NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول أسطورتي | السلسلة الأولي | عشرون جزء 16/10/2023

ناقد بناء

مشرف قسم التعارف
طاقم الإدارة
مشرف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
17 ديسمبر 2021
المشاركات
8,828
مستوى التفاعل
2,836
الإقامة
بلاد واسعة
نقاط
15,204
الجنس
ذكر
الدولة
كندا
توجه جنسي
أنجذب للإناث
الأول


🌹 الشخصيات 🌹
,
, أدهم عز الدين:شاب في32من عمره طويل عريض المنكبين ذو جسم رياضي وشعر أسود فاحم وعينان بلون البحر الصافي لديه شركة أدهم للإستيراد والتصدير .. كبير عائلته عانى كثيرا في حياته لكي يحافظ على عائلته ويؤمن لهم حياة جيدة صارم جدا في عمله جاد وعصبي قليلا ولكنه حنون ونقطة ضعفه هي عائلته فهو مستعد أن يضحي بحياته من أجلهم ..
, ٢١ العلامة النجمية
, جمانة جمال:والدة أدهم سيدة في55من عمرها امرأة طيبة وحنونة جدا تظهر على وجهها تجاعيد تدل على كم الشقاء والعذاب الذي عانته تحب ابنائها وخاصة أدهم فهو كان السند والضهر القوي للجميع وتعلم كم ثابر وجاهد وتعب من أجلهم ..
, ٢٤ العلامة النجمية
, سيف عز الدين:شاب في23من عمره طويل القامة له شعر أسود قصير وملامح وسيمة يشبه كثيرا أخيه في الشكل .. يدرس في كلية تجارة في سنته الأخيرة شاب مرح ويحب الضحك مستهتر قليلا وغير مسؤول .. مسبب دائما للمشاكل والتي تقع فوق دماغ أخيه الكبير، يحب أدهم جدا جدا ويعتبره أباه وليس فقط أخاه الكبير مدلل كثيراً وكل طلباته مجابة من قبله وغالباً مايتصرف بطفولية معه كطفل عمره10سنوات ..
, ٢٦ العلامة النجمية
, نور عز الدين:الأخت الصغرى لأدهم وسيف تحب أخوتها جدا وتعتبر أدهم أباها فهي لم ترى أبيها منذ ولادتها .. عمرها20سنة في كلية انجلش سنة ثالثة .. حنونة وبريئة جداً وذات قلب طيب تحب مساعدة كل من يحتاج إليها .. بملامح جميلة هادئة بعيتين بنيتين وشعر أسود فاحم ..
, ٢٩ العلامة النجمية
, ليلى العامر :فتاة في عمر22جميلة وقصيرة القامة قليلا شعرها أشقر طويل يصل إلى أسفل ظهرها .. بشرتها بيضاء وعيونها خضراء بلون العشب بأهداب طويلة وكثيفة .. طيبة وحنونة جدا تعيش مع أمها وأخيها الصغير ووالدها الذي يقسو عليهم كثيرا .. وتعيش بسببه حياة تعيسة .. تعمل في محل لبيع العطور لكي تؤمن مصروفها .. تدرس في كلية هندسة وتساعد أمها في أعمال المنزل فأمها متعبة وعانت كثيرا بسبب والدها من ضرب وإهانة وشتائم ..
, ٢٩ العلامة النجمية
, مديحة:سيدة في45من عمرها تزوجت في عمر صغير بسبب الأوضاع المادية السيئة لعائلتها ولكنها لم توفق فمن بداية زواجها وهيي تتعرض للضرب والإهانة من قبل زوجها الذي أصبح يشرب ويسكر ويأخذ منها الأموال ويشتري المشروب ويصرفه على ملذاته .. تحب ابنتها ودائما تدعي لها أن يوفقها **** بشاب يحبها ويكون خير عون وسند لها ..
, ٣١ العلامة النجمية
, حمزة العامر:أخ ليلى عمر10سنوات يحب ليلى جدا ويكره أباه بسبب معاملته لهم جميعا حاول أكثر من مرة البحث عن عمل لكي يساعد اخته وامه ولكن دائما ما كانت تكشفه أخته وتوبخه
, ٣٢ العلامة النجمية
, أمجد العامر:والد ليلى شخص سيئ الطباع لايهتم لأحد عاطل عن العمل يأخد المال من زوجته وابنته ويصرفه على ملذاته دائما مايسكر ويلقي بالضرب والشتائم على زوجته وابنته ..
, ٣٣ العلامة النجمية
, أحمد سعيد:صديق أدهم المقرب من الإبتدائي فقد كانو أولاد حارة واحدة .. يعمل معه في شركته وقد صاحبه في مسيرة حياته ولم يتركه أبدا .. تعب وعمل معه للوصول إلى ماهم عليه .. يعيش بمفرده أهله توفوا منذ كان في الجامعة .. يحب أدهم كثيرا ويعتبره أخوه ويحب أخوته ويعتبرهم كأخوته الصغار ويعشق أم أدهم فهي كانت نعم الأم له واحتضنته في أكثر الأوقات احتياجا لها ..
,
, الفصل الأول
,
, في أحد أحياء القاهرة الراقية حيث الفيلات الفخمة والدالة على الغنى والثراء ، وخاصة في فيلا تتألف من طابقين تحيط بها حديقة واسعة مليئة بالأشجار والورود المنوعة ، فيلا يظهر عليها الفخامة والرقي في كل شيء بدأً من سورها الكبير وبوابتها الكبيرة ومدخلها الطويل ، وفي داخلها تنعكس الفخامة والأناقة أكثر ..
, وفي أحد غرف هذه الفيلا غرفة فخمة يغلب عليها اللون الأزرق والأسود من السرير إلى الستائر والأثاث ، يقف شاب وسيم ذو جسد رياضي متناسق بعضلات بارزة .. يسرح شعره الذي يشبه سواده سواد الليل ، يضع ساعته السوداء الأنيقة التي لا تفارقه في يده ويمسك زجاجة عن تسريحته يرش قليلا من عطره الفاخر الذي يجعل أجمل النساء تذوب به خاصة مع نظرة عينيه الساحرة فمن ينظر داخلها يغرق في موجها الصافي .. سمع طرق على الباب لتدخل بعدها سيدة في منتصف الخمسين من عمرها يظهر على قسماتها الطيبة والحنان ..
, وعندما رآها ابتسم ابتسامته أظهرت غمازته اليتيمة على خده الأيسر مما يزيد على وسامتة وسامة ..
, أدهم وهو يقترب منها ويقبل رأسها:صباح الخير ياست الكل ..
, جمانة بابتسامة وهي تربت على ظهره بحنو:صباح النور ياحبيبي يلا تعال جيت أندهك عشان تفطر قبل ما تروح على شغلك ..
, أدهم:طب وعذبتي نفسك ليه ياحبيبتي م كنتي قولتي للدادة سامية وهي اللي تناديلي ..
, جمانة: تعبك راحة ياحبيبي ده انت سندي وضهري في الدنيا دي انت اللي شيلت مسؤوليتي ومسؤولية أخواتك من عمر صغير **** يحفظك ويباركلي ويفرحني بيك ..
, أدهم وهو يقبل رأسها: **** يخليكي يا أحلا أم في الدنيا ..
, جمانة: يلا ياحبيبي هشوف أخواتك صحيوا ولا لسا متتأخرش ..
, أدهم:حاضر ياقلبي أنا جهزت أهو ..
, على مائدة الإفطار تجلس جمانة وأمامها ابنتها الصغرى نور ، وإلى جانبها أخيها المشاكس سيف يأكل بشراهة وكأن الطعام سيهرب ، نظرت له نور بقرف وغيظ هاتفة: إيه يابني انت بعمرك مش آكل ؟ اللي يشوفك كده يقول إننا مجوعينك ..
, نظر سيف إليها بصمت ولامبالاة ليكل طعامه فهو لن يضيع وقته بمجادلتة عقيمة معها فمعدته تناديه ..
, نزل في هذه اللحظات أدهم بهيبته الطاغية لكل من يراه ليتقدم ويجلس فوق الكرسي على رأس المائدة ..
, أدهم بابتسامة: صباح الخير ..
, نظرت نور إليه بابتسامة مشرقة: صباح الخير على أحلا عيون شوفتهم بحياتي ..
, أدهم بضحكة خفيفة: بس بقا يا بكاشة أنا عارف المقدمة دي نهايتها أيه يلا ادخلي في الموضوع حالاً ..
, نور بضحكة وهي تغمز له: أه يا كاشفني بص بقا يا أبيه أنا عايزاك توصلني الكلية النهاردة ..
, أدهم:ليه بقا؟
, نور بابتسامة: أصل يعني المرة الي فاتت اللي وصلتني بيها مبقتش ولا بنت في الكلية إلا وجت عاوزة تصاحبني وتسألني مين الواد المز اللي جيتي معاه ده حتى البنت الملزقة نهى حاولت تتقرب مني وأنا عاملة نفسي زي الأميرة مش برد على حد ..
, أدهم بقهقهة عالية: دي مصلحة بقا ..
, نور:أه مصلحة عاوزة أغيظ كل البنات بيك زي م هنا بيعملوا .. بلييز يا أبيه وافق ومتكسفنيش ..
, أدهم :خلاص ياستي موافق عدي الجمايل بقا ..
, نور: حبيب قلبي ياناس هطلع اجيب شنطتي وأجي فوريرة ..
, ابتسم لها بهدوء وحنان لينهض بعدها عن المائدة يأخذ أغراضه وهاتفه ناظراً لوالدته: عاوزة حاجة يا ماما ؟
, جمانة: عاوزة سلامتك ياحبيبي خلي بالك من نفسك **** يوقفلك ولاد الحلال وييسر طريقك يارب ..
, أدهم وهو يقبل يدها :يارب يا أمي أما تنزل نور قوليلها إني مستنيها في العربية ..
, اتجه بعدها للخارج بخطوات سريعة دون أن يلقي أية نظرة باتجاه أخيه الصغير على غير العادة .. ولم ير تلك النظرات النادمة التي كان يرمقه بها ..
, نزلت نور درجات السلم بسرعة وخرجت لتذهب مع أخيها ..
, لتلتفت جمانة نحو سيف ترمقه بنظرات ذات معنى: إيه اللي بينك وبين أخوك ياسيف مش بتتكلموا مع بعض ليه ؟ ده أنت كان بؤك ده ميتقفلش وأنت بترغي وتهزر ودلوقتي من ساعة م نزل ولا سمعت حسك خالص قاعد عمال تبصله بس ..
, نظر نحوها سيف بأسف وندم: أدهم زعلان مني يا ماما ..
, هتفت جمانة بحزن على ابنها فهي تعلم كم هو متعلق بأخيه أكثر من أي شيء: ليه يابني إيه اللي حصل يخلي أخوك يزعل منك وميكلمكش ده هو روحه بيك انت عملت أيه تاني مش هنخلص من مشاكلك بقا ؟
, زفر سيف بحزن: م أنتي عارفاني غبي وعكيت الدنيا .. كبرت معاه في الكلام مبارح بالليل كنت جاي متأخر شوية صغيرين وهو زعقلي وأنا مش عارف إيه اللي حصلي ..
, ربتت جمانة على ظهره بحنان: شوية صغيرين قولتلي ماشي هصدقك ، ومتقلقش أخوك قلبه طيب وحنين أوي انت عارف ده كويس وأكيد هيسامحك المهم أنك تتأسف منه ومتكررهاش تاني .. أدهم أه صعب عليكوا شوية بس كل ده من خوفه عليكوا ده هو اللي مربيكوا ومش بيقدر يشوف فيكوا حاجة وحشة .. ياحبيبي يا أدهم قد إيه تعب وشقى وتحمل عشانا ..
, ضحك سيف هاتفاً بمشاكسة: إيه ده يا جوجو شوية تاني وتبقي شاعرة ب سي أدهم و**** لو هو مش أبنك كنت قولت أنه حبيبك ..
, ضربته جمانة على كتفه بخفة: بس بقا يا واد وأنا اللي قاعدة عمال أواسيه غور من وشي ان شاء **** تتحرق ..
, سيف بحزن مصطنع: وأهون عليكي يا جوجو يا حبيبتي يا حتة مني يا كل حاجة مش حافظ ايه بعد كده ..
,
, جمانة وهي تضحك: طب يلا يا لمض بقا على كليتك عشان متتأخرش ..
, سيف بتفاخر: إيه ياست ، أتتي مش عارفة أنا مين !؟ أنا اتأخر براحتي أروح واجي ومحدش يقدر يقولي كلمه ..
, انحنت جمانة تمسك حذائها بغضب: ست مين دي يا حيوان تعال هنا أنا هعلمك لإزاي تكلمني كده ..
, قفز سيف سريعاً عن كرسيه يركض للخارج وضحكاته تتعالى بقوة ليتجه نحو سيارته يستقلها متجهاً نحو كليته ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, في شركة أدهم للإستيراد والتصدير تدخل السكرتيرة إلي مكتبه لتجده جالس وراء مكتبه يتابع أعماله ..
, سهى: إحم بشمهندس دي أوراق عايزة إمضتك ..
, أدهم وهو يعمل على حاسوبه: طب حطيهم عندك أحمد وصل ؟
, قبل ان ترد السكرتيرة تفاجأا بصاعقة هدت الباب ودخلت إلى المكتب ..
, أحمد بصوت عالي ككالعادة: أنا جيييتت ونوررت ياا دومييي ..
, أدهم بغيظ من هذا الأحمق: أهلا يا خويا أنت ايمتى هتتعلم تدخل زي الناس ..؟
, أحمد بدهشة مصطنعة:أمال أنا دلوقتي بدخل زي الحيوانات !؟
, استأذنت السكرتيرة وخرجت ليلتفت أدهم نحو أحمد: أنت يا بني مش هتبطل اللي بتعمله ده اعقل بقا ..
, أحمد وهو يلوي فمه: وهو اللي يشوفك بيقدر يعقل ده انت بتجنن بعضلاتك دي وعيونك يخربيت حلاوتك يابني ..
, أدهم بنظرة حارقة ومذهول من تصرفاته الغبية والتي لا تظهر إلا نادراً: بررا يا أحمد ولما تعقل أبقا تعالى ..
, أحمد بحنق وهو يتمتم: يووو ده عمره ماهيتغير بقوله حلاوتك يقولي برا الحق عليا اني بعبره ..
, أدهم بصراخ: انت بتبرطم بتقول ايه يالا !؟
, أحمد بابتسامة صفراء: ولا حاجة دا انا بدعيلك روح يا أدهم يا ابن ام ادهم قلبي وربي وصوابع إيديا رضيانين عليك يا..
, أمسك أدهم المنفضة الزجاحية قربه وهم بقذفه بها بغيظ من تصرفاته وجنرنه الذي يظهر نادراً ولكن عند ظهوره يصيبه بالجنون .. ليقطع أحمد كلامه واتجه مسرعاً خارج المكتب ..
, عاد يفتح الباب قائلاً بهدوء: طب مقولتليش كنت عايزني ليه !؟
, أدهم بهدوء: مش عايزك بقا سديت نفسي ..
, هز أحمد أكتافه يمط شفتيه بغير اكتراث وخرج من المكتب يغلق الباب خلفه بهدوء ..
, ٣٤ العلامة النجمية
, وهناك في ذلك الحي الشعبي حيث تلك الأسرة الصغيرة التي تعيش بتعاسة وهموم وذلك بسبب الأب المتجبر والقاسي ..
, تجلس ليلى على سريرها تدرس .. فالاختبارات اقتربت وهي لم تدرس جيدا بسبب الأعباء المتراكمة عليها ..
, دخلت إليها والدتها مديحة تنظر إليها بشفقة على حالها: خلصتي مذاكرة ياحبيبتي؟
, ليلى بابتسامة هادئة: لسا يا ست الكل خير في حاجة ؟
, مديحة بحزن ودموعها على وشك السقوط: أخوكي عنده اختبار وبقول مش فهمان حاجة وأنتي عارفة اني مش بعرف أساعده أنا عارفة اننا حمل كبير عليكي بس أعمل ايه **** ينتقم من اللي كان السبب ..
, نهضت ليلى عن سريرها بسرعة وانجهت نحوها تمسح دموعها: متقوليش كده ياماما انتي وحمزة كل حاجة ليا وانا مستعدة اعمل اي حاجة عشانكم روحي ياحبيبتي قوليلوه يجيب كتبه عشان ابدأ أذاكرله ..
, مديحة بابتسامة: **** يحميكي ويبعد عنك ولاد الحرام يا رب ..
, فجأة انتفضتا بفزع على أصوات صراخ عاليا لتهرعان إلى الخارج تجدان أمجد يمسك الصبي ذو10سنوات من ثيابه ويقوم بضربه والصراخ عليه ..
, ركضت ليلى لتخلص أخيها الصغير من براثن هذا الأب القاسي ..
, ليلى وهي تدفع والدها بعيدا عن حمزة: سيبه كفاية بقا حرام عليك اللي بتعمله فينا انت مش اب كفاية اتقي **** ..
, يترك أمجد ابنه واتجه بشر ناحية ابنته يمسكها من شعرها ويهزها بقوة: انتي بتكلميني كده إزاي يا حيوانة انا هوريكي ..
, ثم بدأ بضربها بكل أنحاء جسدها كالعادة وهي تصرخ وتأن من الألم ولكنها تتحمل من أجل أخيها الصغير ..
, اقتربت مديحة تحيط ابنتها بذراعيها: منك لله يا أمجد منك لله **** ينتقم منك **** ياخدك سيبنا بقا بحالنا يا أخي ..
, أمجد وهو يضرب مديحة مع ابنتها صارخاً بقسوة وحقد: اسمعي منك ليها انتوا هنا خدامين عندي واللي اقوله هيتنفذ وإلا هرميكم برا في الشارع زي الكللابب فااهمين ..
, وذهب خارج المنزل صافعاً الباب خلفه بقوة .. تاركاً امرأة تبكي على حالها وحال أولادها وهي تشعر بالذنب الشديد والندم داخلها !! وفتاة بعمر الزهور تبكي من ألم جسدها وقلبها ..

الثاني


هبط سيف من سيارته الفارهة ودخل جامعته بوسامة وهيبة لاينافسه فيها سوى أخيه أدهم ،
, مرتدياً تيشرت لونه أسود وقد رسم عليه شخصية كرتونية مشهورة مع سروال أسود غامق ..كان داخلاً يتلفت حوله ويمزح مع من يصادفه في طريقه حتى وجد صديقه الذي يستشيط غضبا منه لتأخره كالعادة ..
, قفز سيف على صديقه "كرم" هاتفا بصوت صاخب: كوكوووو حبيبي وصاحبي وعم عيالي وحشتني ياحبيبي ..
, كرم وهو يصك على أسنانه من غيظه الشديد: طبعا م لازم أوحشك وأوووي كمان حضرتك غايب عن الكلية بقالك قد إيه هاا وحامل معاك تلفون ليه مش عشان تتزفت ترد عليه ؟
, أجاب سيف بثقة وغرور وهو يشد من ياقته الغير موجودة أصلا !!
, سيف بتفاخر: ليه انت رنيت عليا ؟ مخدتش بالي و**** م انا عندي شغل لفوق دماغي والشركة على وشك الإفلاس هروح ألحقها .. بعدين يابني أنا أروح وأجي براحتي محدش ليه عندي حاجة ثم إحنا نغيب غيبتنا ونرجع بحلاوتنا ايش عرفك انت ؟
, كرم بسخط وهو ينظر إليه شزرا: م هي باينة الحلاوة بصراحة جتك نيلة أنت وحلاوتك .. بعدين اللي اسمها ناريمان كلت وداني وهي تسأل عليك دي عاملة زي العلكة الملزقة ابعدها عني بقا ..
, سيف بتأفف وضيق: يوووه يا دي أم السيرة هي مش هتحل عني بقا أنا اتخنقت من كئيبان دي ..
, كرم وهو يضحك: ك إيه يا خويا؟؟
, سيف: كئيبان أنا سميتها كدة أصل هي أعوذ ب**** عندها نسبة كئابة مركزة في جسمها و٣ نقطة
, لم يكمل حديثه حتى استمع لصوت متلهف من خلفه ..
, - سيفوووو
, التفت بضيق إلى الكئيبة القادمة من خلفه تمشي بميوعة وتغنج تظهر جمالها الفاتن والساحر ..
, سيف: أهلا يا كئيبان سوري ناريمان عاملة إيه ؟
, ناريمان بابتسامة لزجة وهي تقترب منه :فين الغيبة دي ياسيفو غيبت ومش بتسأل علينا يعني إحنا موحشناكش ؟
, سيف ببرود: وهتوحشيني ليه في حد توحشه الكئابة سوري عاوز كرم في حاجة خاصة بعد إذنك بقا سلام ..
, وسحب كرم من ذراعة وتركها واقفة تنظر إليه بغيظ شديد فهو لايعيرها أي اهتمام رغم محاولاتها العديدة للتقرب منه ..تنهدت بهدوء وهي تتابعه بعينين هائمتين به فهو الوحيد في هذا الجامعة بل في هذه الحياة من لفت نظرها واستولى على قلبها ..
, ٣١ العلامة النجمية
, في بيت ليلى ٣ نقطة
, كانت تستعد لتذهب إلى عملها ترتدي فستان طويل يصل إلى كاحلها بلون السماء الصافية تتخلله زهرات بيضاء جميلة وتركت شعرها الأشقر الطويل طليقا ليصل إلى أسفل ظهرها فتبدو خصلاته مع فستانها كأشعة شمس ذهبية في سماء زرقاء صافية..
, وضعت قليلا من أحمر الشفاه وكحل زاد من جمال عينيها العشبية
, تنهدت بمرارة وهي تضع كريم على وجهها لتخفي أثار الكدمات التي تسببب بها والدها المتجبر وتخفي الهالات السوداء حول عينيها فهي في العادة لا تضع مكياج فقد حباها **** ببشرة بيضاء نضرة لاتشوبها شائبة
, أمسكت حقيبتها وأجابت على هاتفها الذي يرن
, مروة: إيه ياجزمة انتي فين لحد دلوقتي أنا مستنياكي بقالي قد كدة ..
, ليلى بضحكة على صدقتها التي تعمل معها في نفس محل العطور والتي دائما ماتخفف من ضيقها: أنا أهو نازلة حالا يا فردتي التانية ..
, قالتها وأغلقت الهاتف وهي تقهقه عاليا ..
, خرجت من غرفتها لترى والدتها تنظف البيت وبقايا زجاجات المشروب التي كسرها والدها ..
, ليلى :ماما حبيبتي سيبي من ايدك وارتاحي وانا أما أجي هبقى اعمل كل حاجة ..
, أم ليلى بابتسامة حنونة ومشفقة: لا ياحبيبتي انا قربت اخلص مش كفاية عليكي شغل برا البيت لسا تاعبينك هنا روحي ياحبيبتي **** يوفقك ويفتحها في وشك يارب ..
, ليلى وهي تقبلها: يارب ياماما أنا محتاجة دعواتك دي
, قبل أن تخرج وجدت المدعو والدها يدلف إلى الشقة نظر إليها نظرة متفحصة خبيثة واقترب منها
, أمجد بابتسامة ماكرة: إيه رايحة الشغل طب بما انك بتشتغلي فين الفلوس اللي بتاخديها ولا بتصرفيها على امك وأخوكي يا ام قلب حنين؟!
, ليلى بقهر :مش معاية حاجة م انت أخدت مني كل الفلوس اللي كنت محوشاها من شغلي وكل اللي كان فاضلي الشهر دا ..
, اقترب منها ونزع الحقيبة التي كانت تحملها حاولت منعه فصفعها على وجهها صفعة ارتدت من قوتها إلى الخلف ، فتش في الحقيبة فوجد بعض الملاليم التي لاتنفع لشيء ولكنه أخذها وألقى الحقيبة أرضا لتتناثر محتوياتها في أرضية المنزل وخرج صافعا الباب ورائه٣ نقطة
, نزلت دموعها وهي تلملم أغراضها هاقد أخذ منها أيضا أجار المواصلات العامة التي كانت قد خبأتها لتذهب بها إلى عملها ..
, مسحت دموعها سريعا عندما وجدت أخيها الصغير يساعدها في وضع حاجياتها في الحقيبة
, حمزة بجدية لاتليق بعمره :متزعليش يا لولا أنا معاكي ومش هسيبك ومش هخليه يمد إيده عليكي تاني أنا هشتغل و وأسا٣ نقطة
, قاطعته ليلى قائلة بحدة :لأ أوعى يا حمزة أسمعك بتقول الكلام دا تاني انت لسا عيل صغير وعندك دراسة وأنا مستحيل أسيبك تشتغل عند الناس ، لو عاوز تساعدني بجد يبقى توعدني إنك تحافظ على مذاكرتك وتنجح السنة دي بمجموع كويس زي السنة اللي فاتت ..
, حمزة بابتسامة حزينة: حاضر يا لولا أنا هعملك كل اللي انتي عايزاه بس متعيطيش عشان خاطري ..
, ابتسمت ليلى وقبلته من رأسه وذهبت إلى عملها فهي تعمل بأحد محلات العطور الراقية من الساعة العاشرة صباحا وحتى الرابعة ظهرا لتؤمن مصروفها هي وأخيها الصغير ووالدتها المصروف الذي يكون من نصيب والدها أكثر من نصفه !!
, ٣١ العلامة النجمية
, في شركة أدهم
, يجلس بكل هيبة ووقار لايليق سوى ب"الأسطورة أدهم عز الدين" فهو قد تعب كثيرا وعمل بشتى أنواع الأعمال حتى وصل إلى ماهو عليه ولمع اسمه في عالم الأعمال وأصبح الكبير قبل الصغير يحسب له ألف حساب حتى أصبح أسطورة يتناقلها الجميع عن الشاب المكافح الذي بنى نفسه من الصفر بل من تحت الصفر أيضا ٤ نقطة
, كان فتى صغيرا عمره لايتجاوز الثالثة عشر سنة
, عندما حلت عليهم الكارثة طردوا من منزلهم الذي كانوا يسكنون به في أحد الأحياء الشعبية ..
, فجأة بين ليلة وضحاها وجد نفسه يتيم الأب وهو مازل على قيد الحياة !!؟
, ومسؤول عن أسرة مكونة من أم لازالت في أوج شبابها تحمل في أحشائها جنينا في الشهر الرابع ومن أخ لا يتجاوز عمره الثلاث سنوات ، وجد نفسه أباً صغيرا لأخوته وهو لا أب له ..
, تشردوا في البداية خاصة وأنهم طردوا من بيتهم ومن محل البقالة الذي كان يعيلهم فيما بعد لجأت هذه الأسرة الصغيرة إلى أحد أقارب السيدة جمانة..
, طبعا لم يكن مرحباً بهم ولكن كان للعرف والتقاليد الرأي الأهم فأجبر هؤلاء الأقارب على أن يقدموا لهم المأوى لئلا يثيروا أقاويل الناس التي لاتنتهي ..
, فما زاد هذا الوضع أدهم إلا إصرارا وتصميماً على الأخذ بثأره من كل من ظلمهم ، أخذ يفكر في العمل ، بدأ حياته ببيع أعواد الثقاب والسجائر وأغراض بسيطة في المناطق والقرى المجاورة ومع مرور الوقت أصبح لديه محل بقالة ك الذي كانوا يملكونه أصبح يكبره شيئا فشيئا وكل ذلك بمساعدة صديقه وأخيه ورفيق دربه الذي لم يتركه أبدا رغم حالته وأسرته المادية التي لم تكن أحسن من حالة أدهم لكن لرابطة التي تجمعهم كانت فوق كل شيء ..
, ليبدأ يكبر عمله بجانب أعمال إضافية طوال اليوم حتى استطاع بعد جهد خارق باستئجار غرفة صغيرة تأويهم ، كان يعمل ولكنه لم يترك دراسته رغم صعوبة الأمر عليه .. فقد كان يذهب فقط إلى الامتحانات وذلك بعد سماح مديرة المدرسة له من باب الشفقة عليه ..
, تذكر عندما كان يمسك بيد أخيه الصغير
, ليوصله إلى مدرسته كل يوم ، كان يقف أمام أسوار المدرسة ينظر إليها بعيني *** خسر طفولته خسر حق الحياة ودخول المدرسة وأداء واجباته كباقي الأطفال الذين في سنه ..
, كان يقف فترة طويلة بعينين لامعتين بعبرات أبى أن يجعلها تنساب منهما فهو منذ بدأ العمل أقسم أن يصبح قويا صلبا لايسمح لأي شيء في قهره ..
, تعب وثابر كثيراً سهر ليالي طويلة يتنقل من عمل إلى أخر حتى استطاع أن ينتقل بعائلته إلى منزل صغير متواضع ومنه إلى هذه الفيلا التي يسكنونها الأن ..
, نفض رأسه يبعد هذه الذكريات التي لاتنفك تراوده دائما وفي قلبه حقد شديد ، حقد وغضب لو صب على الكرة الأرضيه لدمرها، كل ماعاناه بسببه !! بسبب من يجب أن يكون سنده والظهر المتين له في دنياه والده "شريف عز الدين" ٤ علامة التعجب؟؟
, فجأة ظهرت ابتسامة طفيفة على زاوية فمه عندما تذكرها ٣ نقطة!
, تلك الفتاة التي تشع الشمس من شعرها ذات التموجات الطبيعية ومياه البحر بكل ألوانه في عينيها قطب جبينه متسائلا! مياه بحر أم عشب الجبال والسهول !!؟ لم يستطع التمييز فعيناها كانتا ك غابة خضراء على قمة جبل يلتقي في أخره ببحر ثائر الأمواج ٣ نقطة
, كان قد رآها مرة واحدة منذ مدة ، مرة واحدة مازال طيفها يعبر خياله كل فترة وأخرى لتنقله من حال إلى حال، فها هو الأن يبتسم وكأن الذي كان يشع اللهب من عيناه منذ قليل لم يكن هو كأنه كان شخص أخر ..
, تنهد تنهيدة طويلة حارة وطلب سكرتيرته بالقدوم..
, السكرتيرة:أيوه يابيه حضرتك طلبتني !؟
, أدهم بحدة طفيفة: فين الأوراق اللي طلبتهم منك ؟
, سهى بارتباك: هاا !؟ أصل يا بشمهندس الأوراق مع أستاذ عادل وهو مجاش لحد دلوقتي ..
, هنا انطلقت عاصفة غضبه نعم هو هادئ ورزين ولكن عندما يغضب يصبح ك التنين لا أحد يستطيع الوقوف في طريقه ..
, أدهم بحدة: وساكتة ليه لحد دلوقتي ما كلمتي سي زفت دا ليه؟
, سهى بخوف كبير:و**** يابشمهندس كلمته قبل شوية وهو قلي أنه جاي لكن حصل حاجة معاه أخ٣ نقطة
, أدهم يقاطعها بغضب: بس بس إيه هتحكيلي قصة حياته كمان أما ييجي تجيبيلي الورق حالا وتخليه يجيلي ودا اعتبريه أخر تنبيه ليكي يا أنسة سهى وإلا اعتبري نفسك مرفودة أنتي والبيه عادل ده احنا مش في وكالة الداخل داخل والخارج خارج فاهمة؟؟
, سهى بخوف وتوتر شديد: حاضر حاضر يافندم عن أذنك ..
, خرجت مسرعة تتعثر بخيالها تريد الهرب من نظراته الغاضبة .. كان نادراً ما يخرج غضبه إلا في أوقات ضغطه وتوتره الشديد أو تذكره ماضيه المؤلم ..!
, ٣١ العلامة النجمية
, يدخل ذلك الشباب بطلته الجذابة من باب الشركة يبتسم ابتسامته الساحرة وأعين النساء كلها عليه أما هو فيبدأ ك العادة بتقليد مشية أخيه أدهم بكبريائه ورجولته الطاغية ولكن أيضا ك العادة لايستطيع فهو لايقدر على مقاومة إلقاء النظرات والغمزات والابتسامات نحو الفتيات والسيدات والعاملات وحتى الطاولات كل ماله علاقة بتاء التأنيث ..
, دلف إلى مكتب السكرتيرة بابتسامته ونظراته العابثة
, سيف:إزيك يامزة إيه ده أنتي احلويتي كده ليه هاتي بوسة يابت !؟
, سهى بضحكة متوترة: أهلا أستاذ سيف ..
, سيف مقلدا صوتها وهو يلوي فمه:أهلا أستاذ سيف٨ نقطةأييه يابت وبتقوليها كده ليه قومي اعتزي بنفسك ..
, سهى بابتسامة ساخرة :وهو اللي يشتغل مع أخوك يقدر يعتز بنفسه دا تكشسره واحدة منه ممكن توديك المستشفى حالة طارئة ..
, سيف يقهقه عالياً :شكلك واخدة تغسيلة محترمة من أدهم مش كدة؟
, سهى وهي تضحك معه :أه ياسيدي ومش أي تغسيلة دا انا اتحميت لأسبوع قدام ..
, سيف بغرور زائف: بصراحة مش عارف انتوا بتخافوا من أدهم كدة ليه ، أدهم إيه اللي تخافي منو وأنا موجود !؟ أنتي بس قوليلي وأنا هتصرف معاه، طب انتي عارفة أدهم اللي عاملكو رعب كده في البيت ميعرفش يرفع صوته أبداً حتى طول م أنا موجود .. دا بيبقى مرعوب كدة مني اصل أنا اللي ربيته وكبرتع وعلمته لحد ما بقى شحط طول عرض٤ نقطة انتي بتبصي كدة ليه زي ما بقولك و**** دا ٦ نقطة مالك يا بنتي بتبصي ورايا كدة ليه أوعى يكون اللي ببالي ؟!!
, سهى بوجه ممتقع: أي أوامر يا بشمهندس ؟؟!
, سيف برعب يبلع غصة في حلقه: بشمهندس ؟!! أدهم ؟؟!!
, يلتفت ببطئ شديد وهو يدعي ويستغفر ليتفاجأ بأدهم يقف متكئا على باب مكتبه مربعا ذراعيه على صدره وينظر إليه وحاجبه الأيسر مرفوع بشر٣ نقطة
, أدهم بهدوء غاضب :كنت بتقول أيه يا سيف سمعني تاني كدة ؟؟!!
, سيف وهو يحاول تجميع جملة مفيدة: بقول أيه أنا ما بقول ..! أه بقول أصل أصل .. ههه كنت بتكلم مع سهى عن واحد صاحبي تصدق يا أدهم قال عامل علينا جدع بعضلاته وعامل رعب للكل طلع كل دا نفخ وحقن والعياذ ب**** و**** زي م بقولك مش كده يا سهى !؟
, دخل أدهم إلى مكتبه بعد أن رمقه بنظرة غاضبة، ليتنهد سيف براحة:الحمد**** الحمد**** الشكر لله لا إله إلا **** **** أكبر الفاااتحة ..
, سهى بغيظ من هذا الأحمق الذي كاد أن يتسبب بطردها: بس بقا يابني انت بتصلي على ميت ..
, سيف: وأكتر يابنتي ميت أيه ده وهو متعصب يخوف الميت في قبره ..
, داخل مكتب أدهم كان يجلس على مقعد جلدي كبير بجانب مكتبه يراجع أحد الملفات عندما دخل عليه سيف رفع نظره إليه قليلا يطالعه بصمت فهو يبدو كطفل صغير مشتت ليشيح بوجهه عنه ثانية ٣ نقطة
, تنهد سيف واقترب من مقعده ليجلس بقربه يفرك يديه بتوتر بالغ ٣ نقطة
, هتف بصوت حزين مرتبك :أدهم ؟!
, ولكنه لم يتلق رداً منه .. لينظر إليه يجده يتابع قراءة في الملف وكأنه غير موجود ..
, شعر سيف بألم في قلبه وغصة مريرة تخنقه فهو قادر على تحمل أي شيء باستثناء تجاهل أدهم له فهذا يجعله ضائعاً مرتبكاً لايقوى على فعل أي شيء ..
, سيف وهو على وشك البكاء: أدهم أرجوك رد عليا أنا أسف و**** مش هكررها تاني أنا عارف إني غلطان وأنا آسف أرجوك سامحني ..
, أدهم وقد لانت ملامحه قليلاً فهو نقطة ضعفة أخوته وأمه ينظر باتجاه صغيره المدلل فيجده بدأ فعلا في البكاء ، تنهد بضيق واقترب منه يجذبه إلى أحضانه ماسحا على شعره وقال: بس بقا ياغبي أنت عبيط بتعيط ليه دلوقتي أنا مش زعلان منك انت ابني يالا مش بس أخويا في حد يفضل زعلان من أبنه برضه ؟!
, ابتعد سيف ينظر إليه بعيون باكية: بس انت زعلت مني ومكلمتنيش النهاردة الصبح ما بصيتليش حتى أنا عارف إني غلطان مكانش لازم أكلمك كدة أوعدك مش هعمل كدة تاني بس متزعلش مني أرجوك ..
, أدهم بابتسامة حانية وهو يعاود احتضانه: خلاص مش زعلان كفاية عياط بقا في راجل بعيط ..
, سيف بفخر: أيوا طبعا مش أنا بعيط يبقا فيه ..
, ثم أردف بابتسامة راحة: طب بمناسبة الحضن ده ممكن اطلب طلب ؟
, أدهم بغيظ: أطلب ياخويا م أنا عارف جيتك دي هنا فيه من وراها حاجة قول اشجيني ..
, سيف ضاحكا وهو يعبث بربطة عنق أخيه :شوف بقا ياسيدي اللهم صلي على النبي أنا وأعوذ ب**** من كلمة أنا ..
, أدهم بسخط شديد: أخلص يا زفت ..
, سيف بسرعة: مش أنا شوفت حتة عربية إنما إيييه عروسة٣ نقطةعروسة مش ناقصها غير العريس !
, أدهم بفهم :ومين العريس بقا ؟
, سيف بابتسامة واسعة بلهاء: أنا هو في حد غيري !؟
, أدهم بجدية:عربية جديدة مفيش ، عربيتك مكملتش معاك شهرين عاوز تغيرها دلوقتي ليه هي لعبة ؟!!
, سيف بتذمر ورجاء: أرجوك يا دوميي أرجوك وافق وأوعدك العربية الجديدة هتكمل معايا 4 شهور كاملين ..
, أدهم بنظرة جانبية:4 ؟؟وكاملين ؟؟!! وجاي على نفسك ليه بس متخليهم 3وناقصين كمان
, سيف بتفكير: تصدق فكرة برضه ! هاا قولت أيه يا دودو؟
, أدهم بجدية وحزم: قولت لأ عربية جديدة لأ وانتهى النقاش، ثم أيه دودو دي ماتقولي سوسن أحسن !
, سيف بضحكة: مش للدرجة دي يا جدع ..
, ثم تابع بتوسل أكثر :أدهم أرجوك عشان خاطري أخر طلب أطلبه منك بحياتي ..
, أدهم باستخفاف:أخر طلب؟ ليه رايح فين كده !؟
, سيف بأمل ورجاء :أرجوك يا أدهم خلاص أنا وعدتك مش هطلب عربيات تاني بس المرة دي بس.
, أدهم بحزم وصرامة شديدة لاتقبل النقاش:قولت لأ ياسيف واقفل ع الموضوع دا نهائي وروح اهتم بمذاكرتك اللي مش فالح فيها دي ..
, سيف بتذمر وحنق وهو يتمتم: ماشي يا أدهم يا ابن جمانة جمال مش هقفل عليه وهفتحه أكتر وأكتر إن مجبتليش عربية جديدة ميكونش اسمي سيف ابن أم سيف..ثم تابع الهمس قائلا:أقصد ابن أم ادهم
, أدهم بصوت عالي: أم أدهم ولا سيف مفيش عربية يعني مفيش ..
, سيف وهو ينتفض برعب: أعوذ ب**** أعوذ ب**** سمع ازاي ده ؟؟!!
, ٣٣ العلامة النجمية
, وصلت ليلى مع صديقتها إلى محل العطور
, مروة بابتسامة حالمة: يااااه مين يكون معاه يشتري المحل دا كلو يا سلااام ..
, ليلى بضحكة خفيفة: يابنتي عايزة تحلمي احلمي بحاجة أكبر مش حتة محل عطورات ..
, مروة بضحكة:معاكي حق ع الحالتين هيفضل حلم، حياتنا تعيسة مش هنكون متاعيس كمان في الحلم .. ثم أردفت قائلة وهي تنظر إلى أحد الزبائن :بصي بصي يابت يافقرية أيه الجمال دا والشياكة والحلاوة دا مز مز خالص مالص ..
, ليلى نظرت إلى حيث تشير صديقتها فرأت شاب يبدو في الثلاثين من عمره جميل ووسيم يقف مع خطيبته وهي تختار له بارفانه ..
, تنهدت بحالمية وهيي تتذكر عينان بلون السماء الزرقاء الصافية٣ نقطةعينان منذ أن رأتهما حتى غرقت بهما دون أن تجد المنقذ ..
, لاتدري ما السر ولكن كل ماتعرفه أن كل من ينظر إلى هاتين العينين سيغرق بأسرارها وغموضها إلى الأبد٥ نقطة
, ٣٢ العلامة النجمية
, في شركة أدهم
, كان يجلس على مكتبه يراجع بعض الملفات أمامه أحس بهدوء عجيب فوجود سيف بأي مكان لايتناسب مع أي هدوء أبدا ..
, نظر إلى حيث المقعد الذي كان يجلس عليه منذ قليل فوجد صغيره نائم بهدوء مستكين يستند برأسه على ذراع المقعد ابتسم بحنان جارف ونهض واقترب منه قام بوضع وسادة المقعد تحت رأسه لئلا تؤلمه رقبته وأصلح من وضعيته
, سمع طرق على الباب فسمح للطارق بالدخول
, كانت سهى قد أحضرت له الأوراق التي قد طلبها منها ..
, أدهم بصوت خافت: المرة الجاية لو عاوزة تدخلي ادخلي بدون ما تخبطي سيف نايم ..
, نظرت سهى إلى حيث يشير أدهم وجدت سيف نائما بعمق ثم أعادت نظرها باتجاه أدهم ترمش بعينيها وهي تقول ببلاهة :من دون ما اخبط يافندم؟؟
, أدهم بتأكيد على كلامها: أه بلاش تخبطي قولي بقا عاوزة أيه ؟!
, سهى وقد تنبهت للأوراق التي بيدها قائلة: أحم احم دي الأوراق اللي حضرتك ط..
, أدهم مقاطعا بهمسس: هشششش في إيه انتي فكراني مش بسمع .. بصوت واطي يا أنسة بقولك سيف نايم مش عايزه يصحى ..
, سهى وعادت نظرات البلاهة إليها لاتدري هل هي الغبية أم ماتراه أمامها قالت بهمس شديد: الورق أهو ومدت إليه بالأوراق ..
, أخذهم منها وأومأ بصمت من دون اي كلام ..
, التفت سهى لكي تغادر فأوقفها أدهم بقوله الذي جعلها على حافة الجنون: يارت تزحفي رجلك على الأرض زحف أصل الكعب اللي لابساه صوته عالي ويمكن يصحي سيف ..
, سهى وهي تومئ برأسها سريعا فقد خافت من أن يكون رئيسها بالعمل قد جن فهو منذ لحظات كان كالوحش الثائر الذي ينتظر الفريسة والأن قد تغير حاله 180درجة فقد أصبح صوته هادئا خافتا بشدة وكأنه لم يهز أرجاء الشركة كاملة منذ قليل ..
, وخرجت وهي تحاول زحف رجلها على الأرض لئلا تصدر أي صوت كما أمرها مديرها !!

الثالث


ولأنك كنت٣ نقطة
, أول رجل فتح قلبي عينيه عليه
, فقلبي ظنك أباه٣ نقطة!
, وسار خلفك بأمان٣ نقطة
, وتبعك العمر كله٦ نقطة
, ٢٠ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في صباح اليوم التالي
, ذهبت ليلى إلى منزل صديقتها فقد طلبت منها إحضار مشروع لها كان قد طلب منها في كليتها وقد نسيته في منزلها..أحضرته ليلى وانطلقت إلى كلية مروة "كلية تجارة"
, كانت مروة تنتظر ليلى أمام باب الكلية بقلق تنظر إلى ساعتها كل ثانية
, مروة:ياربي فينك بس يا ليلى لازم اقدم المشروع وإلا علامته هتروح عليا، الحق عليا أنا مش عارفة ازاي نسيته أووف ..
, قفزت من مكانها عندما رأتها من بعيد تجري إليها وفي يدها مشروعها الذي تعبت عليه طوال أسبوع كامل ..
, مروة بفرحة ولهفة وهي تأخذه من بين يديها:أهلا أهلا بالمحمول يااه كان قلبي هيقف ..
,
, ليلى بغيظ منها فلم تعيرها أي اهتمام رغم تعبها وجريها في أقصى سرعة لإحضاره لها: بقا أهلا بالمحمول بس والحامل الي متنفخ من الصبح بالجري والمواصلات عشان يجبهولك ده أيه؟؟
, مروة وهي تحتضنها وتقبلها:حبيبتي يا لولا مش عارفة أشكرك ازاي انا تعبت عليه أوي وكانت درجاته هتفوتني ..
, ليلى: أنا دلوقتي بس تأكدت أنك هبلة فعلاً عمالة تشتغلي عليه أسبوع كامل ومبارح طول الليل بتجهزيه تقومي في الأخر تنسيه دا أيه الأجتهاد ده ؟!!
, مروة بحنق وهي تسحبها من ذراعها :أنا عارفة ياختي انا حاسة ان هتجنن قبل ما اتخرج من أم الكلية دي تعالي معايا بقا عشان اقدمه قبل الوبت ما ينتهي ..
, ليلى باعتراض: أجي معاكي فين يابت كونش أنا اللي هحطلك درجاتك ولا أيه روحي يا أخرة صبري أنا هستناكي هنا ع المقعد ده ..
, ثم أرفت بابتسامة ماكرة :بس م تتأخريش عشان تديني مكافأتي وحق تعبي معاكي وتأكليني أي حاجة والنبي لاحسن واقعة من الجوع ..
, مروة بغيظ وهي تسرع للداخل: أنا عارفة أيه اللي خلاني اصاحبك واحدة مصلحجية ..
, ١٥ العلامة النجمية
, عند نور
, كانت تسير هي وصديقاتها عبير وإسراء وتتعالى ضحكاتهم على أحاديث إسراء المرحة
, حتى لمحته من بعيد يقف وحيدا وينظر إليها
, ارتبكت وزاغت نظراتها حولها في توتر ثم استأذنت من رفيقاتها قائلة: طيب يابنات روحوا انتو أنا عندي حاجة هعملها واحصلكوا ..
,
, إسراء بتعجب:حاجة أيه يابنتي في إيه ؟
, نور بتوتر أكبر: مفيش بس هعمل تلفون ضروري مش هتأخر ..
, عبير باستغراب من توترها: مالك يانور فيكي حاجة كنتي كويسة قبل شوية ايه اللي حصلك؟
, حاولت نور أن تبدو طبيعية وقالت بابتسامة متوترة: هيحصلي إيه ياهبلة انتي عاوزة أكلم أبيه أدهم بس أطمنه عليا أنتو عارفينه بيخاف علينا أوي ..
,
, إسراء بعدم اقتناع:ماشي ياستي احنا داخلين وهنستناكي بس ماتتأخريش ..
, أومأت لهم نور برأسها مع ابتسامة حاولت ان تخفي بها ارتباكها تابعتهم بعينيها حتى دخلوا ثم التفتت إلى حيث كان يقف وجدته كما كان واقفا ينظر إليها
, أخذت نفسا عميقا ثم سارت باتجاهه: انت إيه اللي جابك هنا مش قولتلك بلاش تيجي الحركات دي مش هتستفاد منها حاجة ..
, مصطفى بهدوء: أنا محتاجك يانور مفيش غيرك قادر يساعدني مش عايزة تقفي معايا ليه ؟
, نور بحدة وعصبية: هقف معاك إزاي أنت عارف لو أبيه أدهم عرف أني بكلمك ولا واقفة معاك هيبقى أخر يوم في حياتي وحياتك أنت متعرفش أدهم ممكن يعمل إيه ..
, مصطفى بغل وحقد استطاع إخفائه وقال متصنعاً الأسف: لأ أنا عارف كويس ممكن يعمل إيه بس أنا مش عايز خلاف معاه أنا كل اللي بعمله علشان أنهي الصراع اللي بينا ونتجمع مع بعض ده نحنا قرايب برضه !!؟
, نور بتنهيدة: طيب مروحتش له وقولتله الكلام ده ليه ..؟
, مصطفى بمكر: روحتله كتير وهو مش راضي يسمعني بس أنا عارف أنتي بالنسباله إيه وأكيد لما أنتي كمان تحاولي معاه هيوافق ثم اما يعرف اننا بنتكلم مع بعض وعلاقتنا زي علاقتك انتي وسيف أكيد هيحن عليا وكل المشاكل اللي بينا هتنحل،
, أردف بأسف وهو ينظر إلى ملامح الأقتناع على وجهها: أنا مليش دعوة بالخلاف اللي بينه وبين أبويا يانور صدقيني أنا تعبان أوي أنا عاوز يكون ليا قرايب وأخوات زي بقية الناس أرجوكي يا نور متتخليش عني وساعديني ينوبك فيا ثواب وأنا متشرد ومتشحتت كدة ..
, ابتسم نور بخفة على مزاحه: ماشي ياسيدي هساعدك بس عشان الثواب بس مش أكتر ..
, مصطفى بفرحة عارمة: روحي يابنتي ربناا يخليكي للغلابة والمحتاجين اللي زينا بجد أنتي طيبة أوي يانور .. ثم نظر داخل عينيها قائلا بهيام: وجميلة أوي أوي أوي ..
, تسللت إلى وجنتيها حمرة خفيفة خجلا من إطرائه زادتها جمالا وفتنة ونظرت أرضا بخجل شديد
, ولم تلاحظ نظراته الوقحة والخبيثة وهو يدقق في كل أنحاء جسدها بشهوة وتوعد..،
, تحمحمت لتجلي حنجرتها وتخفي ارتباكها قائلة بخفوت: طيب بعد أذنك دلوقتي اتأخرت على صحباتي ..
, مصطفى وهو يخرج هاتفه: طب معليش ممكن رقمك بس علشان أعرف الوقت اللي انتي فاضية فيه نتكلم وتساعديني .. ثم قال ليحصل على موافقتها: أنا مش عايز أعملك مشاكل واجي ليكي هنا قدام صحباتك وزمايلك ..
, نور باقتناع وتفهم :ماشي ..
, أخذت هاتفه سجلت عليه رقمها وأعطته إليه ثم ذهبت مسرعة من أمامه بينما ظل هو يرمقها بنظراته التي ازدادت ظلاما وحقدا كبير ..!
, ١٩ العلامة النجمية
,
, عند سيف في الكلية ..
, دخل الكفتريا وجلس على أحد الطاولات المطلة إلى الخارج..القى كتبه على الطاولة بملل كبير فهو لا طاقة له بمحادثة أحد اليوم وفضل الجلوس بمفرده خاصة وأن صديقه "كرم"قد تغيب اليوم لمساعدة والده في عمله٣ نقطة
, تنهد سيف وهو يتلفت حوله بملل يبحث عن شيء جديد يسليه: أوووف انت فين يا كوكوو ياحبيبي دلوقتي عرفت قيمتك بجد..قاعد لحالي زي الجزمة٤ نقطةإللي من دون فردتها التانية٣ نقطة!!
, ألقى نظرة خارجا مالبث أن قطب حاجبيه وضيق عينيه مما يراه أمامه هب واقفا فجأة وهو يجري خارج الكفتريا تاركا كتبه على الطاولة خلفه٥ نقطة
, ١٩ العلامة النجمية
, كانت ليلى تجلس على أحد المقاعد في ظل شجرة كبيرة حتى أتت إليها مروة قائلة بفرح :الحمد**** لحقت وقدمت المشروع
, ليلى بابتسامة هادئة:ان شاء **** هتجيبي درجات حلوة ..
, مروة بابتسامة واسعة:يسمع من بؤك **** وهما هيلاقوا فين زي مشروعي بجماله وعظمته وا٣ نقطة اختفت ابتسامتها سريعا وتأففت بضيق مشيحة بوجهها ..
, ليلى باستغراب :في أيه يابنتي مالك تحولتي كده ليه؟!
, مروة بضيق شديد: فاكرة الواد الرخم اللي حكتلك عنه أهو جاي أهو ..
, قطبت ليلى حاجبيها متذكرة حديث صديقتها في وقت سابق عن شخص دائما يحاول مضايقتها والتقرب منها التفتت ليلى إلى حيث تنظر مروة وجدت شاب بملامح وسيمة بثيابه التي تدل على ثراءه الفاحش ومع ذلك فهو يبدو كالشباب المدللين الصايعين بقصة شعره ومشيته ..
, تامر بابتسامة لزجة وهو يطالع مروة وليلى بنظرات خبيثة ك عادته: إيه يامروة معقولة الصبح تشوفيني ومتسلميش دا احنا زمايل برضه ..
, مروة بحنق وغضب: وأسلم عليك بتاع إيه ،تامر مليون مرة قولتلك أبعد عن طريقي اللي ببالك مش ممكن يحصل أنا مش من البنات اللي تعرفهم بقا شيلني من دماغك ودورلك على بنت رخيصة زيك تمشي معاك ..
, تامر بغيظ وخبث: طيب انتي مش منهم فهمتها دي، لكن مش ممكن الأمورة اللي جمك دي تكون منهم ..
, قالها وهو يغمز بوقاحة شديدة ..
, أحست ليلى بإهانة شديدة فقامت وأمسكت بيد مروة قائلة: خلينا نمشي يا مروة ..
, مروة ببرود :فعلاً معاكي حق لازم نمشي الجو هنا بقا خنيق أوي ..
, تامر بغضب:تعالي هنا أنا مخلصتش كلامي يا حلوة .. قالها وهو يمسك ذراعها ليمنعها من الذهاب ..
, جذبت مروة ذراعها بحده صائحة بغضب شديد: اوعك تلمسني بأيدك القذرة دي تاني وإلا مش هيحصل طيب ..
, قهقه تامر عاليا قائلا بتحدي وهو يحاول لمسها: طب وريني هتعملي أيه ياقطة ..
, ابتعدت مروة عن مرمى ذراعيه ورفعت يدها عاليا لتهبط على وجنته بقوة كبيرة ناتجة عن غضبها الشديد ..
, كان صوت الصفعة عاليا ليلفت انتباه من حولهم،
, تلونت ملامح تامر بغضب شديد وجز على أسنانه بغيظ وحقد، فهو تامر ملك الجامعة الدنجوان الذي تترامى أمامه الفتيات ابن أغنى العائلات في المدينة لم يجرؤ أحد على الوقوف في طريقه تأتي مجرد بنت تافهة وتهينه أمام الجميع..
, أمسك بشعرها وجذبها بشدة صارخا: أنا هوريكي إزاي حشرة زيك تمد إيدها على أسيادها ..
, انتفضت ليلى بذعر وهي تضرب تامر في يده لكي تخلص صديقتها من براثنه: سيبها ياحيوان ياحقير ابعد عنها انت فاكر بنات الناس لعبة بأيدك بتشتريهم بفلوسك فاكر كل البنات رخاص وقذرين زيك،و
, أخذت تشتمه بكل أنواع الشتائم التي حفظتها من والدها..! ولتعترف لنفسها هذه المرة الأولى في حياتها التي حصلت فيها من والدها على شيء مفيد،٤ علامة التعجب
, دفعها تامر بقوة لترتد إلى الخلف وتسقط أرضا ٣ نقطةمهلا لما لم تشعر بألم السقطة؟!
, شعرت بذراعين صلبتين تطوقانها تحميانها من السقوط ..
, اعتدلت في وقفتها والتفتت لترى من ساعدها: خفق قلبها بشدة وتعالت وتيرة تنفسها: يا **** ٣ نقطة هاتان العينان٤ نقطةهذا البحر الهائج فيهما..تعرفهما جيدا فهما رفيقتا أحلامها في صحوها ومنامها أيعقل ذلك؟٣ علامة التعجب هل هي تحلم من جديد؟؟٣ علامة التعجب
, لم ترى سيف وهو يبرح تامر ضربا بعد أن خلص مروة من بين ذراعيه،فقد طرحه أرضا وأخذ يسدد له اللكمات لكمة تلو الأخرى لم يعطي الفرصة لتامر حتى بالدفاع عن نفسه أو برد تلك اللكمات،فجسم سيف الرياضي وقوته رغم عدم ممارسته الرياضة كان كفيلا بشل حركته حتى نزف من أنفه وفمه وبدأ يسعل بشدة٤ نقطة
, أفاقت من شرودها على صوت صديقتها الباكي: ليلى انتي كويسة؟ أنا أسفة أسفة كل دا حصلك بسببي
, ربتت ليلى على كتفها بحنية مطمئنة وما زال عقلها شاردا في صاحب العينين٣ نقطةأنا كويسة متخافيش محصلش حاجة المهم انتي..
, حاول بعض الموجودين تخليص تامر من بين يدي سيف الذي نهض عنه ينهج بشدة وهو يرمقه بنظرات مشتعلة..
, حتى أتى إليهم أحد افراد الأمن وتم استدعائهم إلى رئيس الجامعة ٥ نقطة
, مشيت ليلى بجانب مروة بعد أن شكرو سيف على مساعدتهم وقد أدركت الأمر في النهاية٤ نقطة
, نفس العينان٣ نقطة نفس النظرات٣ نقطة ولكن٣ نقطة ليس هو٦ نقطة
, ١٨ العلامة النجمية
, بشركة أدهم
, دخل إلى مكتبه وهو يزفر بتعب بعد أن انتهى الاجتماع الذي استمر لأكثر من ساعة ونصف
, جلس على كرسيه وهو يرجع ظهره إلى خلف ويغمض عينيه ليأخذ بعض الراحة٣ نقطة
, دخل إليه صديقه أحمد اقترب من مكتبه وجلس على أحد المقاعد يرمقه بصمت غريب ٤ نقطة
, قطب أدهم حاجبيه فهذه ليست عادته أن يدخل بهدوء بدون إحداث ضجة وويجلس هادئا بدون قول أي شيء ٤ نقطة
, تنهد بهدوء وفتح عينيه لتلتقي بعيني صديقه المليئة بالكلام،،
, أدهم: مالك يا أحمد ساكت كده ليه شكلك بيقول انك عاوز تقول حاجة ومتردد.،
, ابتسم أحمد بشدة فصديقه يعرفه من نظرة عينيه فقط.. من نبرة صوته ٣ نقطة
, أحمد: طول عمرك بتفهمني بدون ما اتكلم مش عارف من غيرك كانت حياتي هتبقى عاملة أيه،
, أدهم بابتسامة حنونة: أنا اللي لازم أقول الكلام دا أنت شمعة حياتي يا أحمد النعمه اللي **** بعتهالي بأصعب أيام حياتي عشان تساعدني وأفضل عايش أنا وأهلي لحد دلوقتي.
, ثم أردف بمرح: سيبك من الكلام والمدح دا مش هتقدر تتوهني قولي بقا مالك؟؟
, تردد أحمد وابتلع لعابه بصعوبة مما زاد من تقضيبة حاجبي أدهم الذي يراقبه بتعجب ..
, أحمد بعد أن اتخذ قراره قائلا بهدوء وحذر شدييد : مبارح شوفت قصي ..
, تغيرت تعابير أدهم وضاقت عينيه بشدة وقد ثار الموج داخلها مقاطع أحمد بشراسة مخيفة : م تكملش يا أحمد قولتلك مية مرة الموضوع ده م تناقشنيش فيه ابداا ..
, أحمد بمحاولة لتهدأته وإقناعه: أهدا يا أدهم أنا مقصدتش حاجة كنت عاوز أقولك الكلام اللي قالهولي بس..
, أدهم مقاطعا من جديد بصراخ : ولا تقولي ولا لقولك كلام بالموضوع دع مفيش الراجل دا ملوش حاجة عندي أنا خرجته من حياتي من زماان أوي ومش عايز أعرفه تاني ولا أسمع عنه حاجة ابدا يتحرق يموت مش فارقه معايا وقول لقصي الزفت دا معدش يوصلي كلام منه ولا يوصيلي عشان أروحله خليه مع المجرمين اللي زيه يتبسط بيهم دا لا أبويا ولا أعرفه٤ نقطة!؟
, سكت يتنفس بسرعة شديدة وعروق يديه ورقبته ظاهرة تنبض بشدة من غضبه الشديد ووجهه احتقن من كثرة الغضب أما بحر عينيه فتحول إلى عاصفة وبركان من الحمم اللاهبة..
, أردف بحدة وقسوة بالغة: ولو كلمتني بالموضوع دا تاني انا هنسى انك صاحبي ووريك الوش التاني من أدهم عز الدين ثم بصراخ يصم الأذان: انت فاااهمم؟؟
, أحمد بحزن وشفقة على صديقه فهو يعرف معاناته طوال حياته لم ينزعج منه أو من تهديده فهو تعود دائما عند ذكر هذا الأمر يتحول أدهم من صاحبه وأخيه وأدهم عز الدين الهادئ المرح إلى شخصية ثانية مختلفة تماما لايتمنى أشد الرجال قوة وبأسا الوقوف أمامها: حاضر يا أدهم اللي انت عايزه هيحصل بس أنت اهدا٣ نقطة
, زفر أدهم بحرارة شديدة ومسح وجهه بيديه وهو يشد على خصلات شعره محاولا التهدأة من غضبه العارم والقى بنفسه على مقعده بتعب شديد وقد نأى ظهره بحمله الكبير ٥ نقطة

الرابع


- لكنّكَ دخلت حياتي بشكل غير متوقع،
, كنت تُهاجم خلايا عقلي وقلبي بسرعة، ودقة،
, كنت أسلّم لك أمري كاملاً دون مُقاومة،
, لقد كنت دائما مُدهشاً وجميلاً ..
, ٢٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في شركة أدهم ..
, كان جالسا يتابع أعماله على حاسوبه يشرب فنجان من القهوة حتى يريح أعصابه ويوقف الصداع الذي يعتريه بعد غضبه الشديد منذ قليل ..
, حتى سمع رنين هاتفه .. أجاب من دون أن يرى المتصل سرعان ماتغيرت ملامحه واحتقن وجهه بغضب قاتل، تكلم بغضب مكبوت: عشر دقايق وأكون عندك ..
, أغلق هاتفه وهب واقفاً يأخذ أغراضه ونظارته الشمسية التي تزيد من هيبته وغموض شخصيته مع بدلته السوداء الحالكة ..
, خرج مسرعا مع دخول أحمد إلى مكتبه نظر إليه بتعجب من هيئته التي لاتبشر بالخير: أنت خارج ..؟
, أدهم بعصبية وهو يضم قبضته حتى ابيضت مفاصل أصابعه: هروح كلية سيف بيه أهدها فوق دماغه ..
, أحمد وقد أدرك أن سيف قد تسبب بمصيبة كعادته: ليه خير حصل إيه ؟
, أدهم وقد ازداد عصبية وهو يلوح بيده صائحا: عاملي بلطجي يضرب ويقتل على مزاجه فاكر نفسه عايش بغابة بس أنا هوريه مش همشيهاله المرادي هعلمه إزاي يتحداني ويعصى كلامي .. و**** لربيك يا سيف ..
, حاول أحمد تهدأته فقد خاف على سيف من غضبه،يعلم هو أن أكثر غضبه الأن من حديثه معه قبل قليل وذكره لوالده: اهدا يا أدهم فيه أيه م انت عارف سيف على طول كده دي مش حاجة جديدة يعني ..
, أدهم زاعقا بثورة: أه مش حاجة جديدة كل يوم مشكلة فوق دماغي مش بعيد بكرا أشوفه في القسم..٣ علامة التعجبمش عارف هيكبر ويعقل امتى ويبطل شغل العيال ..
, أحمد بصوت خافت وصل لسمع أدهم: م انت اللي عامل فيه كدة من دلالك ليه هتخليه مش نافع لحاجة كل مرة سيف لسه صغير، مقدرش امنعه عن حاجة عاوزها، وبالأخر تقول الحق عليه ٤ نقطة
, رمقه أدهم بنظرة غاضبة محتقنة فهو يعلم صدق حديثه: خليك في حالك وملكش دعوه ..
, أحمد بحنق وتأفف: الحق عليا بحاول أهديك واخفف عنك، أقولك .. في داهية انت وأخوك ..
, ٣٢ العلامة النجمية
, - ماهو عطركِ المفضّل حتى أشتريه ، حتى أسكبه على وسادتي ،
, حتى أحبّ اللعين الذي صنعه ؟ حتى أغار منه ؟ حتى أقتله ؟
, عندي فراغات كثيرة ، كثيرة ،
, فكوني بنتاً طيّبة واملئيها لي ٣ نقطة
, ٢٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في كلية التجارة ..
, كان يقف سيف أمام عميد الكلية ومعاونه وتامر يقف قبالته بهيئته المُزرية ووجهه المليء بالكدمات يمسك بيده منديلا يمسح الدماء عن وجهه وثيابه ..
, تكلّم العميد بلهجة رسمية حادة: ممكن أعرف أيه اللي حصل بالظبط وخلاكم تتعاركوا بالشكل ده ؟؟
, تامر بهجوم وهو ينظر باتجاه سيف نظرات مليئة حقد وغل كبير: اللي حصل واضح يادكتور مش شايف الواطي دا عمل فيا أيه ؟
, سيف بعصبية وهو يمنع نفسه بصعوبة من الانقضاض عليه وإبراحه ضربا ثانية: و**** واحد و٣ العلامة النجميةزيك لازمله مين يربيه عشان أهله مش عارفين يلموه ..
, كاد أن يردّ عليه عندما ضرب العميد قبضته على المكتب صائحا: كفاية عاوزين تكملوا اللي حصل برا قودامي انتوا مش مقدّرين المكان اللي انتو فيه ولا أيه ؟
, ثم قام باستدعاء ليلى وصديقتها ..
, دخلت ليلى وهي تمسك بيد مروة تشجعها وتهدئها ..
, العميد: تفضلي يا أنسة ممكن تحكيلي كل اللي حصل
, نظرت مروة بتوتر ناحية تامر ثم أخذت نفسا عميقا مُتظاهرة الشجاعة وبدأت تقصّ عليهم عن مضايقات تامر المستمرّة لها منذ فترة طويلة وعن محاولاتها لابعاده وإيقافه عند حده كان العميد وأحد الدكاترۃ يستمعون إليها بتركيز شديد حتى وصلت إلى ماحدث هذا اليوم وانتهت من كلامها وهي تبكي بشدة .. وليلى تربت على كتفها بطمئنة ..
, العميد بلهجة رسمية: قرر مجلس إدارة الجامعة بفصل الطالب تامر يوسف شهرين ، وإعطاء إنذار
, أخير للطالب سيف عز الدين ٣ نقطة
, تدخلت مروة قائلة: بس سيف ساعدنا يادكتور وهو ملوش دعوة ..
, نظر العميد ناحيتها قائلا بجمود: انتي يا انسة كان لازم تخبرينا وتحطينا بصورة اللي بيحصل عشان نوقفه عند حده، وسيف كان يقدر يتدخّل بطريقة تانية مش بالشكل الهمجي ده .. ده غير السوابق اللي عاملها قبل كدة ٣ نقطة
, ثم وجه حديثه لسيف قائلا بتحذير: وعلى فكرة ياسيف أنت قربت تترفد وده أخر إنذار ليك خلي بالك .. وأنا كلّمت أدهم بيه وزمانه جاي ..
, جاء صوت رجولي من جهة الباب: أنا جيت يادكتور أهو ..
, نظرو جميعا إلى مصدر هذا الصوت ليجدو شاب طويل القامة عيون بلون البحر وملامح رجولية يدخل وهالة من والغموض الهيبة تحيط به ٣ نقطة
, تسمّرت مكانها .. فلو أحد رأها لظنها تمثال٣ نقطة
, وتوقّفت الأرض عن الدوران بالنسبة لها٣ نقطة
, أنفاسها تتسارع شيئا فشيئا٣ نقطة
, قلبها أعلن الحرب عليها ينبض بشدة ألمتها وكأنه سيخترق صدرها قافزا خارجه ٣ نقطة
, لم تعد ترى أمامها سوى بحر٣ نقطة
, بحر أزرق ثائر الأمواج٣ نقطة
, عميييق كعمق شعورها به ..
, بحر يلتقي بسماء صافية .. وليل يُحيطه بظلامه الغامض من كل جانب ..
, بحر مُتمثّلاً بعينيه٤ نقطة
, إنها أمامها الأن .. حقيقة ليست خيال.. وليست حلما..
, بل حلمها أصبح حقيقة، نقلت نظراتها بتشتت باتجاه سيف .. لقد أدركت الأن السرّ .. أدركت خفقات قلبها وذهولها عندما رأت عينيه ، كانت متأكّدة بأنه ليس هو٤ نقطةوقد صدق حدسها ..؟فها هي الحقيقة متمثلة أمامها .. لن تُخطئ الأن أبدا .. إنه هو ٤ نقطة
,
, دخل أدهم إلى المكتب ولم يرى الفتيات فقد كانتا تقفان في ركن بعيد من المكتب ٣ نقطة
, العميد وهو يقوم من مكانه: أهلا أدهم بيه نورتنا ..
, أدهم بحزم: أهلا بحضرتك ..
, ثم أردف وهو ينظر لأخيه نظرات نارية :
, الباشا عمل مصيبة إيه المرادي كمان ؟
, نظر سيف إلى أدهم وقد أحس بتوتر عندما رأى نظراته التي لو أنها تقتل لهوى صريعاً وشعر أن هذا اليوم لن يمر على خير ..
, قصّ عليه العميد كل ماحدث من تامر تجاه البنت المسكينة وقتاله مع أخيه ٣ نقطة
, نظر اتجاه الفتاة التي أشار إليها العميد فرأى مروة بجسدها القصير وشعرها الحريري الأسود الذي يغطي اكتافها وملامحها الناعمة ووجهها الذي تخلله احمرار نتيجة بكائها مع عينيها المتورمة٣ نقطة
, لم يستطع أدهم انكار فخره بأخيه الصغير الذي أصبح رجلا شهما ذو نخوة يأبى أن يرى فتاة تتعرض للمضايقات ويقف ساكنا، فلو كان هو مكانه فلن يُخرجه من هنا إلا على نقالة !
, أدهم بجدية: وحضرتك اتخذت قرار إيه؟
, العميد: و**** حضرتك انا اضطريت افصل تامر شهرين وبالنسبة لأخوك فأنا اديتلو انذار وللعلم دا هيكون الانذار الأخير ليه، وياريت لو تتصرف معاه ويبطل مشاكل كل يوم والتاني ..
, أدهم وهو يومئ ببطئ قائلا بصوت رجولي خشن: تمام متشكر ليك جد وياريت أي حاجة بتحصل تعرفني بيها .. ثم نظر ناحية تامر قائلا بلهجة جليدية أرسلت الرجفة في أوصاله: المرة دي مش هحاسبك وهحترم قرار العميد بفصلك، لكن واقسم ب**** لو تعرضت للبنت دي تاني أو أخويا ولّا حد يخصه هتشوف حاجة بحياتك ماشفتها لا انت ولا أبوك وهخليك تندم ع اليوم اللي فكرت فيه تقف بطريقي فاهم ..؟؟
, تامر وقد كاد يغمى عليه من شدة الخوف فهذه المرة الأولى التي يقابل بها شخصية كأدهم يستطيع اشعارك بالرعب فقط من نظرة عيناه ، أومأ برأسه عدة مرات سريعا وهو يشعر برجليه أصبحت ك الهلام لم تعودا قادرتين على حمله..
, التفت أدهم إلى سيف قائلا بجمود: مش يلا بينا ولا إيه ؟
, سيف وهو يبتلع ريقه بتوتر: حاضر .. ثم تذكر كتبه التي تركها في الكفتريا فقال مسرعا: اسبقني انت وانا هجيب كتبي من الكفتريا واحصلك علطول..
, أومأ برأسه بهدوء والتفت ليخرج عندما وقعت نظراته على الفتاة الأخرى٣ نقطة
, كانت تقف في ركن منعزل من المكتب تفرك يديها بتوتر كبير توقفت فجأة عندما أحست بشيء يدعوها للنظر أمامها..
, رفعت رأسها ببطىء فتلاقت الأرواح قبل الأعين٤ نقطةوتلاقت النبضات تعزف سمفونية صاخبة٤ نقطة
, _ دقة٣ نقطة اثنان٣ نقطة ثلاثة هربت منه..ثم قنبلة من النبضات٣ نقطة
, حتى تحولت العضلة في شمالة إلى مضخة هائلة٣ نقطة
, اختفت الأصوات من حوله وكأنه أصمّ٣ نقطةصمت طغى على المكان، يسمع فقط نبضات قلبه الثائرة والتي تهلل بانتصار٣ نقطةهاقد وجدها٥ نقطة!!
, غامت عينيه في عينيها العشبية وغرفت هي داخل بحره الثائر..
, شعور لم تشعر به من قبل..احساس بأن العالم قد توقف من حولها٣ نقطة
, ولو أن العالم توقف من حولها٣ نقطةفما بالها به٣ نقطة!؟
, أدهم.. الرجل الصلب الذي لايُقهر..الأسطور٣ نقطةيقف ساكنا..صامتا..عاجزا عن الحركة..
, وقد فقد الاحساس بكل عضلة في جسده..وكأن جميع أعضائه توقفت عن العمل.. باستثناء ذلك المسكين الذي يكاد ينفجر في شمال صدره٣ نقطة
, ببطء شديد وقوة خائرة رفع يده اليمنى يتحسس بها صدره ناحية قلبه النابص،،
, يمسح عليه مهدئاً من ثورته وهو يتعجب من حالته تلك!!
, لم يشعرا بالزمن..وكأنهم انفصلا عن العالم٣ نقطةكلاهما غارقاً في عيني الأخر٤ نقطة
, _ليلى مش هتمشي؟؟٤ علامة التعجب
, كان هذا صوت صديقتها الحائر والحذر يحثها على الرحيل بعدما لاحظت هذا الموقف الغريب بينهما هي وباقي الحاضرين٣ نقطة
, انتفضت ليلى بخضة بسيطة وكأن أحدهم أيقظها من أعمق أحلامها٣ نقطة
, القت نظرة على صديقتها وهي تهز رأسها بشرود ثم تقدمت بخطوات مرتبكة تتعثر باللاشيء!! حتى مرت من أمامه بسرعة خاطفة وهي تأخذ نفسها بقوة بعدما كانت قد كتمته٣ نقطة
, أغمض عينيه بهدوء.. يأخذ نفسا عميقا معبقا برائحتها ٣ نقطة يستشعر هذا الاحساس الجديد٣ نقطة
, رائحتها٣ نقطةذكرته برائحة حلوى العيد التي كانت تصنعها والدته عندما كان مازال طفلا في الثامنة من عمره٣ نقطةرائحة أيام وسنين غابرة ممزوجة برائحة حنين لبيت صغير دافئ وشارع يلعب فيه الكرة مع صبية في نفس عمره،، رائحة ورد مخلوطاً بشوكولا ذائبة على كعكته المفضلة،تتسلل إليها رائحة قهوة أبيه الفواحة وهو يقرأ الجريدة أمام محل البقالة٣ نقطة
, أخذ نفس عميقا أخر يشبع نفسه من رائحتها..يحاول إيصالها إلى خلايا دماغه لتمشي بأوردته وشرايينه٣ نقطة
, هل هي رائحتها؟! أم رائحة حنين إلى الماضي؟؟!!،هل هو عطرها أم رائحة جسدها الطبيعية وخصلاتها الشمسية٣ نقطة؟؟٣ علامة التعجب

