NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول واقعية عربية فصحى بأمر الحب (للكاتبة تميمة نبيل) ـ مائة جزء

ناقد بناء

معاون
طاقم الإدارة
معاون
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
17 ديسمبر 2021
المشاركات
9,470
مستوى التفاعل
3,084
نقاط
21,067
الجنس
ذكر
الدولة
كندا
توجه جنسي
أنجذب للإناث
الفصل الأول


اجتمعن الثلاثة كالعادة في وقت الغروب فوق سطح المنزل القديم ٢ نقطة كعادة كل ***** هذا الحي الشعبي ٢ نقطة حيث يصعدون للعب فوق أسطح منازلهم وخاصة مساءا ٢ نقطة
,
, كانت الثلاث صغيرات يهربن كل يومٍ الى السطح منذ أن تعلمن تسلق السلالم ٢ نقطة جلست اثنتين منهما ( الأقرب الى بعضهما)
,
, على الحجر الضخم الملقى على السطح ٢ نقطةوالذي ظل مقعدهما لسنواتٍ طويلة ٢ نقطة حتى أطل عامهما الحادي عشر معا ٢ نقطة أي أصبحتا على أعتابِ الصبا ٢ نقطةفبدأت الطفولة تتوارى خجلا بينما تتحرك أحلامٌ وردية لتحل محلها ٢ نقطة
,
, جلست أحداهما والتي تظهر عليها علامات الشقاوة والعفرتة وهي ممسكة بدفترٍ خاصٍ جدا ٢ نقطةتسجل فيه هي وصديقتها كل ِ ما يخصهما بكلماتٍ ذات أخطاءٍ املائيةٍ فادحة ٢ نقطة لكن ليس مهما ٢ نقطةالمهم أن تسجلا الأمور البالغة الأهمية اليهما٢ نقطة
,
, فتحت الدفتر و علامات الحزمِ و الجدية بادية على ملامحها الصغيرة ٢ نقطةممسكة بقلمها الرصاص المبري ٢ نقطةأخذت نفسا ثم نظرت الى صديقتها مبتسمة٢ نقطة الجالسة بجوارها بوداعة ، ضامة قبضتيها في حجرها ٢ نقطةتنظرهي الأخرى اليها بعينيها السماويتين الرائعتين ٢ نقطة و خصلاتِ شعرها النحاسية الحمراء تتوهج تحت ضوء الغروب الشاحب ٢ نقطةترنو بنظراتها الجانبية المبتسمة اليها و في قلبها وهج يوازي وهج قرص الشمس الغارقة في البحر
,
, مبتسمة بغمازتيها الصغيرتين ٢ نقطة وكأنهما تقومان بعملٍ جلل ٢ نقطة فقالت ذات القلم الرصاص و الخصلات السوداء المجنونة
,
, (حسنا ٢ نقطة اسمعاني جيدا ٢ نقطة ستكتب كلا منكما من ستتزوج ، ٢ نقطة و سيكون ذلك عهدا بيننا لنحققه ٢ نقطة )
,
, احمر وجه صديقتها و اتسعت ابتسامتها بينما أطرقت بوجهها أرضا ٢ نقطة فقالت تزفر بنفاذ صبر
,
, ( ليس هذا وقت خجل يا نوار فنحن نعرف جيدا من قررت أن تتزوجيه ٢ نقطة فهيا قوليها الآن لنسجل اسمه )
,
, أصبح وجه الصغيرة نوار ذات الخصلات النحاسية الحمراء أحمرا هو الآخر كحبة الطماطم ٢ نقطة بينما ابتسامتها تتسع و غمازتيها تتعمقان لكنها بالرغم من ذلك قالت بوضوحٍ دون تردد
,
, (أنا سأتزوج مالك ٢ نقطة)
,
, ابتسمت صديقتها وهي تكتب بكل بساطة ٢ نقطة بأن نوار ستتزوج مالك رشوان يوما ما ٢ نقطة ثم رفعت رأسها لتناول الدفتر لنوار ذات الخصلات النحاسية وهي تقول ( هيا امضي بنفسك ٢ نقطة)
,
, أمسكت نوار الوديعة بالقلم الرصاصي وهي تكتب اسمها مبعثرا تحت سطرها الخاص ٢ نقطة ثم همست برقة بابتسامة مترددة
,
, ( هل تظنين أن هذا سيتحقق فعلا يا حنين ؟٢ نقطة )
,
, نظرت اليها حنين بعينيها الشقيتين الحازمتين لتقول بتأكيد
,
, ( بالطبع سيحدث ٢ نقطة أنت أكثرنا من يجب أن تكون مقتنعة ، فمالك يحبك ٢ نقطةألم تدركي ذلك ، أنتي مدللته أكثر منا ٢ نقطة )
,
, عاد وجه نوار ليحمر من جديد ٢ نقطةببراءة الطفولة المتطلعةِ لأملٍ رقيق ٢ نقطة ترمش بعينيها عدة مرات عابسةٍ بغضب زائف بالرغم من السعادة المنتشرة بداخل قلبها الصغير ٢ نقطة فقالت متلعثمة
,
, ( لا يصح هذا يا حنين ٢ نقطة كفي عن ذلك الكلام الخاص بال ٢ نقطة بالحب و هذه الأشياء ٢ نقطة )
,
, زفرت حنين بنفاذ صبر ثم مدت يدها لتبعد الخصلات المتموجة المجنونة الحريرية عن مجال رؤيتها وهي تقول بثقة
,
, ( وما المشكلة في قول ذلك ؟٢ نقطة أنا أحب أخاكِ جاسر و سأتزوجه )
,
, لم تملك نوار الا أن تضحك أكثر ٢ نقطةثم قالت برقة ( اذن هيا اكتبي ذلك و امضي باسمك تحته ٢ نقطة)
,
, لم تضحك حنين بل أمسكت بالقلم و كتبت بالفعل ٢ نقطة بأنها ستتزوج جاسر رشيد يوما ما ٢ نقطة وخطت حروف اسمها كنقشٍ تاريخي وكأنها تقسم لنفسها بذلك ٢ نقطة
,
, رفعت رأسها الى الثالثة التي تكبرهما بعامٍ واحد التي كانت تمشي حافية القدمين على أطرافِ أصابعها في رشاقةٍ خلابة وثوبها الخفيف القصير يتطاير حول ساقيها الطويلتين٢ نقطة تحاول أن توازن نفسها على خطٍ وهمي ٢ نقطة رافعة ذراعيها أفقيا على امتدادهما لتتوازن وكأنها تسير على حبلٍ بين السحب ٢ نقطة
,
, ( هيا يا حور ٢ نقطة دورك )
,
, للحظاتٍ لم ترد حور عليها وهي تتباع خطواتها الساحرة ثم التفتت اليها بشعرها الطويل المتطاير ناظرة بعينيها ذات نظرةِ اللوع الفطري نظرة تنبىء بالكثير من الميوعة و الدلال ٢ نقطة وغمزةٍ شعبية مسبلةِ الأجفان لا ينجح تعلُمها ٢ نقطة بل تسكن عيني صاحبتها بالفطرة ٢ نقطة
,
, قالت حور ساخرة ( حمقاء حقا أنتِ وهي ٢ نقطة وكل ما تتمنيانه لن يتحقق أبدا . الم يحن الوقت لتكبرا )
,
, عبست كلا من نوار وحنين ٢ نقطة وقد نجحت هادمة اللذات في افساد اللحظة المهمة اليهما ٢ نقطة فقالت حنين غاضبة بينما التزمت نوار الصمت تماما عابسة بشكلٍ مضحك ٢ نقطة
,
, ( حسنا فليكن أنتِ لستِ معنا ٢ نقطة لكن أمنياتنا ستتحقق فلا دخل لك ٢ نقطة)
,
, مطت حور شفتيها بلا مبالاة لكنها قالت بعد لحظة و حاجبها يتراقص بدلالٍ مع عينيها الملاوعتين
,
, ( من قبيل المشاركة لا غير ٢ نقطة سجلي عندك أنني لن أتزوج واحدا من أبناء هذا الحي ٢ نقطة بل سأتزوج أميرا )
,
, نظرت كلا من حنين و نوار الى بعضهما بملل ٢ نقطة ثم غمزت نوار الى حنين الا تعلق حتى لا تنفقع مرارتهما ٢ نقطة
,
, فاكتفت حنين بتسجيل ما يخص حور كاتبةً ٢ نقطة ستتزوج حور من سيربيها من جديد ٢ نقطة و ستنجب ستة ***** يلتفون حول ساقيها الى أن يصيبها الجنون في النهاية ٢ نقطة
,
, سألتها حور بعد أن انتهت ( هل كتبت ما قلته ؟٢ نقطة)
,
, أومأت حنين برأسها مبتسمة بسعادة قائلة (؛ بالطبع ٢ نقطة)
,
, حين أوشك الظلام أن يحل من بين الألوان المتباعدة للسماء ٢ نقطة سمعن الثلاثة أصوات أقدامٍ معروفة تصعد سلالم السطح فلكزت حنين نوار بمرفقها غامزة بعينيها ضحكت نوار بخجل ٢ نقطة لتسارع حنين بتخبئة دفترهما الخاص في درج الطاولة القديمة ذات الساق المكسورة و الملقاة على السطح ٢ نقطة
,
, دخل في نفس اللحظة شابٌ جميل الملامح مبتسم الوجه دائما ٢ نقطة ليخفق قلب نوار كالعادة باطلالة الصبي ذو الستة عشر عاما ٢ نقطة و الذي ينظر اليها وحدها دون غيرها ما أن يدخل السطح ٢ نقطة وللحظاتٍ تاهت نظرتهما البريئة ببعضهما ٢ نقطة الى أن اقترب من حور ليجذبها من عنقها بذراعه الي صدره مداعبا إياها بخشونةٍ مبعثرا شعرها ٢ نقطة فصرخت كالعادة بحنقٍ وهي تتحرر من ذراعيه وحنين و نوار تضحكان كعادتهما ٢ نقطة ليهنأ باله وتقر عينه برؤية غمازتيها الرائعتين ٢ نقطة
,
, كم أحببنه الثلاثة ٢ نقطة حور و حنين ٢ نقطة ونوار ٢ نقطة بلعبه معهن ٢ نقطة بحمله لهن على أكتافه الرياضية ٢ نقطة بقصصه التي لا تنتهي عن تلك الدنيا و هن ينصتن مسحوراتٍ بسحره ٢ نقطة
,
, التفاتة ٢ نقطة كل ما يتطلبه الأمر التفاتة ٢ نقطة لتضيع حياة شخص . وتموت روح آخر ٢ نقطة لتنهار الدنيا من أمامِ أعينٍ مصدومة ٢ نقطة
,
, التفاتةٍ التفتها ضاحكا يريد أن يخبرهن بما أراد بعد لعبهم الطويل ٢ نقطة ليصمت دون القدرة على النطق ٢ نقطة على التنفس ٢ نقطة ليتوقف قلبه بينما اتسعت عيناه رعبا وهو يراها تقف على سور السطح ٢ نقطة رافعة ذراعيها الناعمتين لتوازن نفسها ٢ نقطة مبتسمة للسماء مبتسمة للأحلام ٢ نقطة و شعرها النحاسي يتطاير من حول وجهها المنتعش
,
, يوما آخر من أيام حياتي يبدأ ٢ نقطة يوما مسالما رائعا ٢ نقطة يوما أخطو خطواته المرسومة ِ بدقة ٢ نقطة أشعة الشمس الدافئة تغرق وجهي تنبهني أن بداية جديدة قد أهلت عليكِ فاغتنميها ٢ نقطة انهضي من فراشك أيتها المتكاسلة فاليوم أمامك طويل ٢ نقطة بأهله و أصحابه ٢ نقطة بلحظاته و نبضاته ٢ نقطة
,
, نهضت حنين من فراشها تتمطع بدلالٍ تمنحه لنفسها ٢ نقطةاتجهت الي نافذتها ذات الستائر الناعمة ٢ نقطة مبتسمة ابتسامتها الجميلة مغلقة عينيها وهي ترفع وجهها الصبوح لأشعة الشمس الساخنة لتغسله بها متنعمة بتلك اللحظة الخاصة بها من كلِ يوم ٢ نقطة ففي جوانب غرفتها البسيطة تحظى بتلك الخصوصية التي تتلهف للعودة اليها كل ليلة ٢ نقطة بين جدرانها تظهر ٢ نقطةحنين رشوان ٢ نقطة بكل جنونها و ثورتها ٢ نقطة لا حنين المسالمة التي يحبها الجميع لبساطتها ٢ نقطة حسنا ٢ نقطة ليس الجميع تماما ، فهناك من تتمنى خنقها لا تعلم لماذا ٢ نقطة
,
, لكن بخلاف ذلك ٢ نقطة فهي راضية تماما عن حياتها ، كانت لتكون قاسية ضائعة لولا عمها الغالي رحمه **** ٢ نقطة الحاج اسماعيل رشوان ٢ نقطة والذي جلبها الى أحضانه بعد وفاة والديها معا إثر حادثا فظيع أودى بحياتهما في الحال
,
, كانت في العاشرة من عمرها حين فقدت والديها ٢ نقطةللحظة عادت اليها ذكريات هذا اليوم وهي جالسة في أحد أركان الغرفة ذات الجدران المتهالكة و القشور المتساقطة ٢ نقطة في البيت القديم ، بيت الحاج رشوان الكبير ، ٢ نقطةوالذي كانو يسكنوه قديما ، قبل الانتقال الى الحي الراقي الذي هم فيه الآن ٢ نقطة
,
, تذكرت تلك الطفلة الصغيرة وهي تجلس أرضا رافعة ركبتيها الى صدرها ، لا تبكي مثل هؤلاء النساء المتشحاتِ بالسواد ٢ نقطةقلبها يخفق بعنف و عيناها متسعتانِ بشدة ٢ نقطة مافهمته هو أنها لن ترى والديها مرة أخرى ، وهذا هو أول تعامل لها مع الموت ٢ نقطة تلك الكلمة التي كانت تعرف معنها الحرفي لكن دون أن تلقي به بالا ٢ نقطة الى أن عايشته فجأة و بصدمةٍ منعت دموعها من التساقط حتى ٢ نقطة كان الخوف يفوق الحزن بل أنها تتذكر جيدا أن الحزن كان متواريا تماما بسبب تلك الصدمة الخاطفة ٢ نقطة
,
, والدها الذي تتذكره بتفاصيلٍ قليلة ٢ نقطة الأخ الأصغر للحاج اسماعيل صاحب التجارة المتوارثة أبا عن جد ٢ نقطة بينما كان والدها المساعد الأمين للأخ الأكبر ٢ نقطة ما ورثاه عن والدهما الحاج رشوان لم يكن كثيرا من تلك التجارة البسيطة و قد اختار والدها بيع نصيبه لأخيه الأكبر، حين لم يملك مهارته في التعامل معها مثله ٢ نقطة لكن حين انتهى ما ورثه في وقتٍ ضئيل بسبب ظروف الحياة القاسية عاد الى أخيه الأكبر ليعمل لديه كمساعد ٢ نقطة و الحق يقال أن الحاج اسماعيل كان هو السبب في النهوض بالتجارة و القفز بها درجة درجة ٢ نقطة الى أن أصبح الحاج اسماعيل رشوان ٢ نقطة بينما ظل والدها في الخفاء دون تحقيق ما يذكر ٢ نقطةقد يكون تكاسلا ربما أو أن هذه هي مقدرته ٢ نقطة لا تعلم تماما ٢ نقطة ٢ نقطة
,
, بعد وفاة والديها والتي كانت وحيدتهما سارع عمها الى ضمها الى أسرته ٢ نقطة وقد احتضنتها زوجة عمها كواحدة من أولادها تماما ، الحاجة روعة ٢ نقطة نعم هذا هو اسمها روعة ٢ نقطة فكانت الأم الثانية لها ، ٢ نقطة تتذكر جيدا تلك الأيام التي مرت عليها وهي تحاول التداوي بين أسرتها الجديدة ، في البيت الكبير القديم و الذي رفض الحاج اسماعيل بيعه تماما أو الإنتقال منه ٢ نقطة
,
, الى أن جاء الفقد الثاني في حياتها بعد عامٍ واحد فقط ٢ نقطة بطريقةٍ مفزعة مختلفة تماما عما سبقتها ٢ نقطةحالة ٢ نقطة مجرد حالة حدثت فجأة أمام أعينهم الصغيرة ٢ نقطة تركت أثرا غائرا في كلا منهم الى الآن لم يستطيع أيا منهم مداواته ٢ نقطة إن كانت هي ٢ نقطةأو حور ٢ نقطةأو مالك ٢ نقطة
,
, لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة ليس هذا وقت تلك الذكريات الحزينة الآن ٢ نقطة لقد تأخرت على تحضير الإفطار ولابد أن زوجة عمها الآن ستسارع الى تحضير كل شيء ٢ نقطةبينما تلك هي مهمتها كما أيضا الاهتمام بمعظم شؤون المنزل فالحاجة روعة لا تسمح بأن يقوم غيرها بشؤون البيت ٢ نقطة الا حنين ٢ نقطة ، وهي ليست تتذمر أبدا بل هي تفعل ما تفعله حبا لعمتها و إكراما لعمها رحمه **** و الذي ستظل تترحم عليه طوال حياتها ٢ نقطة يكفي أن عاصم قد وافق على عملها والذي لا يتجاوز ساعاتٍ قليلةٍ من النهار ٢ نقطةعلى الا يؤثر ذلك على مساعدتها الزوجة عمها و التي أصبحت صحتها في تراجع مستمر ٢ نقطةليست المساعدة عملا مضنيا في وجود سيدة و ابنتها رضا ٢ نقطة لا تحتاج أسرة رشوان الى خادمةٍ اضافية ٢ نقطة لكن زوجة عمها في حاجةٍ لها هى على وجه الخصوص والكل أدرك ذلك ٢ نقطة حنين هي المتبقية لها من زمن الحاج اسماعيل نوعا ما ، لذا فالكل أراح ضميره بوجود حنين بجانب أمهم ليعوضونها عن انشغالهم ٢ نقطة
,
, و هي لا تريد ترك عملها البسيط أبدا ٢ نقطة فبالإضافة أنها تتحمل نفقاتها الواهية براتبه البسيط موهمة نفسها بأنها تحافظ على كرامتها بهذا الشكل ، الا أن السبب الحقيقي ٢ نقطة هو وجوده ٢ نقطة
,
, الرعشة المعتادة ضربت قلبها ٢ نقطة حبيب القلب ٢ نقطة حلمها٢ نقطة حلمها البعيد المنال ٢ نقطةسبب أحزانها و ألامها ٢ نقطة ذلك الوغد الذي لم يشعر بحبها يوما ٢ نقطة بل كما تظن أنه لا يتذكر اسمها أصلا ما أن يغادرها ٢ نقطة في الواقع لم تبدأ في رؤيته سوى من سنةٍ واحدة ٢ نقطة
,
, سنةٍ واحدةٍ من حبٍ عنيف طاحن ٢ نقطة من طرفٍ واحد٢ نقطة طرفها هي ٢ نقطةبينما الطرف الآخر يبدو وكأن طبقةً من الصدأ قد صنعت سدا منيعا حول قلبه الأعمى و الذي لا يراها أصلا ٢ نقطة
,
, تنهدت حنين بيأس ٢ نقطة
,
, لازال صدىء القلب كما المعتاد ٢ نقطةلم يحدث أي تقدم يذكر ، حتى أنه بالأمس مر بجوارها و لم يلقي علي التحية ككل صباح ٢ نقطة حتى تحيته الباردة استصعبها ٢ نقطة يبدو أنه لا أمل
,
, توجهت الى مرآتها و هي تتطلع الى نفسها طويلا ٢ نقطة هل من الممكن أن يشعر بها صدىء القلب يوما ٢ نقطةلكن ماذا إن شعر ؟؟٢ نقطة لا فائدة ٢ نقطة لا يجب أن تمني نفسها فلتعرفي قدر نفسك يا حنين ٢ نقطة وإياك و التعلق بالنجوم ٢ نقطةصدىء القلب يستحق الأفضل ٢ نقطة لأنه الأفضل ٢ نقطةلكن لماذا هي ليست الأفضل ؟
, هل هي انعدام ثقةٍ بنفسها ؟
, أم أنه بالنسبةِ لها الشمس و النجوم ؟
,
, نظرت الى نفسها و هي تسألها ٢ نقطة هل أنتِ جميلة يا حنين ٢ نقطة أيشفع جمالكِ لكِ ٢ نقطة نظرت الي شعرها الأسود المعقود بإهمال في عقدةٍ متراخية خلف رأسها ٢ نقطةفرفعت يديها لتحلها ٢ نقطة فانساب شعرها كشلالٍ اسودٍ ناعم متموج بجنون وصل الى آخر ظهرها ٢ نقطة لطالما ظنت أن شعرها هو أجمل ما فيها ٢ نقطةهو الشيء المشترك الوحيد بينها و بين ٢ نقطة " حور "٢ نقطة
,
, لكن شتانِ بينهما ٢ نقطة لا مجال لمقارنةٍ ستكون خاسرةٍ فيها لا محالة ٢ نقطة عادت لتنظر الي عينيها العسليتين للناظر من بعيد ٢ نقطةأما من ييقترب منهما فسيجد شعيراتٍ زيتونيةٍ خضراء تخطط الحدقتان
,
, نظرت الى شفتيها المكتنزتين ٢ نقطة إنهما منتفختين بشكلٍ زائد ٢ نقطة هل يعتبر هذا جذابا أم أنه مضحك ٢ نقطة لقد قال لها شخصا لزجا في الطريق ذات يوم أنهما تبدوانِ شهيتين للغاية ٢ نقطة بالطبع احمر وجهها لهذا الغزل الفاحش وتعثرت أثناء سيرها ٢ نقطة لكنها عادت لتسأل نفسها ، هل هما جميلتين أم مثار سخرية ٢ نقطةهل عينيها جميلتين أم ساذجتين ٢ نقطة هل نظر الى شعرها يوما أم لم يرها كلها أصلا ؟٢ نقطة لا تملك سوى ما يراه ٢ نقطة لأنه لا يعرف ما بداخلها ٢ نقطة لم يرى ما بقلبها تجاهه ٢ نقطة و تشك في أنه لاحظها إطلاقا ٢ نقطة
,
, لم تهتم يوما بشكلها بهذه الطريقة ٢ نقطة لم تتسائل عن مواصفاتها قبل أن تعرفه ٢ نقطة فهو الوحيد الذي تلهفت شوقا ليمنحها نظرة٢ نقطة الوحيد الذي طعن قلبها بتجاهلله لها مرارا ٢ نقطة وحتى أنها لم تهتم أبدا بتجاهل الناس لها ٢ نقطة الا هو ٢ نقطة هو فقط ٢ نقطةعمر ٢ نقطة
,
, عمر بطلها الخفي و الذي يداعب خيالها منذ عام ٢ نقطة لا تعلم لماذا هو تحديدا ٢ نقطة ليس أكثر الرجال وسامة ، لكنه بالتأكيد ذو جاذبيةٍ خارقة يلاحظها الجميع
, أغمضت حنين عينيها بحزنٍ مضني ٢ نقطة الى متى ستظل معلقة بالسراب ٢ نقطة أما من سبيلٍ للتحرر ٢ نقطةثم عادت لتنظر لنفسها بدفقة الأملِ المعتادة التي تأتي بعد لحظةٍ من شعور اليأس ٢ نقطة وهمست لنفسها بتحدي
,
, لن تبدأي اليأس الآن ٢ نقطة سيشعر بكِ صدقيني ، أنتِ فقط تحتاجين الى المهاجمة بدلا من الإكتفاء بدور المتفرجة و الذي لعبته طويلا٢ نقطة
,
, ثم تحول الهمس الي كلامٍ واضح وهي تخاطب صورتها في المرآة ٢ نقطةوعينيها تحدتدانِ ببريقهما المجنون المختبء خلف واجهتها الهادئة و التي حاولت جاهدة رسمها طوال السنين
,
, ( بيدكِ أن تحولي السراب الى حقيقة ٢ نقطة ومن هو حتى لا يراكِ ؟٢ نقطة إنه مجرد شخصٌ بالغ الجاذبية ٢ نقطةشديد الرجولة ٢ نقطة عميق الصوت ٢ نقطة قوي البنيان و الشخصية ٢ نقطة عيناه ذات سحرٍ أحمق ٢ نقطة حتى حواجبه ٢ نقطة يالهي لديه حواجب من أروع ما رأيت ٢ نقطةسميكة حادة وكأنها مرسومة ٢ نقطة تكمل نظرته ليبدو كالصقر ٢ نقطة أستطيع المتابعة الى مالا نهاية ٢ نقطة لكن ليست تلك نقطتنا الآن ٢ نقطة النقطة الأساسية في الوضع أن تنتزعي طبقة البلاهة الفطرية التي تصيبك ما أن يقترب منكِ ٢ نقطة تعقلي فأنت في الخامسة و العشرين ٢ نقطة لست مراهقة ٢ نقطة ماذا إن مر بقربك شابٌ رائع ٢ نقطة عادي جدا ٢ نقطة مجرد رائع في قوافل الرائعين ٢ نقطةلكن مع ذلك في النهاية يظل رجلا ٢ نقطة )
,
, قطعت كلامها وهي تخفض كتفاها إحباطا ثم تتابع بقنوطٍ هامسة ( خرافي ٢ نقطة )
,
, تركت مرآتها و ذهبت لتجهز نفسها فلو تركتها على هواها لن تكف عن محادثة صورتها في المرآة ككل يوم ٢ نقطةمتبحرة في جمال سيادته ٢ نقطة
,
, فارتدت ملابسها المعتادة و المكونة من بنطالها الجينز و السترة الرياضية التي تعلوه ٢ نقطة ثم جمعت شعرها في عقدته المعتادة ٢ نقطة لتنتهي بوضع نظارتها المعتادة ٢ نقطة نظرت الى نفسها في المرآة بحنق وقالت وهي تمط شفتيها كأمٍ تؤنب ابنتها
,
, ( استمري في ارتداء هذه الملابس ٢ نقطةثم قابليني إن عبّرك أو القى اليكِ نظرة )
,
, زفرت بغضب وهي تعد نفسها بأن غدا هو يوم ارتداء ثوبا كباقي المصنفاتِ كفتيات ثم اتجهت لتحضر حاسوبها المحمول و حقيبتها٢ نقطة
,
, خرجت حنين من غرفتها الموجودة في الطابق الثاني من منزل اسماعيل رشوان المبهر في روعته من الخارج فقط ٢ نقطة أما في الداخل فهو يبدو أقرب قليلا للبيوت البسيطة حتى يكاد أن يكون شعبيا ٢ نقطة بسجاده الأمر قديم الطراز ٢ نقطة النجف المبهرج و المتدلي من كل مكان تقريبا في المنزل ٢ نقطة اللوحات الفنية الرخيصة التى تزين الجدران ٢ نقطة حتى أن بعضا منها كان عبارةٍ عن لوحات كانافا لقططٍ و بطاتٍ مشغولة يدويا ليدِ أمٍ حانية شعبية الذوق ٢ نقطة ثم قام أحدهم ببروزة هذه اللوحات بإطارتٍ غالية الثمن مذهبة لتنتشر على جدران أروقة المنزل ٢ نقطة
,
, كانت حنين تسير في الرواق الطويل حتى سمعت من أوله صوت الموسيقى الشرقية الصاخبة و التى تنبعث كل يومٍ في نفس الموعد ٢ نقطة من نفس الغرفة ٢ نقطة غرفة حور ٢ نقطة
,
, أكملت حنين سيرها حتى وصلت الى الغرفة ذات الباب المفتوح جزئيا ٢ نقطة فتوقفت و نظرت من على بعد ٢ نقطة كانت تتمايل بخصرها على النغمات الشرقية التي توازيها سحرا ٢ نقطةعقدت حنين حاجبيها وهي تتأملها صامتة ٢ نقطةإنه العرض اليومي لحور في الصباح ٢ نقطة لو كان بيدها لكانت نامت حتى وقت الظهيرة ٢ نقطة لكن القرار الوحيد الذي أصر عليه اسماعيل رشوان في هذا المنزل هو أن يستيقظ الجميع في وقتٍ واحد قبل اتجاهه الى العمل حتى يتناول الجميع الإفطار سويا ٢ نقطة نظرا لأنه لم يكن يعود هو و ابنه الهمام عاصم الا في وقتٍ متأخرٍ من الليل ٢ نقطة
,
, لذا فقد أصر الحاج اسماعيل على رؤية ابنائه صباحا من كل يوم ٢ نقطة فبهذا يعتقد أنه قد لم شمل تلك الأسرة المشتتة ٢ نقطةومن بعد وفاته واظب عاصم على نفس العادة ٢ نقطة ومن يجرؤ على مخالفة عاصم رشوان ٢ نقطة
,
, من يصدق أن ذلك القوام المتمايل قد حمل طفلا يوما ٢ نقطة و أما شعرها فهو ليلة طويلة سوداء يصل الى خصرها بنعومةٍ قاتلةٍ كحد السيف ٢ نقطة و بالرغم من أن حنين و حور قد تشاركتا في الشعر الأسود الخلاب ٢ نقطة الا أن حنين ترى فارقا ضخما بين شعريهما ٢ نقطة لا تعرف ما هو هذا الفارق ٢ نقطة قد يكون لأنه مجرد شعر حور ؟؟٢ نقطة لا تعلم حقيقة ٢ نقطةها هي قد عادت لنفس النقطة ٢ نقطة كيف تبدو ؟٢ نقطة
,
, حور رشوان ٢ نقطة في السادسة والعشرين تكبرها بعامٍ واحد٢ نقطة منفصلة ( على وشكِ الطلاق منذ سنتين) ولديها *** في الثالثة ٢ نقطة معتز ٢ نقطة أحب افراد هذه العائلة الى قلب حنين ٢ نقطة
,
, حور لازالت الى الآن مثار إعجاب كلِ مجتمعٍ تذهب اليه او تختلط به ٢ نقطةإنها حالة غريبة من الإغراء و الأنوثة و العذوبةِ و الدلال الملاوع ٢ نقطة منذ صغرها وهي قادرة على لف من تريد حول إصبعها بغمزة ٢ نقطة بحاجبٍ يتلاعب مع نظرتها اللعوبة ٢ نقطة
,
, اختلطو جميعا ليكونو تلك المخلوقة الراقصة أمامها وهي مغمضة عينيها ولا تشعر بما حولها ٢ نقطة
,
, رنين أساورها الذهبية له مفعول السحر ليكمل تلك الصورة الحية أمامها ٢ نقطة بالرغم من أن حور خريجة أحد أعرق المدارس الخاصة في البلد و اتقانها لعدة لغاتٍ حية ٢ نقطة ملابسها على أرقى مستوى وتواكب أحدث صيحات الموضة ٢ نقطة الا أن سحرها الخاص يتمثل في بعض الرتوش الشعبية المتوارثة ٢ نقطة مثل رنين الأساور الذهبية التي تصر على ارتدائها ٢ نقطة ضحكتها الرنانة التي تتنافى مع مجتمعات النوادي الراقية و افراد الطبقة المخملية التى تخالطها ٢ نقطةألوان ملابسها الصاخبة الحارقة ٢ نقطة حركة حاجبها المتلاعب أثناء كلامها ٢ نقطة حركات يديها المتراقصةِ مع كل كلمة ٍ وكل نظرة ٢ نقطة العجيب في الأمر أن لا أحد يمتعض منها أبدا ٢ نقطة الجميع يسحرون بها و طبيعتها التى لا تميل للتمثيل في أي شيء ٢ نقطةوكأنها أدركت أن اسلوبها الشعبي الفطري هو سر انجذاب الكل اليها ٢ نقطة فأتقنته و زادته لفا ولوعا ٢ نقطة
,
, نعم ٢ نقطة إن كانت حور تتميز بشيءٍ واحد ، فهو أنها منطلقة على طبيعتها ، لا تتصنع أبدا لكنها تضيف المزيد و المزيد من طبيعتها حتى باتت حالة خاصة مسماة ٢ نقطة حور ٢ نقطة لا يقمعها شيء ٢ نقطة لا تهاب آخر٢ نقطة
,
, ماعدا ذلك الضباب الأسود الذي غطى روحها منذ ذاك اليوم ٢ نقطة انطفأ بداخلها شيئٌ و كأنها تدور كالمهووسة في الدنيا تبحث عن شيءٍ ولا تجده ٢ نقطة توهم من حولها بأنها مسيطرة على نفسها تماما ، بينما بداخلها ضياعا لا يراه أو يفهمه الا حنين ومالك ٢ نقطة أما عاصم فلا يرى أبعد من تهورها الأهوج لذا يعاملها بقسوةٍ توازي قوة ذلك التهور
,
, قالت حنين بصوتٍ عالٍ ليعلو فوق صوت الموسيقى الصاخبة ( صباح الخير يا حور ٢ نقطة)
, لكن حور كعادتها كل صباح لا تكترث للرد ٢ نقطة وهي تتابع تمايلها الخلاب مغمضة عينيها
,
, تحركت حنين بتذمر وهي تترك التحليل اليومي لطبيعة حور المحيرة ٢ نقطةثم اتجهت تلقائيا الى تلك الغرفة الحبيبة الي قلبها ٢ نقطة غرفة ذات رسومٍ كرتونيةٍ على الحائط الأزرق و الأخضر ٢ نقطة أين هو الصغير الحبيب ٢ نقطة ها هو يجلس في نفس الركن الذي يحبه من الغرفة ٢ نقطة لا أحدا يعلم أبدا سر اختياره لهذا الركن تحديدا ٢ نقطة فهو يجلس فيه معطيا ظهره للغرفة ٢ نقطة ناظرا الى الحائط ٢ نقطة
,
, ابتسمت حنين الى المربية الخاصة التي تلازم معتز منذ عامين ٢ نقطةثم دخلت حتى وصلت اليه و هبطت لتتربع بجواره ككل صباح
,
, انحنت لتقبل وجنته وهي تلاعب شعره الأسود الناعم
,
, لم يتحرك معتز ولم ينظر اليها ٢ نقطة الا أنه بدأ في الإستجابة المعتادة عند إحساسه بحنين٢ نقطة فقد أخذ في التمايل الى الأمام و الخلف .ناظرا اليها مبتسما قليلا ٢ نقطة
,
, شعرت حنين بغصةٍ محرقةٍ في حلقها فضمته بشدة ٍ الى صدرها ككل يوم ٢ نقطة فهو يشعر بها ويفهمها ٢ نقطة
,
, أخذ معتز ينادي اسم حنين باشارة يده و التي علمته اياها ٢ نقطةفابتسمت حنين و ردت عليه ردا مطولا بأصابعها ٢ نقطة قد لا يفهم معظم ما تقوله ، لكن بالتدريب سيستطيع ٢ نقطة
,
, ظلت تلعب معه وتغني له بيديها العشر دقائق التي تخصصها له من كل صباح ٢ نقطة وهي تشعر بتأنيب الضمير لأن بإمكانها أن تقضي معه مزيدا من الوقت ٢ نقطةلكنها تنشغل عنه دائما ٢ نقطةفما أن تعود من عملها تضيع في واجبات المنزل ٢ نقطة فيأتي موعد نوم معتز قبل أن تستطيع الذهاب اليه ٢ نقطة لكن ذلك لا يمنع أن في معظم الأيام تحاول جاهدة انجاز ما عليها بسرعة لتذهب الى غرفته قبل نومه و تحكي له قصصا مرتجلة من مخيلتها وهو مختبىء في أحضانها
, نهضت على مضضٍ وهي تبتسم له بحزنٍ مودعة فالواجبات الصباحية لن تنتظر٢ نقطة وهي لا تريد استفزاز عاصم المتذمر اصلا من عملها ٢ نقطة بدعوى انها لا تحتاجه و ان كل طلباتها مجابة ٢ نقطة لكن السبب الحقيقي هو ان الحاجة روعة لا غنى لها عن حنين ٢ نقطة نزلت حنين الدرج بسرعة قافزة كل درجتين معا الى أن اصطدمت بالكائن الضخم الذي يلوح لهم في المنزل كل صباحٍ فقط ٢ نقطة
,
, عاصم رشوان ٢ نقطة الأخ الوسيم و الحبيب الغالي لأمهم دون منافس ٢ نقطةبالرغم من سنوات عمره الثلاثة و الثلاثين ٢ نقطة الا إنه لا يزال مدللها الأول ٢ نقطة لكن الحق يقال أن هذا الدلال لم ينقص من رجولته يوما ٢ نقطة فعاصم رشوان مثال الرجولة الخشنة ، وهذا ليس إطراءا ٢ نقطةفياليت دلال أمهم كان منح قلبه الجليدي بعضا من الرقة أو الحنان ٢ نقطة
,
, عاصم رشوان من أشرس مقاولين سوق المعمار ٢ نقطة لا يرحم أبدا ٢ نقطة في ظرف سنواتٍ قليلة كان السبب في زيادة ثروتهم الى ما وصلت اليه الآن بعد ان اقنع والده بالبدء في اعمال المقاولات والمعمار بالاضافة الى التجارة القديمة ٢ نقطة بالرغم من أن الحاج اسماعيل رشوان كان قد كون ثروة لا بأس بها ، الا أن عاصم رشوان كان له نصيب الأسد في الزيادة الأخيرة ٢ نقطة
,
, صحيح أن لا غبار على سمعته لكن شراسته و قساوة قلبه كانت السبب في القفز فوق المنافسين ٢ نقطة إن لم نقل دهسهم ٢ نقطةلكن كلا بالقانون ٢ نقطة
,
, نظر اليها عاصم بغضب بعد أن اصطدمت به مبعدا نظره عن الأوراق التي كان ينظر اليها وقال بفظاظة
,
, ( انظري أمامك يا حنين ٢ نقطة وكفي عن احلام يقظتك ٢ نقطة)
,
, ثم تركها و أكمل طريقه وأصابعه تتلاعب بحباتِ السبحةِ التي يمسك بها ٢ نقطةبينما يعاود النظر الي الأوراق في اليد الأخرى ٢ نقطة
,
, سبحة عاصم رشوان ٢ نقطةالسبب الظاهري لكل الخلافات بينه و بين خطيبته الموقرة دانا ٢ نقطة ابنة الحسب و النسب و التى كان ارتباطها بعاصم هو أعظم ارتباطٍ بين المال و السلطة ٢ نقطة
,
, لكن الخلافات الجوهرية بين عاصم ودانا أصبحت تصيب الجميع بالملل ٢ نقطة لكن بالطبع ليس هناك من أملٍ في فسخ الخطوبة ٢ نقطة بالنسبةِ له ٢ نقطةعاصم لن يسمح حتى بالتفكير في الموضوع ٢ نقطة كما أنه يعاملها بطريقةٍ تجعلها تلهث خلفه ٢ نقطة
,
, و آخر كل خلافٍ يتحدد أن دانا تريد عاصم أن يتخلى عن الإمساك بالسبحةِ التي لا تلائم وضعه بين معارفها ٢ نقطة لكن عاصم لم يستسلم و لم يترك سبحته ٢ نقطة فهو إن كان يتميز بشيءٍ واحد ٢ نقطة فهو أنه تماما كحور لا يتصنع شخصا غير شخصه ٢ نقطة
,
, ولا تعرف كيف من الممكن أن تنجح حياته مع تلك المدعوة دانا والتي لم تتوانى عن افهامها قدرها جيدا في هذا المنزل ٢ نقطة لذا فهي تحاول تجنبها ٢ نقطة فمكانة دانة كزوجة عاصم المستقبيلة ٢ نقطة مكانة لا تمس ٢ نقطة لذا يجب أن تأقلم نفسها على عدم تجاوز حدودها التي تعرفها جيدا ٢ نقطة
,
, همست بفتور وهي تنظر اليه ( صباح الخير لك أيضا يا عاصم ٢ نقطة) لكنه طبعا لم يسمعها ، أو لم يهتم ٢ نقطة تنهدت وتابعت نزولها لكن بعد عدة درجات سمعت صوته يقول بهدوء
,
, ( صباح النور يا حنين ٢ نقطة)
,
, التفتت اليه لتجده يتابع صعوده دون أن ينظر اليها ٢ نقطةتفكر في نفسها بوجوم ٢ نقطة
,
, هل حزنت حين دخل عاصم المنزل يوما ليعلن بمنتهى الهدوء انه قد وجد شريكة الحياة المستقبلية ؟٢ نقطة
,
, ربما ٢ نقطة لا تعلم حقا لماذا آلمها هذا الموضوع ، كانت طوال سنوات تواجدها في هذا البيت ، لا تسمع من زوجة عمها سوى كلمة
,
, يا زوجة ابني البكر ٢ نقطة وترى ابتسامة عمها المصدقة على اللقب ٢ نقطة لم تكن تظن نفسها يوما من النوع العاطفي ٢ نقطة لكنها كانت مقتنعة بان عاصم هو قدرها ٢ نقطة قدرها المناسب تماما لإعطاء الصبغة الرسمية لوجودها هنا بين أسرتها الوحيدة التي لم تعرف غيرها ٢ نقطة عاما بعد عام ،كان الحرج يستبد بها أكثر ٢ نقطةمن وجودها بينهم دون مقابل ٢ نقطة لذا كانت تحاول جاهدة أن يكون المقابل هو تفانيها في خدمة الجميع ٢ نقطة حتى تحولت تلك الخدمة الى أمرٍ مفروغٍ منه ٢ نقطة
,
, لكنها لم تكن مستاءة أبدا ٢ نقطة بل على العكس كانت تفعل بكل حب لكل فرد من أفراد أسرتها ٢ نقطة منتظرة زوال الإحراج نهائيا بزواجها من عاصم فيصبح بيتها عمليا ككلِ فردٍ هنا ٢ نقطة لم يكن ذلك الزواج المرتقب ليكون مكلفا لها سوى في أن تنتقل من غرفتها البسيطة الحبيبة ٢ نقطة الى غرفة عاصم ٢ نقطة لطالما ظنت أن الأمر ما كان ليكون صعبا أبدا ٢ نقطةلكن حين أعلن عاصم نيته في الخطبة ، أبعد بذلك فرصتها الأخيرة في الحياة بكرامة في هذا المنزل
, حين نزلت حنين الى طاولة الطعام المهيبة ٢ نقطة وجدت مالك ٢ نقطة أخاها الحبيب قبل أن يكون ابن عمها ٢ نقطة التفت اليها ما أن سمع صوتها فنظر اليها مبتسما يقول برقة
,
, ( صباح الخير حنونة ٢ نقطة )
,
, نظرت طويلا الى عينيه المنطفئتين و المبتسمتين ٢ نقطةفابتسمت بشقاوةٍ لترد عليه
,
, ( صباح النور يا مالك ٢ نقطةدائما مبكرا )
,
, ابتسم مالك وهو يومىء برأسه قائلا بتشدق ( بالتأكيد يا رأس الوخم ٢ نقطة فأنا لست مثلكما أنتِ و سيدة الصبايا ٢ نقطة )
,
, امتعضت حنين هي تريح كتفها من حقيبة حاسبها لتضعه على الكرسي المجاور لتقول بتهكم
,
, ( لا تجرؤ على أن تقارنني بالفنانة ٢ نقطة فأنا مستيقظة منذ زمن )
,
, قال مالك مبتسما ( وأين هي ؟ ٢ نقطةألم توقظيها ؟٢ نقطة)
,
, مطت حنين شفتيها وهي تنظر اليه رافعة حاجبها دليل الاستهزاء و هي تهز كتفيها و ذراعيها في حركةٍ راقصة لتعلمه بما تفعل حور ككل يومٍ في هذا الوقت
,
, لم يملك مالك نفسه من الضحك على منظر حنين و هي تخبره دون كلام بما تفعل حور ٢ نقطة ثم سأل
,
, (العرض اليومي ؟٢ نقطة)
,
, أومأت حنين برأسها ٢ نقطة ثم قالت بحنق ( أشتهي مرة انزل لأراها قد سبقتني الى المطبخ ولو من باب المجاملة ٢ نقطة على الأقل لتتعرف على تلك الغرفة المجهولة بالنسبة لها ٢ نقطة )
,
, قال مالك بخفة ( لا اريد النصح فيما لا أعرف ٢ نقطة لكن على ما أتذكر ان حور أوشكت يوما على أن تحرق المنزل بساكنيه ذات يوم ٢ نقطة وكانت فقط تقوم بقلي البطاطس ٢ نقطة )
,
, شردت عينا حنين الى ذلك اليوم التاريخي ٢ نقطة ففكرت وهي تومىء برأسها ثم قالت بعد تفكير عميق
,
, ( نعم ٢ نقطة معك حق ، ٢ نقطة اذن فلنمحي تلك الأمنية المتعلقة بدخولها المطبخ ٢ نقطة حياتنا أهم من القيمة المعنوية للمشاركة ٢ نقطة الرقص أفضل لنا )
,
, أومأ مالك برأسه غامزا وهو يقول ( ها قد الزمتك الحجة ٢ نقطة)
,
, قالت حنين تمط شفتيها ( نعم مالك ٢ نقطة اشكرك على الإفادة العميقة )
,
, فقال مالك برقة ( هلا دخلتِ الى أمي وكففتِ عن الثرثرة ٢ نقطة لقد تعجبت من تأخرك في النزول اليوم )
,
, أدت حنين التحية العسكرية وهي تقول اثناء توجهها الى المطبخ (ذاهبة على الفور ٢ نقطةسيد مالك )
,
, ها هي الحاجة روعة مثالٍ لشكل الأم التقليدي بجسدها الممتلىء قليلا و شالها الملفوف حول رأسها و وجهها الحاني المبتسم ٢ نقطة ونظاراتها الحنونة ٢ نقطةجائت حنين من خلفها لتحاوط خصرها الممتلىء بذراعيها ٢ نقطة و تقبلها على وجنتها فشهقت زوجة عمها بفزع وهي تضع يدها على صدرها ٢ نقطة ثم قالت تضحك
,
, ( الن تكفي عن شغبك هذا أبدا ٢ نقطةلقد كبرت يا حنين )
,
, قالت حنين وهي تتمتع باحتضانها ككلِ يوم ( ولو صار عمري سبعين ٢ نقطة سأظل طفلتك دائما )
,
, تنهدت الحاجة روعة و قالت مبتسمة بحنان ( ومن سيكون حيا وقتها ٢ نقطة فليعطك العمر الطويل يا ابنتي )
,
, انقبض قلب حنين وهي تسمع صوت الفراق من جديد ٢ نقطة لكنها رفضت الاستسلام له ٢ نقطة هذا اليوم سيكون سعيدا و هي قادرة على ذلك
,
, فقالت بتصميم ( كفى كلاما وهيا الى العمل ٢ نقطة نريد أن نطعم الشعب الجائع )
,
, شمرت حنين كمي سترتها وهي تضع براد الشاي على النار متجاهلة مسخن الماء الكهربي ٢ نقطة فالحاجة روعة مؤمنة بأن طعم الشاي لا يكتمل ولا يضبط المخ الا حين يُعد في البراد ٢ نقطة
,
, و اثناء خفقها للبيض ٢ نقطة سمعت حنين صوت مربية معتز تهتف غاضبة و صوت خطواتها يضرب السلالم ٢ نقطة فرفعت رأسها وهي تعقد حاجبيها بفزعٍ ناظرة الى الحاجة روعة المفزوعة هي الأخرى ٢ نقطة فهتفت حنين بخوف
,
, ( ليس مجددا ٢ نقطة)
,
, ثم تركت ما بيدها وهي تخرج من المطبخ جريا ٢ نقطة ولديها فكرة واضحة عن المشهد الذي ستراه و بالفعل ما أن خرجت حتى لمحت طيف معتز الصغير و هو يجري عاريا مبللا بالماء بعد استحمامه ،بسرعةٍ لا تتناسب مع خطواته المتعثرة
,
, فزادت حنين من سرعة جريها عبر بهو المنزل الكبير وهي تراه بفزع يخرج من بابه المفتوح دائما لا تعلم لماذا ٢ نقطة لطالما أخبرتهم أن الوضع قد تغير ولا أحد يترك أبواب البيوت مفتوحة هكذا مثل الزمن الزمن القديم و خاصة في وجود *** ٢ نقطة
,
, صرخت حنين بفزع وهي تلحقه مع المربية الراكضة خلفه
,
, ( يالهي ٢ نقطة سيبرد إن خرج مبللا في الهواء )
,
, لكن هيهات أن يسمعهم معتز الذي تمكن من الوصول الي الباب قبلهم و خرج منه الي الحديقة ٢ نقطة وكانت حنين خلفه في لحظةٍ واحدة وتمكنت من التقاطه في أحضانها وهي تكبل حركته منحنية عليه و شعرها الأسود الطويل المفكوك من ربطته بسبب الجري يتطاير من حولها بجنونه ليكمل من جنون المشهد المجاني في الحديقة صباحا ٢ نقطة
,
, حملت حنين معتز الذي كان يضرب بساقيه معترضا متلويا يريد أن يكمل طريقه الى خارج الحديقة من بابها المفتوح بكلِ غباء ساكني المنزل الذين يظنون أنفسهم لازالو يسكنون الحي القديم حيث الأبواب تترك مفتوحة للجيران عادة ٢ نقطة
,
, كانت المربية قد وصلت الي حنين في تلك اللحظة لاهثة وهي تلف معتز بالمنشفة المزغبة البيضاء من رأسه الى أقدامه ٢ نقطةفرمقتها حنين بغضب وهي تلقي على رأسها باللوم بينما المربية تتلعثم وتخبرها أنها ما أن تستدير لتأخذ ملابس معتز اثناء استحمامه حتى يغافلها ليخرج من الحمام جريا منذ أن تعلم نزول السلم ٢ نقطة
,
, عادت حنين تصعد الدرجات القليلة أمام باب البيت لتدخل حاملة معتز الملتف بالمنشفة في أحضانها ٢ نقطة و الحاجة روعة تقف في الباب مرعوبة من أن يكون معتز قد التقط البرد ٢ نقطة
,
, و وصل مالك حينها ليلتقط معتز من بين يدي حنين ليرفعه عاليا وهو يضحك قائلا ( ستتسبب في اغماء الفتيات من بنات الجيران بما تفعله كل مرة ٢ نقطة)
,
, قالت حنين بغضب و نفاذ صبر ٢ نقطة ( هذا ليس مضحكا يا مالك ٢ نقطة فلندخل قبل أن يمرض )
,
, ابتسم وهو ينظر اليها بجنونها و شقاوتها ٢ نقطة تجري خلف ***ٍ ضاحك عاري تماما
 
  • حبيته
التفاعلات: Cool samy
الفصل الثاني



عيناها تبرقانِ غضبا ٢ نقطة و شعرها الهمجي يسرح من حول رأسها بفوضى محببة ٢ نقطة اتسعت ابتسامته وهو يراها تنجح في مهمتها المنشودة و تقبض على الصغير العاري بغير تهذيب ٢ نقطة عيناه تبرقانِ في مضاهاة لبريقِ عينيها ٢ نقطة شاردتانِ فيها و شفتاه منفرجتانِ قليلا بنفسٍ خافت ٢ نقطة
,
, ودون وعيٍ منه أخذت يلامس بابهامه ٢ نقطة الخاتم الفضي الملتف حول اصبع الوسطى ٢ نقطة رآها تبتعد حاملة الطفل بين ذراعيها وهو متعلق بعنقها ملتفا بمنشفته ٢ نقطة للحظةٍ أراد أن يسأله عن عطرِ عنقها الطويل ٢ نقطة
,
, عاد ليلف الحلقة الفضية المنقوشة حول إصبعه ٢ نقطةهامسا بحركةِ شفتيهِ دون صوت ٢ نقطة خطيبتي ٢ نقطةزوجتي ٢ علامة التعجب
,
, ثم وعت عيناه لاختفائها عن عينيه فابتسم اكثر وعيناه تلمعان محركا سيارته الواقفة على الصف الآخر من الطريق أمام منزلهم ، لينطلق بها ناهبا الأرضا بصوتها العالي ٢ نقطة
,
, ٢ نقطة .
,
, كان الإفطار تماما ككل يوم ٢ نقطةعاصم يقرأ أوراقه أو ينظر الى هاتفه الخاص ٢ نقطة الحاجة روعة منشغلة بإضافة أشياء مختلفة الى طبق كلا منهم ٢ نقطة حور تتلاعب بمحتويات صحنها عينيها تسبلانِ بشرودٍ في البعيد ٢ نقطة ٢ نقطةمالك ينتاول طعامه بهدوؤه الذي يجعل هذا العالم مكانا أفضل بوجود أمثاله ٢ نقطة
,
, بينما تظل حنين تراقبهم في صمت ٢ نقطة تهوى قراءة ما بداخل كلا منهم ٢ نقطة دون أن يستطيع أحدا منهم قراءة ما بداخل الآخر ٢ نقطةوبالطبع قراءة ما بداخلها ٢ نقطة
,
, التفت اليها عاصم ليقول بصرامة
,
, ( هيا ياحنين لآخذك معي ٢ نقطة)
,
, هزت حنين رأسها نفيا دون أن تنظر اليه وهي تقول بحذر ( لا ٢ نقطة سأستقل المواصلات ) أوشك على أن يسمعها بعضا من حماقته المعتادة لكن مالك أمسك بذراعه وهو يقول برفق
,
, ( اتركها يا عاصم ٢ نقطة فلتفعل حنين ما تحبه )
,
, ابتسمت حنين وهي تنظر الى مالك الحبيب بامتنان و الذى بدوره ابتسم لها ٢ نقطة فلوحت له وهي تجري الى الباب يرافقها صوت عاصم من خلفها يقول بغضب
,
, ( لا أفهم لماذا تصر على استقلال المواصلات العامة ٢ نقطةالن تكف عن مظاهر الكفاح تلك ؟٢ نقطة ماذا تريد أن تثبت ، وماذا سيقول عنا الناس ونحن نتركها تستقل المواصلات العامة بينما نمتلك أكثر من سيارة )
,
, لكن حنين كانت قد أغلقت الباب خلفها دون أن تسمع رد مالك ٢ نقطةوكان سببها الحقيقي الا يراها عمر فيظن أنها مرتبطة ، خاصة وأنه إن سأل فسيعرف بأن لا أخوة لديها في الواقع ٢ نقطة وهي تريد أن تمنحه كل الظروف الملائمة ليتقدم بالخطوة الأولى ٢ نقطة
,
, أملا واهيا جديدا يليق بمراهقة ٢ نقطة لكن اليس هذا هو الحب ؟٢ نقطة يجعل الجميع مراهقين ٢ نقطة
,
, ٢ نقطة
,
, أثناء مشيها اليومي المعتاد الى محطة الحافلات ٢ نقطة و ما أن خرجت من حيهم الراقي و دخلت الي الطريق العام حتى سمعت صوت أقدامٍ خلفها ٢ نقطة ارهفت السمع وهي تتباطأ فتتباطأ معها الخطوات التي كانت لاهثة خلفها ٢ نقطة لم تمنح نفسها الفرصة للخوف فليس هناك ما يخيف ٢ نقطة الشارع مكتظ في هذا الوقت من النهار و لا سبيل لأحدٍ أن يقوم بشيءٍ متجاوز ٢ نقطة لا بد أنه شخصٌ يسير خلفها بالصدفة ٢ نقطة لذا أخرجت الأمر من بالها وهي تعود الى الإسراع في خطاها ٢ نقطة لتجد أن الخطوات تسرع خلفها من جديد ٢ نقطة
,
, الآن بدأ قلبها يخفق خفقة زائدة ٢ نقطةالي أن سمعت صوتا يهمس من خلفها و الذي اقترب كثيرا من أذنها دون أن تدري
,
, ؛(أتعلمين أنكِ جميلة ؟٢ نقطة)
,
, اشتعلت غضبا وهي تتأكد أنه مجرد سمج ممن لا عمل له على الأرجح الا أن يستيقظ من يومه صباحا ليضيق على الفتيات حياتهن و كأن هذا هو ما ينقصهن ٢ نقطة
,
, سمعت همسة أخرى منه وهو يلهث خلفها
,
, ( مقوماتك في هذا الجينز تبدو ٢ نقطة)
,
, حينها لم تتمالك نفسها و هي تلتفت اليه وقد فارت بداخلها النزعة الغير متحضرة القديمة ٢ نقطة و تناست تماما التصرف كأي أنثى محترمة خاصة و هي متأكدة تماما أن الحركة التالية له ستكون مد يده ٢ نقطة لذا سبقته هي قبل أن يفعلها و مدت يدها دون تفكير لتصفعه بكلِ قوتها صارخة بكلمةٍ قديمة من أيام الحي الشعبي ٢ نقطة
,
, للحظة لم يصدق نفسه وهو ينظر الى تلك القصيرة أمامه والتي صفعته للتو ٢ نقطة والتي لم تمنحه الفرصة ليفعل شيء بل قفزت في أول سيارة أجرة مرت أمامها في تلك اللحظة كإنقاذٍ من السماء ٢ نقطة
,
, صفقت الباب خلفها وصدرها يخفق بانفعال ٢ نقطة عاقدة حاجبيها بغضب ، لو كان هذا السمج قد فعل فعلته في حيهم القديم لربما كانو الرجال قد طحنوه بسبب ما قاله ٢ نقطة فهي تتذكر أشياء مشابهة من هذا القبيل فيما مضى ٢ نقطة
,
, أخذت نفسا عميقا وهي تحاول أن تنسى هذا الموقف السخيف كله ٢ نقطة لكم تمنت لو كان عاصم موجودا معها على غير العادة ٢ نقطة فهو لا يتفاهم ٢ نقطة يفكر بقبضته أولا ثم يسأل عما حدث ٢ نقطة ابتسمت وهي تهدأ قليلا متخيلة هذا الموقف و عاصم يتصرف معه ٢ نقطة
,
, كان لا يزال واقفا وهو يغلي حنقا من تلك القزمة التى ضربته و هربت ٢ نقطة استدار و هو يتوعدها في سره ٢ نقطة لكنه اصطدم بصدرٍ صلبٍ ضخم ٢ نقطة رفع رأسه ليواجه عينين شرستين بريقهما غريب مريب ٢ نقطة لكن بملامحٍ جامدةٍ كالصخر
,
, ارتبك للحظةٍ ثم قال بسفاقة ( ماذا تريد يا هذا ؟٢ نقطة ابتعد عن الطريق )
,
, حاول أن يتفاداه ليمر لكن ذلك الجدار لم يتزحزح وهو يسد عليه الطريق ٢ نقطة فرفع السمج رأسه استعدادا للشجار لكن نبرة هادئة صدمته
,
, ( هل تعرف ماذا فعلت للتو ؟٢ نقطة)
,
, عقد السمج حاجبيه وهو ينظر بريبةٍ الى ذلك الغامض أمامه و الذي تابع بنفس الهدوء
,
, ( لقد تحرشت بزوجتي ٢ نقطة)
,
, اتسعت عيناه خوفا ناقض ثقته المقززة التي كان يتحدث بها منذ لحظات ٢ نقطة وتابع الجدار كلامه مبتسما قليلا دون مرح
,
, ( وهذا عندنا ليس له سوى تصرف واحد ٢ نقطة)
,
, وفي لحظةٍ خاطفةٍ أمسك بقبضتيه الضخمتين بمقدمة قميص السمج ليبعد رأسه الي أقصى الوراء ٢ نقطة ثم يعود بها بمنتهى السرعة لينطح بجبهته جبهة السمج المذهول ٢ نقطة أو بمعنى أصح الذي كان مذهولا قبل هذه النطحة ٢ نقطة والتي سقط بعدها ككومةٍ على الأرض ٢ نقطة
,
, نفض الرجل يديه ثم ركل ساق المتكوم أمامه ليعبر من فوقه وسط ذهول المتجمهرين ممن بدأو في التجمع حول ما يحدث ٢ نقطة و في لحظةٍ اختفى ٢ نقطة
,
, ٢ نقطة
,
, سارت الى داخل مقر عملها و الذي تخصصت فيه كمصممة رسوم متحركة ٢ نقطة مطرقة برأسها كالعادة بعد أن حيت حارس الأمن بإيمائة وابتسامة ودودة ٢ نقطة سارت الي المصعد لتقف عنده منتظرة ٢ نقطة عيناها متعلقتانِ بأرقامه ٢ نقطة
,
, الى أن سمعت وقع الخطواتِ الرزينة من خلفها ٢ نقطة كيف يمكن لصوتِ خصواتِ هادئة على الأرض الناعمة المصقولة أن يكون لها تأثير مدوي بداخل قلبها ٢ نقطة خطوة ٢ نقطة خطوتين ٢ نقطة ثلاثِ خطوات ٢ نقطة ثم العطر الصادم المميز ٢ نقطة نعم ٢ نقطة إنه هو ٢ نقطة تستطيع تمييز خطواته دون أن تراه ٢ نقطة و قف خلفها مباشرة ٢ نقطةو سمعت الصوت العميق الرنان وهو يقول
,
, ( السلام عليكم ٢ نقطة)
,
, ردت عليه بكلمةٍ لم يسمع حروفها حقا ٢ نقطة دون أن تلتفت حتى ٢ نقطة إن التفتت الآن فستفضح نفسها بوجهها الذي يكاد أن ينفجر الآن من شدة سخونته ٢ نقطة يالهي ماذا أصابها ٢ نقطة إنها ليست مراهقةٍ لتشعر بمثل ما تشعر به الآن ٢ نقطة
,
, سيستقلانِ المصعد معا ؟؟؟٢ نقطة أنها على وشكِ الإغماء من شدة الدوار التي أصابتها ٢ نقطة ليست المرةِ الأولى التي يستقلانِ المصعد فيها سويا ٢ نقطة وكل مرة تبدو أكثر حماقة من المرة التي سبقتها ٢ نقطة مرة تتعثر ومرة تسقط ما بيدها ٢ نقطةومرة خطت فوق قدمه وهي تسبقه للخروج بسرعة ، بالرغم من أنه كان يحاول أن يفسح لها الطريق لتتقدمه ٢ نقطة
,
, زفرت بصمت وهي تفكر بالتظاهر بانها نسيت شيئا ما لتهرب من هنا ٢ نقطة الا أن وصول المصعد قطع عليها خطتها و هو يفتح أبوابه ٢ نقطةظلت متسمرة مكانها لا تعرف كيف تتصرف ٢ نقطة الى أن جاء الصوت العميق من خلفها يقول بما يشبه التسلية
,
, ( تفضلي ٢ نقطة أنتِ أولا )
,
, استطاعت بوضوح سماع تلك التسليةِ المختلطة بصوته الرزين ٢ نقطة هل تذكر ذاك الموقف وهي تدهس قدمه و كأنها طفلة حمقاء مصصمة على الخروج أولا ٢ نقطة لا تعتقد أنه يتذكر أي شيءٍ يخصها ٢ نقطة
,
, أخذت نفسا عميقا وهي تحاول جاهدة السيطرة على عضلاتِ جسدها التي تبدو على وشكِ التفكك ٢ نقطةدخلت متثاقلة و كأنها تمن عيه بدخولها ٢ نقطة ثم لم تجد بدا من أن تستدير ما أن دخلت ٢ نقطة ليقع نظرها عليه ٢ نقطة
,
, للحظاتٍ توقف الوقت كالعادة ٢ نقطة و طافت عيناها الحنونتين بحنينٍ دافىء فوق ملامحه القريبة الى القلب ٢ نقطةانه طويل ٢ نقطة جذاب جاذبية رجولية خارقة ٢ نقطةعيناه ٢ نقطة عيناه حين تصطدمان بعينيها تبدوانِ كلحنٍ يسافر بها الى البعيد ٢ نقطة للحظةٍ واحدة تعلقت عيناهما ٢ نقطة للحظةٍ واحدة تلكئت عيناه لا تبتعدانِ ككل مرة ٢ نقطةثم انخفضت العينانِ العسليتانِ لتمسحا وجنتيها الحمراوين ٢ نقطة انتفضت بشدةٍ وهي تشعر و كأنه قد لمس وجنتيها بالفعل ٢ نقطة أطرقت برأسها سريعا وهي تحاول جاهدة التنفس دون جدوى ٢ نقطة وفي أحدى محاولاتها لأخذ نفسا عميقا سعلت بشدة ٢ نقطة تبعتها عدة شهقات متتالية ٢ نقطةحتى دمعت عيناها ، فمدت يدها لتبعد النظارةِ عنهما ٢ نقطة
,
, شعرت به يقترب منها خطوة ٢ نقطة فالتصقت بمرآة المصعد و سعالها يزداد بغباء ٢ نقطة وما كاد أن يوقف قلبها هو انحنائه اليها قليلا وهو يهمس بقلق ٢ نقطة
,
, ( هل أنتِ بخير ٢ نقطة حنين )
,
, توقف سعالها ٢ نقطة و اتسعت عيناها فبدتا بجمال بدرينِ مكتملين وهي تنظر اليه بصدمة ٢ نقطةإنه يعرف اسمها ٢ نقطة صدىء القلب يعرف اسمها ٢ نقطة عمر لفظ باسم حنين
,
, ظلت حنين متسمرة مكانها لا تعلم كيف تتصرف ٢ نقطة حتى إنها لم تملك الجرأة لإبعاد عينيها عن عينيه خوفا من أن يكون ذلك حلما كمئات الأحلام التي حلمت بها ٢ نقطة وكل حلم كان يحمل طريقة مختلفة يتعرف بها اليها ٢ نقطة الغريب في الأمر أنها لم تحلم يوما لأبعد من ذلك ٢ نقطة فقط تحلم بفارسها وهو ينحني اليها مبتسما ليسألها عن اسمها ٢ نقطة
,
, لكن الآن ٢ نقطة لم يسألها عن اسمها ٢ نقطة فهو يعرفه ٢ نقطة لقد نطق باسم حنين ٢ نقطة
,
, وعيناه تتأملانِها بشعورٍ جميل ٢ نقطة ما تلك النظرة ؟٢ نقطة وكيف تستطيع مجرد نظرة أن تدفيء ما تلامسه ٢ نقطة أفاقت من أفكارها على صوته الرائع ذو النبرة العذبة و هو يقول مبتسما
,
, ( يبدو أنكِ أصبحتِ بخيرٍ الآن ٢ نقطة لكن من الأفضل أن تشربي شيئا )
,
, تحررت خصلة ناعمة سوداء لتظلل إحدى عينيها ٢ نقطةفرفعت يدها لتضعها بخجل خلف أذنها وهي تخفض نظرها عنه أخيرا ، بينما يدوي قلبها بموسيقى صاخبة توشك على أن تخرق طبلة أذنيها من شدة الضغط الذى تشعر به ٢ نقطة تابع عمر قائلا وهو ينظر الى رأسها المحني ٢ نقطة
,
, ( لما لا أصحبك الى المقهى لأجلب لك ما تشربينه )
,
, توقفت أنفاسها و ارتعد قلبها ، لكنها هزت رأسها نفيا دون أن تنظر اليه ٢ نقطة لم ترى ابتسامته الحانية و هو يجيب برقة أشعلت شوقها اليه أكثر
,
, ( حسنا اذن ٢ نقطة)
,
, مد يده ليضغط على رقمي طابقيهما ٢ نقطة ثم ابتعد عنها أخيرا فتنفست الصعداء ٢ نقطةوظلت صامتة وهي تشعر بمراقبته المتسلية بمنظرها الذي لا بد و أنه مخزيا الآن ٢ نقطة وصل بها المصعد أخيرا الى طابق مصممين الرسوم ، فتنحى لها مفسحا المجال وهو يتعمد إبعاد قدمه بطريقةٍ واضحة مصحوبة بضحكةٍ صغيرةٍ مرحة ٢ نقطة
,
, فخرجت حنين بسرعةٍ وحقيبة حاسوبها لم يفتها أن تضيف نقطة النهاية لهذا اللقاء الفاشل الرائع ٢ نقطة حين ضربته في ذراعه اثناء خروجها ٢ نقطة فتأوه بوضوح وهو يضحك ضحكة مرحة بينما أنغلقت أبواب المصعد تحميها منه أخيرا ٢ نقطة
,
, توقفت مكانها و وضعت يدها على صدرها اللاهث تحاول أن تهدئه ثم نظرت الى طابقها من حولها وهمست بداخلها بذعر
,
, إنه يعرفني ٢ نقطة يعرفني فعلا و اسما ٢ نقطة بدأت ابتسامة حالمة في إنارة وجهها تدريجيا حتى باتت صورة حية لفتاةٍ مشرقة بالعشق ٢ نقطة
,
, ثم اندفعت جريا الى مكتبها وما أن رمت حقيبتها وجلست حتى رفعت يديها الى وجنتيها الساخنتين وهي تعيد هامسة بذهول
,
, ( إنه يعرف اسمي ٢ نقطة ويعرف تخصصي و دعاني الى المقهى ٢ نقطة لكني بغبائي المعتاد رفضت )
,
, تحول الذهول ٢ نقطة الى ضحكةٍ مذهولةٍ رقيقة ٢ نقطة وهي تفكر بأن الفرصة لم تفت ، فاليوم اقتربت منه كما لم تقترب من قبل ٢ نقطة لذا كل ما عليها الآن أن تنتظر موعد الإستراحة مهدئة النار امندلعة بين ضلوعها شوقا لرؤيته من جديد ٢ نقطة
,
, مرت الدقائق ببطءٍ غادر تعمد أن ينسف أعصابها نسفا ٢ نقطةالى أن وصلت الي المكانها المنتظر ٢ نقطة في موعد استراحة الموظفين ٢ نقطة والذي يتجه فيه الجميع الى مقهى الشركة ٢ نقطة وكانت حنين في شوقٍ للتوجه اليه اليوم اكثر من أي يومٍ مضى ، فمن المؤكد أن عمر سيسلم عليها ٢ نقطة سيدعوها للجلوس على طاولته ٢ نقطة وهي لن تمانع هذه المرة ٢ نقطة لذا حرصت على التوجه الى حمام السيدات و للمرة الأولى فكت شعرها الطويل و جمعته على هيئة ذيل حصان ٢ نقطة بدلا من تلك الكتلة المستديرة التي تلفه كل يوم ٢ نقطة وحقا كان التغيير يستحق عناء المحاولة ٢ نقطة
,
, نظرت الى نفسها في المرآة وهي تميل برأسها لليمين و اليسار لتختال بذيلِ حصانها الطويل ٢ نقطة ثم قالت لصورتها بوضوح
,
, ( اليوم ، يومٌ تاريخي في حياتك ٢ نقطة وليشهد هذا المكان )
,
, نظرت حولها لحمام السيدات المحيط بها لكنها لم تهتم ، بل أعادت نظرها الى صورتها صديقتها٢ نقطة وهي تتابع
,
, ( حسنا بغض النظر عن طبيعة المكان الا أنه سيشهد على بدايةٍ جديدة في حياتك ٢ نقطة بداية حكاية ٢ نقطة )
,
, ابتسمت وهي تنظر لعينيها قائلة بعشق ( لقد عرفك يا غبية ٢ نقطة و أنتِ التي كنتِ تتسائلين )
,
, رمشت بعينيها وهي تفكر بما لا يقبل الشك ( مهندس مثله ٢ نقطة في قسمٍ آخر تماما ، يعرف مصممة رسوم مغمورة في قسم الدعاية ٢ نقطةأكيد ليست مصادفة ٢ نقطة لابد أنه سأل عنك ٢ نقطة وأعلموه باسمك ٢ نقطة )
,
, اتسعت ابتسامتها ثم رفعت نظارتها السوداء الاطار الى فوق رأسها حاجزة بها بعض الخصلات المتمردة ٢ نقطة وقالت لصورتها في المرآةِ وهي ضامة قبضتها أمام وجهها
,
, ( إنها فرصتك الأخيرة يا حنين ٢ نقطة لقد قام بالخطوة الأولى وهو الآن ينتظرك فهيا انزلي الى أرض الملعب و آتني بقلبه ٢ نقطة هيااااا ٢ نقطة هيااااااااااااا ٢ نقطة )
,
, لم تكد تنهي هتافها الخافت حتى وجدت باب إحدى حجرات الحمام يفتح و تخرج منه إحدى الموظفات ٢ نقطة متحاشية النظر اليها بخجل بينما لمعان عينيها المغروقتان بالضحك كاد أن يوقف قلب حنين وهي تتسمر مكانها مبحلقة في صورتها ٢ نقطة مدركة أن هناك من كان يشاركها أفكارها طوال دقائق الغباء الماضية ٢ نقطة أغمضت عينيها بصدمةٍ ثم نظرت الي الموظفة التي كانت تعدل من زينتها أمام المرآة ٢ نقطة ثم همست متلعثمة ( أنا أتدرب لدور تمثيلي ٢ نقطة )
,
, أومأت الموظفة برأسها وهي مرتبكة تمنع نفسها من الإنفجار ضحكا ٢ نقطة وفي نفس الوقت تنظر اليها بطرف عينيها متوجسة منها ٢ نقطة
,
, لذا لم تجد حنين سوى أن تنسحب ململمة ما تبقى لها من كرامة ٢ نقطة فلتذهب الكرامة الي الجحيم ٢ نقطة فلديها ما هو أهم لتشغل بالها به ،
,
, اتجهت جريا الى المقهى وقلبها الخافق يسبق خطواتها شوقا اليه ٢ نقطة
,
, نظرت بطرف عينيها في أنحاء المكان ٢ نقطة تتلهف لرؤيته ٢ نقطةالى أن صدم قلبها بتلك الرؤية المنتظرة ، لكنها لم تكن سعيدة كما توقعت ٢ نقطة فحبيب القلب يجلس على أحد الطاولات و بجواره على نفس الطاولة تجلس تلك الجميلة من قسم هندسة العمارة ٢ نقطة والمعروفةِ بدلالِ صوتها لدرجة تثير الحنق وتجعلها ترغب في خنقها لعل صوتها يعتدل قليلا بدلا من تلك الميوعة المصطنعة ٢ نقطة
,
, لكن يبدو أن صدىء القلب يرى غير ذلك ٢ نقطة فهو ينظر اليها مبتسما ، يميل برأسه ليسمع ماتقوله جيدا ٢ نقطةحتى كادت جبهته أن تلامس خصلاتِ شعرها ٢ نقطة عقدت حاجبيها بينما شعرت بلكمةٍ في صدرها ٢ نقطة لم ينتظرها كما كانت تتوقع ٢ نقطة لم يلتفت اليها أصلا حين دخلت ٢ نقطة وفوق هذا كله يبدو بمنتهى السذاجة وهو يبتسم الى تلك المدعية ٢ نقطة استدارت بعيدا بقلبها المجروح ٢ نقطة وخاطرها المكسور ٢ نقطة فبدت وكأنها تحتاج الى إحسان بنظرة عينيها المائلتين والتي تشبه نظرة الجراء الضائعة ٢ نقطة
,
, اتجهت لتأخذ صينية بلاستيكية ٢ نقطة وضعت بها العديد من الأشياء وهي شاردة ٢ نقطة حتى أنها لم تدرك حتى ماتضعه ٢ نقطة ثم استدارت لتختار أي طاولة للجلوسِ اليها ٢ نقطةلكن بعد عدة خطوات ٢ نقطة أطلقت أحدى الموظفات شهقة عالية ٢ نقطة يبدو أنها كانت تستمع ضاحكة الى شيءٍ همست به زميلاتها ٢ نقطة لكن سبب الشهقة لا يهم ٢ نقطة الذي يهم أن حنين ما أن سمعت تلك الشهقة من خلفها ٢ نقطة حتى انتابها ما ينتابها منذ سنين ٢ نقطة في لحظةٍ واحدة اختل توازنها وسقطت على الأرض الناعمة ٢ نقطة وسقطت الصينية عليها بما تحتويه و قد انسكب العصير على سترتها وهي مرمية على ظهرها تنظر الى السقف بعينين متسعتين على أقصاهما ٢ نقطة
,
, تعالت الشهقات و تسارعت الخطوات ٢ نقطة نزل عدة أشخاص بجوارها يحاولون إفاقتها ٢ نقطة لكنها لم تصاب بالإغماء ٢ نقطة و قال شخصٌ ما بجوارها ٢ نقطة أنها ليست مصابة بالإغماء فعينيها مفتوحتين ٢ نقطة وقتها تصاعدت التنهيدات لم تلبث أن تبعتها الضحكات بخفوت وصوتا يقول لها ٢ نقطة هل ستبقين ممددة على الأرضِ مذهولة بهذا الشكل طويلا ؟٢ نقطة
,
, أخذت الهمهمات الحائرة تتزايد من وضعها الغريب٢ نقطة الى أن تعالى صوتا صارما
,
, ( ابتعدو ٢ نقطة ابتعدو من فضلكم )
,
, ظلا كبيرا حجب ضوء المقهى الأبيض عن عينيها ٢ نقطة وصوته يقترب من أذنها بينما كفه يمسك بكفها
,
, ( انهضي معي حنين ٢ نقطة، أنتِ لستِ مغشيا عليك، لا توهمي نفسك ٢ نقطة لاتخافي فقط خذي نفسا عميقا )
,
, بمعجزة حاولت تنفيذ مايطلب ٢ نقطة مرة ٢ نقطة مرتين ٢ نقطة ثلاث ٢ نقطة الى أن سكن صدرها قليلا ٢ نقطة ورمشت بعينيها أخيرا بعد أن ارتخى اتساعهما المؤلم ٢ نقطة
,
, شعرت به يجذب كفها برفق ٢ نقطة ثم وضع يده خلف ظهرها ليساعدها على الجلوس ٢ نقطة ثم أمسك بذارعيها لتنهض واقفة على قدميها ٢ نقطة
, وقفت أمامه بعد أن وعت ما حولها تماما ٢ نقطة لم تجد الجرأة على النظر الى كلِ تلك الوجوه المحدقة بها ما بين تعجبٍ واستهجان ٢ نقطة وظلت مطرقة برأسها ٢ نقطة يطالعها مظهر سترتها المبللة بالكامل بالعصير ٢ نقطة
,
, لم تستطع التحمل أكثر فانطلقت تدفع المحيطين بها بذعر وهي تخرج من المقهى جريا ٢ نقطة ٢ نقطةبينما تغرق الدموع وجهها لتكمل الصوة المخزية
, ٢٦ شرطة
, اجتمعن الثلاثة كالعادة في وقت الغروب فوق سطح المنزل القديم ٢ نقطة كعادة كل ***** هذا الحي الشعبي ٢ نقطة حيث يصعدون للعب فوق أسطح منازلهم وخاصة مساءا ٢ نقطة
,
, كانت الثلاث صغيرات يهربن كل يومٍ الى السطح منذ أن تعلمن تسلق السلالم ٢ نقطة جلست اثنتين منهما ( الأقرب الى بعضهما)
,
, على الحجر الضخم الملقى على السطح ٢ نقطةوالذي ظل مقعدهما لسنواتٍ طويلة ٢ نقطة حتى أطل عامهما الحادي عشر معا ٢ نقطة أي أصبحتا على أعتابِ الصبا ٢ نقطةفبدأت الطفولة تتوارى خجلا بينما تتحرك أحلامٌ وردية لتحل محلها ٢ نقطة
,
, جلست أحداهما والتي تظهر عليها علامات الشقاوة والعفرتة وهي ممسكة بدفترٍ خاصٍ جدا ٢ نقطةتسجل فيه هي وصديقتها كل ِ ما يخصهما بكلماتٍ ذات أخطاءٍ املائيةٍ فادحة ٢ نقطة لكن ليس مهما ٢ نقطةالمهم أن تسجلا الأمور البالغة الأهمية اليهما٢ نقطة
,
, فتحت الدفتر و علامات الحزمِ و الجدية بادية على ملامحها الصغيرة ٢ نقطةممسكة بقلمها الرصاص المبري ٢ نقطةأخذت نفسا ثم نظرت الى صديقتها مبتسمة٢ نقطة الجالسة بجوارها بوداعة ، ضامة قبضتيها في حجرها ٢ نقطةتنظرهي الأخرى اليها بعينيها السماويتين الرائعتين ٢ نقطة و خصلاتِ شعرها النحاسية الحمراء تتوهج تحت ضوء الغروب الشاحب ٢ نقطةترنو بنظراتها الجانبية المبتسمة اليها و في قلبها وهج يوازي وهج قرص الشمس الغارقة في البحر
,
, مبتسمة بغمازتيها الصغيرتين ٢ نقطة وكأنهما تقومان بعملٍ جلل ٢ نقطة فقالت ذات القلم الرصاص و الخصلات السوداء المجنونة
,
, (حسنا ٢ نقطة اسمعاني جيدا ٢ نقطة ستكتب كلا منكما من ستتزوج ، ٢ نقطة و سيكون ذلك عهدا بيننا لنحققه ٢ نقطة )
,
, احمر وجه صديقتها و اتسعت ابتسامتها بينما أطرقت بوجهها أرضا ٢ نقطة فقالت تزفر بنفاذ صبر
,
, ( ليس هذا وقت خجل يا نوار فنحن نعرف جيدا من قررت أن تتزوجيه ٢ نقطة فهيا قوليها الآن لنسجل اسمه )
,
, أصبح وجه الصغيرة نوار ذات الخصلات النحاسية الحمراء أحمرا هو الآخر كحبة الطماطم ٢ نقطة بينما ابتسامتها تتسع و غمازتيها تتعمقان لكنها بالرغم من ذلك قالت بوضوحٍ دون تردد
,
, (أنا سأتزوج مالك ٢ نقطة)
,
, ابتسمت صديقتها وهي تكتب بكل بساطة ٢ نقطة بأن نوار ستتزوج مالك رشوان يوما ما ٢ نقطة ثم رفعت رأسها لتناول الدفتر لنوار ذات الخصلات النحاسية وهي تقول ( هيا امضي بنفسك ٢ نقطة)
,
, أمسكت نوار الوديعة بالقلم الرصاصي وهي تكتب اسمها مبعثرا تحت سطرها الخاص ٢ نقطة ثم همست برقة بابتسامة مترددة
,
, ( هل تظنين أن هذا سيتحقق فعلا يا حنين ؟٢ نقطة )
,
, نظرت اليها حنين بعينيها الشقيتين الحازمتين لتقول بتأكيد
,
, ( بالطبع سيحدث ٢ نقطة أنت أكثرنا من يجب أن تكون مقتنعة ، فمالك يحبك ٢ نقطةألم تدركي ذلك ، أنتي مدللته أكثر منا ٢ نقطة )
,
, عاد وجه نوار ليحمر من جديد ٢ نقطةببراءة الطفولة المتطلعةِ لأملٍ رقيق ٢ نقطة ترمش بعينيها عدة مرات عابسةٍ بغضب زائف بالرغم من السعادة المنتشرة بداخل قلبها الصغير ٢ نقطة فقالت متلعثمة
,
, ( لا يصح هذا يا حنين ٢ نقطة كفي عن ذلك الكلام الخاص بال ٢ نقطة بالحب و هذه الأشياء ٢ نقطة )
,
, زفرت حنين بنفاذ صبر ثم مدت يدها لتبعد الخصلات المتموجة المجنونة الحريرية عن مجال رؤيتها وهي تقول بثقة
,
, ( وما المشكلة في قول ذلك ؟٢ نقطة أنا أحب أخاكِ جاسر و سأتزوجه )
,
, لم تملك نوار الا أن تضحك أكثر ٢ نقطةثم قالت برقة ( اذن هيا اكتبي ذلك و امضي باسمك تحته ٢ نقطة)
,
, لم تضحك حنين بل أمسكت بالقلم و كتبت بالفعل ٢ نقطة بأنها ستتزوج جاسر رشيد يوما ما ٢ نقطة وخطت حروف اسمها كنقشٍ تاريخي وكأنها تقسم لنفسها بذلك ٢ نقطة
,
, رفعت رأسها الى الثالثة التي تكبرهما بعامٍ واحد التي كانت تمشي حافية القدمين على أطرافِ أصابعها في رشاقةٍ خلابة وثوبها الخفيف القصير يتطاير حول ساقيها الطويلتين٢ نقطة تحاول أن توازن نفسها على خطٍ وهمي ٢ نقطة رافعة ذراعيها أفقيا على امتدادهما لتتوازن وكأنها تسير على حبلٍ بين السحب ٢ نقطة
,
, ( هيا يا حور ٢ نقطة دورك )
,
, للحظاتٍ لم ترد حور عليها وهي تتباع خطواتها الساحرة ثم التفتت اليها بشعرها الطويل المتطاير ناظرة بعينيها ذات نظرةِ اللوع الفطري نظرة تنبىء بالكثير من الميوعة و الدلال ٢ نقطة وغمزةٍ شعبية مسبلةِ الأجفان لا ينجح تعلُمها ٢ نقطة بل تسكن عيني صاحبتها بالفطرة ٢ نقطة
,
, قالت حور ساخرة ( حمقاء حقا أنتِ وهي ٢ نقطة وكل ما تتمنيانه لن يتحقق أبدا . الم يحن الوقت لتكبرا )
,
, عبست كلا من نوار وحنين ٢ نقطة وقد نجحت هادمة اللذات في افساد اللحظة المهمة اليهما ٢ نقطة فقالت حنين غاضبة بينما التزمت نوار الصمت تماما عابسة بشكلٍ مضحك ٢ نقطة
,
, ( حسنا فليكن أنتِ لستِ معنا ٢ نقطة لكن أمنياتنا ستتحقق فلا دخل لك ٢ نقطة)
,
, مطت حور شفتيها بلا مبالاة لكنها قالت بعد لحظة و حاجبها يتراقص بدلالٍ مع عينيها الملاوعتين
,
, ( من قبيل المشاركة لا غير ٢ نقطة سجلي عندك أنني لن أتزوج واحدا من أبناء هذا الحي ٢ نقطة بل سأتزوج أميرا )
,
, نظرت كلا من حنين و نوار الى بعضهما بملل ٢ نقطة ثم غمزت نوار الى حنين الا تعلق حتى لا تنفقع مرارتهما ٢ نقطة
,
, فاكتفت حنين بتسجيل ما يخص حور كاتبةً ٢ نقطة ستتزوج حور من سيربيها من جديد ٢ نقطة و ستنجب ستة ***** يلتفون حول ساقيها الى أن يصيبها الجنون في النهاية ٢ نقطة
,
, سألتها حور بعد أن انتهت ( هل كتبت ما قلته ؟٢ نقطة)
,
, أومأت حنين برأسها مبتسمة بسعادة قائلة (؛ بالطبع ٢ نقطة)
,
, حين أوشك الظلام أن يحل من بين الألوان المتباعدة للسماء ٢ نقطة سمعن الثلاثة أصوات أقدامٍ معروفة تصعد سلالم السطح فلكزت حنين نوار بمرفقها غامزة بعينيها ضحكت نوار بخجل ٢ نقطة لتسارع حنين بتخبئة دفترهما الخاص في درج الطاولة القديمة ذات الساق المكسورة و الملقاة على السطح ٢ نقطة
,
, دخل في نفس اللحظة شابٌ جميل الملامح مبتسم الوجه دائما ٢ نقطة ليخفق قلب نوار كالعادة باطلالة الصبي ذو الستة عشر عاما ٢ نقطة و الذي ينظر اليها وحدها دون غيرها ما أن يدخل السطح ٢ نقطة وللحظاتٍ تاهت نظرتهما البريئة ببعضهما ٢ نقطة الى أن اقترب من حور ليجذبها من عنقها بذراعه الي صدره مداعبا إياها بخشونةٍ مبعثرا شعرها ٢ نقطة فصرخت كالعادة بحنقٍ وهي تتحرر من ذراعيه وحنين و نوار تضحكان كعادتهما ٢ نقطة ليهنأ باله وتقر عينه برؤية غمازتيها الرائعتين ٢ نقطة
,
, كم أحببنه الثلاثة ٢ نقطة حور و حنين ٢ نقطة ونوار ٢ نقطة بلعبه معهن ٢ نقطة بحمله لهن على أكتافه الرياضية ٢ نقطة بقصصه التي لا تنتهي عن تلك الدنيا و هن ينصتن مسحوراتٍ بسحره ٢ نقطة
,
, التفاتة ٢ نقطة كل ما يتطلبه الأمر التفاتة ٢ نقطة لتضيع حياة شخص . وتموت روح آخر ٢ نقطة لتنهار الدنيا من أمامِ أعينٍ مصدومة ٢ نقطة
,
, التفاتةٍ التفتها ضاحكا يريد أن يخبرهن بما أراد بعد لعبهم الطويل ٢ نقطة ليصمت دون القدرة على النطق ٢ نقطة على التنفس ٢ نقطة ليتوقف قلبه بينما اتسعت عيناه رعبا وهو يراها تقف على سور السطح ٢ نقطة رافعة ذراعيها الناعمتين لتوازن نفسها ٢ نقطة مبتسمة للسماء مبتسمة للأحلام ٢ نقطة و شعرها النحاسي يتطاير من حول وجهها المنتعش
 
