ناقد بناء
معاون
طاقم الإدارة
معاون
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
- إنضم
- 17 ديسمبر 2021
- المشاركات
- 9,079
- مستوى التفاعل
- 2,971
- نقاط
- 19,463
- الجنس
- ذكر
- الدولة
- كندا
- توجه جنسي
- أنجذب للإناث
٦١
تنفست الصعداء بعد تلقيها ذلك الخبر المفرح عن إفاقتها من غيبوبتها المؤقتة، وبترقب شديد انتظرت انتهاء الطبيب من فحص مؤشراتها الحيوية لتلج إليها.
, دنت عواطف من فراشها الطبي، ثم مالت عليها تضمها إلى صدرها هاتفة بنبرة متأثرة:
, -حمدلله على سلامتك يا بنتي!
, ردت عليها بسمة بنبرة خافتة:
, -**** يسلمك يا ماما!
, تابعت قائلة بتنهيدة مطولة:
, -لو تعرفي اتخضينا عليكي أد ايه!
, ابتسمت هامسة:
, -قدر ولطف!
,
, لم يستطع الانتظار بالخارج لأكثر من هذا، فقد كان متلهفًا لرؤيتها هو الأخر.
, شعر بأن روحه ردت إليه بمجرد سماعه بخبر استعادتها للوعي.
, تحرك بتوتر رهيب دائرًا حول نفسه إلى أن حسم أمره بالدخول.
, دق دياب على الباب متنحنحًا بصوت خشن:
, -ممكن أدخل؟
, التفتت عواطف نحوه قائلة بود وهي تشير بيدها:
, -أه يا بني، تعالى!
, ثم استدارت برأسها لتحدق في ابنتها وهي تضيف:
, -سي دياب ماسبناش للحظة هو وسي منذر، ليل نهار معانا يا بنتي عشان يطمنوا عليكي!
,
, رمشت بسمة بعينيها في حرج واضح من وجوده، لكنها رأت في نظراته المتطلعة إليها شيئًا غريبًا عن كل مرة.
, تلألأت عيناه بتوهج لامع وهو يدنو منها.
, هتفت عواطف قائلة:
, -أما أروح أطمن أسيف، هي أعدة في الاستقبال من بدري، وهتفرح أوي لما تعرف
, هزت بسمة رأسها بإيماءة خفيفة دافنة نفسها أكثر في الفراش.
, تابعها حتى انصرفت من الغرفة، فاقترب أكثر منها متأملًا إياها بأعينه المشتاقة.
, قطع الصمت السائد بينهما معاتبًا بمرح:
, -ينفع القلق ده كله يا أبلة؟
, حركت رأسها للجانب متحاشية النظر إليه، ثم ردت قائلة بهدوء:
, -أنا اتأخرت على المدرسة، أكيد هايكتبوني غياب!
, عقد ما بين حاجبيه مدهوشًا من جملتها الأخيرة، فسألها مستفهمًا:
, -مدرسة! انتي بتتكلمي عن ايه؟
, أوضحت مقصدها قائلة بتنهيدة متعبة وهي تفرك جبينها:
, -المفروض كان عندي إشراف كمان، لازم حد يبلغهم يدوني اذن صباحي عقبال ما أفوق، و٣ نقطة
, قاطعها قائلًا باستغراب:
, -انتي فقدتي الذاكرة؟ إذن ايه ده؟
, التفتت برأسها نحوه هاتفة بتجهم قليل:
, -احنا عندنا شغل، صعب نغيب اليومين دول، ومافيش أذونات إلا في الضرورة القصوى، و٤ نقطة
, قاطعها دياب مرة أخرى مازحًا:
, -يا أبلة السنة خلصت من بدري، صحي النوم!
, قطبت جبينها مرددة بتعجب:
, -افندم؟
,
, ازدادت ابتسامته اتساعًا وهو يضيف بمرح:
, -انتي في غيبوبة بقالك عشر أيام أو أكتر!
, ارتفع حاجباها للأعلى وهي تصيح باندهاش كبير:
, -نعم! غيبوبة!
, رفع إصبعيه أمام عينيها مداعبًا وهو يشير بنظراته نحو عقلها:
, -ها دول كام بقى؟ عاوزين نطمن على الحتة الطرية اللي جوا برضوه!
, ٣٤ نقطة
,
, كانت شاردة أغلب أوقاتها تفكر مليًا في موافقتها على عرضه الأخير. خشيت من تسرعها، لكن لم يكن أمامها بديل، وهو لم يحاول فرض نفسه عليها.
, تنهدت مرهقة من كثرة التفكير، فاستندت برأسها على مرفقها مغمضة جفنيها للحظات.
, أتاها صوتها مهللًا بسعادة:
, -فاقت يا أسيف، بسمة فاقت!
,
, هبت من مقعدها واقفة لتلتفت نحوها، ثم ارتسم على ثغرها ابتسامة رضا وهي تقول:
, -بجد! الحمد****، **** جبر بخاطرنا!