الخامس

- أنا هنا ٣ نقطة وأنت هناك٣ نقطة
, ورغم البعد والمسافات .. تشابه كل شيء فينا..
, نظراتنا .. نبضاتنا .. حتى الحروف في همساتنا..
, وكأنك .. ولدت' من أجلي .. وولدت من أجلك..
, وحتى العشق .. عشق أمانينا .. وكل مافينا ..
, ٢٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, خرج أدهم من الكلية متجها إلى سيارته السوداء الفارهة.. كان على وشك ركوبها عندما نظر أمامه فلمح خيال لفتاتين تقفان بالقرب من باب الكليه الخارجي ..دقّق النظر إليهما ليعود قلبه إلى خفقانه السابق لم يشعر بقدميه وهما تأخذانه ناحيتها..
, أما هي فقد كانت ما زالت على شرودها ومروة بجانبها تحاول معرفة مايحدث معها، وتسارعت انفاسها عندما وجدته يتقدم نحوهما بخطى بطيئة وهو ينظر مباشرة في عمق عيناها٣ نقطة
, لاحظت مروة نظرات ليلى فالتفتت لتجده أصبح يقف أمامهما تماما..
, أدهم بهدوء ونظراته مازالت على ليلى: لو تقبلوا أنا ممكن أوصلكم في سكتي ..
, مروة بابتسامة ممتنة: شكرا ليك مش عايزين نتعبك احنا مستنيين مواصلات..
, أدهم وهو ينقل نظراته بينهما: مش هتلاقوا تاكسي بسهولة الطلاب بدأوا يخرجوا ثم إن مفيش مواصلات عامة دلوقتي الحافلة مش هتيجي قبل نص ساعة..
, ليلى بصوت خافت تسلل إلى قلبه ليزيد من نبضاته: لا معليش احنا مش مستعجلين..
, نظرت لها مروة بغيظ فهي دائما خجولة ومترددة رغم أن هذه ليست شخصيتها الحقيقية،ولكن ماعانته في بيت والدها قد جعل منها كذلك،
, أدهم بابتسامة ثقة: أنا ليا أخت على فكرة ومش بقبل تفضل مستنية كل الفترة دي في الشارع،ثم اني بخاف عليها ومستحيل ائذي أي بنت عشان ما تتردليش بيها يعني مفيش داعي للخوف..
, كادت ليلى أن تتكلم فقاطعتها مروة قائلة وهي تنكزها بمرفقها: احنا مش خايفين ابدا خلاص هنيجي معاك..
, أدهم وهو ينظر باتجاه ندى: والأنسة..أا ..هو حضرتك اسمك أيه !!؟
, ليلى بابتسامة خجلة وهي تعيد خصلة متمردة من شعرها وراء اذنها: احم .. ليلى ..
, ابتسم ادهم ابتسامة واسعة وهو يردد اسمها في قلبه مرة تلو الأخرى وكأنه يتلذذ به ..
, ثم تحمحم ونظر إلى مروة فقالت بابتسامة مرحة وقد استشعرت وجود شحنة مشاعر في الجو: وأنا مروة صاحبتها الأنتيم ..
, أدهم مومئا برأسه بابتسامة: وأنا أدهم ..
, ثم وجه حديثه إلى ليلى قائلا: هاا يا أنسة ليلى موافقة ؟
, وقبل أن تجيب جائهم صوت من الخلف يقول بمرح ومزاح ٤ نقطة
, سيف: أه والنبي وافقي خلينا نفعّل التواصل الإجتماعي شوية، ثم تابع غامزا بضحك: ومنه يبقی بينا عيش وتوصيلة٤ نقطة
, نظر أدهم بغيظ شديد من هذا الأحمق، لتتوقف دقات قلبه لحظة قبل أن يبدأ بسمفونية جديدة عندما سمع ضحكاتها هي وصديقتها على مزاحة..
, يا **** أيجب أن يشكر هذا الأهبل فبسببه قد أشرقت الشمس على قلبه عندما رأى ضحكتها وغمازتيها التي لم يلاحظهما من قبل..
, - ابتسمي.. فحفرة غمازتك هدمت سقف الجاذبية٣ نقطة
, تقدّموا سوياً إلى السيارة..كانت ليلى ومروة السعيدة لسبب لاتعلم ماهو يمشيان ورائهم ببطء التفت لهم سيف قائلا بمزاح: أيه مالكوا متخفوش من أدهم ده مبياكلش حد ..
, ابتسمت ليلى لعبارته أما مروة فقد قهقهت ضاحكة بقوة،
, سيف متابعا ليُغيظ أدهم: دا بيعضّ بس٣ نقطة
, قهقهت مروة من جديد ولم تستطع ليلى كتمان ضحكتها فقد افلتت منها دون إرادتها خاصة عندما رأت تغير ملامح وجه أدهم إلى الغيظ الشديد..
, - ضحكت ِ.. فضحكتْ روحي معكِ ٣ نقطة
, ٢٣ العلامة النجمية
, في مكان أخر
, يجلس على كرسي وراء مكتبه..يمسك بيده سيجاره الفاخر ينفث الدخان من فمه ليملأ الحجرة بدخان خفيف،
, حول نظره إلى ذلك الجالس أمامه فمال فمه بابتسامة ساخرة عندما وجده ينظر إلى شيء فوق المكتب ولعابه يكاد يسيل من فمه المفتوح وعيونه تلمع بطمع شديد..
, كامل بثقة وغرور: هاا عملت اللي قولتلك عليه ؟
, الشخص بثقة وهو يبتلع ريقه الذي ملأ فمه: طبعا يا باشا عندك شك !!؟
, كامل باهتمام وتأكيد: انت متأكد أنك وصلتله الحاجة بدون م حد يشوفك ؟؟
, الشخص: حط بجوفك بطيخة صيفي يا باشاا دي مش أول مرة أعمل كدة، ده خدها وبقت معاه خلاص دا غير أنه وصاني على جديد..
, كامل وهو ينظر إليه بقرف: سيبه شويه دلوقتي عاوزه يلف حولين نفسه الأول..معاه قد أيه ؟
, الشخص بضحكة خليعة: لاا دا مبقالوش حاجة مرتين تلاتة كده ويبقى خلاص وقعناه..
, كامل وهو ينظر أمامه وقد غامت عيناه بغموض وغل شديد: كدة تمام أوي،عاوزه يبقى زي الكلب ميقدرش يعمل حاجة من غيرك ودي مهمتك انت بقا،
, الشخص بتأكيد: طبعا طبعا أكيد يابيه٣ نقطة
, كامل وهو يلقي إليه برزمة كبيرة من المال أمامه: خد دول حق تعبك ومتهوبش ناحية قصري تاني إلا لو طلبتك فاهم؟؟
, الشخص وهو يحصي المال وقد سال لعابه فعلا بشكل مقزز : وأنا خدام تحت رجليك يا باشا..
, تراجع كامل على ظهر مقعده بعد خروج الرجل من مكتبه وعاد ينفث دخان سيجارته حتى تشكلت سحابة من الدخان فوقه: مش هرتاح ولا هيهدا بالي غير لما أدمرك وافعصك تحت رجلي واشفي غليلي منك طول السنين دي، وهنشوف مين اللي هيغلب في الأخر ..
,
, ثم تابع مغمضا عينيه: بس اما اخلص من المرحلة الأخيرة وتبقى نهايتك على يدي ٤ نقطةالمهم أمجد ينفذ المطلوب كويس ومحدش يحس على حاجة٣ نقطة؟؟؟٦ علامة التعجب
, ٢٧ العلامة النجمية
, - يُقال.. أن في اخضرار العيون٣ نقطةسحر لايُقاوم٣ نقطة
, وهو لم يقاوم٣ نقطة ولا يريد أن يقاوم٣ نقطة
, يريد الغرق٣ نقطة أعمق وأعمق بغير نجاة٥ نقطة
, كان يقود السيارة بجانبه أخيه سيف..وفي الخلف تجلس ليلى وصديقتها..
, لم يستطع مقاومة عدم النظر إليها في المرآة..بل تمنى من كل قلبه أن لاينتهي هذا الطريق أبدا..
, فيبقى طوال العمر متمتعاً بنعيم عينيها..
, التفت سيف إلى الخلف قائلا بمرحه المعتاد: طب بزمتكم ينفع كده؟
, نظرتا إليه بعدم فهم فتابع قائلا: لسا متعرفناش لحد دلوقتي ينفع كده؟ طب و**** دي عيبة فحقي..
, ضحكت مروة وقالت تجاريه في الكلام: طبعا مينفعش يا سيدي أنا اسمي مروة أخر سنة كلية تجارة..
, شهق سيف بشدة وكاد أن يقفز من مقعده فنظروا جميعا إليه بدهشة..
, أدهم بحنق: في أيه يابني اهمد بقا..
, سيف وهو يشهق من جديد: قال اهمد قال معقول انتي في دفعتي وأنا مش عارف طب ازاي ..!!
, مروة متسائلة: ليه انت كمان تجارة ..؟
, سيف مبتسما بغرور وهو يعدل ياقة قميصه: أه يا ستي وسنة أخيرة كمان وفيكي تقولي الأول ع الدفعة كلها٣ نقطة
, أدهم متهكما: أه الأول من جهة ورا.!!
, ضحكت مروة بخفة وابتسمت ليلى وقلبها يرفرف بسعادة..
, سيف بضحك: معليش بقا من قدام من ورا المهم الأول..بس تصدق يا أدهم طول السنين دي وأنا ماشوفتهاش ابدا دلوقتي حتى عرفت انها معايا ..
, مروة بابتسامة: ممكن لأننا مش بنفس الفصل، حتى أنا ما اخدتش بالي منك..
, سيف وهو يوجه نظره ناحية ليلى: وانتي كمان معاها؟؟
, ليلى مبتسمة وهي تلقي نظرة عابرة تجاه أدهم فتلتقي عيناهما في المرأة: لأ أنا مش في الكلية دي خالص أنا كلية هندسة..
, صرخ سيف بصوت عالي: ****.. هندسة أنتي زي أدهم
, خفق قلبها عند ذكره لاسمه فتابع سيف متسائلا: هندسة أيه؟
, ليلى: هندسة ديكور
, سيف: يا سلاام ديكور جميل جدا..أدهم إلكترونيات،، ثم اردف بتنبه: أيه ده نسينا نتعرف ما قولتليش اسمك ايه ؟
, ليلى: اسمي ليلى ..
, سيف بابتسامة بلهاء: وأنا قيس ..
, ابتسمت ليلى بخجل فأردف سيف قائلا: تشرفنا بيكم .. ثم أشار إلى أدهم: دا اسمه أدهم وأنا سيف أخو أدهم الكبير والمسؤول عنه..٤ علامة التعجب
, أدهم بغيظ: سيييف ..
, سيف مندفعاً: أقصد الصغير الصغير ثم نظر إلى أدهم قائلا بتذمر: عاجبك كده؟؟ أهو ضيعتلي البرستيج ..
, ارتفعت ضحكات مروة وليلى بغير تصديق على شخصيته المرحة وهزاره المضحك..بينما كانت ليلى تتابع هذه العلاقة بينهم فهم يبدوان وكأنهم أصحاب وليس فقط أخ وأخوه الكبير..
, أدهم وهو ينظر إليهم في المرأة: ممكن تقولولي عنوان بيتكم؟!
, اجابت مروة: أنا هقولك لأن بيتي الأول ..
, ثم أخذت تصف له الطريق..بينما هو يلقي نظره لتلك الجالسة خلفة بصمت..
, انتفض سيف فجأة: أدهم عربيتي!!
, أدهم بهدوء: اهدا يا غبي هبعت حد يجيبها محدش هياكلها..
, سيف قائلا بتذمر وهو يغمز لمروة وليلى : طب ليه الغلط طيب اجل الشتيمة دي لبعدين مش شايف معانا بنتين حلوين قمرين كده؟!!
, احست مروة برعشة في قلبها رغم أنها تدرك أن كلامه هذا كله مزاح ولكنها لا تعلم لم شعرت بالسعادة عندما غازلها..
, أدهم بتهكم وسخرية: م قبل شوية كنت عامل جدع وعمال تضرب وتزعق دلوقتي بتغازل وتغمز كمان..
, سيف غامزا بضحك: يابني احنا وقت الجد جد ووقت التفاهة أجمد من أي حد٣ نقطة
, عادت ضحكات مروة وليلى تتعالى داخل السيارة فيما تابع سيف يلقي نوادره ومرحه على الجميع بينما كانت هناك قلوب تعزف لحناً جديداً٣ نقطةلحن الحب٣ نقطة❤
, ٢٥ العلامة النجمية
, بعد أن أوصلوا مروة إلى منزلها..
, -ممكن تقف هنا لوسمحت
, التفت أدهم ينظر إليها بهدوء قائلا: ليه؟ لو عاوز تروحي مكان تاني أنا ممكن أوديكي
, ليلى بخجل شديد فهي من نظراته: لأ مش كدة بس معليش أنا ساكنة في حارة شعبية وهناك كلام الناس كتير ولو شافوك بتوصلني ف مش هخلص منهم..
, أومأ أدهم متفهما: طب ممكن تقوليلي الحازة فين وأنا أوصلك لأول شارع فيها من غير ما ادخل ..
, لم تستطع ليلى الاعتراض اكثر من ذلك، أما هو٤ نقطةفكان هدفه أن يعلم مكان سكنها.. فهو لن يفرط بها ثانيةً بعدما وجدها٣ نقطة
, ٢٤ العلامة النجمية
, - مالك يا نور أنتي مش على بعضك خالص من ساعة م رحتي تتكلمي في الفون ؟
, نور: أبدا يا سوسو مفيش انا كويسة ..
, إسراء بإنكار: كويسة أيه انتي مشفتيش نفسك وانتي متوترة ؟ ثم تابعت بقلق: سيف حصله حاجة٣ نقطةأحم أ أنا أقصد حد من أخواتك حصلهم حاجة أو طنط جمانة كويسة؟؟
, نور بابتسامة حزينة على صديقتها العاشقة: لا متقلقيش كلهم كويسين، تنهدت بحرارة ثم تابعت قائلة: مش عارفة أخد قرار حاسة اني اللي هعمله غلط وبنفس الوقت ضميري واجعني أوي مقدرش اسيبه كده..
, ضيقت إسراء عينيها واقتربت من صديقتها فقد أحست أن الأمر أكبر مما تصورت: احكيلي كل حاجة يا نور مش أنا بئر أسرارك ومبتخبيش عني حاجة؟!!
, نور بابتسامة محبة: طبعا انتي اختي مش بس صاحبتي،ثم تابعت بتنهيدة: أنا فعلا هحكلك لأني حاسة ان انا مش هقدر اتخذ قرار في الموضوع دا لوحدي ..
, وبدأت تقص عليها محادثتها مع مصطفى علها ترشدها إلى طريق الصواب..
, ٢٠ العلامة النجمية
, توقفت السيارة أمام شارع ضيق..علي جانبيه توجد أبنية قديمة متهالكة ومحلات صغيرة تبيع أشياء مختلفة٣ نقطةصبية يركضون في كل مكان ومنهم من يلعب كرة القدم التي كان يحبها كثيراً فيما مضى٥ نقطة
, أتربة وغبار في كل مكان ومياه جارية مسببة مع تراب الأرض طينا يلوث الأقدام٤ نقطة
, نظر أدهم حوله ببطء في كل الأنحاء٣ نقطةهل هذا هو يوم المفاجئات٥ علامة التعجب
, يا الله٣ نقطةهل عاد به الزمن إليها٤ نقطة
, هل يعقل أن تدور به الدنيا ليخرج منها طفلا مشرداً ضائعاً٥ نقطة ويعود إليها رجلاً صلدا قوي٤ نقطة
, أغمض عينيه يتنفس عبقاً اشتاااقه منذ زمن٣ نقطة
, الرائحة نفسها لم تتغير٣ نقطة
, نفس الأصوات نفس الأولاد ونفس الكرة..!؟!!
, سألها بتوتر وهو يتلفت حوله بطريقة مذهولة: أاا.. هو أنتي ساكنة هنا في المكان ده ؟؟٣ علامة التعجب
, غصة مريرة توقفت في حلقها٣ نقطةوقبض قلبها بحسرة..
, هل أهانها للتو؟؟!!أم هكذا تصورت..
, ماذا يعني سؤاله٣ نقطة بل سؤاله المرتبك.!!؟توتره!!؟ وتلفته حوله في المكان،،،؟؟؟
, ابتسمت داخلها متهكمة٣ نقطة
, هل كان يظن أن يوصلها إلى قصر أو بيت كبير تقف أمامه سيارة فارهة كالتي يملكها٣ نقطة
, فجأة وبخت نفسها..فأحلامها التي كانت تبنيها طوال الطريق تهدمت على صخرة واقعها المرير..
, أنى لأبن العز أن ينظر لفتاة فقيرة مثلها؟٣ علامة التعجب
, غبية ٣ علامة التعجب؟؟ غبية٤ علامة التعجب؟
, حبست غصتها داخلها وأومأت برأسها قائلة بثقة وكبرياء فلو خسرت حلمها لن تخسر كرامتها ابداً: أيوه أنا ساكنة هنا في الحارة دي بيتي لقدام شوية..
, ثم تابعت بجمود كبير: متشكرة لحضرتك جدا يافندم عذبتك معايا..ثم التفتت ناحية سيف قائلة بامتنان: ومتشكرة كمان لحضرتك أوي على وقفتك معايا أنا وصاحبتي بجد شكرا٣ نقطة
, ثم أغلقت باب السيارة بعنف قبل أن تتلقى ردا من أي منهما ومشيت تدخل الحي بخطوات مليئة باعتزاز وكبرياء بينما قلبها قد فتت لأشلاء٤ نقطة!!
, نظر سيف بضيق تجاه أدهم الشارد قائلا بضيق كبير: ليه عملت كدة يا أدهم ليه تهينها بالشكل ده ؟؟!؟
, احنا من إمتى يهمنا الشكل والمظهر ولا منسأل حد ساكن فين.. وهو الناس اللي ساكنين هنا مش بشر زيهم زينا٣ نقطة!؟ حرام عليك تجرح البنت كده مشوفتهاش خرجت ازاي والدمعة بعينها!!؟
, ثم صرخ بصوت عال عندما لم يتلقى رداً: أدهمم أنا بكلمك على فكرة٣ نقطة
, أدهم بهدوء وجموود شديد: مش عايز اسمع صوتك لحد مانوصل البيت٣ نقطة
, نظر له سيف بحنق شديد ثم أشاح بوجهه ينظر خارجاً من النافذة جانبه،
, بينما تراجع أدهم بسيارته وهو ينطلق بعيدا عن هذا المكان٣ نقطة

السادس

- عندما تجد فتاة صغيرة، تبذل طاقتها لمساعدة والديها٣ نقطة
, - عندما تجد زوجة لا تحب الشاي، ولكن تتذوقه قبل أن تقدمه لزوجها٣ نقطة
, - عندما تجد صديقاً يشدُّ بيد صديقه كي لايقع٣ نقطة
, - عندما تجد أخاً يراسل أخته كي يتأكد أنها وصلت البيت بأمان٤ نقطة
, الحب ليس شاباً يمسك بيد فتاة ويتجوّلون٣ نقطة
, - الحب، هو الإهتمام أينما وُجد٤ نقطة
, ٢٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, _بصي يا نور أنا معرفش أيه اللي حصل بين أخوكي ومصطفى ولّا أبوه عشان يكرهو بعض بالشكل دا وحسب ماقولتيلي انتي كمان ماتعرفيش، لكن اللي أعرفع ان أدهم مستحيل يعمل حاجة زي دي لو كانت غلط ويبعدكم عن قرايبكم.. واضح ان اللي بينهم حاجة كبيرة أوي عشان كدة هو رافض يتكلم في الموضوع دا نهائي وحتى ميخليش والدتك تتكلم فيه وانتي بنفسك قولتيلي انه اكتر من مرة حاولتي تسأليه وهو يتعصب عليكي ويزعقلك حصل ولا لأ؟
, نور وهي تستمع إليها بتركيز: أيوه حصل فعلا.. كان فجأة يقلب يتعصب عليا أوي وبصراحة وقتها كنت ببقى مرعوبة منه جداً،أدهم لما يغضب يبقى عامل زي البركان..
, إسراء بتأكيد: ودا أكبر دليل أن الموضوع مش بسيط زي م انتي متخيلة ومش بس خلاف عادي بين القرايب فلو عايزة نصيحتي اسمعي كلام أخوكي وابعدي عن مصطفى دا نهائي..
, نور باقتناع ولكن مازال ضميرها يلح عليها بالموافقة: طب مش ممكن مصطفى ميكونش زي أبوه،دا لو عاوز حاجة وحشة مش هييجي ويترجاني اني اساعده٣ نقطةمش بس كده قالي انه راح لأدهم أكتر من مرة وحاول يقنعه بس أدهم ما وافقش.
, إسراء باندفاع: ما وافقش.. يبقى ليه انتي عايزة تحشري نفسك بالموضوع دا سبيهم يحلو مشاكلهم مع بعض وانتي خليكي بعيدة،
, صمتت نور ولم تجيب ولكن إسراء لاحظت ملامح غير الاقتناع على قسمات وجهها٤ نقطة
, إسراء بهدوء ومحاولة اثنائها عما تريد ان تفعله: نور اسمعيني كويس انتي قولتيلي ان أخوكي أدهم تعب وشقى في حياته عشانكم جدا،أكيد دلوقتي من هيمنعك عن حاجة إلا لو هو شايفها مؤذية ليكي وعاوز يحميكي منها.. انتي متعرفيش مصطفى دا ولا أبوه يمكن قابلتيهم مرتين ولا تلاتة بس متعرفيهمش زي أدهم اللي رباكم انتي وأخوكي واهتم بيكم لحد مكبرتوا وكان زي الأب ليكم ولحد دلوقتي٣ نقطةصدقيني هو عايز مصلحتكم ولو هو شايف ان مصطفى كويس ويقدر يأمن بيه مكنش هيحذركم منه ويبعدكم عنه..
, سيبي مصطفى يحل مشاكله بعيد عنك ولو هو عايزكم بجد هيحاول مع أدهم مرة وتلاتة وعشرة لحد مايقتنع بس انتي ابعدي عنه أرجوكي أنا خايفة عليكي أوي٣ نقطة!
, نور بابتسامة وهي تحتضنها: حبيبتي ياسوسو **** يخليكي ليا ولا يحرمنا من بعض أوعدك اني هفكر بكلامك كويس٣ نقطة
, إسراء صرخت قائلة بغيظ: يا ناااس ألطم.. أشد بشعري .. لسا عاوزة تفكري ..؟ بقالي ساعة بحاضر فيكي وعذب جمالي وفي الأخر تفكري..٣ علامة التعجب
, قهقهت نور على مظهر صديقتها المغتاظة قائلة: خلاص ياسوسو هدي أعصابك مش كده.. ****..
, نظرت إليها بغيظ شديد ثم تنهدت وبرجاء: نوور فكري في كلامي كويس بس أرجوكي أرجوكي ثم أرجوكي يانور متعمليش أي حاجة قبل ماتخبريني الأول٤ نقطة فاهماني يانور؟؟ قالت الأخيرة بتحذير وخوف داخلي على صدقتها المقربة..
, نور بتأكيد: حاضر يافندم أوامر تانية،،!!؟؟
, _يا أهل المنزل أنا اجييت٣ نقطة فضولي مكان جنب جوجووو
, أخرجها من شرودها صوت أحمد صديق أخيها يدخل بصخبه المعتاد بعد أن أدخلته دادة سامية.. فالتفتت إليه ترمقه بعبوس ..
, أحمد وهو يقبل جمانة: جوجو حبيبة قلبي وحبي الوحيد عاملة أيه من غيري..؟
, نور متهكمة: أحسن من كدا مفيش بس مش ضمناها دلوقتي هيحصلها أيه بعد شوفتك دي..؟!
, احتضنته جمانة وهي تربت على كتفه بحنان أمومي فهو ابنها الرابع وبمثابة أدهم لديها: بخير ياحبيبي وحشني و****..
, أحمد : وانتي أكتر يا جوجاية قلبي❤
, ثم لنور العابسة: أيه يا بنتي مالك قفشتي كده ليه احنا مش عاجبينك ولا أيه؟؟!!
, نور بابتسامة مغيظة: وهتعجبني ليه بقا قوم يابني قوم بص في المراية الأول..
, ضحكت جمانة بشدة فهذان الإثنان دائما هكذا لن يكبرا أبداً، ك توم وجيري..!!
, أحمد بغرور وهو يضع رجلاً فوق الأخرى: جميل ووسيم وحاجة كدة عظيمة من يومي مش محتاج أبص زي ناس٣ نقطة!!؟
, نور باندفاع: مين الناس دول اللي بتتكلم عنهم..؟؟ع فكرة دول بعشرة زيك..
, أحمد وهو يكتم ضحكته على مظهرها بشعرها المنكوش وقطرات القهوة التي تساقطت على ثيابها من الكوب الذي بيدها دون أن تشعر وملامحها المغتاظة: **** !!..هو حد جي جمبك ياختي؟؟!٣ نقطة فعلا اللي على راسه بطحة٣ نقطة يحسس عليها٣ نقطة
, بغير وعي منها رفعت يدها تتحسس بها رأسها وشعرها لتدوي ضحكات أحمد الصاخبة في المكان..
, وجمانة تشاركه هي الأخرى..
, التفتت إلى أمها قائلة والغيظ تملّكها : بتضحكي معاه كمان واقفة في صفه ك العادة مش كدة؟!!
, أحمد بغرور وثقة: ههه طبعا في صفي دي جوجو حبيبة قلبي مش أي حد ..
, ضربت نور قدمها بالأرض كالأطفال من حنقها الشديد
, فقال أحمد يزيد من إغاظتها فكم يعشق أن يراعا هكذا: اهدي بس يا نونوو مش كده..
, نور بشهقة وصراخ: مليون مرة قولتلك متقولش نونو دي بتنرفزني أيه أنت مبتفهمش!!
, أحمد بإغاظة: نونو نونو يانونو
, نور بنرفزة وهو ترفع أصبعها بتحذير: بطل بقا يا أحمد وإلا هتندم٣ نقطة
, أحمد بضحك: ههه طب م أنا بقولها دائما مش عارف ليه ولا مرة ندمت هههه..
, نظرت إليه بقهر وحنق.. ثم برقت عينيها عندما لمعت في رأسها فكرة،فابتسمت بمكر شديد واخذت تقترب منه بخطوات بطيئة٥ نقطة
, زوى مابين حاجبيه ونظر إليها بتوجس: مش متطمنلك على فكرة!!
, نور ببراءة مصطنعة: ليه بس يا أبيه م انا طيبة وعاقلة أوي..
, أحمد بدهشة: أبيه٥ علامة التعجب؟لا لا مش متعود ع الاحترام دا أاااه..يابنت المجنونة٣ علامة التعجب.
, لم يكمل جملته وكانت قد أفرغت كوب القهوة الذي بيدها على ملابسه: أوبس.. سوري جدا مش قصدي..
, ثم التفتت سريعا تريد أن تنفد بريشها وعندما وصلت إلى منتصف السلالم التفتت قائلة بضحك: ابقى اطلع خد حاجة من هدوم أبيه أدهم هو مش هيمانع.. وخليك تغدا عندنا أهو هنكسب فيك ثواب.. ثم هرولت صاعدة إلى غرفتها..
, نظر أحمد إلى ملابسه ثم إلى جمانة الضاحكة: عجبك كده دي بدلة جديدة لسا شاريها مبارح ملحقتش افرح بيها منك لله يا نور..
, جمانة: ههه تستاهل عشان تقول بنت مجنونة دي تاني٣ نقطة**** عليكي يانور يابنت بطني٣ نقطة
, أحمد بحنق: وهي عملت عمل بطولي عشان التشجيع دا كله دا يادوبهم نقطتين تلاتة قهوة مش أكتر..
, جمانة بضحك: يبقى تخرس وبلاش زن.. أنا قايمة احضر الغدا أدهم زمانه على وصول..
, ذهب أحمد لكي يغسل ملابسه وفي عقله تدور مئات الطرق والأفكار للإنتقام من نونو..!! أقصد نور٣ نقطة
, ٢٦ العلامة النجمية
, -انتي بتقولي أيه؟.. طيب ومين البنت دي اللي عمل كل دا علشانها بقا؟؟!!
, - أنا سألت عنها وعرفت انها معانا بنفس الدفعة بس هي فصل غيرنا ومكنوش يعرفو بعض من قبل٣ نقطة ومش بس كده،
, - فيه ايه تاني ياجولي؟؟
, - جولي: أنا شفتهم وهما بيركبو العربية معاهم وبيضحكو ويهزروا لو شوفتي هدومهم عاملة ازاي حاجة تقرف بنات بيئة أوي مش عارفة ازاي قدروا يوقعو سيف عز الدين ولا بلاش دا، أخوه أدهم عز الدين الأسطورة اللي مفيش بنت في مصر إلا وتتمنى نظرة واحدة من عيونه وهو ولا معبرهم يقوم هو بنفسه يعملهم سواق للهوانم..!!؟
, -ماشي ياسيف بقا أنا يتكبر عليّا ويهملني ويروح لبنت مشرشحة زي دي..!! و**** منا سيباهم يتهنوا ..
, - هتعملي أيه يا ناريمان ؟؟ أوعي تفكري في حاجة تئذيهم أنتي مشوفتيش تامر كان شكله ازاي لمّا خرج بقا عامل زي الكتكوت المبلول قدام أخوه تخيلي تامر يوسف ملك الجامعة يحصل فيه كدة مابالك لو انتي تحدتيهم و**** هيودوكي ورا الشمس..؟ أخو سيف مش سهل أبداً دا أعظم راجل يحسبله ألف حساب..
, ناريمان بضحكة سمجة وعقلها بدأ بالفعل في التفكير بخطتها التي سوف تنتقم بها من سيف: ههههه مش ناريمان مراد اللي حاجة تقف في طريقها.. هخلي سيف عز الدين يجيلي لحد رجلي راكع وطالب مني القرب.. ووقتها أنا هبقى اوافق لكن بشروطي هههه.. أغلقت الهاتف ومازالت ضحكاتها الخليعة تتردد في الأرجاء٣ نقطة
, ٢٦ العلامة النجمية
, وصل أدهم وسيف إلى الفيلا٣ نقطة فوجدا أحمد يجلس مع والدتهم في الصالة.
, سيف بمرح وهو يحتضنه: حووودة حبيب الملايين ازيك ياعم ليك وحشة و****..
, أحمد بمزاح وهو ينظر ناحية أدهم الذي واضح عليه الشرود: أيه دا سيف مرة واحدة دا أنا كنت فاكرك هترجعلنا قطع صغيرة ومدسوس بكياس سودة..!!
, جمانة باستغراب: ليه كده !!
, أحمد: ابنك دا كل يوم والتاني جايبلنا مصيبة جديدة وأدهم النهاردة كان مستحلفله..
, انتبهت جمانة لأدهم: أدهم مالك ياحبيبي فيك أيه مش عادتك تدخل ومتسلمش عليّا يعني؟؟
, أدهم بابتسامة معتذرة وهو يقبل يدها ورأسها: حقك عليا يا أمي أنا أسف بس ملخبط شوية..
, جمانة بتفهم وهي تمسح هلى شعره: عارفة انك مزعوج من سيف وعمايله،بس انت عارف يابني سيف بيحبك أوي وبيسمع كلامك ومش ممكن يزعلك منه مش كده ياسيف..؟
, سيف بمزاح وهو يقترب ويحتضن أدهم: كده ومليون كده يا أم سيف خلاص ياعم قلبك أبيض.. وأدي راسك أبوسها أه..
, أبتسم أدهم بحنان قائلا: مش زعلان بالعكس المرة دي بالذات اللي عملته مكنش غلط..
, سيف غامزا لأمه وأحمد: أهو قال ما غلطتش أهو أشهدوا عليه بقاا عشان ميرجعش بكلامه..
, ضحك الجميع عليه ٣ نقطةثم التفت لأدهم: طب حضن كبير عظيم بقا عشان اتأكد أنك خلاص مش زعلان..
, احتضنه أدهم وهو يضحك على هذا الصغير الذي من الواضح أنه لن ينضج أبداً،
, جمانة بابتسامة حانية: ي**** اطلعوا غيروا هدومكم هقول لسامية تجهز الغدا ..
, أدهم بتساؤل: أمال نور فين..؟
, أحمد بضحك: في غرفتها يا خويا مقدرتش تستحمل حضوري ونوري الذي طغا على المكان فطلعت تستخبا..
, أدهم بسخرية وهو يصعد السلالم: أه م هو واضح بعلامة هدومك اللي مشرّبها قهوة دي..
, قهقه سيف ضاحكا عليه وصعد إلى غرفته أما أحمد فقد لحق بصديقه ليعلم مابه،فلن يستطيع اقناعه أنه بخير بمجرد مزاحه وابتسامته فهو يعرفه أكثر من نفسه٣ نقطة
, خرج أدهم من الحمام واتجه الى غرفة الملابس فوجد أحمد قد غير ملابسه لملابس من خاصة أدهم فهما يملكان نفس الجسم والطول،
, أحمد: مش هتقولي بقا فيك أيه ومتحاولش تقول ان مشكلة سيف هي السبب أصلي عارفك كويس أوي..
, أدهم بابتسامة شاردة وهو يتذكر عيناها الجميلتان: شوفتها!!
, أحمد بتعجب: هي مين !!؟
, أدهم: البنت بتاعة محل العطورات اللي حكتلك عنها..
, أحمد بتذكر: أيوا أيوا انت لسا فاكرها دا انا فكرتك نسيتها..
, أدهم: أبداً ولا يوم راحت عن تفكيري..
, أحمد بفضول وحماس: يبقا احكيلي بقا من طق طق للسلام عليكم يلا بسرعة..
, ضحك أدهم لصديقه الفضولي وأخذ يقص عليه كل ماحدث بالتفصيل..
, أحمد: سيف معاه حق يا أدهم مكنش لازم تعمل كده شوفت أهي البنت فكراك بتستهين بيها وبمكان سكنها..
, أدهم بضيق من نفسه: أعمل أيه مكنتش بوعيي يا أحمد..انت مش متخيل الشعور اللي حسيت بيه لما شوفت الحارة دي فجأة كل الذكريات الحلوة والوحشة هجمت عليّا٣ نقطة افتكرت لما خرجت منها أنا وأهلي متشردين في الدنيا ملناش حد يساعدنا افتكرت تعبي وشقايا والذل اللي عانيته طول حياتي.. قوم ارجع بعد 20سنة تقريبا لنفس المكان..٣ علامة التعجب
, أحمد بتفهم وحزن: مكنتش لوحدك يا أدهم أنا كنت معاك،صح مقدرتش أعملكم حاجة بس كفاية اني كنت معاك وبضهرك دايماً وهفضل كدا لحد ما اموت..
, أدهم بامتنان: **** يخليك ليا يا أحمد وميحرمنيش منك أبداً ..
, أحمد بمزاح: مقولتليش بقا أدهم عز الدين بجلالة قدره يوصل بنتين ميعرفهمش أيه الأسد وقع ولاأيه،،!!؟؟
, أدهم بضحك: وقع أيه يابني مش كده٣ نقطةثم تنهد بشرود..مش عارف يا أحمد جوايا أحساس جديد أول مرة أحس بيه هو انجذاب هو حب مقدرش أحدد،بس اللي أعرفه ان البنت دي من أول مرة شوفتها وأثرت فيا أوي..فكرك دا بيسموه أيه.؟؟!حاسس اني احساسي زاد لما عرفت انها ساكنة بالحارة إياها..ممكن دا يكون سبب انجذابي ليها؟٣ علامة التعجب
, أحمد بهدوء: أدهم.. أنا عارف ان لا المكان ولا الوقت مناسب٥ نقطة بس أنا جعان أوي..
, أدهم بغيظ شديد وهو يرميه بقطعة ملابس: غور من وشي ياض فصلتني **** يخرب بيتك همك على بطنك بس،
, أحمد بضحك: طب أعمل أيه يا عم أنا واقع من الجوع وانت عاملي روميو كده، أنا معرفش اتفاعل معاك إلا وبطني مليان..
, أدهم وهو يدفعه: امشي قدامي يالا انا عارفك دايما مفجوع يخربيت اللي فاكرك صاحب وقاعد يسرلّك ويحكيلك الحق عليا والله٤ نقطة
, ٢٠ العلامة النجمية
, دخلت ليلى إلى منزلها ومباشرة إلى غرفتها أغلقت الباب ورائها وألقت حقيبتها أرضاً وسقطت على سريرها الصغير تبكي وتشهق بحرقة..
, تؤنب نفسها على تفكيرها به،على أحلامها التي رسمتها معه من أول مرة رأته بها٣ نقطة
, ضربت قلبها براحة يدها الصغيرة تؤنبه وتوبخه على نبضاته التي لم تتحرك لأحد سواه٣ علامة التعجب٣ نقطة
, غبية!! ساذجة٦ علامة التعجب؟كيف ظنت أنه قد يفكر بها أو أنها تشغل باله مثلما هو يؤرق مضجعها كل ليلة٣ نقطة
, ابتسمت بسخرية محدثة نفسها: انتي بس اللي بتفكري بيه شفتيه راجل بهيبته ورجولته وحلاوته اللي كنتي فكراهم موجودين بالأفلام بس،تعلقتي بعيونه من مرة وحدة زي الغبية والمجنونة،أه أه انتي مجنونة مفيش واحدة بتتعلق بحد من مرة وحدة وكمان بتبني أحلام وأحلام معاه من غير متعرف هو مين ولا بيشتغل أي التوى فمها بقهر .. ولا متزوج أو بيحب٣ نقطةاشتعل قلبها بنار مستعرة تقسم أنها قادرة على إحراق حيهم بالكامل عند تفكيرها بهذا الأمر..
, متزوج٣ نقطةبيحب وحدة أحلا منك وأغنى منك مش حتة بنت فقيرة مهما عملت متوصلش لمستواه٣ نقطةفاكرة نفسك سندريلا هيحبك ويتعلق بيكي وينتشلك من الضياع والألم اللي انتي عايشاه ده٣ نقطة٣ علامة التعجب؟
, هو أمير٣ نقطةأمير٤ نقطةومينفعش للأمير إلا أميرة زيه..!!
, فتحت عينيها ومسحت دموعها عندما أحست بيد حنونة تمسح على شعرها بحب: جذبت أخيها الصغير إلى أحضانها وهي تقبله: ها يا حبيبي عامل أيه في المدرسة والاختبار عملت فيه أيه؟!!
, حمزك بابتسامة متحمسة: كويس أوي يا لولا أخدت أعلا درجة والميس مبسوطة مني أوي.. وأنا اجيت اقولك عشان أفكرك بالهدية اللي وعدتيني بيها٣ نقطة
, ضحكت ليلى وهي تمسح دموعها: ومين قال اني نسيانة خلاص بكرا لما أرجع من شغلي هجبلك هدية جميلة جدا زيك اتفقنا..
, أومأ حمزة برأسه وعاد لاحتضانها قائلا بطفولية: أنا بحبك أوي يا لولا
, ليلى ابتسمت فحمزة ووالدتها هما أغلى الناس على قلبها: وأنا بحبك أوي أوي أوي يا زوما ..
, ٢١ العلامة النجمية
, كانو يجلسون على مائدة الغداء بإلفة عائلية محببة ضحكاتهم صافية تنبع من القلب وابتسامتهم لاتفارق وجوههم٣ نقطة
, قبض قلبها بشدة وارتبكت عندما أحست باهتزاز هاتفها في جيبها..
, أخرجته والقت نظرة إلى الرقم الغريب الذي يضيء الشاشة..أدركت أنه مصطفى كما توقعت يهاتفها كما أخبرها..
, توترت وهي تنهض عن المائدة قائلة محاولة جعل صوتها طبيعيا: الحمد****.. عن اذنكم أنا هطلع أوضتي أذاكر..
, أحمد بتعجب: أيه دا انتي لحقتي كلي ياختي كلي مخليتيش حاجة!!..
, نور بهدوء: أنا شبعت عن اذنكم..
, نظرو إليها باستغراب من حالتها فليس من عادتها ولا طبيعتها أن تسكت على مشاكسات أحمد معها بل أن ترد له الصاع صاعين وثلاثة٣ نقطة
, جمانة بحنان أمّ: ياحبيبتي تلاقيها جاية تعبانة من الكلية وعاوزة ترتاح..
, أدهم وهو يوجه نظره لأحمد: أيه يا عم المفجوع م تكمل أكلك ولا بس كنت عايز تفصلني،!!؟
, ضحك أحمد بشدة قائلا وهو يلوك الطعام بفمه: بس بقا يا أدهم هتخلي الأكل يعلق في زوري
, أدهم باشمئزاز: طب اقفل بؤك دا وابلع اللقمة بعدين تكلم صدق انك واد مفجوع..
, كان ينظر إلى السلالم بحاجبين معقودين،فهو قد رأى الرقم الغريب الذي يهاتفها ولاحظ ارتباكها وتوترها بعد ذلك..قرر أن يستفسر عنه فيما بعد فقد شعر أن اخته الصغيرة تعاني من مشكلة ما..
, نظر ناحية أدهم وأحمد فوجدهم يكملون طعامهم بدون أن يشعرا بشيء.. تنهد براحة ثم عاد لتناول طعامه بشراهة ك عادته٣ نقطة!!
, ٢١ العلامة النجمية
, مساءً في أحد الملاهي الليلية٣ نقطة
, يجلس شاب في منتصف العشرينات بوجه مليء بالكدمات والخدوش يحتسي كأسا تلو الأخر وبجانبه تجلس فتاة بل عاهرة تلبس فستان قصير جداً يظهر من جسدها أكثر مما يخفي.. والمكان ممتلئ بالشباب والبنات الشبه عاريات يتمايلون على أنغام موسيقى صاخبة تصم الأذان٣ نقطة
, أيه يابييي مقولتليش مين اللي عامل فيك كده!!؟
, تامر وهو يجذب العاهرة من خصرها يقربها منه وهو يتحسس جسدها بيديه بشهوة: واد و٣ العلامة النجمية واطي عامل فيها راجل بس على مين أما وريته وفعصته تحت رجلي زي الصرصور مكونش تامر ٣ نقطة
, ضحكت الفتاة ضحكة خليعة عاليه قائلة بدلال وميوعة وهيي تتحسس شعيرات صدره الواضحة من قميصه الفتوح نصفه بوقاحة: كنت عارفة الملك تامر مستحيل يسيب حقه عند حد ابداً محدش يطلعله معاك مش كده يابيبي!!؟
, تامر وعينيه على شفتيها المطليتان بلون أحمر فاقع: أيوه كده ياروح البيبي٤ نقطةونزل بشفتيه على خاصتها يقبلها بنهم وشهوة ويديه تستبيحان جسدها العاري بفستانها الرقيق والقصير٣ نقطة
, - انت بقا ليك حيل على ده بعد العلقة اللي أكلتها النهاردة يا تامر٣ نقطة!!؟؟؟
, ابتعد تامر عن الفتاة ونظر ناحية الصوت قائلاً: وعرفت منين سيادتك؟!..
, قال وهو يبعد الفتاة عن تامر ويدفعها بعيدا تحت تذمراتها ليجلس على كرسيها: عيب عليك تسألني أنا السؤال دا !! وعارف كمان مين اللي أداك العلقة دي كمان.!!
, أظلمت عيناه بحقد وتوعد: وقريباً هتشوف تامر هيعمل فيه أيه هخليه يعض صوابع رجليه ندامة..
, مصطفى وهو يرتشف من الكأس أمامه: وهتعمل أيه يعني كنت عملت وهو بيخربشك كده..
, تامر بغل ووعيد: لااا أنا هعمل وهعمل مش تامر اللي كلب ولا يسوى زيه يعلم عليه،أنا هربيه هو والحشرة اللي عاملي راجل قدامها..مش هو فرحان برجولته ..؟ انا هطعنه بيها هنشوف وقتها هيعمل أيه٣ نقطة
, ثم نظر ناحية مصطفى: أنت هتكون معايا مش كده..؟ أنا عارف ان خطتي هتعجبك أوي مش انت عايز كده؟؟!
, مصطفى بضحك قائلا: لاااا سيبني أنا دلوقتي ..في دماغي خطة تانية خاالص عاوزة طولة بااال وتكتيك..
, تامر: خطة اي دي!!؟
, مصطفى وعيناه تلمعان بخبث: بعدين بعدين هتعرف كل حاجة بس في وقتها،قولي بقا خطتك انت أيه وهتنفذ إمتى!؟
, تامر: سيبني أمخمخ الأول وأدورها في دماغي كويس عاوز كل حاجة تبقى مظبوطة تماام..
, مصطفى بضحك والكره يملأ عيناه: ماشي ماشي المهم انك هتنتقم منهم مش مهم أي حاجة تاني..وأنا هنتقم لكن بطريقتي٣ نقطةثم بكره وظلام شديد: مش هسيبك تتهنى يا أدهم لا انت ولا حد من عيلتك٣ نقطة هبقى كابوس يخنقكم كلكم، مفيش حاجة تقف بطريقي هخليكم تعرفو كويس مين مصطفى كامل عز الدين.٥ علامة التعجب؟؟؟؟
, ٢٢ العلامة النجمية
, بعد رحيل أحمد
, صعد كل منهم إلى غرفته،اتجه سيف إلى غرفة اخته الصغيرة يريد أن يفهم منها ويعرف مشكلتها وصل إلى باب غرفتها وقبل أن يطرق الباب سمع صوتها تتكلم على مايبدو على الهاتف٣ نقطة
, نور: مقدرش بكرا صدقني خليها بوقت تاني أحسن ٦ نقطةطيب طيب اوعدك هحاول٥ نقطةخلاص ياسيدي مفيش مشكلة٣ نقطة لما افضى هبقى أكلمك سلاام دلوقتي٣ نقطة
, تفاجئت بسيف يفتح باب غرقتها بعنف وعينيه تحمل مئات التساؤلات!!؟؟
, نور بخوف من سماعه لمكالمتها وبتوتر حاولت إخفائه بقناع الغضب: فيه أيه ياسيف انت ازاي تدخل أوضتي كده من غير ماتخبط الأول..!!؟
, سيف بجمود وعينيه عليها يطالع تعابير وجهها: كنتي بتكلمي مين يانور..؟
, ارتبكت نور وزاغت عينيها في كل أنحاء الغرفة قائلة: مكنتش بكلم حد ،،دي ..دي إسراء صاحبتي كانت بتسألني على حاجة كده ..
, سيف بهدوء وهو يجلس على سريرها الوثير ذو اللون الوردي: وصاحبتك بتقوليلها صدقني، وياسيدي، وأوعدك برضه..!!؟
, نور بخوف كبير: أاا أيوه عادي يعني م احنا منتكلم على طول كده بنهزر مع بعض يعني..
, سيف بسخرية: ومفيش هزار غير كده؟!!
, نور بغضب من نفسها أكثر من تشكيك سيف بها: فيه أيه ياسيف مالك انت بتحقق معايا..؟ أنت بتشك بيا يا سيف٣ علامة التعجب؟؟
, سيف بهدوء وندم قليل: لا يانور أنا مقصدتش كده صدقيني أنا بس..
, قاطعته قائلة بغضب: أمال أيه معنى كلامك ده هاا قولي لو مش مصدقني امسك شوف رقم إسراء قدامك أهو ..
, مدت له هاتفها بعد أن كانت فعلاً قد وضعت اسم إسراء على رقم مصطفى حتى لاينكشف أمرها!!
, تابعت بعصبية وهي تكاد تبكي بسبب كذبها على أخيها خاصة عندما رأت نظرات عينيه النادمة بعدما قرأ اسم اسراء على أخر مكالمة أجرتها: إيه تحب أقول لأبيه أدهم انك بتشكك بأختك الصغيرة اللي هو رباها من أول ما اتولدت وبتتهمني لمجرد سمعت حتة كلام بيني وبين صاحبتي،ثم انت ليه بتتصنت على مكالماتي مش ممكن بقول حاجة خاصة بيني وبين صاحبتي ولا أيه يامحترم..!!؟
, صرخ سيف بغضب وندم: كفاية بقا يانور خلاص،مكنش قصدي اسمع مكالمتك انا بس شوفتك متوترة وانتي قاعدة ع الغدا معانا قولت احاول أعرف لو عندك مشكلة ممكن أساعدك وسمعت الكلام الأخير ده ٣ نقطةصدقيني مكنش قصدي اني أشك بيكي معقول تفكري كده !!؟ أنا عارفك كويس أوي يا نور وعارف انك تربية أدهم ومش هتعملي حاجة غلط أبداً٣ نقطة
, نور ببكاء وقلبها يؤلمها من كلام شقيقها: أنا أسفة ياسيف مكنش قصدي اقول كده بس انت نرفزتني وعصبتني بكلامك..
, سيف وهو يحتضنها قائلا بمزاح: م انا كلامي دبش أعمل ايه يعني بعدين أوعي تفكري أني أشك بيكي أنا واثق بيكي أوي يا نور ٣ نقطةدا أنا أشك برجلي ولا ممكن أفكر أشك بيكي يانوري..
, ضحكت نور وضربت على كتفه بخفه: غبي وأنا اللي متأثرة بكلامه متقدرش إلا وتخرب كل حاجة في الأخر..
, سيف بغمزة: لازم اضيف التاتش بتاعي يابت،،ي**** هش.. هش روحي شوفي أي زاوية واقعدي بيها أنا رايح لأدهم..
, تركها وخرج من غرفتها لتتهاوى جالسة على سريرها بقلب مليء بالخوف من القادم٣ نقطةتعلم أن ماتفعله خاطىء ولكنها لاتستطيع أن ترى أحداً يحتاج إلى مساعدة وتقف ساكنة٣ نقطة
, ٢٢ العلامة النجمية
, - كلما خطَرتْ ببالي، أفسَدتْ كوب قهوتي٣ نقطة
, فأنا أحبها مُرّة، والتفكير فيها
, يضع في كوبي من السكّر قطعۃْ٤ نقطة
, ٢٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, كان متمددا على سريره يضع ذراعيه تحت رأسه ينظر إلى سقف غرفته بشرود٣ نقطةلم يستطع إخراجها من دماغه،فمنذ المرة الأولى التي رآها بها استوطنت عقله وقلبه وكل كيانه٣ نقطة
, فلاش باك..
, ركن سيارته أمام محل كبير وراقي للعطورات والبارفانات،كان يريد أن يحضر لأخته عطرها المفضل كما أوصته٣ نقطة
, ولج عبر الباب الزجاجي الفخم بخطواته المليئة كبرياء وهيبته التي طغت على المكان بأكمله فتسللت لأنفه رائحة العطورات المتنوعة..اقترب من مكتب الاستقبال الزجاجي اللامع حيث لمح فتاۃ قصيرۃ القامة نوعا ما تعطيه ظهرها وتقوم بترتيب زجاجات العطر أمامها٣ نقطة
, طرق على الزجاج أمامه ليلفت انتباهها ولكنها لم تنتبه له،تحمحم قليلا ليجلي حنجرته قائلاً بصوتٍ ذو بحّةٍ رجوليةٍ مميزة تسللت إلى قلبها: لو سمحتي يا أنسة٣ نقطة
, التفتت إليه ومع التفاتتها تطايرت خصلات شعرها فطار قلبه ورفرف معها علقت بعض خصلاتها الشقراء على وجهها فامتدت يدها البيضاء الناعمة لتزيحها عن وجهها إلى خلف أذنها٣ نقطةلتظهر عيان٤ نقطةسبحاان الخالق الذي أبدعها..تنظر إليه برقةٍ ودلالٍ فطريٍّ حباها **** به لتجعلها أية للحسن في عيناه٣ نقطة
, ولو رفرف قلبه مع خصلاتها، فقد توقف عن النبض في غابات عينيها٣ نقطة
, ليلى بابتسامة هادئة وعيناها لاتفارقان بحر عينيه: افندم تفضل أيه طلبك؟؟
, ابتسم أدهم ابتسامته الجذابة لتظهر غمازته اليتيمة على خده فتزيده وسامة وسحر: ممكن عطر ياسمين من فضلك..!؟
, ليلى وهي تتجه بخطوات متغنجة أنثوية ناحية قسم عطور الورود فينتبه لقامتها القصيرة نسبيا وجسدها المتناسق المنحوت بدقة بارعة..
, التقطت زجاجة من العطر المطلوب لتعود بابتسامتها الهادئة تنظر داخل عيناه التي أسرتها كما أسرته عيناها.. تفضل السعر (٣ نقطة)
, التقط منها الحقيبة الصغيرة التي وضعت بداخلها الزجاجة وقد ومد يده يعطيها ثمنها فتلامست الأصابع بخفة ونعومة بعكس التيار الذي سرى بهما بقوة ليشعرا به يمشي في جسدهم يصل إلى قلوبهم فيوشمها بوشم مؤبّد..
, التفت بظهره يمشي بخطوات واسعة رجولية مليئة بهيبة ورأسه مرفوعة بشموخ لايهزه أعتى الرجال٣ نقطة نظرت إلى ظهره العريض من الخلف ترى عضلات ساعديه التي تكاد تشق القميص الأسود الضيق الذي يرتديه٣ نقطة
, التفت برأسه عندما وصل إلى باب الخروج تلبيةً لنداء قلبه وعقله معاً رغم أن هذه المرة الأولى في حياته التي يفعل بها هكذا.. رأها مستمرةبالنظر إليه٣ نقطةالتقت العيون من جديد لتنطلق شرارات متبادلة من كليهما تحكي قصة على وشك أن تولد٤ نقطة
, لم يستطع مقاومة نفسه في اليوم التالي فقلبه يلحُّ عليه بشدة لرؤيتها،ذهب إلى المكان بنفس التوقيت ولكنه لم يجدها٣ نقطةتردد إلى المكان أكثر من مرة طوال شهرين كاملين ولكن..لا أثر لها..هل كانت مجرد حلم ظهر لينعش قلبه لحظة ويرحل٣ نقطة٣ علامة التعجب لم يكن يعرف اسمها لكي يستفسر عنها ولم يستطع وصف ملامحها لصاحب المكان خوفا عليها من أقاويل الناس،٤ نقطة
, نهاية فلاش باك
, واليوم٤ نقطةوجدها٥ نقطةوما أحلاه من يوم٣ نقطة٣ علامة التعجب
, صوت طرق على باب غرفته أخرجه من شروده بجميلته..ليسمح للطارق بالدخول وما كان غير مدلّله..
, سيف بابتسامة واسعة: ممكن اتكلم معاك شوية يا أبيه٣ نقطة٣ علامة التعجب؟
, اعتدل أدهم بجلسته متكئاً على ظهر سريره الأزرق الوثير ناظراً إليه بتعجب: أبيه !!؟؟ في حاجة ورا الاحترام دا..تعالا هنا تعالا ٣ نقطة
, اقترب سيف وجلس بجانبه في المكان الذي أشار إليه أدهم قائلا بنظرات الحمل الوديع: أنا علطول بحترمك يا أبيه أدهم إينعم أحيانا ببقى غبي بس دا غباء مع كامل الإحترام ..!!
, أدهم ينظر بطرف عينيه وهو يحاول إخفاء ابتسامته التي دائما ما يظهرها هذا المشاكس: عاوز أيه ياسيف بلاش لف ودوران٣ نقطة؟
, سيف رامشاً بعينيه ببراءة مزيّفة: أبداً عاوز سلامتك ياحبيبي٥ نقطةوحاجة صغننة أوي قد كده٣ نقطةقالها مشيراً باصبعه الصغير..
, أدهم وقد ظهرت ابتسامته بالفعل: كلّي أذان صاغية أوامر معاليك..
, سيف بضحكة وهو يقترب ويتكئ عليه: حبيبي و**** يا دومي يا نن عيني انت..احم هوو.. هو أنا ينفع أروح رحلة تبع الكلية لأسبوع ..؟ عاملين رحلة قبل م الاختبارات ووجع البطن يبدأ فا يعني عاوز أروح أنا وكوكو نغير جو وكده٣ نقطة؟؟
, تنهد أدهم مستعداً لوصلة التوسلات والترجيات: سيف أنت عارف رأيي بالموضوع دا كويس ليه ترجع تناقشني بيه..؟؟
, سيف بتوسل وهو يعبث بخصلات شعر أدهم التي ازدادت طولاً: عارف و**** بس كل صحابي هيروحوا وكرم عاوز يروح وانت عارف هو ملوش غيري وعاوزني أروح معاه و أنا كمان عاوز أروح المرة دي بس ماترفضش ورحمة أبوك٣ نقطة
, لم يلاحظ ثورة البحر في عينيه ولا جزّه على أسنانه بكره وغضب شديد عند ذكره لوالده٣ نقطةأخذ عدة أنفاس يهدئ بها من غضبه الشديد كي لايشعر أخيه بشيء٤ نقطة ثم تكلّم بهدوء:
, أدهم: أنا من زمان تكلمت معاك في الموضوع دا وقولتلك وجهة نظري وانت اقتنعت بيها،وهعيدهالك تاني٣ نقطة أنا بخاف عليكم جداً يا سيف عاوز تروح رحلة يوم واحد معنديش مانع أما رحلة فيها بيات برا البيت فأسف مش هقدر٣ نقطةعارف أنك شاب وعاوز تخرج وتشوف حياتك.. لكن لو اني وافقت على خروجك لازم كمان اوافق على خروج نور كمان ودا اللي مش ممكن أسمح بيه أبداً إن نور تبات برا البيت حتى لو كان في فندق ومع صحباتها بس هي بنت وأنا بخاف عليها أوي ممكن تحصل أي حاجة معهاها ومتقدرش تدافع عن نفسها٣ نقطة
, نظر إلى ملامح الامتعاض على وجه أخيه متابعاً: لو إني سمحت لنور تعمل حاجة وانت منعتك عنها هتعمل إيه وقتها؟؟ مش هتحس اني بفرق بينكم ومش بعاملكم نفس المعاملة.. وهتاخد جنب من نور ومنّي أنا كمان..؟!
, اومأ سيف برأسه قائلاً باندفاع: أيوه بس أنا م..
, أدهم مقاطعاً وهو يشير إليه بالصمت: لسا ماخلصتش كلامي٣ نقطةتنهّد مرة أخرى قائلاً: أنا مش عايز أي حاجة تفرقكم عن بعض ولا حد يحمل بقلبه ضغينة تجاه حد تاني ولو هوافق انك تروح الرحلة دي نور هتزعل أوي وهتحس اني بحبك أكتر منها وبميّزك عنها عشان كدا لو عاوز تروح أي مكان تاني أنا هسمحلك وياسيدي أنا اللي هحجزلك بنفسي بس ليوم واحد بس..لكن بيات برّا مفيش٣ نقطة
, احتضنه سيف كالأطفال يرضيه ويستعطفه: عشان خاطري يا دوميي المرة دي بس هو أنا ماليش خاطر عندك؟؟
, أدهم وهو يهزُّ رأسه٣ نقطة لا فائدة من الحوار معه أبداً٣ نقطة: اسمع.. لو نور وافقت انك تروح وتعهّدت انها مش هتزعل ومش هتاخد جنب مني ولا تفضل تفكرني بيها كل فترة والتانية أنا موافق٣ نقطة
, سيف وهو يقفز عليه يقبل كافة أنحاه وجهه بسعادة: بجد موافق بجد بجد طب قول و**** كده ،؟؟
, أدهم وهو يبعده عنه فقد كاد يخنقه: بشرررط نور توافق غير كدا مفيش رحلة..
, نهض سيف مندفعا إلى خارج الغرفة قائلا: دقيقتين بس وتكون الموافقة عندك يباشاا..
, وبالفعل لم تمر دقيقتان حتى كانت نور تخبر أدهم بموافقتها على ذهاب شقيقها علّها تعوضه عن مافعلته به منذ قليل٣ نقطة
, سيف وهو يمد بقلم لنور: امسكي وقعي على التعهد دا وابصمي كمان بالعشرة ثم لأدهم: ولو عاوز بالعشرين كمان يباشا مفيش مشكلة..؟!
, أدهم وهو يضرب سيف على رأسه: بطل بقا الجنان اللي انت فيه دا بلاش توقعي يانور المهم انك موافقة بجد مش كده؟؟
, سيف بضحك: أمال موافقة بهزار !!؟ ولا تحت الضغط والتهديد٣ نقطة؟؟! ايه شايفني ماسك سلاح وحاطه براسها٣ نقطة
, نور بقهقهة على مزاح شقيقها المحبب إلى قلبها: خلاص يا أبيه و**** موافقة بجد بدون هزار وتهديد صدقني أنا طيبة أوي ومش هزعل أبداً على **** يطمر فيه بس٣ نقطة
, سيف وهو يقفز من فرحته: هيطمر.. هيطمر اسمعي يابت مفيش رجوع بكلامك دا أبداً فاهمة!!؟؟؟
, نور بحزن مصطنع: شايف يا أبيه الطريقة اللي بكلمني بيها
, احتضنها أدهم بحنية قائلاً بجدية مصطنعة: مش عشان نور وافقت أنا خلاص وافقت٣ نقطة من هنا ليوم الرحلة لو عملت مصيبة زي عادتك ولا حاجة كده ولا كده اعتبر موافقتي دلوقتي لاغية مفهوم يابيه؟؟!!
, سيف بتأكيد وهو ينفذ التحية العسكريه: مفهوم .. مفهوم يافندم تحت أمر سيادتك٤ نقطة
, أدهم بضحك على هذا الأحمق: طب ي**** بقا تصبحو على خير عاوز أنام..
, سيف وهو بدفع نور أمامه: حاضر يا عم متزوقش.. وانت من أهل الجنة ياحب٣ نقطة
, ابتسم أدهم بشدة سعيداً لفرحة أخيه بموافقته على الرحلة٣ نقطة ولم يعلم أن بموافقته النادرة تلك، سيتيح الفرصة للحاقدين منزوعي الرحمة من قلوبهم٣ نقطة بأذيّة صغيره٣ نقطة٣ علامة التعجب

السابع

- المرّاتْ التي تغيرتْ فيها نبرۃ صوتكَ إثر تدافع الدموع، فتوقفتَ عن الكلام٤ نقطة
, المرّات التي صرتَ ترتجفْ فيها من فرطِ الغضبْ ولمْ تستطعْ أن تظفرَ بحقّك، .فابتلعْتَ الشتائم التي وددتَ لو انطلقتَ بها٣ نقطة
, هذه المرّاتْ التي كنتَ عاجزاً جدّاً فيها،
, هي من صقلتكَ قويَّاً هكذا٤ نقطة
, ٢٦ العلامة النجمية
, _ بشمهندس في شخص برّا عايز يقابلك.
, أدهم بتساؤل: شخص؟!مين دا!!
, سهى: مش عارفة يافندم بيقول أنه ظابط واسمه قصي!!
, أظلمت عينا أدهم بشدّة وطرق على سطح مكتبه بأصابعه وتحدث بهدوء مخيف: خليه يدخل..
, بعد لحظات دخل شاب في بداية الثلاثينات طويل القامة عريض المنكبين عضلات صدره وذراعيه بارزة من تحت القميص الأسود الضيق الذي يرتديه ذو شعر بني ومقلتان عسليتان ولحية خفيفة زادت من وسامته٣ نقطة
, _ أيه ياعم فينك كل ده محدش قادر يشوفك..؟
, نظر إليه أدهم بجمود: عايز أيه ياقصي٣ نقطة؟
, تنهد قصي بتوتر فقد كان يتوقع منه هذه المقابلة: أدهم متنساش إن احنا صحاب من زمان ومفيهاش حاجة لو اجيت أشوف صاحبي اللي مش بيسأل عليّا..
, ابتسامة سخرية ظهرت على وجهه قائلاً: طبعاً مفيهاش حاجة لكن ده لو انت جاي هنا تشوفني بجد..
, قصي بحذر: معاك حق ياأدهم بس في حاجة حصلت وانت ضروري تعرفها..
, قاطعة أدهم صارخاً: مية مرة قولتلك مش عااايز أعرف أي حااجة انت مصمم ليه كل مرة تخرّجني عن شعوري كفااية اللي حصلي بسببه كفايةة٣ نقطة
, قصي مقتربا منه مهدّئا من ثورته: أدهمم أسمعني،في حد بيدخّله مخدّرات جوّا ومش قادرين نعرف مين هو لحد دلوقتي..
, التفت إليه بحدة وشعيراته الدموية داخل عيناه انتفخت واحمرت بشدة: وأنا أيه علاقتي بيه جاي تقولي الكلام دا ليا ليييه..؟ هاا لييه..!!؟
, قصي باندفاع: ليك علاقة يا أدهم عشان مهما أنكرت الراجل دا بالنهااية هيفضل أبوك وم..
, لم يمكل كلامه إلّا وقد تلقّى لكمة قاسية على فكه كادت تسقطه أرضاً لولا بنية جسده القوية..
, أدهم صارخا بصوت هز أرجاء الشركة وهو يرتجف من شدّۃ الغضب: إيااك تقول كلمة أبوك دي تاني وإلاا اللي هيحصل مش هيعجبك أبداا يا قصي فااهم..؟ وياريت متورنيش خلقتك دي تاني طالما كل حديثك عن ال٣ العلامة النجميةاللي اسمه شريف. .
, أحمد وقد دخل على صراخ أدهم: فيه أيه يا أدهم٣ نقطةقصي؟؟!! بتعمل أيه هنا وأيه اللي وصّل أدهم للحالة دي؟!!
, قصي بهدوء وهو يفرك بيده مكان اللّكمة: تعالا يا أحمد عايزك تسمع الكلام اللي هقوله وتقنع أدهم يسمعني..
, أدهم بغضب : اطلع بررا يا قصي مش عايز اسمع حاجة
, أحمد: أهدا شوية يا أدهم أهدا أكيد في حاجة مهمة أوي مش كده ياقصي؟
, قصي بسرعة: في حد بيدخّل مخدّرات لشريف جوا ومش هو لوحده..شريف ورّط أكتر من نصّ الناس هناك وبقوا مدمنين وبصراحة أنا شاكك ان اللي ورا الموضوع دا حدّ يعرفه كويّس وعايز ينتقم منه..
, التقى حاجبي أدهم بشدّة فتابع قصي قائلا: أنا شاكك أن عمّك هو السّبب!!
, أدهم بغموض: عمي!!؟ وهو هيستفاد أيه من دا؟؟
, قصي بحيرة: مش عارف يا أدهم بس انت عارف أكتر حد عايز يئذي أبو.. أقصد شريف هو عمك..وانت مجرّب دا..
, أحمد بتساؤل: طيب وانتوا معرفتوش مين دا اللي بيدخلو الحاجات و مقبضتوش عليه ليه!؟
, قصي بتنهيدة حارة: في حد قبضنا عليه وعلى أساس هو الشخص اللي بيدخله لكن طلع منها زي الشعرة من العجين مش عارف إزاي؟٤ علامة التعجب
, أحمد باستفهام: تقصد إن في حد تقيل خرّجه ..٣ علامة التعجب؟
, قصي بتأكيد: بالضّبط كده ،في حد وراه ويبدو إن إيده طايلة أوي في الوسط.. قدر يخرّجه بسهولة أوي وبدون ما يحط عليه واحدة..عشان كده قولت أخبر أدهم بكل حاجة عشان يكون عنده علم ويقدر يتصرف..
, اومأ أدهم برأسه وهو ينظر إلى الفراغ بشرود شديد٣ نقطة
, التقت عينا قصي بخاصة أحمد ثم أعادهما إلى أدهم ناظرا إليه بحزن وشفقة على حاله.. يعلم أنه لايريد أن يسمع أي شيء عن والده حتى لا يُطلى ماتبقّى أبيضاً من صورته بقلبه بلونٍ كالح السّواد..
, ٢٧ العلامة النجمية
, - هي ليست على قدر من الجمال..
, الجمال على قدرٍ منها٤ نقطة
, ٢١ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, تململ سيف في نومته وفتح عينيه بضيق ساحباً هاتفه الذي تعالى رنينه من تحت الوسادة وأجاب بصوت ناعس بدون أن يرى المتصل: ألوو..مين الرخم دا؟
, جاءه صوت كرم الغاضب: أنت لسا نايم!؟ وبتسأل مين كمان؟ سيادتك ناسي ان عندك محاضرات النهاردة قوم تعال حالاً ..
, تأفف سيف بضيق قائلاً: استغفر **** على الصبح مالك يابني داخل بزعابيبك كده مفيش عندك كلام إلا كلية وزفت
, كرم بعصبية وغيظ: سيف ياحيوان تقوم دلوقتي حالاً 10دقايق وعايز أشوفك هنا أنا بقالي ساعتين ناطرك
, سيف: ماشي ماشي جاي مش عارف أنا مستحملك ليه بصراحة، إيه كل ده انت متكلمنيش إلا عن كلية ومحاضرات ودراسة عيب يابني الكلام ده عيب مينفعش كده.. أنا بقيت بخاف على نفسي منك بصراحة خايف ترشدني للطريق المستقيم.. غور من وشي يالا انا بلبس ونازل علطول يلا غور سلاام.. أغلق بدون ان يستمع إلى إجابة..
, ثم اعاد الغطاء على رأسه وعاد ثانية إلى النوم..
, ٢١ العلامة النجمية
, _مش قولتلك مش عاوز حد يشوفك ياغبي انت كده هتبوظلي كل اللي خططتله بغباءك داا٤ نقطة
, _و**** العظيم ياباشا أنا نفذت كل اللي قولتلي عليه بالحرف وقدرت ادخّله الحاجات أكتر من مرة مش عارف المرة دي إزاي كشفوني وعرفوا ان أنا اللّي بدخلّه دايما٤ نقطةبس ماتقلقش يا بيه أنا متكلمتش ومجبتش اسمك في التحقيق أبداً..
, امسك بتلابيبه جاذبا إياه بعنف قائلا بتهكم وشراسة: أقلق !؟؟لو عاوز أقلق مش هقلق من واحد زيك كلب ولا يسوى قادر بلحظة انسفه نسف وماخليش مخلوق في الأرض يعرف يوصله،الكلام ده متقولهوش قدامي تاني وإلا حسابك هيكوون عسير وأنت عارفني أمّا بقول حاجة بعملها..
, أمجد بخوف: أا أسف يا باشا مش قصدي أكيد أنا عارف مين حضرتك كويس وأنا تحت أمرك في كل حاجة..
, دفعه كامل بعيدا عنه قائلا: دلوقتي هنهدّي اللعب شوية عشان منفتّحش العين علينا أكتر،غور من وشي مش عايز أشوف خلقتك لحد ما اطلبك تجيلي غوور
, أمجد وهو يقول بتوتر وطمع: حاضر حاضر يا بيه بس يعني..حضرتك ما أديتنيش حقي من أخر مرة روحتله فيها و..
, كامل مقاطعاً بعنف: اديك حقك ليه ؟؟لأنك اتمسكت زي الفار القذر ومعرفتش تنفذ حاجة بسيطة زي دي،غور من وشي حالا وإلا قسما بربي اخلي الرجال اللي برا دول يدوك علقة حتى أمك م هتقدر تتعرف عليك برراا٣ نقطة
, ٢٧ العلامة النجمية
, ترجّل من سيارته السوداء الفخمة بقامته الشامخة وجسده المتناسق ينظر إلى البناء أمامه من وراء نظاراته الشمسية السوداء التي تزيده هيبة ووسامة قاتلة..
, تقدم بخطوات ثابتة إلى تلك الثيران البشرية التي تقف أمام البوابة الضخمة:
, _ عاوز أقابل معلمك..
, نظر إليه الحارس بجمود قائلا بخشونة: الباشا مش فاضي يقابل حد إرجع بوقت تاني..
, حك ذقنه النامية بأطراف أصابعه واقترب منه قائلا بهدوء: قول للّي مشغلك عايز أقابله حالاً..
, الحارس بجمود: مش هتقدر تقابله مش مسموح لأي حد يدخل..
, خلل أصابعه في خصلاته السوداء الناعمة قائلاً ببرود شديد يبحث الرهبة في النفوس: م هو أنا كده كده هقابله، ف نصيحة مني بلاش أقابله على جثّتك٣ نقطة
, نظر الحارسان إلى بعضهما بتوتر وحيرة فمن هذا الذي يتكلم بكل تلك الجرأة من دون أن يهتز له جفن..؟ ثم غاب أحدهما لحظات ليعود ويفتح البوابة الضخمة قائلاً: تفضل.. الباشا منتظرك في مكتبه..
, دخل عبر البوابة بمشيته الواثقة الأنيقة ينهب الأرض ليصل أخيراً إلى وجهته٣ نقطة!!
, كان يمشي متجهاً نحو مكتبه ليلاحظ خروج شخص منه تفحصه بنظرته الثاقبه رأى ملابسه الرثة وملامحة الشاحبه وهذا الاحمرار حول عينيه واستطاع شمّ رائحة المشروب المنبعثة منه، ابتسم داخله بسخريه شديدة٣ نقطة فكامل لايصادق إلا هذه الأشكال..
, تخطاه متجهاً إلى المكتب ومرّ أمجد من جانبه وقد رفع إليه عينين مليئتين بالخبث والطمع وهو يتفحص هيئته الراقية وهالة الهيبة المحيطة به وقد بدا واضحاً عليه الثراء الشديد٣ نقطة
, توترت أعصابه وضيق عينيه بشدة عندما مرّت في خياله صورة من ذاكرته مشابهة تماماً لما رآه الأن، توقف مكانه فجأة.. والتفت بكامل جسده يطالع ظهر الرجل الخارج من الخلف بعينين ملأهما الغموض٣ نقطة!!
, وعقله شارد يحاول التذكر أين رأه..فهو معروف عنه بذاكرته القوية للأسماء، والأشخاص خاصة ..نفض هذا الأمر عن تفكيره في الوقت الحالي.. وتقدم بهدوء مخيف نحو الباب الأسود الفخم٣ نقطة
, ٢٨ العلامة النجمية
, - وعدتّك.. ألّا أحبك..
, ثمَّ أمام القرارِ الكبيرِ، جَبُنْت..
, وعدتّك أنْ لا أعودَ وعدتْ..
, وأن لا أموتَ اشتياقاً ومتّ..
, وعدتّ مِراراً.. وقرّرت أنْ أستقيلَ مِراراً٠٠
, ولا أتذكّر أنّي استقَلتْ٠٠٠
, وعدتك.. أن لا أكون ضعيفاً، وكُنتْ..
, وأن لا أقولَ بعينيك شعراً، وقُلتْ..
, وعدتك بأنْ لا.. وأنْ لا٣ نقطة
, وحين اكتشفتُ غبائي..ضَحِكتْ٣ نقطة
, كيف؟
, وأين؟
, وفي أيِّ يومٍ تراني وعدتْ؟
, وعدتُّ بأشياء أكبرَ منِّي..
, فماذا بنفسي فعلتْ..؟
, لقد كنتُ أكذبُ من شدَّة الصّدقِ..
, والحمدللّه٣ نقطة أنّي كذَبتْ٤ نقطة
, ٢٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, نظرت ليلى تطالع الطلاب من حولها في الكفتريا..
, كانت تجلس مع صديقتها مروة وعقلها يحثّها على الخروج٣ نقطةلاتعلم ماذا أصابها لتوافق على طلب صديقتها بالذهاب معها إلى كليتها خاصة وأن اليوم هو يوم إجازتها من العمل٣ نقطة
, بل تعلم ٣ نقطة٣ علامة التعجب تريد العودة إلى المكان الذي رأته به من جديد ٣ نقطةتدرك أن هذا لن يفيدها بشيء فهو لن يعود إلى هنا ثانيةً ولكنه قلبها الأحمق الذي لم يستطع المقاومة أكثر٥ نقطة
, أربعة أيام منذ رأته وأوصلها إلى منزلها٣ نقطة أربعة٣ نقطة منذ وبّخت نفسها واتخذت قراراً لا رجعة فيه بعدم التفكير به ثانيةً وإخراجه من قلبها وعقلها ٣ نقطةأربعة ٣ نقطة منذ قررت مسح كلمة الحب من قاموسها وتسمية أحلامها به بكوابيس٤ نقطة وها هي الأن خالفت أوامر نفسها المشدّدة.. لتأتي هنا .. علّها تلمح طيفا هارباً منه منذ قدومه هنا سابقا،ً مازال عالقاً في هذا المكان.. تطفىء به اللّهيب المستعر داخلها بشوقٍ جارفٍ إليه٤ نقطة
, أما الأخرى فقد كانت تتلفت حولها كل ثانية وأخرى تبحث عنه٣ نقطةفمنذ ذلك اليوم لم تره٣ نقطةقلبها يؤلمها لشيء مجهول ..هل سوف تبقى كما كانت قبل أن تعرفه لاتراه أبداً٤ نقطة؟!
, ليلى: مروة خلاص أنا عاوزة أمشي..
, مروة: نعم ياختي!!؟ تمشي فين؟؟ انتي يانعجة مبقالناش نص ساعة قاعدين عاوزة تروحي فين مش انتي قولتي انك عاوزة ترتاحي من خلقة أبوكي؟!
, ليلى بتوتر: ايوه بس يعني ممكن يكون خرج من البيت دلوقتي..
, مروة: هس ولا كلمة اقعدي مش كفاية بتشربي قهوة وعلى حسابي كمان..!
, ضحكت ليلى بشدة: أيه انتي هتذليني عشان حتة فنجان قهوة قد كدة، انتي تحمدي **** إني رضيت اتنازل واقعد معاكي أصلاً، دا أنا ورايا مواعيد بلاوي وكلهم لغيتهم عشانك.
, مروة بمرح: متشكرين ياختي احنا معودين دايماً على أفضالك..
, ليلى وهي ترتب ياقتها بتفاخر: على أيه يابت دا واجبي برضو اهتم بعامة الشعب واشوف أحوال الرعيّة٣ نقطة
, نظرت إليها مروة بغيظ لحظات وانفجرتا الاثنتان بضحك شديد٣ نقطة
, قاطعهما صوت مألوف لهما يصرخ بصوت صاخب لفت انتباه الجالسين بالكفتريا اللذين لم يهتمو كثيراً فهذه هي عادته..
, _ كووكووو حبيبي وروحي والبيبي بتاعي وجاموستي الصغيرة الحلوة ياخرابي ع الحلاوة ياناااس وحشتني وحشتني.. قالها وهو يقبله ويحتضنه بشدة ٣ نقطة
, أبعده كرم عنه بضيق وغيظ من هذا الغبي: ابعد عني.. ابعد بقا ياحيوان..وبعدين قولتلك مية مرة اسمي كرم مش زفت كوكوو..
, سيف بدهشة: ****.. بدلعك ياكوكوو مدلعكش يعني؟ ده بدل ماتشكرني أخس عليك مكنش العشم..
, كرم بحنق: ده ميسمهوش دلع قال كرم صار كوكو يعني ايه كوكو دي!!
, سيف: أيه ده انت متعرفش؟!! ده الديك اللي بقول كوكوو يابني.. بقا في حد يصحّلّه يبقى زي الديك ويقول لأ !!؟
, كانت ليلى ومروة تستمعان إلى الحوار بين الصديقان فقد كانت الطاولة التي يجلس عليها كرم بجانب طاولتهم، كانتا تضحكان بشدة فها هو سيف كما رأوه أول مرة دائم المرح والمزاح..
, كانت ليلى تضحك وعيناها تلمعان بسعادة لرؤيته..فقد كانت تتمنى رؤية طيفه فقط، وقد كان حظها أكبر مما تصورت، وقد حظيت الأن بنسخته المصغّرة " سيف"
, أما مروة فقد رفرف قلبها بسعادة هائلة لرؤيته بعد أن كانت تبحث عنه طوال الأيام الماضية وقد كادت تفقد الأمل٣ نقطة
, كرم بعصبية: كنت فين يازفت كل الوقت ده احنا داخلين على امتحانات هتفضل مستهتر كده لامتى ..؟؟
, سيف بلامبالاة: اسكت يابني والنبي ب.. ياصلاة النبي أحسن..!!
, كرم باستغراب: مالك يازفت فيه أيه!!؟
, جذبه من ذراعه باتجاه طاولة الفتيات بعد أن لمحهم ..
, سيف بمرح غامزاً لهم: ياصباح الزبادي.. نهارنا فل ولا عادي..؟
, قهقهت الفتيات بمرح شديد وقالت مروة من بين ضحكاتها: ههه لأ فل الفل كمان ههه مش قادرة..
, سيف بهيام: أحلا صباح دا ولا أييه!!؟؟
, كرم وهو يوكزه بكتفه: أيه ياعم روحت فين..مش هتحضر المحاضرة دلوقتي ولا أيه!!؟
, سيف باستنكار: نعم ياخويا!!؟؟ محاضرة أيه أنت بتكفر مش شايف مين هنا؟؟!
, كرم ناظراً ناحية ليلى ومروة: طب عرفنا طيب..
, سيف بابتسامة شديدة: دي مروة كلية تجارة معانا بالدفعة،ودي صاحبتها ليلى دي هندسة.. ألا ما قولتليش ياليلى قيس فين مش جاي معاكي ليه!؟؟
, قهقت ليلى ومروة بخفة على مزاحة المضحك..
, مروة: ليه في قيس وانت موجود ياسيف!!؟
, سيف بابتسامة هائمة: ياسلام هو اسمي بقى حلو كدة ليه!!؟
, ابتسمت مروة بخجل ونظرت أرضاً وقد احمرت وجنتاها بحمرة محببة٣ نقطة
, سيف وهو يجلس معهم: بقولك أيه ياكوكو أنا مش هحضر حاجة النهاردة روح انت لو عايز..
, كرم وقد علم من هم الفتيات فقد أخبره سيف بكل شيء فهو بئر أسراره: لا مش هحضر أنا كمان هقعد لو معندكمش مشكلة طبعاً مش زي الدبش دا٣ نقطة
, ضحكت مروة وابتسمت ليلى قائلة: طبعاً مفيش مشكلة ابداً..
, كرم: أنا كرم صاحب الغبي دا اللي نسي يعرفكم عليّا
, ليلى ومروة بضحك: تشرفنا
, كرم بتساؤل: ايه ياسيف مش ملاحظ اني مكلمك من أكتر من ساعة تأخرت كدة ليه؟؟
, سيف بتذمر: يوو هو أنا بشتغل ع الزر يعني ،بعد ماكلمتني نمت شوية وبعدين على مافطرت ولقيت مواصلات وبهدلة..
, كرم بدهشة: نعم!!؟ ومواصلات ليه بقا؟؟ فين عربيتك اللي كنت تتباهى بيها في الرايحة والمجية؟؟
, سيف بحزن: متفكرنيش ياخويا أصل أنا وهي شدّينا مع بعض شوية.. وهي حردت وراحت بيت أهلها كم يوم كده على ماتهدا..
, تعالت ضحكات مروة وليلى بينما أخذ أكرم يشد بشعره من غيظه منه
, كرم بغيظ: سييف مش وقت ظرافتك دلوقتي عريبتك فين أكيد مسحوبة منك مش كدة..؟
, سيف مومئاً برأسه بحزن: أيوا ياخويا وهو أدهم باشا بيستقوى غير على عربيتي المسكينة..
, تعالت ضربات قلبها عند سماعها لاسمه ونظرت إلى سيف تستمع إليه بتركيز شديد علّها تجد كلاماً عنه تسكت به روحها الملتاعة..وتعرف عنه ولو قليلاً..
, كرم بتهكم: أيوا أيوا واضح جداً يعني سيادتك معملتش حاجة..
, سيف بضحك: وليه الكذب يابني أيوا عملت وبصراحة انا اجيت هنا عشان اهرب منه احسن يجي ويشوفني في البيت ويرجع يسحب مني حاجة تاني..
, كرم بضحك: وعملت ايه بقا يا أخرة صبري..؟
, سيف: مفيش.. مبارح شوفته قاعد ومركز أوي في ورق قدامه قربت أشوف لو كان دا رسالة من واحده وبيحب من ورانا عشان أكشفه طلع ياعيني عليه قاعد يشتغل في الملف طول الليل وتعبان عليه..
, كرم بضحكة: قومت عملت مصيبة ك عادتك مش كدة؟!
, سيف يتابع: ابداً أنا كنت بساعده بس، قولت لنفسي ياواد يا سيفو قوم جبله أي حاجة يشربها حرام دا تعبان وسهران قومت جبتله قهوة..وبدل ماهو يشربها شربها الملف
, كرم: نهارك أسود ..
, سيف بابتسامة: م هو نفس الكلمة قالها أدهم قبل ما يتجنن..
, كانت مروة تضحك بشدة وليلى لم تستطع مقاومة الضحك وقلبها ينبض بشدة من ذكره..
, سيف بصراخ: نهار أسوود أيه دا مين حاطه سايلنت دا
, كرم بتعجب: مالك يا غبي بتصرخ ليه؟
, سيف بخوف: شوف كده 5مكالمات من أدهم وأنا مش سامع..
, نظرت إليه ليلى بلهفة قائلة باندفاع: طب كلمه..ثم انتبهت لنفسها لتتدارك خطأها قائلة بارتباك: أاا أنا قصدي يعني ممكن يكون عاوز حاجة أو كدة
, نظرت مروة إلى ليلى بصمت وفي داخلها تشعر أن صديقتها قد وقعت في بحر الحب ولا تريد الإعتراف٣ نقطةفطوال الأيام الماضية وهي تلحّ عليها لإخبارها عن علاقتها بأدهم وتلك النظرات المتبادلة بينهم..ولكنها دائما كانت تقابلها بالصمت..مع ابتسامة شاردة٣ نقطة
, سيف بتساؤل حائر: طب أكلمه ولا لأ ؟!! أصل لو كلمته دلوقتي هتهزّأ ولو ماكلمتهوش هتعلّق لما ارجع..
, ضحكت مروة بشدة قائلة: يبقى تكلمه التهزيق أرحم يابني..
, سيف غامزاً بابتسامة جذابة: **** عليكي يا مرمر ياحلو أنت..
, مروة بامتعاض: مرمر !!؟
, كرم يهز رأسه بيأس قائلاً: مفيش فايدة فيه مش بيعرف يدلّع حد،ومع ذلك دايماً حاشر نفسه..
, اتصل سيف بأخيه وقبل أن يتكلم سبقه صراخ أدهم الذي وصل إلى أسماعهم فأوقف نبضات تلك المسكينة٣ نقطة
, أدهم: أنت فين ياحيوان مش بترد على تلفونك ليه ؟؟ شوف كم مرة رنيت عليك..مش قولتلك مليون مرة لما أرنلك ترد فوراً ولا البعيد مش بيفهم؟؟ لو مبتفهمش قول عشان افهمك بطريقتي..
, سيف ضاحكاً ومحاولاً تهدأته فهو يعلم أن غضبه ناجم من خوفه عليه: أبو الأداهيم حبيب قلبي و****..
, أدهم: وليك عين تهزر يازفت كنت فين كل ده !؟
, سيف ببراءة: أنا في الجامعة يا أدهم م انت عارف محاضرات ودراسة واحنا داخلين في الاختبارات، فقولت لنفسي احط عقلي براسي واعقل،و**** مش عارف إزاي الموبايل كان سايلنت كده..
, أدهم بتنهيدة راحة: ماشي ياسيف كنت عاوز اطمن عليك بس..
, سيف بابتسامة: حبيبي و**** يادومي اطمن قاعد مع كوكو واحزر مين معانا دي مروة وليلى هنا كماان٣ نقطة
, أدهم وقد تنبهت جميع حواسه للإسم: ليلى مين؟!!
, ضحك سيف قائلاً: أيه يا أدهم بقولك مروة وليلى مش ليلى لوحدها مش فاكرهم؟ دول البنتين اللي..
, قاطعه أدهم قائلا بسرعة: أيوا أيوا افتكرتهم..انتوا قاعدين فين؟؟
, سيف باستغراب: في كفتريا الكلية ليه؟
, أدهم بسرعة: أنا جاي حالاً ..
, ثم أغلق الخط بدون أن يدع له مجالاً للرد وأسرع يدير محرك سيارته متجهاً بأقصى سرعته إلى حيث قلبه٤ نقطة!!
, سيف بتعجب: ماله دا قفل في وشي كده..ثم نظر إليهم قائلاً بابتسامة: أدهم جاي هنا..
, توترت ليلى بشدّة وتعالت وتيرة تنفّسها حتى شعرت باختناق وكأن الهواء قد نقص من حولها لمجرد معرفة أنه قادم٣ نقطة لاتصدق أنه سيأتي، ستراه حقيقة لا في أحلامها ٣ نقطةستشبع عطش عينيها ببحر عينيه٣ نقطةوتملأ أنفها برائحة عطره التي تذوبها ورائحته الرجوليّة المميّزة٣ نقطة
, ٢٨ العلامة النجمية
, بعد فترة قصيرة
, كانو لايزالون يجلسون يتبادلون الأحاديث بينهم ولم تخلو جلستهم من مزاح وخفة ددمم سيف التي جعلتهم يضحكون بشدة متناسين همومهم ومشاكلهم٣ نقطة
, حتى لاحظو حركة غريبة في المكان وشهقات خرجت من أفواه الفتيات وهم يتغزلون بأحدهم..
, التفتوا جميعاً إلى حيث ينظر الجميع٣ نقطة
, كان هو ٣ نقطة بطلّته القابضة للأنفاس بهالة الهيبة التي تحيط به دائماً في كل زمان ومكان ومشيته الواثقة كعادته٠٠ رأسه مرفوع بشموخ وكبرياء لاينافسه فيها أحد٠٠٠ كان فعلاً كما يطلقون عليه " أسطورة" يرتدي سروال رمادي وقميص أبيض تاركاً أول زرّين من الأعلى مفتوحين، وفوقهم جاكيت بلون أزرق فاتح ،وحذاء بني لامع،كان جذّاباً وسيماً كعادته..
, لقد لفت أنظار الجميع.. سحر جميع الفتيات بجاذبيّته وحضوره الطّاغي٤ نقطةوحرّك دقات قلب الكثيرات٣ نقطةإلّا قلباً واحداً ٣ نقطة فقدْ أوقفه٠٠٠٠
, - لاحضوركَ كحضورهمْ٤ نقطة
, ولا غيابُكَ كغيابهمْ٤ نقطة
, فسبحان من زرعَ بداخلي هيبتك٣ نقطة
, والإشتياق لك وحدك٣ نقطة