الفصل الثالث


كانت حور متمددة في فراشها تتطالع هاتفها ذو الشاشة الواسعة ٢ نقطة تتنقل بملل بين صفحات التسوق ٢ نقطة لم يعد لديها ما تحتاجه ، لكن ذلك لا يمنعها من شراء المزيد ٢ نقطة لا تعلم لماذا يعطيها التسوق شعورا رائعا بالإكتفاء ٢ نقطة أن تعود محملة بالحقائب الملونة والتي تحتوي على كافة الأشياء الأنثوية ذات الماركات العالمية فإن ذلك يعطيها احساسا دافئا ٢ نقطة لكن بعد يومين اثنين فقط على الأكثر تعود الى شعورها بتلك الفجوة المتسعة بداخلها ٢ نقطة رمت هاتفها بملل وهي تغمض عينيها ٢ نقطة لتحلم بذكراه تداعبها من جديد ٢ نقطة عينيه الجميلتين ٢ نقطة ابتسامته الحنونة و التي لم تكن موجهة اليها يوما ٢ نقطة ضحكته المدهوشة وهو ينظر الى معتز لأول مرة ٢ نقطة وكل ضحكاته من بعدها الى معتز وحده ٢ نقطة لكن تلك التي جلبت معتز الى هذه الدنيا لم يكن لها نصيبا من حنانه أبدا ٢ نقطة انسابت دمعتانِ حزينتانِ من خلف أجفانها المطبقة على وجنتيها الناعمتين ٢ نقطة دمعتانِ خفيتانِ على كلِ من حولها الا هو ٢ نقطة فقد رآهما من قبل و لم يهتم ٢ نقطة بل ظنهما من الاعيب النساء ٢ نقطة
, تسللت ذكرى كلماته القاسية اليها لتمحو تلك الذكريات الجميلة و التي لم تملكها يوما ٢ نقطةلا أريدك ولم أردكِ يوما ٢ نقطة ازداد انهمار دموعها الصامتة ٢ نقطة لقد حصلت هي عليه بينما لم يردها هو يوما ٢ نقطة أذاقها المرار و ذل روحها العاشقة له حتى ملته وكرهت حبه الذي ذلها بهذا الشكل المؤذي ٢ نقطة إنها حور رشوان ٢ نقطة ولم تكن حور رشوان لتعامل بهذه الطريقة ٢ نقطة هددها مرارا بأنه سيأخذ معتز منها ٢ نقطة فإن كانت تريد الذهاب فلتذهب بلا عودة لكنها لن تأخذ معتز معها أبدا ٢ نقطة لكنه عاد و تخاذل خاصة بعد اكتشافهم لحالة معتز الخاصة ٢ نقطة وقتها لم يستطع أن ينتزعه من أحضانها وهو في أشد الحاجة اليها في هذه الحالة وهذا السن تحديدا ٢ نقطةوهذا أيضا ما أخره عن تطليقها الى هذه اللحظة ٢ نقطةهل ينتظر أن تطلب منه ؟٢ نقطة لأنها لن تطلب أبدا ٢ نقطة و إن أراد أن يتخلص منها فليفعل بنفسه فهي لن تساعده على ذلك لتحسن من صورته أمام نفسه ٢ نقطة لكن رغما عنها مجرد كلمة الطلاق تثير نارا تحرق أحشائها ٢ نقطة حتى وإن كانت قد تعودت الإنفصال عنه طويلا ٢ نقطة لكنها لازالت تحمل اسمه ٢ نقطة
, عادت اليها ذكرى رؤيتها له لأول مرة منذ أربعِ سنواتٍ٢ نقطة في زفاف أحدى صديقاتها ٢ نقطة و قد أصرت على الذهاب بعد رفض عاصم القاطع ٢ نقطة الا أنها بمساعدة والدتها التي استطاعت تليين قلب عاصم و الموافقة على ذهابها ،على أن يوصلها و يعيدها بنفسه ٢ نقطة و بعد مداولاتٍ عقيمة استسلم أيضا الا تذهب معها حنين كما طلب ٢ نقطة
, و كالعادة بدت حور كملكةٍ مشتعلةٍ متوجة ٢ نقطة بثوبها الأحمر القاني الشبيه بلون الياقوت ٢ نقطة وشعرها الأسود الغزير خلف ظهرها ٢ نقطة كانت تبدو كحالةٍ شاذة وسط الجمع ٢ نقطة فالحفل كان هادئا بسيطا تلائمه الأثواب محايدة اللون ٢ نقطة الا ان هذه الأثواب تلائم الحفل لكن لا تلائم حور ٢ نقطة وهي بطبعها تتخذ ما يلائمها دون النظر لما يريده من حولها ٢ نقطة
, حينها رأته من بعيد ٢ نقطة أسرها شيئا ما في وقفته الطويلة المهيبة ٢ نقطة أميرٌ راقي بكلِ ما تحمله الكلمة من معنى ٢ نقطة ظلت مأسورة بهيبةِ هذا الغريب الى أن حانت منه التفاتة ٢ نقطة والتقت أعينهما ٢ نقطة حينها عرفت أن شيئا ما قد تغير ٢ نقطة وأن حياتها لن تعود كسابق عهدها ٢ نقطة
, تهادت من حوله وهي تختال ببهائها الفج ٢ نقطةلكنه لم يعرها نظرة ثانية ٢ نقطة وكأنها اختفت من الصورة ، وحين يأست لجأت الى سلاحها الفعال ٢ نقطة فاتجهت الى منسق الأغاني وهمست له بشيءٍ سرعان ما ابتسم مسحورا بها لتعم بعد لحظات أنغامٍ شرقيةٍ صادحةٍ رجت أرجاء القاعة ٢ نقطة وتاهت في عالمها السحري الذي هي بطلته بلا منازع ٢ نقطة حتى أن أحدهم قام بامساكِ يدها لتعتلي إحدى الطاولاتِ٢ نقطة وتكمل عرضها المتمايل وسط هتافات معظمِ الجمعِ من حولها و اللذين تخلوا عن وقار المكانِ و الحفل ليساندو تلك الشعلةِ الراقصةِ الحمراء ٢ نقطةو قد التف الوشاح الأحمر الذي كان يغطي كتفيها ٢ نقطة في حركةٍ خاطفةٍ ليُعقد حول وركيها المتمايلين بسحرٍ شرقي ٢ نقطة مع خلخالها وأساورها التي لم تتخلى عنهم في حفلها الراقي ٢ نقطة بينما طاردتها نظراتِ الدهشةِ الممتعضة مما تفعله ممن التزلمو أماكنهم باحترام ٢ نقطة
, واثناء انحنائها و سقوطِ شعرها حتى كاد أن يلامس سطحِ الطاولة ٢ نقطة التقت أعينهما من جديد ٢ نقطة وهو يقف بعيدا مستندا الى أحد الجدرانِ مكتفا ذراعيه يطالع العرض المجاني بعينينِ جامدتين ٢ نقطة
, لا انفعال ٢ نقطة لا مبالاة ٢ نقطة لا شيء ٢ نقطة و بعد أربعِ سنواتٍ لا تزال تذكر تلك النظرة المتجمدة والتي أشعرتها بالفرقِ بينهما ٢ نقطة والذي لا تزال تشعر به الى الآن ٢ نقطة هي حور ابنة اسماعيل رشوان تشعر بالضآلةِ أمام شخصٍ واحد فقط ٢ نقطة دون غيره .
, قامت من مكانها ببطءٍ تريد الذهاب الى معتز ٢ نقطة لتراه ٢ نقطة فقط لتراه ٢ نقطة لاتملك أن تفعل سوى ذلك ، تشعر بأن هناك ما يحجزها عنه ، لا تستطيع التفاهم معه ٢ نقطة بعض النساء لم تخلق لتكن أمهاتٍ معطيات ٢ نقطة
, ذهبت ببطء تجر خطواتها الى غرفته وما أن دخلت حتى نهضت المربية سعيدة بتلك الزيارة الخاطفة وقالت بأمل
, ( هل ستجلسين مع معتز سيدة حور ؟؟ )
, ابتسمت حور بتوتر وعينيها على ذلك الصغير الجالس في ركنه المعتاد معطيا ظهره اليها يلعب بألعابه٢ نقطة اتجهت اليه و انحنت لتقبل رأسه الجميل بشعره الأسود الناعم ثم نهضت واقفة على الفور ٢ نقطة فقالت مربيته بيأس
, ( لما لا تحاولين الجلوس معه قليلا ٢ نقطة إنه يحتاج أن يراكِ )
, رمشت حور بعينيها لمنع تلك الدموع الغادرة من الإنسياب على وجنتيها و ابتسمت قائلة بصوتٍ مرتجف
, ( لا ٢ نقطة أعتقد ٢ نقطة أنتِ أفضل مني )
, همست المربية بالحاح وهي تقترب منها ( أنتِ أمه ٢ نقطة لن يستطيع أحد تعويض مكانتك لديه ، فقط امنحيه وامنحي نفسك الفرصة )
, أومأت حور برأسها بدون اقتناع وهي تريد الخروج من هنا بأقصى سرعة لا لشيءٍ سوى لأن تتفادى لحظات اثبات فشلها كأمٍ لطفلٍ مميزٍ كمعتز ٢ نقطة ثم همست بصوتها الرخيم الجرسي
, ( غدا ربما سيكون الوضع أفضل ٢ نقطةأنا مضطرة للذهابِ الآن )
, سارت عدة خطوات ناحية الباب لكن المربية أوقفتها وهي تقول بهدوء
, ( السيد نادر سيمر اليوم ليأخذ معتز ٢ نقطة)
, التفتت حور اليها بسرعةٍ وهي تقول بلهفةٍ لم تستطع السيطرة عليها
, ( سيمر نادر بنفسه ؟٢ نقطة)
, أومأت المربية بصمت فاستعادت حور بعضا من هدوئها الظاهري وقالت برقةٍ مصطنعة
, ( حسنا شكرا لك ٢ نقطة هل تحتاجين الى مساعدةٍ في تحضيره ؟)
, أخذت تبتهل الا ترد بالإيجاب وحصلت على مبتغاها حين هزت المربية رأسها نفيا بصمت فابتسمت حور و خرجت سريعا من الغرفة ٢ نقطةأمامها وقت محدود لتجهز نفسها ٢ نقطة فنادر لا يتأخر عن موعده أبدا ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, عند العاشرة تماما كان جرس الباب يرن باعثا رنينه الى قلبها الملهوف شوقا للقياه ٢ نقطة فنزلت جريا وهي تعدل من خصلاتها المتطايره خلفها كستائر حريرية ٢ نقطة بينما يقرقع كعبي صندالها الرائع على الأرضية الناعمة ٢ نقطة يعلوه خلخالها الذهبي ذو الألعاب الصغيرة الرنانة و التي تكون مع أساورها الذهبية مقطوعة حور الخاصة ٢ نقطة وما أن وصلت الى الباب حتى توقفت لتلتقط أنفاسها المبعثرة بشوق ثم أنهتها بنفسٍ عميق وهي ترسم أشد ابتساماتها إغراءا على شفتيها الرائعتين ثم فتحت الباب ٢ نقطة
, كان هو واقفا كصرحٍ عالٍ من الكبرياءِ و الغرور ٢ نقطة نادر ٢ نقطة زوجها الرائع ٢ نقطة كم تحب هذه الكلمة ٢ نقطةكانت يوما على وشكِ أن تيأس من نيلها ٢ نقطة لكن حور رشوان لا يردعها رادع ٢ نقطة وها هو لا يزال زوجها ولم تصل اليه يوما أية امرأة مثلما وصلت هي ٢ نقطة حتى ولو رغما عنه ٢ نقطة لكنها وصلت اليه ، وأنجبت ابنه ٢ نقطة ابنه الذي لازال هو القيد المسلسل الذي يجذبه و يعيده اليها دائما ٢ نقطة وهي لن تتردد في استخدام هذا القيد الى أن تصل اليه مرة أخرى ٢ نقطة ستعود لتلفه حول إصبعها من جديد ٢ نقطة لن تكون حور إن لم تفعل ٢ نقطة
, رفع نظره اليها ٢ نقطة وتأملها طويلا ٢ نقطة تقف أمامه بكلِ خيلائها وجمالها ، تلك من كانت زوجته يوما و لا تزال مع ايقاف التنفيذ٢ نقطة لم تتغير ، ولن تتغير يوما ٢ نقطة ستبقى أسوأ نموذجا لإمرأةٍ في عينه ٢ نقطة ولولا معتز لكان نبذها من حياته منذ وقتٍ طويل ٢ نقطة
, وصله همسها المغوي يتسرب متطايرا كدخانِ لهبٍ ناعم
, ( مرحبا نادر ٢ نقطة)
, أرغم نفسه على رد سلامها وهو يقول بصلابةٍ دون أن يتأثر بمظهرها الذي تعبت في تحضيره
, ( مرحبا حور ٢ نقطة هل معتز جاهزا ؟٢ نقطة أريد أن آخذه حتى لا نتأخر )
, أمالت برأسها في دلالٍ متعمد ثم ابتسمت بنعومة هامسة ( هكذا مباشرة ٢ نقطة دون حتى أن تسألني عن حالي بعيدا عنك ؟٢ نقطة)
, زفر نادر بقوة وهو ينظر الى الجهة الأخرى قائلا بجمود ( احضري معتز من فضلك يا يا حور ٢ نقطة)
, اتسعت ابتسامتها قليلا وهي تهمس بنعومة ( لكم اشتقت لسماع اسمي من بين شفتيك )
, نطقت بكلمتها الأخيرة بهمسٍ أجش وصل الى أذنيه بصعوبة ٍ جعلته يرغب في ضربها٢ نقطة فنظر الى عينيها بنظرةٍ أرسلت الرعب الى قلبها من جديد وقال بصوتٍ خافت مخيف
, ( حور ٢ نقطة نصيحة مني توقفي عن حركاتك المثيرة للشفقة ِ تلك ، فهي لم تعد تناسبك ٢ نقطة والآن فلتحضري معتز بكل هدوء )
, غابت النعومة عن عينيها و اشتدت شفتيها بينما أخذت عضلةٍ نافرةٍ تنبض في فكها دون أن تستطيع السيطرة عليها ٢ نقطةعادت تلك النار التى تكوي أحشائها من جديد كلما قابلها جفاؤه ٢ نقطة
, همست بفتور وهي تشعر بقلبها يهبط محبطا بعد أن كان يتأمل أن يرى ولو لمحةً من شوقٍ بعيد٢ نقطة في تلك العينانِ التي أسرتها منذ سنوات
, ( تفضل على الأقل ٢ نقطة ستغضب أمي ،إن عرفت أنك قد أتيت الي بابِ بيتنا ولم تدخله )
, أخذ نفسا غاضبها وهي تذكره بتلك السيدة الفاضلة التي يكن لها كل احترام ٢ نقطة وهي الوحيدة بعد معتز التي تجبره على محاولة التعامل ببساطة
, لم يجد سوى أن يدخل ٢ نقطة دقائق معدودة ٢ نقطة حدث نفسه ٢ نقطة دقائق معدودة وسيخرج مصطحبا معتز بعيدا
, نظرت حور بوجومٍ الي ظهره الصلب القوي بعد أن تخطاها دون أن يحاول ملامساتها ٢ نقطة الى متى سيظل بهذه القسوة ؟٢ نقطة والى متى سيظل يعذبها معه ٢ نقطة مصيره اليها ، فلما لا يختصر الوقت ويعلن إستسلامه ٢ نقطة
, اقتربت منه ببطءٍ تسمعه رنين خلخالها و أساورها الذهبية ٢ نقطة تهديه عطرها المسكر و الذي تعرف بحاستها الأنثوية بأنه يسكره شوقا دون أن ينطق بهذا يوما ٢ نقطة
, وصلت الى بعدِ خطوة منه ثم لم تقاوم تهورا مجنونا وهي تمد يدها بخفة لتلمس ظهره بأصابع مرتجفة ٢ نقطة تتنهد لوعة و اشتياقا مغمضة عينيها ٢ نقطة وللحظة ٢ نقطة للحظة واحدة شعرت بإنقباضةٍ خفيةٍ سرت في عضلاته القوية قبل أن يستدير اليها بحركةٍ بطيئة ٢ نقطة ناظرا اليها بجمود قبل أن يقبض بكفه الساحقة على أصابعها الهشة بقوةٍ أوشكت على كسرهم ٢ نقطة حتى أنها سمعت قرقعت مفاصلها الرقيقة بين أصابعه القاسية فشهقت ألما وعيناها تتسعانِ ناظرة اليه بخوف ٢ نقطةلكنه لم يأبه لخوفها بل نظر اليها بصلابة وهو يهدر دون أن يرفع صوته
, (الا أمل بك أبدا ؟٢ نقطة الى ماذا ترمين ؟٢ نقطة حركة اغواء فاشلة جديدة ؟٢ نقطة)
, كان صدرها يعلو و ينخفض بشدةٍ وهي تنظر اليه لاهثة بينما حاجبيها معقودانِ كطفلٍ خائف و غاضب في نفس الوقت لذا لم تستلم لخوفها طويلا وهي تتشبث بمقدمة قميصه بيدها الطليقة ٢ نقطة تقف على أطراف أصابعها لتزيد من طولها حتى تستطيع النظر الى عمق عينيه ٢ نقطة ثم همست تستجديه متخلية عن كبريائها
, (أحبك ٢ نقطةأحبك يا نادر فلما لا ترحمني ، أنا أموت بدونك كل ليلة ٢ نقطةأرحمني أرجوك )
, ثم اقتربت منه في حركةٍ مهووسةٍ تنوي تقبيله وقد فقدت السيطرة على نفسها ٢ نقطة الا أنه أسرع ليمسك بساعديها بنفس القسوة ليبعدها بعيدا عنه حتى أنها كادت أن تسقط أرضا لولا أن حفظت اتزانها على كعبها العالي بأعجوبة ٢ نقطةثم رفعت رأسها تدفع شعرها الي الخلف بحركةٍ مجنونة وهي تنظر اليه بعينين شرستين مبللتين ٢ نقطة ثم همست بفحيح
, ( ستعود الي يا نادر ٢ نقطة أعدك بأنك ستستجدي حبي يوما قريبا ٢ نقطة قريبا جدا )
, ابتسم بسخريةٍ٢ نقطة تكاد نظراته أن تحرقها حية وهي تجري على جسدها الرائع المغطى بثوبٍ يصل بصعوبةٍ الى ركبتيها البيضاوين ثم صعدت عيناه لعينيها لتخبرها برأيه بكل صراحة ٢ نقطة دون الحاجة الى الكلام ٢ نقطة
, ظلا ينظرانِ الى بعضهما وذبذبات الكره تقابلها أخرى عاشقة غاضبة الى ان استدارت حور لتعطيه ظهرها لتسمح لدموعها بالتساقط على وجنتيها ٢ نقطة غبية ٢ نقطة غبية ٢ نقطة ها قد سمحت له بإذاقتها كأس الذل من جديد ٢ نقطة
, رفعت رأسها بصلابة ودموعها تغطي الوجنتين الحمراوين بنعومةٍ تتناقض مع شراسة العينين الجميلتين ٢ نقطة بينما هو يقف من خلفها ينظر اليها بكل ما لا تتمناه المرأة في نظراتِ حبيبها ٢ نقطةلكنها شعرت بها تحرق ظهرها دون أن تلتفت ٢ نقطة أخذت نفسا عميقا ثم مدت يدها لتمسح وجنتيها بقسوة ثم استدارت اليه ٢ نقطة تمنحه تلك السعادة القصيرة بانتصاره في اجتذاب دموعها من جديد ٢ نقطة
, نظرت اليه بهدوء حديدي رافعة حاجبها بنظرة حور النجار المعروفة بقدرتها على تجميد من أمامها ٢ نقطةثم قالت بصوتٍ جليدي
, ( سأذهب لأحضر معتز ٢ نقطة أريده هنا في تمام السابعة )
, اقترب منها ليمسك بأعلى ذراعيها بقبضتيه الحديديتين وهو ينظر اليها بخطر ويقول
, ( لا تدفعيني كثيرا يا حور ٢ نقطةفأنا أحاول جاهدا الا أحرمه من تلك الكلمة التى تجهلين معناها تماما ٢ نقطة وصدقيني ذلك يتطلب مني مجهودا جبارا ٢ نقطة)
, ابتلعت ريقها بضعفٍ حاولت الا تظهره ٢ نقطةوهي تتوه بين عينيه و شفتيه اللتين تقذفانها بسهامه الطائشة الى أن سكت أخيرا ٢ نقطة يمتع نفسه للحظةٍ عابرةٍ بنظرةِ الضياع التى تنتابها كلما اقترب منها او لمسها ٢ نقطة ودون إرادة منه انتابته سعادة قاسية لا يعلم سببها ٢ نقطة لا يعلم حقا لماذا كل ما يؤلم حور يرضيه ٢ نقطة أيكون لديه جانبا ساديا لم تخرجه الا زوجته المجنونة أمامه ٢ نقطة
, تركها أخيرا بإزدراءٍ واضح ليبتعد عنها وهى من جانبها قد اكتفت من تلك المواجهة المعذبة لها فسارت من أمامه لتتخطاه بكبرياءٍ و تكبر ٢ نقطة
, صاعدة السلم ٢ نقطةتتناغم خطواتها مع رنين الخلخال و الأساور ٢ نقطة متمنية من كلِ قلبها أن يكون مأسورا بمنظرها ككلٍ من يأسر بها ٢ نقطة لن يكون رجلا إن لم يفعل ٢ نقطة ونادر بالتأكيد سيد كل الرجال الذين عرفتهم يوما ٢ نقطة
, ذهبت حور مسرعة الى غرفة معتز لتخبر المربية قائلة بتوتر ( لقد وصل والد معتز ٢ نقطة هل كل أغراضه جاهزة ؟)
, أجابت المربية بهدوء ( نعم سيدة حور ٢ نقطة حقيبته تحتوى على كل مستلزماته بالإضافة الى ورقة التعليمات ٢ نقطة هل تريدين القاء نظرة على الحقيبة فلربما أردت اضافة شيء ؟٢ نقطة)
, هزت حور رأسها نفيا بسرعةٍ وهي تقول بإحرج ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطةأنتِ أفضل مني بالتأكيد ، من المؤكد أنكِ لم تنسي شيئا )
, أومأت المربية برأسها دون أن تتكلم فاقتربت حور من معتز لتجذبه برفق لينهض ٢ نقطةثم سحبته معها لتجلس على حافة الفراش و توقفه أمامها ٢ نقطةأمسكت بوجهه بكلتا يديها و نظرت الى عينيه الشبيهتين بعيني أبيه للحظات ثم همست أخيرا وهي تبتلع غصة في حلقها
, ( سأشتاق اليك ٢ نقطة قد تكون لا تراني كثيرا ، الا انك حين تبعد عني يوما كاملا أشعر بأنني ضائعة ، لذا لا تتأخر من فضلك أنت من تحميني في هذه الحياة ٢ نقطة بمجرد أن أنظر الى عينيك أشعر بأنني محمية من كلِ ما آذاني يوما )
, لم يبد على معتز أنه فهم شيئا ، لكن عينيه تعلقتا بعيني أمه طويلا ٢ نقطة و كأنه يحاول جاهدا ٢ نقطةفضمته حور الى صدرها بقوةٍ تمرغ أنفها في خصلاتِ شعره السوداء الناعمة و كأنها تتلمس القوة من رائحته الطفولية المحببة ٢ نقطة
, أنت قطعة من أبيك ٢ نقطة همست بداخلها وقلبها ينزف دموعا مقهورة ٢ نقطةلماذا كان الألم من نصيبها هي ٢ نقطة حبٌ يبغضها و أمومة ٌ لاتفهمها ٢ نقطة
, أبعدته عنها أخيرا وهي تنظر اليه دامعة مبتسمة بألم ٢ نقطة كم هي جميلة عيناه ، آآآه يا قلبي الذي سيظل ممزقا بينك وبين والدك ٢ نقطة لكم أحتاج الى مساندته الآن ٢ نقطة بينما أنت المظلوم الوحيد ٢ نقطة
, نهضت من مكانها وهي تلتقط كفه الصغيرة بيد وحقيبته بيدها الأخرى لتأخذهما الى متحجر القلب أعمى الروح ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, ظلت تنظر الي عينيه اللتين تحولتا في لحظةٍ واحدةٍ من بركانِ كرهٍ وغضب الى بركتينِ حنانٍ حزين ٢ نقطةوهو يمد يديه ليرفع معتز بلهفةٍ بين ذراعيه عاليا ٢ نقطةليحتضنه بشدةٍ بينما انفجر معتز في ضحكٍ صاخب ٢ نقطة وهذه هي ردة الفعل الخاصة برؤيته لوالده ٢ نقطة لكلِ شخصٍ في حياته ردة فعل خاصة ٢ نقطة الا هي تحديدا ٢ نقطة ردة الفعل الخاصة بها هي محاولة الفهم ٢ نقطة والنظر الى عينيها بتركيزٍ شديد ٢ نقطة
, للحظة قاسية شعرت حور بغيرةٍ تدب في أعماقها لتحرق كيانها وهي تتأملهما ٢ نقطة تتأمل تلك العاطفة الفطرية بينهما والتى طرداها منها بمنتهى القسوة ٢ نقطة نعم هي الآن تَغِيرُ منهما معا ٢ نقطة على كليهما ٢ نقطة
, استدارت حتى تبعد عينيها عن ذلك المنظر الذى يقتلها كمدا بدلا من أن يسعدها كما هو مفترض ٢ نقطة
, أقسمت بداخلها بكلِ دمعةٍ ذرفتها يوما من أجله ٢ نقطة بأنها ستعيده راكعا متمنيا حبها ٢ نقطة ووعدا منها أنها لن ستعذبه قبل أن يناله ٢ نقطةبالرغم من أنه يستحق العذاب تماما ٢ نقطة
, فقط انتظرني يا معذبي ٢ نقطة يا من أخذك غرورك لتتحدى قلب حور رشوان ٢ نقطةفلتعلم أن اللعب بالنار كان أهون من تلاعبك بقلبي ٢ نقطة فقط انتظرني ٢ نقطة وسنرى من الرابح في نهاية لعبتنا ٢ نقطة
, ( حور ٢ نقطة )
, رفعت عينيها التائهتين اليه حين سمعت نداؤه الهادىء على خلاف الدقائق الماضية و قبل أن تجيبه سبقها ليقول بجمود
, ( هذا كله لن يفلح ٢ نقطة لقد آن الأوان ليذهب كلا منا الى طريقه ٢ نقطة أنتِ لازلتِ شابة و أنا لا أريد ايقاف حياتك بهذا الشكل ٢ نقطة هذا ليس من شيمي ٢ نقطة )
, اختفت دقات قلبها ٢ نقطة وشعرت بأنها ماتت وعادت ٢ نقطة وهي تهمس مقطوعة الأنفاس بما تنطق به عيناه ( ماذا تعني ؟٢ نقطة )
, أجاب بجموده المعتاد وهو يحمل معتز المتعلق بعنقه ضاحكا دون أن يسمع شيئا مما يجرى و حتى إن سمع لن يفهم
, ( الطلاق ٢ نقطة )
, ٢ نقطة
, يجلس في مكتبه غاضبا بشدةٍ يكاد يضرب أحدا ٢ نقطة أي أحد ٢ نقطة لم يستعصي شيء من قبل على عاصم رشوان ٢ نقطة
, يريد هذا المنزل ٢ نقطة وسيحصل عليه ، أنه منزلٌ قديمٌ من طابقين في أكثر المناطق الحيوية من المدينه ٢ نقطة قديمٌ لكنه فني الطراز يكاد يكون غريبا على كل تلك الكتل الخرسانية المحاصرة له ٢ نقطة لكن بالرغم من ذلك استطاع بكلِ مقدرةٍ فذة السيطرة على كل تلك الكتل المحاصرة ٢ نقطة ليكون مدينته السكنية الراقية الخاصة في قلب المدينة الأم ٢ نقطةولم يبقى الا هذا المنزل الغبي في قلبها ٢ نقطة
, الورثة لا يقبلون بالبيع ٣ علامة التعجب٢ نقطة حسنا ليسو الورثة تحديدا ، لا توجد سوى وريثة واحدة بعد أن سأل و بعث فريق تحقيقه الخاص لتقصي الأمر ٢ نقطة ليعرف من ذلك الذى يجرؤ على تحدي عاصم النجار بكل تلك العنجهية ٢ نقطة
, نظر الى الورقة أمامه بغضبٍ أهوج ٢ نقطةصبا عمران ٢ نقطة الوريثة الوحيدة للمستشار محمود عمران ٢ نقطة القاضي الذي لا غبار على سمعته ٢ نقطة
, تقيم بمفردها مع سيدة عجوز قد تكون خادمتها ٢ نقطةبعد وفاة والدها ليست متزوجة و لا أقارب لديها ٢ نقطة لذا فقد كان يظن أن الأمر سهلا و أن شابة في عمرها أكيد ستكون سعيدة بتلقي مبلغا مناسبا أكثر من كافٍ لتنتقل الى أرقى الأحياء في شقةٍ فاخرة يسهل التعامل معها أكثر من ذلك المنزل القديم الضخم ٢ نقطة
, ضحك ضحكة ساخرة غاضب ٢ نقطة شابة في عمرها ٣ علامة التعجب٢ نقطة إنها تكاد أن تخرجه عن سيطرته التي يفرضها التحضر عليه منذ ستة أشهر ٢ نقطة عشرات المرات يبعث اليها الوسيط ليقوم بالتفاهم معها لكن دون جدوى ٢ نقطة
, بالطبع حين بدأ في أول مرةٍ بدأ بعرض بثمن البيت الحقيقي دون زيادة أو نقصان ٢ نقطة بالرغم من أن طريقة رجال المعمار المعتادة هي البدء بثمنٍ بخس ٢ نقطة لكي حين يتم الفصال حتى لا يرتفع الثمن عاليا ٢ نقطة الأ انه لا يفعل ذلك أبدا ٢ نقطة إنه يقدر ثمن أي شيء يريد شراؤه بالعدل ٢ نقطة ليستطيع استحقاق ما ناله فيما بعد ٢ نقطة
, وبالفعل تم الرفض كما توقع ٢ نقطة فأخذ يزايد تدريجيا مع تكرر زيارات الوسيط لها ٢ نقطة لكن ما لم يتوقعه أن يقابل وسيطه كل مرةٍ برفضٍ أشد و أعنف ٢ نقطة حتى تعدى الثمن قيمة الأرض و المبنى ٢ نقطة ولا يزال الرفض قائما مع اقترانه بالتهديد المباشر بعدم تكرار المحاولة ٢ نقطة
, ابنة المستشار ٢ نقطة لطالما سمع تلك العبارة مراتٍ عديد ٢ نقطة ابنة المستشار و ابن المستشار ٢ نقطةلدى ابناء القضاة شخصية مختلفة ، ينظرون الى الناس من حولهم نظرة غريبة ٢ نقطة يكاد من هو مثله يشعر بأنها نظرة تعالي من فكرة الثراء عموما ٢ نقطةو كأن القانون يرفض المال ٢ نقطة حماقة ٢ نقطةلم يخالف القانون يوما ، و ها هو يقابل بتهديدٍ وقح من فتاةٍ سخيفة ٢ نقطة تهدده بقوة القانون ٢ نقطة
, شتم بعنف وهو يضرب سطح المكتب بقبضته ٢ نقطةثم بعد لحظةٍ أخذ نفسا محاولا تهدئة نفسه ٢ نقطة لقد دخل في منازعاتٍ وجدالاتٍ من قبل بعدد شعراتِ رأسه ٢ نقطة فلن يبدأ في التهور الآن ٢ نقطة
, و بعد أن هدأ قليلا ٢ نقطة أرجع ظهره الى الخلف ليستريح مغمضا عينيه وهو يفكر ٢ نقطةحسنا يبدو أنه حان الوقت ليتدخل بنفسه ٢ نقطة وهذا بالتأكيد ليس من حسن حظ تلك الصبا ٢ نقطة لكن ماذا يفعل ؟٢ نقطة لقد أرغمته على ذلك بعندها الغبي ٢ نقطةلكن أن يواجه فتاة ؟٤ علامة التعجب مجرد الفكرة تشعره بالدناوة ٢ نقطةعاد ليتأفف بغضبٍ أحمق ٢ نقطة وهو يفكر أن عاصم رشوان مضطرا للتحاور مع فتاة ٢ نقطة مثل هذا الصنف من البشر ليس له وجود في عالم أعماله ٢ نقطة لا وجود لأي فتيات ٢ نقطةبل وهو أيضا مضطرا للتحاور و الإقناع ٢ علامة التعجب٢ نقطة
, حتى تلك الغريبة الأطوار التي لا يتذكر اسمها و التي تقطن أحد المنازل التي يملكها و التي تصر على مقابلته منذ فترةٍ ٢ نقطةيحولها الى مساعده دون أن يقابلها ٢ نقطة
, يبدو أن العمل قد ازداد تفاهة في هذه الأيام حتى يضطر الى التعامل مع فتاتين في فترةٍ لم تتجاوز أشهر قليلة ٢ نقطة يكفيه المجنونة أخته و المزعجة ابنة عمه دون الحاجةِ الى المزيد ٢ نقطة
, قطع رنين الهاتف أفكاره بمنتهى الإزعاج ٢ نقطة فرفعه لينظر الى الإسم بوجوم ٢ نقطةها هو المزيد ٣ علامة التعجب٢ نقطةدانا ٢ نقطة
, رغما عنه توترت أعصابه قبل أن يجيبها بهدوء
, ( السلام عليكم ٢ نقطة)
, وصله الصوت الرفيع الحاد الذي يكاد أن يخرق طبلة أذنه ( السلام عليكم ؟؟؟٢ نقطة فقط ؟؟٢ نقطةهل هكذا تحيي خطيبتك دون دلال أو ألفاظٍ تحببية ؟؟ ٢ نقطة ماذا لو كان أحدا بجوارك الآن ؟٢ نقطة ماذا سيقول عن طريقة مخاطبتك لي ؟؟؟)
, أغمض عينه مرة أخرى وهو يتسائل سؤاله الذي يؤرقه منذ أن خطب دانا ٢ نقطة والذي يعتبر الشيء المقلق الوحيد في تلك الزيجة ٢ نقطة
, كيف سيستطيع أن يتعايش مع صوتها ؟؟؟؟؟٢ نقطة
, كيف سيرجع كل ليلة ليستلمه هذا الصوت ؟؟٢ نقطة كم سيكون رائعا لو اخترعو جهاز تحكم للبشر يستطيع كتم صوت من يتكلم ٢ نقطةلكنه عاد ليلوم نفسه على هذا الشعور تجاه صوتها الذي خلقت به و لم تختاره ٢ نقطة
, أخذ نفسا آخر ثم رد بهدوء بعد لحظة
, ( وماذا بها تحيتي ؟؟٢ نقطةانسي تلك الألفاظ الأخرى يا دانا لأني لم أعتدها و لن أفعل )
, أبعد الهاتف عن أذنه حين وصله ذلك الصوت الذي يشبه خربشة الطباشير على لوحِ الدراسة ٢ نقطة حتى أن شعر ذراعيه وقف مستفزا من صوتها ٢ نقطة
, أنهى مكالمته بأن قال أخيرا ( نعم يا دانا ٢ نقطة سآتي الليلة ٢ نقطة نعم ٢ نقطةنعم ٢ نقطة نعم يا دانا ٢ نقطة لا تقلقي ٢ نقطة حسنا الى اللقاء ٢ نقطةنعم ٢ نقطة سآتي ٢ نقطةلا لا لن يشغلني شيء ٢ نقطة ابعثي سلامي الى والدتك الى أن أراها ٢ نقطةنعم ٢ نقطة أراك الليله باذن **** ٢ نقطة هلا أغلقتِ الخط من فضلك ٢ نقطة )
, غطى عينيه بكف يده وهو يمنع نفسه من التأوه ثم قال بصبر
, ( لقد كبرت يا دانا على لعبة ٢ نقطةفلتغلق أنت أولا ٢ نقطةاغلقي الخط من فضلك )
, أخيرا تنهد براحةٍ حين سمع صوت إغلاق الخط ٢ نقطةفوضع الهاتف على سطح المكتب وهو يرجع رأسه مرة أخرى ٢ نقطةيا له من صوت ٢ علامة التعجب
, عاد عاصم ليلوم نفسه على أفكاره ، ليس ذنبها أن خلقت بهذا الصوت ٢ نقطة ليست تلك مشكلة حيوية لتقلقه من الزواج بها ٢ نقطة
, لكن المشاكل الحيوية موجودة بينهما بالفعل ، منذ بدء خطبتهما المتسرعة و الغير محسوبة العواقب من جانبه٢ نقطة
, و المتأنية للغاية من قبل والدها و التي يدرك جيدا أنه قد درس مشروع زواج ابنته من عاصم رشوان بكل ما سيحققه له من نفعٍ في عدة مجالات ٢ نقطة أولا ، الأرض ٢ نقطة وهو مضمار عاصم رشوان بلا منازع ٢ نقطة فسياسي ك عثمان الراجي ٢ نقطة يريد أن يمتلك المدينة كلها لو أمكنه ٢ نقطةوحين تقرب لعاصم رشوان كان لهذا السبب في الأساس ٢ نقطة فالسياسين ليست لهم تلك المقدرة الفذة على امتلاك الأراضي الا بمساعدة خبير ٢ نقطة خبير من قلب المدينه وهذه هي حياته كعاصم رشوان ٢ نقطة
, ثانيا شخص بشعبية عاصم رشوان في المدينه يضمن له الفوز في الانتخابات بكل رجاله و أتباعه ٢ نقطةعاصم ليس غبي لكي لا يرى الفائدة التي ستعم على حماه المستقبلي ٢ نقطة لكن هو ٢ نقطة هو ما الفائدة التي سيحصل عليها حقا من تلك الزيجة ٢ نقطة
, يشعر بأنه دخل نطاقا غير نطاقه ٢ نقطةيشعر وكأنه يبني بيتا ليس له ، ولا يشبه طرازه ما تربى عليه ٢ نقطة
, تهور و ارتبط بدانا في لحظةٍ تملكه فيها الغرور من اجتذاب عثمان الراجي له ٢ نقطة لكن بعد مرور عدة أشهر ، زال البريق و عاد الى أصوله ٢ نقطة كان يريد من هي تشبه أمه٢ نقطة ، مهما ارتقى مستوى ملابسه ومهما زاد عدد سياراته ٢ نقطة مهما تغيرت هيئته عن أيام الحي القديم ٢ نقطة الا أن بداخله لا زال عاصم ابن اسماعيل رشوان قابعا بداخله ٢ نقطة
, لا ينكر أنه منذ فترةٍ طويلة وهو يفكر في حل نفسه من هذا الإرتباط ٢ نقطة لكنه يؤجل الأمر محاولا الا يظلم فتاة ليس لها ذنب في تهوره ٢ نقطة بالرغم من أنه يدرك جيدا أن دانا الراجي ليست لينة العريكة أبدا ٢ نقطة فهي تشبه والدها الى حدٍ كبير ٢ نقطة
, يعلم **** أنه حاول تغييرها بما يتمناه في زوجته ٢ نقطة تماما كما تحاول هي تغييره الى ما يلائم مجتمعها المزيف ٢ نقطة
, لكنه لم يستطع و هي لن تنجح٢ نقطة
, أغمض عينيه مرجعا ظهره الى الوراء ٢ نقطة وهو يحاول التعامل مع ذلك الشعور البغيض المتنامي بداخله ٢ نقطة
, ٢ نقطة .
, ها قد عادت الى غرفتها الآمنة بعيدا عن ذلها وهوانِ النظراتِ مابين ساخرةٍ و مشفقة ٢ نقطة كيف سقطت تلك السقطة ٢ نقطة مرت فترة منذ أخر مرةٍ وقعت فيها و وقتها كانت وحيدة لم يرها أحدٌ الا الحارس الطيب الذي قام بمساعدتها الى أن نهضت ، وهي لا تعلم الى الآن لماذا تقع بتلك الصورة ٢ نقطة كان أهون عليها لو كانت قد أصيبت بالإغماء ٢ نقطة على الأقل سيكون هناك عذرا مقبولا لسقوطها ٢ نقطة لكن المخزي أنها في لحظةٍ واحدةٍ تفقد توازنها وتسقط أرضا ٢ نقطة دون أي سببٍ معروف ٢ نقطة
, أخذت تبكي بشدةٍ غير قادرة على إيقاف فيضان دموعها ٢ نقطةلم تمر يوما بموقفٍ مذلٍ كهذا من قبل ، وأمام من ؟؟٢ نقطةأمام الإنسان الوحيد الذي تحاول يائسة لفت انتباهه ٢ نقطة لابد وأنها قد لفتت انتباهه اليوم بأقصر الطرق ٢ نقطة
, تعالى شهيقها المعذب ودفنت رأسها في الوسادة تودعها كلِ عذابها ٢ نقطة ماذا سيقول عنها الآن ، خرقاء لاتستطيع الوقوف ٢ نقطة
, تذكرت نظرة زميلته الساخرة اثناء خروجها جريا من أمامهم ٢ نقطة لها كل الحق في أن تسخر منها ، وهو ٢ نقطة هو ٢ نقطة لازالت تشعر بدفء كفه فوق يدها ٢ نقطة تشعر بسخونة يده خلف ظهرها ٢ نقطة كما لن تنسى أيضا نظرته المشفقة و التي أرادت أن تنشق الأرض من تحتها وتبتلعها ما أن رأت تلك النظرة ٢ نقطة
, أغمضت عينيها تريد أن تبعد نظرته عنها ٢ نقطة فطالعتها الذكرى القديمة ، لتنشب مخالبها في قلبِ فتاةٍ صغيرة ٢ نقطة
, اثنتان ٢ نقطة متشبثتان بالسور الحجري الاحمر ينظرون بذهول ٢ نقطة وصبيٌ يصرخ عاليا ٢ نقطة نوااااار ٢ نقطة
, الذكرى نفسها حية أمام عينيها ٢ نقطة لكن ما تلاها كان مبهما بالنسبة اليها ٢ نقطة ذاكرتها تتشوش تماما عما يحيط بالمنظر المأسوي الذي شاهدته ٢ نقطةأما الألم ٢ نقطةفالعجيب في الأمر أن الألم كان أفظع من ذلك الذي عرفته يوم سماعها بخبرِ وفاةِ والديها ٢ نقطة والمنظر ٢ نقطة المنظر لن يضيع من عينيها أبدا ٢ نقطة لكن التفاصيل ضاعت تحاول أن تتذكر الذي حدث بعد هذا اليوم لكنها لا تتذكر أبدا و كأن عقلها رفض تقبل الحاضر في ذلك الوقت ٢ نقطة لكنها تذكر حربا ٢ نقطة بل حروبا ٢ نقطة مالك جريح مصاب ٢ نقطة عاصم يصرخ جامعا عصبته القديمة ٢ نقطة رجالٌ كبارٌ ذوي هيبةٍ في الحي القديم يجتمعون لينهون حربا بين عائلتين في هذا الحي ٢ نقطة
, وهي ٢ نقطة يوما ما خرجت جارية كالمجنونة و ثوبها القديم يتطاير من فوق ركبتيها ٢ نقطة بعد أن رأت مالك عائدا محملا على أذرع رجال الحاج اسماعيل ٢ نقطة
, لتصرخ عاليا ما أن رأت ظهره ٢ نقطة (أنت ٢ نقطة ) وما أن استدار حتى انحنت لتلتقط حجرا ناتئا من الأرض لتستقيم قاذفة أياه بكلِ قوتها فتصيب ذقنه و تدميها ٢ نقطة أغلقت وعيها لا تريد أن تتذكر أكثر ٢ نقطة فما تلا قد مات ٢ نقطة وقد أقسمت الا تحييه من جديد ٢ نقطة
, أغمضت عينيها بألم ٢ نقطةفبعد فترةٍ ٢ نقطة انتقلو الى المنزل الراقي الذي يسكنوه الآن ٢ نقطة انتقلو وكلا منهم حاملا جراحه التي غيرتهم بقسوة ٢ نقطة لكنها لم تتذكر مدة هذه الفترة ٢ نقطة هل امتدت لعامٍ أم عامين ؟٢ نقطة أم أكثر ؟٢ نقطة
, حور لم تعد حور ٢ نقطةضربتها قسوة لم يستطع أحدا فهم سببها و كأنها ترفض أن تستسلم للمنظر الحي في ذاكرتها ٢ نقطة مالك ٢ نقطةآآآآه يا مالك الصغير انطفأ شيئٌ في عينيه لم يستطع استعادته أبدا ٢ نقطة
, نفس السواد تتذكره لكن دون تفاصيل ٢ نقطة أصواتِ عويلٍ وبكاء ٢ نقطةمرارة خبرتها سابقا ٢ نقطة مرارة الفقد ٢ نقطة وبأقصى صوره ٢ نقطة
, فتحت حنين عينيها وقد بان فيهما ألم كل يوم ٢ نقطة لتلتفت متنهدة بألم ٢ نقطةأفيقي حنين ٢ نقطةأفيقي ٢ نقطة لقد مر على الأمر أكثر من أربعة عشر عاما ٢ نقطة لابد و أن تغلبي تلك الصورة وتنسيها ٢ نقطة لكن إن نسيتها فكيف ستنسى صاحبتها ٢ نقطة نوار ٢ نقطة أو ٢ نقطة لا ٢ نقطة كفى ٢ نقطة
, وضعت خدها على الوسادةِ تدفن جروحها القديمة ٢ نقطة تلعق دموعها التي وصلت مالحة الى شفتيها ٢ نقطةوهي تردد ٢ نقطة لن أتذكر ٢ نقطة لن أتذكر ٢ نقطة وظلت ترددها الى أن سافرت هربا في سباتٍ عميق ٢ نقطة
, أنفاسه الساخنة كانت تلفح عنقها الناعم لتحرقه حيا ٢ نقطة وذراعيه كانتا كفكي الكماشةِ حولها ٢ نقطة أخذت تقاوم متلويةٍ بجسدها الغض البريء أمام هذا الطغيان ٢ نقطة لم تجرؤ على النطق بحرف ، حاولت و لم تجرؤ ٢ نقطة ستقتل حية إن فعلت ٢ نقطة
, ظلت تتلوى وهو يرجع بها الى أن سقطت في هوةٍ سوداء ٢ نقطةأرضها قاسيةٍ كالحجر ٢ نقطة ورائحة دهانِ الحائط القديم المتهالك تزكم أنفها ، مختلطة برائحة رجوليةٍ لم تعرفها من قبل ٢ نقطة بشرة قاسية بلونها الأسمر تشد على أطرافها الضعيفة المحاربة بيأس شعيراتِ ذقنه الناميةِ حديثا تبدو كالأشواك تخدش بشرة فكها الناعمة ٢ نقطة وشفتيه القويتين تطبقانِ على أنفاسِ شفتيها المرتجفتين في هجومٍ لم تعرفه من قبل٢ نقطةو من بينِ لهاثهما سمعته يهمس فوق أذنها وهي تحيط عنقه بذراعيها الفتيتين ٢ نقطة ( هذا لتعرفي من هو زوجك ؟٢ نقطة ومن يجب عليكِ أن تهبي للدفاعِ عنه كنمرةٍ في غيابه ٢ نقطة )
, انتفضت من نومها صارخة برعب ٢ نقطة أخذت تنظر حولها وهي تشهق لاهثة بهلع ، لتجد أنها لاتزال في غرفتها الآمنة ٢ نقطة كان العرق يغطي جسدها المرتعش فالتصق به قميصِ نومها الخفيف ٢ نقطة رفعت ركبتيها تضمهما الي صدرها و تحيطهما بذراعيها بقوة ٢ نقطة بينما خصلاتِ شعرها المتمردة المبللة تلتصق على جانبي وجهها ٢ نقطة
, همست لنفسها ( كان كابوسا ٢ نقطة كان مجرد كابوسا ٢ نقطة لا تقلقي أنتِ في غرفتك الآن و لن يصيبكِ مكروه
 
الفصل الرابع


كان عاصم رشوان يجلس في سيارته مسترخيا و هو متجها الى ٢ نقطةأرض المعركة ٢ نقطة لا موعد مسبق و لا إخطار ٢ نقطة لن يعطيها الفرصة لتتدبر نفسها قبل أن تصدم وجود عاصم النجار بنفسه أمامها ٢ نقطة ليرى ماذا ستفعل ابنه المستشار ٢ نقطة
, وصل به السائق الى منزل المستشار محمود عمران ٢ نقطة وقف أمامه شامخا يحاول تحدي شموخ ذلك المنزل المهيب أمامه ٢ نقطة الحق يقال أنه رائع بكل المقاييس ٢ نقطة نعم هو مثقف بما فيه الكفاية ليعلم أن منزلا كهذا قد يعتبر الأخير في المدينة على هذا الطراز بعد أن تم هدم أمثاله على مر العشر سنين الأخيرة ٢ نقطة يستطيع تماما أن يقدر جمال بنائه ٢ نقطة يستطيع الشعور بالذنب لقراره الحاسم بأن هذا المنزل سيتم هدمه خلال شهر على الأكثر رغما عن مالكته٢ نقطة نعم يشعر بكل ذلك ٢ نقطة لكن الأمر لن يتعدى الشعور ٢ نقطة لكن الأفعال شيئا آخر ٢ نقطة
, الكثير من الأسماء المهمة تنتظر ذلك المشروع الضخم ٢ نقطة أي أنه بغض النظر عن الربح الخرافي الا أنه أيضا سيعود بالفائدة على إقتصاد المدينة عموما ٢ نقطة
, عدل عاصم نظارته الداكنة فوق عينيه ٢ نقطةثم اندفع ليصعد الي مدخل المنزل والذي لا يضم حارس أو أى كائن حي غيرها كما أخبرته معلوماته المجموعة ٢ نقطة
, وصل الى الباب النحاسي المشغول بفن وخلفه شراعات من الزجاج الملون المرسوم ٢ نقطة دق الجرس و الذى أصدر صوتا ناقوسي رائع أثار رهبة محببة في قلبه ٢ نقطة وانتظر ٢ نقطة
, لحظات و سمع صوت صرير القفل وهو يفتح ٢ نقطة ليتسمر مكانه ناسيا أن يزفر شهيقه للحظة ٢ نقطة
, فأمامه كانت حورية من حوريات الجنة ٢ نقطة صبية في جمال البدر تنظر اليه بوداعة وهي تحاول تعديل حجابها الذى لفته بعجل ٢ نقطة وما أن انتهت يديها ٢ نقطة حتى سمع همس الحوريات
, (السلام عليكم ٢ نقطة أي خدمة ؟)
, رفع نظارته الداكنة عن عينيه وهو ينظر الى العينين العسليتين المذهلتين ٢ نقطة وبدلا من أن يرد التحية التى دأبها منذ أن كان طفلا همس يحدث نفسه
, ( بسم **** ماشاء **** ٢ نقطة)
, ٢ نقطة
, جالسا في هذا المكان الراقي ٢ نقطةمع مدير أعماله و هو المكان المعتاد بالرغم من كرهه له ومن حزلقة كل أعضاؤه ٢ نقطة نادي رجال الأعمال و صفوة المجتمع ٢ نقطة ليس كالنوادي الرياضية بل هو مكان لالتقاء كل ما هو حقيقي من الماركات العالمية ٢ نقطة وكل ما هو مزيف من النفوس ٢ نقطة
, أخذ نفسا من سيجارته بتأفف وهو لا يستطيع التركيز على كلمةٍ واحدةٍ مما ينطقها مدير أعماله ٢ نقطة فخلفه مباشرة تجلس فتاة تتكلم متباهية ضاحكة بصوتٍ مزعج يوقف شعر الرأس ٢ نقطة انها لم تصمت لحظة واحدة منذ ان جلست خلفه ٢ نقطة و كل أحديثها من النوع المثير للإشمئئزاز ٢ نقطة
, عاد ليتأفف بنفاذ صبر ، فتوقف مدير أعماله عن الكلام ناظرا اليه مستفهما ٢ نقطة و سأله بحيرة
, (ماذا بك ؟٢ نقطة لم تستمع الى كلمةٍ مما قلته )
, رد عليه بحنقٍ يقول ( وكيف أستطيع سماعك و خلفي توجد ماكينة نشر الأخشاب ٢ نقطة الم تجد مكانا أفضل للجلوس به )
, ضحك مدير أعماله بصوتٍ منخفض وهو يستطيل لرؤية من تجلس في الطاولة المجاورة ثم همس بتحذير مرح
, ( أخفض صوتك ٢ نقطة الا تعرف من هي تلك ؟٢ نقطة)
, رد عليه بنفس الغضب ( بالطبع أعرف ٢ نقطة أكثر انسانة مستفزة قابلتها و بددت صبري خلال عشر دقائق )
, عاد مدير أعماله ليضحك من جديد وهو يشير بإصبعه الى فمه حتى يخفض صوته ٢ نقطة الا أن الآخر تابع
, ( نصف ساعةٍ كاملة وهي تتحدث عن كلِ تفصيلةٍ لا تعجبها في خطيبها الذي لابد وأن يهذب مستواه ٢ نقطة و لماذا خطبت له من الأساس؟٢ نقطة ماذنب عباد **** أن يجلسو ليستمعو الى مثل تلك التفاهات؟٢ نقطة )
, توتر مدير أعماله خوفا من أن تسمعهما ٢ نقطة فقال بسرعة
, ( أخفض صوتك أرجوك ٢ نقطة إنها دانا عثمان الراجي ٢ نقطة أوتعلم من هو خطيبها الذي تتحدث عنه ؟٢ نقطة )
, أخذ نفسا من سيجارته وهو ينظر اليه حانقا ليقول ( ماذا بك اليوم ٢ نقطة الم تكفيني النصف ساعة الماضية حتى ننقل أحدايثها المهمة هنا ؟٢ نقطةابنة الراجي أو ابنه اسكافي ٢ نقطة لا يهمني أبد ٢ نقطةدعنا نذهب لمكانٍ آخر لنتحدث ٢ نقطة أتعلم اشتقت الى المقاهي الشعبية ، لما لا نجلس الى أحداها و سنشرب شاي بالنعناع يقوم بتظبيط ما أتلفته تلك المخلوقة من رؤسنا ٢ نقطة )
, اقترب أكثر مدير أعماله ينحنى الى الطاولة ليهمس ( لكن الأمر يهمنا ٢ نقطة أنها خطيبة عاصم رشوان ، ٢ نقطة وطبعا هو منافس من الكبار جدا بالنسبة لنا و الذين سنبدا في منافستهم ما أن نبدأ العمل ٢ نقطة )
, سكن تماما ٢ نقطة وبردت ملامحه وهو يتمعن كل كلمةٍ مما قالها مدير أعماله و كأن قلبه قد تجمد وهو يسمع اسم رشوان مقترنا بعينين سرحتا في خياله ٢ نقطة عينانِ زيتونيتان براقتان ٢ نقطة تلمعانِ كعيني نمرة صغيرة ٢ نقطة و شفتانِ بطعمِ النبقِ الشتوى الملقى على الأرض بعد المطر ٢ نقطة
, رمش بعينيه مرةٍ ثم مال هو الآخر ليطفيء سيجارته و قال بعد لحظة ٢ نقطة
, ( حسنا ٢ نقطة لما لا تذهب و تبعث الفاكس الذي كنت تتكلم عنه ٢ نقطة )
, دهش من طلبه الا أنه ابتسم وهو يعلم أن تلك النظرة لا بد وأن تخفي شيئا مدروسا ٢ نقطة فقام من مكانه غامزا ٢ نقطة
, عاد ليستند بظهره الى الخلف ليقترب أكثر من مصدر الصوت ٢ نقطة و تابع كل معلومةٍ غبية تلقي بها دون خجل أمام صديقتها ٢ نقطة
, و استمر الكلام التافه الى أن وصل صوتها المتأفف عند نقطةٍ معينة وهي تقول
, ( إنه رائع ، لا أنكر ٢ نقطة لكن لو تختفي أسرته من الوجود ٢ نقطة أنهم يبدون ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة أخجل أن أعرفهم الى أحد من معارفي ٢ نقطة أمه لا تعرف معنى كلمة أزياء أصلا ٢ نقطة تبدو كأمٍ من هؤلاء الاتي يظهرن في الحلقات التلفزيونية الشعبية ٢ نقطة و أخته حور بالرغم من أنها تعتبر أفضلهم الا أنها أيضا ترث تلك الجينات الشعبية حتى من مجرد حركات وجهها ٢ نقطة و ذلك مالك الذي لا يهتم بأي قيودٍ من أي نوع ٢ نقطةأشعر أنه يتعمد استفزازي عند تواجدي معهم ٢ نقطة لم تريه أثناء أكله ٢ نقطة يأكل كتنين ٢ نقطة ثم يرفع نظره الي مبتسما وكأنه يتحداني أن أملي عليه طريقة تناول الطعام برقي ٢ نقطة
, هذا كله دون ذكر تلك الوضيعة التي كانت تعتقد أن عاصم سيتزوجها يوما ٢ نقطة )
, في تلك اللحظة انقبضت كفه ٢ نقطة حتى ابيضت مفاصل أصابعه ٢ نقطة لو استطاع أحدا أن يدخل صدره في تلك اللحظة لهرب فزعا من شراسة ما اعتمل بداخله ٢ نقطة
, أكملت كلامها السفيه بعجرفة
, ( أمه الساذجة اعترفت لي بمنتهى البساطة أنها كانت تريد خطبة تلك المخلوقة اليه لكن طالما انه اختارني فهي سعيدة بي بينهم ٢ نقطة على أساس أنها تطريني بتلك الطريقة ٢ نقطة حتى الكلام لا تعرف أصوله ٢ نقطة
, هل تتخيلين أن عاصم بنفسه يتزوج تلك التي تقوم على خدمتهم ٢ نقطة يكفي أن تنظري الى ملابسها و شعرها الغير مهذب و كأن المقص لم يلمسه يوما ٢ نقطة وجودها بينهم يزعجني و لن يهنأ لي بال حتى أخرجها من البيت ٢ نقطة حتى وإن اضطررت أن اجد أي موظف يعمل لدى والدي ليتزوجها ٢ نقطة و ننتهى من وجودها ٢ نقطة أتعلمين آخر مرة كنت عندهم تعمدت الإرتطام بها وهي تسكب الطعام في الأطباق فانسكب على ملابسها ٢ نقطة صحيح أنني أشعر بتأنيب الضمير الا أن وجودها يستفزني ٢ نقطة )
, عينان جامدتان ٢ نقطة يلوح منهما الغضب الأسود ٢ نقطة تظهر من أعماقهما نزعة تملكية لشيءٍ ضاع منه منذ سنين . ٢ نقطة أو شيءٌ أضاعه بعد أن أساء اليه ٢ نقطة وها هو يُساء اليه من جديد ٢ نقطة
, أقسم بداخله أن ذلك سرعان ما سيتغير، فما تركه خلفه منذ سنين آن أوانِ استرداده ٢ نقطة لقد حان وقت التدخل ٢ نقطة مطالبا بحقه
, ٢٨ شرطة
, ارتبكت صبا للحظة وهي تسمع ذلك المديح الغير صريح من ذلك البشري الشديد الوسامة المتمثل أمامها بينما عيناه تطوفانِ بعينيها دون أن تتجرآ أكثر من ذلك ٢ نقطة حتى أنها في تلك اللحظة البسيطة شعرت به يتوه سابحا في بحورِعينيها فقط ٢ نقطة دون أي شيءٍ آخر ٢ نقطة
, ارتبكت ٢ نقطة واحمرت خجلا بالرغم من أنها اعتادت على نظرات الإعجاب الهادىء بجمال وجهها ٢ نقطة لكن هذا الشخص المفزع بهيبته أثار مشاعرا غريبة من التوتر بداخلها ٢ نقطة رفعت يديها مرة أخرى وهي تتأكد من اعتدال حجابها ثم رفعت نظرها تحاول أن تعود لإتزانها المعروفة به ثم قالت بهدوء
, ( السلام عليكم ٢ نقطةأية خدمة ؟)
, أفاق عاصم الذي كان لايزال مسحورا بحلمٍ جميل من النعومة و الدفء ٢ نقطة الى أن سمع الصوت الرائع يعيد السؤال مرة أخرى ٢ نقطة فهز رأسه هزة غير مرئية ليستعيد نفسه من جديد ثم قال و كأنه يسأل نفسه هامسا
, ( الآنسة ٢ نقطة صبا عمران ؟؟)
, للحظة أدركت لهجته الشاردة قليلا ٢ نقطة هذا الشخص يتسائل إن كانت صبا ٢ نقطة والتي يعرفها قبل أن يراها ، هذا الشخص جاء خصيصا لها ٢ نقطة لهدفٍ محدد ، والآن تعتقد أنها بدأت تتعرف هويته ٢ نقطة
, اذن فقد بدأت الحرب الفعلية ، وكانت تتسائل متى ستندلع نيرانها ٢ نقطة رفعت ذقنها عاليا و ارتدت نظرتها الحازمة ٢ نقطة تنظر اليه في عمق عينه وكأنها فتاة أخرى غير تلك الخجولة التى فتحت الباب منذ دقيقة واحدة ٢ نقطة ثم قالت مبتسمة بهدوء
, ( أعتقد أنني أتشرف الآن بالنظر الى ٢ نقطة السيد عاصم رشوان ، إن لم أكن مخطئة )
, اتسعت عيناه قليلا ٢ نقطةلكن الإندهاش اختفى في لحظة ليعي نظرة التحدي التى ظهرت جلية في عينيها الرائعتين ٢ نقطة ارتفع حاجبه قليلا و ظهر طيف ابتسامة ساخرة على زاوية شفيه ٢ نقطة القطة الصغيرة أمامه تستعد لإبراز مخالبها ٢ نقطة وسيكون أكثر من سعيد لأن يقلمها لها ٢ نقطة لا تخلو من الذكاء بحيث أدركت شخصه ٢ نقطة وحين أدركته أخفت الخجل والرقة بمهارة تثير الإعجاب ٢ نقطة
, ابنة المستشار ليست سهلة أبدا ٢ نقطة إنها خصمٌ ٢ نقطة لطيفٌ للغاية ٢ نقطة ويبدو أنه سيحب جدا التعامل معها على عكس غضبه منذ ساعاتٍ قليلة ٢ نقطة لم تكن تلك الفتاة المستفزة التي توقعها قبل أن يراها بل هي نسمة ما أن فتح الباب أطلت تلامس وجهه بنعومة ٢ نقطةللحظةٍ أراد أن ينسى أمر ذلك البيت الذي جاء من أجله ٢ نقطة أراد أن يتأملها فقط طويلا الى أن يتشرب كل ذرة من هذا الجمال الملائكي أمامه ٢ نقطة أراد أن يتوه أكثر في سحر عيني الغريبة التي لا يعرفها بعد ٢ نقطة و ليست تلك التي الفيصل بينهما هذه الأرض التى يقفانِ عليها الآن ٢ نقطةوالتي تحولت من نسمةٍ الي ريحٍ عاتية ما أن أدركت شخصه ٢ نقطة كله فقط من نظرة عينيها
, أخفض نظره قليلا و ابتسامته الجميلة التى عادة تسحر الجنس الناعم به دون قصدٍ منه ٢ نقطة تزداد تدريجيا دون أن يعرف سببا وجيها لذلك ٢ نقطة تبدو الأيام القادمة مثيرة للإهتمام ٢ نقطة
, رفع رأسه لينظر اليها من جديد محاولا السيطرة على ابتسامته المتسلية ٢ نقطة ثم قال بصوته العميق الرخيم
, ( وعليكم السلام و رحمة **** و بركاته ٢ نقطةهل سبق أن تعارفنا يا آنسة ٢ نقطة صبا )
, ابتسمت هي الأخرى ببرودٍ وتحدي ٢ نقطة صامتة تتطلع اليه من طولها الأقصر منه بحوالي الشبرين ٢ نقطة ومع ذلك ارتفاع ذقنها المستفز و نظرتها التي ضيقتها بتحدي جعلته يشعر بأنها تفوقه طولا ٢ نقطة
, أجابته بصوتٍ أثار بداخله مشاعرا غريبة لا يستطيع تحديدها
, ( لم أحظى بهذا الشرف ٢ نقطة وإن كانت المسألة لا تحتاج الى ذكاء ، لكن أخشى أن تكون قد ضيعت وقتك الثمين هباءا بهذه الزيارة ٢ نقطة الغير مسبوقة بموعد )
, تحركت عضلة صغيرة في فكه و قد بدأ الغضب يتسلل اليه وهو يقف هنا على الباب ٢ نقطة تجادله فتاة لا يصل طولها الى كتفه ، مهما بلغ جمال محياها ٢ نقطة وتنظر اليه أيضا باستعلاءٍ مستفز ٢ نقطة ، إن تجرأ أشد الرجال بأسا النظر اليه بهذه الطريقة لكان له تصرفا آخر لم تكن لتتحمله ابنه المستشار ٢ نقطة
, حاول أن يبتسم بهدوء ثم قال ببرود ( هل تصرفينني من على بابك ٢ نقطة دون حتى دعوة للدخول أو تقديم ضيافة ٢ نقطة لا أعتقد أنك بهذا البخل )
, قست عيناها و اشتد بأسها وهي تبادله بنظرة اعتادت أن توقف بها المتطفلين عند حدودهم فلا يتجاوزوها ٢ نقطة ثم قالت بحزم لا يقبل النقاش
, ( الضيوف لا بد أن يأتون بموعدٍ مسبق يا سيد عاصم ٢ نقطة كما أن دخولك غير مقبول بالمرة فكما تعلم جيدا ٢ نقطة أنني أعيش بمفردي ، لذا أعتذر منك ، خاصة وأنه لا سبب وجيها للزيارة ٢ نقطة )
, قست عيناه حتى بدتا مخيفتان للغاية لكنهما لم ترهباها ولو لمثقال ذرة ٢ نقطة ثم قال بصوتٍ خطير
, ( لما لا تدعيني أنا لأقرر إن كان سببا وجيها أم لا ٢ نقطةثم أنني لم آتي الا بمعرفتي أن هناك سيدة تقيم معك، الكذب صفة غير محمودة على فكرة ٢ نقطة )
, اشتدت قسوة شفتيها و اتسعت عيناها وهي تجيب بخفوتٍ خطير
, ( من الواضح أنك قد جمعت المعلومات التي تحتاج اليها ٢ نقطة عمل جيد ، لكن هذا لا يمنحك الحق في أن تدخل بيوت الناس وقت أن تحب ٢ نقطةأنا لا أدخل غرباء الى هنا ٢ نقطة)
, قال بغضبٍ لايزال يسيطر عليه ( لم يكن هذا ما أجبت به الوسيط الذي بعثته ٢ نقطة فحسب علمي أنه دخل الى البيت أكثر من مرة ، ألم يكن رجلا غريبا هو الآخر ؟٢ نقطة)
, لم تصدق فعلا شدة وقاحته ٢ نقطة بالتأكيد ، وماذا كانت تنتظر من ابن أحد تلك الطبقات الحديثةِ الطافيةِ على السطح و التى اختلطت لديها المفاهيم ٢ نقطة فابتعد الدين عن القانون و ارتبطت السياسة بالمال ٢ نقطة و أصبح الحال مستعصي الفهم على أمثالها ٢ نقطة أصحاب الطراز القديم ٢ نقطة ذلك الطراز الذي أنشأها عليه والدها ٢ نقطة رجل القانون و الشريعة ٢ نقطة
, ظلت تواجه نظراته بنظراتها المشعة المتحدية لعدة لحظات دون أن يرف لها جفن ٢ نقطة بينما بداخلها تشعر بأنها تود رميه بالكثير من آرائها المتعلقة بشخصٍ مثله ٢ نقطة لكنها لزمت الصمت فلا جدوى من الجدال معه ٢ نقطة فقالت بهدوء
, ( الوسيط الذي أرسلته بالنيابةِ عنك ٢ نقطة هو مجرد مأمورا من سيادتك ، لذا ليس من العدل أن أرجعه صفر اليدين حتى و إن لم أستسغ عروضه و التي تبدو و كأننا في سوقٍ للبيع و الشراء ٢ نقطة لكن كما قلت ، هو مجرد رسولا حرصت تماما على تحميله رسالتي لك على أمل الا أتشرف برؤيتك ٢ نقطة لكن يبدو أن رسالتي لم تصل ٢ نقطة لذا فها أنا أقل بكل وضوح حتى لا نضيع وقت كلانا ٢ نقطة عرضك مرفوض ٢ نقطة والآن هل تسمح بالإنصراف ؟٢ نقطة)
, أصابتها عيناه بشكلٍ أعنف و أقسى ٢ نقطة يبدو أنه لم يعتد الرفض يوما ٢ نقطةلكن لسيت مشكلة فلكلِ شيءٍ بداية ٢ نقطة لكنها سمعته يقول بصوته الهادىء هدوءا خادعا
, ؛( ومع ذلك أفضل لو تكلمنا قليلا ٢ نقطةلن آخذ من وقتك طويلا ، ٢ نقطة يا ابنة المستشار )
, عقدت حاجبيها وهي تسمع كلمته الأخيرة ٢ نقطة ابنة المستشار ٣ علامة التعجب٢ نقطة لماذا شعرت بأنه ينطقها كإهانة ٢ نقطة لم تشعر يوما بالبغض تجاه شخصا تقابله للمرة الأولى و لمجرد عدة دقائق ٢ نقطة كما تشعر الآن ، ما مشكلته هذا الكائن العضلي الضخم ٢ نقطة يبدو أن عقله الرأسمالي قد تحور مع مرور السنين الى كتلة من العضلات لا تعمل الا لحساب الصفقات الرابحة ٢ نقطة تماما كمن يعمل بساعده ٢ نقطة بل أن من يعمل بساعده يفوقه شرفا و عقلا ٢ نقطة
, لكنها و بالرغم من كلِ ما تشعر به من غضب ، الا أن شعورا بالحرج انتابها ٢ نقطة لم تعتد أن تترك أحدا على باب بيتها كل هذه الفترة ٢ نقطة مهما كان ٢ نقطة هي لم تغلق باب بيتها تجاه ضيف أبدا ٢ نقطة أخذت نفسا عميقا ثم تنحت وهي تفتح الباب اكثر دون أن تنظر اليه متعمدة وهي تقول بتهذيب مجبرة عليه
, ( تفضل ٢ نقطة لكن رجاءا ، لا تعقد الآمال ، فلن تحصل الا على واجب ضيافتك ٢ نقطة)
, ضحكة رجولية ضاربة ٢ نقطة هزت المحيط حولها فجأة ، لكنها ظلت مصممة على عدم النظر اليه منتظرة أن ينهي ضحكته المستفزة و يدخل ٢ نقطةخفتت ضحكته تدريجيا الى أن صمتت تماما ٢ نقطة لكنها لم تشعر بحركة ، لحظة ٢ نقطةلحظتين ٢ نقطة فلم تستطع منع نفسها من النظر اليه بغضب ظاهر ٢ نقطة ففوجئت به ينظر اليها بنظرةٍ كالسهم الذي يكاد أن ينفذ الى روحها ٢ نقطة يتخلل أعماقها ٢ نقطة غابت التسلية عن عينه ، وزال المرح عن شفتيه ٢ نقطةأخفضت عينيها رغما عنها و زفرت بحنق ٢ نقطة ماذا به ؟٢ نقطة ألم يرى نساء من قبل ٢ نقطة
, مدت يدها مرغمة في حركة دعوة غير نابعة من القلب ٢ نقطةدخل بعد لحظة يتخطاها بصلفٍ و عنجهية ٢ نقطة فنظرت الى ظهره العريض بحيرة ثم هزت رأسها متعجبة من ذلك الشخص الغريب المتناقض ٢ نقطة
, ما أن دخل عاصم حتى شمل البهو كله بنظرةٍ واحدة ٢ نقطة متمعنا في كل تفصيلة بعينه المسجلة لكل ما حوله بدقةٍ لم تتعد لحظاتٍ من الزمن ٢ نقطة ثم اختار مقعدا وثيرا ليجلس عليه مستندا بظهره مرتاحا واضعا ساقا فوق الأخرى ٢ نقطة يتصرف و كأنه في بيته ، دمدمت في داخلها بغضب ٢ نقطة وهي تغلق الباب ثم اتجهت اليه لتقف أمامه ٢ نقطة صامتة للحظات ثم قالت بأدب
, ( ماذا تحب أن تشرب ؟٢ نقطة)
, شعرت بقلبها يغلي غضبا وهو يرمقها بنظراته المتفحصة ، من جلسته المتعالية ٢ نقطة ابتسامته الجانبية المستفزة وو هو يتفحص عبائاتها المنزلية الرقيقة ٢ نقطة الوشاح الوردي الذي يغطي شعرها ٢ نقطة ها هو يعود لعينيها من جديد ٢ نقطة ما باله لا يتركهما ٢ نقطة
, رد بهدوء مبتسما ( هل تجيدين صنع القهوة ؟٢ نقطة لا أحب أن أتناولها الا إن كانت ٢ نقطة، ذات وجهٍ٢ نقطة ٣ علامة التعجب٢ نقطة)
, صمت ولم يكمل ٢ نقطة ظل محدقا بها الى أن قالت بتهديد
, ( أكمل من فضلك ٢ نقطة )
, اتسعت ابتسامته قليلا ٢ نقطة ولم يرد حالا فنظرت الي عينه رافعة أحد حاجبيها بنفس ذلك التحدي ٢ نقطة الى أن قال بتسلية
, ( نعم ٢ نقطة الا اذا كانت ذات وجهٍ صبوحٍ كوجهك ٢ نقطة يا ابنة المستشار )
, لم تستطع هذه المرة أن تسيطر على الغضب الأسود الذي عصف بداخلها تجاه ذلك الوقح الذي يغازلها وهو ممسكا بسبحة في يده فقالت بنبرةٍ خطيرة اعتادت أن تستعيدها لحظات اللزوم
, ( سيد عاصم ٢ نقطة إن كنت قد سمحت لك بأن تدخل من باب الأدب فهذا لا يعني أن تتجاوز حدودك و تستخدم تلك عبارات الغزل السخيفة تلك )
, ارتفع حاجباه في دهشة مصطنعة ثم قال بهدوء ( غزل ؟ّ٢ علامة التعجب٢ نقطة اعذريني لا أقصد الإهانة لكن ما الذي يدعوني لأغازلك ٢ نقطة وجهك الصبوح كلمة أستخدمها عادة كل صباح لأدلل بها ابنة مدبرة المنزل ٢ نقطة رضا الصغيرة ٢ نقطة عفوا يبدو أنني قد اعتدت الكلمة ٢ نقطة)
, شعرت صبا فجأة كمن سكب عليها دلوا من الماء البارد ٢ نقطة ماذا بها ؟٢ نقطة لماذا يخرجها عن طورها الى هذا الحد الأحمق باهانته المخفية المتعمدة ٢ نقطة ولكي تداري احراجها قالت بعصبية
, ( سأذهب لأعد القهوة ٢ نقطةفأنا أجيد صنعها تماما )
, ثم سارت مبتعدة شاعرة بنظراته النافذة كالسهم في ظهرها ٢ نقطة لم يضيع عاصم الفرصة ، بل قام من مكانه ليتجول في أنحاء هذا البهو و الذي يغلب عليه طابعا مميزا ٢ نقطة عتيقا ، محملا بعبق ماضٍ راقي ٢ نقطة أثاثه البسيط ذو اللون الدافىء المخملي ٢ نقطة يتناقض مع ذلك المذهب بزخرفةٍ ضخمة والذي يحتل منزله ٢ نقطة تلك المكتبة العريضة التي تحتل عرض حائطا بأكمله ٢ نقطة اتجه اليها ٢ نقطةأرففٌ من كتبٍ في القانون ٢ نقطة الكثير منها خط عليه اسم محمود عمران ٢ نقطة كتبا في القانون و الشريعة ، هل عاش عمره كله ليكتب هذه الكتب ؟٢ نقطة الم يكن لديه ما يشغله غير كتابة هذه الكتب ؟٢ نقطة صحيح أنه يعتبر نفسه مثقفا للغاية و خاصة سياسيا و اقتصاديا بما يلائم أعماله و يفيدها ٢ نقطة لكن غير هذا لم يفكر يوما في قراءة الأدب مثلا ٢ نقطة أو تلك المدعوة فلسفة ٢ نقطةأو٢ نقطة القانون ٢ نقطة فلديه فريقا قانونيا كاملا يزوده بما يريده ٢ نقطةعجبا لهذه الدنيا ٢ نقطة بعض الناس يفني عمره بين الكتب و المبادىء ٢ نقطة فقط ليقوم الآخر باختراقِ ثغراتها ٢ نقطة كلا يقوم بدوره في هذه الحياة ٢ نقطة
, انتقل الى تلك المدفأة الحجرية ٢ نقطة والتي تعلوها صورا عديدة في إطاراتٍ ذهبية و فضية مزخرفة ٢ نقطة لرجلٍ خط الشيب شعره مبتسما لا يحمل للدنيا أي هم ٢ نقطة يبدو كمن ضميره مرتاحا فلا يخيفه في هذه الدنيا أي شيء ٢ نقطة بجواره صورا عديدة لنفس الشخص٢ نقطة ٢ نقطة بزي القضاة ٢ نقطة بعضها الآخر بجوار امرأة في نفس جمال ابنتها ٢ نقطة وأخرى بجوار فتاة شابة تشبه البدر في تمامه ٢ نقطة صبا عمران ٢ نقطة لكم يليق اسمها بها ٢ نقطة فهي الصبا و كل الصبا ٢ نقطة
, صورة أخرى مندسة خلف الصور ٢ نقطة نفس الوجه القمري و نفس الصبا ٢ نقطة لكن وهي في نسخةٍ طفولية ،٢ نقطة ابتسم دون وعي وهو ينظر الى تلك الطفلة ذات الجدائل الذهبية النحاسية الناعمة كأمواج البحر ساعة الذهبية لحظة الغروب ٢ نقطةضحكة واسعة تضيء الكون ٢ نقطة غمازتين عميقتين في وجنتيها الحمراوين ٢ نقطة لم يرى الغمازتين ٢ نقطة بالتأكيد فابنة المستشار لم تبتسم في وجهه منذ رأته ٢ نقطة
, أمسك تلك الصورة ليخرجها من مخبئها خلف الصور الأخرى ليتطلع اليها مبتسما ٢ نقطة تلك الجميلة لم يقلل ال**** ذرة من جمالها ٢ نقطة لكن تلك الروعة التي يراها في الصورة تعد بالكثير ٢ نقطة
, في لحظةٍ واحدة وجد الصورة تختطف من يده بقسوةٍ ٢ نقطة ليجد القطة البرية الذهبية تقف ممسكة بها ناظرة اليه بشراسة ٢ نقطة تكاد أن تقتله بسهام عينيها الغاضبتين ٢ نقطةثم هدرت بصوت ٍ حازم
, ( أنت تتخطى كل حدودك في هذا المكان يا سيد عاصم ٢ نقطة فإما أن تحترم حرمته و إما أن تغادره حالا )
, نظر اليها بهدوءٍ دون أن يرف له جفن ٢ نقطة ثم قال بصوتٍ خافت فاتر
, ( وأنتِ ثان مرة تهددين بطرد عاصم رشوان يا ابنة المستشار ٢ نقطة ماذا كان والدك ليقول لو عرف بقلة تهذيبك ؟ )
, نارا جامحة أطلت من عينيها ٢ نقطة وفتحت شفتيها تنوي برمي كلماتِ الطرد النهائية حتى يكون له سببا وجيها يدعوه لقول ٢ نقطة أنها قليلة التهذيب مرة أخرى ٢ نقطة
, لكنه لم يمهلها لتنطق حرفا واحدا ٢ نقطة بل اتجه الى مكانه في كرسيه الوثير وجلس بكل ثقة
, دخلت في تلك اللحظة سيدة متقدمة في السن ٢ نقطة ترتدي عباءة و وشاح على رأسها ٢ نقطة تبدو على وجهها علامات الرضا و الطيبة وبابتسامة بشوشة و ضعت صينية القهوة امام عاصم الذي ينظر اليها هو الآخر مبتسما٢ نقطة ثم قال مكلما صبا مازحا
, ( لم تصنعي القهوة بيدك ؟؟ ٢ نقطة الا تعلمين أن الفتاة التي لا تجيد إعداد قهوة جيدة لا تجد من يتزوجها بسهولة ؟٢ نقطة)
, للحظةٍ وقفت أمامه دون حراكٍ وهي تنظر اليه بلا تعبير بينما العينان العسليتانِ تستعدان لشنِ الهجوم المتوقع ٢ نقطة ومن موقعه رأى متسليا أنه الهدوء الذي سيسبق عاصفة منفجرة الآن ٢ نقطة
, لكن تلك السيدة الطيبة لم تمنحها الفرصة وهي تهب مدافعة بحماس
, ( من تلك التي لا تجيد اعداد القهوة ؟٢ نقطة صبا ؟٢ نقطة لقد أعدتها بيدها كما كانت تعدها دائما للمستشار رحمه **** ٢ نقطة وماذا ستقول أن تذوقت طعام يديها ؟٢ نقطة صبا سيدة منزل ممتازة ٢ نقطة هنيئا لمن سيتزوجها ٢ نقطة)
, ثم غمزت لصبا و الفرحة تكاد تغرق وجهها ظنا منها أن هذا الضخم الجالس بفخامةٍ واضعا ساقا فوق الأخرى هو خاطبا محتملا ٢ نقطة
, أغمضت صبا عينيها غضبا منها ٢ نقطةيالهي انها تقوم بالدعاية لها ٢ نقطة عادت لتفتح عينيها و ترمقها شزرا تهز رأسها لتنصرف من أمامها الآن
, فأومأت فتحية برأسها و الجدية المضحكة ترتسم على وجهها ٢ نقطة بينما هي ابعد ما تكون عنها ٢ نقطة ثم أهدت عاصم ابتسامة أمل وحنان و زادت أن اقتربت لتربت على كتفه بيدها المكتنزة ٢ نقطة فضحك عاصم وهو يربت هو الآخر على يدها الموضوعة فوق كتفه ٢ نقطة
, بعد انصراف فتحية ٢ نقطة حاولت صبا أخذ نفسا لتهدىء نفسها من هذا الوضع المستفز .
, بينما كان عاصم ينظر مبتسما الى فنجان القهوة الموضوع أمامه على الطاولة ٢ نقطة و الذي كان ٢ نقطة ذو وجهٍ صبوح ٢ نقطةو رائحةٍ تماثل سحر المكان و سحر صاحبته الآتية من زمن الفرسان ٢ نقطة أعاد وضع ساقه فوق الأخرى ثم أشار بكلِ عنجهية بيده دون أن يتكلم الى الأريكة بجواره ٢ نقطة في دعوةٍ سمجةٍ منه٢ نقطة لأن تجلس بقربه ٢ نقطة ظلت واقفة للحظات تتمرد على غطرسته ٢ نقطة لكنها آثرت أن تجلس في النهاية حتى يلقي الكلمتين المحجوزتين في حلقه ثم يخرج سريعا ٢ نقطة
, اتجهت بإباءٍ ثم جلست على الأريكة لكن في أبعد نقطة منه ٢ نقطة جلست على حافتها كأنها تريد أن تخبره كم هي متشوقة لرحيله ٢ نقطة
, نظر اليها متغلغلا أعماقها لا تعلم إن كان بوقاحةٍ أم سيطرة ٢ نقطة ثم التقط فنجانه يرتشفه بصمتٍ متلذذا بكلِ رشفة ٢ نقطة تاركا إيها تتأمله بغضبٍ يتزايد في كلِ لحظة ٢ نقطة
, لم يتكلم الى أن أنهى قهوته لآخرها ٢ نقطة تطلع اليها بعدها في تحدٍ صامت للعيون ٢ نقطة وظلت هي تنظر اليه تريد أن تتحدى نظراته ، الى أن تغلب عليها حياؤها فطرفت بعينيها تبعدها عن حينه لتنزل متحججة بالنظرِ الى سبحته التي يتلاعب بحباتها ٢ نقطة
, أنزل ساقه فجأة فباغتها وهو يميل في مقعده الى الأمام مستندا بمرفقيه الي ركبتيه ٢ نقطة حتى يقترب منها على قدر استطاعته ، رفعت ذقنها تنتظر كلامه ٢ نقطة وتكلم بالفعل ٢ نقطة بكلِ هدوءٍ قال
, ( أريد البيت يا صبا ٢ نقطة فقط ضعي الثمن الذي تريدينه و لا داعي لتضيع وقتينا أكثر )
, لمعت عيناها بوحشية ٢ نقطة مصدومة من وقاحته التي لم تر لها مثيلا ٢ نقطةقالت بمنتهى الهدوء بعد لحظة
, ( و البيت ليس للبيع ٢ نقطة سيد عاصم )
, لاحظ كيف شددت على لفظة سيد تهدده بأنها لا تسمح له بلفظ اسمها دون ألقاب ٢ نقطة لكنه لم يأبه وهو يبتسم ابتسامة لم تصل الى عينيه ثم قال بنفس الهدوء لكن مع لمحة أعلى من الخطر
, ( لا يوجد في قاموسي ما هو ليس للبيع ٢ نقطة يا صبا )
, شدد هو الآخر على اسمها فردت عليه بعينين اشتعل فيهما العسل ليصبح حمما لهبية ( قاموسك لا أعترف به ٢ نقطة يا سيد عاصم )
, مالت ابتسامته بشكلٍ خطير وهو يبعد نظره عنها و كأنه يفكر في الأمر ٢ نقطة ثم قال بصوتٍ خافت منذر
, ( لكنه القاموس المفعل في عالمي ٢ نقطة يبدو أنكِ لا تدركين حجم الأشخاص اللذين يريدون هذه الأرض ، ولا حجم المشروع الذي سيخدم اقتصاد المدينة ٢ نقطة هل تتخيلين أنه من الممكن أن نتنازل عن هذا كله ، لأنه قطة صغيرة قررت اظهار مخالبها ٢ نقطة معجبة بشجاعتها في مواجهة الأعاصير القادمة )
, كانت نظراتها معلقة طوال الوقت بحباتِ سبحته التي يتلاعب بها بين أصابعه أثناء كلامه ٢ نقطةلا تعلم لماذا تثير انتباهها بهذا الشكل ٢ نقطة ولماذا يتمسك بها بهذه القوة ٢ نقطة
, رفعت نظرها اليه لتقول بنعومةٍ وخفوت ( هل تهددني سيد عاصم ٢ نقطة )
, لم يرد عليها للحظة ٢ نقطة وهو يتطلع الى عمق عينيها لا يحيد عنهما ثم قال أخيرا بوضوح
, ( العند للعند لا فائدة منه ٢ نقطة بل على العكس ، قد يؤذيكِ يا صبا ٢ نقطة لقد باع كل أصحاب المنازل المجاورة لك ، لذا لا تحاولي الوقوف في وجه التيار ٢ نقطة الأمر أكبر منكِ ومني صدقيني )
, قامت من مكانها في حركةٍ واحدة وهي تقول بصوتٍ قاطع ( لقد انتهت الزيارة يا سيد عاصم ٢ نقطة)
, رفع رأسه ينظر اليها بوجه قد من حجر ٢ نقطة لاتعبير له ، حتى عيناه الجامدتان بدتا و كأنها صخرتين من حجر الرخام الأسود ٢ نقطة لكن هذا الجمود كان يخفي خلفه غضبا يهدد بإحراق المكان ٢ نقطة ابنة المستشار تنظر اليه من عليائها و تنهي الزيارة ٢ نقطة
, قام من مكانه ببطء ٢ نقطة يعدد حبات السبحة بيديه الاثنتين انتقل نظرها الي أصابعه مرة أخرى فأفتر فمها عن ابتسامة واهية لترفع نظرها من السبحة اليه ٢ نقطة وكأنه سمع ما تقوله فاشتد ضغط شفتيه و تضاعفت قسوة عينيه ٢ نقطة
, وقف أمامها كجبلٍ عالٍ يطل عليها وهو على بعد خطوةٍ منها ٢ نقطةثم قال لوجهها الذي أشاحته بعيدا رافضة النظر اليه أكثر ،
, ( لا قبل لكِ على مواجهتي ٢ نقطةيا ٢ نقطة صبا ، ولا مواجهة من يريدون الأرض و أنا لا أحب أن أكون طرفا في الضغط على امرأة )
, ابتسامتها ظلت على شفاهها وهي تنظر اليه ٢ نقطة لتقول بعد لحظة
, (أمثالك من ٢ نقطة الرجال قد انقرضو منذ زمن يا سيد ، أفق ، فتلك ٢ نقطة المرأة قادرة على مواجهتك أنت ومن خلفك ، لذا فقم بدورك و أبعد قلقك المخزي ٢ نقطة أنا لا أخاف الا من خالقي )
, ماهو ذلك البريق الذي اشتعل في عينيه لحظة ، لمحة اعجاب ٢ نقطةأم أنها تتوهم وهي اشارة الخطر ، أيا يكن فهو لا يهمها ، فليشعر بما يريد وليفعل ما يستطيع ٢ نقطة الوقح الذي مجرد وقوفه في هذا المكان يعتبر جريمة في حق صاحبه ٢ نقطة المستشار الذي تثير مجرد ذكراه الاضطراب في أمثال ذلك الواقف أمامها ٢ نقطةلذا فستريك ٢ نقطة ابنة المستشار ٢ نقطةأنها تستحق ذلك اللقب الذي جعلك تأتيها بنفسك لترى غريمتك ٢ نقطة
, قالت بأدب ( الى لقاءٍ قريب ٢ نقطة سيد عاصم ، لكن بالتأكيد ليس هنا )
, نفث نفسا ساخنا ضرب وجنتيها فابتعدت بحدةٍ عنه لتتجه الى الباب المفتوح وتمسكه متعمدة تنتظر خروجه لتغلقه خلفه للأبد ٢ نقطة
, خرج مندفعا الى الباب ٢ نقطةلكن قبل أن يخرج وقف أمامها عندما مر بها ليقول بقوة
, ( تذكري أنني قد أتيت الى بابك يوما ٢ نقطة وأغلقته خلفي )
, نظرت اليه مبتسمة وقالت برقة ( سأتذكر ٢ نقطة حين أضحك مرة تلو مرة على محاولاتكم الفاشلة ، فلتركبوا أقوى خيولكم ٢ نقطةحتى وإن لم تكونوا فرسان هذا الزمن ٢ نقطة)
, قال لها بصوتٍ هدر الغضب فيه بالرغم من خفوته ٢ نقطة ( حسنا يا صبا ٢ نقطةقرار الهزيمة كان لك ، تذكري هذا )
, ثم خرج دون كلمة أخرى ، و لم يكد يمر من الباب حتى تسمر مكانه بصوت انصفاق الباب بشدةٍ خلفه ٢ نقطةحتى اهتزت عواميده النحاسية بزجاجه الملون حتى ظن أن سيتحطم الى شظايا ٢ نقطة التفت لينظر الى الباب المغلق ثم أعاد ارتداء نظارته الداكنة التي دخل بدونها و خرج بها ٢ نقطة ليخفي غضبه و الذي يكاد أن يشتعل في صدره في تلك اللحظة ٢ نقطةمن هي تلك التى تجرأت للتو على رفض عرض عاصم رشوان ٢ علامة التعجب٢ نقطة تحدي عاصم رشوان٢ علامة التعجب ٢ نقطة صفق الباب خلف عاصم رشوان ٢ نقطة٤ علامة التعجب٢ نقطة
, لم يشعر أنه أهين يوما كما أهانته تلك الوقحة الآن ٢ نقطة رجلا أشداء لم يتجرأو أبدا على فعل جزء من ذلك الذي فعلته ،
, ٢ نقطة أخذ يتوعدها و هو ينظر من حوله الى العمارات التى صار يملكها ٢ نقطة بينما هو يقف في الأرض الوحيدة التي لم يملكها بعد ٢ نقطة
, حسنا يا صبا ٢ نقطة يا ابنة المستشار ٢ نقطة فلنرى من سيضحك في النهاية ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, نظر الي ساعة يده وهو يفكر ٢ نقطةأين هي ؟٢ نقطة لقد جاء موعد القاء القمامة ٢ نقطة لقد تأخرت اليوم ٢ نقطة يبدو أن حدثا جلل قد أخرها فهي لا تتأخر عن موعد إخراج الحقيبة البلاستيكية السوداء الضخمة و التي تعادل نصف طولها تقريبا الى خارج المنزل حيث السلة الضخمة الموجودة بجانب السور لتأتي عربة القمامة لتأخذها ككل يوم ٢ نقطة
, لقد تأخر على عمله و يجب أن يتحرك الآن ٢ نقطة ألن تخرج هي وقمامتها ككلِ يوم ؟٢ نقطة
, وأثناء انتظاره أبصرها أخيرا تخرج من باب البيت تتوازن وهي تحمل القمامة عبر الحديقة الصغيرة لتصل الى البوابة ٢ نقطة
, اتسعت عيناه قليلا وهو يدقق في جسدها الذي كانت أشعة الشمس تغطيه من الخلف ليتحول ثوبها البيتي الخفيف و الذي يحف بركبتيها الى شاشةٍ سنيمائية شفافة أظهرت جسدها بكل تفاصيله ٢ نقطة
, للحظاتٍ قليلة ترك لعينيه حرية الاستمتاع بهذا الصباح المذهل المكلل برؤية مثل هذا القوام ٢ نقطة لكم تغير قوامها ٣ علامة التعجب غادرت عباءة الطفولة ٢ نقطة والجسد المسطح أصبح ذو انحناءاتٍ خلابة تكاد تخطف أنفاسه و هي يتذكر يوما لامس جسدها الطفولي بشوقٍ تفجر في أعماقه ٢ نقطة فكيف سيكون حاله ما أن يلامسها الآن ٢ نقطة
, أغمض عينيه وهو يشعر بدقاتِ قلبه تتسارع كحالِ أنفاسه الغاضبة ٢ نقطة يبدو أن الصيف قد وصل و ستكثر من ارتداء تلك الأشياء القليلة التي لا تغطي سوى القليل خاصة مع أشعة الشمس الفاضحة ٢ نقطة
, شعربرغبةٍ في كسر عظامها حتى تتنبه الى ما تخرج به الى الطريق العام ٢ نقطة ثم زفر بحنقٍ وهو يخرج ورقة من مفكرته ليكتب عليها شيئا بقلمه الذهبي ٢ نقطة
, دق جرس البوابة الخارجي فخرجت حنين الى الصبي الصغير الممسك بملابسهم الآتية من التنظيف الجاف ٢ نقطة ابتسمت له حنين كالعادة وهي تمازحه قليلا قبل أن تأخذ منه الملابس ٢ نقطة لكن قبل أن ينصرف أخرج من جيب بنطاله ورقة مطوية وناولها إياها مبتسما ببراءة ٢ نقطة وهو يقول ( هذه لكِ آنسة حنين ٢ نقطة شخصا ما أعطاني إياها ثم انصرف )
, تناولت حنين الورقة و هي تقطب جبينها بحيرةٍ لتقرأها قبل أن يأخذها الشك طويلا ٢ نقطة لحظة واحدة و اتسعت عيناها صدمة وهي تقرأ
, ( الثوب الذي ترتدينه شفاف الى درجة الكرم القصوى ٢ نقطة و سيشكرك كل ابناء الحي ما أن يرون هذا العرض الصباحي )
, شهقت حنين عاليا وهي تغطي نفسها محتضنة الملابس التي تحملها بينما أخرجت أخذت تتلفت برأسها يمينا و يسارا تتطلع الى من يراقبها ٢ نقطة ثم صرفت صبي التنظيف لتدخل جريا كالمجنونة الي البيت ٢ نقطة وهي تفكر ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة من ذلك الذي شاهدها بهذا الشكل ٢ نقطة يبدو أنه بالفعل أحد أبناء الحي و أراد تنبيهها دون أن يظهر نفسه حتى لا يحرجها ٢ نقطة ياللغباء ٢ نقطة ياللغباء ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, كان من أصعب الايام بالنسبة اليها في العمل ٢ نقطة منذ أن وطأت قدماها الى مقره وهي تحاول تجنب النظر الى أي شخص ٢ نقطة بالنسبةِ الى الجميع فمن المؤكد أن ما من أحدٍ سيتذكر موقفا تافها كالذي حدث في المقهى ٢ نقطة لكن بالنسبةِ لها ، فإن خللا معينا لا يعرفه الا المقربين ينتابها بين الحين والآخر ٢ نقطة على مر السنين نجحت في إخفاء تلك الحالة عن معظم من عرفوها ٢ نقطة الا أنها فشلت مع قليلين ، حين سقطت علنا في مراتٍ قليلة ٢ نقطة قد تكون بسبب شيئا أخافها ٢ نقطة وأحيانا تكون سقطة بلا أي سبب ٢ نقطة
, اختلال في التوازن ٢ نقطة اختلال في نفسها ٢ نقطة هي لا تعرف تحديدا ولم تحاول المعرفة يوما ٢ نقطة ولا تريد أن تعرف أبدا ٢ نقطة فقط فلتكون أكثر حرصا في مداراتها ٢ نقطة
, حين أتى موعد الإستراحة في منتصف اليوم ، كانت قد نجحت في تجنب الجميع ٢ نقطة متشاغلة بعملها عما حولها ٢ نقطةلكن الآن الى أين ستذهب ، فلتظل هنا في مكتبها ٢ نقطة قطعا لن تتوجه الى المقهى ٢ نقطة لن تتحمل دخولها أبدا بعد اليوم ٢ نقطة
, لكن دخول عامل النظافة الى المكتب لينظفه أجبرها على الخروج ٢ نقطة الى أين ستتجه الآن فهي لن تستطيع الوقوف في الممر هكذا الى وقتِ الراحة كله ٢ نقطة أمسكت بلفافة الشطائر التي أعدتها في البيت نفسها ٢ نقطة تحتضنها وهي تنظر حولها ، ثم عقدت القرار الى الخروج الى سلم الطوارىء ٢ نقطة فخرجت منه و اغلقت بابه خلفها ٢ نقطة جلست على أولى درجات السلم الضيقة وهي تفتح لفافة الشطائر متنهدة بأسى ٢ نقطة وهي تقضم الشطيرة بعنف ٢ نقطة تمضغها بقسوةٍ وكأنها نشارة خشبية ٢ نقطة لكم تختلف حالتها الآن عن حالتها بالأمس وهي تدخل الى ذلك المقهى اللعين باحثة عنه ٢ نقطة بينما هي الآن تجلس على الأرض مختبئة عن الجميع ٢ نقطة
, انتفضت مكانها وهي تسمع صوتِ الباب يفتح من خلفها ٢ نقطة أغمضت عينيها وهي تدعو **** أن يكون عامل النظافة ، لكن من تخدع ٢ نقطةفهي تعرف هذا العطر جيدا ٢ نقطة وتعشق صاحبه ٢ نقطة ما العمل ؟٢ نقطة ما العمل الآن ؟٢ نقطة هل ترمي بنفسها من فوقِ سور السلم لتهرب منه نهائيا و ترتاح ٢ نقطة
, شعرت به يجلس بجوارها على درجة السلم ٢ نقطة ففقد قلبها خفقاته ٢ نقطة وتجمد الدم في عروقها بينما اختارت وجنتاها اللون الفاضح المعتاد للتزين به في وجوده ٢ نقطةلقد ملأ وجوده المكان و ساقه كادت أن تلتصق بساقها القصيرة ٢ نقطة حجمه الضخم يكاد أن يحجب الضوء الأبيض عنها ليغيبها في ظله
, لم تنظر اليه ٢ نقطة ولم تنطق بكلمة ٢ نقطة وهو أيضا منحها الوقت لتهدأ قبل أن يقول بهدوء
, ( لماذا تجلسين هنا بمفردك ؟٢ نقطة )
, يالهي إن صوته رجولي للغاية ٢ نقطة يبعث رعشة دفءٍ غريبةٍ بداخلها ٢ نقطة لكنها لن ترد ٢ نقطة لن ترد ٢ نقطةلن ترد ٢ نقطة ستتظاهر بالصمم ، وحينها سيبتعد للأبد ٢ نقطة وستموت بعدها ٢ علامة التعجب٢ نقطة لذا اختارت بعد تفكيرٍ عميق أن ترد باختناق
, ( كيف عرفت بأنني هنا ؟٢ نقطة )
, ضحك قليلا ثم قال ( حين لم تظهري في المقهى عرفت بأنك ستختبئين في مكانٍ ما ٢ نقطةفذهبت الى مكتبك لأحضرك ، وحين لم أجدك قادتني قدماي الي الباب التالي ٢ نقطة )
, أطرقت برأسها بينما قلبها لازال يضرب صدرها كأرنبٍ مذعور ٢ نقطة أخذت تدعو **** لألا يفتح موضوع السقوط الآن ٢ نقطة كفى ما شهدته من احراج ٢ نقطة لن تتحمل أن تتحدث به أيضا ٢ نقطة ومع من ؟٢ علامة التعجب٢ نقطة معه هو ٢ نقطة
, ( ماذا تأكلين ؟٢ نقطة )
 