, وضعت عواطف يدها على صدرها متابعة بتنهيدة ارتياح:
, -أنا كان هيجرالي حاجة من رقدتها دي، عدت على خير، **** ما يعودها تاني
, -يارب
, أشارت قائلة بيدها:
, -أنا هاكلم نيرمين أبشرها!
, ردت عليها بهدوء:
, -ماشي، وأنا هاطلع عند بسمة أبص عليها
, -طيب يا بنتي!
, قالتها وهي تفتش في حقيبتها عن هاتفها المحمول لتبلغ ابنتها بذلك الخبر الســار.
, ٣٦ نقطة
, عــــادت بسمة إلى منزلها لتكمل فترة النقاهة به، وتماثلت للشفاء بدرجة كبيرة بعد عدة أيام.
, أولتها أسيف الرعاية الكاملة، ولم تبخل عليها بمجهودها رغم إرهاقها، فشعرت الأخيرة بأنها كانت مخطئة في حقها، وأنها تسرعت في الحكم عليها، وتقاربت الاثنتان إلى حد ما.
,
, اتفق منذر مع عائلة عواطف على إبقاء سر الخطبة بينهم، وكذلك اتفق على تحديد موعد محدد لقراءة الفاتحة، ورغم أنها خطبة زائفة إلا أنه أصر على القيام بها وفق الأصول والأعراف المتبعة.
, تأججت نيران الغيرة بداخل نيرمين، لكنها عقدت العزم على إفسادها مهما كلفها الأمر، حتى وإن تحالفت مع الشيطان ذاته، المهم ألا تحظى به غيرها.
, ٣٤ نقطة
,
, -أبدًا، مش رايحة!
, صاحت بها جليلة وهي تهز رأسها رافضة الذهاب مع ابنها البكري للتقدم رسميًا لخطبة تلك الفتاة تحديدًا.
, حك منذر رأسه بعصبية وهو يردد بهدوء ممتعض:
, -يعني يرضيكي أروح من غيرك يا ست الكل؟!
, ردت عليه بعبوس:
, -كفاية أبوك وأخوك!
,
, أضاف قائلًا بإلحاح:
, -وأنا مش هاعملها من غير ما تكوني راضية وموافقة!
,
, قطبت جبينها معللة سبب رفضها:
, -يا بني، يا حبيبي! أنا نفسي أفرح بيك، وأشوف عيالك بيتنططوا حواليا، بس.. بس مش من دي!
, سألها بانزعاج:
, -واشمعنى هي بالذات؟ يعني لو كنت وافقت على اللي في بالك كنتي هتبقي٣ نقطة
,
, قاطعته قائلة بجدية:
, -أنا بأدور على مصلحتك
,
, سحب منذر نفسًا عميقًا، ثم زفره على مهل قبل أن يقول:
, -يامه مش كل الرزق فلوس وعيال! الرزق في حاجات تانية، زي الصحة، وراحة البال، والسيرة الطيبة، والستر والرضا!
,
, ردت عليه قائلة بتبرم:
, -دي بتاعة أعمال وسحر و٣ نقطة
, قاطعها مداعبًا:
, -مش جايز سرها يبقى باتع معايا!
,
, نظرت له بحدة وهي تقول:
, -انت بتهزر يا منذر!
,
, ابتسم لها مضيفًا بإحباط:
, -طب أقولك ايه بس يا ست الكل؟ ما أنا احترت معاكي ومش عارف أخشلك من أي سكة
,
, بالفعل بذل مجهودًا كبيرًا في إقناعها، لكنها كانت متشبثة برأيها رافضة الإنصات إليه.
, تنهد بتعب، لكنه لم ييأس، فرسم على ثغره ابتسامة راضية.
, لف ذراعه حول كتفيها، وانحنى ليقبلها من أعلى رأسها قائلًا:
, -برضوه الفرحة مش هاتكمل إلا بيكي! ده انتي الخير والبركة!
,
, أشــار لها طه بيده مضيفًا بضيق:
, -خلاص بقى يا جليلة متحبكيهاش! عاجبك شحتفة ابنك؟
,
, نظر منذر لأبيه بامتنان لأنه كان يدعمه بقوة في رغبته، لم يتوقف عن إلحاحه عليها حتى استسلمت في الأخير، وضغطت على شفتيها قائلة بتبرم:
, -طيب.. خلاص!
,
, تهللت أساريره، وتنفس الصعداء هاتفًا بحماس:
, -ألف حمد وشكر ليك يارب!
, تابع طه قائلًا بجدية:
, -جهزولنا الأكل بقى خلونا نروح بعدها للزيارة دي
,
, ردت عليه زوجته بامتعاض:
, -ماشي يا حاج طه، أما نشوف أخرتها ايه!
,
, صـاح دياب مازحًا:
, -وأنا ماليش نصيب معاكو؟
, اتسعت ابتسامة جليلة قائلة:
, -انوي انت بس، وأنا يا حبيبي متأخرش عنك!
, أضـــاف منذر بمرح غامزًا لأخيه:
, -ايوه يا عم، واخد اللي على وش القفص!