الثامن

طيفُكَ يعتذر نيابةً عنك ..
, يملأُ فراغك ..
, يُبرّرُ غيابك ..
, يأخذني في مشوارٍ طويل ٣ نقطة
, يجوبُ شوارعَ المدينة ..
, يخوضُ في أحاديثٍ كثيرةٍ ..
, ولا يُفلِتُ يَدي !
, ( طيفُك، أكثرُ منكَ لباقةً ) ٣ نقطة
, ٢٦ العلامة النجمية
, _ شوفتي البنتين هناك اللي قاعدين مع سيف وكرم؟ دول هما البنتين اللي سيف تخانق مع تامر عشانهم..
, نظرت ناريمان إلى حيث تشير صديقتها تتفحّص بعينيها المكحّلتين مروة وصديقتها تنظر إليهما بحقد وغيرة شديدين٣ نقطة فهي ناريمان.. حسناء الجامعة كما يطلقون عليها .. بشعرها الأحمر الناري وعيناها اللتان تنافسا الليل بسوادهما.. وبشرتها الخمرية الصافية بجسد أشبه بأجساد عارضات الأزياء ٤ نقطة
, نصف شباب الجامعة إن لم يكن كلّهم -باستثناء سيف- يتمنون نظرة واحدة من عينيها السوداوين .. أما هي فلا تعير اهتماماً لأي أحد منهم ٣ نقطة وها هي الأن .. منبوذة من الشخص الوحيد الذي لفت نظرها وحرك مشاعرها بطلته المميزة، جاذبيته، رجولته، وخفة دمه المحببة٣ نقطة
, تنهدت بغل ملأ ملامح وجهها: ماشي ياسيف يا أنا يا أنت هنشوف مين هينتصر في النهاية ..أصبر عليا بس ..
, تنبهت فجأة لحديث الفتيات حولهم لتلتفت بعدما أشارت لها جولي بعينيها اللامعتين لترى أمامها الشخص الثاني بعد سيف الذي استطاع لفت نظرها..
, جولي بهيام : ياااه كل مرة بشوفه وكأنها أول مرة.. مش قادرة أصدق إن دا بشر زيه زينا..
, ناريمان بنظرات خبيثة: لا صدقي صدقي..دا فيه شبه كبير أوي من سيف مش كده؟؟
, جولي وهي تعض شفتيها بإغراء وتتفحص جسد أدهم الممشوق بوقاحة: أيوه شبهه أوي لكن دا غيرر تحسيه كتلة رجولة ماشية ع الأرض..
, ناريمان ومازالت نظرات الخبث في عينيها أما عقلها فراح يعمل في منحىً أخر: قولتيلي دا أخوه الكبير ومسؤول عنه مش كده؟!!
, جولي وقد تنبهت لحديثها: أيوه فعلاً هو اللي رباه هو وأخته من بعد موت أبوهم فضل يشتغل لحد ما بقى من أغنى أغنياء البلد و٣ نقطة
, قاطعتها ناريمان سائلة: أنا فاكرة انك قولتيلي قبل كده إن أخوه شديد أوي وصارم جداً ومبيرضاش بالغلط صح ؟؟
, قطبت جولي حاجبيها ونظرت إليها قائلة بحذر بعدما أحست أنها تخطط لشيء ما: أه فعلاً دا اللي سمعته عنه، هو شديد وصارم بشغله أوي، وواضح انه مش بشغله بس، دا بيبان لما سيف يعمل مشكلة هنا في الجامعة كان دايماً يوافق على قرارات العميد رغم انه قادر بكلمة واحدة منه يخلصه ويطالعه بدون عقاب٣ نقطة
, لكن مكنش يعمل كده وكان يعاقب سيف دايماً لما يغلط..
, ثم اردفت وهي تطالع لمعة عيناها: انتي بتفكري بإيه يا ناريمان؟ هو صحيح حازم وجامد جداً ومبيرضاش بالغلط، لكن اللي بفكر يقرب على حد يخصه، ممكن ينسفه عن وجه الأرض وميخليش حد يعرفله طريق، فأوعا تورطي نفسك معاه أنا بحذرك أهو..
, ناريمان بضحكة مائعة: تؤ تؤ مش ناريمان اللي تسكت عن حقها.. سيف بتاعي أنا مش للجربوعة القاعدة معاه دي ٣ نقطة وأنا هعرف ازاي أجيبه عندي.. وأخوه هو اللي هيساعدني !!
, ثم نظرت ناحيته متابعة: بس مش دلوقتي، هنتظر لما نروح الرحلة الأول، سمعت أنه هيروح معانا المرة دي.. وساعتها أقدر أنفذ اللي فبالي كويس أوي..
, ثم تابعت ضحكاتها الخليعة متجهة بخطوات متمايلة وهي تطرق الأرضية المصقولة بكعب حذائها العالي، إلى حيث يجلس سيف وأصدقائه٤ نقطة
, ٢٨ العلامة النجمية
, - سألني ذاتَ مساء: كيفَ أتيتِ إلى عالمي؟
, فأخبرته : أنّ أمي كانتْ تدعي لي بالخير دائماً حتى وجدته٣ نقطة
, ٢٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, _ يعني انت ساكن مع أمك واختك الصغيرة وأخوك بس؟؟؟
, سيف بتأكيد: أيوا فعلاً أنا من وقت اللي وعيت وأبويا مكنش موجود وأدهم بقا أبونا وأمنا وأخونا وكل حاجة لينا٣ نقطة
, ابتسمت ليلى ابتسامة واسعة..تحمل في طياتها حباً وعشقاً دفين..
, فمرة بعد أخرى تكتشف به كل ما كانت تتمناه برجل أحلامها٣ نقطةلطالما تمنت رجلاً بقلب ***..قاسياً قوياً بقلب مليء بالحنان والعطف٣ نقطة رجلاً هو أب، أم، أخ وحبييب٣ نقطةرجلاً يكون طفلاً بين ذراعيها..وسيد الرجال بينهم٣ نقطة
, انتقل رجُلُها من تفكيرها ليتجسّد أمام عينيها..بهيبته وعنفوانه الطاغي، بذاك البحر العميق الذي تهوى الغرق به في عينيه٣ نقطة
, اقترب أدهم بخطوات واسعة.. وعيناه لم تفارقا عيناها منذ التقتا٣ نقطة عاد قلبه للنبض المؤلم العجيب، الذي دائما مايرافقه بقربها،
, تلاقت عيناهم ونبضات قلوبهم لترتبك تلك المسكينه من قوة نظرته التي تتفحصها بدفء وحب وقد غامت عيناه بلون غامق مثير٣ نقطة
, تبّاً.. أيجب أن يكون وسيماً هكذا..؟ بل أكثر من ذلك..
, وسامته قاتلة٣ نقطة ! فهل يَحُقّ لها أن تُقْتل ..؟!
, وهل يجب عليه أن يرتدي هكذا..؟ ألا يكفيه وسامة وجمال..ليرتدي مايزيدها ..؟ ألا يكفي بحر عينيه ليرتدي سماءً صافية تلتقي بهما، لتعكس زرقة عيناه الساحرة٣ نقطة؟
, تنبهت فجأة لتفكيرها..منذ متى أصبحت هكذا..؟منذ متى تتفحص رجلاً بدقة بدون خجل، وتصفه بكل هذه الأوصاف..؟
, لقد غيّر عاداتها منذ دخل حياتها٣ نقطة بل غيرها هي كلّها..
, سيف بابتسامة وترحيب: دودوو حبيبي أيه ضروري كنت تجي هنا هتسرق مني المعجبين ياعم لا دا انت سرقتهم خلاص..
, أدهم بابتسامة: مش ليكون عندك الأول عشان يتسرقو..؟
, سيف بغرور: لا لا هتزعلني منك كده.. دا انا مدوب نص بنات العالم يابني..
, أدهم بسخرية: و****؟! والنص التاني بقا لمين..؟
, سيف بابتسامة ومزاح: دا أخده مهند بتاع نور..
, لم يستطع أحد مقاومة الضحك على مزاحه الخفيف.. بينما اقترب أدهم وجذب كرسياً ليجلس بجانبه..ليكون مقابلاً لها ٤ نقطة
, ازيك يا انسة مروة وانتي يا أنسة ليلى..
, ابتسمت مروة بمرح: الحمد**** كويسين أوي وحضرتك..؟
, سيف باستنكار: نعم ياختي دلوقتي بقيتي محترمة وتقولي حضرتك..؟كانت فين حضرتك دي لما أنا اجيت..
, مروة بضحك: لا مكنتش موجودة دا احنا زمايل برضه ولا أيه..؟
, سيف بتأكيد وهيام: أه أه زمايل وصحاب وجيران وأحباء وكل حاجة لو عاوزة
, ابتسمت مروة بخجل..وضربه أدهم على رأسه من الخلف قائلا: اعقل بقا يابني هتفضل هايف كده..
, ثم التفت إلى ليلى المتوترة وخرجت ابتسامته الدافئة رغماً عنه..لا يعلم لما يراها صغيرة ضعيفة كأنها ابنته تحتاج حمايته.. ولا يدري لما يشعر بمسؤوليته تجاهها: مسمعناش صوتك يا.. ليلى..
, نبض قلب ليلى من ذكره المجرد لاسمها وكم راق لها ذلك.. وكم خرج اسمها منغّماً من بين شفتيه الرائعتين٣ نقطة
, الرائعتين ٤ علامة التعجب؟؟؟ فعلاً لقد غير تفكيرها وقلب حالها لتصبح وقحة حتى بوصفها له.. مالها ولشفتيه لتصفهما هكذا..
, تنبهت على نغزة مروة في كتفها فقد اطالت النظر له،وخاصة شفتيه: توترت واحمرت خجلاً قائلة بصوت ضعيف: ك كوويسة وازاي حضرتك؟؟
, ضرب سيف كفاً بكف قائلاً بذهول: لسا بتقول حضرتك صبرني ياارب..
, ابتسم ادهم بهدوء قائلاً وعيناه لاتفارقان وجهها المرتبك ذو الحمرة التي جعلتها ك كعكة فراولة شهية في عينيه: كويس بس دلوقتي بقيت أحسن بكتير ..
, ابتسمت بخجل شديد ونظرت إلى أصابع يديها التي تتلاعب بهم على الطاولة..
, التفت أدهم إلى كرم قائلاً وهو يربت على كتفه بحنان أخ: ازيك يا كرم عامل أيه؟؟ ليه معدناش نشوفك..؟
, كرم بابتسامة كبيرة فهو يعشق أدهم الذي يشعره دائما بأنه أخوه الصغير مثله مثل سيف لايفرق بينهم ولطالما كان معه واقفاً في ظهره سانداً له في كل مراحل حياته: معلش بقا كنت بساعد أبويا في المحل والفترة دي عندنا تحضير امتحانات وكده..ثم اقترب منه محتضنا إياه بحب واحتياج: وحشتني أوي و****..
, أدهم مبادلاً بحب: وانت كمان ٣ نقطةثم حوّل نظرته إلى ليلى متابعا ببطئ وابتسامة ساحرة: وحشتني أوي أوي على فكرة..
, اتسعت ابتسامة ليلى الخجولة وتعالت دقات قلبها لتنبض باسم صاحب العينين التي لطالما كانت تنبض لهما٤ نقطة" أدهم "
, _ سيف بخبث وهو يلاحظ نظرات أدهم نحو ليلى الخجلة: ماقولتليش يا أدهم انت ليه امّا قولتلك اني قاعد مع ليلى ومروة اجيت بسرعة؟ مش عادتك تجي هنا يعني.. !!
, أدهم بغيظ وقد فهم مغزى كلام سيف قائلا من بين أسنانه: مفيش كنت قريب من هنا وقولت أجي فيها حاجة دي؟
, ضحك سيف عالياً: لاا أبداً انت تنوّر٣ نقطة مش كده ياا ليلى..؟
, كادت ليلى أن يغمى عليها من شدة الارتباك وقالت متلعثمة: هاا؟ أ اا ايوه طبعاً..بقصد يعني انا قصدي حضرتك طبعاً تنوّر..
, سيف مقاطعاً لها بضحك ومكر: ههه خلاص خلاص وصلت الفكرة مالك بقيتي زي الطماطميّة كده،.؟؟
, زاد توتر ليلى وارتباكها ورفعت نظراتها ناحية أدهم فقرأ فيهما رجاءً لتخليصها..نظر ناحية سيف بنظرة عرفها سيف جيداً فابتلع ضحكاته التي كادت ان تخرج واكتفى بنظراته الماكرة..
, _سيفووو
, التفت الخمسة ناحية الصوت الأنثوي المتغنّج تفحصتها مروة بعينيها اللتان ضاقتا بشدة وهي ترى تلك الفتاة البلاستيكية تتغنج وتتمايل وهي تقترب من سيف،لا بل وتناديه بدلعه سيفوو٣ نقطة نظرت ناحية سيف فتسلّلت البهجة إلى قلبها عندما لاحظت ضيقه الواضح من تلك المائعة..
, سيف بتأفّف: ففف عايزة أيه يا كئيبان مش شايفاني مشغول..؟
, اخفت ناريمان غيظها من معاملته لها وقالت بابتسامة سمجة: أيه ياسيفو معقول مشغول عنّنا يعني..ثم اقتربت منه ووضعت يديها تحاوط بهما كتفيه بوقاحة: مفيش حد بينشغل عن حبايبه ولا أيه..؟
, أبعد سيف يدها بضيق كبير من تصرفاتها أمام أخيه الكبير وكذلك الفتيات قائلاً بثورة وصوت عالي: انا مش حبيب حد ولا حد حبيبي، اسمعي يا كئيبان انتي ولا حاجة بحياتي،انتي عبارة عن كتلة كئابة متحركة جت بطريقي بالغلط ٣ نقطة وبصراحة الدكتور بتاعي مانعني عن أي حد يزعجني وقلّي ابعد قد ماتقدر عن الكئابة والنفسيّة الحامضة٣ نقطة يبقى تبعدي عني ومتخلينيش أشوف وشّك قودامي طول ما أنا هنا سامعة٣ نقطة؟ قال الأخيرة بصراخ لتنتفض ناريمان وتفزع الفتيات من صوته القوي ..
, أدهم بتحذير: سييف ..!؟
, لكنه لم يجب، متابعاً حديثه لناريمان وهو ينظر إليها بظرات محتقرة قائلاً بتوعّد وشراسة بدا فيها شبيهاً بأخيه: ولو تجرأتي ولمستيني بإيدك دي تاني صدّقيني مش هترجعلك سليمة أبداً ٣ نقطةفخافي على نفسك وبلاش تصرفات غبية زيك٣ نقطة
, احتقن وجه ناريمان بغضب وخجل وحقد شدييد وكم تمنت لو انهالت عليه ضرباً بكعب حذائها اللامع خاصة وقد لفت بصراخه جميع الجالسين٣ نقطة ولكنها أخذت نفساً عمييقا تهدئ به بركان الغضب الثّائر داخلها٣ نقطة متوعّدة له بأقسى عقاب٣ نقطة فسوف تجعله ينحني أمامها طالباً عفوها وعندها ستستردّ ولو جزءاً من كرامتها التي أهدرها الأن٣ نقطة قالت متصنّعة البراءة والحزن:
, ناريمان: أوكي ياسيف مفيش مشكلة لكن مكنش له داعي تعمل كل الدراما دي، أنا كنت بتطّمن عنك مش أكتر بقالك كم يوم غايب .. على أي حال أنا بستأذن وسوري للإزعاج٣ نقطة
, ثم التفتت تمشي بخطوات سريعة لتخرج من هذا المكان، وقد لحقت بها صديقتها وهي أكثر من يعرف أنها لن تمرّر ما حدث الأن بسهولة أبداً وستنتقم أشد انتقام ٣ نقطة
, أدهم بغضب حاول أن يكبته: أيه اللي عملته ده ياسيف ازاي تتكلم مع البنت بالطريقة دي..؟
, سيف بضيق وغضب هو الأخر: والنبي يا أدهم سيبني فحالي انت متعرفش البنت دي، دي حرباية مش بنت أصلاً..
, أدهم بغضب وقد تعجب من عصبية سيف: اتكلم عدل ياسيف، وبعدين حتى لو كانت حيّة متنساش انها في النهاية بنت ومينفعش تكلمها كده قدام الناس انت ترضى حد يكلم اختك كده ؟
, ازدادت عصبية سيف قائلاً باندفاع: ميقدرش حد يكلّمها ولا حتى كلمة واحدة وأكون دافنه بأرضه.. ثم ايه دخل نور بالغبية دي انت بتقارنها بيها ليه عقلك حصلّه حاجة..؟ دي بنت ملزقة ومش متربية وقليلة أدب وأصلاً الكلام اللي قولتهولها قليل عليها جداً..
, كرم محاولاً تهدأتهم: خلاص ياسيف راعي كلامك مش كده.. أدهم متزعلش منه هو بس البنت دي بتجبله تلبّك معوي وميعرفش هو بقول أيه..
, تنهد أدهم بضيق من كلام سيف وقد قرر محاسبته فيما بعد٣ نقطة
, التفت إلى ليلى ومروة اللّتان تتابعان مايحصل بأعين متوسّعة فضولية فابتسم على هيئتهم الطفولية قائلاً لمروة التي مازالت فاتحة فمها بذهول من عصبية سيف فلم تكن تتوقع أن وراء شخصيته المرحة شخصية عصبية حادة.. فلم تره هكذا سوى في المرة التي تهجّم عليها تامر..
, أدهم بابتسامة: أقفلي بؤّك دا هنا فيه حشرات ممكن تدخل بيه..
, تنبّهت مروة لحديثه فاعتدلت بجلستها متنحنحة باحراج..
, أدهم ناظراً لليلى بهدوء: مش هتمشو بقا ولا أيه..؟
, ليلى بابتسامة: أه فعلاً احنا تأخّرنا أوي يلا بينا يامروة..
, أدهم وقد حمل نظارته وهاتفه ومفاتيح سيارته: طب ي**** أوصلكو بطريقي..
, لمْ تعترض ليلى أبداً فقط أومأت برأسها بسعادة، وكأنها طفلة خارجة للتنزّه مع والدها..
, خرج سيف وكرم خلفهم وتابع كرم طريقه إلى منزله القريب من الجامعة بعدما ودّعهم..
, لاحظ أدهم أن سيف بقي مكانه بغير حراك..
, أدهم بجمود: مش هتركب بقا ياسيف هفضل ناطر كده كتير؟؟
, سيف بضيق شديد من نفسه ومن طريقة كلام أدهم معه.. فهو من يجب عليه أن ينزعج وليس أدهم : مش عايز أطلع معاك هرجع مواصلات..
, تأفف أدهم بانزعاج من عناده وصعد سيارته وانطلق بها بسرعة تاركاً سيف ينظر بإثره بذهول..
, سيف بدهشة وذهول: دا راح.. راح وسابني .. مصدّقش قولتله مش هركب سابني ومشي،
, ثم تابع بنحيب: وأنا اللي افتكرت انّي هفرق معاه.. سابني ارجع مواصلات واتبهدل، وأخد المزّة معاه كمان٤ نقطةماشي يا أدهم أنا عارفك عاوز تستفرد بالمزة التانية م هي النظرات والشرارات اللي بينكم مش طبيعيّة أبداً ٤ نقطة قال هي تحمرّ وتقولّك حضرتك وانت تقولها وحشتيني ٣ نقطة عيال هايفة ما وراها حاجة صحيح٤ نقطة ٤ علامة التعجب
, ٢٨ العلامة النجمية
, ولج أحمد إلى المطعم بعد أن وجده في طريقه فدخل إليه ليشرب أي شيء يبلل به ريقه الجاف،جلس على إحدى الطاولات ينتظر طلبه وقد أخرج حاسوبه المحمول ليقوم بإنهاء بعض الأعمال المتراكمة عليه..
, التفت ليرى مشروبه الذي تأخّر، لتقع عيناه عليها٣ نقطة!!
, التقى حاجبيه بشدّة واشتعلتْ النّار داخله عندما لاحظ الشخص الذي تجلس معه٣ نقطة
, لمْ يدري ما الذي عليه فعله، هل يقترب منهم ويجذبها من ذراعها بعنف أمام الجميع أم ينتظر ليسألها فيما بعد..؟ أغلق حاسوبه وخرج مسرعاً من المكان قبل أن يلمحاه..جلس داخل سيارته يمسك المقود بيديه بقوة يحاول تهدأة غضبه وانفعاله وفي عقله تدور ألاف التساؤلات عن طبيعة العلاقة بينهم..؟ لم يكن أحمد أبداً ممّن يلقي الاتهامات جزافا،ً ومن يترك غضبه يتحكم به٣ نقطة كان دائماً هادئاً صبوراً يحاول فهم المشكلة أولاً ثم يفتح المجال لغضبه في النهاية٣ نقطة
, بعد حوالي 10دقائق رآها تخرج معه، تفحّص هيئتها الواضح عليها التوتر والارتباك وهي تتلفّت حولها خوفاً من رؤيه أحدهم لهما..مرتدية فستان بينك متدرج طويل وحذاءً ذو كعب عالي بنفس اللون وقد أطلقت لشعرها العنان٣ نقطة
, لاحظ ابتعاد الشخص عنها وقد ركب سيارته وانطلق بها سريعاً بعدما لوح لها مودعاً٣ نقطةفخرج مسرعاً من سيارته يلحق بها بخطوات سريعة..
, أحمد هاتفاً بصوت عالي: نوور !!
, ٢٨ العلامة النجمية
, _مصطفى أنا مينفعش أتأخّر بخاف حدّ يشوفني معاك ويوصل الخبر لأبيه أدهم٣ نقطة
, مصطفى بهدوء وبراءة: متخفيش يانور المكان دا محدّش يعرفنا بيه ثم انتي ليه متوترة كده..انتي خايفة مني؟؟ فاكراني ممكن ائذيكي..؟
, نور بنفي سريع: لا لا أبداً أنا واثقة بيك، لكن خايفة من أدهم لو عرف إنّنا منلتقي..
, مصطفى باستسلام زائف: خلاص يا نور لو مش عايزة تساعديني براحتك أنا مقدرش أجبرك٤ نقطةصدقيني كل اللي كنت عاوزه انك تقوّيني وتفضلي جنبي، لكن لو ده هيسبّبلك مشاكل فأنا بعتذر جداً وبعفيكي من طلبي دا..
, نور وقد استشعرت حزنه وحاجته: خلاص خلاص متقولش كده..أنا قولتلك هساعدك ومش هسيبك إلا أنت وأبيه متصالحين تمام كده؟
, مصطفى بابتسامة سعيده: تمام أوي..بجد انتي طيّبة جدّاً يا ريت لو كنّا عرفنا بعض من زمان..
, ثم تنهّد قائلاً: أنا حياتي كانت صعبة أوي يانور، علطول حاسس إني وحيد ومش معايا حد..رغم كل الفلوس والعربيات والخروجات لكن محسيتش أبداً إن حد عايز يصاحبني علشاني أنا علشان مصطفى، كلّه عاوزني عشان فلوسي وبس..
, ثم بابتسامة هادئة: لكن لما شوفتك وتكلمت معاكي، أتأكّدت ان لسا في ناس في الدنيا دي بتحب بعضها بجد وقلبها طيب أوي زيّك كده..
, ابتسمت نور بتعاطف فهي رغم صغر سنها قد عانت كثيراً من الرّفقة التي تريدها فقط لأموالها وسمعتها: يااه واضح انك عانيت بحياتك قوي، احكيلي بقا شويّة عنك فضفض صدّقني بترتاح..
, مصطفى بلهجة دافئة: أنا مجرد قعدتي معاكي دي وارتحت، لكن هحكيلك عشان تعرفيني اكتر وتتأكدي إني بجد بحبكم وعاوزكم بحياتي..
, ثم أخذ يتكلم معها كثيراً يحكي مواقف له مع والديه وأصدقاءه، نصفها تحمل توقيع مخيّلته الواسعة٣ نقطة
, وكانت هي تستمع له بعطف وسعادة لمعرفة تفاصيل حياته، وعقلها يخبرها أنها اتّخذت القرار الصحيح٣ نقطة
, ٢٤ العلامة النجمية
, واقفاً أمام الواجهة الزّجاجية في مكتبه، يطالع المدينة الواضحة بأكملها من الأعلى..واضعاً يديه وراء ظهره، ملامحه شاردة ساهمة ونظرات عينيه مليئة بتردّد و٣ نقطة توعّد٤ نقطة
, يفكّر كيف يردّ على تهديد أدهم له.. لم يكن يتوقّع أبداً قدوم أدهم بنفسه إليه.. ولكنه رغماً عنه شعر بالخوف..
, نعم بالخوف .. فأدهم ليس بالشخصيّة التي يسهل اللعب معها.. كثيراً ما حاول إيذائه بعمله ولكنه كان يفاجئه دائماً بكشفه لمخططاته ومؤامراته.. وكان يردها له بذكاء وسرعة بديهة اتُّصِفَ بها منذ صغره، لينقلب السّحر على السّاحر٣ نقطة
, تذكّر دخوله إليه بهيبته المعتادة.. لا ينكر أنَّ رعشة قد تسلّلت إلى قلبه لدى رؤيته له.. وانقبض قلبه بشكل مبهم.. ربما سمعته، مكانته، وأحاديث الناس عنه، قوّته وعنفوانه الدائم الذي جعله صامداً حتی هذا اليوم رغم كل الصعاب التي واجهته، أو ربما خططته الجهنمية التي نجحت مع الجميع٣ نقطةوحطّمت على بابه.. !!
, تماسك سريعاً قائلاً بترحيب زائف: مش مصدّق أدهم بيه بجلالة قدره جاي هنا !!؟
, أدهم وقد جلس على أريكة جلدية كبيرۃ في وسط المكتب واضعاً قدماً فوق الأخرى ينظر إليه بقوة: لا صدّق، ممكن أعمل أكتر من كده كمان لو عايز !؟
, ابتلع ريقه قائلا بتوتر مخفي: وعاوز إيه من زيارتك دي !!؟
, ارتفعت زاوية فمه بابتسامة ساخرۃ قائلاً بتهكّم شديد: زيارة !!؟؟ أولاً دي مسمهاش زيارة لأن اللي زيك ميحلموش حتى بضفري يزوره ، إبقا خلّي الزيارات دي للأشكال اللي زيك .. زي مثلاً اللي خرج من عندك دلوقتي، لأنّي بصراحة ميشرّفنيش أزور واحد زيّك..
, كامل وقد احتقن وجهه بغضب شديد: أومال جاي ليه هناا عاوز أيه يا أدهم!!؟
, أدهم وقد اتكأ على ذراع المقعد بأريحية واضعاً يده تحت ذقنه: سادة !!
, قطبا حاجبيه بعدم فهم ليتابع أدهم بابتسامة: قهوتي سادة قول لأي حدّ يعملهالي..
, شعر كامل بدهشة حقيقية من تصرّفاته الغير مفهومة ولكنه نادى الخادمة آمراً لها ان تحضر القهوة سريعاً،
, ظلَّ الصّمت سيّد المكان، كامل تدور بعقله أسئلة كثيرة محاولاً معرفة السبب من قدومه هنا.. وينظر بحنق نحو أدهم الذي يتشاغل بالنظر إلى السجاد تحت قدميه والسقف المزخرف بحرفيّة..
, لحظات.. وأتت الخادمة بالقهوة لتضعها على الطاولة الصغيرة أمام مقعد أدهم والذي كان يتفحّص فازة كبيرة في زاوية المكتب يطرق عليها بأصابعه محاولاً معرفة طبيعة معدنها٣ نقطة ٣ علامة التعجب
, نظر كامل بغيظ منه قائلاً وهو يجزّ على أسنانه: مش هتشرب القهوة وتقول بقا عاوز أيه !!؟
, عاد أدهم أدراجه جالساً على المقعد وحمل فنجانه مرتشفاً منه قليلاً قائلاً بتلذّذ وبرود: مممم جميلة القهوة دي يا كامل جايبها منين..
, كامل: أدهم ادخل بالموضوع حالاً
, أدهم باستغراب: موضوع إيه!!؟
, كامل: جاي هنا ليه؟ عاوز إيه؟
, أدهم متابعاً: ياترى القهوة دي هي نفسها اللي كنتو تحطوها للمساجين !!؟
, توتّرت ملامح كامل متسائلاً بحذر: مساجين !؟ قصدك أيه؟
, أدهم بدهشة مصطنعة: ****؟ لحقت تنسى يا كامل!!؟ المساجين اللي كنتم تدّولهم بالقهوة مخدر !! لحظة خليني افتكر !! أه صح.. المخدر اللي كنت تدخّله ' مشكوراً ' لشريف.. !! وحياة أبوك ولو هعزّبك، قوم اسأللّي الخدامة اللّي جابت القهوة لو أدتلي فيه مخدر أو لأ٣ نقطةأصل مش عايز أبقا مدمن دلوقتي يمكن بعدين أفكر بالموضوع٣ نقطة !!
, تعالى تنفس كامل حتى أصبح كنهيج قائلاً وهو يلوح بيديه بعصبية: أنا مش فاهم منك حاجة اتكلم كويس يا أدهم.. انت قصدك أيه.. !!؟
, اقترب منه أدهم بخطوات بطيئة وهدوء غريب حتى ارتكى بيديه على المكتب وحنى جذعه قليلاً ليصبح مواجهاً لكامل الذي جف حلقه بشدة من نظرات أدهم الحارقة وقد لاحظ تغير لون محيطه الهائج ٣ نقطة
, تكلم أدهم بجمود مرعب: لو فاكر إن اللّي بتعمله ده هتلوي دراعي بيه بتكون غلطاان يا كامل، ده ولا هيأثّر فيّا أبداً ولا هيغبّر ولو ذرة على جزمتي،
, كامل بخوف وعصبية معاً: أنت واحد قليل أدب إزاي تكلمني كده متنساش إن أنا عمّك وأكبر منك وبمقام أبووك..
, ثم تابع بتهكم لكي يثير غضب أدهم البارد: ولّا أنا بتكلّم مع مين !؟ أكيد اللي عاش من صغره بالشوارع بدون أب مش هيكون متربّي ولا عارف إيه الأخلاق، ولا شامم ريحة الرّباية..
, على عكس ماتوقّع، فملامح أدهم ظلت جامدة، باردة كلوح من الثّلج لمْ يظهر عليه الغيظ والغضب كما أراد من حديثه ذاك..
, اقترب بوجهه منه أكثر قائلاً بهدوء جليدي قاتل: المخطّطات اللي طول عمرك تعملها عشان توقّعني عدّيتهالك بمزاجي ومحاسبتكش عليها، لكن من دلوقتي هيكون ليّا تصرّف تاني تماماً، والغلطة الواحدة.. مقابيلها حساب عسير أوي..
, ثم اعتدل بوقفته بشموخ جعل المنكمش على نفسه أمامه يشعر وكأنه أرنب صغير مذعور, أخذ يعدّل من ثيابه وينفض غباراً وهميّاً عنها قائلاً: وبالنسبة للّي بتعمله لشريف فأنا مش هتدخّل عارف ليه.؟؟!
, طالعه كامل بنظرات حائرة مرتبكة، فتابع أدهم بتهكم وشراسة جعلت محيط عينيه يثور: عشان انت وشريف نفس الطّينة، وزي ما بقولوا ٣ نقطة فخّار يكسر بعضه..
, ألقى إليه نظرة نارية متوعّدة ثم التفت بظهره متّجهاً ناحية الباب.. فتحه وكاد أن يخرج قبل أن يلتفت برأسه فقط قائلاً: أبقى اشكر الخدامة ع القهوة اللذيذة٣ نقطة سلاام يااا٣ نقطةياعمو !!
, وخرج سريعاً يخطو باتّجاه الباب الخارجيّ دون رؤية من يتابعه من الأعلی بعينين لامعتين بغلّ وحقد كبير٣ نقطة
, غامت عيناه بغل شديد وقد اتّكأ بيديه على الواجهة الزجاجية قائلاً بتوعّد شرس على عكس رعشة قلبه رعباً: واضح إن مشكلتي هتبقى معاك انت يا أدهم مش أبوك٣ نقطةوباين انك مش سهل أبداً..
, ٢٥ العلامة النجمية
, جذبها من ذراعها بقوّة آلمتها وجعلت الدموع تتسلّل إلى مقلتيها٣ نقطة
, دفعها بعنف في سيارته صافعاً الباب ورائه واستدار ليعتلي مكان القيادة منطلقا بسرعة هائلة غير عابئاً بتلك الصغيرة التي ترتعش خوفاً واضطراباً وقد سالت دموعها بالفعل..
, بعد وقت ليس بقليل أوقف سيارته في منطقة خالية، وبقي صامتاً.. لحظات حلّ الصّمت التام لايُسمع سوی شهقاتها الخافتة وجسدها ينتفض فزعاً..
, أحمد بعد أن أخد أنفاس عدّة يحاول تهدئة نفسه: كنتي بتعملي أيه مع البني أدم دا يانورر..؟؟؟
, لم تستطع نور التحدّث فقط علت شهقاتها وزادت نفضتها.. ليصرخ فجأة وقد فقد أعصابه من بكائها الذي أنبأه بوجود علاقة بينهما: كفاية عياط بقاا وجاوبيني كنتي بتعملي أييه معااه٣ نقطة؟؟ انطقي ..؟
, تشرّقت نور بدموعها وبدأت بالسّعال الحاد مع شهقاتها العالية٣ نقطة التفت إليها سريعاً فهاله منظرها بعينيها المتورمة من البكاء ووجهها المنتفخ الأحمر الذي تغطّيه الدموع وقد احتقن أكثر بسبب سعالها وضيق تنفّسها..
, أسرع يجذب قارورة الماء من المقعد الخلفي ومدّها إليها ممسكاً برأسها وقد جعلها ترتشف بضع قطرات تهدّئ به سعالها ..أغرق يده بالماء وبدأ يمسح به وجهها٤ نقطة قليلاً وهدأت فقط بضع شهقات وتنهّدات خافتة تخرج منها..
, نظر إليها أحمد بهدوء قائلاً بلهجة جعلها تبدو هادئة وحانية لكي لايفزعها: ممكن بقا تجاوبيني يانور، كنتي بتعملي معاه أيه؟؟ وقبل ما تدوّري على أي كذبة، أنا شوفتكم وانتو قاعدين سوا في المطعم عشان كده قولي الحقيقة، أدهم بيعرف إنك بتلتقي معاه؟؟!!
, نور بفزع شديد: لأاا أرجوك بلاش أبيه أدهم يعرف حاجة أرجووك يا أحمد عشان خاطري.. وقد عادت إلى البكاء مجدداً..
, أحمد بتنهيدة: يبقى تحكيلي كل حاجة،وأنا أوعدك مش هخبّر أدهم أبداً..
, رفعت يدها المرتجفة تبعد خصلات شعرها التي علقت على وجهها المبلّل وهي تشعر باختناق شديد.. لاتستطيع إخباره الحقيقة خائفة ضائعة.. لو سألها قبل حديثها مع مصطفى.. لكانت ربما أخبرته بكل شيء٣ نقطة ولكن حديثهما معاً جعلها تتعاطف معه بشكل كبير.. فهو يبدو صادقاً محتاجاً لأحد يسانده ويدعمه٣ نقطةولن تخذله في ذلك..
, تنهّدت باضطّراب ورعشة: أا أنا ك كنت قاعدة وو وهو اللي جالي صدقني أا انا معرفتوش الأول.. أنا مشفتهوش من زمان أوي و لمّا جالي قالي هيتكلم معايا بس و وكان عاوزني اساعده واقف جنبه بس أنا رفضت و قولتله مينفعش وكده صدقني أنا مليش دعوة، وقد عادت لتبكي بشدة حتى شعرت بأنها على حافة الانهيار..
, تألم قلبه لرؤيتها بهذه الحالة، أخته الصغيرة طفلته.. منهارة وهو الذي تسبب في ذلك، جذبها سريعا لتصطدم بصدره العريض وقد لفّ ذراعيه حولها يبثها حماية وأمان، وأخذ يربت على خصلاتها بتهدأة: ششش خلاص يانوري مصدقك و**** كفاية عياط..
, ثم أبعدها عنه يمسح دموعها بيديه قائلاً بمزاح: خلاص بقا أنتي لو شوفتي شكلك دلوقتي عامل ازاي هتنتحري و****..
, نظرت إليه نور بغيظ وابتعدت عنه وهي تحاول ترتيب نفسها وشعرها تحت ضحكاته المغيظة٣ نقطة
, ٢٤ العلامة النجمية
, توقفت سيارة أدهم أمام الشارع المؤدّي إلى منزل ليلى٣ نقطة
, التفت جانباً حيث جعلها تجلس بعد أن أوصل مروة لمنزلها..
, أدهم بابتسامة على توترها وفركها لأصابعها: ليلى بصّيلي..
, ارتبكت ليلى قليلاً ولكنها رفعت خضراوتيها لتلتقي بمحيطه..
, أدهم بدفء: أنا أسف
, تفاجئت ليلى بقوله وأمالت رأسها بتساؤل مما جعلها تزداد جمالاً ورقة بعينيه..
, أدهم: على اللي حصل المرة اللي فاتت..تابع سريعاً بعد أن ظهر الانزعاج على وجهها: أنا كنت ساكن هنا على فكرة٣ نقطة
, صدمت من قوله ونظرت له بقوة وذهول تتأكّد من صدقه فلم تجد داخل عينيه سوى حنان وصدق كبير..
, أدهم مردفاً: كنت صغير أوي لما خرجنا من هنا عشان كده أمّا وصّلتك وشفت المكان دا بعد 20 سنة استغربت وتلخبطت أوي.. مكنش قصدي أحسّسك بالاهانة أو اصغّر منك أبداً٣ نقطة
, سعادة اقتحمت قلبها كما عيناه اللتان اقتحمت حياتها.. كلماته كانت كبلسمٍ وضعه على قلبها ليطيب.. ونثَره على عقلها ليعود لأحلامه القديمة من جديد٣ نقطة
, راقبها أدهم بتمعّن يحاول استنتاج ردّة فعلها على حديثه، وكانت هديتها له ٣ نقطة ابتسامة واسعة على شفتيها الكرزيّتين ولمعة محبّبة تخللت أعشاب عينيها..
, ابتسم أدهم بحب وحنان مميّز خصّها هي فقط به..
, أدهم: طب إيه؟؟!!
, ليلى بتوهان وهي غارقة في بحر عيناه: أيه؟؟!
, أدهم بضحك: لو عاوزة تفضلي هنا دا على قلبي زي العسل..
, أفاقت من شرودها به متنبّهة على وضعهم الغير مناسب، وقد لاحقتهم بالفعل بعض العيون الفضولية.. لوجود سيارة فاخرة في مكان كهذا٣ نقطة
, نظرت اليه بابتسامة ممتنّة: متشكّرة جداً..
, بادلها الابتسامة بأخرى قائلاً: لو عاوزة تشكريني بجد مش هيكون كده..
, نظرت إليه بعدم فهم فتابع: عاوز رقمك.. !!
, توترت ليلى وعادت تفرك بيديها، كم سعدت لطلبه ذاك ،فهذا أكد لها صحّة أحلامها ورَسَم طريقاً مفتوحاً مفروشاً بالورود أمامها..
, ببطئ امتدت يدها المرتعشة نحوه وقد فتحتها قليلاً.. ليتنبّه بسرعة ويضع هاتفه الأسود الفخم داخلها..
, أمسكته بقلب منتفض ودوّنت رقمها بأصابع مرتجفة من السعادة وأعادته له، التقطه منها ببطئ متعمّداً لمس يدها البيضاء الناعمة التي سحبتها سريعاً قائلة بابتسامة خجلة: ع عن اذنك..
, وخرجت سريعاً تهرول لتدخل الحيّ.. هاربة من عيناه الساحرتان..
, تابعها حتى اختفت تماماً من أمام عينيه وقد هاج بحره بمشاعر مختلفة, لأول مرة في حياته تداهمه هكذا٥ نقطة!!
, أخرجه من شروده الهائم بها رنين هاتفه الذي صدح في السيارة، أدار محرّكها عائداً إلى الطريق الرئيسيّ، حتى لمحه.. ٣ علامة التعجب
, هو نفسه٣ نقطة !! لايمكن أن يخطئه أبداً فلم تمضي ساعات قليلة على رؤيته٣ نقطة عادت تلك الصورة المبهمة تدور في خياله ٣ نقطةتهاجم عقله بشراسة٤ نقطةلكنه لايستطيع معرفتها أبداً٣ نقطة صورة للشخص نفسه بملامح ضبابية غير واضحة، صداع هاجمه بشدة٣ نقطة كان دائماً يستطيع تذكر الأشخاص والأسماء، وهذا الشخص متأكد تماماً من رؤيته له سابقاً، لكن لمَ لايستطع التذكر لمَ ؟؟ ٣ علامة التعجب
, عاد صوت الرنين يصدح بصوت، أحسه مع صداع رأسه، صاخب٣ نقطة أسرع بقيادته وهو يجيب على هاتفه الذي يضيء باسم أخيه٤ نقطة عائداً إلى بروده بعد أن كانت قد حوّلته إلى شعلة مشاعر متّقدة..
, أدهم بجمود كعادته عند انزعاجه منه: أيوا ياسيف عايز إيه..؟
, سيف بصراخ واستنجاد: أددهمم إلحقنيي.. ٣ علامة التعجب

التاسع

- كشَجَرتينْ.. يمُرُّ بيننا النّاس..
, ولا يعلَمون أنّ جذورُنا تتعانقْ٤ نقطة
, ٢٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, تعالت ضحكات تامر الشّامتة على حديث صديقه عندما أخبره بما حدثَ مع ناريمان..
, فادي: انت بتضحك على أيه دلوقتي مش فاهم !؟
, تامر بضحك: ههه أكيد شكل ناريمان بقا مسخررة هههه
, فادي بتأكيد وضحك هو الأخر: من النّاحية دي معاك حق ههه لو شوفت وشّها وهي خارجة كان عامل ازاي ههه٬ شبّهتها ع العنزة اللّي كانت عند جدي زماان هههه أول مرة بحياتي أشوفها كده..
, تامر وقد هدأت ضحكاته واشتعلت نيران قلبه: باين إن سيف مش بس تحدّاني أنا.. كمان هزّأ ناريمان اللي محدش قدر يقاومها٣ نقطة
, فادي باستغراب: م هو دا اللي أنا مستغربه، ناريمان كانت دالقة حالها عليه وعاملة زي العلكة علطول لازقة بيه إزاي قدر يقاوم جمالها دي صارووخ يابني٣ نقطة !!
, تامر بغضب مكبوت: سيف دا داخل حامي أوي مش هامّه حدّ .. لكن ناريمان أنا عارفها كويّس مش هتسكت على إهانتها دي أبداً..
, فادي بتأكيد: وأنا قولت كده برضو، تفتكر هتعمل إيه؟
, تامر: أخر همّي، المهم إنها هتنتقم.. لأن وقت انتقامي أنا لسّا مجاش٣ نقطة
, فادي بتنبه: أه صح أنت مقولتليش على خطتك،وهتنفذ امتى بقا؟ دا انت اتفصلت من الكلية شهرين بسببه مش معقول تامر يوسف يسكت كل الوقت دا..
, تامر بتوعد: وانت قولتها مش هسكت.. لكن مش دلوقتي.. أنا عايز انتقم منه ومن بنت ال٣ العلامة النجمية بنفس الوقت انت قولتلي ان كانو قاعدين مع بعض النهاردة والمرة اللي فاتت دافع عنها بشراسة، ودا معناه ان ممكن يكون في حاجة بينهم، عشان كده أنا ناطر٤ نقطة لأن لما يقربو من بعض أكتر ويحبو ويتعلّقو في بعض هيكون انتقامي أسهل ٣ نقطة ثم تابع وقد توحّشت عيناه وأتقل ..!!؟
, تجرّع مشروبه دفعة واحدة وعيناه تومض بكره شديد ٣ نقطة
, ٢٨ العلامة النجمية
, دلفت إلى منزلها بخطىً بطيئة،كانت قد هدأت وزال احمرار وانتفاخ وجهها بعد انهيارها السابق..
, جمانة: ايه ياحبيبتي تأخرتي كده ليه قلقت عليكي!!؟
, جاهدت نور لتخرج ابتسامة هادئة قائلة: أبداً أصل البت إسراء أخرتني وهي ترغي وبعد كده شوفت أحمد صاحب أبيه أدهم وهو وصلني،متشغليش بالك ياحبيبتي،
, جمانة مربتة على كتفها: طب يلا اطلعي غيري هدومك عشان احضر الغدا ونجتمع كلنا اما يجو اخواتك..ليه أحمد منزلش معاكي؟
, اقتربت نور مقبلة وجنتها بحب: قال عنده شغل كتير، حبيبتي يا جوجو تسلم إيدك،أنا مش جعانة أكلت مع سوسو في الكلية قبل ما أجي..
, جمانة باعتراض: بقا أكل الكلية تسموه أكل دا ميشبعش عصفورة،
, ضحكت نور قائلة: بس أنا شبعت ياجوجو صدقيني،هطلع أخد دوش وارتاح شوية عاوزة حاجة؟
, جمانة بحنية: عاوزة سلامتك ياحبيبتي
, صعدت نور إلى غرفتها وبعد عدة لحظات خرجت من حمامها تجفف شعرها بمنشفة،تنبهت على رنين هاتفها لتتفاجأ بأن المتصل مصطفى..
, تنهدت بتعب وضيق بعد تذكرها ما حدث، جذبت هاتفها وأطفأته ثم اندست في فراشها لتذهب سريعاً في نوم عميق٣ نقطة
, ٢٧ العلامة النجمية
, كان يجلس بجانب السائق حتى تأفف بانزعاج عند توقف التاكسي على الإشارة ٣ نقطة فليس له مزاج للإنتظار..
, لحظات ليشعر بخبطة كبيرة وصوت تكسير زجاج، خرج السائق مسرعاً يتجه لمؤخرة سيارته حيث اصطدمت بها سيارة أجرة أخرى وقد تكسر زجاجها الخلفي وانطعج قسم كبير منها..
, دوت مشادة كلامية بين السائقين وكانت المشكلة على وشك الانتهاء قبل أن يقرر سيف وضع لمساته ٤ علامة التعجب
, شهق سيف بعد أن ترجل من السيارة وهو يعاين الضرر: أيييه كل داا !؟ هي الحرب قامت ولا أيه؟أنت يا راجل مش تبص أودامك وانت ماشي !!؟
, سائق التكسي الثاني قائلاً بغضب: وأنت مين يالا حاشر نفسك ليه بينا أحنا حلينا المشكلة خلاص..
, سيف باستنكار ناظراً إلى سائق التاكسي الأول: نعم ياخويا حليتو المشكلة !!؟ مش شايف عامل بعربيتك أيه؟؟؟ دي عاوزة إعادة صيانة من جديد عارف دا بيكلفك قد أيه !!؟ وانت راجل فقير على باب **** !! كل ده بسبب غباؤه ماشي وهو مغمض !!
, السائق الثاني بعصبية وهو يلوح بقبضته: بس يا واد انت عايز أيه امشي من هنا وإلا اللي هيحصل مش هيعجبك ابداً ٣ نقطة
, السائق الأول بغضب وقد اقنعه كلام سيف: وهيمشي ليه عشان بيقول الحق !!؟ عربيتي انضرت كلها وانا معيش فلوس أصلحها٣ نقطة دي غلطتك وأنا عايز تمن تصليح العربية دلوقتي..
, رفض السائق إعطائه الفلوس لتعود المشكلة من جديد وهذه المرة امتدت الأيدي لتشترك في القتال.. !!
, سيف ببرود: اهدو يا جماعة اهدو مش كده٦ نقطة
, ****.. !!؟؟؟بيشتم أبوك !! دا بيشتم أبوك ياسطى..
, متسكتلهوش كل حاجة إلا شتيمة الأهل دا أبوك اللي جابك ورباك وكبرك وعملك أسطى طول بعرض،
, إييه !!؟ بتقول أيه انت سمعني كده عيب عليك استحي على شيبتك !!٦ نقطة
, ليك الراجل المهبول !! إبعد عن شعره بقا.. ياعم ابعد عيب مش شايفه مفيهوش إلا شعرتين !؟
, انضم بعض الأشخاص لفض النزاع بينهم..حتى أتت دورية الشرطة بعد أن طلبها أحد المتواجدين، وكان سيف لايزال مكانه يشجع ويضرب الهواء بقبضته وكأنه في حلبة ملاكمة٣ نقطة ٣ علامة التعجب
, دفع العسكري سيف هو والذين انضمو إلى القتال والسائقين.. داخل مكتب الضابط المسؤول٣ نقطة
, سيف بانزعاج: اوعا كده ياعم.. فيه ايه بمشي لوحدي٣ نقطةهو أنا مليش رجلين ولا إيه !!؟
, استمع الضابط لكل ما جرى من السائقين حتى تكلم السائق الثاني ووجهه مليء بالخدوش والجروح: و**** ياحظابط احنا كنا اتفقنا وحلينا المشكلة لحد ما اجا الواد الحيوان دا ووقعنا ببعض ..
, سيف بضيق: ما تحترم نفسك يا راجل ياعجوز انت أيه حيوان دي اح..
, قاطعة ضربة قوية من قبضة الضابط على مكتبه قائلاً بغضب: **** **** وأيه كمان.؟ اي رأيكو تتخانقو هنا قودامي.. وانت يا شاطر محدش سمحلك تتكلم لما اسمحلك ابقا اتكلم براحتك..
, سيف بلا مبالاة: و**** يا.. ثم اقترب منه ينظر إلى شارته المعلقة على كتفه بتمعن وقد ظهرت على وجهه علامات التفكير ثم تابع قائلاً: أظن إن الاشارة دي رائد.. ماعلينا٣ نقطة يا حضرة الرائد انا مليش دعوة المتخانقين أهو قودامك اعمل فيهم اللي عاوزه أنا همشي بقا سلاام..
, الظابط بغضب أكبر قائلاً بصوت أرعب سيف وقد أدرك أنه في ورطة بالفعل: تروح فين يا حيواان هي سايبة ..؟ بقا تعمل العملة وعاوز تهرب..
, سيف بخوف قائلاً ببعض الانزعاج: يووه انت هتتبلّاني كمان انت التاني.. أنا كنت بجيب حق المسكين دا مطلبتش من حد يعمل مشكلة.. ثم أنا مش هتكلّم إلا بوجود المحامي بتاعي..
, الضابط وقد ازداد عصبية: انت بتكلّم مين كده يارووح أمك فاكر نفسك صاحبي !!؟ و**** منا سايبك..
, سيف بتذمر وخوف داخلي: طب ليه الغلط بس يا حضرة الظابط أمي علاقتها إيه بالموضوع دا.. !!؟
, ثم سريعاً بعد أن لاحظ نظرات الضابط التي أقل مايقال عنها جحيمية: أو يمكن ليها علاقة فعلاً.. حضرتك أدرى٤ نقطة حبيبي يافندم ٤ علامة التعجب
, تدخل السائق الأول متنازلاً عن حقه بعد أن لاحظ أن الموضوع يزداد سوءاً، وقد خرج مع السائق الأخر والناس الذين أتو معهم بعد أن وقّعهو تعهّد بعدم التكرار ثانية كان سيف على وشك الخروج معهم عندما صرخ عليه الضابط: انت رايح فين ياحيوان بقا أنا تكملني كده وعاوزني أسيبك٣ نقطة دا انت هتتروق النهاردة أخر ترويق ٣ نقطة ثمّ نادى بصوت مرتفع يا عسكريي..!
, ابتلع سيف لعابه بخوف شديد وقال بتردد: طب أ اهدا شوية بس ينفع أكلم حد يجيلي ؟
, الضابط بخبث: أيه دا وبقيت دلوقتي زي الكتكوت فين لسانك اللي كان من شويه٣ نقطةتؤ تؤ أنا مش عايز حد يجيلك أنا عاوز أربيك..
, سيف بتوسل: اسمعني بس هي مكالمة واحدة وبعدين اعمل فيا اللي عاوزه..
, وافق الضابط على مضض بعد إلحاح سيف الشديد.. فأخرج سيف هاتفه سريعاً متصلاً بأخيه..
, سيف باستنجاد وصراخ: أدهم الحقني مصيبة يا أدهم..!!
, أدهم وقد هربت الدماء من عروقه بعد سماع صراخ سيف المستنجد لأول مرة هكذا قائلاً بخوف وتوتر: في أيه ياسيف مالك؟انت كويس حصلك حاجة!!؟
, سيف بتوتر: الحقني يا أدهم حصلت مشكلة وأنا في القسم والظابط مش راضي يطالعني أرجوك تعال بسرعة..
, هدأ أدهم قليلاً وسرعان ماظهر الغضب مكان الخوف قائلاً بصراخ هو الأخر: هي حصلت توصل للأقساام يا سييف ؟٣ علامة التعجب ماشي خليك عندك وأنا مش هتدخل المرة دي خرّج نفسك بنفسك..
, سيف بتفاجؤ فهذه أول مرة يرفض أدهم مساعدته ولكنه قال برجاء وهو يعلم أنه لن يهون عليه: أدهمم الضابط هيرميني في الحجز ويمكن يضربني هو متعصّب أوي هتسيبني كده!؟ أرجوك !!
, تنهّد بضيق وغضب شديد: اقفل يا زفت هكلّم قصي يجيلك أنت بقسم أييه؟
, سيف بسرعة: قسم( ..) أدهم لحد ما يجيلي قصي هكون انتقلت إلى رحمته تعالى اعمل حاجة أرجوك مش قادر استنى..
, أدهم قائلاً بسرعة وغضب: اقفل يا حيوان سبني أكلمه.. وأغلق الخط بوجهه وهو يدخل رقم قصي بسرعة شديدة:
, قصي: أيوا يا أدهم م..
, أدهم مقاطعاً: قصي بسرعة الزفت سيف بقسم(..) واضح انه عامل حاجة بالظابط مش راضي يسيبه اعمل حاجة كلّمه أو روحله المهم سيف يخرج..
, قصي مهدئاً: إهدا إهدا أنا عارف صحابي هناك هكلم حد منهم وأروح حالاً.. وأطمنك متقلقش..
, أغلق أدهم الهاتف وألقاه بإهمال جانباً وقد كان أوقف السيّارة جانباً ليهدّئ من روعه وخوفه.. هذا ماكان يقلقه من مصائب سيف الكثيرة، أن يصل به الأمر للأقسام والشرطة..
, تنهّد بضيق وهو ينظر أمامه وقد عاد لتذكّر أميرته من جديد علّ طيفها يريحه٣ نقطة
, لم تمرّ لحظات وقد كان يرتكي على ظهر المقعد مغمضاً عينيه وتحتلّ شفتيه ابتسامة هائمة٠٠
, كان مفعول ذكراها ك السّحر فقد تسسلّلت الراحة وشعور بسعادة هائله إلى قلبه٣ نقطة فكيف لو كانت هي بنفسها أمامه٣ نقطة٣ علامة التعجب
, ٢٧ العلامة النجمية
, ملهوفة عليك ومسلّمة
, تقدر تقول مستسلمة
, حسّه انّي طايرة في السّما
, واخدني الشووق..
, متحيّرة ومتغيرة
, وكأني لسا صغيّرة..
, كانت هائمة حالمة تردد تلك الأغنية بصوتها العذب تتخيّل صورته أمامها وهي تدخل منزلها..تحت نظرات الاستغراب من والدتها وأخيها الصغير..
, مديحة بابتسامة سعيدة لسعادة ابنتها: إييه ياحبيبتي مالك شكلك مبسوطة أوي
, اقتربت ليلى منها تقبلها وتحتضنها بسعادة: وما اتبسطش ليه وعندي أحلا أم في الدنيا دي كلها وأحلا زوزو في الدنيا واقتربت تقبل أخيها وتعبث بشعره
, مديحة باستغراب: بس مش عادتك يعني ترجعي وانتي بتغني ومبسوطة كده٣ نقطةاكيد حصلت معاكي حاجة تفرّحك هاا بقا احكيلي..
, حمزة بفضول وحماس: أيوا أيوا اتكلمي احنا سامعين أكيد شوفتي الأمير وعاوز ياخدك على قصره الكبير ويعملك أميرة..
, صدمت ليلى من حديث أخيها وشردت بعقلها تتخيل صوراً لطالما حلمت بها.. ولكن فارسها المجهول أصبحت تعرفه.. أصبح هو٣ نقطةأدهم..
, مديحة وقد أدركت أن حديث ابنها العفويّ صحيح فاقتربت منها قائلة بحنية: طول عمري اتمنالك راجل يحبك وتحبيه ويعيشك أحلا حياة وشكل **** استجاب لدعواتي مش كده ..؟
, خجلت ليلى وتهرّبت من عيني أمها تنظر في كل أنحاء الحجرة..
, مديحة بابتسامة: لما تعوزي تتكلمي أنتي عارفة هتعملي أيه.. قلبي وحضني مفتوحين ليكي دايماً..
, ليلى وهي تحتضنها: حبيبتي يا أمي **** يخليكي ليا، أوعدك اني هحكيلك كل حاجة بس مش دلوقتي..
, ابتسمت والدتها بسعادة: طب يلا ادخلي غيري هدومك وتعالي ساعديني في المطبخ
, ليلى: من عنيا يا ست الكل، وأهو نلحق ناكل لقمة قبل ما ييجي اللي ينغّص عليا فرحتي..
, ثم اسرعت إلى غرفتها متابعة غنائها ودندنتها.. وأمها تنظر إليها بقلق متسائلة داخلها: ياترى هتعملي أيه ياليلى لما تعرفي.. !! سامحيني يابنتي و**** مكنش بإيدي ٤ علامة التعجب؟
, ٢٨ العلامة النجمية
, تجلس في غرفتها تحاول بلا فائدة الاتصال بنور فقد أخبرتها بمقابلتها مع مصطفى اليوم تنهدت بضيق شديد وقلق داخلي عليها.. فكم حاولت إثناءها عن فعلتها تلك ولكنها لم تنجح في ذلك.. فهذه هي صديقتها دائماً طيبة القلب لدرجة الحيونة٤ نقطة ٣ علامة التعجب
, رفعت هاتفها سريعاً عندما سمعت رنينه.. لتظهر خيبة الأمل على وجهها عندما وجدت المتصلة صديقتها وابنة خالتها ..
, إسراء: أيوا يا حمارة
, سمعت صوت ضحكة عالية وقالت ابنة خالتها من بين ضحكاتها: إيه الترحيب دا كله يابت ياسوسو ..
, إسراء بضحك: بقا كل ده ومش عارفة تكلّميني ولا تذكريني حتى بمسج..
, _ شوف مين بيتكلم دا على أساس إن مكالماتك مقتلة بعضها٣ نقطةعموماً مش دا موضوعنا..
, إسراء: خير عاوزة إيه؟
, مروة: أنا عازمتك بكرا ع الكلية عندي
, إسراء بسخرية: لا متشكرة،عندي كلية أروح ليها مفيش داعي لتعبك..
, مروة مقهقهة بضحك: يابنتي اسمعي عازمتك على الفطار وأي حاجة تشربيها وبعد كده نروح أي حتة عاوزاها أهو تسلايۃ أيه رأيك؟؟
, إسراء بعد تفكير: أوكي موافقة أصل أنتي وحشاني أوي يا حمارة..
, مروة بضحك وحب: و**** وانتي كمان يلا سلام دلوفتي أشوفك بكرا ابقي عدّي عليّا خوديني معاكي ابت..
, إسراء بضحك: ماشي يامصلحجية انتي سلاام..
, ٢٨ العلامة النجمية
, شهقت جمانة وضربت صدرها قائلة بقلق كبير: قسم؟ كنت في القسم ياسييف معقول، ليه أيه اللي حصل ؟
, روى عليها سيف كل ماحصل وانتهى قائلاً: اعمل أيه يعني دي جزاتي عشان عاوز أساعد الناس المسكينة والمحتاجين وأقف جنب المظلوم، ناس متستاهلش المعروف صحيح !!
, ذكريني بكرا يا جوجو أروح البحر..
, جمانة باستغراب: تروح البحر ليه بقا؟
, سيف بجدية: لازم أروح عشان أرمي الخير اللي عملته النهاردة، مش بقولو اعمل خير وارميه في البحر،
, جمانة بغيظ: و**** محدش قالك تعمل مصلح اجتماعي، أهو وصلت للأقسام وكنت هتروح فيها..
, سيف بانزعاج: حتى انتي ياجوجو هتقفي ضدي الحق عليا عاوز أعمل خير وأنزع الفتنة من بين المواطنين و
, جمانة مقاطعة: بس بس خلااص،الحمد**** ان قصي قدر خرجك قبل ماتخسر إيد ولا رجل..
, سيف: شوفتي يا جوجو قصي ساعدني وابنك الكبير تخلا عني في محنتي الشديدة دي، دا كان عاوز يرميني هناك ولا يسأل فيا، شوفتي هونت عليه ازاي باعتلي قصي عشان يخرجني وهو ولا هنا٣ نقطة !!
, جمانة بغضب: كفاية ياسيف إيه اللي بتقوله دا..؟ أدهم بعتلك قصي عشان هو ظابط وبيعرف شغله كويس وبيقدر يطالعك بسهولة أكتر من أدهم..
, سيف بابتسامة: خلاص و**** مقصدتش حاجة مالك قفشتي كده ليه عشان غلطنا بسي أدهم بتاعك٣ نقطة؟
, جمانة بخوف من ردة فعل أدهم: أدهم لسا مجاش لحد دلوقتي، **** يستر لما يرجع هتكون ردة فعله إيه.. دا كان يعديلك كل حاجة بس قصة الأقسام دي مظنش هيعديهالك بسهولة كده..
, سيف بقليل من التوتر: يووه ليه السيرة دي.. وهيعمل إيه يعني، أصلاً أنا مليش دعوة دا كله ظلم وافتراء.. بعدين شكله تأخر عشان مشغول بالمزة..
, جمانة بتنبه: مزة أيه يا واد انت؟؟
, سيف قائلاً بمزاح: لااا كده القصة ولعت عاوز أكل في الأول واحكيلك كل حاجة..
, جمانة مسرعة إلى المطبخ قائلة بفضول شديد: الحقني الحقني عاوزة اعرف كل حاجة بالتفااصييل..
, ٢٧ العلامة النجمية
, _ ألو.. مين !!؟
, أدهم: مكنتش عارف إن صوتك حلو كده على التلفون..
, خجلت واحمرت بشدة وقد علت ضربات قلبها منذ رأت الرقم الغريب الذي يضيء على شاشة هاتفها..
, أدهم: ليلى.. روحتي فين !؟
, ليلى بخجل شديد: أحم م موجودة أهو
, أدهم بضحك: كمان بتخجلي من ورا التلفون،أكيد بقي وشك دلوقتي زي الفراولة..
, ابتسمت ليلى بخجل ونظرت أرضاً وكأنه يراها..
, أدهم: ليلى
, ليلى: ننعم
, أدهم: مفيش كنت عاوز أجرب اسمك بس،
, على فكرة..اسمك جميل أوي يا ليلى
, ليلى بخفوت: م متشكرة
, ضحك أدهم عالياً وقلبه يطير على أجنحة سعادة وهناء: طب قوليلي هتسميني إيه؟
, ليلى بعدم فهم: إيه؟؟
, أدهم بابتسامة: عندك على التلفون٣ نقطةهتسميني إيه بقا؟
, ليلى بخجل: هسميك إيه ازاي يعني؟ أكيد بأسمك
, أدهم بمراوغة: ليه انتي عارفة اسمي؟
, ليلى: أيوه طبعاً
, أدهم: طب أسمي أيه؟؟!
, ليلى بخجل من نطقها لاسمه ولكنها استجمعت شجاعها قائلة بخفوت شديد: أ أدهم.!!
, أدهم بابتسامة حانية وعيناه تعصفان بمشاعر مختلفة بعد سماعه لاسمه وكم تمنى لو كانت أمامه ليرى اسمه يخرج من بين شفتيها: مكنتش عارف إن اسمي جميل أوي كده..قوليه تاني عشان اتأكد..
, خجلت ليلى كثيراً فقالت متلعثمة: أ ا انا ه هروح ماما بتناديلي سلام.. وأغلقت الخط سريعاً قبل أن تسمع رده واضعة الهاتف على قلبها تهدئ من نبضاته الصاخبة٣ نقطة
, نظر أدهم بحب ودفء شديد إلى الهاتف، شعور بداخله يشتاقها.. يتمنى رؤيتها الأن رغم أنه لم تمر ساعات على رؤيتها منذ قليل٣ نقطة
, ٢٦ العلامة النجمية
, بس كدة يا جوجو وهو راح يوصلها زي المرة اللي فاتت٣ نقطة كتري الجبنة شوية كده انتي بتحطي من جيبتك؟..بس ليه تأخر كده **** العليم يمكن عجبته زيادة وخطفها..
, جمانة بسعادة عارمة بعد أن حكى لها سيف عن ليلى: طب قولي هي شكلها عامل إيه..؟
, سيف وهو يلوك الطعام بفمه من السندويشات الصغيرة التي تلفها له: شكلها ازاي يعني بنت زيها زي نور
, جمانة بانزعاج: يابني ركز شوية والنبي.. شكلها يعني اوصفهالي طولها عيونها شعرها وكده يعني هو أنا هعلمك برضه..!!؟
, سيف متابعاً طعامه: دي عاوزة ملح انتي نسيتي تحطيلها ولا إيه.؟.. اسمعي ياجوجو اممم يعني هي ..
, جمانة بانفعال: م تتكلم بقا ****
, سيف: ايييه..يعني شعرها كده عامل أشقرطويل وعيونها٣ نقطةامم شوفي يمكن أخضر ..أو بني..مش فاكر منيح بصراحة٤ نقطة لا لا اسمعي ع الأكييد الأكييد أخضر٥ نقطةأو بني ٣ علامة التعجب
, جمانة بغيم ولكن فضولها تغلب عليها: طيب وهي البنت كويسه؟ يعني كلامها ازاي طريقتها لبسها..م تتكلم بقا احكيلي عنها شوية هو انت بتديني بالقطارة..؟
, سيف: يوو يا ماما م هي بنت زيها زي البنات..كلامها قليل وبتخجل أوي و..هاتي الموزة اللي هناك دي ..أيوه كده.. ممم يعني وبس كده أه وكمان البنت مش طويلة هاا دي قصيرة.. هو مش قصيرة أوي لكن لما توقف جنب ابنك هتطلع جزمة..اا قصدي قزمة.. !!
, جمانة وقد لمعت عيناها بسعادة وأمل: ياارب اللي ببالي يحصل يارب٣ نقطة أمنيتي اشوف أخوك متزوج عنده ولد ربيه والعبه ويناديلي تيتا يااه يا أدهم قد أيه امنيتي أشوف ولادك.. يااارب تممها معاه على خير..قول أمين يازفت
, سيف: يوووأمين أمين، وبالنسبة لأحفادك دول هتشوفيهم يا جوجو متستعجليش، لكن لو البنت دي بقت على خجلها دا مش هتشوفيهم لادلوقتي ولابعد مايتزوجو٣ نقطة أنا بقولك أهوو..
, جمانة بغضب طفيف: اطلع منها انت وهي تعمر.. قوم يلا بقا على أوضتك كفاية كده..
, سيف بمزاح: بقا كده ياجوجو تاكليني لحم وترميني عضم أهون عليكي٣ نقطة بعد اما أخدتي حاجتك مني هترميني في الشارع مع الكللابب ..
, جمانة بضحك على مزاحه فهي لاتستطيع أن تغضب منه أو تقاوم مزاحه: ههه بس بقا يا واد أنت خاف على نفسك شوية..
, سيف متابعاً المزاح: م تخافي عليا انتي وتسبيني هنا..عاوزة ترميني أنا واللي فبطني عاوزاني اتشرد واتشحتت وتنمسح بيا الأرض..
, جمانة: هههه يخربيتك بتجيب الكلام دا منين عاوزة افهم٣ نقطة؟ وبعدين خاف على نفسك من اللي جاييلك..
, سيف: يووووه خلاص خلاص انا طالع اوضتي٣ نقطة اه صح هي البت نور فين..؟؟
, جمانة: نور جت من ساعتين كده تلاقيها نايمة..
, صعد سيف درجات السلم متجهاً إلى غرفته.. وبقيت جمانة تفكر بحديثه وتدعو **** من كل قلبها أن يكون ما قاله صحيح وان يكون أدهم قد أعجب بتلك الفتاة..فجمانة لايهمها الشكل ولا المال المهم عندها سعادة ابنها البكر سندها٣ نقطة الذي طالما شعرت به أبيها وأخيها وزوجها وليس فقط ابنها٣ نقطة
, ٢٩ العلامة النجمية
, عاد أدهم إلى الفيلا دخل الصالة فوجد والدته بانتظاره..
, جمانة بقلق: ليه تأخرت كده يا أدهم ومش بترد على تلفونك ليه خوفتني عليك يابني..
, أدهم بابتسامة حانية مقبلاً رأسها: حقك عليا ياحبيبتي كان عندي شوية شغل، ها عاملة إيه؟
, جمانة: كويسة طول م انت واخواتك كويسين هقوم احضرلك لقمة تاكلها..
, أوقفها أدهم سريعاً: لا لامتتعبيش نفسك أنا أكلت برا مش جعان.. قاعدة لوحدك ليه أومال نور فين ليه مش قاعدة معاكي..
, جمانة: نور جت من الجامعة مرهقة وطلعت أوضتها نامت مش عارفة لو فاقت وبتذاكر دلوقتي أو لسه نايمة..
, أدهم وقد تغيرت ملامحه: والبيه التاني فين؟
, جمانة بتردد: في أوضته كمان..
, أومأ أدهم برأسه ببطئ ثم نهض صاعداً إلى الأعلى٣ نقطة فأمسكت جمانة يده توقفه..
, جمانة بقلق وتردد: أدهم أنا عارفة إنك بتخاف على اخواتك أوي وهما كمان بخافو على زعلك، أنا عرفت باللي سيف عمله وزعلت أوي، لكن سيف أخوك لسا صغير وطايش..
, أدهم بغضب وعيناه مظلمة: يا ماما كفاية دفاعك عنه كل مرة، دلالنا ليه هو اللي وصله لكده ٣ نقطة سيف لازم يكبر ويتعلم يحمل المسؤولية بقا.. هو عمل أغلاط كتير وأنا عديتهالو بمزاجي لكن توصل القصة للدرجة دي ويدخل أقسام.. فأنا مش هسمحله أبداً..
, جمانة بتنهيدة: انت أخوه الكبير وحقك تحاسبه لكن أرجوك متنساش إن هو لسا صغير..
, أدهم بغضب مكبوت: مش ناسي يا ماما لكن هو غلط ولازم يتعاقب٣ نقطة ثم ضرب قبضته براحة يده الأخرى متابعاً بغضب: أنا طالعله..
, وصعد مسرعاً متجهاً إلى حيث غرفة أخيه..