الفصل الخامس


( ماذا تأكلين ؟٢ نقطة )
, قاطعها هذا السؤال الذي لا أثر للمزاح فيه ٢ نقطة فنظرت اليه بطرف عينيها من تحتِ عدساتِ نظارتها ٢ نقطة و خدها ممتلأ بقضمةٍ كبيرةٍ منتفخة ٢ نقطة وشعرها ٢ نقطة تلك الضفيرة قد تمردت و مالت خلال الساعات الماضية الى احد جانبي رأسها منسابة على كتفها٢ نقطة مفلتتة الكثير من الخصلاتِ الناعمة ٢ نقطةأي أن ملخص القول ٢ نقطةشكلها يرثى له كالعادة ٢ نقطة
, أجابت على مضض وكأنها تتمنن عليه بالإجابة ( شطائر جبن ٢ نقطة بالخيار )
, مد يده ليلتقط الخيارة الصحيحة الموجودة بين الشطائر ٢ نقطة وقضم نصفها في مرة واحدة وهو يقول
, ( كانت شطائري المفضلة في أيام الدراسة ٢ نقطة )
, بعد لحظةٍ مدت يدها ليه بواحدٍ ٢ نقطة هو الأغلى على قلبها ٢ نقطة فتناوله منها مبتسما ، لتلتقي عيناهما ٢ نقطة فتتوه منها الكلمات بينما هو ينظر مبتسما متناولا نصفه هو الآخر في قضمةٍ واحدة ٢ نقطة
, فكرت وهي تنظر اليه مسحورة ٢ نقطة بأنها لم ترى من هو يملك فما أوسع من فمه من قبل ٢ نقطة كيف يمكن لشيءٍ كهذا أن يجعله أكثر جاذبية ٢ نقطة
, ٢ نقطة استمر الصمت بينهما أثناء تناولهما الشطائر ٢ نقطةلا تجرؤ على تصديق أنها و صدىء القلب يجلسانِ معا ٢ نقطة يتناولانِ من الشطائر التي أعدتها بيدها ٢ نقطة الى أن قاطع شرودها صوته الرجولي وهو يقول دون أن ينظر اليها
, ( حنين ٢ نقطة حين تستنبت زهرة في صوبةٍ زجاجية ، فهي تنجح في الحياة التي صممت من أجلها٢ نقطة أما حين تنمو زهرة برية بين الصخور فهي تصمد ٢ نقطة فما عليك سوى الاختيار ٢ نقطة لكن في كلتا الحالتين ٢ نقطة ستنجين بنفسك )
, نظرت اليه مذهولة ٢ نقطة هل يتكلم معها ؟ ٢ نقطة عنها ؟؟ ٢ نقطةأم عن ماذا ؟٢ نقطة زهرة مستنبتة ٢ نقطة أم زهرة برية ؟؟ ٢ نقطة نظرت أمامها لتكمل طعامها بصمتٍ امتد بينهما ٢ نقطة مع ابتسامةٍ متسعةٍ حمقاء على شفتيهما ٢ نقطة
, ومرت بهما الدقائق القليلة وهو يحاول جذبها الى موضوعاتٍ مبهجة٢ نقطة تارة تصمد و تارة تبتسم ٢ نقطة وأخرى تفقد القدرة على التحمل فتنفجر ضحكا ٢ نقطة
, وهو ينظر اليها مبتسما سعيدا برؤية ضحكتها التي لم يرها من قبل ٢ نقطة والتي حولت تلك البطة الخرقاء الى أوزةٍ رائعة ٢ نقطة فقط إن كانت تدرك ذلك ٢ نقطة بينما من الواضح أن الغبي الذي يهاتفه كل يوم لا يعلم كم هي قابلة للعطب تلك البطة الصغيرة ٢ نقطة
, هل يمكن أن يحسب عمر الإنسان بعدد الدقائق الثمينة الماسية التي تمر به ؟٢ نقطة هكذا فكرت حنين و هي دائخة في هواه ٢ نقطة شاردة فيما يقصه ٢ نقطة تاهئهة ما بين سحر عينيه الحنونتين و دفء فمه المتكلم ٢ نقطة والذي يتوقف فقط ليلتهم المزيد من شطائرها ثم يعاود الكلام مبتسما ٢ نقطة
, هل يمكن أن أكون أكثر سعادة يوما ؟؟٢ نقطة هل سيحمل لي القدر يوما أجمل من هذا ؟٢ نقطة هل ستعود تلك الدقائق الماسية من جديد لتطويني بين ثنايها و تغيبني في نظراته ؟٢ نقطة
, لكن للأسف انقضت الدقائق كما ينقضي كل وقتٍ جميل بسرعة البرق ٢ نقطةوبعد أن خرجت حنين متثاقلة من باب سلم الطوارىء ٢ نقطة يتبعها عمر ، التفتت اليه مبتسمة دون أن تجد القدرة على الكلام ثم أطرقت برأسها مباشرة ما أن طالعتها عيناه حتى عاودها الاحمرار الأحمق ٢ نقطة لذا لم تقل سوى ( اذن ٢ نقطة سأذهب الى ٢ نقطة مكتبي )
, ابتسم عمر ابتسامته التي أهلكتها من الأعماق
, يالهي ما أحنها من ابتسامة ٢ نقطة هذا الرجل خلق ليكون أبا ٢ نقطة حتى لمن سيحبها ٢ نقطة يالهي اجعلني أنا هي ٢ نقطةيا رب اجعلني أنا هي ٢ نقطة ٢ نقطة
, أفاقت على صوته وهو يقول برفقه المعتاد ( الى اللقاء ٢ نقطة وهذه آخر مرةٍ تتناولين طعامك هنا بمفردك كالمساكين ٢ نقطة مفهوم ؟٢ نقطة)
, أومأت برأسها مبتسمة ٢ نقطة ثم استدارت لتبتعد بتعثر ٢ نقطة وما أن اختفت من أمام ناظريه حتى رن هاتفه ، نظر الى الإسم المضيء ٢ نقطة بوجوم ليرد في النهايةِ قائلا مغتاظا قليلا
, ( مرحبا ٢ نقطة كيف حالك يا صديق ؟٢ نقطة نعم ٢ نقطة نعم الحمد لله ٢ نقطة)
, سكت وهو يسمع السؤال اليومي المعتاد ليجيب في النهايةِ بالرغم من عدم اقتناعه بما يحدث
, (إنها بخير ٢ نقطة لا تقلق ٢ نقطة هل تعلم أنها ٢ نقطة)
, ثم سكت بعد لحظةٍ ليقول ( لا ٢ نقطة لا شيء ٢ نقطة اطمئن ٢ نقطة حسنا هل سأراك هذا المساء ؟٢ نقطة )
, بعد أن أغلق هاتفه٢ نقطة زفر بعمقٍ وهويضع يديه في جيبي بنطاله ناظرا أمامه الى الممر الطويل الفارغ ٢ نقطة متسائلا إن كان ما يفعله صائبا أم أنه يخطىء في حق فتاة صغيرة لم ترى سوى الألم في حياتها ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, في مساءِ هذا اليوم ٢ نقطة شعرت حور بهمجية الغضب الأحمق وهي تستمع الى المربية المتلعثمة و التي تبلغها بأن والد معتز قد اتصل و أعلمها بنيته في ابقاء معتز للمبيت معه الليلة ٢ نقطة اشتعلت عينا حور وهي تنظر اليها ، أيجرؤ على أن يبلغ المربية دون أن يهاتفها هي ٢ نقطة و قد اتخذ القرار دون حتى أن يسألها الموافقة ٢ نقطة هل نسي أنها أم معتز وهي الوحيدة صاحبة أي قرار يخصه ٢ نقطة
, كانت لتوافق بالطبع مقابل أن تسمع صوت نادر يأتيها لطيفا مطالبا بإبقاء معتز ٢ نقطة هي لن ترفض فمعتز لا ينام بجوارها في أي حال من الأحوال ٢ نقطة لكنها كانت تود استغلال أن يهاتفها نادر ويطلب منها شيئا ٢ نقطة أي شيء ٢ نقطة قد يقرب بينهما من جديد حين يسمع صوتها الموافق و الذي كانت لتودعه كل إغراء العالم و سحره ٢ نقطة منذ أن واجهها بطلب الطلاق و هي تبدو كالمجنونة ٢ نقطة تشتعل حين يقترب منها أي أحد ٢ نقطة سبحن من صبرها أمامه ساكتة هادئة ٢ نقطة ضائعة العينين لكنها صمدت حتى خرج دون أن تنطق بكلمة ٢ نقطة
, بينما همست ما أن انصرف ( في أحلامك يا نادر ٢ نقطة )
, خرجت من غرفة معتز كالسهم وهي تدفع شعرها الأسود المجنون ٢ نقطة في موجاته التي تشاركها غصبها الأسود بجنونه ٢ نقطة نزلت درجات السلالم تلتفت حولها ٢ نقطة لا تعلم أين هي ذاهبة ٢ نقطة الى من ستلقي بغضبها الذي يحرق أحشائها بذلك الوخز المعتاد ، حين تريد شيئا ولا تحصل عليه ٢ نقطةأو حين يضيع منها شيئا رغما عنها ٢ نقطة
, وجدت أمها الحبيبة تحيك سترة لمعتز قد تكون العشرين ربما ٢ نقطة لا تهتم حقا ٢ نقطة اندفعت لترمي نفسها على الأريكة الكبيرة بجوار أمها تنظر اليها بعينينِ تشتعلانِ نارا ٢ نقطة فنظرت اليها أمها بهدوء ثم أعادت نظرها الى ما تحيكه ٢ نقطة تنتظر هبوب عاصفة حور التي تعرفها جيدا من نظرتها المجنونة ٢ نقطة لكن رغم ذلك ستظل الأجمل ٢ نقطة فهي الغالية حور ٢ نقطة
, صمتت الحاجة روعة ٢ نقطة لن تتكلم ٢ نقطة الى أن صرخت حور بحنق ( لقد أبلغ نادر المربية أنه سيتبقي معتز لديه الليلة )
, تنهدت الأم بتعب وهي تفكر ٢ نقطة ها هي قد بدأت حور حملتها المعتادة ٢ نقطةلكنها عاودت الحياكة بصبر ٢ نقطة صمتت لعدة لحظات ثم قالت بهدوء دون أن تنظر اليها ٢ نقطة تهتم فقط بما تفعله يداها ٢ نقطة
, ( وهل أنت غاضبة لأنه سيستبقي معتز ٢ نقطةأم لأنه أبلغ المربية )
, صمتت حور وهي تنظر غاضبة الى أمها ٢ نقطة تلك المرأة البسيطة و التي لا تستطيع القراءة ٢ نقطة لكنها تفهمها أكثر مما يفهمها العالم كله ٢ نقطة لطالما شعرت حور بالحنق من انكشافها التام أمام تلك المرأة ٢ نقطة لا تستطيع أخفاء مابداخلها أبدا ٢ نقطة وهذا هو ما يجعلها تغتاظ من أمها لكن تعود اليها في النهاية ٢ نقطة فهي تفهمها أكثر من نفسها ٢ نقطة
, كتفت حور ذراعيها تزفر بتذمر كالأطفال وهي تنزلق في جلستها قليلا ٢ نقطة تعض شفتها السفلى بغضب ٢ نقطة تبا لكلِ شيء ٢ نقطة انها تريده ، تريده لدرجةٍ أصبحت على وشكِ أن تسبب لها المرض ٢ نقطة
, تنهدت الحاجة روعة مرة أخرى ٢ نقطةفنظرت اليها حور قليلا ثم قالت ( ماذا بك ؟٢ نقطة)
, ردت أمها بصوتٍ قلق ( عاصم ٢ نقطة عندما هاتفته كان غاضبا وصوته لم يعجبني أبدا ٢ نقطةيبدو كالمجنون ، يبدو أن هناك ما قد ضايقه اليوم في العمل ٢ نقطة لكن أنتِ تعرفين شقيقك ٢ نقطة مهما بلغت سيطرته فان الغضب يستبد به أحيانا ٢ نقطةفلتمر تلك الليلة على خير فأنا لم أعد أحتمل نوبات غضبه )
, شردت حور بعيدا ٢ نقطة عاصم غاضب ٢ نقطة لا يكون في هذه الحالة كثيرا ، لكن حين تنتابه يكون قادرا على هدم الجدران فوق رؤسهم و تشهد أيام الحي القديم على ذلك ٢ نقطة اتق غضب الحليم ٢ نقطة
, للحظة قالت لأمها بهدوء ( متى سيعود عاصم ؟٢ نقطة)
, قالت الأم بلهجةٍ قلقة ( في منتصف الليل ككلِ يوم ٢ نقطةلماذا تسألين ؟)
, لم ترد وهي ترمق أمها بنظراتٍ غامضة ٢ نقطة ثم قالت أخيرا ( أمي ٢ نقطةأنا أشعر باختناق فظيع ، و أريد أن أخرج قليلا )
, نظرت اليها امها بنظرةٍ قاطعة وهي تقول بتهديد ( انسي تماما ٢ نقطة أخبرتك الآن أن عاصم يبدو كالمجنون دون حتى أن يقترب منه أحدا ٢ نقطة فماذا إن عرف بخروجك ٢ نقطة وليلا أيضا ؟٢ نقطة انسي يا حور ، لا تفتعلي المشاكل ٢ نقطة)
, ابتسمت حور تلك الابتسامة التى لا تخيب ابدا وهي تقترب من أمها بدلال ٢ نقطة لتقول بترجي
, ( أمي ٢ نقطة أرجوكِ ، إنها لا تزال السابعة ٢ نقطة وسأعود قبل عودته بالتأكيد )
, زفرت الأم بحيرة ٢ نقطة أنها تعلم بأن حور تعاني كثيرا هذه الأيام ٢ نقطة بسبب انفصالها الذي طال عن نادر ، وبسبب حالة معتز ٢ نقطة لكن هذا لا يمنع أنها متهورة ومندفعة ٢ نقطة
, نظرت اليها وقالت ٢ نقطة ( يا حبيبتي ٢ نقطةعاصم يسمح لك بالخروج نهارا كما تريدين ٢ نقطة فلماذا الخروج مساءا أيضا طالما أن هذا يغضب أخاكِ )
, اقتربت حور بدلال من أمها فتعلقت بذراعها وهي ترمش بعيونها بالحركة ِ التي لا تخيب أبدا ٢ نقطة فما كان من الحاجة روعة الا أن ضحكت وهي تستقبلها في صدرها الرحب تضمها اليها بينما قلبها يتوجع من أجلها ٢ نقطة تلك الشابة الجميلة التي راهن الجميع على أنها ستحصل على حياةٍ لا مثيل لها ٢ نقطة لكن عين الحسد قد أصابتها ، بالطبع و هذا ما كانت تخشاه دائما على حور ٢ نقطة
, ها هي قد أصيبت في زواجها و في إبنها ٢ نقطة تنهدت الأم بحزنها المعتاد ثم قالت على مضض
, ( إن وافقت فهل تعدينني بالرجوع قبل موعد أخيك ٢ نقطة صدقيني يا ابنتى لم أعد أتحمل هذا الضغط عليا أكثر من ذلك )
, ابتسمت حور وهي مختبئة في حضن أمها ٢ نقطة وهي تهمس بداخلها ٢ نقطة سامحيني يا أمي ، نذرت لنفسي بأن أبذل كل ما بوسعي لأستعيده ٢ نقطة وسأفعل ٢ نقطة سأفعل كما حصلت عليه في المرة الأولى ٢ نقطةحتى وإن كنت ستتألمين الآن قليلا ، لكن أعلم بأنك ترتاحين و تقر عينك حين أعود اليه ٢ نقطة
, أغمضت عينيها تشعر بالسعادة المؤقتة من صواب نظرتها للأمر ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, ما أن دخلت الي منزل رنيم ٢ نقطة حتى اندفعت لتلقي بنفسها على الأريكة المعتادة وهي تقذف بحقيبتها الجلدية الثمينة دون اهتمام ٢ نقطة
, نظرت رنيم اليها بحيرة ثم اغلقت الباب لتلحق بها ٢ نقطة فجلست بجوارها تنظر اليها بتمعن ، ثم قالت أخيرا
, ( أنتِ تنوين ارتكاب جريمة ٢ نقطة)
, تناولت حور وعاء المقرمشات الموضوع على المائدة أمامها لتتناول منه دون أن تنظر الي رنيم بالرغم من ظهور تلك الإبتسامة الجانبية الغامضة على شفتيها ٢ نقطة ثم همست بعد فترة ( لست أنا من سترتكب الجريمة ٢ نقطة)
, تنهدت رنيم بيأس ثم اسندت ظهرها وهي تنظر الى حور المتقدة بمشاعرٍ مختلفة ظاهرة على وجهها ٢ نقطةقالت بهدوءٍ تسألها
, ( من ؟؟٢ نقطة وماذا سيفعل ؟)
, نظرت اليها حور من طرف عينيها و ابتسامتها تتلاعب بقسوةٍ على شفتيها ثم قالت
, ( يكفي أن تعرفي بأني سأمضي وقتا طويلا معكِ الليلة ٢ نقطةلذا أحضري كل ما لديكِ من العاب )
, نظرت رنيم الى ساعة معصمها ثم قالت بحذر ( بالتأكيد لن يكون وقتا طويلا جدا ٢ نقطة اذكر حين جاء عاصم ليصطحبك من هنا آخر مرة ولم أسلم يومها من شظايا لسانه الطائشة ٢ نقطة)
, ابتسمت حور أكثر وهي تقول بدلالٍ ماكر ( اطمئني ٢ نقطة لا أحد يعرف أنني عندك ، أمي تعتقد أني خرجت الى أحد تلك الأماكن التي لا تعرف اسمها حتى )
, ضحكت رنيم قليلا ٢ نقطة ثم همست ( اذن أنتِ تنوين افتعال مصيبة من مصائبك بالفعل ٢ نقطة)
, ضحكت حور هي الأخرى تهز أكتافها بغموض ٢ نقطة بينما هي تفكر ٢ نقطةأخطر الخطط أبسطها ٢ نقطة قد تصيب و قد تخيب ، لكن الأمر يستحق التضحية ٢ نقطة
, تابعت رنيم بهدوء و ثقة وهي تسند رأسها الى يدها ( وطبعا الأمر يخص نادر ٢ نقطة اليس كذلك )
, نظرت اليها حور بصلابة دون أن ترد عليها فتابعت رنيم ( لقد مضى عامان على انفصالكما يا حور ٢ نقطة لما لا تدعيه يغادر حياتك لتستطيعين البدء من جديد ٢ نقطة)
, اشتعلت نظرات حور وهي تقول بهمس شرس ( أنتِ من تقولين ذلك يا رنيم ٢ نقطة لقد كنتِ معي من البداية ، هل تظنين أن بعد كل ما بذلته سابقا ، بأني سوف أستسلم هكذا بمنتهى السهولة ٢ نقطة أنا زوجته ، وأم أبنه ٢ نقطة لقد وصلت الى ما لم تصله غيري ، فما الذي يجعلني استسلم الآن ٢ نقطة)
, تاهت رنيم وهي تنظر اليها بشرود ٢ نقطة نعم بالفعل ٢ نقطةفحور تصل دائما الى مالم يصل اليه غيرها ٢ نقطة وحين رأت نادر لأول مرةٍ وضعته هدفا أمام عينيها ٢ نقطة و أقسمت الا يكون لغيرها ٢ نقطة
, تريد أن توهم نفسها بأنه الحب ٢ نقطة لكن رنيم تفهمها جيدا ، ولا تعتقد بأنه الحب أبدا ٢ نقطة فما أن يسلم نادر مانحا قلبه إياها وهذا ما تعتبره من درب المستحيلات بعد تريخهما القصير معا ٢ نقطة لكن أيا يكن لو حدث فسوف تزهد حور حبه ٢ نقطة
, تماما كما تزهد ما تشتريه كل يوم و تكاد تحترق رغبة في الحصول عليه وما أن يكون في يدها حتى تسأمه ٢ نقطة
, بالرغم من تشابهما في كثيرٍ من الأمور الا أن رنيم تشعر بفارقٍ جوهري يفصل بينهما ٢ نقطةحتى و إن كانت قد ساعدتها في ما مضى لتحصل على نادر ٢ نقطة
, نظرتا الى بعضهما ٢ نقطة صداقتهما تمتد منذ سن السادسة عشر ، بالرغم من الفارق الإجتماعي بينهما فرنيم هي ابنة أحد الدبلوماسيين ٢ نقطة من مستوى عالٍ تماما كدانا لكن شتان بين الاثنتين فرنيم بالنسبةِ لحور تهتبر حالة مختلفة ٢ نقطة تقريبا عاشت معها كل يومٍ بيومه . دخلت بيتها البسيط الطراز ٢ نقطة والذي لا يقارن ببيتها العالي المستوى والتي حرصت والدة رنيم على أن تصمم كل ركنٍ فيه بنفسها و تجميع أجزاؤه من كل مكانٍ سافرت اليه في العالم ٢ نقطة
, لكن رنيم كانت دائما الأقرب لها من كلِ من عرفتهن ٢ نقطة دائما بجوارها ظالمة أو مظلومة ٢ نقطة هذه هي أحد أهم أعمدة صداقتهما ٢ نقطة التضامن معا ضد أي شيء أو أيا كان ٢ نقطة في سبيل نيل ماتريده الأخرى ٢ نقطة
, لكن إن أرادت حور أن تكون منصفة . فعلى الأغلب هي التي تكون المحور دائما ٢ نقطة فرنيم ليس لها طلبات أو أحلام كثيرة أو مبهرة ٢ نقطة و حور أيضا ٢ نقطة ماعدا حلما واحدا ٢ نقطة نادر ٢ نقطة والذي لم تنله الى الآن ، بالرغم من كل ما وصلت اليه الا أنها لم تصل الى نادر الى الآن وهذا هو ما يقتلها ٢ نقطة
, نظرت رنيم أمامها وهي تتنهد قليلا ٢ نقطة محتضنة أحد وسائد الأريكة مسندة ذقنها اليها بوجوم ٢ نقطة فقالت حور وهي تنظر اليها
, ( ما بكِ ؟٢ نقطة)
, لم تنظر اليها رنيم لكنها قالت بخفوت ( هل أنتِ على استعداد لتسمعي ٢ نقطة)
, التفتت اليها حور رافعة ركبتها الى الأريكة وهي تقول مقضبة جبينها ( بالطبع ٢ نقطة ماذا بكِ ؟٢ نقطة)
, رفعت رنيم عينين جميلتين حزينتين وهي ترجع شعرها الى الخلف ٢ نقطةثم همست ( تعرضت اليوم لموقف محرج للغاية ٢ نقطة )
, قاطعها صوت رنين هاتف حور فاشارت اليها باصبعها ذو الظفرِ الطويل المصبوغ لتقول ( لحظة ٢ نقطة لحظة ٢ نقطة)
, ثم ردت على الهاتف بصوتها الناعم ( نعم ٢ نقطة نعم يا أمي لا تخافي ، لن أتأخر ٢ نقطة أخبريني ، هل هاتفك عاصم ؟٢ نقطة)
, ظلت تستمع قليلا ثم ردت بغموض ( متى سيعود تحديدا يا أمي ؟٢ نقطةلا ٢ نقطة لا تخافي سأعود قبلها بالتأكيد ٢ نقطةحسنا ٢ نقطة الى اللقاء )
, اغلقت هاتفها وهي تنظر اليها بابتسامة رائعة شريرةٍ في روعتها ٢ نقطة ثم همست بشرود ( يبدو أن عاصم قد تعرض اليوم الى ما أغضبه بشدة ٢ نقطةرائع ٢ نقطة عاصم في غضبه يكون كالثور الهائج )
, رفعت رأسها بحماسةٍ وهي تنظر مبتهجة الى رنيم لتقول ( حسنا جهزي العاب الفيديو ٢ نقطة أنا مستعدة لأمزقك شر تمزيق )
, نظرت اليها رنيم للحظات ثم همست ( نعم أعرف أنك مستعدة لاللعب ٢ نقطة أرى نظرة عينيكِ البراقة ، وأنت لست مستعدة لأي شيءٍ آخر الليلة ٢ نقطة حسنا سأبدا لأعد ما نحتاجه ٢ نقطة)
, ثم قامت من مكانها دون أن تلمح حور نبرة الحزن في صوتها ٢ نقطة لأن تلك النشوة و التشوق في عينيها كان يمنعها عن ترقب ردة فعل نادر ٢ نقطةوالتى تتشوق لأن تراها و لو لمرةٍ في حياتها ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, نظرت حور الى هاتفها الذي حولته للنظام الصامت في الأربع ساعاتٍ الماضية ٢ نقطة لتجد أن لديها عشر مكالمات من أمها ٢ نقطة وثلاثا من عاصم ٢ نقطةكما أن أمها قد هاتفت رنيم لتسأل عن حور ٢ نقطة لكن رنيم الضعيفة الإرادة أمام صديقتها الوحيدة اضطرت للكذب و انكار وجودها ٢ نقطة إنها الواحدة صباحا ٢ نقطة هذا يكفي تماما ٢ نقطة فلتتجه الي البيت الآن ٢ نقطة
, و بالفعل خلال نصف ساعة كانت تفتح باب البيت لتدخل بكلِ هدوء ٢ نقطة رفعت رأسها لترى هيئة الاستقبال في انتظارها كما توقعت تماما ٢ نقطة والدتها المرعوبة بوجهها الأصفر ٢ نقطة
, كان عاصم أقل ما يوصف به أنه مرعبا في غضبه ٢ نقطة يبدو على وشكِ أن يقتلها ٢ نقطة واجهت نظرته بنظرة تحدي مستفزة أشعلت غضبه أكثر و أكثر ٢ نقطة لكنه لم ينطق سوى بسؤالٍ بسيط بمنتهى الهدوء
, ( أين كنتِ ؟٢ نقطة)
, نقلت نظرتها بينه وبين أمها المرعوبة الا أنها رفضت تماما الانصياع للشفقه المتجهة لأمها المسكينة ٢ نقطة فقالت بمنتهى الصفاقة
, ( ولماذا تسأل ؟٢ نقطة من عينك وصيا علي ؟٢ نقطة )
, اتسعت عينا عاصم قليلا و شهقت أمها من خلفه ٢ نقطة لكنها لم تجد القدرة على النطق بشيء من شدة رعبها لمعرفتها بطبع عاصم في مثل هذه المواقف ٢ نقطة
, اقترب منها عاصم ببطء ليقول بصوتٍ خطير أكثر خفوتا ( ماذا قلتِ ؟٢ نقطة)
, ردت تدفع شعرها الى الخلف بتحدٍ أكبر وهي تعيد بنبرةٍ أعلى ( ما سمعته ٢ نقطة)
, امتدت يد عاصم لتقبض على لحم ذراعها بشراسةٍ كادت أن تمزقه ٢ نقطة وهدر فيها بصوتٍ أثار رجفة بداخلها لكنها منعت ظهورها بمنتهى القوة
, ( هل جننتِ كيف تجرؤين على مكالمتي بهذه الطريقة ؟٢ نقطةأين كنتِ ؟٢ نقطة انطقي حالا و ارحمي نفسك من غضبي )
, لم تحاول التملص من يده المتشبثة في ذراعها و صرخت بثورةٍ زائفة
, ( سهرت مع بعض أصدقائي ٢ نقطة هل هي جريمة ؟٢ نقطة ثم ما دخلك أنت ؟٢ نقطة أنا متزوجة و في عصمة رجل أما أنت فلا سلطة لك علي أبدا ٢ نقطة)
, تركت يده ذراعها وامتدت لتجذبها من شعرها فصرخت بشدة بينما صرخت أمها و اقتربت جريا لتحاول أن تخلص شعر حور من يده لكن دون جدوى ٢ نقطةفاخذت تستعطفه برحمةِ والده دون جدوى وهو يهدر بشدة
, ( ماذا بكِ ؟٢ نقطة هل جننتِ أم تناولتِ شيئا أفقدك صوابك . هل تظنين أن كونك متزوجة مع إيقاف التنفيذ فإن ذلك سيمنحك الحرية لتتصرفي كما يحلو لك ٢ نقطة كما يتصرف اولائك السفهاء اللذين تختلطين بهم ٢ نقطةإن ظننتِ للحظة أنكِ منهم أو أني أصبحت من مؤيدين تلك الحريةِ الهمجية بدعوى التحضر فأنتِ مخطئة تماما ٢ نقطةأنا لازلت ابن الحاج اسماعيل رشوان ٢ نقطة وحين تحاولين ولو من بعيد المساس بأحد قواعد هذا البيت فسأنسى تلك الحلة التي أرتديها وقسما ب**** العظيم سأريكِ وجها لم تعرفيه طوال حياتك ٢ نقطة )
, صرخت في وجهه و قد دفعها الخوف الى الصراخ أعلى و أعلى حتى لا تتراجع
, ( من تظن نفسك ٢ نقطة إن كنت أسكت لك أحيانا فهذا فقط لأريح نفسي من طباعك الغبية ٢ نقطة لكن لا تظن للحظة واحدة أنك تخيفني ٢ نقطةإن كنت حتى لا تخيف خطيبتك الغبية فهل تظن أنك ستخيفني ٢ نقطة )
, للحظة اتسعت عيناه أكثر و لم يتمالك نفسه فرفع يده عاليا ليصفعها بقوة على وجهها ٢ نقطة صرخت أمهما بشدة ٢ نقطةوهي تضرب صدرها بيدها ودموعها تغرق وجهها ٢ نقطة لكن ذهولها لم يطول وهي تعاود لمحاولة إبعاد حور في تلك اللحظة عن مرمى عاصم ٢ نقطة
, رفعت حور وجهها لتنظر اليه بشراسةٍ وقد احمرت وجنتها في الحال فقالت بوحشية
, ( هيا ٢ نقطة أرني رجولتك أكثر ، ٢ نقطة فهذا ما تفتقده معها اليس كذلك ، منصب والدها يمنعك من التجرؤ على ابداء أي ملحوظةٍ ٢ نقطة تسير خلفها بمنتهى الخنوع وهي تتصرف كما يحلو لها ٢ نقطة تمرح هنا وهناك ، وأنت لا تفعل أكثر من أن تشيح بوجهك مدعيا ضعف النظر )
, ضربها بشكلٍ أكثر قسوة حتى أدمى زاوية شفتيها ٢ نقطة لكن الأم هذه المرة صرخت أعلى وهي تقف بينهما لكن عاصم تمكن من جذب حور من شعرها ليجعلها تتجاوز أمه المنتحبة بينهما ٢ نقطةأمسك بشعرها بشدة وهو يرجع رأسها الى الخلف لينظر الى وجهها و قد تحول وجهه الى وجهٍ مريع من شدة الغضب وهو يقول بصوتٍ خافت على عكس صراخه منذ لحظة ٢ نقطة
, ( الى ماذا تسعين ؟٢ نقطة هل تظنين أن بسفاهاتك الحقيرة تلك سأتغاضى عن تصرفاتك وأغط الطرف عنها ؟٢ نقطة أقسم أنكِ سترين مني أياما لم تريها من قبل يا حور ٢ نقطة)
, نظرت في عمق عينه بالرغم من ارتعاشها ثم ألقت بكلمةٍ واحدة في وجهه ( منافق ٢ نقطة)
, شعر عاصم في تلك اللحظة أن كل ذرة عقل لديه قد غادرته الى غير رجعة ٢ نقطة حين صفعها للمرةٍ الثالثة وهو يصرخ بغضبٍ ناري أعمى عينيه وهو يعود ليصرخ
, ؛( اصمتي ٢ نقطة عديمة الحياء يا مجنونة )
, في تلك اللحظة كانت حنين قد وصلت اليهما على صوتِ صراخهما وهي متسعة العينين بذعر على مرأى وجه حور المكدوم وعاصم الممسك بشعرها ٢ نقطة بينما أمهما تضرب على رأسها منتحبة في قمة الإنهيار ٢ نقطةاحتاجت للحظةٍ واحدة فقط للتصرف قاذفة نفسها بينهما تتشبث بقميص عاصم صارخة به أن يتوقف وقد اغروقت عيناها بالدموع في لحظة ٢ نقطة صدمت حنين للحظاتٍ وهي ترى عاصم يلهث بشدةٍ حتى خشيت بحقٍ عليه ٢ نقطة كان يبدو كمن على وشكِ الإصابة بنوبةٍ قلبية ٍ من شدة لهاثه وعينيه الحمراوين ٢ نقطة أخذت حنين تخلص شعر حور بصعوبةٍ من أصابعه المخلبيتين ٢ نقطةوهي تصرخ وتدق على صدره بقوةٍ بينما بكائها يتعالى أكثر وأكثر ٢ نقطة وعيناها تتسعانِ رعبا من هذا العنف المحيط بها ٢ نقطة
, لم تعرف عاصم على هذه الصورة الا في زمنٍ بعيد ٢ نقطة بعيدٍ جدا ٢ نقطة في سنواتِ الحي القديم ٢ نقطة وقتها يتفجر بركانه الأخرق محرقا كل ما حوله ٢ نقطة
, ومن نظرة حور المتسعة لمحت حنين في جزءٍ من الثانية بريقا منتصرا غير مفهوم ٢ نقطة أخذت حنين تترجاه باكية أن يتركها وهي تحتضن حور بشدةٍ بينما شعرها لازال بين أصابع عاصم ٢ نقطة
, أخذ لهاث عاصم يهدأ تدريجيا وعيناه مسمرتانِ في عيني أمه المنتحبةِ ٢ نقطة ترك شعر حور بعد فترة وابتعد عنهما ومشى عدة خطوات لكنه استدار ونظر الى حور اللاهثة المشعثة الشعر ثم قال بصوته المجهد وعيناه المتعبت
, ( لن أنسى ما قلته الآن يا حور ٢ نقطة لن أنساه أبدا )
, ثم تركهم ليصعد مبتعدا عن ذلك الجنون الذي كان يهدد بهم المنزل منذ دقائق ٢ نقطةتقدمت أم حور منها لتتلقفها في أحضانها وهي تربت على وجنتها المتورمة بينما صدرها يهتز من شدة نحيبها ٢ نقطة أخفضت حور نظرتها من نظرة حنين العاتبة المجروحة بينما لازالت دموعها تنهمر ناعمة على وجنتيها ٢ نقطة
, دخلت حور حجرتها متثاقلة متعبة ٢ نقطة أغلقت الباب خلفها وهي تذهب مباشرة لفراشها لترتمي عليه بملابسها و قد نال منها التعب النفسي و الجسدي بشدة ٢ نقطة لقد آلمت الجميع الليلة ، لكنها ليست نادمة ٢ نقطة سيداويهم اطمئنانهم عليها حين تعود الى بيتها ٢ نقطة بجوار نادر ٢ نقطة وهل هناك هدفا أسما من أن تعود الى زوجها ٢ نقطة إنها مستعدة لفعل أكثر من ذلك بكثير ٢ نقطة عند هذه النقطة أغمضت عينيها لتسافر في نومٍ عميق و ابتسامة أمل مرتسمة على شفتيها ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, طرقت حنين على باب غرفة عاصم بهدوء وحين لم تسمع ردا فتحت الباب بحذر ودخلت ٢ نقطة وجدت عاصم جالسا على حافة فراشه محنيا رأسه ٢ نقطة ربطة عنقه محلولة و زري قميصه العلويين مفكوكين و كأنه لم يجد القدرة على إكمال خلع ملابسه ٢ نقطة شعرت حنين بالشفقة عليه بالرغم من غضبها منه في نفس الوقت ٢ نقطة اتجهت ببطءٍ وحذر اليه الى أن جلست بجواره ٢ نقطة ظلا صامتين لا يتكلمانِ وقد عرفت تماما ما يشعر به في تلك اللحظة ٢ نقطةنظر اليها عاصم بعد فترةٍ طويلة ٢ نقطة ثم عاد لينظر أمامه ،٢ نقطة كانت تريد أن تعنفه بشدةٍ لما فعله لكنها ستؤجل هذا الى أن تطمئن عليه ٢ نقطة الى أن يسكن نفسه اللاهث و قلبه المضطرب ٢ نقطة المجنونة حور ماذا فعلت ٢ نقطة أثناء نزولها على السلالم جريا سمعت الكثير من تلك التفاهات التي أطلقتها حور ٢ نقطة ماذا دهها لتقول ما قالت ٢ نقطة و كأن شيطانا قد تقمصها ٢ نقطة
, قال عاصم بصوتٍ مجهد ( لقد أظهرت الجانب القديم ٢ نقطة اليس كذلك ؟)
, أومأت حنين برأسها فقال بعدها
, ( للحظةٍ شككت أن شيئا ما قد أصابها ٢ نقطة للحظةٍ تيبست قدمي هنا في المنزل لا أدري السبيل للبحث عنها بعد أن اتصلنا بكل صديقاتها ٢ نقطة شعرت بقلبي يكاد يتوقف و أنا أنوي النزول للبحث في الطرق ٢ نقطة لا أعلم لماذا انتابني الرعب فجأة من عدم ردها على اتصالنا ٢ نقطة لكن ما أن رأيتها أمامي بكل صلفها و سفاقتها حتى تحول الرعب كله الى غضبٍ لا حدود له ٢ نقطة لم يسبق أن فقدت السيطرة على نفسي الى تلك الدرجة ٢ نقطة حور ستؤذي نفسها يوما ٢ نقطةو أنا أفكر كل يوم في هذه اللحظة و هذا ما يجعلني أرغب في سجنها هنا بين جدران المنزل الى أن تتعقل ٢ نقطةابنة عمك لا يراها أحدٌ دون أن يطمع بها ، وهذا ما يثير حنقي عليها ٢ نقطة حين تزوجت تنفست الصعداء ارتياحا ٢ نقطة لكن ها هي عادت الى جنونها من جديد٢ نقطة أنا أثق بها لكني لا أثق بتهورها و الذي قد زاد أضعافا بعد انفصالها عن نادر ٢ نقطة هل سمعتِ ما قالت ؟٢ نقطة لم تعد تحسب حسابا لأحد ٢ نقطة أخرجت أسوأ ما في ٢ نقطةفي لحظةٍ واحدة و الآن علي أن أتعامل مع نفسي فيما فعلته )
, رفعت حنين رأسها اليه و همست مرتجفة ( أعلم أنك تخاف عليها ٢ نقطةلكنك لم تحاول أبدا مصداقتها ٢ نقطةمشاركتها ما تشعر به ٢ نقطة كل معاملتك لها قاسية تبعدها عنا أكثر و أكثر و اليوم ٢ نقطة لقد دمرت كل شيء٢ نقطةهي ترغب أن تهرب الى نادر احتماءا به )
, نظر اليها عاصم ثم قال بعد أن انتهت ( مصادقتها ؟٢ نقطة أنا لا أفهم تلك الأساليب الحديثة ٢ نقطة تلك الصداقة لن أجيدها ولا وقتا عندي لها ٢ نقطةلما لا تحترم كلمة أخاها دون مناقشة و كفى .؟٢ نقطةلقد كبرت على تلك التفاهات ٢ نقطةإنها أم و في السادسة و العشرين فماذا تنتظر بعد لتتعقل ٢ نقطة)
, نظرت اليه حنين للحظة ثم قالت ( حور ٢ نقطة تحتاج اليك ، دائما كان لدي مالك ٢ نقطة يساندني ، يدعمني ٢ نقطة لكنه لم ينجح مع حور لأن شخصيتها غيري ٢ نقطة فبنت حول نفسها قشرة صلبة ٢ نقطةلن يكسرها غيرك ، حتى وإن لم تكن تدرك ذلك ٢ نقطة حور لم تحظى بالدعم الذي كانت بحاجةٍ اليه ٢ نقطة حظيت بالدلال ٢ نقطة لكن الدعم مفقود)
, ابتسم عاصم قليلا ابتسامة حزينة مهزوزة ثم قال ( نعم بالفعل ٢ نقطة لطالما حظيتِ بدعم مالك ٢ نقطة لكن حور ٢ نقطة لاتحتاج لأحدٍ الا نفسها )
, هتفت حنين بقوة ( أنت مخطىء ٢ نقطةأنت مخطىء يا عاصم ٢ نقطة كلا منا كان يحتاج الآخر ٢ نقطة وحور هي الوحيدة التي خرجت من الأمر بنفسها دون مساعدة أحد )
, تابعت حنين بهدوء ( فكر فيما قلته ٢ نقطة )
, قامت من مكانها وغادرت الغرفة دون إضافة أي كلمةٍ أخرى ٢ نقطة ومن ناحيته ٢ نقطة لم يجد عاصم ما يقوله ٢ نقطة وهو يشعر بأن أسرته تتفكك يوما بعد يوم ٢ نقطة أحنى رأسه غارزا أصابعه في خصلاتِ شعره ، وهو يفكر بأنه قد حافظ تماما على جهد والده في العمل ٢ نقطة حتى التجارة القديمة لم يتركها إكراما لذكراه ٢ نقطة
, لكن أفراد أسرته يتباعدون يوما بعد يوم ٢ نقطة الأمانة تتسرب من بين يديه ٢ نقطة والطريق يتفرق بهم ٢ نقطة واليوم ٢ نقطة اليوم انكسر شيئا بينه وبين حور ٢ نقطة لن يصلح بسهولة ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة
, كان الصباح التالي كئيبا على الجميع ٢ نقطة معلنا بأن شيئا ما قد هوى ما بين جدران هذا البيت ٢ نقطة الحاجة روعة كانت متورمة العينين من شدة البكاء لليلةٍ كاملة ٢ نقطة لم تستطع النهوض من فراشها صباحا ٢ نقطة فبعد **** الفجر مكثت في الفراش تستمع للقرءان ٢ نقطة لعل قلبها يهدأ من ألمه على أولادها الذين يتباعدون يوما بعد يوم ٢ نقطة فلتعد حنين الإفطار هذا الصباح ، فهي لن تتحمل أن تنظر الى كليهما ٢ نقطة
, أما عاصم فللمرةِ الأولى لم يواظب على عادة والده في جمع الكلِ على الإفطار ٢ نقطة بل اتجه مباشرة الى مكتبه و أغلق الباب خلفه رافضا تناول الفطور ٢ نقطة حور من جهتها لم ترد على حنين التي كانت تطرق بابها لتعلمها بان الافطار جاهز ، الا بالصراخ عاليا من خلف الباب ( لن أنزل ٢ نقطة ابتعدو عني ، لا أريد أن أرى أيا منكم )
, حاولت حنين فتح الباب بالرغم مما ستلقاه من هجومٍ ضاري عليها لكن الباب كما توقعت كان مغلقا بالمفتاح تنهدت بحزن تريد أن تنزل لكن قلبها يتألم من أجل صديقتها القديمة ٢ نقطة ليس من العدل أن تتعرض حور لمثل هذا العنف حتى إن كانت مخطئة ٢ نقطة
, طرقت الباب مرة أخرى وهي تحاول التكلم بهدوء متفهم ( حور افتحي الباب حبيبتي ٢ نقطة لا تبقي في الداخل بمفردك ، دعيني ادخل أرجوكِ )
, وصلها صراخ حور المجنون ( ابتعدي من هنا ٢ نقطةأعرف أن السعادة تملأ قلبك فلا تجهدي نفسك بتمثيل دور الطيبة معي )
, صدمت حنين من تلك القسوة المنبعثة منها ٢ نقطة بالرغم من أنها ليست المرةِ الأولى التي تسمع من حور مثل هذا الكلام المشبع بالكره ٢ نقطة لا تستطيع الا أن تتذكر بأنهما كانا يوما كأختين ٢ نقطة صديقتتين و ثالثتهما نوار ٢ نقطة لكن في يومٍ وليلة انقضت الصداقة و نفذ الفراق بين ثلاثة زهراتٍ صغيرات ٢ نقطة
, أغمضت حنين عينيها بألم ٢ نقطة منذ ذلك اليوم المحفور في ذاكرتها بنقوشٍ نازفة ، وحور لا تدخر سبيلا في ايلامها بشتى الطرق ٢ نقطة
, نزلت السلم بقلبٍ مجروح ٢ نقطة وكأن ما تعيشه ليس كافيا لتأتي حور وتكمل من تحقيرها ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, كانت حور واقفة أمام مرآتها تنظر الى صورتها المشوهة ٢ نقطة تحصد غنائمها ٢ نقطة جانب فكها أزرق بشدة ، بالإضافة الى الزاوية المجروحة بين شفتيها ٢ نقطة ارتدت ثوبا صيفيا بحمالات رقيقة على أكتافها ٢ نقطة فبانت أصابع عاصم الموشومة بلونٍ ازرق داكن على بشرة ذراعها الرقيقة ٢ نقطة عقدت شعرها على هيئة ذيل حصان فبدت أنثى رقيقة قد خرجت للتو من مأساة ٢ نقطة نظرت الى ساعة معصمها فوجدت أن موعد وصول نادر ومعتز قد اقترب ٢ نقطة إنه دقيق في مواعيده دائما وكأن الساعة مضبوطة عليه ٢ نقطة
, كل ما عليها الآن أن تنتظره مرتدية نظرة الضياع التي تعلمتها و أتقنتها على مر السنين ٢ نقطة فكرت في نفسها وهي تنظر اليها مبتسمة
, لا تحب الإغراء ٢ نقطة لا يجذبك الإغواء ٢ نقطة لا يهزمك الا دموع أنثى ضعيفة مكسورة الجناح ٢ نقطة سلاحي الذي لا يخيب . أعرفك أكثر من نفسك ، أفهمك ولا يفهمك غيري ٢ نقطة كنت أريدك أن تتعلق بي كما أنا لكن إن كان الأمر يتطلب أن أكون الأنثى المكسورة المنتظرة شهامتك فسأكونها ٢ نقطة من أجل عيونك أنت فقط يا متحجرالقلب ٢ نقطة هل هنت عليك لتتركني كل تلك الفترة اللعينة ٢ نقطة ألم تشتاق الي ولو لمرة ٢ نقطة الم تذكر أية لحظة بيننا تجذب روحك لتناديني ٢ نقطة أنا أذكر ٢ نقطة أذكرها لحظة لحظة ٢ نقطة من ندرتها أذكرها جيدا ٢ نقطة
, وعدي الذي أعده لنفسي كل يوم ٢ نقطة ستعود الي جاثيا يا حبيبي ، ولن أتدلل وقتها سأسلم كل راياتي وحصوني اليك ٢ نقطة
, قاطع تفكيرها صوت رنين جرس الباب فانتفض قلبها انتفاضته المعتادة ٢ نقطةلقد وصل ، سأراه ٢ نقطة سأراه وكأن مر علي سنين و قفزت من مكانها لتجري هابطة السلالم ٢ نقطة ترن أساورها وخلخالها ٢ نقطة الى أن وصلت الى الباب فتغيرت ملامحها في لحظةٍ واحدة بكلِ اقتدار لترسم تلك النظرة المنشودة ٢ نقطة فتحت الباب ببطء لتراه أمامها من جديد ٢ نقطة مرة أخرى خلال يومين لكنها اليوم ستكون مختلفة ٢ نقطةوعدا ٢ نقطة
, ابتسمت بضعف وعيناها تتركانِ نادر بصعوبةٍ لا تريد أن تفارقانه أبدا ٢ نقطة الي رأس معتز الناعم المطرق أرضا و ممسكا بكف والده ثم انحنت اليه لتداعب شعره الناعم قائلة برفق
, ( مرحبا صغيري ٢ نقطة لقد اشتقت اليك للغاية )
, حين لم يرد عليها كالعادة نزلت على ركبتيها لتضمه الي صدرها متنشقة عطره وهي تهمس ( ادعو **** الا يحرمني أبدا من تلك الرائحة المسكرة )
, بعد لحظةٍ نهضت مرة أخرى وهي ممسكة بيد معتز الصغيرة ٢ نقطة تنظر الى نادر في كل مكانٍ حوله دون أن تواجه عينيه قصدا ثم همست
, ( مرحبا نادر ٢ نقطة)
, تنازل ورد عليها مرغما ( مرحبا ٢ نقطة)
, اختارت اللحظة لتواجه عينيه أخيرا ففوجئت به ينظر اليها بعبوسٍ مخيف ٢ نقطة ملاحقا تلك الكدمات على وجهها ٢ نقطة الخطة تنجح ٢ نقطة أثارت اهتمامه أكثر الف مرة من خطة الإغواء بالأمس ٢ نقطةقال بعد فترة صمت بخشونة
, ( ماذا حدث لك ؟٢ نقطة)
, تظاهرت بالاجفال للحظة ثم رفعت يدها الى الكدمة في جانب وجهها ٢ نقطة ثم همست تتلعثم
, ( ل٢ نقطة لقد سقطت من على الدرج ٢ نقطة)
, مد نادر يده ليرفع ذقنها اليه فاشتعل جسدها بنار الاشتياق من لمسته حتى كادت أن تخر على ركبتيها أمامه متوسلة بأن يعيدها اليه ٢ نقطة لكنها استجمعت كل إرادتها ٢ نقطة لكي تسبل جفنيها بانكسارٍ مرسومٍ بأروع صوره ٢ نقطة
, تحركت أصابعه تلامس صدغها برفق ٢ نقطة والعبوس يرسم ملامحه ٢ نقطةثم قال بغضب
, ؛( هناك أصابع مرسومة على وجنتك يا حور ٢ نقطة فكفي عن الكذب ، من فعل بكِ ذلك ؟٢ نقطة)
, ارتجف قلبها بهجة ٢ نقطة يختلط فيها الانتصار بالشوقِ المضني للمسته المتجولة ٢ نقطةلم تجد ما تقوله ، للحظةٍ لم يطاوعها قلبها لإكمال خطتها الفجة ٢ نقطةفلتتركه يستنتج ما يريد ، المهم أنها وصلت لى تلك النقطة ٢ نقطة
, تابع نادر بغضبٍ واثق لا يقبل الإنكار ( إنه عاصم ٢ نقطة اليس كذلك ؟٢ نقطة)
, أخفضت رأسها بشعورٍ مقبض ٢ نقطةحقيقي ، ٢ نقطة لكن الألم لم يلبث أن تحول الى غضبٍ حارق حين أكمل كلامه قائلا بغضب
, ؛( ماذا فعلتِ ليضربك عاصم ؟٢ نقطة)
, رفعت اليه عينيها بنظرةٍ للحظة ضربته في الصميم ٢ نقطة لم يكن يوما قاسيا بهذا الشكل قبل أن يعرفها ، لا يستطيع الا أن يعاملها بقسوةٍ ٢ نقطة فهي بكلِ بساطة شعلة خارجة عن نطاق السيطرة ٢ نقطة في فترة زواجهما التي لم تتجاوز الأشهر القليلة أستطاعت أن تجعله يمشي وهو ينظر حوله من لوعها الفطري ٢ نقطة
, لم يعتد هذا النوع من النساء من قبل ، بالرغم من عمره الذي يماثل عمر شقيقها عاصم ، الا أنه لم يكن يوما من العابثين أو ممن يحبون الأختلاط بالفتيات ٢ نقطة كان يحلم بفتاة بسيطة تحمل اسمه وأطفاله وتنجح في الحفاظ على كليهما ٢ نقطة لم يكن من محبي القصص العنيفة أو الشخصيات المثيرة ٢ نقطة لذا ففتاةٍ كحور لم تكن لتجذب أنظاره أبدا مهما بلغت جاذبيتها ٢ نقطة تلك الهالة الإستعراضية من حولها تجعله يرغب في الإبتعاد عنها تلقائيا ٢ نقطة الى أن وجد نفسه متزوجا منها يوما ٢ نقطة
, لكن قسوته معها الآن لم تكن في محلها ، فأيا كان ما فعلته فهي بالتأكيد لم تفعل ما يبرر هجوم عاصم عليها كالثور بهذا الشكل الهمجي ٢ نقطة
, أعاد سؤاله بنبرةٍ جافةٍ لكن أخفت صوتا
, ( ما الذي حدث بينكما ليفعل ما فعل ؟٢ نقطة)
, ابتلعت غصةٍ في حلقها وهي تنظر اليه نظرة عتابٍ حقيقية ، بالرغم من أنها قد طبخت الخطة جيدا لكن على مايبدو أنها قد صدقتها ٢ نقطة شعرت بجرحٍ عميقٍ منه وهو يريد أن يعلم ما أجرمته ٢ نقطة فهي في نظره المجرمة دائما ، وكل من حولها معذورين بمجاورتها ٢ نقطة
, أطرقت برأسها وقد فقدت كل رغبةٍ في الاسترسال بتلك الخطة الغبية والتي لم تنل منها الا ذل نفسها بهذه القسوة البشعة ٢ نقطة الى أين سيصل بها هذا الحب المهووس ٢ نقطة
, اقترب نادر منها خطوة واحدة وعاد ليمد يده مرة أخرى لكن ليمرر أصابعه على العلامات الزرقاء التي تلون ذراعها هذه المرة ٢ نقطة أغمضت عينيها للحنين الغادر وهو يعود ليستشري في أوردتها ساخنا ٢ نقطة
, سمعت صوت نادر وهو يقول ب
 
الفصل السادس


سمعت صوت نادر وهو يقول بقسوة ( هل هناك المزيد ؟٢ نقطة)
, لم تستطع الرد ، فقدت كلِ شيطنتها التي ظلت تجمعها بالأمس ٢ نقطة ففسر نادر صمتها على انه موافقة على ماقاله فأخذ نفسا عميقا غاضبا كاد أن يحرق الجو من حولها ، فانتفض قلبها خوفا رغما عنها ٢ نقطة سالها نادر مرة اخرى بخشونة
, ( مالذي حدث يا حور ؟٢ نقطة)
, لم تستطع الا أن تجيب باختناق ( ليس شيئا مهما ٢ نقطة مجرد شجار عادي بيننا ككلِ مرة ، أنت تعرف أني وعاصم لا نتفق كثيرا )
, عبس بشدة ( شجار عادي ؟٢ نقطة وهل الشجار العادي و ذلك الشيء الغير هام يعطيه العذر ليعاملك بمثلِ هذا العنف ؟٢ نقطة)
, ارتبكت حور بشدة وظلت تنظر أرضا ٢ نقطة ومن الأرض الى وجه ابنها الذي يحاول استيعاب ما يحدث بصمته المعتاد ٢ نقطة لقد ابتعدت جدا في تصرفاتها هذه المرة ، ٢ نقطة يالهي الأمور تخرج من يدها كل مرة ٢ نقطة
, انتفضت خوفا حين قال نادر بصوتٍ مخيف ( أين هو عاصم ؟٢ نقطة أريد أن أراه )
, اتسعت عينا حور من تلك النقطة التي لم تحسب حسابها فقالت بسرعةٍ متلعثمة وهي تنظر اليه بترجي
, (لا ٢ نقطة لا يا نادر ، لقد انتهى الأمر ٢ نقطة أرجوك ، أمي لن تحتمل موقفا عصبيا آخر )
, أمسك نادر بذراعها وهو يقول بخشونة ( لقد ضرب أم ابني ٢ نقطة لقد تجاوز منطقتي الخاصة )
, للحظاتٍ نسيت أن تتنفس من بين شفتيها المفتوحتين قليلا وهي تنظر اليه ٢ نقطة منطقته الخاصة ٢ نقطة هل ستكون صادقة إن قالت أن هذه هي أروع كلمةِ غزل داعبت أذنها ٢ نقطة امتلاك ٢ نقطة امتلاكه لها ٢ نقطة خوفه على أرضه التي أنبتت ثمرته الصغيرة ٢ نقطة
, أي شعورٍ دافىءٍ هذا الذي تملكها في هذه اللحظة ٢ نقطة شفتيها المفتوحتين ارتفعتا قليلا في ابتسامةٍ لا تماثل ابتساماتها المدروسة ٢ نقطة ابتسامة غريبة لم يرها من قبل ٢ نقطة خاصة وعينيها تتوهانِ في عينيه بتلك الطريقة الشاردة والتي تجعله يشعر بأنه الرجل الوحيد في الدنيا ٢ نقطة إنها دائما ترضي غروره ، لا يمكنه أن ينكر ذلك ٢ نقطة لكنه مع الوقت شعر بأن ذلك لم يقارب حتى أن يكون كافيا لبدء حياةٍ سويةٍ بينهما ٢ نقطة
, قال بجفاءٍ متراجع قليلا ( لماذا تبتسمين ؟٢ نقطة )
, همست بضعف وشرود بعد فترة (لأول مرة أشعر بأني لست وحيدة ٢ نقطة و أن هناك ظهرا حاميا لي )
, زفر نادر بحنق ها هو الحوار يتجه مرة أخرى الي الطريق الذي لا يريده ٢ نقطة فتح فمه لقول شيئا فظا يبدد به أوهامها به ، الا أن خروج عاصم من غرفة مكتبه في تلك اللحظة قطع عليه كلامه ٢ نقطة
, لم يره عاصم لأول مرةٍ وهو ينظر كالعادة لبعضِ أوراقٍ في يده ٢ نقطة لكن صوت نادر هدر باسمه في لحظة
, ( عاصم ٢ نقطة)
, رفع عاصم رأسه ليفاجأ بوقوف نادر عند باب المنزل ٢ نقطة وأمام حور تقف مصعوقة وهي ترفع يدها الى وجنتها ٢ نقطة لم يحتج الكثير من الذكاء ليدرك تلك الحماقة التي أقبلت عليها حور ٢ نقطة لكن عضلة لم تهتز في بدنه وهو يقترب من هدوء الى أن وصل الى نادر فرفع يده مصافحا وهو يقول
, ( السلام عليكم يا نادر ٢ نقطة لماذا تقف عند الباب ؟٢ نقطة)
, لم يرفع نادر يده ليصافح عاصم بل قال وهو يقترب منه دافعا حور لتقف خلفه وقد اشتدت قسوة عينيه بطريقةٍ مخيفة
, (كيف استطعت ضرب حور بذلك الشكل الهمجي ؟٢ نقطة ماذا فعلت لتعيش مثل هذا العنف ؟٢ نقطة)
, رفع عاصم عينيه الى حور الواقفة خوفٍ خلف نادر ٢ نقطة وبنظرةٍ واحدةٍ أخبرها بأنه قد فهم كل مخططها القذر . أطرقت حور برأسها وقلبها يخفق بعنف ٢ نقطة وهي تتسائل إن كان عاصم سيبرر فعلته بعودتها في وقتٍ متأخر وصفاقتها في الحديث معه ٢ نقطة أخذ صدرها يعلو و يهبط بعنف ٢ نقطة
, لكن عاصم أعاد نظره الى نادر ثم قال بهدوء ( مجرد خلاف بين أخ و أخته ٢ نقطة)
, امتدت يد نادر لتقبض على ذراع عاصم بعنف وهو يصرخ وقد فقد القدرة على السيطرة
, ( خلاف بين أخ و أخته ؟٢ نقطة هل نسيت أنها لازالت زوجتي الى الآن ، أي أنك قد تجاوزت حدودك معي ٢ نقطة)
, استشاط عاصم غضبا هو الآخر وهو ينتزع يد نادر بعنف هادرا بصوتٍ هز جدران المنزل
, ( زوجتك مكانها في منزلك هي وابنك ٢ نقطة سنتين وأنت تتركها هنا دون أن تعيدها أو تحررها ثم تأتي لتتجرأ وتخبرني بأني تجاوزت الحدود ٢ نقطة إن أردت أن يكون لك سلطة عليها فلتأخذها من هنا ، ٢ نقطة ها أنا أحملك مسؤليتها كاملة ، فلترني أفضل ما عندك )
, صوتهما جلب حنين من المطبخ وهي تركض مرتعبة من تلك الأصوات العالية ٢ نقطة ونظرة واحدة الى معتز الذي التصق بأحد الأركان جعلتها تتجه مسرعة اليه لتأخذه بين ذراعيها ٢ نقطة
, بينما كانت والدة حور وعاصم تجاهد لتنزل السلم وهي تضع يدها على صدرها الضعيف وهي تسألم عما حدث ثانية ٢ نقطة
, ظل نادر ناظر الى عاصم بغضبٍ أسود لا يفسر ٢ نقطة ثم هدر بجملةٍ واحدة
, ( حووور ٢ نقطة أعدي أغراضك أنتِ ومعتز ، ستعودانِ معي في الحال )
, ساد الصمت بين الوجوه الناظرة ٢ نقطة بينما برقت عينا حوور وارتفع قلبها كطائر مغرد ٢ نقطة لقد نجحت ٢ نقطة همست في نفسها بذهول ٢ نقطة حقا أسهل الخطط هي أكثرها فاعلية ٢ نقطة
, همست بتلعثم قبل أن يغير رأيه ( سأخبر مربية معتز لتجهز نفسها وتأتي معنا ٢ نقطة)
, قاطعها صوته الصارم دون أن يلتفت اليها وهي تخطو بسرعةٍ في اتجاه السلم
, ( لن تأتي المربية ٢ نقطة فقط أنت ومعتز )
, التفتت اليه بصدمة ٢ نقطة ماذا ؟٢ نقطة كيف ؟٢ نقطة الا أن أمها أمسكت بذراعها تدفعها باتجاه السلم وهي تهتف بقلبها ( هيا بسرعة ٢ نقطة زوجك ينتظرك )٢ نقطة
, أغمض عاصم عينيه وهو يفكر ٢ نقطة أخيرا ٢ نقطة الحمد لله ٢ نقطة فليتحمل هو من اليوم ٢ نقطة حتى لا يأتي مرة أخرى بدرع الفرسان هاتفا بكل تبجح ٢ نقطة فليشبعا ببعضهما ٢ نقطة
, تحركت حور تصعد أولى درجات السلم والتي كانت حنين تجلس عليها ضامة معتز المتسع العينين الى صدرها ٢ نقطة وما أن مرت حور بهما حتى التقت عيناهما في حوارٍ طويل ٢ نقطة حوارٍ يظلله العتاب في عيني حنين ٢ نقطة نظراتٍ متهمةٍ بألم ، فاستشاطت حور غضبا وهي ترد اليها نظراتها بشراسة ٢ نقطة رفعت ذقنها بقوةٍ وألقت عليها نظرة استعلاءٍ واضحة ثم تجاوزتهما لتصعد الى غرفتها ٢ نقطة
, هي لا تهتم بأيٍ منهم ٢ نقطة هي لا تهتم ٢ نقطة أخذت ترددها بنفسها أثناء صعودها ، لقد حصلت على ما أرادت وبمنتهى السهولة فلماذا تنظر الى الوراء ٢ نقطة فلتفكر في نفسها ، فأمامها الطريق الأصعب الآن ٢ نقطة اكتساب قلب نادر ٢ نقطة وياله من طريقٍ طويل ٢ نقطة
, أثناء ترتيبها لملابسها في الحقيبةِ الموضوعة على الفراش وقلبها ينبض بجنون الترقب للعودةِ اليه ٢ نقطة جاءت حنين ووقفت بالباب المفتوح تنظر اليها بجمود ٢ نقطة القت عليها حور نظرة لا مبالية ثم أعادت نظرها الى ما تفعله ٢ نقطةوهي تقول ببرود
, ( يبدو أن لديك ما تريدين قوله ٢ نقطة لكن اعذريني لست مهتمة لسماعه )
, ظلت حنين صامتة لعدة لحظات ثم قالت بصوتٍ خافت ( لقد تسببتِ في شرخٍ كبير بينك وبين عاصم ٢ نقطة دون سببٍ معقول ، هل تظنين أن تلك هي الطريقة المثلى لتعودي لنادر ٢ نقطةوماذا بعد أن تزول تلك العلامات من على وجهك ٢ نقطة الى ماذا ستلجأين وقتها ؟٢ نقطة)
, توقفت حور عما تفعله ٢ نقطة ثم اقتربت منها ببطءٍ شرس وهي تحدق في عينيها بتهديد ٢ نقطة الى أن توقفت على بعدِ خطوةٍ منها وهمست
, ( كيف تجرؤين على التدخل فيما يخص حياتي ٢ نقطة من أعطاك الحق لتبدي رأيك أصلا ، يبدو أننا قد تهاونا معكِ طويلا٢ نقطة أفيقي ٢ نقطة أفيقي يا حنين واعرفي مركزك في هذا المنزل ٢ نقطة هل اعتقدت حقا بأنك بمثابة أختنا ولك نفس حقوقنا ؟٢ نقطة )
, شعرت حنين بنصلٍ سام يغرس في قلبها ٢ نقطة لطالما عاملتها حور على هذا الأساس ، ٢ نقطة لكنها المرةِ الأولى التي تنطقها بمثلِ هذه القساوة ٢ نقطة فغرت شفتيها قليلا وهي غير قادرة على ابعاد عينيها عن عيني حور المخيفتين بالرغم من جمالهما ٢ نقطة
, ابتلعت ريقها ثم همست باختناق ( لو كان عمي لا يزال حيا ٢ نقطة لما أسمعتني هذا الكلام )
, ضحكت حور ضحكة قاسية وعينيها تلمعانِ بشر ثم قالت ( اتركي تلك النغمة الحزينة يا حنين ٢ نقطة فقد مللت منها ، اتظنين حقا أنني لا أعرف السبب الحقيقي لاستياؤكِ ؟٢ نقطة)
, عبست حنين وهي تهمس بألم ( من قال أنني مستاءة ؟٢ نقطة)
, ضحكت حور بغنجٍ مرة أخرى ثم اقتربت من وجه حنين المصدوم وهمست
, ؛( لن تستطيعي إخفاء مرارتك من أن عاصم لم يفكر في الزواج منكِ ٢ نقطة ليفضل عليكِ دانا ابنة العز و النسب ٢ نقطةلا تستطيعين تمني السعادة لغيرك اليس كذلك ؟٢ نقطة)
, شعرت حنين بأنها ماتت في هذه اللحظة الف مرة ٢ نقطة إنها لم تحب عاصم يوما ذلك الحب الذي تكنه لعمر ٢ نقطة بل من الظلم المقارنة أصلا ٢ نقطة عاصم بالنسبة لها ليس اكثر من أخ ، الآن فقط تعرف بأنه لو كان تزوجها بالفعل لكانت وقعت بيدهاعلى شهادة توقف حياتها ٢ نقطة
, لكن طريقة حور في سرد الموضوع الآن قد أظهر لها مقدار ضآلة مكانتها في أعينهم هنا في هذا المنزل ٢ نقطة الجميع ينظر اليها بشفقة ٍ لا تستحق غيرها ٢ نقطة زادت بعد أن خطب عاصم غيرها ٢ نقطة
, بادلت نظرات حور الفلاذية بنظراتٍ مجروحةٍ ندية ٢ نقطة دون أن تستطيع انكار ما كان جليا لهم ، همست باختناق
, ( أنا ٢ نقطة لم ٢ نقطة عاصم لم يكن ٢ نقطة يوما الا أخي ، وهذا الكلام لا يصح )
, ابتسمت حور وهي تمد يدها لتلاعب خصلاتِ شعر حنين الناعمة وهمست
, ( فقط أحببت أن أنبهك ٢ نقطة بدلا من اهتمامك بشؤوني الخاصة ، اشغلي نفسك بالتفكير في وضعك الجديد ٢ نقطة)
, نظرت اليها حنين بدموعٍ حبيسةٍ وهمست بتلعثم
, (أي وضع ؟٢ نقطة)
, قالت حور بتشفي ( بعد خروجي من هنا سيكون وجودك في هذا المنزل محرجا جدا بوجود عازبين به ٢ نقطة وحتى بعد زواج عاصم ،فلازال مالك موجود ٢ نقطة وهذا وضعا لا يصح )
, اتسعت عينا حنين بالم و اخذت تهذي متلعثمة ( أنا ٢ نقطة أنا هنا منذ سنين ٢ نقطة فمالذي سيختلف الآن ؟٢ نقطة )
, اجابتها حور بلامبالاة وهي تستدير لتتجه الى حقيبتها بعد أن أكملت مهمتها المؤذية ٢ نقطة
, ( كان عمك على قيدِ الحياة ٢ نقطة أما الآن فالوضع اختلف ولن يعجب الناس اللذين يتهافتون على ابتداع الاخبار عن غيرهم ٢ نقطة وأنا أعتقد أن أمي لن ترضى بمثل هذا الوضع ٢ نقطة)
, أخذت حنين تنشج من هذا الجو الخانق من حولها والذي أوشك ان يطبق على صدرها ٢ نقطة ما هذا الكابوس المحدق بها ، استطاعت ، أن تهمس مختنقة في النهاية ودمعتين قد فرتا من عينيها الى وجنتيها
, ( فليوفقك **** يا حور بما يسعد قلبك ٢ نقطة )
, ثم استدارت لتغادر الغرفة جريا الى غرفتها الآمنة ٢ نقطة مبتعدة عن الأذى المفجع الذي أصابتها به حور ٢ نقطة
, توقفت يدا حور عما تفعله واحنت رأسها مغلقة عينيها وهي تفكر ٢ نقطة الى متى يضيع بها الطرق ٢ نقطة الى متى ستجرح كل من يعوق جموحها ٢ نقطة لقد كذبت في كلِ كلمةٍ نطقت بها الآن بمنتهى الخسة و الوضاعة
, تابعت ما تفعل والفرحة بداخلها تهتز دون الإكتمال وكأنها تأبى أن تمنحها الأمل وقفت للحظةٍ مرة أخرى ٢ نقطة تلتفت الى مرآتها لتنظر الى صورتها ٢ نقطة هل زاد تشوه وجهها أم أنها تتوهم ؟٢ نقطة صورتها بعيدة كل البعد عن الجمال ، هناك شيئا ناقص ، لاتعلم ما هو ٢ نقطة وهي متأكدة بأن هذا الشيء هو الذي يبعد نادر عنها ٢ نقطة لو وجدت ما تكمل به وجهها المشوه في المرآة لعاد اليها نادر في طرفة عين ٢ نقطة أم أن التشوه اعمق و أكثر اثرا مما تظن ٢ نقطة هناك شيئا غائرا يفسد كل ما تفعل ، ٢ نقطةأو هو سبب كل ما تفعل ٢ نقطة تفقد السيطرة على نفسها يوما بعد يوم ٢ نقطة لكن ليس الذنب ذنبها ، الذنب ذنبه هو ٢ نقطة هو من يغذي فيها تلك الروح الهاجعة التي تحرق من حولها ٢ نقطة حسنا ٢ نقطة حسنا ٢ نقطة لم يفت الوقت بعد ، هي تعرف حق اليقين بأنها تكون أفضل معه ٢ نقطة أنقى و أجمل ٢ نقطة لذا تريد قربه ليتلاشى تشوهها بين أحضانه ٢ نقطة هو دائها ودوائها ٢ نقطةهو إكسير عشقها المضني ٢ نقطة ابتسمت تحاول طمأنة نفسها ٢ نقطةكل شيء سيكون على ما يرام ٢ نقطة
, كان وداع الحاجة روعة لحور مؤلما غاية الألم لها تعتصرها بين ضلوعها ٢ نقطة لتعاود تركها واحتضان معتز الصغير ٢ نقطةثم تعود لضم حور مرة أخرى ٢ نقطة متألمة من طريقة عودتها بهذا الشكل الذي لا يليق بابنة الحاج اسماعيل لكن في نفس الوقت قلبها كأم لا يتمنى الا أن تعود المياه لمجاريها ٢ نقطة وما الذي تتمناه الأم الا استقرار ابنتها في زواجها ، لكن ما حدث بالأمس بين ولديها ٢ نقطة لم يكن ليريح والدهما في قبره ٢ نقطة
, من ناحيته عاصم لم يتحرك من مكانه لتوديعها ٢ نقطة بل رماها فقط بنظرةٍ بلا روح ، أغفلت عنها عمدا وهي تسير حاملة حقيبتها و حقيبة معتز ٢ نقطة تتعثر بهما ، فتناولهما نادر منها و الذي كان عابسا بشدة ٢ نقطة ومرسوما على ملامح وجهه ٢ نقطة أنه قد وقع في الفخ ٢ نقطة
, خرجت حور وهي تلقي الى أمها الباكية نظرة وداع وابتسامة مشجعة تحاول أن تطمئنها بها ٢ نقطة ثم أغلقت الباب خلفها مصدرة صوتا كئيبا على كل من بالمنزل ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, جلست حنين أرضا مستندة بظهرها الى ساقي زوجة عمها بعد خروج عاصم هو الآخر ٢ نقطة تستمتع بوضع رأسها على ركبتيها المريحتين كما كانت تفعل منذ أن كانت طفلة ٢ نقطة و زوجة عمها تمشط لها شعرها في تلك الضفيرة الطويلة ٢ نقطة عيناها متورمتانِ من البكاء وقلبها كسيرا ينزف ٢ نقطة لقد تأذت جدا بسهامِ حور ٢ نقطة لكنها فضلت أن تظن زوجة عمها بأن بكاؤها سببه فراق حنين ومعتز ٢ نقطة
, تنهدت وهي تستمع الى بعض نشيج زوجة عمها الباكي الناعم ٢ نقطة فهمست حنين بحزن
, ( كفى بكاءا عمتي ٢ نقطة الستِ سعيدة بعودة حور الى زوجها ؟٢ نقطة)
, تابعت تضفير شعرها وهي تقول من بين دموعها ( لم أكن أتمنى أن تعود بتلك الطريقة القاسية ٢ نقطة ومعتز ٢ نقطة كيف سأتحمل فراقه )
, ابتلعت حنين غصة في حلقها لكنها تماسكت وقالت ( الأفضل له أن يكون بين والديه ٢ نقطة)
, أومأت الحاجة روعة برأسها ٢ نقطة وهي تكفكف دموعها ثم قالت بصوتٍ حازما
, ( هيا أيتها الصغيرة لقد انتهيت ٢ نقطة و أنتِ قد تأخرتِ على عملك اليوم )
, تفتح قلب حنين قليلا و هي تسمع كلمة العمل
, ربتت الحاجة روعة على شعرها الناعم وهي تقول بحنان ( هيا ٢ نقطة الآن ، كفى كسلا واذهبي لعملك )
, أومأت حنين برأسها على مضض ٢ نقطة آخذة نفسا عميقا ٢ نقطة ثم قالت قبل أن ترحل
, ( ألم يبيت هنا مالك بالأمسِ أيضا ؟٢ نقطة)
, هزت الحاجة روعة رأسها بأسى وهي تقول ( لا ٢ نقطة لقد قضى ليلته في البيت القديم كما يفعل أحيانا ٢ نقطة لكني أحمد **** أنه لم يكن موجودا بالأمس ٢ نقطة والا لكانت قامت الحرب بينه وبين أخيه الأكبر )
, وافقت حنين على كلامها ٢ نقطة بالرغم من توجعها قلبها على مالك ٢ نقطة الذي لايزال الى الآن يذهب في بعض الليالي الساكنة ليقضيها بجوار ذكرى بعيدة ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, مع شروق الشمس كانت تلك الألوان الوردية تلون السماء ٢ نقطة لتكمل الصورة الرائعة مع أسطح البيوت القديمة و مآذن الجوامع والبحر الظاهر من بعيد ٢ نقطة مهما طال به الزمن سيظل يعشق تلك اللوحة ٢ نقطة
, جالسا على السور الأحمر القديم ٢ نقطةرافعا إحدى ساقيه علية ٢ نقطة ينظر متشربا كل تفصيلة من هذا الصباح الرائع ، بينما يظل قلبه الحزين أسيرا لتلك الذكرى ٢ نقطة ذكرى بعيدة ٢ نقطة أسيرا لها بقرارٍ منه ، يأبى أن يعطيه الاذن بالحريه ، كان بامكانه النسيان و التجاوز منذ زمنٍ بعيد ٢ نقطة الا أنه كان يعود ليذكرنفسه عمدا بكلِ تفصيلةٍ تخص تلك الصغيرة ٢ نقطة ضحكتها ٢ نقطة نظرتها المترقبة ٢ نقطة نوار ٢ نقطةابتسم بحنان وهو يتذكر تذمرها بشأن اسمها ٢ نقطة هاتفة بحنق أنه اسم يليق بالصبيان ٢ نقطة لكنه كان يضحك مقنعا إياها بأنه اسما على مسمى ٢ نقطة زهرة الفاكهة الصغيرة ٢ نقطة كان هناك رابطا سحريا يربط بين صبيا و طفلة ٢ نقطة منذ أن كانت في الخامسة ٢ نقطة بخصلاتها الذهبية التي تماثل هذه الشمس الدافئة ٢ نقطة
, أمسك بتلك الدمية القديمة الموجودة بجواره ليتأملها مبتسما بحزن ٢ نقطة تلك الدمية بان أثر الزمن عليها ، منذ سنين وهو يخفيها هنا في هذا السطح بداخل الجرة الطينية التي لم تتحرك من مكانها منذ سنين ٢ نقطة كلما جاء ليبيت هنا في البيت القديم يصعد الى السطح ليجلس الى سوره ممسكا بهذه الدمية ٢ نقطة يخاطبها و يقص عليها كل أخباره ٢ نقطة
, لقد صار عمرها الآن خمسة وعشرون عاما ٢ نقطة ابتسم وهمس
, ( عيد ميلاد سعيد يا نوار ٢ نقطة عيد ميلاد سعيد يا صغيرة )
, ثم قام من مكانه ليضع الدمية الحبيبة في الجرة القديمة ٢ نقطة حيث مخبئها الآمن ٢ نقطة ثم أمسك بالدمية الجديدة التي جلبها تماما كما يفعل كل عام ٢ نقطة حتى صار عددهم خمسة عشر دمية ٢ نقطة موضوعاتٍ بعناية داخل صندوقٍ قديم ٢ نقطة من ضمن الأشياء القديمة المرمية في السطح هنا وهناك ٢ نقطة
, ثم نفض بنطاله الجينز من الأتربة ٢ نقطة وأخذ نفسا عميقا يملأ صدره بهواء الصباح المنعش وهو يقول
, ( ها قد بدأ يومٌ جديد ٢ نقطة تمني لي الخير يا نوار الصغيرة )
, ثم غادر السطح مغلقا بابه الخشبي القديم بكل حرص ٢ نقطة حيث يحفظ فيه كنزه الغالي ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, إن أعصابها على وشكِ أن تنهار ٢ نقطة منذ ساعة تقريبا وهي تقف هنا منتظرة دخول السيارة السوداء ٢ نقطة نظرت الى ساعة يدها فوجدت أنه قد تأخر نصف ساعة على غير المعتاد ٢ نقطة فالمعروف عن عاصم رشوان أنه دقيقا في مواعيده كالساعة ٢ نقطة فمالذي أخره اليوم ؟٢ نقطة طبعا طالما أنها تريده فمن المؤكد بأن شيئا ما سيعرقل الأمور ٢ نقطة أنه الحظ العاثر و الذي يلازم أسرتها منذ فترة ٢ نقطة
, لقد تعبت قدماها من الوقوف ٢ نقطةلكنها لن تستطيع التحرك من مكانها فلقد انتظرت طويلا الى أن استطاعت التسلل الى المرآب ما أن اختفى الحارس للحظة ٢ نقطة
, أخذت تنقل ثقلها من قدمٍ لأخرى وهي تتلاعب بعصبيةٍ بقماشِ تنورتها السوداء البسيطة التي تصل الى ركبتيها ٢ نقطة ترفع يدا لتلف خصلة منسابة من شعرها على إصبعها بنعومةٍ وهي تعض على شفتها بتوتر
, تلك المقابلة هي أملها الوحيد في أن يقبل عاصم رشوان الإستماع اليها ٢ نقطة بعد أن أبلغتها سكرتيرته بأن لا وقت لديه أبدا للمقابلات ٢ نقطة لكنها تعرف تماما بأنه رفض مقابلتها بعد أن عرف باسمها كاملا ٢ نقطة فهو غير مستعد للخوض في جدالات عقيمة ٢ نقطة كل مايريده هو اخلاء البيت ٢ نقطة
, لذا لم يكن لديها سوى أن تقابله رغما عن أنفه ٢ نقطة إن كان ذلك سيحول دون رميهم في الطريق ٢ نقطة
, توقفت عن التفكير تماما حين وصل اليها صوت دخولِ سيارة ٢ نقطة فأطلت برأسها لتنظر ٢ نقطة إنها هي ٢ نقطة إنها هي ٢ نقطة السيارة السوداء
, سيارة عاصم رشوان ٢ نقطة
, أعادت رأسها بسرعةٍ خلف العامود الخرساني المختبئة خلفه ٢ نقطةالى أن سمعت صوت وقوف السيارة ، وصوت الباب يفتح ثم يغلق ٢ نقطةحينها خرجت من مخبئها ٢ نقطة ليطالعها شابا ذو قوام رياضي رشيق معطيا ظهره لها مستعدا للخروج من المرآب ٢ نقطة
, فنادت بسرعةٍ قبل أن يغادر
, ( سيد عاصم ٢ نقطة)
, توقف الشاب مكانه ثم التفت اليها مندهشا ٢ نقطة للحظةٍ نسيت ماكانت على وشكِ قوله ، أهذا هو عاصم رشوان ؟٢ نقطة كانت تظنه أكبر سنا ٢ نقطة هي لم تقابله من قبل لأن كل التعامل كان مع محاميه ٢ نقطة
, لم تتخيل أنه بهذه الجاذبية و٢ نقطة يبدو أنها نسيت فمها مفتوحا كعادتها دائما لعدة لحظات الى أن رأته يتحرك ببطءٍ تجاهها فوقف أمامها تماما يتأملها عابسا بحيرةٍ لكن مع ابتسامة ٢ نقطة يالهي ما أجملها ٢ نقطة ماهذا الحنان المتدفق من ابتسامته المتحيرة ٢ نقطة
, ابتلعت ريقها وهي ترمش بعينيها فتطوع هو ليبدأ الكلام حين شاهد تلك الصعوبة التي تحاول بها التقاط كلمتين لتقولهما
, ( عذرا ٢ نقطة هل تقصدينني ؟)
, أومأت برأسها وهي تحاول عبثا استحضار بداية تلك الخطبة الطويلة التي ظلت تحفظها طوال اليلة الماضية ٢ نقطة الى أن استطاعت في النهاية أن تهمس متلعثمة
, ( نعم ٢ نقطة أنا٢ نقطةأنا ٢ نقطة لقد كنت أنتظرك منذ فترة ، لقد تأخرت اليوم ٢ نقطة)
, اتسعت ابتسامته تسلية مع ارتفاع حاجبيه قليلا فعضت على شفتها مرتبكة تلعن غبائها ٢ نقطة مطرقة برأسها ٢ نقطة يبدو أن أن الحوار سيفشل قبل أن يهدأ ٢ نقطة لم تستطع منع الدموع من الظهور في عينيها فأبقت رأسها منخفضا حتى لا يراها ٢ نقطة
, ترك لها لحظة وهو يقف بصمتٍ أمامها مبتسما برقة ثم قال أخيرا برقة
, ( أعذريني إن كنت قد جعلتك تنتظرين طويلا ٢ نقطة لكن لم أكن أعرف أن هناك من ينتظرني ٢ نقطة في المرآب ٢ نقطة)
, رفعت عينيها اليه وهي تسمع صوته الهادىء الذي يحوي لمحة مزاحٍ رقيقة ٢ نقطة فقالت أخيرا مرتبكة بسرعة
, ( لم ٢ نقطةلم أقصد ٢ نقطة أعني ٢ نقطة كنت أنتظرك من أجل ٢ نقطة أنا في مشكلةٍ كبيرة ، و أنت كنت ترفض مقابلتي دائما ٢ نقطة لذا لم ٢ نقطة)
, لم تستطع أن تكمل وهي تشعر أن الأمر يزداد سوءا ٢ نقطة كانت تريد أن تباغته بعد رفضه لمقابلتها ، وكان أسلوبها المنمق في الكلام الذي أخذت تتدرب عليه طويلا هو وسيلتها الوحيدة لتجعله يستمع اليها ٢ نقطة لكن بعد دفعة الفشل التي أصابتها الآن فربما على الأرجح سينادي على الحارس ليرميها بالخارج ٢ نقطة كما سيفعل مع أسرتها خلال اليومين القادمين ٢ نقطة
, لكن أثناء تفكيرها المبتئس سمعته بدهشةٍ يبادر بالقول
, ( لما لا تعرفيني على نفسك أولا ٢ نقطة ثم ننظر الى مشكلتك )
, يالهي بالفعل انه لم يعرفها بعد ٢ نقطة وكيف سيعرفها ٢ نقطة فقالت بتردد مختنق وهي تخشى من ذكر اسمها الذي سيجعله يرميها خارجا دون تردد
, ( أنا ٢ نقطة أنا أثير القاسم ٢ نقطة)
, انتظرت هدير غضبه ما أن يسمع اسم القاسم ٢ نقطة لكن لدهشتها أعاد اسمها هي وحدها همسا وهو يقول مبتسما برقة
, (أثير ٢ نقطة اسمك جميل للغاية يا اثير )
, نظرت اليه بذهولٍ للحظات ثم ضحكت بعصبية وهي تهذي تقريبا
, ( ليس إن سمعت بأنه في الكيمياء عبارة عن سائل عضوي لا لون له ، يذيب الموادَّ العضويةَ ٢ نقطة)
, ضحكة بخفة وهو يتطلع الى رأسها المنخفضة خجلا بخصلاتها النحاسية الناعمة ٢ نقطة ثم قال برقة
, ( لكنه أيضا يعني المفضل ٢ نقطة )
, ابتسمت بخجل ووجها يتحول الى اللون الأحمر القاني ٢ نقطة فتابع بعد أن لاحظ هدوءها أخيرا
, ( الآن يا أثير ٢ نقطة كيف دخلتِ الى هنا ؟)
, عادت لتعض شفتيها من جديد دون أن تملك القدرة على النظر اليه ٢ نقطة فقال برفق
, ( لا تكوني مرعوبة بهذا الشكل ٢ نقطةأنا أسألك فقط ، تكلمي ولا تخافي ٢ نقطة)
, قالت بخفوت بعد أن اطمئنت لصوته الرقيق ( لقد تسللت دون أن يراني الحارس ٢ نقطة )
, ثم ما لبثت أن رفعت وجهها اليه بعينين خائفتين متسعتين وهي تقول بسرعة
, ( لقد تسللت دون أن يراني ٢ نقطة ليس خطؤه أبدا ، أرجوك لا تعاقبه ٢ نقطة)
, عاد ليبتسم من جديد وعيناه تشعانِ دفئا وتسلية ٢ نقطة ثم قال ( حسنا أثير ٢ نقطة لا تقلقي على الحارس و أخبريني عن مشكلتك )
, نظرت اليه بحيرةٍ و حرج ثم همست وهي تتمنى أن تنشق الأرض و تبتلعها
, ( أنت تعلم المشكلة يا سيد عاصم ٢ نقطة كل فقط ما نريده هو المزيد من الوقت ٢ نقطة نحن لم نستطع أن نتدبر أمرنا الى الآن )
, عبس قليلا ثم قال بلهجةٍ رقيقة ( لما لا تقصين الأمر باختصار ٢ نقطة فأنا تتوه منى الأمور قليلا )
, ارتبكت أكثر وعبست ٢ نقطة هل يعقل أن يكون قد نسي ٢ نقطة هل هو قاسي القلب الى هذه الدرجة ، يكاد أن يرميها هي ووالدها خارج بيتهم و يرفض مقالبتها تماما ٢ نقطة ثم ينسى بكلِ بساطة ٢ نقطة
, قالت بصوتٍ لا يكاد يسمع ٢ نقطةحتى أنه أحنى رأسه قليلا ليستطيع سماعها وهي تهمس
, ( بيت القاسم ٢ نقطة لقد أبلغتنا بموعد الإخلاء ٢ نقطة بعد يومين ٢ نقطة والى الآن لم نستطع أنا ووالدي أن نجد مكانا ليأوينا ٢ نقطة أنا أعرف أنك قد منحتنا وقتا أطول مما ينبغي ٢ نقطة لكنك تعرف حالة والدي ٢ نقطة فقط لو تتكرم وتمهلنا بعض الوقت )
, سألها بهدوءٍ تام بعد فترة صمت قصيرة ( هل تم البيع بالفعل ؟٢ نقطة هل قبضتم الثمن ؟٢ نقطة)
, عبست أكثر لكن دون أن ترفع رأسها اليه ٢ نقطة ماذا به ؟٢ نقطة بالطبع يعرف أنهم قد قبضو الثمن ٢ نقطةأم يريد أن يفهمها الإجابة بتلك السخرية الفجة ٢ نقطة
, قالت بصوتها الخجول ( أعرف أنه بعد أن أخذنا المال من المفترض أن نترك المنزل ٢ نقطة لكن الى الآن لم نتمكن من ايجاد مكانا آخر فلو تكرمت بإمهالنا مزيدا من الوقت ٢ نقطة)
, لم يجبها ٢ نقطة بل سألها بعد فترة صمت ( هل كان المبلغ أقل من ثمن المنزل الحقيقي ؟٢ نقطة)
, مرة أخرى ازداد احمرار وجهها وهي تشعر به يعايرها بأسئلته فأجابت بحزن ( كان مناسبا تماما أنا أعرف ذلك جيدا ٢ نقطة)
, ( انظري الي وأنتِ تتكلمين ٢ نقطة)
, صعقت تماما حين قاطعها بهذا الأمر الهادىء فرفعت اليه عينيها السماويتين الناعمتين ٢ نقطة فابتسم وهو يقول برقة
, ( لا تحني رأسك لأحدٍ أبدا مرة أخرى ٢ نقطة)
, ظلت ناظرة الى عينيه دون أن تجد القدرة على النطق بشيء ٢ نقطة في الحقيقة بالإضافة الى احراجها من التذلل له الا أن النظر في عينيه يصيبها باضطرابٍ يجعلها تنسى ما تريد قوله ٢ نقطةلكنها حاولت رغما عنها التركيز على الرقة النابعة من جملته ٢ نقطة هل سيلين لطلبها ؟٢ نقطة
, يبدو أنه ليس ذلك الظالم الذي ظنته ٢ نقطة فلربما يتعطف عليها٢ نقطة فهمست باستعطافٍ منبعثٍ من تلك العينين الشبيهتين بزهرتي بنفسج ( هل ستمنحنا بعض الوقت يا سيد عاصم ؟٢ نقطة أعدك ألا يطول الأمر ، سأفعل ما بوسعي لكي أتدبر مكانا لاقامتنا في أسرع وقت )
, ظل ينظر الى عينيها بعينيه الغريبتين اللتين تجمعانِ بين الرقةِ و الحزنِ معا ٢ نقطة ثم قال بصوتٍ هادىء
, ( هل أستطيع أن أسأل لما لم تستخدموا المال في ابتياع شقة ملائمة الى الآن ؟٢ نقطة بإمكاني مساعدتك في ايجاد شقة ٍ مناسبة بالمبلغ المدفوع ٢ نقطة)
, ارتبكت مرة أخرى ٢ نقطة وعادت الى النظر أرضا وهي تلوي قماشِ تنورتها بعصبيةٍ بين أصابعها المتعرقة ٢ نقطة فقال بهدوءٍ حازم
, ( قلت لكِ انظري الي يا أثير ٢ نقطة لا أحب مخاطبة من لا ينظر الي )
, رفعت وجهها المرتسم عليه ملامح الأسى دون أن تلتقي عينيها بعينيه ٢ نقطة الى أن تمكنت من النطقِ باختناق
, ( لقد ٢ نقطة ذهب المال ٢ نقطة كله )
, ارتفع حاجبيه قليلا ، الا أنه لم يتكلم منتظرا إياها لتكمل إن أرادت ٢ نقطةفتابعت بعد فترة بصوتٍ أكثر اختناقا
, ( كانت والدتي في حاجة الى إجراء جراحة عاجلة و خطيرة لكن ٢ نقطةلهذا اضطررنا لبيع البيت )
, للوهلةِ الأولى أدرك قميصها الأسود البسيط و تنورتها السوداء البسيطة كذلك ٢ نقطة و أدرك أنها قالت الآن بأنها تريد الإنتقال هي ووالدها فقط دون ذكر امها ٢ نقطة لذا استنتج الأمر فقال برفقٍ أكبر
, ( البقاء لله ٢ نقطة)
, أومأت برأسها وهي مختنقة بدموعها ٢ نقطة لقد فشلت تماما في الحوار المنطقي الذي كانت تنشده ٢ نقطة لذا التزمت الصمت بدلا من أن تنفجر البكاء و حينها ستكون عبارة عن كارثة بشريةٍ لن يتوانى عن طردها في الحال ٢ نقطة فهو بالتأكيد لا وقت لديه لمثل هذا الإستعطاف الإستعراضي
, عاد ليسأل فجأة ( كم عمرك يا أثير ٢ نقطة)
, للمرةِ الثالثة تندهش من أسئلته الغير متوقعة لكنها أجابت بصوتها المنخفض بفعل الدموع المحجوزة ( خمسة وعشرين ٢ نقطة)
, ابتسم ابتسامة شاردة قليلا لكنه لم يعلق ٢ نقطة الى أن قال بعد فترة
, ( حسنا يا أثير ٢ نقطة اتركي الأمر لي ، لا تقلقي ٢ نقطة )
, اتسعت عيناها بأملٍ ملهوف وهي لا تصدق ما سمعته ٢ نقطة هل وافق بهذه البساطة ٢ نقطة بعد كل عذاب الفترة الماضية من الانذارات بالاخلاء و رفض المقابلة ٢ نقطة فهمست بذهول لتتأكد ( هل ٢ نقطة تعني ذلك ٢ نقطة حقا ؟٢ نقطة هل ستمنحنا بعض الوقت ؟٢ نقطة)
, أومأ برأسه وهو يقول بهدوء ( نعم ٢ نقطة سيكون لكما الوقت اللازم الى أن نرى حلا للموضوع ٢ نقطة )
, حل ؟٢ نقطة ما الحل الذي يستطيع تقديمه لها ؟٢ نقطة لكنها لم تشأ أن تفسد فرحتها باللحظةِ الراهنة بالتفكير في المستقبل الصعب ٢ نقطة لذا قالت بلهفةٍ و امتنان يكاد أن يقفز من عينيها
, ( أشكرك ٢ نقطة أشكرك جدا يا سيد عاصم ٢ نقطة لا أستطيع ٢ نقطة أنت لا تعرف كم ٢ نقطة أنا حقا )
, ضحك برقةٍ وهو يقول ( حسنا ٢ نقطةحسنا يا أثير لقد فهمت ٢ نقطة استجمعي كلمتين مفهومتين )
, ابتسمت وهي تنظر اليه ممتنة من بين الدموع المظللةِ لعينيها ٢ نقطة واللتين تعلقتا بعينيه لأطول من لحظة ٢ نقطة فأشاحتهما بعدها ووجنتيها تحمرانِ بشدة ٢ نقطةسمعته يقول بعدها مداعبا
, ( حسنا أثير ٢ نقطة أنا مضطرا للصعود الآن ٢ نقطة والا لكنت قضيت معك المزيد من الوقت الممتع هنا )
, اتسعت عيناها و ارتاعت نظراتها وهي تعي بانها كانت تحتجزه هنا في المرآب لتشغله عن عمله الذي أتى اليه متاخرا أصلا فقالت برعب
, ( أنا آسفة ٢ نقطة أنا آسفة جدا ٢ نقطة لقد عطلتك جدا ٢ نقطة لقد كنت في طريقي للخروج ٢ نقطة)
, قطعت كلامها وهي ترى بريق الدعابة في عينيه ٢ نقطة وابتسامته ٢ نقطة يالهي ما أجمل ابتسامته ٢ نقطة هزت رأسها وهي تنهر نفسها لتحثها على الخروج حالا ٢ نقطة فقالت بخفوتٍ مرتبك ( عن اذنك ٢ نقطة وأشكرك جدا ٢ نقطة على كلِ شيء )
, واستدارت بالفعل تنوي المغادرة ٢ نقطة لكنه قال من خلفها ( أعتقد أنه من الأفضل أن تخرجي معي ٢ نقطة لأن الحارس لن يتركك تخرجين بسهولة )
, تسمرت مكانها وهي تعض على شفتها ٢ نقطة نعم بالتأكيد ٢ نقطة كيف كانت ستخرج هكذا من المرآب الخاص بسيارة عاصم رشوان ٢ نقطة
, لكنه لم يتركها لإحراجها طويلا و تحرك ليصبح في محاذاتها وقال مبتسما وهو ينظر اليها ( هيا بنا ٢ نقطة )
, احمر وجهها بشدة حتى أنه خشي أن تنفجر وجنتاها لذا لم يزيد في الحديث رأفة بخجلها المريع ٢ نقطة تحركت الى جواره وهي تتطلع بطرف عينيها الى كتفه الذي هو على مستوى نظرها ٢ نقطة كم هو طويل ٢ نقطة كيف يرى العالم من هذا الطول العالي ٢ نقطة
, أخفضت نظرها وأكملت سيرها ٢ نقطة وما أن اقتربا من البوابة حتى توقف والتفت اليها مبتسما ليقول برقة
, ( نسيت أن أخبرك شيئا واحدا يا أثير ٢ نقطة عاصم لديه عملا ينهييه بالخارج ، أما عني ٢ نقطة فأنا مالك رشوان ٢ نقطة هيا بنا )
, فتحت شفتيها وعينيها ذهولا ٢ نقطة مالذي حدث للتو ٢ نقطة مالذي قاله ٢ نقطة اليس هذا عاصم ٢ نقطة بعد أن ترجته و شرحت له كل الوضع المخجل ٢ نقطة كانت تكلم الشخص الخاطىء ٢ نقطة مالك ٢ نقطة من هو مالك ٢ نقطة
, ابتعد عنها مالك عدة خطوات ثم التفت اليها ليجدها متسمرة كتمثال منحوتٍ بفمٍ مفتوح ببلاهة ٢ نقطة فكتم ضحكته بصعوبة وهو يقول
, ( هيا أثير ٢ نقطة و أغلقي فمك أعتقد أنكِ نسيتيه مفتوحا )
, اشتعل الغضب بداخلها في لحظةٍ واحدةٍ و برقت عيناها غيظا ٢ نقطة فاقتربت منه بخطواتٍ خرقاء جذبت نظره الى ساقيها المتقدمة تجاهه بتهديدٍ صامت الى أن وقفت أمامه ورفعت نظرها البراق اليه كقطةٍ منفوشة الشعر بتحفز ٢ نقطة وهتفت متناسية الى من تتخاطب
, ( الست عاصم رشوان ٢ نقطة و تركتني أتكلم كل هذا عن أمورٍ خاصة ٢ نقطة كيف تستطيع أن ٢ نقطة)
, قاطعها وهو يضع إصبعه على فمه قائلا بهمس ( هششششش ٢ نقطة سيسمعك الحارس و موقفك سيكون سيئا للغاية )
, زمت شفتيها بحنق فتابع بهدوء وهو يمد يده اليها ( يبدو أنك لم تلاحظي الإسم الأخير ٢ نقطة أنا مالك ٢ نقطة رشوان ٢ نقطة شقيق عاصم ، لذا لا تقلقي فالموضوع في داره )
, يالهي ٢ نقطة كل يوم تتفنن في أن تثبت لنفسها بأن غبائها لا مثيل له ٢ نقطة لقد صرخت للتو في شقيق عاصم رشوان ٢ نقطة لكنها لم تجد بدا من أن ترفع يدا مرتجفة ليده القوية ٢ نقطة وما أن أحاطت أصابعه بأصابعها حتى توقف الزمن للحظات ٢ نقطة شعرت ٢ نقطة شعرت بشعورٍ غريب وكأن تلك الأصابع الدافئة ٢ نقطة قد واستها للتو ، كحضنٍ دافىء ٢ نقطةانتزعت يدها بسرعةٍ قبل أن يظهر عليها أيا مما شعرت به ٢ نقطة
, ثم همست بصوتٍ تمكنت من اخراجه بصعوبة ( اعتذر ٢ نقطة اعتذر عن كل ما ٢ نقطة )
, لم تستطع الإكمال فتطوع مالك ليقول عنها مبتسما ( لم تفعلي شيئا لتعتذري عنه يا أثير ٢ نقطة لكن لا مانع من سماع اعتذارك )
, ثم استدار ليعاود السير ، فحثت خطاها لتسير خلفه ٢ نقطة تكاد أن تكون ملاصقة لظله ٢ نقطةشاردة في طيفه وهو يسير أمامها ، تفكر بصمت ٢ نقطة من أين انبعث اليها ٢ نقطة في هذا الوقت تحديدا ٢ نقطة وكأنه كان ينتظرها ليلبي طلبها ٢ نقطة عادت لتنهر نفسها حتى لا تمني نفسها بالمستحيل ٢ نقطة فهي تعرف أن عاصم رشوان هو الآمر الناهي ٢ نقطة لكن فلتأمل خيرا ، فلربما بعثه **** اليها ليساعدها بالفعل ٢ نقطة
, حين تجاوزا الحارس الذي القى التحية الى مالك رشوان باحترام محدقا في أثير بحيرة٢ نقطة التي اخفضت رأسها بارتباك وهي تعلم جيدا ما يدور في رأسه ٢ نقطة لابد و أنه يتسائل كيف لم يلحظها جالسة في سيارة مالك رشوان أثناء دخوله الى المرآب و الا لكيف دخلت الى هنا ٢ نقطةما أن خرجا الى الشمس الدافئة ووقفا متواجهين حتى تنفست الصعداء ٢ نقطة فالساعة الأخيرة كانت مرهقة عصبيا لها بشكلٍ يفوق قدرتها على التحمل ٢ نقطةأخذت نفسا عميقا من هذا النسيم الدافىء لتملأ به رئتيها مغمضة عينيها المرتفعتين للشمس ٢ نقطة
, بعد نفسا آخر سمعته يقول بقلق و لمحة دعابة ( هل سيكون علي أن أحملك الآن إن سقطت مغشيا عليك ِ ؟٢ نقطة سيكون منظرنا مريعا و أنا اصعد حاملا اياكِ )
, لكم كانت محتاجة لأن تضحك في هذه اللحظة ٢ نقطة لماذا هذا الشخص الذي لم تكن قد رأته من قبل الساعة الماضية يثير فيها هذه الرغبة المضنية للإبتسام ٢ نقطة بل وحتى الضحك ، كل كلمةٍ ينطق بها تستحثها مستجدية لترسم بسمة على شفاهها ٢ نقطة والآن لم تلك القدرة على رفض استجداء كلماته ٢ نقطة فابتسمت ببطء ، لتنفجر الإبتسامة ضحكة ٢ نقطة لتنفصل الضحكة الى ضحكاتٍ عاليةٍ رنانة ٢ نقطة تصاحبها دموعٍ ناعمة من عينيها اللتين تبرقانِ ارتياحا ٢ نقطةللحظاتٍ ظل مالك ينظرمبتسما الى ضحكها الجميل ٢ نقطة يتركها لينظر حوله ليتأكد من أحدا لا يرى مظاهر الجنون على تلك الغريبة ٢ نقطة ثم يعود لينظر اليها مبتسما من جديد ٢ نقطة كم يحب أن يرى ضحكة فتاةٍ صغيرة مبتسمة للشمس ٢ نقطة لوحة يحب أن يرسمها كثيرا ٢ نقطة و لقد رسم العديد منها ٢ نقطة الفتيات الضاحكات للشمس ٢ نقطة
, وها هو يرى لوحة جميلة سيرغب بالتأكيد في رسمها ٢ نقطة يوما ما ٢ نقطة
, حين هدأت قليلا رفع يديها لتمسح دموع الضحك المنبعثة من عينيها المرهقتين دون أن يفقدا بريقهما الناعم ٢ نقطة ثم نظرت اليه وهي تلهث قليلا ٢ نقطة وهمست
, ( هل سأكون مملة إن شكرتك مرة أخرى ؟٢ نقطة)
, اتسعت ابتسامته ثم أومأ برأسه وهو يقول مرحا
, ؛( نعم ستكونين مملة للغاية في الواقع ٢ نقطة هيا اذهبي ٢ نقطة لقد أخرتني جدا )
, عادت لترتبك احراجا مرة أخرى لكن هذه المرة ظلت الإبتسامة مظللة لشفتيها وهي تومىء برأسها ٢ نقطة رفعت يدها لتلوح له بخفة من عند رأسها ٢ نقطة ثم استدارت لتغادر ، أوقفها صوته الرقيق ليقول
, ( هل تريدين أن أرسل معك من يقلك الى المكان الذي تريدين ؟٢ نقطة )
, التفتت قليلا وابتسمت له وهي تهز رأسها نفيا ٢ نقطة فأومأ برأسه دون أن يتكلم ، متابعا إياها بنظره وهي تبتعد بخفة راقصة باليه ٢ نقطة تكاد لا تلامس الأرض القاسية بقدميها الصغيرتين المنتعلتين حذاءا يشبه ذلك الخاص بالباليه ٢ نقطة
, قد يرسمها وهي تضحك لكن مع حركة رقصٍ ناعمة ٢ نقطة ستكون رائعة و سيكون الأروع اظهار طفولة روحها المنبعثة من عينيها في تلك اللوحة ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, دخل عاصم الى مكتبه بكلِ هيبته المخيفة ٢ نقطة لكنه شكله اليوم كان مثيرا للرهبةِ بشكلٍ أكبر ٢ نقطة عيناه حمراوين ، ذقنه النامية قليلا غير حليقة على عكس عادته ٢ نقطةأصابعه متوترة على حباتِ سبحته ٢ نقطة
, ما أن أغلق الباب خلفه حتى التفت اليه الشاب الواقف ينظر من النافذة ٢ نقطةوقال مبتسما ( صباح الخير ٢ نقطة لقد تأخرت )
, نظر اليه عاصم بنظرةٍ تجمع مابين الغضب و القسوة ٢ نقطة وظلا من الأسى المتبقي من ليلة الأمس ٢ نقطة مماجعل مالك يعبس قليلا وهو يسأله برفق
, ( ماذا بك يا عاصم ؟٢ نقطة هل كلِ شيئٍ على ما يرام ؟٢ نقطة)
, جلس عاصم بتعبٍ على كرسي مكتبه ٢ نقطة يعدد حباتِ السبحة وكأنها السبيل الوحيد لراحته ٢ نقطة ينظر أمامه واجما مما جعل مالك يتأكد من أن شيئا قد حدث فاقترب من عاصم ليضع يده فوق كتفه وهو يسأل بقلق
, ( عاصم هل أمي و حور بخير ؟٢ نقطة لم أكلمها الى الآن ، لقد أقلقتني ٢ نقطة)
 