, رد عليه دياب بتذمر زائف:
, -كفاية إني قاعد في قعره بقالي سنين!
,
, فهمت جليلة إلى ماذا يرمي ابنها، إلى زيجته السابقة التي انعكست بالسلب عليه، فمطت فمها قائلة بضجر:
, -بلاش السيرة الفقر دي، انسى يابني!
,
, هز دياب رأسه هاتفًا:
, -ماشي، خلينا مركزين مع منذر النهاردة، ده يومه!
,
, كان أخيه محقًا في هذا، فاليوم هو محلق في عنان السماء، ستحقق رغبته حتى ولو كانت مؤقتة، لكنه سينالها.
,
, ٢٦ نقطة
, بدت مزعوجة للغاية وهي تنتظر اتصاله الهاتفي لتنزل مع عمتها لانتقاء خاتم الخطبة، فهو يعد من الأمور ا?ساسية التي لا يمكن التغاضي عنها حتى وإن كانت معترضة عليها.
,
, وبامتعاضٍ بادٍ على وجهها اضطرت أن تبدل عباءتها وترتدي ثوبًا داكن اللون اختارته بسمة لها.
, ورغم عبوسها إلا أنها لا تنكر إعجابها به. في ظروف أخرى ربما كانت ستصبح أسعد الفتيات وأكثرهن فرحة، ولكن ?نها تعلم زيف الحقائق ففرحتها تعد مصطنعة.
,
, تأنق منذر على غير عادته، فبدا وسيمًا للغاية بثيابه المنمقة، أرادها أن تنبهر بهيئته، أن يلفت أنظارها، أن يشعرها بأهمية أبسط الأمور من منظوره حتى لو كانت في الملبس فقط.
,
, راقبته نيرمين من الشرفة بأعين نارية، كادت تفترسه نظراتها، تمنت لو كانت هي العروس، أن تتأبط في ذراعيه، أن تسير وسط الجيران بخيلاء ومرفوعة الرأس لأنها مخطوبة لسيد رجال المنطقة.
, كانت سترقص طربًا، وتقيم الأفراح والليالي الملاح، لكن ذهبت أحلامها أدراج الريح، وباتت تعيسة الحظ، خائبة الرجاء.
, ولم تكن لتفوت فرصة مثل تلك لتظهر حقدها وغلها، فأصرت على الذهاب معهم.
,
, ترقب على أحر من الجمر نزولها، وظل يتلفت حوله بضيق كبير حتى لمح طيفها.
, انتصب في وقفته، واتسعت ابتسامته، كما تحولت نظراته للإشراق.
, دنا منها قائلًا بنبرة متحمسة نسبيًا وهو مسبل عينيه نحوها:
, -صباح الخير، أخبارك ايه؟
,
, ضغطت أسيف على شفتيها قائلة بحرج وهي تتحاشى النظر إليه:
, -الحمد****!
,
, وقبل أن يضيف كلمة أخرى، اقتحمت عليه نيرمين الحوار قائلة بعبوس:
, -مكانش ليها لازمة النزلة دي يا سي منذر، كنت هات حاجة صيني مضروبة، وأهي تقضي الغرض بردك!
,
, اشتدت تعابير وجهه من طريقتها الفظة، ونظر لها شزرًا قائلًا بتأفف:
, -لا مؤاخذة الصيني ده ليه ناسه، لكن أنا بأجيب بقيمتي!
, ردت عليه بامتعاض:
, -طبعًا قيمتك على عينا وراسنا يا سي منذر، بس الفلوس دي هتترمى في الأرض، فخسارة تضيعها على الفاضي!
,
, رمقها بنظرات ساخطة وهو يرد بصلابة:
, -مالكيش فيه!
,
, ثم استدار برأسه ناحية أسيف متابعًا:
, -يالا يا عروسة، اتفضلي!
,
, توردت وجنتي أسيف بشدة من تلك الكلمة، وبخطوات متعثرة تحركت صوب سيارته لتجلس في المقعد الخلفي.
,
, بعد لحظات كان الجميع بالسيارة، فانطلق بهم منذر نحو أشهر منطقة تضم أكبر محال الصاغة.
, أوقفها عند الناصية، ثم التفت برأسه للخلف لينظر مباشرة في عينيها متساءلًا باهتمام:
, -تحبي محل ايه؟
,
, احتارت أسيف في الرد عليه، فرأسها كان خاويًا، هي بصعوبة تحاول الاستمرار في تلك التمثلية الزائفة، لذلك ردت باقتضاب:
, -أي حاجة، مش هاتفرق!
, فرك طرف ذقنه بكفه متابعًا:
, -أنا في دماغي محل كويس، بس مش عارف إن كان ذوقي هيعجبكم ولا ٤ نقطة
,
, قاطعته عواطف قائلة بامتنان:
, -يا بني كتر خيرك، ده كفاية واقفتك معانا!
, رد عليها بإصرار جاد:
, -الأصول أصول يا ست عواطف!