العاشر

- ضعْ قليلاً من العاطفة على عقلك حتى يلين..
, وضعْ قليلاً من العقل على قلبك كي يستقيم٥ نقطة
, ٢٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, _ اييه ياا باشا انت نسيتنا ولا إييه
, قالها ذلك الرجل الضخم وهو يترنح في مشيته وجهه شاحب وعروقه ظاهرة احمرار كبير حول عينيه ويمسح أنفه بيديه وهو يشمّ ويستنشق شيئاً وهميّاً..
, نظر إليه بمكر قائلاً: إيه باين إن أخدت عليها مش كده !!؟
, قهقه الرجل عالياً حتى ظهرت أسنانه الصفراء وفاحت من فمه رائحة مقززة: ودي عايزة سؤال برضه !؟ مفيش حد هنا إلّا وعايز الحاجة ومستعدّ يدفع اللي فوقه واللي تحته بس عشان لحظة سعاادة.. إيه فين صاحبك اللي كان يجيلك اختفى ليه..
, _ شردت عيناه بتفكير وخبث: مختفاش، هييجي قريب بس أمّا تخف عنّا العين شويه،، وساعتها هطيّرك في السما وتعبّي دماغك على كيفك..
, قهقه الرجل ثانيةً وهو يفرك أنفه برؤوس أصابعه: طول عمرك بااشا يا باشا، بس أهم حاجة متتأخرش علينا لحسن يصير بينا زي ماصار بالواد عبدو أخدوه مصحة ههه واد غبي سابهم ياخدوه مقدرش يستحمل لحد يرجع عالكيف تاني..
, ابتسم شريف ابتسامته الخبيثة وعيناه الزرقارتان تلمعان على ضوء المصباح الأصفر المعلق في السقف وكان لمعانها خبيثاً .. ومنفراً٤ نقطة !!
, ٣١ العلامة النجمية
, دفع الباب بعنف كبير حتى ضرب بالحائط خلفه مصدراً صوتاً عالياً أفزع ذلك الجالس على سريره بهدوء.. ليهبّ واقفاً على قدميه وقد شعر بخوف ورعب شديد عندما شاهد عيناه الّلتان تقدحان شرراً وترسلان إليه نظرات حارقة متوعّدة٣ نقطة
, سيف بتلعثم من نظراته المصوّبه نحوه بقوّة أرسلت الرجفة داخله: فيه إيه يا أدهم انت فتحت الباب كده ليه في حاجة؟؟!
, اقترب أدهم منه وهو ينظر إليه بغضب وهدوء غريب مرعب حتى وصل إليه، أمسك ذراعه ولواه خلف ظهره بشدة وأصبح مقابلاً له عيناه بعينيه ليصرخ سيف بألم وصدمة من فعلة أدهم فهذه المرة الأولى التي يتصرف معه بعنف هكذا٣ نقطة
, أدهم بعصبية مفرطة وصوت عالي: فاكرني هعدّيلك اللي حصل النهاردة زي كل مرة مش كده..؟؟
, سيف بتوتر وألم: أا ادهم انا عارف انك زعلان مني بج مكنش قصدي أنا أسف أوعدك ده مش هيتكرر ت..
, قاطعه أدهم وهو يشد على ذراعه أكثر: أنت تسكت خاالص مسمعش حسّك، أنا كنت اسكت واقول بكرا يكبر ويعقل بس الظاهر اني كنت غلطان وإنك لسا عيل صغير تافه وعاوز مين يربيه..
, لأن للأسف الظاهر إني معرفتش أربيك كويس٣ نقطة بقيت أعاملك على إنك كبير وواعي وانت بالاصل عيل غبي٣ نقطة بس محصلش حاجة احنا فيها، مش انت لسا صغير ؟ يبقى هترجع تتربّى من جديد زي العيال الصغيرة٣ نقطة اسمعني منيح بقا، انت مش هتخرج من البيت دا أبداً ٣ نقطة مفيش جامعة ولا خروج..لحد أمّا تتعلم تبطل تصرفات عيال وتكبر بقا وتبقى راجل مش حتة عيل٥ نقطة
, سيف بألم من ذراعه الذي لم يكن شيئاً مقارنة بألم قلبه من إهانة أدهم له قال غاضباً: أنا راجل غصباً عن أي حد يا أدهم٣ نقطة بعدين انت ليه بتعمل كده ..؟ محلصش حاجة لده كله أنا مليش دعوه، ثم إن أي حد بيغلط مش بس أنا.. انت مبتغلطش يعني؟ بحياتك ماعملتش حاجة غلط..؟ ولّا لأنك الكبير لازم نسكتلك ومحدش يحاسبك على حاجة !!؟ لا فوق مش لأنّنا ساكتيلك وموافقين على كل شيء بتعمله دا معناه إنك دايماً صح٣ نقطة ٣ علامة التعجب
, اشتعلت عيناه بنيران قادرة على إحراق المنزل بأكمله وقد تخلّلت زرقاوتيه خيوط حمراء من شدة غضبه، فيما برزت عروقه الزرقاء في رقبته وذراعيه نابضة بقوّة وهو يرتجف غضباً ٣ نقطة
, أمسكه من تلابيبه بعد أن ترك ذراعه وهزه بعنف حتی كاد أن يتمزق القميص الذي يرتديه صائحاً بوجهه بصوت هزّ أركان الفيلّا : انت لسّه بتسأل عملت إييه ..؟ مش معترف إنك غلطت ولا حاسس بالذنب حتى !!؟؟.. .وكمان واقف قودامي بوقاحه وبتتحدّاني يا بجاحتك يا أخي فعلاً معرفتش أربيك، الحق عليا، أنا اللّي غلطاان كان لازم أوقفك عند حدّك من زمااان أوي٤ نقطة
, دفعه بقوة ليسقط على سريره خلفه وقد ضرب رأسه بحافته٣ نقطة رفع عينيه ناظراً لهيئته الهمجية المرعبة رغم وسامته الظاهرة.. قائلاً بألم وقد لمعت عيناه بدموع ساخنة مما وصل إليه: حرام عليك يا أدهم ليه بتعمل فيا كده أنا أسف و**** أسف..
, أدهم بثورة وقد فقد أعصابه تماماً: لسه بتسأل لييه؟؟ لسا بتسأل؟ أسفك ده اللي ماسكلي بيه دايماً مش هينفعك دلوقتي ولا هيغيّر حاجة أبداً٦ نقطة من النهارده، مفيش كلام بيني وبينك نهائي..
, سيف برفض: لا يا أدهم أرجوك أنا أسف
, أدهم بصراخ: اخرس ! ضرب الحائط جانبه بقبضته صائحاً : و**** لربيك يا سيف، وعلى فكرة بقا انت مش هتخرج برا أوضتك دي
, اندفع خارج غرفته بثورة وقد أغلق بابها وراءه بالمفتاح تاركاً سيف يبكي بحرقة على سريره وقلبه يؤلمه بشدّة، لم يكن يريد الوصول إلى هنا، ولم يكن يعلم أن بداخل أدهم، أخيه وأبيه وملجأه.. كل هذه القسوة والجبروت..
, ٣٠ العلامة النجمية
, _ ماما !!؟ فيه إيه؟ ليه أبيه أدهم بيصرخ كده..؟
, جمانة بقلق وهي تجلس بغرفتها خائفة على صغيرها ولكنها لم تستطع التدخّل فقد منعها أدهم من الذهاب إليه..
, _ أخوكي النهاردة عمل مصيبة وأدهم غضبان جداً المرة دي..
, نور بانزعاج وقد فاقت على صوت الصراخ: يووه سيف دا مش هيحرّم أبداً إلا لما ياكل علقة موت..
, جمانة باعتراض موبّخة: أيه اللي بتقوليه دا يانور حرام عليكي دا أخوكي.. انتي عارفة سيف مجنون وطايش، بس قلبه طيب أوي وبيحب أدهم جداً وبيسمع كلامه..
, نور بسخرية: بيحبه وبيسمعه وعامل كل يوم مصيبة إزاي بقا لو كان بيكرهه هيعمل أيه وقتها!!؟
,
, جمانة بغضب: روحي روحي ارجعي نامي انتي ايه اللّي جابك هنا..
, نور وهي تخرج: فقت على صوت الزعيق قولت أقوم أشوف فيه إيه.. هرجع أكمل نوم أحسن، تصبحي على خير..
, عادت إلى غرفتها فتحت هاتفها لتجد العديد من المكالمات،ثلاثة من مصطفى والباقي لصديقتها إسراء..
, كانت على وشك الاتصال بإسراء قبل أن يضيء هاتفها باسم مصطفى تنهدت وأجابت عليه: أيوه يامصطفى
, مصطفى بقلق ظاهري: إيه يانور بقالي فترة برن عليكي ومكنتيش بتردي وبعدين يعطيني مغلق.. قلقت عليكي إنتي كويسة..؟
, ابتسمت نور بخفة لاهتمامه قائلة: أيوه أيوه كويسة متقلقش بس كنت نايمة..
, مصطفى: نايمة كل الوقت دا؟ مالك يانور حاسس ان في حاجة حصلت.. !!؟
, صمتت نور تفكر هل من الجيّد إخباره بالأمر ليأتيها صوت مصطفى المتسائل: نوور !!؟ روحتي فين مالك إيه اللي حصل..؟
, تنهدت نور بكبت وقررت إخباره بكل شيء: أحمد صاحب أبيه أدهم، شافني معاك النهاردة وزعقلي
, مصطفى بخوف من فكرة إخبارها له الحقيقة متسائلاً: و وانتي قولتيليه إيه .. ؟ قولتي الحقيقة؟؟
, نور تهز رأسها بنفي وكأنه يراها: لا أبداً.. فكرت بكده بس تراجعت بأخر لحظة خوفت يخبر أبيه أدهم انت عارفه هما صحاب أوي.. قولتله اني شوفتك صدفة وانت طلبت مساعدتي وانا رفضت..
, تنهد مصطفى براحة من دون صوت قائلاً وقد عاد وجهه للونه الطبيعي بعد شحوبه: ومتأكدة انه صدقك؟
, نور بتأكيد: أيوه صدّقني متخافش هو بيعرف اني مش بكذب عليه أبداً..
, ارتفعت زاوية فمه بابتسامة ساخرة لحديثها، لو أنها رأتها لضربت نفسها بشده على غبائها ذاك: أيوه طبعاً انتي مبتكذبيش، أنتي عاوزة تساعديني وتعملي معايا خير لأنك بنت جدعة وطيبة أول مرة أقابل زيها بحياتي..
, ابتسمت نور بسعادة لإطرائه قائلة: طيب عاوز حاجة دلوقتي ؟ هرجع أنام بعد امّا صحيت على زعيق أبيه..
, مصطفى بتنبه وتركيز: أدهم؟ ليه كان بيزعق على مين؟؟
, نور بلامبالاة: مفيش دا الغبي سيف كل يوم عامل مشكلة وأبيه يزعقله ك العادة بس المرة دي باين القصة كبيرة حبتين..
, لمعت عينيه بشر دفين قائلاً: طيب هشوفك تاني امتى..؟
, نور: بكرا أو اللي بعده هشوف إذا كنت فاضية وأردّلك خبر.. تصبح على خير دلوقتي..
, مصطفى بهدوء: وانتي من أهله سلاام..
, اغلقت الهاتف وعادت للنوم متناسية أمر اتصالها بصديقتها، أما هو فقد أغلقه ونظر للسماء أمامه من خلال نافذة غرفته قائلاً بسخرية شامتة: كده لكن؟ سيف عامل مشكلة وأدهم بيزعق هههه إلهي تزيد المشاكل بينهم كمان وكماان، ونشوف سي أدهم الأسطورة اللي فرحان بنفسه هيعمل إيه هههه..ان ش**** تعيش بجحيم انت وأهلك زي ما أبوك عيشنا زمان أنا وأمي وأبوياا ولحد دلوقتي مخلصناش وكل السبب هو كل السبب نزواته الحقيررة !!٣ نقطة
, ٣١ العلامة النجمية
, يضرب كيس الملاكمة أمامه بقوّة كبيرة حتى تمزّق في جانبه قليلاً، يمارس البوكس يحاول إفراغ غضبه كعادته دائماً ولكن لم يستطع .. لاشيء يستطيع تهدئة غضبه القادر على تدمير كل شيء في طريقه.. تهالك جالساً على المقعد الجلدي وقد خارت قواه ولم يعد يستطع رفع زراعيه حتى، وما تزال تلك النيران تستعر داخل قلبه، امتلأ وجهه عرقاً غزيراً تساقط منه على ثيابه حتى تبللت بأكملها.. أنفاسه مسموعة حتى أصبحت كنهيج من المجهود الذي بذله لدقائق طويلة٣ نقطة لايدري لماذا يحدث معه هكذا،
, لِمَ كل ما ظنّ أن مشاكله انتهت يتلقى صفعة أخرى من هذه الدنيا٣ نقطة؟ لقد تعب..تعب ولم يعد قادراً على الاحتمال أكثر.. كل شيء يذكّره بتلك الأيام.. أيام التشرّد والذلّ، الجوع والعطش والبرد والحرمان٣ نقطة
, لمْ يطلب شيئاً في حياته ابداً.. كل ما أراده أن ينجو بأهله من أنياب القدر.. ووحوش البشر..
, كان مستعداً ومازال، للتضحية بنفسه من أجل أي فردٍ منهم.. المهم لديه أن يراهم سعداء.. أن لايحتاجو أي أحد في وجوده، وحتى في غيابه..
, وحتى الأن مازالت سعادتهم شغله الشاغل وهمه الأول في حياته..
, أهكذا يكون جزاؤه منهم.. الخذلان !!
, وتلك الأخرى نور.. يشعر أن بها شيئاً ما لايعرفه، وهي تحاول إخفاء الأمر عنهم جميعاً.. لاتعلم أنه يعرفهم أكثر من نفسهم.. يفهمهم من نظرة عينيهم وحركات جسدهم وحتى صوت أنفاسهم٣ نقطة
, يتسائل حائراً هل أخطأ بشيء معهم ..؟ هل أشعرهم يوماً بالحاجة والعوز.. هل أشعرهم أنهم أيتام..؟ ألم يكن دوره في حياتهم الأب قبل أن يكون الأخ..؟
, نيران قلبه لاتنطفئ وكل ماهدأت أشعلها سؤال صادم أخر.. يؤنّب نفسه ويوبّخها على تقصيره ولا يعرف ماهو٣ نقطة
, نظر بتيه إلى كيس الملاكمة الذي انهار وتمزق من قوة ضرباته.. كان يعاقب نفسه ! يعاقب يديه التي امتدت على أخيه.. ابن قلبه.. !! ضائع هو.. لمْ يعدْ يدري ماهو الصّواب.. لايصدق أن قسوته ظهرت على أقرب الناس إليه.
, أمسك زجاجة الماء وسكبها علی رأسه كاملة علّها تطفئ نيرانه٣ نقطة
, والده !! ذلك الشخص الذي خرج من حياته في صغره.. ولكنه مازال عالقاً في أركانها.. ! رائحته مازالت في الهواء الذي يتنفّسه.. لمْ يستطع إخراجه كاملاً.. ولنْ يستطِع.. !!
, المشاعر التي طالما شعرها تجاهه، الحقد الدّفين الذي أراد إخراجه في وجهه ولم يستطع، مازال داخله.. أحاسيسه الحاقدة، الكارهة، لازالت حاضرة تتصارع في قلبه، لم يستطع التخلّص منها مهما حاول ٣ نقطة وها هو الأن يخرجها للشّخص الخطأ.. !!
, حاول النهوض بصعوبة شديدة، فقد بذل مجهوداً كبيراً في الملاكمة لم يبذله منذ مدة..
, اسم واحد خطر في باله، اسم هو وحده قادراً على إخراجه من حالته تلك.. وإطفاء نيران قلبه التي أوشكت على حرقه..
, دخل إلى الحمام الملحق بصالة الرياضة داخل غرفته.. وقف تحت المياه الباردة التي تتدفق على جسده تهدئ من حرارته ومازالت حرارته الداخلية لم تنخفض..
, خرج بعد فترة قصيرة متجها إلى غرفة الملابس ارتدی تيشرت أسود وبنطال بنفس اللون وما زالت قطرات المياه تتساقط من شعره ، جلس على سريره يمسك هاتفه يحاول الاتصال بها٣ نقطة
, انتظر لحظات لكنها لم تُجبْ.. عاود الاتصال مرة أخرى لكن بلا فائده..
, تنهد بحرارة وحرقة، حتى راحته لم يجدها٣ نقطة
, نهض فجأة ساحباً مفاتيح سيارته وخرج من الفيلا٣ نقطة
, ٢٩ العلامة النجمية
, اندفعت سريعاً إلى غرفتها تتخبّط في مشيتها أغلقت الباب ورائها سريعاً وقفلته بالمفتاح..
, استندت عليه بظهرها واضعة يدها المرتعشة على قلبها بخوف شديد.. ابتلعت غصّة في حلقها وهي تشعر باختناق وكأن الدنيا أطبقت على صدرها..
, تلفّتت حولها بارتعاش ورعب اقتربت بخطوات مرتجفة ناحية سريرها لتندس تحت أغطيتها، جلست بخوف وفزع تضم ركبتيها إلى صدرها بشدة ومازالت نفضتها ظاهرة..
, فركت يديها بعنف ورقبتها.. حتى احمرت..
, لاتصدق.. بل لاتستوعب.. كيف له أن يفعل بها ذلك..
, مازالت أنفاسه التي أحسّتها مقززة تشعر بها على جسدها.. مازالت رائحة المشروب تتغلغل داخل أنفها٣ نقطة
, همساته.. لمساته القذرة لجسدها، ترعبها .. تخيفها.. لم تكن تلك المرة الأولى التي يفعل معها ذلك..
, لم تستطع إخبار أمها أو أي أحد بذلك.. تخجل أن تقول بأن والدها.. سندها.. من أنجبها ورباها.. يتحرّش بها ٣ علامة التعجب
, _ انت جميلة أوي ياليلى زي أمك..
, همس بتلك الكلمات وهو يقترب منها بعدما عاد من الخارج يترنّح من أثر المشروب الذي يتجرّعه كل ليلة وقد وجدها في المطبخ تشرب مياه.. يحاول لمس جسدها بحقارة ويقترب بوجهه يحاول دفنه في رقبتها وتقبيلها.. !!
, _ ليلى ببكاء حارق تحاول كبت شهقاتها كي لايسمعها أحد: ابعد عني ك كفاية ا ابعد أ ارجوك حرام يابابا حرام انا بنتك فوق أر ارجوك فوق انت سكران انت مش واعي فوووق..
, استجمعت كل قوتها لتدفعه حتى اصطدم جسده بالطاولة خلفه ليسقط أرضاً.. ركضت مسرعة تهرب من أمامه قبل أن ينهض ويكمل مابدأه..
, كانت دائماً تبرّر له بأنه ثمل.. لايعي ماذا يفعل، المشروب قد أذهب عقله كليّاً حتى لم يعد قادراً على تمييز الأشخاص أمامه..
, انتفضت فزعة من شرودها وبكائها على صوت هاتفها.. تعالت ضربات قلبها رعباً وقد شحب وجهها.. أصبحت تخاف من أي شيء وأي صوت خافت أن يكون والدها قد نهض ولحق بها.. !!
, نظرت جانبها لترى المتصل الذي يدق للمرة الثانية لتتعالى ضربات قلبها من جديد ولكن هذه المرة فرحاً وسعادة، وشيئاً أخر لم تستطع فهمه..
, رغم سعادتها لاتصاله لم تستطع الاجابة.. تشعر بأنها لن تستطيع إخراج صوتها من شدة رعبها.. ولاتريد أن يعلم بأنها كانت تبكي..
, اندسّت تحت أغطيتها متكوّرة على نفسها بوضعية الجنين بعد أن أغلقت هاتفها كليّاً وأغمضت عينيها تحاول استدراج النوم إلی جفونها المتعبة٤ نقطة
, ٣١ العلامة النجمية
, توقف بسيارته في أول الشارع المؤدّي إلى حيّها..
, ينظر في جميع الأنحاء وفي رأسه تتهافت عليه صوراً كثيرة من ذاكرته.. طفولته.. رفاقه.. أمه.. أبيه..
, والأن.. ليلى٣ نقطة
, ذلك الملاك الهارب من الجنة الذي وضعه **** في طريقه ليخرج به من محيط آلامه إلى جنة خالصة..
, عاود الاتصال بها مجدّداً وهذه المرة وجد الهاتف مغلق..تسلّل القلق إلى قلبه لماذا أغلقته ..؟ هل حدث لها مكروه..؟ أم أنها لاتريد الحديث معه..؟
, التفكير الأخير قتله وأحاط قلبه بغيمة سوداء مظلمة.. هل يعقل أنها لاتريده.. !؟ لاتريد الكلام معه !؟
, يا **** إلّا هي.. لمْ يطلب في حياته شيئاً خاصّاً به أبداً.. كانت كل طلباته حول عائلته لايريد شيئاً أخر..
, إلّا الآن.. فهو يريدها٤ نقطة يا **** لايريد شيئاً آخر بعد الأن إلّا هي.. هي وفقط..
, تنهد باختناق وضيق ناظراً حوله إلى ذلك الدكّان الذي لم يتغير رغم مرور كل تلك السنين عليه.. مازال كما هو بشكله ولونه ونفس الباب المهترئ القديم٣ نقطة
, لمعت في عقله فجأة صورة لذاك الرّجل..
, ذلك الرجل الذي يؤكّد أنه رآه سابقاً لكنه لايدري أين ومتى وكيف..؟
, أعاد صورته أمامه يتذكّر معالم وجهه المألوفة يحاول جاهداً التذكّر٤ نقطة لحظات٤ نقطة
, تذكّره٥ نقطة وياليته ماتذكّر ٣ علامة التعجب؟؟؟
, ٣٠ العلامة النجمية
, كانت ناريمان جالسة في غرفتها تعيد التفكير بخطتها التي أعدتها للانتقام من سيف.. لن تتركه.. كانت تريده لها وحدها.. والأن وبعد أن أهانها وذلها أمام الجميع.. لن تتركه لن تدعه يهنأ في حياته..
, _ ناريمان بقهر: ماشي ياسيف، قال وأنا اللي راكدة وراه مش عارفة لييه.. أناا ناريمان تعمل فيا كده.؟؟
, أنا هربيك وأعلمك مين هي ناريمان.. هخليك تتزوجني غصب عنك.. ووقتها أرد كرامتي اللي دعست عليها برجليك..
, ثم شردت وعلى ملامحها خبث ومكر كبير: لا عارفة ليه.. عارفة ليه راكده وراه لأنه يستاهل، جذبني ليه من أول يوم شوفته ومن وقتها مش قادرة أبعد عنه أبداً..
, عادت تكرر الخطة في دماغها تريد شيئاً واحداً.. هو هَوسُها جنونها.. وجاذبيته قاتلة..
, ٢٧ العلامة النجمية
, عاد قبل الفجر إلى الفيلا وجسده منهك ومهدود٣ نقطة صعد درجات السلم ببطئ شديد يمسك بحافته يحاول إسناد جسده عليه حتى تخطاه٣ نقطة
, تابع طريقه ماراً من الرواق الذي يحتوي غرفة سيف..
, توقف أمام الباب يتحسّس مقبضه بيده، قلبه يتألّم عليه وبشدّة..
, غصّة كبيرة وقفت في حلقه وقبضة ثلجية أمسكت قلبه تخنقه.. لم يكن يريد ذلك لايريد أن يعامله بتلك الطريقة.. ولكنه من استفزه بكلامه وتصرفاته..
, كان يريد الكلام مع ليلى ليهدأ، ذهب هناك علّه يستطيع إراحة نفسه.. لكن ما وجده كان أبعد بكثير عن الراحة٣ نقطة !!
, كان يريد الدخول إليه، الاطمئنان عليه بعدما تركه منهاراً، ولكنه لم يستطع فما وجده هناك زاد من إضرام النيران بقلبه وعقله وكل كيانه.. كان يبحث عن الهدوء ليستطيع الحديث ولكنه الآن يشتعل.. ولا يريد إشعاله معه٣ نقطة
, ترك مقبض الباب وتنهد بحرقة مبتعداً، متّجهاً بخطوات هزيلة نحو غرفته يريد فقط سريره والغوص في أعماق النوم٤ نقطة

الحادي عشر

ومن سوّاك فيَّ ؟
, يا روحاً تكمّلُني ..
, تجمّلُني ..
, وتمنحُني ضِحكةَ القلبِ ..
, ومن سوّاكَ
, أيا حُبّي ،
, أيا قلباً يقاسمني
, صُفوُة الحُبِّ !
, ٢٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, _ أرجوك يا عمو أبوس إيدك ..عشان خاطري بلاش تطالعنا من البيت إحنا ملناش مكان نروحله أرجوك..
, _ اخرس انت فاكرني فاتحها سبيل يالا، مليش دعوة ان شاء لله تغورو في داهية أنا عاوز بيتي حالاً..
, انحنى يقبّل يديه ببكاء حارق يوجع القلوب إلا قلب ذلك الرجل الذي صُبّ من حجر: عشان خاطر **** ياعمو ماما تعبانة، بس يومين وأوعدك هنطلع أرجوك منعرفش هنروح فين ومعيش فلوس لو طلعنا هننام في الشارع أرجوك ياعمو
, نفضه يبعده عنه حتى سقط تحت قدميه قائلاً بقسوة: ابعد يا ولد أنت مش ناقص نتحسّن على ناس زيّكو، وليكو عين تبقو في بيتي بعد اللي أبوك عمله !!
, ثم التفت ناحية المرأة الواقفة دون حراك تحاوط بيديها بطنها تحمي جنينها من قسوة يلاقيها قبل أن يولد !
, _ بقولك إيه ياست انتي البيت بيتي خودي حاجاتك وولادك ومع السلامة مش كفاية متحمّل قرفكم كل السنين دي خلااص لحد هنا وبس جوزك ال٣ العلامة النجمية انحبس ومعدش في حد هيدفعلي الأجار اللي كل شهر كنتو بتدوني منه ملاليم وأنا ساكت.
, ارتفعت شهقات الصبي الذي لم يتخطّى عمره الثالثة عشر واندفع ناحية تلك المرأة التي تقف بجانب زوجها عديم الرحمة قائلاً برجاء وبكاء أكبر من احتمال *** في عمره: خ خالتو قو قوليله يسيبنا هنا ..عشان خاطري ياخالتو ط طب عشان خاطر بنتك قوليله احنا ملناش مكان، هنروح فين انا معرفش حد وماما تعبانة أوي أرجوكي..
, اقترب الرجل منه يجذبه بحدة من ثيابه صارخاً بغضب: انت مبتفهمش صحيح انك زي أبوك م هو أنت حرامي ومجرم كنت هتتحبس زيه٣ نقطة
, قاطعته زوجته برجاء وقد تقطع قلبها علی حال هذه الأسرۃ: خلاص يا أمجد سيبهم بس كام يوم طب هيروحو فين دلوقتي الدنيا ليل طب سيبهم بس لبكرا..
, أمجد بحدة مفرطة: بقولك إيه ؟انتي تخرسي متدخّليش نهائي دا بيتي وأنا حر فيه،
, تكلم مخاطباً السيدة الأخرى: سمعتي قولت أيه توضبّي حاجاتك ولبرّا مش عايزكم ببيتي عاوز أجي أسكن بيه أو أئجره لناس محترمة مش ناس٥ العلامة النجمية زيك انتي وجوزك..
, احتقنت عينا الصبي بغضب شديد بعد سماع إهانة أهله أمامه والذل الذي يتعرض له واقترب من الرجل يلكمه بيده الصغيرة بكل قوته حتى نزف من أنفه صارخاً: اخرس متتكلّمش عن أمي بالطريقة دي انت فاهم ..؟
, صُددمم أمجد بشدّة فلم يتوقع أنّ هذا الصبي الهادئ دائماً من الممكن أن يفعل ذلك واشتعلت عينيه بغضب وهو يمسكه من شعره ويهزه بقوه شديدة: أنت بتمد إيدك عليّا يا واطي يا زبالة أنا هوريك قيمتك يا٣ العلامة النجمية
, صفعة قوية حطت على وجنة الصبي ليرتدّ إثرها للخلف ويسقط أرضاً ..
, شهقت والدته بخوف وركضت مسرعة إليه تحميه من غضب أمجد الذي اقترب منه مجدّداً ليركله بكل قوته في معدته وأنحاء جسده تحت صرخاته المتألمة .. قبل أن تحاول زوجته ابعاده عنه..
, _ كفاية ارحمنا بقا انت ملكش قلب مبتحسّش اتّقي **** حرام ابعد إيدك عن ابني سيبه..
, التفتت ببكاء نحو ابنها : أدهم حبيبي أنت كويس حصلّك حاجة؟ قوم يابني خلينا نمشي حسبنا **** ونعم الوكيل، حسبنا **** ونعم الوكيل بالظالم **** ينتقم من اللي كان السبب..
, هتف الرجل بلا شفقة ولا رحمة: معاكي5 دقايق تلمي زبالتك وتمشي وإلا هخليكي تتحسّري على ابنك ال** اللي عامل نفسه راجل دا..
, المرأة ببكاء متألّم وهي تمسك بطنها التي أصبحت تؤلمها: أدهم إمسك أخوك هدّيه هو خايف وبعيّط انا هجيب حاجاتنا واجي..
, اقترب أدهم من أخيه الذي لم يتخطّى ثلاث سنوات يضمّه بين ذراعيه يمدّه بحماية وأمان هو نفسه افتقدهم٣ نقطة ينظر إلى الرجل بغلّ شديد وإلى منزله الذي عاش فيه أجمل سنينه يودّعه بعينين محمرّتين من كثرة الدموع وقد ظهرت فيهما لمعة غريبة٣ نقطة !! لمعة تحمل شيئاً كبيراً من التحدّي.. والعزم.. !!؟
, انتفض من نومه يتنفّس بشدّة واضعاً يده على صدره يشعر باختناق هائل، عرقه يتصبّب غزيراً على جسده وثيابه.. عيناه محمرّة شاردة وكأنه مازال في ذلك الزمن.. زمن الضعف والذل..
, لم يكن حلماً ذاك، بل كان طيفاً نابعاً من ذاكرته،
, كان زمناً من حياته القديمة لطالما حاول نسيانه، ولكنه بقي يختبئ في زوايا عقله ويحفر له مكاناً عميقاً.. حتى أصبح جزءاً منه٣ نقطة
, نهض بخمول متّجهاً نحو حمامه ليخرج بعد قليل يرتدي روب الحمام ليدخل غرفة ملابسه يرتدي بدلة سوداء وقميص أسود ووضع ساعة فاخرة سوداء، ليزيده شعره بنفس اللون كبرياءاً وغموض.. كان غامضاً كاسمه الذي يأخذ منه الكثير "أدهم"
, فداخله ظلام شديد.. ظلام٣ نقطة كلّما لقي بقعة ضوء ابتلعها ٣ نقطة !!
, خرج من غرفته متجهاً إلى الأسفل، ليجد والدته تحضر الفطور مع الدادة سامية على المائدة وأخته تجلس منتظرة..
, ظهرت على شفتيه ابتسامة واسعة تناقض الحزن داخله، واقترب منها مقبلاً جبينها بحنان مربتاً على شعرها لتبتسم وتلقي بنفسها بين ذراعيه.. تشعر بالذنب تجاهه وكأنها تخونه !!
, أدهم: عاملۃ إيه ياحبيبتي؟
, نور بابتسامة: كويسة أوي بعد ما شوفتك، بقولّك أيه مش انت كنت وعدتني هتخرّجني أشتري فستان عشان حفلة عيد ميلاد صاحبتي؟
,
, أدهم بتذكر: أفف و**** كنت ناسي خلاص النهاردة أو بكرا افضّي نفسي ليكي هو انا عندي كام نور..
, ضحكت نور بسعادة ممتنة لتقول: بس مش عارفة أخدلها هدية إيه، بص هي مش صاحبتي أوي بس عازمة كل البنات عشان كده محتارة..
, أدهم بشرود: عطر !!
, نور باستفهام: بتقول حاجة يا أبيه !؟
, أدهم بابتسامة: إيه رأيك تجيبيلها بارفان كده يكون حلو وتقيل أنا عارف محل كويس أوي إيه رأيك أجبلك النهاردة وأنا جاي !؟
, نور: و**** فكرة ! أهو بارفان حلو وجميل.. خلاص يا معلّم انت تصرف..
, أدهم بنظرة جانبية: معلم.!؟ بقيتي بيئة أوي يا نور
, قهقهت نور عالياً: ميرسي لذوقك
, اقتربت والدته منه فقام يقبل رأسها ويديها .. يحتاجها بشدة ، تلك المرأة الفولاذية التي لم تنكسر ولها الفضل الأكبر في وصوله إلى هنا.. كانت دائماً في ظهره تسانده بحنان الأم المعتاد.. وحضنها الدافئ الذي ينفض عنه كل الهموم والأثقال التي تتراكم فوق ظهره٣ نقطة
, أدهم: عاوزة حاجة ياست الكل أنا خارج ؟
, جمانة باستغراب: دلوقتي !؟ مش هتفطر طيب !؟
, أدهم: لأ ياحبيبتي عندي شغل كتير هبقا افطر هناك سلام
, خرج مسرعاً تتابعه نظرات جمانة القلقة والحزينة لحالته، فهو أبنها، فلذة كبدها، تشعر به عندما يكون حزيناً ومهموما،ً ولاتملك سوى الدعاء بأن يريح **** قلبه بعد كل معاناته٣ نقطة
, ٢٤ العلامة النجمية
, كانت جالسة عيناها زائغتان.. شاردتان.. غير عابئة بثرثرة صديقتها المعتادة..
, مروة وهي تقرصها: يابتت يا ليلى ياحماارةة..
, انتفضت تلتفت لها: فيييه اييه عاوزة ايه مش شايفاني مشغولة !
, قطبت جبينها ورمشت ببلاهة: مشغولة.. !!؟
, وحضرتك بقا شغل أيه دا اللي مقتل بعضه ..
, ليلى: مفيش، حاجة كده
, مروة بخبث: أممم قولتيلي.. بقولك أيه؟ أخبار المز معاكي أيه بقا؟
, ليلى بتصنع عدم الفهم: مز أيه دا اللي بتتكلمي عنه قومي ي**** شوفي شغلك
, مروة بضيق: يوووه قال وأنا كنت عازمة البت اسراء ع الكلية أهو ماوافقوش على الاجازة أهو ٣ نقطة دلوقتي هتكون وصلت بالشتيمة لجدي السابع..
, ليلى: مهو أكيد مش هيوافقو بت انتي كل يوم والتاني إجازة مش عارفة مشغّلينك هنا ليه ..؟
, مروة تمصمص شفتيها: وأنا ذنبي إيه يعني !؟حرام أكون مجتهدة ومهتمّة بكلّيتي ومذاكرتي، ناس جاهلة مبتحبش العلم والثقافة..
, ليلى بسخرية: إلحقيي شوفي في كام حرف ومعادلة واقعين منك الحقيهم ي****
, مروة بغيظ: اتريقي ياختي اتريقي بكرا شوفي مروة بنت ام مروة هتعمل ايه..؟
, ابتسمت ليلى وأمسكت هاتفها تتفحّصه لتعلو الخيبة قسمات وجهها.. لم يتصل .. لم يذكرها.. وهاقد انتصف النهار..
, ٢٧ العلامة النجمية
, أحمد: بعتت رائف للمينا يشوف المشكلة هناك وليه تأخرت الشحنة،
, أومأ ذلك الشارد برأسه بصمت ، ليتابع ..
, أحمد: دي مش أول مرة يحصل التأخير دا، كامل كل مرة بحاول يأخّرنا عشان نخسر شغلنا،بس المرة دي القصة مشربكة أكتر، لو رائف مقدرش يمشي الشحنة اللي متوقفة هسافر أنا وأشوف الموضوع بنفسي..
, لم يتلقّ رداً ليرفع عيناه عن الأوراق أمامه ينظر بتمعّن لصديقه الذي يبدو عليه الضيق والشرود..
, أحمد: أدهم أنا بكلمك مش بترد لييه؟
, أيضاً لم يتقى رد لينهض يقترب من مقعده يربّت على كتفه: أدهم .. أدهم في أيه مالك !؟
, نقل أدهم نظراته التائهة نحو صديقه ليصعق أحمد من نظراته الضائعة المتألمة وكأن جبالاً فوق ظهره..
, أحمد بخوف: أدهم مالك ياصاحبي إيه اللي عامل فيك كده احكيلي.. ؟
, تنهد أدهم بحرارة شديدة واتكأ على المكتب بمرفقيه واضعاً رأسه بين يديه..
, أحمد بقلق: يااه كل دا، ربت على كتفه بدعم قائلاً: فضفض يا أدهم احكيلي عشان ترتاح..
, تنهد من جديد وبدأ بسرد كل ماحدث لأحمد كعادته طوال حياته فهو ملجأه وراحته منذ كان طفلاً صغيراً٣ نقطة
, أحمد بحزن بعد ان استمع له: مش هتنسى بقا يا أدهم ؟!
, أدهم بمرارة: انسى إييه يا أحمد.. أنسى الذل والاهانة اللي عشتها، ولا أنسى ان كل اللي حصلّي بسببه..؟
, نظر اليه بغل وكره وهو يضرب بيده على صدره: أنسى إن أبوياا، أبويا اللي من لحمي ودمي يكون واحد٣ العلامة النجمية يغتصب بنت ملهاش ذنب لدرجة تموت بين إيديه بس عشانها مقبلتش تمشي معاه٣ نقطة ولا أنسى أنه طلع سارق وناصب على ناس كتير وأولهم عمي، ابتسم بتهكم قائلاً باختناق: ولا عاوزني أنسى أنه باع شرف أخووه.. مرات أخوه الي كان طول عمره على علاقة بيهاا.. دا باع أخووه زي ما كان هيبيع أبنه، اتّهمني بسرقة عمي عشان وقّفت بوجهه وحاولت أبعده عننا بعد كل اللي القذارة اللي عملها، وكان عاوز يسجنّيي٣ نقطة
, صرخ ضارباً مكتبه بغضب: قولي يا أحمد أنسى إييه ولا أيييه، ؟ كل حاجة بتذكّرني بحقارته، بحياة الذل والإهانة اللي عشتها أنا وأهلي، وأنت شاهد عليها وعارف كل دا .. مستحيل انسى مستحييل.. !!
, أحمد بهدوء وهو يحتضنه بمواساة: خلاص يا أدهم إرحم نفسك.. أنت بقيت أدهم عز الدين اللي مفيش حد يقدر يقف في طريقه، أهلك معاك أخواتك بحضنك وكلكم بخير ليه تعذّب نفسك بالطريقة دي..!؟
, زفر أدهم ومسح وجهه يهدئ من غضبه فابتسم أحمد ممسكاً سماعة الهاتف طالباً له فنجان قهوة لكي يريح أعصابه٣ نقطة مردفاً: بس انت قسيت على سيف أوي المرادي يا أدهم..
, تنهد بضيق من نفسه ومن أخوه وحياته كلها: عارف بس أعصابي فلتت لما وصلت بيه للأقسام، وهو التاني مساعدنيش أهدا سمّعني كلام زي السّم يا أحمد.. مكنتش عارف إني فاشل معاهم أوي كده..
, أحمد باستنكار: فاشل أيه يابني أيه الكلام ده.. دي لحظة غضب وانت بنفسك أما تغضب بتقول أي كلام بغير وعي وكده حصل مع سيف..ثم تابع بمزاح: بعدين سيفوو أهبل وبارد كل سنة لحتّى يعصّب مرة مرقهالو المرادي بقا..
, ضحك أدهم عالياً وقد أعاد له رفيقه طبيعته المرحة وجزء قلبه المفقود..
, ٣٠ العلامة النجمية
, _ فهمت هتعمل إيه يا رامي !؟
, _ عيب عليكي يا قمر أنا رامي.. فهمت كل حاجة ومتقلقيش دي مش أول مرة.. بس مفيش حاجة ببلاش ولا أيه؟
, ضحكت ناريمان بسخرية قائلة: من الناحية دي متهكلش هم حقك محفوظ فلوس زي م انت عاوز..
, تفحّصها رامي بنظراته القذرة وكأنه يعرّيها من ملابسها التي لا تشبه الملابس أصلاً قائلاً بخبث: بس أنا حقي مش فلوس يا ريري..اقترب بوجهه منها ممرّراً لسانه على شفتيه قائلاً برغبة: عاوز حاجة تانية أتقل بكتيير من الفلوس..
, ابتعدت عنه ناريمان بخفّة قائلة بميوعة ومكر: أمم.. يبقى لمّا تنفذ هدّيك اللي انت عاوزه مش دلوقتي..
, رامي وهو يقترب من جديد يتلمّس جسدها بدنائة: وأنا بأمر الجمييل يا جمييل.. هنتظر.. اللي عاوز يلحس الشهد هينتظر لأخر العمر..
, دفعته ناريمان بصدره باشمئزاز غير ظاهر قائلة بابتسامة مصطنعة من شفتيها المطليتان بلون أحمر قاتم: يبقى اتفقنا.. لما نطلع الرحلة هقولك تنفذ إيمتى.. المهم دلوقتي شوف مين هيكون معاك.. بس عاوزاه ثقة.. مش عايزة أي غلطة ولا حد يعرف بينا فاهم؟؟
, رامي بثقة وغرور: قولتلك متقلقيش عندي ناس ثقة أوي مش هيفتحو بؤهم بحاجة.. انتي بس أكرميهم..
, نهضت تمسك حقيبتها واضعة نظارتها فوق عينيها: مفيش مشكلة فلوس كتير المهمم اللي عاوزاه يحصل.. هتصل بيك قبل الرحلة بيوم عشان تحضّر نفسك.. سلام..
, لاحقتها نظراته القذرة متمعناً في جسدها وساقيها العاريتين بفستانها القصير إن صحّ تسميته فستان..وعلى شفتيه ابتسامة خبيثة متلهفة٣ نقطة
, ٢٥ العلامة النجمية
, فتح عينيه المتورّمة أثر بكاءه ليلة أمس.. جلس بتثاقل على سريره زامّاً شفتيه بحزن بعد تذكره ماحدث٣ نقطة
, نظر ناحية الباب لينهض ببطئ متجهاً بخطوات مترنّحة باتجاهه، أمسك مقبضه ليديره محاولاً فتحه ليصدم بأنه مازال مقفلاً، حاول من جديد بقوة وهو لايصدق أن أدهم فعلها.. ! وما زال يسجنه في غرفته.. !
, شعر باختناق وغصّة احتلت حلقه خبط على الباب خبطات واهنة هزيلة قائلاً بتقطّع: أدهم.. افتح يا أدهم متعملش كده، انهار جالساً أرضاً ومازال قلبه وعقله لايصدّقان مافعله به..
, استمع لهاتفه الذي يرن فقام بلهفة ظانّاً أنه أدهم ليتفاجأ باسم صديقه ينير الشاشة..
, لم يكد يفتح الخط حتى تعالى صراخ كرم به كالعادة لتأخره: انت فين يا حيوان يا بني انت هتشلني؟ هتموتني؟ م هو مفيش حل غير كده يا أنا أموت يا أموتك وأرتاح وأريح الشعب منك.. فهّمني بس هتنجح ازاي على كده.. انت فين مجتش ليه ومش بتتزفت ترد على الزفت ليه ؟
, صمت يتنفس بضيق بعد انقطاع أنفاسه من محاضرته اليوميّة التي يُلقيها على مسامع صديقه ولا حياة لمن تنادي..
, قطب جبينه عندما لم يسمع ردّاً أو قهقهة عالية من سيف كعادته دائماً: سيف ..؟ سييف مش بترد ليه..؟ شعر بالخوف عليه وقال بشجاعة مصطنعة: انت مين يالا بترد على تلفون سيف ليه؟ اسمع لو كنت فاكر انك هتخطفه وتطلب فلوس فأحب أقولّك إن محدّش هيسأل فيه بالعكس هتريّحنا منه٣ نقطة أنت بس طعميه وشرّبه وخليه يتسلّا بأي حاجة عشان هو بملّ بسرعة أوي.. وكتّر **** خيرك متشكّرين..
, ضحك بخفوت لمزاحه ولو كان في وضع أخر لملأ المنزل بقهقهاته العالية..
, كرم وقد شعر بالقلق من صمته: سيف؟ أنت كويس؟؟
, لم يستمع لإجابة منه، ناداه من جديد ليقع قلبه بين قدميه عند سماع شهقات خافتة تخرج منه صرخ به خائفاً: سيف مالك حصلك أيه؟ طب رد عليا طيب أنت فين..؟
, علت شهقات الأخر دون كلام ليشد شعره خوفاً وقلقاً هاتفاً به: كفاية بقا ياسيف وقولي انت فين؟ حصلك ايه؟؟ متخوفنيش عليك أرجوك..
, سيف من بين شهقاته التي خفتت قليلاً: م مفي ش ح حاجة أا ن أنا في اا البيت
, هتف كرم بغضب: سيف متكذبش انت مبتعرفش تكذب أصلاً احكي بتعيط ليه؟حد من عيلتك حصله حاجة؟ وليه مجتش الكلية النهاردة؟
, سيف بألم وغصّة: أدهم
, كرم باستفهام: ماله أدهم حصلّه حاجة؟؟
, سيف بنفي: لأ هو كويس..
, كرم بغيظ: م تتكلم طيب ماله أدهم زعلك؟ ولا ليكون انت زعلته؟ أكيد عامل مصيبة ك عادتك مش كده؟
, عادت شهقات سيف ترتفع ليتنهد كرم قائلاً: هو الموضوع كبير قوي كده؟ خلاص يا سيف أنا جاي..
, سيف بسرعة ونفي: لا لا يا كرم متجيش أرجوك ..
, قطب حاجبيه مستنكراً: نعم ياخويا مجيش ليه بقاا؟؟ أوعى تكون مشوه سمعتي قدام أدهم؟
, سيف بابتسامة: لأ تقلقش مجبتش سيرتك، خلاص هكلّمك بعدين وأحكيلك كل حاجة اقفل دلوقتي..
, كرم بقلق: سيف كنت بتعيط ليه ياحبيبي؟
, ابتسم بحزن قائلاً: مفيش يا كرم مشكلة كده بيني وبين أدهم ك العادة خلاص هبقى احكيلك مش قادر دلوقتي سلام..
, أغلق بسرعة قبل سماع الإجابة.. مسقطاً الهاتف من يده ، وهو يجلس أرضاً ضامّاً جسده بذراعيه يمد نفسه بأمان افتقده بشدة بعد حضن أخيه ٣ نقطة
, ٢٧ العلامة النجمية
, ضعْ يَدكَ علی صَدري..
, هلْ تشعُر بك ؟
, ٢١ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, دخل المحلّ بخطوات واثقة٣ نقطة متلهّفة٣ نقطة
, يتلفّت بعينيه بجميع أنحائه باحثاً عنها حتى لمحها..
, تجلس بجانب صديقتها مروة تتحدّثان وتضحكان.. ويا اللّه ماتفعله ضحكتها به٣ نقطة
, بغير وعي منه احتلّت ابتسامة حانية قسمات وجهه.. مقترباً منها بهدوء وعيناه تتفحّصانها بدفء وإعجاب.. ! كانت ترتدي فستان طويل باللون الأبيض.. تتخلّله زهور ورديّة صغيرة على أطرافه وصدره.. ملاكْ .. ! كما أسماها سابقاً..
, كانت هادئة رقيقة.. ناعمة كجنح فراشة.. !
, تنبّهت فجأة على نبضات قلبها لترفع رأسها فتراه أمامها تماماً.. اشتاقته ولم يمضي يوم واحد على رؤيته.. !!
, ابتسمت مروة بسعادة هائلة عندما لاحظت الوضع بينهم قائلة في نفسها: ماشي ياجزمة يا ليلى قال وبتقول مفيش مزّ ومفيش حاجة..
, ثم بصوت مرتفع: أستاذ أدهم إزيك؟
, تنبه أدهم إليها قائلاً بابتسامة فهي تذكره بأخته الصغيرة: إزيك يا مروة عاملة أيه؟ مش بلاش أستاذ دي بيبقى اسمي أحلى؟؟
, ضحكت بخفة قائلة: م هو عشان الإحترام برضه
, أدهم: لا بلاش احترام دا بيخنق
, علت ضحكاتها قائلة: خلاص ولا يهمك ياسطى..
, وكزتها ليلى بكتفها فيما قال أدهم باستنكار: لا والنبي خلّينا ع الاحترام مفيش حاجة وسط عندك؟
, التفت ليرى ابتسامة جميلته بغمازتيها الشهيتين: إزيك يا ليلى؟
, ليلى بخجل وعادت لهيامها بعينيه: دلوقتي بقيت كويسه..
, تفاجأ من إجابتها٤ نقطة كما تفاجأت مروة فماذا حلَّ بصديقتها الخجولة متمتمة داخلها: يخربيتك يابت يا ليلى هو الحب ولّع في العدس ولا إيه ..؟
, أدهم وهو يبتسم بسعادة: وأنا بقيت كويس على فكرة..
, تنبهت الهائمة لما قالته لتعلو حمرة شديدة على وجهها وتتلفت حولها هرباً من عيناه.. ليرحمها أدهم من ارتباكها قائلاً: بصّو بقا أنا جاي هنا ك زبون هتستقبلوني ولا إيه؟
, ليلى: أكيد طبعاً تفضل حضرتك عاوز إيه.؟
, أدهم: عاوز بارفان بناتي يكون حلو وفخم كدة وريحته حلوة ومميّزة عاوزه على ذوقكم ..
, قطبت ليلى حاجبيها بارفان؟ ونسائي؟ قبضت على يديها الصغيرتين متنفّسه بعمق تحاول تهدأة نفسها وهي متعجّبة مما حصل لها لماذا شعرت بغصة واختناق وشعور حارق في قلبها؟ لماذا تريد استجوابه عن قصّة هذا البارفان٣ نقطة؟ النسائي.. ؟تغار؟ هل يعقل أنها تغار ولم تكد تعرفه جيداً بعد؟؟
, فاقت على سؤال صديقتها المرح وكم تمنّت لو كانت مثلها: أممم قولتلّي بارفان طب مش هندّيك إلا لما تقولنا لييه؟ ولمين؟؟
, ضحك عالياً ضحكة سحرتها وعادت الهبلة لهيامها به وكأنه الرجل الوحيد في العالم..
, أدهم: دي هدية !! لبنت كده في عمركو تقريباً..
, مروة وقد سحبت معها ليلى التي على وشك الانفجار وهذه المرّة الأولى التي تراها هكذا..
, انتقت مروة بارفان رائحته جميلة وقدّمته إلى أدهم بعد أن أخذت رأي ليلى الحانقة ..
, أخذه منها ونقدها سعره وعيناه لم تنزلان عن وجه ليلى المشتعل بحمرة الغضب هذه المرة٣ نقطة
, ليلى بعد رحيله متمتمة بحنق مقلّدة إياه: هدية لبنت كدة في عمركو،، بارفان حلو مميز.. وعاوز ياخدلها بارفان مميز كمان؟ أنا الحق عليّا كان لازم أعطيه بارفان بريحة الخيار.. ولا بصل.. انشاء **** ريحة زفت يولّع هو وهي في داهية تاخدهم كلهم..
, كانت تتابع ثورتها بعينين ضيقتين بخبث ومكر حتى قالت مبتسمة: أستاذ أدهم أنت رجعت؟؟
, انتفضت ليلى من مكانها تنظر ناحية باب الدخول الزجاجي الكبير،لتتعالى ضحكات صديقتها الماكرة وهي تلعب بحاجبيها: وبتقوليلي مز إيه؟ دا أنا خابزتك وعاجنتك يابت .. انطقي..
, ٢٨ العلامة النجمية
, دخل الفيلا لتستقبله نور بابتسامة: هاا قولي جبتلي الهدية ولا نسيت؟
, ابتسم قائلاً: وأنا أقدر برضه اتأخر عن الباشاا.. امسكي دي شوفي لو عجبتك..
, أمسكت نور علبة البارفان لتشمّها قائلة: ياااه يا أدهم دي ريحتا جميلة جداً دا ذوقك أكيد..
, ضحك عالياً وقال: من ناحية إن ذوقي جميل فهو جميل أوي.. بس دي مش ذوقي.. البنت اللي كانت بالمحل هي اللي اختارتها..
, وشرد بنظراته يتذكّر ملامح ليلى الغاضبة٣ نقطة لم يدرك سبب غضبها في البداية لتلمع الفكرة برأسه وهو عائداً في طريقه٣ نقطة هل غضبت لأنه يشتري هدية لفتاة أخرى؟ هل تغار..؟ يارب يارب تكون بتغار و**** لأعمل حفلة..
, لم يدرك خلال شروده صعود نور لغرفتها أخذة هديتها معها واقتراب والدته ناحيته وهي تراقبه بنظرات حانية ودعوات قلبها له لا تسكت٣ نقطة
, جمانة: أنت جيت ياحبيبي؟ خير حصل حاجة عشان جاي بدري كدة؟
, أدهم بضحك: إيه ياجوجو هو مينفعش أجي ع البيت بدري شوية؟ إذا كان كده خلاص أنا همشي وأرجع الشركة٣ نقطة
, جمانة بحب: دا أجمل يوم في حياتي لما أشوفك في البيت قدام عيني كده ببقا متطمنة عليك عشان بتوحشني..
, قبل رأسها قائلاً: حبيبتي يا ست الكل **** يخليكي ليا يارب..
, ربتت على شعره بخفة: ولا منّك يا روحي انت **** يباركلي فيك وفي أخواتك ويديمك سند ليهم دايماً يارب..
, أدهم: أمين يا أمي. عاوزة حاجة هطلع أوضتي،أه صح الغدا هيجهز إيمتى أنا واقع جوع وما أكلتش من الصّبح ؟
, جمانة بعتاب: مش انت قولتلّي هتفطر في الشركة؟ إنت على طول هامل في صحتك كدة؟ اطلع يابني ارتاح شوية نصاية كده ويكون الغدا جاهز..
, أومأ برأسه ونهض ليصعد قبل أن تناديه مجدداً..
, أدهم: خير يا ماما فيه حاجة؟؟
, جمانة بحزن: حابس أخوك في أوضته ليه يا أدهم..؟ دي أول مرة تعملها، وهمّا صغار ماقفلت عليهم تقوم تعمل كده أمّا كبرو.. !!؟
, تنهّد بضيق قائلاً: ماما لو سمحتي المرة دي متدخّليش.. ومتقلقيش نور وسيف ولادي مش بس أخواتي مستحيل أئذيهم..
, تركها صاعداً درجات السلم متجهاً للأعلى..
, كان يجلس على سريره ينظر بحانبه خارجاً عبر نافذۃ غرفته.. لقد مرّت ساعتين منذ إستيقاظه وهو على نفس الوضعيّة..
, فُتِحَ الباب بهدوء التفت ناظراً أمامه بشرود لينتفض ناهضاً عندما رأى أدهم أمامه..
, كان واقفاً بثبات يسدّ بجسده العريض الباب، واضعاً يديه في جيوبه ينظر إليه بجمود على عكس النار التي اشتعلت داخله والندم عند رؤيته صغيره بهذه الحالة٣ نقطة
, أخفض سيف نظراته أرضاً بخجل وخزي من طريقة كلامه مع أدهم بالأمس، وبدأ يفرك يديه بتوتر خاصّة عندما شاهد نظرات أدهم اللائمة والمعتابة التي كان يرسلها له.. ولمحۃ الألم داخلها٣ نقطة
, لحظات حلّ بها الصّمت، كان يتمنّى لو يركض إليه يلقي بنفسه بين ذراعيه.. إنّه كالطّفل الضّائع الذي فقد أمه من دون أخيه يريد الإسراع إليه يستسمحه ويعتذر منه.. ولكنه خائف.. خائف من صدّ أدهم له بعدما فعله ويشعر بالخجل الشّديد منه ومن نفسه..
, رفع عينيه ثانيةً ليرى الباب المفتوح، ومكان أدهم يحتله الفراغ !!
, اعتصر الألم قلبه وزفر بحرقة ويأس كبير عائداً لجلسته السّابقة٣ نقطة الشّاردة.. فوق سريره..
, ٣٢ العلامة النجمية
, عادت لمنزلها بعد انتهاء وقت عملها مسرعة تريد اللّحاق بدروسها التي أهملتها في الفترة السابقة..
, ولجت للداخل لتجده أمامها٣ نقطة !!
, أمجد: كنتي فين كل ده؟
, ليلى ببرود وهي تحاول عدم النظر له: كنت في الشغل هكون فين يعني ..؟
, نهض من مقعده مقترباً منها ببطئ وهي تتراجع بخوف متذكّرة لقطات من الليلة الماضية..
, أمجد: كام معك فلوس؟
, ليلى وقد تحوّل خوفها لغضب صائحة بوجهه: أنت مهمّكش في حياتك غير فلوس .. فلوسس .. ممعيش حاجة، كل اللي بطالعه انت بتاخده كله عاوز إيه تااني..
, تفاجأ من عصبيتها النادرة وكأنها نسيت من هو.. نسيت أن باستطاعته إبراحها ضرباً..
, رفع يده عالياً لتسقط بشدّة على وجنتها.. شهقت بقوة مسقطة حقيبتها أرضاً وكان على وشك صفعها مجدداً لتمسك يد معصمه بقوة٣ نقطة
, وماكانت غير يدها تنظر لعينيه بقوة وحقد يراه فيهما لأول مرة: أوعك تلمسني تاني.. انت فاكر إني هسمحلك وهبقى عبدة تحت رجلييك.. على إيه هفضل متحملة؟ أنا اللي بشتغل وبتعب وبجيب فلوس وبالأخر أنت تصرفها على قذارتك.. ! كفاية كدة أنا اكتفييت..
, لم تكمل جملتها حتى تلقت صفعة قوية بيده الأخرى أوقعتها أرضاً ودار رأسها بشدة..
, اقترب منها بشراسة وجذب شعرها بعنف حتى كاد ينخلع، صرخت بألم هائل وهي تحاول إفلات خصلاتها من بين يديه.. ليركلها في معدتها بقوة شهقت أثرها وبدأت بسعال شديد..
, أمجد بقسوة: الكلام دا مش بيتقلي أنا يا بنت٣ العلامة النجمية أنا هربيكي من أول وجديد يا حيوانة يا٣ العلامة النجمية
, بكت بألم شديد تنادي والدتها لتنقذها حتى هرعت إليها تخلّصها من بين ذراعيه: ابعد عنها ابعد حرام عليك ادخلي يا ليلى على غرفتك يلا..
, ركضت بسرعة دخلت غرفتها تحكم إغلاق الباب خلفها، لتنهار أرضاً باكية ألم جسدٍ وقلب٣ نقطة
, أمجد بخبث وقسوة: رغم لسانك الطويل وعنادك.. بس مش خسارة فيكي٣ نقطة ههه مش غريب الباشا يدفع بيكي قد كده.. بلّل شفتيه بلسانه متمتماً: وأنا لازم استغلّ ده كويس أوي وأبقى ملك زماني٣ نقطة هههه !!

الثاني عشر

قميْصي كما هوَ ٣ نقطة قلبيْ فقطْ على غيابكِ قُدَّ من دُبرٍ ٣ نقطة
, دَثّرينيْ إنِّي أرتَجِفْ، صقيعٌ عمري بدونكِ ٣ نقطة
, لقدْ باغتُّك هذه المرّة وأخبرتُكِ عنْ حالي قبلَ أن تعُالِجيني بالسّؤالْ !
, سئِمتُ سؤالكِ المعهود كلَّما افتَرقنا: كيفَ أنتْ!؟
, كمْ مرّة عليَّ أن أقولَ لكِ.. لقدْ تهاوَيْتُ قِطعَةً قِطْعةْ، فلمْ يبقُ منِّي إلَّا أنتِ ٣ نقطة
, ٣٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, مساءً :
, _ أدهم أنا هسافر بكرا رائف مقدرش يحل المشكلة،
, _ تمام يا أحمد هتطلع إيمتى ؟
, _ هروح بدري من الصبح بلاش تأخير أكتر من كده وإلا الشركة دي مش هتتعامل معانا تاني..
, أدهم: خلاص ماشي أول ماتوصل رن عليا وقولي إيه الأخبار..
, أحمد: أوك يا بوص يلا روح سيبني أنام بقا تصبح على خير
, أدهم: وانت من أهل الخير..
, أغلق الهاتف وبحث عن رقمها حتى وجده .. ظل ينظر إليه لحظات حتى اتّخذ قراره واتصل بها.. انزعجت ملامحه عندما لم تُجبْ.. لماذا أعطته رقمها إن كانت لاتريد الحديث معه..؟! هل يعقل مازالت غاضبة؟؟! ابتسم باتّساع لاعتقاده ذاك واعداً نفسه أن يذهب لزيارتها غداً فلم يعد يستطيع الاستغناء عن رؤيتها أبداً..
, وتلك الغاضبة لم تكن كذلك٣ نقطة كانت على حالها تجلس أرضاً أمام الباب تبكي من ألام جسدها وقد تحولت صفعاته لها لكدمات زرقاء مؤلمة..
, شعرت بخيبة أمل شديدة٣ نقطة كلّما تشبّثت بأمل تجد نفسها تسقط في بئر عميق٣ نقطة كانت مؤمنة أنه من الممكن أن يحبها أن يكون بينهما شيء يوما ما.. ولكن اكتشفت أنه لايعتبرها أكثر من أخت.. أو مجرد صديقة ٣ نقطة وها هي الأن خيبة أملها الأخرى.. فماذا سيفعل عندما يعرف والدها؟ .. ويسمع عن سمعته التي تخجل منها.. نعم تخجل فوالدها لم يترك شيئاً سيئاً إلا وفعله.. لقد ربتها أمها وعلمتها وصرفت عليها.. وهو ينتقل من ملهى ليلي إلى أخر ومشروبه في يده دائماً ..لافضل لوالدها عليها أبداً..
, تنهدت بمرارة وحسرة ملأت قلبها لتنهض إلى حمامها تأخذ حماماً دافئ يريح أعصابها علها تنسى ألامها٣ نقطة
, ٢٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, _ يابنتي اسمعي الكلام وتعالي معايا هتتبسطي أوي صدقيني وهعرفك على بنت خالتي مروة دي حتة سكرة هتحبيها أوي..
, نور باعتراض: لا لا صدقيني مش هقدر بعدين مليش مزاج أخرج هفضل في البيت أحسن..
, إسراء بحنق فقد ملّت من إقناعها: تصطفلي ان شاء **** تموتي من الملل مش تيجي بكرا تغيري رأيك معدش هاخدك معايا..
, نور بابتسامة راحة: لأ متخافيش مش هغيره يلا هسكر دلوقتي سلام..
, أغلقت هاتفها وقد استطاعت الهرب من صديقتها.. فقد كانت قد تواعدت هي ومصطفى على اللقاء غداً ولا تريد أن تخبر إسراء بالأمر.. فهي دائما ما تحاول إثناءها عن ذلك ودائماً ما تشعرها بالذنب وأنها مخطئة بحق نفسها وحق أخيها.. لذلك هي لاتريد أحداً يحرّك ضميرها الذي تنجح دائماً في إخماده٣ نقطة
, أضاء هاتفها برقم مصطفى لتبتسم لاشعورياً وتجيب:
, نور: أيوا يا مصطفى
, مصطفى: إزيك يا نور إيه بقيتي سريعة وبتردي فوراً مش بعد مكالمتين تلاتة
, ضحكت بخفة قائلة بمرح: م هو من عاشر القوم أنت سريع قولت أعمل زيك..
, مصطفى بابتسامة وفي قلبه شعور يظهر لأول مرة.. !! شعور بالراحة !! والإنتماء.. !! : ما قولتيليش عاملة إيه كويسة؟
, نور: أيوا الحمد**** وانت؟
, مصطفى: أنا بقيت كويس أما سمعت صوتك..
, خجلت نور بشدة من حديثه وحاولت التكلم للتخلص من خجلها: قولي بقا انت متصل ليه فيه حاجة؟
, مصطفى بضحك ومكر: ههه هو مينفعش أتكلم معاكي لو مفيش حاجة؟؟ لو مش عايزاني أنا خلاص هقفل..
, نور باندفاع: لا لا متقفلش مش قصدي كده والله٣ نقطة يعني أنا بقصد إن احنا متفقين نلتقي بكرا حصل حاجة يعني؟
, مصطفى: لأ أبداً.. بس حسيت إني عايز أسمع صوتك وو شوف لو لسا فاكرة موعدنا..
, نور: أيوا طبعاً لسا فاكرة اتطمن مش ناسية..
, مصطفى: خلاص مادام كده أنا هقفل وهشوفك بكرا عاوزة حاجة؟
, نور: لا أبداً مع السلامة موعدنا بكرا.. سلام
, مصطفى: سلام يانور..
, _ نور بتكلمي مين؟
, انتفضت بقلق على صوت سيف خلفها قائلة بغيظ: إيه ياسيف خضتني مش تزمر طيب ..
, سيف بابتسامة: م أنا انفلقت وأنا أزمّر وانتي مش هنا وتابع غامزاً: أيه بقا سرحانة في ميين؟
, نور بابتسامة: سرحانة فيك ياحبيبي هو في غيرك؟
, سيف بفخر: على كده معليش اسرحي اسرحي.. مقولتليش كنتي بتتكلمي مع مين وموعد إيه دا اللي بكرا؟
, تفحّصت نور ملامح وجهه لترى إن كان سمع مكالمتها ويستجوبها أو أنه سؤال عادي.. ولكن ملامحه كانت هادئة كما هي: إيه يابنتي روحتي فين ؟
, نور بابتسامة: أبداً دي .. دي إسراء كنت اتفقت أنا وهي نروح بكرا مشوار نقعد في مكان نغيّر جو يعني ودلوقتي اتصلت حتى تشوف لو كنت لسا عاوزۃ أروح..
, سيف: أمم وفين المشوار بقا؟
, نور: مفيش مكان محدّد نقعد في كافي أو حديقة أو نروح الكلية أي حاجة..
, سيف وهو يخرج: ماشي، أ اا نور .. مشوفتيش أدهم ؟
, نور بتذكّر: امم مش عارفة ممكن في أوضته..ولّا صالة الرياضة روح شوفه يمكن هناك..
, أومأ لها برأسه وخرج لتبقى هي تحاول إسكات صوت ضميرها الذي بات يزعجها كثيراً٣ نقطة
, ٣١ العلامة النجمية
, دخل لصالة الرياضة الملحقة بغرفة أدهم.. ليجده يمارس رياضته المفضلة البوكس.. يضرب كيس الملاكمة بكل قوته وقد تصبب عرقه على وجهه..
, اقترب منه بخطوات بطيئة متعثّرة يقدّم رجلاً ويؤخّر أخرى.. لم تكن علاقتهم هكذا أبداً، كان دائماً يندفع له يصالحه ويمزح معه لكي يسامحه وينسى فعلته، ولم يكن خصامهم يطول أكثر من ساعة.. ! لكن هذه المرّة يشعر بها مختلفة٤ نقطة وقد كان محقّاً٣ نقطة !!
, سيف بتردد: أدهم ممكن نتكلم ؟
, لم يتلقى أي رد منه فقد تابع مسدّداً ضرباته لكيس الملاكمة غير عابئاً به..
, تنهد سيف بيأس متابعاً: أدهم مينفعش كده لازم نتكلم ٥ نقطة أنا أسف عارف إني غلطي كبير أنا غبي وحمار طول عمري متاخدش على كلامي ٤ نقطة أدهم رد عليا ٣ نقطة ؟!٤ نقطة
, أفف يا أدهم خلاص بقا كفاية خلّينا نخلص من أم المشكلة دي بقا أنا تعبت ١٠ نقطة طب قول أي حاجة ولو كلمة متفضلش ساكت كده ٥ نقطة يووه احكي اتكلم طب اشتمني لو عايز م انا متعود ع الشتيمة المهم سمّعني صوتك ٦ نقطة أقولك اضربني بدل كيس الملاكمة دا..
, كان مستمراً بتدريباته يستمع إليه فقط دون إجابة وكأنه غير موجو ٣ نقطة فيما الأخر يتابع ثرثرته دون توقف٣ نقطة
, سيف: ع فكرة بقا أنا اللّي لازم ازعل كمان مش بس أنت ٤ نقطة أيوا أيوا أنا متعبسش كده انت قسيت عليا وكسرتلي دراعي ٣ نقطةأاا بقصد يعني كان هيتكسر ٣ نقطة ثم يعني مكنوش كلمتين دول اللي قولتهم مفيش داعي لكل الزعل دا ٥ نقطةدي لحظة غضب **** يلعن الشيطان يابني ٣ نقطة أدهم اتكلم أوعا يكون صوتك مختفي ٣ نقطة قول لو مبقاش عليك صوت متخجلش أنا زي أخوك برضه ٣ نقطة
, تنهد ثانية بضيق شديد صارخاً وقد ملّ من مراضاته دون جدوی: يا أدهم أنا بكلّمكك مش بترد لييه؟؟ اقترب منه أكثر قائلاً برجاء: أنا أسف سامحني ٣ نقطة أدهم انت عارف اني مش بتحمّل بعدك عني وزعلك مني كده ،اعمل فيا اللي عاوزه بس بلاش الخصام دا٤ نقطة
, توقف أدهم أخيراً وهو ينهج بشدة والتفت إليه وقد برقت عيناه قائلاً بصرامة: ملكش كلام معايا .. اتفضل ٣ نقطة
, سيف برجاء: طب اسمعني شوية بس
, احتدّت نظرات أدهم قائلاً بصرامة وحزم: سمعتني قولت إيه؟؟
, سيف بيأس: أيوا
, أدهم: يبقا تفضل من أودامي..
, أمسك منشفته وذهب من أمامه دون النظر إليه٣ نقطة دخل إلى الحمام صافعاً الباب وراءه بعنف٣ نقطة
, ٣١ العلامة النجمية
, صباح اليوم التالي
, _ شريف أنا خايفة، كامل بقى غريب باليومين دول وبقت تصرّفاته غريبة أوي ومش مفهومة..
, _ قصدك إيه يا رقيّة؟ هو شاكك بحاجة؟
, أجابت وهي تبتعد عن أحضانه بتوتر: م مش عارفة بس حاسّة إن نظراته ليّا تغيرت مش عارفة إزاي، ببصّلي بطريقة وكأنه بقولي أنا كاشفك وعارف كل حاجة ., هنعمل إيه ياشريف لو كان عارف بجد؟
, ضحك عالياً قائلاً: هههه وهيعرف منين بس.. ؟؟ انتي طول عمرك خوّافة كدا.. كامل طول عمره غبي وبيتضحك عليه بكلمتين هههه أومال فكرك أنا إزاي أخدت فلوس أمي منه هههه دا لو أي حد مكاني كان نصب عليه بسهولة هههه
, ابتسمت باهتزاز وعادت إليه قائلة: طب إحنا هنفضل كده؟
, قال مستفهماً: كده إزاي يعني م احنا كويسين أهو..؟!!
, رقية: تؤ تؤ أنا قصدي هنبقى نتقابل هنا في بيت كامل..؟ ليه ميكونش عندنا مكان خاص بينا لوحدنا؟ أنا خايفة لو حد من الخدم حسّ على حاجة ٣ نقطة أنا كل مرة أصرفهم لما يسافر كامل افترض حد خبّره..
, شريف بطمأنة: تقلقيش محدش هيعرف بحاجة أبدا ً٣ نقطة بعدين هنا أئمن لو اشتريت بيت ولا استأجرته يمكن يشوفنا حد من اللي منعرفهم وأنتي هيكون صعب عليكي تفضلي خارجة داخلة بغياب كامل..
, أجابت بامتعاض: قول أن كل الفلوس اللي كانت معاك خسرتهم في القمار والشرب ومفضلش معاك حاجة أبداً..
, قريبها منه أكثر يجذبها من شعرها بعنف قائلااً بتوحش: أيواا خسرتهم عندك مانع؟ يكونش انتي اللي بتديني ياهم ياهانم ؟
, رقية تحاول تخليص نفسها بألم: مش أنا بس أنا بسهّلك الطريق دايمااً انك تسرقه وتخسّره بصفقاته، ثم لو حد غيرك كان من زماان بقا أغنى منه من وقت سرقت فلوس أمك اللي كانت ليكو أنتو التنين..
, شريف وهو يتحدث أمام شفتيها: أيوا دا انتي طلعتي ذكية.. مش عارف مستحملة كامل على إييه..
, رقية بإغرء ورغبة: زي م انت مستحمل جمانة لحد دلوقتي ٣ نقطة ثم اقتربت تتحسس عضلات صدره القوية أنا مستحملاه عشانك ٣ نقطة عشانك انت وبسس
, حطت شفتيه على شفنيها بقبلة عنيفة يبثها رغبته الشديدة بها قائلااً من بين قبلاته٣ نقطة إبقي ابعتي الواد مصطفى ينام عند أدهم بكرا كمان.. عاوز أشبع منك طول الفترة دي٣ نقطة
, ضحكت رقية بخلاعة ضحكة أخرسها شريف بشفتاه التي عادت تعنّف شفتيها ورقبتها، ويداه تجرّدانها من قميص نومها الذي ارتدته لأجله، فيما أخذ يزمجر من الرغبة وشهوته القاتلة٣ نقطة
, ولم يدركا وهما في أوج شهوتهما المحرّمة، أن عيناا إحدى الخادمات التي عادت لنسيانها أحد أغراضها، كانت تراقبهما، ويداها على فمها تكتم شهقات صدمة واشمئزاز كادت تخرج منها٣ نقطة !!
, ضحك ذلك الرجل فجأة بصوت صاخب وكأن مسّه شيء من الجنون .. وهو يتذكر تلك اللحظات.. كانت تلك المرة ماقبل الأخيرة التي يقضي لياليه بأحضان رقية قبل أن يكشف أمرهما ٣ نقطة ويتنبّهان على تلك الخادمة التي عادت لمراقبتهما عازمة على إخبار سيدها بكل شيء ٣ نقطة ليحاول شريف بكل الوسائل إغرائها وإلهائها عمّا اعتزمته مقابل رفضها الشديد ٣ نقطة لتكون نهايتها الموت بأبشع طريقة تحت جسده المتوحّش ورغباته المستذئبة ٣ نقطة ٣ علامة التعجب
, ٣٢ العلامة النجمية
, _تفضل دا طلبك وسعره(٣ نقطة)
, أعطاها الزبون سعره ورحل فيما تنهدت بتعب.. مازالت في بداية اليوم وتشعر بتعب شديد.. مروة لم تأتي فقد وافقو على إجازتها لتذهب مع قريبتها إلى كليّتها ٣ نقطة نظرت أمامها بشرود تتذكر قدومه منذ قليل وسؤاله المصدوم وهو ينظر إلى العلامة الزرقاء على وجهها والتي لم تستطع إخفائها جيداً بالكريمات..
, أدهم بذهول غاضب: ليلى إيه اللّي على وشّك دا؟؟
, ارتبكت وزاغت نظراتها فيما امتدّت يدها تنزل خصلات شعرها تغطّي تلك الكدمة: مم مفيش أ انا ووقعت بس..
, انفعل وزاد غضبه قائلاً وهو يبعد خصلاتها عن وجهها بقوة: لييلى.. متكذبيش ،دي مش وقعة في علامات صوابع على وشك مين اللي ضاربك ياليلى قوليلييي !؟
, تلفتت حولها ترى الناس والعاملين الذين انتبهو على صوته العالي أبعدت يده عن سعرها بعنف: هشش وطي صوتك لو سمحت٣ نقطة محدش ضربني قولتلك وقعت ، تفضل لو عايز حاجة من المحل قولي..
, زفر بضيق شاداً على خصلاته: لييلى متطلعيش جناني عليكي.. أنا مش جاي اتزفّت اشتري، انطقي بقا مين اللي عامل بيكي كده؟؟
, ليلى بعصبية من الموقف: قولتلّك محدّش أنا وقععت.. ثم انت مالك ومالي بتسألني بصفتك إييه..؟؟ وبتتكلّم معايا كده ليه احترم نفسك لو سمحت ، ولو مش عايز تشتري حاجة تفضل برا أنا عندي شغل ومش فاضية..
, نظر إليها بصدمة وذهول فيما كانت هي تستشيط غضباً ، كانت تتمنى رؤيته بشدة وها هو الأن أمامها، ولكنها أفسدت كل شيء..
, أدهم غاضباً وعاد للتمعن في تلك العلامة للتأكد مما رآه، ولم يكن في حاجة لذلك فتلك الأصابع الغليظة المطبوعة على وجهها ظاهرة لعينيه تماماً هتف وهو يجزّ على أسنانه: أنتي بتكذبي تاني؟؟ أنا أكتر حاجة بكرهها بحياتي هي الكذب ياليلى ٤ نقطة لو مش عايزة تقوليلي الحقيقة متكذبيش مكنتش عارفك كده !! عموماً أنا أسف لو أزعجتك بسؤالي وأني كنت عاوز اتطمّن عليكي الظاهر إن مش مرحب بيا أبداً ٤ نقطة
, كنتي بتقدري تقوليلي بكل صراحة مش عايزة تتكلمي معايا مش تفضلي تتهربي كده ولا تديني رقمك وأنتي بالأساس مش هتردي ٣ نقطة سلاام
, خرج بخطوات سريعة غاضبة وجلست هي مكانها تشعر بضيق شديد من نفسها ومنه ومن والدها وعملها وحياتها٣ نقطة !!؟
, تنهدت بحسرة كبيرة.. ها قد خسرته.. ابتسمت بسخرية من نفسها فهل ربحته أولاً لتخسره الأن٣ نقطة؟!
, عادت إلى عملها بقلب مهموم تلتفت بنفضة كلّما دخل أحد الزبائن عله يكون قد عاد إليها ثانيةً٣ نقطة
, التفتت فجأة على دخول أحدهم لتتجمّد مكانها بصدمة وقلب خافق بخوف وتوتر تنقل نظراتها حولها لترى إن كان أحد انتبه إليه٣ نقطة ثم عادت بنظراتها ناحيته وقد ضاقت بشدة..
, اقترب بخطوات مترنحة منها وبدأت رائحة المشروب تصل أنفها ٣ نقطة
, أمجد بخبث: إيييه يا ليلى ٣ نقطة؟! كل المكان الفخم والكبير داا وبالأخر ترميلي كام مليم ميعملوش حاجة !!؟ طلعتي كذاابة زي أمك يا ٣ العلامة النجمية
, شهقت من اللفظ البذيء الذي خرج منه واقتربت منه مقاومة رائحة المشروب التي أشعرتها بالغثيان هاتفة بهمس: هشش أرجوك أسكت انت جيت هنا ليه وعرفت مكان شغلي ازاي؟
, ضحك عالياً بصخب: خبّيتي عليا مكان شغلك فكراني مش هعرف ؟ أمسكها من معصمها بقوة: لااا فوقي أناا أمجد يا بت انتي مبيخفاش عليا حاجة أبداً٣ نقطة
, جذبت يدها بقوة قائلة: عاوز إيه جاي هنا لييه قول وامشي فوراً مش ناقصة انطرد من ورااك..
, تلفت حوله بمكر قائلاً: عاوز فلوسس .. فلوس بقدر المكان اللي بتشتغلي بيه داا، م هو أكيد مش بيعطوكي بس اللي بتديني ياهم شايفاني مختوم على قفايا ولا إييه؟؟
, امتلأت عينيها بدموع قائلة بتوتر وقلق: و**** مش معايا لسا كام يوم على موعد راتبي أرجوك اخرج دلوقتي وهحاول استلف منهم شوية ولما ارجع هدّيك ياهم بس أخرج أرجوك..
, ثار أمجد غضباً وقال صارخاً: لا بقولك إيييه مش هتضحكي عليا زي زماان أنا عاوز فلوس حالاً وإلّا هفضحك في كل المنطقة دي يابت مديحة٣ نقطة ٣ علامة التعجب؟
, اقترب أحد العاملين ناحيتهم قائلاً وعينيه على أمجد: في حاجة يا أنسة ليلى الراجل دا بيضايقك؟
, ليلى بخوف من تطور الأمر: لا لا أبداً دا. دا هو مش بيضايقني ثم نظرت لأمجد: خ خلاص اطلع دلوقتي و
, قاطعها موجّهاً كلامه للشاب الواقف قربها: وأنت مالك يا٣ العلامة النجمية انت أضايقها ولا لأ؟ ولا عاوز تعمل راجل قودامها عشان ترضى عنك؟ ههه معاك حق هما بحبو الحمش أوي ثم غمز لليلى بوقاحة: و**** وطلعتي ملعّبة زي أمك شاطرة وبتلعبي ع التقيل ههه
, قاطع ضحكته جذب الشاب له من ملابسه صارخاً: أنت إزاي تتكلم معاها بالطريقة القذرة دي قسماً ب**** لو مخرجتش من هنا هعمل معاك اللازم
, هتفت ليلى بخوف وخزي من الموقف الذي هي به: لا لا أرجوك خلاص متعملش حاجة هو هيطلع دلوقتي..
, نظرت لأمجد قائلة وقلبها يشتعل حقداً: خلااص أطلع وأنا هلحقك علطوول ..
, خلص أمجد نفسه من بين يدي الشاب قائلاً وهو يعدّل ملابسه: أنا هستنّاكي قدام المحل لو مطلعتيش خلال5 دقايق هدخل أطربق المكان دا فوق دماغك ومش هيهمني حد..
, تنهّدت ليلى برحة بعد خروجه ليخاطبها الشاب: أنسة ليلى لو في حاجة قوليلي أنا ممكن أوقفه عند حده ولا أطلبله الشرطة لو كان بيزعجك
, ليلى بخجل وخزي فكيف لو عرف أن هذا الرجل الذي يريد طلب الشرطة له هو والدها: لا لا أبداً متشكرة ليك أوي يا أستاذ زيد أنا هستأذن..
, رحلت سريعاً لمدير المحل طالبة منه الأذن وقد علم باللذي حدث وحذرها لو تكرر الأمر سوف يطردها فهذا مكان راقي ليس لا مكان للأشكال أمثال أمجد به٣ نقطة لتخرج وهي تشعر بضيق شديد وغضب وحقد مشاعر متضاربة في قلبها فقد تهبت كثيراً لتقبل أخيراً في هذا المكان وحاولت عدم معرفة أحد مكانه٣ نقطة وها هو الأن كما يفعل دائماً، سيتسبب بطردها منه٣ نقطة
, خرجت لتجده ينتظرها قرب المحل لتتجه ناحيته بغضب قائلة بعصبية: انت إيه اللي بتعملو دا هتخليهم يطردوني بسببك عاوز إيه قولتلك معيش فلوس
, جذبها من ذراعها بعنف: أسمعي يابت الكلام دا مينفعش معايا.. معاكي مش معاكي مليش فيه أنا عاوز فلوس دلوقتي..
, تبلّلت رموشها بدموع مالحقة جاذبة يدها بغضب: كفاية يابابا حرام عليك و**** العظيم مش معايا استنى بس كام يوم وصدقني هديك اللي انت عاوزه أرجوك كفاية فضايح لحد كده
, أمسك بخصلاتها يهزها بقوة: فضايح ؟! لسا مشوفتيش فضايح امشي معايا حسابك بعدين و**** منا سايبك يابنت الكلب.. !
, _ تمشي معاك فين أنت اتجننت٣ نقطة؟!
, التفتت ليلى بصدمة وذهول: أدهم ؟؟!!
, ٣٣ العلامة النجمية
, قبل عدة ساعات ..
, كان مازال في المنزل يرتدي ملابسه للذهاب لعمله
, أدهم: أيوا يا أحمد أنت وصلت؟
, أحمد: أه وصلت من ساعة كدا بشوف العمال هنا والمسؤول عن الشحنة.. بقولو التأخير مش بس لشركتنا
, أدهم: أومال إيه؟ وليه التأخير دا كله..!؟
, أحمد: لسّا معرفتش بالضبط هبقى أخبرك أمّا أعرف التفاصيل سلام دلوقتي عشان مشغول
, أدهم: تمام أنا مستنّيك **** معاك..
, أغلق معه ليسمع ضجّة تأتي من الخارج ٣ نقطة جذب أغراضه وانطلق خارج غرفته ليرى ما الأمر ٣ نقطة !؟
, كان خارجاً من باب الفيلا الخارجي حتى أوقفه أحد الحرّاس: عفواً يابيه حضرتك مينفعش تخرج.. !
, سيف باستنكار: نعم ياخويا ؟! عيد تاني !؟ م إيه ؟! أنت اتجننت ؟؟
, حارس أخر: ممنوع خروج حضرتك، دي أوامر ..
, سيف هاتفاً بغضب: بتقول إيه ياغبي أنت وهو ؟! أوعو كده عن طريقي عاوز أخرج ..
, تدخّل حارس ثالث: اعذرنا يابيه دي أوامر الباشا.. احنا مش هنسمح لحضرتك تخرج النهاردة قبل ما يؤمرنا بغير كدۃ ٣ نقطة
, انفعل سيف غاضباً: باشا عليكو مش عليّا أنا، إبعدو من طريقي لحسن اتجنن عليكو وسععع انت وهو.. كان على وشك الخروج عندما جذبه حارسان يمنعانه من التقدّم ٣ نقطة أمسكا به من ذراعيه حتى رفعاه عن الأرض يعيدانه للدّاخل بينما كان هو يرفس برجليه وينفض جسده يحاول تخليص نفسه من تلك الثيران هاتفاً بكل الشتائم التي يحفظها ٣ نقطة !
, سيف صارخاً: أبعد أنت وهو يا حيوان منك ليه.. سبوني يا كلاب يا خنازير واللّه منا سايبكو أنا هعرفكو قيمتكم يا أندااال ٣ نقطة أنت يا معتز ياخاين خسارة التّهريب اللي كنت أهرّبهولك من دخّان وحشيش مااشي و**** لأفضحك في الحتۃ كلها ٣ نقطة وأنت التاني يازهير نسيت وقت كنت أغطّي على غيابك وتأخّرك كل مرة !؟؟ ولّا نسيت ساعات الهريبة اللي كنت بساعدك بيها عشان تشوف ست الحسن والجمال !!؟ تفووه عليكم واحد يقول للتاني ناس ناكرين للمعروف ٣ نقطة وأنت التالت ؟ راشد ولكك قاعد عمّال تتفرج تعال قولهم يسيبوني قبل ما اتعصب وأصور قتيل دلوقتي ٥ نقطة خلاص يا كلاب سبوني بقاا و**** لأقتلكم و**** لأرتكب بيكو جريمة٤ نقطة ! عليا الطلاق لأخليكم تولولو زي النسوان٣ نقطة !!
, رأی أدهم أمامه صرخ قائلاً
, هووووب عندكو هنا نزلوني بقا ٣ نقطة ٣ علامة التعجب
, وبالفعل أنزلاه أرضاً بعد رؤية أدهم يتجه ناحيتهم٣ نقطة
, نفض سيف ثيابه وعدّلها متجهاً لأدهم: أنت إيه اللي بتعمله دا؟ إزاي تخلّيهم يمسكوني كده؟
, تجاهله أدهم سائراً نحو سيارته فلحق به متابعاً: ليه قولتلهم يمنعوني أخرج مش كفاية ساحب عربيتي منّي ومقضيها مواصلات وبهدلة ؟؟٦ نقطة أدهم أنا بكلّمك ٦ نقطة !! طب مش كفاية مخاصمني ومش بتتكلّم معايا لسّا عاوز تحبسني هنا ومتسمحليش أخرج.. ؟! أنا مش صغير على فكرة عشان تعاملني بالطريقة دي، مينفعش اللي بتعمله دا .. !!
, استمرّ في تجاهله له حتى صعد في سيارته منطلقاً إلى عمله٣ نقطة
, وقف سيف مكانه لحظات ينظر لتلك البوابة التي خرج منها٣ نقطة لم يعدم طريقة منذ الأمس لإرضائه وجعله يسامحه ولكن لافائدة .. ! لايعلم من أين ظهرت كل تلك القسوة بأخيه لم يكن يتحمل رؤيته حزيناً لدقيقة واحدة ٣ نقطة والأن يتركه يومين كاملين غارقاً بأحزانه ويأسه دون مبالاة به٣ نقطة !!
, زفر بيأس وحرارة ثم التفت حوله بضيق وقد اشتعلت عيناه ناراً: تعال يا تور منك ليه يا زبالة عاملين عليا رجّالة !؟ و**** مهسيبكم أمّا تقولو حقي برقبتي ياخاينين العيش والملح والشيبس !!؟
, انطلق ناحية الحراس بادئاً بالصراخ والشتيمة والضرب الذي لايؤثر بأحد منهم لضخامة أجسادهم وقوّة عضلاتهم ٣ نقطة كان يتوعّد لهم بعقوبات جهنّمية فيما كانو يتصدّون لضرباته ضاحكين.. فهم يعلمون طبيعة سيف جيداً وكما قال سابقاً كان دائماً المساعد الأول لهم في هروبهم وتأخّرهم ودائماً يقف معهم في مواجهة المستبدّ كما يلقبوه ٣ علامة التعجب
, ٣٠ العلامة النجمية
, خرج من الشركة بعد أقل من ساعة من دخوله لها ٣ نقطة فلم يستطع الاحتمال كل هذا الوقت بدون رؤيتها٣ نقطة انطلق بسيارته ذاهباً للمكان الذي تعمل به٣ نقطة ليجدها وليتفاجأ بتلك العلامة على وجهها غضب وثار من فكرة كون أحد يؤذيها بهذا الشكل٣ نقطة فهو حتى الأن لايعلم كيف تعيش ومع من وكيف هي حياتها.. !!؟
, خرج بعدما غضب من كلامها معه ليركب سيارته يأخذ عدّة أنفاس يهدئ من غضبه وانفعاله ٣ نقطة ويبرد تلك الدماء التي بدأت تغلي في عروقه٤ نقطة
, بقي على وضعه لأكثر من تلت الساعة يصارع عقله بالرّحيل وقلبه بالعودة لها٤ نقطة !!
, انتصر قلبه أخيراً ليترجّل عائداً إليها ٣ نقطة
, اقترب من المحل ليلمحها خارجة منه، قطب جبينه عندما رآها تتجه نحو شخص .. بل رجل !!
, ضيق عينيه بشدة وعادت دمائه للغليان ! فلم يكن أي رجل ٣ نقطةبل كان أحد رجال من سلسلة الذين دمرو حياته وجعلوه يعاني الأمرّين٣ نقطة
, اقترب منهم سريعاً عندما لاحظ ملامح الضيق عليها من حركاتها المتوترة ونظرات ذلك الرجل الغاصبة والشرسة !!
, _ فضايح ؟! لسا مشفتيش فضايح امشي معايا حسابك بعدين واللّه منا سايبك يابنت الكلب !!؟
, صرخ بصوت عالي: تمشي معاك فين انت اتجننت !!؟
, التفتت إليه بصدمة وذهول لاتصدق وجوده أمامها وبهذه اللحظة بالذّات : أدهم !!؟
, اقترب منهم جاذباً الرجل من ملابسه وعيناه أصبحنا كجمرتين ملتهبتين: مجاوبتنيش تمشي معاك فين انت فاكر نفسك ميين؟
, أمجد محاولاً إبعاده عنه: أنت اللي مين وعاوز إييه؟ إيه اللّي حشرك بينا؟ تكونش من الرجال اللي مقضياها معاهم م مهي ٣ العلامة النجمية مش هستغرب عنها حاجة..
, شهقت ليلى بقوة وانسابت دموعها العالقة بعينيها خجلاً ومرارة
, فيما اشتعلت الجمرتان في عينيه أكثر ورفع يده ليلكمه لكمة أودع فيها كل غضبه وحقده .. كل سنين العذاب والذلّ التي قضاها .. كل صفعة وركلة تلقّاها منه٥ نقطة متمنياً لو يبرحه ضرباً ثائراً لنفسه وأهله٣ نقطة
, سقط أمجد أرضاً بعنف من شدة الضربة لينزف من فمه وأنفه بغزارة٣ نقطة
, شهقت ليلى ثانيةً وازدادت دموعها انهماراً حتى تبلّل وجهها ..
, أقترب أدهم منها جاذباً لها من ذراعها متجهاً نحو سيارته٣ نقطةمشيت معه عدة خطوات لتتنبه على نفسها٣ نقطة فتجذب يدها منه بشدة صارخة: أنت اتجننت واخدني فين؟؟!
, أدهم صارخاً هو الأخر وقد فقد أعصابه بعدما رآه اليوم بداية من علامة وجهها والأن وجود هذا الشخص بالذات معها وتعرضه لها: بقولك إييه أنا اكتفيت منك هتمشي معايا من سكاات بدل ما اتعصب عليكي أنا على أخري٣ نقطة
, انتفضت من نبرته القوية وصوته العالي ولكنها بالفعل هي من اكتفت !! اكتفت منهم جميعاً من والدها وحياتها وهو !!
, ليلى بصراخ حاد وقد ازدادت دموعها حرقة حتى كادت تختنق: كفاايةة سيبوني فحالي بقا حراام عليكم حرام اللي بتعملوه فيا.. اسمع انت ملكش حكم عليا ابعد عن طريقي ومتورنيش وشك
, تاني فااهمم؟؟
, قالت الأخيرة بصراخ متألم حتى كادت تتقطّع أحبالها الصوتية٣ نقطة
, أدهم محاولاً الهدوء بعد رؤيته انهيارها ولكنه لم يستطع ليخرج صوته حاداً مخيفاً قائلاً بفحيح مرعب: الراجل داا كان عاوز منك إيييه وبتعرفيه منيين؟؟؟ ظلت على صمتها وقد زادت شهقاتها ليصرخ بها بعلو: انطقيي..
, قفزت مكانها بخوف لتنظر ناحيته قائلة: محدش ليه دعوة بياا وأنت أولهم ٣ نقطة سيبني فحالي لو سمحت يا أستاذ أدهم انت لابتعرفني ولا بعرفك ملكش حق تحاسبني٣ نقطة اطلع من حياتي.. فرصة سعيدة ياا يا بشمهندس.. !! بس اتمنی متتكرّرش ..
, سارت من أمامه بسرعة وقد تركته متصنّم مكانه من حديثها وكأنه تمثال.. !! فيما اختفی أمجد تماماً وكأنه لم يكن ٣ علامة التعجب
, ٣٣ العلامة النجمية
, كانت خارجة من الفيلا ركبت السيارة من الخلف ليركب السائق سريعاً٣ نقطة انتفضت فجأة شاهقة بخوف..
, نور: سييف انت بتعمل إييه هنا !!؟ حرام عليك ياأخي خضتني٣ نقطة
, سيف وهو يشير لها بالصمت: هششش اسكتي يابت انتي هتفضحيني٤ نقطة
, نور بهمس: فيه إيه؟ ليه قاعد هنا؟؟!
, كان سيف يجلس في أرضية السيارة من الخلف بين المقعدين الأمامي والخلفي أجاب هامساً: بصي قدامك يانور يافضيحة هتنزعيلي خطتي٣ نقطة
, نظرت نور أمامها قائلة: فيه إيه بقا جاوب..؟؟
, سيف بهمس وهو يدحش نفسه أكثر: مفيش عاوز أخرج والتيران اللي ع الباب دول مش هيخلوني عشان كده مستخبي فاسكتي بقا متخليهمش يكشفوني ٣ نقطة
, ثم نظر ناحية السائق الذي يتابع مايحدث أمامه بعينين متوسعتين: مالك يا راجل أنت تقولش بحياتك مش شايف حد قاعد هنا زيي؟ يلا امشي بقا اتخنقت هنا..
, تحمحم السائق بإحراج وأدار محرك السيارة منطلقاً بها خارجاً من البوابة قاحصاً بالفعل تلك الثيران بدون أن ينتبهو له٣ نقطة !!
, سيف بعد أن عدّل جلسته زافراً براحة: وأخيرااا شوية حرييية.. !! متابعاً بسخرية: ههه فاكرين هيقدرو عليا دا أنا سيفوو ياناااس ألعّب العالم كله على صوابعي ٤ نقطة
, نور سائلة بخوف من الإجابة: طب أنت رايح فين هتفضل هنا أ أنا مواعدۃ إسراء و٣ نقطة
, قاطعها هاتفاً: بس بس أنا كنت عاوز أعدّي من البوابة بس، خلاص اقف عندك ياسطى ياحبيبي **** يكرمك٣ نقطة
, زفرت نور بارتياح فقد كانت ذاهبة لموعدها مع مصطفى وقد خافت من انكشاف أمرهاا٣ نقطة
, ٣١ العلامة النجمية
, _ كووكو
, التفت ناحية الصوت ليبتسم باتساع عند رؤية صديقه أمامه، أسرع إليه يجذبه بعناق شديد فقد اشتاقه وكان في شدة القلق والخوف عليه٣ نقطة
, كرم بسعادة: سيفوو حبيبي وحشتني أوي كنت فين؟ ومش بترد عليا ليه؟ وإيه اللي حصل معك ؟
, سيف بضحك: حيلك حيلك كل دا؟ طب مش هجاوب قبل ماتشربني ولا تطعميني حاجة ٣ نقطة
, كرم هاتفاً بفرح عينيا لييك أنت تؤمر ياحبيبي ثانية بسس..
, وذهب مسرعاً ليعود قليل حاملاً بيده كأسين من شراب سيف المفضل وعدة شطائر متنوعة٣ نقطة
, سيف ضاحكاً: ههه كل داا بس عشان غبت يوميين؟ ههه طب م كنت أغيب أكتر إيه اللي تغير بقا؟
, كرم بلهفة: حاجات كتير، أنت كنت زعلان وبتعيط أكيد حاصلة حاجة كبيرة معاك، ي**** بقا احكيلي كل حاجة وبالتفصييل٣ نقطة
, عبست ملامح وجهه بشدة عند تذكره ماحصل وبدأ بسرد له ماحدث معه خلال اليومين السابقين فيما كان كرم يستمع إله بتركيز واهتمام كعادته دائماً فلطالما كان نِعم الصديق والأخ له٣ نقطة
, ٢٨ العلامة النجمية
, دخل شركته غاضباً بملامح متجهّمة كان كل من يراه يهرب من طريقه فشكله لايبشّر بالخير أبداً والكل يعرفه عند غضبه لا يميز أحد٣ نقطة
, دفع باب مكتبه بقوة وصفعه ورائه بعنف هز جدران الشركة..
, سار جيئة وذهاباً بغضب وانفعال يشدّ خصلات شعره بقوة كل دقيقة وأخرى.. يزفر بثورة وعصبية٣ نقطة
, لايعلم ماذا يفعل٣ نقطة لقد أصبح مشتّتاً ماعلاقتها بذلك الرجل ؟ ولماذا كان يتصرّف معها بتلك الطريقة ومن قام بضربها.. كيف يجرؤ.؟
, ضرب الطاولة بقدمه لتتكسر على الأرضية بعنف عند تذكره كلامها له ونظراتها.. الغاضبة المتألمة.. والمجروحة٣ نقطة
, زفر بحرارة ماسحاً وجهه بيده صارخاً بأعلى صوته: سهاااا ٣ نقطة يا زفتة ياللي اسمك سهى
, انتفضت تلك السهى على صوته الغاضب الذي أوقف قلبها، ودخلت إليه بخطوات مرتجفة مترددة خائفة من فكرة قتله لها وهو بهذا القدر من الغضب: أ أا ايوا ياا..
, أدهم صارخاً: اخرسي بقاا لسا بتتلكّكي بعدين ساعة أما تجيي إييه قاعدة في الصين؟
, ازداد ارتباكها وتلعثمها: لللا لا أنا بب كنت حضرتك اجيت ب بسرعة و
, صرخ ثانية: بسس روحي بعتيلي موسى فوراً
, اومأت برأسها عدة مرات بسرعة ومازالت واقفة مكانها..
, أدهم بغضب شديد: م تروحي بقاا واقفة عندك بتعملي إيييه؟
, انتفضت فزعاً وهرولت خارج مكتبه قبل أن تفقد حياتها رعباً..
, لحظات ودخل موسى قائد حراسة الشركة والذي يعتمد عليه بكل شيء ويثق به ثقة مطلقة: أؤمرني يافندم حضرتك طلبتني !!؟
, أدهم وقد تنبه لوجوده فانتفض من جلسته قائلاً بلهفة: تعال يا موسى عاوزك بحاجة مهمة..
, اقترب موسى قائلاً باحترام: تحت أمرك يافندم
, أدهم: في بنت عاوزك تعرفلي عنها كل حاجة من ساعة ماتولدت لحد دلوقتي..
, موسى: أنا جاهز يافندم قولي اسم البنت دي إيه؟
, أدهم: اسمها ليلى.. !
, موسى بتساؤل: ليلى إيه؟
, أدهم: معرفش غير اسمها !
, موسى بتعجب: نعم يا باشا !!؟؟ طب وهعرفلك ازاي بقا ؟ أدور في البلد على كل بنت اسمها ليلى؟ ولا أزيع دا في الجامع ولّا التلفزيون مش راكبة كده يافندم..
, أدهم بغيظ: لا اتطمن متعملش كده.. عارف عنها كام حاجة كده، هي عمرها تقرباً 23 بتشتغل في محل كارما للعطور دا في شارع (٣ نقطة) وبتدرس في كلية هندسة قسم ديكور وو بس كدة. . هاا هتقدر؟
, موسى مومئاً برأسه: أيوا كدا سهلت عليا الموضوع، بس لو ممكن مواصفاتها
, أدهم بغيرة وغضب: نعم؟؟ وعاوز مواصفاتها ليه بقاا؟
, موسى بتعجب من عصبيته: يابيه مواصفاتها هتوصّلني ليها بسرعة أكبر وباينتك مستعجل أوي عشان كده قولي مواصفاتها عشان لما أسأل عليها يعرفوها بسرعة..
, تنهد أدهم بانزعاج وبدأ بوصف ملامحها باقتضاب، ولكنه بالفعل مستعجل يريد معرفة عنها كل شيء وبسرعة قبل أن يخسرها٣ نقطة !!
, ٣٢ العلامة النجمية
, _ إيه دا سيف؟؟!
, التفت ناحية ذلك الصوت الأنثوي الذي أوقفه عند خروجه هو وكرم من الكفتريا مقطّباً حاجبيه: إسراء !!؟ بتعملي إيه هنا !!؟؟
, إسراء بعبوس: إيه دا بدل ما ترحّب بيا إخس عليك.. لابجد إخس عليك.. إزيك ياكرم عامل إيه؟
, كرم بابتسامة حزينة: تمام كويس وانتي؟
, إسراء: أنا كويسة أوي واجيت هنا زيارة مع بنت خالتي..
, التفت سيف وكرم ناحية الفتاة التي تشير إليها ليهتفا بصوت واحد: مروة !!؟؟
, مروة بضحك: إييه مالكو شوفتو عفريت !؟ بعدين دلوقتي حتى شوفتوني إيه أنا مش باينة أوي كدة؟
, سيف بهيام: مش باينة إيييه وأنا أقول ليه الكلية منوّرة أوي أوي النهاردة !!؟
, ابتسمت بخجل قائلة: دا نوركو بقا..
, تابعت إسراء مايحدث بحزن وقلب متألم ولم تنتبه لتلك العينين اللّتين تتابعان ملامحها الحزينة بقلب يتقطع قطعاً صغيرة مؤلمة.. !!
, سيف بتنبه: إيه يا إسراء نور فين !!؟
, إسراء باستغراب: نور !!؟ بتسأل عليها ليه أنا مشوفتهاش النهاردة٣ نقطة
, ضيق عينيه بريبة قائلاً بحذر: مش على أساس متفقين تخرجو مع بعض النهاردة؟ دي خرجت من بدري عشان تقابلك..
, توترت ملامح إسراء وقد أدركت أن صديقتها الغبية قد كذبت عليه وأخبرته بأنها خارجة معها وهي في الأصل تريد مقابلة ذلك العاهة مصطفى !!
, إسراء محاولة مداراة الأمر: أ أ أيوه صح كنا اتفقنا على كدة قبل متكلمنيش مروة وتعزمني على هنا ف أنا تنازلت عن شوفة أختك اللي كل يوم بخلقتي وإجيت هنا مع مروة٣ نقطة
, اومأ لها برأسه بتفهّم دون كلام وقد بدا عليه التفكير.. ليتحدث كرم قائلاً: طيب يابنات إحنا كنا ماشيين عاوزين حاجة؟
, إسراء ومروة: عاوزين السلامة، مع السلامة
, سحب كرم سيف من زراعه ليخرجا سويّاً .. فيما أخرجت إسراء هاتفها بسرعة طالبة رقم صديقتها ولم تكد تجيب حتى هتفت صارخة بلهفة: نوور أنتي فيين ارجعي على البييت حالاً.. !!