الفصل السابع


قال عاصم باقتضاب دون أن ينظر اليه ( لقد عادت حور الى بيتها ٢ نقطة)
, ازداد عبوس مالك مع الدهشة الظاهرة في عينيه ٢ نقطة ليقول بحيرة ( أي بيتٍ هذا ؟٢ نقطة)
, تنهد عاصم وهو يضغط أعلى أنفه مابين عينيه بإجهاد ثم قال ( لقد جاء نادر و أخذها هي ومعتز صباحا ٢ نقطة)
, ازدادت دهشة مالك وهو ينظر اليه ٢ نقطة نادر ٢ نقطة الم يكن كل طلبه الإنفصال عن حور ٢ نقطة حتى لأنه قد بنى في قلب مالك حاجزا من ناحيته ٢ نقطة بالرغم من كلِ طباع حور الصعبة ٢ نقطة الا أن مالك كان يعرف بداخلها شيئا ضعيفا٢ نقطة قبسا من براءةٍ تحاول أخفاؤها منذ سنين ٢ نقطة وحين رأى بعينه حبها العاصف لنادر تأمل خيرا ٢ نقطة و شعر بأن حور قد وجدت ضالتها ومن سيمسك بيدها و يمسح الغبار عن روحها المخفية بقسوة منها ٢ نقطة رأى بنفسه كم كانت تحاول أن تهذب من تلك الروح المجنونة وتطوعها من أجل نادر ٢ نقطة فقط نادر دون غيره ٢ نقطة لكنه كان متفائلا بالرغم من ذلك ٢ نقطة للأسف لم ينجح أحد في احداث هذا التأثير على حور الا نادر ٢ نقطة
, لكن لم يكد يمر على زواجهما عدة أشهر حتى أعادها نادر اليهم ٢ نقطة غاضبا يتكلم بتهذيبٍ معتذر لكن مع عنفٍ مكبوت وكأنه لايطيق أن يتحملها لأكثر من لحظةٍ أخرى ٢ نقطة وحتى مجيء معتز الى الدنيا والذي كان قد نما بداخلها حين أعادها ٢ نقطة لم يشفع لها عنده ٢ نقطة حينها شعر بأنه قد بدأ يكره نادر قليلا ٢ نقطة شعورٌ بغيضٌ من كرهٍ لم يعرفه من قبل ٢ نقطة وهو يرى حور بكلِ عنفوانها تنكسر نظرتها أمام شخص واحد ٢ نقطة وهو من استأمنوه عليها ٢ نقطة
, لذا يأتي عاصم الآن ويخبره بكل بساطة بأن نادر قد قرر المجيء صباحا متعطفا ليأخذهما معه ٢ نقطة بعد عامين كاملين من الفراق ، تاركا إياها معلقة دون زواج او طلاق ٢ علامة التعجب٢ نقطة
, لم يستطع مالك من منع الهتاف الغاضب الذي خرج منه
, ( كيف سمحت بهذا يا عاصم ؟٢ نقطة كيف ؟٢ نقطة بعد عامين ؟٢ نقطة ليأتي هكذا و يصطحبهما دون تنازلات )
, لم ينظر اليه عاصم بل ظل ناظرا الى حباتِ سبحته ٢ نقطةشاردا بملامحٍ قدت من حجر ٢ نقطة الى أن قال أخيرا بجفاء
, ( أنت لا تعلم مالذي تكبدته حور في سبيل ذلك ٢ نقطة لقد خسرت أخاها من أجل ما أرادته ٢ نقطة فقط فلتأمل الا تعود مرة أخرى ، لأنها حينها ستكون قد خسرت كل شيء )
, عبس مالك وهو ينظر الى الملامح القاسية ٢ نقطة مالذي فاته ٢ نقطة ومالذي تسببت فيه حور هذه المرة فسأل عاصم بصوتٍ خافت قلق
, ( مالذي حدث بينكما ؟٢ نقطة )
, لم يرد عاصم ولم تفقد ملاحه قسوتها ولا ظل الإجهاد النفسي من خلفِ عينيه المسبلتين ٢ نقطة يرفض النظر الى مالك فقد يرى في عينيه انعكاس الليلة الماضية ٢ نقطة لذا لم يقل سوى ( فلتتمنى لها ما ما تمنته هي ٢ نقطة )
, تنهد مالك بغضب وهو يستدير مبتعدا ٢ نقطة يتذكر كلمات والده قبل أن يموت ٢ نقطة حور ٢ نقطة حور بحاجتكما ٢ نقطة حور وحنين أمانتكما فيإكما والتفريط في ما أمنتكما عليه ٢ نقطة
, وبالرغم من ظروف حنين ٢ نقطة الا أنه يشعر بأن حور هي من تستوجب القلق ما بداخلها قابلا للشرخ إن لم يكن قد شرخ بالفعل ٢ نقطة بينما هو مطمئن القلب على حنين ٢ نقطةحنين البريئة تمتلك قوة بداخلها تذكره بصخرة صغيرة صامدة بشموخ في سيلِ نهرٍ مندفع لا يستطيع جرفها ٢ نقطة
, قال وهو معطيا ظهره لعاصم ( وأين سيذهبان ؟٢ نقطةالي شقتهما ؟؟ ٢ نقطة أنا أعرف أنه تركها الآن ليسكن بجوار مقر عمله في حيٍ متواضع )
, سكت عاصم للحظة ثم قال بهدوء ( لا علم لي الى أين سيأخذها ٢ نقطة مكانها عند زوجها أيا كان موجودا ، وقد آن الأوان للتحمل المسؤلية ٢ نقطة إنها في السادسة والعشرين يا مالك ٢ نقطة الى متى ستظل على هذه الحالة من الضياع دون هدفا في حياتها ٢ نقطة لقد سعيت لأوفر لها عملا مناسبا كما فعلت مع حنين الا أنها فشلت تماما لعدم التزامها ٢ نقطةحتى ابنها لا تستطيع التواصل معه أبدا ، بل أن حنين هي من تنجح أكثر في التواصل معه بالقليل من المجهود ٢ نقطة أنها ليست حياة تلك التي تحياها بل هي مجرد تضييع لسنوات عمرها ٢ نقطة لذا فقد يكون خيرا رجوعها لزوجها أخيرا ٢ نقطة ونادر رغم كل عيوبه الا أنه هو الوحيد القادر على توجيهها ٢ نقطة فقط إن استطاع الصمود معها دون ارجاعها الينا مرة أخرى ٢ نقطة )
, تنهد مالك مرة أخرى بغضب ٢ نقطة لكنه لم يستطع إنكار بعض الحق في كلام عاصم ، والأهم في الموضوع كله هو معتز الذي هو في أمس الحاجة لوجوده بين والديه ٢ نقطة فالحالة الاجتماعية المستقرة له ستسهل تأقلمه مع حالته الخاصة ٢ نقطة
, لم يشأ عاصم أن يسترسل أكثر في موضوع حور والذي يسبب له ضغطا خانقا منذ الأمس فقال محاولا تناسي ماجرته حور الى ارتكابه بكلِ سذاجة منه
, ( أخبرني ٢ نقطةهل اطلعت على أيا من مشروعاتنا الأخيرة )
, التفت اليه مالك مبتسما قليلا بحرج وهو يحك شعر رأسه ثم قال بهدوء ( لم أجد الوقت الكافي ٢ نقطة لكن أعدك أن ٢ نقطة)
, لم يدعه عاصم ليكمل وهو يقول بصرامة ( لا أعرف لماذا تؤخر العمل معي كل هذا الوقت ٢ نقطةأصبحت أحتاج الى مساعدتك حتى لا أعتمد على شخصٍ غريب ٢ نقطة فما المميز في عملك حتى ترفض تركه والعمل معي ٢ نقطة اخرج لتقرأ اللافتة المكتوب عليها أولاد الحاج اسماعيل رشوان وأنا الوحيد الذي يعمل فيها من بين ولديه )
, أطرق مالك برأسه متحرجا من حديث كل يوم ٢ نقطة هو سعيدا بعمله كمهندس انشائات في شركةٍ حديثة مكونة من مجموعة شباب ، يريد أن يسلك الطريق من بدايته ٢ نقطة والى الآن وصلو الى مرحلة لا بأس بها من النجاح ، فلما يتخاذل ويتخلى عنهم الآن ٢ نقطة
, لكن عاصم معه حق في تحمله كل هذا العبء وحده ٢ نقطة فجأة أثناء تفكيره برز الى عقله عينان مستعطفتان في زرقةِ بحرٍ ساكن ٢ نقطة
, ابتسم قليلا ٢ نقطة لقد نسي في غمرة قلقه على حور تلك الزوبعة الصغيرة التي قابلها منذ قليل مختبئة في المرآب ٢ نقطة فالتفت الى عاصم يقول برقة ( اذن إن كنت تريد التحدث حول العمل ٢ نقطة ما هي آخر المشاريع المعمارية المتعقدة معك )
, للحظة برقت عينا عاصم واشتعلتا ٢ نقطة فقط للحظة واحدة لم يستطع اخفاؤها عن عيني مالك المتفرستين باهتمام ٢ نقطة أعاد عاصم نظره ال سبحته وهو يتراجع الى ظهر مقعده ٢ نقطة بملامحٍ قاسية أخبرت ماللك الكثير ، هاهو قد وصل الى بيتها ٢ نقطة فليواصل الدخول ٢ نقطة فقال بخفة
, ( هل هو مستعصٍ الى هذه الدرجة ؟٢ نقطة)
, أجاب عاصم بشراسةٍ مكتومه ( ليس هناك ما يستعصي على عاصم رشوان ٢ نقطة لكن الخصم ٢ نقطة يدفعني لدخولِ حرب ٍ لا أريدها وليست من شيمي ٢ نقطة )
, حرب ٣ علامة التعجب٢ نقطة فكر مالك بغضب وهو يتخيل عاصم بكلِ قوته وجبروته يحارب تلك الزوبعة الصغيرة لينتهي به الأمر ساحقا إياها بين أصابعه
, تنفس مالك بعنفٍ خفي ٢ نقطة لكن ما الذي يستدعي الحرب ، فمهو يستطيع رميها و والدها الى الطريق في أية لحظة بعد أن صار البيت ملكه ٢ نقطة هل يتكلم عن غيرها ؟٢ نقطة سيكون من الأحسن أن يكون غيرها هو المقصود بذلك التهديد الشرس الظاهر في عيني عاصم رشوان ٢ نقطة
, الا أن أمله قد خاب حين رفع عاصم إصبعا وحيدا وهو ينظر اليه قائلا
, ( امراءة ٢ نقطةامراءة وحيدة ، إن لم تكن فتاة صغيرة ٢ نقطة تقف أمام عاصم رشوان لتتحداه بكل صلف وقلة حياء )
, ثم ضم اصبعه الى قبضة ابيضت مفاصلها وهو يضرب بها على سطح المكتب بغضب ٢ نقطة فلمعت عينا مالك بشراسةٍ موازية لا تظهر الا نادرا دفاعا عما يؤمن به ٢ نقطة أو عما يأخذه على عاتقه ٢ نقطة لكنه سيطر على غضبه بمهارة اكتسبها عبر السنين بعكس عاصم الذي لم ينجح يوما في اكتساب مثل هذه المهارة
, فقال بهدوءٍ خطير ( الأمر لا يستحق حربا يا عاصم ٢ نقطة لماذا تفقد أعصابك بهذا الشكل ؟٢ نقطةإنها ليست سوى فتاةٍ بظروفٍ صعبة )
, نظر اليه عاصم وهو يقول بغضب ( أيه ظروفٍ صعبة ؟٢ نقطة هل تتخيل المبلغ ؟٢ نقطة سيجعلها ملكة ٢ نقطة )
, أجاب مالك محتدا قليلا ( لكنك لم تستمع اليها ٢ نقطة الى ظروفها التي منعتها ٢ نقطة لم تقبل حتى بمقابلتها )
, نظر اليه عاصم بدهشةٍ غاضبة وقال ( لقد ذهبت اليها بنفسي ٢ نقطة لكن من أين لك تعرف بكلِ هذا ؟٢ نقطة)
, سكت مالك تماما ٢ نقطة هل كانت تخدعه لتستدر عطفه ؟٢ نقطة فأجاب بوجوم ( وأنا أيضا قابلتها ٢ نقطة ووعدتها بالتدخل )
, قام عاصم من كرسيه محتدا وهو يقول بعنف ( قابلتها ؟٢ نقطة أين ومتى ؟٢ نقطة)
, أطرق مالك برأسه وهو يقول ( اليوم منذ قليل أتت الي لتطلب المساعدة ٢ نقطة وقد أعطيتها كلمتي ، إنها مجرد فتاة ضعيفة و تتحمل الكثير )
, نظر اليه عاصم بغضبٍ لا يعرف له سبب ٢ نقطة لماذا منذ أن قابلها وهي تبث فيه هذا الطوفان الأحمق بكلِ ما يخصها ؟٢ نقطةوماذا إن قابلت مالك ؟٢ نقطة هل تظن أنها بهذا ستأمن منه ؟٢ نقطة هل هذه هي حركتها السريعة ؟؟٢ نقطة لا فهي اذن واهمة ٢ نقطة وذلك الأحمق الذي ينظر اليه بنظره الفارس الممسك بدرعه ليحمي الأميرة ٢ نقطة صاحبة بركتي العسل ٢ نقطة لا بد وأنها قد أسبلت الأهداب الحريرية له تجعله في مثل هذه الحالة الدفاعية ٢ نقطة أما بالنسبةِ له فكانت تواجهه كشوكةٍ مسننة ٢ نقطة
, لعن بداخله غاضبا من مظهر التحفز المرتسم على وجه مالك ٢ نقطة بالطبع ، ومن يراها ولا يبذل الكثير في سبيل مساعدتها خاصة حين تتهادى اليه بنفسها ٢ نقطة
, كان مالك ينظر اليه مسمرا نظراته في العينين الغاضبتين ٢ نقطة ما باله عاصم يمنح هذا المنزل غضبا خاصا ٢ نقطة حتى بعد أن صار يملكه ٢ نقطة كيف نجحت فتاة صغيرة في رقتها في اثارة عداوة عاصم رشوان الى هذا الحد ٢ نقطةأم أن الأمر يتعدى ذلك ٢ نقطة ولم تعجبه الإجابة التي قفزت الى رأسه ٢ نقطة
, فقال مالك محاولا التحدث بعقلانية ( أعرف بأن الثمن كان عادلا و يوازي قيمة المنزل ٢ نقطة لكن ٢ نقطة )
, هتف عاصم غاضبا وهو يتميز غيظا ( لا تثير جنوني و تخبرني بأنه معادلا لقيمة المنزل ٢ نقطة لقد وصلت الى رقمٍ خيالي يفوق قيمته الفعلية ٢ نقطة ومع ذلك رفضته بكلِ عنجهية و غرور أعرفه جيدا من أمثالها ٢ نقطة أولائك الذين يظنون أنفسهم في رفعةٍ عن ٢ نقطة )
, قاطعه مالك فجأة متحيرا ( لحظة ٢ نقطةلحظة ٢ نقطة من تلك التي رفضت ؟ ، كنت أظن أنك دفعت٢ نقطة )
, تنهد عاصم بنفاذ صبر وهو يهتف حانقا ( إن كنت قد دفعت فماذا أفعل أنا هنا شارحا منذ فترة ٢ نقطة مالذي أخبرتك به تحديدا ؟٢ نقطة )
, قضب مالك جبينه ٢ نقطة لا مجال للخطأ ٢ نقطة لماذا تكذب في أنها قد باعت و قبضت الثمن ٢ نقطة الا اذا كان عاصم رشوان في هذه الفترة لا عمل له الا مواجهة الفتيات العنيدات
, ابتسم وهو يكتف ذراعيه سائلا عاصم ( هل تتحدث عن بيت القاسم ؟٢ نقطة لأني الآن لا أعتقد ذلك )
, اشتد عبوس عاصم وقد صمت تماما لعدة لحظات ٢ نقطة ثم انفجر أخيرا
, ( هل تتحدث كل هذا الوقت عن بيت القاسم ؟؟٢ نقطة لقد أصبح ملكنا منذ شهور ، ٢ نقطة ومن هي تلك اذن التي قابلتك ؟٢ نقطة نعم نعم ، إنها بالتاكيد تلك اللحوحة التي تصر على مقابلتي منذ أن بعثت بانذارٍ اليهم ليخلو المنزل )
, لا ٢ نقطة ليست لحوحة أبدا ، قد تكون مجنونة قليلا ٢ نقطة متهورة ولا تحسن التصرف في المواقف الصعبة ٢ نقطة لكن ليست لحوحة من الأفضل أن يتولى الكلام الآن قبل أن يزيد عاصم في نعتها بصفاتٍ لن تعلمها بينما هو سيضطر لسماعها ٢ نقطة وهذه الفتاة صارت ضمن نطاق حمايته منذ الآن ٢ نقطة لم يخذل يوما من لجأ الى مالك رشوان ولن يبدأ الآن ٢ نقطة
, قال مالك محاولا استحضار كل مهارته في الإقناع ( عاصم ٢ نقطة اعطهم الفرصة ليجدو مكانا ملائما ، ٢ نقطة فقط بعض الوقت ، الرحمة يا عاصم ٢ نقطة والدك رحمه **** لم يكن ليرد سائلا أبدا ٢ نقطة )
, التفت اليه عاصم منفعلا ليقول هادرا ( الآن أصبحت ظالما ؟؟٢ نقطة هل تعرف كم من الوقت منحتهم ؟٢ نقطة شهور طويلة ٢ نقطة كان من المفترض الآن أن يكون المنزل قد هدم وصبت أساسات الأبراج الجديدة ٢ نقطةثم مالذي يؤخرهم والمبلغ المدفوع سيمكنهم من السكن في أرقى الأحياء و أفخمها بدلا من ذلك المنزل المتواضع )
, هل سيكون من العقل اخباره الآن بأن المال لم يعد في حوزتهم ؟٢ نقطةفمن ناحية يريد أن يستثير عطف عاصم حين يخبره بوفاة أم أثير و المبلغ الذي ضاع في الجراحة والعلاج ٢ نقطةلكن من ناحية أخرى يخشى إن أخبر عاصم بأن المال لم يعد موجودا فسيعتقد أنهم باقون لا محالة ٢ نقطة
, لذا حاول أن يأتي النهاية دون دباجةٍ طويلة فقال بمنتهى البساطة ( لقد لجأت لي يا عاصم و أعطيتها كلمتي ٢ نقطة فهل يرضيك أن تتخاذل كلمة ابن اسماعيل رشوان رحمه **** ؟٢ نقطة)
, بعد فترة عبوسٍ طويلة أخذت ملامح عاصم في اللينِ تدريجيا الى أن قال أخيرا بما يشبه الدعابة
, ( هل تبتزني عاطفيا يا مالك ؟٢ نقطة)
, كتف مالك ذراعيه وهو ينظر الى عاصم متحديا مبتسما و أجاب ( نعم ٢ نقطة )
, ضحك عاصم قليلا ثم أومأ قائلا برفق ( حسنا يا صاحب الدرع ٢ نقطة لن تتخاذل كلمتك الآن ٢ نقطة لكن لفترةٍ محدودة ، وستكون أنت المتولي أمر هذا البيت تحديدا ٢ نقطة وحين نتسلمه ستشرف بنفسك على المشروع القائم على الأرض ٢ نقطة أتوافقك تلك الصفقة ؟؟٢ نقطة)
, اتسعت ابتسامة مالك وهو يقول بهدوء ( ليس تماما ٢ نقطة لكن ما باليد حيلة ، وها أنا أتورط في أحد مشروعاتك )
, ثم تابع ملوحا بيده ( اعذرني الآن فأنا مضطرا للذهاب الى العمل فقد تأخرت جدا ٢ نقطة)
, لكن قبل أن يتحرك كان عاصم قد اقترب ليمسك بكتفه ليديره اليه وهو ينظر في عينه ليقول بحزم
, ( مالك ٢ نقطة لقد تعبت بشكلٍ يفوق قدرات البشر حتى أصل الى ما وصلت اليه ، لذا فلا مجال للعواطف في هذا العمل ٢ نقطة الأرض ٢ نقطة هي كل ما يجب أن تصبو اليه ٢ نقطة لقد قارب اسم رشوان أن يكون على نصف أراضي المدينة ٢ نقطة هل تعرف معنى أن تمتلك ما يقرب من نصف المدينة ٢ نقطة دع هذا في عقلك وثبته يا مالك ٢ نقطة الأرض ٢ نقطةأراضي رشوان )
, أومأ مالك برأسه متفهما غير مقتنعا ٢ نقطة طموح عاصم لا سقف له ٢ نقطة لاحدود أو حواجز تمنعه و إن وجدت فإنما وجدت لتهدم بالثغرات أو بالقوة الغاشمة دون أن يخالف ضميره ٢ نقطة تركيبة غريبة لا يستطيع أن يقرر صوابها من خطأها ٢ نقطة الا أن الأكيد هو اختلافهما على النقيض ٢ نقطة لكن سيظل عاصم علما مميزا في حياته ٢ نقطة
, استدار مالك لينصرف ٢ نقطة وعند الباب نظر الى عاصم بخبث وهو يقول مبتسما
, ( لم تذكر لي من هي تلك النمرة التى وقفت في مواجهة عاصم مهران ٢ نقطة )
, عاد عاصم لعبوسه وهو ينظر بعينين مشتعلتين الى مالك والذي ضحك وهو يخرج مغلقا الباب خلفه دون أن ينتظر الإجابة
, ٢ نقطة
, هل تدخل أم لا ؟٢ نقطة هل تدخل أم لا ؟٢ نقطة انها أمام مكتب عمر و تريد أن تلفي اليه التحية فهل تمتلك الجرأة لتفعل ؟٢ نقطة إنهما أصدقاء الآن ٢ نقطة أم هل تتعجل الأمور ؟٢ نقطة انها فقط تريد القاء التحية ، فهل هناك قانونا يمنع ذلك ؟٢ نقطة
, أخذت نفسا عميقا وهي تطرق الباب برقةٍ ٢ نقطة وما أن سمعت صوته الهادىء يسمح لها بالدخول حتى ابتسمت و فتحت الباب بهدوء لتدلف الى مكتبه ٢ نقطة وجدته واقفا بجوار مكتبه فالتفت اليها ما أن دخلت ٢ نقطة لماذا ارتبك هكذا ؟؟ ٢ نقطة هل أتت في وقتٍ غير ملائم ؟٢ نقطة
, حسنا فلتلقي اليه التحية ثم تنصرف سريعا ٢ نقطة قالت بهدوءٍ و ارتباك وهي كالعادة تحمر خجلا مبعدة خصلة شعرها الناعمة عن عينيها
, ( مرحبا ٢ نقطة فكرت أن ألقي اليك التحية و أخبرك أن ٢ نقطة )
, للحظةٍ أوقفت كلامها وهي تلاحظ حركة ?
, للحظةٍ أوقفت كلامها وهي تلاحظ حركة بجوار النافذة الجانبية البعيدة ٢ نقطة يالهي هناك شخصا كان معه واقفا و ظهره الى الباب ٢ نقطة كيف لم تشاهده ما ان دخلت ٢ نقطة انه موقف غباء مثالي في تلك اللحظة ٢ نقطة
, تلعثمت وهي تقول بضعف ( أنا ٢ نقطة أنا أعتذر للغاية ٢ نقطة لم أكن أدرك أن ٢ نقطة )
, توقفت كلماتها هذه المرة لكن مع اتساع عينيها بصدمة ٢ نقطة وشهقة صامتة أفلتت من بين شفتيها حاملة اسما قديما دون صوت ٢ نقطةعمره عشر سنوات منذ آخر مرة تذوقته ٢ نقطة جاسر ٢ علامة التعجب٢ نقطة
, طالعها الوجه الوسيم بإجرام ٢ نقطة وعينانِ مشتعلتانِ بشراسةِ الماضي ٢ نقطة هل هو كابوس من جديد ٢ نقطة أغمضت عينيها و فتحتهما لعلها تصحو منه لكن همسة من خلف عمر جاءت مشتعلة بشوق ٢ نقطة حنيييين ٢ نقطة
, لحظتها كانت اللحظة المثالية لتسقط ٢ نقطة تماما كما ينتابها منذ سنين ٢ نقطة لكن هذه المرة ما ان لامست الأرض حتى شعرت بذراعين قاسيتين تتلقفانها الى صدرٍ عضلي ضمها من قبل ٢ نقطةوصوتا يهمس في اذنها دون أن يسمعه عمر ٢ نقطة
, ( لقد تلقيتك زوجتي ٢ نقطة فلا تخافي ).
, حينها غاب عنها الوعي بكل ما يحمله من ماضٍ كانت قد دفنته طي النسيان
, كان الظلام لا يزال محيطا بها ٢ نقطة تحيط بها أصواتٍ خافتة الا أنها تهدر في أذنها كالصراخ ٢ نقطة أخذت تخفت و تخفت الى أن استطاعت تمييز صوت قوي النبرات يهمس في أذنها مصاحبا لأنفاسٍ دافئة تلامس ذقنها
, ( ستكونين بخير حنين ٢ نقطة لا تقلقي ،أنتِ معي ٢ نقطة )
, شعرت بجسدها الضئيل يسحب أكثر وأكثر الى حصنٍ دافىء و ذراعين قويتين تحيطانها و تخبئانها عن العالم بأسرهِ ٢ نقطة
, دون وعيٍ منها أرادت الا تفيق ٢ نقطةأرادت أن تظل مختبئة في هذا الحصن للأبد ٢ نقطة لم تشعر سوى بالألم و التخاذل في حياتها القصيرة حتى الآن ٢ نقطة وكل ما تبتغيه الآن هو أن تضيع بين أحضانِ من يحميها ٢ نقطة فأدارت وجهها الى مكانٍ دافء دست به أنفها تستمتع بذلك الأمان المجهول ٢ نقطة وبين أشعة الظلام التي تحيط بعقلها شعرت بالذراعين تشتدانِ من حولها ومن تحتِ ركبتيها حتى شعرت بالألم في أضلعها من شدة الضغط ٢ نقطة وظنت للحظةٍ أنها عادت طفلة في الخامسة يحملها والدها ٢ نقطة
, غابت عنها الأصوات بعد أن تداخلت في ارتباك ٢ نقطة و شعرت بالبرد و الرجفةِ بعد أن هجرها الحصن الدافىء ٢ نقطة ثم جاء صوتا آخر متسللا الى عالمها المظلم ليجرها جرا الى عالم الواقع ٢ نقطة يقول لها بحزمٍ حنون
, ( حنين ٢ نقطةأفيقي ٢ نقطة هيا أفيقي )
, ووصل أنفاسها عطره القوي الحبيب المألوف لأحسيسها ٢ نقطة لينتشلها من أحلامها الضائعة فخفق قلبها بقوةٍ و هي ترمش بعينيها أكثر من مرة ٢ نقطة تفتحهما ببطءٍ ليطالعها الوجه الذي ملك قلبها طويلا
, ابتسمت بضعفٍ وهي تهمس بتنهد ( عمر ٢ نقطة )
, ابتسم هو الآخر مرتاحا وهو يجلس القرفصاء بجانبها ووجه قريبا من وجهها ٢ نقطة فأدركت فجأة أنها ممددة على أريكة مكتبه
, استقامت جالسة بسرعةٍ وهي تنظر حولها باحثة عن شيءٍ ما ٢ نقطة أو شخصٍ ما ٢ نقطة
, ثم التقت عيناها بعيني عمر المدققتين لها ٢ نقطة همست بعد لحظة
, ( كان كابوس ٢ نقطة لقد رأيت كابوسا للتو ٢ نقطة )
, رد عليها عمر بعد لحظة وهو يقول ( ماذا رأيت ؟٢ نقطة )
, أخفضت رأسها و رفعت يديها بإعياءٍ لجبهتها ٢ نقطة ثم همست ( لا ٢ نقطة لا أتذكر تماما )
, رفعت عينيها اليه من جديد وهمست مبتسمة بضعف ( المهم أنه انتهى ٢ نقطة )
, قال لها عمر بجديةٍ ( لكن لماذا أصبتِ بالإغماء ما أن رأيتِ العميل الجديد ؟٢ نقطة هل تعرفينه ؟ )
, اتسعت عيناها ارتياعا ٢ نقطة عميل؟٢ علامة التعجب٢ نقطة أي أن شخصا ما كان هنا ؟ ٢ نقطة لم يكن كابوس ٢ نقطة بل كان واقعا
, فتحت شفتيها لتتكلم ثم عادت لتغلقهما وعيناها على حالهما من الاتساع ٢ نقطةوهي تفكر ٢ نقطة هل كان هنا فعلا ؟؟ ٢ نقطة ومع عمر ؟؟
, لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة قد يكون مجرد شخص يشبهه ، لذلك أصابها الهلع ٢ نقطة
, ارجعت شعرها المتناثر خلف أذنها وهي ترنو اليها بنظراتها المرتبكة ٢ نقطة وهي تقول بصوتٍ دعت **** أن يكون طبيعيا
, ( من ٢ نقطة من هو ذلك العميل ؟ )
, سكت عمر لحظة قبل أن يجاوب ثم قال بوضوح ( جاسر رشيد ٢ نقطة رجل أعمال عاد حديثا من الخارج ٢ نقطة أتعرفينه ؟٢ نقطة)
, لا رد ٢ نقطة إن كان ينتظر ردا فسينتظر طويلا ٢ نقطة تحولت أمامه الي تمثالٍ من شمع ٢ نقطة شفتيها منفرجتين و عينيها متسعتين شاردتين في البعيد ٢ نقطة
, كانت تبدو هشة للغاية بشعرها الناعم المنسدل خلف أذنيها على جانبي وجهها الشاحب ٢ نقطة عيناها ازداتا كبرا بلونهما الزيتوني ٢ نقطة
, شعرعمر بالغضب يغلي في داخله ٢ نقطة منذ أن وصاه جاسر على أن يرعاها من بعيد وهو بالفعل يشعر أنها كأخته الصغيرة
, تماما كواحدةٍ من شقيقاته ٢ نقطة خاصة بعد أن عرف قصتها بأكملها ٢ نقطة و لولا أن جاسر أصبح أعز أصدقاؤه بعد أن دافع عنه بحياته ذات مرةٍ في الغربة ٢ نقطة لم يكن ليقبل أبدا أن يراقبها حتى و لو من باب الاهتمام والحماية ٢ نقطة لكنه كان أيضا يتعاطف مع وضع جاسر نوعا ما ٢ نقطة ٢ نقطة
, لذا قبل أن يقوم برعايتها و لو من بعيد ٢ نقطة ليطمئنه عليها دائما ٢ نقطة الى أن يحين الوقت و يأتي جاسر بنفسه ٢ نقطة
, لكن المرعب له في الفترة الأخيرة ٢ نقطة هي نظرات حنين له ٣ علامة التعجب٢ نقطة أي رجلٍ لن يلحظ هيامها الواضح ؟؟ ٢ نقطة وهذا ما يقتله توترا من هول الأيام القادمة ٢ نقطة ٢ نقطة
, فقط يدعو **** أن يكون مجرد اهتماما كمراهقةٍ متأخرة و سيذهب فيما بعد ٢ نقطة فحنين لم تحيا كمراهقةٍ أبدا في بداية شبابها ٢ نقطة لذا هو يعذرها على هذا الإهتمام البريء ٢ نقطة لكن أيعذرها جاسر ؟؟؟٢ نقطة
, قال برفقٍ بعد فترة ( حنين ٢ نقطة ماذا بكِ ؟ ٢ نقطة الازلتِ تعانين من الدوار؟٢ نقطة)
, أومأت برأسها بينما انسابت دمعتانِ حائرتانِ على وجنتيها الشاحبتين كأوراقِ الورد الأبيض ٢ نقطةانسابتا بنعومةٍ دون أن يصدر عنها صوت ٢ نقطة ودون حتى أن ترمش عيناها ٢ نقطةفابتلع عمر غضبه الذي يتزايد من هذا الوضع المزري الذي وُضِع فيه ٢ نقطة
, نهضت حنين تتعثر من مكانها و كادت تسقط لولا أن أسندها عمر بيده بعد أن نهض هو الآخر ٢ نقطة ظلت مطرقة أمامه قليلا دون حراك ثم رفعت رأسها تنظر الي عينيه الحنونتين لتهمس فجأة و بإبتسامة ضعيفة
, ( لا أعرفه ٢ نقطةاعتقدت فقط أنه يشبه شخصا ما )
, تصاعد الغضب بداخل عمر أكثر ٢ نقطة كان يتمنى لو تعترف بأنها تعرف جاسر فلربما استطاع مساعدتها ٢ نقطة لكن ها هي تختار الهروب من جديد ٢ نقطة
, مشت ببطءٍ الى باب مكتبه لتخرج منه بتثاقل ، وهو ينظر الى رأسها المحنى بوجوم ٢ نقطة كان يريد بالطبع أن يقلها الى منزلها لولا أنه تلقى أمرا من الأحمق الا يفعل ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, كانت تسير و تسير ٢ نقطة تنهب الأرض بحذائيها الأرضيين ، لم تشعر بالمسافات و لا بالإعياء ٢ نقطة عيناها شاردتانِ في البعيد ، عقلها يأخذها الى عمرٍ مضى عليه أكثر من عشر سنوات ٢ نقطة
, حين كانت تجلس أمام عمها الحاج اسماعيل رشوان وكانت لا تزال في الرابعة عشر ٢ نقطة حيث مرت ثلاث سنوات على فراق نوار ٢ نقطة ثلاث سنوات من الجحيم ٢ نقطة ضرب و معارك يدويةٍ ضارية ٢ نقطة
, تسفر عن اصاباتٍ عديدة و حتى تطاول الأمر وصار المشاغبين يستغلون الأمر و يحرقون العديد من ممتلكاتِ العائلتين ٢ نقطة عائلة رشوان و عائلة رشيد ٢ نقطة
, وعاصم كاد أن يُقبض عليه أكثر من مرةٍ بسبب الشغب المرتكب من قبله هو وعصبته ٢ نقطة تجاه أبناء العائلة الأخرى و الذين يقومون بالمثل ٢ نقطة وعلى رأسهم جاسر ٢ نقطة
, جاسر رشيد ٢ نقطة
, عادت لذاكرتها تلك الجلسة مع عمها على إنفراد ٢ نقطةتتقاطع ساقيها كالأطفال و قبضتيها تفركانِ بعضهما بارتباك ، عيناها زائغتانِ خائفتانِ لكن ينبعث الرفض من بين ثنايا الخوف
, همست بإستجداءٍ يمزق القلب وعيناها نديتانِ بدموعٍ حبيسة ( لماذا أنا يا عمي ؟؟٢ نقطة حور أكبر مني )
, لن تنسى أبدا نظرة عمها الهاربة من عينيها وهو يتطلع بعيدا بما يشبه الذنب ٢ نقطة طبعا لم تتفهمه وقتها ، لكنها الآن استطاعت فهم الأمر جيدا ٢ نقطة حور منذ البداية كانت أميرة والدها ٢ نقطة حتى أنها تعلمت في مدرسةِ لغاتٍ حية من أرقى مدارس البلد ٢ نقطة
, بخلافِ عاصم و مالك اللذين التحقا بالمدارسِ المحلية ،و بالرغم من قدرة الحاج اسماعيل رشوان المادية الا إنه فضل المدارس الحكومية للبنين حتى لا يتعودوا الرفاهية ٢ نقطة و تبعتهم حنين ٢ نقطة ٢ نقطة
, أما حور فكانت مختلفة ٢ نقطة قرة عين والدها ٢ نقطة الذي كان يريد لها الأفضل ٢ نقطة و بالطبع لم يكن الزواج من أحد أبناء الحي الشعبي في سن مبكر هو الأفضل بالنسبةِ لحور ٢ نقطة لذا ادخرها والدها للأفضل و عرض حنين على رجال مجلس الصلح في سبيل إنهاء تلك الخصومة القديمة و التي اشتعلت بضراوة أكثر بعد موت ٢ نقطة نوار ٢ نقطة
, نوار التي كانت ممنوعة تماما من الذهاب الى بيت عائلة رشوان بسبب الخلافات القائمة ، لكنها كانت تتشاقى و تتسلل كل يومٍ الى سطح البيت لتلعب معها هي وحور ٢ نقطة ومالك بالطبع ٢ نقطة
, الى أن جاء اليوم المشؤوم الذي لم تعد فيه نوار الى بيتِ أسرتها على قدميها ٢ نقطة بل عادت محمولة على ذراعي أخاها غير الشقيق يتبعه رجال الحي مرددين الشهادة بينما تتعالى أصوات النساء بكاءا على زهرة عائلة رشيد الصغيرة التي سُرق منها عمرها وهي في بيت اسماعيل رشوان ٢ نقطة وتحت أنظار ابنه الناضج مالك ٢ نقطة والذي حمله الجميع المسؤولية .
, لم تدري حنين أثناء سيرها الطويل أنها كانت تشهق باكية و الدموع تغرق وجهها جاذبة أنظار المارة من حولها ٢ نقطة
, همست من بينِ شهقاتها الباكية ( اشتقت اليكِ نوار ٢ نقطة اشتقت اليكِ جدا ٢ نقطة لو تعلمين ماذا حدث لي من بعدك ٢ نقطة )
, غطت فمها بظاهر يدها وهي تغمض عينيها و يزداد نحيبها٢ نقطة توقفت تماما عن السير وكأنها فقدت القدرة على المتابعة ٢ نقطة
, صوت نفير سيارةٍ عالٍ من جوارها صدمها و جعلها تفتح عينيها المشوشتين بالدموع لتجد سيارة فارهة سوداء تتباطأ بمحاذاتها بإلحاح ٢ نقطة وحين سارعت الخطوات لاحقتها السيارة بإصرار مصدرة نفس النفير و كأنها تناديها ٢ نقطة
, نظرت بطرفِ عينيها المتورمتين ، فرأته ٢ نقطة للحظاتٍ تسمرت مكانها بعينين متسعتين ثم عادت لتسرع الخطى متعثرة في حجراتِ الرصيف الضيق ٢ نقطةعاد النفير بشكلٍ ملحٍ أعلى حتى بات منظرهما أكثر الفاتا للمارة ٢ نقطة وكاد قلبها أن يتوقف من شدة التوتر
, لم تجد سوى أن تتوقف و تنظر اليه لعله يخجل من نفسه و ينصرف ٢ نقطة لتجده ينحنى عبر زجاج النافذة المفتوح قائلا بصرامة
, ( ادخلي ٢ نقطة )
, تسمرت كالبلهاء تماما و شفتيها مفتوحتانِ قليلا تتنفس بتسارع دون أن تجد القدرة على النطق بكلمة ٢ نقطة لذا أعاد بلهجةٍ أشد و أقسى
, ( ادخلي حنين ٢ نقطة حالا )
, وكأن كلماته قد سيرتها كالمنومة فاتهجت ببطءٍ الي باب السيارة الذي فتحه لها ٢ نقطة وما أن جلست بجواره متجمدة حتى انحنى فوقها فشهقت مبتعدة عنه ٢ نقطة الا انه ابتسم بسخريةٍ و شيطنة وهو يقول
, ( ها قد بدرت عنكٍ بادرةٍ تدل على أنك حية ٢ نقطة )
, ثم أغلق بابها الذي تركته مفتوحا بعد أن جلست الى جواره ، لينطلق بالسيارة ناهبا الأرض وكأنه لصٌ هارب نجح في اختطاف الأميرة ٢ نقطة
, وصل بها الى منطقةٍ خاليةٍ تماما خارج المدينة بقليل ٢ نقطة حيث البحر على امتداد الطريق السريع ، فأوقف السيارة على جانبه ٢ نقطة
, كانت حنين طوال تلك الفترة جالسة ملتصقة بباب السيارة لاتملك سوى أن تنظر الي يديه الخشنتين المتعاملتين مع المقود و قد ظهرت عليهما علاماتٍ قديمة من قطبٍ اثر معاركٍ هي تعرفها جيدا لتتوقف بصدمةٍ على الخاتم الفضي المنقوش و الذي تعرفت عليه جيدا٢ نقطةاتسعت عيناها و همست لنفسها بهوس ٢ نقطة المجنون لا يزال يضعه في إصبعه ٢ نقطة
, عند هذه النقطة توقفت عن التفكير تماما وهي تحاول التقاطِ أنفاسها ٢ نقطةالى أن توقفت السيارة ٢ نقطة و عمها الصمت الخانق فاضطرت الى رفعِ رأسها بارتعاشٍ لتصطدم عيناها بعينيه وهو ملتفتا اليها يراقبها كما يراقب فريسة يستعد للإنقضاض عليها ٢ نقطة
, عيناه لم تتغيرا أبدا ٢ نقطة نفس العينانِ اللامعتانِ بشكلٍ غريب ٢ نقطة فيهما شراسةٍ و انحرافٍ فطري ٢ نقطة
, لكن ملامحه تغيرت ٢ نقطة هو بأكمله قد تغير ٢ نقطة نمت عضلاته بشكلٍ واضح ، نضجت ملامحه و تصلبت و صار رجلا ٢ نقطة لا شابا متهورا في مقتبل حياته ٢ نقطة كم أصبح عمره الآن ؟٢ نقطة إنه من عمر عاصم ، أي أنه تقريبا في الثالثة و الثلاثين ٢ نقطة
, تذكرت الأيام البعيدة التي أحبته فيها بمشاعر الطفولة البريئة ٢ نقطة و السبب عيناه البراقتين ٢ نقطة لكن كل ذلك انقلب الى الضد بعد موت نوار ٢ نقطة و شُحنت القلوب البريئة بالكره ٢ نقطة و الحلم الذي خطته بأصابعها على ورقةٍ من أوراقِ دفترها هي ونوار ٢ نقطة انقلب الى كابوسٍ أُجبرت عليه ٢ نقطة
, كان ملتفا ناحيتها ممسكا المقود بيد بينما مد ذراعه الأخرى على مقعدها ٢ نقطة خلف رأسها ٢ نقطة قريبا منها للغاية ، يكاد أن ينقض عليها وشفتيه تشتعلانِ لهوا و جوعا ٢ نقطة جوعا يحاكي ذلك الظاهر في عينيه ٢ نقطة قال دون مقدمات
, ( لقد كبرتِ ٢ نقطة )
, رمشت بعينيها مرة و كأنه بصوته أعادها الى الحياة ٢ نقطة فهمست بعد عدة لحظات محاولة التحلي بالشجاعة لتواجهه
, ( مالذي أعادك ؟٢ نقطة )
, قست عيناه دون أن تتحرك عضلة في وجهه المتصلب ٢ نقطة لكنه قال بهدوء
, ( وهل هناك ما يمنع عودتي ؟٢ نقطة يا زوجتي العزيزة )
, هذا اللقب كان له الفضل في اخراج روحها المحاربة بشراسة بعد فترة الإنهيار و الصدمة التي أصابتها منذ أن رأته ٢ نقطة فصرخت بهياج
, ( إياك أن تعيد تلك الكلمة مرة أخرى ٢ نقطة)
, مالت شفتيه الشهوانيتين في ابتسامةٍ متسليةٍ شرسة ثم قال ببطءٍ متعمد باعثا رعشة في عمودها الفقري
, ( زوجتي ٢ نقطة )
, لم تشعر بنفسها الا وهي تضرب صدره بقبضتها الصغيرة بكلِ قوتها صارخة بعنفٍ مجنون ( قلت لك لا تقل تلك الكلمة ٢ نقطة )
, وقتها فقدت ملامحه التسلية وتحركت يداه في سرعة البرق ليحيط خصرها بذراعيه الحديديتين كفكي الكماشةِ بينما صرخت هي وهي تتلوى بعنفٍ دون جدوى بين أضلعه ٢ نقطة قال لها هامسا فوق وجنتها و هي تصارعه بخوف
, ؛( لا زلتِ متوحشة برية ٢ نقطة لم تخدعني هالة الطيبة الخادعة الحديثة المحيطة بكِ )
, كانت تتصارع معه دافعة كتفيه بكفيها الصغيرين و هي لا تعلم أن صراعها خطيرا للغاية ٢ نقطة وخاصة مع مجنون ٢ نقطة
, صرخت وهي تبتعد بوجهها عن وجهه قدر الإمكان (ابتعد عني ٢ نقطة ماذا تريد مني ؟؟٢ نقطة )
, للحظة التقت أعينهما ٢ نقطة عينيه مشتعلتين مجنونتين ٢ نقطة عينيها عاصفتين متعذبتين بذكرى بعيدة تأبى أن تتركها ٢ نقطةمرت لحظة ٢ نقطةلحظتانِ ٢ نقطة ثلاث٢ نقطة قبل أن يهمس على بعدٍ غير مرئي من شفتيها المكتنزتين المرتجفتين و ارتجافهما أثار جنونه أكثر ٢ نقطة
, ( أريد أن أستردك ٢ نقطة )
, توقف الزمن بينهما لتنظر الى أفظع كابوسٍ ممكن أن تحياه ٢ نقطة ففغرت شفتيها مصدومة و قد توقفت أنفاسها وقبل أن تهمس ٢ نقطة ماذا ٢ نقطة
, كان قد انقض عليها كاتما همستها المرتاعة بشوقٍ محموم ينهل من نبعٍ غاب عنه لعشرِ سنواتٍ كاملة .
, ٢ نقطة
, تجلس بجواره تطير معه الى حيث يخطفها لعشه ٢ نقطة لكن أهو الذي خطفها أم أنها هي التي تعاود الى خطفه كل مرة ٢ نقطة رنت بنظراتها الى اليه لتجد أن ملامحه تزداد قساوة مع كل مترٍ يتجاوزاه ٢ نقطة قبضتيه على عجلة القيادة مشتدتانِ وكأنه يقوام تحطيم شيئٍ ما ٢ نقطة
, ما أقسى هذا الشعور الذي تحياه الآن ٢ نقطة قلبها القافز فرحا بالتحليق الى جواره ٢ نقطة ينزف ألما لما يراه الآن من شدة الضغط الذي يكابده الهذا الحد هو مرغما، مضطرا لتحملها ؟٢ نقطةما كلِ تلك المعاناة التى تظلل ملامحه ، أيخشاها أم يبغضها ٢ نقطة لماذا لا يستطيع فقط الشعور ببعضٍ مما تكنه له ٢ نقطة
, حين طال الصمت بينهما حتى صار خانقا لا يحتمل ، همست بحنان العالم لعلها تسمع لمحة منه يحملها صوته
, ( اعتذر عن ذلك الموقف الذي وضعتك فيه ٢ نقطة)
, اشتد ضغط شفتيه بغضبٍ دون أن ينظر اليها ، الا أن عينيه ازدادتا قسوة ٢ نقطة ابتلعت ريقها وهي تحاول التقرب منه فمدت يدها لتلمس ساعده القوي الأسمر الممتد أمامه ٢ نقطة لكن ما أن فعلت حتى انتفض ليجذب يدها معتصرا أصابعها بين أصابعه حتى تأوهت فسحبت أصابعها من بين يده التي سمحت لها بالهروب بعد أن آلمها
, نظر اليها بغضب وهي تدعك أصابعها عاقدة حاجبيها بأسى ٢ نقطة فشعر رغما عنه بذلك الشعور البغيض الذي تثيره حور بداخله دائما ٢ نقطة لم يكن يوما بمثلِ هذه القسوة ٢ نقطة وهو يكره أنها الوحيدة التي تحرك قسوته تجاه الإنسانة التي من الفترض أن يراعيها بصفتها أم ابنه الوحيد ٢ نقطةسمعها تهمس بألم و عيناها مجروحتان
, ( كنت أحاول الاعتذار فقط ٢ نقطة )
, زفر بحنقٍ قليلا ، ثم قال أخيرا بجفاء ( لا عليك ٢ نقطة أنت تعلمين أني لا أحب أن يلمسني أحد اثناء القيادة )
, نظرت أمامها دون أن تجد ما تقوله ٢ نقطة أي أحد أم لمستها هي على وجه الخصوص ، شرد بها التفكير قليلا وهي تتسائل إن كان يحبها بالفعل فهل ستكون تلك هي نفس ردة فعله ٢ نقطة وهل هذا هو اعترافها لنفسها بأنه لا يحبها بالفعل ٢ نقطة
, ابتسمت بمرارة وهي تنظر الى الأمام بنظراتٍ غائمة ٢ نقطة من تخدعين يا حور ٢ نقطة هل تصورتِ يوما بأنه قد شعر تجاهك بما يشبه الحب ٢ نقطة
, ( لماذا تبتسمين بهذه المرارة ؟٢ نقطة لم أقصد ايذائك حور )
, قاطعها صوته العميق فالتفتت اليه تلتمع عيناها بنجومٍ خفية ٢ نقطة في لحظةٍ نسيت ما كانت تفكر به ٢ نقطةلم تسمع سوى صوته يسترضيها
, فابتسمت بنعومةٍ تهمس ( لم تؤذني ٢ نقطة)
, عاد لينظر أمام والغضب يأبى أن يغادره ٢ نقطةلن ينجحا معا أبدا ، لأنهما لم يكونا لبعض من البداية٢ نقطة يستطيع أن يسامحها على أن يذهب كلا منهما الى طريقه ٢ نقطة يفترقا بتحضر واحترام ، الا أن وجود معتز جعل من تشبث حور به أمرا ملزما ٢ نقطة مما يجعله دائما يتناسى التحضر في معاملتها ٢ نقطةما العمل الآن في هذا الوضع الذي يتعقد كل يوم الى أن صارت الأيام المتعاقبة عامين كاملين ٢ نقطة
, نظر في مرآه السيارة الى معتز المحتجز في مقعده الخاص وقد راح في سباتٍ عميق ٢ نقطة هل من العدل أن يفكر في نفسه و يتناسى ذلك المسكين الذي احضروه الى العالم في خضم علاقتهما المهتزة ٢ نقطة لكنه أبدا غير نادم فمعتز هو الشيء الأروع في حياته ٢ نقطة وجوده يشعره بأن القدر قد أهداه نقاءا يخصه هو وحده ٢ نقطة لم يندم للحظةٍ واحدة حتى بعد معرفته بحالة معتز ٢ نقطة معتز هو الرابط الذي سيربطه بحور للأبد ٢ نقطةوهذا هو أسوأ ما في الموضوع ٢ نقطة وما يرغمه على منحها مكانة في حياته لن تنالها غيرها ٢ نقطة حتى و إن تزوج و انجب ٢ نقطة لن تكون زوجته أبدا هي أم معتز ٢ نقطة لأن معتز هو ابن حور وهي من أهدته هذه الهدية النقية٢ نقطة
, نظرت حور من نافذة السيارة التي أرتها تدرج البيوت ٢ نقطة من البسيط الى الأبسط ٢ نقطة يدخلانِ من حيٍ الى حي٢ نقطة الى أين سيأخذها ٢ نقطة
, لم تستطع منع السؤال من القفز الى شفتيها ٢ نقطة فنظر اليها بجمود ليعاود النظر الي الطريق قائلا
, ( الى بيتي ٢ نقطة لقد انتقلت للمكان الذي أعمل به ٢ نقطة)
, ارتفع حاجباها قليلا و بهتت ملامحها ٢ نقطة همست بشرود ( انتقلت الى مكان عملك ؟٢ نقطة هل هو نفسه المكان الذي تعمل به من البداية ؟)
, ابتسم بقسوةٍ دون أي أثرٍ للمرح وهو يجيب بوضوح ( هو بعينه ٢ نقطة)
, عادت لتبتلع ريقها وتنظر أمامها بوجومٍ و صدمة ٢ نقطة إنه يعمل في اكثر الأحياء الشعبية المعروفة على حسب علمها ٢ نقطة فهي لم تذهب الى مقر عمله أبدا من قبل ٢ نقطة
, استمرت السيارة في الدخول الى ذلك الحي البحري ٢ نقطة حيث الميناء و القوارب المتناثرة على الرمال ٢ نقطة حيث رائحة يود البحر القوية ٢ نقطة ثم التفت ليدخل من طريقٍ جانبيٍ ضيق ٢ نقطة سار به قليلا الى أن وصل الى حيٍ بسيط غير مزدحم كما كانت تتوقع ٢ نقطة به مقهاً ضخم بكراسٍ خشبية ٢ نقطة تفوح منه رائحة البن مختلطة برائحة يود البحر المحملة مع النسيم من البعيد ٢ نقطةكيف لم ترى هذا المكان من قبل ٢ نقطة بيتهم القديم أيضا يرى البحر من بعيد ٢ نقطة لكنه في الجانب المقابل أي بعيدا عن هنا على ما تتذكر ٢ نقطة أوقف نادر سيارته التي تناقض المكان قليلا بالرغم من أنها ليست الأحدث طرازا ٢ نقطةترجلت حور منها بتردد ، وما أن خرجت حتى امتلا صدرها بذلك الهواء المحمل برائحة البن و البحر ٢ نقطةتطايرت خصلاتِ شعرها مع النسيم الذي ضرب وجهها بلطف مخففا من كدماته ٢ نقطة
, نظارتها الداكنة تحجب عينيها بينما شفتاها ترتجفان قليلا ٢ نقطة أبفعل الهواء أم أن شيئا قديما قد جذبها الى ذلك المكان ٢ نقطة أخرج نادر حقيبيتهما من السيارة ثم أخرج معتز من كرسيه ليحمله بهدوءٍ بين ذراعيه ٢ نقطة
, أمسكت بذراعيها تتطلع حولها ، ترافق الخصلات الحريريةِ التفاتها ٢ نقطة قال نادر الذي كان يتطلع اليها منذ لحظات
 