,
, احتقنت عيناي نيرمين بشدة، واكتسى وجهها بحمرة مغتاظة.
, رمقت أسيف بنظرات حاقدة مشتعلة، وتمتمت مع نفسها بغضب:
, -يا بت المحظوظة، موديكي عند أشهر جواهرجي في الحتة كلها! بوز فقر!
, ٢٧ نقطة
,
, حدقت بشرود كبير في تلك الأشكال المختلفة للخواتم، وتنوعت نظراتها ما بين الإعجاب والقلق.
, أرادت شيئًا محددًا، وصممت على البحث عنه.
, أخرجها من حيرتها صوت منذر متساءلًا بحماس:
, -ها عجبتك حاجة؟
, ضغطت أسيف على شفتيها قائلة بتردد:
, -يعني.. أنا في دماغي حاجة تكون خفيفة كده، ومش فيها شغل
,
, عقد ما بين حاجبيه متساءلًا باستغراب:
, -ليه؟
, نظرت له بجدية وهي تقول بغموض:
, -أكيد انت فاهم كويس!
,
, انتصب في وقفته، وحدق فيها بنظرات شبه صارمة مرددًا:
, -بس إنتي هاتتخطبي لمنذر حرب، مش أي حد، يعني لازم تكون حاجة من قيمتي وقيمتك!
, -بس ٤ نقطة
,
, رفع يده في وجهها مقاطعًا باقتضاب:
, -متجادليش كتير، هي كلمة!
,
, استدار برأسه ناحية صاحب محل الصاغة موجهًا حديثه له:
, -شوفلنا أحسن حاجة عندك!
,
, ابتسم الأخير بتكلف وهو يرد بدبلوماسية معتادة:
, -طبعًا يا فندم، حضرتك تؤمر!
,
, أزعجها تصرفه المعاند، فاقتربت منه أكثر، فتقلصت المسافة بينهما إلى خطوة واحدة، وزادت هي من نقصها بميلها عليها برأسها هامسة بضيق:
, -لو سمحت يا أستاذ منذر! إنت عارف إني مش موافقة على الموضوع من الأول، فأرجوك ماتضغطش عليا!
,
, تفاجأ من قربها الشديد، وشعر بخفقان شديد في قلبه.
, لم يتخيل للحظة أن تؤثر به هكذا، أن تحرك فيه شيئًا وبقوة.
, طالعته بنظرات متعجبة من تحديقه بها، فابتسم لها قائلًا بمزاح:
, -طب اتفرجي! ده حتى الفرجة ببلاش!
, نظرت له بضيق أكبر، فأصر قائلًا:
, -اتفرجي بس، متفقين؟
, اكتفت بالابتسام، وعاودت التحديق في الخواتم البراقة أمامها.
, راقبها بنظرات دقيقة متأملة لكل ردة فعل تصدر عنها، أراد أن يعرف وبشدة إلى أي شكل تميل، فقد دار في رأسه فكرة ما.
,
, استشاطت نظرات نيرمين على الأخير، وأحست بسخونة منبعثة من جسدها المتقد على جمراته الملتهبة.
, اقتربت من والدتها، ومالت على كتفها لتقول بصوت خفيض من بين أسنانها المضغوطة:
, -شايفة يا ماما الدهب، بصي!
, ردت عليها عواطف بإيماءة خفيفة من رأسها:
, -**** يعوضك بابن الحلال اللي يجيبلك أحسن منه!
,
, همست لها بحقد مسلطة أنظارها على ابنة خالها:
, -كفاية الوكسة اللي اتوكستها، وغيري واخد الحلو كله
,
, ربتت أمها على كتفها مرددة:
, -صفي قلبك، وربنا هيكرمك!
,
, بعد لحظات، كانت قد انتقت الأقرب إلى رغبتها، خاتمًا بسيطًا رقيقًا، والأهم خفيفًا في وزنه، فلم يكلفه إلا القليل.
, أزعجه اختيارها، ومع ذلك لم يعترض، وبضجر كبير اشتراه لها.
, نظرت لها نيرمين بسخط وهي تبرطم مع نفسها:
, -وش فقر طول عمرها، حد يقول للنعمة لأ؟
,
, غص صدرها بغيظها الحقود، فكورت قبضتها، وهمست لوالدتها قائلة بازدراء:
, -بأقولك ايه، أنا طالعة أشم شوية هوا برا لأحسن اتخنقت من الوقفة هنا!
,
, هزت عواطف رأسها بالإيجاب قائلة:
, -وماله يا بنتي! واحنا لما نخلص هانطلعلك على طول
, -طيب
, قالتها نيرمين وهي تعلق حقيبتها على كتفها متجهة نحو باب المحل.
, كانت تنفس نارًا من أذنيها، أوشكت على الانفجار من شدة غضبها المكتوم، لذلك فضلت الانسحاب مؤقتًا حتى تضبط انفعالاتها الهائجة.
, سريعًا ما تأججت مشاعرها المحتقنة حينما لمحتهما عند محل الصائغ المجاور، فضاقت نظراتها، وقست تعابير وجهها للغاية.