الثالث عشر

- العشق لايولد إلّا في وسط حقول الألغام ، وفي المناطق المحظورة ، ولذا ليس انتصاره دائماً في النهايات الرّصينة الجميلة ..
, إنّه يموتُ كما يولد .. في الخراب الجميل فقط !
, افترقنا إذن ..
, فيا خرابي الجميل سلاماً .. ياوردةَ البراكين ، ويا ياسمينةً نبتتْ على حرائقي سلاماً ٤ نقطة
, ٣١ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, فتح الباب بقوة ينادي بصوت عالي
, سيف: نووورر
, التفتت إليه بخضة ونهضت عن سريرها قائلة بفزع: فيه إيه ياسيف مالك؟
, دقّق النظر في وجهها قائلاً بشك: رجعتي إيمتى مش كنتي خارجة انتي وإسراء؟
, نور: أيوه لكن الزفتة إسراء راحت هي وواحدة قريبتها على كليتها ف روحت شوية ع السوق ورجعت علطول..
, هز رأسه بخفة وبدأت أفكار سوداء تلعب في رأسه قائلا: نوور مش أنا أخوكي حبييك اللي مبتخبيش عنه حاجة؟
, ابتلعت ريقها بتوتر قائلة: أكيد أنت أخويا في إيه؟
, نظر إليها بتساؤل: يعني لو في حاجة حصلت معاكي هتقوليلي مش كده؟
, أومأت برأسها إيجاباً قائلة بهدوء: أكيد ياسيف أنا مبخبيش عنك حاجة أصلاً..
, ابتسم قائلا: خلاص كده اتطمنت يلا أسيبك بقا أحل المشكلة اللي تحت دي
, نور: مشكلة إيه
, سيف: لا متخديش في بالك حاجة كده مع التيران اللي تحت دول٣ نقطة
, خرج من غرفتها مغلقاً الباب ورائه لتزفر بارتياح شديد وقد انهارت أعصابها من فكرة معرفته بفعلتها متذكرة محادثة صديقتها آمرة لها بالعودة إلى البيت..
, نور: فيه إييه يا إسراء هرجع ليه ؟
, إسراء هاتفة بخوف: سيف أخوكي كان هنا وسألني عنك انتي قولتيله أنك خارجة معايا وشكله كده شاكك في حاجة ارجعي حالاً
, نور بخوف رآه مصطفى الجالس أمامها في إحدى الكفتريات لينهض معها سريعاً: فيه إيه يانور؟
, نور: طيب طيب راجعة أهو.. بقولك هو فين لسا معاكي ؟
, إسراء: مش عارفة خرج يمكن يرجع البيت، انتي غبية يعني إزاي مقولتليش إنك خارجة مع الزفت مصطفى بعدين أنا مش قولتلك إني رايحة كلية سيف مفكرتيش إنه ممكن يشوفني؟
, نور وهي على وشك البكاء مودعة مصطفى بإيماءة من رأسها: و**** مش عارفة مخدتش بالي أنا راجعة هكلمك بعدين سلام..
, في الأسفل كان سيف يعقد صفقة داخلية بينه وبين حراس الفيلا اللذين توسعت عيونهم بذهول ونظرو لبعضهم بحيرة وشك عند رؤيته يدخل من البوابة بسرعة شديدة دون أن يروه خارجاً منها.. !!
, سيف: ها يازوزو ياحبيبي اتفقنا كدة؟
, زهير مداعباً ذقنه بخفة: مش أوي يا سيف بيه، دي مسؤوليّة برضه، احنا هنعرّض حياتنا للخطر علشانك.. م انت عارف أخوك لو شم خبر أننا كذبنا وخبينا عليه هيكون أخر يوم فحياتنا..
, سيف متأففاً ناظراً لهم: إيييه انتو هتشلوني؟ كان يوم أسود يوم تعرفت عليكم وساعدتكم، قال قولت معليش ناس غلّابة ساعدها ياسيفوو يا ناصر المظلومين والكادحين يا مساعد الفقراء والمساكين.. انتو فاكرينّي ناسي اللّي عملتوه فيا تفووه عليكم ناس تافهة٣ نقطة
, راشد: بص يا سيفوو بيه إحنا عايزين يومين في الأسبوع هتهرّبنا إحنا التلاتة وتغطّي علينا ساعتين تلاتة أربعة خمسة ستة كدة وهنرجع ومحدّش هيحس على حاجة ..
, نظر بغيظ نحوه هاتفاً بحنق: أنتو هتستغلّوني ؟ هي مرة واحدة بالعمر كلّه احتجتكم مش عاوزين تقفو جمبي ؟ ماشي ياولاد الكلب بشرفي ووجداني ومنشأ كياني هنتقم منكم كلّكو ٣ نقطة !! أوكي موافق المهم أدهم ميعرفش حاجة..
, معتز بسماجة: أنا لسّا متكلمتش يا سيف بيه..
, سيف باستنكار: نعم ياحبيبي !؟ هو لسا في كلام تاني؟
, معتز: أه أنا عاوز أحرس في الجنينة جوا علشان الشمس بقت تزعجني، وتأثّر فيا وبصراحة كده مش عاوز بياض بشرتي يتغيّر..
, سيف بسخرية: وعلى إيه يابيبي .. خلّيك في الظلّ يا ميزو يابيضة أنتي يا صاحبة القلب الرّهيف والبشرة الحسّاسة أبو شكلكو على أبو اللي يطلب منكو حاجة..
, زهير: إحنا ممكن نتنازل عن كل ده لكن اعذرنا هنخبّر الباشا بكل حاجة٣ نقطة
, اغتاظ سيف بشدة لتخطر في باله فجأة فكره كانت غائبة من قبل ليقف قائلاً بثقة: أه ابقو خبروه علشان رقبتكم تبقى قبل رقبتي، هو جايبكم هنا علشان تحرسو ولا علشان تقضّوها شرب شاي وغباء ، وعقاب اللي يقصّر بشغله عند أدهم أنتو عارفينه كويس أوي ٤ نقطة نظر إلى علامات الخوف التي انتشرت على ملامحهم لتزداد ثقته قائلاً بغرور: أدهم ميعرفش حاجة، والراجل فيكم يفتح بؤه علشان أدهم يقفلهوله نهائي ٦ نقطة متلعبوش عليا يا واد منك ليه اللعب معايا نهايته وحشة أوي ٣ نقطة سلام يابيضة منك ليها٣ نقطة !!
, ٣٤ العلامة النجمية
, سدّد له عدة لكمات ليتكوم على الأرضية صارخاً بصوته الجهوري بألم وفمه ينزف بغزارة، ليركله كامل بكل قوته في معدته وأسفل الحزام جاعلاً أمجد يجأر بقوة وهو يتلوّى على الأرضية ألماً٤ نقطة اقترب من حذاء كامل مقبلاً له بدنائة قائلاً بتوسل وأنفاسه تكاد تنقطع: أبوس رجلك يا كامل باشا أرجوك كفاية سيبني !
, اقترب منه منحنياً بجذعه وقبض على فكه بقوة كادت تحطمه قائلاً بتوحش: لسا مشوفتش حاجة يا ٣ العلامة النجمية انت اتجرأت وتطاولت على أسيادك واللي يتجرأ ويعمل كده ولّا يقرب على حاجة تخص كامل عز الدين لسا متخلقش ياروح أمك،
,
, انتصب واقفاً ينظر إليه باشمئزاز صارخاً كزئير الأسد: إزاي تتجرأ وتمد إيدك عليها ياحشرة يازبالة٣ نقطة انا مش قولتلك البت دي لياا أنااا عاد واقترب منه ضاغطاً على يده بعنف بحذائه اللامع ليصرخ الأخر بألم هائل وصوته يخرج بصعوبة من حباله الصوتية: أرحمني يا باشا أبوس إيدك سامحني أخر مرة و**** مكنتش أعرف انها تخصك أوي كده و
, قاطعه هاتفاً وعيناه تسدّدان نظرات جحيمية: نعم ياروح أمك مكنتش تعرررف ٣ علامة التعجب؟ أنا أديتك البنت دي علشان تفضل عندك لغاية معوزها مش علشان تاخدها ليك ٣ نقطة !! انت نسيت مين أنا ولا إييه..؟ لو نسيت ممكن أفكرك وأخلي رجالي يقطعوك حتة حتة ويرموك لكلاب الشوارع٣ نقطة
, أمجد برعب وألم بكافة أنحاء جسده فهو يعلم كامل جيداً لا يرحم أحد أبداً ويعلم أنه قادر على تنفيذ تهديده هذا اقترب يقبل يديه: لا يابيه والنبي أخر مرة، هعمل كل اللي تقولي عليه أنا خدام تحت رجليك ياباشا بس أرجوك سامحني..
, أبعده عنه بقرف واشمئزاز قائلاً بتعالي: أنت هتنفذ اللي بقوله غصب عنك يا٣ العلامة النجمية لأنك عارف أنا ممكن أعمل إييه.. غور من وشي وإيدك دي لو اتمدت عليها تاني هقطعهالك سامعنيي ؟؟ هقطعها
, أمجد وهو يتجه إلى الباب بخطوات متأرجحة يضغط على يده من الألم: حاضر يابيه أنت تؤمر..
, خرج مغلقاً الباب وراءه ليترك ذاك الذي تتصارع شياطينه داخله تريد إحراق أدهم وكل عائلته..
, كامل بشر: كان معها وبدافع عنها كمان، ياترى إيه علاقتك بيها يا أدهم ؟ و**** مهسيبك تتهنى أبداً، تذكر ما أخبره به رجاله الذين كلفهم بمراقبة أمجد لئلّا يلعب بذيله عن ذهابه إليها ودفاعه عنها بشراسة عند تعرض أمجد لها، ليقترب رجاله ساحبين أمجد معهم دون رؤية أحد لهم٤ نقطة !!
, تعالت ضحكاته بخبث شديد مردداً: ههههه عامل راجل أودامها .. شكلها دخلت دماغه ههه مش عارف اللي فيها !! ليلى مش هتكون غير لياا.. ليا أنا وبس٣ نقطة ٣ علامة التعجب
, ٣٢ العلامة النجمية
, تبكي بحرقة شديدة حابسة نفسها في حمام غرفتها منذ أكثر من ساعة ٣ نقطة عجزت والدتها عن جعلها تخرج وقد كاد الباب يكسر من طرقاتها فوقه٣ نقطة
, بكت حتى كادت تختنق ووصلت على حافة الإنهيار٣ نقطة
, الأن فعلاً خسرته ٣ نقطة لقد كانت واهمة عندما ظنت أن حياتها ستتحسن ٣ نقطة كانت غبيّة عندما سمحت لقلبها بحبه ٣ نقطة مثلها لايصح لهم الحب ٣ نقطة !
, مسحت دموعها بعنف ونهضت تنظر لوجهها في المرأة وقد أصبح كتلة حمراء متورّمة بعد كل تلك الدقائق التي قضتها في البكاء٣ نقطة نظرت لملامحها الهادئة ولكن في نفس الوقت جاذبة٣ نقطة كان جمالها هادئاً أنيقاً ولكن لم يراها أحد إلا وجذبته لها٣ نقطة مالت شفتيها بسخرية شديدة ..حتى والدها٣ نقطة !
, ستتركه.. ستنسى حبها ودقات قلبها له .. ستعود لحياتها السابقة قبل لقائه .. وهذا قرارها الأخير٣ نقطة
, لاحت في خيالها ملامحه الغاضبة ممزوجة بقلق وخوف واضح في عيناه عليها٣ نقطة تمنّت لو أخبرته بحالها ، وتشبثت به ك الغريق وماكان ليتردد ثانية في إنقاذها ٣ نقطة دمعة سقطت منها .. ثم أخرى .. لتعود وصلة البكاء من جديد .. تحبه .. بل تعشقه .. ولا يمكنها نسيانه أبداً٣ نقطة
, ٣٣ العلامة النجمية
, عاد من عمله أو من مكتبه فهو لم يعمل أبداً منذ لقاءه معها ٣ نقطة عقله يصور له خيالات كثيرة كلهاا سوداء ينقبض قلبه لها ٣ نقطة ظهور هذا الرجل في حياته من جديد شتّت أفكاره وخربط كيانه .. وظهوره معها بالذات كانت الصدمة التي لم يستطع تحملها !! لايدري بعد بأن هذه لم تكن صدمة بل مقدمة لها ..!!
, جمانة: أدهم مش بترد ليه مالك ؟؟
, أعاده صوت والدته لأرض الواقع ليتجه ناحيتها مبتسماً بعدما لاحظ نظرات القلق والاستغراب التي ترمقه بها: إزيك يا ماما عاملة إيه؟
, جمانة بحب: الحمد**** ياحبيبي أنا كويسة، بس انت اللي مش كويس..
, تنهّد بتعب باد على ملامح وجهه الوسيم قائلاً وهو يغمض عيناه: مفيش ياحبيبتي مرهق شوية
, جمانة: لا أنا حاسة إن في حاجة تانية اللي تاعبتك وملاحظة إنك ليك فترة مش على بعضك، مالك يابني احكيلي..
, نظر لعينيها التي تنضح حباً وخوفاً عليه ليبتسم بارتياح لاشعورياً فمجرد نظره واحدة لعيني أمه تنسيه هموم يوم كامل: صدقيني مفيش حاجۃ ..مشكلة كدة في الشغل وطلعت عيني على ما اتحلّت علشان كده تعبان .. قوليلي البت نور فين؟
, جمانة: نور بأوضتها بتذاكر
, أدهم: وسيف ؟
, جمانة: مش عارفة قبل شوية كان قاعد مع الحراس ع الباب يمكن طلع أوضته يلا ياحبيبي اطلع ارتاح شوية هحضر العشا علشان نتعشا مع بعض..
, قطب حاجبيه ونهض صاعداً للأعلى ليمر من أمام غرفة سيف المفتوحة !! دخل يبحث عنه فيها فلم يجده ليشد على قبضتيه بغضب زافراً بنفاذ صبر منه اتجه سريعاً للخارج قبل أن يسمع صوته..
, سيف: أدهم ؟ فيه حاجة؟
, التفت إليه يراه داخلاً من الشرفة لينظر إليه بجمود واضعاً يديه بجيبيه كوقفته المعتادة دون كلام ..
, سيف بغضب: يعني جاي هنا ليه طالما مش عايز تتكلم ٣ نقطة؟
, لم يجيبه مكتفياً بنظراته وملامحه الباردة
, اقترب منه متنهداً بيأس: أنت جيت تشوف لو كنت موجود هنا ولا خالفت أمر جنابك وخرجت مش كده؟
, لم تتغير ملامح وجهه رغم لمحة الضيق التي اعتلته من طريقة حديثه ، ليستدير خارجاً من غرفته بصمت فيصرخ الأخر بنفاذ صبر: لو جاي عشان كده وبس يبقى متجيشأحسن .. أبعت أي حد يشوفني ويراقبني مفيش داعي تيجي بجلالة قدرك وتتعذب سعادتك..
, لم يتلقّى إجابه منه لينفخ بضيق شديد متمتماً: و**** الحق عليّا إني بقيت في البيت وسمعت الكلام !! كان لازم اخرج !!
, مش عارف ليه بفضل أعرّض شخصي المحترم للإهانة وعدم التقدير ٣ نقطة !!
, ٣٤ العلامة النجمية
, صرخت بألم شديد تبعد يديه الغليظتين عنها ولكنه كان كصخرة قابضة أنفاسها لايتزحزح يجذب
, خصلات شعرها بين يديه بعنف غير عابئاً بصراخها وألمها فيما هي كانت تبكي وكأنّ هذا يوم البكاء.. وجهها أصبح كخريطة غير مفهومة المعالم من شدة ضربه لها٣ نقطة دخل عليها كالثور الهائج خاصّة عند علمه بأن والدتها وأخيها الصغير ليسا في المنزل ليستطيع الإنفراد بها٣ نقطة
, أمجد هازاً رأسها بقوة جعلتها تصرخ بألم: بقا أنا انضرب بسبب واحدة٣ العلامة النجمية زيك أنا هوريكي قيمتك يابنت الكللب..
, ليلى بصراخ حاد وهي على حافة الانهيار: حرام عليك سيبني فحالي بقا حراام
, اقترب منها أكثر حتى لفحت أنفاسه الساخنة المقززة وجهها المكدوم قائلاً بصوت كفحيح الثعبان: أسيبك؟ بقا في حد يسيب الحلاوة دي كلهاا ههه يبقى بتحلمي.. معاه حق الباشا يتعلّق بيكي انتي عليكي جسم مشفتش كده فحياتي عايزاني أسيبك م هو مش الباشا يتمتع بيكي وأنا لأ٤ نقطة
, اقترب منها يدفن رأسه بعنقها يحاول تقبيلها بقذارة وهي تعافر لإبعاده عنها ولكن جسده الضخم يحول دون ذلك فقد أرخى جسده عليها يتحسس بيديه القذرتين جسدها بلمسات دنيئة وشفتيه تعبث بعنقها و مقدمة صدرها البارز من فتحة سترتها الواسعة تاركاً علامات حمراء مؤلمة في كل مكان يطوله.. تحت شهقاتها وأنينها الذي يقطع نياط القلوب..
, قالت من بين شهقاتها ويديها تبعدان وجهه عنها وتحاول خدشه بأظافرها: ابعدد عنيي حرام عليك يامامااا انتي فيين سيبني والنبي ابعد عني حرام اللي بتعمله اتقي **** أنا بنتك بنتك حرااام أرجووك يا بابا أبعد
, كانت تعافر بكل قوتها يديها ورجليها وتصرخ بأعلى صوتها ولكن لافائدة في هذا الذئب البشري المتوحش جاهدت بكل مافيها لتخور قوتها شيئاً فشيئاً ولم يعد بمقدورها المقاومة٣ نقطة سالت دمعة من طرف عينها شعرت بها ساخنة من ألم وجهها المجروح وقد استسلمت لقدرها مردّدة بضعف شديد: أنا بنتك حرام أنا بنتك ..
, لتغمض عينيها بوهن شديد وقد اسودّت الصورة أمامها وتداخلت الأصوات برأسها ولم تعد تشعر بأي شيء حولها .. ليأتي صوته الذي شعرت به بعيداً جداً وكأنها في وادٍ سحيق وكان أخر ماسمعته قبل أن تفقد وعيها باستسلام: أنتي ليا أناا، أنتي مش بنتي فاهمة مش بنتيي أنا مش أبوكي.. !!؟
, ٣٢ العلامة النجمية
, - أنتِ أقوى ممّا تدّعين، أكثر صلابة ممّا تظهرين، فبرغم أنوثتكِ ورقّتكِ وسهولة خدشكِ، إلا أنّك فتاة شامخة، قويّة، ذات جذور عميقة وعتيقة٣ نقطة
, ٣٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, يجلس على مائدة العشاء بقلب منقبض، لايعلم لما يشعر بشيء غريب.. شيء سيء، كانت دائما تداهمه هذه الحالة عند تعرّض أحد من عائلته للخطر .. نظر ناحية والدته ليراها تأكل بابتسامة سعيدة كعادتها لتجمّعهم حولها ونور مقابلة لها تمزح وتضحك معها وبجانبها سيف الذي يأكل وكأنها نهاية العالم ! وللتو انتهى من الاطمئنان على أحمد ٣ نقطة
, الجميع بخير ٣ نقطة إلّا قلبه ٣ نقطة !!
, جمانة بتساؤل: أنت مش بتاكل ليه يا أدهم؟
, أدهم بابتسامة: م أنا كلت كتير ياحبيبتي معليش شبعت دلوقتي هطلع ارتاح شوية تصبحو على خير..
, أجابه الجميع ليصعد الدرجات تصاحبه نظرات والدته القلقة .. ونظرات سيف العابسة لظنّه أنه منزعج بسببه ..!
, دخل غرفته متجهاً نحو الشّرفة فقد شعر باختناق شديد، رفع هاتفه ليجري اتصالاً بموسى قائد حراسته، فلم يعد يطيق الانتظار..
, أدهم: عملت إيه بالموضوع اللي قولتلك عليه؟
, موسى بغباء مفاجئ: موضوع إيه يافندم؟
, أدهم بغيظ شاداً خصلات شعره: موسى متجننيش، المعلومات عن البنت اللي اسمها ليلى
, موسى بتذكر: أه افتكرت ، أحم لسا يافندم..
, أدهم بغضب: لسا إيييه؟ مش قولتلك المعلومات تجيني بأسرع وقت ..؟
, موسى بتردد: و**** يافندم إحنا مش مقصّرين يومين وكل المعلومات هتكون على مك..
, قاطعة صارخاً بعصبية: بكراا، بكرا الصبح المعلومات تكون على مكتبيي وإلاا اعتبر نفسك مرفود فااهم؟؟
, موسى: فاهم فاهم يافندم تحت أمرك..
, أدهم: وبرضه أنت مرفود.. !!
, أغلق الخط بوجهه وهو يأخذ عدة أنفاس يحاول تهدئة غضبه القاتل ٣ نقطة لحظات عاد يرفعه أمام عينيه باحثاً عن أسمها وقد قرّر تلبية نداء قلبه ومحادثتها٣ نقطة
, استمع لصوت الرنين في الجانب الأخر ليعود للإتصال مرة ثانية وثالثة وخامسة قبل أن يضرب هاتفه بعرض الحائط ليسقط أرضاً متناثراً لقطع عديدة..
, أدهم صارخاً بغضب: أنت الغبي أنتت الحق عليك بعد كل اللي عملته معاك لسا عاوزهاا لسا عايز تكلمهاا وتسمع صوتها.. أنا الغبي أنا اللي مفهمش.. أنا مش في دماغها خاالص هي مش عايزاني لييه مش قادر أبعد عنها ليييه ..!!؟
, خرج مسرعاً من غرفته والغضب يشكّل ملامحه منطلقاً لصالة الرياضة يفرغ غضبه الهائل وغيظه بكيس الملاكمة الذي يشعر أنه حتى هو ليس قادر على تهدئته في هذه اللحظات٦ نقطة
, ٣٥ العلامة النجمية
, كانت تجلس في غرفتها مبتسمة بعد انتهائها من مكالمتها مع مصطفى.. تذكرت خوفه عليها ولهفته التي بدت ظاهرة في صوته
, مصطفى بلهفة: نور طمنيني عليكي انتي روحتي بسرعة النهاردة إيه اللي حصل؟
, نور بابتسامة: إسراء كلمتني وقالتلي انها شافت سيف وسألها عني، علشان كدة مشيت بسرعة
, مصطفى بخوف حقيقي: حصل حاجة؟ سيف عرف إنك كذبتي عليه؟
, نور بابتسامة لخوفه عليها: لا اتطمن أنا وصلت البيت قبل ماهو يجي الحمد**** مرت على خير٣ نقطة
, مصطفى بارتياح وابتسامة دافئة لم يشعر بها: الحمد**** قلقت عليكي جدا متتوقعيش حصلّي إيه بعد ماروحتي فضلت تايه وخايف ومكنتش أقدر أرنلك خفت حد يعرف إنك بتكلّميني..
, نور بسؤال متردّد: انت بجد بتخاف عليا يامصطفى؟!
, مصطفى باندفاع كان قد خطط له من قبل ولكن لو رأى أحدهم اللمعة التي بعينيه لما صدق أن هذا مصطفى نفسه الذي يريد الانتقام: طبعاً عندك شك بده يا نوور؟ أنتي أول وحدة بخاف عليها كده.. أنا بخاف عليكي من كل حاجة حتى من نفسي.. !!
, استشعرت نور صدق حديثه لتبتسم باتّساع ويعجز لسانها عن الكلام .. ليتابع مصطفى بصدق وصوت نابع من قلبه: أنا أول مرّة بحياتي أقابل بنت زيك يانور.. انتي مختلفة عن الكل، أنتي حاجة جميلة أوي وغالية أوي أوي ٣ نقطة
, اتسعت ابتسامتها أكثر لتقول بتلعثم وضربات قلبه باتت مسموعة: أ أنا هسكر دلوقتي تصبح على خير..
, مصطفى بابتسامة: وانتي من أهله يانوور قلبي..
, تنهدت بسعادة ومشاعر متعددة تستشعرها للمرة الأولى مغمضة عيناها بهدوء تتخيل ملامحه الوسيمة أمامها لتظهر ابتسامة حب على فمها وهي تدعي ربها من كل قلبها أن يديم عليها هذه السعادة وأن تستطيع هي ومصطفى حلّ الخلافات التي بينه وبين أخيها .. !!
, ٣٦ العلامة النجمية
, دخل إلى غرفته ليجده على سريره واضعاً حاسوبه الشخصي أمامه يعمل عليه وبجانبه أوراق وملفات كثيرة بعد ثورته السابقه .. لم يكن يعمل .. كان يلهي نفسه عن التفكير بها فقط .. وليته نجح في ذلك٣ نقطة !!
, رفع رأسه عند دخول أحدهم للغرفة ليقطّب جبينه بانزعاج قائلاً بجمود: مفيش باب تخبط عليه؟
, سيف بابتسامة هادئة: أيوا فيه أنا دخلت منه أهو..
, أدهم بغيظ: ولمّا هو في باب مخبطش قبل ماتدخل ليه؟
, سيف بدهشة مصطنعة: **** .. وأنت عايزني أخبط وأدخل بنفس الوقت ! مينفعش معايا كده التنين مع بعض كتير عليا..
, أدهم: يبقى أخبط بدون ماتدخل..
, جلس بجانبه قائلاً: ممكن اسأل سؤال..؟
, أدهم: لأ
, سيف: سؤال واحد بس وهخرج علطول أوعدك
, أدهم بنفاذ صبر: خير ؟
, سيف: أنت ليه بقيت كده ؟
, التفت إليه وعلى وجهه علامات الحيرة ليقول سيف بتلعثم: أنا بقصد يعني أنا بس .. أنا هروح افتكرت مشوار مهم سلام
, أمسكه من زراعه ليجلسه ثانية قائلاً بتساؤل: كمّل كلامك كده إزاي يعني؟
, سيف في داخله: يخربيتك ياسيف ضروري تفتح بؤك وتتكلم هقول إيه دلوقتي
, أدهم بغضب: م تقول بقا فيه إيه؟
, انتفض بخضة ناظراً ناحيته ليأخذ نفس طويل قائلاً: بقيت قاسي أوي
, عاد إلى جموده ينظر إلى حاسوبه قائلاً ببرود: بيتهيّألك ..
, سيف برفض: لأ مش بيتهيألي أنت بقيت كده فعلاً، قولي إيمتى كنت تخاصمني كل الوقت دا ؟ أنت أصلاً مكنتش بتستحمل تشوفني دقيقة واحدة زعلان ودلوقتي بقالك كام يوم مش فارقة معاك .. ولا إيمتى تحبسني في البيت ومتخلينيش أخرج ولا إيمتى مر يوم ومجيتش لعندي وسألتني عملت إيه وحصل معايا إيه؟
, ضاقت عينيه بشدة وكلام سيف يجول في عقله.. فعلاً متى كان كذلك.. أو متى تغير وأصبح هكذا ٣ علامة التعجب
, تنهد بتعب وإرهاق شديد لمَ عاد الماضي يحاصره هكذا؟ لمَ جعل مجرّد شخص تافه يغيّره ويبعده عن أهله.. ؟ هو السبب فعلاً فمنذ رأه تلك المرة وحاله قُلِبَ تماماً٣ نقطة
, رفع عينيه ليجد سيف يتسحّب بخفة خارج غرفته بعد رؤيته شارداً .. هارباً من أمامه لئلّا يغضب عليه ثانيةً..
, ابتسم بحب وهو بتابعه بعينيه حتى خرج مغلقاً الباب وراءه ٣ نقطة هو يحبه فهو ابنه الذي رباه على يديه ويعلم أنه لن يلبث طويلاً ويغفر له خطأه،
, ولكن الخوف على مستقبله قد تسرّب لقلبه وجعله يفكّر كيف سيعيش وهو غير متحمّل للمسؤولية ؟ وهذا ماجعله يجافيه تلك الأيام ويرفض محاولاته للإعتذار منه، فدائماً ماكان يسامحه سريعاً وتمر فعلته كما لو أنها لم تكن .. والأن وبعد وصوله للأقسام لايريد ذلك.؟
, يريد أن يجعله يعلم بأن لأفعاله الطّائشة عواقف وأن حبه ودلاله له لايعني أنه سيمرّر له كل شيء بدون عقاب ٣ نقطة هو يعلم بطيبة قلبه وحنانه ورجولته في المواقف التي تحتاج ذلك ولكنه أيضاً مدلّل ودائماً ماكان يبرّر أفعاله الطائشة بأنها حرية شخصية ويتصرّف بلا مبالاة لأنه يعلم أنه مهما فعل فأخيه دائماً بظهره يحامي عنه ويخرجه من كل المصائب التي يوقع نفسه بها .. ممّا يجعله مستهتر وغير مسؤول ٥ نقطة فكّر للحظة .. ماذا سيحل بأهله
, إن حدث له شيء !!؟ وهل سيف سيقدر على هذا الحمل وحده أم لا ؟ وبتصرّفاته الحالية فالجواب واضح٣ نقطة ٣ علامة التعجب
, ٣٢ العلامة النجمية
, انتهى من اتصاله واطمئنانه عليها كان يشعر بسعادة وراحة هائلة ٣ نقطة ليتنبه على نفسه أخيراً ويقطب حاجبيه بشدة.. هو تقرب منها لينتقم من أخيها وفقط ! لايجب عليه نسيان هذا أبداً.. ولكن لمَ يشعر براحة كبيرة عندما يكون معها٣ نقطة؟ فقط عندما ينظر داخل عينيها البريئتين ينسى كل آلامه٣ نقطة
, نور دخلت لظلمة حياته لتنيرها .. !!
, وهو لايريد هذا النور ..يريدها مظلمة كالحة يريد الكره والحقد أن يبقى موجود داخله.. يريد الانتقام لنفسه ولأبيه لحياته التي قضاها بلا أهل رغم وجودهم حوله ٣ نقطة الانتقام للإهانة التي لطالما تعرض لها بسبب أمه الخائنة !! بسبب تشكيك والده به بأنه ابنه.. !! والذهاب به كل فترة ليجري تحليل ..!!
, والآن وبعد كل ذلك لايريد التراجع.. لايريد لبرائتها أن تمحي قسوته وجريمته٣ نقطة سيغمض عينيه عن ضوء عينيها البريء ويصمّ أذانه عن كلماتها الناعمة التي تتسلل لقلبه لتحييه.. !! يريد الإنتقام وسيصل إليه !!؟
, ٣٦ العلامة النجمية
, _ عاوزة حاجة ياماما أنا خارج
, أسرعت إليه جمانة قائلة بلهفة: خارج بدري ليه مش هتفطر؟
, أدهم باستعجال: لا ياحبيبتي مستعجل عندي شغل كتير هبقى افطر في الشركة سلام
, ركض مسرعاً لسيارته لم يستطع النوم طول الليلة الفائتة لم يصدق عندما طلع ضوء الصّباح ليسرع يرتدي ملابسه متجهاً لشركته ينتظر موسى الذي سيأتي له بالمعلومات عنها !!
, كان متلهّف لمعرفة كل شيء عنها وفي نفس الوقت خائف ٣ علامة التعجب
, دخل شركته باكراً قبل وصول الموظّفين جلس وراء مكتبه مخرجاً هاتفه
, أدهم: انت فين ياموسى وصلت للمعلومات؟
, موسى: هاا.. أيوا يا باشا وصلت هجيبهم معايا لما أجي الشركة
, أدهم: تجي حالاً أنا منتظرك
, موسى بتعجّب: دلوقتي يا باشا؟
, أدهم بغضب من بروده: أيوا دلوقتي فيها حاجة دي؟
, موسى بتردد: لا لا أبداً هاجي حاضر بس يعني هو كنت عايز افطر الأول و
, أدهم مقاطعاً بغيظ: تجبلي المعلومات دلوقتي وبعدها روح اتزفت اطفح ، عشر دقايق وأشوفك قودامي وإلّا اعتبر نفسك مرفود !!
, موسى باستغراب وبلاهة: م هو أنا اترفدت مبارح يا باشا !
, أدهم بعصبية: أستغفر **** العظيم يارب الصّبر من عندك، اسمع ياحيوان عشر دقايق والمعلومات تكون عندي وإلّا لسانك ده هقطعهولك وأشويه وأئكله لرجالك مفهوم؟
, موسى برعب وغباء: خلاص يا باشا هبقى أفطر في الشركة أحسن..
, ليجيبه انغلاق الخط بغضب في وجهه من الناحية الأخرى !!
, ٣٥ العلامة النجمية
, في مكتبه منذ أكثر من نصف الساعة، يمشي ثم يجلس ويضرب الحائط بقبضته يصرخ في كل من يدخل إليه ويتوعّد لموسى لتأخره كل هذا الوقت !!
, انتفض ونهض إليه بلهفة عند دخوله هاتفاً: تأخرت كده ليه ياحيوان ومش بترد على تلفونك ليه ؟ فعلاً أنا مش مشغل عندي غير شوية بهايم..
, موسى بتردد وخوف من هجومه: أ أعذرني يا باشا م انت عارف بيتي بعيد عن الشركة دا غير الزحمة و
, قاطعه غاصباً: إيه رأيك تحكيلي كمان إزاي أمك وأبوك تعرفو على بعض وتولدت قصة حبهم ؟
, موسى باستغراب: وعايز من قصة حب أمي وأبويا إيه يافندم؟
, احتقن وجهه بغضب شديد جازّاً على أسنانه حتى سُمع صوت اصطكاكها ببعضهم قائلاً: ياارب أنا عامل إييه عشان تبليني البلوة دي ٣ نقطة ؟ قولّي أنتو الغباء عندكو وراثة في العيلة يعني ولا إيه أصل أختك المصونة عاملة زيك ماشاء ****.. !!
, موسى: لا يا باشا مظنش وراثة ممكن أا..
, قاطعه بغضب وقد كاد يجن: بسس انت حمار ولا إيه؟ لا بتكلم جد انت حمار؟ اخلص جبت المعلومات ولا عايزني أموتك دلوقتي وأنا أحب على قلبي بصراحة ؟!
, تحمحم موسى بسرعة وقال برسميّة: أيوا يافندم الملف دا فيه كل المعلومات اللي عايزها تحب تشوفه بنفسك ولا أقرهولك أنا ؟
, خطف الملف سريعاً من بين يديه قائلاً بسرعة ولهفة: أنا هقرأه اطلع برا أنت مرفرد لأنك حيوان وقول للزفتة أختك اللي برا متزعجنيش بغبائها اللّامتناهي و متدخّلش حد عندي نهائي ..
, جلس على مقعده وراء المكتب فاتحاً أول صفحة في الملف لتتّجه عينيه سريعاً نحو صورتها في زاوية الصفحة العليا .. مرر أصابعه فوق صورتها وملامحها الجميلة أنرل إصبعه يمسح على شفتيها الورديّتين متمنّياً لو كانت حقيقة أمامه وليست مجرد صورة..!!
, أغمض عينيه يأخذ عدّة أنفاس حتى هدأت ضربات قلبه التي تتسارع دائماً لمجرّد ذكرها ٣ نقطة
, نظر ناحية الإسم المكتوب بخط كبير جانب الصورة وعلى شفتيه ابتسامة واسعة .. متلهّفة .. عاشقة ..!!
, لحظات .. لتُمحی سريعاً ، تتوسع عيناه بشدة حتی جحظتا وتحتل وجهه معالم غريبة .. صدمة .. ذهول .. عدم تصديق !!
, ابتلع لعابه بصعوبة شديدة شاعراً بغصّة خانقة استوطنت حلقه ! أنفاسه تسارعت وأصبحت مسموعة كنهيج قوي ، امتدّت يده بارتعاش لترخي ربطة عنقه التي باتت تخنقه رغم اعتياده عليها !!.. مسح على وجهه المحمرّ ورقبته يحاول استجماع قليل من الهواء كي لايمووت.. !!
, تجمّدت الدماء في عروقه ليبرد جسده بشدّة على نقيض النيران التي بدأت تستعر في داخله أكثر فأكثر حتى أقسم أنه باستطاعته أن ينفث دخاناً ساخناً من فمه !! وتنَدّى جبينه بحبات عرق باردة أخذت تتساقط على وجهه تبلّله بعدما تخشَّب !!
, ارتعشت يده الممسكة بالملف واحتلّتها رجفة لا إرادية ليسقط أرضاً ، ومازال مفتوحاً على صورتها واسمها الذي كُتِبَ بخطٍّ كبير وكأنّه يعانده !! ويعلن تمرّده وظهورهِ الدّائم كاللّعنة في حياته !! " ليلى أمجد العامر "

الرابع عشر

- عندما يُطعَن الطيّبون في قُلوبهم، يتوعَّدون بالإنتقام..
, وحين تأتيهم الفرصة ، تَصرخ ضمائرهم:
, "العفو عندَ المقدرة" !!
, ٣٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, دخل بخطوات بطيئة حذرة يدعس بحذائه فوق قطع الزجاج المتناثرة بكثرة على الأرضية٣ نقطة
, المكان يعمّه الظّلام .. ظلام دامس فقط لاشيء أخر !!
, هدوء شديد وكأن لا أحد في المكان فقط صوت أنفاس مسموعة وسط هذا الصمت المبهم !!
, _ أدهم !!؟؟
, لم يتلقّى أي رد رغم صوت الأنفاس التي تسارعت بشدّة والدّالة على أن صاحبها سَمِع النداء وأنه يتألّم وبشدة.. !
, أحمد: أدهم رد عليا..
, خرج صوته أخيراً جامداً أو هامداً بلا روح..
, صوت خافت ملييء بالألم..
, أدهم: أنا هنا يا أحمد ..
, ابتلع لعابه بصعوبة وقد وصل إليه ألمه الواضح ليسقط عميقاً في روحه ٣ نقطة والتفت ناحية الصوت ليراه على الضوء الخافت القادم من الخارج عبر النافذة، مستلقياً على الأريكة الجلديّة في زاوية المكتب..
, أسرع يشعل الضوء لينير المكتب بأكمله ليتراجع بشهقة خرجت رغماً عنه بعد رؤيته حالة المكتب ال.. المدمر ٤ علامة التعجب
, اقترب منه ببطء مقطّباً حاجبيه بشدة وهيئة أدهم المزرية تتّضح له شيئاً فشيئاً ٣ نقطة وقف أمام الأريكة ينظر إليه بصدمة وألم شديد من حالته ، عيناه اختفت زرقتها وحلَّ محلّها احمرار كبير وكأن اللهب اشتعل فيهماا ٣ نقطة شعره متساقط على جبينه بفوضويّة أزرار قميصه مفتوحة أو بالأحرى ممزّقة !! وسترته مرمية على الأرض بإهمال ٣ نقطة هالَهُ معالم التعب والألم الواضحة على وجهه .. وكأنّه كبر سنوات كثيرة !!
, هتف بكل اللّوعة والخوف: أدهم إيه اللي عامل فيك كدة؟
, لم يجيبه وعيناه مازالتا شاردتان في السقف..
, لم يتحمل رؤيته أمامه بهذا الضعف ليصرخ به أن يجيبه ولكن نفس الإجابة.. الصمت !!
, اقترب منه يجذبه من ملابسه بقوة ليجلسه رغماً عنه هاتفاً به: إيه اللي عامله في نفسك ده؟ وليه المكتب مدمر كده ؟جاوبني فيه إييه ؟
, لم يتلقى منه رد ليهزه بقوة صارخاً بوجهه ليوقظه من شروده: أدهممم كلّمني فيه إيييه؟
, أيضاً لم يتلقى إجابة فقط رفع يديه بقوة خائرة يحاول إبعاد يدي أحمد عنه فلم يستطع ليسقطهما ثانيةً جانبه باستسلام أوجع قلب صديقه ليرفع يده عالياً لتحط بصفعه قوية على وجهه ، صفعة لم تكن لتؤثر فيه وبنيته القوية، ولكن الأن وبحالته تلك كانت كفيلة لتسقطه أرضاً بعنف٣ نقطة
, امتلأ قلب أحمد غضب وألم عليه ليجذبه من ذراعه يرفعه عن الأرض بعنف قائلاً بصوت جهوري أجش يدل على قوة صاحبه البدنية وقوة صبره وتحمله: هتتكلم غصب عنك مش هسمحلك تعمل في نفسك كده وأنا واقف أتفرج عليك،
, أدهشته تلك السّخرية التي اعتلت ملامح صديقه واليأس الشديد الذي لم يراه به حتی وهو في أصعب أيام حياته٣ نقطة أدهم الجمل الشامخ الذي تحدى الصعاب ولم ينحني لأحد، يقف أمامه الأن بانهيار واستسلام قاتل ..!!
, ليجذبه بعنف من ملابسه يجرّه بقوة ناحية الحمام الملحق بالمكتب يفتح الصنبور ويضع رأسه تحت الماء البارد يضغط عليه بقوة يخنقه بالماء يسحب الهواء من حوله يحاول جعله يشعر بالحياة يخرجه من تلك القوقعة التي يريد وضع نفسه فيها هاتفاً بقوة:
, فوق بقاا فووق من اللي انت فيه متستسلمش كده..
, ابتعد من تحت الصنبور بقوة وهو يدفعه بعيداً عنه شاهقاً الهواء باختناق وهو يصرخ بغضب جامح وصوت مجروح جعل أحمد يشفق عليه ٣ نقطة هو الوحيد الذي يشعر به دوناً عن الجميع يعلم معاناته منذ القديم والتي مازالت حتى اليوم ٣ نقطة يعلم أنه يُخفي في قلبه أضعااف ما يبديه من ألم ويخرج للجميع بقوة وجبروت رغم الإنهيار داخله..
, مش عايز أفوق مش عاايز سيبني فحالي سيبوني كلكم مش عايز حد جنبي
, ضرب صدره بقوة صارخاً: أنا أناا اللي محدش حاسس بيا ولا حد عارف النار اللي جواتي، النار دي حرقتنيي.. ! حرقتني يا أحمد ومش قادر أعمل حاجة ..!
, حاسس إني بقيت عاجز مش عارف أعمل إيه..
, سقطت يديه جانبي جسده باستسلام قائلاً بضعف
, وما أصعب ضعف الرجال.. !
, عايزين مني إيه تاني؟ أنا عطيت وعطيت لحد مبقاش ليا حاجة لنفسي ٣ نقطة عايزني أخرج قدام الناس تاني أدهم عز الدين اللي مبيتهزش ومبيتكسرش !؟؟ لا يا أحمد لاا أنا اتكسرت خلااص قلبي اتقتل ٣ نقطة
, انتهييت ٣ نقطة
, سقط أرضاً بوهن ولم تعد رجلاه قادرتان على حمله وقد انهار جسده وهو الذي لم يدخل جوفه لقمة طعام واحدة أو شفة قهوة صغيرة منذ الأمس.. !!
, تنهّد أحمد بحزن وقلبه يتقطّع على صديقه ليقترب ويجثو على ركبتيه أمامه يضع يديه على كتفيه بمؤازرة ودعم يحتاجه الأن وبشدة ..
, أحمد: مالك ياصاحبي إيه اللي كسرك؟ أنت متعرفش إن لما بيحصلّك حاجة أنا بيحصلي ضعفها ! متعرفش إن أنا وانت واحد ألمنا وجرحنا واحد ؟! لو أنت ضعفت أنا هقف في ظهرك أسندك ولو مقدرتش هضعف معاك.. !! مش طول عمرنا كده ؟ ولسا زي ما احنا .. عاوز تتوجّع وجّعني معاك .. احكيلي ..!!
, رفع عينيه اللّامعتين بدموع متأثرة لكلامه .. دموع أبت رغم انهياره أن تسقط..
, أشار برأسه إشارة خفيفة ليحوّل أحمد عينيه في الاتجاه الذي يشير إليه، لينهض ويجذب الملف الذي كان كما هو أرضا٣ نقطة
,
, ليمسكه بين يديه مقطباً حاجبيه بحيرة شديدة قبل أن تتسع عيناه بصدمة وذهوول .. رفع عينيه ناحية أدهم بغير استيعاب لتتلاقى عيناهما تقولان كلاماً دون صوت وكأنّه يخبره: هاقد عرفت سبب انهيارك والذي بالفعل يستحق ذلك !!
, ٣٥ العلامة النجمية
, تبكي بحرقة شديدة ألم وجرح غائر في قلبها.. لاتصدّق ماحدث معها حتى الأن غير مستوعبة ماذا كان سيحل بها٣ نقطة !! أي كارثة كانت ستقع فوق رأسها ..!!
, كانت ستُغتَصَبْ.. وعلى يد والدها !!
, انتفضت راكضة للحمام كما هي منذ استيقظت هذا الصّباح، كلّما تذكرت لمساته وقبلاته القذرة لجسدها شعرت باشمئزاز وغثيان شديد وأفرغت كل مافي جوفها..
, ملأت حوض الإستحمام بالماء الدافئ وقد قرّرت الإستحمام للمرة السادسة هذا اليوم !! تريد محو لمساته وتلك الوشوم الدنيئة التي تركها على جسدها بأبخس طريقة٣ نقطة
, استرخت داخل الماء وهي تحاول عدم التذكّر للذي حدث معها، ولكن رغماً عنها تُعاد تلك الصور البشعة أمام عينيها.. !!
, لم تصدق نفسها عندما استيقظت صباح اليوم لترى نفسها على سريرها ومازالت بكامل ملابسها حتى أنه لم تتمزق منها ولو قطعة صغيرة.. !!
, أدركت وقتها أنه تركها .. تركها قبل أن يحصل عليها.. وكم حمدت ربها ومازالت كذلك لنجاتها من تلك المصيبة التي كانت ستدمر حياتها وهي غائبة عن العالم ٣ نقطة!!
, مازالت كلماته وهمساته الوقحة تتردد في أذنها.. لاتستطيع إخراجها..
, ولا زالت تلك العبارة التي لاتدري هل هي من نسيج خيالاتها السوداء التي هاجمتها البارحة في غيبوبتها أم أنها حقيقة ..!!
, _ أنتي مش بنتي فاهمة أنا مش أبوكي ٣ علامة التعجب
, شهقت بخوف ورعب شديد وانتفضت خارجة من الحوض لافّة جسدها بمنشفة كبيرة قبل أن تخرج مرتدية ملابسها لتجلس على سريرها ضامة رجليها إلى صدرها بخوف..
, لاتعرف كيف تخبر والدتها بالأمر .. ولا تعلم إن كان والدها يعي ماكان يفعله أم أنه كان ثمل ك عادته.. !!
, كانت تبرّر له كل تصرفاته بسبب سُكْره ولكنه تعدّى كل شيء .. ولا تستطيع البقاء هكذا دون فعل شيء.. هذه المرة تركها.. ولكن ما الذي يضمن لها خلاصها من بين يديه في المرة المقبلة، نعم تعلم أن هذه ليست الأخيرة ويجب عليها حماية نفسها جيداً٣ نقطة
, وهي لاتعرف بأن أمجد ماتركها إلّا رعباً وتذكر لكلام كامل في اللحظة الأخيرة ٣ نقطة لينهض عنها فيلاحظ فقدانها للوعي ليخرج سريعاً ويتركها كما هي لاحول لها ولا قوة.. !!
, ٣٦ العلامة النجمية
, _ رن عليه تاني ياسييف هو التاني مبقاش يرد أنا قلبي على نار .. أكيد أخوك حصلّه حاجة قلبي مش متطّمن..
, كان سيف يمشي ذهاباً وإياباً بخوف وقلق هو الأخر على غياب أخيه فقد خرج صباحاً باكراً قبل استيقاظهم ولم يعد حتى الأن وهاقد أصبحت الحادية عشر مساءً وهاتفه مغلق طوال الوقت.. !!
, لم يستطيعو الوصول إليه أبداً حتى الشركة أغلقت أبوابها باكراً ولم يبقى بها أحد كما أخبرهم الحارس.. !!
, لم يتبقى لهم سوى أحمد الذي كان في طريقه إلى القاهرة عائداً من سفره ليطمئنهم عليه ليعِدهم بإحضاره لهم أو جعله يكلّمهم فقط.. وها هو الأن يختفي كما اختفى الذي قبله..!!
, سيف بتوتر: يا ماما و**** بحاول كل دقيقة بالأول يرن ومحدّش يرد ودلوقتي يعطيني مقفل أعمل إيه تاني؟؟
, جمانة بغضب وقلق كبير على ولدها هي أم وتشعر به وتعلم أنه ليس بخير منذ أيام، وغيبته هذه خير دليل على صدق حدسها: مش مشكلتي أنا عايزة أخوك دلوقتيي، هو بحياته مغابش الغيبة دي كلها كان لو هيتأخّر ساعة واحدة يكلّمني ويديني خبر عشان مقلقش عليه .. أدهم هيروح مني أخوكم تعبان أنا خايفة عليه أوي..
, جثت نور على ركبتيها أمام مقعد والدتها تربت على يديها بطمئنة وعيناها لاتتوقفان عن ذرف الدموع منذ تأخّر أدهم وعدم معرفتهم مكانه،
, كان بداخلها خووف وضياع كبير.. أدهم أبيها ..لم تجد في حياتها أباً غيره، ولدت على يديه وكبرت وحتى الأن لاتستطيع مجرّد التفكير بخسارته .. قلبها يؤلمها بشدة من فكرة إصابته بسوء .. لو جرى لأدهم شيء سيّء هي ستنهاار ٣ نقطة
, : يا ماما كفاية أرجوكي أبيه بخير و**** بخير هو مش هيسيبنا لوحدنا أنا عارفة، هو ميقدرش يشوفنا زعلانين أكيد دلوقتي هييجي أنا متأكدة..
, جمانة بألم وبكاء على فلذة كبدها وسندها وعامود البيت الذي إذا سقظ انهار البيت فوق رؤوسهم: أه هو طول عمره كدة ميتحمّلش يشوفنا زعلانين ومتدايقين لكن احنا نتحمل عادي ٣ نقطة إحنا ياما زعلناه وعصّبناه وحمّلناه فوق طاقته وهو كان يستحمل كل ده وهو ساكت ويضحك ويهزر معانا..
, نظرت ناحية سيف الذي شكَّل الندم معالم وجهه على حديث والدته قائلة: لحد دلوقتي سيف مزعّله وسايبه غضبان عليه، هو عايزك تبقى راجل تحمل معاه المسؤولية بعد كل سنين التعب والشقى واللي كان الحمل كله فوق ضهره ٣ نقطة
, هو رباك وكبرك وطلعت عينه على مابقيت راجل يقدر يعتمد عليه ويرتاح بعد كل السنين دي، بس انت عملت إييه !!؟؟ سيبت كل حاجة عليه زي ماهي وما استفاد منك بحاجة بالعكس الحمل زاد عليه أكتر ، ومع ذلك متكلّمش .. ولا حسّسك بأي حاجة .. لاا فضل يدلّل فيك ويعملك كلّ اللي أنت عايزه وكأنك لسا عيل صغير٣ نقطة !!
, لم تستطع إكمال كلامها فقد داهمتها نوبة بكاء شديدة وهي تتذكر كل ماعانوه في حياتهم وأدهم بالأخص٣ نقطة
, هل كان يظن أنها لاتشعر به؟! هل ظن بأن بابتسامته وضحكه في وجهها يستطيع إخفاء الألم والتعب الذي يعانيه٣ نقطة؟؟ واهم من يفكر بذلك ٣ نقطة فعين الأم في قلبها وليست في وجهها ٣ نقطة وتشعر به كما تشعر بنفسها فهو قطعة منها.. !!
, ٣٣ العلامة النجمية
, - لايمكن لأحدٍ فهمك، حين يكون الماء بيدك والجفافُ في صدرك،
, حين تكون النّجاة في جسدك والغرقُ في قلبك،
, حين يكون النورُ حولك، والظلمة فيك ٣ نقطة
, ٣٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, اقترب منه يحاوط كتفيه بدعم قائلاً بصوت هادئ واثق: متفكرش في حاجة دلوقتي، اترك كل شيء للزمن، الزمن ياصاحبي كفيل بأنه يشفي كل جروحنا..
, شوف زمان كنت إيه وبقيت إيه ودلوقتي !!
, مين كان يتوقع إن الطفل الصغير اللي كان يشتهي كيس شيبس ومكانش يقدر يجيبه دلوقتي بقى قادر يشتري المدينة كلها٣ نقطة!!
, **** كريم أوي يا أدهم نجّاك أنت وعيلتك من الفقر والجوع، تخيل قد إيه فيه ناس زيكو؟ ناس ممعهاش تاكل وعاشت طول عمرها كده في الشوارع أو مكان مينفعش للناس تسكن بيه..
, **** كان كريم معكم أوي ولحد دلوقتي٣ نقطة أنت كان كل همك تلاقي شغل تقدر تأمّن بيه أكل لأمك وأخواتك دلوقتي أخواتك اللي كنت تجبلهم الأكل بإيدك كبرو .. وبقو سندك وقوتك، تعب سنينك دي مراحش هدر يا أدهم ٣ نقطة تعبك وشقاك بنى ليك أسم يقف أعظم الرجال ليه باحترام .. بنى ليك أم قوية وصامدة وأخوات بحبوك وبيعتبروك أبوهم وكل حاجة ليهم٣ نقطة !!
, يمكن لو مخرجتش من الحارة دي ولو محصلش معاك كل ده مكنتش دلوقتي هتبقى مبسوط، مكنتش وصلت لكل اللي وصلتله ده ٣ نقطة
, إحمد ربّك يا أدهم ومتفكرش بحاجة تاني .. لو ليك نصيب في البنت دي لا أبوها ولا أبوك هيقدر يقف في طريقكم ٣ نقطة أنت بس اعرف أنت عايز إيه ومتظلمش نفسك وتظلم البت معاك، دي ملهاش ذنب فحاجة عملها أبوها، زيك.. زي ما انت ملكش ذنب في أي حاجة عملها أبوك.
, هل سمِعَ يوماً عن البلسم الذي يشفي الجروح !؟
, لقد كان كلام صديقه ك البلسم دخل على قلبه ليمسح على جروحه بيده الحانية ليشفيها ٣ نقطة ويرمّم بدفء وحنان ما انهار داخله ..!!
, لو أراد أن يشكر **** في هذه اللحظة على شيء سيشكره على وجود أحمد في حياته..!!
, صديقه.. بل نصفه الأخر ٣ نقطة من يلعب بعتمته ليحيلها شمعة متّقدة ٣ نقطة من يبحث عن نقص فيه ليكمله.. !!
, نظر إليه بامتنان شديد وصوته عاجز عن الخروج بكلمات شكر وامتنان، لتكون النظرات فقط أبلغ من أي كلام٣ نقطة !! وأعظم من ألف كلمة شكرٍ وشكر٣ نقطة !!
, ابتسم أحمد قائلاً: كلم أهلك يا أدهم دول قلقانين عليك أوي، سيف كلّمني وأنا راجع ع الطريق وقلي مش عارفين يوصلولك من الصبح وأمك هتموت من الخوف عليك وأنا وعدتهم أوصلّك.. وجهازي فصل شحن دلوقتي مقدرش أطمنهم ٣ نقطة كلمهم متخليهمش يخافو عليك أكتر هم ملهومش غيرك٣ نقطة
, أومأ برأسه إيجاباً ورفع هاتفه ليجري اتصالاً بأخيه الذي انتفض هاتفاً بلهفة شديدة: أدهم بيتصل أهو..
, لتسرع إليه والدته وأخته وهم على أعصابهم..
, سيف بلهفة: أدهمم أنت فين كل ده؟ أنت كويس حصلك حاجة؟ إحنا قلقانين عليك أوي أرجوك طمني أنت بخير جاوبني يا أدهم..
, ضحك أدهم بخفوت وقد تسلل الندم لقلبه لتسبّبه بخوفهم وقلقهم كل هذا الوقت، وقد علم الأن صحة كلام صديقه ٣ نقطة لديه عائلة تنسيه تعب السنين وتغنيه عن أي أحد ،عائلة تحبه وتخاف عليه وتحتويه !!
, : أنا كويس ياسيف مفيش حاجة كان عندي شغل كتير أوي وتلفوني فاصل شحن دلوقتي حتى انتبهت، انتو بخير وماما ونور؟
, سيف بعدم اقتناع: شغل كل ده يا أدهم والشركة مقفولة من بدري !؟ وكمان أنت بحياتك مانسيت تكلّمنا وتقولنا لو عايز تتأخر أنت بقالك من الصبح معقول مفتكرتش تكلم حد فينا؟!
, أدهم بتهرب: الشغل كان لفوق دماغي ياسيف ومفضيتش أعمل أي حاجة، معليش أنا أسف اني قلقتكو كده
, سيف باستنكار: قلقتنا؟ إحنا كنا هنموت من خوفنا عليك لو حصلك حاجة، أدهم أنت أكيد كويس؟ طب مرجعتش ع البيت ليه طالما كويس وخلصت شغلك؟
, لم تستطع جمانة التحمل لتسحب الهاتف من يد سيف تضعه على أذنها لتستمع لصوت ولدها يقول: أطمن يا سيف أنا و**** كويس، مسافة الطريق وهكون في البيت مش هتأخر..
, جمانة بلهفة وارتياح لسماع صوته فقد كادت تموت من شدة خوفها وفكرة فقدانه: متتأخرش يا أدهم أنا منتظرتك على نار ، كده يابني هونت عليك تخوفني عليك بالشكل ده؟!
, ابتسم بحزن وحنان وراحة شديدة لسماع صوتها الذي يريحه: أسف يا ست الكل أسف يا أمي أنا جاي ياحبيبتي مش هتأخر عليكي أنا محتاجك أوي..
, جمانة بألم ودموع: وأنا دايماً موجودة عشانك ياحبيبي تعال يابني قلبي مفتوح ليك ارمي همومك عليا ومتحملش نفسك فوق طاقتها..
, لمعت عينيه بدموع قهر واحتياج ليشعر بغصة داخل حلقه ليقول بصعوبة: سلام يا أمي..
, أغلقت الهاتف لتعيده لسيف وتعاود الجلوس فوق مقعدها منتظرة ولدها بفارغ الصبر٣ نقطة
, ٣٥ العلامة النجمية
, - الصّداقة، هي الوردة الوحيدة الّتي لا شوك لها ٤ نقطة
, ٣٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, _ هي مين البنت اللي عايز تتزوجها؟
, _ وأنت مالك؟!
, مصطفى بعصبية: ماليي؟ يعني إيه !؟ عايزني أعرف إن أبويا عايز يتزوج بنت أصغر من أبنه وأفضل ساكت؟
, كامل ببرود: أه هتفضل ساكت، الزواج دا كان لازم يتمّ من زماان أوي من ساعة ما أمك ال٣ العلامة النجمية خانتني
, ازداد غضبه ليصرخ: ومتزوجتش من وقتها ليييه؟ استنيت أما ابنك كبر وبقا راجل وعايز تتزوج واحدة أصغر منه بسنيين !!؟ مش كفاية مستحمل كل السنين دي قرفك والبنات اللي كل يوم داخلة خارجة لبيتك وأصوات ضحكهم وقذارتهم من وأنا صغير بس عشان تقهر مراتك !؟
, إيييه مشبعتش من البنات الشمال وال٣ العلامة النجمية اللي بيجولك غير اللي بتروحلهم لسا عايز تتزووج؟؟ لييه البنت دي عاملة شريفة ؟ ما وافقتش تمشي معاك؟
, لم يكد ينهي كلامه حتى تلقّى صفعة قوية على وجهه ألمت قلبه قبل أن تؤلم جسده رفع عيناه الزرقاء ينظر بشرّ داخل عينيه ليقول الأخر: احمد ربك إني تركتك أنت وأمك في البيت ده، حد غيري كان زمانه راميكم في الشارع زي الكللابب..
, مصطفى وعيناه تومضان بلهيب شرس: ياريتك عملتها !! ياريتك رميتني في الشارع ولا عشت الحياة دي .. انت فاكر نفسك متفضّل عليا أنت ولّا السّت اللي فووق دي ؟؟ لااا أبداً ٣ نقطة أنا عيشت لوحدي ربّيت نفسي بنفسي ومع الخدم كنت أشوف صحابي بيعملو أيه وأعمل زيهم .. كنت عايز أكون ناجح إنسان سِويْ زيه زي صحابه حاولت كتيررر ٣ نقطة ورغم كل ده مقدرتش.. !!
, تابع بصراخ حاد: عارف لييه مقدرتش؟؟ بسببك أنت ٣ علامة التعجب بسبب الحقد والكره اللي زرعتهم جوّايا طول السنين دي ٣ نقطة !! بسبب الإهانة والحرمان اللي عيّشتني بيهم، سبب تشكيكك بيا وقولك دايماً إني مش أبنك رغم كل التحاليل اللي عملتهالي ٣ نقطة فاكرني كنت صغير ومش فاهم؟ لا يا كامل بيه أنا فاهمك أوي فاهم كل مرّة كنت تاخدني بيها وأعمل تحليل DNA وكل مرّة بمكان غير اﷲي قبله علشان تعرف إذا كنت أبنك أو لأ.. !!
, أنت علشان كده سيبتني في البيت ٣ نقطة علشان طلعت ابنك ومطلعتش ابن شريف اللي خانتك مراتك معاه.. سيبتني علشان أنا ابنكك مش ابن مراتك وبس.. !!
, بس أحب أقولك برافو عليك شابوو ليك يا كامل باشاا نجحت بكل اللّي عملته٣ نقطة
, أشار لصدره هاتفاً بحرقة: قدرت تزرع جوّايا كره وغلّ كل يوم بيزيدو عن اللي قبله .. قدرت تزرع فكرة الإنتقام اللي كانت تكبر في دماغي يوم عن يوم٣ نقطة
, رغم كلّ الحاجات اللي منيحة اللي حاولت أعملها بحياتي وكل البياض والنور اللي حاولت أعيش بيه، بس كان ظلامك أقوى ٣ نقطة كان الأسود اللي بتدهن بيه حياتي أقوى وأقسى من أي لمحة نور بتدخل قلبي٣ نقطة !! أنت عملتني زي م انت عايز ٣ نقطة وأنا إييه؟ كنت فإيدك زي لعبة الماريونيت بتحرك خيوطها على مزاجك زي ما بتحب٣ نقطة
, صفّق بيديه بجمود وعينيه بعيني والده الذي احتلّت الصّدمة تقاسيم وجهه فهذه أوّل مرة يری ثورۃ مصطفى ويصارحه بما في قلبه: برافو عليك يا كامل عز الدين .. بجد برافو ..
, خرج من مكتبه صافعاً الباب ورائه بعنف ليبقى كامل مكانه وعيناه شاردتان بكل السنوات السابقة وهو يرى أمامه طفلاً صغيراً يبكي وينتحب، لايريد الذهاب إلى المستشفى لإجراء تحليل، وهو يجرّه بيديه ضارباً له صارخاً بوجهه بقسوة وشراسة وحقد٣ نقطة !!
, ٣٥ العلامة النجمية
, - وأمّي، تخافُ عليَّ من صمت يؤرِّقُني..
, وأخافُ عليها من بوحٍ يوجِعها٣ نقطة
, ٣٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, دخل إلى الفيلا بعدما أوصله أحمد وتابع طريقه إلى منزله.. لتركض نور بسرعة وتلقي بنفسها بين ذراعيه ببكاء..
, نور: أبيه أنت كويس خفت عليك أوي متعملش فينا كده تاني عشان خاطري..
, ضمّها إليه وقبّل رأسها بحنان: أنا كويس خلاص كان عندي شغل كتير ثم عاوز أشوف غلاوتي عندكم فيه مانع؟
, ابتسمت وهو يمسح دموعها ليدفعها سيف قائلاً بمزاح: ابعدي كده يابت إيه هتاخديه كلّه ليكي ..!؟ ثم اقترب منه يحتضنه متابعاً: واحشني يا كبير إيه الغيبة دي يا باشا !؟
, لم يصدّق نفسه وأدهم يبادله الحضن قائلاً بخفوت: وأنت كمان وحشتني ياصايع..
, قهقه سيف عالياً وعيناه تلمعان بسعادة لعودة أخيه إليه ومسامحته له.. ليعود لاحتضانه مجدّداً وكاد يتابع مزاحه المرح قبل أن تقاطعه جمانة قائلة: يلا يا ولاد اطلعوا نامو الوقت تأخّر سيبو أخوكم يرتاح
, سيف باستنكار: إييه ؟ بقا انتظرناه كل الوقت دا بالأخر نروح ننام؟ لا إحنا عايزين نقعد معاه مش كده يابت يانور؟!
, نور بتأكيد على كلامه: أيوا أيوا روحي انتي نامي إحنا لازقين هنا٣ نقطة
, جمانة بغيظ: لا و**** محدش هينام غيركم، أخوكم باين عليه تعبان وعاوز يرتاح ، يلا قبل ما الشبشب بتاعي يشوف شغله..
, ركض سيف ونور صاعدين درجات السلم لتقترب منه مربتة على وجنته: جعان؟ أحضرلك حاجة تاكلها ياحبيبي؟
, ابتسم بامتنان وانحنى يقبل يديها: لا ياحبيبتي مش جعان هطلع أخد دوش وارتاح، أسف لأني قلقتك سامحيني..
, ربتت على كتفه بابتسامة: أنت عارفني بزعلش منك يا حبيبي، يلا أسيبك دلوقتي ترتاح، أنا في أوضتي لو عوزتني..
, بعد عدّة دقائق خرج من حمامه يجفّف شعره بمنشفة كان يرتدي سروال أسود وترك جزأه العلوي عاري لتظهر عضلات صدره القوية بوضوح.. استلقى بخمول على سريره وأغمض عينيه يستدعي النّوم والراحة..
, _ ليلى أمجد العامر ٥ نقطة ليلى أمجد العامر٤ نقطة
, تردّد هذا الأسم في عقله وكأنه يأبى عليه الراحة والهدوء .. ليفتح عينيه ناظراً لسقف غرفته متذكّراً ما قرأه في ذلك الملف بعد أن سقط جسده أرضاً بوهن وراءه، يقرأ بعينيه اللّتين لم تستوعبا بعد ما تريانه..
, _ ليلى أمجد العامر .. 22 سنة..
, اسم الأب: أمجد فهمي العامر
, اسم الأم: مديحة محمد
, لديها أخ واحد حمزة 10سنوات
, كلية هندسة قسم ديكور
, ر٣٢ نقطة لم يهتم بكل ما تبقّی فعقله توقّف عند جملة واحدة٣ نقطة
, أمجد العامر ٣ علامة التعجب
, جلس على سريره وارتشف من كأس الماء جواره، لايريد التذكر، لقد كان قد هدأ كثيراً بعد كلامه مع صديقة والأن لايريد العودة للساعات الفائتة ٣ نقطة تذكّر ثورته بعد جموده الغريب تذكر تدميره لكل ما يقع بين يديه لم يَسلم أي شيء في المكتب منه، ولم يتوقّف حتى خارت قواه كلّياً وانتهى كل شيء في المكتب قابل للكسر ٣ نقطة !!
, غامت عيناه بلمعان غريب ولمحات من الماضي تعود إليه..
, _ أبنك يا مدام جمانة متّهم بسرقة فلوس من السيد كامل عز الدين ومطلوب القبض عليه..
, ضربت صدرها بصدمة شاهقة بخوف وهي تنظر لولدها المرتعب !!
, _ أنا معملتش حاجة مش أنا و**** مش أنا ياماما
, _ معانا أمر بالقبض عليه هيتحوّل محكمة الأحداث ولو ثبتت عليه التهمة هيروح سجن الأحداث
, _ ومش هتثبت لييه أبوه سبقه بالسرقة والنّصب، شغّلته بالمحل بتاعي طلع كل السنين دي بيسرقني وبياكل حقي،
, جمانة بغضب: اتكلم عدل ياسيد أمجد ابني ميعملش كده دا تربيتي أناا، ولو أبوه طلع واطي هو مش زيه.. ياسيادة الضابط ابني ملوش دعوه بحاجة ده أبوه هو اللي سرق فلوس أخوه ابني لسا صغير مش هسمحلكم تاخدوه منيي..
, الضابط: عفواً يا مدام.. شريف عز الدين اللي هو زوج حضرتك هو اللي اعترف إن أبنه اللّي سرقهم وإن ليه سوابق كتير زي دي..
, اعتصر الألم قلبها ألا يكفي كل مافعله.. والأن يريد توريط ابنه الصغير معه؟! دمعت عينيها بحرقه قائلة: أرجوك يا باشا إلّا ابني و**** هو معملش كده و****
, اقترب أمجد يجذب الصغير من ذراعه يدفعه بعنف ناحية الشرطي: سيبي الباشا يشوف شغله ياست انتي .. زوجك عمل أبشع من كده وده ابنه هيكون زيّه أمسكه يا حظابط متخليهوش يهرب منك دا ثعبان زي أبوه .. وأنا بشهد من دلوقتي إن هو اللي سرق م هو وأبوه من نفس الطّينة..
, بكى الصبي وصرخ وهم يجذبونه: يا مامااا والنبي مش أنا سيبوني عشان خاطري و**** معملتش حاجة ياماما قوليلهم يسيبوني مش عايز أروح معاهم..
, نزلوا به من المنزل أمام عيون الرّجال والنساء الذين تجمّعو للمشاهدة فقط! دون تحريك ساكن، وأمه تهرول وراءه باكية تصرخ في كل من تراه أن ينقذوه من بين أيديهم ولكن لا مجيب٣ نقطة !!
, وأمجد خلفها يحرّضهم ويشهد ضدّهم بأشياء تتسع عيون الجميع لهاا ٣ نقطة وكأنّه استبدل قلبه ووضع مكانه صخراً صُلباً لايلين ٣ علامة التعجب
, أسبوع كامل بقي في الحجز !! أسبوع مع أشخاص مُرعبين مخيفين لصبي بعمره ٣ نقطة
, خمس عشرة صفعة !! استقبله والده بها لدى دخوله٣ نقطة
, صفعات سقطت على قلبه وأدمته قبل أن تدمي وجهه وشفتيه٣ نقطة صارخاً بوجهه متّهماً له بسرقة فلوس وهمية٣ علامة التعجب بل فلوس كانت من نصيب والده السارق .. وبعد دخوله السجن بتهمة الإغتصاب والإحتيال حاول إسقاط تهمة السرقة عن عاتقه ليضعها بلا رحمة أو ضمير فوق عاتق *** لم يكمل الأعوام الإثنتا عشر٣ نقطة !! وكأنه ليس ابنه !!
, أسبوع حُرم من رؤية أمّه وحرمت هي من الإطمئنان على صغيرها .. حاملة صغيرها الأخر بين ذراعيها، وجنينها داخل أحشائها٬ مستنجدة بأي أحد لإنقاذهم وفي النهاية باتت أمام القسم لتكون قريبة من ولدها المظلوم، تناجي خالقها الذي ليس لها سواه لانتشالهم من بئر الظلمات الذي سقطوا به بلا معين ٣ نقطة
, ليتدخل كامل في النّهاية ويسقط التهمة عن أدهم، ليس شفقة !! ولا من باب الرحمة وصغر سنّه وحاجة والدته إليه !! وإنّما من أجل الإنتقام من والد أدهم "شريف" وإثبات عدّة جرائم عليه.. تكون كفيلة بإلقاءه في غياهب السجن لسنوات عديدة ٤ علامة التعجب
, ٣٧ العلامة النجمية
, مستلقيتان على سرير إسراء تنظران إلى السقف كل منهما شاردة في عالمها الخاص، مروة التي قبلت دعوة إسراء لتبيت عندها اليوم عادتا معاً من الكلية ليقضيا وقتاً تمزحان وتمرحان والأن تحاولان النوم بلا فائدة..
, إسراء بخفوت: مروة أنا مسألتكيش أنتي عارفة سيف وكرم منين؟
, قهقهت مروة بشدة قائلة: و**** أنا اللّي كنت عايزة اسألك السؤال دا من وقت قابلناهم، عموماً ياستي هحكيلك .. وأخذت تقصّ عليها منذ مقابلتها الأولى مع سيف وحتى اليوم لتنتهي قائلة: بجد هو إنسان محترم أوي هو وأخوه وكمان صاحبه..
, التفتت لإسراء التي كانت تتابع حديثها بتركيز ولكن عيناها شاردتان..
, مروة باستغراب: مالك يابنتي فيه إيه أنتي مكنتيش سامعاني ولا إييه !!؟
, انتهبت إسراء من شرودها لتقول: لا أبداً مفيش حاجة بسمعك أهو
, ابتسمت مروة قائلة: المهم بقا اديني حكيتلك كل حاحة احكيلي انتي بقا..
, ابتسمت إسراء بحزن قائلة: دا سيف أخو نور صاحبتي الأنتيم يا مروة، اللي حكتلك عنها زمان..
, شردت مروة بذاكرتها لتنتفض هاتفة: أيواا أيواا افتكرت أه فعلاً دي نور البنت الجميلة أم قلب طيب، يا سلام ده انا حبيتها أوي من كلامك عنها وكنت عاوزة اتعرف عليها ٣ نقطة أهو تعرفت على أخوها فعلاً باين من أخوها إنها زي ما كلمتيني عنها تماماً .. بقصد يعني أكيد هتكون زيه ٤ نقطة
, إسراء بشرود: أيوا زيّه فعلاً ٣ نقطة أنا كلمتك عن أخوها كمان.. !!
, التفتت تنظر إليها وترمش بعينيها بعدم استيعاب قبل أن ينتفض قلبها بشدة وصوت إسراءالحزين يأتيها من الماضي ..
, _ أنا بحبه أووي يا مروة لا أنا بعشقه بس هو مش شايفني..
, _ النهاردة كنت عند نور في البيت وشوفت أخوها سيف، يا **** يا مروة مش عارفة بيحصلّي إيه لما بشوفه كل حاجة فيني بتتقلب..
, _ ههه هروح النهاردة أزور نور لعلّ وعسى أشوف حبيب القلب يااااه أنا مبسوووطة أوي أووي مش عارفة ليه هو الوحيد بحس معاه كده٣ نقطة أخوه أجمل منه وتحسّيه كده هيبة بس سيف غييرر.. !
, _مش عارفة أعمل إيه عشان ألفت نظره يامروة.. مهما عملت هو مش شايفني إلّا زي نور أخته..
, ابتلعت لعابها ومازالت مذهولة ..! أيعقل أنه سيف.. !؟
, سيف هو نفسه حبيب صديقتها.. !؟
, سيف معذب إسراء كما كانت تلقبه بمزاح.. !؟
, سيف الرّجل الوحيد الذي دقّ قلبها له ولمعت عيناها بسعادة لرؤيته وحده٣ نقطة !!
, لم تدري كم استغرقت في تفكيرها لتلتفت تنظر باتجاه صديقتها لتراها مغمضة عيناها وعلمت من انتظام أنفاسها أنّها ذهبت في ثبات عميق،
, لم تخفى عليها لمحة الحزن في صوتها عندما أخبرتها أنها حدّثتها عنه !! وكأنها تحذّرها !! وكأنها تطلب منها الابتعاد عنه لأجلها !!
, تذكرت كلام سيف معها ومزاحه هذا اليوم، لتتألّم بشدة على صديقتها فقد شعرت بشعورها وقتئذ..
, أغمضت عينيها بقوّۃ تستدعي النوم لتهرب من تفكيرها وغصّة الألم التي سقطت بقلبها !! وشيء واحد يدور في رأسها !!
, لن تؤلم صديقتها أكثر من ذلك أبداً ٣ نقطة
, لن تكون أبداً السبب في حزنها وبكائها ٤ نقطة
, وهي التي كانت شاهدة على كل لحظات الضعف والبكاىطء الّتي مرّت بها !!
, يكفيها ما عانته بسبب قلبها العاشق وسيف .. معشوقها الذي لايشعر بها ٣ علامة التعجب
, ٣٦ العلامة النجمية
, دخل غرفتها يبحث عنها بعينيه ليجدها جالسة على سجّادة صلاتها تدعو بقلب خاشع وصوت مرتعش ويدين مرتجفتين تناجي ربها بحفظ أولادها من كل شر كما حفظهم دائماً٣ نقطة
, _ يارب ساعد أدهم وريح قلبه ونوّر طريقه، يارب هو ملوش غيرك أنت عارف قد إيه هو تعب عشانا كلنا، ريّح قلبه وفرّحه وكون معاه وباركلي فيه هو وأخواته يارب٣ نقطة
, _ آمين يا أمي
, انتبهت لجلوسه جانبها لتفتح ذراعيها له ليقترب منها يحضنها باحتياج كبير احتياج لأمان ودفء افتقدهماا بشدّة٣ نقطة
, جمانة وهي تمسح على رأسه بحنان: مالك ياحبيبي ؟ إيه اللي مغيّرك كده، بقالك فترة تعبان ومش على بعضك..
, أدهم: تعباان يا أمي تعباان أوي هفضل لإيمتى كده؟ أنا كنت علطول قوي .. دايماً واقف مع الكل رغم كل اللّي حصلّي متكسرتش ومسمحتش للإستسلام يدخل حياتي، بس أنا كمان بشر، أنا كماان بحسّ وعندي قلب، هو أنا مينفعش أضعف زيّي زي غيري؟ مش ممكن لحظة ضعف تمر بحياتي !؟ ولا أنا مش مسموح ليّا !؟
, جمانة بألم من صوته الخافت المتوجّع: كل حد فينا بيضعف وبيتوجّع، كل حد فينا بيتكسر بس الأهم أنه يرجع يقف على رجليه تاني، اضعف يا أدهم عيط علشان ترتاح متكبتش في نفسك كده..
, وكأنّها فتحت الباب أمام دموعه .. وكأن عيناه كانتا تنتظران كلامها لتنهر دموعه غزيرة تغطي وجهه وتبلل ملابسها، دافناً رأسه في أحضانها محاوطاً جسدها بذراعيه يشهق ك *** صغير٣ نقطة
, بعد وقت ليس بقليل، كانت ماتزال تمسح فوق شعره وتربّت على ظهره بحنية ودعم .. رفع رأسه يمسح ماتبقّى من دموعه العالقة على أهدابه .. لتمسك بيديها وجهه تمسح دموعه بيديها قائلة بصوت هادئ ولكنّه محمل بالتصميم والقوة: أنت مش زيك زي غيرك .. لااا أنت أدهم، أدهم عز الدين اللي يهزّ بلد بحاله وميتهزّش.. !!
, أنت اللي قدرت تطالعنا من بير غميق مفيهوش غير الظلم والقهر والجوع .. أنت اللّي نحتت بالصّخر عشان تجبلنا لقمة أكل، أنت اللي وصّلتنا لهنا، ربيت وكبرت أخواتك وعلّمتهم أنت كنت أب وأم وأخ وكل حاجة ليهم وليا أنا كماان، أنا أوقات بحسك أبويا وأمي وزوجي أنت مش ابني وبس٣ نقطة
, علشان كده مينفعش تضعف قدام حد، مينفعش تبيّن دمعتك دي أبداً، لو عايز تضعف تعال لحضني لو عايز تعيط عيّط في حضني أنا أمك اللي هكون معاك وسندك دائما ً.. أنا أمك اللي همسح دمعتك لو نزلت مش هشمت بيك وأقف ضدّك ٣ نقطة لما تضعف اضعف عندي مش لوحدك !! أنت لازم تكون علطول قوي وشامخ عشانك أول حاجة وعشانا أنا وأخواتك.. !!
, انحنى يقبل يديها بحب وامتنان وعادت تحتضنه بحنان متابعة: بس أبني اللي مبيتكسرش الحب كسره
, انتفض بدهشة من حديثها ناظراً إليها بذهول: ماما !!؟
, ابتسمت بسعادة: اللّمعة اللي في عيونك باينة أوي يا أدهم، لو خبّيتها عن الكل متقدرش تخبّيها عني،
, ابتلع ريقه ومازال تحت تأثير الصدمة: و أنت عرفتي إزاي !!؟
, ضحكت بخفّة قائلة: م قولتلّك لمعة عيونك باينة ****.. ! ثم أنا ذكيّة حبتين تلاتة أنت مستقلّ بيا ولّا إيه؟!
, ابتسم قائلاً: لا أبداً م أنا وارث عنك ذكاءك ده، بس بجد قوليلي عرفتي إزاي؟
, جمانة: وهو أخوك يقدر يخبي حاجة ببطنو كله هيقوله ليا، ثم ابتسمت باتساع متابعة: ليلى البنت الفقيرة الجميلة اللي بتقولها وحشتيني وهي تبقى طماطمية..
, ضحك بذهول شديد: يخربيتك ياسيف !!
, ضحكت بشدة: لاا دا قال كلام كتير أوي مش لازم تعرفه، المهم قولي انت .. هي حلوة؟
, أدهم بنظرة جانبية: مش هي بنت جميلة فقيرة؟؟!
, جمانة بفضول: أيوا أيوا بس دا كلام سيف مش أنت يلا احكيلي..
, ابتسم أدهم لحماسها لينهض قائلاً: أنا تعباان دلوقتي ونعساان عاوز أنام لما أفضى هبقى أحكيلك تصبحي على خير !
, أمسكت يديه تجذبه ناحيتها: تعال هنا أنت رايح فين بتعلّقني وتتركني ؟ عاوزة أعرف كل حاجة دلوقتي حالاً..
, أدهم ضاحكاً وهو يفلت زراعه من بين يديها متجهاً للخارج: لااا مش دلوقتي، أنا مش فاضي عندي نوم مكسّر عليا رايّح أعوضه .. تصبحي على خير ياحبيبتي٣ نقطة !
, ليتركها خارجاً من غرفتها على وجهه ابتسامة سعيدة وقد تغير حاله تماماً، تتابعه هي بابتسامتها السعيدة ودعوات قلبها الممتنّة.. !!
, ٣٥ العلامة النجمية
, استيقظت صباحاً بعد ليلة كاملة قضتها بخوف وفزع .. لم تستطع النوم حتى وقت الفجر، لاتدري كيف أغمضت عينيها أخيراً وغفت !؟
, دخلت حمّامها وقفت أمام المرآة لتنظر لوجهها الذي مازالت الكدمات الزرقاء تغطيه، لن يستطيع المكياج إخفاءه هذه المرة .. تنهدت بضيق شديد لتخرج بعد عدة لحظات تجفّف شعرها الطويل، وقد قررت الإعتذار عن ذهابها للعمل اليوم وأن تبقى لجوار والدتها تساعدها !!
, خرجت من غرفتها بخطوات بطيئة تنادي والدتها، لتشهق متراجعة بخوف عند رؤيته أمامها جالساً في الصّالة وأمامها عدّة زجاجات مشروب فارغة ..!
, أمجد: إييه يابت شوفتي عفريت؟؟!
, ليلى بتوتر: ل لاا لا بس كنت فاكراك مش هنا
, نهض ليقترب منها ببطئ وهي تتراجع بخوف لتأتي والدتها في هذه اللحظة هاتفة: أمجد !؟ ليلى !؟ فيه إييه؟؟
, التفت أمجد ناحيتها قائلاً بسخرية: حضرة محامية الدفاع عن الأنسة ليلى جت أهي،
, مديحة بغضب: في إيه يا أمجد عاوز من البت إييه !؟
, ضحك عالياً بشكل مقزّز هاتفاً: هههه عاوز إيه ؟٣ علامة التعجب نظر بخبث ناحية ليلى التي ارتعش جسدها لتذكّرها مافعله بها ..!! ههههه من ناحية عاوز فأنا عاوز حاجات كتير أوي ليتابع: بس مش هعمل حاجة تبوظلي اللي بخطّطله من زماان !!
, مديحة مضيّقة عينيها قائلة بريبة: خطّة إييه دي؟!
, ضحك ثانية قائلاً: هههه فاكراني غبي هقول ليكي كل حاجة؟؟ ههه اتطّمني دي حاجة هتخلّينا فووق أووي !! انتي خليكي بعيدة بس يا ست أنتي ومتدخليش نهائي.. !
, التفت يمشي بخطوات مترنّحة ناحية باب المنزل قبل أن يستدير ثانية ينظر باتجاه ليلى المذعورة قائلاً بتذكر:
, : أه صح افتكرت، أنتي يابت ياليلى مبارح جالك عريس، وأنا وافقت ٣ نقطة !!