الفصل الثامن


( هيا يا حور ٢ نقطة )
, التفتت اليه بسرعةٍ تنظر اليه بقربها ٢ نقطةومادام بقربها فقد بدأت الطريق الصحيح ٢ نقطة اقتربت منه خطوة لتتبعه لكن صوتا شجيا نادى عليه قائلا بهدوء يريح القلب
, ( لقد تأخرت يا حضرة الطبيب المحترم ٢ نقطة)
, التفتت حور بشراسةٍ خفية ٍ لم يلحظها أحد لتنظر لصاحبة الصوت الشجي ٢ نقطة ثم توقفت تطالعها امرأة تبدو في الأربعينات من عمرها ٢ نقطة
, جذابة للغاية ٢ نقطة لا تزال معالم الجمال تحيط وجهها ذو العظام النافرة ٢ نقطة بعباءةٍ سوداء أنيقة تتطاير قليلا مع نسماتِ الهواء و شالٍ ملفوفا حول شعرها لم يمنع تساقط الخصلاتِ الناعمة حول وجهها الآسر ٢ نقطة عينيها عميقتي السواد شديدتي الذكاء ٢ نقطة
, توقف كلامها لترمق حور بنظراتٍ مدققة ٢ نقطة وكأنها تعرفها منذ زمن ، ٢ نقطة قطع تلك اللحظة من الصمت صوت نادر الواجم وهو يقول بهدوء
, ( صباح الخير يا علية ٢ نقطة حدث ما أخرني )
, لم ترى انحناءة رأسه من خلفها بمغزى وهو يشير اليهما ٢ نقطة فقالت علية وهي لازالت تتطلع الى حور
, ؛( الن تعرفني يا حضرة الطبيب على رفقتك ؟٢ نقطة ها قد عاد معتز الصغير ليكمل معنا اليوم ، فمن تكون تلك الجميلة ؟٢ نقطة)
, أجاب نادر مضطرا على مضض ( أعرفك على حور ٢ نقطة زوجتي )
, للحظاتٍ ظلت علية ساكنة لم تتكلم ولم تفقد شفتيها ابتسامتها الصلبة و الجذابة في آنٍ واحد ٢ نقطة ثم انفرجتا شفتيها عن ابتسامةٍ أوسع وهي تقول بهدوء
, ( اذن ها هي أم معتز الغائبة ٢ نقطة أخيرا قد حظينا بمقابلتها )
, لم ترد حور ولم تبتسم حتى ٢ نقطةبل ظلت تراقبها و تتلقى مراقبة مماثلة منها ، وحين شعرت حور بأن نادر ليست لديه النيةِ ليكمل التعارف فقالت باستعلاءِ حور رشوان دون أن تلتفت اليه
, ( الن تكمل تعارفك يا نادر ؟٢ نقطة)
, كلمة واحدة خرجت من فم نادر باقتضاب ( علية ٢ نقطة)
, اذن فلا نية لديه ليسهب في الكلام ٢ نقطةلا بأس ٢ نقطة لن يطول الأمر قبل أن تعرف من هي تلك العلية ٢ نقطةوالتي اقتربت بأريحيةٍ من نادر لتلتقط معتز الذي بدأ يفتح عينيه و ابتسمت بحنانٍ له وهي تقول
, ( حبيبي الذي اشتقنا اليه ولم يكد يبتعد عنا أكثر من ساعاتٍ قليلة ٢ نقطة )
, ثم التفتت الى حور التي تنظر اليها رافضة أن تبدي دهشتها من تلك الغريبة التى حملت ابنها بمنتهى البساطة و الجرأة من أبيه أمام ناظريها ٢ نقطة أخذت تداعبه بأنفها في وجنته الناعمة حتى انفجر ضاحكا فعبست حور بشدة ٢ نقطة هل أصبح معتز متكيفا مع الجميع الا هي
, ٢ نقطة قاطعت علية أفكارها وهي تقترب منها مادة يدها الحرة بينما الأخرى تحمل معتز قائلة بالصوت الجميل الواضح
, ( تشرفنا حور ٢ نقطة )
, للحظة أرادت حور الا تمد يدها الى تلك المرأة التي تحمل ابنها و تمد يدها وكأنها صاحبة الدار ٢ نقطة وحور الضيفة ٢ نقطة
, لكن تصرفا كهذا سيقلل من نقاطها عند نادر وهي لم تدخل بيته بعد ٢ نقطة اهدئي يا حور ٢ نقطة اهدئي ٢ نقطة
, مدت يدها لتصافح تلك السيدة علية ٢ نقطة بهدوء متمتمة بشيءٍ ما ٢ نقطة فلمعت عينا علية قليلا ومالت ابتسامتها الى زاوية شفتيها ٢ نقطة لكنها لم تتكلم ٢ نقطة بل طافت عيناها على الألوان المظللة لوجنتي حور ٢ نقطة
, وقتها تذكرت حور وجنتها ذات الكدمات الزرقاء فانتابها على الفور شعورا من الخزي و المذلة ٢ نقطة لابد وأن أصابع عاصم قد تحول لونها الآن الى الأزرق ٢ نقطة وهي التي صافحتها بتعالي حور رشوان المعتاد ٢ علامة التعجب٢ نقطة كم كانت غبية تلك الفكرة التي أذلتها بهذا الشكل المخزي ٢ نقطة
, رفعت يدها ببطءٍ لتغطي وجنتها وهي تستدير الى نادر مخفضة رأسها قليلا ٢ نقطة ولدهشتها ٢ نقطة بل لصعقتها ٢ نقطة امتدت ذراع نادر الي ظهرها ليجذبها الى صدره قليلا ٢ نقطة لم تصدق نفسها وهي تميل برأسها لتستند بضعفٍ على كتفه ٢ نقطة
, .دمعت عيناها دون أن تعرف سببا ٢ نقطة هل هو الخجل من منظرها ؟٢ نقطة هل هو الندم لخطتها ؟٢ نقطةأم هو التأثر والشوق لكتفه التي تلقت رأسها دون طلبٍ منها ٢ نقطة
, أيا كان الجواب ، فكل ما تعرفه هو أنها شعرت بكلِ شيءٍ يختفي من حولها ولا يبقى الا هو وهي مستندة اليه فقط ٢ نقطة لكن اللحظات الرائعة رفضت أن تطول حين تكلمت علية مرة اخرى بصوتٍ خافت قليلا
, ( يبدو أن زوجتك متعبة يا نادر ٢ نقطة لما لا تصحبها لشقتك و أنا سأرسل أحدا اليكما بالحقيبتين )
, أومأ نادر برأسه واجما وهو لا يزال يحيط ظهرها بذراعه ضاغطا قليلا عليه ليحثها للتحرك ٢ نقطة رفعت رأسها بعينين كسيرتين مختبئتين بالنظارة السوداء ٢ نقطةلكن الملامح البيضاء الشاحبة الساكنة أخبرته بما تشعر به من رغبةٍ في الهروب ٢ نقطة همست باسم معتز متسائلة ٢ نقطة
, فقال نادر ( لا تقلقي ٢ نقطة اصعدي الآن لترتاحي قليلا بينما هو سيلعب مع علية ٢ نقطة إنها تجيد الإعتناء به )
, أرادت الصراخ بها وقد هب بداخلها الجنون المعتاد ٢ نقطة من تلك التي تجيد الإعتناء بابنها ٢ نقطة هل هي من يترك لها معتز كلما أخذه ؟٢ نقطة وما هي درجة الصلة بينهما ليترك لها ابنه ٢ نقطة اشتعلت النار الحمقاء بداخلها ، تلك النار الجينية المشتركة بينها وبين عاصم والتى جعلته يفعل ما فعل بالأمس ٢ نقطة وهي نفسها التي تهدد بجعلها تتصرف تصرفا أهوجا الآن ، لكن البقية الباقية من سيطرتها الواهية على نفسها جعلتها تبتسم قليلا وهي تومىء برأسها مرغمة ٢ نقطة
, تركته يقودها الى البيت القديم المواجه لهما ٢ نقطة بيت يتحدى معالم الزمن البادية بوضوحٍ عليه ٢ نقطة يكاد أن يكون كل ما به حجريا رخاميا ٢ نقطة بسلالمه الممتدة الى مالانهاية ٢ نقطة فلاوجود للمصاعد هنا بالتأكيد ٢ نقطة أخذت تصعد خلف نادر ٢ نقطة درجاتٍ ٢ نقطة درجات ٢ نقطة وصوتِ رناتِ خلخالها وأسوارها الذهبية يتبعانها ٢ نقطة لكن مع كل طابقٍ تصعده كان صدرها يضيق و تنفسها يزداد صعوبة ٢ نقطة الى أن أمسكت بسور السلم الحديدي تتشبث به غير قادرة على المواصلة وهي تهبط ببطءٍ لتجلس على إحدى الدرجات الرخامية الباردة ٢ نقطةوهي تهمس اسمه بضعف ٢ نقطة مجرد همسة مخنوقة الا أن أذنه الحساسة قد التقطتتها فاستدار لينظر اليها فهاله ما رأى ٢ نقطة حيث تبدو على وشكِ الإغماء جالسة على الدرج متشبثة بالسور الحديدي مستندة برأسها اليه ٢ نقطة بينما جفنيها مضمومينِ بشدةٍ ٢ نقطة
, هتف باسمها وهو يسرع ليهبط الدرجاتِ الفاصلة بينهما حتى وصل اليها وهبط ليجلس القرفصاء أمامها ممسكا بذراعيها وهو يقول بقلق
, ( حور ٢ نقطة ماذا بك ؟٢ نقطةخذي نفسا عميقا و ارجعي رأسك للخلف )
, نفذت حور ما قاله لكن بشرتها لازالت على نفس الشحوب وابيضت شفتيها المرتجفتين الى درجةٍ فظيعة ٢ نقطة فعبس بشدةٍ وهو يضغط أعلى أنفها بين عينيها بإصبعيه السبابة و الإبهام ٢ نقطة مرجعا رأسها الى الخلف ٢ نقطةبعد عدة لحظات همس بقلق
, ( حور ٢ نقطة هل أنتِ أفضل الآن ؟٢ نقطة )
, أومأت حور بعد أن تركها ٢ نقطة فسألها بعد لحظةٍ ( ماذا أصابك ؟٢ نقطة هل شعرتِ بالدوار ؟ متى كانت آخر مرة أكلتِ فيها ؟٢ نقطة)
, سكتت قليلا ثم همست بضعف ( لا تقلق ٢ نقطةأخاف أحيانا من السلالم )
, قضب جبينه وهو يقول بحيرة ( السلالم ؟٢ نقطة اعرف من يخافون المصاعد ، لكن أول مرةٍ أرى من يخشى السلالم ٢ نقطة)
, أخفضت نظرها ٢ نقطةلكم ما يجهله عنها ، ولو كان عرف عنها القليل لكان أدرك بأنها لا تحب الصعود على السلالم في البيوت ٢ نقطة وخاصة القديمة منها ٢ نقطة تشعر بالرغم من طوابقها قليلة العدد الا أنها ممتدة الى مالا نهاية ٢ نقطةوفي نفس الوقت تشعر بأن الجدران القديمة تطبق على أنفاسها ٢ نقطة لتهاجم أذنيها صرخة قديمة تبتعد حتى تتلاشى بالدوار الذي يلفها في لحظتها ٢ نقطة
, لم يلح نادر عليها في السؤال وهو ينظر بعبوس الى شفتيها اللتين تبدوانِ كشفاه الأموات ٢ نقطة ووجهها الذي لازال شاحبا كالقطن الأبيض ٢ نقطة فحزم أمره ورفعها من تحت ذراعيها حتى وقفت على قدميها بصعوبةٍ فترنحت قليلا ٢ نقطة أمسك بها بين ذراعيه لكن دون أن يضمها بينما تاهت هي عطره الأخاذ الذي تسلل عبر شبكات العنكبوت المحيطة بعقلها ٢ نقطة
, ( هل ستستطيعين الصعود أم أحملك ؟٢ نقطة )
, أغمضت عينيها والدوار الذي كانت تشعر به طار بفعل الأدرنالين المندفع في جسدها ٢ نقطة خوفا وتشوقا ٢ نقطة لذا لم تمنح نفسها فرصة الصدق حين همست باعياء
, ( لا أعتقد أنني سأستطيع المتابعة ٢ نقطة)
, أومأ نادر ثم رفعها بين ذراعيه بحركةٍ واحدة ٢ نقطة ليصعد بها درجاتِ الطابقين المتبقيين دون مجهودٍ جسدي يذكر ٢ نقطة لكن المجهود العصبي كان قويا ٢ نقطة ملامحه جامدة بخلاف ما يعتمل في صدره ، فهو يعرف من لونِ شفتيها ووجهها بأنها لم تتظاهر بالاعياء ٢ نقطة لكن تلك النظرات المغوية بفطرتها و المنطلقة كالسهامِ من طرفِ عينيها ٢ نقطة و جسدها الدافىء و الذي يشعر بكلِ جزءٍ منه عبر قماشِ ثوبها الصيفي الخفيف ٢ نقطة كل هذا يستفز بداخله رغباتِ رجلٍ مبتعدٍ عن زوجتهِ لفترةٍ طويلة ٢ نقطة فقط رجلا وزوجة ٢ نقطة لكن وجه حور ليس في الصورةِ أبدا ٢ نقطة وهذا هو الشيء الوحيد الذي يشعره بالذنب تجاهها ٢ نقطة أن حور لا تشغل جزئا ولو يسيرا من عقله ٢ نقطة أو قلبه
, حين وصل أخيرا أمام بابٍ خشبيٍ قديم ذو نافذتين زجاجيتين ٢ نقطةأنزلها على قدميها وظل ممسكا بها للحظة متنهدا براحةٍ بعد أن أوشكت أعصابه على الإحتراق ٢ نقطة
, قال بجفاء ( هل تستطيعين الوقوف حتى أحضر الحقيبتين ؟٢ نقطة)
, همست بأسى وهي تتلمس كتفيه بتضرع ( نعم ٢ نقطة)
, أبعد نادر يديها ببعض الجفاء وهو يعاود النزول ٢ نقطةبينما ارتطمت حور بظهرها على الجدار البارد بعد نزوله مغمضة عينيها ضامة قبضتيها بشدة ٢ نقطة تتنفس بصعوبة ٢ نقطة كل هذا ولم تدخل بيته بعد ، فكيف ستتحمل الأيام المقبلة الى أن يضعف أمامها ٢ نقطة
, حين دخلا معا الى تلك الشقة القديمة ذات السقف العالي ٢ نقطة عالي جدا ليست كالشقق الحديثة ٢ نقطة حتى الأثاث قديم يبدو وكأنه مقتبسا عن فيلم أبيض وأسود قديم ٢ نقطة والنافذة يظهر منها البحر و المراكب ٢ نقطة لم تعرف إن كان أعجبها أم لا ٢ نقطة لكن لا مجال للتراجع الآن ، فهو ترك شقتهما ليمكث هنا بقرب مرضاه من هذا الحي المتواضع ، لذا من الحماقة أن تتذمر في هذه المرحلة بعد أن وصلت اليها ٢ نقطةلذا فليكن تواجدها معه هنا مؤقتا ، الى أن يصبح أسيرا بحبها ٢ نقطةيتمنى رضاها ، وقتها سيتبعها هو لآخر العالم ٢ نقطة
, خطت بتردد وهي تتطلع الى المكان من حولها ٢ نقطة ولحقها نادر واضعا الحقيبتين أرضا ، فالتفتت اليه ٢ نقطة وقفا أمام بعضهما صامتين ينظرانِ منتظرانِ أن يبدأ أيا منهما الكلام ٢ نقطة الى أن قال نادر أخيرا بنفس صوته الذي لا تعبير له سوى الجمود
, ( استلقي على الفراش قليلا ٢ نقطة فلازلتِ شاحبة )
, عاد ليقفز قلبها بين أضلعها لكنها أومأت بوداعة متجهة الى غرفة النوم الظاهرة من الباب المفتوح ٢ نقطة ذلك الفراش ، يذكرها بفراش والديها الضخم الموجود في بيتهم القديم ٢ نقطة وللحظة أحبت بصدق الإستلقاء فيه ٢ نقطة
, وما أن استلقت عليه حتى أغمضت عينيها مبتسمة قليلا ٢ نقطة ما أشد تعبها ، بالفعل تحتاج الى راحة ٢ نقطة تشعر بأنها مهزومة منكسرة ، بالرغم من تصميمها الغير قابل للتراجع ٢ نقطة بعض الراحة ستعالج الأمر ٢ نقطة
, غفت في لحظةٍ خاطفة لولا أن أتاها صوت نادر من باب الغرفة يقول (اجلسي قليلا ٢ نقطة)
, شهقت بصوتٍ منخفض وهي تفتح عينيها ٢ نقطة فقال نادر بصوتٍ به لمحة رقة صدرت دون إرادة عنه ( هل غفوتِ ؟٢ نقطة)
, استوت جالسة دون أن تهتم متعمدة بتعديل ثوبها الذي انحسر عن ساقيها الناعمتين البيضاوين ٢ نقطةابتسمت وبداخلها طوفان من الانتصار وهي تلمح عيناه تجريانِ على ساقيها في لمحةٍ خاطفة ٢ نقطة ها هو ضعف رجولته يتحدث عن نفسه ٢ نقطة
, اقترب منها ولاحظت أنه يحمل طبقا يحتوي على منشفة صغيرة وقطعا من الثلج ٢ نقطة جلس بجوارها على حافة الفراش وفتح المنشفة ليضع عليها قطع الثلج ثم أغلقها من جديد ٢ نقطة ليرفعها الى وجهها المكدوم ٢ نقطة
, لا تعرف لماذا شعرت بوجعٍ في قلبها المصدوم من تصرفه ذاك وهو يدلك كدماتها بالمنشفة ٢ نقطة لم يكن ينظر الى عينيها ، فقط ينظر الى ما يفعل وعبوسه يزداد لحظة بعد أخرى ٢ نقطة
, بعد أن أنهى وجهها ومر على ذراعها ذو العلامات الزرقاء ثم قال لها
, ( هل هناك المزيد ؟٢ نقطةفي جسدك )
, قال الكلمة الأخيرة بصوتٍ أخفت درجة واحدة فقط الا أنها قد لاحظتها ٢ نقطة فمالت شفتيها ابتسامة حالمة وهي تتطلع لعينيه ناسية العالم بأكمله ٢ نقطة
, نظر لإبتسامتها بغضبٍ وقال (مالذي يدعو للابتسام حين اسألك عن إصاباتك ؟٢ نقطة ما تلك الأسرة الغريبة ؟٢ نقطة )
, أخفضت عينيها على الفور خوفا من افتضاح ما بداخلها وهمست بضعف
, (لا ٢ نقطة لا يوجد المزيد فقط وجهي ٢ نقطة عاصم ليس بمثل ٢ نقطة هذه القسوة عادة )
, صرخ نادر غير قادرا على السيطرة على انفعاله وهو يمسك بذقنها بقوة ( ليس بمثل هذه القسوة ؟٢ نقطة انظري الى وجهك . كيف مكنته نفسه من ضربك بهذا الشكل اللا انساني ٢ نقطة أخبريني دون مقدمات هل فعلها سابقا ؟٢ نقطة )
, أطرقت برأسها تفكر ٢ نقطةهل تكذب ؟٢ نقطة كم ترغب في استدرار عطفه ٢ نقطة لطالما تجاذبت هي وعاصم حتى أنه ثنى ذراعها عدة مرات وجذبها من شعرها كعادة الأشقاء دائما ٢ نقطة فالأشقاء الذكور غاية السخافة و الغلظة عادة ، فهل تومىء برأسها ؟٢ نقطة فقط ايمائة تجعله يثق في قراره بأن يستعيدها اليه ليحميها من البيئة القاسية التي تحياها ؟٢ نقطةاليست في حرب ؟٢ نقطة وفي الحرب كل الوسائل متاحة ٢ نقطة
, لكنها لم تطل التفكير حين اعتبر نادر صمتها موافقة على كلامه فاستشاط غضبا وهو يقول دون تفكير
, ( لولا كدماتك التى أراها الآن و تأكدي من أن عاصم هو من فعلها لقلت أنكِ قد خدعتني للمرة الثانية بمنتهى الحقارة ٢ نقطة )
, اتسعت عينا حور من هجومه الغير مباشر و عودته للماضي الذي قد يخرب كل خطتها الآن ٢ نقطة بينما تابع نادر بوحشية مواجها عينيها المهتزتين
, ( أذكر جيدا خداعك السابق حين اتصلت بي صديقتك التافهة الأخرى ٢ نقطة باكية وهي تخبرني بصوتٍ يمزق نياط القلب بأن عاصم يحتجزك ٢ نقطة اعتدى عليكِ بالضرب أكثر من مرة ٢ نقطة الى أن يزوجك من رجل أعمال متقدم في السن من عملائه ٢ نقطة )
, أخفضت حور رأسها خزيا من تلك البقعة السوداء في تاريخهما معا ٢ نقطة و عادت بها الذكرى الى الفترة التي تلت رؤيتها له في زفاف صديقتها و التي تجلت فيه بذلك العرض الفاضح من أجل عيون ذلك الغريب الذي يقف مراقبا دون تعبير ٢ نقطةلعلها تحظى بنظرة اعجاب لكن دون جدوى ٢ نقطة
, و بالرغم من أنها لم تقوم بهذا التصرف العلني من قبل ، لكن حين تصل حور لدرجة الاحتراق رغبة في شيء ٢ نقطة تتوه منها كل الأصول و القوانين و تصبح كفرسةٍ جامحةٍ غير مروضة .
, بعدها راهنت نفسها و رنيم أن هذا الشخص لن يكون الا لها ٢ نقطة حتى ولو رغما عنه ٢ نقطة تعقبته في كل مكان ٢ نقطة عرفت حياته و عمله وبيته ٢ نقطةتعرفت اليه في أحد الأماكن العامة و عرفته اليها ٢ نقطة فما كان منه الا أن أومأ برأسه دون ترحيبٍ حقيقي ٢ نقطة
, من بعدها كانت حياتها شديدة الإجهاد وهي تحاول التوفيق بين معارفٍ وصدفٍ لتجمعهما ٢ نقطةمواقف عديدة ٢ نقطةينصرف فيها البعض ليبقيا بمفردهما ٢ نقطة ويبقى هو صامتا غير مرحبا كعادته ٢ نقطة تجتذبه برموشها المسبلة أكثر من كلماتها ٢ نقطة تستخلص كل سحرها بمنتهى الصبر وإن كان رجلا غيره في مكانه لكان سقط صريعا لسحرها منذ فترةٍ بعيدة ٢ نقطة
, وحين فشل اغراؤها ٢ نقطة لجأت الى الحديث عن نفسها ، قصص تلت قصص عن حياةٍ وهميةٍ صعبة بالرغم من ترفها ٢ نقطة حينها لدهشتها بدأ نادر في التجاوب معها على مضض ٢ نقطة كان يسدي اليها النصح بصبرٍ يتزايد كل مرة ٢ نقطة
, حتى أصبح مهتما بحق أن يخرجها من حالة الضياع التي تكرهها و لا تعرف سبيلا للخروج منها ٢ نقطة صحيح أنه لم يظهر لها أي مشاعر عاطفية خاصة ٢ نقطة لكنها شعرت بداخلها أنه أحب هذا الدور ٢ نقطة من نظرة عينيه ٢ نقطة
, لذا منحته الرضا وهي تلتزم تدريجيا بنصائحه ٢ نقطة كل هذا وفق خطة مدروسةٍ في رأسها ٢ نقطة
, كانت ترى نظرة سعادة صافية حقيقية وهو يرى كل تقدم ولو معنويا أو بسيطا قامت به ٢ نقطة وكأنه يرعى أحد الحيوانات الضالة الشريدة .
, بينها وبين نفسها شعرت مع مرور الأيام بإحساسٍ جارف من الحنان تجاهه ٢ نقطة فبالرغم من صلابته وقوة شخصيته الا أنه انساق تماما بمنتهى الطيبة وهو يحاول مساعدة تلك الأنثى الضائعة في الحياة ٢ نقطة
, حتى ولو كان كل هذا عبارة عن دورٍ مسرحيٍ رسمته من البداية للنهاية .
, وقتها عرفت أنه لم يكن مجرد بريقا ذلك الذي جذبها اليه ٢ نقطة بل هو ما يسمى بالحب ٢ نقطة وهو ما لم تعرفه أبدا من قبله ٢ نقطة
, لكن بمرور الوقت ،وحين أتعبتها الصداقة البريئة قررت البدء في مخططها٢ نقطة فحانت لحظة الصفر ٢ نقطة ليأتي يوما كانت تجلس معه في أحد الأماكن العامة بعد أن اتفقا على المقابلة ككلِ مرة ٢ نقطة وأمرت رنيم أن تتصل بعاصم في شيٍ ما و تزل بلسانها أمامه عن وجود حور برفقة رجلا ما اعتادت على مقابلته ٢ نقطة
, قد تكون المقابلة و الصداقة بين شابٍ وفتاة أمرا عاديا في الأوساط المنفتحة ٢ نقطة أما عند أصحاب الأصول الشعبية فالأمر يختلف و خاصة عاصم ٢ نقطة لذا لم تكد تمر دقائق حتى وجدت عاصم يدخل المكان و نظرات عينيه شديدة الإجرام كالثورِ الهائج ٢ نقطة
, لكنه لم يفتعل الفضائح فقط نظر اليهما و تجاهل كف نادر الممدودة ليقول بمنتهى الهدوء الخطير ذو الهمس الشرس
, (اتبعيني دون كلمة واحدة ٢ نقطة وأنت أحمد ربك أنك في مكانٍ عام و الا لكان لي تصرفا آخر معك ٢ نقطة لكن حسابك معي سيكون عسيرا )
, و بعدها تلت فترة الانقطاع المدروسة و التي امتنعت حور فيها عن الاتصال بأيا من أصدقائها حتى لا يستطيع نادر الوصول لها و الإطمئنان عليها ٢ نقطة
, و بالفعل كان عاصم قد منعها من الخروج و احتجزها في البيت و سحب منها هاتفها٢ نقطة لم تكذب في ذلك ٢ نقطة
, لكنه لم يضربها حقا ٢ نقطة لمعرفتة بأن هذه الأمور خطيرة ٢ نقطة وشخصية كحور قد تلجأ لتصرفٍ متهور بعد الضغط عليها أكثر من اللازم ٢ نقطة
, بالإضافة الى أن الحاج اسماعيل كان على قيد الحياة فعمل عاصم كل ما في وسعه حتى يتكتم الأمر عنه ٢ نقطة لذا لم يلجأ الى الفضائح و بقى منتظرا عدة أيام لعل هذا الرجل يدخل البيت من بابه و يتقدم لخطبة حور قبل أن يتصرف معه شخصيا ٢ نقطة
, أعادت حور نفسها من تلك الذكريات المخزية ٢ نقطة فمدت يدها برقةٍ تلمس يده وهي تهمس بإستجداءٍ متألم
, ( كنت صديقي يوما ٢ نقطة اتذكر ذلك ؟؟ )
, أطبقت كفه على يدها بقسوةٍ وهو يقول بقوةٍ غاضبة مقتربا بوجهه من وجهها
, ( كانت صداقة مبنية كلها على أوهام ٢ نقطة أي صداقةٍ تلك ؟٢ نقطة يصعب علي قول ذلك لكنني سأقوله ٢ نقطة سيدتي أنتِ تستطيعين سحق كبرياء رجل بمنتهى البساطة ودون أن تطرف عينك )
, ثم قذف يدها بخشونةٍ بالرغم من أنه لا يريد أن يؤلمها الآن بعد الذي تعرضت له على يد عاصم
, همست حور بما يشبه الهوس وعيناها تعرفانِ طعم الدموع الحبيسة بصدقٍ هذه المرة
, ( سامحني ٢ نقطة سامحني أرجوك ٢ نقطة لم أفعل ما فعلته الا حبا لك ٢ نقطة عشقا فيك )
, التفت اليها بسرعةٍ وغضب ممسكا بذراعيها وهو يقول
, ( هل من المفترض أن يحسن ذلك صورتي التي هززتها في نظري ٢ نقطة كل يومٍ أنظر الى ذلك الرجل الذي سقط بمنتهى الغباء في فخك )
, فتحت شفتيها لتجيب بعجز ٢ نقطة لكنها عادت وأغلقتهما أمام القسوة البادية على ملامحه فأخفضت نظراتها ٢ نقطة حينها قال نادر بصوتٍ لا تعبير له
, ( حاولي النوم قليلا ٢ نقطة ولا تقلقي على معتز أعتقد أنه سيلعب مع علية لبعض الوقت ٢ نقطة لذا بإمكانك الراحة )
, ثم تركها ليتجه الى النافذة مغلقا اياها لتغرق الغرفة في الظلام الجزئي ٢ نقطة بينما اتجهت حور بقلبٍ مهموم الى الفراش وهي غير قادرة على مقاومته ٢ نقطة فالتعب قد أخذ منها مأخذه خلال اليومين الماضيين ٢ نقطة وفكرة أنها تنام على فراش نادر جذبت النوم سريعا الى عينيها المتعبتين ٢ نقطة وآخر ما فكرت به قبل الاستسلام للسلطان النوم ٢ نقطة هما اسمان ظلا يطوفانِ في ذهنها المرهق ٢ نقطة نادر ٢ نقطة و علية ٢ نقطة
, بعد أن غفت في لحظةٍ واحدة ٢ نقطة استسلم نادر لضعفه وترك مقاومته القاسية ٢ نقطة فسمح لعينيه بالتحرك عليها جيئة وذهابا على ذلك الجسد الغض الذي ذاب بين ذرعيه مراتٍ قليلةٍ كالعسل الدافىء ٢ نقطة
, جميلة ولا ينكر ٢ نقطةوكيف سينكر ٢ نقطة وجمالها ليس فقط جسديا بل لها سحر البحر ٢ نقطة ذلك السحر القديم الذي يسبغه على فتياته ٢ نقطة حتى أنه يكاد يشعر بها هاربة من لوحةٍ قديمة كان قد رآها من قبل ٢ نقطة يكاد يتخيلها بالملائة السوداء و اليشمك الذي يظهر عينيها الكحيلتين
, ٢ نقطة تلك العينين اللتين تظهرانِ أعماقها المخادعة ٢ نقطة لم يرى من هي أكثر لوعا وخداعا منها من قبل ٢ نقطة لذا لم تستطع أبدا أن تحتل قلبه رغم كل محاولاتها ٢ نقطة لم تنجح سوى في اجتذاب رجولته الى فخ سحرها ٢ نقطة وكم كان فخا واهيا انقضى بسرعةٍ ليبقى لوعها حاجزا بينهما لا يستطيع تجاوزه ٢ نقطة لا يستطيع الراحة معها و السكينة اليها ، دائما يحيا على نارٍ حتى كادت أعصابه أن تحترق ٢ نقطة
, الى أن سلم في موقفٍ قاطع بأنه وحور لا حياة بينهما ٢ نقطة وذلك هو الأفضل لهما معا ٢ نقطة
, تنهد بحنقٍ ونفاذ صبر مبعدا عينيه بصعوبةٍ عن جسدها واتجه اليها ليلقي الغطاء الخفيف عليها باعثا نسمةٍ خفيفة طيرت خصلة ناعمةٍ لتستقر فوق عينيها ٢ نقطة ظل ينظر معجبا بتلك الخصلة الى أن انحنى مبعدا إياها بنعومة ٢ نقطة
, ثم استقام وهو يهمس لنفسه ٢ نقطة فلتخرج من هنا حالا يا نادر والا علقت في شباكها وللأبد هذه المرة ٢ نقطة
, قبل عدة أيام ٢ نقطة
, تنهدت وهي تضرب عجلة القيادة بنفاذ صبر ٢ نقطة الطريق مزدحما للغاية ٢ نقطة الى اين يتجه الجميع في مثل هذا الوقت ٢ نقطةهي لديها مقابلة عمل ، بعد مواعيد بدء العمل بقليل ٢ نقطة فأين يذهب الجميع ؟٢ نقطة سيكون رائعا أن تتجه الى مقابلة العمل متأخرة ٢ نقطة
, ما أن خف الزحام قليلا و تحركت السيارات حتى تنفست الصعداء و انطلقت بسيارتها دون أن تلمح السيارة أمامها والتي هدأت من سرعتها تفاديا لصبيٍ يعبر الطريق ٢ نقطة لذا لم تتمكن رنيم من السيطرة على المكابح في اللحظة الأخيرة فارتطمت سيارتها بقوةٍ بظهرِ السيارة التي تتقدمها ٢ نقطة فارتطم رأسها هو الآخر بعجلة القيادة بقوة ٢ نقطة ثم توقفت السيارة
, توقف الطريق تماما وتعالت الأبواقِ المحتجة ٢ نقطةارتاعت رنيم و توقف قلبها وهي تهمس برعب ٢ نقطةلا ٢ نقطة لا ٢ نقطة ليس الآن ٢ نقطة
, فقد رأت قائد السيارة أمامها يترجل من سيارته ٢ نقطة يالهي سيصب جام غضبه عليها ٢ نقطة ماذا تفعل الآن ، ربما لن ينتهى الأمر الا في قسم الشرطة ٢ نقطة وستضيع فرصة العمل الوحيدة التي كانت تعقد عليها الآمال ٢ نقطة
, لم تجد بدا من النزول اليه و أعصابها على وشكِ الانهيار ٢ نقطةلتجد شابا جذابا يبدو في منتصف الثلاثينات يقترب منها بملامحٍ قاسيةٍ كالحجر ٢ نقطة حاولت الكلام عبثا وهي تتطلع الى الضرار التي سببتها الى سيارته لكنها لم تستطع النطق ٢ نقطةالآن سينفجر بها٢ نقطة فلتتحمل انفجاره بكل هدوء ثم تعرض عليه التكفل بكل الأضرار التي الحقتها بسيارته ٢ نقطة
, ( هل أنتِ بخير ؟٢ نقطة)
, رفعت نظرها اليه مدهوشة من السؤال الأول فقد كانت تتوقع الأسوأ ٢ نقطة لذا لم تترك الفرصة فقالت بسرعة
, ( لقد كان خطئي بالكامل ٢ نقطة وأنا سأتكفل بكل تكاليف التصليح ، إن أردت أن تأخذ رقمي لتتأكد من ٢ نقطة)
, قاطعها بجمود ( هل تعرضين رقم هاتفك على الغرباء هكذا بمنتهى السهولة ِ عادة ؟٢ نقطة)
, ذهلت من تلك الجرأة و الوقاحة التي تحدث بها هذا الأحمق للتو ٢ نقطة حتى أنها ظلت للحظات تنظر اليه فاغرة شفتيها غير مصدقة الى أن تمكنت من القول أخيرا بغضب
, ( كيف تجرؤ ؟٢ نقطة)
, لم يجبها ولم يهتز لغضبها بل انشغل بالنظر الى الاحمرار الذي يعلو جبهتها ثم قال بهدوء
, ؛( هناك كدمة على جبهتك ستتحول الى اللون الازرق قريبا ٢ نقطةهل تشعرين بدوار أو ما شبه ؟٢ نقطة)
, لم تتنازل للرد على شهامته المفتعلة فلا وقت لديها ٢ نقطة لذا قالت بمنتهى العنجهية
, ( هل تخبرني بالمبلغ الذي تريده لننهي هذا الأمر ٢ نقطة فلا وقت لدي ٢ نقطة )
, للحظةٍ مجنونة رغب في أن يصفعها ٢ نقطة متناسيا كلِ أصول التحضر ٢ نقطةيعرف مثيلاتها من فارغات العقول ٢ نقطة بتلك السيارة الفارهة التي لم تتعب يوما في كسب قرشا واحدا من ثمنها ٢ نقطة
, وملابسها الغريبة ٢ نقطة من بنطالٍ جينز أسود ضيق لا يترك شيئا للمخيلة يدخل في حذاءٍ عالي الساقين الى أعلى من ركبتيها أسود جلدي ذو كعبين عاليين ٢ نقطة جدا ٢ نقطة بالنسبةِ لهذا الوقت من النهار ٢ نقطة لتكمل الصورة بسترةٍ غريبةٍ من الجينز يصل طولها ٢ نقطةالي تحت صدرها ٢ نقطة فقط ٢ علامة التعجب٢ نقطة تحتها قميصٍ قطنيٍ أبيض تحدث بمنتهى البلاغة عما يخفيه ٢ نقطة
, الوقحة ٢ نقطةلم تقل تكاليف الارتطام ، بل ببساطة ما يريده ليتركها ترحل ٢ نقطة ولولا أنه كان متأخرا عن موعده وهو يقدس احترام المواعيد عادة لكان علمها الأدب ٢ نقطةلذا لم يفعل سوى أن نظر اليها بازدراء قائلا
, ( فلتحتفظي بمالك ٢ نقطة لكن حاولى تعلم القيادة فربما تدقين عنق أحدهم يوما ٢ نقطة وقتها لن يكفي مال والدك كله ليصلح خطؤك )
, ثم دون كلمة أخرى استدار الى سيارته يركبها صافقا الباب لينطلق تاركا إياها للأبواقِ نافذة الصبر ٢ نقطة بينما هي تتطلع في أثره شاعرة بالغضب الأحمق ٢ نقطة من شدة خجلها ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, كان عاصم جالسا أمام حماه المستقبلي في مكتبه الفخم ٢ نقطة ينفث من دخان سيكاره ، يبدو عليه عدم الرضا مما سمعه للتو ٢ نقطة يعلم عاصم جيدا تلك النظرة ، والتي تعني أن أحدهم أصبح مهددا من قبل حماه ٢ نقطةعثمان الراجي ٢ نقطة
, وذلك لم يعجب عاصم ، فقد علم تحديدا من هو المهدد هنا ٢ نقطة حيث ظهرت أمام عينيه صورة لعيني قطةٍ كبيرتين تتحديانه ببراءة و شجاعة ٢ نقطة ومهما كان غضبه منها فإنه لن يسمح أبدا أن تدخل الحرب الضروس في مواجه الطوفان المتجه اليها ٢ نقطة
, نظر اليه عثمان الراجي بصلابة ثم قال بهدوءٍ خطير
, ( لقد فعلت ما عليك يا عاصم ٢ نقطة فاترك لنا الباقي )
, ها قد سمع ما لم يرد سماعه ٢ نقطة حينها مال في مقعده الى الأمام مستندا بمرفقيه الى ركبتيه ليرسل نظره بمنتهى القوة الى عثمان الراجي قائلا بلهجة هادئة توازي لهجة حماه خطرا
, (اعذرني سيد عثمان ٢ نقطة الموضوع يخصني ٢ نقطة وأنا وحدي من سأتعامل فيه ٢ نقطة بطريقتي التي لن أقبل بغيرها )
, للحظةٍ تواجهت القوتان ٢ نقطة تتحدى كلا منهما الأخرى في مفترقٍ للنظريات ٢ نقطة ليرى كلا منهما من سيخضع للآخر ، فقال عثمان الراجي ( لم أرى نتيجة لطريقتك الخاصة حتى الآن ٢ نقطة لذا أرى أن نسلك طريقا آخر )
, لم يرمش عاصم بعينه بل ظل محدقا في عيني حماه بصلابةٍ ليقول
, ( دون أية مقدمات يا سيد عثمان ٢ نقطةأخبرتك من قبل أن هناك شعرة تفصلني عن طريقٍ لا أسلكه أبدا ٢ نقطة )
, ابتسم عثمان الراجي قليلا وهو يننفث دخان سيكاره بهدوءٍ ظاهر ٢ نقطة ثم قال بعد لحظة صمت
, ( ولهذا أخبرتك بأن مهمتك قد انتهت ٢ نقطة فلتترك لنا الطريق من هذه النقطة )
, أرجع عاصم ظهره الى الوراء ليقول بقوةٍ غير متنازل عن هدوؤه
, ( الأمر يخصني ولن أقبل بأيٍ من تلك الوسائل ٢ نقطة الأمر غير قابل للنقاش بالنسبةِ لي ٢ نقطة سأنهيه وثق في كلمة عاصم رشوان )
, ثم قام من مقعده مستأذنا ليخرج ٢ نقطة لكن عند الباب وصله صوت عثمان الراجي قائلا بخطورة
, ( عاصم ٢ نقطة لا أريد أن أذكرك من ينتظر تلك الأرض ٢ نقطة )
, لم يجب عاصم ٢ نقطة بل أومأ برأسه مودعا ليغادر ٢ نقطة متجها للحمقاء التي تتلاعب في عدادِ عمرها ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, ظلت رنيم جالسة في مكانها تفرك يديها بقلق ٢ نقطة لقد تأخرت بالطبع على موعد مقابلة العمل ٢ نقطةو تلك كانت فرصتها الأخيرة في الحصول على عملٍ ٢ نقطة فهي وصلت الى سن السادسة والعشرين دون أن تعمل أي أنها لا تملك أية خبرة بعد تخرجها منذ ست سنوات من كلية الهندسة ٢ نقطةوذلك بسبب الظروف التي ألمت بها في تلك السنوات ٢ نقطةلكن الآن تشعر بأن العمل هو حلها الوحيد في ما تعانيه حاليا٢ نقطةلكن بالطبع مع كل تلك السنوات الضائعة بلا خبرةٍ في حقل الهندسة المعمارية ٢ نقطة كان الأمر ضربا من المستحيل
, لذا كان الحل الوحيد لتعمل الآن هو أن تحصل على توصية ٢ نقطة وكان الأمر ليكون سهلا للغاية بتوصيةٍ من والدها ٢ نقطة الا أن والدها رفض ٢ نقطة فهو ذو مبادىءٍ عفا عليها الزمن ٢ نقطةإن أرادت العمل فلتحصل على فرصةٍ بمنتهى النزاهة مثل أقرانها ٢ نقطة
, لذا لم تجد بدا من الحصول على توصيةٍ من عاصم رشوان بناءا على الحاحِ حور ودون علم والدها ٢ نقطةوها هي تفشل حتى قبل أن تدخل الى مقابلة العمل ٢ نقطة
, أخبرتها السكرتيرة بأنها ستبلغ المهندس الذي كان في انتظارها ٢ نقطة أخذت تدعو **** أن يوافق على مقابلتها ٢ نقطة
, لحظاتٍ وخرجت السكرتيرة مبتسمة وهي تنظر اليها لتخبرها بأنه في انتظارها ٢ نقطة تنفست رنيم الصعداء ونهضت لتدخل المكتب المقابل مبتسمة ابتسامتها الدبلوماسية التى ورثتها عن والدها للظروف الصعبة ٢ نقطة
, لكن ما أن دخلت حتى غابت الإبتسامة عن شفتيها حين وجدت أن الشخص الذي نهض عن مكتبه ليصفاحها هو نفسه الذي ضربت سيارته منذ ساعة و الذي عرضت عليه بمنتهى الصفاقة المبلغ الذي يريده ليدعها ترحل ٢ نقطة لقد فشل الأمر قبل أن يبدأ ٢ نقطة
, بهت هو الآخر حين رآها ٢ نقطة وظل صامتا تتلاعب ابتسامة تسليةٍ متحديةٍ على شفتيه منتظرا أن تبدأ الكلام ٢ نقطة فقالت بخفوتٍ يائس دون أن تظهر بؤسها
, (هل أرحل و اعتبر الأمر مفروغا منه ؟٢ نقطة)
, لم يتكلم لعدة لحظات ٢ نقطة ثم مد يده ليقول بهدوء ( المهندس عمر توفيق و الذي سيجري معك المقابلة يا آنسة رنيم ٢ نقطة )
, اقتربت منه ببطءٍوهي تخشى أن يفترسها بين لحظةٍ و أخرى ٢ نقطة ثم رفعت يدها لتمسك بيده الممتدة ٢ نقطة تحاول الابتسام ، بينما نظرته تخبرها بأنها قد أتته بقدميها ٢ نقطة أخذت نفسا عميقا وهي تدعو **** أن يكون معها ٢ نقطة لكن هل ينفع الدعاء وهي آتية ٍ بتوصية ؟؟٢ نقطةالن يكون هذا منتهى النفاق ؟٢ نقطة و بالتأكيد هو يعرف الآن أنها الفتاة صاحبة توصية عاصم رشوان ٢ نقطة يالهي الأمر يزداد سوءا ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة
, كانت خارجة من المحكمة تحمل معها ملفاتٍ عتيقة استطاعت الحصول عليها أخيرا من الأرشيف ٢ نقطة قضايا تبلغ من العمر ما يفوق عمرها هي شخصيا و تلك هي القضايا الوحيدة التي تحصل عليها و بالرغم من ذلك فهي سعيدة بعملها لا تبتغي غيره ٢ نقطة
, فالمحكمة القديمة العريقة تذكرها بصوتِ والدها الجهور الذي كان يرجرج جنباتها ٢ نقطة أثناء خروجها الى موقف السيارات سمعت رنين هاتفها فالتقطته بصعوبةٍ وهي تحاول وزن ما تحمله من تلك الملفات القديمة ٢ نقطة ردت بهدوء على الرقم الغريب
, ( السلام عليكم ؟٢ نقطة)
, وصلها صوت عميق أرسل رعشة الغضب الى أوصالها
, ( وعليكم السلام ورحمة **** وبركاته ٢ نقطة صبا )
, اشتعلت غضبا و هي تسمع تلك النبرة المتسلية التى تعرفت عليها جيدا ٢ نقطة فقالت بصرامة
, ( كيف حصلت على رقم هاتفي ؟٢ نقطة)
, سمعت ضحكة خفيفة ثم صوته متشدقا ( ها أنتِ تقللين من قدراتي مرة أخرى ٢ نقطة)
, لم تستطع السيطرة على غضبها هذه المرة و عوضا عن أن تغلق الهاتف بعد السلام بمنتهى الهدوء ٢ نقطة صرخت بغضب
, ( لا تهمني قدراتك مثقال ذرة ٢ نقطة لما لا تستطيع أن تتقبل الرفض ببساطة ٢ نقطة )
, سمعت صوته مرة أخرى يقول مستفزا ( لم أقل شيئا بعد يا صبا فلماذا تستبقين الأحداث ٢ نقطة)
, زفرت بغضب ٢ نقطة السمج ٢ نقطة اللزج ٢ نقطة مجنون السيطرة ٢ نقطة لكنها استطاعت أخيرا أن تقول بهدوء بعد أن أخذت نفسا عميقا
, ( سيد عاصم سأغلق الخط ٢ نقطة ومن فضلك لا تتكلم على هذا الرقم مرة أخرى )
, وصلها صوته سريعا قبل أن تغلق الخط وهو يقول ٢ نقطة( انتظري قليلا فقد تحتاجين مساعدة فيما تحملينه ٢ نقطة)
, اتسعت عيناها للحظة بذهول ثم رفعت رأسها تلتفت حولها في كل اتجاه ٢ نقطة الى أن أبصرته ٢ نقطة هناك ٢ نقطة واقفا مستندا على سيارته السوداء الضخمة ٢ نقطة مشبكا ساقيه واضعا يده في جيب بنطاله ٢ نقطة بينما الأخرى ممسكة بالهاتف الى أذنه
, نفس النظارة السوداء التي تخفي عينيه ٢ نقطة بينما الابتسامة المستفزة ظاهرة على شفتيه ٢ نقطةأخرج يده من جيبه ليلوح لها دون أن يتزحزح من مكانه ٢ نقطة
, حينها لم تستطع سوى أن تغلق الهاتف وتضعه في حقيبتها بهدوء وهي توازن ما تحمله ثم دون اي تردد اتجهت ناحيته بمنتهى العنفوان و الثقة ٢ نقطة
, وكان هو ينظر اليها قادمة نحوه ٢ نقطة هيفاء كمهرٍ جامح ٢ نقطة مشيتها تقطع الأرض إباءا ٢ نقطة ما أجملها ٢ نقطة حتى هذه اللحظة لا يعرف ما الذي أتى به الى هنا تحديدا و بنفسه ، ليس هذا اسلوب عمله ٢ نقطة فهو لا يتعامل بنفسه الا في الضروريات ٢ نقطة ومنذ أن رآها حدد عقله أنها تصنف تحت مسمى الضروريات ٢ نقطة خاصة حين سمع التهديد المبطن لعثمان الراجي
, لافتة مضيئة أنارت بداخله ٢ نقطة كتب عليها ٢ نقطة ممنوع أذيتها فهي تحت حماية عاصم رشوان ٢ نقطة
, وصلت اليه في تلك اللحظة وعيناها الذهبيتانِ تلمعانِ بشرارات الغضب و الانفعال ٢ نقطة ودون مقدمات قالتِ بصوتٍ مهدد
, ( هل تراقبني ؟٢ نقطة أستطيع أن أحصل على أمر لتوقيفك بسبب الإزعاج )
, اتسعت ابتسامته اكثر ٢ نقطة كم تبدو شهية ٢ نقطة ولذيذة الى حدٍ لا يصدق ، أخفض نظره قليلا وهو يقوام اغراء تأملها ٢ نقطة لذا قال بهدوء ٍ ليلهي نفسه عن النظر الى ملامحها الجميلة
, ( لكم أود رؤية هذا الأمر ٢ نقطة وهنا في مدينتي ؟٢ نقطة سيكون شيئا جديدا يبدد الملل )
, نظرت اليه صبا قليلا دون أن تحيد عن عيناه اللتانِ تحاولانِ جاهدتان الا تطيلان النظر اليها ٢ نقطة ثم همست باستفسار
, ؛( مدينتك ؟٢ نقطة هل تقصد ما فهمته أم أنني أتوهم فقط ؟٢ نقطة)
, بنفس الابتسامةِ قال ( قصدت تماما ما فهمته ؟؟٢ نقطة اسم رشوان تقريبا يعلو نصف أراضي المدينة ٢ نقطة)
, زمت شفتيها و صدرها يعلو ويهبط انفعالا ثم قالت ( وهل تظن أن هذا يجعلك فوق القانون ؟٢ نقطة)
, اتسعت عيناه قليلا وهو يدعى الدهشة ثم قال متسليا ( من قال هذا ؟٢ نقطة لم أكن يوما فوق القانون يا أستاذة فلتسألي عن عاصم رشوان ٢ نقطةلتعرفي جيدا سمعته التي لا غبار عليها )
, قالت بصلابةٍ وتحدي ( أعرف تماما سمعتك يا سيد عاصم ٢ نقطة أنت لست فوق القانون ،أنتم فقط تدورون من حوله أنت ومن معك ٢ نقطة)
, اختفت التسلية من ملامحه ٢ نقطة واشتد ضغط شفتيه واستطاعت رؤية عينيه بالرغم من العدستين السوداوين ٢ نقطة
, وعرفت حين تطلعت اليه أنه يحاول احكام السيطرة على انفعالاته ٢ نقطة تماما كما تصورته ٢ نقطة شخصا لا يستطيع التحكم بلحظة غضبه بالرغم من كل تظاهره بالعكس ٢ نقطة فقدانه السلطة على من أمامه يفقده السيطرة على نفسه .
, لم تشعر به مصدر تهديدٍ لها أبدا بل على العكس ، تحب أن ترى اقصى ما يستطيع مثله فعله بالرغم من تهديدها له الا أن فضولا من نبع شخصيتها يحثها لتتمهل وترى ما يظن أنه يستطيع فعله ٢ نقطة لتريه وقتها مقداره الحقيقي ٢ نقطة
, استطاع عاصم النطق أخيرا وهو يقول بجدية ؛( لما لا نجلس في مكانٍ ما لنتحدث ٢ نقطة)
, نظرت اليه بدهشةٍ وهمست رغم غضبها الشديد من اقتراحه الوقح
, ( نجلس في مكانٍ ما ؟؟٢ نقطة كيف تجرؤ ؟٢ نقطةاعتقد أن تلك السبحة في يدك تستخدمها للعد و الحساب ليس أكثر )
, ها قد ظهر الغضب الأهوج في عينيه كما توقعت تماما ٢ نقطة ونهض من استناده ليطل عليها كماردٍ عيناه تشعانِ شررا أسودا ٢ نقطة ليقول بتصلب
, ( لقد تجاوزتِ حدودك ٢ نقطة وأنا حتى هذه اللحظة أحاول أن أكون مهذبا لمصلحتك ٢ نقطة تعقلي و تعالي معي فهناك ما أريد أن أحادثك بشأنه ٢ نقطة)
, ردت بصوتٍ صارمٍ لا يتناسب مع نعومة ملامحها
, ( ابتعد عني يا ٢ نقطةسيد عاصم ،أنا أحذرك من التعرض لي مرة أخرى ٢ نقطة هل فهمت أم سأضطر للتصرف معك تصرفا سيضر بسمعتك التي تفخر بها دائما ٢ نقطة )
, في لحظةٍ لم تتداركها انقض وجذب الملفات الثقيلة من بين يديها ليلقي بها على مقدمة سيارته بعنفٍ كاد أن يسقطها أرضا بينما هي تصرخ بعد لحظة الذهول الأولى
, ( كيف تجرؤ ؟٢ نقطة)
, لم يتنازل ليرد عل
 
الفصل التاسع


لم يتنازل ليرد عليها سوى أن قال ضاغطا على أسنانه ( يجب أن نتكلم يا صبا ٢ نقطة )
, فتحت فمها لترد عليه بأفظع اللهجات الا أن فضولها المتوارث جعلها تتريث قليلا ٢ نقطة من المفيد أن تستمع للخصم دائما فلا تدع الغضب الأحمق يسيطر عليها لتغمض عينيها و تسد آذانها ٢ نقطةأيا كان ما سيقوله بالتأكيد سيفيدها الأيام القادمة ٢ نقطة لذا بعد فترة صمت استطاعت القول بعملية
, ؛( خمسة عشر دقيقة ٢ نقطة خمسة عشر دقيقة هي كل ما سأمنحك إياه ٢ نقطة )
, أمال رأسه بعجرفةٍ موافقا ثم أشار بيده داعيا اياها لركوبِ سيارته ٢ نقطة لكنها لم تتزحزح من مكانها وهي ترمي السيارة السوداء الرائعة بنظرة استهانة واضحة ٢ نقطة ثم قالت مبتسمة بغيظ
, ( لا سيدي ٢ نقطة ستأتي معي في سيارتي )
, رفع حاجبيه باستهجان وهو لا يصدق ما يسمع ٢ نقطة يجلس بجوار امرأة تقوده الي مكان ؟٢ نقطة هز رأسه نفيا وهو يقول قاطعا
, ؛( لا آنستي ٢ نقطة ستأتين معي ثم سأعيدك الى هنا لتأخذي سيارتك ٢ نقطة )
, هزت كتفيها بلامبالاة ثم اتجهت الى السيارة لتلم ملفاتها المبعثرة عليها٢ نقطة وما أن انتهت حتى نظرت اليه مبتسمة تقول ( كما تحب ٢ نقطة)
, ثم استدارت لتتركه وترحل ٢ نقطة فما كان منه الا أن تبعها ليقول بغضب ( كفي عن العناد ٢ نقطة كيف يتحملك من يعرفك ؟٢ نقطة اركبي السيارة ولا تجادلي ٢ نقطة )
, لم تتنازل للرد متابعة سيرها دون توقف الى أن وصلت الى سيارةٍ بيضاء صغيرة فتحت بابها بصعوبةٍ الى أن وضعت الملفات على المقعد الخلفي ثم أغلقت الباب لتستقيم ناظرة بتسليةٍ الى نظرته التي لم تفقد ذهولها الى الآن بعد أن خلع نظارته السوداء من مرأى ذلك المكعب الصغير المطلق عليه اسم سيارة ٢ نقطة ولولا أنها ذات أربع عجلات لكان ظنها وسيلة المواصلات الجديدة المتطفلة على الشوارع ذات الثلاث عجلات ٢ نقطة والتي أصبحت منتشرة كالوباء ٢ نقطة
, كادت صبا أن تضحك من نظرة الريبة التي يوجهها الى سيارتها ٢ نقطة لكنها أمسكت نفسها بصعوبةٍ لتقول بتحدي
, ( أراهن أنك لم تركب مثلها يوما اليس كذلك ؟٢ نقطة لا تخف لن تعضك )
, عقد حاجبيه بشدةٍ وهو ينظر الى وجهها ليقول بصرامة
, ( لا تخدعي نفسك يا استاذة ٢ نقطة إن لم تعرفي فأنا ابن اسماعيل رشوان و لقد نشأت في حيٍ لا أعتقد أن تكوني قد سمعتِ باسمه من قبل ٢ نقطة لا تدعي تلك المظاهر تخدعك فقد كنت يوما أذهب الي المدرسةِ متشبثا بباب الحافلة المفتوح من شدة ازدحامها ٢ نقطة)
, للحظة ٢ نقطة للحظةٍ يتيمة رق قلبها وهي ترى ذلك الضخم المتعالي ينفي صفة الرفاهية عنه ٢ نقطة بدا كطفلٍ مدافع ٢ نقطة لكن الشراسة في ملامحه نفت البراءة اللحظية ٢ نقطة فقالت ببرود
, ( أولا أشك أن يكون هناك حيا من المدينة لا أعرف اسمه ٢ نقطة ثانيا مادام الأمر كذلك فلما لا تدخل السيارة وكفى تضيعا لوقتينا ٢ نقطة)
, زفر بحنقٍ سلاها أكثر و أكثر ثم قال بامتعاض وهو يشير بغضبٍ بكلتا يديه الى السيارة
, ( لن تتسع لنا معا ٢ نقطة أشك أن تصطف ساقي بداخلها ٢ نقطة )
, لم تستطع منع ضحكة صغيرة من الخروج ٢ نقطة فسكت عن التذمر ليرفع عينيه اليها متأملا ضحكتها اللطيفة ٢ نقطة كم هي نسمةٍ منعشة ٢ نقطة لطيفة ٢ نقطة لطيفةٍ للغاية بضحكتها وجمال عينيها ٢ نقطة مابالك يا عاصم ٢ نقطة الم ترى فتياتٍ جميلاتٍ من قبل ٢ نقطة صحيح أن العمل يشغل وقتك ليل نهار لا تتعامل مع الجنس الناعم ٢ نقطةباستثناء دانا ٤ علامة التعجب
, الا أن هذا ليس عذرا للاستسلام لمثل هذا التحديق الأحمق لها ٢ نقطة لمجرد أنها ابتسمت فأنارت الدنيا بوهجِ اشراقِ ضحكتها ٢ نقطةتبا ٢ نقطةإنه خاطب وعلى وشكِ الزواج فلماذا رآها في هذه المرحلة الحرجة من حياته ٢ نقطةمرتين ٢ علامة التعجب٢ نقطة لم يرها سوى مرتين حتى تشبثت بمخيلته بمثلِ هذا العنف ٢ نقطة
, نسي نفسه شاردا في ملامحها ٢ نقطةحتى بهتت ابتسامتها تدريجيا لتختفي و يحل احمرارٌ خائنٌ ليحتل وجنتيها بينما ظهر الضيق جليا على ملامحها وهي تفكر ٢ نقطة الا يخجل من تحديقه الوقح هذا ٢ نقطة وتسائلت إن كان من المناسب أن تذهب معه الى أي مكان ٢ نقطة بالطبع هي تستطيع التصرف مع أي شخصٍ لزج يحاول التجرؤ عليها لكنها في غنى الآن عن أيا من حركاتٍ حقيرة ٢ نقطة
, لكنها عادت واستبعدت أن يقوم بأي تصرفٍ يسيء الي سمعته ٢ نقطة فهو لا يسعى الا لشيء واحد وهي بشوقٍ لترى ما خطوته التالية ٢ نقطة
, استقلت سيارتها مغلقة الباب دون أن توجه اليه دعوة أخرى ٢ نقطة فما كان منه الا أن زفر غضبا و استقل المقعد المجاور لها وهو يشعر بحرجٍ لا مثيل له من الجلوس الى جانب امرأة تقود السيارة ٢ نقطة لم يفعلها من قبل ٢ نقطة
, لحظاتٍ وعرف لماذا تحديدا كان من الحماقة الجلوس بجوارها ٢ نقطة حيث استدارت ناحيته قليلا وهى تضع يدها على ظهر مقعده ٢ نقطةالا أنها لم تكن تنظر اليه بل كان جسدها الممشوق كله ملتفا كغصنِ وردةٍ ناحيته وهي تنظر الى الزجاج الخلفي و يدها الأخرى تدير المقود لترجع بالسيارة الى الخلف ٢ نقطة
, فصلت سانتيمترات قليلة بينهما ٢ نقطة شعر خلالها في ثانيةٍ واحدة بكلٍ عصبٍ يحترق في جسده ٢ نقطة كانت قريبة للغاية ، ملفوفة للغاية ٢ نقطة ويدها خلف رأسه ٢ نقطة هل تفعل هذا عادة حين يجلس أحد بجوارها ؟٢ نقطة وهل يجلس بجوارها الكثيرون ؟؟٢ نقطة ماهذه الحماقة التي تدر برأسه ٢ نقطة يجب أن يعجل بزواجه ٢ نقطة هذا هو كل الأمر ٢ نقطة
, القى عليها نظرة بطرفِ عينه ٢ نقطةتلك الوجنتين الحمراوين كتفاحتين ٢ نقطة عينيها تحدق الى الخلف بصلابة لا بد و أنه هو السبب فيها ٢ نقطة لمح بضعة شعراتٍ عسليةٍ كالحرير ظاهرةٍ من طرفِ حجابها الوردي و الذي لم يرى بروعته مع ذلك الزي الرسمي الرمادي اللون ٢ نقطة وكأنها تركز جمالها كله لينظر المرء الى وجهها دون غيره ٢ نقطة لكن ذلك لم يفلح فهي كلها تبدو كقطعة حلوى وردية جميلة ذات حبة كرزٍ شهيةٍ تزينها ٢ نقطة شهيةٍ جدا ٢ نقطة انقبضت كفه بقوة ٢ نقطة
, ما الأمر الن ينتهي رجوعها الغبي هذا الى الخلف ٢ نقطة يبدو وكأنها ساعاتٍ تمر ببطء وهي تخرج بالسيارة من موقفها ٢ نقطة
, الحمد لله ٢ نقطة ها قد خرجت وانتهى الأمر وها هي تلتفت وتنظر أمامها ٢ نقطة ليس تماما ٢ نقطة فقربها منه لازال يثير فيه شعورا غريبا ٢ نقطة زفر بحنقٍ وهو ينظر من النافذة ٢ نقطة فسمعته ونظرت اليهِ بنفسِ البرودة والصلابة وهي تقول
, ( هل هناك ما يزعجك ؟٢ نقطة هل تريد أن أوصلك الي سيارتك و ننتهي من هذا اللقاء الذي لا لزوم له ؟٢ نقطة)
, تأفف مرة أخرى وهو يقول بغضب دون أن ينظر اليها
, ( فلتتجهي الى المكان اللعين ولننهي الأمر ٢ نقطة )
, عقدت حاجبيها بشدةٍ و أوشكت أن توقف السيارة لتنزله منها على قارعة الطريق ٢ نقطة لكنها زمت شفتيها لتضغط دواسة الوقود أكثر متمنية أن تقذف به من السيارة ٢ نقطة لكن صوته أتى باردا
, ( لا تزيدي السرعة ٢ نقطة)
, ارتفع حاجبيها وهي تنظر اليه بدهشةٍ هذه المرة ٢ نقطةإنه شخصٌ ميؤسٌ منه ٢ نقطة ثم تابعت القيادة بصمت ٢ نقطة تشعر به يهز قدمه بعصبية ، لا تعلم كيف نجح في حياته بهذا الشكل بالرغم من توتره البادي عليه باستمرار ٢ نقطة
, كان طريقا قصيرا الا أن ذلك التشنج العصبي كان سائدا تلك المساحة الصغيرة التي تجمعهما ٢ نقطة الى أن توقفت أخيرا أمام مقهى محلي يرتاده المثقفين ٢ نقطة أطباء و محامين ممن لديهم فواصل في يومهم المتعب ٢ نقطة يأتون الى هنا ومعهم حواسبهم ليقضون بعض الوقت ٢ نقطة
, صفت سيارتها وخرجت دون كلمة ٢ نقطة فتبعها مذهولا وهو ينظر حوله ليتأكد من عدم وجود أحدا يعرفه هنا ٢ نقطة هل سيجلس في هذا المقهى ؟٢ نقطة ومعها ؟٣ علامة التعجب٢ نقطة
, جلست الى طاولة من الواضح أنها تعرفها جيدا ومعتادة على الجلوس اليها ٢ نقطة بل ومن الواضح أيضا أنها تأتي الى هنا كثيرا ٢ نقطة حيث حياها أكثر من شخص بعد جلوسها ٢ نقطة ياللروعة ٢ نقطة
, جلس عاصم أمامها ٢ نقطةمرجعا ظهره للخلف واضعا ساقا فوق الأخرى ٢ نقطة وهو يرمقها بنظراتٍ قاتلة من تحت نظارته السوداء ٢ نقطةبينما هي تلوح للنادل مبتسمة له أن يأتي ٢ نقطة دون ان تهتز فيها شعرة ٢ نقطة حتى وصل النادل مبتسما فقالت صبا بحلاوة
, ( كيف حالك يا علي ٢ نقطة )
, رد عليها النادل الشاب مبتسما بينما احمرت اذنيه وهو ينظر أرضا ٢ نقطة فشعر عاصم برغبة في ضرب ذلك المراهق الأحمق الذي يبدو وكأنه وقع تحت تأثير سحرها الناعم ٢ نقطة
, ثم سمعها بدهشةٍ تسأله ( ماذا تحب أن تشرب ؟٢ نقطة )
, لم يصدق ٢ نقطة ستطلب من أجله أيضا ٢ نقطة سيكون رائعا لو اكتملت الصورة بأن يراه أحد عملاؤه في هذا الموقف ، وللمرةِ العاشرة يسأل نفسه عن سبب وجوده معها الآن دون أن يتصرف كما اعتاد من قبل ٢ نقطة
, همس من بين أسنانه ( قهوة ٢ نقطة )
, ابتسمت صبا ببرود وهي تقول للنادل ( نعم ٢ نقطة قهوة قوية بدون سكر ٢ نقطةأما أنا فسأشرب مشروبي المعتاد )
, ابتسم لها النادل ثم ابتعد دون حتى أن يهتم بالنظر الى عاصم ٢ نقطة و الذي أخذ نفسا محاولا السيطرة على غضبه المتصاعد ٢ نقطة ثم نظر اليها نظرة جليدية وهو يقول ببرود
, ( مقهى محلي ؟٢ علامة التعجب٢ نقطة هل هذا هو المكان المثالي الذي تفتق ذهنك عنه ؟٢ نقطة)
, شعرت بأنها تريد سكبِ الماء الباد فوق رأسه لكن عوضا عن ذلك قالت بمنتهى البرود
, ؛( لم أختر شيئا خاصا ٢ نقطة انه المكان الذي اعتدت الراحة فيه بين المرافعات )
, فجأة ودون مقدمات قال بوضوحٍ وقح ( صبا ٢ نقطة اذكري الرقم الذي تحلمين به ، و افتحي مكتبك الخاص ٢ نقطة و استبدلي صندوق البريد الذي جئنا به هذا و الملقب بسيارة ٢ نقطة بأخرى تليق بكِ ٢ نقطة يا ابنة المستشار )
, توقعت أن يكون وقحا ٢ نقطة بل كانت متأكدة ، لكنها لم تتوقع أن يظهر وقاحته بمثل هذه السرعة ٢ نقطةوالآن هي تريد السماع على عكس المرة الماضية ٢ نقطة لذا لم تهتز ابتسامتها وهي تطلع اليه بثقة قائلة
, ( أكمل كلامك ٢ نقطةتفضل )
, للحظاتٍ لم يستطع أن يتبين شيئا من ملامحها الواثقة ٢ نقطة لكنها على الأقل مستعدة للسماع لذا حاول جهده أن يصل الي أفضل اسلوب اقناع لديه بالرغم من عدم اعتياده على ذلك ٢ نقطة فقال بهدوء
, ( رقمٌ يضمن لكِ كلِ ما تريدين تحقيقه ٢ نقطة وليس مجرد ايجاد سكنا بديلا )
, مالت ابتسامتها جانبيا قليلا فعرف أنها لم تهتز لهذا العرض المذهل وتأكد من ذلك حين سمعها تقول ببساطة تخفي الكثير
, ( لا أظن أن هذا هو الأسلوب المتبع في العالم التجاري أو المعماري ٢ نقطة والا لما كنت نجحت بهذه الصورة و أنت تخسر أكثر مما تحصل عليه )
, سكت قليلا ٢ نقطة ممتعا نظره بهالة الشجاعة والكبرياء المتوهجة من حولها ٢ نقطة تبدو كشيءٍ نادر لم يره منذ زمنٍ بعيد ٢ نقطة لكنه لم يظهر أيا مما اعتمله بداخله ممتنا للعدستين الداكنتين ٢ نقطة
, لكن الشجاعة تضم براءة جميلة ٢ نقطة إنها لا تعلم الكثير لذا فقد قال بمنتهى البساطة
, ( المكسب المتوقع أكبر من أي رقم خيالي يخطر ببالك ٢ نقطة و من يريدون هذه الأرض يعلمون هذا جيدا )
, أرجعت ظهرها الى الخلف مكتفة ذراعيها ٢ نقطة هاقد أصبح الكلام أكثر وضوحا ٢ نقطة مجرد جملة بسيطة شرحت الموقف ٢ نقطة قالت تستتبع الحوار الشيق
, ( لكن الا ترى أن من الظلم ٢ نقطةأن يبيع كل من حولي بأثمانٍ لا تقارن بذلك الرقم المجهول الذي انتظرت أنا حتى أنميه أكثر وأكثر بقليلٍ من الصبر ؟٢ نقطة)
, لم ينفعل و لم يظهر على ملامحه الصخريةٍ أي تغيير وهو يقول بعد فترة
, ( لم نظلم أحدا فهذا ليس اسلوبي ٢ نقطة كل من باع كان راضيا تماما عما تقاضاه ٢ نقطة ولم يبقى غيرك ٢ نقطة )
, الكلمة الأخيرة صدرت عنه بإسلوبٍ خطير ٢ نقطةأكثر خطورة مما أراد حقا ٢ نقطة وقد لاحظت هي تلك النبرة الخافتة الخطيرة ٢ نقطةفاقترب حاجباها قليلا من بعضهما ، لكن بقوة إرادة منعت أي ردة فعل وهي تنتظره ليكمل ٢ نقطة فتابع بنفس النبرة ٢ نقطة
, ؛( مساحة تكفي لبناء مدينة صغيرة ٢ نقطة في أكثر مكان حيوي بالمدينة ٢ نقطةصارت كلها ملكا للمشروع ٢ نقطة ماعدا جزءا يسيرا يقف حاجزا في وجه هذا الصرح العملاق ٢ نقطة جزء لا يتعدى واحد من مئةٍ من كل ما تملكناه ٢ نقطة الا أنه في المركز و بدونه يقف كل ما حققناه ٢ نقطة)
, بنفس ابتسامتها المائلة وذراعيها المكتفتين قالت ببرود ( وهذا الجزء طبعا هو بيتي ٢ نقطةأنا ٢ نقطة)
, سكت للحظةٍ ولم يرد ٢ نقطة أخذ يتطلع اليها طويلا بصمت وكم تمنت أن يخلع نظارته ، فهي تجيد قراءة الناس من أعينهم ٢ نقطة
, امتدت لحظة الصمت الى أن قال أخيرا كلمة واحدة ( أنتِ ٢ نقطة)
, لم يفتها أنه لم يقل بيتك بل قال قاطعا ٢ نقطةأنتِ ٢ نقطة أنتِ العقبة التي توقف أعمالنا ٢ نقطة ظلا يتطلعانِ الى بعضهما طويلا ٢ نقطة مجيء النادل الخجول المبتسم قطع لحظة التهديد الخفي بينهما وهو يضع الطلبات على الطاولة ٢ نقطة وقد لاحظ شحنات التوتر بين زبونته المفضلة وذلك الضخم المتشح بالسواد من قمة رأسه وحتى قدميه ٢ نقطة والذي يبدو وكأنه خارجا من فيلم حركةٍ أجنبي ٢ نقطة لكن لن يستطيع أن يؤذي الأستاذة وهي هنا بينهم ٢ نقطة فليحاول فقط ٢ نقطة حينها سمع صوت عاصم موجها الكلام له بفظاظة
, ( هل هناك ما تنتظره ؟٢ نقطة )
, ارتبك النادل المسكين فعبست صبا بشدةٍ ٢ نقطة لكنها رفضت أن يتطاول ذلك الفظ على صديقها المسكين و الذي تراه كل يوم ٢ نقطة لذا ابتسمت برقةٍ تذيب الصخر وهي تتطلع اليه قائلة بنعومة
, ( لا بأس ٢ نقطة اذهب الآن يا علي فكل شيء على ما يرام )
, ظل مترددا لحظة ٢ نقطة لكنه اضطر أن يبتعد دون أن ينسى توجيه نظرة احتقار واضحة الى عاصم الذي نظر اليه مذهولا من تلك النماذج الغريبة من البشر و التي التقى بها خلال اليومين الماضيين ٢ نقطة ماذا ؟٢ نقطة الم يعد هناك من يخشاه ؟٢ علامة التعجب٢ نقطةأم أن هناك جانبا لم يعرفه بعد ؟٢ نقطة حرك رأسه وهو يأخذ نفسا متلمسا به الصبر عن القيام بأي تصرف متهور يجذب به الأنظار اليهما ٢ نقطة
, بعد لحظةٍ حاول فيها الرجوع الى قناع سيطرته ٢ نقطة قال بهدوءٍ متوتر
, ( صبا ٢ نقطة الأمر لن يظل تحت سيطرتي طويلا ٢ نقطة كنت لأصرف النظر عن بيتِ عمران لو كنت المعني الوحيد بالأمر ٢ نقطة لكني لست بمفردي ، حاولي فهم ذلك جيدا ٢ نقطة من خلفي أسماء ضخمة لن تتخيليها وهم ينتظرون هذه المدينة الصغيرة ٢ نقطة لأسبابٍ عديدة لا تهمنى ولا تشغل بالي ٢ نقطة فأنا دوري ينتهي عند انشائها ثم القيام ببيع وحداتها ٢ نقطة لذا حاولي أن تفهمي أن الأمر غير قابل للرجوع بالنسبةِ لهم ٢ نقطة )
, برودة كالجليد أحاطت بصدرها وهي تقول بعد فترة
, ( هل تتخيل أنك ستخيفني بأسمائك المخيفة المختفية بجبن خلف ظهرك لتظل أنت في الصورة تقوم بأعمالهم القذرة كفتوة ٢ نقطة بينما تبقى صورتهم نظيفة لا يشوبها شائبة ؟٢ نقطة )
, عند هذه النقطة لم يستطع الإمساك بفورة غضبه ودون شعورا منه قام بأغبى عملٍ ممكن أن يقوم به في مكانٍ كهاذا ٢ نقطة لكن غضب عاصم رشوان قد تمكن منه وقد حدث ما حدث ٢ نقطة حيث امتدت يده في لحظةٍ خاطفة لتقبض على يدها الموضوعة فوق الطاولة ٢ نقطة
, وهو يقول بصوتٍ كالفحيح ( كيف تجرؤين ؟٢ نقطةأقوم بأعمالهم القذرة ؟٢ نقطةهل نسيت الى من تتحدثين أم أريكِ بعضا من تلك الأعمال القذرة التي تتوهميها ٢ نقطة )
, حاولت جذب يدها مرة واحدةٍ فقط ٢ نقطة وعيناها تشتعلانِ شراسة وهي تقول بتهديد ( اترك يدي ٢ نقطة حالا )
, وقبل أن تعيد الأمر٢ نقطة لم تمنحه لحظة واحدة أخرى ٢ نقطة حيث تناولت كوب ِ العصير الموضوع أمامها ودون تردد ألقت بمحتوياته الباردة في وجهه و على قميصه ٢ علامة التعجب٢ نقطة
, غضب ٢ نقطة نارا هوجاء ٢ نقطة نظراته اتسعت ذهولا قبل أن يتسلل اليها الغضب الخطر تدريجيا حتى صارت عيناه متوحشتينن ٢ نقطة تكادان أن تزهقا روحها ٢ نقطة
, اندفع واقفا بعنفٍ أدى الي سقوط الكرسي الذي كان يجلس عليه أرضا ٢ نقطة
, أطل عليها بهيئته الشيطانية وهو ينظر اليها بطريقة قد ترعب غيرها ٢ نقطة لكن ليست هي ٢ نقطةللحظةٍ واحدةٍ هي كل ما تطلبه الأمر قبل انفجاره نظرت اليه بمنتهى البرود فانطلق لحظتها جنونه الأعمى ليمد كلتا يديه قابضا على ذراعيها رافعا إياها عن كرسيها بعنفٍ وهو يصرخ في وجهها
, ( هل جننتِ ؟٢ نقطة كيف تجرؤين ؟٢ نقطة)
, لم تجد الوقت لتصرخ به أن يتركها لأن في لحظةٍ واحدة كان كل الجالسين حولهما من تقريبا سبع أو ثماني رجالٍ أشداء قد نهضو لينزعو يديه بقسوةٍ عن ذراعيها ٢ نقطة صارخين به دافعين إياه بغضبٍ ومعهم علي فتى المقهى ٢ نقطة ليشكلو حاجزا بينه و بينها ٢ نقطة الا أن وجهها كان ظاهرا اليه من خلفهم ٢ نقطة تنظر اليه بازدراء لم تحاول اخفاؤه ٢ نقطةرفعت حاجبا واحدا متحديا ثم قالت بمنتهى الهدوء و التحدي
, ( لست وحدي هنا في هذا المكان ٢ نقطة)
, رفع اليها إصبعا واحد ٢ نقطة مهددا ٢ نقطة لكنه لم يجد حتى ما يهدد به من شدة الغضب المسيطر على أعماقه في تلك اللحظة ٢ نقطة بعينين حمراوين اندفعتا الى عينيها الثابتتين ٢ نقطة يريد في تلك اللحظة أن يزهق روحها بيديه ٢ نقطة
, تقدم صاحب المقهى من بين الجمع ٢ نقطة فابتعد الناس قليلا ليمر ، الى أن وصل الى عاصم ٢ نقطة فنظر اليه برباطةِ جأشٍ بينما في داخله يود لو ضربه بصوطه الموروث الذي يحفظه بالداخل ٢ نقطة لكنه قال بثبات
, ( فلتغادر هذا المكان على الفور ٢ نقطةو غير مسموح لك بدخوله مرة أخرى )
, نظر اليه عاصم تتراوح نظراته ما بين الدهشة و الجنون المطبق ٢ نقطة ثم هدر في وجهه قائلا بصفاقة
, ( هل جننت ؟٢ نقطة الا تعرف الى من تتحدث ؟٢ نقطة بإمكاني أن أغلق لك هذا المكان من الغد ٢ نقطة )
, لم تهتز عضلة في الرجل الضخم أمامه ثم قال بصرامة
, ( وحتى تفعل ذلك لا يزال المكان مفتوحا للغد ٢ نقطة فأخرج الآن قبل أن يرميك الرجال خارجا )
, حدق عاصم في العيون التى تحمل الغضب و العنف تجاهه ٢ نقطة بإمكانه الأن باتصال واحد أن يحضر عشرون رجلا من رجاله و عامليه الأشداء ليدمرو هذا المكان بأيديهم العارية في طرفة عين ٢ نقطة الا أنه لم يفعل ٢ نقطة هو في غنى عن المزيد من كل ذلك ٢ نقطة
, فليترك اولائك الحمقى ليتمتعون بانتصارهم الضعيف ٢ نقطة بينما هي ٢ نقطة نظر اليها و هي الأخرى تنظر اليه مبتسمة ببرود مكتفة ذراعيها من خلفهم ٢ نقطة
, فقال بهدوء مفاجىء حل عليه في لحظةٍ من الجليد الذي غلف غضبه للتو ٢ نقطة وهذا الجليد هو أخطر حالات عاصم رشوان ٢ نقطة
, ؛( حسنا يا ٢ نقطةأستاذة ٢ نقطة سيكون لنا لقاءا آخر ، في المكان الذي أختاره أنا حينها ٢ نقطة وذلك المشروب الذي سكبتيه على عاصم رشوان ٢ نقطة ستدفعين ثمنه الآن ٢ نقطة وحينها ٢ نقطة لكنه سيكون أضعافا حين نتقابل ٢ نقطة)
, اتسعت ابتسامتها قائلة بتحدي ( سأدفع ثمنه الآن لا تقلق ٢ نقطة أما المرة المقبلة ٢ نقطة فلتتركها للوقت فلربما دفعت ما عليك لكثيرين ٢ نقطة يا عاصم رشوان )
, ابتسم ٢ نقطةحقا ابتسم ٢ نقطة ابتسامة شيطانية ٢ نقطة جانبية مريعة وهو يحرك عنقه متمهلا ٢ نقطة ثم قال أخيرا
, ( أراك لاحقا ٢ نقطةيا صبا ، راهني على ذلك )
, ثم اندفع دافعا الناس من حوله وهو يخرج من المكان كثورٍ على استعدادٍ لنطح من يقابله ٢ نقطة التقط هاتفه من جيبه قبل وهو على قمة الطريق وبيده الأخرى يمسح و جهه بمنديل و الذي تحول الى لزج ٢ نقطة ما أن أجاب الطرف الثاني حتى هدر عاصم
, ( منصور ٢ نقطة سنبدأ في البناء ٢ نقطة مشروع مدينة القاصية ٢ نقطة اسمع الذي آمرك به فلتعطي الإشارة للجميع بالبدء ٢ نقطة أريد المنازل المبنية على أرضنا أن تهدم في ظرفِ طرفة عين ٢ نقطة أريدها صحراء خاوية فلتسويها بالأرض ٢ نقطة هل تسمعني ؟٢ نقطة و الكل يتم هدمه في نفس الساعة معا ٢ نقطة اطلب كل الأوناش التي نملكها وإن لم تكفي فاستأجر العدد اللازم لهدمها في نفس الساعة )
, صمت ليسمع لحظة ثم قال متشفيا بصوتٍ خطر ( لا ٢ نقطة لا لم نملك أرض عمران بعد لكنها مسألة أيام لذا فلنبدأ العمل دون تأخير٢ نقطةاريد المبنى القائم الوحيد وسط الركام هو بيت عمران ٢ نقطةهل فهمت ؟٢ نقطة)
, ثم أغلق الهاتف بعنفٍ و صدره يعلو و يهبط من شدة ما يشعر به في تلك اللحظة ٢ نقطةوضع يديه في جيبه وهو يقف على الرصيف ناظرا الى البحر على الجانب الآخر من الطريق أمامه ٢ نقطة ما الذي دهاه ٢ نقطة في يومين اثنين فقط ارتكب أفعالا كان قد هذبها على مدى السنوات الفائتة ٢ نقطة لتجيء تلك المستفزة صاحبة عيونِ القطط وتخرج كل ما حاول تهذيبه أو اخفاؤه على الأقل ٢ نقطة
, ما الأمر يا عاصم ٢ نقطة الأمر ليس بتلك الصعوبة ٢ نقطة لقد وقف في وجهك رجالا أكثر سطوة من قبل ، واستطعت أن تهزمهم بكل هدوء ودون أي تجاوز ٢ نقطة فما الأمر الآن ٢ نقطة حتى مدينة القاصية ٢ نقطة لم تكن بمثل هذا التعجل اليها ٢ نقطة بل كانو الأسماء العالية هم الطالبين لها في اسرع وقت ٢ نقطة وهو يعرف جيدا أنها بالنسبة لهم عبارة عن مخزنا للمهادة و المحاباة ٢ نقطة فحين يشترون منه الوحدات حتى يقومون باهدائها لغيرهم لقاء الخدمات السرية و التي يعرفها الجميع لكن يتعامون ٢ نقطة
, لكنه أقنع نفسه بأن لا دور له في ذلك سوى امتلاك الأرض و بناء مدينة القاصمية ٢ نقطة ثم بيع وحداتها ٢ نقطة ليتصرفو فيها كما يشاؤون ٢ نقطة لكن الأرض ملكه و هذا هو ما يهمه ٢ نقطة لذا لم يكن متعجلا مثلهم ٢ نقطة دائما في عمله يتبع التأني ليصل الى مبتغاه ٢ نقطة
, فما الذي حدث الآن ؟٢ نقطة كيف تمكنت في لقائين من قلب كيانه الى هذا الحد ٢ نقطة نظراتها المتحدية المستفزة تنفذ الي أعماقه ما أن تلتقي بعينيه ٢ نقطة ليجد نفسه يريد أن يخنقها بيديه ٢ نقطةليس تماما ٢ نقطة
, لكن الآن حين تجرأت و فعلت فعلتها المجنونة للتو على مرأى ومسمع من الرجال شعر بأنه بالفعل على وشك أن يصفعها متخطيا كل الحدود ٢ نقطة قد يكون وقوفهم بينهما أفضل فهو حتى الآن لا يدري إن ظل ممسكا بها ما كان ليفعل
, أخذ نفسا عميقا من الهواء المعبأ برائحة البحر ٢ نقطة قد تكون العجلة في هذه الحالة خيرا له ٢ نقطة ولها ٢ نقطة ولو أنها لا تستحق أن يفكر في سلامتها ٢ نقطة الغبية المجنونة ، صاحبة عيون القطط
, للحظاتِ تجمدت بين ذراعيه الحديديتين من هولِ الهجوم المجنون الذي انصب عليها ٢ نقطة لم تستطع سوى أن تأخذ نفسا واحدا مرتجفا قبل أن تراه يهجم عليها مهاجما شفتيها المكتنزتين في اعصارٍ عايشته مرة من قبلِ عشرِ سنوات ٢ نقطة
, للحظاتٍ قليلة شعرت و كأنه محاربٌ يسترد ملكه الضائع ٢ نقطةوهو يقبل كل زاويةٍ من من شفتيها المنفرجتين المبهوتتين الى أن أطبق عليها مانعا إياها من التفكير حتى و قد غابت عنها الدنيا من حولها و لم تشعر سوى بصوتِ البحر يدخل هادرا في أذنيها مختلطا بصوتِ أنفاسه المجنونة و التي تخبرها بما يستشعره في تلك اللحظة ٢ نقطة
, استمرت الأمواج تطوف بها حاملة إياها الي الشاطىء لترجعها من جديد و تلقيها في عمقِ بحرٍ مجنون لا قرار له ٢ نقطة وهي حتى غير قادرة على الحركة ٢ نقطة وقد اختلط الماضي لديها بالحاضر ٢ نقطة و تاهت في تلك الدوامة كما تاهت وهي بعد طفلة في الرابعة عشر من عمرها ٢ نقطة
, فجأة انطلق من جوارهما صوت سيارة نقل بضائع عاليا جعلها تنتفض شاهقة بين ذراعيه وقد رفع رأسه عنها وهو يلهث ٢ نقطة لتطالعها عيناه المتسعتانِ المجنونتانِ بجنونِ تلك اللحظات التي غرق فيها للتو ٢ نقطة و التي كاد بريقهما أن يغشي عينيها المذهولتين أمامه ٢ نقطة
, حينها عاد اليها الواقع و صرخت عاليا وهي تتلوي بشراسةٍ بين ذراعيه ٢ نقطة الا أنه لم يفك أسرها بل زاد من ضغط ذراعيه حولها حتى كاد أن يحطم أضلعها الهشة ٢ نقطة فعادت لتصرخ كالمجنونة و هي تشعر بالعجز
, ( ابتعد عني ٢ نقطة ابتعد عني أيها المجنون )
, لم تنجح مقاومتها سوى في جلبِ ابتسامة تملكية الى شفتيه ثم همس في اذنها رغم انفاسه الهائجة
, ( أرأيتِ أنكِ لازلتِ تتذكريني ٢ نقطة نفس استسلامك الرائع منذ عشر سنوات )
, في لحظةٍ امتلأت عينيها بالدموع و ثم تفجرت على وجنتيها وهي تضرب كتفيه بشراسةٍ محاولة التحرر منه ٢ نقطةوهي تشهق باكية
, ( كنت طفلة ٢ نقطة لم أكن سوى طفلة ٢ نقطة وأنت استغليت ذلك )
, انطفأ ذلك البريق المجنون في عينيه ٢ نقطة وتوترت عضلة في فكه ، الا أنه لم يحررها و لم يرخي ذراعيه عنها ٢ نقطة وهو يقول بعد لحظةٍ بصوتٍ أجشٍ متصلب
, ( كنتِ زوجتي ٢ نقطة و لا زلتِ )
, توقفت عن المقاومة وهي تنظر اليه بذهول بينما عيناها الحمراوانِ تتسعانِ وهي تنظر اليه مصدومة ٢ نقطة ثم عادت لتصرخ
, ( هل جننت ؟٢ نقطة هل جننت بالكامل ؟٢ نقطة كان مجرد عقدا و قد فسخه عمي مع أباك و طلقوني منك بعد سفرك ٢ نقطة )
, امتنع عن الرد وهو ينظر الي عمقِ عينيها الزيتونيتين الحمراوين و التي يلوح من داخلهما بعض الاستجداء تحاول أن تخفيه بشجاعة ٢ نقطة حينها لان قلبه قليلا ٢ نقطة وحرر أحدى ذراعيه من حولها ليرفع يده و يداعب شعرها المتناثر حول وجهها الشاحب المغرق بالدموع ٢ نقطة
, الا أنها هزت رأسها بعنف لتنفض يده عن خصلاتِ شعرها ٢ نقطة وهي تلهث غضبا و خوفا بعنف بالرغم من دموعها المتفجرة ثم لم تستطع تحمل الصمت فصرخت و هي تدفعه في صدره بقوة الا انها كما لو كانت تضرب حائطا خرسانيا
, (لماذا لا تتكلم ؟٢ نقطة أخبرتك بأن عمي مزق عقد الزواج مع والدك ٢ نقطة و مضى كلا منا الى حياته منذ عشر سنوات ، فلماذا عدت الآن ؟٢ نقطة كنت قد وطنت نفسي على نسيان تلك الفترة السوداء من حياتي ، فلماذا عدت الآن ؟٢ نقطة لماذااا ؟؟؟؟ )
, عادت لتبكي بعنف و هي تشهق منتحبة و قد فقدت السيطرة على نفسها تماما ، فما كان منه الا أن جذبها بين ذراعيه ليدفن وجهها المرتعش بكاءا في صدره بقوة ٢ نقطة حاولت دفعه و حاولت المقاومة دون جدوى ٢ نقطة فاستسلمت لذراعيه
, ورأسها يرتاح غصبا على صدره القوى اللاهث و الذي من شدة اتساعه شعرت و كأنها تفترش رمال الشاطىء الدافىء تحت أشعة الشمس كما كانت تفعل و هي صغيرة ٢ نقطة بكت ٢ نقطة بكت كثيرا وهي لا تجد سبيلا للتوقف ، فها قد عاد اليها ماضٍ مخزٍ كانت قد اعتقدت أنها دفنته منذ سنين ٢ نقطة لكنه عاد الآن بعودة ذلك المجنون الذي يكبلها بين أحضانه و هي لا تجد القدرة على الفكاك منه
, عادت لتشهق حتى بللت قميصه تماما و مع كلِ شهقةٍ كان يشدد من ضمها الي صدره ٢ نقطة بعد دقائق طويلة ، استطاعت أن تسحب عدة أنفاس مجهدة وهي تحاول أن تسيطر على نفسها ٢ نقطةرفعت وجهها المتورم بشدةٍ وهي تنظر اليه ببطءٍ وقد نال منها التعب بقوة
, ظلت تنظر الى عينيه لعلها تجد فيهما أثرا للرحمة ٢ نقطة لكن لماذا ؟٢ نقطة لماذا تستجدي منه الرحمة ؟٢ نقطة فهو لا يملك أي سلطةٍ عليها ٢ نقطة
, بلى يملك ٢ نقطة ظهر وجه عمر جليا أمام عينيها المتورمتين ، عمر الذي يمثل بالنسبةِ لها كل الأحلام و الحياة السعيدة التي خططت لها لتبنيها فوق أطلالِ الماضي المؤلم ٢ نقطة
, ابتلعت ريقها بضعف وهمست بعد فترة
, ( هل أخبرت أحدا ؟٢ نقطة )
 