, انتوت نيرمين أن تفرغ شحنتها الغاضبة فيهما، خاصة أنها فرصة لا تعوض ٧ نقطة
تنفست الصعداء بعد تلقيها ذلك الخبر المفرح عن إفاقتها من غيبوبتها المؤقتة، وبترقب شديد انتظرت انتهاء الطبيب من فحص مؤشراتها الحيوية لتلج إليها.
, دنت عواطف من فراشها الطبي، ثم مالت عليها تضمها إلى صدرها هاتفة بنبرة متأثرة:
, -حمدلله على سلامتك يا بنتي!
, ردت عليها بسمة بنبرة خافتة:
, -**** يسلمك يا ماما!
, تابعت قائلة بتنهيدة مطولة:
, -لو تعرفي اتخضينا عليكي أد ايه!
, ابتسمت هامسة:
, -قدر ولطف!
,
, لم يستطع الانتظار بالخارج لأكثر من هذا، فقد كان متلهفًا لرؤيتها هو الأخر.
, شعر بأن روحه ردت إليه بمجرد سماعه بخبر استعادتها للوعي.
, تحرك بتوتر رهيب دائرًا حول نفسه إلى أن حسم أمره بالدخول.
, دق دياب على الباب متنحنحًا بصوت خشن:
, -ممكن أدخل؟
, التفتت عواطف نحوه قائلة بود وهي تشير بيدها:
, -أه يا بني، تعالى!
, ثم استدارت برأسها لتحدق في ابنتها وهي تضيف:
, -سي دياب ماسبناش للحظة هو وسي منذر، ليل نهار معانا يا بنتي عشان يطمنوا عليكي!
,
, رمشت بسمة بعينيها في حرج واضح من وجوده، لكنها رأت في نظراته المتطلعة إليها شيئًا غريبًا عن كل مرة.
, تلألأت عيناه بتوهج لامع وهو يدنو منها.
, هتفت عواطف قائلة:
, -أما أروح أطمن أسيف، هي أعدة في الاستقبال من بدري، وهتفرح أوي لما تعرف
, هزت بسمة رأسها بإيماءة خفيفة دافنة نفسها أكثر في الفراش.
, تابعها حتى انصرفت من الغرفة، فاقترب أكثر منها متأملًا إياها بأعينه المشتاقة.
, قطع الصمت السائد بينهما معاتبًا بمرح:
, -ينفع القلق ده كله يا أبلة؟
, حركت رأسها للجانب متحاشية النظر إليه، ثم ردت قائلة بهدوء:
, -أنا اتأخرت على المدرسة، أكيد هايكتبوني غياب!
, عقد ما بين حاجبيه مدهوشًا من جملتها الأخيرة، فسألها مستفهمًا:
, -مدرسة! انتي بتتكلمي عن ايه؟
, أوضحت مقصدها قائلة بتنهيدة متعبة وهي تفرك جبينها:
, -المفروض كان عندي إشراف كمان، لازم حد يبلغهم يدوني اذن صباحي عقبال ما أفوق، و٣ نقطة
, قاطعها قائلًا باستغراب:
, -انتي فقدتي الذاكرة؟ إذن ايه ده؟
, التفتت برأسها نحوه هاتفة بتجهم قليل:
, -احنا عندنا شغل، صعب نغيب اليومين دول، ومافيش أذونات إلا في الضرورة القصوى، و٤ نقطة
, قاطعها دياب مرة أخرى مازحًا:
, -يا أبلة السنة خلصت من بدري، صحي النوم!
, قطبت جبينها مرددة بتعجب:
, -افندم؟
,
, ازدادت ابتسامته اتساعًا وهو يضيف بمرح:
, -انتي في غيبوبة بقالك عشر أيام أو أكتر!
, ارتفع حاجباها للأعلى وهي تصيح باندهاش كبير:
, -نعم! غيبوبة!
, رفع إصبعيه أمام عينيها مداعبًا وهو يشير بنظراته نحو عقلها:
, -ها دول كام بقى؟ عاوزين نطمن على الحتة الطرية اللي جوا برضوه!
, ٣٤ نقطة
,
, كانت شاردة أغلب أوقاتها تفكر مليًا في موافقتها على عرضه الأخير. خشيت من تسرعها، لكن لم يكن أمامها بديل، وهو لم يحاول فرض نفسه عليها.
, تنهدت مرهقة من كثرة التفكير، فاستندت برأسها على مرفقها مغمضة جفنيها للحظات.
, أتاها صوتها مهللًا بسعادة:
, -فاقت يا أسيف، بسمة فاقت!
,
, هبت من مقعدها واقفة لتلتفت نحوها، ثم ارتسم على ثغرها ابتسامة رضا وهي تقول:
, -بجد! الحمد****، **** جبر بخاطرنا!
, وضعت عواطف يدها على صدرها متابعة بتنهيدة ارتياح:
, -أنا كان هيجرالي حاجة من رقدتها دي، عدت على خير، **** ما يعودها تاني
, -يارب
, أشارت قائلة بيدها:
, -أنا هاكلم نيرمين أبشرها!