الخامس عشر

- كُنْ أنيقاً دائماً ..
, فالحبّ يأتي على غفلة !
, (نزار قبّاني)
, ٣٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, هبط درجات السلم بطلته الساحرة، يرتدي بدلة سوداء داكنة وقميص بنفس اللون ضيّق يبرز عضلات صدره القوية من دون ربطة عنق، ليجد عائلته مجتمعة على مائدةالإفطار، يشاركهم أحمد الذي أتى باكراً للإطمئنان على صديقه..
, أحمد بمزاح : صبح صبح ياعم صاحي بدري كده لييه؟
, أدهم بابتسامة وهو يجلس على رأس السفرة: صباح الخير.. ملكش دعوة بيّا أنا حر ..
, جمانة: صباح النور ياحبيبي، سيبه يا أحمد هو تأخر في النوم مبارح..
, كان سيف يأكل غير مهتم بما حوله ليضربه أحمد على رأسه قائلاً: يخربيتك أنت علطول مفجوع كده يابني اتفاعل شوية قول حاجة..
, سيف بتذمر وفمه مليء بالطعام: سيبنالك التفاعل ياخويا، أدهم قولّه يسيبني فحالي
, أدهم: بس يا أحمد
, أحمد: بتقولّي أنا بس !!؟ ده بدل ما تشوفلك حل معاه ! على فكرة أنا أكبر منه ب10سنين لازم يحترمني
, سيف باستنكار: نعم !؟ يح إيه يا خويا !؟ مش أما تكون محترم الأول علشان احترمك
, أحمد: أدهم سامع أخووك !؟
, سيف: ويسمعني يعني فيها إيه؟
, أدهم: بس ياسيف بس ياحبيبي
, سيف بطفولية: هو اللي بدأ
, أحمد: أنا أكبر منّك أعمل اللي أنا عاوزه وأنت عليك تخرس وتقول حاضر !
, أدهم: بس يا أحمد !
, سيف: انت بتقول لمين أخرس يالا؟!
, أدهم: بس ياسيف !
, أحمد: وأنت بتكلم مين كده يالا؟ احترم نفسك ياسيف أنا الكبير هنا لازم تحسبلي ألف حساب
, سيف: أنا محترم غصباً عنك ثم أنت اللي مهزّأ طول عمرك، جاي لعندي دلوقتي وطالب احترام !! واسكت بقا سيبني أعرف أكل..
, أحمد: لا انت..
, أدهم بصوت عالي: كفاية بقا انتو التنين .. مالك يا أحمد أنت مصغّر عقلك كده ليه٣ نقطة !؟
, سيف: قصدك إيه؟ يعني أنا اللّي عقلي صغير؟
, أدهم بغضب: بس أنت التاني ولا حرف، وأنت يا أحمد اخرس ..
, أحمد بخضوع: حاضر
, سيف بسخرية: يا خسارة الرجولة إش حال لو مكنتش بعمره اخس اخس
, أدهم: خلاص ياسيف
, أحمد بحنق هامساً لسيف: ياعم بلا رجولة بلا قرف أنا مش لاقي عمري في الشارع، مش شايفه متعصب ؟
, سيف بسخرية: ياخسارة، عامل بيها راجل أوي وأنت عامل زي الفرخة البيضة أهو
, أحمد: اتلم ياسيف بدل ما ألمّك ..
, سيف بفخر: ليه شايف كل حتّة مني فمكان، بعدين حاول كده وشوف هيحصلّك إيه ..
, أدهم بصراخ: سيف كلمة تاني وهتتضرب قدامهم و**** ، وأنت يا أحمد بالعادة تتخانق مع نور مالك قلبت على سيف كده ..؟
, أحمد ناظراً لنور الشاردة: وهي فين نور بقا علشان اتخانق معاها !؟
, التفت أدهم منادياً نور لتنتبه له أخيراً: أيوه يا أبيه في حاجة؟
, ضيق عينيه بتفكير ومازال إحساسه يخبره بأن شيئاً ما في نور قد تغيّر: مالك شاردة كده؟ مش بتاكلي ليه؟
, نور بتوتر فقد تذكرت هذا الصباح استيقاظها على مكالمة مصطفى يخبرها برغبته في لقائها لأمر ضروري .. لاتدري لم شعرت في صوته لهفة كبيرة و اشتيااق !! : ل لا أبداً شبعت، أنا هروح بقا علشان متأخرش على محاضراتي سلام..
, نهضت واقتربت من أدهم تقبله وتودع البقية لتخرج سريعاً هاربة من نظرات أدهم المحاصرة.. !! والمتسائلة.. !!
, شرد أدهم بأفكاره وشعوره بأن نور تخفي عليهم شيئاً وقرر مصارحتها بما يفكر به علّها تخبره بما يشغلها ك عادته الدائمة مع أخوته..
, التفت ينظر بغيظ لسيف الذي يأكل بيده اليسرى كعادته الملازمة له منذ الصغر، يأكل بيده اليسرى لمساعدة اليمنى المسكينة كما هو يبرر لهم ذلك !!
, أدهم بغيظ: سيف مليون مرة قولتلك تاكل بإيدك اليمين، كده الشيطان بياكل معاك ..
, سيف متابعاً طعامه بلامبالاة: سيبه معليش أنا عازمه..
, أدهم جازاً على أسنانه: سيييف بلاش حيونة !
, ترك الطعام هاتفاً بتذمر: عليّا الطلاق م أنا أكل بقا .. أنا عارف أنتو عايزين تموتوني جوع .. مقدرتوش تكسروني بمحاربتكم لمواهبي الفنيّة المتعددة، قومتوا دلوقتي قررتوا تفرضوا عليّا حصار اقتصادي .. لا عربية ولا فلوس ودلوقتي مفيش طعام، أخرتي هموت جوعاً وبرداً وعطشاً..
, نظر إليه نظرة جانبية متجاهلاً هذه السيمفونية الدائمة لينهض محدثاً والدته : عاوزة حاجة يا ماما أنا رايح الشغل ..
, جمانة: سلامتك ياحبيبي متتأخرش النهاردة عشان نتعشا مع بعض..
, أدهم مقبلاً رأسها: حاضر ياحبيبتي، يلا يا أحمد
, قفز سيف واقفاً بسرعة لينظر له أحمد باستنكار: ده قال أحمد على فكرة مش سيف .. خليك أنت قاعد عامل مظلوم ..
, سيف متجهاً نحو أخيه: أنا مظلوم غصباً عنك.. !
, وبعدين خليك انت فحالك ملكش دعوة .. أححم أدهم !؟
, أدهم بتوجس: خيير !!؟
, سيف حاكاً مؤخرة رأسه: خير كل خير اتطمن .. بس كنت عاوز أطلب طلب صغير كده..
,
, تنهد قائلاً : تفضل
, سيف: حبيبي و**** **** يزيد فضلك يارب أحم .. أأححمم..
, أدهم بنفاذ صبر: أخلص يا غبي عاوز إييه؟!
, سيف: إحم أدهم أنت عارف أني بعتبرك زي أخويا الكبير.. !
, نظر ناحيته بغضب ليقول سريعاً:
, سيف: أا لاا لااا أااا أنا ب بقصد يعني أنت أخويا الكبير حبيب قلبي وروحي وكل حياتي، وأنت معروف بكرمك الحاتميّ وأخلاقك العالية والمسامح كريم ورُبَّ أخٍ لكَ لم تلدهُ أمك و..
, أخذ يشدّ شعره غيظاً منه متجهاً نحو الباب قائلاً وقد أدرك ماوراء هذه الخطاب: المفاتيح في درج مكتبي خدهم ٣ نقطة
, سيف بسعادة: ههه حبيب قلبي و**** يادومي .. التفت لأحمد متابعاً: شايف يا حودة الأخوات لما بيجتمعوا بتبقى حاجة عظيمة جداً ..
, أحمد: أه شايف فعلاً ماشاء **** !
, أدهم بصراخ: أخلص يا أحمد الحقني وعدّي يومك ده على خيرر ..
, أحمد بحنق: وأنا مالي ياعم أخوك يستظرف وأنا أكلها شايفة ابنك ياجوجو ..؟
, سيف باستفزاز: يلا يا أحمد إلحق معلمك لحسن يخصم من مرتبك .. يلا غور في داهية بقا !!
, ٣٦ العلامة النجمية
, تلفّتت حولها بتوتر خائفة من رؤية أحد لها في هذا المكان ٣ نقطة رغم أن خوفها هذا لا يقارن بالذي كانت تشعر به في بداية لقاءاتها مع مصطفى٣ نقطة
, فالأن تشعر بخوف .. ولكنه خوف محبّب على قلبها !!
, خوف ممزوج بلذّة المغامرة و التضحية !!
, وكأنها في أحد الأفلام التي طالما شاهدتها .. أو إحدى فتيات رواياتها التي قرأتها .. تتحدّى الظروف لرؤية معشوقها رغم كل الخوف والقلق والعاقبة الوخيمة التي تنتظرها لو عرف أحدهم بها ٣ نقطة !!
, وهي الأن لديها نفس الشعور هذا ..!!
, عادت بنظراتها ناحية مصطفى الجالس أمامها، لتغوص عينيها بعينيه الزرقاوتين اللتان تذكّرانها بعيني أخيها .. !! هل لهذا السبب تشعر معه بأمان كبير رغم الخوف ؟!
, فهي باتت بكلمة واحد منه ينجلي خوفها .. وعندما تسمع صوته تشعر بأمان العالم كله ..! يذكرها بأمان أخيها .. أصبحت تشعر به قريباً منها تشتاقهُ كثيراً وصورته لا تفارق خيالها ..
, كان أمامها يتأمّل تعابير وجهها القلقة والشجاعة في نفس الوقت .. يلاحظ لمعة عيناها العسليتان عندما تنظران إليه .. لاحظ إمعانها النظر في تفاصيل وجهه وتحديقها الهائم به..
, ابتسم باتساع لتبتسم شفتاها بغير وعي منها !!
, ليضحك عالياً عليها وقلبه ينبض نبضات غريبة ! غير مفهومة !!
, ملاك بريء أو طفلة .. دائماً ما كان هذا شعوره ناحيتها .. كلّما فكّر بها ارتسمت ابتسامة على شفتيه..
, شعر بسواد قلبه يتلاشى وبياض يومض داخله بشدة ..
, وفي مقابِلهِ يتولّد شعورٌ أخر نقيض الأول ..
, شعور بالحقد والكره والرغبة بالانتقام !!
, شعور لم يفارقه منذ صغره، بل كان يكبر ويكبر٣ نقطة
, وأضاف إليه الأن شعور بتأنيب الضميير .. بوجع شديد في قلبه .. ورعشة جسده..
, تأنيب الضمير لنفسه بسببه .. لأنه يفكر بالتراجع عن كل ما أعده ومحو فكره الإنتقام كلياً .. أو على الأقل يمحي فكرة جعلها الوسيلة لإنتقامه، ويجد طريقة أخرى لتصفية حسابه مع أخيها..
, وتأنيب ضمير لنفسه بسببها .. لأنه ينتقم منها لخطأ لاذنب لها به .. ومحاولته تلويثها بوساخته .. ومحو براءتها الطفولية الفطرية ..!!
, _ ياااه قد إيه انتي جميلة يا نور، جملة وبرييئة أوي..
, مش عارف ليه بحسّك طفلة ! طفلة عايزة اهتمام ورعاية ! طفلة عايزة دلال وحب واحتواء .. مش انتقام وكره زي ما انا عاوز ..
, مش عارف ليه بحسّك مسؤولة مني .. بحس بإحساس غريب لما بكون معاكي، إحساس غريب بس جميل أوي، إحساس أول مرة بحسّه بحياتي !!
, عاوز أحميكي مني ومن أخوكي ومنك ومن أهلك ومن كل الناس .. عاوز أخبيكي بقلبي ومسمحش لحد يقربلك ..
, انتي بريئة أوي ع اللي بفكر بيه وصغيرة أوي، أوقات بحسك بنتي .. لو عاوز بنت عاوزها تكون شبهك .. زيك أنتي وبس !!
, سامحيني يا نور قلبي .. سامحيني لأن دي حاجة مش بإيدي .. النار اللي في صدري والعة مش قادر أطفيها غير بيكي ..
, ظلام قلبي أعمق من نورك يا نوري أعمق بكتير ومش قادر أخرّج نفسي منه ..
, مندمتش على حاجة فحياتي كلّها ٤ نقطة أنتي هتكوني أول حاجة هندم عليها وهفضل ندمان عليها عمري كلّه !! بس مش بإيدي..
, عاوز أعيش، عاوز أتنفّس زي بقية الناس .. أنا ميت دلوقتي ميت .. وبراءتك هي اللي هتحييني ..
, في الدنيا ناس وحوش، ذئاب، ناس مفيهومش ذرة رحمة .. وأنتي لازم تقابليهم ! لازم تقابلي زيهم لازم تخلصي من براءتك دي .. لازم تشوفي الناس على حقيقتهم أنتي وأخوكي وعيلتك لازم تشوفوهم لاازم .. !!
, ساعتها أنا يمكن ارتاح .. وقتها مش هحمل ذنب غير ذنب إني خسرتك .. دمرتك .. بس ع القليلة هكون ربحت نفسي .. ربحت سنين حياتي اللي عيشتها وأنا ميت !! سامحيني يانوري !!
, كانت تنظر لعينيه بذهول .. !! لونهما تغيّر أصبح رمادي داكن بشدة وكأنها سماء غائمة عاصفة ..
, وكان هو ينظر إليها بكلّ مشاعر الكون .. بكل شعور ونقيضه ..
, وفي قلبه يتردّد هذا الكلام ويا ليته استطاع إخراجه عبر شفتيه ..٥ علامة التعجب
, تمنّى بكل ذرّة من كيانه لو أنه أباح به .. لو أنها سمعته .. وساعدته .. لربما كان ارتاح .. ولكن .. يبدو أنه مكتوبٌ عليهِ العذاب ومكتوبٌ عليها ضِعفه !!
, مصطفى بعيون غائمة رمادية من كم المشاعر: نوور
, تنبهت حواسها لصوته الخافت ولكنه يحمل في طيّاته الكثير وعسلُ عيناها يُسْكِرُ سَماء عيناه ..
, مصطفى بصوت خرج رغماً عنه وبلا وعي دافئ، خافت، مثيير: أنا بحبك !!
, ٣٨ العلامة النجمية
, - أنا التي تحبّكَ بكلّ قلبها .. !
, أخافُ عليكَ أن تؤذيك الدّنيا بحزنٍ لا أستطيعُ أن أحميكَ منه ..
, أخافُ عليكَ من الأحزان الصّغيرة، والمزاج العَكِر،
, والشّاي السّاخن الذي قد يلسَعكْ ٣ نقطة !!
, ٣٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, فتح الباب فجأة ودخل سريعاً مغلقه بقدمه بعنف .. جلس على المقعد أمام المكتب ينظر إلى الجالس وراءه
, أحمد: هاا يا أدهم هتعمل إييه ؟!
, أدهم بهدوء : عارف يا أحمد إحساس لما بتكون قاعد فمكان وحد بيخبط على الباب وبينتظرك تقوله أدخل.. !؟ الإحساس ده بالذّات أنا عمري ماحسّيته علطول مداهمات تقول ببيع مخدرات ؟؟!
, أحمد بلامبالاة: عادي يا أدهم ده إحساس مش مستاهل على فكرة .. المهم دلوقتي ركّز معايا هتعمل إيه؟!
, عاد أدهم لجلسته الأولى يتّكئ على ظهر المقعد ويرفع قدميه على سطح المكتب مغمضاً عينيه بارتياح: هعمل إيه في إيه ؟؟
, أحمد: يا أدهم ركّز أبوس إيدك هتعمل إيه في البنت ؟!
, أدهم بهدوء: بنت مين ؟ قصدك ليلى.. مالها ؟!
, أغتاظ أحمد ليهتف: يعني إييه مالهاا هتعمل إيه بعد ما عرفت إنها بنته .. !؟ أوعا يا أدهم سامعني أوعا تحاول تئذيها وتنتقم منها علشان اللي أبوها عمله بيك هي ملهاش ذنب..
, فتح عينيه بشدة ناظراً لأحمد بدهشة: إئذيها ؟! إييه يابني أنت الأفلام اللي بتشوفها كلت دماغك ولا إيه ؟ مش هعمل كده طبعاً..
, أحمد بقلق كبير: يعني إيه مش هتعمل كده، هتقتلها فوراً ؟!
, توسعت عيناه وارتفع حاجبيه بذهول هازاً رأسه بنفاذ صبر: لااا أنت شكل الأفلام والدراما والأنتقام والثأر أثرت على دماغك لازم تشوفلك حل يا أحمد مينفعش كده..؟
, أحمد بغضب: طب م تفهمني طيب عايز تعمل إييه أنا من مبارح على أعصابي خايف فكرة الإنتقام تركب دماغك ..
, تنهد أدهم بضيق و حيرة قائلاً وهو يفتح يديه أمامه دالاً على قلة حيلته: مش عارف .. لسا مفكرتش فحاجة .. هعمل زي ماقولتي أسيب كل حاجة للأيام .. !!
, أحمد بتنهيدة راحة: كده أحسن يا أدهم البنت ملهاش ذنب متظلمهاش زي م انت اتظلمت !!
, أظلمت عيناه وقد مرت في خياله أطياف لأيام الظلم التي عاشها .. ليهز رأسه بعنف نافضاً تلك الصور التي تتوالى عليه قائلاً: انت مش كان عندك شغل يلا بقا على مكتبك .. وقول لسهى تجبلي اللي طلبتهم منها .. زفر بضيق متابعاً: محدّش قدر يعمل معايا حاجة بس سهى الكلب دي عايزة تجلطني و**** .. !!
, غادر أحمد المكتب ليتركه شارداً في تفكيره..
, وعادا قلبه وعقله للتصارع فيما بينهما ..
, أحدهم يريدها .. وبشدة !
, والأخر يتركها .. ويبعد عن محيطها !
, أمسك هاتفه وقد انتصر قلبه أخيراً كعادته معها هي فقط دوناً عن الجميع..
, تأمل اسمها بقلب خافق بشوق كبير ليضغط بأصابع مرتعشة عليه وأسكت عقله عن الحديث ..
, يريد سماع صوتها فقط .. وبعدها فليذهب العالم كله إلى الجحيم !
, ٣٨ العلامة النجمية
, _ مَرمر !؟ إزيك يا جميل ؟
, خفق قلبها لسماع صوته وعلت دقاته لرؤيته يقف أمامها بابتسامته الجذابة التي تسحرها ..
, ارتسمت ابتسامة لاشعوريّة على شفتيها: أنا تمام أوي وأنت ؟
, سحب مقعداً لجلس مقابلاً لها: وحشتني ياعسل أنا دلوقتي بقيت تمام بس إيه الجمال دا يابت ؟
, اتسعت ابتسامتها السعيدة وقلبها يناجيه بأن يُكثِر من هذا الكلام، ليأتي صوت صديقتها من بعيد يدوي داخل عقلها ..
, _ أنا بحبه أوي يا مروة لا أنا بعشقه
, بكى قلبها بوجع وهي تتابع شفتيه اللتان تتحركان أماما دون تمييز ماينطق به ..
, سيف ملوّحاً أمام وجهها: إيييه يابنتي روحتي فين ؟! ثم تابع بغرور: أنا عارف إني جميل بس مكنتش أعرف إني جامد أوي كده ..
, ارتبكت وزاغت نظراتها بخجل محبب ليهتف بهيام: أمووت أنا بالفراولة
, عاد صوت صديقتها صاخب يصمّ أذانها
, _أنا بحبه يامروة بس هو مش شايفني
, لتنهض سريعاً حاملة كتبها قائلة بصوت على الرغم من محاولتها جعله جامد ولكنه خرج مرتعشاً كئيباً: أنا اتأخرت عن اذنك أستاذ سيف..
, سيف باستنكار واستغراب من حديثها: أستاذ؟؟ ناقص تقوليلي حضرتك ! مالك يا مرمر تحولتي كده ليه ؟!
, مروة بحزم: إذا سمحت أستاذ سيف أنا أسمي الأنسة مروة، لو عندك حاجة في الدراسة تكلمني بيها أهلاً وسهلاً لو مفيش يبقى متقربش مني..
, سيف بصدمة: مروة !؟
, مروة بصرامة وجدية رغم وجع قلبها: أنسة لو سمحت، وياريت تفضل علاقتنا ك زملاء مش أكتر .. والأفضل إن ميكونش في علاقة نهائي ..
, نهض يقف أمامها بغضب قائلاً وهو يضغط على قبضتيه بشدة: أنتي بتتكلمي كده لييه؟ إيه اللي حصل لكل ده أنا غلطت معاكي فحاجة ؟؟
, مروة متهرّبة من عيناه فهي تعرف لو أنها استمرت في النظر داخلهما لانهارت حصونها وتفتّت ذلك الجدار الذي تحاول بناءه بينهما: لأ أنت مغلطش بس أنا مش عايزة اتكلّم معاك هي بالعافية ؟ متفكّرش انك ساعدتي ودافعت عني وعن صاحبتي ده معناه إني أسمحلك تقرب مني بالشكل ده وأصاحبك ..
, سيف بعصبية: أنتي إزاي تتكلمي معايا كده لو مش عايزاني أكلمك كنتي قولي الكلام ده من زماان مش دلوقتي ..
, مروة بعصبية: تقصد إييه بكلامك ده ؟! قصدك إني بنت سهلة وقليلة أدب من إيّاهم خلّيتك تقرّب مني وتتكلم معايا وأنا معرفكش حتى ..؟
, شدّ شعره بحنق وغضب مما هو به : أنا مقولتش كده يا مروة، أنتي لو بنت من اللي بتتكلمي عنهم مكنتش قربت منك ولا كلمتك أصلاً..
, تنهّد بضيق محاولاً الهدوء: ممكن افهم فيه إيه؟ أنا عملت إيه غلط علشان زعلتي كده؟
, مروة بصوت عالي : قولتلك مغلطّش بس أنا مش عايزة اتكلم معاك يا أخي مش عاايزة افهم بقا،
, نظرت إليه من أعلى إلى أسفل باحتقار متابعة: إيه نزعجت لأني ما جريت وراك وتمسكت بيك زي البنات التافهة اللي حواليك ؟؟ مش لأنك سيف عز الدين اللي الكل بموتو عليه أنا هكون منهم .. لا فوق لنفسك أنا مش كدة ،أنا أشرف من كل اللي بتعرفهم ، روح للي زيك هما بيشبهوك خليك معاهم .. أنت لو أخر راجل في الدنيا دي مش هقبل بيك سامع٣ نقطة !!
, انصدمت ملامحه وهو يتطلّع إليها .. أهذه مروة التي عرفها؟ لم تكن كذلك أبداً ولم يكن يظهر عليها أنها تخبئ كل هذا الكلام داخلها ..
, خفضت عيناها تخفي بهما مشاعرها تجاهه وقد
, تقطّع قلبها من نظراته المجروحة ولاحظت بعينيها ارتجافة بجانب فمه دلالة على ألمه من كلامها ونظراتها المحتقرة له !!
, مروة بخفوت: أرجوك أبعد عن طريقي مش عايزة أعرفك تاني ..
, ابتلع لعابه بصعوبة وقد سقط كلامها ليجرح قلبه جرحاً عميقاً وغائراً: كنت عاوز أعرف ولو حاجة واحدة عملتها غلط علشان أستاهل منك الكلام والمعاملة دي .. عن إذنك يا أنسة مروة فرصة سعيدۃ.. تشرّفت بمعرفتك رغم إني عارف إنك متشرفتيش بيا مش عارف ليه .. ٣ علامة التعجب
, رحل من أمامها بخطوات سريعة غاضبة و مجروحة ..!! وتركها تنظر بإثره بعيون لامعة بالحب والألم ٤ نقطة
, سقطت تلك الدمعة الساخنة العالقة بطرف عينها لتمسحها بيد مرتعشة قائلة بخفوت: أنا أسفة سامحني ياسيف مكنش قصدي أجرحك كده .. أنا لو قودامي مليون راجل هختارك أنت وبس .. لكن في حد بحبك زيّي وأكتر مني كمان حد بيعشك وأنا مقدرش أكسرها بيك مقدرش ٣ نقطة !!
, ٣٨ العلامة النجمية
, _مش عايزة يا ماما أبوس إيدك اعملي أي حاجة مش عايزة أتزوّج الكائن ده
, مديحة بحزن على ابنتها فلطالما ظُلمت في حياتها وها هي الأن على وشك الزواج برجل عجوز أكبر من والدها وعندما حاولت الرفض تلقت صفعات جعلتها تنزف من فمها من شدّتها ..
, : أهدي يابنتي متعمليش كده أكيد هنلاقي حل بس كفاية عياط دلوقتي عشان خاطري
, بكت بشدة وهي ترتجف: يا ماما أنتي سمعتي بقول إيه ده مش همّه حاجة عاز يزوجني بالعافية كله علشان الفلوس ملعون أبو الفلوس اللي تخلي أب يبيع بنته كده ..
, نظرت إليها بشفقة وعطف فكيف لو تعلم بأن من عاشت طوال حياتها تحت رحمته وكانت تسكت وتتحمل وتقول بأنه والدها .. هو رجل غريب عنها تماماً ..!!
, مديحة: خلاص يا ليلى إهدي أنا هحاول أتكلّم معاه وحاول أقنعه يغير رأيه
, تطلعت إليها بأمل ماسحة دموعها واقتربت تقول برجاء: أه أه أرجوكي يا ماما حاولي أنا مش عايزة الإنسان المقرف دا ، أنتي شوفتيه يوم جه عندنا زماان دا شخص خبيث ومقرف مقدرش أشوفه قودامي دقيقة هستحمل أتزوجه إزاي، **** يسامحك يابابا ..
, تنهدت أمها بحرقة ونظرت أمامها بشرود وعيناها تلمع بغموض شديد .. لطالما خضعت لكلام زوجها وفعلت مثلما يأمرها ولو كان رجل غير هذا لربما كانت وافقت ورضخت كعادتها ٣ نقطة ولكن هذا الرجل بالذات لن تسمح له أن يتزوجها ولو على جثّتها ٤ علامة التعجب
, عادت بنظراتها المتمعّنة ناحية ابنتها قائلة: ليلى ؟! صارحيني يابنتي أنتي في حد بحياتك مش كده ؟!
, ارتبكت ليلى وأدارت رأسها جانبا لتتابع والدتها: شكلك بقول في حد بقلبك وبتحبيه أوي كمان
, ابتسمت ليلى باتساع لتومئ برأسها بخجل شديد
, اقتربت منها والدتها لتحتضنها هامسة بحب وحنان: أنتي عارفة إني دايماً معاكي وأنا واثقة فيكي وبأختيارك ياحبيبتي، هاا قوليلي هو مين وعرفتيه إزاي ألا قوليلي هو مز وحليوة زيك كده ؟
, ضحكت ليلى عالياً وقد تناست همومها ولمعت عيناها بحب شديد لاحظته والدتها لتدعو لها بقلبها أن يخلّصها اله من هذه الحياة المزيفة التي عاشتها منذ صغرها دون أن تستطيع مساعدتها بشيء..
, مديحة بابتسامة: طب م تقولي بقا أحكيلي يلا شوقتيني يابت
, ضحكت ليلى قائلة بخجل وقد تلونت وجنتاها بلون ورديّ زاهي: أسمه أدهم .. هو هو يعني أخوه لزميل مروة في الكلية !
, مديحة بتفكير: أخو زميل مروة !!؟ أمال عرفتيه إزاي بقا ؟!
, ابتسمت ليلى بحب وقصّت لوالدتها منذ بداية لقائها مع أدهم وحتى اللحظة الأخيرة التي رأته فيها والتي ندمت عليها بشدة٣ نقطة
, مديحة بغيظ: أعمل إييه ألطم !! يابت ياخايبة هتفضلي طول عمرك كدۃ .. ! أخرتها هتقعي بحد شبه أبوكي وتعيشي زي اللي أنا عشته من تحت راس غباءك دا يا غبية يا بنت الغبية
, ليلى بتذمر وندم: يا ماما أرجوكي متزوديهاش عليا أنا ندمانة و**** طب كنت هعمل إيه يعني زوجك المحترم كان مكرّهني في حياتي وجه هو بوشي
, مديحة بهتاف: قومتي فشّيتي غلك بيه يا أخرة صبري يخربيتك .. أنتي قولتي أنه مز وحليوة وطول وعرض وعضلات يخربيتك طار الواد من إيدك ياحمارة يابت الحمارة
, قهقهت ليلى قائلة: طب وقاعدة بتشتمي نفسك ليه يامديحة ؟!
, مديحة: أشتم براحتي ياختي لأني شكلي كده معرفتش أربيكي ..
, عادت قهقهاتها للإرتفاع هاتفهة من بينهم: ههههه إيه ياماما معرفتيش تربيني عشان طيرته من إيدي؟! **** إيه أهل أخر زمن دول ؟!!
, مديحة: وليكي عين تهزري وتضحكي و**** الراجل العجوز المقرف اللي أبوكي هيزوجهولك كتير عليكي أوي
, عبست ملامحها قائلة: طب وفكرتيني لييه كنت ناسية **** يسامحك يا ماما
, تعالى رنين هاتفها لينتفض قلبها لرؤية أسمه يضيء شاشته لتقفز والدتها هاتفة: دا أدهم ردي يابت مالك اتصنمتي كده لييه عاوزة تضيعيه من إيدك تاني ردي ياغبية
, تحمحمت لتجلي صوتها وترد: أ ألو
, أغمض عيناه باستمتاع لسماع صوتها قائلاً بخفوت: إزيك يا ليلى ؟!
, ابتسمت بخجل ولم تجب لتضرب أمها وجهها بغيظ هامسة: م تردي يابت هي القطة كلت لسانك ولا إيه !!
, وكزتها بيدها بتذمر ناظرة إليها بعتاب لينفذ صبر والدتها وتنهض تاركة لها تتحدث معه
, ليلى: ك كويسة..
, أدهم: وأنا كمان كويس الحمد**** شكراً للإهتمام
, ابتسمت بحرج هامسة: أنا أسفة أوي
, أدهم: على إيه ؟
, ليلى: على اللي حصل ال..
, أدهم مقاطعاً: أنا نسيت خلاص على فكرة أنا مقدر إنك كنتي مزعوجة وو وأنا زودتها عليكي
, ليلى بتسرع: لاا لا أبداً بس يعني بقصد حضرتك معملتش حاجة غلط بالعكس أنا متشكرة ليك عشان يعني أنك ساعدتني وو أا و٣ نقطة
, ابتسم لتلعثمها وكلامها الطفولي الغير مرتب لقول بهدوء: ليلى .. ممكن نتقابل ..؟
, ليلى: دلوقتي ؟؟
, ضحك بخفوت قائلاً: لو عاوزة دلوقتي معنديش مانع٣ نقطة أنا بقصد لما تكوني فاضية ممكن نتقابل فأي وقت في مكان عام نقعد نتكلم شويه
, ابتسمت بحب قائلة بخجل: خ خلااص موافقة ثم تنبهت لتتحسّس كدمات وجهها بحزن قائلة بخفوت : بس مش في اليومين دول ع علشان مشغولة شوية
, قال بابتسامة: مفيش مشكلة أنا هكلّمك كل يوم ولما تكوني فاضية قوليلي اتفقنا؟
, هزت رأسها بإيجاب وكأنه يراها لتسمع ضحكاته التي تسلّلت لقلبها عبر الهاتف قائلاً: على فكرة أنا مش شايفك علشان تهزّي براسك ممكن تقولي أيوه لو عايزة..
, توسعت عينيها بدهشة فكيف علم أنها هزت رأسها بدون رؤيتها لتنظر حولها بتوجّس لتسمعه يقول ضاحكاً: مش معلّق كاميرا متخافيش..
, شهقت بخفوت قائلة بتوتر: أ انت عرفت إ إززاي
, ضحك من قلبه وقد شعر براحة شديدة وسعادة عارمة بمجرد حديث بسيط معها قائلا: مش مهم عرفت إزاي المهم إني عرفت، أنا هقفل دلوقتي وأكلمك بالليل تمام ؟
, ابتسمت بخفة وعادت تهز رأسها ليعود لضحكاته الرنانة ويغلق هاتفه متنهداً براحة وشعور جمييل داخله ٣ نقطة
, لا يهمه من هي وابنة من ؟! المهم أنه يحبها وهذا كفيل لتهوين كل شيء أخر ٤ نقطة!!
, ٣٧ العلامة النجمية
, يقود بسرعة جنونيّة يضرب مقود السيارة بيديه كل دقيقة .. يصرخ جاذباً خصلاته بقوة علّه يطفئ نيران صدره ..
, لييييه ٣ علامة التعجب؟ عملتي كده ليييه يامروة ؟
, حرام عليكي أنا عملتلك إييه ؟؟
, انتبه لبوق صاخب لشاحنة أمامه ليدير المقود بسرعة ناحية اليمين متجنّباً الاصطدام بها صارخاً بهلع وهو يضغط على الفرامل بقوة، لتحتك إطارات سيارته بالإسفلت بشدة مخرجة صوت صرير قاسي قبل أن تتوقف فجأة بعنف كاد يلقي به خارج السيارة لولا حزام الأمان الذي يضعه بالصدفة .. !
, ولكن هذا لم يمنع من اصطدام رأسه بمقود السيارة أمامه مخلّفاً جرحاً بسيطاً في جبهته أخذ ينزف بهدوء..
, تنهّد بشدة ومسح على وجهه حامداً ربّه على نجاته من حادث كاد يودي بحياته .. بقي دقائق قليلة متكئاً بظهره على المقعد وراءه مغمضاً عينيه يتنّفس بعمق يحاول الهدوء ٣ نقطة
, قبل أن يشعر باصطدام طفيف بمؤخّرة سيارته ليلتفت سريعاً يرى تلك السيارة الكبيرة السوداء تقف خلف سيارته تماماً ويترجّل منها شاب طويل القامة ذو شعر أسود غامق وملامح هادئة ..
, ترجّل هو الأخر من سيارته ليصل الشاب الذي يهرول إليه قائلاً بلهفة بعدما رأى جرح رأسه :
, _ أنت كويس؟ أنا أسف جداً فقدت السيطرة ع العربية تعال معايا أوديك مستشفى نطمن عليك
, سيف مهدأ له بعد رؤية خوفه: لا شكراً مفيش داعي للمستشفى ده جرح بسيط ومش أنت السبب بيه ..
, _ الشخص باستغراب: إزاي مش أنا السبب م أنا اللي خبطتك بالعربية !؟
, سيف بضحك: لااا ده أنا خارج دلوقتي من حادثة الحمد**** **** ستر وخرجت بالجرح البسيط ده أنت خبطتك كانت خفيفة ..
, تنهّد الشخص بارتياح قائلاً: الحمد**** على سلامتك، طب معليش تعال أوصلك أي مستشفى عشان يكشفوا على جرحك دا أنت بتنزف ..
, وضع سيف يده على جبهته ليرى الدماء تملأ يده فمدّ له الشاب منديلاً أخذه منه ليمسح الدماء به ..
, سيف بهدوء مرح: متشكر ليك خلاص محصلش حاجة .. جرح عادي ..
, الشخص: طب ممكن أعزمك على فنجان قهوة ولا أي حاجة عشان أعتذرلك ؟ وكمان اتعرف عليك أكتر شكلنا إحنا التنين بنفس العمر ..
, سيف بضحك: يابني مش للدرجة دي أنت ملكش دعوة، بس خلاص هقبل عزيمتك عشان أنا كمان حابب اتعرف عليك، لكن مش دلوقتي علشان عندي مشوار كده..
, الشّخص مخرجاً هاتفه : مفيش مشكلة اديني رقمك وأنا أكلمك
, أملاه سيف الرقم ليسجله قائلاً: تمام كده هكلمك النهاردة ونتفق على موعد ،
, أومأ سيف برأسه بابتسامة: خلاص إن شاء **** هحاول أفضّي نفسي النهاردة المسا
, الشخص: كده تمام أوي، ألا متعرّفناش لسّه أنت أسمك إيه ؟؟
, ابتسم سيف ماداً يده لمصافحته: سيف عز الدين
, بادله الشاب قائلاً بابتسامة: رامي عبد السلام !!

السادس عشر

- إن كان لي وطنٌ ..
, فوجهكَ موطني
, أو كان لي دارٌ ..
, فحبّك داري
, من ذا يحاسبني عليكَ
, وأنتَ لي ،
, هبةُ السّماءِ ونعمةَ الأقدارِ ..
, ٣٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, أنت اتجننتي يانور حصل لعقلك حاجة أكيد، إيه اللي بتقوليه ده؟
, نور: ليه أنا بقول إيه .. دي جزاتي لأني بحكيلك ومبخبيش عنك حاجة ؟
, إسراء: و****؟! وإنه يقولك بحبك وأنتي تقوليلي مبسوطة وفرحانة والدنيا مش سايعتك أعمل إيه أنا دلوقتي !؟ عاوزاني أسقفلك ولا يغمى عليا من الفرحة ؟!
, نور بهيام: إسراااء .. أنا حاسة بإحساس غريب وجميل أوي .. حاسة إني بحبه لا لا مش حاسة أنا متأكدة ..
, إسراء بضيق: نور متعمليش فنفسك كده إنتي محبيتهوش شعورك ده تعلق مش أكتر .. أنتي بنفسك قولتيلي إنك بتحسّي بالأمان معاه زي أخوكي وأنك بتبقي مبسوطة ، بس ولا مرة قولتيلي عن شعورك الغريب ده ولا إحساسك تجاهه ..
, نور: ده لأني مكنتش متأكدة .. ودلوقتي لما اعترفلي اتأكدت .. أنا بحبه أوي
, تنهدت إسراء قائلة: أعمل إيه انتي بقيتي مش بتقتنعي مني ولا حاجة بقولها بتتقبليها .. بس مقدرش أشوف صاحبتي بالموقف ده بدون مساعدة .. صدقيني اللي انتي فيه ده تعلق وبس .. أنتي بحياتك مشوفتيش شباب ولا اتكلمتي مع حد منهم غير أخواتك ف طبيعي تحسي الاحساس ده لما تتكلمي مع حد جديد زي مصطفى وتقابليه كل يوم وتتعودي عليه كده ..
, نور برفض وعناد: لأ أبداً مش كده .. أنا اللي بحسّه حقيقي بعدين مش بس أخواتي اللي بشوفهم أنا بشوف أحمد صاحب أبيه أدهم علطول ومحسيتش معاه نفس شعوري تجاه مصطفى ..
, إسراء باستسلام: طيب هتعملي إيه دلوقتي؟!
, نور بحيرة: هعمل إيه يعني مش فاهمة؟؟
, إسراء: يعني أخرة علاقتك أنتي ومصطفى إيييه؟! مش هيطلبك من أخوكي ولا هي تسلاية وخلاص ..؟!
, نور بحزن: لا أبداً مصطفى مش بتاع الحركات دي .. بعدين انتي عارفة المشاكل بينه وبين أبيه مش هيقدر يطلبني منه ..
, إسراء: أه وهتفضلوا كده لحد إيمتى يعني ؟؟ تتقابلو زي الحراميّة .. أنتي مش خايفة أخوكي يعرف باللي بتعمليه ؟! أنا أسفة لكلامي يانور بس أنتي بتخوني ثقة أدهم فيكي ..
, شهقت نور بخضّة قائلة وقد دمعت عيناها: إسرااء كفاية
, إسراء بهتاف: لا مش كفاية أنتي بتسكتيني علشان عارفة إن كلامي صحيح وأنتي بنفسك حاسة بكده ومش راضية تعترفي .. تقدري تفهميني إيه كان فائدة كل اللقاءات اللي بينك وبين مصطفى دي؟؟
, نور: يعني إيه مش فاهمة؟!
, إسراء: يعني عملتي إيه وصلتي إنتي وهو لفين ؟ أو لا هو كان قصده إيه من كل ده ؟!
, نور: م أنا قولتلّك عايزنا نقرب من بعض عشان يحاول مع أبيه ولما يعرف إننا أصحاب وكده يحن شوية و وك
, إسراء: بس يا نور كفاية .. أنتي مصدقة الكلام ده ؟!
, انتي مفكرتيش لما أخوكي هيعرف بلقاءاتكم دي هيكون موقفه إزاي؟ مش قادرة تواجهيه دلوقتي إن مصطفى عايز يطلب إيدك ، طب كنتي هتواجهيه إزاي لما يعرف بعلاقتك بيه وكلامكم وخروجكم مع بعض ؟؟ م ده نفس ده مش فارقة يعني .. !!
, صمتت نور وقد ألجمها حديث صديقتها لتتابع إسراء: طب هو المشاكل بينهم من زمان ومش قادرين يحلّوها ، تفتكري لو كان عرف بكلامك أنتي ومصطفى هيحن ويتنازل فوراً ويرجع علاقته بيه؟! أكيد لأ ده كان هيتعصّب أكتر ويعتبر التصرف ده خيانة وهيزيد المشاكل بينهم والنار هتولع من جديد ..
, أنا حاولت كلمك أوي يانور وأنتي مش هنا .. مصطفى واخدلك كل عقلك لدرجة مش عارفة تفرقي بين الصح والغلط .. فوقي بقا يانور أرجوكي متضيعيش نفسك ومتخسريش أخوكي بغباءك ده ..!!
, خرجت إسراء من غرفة نور الشاردة .. لتترك لها المجال لتعيد تنظيم أفكارها واتخاذ القرار الصحيح ..
, لتسقط دمعة من عين نور حالما خرجت متذكّرة ارتباكها واحمرار خديها وابتسامتها الخجلة عند سماعها تلك الكلمة التي حرّكت دقات قلبها الهائم ..
, تذكرت نظرته لها وسماء عينيه العاصفة ..
, لم تدري كيف جذبت حقيبتها سريعاً ناهضة بدون أي كلمة مسرعة بخطواتها لتستقل سيارة أجرة دون انتظار السائق الخاص بها ..
, لم تعي بعدها كيف وصلت إلى المنزل وأنقدت السائق أجرته لتصعد إلى غرفتها سريعاً مهاتفة صديقتها تبوح لها بمكنونات قلبها ..
, لتأتي الأن وتقلب حالها تماماً ..!! وقد كان حديثها منطقيّاً ..!! و .. مقنعاً ..٣ علامة التعجب
, ٣٦ العلامة النجمية
, دخل سيف الشركة متجهاً نحو مكتب أخيه ليجد سهى جالسة على المكتب متأففة ..
, سهى: بني أدم مستفز مهما أعمل مش عاجبه حاجة .. ثم تابعت مقلدة صوت أدهم: الأوراق دي فيها أخطاء يا هانم لو مش عارفة تشوفي شغلك قولي وأجيب حد غيرك مش شاطرة غير في الدلع والمهيصة .. **** ياخدك يابعيد يارب يوقع عليك جردل مية سخنة تحرقلك وشك الحلو ده خليك متقدرش توري وشك لحد .. يعني إيه عشانك حلو حبتين تلاتة أربعة ستة عشرة كده هتشوف حالك علينا .. !؟
, سيف بابتسامة مرحة: **** يرحمك يا سوسو كنتي طيبة أوي و**** ..
, انتفضت من جلستها بخضة هاتفة: أستاذ سيف ده أنت ؟! حضرتك هنا من إيمتى ؟!
, سيف بسخرية: حضرتي ؟!! و**** حضرتي المحترم هنا من ساعة **** ياخدك يابعيد .. نهااارك أسود أنتي بتدعي على أخوياا ؟!
,
, سهى بخوف: هشش أبوس إيدك وطي صوتك ليسمعك أصل ده كائن فضائي سمعه خارق ..و.
, قطعت كلامها عندما شاهدت يد سيف ممتدة أمامها ناظراً إليها باستفزاز لتهتف بغيظ: عايزني أبوس إيدك أنت بتحلم ..
, سيف باستفزاز: على فكرة الناس بتدفع فلوس علشان بس يلمسوها مابالك بقا بالبوسة ؟!!
, سهى بغيظ: يبقى خلي الناس دي تبوس مش أنا ..
, سيف بصوت عالي: نهاار أبوكي مش فايت أنتي بتقولي عن أخوياا أدهم كائن فضائي أنتي مممم
, سهى مكمّمة فمه بتوتر: وحياة أخوك أسكت هتفضحني من غير حاجة أخوك عينه حمرا مني فاضل تكة ويرفدني أنت هتقطع برزقي .. ده إن مكنش عايز يرفدني من الحياة كلها ..
, أبعدها سيف قائلاً بقرف: ابعدي كده يابت إزاي تمسكيني كده أنتي مش عارفة أنا مين ولا إييه ؟؟
, ثم عدل ثيابه متجهاً ناحية باب المكتب متابعاً بغرور: على أي حال متقلقيش أنتي هتفضلي في الشغل وفي الحياة .. خلاص طالما سيف بيه قال كلمة يعني هتتنفّذ .. أصل كلمتي ماشية ع الكل هنا زي م انتي عارفة .. !!
, لطمت سهى وجهها متمتمة بنحيب: يالهووي أعمل إييه هتهبدل وأنا في عز شبابي .. مكنش يومك ياسهى تعالي شوفي بنتك يا أم سهى هيحصل بيها إييه .. منك لله ياسيف قال كلمته ماشية و**** مبخافش غير من كلمتك دي ..!
, دخل سيف المكتب ليجد أدهم منكبّاً على مجموعة من الأوراق أمامه ويبدو عليه الإنشغال والإرهاق ليهتف: إييه يا أدهم معقول مفيش إستقبال ولا ترحيب إيه الخدمة العفشة دي ..!؟
, رفع نظره عن الملفات أمامه ناظراً ناحيته بملل لينتفض بخوف من مقعده مقترباً منه والقلق باد على وجهه: سييف ؟! فيه إيه ؟! إيه الجرح اللي في وشك دا ؟! أنت كويس إيه اللي حصل ؟!
, سيف: مفيش أنا كويس دي حادثة بسيطة و..
, قاطعة هاتفاً بخوف متحسّساً جرح جبهته: حادثة ؟! حادثة إييه دي ؟! إزاي حصل معاك كده ؟! انت كويس حصلك حاجة تانية اتكلم ..
, ضحك سيف قائلاً: و**** يابني **** ستر أنا خارج من حادثة عظيمة جداً كادت تودي بي إلى التهلكة، بس الحمد**** شكلها كده التهلكة النهاردة مش فاضية أو مش هتستحمل ظرافتي وشخصيتي المحترمة الجذّابة والنادرة ..
, أدهم بغيظ: أنت ليك نفس تهزر م تقول فيه إييه ؟! تعال هنا أنت عقمت جرحك ده ؟!
, سيف بلامبالاة: وهعقمه ليه ده حتة خدش بسيط مش أكتر .. ده أنا بيحصلّي الأكبر والأعظم من كده وبفضل واقف جبل مبتهزّش ومبقولش كلمة أخ ..
, سحبه أدهم ناحية الأريكة في الزاوية واتجه محضراً علبة الإسعافات الأولية وجلس بجانبه لتعقيم جرحه
, سيف بألم وهو يبعد رأسه عن مرمى يدي أدهم: أااي أييييه يابني بالراحة هو أنا جايب راسي من الشارع حرام عليك ..
, أدهم مقرباً رأسه إليه قائلاً بتهكم: اثبت ياجبل متتهزّش ده حتة خدش بسيط بس ..
, كاد سيف يتكلم ليقاطعه أدهم قائلاً: اتكلم إزاي حصل معاك كده ؟
, ليقص عليه سيف ماحدث معه وحتى لقاءه بذلك الشاب المدعو رامي ..
, أدهم بغضب وهو يضع لصقة طبية على جرحه : وبتزعل ليه بسحب منك العربية ؟! مليون مرة بتزفت وأقولك سوق بالراحة يا سيف متسرعش وأنت مديني الودن الطرشة .. شوفت دلوقتي أخرة سياقتك الغبية دي؟؟ مش الحق عليك الحق ع الغبي اللي أدالك المفاتيح ، لاا الحق ع الحماار اللي جبلك عربية وسمحلك تركبها ..
, سيف: لا يا دومي لاا ياحبيبي بتشتم نفسك دلوقتي ليه !؟ طب أنت ذنبك إيه طيب !؟ ..
, أدهم: ذنبي إني غبي وحمار مدلعك ع الأخر ..
, سيف: لا يا دودو كده مينفعش ياقلبي، الشتيمة عيب مش كده علّموك في المدرسة ؟! مينفعش نشتم حد ونقول كلام مش كويس هتزعلني منك كده ، يلا يا بطل قول أسف لعمو سيف وأوعدني كمان أنك هتبقى شطور أااه إييه يا أدهم سيبني
, أدهم جاذباً أذنه قائلا بغيظ: مين ده اللي يعتذر يالا واللي هيبقى شطور !!؟
, سيف محاولاً إبعاد يد أدهم : أنت .. لاا قصدي أناا .. و**** أنا اللي شطور ابن شطور ابن شطورة اب..
, أدهم: بسس ياحيوان
, سيف: ليه الشتيمة طيب دي عييب .. طب سيب ودني ياجدع
, أدهم: و**** م انا سايبك
, سيف: طب أعملك إيه طيب أجبلك مصاصة ؟!
, أدهم بغيظ: نعم ياخويااا مصاصة بعينك، و**** م هسيبك حتى تقول حرمت
, سيف باستنكار : نعم أنت عايز سيف عز الدين حبيب الشعب بمركزه الراقي وقدره المرتفع يقول كده أنت اتجننت !؟ أااه خلااص خلاص سيبني حرمت و****
, تركه أدهم قائلاً بفخر: ناس تخاف متختشيش
, سيف وهو يفرك أذنه بألم: ماشي يا أدهم و**** مش هفوتهالك بسيطة ، ميكونش اسمي سيف لو مارديتهالك ..
, أدهم ناظراً بعينيه مباشرة: مالك !؟
, سيف: مالي؟!
, أدهم: فيه إيه؟
, سيف: إيه؟!
, أدهم: إيه اللي حصل معاك ؟!
, سيف: إيه اللي حصل معايا ؟!
, رفع أدهم يده أمام وجهه مهدداً: هتتكلم ولا هشغّل إيدي تاني ؟!
, ابتعد عنه سيف هاتفاً: خلاص ياباشا هتكلم و****، **** ع المفتري مالك بقيت عدواني كده وإيدك طايلة وبتتصرّف تصرفات مش مسؤولة ووحشيّة وو
, أدهم: اخلص ياسيف فيه إييه ؟! في حاجة من ورا جيتك هنا ..
, تنهد سيف قائلاً: أبداٱ كنت مزعوج، وقولت أجي هنا أرخم عليك شوية علشان يروح الإنزعاج
, أدهم بغيظ: نعم ياروح أخووك ؟ إنزعاجك بيختفي لما ترخم عليا وتزعجني !!؟
, سيف بابتسامة واسعة: أه و**** بيختفي ، يا عم زي السحر كده يا سبحان **** !!
, زفر أدهم بضيق قائلاً: سبحان **** .. مش هتقول فيه إييه بقا ؟! ولاا حبيبة القلب عاملة معاك اللازم !!؟
, سيف باندهاش: حبيبة قلب مين !؟
, أدهم بإغاظة: حبيبة قلبك ياخويا ليه في غيرها ؟!أنت مفضوح أوي على فكرة متحاولش تخبّي دلوقتي ..
, قطب أدهم حاجبيه بشدة فسيف لم يجيبه بمزاح ومرح كما توقع منه .. فقد تنهد بحرارة وحزن مقترباً منه واتكأ برأسه على كتفه مغمضاً عيناه بألم ..
, أدهم بقلق: مالك ياسيف فيه إيه في حاجة أنا معرفهاش الموضوع ده يخص مروة ؟!
, سيف: مش عارف يا أدهم .. !!
, أدهم بقلق كبير: اتكلم ياسيف حصل إيه؟!
, روى له سيف ماحصل معه منذ لقائه اليوم مع مروة منتهياً بحزن وجرح عند تذكر نظراتها له: و**** معملتلهاش حاجة يا أدهم مش عارف كلّمتني كده ليه ؟! ولّا لو شوفت نظرتها ليا كأني حد حقير وزبالة ..
, أدهم بتفكير: سيف أنت متأكد أنك معملتش حاجة غلط ؟ ولا قولتلها حاجة مش كويّسة ؟! م أنا عارفك كلامك دبش ومتقدرش تقعد بدون مشاكل
, سيف بصراخ: يعني إذا دايماً بعمل مشاكل ده يدّيها الحق إنها تقولي الكلام السّم ده ؟! بعدين قولتلك و**** العظيم معملتش حاجة ورحمة أبويا مقولتش كلمة تخليها تزعل وتتحوّل كده..
, أدهم بضيق محاولاً السيطرة على غضبه: سيييف قولتلك مية مرة ولأخر مرة هقولك متحلفش برحمة أبوك ولا تحلّفني بيه كمان ..
, سيف بندم فهو يعرف كم ينزعج أدهم عند ذكر والده .. وهو حسب ظنّه أن أدهم كان متعلّقاً بأبيه كثيراً ! لدرجة عندما يأتي ذكره ينقلب حاله كلياً ويسيطر عليه الغضب والعصبية: أنا أسف يا أدهم مقصدتش، بس حط نفسك مكاني مش عامل حاجة وسمعت الكلام الجارح ده فجأة هتعمل إييه ؟!
, تنهد بضيق: مش عارف أكيد في حاجة خلّتها تعمل كده .. خلاص أنا هحاول أعرف مالها ؟!
, سيف بتعجب: وأنت هتعرف إزاي ؟
, أدهم: هعرف وخلاص
, سيف بخبث: أهاا قولتلي .. ممم ماشي ياعم **** يسهلك .. بس خلّي بالك لتطلع زي صاحبتها
, أدهم بتصنّع عدم الفهم: هي مين دي ؟!
, سيف بمكر: اللي هتعرف منها ياخويا .. بس بجد خلي بالك دلوقتي باينة طيبة وفقيرة بكرا تطلع حية والعياذ ب****
, أدهم بغضب: احترم نفسك ياسيف متتكلمش عنها كده مش معنى إن صاحبتها عاملتك بالشكل ده يبقى ليلى هتكون زيها ..
, سيف بخبث : **** ! .. ليلى مين هو أنا قولت ليلى ؟!
, أدهم: أخرس ياسيف أنت عارف ليلى مين كويس
, سيف: و**** محدش يعرف ممكن تكون عاملة دلوقتي مسكينة وغلبانة وهي غير كده خالص ..
, أدهم بعصبية: بس ياسيف البنت دي مش كده
, سيف: وأنت عرفت إزاي مش ممكن بتضحك عليك ؟
, أدهم بغضب: مين اللي بيضحك عليا يا حيوان؟؟! أنت فاكرني غبي زيك ..!؟ بعدين البت دي متجيبش سيرتها على لسانك نهائي ..
, سيف بلامبالاة: خلاص ياعم مش هجيب سيرتها تكونش الأميرة إلزابيت زوجة لويس السادس عشر وأنا مش عارف
, أدهم بغيظ: إلزابيت مش زوجة لويس ياغبي بعدين كانت ملكة مش أميرة
, سيف ملوحاً بيده بملل: أي حاجة ياخويا مش هتفرق إنشاء**** تكون أم عتريس مرات بياع اللبن
, تنهد أدهم بضيق ثم نظر ناحيته قائلاً: إيه .. مش هتتفضل تروح بقا ؟
, سيف بتفكير: أدهم سؤال فني علمي كده ..
, زفر قائلاً: خير !؟
, اعتدل سيف بجلسته قائلاً باهتمام: هو إيه اللي تأثيره أكبر المشروب ولا المخدرات !!؟
, أدهم صارخاً بغضب: نعم ياعينياا؟؟! بتقول إييه ؟! سمعني تاني كده أصل حاسس إن سمعي بقى على قده ..
, سيف بخوف: إهدا يا جدع أعصابك مش كده ****.. ده أنا بستفسر بس سؤال عادي عشان أزود ثقافتي وعلمي وخبراتي وكده
, أمسكه من ياقته قائلاً بتوعد: عارف لو شوفت ولّا سمعت ولّااا بس شمّيت خبر إنك قربت على حاجة إسمها مشروب أو مخدرات مسافة 2 كيلومتر هعمل فيك إيه !؟
, ابتلع لعابه بخوف وبتوتر: هتعمل إيه !؟
, أدهم: هورّيك الوش التاني ليّا ده اللي أنت عمرك مشوفتهوش ٣ نقطة ونصيحة من أخ بلاش تشوفه.. !؟
, سيف قائلاً بسرعة: خلاص زي م انت عاوز يا أدهم ياحبيبي يافلذة كبدي ياضنايا ..
, نهض أدهم متجهاً نحو مكتبه: لو عاوز تفضل هنا اقفل بؤك ده عندي شغل لفوق دماغي وعاوز أركز ..
, لحق به سيف وجلس على مقعد أمام المكتب قائلاً: أوك يبقى اطلبلي فنجان عصير
, أدهم: نعم ؟!
, سيف: بقصد يعني كاسة قهوة
, أدهم: سييف
, سيف: كأساً من العصير الطازج لو سمحت ..
, أدهم: اللّهم طولك يارووح
, سيف واضعاً قدم فوق أخرى: حبيب قلبي تسلم مش لازم قطعة كيك معاها يعني عشان عامل حمية..
, أدهم: أخرس ياسيف
, سيف: قولهم يجبوه بسرعة علشان مش فاضي عندي مواعيد تانية ..
, أدهم: أستغفر **** العظيم ياارب ..
, ٣٧ العلامة النجمية
, _ أمجد !؟
, التفت لها ناظراً باشمئزاز : خيير عاوزة إييه أنتي التانية ؟!
, اقتربت منه مديحة بخطوات ثابتة وفي عينيها إصرار كبير: عاوزة أتكلّم معاك ..
, أمجد: وأنا مش عاوز أتكلم وبنتك هتتزوّج الراجل ده يعني هتتزوجه وده أخر كلام عندي
, مديحة بغضب: وأنا مش موافقة
, اقترب منها ناظراً إليها بشر: قولتي إييه ؟! وأنتي من إيمتى ليكي كلمة هناا ؟! طول ما أنا موجود كلمتي هي اللي هتمشي فااهمة ؟
, مديحة: لااا كفاية لحد هنااا أنا زماان سكتلك أوي، دلوقتي مبقتش قادرة أسكت أبداً .. حرام عليك اللّي بتعمله بالبنت حرام اتقي **** خليتها تعيش طول حياتها بعذاب ووجع كفاية بقا سيبها تختار طريقها بنفسها حتى بالزواج عاوز تغصبها ؟ مش كفاية كل السنين دي حرام عليك ؟!
, صرخت بألم عندما جذبها أمجد من خصلاتها بشده هاتفاً أمام وجهها: وأنتي مالك ؟! تكونش بنتك وأنا مليش خبر ؟!
, مديحة بألم ودموع: ليلى صح مش بنتي بس أقسم باللّه لو كان عندي بنت مش هحبها زيها .. ليلى مش بنت بطني بس أنا اللي ربيتها .. أنا اللي ضميتها بحضني من وقت كان عمرها أيام ..
, دفعته عنها بعنف صارخة وعيناها تذرفان دموعاً حارقة: لسّا فاكرة اليوم اللي جيتلي بيه وعلى إيدك البنت لساتها قطعة لحم حمرا لسا فاكرة لهفة قلبي عليها ساعتها وأنا لاقيتها بدون أهل .. من وقتها وأنا قطعت عهد على نفسي ربيها وأرعاها وأحميها شهقت باختناق متابعة: لكن مقدرتش .. !! مقدرتش أنفّذ عهدي ده حميتها من الكل إلّا منك !!
, تابعت صارخة بحقد: من يوم جات ع البيت ده وهي ماشافتش يوم حلو فحياتها كنت علطول تعذبها وتضربها .. قلبي كان بيتقطع عليها وهي لسا طفلة صغيرة وأثار الضرب مليانة جسمها .. وأنا مش قادرة أعملها حاجة .. كنت بموتت كل يوم ألف مرة وأنا بشوفك بتحبسها في الأوضة الظلمة بأقل غلط بتعمله .. كنت بشفق على نفسي وعليها لما بشوفها بتعيط لأن صاحباتها بيتريقو عليها وعلى هدومها المبهدلة اللي كنت تخليها تلبسهم وأما مش قادرة أجبلها حاجة .. ولا أيام الإجازۃ تنزّلها تشتغل معاك وترجع أخر اللّيل تعبانة مش قادرة تسند نفسها خالص .. هقول إييه ولا إييه مهما أقول مش هخلص من الظلم اللي انت عيشتها بيه؟؟!!
, نظرت إليه بغضب قائلة قبل أن تخونها شجاعتها: طب جيبتها لييه إذا كنت عاوز تبهدلها وتذلّها كده ؟؟؟ هاا رد عليا جبتها لييه ؟ عشان تعذبها ؟! عشان تهينها وتبكّيها كل يوم ؟! حرام عليك يا أمجد و**** حرام .. وبعد كل ده جاي دلوقتي وعاوز تزوجها ل شخص ٣ العلامة النجمية زي كامل ده ؟؟!
, اسمعني منيح يا أمجد أنا لو كنت أسكت ده كان خوف على ليلى أكتر من خوف على نفسي .. كنت عارفة إنها ملهاش مكان تروحله لو خرجت من البيت ده عشان كده كنت صابرة ومستحملة قرفك وضربك وإهانتك .. بس إنك تزوج ليلى للكائن ده وهي مش عاوزاه فأنا مش هسكت ساامعنيي؟ مش هسكت ..!!
, اقترب منها أمجد جذب ذراعها بعنف هامساً بخفوت شرس: تقصدي إيه إنك مش هتسكتي أنتي بتهدديني يابتاعة إنتي ؟!!
, مديحة بألم وغضب: أه بهدّدك .. لأني مستحيل أسمح إن ليلى تتزوج مغصوبة خاصة من الراجل ده بالذاات .. أنت عارف كويس أنا رافضة الراجل ده لييه ..!!
, أمجد بعصبية: وأنتي ماالك ؟؟ ليلى مش بنتك بتدخليها في موضوعك ده لييه ؟!
, مديحة: ليلى بنتييي مش بنت بطني لكن هي بنت قلبي أنا اللي ربيتهاا لحد ماصارت كده أنا أمهاا يستحيل زوجها إنسان هي مش عاوزاه ومش هسمحلك تغصبها تتزوج من الراجل دا أبداً ..
, أمجد بوحشية وغضب: يبقى أسمعيني أنتي كويس .. الراجل ده هتتزوجه وإن وافقتي أو لأ ده أخر همي .. أنتي ملكيش دعوة .. جبتلك البنت صغيرة علشان تهتمي بيها وتربيها ودلوقتي هي كبرت يبقى لهنا ومهمتك بتكون انتهت متدخليش تاني باللي بعمله نهائي .. وإلا مش هيحصل طيب سامعة ؟!
, مديحة: أه سامعة .. وأسمع أنت كمان ليلى مش هتتزوج الراجل ده .. ولو أنت غصبتها على الجوازة دي .. يبقى أنا هقول كل حاجة بعرفها من الأول ..
, أمجد بغضب وتهكّم: أنتي رجعتي تهدديني ؟! إييه هتقوليلها إننا مش أهلك ؟! أحب أقولك يامدام أنتي أول حد هينضر من ده .. تفتكري موقف بنتك ليلى هيكون إييه لما تعرف أن الست مديحة أمها المبجلة مطلعتش أمها وإنها بس مربيتها ؟؟
, مديحة بألم ووجع قلب: عارفة إني هخسرها بس مهما كان موقفها، المهم مخليش بنتي اللي ربيتها طول السنين دي تتعذب أكتر ما هي تعذبت .. كفاية اللي شافته منك ومن الحياة دي .. حقها دلوقتي تعيش حياتها زيها زي البنات اللي بعمرها وأكيد لما تعرف الحقيقة مش هترضى تفضل تحت رحمتك .. تحت رحمة راجل غريب عنها ٤ نقطة أنا قولت اللي عندي .. لو ليلى هتتغصب على الزواج ده أنا هقولها كل حاجة .. وعليا وعلى أعدائي ..٣ علامة التعجب
, ٣٨ العلامة النجمية
, - وصفوها أنّها
, جامدة المشاعر ..
, متبلّدة الأحاسيس ..
, حين اقتربَ منها همسَ لها ..
, أحبكِ .. !
, ذابتْ بين يديه
, كَ قطعة السكّر ٣ نقطة !!
, ٣٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, _ مش هتقوليلي بقا مالك ؟!
, مروة: أنتي اللي لازم تقوليلي .. مش شايفة وشك عامل إزاي ؟!
, تنهدت ليلى بحزن متحسّسة وجهها الذي جاهدت لتخفي كدماته بمستحضرات التجميل ولم تختفي كلها ..
, ليلى: طب قوليلي أنتي الأول .. م انتي اللي كلمتيني وقولتي الحقيني يا ليلى بمووت ..
, ضحكت مروة قائلة: طب كنت بموت فعلاً بس دلوقتي الحمد**** ..
, ليلى: مالك يامروة إيه اللي حصل معاكي ؟!
, لمعت عيناها بدموع لم تستطع منعها من الإنهمار لتبكي في حضن صديقتها وتروي لها كل مافي قلبها ..
, ليلى بحزن: يااا يا مروة كل ده ؟! ليه ما خبرتينيش من البداية ؟؟
, مروة بحزن: مش عارفة أنتي مش ناقصة هموم
, ليلى بغضب: يعني إييه مش ناقصة ؟ أنا بقولك كل حاجة بتحصل معايا وأنتي بتخبي عليا .. على أساس أنا صاحبتك وأقرب حد ليكي ..
, مروة: م انتي فعلاً كده و**** .. بس محبيتش اضغط عليكي
, تنهدت ليلى قائلة: بس اللي قولتيه لسيف غلط يا مروة .. حرام عليكي هو عمل معاكي إيه ده من وقت عرفناه وهو محترم أوي معانا دي جزاته يعني ؟!
, مروة بتأنيب ضمير: طب أعمل إييه .. أنا عاوزاه يبعد عني ملقيتش غير الطريقة دي ..
, ليلى بعتاب: بس أنتي جرحتيه بكلامك ده
, مروة: عارفة م انا كنت عايزة أجرحه عشان يكرهني وميقرّبش مني تاني .. أنتي مشوفتيش إسراء إزاي
, بتتكلم عنه تقولي مفيش راجل في الدنيا دي غيره .. !؟ دي بتعشقه هتعمل إيه لو عرفت إني بحبه وهو كمان بيتقرب مني كده ؟!
, تابعت بدموع: إسراء طيبة أوي طول عمرها واقفة جمبي حتى بتعب ماما مسابتنيش أنا بعتبرها زيك مقدرش أخسرها علشان حد ..
, ليلى: بس هو بيعرف إسراء قبل مايعرفك ولو هو عايز يحبها كان حبها من زماان .. إييه هتخليه يحبها بالعافية ؟! هو من زمان مش شايفها غير أخته دلوقتي مش هيغير حاجة ..
, مروة بمرارة: عارفة مش هيغير حاجة بس ممكن ينتبه ليها ويشوف قد إيه هي بتعشقه .. ع القليلة كده بفضل بعيدة ومبحسّش إني بخون صاحبتي .. ياريت لو عرفت إن سيف ده هو نفسه اللي بتحبه إسراء كنت بعدت عنه من البداية ولا كنت تعلقت بيه كده ..
, رفعت نظراتها الحزينة ناحية ليلى قائلة: هاا قولي بقى مالك أنتي التانية ؟!
, تنهّدت ليلى باختناق وحزن قائلة بضيق: أبويا عاوز يجوزي لراجل مقرف أكبر منه كمان ..
, شهقت مروة بصدمة وذهول: إيييه ؟! ده اتجنن !! ؟ إزاي يعني يزوجك كده واحد عجوز ؟! أبوكي ده إنسان مفيهوش رحمة ولا ضمير ده إنسان مريض متوحش مش كفاية كل اللي عامله فيكي من صغرك لسا عاوز دلوقتي يبيعك !؟ ده شخص همجي حقير .. نظرت ناحية ليلى قائلة بغيظ: لامؤاخذة ياليلى ..
, ضحكت ليلى من بين دموعها قائلة: لا بعد إييه !! كملي ياختي أصلاً كل اللي بتقوليه صح .. بس أعمل إييه مجبورة اتحمله ده مهما كان أبويا ..
, مروة بغضب: تستحمليه بالضرب والتعذيب والإهانة ماشي مقولناش حاجة أما دلوقتي تقوليلي عاوزة تستحمليه وتوافقي ع العجوز المعفن ده تبقي اتهبلتي خاالص وعلى جثتي أسمحلك تتزوجيه ..
, ليلى بيأس واستنجاد: أعمل إيه يا مروة أنا مش قادرة ألاقي حل .. ماما قالتلي هتكلمه بس أنا عارفه مش هيعمل غير اللي في دماغه ..
, مروة بتفكير: أسمعيني يا ليلى أنتي ماطلي كده أسبوع أسبوعين علی قد ماتقدري هنحاول بيهم نلاقي حل ولو ملقيناش تعالي عندي ..
, ليلى باستغراب: أجي عندك فين ؟!
, مروة بتصميم: تيجي هنا اهربي من البيت وتعالي هنا على بيتي ومحدش هيعرف مكانك وأنا مش هقول لحد أبداً وهساعدك علشان نخلص من المصيبة دي ..
, قطبت ليلى حاجبيها قائلة: مش عارفة و**** أنا محتارة .. أنا أنا كنت يعني ك كنت بفكر أقول لأدهم
, مروة: نعم ياختي أدهم مين وتقوليله إييه إزاي يعني مش فاهمة ؟! تابعت بصراخ: نهااارك أسود إنتي بتكلميه من ورايا يابت ؟!
, ابتسمت ليلى عند تذكره قائلة: طب اهدي كده وهحكيلك كل حاجة من البداية ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, - تمتلكينَ وجهاً خُلِقَ ليبتسمْ ..
, فَ إياكِ والبكاء يا حواء ..!
, ٣٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, مساءً في فيلا عز الدين
, جالسون على مائدة العشاء ينظر أدهم ناحية أخته مضيّقاً عيناه بريبة .. كانت نور تقلب الطعام في طبقها بشرود مازالت تفكر بحديث صديقتها كانت مقتنعة به تماماً ولكنها .. أحبته .. ومتأكدة أنه يحبها ..!!
, كان سيف يأكل بسرعة شديدة حتى تشرّق بالطعام لتناوله والدته الماء قائلة: بسم **** إهدا إهداا يابني في حد بياكل كده ؟!
, سيف: كح كح احمم مستعجل ياماما عندي مشوار .. أنا خارج سلام ..
, جمانة : رايح فين ؟!
, سيف: واحد صاحبي تعرّفت عليه النهاردة خارج معاه نسهر
, جمانة: نعم تعرفت عليه النهاردة وبقى صاحبك بالسرعة دي؟
, سيف: حتى تشوفي إبنك قد إيه محبوب إيش عرفك إنتي !!؟ يلا هتأخر سلام
, أدهم: متتأخرش ياسيف وسوق بالراحة وتلفونك يفضل فإيدك أما أكلمك ترد فوراً ..
, سيف: ومش عايزني أجهزلك هدومك وأغسلك رجليك ولا أحميك بالمرة !!؟
, أدهم: متستعجلش على رزقك هخليك تعمل كده، ولو عايز تفضل في البيت من غير خروجة قول كلمة زيادة ..
, سيف بتسرع: لا لاا خلاص حاضر هعملك كل اللي انت عايزه
, أدهم بسخرية: م انت كده كده هتعمله ياحبيبي برضاك أو غصب عنك ..
, سيف بابتسامة صفراء: حبيب قلبي و****
, نهض موجهاً كلامه لنور: نور الحقيني على أوضتي أما تخلصي ..
, توترت نور وشعرت بخوف داخلي فكلام أدهم ونظراته لاتبشر بالخير .. نهضت تتبعه إلى غرفته لتجده جالساً على سريره ..
, نور بتوتر: حضرتك عايزني يا أبيه !؟
, ابتسم لها ليهدئ من توترها قائلاً: أه عايزك وحشتني أختي وبنتي الصغيرة وعاوزها تكون جمبي ..
, ابتسمت بحب وجلست بجانبه ليضمها بين ذراعيه بحنان: عاملة إيه ياحبيبتي ؟؟
, نور بابتسامة: كويسة طول ما انت كويس
, مسح على شعرها بحب متسائلاً بهدوء: طب ليه حاسس إنك مزعوجة وزعلانة ؟!
, حاولت نور الابتسام لكي لاتشعره بشيء قائلة: لا أبداً أنا كويسة أوي بس ضغط دراسة مش أكتر ..
, أدهم: نور حبيبتي إنتي عارفة إني مش يعتبرك أختي وبس ، لأ انتي بنتي أنتي اتولدتي على إيديا أنا أول حد بشيلك وبشوفك أنا اللي اخترتلك اسمك من قبل حتى ما تولدي .. أنتي كل حياتي يانوري أنتي وسيف وماما أغلى حاجة عندي ..
, نور بدموع غزيرة فقد شعرت بالذنب الشديد : أنا بحبك أوي يا أبيه **** يخليك ليا ..
, أدهم ماسحاً دموعها : ويخليكم ليا ياروحي.. ها بقا مش هتقولي لأخوكي إييه اللي مزعلك ..
, تردّدت نور كثيراً وأخذت تلعب بخصلات شعرها بتوتر: ممكن أسأل سؤال ؟!
, أدهم بابتسامة: أكيد ياحبييتي قولي عاوزة إيه ؟!
, نور بحذر: هو يعني لو لو في حد اتقدملي دلوقتي انت بقصد يعني هتوافق؟
, قطّب أدهم حاجبيه بشدة متسائلاً: أنتي في حد كلمك يانور ؟؟
, نور باندفاع: لا لاا أبداً بس بس يعني سؤال و و
, أدهم مهدئاً لها: إهدي شوية أنا مقصدتش حاجة بس كنت عاوز أعرف ليه بتسألي السؤال ده ؟؟
, نور: مفيش أصل أصل و واحدة زميلتي في الكلية اتقدملها شخص وأهلها وافقو وهتتخطب قريب وو ويعني فكرت إزاي أهلها يوافقو وهي يعني لسّا صغيرة وكده
, ابتسم أدهم بحنان قائلاً: من ناحية إنك صغيرة فأنا هفضل أعتبرك كده حتى لو بقى عمرك خمسين .. انتي هتفضلي بنتي الصغيرة طول عمرك .. لكن ده ميمنعش إن لو جالي شخص كويس أوي وعارف إنه هيعاملك منيح وهيخليكي سعيدة إني وافق أنا مش هقف في طريقك أبداً ..
, ابتسمت نور: **** ما يحرمني منك وأشوفك عريس في الكوشة ياارب
, ضحك أدهم قائلاً: قريب ياارب .. دي بقى الحاجة اللي شاغلة بالك كده؟!
, نور بتهرب: أيوه هيكون إيه يعني صدقني مفيش حاجة تانية .. يلا بقا أسيبك دلوقتي عندي مذاكرة تصبح على خير ياحبيبي ..
, ابتسم أدهم بارتياح ولكن مازال قلبه يشعر بإحساس غريب ..
, تنهد بهدوء ليجذب هاتفه يتصل بمن ملكت قلبه رغم كل الفروق والمعوقات التي بينهم .. يريدها وبشدة ..
, زفر بعد عدة محاولات بضيق فهي لم تجيب: البت دي هتجنني مش عارف شايلة تلفون ليه إذا مش بترد .. غبية !!؟
, وتلك الغبية كانت مندسّة تحت أغطيتها تنعم بنوم هانئ بعد يوم طويل من الألم .. لتنام بارتياح تاركة ذلك الهائم في أرقٍ طوال الوقت يفكر بها ويتمنّى قربها ..!!
, ٤٠ العلامة النجمية
, تلفّت سيف حوله بضيق موجّهاً حديثه لرامي: إيه المكان ده اللي جبتني ليه يا رامي ؟!
, رامي: مالك بس م المكان حلو أهو أنا دايماً باجي هنا
, سيف وهو ينظر بأنحاء الملهى اللّيلي الذي يجلسون به، ليرى مجموعة كبيرة من الشباب الفاسدين والفتيات وثيابهم التي لاتستر إلا جزءاً ضئيلاً من أجسادهم .. يتمايلون على أنغام موسيقى صاخبة وفي أيديهم زجاجات المشروب وكؤوس الخمر ..
, : يعني إيه حلو مش شايف الناس هنا عاملين إيه ؟!
, ضحك رامي عالياً: طب وأنت مالك بالناس خليك فحالك ياخويا طالما انت مش بتعمل حاجة زعلان لييه ؟؟ اسمع مني ده انت هتتبسط أخر انبسااط وهعرفك على ناس كتير صحابي وبنااات مزز من اللي قلبك يحبهم ..
, سيف باشمئزاز: لا متشكر مش عايز أنا ماشي ..
, أمسكه رامي من زراعه قائلاً بإقناع: اهدا شوية ياسيف مالك .. إحنا قاعدين بنتفرج عادي بس، مش هنعمل حاجة، خلاص مش هعرفك على حد وهطلبلك عصير تروق دمك بيه .. ده أنا جبتك هنا علشان اعتذرلك ياجدع ..
, سيف بقليل من الاقتناع: ماشي هاتلي عصير أما نشوف أخرتها .. و**** أخويا أدهم لو عرف إني دخلت مكان زي ده هيعدمني رمياً بالرصاص أو شنقاً حتى الموت ، ده لو معلّقش راسي على باب الفيلا .. علشان أكون عِبرة لمن يعتبر ..
, قهقه رامي بصخب هاتفاً: مش معقول أنت دمك خفيف أوي .. طب وأخوك هيعرف إزاي ؟! يابني أنت شاب عيش اتبسط شوف حياتك بص شوف الناس اللي فعمرك عايشين إزاي .. هتفضل تحت جناح أخوك لإمتى ؟!
, سيف بضيق: خلاص يارامي متتكلمش كده .. أنا قاعد هنا أهو مش هروح في حتة ..
, قرب منه كأساً من الشراب قائلاً: طب جرب دي وهتعجبك أوي
, سيف بتوتر وقد تذكر تهديد أخيه له هذا اليوم: لا ياعم مليش في ده مش عايز أبات الليلة في الشارع
, رامي بخبث: إييه يابني هتفضل خرع كده قولتلك أخوك مش هيعرف حاجة جرب كده وشوف..
, تردد سيف في البداية ولكن فضوله تغلب عليه ليمسك كأسه ويرتشف منه
, رامي بسعاده: أيواا كده ، ده سيف اللي أعرفه
, سيف بسخرية: مش أما تعرفني الأول ياخويا؟!
, قهقه رامي عالياً مربتاً على كتف سيف بخفة .. وقد نجح في الخطوة الأولى واستطاع استدراجه لأول الطريق الذي رُسِم له ٣ علامة التعجب
, وهناك .. على بعد عدة أمتار منهم كانا يجلسان سويّاً
, أحدهما عيناه تطلقان حمماً حارقة .. وفي قلبه كره وغل شديد
, والأخر يصارع قلبه وعقله .. حقده وحبه .. الرجل المنتقم فيه يصارع الطفل البرئ .. لينتصر كما الحال دائما ً.. الأقوى .. وقد كان الرجل داخله ورغبة الإنتقام أقوى من براءته ، ليجذب هاتفه فاتحاً على تطبيق الكاميرا رافعاً جهازه أمام عينيه ليلتفت مرافقه سائلاً
, _ أنت هتعمل إييه ؟!
, مصطفى بكره وهو ينظر ناحية سيف: هخلي اللي أسمه أدهم يشوف تربيته الرائعة ..
, تامر بضحكة غل: هههه أكيد مش هكون الصاحب الجدع أبو قلب طيب وأقولك بلاش وحرام هههه
, مصطفى وقد قام بالتقاط عدة صور : حتى لو قولتلّي كده أنا مش هتراجع ..
, تعالت ضحكات تامر الشامتة وبدأ بإلقاء عبارات المديح والتشجيع لرفيقه ..