الفصل العاشر


ظل ينظر الي عينيها و كأنه يسبح فيهما ٢ نقطة بعد عشر سنوات ها هي في احضانه من جديد تهمس له بكلِ وداعة ٢ نقطة هي ملكه حتى ولو لم تدرك ذلك بعد ٢ نقطة رد عليها بعد لحظةٍ بصوته الصلب
, ( أخبرت من ؟٢ نقطة بماذا ؟٢ نقطة )
, أخذت نفسا مرتجفا وهي تحاول جاهدة السيطرة على نفسها حتى لا تثير جنونه أكثر ٢ نقطة فالحذر مع أمثاله هو التصرف الأمثل لذا همست بخفوت
, ( في محل عملي ٢ نقطة هل ٢ نقطة أخبرت أحدا عن ٢ نقطة أنت تعلم ٢ نقطة عن ٢ نقطة)
, لم تستطع أن تكمل لأنها لم تجد وصفا حقيقيا لما كان بينهما فصمتت لا تنظر لأبعد من عنقه ٢ نقطة فتطوع هو ليكمل بهيمنه ٍ و شفتيه الشهوانيتين تبتسمانِ بتسليةٍ شرسة
, ( عن زواجنا ؟٢ نقطة )
, عاد اليها جنونها هي الأخرى فهي لا تقل عنه جنونا في الواقع فصرخت بشدة ( لا تقل زواجنا ٢ نقطة لم يكن هذا زواجا و حتى أنني كنت تحت السن القانوني ٢ نقطة )
, اتسعت ابتسامته الشريرة وهو يتطلع الى ثورتها التي تظهر في لحظةٍ لتخبو في أخرى ٢ نقطة قال وهو يبتسم أمام عينيها المتورمتين من الغضب و البكاءِ معا
, ( كان زواجا ٢ نقطة وفيه اشهار ٢ نقطة كل فتيات الحي كن يتزوجن بنفس الطريقة و في نفس العمر تقريبا ٢ نقطةلكن لا تقلقي لم أخبر أحدا٢ نقطةحتى الآن )
, صمتت مرعوبة من تشديده على كلمة ٢ نقطة حتى الآن ٢ نقطة وكأنه يهددها ٢ نقطة لكنها رغما عنها شعرت ببعض الإرتياح٢ نقطة
, ارتجف قلبها ، انه يجادل مصمما ٢ نقطة فماذا يريد منها بعد كلِ هذه السنين ؟٢ نقطة صحيح أنه لا يملك شيئا الا أنها تخشى أن يهدد بإخبار كل من تعرفه ٢ نقطة و إن أرادت الحق فهي لا تهتم الا لشخصٍ واحد٢ نقطة عمر ٢ نقطة ستقتل نفسها لو علم عمر بذلك الأمر ٢ نقطة كانت لتستسلم من قبل ٢ نقطة أما الآن وبعد أن شعرت بل و شبه تيقنت من اهتمام عمر بها فالأمل تولد بداخلها ٢ نقطة وهي ستدافع عنه و لو كلفها ذلك حياتها ٢ نقطة
, أخذت نفسا مرتجفا ثم دفعته قليلا في صدره لكن بدونِ عنف وهي تهمس بضعفٍ و تعقل ( اتركني ٢ نقطة أرجوك )
, لوهلةٍ تأكدت من نظراته التملكية بأنه لن يرضخ لطلبها و سيبقيها في أحضانه للأبد ٢ نقطة لكنها شاهدت للعجب بعض الرقة تطفو على سطح ملامحه ٢ نقطة قبل أن تشعر بنفسها حرة أخيرا و قد سحب ذراعيه من حولها ببطء ٢ نقطة مبقيا عينيها أسيرتي عينيه
, أخذت نفسا آخر وهي لا تصدق أنه تركها أخيرا بعد هجومه الفاحش تجاهها لكنها لم تسمح لنفسها بضربه الآن ٢ نقطة فهي ستكون خاسرة في كل الأحوال و قد يفعل هذا المجنون ما لا تحمد عقباه ٢ نقطة لذا تابعت همسها و هي تنظر بثباتٍ زائف الى عينيه القاتلتين المجرمتين
, ( جاسر ٢ نقطة ماذا تريد مني ؟٢ نقطة من الواضح أن أمورك أصبحت مبهرة و أغنى و اجمل فتاة ستتمناك ٢ نقطة فلماذا تذكرتني بعد كل تلك السنوات ؟٢ نقطة )
, كان طوال تلك اللحظات أثناء همسها المرتجف و عيناه لا تفارقانِ شفتيها الهامستين ٢ نقطة حتى شعرت بالدماء الحارة تعود لتندفع في شرايينها ٢ نقطة الوقح ٢ نقطة الوغد الوقح ٢ نقطة لكنها ألزمت نفسها الصمت حتى تتجنب أذاه ٢ نقطة و انتظرت أن يجيبها
, و بالفعل قال بهدوء بعد فترة ( من قال أنني نسيتك ؟٢ نقطةلقد تركتك خمس سنوات ٢ نقطةوعدت بعدها لأراكِ ومن يومها و أنتِ تحت أنظاري ٢ نقطة )
, كان يتكلم بمنتهى الهدوء و كأنه يحكي عن الطقس ٢ نقطة حتى أن هناك طيف ابتسامةٍ تعلو شفتيه المفترستين ٢ نقطة يتكلم عن حياتها و كأنه تملكها ٢ نقطة يحددى متى يراها و متى يقرر الوقت ليعود فيستعيدها ٢ نقطة
, وهنا تزايد شعورها بالخوف ٢ نقطة إنه يبدو واثقا تماما ٢ نقطة لكنها أخفت خوفها لتقول بحزمٍ زائف
, (كل ما تنطق به جنونا مطلقا ٢ نقطة هل تعرف ما ستكون عليه ردة فعل عاصم ما أن أخبره عن ظهورك بهذا الشكل في حياتي ؟٢ نقطة )
, توحشت ابتسامته و ازداد بريق عينيه العابثتين ٢ نقطة بينما لم تهتز فيه شعرة للتهديد المبطن في كلامها ٢ نقطة فقال بخطورةٍ تعرفها جيدا
, ( اهااا ٢ نقطة عاصم رشوان ٢ نقطة كم شوقتيني لأيام الشقاوة القديمة ٢ نقطة وكم سأستمتع بردة فعله التي ستعيدنا للماضي ٢ نقطة خاصة حين تخبريه بأنني قبلتك للتو ٢ نقطة هنا عند البحر ٢ نقطة لكن لماذا ركبتِ معي حنين ؟٢ نقطة الا تعلمين خطورة الركوب مع مجنون ٢ نقطة )
, لم تجب ٢ نقطة لم تفتح شفتيها بحرفٍ واحد ٢ نقطة تجمدت تنظر اليه دون تعبير ٢ نقطة دقائق أم ثوانٍ مرت ؟؟ ٢ نقطة لا تعرف حقا ، لكنها في النهاية قالت وهي تضغط الحروف
, ( أنت أحقر انسان قد أكون ٢ نقطة)
, لم تستطع ان تكمل حين أمسك بذقنها ليكتم كل الألفاظ التي كانت تنوي رميها في وجهه و التي تتذكرها من أيام الحارات ٢ نقطة
, تلوت ما بين أحضانه الخشنة بشراسة الى أن تركها دون أن يتمادى كما فعل من قبل ٢ نقطة لكنه عاد ليقبض على ذقنها بقوةٍ كادت أن تخلعه و هو يحذرها بهدوء ( إياكِ و تلك الألفاظ ٢ نقطة الزوجة المحترمة لا تنعت زوجها بألفاظ غير محترمة ٢ نقطة مفهوم ؟؟؟ )
, دفعت يده بقسوةٍ فتركها برضاه و هو يبتسم لعينيها الغاضبتين بجنون ٢ نقطة فلم تتمالك نفسها و هي تمد يدها الى الباب تحاول فتحه بجنون لتخرج من سيارته ٢ نقطة الا أن الباب كان مغلقا فصرخت وهي تطرق على مقبض الباب
, ( افتحه ٢ نقطة افتح هذا الباب حالا و الا صرخت و فضحتك ٢ نقطة )
, وما لم تتوقعه هو أنه قال بمنتهى الهدوء ( رغباتك أوامر ٢ نقطة )
, لحظة و سمعت صوت تكة قفل الباب يفتح ٢ نقطة بل و لم يكتفي بذلك فانحنى بجذعه عليها ليمد يده و يفتح الباب على اقصى اتساعه و هو يقول ( تفضلي ٢ نقطة )
, نظرت اليه و الي الباب المفتوح و الذي اندفع منه هواء البحر ليبعثر شعرها بجنون ٢ نقطة ثم خرجت بتعثر الى الطريق السريع و لم تكد تتزن في و قفتها حتى انحنى ليصفق الباب ثم ينطلق بسيارته محدثا صريرا عاليا ٢ نقطة
, اتسعت عيناها المتورمتين رعبا و هي تنظر الى طيفِ سيارته المبتعدة كالسهم ٢ نقطة ثم نظرت يمينها و يسارها بهلع ٢ نقطة لا تمر بها الا سيارات النقل الضخمة ٢ نقطة فهل يمكن ان تثق بإحدى سائقيها و تركب معه ؟٢ نقطة انها اصلا على الجهة المقابلة أي أن السيارات متجهة الى سفر خارج المدينة ٢ نقطة فمن ذلك الذي سيقبل بالعودة ليرجعها ٢ نقطة وهي لن تستطيع عبور الطريق السريع ٢ نقطة
, للحظاتٍ انتابها رعب غير مسبوق ٢ نقطة مالك ٢ نقطة ستتصل بمالك ليأتي و يأخذها ٢ نقطة لكنها ستكون كارثة و وأطبقت على رأسها ٢ نقطة
, فكيف تتواجد فتاة هنا بمفردها ؟٢ نقطة ارتعش قلبها من مجرد تخيل الأمر ٢ نقطة و لم تجد سوى أن غطت وجهها بكفيها و هي تنتحب بشدةٍ و قد انهارت أعصابها بعد كل هذا الضغط العصبي الذي تعرضت له الساعات الماضية ٢ نقطة
, و أثناء انهيارها الفظيع سمعت صوت مكابح سيارة توقفت أمامها بشدةٍ فقفزت رعبا ٢ نقطة لتطالعها صورة المجنون الذي تركها في الصحراء منذ دقائق ٢ نقطة انحنى اليها من النافذة ليقول بتسلية
, ( هل ستركبين أم ألف لفة أخرى لتأخذى و قتك في التفكير ؟٢ نقطة )
, ظلت ترتجف بشدةٍ مع نسيم البحر ٢ نقطة و هي تشعر بأنها لم تكره انسان في حياتها كما كرهته هو ٢ نقطة لكنها لم تستطع سوى أن تركب بكلِ ذلٍ و استسلام
, و ما أن دخلت و اغلقت الباب حتى أسندت رأسها اليه بتعبٍ أوشك أن يقتلها و قد وهن جسدها و نفذت طاقتها تماما ٢ نقطة لذا لم تتحرك حين مد يده و ثبت لها حزام الأمان ٢ نقطة شاعرة بقبضته المتملكة على خصرها دون أن تجد القدرة على القيام بأي حركة من شدة التعب ٢ نقطة
, وما ان انطلق بالسيارة حتى أخذت عيناها تتابعانِ حركة أعمدة النور التي تجري و البحر يجري ممتدا من خلفها ٢ نقطة لتعود بها الذكرى الى ذلك اليوم ٢ نقطة تسير فيه منهزمة كعادتها منذ أن وقعوا عقد بيعها بتلك الطريقة الى أن يتم الزفاف ٢ نقطة
, تسير هائمة على وجهها في شارع حيهم الضيق ٢ نقطة تفكر بأن حلم طفولتها قد تحقق بأبشع صوره ٢ نقطة تقترب من الخامسة عشر ٢ نقطة لا تعلم إن كانت طفلة أم امراءة ٢ نقطة لكنها بالتأكيد ستزف قريبا كما أراد عمها ٢ نقطة سمعت من خلفها صوته الساخر يناديها
, ( حنين ٢ نقطة )
, التفتت ببطءٍ لتنظر اليه برهبةٍ كما اعتادت دائما ٢ نقطة انه ضخم ، طويل ٢ نقطة وسيم بشكلٍ غير عادل لغيره من الشباب ٢ نقطة لكن وسامته تحمل طابعا اجراميا منبعثا من نظراته البراقة ٢ نقطة و التي لم تنطفىء كما انطفأت نظرات مالك بعد موت نوار ٢ نقطة
, توقفت تشعر بالتقزم أمامه كالعادة و هي تفرك أصابعها بارتباك ٢ نقطة لا تجد القدرة على النظر الى عينيه و هي تهمس ( نعم ٢ نقطة )
, اقترب منها بطلته المخيفة في بنطاله الجينز الذي يبرز عضلات ساقيه ٢ نقطة وقميصه المفتوح لمنتصف صدره مظهرا عضلاته الضخمة بالنسبةِ الى عمره الذي لم يتجاوز الثالثة و العشرين ٢ نقطة
, وقف يطل عليها من علوه مدخنا سيجارته بعبث مدققا النظر الى أهدابها المسبلة و وجنتيها المتوردتين ٢ نقطة و طال نظره عند شفتيها المائلتينِ في استسلامٍ حزين ٢ نقطة قال لها بإيجاز بعد فترة صمت
, ( كيف حالك ؟٢ نقطة ) فردت عليه بنفس الأختصار ( الحمد لله ٢ نقطة )
, سألها نافثا دخان سيجارته في وجهها ( أين كنتِ ؟٢ نقطة )
, رمشت بعينيها في ارتباك وخجل و هي تدرب نفسها على تقبل حقه في السؤال منذ اليوم ٢ نقطة فأجابت بضعف و هي ترفع الحقيبة التي تحتوى بعض الخضر
, (كنت أشتري بعض الأغراض لعمتى من السوق ٢ نقطة )
, قال لها بعد فترة صمت ( كيف حال دراستك ؟٢ نقطة أتحتاجين مساعدة فيها ؟٢ نقطة )
, همست دون تفكير (شكرا ٢ نقطة مالك يساعدني فيما أحتاجه )
, لم تسمع رده ٢ نقطة و لم ترى ردة فعله ، لكن كل ما شعرت به هو هسيس أنفاسه ٢ نقطة ليقول بعد فترة بصوتٍ غريب
, (أريد أن أريكِ شيئا ٢ نقطة جلبته من أجل بيتنا )
, بيتنا ٢ علامة التعجب ٢ نقطة كم كانت تلك الكلمة غريبة على مسامعها ٢ نقطة و تشعرها بانقباضٍ في قلبها لا تعلم سببه ٢ نقطةهمست تتلعثم بأسى
, (لا ٢ نقطة لا أستطيع ٢ نقطة زوجة عمي تنتظرني ٢ نقطة )
, لم تنظر اليه لكنها استشعرت غضبه ٢ نقطة و كم أخافها هذا ٢ نقطة عاد ليقول بتملق مخيف قليلا
, ( لن أؤخرك ٢ نقطة ثقي بي )
, هل تذهب ؟٢ نقطة هل هذا من حقه ؟٢ نقطة أم ماذا تفعل ؟٢ نقطة همست بتردد بعد فترة و هي تنقل ثقلها الذي تحمله من يدها الى اليد الأخرى ( حسنا ٢ نقطة لكن أرجوك لن أستطيع البقاء طويلا ٢ نقطة )
, أومأ برأسه دون أن يجيبها ٢ نقطة ثم دون مقدمات اخذ حقيبة الخضروات من يدها ٢ نقطة ليلتقط يدها بيده الحرة قابضا على كفها الصغيرة
, ارتعشت و حاولت جذب يدها من يده الا أنه لم يتركها و لم يسمح لها بالتحرر منه ٢ نقطة وهو يجرها خلفه الي بيتهم القديم ٢ نقطة
, صعدت خلفه الدرجات الحجرية المتهالكة و هي تشعر بالرعب في كل درجة تصعدها ٢ نقطة لكنه كان يشدد على يدها ليجذبها خلفه الى أن توقفا أمام غرفةٍ قرب السطح ذات بابٍ خشبي قديم ٢ نقطة همست حنين و هي تراه يفتح باب الغرفة
, (ما هذه الغرفة ؟٢ نقطة ولماذا أتينا الى هنا ؟٢ نقطة )
, فتح الباب لتطالعها غرفة بسيطة كل ما فيها متآكل ثم استدار اليها وهو يقول بغموض
, ( إنها غرفتي الخاصة ٢ نقطة أعيش هنا تقريبا و ليس في شقة أبي ٢ نقطة )
, ارتجفت ثانية و هي تهمس بخوفٍ مبتعدة قليلا ( و لماذا أحضرتني الى هنا ؟٢ نقطة )
, شد يدها لتقترب كثيرا منه حتى ضاعت أنفاسها اللاهثة و هو يهمس بالقرب من أذنها ( ما أريد أن أريك ، وضعته هنا في غرفتي الخاصة ٢ نقطة هيا ادخلي )
, جذبها خلفه ليدخلا الغرفة ٢ نقطة فوضع حقيبة السوق أرضا و أغلق الباب ٢ نقطة فاستدارت اليه وهي تهمس
, ( أين هو ما تريد أن تريني ؟٢ نقطة )
, لم يرد عليها بل انقضت ذراعاه الحديديتين من حولها وهو يرفعها من خصرها اليه مهاجما مشاعرها التي لم تجتاح يوما بهذا الشكل الهادر ٢ نقطة
, حاولت مقاومته تماما مثلما حاولت اليوم و هي ناضجة في الرابعة و العشرين ٢ نقطة لكنها لم تفلح كما لم تفلح اليوم وهو يدور بها اثناء طوفانه الهادر الذي سلبها عقلها الى أن وقع بها على الفراش الصلب و الذي زأر من تحتهما ٢ نقطة
, عادت اليها ذكرى فضلت أن تموت من بعدها كل يومٍ تلاها ٢ نقطة حين فتح الباب الخشبي بقوةٍ و صوت والدة جاسر الصارخة ترعد فيهما ٢ نقطة
, تذكرت جيدا جاسر و هو ينهض بهدوءٍ يغلق أزرار قميصه وكأن شيئا لم يحدث بينما ٢ نقطة لم يقل سوى
, ( إنها زوجتي ٢ نقطة أم نسيتم ذلك ؟ )
, تعالى صوت والدته تصرخ و تشتم٢ نقطة وما أن حاولت حنين مناشدتها أن تخفض صوتها وهي تشهق باكية حتى رفعت يدها التي تشبه المطرقة لتصفعها بشدةٍ ناعتة إياها بعدة ألفاظ اقترنت كلها بابنة رشوان ٢ نقطة هربت بعدها مذعورة تنزل السلالم جريا و صوت جاسر الصارخ يهز السلم مجلجلا في مواجهة والدته ٢ نقطة
, انسابت دموعها غزيرة على وجنتيها الشاحبتين و هي تستند برأسها الى زجاج نافذته اليوم بعد عشرِ سنواتٍ من ذلك اليوم المشؤوم ٢ نقطة
, كانت تظن أن الدنيا قد تصالحت معها بعد كل ما عاشته في بداية حياتها ٢ نقطة لكنها على ما يبدو كانت مخطئة ٢ نقطةاخذت تنشج بضعفٍ دون صوتٍ أو نفس ٢ نقطة حتى ثقل جفناها و راحت في سباتٍ عميق ٢ نقطة
, ولم ترى قبضتيه اللتين اشتدتا على المقود وهو يزيد من سرعة السيارة ٢ نقطة و لم ترى ملامحه المتجهمة و هو ينظر اليها نائمة باكية ٢ نقطة و بالتأكيد لم ترى ما بقلبه و هو مضطرا في هذه اللحظة لإعادتها الى منزل عمها ٢ نقطةمع وعده لنفسه أنها قريبا جدا ستعود الى بيتها الحقيقي ٢ نقطة
, كان يتطلع اليها وهي تنطق بكلِ إجابة بأعصابٍ محروقة ٢ نقطةمرت الدقائق ببطءٍ وهو يستجوبها في ما يشبه التحقيق الرسمي ٢ نقطة يكرة التوصيات و العلاقات النافعة ٢ نقطة وحين يخبره رئيسه المباشر أن من سيقوم بعمل المقابلة معه لديه توصيتة ليتهاون معه قليلا ٢ نقطة وقتها يشعر بالاستفزاز و يقرر أن يفصل كل جزءٍ في حامل التوصية ٢ نقطة
, وهي لم تكن استثناءا ٢ نقطة ما يقارب الساعة الآن وهو يسألها أسئلة عامة تضم ما يرغبه من معلوماتٍ هندسية ٢ نقطة هذا دون ذكر الأختبار الذي ستجتازه إن سمح لها بالمرور المرحلة الثانية ٢ نقطة
, فرصتها شبه معدومة مع هذا العدد من السنوات المفقودة دون خبرة ٢ نقطة لكن من حقها على الأقل الحصول على فرصة متساوية مع من تقدموا للعمل ٢ نقطةولم يملك نفسه من التساؤل عن السبب الذي جعلها لا تستخدم معارفها في وقتٍ ابكر قليلا من ست سنوات ٢ نقطة
, يجلس أمامها مسترخيا في مقعده ٢ نقطة طارقا الى سطح المكتب بإصبعه في نغمةٍ رتيبة تثير القلق أكثر ٢ نقطة إنها تسرد على ما يبدو وكأنها ظلت تدرسه لفترة طويلة ماضية ٢ نقطة
, ما لفت انتباهه هو ارتباكها المثير للعطف قليلا و الذي يتناقض مع الثقة التي كانت من المفترض أن تتحلى بها من وجهة نظرها المتعالية كما صنفها ٢ نقطة لكن الآن ينظر الى قبضتيها اللتين تفركانِ بعضهما ٢ نقطة وأصابعها التي ابيضت مفاصلها من شدة الضغط عليها ٢ نقطة
, ساقها المهتزة بعنفٍ لم ترتح منذ أن جلست ٢ نقطة حتى أوشك أن ينبهها الى التعب الذي لابد و أن يكون قد أصابها من هذا الارهاق العصبي الذي يفترسها ٢ نقطة
, عاد بنظره الى ما جذبه من البداية ٢ نقطة منذ أن عرضت عرضها الوقح صباحا ٢ نقطة شفتيها ٢ نقطةوهي تتحدث دون أن تنظر اليه وكأنها تلميذةٍ صغيرة ٍ في اختبارٍ شفوي ٢ نقطة
, منذ أن بدأت الحديث و نظره كان شاردا في ذلك القطع الطولي الذي يقطع شفتيها الاثنتين معا بقسوة ٢ نقطة يبدو من لونه و كأنه جرحا قديما بالرغم من عمقه ٢ نقطة قسوته تتناقض مع نعومة ملامحها ٢ نقطة أيا كان الحادث الذي أصابها فهو بالتأكيد مخيفا مؤذيا ٢ نقطة
, رفعت نظرها في لحظةٍ خاطفةٍ وهي تتكلم فصدمتها نظرته الصريحة الى جرحِ شفتيها ٢ نقطة وقتها تلعثمت في ما كانت تقوله بل ونسيت أين توقفت ٢ نقطة فحاولت المتابعة عدة مرات وهي ترفع يدا مرتجفة لتغطي بها شفتيها في حركةٍ حاولت أن تجعلها عفوية ٢ نقطة
, بقعةٍ بنيةٍ وكأنها حرق كانت ظاهرة جزئيا على رسغ يدها من تحت كم سترتها الطويل ٢ نقطة لكن يبدو أنها لم تنتبه وهي تهتم بتغطية شفتيها أثناء كلامها ٢ نقطة الى أن خفتت كلماتها أخيرا وصمتت ما أن انتهت ٢ نقطة
, أخفضت يدها ٢ نقطة عينيها ٢ نقطة رأسها ٢ نقطة أريد هذا العمل بشدة ٢ نقطة يا **** أحتاجه للغاية ٢ نقطةأكثر ما أحتاجه في هذه الفترة ٢ نقطة فقدره لي يا **** ٢ نقطة
, ظل هو ينظر الى ملامحها الشفافة التي عكست كل صراعها و قلقها ٢ نقطة ثم عاد ليسألها
, (آنسة رنيم ٢ نقطة لابد وأنك تعلمين أن ست سنوات دون عمل أو خبرة بعد التخرج ٢ نقطةهو شيء صعب للغاية ، اليس كذلك ؟٢ نقطة هل بإمكاني أن أعرف ما الذي منع عملك بالرغم من أن فرصة الحصول على عمل من ست سنوات كانت أسهل بالتأكيد )
, يالهي ٢ نقطة ها قد أتى السؤال الذي كانت تخشاه ٢ نقطة وكانت تعلم أنه السؤال البديهي الوحيد الذي يسأل في مقابلات العمل ٢ نقطة
, أخذت نفسا عميقا ثم همست بصوتٍ حاولت جعله هادئا قدر الإمكان ٢ نقطة
, ( ظروف خاصة ٢ نقطة ) اجابةٍ دبلوماسية تعلمتها من والدها لتقطع الخوض في الموضوع
, لم تتحرك ملامحه التي لا تعبر عن شيء ٢ نقطة الى أن قال بهدوء
, ( اعذريني لكن الا تجدين افتقادك الخبرة سنواتٍ طويلة يمثل عائقا لمثل تلك الوظيفة ؟٢ نقطة )
, ابتلعت ريقها و ازداد اهتزاز ساقها ٢ نقطة لن تنجح ٢ نقطة لن تنجح أبدا ٢ نقطة لكن ليس هناك ماهو ليس بهينٍ على **** ٢ نقطة لذا طمأنت نفسها قليلا فليحدث ما يحدث ٢ نقطة وهمست
, ( يكفيني شرف المحاولة ٢ نقطة وبالتأكيد إن حصلت على الفرصة فسأبذل المستحيل من أجل استحقاقها )
, لم تتحرك عضلة واحدة في وجهه الصلب ٢ نقطة بل ظل ينظر اليها في صمت ، تشعر بنظراته تنفذ الى أعماقها ٢ نقطة هل كل مقابلات العمل مرهقة عصبيا الى تلك الدرجة المضنية ٢ نقطةأم أنها هي فقط الحساسة أكثر من اللازم ٢ نقطة
, قال أخيرا ( آنسة رنيم أنتِ آتية من طرف عاصم رشوان اليس كذلك ؟٢ نقطة)
, أغمضت عينيها برعب ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة إن الأمر يزداد سوءا ٢ نقطة كيف تخيلت أنه لن يتطرق الى الأمر من باب اللياقة ، ٢ نقطة كيف يظن البعض أن المحسوبيات غير محرجة ٢ نقطة أنها تتمنى في تلك اللحظة أن تبتلعها الأرض من شدة خزيها ٢ نقطة
, بالطبع ترى ما يراه هو الآن من مقعده ٢ نقطة فتاة تافهة لم تعمل يوما ٢ نقطة لم تكتسب خبرة أبدا ٢ نقطة و تأتي بمنتهى التبجح ببطاقة من عاصم رشوان صاحب الخدمات الكريمة في المدينة ٢ نقطة
, لن تجيب ٢ نقطة لن ترد عليه ٢ نقطة الأمر فشل قبل أن يبدأ ٢ نقطة لذا كل ما تتمناه هو أن تخرج من هذا المكان في الحال والا انفجرت في البكاء أمامه ٢ نقطة
, ( آنسة رنيم ؟؟٢ نقطة )
, ظلت ناظرة الى الأرض أمامها بعناد ٢ نقطة دافنة كفيها المثلجتين في حضنها ٢ نقطةلن ترد ٢ نقطة لن ترد ٢ نقطة فليخاطب نفسه ، المهم أن تنتهي تلك اللحظة العصيبة ٢ نقطة
, قال بصوتٍ هادىء تشوبه بعض الفظاظة
, ( يبدو أن السؤال قد أحرجك ٢ نقطة هل كنتِ تفضلين الا نتطرق اليه مدعين أنكِ هنا بجهودك الذاتية ؟٢ نقطة )
, الوغد ٢ نقطة الأحمق ٢ نقطة الذي لا يعرف أبسط أصول اللياقة ٢ نقطة لم تستطع منع نفسها من رفع رأسها و النظر الي عينيه علها توصل اليه رأيها الصريح به ٢ نقطة لكن ما أن التقت عيناها بعينيه حتى صعقتهما نظرته القاسية و التي سبقتها لتعلمها برأيه الصريح في أمثالها ٢ نقطة
, أخفضت عينيها يغشاهما ألمٌ مؤذي ٢ نقطة نظرة الاحتقار كانت بادية في عينيه ٢ نقطة ولا تعرف لماذا آلمها هذا بشدة ٢ نقطة
, كان ينظر الى رأسها المنحني بضعف ٢ نقطة لم يستطع منع ذلك الشعور بالذنب الذي تسلل اليه من نظرته غير العملية التى رماها بها للتو ٢ نقطة إن كان سيرفضها فليفعل ٢ نقطة دون الحاجة الى إهانتها حتى ولو بنظرة ٢ نقطة
, لذا رجع الى التحدث بعمليةٍ وهو يتطرق الى الأسئلة الشخصية و التي تسأل عادة في المقابلات بغرض اختبار مدى استعداد المتقدم
, ( أرى أنكِ تضعين خاتم خطبة ٢ نقطة فهل سيؤثر زواجك القريب على عملك في حين نلتِ الوظيفة ؟٢ نقطة )
, لو أنها تلقت لكمة لكانت أهون من ذلك السؤال ٢ نقطة هل هو تحديدا الفظ ٢ نقطة أم أن هذا هو المعتاد في مقابلات العمل ٢ نقطة إنها لم تتقدم الى أيا منها من قبل لذا لا تستطيع الحكم على ذلك ٢ نقطة بالرغم من تحضرها لبعض الاسئلة الشخصية ٢ نقطة لكن السؤال عن زواجها الوشيك ٢ نقطة كان فوق تصورها ٢ نقطة
, ماذا سيكون ردة فعله ان أجابته بصدقٍ ٢ نقطة أنها هنا دون علم خطيبها ٢ نقطة والذي سيحيل حياتها جحيما إن عرف بنيتها في العمل ٢ نقطة
, لم تفكر فيه حين تقدمت لهذه الوظيفة ٢ نقطة حين قررت أن تتهور ضاربة بكل ما يعتمل في نفسها من خوفٍ عرض الحائط ٢ نقطة
, حياتها في الآونة الأخيرة أرهقتها للغاية ٢ نقطة و نائل له أروع الفضل في ذلك ٢ نقطة لذا قررت أن تعمل ما تتمناه بمنتهى الشجاعة ٢ نقطة حتى وإن كانت هذه الشجاعة مرتبطة بإخفاء الأمر عن ٢ نقطة خطيبها ٢ نقطة لا يهم ستترك التفكير في العواقب لما بعد ٢ نقطة الخطوة الأولى كانت الحصول على هذه الوظيفة ٢ نقطة لكن يبدو أن ليس كل ما يتمناه الانسان يدركه ٢ نقطة
, نسيت نفسها شاردة أمامه ٢ نقطة ملامحها الشفافة تعبر عن الصراع الدائر بداخلها ٢ نقطة و عيناها تائهتانِ بعيدا ٢ نقطة لذا سأل مباشرة حين لم ترد عليه في الحال
, ؛( ماذا يعمل خطيبك ؟٢ نقطة )
, رفعت رأسها مجفلة من شرودها ٢ نقطة ثم قالت دون تفكير
, ( يتولى منصبا في السلك الدبلوماسي ٢ نقطة )
, رفع حاجبا لم ترتح له أبدا ٢ نقطة هل أخطأت الإجابة ؟٢ نقطة و جائها الرد حين قال باستفزاز
, ( أي أنه منصبا يتطلب السفر كثيرا ٢ نقطة و بالتأكيد لك أيضا ٢ نقطة فهل فكرتِ في ذلك أم أنك ستعتمدين على الأجازات الطويلة سلفا ٢ نقطة)
, زمت شفتيها بغضبٍ أحمقٍ منه ٢ نقطة لكن الجزء الأكبر من نفسها ، لو تتمكن فقط من التفكير قليلا قبل أن تتكلم ٢ نقطة لكنها مجبرة الآن على المتابعة فقالت تتلعثم قليلا
, ( هذا سابق لأوانه ٢ نقطة زواجي ليس وشيكا ، وحتى ٢ نقطة وإن كان فهو لن يؤثر على عملي أبدا ٢ نقطةأنا و ٢ نقطة خطيبي متفقان على هذا تماما ٢ نقطة )
, رمشت بعينيها وهي تدعو **** أن يسامحها على تلك الكذبة ٢ نقطة لكن الوسيلة مشروعة مادام الغرض نافعا ٢ نقطة وهي ترغب في هذا العمل ليس أكثر ٢ نقطة بالتأكيد ليس أمرا سيئا للغاية ٢ نقطة لو كانت حور مكانها لما ترددت ٢ نقطة كانت لتنال ما تريد بكافة الوسائل دون أن تتردد مثل ترددها الآن ٢ نقطة لكم تحتاج شجاعة و قوة حور في تلك الللحظة
, صمت عدة لحظات وهو يراها تتلاعب بخاتمها دون وعيا منها تقريبا ٢ نقطة نظر الى ساعة معصمه فأدرك أنه تجاوز الوقت المحدد للمقابلة ٢ نقطة أكثر ممن سبقوها ٢ نقطة لا يعلم لماذا شعر هذه اللذة الشيطانية في استفزاز سيطرتها الهشة ٢ نقطة مع ذلك العطف المتسلل رغما عنه تجاهها ٢ نقطة من حقها أن تحلم بشيءٍ تريد تحقيقه ٢ نقطة لكن من حقه ومن ما يمليه عليه منصبه في العمل أن يكون منصفا مع الباقين و الا ينخدع بهشاشتها البادية ٢ نقطة العمل عمل ٢ نقطة وهي لم تثر حتى ولو ذرة من اقتناعه بإستحقاقها الوظيفة ٢ نقطة
, لذا استقام في مقعده وهو يقول بلهجةٍ مفهومة
, ( حسنا آنسة رنيم ٢ نقطة لقد تشرفت بمقابلتك ، وسنبلغك بالنتيجة في خلال يومين بعد اجتيازك الاختبار الأخير ٢ نقطة)
, رفعت عينيها اليه وهو يصرفها بهدوء ٢ نقطة كان من المفترض أن تتنفس الصعداء ، لكن لسببٍ ما ظلت تنظر الى عينيه لحظتين ٢ نقطة فقط لحظتين ٢ نقطة مر استجداءا رقيق في عينيها دون قصدٍ منها ٢ نقطة تود لو طلبت منه ابقاؤها ، تود لو تشرح له حاجتها للعمل ٢ نقطة وليست كل حاجة للعمل هي حاجة مادية ٢ نقطة
, بعد تلكؤها الشارد للحظتين تداركت نفسها فانتفضت واقفة و هي متشبثة بحقيبتها الصغيرة ٢ نقطة اخفضت رأسها للحظةٍ فغطى شعرها الناعم جانب وجهها وهي تهمس مترددة
, ؛( أشكرك ٢ نقطة سأنتظر )
, لكن قبل أن تتحرك لمحت يده تمتد اليها دون كلام ٢ نقطة فنظرت الى كفه القوية وهي تشعر بتوتر غير مفهوم لكنها رفعت يدها اليه والتي اختفت تماما بداخل كفه السمراء ٢ نقطةصدمة ٢ نقطة صدمة أصابتها من تلامس كفيهما عضت على شفتيها تنظر الى كفيهما معا ٢ نقطة تعقلي يا رنيم ٢ نقطة تعقلي ٢ نقطة فسحبت يدها سريعا قبل أن يلاحظ حماقتها اللحظية ٢ نقطة
, أومأت بارتباك واضعة شعرها خلف أذنها ٢ نقطةثم استدارت لتغادر مكتبه غير مدركة لنظراته النافذة الى ظهرها تراقب انصرافها ٢ نقطة
, أكمل عمله خلال اليوم٢ نقطة تلح عليه صورة جرحٍ عميق يقطع شفتين ناعمتين، لا تريد أن تغادر تفكيره ٢ نقطة دون أن يعلم السبب
 
الفصل الحادي عشر


أوقف سيارته بعد أن وجد المنزل ٢ نقطة ها هو أخيرا ٢ نقطة بيت القاسم ، بيتٍ قديم كما توقع في مكانٍ متوسط الحال لا بأس به ٢ نقطة لكن بالتأكيد سترتفع قيمتها الى عنان السماء ما أن يتم تنفيذ مشروع عاصم ٢ نقطة فعقلية عاصم لا تخطىء التصويب أبدا ٢ نقطة
, اتجه الي باب المنزل وهو يدق الجرس ٢ نقطة ظل واقفا فترة الى أن ضغط الجرس مرة أخرى دون مجيب ٢ نقطة الم تقل أن والدها موجود ؟٢ نقطة حين يأس من وجود أحدا في المنزل استدار ليغادر ٢ نقطة فوجد سيدة في منتصف العمر تقف أمام بوابة المنزل تنظر اليه بريبة ثم قالت
, ( من تريد يا سيد ؟٢ نقطة)
, اقترب منها مالك بخفة وهو يقول ( السلام عليكم ٢ نقطة أسأل عن الآنسة أثير أو والدها ٢ نقطة)
, أجابته المرأة ( أثير في عملها ٢ نقطة أما والدها فهو في المشفى منذ فترة ٢ نقطة اتريد أن تترك لها رسالة ؟)
, عقد حاجبيه قليلا الا أنه قال ( أشكرك سيدتي لكن أيمكنك أن تخبريني بمكان عملها ؟٢ نقطة)
, تردد المرأة قليلا وهي غير متأكدة من شخصيته فقال مالك يطمئنها (أنا مالك رشوان ٢ نقطة المالك الحالي للمنزل ، وكنت أريدها من أجل ذلك )
, في لحظةٍ واحدةٍ انقلبت ملامحها الى الشراسة وهي تتقدم منه متوعدة هاتفة ( اذن أنت عديم القلب و الإحساس ٢ نقطة والذي أحلت حياتها الى جحيمٍ الفترة الماضية ؟٢ نقطة وكأن المسكينة كان ينقصها المزيد ٢ نقطة )
, ارتفع حاجباه وهو يرفع يديه علامة التهدئة ٢ نقطة قائلا ( لحظة ٢ نقطةلحظة سيدتي ، في الأمر سوء تفاهم ٢ نقطة كنت أريد أن ٢ نقطة)
, الا أنها ظلت تتقدم منه بجسدها الضخم وهي تتابع هتافها الغاضب ( لم تتأخر سوى بضعة شهور في الخروج من المنزل ٢ نقطة الا تمتلك بعض الرحمة ٢ نقطة كيف تطردها ووالدها ٢ نقطة بينما والدتها متوفية منذ وقتٍ قريب ٢ نقطة كيف ستستطيع ايجاد مكان بهذه السرعة ، خاصة وهي خاصة وهي تجري من عمل الصباح الى عمل المساء ٢ نقطةهل ستتوقف الدنيا ان لم تستلمو المنزل في التو ٢ نقطة )
, حاول مالك الكلام مرة أخرى لكنها لم تدعه ليتكلم
, ( الا تشعرون بمن هم أقل منكم ؟٢ نقطة لكن بالطبع كيف ستشعرون ٢ نقطة وقد ولدتم وفي فمكم معلقة من ذهب ٢ نقطةانظر اليك *** مدلل حتى لست كبير السن بما يكفي لأستطيع الهوادة معك ٢ نقطة حسبي **** ونعم الوكيل ٢ نقطة حسبي **** ونعم الوكيل ٢ نقطة)
, قال مالك ( سيدتي ٢ نقطة)
, قاطعته هاتفة تدفعه في ذراعه ؛( حسبي **** ونعم الوكيل ٢ نقطة )
, قال مالك بنبرةٍ أعلى قليلا وقد بدأ يفقد صبره ( سيدتي ٢ نقطةأنا هنا لأناقش معها الفترة التي تحتاجحها الى أن تدبر أمورها ٢ نقطةأي أن ليس في نيتي إخراجها من المنزل في وقتٍ قريبٍ أبدا ٢ نقطة فهلا تكرمتِ و أخبرتني أين أجدها ؟٢ نقطة )
, صمتت المرأة قليلا وهي تستوعب كلامه ٢ نقطة ثم ترددت قليلا ومدت يدها تعدل من كم قميصه وهي تقول بتهذيبٍ مفاجىء
, ( نعم ٢ نقطة هذا هو الكلام ، ٢ نقطةاعذرني ، يبدو أن الحماس قد دفعني قليلا ٢ نقطة أرجو الا تحمل شيئا ضد أثير بسبب لساني ٢ نقطة)
, عدل مالك قميصه بضيقٍ وهو ينظر الي وجهها الذي ارتسمت عليه مظاهر البراءة فجأة ٢ نقطةبعد ذلك الفاصل الذي أمطرته به منذ لحظات ٢ نقطة
, وقال بغيظ مكبوت ( أين أجدها سيدتي من فضلك ٢ نقطةلأني إن لم أرها اليوم سأنسى الأمر تماما فليس لدي وقت لأضيعه ٢ نقطة )
, قالت بسرعةٍ ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة اليوم أفضل ٢ نقطةإنها تعمل نادلة في أحد المقاهي ، ذلك الذي اسمه ٢ نقطةأو شيءٍ كهذا لكن أستطيع أن أصف لك عنوانه جيدا ٢ نقطة )
, بالطبع نطقت اسمه بشكلٍ مشوهٍ تماما ٢ نقطة الا أنه استطاع استنتاج الإسم الصحيح بالتقريب وعرفه ولم يكن بحاجةٍ لسماع العنوان ٢ نقطة لذا قال بجفاء
, ( عرفته سيدة ٢ نقطة ) قاطعته بابتسامة طريفة وهي تحاول الظهور بافضل ما عندها ( أم صابر ٢ نقطة)
, أخذ نفسا وهو يتطلع من طوله الفارع الى السيدة القصيرة الممتلئة التي تنظر اليه بطرافة بينما كانت على وشكِ أن تصفعه منذ لحظة ٢ نقطة ثم قال بخشونة
, ( حسنا يا أم صابر ٢ نقطة أنا ذاهب اليها ،٢ نقطة القي التحية على صابر ،كان **** في عونه ٢ نقطة )
, ضحكت السيدة الغريبة الاطوار بخجل و احمر وجهها من دعابة ذلك الوسيم الغاضب ٢ نقطةثم استدار مالك لينصرف متجها اليها ٢ نقطة متأففا من ذلك الموقف الذي أخذ منه وقتا أكثر من اللازم ٢ نقطة
, بعد فترة كان يقف أمام ذلك المكان الذي جلس فيه مرة واحدة منذ سنتين او ثلاثة ولم يوافق هواه ٢ نقطة فهو يفتح أبوابه أربعٍ وعشرين ساعة ٢ نقطة صباحا يكون مكانا للعاطلين أو المدللين أو الطلبة الفارين من مدارسهم وجامعاتهم ٢ نقطة أما مساءا فيكون مكانا لضم معظم العابثين ٢ نقطة حيث تتقدم مطربةٍ ذات صوتٍ مريع لتغني بشكلٍ منفر وهي ترتدي ما يشبه زي الراقصات ٢ نقطة
, حتى أن المشروبات الروحية تقدم ليلا في الخفاء ٢ نقطة نظرا لعدم امتلاك المكان تصريحا بتقديمها ، الا أنها موجودة ٢ نقطة
, تعجب من عمل فتاةٍ كأثير في مكانٍ كهذا ٢ نقطةأكثر من مرةٍ سمع عن تحرير مخالفاتٍ ضده بسبب المناظر الخادشة للحياء ٢ نقطة
, نزل الى المكان و اختار طاولة منه و جلس منتظرا ٢ نقطة لا يريد أن يسأل عنها أحدا حتى لا يسيء الى منظرها خاصة في مكانٍ كهذا ٢ نقطة
, كانت هناك عدة فتيات تتنقلن بين الطاولات ٢ نقطة يرتدين زيا موحدا ٢ نقطةمن تنورةٍ سوداء قصيرة تعلوها سترة حمراء بلا أكمام فوق قميصٍ أبيض ٢ نقطة
, كان زيا رسميا من المفترض ٢ نقطة بالرغم من أن تلك الرسمية لا تناسب المكان أطلاقا ٢ نقطة فهو زيٍ خادع الغرض منه اجتذاب المارين الى المكان أكثر ٢ نقطة خاصة و أن اثنتين من الفتيات تمرانِ على الطريق أمام باب المقهى وكأنهما تعلمان الزبون عن جمال البضاعة المعروضة بالداخل ٢ نقطة حيث أن ذلك الزي الرسمي الضيق القصير شديد الإغراء اكثر من أي ملابس فاضحة
, ظل ينظر من حوله باحثا عنها بضيقٍ من المكان الذي لا يرقى الى ذوقه ولا الى مستواه الى أن رآها من على بعد ٢ نقطة تحمل صينية عليها بعض المشروبات الى طاولة مجموعة ٍ من الشباب تبدو عليهم مظاعر العبثِ و الحماقة ٢ نقطة وحين انحنت قليلا لتضع المشروبات على الطاولة لمح مالك أحد الشباب و هو ينظر الي جسدها وهي منحنية بينما يغمز بعينه الى صديقه المقابل ليرى ما يراه ٢ نقطة
, أصاب مالك اشمئزاز من تلك الحقارة البادية عليهما بينما أثير غير مدركة بالمرةِ لما حولها وعيناها الزرقاوين شاردتان في عالمٍ آخر ٢ نقطة تلك الحمقاء هل هي عمياء تماما غير واعية لغمزاتهما القذرة ٢ نقطة كم من الوقت ستظل منحنية بهذا الوضع ٢ نقطة وكأنها سمعته فاستقامت أخيرا وهي تحمل الصينية الفارغة لتستدير مبتعدة ٢ نقطة لكن ليس قبل أن يقول لها أحد الشابين شيئا لم يتبينه مالك ٢ نقطة لكنه رأى أثير وهي تبتسم له معتذرة ثم تبتعد تحت أنظارهما الفجة ٢ نقطة
, خطوتين ابتعدتهما ثم رفعت رأسها ٢ نقطة لتلتقي عينيها بعينيه مباشرة ٢ نقطةللحظةٍ تجمدت في مكانها ٢ نقطة ثم لاحت الدهشة على ملامحها الشفافة ، الى أن اختلطت بها بعض مظاهر السعادة الرقيقة ٢ نقطة فرق قلب مالك اليها وهو يفكر أنها لا تتلائم مع هذا المكان إطلاقا وهو لا يخطىء في نظرته الى البشرِ عادة ٢ نقطة
, شاهدها وهي تقترب منه بسرعةٍ الى أن وقفت أمامه محتضنة الصينية ببراءةٍ وكأنها طالبة تحمل كتبها ٢ نقطة رأى الإبتسامة الجميلة تتسع لتشمل وجهها كله بينما عينيها تحملانِ بعض القلق فلربما غير رأيه عن آخر مرة ٢ نقطة
, أشفق على ذلك القلق المختلط بابتسامتها ٢ نقطة فقال مبتسما هو الآخر قبل أن تبادر للسؤال
, ؛( صباح الخير يا أثير ٢ نقطة)
, ابتسمت أكثر وارتبكت بينما احمرت وجنتيها ٢ نقطة لكنها أجابت برقة متلعثمة مثرثرة
, ؛( صباح الخير يا سيد مالك ٢ نقطة ماذا تفعل هنا ؟هل أتيت بالصدفة ؟لم أرك هنا من قبل ٢ نقطةأم أنك أتيت الى ٢ نقطةكيف عرفت مكان عملي ؟٢ نقطةأم أنك هنا بالصدفة ؟٢ علامة التعجب٢ نقطة)
, ضحك مالك برقة وهو يقول ( لربما لو أعطيتِ لنفسك فرصة للتنفس ٢ نقطةأستطيع حينها الرد على أحد تلك الأسئلة المنهالة علي ٢ نقطة)
, ارتبكت للغاية و أخفضت نظرها لكن ابتسامتها لم تختفي بل أظهرت غمازة عميقة على أحد وجنتيها دون الأخرى ٢ نقطة تسائل مالك في نفسه ٢ نقطة اليس من المفترض أن تكونا اثنتين ؟٢ نقطة الا أنها واحدة فقط تحفر إحدى وجنتيها ٢ نقطة
, أفاق من سؤاله عليها وهي تقول بخفوت ( أنت متفوق على نفسك في في إحراج الآخرين سيد مالك ٢ نقطة)
, ضحك اعلى قليلا وهو يقول ( ليس الأمر بيدي ٢ نقطة احراجك ممتع )
, عادت لتطرق برأسها مبتسمة ثم قالت ( اذن يسعدني أنك استمتعت ٢ نقطة هل تخبرني الآن كيف عرفت مكان عملي ؟٢ نقطة فمن الواضح أنها ليست صدفة ٢ نقطة)
, قال مالك هادئا ( لا ليست صدفة ٢ نقطة لقد ذهبت الى بيتك أولا وهناك تطوعت سيدة لطيفة لتدلني على مكان عملك ٢ نقطة)
, قالت أثير بسرعةٍ ؛( أكيد تقصد أم صابر ٢ نقطة ليس هناك غيرها ، هل أحسنت الكلام معك ؟٢ نقطةأنا أعرفها جيدا )
, رفع مالك حاجبا مستفزا وهو يقول ( يكفي أن أعرف بأنكِ قد تطوعتِ مشكورة بتصييت اسم رشوان في الأوساط المحيطة بك ٢ نقطة والحمد لله أنني لم أخرج من هناك مسكوبا على رأسي دلو ماء بارد ٢ نقطة )
, تأوهت أثير مغمضة عينيها ٢ نقطة بينما ضحك مالك وهو يتابع ( نعم ٢ نقطة بإمكانك الخجل من نفسك الآن )
, فتحت أثير عينيها وعضت شفتها وهي تنظر اليه معتذرة ثم قالت ( صدقني لم أقصد ما حدث ٢ نقطة كل ما في الأمر أن أم صابر تعتبر والدتي ٢ نقطة وكنت كثيرا ما كنت أجري اليها باكية ٢ نقطة ومع الوقت اعتدت الأمر)
, نظر مالك نظرة جانبية ٢ نقطة وهو يلاحظ تهامس الشابين نفسهما ٢ نقطة وهما لا يرفعانِ أعينهم عنهما ٢ نقطة فنظر الى أثير قائلا بهدوء
, ( كنت أود لو طلبت منكِ الجلوس ٢ نقطة لكن في مكانٍ كهذا ، لا أعتقد أنها فكرة سليمة ٢ نقطة )
, احمر وجه أثير للغاية ٢ نقطة وهي تفهم كلمة ٢ نقطة مكان كهذا ٢ نقطة تفهمها جيدا ٢ نقطة لا بد أن شخصا كمالك رشوان سيكون مشمئزا للغاية من تواجده بمكانٍ كهذا ٢ نقطة حتى وإن كان يبدو عليه بعض الترف الا أن سمعته ليست جيدة على الإطلاق ٢ نقطةوهي تعرف ذلك ٢ نقطة
, انتابها غضبٌ عير مبرر للحظة ٢ نقطة ماذا يهمها من رأيه ، ومن هو لتهتم بنظرته ٢ نقطة الا أن تلك اللحظة لم تطل فقد نهرت نفسها على ذلك الخزي اللحظي الذي أصابها ٢ نقطة ليس هناك ما هو مخزي في عملها طالما أنها تستطيع الدفاع عن نفسها و البقاء باحترامها ٢ نقطة
, كما أن مالك رشوان لم ينطق بكلمةٍ تعيبها ٢ نقطة لا داعي لمثل تلك الحساسية
, همست لتطرد تلك الأفكار المخجلة بعيدا ( لا ٢ نقطة هذا ليس مسموحا هنا )
, ضحك مالك ضحكة استياء و عينيه لا تحملانِ أي بادرة مرح قائلا كلمة واحدة قاطعة ( أشك بهذا ٢ نقطة )
, عقدت حاجبيها ٢ نقطةنظرت اليه بألمِ الإحراج ٢ نقطةفآلمته بنظرتها ٢ نقطة لقد جرحها دون عمد و أوقع ذلك في نفسه شعورا سيئا ٢ نقطة
, لذا حاول أن يحسن من لهجته الساخرة القاسية وهو يتابع ( عموما الأمر لن يطول ٢ نقطة لقد جئت فقط لأخبرك بأن المهلةِ التي طلبتها ٢ نقطة صارت لكِ ٢ نقطة )
, ارتفع حاجباها ذهولا ٢ نقطة ثم تحول الذهول الى ابتسامة مذهلة لتظهر الغمازة الوحيدة لتغازل عينيه من جديد ٢ نقطة
, قالت وهي لازالت قيد الذهول ( كيف أستطيع أن أشكرك ٢ نقطة ماذا بإمكاني أن أقدم لك في المقابل ٢ نقطة فقط أخبرني ،أي شيء ٢ نقطة أي شيء ٢ نقطةأنا تحت أمرك ٢ نقطة )
, اختفت ابتسامته و قست ملامحه للحظة ٢ نقطةثم قال بجمود ( يوما ما سيقودك لسانك للهلاك ٢ نقطة لما لا تفكرين أولا قليلا قبل أن تطلقي العنان لأحصنة لسانك ٢ نقطة)
, صدمة ضاربة قضت على ابتسامتها في التو ٢ نقطة لم تجرؤ على سؤاله عن معنى كلامه ٢ نقطة طبعا من أغبى ما تتميز به هو أنها لا تفكر قبل أن تنطق ٢ نقطة لكن الطريقة التي قال بها ملاحظته الآن أشعرتها بأنها قد تهورت كالعادة ٢ نقطة
, ابتعدت بعينيها عن عينيه ٢ نقطة فشعر للمرةِ الثانية بأنه جرحها ، لكنها تبدو له هشة للغاية و بالرغم من أنها غريبة عنه الا أن مجرد ضميرٍ بداخله يشعره بأنه لا يجب أن يتركها هنا و يرحل ٢ نقطة لكن ما العمل ٢ نقطة
, قال لها بهدوء مخففا لهجته ( قصدت أن تنتبهي لنفسك جيدا يا أثير ٢ نقطة فقد يفهمك الناس بطريقة مخالفة لك )
, أومأت برأسها دون أن تسأل عن سبب تنبيهه ٢ نقطة المهم أن نيته طيبة ، إنه شخص صالح و هي تستطيع رؤية ذلك بوضوح ٢ نقطة
, لذا همست برقة بلهجةٍ أكثر اعتدالا ٢ نقطة ( أشكرك يا سيد مالك ٢ نقطة أعدك أن أحاول جاهدة في تلك الفترة أن ٢ نقطة)
, قاطعها قائلا ؛( انسي الأمر حاليا ٢ نقطةما هي حالة والدك الآن ؟٢ نقطة)
, رمشت بعينيها وهي تنظر اليه بحرج وهي تسأل ( هل تطوعت أم صابر بنقل الخبر اليك أيضا ؟٢ نقطة)
, ابتسم بجفاء قائلا ( لم ينقص سوى أن تخبرني بقصص باقي أبناء الحي ٢ نقطة أنها ٢ نقطة فلنقل مميزة للغاية )
, ضحكت برقة ضحكة حزينة ثم أجابت ( الأمر كما هو ٢ نقطة لكن يزداد سوءا مع مرور الوقت ، أنها حالة نادرة٢ نقطة تزداد تدريجيا حتى تسبب فشلا في جميع الوظائف الحيوية حتى بات لا يتعرف اليا منذ زمن ٢ نقطة الأمر محتوم ، ولا علاج له سوى الرعاية الخاصة ٢ نقطة)
, قضب جبينه لم يكن يظن الأمر كذلك ، كان يظن أن والدها حتى و إن كان مريضا الا إنه كان يعتقده موجودا معها ٢ نقطة لكن من الواضح أن وجوده أصبح صوريا مؤلما منذ سنواتٍ حسب فهمه لهذا المرض طويل الأمد ٢ نقطة و تلك الرعاية الخاصة لابد و أنها تكلفها الكثير ٢ نقطة
, قال مالك بهدوء ( لا بد وأن الأمر صعبا عليكِ ٢ نقطة)
, هزت كتفيها تقول باستسلام ( لقد تعودت ٢ نقطة كانت وفاة أمي هي الاصعب ، لأنها أتت مفاجئة ٢ نقطة كانت هي من تعاونني تساعدني ٢ نقطة كنا وحدنا لسنواتٍ عديدة ٢ نقطة وفجأة بدأ قلبها يرهق الى أن احتاجت لجراحةٍ مفاجئة ٢ نقطة وفي عدة شهور قليلة كنت قد فقدتها وأنا في حالة ذهول ٢ نقطة لا أصدق للآن سرعة ما حدث ٢ نقطة كنت دائما اتوقع أن أبي ٢ نقطة كنت أنتظر هذا الخبر بين كل لحظةٍ وأخرى ٢ نقطة لكن أتت وفاة أمي ضاربة كل ما ٢ نقطة أستغفر **** العظيم )
, أطرقت برأسها تبتلع غصة الدموع الحارقة ٢ نقطة وهي ترفع إصبعيها لتمسح دمعة تعلقت بزاوية عينها ، ٢ نقطة لمح مالك باستياء الشابين وهما يطلقانِ تعليقاتٍ لم يسمعها ٢ نقطة لكنه كان متأكدا من قذارتها ٢ نقطة
, بالطبع وقفت أمامه عدة دقائق ٢ نقطة استطاعت أن تبتسم ، تضحك ، ثم تبكي ٢ نقطة و أمامهم ٢ نقطة لا بد أن هذا استفز دنائتهم أكثر وأكثر ٢ نقطة لقد أساء اليها تماما بالمجيء الى هنا ٢ نقطة وهؤلاء الشباب لن يدعونها لحالها بعد هذا العرض المجاني الذي قدمته للتو لأحد الزبائن دون الآخرين ٢ نقطة ما العمل الآن ، كيف سيرحل ببساطةٍ و يتركها لهم ٢ نقطة لا يثق بمنظرهم أبدا ولا بنظراتهم التى يفهمها جيدا كشاب ٢ نقطة نظراتٍ متوعدة بالقادم ٢ نقطة
, ( أثير ٢ نقطة أنا يجب أن أذهب الآن )
, فتحت عينيها بدهشةٍ ٢ نقطة لقد أصابه الملل من حديثها ٢ نقطة بالطبع ٢ نقطة ماذا كانت تظن لتحكي له عما لا يهمه ٢ نقطةفأومأت برأسها سريعا و هي تبتسم له متحرجة مرتبكة ٢ نقطة
, نهض مالك من مكانه و عيناه ترمقانِ الشباب المهتمين بمنظرهما بين حينٍ وآخر ٢ نقطة ثم قال لأثير
, ( أين صاحب هذا المكان ؟٢ نقطة)
, نظرت اليه بغباء و هي تقول ( لماذا ؟٢ نقطة)
, أجابها مبتسما ( أين هو و كفى ؟٢ نقطة أريده في شيءٍ خاص )
, ظلت واقفة لعدة لحظات ٢ نقطة ثم أشارت بيدها ليتقدمها دون أن تعرف قصده ٢ نقطة فاتجه مباشرة الى الغرفة التي قادته اليها ، لكن قبل أن يطرقها ٢ نقطةلم تستطع أن تمنع نفسها من لمس معصمه ٢ نقطة فنظر الي يدها فوقه في الحال ٢ نقطة صعقت من تصرفها فانتزعت يدها و كأن ملمس ساعده الأسمر قد أحرقها ٢ نقطة ما هذا الغباء الذي فعلته ، لكنها لم تطل لتبين تصرفها المتهور وهي تقول بهمسٍ مرتجف
, ( سيد مالك ٢ نقطةأخبرني من فضلك ما الأمر ؟٢ نقطة أنا لن أتحمل أن أفقد عملي لأي شيءٍ ٢ نقطة أرجوك الأمر حياةٍ أو موت بالنسبةِ لي )
, ابتسم برفق و هو يقول ( لا تخافي ٢ نقطة لن تفقدي عملك الا حين تقررين تركه بنفسك )
, ابتسمت بخوفٍ ظاهر على محياها ٢ نقطة ثم ابتعدت قليلا لتدعه يطرق الباب طرقة واحدة ثم يدخل ٢ نقطة
, ابتعدت بظهرها تنظر الي الباب الذي دلف منه ٢ نقطة وهي تتسائل عما سيفعله ذلك المجنون ٢ نقطة لا ٢ نقطة ليس مجنونا ، بل هو ٢ نقطة لم تدري أن شفتيها تشكلتا لتهمسانِ بصوتٍ مسموع ٢ نقطة رائع ٢ نقطة
, رفعت يدا الي وجنتها الساخنة ٢ نقطة ثم التفتت لتعود الى عملها ٢ نقطةمحبطة ٢ نقطة تشعر بوجعٍ لا تعرف له سببا ٢ نقطة
, اثناء تحضيرها للكؤوس على طاولة البار الطويل أبصرته خارجا يلحقه مدير المكان مهرولا يكاد يتعثر احتراما لذلك الشاب الذي يفوقه طولا بكثير يكاد يغطيه بقامته ٢ نقطة فالتفت اليه مالك متحدثا بصوتٍ منخفض مشيرا له بأن يعود الى مكتبه ٢ نقطة فأومأ الرجل الذي يرعبهم دائما بينما هو الآن يبدو خادم طاولة أمام مالك رشوان ٢ نقطة
, اتجه مالك اليها مباشرة ٢ نقطة ودون كلام قال لها ( الديكِ هاتف ؟٢ نقطة)
, اتسعت عينيها قليلا ثم أومأت برأسها فقال لها ( جيد ٢ نقطة لكان الأمر أسهل لو أخذت رقم هاتفك المرة الماضية ، اعطني هاتفك ٢ نقطة )
, انحنت لتلتقطه من جيب سترتها و تناوله لمالك دون تفكير يذكر ٢ نقطة فأخذه على غير رضى خفي من ثقتها المخزية بالبشر ٢ نقطة
, طلب منه رقمه ٢ نقطة ثم سجل اسمه ليناوله اياه ٢ نقطة وهي تنظر بغباء لا تدري ما الذي يحدث من حولها ٢ نقطة
, مال اليها مالك مسندا الي البار الذي تقف خلفه ليقول ( أن تعرضت لأي مشكلة فقط هاتفيني ٢ نقطة)
, رمشت بعينيها وهي تهمس بقلق ؛( أي نوعٍ من المشاكل ؟٢ نقطة)
, صمت مالك ينظر اليها ثم قال بهدوء ( مشاكل عادة تصاحب العمل في مكانٍ كهذا ٢ نقطة بالتأكيد لم تسلمي منها )
, اسبلت جفتيها خجلا ٢ نقطة احراجا ٢ نقطة بل اكثر مما تظن في الواقع ٢ نقطة فجسدها لم يسلم في كثير الأحيان من لمسات القذرين ٢ نقطة وذلك البغيض الذي خرج مهرولا مطيعا للتو خلف مالك ، يعلم بذلك ويغض عنه الطرف لقاء كثافة المترددين على مكانه الحقير ٢ نقطة ومن لا يعجبها الوضع فلترحل وهناك الكثيرات غيرها يتمنين ما سيدره المكان من اكرامياتٍ سخيةٍ لهن ٢ نقطة مع أن ما يتقاضاه هو أكثر بمراحل
, (لا تخجلي أثير ٢ نقطة لم أقل ذلك لإحراجك ، لكني أعرف هذا المكان جيدا ٢ نقطة)
, همست باختناق ( أحتاج للعمل به ٢ نقطة)
, أجاب بهدوء ( أعرف ٢ نقطة) و لم يزد ٢ نقطة
, ثم قال لها ( تلك الطاولة التي كنتِ تخديمنها قبلي ٢ نقطة لا تتجهي اليها مرة أخرى ،٢ نقطة و تحاشي النظر اليهم ، فهمت ؟٢ نقطة)
, أومأت برأسها ٢ نقطةمبتسمة بمرارةٍ بداخلها ٢ نقطة أتراه يظن أنها لم تفهم نظراتهم ، لم تلمح ما يريدونه وما سيعودون اليه ليلا على الأغلب ؟٢ نقطة مالك رشوان بالرغم من هيبته المبهرة الا أنه يمتلك براءة قلب لم ترها من قبل ٢ نقطة
, حينها اعتدل مالك ليودعها برقة ٢ نقطة ثم قال ( لا تنسي ٢ نقطةإن احتجتِ لأي شيءٍ فلا تترددي في مهاتفتي )
, أومأت برأسها تحاول الابتسام بضعف ٢ نقطة فانصرف مالك تحت نظراتها التي غشيتها الدموع من تلك المعاملة التي لم تجدها من شخصٍ غريب مثله أبدا من قبل ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, فتحت عينيها اللوزتتين ٢ نقطة طرفت بهما و هي تستنشق هواء البحر من جديد ، للحظةٍ لم تتذكر أين هي ٢ نقطة ما هذا المكان وذالك السرير ٢ نقطة القاسي بشكلٍ رائع ٢ نقطة تغطيه رائحةِ عطرٍ تخللت أنفاسها مع البحر في وقت الغروب ٢ نقطة هذا العطر ستظل تحيا عليه مهما طال بها الزمن ٢ نقطة عطره هو ٢ نقطة حينها اندفعت اليها فكرة أنها أخيرا عادت الى مكانها الطبيعي ٢ نقطة الى فراشه ٢ نقطة ابتسمت شفتيها المكتنزتين وهي تغمض عينيها من جديد ٢ نقطة تتمرغ بدلالٍ وسط أغطية الفراش ٢ نقطة قريبا ٢ نقطةقريبا جدا سينضم اليها على هذا الفراش ٢ نقطة بين أحضانها ٢ نقطة أخذ قلبها يخفق بعنفٍ والصور القديمة تتلاحق أمام جفنيها المطبقين ٢ نقطة لتفغر شفتيها اللاهثتين قليلا ٢ نقطة
, اشتقت اليك يا قاسي القلب ٢ نقطة يا عديم الإحساس ، لكن انتهى زمن الإحساس الميت ، فقد عادت ملكة الأحاسيس الي حياتك المظلمة الكئيبة ٢ نقطة
, فتحت عينيها من جديد لتقفز من الفراش و ثوبها الخفيف يتطاير حول ساقيها مع رشاقة حركتها النابعة من روعة ما تشعر به ٢ نقطة
, اتجهت الى النافذة لتزيح ستائرها الخفيفة برقة وهي تنظر للبحر الظاهر أمامها متلاطما بأمواجه ٢ نقطة لتطير النسمات شعرها مع الستائر الخفيفة ٢ نقطة
, حنينٍ قديم شدها الى ذلك السحر ٢ نقطة منظر الغروب من بين ورش المراكب ٢ نقطة لم تكن يوما حالمة أو عاطفية ، الا فيما يخص نادر وحده ٢ نقطة
, لكن رغما عنها يلفها الحنين لحياة طفولتها في حي يشبه هذا الحي كثيرا ٢ نقطةفي بيت رائحة جدرانه تحمل عبقا مخدرا يتخلل أنفاسها ٢ نقطة
, انها تحيا كل يوم من حياتها تتمتع بمباهج الحياة المرفهة و الحديثة ٢ نقطة لكن أيا منها لم يستطع أن يثير فيها هذا الحنين المفاجىء لأيام طفولتها ٢ نقطة لأيام البراءة ٢ نقطة صحيح انها كانت مريعة في خبثها وهي طفلة ، الا ان هذا لا يمنع انها كانت بريئة و طفلة نوعا ما ٢ نقطة
, ابتسمت برقةٍ وهي تتذكر المقالب التي كانت توقع فيها حنين كل يومٍ تقريبا ٢ نقطة لكن مع ذلك كانت أياما سعيدة ٢ نقطة
, كان هو واقفا في باب الغرفة ٢ نقطة مكتفا ذراعيه مستندا بكتفه الى إطار الباب ٢ نقطة ينظر اليها وهي تقف اليه بظهرها ٢ نقطة ناظرة الى النافذة بينما شعرها الطويل يتطاير من خلفها مع الستائر على جانبيها ٢ نقطة
, ها هو يسمح لعينيه بالتجول على جسدها الطويل مرة أخرى ٢ نقطة وشعرها ٢ نقطة أكثر ما يثيره فيها هو شعرها ٢ نقطة يحب الشعور السوداء الطويلة كالليل ٢ نقطة وللأسف تمتعت بهذه الميزة التي لا تزال تجذب نظره الى الآن ٢ نقطة
, ( هل ارتحتِ قليلا الآن ؟٢ نقطة)
, التفتت اليه بسرعةٍ ما أن سمعت صوته ٢ نقطة ها هي تنظر اليه بنظراتها التي يعرفها جيدا ٢ نقطة تلك النظرات التي تلتهم كل جزءٍ صغيرٍ منه ٢ نقطة و تشعره بشعورٍ لعين ٢ نقطة لعينٍ ينعش كبرياء رجولته رغما عنه ٢ نقطة
, ما أن صعدت عيناها الي عينيه الصلبتين حتى رق اشتعالهما ٢ نقطة وظهر فيهما رجاءا ٢ نقطة أو ربما املا ٢ نقطة برؤية نظرة جديدة قد تحيي ذاك الأمل ٢ نقطة
, لكن ذلك لم يحدث ، وظلت عيناه متجمدتان ٢ نقطة فاقربت منه بمشيتها التي يعرفها جيدا ، مشية انتهى طرازها منذ زمن ٢ نقطة مشيةِ دلالٍ و كانها ترقص على أطراف أصابعها ٢ نقطة ليتحرك جانبيها بميوعةٍ معاكسة لتقاطع ساقيها ٢ نقطة وما أفضل من رنين خلخالها و أساورها ليكملا الصورة بنغمة الأغواء المستترة ٢ نقطة
, اقتربت منه دون أن تبتعد بعينيها عن عينيه ،الى أن وصلت اليه ٢ نقطة فرفعت وجهها ووضعت يديه على كتفيه تلامسهما بتردد وهي تهمس
, ( نادر الم يحن الوقت ؟٢ نقطة على ماذا تحاكمني ؟٢ نقطة على حبي لك ٢ نقطة على سعيي خلف باستمرار ، أنت زوجي ٢ نقطة ووالد ابني ، لما لا تتقبل هذا ببساطة ٢ نقطة ما الصعب في الأمر الى تلك الدرجة ؟٢ نقطة هل تجدني منفرة الى هذا الحد ؟٢ نقطة )
, ابتسم شبه ابتسامة جافة ثم قال بعد لحظة
, ( هل تريدين الإطراء ؟٢ نقطة أعرف أن خلف تلك النبرة المنكسرة رغبة متعطشة في سماع الإطراء ٢ نقطة لذا لن أخذلك ٢ نقطةأنتِ لست منفرة أبدا يا حور ٢ نقطة وأنتِ تعلمين ذلك جيدا ، بل أن مجرد الكلمة لا تصلح للاقتران باسمك و لو من قبيل التحدي ٢ نقطة)
, اتسعت عيناها قليلا ٢ نقطة صدمها كلامه ، لا تذكر أبدا أنها سمعت منه كلاما مشابها ٢ نقطةلم يهنها قبلا لكنه بالتأكيد لم يسمعها مثل هذا الكلام والذي لا يحوي نبرة سخرية ٢ نقطة بل يبدو صادقا تماما على الرغم من النبرة المتجمدة المغلفة له ٢ نقطة
, همست بتردد و بصوتٍ مجوف ( هل هذا حقا ما تراه ؟٢ نقطة)
, أجابها قاطعا ( أنتِ تعرفين ذلك جيدا يا حور فكفي عن التلاعب لسماع ما تريدين ٢ نقطة فها قد سمعتيه )
, لم تحاول الإنكار وهي تجيب بوقاحةٍ لم تفلح في اخفائها
, ( أعرف ٢ نقطة من الجميع تقريبا ، الا أنت ٢ نقطة لم تشعرني بهذا من قبل )
, أجابها وهو يمسك بيديها على كتفيه ليبعدهما برفق لكن ممتزجا ببعض الحزم
, ؛( لأن هذا لم يكن من أولوياتي يا حور ٢ نقطة )
, لم تترك يديه وهي تقبض عليهما بكفيها ترفض ان يتركها ٢ نقطة ثم قالت بنبرةٍ قاسية هي الأخرى
, ( وما هي أولوياتك يا نادر ؟٢ نقطة ماذا تطلب من هذه الحياة أكثر من زوجةٍ تريدك أكثر من أي شيءٍ آخر في هذه الدنيا و هي أيضا أم ابنك ٢ نقطة ما هي الأولويات التي تفوق ذلك ؟٢ نقطة)
, ظل ينظر الي عينيها بجموده ليقول في النهاية ( ألم تلاحظي أن المساء قد حل دون أن تسألي عن معتز ؟٢ نقطة)
, ارتبكت قليلا ورمشت بعينيها حينها حاولت سحب يديها لكنه وللغرابة شد عليهما لا يسمح لهما بالافلات ٢ نقطة فقالت متلعثمة
, ( لقد نمت من شدة التعب لم أشعر بمرور الوقت ٢ نقطةأنت أخبرتني أنه مع صديقتك في أمان ٢ نقطة)
, شد أكثر على قبضتيها لدرجةٍ آلمتها قليلا ٢ نقطة وهو يقول بصلابة
, ( صديقتي ٢ نقطة هي انسانة غريبة عنكِ تماما ٢ نقطة لم تعرفيها الا منذ ساعاتٍ قليلةٍ ولمدة لم تتجاوز دقائق ٢ نقطة صديقتي ٢ نقطة من المفترض أن تكون اهتمت بطعامه ٢ نقطة بذهابه الى الحمام ٢ نقطة بمراقبته كل لحظةٍ في الساعات الفائتة ٢ نقطة فهل إئتمنتها على ذلك من مجرد الدقيقة التي رأيتها فيها ٢ نقطة )
, ابتلعت ريقها وهي تقول بغضبٍ بدأ في الظهور
, ( أنت قلت لي لا تقلقي و ارتاحي ٢ نقطة فماذا اذن ؟٢ نقطة لا أحب أسلوب الفخ هذا )
, شد أكثر و أكثر على قبضتيها ليقول بصلابة أكبر
, ( أنا أقل هذا نعم ٢ نقطة لكن أنتِ ٢ نقطة أين اندفاعك ٢ نقطةأين لهفتك ٢ نقطة معتز له حالة خاصة وأنتِ تدركين ذلك ٢ نقطة لكن إجابة للسؤال الذي لم تسأليه الى الآن ٢ نقطة فاطمئنك أن معتز في أيدٍ أمينةٍ تماما ٢ نقطة علية ٢ نقطةهي أكثر الناس قدرة على الإعتناء به ٢ نقطة فلا تقلقي )
, عبست بشدةٍ من تلك السخرية التي صاحبت كلمته الأخيرة ٢ نقطة لكنها لم تتكلم بل نظرت الي بعتابٍ غاضب ٢ نقطة
, فتابع نادر بهدوء وهو يترك يدها بعد أن نال مبتغاه ( حضري نفسك لتنزلي معي ٢ نقطة سنتناول الطعام عند علية ، لقد أصرت على هذا ٢ نقطة و سأعرفك بجيراني هنا )
, نظرت اليه بتدقيق شرس و قد بدأت شعيرات الاستشعار عندها تلتقط الذبذبات من جديد ٢ نقطة فقالت دون أن تستطيع السيطرة على نفسها
, ( اذن ربما حان الوقت لأعرف ماذا تمثل علية بالظبط بالنسبة لك ؟٢ نقطة وأنت تتحدث عنها بمثل هذه الأريحية ٢ نقطة)
, رمقها بنظرةٍ مطولة من أولها لآخرها دون أن يجيب للحظات ٢ نقطة ثم قال بنبرته التي عادت الي خطورتها
, ( وهل تعتقدين بأن من حقك السؤال ؟٢ نقطة)
, اجابته دون أن يرف لها جفن ( لا أعتقد ٢ نقطة بل من حقي تماما أن أسأل من تلك التي تصر على دعوتنا و التي على ما يبدو أنها معتادة على التعامل مع ابني تماما ٢ نقطة ها أنا أسأل بعد أن اتهمتني منذ قليل ٢ نقطة وأنا أنتظر إجابة )
, ابتسم بقسوةٍ وهو يقول ببطءٍ متعمد ( منذ قليل كنت أتكلم عن ابنك ٢ نقطة أما عني فلا تملكين الحق في سؤالي عمن أعرفهم أو المقربين لي )
, المقربين له ٢ نقطة المقربين له ٢ نقطة اشتعل بداخلها الجنون وظهر في عينيها البراقتين ٢ نقطة فهتفت بما يعتمل في صدرها
, ( بل أملك كل الحق ٢ نقطةأنا لا زلت زوجتك ٢ نقطة تخيل إن انقلبت الأدوار و أخبرتك بأنك لا تملك الحق في سؤالي عن المقربين لي ٢ نقطة فهل سيكون ردك وقتها مماثلا ٢ نقطة)
, ظل ينظر اليها ٢ نقطة ومن سيغلب حور في فن الحوار ٢ نقطة انها موهبة متوارثة لكل انثى تتصف بصفاتها ٢ نقطة ماهرة في قلب الحقائق ٢ نقطة عيناها تلمعان شراسة و امتلاك ٢ نقطة كان يلومها منذ دقائق يريد أن يحي هذا الامتلاك تجاه طفلها ٢ نقطة لكنه لا يراه الا موجها اليه هو ٢ نقطة وها هي تشعره بالغرور الذكوري من جديد ٢ نقطة لكن بالرغم من كل هذا فمن حقها أن تعلم تدريجيا ٢ نقطة لقد آن الأوان لتعلم فهذا من حقها ٢ نقطة لذا قال بهدوء
, ( حسنا حور ٢ نقطة علية هي أخت الجميع هنا ، ذات كلمة يحترمها الكل ٢ نقطة وهي تملك محل الأسماك الكبير في أول الحي )
, فتحت حور عينيها بدهشةٍ واستنكار ٢ نقطة لم تفدها المعلومات كثيرا و شعرت بأن هنالك المزيد لكن كل ما استطاعت قوله
, ( بائعة أسماك ؟٢ نقطة هل ابني الآن موجود لدى بائعة أسماك ؟٢ نقطة وبالطبع هي من تراعيه كل مرةٍ تأتي به الى هنا ؟٢ نقطة اليس كذلك ؟٢ نقطة كيف تفعل ذلك ؟٢ نقطة أنسيت أنك طبيب )
, كانت تصرخ بكلمتها الأخيرة تقريبا ٢ نقطة فسكت لحظة أمام غضبها الأحمق ولم ينفعل ٢ نقطة بل عاد الجليد ليغلف عينيه ثم قال بمنتهى البرود
, ( نعم أنا طبيب ٢ نقطة ما الغريب في الأمر ؟٢ نقطة والدك مثلا رحمه **** كان عطار ٢ نقطة )
, بهتت من كلامه و اتسعت عيناها ٢ نقطة وهي تهمس ( أتعايرني بوالدي يا نادر ؟٢ نقطة )
, لم يتأثر بنبرة الظلم الظاهرة في صوتها اللعوب ٢ نقطة بل قال بهدوؤه المستفز
, ( ما عاذ **** ٢ نقطة والدك رحمه **** كان من اكثر الناس اللذين احترمتهم في حياتي ٢ نقطةلكن أنت ِ ٢ نقطةيجب أن تكون عقليتك أرقى من هذا يا حور ٢ نقطة)
, هل وصل الأمر لهذا الحد ٢ نقطة أصبحت هي من لا تمتلك الرقي ٢ نقطة لقد وصل الى عقدتها الوحيدة لم تشعر يوما بأنها تكره أصلها الشعبي الا من ناحيته هو ٢ نقطة
, الكل أحب ألفاظها التي لم تستطع تطويعها مع مرور السنين قد يكون بسبب أمها ٢ نقطة وحتى عاصم ٢ نقطة
, الجميع فتن بطلتها و بريقها مما جعلها لا تصر على تغيير شيئا من شخصيتها ٢ نقطة الا هو ٢ نقطة الوحيد الذي كانت تشعر بالخجل الخفي منه ٢ نقطة فبالرغم من أنه لم يكن بمثل ثرائهم ٢ نقطة وكان من أسرة متوسطة مستورة الحال ٢ نقطة الا أنه كان يمتلك رقيا يحرجها دائما ٢ نقطة
, أخفضت رأسها بعينين متألمتين ٢ نقطة فابتسم نادر دون أن تراه ٢ نقطة لقد أوقفها عن كلامها الوقح الذي كانت تنوي التفوه به في حق علية ٢ نقطة هذا جيد ٢ نقطة ابتسم قليلا أكثر وهو يفكر أن تربية فتاة قد تكون أكثر متعة من تربية صبي ٢ نقطة
 