, ردت عليها بهدوء:
, -ماشي، وأنا هاطلع عند بسمة أبص عليها
, -طيب يا بنتي!
, قالتها وهي تفتش في حقيبتها عن هاتفها المحمول لتبلغ ابنتها بذلك الخبر الســار.
, ٣٦ نقطة
, عــــادت بسمة إلى منزلها لتكمل فترة النقاهة به، وتماثلت للشفاء بدرجة كبيرة بعد عدة أيام.
, أولتها أسيف الرعاية الكاملة، ولم تبخل عليها بمجهودها رغم إرهاقها، فشعرت الأخيرة بأنها كانت مخطئة في حقها، وأنها تسرعت في الحكم عليها، وتقاربت الاثنتان إلى حد ما.
,
, اتفق منذر مع عائلة عواطف على إبقاء سر الخطبة بينهم، وكذلك اتفق على تحديد موعد محدد لقراءة الفاتحة، ورغم أنها خطبة زائفة إلا أنه أصر على القيام بها وفق الأصول والأعراف المتبعة.
, تأججت نيران الغيرة بداخل نيرمين، لكنها عقدت العزم على إفسادها مهما كلفها الأمر، حتى وإن تحالفت مع الشيطان ذاته، المهم ألا تحظى به غيرها.
, ٣٤ نقطة
,
, -أبدًا، مش رايحة!
, صاحت بها جليلة وهي تهز رأسها رافضة الذهاب مع ابنها البكري للتقدم رسميًا لخطبة تلك الفتاة تحديدًا.
, حك منذر رأسه بعصبية وهو يردد بهدوء ممتعض:
, -يعني يرضيكي أروح من غيرك يا ست الكل؟!
, ردت عليه بعبوس:
, -كفاية أبوك وأخوك!
,
, أضاف قائلًا بإلحاح:
, -وأنا مش هاعملها من غير ما تكوني راضية وموافقة!
,
, قطبت جبينها معللة سبب رفضها:
, -يا بني، يا حبيبي! أنا نفسي أفرح بيك، وأشوف عيالك بيتنططوا حواليا، بس.. بس مش من دي!
, سألها بانزعاج:
, -واشمعنى هي بالذات؟ يعني لو كنت وافقت على اللي في بالك كنتي هتبقي٣ نقطة
,
, قاطعته قائلة بجدية:
, -أنا بأدور على مصلحتك
,
, سحب منذر نفسًا عميقًا، ثم زفره على مهل قبل أن يقول:
, -يامه مش كل الرزق فلوس وعيال! الرزق في حاجات تانية، زي الصحة، وراحة البال، والسيرة الطيبة، والستر والرضا!
,
, ردت عليه قائلة بتبرم:
, -دي بتاعة أعمال وسحر و٣ نقطة
, قاطعها مداعبًا:
, -مش جايز سرها يبقى باتع معايا!
,
, نظرت له بحدة وهي تقول:
, -انت بتهزر يا منذر!
,
, ابتسم لها مضيفًا بإحباط:
, -طب أقولك ايه بس يا ست الكل؟ ما أنا احترت معاكي ومش عارف أخشلك من أي سكة
,
, بالفعل بذل مجهودًا كبيرًا في إقناعها، لكنها كانت متشبثة برأيها رافضة الإنصات إليه.
, تنهد بتعب، لكنه لم ييأس، فرسم على ثغره ابتسامة راضية.
, لف ذراعه حول كتفيها، وانحنى ليقبلها من أعلى رأسها قائلًا:
, -برضوه الفرحة مش هاتكمل إلا بيكي! ده انتي الخير والبركة!
,
, أشــار لها طه بيده مضيفًا بضيق:
, -خلاص بقى يا جليلة متحبكيهاش! عاجبك شحتفة ابنك؟
,
, نظر منذر لأبيه بامتنان لأنه كان يدعمه بقوة في رغبته، لم يتوقف عن إلحاحه عليها حتى استسلمت في الأخير، وضغطت على شفتيها قائلة بتبرم:
, -طيب.. خلاص!
,
, تهللت أساريره، وتنفس الصعداء هاتفًا بحماس:
, -ألف حمد وشكر ليك يارب!
, تابع طه قائلًا بجدية:
, -جهزولنا الأكل بقى خلونا نروح بعدها للزيارة دي
,
, ردت عليه زوجته بامتعاض:
, -ماشي يا حاج طه، أما نشوف أخرتها ايه!
,
, صـاح دياب مازحًا:
, -وأنا ماليش نصيب معاكو؟
, اتسعت ابتسامة جليلة قائلة:
, -انوي انت بس، وأنا يا حبيبي متأخرش عنك!
, أضـــاف منذر بمرح غامزًا لأخيه:
, -ايوه يا عم، واخد اللي على وش القفص!
, رد عليه دياب بتذمر زائف:
, -كفاية إني قاعد في قعره بقالي سنين!