السابع عشر

- ابتسِمي،
, فَ في عينيكِ لَمعانُ قبّة الصّخرة،
, ابتسِمي،
, لعلَّ الحربَ تخجل .. لعلَّها من جمالِ ابتسامتكِ ترحلْ ..
, ٣٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, _ ليلى ؟!
, رفعت عيناها العشبيتان تتأمل بحر عينيه الثائر تذكرت مكالماته لها خلال اليومين الماضيين ولم تستطع التهرب منه أكثر من ذلك لتجد نفسها الأن تجلس أمامه في مطعم هادئ بإطلالة ساحرة تراها لأول مرة ، أو بالأحرى تشاهد مثل هذا المطعم الفاخر للمرة الأولى في حياتها ..
, رمشت قائلة باهتزاز: نعم ؟!
, ابتسم بحنان: مالك خايفة كده !؟
, قالت وهيي تتلاعب بأصابعها بتوتر: م مفيش مش خايفة عادي
, ضحك بخفوت قائلاً: و****؟ طب بصّيلي
, ارتبكت واحمرت وجنتاها وعادت لتنظر إليه تتأمل ملامحه الوسيمة، أنفه الحاد، وذقنه البارزة تقاسيمه الرحولية الخشنة، وغرقت هي في حنان عيناه لتتنبّه على نفسها وتخفض رأسها سريعاً ..
, أدهم بضحك: مالك يابنتي و**** مش هاكلك ..
, ابتسمت بهدوء قائلة: أنت قولتلي نلتقي ونتكلم .. ثم نظرت إليه متابعة: هنتكلم في إيه ؟!
, ابتسم أدهم قائلا: نتكلم عننا
, ليلى: عننا ؟!
, أومأ إيجاباً: أه أنا وأنتي .. كل حد يتكلم عن نفسه .. انتي مش عاوزة تعرفي عني أكتر ؟!
, ارتبكت ملامح وجهها ولم تجب ليقول: بالنسبة ليا أنا عاوز أعرف عنك كل حاجة .. عاوز كون قريب منك ..!!
, ابتسمت لاشعورياً ونضح الحب من عيناها ليسألها فجأة: أنتي مبسوطة فحياتك يا ليلى؟!
, قطّبت حاجبيها باستغراب ليتابع: قصدي قوليلي عايشة إزاي مع مين ؟!
, تنهدت ليلى بضيق فهي تعلم أنه يقصد بكلامه ذلك اليوم عندما تهجّم عليها أمجد وقد دافع عنها وسألها عن هويته .. شردت تفكر في حياتها مع والدها وذلك الزوج الذي يريد إغصابها عليه لتقول بصوت متحشرج استطاع استشعار الألم به: الراجل ده يبقى أبويا ..!!
, هزّ رأسه حاثّاً لها على المتابعة لتقول بعيون دامعة: الإنسان ده لعنة حياتي ..
, تألّم قلبه من دموعها وكم تمنى أن يجذبها داخل أحضانه ماسحاً لها دموعها مطمئناً لها لتتابع بشهقة: لو ماما وأخويا حمزة مش موجودين مكنتش عارفة هعمل إييه .. نظرت إليه بشرود قائلة: أخويا عمره 10سنين .. تمنيت أوي لو كان أكبر مني كان قدر يقف قصاده ويخلّصني منه ..
, امتدت يده لاشعورياً ليضعها فوق يداها المتشابكة بتوتر ويضغط عليها بدعم وكأنه يخبرها أنه معها ولن يتركها أبداً .. وكم زادت نيران حقده وكرهه لهذا الرجل .. وقد أدرك أنه قد ظلم ليلى أكثر من ظلمه له ..! فما أصعب أن يكون أقرب الناس إليك هم السبب في سواد حياتك .. على الأقل هو غريب عنه وقد أذاه ولكنها ابنته !!
, ابتسم بحنان قائلاً وكان يشعر بكل كلمة ينطقها: أنتي معايا .. أنا مش هسيبك أبداً متخافيش من حاجة ياليلى .. مش هسمح لأي حد في الدنيا أنه يئذيكي وده وعد ..
, تأملت معالم وجهه وقد رأت لمعة عيناه الصادقة واستشعرت هذا من كلماته العميقة لتنظر داخل عيناه مباشرة: لييه ؟!
, أدهم باستفهام: عفواً !؟
, سحبت يداها من يديه قائلة: ليه هتحميني ؟؟ ليه هتكون جمبي !؟
, أدهم بهدوء : مش عارف .. بحس إني لازم أعمل كده .. بحسّك مسؤولة مني .. يمكن بشوف بيكي أختي نور مش بستحمل إنها تزعل أو تتأذى ..
, أخفت الغيظ داخلها قائلة: بس عشان كده ؟!
, أدهم بعدم فهم: يعني إيه ؟!
, ليلى من بين أسنانها: يعني عاوز تحميني وتقف جمبي بس علشان بفكرك بأختك ؟!
, أدهم بتهرب: أومال إيه !؟ أه بس علشان كده ..
, ليلى باندفاع: لا ياشيخ !؟
, تفاجأ من لهجتها هاتفاً: بسم **** مالك ياليلى ؟!!
, ليلى بعصبية مفاجئة: مليش أنا كويسة أهوو
, أدهم: لا مش كويسة مالك اتعصبتي كده حاسس إنك زعلتي
, ليلى بابتسامة صفراء مغتاظة: لا هزعل لييه !؟ حتى بص أنا بضحك أهو هههه
, ارتفع حاجباه بريبة فارداً أصابع يده أمام بحذر وجهها قائلاً بتردد: طب إيه دول ؟!
, ليلى بصوت عالي: أنت فاكرني مجنونة ؟!!
, تلفّت حوله قائلاً: هسس صوتك الناس بتبص علينا .. مش قصدي حاجة بس كنت فاكرك معاكي انفصام أو ملبوسة ولّا حاجة
, ليلى: نعم ياخوياا ؟!
, أدهم بحرج: أحمم مقصدتش و**** بس يعني في حالات بتحصل كده النّاس بتتحوّل فجأة ..
, اتسعت عيناها بذهول هاتفة: أه فعلاً أنا ملبوسة .. ومتتكلّمش حاجة تاني لحسن أطلّع عفاريتي عليك ..
, هز رأسه سريعاً بتوتر وراح ذهنه يحاول تذكر ما قرأه عن حالات الانفصام وأعراضه .. أما هي فأمسكت كأس العصير أمامها وتجرّعته دفعة واحدة لتهدئ من غضبها وقد شعرت بانتصار بمقدرتها على إسكاته .. ولو أنها عرفت لماذا صمت وبماذا يفكّر لاحتاجت لمعمل عصير ضخم ليستطيع تهدئتها وإطفاء نيرانها .. !!
, ٣٨ العلامة النجمية
, في الكلية ..
, تراقبها من بعيد بنظرات شامتة .. متوعّدة !!
, ترتشف من كأس العصير أمامها وعيناها تلمعان بمكرٍ وخبث ..
, كانت مروة تجلس مع زميلتها على إحدى الطاولات في كفتريا الجامعة .. نهضت ناريمان عن مقعدها حاملة كأسها بين أصابعها لتجذب صديقتها زراعها هاتفة: رايحة فين يا ناريمان متعمليش حاجة
, ناريمان: وأنا هعمل إيه هسلّم عليها بس .. مهما كان دي زميلتنا برضه واا كمان صديقة سيفوو .. مش من الذوق نتجاهلها كده ..!
, جولي: خلاص يا ناريمان سيبيها بحالها .. بعدين انتي شايفة سيف معدش قرّب عليها ولا اتكلم معاها ..
, ناريمان: وأنا هنتظر حتى يرجع يكلّمها ولا هي ترجع تلزق بيه ؟! الجربوعة دي مش هتكون لسيف لو على جثتي ..!
, تقدمت منها بخطوات متمايلة تحت صوت طرق كعبها الحاد على الأرضية ..
, مرت من جانبها لتتظاهر بالتعثّر ساكبة محتوى كأسها عليها .. لتشهق الأخرى بمفاجئة وتنهض من مقعدها مسلّطة نظرات حارقة تجاه الواققة أمامها ناظرة لها باستفزاز ..
, ناريمان بميوعة: أوبس سوري جداً .. يلا جات في وقتها أصل هدومك دول ميليقش بيهم غير كده ..!
, احتقن وجهها بحرج وغضب شديد لتهتف صارخة: أنتي اتجننتي يا حيوانة إزاي تعملي كده !؟
, ناريمان هازة برأسها: تؤ تؤ ليه الألفاظ دي؟ همّا أهلك مش عارفين يربوكي كويس ولا إيه ؟!
, مروة بغضب: أ خرسي .. أنا أهلي أشرف من عيلتك كلها .. ومش حشرة زيك هتعلّمني إيه هي الرباية ..
, اغتاظت ناريمان بشدة ورفعت يدها تريد صفعها لتمسكها مروة من معصمها بشدة ألمتها هاتفة بها: اللّي هتمد إيدها عليا لسا متخلقتش يا ماما .. واحمدي ربك إني مقطعتهالك .. دفعتها عنها بعنف حاملة حقيبتها وكتبها هاتفة بسخرية: نصيحة مني بلاش أشوفك في طريقي علشان مش ضامنة نفسي ممكن أعمل بيكي إيه .. تقدمت عدة خطوات بعيداً لتتوقف بعدها قائلة بسخرية وقد استعانت بكلمة سيف: بعد إذنك ياا .. يا كئيباان ..!!
, تابعتها ناريمان بغيظ شديد لتتغير نظراتها سريعاً عندما وجدت سيف يدخل مع صديقة الجديد رامي لتبتسم باتساع متجهة نحوه بتغنّج كعادتها ..
, مرت مروة من جانبه تقابلت عيناهما ولمعت بوميض غريب !! لتزيحهما سريعاً قبل أن تفقد صوابها ناظرة بجانبية ناحية الشخص المرافق له .. وقد كان يتابعها بنظراته الخبيثة غامزاً باستفزاز دون أن يلحظه سيف ..
, اخفضت عيناها وأسرعت هاربة من محيطه ..!
, سيفووو دي الكفتريا نوّرت و**** .. اقتربت منه محاولة معانقته: وحشتني أوي
, أزاح يديها بملل وضيق من تصرّفاتها قائلاً: خير يا كئيبان عاوزة إييه ؟!
, ناريمان بابتسامة مرسلة لرامي نظرات ذات معنى: أبداً كنت عاوزة اطمن عنك .. مش تعرّفنا بقا !؟
, سيف بملل جاذباً رامي بعيداً عنها قائلاً بسرعة: ده رامي صاحبي ودي كئيبان علكة حياتي الملزقة .. سلام بقا مش فاضي
, رامي بضحك: مالك يابني كلمتها كده ليه !؟
, سيف بتأفف: والنبي يارامي متجبليش سيرتها مش عارف نزلت عليا من أني داهية مبستحملش أشوفها قودامي دقيقة
, رامي: للدرجة دي !؟ حرام عليك المزة دي بقا ينقلّها كده .. ؟ أنا لو منك أستغل الفرصة.. يابني دي شكلها بتموت عليك ودايبة بدبديبك قضّي معاها وقت حلو اتبسط شويّة فرفش ياعم ..
, سيف: بلاش الكلام ده يا رامي مبحبوش .. أهو جه كرم
, قالها ملوحاً لصديقه كرم الذي تقدم ناحيتهم فسلم عليهم وقام سيف بتعريفهم ببعضهم ..
, كرم وهو يرمق رامي بغير ارتياح: خير شايف رامي هنا مش على أساس أنت مش في الكلية ؟!
, رامي بتحدي: أه أنا مش هنا بس حبيت أجي مع سيف أصل بقينا صحاب أوي ، فيها حاجة دي ؟؟
, كرم بهدوء: صحاب أوي ؟! تمام مفيهاش حاجة أبداً تيجي وقت ما تحب أهلاً ..
, سيف بضحك بعد ملاحظته توتر الأجواء: إيه يا كوكو بقيت بخيل كده ليه مش هتعزمني على حاجة ؟!
, ابتسم كرم ناهضاً: حبيبي ثواني وأجبلك حاجة تشربها
, سيف بمرح: وحاجة أكلها كمان
, ضحك كرم بمرح مبتعداً عنهم ليلتفت رامي ناحية سيف: مش عارف ليه حاسس إن صاحبك ده مش طايقني
, سيف بضحك: لييه بتقول كده ؟! ده كوكو مفيش زيه أما تتعرف عليه كويس هتعرف قد ايه قلبه طيب .. ثم تابع بمرح وحب: بس هو بغير عليا حبتين تلاتة أصل أنا وهو صحااب من زماان أووي ..
, رامي بضحك: متقوليش بغير عليك مني .. خلاص هنسحب من أولها
, سيف: لا أبداً أنا متأكد أنه هيحبك أوي وأنت كمان
, رامي: طب إيه قصة كئيبان دي ؟؟ هي اسمها كده؟!
, قهقه سيف عالياٱ قائلاً بسخرية: هههه و**** ولايق عليها أوي .. ههه لا هي اسمها ناريمان بس أنا بقولها كده لأنها ملزقة بيا مبتسبّبليش غير الكئابة
, رامي بخبث: بقا البت دي بتسبب كئابة ؟! باينتك فقري أوي .. دي صارووخ !
, مط شفتيه بلامبالاة: صاروخ ولا دبابة المهم متقربش مني أنا مش ناقص كئابة و**** .. أنا باقيلي إكتئباية واحدة وأفتح مكئبة ..
, تعالت ضحكات رامي في أرجاء المكان ليلفت انتباه كرم الواقف بعيداً ينتظر طلبه، ليقطب حاجبيه وتعبس ملامح وجهه بضيق .. فهذا الرامي لم يعجبه أبداً .. !!
, ٣٧ العلامة النجمية
, - أغارُ !
, مِن عِطرٍ قد يُشبهُ عِطريْ ،
, يتربَّصُ بكَ في مِصعدْ ..
, من امرأۃٍ فيها شيءٌ منّي ،
, تجلِسُ جوارَكَ على مقعدْ ..
, من لقطةِ حبّ ..
, من مشهدْ !
, ٣٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, غلت الدماء في عروقه صارخاً بغضب ونيران هائجة تحرق الأخضر واليابس: أنتي بتقولي إييه !؟؟ أنتي اتجننتي ؟؟
, بكت نور باختناق متمتمة بشهقات مؤلمة: صدقني يا مصطفى مقدرش .. أنا فكرت أوي مفيش حل لمشكلتنا ..
, مصطفى بعصبية: تقومي تاخدي قرار لوحدك وتقرّري تبعدي عني وتسيبيني مش كده ؟!
, نور: أنا مكنتش معاك الأول علشان أسيبك دلوقتي ..
, مصطفى بثورة: لا كنتي .. كنتي يانور كنتي معايا وبإرادتك .. إيه معنى المكالمات والخروجات والمقابلات اللي كانت بينا ؟
, شهقت نور بصدمة: أنت إزاي تقول كده ؟! دلوقتي بقيت في نظرك رخيصة كده ؟! أنت عارف كويس أنا خرجت معاك وكلمتك ليه ف متحاولش تحولها لحاجة تانية ..
, تنهد بضيق جاذباً خصلات شعره بعنف: نور نوور نوور أنا هتجنّن .. ليه قولتي الكلام ده دلوقتي بالذات ليه مش قبل ؟!
, نور ببكاء: ع علشان اكتشفت إن احنا مننفعش نكون مع بعض .. منقدرش أصلاً .. كل لقائاتنا كانت ع الفاضي .. وأنا مش مستعدّة أواجه أبيه أدهم بده .. أنا كنت غبية من البداية ومفكّرتش كويس إزاي هواجهه ، وهقوله إيه أما يعرف عن كلامنا مع بعض ..؟ أبيه أدهم كل حاجة ليا وأنا مقدرش أخسره .. صدقني يامصطفى مقدرش أرجوك افهمني عشان خاطري ..
, أجهشت ببكاء مرير لتقطع قلب الذي يسمعها ونيرانه تزداد استعارا ..
, مصطفى: انتي اكتشفتي ده بعد ما قولتلّك إني بحبك مش كده ؟؟
, لم تجيبه ليتابع: بس ده معناه حاجة واحدة يانور .. معناه إنك انتي كمان بتحبيني .. !!
, تعالت شهقات نور بعد سماع حديثه ليقول: قوليلي إن كلامي صح .. قولي إنك بتحبيني يانور عاوز أسمعها منك ..
, نور بتقطع: مم مصطفى أرجوك
, مصطفى بألم: أرجوكي أنتي .. قولي وريحيني .. متوجّعيش قلبي أكتر من كده
, بكت نور قائلة: خلاص يا مصطفى أرجوك إحنا مش لبعض ، ابعد عني مش عايزة مشاكل أرجوك
, مصطفى بصراخ: يعني إييه مش عايزة مشاكل ؟! أنتي بتتخلّي عني بالسهولة دي يانوور ؟؟ عاوزة تسيبيني بس علشان متخسريش أدهم ؟!
, نور بصراخ باكي: أخويااا .. أبيه أدهم أخويا يا مصطفى .. أخويا وأبويا وصاحبي وكل حياتي .. أنا مستعدة أخسر العالم كله ولا ممكن أخسره ..
, مصطفى بصراخ: وأناااا ؟! هتخسريني عادي كده ؟! هتبعدي عني وتنسيتي بالساهل؟؟
, نور ببكاء: مش بالساهل .. بُعدي عنك هيكون أصعب حاجة حصلتلي بحياتي .. بس إني أبعد دلوقتي أحسن من بكرا .. مش عاوزة اتعلق بيك زيادة علشان ميكونش بُعدي صعب أوي أو مستحيل ..!
, مصطفى: لأخر مرة يا نوور بقولك متعمليش كده .. خلاص لو كلمة بحبك دايقتك وخليتك تفكري بكل ده أعتبري نفسك مسمعتيش حاجة وخلينا نرجع زي قبل .. أصحاب وبس ..
, أغمضت عيناها بألم قائلة بخفوت: مينفعش كده .. بعد اعترافك ليا ومشاعري ال .. تنهدت بضيق :صدقني مينفعش .. بلاش تصعّبها عليا أكتر من كده أرجوك .. أنا تعبت وعاوزة ارتاح ..
, مصطفى بصراخ: ترتاحي ؟! عاوزة ترتاحي وتدبحيني أنا ؟! اسمعيني كويس يانور لو نفذتي اللي براسك ده هندمك أوووي سامعةة ؟؟!
, صمّ أذنها صراخه الحاد لتهتف بخوف: قصدك إيه .. ؟! لم يجيبها لتصرخ به قائلة: جاوبني تقصد إييه بكلامك يعني إيه هتخليني أندم؟؟
, مصطفى بشر: متقلقيش مش هعملك حاجة .. بس خلي بالك من أخوكي كويس
, نور بفزع: أدهم ؟! ا انت هتعمل إييه ؟! مصطفى أرجوك علشان خاطري لو بتحبني ، مش انت قولت انك بتحبني متعملوش حاجة وحياتي عندك ..
, مصطفى بجموود: مش هعملّه حاجة .. هديكي وقت تفكري كويس .. ومش عاوز اسمع الكلام ده تاني، عاوز اسمع حاجة تعجبني فاهمة ..؟؟
, لم تقوى على الإجابة من شدة خوفها ليغلق الأخر هاتفه بضيق صارخاً بتوحش وغضب كبير ٣ نقطة
, جذب هاتفه مرة أخرى وقد أضمر في نفسه أمراً كان قد أجّله منذ أيام .. فقط لأجلها .. !! بسبب قلبه الذي ينبض باسمها .. تراجع عن ماكان يريد فعله، ولكنه الأن وبعد سماع تخلّيها عنه بهذه السهولة لن يقف شيء في طريقه ..
, قلَّب عدّة صور أمامه ليقوم بإرسالها لأحدهم .. مضيّقاً عيناه اللامعتان بشرّ ووعيد وهو يكتب عدة كلمات أسفلها ، كانت كفيلة لتأجيج نيران الطرف الأخر وحقنه بغضب قاتل سرى في أوردته ، غضب قادر على إبادة الجميع دون إستثناء ..!!
, ٣٨ العلامة النجمية
, في الشركة ..
, هب واقفاً يرتدي سترته وهو يرتجف غضباً ليمسك به أحمد بعد رؤية حالته تلك
, أحمد بخوف: فيه إيه يا أدهم ؟! إيه الرسالة اللي وصلتك دي ومن مين؟!
, دفعه أدهم بعيداً بعنف حتى كاد يسقط أرضاً، صارخاً بعصبية مفرطة: ملكش دعوة فحاجة وسيبني فحالي يا أحمد .. تفاجأ أحمد من ثورته تلك وقد أدرك أنه قرأ شيئاً في الرسالة جعله هكذا .. وعلى الأغلب شيئاً يخصّ والده ..
, أحمد صارخاً: مش هسيبك أهدا شوية وقولّي فيه إييه ؟!
, لم يجيبه أدهم بل جذب هاتفه يضغط على أرقامه بقوة وعنف ليصرخ بعد سماع الطرف الأخر: أنت فين ياسيف؟!
, سيف بتفاجؤ: أنا في الكلية يا أدهم مالك؟!
, أدهم بغضب: إرجع ع البيت حالاً
, سيف باستغراب: فيه إيه يا أدهم إيه اللي حصل ؟! أنا عملت حاجة ؟!
, أجاب بصراخ: ربع ساعة وتكون في البيت وإلا أقسم ب**** هيكون يومك أسود .. ثم أغلق الخط بوجهه ليهتف كرم: خير ياسيف ماله أدهم ؟!
, سيف بحيرة: مش عارف عاوزني أرجع البيت دلوقتي
, رامي: كل الزعيق ده علشان ترجع البيت ؟! ليه طيب؟
, نهض سيف بسرعة قائلاً: مش عارف و**** شكله متعصب أوي **** يستر أنا ماشي مع السلامة
, كرم: وأنا همشي كمان .. ابقى كلمني وطمني عنك ياسيف
, تابعتهما عينا رامي بخبث قائلاً: و**** ومعاكي حق يا ناريمان .. إذا أخوه دايماً بالحالة دي هتقدري تحصلي على سيف بسهولة أوي ههه .. رغم اني مش عارف عاجبك فيه إيه ..!
, ٣٩ العلامة النجمية
, _ أبعد عني بقولك وإلا هتندم
, أحمد بصراخ: مش هبعد وانت هتفضل هنا مش هتروح في حتة اهدا بقاا وفكر بعقلك شوية
, كان أحمد يكتّف أدهم بقوة يمنعه من الخروج بعد رؤية ما كُتب في تلك الرسالة .. ويعلم أنه معظم غضبه بسبب الكلام المكتوب وليس بسبب صورة أخيه وهو داخل ذلك الملهى يتجرّع المشروب .. وأدرك أن سيف سيصبح ضحية غضبه القاتل إذا ماسمح له بالذهاب ..
, أدهم بصراخ يحاول النفاذ من قبضة أحمد: إهداا إييه مش شايف بقول إيه ال٤ العلامة النجمية ده ؟ بقا أنا أدهم عز الدين بعد كل اللّي عملته يجي عيل واطي زي ده يقولي الكلام ده
, أحمد: أدهم أنت عارف مصطفى كويس هو وأبوه مش غريبة عنهم يعني أهدا شوية أرجوك .. سيف ملهوش ذنب أنت دلوقتي متعصّب أوي لو روحتلّه ويمكن يموت بين إيديك أهدا وفكر هتعمل إيه مش كل حاجة عصبية وخناق. ..
, أدهم: يعني إييه ملهوش ذنب .. مش بسببه ال٣ العلامة النجمية سمعني الكلام ده .. مش بسببه بقى اللي يسوا واللي ميسواش بيتكلم عني .. طول السنين دي وأنا ابني بأسمي وشركتي وعيلتي مش على أخر الزمن عيل زي سيف هيهد كل اللي بنيته بتهوره وطيشه ده ..
, ابتعد عنه وجلس بثقل على الأريكة واضعاً رأسه بين يديه متنفّساً بعمق: يمكن فعلاً معاه حق .. ابتسم بسخرية: أنا طول عمري بكره شريف وببعد عيلتي عنه بس ده مش معناه ان محدش هيبقى زيه .. !!
, أحمد بضيق: إيه اللي بتقوله ده يا أدهم أنت عارف كلام مصطفى من حقده وكرهه ليك ، علشان انت رغم كل اللي حصلك قدرت تقف على رجليك تاني مش زيه .. أنت مش زي أبوك ولا ربّيت سيف كده، ودمّه اللي بعروقكم اللي بيتكلم عنه مصطفى مش هيأثّر عليكم ويخليكم تبقوا زيه .. ده بأثر بس ع الضعاف وأنت مش ضعيف يا أدهم ..
, جلس بجانبه متابعاً: بعدين متقدرش تروح عندنا اجتماع مع الشركة الفرنسية دلوقتي ومينفعش متكونش موجود
, أدهم: أجله مش وقته ده
, أحمد بإصرار: لأ مش هيتأجل أنت عارف أجلناه كام مرة ؟ إيه هتخلي كلام مصطفى كمان يأثر على شغلك ويخليك تتراجع ..؟ خلااص نص ساعة وهنبلش ارتاح شوية وهدّي أعصابك .. ولما نخلص نبقى نتكلّم ..
, زفر بضيق واختناق ليرخي ربطة عنه الخانقة ويفك أزرار قميصه العلوية أخذاً عدة أنفاس عميقة ..
, « شايف قودامك كده؟! ههه ممكن قدرت تنجح وتكبر لوحدك .. بس مقدرتش تتخلّص من شريف اللّي قاعد جوا كل حد فيكم .. واللّي دمه بيجري بعروقكم .. ، سيف ماشي على خطا أبوه ودي بداية الطريق .. مين بيعرف ممكن بالأخر تلاقيه مغتصب الخدّامة هههههه .. أومال لو عرف إن أبوه لسّا عايش هيحصل إييه ؟ أكيد هيروح ليه يتعلّم الحياة دي على أصولها هههه .. بس برافو ههه شابووو ليك و**** عرفت تربّي كويس بجد بهنيك ٣ نقطة!! »
, دفع الطاولة الزجاجية أمامه بقدمه حتى سقطت وتكسّرت أشلاءً .. والماضي يلاحقه دائماً يحاصره ولا ينفكّ عن خنقه وتكبيله ..!!
, ٣٩ العلامة النجمية
, في الفيلا ..
, _ يعني انتي متعرفيش أدهم عاوز إيه ؟!
, جمانة: وأنا هعرف إزاي يعني م هو من الصبح مرجعش ومكلمنيش !؟
, سيف: **** ؟! أومال كلّمني أنا بس .. شوفتي يا جوجو أهميتي الكبيرة ؟ حتى أدهم بنفسه بقى يكلمني أنا لوحدي .. أكيد واقع بمشكلة وعايزني أخرّجه منها .. ياربي الواد دا هيشلّني يوماً ما .. يلا ما علينا هنتظره أشوف عامل أني مصيبة المرادي ..
, جمانة بسخرية: معليش بقا عمال نتعبك معانا أوي ..
, لوح بيديه بلامبالاة: لا لا عادي متقلقيش .. أصلاً أنا هنا عشان أساعدكم .. م هو ده واجبي يا جوجو إني أشوف أحوال ومشكلات الشعب .. ياللّه كله في ميزان حسناتي ..
, رن هاتفه ليجيب سريعاً: أيواا يا كوكو
, كرم بقلق: إيه يا سيف حصل إيه مع أدهم مكلمتنيش ليه ؟
, سيف: محصلش حاجة يابني بقالي ساعة قاعد مستنّيه وهو مجاش ..
, كرم: طب م تكلمه اسأله فيه إيه واتأخر ليه ؟!
, سيف بخوف: لاا ياعم مش لازم خلاص إديني مستني أهو .. يووه هو بس لو قالي عاوز إيه .. أنا بتجيني جلطة مؤقّتة لما حد بيقولي فاكرني معرفش عملت إيه أو بيقطع كلامه كده ويفضل غامض زي أدهم .. طب عن أيّتها مصيبة تتحدث أيها الأخ الفاضل حدّد متخوفنيش ..!!؟
, ضحك كرم قائلاً: ليه حضرتك كام مصيبة عامل بقا؟!
, سيف بتفكير: مش عارف و**** في مصايب عاملها زمان لسا متكشفتش لحد دلوقتي ، ممكن عرف واحدة منهم .. طب كان يقولي كنت جهّزت شوية كلام أنفد بجلدي بيه ..
, كاد كرم أن يجيب ليقاطعه سيف بعد سماع صوت سيارة: سلام دلوقتي يا كوكو هقفل يمكن أدهم وصل، وحياة أبوك يا شيخ ادعيلي .. ولو متت إبقا قول لولادي أبوكم كان بطل وراح فدا الوطن .. وقولهم كمان أني بحبهم أوي
, كرم بضحك: خلاص أنت متهكلش هم حاجة موت وانت متطمن عيالك في أيادي أمينة ..
, سيف بتوتر: **** يطمنك احبيبي..
, خرج مسرعاً ليرى سيارة رامي واقفة أمام بوابة الفيلا ليقترب منه: إييه يارامي إيه اللي جابك هنا ؟!
, رامي: أبداً خفت عليك أنت روحت بسرعة جاي اتطمن عليك
, سيف بمرح: حبيبي يا روري الحمد**** أنا سليم لحد دلوقتي
, رامي بضحك: أومال فين أخوك ليه قالك ترجع البيت؟
, سيف بحيرة: مش عارف مجاش
, رامي: يبقى تعال معايا خلينا نلف شوية بالعربية
, سيف: لا لاا مش عايز يرجع وميلاقينيش هنا
, رامي: طب كلمه ياعم اسأله هييجي إيمتى .. أقولك قول لأمك تكلمه وتشوف هييجي إيمتى
, دخل سيف لوالدته التي اتصلت بأدهم ليخبرها أنه سيعود في المساء فقد نجح أحمد ك العادة في تهدئة غضبه وانفعاله ..
, ليخرج سيف وهو مطمئناً مع رامي ..
, ٣٩ العلامة النجمية
, في المساء كان يصعد السلالم متجهاً بخطوات بطيئة ناحية غرفته .. قبل أن تتوقف قدماه أمام السلم المؤدي إلى الطابق العلوي .. لم يشعر بنفسه وهو يرتقيه ليصل أمام غرفة ذات باب بني كبير .. تنهد بعمق وفتح الباب ليدخل بحذر إلى الداخل ..
, حالما رأته الممرضة نهضت باحترام ليسألها: عاملة إيه دلوقتي ؟! بتاخد أدويتها ؟!
, أومأت قائلة برسمية: أيوا يابيه من شوية أكلتها وأديتها الأدوية بتاعتها ..
, مصطفى: روحي انتي دلوقتي
, خرجت الممرضة من الغرفة ليقترب مصطفى من تلك المرأة الجالسة على كرسي متحرّك لاتقوى على الحراك ..
, جلس مقابلاً لها يتأمل ملامحها التي خطّها الشيب والمرض بخطوط متعرّجة من الشقاء والألم ..
, بعد فترة ليست بالقصيرة تكلم بصوت متحشرج: عاملة إيه يا أم مصطفى ؟! ياا أمي ؟؟!
, تنهد باختناق متابعاً وخيالات من الماضي تتقافز في ذاكرته: عارفة النهاردة إيه ؟! النهاردة عيد ميلادي .. فاكرة إزاي كنا نحتفل بيه ؟!
, لسا فاكر هداياكي ليا .. الحفلات المفاجئة اللي كنتي تعمليلهالي .. 20سنة مبقاش حد افتكرني .. 20سنة محدش احتفل بعيد ميلادي ولا جبلي هدية أو حتى قالي كلمة كل سنة وأنت طيب ..
, رفع نظراته إليها ليلاحظ تلك الدموع التي تنهمر من عيناها بصمت: فاكرة لما كان عندي 10 سنين ؟! اليوم اللي روحت بيه بيت عمي شريف ؟! وقتها هما احتفلو بيا .. كان ده أخر احتفال بيتعملي ، أدهم جابلي ساعة جميلة أوي .. أنتي عارفة إني لسا محتفظ بيها .. !؟ رغم إنها بقت صغيرة أوي مش على قياسي بس مليش قلب أرميها .. !! وأمه عملتلي تورتة كبيرۃ ولذيذۃ جداً ..
, دمعت عيناه بألم هامساً بتحشرج: أدهم كان يحبني أوي .. مكنتش بتمنّى يكون عندي أخوات علشان أدهم كان أكتر من أخ بالنسبة ليا .. عارفة الأيام اللي كنتي تقوليلي أبات عندهم ؟! كنت ببقى مبسوط أوي .. ابتسم بسخرية قائلاً: مبسوط لأني مكنتش عارف إن الأوقات اللي بقضيها مبسوط مع أدهم كنتي أنتي قاعدة بحضن راجل غير زوجك .. قاعدة بحضن أبووه لأدهم ..!!
, ابتسم بشرود متابعاً: اليوم ده مش هنساه بحياتي .. كان أجمل حفل عيد ميلاد رغم أنك أنتي مكنتيش موجودة لا انتي ولا أبويا .. بس حسيت بالدفا أوي أمه لأدهم محسستنيش بالوحدة كانت حنونة جداً ..
, وسيف كان صغير أوي هههه كان دوبه يقدر يمشي شويّة صغيرين .. وقتها كان بعيط أوي ههه لما يشوفني قاعد مع أدهم كان يفضل يعيط حتى أدهم يشيلو ويقعده فحضنه ههه كان من صغره شقي أوي .. كنا عارفين هيفضل كده حتى يكبر ٤ نقطة كنت بحبه جداً ..!
, صرخ بغضب كبير: عاارفة النهاردة عملتت بيه إييه ؟؟ عارفة العيل الصغير اللي كنت بحبه وألعب معاه زمان عملت بيه إيه قولتله لأدهم كلام هيخليه يئذيه .. العيل ده دلوقتي عاوز أكسره عاوز أوقعه بمصايب عاوز أوجّع قلب أدهم عليه .. عليهم كلهم حتى نوور ..
, همس بيأس: نوور !! أجمل بنت شوفتها بحياتي .. أول بنت قدرت تدخل قلبي .. عاوز أئذيها عاوز أنتقم من أخوها بيها ..
, نظر داخل عيني أمه التي توسّعت بشدة وبدأت بتحريك شفتيها تريد قول شيء ما ولكنها لم تستطع ..
, مصطفى: أنتي وزوجك كسرتوني .. بقيت عايش بس من جوّا ميت .. اهتميتو بمشاكلكم بنزواتكم بفلوسكم .. ورميتو ابنكم .. أنا مش هسامحكم بحياتي .. مش هسامح ..
, خرج سريعاً وهو يذرف دموعاً غزيرة .. لتشهق أمه رقيّة باختناق وهي غير قادرة سوى على ذرف دموع الندم والخوف .. 12 سنة وهي طريحة الفراش .. مسجونة داخل هذا الكرسي اللّعين .. فبعد افتضاح أمرها هي وشريف لم ينتقم زوجها من شريف فقط .. بل أحياها أسوأ أيام حياتها وأسودها ..!! لم يترك يوماً إلا وكان يضع بصماته على جسدها يضربها حتى تنقطع أنفاسها .. عاشت أسوأ سنينها لتحاول الهرب مراراً وتكون عاقبتها في أخر محاولاتها التي استطاعت الخروج بها من الفيلا ضربة سيارة سريعة .. قذفتها جواً عدّة أمتار ليسقط جسدها مرتطماً بالأرض الصلبة بقسوة ليخلّفها مكسورة مشلولة منبوذة من أقرب الناس لها وحتى قدرة النطق فقدتها .. !!
, ٤٠ العلامة النجمية
, _ هاا يا سيفوو هتشرب النهاردة ولا إيه ؟
, ضحك سيف عالياً وهو يجلس برفقة رامي في الملهى الليلي: ههه أكيد طبعاً هشرب بس حتّة صغيرة علشان مأسكرش زيك في المرة الفايتة
, رامي: ههه اتطمن مش هتسكر من كاس واحد ..
, مدّ له كأساً كبيراً ليتجرّعه سيف دفعة واحدة ليعاود رامي تقديم كأس أخر وهو يشجعه ويلهيه عن التفكير ..
, ٣٩ العلامة النجمية
, _ قولي بقا قالك إييه؟!
, ليلى بضحك: يا ماما من وقت رجعت وأنتي زن فوق دماغي عاوزة تعرفي ارحميني أبوس إيدك
, مديحة بحنق: طب م ترحميني انتي وترحمي نفسك وتقوليلي
, ليلى بابتسامة: مفيش تكلّمنا عادي هو كلمني عن نفسه وأنا كمان ..
, مديحة: بعدين إييه اللي حصل مقالكيش أنه بيحبك ؟
, ليلى بذهول: إييه ياماما الكلام ده وهيقولي ليه
, ليلى بغيظ: هيقولك لييه ؟! أنتي هتشلّيني أومال بكلمك ليه وعاوز يقابلك ليه ؟!
, مطت شفتيها قائلة بتبرم: وأنا إيش عرفني يعني !؟
, مديحة: يخرب بيتك .. أنتي غبية كده إزاي ؟! طب قوليلي بقا حكالك إيه عنه ؟!
, ابتسمت ليلى حاكية لأمها عن أدهم وأهله وأعماله ..
, وقلبها ينبض بفرح وأمل ..
, مديحة: أممم يبقى ده غني أوي
, ليلى باعتراض: وأنا يهمني إيه غني أو لأ ؟! ماما أنتي عارفة إني مبفكرش بالطريقة دي ..
, مديحة: عارفة و**** وأنا كمان زيك .. لكن لو كانت حالته كويّسة هطّمن عليكي أكتر هيقدر يعملك اللي أنتي عايزاه ويجبلك اللي اتحرمتي منه ..! أنا عاوزۃ تكوني مبسوطة فحياتك مش أكتر
, ليلى: بتتكلمي وكأنه جاي يطلب إيدي مش أما نخلص من مشكلتنا الأول .. بابا مُصرّ على الراجل ده مش عارفة هتخلّص منه إزاي
, مديحة بإصرار: متقلقيش يا ليلى .. مس هسمحله يزوجك غصباً عنك أبداً .. بقول ليلى اللي أسمه أدهم ده لو قولتليله إن أبوكي هيزوجك غصباً عنك ممكن يساعدك ..؟!
, شردت ليلى بعقلها لتتذكّر كلماته اليوم الذي يخبرها بها أنه معها ولن يتركها .. لقد شعرت معه بأمان كبيرر .. براحة عظيمة واطمئنان .. أفاقت على يد أمها التي تنبّهها: مالك روحتي فين مجاوبتنيش هيقدر يساعدك ؟!
, ليلى بابتسامة ثقة: أيواا هيقدر .. هو قادر يقف قودام أبويا هو والراجل العجوز اللي عاوز يجوزني ليه .. أدهم مش قليل ياماما محدّش يقدر يقف في طريقه ده أدهم عز الدين !!
, جحظت عيناها بصدمة واعتلت ملامح وجهها ذهوول واسوداد ٣ نقطة لتحلّ تلك اللمعة الغامضة في عيناها وهي تبتلع لعابها باختناق شديد ٣ نقطة
, ليلى باستغراب: ماما ؟! مالك !؟
, نفضت رأسها بعنف تحاول تخليص نفسها من تلك الذكريات التي هاجمتها لتنهض سريعاً بصمت غريب وجموود مرعب خارجة من الغرفة بهدوء ٫ تاركة الأخرى تنظر لها بعينان مليئتان بالحيرة والدهشة ٣ علامة التعجب

الثامن عشر

- في قصيدةِ الحبّ الأولى التي قرأها لي « نزار »
, في أول قبلةٍ أربكتني في فيلم « رُدَّ قلبي »
, في البيانو الذي كان يعزفُ لعبد الحليم لحناً لمْ يفارقني ،
, « أهواكْ .. وأتمنّى لو أنساكْ »
, حتى من قبلِ أن أراك ،
, في كلِّ قصةِ حبّ ،
, كنتُ أقولُ لكَ « أحبُّك »
, ٣٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, _ تأخرت كده ليه يالا؟
, أمجد بسماجة: الباشا أمرني بكده
, ابتسم بسخرية: لسا زي م انت يا أمجد كلبه لكامل
, أمجد: ولسا زي م انت يا شريف ٣ العلامة النجمية
, ضحك عالياً بصخب وكأنّه تعوّد على تلك الألفاظ والشتائم البذيئة قائلاً: اخلص جبت الحاجة معاك؟
, أخرج أمجد من بين ثيابه عدّة لفافات بلاستيكية صغيرة مملوئة بتلك البودرة البيضاء ليلتقطها أمجد بلهفة يخفيها بين طيات ملابسه وداخل حذائه ٣ نقطة
, .. قولي بقا إيه الأخبار ..؟
, أمجد: طول م انت هنا كل حاجة تماام .. ثم تابع بشماتة: أمجد بتاع زمان وأمجد النهاردة خلااص اختفو قريباً هيظهر أمجد جديد خالص .؟
, شريف بتهكم: هه اللّي يسمعك يصدق..!
, أمجد بتوعّد: هتصدق وقريباً جداً هتشوف اللي هيحصل .. ليضحك بسخرية: ولّا هتشوف إزاي وأنت مدفون هنا ههه؟
, ثم اقترب بوجهه منه قائلاً من بين أسنانه الصفراء: أنت مرمي هنا زي الكللابب بقالك سنين وأخوك قاعد بالعز والغنی .. ثم تابع بأسف مصطنع وهو يزمّ شفتيه: أما دنيا ظالمة صحيح !
, ابتعد عنه متجهاً حيث الباب ليعود أدراجه قائلاً وقد اصطنع التذكر: أووف كنت هنسى ٣ نقطة مش عايز تبارك لأخوك ؟! أصل الباشا ع قبالك .. هيتزوج !
, ارتفع حاجبا الأخر باندهاش هاتفاً: أنت بتتكلم بجد؟
, لوى فمه قائلاً: أومال بهزار ..؟ ومش كده وبس لا ده هياخد بنت فرفورة كده فعمر عياله ..
, شريف باستغراب فقد مرّت سنوات كثيرة يعلم عنه أنه يصاحب الفتيات ولكنه لم يتزوج والأن سيفعلها وبعد مرور كل هذا الوقت !: ومين العروس بقا ؟
, أمجد بابتسامة واسعة وهو يتخيّل النعيم الذي سيهبط عليه بسبب تلك الزيجة: ليلى .. بنتي !
, تسمّر جسد شريف مكانه بصدمة .. رمش عدة مرات يحاول استيعاب ما سمعه ليبتلع ريقه قائلاً بريبة: أنت متأكد ؟!
, أومأ له برأسه إيجاباً ليهتف الأخر بانفعال: ده أتجنّن !!؟ هيتزوجها إزاااي ؟! رقية فين إزاي تسمح بكده !؟
, أمجد بحيرة: رقية مين !؟
, شريف بصراخ: رقييةة مراااته !
, أمجد بتفاجؤ: ليه كامل بيه متزوّج !؟
, شريف بصدمة: نعممم !؟ بقالك شغّال عنده كل السنين دي ومش عاارف إذا كان متزوج أو لأ ؟!
, أمجد: أيوا عارف بس اللي سمعته إن مراته ماتت بحادثة عربية من زماان أوي ..
, شعر شريف وكأن دلواً من الماء البارد صُبّ فوق رأسه ليهمس بشحوب: رقية !!؟ رقية ماتت !!؟
, هز كتفيه قائلاً: مش عارف اسمها صراحة بس ده اللي سمعته ..
, شريف بانفعال: قول لكامل عاوز أشوفه في حاجة ضروريّة جداً لازم يعرفها .!!
, أمجد: أنا هوصلّه الكلام ده بس مظنش يوافق
, أمسك شريف زراعه بلهفة: أمجدد .. الموضوع ميتحمّلش تأجيل أكّد عليه عاوزه بحاجة مهمة أوي .. وقوله يجيلي قبل زواجه من ليلى فاهمنيي ؟؟
, أومأ برأسه مغادراً ليأتي أحد العساكر ليعيده إلى زنزانته وعقله شارد في البعيد متمتماً داخله بخفوت: مينفعش يتزوّجها .. مينفعش !!
, ٣٨ العلامة النجمية
, مساءً في فيلا عز الدين ..
, عاد من الخارج ليجد والدته جالسة في بهو الفيلا واضح عليها التوتر ليقترب منها متسائلاً بقلق: ماما مالك قاعدة كده ليه في حاجة حصلت !؟
, جمانة مربتة على كتفه: أنت جيت ياحبيبي أحضرلك العشا؟!
, هز رأسه برفض قائلاً: مش عايز أكل قوليلي ليه قاعدة عندك !؟ العيال فين حد حصله حاجة !؟
, نفت برأسها قائلة: لا يا حبيبي كنت مستنياك و
, لاحظ تردّدها ليقول بنفاذ صبر: يا ماما أرجوكي قوليلي فيه إيه !؟
, جمانة: أخوك خرج من بدري ومرجعش لحد دلوقتي، أنا خايفة عليه أوي بكلمه فونه مغلق خايفة ليكون حصلّه حاجة ..
, قطّب جبينه ناظراً لساعته التي تشير إلى الحادية عشر والنصف وقد تذكّر تلك الصورة التي وصلته هذا اليوم قائلاً بتهدأة: لاسمح **** يا ماما إهدي كده وأنا هحاول أكلمه ..
, أخرج هاتفه يجري اتصالاً به ليجده مغلق ليزفر بغيظ مجرياً اتصالاً أخر
, أدهم: موسى .. تقلب الأرض باللي فيها وتعرفلي سيف فين، ومع مين !
, موسى: دلوقتي يافندم !؟
, أدهم بغيظ: لا مبارح ! إيه رأيك أنت !؟
, موسى بسرعة: حاضر حاضر يابيه ربع ساعة وأردلك خبر
, لم تنتهي الربع ساعة ليضيء هاتفه بأسمه وضعه على أذنه سريعاً هاتفاً ..
, أدهم: هاا عرفت هو فين ؟
, موسى: أيوه يافندم !؟
, اغتاظ أدهم من بروده ليهتف: م تقول يابني هو انت بتنقّطني ؟ كل حاجة لازم اسألك عليها !!؟
, تحمحم بحرج قائلاً بتردد: حضرتك هو داخل ملهى ليلي اسمه٦ نقطة قاعد مع تنين شباب الأول اسمه رامي عبد السلام حسب مافهمت انه صاحبه ، والتاني اسمه أمير مش عارف إيه وده حد معرفهوش !!
, أظلمت عيناه بشراسة قائلاً بنبرة هادئة ولكنها مخيفة: عشر دقايق بالظبط وعاوزه يكون قودامي .. تجيبه حتى لو كان بالقوة ساامع !؟
, موسى: حاضر .. بس قودامك فين يعني !؟
, أدهم بصراخ: قودامي في الفيلا يا موسى الفيلااا .. أنا أدهم عز الدين فاكر الإسم ده ..؟ بشتغل رجل أعمال ومعنديش مانع لو قلبت مجرم وكنت أنت أول الضحايا ..!
, موسى بخوف: حاضر يافندم تحت أمرك
, أدهم بانفعال: مش عاوز تأخير لو مرضيش يجي معاك تجيبه من شعره فاهمم ؟؟
, موسى: تمام يافندم ..
, وهناك .. كان يجلس برفقة رامي وصديقه أمير الذي عرّفه عليه إضافة إلى مجموعة من الشاب .. يمسك كأس المشروب بيده ويضحك بصخب ..
, اقترب موسى ومعه أحد الرجال قائلاً: سيف بيه تفضل هتمشي معانا
, التفت سيف ناحية الذي يحدّثه ليبتسم باتساع هاتفاً: موسى ! فينك يا رااجل وحشتنيي اختفيت كل ده فيين !؟
, موسى: سيف بيه لو سمحت اتفضل معانا هنرجعك البيت
, نهض سيف عن كرسيه بترنح مقترباً من موسى ورفع يديه يقرص خدوده ك الطفل الصغير ضاحكاً بمرح: وحشتنيي ياعسلل أنت يا قشطةة ياخراابي ع الحلااوة ياجدعااان
, موسى مشيراً للرجل الذي يرافقه لإسناده وقد خلص نفسه منه وأمسكه يجذبه للخارج ليهتف رامي: أنتو واخدينه فيين !؟ سيف أنت رايح معاهم إزااي !؟
, نظر إليه سيف ليصرخ فجأة بتنبه: إلحقووونيي هيخطفوني .. راامي الحقني دول هيخطفوني ويشرّحوني ويقطعوني حتت
, حاول التملّص من قبضتهم هاتفاً باعتراض: سيبوني ابعدوا عني يا مجرمين يا قتالين قتلة عاوزين تبيعو أعضائي الثّمينة فاكريني مليش ضهر استند عليه ولا إييه ؟!
, جذبه موسى بعد أن ألقى نظرة مهددة تجاه رامي ومن معه ليهتف به: واللّه الضهر ده هو اللي قالنا نجيبك..
, سيف ببلاهة: ضهر مين !؟ أنت بتخرّف بتقول إييه يالا ..؟ لاا انت مجنون سيبني يا نااس الحقوني المجنون ده هيقتلني
, موسى بصراخ ألجمه : بسس ، أدهم بيه هو اللي قالنا نجيبك ولو كان بالقوة .. فحط لسانك فبؤك مش عايز أسمع كلمة زيادة وإلا هتشوف اللي مش هيعجبك ..
, رفع سيف يديه الاثنين يغلق فمه بخوف وهو يهز رأسه لأعلى وأسفل بإيجاب وصعد السيارة معهم منطلقين إلى الفيلا ليتسائل سيف بفضول : هو أدهم بيه ده بكون رئيس العصابة !؟
, موسى بغضب: تعرف تخرس ولا أبدأ شغلي وأقطع لسانك !؟
, سيف بخوف: لاا خلاص سكت أهو ٣ نقطة هو أنتوا وصلتوا للسان كمان !؟ بقا في حد بتاجر باللّسان يا رااجل !!؟ أنا بسمع، بكلية، كبد ،قلب، عيون، مناخير ياسيدي .. ولو عاوز رجل كمان متغلاش عليك بس أا
, قاطعه موسى مكمّماً فمه بيده هامساً بنفاذ صبر: كفاية مسمعش صوتك لحد اما نصل سامع !؟
, أومأ برأسه بخوف وبالفعل صمت طوال الطريق ليصلوا أخيراً إلى الفيلا ليترجّل سيف من السيارة بخطوات مترنحة غير متزنة بسبب إكثاره من المشروب لدرجة الثمالة..
, أخذ يتأمل معالم الفيلا وقد بدا عليه التركيز قبل أن يبتسم باتسااع هاتفاً بسعادة: اللّه !!؟ دي الفيلا بتاعتي .. ياسلااام مفيش أحلا من حضن الوطن .. هههه موسى تعااال أعرفك على الفيلا شوف دي الفيلّا ليا أنا .. بنيتها طوبة طوبة وده بقااا موسى .. موسى أاا ألا مقولتليش يا موسى أنت شغلك إيه !؟
, جذبه موسى بنفاذ صبر إلى الداخل ليحاول سيف الإفلات من قبضته ضاحكاً: واخدني فين يا جدع أنت !؟ مش هسمحلك تغرغر بيا زي اللي قبلك يا واطي يازبالة سيبني ٣ نقطة دخل به بهو الفيلا بعدما فتحت الخادمة الباب ليصرخ سيف ضاحكاً وهو يدور حول نفسه: هو داا دي فيلتيي .. يا حلاوة بقت جميلة أوي .. و**** الدنيا جميلة يا جدعاان ! دي جميلة والدنيا جميلة وكل شيء جمييل !! يا جدعاان أنتو فيين الدنيا احلوّت أوي كده لييه !!
, ضربت والدته على صدرها بخوف لتهرع إليه هاتفة بقلق: سييف .. سيف مالك يابني فيك إيه؟؟
, تنبّه سيف لها ليقطّب حاجبيه: أنتي مين !؟؟ أيوه أيوه افتكرتك .. أنتي بتعملي إيه هنا !؟ مش أنا رفدتك الأسبوع اللي فات !؟
, جمانة بخوف ودموع: أنت شارب ياسيف ؟؟ ليه كده يابني لييه !؟
, سيف بلامبالاة: بلا سيف بلا قرف قولتلك أنتي مرفودة أنا مش فاتح سبيل .. يلا يلا ياست روحي لاقي مكان تاني تشتغلي بيه معندناش شاغر هنا ، يلّا بالسلامة هوينا !
, _ سيييف !!
, انتفض بفزع من صوت الصّراخ الغاضب القادم من الخلف والذي كاد يثقب طبلة أذنيه ، التفت بتوتر ليرى أخيه واقفاً خلفه مربعاً ذراعيه على صدره ناظراً إليه بقوة وملامحه لاتبشّر بالخير ..
, ابتلع ريقه قائلاً باهتزاز وأثر المشروب مازال به: بص هو هو .. م ملامحك م مش غريبة عليا .. حاسس إني شوفتك قبل كده !!
, جذبه من صدر قميصه هاتفاً بغضب: و**** !؟ طب سيبني أعرفك بنفسي بقا .. أنا اسمي أدهم أخوك الكبير اللي هيقطم رقبتك دلوقتي ..
, وضع يده على رقبته بخوف قائلاً بابتسامة مهتزة: أه أه .. فعلاً أفتكرت حاجة زي دي .. طب قولي أسمك الكامل أدهم إيه !؟
, دفعه أدهم بعيداً بغضب ليهتف بعدما كاد يسقط أرضاً لعدم اتزانه وهو يضحك بغير وعي: إييه الهزار البايخ ده يا أدهم كنت هقع يا جدع .. متعملش كده تاني بلييز ..!
, رفع الأخر حاجبه: بليز !!؟
, نزلت نور درجات السلّم لتقف جانب والدتها تشاهد ذلك الموقف الذي تراه لأول مرة تضحك بخفة على كلام سيف قبل أن يرمقها أدهم بنظرة محذرة فتبتلع ضحكاتها مكتفية بابتسامة متسلية !
, نظر سيف إليهم لحظة ليقهقه بعدها قائلاً: أيوه عرفتكوا ..! أنتوا الجدعااان .. ! تعالوا بقا شوفو الدنيا حلوة أووي .. !
, جمانة: كفاية يا سيف خلاص اطلع أوضتك دلوقتي
, سيف بضحك: لاااا مش طالع .. كفاية بقا أوامر يا جوجوو مش كل حاجة هقول حاضر .. بلاش دور الأم اللي بتلعبيه ده مش لايق عليكي هههه بصي أنا هجبلك دور تاني فنانة مثلاً ولّا رقاصة .. أه أه رقاصة كويسة وبنت ناس محترمة ..!
, أدهم بصراخ: سيف انتبه لكلامك واطلع أوضتك بقا حسابنا بعدين ..
, اقترب منه هاتفاً: وأنت مالك يالا واحد وأمه بيتناقشوا إيه اللي حشرك في النص ..؟ أسمع بقا يا أدهم جه اليوم اللي لازم أقولك بيه الكلمتين دوول لأنهم واقفين في زوري مش قادر أتنفّس منهم .. أنت عبارة عن إنسان سطحي .. مغفّل .. ديكتاتور مستفز .. همجي كمان .. يا أخي بص يمين بص شماال شوف الناس عايشة إزااي متفضلش دافن نفسك كده يافقري .. أنا مقدرش أسكت بعد كده لا للظلم والرجعيّة، لا للتخلّف ٣ نقطة!! أنا قولتلك اللي عندي وإذا حابب تفضل أخويا من يوم ورايح متعملش تصرفاتك دي تااني سامعني ؟؟!
, التفت نحو نور المصدومة قائلاً: وأنتي ياغبية ؟؟ لإيمتى هتفضلي كده .. ؟ علطول ع الوضع الصّامت ياختي اهتزّي شوية اعملي ارتجاج ، اتفاعلي مع المحيط الخارجي خلينا نحس إنك موجوودة ..!!
, هفضل أربّي وأعلّم فيكم لحد إيمتى !!
, نفذ صبره منه ليجذبه بعنف يصعد به درجات السلم إلى غرفته .. تحت صراخ الأخر وتذمّراته الشديدة وشتائمه التي انهالت فوق رأسه ..!!
, ٣٩ العلامة النجمية
, قرّب مقعداً وضعه أمامها تماماً ليجلس ناظراً إليها بعينان مظلمتان .. والشماتة فيهما ظاهرة بوضوح قائلاً بخفوت شرس: إزيك ياا .. يا مدام كامل عز الدين .!
, رفعت إليه عيناها المتورّمة .. وتلك الخطوط الحمراء فيهما تدل عن مقدار الألم والمعاناة التي قاستها .. حرّكت شفتاها تريد الكلام تريد الخلاص مما هي فيه ولكن بلا فائدة ..
, لوى جانب فمه بسخرية بدون رأفة بحالها وقد قرر منذ زمن بعيد نزع أي أثر للرحمة داخله .. ليرفع يده ملامساً بشرتها الشاحبة وتلك التجاعيد التي خطّتها السنون بقلم الألم والقسوة ليقول بعد لحظات: اللي هعمله كان لازم أعمله من زمان .. من زمان أوي كنت لازم اتزوج أي واحدة وأجيبها هنا تبقى ملكة في القصر ده .. وأخليكي خدامة تحت رجليها ..
, بس معملتش كده عارفة ليه !!؟ لأنها هتبقى زيّك .. أنتو النسوان زي بعض قذرات وعاهرات همكم الوحيد هو ٤ العلامة النجمية وإزاي تبقوا عبيد لأي حد مجرد أنه معاه فلوس ٣ نقطة بعد اللي شوفته منك مقدرتش أئمّن لجنسكم كله .. كلكم شبه بعض أنتو عبارة أن وعاء .. مجرّد وعاء بفرغ الراجل بيه شهواته ونزواته ..
, نهض يمشي ببطئ أمامها متابعاً: شايفة فردة الشوز ؟؟ أنتوا زيها بالظبط .. الراجل يقدر يبدّل شوزه في اليوم زي ماهو عاوز .. ويبدل المرأة اللي معاه تماماً بنفس الطريقة ..
, تساقطت دموع القهر والألم من عيناها ليبتسم ساخراً: دموع التماسيح دي معدتش بتأثر بيا زي زماان .. زمان أما كنت أهبل عاشق ليكي بعملّك اللي انتي عايزاه وبصدقك بكل حاجة تقوليها .. !
, أيوه كنت عيل عبيط وغبي كنت لاحقك وعاوز رضاكي ..
, بس كامل بتاع زمان خلااص انتهى .. أنتهى من زماان أوي من ساعة معرفتي خيانتك ليا ..
, اقترب منها قائلاٱ وعيناه تطلقان حمماً لاهبة: فاكرة ساعتها قولتلك إييه .. !؟ أوك هفكرك أنا ..
, أمسك خصلات شعرها بعنف هاتفاً أمام وجهها: قولتلّك إني هندمك ع السّاعة اللي خونتيني بيها طول عمرك أنتي وال٣ العلامة النجمية اللي معاكي ..
, وأهو .. أنتي دلوقتي عاجزة، مشلولة، وضعيفة بقالك سنين ٣ نقطة بس رغم كل ده ناري لسّا منطفتش عاوز أحرقلك قلبك زي م أنتي حرقتيلي قلبي بالظّبط ..!
, ولقيت الطريقة المناسبة !!
, انتفضت بعدما تركها مبتعداً عنها بعنف ناظراً إليها بقوة: أنا هتزوج ليلى .. فاكراها ؟؟
, تطلعت إليه بعينين خائفتين متوجّستين وقلب خافق بألم وكأنها أدركت مايريده ليتابع وقد التمعت عيناه بلمعة شيطانيّة حاقدة: أيوه بالظبط زي ما توقّعتي .. !!
, هتزوجها وأجيبها هنااا في الأوضة دي هاخد اللي أنا عاوزه منها قدام عينيكي .. همتلك جسمها أنا لوحدي هخليكي تشوفي كل ده بعينك وتموتي قهر ويتقطع قلبك ده لو كان عندك قلب وأنتي شايفاها كده ومش قادرة تعمليلها حاجة ..!!
, شهقات خرجت منها متألّمة وكأن روحها تريد مفارقتها وجاهدت لإخراج صوتها تريد الصراخ ، الإستنجاد ولكنها لم تستطع ..
, ليهتف بلا رحمة وهو يراها بهذه الحالة :حيلك حيلك مبدأناش لسا .. لو عاوزة أجيبها هنا وأعمل اللي قولتلك عليه بدون زواج ده أحب على قلبي و**** .. بس معليش أنا قولت هعمل بأصلي برضه !! وكمان هي مش هتقبل كده .. أصل هي صح بتبان قطّة مغمضة بس عليها مخالب وبتخربش أوي وقت اللّزوم ..
, ههههه عارفة بتفكّرني في مين !؟ بتفكرني بيكي أنتي ٤ نقطة أمها ٣ علامة التعجب
, تقدّم ناحية الباب وقد حقّق مبتغاه ليقول قبل خروجه : هكسرك يا رقية .. زي ما كسرتيني .. هعلمك أنتي وشريف إزاي تستغفلوني وتلعبوا عليا .. هاخد حقي منكوا وأنتقم لنفسي وحياتي اللي ضيّعتها معاكي ٣ نقطة هنتقم بأكتر طريقة هتوجّعكوا أنتو التنين .. رغم إني مش متأكّد أنكوا بتتوجّعوا ..
, فتح الباب بعنف ليلتفت برأسه متابعاً: بس ده مش هيخلّيني أتراجع .. هكمّل اللّي بدأته واللي كنت ناطره من زمااان .. هنتقم منكوا في بنتك .. وبنته ٣ علامة التعجب
, ٣٨ العلامة النجمية
, في الصباح .. خرجت من غرفتها ترتدي تيشرت أخضر بلون عينيها وسروال أسود وحذاء بنفس لون التيشرت مطلقة لشعرها العنان .. اتجهت لباب البيت لتقابلها عينا أمها المريبتان !
, مديحة: رايحة فين !!
, قطبت جبينها من نبرة كلامها لتجيب بهدوء: رايحة الكلية عندي محاضرات مهمة النهاردة ..
, اقتربت منها متسائلة: متأكدة هتروحي الكلية بس؟!
, ليلى: تقصدي إيه !؟
, مديحة بهجوم: مش هتقابلي اللي اسمه أدهم ده !!
, ليلى باستغراب: اللي اسمه أدهم !؟ مالك ياماما فيه إيه
, أجابتها بصراخ: سألتك جاوبيني هتقابليه أو لأ !؟
, ليلى: لأ مش هقابله ارتحتي كده ؟؟
, مديحة: أيوه ارتحت .. وياريت متجيبيش سيرة الراجل ده على لسانك تاني وتنسيه خاالص ..
, انتفضت بصدمة هاتفة: إيه اللي بتقوليه ده يا ماما مالك قلبتي على الراجل كده ؟
, مديحة: اللي قولته يتنفذ ممنوع تقابلي الراجل ده ولا تتكلمي معااه تاني سامعة !؟
, ليلى بدموع: طيب قوليلي السبب بس
, مديحة بجمود: مفيش سبب الراجل ده معجبنيش، انتي تعملي اللي بقول عليه وبس !
, ليلى بصراخ ؛ ليييه !؟ أنتي عرفتيه حتى تقولي أنه معجبكيش !؟ شوفتيه قبل كده !؟ تعرفي عنه إييه عشان تبعديني عنه .. مش أنتي اللي شجعتيني أكلمه وأقوله يساعدني جرا إييه دلوقتي ؟!
, مديحة: هو مش هيقدر يساعدك وحتى لو يقدر أنا مش عاوزه منه حاجة أنا أقدر أساعدك .. وقولتلك قبل كده مش هسمح لأبوكي يزوجك حد أنتي مش عايزاه ..
, ليلى بهتاف: وأنا مش عاوزه حد غير أدهمم !!
, قالتها بصراخ لتفتح الباب وتصفعه خلفها بعنف شديد لتصرخ والدتها بعد خروجها بغضب وحقد: مش هسمحله يتزوجها على جثتي مش هسمحله لا هو ولا عمه الكلب !!
, ٤٠ العلامة النجمية
, هبط درجات السلم بعدما أخذ مسكن لشعوره بصداع شديد بعد شربه الليلة الفائتة .. ليجدهم مجتمعين على مائدة الفطور ليهتف بمرح: صباحووو يا أهل الداار إزيكوا ياحلويين !؟
, لم يتلقى إجابة من أحد منهم لينظر إليهم باستغراب قائلاً: هو النهاردة يوم السكوت العالمي ولا إيه !؟ مالكوا ساكتين وقاعدين زي الست المطلقة !؟
, طوى أدهم الجريدة التي كان يقرأها قائلاً بجمود: طبعاً حضرتك مش فاكر أي حاجة عملتها ليلة مبارح مش كده ؟!
, قطب سيف حاجبيه محاولاً التذكر قائلاً بحيرة: مش عارف .. مش فاكر أخر حاجة فاكرها إني كنت مع رامي وروحنا أأاا ..أا قطع حديثه ناظراً إليه بتوتر وقد تذكر دخولهم لذلك الملهى الليلي وإفراطه في الشرب ولايتذكر أي شيء أخر ..
, جمانة: تعال ياسيف اقعد كل مينفعش تخرج بدون فطار ..
, ابتلع ريقه متجهاً للمائدة جلس قرب أخته التي تنظر إليه وتبتسم بتسلية اقترب منها يهمس لها: بت يا نور هو أنا عكيت في الكلام مبارح ولا إيه النظام !؟
, نور بهمس ساخر: نظام !؟ أيوا ياخويا عكيت في الدنيا كلها مش بس الكلام ..
, نظر ناحية أدهم يراقب ملامحة الجامدة هامساً بتوتر: طيب اعطيني مثال عن اللي عملته ..!
, نور: يابني بلاش أحسن ، دا انت أقل كلمة قولتها لأبيه أدهم أنه ديكتاتور ومغفل ..
, سيف بخوف: يا مرارك الطافح يا سيفوو مكنش يومك أحبيبي .. أمسك كأس الماء يشرب منه يهدئ من أعصابه قائلاً: كملي يابت علشان أعرف جريمتي كاملةً ..
, نور: قولت عن ماما إنها رقاصة !
, تشرق بالماء وبصقه من فمه وقد جحظت عيناه بصدمة: كحح كح كح يا لهوووي أااه يا لهووي
, جمانة باستغراب: مالك ياسيف فيه إيه
, سيف بنحيب: لا أبدا سلامتك ياحجة مشاكل عائلية بسيطة ..
, اقترب يهمس لنور: نور حبيبة أخوكي أنتي .. جهزيلي شوية هدوم كده حطيهم في شنطة واعملي بطريقك سندويشات خمسة ستة عشرين سندويش كده .. باين و**** العليم هبات الليلة في الغابة مع الوحوش الضارية .. زي فلة أدعيلي لاقي الأقزام بقا **** يسترك ..
, نور: اسمع مني بلاش الهدوم والأكل .. سيبني أجهزلك الكفن بالمرة لأن باين و**** العليم إن المرة دي غير كل مرة .. نهايتها هتبقى القتل
, نظر إليها بخوف ليرى يدها تشير إلى رقبتها كعلامة الذبح قائلاً: قولتك كده !؟
, أومأت برأسها إيجاباً قائلة بشفقة: أيوه كده .. يابني ده جابك من ملهى ليلي وأنت عامل زي المجنون .. ده غير الكلام اللي قولته لينا كلنا يالهووي ع الكلام !! و**** الدبح هيبقى قليل عليك ..
, سيف: اسكتي ياشيخة فال **** ولا فالك ..
, نور: أنا بقولك اللي هيحصل .. اسمع مني إخلع ..!
, سيف: إخلع !؟ إيه الألفاظ دي يابنتي
, نور: يابني اسمع الكلام لأن أول لما يخلص أبيه فطوره مش هيبقى لا ألفاظ ولا من يحزنون أنفد بريشك دلوقتي أحسن ..
, سيف: لو سمحتي يانور أنفد بجلدي مش بريشي
, نور بسخرية: ياعم أما يخلص فطوره ماهيبقى عليك لا جلد ولا ريش .. خلاص خليك قاعد ، أنا عملت اللي عليا وحذرتك ..
, تلفت سيف حوله بتوتر لينهض مبتسماً باصطناع: الحمد**** .. يلا ياجماعة صحتين كلوا متتكسفوش البيت بيتكوا .. أنا همشي بقا سلاام !!
, أسرع بخطواته يخرج من الفيلا لينفد بجلده .. تحت نظرات نور المستغربة وتعجبه هو الأخر بعدم وجود أي ردة فعل من أدهم أو عدم منعه من الخروج كما توقعوا ذلك ..!
, ٤١ العلامة النجمية
, - كنتُ أشفِقُ على امرأتين ..
, إمرأةً تحلمُ بالزواج ..
, وأخرى تظنُّ أنها الوحيدة في حياة زوجها !
, حتى إلتقيتُكَ ..
, فأعدتُ صياغةَ قناعاتي ..
, وآمنتُ بأنكَ الإستثناءُ من أي قاعدة ..!
, ٣٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, جلس أمامها بلهفة ينظر إليها يتبيّن حالتها من ملامح وجهها الشاحبة: ليلى !؟ مالك فيكي إيه ليه طلبتي تقابليني بالسّرعة دي ؟؟
, نظرت إليه لحظات بصمت تحاول استنتاج ما تشعر به ،خائفة من تعلّقها به ليظهر أخيراً على حقيقته ويكون كوالدها .. ! عاشت طوال حياتها تعتبر كل رجل تقابله مثل أبيها .. نفس القسوة والجبروت .. نفس انعدام الضمير والرحمة .. إلّا أدهم !
, فمن أول مرة رأته بها أحسّت بشعور مختلف تماماً .. شعور غيَّر نظرتها عن الرجال .. وأصبحت تدرك أن هنالك من هو رجل بحق .. رجلٌ تستطيع رمي حملها كاملاً عليه، تتّكئ برأسها على كتفه مبدّدةً همومها وأحزانها .. رجلٌ سُكبَ داخل أحضانه، أمان العالم بأكمله ..!
, لم تدرك أنها أطالت النظر إليه إلا بعدما سمعت صوته يقول بحنان: ليلى .. أنا معاكي متخافيش قوليلي إيه اللي مزعلك كده !؟
, ليلى بحزن: ماما
, أدهم بتساؤل: مالها !؟ حصلها حاجة لاسمح **** ؟
, نفت برأسها قائلة بشرود: لأ .. مش عارفة .. نظرت داخل عيناه تريد استشعار ردة فعله: عايزاني أبعد عنك وأسيبك ..
, لم تَخفى عليها الصدمة التي حلت ملامحه والخوف من فقدانها لتطمئن قائلة: مش عارفة ليه بتقول كده مع إنها كانت راضية في البداية .. بس دلوقتي .. مش عارفة .. و**** مش عارفة ..
, ربّت على يديها الموضوعة على الطاولة قائلاً بتفهم: متقلقيش .. أنا مش هسيبك أبداً
, ليلى بأمل: وماما !؟
, أدهم بشرود: سيبيها عليا .. أنا عارف هي بتفكر بإيه ..
, ليلى باستغراب: قصدك إيه !؟ عارف ليه هي رفضاك؟؟
, ابتسم بألم قائلاً: أه عارف .. ومتقلقيش قولتلك أنا هقنعها .. المهم دلوقتي مش عايز أشوف دموعك دي تاني عاوز أشوف ابتسامتك الحلوة وغمازتك اللي مخبياها عني
, ابتسمت ليلى باتساع ولمعت عيناها بحب وإمتنان .. ولكنها شردت تحاول معرفة لماذا أمها قد ترفضه، وكيف هو يعلم بالأمر !
, ليلى بتردد: هو أنت قولتلي إنك عارف ليه ماما عايزاني أسيبك !
, أومأ برأسه إيجاباً لتتابع: طيب قولي ليه !؟
, ابتسم بحزن وراحت ذاكرته تبحر في الماضي ليعيده سؤالها الفضولي لواقعه فيبتسم بحنان: مفيش هي خايفة عليكي مش أكتر ..كل الأمهات بيعملوا كده وهي باينها بتحبك أوي وأكيد هتخاف تسلمك لشخص مش عارفاه كويس .. و ممكن يعني لما عرفت فرق الطبقات بينا خافت أكتر ..
, ليلى بصدمة: قولت إيه ؟؟
, أسرع قائلاً بصدق: ليلى أنا بقول اللي أمك وأي أم ممكن يفكروا بيه .. بس ده مش تفكيري .. صدقيني أنا ميهمنيش أي حاجة حتى لو كنتي شحاتة .. و**** لو لقيتك في الشارع كنت حبي.. أ أاا كنت أا
, ليلى بأمل: حبي.. إيه كمل !؟
, أدهم: كنت أا يعني كنت حبيت إني أتعرف عليكي وكده
, ليلى بغيظ: و**** !؟
, ابتسم باتساع: أه و**** !
, ليلى: شكراً أوي عذبتك معايا وأنت بتتعرّف عليا
, أدهم: لا ولا عذاب ولا حاجة ده واجبي ..
, ليلى: نعم !؟
, أدهم: إحمم مفيش .. تشربي إيه ؟؟
, ليلى بغيظ: مش عايزة حاجة أنا همشي تأخرت على الكلية
, أمسك أغراضه ومفاتيحه قائلاً: أوك يلا بينا
, مشت أمامه بخطوات غاضبة حانقة .. أما آنَ لأبي الهولِ أن ينطق ..!!؟
, وكان هو يمشي خلفها بتوتر وجبين مقطّب ، فمن الواضح أنه قد عادت حالة الإنفصام إليها من جديد !!
, ٤٢ العلامة النجمية
, - أحياناً ..
, أحبُّ ألّا تَشغُلَ هاتفي ،
, كي يزدادَ انشغالي بكْ ..
, أن يهزمني جبروتُ الحنين إليكَ ..
, فأهاتفكْ ..
, غيرَ واثقةٍ بأنّك سَتَرُدّ ..
, وإذا بكَ تردّ ..
, فأُخفي عنكَ شهقةَ قلبي
, حين صوتُك يشهقُ بي ..
, ٣٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, لم يصدّق عينيه وأسمها يلمع كأسمها على شاشة هاتفه ليرفعه سريعاً على أذنه قائلاً بلهفة: نوور ؟!!
, لم يستمع لإجابة .. فقط أنفاس لاهثة من الطرف الأخر .. أنفاس متوترة ، مترددة ، مشتاقة ..
, مصطفى: نور حبيبتي !
, أغمضت عيناها بشوق تستشعر أجمل كلمة سمعتها في حياتها لتقول بتلعثم واضطّراب : م مصطفى !
, مصطفى بدفء: روحه .. قلبه وعيونه لمصطفى .. كده يانور .. يانوري .. تسبيني كده !؟
, نور برعشة: أنا أا مسيبتكش هو يوم واحد بس و
, قاطعها بأمل: وكلامك ليّا كان إيه !؟
, نور بهجوم: م أنت كمان هددتني بأنك عاوز تئذي أخويا وو
, أغمض عينيه بألم بحرقة .. يريدها وبشدّة .. ويريد الانتقام أيضاً وبشدة ..
, عقله في وادٍ وقلبهُ في وادٍ أخر .. كلّما رأى تصرّفات والده ، عجز أمه ، وحياته الخالية البشعة .. تشتعل فكرة الانتقام حتى ولو لم يفعلوا شيئاً .. حتى ولو كان أدهم يكره أباه شريف أكثر منه .. ولكنه يراه الأن قوياً شامخاً صلباً لايلين ولا يكسر رغم كل ما عاناه في حياته .. أما هو فعبارة عن جثّة متحركة بلا روح وبلا قلب ..
, لم يعرف أنه يملك قلباً إلّا عندما شعر بنبضاته مع نور .. ! نوره الوضّاء الذي سيحيله إلى ظلمة !! يعلم ذلك جيداً .. يريد أذيتها ولايريد ..! تائه هو متعب ومخنوق .. !
, مصطفى: مستحيل أعمل كده يانور .. أنا أنا بحبك أوي وأنتي بتحبيني مش كده ؟
, نور: مصطفى ؟!
, مصطفى: متحاوليش تنكري .. أنتي كلمتيني دلوقتي رغم تهديدي ليكي وكل الكلام اللي قولتهولك لأنك بتحبيني صح !؟
, تنهدت بحرارة قائلة بكل الصدق في مشاعرها: أيوه صح .. أنا حبيتك يا مصطفى .. بحبك أوي !!
, ٤٢ العلامة النجمية
, عاد إلى شركته بعد إيصالها إلى جامعتها .. دخل مكتبه ليتفاجأ بكرم صديق سيف جالساً في المقعد أمام مكتب السكرتيرة ليهتف باستغراب: كرم !؟ أنت بتعمل إيه هنا !؟ سيف فين حصله حاجة !؟
, نهض كرم قائلاً بابتسامة مطمئنة: لا متقلقش هو كويس .. هو مش عارف إني جيت هنا .. وأتمنى ميعرفش !!
, قطّب جبينه متجهاً لباب مكتبه قائلاً: تعال أدخل قولي اللي عندك ثم وجه كلامه لسهى: سهى متدخليش حد دلوقتي مش عايز إزعاج ..
, سهى: طيب مش عايز تشرب قهوة ولا حاجة !؟
, أدهم: أه جيبيلي قهوة وعصير لكرم ..
, سهى: طب وهدخّلهم إزاي وأنت قولتلي مدخلش حد !؟
, أدهم بابتسامة صفراء وقد تعود على غبائها في كل شيء سوى عملها وهذا ما يجعله صابراً عليها: خلاص مبقتش عايز حاجة يا سهى هشرب ميّة أحسن وأكتر فايدة .. !
, جلس خلف مقعده مشيراً لكرم بالجلوس أمامه قائلاً: هاا يا كرم قولي فيه إيه .. وليه مش عايز سيف يعرف إنك هنا !؟
, بدى على كرم التردد ولكنه حسم أمره في النهاية فسيف صديقه الوحيد وأكثر من أخ له ولا يستطيع أن يراه يضيع نفسه ويقف ساكناً: أنا جيت أقولك تبعد سيف عن رامي ..
, قطب جبينه باستغراب: رامي !!؟
, كرم: رامي عبد السلام اللّي تعرّف عليه من كام يوم وقت كان هيعمل حادثة !!
, أدهم: وليه بقا !؟
, كرم بخوف على صديقه: مش مرتحله .. سبحان اللّه من أوّل مرة شوفته بيها وشكله معجبنيش حاسس إن وراه حاجة ..
, صمت أدهم مقلّباً كلامه في دماغه وقد شرد بتفكيره باحتمالية كون عمه قد وضعه في طريق أخيه لأذيّته ثم قال: بس هو التقى معاه صدفة ،يعني مش معقول يكون عاوز يئذيه من البداية ..
, كرم: أنا مقولتش إن هو مخطّط لكده .. أنا بقصد أنه حد مش كويس صايع وفاشل وعاوز يحوّل سيف نسخة منه .. مش بيدلّه غير ع الخراب ..
, أدهم: أمم كلامك صح
, كرم: أيوا سيف قلي أنك عرفت باللي حصل مبارح .. سيف عمره م دخل أماكن زي دي ولا قرب المشروب من بؤه .. وكام يوم قضاهم مع اللي أسمه رامي خليته يعمل كل ده .. !! أنا خايف عليه أنت عارف قد إيه أنا بحبه لسيف وعاوز مصلحته ..
, ابتسم أدهم بحنان: عارف ده كويس ياكرم عشان كده أنا مأمّن لسيف معاك .. سيف صح بنفس عمرك بس عقله أصغر !
, ضحك كرم قائلاً: أه عارف وبتاع مشاكل ومصايب تنزل فوق دماغي كمان ..
, أدهم: أنت بالنسبالي زي سيف ياكرم أنت عارف ده .. أنا مبأمنش لحد غيرك معاه .. مش عايز تسيبه لوحده وأي حاجة بتحصل خبّرني ..
, كرم بتأكيد: أكيد مش عاوز توصية .. بس أرجوك سيف ميعرفش إني قولتلك هيزعل مني ..
, أدهم: متقلقش سيف مش هيعرف حاجة ..!
, في النفس اللحظة دخل سيف المكتب ليسمع كلام أدهم الأخير ..
, سيف مقطّباً حاجبيه بريبة: مش هعرف إيه بقا !؟