الفصل الثاني عشر


كان صوت المطارق يضرب قلبها قبل أذنيها ٢ نقطة الحياة تحولت من حولها في لحظةٍ واحدة الى جحيمٍ لا يطاق ٢ نقطة هدد ٢ نقطة هدد يهد كل ما يحيط بها ٢ نقطة
, أيام معدودة و ستصبح المنطقة من حولها صحراء جرداء ٢ نقطة لا تعلم لماذا لا يدوم لا حارس أمن ؟٢ نقطة خامس حارس أمن تقوم بتعيينه على بوابة منزلها و لا يمر على عمله يومان الا و يعتذر مغادرا لتبقى هي و فتحية دون حراسة في هذا الفراغ العملاق ٢ نقطة فماذا بعد أن يتم هدم كل المباني من حولها ؟٢ نقطة الحمد لله على وجود فتحية معها فلولاهما ٢ نقطة لا تستطيع حتى التفكير كيف ستكون حياتها بدونها ٢ نقطة شعرت فجأة برغبة فظيعة في البكاء ٢ نقطة مع أنها لم تكن يوما من النوع الضعيف المستسلم ٢ نقطة لكنها لوهلة أحبت شعور الضعف و الدموع ٢ نقطة فاستسلمت لها لتنساب دمعتانِ ناعمتانِ على وجنتيها ٢ نقطة وهمست لنفسها و هي تجلس على مقعد والدها الوثير المفضل رافعة ركبتيها لتضمهما الى صدرها ٢ نقطة( كم اشتقت اليك يا أبي ٢ نقطة و كم أحتاجك الآن أكثر من أي وقتٍ مضى )
, و بالرغم من كل ذلك الهدم خارج منزلها بتلك الأصوات العنيفة ٢ نقطةالا أنها استسلمت لسلطان النوم وهي جالسة في مقعدها ٢ نقطة
, رأت والدها آتٍ من بعيد ، يبتسم ابتسامته التى لم ترى أروع منها يوما يقترب منها مقبلا عليها بحنانه الذي افتقدته جدا ٢ نقطة ثم دون كلام مد اليها قبضته وهو يمغلقها على شيءٍ ما ٢ نقطة فمدت يدها اليه مفرودة و هي تنتظر مبتسمة بسعادة
, فأسقط في كفها شيئا معدنيا باردا ٢ نقطة حين نظرت اليه وجدته قلادة ذهبية مكتوب عليها بحروفٍ مفرغة ( ما شاء **** )
, أحكمت عليها قبضتها وهي تضمها الي صدرها شاعرة بسعادةٍ كبيرة وما أن رفعت نظرها حتى لم تجد والدها أمامها فأخذت تناديه دون جدوى ٢ نقطة
, قامت من نومها مذعورة و هي تفتح قبضة يدها لتجدها فارغة ٢ نقطة وكم شعرت وقتها بالكآبة و الحزن ٢ نقطة كانت تريد تلك ال ( ماشاء **** )
, كانت تحتاج اليها جدا ٢ نقطة ترقرقت دمعتانِ في عينيها و هي تضم قبضتها الفارغة الى قلبها ٢ نقطة
, في تلك اللحظة رن هاتفها فالتقطته وهي ترد بصوتٍ متحشرج مختنق بدموعٍ حبيسة ٢ نقطة( السلام عليكم ٢ نقطة )
, لم تسمع ردا ٢ نقطة فقط سمعت نفسا يسحب و كأنه شخصٌ غاضب من شيءٍ ما ٢ نقطة فمسحت دمعتيها لتقول بصرامة
, ( رد يا عديم الرجولة ٢ نقطة اتظن أنني لا أعرف من أنتم ؟٢ نقطة مكالماتكم أنا سأصل بها اليكم و سأقيم دعوى ضدكم واحد واحد ٢ نقطة تلك الأساليب الصبيانية لن تنجح معي ٢ نقطة )
, سمعت نفسا غاضبا آخر ثم جاءها الصوت العميق الذي تعرفه جيدا وهو يقول بغضب مكتوم
, ( هل كلمكِ أحد من قبل ؟٢ نقطةمنذ متى تأتيكِ تلك المكالمات ؟٢ نقطة )
, اتسعت عيناها قليلا ثم لم يلبث الغضب أن سيطر عليها و هي تهتف ( من أي رقمٍ تتكلم ؟٢ نقطة هذا ليس رقمك ٢ نقطة الم أطلب منك الا تهاتفني مرة أخرى ؟؟ ٢ نقطة )
, أجابها بنفس الغضب لكن بصرامة قد ترجف لها القلوب
, (ولماذا تجيبين على أرقامٍ غريبة مادامت تأتيكِ تلك المعاكسات ؟٢ نقطة أم تحبين سماعها ؟٢ نقطة )
, صرخت وقد تملكها الجنون وهي تقفز واقفة ؛( أيها الوقح ٢ نقطة كيف تجرؤ ؟؟؟٢ نقطة كيف تجرؤ ؟٢ نقطة )
, هتف هو الآخر بقوةٍ أوهنتها قليلا ( لا تردي على أرقامٍ غريبة بعد الآن ٢ نقطة ولا تفتحي الباب لمخلوق ٢ نقطة هل فهمتِ ؟٢ نقطة )
, لم تصدق ما تسمعه ٢ نقطة لم تصدق حقا ما تسمعه ٢ نقطة لذا و قبل أن تتفوه بما يسيء الى تربيتها قالت بغضب
, ( سأغلق الخط الآن سيد عاصم و من فضلك لا تكلمني على هاتفي مرة أخرى ٢ نقطة )
, ثم أغلقت الهاتف بغضب وهي تعود للارتماء على مقعدها و شعرها الغاضب ينسدل على وجهها المحمر غضبا ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, أغلق عاصم الهاتف بغضب هو الآخر وهو يسأل نفسه عما يفعله ٢ نقطة وما تلك التصرفات الهوجاء ٢ نقطة لم يسبق له أن لاحق أي فتاة على هاتفها من قبل ٢ نقطة فما الذي يفعله الآن ؟٢ نقطة لكم يشعر بالضيق بسبب قراره المتسرع هي هدم الدنيا من حولها ٢ نقطة مهما كان انها مجرد فتاة وحيدة لا ظهر لها في الحياة . ٢ نقطة هذه النقطة جعلته يهز ساقه بعصبية و ينقر بقلق على سطح مكتبه ٢ نقطةفالتقط هاتفه مرة أخرى وطلب رقم و هو يزفر ضيقا ٢ نقطة لحظاتٍ ثم قال بصرامة
, ( منصور ٢ نقطة اجمعلي اثنين او ثلاثة من رجالنا الأشداء ٢ نقطة أريدهم أن يرابضوا عند بيت عمران ٢ نقطة يراقبون كل كبيرة و صغيرة ٢ نقطة لا أريد أي شائبةٍ تصيب هذا البيت أو أصحابه ٢ نقطة لكن دون علمهم ٢ نقطة أفهمتني ؟٢ نقطة دون أن يشعر بهم أصحاب البيت ٢ نقطة سلام )
, أغلق الهاتف وهو يشعر بانقباضٍ في صدره ٢ نقطة مختلطا بتأنيب الضمير تجاه دانا خطيبته ٢ نقطة وهذا الشعور يلاحقه دوما في الآونة الأخيرة ٢ نقطة
, ثالث مكالمةٍ أجراها كانت لها ليدعوها الى العشاء بعد أن أهملها طويلا ٢ نقطة و صمم أن يجعله وقتا مميزا لها ٢ نقطة لا بد له أن ينجح في ذلك ٢ نقطة
, أوقف سيارته عند باب بيتها و نظر اليها مبتسما قدر استطاعته ٢ نقطة ليقول بصوتٍ حانٍ قليلا
, ( ألم تستمتعي الليلة ؟٢ نقطة )
, نظرت اليه تزم شفتيها بضيقٍ وهي تقول بصوتها الفظيع من بينِ شفتيها المطوطتين الحمراوين ٢ نقطة
, ( لا أصدق أنك أخذتني الى ذلك المكان يا عاصم ٢ نقطة لقد ٢ نقطة لقد كان فظيعا ٢ نقطة وتلك المأكولات و رائحتها ٢ نقطة لازلت أشعر بالغثيان الى الآن ٢ نقطة )
, لم يجب للحظات ثم قال أخيرا ( أردت أن أشركك المكان الذي أحب التوجه اليه ما أن أجد بعض الوقت لنفسي ٢ نقطةظننته سيعجبك بما انه أسلوب مختلف تماما عما أعتدته ٢ نقطة )
, هتفت بحنق ( ومن قال لك أنني أريد أن أغير نمط الأماكن التى تعودت عليها ٢ نقطةلا تعيدها ثانية من فضلك ٢ نقطة واستشيرني قبلا )
, قال عاصم بضيقٍ وهو يحاول جاهدا أن يسعدها على الأقل في آخر الليلة
, ( حسنا ٢ نقطة سأعوضك عن ذلك ٢ نقطة لقد أحضرت لك هدية )
, اتسعت عيناها و برقتا و هي تنظر اليه بلهفةٍ جعلته يبتسم قليلا ٢ نقطة وهي تقول بسعادة ( ماذا ؟٢ نقطة هيا أرني ٢ نقطة )
, مد يده الى جيب سترته الداخلي ليخرج شيئا في قبضته سرعان ما وضعه في كفها ٢ نقطة نظرت دانا بذهولٍ الى تلك الحلية الذهبية التي تشكل كلمة ماشاء **** ٢ نقطة حاولت الكلام مرة ٢ نقطة ثم نجحت في الاخرى وهي تقول بحذر
, ( ماهذه تحديدا ؟٢ نقطة )
, أجابها عاصم مبتسما ( انها قلادة والدتي ٢ نقطة انها غالية جدا على قلبها لأنها من والدي رحمه **** ٢ نقطة وقد أمنتني أن أهديها لمن سأتزوجها )
, لم تتكلم للحظات وهي تنظر الى كفها المفتوحة و الراقدة عليه القلادة ٢ نقطة لتقول بحرج بعد فترة
, (عاصم ٢ نقطة لن أستطيع أن أضع شيئا كهذا ٢ نقطة أنه لا يناسبني أبدا ٢ نقطة ممكن أن أحتفظ بها الا أنني لن أستطيع أن اضعها فوق ملابسي ٢ نقطة انها ليست عصرية أبدا ٢ نقطة)
, عند تلك النقطة ٢ نقطة امتدت يد عاصم لتلتقط القلادة و يعيدها الى جيبه وهو يقول بصوتٍ قوى لكن لا تعبير له
, ( غدا سيكون عندك خاتما ماسيا ستختارينه بنفسك ٢ نقطة )
,
, ماذا ترتدي ؟٢ نقطة ماذا ترتدي ؟٢ نقطة صحيح أنها ستتناول الطعام مع أناسٍ بسطاء لكن ذلك يجعلها بدافعٍ أقوى أن تهتم بما سترتديه ليبرق منظرها في عينيه ٢ نقطة تريد أن تشتعل اشتعالا كما رآها لأول مرة ٢ نقطة
, وقفت أمام المرآة ذات الإطار الخشبي المقشر بفعل الزمن ٢ نقطة تتطلع الى صورتها التي تتناقض مع بساطة أثاث الغرفة من خلفها ٢ نقطة لترى أنها بنفسها تبدو كشعلةٍ دون الحاجة للتباهي بالملابس ٢ نقطة لكن ذلك لا يمنع أن تهتم أكثر ، فهي لا تريد لأي شيء أن يخرب لها خططها ٢ نقطة لا تريد أن تسقط أي نقطةٍ من حساباتها وهي تشحذ جميع أسلحتها الفتاكة ٢ نقطة
, ابتسمت لنفسها مغازلة ملامحها العنفوانية ٢ نقطة اقتربتِ يا حور ٢ نقطة اقتربتِ من نيل ما صبوتِ اليه ٢ نقطة مرة بعد مرة تصلين اليه و العنيد لازال يكابر ٢ نقطة لكن هزيمته اقترب من جديد ٢ نقطة
, أمسكت بين يديها طاقمين ٢ نقطةترفع واحد لتخفضه وترفع الثاني محاولة الاختيار بينهما ٢ نقطة زفرت بنفاذ صبر وهي تهمس أحتاج الى مساعدة أنثوية ٢ نقطة وأيضا تحتاج أن تخبر رنيم عن آخر التطورات .
, التقطت هاتفها لتطلب رقمها بينما لا تزال تختال بنفسها ناظرة الى جانبها الأيسر ٢ نقطة ثم تستدير لتستعرض الأيمن وهي تلف خصلة من شعرها على إصبعها ٢ نقطة الى أن ردت رنيم على الهاتف بمللٍ واضح
, فأجابتها حور بابتسامةٍ منتشية ( ماذا بكِ أيتها المتكاسلة ؟٢ نقطةلم تسألي عني منذ الأمس ، ألم تهتمي لمعرفة ما حدث لي ؟٢ نقطة )
, ردت رنيم بفتور ( خفت أن أسأل بصراحة ٢ نقطة فأنا أعرف النتائج مسبقا ، هل نلتِ ما تستحقين ؟٢ نقطة )
, عقدت حور حاجبيها لتقول بغضبٍ مدلل (؛ ما أستحقه ؟٢ نقطة متى كنتِ قاسية هكذا ؟٢ نقطة لو ترين وجهي لما قلتِ ما قلته للتو ٢ نقطة )
, ردت رنيم عليها بوجوم
, ( ولماذا أعطف عليكِ وهذا ما أردته ؟٢ نقطة حور أنا جادة إنها آخر مرة تستغليني فيها ، لا أحب تلك الشخصية التي تحوليني اليها )
, زمت حور شفتيها المكتنزتين بغضب بينما عيناها تلمعانِ دلالا لصورتها المتمايلة حتى أنها مطت شفتيها لتقبل صورتها قبلة في الهواء دون صوت ٢ نقطة ثم ابتسمت وهي تتدلل على رنيم و تهمس
, ( الا تريدين معرفة أين أنا الآن ؟٢ نقطة )
, سمعت صوت قفزة رنيم من على فراشها وهي تقول بلهفة
, (؛ لا تقولي ٢ نقطة هل أنتِ في بيته ؟٢ نقطة هل نجحتِ حقا ؟٢ نقطة يالهي أنتِ ملعونة حقا )
, اتسعت ابتسامة حور بينما عيناها تلمعانِ بشيطانةٍ فطرية ٢ نقطة وهي ترد بصوتٍ ناعم كالقطط ( آهااا ٢ نقطةأنا في بيته )
, سمعت رنيم وهي تصفر إعجابا فضحكت حور برقةٍ و قالت
, ؛( حور حين تقرر شيئا تناله ٢ نقطة كنت أنويها من فترة لكني كنت أمنحه الفرصة ٢ نقطة وهو بطلب الطلاق عجل الأمر فقط )
, سمعت رنيم وهي تقول لها بقلق ( وأنا ٢ نقطة حين أحب أن أراكِ ، كيف سأتمكن من ذلك ؟٢ نقطة )
, عقدت حور حاجبيها وهي تقول بحذر تعض على شفتها السفلية المكتنزة
, ( بصراحة يا رنيم أنتِ لستِ من الأشخاص المفضلين لدى نادر الآن ٢ نقطة لذا فالأسلم أن تنتظري الى أن أعرف مواعيد غيابه عن البيت لتأتي ٢ نقطة لكن هذا إن استطعتِ الوصول الى المكان هنا ٢ نقطة فنحن في حيٍ أشك أنك قد سمعتِ به من قبل ٢ نقطة )
, ثم صمتت لتقول بعد لحظة باهتمام
, ( راني ٢ نقطة أخبريني ، أتذكرين قميص النوم القصير الذي اشترينا منه نسختين لنا الاسبوع الماضي ؟٢ نقطة هل هو أفضل أم الذي اشتريته قبلها بيومين ذو اللون الأسود ؟؟٢ نقطة ولو أن الجديد يظهرني بمنتهى الكمال ٢ نقطةلقد جربت كليهما أمامك فما رأيك ؟٢ نقطة )
, كانت في نفس اللحظة التي حور تتكلم فيها ناظرة الى نفسها في المرآة ٢ نقطة رنيم هي الأخرى كانت تنظر الى جسدها في مرآة غرفتها و هي ترتدي قميصا قصيرا ذو حمالات ٢ نقطةفعلا وجهها علامات اللاتعبير وهي تسمع كلام حور ٢ نقطة
, ناظرة الى الحروق و الندوب الغائرة تتقاطع من أوله لآخره و راح تفكيرها لليوم الذي ستتزوج فيه ٢ نقطة كيف ستجرؤ أن ترتدي تلك الأشياء الجميلة التي سيقتل جمالها قبح جسدها .
, نائل يعرف تماما ندوب جسدها ، لكنه لم يره ٢ نقطة المطمئن في الموضوع أن نائل لا يهتم بمثل هذه الأمور فهو مهتم فقط بعلاقات والدها لذا قبل أن يرتبط بها رغم أنها بضاعة تالفة . ٢ نقطة وحين تحاول يوما فرض أي رأي لها يلمح لها من بعيد و يفهمها أنه كان كريم النفس حين قبل بها ٢ نقطة طبعا بطريق غير مباشر خبيث الا أنها كانت تفهم و تسكت ٢ نقطة
, لأنها تعرف أنها الفرصة الأخيرة أمامها للزواج فكل من تقدم اليها من قبله انسحبو بتهذيب ما أن عرفو شدة إصابتها السابقة .
, لم ترد رنيم لفترةٍ طويلة وهي تشعر بعينيها تحرقانها من الدموع الحبيسة فيهما من كلام حور العفوي عن كمال جسدها ثم قالت أخيرا لتغير ذلك الموضوع المؤلم رغم تفاهته
, ( أحببت أن أخبرك أنني ذهبت لمقابلة العمل التي أحمل لها توصية من عاصم ٢ نقطة هل نسيتِ ؟)
, ضربت حور جبهتها وهي تغمض عينيها ثم قالت بترجي
, (؛ أنا آسفة جدا راني حبيبتي ٢ نقطة نسيت تماما ، أنت الى الآن لن تصدقي تلك المطحنة التي دخلت فيها بالأمس ٢ نقطة و سترين آثارها على وجههي حين تريني ٢ نقطة المهم أخبريني ، هل أعجبك المكان ؟٢ نقطة )
, ردت رنيم عليها بيأس ( وما الفائدة إن أعجبني ؟٢ نقطة المقابلة كانت فاشلة للغاية و لن يقبلو بي أبدا ، سيكونوا حمقى إن قبلو بي ٢ نقطة اذا كنت أنا نفسي قد كرهت نفسي في المقابلة فماذا سيكون رأيهم هم ؟٢ نقطة)
, كانت حور تتأمل نفسها ثانية و هي تتسائل في نفسها إن كانت قد امتلأت قليلا عن آخر مرةٍ رآها فيها نادر بملابسها الداخلية ٢ نقطة ثم انتبهت الى أن رنيم قد انتهت من كلامها و تنتظر ردا فقالت حور بلامبالاة
, ( لا تقلقي سيقبلون بكِ ٢ نقطة أنكِ من طرف عاصم وهو تفاهم مع صاحب الشركة أي أن الأمر مفروغ منه ٢ نقطة )
, ردت رنيم بقلق ( يا حور أنتِ لم تريني ٢ نقطة لقد كنت ٢ نقطة )
, قاطعتها حور بسرعةٍ
, ( راني لن أستطيع أن أطيل الحوار معكِ طويلا ٢ نقطةسأخرج مع نادر الآن و يجب أن أستعد ٢ نقطة لا تقلقي حبيبتي ، اتفقنا ؟٢ نقطة)
, ردت رنيم كلمة واجمة غير مسموعة اعتبرتها حور موافقة ٢ نقطة فهمست تبتسم بسحرٍ ودلال ( الى القاء حبيبتي ٢ نقطة )
, لكن ما أن أغلقت الهاتف حتى عبست بشدة وهي تهمس
, ( لقد نسيت أن استشيرها فيما سأرتديه الآن ٢ نقطة حسنا الوقت قد حان ولا اريد نادر أن يتذمر ٢ نقطة فلأختار أنا )
, ثم تناولت أحد الزيين من على السرير وهي تهمس مبتسمة ( من الأفضل أن نذهب مبكرا لنرحل مبكرا ٢ نقطة فلدينا خططا أخرى الليلة )
, ابتسامتها حملت اغواء قد يهلك قديس ٢ نقطة
, ارتدت بنطالا من القماش الخشن الشبيه بالجينز ٢ نقطة الا أنه كان أحمر اللون بدرجةٍ قانية يحدد ساقيها الطويلتين بابداع ٢ نقطة و انتعلت في قدميها حذاءا أرضيا مخمليا أحمر اللون كذلك ٢ نقطة و أكملت المقطوعة بأن صبغت شفتيها المكتنزتين بلونٍ أحمرٍ كالدم
, لكن حمدا لله أن قميصها قد نجا من الثورةِ الحمراء فاختارته أبيضا هفهافا ٢ نقطة و بالتأكيد لم تفارقها الأساور و لم يهجرها الخلخال الرنان ٢ نقطة أخذت تنظر الى صورتها بعين النقد، الى أن سمعت نقرة الباب وصوت نادر يقول بغضبٍ ونفاذ صبر
, ( حور الم تنتهي بعد ؟٢ نقطة الناس كلهم في انتظارنا ٢ نقطة الن تكفي عن تصرفاتك تلك أبدا )
, التفتت الى الباب وهي تهمس لنفسها بغضب ( الأحمق ٢ نقطة لماذا يطرق الباب ؟٢ نقطة حسنا يا سيد مهذب )
, ثم في حركةٍ سريعة خلعت قميصها لترميه على السرير و انتظرت ٢ نقطة الى ما يقرب دقيقة كاملة ففُتح الباب وقتها بغضب وهو مستعدا للصراخ في وجهها ٢ نقطة لكنه صمت تماما ما أن رآها وهي ارتدت نظرة ارتباك ثم همست
, ؛( نادر ٢ نقطة لم أنتهي بعد )
, لم يتكلم للحظات و عيناه تطوفانِ بكلِ ما فيها لتعودانِ و تكررانِ طوفانهما المأسور ٢ نقطة ثم قال بدون تركيز
, ( لماذا لم تردي ؟٢ نقطة )
, بالرغم من شعورها المنتصر الفتاك وهي ترى نظراته الطائفة المجهدة ٢ نقطة الا أنها تمكنت من الهمس كفتاةٍ وديعة خجولة
, ( لأنني لم أنتهي بعد ٢ نقطة )
, لكنها لم تفعل شيئا لتستر نفسها عن عينه ، وهي تمنحهما ما تصبوان اليه وما حرما منه طويلا ٢ نقطة الى أن قال نادر بصوتٍ خافت
, ( حسنا ٢ نقطة هيا أسرعي فلقد تأخرنا )
, ابتسمت وهي تفكر أن هذا يكفيه الآن ليتشوق الى عودتنا الليلة ٢ نقطة فاتجهت ببطءٍ و رشاقةٍ لتتناول قميصها الأبيض وهي تستدير الى المرآة و ترتديه ٢ نقطة بحركاتٍ متمهلة بينما عيناهما متلاقيتانِ في المرآة ِ لا تفترقان ٢ نقطة شفتيه قاسيتين و شفتيها منفرجتين بابتسامةٍ ناعمة ٢ نقطة ما أن أكملت تزرير قميصها واحدا تلو الآخر٢ نقطة تحت أنظاره الساكنة حتى استدارت اليه و هي تلتقط حقيبةٍ حمراء في حجم الكف ذات سلسالٍ طويل و ارتدتها بشكلٍ متقاطعٍ مع قميصها ٢ نقطة
, اقتربت منه ببطء الى أن وقفت أمامه تماما تهمس بسحر ( ها أنا جاهزة ٢ نقطة )
, نزلا السلالم القديمة لكنها اقتربت قبلا لتتشبث بكفه وهي تنزل وحين نظر اليها بتساؤل . لم تجبه ٢ نقطة فقط بادلته النظر وهي تعتقد انه سيلقي بيدها بعيدا ٢ نقطة الا انه لدهشتها لم يفعل بل شدد قبضته عليها ليهبطا ٢ نقطة
, نزلا معا يدا بيد الى أن وصلا الى الباحة المخصصة بالسهر و السمر كل مساء في هذا الحي و التي يضربها هواء البحر الليلي المشبع برائحة اليود محييا العواطف بشكلٍ غريب ٢ نقطة حيث اعدت طاولة طويلة من عدة طاولاتٍ مجمعة مغطاةٍ بملاءة بيضاء ٢ نقطة رصت عليها العديد من الأطباق و التي تحتوي على كل مارأته قبلا من أنواع الأسماك ٢ نقطة لم تتخيل أن كل هذا العدد سيتجمع ٢ نقطة هل هم متجمعين من أجل نادر أم على شرفها ٢ نقطة
, نظرت الى نادر فوجدته يبتسم للمنظر الجميل وهو يرى الجميع في انتظاره يتسامرون و يضحكون وما أن رأوه حتى تعالت هتافاتهم و تحياتهم ٢ نقطة
, ابتسمت حور ممسكة بيده و هي تتطلع لإبتسامته الجميلة ٢ نقطة ليده التي رفعها محييا كطريقة أبناء الحي و كأنه ولد و عاش هنا ٢ نقطة فهي أكثر خبرة منه و تدرك تماما صفات أبناء هذه الأحياء و تستطيع القول أنه يبلي بلاءا حسنا ٢ نقطة
, ضحكت ضحكة صغيرة لم تستطع منعها فنظر الى عينيها الضاحكتين و رفع حاجبيه متسائلا
, فقالت بصوتٍ خافتٍ مرح ( أنتِ تتصرف بشكلٍ صحيح با ابن المجتمع الراقي ٢ نقطة )
, للحظاتٍ ظنته سيتاجاهلها لكن شبه ابتسامة تسللت رغما عنه الي شفتيه القاسيتين قبل أن يمحوها بسرعة ليقول بسخرية
, ( أشكرك يا ابنة الأحياء الشعبية ٢ نقطة هيا لنجلس )
, ثم شدها خلفه ليتخذا مقعديهما ٢ نقطةنقلت نظرها بين الحضور باحثة عن معتز الى أن وجدته ٢ نقطة كان جالسا على ركبة تلك المدعوة علية في سعادةٍ تامة وكأنه معتادا عليها ٢ نقطة
, شردت عينا حور وهي تنظر الى تلك عليةٍ تلتقط قطعة سمكٍ بعد أن أزالت أشواكها بيدها لتضعها في فم معتز الذي للغرابة تقبلها دون تذمر والأغرب أن علية وهي تطعمه لم تتوقف عن الكلام اليه وهو ينظر اليها بتركيز و كأنه يسمعها ٢ نقطة ليلتقط قطعة سمك أخرى ثم يعاود التركيز معها و كأن بينهما مواضيع مشتركة ٢ نقطة
, غاب العالم كله عن حور في تلك اللحظة وهي تتابع هذا المشهد ٢ نقطة وشعرت بنارٍ غير مبررةٍ تندلع في أعماقها .
, لم تستطع أن تسمع ما تهمس به علية لمعتز لأنهما يجلسان على الجانب المقابل البعيد من الطاولة الطويلة ٢ نقطة ونفس الوضع معتز لا يستطيع سماع علية ٢ نقطة لكن مجرد حركة شفتيها أمامه جعلته ينظر اليها لا يريد تركها ٢ نقطة
, الى أن رفع معتز يده و أشار بحركةٍ معينة لعلية ٢ نقطة التي ابتسمت و أومأت برأسها ثم مدت يدها لتلتقط كوب الماء من أمامها و شربته منه ٢ نقطة
, لم تصدق حور ما رأت للتو ٢ نقطة هل فعلا معتز طلب ماءا و علية فهمته ؟٢ نقطة منذ متى يستطيع معتز الكلام بلغة الإشارة ، انه في الثالثة فقط ٢ نقطة وكيف تعرف علية ذلك ؟٢ نقطة
, لم تدرك حور بأي شكلٍ بدت ملامحها في تلك اللحظة ٢ نقطة كان حاجباها منعقدان ، عيناها متسعتان مائلتانِ بحزنٍ مذهول ٢ نقطة شفتاها منفرجتان يخرج منهما نفسا ساخنا ٢ نقطة وكأنها نست نفسها ومن حولها تماما ٢ نقطة ولم تدرك أن نادر في تلك اللحظة كان ينظر اليها هو الآخر يلتقط كل تعبير من على ملامح وجهها اللمعبرة بوضوح ٢ نقطة ينتقل بنظرته من على وجهها الى ماتنظر اليه ثم يعود الى وجهها مرة أخرى ٢ نقطة
, بعد عدة دقائق سمعت حور صوت نادر يأتي خافتا من جانبها ( حور الن تأكلي ؟٢ نقطة لا يصح أن تتأخري في الأكل بهذا الشكل ، سيعتقدون أنكِ تتكبرين على أكلهم ٢ نقطة )
, التفتت اليه حور بشرود وهو يخرجها من أفكارها ثم رمشت بعينيها تبتسم بسحرٍ كعادتها تومىء برأسها ثم نظرت الى طبقها الذي وضع فيه نادر سمكة كبيرة ٢ نقطة وأخذت تتطلع الى تلك السمكة ، و السمكة تطلع اليها دون أن تقوم بحركة مما جعل نادر يسألها
, ؛( هل هناك مشكلة ؟٢ نقطة )
, فنظرت حور اليه وهي تقول زامة شفتيها كالأطفال (؛ لا أستطيع استخراج أشواك السمك ٢ نقطة )
, رفع نادر حاجبيه مدهوشا وهو يسألها ( ومن كان يفعل لكِ؟٢ نقطة )
, أجابته حور مغتاظة من نظرته المستنكرة
, ( أمي كانت تجلس بجواري و تخرج الأشواك كلها ٢ نقطةلو كنت تعرفني جيدا لكنت أدركت ذلك من قبل )
, ظل ينظر اليها مدهوشا مستنكرا وهولا يصدق أن من تتكلم هي أم في السادسة و العشرين ٢ نقطة زفر بنفاذ صبر وهو يقول من بين أسنانه
, ( الصبر يا **** ٢ نقطة )
, ثم تناول سمكتها ليضعها في طبقه و قام بفتحها بيديه ٢ نقطة فلا وجود أصلا للشوكِ و السكاكين هنا ٢ نقطة و اخذ يفصل لحم السمك قطعة قطعة و يضعها في طبقها ٢ نقطة و كانت هي أثناء ذلك تنظر اليه شاردة في جماله وهو يفعل ذلك ٢ نقطة يبدو شديد التركيز ، تماما كما هو شديد التركيز في عمله ٢ نقطة يبدو كمن يقوم بعمليةٍ جراحية ٢ نقطة حتى أنه ينفذها بمنتهى الضمير و لا يترك أدق و أصغر شوكة ٢ نقطة
, لا تعلم لماذا أسرها ما يفعل ٢ نقطة وعاد ليذكرها مرة أخرى بنادر القلق و المهتم بها كم هو راقٍ و بريء ، هل هو مجنون لكي لا يدرك أنه أسيرا لها ٢ نقطة لو لم يكن لما كانت نجحت في الوصول اليه مرة بعد مرة ٢ نقطة فهي ليست أول مرةٍ يبتعد عنها ٢ نقطة لكنها المرة الأطول ٢ نقطة و طلب الطلاق كان الأول ٢ نقطة
, وضع القطعة الأخيرة في طبقها فابتسمت له ابتسامة مذهلة طالت عن المعتاد بينما هو لم يبادلها الإبتسام ٢ نقطة فقط نظراته أصبحت طيبة قليلا و عاد لينظر الى طبقه ليكمل أكله ٢ نقطة وكذلك فعلت هي و هي تبتسم لطبقها بانتصار ٢ نقطة
, أثناء الأكل انشغل الجميع بالكلام و الضحك و أغلبه مع نادر ٢ نقطة احست بالزهو وهي تراه محط اعجاب الجميع ٢ نقطةالكل يمزحون معه بمنتهى الحرية دون اغفال اللقب ٢ نقطة
, وكم كانت دهشتها وهي ترى نادر كما لم تره من قبل ٢ نقطة يمزح و يحكي طرائف حتى أنها عدة مرات انفجرت ضاحكة ٢ نقطة الى أن رمقها بنظرةٍ قاتلة لتكتم ضحكتها العالية ٢ نقطة
, بعد أن انتهو ٢ نقطة أخذت نساء الحي في تجميع الأطباق بأنفسهن ٢ نقطة وهن مستمراتٍ في الكلام و الضحك دون توقف ٢ نقطة لكن طبعا حور لم تحاول حتى أن تعرض المساعدة وهي تتجه خلف نادر لتغسل يديها ٢ نقطة تتبعه كظله ٢ نقطة
, في دقائق كان المكان قد عاد نظيفا و رصت الكراسي و عادو جميعا للجلوس في دائرةٍ كبيرة بعد أن أزاحو الطاولات ٢ نقطة و فوجئت بأن أحدهم عاد ممسكا بعود و جلس مستعدا للعزف عليه ٢ نقطة لكن قبل أن يبدأ ربتت علية على كتفه و هي تقول للجميع
, ( قبلا ٢ نقطة أحب أن أرحب بوجودك معنا يا حور ٢ نقطة يا زوجة الغالي )
, تعالت التحيات المماثلة الى حور و هم ينظرون اليها مبتسمين ٢ نقطة
, حور ؟؟٢ علامة التعجب٢ نقطة هكذا دون القاب ؟؟٢ نقطة و زوجة الغالي أيضا ؟٢ نقطة الم يخبرهم نادر ممن هو متزوج ؟٢ نقطة منذ أن وصلت و الجميع يعاملها بطريقةٍ عادية و كأنها تعيش بينهم منذ زمن ٢ نقطة على عكس كل من كان يعرف أنها حور رشوان ٢ نقطة بالتأكيد نادر لم يخبرهم ٢ نقطة
, لكن حتى لو لم يعرفو هويتها ٢ نقطة فهم أيضا لم ينجذبو الى سحرها تماما ، تشعر و كأنها غير مرئية ٢ نقطة لم تعتد ذلك ٢ نقطة دائما ما تكون محور أي جلسةٍ جماعية تتواجد فيها ٢ نقطة لذا لم تستطع التعامل مع الشعور بالإحباط المتسلل اليها في تلك اللحظة
, ابتدأ العزف و الجميع يغني ٢ نقطة وعلية مستأثرة بمعتز تحمله بين ذراعيها تتمايل به و هي تغني معهم ٢ نقطة إنها جميلة و لها سحرا ذو طابعا خاص ٢ نقطة حتى في عبائاتها السوداء و الشال الأسود الهفهاف المتطاير من حولِ شعرها الناعم الأسود ٢ نقطة
, ومعتز كان متألقا يضحك حتى كادت حور تجزم أنه يسمعهم ٢ نقطة فكيف يبدو بهذه السعادة و هو لا يسمع شيئا مما حوله ٢ نقطة
, كانت تصفق بوجوم ٢ نقطة بشرود ٢ نقطة بإحباطٍ بعد النشوة التي كانت تعيشها ٢ نقطة هكذا هي تتقلب في لحظةٍ ما بين سعادةٍ و احباط دون أن تدرك سببا قويا ٢ نقطة
, عند انتهاء السهرة في وقتٍ متأخرٍ كان معتز قد نام في أحضان علية منذ فترة و قد لفته في شالٍ صوفي حتى لا يبرد من هواء البحر ٢ نقطة
, اقترب نادر منها يريد أخذ معتز تتبعه حور على مضض ٢ نقطة فقالت علية بصوتها العذب
, ( لما لا تدعه يبيت معي يا نادر ؟٢ نقطة من المؤكد أن حور لازالت تحتاج الى نومٍ طويل و معتز عادة يستيقظ أكثر من مرة خلال الليل )
, لا هذا كثير ٢ نقطة هي تعرف عادات نومه أيضا ؟٢ نقطة هل كان ينام عندها حين يأخذه نادر ؟٢ نقطة فتحت فمها تريد أن تسمعها كلاما يليق بأمثالها خاصة بعد أن نادت نادر باسمه مجردا ٢ نقطة لكنها أغلقته وهي تفكر قليلا ،،لما لا تؤخر التعامل معها الى الغد ٢ نقطة فلديها خططا مع نادر الليلة ٢ نقطة ولن يساعدها وجود معتز مستيقظا طوال الليل ٢ نقطة
, رغما عنها كانت بين نارين وهي تشعر بالغيرة من تعود معتز عليها الى هذه الدرجة ٢ نقطة لكنه نائم الآن وهي من الغد ستبدأ في ابعاده عن علية تلك التي دخلت حياة أسرتها فجأة دون سابق انذار ٢ نقطة لذا فلتستمتع به لليلةٍ أخيرة .
, تردد نادر لحظات ثم أومأ على مضض مبتسما لعلية مما جعل حور تشتعل غيرة ٢ نقطة ثم قال
, (؛ اشكرك جدا يا علية على كل تلك السهرة ٢ نقطة لم يكن هناك داعٍ لكل هذا المجهود )
, ابتسمت علية بسحرها الغريب و هي تتطلع الى حور لتقول بصوتٍ رخيم
, ( هذا شيء بسيط لأم الغالي ٢ نقطة و زوجة الغالي )
, تقابلت عينا حور وعلية في تحدٍ صامت من جهة حور و غموضٍ مبتسم من جهة علية ٢ نقطة ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, حين وصلا الى سلم البيت القديم ٢ نقطة نظرت حور الى تموجات الأدوار فوق بعضها وصولا الى السطح فشعرت أنها دوامة كادت أن تطبق عليها و تغرقها ٢ نقطة
, ( حور ٢ نقطة لا تنظري الى الأعلى )
, خفضت حور رأسها لتنظر الى نادر وهي تشعر بالدوار ٢ نقطة و دون تردد حملها نادر للمرة الثانية اليوم وهو يصعد بها ٢ نقطة فاستسلمت و اسندت رأسها الى كتفه مغمضة عينيها محيطة عنقه بذراعيها ٢ نقطة
, وما أن دخلا الشقة حتى أوقفها على قدميها فاستيقظت من الحلم الجميل الذي كانت تحياه للتو ٢ نقطة
, تركها نادر دون كلمة واحدة و دخل الى غرفة النوم ٢ نقطة فوقفت مكانها في دون حراك ، كان مهتما بها للتو ٢ نقطة تكاد تقسم على ذلك ، و اذا به يبتعد ثانية ٢ نقطة
, لحظة ووجدته يخرج من الغرفة حاملا غطاءا و وسادة ليتجه الى الغرفة المجاورة٢ نقطة وقتها اندفع الغضب في كل شرايينها
, كلا ٢ نقطة كلا و الف كلا ٢ نقطة لن تسمح له أبدا ٢ نقطة
, ثم اندفعت الى غرفتها التي أصبحت غرفته سابقا لتدخل و تصفق الباب خلفها بغباء ٢ نقطة لتتجه مباشرة الى حقيبة ملابسها التي لم تخرج منها الملابس بعد ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, كان مستلقيا على ظهره ، ذراعيه أسفل رأسه يحدق في سقف الغرفة ٢ نقطة و فجأة سمع صوت الباب يفتح بهدوء فنظر على ضوء المصباح الجانبي الضعيف ٢ نقطة ليرى أن سحر العالم قد تجمع في امراءة جعلتها الحيلة أم ابنه في غفلة من الزمن .
, واقفة في اطار الباب مستندة بيدها اليه ٢ نقطة شعرها الأسود الطويل متجمعا على كتفا واحدة بيضاء كالمرمر ليسيل كشلالٍ ليلي على قميص نومٍ أحمرٍ شفاف قصيرٍ للغاية ٢ نقطة يظهر ساقين مديدتين لا انتهاء لطولهما يعلوهما خصرا نحيلا تحدى أمومتها بجدارة و خلق ليميل راقصا منذ أن شبت عن الطوق ٢ نقطة
, سمح لعينيه بأن تلتهمانها مادامت تريد ذلك ٢ نقطة تجري عليها من قمة رأسها الى أصابع قدميها الحافيتين على الأرض الباردة و أظافرهما المطلية بالأحمر ٢ نقطة وها قد بدأت القدمين الحافيتين في التحرك نحوه .
, ظلت عيناه متعلقتانِ بقدميها الى أن وصلت الي سريره فتوقفت ٢ نقطة فرفع عينيه الي عينيها الحالمتين به و له ٢ نقطة ثم دون مقدمات جلست على ركبتيها على السرير بجواره وهي تنظر اليه مبتسمة ٢ نقطة
, مد يده ليلف خصلة من شعرها الطويل حول يده ٢ نقطة اتسعت ابتسامتها و ازدادت إغواءا فبادلها بشبه ابتسامةٍ على زاوية شفتيه و جذب خصلة شعرها بشدةٍ اليه فجأة فانخفض وجهها الى بعد شعرةٍ واحدةٍ من وجهه ٢ نقطة
, تأوهت من الألم لكن رغم ذلك لم تفارقها الابتسامة المغوية وهي تنظر الى عينيه الصلبتين ، شفتيها تنتظرانِ شفتيه في شوقٍ مستعر ،
, أنفاسها ارتفعت سخونتها حتى باتت كنشيجٍ خافت ٢ نقطة أبقاها فريسة الشوق دقيقة، اثنتين ، ٢ نقطة وحين انهارت كل مقاومتها وصارت على شفير الانهيار همست بترجي ؛( نااادر ٢ نقطة )
, حينها قربها أكثر حتى لامست شفتيها شفتيه و قال بوضوح ( اخرجي من هنا و اغلقي الباب خلفك ٢ نقطة )
 
الفصل الثالث عشر


كانا يلعبانٍ معا كرة السلة ،لعبتهما المفضلة معا ككل يومٍ مساءا ٢ نقطة اثنين يقربانِ منتصف الثلثينات لكن لعبهما معا يحرك فيهما مشاعرا طفولية كانا في حاجةٍ اليها للغاية ٢ نقطة
, ظل جاسر يضرب الكرة أرضا بعنف وعمر يحاوره من حوله الي أن أستطاع جاسر الهرب قافزا بالكرة ليسددها في السلة يساعده طوله الفارع بمنتهى القوة و كأنه يرمي كل ضغوطه ٢ نقطة
, ضحك عمر وهو يلهث و اضعا يديه في خصره يقول ( لقد أصبحت بارعا ٢ نقطة )
, ضحك جاسر هو الآخر وهو يستعيد الكرة لاهثا يضربها على الأرض ثم القى بها الي صدر عمر الذي أمسكها بين يديه شاردا ٢ نقطة وقف أمامه جاسر هو الآخر فبديا كطودين من ضخامتهما وطولهما الفارع ٢ نقطة قال جاسر بعد أن هدأت أنفاسه
, ( هناك ما تريد قوله ٢ نقطة هات ما عندك )
, لم يتعجب عمر من قدرة جاسر على قراءة افكاره بمثل هذه السهولة ٢ نقطة فبالرغم من أن صداقتهما الفعلية بدأت منذ فترة بسيطة الا أنهما أصبحا أكثر من أخوة ٢ نقطة
, لذا لم يحاول عمر المناورة فقال مباشرة ( حنين ٢ نقطة )
, من جهته كان جاسر بالمثل مباشرا وهو يقول ( ماذا بها ؟٢ نقطة )
, للحظةٍ لم يرد عمر بل نظر الى الارض مفكرا قليلا ثم رفع رأسه ليقول بهدوءٍ حازم
, ( اتركها لحياتها يا جاسر ٢ نقطة لازلات الحياة امامها طويلة و من حقها أن تنسى الماضي و تبدأ حياة جديدة تحقق فيها أحلامها )
, اشتدت ملامح جاسر صلابة دون أن يظهر تعبير على وجهه ٢ نقطة ثم قال بهدوءٍ خطير بعد عدة لحظات
, (وهل في عودتها لي انتهاءا لحياتها ؟٢ نقطة )
, عقد عمر حاجبيه و هو يقول بوضوح
, ( جاسر ٢ نقطة لا تتلاعب بالألفاظ . متى كانت حنين لك لتعود اليك ؟٢ نقطةكانت مجرد طفلة وقد تصرفت التصرف الأمثل برحيلك فلماذا تفسد الآن ما أحسنت فيه قديما ؟٢ نقطة )
, بدأت ملامح جاسر يظهر عليها التملك الشرس وهو يقول بغضب
, ( التصرف الأمثل لأنها كانت طفلة كما قلت ٢ نقطةأما الآن فما المانع ؟٢ نقطة)
, قال عمر بغضبٍ هو الآخروهو يرمي الكرة من يده
, ( المانع أن طريقة ارتباطكما قديما لا تبشر بمستقبل رائع ٢ نقطة كما أنك تتناسى شيئا قد يكون بسيطا بالنسبة لك ٢ نقطة وهو أن حنين رافضة العودة لك٢ نقطة)
, اقترب جاسر بشراسةٍ من عمر وهو يهتف بغضب
, ( من قال أنها رافضة ؟٢ نقطة هل تخيلت رفضها ثم صدقت نفسك ؟٢ نقطة )
, ارتبك عمر قليلا الا انه اخفى شعوره بمهارة وهو يقول بحزم
, ( عشر سنين يا جاسر ٢ نقطة عشر سنين ٢ نقطة كيف تطلب منها أن تقتنع بعودتها اليك ؟٢ نقطة إنك شخصا غريبا تماما بالنسبةٍ لها الآن )
, سكت جاسر قليلا ثم قال بهدوء
, ( أنت تعلم جيدا انني كنت عائدا اليها قبل خمس سنوات ٢ نقطة أم أن دخولي السجن هو ما تدينني عليه ٢ نقطة اليست تلك هي النقطة التي أنت محرجا من ذكرها ؟٢ نقطة)
, صمت عمر تماما وهو يشعر بالضآلة أمام جاسر حين ذكر تلك الفترة التي أمضاها في السجن أثناء الغربة ٢ نقطة بسببه ٢ نقطة مدافعا عنه ضد أحد أبناء البلد وكبارها ٢ نقطة
, عادت ذاكرة عمر الى تلك الفترة لم يكونا أصدقاء حتى ٢ نقطة كانت معرفتهما ببعضهما تكاد تكون معدومة ، حتى أنهما قد تشاجرا يوما في بداية معرفتهما لإختلاف طباعهما التام ٢ نقطة وجاسر لا يجيد التعامل مع اختلاف وجهات النظر ٢ نقطة فنشب بينهما شجارا عنيفا ٢ نقطة
, لكن جاء يومٌ و كادت عصبة من أبناء البلد الأجنبي أن يحكِمو حول عمر مكيدة نظرا لكشفه مخالفاتٍ غير مقبول السكوت عنها ٢ نقطة و فعرف جاسر بالصدفة نيتهم في الغدر به ،
, و أثناء هجومهم على عمر ذات ليلةٍ و بعد انصراف كل العاملين التفو من حوله بكل خسة ٢ نقطة
, وكادو أن يفتكوا به لولا أن فوجىء عمر بهجوم جاسر و اثنين من رجاله عليهم ٢ نقطة ودارت معركة طاحنة حيث انضم عمر الي جاسر و الرجلين ضد الآخرين ٢ نقطة
, وفي لحظةٍ خاطفة استطاع جاسر ان يجنب عمر طعنة غادرة من أحد الرجال فردها لتندفع الى صدره و تسقطه غارقا في دمائه ٢ نقطة
, انقلبت المدينة وقتها خاصة أن شخصا عربيا قام بطعن أحد أبناء البلد المعروفين وأصابه إصابة خطيرة ٢ نقطة و بالرغم من أن جاسر كان قد أصبح رجل أعمال بدأ صيته في العلو قليلا ٢ نقطة لكن ما فعله كان لا يغتفر في بلدٍ اجنبي و اتجهت اليه كل دلائل الاتهام وتم سجنه لمدة خمس سنوات ٢ نقطة
, منذ ذلك الوقت عرف عمر أن رباطا اقوى من الدم ربط بينهما ٢ نقطة ونشأت بينهما صداقة طوال فترة سجن جاسر لم يتركه عمر فيها يوما الى أن ائتمنه جاسر على كثير من أعماله والتي باشرها عمر مؤقتا لتزدهر تدريجيا
, لذا سيظل جاسر بالنسبة الى عمر هو الصديق الذي لم تربط بينهما سنين طويلة لكن ربط بينهما دينٌ لن يوفيه عمر مهما حاول .
, و أثناء الزيارات حكى جاسر لعمر كل شيء عن حنين ٢ نقطة مما زاد شعور عمر بالذنب حين اعترف له جاسر بأنه كان ينوي العودة اليها ، حتى أنه سافر ليراها بعد غياب خمس سنوات ٢ نقطة
, و بعد عودته لينجز أعماله المتراكمة في بلاد الغربة حدث ما حدث و حُكم عليه في خلال عدة أشهر ٢ نقطة
, و بالرغم من ان تربية عمر وتثقيفه رفض تماما طريقة زواج حنين بتلك الطريقة وفي ذلك السن ٢ نقطة الا إنه لم يجد بدا من الاستجابة لجاسر في معرفة أخبارها أول بأول أثناء نقل الأعمال تدريجيا للبلاد بمساعدة مدير أعماله .
, قال عمر بصوتٍ خافت ( لم أقصد ذلك يا جاسر وتعلم ذلك جيدا ٢ نقطة لكن لست مقتنعا بما تفعل و اعتبره غير عادلا )
, ابتسم جاسر وهو يقول ( ومتى كانت الحياة عادلة ٢ نقطة انه النصيب و نصيبها معي )
, لم يجد عمر ما يقوله ٢ نقطة لا يستطيع النطق و الافضاء بما في داخله من قلق ، مستعدا أن يفدي جاسر بحياته لكنه و للمرة الثانية سيكون السبب في توجيه ضربة له ٢ نقطةلو علم بحقيقة مشاعر حنين و التي يتمنى ان تكون مجرد أوهام .
, ٢ نقطة ٢ نقطة
, مر أسبوع بعد ما تعرضت اليه عصر ذلك اليوم المأسوى في حياتها و الذي يماثل يوما مرت به منذ عشر سنوات ٢ نقطة
, ها هي تقف أمام نافذتها صديقتها تتحدث الى زجاجها بعد أن نبذت مرآتها لأيام٢ نقطة همست لنفسها بأسى
, ( ما تلك المصيبة التي وقعت في طريقك يا حنين ٢ نقطة بعد أن كانت الحياة قد بدأت تزدهر لكِ )
, صمتت قليلا ثم همست تتلمس الزجاج الأملس مستندة بجبهتها اليه
, ( لماذا الآن ؟٢ نقطة لماذا الآن تحديدا بعد أن كدت ألمس نجوم السماء ؟ )
, عادت لتهمس متأوهة
, ( عمر ٢ نقطة هل من الممكن أن تقبل بي إن عرفت تلك الندبة في حياتي ؟٢ نقطة كنت قد قاربت على النسيان ٢ نقطة لا بل كنت قد نسيت تلك الورقة التي لم تساوي ثمن الحبر التي كتبت به ٢ نقطة فهل تتغاضى أنت عنها ؟ ٢ نقطة )
, أغمضت عينيها بأسى ٢ نقطة لا تتذكر جيدا كيف مر بها الطريق و هو يقلها الي بيتها ٢ نقطة او بيت عمها ٢ نقطة ذاك اليوم
, كل ما أدركته أنها أفاقت ببطءٍ و ضعف على لمساتٍ حانيةٍ خشنة تتجول على وجهها ٢ نقطة مدت يدها لتبعد تلك اللمسات الغريبة لتبتعد عنها لحظة تاركة إياها مستسلمة لعالمها الآمن ٢ نقطة ثم تعود مرة أخرى لتتجول ٢ نقطة ففتحت عينيها ببطء لتطالعها عيناه ٢ نقطة لم يختفي هذه المرة ٢ نقطة بل هاهو موجودا بكل هيمنته من حولها ٢ نقطة ببريقِ عينيه اللتين لم ترى مثلهما ٢ نقطة تتخيل أنه لو نظر اليها في الظلام فستلمعانِ أيضا كالنمور ٢ نقطة شتانِ ما بين عينيه وعينا عمر ٢ نقطة كل هذا دار في تفكيرها لحظة أن فتحت عينيها دون أن تدري سببا ٢ نقطة
, انتفضت جالسة في مقعدها و هي تنظر من النافذة لتجد أنها قد وصلت الى حيهم الراقي لكن على بعدٍ من منزل عمها ٢ نقطة حاولت فتح الباب مسرعة الا أنه أمسك يدها الممسكة بمقبض الباب ليهمس بالقرب منها
, ( هكذا دون سلام حتى ؟٢ نقطة )
, لم تلتفت اليه ظلت مسمرة مكانها تعطيه ظهرها متصلبة ترتجف في نفس الوقت ٢ نقطة فمد يديه ليمسك بكتفيها النحيلين يحرك ابهاميه عليهما بسيطرة ، فما كان منها الا أن تلوت بضعف و هي تئن همسا
, ( أرجوك كفى ٢ نقطة ابتعد عني )
, للحظةٍ ظنت أنه لن يستجيب لها لكنها دهشت حين أزاح يديه عنها و هو يقول من خلفها بصوتٍ أجش
, ( اذهبي الآن ٢ نقطة لكن تذكري أنكِ ستريني كثيرا الأيام المقبلة ، الى أن تقتنعي بعودتك الي )
, التفتت ببطءٍ شديدٍ اليه ٢ نقطة و بعد لحظة أرغمت نفسها على رفع رأسها المحنى لتواجه نظراته التي لا تلين ٢ نقطة ثم همست بضعف
, ( هل تريدني أن أترجاك ؟٢ نقطة )
, حين لم يجبها ٢ نقطة ولم يظهر عليه أي تعبير سوى اشتداد عضلات وجهه قليلا إن لم تكن متوهمة اندفعت تتكلم بصوتٍ أعلى قليلا من الهمس وهي تجد الشجاعة في الترجي
, (لأنني سأفعل إن كان هذا ما تريده ٢ نقطة أرجوك ٢ نقطة أرجوك ابتعد عن حياتي ، أنا في حياةٍ أخرى الآن ٢ نقطة حياةٍ لا تباع فيها الفتيات و هن لا يزلن ***** ٢ نقطة ومجرد أن يعرف أي شخص عني هذا الأمر يجعلني أرغب في الموت قبلا ٢ نقطة )
, ظلت عيناه آسرتي عينيها تلمعانِ بتصميمٍ يشوبه الغضب المسيطر عليه الى أن قال بلا تعبير
, ( لكني لم أشتريكِ ٢ نقطة الشاري شخصا يريد شيئا ٢ نقطة أما أنتِ فقد فرضوكِ علي )
, ضربتها كلماته ضربة كحجرٍ موجع في منتصف صدرها ٢ نقطة بهتت ملامحها قليلا ثم همست رغم الاهانة المؤلمة
, (اذن ماذا تريد الآن ؟٢ نقطة لقد هربت منذ عشر سنوات من هذا الفرض ، فلماذا عدت الآن ؟٢ نقطة )
, أجابها بمنتهى الهدوء
, ( لأنني أريد الاستقرار أخيرا ، وتأكدت أنكِ الأنسب لي ٢ نقطة بل نحن الأنسب لبعضنا لن يستطيع غيرنا مشاركة أمثالنا الحياة ٢ نقطة ثم أنني أخبرتك أنني عدت لأراكِ قبل خمس سنوات )
, هل هو فضول الأنثى الذي دفعها لتسأله ؟؟ لا تعلم لكنها على كل حال همست دون تفكير
, ( وما الذي منعك عني وقتها ؟٢ نقطة )
, لم يجبها لدقائق ٢ نقطةحتى احترقت أعصابها وهي تراه يشعل سيجارة من علبة سجائره بهدوء ٢ نقطة ثم نظر اليها لينفث دخانها الى وجهها الشاحب ليجيب بهدوء
, ( حسنا ٢ نقطة من حقك أن تعرفي من البداية ٢ نقطة كنت أنوي استعادتك قبل خمس سنوات ، لكن شيئا منعني ٢ نقطة لقد سجنت لخمس سنواتٍ بعدها ٢ نقطة مما أخر خططي قليلا ٢ نقطة وهذا ما أعتذر عنه ، فلو أتيت في موعدي لكان أطفالك يركضون من حولك الآن ٢ نقطة )
, ها هي بعد اسبوع لا تزال تتذكر تلك الكلمات الهادئة وكأنه يتسامر معها بود ٢ نقطة لا تعلم كيف خرجت من السيارة ، وكيف تركها بكل رضا ٢ نقطة وكأنه يترك لها الفرصة لتتمعن فيما قاله منذ لحظات ٢ نقطة تستوعب ما ضرب به رأسها للتو ٢ نقطة
, دخلت البيت تتعثر في خطواتها المرتجفة هائمة العينين ٢ نقطة لم ترى مالك الذي اصطدمت به ليمسكها قبل أن تسقط بإعياء ٢ نقطة ليقول بقلق
, ( ماذا بكِ حنونة ؟٢ نقطةهل أنتِ مريضة ؟٢ نقطة)
, للحظاتٍ لم تجبه وهي تنظر الى البعيد ثم نظرت الى مالك لتبتسم باهتزاز تتكلم برقة ( أنا بخير ٢ نقطة فقط مرهقة قليلا )
, لم يبد على مالك أنه اقتنع وهو ينظر الى منظرها المشعث و شعرها المطلوق على سجيته لأول مرة خارج المنزل ٢ نقطة لذا لم يتركها لترحل بل امسك بها وهو يقول ( حنين ٢ نقطة ما الأمر ؟٢ نقطة إنكِ لستِ على طبيعتك أبدا )
, همست وهي تحاول اتقان الكذب ( لقد ٢ نقطة لقد اصبت في الإغماء في العمل ٢ نقطة مجرد ارهاق )
, ازداد القلق بشدة على وجه مالك وهو يقول ( هل أنادي امي ؟٢ نقطة)
, ابتسمت برقةٍ اكثر ٢ نقطة مالك الطيب الرقيق ٢ نقطة العالم أفضل بوجود أمثالك ، قالت بهدوء ( لا ٢ نقطة لا تقلقها ٢ نقطةأنا بخير ، فقط سآخذ أجازة لعدة أيام ٢ نقطة حتى أصبح أفضل ٢ نقطة)
, عقد مالك حاجبيه ٢ نقطة لم تبادر حنين يوما لأخذ أجازة ، هل أثقلو عليها في البيت لهذه الدرجة ؟٢ نقطة الكل يثقل عليها إن أراد الحقيقة ٢ نقطة لكن قبل أن يجادلها ربتت على ذراعه لتتجاوزه ببطء٢ نقطة ظل يراقبها عدة خطوات ، الى أن وجدها تستدير اليه بتوتر و تقول و كأنها اتخذت قرارا
, ( مالك ٢ نقطة)
, حين لم تتابع قال يجيبها ( ما الأمر حنونة ؟٢ نقطة)
, فتحت فمها لتتكلم بتصميم ٢ نقطة الا أنها عادت و تخاذلت لتغلق شفتيها بقلق وهي تهز رأسها قليلا هامسة ؛( لا ٢ نقطة لا شيء ، تصبح على خير )
, قال مالك بتوجس من حالتها الغريبة ( نحن في فترة العصر يا حنين٢ نقطة)
, استدارت لتتجه ببطءٍ الى السلم وهي تهمس بوجوم ( عصر أو ليل ما الفارق ؟٢ نقطة ٢ نقطة)
, وها هي تقف الآن بعد اسبوعٍ حبيسة غرفتها حبسا تفضله على أي شيء آخر في هذه الدنيا ٢ نقطة والحمد لله أن مالك أخبر زوجة عمها أن تعفيها قليلا من المساعدة لترتاح في غرفتها الآمنة وقتا أطول ٢ نقطة لا تحب مكانا في العالم أكثر من تلك الغرفة التي تضم مرآتها ونافذتها ٢ نقطة الغرفة التى ضمت آهات شوقها وعشقها لصدىء القلب الذي بدأ أخيرا في الإستجابة و سنفرة الصدأ عن قلبه ٢ نقطة
, بعد أن كادت تجزم بأنه يتجنبها أو يتجاهلها على وجه الخصوص ٢ نقطة ابتدأ فجأة بأن نادى اسمها ، ليناديه مراتٍ ومرات ٢ نقطة يطمئن عليها كما لم يطمئن عليها أحدا من قبل ٢ نقطة ابتسم لها ابتساماتٍ لم تنلها كفتاةٍ وصلت الى عمرها من قبل ٢ نقطة
, أسبوع كامل لم تذهب ولم تره ٢ نقطة كم اشتاقت لطيبته و ابتسامته الحانية ٢ نقطة كم اشتاقت الى بحثه عنها على السلالم ليعيدها الى الناس متباهيا بها ٢ نقطة لكنها لم تكن لتجرؤ لتذهب ، لا تستطيع تحمل اقتران رؤيتهما معا جنبا الى جنب مرة أخرى ٢ نقطة أن ترى ماضيها الذي دفنته ملاصقا لمستقبلها الذي رسمت له طويلا ٢ نقطة
, جاسر ٢ نقطة ذلك المجنون الذي على ما يبدو أن حياته فقدت الإثارة مؤخرا فبحث في أوراقه القديمة وهو يتسائل من الشخص المناسب ليرمي بلائه عليه ٢ نقطة فلم يجد أحسن منها لهذا الدور ٢ نقطة ومن أصلح من حنين الضئيلة ليعبث معها قليلا مبددا ملل أيامه ٢ نقطة
, تلك النزوة الحالية التي يمر بها و التي لم تستمر بالنسبة له سوى فترة بسيطة ليطير بعدها بعيدا ٢ نقطة هي نفسها النزوة التي ستدمر لها الحلم الجميل و الذي سيجهض قبل أن يبدأ ٢ نقطة
, تركت زجاج نافذتها فجأة باندفاع وهي تغطي وجهها بكفيها متأوهة بصوتٍ عالي من شدة ما يعتمل به صدرها ٢ نقطة المجنون و الذي خرج من السجن حديثا ٢ نقطة كيف ستكون حياتها أسؤا من ذلك لتجد مسجلا خطرا يسعى خلفها ٢ نقطة و الأروع أنه كان متزوجا منها يوما
, أبعدت يديها عن وجهها بعنف ، واتجهت الى مرآتها لتقف أمام صورتها العنيفة ٢ نقطة قالت لها بقوة
, ( لا تخافي ٢ نقطة اجمدي ولا تخافي فهو لا يمتلك أي سلطان عليكِ ٢ نقطة اجمدي حنين و استجمعي قوتك ٢ نقطة دافعي عن حبك بقوة ، لن يستطيع أن يخبر أحدا ٢ نقطة ستهددينه أن تخبري الجميع بخروجه من السجن ، وهو لن يجازف بتلويث صورته البراقة الآن ٢ نقطة )
, استدارت حول نفسها لتستند على طاولة زينتها وصدرها يعلو ويهبط بسرعة و هي تتابع بصوتٍ بدأ يهتز قلقا
, ( لكن ماذا كانت جريمته ؟٢ نقطة الا يحق لي على الأقل أن أعرف ما هي تهمة ذلك الذي يتعقبني ؟٢ نقطة هل هي جناية ؟٢ نقطة هل هو مجرما بالكامل أم مجرد مخالفة أو مسألة ضرائب ؟٢ نقطة )
, رفعت يديها الى جبينها المحنى وهي تعود الى التأوه من جديد ٢ نقطة أي مصيبة تلك التي لم تحسب حسابها يوما ، ٢ نقطة ماذا لو علم عاصم و مالك ٢ نقطة إن كان الأمر فظيعا فيما مضى فهو الآن أفظع و أضل سبيلا ٢ نقطة فكلا من عاصم و جاسر قد ازداد نفوذه و حربهما معا الآن ستسفر عن خسائر مهولة لعاصم و سمعته ٢ نقطة فضلا عن سمعتها هي ، و بالتالي لن يكون عليها الا أن تودع حلمها الوحيد ٢ نقطة
, عادت لتلتفت الى مرآتها وهي تنظر الى وجهها ٢ نقطة ودون وعيا منها رفعت أصابعها المرتجفة لتلمس بها شفتيها المرتجفتين كذلك من هول الذكرى ٢ نقطة همست من تحت أصابعها و عيناها تدمعانِ بأسى
, ( الحقير ٢ نقطة الحقير لثاني مرةٍ يسلبني احترامي لنفسي ٢ نقطة ولثاني مرةٍ لم أستطع صده ، كم أشعر بالإنتهاك ٢ نقطة أضعاف ما شعرت به فيما مضى ٢ نقطة كنت أظن أنني أصبحت أقوى وأن أحدا لن يستطيع أن ينال مني ما لا أريده أبدا ٢ نقطة لكن ها هو ينتهك روحي من جديد ٢ نقطة أهانني كما لم يهينني أحدا من قبل ٢ نقطة )
, ابتلعت نشيجها وهي تبكي بصمت دون أن تجرؤ على الهمس جهرا بما جال في رأسها في تلك اللحظة و هي تحمر خجلا كمراهقة صغيرة لا فتاة في الرابعة و العشرين ٢ نقطة
, لقد أفسد قبلتي الأولى ٢ نقطة مرتين ٢ نقطة حطم حلمي ككل فتاةٍ تنتظر تلك اللحظة ٢ نقطة وكأن له الحق في اجتياح حياتي و جسدي وقتما يشاء ٢ نقطة
, أخفضت عينيها البريئتين خجلا وهما لم تتلوثا بعد بالرغم مما مرت به على يديه الشريرتين ٢ نقطة كانت تحمد **** كل يومٍ على مدى سنواتٍ على أن **** نجاها في اللحظة المناسبة على يد أمه المجنونة ٢ نقطة حتى وإن كانت قد تعرضت لأقصى اذلالٍ ممكن ، لكنها ما أن كبرت قليلا حتى أصبحت ممتنة لحياتها التى لم تضيع بالكامل مما يتيح لها أن تحلم من جديد بفارس الأحلام ٢ نقطة
, لكنه عاد من جديد أقوى وأعنف ٢ نقطة مخيفا بشكلٍ مؤلم ، وهو يبدو مصمما على نيل ما فاته قديما ٢ نقطة وأن شيئا لن يقاطعه هذه المرة ٢ نقطة
, رفعت رأسها الى أعلى وهي تكتف ذراعيها محيطة جسدها النحيف بهما لتوقف ارتجافه ٢ نقطة ماذا تفعل ٢ نقطة ماذا تفعل ٢ نقطة اليوم هو يوم عودتها للعمل ٢ نقطة هل تتخاذل أم تذهب ؟٢ نقطة
, لم تسمع شيئا منه منذ أسبوع أتكون معجزة قد حدثت و نزلت حجرة فوق رأسه أفقدته الذاكرة ؟٢ نقطة كانت تريد أن تختفي عن وجه تلك الحياة بعدما تعرضت له ، لكن شوقها لعمر و رغبتها اليائسة في الدفاع عن حياتها التي خططت لها يجعلها تحاول جاهدة أن تقنع نفسها بارتداء ملابسها و الذهاب الى العمل ٢ نقطة
, وهذا ما فعلته تتعثر في كلِ خطوةٍ وكلِ حركة ٢ نقطة وهي تسير في الرواق ٢ نقطة تتوقف عند غرفة معتز ، تتمنى لو كان موجودا لتنهل من حضنه الناعم لعله يريح أوجاعها ٢ نقطة تنزل درجات السلم بتثاقل و حقيبتها الكبيرة على كتفها وكأنها مساقة الى حبل المشنقة ، تشعر أنها ما أن تخرج لضوء الشمس حتى تجده يقفز لها كالعفريت ٢ نقطة
, نزلت لتجد عاصم و مالك في البهو يتحدثان بهدوء فابتلعت ريقها بضعف وهي تأخذ نفسا عميقا ثم تلقي عليهما التحية بخفوت
, ( صباح الخير آل رشوان ٢ نقطة )
, التفتا اليها معا و ابتسم مالك وهو يقول بمرح ( صباح الخير ٢ نقطة ها قد خرجتِ أخيرا من بياتك الشتوى ، كيف حالك الآن ؟٢ نقطة )
, ابتسمت بحزن تحاول أن تبدو طبيعيةٍ وهي تقول ( بخير الحمد لله ٢ نقطة )
, قال مالك لها بلهجةٍ ذات مغزى ماطا شفتيه
, ( من حسن حظك أن عندي خبرا سعيدا لكِ ٢ نقطة أحزري من سيأتي لزيارتنا الليلة ؟٢ نقطةشخصا عزيزاعلى قلوبنا كلنا ٢ نقطة )
, تأوهت حنين بصمت ٢ نقطة لا ليس الليلة أبدا ٢ نقطة ومن سيكون الشخص العزيز غيرها ، صاحبة الصوت الرنان ٢ نقطة دانا خطيبة الابن البكر فخر العائلة ٢ نقطة لماذا يبدو كل شيئٍ سيئا في نظرها فى تلك اللحظة ؟٢ نقطة
, لم تستطع سوى أن تهمس بأسى واضح على ملامحها
, ( ياللسعادة الغامرة ٢ نقطة و أنا التي كنت أتسائل عن سبب استيقاظي سعيدة اليوم )
, قال عاصم بصرامة وهو يعقد حاجبيه
, ( اسمعا أنتما الاثنين ٢ نقطة قسما ب**** ان لم تحسنا التصرف فسأطردكما معا من البيت الى أن تغادر دانا ٢ نقطة حاولا معاملتها بقليلٍ من الود ٢ نقطة أفهمتما ؟٢ نقطة إنها تشعر بنفوركما منها بمنتهى الوضوح ، حاولا التأقلم على أنها ستعيش يوما معكما هنا ٢ نقطة الى أن يسعدنا **** بزواجِ كلا منكما لنرتاح أخيرا ٢ نقطة )
, شعرت حنين بوجعٍ قاتل في قلبها من جملته البسيطة و التي بالرغم من ذلك تنبهها الى أن أيامها في البيت لا بد وأن تكون معدودة بحلولِ دانا الى البيت ٢ نقطة
, قاطع مالك أفكارها وهو يقول عاقدا حاجبيه بجديةٍ و اتزان ٢ نقطةغامزا في الخفاء لحنين ( بالطبع ٢ نقطةلا تقلق ، دانا في أعيننا ٢ نقطة )
, ضربه عاصم على رأسه بملف الأوراق الممسك به ٢ نقطة فتأوه مالك وهو يقول بدهشةٍ مصطنعة ( ماذا ؟٢ نقطة ماذا فعلت ؟٢ نقطة )
, تناول عاصم باقي أوراقه وهو يتجه الى الباب استعدادا الى الذهاب الى عمله وهو يقول بتهديد
, ؛( لقد حذرتكما و قد أعذر من أنذر ٢ نقطة لا أريد فضائح من أي نوع ٢ نقطة أنا لن أتحمل أي شكوى مستعرضة من دانا أو أمها ٢ نقطة فما في رأسي يشغلني بما فيه الكفاية ٢ نقطة )
, ثم خرج من البيت و هو يعلم تماما ما المسيطر على عقله تلك الأيام يحرمه النوم و يفقده القدرة على التركيز ٢ نقطة
, التفتت حنين الى مالك لتقول بوجوم ( ألن يفطر معنا ؟٢ نقطة )
, ابتسم مالك وهو يقول
, ( لقد تناولنا الفطور منذ فترةٍ يا رأس الوخم ٢ نقطة تعالي هنا و اخبريني ما بكِ حقا ؟٢ نقطة ليست مسألة تعب أبدا ، لماذا تبدين مبتئسة هكذا منذ أيام ؟٢ نقطةهل يضايقك أحد في العمل ؟٢ نقطة )
, توترت حنين وهي تتململ في وقفتها ثم قالت بلهجةٍ غير مقنعة ( لا شيء يا مالك حقا ٢ نقطة لا تقلق ، لا ٢ نقطة يجرؤ أحدا على مضايقتي )
, لم يقتنع مالك أبدا لكنه فضل ألا يضغط عليها وهو يقول ( حسنا أنا مضطرا للذهاب الآن ٢ نقطة أتريدين أن أقلك معي ؟)
, اندفعت اكثر من المعتاد لتقول ؛( لا ٢ نقطة لا أقصد أنت تعلم أنني لا ٢ نقطة أفضل أن ٢ نقطة لا شكرا )
, قطب جبينه قليلا ثم قال أخيرا بهدوء ( حسنا ٢ نقطة سأذهب الآن ٢ نقطة لو احتجت لشيء هاتفيني ٢ نقطة )
, أومأت حنين بصمتٍ و استسلام ٢ نقطة وهي تفكر بأنها في أمس الحاجة لمساعدته ، لكن العواقب ستكون وخيمة ٢ نقطةاه يا **** انقذني مما أنا فيه ٢ نقطة
,
, ذهبت الى زوجة عمها التى كانت مرتبكة في مطبخها رغم وجود الخادمة و ابنتها ٢ نقطة متحيرة ما الذي تعده اليوم للعشاء استعدادا لمجيء دانا خطيبة الغالي ٢ نقطة فمجيء دانا الى هذا البيت نادر جدا و الحاجة روعة تريد أن تغريها للمجيء الى هنا كثيرا حتى تقترب منهم أكثر ٢ نقطة فلا تطلب من عاصم الابتعاد ٢ نقطة
, ابتسمت حنين برقةٍ حزينة وهي تنظر الى معالم الارتباك الواضحة على ملامحها الطيبة و هي تمسك المكونات لترصها أمامها بما يكفي لإطعام جيش من البشر و مع ذلك لا تبدو مقتنعة ٢ نقطة
, اقتربت منها ببطءٍ وهي تقول مبتسمة قدر الإمكان ( صباح الخير عمتي ٢ نقطة)
, التفتت اليها الحاجة روعة و هي ترد عليها بانشراح ( صباح الخير يا قلب عمتك ٢ نقطة أخيرا قررتِ النزول صباحا ؟٢ نقطة)
, اقتربت منها حنين لتتعلق بذراعها الطري وهي تريح رأسها متنهدة على كتف زوجة عمها بتعب ٢ نقطة ثم قالت
, ؛( أنا آسفة جدا يا عمتى ٢ نقطة لقد تدللت عليكِ جدا الأسبوع الماضي )
, رفعت الحاجة روعة يدها البيضاء المكتنزة لتربت على وجنة حنين النائمة على كتفها وهي تقول بحنان
, ( يبدو أننا نتعبك معنا اكثر من اللازم حبيبتي ٢ نقطةلكن ماذا أفعل فبالرغم من وجود أم رضا و ابنتها معنا الا إنني لا أثق في غيرك لمتابعة أمور البيت ٢ نقطةفكوارثهما أكثر من نفعهما )
, قالت أم رضا من خلف الحاجة روعة وهي تأخذ بعض الأشياء الى خارج المطبخ
, ( الف شكر يا حاجة روعة ٢ نقطة لم يكن هذا هو العشم )
, ضحكت الحاجة روعة و ابتسمت حنين ٢ نقطة قالت الحاجة روعة دون أن تستطيع اخفاء نفسها المكسورة
, ( يبدو أنكِ لستِ وحدك من تتدلللين ٢ نقطة تخيلي أن حور لم تهاتفني مرة منذ أن ذهبت مع زوجها ؟٢ نقطة اسبوع كامل دون أن تحاول حتى السؤال على أمها ٢ نقطة أو حتى لتطمئنني على معتز الذي اختفت به و كأنه لا يخصنا نحن أيضا )
, لم تستطع حنين الدفاع عن حور خاصة أنها لازالت مذبوحة من كلمتها الأخيرة لها ٢ نقطة لذا لم تقل سوى
, ( لا تحزني عمتي ٢ نقطة اعتبريها في شهر عسلٍ ثاني و أن من حقها أن تنال بعض الخصوصية )
, أومأت الحاجة روعة برأسها و الألم لم يفارق وجهها بعد
, ظلت حنين صامتة قليلا حتى كادت أن تغص في السؤال المختنق في حلقها من أيام ٢ نقطة لذا همست بتردد بعد فترةٍ وهي تنظر الى ظهر الحاجة روعة وهي تتابع عملها
, ( عمتي ٢ نقطة هل ٢ نقطة هل تتذكرين ٢ نقطة ذلك ٢ نقطة الموضوع القديم ؟٢ نقطة)
, قالت الحاجة روعة وهي مشغولة بتقشير الخضروات أمامها ( أي موضوع ذلك يا حنين .؟٢ نقطة )
, أخذت حنين نفسا وهي تحاول التكلم بصوتٍ طبيعي بينما قلبها يقصف قصفا
, (حين ٢ نقطة زوجوني منذ ٢ نقطة عشر سنوات )
, عقدت الحاجة روعة حاجبيها وهي تترك ما بيدها تماما لتلتفت الى حنين قائلة بقلق
, ( وما الذي ذكرك بهذا الموضوع الآن ؟٢ نقطةالم نتفق على أن ننساه ؟٢ نقطة )
, ارتبكت حنين وكأنها طفلة أخطأت فلسنواتٍ طويلة امتنع ذكر أي شيء يخص هذا الموضوع في البيت ٢ نقطة لكنها الآن مضطرة لذلك القلق الذي يفترسها و ينهش أصابها منذ أن عاد الماضي المشحون ليلاحقها
, لذا همست تتلعثم مرتبكة لكن بتصميم
, ( أعلم عمتي لكن غصبا عني لا أستطيع منع نفسي من تذكره ٢ نقطة أنتِ تعلمين أنني مررت بظروفٍ صعبة ٢ نقطة حيث سافر ذلك المدعو ٢ نقطة جاسر قبل الزفاف بأيام ٢ نقطة )
, لم تعرف ما تريد أن تسأل عنه حقا ٢ نقطة لذا صمتت ناظرة الى مربعات الأرض بيأس غير قادرة على تجميع أفكارها لذا لم تشعر بزوجة عمها التي اقتربت منها الا بعد أن ربتت على وجنتها برفقٍ لتقول
, ؛( إياكِ يا حنين أن يكون في قلبك شيئا ضد عمك ٢ نقطة كان الزمن غير الزمن ، ولا زال حتى الآن في الأحياء القديمة ٢ نقطة كل الفتيات كن يتزوجن بهذه الطريقة لصغرِ سنهن عن السن القانوني ٢ نقطة الى أن يتم عقد قرانهن حين يبلغن السن القانوني ، أي أن عمك لم يكن ليظلمك أبدا ٢ نقطة )
, لم تستطع حنين سوى ان تهتف بضعف قبل أن تستطيع السيطرة على نفسها و هي تسأل السؤال القديم
, ( ولماذا لم تخضع حور لنفس الحكم ؟ ٢ نقطة )
, اتسعت عينا الحاجة روعة بذهول وهي ترى حنين غير تلك التي ربتها طوال السنوات الماضية ٢ نقطة لتقول هامسة مبهوتة وهي تضع كفها على وجنتها الممتلئة
, ( يا ويلي يا حنين ٢ نقطة أنتِ فعلا تضمرين شعورا غاضبا تجاه عمك رحمه **** ٢ نقطة)
, لم تستطع حنين الرد عليها وهي تلتفت بعيدا عن نظرات زوجة عمها المرعوبة ٢ نقطة ثم همست باختناق
, ( لم يريدوني أنا عمتي ٢ نقطة أرادو مجرد ورقة بينهم و بين بعضهم لفض النزاع و الرأفة بـأبنائهم من دخول السجون يوما ٢ نقطةحتى إن كانت تلك الورقة تعني أن أنتقل من بيتكم لبيتهم ٢ نقطة ولما لا ؟٢ نقطة ففي النهاية هي مجرد حنين الصغيرة و مآلها لزواجٍ كهذا في نهاية الأمر فلما لا تكن مفيدة ٢ نقطة )
, ازداد اتساع عينا الحاجة روعة و تنديتا بالدموع وهي تستمع الى كلام حنين الغريب و الذى لم تتحدث به قبلا ٢ نقطةثم قالت بخوف بعد ان انتهت حنين وهي تضمها الى صدرها
, ( حبيبتي ٢ نقطةما فائدة هذا الكلام الآن ؟٢ نقطة احمدى **** أن الموضوع لم يكتمل وها أنتِ الآن قد أكملتِ تعليمك و تعملين أيضا فلما تتذكرين كل تلك الامور ؟٢ نقطة )
, لم تتمالك حنين نفسها من الإنفجار في البكاء بين أحضان عمتها و قد أثر عليها ضغط الأيام الماضية ٢ نقطة زوجة عمها لا تعلم ان الماضي عاد ليلاحقها بل هي لا تعلم ذلك الموقف القديم المذل و الذي هز ثقتها بنفسها منذ عشر سنوات ٢ نقطة إن كان هناك شيئا واحدا هي ممتنة له فهو أن ما حدث لم يصل لأي أحد من أفراد أسرتها ٢ نقطة كل ما حدث هو أن جاسر سافر بعدها الى الخارج قبل الزفاف بأيام ٢ نقطة مما جعل عمها يثور غضبا وعاصم هدد بفظائع الأمور ٢ نقطة و كادت الدنيا أن تحترق من جديد بين العائلتين ٢ نقطة لولا ستر **** و اجتماع كبار الحي مرة أخرى ليتفقو على فسخ العقد لائمين والد جاسر مهددين له بلهجة شديدة لرجلٍ في عمره ٢ نقطة مما جعل الحاج رشوان مضطرا مجبرا على الترضية بعد أن اعطاهم ابنة أخيه و تركوها قبل الزفاف بأيام ٢ نقطة
, استمرت الحاجة روعة في ضم حنين المنتحبة الى صدرها ٢ نقطة وهي تقول بفزع
, ( بسم **** الرحمن الرحيم ٢ نقطة اعوذ ب**** من الشيطان الرجيم ، ماذا أصابكِ يا ابنتي ؟٢ نقطة كل هذا لأنني لم أبخركم منذ فترة ٢ نقطة )
, شهقت حنين عدة مرات باكية و عمتها تشدد من احتضانها بقوة الى ان هدأت حنين قليلا ثم همست مختنقة من البكاء و وجهها مدفون في صدر عمتها
, ( أنا لم أنسى هذا الموضوع يوما يا عمتي ٢ نقطة كنت أظن أنني تناسيته الا أنني لم أفعل ٢ نقطة أنتِ تعلمين جيدا أن سمعتي تضررت كثيرا بعد الذي حدث ٢ نقطة تركه لي قبل الزفاف بأيام و في ذلك الحي الشعبي كان ضربة لي ٢ نقطة لم أفهم وقتها لكنني فهمت معنى ذلك حين كبرت ٢ نقطة ستظل تلك القصة وصمة لي طول العمر )
, رفعتها الحاجة روعة وهي تشاركها البكاء لتنظر في عينيها المعذبتين و هي تقول بصرامة رغم دموعها
, ( إياك أن تقولي ذلك أبدا هل فهمت ؟٢ نقطة مجلس الرجال وقتها كان كفيلا بإخراس أي لسان يتكلم ضدك بكلمة ٢ نقطة إياكِ أن تفكري في هذا الأمر من جديد ٢ نقطة ثم أننا لم نعد نسكن هذا الحي بكل ما فيه فلما البكاء على ما فات )
, توقفت حنين عن البكاء بجمودٍ و بلا تعبير ٢ نقطة تنظر الى البعيد بشرود ثم همست دون أن تنظر الى زوجة عمها
, ( هل تعتقدين يا عمتي ٢ نقطة اذا ما تقدم لي شخصا ٢ نقطة يوما ما ، وعرف ما حدث قديما ٢ نقطة أتظنينه قد يرضى بي ؟؟؟ )
, انعقد حاجبا الحاجة روعة بشدة وهي تقول ( وما الذي يعيبك في ذلك يا ابنتي ؟٢ نقطة كثير من الفتيات عُقد قرانهن و لم يكتب لهن النصيب ثم تزوجن بعدها و نجحت حياتهن ٢ نقطة )
, لم تجبها حنين ، فعقد القران اكثر اكراما للفتاة ٢ نقطة من ذلك التي تزوجت به و كأنها تتزوج خلسة أو في السر ٢ نقطة و اللاتي يعقدن قرانهن بالتأكيد لسن في الرابعة عشر ٢ نقطة
, لكنها آثرت الصمت وهي تمسح دموعها بظاهر يدها قائلة بحزن
, ؛( لا عليكِ يا عمتى ٢ نقطة يبدو أنني كنت أمر فقط بحالةٍ مفاجئة ٍ من الكآبة ٢ نقطة لا تشغلي بالك )
, لكن قبل أن تنصرف مسكتها الحاجة روعة من ذراعها وهي تديرها لتواجهها قائلة بصوتٍ أبح
, ؛( حنين ٢ نقطة عمك رحمه **** شعر بتأنيب الضمير طويلا بسبب ذلك الموضوع بالرغم من تفاهته ٢ نقطة و قد يكون خطأ أن أقول ذلك الآن ولكنني سأقوله على كل الأحوال ٢ نقطة عمك ظل بعدها متمنيا طويلا أن تكوني من نصيب عاصم ليطمئن عليكِ و أنا كنت أكثر منه تمنيا٢ نقطة لكن يا ابنتي ما باليد حيلة ٢ نقطة فعاصم قد اختار شريكة حياته لذا لم يستطع عمك أن يجبره على تغيير رأيه ٢ نقطة )
, لم تجد حنين حقا ما ترد به على زوجة عمها ٢ نقطة فهي تعلمها جيدا ، عفوية لا تعلم ما يجب ان يقال وما لا يجب ٢ نقطة لأنها لو تعرف لأدركت أنها ضربت حنين للتو ضربة قاتلة لكبريائها الهش ٢ نقطة طعنة لكرامتها المهدورة في هذا البيت رغم حنان أهله عليها
, ولولا أنها لا تريد أن تؤلم زوجة عمها لقالت لها بوضوح ٢ نقطة أنها تعلم علم اليقين أن عمها لم يصر ذلك الإصرار على عاصم بل لم يجادله بما يكفي والا لكان عاصم لم يكسر كلمة والده ٢ نقطة لكن عمها استسلم بسهولة غير قادر على أن يمنع الأفضل لإبنه ٢ نقطة وهي لا تلومه حقا ٢ نقطة فكل أب سيفكر بنفس الطريقة ٢ نقطة
, لذا كتمت نفسا متألما وهي تقول بضعفٍ مبتسم في عيني زوجة عمتها التى تعض على لسانها ندما
, ( لا تقلقي عمتي ٢ نقطة عاصم فعل المناسب تماما ، فهو أخي ٢ نقطة ولم نكن لنكون ناجحين معا أبدا ٢ نقطة )
, ثم دون كلمةٍ استدارت لتبتعد عن هذا البيت ٢ نقطة فهذا هو أكثر ما تريده حاليا ، وأكثر ما تحتاجه هو أن ترى عمر ٢ نقطة ليبتسم لها و يربت على أوجاعها ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, دخلت الى مقر عملها و هي تتلفت يمينها و يسارها كاللصوص ٢ نقطة مجرد رحلة قدومها من البيت الى هنا كادت أن تقتل أعصابها فقد توقعت أن يظهر لها في أي مكان .
, وصلت الى المصعد و انتظرت بقلق ، تهز ساقها بعصبية الى أن فتح أبوابه أخيرا فتنفست الصعداء و دخلت ٢ نقطة وما أن بدأت أبوابه في الانغلاق أخيرا حتى شاهدت يدا تحول دون ذلك ليفتح من جديد و رأت كابوس أيامها الماضية يدخل مبتسما بشراسةٍ الى المصعد الذي أغلق أبوابه عليهما .
, شهقت بصوتٍ خافت و هي تتراجع لتلتصق بمرآة المصعد و هي تصرخ
, ( ماذا تفعل هنا ٢ نقطة ابتعد عني ، أنا انذرك للمرة الأخيرة )
, لم يجبها و لم يرمش حتى لتهديدها و هو يحاوطها بعينيه من كل جانب وكأنه يحفظ معالمها القديمة منها و الحديثة التي جعلت منها شابة جذابة بعد أن تركها طفلة .
, اقترب قليلا فاندفعت الى الجانب الآخر و هي تهتف بجزع بينما قلبها يخفق بانهيار من أن يفتح المصعد فجاة و يراها احد العاملين هنا وهي تتعرض لهذا التحرش من العميل الجديد ٢ نقطة
, هتفت بصرامة يشوبها الترجي في آنٍ واحد
, ( المصعد مراقب ٢ نقطة ستفضحني ، هل أنت عاطل تماما ؟٢ نقطة الا عمل لك لتقوم به و تبتعد عني )
, بدى كم يناور دجاجة و يحاول حجزها في زاوية القفص و خاصة مع ابتسامته التى تشبه لاعبين مصارعة الديوك ٢ نقطة
, اقترب لجهتها فقفزت عائدة الى الجهة الأولى وهي تكاد تبكي من الخوف أن يفتضح أمرها بسبب ذلك المجنون خريج السجون .
, لذا قالت و تربت بترجي على صدرها ( أرجوك ٢ نقطة أرجوك أخرج من حياتي و عد الى حياتك ٢ نقطة أرجووك )
, بدا مأخوذا بكفها الصغيرة و هي تربت على صدرها ٢ نقطة كم تجمع بين الطفولة و أنوثةٍ خفية لا يدركها الا متذوق خبير للجاذبية البرية ٢ نقطة
, قد يراها الساذجين فتاة عادية ، أما هو فيرى فيها مايجعله يريد افترساها حالا فقد انتظر طويلا ٢ نقطة طويلا جدا ٢ نقطة
, هجم عليها فصرخت و هي تقفز بعيدا ٢ نقطة لتجده يضحك عاليا ليعلمها أن هجومه كان زائفا ٢ نقطة أغمضت عينيها وهي تهمس بنشيج
, ( ما تلك المصيبة التي أتتني من حيث لا أعلم ؟ ٢ نقطة )
, عاد ليقترب منها ليواسيها على طريقته الخاصة الا أن حظها أنقذها حين و صل المصعد الى طابقها و فتح أبوابها فاندفعت خارجة جريا الى الممر الطويل لتفاجأ بوجود عمر من أمامها
, وقع قلبها وهي تدرك أن جاسر خلفها مباشرة و ذلك منعها حتى من الشعور بالشوق الجارف لعمر ٢ نقطة فقد كانت في حالة من الهلع من حدوث اي فضيحة في مجال عملها .
, ابتسم عمر و هو يقول برقة ( مرحبا حنين ٢ نقطة اهلا بعودتك من جديد )
, ابتسمت ابتسامة مهزوزة وهي تدرك ان سهما مهددا نافذا من خلفها مصوبا الى ظهرها فهمست ترتجف
, ( مرحبا ع ٢ نقطة مرحبا يا سيد عمر ، لقد اشتقت للعودة حقا ٢ نقطة )
, أوما عمر برأسه ثم انتبه لوجود جاسر فقال باتزان
, ( سيد جاسر ٢ نقطة في موعدك تماما ، لكنك أخطأت الطابق ٢ نقطة جيد أنني رأيتك بالصدفة ٢ نقطة تفضل معي )
, انتهزت حنين الفرصة لتهرول مبتعدة حتى اختفت في الرواق ٢ نقطة
, حينها اختفت الرقة من ملامح عمر وحل محلها الغضب الاحمق وهو يمسك بكلتا قبضتيه جاسر من قميصه ليدفعه دفعة واحدة الى المصعد وهو خلفه ٢ نقطة
, تعثر جاسر داخل المصعد وهويضحك يقول ( على مهلك ٢ نقطة القميص لا يزال جديدا يا ولد )
, ثم استدار الى المرآة وهو يعدل من قميصه مصففا خصلة من شعره بيده ٢ نقطة لكن عمر أمسك به ليلفه اليه ثم يدفعه بقوة ليرتطم بالمرآة وهو يهتف بغضب
, ( هل جننت ؟٣ علامة التعجب٢ نقطة هل جننت ؟٤ علامة التعجب٢ نقطة ماذا كنت تفعل يا معتوه ؟!٢ نقطة هل تريد أن تُسجن من جديد ؟٢ نقطة )
, ضحك جاسر وهو يقول ( أتصدق أنني بدأت أشتاق للزملاء هناك ٢ نقطة )
, لم يتمالك عمر نفسه من شدة الغضب وهو يقول ( جاسر هذا مجال العمل وغير مقبول بما تفعله أبدا و الا سأقف لك بنفسي ٢ نقطة )
, قال جاسر بهدوء ( حسنا ٢ نقطة حسنا ٢ نقطة هدىء من روعك و لا تخف ، لم أجد الوقت لأفعل شيء )
, رفع عمر قبضته مهددا بكسر أنفه الا أن جاسر رفع يديه مستسلما وهو يقول
, ( حسنا ٢ نقطة حسنا ٢ نقطةآخرة مرة ،أردت فقط أن أراها و لم أقل حتى كلمة واحدة )
, قال عمر بتهديد ؛( جاسر لن أسمح لك بمثل هذه التصرفات هنا ٢ نقطة و أنا جادا في هذا ، مفهوم ؟٢ نقطة )
, أومأ جاسر بتهذيبٍ ساخر ٢ نقطة فخرجا معا الى مكتب عمر و جاسر يتبعه عالما في قرارة نفسه أن لن يستطيع الامتثال لأوامر عمر تماما
, فبعد فترة الاستراحة و التي توجه فيها جاسر مع عمر الى المقهى يبحث عنها بين العاملين فلم يجدها أبدا و تسائل أين تكون الآن ٢ نقطة أهي في مكتبها أم على درجات السلم كما أخبره عمر؟ ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, لم تحضر حتى غذاء لها اليوم ٢ نقطة ليس مهما فهي قد تختنق إن أكلت أي شيء الآن ، ستذهب الى مخبأها فقد يجدها عمر هناك أن أخبره قلبه ٢ نقطةو حينها سيكون ذلك مكانهما الخاص .
, اتجهت و خطواتها تتسارع على أمل تحمله مشاعره اليها وما أن وصلت الى باب سلم الطوارىء في طابقها حتى فتحته ببطء و هي تغلق عينيها أولا هامسة بداخلها تتمنى وجوده ٢ نقطة
, وما أن دخلت حتى انقضت ذراعا حديدية لتلتف حول خصرها بقوةٍ لتسحبها الى صدرٍ صلبٍ كالحجر و ترفعها عن الأرض بمنتهى السهولة ليدور بها ٢ نقطة
, انطلقت
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
الفصل الرابع عشر


انطلقت من فمها صرخة مرعوبة ثم قتلتها قبل أن تكتمل حتى لا يسمعها أحد وهي تشعر بنفسها تدور و تدور الى ان توقف وهي تتلوى بين ذراعيه بشراسةٍ دون صوت ٢ نقطة فقال مبتسما لوجهها المتلوى على بعد سانتيمترات من وجهه
, ( اصرخي ٢ نقطة )
, أخذت تضربه على كتفيه بقبضتيها و تطوح ساقيها ٢ نقطة دون أن يؤثر ذلك في قوته شيئا فهتفت بصوتٍ خافت
, ( ابتعد عني ٢ نقطة )
, أنزلها على قدميها ثم دفعها الى أن التصق ظهرها بالحائط ممسكا بخصرها و هي تدفعه بجنون دون جدوى ٢ نقطة فمد يدا أمسك بها ذقنها ليثبت و جهها و أصابعه تضغط بقوةٍ على وجنتها الى أن توقفت عن الحركة تماما و نظرت الى عينيه الصيادتين بصمت
, ظل ينظر الى عينيها الزيتونيتين لحظات ثم قال بخفوت مبتسما بود
, ( جيد ٢ نقطة هكذا أفضل ، اشتقتِ الي ؟٢ نقطة )
, رفعت قدمها الصغيرة لترفسه غدرا في ساقه بكل قوتها ٢ نقطةفتأوه وهو يرفع ساقه المرضوضة قليلا ثم يضعها على الأرض ثانية دون أن يترك ذقنها التي يقبض عليها بخشونة بل شدد عليها يهزها مع كل كلمة
, ( أول شيء تتعلميه هو أن ٢ نقطة تعاملي ٢ نقطة زوجك حبيبك ٢ نقطة باحترام ٢ نقطة لأني لو رددت لكِ ما فعلتِ لأصبحت عرجاء بنصف ساق )
, لم ترد عليه و هي تبادله التحديق بكرهٍ واضح مع قلبٍ يخفق برعب ٍ تحاول الا تظهره .
, ربت على وجنتها دون أن يتركها و قال ( هل فكرتِ فيما عرضته عليكِ ؟٢ نقطة )
, أجابت مدمدمة من بين قبضته على جانبي فمها
, ( هل تعني أنك تترك لي الخيار ؟٢ نقطة اذن اسمع الاجابة جيدا ٢ نقطة لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة والف لا ٢ نقطةأنا أرفض العودة اليك ٢ نقطة)
, لمعت عيناه غضبا رغما عنه بطريقةٍ أرعبتها ٢ نقطة ماذا كان ينتظر ؟٢ نقطةأن توافق مبتسمة ممتنة لعرضه المبتذل ؟٢ نقطة
, هز ذقنها بشدةٍ آلمتها وهو يقول بهدوء ( رأيك غير مهم ٢ نقطة فأنتِ لي و لو لم يعجبك ذلك )
, التزمت الهدوء كمن يعامل حيوانا مفترس ثم قالت ( لماذا أنا ؟٢ نقطة )
, صمت عدة لحظات ثم ترك ذقنها ليعود و يمسك خصرها قائلا بنفس الهدوء
, ( أجبتك من قبل ٢ نقطة أنتِ الأنسب لي ، لن تستطيع غيرك تحملي لأننا من نفس النوع )
, أجابت باهتزاز ( هل تظن أن عاصم سيسمح بذلك ؟٢ نقطة ستكون مجنونا إن صور خيالك لك ذلك )
, ضحك عاليا قبل أن يجيبها بوحشية
, ( وهل رفض هو أو عمك في المرة الأولى ؟٢ نقطة على الرغم من أنكِ كنتِ مجرد طفلة ، لما لا تقتنعين أنكِ لا تعنين شيئا لهذه الأسرة و على الأغلب سيكون مسرورا بتسليمك لأول من يطلب يدك ٢ نقطة لأنني على ما أعتقد لم يتقدم لكِ أحدا من قبل ٢ نقطة )
, صمتت تماما أمام هجومه المهين الموجع و الذي نكأ جروح يتمها و وجودها ضيفة على بيت عمها لسنين طويلة ٢ نقطة
, رقت عيناه لصمتها و عينيها المجروحتين ٢ نقطة فلم يطاوعه قلبه و اقترب منها ببطء ليقبل خدها الناعم قبلة طويلة حارة وشمت وجنتها باسمه ٢ نقطة
, وقفت ساكنة بين يديه الممسكتين بخصرها و شفتيه على وجنتها ٢ نقطةتتبِع القبلة الطويلة بعدة قبلات صغيرةٍ مواسية وكأنه استساغ مذاق وجنتها الناعمة ٢ نقطةالى أن تركها أخيرا ناظرا اليها نظرة لم ترها منه قبلا و لم تفهمها
, ثم قال بصوتٍ خافت أمام شفتيها المنفرجتين
, ( أنتِ لي يا حنين و من الأفضل لكِ أن تدركي ذلك في أسرع وقت ٢ نقطة )
, همست بخفوتٍ و قد أصابتها بلادة مفاجئة بددت الخوف دون أن تدري
, ( كان من الممكن أن أكون متزوجة الآن ٢ نقطة أنا على مشارف الخامسة والعشرين فأي تملُكٍ هذا الذي اكتشفته للتو )
, نشبت اصابعه في لحم خصرها كالمخالب فبان الألم على ملامحها لكنها قاومته بشجاعةٍ حاولت أن تنميها بداخلها تجاه ٢ نقطة الى أن قال بتهديدٍ خافت خطير
, ( كنت لأقتل أي أحد قبل أن يقترب منكِ ٢ نقطة فأنا لم أتركك كل ذلك الوقت لأجد من يحاول أخذك مني )
, لم تفهم ما يقصده ٢ نقطة لكنها لم تستطع منع هتافها الغاضب
, ( ومشاعري ٢ نقطة الا يضم قاموسك تلك الكلمة ؟٢ نقطة أنا لا أحمل لك سوى الكره ، أنت لا تعلم كيف دمرت ثقتي ، برائتي ، كرامتي ٢ نقطة حتى سمعتي دمرتها بسفرك قبل الزفاف بأيام ٢ نقطة رائعة قدرتك على نسيان ما ارتكبته بمهارة لتأتي الآن مطالبا بحقٍ سحقته بقدمك منذ سنين ٢ نقطة )
, لم يرد عليها و هو يسمع ما لم يرد أن يسمعه في هذه اللحظة ٢ نقطة ظلا ينظرانِ الى عيني بعضهما طويلا الى أن ربت على وجنتها برفقٍ و قال بصوتٍ خافت لكن صلبٍ لا يقبل الجدال
, ( سأمنحك بعض الوقت لتعودي نفسك ٢ نقطة لكن اعلمي أن صبري ليس طويلا )
, ثم تركها خارجا من باب السلم تاركا أياها مستندة الى الحائط ، مغمضة عينيها بيأسٍ ، تشعر بتعبٍ لم تشعربه من قبل ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, كانت تنظر الي مالك بتوجس وهو يجلس أمامها على المائدة الطويلة ٢ نقطة ينظر اليها رافعا حاجبا واحدا شريرا وهو ممسكا بقطعة دجاج في يده ثم يقضمها بقوةٍ و يمضغها ببطء و عيناه تتحديانها أن تلقي ملاحظتها المشمئزة الظاهرة في عينيها ٢ نقطة
, تأوهت بضيقٍ وهي تبعد نظرها عنه فابتسم مالك وهو يشعر بأنه قد أدى واجبه و فتح شهيتها للأكل ٢ نقطة
, نظرت الى حماتها التي قامت لتقف الى جوارها وهي تضع في طبقها من كل نوع من أنواع الأكل الموضوعة على المائدة وهي تقول بكل تحبب
, ( هيا يا دانا أريد أن أراكِ وقد أنهيت كل طعامك ٢ نقطة لأرى إن كان طعام حماتك سيعجبك أم لا ٢ نقطة)
, اتسعت عينا دانا و هي تجد طبقها وقد تحول الى كومةٍ من العديد من الأطعمة ذات روائحٍ نفاذة كادت أن تصيبها بالغثيان ٢ نقطة
, ابتسمت بضيقٍ الى الحاجة روعة مومئة برأسها في صمت بينما تطلعت الى الخرقاء التي تخدم على المائدة و قد بان عليها الوجوم و الشحوب ٢ نقطة
, ابتسمت دانا بشراسة وهي تفكر أن حنين لابد وأن تكون في شدة الغيرة منها الآن على عاصم ٢ نقطة فعلى ما يبدو أن المسكينة كانت تريد أن تتزوجه ٢ نقطة
, أمسكت بشوكتها و التقطت بها قطعة لحم بدافع وهمي صوره لها خيالها المريض و اقتربت من عاصم لتضعها في فمه و هي تظن أنها ستشعل غيرة حنين أكثر ٢ نقطة
, نظر عاصم بدهشةٍ الى قطعة اللحم أمام فمه ودانا تبتسم له بكل دلال وقلة حياء قائلة بنعومة
, ( تناول هذه من يدي حبيبي ٢ نقطة )
, عقد عاصم حاجبيه وهو يشعر بالإستياء من تلك التصرفات الجريئة على مرأى أمه و مالك ٢ نقطة و أيضا حنين ٢ نقطة لكم يكره مثل تلك الأفلام الرخيصة ٢ نقطة لكنه رغما عنه تناولها على مضض وهو في غاية الإستياء مما يحدث
, كانت حنين قد اتخذت مقعدها بجوار مالك ٢ نقطةفأخذا ينظرانِ بعيونٍ متسعةٍ لما يحدث حتى بان عليهما الذهول من منظر عاصم وهو يتناول الطعام من يد دانا ٢ نقطة
, قاطع ذهولهما صوت نحنحة من الحاجة روعة وهي تحدجهما بنظراتٍ مؤنبة لينظرا الى طبقيهما ٢ نقطة
, فنظر مالك الى حنين وهو يشير اليها ممتعضا بالسكين على رقبته علامة الذبح ٢ نقطة وكأن هذا هو ما يريد فعله في دانا
, لم تتمالح حنين نفسها فضحكت بضعف ٢ نقطة حينها قال عاصم منبها بصرامة ( حنين ٢ نقطة )
, فالتزمت الصمت هي ومالك ناظرين الى طبقيهما ٢ نقطة لكنهما كانا يختلسانِ النظر الى دانا التي كانت تلمس يد عاصم كل لحظة فيقوم بدفع يدها في صمت ٢ نقطة حتى مل في النهاية واخفى يده اسفل المائدة بسببها ٢ نقطة
, بدا عاصم شاردا طوال الوقت لم يستمع تقريبا لأيٍ مما تقوله دانا ٢ نقطة مما جعل مالك كل فترة يقوم بهز رأسه محاولا تنقية اذنه من صوتها الذي لا يتوقف ٢ نقطة حتى ان حنين بعد فترةٍ طويلة رفعت يدها الى جبهتها وهي تعاني من صداعٍ عنيف ٢ نقطة
, و الحاجة روعة كانت تحاول جاهدة الاستماع مبتسمة بالرغم من أن حديث دانا كان لعاصم فقط دون غيره و بلغةٍ أجنبية ٢ نقطة
, وما أن انتهى العشاء الكارثي بالنسبةِ اليهم ٢ نقطة قاد عاصم دانا الى الشرفة الواسعة حيث وقف مستندا الى سور الشرفة بذراعيه شاردا في البعيد ٢ نقطة
, وقفت دانا بجواره وهي تضع يديها على سور ثم قالت بعد لحظة
, ( ماذا بكِ يا عاصم ؟٢ نقطة لماذا أشعر أنك بعيدا عني للغاية ؟٢ نقطة )
, رفع عاصم وجهه اليها و شعر بتأنب الضمير الذي يعصف به منذ أيام ٢ نقطة فعلى مدى أسبوع اتجه الي بيتها عدة مرات ، يراقب خروجها الى عملها ٢ نقطة يتطلع الى حسنها يبتسم لابتسامتها المودعة لمدبرة منزلها ٢ نقطة
, لم يفعل ما فعله ذلك من قبل ٢ نقطة صحيح كان له عدة قصص نسائية من الماضي في بداية شبابه لكنها كانت عابرة لا تذكر الى أن التزم وانهى كل هذه القصص الفاشلة ٢ نقطة
, لكن أيا منهن لم يكن يهتم ليذهب لرؤيتها دون علمها وكل ما يريده هو الاطمئنان عليها و النظر الي بهاء وجهها ٢ نقطة
, وكم كان يشعر بالذنب لذلك تجاه دانا و تجاه نفسه ٢ نقطة وتجاه صبا ٢ نقطة
, التي على الرغم من ابتسامتها التي لا تفارق شفتيها الا أنها كانت تقف كل صباح امام تلك المساحة المدمرة لتتأملها بأسى ٢ نقطة
, اقتربت منه دانا أكثر وقد شجعها صمته لتقول بدلال ( هل هي مشاكل في عملك ؟٢ نقطة )
, استقام واقفا ليقول بوجوم ( نعم يادانا ٢ نقطة بعض المشاكل في العمل ، أعرف أنني أهملتك قليلا الفترة الماضية لذا أنا ٢ نقطة )
, قاطعته دانا وهي تقترب أكثر لتقول وهي تضع كفها على صدره القوي
, ( أعرف تماما المسؤلية الملقاة على عاتقك ٢ نقطة و أنا أحبك بكل حياتك )
, شعر عاصم بتأنيب ضميره يتضاعف و بشعورٍ كئيب يتسلل اليه يجعله غير قادر على الرد حتى ٢ نقطة لكن لحظة أخرى و تابعت دانا كلامها قائلة بنعومة
, ( هل هو موضوع بيت عمران ما يشغل بالك ؟٢ نقطة )
, نظر اليها بدهشةٍ رافعا حاجبيه ٢ نقطة الا أنه حاول بكل جهده السيطرة على أعصابه ليقول بهدوء
, ( وكيف تعرفين عن بيت عمران ؟٢ نقطة )
, اتسعت ابتسامتها وهي تتقرب منه بدلال لتقول بميوعة
, ؛( والدي طبعا أخبرني ٢ نقطة كنت أريد أن أعرف ما يشغلك و قبل أن تطلب نصيحتي سأعطيها لك ٢ نقطةلما لا تريح نفسك من ذالك الموضوع الذي طال و باخ أمره و تتركه لوالدي ليتصرف ٢ نقطة انفض أنت يديك من كل هذا الغبار )
, ظل عاصم صامتا قليلا ليقول بعد فترة بهدوء غامض
, ( لكن أنتِ تعرفين سبب رفضي بالتأكيد ٢ نقطة سيلجأ والدك و شركاؤه الى تصرفاتٍ لا أرضاها أن تقترن باسمي ٢ نقطة )
, لم تهتز تعابير وجهها وهي تقول بعد لحظة ( طالما أنك لست في الصورة فلا تشغل نفسك بالموضوع و تناساه ٢ نقطة )
, للحظاتٍ لم يتحرك عاصم من مكانه ناظرا اليها و كأنه يراها لأول مرة ٢ نقطة ثم بمنتهى الهدوء أمسك بيدها الموضوعة على صدره ليبعدها عنه ٢ نقطةأتبعها بنزع خاتم خطبتهما من يده ليضعه في كفها المفرود على يده و هو يقول أمام أنظارها المذهولة
, قال بعدها بهدوء ( أنا آسف يا دانا ٢ نقطة لكن لم تكن تلك نظرتي عن أم أطفالي التي أتمناها )
, ظلت في حالة ذهول للحظاتٍ عديدة و هي لا تصدق ما تسمعه الى أن قالت أخيرا
, ( هل جننت ؟٢ نقطة كيف تجرؤ على قول ذلك لي ، الا تعلم أن والدي لو عرف بما قلته ف ٢ نقطة )
, قاطعها عاصم قائلا بنفس هدوءه لكن مع نظرة جمدت الدم في عروقها
, ( لا تشغلي بالك أنتِ فأنا كفيل بمواجهته ٢ نقطة )
, عادت لتتشبث بقميصه وهي تقول بما يشبه الهوس
, ( اسحب ما قلته وأعد خاتمك و أنا أعدك الا أخبره عما قلته للتو ٢ نقطة )
, أزاح قبضتيها بقوةٍ و هو يقول بصرامة
, ( نحن لم نكن لبعضنا منذ البداية و كان هذا خطأي ٢ نقطة لذا فقد آن الوقت و أشكرك أنكِ منحتني الفرصة الآن ٢ نقطة )
, تحولت عيناها اللتين كانتا تفيضانِ اغواءا منذ لحظات الى نارين غضبٍ وحقد حتى أصبح شكلها منفرا للغاية لا يمت للجمال بأي صلة ٢ نقطة ثم ابتعدت لتقول له بهمسٍ حاقد
, ( اذن فلتنتظر ما سيحل بك أنت و أهلك وعملك ٢ نقطة فليست دانا عثمان الراجي هي من تعامل بتلك الطريقة )
, لم يرد عليها وهو ينظر اليها باستهجان فاندفعت خارجة تطرق الأرض غضبا ٢ نقطة ولأول مرة يحمد **** على اصرارها أن تأتي الليلة بسيارتها و الا لكان اضطر أن يتبعها الى بيتها و كل ما يتمناه في تلك اللحظة ألا يراها مرة أخرى حين أدرك بنظرته أنها أتتت الليلة خصيصا وبدت مختلفة قليلا بدافع من والدها حتى يعطيهم الاذن بالبدء في أعمالهم القذرة نظرا لاحترامهم لأصول النسب وعدم رغبة عثمان الراجي الى الآن في تجاوزه و تنفيذ ما يريد ٢ نقطة
, رن هاتف عاصم في تلك اللحظة وما أن رد حتى جاؤه صوت منصور وهو يقول هاتفا
, ( سيد عاصم ٢ نقطة لقد شب حريق في بيت عمران للتو )
, لم يسمع عاصم ما تبع ذلك وهويصرخ كالمجنون و قد أصاب قلبه رعبا غير مألوف له ( و انتم أين كنتم ؟٢ نقطة ٢ نقطة)
, أجابه منصور متلعثما ( نحن موجودين أمام البيت يا سيد عاصم ٢ نقطة لكن ليس ذنبنا أن حريقا شب داخل البيت ٢ نقطة )
, صرخ عاصم وهو يصرخ أثناء ركوبه السيارة و انطلاقه بسرعة جنونية
, ( اخرس ٢ نقطة اخرس أريد أصحاب البيت خارجه في لحظة ٢ نقطة هل فهمت ؟٢ نقطة سأقتلكم إن حدث لهم مكروه ٢ نقطةهل اتصلتم بالمطافء ؟٢ نقطة )
, أجابه منصور ( نعم ٢ نقطة لقد ٢ نقطة )
, صرخ عاصم بجنون أثناء قيادته السيارة بسرعةٍ خرافية ( اخرس ٢ نقطة و اخرج اصحاب البيت حالا ، دقائق وسأكون عندكم ٢ نقطة )
, ثم أغلق الهاتف ورماه جانبا و هو يقول بجنون
, ( لم ينتظر ٢ نقطة لم ينتظر وصول ابنته ، كانت تمثل دورها بينما هو مبيتا النية على ذلك قبل أن يبعثها بذلك الدور الحقير )
, صمت وهو يزيد من سرعة السيارة على اقصاها
, ٢ نقطة
, وصل عاصم خلال دقائق معدودة الى بيت عمران و اتسعت عيناه رعبا و هو يرى السنة اللهب مندلعة من جانبه الأيمن العلوي حتى أنارت السماء السوداء
, همس عاصم وهو يخرج بهلع من السيارة ( يالهي ٢ نقطة يا الهي ٢ نقطة )
, وما أن وطأت قدماه أرض عمران حتى كاد أن يسجد على الأرضِ شكرا وهو يشاهد صبا تقاوم أحد رجاله الذي يحاول منعها جاهدا من الدخول الى البيت
, اندفع عاصم جاريا اليها وهو يبعد رجله عنها ليمسك بذراعيها صارخا
, ( هل أنتِ بخير ؟٢ نقطة )
, لم ترد عليه وهي تدفعه في صدره كالمجنونة تصرخ ( ابتعد عني أنها غرفة والدي ٢ نقطة أريد أن أخرج أغراضه ٢ نقطةأبتعد )
, لم يتركها وهو يزيد من قوة امساكه بها ليصرخ بغضب
, ( أي أغراض ؟٢ نقطة هل جننتِ لن أسمح لكِ ٢ نقطة)
, صرخت بجنون وشعرها العسلي ينسدل بثورةٍ على وجهها من تحتِ شالٍ طار من على رأسها ( قلت لك ابتعد ٢ نقطة )
, و أثناء صراخها تعالى صوت سقوط عالٍ و حطام من داخل البيت ٢ نقطة
, استدار عاصم الى البيت فانتهزت الفرصة وفي لحظةٍ خاطفةٍ أفلتت من يده لتجري بأقصى سرعتها الى مدخل البيت
, لكن عاصم لم يمنحها أكثر من لحظةٍ واحدةٍ قبل أن يجري ورائها ليعتقل خصرها بذراعه وهو يحملها حملا بينما هي تقاوم وتصرخ بشراسة ٢ نقطة
, وضعها عاصم أرضا متمسكا بها بقوة و صرخ في رجاله بجنون ( لماذا لم تصل المطافىء الى الآن ؟٢ نقطة)
, لم يكمل هتافه حتى تعالى صوت النفير المميز ٢ نقطة ٢ نقطة
, توقفت صبا عن المقاومة بعد فترةٍ طويلة وهي تقول لاهثة بدون تركيز ( لقد احترقت كلها ٢ نقطة )
, التفت عاصم اليها ليصدمه منظر وجهها الشارد المصعوق و عيناها الناظرتان الى ألسنة اللهب المنعكسة فيهما فبدتا كمرآتين تشتعلان ٢ نقطة
, لم يستطع عاصم أن يقاوم نفسه لحظتها فضمها الى صدره بقوةٍ ٢ نقطة مثبتا رأسها ذو الشعر الناعم بكف يده وقد أغمض عينيه ألما ٢ نقطة
, و ارتياحا ٢ نقطة
 