,
, فهمت جليلة إلى ماذا يرمي ابنها، إلى زيجته السابقة التي انعكست بالسلب عليه، فمطت فمها قائلة بضجر:
, -بلاش السيرة الفقر دي، انسى يابني!
,
, هز دياب رأسه هاتفًا:
, -ماشي، خلينا مركزين مع منذر النهاردة، ده يومه!
,
, كان أخيه محقًا في هذا، فاليوم هو محلق في عنان السماء، ستحقق رغبته حتى ولو كانت مؤقتة، لكنه سينالها.
,
, ٢٦ نقطة
, بدت مزعوجة للغاية وهي تنتظر اتصاله الهاتفي لتنزل مع عمتها لانتقاء خاتم الخطبة، فهو يعد من الأمور ا?ساسية التي لا يمكن التغاضي عنها حتى وإن كانت معترضة عليها.
,
, وبامتعاضٍ بادٍ على وجهها اضطرت أن تبدل عباءتها وترتدي ثوبًا داكن اللون اختارته بسمة لها.
, ورغم عبوسها إلا أنها لا تنكر إعجابها به. في ظروف أخرى ربما كانت ستصبح أسعد الفتيات وأكثرهن فرحة، ولكن ?نها تعلم زيف الحقائق ففرحتها تعد مصطنعة.
,
, تأنق منذر على غير عادته، فبدا وسيمًا للغاية بثيابه المنمقة، أرادها أن تنبهر بهيئته، أن يلفت أنظارها، أن يشعرها بأهمية أبسط الأمور من منظوره حتى لو كانت في الملبس فقط.
,
, راقبته نيرمين من الشرفة بأعين نارية، كادت تفترسه نظراتها، تمنت لو كانت هي العروس، أن تتأبط في ذراعيه، أن تسير وسط الجيران بخيلاء ومرفوعة الرأس لأنها مخطوبة لسيد رجال المنطقة.
, كانت سترقص طربًا، وتقيم الأفراح والليالي الملاح، لكن ذهبت أحلامها أدراج الريح، وباتت تعيسة الحظ، خائبة الرجاء.
, ولم تكن لتفوت فرصة مثل تلك لتظهر حقدها وغلها، فأصرت على الذهاب معهم.
,
, ترقب على أحر من الجمر نزولها، وظل يتلفت حوله بضيق كبير حتى لمح طيفها.
, انتصب في وقفته، واتسعت ابتسامته، كما تحولت نظراته للإشراق.
, دنا منها قائلًا بنبرة متحمسة نسبيًا وهو مسبل عينيه نحوها:
, -صباح الخير، أخبارك ايه؟
,
, ضغطت أسيف على شفتيها قائلة بحرج وهي تتحاشى النظر إليه:
, -الحمد****!
,
, وقبل أن يضيف كلمة أخرى، اقتحمت عليه نيرمين الحوار قائلة بعبوس:
, -مكانش ليها لازمة النزلة دي يا سي منذر، كنت هات حاجة صيني مضروبة، وأهي تقضي الغرض بردك!
,
, اشتدت تعابير وجهه من طريقتها الفظة، ونظر لها شزرًا قائلًا بتأفف:
, -لا مؤاخذة الصيني ده ليه ناسه، لكن أنا بأجيب بقيمتي!
, ردت عليه بامتعاض:
, -طبعًا قيمتك على عينا وراسنا يا سي منذر، بس الفلوس دي هتترمى في الأرض، فخسارة تضيعها على الفاضي!
,
, رمقها بنظرات ساخطة وهو يرد بصلابة:
, -مالكيش فيه!
,
, ثم استدار برأسه ناحية أسيف متابعًا:
, -يالا يا عروسة، اتفضلي!
,
, توردت وجنتي أسيف بشدة من تلك الكلمة، وبخطوات متعثرة تحركت صوب سيارته لتجلس في المقعد الخلفي.
,
, بعد لحظات كان الجميع بالسيارة، فانطلق بهم منذر نحو أشهر منطقة تضم أكبر محال الصاغة.
, أوقفها عند الناصية، ثم التفت برأسه للخلف لينظر مباشرة في عينيها متساءلًا باهتمام:
, -تحبي محل ايه؟
,
, احتارت أسيف في الرد عليه، فرأسها كان خاويًا، هي بصعوبة تحاول الاستمرار في تلك التمثلية الزائفة، لذلك ردت باقتضاب:
, -أي حاجة، مش هاتفرق!
, فرك طرف ذقنه بكفه متابعًا:
, -أنا في دماغي محل كويس، بس مش عارف إن كان ذوقي هيعجبكم ولا ٤ نقطة
,
, قاطعته عواطف قائلة بامتنان:
, -يا بني كتر خيرك، ده كفاية واقفتك معانا!
, رد عليها بإصرار جاد:
, -الأصول أصول يا ست عواطف!
,
, احتقنت عيناي نيرمين بشدة، واكتسى وجهها بحمرة مغتاظة.