التاسع عشر

- الجزء المحذوف من كلماتنا ،
, النّظرة التي نحتفظ بها حتى نستدير ،
, الأحلام التي لانخبر عنها أحداً ،
, هي نحنُ في الحقيقة ..!
, ٣٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, جلست ليلى تلفّ خصلة من شعرها على إصبعها شاردة وعلى شفتيها ابتسامة سعيدة لتقترب منها والدتها ناظرة إليها بتمعن ..
, مديحة: ليلى !؟ مالك !؟
, تنبّهت لتعتدل بجلستها قائلة: مفيش ياماما خير عاوزة حاجة ياحبيبتي؟
, مديحة: أيوه عاوزة، عاوزة أعرف مالك من ساعة جيتي وأنتي على القعدة دي صافنة في الحيطة مش عادتك يعني ..
, ليلى يتهرّب: لا عادي مفيش حاجة بس الامتحانات هتبدأ وأنا متوترة شوية
, مديحة بحدة: الامتحانات !؟ ولا أدهم !؟
, نظرت داخل عينيها بقوة قائلة: ماله أدهم يا ماما إيه اللّي غير رأيك بيه قوليلي هو عملك إيه تعرفيه منين علشان تكرهيه أوي كده ؟!
, مديحة بحقد: ملكيش دعوة أعرفه منين المهم الراجل ده مش عاوزۃ تقربي منه نهائي سامعاني ياليلى؟؟
, قبل أن تجيب دخل والدها يتفحّصها بنظراته الخبيثة التي اعتادتها مؤخّراً ليقول بجمود: إيه أنتي وهي صوتكم جايب أخر الشارع لييه؟!
, بقيت مديحة صامتة لتتولّى ليلى الإجابة: مفيش يابابا كنا بنتكلم عادي ..
, اقترب منها قائلاً بلامبالاة: اتكلّموا ولا اتنيلو مفرقتش هاتي الفلوس اللي معاكي عاوزهم ..
, ليلى بضيق: وأنا مش معايا غير أجرة مواصلات
, أمجد ببرود: هاتيهم
, ليلى بصراخ: وهروح كليتي إزاي بقاا !؟ مش أنت الراجل؟ روح جيب فلوس لنفسك بتاخد من بنتك لييه هاا !؟ ده بدل م تكون انت سند ليها تشتغل وتشقى وتحفر بالصخر علشان تأمنلها لقمة أكل وحياة محترمة قاعد عمال تتّكل عليّا بكل حاجة عييب عليك هي دي الرجولة أنت معتبر نفسك راجل كده !؟
, انتهت من حديثها تتنفّس بقوة بعد ذلك الكلام الذي قالته باندفاع لم تدر عواقبه ليرتفع صوت تصفيق بطيء في المكان وما كان غير والدها ..
, أمجد باستهزاء: برافوو عليكي .. بجد خطاب رائع بس للأسف معنديش وقت اسمع ..
, اقترب جاذباً خصلاتها بشدة هاتفاً: أنتي باين أنك عاوزة تتربي من أول وجديد وأنا أحب على قلبي ..
, أسرعت مديحة تخلّصها من بين يديه: خلااص يا أمجد هي متقصدش إديه فلوسك يا ليلى يلا ياحبيبتي بلاش مشاكل
, نظرت لوالدتها بيأس وحرقة قلب تعلم أن ليس بيدها أن تفعل لها شيئاً وتخلّصها من العذاب الذي تحياه .. لتحضر المال القليل الذي تبقى معها وتمدّه بيدٍ مرتجفة من الغضب وعينان مليئتان حقداً كبيراً: خد مش معايا غيرهم على **** تشبع من شقى وتعب بنتك ..!
, جذبهم منها بعنف ليرفع يده الغليظة يصفعها بقوة أدارت وجهها بشدة وأسقطتها أرضاً بدوّار كبير وخرج صافعاً الباب ورائه .. لتدمع عيني الأخرى بألم ومرارة وعقلها يتخبّط بقرار تريد اتخاذه هاربة من حياة الذلّ والشقاء، مهما كانت العواقب !!
, ليلى ..
, جلستْ تتأمّل ذلك الشحوب الذي بدا ..
, نظرت ليلى إلى أمها والقلب .. شكى
, قالت بألم .. والقلب بكى
, أمّي أتمنى أن يكون حلم
, صفعات والدي تركت على خدي ألم ..
, وقلبُ ليلى يأبى أن يتكلّم
, أصبح يكتب بصمتٍ كالقلم ..
, يُتعبني يا أمّي ذلك القمر
, يسألني عن أمنيتي وعن السّهر
, ولا يعلمُ القلب قابل للكسر ..
, قالت أمها .. يا ابنتي رأيتي المرار
, ابتسمت ليلى قائلة قد أعلنت القرار
, وقفتْ بوجه ذلك الإعصار
, وقالت ليس لديّ مال !
, فجأة .. نزلت صفعة على خدّها كالنار
, لم يكن منها فرار ..
, تتطاير من عينيها شرار
, وتركَ على خدّها آثار احمرار
, والقلب احتار ..
, فهو والدها .. وليس لديها اختيار ..!
, إهداء من الصديقة المبدعة:
, MalakAhmed273
, ٤٠ العلامة النجمية
, _ م خلاااص بقا .. بقالك ساعتين زن فوق دماغي صدعتني
, سيف بحدة: يبقى ريّح نفسك وقولي كرم كان عاوز منك إييه؟؟
, أدهم: قولتلك مفيش حاجة هو مينفعش كرم يجيلي واتكلم معاه هنا ولا إيه؟
, سيف: لأ ينفع بس مينفعش تخبوا حاجة عني أنت وهو ..
, أدهم: وإحنا مخبيناش حاجة ..
, سيف باندفاع وقد ملأ قلبه ريبة بعد سماعه حديث كرم وأخيه وخروج كرم السّريع بعد قدومه: أومال إيه الكلام اللي سمعته؟ وليه قولتلّه إنك مش هتعرّفني حاجة؟ أنتو بتعملوا إييه من ورا ضهري؟ قول كنتوا بتتكلموا عن إييه ؟!
, زفر بضيق ونظر إليه بقوة قائلاً: كان بقولي أسامحك ع اللي عملته مبارح، كان خايف عليك من غضبي لأنه عارف إن اللي عملته كبير أوي ..
, ارتبكت ملامحه واهتزت عيناه بتوتر ليتابع أدهم: شوفت بقا كان عاوزني في إيه؟ كان عمال يدافع عنك ويخلقلك أعذار وأنت بكل بجاحتك بتتهمه وبتشكك بيه ..!
, سيف بارتباك: أنا متهمتهوش بحاجة أنا بس كنت عاوز أعرف جه هنا ليه مش أكتر ..
, همهم أدهم بخفوت ولم ينزل نظراته عنه مردفاً: ممكن بقا تشرحلي إيه اللّي حصل مبارح ؟
, سيف بتوتر: أا أنا أسف
, أدهم: مطلبتش منك اعتذار طلبت شرح للي عملته ..
, سيف بندم: و**** يا أدهم مكنش قصدي، كنت بجرّبه بس ومحسّيتش بنفسي إني شربت أوي ..
, أدهم بسخرية: والمطلوب مني دلوقتي إني أنسى وأتغاضى عن اللي حصل مش كده !؟
, سيف بأمل: دي أول مرة يا أدهم وهتكون الأخيرة أوعدك ،متزعلش مني ..
, أدهم بشك: الأولى !؟ متأكد إنها أول مرة ياسيف؟
, لاحظ ذلك التوتّر الذي اعتلاه وتهرّب عينيه من مواجهته ليدرك أنها بالفعل ليست أول مرة كما يخبره ..
, أدهم بحسرة: وكمان بتكذب ؟! مفيش ولا مرة تقف قودامي وتعترف بغلطك بدون كذب وتبريرات تافهة ؟؟
, أنزل رأسه قائلاً بخفوت: أنا أسف
, أدهم: وأنت فاكر بكلمة أسف دي هسامحك !؟
, أكمل زافراً بضيق:
, أولا:ً صاحبك اللي اسمه رامي ده تقطع علاقتك بيه نهائي ..
, سيف باعتراض : بس يا أ..
, قاطعة بصرامة: تقطع علاقتك بيه ولو عرفت بيوم أنك بتكلمه ولا بتشوفه تصرّفي وقتها مش هيعجبك فاهمني !؟
, سيف بضيق: فاهم
, أدهم: ثانياً بقا مفيش خروج من البيت بعد كده ، عاوز تخرج تروح على جامعتك بس أو عند كرم غير كده ممنوع ..مفهوم ؟؟
, سيف بضيق: خلاص حاضر ممكن أخرج بقا؟
, أدهم بهدوء يخيفه: هتخرج فيين مش أنت غلطت ولازم تتعاقب ؟؟
, نظر إليه بتفاجؤ: أومال اللي قولته دلوقتي كان إيه؟
, أدهم بجمود: وأنت فاكر إن ده عقاب يستاهل اللي عملته !؟
, ابتلع ريقه ونظر إليه بترقّب خائف .. هو أخطأ يعلم ذلك .. ويعلم أن هذا أكبر خطأ قد اقترفه بحياته وسوف يتلقّى عليه عقاب شديد .. ومن ضمن العقاب هناك واحد فقط لايستطيع احتماله .. ويدعو **** أن لايختاره ..
, كاد أن يتكلم لتدلف سهى قائلة برسمية: الmeeting هيبدأ كمان عشر دقايق يافندم قولتلي أفكرك
, أدهم بهدوء: تمام .. جهزي الأوراق وقاعة الإجتماعات، أحمد فين؟
, سهى ببلاهه: أحمد مين !!؟ أأاه افتكرت إحم الأستاذ أحمد في مكتبه
, أدهم ناهضاً بغيظ: كلّميه يجيلي في القاعة وهاتي الملف معاكي
, أومأت برأسها خارجة ليلتفت أدهم ناحية سيف: روح ع البيت نتكلم بعدين .. وخرج بهدوء تاركاً الأخر يخرج أنفاسه براحة ..
, ٤١ العلامة النجمية
, اقترب منها يتفحّص جسدها بنظرات دنيئة وعيناه تقدحان خبثاً وشرّاً ليقبض على معصمها بقوة هامساً أمام وجهها: أنتي بتلعبي بالناار يا ناريمان ومش مع سيف بس لاا بتلعبي معاياا
, حاولت جذب يدها ولكنه شد عليها بعنف لتهتف من بين شفتيها الحمراوتين المغريتين: وأنت مالك؟ بدماغي حاجة عاوزة أعملها
, جذبها يقربها منه هاتفاً بغضب: وأنا في دماغي حاجة تانية خااالص أنتي وقّعتي بين سيف ومروة وأنا مش عايز كده ،عايز يقربوا من بعض علشان أكسرهم هما التنين
, سحبت يدها من بين يده بعنف هاتفة: مش أنا اللي بعدتهم عن بعض رغم إن دي أجمل حاجة حصلت وساعدتني أوي، لترفع سبابتها أمام وجهه مهددة: وملكش دعوة بسيف ، سيف ليا أنا وبس عاوز تنتقم انتقم من الجربوعة اللي اسمها مروة أما سيف ده بتاعي ولو لمست شعرة واحدة منه هتشوف حاجة مش هتعجبك خاالص ..
, تامر بتهكم: وهتعملي إيه يا ئطة ؟؟
, ناريمان بخبث: هعمل كتيير أوي وأنت عارف كويس مين ناريمان وقادرة تعمل إييه ف بلاش تتحداني أحسنلك٣ نقطة
, رفع يده يتلمس خصلات شعرها قائلاً بوقاحة: من جهة عارف ف أنا عاارف أوووي قادرة على إييه بس اللي مش عارفاه إني قادر ع الأكبر منك .. اقترب من أذنها هامساً بمكر: وأنا عارف هتعملي إيه مع سيف وأحب أقولك إن أنا أول واحد هشهد ضدك
, ناريمان بتفاجؤ هاتفة بغيظ: مش أنت بتكره سيف وعاوز تنتقم منه لييه مش عايزني أكمل بخطتي ؟!
, تامر بشر: أه بكرهه وعاوز انتقم .. ورغم إن طريقتك كويسة أوي وهتنفعني لكن عاوز أنا اللي أنتقم منه عاوز أذلّه وأهينه على يدي ..
, اقترب هامساً أمام شفتيها: وطريقتك دي مش هتطفي النار اللي والعة بيا ،نصيحة مني ابعدي عن طريقه لأن أنا اللي هقفلك ساعتها وهخبّر أخوه على كل حاجة ..
, ناريمان بسخرية: وأنت فاكر أخوه هيسيبك بعد اللي هتعمله بيه !؟
, تامر بحقد: ملكيش دعوة أنا هظبّط كل حاجة ومحدش هيقدر عليا، المهم ابعدي عن طريقي وإلاا .. إنتي عارفة ..
, تركها تغلي من الغيظ واتجه خارج بوابة الكلية، لتخرج هاتفها تضغط عدة أرقام وابتسامة خبيثة اعتلت شفتيها: فاكرني هسكتله، هعرّفه مين ناريمان اللي بهددها
, الشخص:١١ نقطة
, ناريمان: هههه وأنت كمان وحشتني أوووي سيبك دلوقتي .. عاوزاك بحاجة مهمّة هتقدر؟
, الشخص :٨ نقطة
, ناريمان بضحكة خليعة: طبعاً .. هتاخد اللي أنت عاوزه بس تنفّذ المطلوب كويس
, الشخص:٨ نقطة
, التمعت عيناها بحقد ومكر شديد هاتفة بشر: لااا المرّة دي مش قرصة ودن ٣ نقطة خطف ٣ علامة التعجب
, ٤١ العلامة النجمية
, سيف: معليش يا كرم مكانش قصدي أنا أسف خلاص أخر مرة أعمل كده ..
, كرم باستنكار: مكنش قصدك ! هو أنت دوست على جزمتي بالغلط ياسيف !؟ إيه مشتفش كلامك معايا كان عامل إزاي ؟ قاعد تتهمني وكأني قاتل أبوك وتبصلي زي اللي عامل عملة .. مكنتش فاكرك كده خسارة الصحوبيّة يا اللي عامل نفسك صاحبي ..
, سيف بضيق: إيه اللي بتقوله ده ياكرم أنا و**** مقصدتش اللي قولته وكنت مزعوج أوي منك أنت وأدهم ..
, كرم بحدة: مش أخوك قالك إني كنت بكلمه علشانك جيت تسألني وتشكك بيا ليه؟ مسمعتش كلام أخوك ولا البعيد حمار مش بيفهم !؟
, سيف بندم: يووه كفاية ياكرم قولتلك مكنش قصدي افتكرت أدهم قالي كده علشان يسكّتني، م تقول حاجة يا حاج ؟
, والد كرم( محمود): خلاص يا كرم يابني م الواد اعتذرلك عاوز إيه أكتر من كده !؟
, سيف باستنكار: واد ؟ ده اللي **** قدرك عليه؟؟
, محمود بضحك: أومال أقولك إيه أنت وهو عمال تتخانقوا زي العيال اسكتوا بقا وتعالوا ساعدوني ننقل البضاعة دي لجوا ..
, سيف بمرح: أيواا بقا أنا عارفك بتاع مصلحتك، وأنا بقول لنفسي ليه محمود ساكت ومشتمنيش ك العادة
, محمود بغضب: بس ياحيوان وتعال ساعدني
, سيف بضحك: أيوه ده محمود اللي أعرفه د٣ نقطة
, قطع كلامه بعد رؤيته لسيارة سوداء فاخرة تمرّ من أمام محل والد كرم للأدوات الكهربائية .. وقد لمح طيفاً لفتاة تجلس بجانب السائق .. وكانت تشبهها كثيراً .. نوور !!
, ترك كل مابيده وركض ناحية سيارته غير آبهاً لنداءات كرم المتكرّرة لينطلق خلف تلك السيارة بسرعة كبيرة ..
, محمود: ماله سيف راح بالسرعة دي ليه؟
, كرم بحيرة: مش عارف و**** **** يستر
, اقترب محمود مربتاً على كتفه قائلاً بحنو: لو مكنتش أعرف سيف كنت قولتلك ابعد عنه بسبب المصايب اللي كل يوم بيعملها .. بس أنا عارفه وعارف تربيته كويس، وعارف كمان هو بيحبك قد إيه وبيعتبرك زي أخوه ..
, ابتسم كرم قائلاً: أيوه يابابا معاك حق، أنا صح وحيد مليش أخوات بس سيف عوضني عنهم من صغري ..
, محمود وقد غامت عيناه بحزن: **** يرحم أختك .. ملحقناش نفرح بيها المرض خدها مننا بدري .. وساعة الولادة أمك حصلها نزيف جامد اضطرّوا يشيلوا الرحم علشان ينقذوا حياتها .. ومطلعناش من الدنيا دي غير بيك **** يباركلنا بيك وميحرمناش منك ..
, كرم بتأثر رغم أنه قد سمع هذه الحادثة أكثر من مرة ولكنه دائماً يلاحظ حزن والديه الشديد فقد كانت أمه تحلم بأن تأتيها فتاة تكون رفيقتها دائماً: **** يرحمها .. وميحرمنيش منكم يارب .. ثم تابع بمزاح: بعدين **** رحمها وريّحها من الأسم اللي كنتم هتبلوها بيه قال رمزيّة هههه يعني إيه رمزية ده قديم جداً !؟
, محمود بضحك: أسكت متقولش الكلام ده قودام أمك هتزعل ، هي كانت عاوزة تسمّيها كدۃ هو صح قديم على أسم أمها كانت بتحبها أوي ..
, كرم بضحك: هههه هي كانت بتحب أمها طب ذنب الطفلة دي إيه علشان تكرّهها بأسمها وأمّها وحياتها كلها !؟ الحمد**** ارتاحت ..
, ٤٢ العلامة النجمية
, أوقف سيارته في طريق جانبيّ غير ممهّد يختفي بين أشجار كثيفة ليلتفت إليها متسائلاً بهدوء:
, مصطفى: ليه خليتينا نفضل في العربية كنا قعدنا في مطعم أو كافي كالعادة !!؟
, نور بتوتر: معليش كده أحسن أنا مينفعش أتأخر ومش عايزة حد يشوفنا ..
, لاحظ توترها وفركها لأصابعها بارتباك ليرفع يده يلمس يديها بحنان مهدئاً من خوفها: مالك !؟ خايفة مني؟!
, نور بابتسامة مهتزة: لاا أبداً بس بس يعني أ..
, تأمل ارتباكها وتلعثمها وراحت عيناه ترسم تفاصيل وجهها البريئة وقلبه يؤلمه لما يريد فعله بها ..
, مصطفى: قوليها تاني
, نور باستغراب: هي إي !؟
, مصطفى بابتسامة: قولي أنك بتحبيني عاوز أشوفك وأنتي بتقوليها
, تسللت حمرة الخجل إلى خدّيها وابتسمت بخفوت هامسة بصوت لم يسمعه ليقترب برأسه منها هامساً هو الأخر: هاا بتقولي إيه مسمعتش؟!
, تحمحمت بخجل هامسة: ب بحبك
, ابتسم باتسااع ورفرف قلبه لهمسها المحبّب وتلك الكلمة التي شعر بها تتسلّل أوردته لتحييه .. ليقول من داخل قلبه بكل المشاعر التي يكنّها لها ولايعترف بها لنفسه: وأنا بموت بيكي، أنا تعديت الحب بمرااحل ، حاسس إنك مش بس حبيبتي لأ حاسس إنك بنتي وأمي وأختي وكل حاجة ليا .. مش عارف يانور ليه بحس معاكي أنتي بالذات كده .. أوقات بحسّك لسا طفلة صغيرة وبحس حالي لازم كون أبوكي وأخوكي ، وأوقات بحسّك أمي من خوفك وحنانك عليا وأنا أبنك .. لم يدري وهو يقول هذا الكلام أن عيناه لمعت بعبرات صادقة متأثرة ..
, لتدمع عينا الأخرى بتأثّر خاصة عندما رأت عيناه الدامعة قائلة بصوت متحشرج: أنا بحبك أوي يا مصطفى وبحس كده فعلاً
, ابتسم لها متسائلاً: بتحسي بإيه ؟
, نور ناظرة أمامها بشرود: بحسك زي أبيه أدهم .. أبيه طول عمره أبويا مش بس أخويا الكبير .. أنا صح معرفش بابا ولا شوفته بحياتي بس حاسة أنه لو كان موجود مكنتش هحبه زي أبيه أدهم ..
, التفتت إليه مستفسرة: هو أنت كنت تعرف بابا؟
, تفاجأ من سؤالها الذي لم يحسب له حساب ليتهرّب من عيناها قائلاً: مش أوي .. مش فاكره كويس
, نور: هو مات لما كان عندك 10سنين مش كده؟
, مصطفى: أيوه
, نور بأمل: قولي يامصطفى هو كان عامل إزاي؟ أنا كل ما بسأل أبيه أدهم بيتعصّب عليا وبيزعل أوي أنا عارفه أنه كان متعلّق بيه جداً علشان كده معدتش أسأله حاجة عنه مش عايزة أزعّله .. قولي أنت أوصفهولي عاوزة أعرفه ..
, التمعت عيناه بشرّ لم تلاحظه فأدهم قد استطاع التغلّب علی هذا الموضوع أيضاً كعادته : خلاص طالما أدهم مش عايز يقولك بلاش تعرفي
, نور باستفهام: يعني إيه !؟
, زفر بضيق: خلاص يانور بلاش الكلام ده ابقي اسألي أخوكي
, نور بتذمر: يوو م أنا قولتلك سألته بس تعصب عليا حتى لما سألته عن قبره قالي إن العربية اللي عمل بيها الحادثة وقعت من علی الجبل وانفجرت ومعرفوش يخرّجوا جثته ..
, مصطفى: يبقى خلاص بتسألي ليه طالما عارفة كل ده !؟
, نور: خسارة .. كنت عاوزه أعرفه وأتكلّم معاه ولو دقيقة واحدة أكيد هيكون زي أبيه أدهم مش كده ؟!
, مصطفى بسخرية غير ظاهرة: أه فعلاً زيه بالظبط م هو أبوه ..
, نور: طيب ي..
, قاطعها هاتفاً وقد ضاق صدره من حديثها واشتعلت نار انتقامه التي لاتكاد تهدأ إلا وتستعر من جديد: خلااص يانور يلا بينا هرجعك أنتي اتأخرتي أوي ٣ نقطة
, زمّت شفتيها بضيق ونظرت أمامها تتابع الطريق ، وقد كانت تأمل أن تعرف ولو شيئاً صغيراً عن والدها الغامض أو فقط تراه لترى هل شابهته بشيء في ملامحها أو ملامح أخوتها ، فأيّ فتاة يكون والدها بالنسبة لها هو مرآة تعكس لها صورة عن بقية الرجال، طبعاً مع وجود استثناءات ! وتسعى لكي تتقرّب منه وتعرف عنه كل شيء ولا تستطيع قتل ذلك الفضول الذي يتنامى داخلها باستمرار رغبة في إكتشاف شخصيّته ..!
, ٤٢ العلامة النجمية
, في غرفتي ..
, شرفةٌ لاتطلُّ على سواك
, ستائرُ من دانتيل الذكرى
, لاتحجُبُ عنّي رؤيتَك
, مذياعٌ .. لايبثُّ سِوى أغانٍ تتحدّث عنك
, على طاولتي .. هاتفٌ يرتدي حِدَادَك
, رسائلُ كثيرةٌ لقرّاء .. يزدحمُ القلب بأشواقهم
, أخالِسُهُم .. كي أختليَ بغيابِك ..
, ٣٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, نفث دخان سيجارته في وجهه هاتفاً بخبث: هاا يا أمجد العروسة هتجهز إيمتى !؟
, أمجد: الوقت اللّي حضرتك عاوزه يا باشا إحنا تحت أمرك ..
, قهقه كامل عالياً وقد وصل إلى نهاية تحقيق انتقامه ليقول بمكر: أخبار صاحبنا إيه !؟
, أمجد: زي م حضرتك عاوزه يكون بس أاا في حاجة قالي أوصلهالك ..
, كامل ببرود: خيير ؟
, أمجد بتوتر: لما قولتلّه إن حضرتك هتتزوج ليلى حسيته انصدم وقالي أقولك إنه عاوز يشوفك لحاجة ضرورية جداً
, تعالت ضحكاته الشرسة والتمعت عيناه بنصر كبير فهذا مايطمح إليه: أنا عارف ليه عاوزني ههههه مش هروحله خليه يستوي على نار هادية ..
, أمجد بتلعثم: اعذرني يا باشا بس أا هو قالي عاوز يشوفك قبل زواجك من ليلى وأكد عليا إن الموضوع مهم أوي أوي
, كامل بابتسامة انتصار: فكك منه ده كلب ولا يسوى المهم العروسة تكون جاهزة كمان أسبوع .. فاهم ؟؟
, أمجد بابتسامة طامعة: خدامك يا باشا بس يعني حضرتك وعدتني و و..
, قاطعه كامل ناظراً له باشمئزاز وهو يلقي بوجهه رزمة كبيرة من المال سال لها لعابه: خد دول ولسا اللي جاي أكتر بكتيير بس أنت نفذ اللي بقوله ..
, أمجد وهو يقلّب المال بين يديه: تحت أمرك يا باشا أنا جاهز للي بتطلبه
, كامل بشر: عاوزك من بكرا تتقلّه الجرعة اللي بتدخلهاله .. عاوزه يمووت ع البطييء
, أمجد: اعتبره حصل يا بيه
, كامل: اخرج دلوقتي ولما أكلمك تجيلي ومش عايز أي غلط فااهم !؟
, التفت خارجاً من غرفة مكتبه يخبّئ المال تحت ملابسه هاتفاً بسعادة: من عينيا يا باشا أنت تؤمر وأنا عليا التنفيذ ..
, ٤١ العلامة النجمية
, مساءاً في فيلا عز الدين
, دلف إلى الفيلا ليجد عائلته تنتظره على مائدة العشاء
, كان سيف جالساً مقابل نور يرسل إليها نظرات مليئة بالشك .. لم يستطع اللحاق بتلك السيارة التي يظن أنه رآها داخلها .. وهي لم تُجِب بشيء يُثلج صدره عندما سألها إن كانت خرجت لمكان ما اليوم .. ولا يستطيع اتهامها دون دليل واضح فهي بالنهاية أخته الصغيرة التي تربّى على حبّها واحتوائها منذ صغره، ولكنّه لاحظ مؤخّراً عدّة أشياء تدعوه للشّك بها وبتصرّفاتها .. لذلك قرّر مراقبتها منذ هذا اليوم ليحصل على الجواب الذي يريده ..
, اقترب يلقي السلام عليهم
, جمانة بحنان: تعال يا حبيبي اتعشا معانا
, أدهم بابتسامة وهو يقبّلها: مش جعان ياحبيبتي هدخل مكتبي عندي شغل قولي للدادة تجيبلي فنجان قهوة ..
, التفت ناحية سيف الذي كان منحنياً يخبّئ نفسه تحت الطّاولة لكي لايراه ! ليخفي بصعوبه ابتسامة كادت تخرج منه متعجّباً من قدرة سيف تلك التي تستطيع بسهولة مقاومة قناع الجمود الذي يحاول لباسه .. ويلتفت بعدها لتلك الأخرى الشاردة بعالم أخر !
, تنهد بتعب شديد واتجه إلى مكتبه وقد تعالى رنين هاتفه باسمها !
, أدهم بحنان: ليلى !؟
, تلعثمت كعادتها عند سماعها صوته الحاني ولكنها استجمعت شجاعتها قائلة بإصرار وقد اتخذت قرارها: أدهم أنا عاوزة أقولك حاجة مهمة أوي
, قطّب جبينه لنبرة صوتها الجادة ليعتدل بجلسته مجيباً : خير !؟ مالك ياليلى حصلك حاجة؟
, قالها بقلق وقد سافر ذهنه يضع مشاهد كثيرة وقد أدرك بحدسه أن الموضوع يخصّ والدها .. أمجد ..!
, ليلى: مينفعش أقولك دلوقتي بخاف حد يسمعني بص لاقيني بكرا الساعة10 في المكان اللي كنا بيه النهاردة متتأخّرش
, أدهم بسرعة: خلاص حاضر بس طمنيني أنتي كويسة !؟
, ابتسمت مجيبة: أيوه كويسة متقلقش بس أرجوك متتأخرش بكرا
, ابتسم بحب: وأنا أقدر اتأخر عليكي ؟ باينتك لسا مش عارفة غلاوتك عندي ..
, ابتسمت باتّساع وتسلّلت الطمئنينة إلى قلبها فمن كلامه شعرت أنّه سيوافق على خطتها مهما كانت مجنونة: تمام ، تصبح ع خير
, أدهم بهدوء: وأنت من أهل الخير
, أغلقت الخط وحضنت هاتفها بسعادة عارمة رغم القلق الذي ما زالت تشعر به لخطوتها تلك .. ولكنها تعبت وتريد الخلااص ..!!
, ٤١ العلامة النجمية
, صباح اليوم التالي
, يجلس في ذلك المقهى الهادئ الذي يفضّله والذي يطلّ على النيل بمنظر طبيعي يريح النفس ويزيل همومها .. ينتظرها منذ أكثر من نصف ساعة .. هاتَفها دون إجابة ولكنّه لم ييأس وظلَّ منتظراً لها دون ملل، يعلمُ أنها ستأتي في النهاية وهو مستعدّ أن يبقى منتظراً العمر كله كُرماً لعينيها ..!
, طلَّت عليه أخيراً بوجهها الصبوح ونظراتها التي يلوح العشق فيهما .. تمشي بدلال فطريّ بذلك الثوب الأزرق البسيط .. ولكنّه بدا عليها كقطعةٍ من جسدها، يلوح حول ساقيها برفرفةٍ كجناح الفراشات يطير بنعومة وتغنّج ..
, نهض ناظراً داخل عينيها يمدّ يده لمصافحتها، لتنام يدها الصغيرة داخلها مطبقاً عليها بحنان ودفء ..
, احمرت وجنتاها عندما حاولت سحب يدها ولكنه يضغط عليها بخفة يمنعها من ذلك .. لتذوب خجلاً في مكانها عندما رفعها ناحية فمه فتلفح أنفاسه الساخنة يدها مرسلة ارتعاشة دافئة داخل جسدها ..
, طبع قبلة حنونة على يدها سامحاً لها بعد ذلك بالهرب من بين يديه لتزوغ نظراتها في المكان حولها خجلاً وحرج ..
, أدهم بحنان بعد أن عاد للجلوس: اقعدي يا ليلى
, جلست بهدوء تفرك أصابعها بتوتر وقد أشعل بتصرّفه الحنون ذاك نيران صدرها وأسكن داخلها رغبة مُلحّة في البكاء احتياجاً وشكوى ..
, أدهم وقد طلب لها عصيراً يهدئ من توترها قائلاً: هاا يا ليلى تحبي تبدأي كلام دلوقتي ولا تشربي عصير الأول ؟!
, ليلى بتلعثم وارتعاش: م مفرقتش أا انا مينفعش اتأخر
, أدهم: تمام خلاص يبقى قوليلي كنتي عاوزاني في إيه ؟
, ازداد تلعثمها وتوترها شاتمة نفسها داخلياً فقد أنساها بمعاملته المفاجئة لها ذلك السيناريو الذي باتت ليلتها كاملة تذاكره لنفسها وها هي الأن عقلها ك صفحة بيضاء ناصعة !
, أدهم بحنان : ليلى !؟ قولي متخافيش من حاجة أنا معاكي ومش هسيبك أبداً ..
, تنفّست باهتزاز تحاول استدارج الهدوء واستجماع شجاعتها لتستطيع إخباره، فهي لن تتراجع أبداً عن قرارها مهما كانت نتائجه ..
, ليلى: أنا ..
, توسّعت عيناه بذهول شديد ناظراً إليها بصدمة ،وتسلّل الغضب إليه شيئاً فشيئاً ليبلغ ذروته .. لتبرز عروقه الزرقاء ويثور بحره الذي كان هادئاً بعد سماع كلماتها الأخيرة ..
, أدهم بغضب جامح: أنت اتجننتي !؟؟؟ إييه اللي بتقوليه ده ؟!
, انتفضت بفزع على صراخه لتنظر إليه بتوتر خائفة من هيئته الغاضبة المخيفة: أ أادهم ا سمعني
, نهض يرتجف غضباً ليسقط الكرسي خلفه مصدراً دويّاً قوياً في المكان .. اقترب ناحيتها جاذباً ذراعها بعنف ليجعلها تنهض فلم تمتلك سوى الإنصياع له خاصّة وقد جذب بصراخه أنظار المتواجدين في المكان ..
, سحبها خارجاً بسرعة وهي تحاول تخليص ذراعها من قبضته المؤلمة .. لتمتلئ عيناها بعبرات حارقة وقد شعرت بخيبة أمل كبيرة ..
, وصل لسيارته ليفتح الباب دافعاً لها بقوة ويصفعه بعنف هادر ، مستديراً للناحية الأخرى ليركب مديراً المحرك وينطلق بسرعة هائلة حتى احتكّت إطارات السيارة بعنف في الإسفلت مصدرة صريراً مخيفاً .. ومخلّفة وراءها سحابة غبار تعمي العيون ..!!
, ولم يدركا ، هو بموجة غضبه تلك ، وهي بحالة الخوف التي تلبّستها ، أنَّ هناك عينان خبيثتان تابعتا كل ماحدث .. ليشتعل بحقدٍ وغضبٍ هائل متوعِّداً لها عند عودته بحساب عسير ..!؟

العشرون

تمرُّ عليَّ رُغمَ البعدِ .. بين الحينِ والحينِ
, تمرُّ كضحكةٍ تحلُو .. وأقسِمُ كمْ تواسيني !
, كأغنيةٍ تحدِّق بي ،أغنِّيها .. وتُلهيني ..
, لقدْ أسعَدتني زمناً .. لماذا صِرتَ تُبكيني !؟
, ٣٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, توقّفت سيارته بعنف في بداية الشارع المؤدي إلى حيها مثيرة موجة من الغبار حولها ..
, نظرت ناحيته بذعر وعيناها مليئتان بدموع لم تستطع مقاومتها لتنهمر ك السيل على وجهها .. كان وجهه أحمر من شدّة الغضب وقد ظهرت تلك العضلة بجانب فكه وهو يجز على أسنانه بقوة ليتحكم بنفسه، فيما يداه تمسّكتا بمقود السيّارة بقوة كادت تقتلعه من مكانه ..
, فتحت الباب سريعاً بعدما لاحظت هيئته وصمته المرعب لتخرج مهرولة وكأنما يتبعها شبح .. غير شاعرة بالدموع التي ازدادت وشهقاتها الّلتي ارتفعت بألم ..
, فيما انطلق هو بسرعة شديدة خالعاً ربطة عنقه الخانقة وهو يتنفّس بضيق واختناق ..
, صُدمت والدتها عند رؤيتها بهذه الحالة وركضت خلفها مقتحمة غرفتها لتراها متكوّرة على سريرها وشهقاتها تملأ المكان ..
, مديحة بلوعة: ليلى !؟ ليلى مالك يابنتي بصّيلي ياحبيبتي فيه إيه ؟
, ارتفعت شهقاتها وأمها ترجوها أن تكلّمها ولكنها شعرت وكأنها انخرست فلم تعد قادرة سوى على البكاء .. نهضت لتدفن نفسها في حضن والدتها .. ذلك الحضن الذي تخوننا أحضان العالم كلّه سوااه !!
, جلست دقائق تمسح على شعرها وتتلو بضع أيات من القرآن الكريم تهدّئ روعها ، وكان حمزة يجلس قربها مربّتاً هو الأخر على كتفها بدعم يريد تقديمه لها ..
, انتفضوا جميعاً عند اقتحامه الغرفة بغضب وشراسة .. اقترب بعينان مظلمتان يجذبها من شعرها ليجبرها على النهوض رغم محاولات والدتها إبعاده عنها ..
, شهقت بألم عندما أحسّت بصفعة قاسية تحطّ على وجهها لتقع أرضاً بنحيب شديد ..
, أمجد بصراخ: طول عمري بقول أنك ٣ العلامة النجمية بقا طول الأيام دي عمال تروحي وتيجي براحتك على أساس بتشتغلي وأنتي رايحة تتسرمحي مع ابن٣ العلامة النجمية اللي كنتي قاعدة معاه
, شهقت مديحة برعب ناظرة ناحية ليلى التي شحُب جسدها بفزع غير مصدقة أنه أخبره ٣ نقطة! هل يعقل أنه بعد حديثها معه اليوم قد أخبر والدها بكل شيء لكي يثنيها عمّا تفكر به !؟
, تركها وخرج فاتحاً عدة أدراج يبحث داخلها ..! لتقترب مديحة وتحتضنها بخوف وبكاء ليعود ثانيةً بوجه أسود بحقد وقسوة ممسكاً بيده سوطاً غليظاً يضربه في الهواء وهو يقترب من تلك التي ازدادت ارتجافة جسدها أضعافاً ..
, نهضت مديحة بذعر ممسكة يده ببكاء: أنت هتعمل إيه يا أمجد أبووس إيدك سيبها
, جذبها من شعرها يدفعها بعيداً بعنف وأنظاره ناحية ليلى التي أخذت تتراجع بظهرها إلى الوراء وهي تهزّ رأسها بنفي بشكل مؤلم بينما عيناها جحظتا بخوف كبير ..
, ضرب السّوط في الهواء لتصرخ بذعر واضعة يديها على أذنيها وهي ترتجفّ مكانها وقد التصقت بالحائط وراءها ولم تعد قادرۃ علی الرجوع ..
, هتف بقسوة وابتسامة متسلّية مريضة على شفتيه: عاملة عليا الخضرة الشريفة وأنتي دايرة على حل شعرك يا ٤ العلامة النجمية أنا هوريكي يا٣ العلامة النجمية و**** لربيكي تاني هعلمك إزاي هتخرجي من البيت و٣ العلامة النجميةعلى كيفك
, اقتربت والدتها مرتجفة تصرخ مترجّية ليرفع يده الممسكة بالسوط ويحط بقسوة على وجهها وجسدها ، سقطت أرضاً بألم ووجع صارخة بليلى أن تهرب ولكن الأخرى قد تخشّب جسدها من شدة خوفها ، وبردت أطرافها ومازالت تنفي برأسها بغير شعور ..
, لم يدع لها مجالاً للهرب ليعود ويرفع يده بالسوط ضارباً جسدها الصغير بلا رحمة .. لتسقط أرضاً بألم حارق يلسع جسدها صارخة أخيراً وقد خرح صوتها ممزّقاً، مبحوحاً، جريحاً ..
, ولكن عديم القلب والرحمة لم يأبه بصوت مستنجدٍ متألم .. ليعود يضربها ثانية على كافة أنحاء جسدها وقد رفعت يداها لرأسها ووجهها تحميه من لسعات السوط الحارقة صارخة بنحيب يدمي القلوب: خخ خلااص كفاية هعمل اللي انت عاوزه ه هديك فلوس و**** هديك خد كل اللي معايا مش عايزاهم وهتزوج ك كامل و**** علشان خاطر **** خ
, لم يستمع لصرخاتها المستنجدة ينتقم منها لشيء لاتعرفه .. وقد عجزت والدتها عن تخليصها من هذا الوحش بينما نال جسدها ضرباً كبيراً كلما اقتربت منها، أما حمزة الصغير فقد تسلق ظهره محاوطاً رقبته بيداه الصغيرتان من الخلف صارخاً به علّه يوقفه ليدفعه بعنف أرضاً غير عابئاً بصغر سنة وجسده، فيقترب ببكاء من أخته محيطاً جسدها بذراعيه يتلقى سياط والده بشجاعة ولَّدها الخوف ..
, ابتعد عنها أخيراً بعدما استنجدت والدتها بالجيران لإيقافه واقتربت منها تحاول احتضانها لتصرخ ليلى بهيستيريّة وجسدها ينتفض برعب: ابعدوا عني سيبوني ابعددواا ..
, حاولت الاقتراب منها كثيراً ولكن حالة ليلى الهيستيرية لم تتوقف صارخة برعب وألم تدفع بيديها شيئاً وهميّاً وتحاول حماية نفسها منه، ومازالت شاعرة بسياطه يضرب جسدها بوحشيّة .. لتنهار مقاومتها في النهاية منهية عذابها .. وتسقط على الأرضية فاقدة الوعي بملابس ممزّقة وجسد دامي ..!
, ٤٢ العلامة النجمية
, - فليكنْ ..
, عزائي اليوم، أنّكَ من بين جميع الخيبات .. كنتَ خيبتي الأجملْ !
, ٣٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد عدة أيام ..
, يجلس في مكتبه يتابع أعماله بتركيز والإرهاق يطغى على ملامحه ..
, أحمد: أدهااااامممم
, أدهم بانتفاضة: فيه إيه ياحيواان بتجعر كده لييه م أنا جمبك أهو
, أحمد بسخرية: و****؟ جمبي فين يعني بقالي ساعتين بندهلك وأنت مش هنا
, زفر بعصبية كعادته الأيام الفائتة: عاوز إيه يا أحمد أنا مش فايق
, أحمد بجدية: مالك يا أدهم بقالك كام يوم متغير بقيت بتتعصب على أقل حاجة، أنا مرضيتش أسألك قولت لما تعوز هتقولي بس حالتك دي بتزيد كل يوم .. احكيلي فيه إيه؟
, تنهد بضيق وقد ضاق صدره خلال الأيام الماضية يحاول الإتصال بها ولكن هاتفها مغلق طوال الوقت يذهب كل يوم إلى الحي الذي تقطنه والمحل الذي تعمل به ولكن لافائدة،
, روى له كل ماحدث معه وقلبه ينتفض خوفاً عليها ..
, أدهم بقلق: مش عارف أوصلها خايف عليها أوي، خايف ليكون أبوها أذاها هي قالتلي أنها مش بتحبه وأنه سبب دمار حياتها هيكون عمل بيها إيه بس ؟!
, أحمد: وطالما خايف عليها أوي ليه سيبتها كده وأنت عارف اللي هي عايشاه !؟
, أدهم بغضب: عايزني أعمل إييه يعني أوافق ع الجنان اللي هي عاوزاه ؟؟ أنت فاهم كلامها يعني إييه ؟ دي عاوزاني أساعدها تهرب من البيت ..! تهرب من أهلها ، وعرضت عليا الزواج تخيل !!؟ نتزوج لفترة معينة تكون أمنت نفسها ولاقت مكان تقعد بيه .. كان لازم أقولها إييه ؟ حاضر تحت أمرك وضبي حاجاتك وهكون ناطرك الساعة 9 المسا عشان أهربك ومتنسيش تخرجي من الباب الخلفي إييه الغبااء ده !
, أحمد: مقولتش كده، بس فكر معايا شوية هي إيه اللي خلاها تقول الكلام ده ليك ؟
, أدهم بحيرة: مش عارف مش عارف أنا هتجنن، مكنتش متوقع يطلع منها التفكير ده
, أحمد: متحكمش عليها بدون م تسمع منها حاجة، أنت مش عارف ظروفها إيه ، أكيد هيكون في سبب دفعها تفكر كده وسبب كبير أوي ..
, أدهم بحزم: مهما كان السبب ، مينفعش أعمل كده، أنا مقدرش أعرّضها للموقف ده أبداً ، أنا أه بحبها وعاوزها جمبي بس مش بالطريقة دي، عاوزها تكون معايا في النور ، تخرج من بيت أهلها معززة مكرمة رافعة راسها قودام الكل، مش عايزها تهرب وتبقى علكة على كل لسان اللي يسوى واللي ميسواش يتكلم عليها .. أنت عارف المجتمع اللي احنا عايشين بيه مبيرحمش،
, نهض من مكانه ينظر خارجاً من خلال النافدة متابعاً بحسرة: مجتمعنا ظالم أوي وخاصّة للبنت ، محدش هيقدّر الظروف اللي هي مرّت بيها ولا حد هيسأل هربت ليه وإيه اللي جبرها على كده ..؟ لأ هما مهيصدقوش يلاقوا حاجة حتى يبدأوا نتف بيها ، ده غير الكلام اللي هيطلع عليها حاجات متدخلش العقل،
, نظر ناحية أحمد بعينين لامعتين قائلاً بصوت متألم:
, أنا عيشت الحالة دي يا أحمد .. عيشتها مع أمي .. أنت متعرفش الكلام اللي كان بيتقال عليها عمل بيّا إييه .. كل كلمة كانت سكين بتنحر بقلبي جوا ، وأنا عااجز مش قادر أعملها حاجة .. رغم إن الكلّ كان عارف الحكاية كلّها وعارف إن هي ملهاش ذنب فحاجة .. بس الناس مرحموهاش ، مقدّروش إنها ست وحيدة ملهاش ضهر ولا سند بدل م يساعدوها وقفوا ضدها وطعنوها في شرفها، وأنا كنت بندبح كل يوم ألف مرّة وجرحي بيكبر أكتر وأكتر ٤ نقطة
, تابع بخفوت: ودلوقتي عندي أختي يا أحمد ومأرضاش لأي مخلوق يجيب سيرتها ولو بكلمة واحدة ، مابالك بقا بليلى .. !؟ ليلى أغلى إنسانة على قلبي .. مقدرتش أوافق على كلامها مقدرتش، أول م قالتلي الكلام ده حالاً افتكرت أمي وجت صورتها قودامي ومحسيتس بنفسي بعمل إيه .. مش عايز الزمن يعيد نفسه تاني ، وبأكتر تنين قريبين مني .. الأولى أمي والتانية حبيبتي ..!
, أقترب يربت على ظهره بهدوء وهو يعلم كل هذا الكلام فقد عاش معه تلك الفترة بكل مآسيها ويعلم أنها تركت في قلب رفيقه جرحاً لم يندمل بعد ..
, أحمد بهدوء: سيبها لربك يا أدهم وهو هيحلها من عنده، إهدا أنت دلوقتي وهي أكيد هتكلمك أول م تقدر ..
, أدهم برجاء: يااارب، مش عايز غير اطّمن عليها بس وقلبي يرتاح ..
, ٤٢ العلامة النجمية
, سيف: اللّه عليك يا ميمو يا عسل انت إيه الشاي اللذيذ ده؟
, محمود بغيظ: ولااا تعدل وتكلّم معايا بأدب أنا قد أبوك قولتلك مية مرة اسمي محمووووود
, سيف بمرح: خلاص خلاص متتعصّبش هنعيد المشهد تاني، إحم **** عليك يا محمووووود يا عسل انت إيه الشاي اللذيذ ده ؟ هاا تمام كده؟
, محمود بنفاذ صبر: كررااام أنت فيين ؟ يا نااس حد يشيل الواد ده من هنا قبل ما أتجنن واقتله ويجوا أهله يطالبوا بديّته حاسبينه عليا بني أدم ..
, سيف بأسف: حرام عليك هكون إيه يعني أبو أدم !؟ **** يسامحك دنيا وأخرة يا محمووووود
, قهقه كرم بعلوّ متجهاً نحو صديقه يجلس قربه على الكرسي خارج دكان والده: أنت مش ناوي تروح تسلّم على بيتك من الصبح وأنت لازق بيا مش كفاية لعبت بدماغي ومخليتنيش أروح الكلية ؟!
, سيف: لا ياعم لو عاوز أنت امشي أنا مش متزحزح من مكاني ده أبداً مش ناقص وجع دماغ ..
, كرم مستفهماً: ليه بقا وجع دماغ من مين؟
, سيف بضيق: م انا قولتلك أدهم بقاله كام يوم عامل زي البركان بيتعصّب على أصغر حاجة ده غير أنه مش طايقني ومبيكلمنيش من المرة اللي فاتت ولما اجي أتكلم معاه بينفجر في وشي، لا سيبني هنا في أمان أحسن ٤ نقطة
, كرم: أخوك معاه حق ياسيف، أنت غلطت أوي، نسيت خوفك من أخوك طب مخفتش من ربك مفكرتش إن اللي بتعمله ده حرام ويغضب **** ،
, سيف بضيق: خلاص يا كرم أرجوك متفكرنيش، أنا و**** معرفش عملت كده إزاي، أنت عارفني كويس مبعملش حاجات زي دي علشان عارف إنها حرام ومينفعش أعملها بس أعمل إييه الشيطان عماني عن الصح والغلط ضعفت وكنت عاوز أجرب حاجة جديدة، بس أنا خلاص اتعلمت ومش هعمل كده تاني ٦ نقطة أنا بكلمك ياحيوان !!
, كرم سارحاً وهو ينظر أمامه: شوف مش دي إسراء ومروة !؟
, التفت كرم ليرى مروة وإسراء أمام إحدى البنايات القريبة ليتذكر أن منزل مروة في هذه العمارة ..
, لاحظتهم إسراء لتسحب مروة وتتجه ناحيتهم: إيه ده أنتو هنا سيف إزيك وانت يا كرم عامل إيه؟
, كرم بابتسامة: كويّسين الحمدللّه إزيك انتي؟
, سيف ناظراً لمروة قائلاً ببرود: أهلاً إسراء عاملة إيه ؟
, مروة بقلب منقبض: أنا هروح يا إسراء ماما مستنياني نتكلم بعدين سلام ..
, كرم بفرحة: تعالي يا إسراء اقعدي هجبلك حاجة تشربيها ..
, إسراء: لا متشكرة أنا ماشية أشوفكم بعدين، أه ياسيف سلّملي على نور أكيد زعلانة مني علشان مرضيتش أخرج معاها النهاردة
, سيف: ليه كنتوا هتروحوا فين؟
, إسراء: مفيش مكان محدّد كنا هننزل السوق بس مروة اتصلت بيّا وعزمتني عندها فأجّلنا الخروجة ليوم تاني، المهم بقا أنا ماشية سلاام ..
, تابعها كرم بعينان لامعتان بعشقٍ يخشى البزوغ ، فيما عينا الأخر تنظران بشرودٍ لذلك الباب الأسود الذي دخلت منه، وقلبه يثور بمشاعر مختلفة بين حب، غضب ،جرح وشوق ..!
, ٤١ العلامة النجمية
, - إن لمْ تكن قادراً على احتواء من تُحب ،
, فلا تزرع في قلبهِ نبضاً لا يعرفُ كيف يهدأ ٣ نقطة
, ٤٠ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, جذب هاتفه بلهفة كبيرة وقلبه تسارعت نبضاته بشدة حالما رأى اسمها ينير أمامه ..
, أدهم بلهفة: ليلى !؟ ليلى دي انتي !؟ مبتروديش عليا لييه كل الأيام دي هموت من الخوف عليكي انتي كويسة !؟
, صمت أشعل أعصابه من الناحية الأخرى نهض يسير في مكتبه بخطوات عصبية قلقة ليصرخ بنفاذ صبر: ليلى جاوبيني مالك !؟
, شهقات خافتة أحرقت قلبه لتعلو شيئاً فشيئاً ويتّضح صوتها الذي اشتاااقه ولكن لم يكن يتمنى سماعه وهي بهذه الحالة ليهتف برجاء العالم كله: ليلى أرجوكي كلميني أنتي كويسة ؟؟ الواطي عملك حاجة؟
, ليلى بخفوت وصوت مبحوح: واطي !!؟
, أدهم بضيق: بقصد أبوكي عمل فيكي إييه ؟وليه مكنتيش تردّي عليا لما بكلمك !؟
, ليلى بألم: أنت السبب كل اللي حصلي بسببك حرام عليك كنت فاكراك غيرهم ليه خيّبت ظني بيك أنت كسرتني حرام عليك ..
, قبضة ثلجية عصرت قلبه وغصة مؤلمة استوطنت حلقه من صوتها المتألم وكلماتها المتهمة له بجريمة لم يرتكبها ليقول بهمس مصدوم: انتي بتقولي إييه !؟ أنا عملت إيه قوليلي طيب إيه اللي حصلك وليه بتكلميني كده !؟
, ليلى بشراسة: أنت متعرفش أنا عايشة إزااي أنا أمّنتلك وطلبت مساعدتك للأسف كنت واثقة بيك معرفتش أن أنت أول حد هيغدر بيا ويخبره على كل حاجة
, لم يتحمل اتهاماتها له ليصرخ بصوت أجفلها: اتكلمي عدل يا ليلى واحكيلي إيه اللي حصل معاكي وأنا خبرت مين وليه ؟ وغدرت بيكي ازاي !؟ اتكلمي انا هتجنن ..
, ليلى بهجوم : أنا مجبرتكش على حاجة أبداً ،أه بعترف إني غلطت لما طلبت اننا نتزوج بس ده كان من قهري والدنيا كانت قافلة فوشي لكن ده ميديكش الحق أنك تنقلّه الكلام اللي قولتهولك .. شهقت ببكاء مردفة بألم : حرام عليك انت متعرفش هو عمل بيا إيه هو دبحني وجّعني أوي يا أدهم، انتوا بتعملوا بيا كده لييه ؟ ذنبي إيه عشان أفضل عايشة في العذاب ده؟ سيبوني فحالي و**** مبقتش مستحملة ..
, أجهشت ببكاء مرير لتقطع نياط قلب المستمع بصمت مغمضاً عيناه بألم ويمسك الهاتف بقوة كادت تكسره
, أدهم بصراخ: عملّك إييه !؟ قوليلي ضربك ؟مد إيده عليكي ؟! أنا هوريه وديني مش هسيبه الواطي الجبان
, ليلى بصراخ: وأنت مااالك مش أنت اللي قولتله؟
, ازداد صراخه قائلاً بهياج: مش أنااا مش أنا .. مش ممكن أعمل كده أبداً ده اأنا لو بإيدي كنت قتلته من زمااان الواطي ده وفشّيت بيه قهر السنين كلها ..
, ليلى بصدمة: أا أنت بتقول إييه ؟!
, أدهم بألم: ليلى !؟ صدقيني أنا معملتش حاجة، أنا أصلاً بحاول اتصل بيكي من يومها وفونك مقفول حاولت أوصلّك ومفيش فايدة، ومقدرتش أروح بيتك علشان مسببلكيش مشاكل
, ليلى ببكاء بألم هي الأخرى: بس أنت سببت مشاكل .. سببتلي وجع كبير أوي
, أدهم بتأثّر : مش قصدي و****، وحياتك عندي مقدرش أشوفك موجوعة وزعلانة ومبستحملش أسمع صوتك المجروح ده ،
, ليلى ببكاء وقد استشعرت صدقه ومشاعره التي وصلتها: ليه عملت كده !؟ أنا وثقت بيك وكنت متأكدة انك هتساعدني بس أنت خذل
, قاطعها قبل أن تكمل كلامها الذي يوجعه: متقوليش الكلمة دي تاني ياليلى سامعة !؟ ما عاش ولا كان اللي يخذلك ويئذيكي حتى لو كنت أنا .. صدقيني هكون جنبك ومعاكي بكل حاجة انتي عاوزاها أنا هساعدك ياليلى وهثبتلك إني قد ثقتك ..
, ليلى: قولتلّك اللي عايزاه بس أنت ٣ نقطة
, تنهد بحرارة وقد عاد لجلوسه خلف مكتبه قائلاً بهدوء: ليلى اسمعيني كويس، أنا عاوز أساعدك بس مش بالطريقة دي .. أنتي غالية عندي أوي يا ليلى أنتي في نظري جوهرة مينفعش حد يشوفها أو يقرب منها أو يقول عليها ولو كلمة صغيرة .. عشان كده موافقتش على كلامك .. بطريقتك دي هتخرجي من مشكلة وتدخّلي نفسك في مشكلة أكبر .. كلام الناس مش هيرحمك ياليلى ولا حد هيسيبك فحالك وأنا مش هبقی ساكن وقتها واللّي هيتكلم عنّك ولو كلمة هقصّله لسانه وبعدها أدفنه بأرضه .. بس مش عايز كده مش هخاطر بيكي وأعرّضك للموقف ده أبداً ..
, ليلى ببكاء: أعمل إييه تعبت .. تعبت أوي ومش قادرة أستحمل أكتر من كده ..
, أدهم بسرعة: عاوز أشوفك ياليلى عاوز أطّمن عليكي وبعدها نفكّر بحل وكوني واثقة إني معاكي ومش هسيبك أبداً ..
, ليلى بألم: مش هقدر و**** الفترة دي صعب أخرج وكمان .. أا
, لاحظ ترددها ليهمس بخفوت: أنتي مش واثقة فيا مش كده ؟!
, ليلى: لا أبداً بس يعني
, قاطعها هاتفاً بإصرار: أنا معاكي ياليلى وهساعدك هخلّيكي تعرفي مين هو أدهم وهتشوفي إني قد الثقة اللي بطالبك بيها !
, صمت طغى في الأجواء بعد إنهاء كلامه ليبقى فقط صوت أنفاسهم المسموع ونبضات قلوبهم التي تضرب بلهفة وارتعاش ..
, ليلى بتردد: أا أدهم أبويا عملّك إييه ؟!
, تفاجاً من سؤالها رغم أنه كان يتوقّعه ولكن ليس بهذه السرعة ليجيب بتهرّب: مفيش حاجة ياليلى أنا معرفهوش بس خفت يكون عملك حاجة يعني أو ..
, قاطعته بسرعه: وهتخاف يعملّي حاجة ليه وأنت متعرفهوش أصلاً ؟! وليه فكّرت إنه هو السبب بغيابي ده ؟! متحاولش تخبّي عليا لأنك مش هتقدر ، أنا عارفة إن أبويا عمل بيك حاجااات مش حاجة واحدة بس ..!
, أدهم بهدوء: وعرفتي إزاي بقا؟
, ليلى بألم ومرارة: لأني عارفاه هو .. عارفاه كويس أوي ومش هتغيب عني نظرة الكره اللي بصيتهاله أول مرة شوفته، وصوتك دلوقتي وأنت بتكلمني عنه وبتشتمه
, قال متهرباً من الحديث برمته: ليلى هشوفك إيمتى !؟
, تفهمت تهربه وأنه لا يريد الحديث في الموضوع: هعرف في النهاية يا أدهم مش هتقدر تهرب دايماً .. وقولتلك مش هقدر الفترة دي صدقني ..
, قال وفي صوته الكثير من الترجي: هتكلميني مش كده ؟! ٥ نقطة ليلى !؟ أنا عاوز اطمن عليكي بس .. لحد دلوقتي مش عارف عملك إيه وأذاكي إزاي ..
, ليلى بصوت متحشرج وقد عادت للبكاء بخفوت: هحاول بس ما أوعدكش ..
, أدهم بلهفة: وأنا بيكفيني إنك تحاولي مش عايز أضغط عليكي أكتر ..
, ليلى: أنا هقفل بقا سلام
, أدهم بسرعة: لا خليكي معايا شوية، مشبعتش من صوتك لسا ..
, ابتسمت من بين دموعها فقد أشعرها وكأنه *** صغير يتمسك بأمه ويطالب بها وكم راق لها شعورها ذاك !: أنا أسفة مش هقدر .. سلاام
, أدهم بهدوء: مع السلامة خلي بالك من نفسك ..
, أغلقت الهاتف لتنمحي ابتسامتها سريعاً متذكرة معاناتها الأيام الفائتة .. الألم الشديد الذي عانت منه .. والحمّى القاتلة التي أصابتها في نفس اليوم الذي ضربها به .. لتهرع أمها لجلب الدواء وملازمتها ليلاً نهاراً مضمّدة جراحات جسدها الدامي ولكن جراح قلبها واصلت النزيف ..!
, كانت جسد بلا روح تسمع أصواتاً حولها .. بكاء والدتها عليها وتلاوتها القرآن لها كل ليلة .. توسّلات حمزة لتفتح عينيها وتكلمه .. وشتائم والدها التي لم تنتهِ .. ! كانت تشعر بكل شيء ولكنّها غير قادرة على تحريك ساكن .. لتبقى عدة أيام طريحة الفراش تتمنّى الموت والخلاص .. لتتعافى من تلك الحمى شيئاً فشيئاً .. وعادت من رقدتها تلك بجسد خُطَّتْ عليه قصائد من ألمٍ وبؤس .. وقلب كادت تصفى دماءه من كثرة نزيفه ..!!
, وحده اسمه من كان يطرق دهاليزها وهي في غيبوبتها تلك لتستفيق وصورته أمام عينيها ٣ نقطة كان أملها الوحيد ٣ نقطة ومازال رغم خذلانه لها من وجهة نظرها .. لتستعين الآن بصوته معيدةً من جديد نبض قلبها وحياة روحها !!
, ٤٢ العلامة النجمية
, دخل بسيارته عبر بوابة الفيلا وترجل منها عندما شاهد سيارة أخرى خلفه تدخل عبر البوابة الكبيرة بسرعة تحت صراخ الحرّاس في صاحبها ، اتجه نحوهم لمعرفة ما الأمر ليتفاجأ برامي يخرج من السيارة قادماً نحوه ..
, سيف بتوتر: رامي بتعمل إيه هنا !؟
, هتف بصراخ: بعمل إيه ؟! بقا ده اللي تقولهولي بعد كل الأيام دي ؟،بكلّمك مبترودش عليا والأغبياء دول بيقولوا ممنوع أدخل هنا أنت بتتهرّب مني ليه ممكن أعرف السبب !؟
, تلفّت سيف حوله خوفاً من عودة أخيه ورؤيتهم ليسحبه من ذراعه يقوده خلفه ناحية الحديقة الخلفية ..
, سيف: وطّي صوتك يارامي أنت بتزعق كده ليه !؟
, تنهّد رامي قائلاً: تفضل وطيت صوتي أهو .. ممكن بقا تشرحلي سبب تهرّبك مني ؟! أنا غلطت معاك في حاجة ؟!
, سيف بضيق: لا أبداً مغلطّش بس مينفعش نتقابل ..
, رامي مستفهماً: ليه ؟! إيه اللّي خلّاك تقول كده ..
, سيف: رامي اسمعني أخويا عرف إنك أنت السبب بدخولي المكان إياه وهدّدني عاوزني أقطع علاقتي بيك ..
, رامي متهكماً: أه وأنت الولد المطيع اللي بيسمع كلام الأكبر منه مش كده؟؟
, احتدّ سيف واغتاظ من سخريته ليهتف بغضب: رامي راعي كلامك، مسمحلكش تتكلم معايا كده أنت فاهم؟!
, ازداد في سخريته وضغطه عليه بُغية استفزازه فمهمّته ستفشل إن ابتعد عنه: ليه علشان بقول الحقيقة ؟! مش أنت عايش تحت جناح أخوك وعاملك لعبة فإيده ؟! تصدّق فكرتني بعيال الحضانة الشاطرين اللي بيسمعوا كلام أهلهم يصاحبوا ده وميصاحبوش ده .. تماماً زيهم ..
, أمسكه من تلابيبه هاتفاً بضيق شديد: أقسم ب**** كلمة تاني وهقطع لسانك ، غور من وشي والبيت ده متفكّرش تهوّب ناحيته وإلا هتشوف مني حاجة مش هتعجبك أبداً أنت سامع ؟!
, صرخ في نهاية كلامه دافعاً رامي بعيداً عنه بقوة كاد يسقط أرضاً بسببها ، ليهتف في محاولة لتهدئته فهو لايريد للأمور أن تتعقد أكثر: سيف أنا أسف مقصدتش أقول الكلام ده، بس نزعجت أوي منك أنك بسهولة تسيبني كده وأنا مأذيتكش ، أنا و**** اعتبرتك صاحبي ومكنتش عارف إن هيحصلّك مشاكل بسببي بجد أسف ٣ نقطة على العموم أنا هروح ولو عوزتني رقمي معاك وعنواني انت عارفه تيجي فأي وقت تحب .. مع السلامة ..
, ابتعد بهدوء راكباً سيارته وقد أفلح في وضع قناع المسكنة والحزن علی وجهه .. فيما تابعه سيف بعينيه حتى خرج بسيارته من الفيلا وقد أثّر به كلام رامي و شعر بضيق كبير من قرار أخيه ، فليس كل الذنب من رامي بل هو من ضَعُف وسمح لنفسه بالغلط، ورامي لايبدوا سيّء ، فقط لم يجد في حياته من ينصحه ويرشده كما وجود أدهم بجانبه، وأدهم قد حكم عليه دون أن يتعرّف به حتى ..!!
, قطع شروده دخول سيارة أخته نور بسائقها لتخرج منها مبتسمة باتّساع بعد مقابلتها مع مصطفى منذ قليل .. كانت فرِحة ك العادة عند رؤيتها له أصبح يملك تأثيراً كبيراً عليها بابتسامته ونظرته الحانية تتعلّق به أكثر فأكثر .. وكلماته المطمئنة لها عند شعورها بالخوف والتوتر تشرح قلبها وتسعده ..
, سيف بهتاف: نووور بكلّمك روحتي فين !؟
, نور بتنبه فلم تستمع لمناداة سيف لها وهي هائمة بعالمها: ها بتقول حاجة يا سيفو ؟
, سيف: بقا كل ده ومش سمعاني اللّي واخد عقلك ياستي
, لاحظ ابتسامتها الخجلة وقد عادت لشرودها على غير عادتها عندما يقول لها هذا الكلام فقد كانت من قبل تضحك وتقلب الأمر سخرية ومزاح ..
, سيف بريبة وشك: كنتي فين يانور ؟!
, نور بابتسامة: كنت خارجة مع إسراء
, تسمّر جسده في مكانه عند قولها ذاك وبقي واقفاً كما هو ينظر لها وهي تدخل بخطوات رشيقة إلى الفيلا تنفسه بات سريعاً وعيناه أظلمتا بسواد مرعب قبل أن يركض سريعاً لاحقاً بها وفي قلبه بركان يشتعل ..
, في نفس اللّحظة التي عاد بها أدهم إلى الفيلا وقلبه متأرجح بين راحة وقلق عليها ! اطمئنّ قلبه لسماع صوتها وتألّم لألمها ودموعها واتهاماتها له، ليقسم داخله على إخراجها من جحيم والدها مهما كلّفه الثمن ..!
, اقترب منه زهير أحد حراس الفيلا: أدهم بيه في حاجة حصلت وحضرتك أمرتني إديك علم بكل حاجة
, أدهم: خير !؟
, زهير: اللي اسمه رامي عبد السلام جه هنا وكان عاوز سيف بيه، مسمحناش ليه يدخل لكن جه بعدها سيف بيه وهو لحقه ودخل ومقدرناش نوقفه ..
, ضمّ قبضتيه بغضب هاتفاً: وسيف فين خرج معاه ؟
, زهير: لا يابيه اتكلّموا مع بعض شوية ورامي خرج لوحده ..
, أومأ ببطئ وفي قلبه شكّ كبير تجاه اقتراب رامي من أخيه يخشى أن يكون عمّه قد أرسله إليه لأذيته ..
, وفي الأعلى ركض بكل قوّته ولم يعد يرى أمامه لتلاحظه والدته وتلحق به خوفاً من هيئته الغريبة !
, اقتحم غرفتها لتفزع هاتفة: سييف إزاي تدخل كده م
, لم تكمل جملتها فقد اقترب منها ممسكاً كتفيها بيديه بعنف لتصرخ متألمه ليهزّها بقوة غير أبهاً بألمها: كنتي فيين يانوور ومع ميين؟؟؟
, صرخت بألم: قولتلّك خرجت مع إسراء أا
, قاطعها من جديد جاذباً خصلات شعرها بعنف وقد أعماه الغضب لكثرة ما شاهده من تصرّفات مريبة منها وكان دائماً يتغاضى عنها ويخلق لها مئة عذرٍ وعذر: كذااابة .. أنتي بتكذبي أنا شوفت إسراء قبل شوية وهي قالتلي أنكوا أجلتوا الخروجة علشان هتروح لقرايبتها كنتي فيين ؟؟ انطقي؟
, نور ببكاء بعد رؤية والدتها تدخل: مامااا
, اقتربت تحاول تخليصها من قبضته صارخة به: سييف أنت اتجننت ابعد عنهااا سيبها
, اشتدّ جذبه لخصلاتها يهزّ رأسها صارخاً بجنون: البت دي كذاابة هي بتخرج وتدخل على كيفها وتقولنا خارجة مع إسراء و**** أعلم هي بتروح فين ولّا بتعمل إيه .. تابع بصراخ: انطقي يابت كنتي فيين ؟؟
, جذبته جمانة من ثيابه تحاول إبعاده ولكنه كان كالصخرة لايتزحزح لتضربه بقبضتيها على صدره صارخة به برعب أن يتركها وهي لاتصدّق أن هذا هو ابنها سيف الهادئ والمرح دائماً ..
, همس أمام وجهها بشراسة: أقسم ب**** يانور لو مقولتيش الحقيقة دلوقتي لهكون معرّف أدهم بكل حاجة بتعمليها وهوريكي غضبي بكون إزاي، اتكلمي خرجتي فين ومع ميين يا كذاابة ؟!
, نور بصراخ وبكاء: وأنت مااالك ؟! عاوز مني إييه فاكر نفسك مين هتتحكّم بيا ملكش حكم عليا ، ابعد سيبني فحالي يا أخي ..
, جُنّ جنونه واشتعل غضبه أكثر من كلامها لينفض شعرها من يده رافعاً يده الأخرى صافعاً وجنتها بكل قوته لتشهق بألم واضعة يدها على وجنتها ويترنّح جسدها لتسقط وتتلقّاها والدتها بين ذراعيها محتضنة لها بحماية وهي تبكي بقوة مما يحدث أمامها ..
, جذبه بعنف من ياقته حتى تمزّق قميصه يهزه بعنف وجسده يرتجف غضباً من رؤيته له يضرب أخته الصّغيرة التي طالما اعتبرها ابنته ،دلّلها وأوجد كل شيء تتمناه وتحلم به أمام عينيها ، وحاوطها بحبّه ورعايته: أنت اتجنّنت !؟ فاكر نفسك ميين إزاي تسمح لنفسك تمد إيدك على أختك !؟
, خلّص نفسه من قبضتيه بعنف صارخاً وهو يشير ناحية نور الباكية: واللّه فاكر نفسي أخوها وليّا حق أحاسبها زيك بالظبط، وحقّي أعرف بتخرج تتسرمح فين ومع ميين؟
, عاد للإقتراب من نور يجذبها من حضن والدتها لتصرخ بفزع فيسرع أدهم لها يحتضنها في محاولة لتهدئتها صارخاً بسيف: سيييف اطلع برررا ولو إيدك اتمدت عليها تاني هنسى إنك أخويا وأدفنك بأرضك ساامع ؟
, سيف بصراخ هو الأخر: مش قبل م أعرف كانت فيين؟ وكفاية تحامي عليها البت دي كذابة وبتستغفلنا كل الفترة دي و ..
, قاطعه بعنف: اخررس متتكلمش عن اختك كده ، قولتلك اطلع براا متخلينيش أشوف وشك قودامي ..
, سيف بغضب: مش خارج ومتسكّتنيش، اسألها الأول كانت فين النهاردة ومع مين ؟ دي قالتلي إنها مع إسراء وأنا شوفت إسراء وقالتلي مخرجوش مع بعض، تفضّل شوف تربيتك الهايلة أنت فاكر إنها متربّاية دي عديمة رباية قليلة أدب دايرة على حل شعرها روح شوف بتعمل إيه من ورا ضهرك ..!
, لم يشعر إلّا بصفعة قوية سقطت على وجهه وشهقة والدته الملتاعة ..
, جمانة بهلع: أدهم !!؟
, رفع عيناه ناظراً لأخيه بصدمة وذهول ممزوجاً بألم وقد ترقرقت بدموع حارقة، واضعاً كفّ يده على خده المتألم يحاول تنظيم أنفاسه لكي لا تخرج دموعه ، وقد تغبّشت أمامه صورة أدهم والذي لم تكن صدمته بأقلّ منه، ينظر بذهول ليده التي صفعه بها لأول مرة في حياته !
, أدهم بخفوت: سيف أانا ..
, هز رأسه بعنف ماسحاً بقوة خيط الدماء الذي يسيل من جرح شفتيه الذي أحدثته قوة الصفعة ..
, اقترب منه يحاول الحديث: سيف اسمعني
, دفعه من صدره بيديه بعنف يبعده عنه ليتراجع أدهم عدة خطوات للخلف كانت كافية ليندفع سيف خارجاً بسرعة كبيرة تحت صراخ والدته، وشهقات أخته المرتفعة، ومنادات أدهم له الذي حاول اللحاق به ولكنه لم يستطع فقد صعد بسيارته يديرها بسرعة هائلة بل مجنونة محدثاً موجة غبارٍ خلفه ..
, ضرب الحائط بقبضته عدة مرات جاذباً خصلات شعره بعنف يشعر بنفسه يكاد يجنّ .. ليعود للداخل ويتصنّم مكانه من رؤيته جسد والدته الممدّد أرضاً بغير حراك .. اقترب منها بخوف كبير يرفعها بين ذراعيه ممدّداً جسدها على مقعد كبير في الصالة وقد فقد أعصابه وبدأ يتحرّك بغير وعي .. أحضرت له الخادمة كأس ماء واقتربت منها تحاول إفاقتها بعد رؤية حالة سيّدها المنهارة فاقترب هو الأخر منها يهتف بها ويصرخ بنور لمعاونته ..
, ونور لم تكن بوعيها .. فقد انهارت من كثرة البكاء، شهقاتها تعلوا في المكان وإحساس الذّنب ينهش داخلها بغير رحمة .. لتحاول النّهوض خارجة من الغرفة تتخبّط بكل شيء حولها وتمسك بالحائط ك دعم لها لئلّا تنهار .. وقد تقطّع قلبها أشلاءً لسماع صراخ أدهم الخائف بوالدتها لتستفيق .. !






 
  • عجبني
التفاعلات: محمد محمود ابو عيدان, تفاه, pop44 و شخص آخر
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
تمت الأضافة
 
رووووووووووووووووووووووووعه
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%