, رمقت أسيف بنظرات حاقدة مشتعلة، وتمتمت مع نفسها بغضب:
, -يا بت المحظوظة، موديكي عند أشهر جواهرجي في الحتة كلها! بوز فقر!
, ٢٧ نقطة
,
, حدقت بشرود كبير في تلك الأشكال المختلفة للخواتم، وتنوعت نظراتها ما بين الإعجاب والقلق.
, أرادت شيئًا محددًا، وصممت على البحث عنه.
, أخرجها من حيرتها صوت منذر متساءلًا بحماس:
, -ها عجبتك حاجة؟
, ضغطت أسيف على شفتيها قائلة بتردد:
, -يعني.. أنا في دماغي حاجة تكون خفيفة كده، ومش فيها شغل
,
, عقد ما بين حاجبيه متساءلًا باستغراب:
, -ليه؟
, نظرت له بجدية وهي تقول بغموض:
, -أكيد انت فاهم كويس!
,
, انتصب في وقفته، وحدق فيها بنظرات شبه صارمة مرددًا:
, -بس إنتي هاتتخطبي لمنذر حرب، مش أي حد، يعني لازم تكون حاجة من قيمتي وقيمتك!
, -بس ٤ نقطة
,
, رفع يده في وجهها مقاطعًا باقتضاب:
, -متجادليش كتير، هي كلمة!
,
, استدار برأسه ناحية صاحب محل الصاغة موجهًا حديثه له:
, -شوفلنا أحسن حاجة عندك!
,
, ابتسم الأخير بتكلف وهو يرد بدبلوماسية معتادة:
, -طبعًا يا فندم، حضرتك تؤمر!
,
, أزعجها تصرفه المعاند، فاقتربت منه أكثر، فتقلصت المسافة بينهما إلى خطوة واحدة، وزادت هي من نقصها بميلها عليها برأسها هامسة بضيق:
, -لو سمحت يا أستاذ منذر! إنت عارف إني مش موافقة على الموضوع من الأول، فأرجوك ماتضغطش عليا!
,
, تفاجأ من قربها الشديد، وشعر بخفقان شديد في قلبه.
, لم يتخيل للحظة أن تؤثر به هكذا، أن تحرك فيه شيئًا وبقوة.
, طالعته بنظرات متعجبة من تحديقه بها، فابتسم لها قائلًا بمزاح:
, -طب اتفرجي! ده حتى الفرجة ببلاش!
, نظرت له بضيق أكبر، فأصر قائلًا:
, -اتفرجي بس، متفقين؟
, اكتفت بالابتسام، وعاودت التحديق في الخواتم البراقة أمامها.
, راقبها بنظرات دقيقة متأملة لكل ردة فعل تصدر عنها، أراد أن يعرف وبشدة إلى أي شكل تميل، فقد دار في رأسه فكرة ما.
,
, استشاطت نظرات نيرمين على الأخير، وأحست بسخونة منبعثة من جسدها المتقد على جمراته الملتهبة.
, اقتربت من والدتها، ومالت على كتفها لتقول بصوت خفيض من بين أسنانها المضغوطة:
, -شايفة يا ماما الدهب، بصي!
, ردت عليها عواطف بإيماءة خفيفة من رأسها:
, -**** يعوضك بابن الحلال اللي يجيبلك أحسن منه!
,
, همست لها بحقد مسلطة أنظارها على ابنة خالها:
, -كفاية الوكسة اللي اتوكستها، وغيري واخد الحلو كله
,
, ربتت أمها على كتفها مرددة:
, -صفي قلبك، وربنا هيكرمك!
,
, بعد لحظات، كانت قد انتقت الأقرب إلى رغبتها، خاتمًا بسيطًا رقيقًا، والأهم خفيفًا في وزنه، فلم يكلفه إلا القليل.
, أزعجه اختيارها، ومع ذلك لم يعترض، وبضجر كبير اشتراه لها.
, نظرت لها نيرمين بسخط وهي تبرطم مع نفسها:
, -وش فقر طول عمرها، حد يقول للنعمة لأ؟
,
, غص صدرها بغيظها الحقود، فكورت قبضتها، وهمست لوالدتها قائلة بازدراء:
, -بأقولك ايه، أنا طالعة أشم شوية هوا برا لأحسن اتخنقت من الوقفة هنا!
,
, هزت عواطف رأسها بالإيجاب قائلة:
, -وماله يا بنتي! واحنا لما نخلص هانطلعلك على طول
, -طيب
, قالتها نيرمين وهي تعلق حقيبتها على كتفها متجهة نحو باب المحل.
, كانت تنفس نارًا من أذنيها، أوشكت على الانفجار من شدة غضبها المكتوم، لذلك فضلت الانسحاب مؤقتًا حتى تضبط انفعالاتها الهائجة.
, سريعًا ما تأججت مشاعرها المحتقنة حينما لمحتهما عند محل الصائغ المجاور، فضاقت نظراتها، وقست تعابير وجهها للغاية.
, انتوت نيرمين أن تفرغ شحنتها الغاضبة فيهما، خاصة أنها فرصة لا تعوض ٧ نقطة