الفصل الخامس عشر


نظر اليها بدهشةٍ رافعا حاجبيه ٢ نقطة الا أنه حاول بكل جهده السيطرة على أعصابه ليقول بهدوء
, ( وكيف تعرفين عن بيت عمران ؟٢ نقطة )
, اتسعت ابتسامتها وهي تتقرب منه بدلال لتقول بميوعة
, ؛( والدي طبعا أخبرني ٢ نقطة كنت أريد أن أعرف ما يشغلك و قبل أن تطلب نصيحتي سأعطيها لك ٢ نقطةلما لا تريح نفسك من ذالك الموضوع الذي طال و باخ أمره و تتركه لوالدي ليتصرف ٢ نقطة انفض أنت يديك من كل هذا الغبار )
, ظل عاصم صامتا قليلا ليقول بعد فترة بهدوء غامض
, ( لكن أنتِ تعرفين سبب رفضي بالتأكيد ٢ نقطة سيلجأ والدك و شركاؤه الى تصرفاتٍ لا أرضاها أن تقترن باسمي ٢ نقطة )
, لم تهتز تعابير وجهها وهي تقول بعد لحظة ( طالما أنك لست في الصورة فلا تشغل نفسك بالموضوع و تناساه ٢ نقطة )
, للحظاتٍ لم يتحرك عاصم من مكانه ناظرا اليها و كأنه يراها لأول مرة ٢ نقطة ثم بمنتهى الهدوء أمسك بيدها الموضوعة على صدره ليبعدها عنه ٢ نقطةأتبعها بنزع خاتم خطبتهما من يده ليضعه في كفها المفرود على يده و هو يقول أمام أنظارها المذهولة
, قال بعدها بهدوء ( أنا آسف يا دانا ٢ نقطة لكن لم تكن تلك نظرتي عن أم أطفالي التي أتمناها )
, ظلت في حالة ذهول للحظاتٍ عديدة و هي لا تصدق ما تسمعه الى أن قالت أخيرا
, ( هل جننت ؟٢ نقطة كيف تجرؤ على قول ذلك لي ، الا تعلم أن والدي لو عرف بما قلته ف ٢ نقطة )
, قاطعها عاصم قائلا بنفس هدوءه لكن مع نظرة جمدت الدم في عروقها
, ( لا تشغلي بالك أنتِ فأنا كفيل بمواجهته ٢ نقطة )
, عادت لتتشبث بقميصه وهي تقول بما يشبه الهوس
, ( اسحب ما قلته وأعد خاتمك و أنا أعدك الا أخبره عما قلته للتو ٢ نقطة )
, أزاح قبضتيها بقوةٍ و هو يقول بصرامة
, ( نحن لم نكن لبعضنا منذ البداية و كان هذا خطأي ٢ نقطة لذا فقد آن الوقت و أشكرك أنكِ منحتني الفرصة الآن ٢ نقطة )
, تحولت عيناها اللتين كانتا تفيضانِ اغواءا منذ لحظات الى نارين غضبٍ وحقد حتى أصبح شكلها منفرا للغاية لا يمت للجمال بأي صلة ٢ نقطة ثم ابتعدت لتقول له بهمسٍ حاقد
, ( اذن فلتنتظر ما سيحل بك أنت و أهلك وعملك ٢ نقطة فليست دانا عثمان الراجي هي من تعامل بتلك الطريقة )
, لم يرد عليها وهو ينظر اليها باستهجان فاندفعت خارجة تطرق الأرض غضبا ٢ نقطة ولأول مرة يحمد **** على اصرارها أن تأتي الليلة بسيارتها و الا لكان اضطر أن يتبعها الى بيتها و كل ما يتمناه في تلك اللحظة ألا يراها مرة أخرى حين أدرك بنظرته أنها أتتت الليلة خصيصا وبدت مختلفة قليلا بدافع من والدها حتى يعطيهم الاذن بالبدء في أعمالهم القذرة نظرا لاحترامهم لأصول النسب وعدم رغبة عثمان الراجي الى الآن في تجاوزه و تنفيذ ما يريد ٢ نقطة
, رن هاتف عاصم في تلك اللحظة وما أن رد حتى جاؤه صوت منصور وهو يقول هاتفا
, ( سيد عاصم ٢ نقطة لقد شب حريق في بيت عمران للتو )
, لم يسمع عاصم ما تبع ذلك وهويصرخ كالمجنون و قد أصاب قلبه رعبا غير مألوف له ( و انتم أين كنتم ؟٢ نقطة ٢ نقطة)
, أجابه منصور متلعثما ( نحن موجودين أمام البيت يا سيد عاصم ٢ نقطة لكن ليس ذنبنا أن حريقا شب داخل البيت ٢ نقطة )
, صرخ عاصم وهو يصرخ أثناء ركوبه السيارة و انطلاقه بسرعة جنونية
, ( اخرس ٢ نقطة اخرس أريد أصحاب البيت خارجه في لحظة ٢ نقطة هل فهمت ؟٢ نقطة سأقتلكم إن حدث لهم مكروه ٢ نقطةهل اتصلتم بالمطافء ؟٢ نقطة )
, أجابه منصور ( نعم ٢ نقطة لقد ٢ نقطة )
, صرخ عاصم بجنون أثناء قيادته السيارة بسرعةٍ خرافية ( اخرس ٢ نقطة و اخرج اصحاب البيت حالا ، دقائق وسأكون عندكم ٢ نقطة )
, ثم أغلق الهاتف ورماه جانبا و هو يقول بجنون
, ( لم ينتظر ٢ نقطة لم ينتظر وصول ابنته ، كانت تمثل دورها بينما هو مبيتا النية على ذلك قبل أن يبعثها بذلك الدور الحقير )
, صمت وهو يزيد من سرعة السيارة على اقصاها
, ٢ نقطة
, وصل عاصم خلال دقائق معدودة الى بيت عمران و اتسعت عيناه رعبا و هو يرى السنة اللهب مندلعة من جانبه الأيمن العلوي حتى أنارت السماء السوداء
, همس عاصم وهو يخرج بهلع من السيارة ( يالهي ٢ نقطة يا الهي ٢ نقطة )
, وما أن وطأت قدماه أرض عمران حتى كاد أن يسجد على الأرضِ شكرا وهو يشاهد صبا تقاوم أحد رجاله الذي يحاول منعها جاهدا من الدخول الى البيت
, اندفع عاصم جاريا اليها وهو يبعد رجله عنها ليمسك بذراعيها صارخا
, ( هل أنتِ بخير ؟٢ نقطة )
, لم ترد عليه وهي تدفعه في صدره كالمجنونة تصرخ ( ابتعد عني أنها غرفة والدي ٢ نقطة أريد أن أخرج أغراضه ٢ نقطةأبتعد )
, لم يتركها وهو يزيد من قوة امساكه بها ليصرخ بغضب
, ( أي أغراض ؟٢ نقطة هل جننتِ لن أسمح لكِ ٢ نقطة)
, صرخت بجنون وشعرها العسلي ينسدل بثورةٍ على وجهها من تحتِ شالٍ طار من على رأسها ( قلت لك ابتعد ٢ نقطة )
, و أثناء صراخها تعالى صوت سقوط عالٍ و حطام من داخل البيت ٢ نقطة
, استدار عاصم الى البيت فانتهزت الفرصة وفي لحظةٍ خاطفةٍ أفلتت من يده لتجري بأقصى سرعتها الى مدخل البيت
, لكن عاصم لم يمنحها أكثر من لحظةٍ واحدةٍ قبل أن يجري ورائها ليعتقل خصرها بذراعه وهو يحملها حملا بينما هي تقاوم وتصرخ بشراسة ٢ نقطة
, وضعها عاصم أرضا متمسكا بها بقوة و صرخ في رجاله بجنون ( لماذا لم تصل المطافىء الى الآن ؟٢ نقطة)
, لم يكمل هتافه حتى تعالى صوت النفير المميز ٢ نقطة ٢ نقطة
, توقفت صبا عن المقاومة بعد فترةٍ طويلة وهي تقول لاهثة بدون تركيز ( لقد احترقت كلها ٢ نقطة )
, التفت عاصم اليها ليصدمه منظر وجهها الشارد المصعوق و عيناها الناظرتان الى ألسنة اللهب المنعكسة فيهما فبدتا كمرآتين تشتعلان ٢ نقطة
, لم يستطع عاصم أن يقاوم نفسه لحظتها فضمها الى صدره بقوةٍ ٢ نقطة مثبتا رأسها ذو الشعر الناعم بكف يده وقد أغمض عينيه ألما ٢ نقطة
, و ارتياحا ٢ نقطة
, لحظاتٍ غاب فيها قلبه عن تلك الفوضى المؤلمة و الأضواء الخاطفة للأبصار في ظلام الليل من حوله ،وهو يضم بين ذراعيه أهم ما استطاع انقاذه ٢ نقطة كيف ومتى أصبحت بمثل هذه الأهمية بالنسبة له ٢ نقطةهو حقا لا يعرف و لا يملك الاجابة ، الشيء الوحيد الذي يعرفه أن شعر بأنه يفقد جزءا من قلبه كل ثانية احتاجها وصوله الى بيتها قبل أن يطمئن عليها ٢ نقطة
, شعر بها فجأة تدفعه بقوةٍ بكفيها في صدره و هي تقول بصلابة
, ( ابتعد ٢ نقطة )
, ابتعد عنها تاركا اياها مذهولا مما كان تائها فيه للتو و هو ينظر اليها تعيد لف الشال حول رأسها كيفما اتفق وخصلة حريرية تلامس جبهتها الملساء ٢ نقطة بينما تعقد رابطة عبائتها المنزلية ٢ نقطة
, لم يتبين ملامحها التي تجمدت خلف قناعٍ بلا تعبير ٢ نقطةهمس مترددا ( صبا ٢ نقطة )
, رفعت عينيها اليه بشراسةٍ وهي ترفع له اصبعا محذرا و هي تقول بكل عنف ( ابتعد عني ٢ نقطة هل فهمت ؟٢ نقطة ابتعد عني )
, ثم استدارت الى بيتها الذي خبت منه ألسنة النيران و تعالت منه الأدخنة السوداء ٢ نقطة توقفت خطواتها قليلا وهي تنظر اليه دون تعبير وكأنها تقسم و تتوعد بداخلها ٢ نقطة ثم خطت عدة خطوات ، فصرخ عاصم يناديها بغضب
, ( صبا ٢ نقطة )
, التفتت اليه دون أن تقترب و قالت بكل بأس ( ماذا تريد ؟٢ نقطة الم تكتفي بعد ؟ )
, صدمه كلامها وهو ينظر اليها بغضب ليقول مستفهما ( هل تتهمينني بما حدث ؟٢ نقطة )
, ابتسمت استهزاءا بوضوح وهي تهز رأسها ثم التفتت تنوي الابتعاد عنه فصرخ مرة أخرى يتبعها
, ( صبا ٢ نقطة توقفي عندك حالا )
, توقفت الا أنها لم تلتفت اليه بل وقفت مسمرة في مكانها الى أن شعرت به واقفا خلفها تماما و أنفاسه تهدر غضبا وهو يقول مكررا
, ( هل تتخيلين أن لي يدا فيما حدث ؟٢ نقطة )
, التفتت اليه بسرعةٍ طيرت الخصلة الناعمةِ فوق حاجبها حتى شعر بيديه تتوسلانه أن يلمسها لكنه حاول جاهد التركيز فيما تقوله
, ( انظر في عيني وقل انها لم تكن مدبرة ٢ نقطة )
, لم يرد للحظات و عيناها تتحديانه أن ينكر و لم ينكر وهو يقول مدققا في عينيها بكل وضوح
, ؛( بل كانت مدبرة ٢ نقطة)
, ابتسمت بقساوة بينما عيناها تلمعانِ مرارة ، ترفضان الدموع وهي تقول
, ( أشكرك على الصدق ٢ نقطة لقد فقتم الوصف حقا )
, ثم استدارت تبتعد الا انه أمسك ذراعها لتلفت اليه بعنف نافضة ذراعه بوحشية فقال محاولا الهدوء قدر الإمكان
, (اسمعيني جيدا ٢ نقطة ستأتين معي )
, انعقد حاجبيها قليلا وهي تقول بعدم فهم
, ( آتي معك ؟٢ علامة التعجب٢ نقطة الى أين تحديدا ؟٢ نقطة )
, لم يرمش وهو يقول بهدوء
, ( ستأتين أنتِ و فتحية الى بيتي ٢ نقطة لن أطمئن عليكما الا هناك )
, ظلت تنظر اليه بذهول وكأنه قد جن تماما ثم همست وكأنها تحدث نفسها
, ( يالهي ٢ نقطة لقد جننت بالفعل ، ٢ نقطة أما أنك قد جننت أو أنك من الحماقة بحيث تظن أنني سأصدق تلك المسرحية الحمقاء التي تمثلها لتبعد عنك شبهة ما حدث ٢ نقطة )
, لم يرد عليها وعيناه تزدادانِ قسوة وهو يراها تقترب منه رافعة اصبعها لتقول بعزمٍ ينضح الما
, ( لكن أعدك أن ما حدث لن يمر بسهولة ٢ نقطة سأفتح عليكم أبواب الجحيم و ستتمنون من أكبركم لأصغركم لو لم تعبثو معي )
, مد يده ليمسك بكفها المرفوع يتأمله ٢ نقطة لكنها سحبته صارخة بغضب ( ابتعد عني ٢ نقطة لقد حذرتك كثيرا )
, قال لها بقلق ( يدك مصابة بحروق ٢ نقطة )
, نظرت الى يدها وكأنها لم تشعر بالألم من قبل ولم تلاحظها ثم قالت بمرارة
, ( ان كان هذا سيسعدك فسأخبرك أنني كنت أحاول أن انقذ أشياء والدي الخاصة ٢ نقطة ولم أفلح و رجلك يحملني حملا خارج البيت )
, ابتلع ريقه وقال بغضب ٢ نقطة يقترب منها خطوة
, ( هل أذاكِ ؟٢ نقطةأنا الذي أعطيت اليهم الامر لكي يخرجوكم سالمين من البيت ، لكن إن كان قد تسبب لكِ في أي شيء ممكن أقتله )
, نظرت اليه بجنون لتقول بكل احتقار
, (أنت حقا ميؤسا منك ٢ نقطة )
, رد عاصم يقاطعها قبل أن تستفيض
, ( وفري كلامك و اتهاماتك ٢ نقطة ستأتين معي حتى لو اضررت لحملك مقيدة أنا الآخر الى هناك ، أنت لا تدركين خطورة من تلعبين معهم )
, ألجمها جنون الغضب لعدة لحظات ثم هتفت ما أن وجدت قدرتها على الكلام وهي تشير الى البوابة
, ( أخرج ٢ نقطةأخرج من هنا حالا ، هذه أرضى و لا أريدك فوقها )
, نقل نظره منها الى رجاله الواقفين على بعدٍ يراقبون ما يحدث بارتباك فصرخ بهم
, ( الي ماذا تنظرون ؟٢ نقطة اخرجوا جميعا الى خارج البوابة ولا أريدكم أن تغفلو النظر عن المكان ٢ نقطة )
, اندفعوا خارجين من المكان فالتفت اليها بغضبٍ شرس وهو يقول بصوتٍ لا يقبل الجدل
, ( اسمعي ٢ نقطة أنا مقدرللحالة التي أنتِ فيها الآن ، لكن لا تدفعيني أكثر من اللازم ٢ نقطة لآخر مرة أخبرك ، ستأتين معي ٢ نقطة كما أن يدك بحاجةٍ الى عناية و الا ستلتهب حروقك ٢ نقطة )
, ظلت واقفة تنظر اليه بلا تعبير الى أن تساقطت دمعة من عينيها الجامدتين الناظرتين اليه ، هزته الى الأعماق و شعر بطعمٍ مؤلمٍ للغاية في حلقه ٢ نقطة قالت بهدوء وهي تمسح دمعتيها الحزينتين
, ( لقد أحرقتم بيتي ٢ نقطة أحرقتم كتب أبي و رائحته داخل هذه الجدران ، لكن أقسم أنني لن أترككم أبدا و لو كلفني آخر نفس ٢ نقطة )
, التفتت تريد الذهاب ولم يستطع منعها تلك المرة وهي تتجه الى البيت الذي تحول طابقه العلوي الى لونٍ أسودٍ أخبره عن مدى قبحهم
, استدار غير قادرا على النظر اليها أكثر وهو يرفع يديه غارزا أصابعه في خصلات شعره نافثا نفسا عميقا غاضبا وهو يشعر بالعجز ، أن كانو قد بدأو قبل أن يقطع صلته بعثمان الراجي فكيف أذا عرف الآن و لا بد وأن يكون قد علم ٢ نقطة
, صرخ بصوتٍ عالٍ كالمجنون ( منصووور ٢ نقطة )
, وصل رجله مهرولا اليه فقال عاصم بغضب
, ( إياكم أن تبرحوا هذا المكان ٢ نقطة سنبيت ليلتنا هنا )
, نظر منصور اليه بعدم فهم فصرخ عاصم ( اجلب لي كرسيا هنا ٢ نقطة حالاااا )
, هرول منصور الي كراسيهم في منطقة استراحة العمال في الخارج ليكون الكرسي الخشبي عند عاصم خلال دقيقة فتناوله بعنفٍ ليقوم بضربه في الأرض بكل قوته ثم ارتمى جالسا عليه مستندا برمفقيه الى ركبتيه ناظرا حوله في غضب وكأنه يتمنى من داخله أن يمسك بأحدٍ من أولئك المجرمين ليفرغ فيه كل شحنة الغضب التي تحرقه الآن .
, كل تعجل في فك ارتباطه بدانا ؟٢ نقطة إن كان هذا هو التصرف وهو حليفهم فكيف بعد أن ينقطع الرابط بينهم ؟٢ نقطة
, كم جبهة الآن عليه أن يحارب ؟٢ نقطة ومن أجلها ، من أجل عيون القطط ٢ نقطةتأفف بنفاذ صبر وهو يفكر في نفسه بغضب أن حياته كانت مثالية قبل أن يلتقيها ومنذ أن رآها قلبت كل موازينه ٢ نقطة
, كم سيخسر بسببها الآن و كم ستتضرر علاقاته و أعماله ٢ نقطة تأفف مرة أخرى وهو يرجع ظهره الى الخلف مستندا الى ظهر الكرسي ٢ نقطة ليتابع تفكيره بوجوم وهو يقول لنفسه
, لكن على الرغم من كل ذلك تبدو كل تلك الخسائر لا تقارن بما سيخسره ٢ نقطةإن خسرها هي ٢ نقطة
, أغمض عينيه يشعر بالتعب ضاغطا بأصابعه بين عينيه المرهقتين ٢ نقطة فجأة رن هاتفه فالتقطه لينظر الى الرقم ثم همس بغضب هادىءخطير
, ( كنت أنتظرك ٢ نقطة )
, رد على المكالمة بهدوءٍ لا يتناسب مع ما يشعر به حاليا ، ليسمع السؤال الهادىء هو الآخر و الذي يحمل بين طياته سواد الغل
, ( ماذا تفعل عندك يا عاصم ؟٢ نقطة )
, ابتسم عاصم بشراسة وهو يرد بخطورة
, ( احمي نطاقي ٢ نقطة الذي تعديته وقد اخبرتك بأن هذا ليس اسلوبي )
, سمع الرد الصلف ( يبدو أنك قد نسيت نفسك يا عاصم ، وأن الأمر قد تخطى مسألة البيت ٢ نقطة )
, تنفس عاصم بشدةٍ وهو يشعر بغضب الأيام القديمة يتسرب اليه
, ؛( هذا البيت و أصحابه أصبحو تحت حمايتي ٢ نقطةو أقسم أنني سأقيم العالم من حولكم لو تكرر المساس بهم )
, صوت الصمت من الطرف المقابل أخبره بوضوح أنه قد ألقى قفاز التحدي الى وجنة الجبابرة للتو ٢ نقطة لكنه لم يهتم وهو يعرف أن هذا اليوم آتٍ لا محالة ٢ نقطة
, سمع الصوت القبيح يأتيه بخفوت
, (سأعتبرها نزوة يا عاصم و سأعطيك فرصة لتتعقل و تراضي دانا و تنسى كل ما يتعلق بهذا البيت الى أن ٢ نقطة تتم مساواته بالأرض من حوله ، كلنا أخذتنا الفروسية ذات يوم و تعقلنا بعدها لذا لن أحاسبك على ما فعلته ٢ نقطة )
, فتح عاصم فمه ليرد برد متهور الا أنه تفاجأ بأن عثمان الراجي قد أغلق الهاتف دون أن ينتظر الإجابة ٢ نقطة و لأول مرة لايشعر عاصم بالغضب من الإهانة ، فقد منعه ذلك من التهور في الرد ٢ نقطة فلينتظر حماه السابق المهلة و التي ستمكن عاصم من نيل بعض الوقت ليستطيع التصرف مع تلك المجنونة بالأعلى .
, ٢ نقطة
, كانت تنظر اليه بغضب من نافذة البهو و قلبها يلتاع بنار الألم و الغضب على تحديه السافر ٢ نقطة أخذت تحاول التقاط أنفاسها الساخنة الهائجة ثم تركت الستارة تندسل على النافذة بعنف وهي تستدير بسرعة ، تلف الشال حول رأسها متجة الى الباب عاقدة العزم وهي تقول بتهور
, ( سأطرده ٢ نقطة هو وكل رجاله )
, اقتربت فتحية منها بسرعة وهي تمسك بذراعها بقوةٍ قبل أن تتجه الى الباب لتقول بترجي
, ( انتظري يا صبا ٢ نقطة انتظري قليلا )
, التفتت اليها صبا بجنون وهي تهتف بألم تشير الى النافذة
, ( الا ترين مدى وقاحته ٢ نقطة بعد أن فعل ما فعله ، يجلس هناك في حديقة بيتي ، رغما عني )
, قالت فتحية تسعل من رائحة الدخان التي لا تزال مسيطرةٍ على المكان و قد بان عليها الخوف و الارهاق بعد ماحدث
, ( صبا ٢ نقطة دون أن تنفعلي ، أعتقد أننا في حاجةٍ الى وجوده طالما أنكِ تشكين أن الأمر مدبر ٢ نقطة لن نستطيع قضاء الليلة دون حارس )
, صرخت صبا بينما عينيها تلمعانِ بدموعٍ حبيسة
, ( هل صدقتِ أن لا دخل له بما حدث ؟؟ ٢ نقطة )
, ارتبكت فتحية وهي تشعر بالأسى من ألم صبا لكنها قالت بتردد على أية حال
, ( أعرف أنكِ ستغضبين ٢ نقطة لكن قلبي يخبرني أن لا دخل له بالأمر ، و أنا قلبي لا يخطئني أبدا )
, فتحت صبا فمها تريد أن تصرخ بجنون ، لكنها عادت لتغلقه وهي تحاول كتم دموعها التي أخذت تخز عينيها ، فأخذتها فتحية بين أحضانها ٢ نقطة حينها لم تتمالك نفسها من الإنفجار بكاءا بشدة
, ولم تعلم كم استمر بكاؤها و قد أنهكها كل الضغط الذي تعرضت له على أيديهم الملوثة ٢ نقطة نامت أخيرا واضعة رأسها على ركبتي فتحية التي كانت تهدهدها و تلاعب شعرها بحنان هامسة لها عن بعض ذكرياتها حين كانت طفلة تلعب في فناء هذا البيت ٢ نقطة
, ابتسمت صبا من بين دموعها وهي تحن الى كل ذكرى همست بها فتحية ٢ نقطة لتغيب عنها رائحة الدخان و تتوه عن عينيها منظر ألسنة اللهب و تسافر الى أيامٍ بعيدة ٢ نقطة
, تذكرت والدها حين كان يستيفظ من قبل شروق الشمس ، ٢ نقطة وكانت تستيقظ كذلك على صوت أذاعة القرآن الكريم ، تقفز من فراشها وتجري حافية القدمين الصغيرتين على درجات السلم تراه لايزال راكعا على سجادة الصلاة ٢ نقطة اتسعت ابتسامتها وهي ترى تلك الطفلة تجري لتعتلي ظهره فيضحك بسرورٍ لينحني بها على السجادة و يستقيم معيدا حركته عدة مرات وهو يؤرجحها ٢ نقطة وهي تنفجر ضاحكة ككلِ يوم ٢ نقطة
, لا يزال صوته في أذنيها قويا وهو يقول متذمرا
, ( أمك الكسولة لا تزال نائمة الى الآن ٢ نقطةوقد أوشكت الشمس على الشروق ، هذا تسيب لا يُقبل به هيا لنزعجها )
, ضحكت ضحكة مختنقة بدموعها تتذكر وهو يحملها ككل ِ صباحِ فوق كتفيه ليتجها الى خارج غرفة نوم والديها دون أن يدخلا ثم يبدآ غنائهما العالي بالنشيد المدرسي الذي تعلمته في الروضة ٢ نقطة يعيدانه و يكررانه ولا يتوقفا الى أن يفتح باب الغرفة و تطل عليهم أجمل امرأة رأتها يوما ٢ نقطة تقف في اطار الباب بثوبِ نومها الأبيض الهفهاف و شعرها النحاسي الناعم المنسدل على كتفيها وهي تنظر اليهما مبتسمة بغضبٍ زائف ٢ نقطة تقول ككل يوم
, ( ألم تنتهيا بعد ٢ نقطة )
, ضحكت صبا وهي تبكي بشدة ٢ نقطة مرتمية على حجر فتحية التي شددت من ضمها وهدهددتها أكثر ٢ نقطة همست صبا من بين بكائها
, ( لقد اشتقت اليهما ٢ نقطة اشتقت اليهما جدا ، الوحدة تقتلني بدونهما )
, قالت فتحية التي تغالب دموعها بصعوبة
, ( وماذا أفعل أنا هنا ؟٢ نقطة )
, نشجت صبا بضعف وهي تقول ( لولا وجودك لما تحملت وحدتي أبدا ٢ نقطة )
, أخذت فتحية تربت على رأسها في رفق الى أن راحت في سباتٍ عميق فوق الأريكة الوثيرة بعد أن تلف معظم الطابق العلوي
, ٢ نقطة
, لم تمر سوى بضع ساعات من آخر الليل حتى أشرقت الشمس بعد تلك الليلة العاصفة ٢ نقطة ليفاجأ عاصم الذي لم يغمض له جفن بأن باب البيت يفتح و تخرج منه صبا بكلِ عزمٍ لتغلقه خلفها بإحكام نازلة السلالم القليلة وهي تتجاوزه دون حتى أن تنظر اليه وكأنه غير موجود ٢ نقطة جميلة ٢ نقطة نعم صحيح حمقاء مجنونة عنيدة بشكلٍ غبي ٢ نقطة لكن جميلة وهي ترتدي ثوبا أبيض ناعم يتطاير مع كاحليها و حجابا ورديا حتى بدت كحلمٍ ناعم لا يتناسب مع مرارة ما حدث ليلة أمس ٢ نقطة
, نهض من مقعده بسرعةٍ ليعترض طريقها قائلا بلهجةٍ تهديدية
, ؛( الى أين ؟٢ نقطة )
, اضطرت للوقوف مكانها بعد أن سد عليها الطريق بضخامته المزعجة وما أن سمعت سؤاله الوقح حتى قالت ببرود
, ؛(وما شأنك ؟٢ نقطة )
, مد يده يمسح بها صفحة وجهه وقد نال منه التعب و الاستفزاز وهو يقول مغمضا عينيه
, ( استغفر **** العظيم ٢ نقطة سألت سؤال و أريد اجابة )
, قالت صبا و قد نوت الا تدعه يستفزها
, ( ليس لك دخل و اخرج من هنا ٢ نقطة )
, أخذ نفسا عميقا و قد اوشك على التصرف تصرفا سيندم عليه بعد ذلك ٢ نقطة لذا قال بهدوء بعد لحظة
, ( صبا ٢ نقطة هلا تكرمتِ و أخبرتني الى أين أنتِ ذاهبة ؟٢ نقطة فالوضع ليس آمنا الآن )
, رفعت حاجبا متحديا وهي تنظر اليه نظرة أقلقته الى أن سمعها تقول ما كان يخشاه
, ( لا ٢ نقطة طمئن نفسك يا سيد عاصم و عد الى بيتك ، فالوضع سيكون آمنا منذ اليوم خاصة بعد المحضر الذي سأسجله في قسم الشرطة و لن أسكت حتى أحصل على أمر بعدم التعرض منكم واحد واحد ٢ نقطة و خاصة أنني سجلت مكالمات التهديد )
, عاد ليغمض عينيه وهو يقول بيأسٍ أوشك على الإنفجار
, ( نعم ٢ نقطة نعم ٢ نقطة هذا ماكان ينقص في تلك الفترة )
, فتح عينيه وهو ينوي بكل الوسائل عن منعها عما تعتزمه ، الا أنه فوجىء باختفائها من أمامه ٢ نقطة استدار بسرعةٍ ليجدها متجهة بكل عزمٍ الي البوابة ٢ نقطة فقطع المسافة بينهما في خطوتين وهو يقول بصرامة
, ( صبا ٢ نقطة صبا انتظري )
, ولم يتوقع ان تلتفت اليه بابتسامةٍ سلبت قدرته على التنفس وهى تقول ما أعاد تلك القدرة مرة أخرى بل و الرغبة في ضربها
, (كما أريد أن أخبرك أنني سأقيم دعوى قضائية ضد شريكك ، حوت الساعة عثمان الراجي٢ نقطة و لدي أوراقا سترسله في رحلةٍ طويلة الى غير رجعة، فلتخبره ليبدأ في جمع فريق محاماته منذ الآن )
, فتح عينيه على اتساعهما وهو يسمع ما قالت للتو و لعدة لحظات لم يجد ما يرد به أمام ما شعر به من هلع٢ نقطة وهي أيضا لم تنصرف وهي مستمتعة بمظاهر ذهوله المتناقضة مع قساوة ملامحه ثم قالت تسبقه في الكلام متظاهرة بالأسف
, ( أعلم أنك خاطب ابنته ٢ نقطة لكن ما باليد حيلة ، لقد وصل ليدي ما لن أستطيع كتمانه )
, رفع يده بعد عدة لحظات ليظهر لها يده الخالية من الخواتم ثم قال بخفوت
, ( لم يعد يربطني به سوى مدينة القاصمية ٢ نقطة و أنتِ )
, كانت تنظر لأصابعه المفرودة أمامها الى أن سمعت كلمته الأخيرة فرفعت عينيها الي عينيه بعدم فهم وهي تقول
, ( أنا ؟٢ نقطة )
, تنهد بتعبٍ وهو يقول
, ( نعم أنتِ ٢ نقطة أنتِ الشيء الوحيد الذي يمنعني عن اتخاذ أي خطوة ، سواء ضدهم أو في البدء بالمدينة )
, ابتسمت بجفاء وهي تخبره بنظرةٍ أبلغ من الكلام عن رأيها به و قد أغضبه هذا بشدة ٢ نقطة كم يكره أنه يستطيع قراءة افكارها بكل سهولة و أغلبها أفكار لا يحب قرائتها ٢ نقطة
, أبعد أفكاره الغاضبة ليقول محاولا التحكم في نبرة صوته
, ( ابتعدي عنهم يا صبا ٢ نقطة و بالأخص هو ، أنا لن أستطيع أن أمنعه عنكِ طويلا )
, هزت كتفيها ساخرة تقول ( ومن طلب منك ؟٢ نقطة )
, رفع يديه الى السماء وهو يستشيط غضبا مستديرا عنها حتى لا يتهور عليها ٢ نقطة فتابعت سيرها وهي مبتسمة بكلِ الكره الذي تحمله في داخلها مما فعلوه بها .
, لكنها تسمرت مكانها حين نادا ها يقول بصوتٍ قوي
, (أتتزوجيني يا صبا ؟٢ نقطة )
, التفتت اليه وهي تنظر اليه بذهول رافعة و كأنها تنظر الى معتوه ، وهي تراقبه يقترب منها متابعا بقوة
, ( تزوجيني و اتركي هذا الأمر لي ٢ نقطة سيكون لكِ بيت من أروع ما رايت يوما هنا في المدينة و في نفس المكان إن احببتِ ، سأغير التصميم كله إن وافقتِ ٢ نقطة ستجدين كل ما حلمتِ به يوما ، و ابتعدي عن عثمان الراجي ٢ نقطة وافقي ٢ نقطة فقط وافقي و سترين ما سأحققه لكِ )
, ظلت تنظر اليه و ذهولها يزداد مع كل كلمةٍ ينطق بها و ما أن انتهى حتى ساد الصمت بينهما تماما الى أن قالت بهدوء خافت
, ( أريدك أن تخرج من أملاكي ٢ نقطة و لا أرغب في رؤيتك مرة أخرى )
, ٢ نقطة
, دخل عاصم الي البيت في ساعات الصباح الأولى يبدو على وجهه علامات الغضب الأحمق٢ نقطة وما أن أغلق الباب خلفه حتى اقترب مالك بسرعة وخلفه حنين التي نادت بصوتٍ عالٍ
, ( لقد وصل عاصم يا عمتي ٢ نقطة )
, وصل مالك الى عاصم وهو ينظر اليه بقلق قائلا بحدة
, ( عاصم ٢ نقطة ما الذي جرى منذ أن خرجت دانا من هنا غاضبة ليلة أمس و خرجت خلفها جريا ؟٢ نقطة و أين قضيت ليلتك ؟٢ نقطة حتى الهاتف كنت تغلقه ما أن نطلبك )
, نظر عاصم الى مالك و قد بدت هيئته مجنونة بقميصه الغير مرتب و ذقنه النامية و شعره المشعث و قال بعينين حمراوين من شدة الغضب
, ( ليس هناك دانا بعد الآن لقد أنهيت الخطبة أمس ٢ نقطة ولا أريد ذكر الموضوع مجددا ، مفهوم ؟؟؟ )
, أومأ مالك و حنين برأسيهما بمنتهى الاحترام و الطاعة بعيونٍ متسعة ٢ نقطة وما أن استدار عاصم حتى أخذ مالك يرقص رقصة المطاوي الشهيرة عند سكان السواحل ٢ نقطة و كذلك حنين ترقص صمتا دون صوت ٢ نقطة
, لكن عاصم التفت اثناء تأديتهم للإستعراض الصامت ليثبتو تماما عائدين الى الإحترام و الإتزان ليقول عاصم بمنتهى القوة من أعلى السلم
, ( و سأتزوج من فتاة أخرى ٢ نقطة حتى لا تفاجؤا بالأمر )
, ظلا ناظرين الى أثره بعد أن اختفى بذهول وقد تسمرا مكانهما حتى وصلت الحاجة روعة تلهث من صعوبة هرولتها وهي تقول
, ( أين عاصم ؟٢ نقطة و أين قضى ليلته ؟)
, أفاق مالك من تسمره ليقول بوجوم
, ( افرحي يا روعة ٢ نقطة ابنك ترك دانا أخيرا )
, رفعت الحاجة روعة يدها الى فمها وهي تزغرد عاليا ، وما أن انتهت حتى أكملت حنين بنفس وجوم مالك
, ( وسيتزوج فتاة أخرى قريبا ٢ نقطة على ما يبدو أنه قابلها وهو في طريقه الى هنا صباحا )
, أنزلت الحاجة روعة يدها وهي تقف الى جوارهم بنفس الوجوم ناظرين الى السلم كالبؤساء ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, كانت جالسة جلستها اليومية منذ اسبوع ٢ نقطة على الأريكة القديمة ذات الغطاء المزركش المتآكل و الموجدة تحت النافذة ٢ نقطةرافعة ركبتيها الى صدرها تنظر الي البحر بأمواجه و تلاطمها ٢ نقطة شعرها يتطاير مع نسماته المحملة اليها بعذوبة وكأنها تواسيها و تربت على كبريائها المهدور بسلاسةٍ على مدى سبع ايام
, لقد طاب وجهها من كدماته و عاد لروعته من جديد ، فلماذا تشعر بأنها لازالت مجروحة مهزومة مكسورة النفس الي هذا الحد ؟٢ نقطة
, استاذ ٢ نقطة استاذ في كسر الخاطر بكل جدارة ، ٢ نقطة
, كانت تظنه سيثور ٢ نقطة سيغضب يوما بعد يوم لتستطيع احتواء ثورته وغضبه و توجيههما الى عاطفةٍ تقربه منها ٢ نقطة الأ انه على ما يبدو ليس مهتما حتى ٢ نقطة
, البرود ٢ نقطة ذلك السلاح ذو الحد الغير قاطع و الذي يقتل قتلا بطيئا مؤلما ٢ نقطة
, منذ تلك الليلة التي طردها فيها من غرفته وهو يتجاهلها تماما وكأنها غير موجودة معه في البيت ٢ نقطة و الأدهى أنه يصطحب معتز معه صباحا ليتركه برفقة علية في محل الأسماك الذي تملكه ٢ نقطة
, تلك الليلة التي طردها فيها من غرفته ٢ نقطة لم تنم للحظة وهي تتقلب بجنون على فراشٍ من جمر ٢ نقطة نهضت اكثر من مرةٍ تتجه بقدميها الحافيتين الى باب غرفته تريد ٢ نقطة ماذا تريد ؟؟٢ نقطة تسال نفسها كل مرةٍ و يدها على مقبض الباب ، وحين لا تجد الاجابة تبعد يدها وتبتعد بيأسٍ قاتل الى غرفتها الغارفة لتبقى فيها وحيدة ٢ نقطة
, فبالبرغم من كلِ جرأتها و حزمها الا أنها ما أن سمعت أمره المهين حتى نظرت اليه مصعوقة فاغرة شفتيها تخرج انفاسا مذهولة ٢ نقطة ودون حتى أن تجادله خرجت جريا تعد خطواتها لتصل الى الباب ومنه الى غرفتها لترتمي في سريرها دافنة وجهها بين أغطيته باكية بكلِ مرارة غير آبهة أن يستمع الى بكائها العالي فقد أهانها و ارتاح فما يضيرها أن يسمع بكائها أيضا ٢ نقطة
, وطبعا لم يهتم ٢ نقطة أكثر من مرة تتجه الى غرفته بعينين متورمتين ثم تعود حتى باتت المسافة بين غرفتيهما طريقا مدروسا لقدميها اليائستين وقلبها المثقل ٢ نقطة
, وحين أشرق الصباح بخجلٍ رمادي شاحب سمعت أصواته وهو يتحرج خارج غرفتها ٢ نقطة يأخذه حمامه ٢ نقطة يتجه الى غرفته ٢ نقطة
, تكاد تراه أمام عينيها رغم الأبواب المغلقة ٢ نقطة تنهدت يائسة ثم نهضت بجنون من فراشها لتخلع القميص الأحمر الملعون و ترميه أرضا بكل يأس و ترتدي روبها الأبيض الحريري الذي يسترها بالكامل ، فهي لن تستطيع تحمل اذلالا كالليلة الماضية ابدا
, اتجهت الى غرفته بتردد فوجدت الباب مفتوحا ٢ نقطة وقفت به مترددةٍ وكأنه نجح في كسر مغوية الأمس الساحرة الواثقة من سحرها لتحل محلها شابة تتوق اليه مرعوبة من أن يطردها مرة أخرى
, شاهدته يرتدي قميصه ناظرا بلا تعبير الى مرآته ٢ نقطة كم هو أمير تماما كما تمنته ، حتى في هذا المكان البسيط تتجلى جاذبيته
, التفت بعد أن انتهى ليفاجأ بها واقفة أمامه تنظر اليه شاردة في كل تفصيلةٍ من تفاصيله ٢ نقطة حتى أنها لم تنتبه اليه يحدق بها للحظات ٢ نقطة وما أن التقت عيناهما حتى رمشت بارتباك جديد عليها فأخفضت نظرها لاعنة نفسها أنها لم تتطلع الى مرآتها قبل القدوم اليه ٢ نقطة فأكيد أن عينيها متورمتين تحيط بهما الهالات من عدم النوم٢ نقطة الكدمات ظاهرة على وجهها الشاحب قبل أن يتسنى لها أن تخفيها ٢ نقطةوشعرها م تلمسه فرشاة منذ الأمس ٢ نقطة لابد أن منظرها عبارة عن كارثة حقيقية الآن ٢ نقطة
, لم يتكلم وهو ينظر الى عينيها طويلا بلا تعبيير ٢ نقطة فترددت تقول بخفوت
, ( هل أنت ذاهب الى عملك ؟٢ نقطة )
, أجاب بفتور بعد لحظات ( نعم ٢ نقطة )
, نعم ٢ علامة التعجب٢ نقطة فقط ٢ نقطة دون أي كلمة ترضية ، دون ضمة مواساة على الليلة الماضية ٢ نقطة لو يخبرها عذر ، اي عذر تتحجج به لترضي قلبها المكسور و كرامتها الجريحة بعد كل فترة البعد بينهما ٢ نقطة
, لكنه لم يحاول حتى و ظل واقفا متصلبا كتمثالٍ قاسٍ ينتظر ذهابها ليكمل ما يفعل دون رفقتها الغير مرغوب فيها ٢ نقطة
, ظلت واقفة مكانها ٢ نقطة تتعثر و تلوي في أصابع قدميها مطرقة برأسها بينما تعبث أصابعها المرتجفة بعقدة الروب ٢ نقطة لماذا لازالت واقفة هنا ؟٢ نقطةهي نفسها لا تدري ماذا تنظر ٢ نقطة المزيد من الإهانة ربما ؟٢ نقطة
, سمعت صوت نادر يقول بهدوء
, ( سأغيب اليوم لوقتٍ متأخر ٢ نقطة طبعا لا لزوم لأن أخبركِ أن الخروج من باب هذا البيت ممنوع ٢ نقطة مفهوم ؟٢ نقطة )
, رفعت نظرها المجهد اليه و همست ترمش بعدم فهم
, ( لماذا ٢ نقطة ممنوع خروجي ؟٢ نقطة )
, استدار يجلس على السرير ليرتدي حذاؤه وهو يقول بصوتٍ ازدادت برودته
, ( الخروج هنا له حساب آخر ٢ نقطة و السيدات المتزوجات لا يخرجن الا للضروريات فقط )
, لم تفهم بعد ٢ نقطة طبعا تفهم أن أمها لم تكن تطأ قدمها خارج البيت الا لشراء أغراض البيت أثناء طفولتهم في الحي القديم ٢ نقطة لكن هي حور ؟٢ نقطة ماذا المفترض بها أن تفعل ؟؟٢ نقطة تنتظره الى أن يأتي ؟؟ ٢ نقطة
, همست بذلك بشرود فتطلع اليها و قال بمنتهى البرود الذي جمد قلبها
, ( لا طبعا ٢ نقطة لا تنتظريني ، نامي مبكرا ٢ نقطة )
, في لحظةٍ واحدة انتقل بروده اليها لترتدي قناعها الثلجي المعتادة عليه فقالت بتصلب
, ( لا تقلق ٢ نقطةلن أفعل )
, أومأ لها مبتسما بسخرية لكمت قلبها وهي تراه يتابع ما يفعل دون أي اعتبار ٍ لها ٢ نقطة فقالت بتصلف
, ( أريد معتز الآن وقبل أن تذهب الى العمل ٢ نقطة وليكن في علمك ، هذه آخر مرة سيذهب فيها الى علية تلك )
, ابتسم ٢ نقطة دون أي أثرٍ للمرح على شفتيه وفي عينيه و انتظر لحظة ليجيب بكل هدوء
, (بالنسبة للآن ٢ نقطة لن أستطيع أن أحضره اليكِ لأنني سأتأخر ٢ نقطة لذا ستنتظرين الى أن تبعثه عليةٍ مع أحد رجالها حين تجحد الفرصة )
, حاولت الجدال معه و قد ارتسمت العصبية على وجهها فرفع يده مسكتا إياها وهو يقول بصرامةٍ وقد اشتد صوته
, ( لا تجادلي ٢ نقطة كان بإمكانك الرفض ليلة أمس لكنك لم تفعلي، ٢ نقطة أما بالنسبة لعلية فهي سترى معتز كلما أرادت و هي أدرى الناس في التعامل معه وقد تعلق بها ٢ نقطة لذا لن أحرمه منها لمجرد أنكِ تصابين بين الحين و الآخر برغبةٍ مهووسة في الاستئثار بأي شيء )
, صرخت وقد انتابها الجنون من هولِ ما يقول
, ( لكنه ابني و أنا ٢ نقطة )
, قام من مكانه بحدةٍ و صرخ هو الأخر بصرامةٍ أفزعتها
, ( انتهى الموضوع ٢ نقطة )
, اتسعت عيناها و ارتعشت خوفا وهي تراه بمثل هذه الصرامة ٢ نقطة رأتها من قبل عدة مرات قليلة لكنها كانت كفيلة بإعلامها أن نادر حين يصل الى تلك النبرة فليس من الحكمة استفزازه أكثر
, صمتت تبتعد عنه قليلا وقد اهتزت حدقتاها خوفا ، لكنه لم يسمح لها بالإبتعاد حين أمسك ذراعها يشدها اليه بعنف حتى ارتطمت به فقال مقربا وجهه من وجهها
, ( إن أردتِ الحق يا حور فأنا سأكون أكثر اطمئنانا عليه معها أكثر منه عندك ٢ نقطة )
, ظل ينظر الى عينيها المشتعلينِ بنارِ الكره له وهما تمتلئانِ في لحظةٍ بالدموع حتى باتت الرؤية مشوشة لديها ٢ نقطة لكن دون أن تضعف ملامحها المتصلبة وهي رافعة رأسها اليه رغم ارتجاف جسدها
, ظل يتطلع الى بركتين الدموع وهما تشعانِ قهرا فقال يسأل بتهذيب
, ( هل يمكنك الاعتراض ؟٢ نقطة مرة كاد معتز ان يفقد حياته نتيجة هفوة حمقاء من هفواتك ، فكيف ائتمنه معكِ بمفردكما ؟٢ نقطة )
, ظلت صامتة تنظر اليه وقد انحدرت الدمعتانِ الثقيلتانِ على وجنتيها ٢ نقطة ثم همست بشفاهٍ ترتجف بينما العينان الدامعتانِ صلبتان
, ( معتز ابني ٢ نقطة و كل أم تخطىء )
, لم يرد عليها للحظات وهو يراقب اهتزازها من بين جمودها ليقول بعدها بهدوء
, ( و أنا وظيفتي أن أحميه ٢ نقطة لذا لا تدفعيني كثيرا يا حور ، أردت أن تأتِ الى هنا وقد أتيتِ اذن ستبقين بشروطي ٢ نقطة لا كلام آخر عندي لأقوله لكِ )
, لم تستطع النطق بكلمةٍ وهي تشعر بنفسها مقهورة محطمة ٢ نقطة لكنه لم يقبل أن يتركها بعد وهو ينظر الى عنق الروب المفتوح بحرية
, و أطال النظر اليها ثم قال بلامبالاة حطمتها تماما
, (ماعرضتِه علي بالأمس٢ نقطةنلته بالفعل منذ سنوات يا حور ٢ نقطة لذا فكري جيدا في ما تملكين و يكون ذا قيمة )
, تتابع انحدار الدموع الناعمة بصمت و عينيها تتطلعانِ اليه بعذاب وهي تفكر انها تستحق ذلك تماما ٢ نقطة كان يجب ان تتوقع ذلك حين دخلت غرفته هذا الصباح ٢ نقطة مستجدية منه نظرة بعد ليلة الأمس التي قضت على كل ما تبقى من احترامها لنفسها ٢ نقطة
, مد اصبعا ليمسح به خط الدموع من على وجنتها ٢ نقطة ليقول بعد فترةٍ
, ( إن كنتِ تتألمين الآن يا حور ٢ نقطة فثقي تماما أنكِ قد تتسببتِ في الاذى لكلِ من حولك بأضعاف ما تشعرين به الآن لمجرد أن رغبة من رغباتك لم تحقق ٢ نقطة )
, ثم دون كلمةٍ أخرى انصرف تاركا إياها واقفة تبكي في صمت ٢ نقطة وكانت تعتقد أن دموعها قد نضبت كلها ليلة أمس ، ٢ نقطة
, وها هي بعد اسبوع كامل قد وصلت الى مرحلةٍ من انهيار الاعصاب لم تصل اليها من قبل ٢ نقطة وهي تعيش كل يومٍ على نفس المنوال حيث يقابلها نادر بصمتٍ لا يقطعه سوى كلمة أو أخرى حين الضرورة القصوى ٢ نقطة يخرج لعمله مبكرا مصطحبا معتز معه ليتركه يلعب تحت أنظار المدعوة علية وحين تجرؤ على معارضته معذبة بيأس تنال منه ما لم تناله من كلامٍ كالسهام النافذة ٢ نقطة
, حتى أنه أغلب الأيام كان ينام عند علية و بين أحضانها ٢ نقطة وفي يومين فقط أعاده نادر لينام بجوار حور ، وكانت ليلتين كارثتين حيث ظل معتز يبكي طوال الليل
, ، يرفض النظر الى حور حتى أنه لا يفهمها وهي تكلمه و تحاول الإشارة بعشوائية دون جدوى الى أن صرخت فيه بهستيرية في النهاية ٢ نقطة لحظتها دخل نادر الى الغرفة بكلِ هدوءٍ ليبتسم لمعتز الذي احمر وجهه و تورم من شدة البكاء ٢ نقطة
, ثم جذب حور من ذراعها الى خارج الغرفة وما أن خرج بها الى الرواق حتى دفعها بقسوةٍ الى الجدار لينفجر فيها صارخا
, ( إياكِ أن تصرخي به مرة أخرى ٢ نقطةإياك ِ ٢ نقطة )
, صرخت بجنون بالرغم رعبها من غضبه ٢ نقطةلكن شدة الارهاق جعلتها تصرخ بآخر ما كان يجب أن تنطق به
, ( وماذا فيها ؟؟؟؟٢ نقطة إن كان لا يسمعني أصلااااا )
, صمت تماما و صمتت هي وهي تدرك هول ما نطقت به أمام نادر بالذات و الذي تحولت عيناه الى جمرتي نار ٢ نقطةبينما هي متسعة العينين برعب وهي تراه يرفع يده عاليا و كأنه سيصفعها ٢ نقطة صرخت صرخة صغيرة وهي تغمض عينيها مرتجفة تنتظر الضربة أن تهبط على وجنتها ٢ نقطةلكنها انتفضت حين شعرت بقبضةٍ قوية ضربت الحائط بجانب وجهها ٢ نقطة
, فتحت عينيها ترتعش بخوف وهي تنظر الى الكره المدفون في عمقِ عينيه ٢ نقطة كره أبٍ لشخصٍ أهان ابنه للتو و ضغط على اعاقته ٢ نقطة متناسيا أنها أيضا أمه ٢ نقطة
, نظر الى عينيها وهو يقول بصوتٍ صارم خفت وهو يحوي بعض الألم
, (لكنه يخاف ٢ نقطة تماما كما خفتِ أنتِ للتو )
, ثم نفض يده عن ذراعها وكأنها ستلوثه و اتجه الى غرفتها ليحمل معتز الباكي بين أحضانه متجها به الى غرفته ٢ نقطة
, انزلقت على الحائط وهي مغمضة عينيها تبكي بغارة الى أن وصلت الى الأرض جالسة ٢ نقطة تشهق وهي تشعر بألمٍ حادٍ يمزقها .
, دقائق معدودة وهي على نفس جلستها الباكية المنهارة ٢ نقطة لتدرك فجأة أن معتز توقف عن البكاء ٢ نقطةو أنه لابد وأن يكون قد نام في أحضان نادر ٢ نقطة
, تذكرت مجريات أسبوعها كله في تلك اللحظا
 
الفصل السادس عشر


تذكرت مجريات أسبوعها كله في تلك اللحظات و هي جالسة تنظر الي البحر و المراكب الصغيرة المترامية على شاطئه ٢ نقطةزادت من ضم ركبتيها الى صدرها بألم ٢ نقطةبدأت تتأكد من أنه يكرهها بالفعل ٢ نقطة
, لم يضعف مرة ٢ نقطة ولم يستسلم لضعفِ النظرة التي يتأملها بها ، وكأنه يخبراها أنه يراها بكل ما فيها ليتأمل مواطن جمالها ثم يبتعد مخبرا إيها أنها مواطنٌ لا تكفيه ولا تشبعه ٢ نقطة فقط بعض النظرات التي يسلي بها رجولته ثم ينصرف تاركا إياها الى وحدتها و غربتها في ذلك المنفى الشبيه ببيتهم القديم ٢ نقطة
, مالت برأسها تستند الى حافة النافذة المفتوحة ليطير الهواء خصلاتِ شعرها و يرميها على صفحة وجهها فأغمضت عينيها دون أن تحاول حتى أن ترفع يدها و تزيحها ٢ نقطة
, عادت الذكرى لتطير بها الى ليلةِ زفافها ٢ نقطة ليلة نالت نجمة من نجوم السماء وفي لحظةٍ كالسهم بات اسمها مقترنا باسمه
, ابتسمت للذكرى التي لا تملك سواها وهي تدخل غرفة الفندق حاملة طرفي ثوبها الأسطوري وكأنها تدوس بقدميها على سحابة وردية
, وكان هو صامتا معظم حفل الزفاف ٢ نقطة لا يظهر عليه علامات البهجة التي تشتعل من حوله و الجميع يتضاربون في زوبعة صارخة هي فرح حور رشوان ٢ نقطة و الذي أصرت على تكلفته بكل ما يمكن أن يتخيله انسان من كل أنواع البذخ و الترف
, و طبعا الحاج اسماعيل لم يتأخر وهو يلبي لقرة عينه ما طلبته ٢ نقطة بالرغم من أن نادر لم يكن يستطيع ماديا التكفل بهذا العبء المادي الضخم و اصر غاضبا على أن يكون حفل الزفاف على قدر امكانياته المادية و كاد أن يشب خلافا كبيرا بين الجميع لولا ان تمت تسوية الأمر ٢ نقطة و استسلم نادر على مضض لذلك الاستعراض الوهمي و الذي تكلف ما يكفي لعلاج عشرات الأطفال المرضى بأمراضٍ خطيرة ٢ نقطة
, وحين أصبحا وحدهما استسلم نادر لقوقعة الصمت التي تحجب عنها أفكاره ٢ نقطة راقبته وهو يتحرك في الغرفة تاركا إياها خلفه بثوبِ زفافها ٢ نقطة تلوي قماشه الشفاف البراق بين أصابعها بتوتر ، وهي تتحمل تبعات زواجهما السريع ، فقد سرقتها الفرحة دون أن تفكر فعليا من خطورة الزواج من شخصٍ تزوج بدافعٍ ليس ما يتمناه حقا ٢ نقطة
, لعلها متأكدة من أنها ستفوز به كامله يوما ٢ نقطة لكنها الآن وحدها معه وهو بالكاد ينظر اليها بالرغم من تهذيبه الشديد ٢ نقطة اقتربت ببطءٍ منه وهو يقف محدقا الى أضواء المدينة بالأسفل في ذلك المنظر الخرافي الجمال المطلة عليه غرفة الفندق الفخم ٢ نقطة
, كم كانت تشعر بالخجل وقتها ، على الرغم من كلِ لوعها و خبثها الا أنها تتذكر تماما ارتباكها في تلك اللحظة وهي تقف خلفه وتهمس بصوتٍ لا يسمع
, ( نادر ٢ نقطة هل أنت غاضب مني ؟٢ نقطة )
, التفت اليها ببطء لينظر الى جمالها الأخاذ دفعة واحدة وقد بدت كملكة متوجة بكل هذا الكم من الماسات التى تزين ثوبها و ترحة زفافها ٢ نقطة ثم رد عليها بهدوء
, ( لماذا تقولين ذلك ؟٢ نقطة )
, رمشت بعينيها الحالمتين والكلمات تضيع منها في لحظةٍ لتعود اليها وهي تهمس بصدقٍ ظهر واضحا في صوتها
, ( لأنك ٢ نقطة لأنك لم تكن تريد هذا الزواج ، أنت فعلت ذلك من أجلي فقط ٢ نقطة )
, لن تنسى أبدا نظرة عينيه التي رقت و انبعث فيها حنانٌ اشتاقت اليه وهو يهمس مداعبا
, ( ما معنى أن تزوجتك من أجلك فقط ؟٢ نقطة وهل يتزوج الرجل لأي سببٍ آخر غير من سيتزوجها ؟٢ نقطة )
, شعرت بالغباء وهي تخطىء تماما في التعبير بالرغم من أنها متأكدة أنه فهمها تماما فأخفضت نظرها أرضا وهي تزداد ارتباكا وهمست بتلعثم
, ( أنت ٢ نقطة أنت تدرك ٢ نقطة ما أقصده )
, لم تجرؤ على النظر اليه ، ظلت تنظر أرضا تتأرجح في مكانها بتوتر و قد أوشك قلبها على أن يقفز خارج ضلوعها ٢ نقطة الى أن سمعته يقول بهدوء
, ( فلنتفق على أن ننسى هذا الأمر ونبدأ حياة جديدة ٢ نقطة فما رأيك ؟٢ نقطة )
, ودون ارادة منها أو تفكير همست وقد امتلأت عينيها بدموعٍ حقيقيةٍ دون تزييف
, ؛( لكنك ٢ نقطة لم تفكر يوما في الزواج ٢ نقطة مني )
, لم يرد عليها ٢ نقطة مرت اللحظات البطيئة بينهما دون أن تستطيع النظر اليه و صمته مزقها بشدةٍ ، لكنها فجأة شعرت بيده تلمس ظهرها و تقربها منه الى أن ضمها لصدره ٢ نقطة فتوقفت أنفاسها من هولِ ما شعرت به فردت أصابعها المرتجفة على صدره وهي لا تنظر لأبعد من عنقه السمراء ٢ نقطة لم يلمسها أبدا طوال فترة عقد القران التي مضت قبل أن تبدأ و بأمر من عاصم الا يتقابلا خلالها الى وقتِ زفافهما ٢ نقطة ونادر لم يعترض أبدا ٢ نقطة
, أغمضت عينيها وهي تشعر بشفتيه تلمسانِ جبهتها بكل نعومة فتتنهد متمنية أن يبقيها في دفء قلبه طويلا ٢ نقطة لكنه رفع رأسه ليقول برقة
, ( لنبدأ حياة جديد ٢ نقطةاتفقنا ؟ )
, شعرت أن نصل خنجرٍ حادٍ قد نفذ الى قلبها وهو لم يفني ما قالته٢ نقطة رغم علمها به جيدا ، لكنها كانت تتمنى لو أنكره ٢ نقطة لكانت صدقته بكل جوارحها لكنه لم يفعل ٢ نقطة وكأنه لم يرد أن يبدأ حياته الجديدة معها على كذبة ٢ نقطة تماما عكس ما فعلت هي ،
, انحدرت دمعتانِ على وجنتيها دون أن تستطيع منعهما ٢ نقطة فأمسك بذقنها يرفع وجهها اليه و حين التقت أعينهما اغروقت عينيها أكثر بالدموع التي تتالت على وجنتيها بصمت
, ظل ينظر الي دموعها الصامتة طويلا وكأنه يشعر بالذنب لأنها أبكاها رغما عنه ليلة زفافهما ٢ نقطة لذا همست وهي ترتجف باكية بين ذراعيه
, ( أنا أحبك ٢ نقطة أحببتك منذ أول مرة رأيتك فيها )
, انعقد حاجباه قليلا وهو ينظر اليها بدهشةٍ وهي تلقي بأسلحتها معترفة بحبه ٢ نقطةوحين لم يجد ما يرد به عليها طويلا ،أجشت في البكاء بكل عنف ٢ نقطةحاولت الابتعاد عنه وهي تدفع صدره باكية
, الا أنه لم يسمح لها وهو يقيدها بذراعيه بقوةٍ مكبلا مقاومتها بسهولةٍ ليقول لها بصوتٍ عميق بعد انتخلت عن المقاومةِ دون البكاء
, ( لنعطي أنفسنا فرصة ٢ نقطة الوقت كفيلٌ بذلك )
, أغمضت عينيها تبكي دون توقف ٢ نقطة حاول تهدئتها دون جدوى و نحيبها يتزايد الى أن ضمها اليه بقوةٍ، وهو يلصق فكه بجبهتها هامسا
, ( اريد لهذا الزواج ان ينجح ٢ نقطة ثقي في ذلك )
, رفعت عينيها الباكيتين اليه وهي تنشج بأسى لكن أهدى قليلا ثم تنهدت بقوةٍ تبتلع باقي بكائها كالأطفال و أومأت برأسها بضعف
, حينها شاهدت الحنان يتضاعف في عينيه أنهارا ٢ نقطةوكم رغبت في تلك اللحظة في أن تجثو عند قدميه وتترجاه لكي يحبها ٢ نقطة
, ابتسمت له رغم الدموع بشكلٍ عصف بقلبه فانحنى ليقبل وجنتها بكل رفق و هو يراها تلك الطفلة المهزوزة التي لحقت به لكل مكان و التي أصبحت الآن زوجته .
, وحين رفع رأسه قليلا نظر الى عينيها الجميلتين فسمرته طويلا في مكانه ٢ نقطة لينحني مرة أخرى و قد أسرت شفتيها المكتنزتين المرتجفتين عينيه ٢ نقطة لتجذبه اليهما بتصويرٍ بطىء ٢ نقطة، مسحورا بهما ، ليقبلهما فجأة دون مقدمات وكأنه فقد السيطرة على مقاومته أخيرا ٢ نقطة
, لازالت تتذكر تلك النار السائلة التي اندفعت في شرايينها كالحمم وهي تتلقى قبلته العنيفة التي تناقضت مع الحنان الظاهر في عينيه منذ لحظات و كأنه رجلا فقد صبره أخيرا ليشبع جوعا اليها ٢ نقطة
, رفع رأسه مدهوشا ، ناظرا الى نظراتها التي تعمقت بعاطفةٍ مجنونةٍ ٢ نقطة فهمس وكأنه لا يصدق عمق تلك المشاعر الخفية بينهما
, ( حووور ٢ نقطة )
, لينحني مرة اخرى بقوةٍ اشد ملتهما شفتيها النضرتين بكلِ شوق ، لترتفع على اطرافِ اصابعها متعلقةٍ بعنقه تبادله شوقه بكلِ جرأةٍ لم تكن تعلم أنها تملكها من قبل ان تعرفه ٢ نقطة تأوهت منتفضة وهي تشعر بيديه الدافئتين على بشرة ظهرها الناعمة ٢ نقطة
, وحين رفعها بين ذراعيه متجها بها الى الفراش ٢ نقطة علمت أنها لن تنسى أبدا نظرته لها ، لن تنسى أبدا تلك الليلة التي ذابا فيها عشقا بالرغم من كل الحواجز التي تفصلهما ٢ نقطة ولن تنسى مدى حنانه و رقته معها ٢ نقطة كل همسةٍ همس بها ملامسا عنقها ٢ نقطة و أن عينيها هما أجمل ما رأى ٢ نقطة
, حينها همست لنفسها انه هو وحده من تريده ، وهو سيغنيها عن باقي الناس لو اقتضى الأمر ٢ نقطة و لو عاد الزمن لكانت ستعيد ما فعلت .
, أغمضت عينيها بألم وهي تتذكر ليلة زفافها التي كانت ربما الليلة الصادقة المشاعر الوحيدة بينهما ٢ نقطة المرة الوحيدة التي شعرت أنها جميلة في عينيه ٢ نقطة ومن بعدها ضاع هذا الإحساس ٢ نقطة
, كم تتمنى أن تعود ٢ نقطة كم تتمنى ،وما أرادته منذ اسبوع هو تمنيا يائسا لتعيش ليلة كتلك الليلة التي احتواها فيها نادر بين ضلوعه
, أفاقت من ذكرياتها الحزينة على صوت جرس الباب القديم الصوت ٢ نقطة لا بد أن هذا هو رجل علية يعيد اليها معتز ٢ نقطة مسحت دموعها بصمت وهي تتجه الى الباب بحسرةٍ ٢ نقطة حتى الطعام تبعثه علية مع رجلها الى حور كل يومٍ وكأنها عاجزة تماما ٢ نقطة لكنها بالفعل عاجزة عن فعل مثل هذه الأشياء و لم تكن تتخيل أن الحياة في بيتٍ بمفردها يمكن أن تكون بمثل هذه الصعوبة ٢ نقطة
, فتحت الباب بتعب و تباطؤ ٢ نقطة لتفاجأ بأن من أمامها هي علية بنفسها و اقفة ممسكة بمعتز بيد ٢ نقطة وبحقيبة الطعام اليومية باليد الأخرى
, لم تستطع حور حتى التظاهر بالابتسام وهي تعلم علم اليقين أن علية بدورها تعرف أنها مفروضة على حياة حور بدافعٍ من نادر نفسه
, ابتسمت علية بهدوءٍ مستفزٍ قاتل وهي تقول
, ( مساء الخير يا حور ٢ نقطة )
, أغلقت هاتفها بعنف ثم رمته على السرير بجوارها وهي تبكي بشدةٍ ٢ نقطة عاد الهاتف ليرن من جديد فالتقطتته دون أن تنظر الي الرقم وهي تقول بصوتٍ مختنق من الدموع
, ( نعم ٢ نقطة ماذا تريد بعد ؟)
, ( آنسة رنيم ؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة ) وصلها هذا الصوت الهادىء الذي تعرفت اليه جيدا ، فألجمتها الصدمة حتى أنها لم تستطع الرد لعدة لحظات تفكر إن كانت قد أخطات الصوت ٢ نقطة لابد و أن تكون قد أخطأته الي أن سمعت السؤال مرة أخرى
, ( آنسة رنيم ؟٢ علامة التعجب٢ نقطة )
, نعم ٢ نقطة نعم أنه هو ، هل يمكن .؟!٢ نقطةأم أنهم يتصلون في حالة الرفض كذلك ؟؟ ٢ نقطة همست بصوتٍ مرتجف و قلبها يخفق بعنف
, ( نعم ٢ نقطة )
, أجابها الصوت الهادىء المتزن و الذي لم تسمع صوتا في مثل عمقه من قبل
, ( أنا المهندس عمر توفيق الذي أجرى معك المقابلة ٢ نقطة )
, أغمضت عينيها وهي تبتهل بداخلها أن تكون قد نالت الوظيفة ٢ نقطة و قلبها تزداد خفقاته بشكلٍ عنيف ثم همست
, ( نعم ٢ نقطة نعم سيد عمر ، مرحبا بك )
, وصلها صوته بعد لحظة صمت ( أردت أن أخبرك أنه تم قبولك في الوظيفة ٢ نقطةأن كنت لازلتِ مهتمة )
, تم قبولها ؟؟٣ علامة التعجب٢ نقطة حقا تم قبولها ؟٢ نقطة يالهي ٢ نقطة وإن كانت لاتزال مهتمة ؟٣ علامة التعجب ٢ نقطة هتفت تتلعثم وهي غير مصدقة لما يجري
, ( نعم ٢ نقطة نعم ، لازلت مهتمة جدا ،، هل تقصد أنه تم قبولي تماما ٢ نقطةأم أنني سأمر بمزيد من الإختبارات ؟ )
, سكت لعدة لحظات غاص فيها قلبها ليقول بعدها بنبرةٍ متزنة ضمت بداخلها بعض الإستهزاء
, ( لقد تم قبولك بالفعل يا آنسة رنيم ٢ نقطة منذ مدة )
, ابتلعت ريقها وشعرت بأنها في موقف مخزي تماما ٢ نقطة العديد من المتقدمي للوظائف يتم قبولهم بنائا على التوصيات المعروفة ، فلماذا يشعرها أنها مختلفة ٢ نقطة حتى هي نفسها لم تصدق أن التوصية ستفلح مع حالتها المستعصية
, همست بصوتها المعتاد على الترف و الدلال ذو النبرة الجذابة بما فيها من تقطع فطري آسر
, ( شكرا ٢ نقطة وأنا ٢ نقطة أنا حقا ٢ نقطة )
, قاطعها عمر قائلا بكل حزم
, ( ستبدأين من الغد في تمام الساعة السابعة ٢ نقطة و ستكونين متدربة في الفترة الأولى لدي ، وأهم شيء عندي هو احترام المواعيد )
, السابعة ؟؟٣ علامة التعجب٢ نقطة السابعة ؟؟٤ علامة التعجب هل هناك أحياءا في مثل هذا الوقت على سطح الكوكب ؟؟؟؟٢ علامة التعجب٢ نقطة
, همست تتلعثم برقةٍ وهي لا تعلم إن كان قد بدا على صوتها الخوف أكثر مما ينبغي
, ( بالتأكيد ٢ نقطة سأكون موجودة في تمام السابعة ٢ نقطة لا مشكلة على الإطلاق )
, قال بصوتٍ حازم جعلها تتسائل إن كان ساخرا أم لا
, ( اذن أراكِ في الغد باذن **** ٢ نقطة الي اللقاء )
, همست وهي تكاد تقبل الهاتف
, ( الي اللقاء ٢ نقطة الي اللقاء ، و ٢ نقطة وشكرا ٢ نقطة شكرا )
, الا أن الهاتف كان قد أغلق من الطرف الآخر قبل أن يجيبها فنظرت الي الهاتف بغضب وهي تفكر ٢ نقطةلا بد وأنني سأرى أياما لا ملامح لها معك يا عمر توفيق
, لكنها لم تسمح للخوف أن يسلبها فرحتها وهي تضم الهاتف الى قلبها مغمضة عينيها و قد انسابت دموعها من الفرحة تلك المرة ٢ نقطة
, لكن للأسف فسوء الحظ لم يدعها لتتهنى بفرحتها حين حل الصباح ٢ نقطة وكم كانت متعثرة غير واعية بعد وهي تستيقظ في السادسة حتى تتأكد من أنها لن تتأخر ٢ نقطة بالفعل و المجهود العالي وصلت أمام المصعد في تمام السابعة ٢ نقطة
, لكن أي حظ الذي يجعل المصعد يتعطل في هذا اليوم وهذا الوقت تحديدا و في شركة ٍ ضخمة كهذه ؟؟ ٢ نقطة
, لم تصدق نفسها وهي تتجه هرولة الى حارس الأمن لتسأله فأخبرها أنه متعطل منذ دقائق فقط و أنهم في انتظار الصيانة ٢ نقطة
, لم تنتبه لنظراته المتأملة لجمالها و التي تطاولت الى ملابسها الملفتة للغاية ٢ نقطة
, استدارت تسير على غير هدى وهي تنظر الي السلم الذي أخذ العاملون يصعدونه دون مناقشة ٢ نقطة لا أمل لها اليوم ٢ نقطة فهي لن تتحمل الصعود ابدا ٢ نقطة هل تحاول ؟؟ ٢ نقطة أبدا لن تستطيع فالطابق من الأدوار العليا ٢ نقطة
, اتجهت الى من اختارو الانتظار على مقاعد البهو و رمت نفسها متبرمة ٢ نقطة غير مدركة للناظرين الى ساقيها الطويلتين و اللتين ظهرتا بوضوحٍ من تحت تنورتها الرمادية القصيرة للغاية ٢ نقطةبعد أن مددتهما أمامها بتذمر كالأطفال
, على الرغم من أنها ترتدي جوارب سوداء سميكة التي تخفي الساق تماما ٢ نقطة الا أنها حددت معالمها الجذابة لتنتهى بداخل حذاء أسود عالي الساقين يصل الى ركبتيها وذو كعبٍ عالٍ كالعامود الرفيع .
, ومر الوقت و لم يعمل المصعد الا بعد نصف ساعة ٢ نقطة فتنفست الصعداء وهي تظن أن النصف ساعة ليست بوقتٍ طويل كما كانت تتوقع ٢ نقطة
, لكن ما أن قابلها الوجه الصارم حتى ابتلعت ريقها بخوفٍ وهي تنظر بعينين متسعتين الى عمر الذي وقف في الطابق المخصص للمهندسين وهو يتطلع الى ساعة معصمه ثم اليها بنظرةٍ ذات مغزى ٢ نقطة
, همست قبل أن يتكلم ( لقد كان المصعد معطلا ٢ نقطة أنا هنا منذ السابعة )
, قال دون أي مقدمات بصوتٍ جليدي وقد ملأ المكان بحجمه و حضوره الطاغي ٢ نقطة
, ( ومع ذلك لقد صعد معظم العاملين على السلالم حرصا منهم على وقت العمل )
, ابتلعت ريقها وهى تخفض نظرها الى الأرض بارتباك ٢ نقطة فلم تره وهو يتطلع الى ملابسها الملفتة بنظرة غضب وهو يفكر أنه لو اصطحبها معه يوما بهذا الشكل الى موقع بناء حيث العمال من الرجال فهو على الأرجح لن يعود بها سليمة ٢ نقطة
, تنفس بنفاذ صبر وهو يشعر بالحنق لأنه وافق عليها قسرا بعد الحاح صاحب الشركة و اصراره عليها نظرا للتوصية الذهبية من عاصم رشوان ٢ نقطة
, كان من الفترض أن تقوم السكرتيرة بالاتصال بها و تبليغها بأنه تم قبولها ٢ نقطة الا أنه ولسببٍ غير معلوم بالنسبة له قرر أن يقوم بالمهمة بنفسه ٢ نقطة ويكاد يقسم أنها كانت تبكي قبل أن تجيبه . مما جعله أكثر رقة مما كان ينتوى بعد أن فُرضت عليه فرضا
, رفعت عينيها المحرجتين اليه وهي تهمس ؛( اعتذر ٢ نقطة لن يتكرر مرة أخرى )
, للمرة الثانية تاه قليلا في جرح شفتيها ٢ نقطة لماذا تبدوانِ جذابتين به على هذا الشكل ؟٢ نقطة وكأنها تعمدت وشمهما لتزيد فتنتهما
, أبعد نظره بسرعةٍ عنها وهو ينهر نفسه عن مثل ذلك التفكير الأحمق ثم قال بصرامة
, ( حسنا ٢ نقطة هيا لنبدأ ، ستكونين اليوم معي لحظة بلحظة )
, أومأت برأسها بطاعةٍ ، فتقدمها ليسير مغتاظا منها وهي تتبعه جريا طارقة الأرض بكعبيها المزعجين ٢ نقطة
, ٢ نقطة .
, لقد تعبت ٢ نقطة لقد تعبت للغاية وهي تريد أن تجلس حالا و الا ستقع ٢ نقطة منذ الصباح وهي تتبعه كظله و هي ترتدي ذلك الكعب الغبي ، ساقها تقتلها الما حتى أن عينيها دمعتا سرا من شدة الألم ٢ نقطة
, لم تعلم أنها من الممكن ان تتألم في العمل لهذه الدرجة ، لكن على الرغم من ذلك فهي تشعر بداخلها بسعادة غير مسبوقة هونت عليها الوجع قليلا ٢ نقطة
, ما أن دخلا مكتبه ليريها بعض التصاميم حتى ارتمت على الكرسي تتنهد بتعبٍ مغلقةٍ عينيها للحظة ٢ نقطة الى أن فوجئت به يقول
, ؛( هل تعبتِ ؟٢ نقطة )
, فتحت عينيها بسرعة لتجده يتأملها و لم تفهم عينيه تماما ، فقالت بسرعةٍ معتقدة أنه يتذمر منها
, ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة أبدا )
, أرجع ظهره الى كرسي مكتبه ليقول بعد لحظة
, ( حسنا لقد اكتفينا اليوم ٢ نقطة و أعتقد أنه قد أصبح لديك خلفية واضحة الآن عن طبيعة سير العمل هنا )
, أومأت برأسها تقول مبتسمة بوداعة ( نعم ٢ نقطة بالتأكيد ، شكرا لك )
, أومأ برأسه قليلا ثم انحنى الى الأمام ليقول فجأة
, ( بما أننا سنعمل سويا ٢ نقطة أحب أن أخبرك أن مسألة قبولك ليست بالضرورة شيء مفروغ منه ، وما سيحدده هي فترة التدريب التي ستقضيها في البداية ٢ نقطة لذا ، فأنا لن أقبل أي تهاون أي تأخير أي تقصير ٢ نقطة كما أنني سأنتظر أن تبذلي مجهودا مضاعفا لتعوضي السنوات التي قضيتها بدون اكتساب خبرة ٢ نقطة )
, ظلت تنظر اليه وقد تحول من الرقة الى الفظاظة في لحظةٍ واحدة ، لكنها لم تجد سوى أن تهمس بطاعةٍ عمياء
, ( نعم ٢ نقطة بالتأكيد )
, تذمر بداخله مرة أخرى وهو لا يعلم لماذا تستفزه بمظهرها المدلل وهو لا يكره في حياته قدر كرهه للدلال الفارغ٢ نقطة و العمل بالنسبة له شيء مقدس و ليس روضة ليرعى فيها طفلة مدللة
, نظر اليها من طرف عينه متأملا شعرها الناعم المعقود على هيئة ذيل حصان منسدل على كتفٍ واحدة ٢ نقطة فقد بدت طفلة فعلا بذيل حصانها و تنورتها الغبية القصيرة التي جذبت الأنظار من حولهما طوال فترة تدربها اليوم ٢ نقطة
, صوت طرقات الباب قطع تفكيره ، لتدخل حنين بعد أن سمح بالدخول ٢ نقطة
, تنهد عمر وهو ينظر الى حنين التي بدت أفضل قليلا اليوم ، وهي تبتسم له بخجل كعادتها ، الا أن الخجل تحول الى صدمةٍ قليلة و دهشة حين قالت بحيرة
, ( رنيم ٢ علامة التعجب٢ نقطة)
, استدارت رنيم اليها بدهشة ثم ابتسمت بسعادة وهي تنهض لتقبلها قائلة بود
, ( كيف حالك حنين ؟٢ نقطة ما رأيك في تلك المفاجأة ؟٢ نقطة سأعمل هنا معكم منذ اليوم ٢ نقطة )
, ظلت حنين تنظر اليها بحيرةٍ لا تعرف إن كان هذا الخبر قد أسعدها أم أحزنها ٢ نقطةأم أنه ببساطةٍ لم يهمها ٢ نقطة لكن شعورا غريبا قرص قلبها دون أن تعرف تفسير
, ابتسمت وهي تقول ( مرحبا رنيم ٢ نقطةإنها مفاجأة ٢ نقطة سعيدة جدا، مباركا لكِ )
, قالت رنيم مبتهجة كطفلة ( كنت أظن أن حور قد أخبرتكِ ٢ نقطة )
, قالت حنين بفتور ( لا ٢ نقطة لم تخبرني حور )
, كان عمر عاقدا حاجبيه قليلا ثم تذكر في لحظة أن الاثنتين من طرف عاصم رشوان و لابد أنهما تعرفان بعضهما
, لذا زاد استفزازه وهو يرى مكتبه قد تحول الى مكانٍ للقاء الصديقات و ربما ستطلبانِ بعض المشروبات أيضا لتتحدثا بعدها في أمور الصيحات الحديثة ٢ نقطة
, عند هذه النقطة نهض عمر بعنفٍ جذب أنظارهما اليه ٢ نقطة فقال بفظاظة
, ( آنسة رنيم ٢ نقطة لقد انتهت فترة تدربك معي اليوم ، يمكنك أن تتجهي الى مكتبك الى أن يحين وقت الإنصراف )
, ارتبكت بشدةٍ واحمرت وجنتيها ٢ نقطة حتى أن حنين أشفقت عليها من هذا الإحراج خاصة حين تابع عمر
, ( تفضلي حنين اجلسي ٢ نقطة )
, ارتبكت رنيم اكثر لكنها همست مودعة ثم انصرفت مغلقة الباب خلفها بهدوء .
, شعرت حنين بالأسف من أجلها ، لكن رغما عنها شعرت بلذةٍ خفية وهي تجد عمر يميزها عن الباقيات ٢ نقطة نظرت اليه و ابتسمت بخجل ، تراه ينظر بتفكيرٍ في الملف الذي أمامه . ثم قال مبتسما اثناء انشغاله
, ( هل أنتما صديقتين ؟٢ نقطة )
, نظرت اليه بحيرة وهي تفيق من شرودها في ملامحه الجذابة ، لتقول
, ( من تقصد ؟؟ ٢ نقطة )
, رفع عينيه اليها وهو يقول برقة ( انتِ و المهندسة رنيم ٢ نقطة )
, ظلت صامتة لا تستطيع تفسير ما تشعر به من ذلك الشعور الغير ملائم ثم قالت بعد فترة بحيادية
, ( لا ٢ نقطة هي صديقة ابنة عمي حور ، لكني أعرفها جيدا لأنها كانت تأتي الى بيتنا كثيرا منذ سنين )
, سكتت وهي تنظر الى أصابعها تتلاعب بهم ثم همست متابعة وهي تعود لتنظر اليه
, ( إنها لطيفة جدا ٢ نقطة وستتزوج قريبا )
, لم تتغير ملامح عمر الرقيقة وهو ينظر اليها بشبه ابتسامة ليقول بعد فترة
, ( جيد ٢ نقطة )
, عادت لتطرق برأسها وهي تلعن غبائها الذي جعلها تتفوه بجملةٍ لا تعنيها ٢ نقطة ثم حاولت أن تتدارك الأمر فقالت بخفوت
, ( أنا سعيدة من أجلها ٢ نقطة إنها تستحق ، بعد الحادث الفظيع الذي تعرضت له ٢ نقطة سنواتٍ وجراحات لذا ٢ نقطة )
, قاطعها عمر ليقول بكل هدوء بينما في داخله يشعر بإحساسٍ غامض بالصدمة المتوقعة نوعا ما .
, ( حنين ٢ نقطة لا أعتقد أنه من المناسب أن أعرف ذلك ٢ نقطة )
, نظرت اليه برعبٍ وهي تدرك أن ما تفوهت به للمرة الثانية كان أغبى و أبشع ٢ نقطة أخفضت عينيها وهي تشعر بذنبٍ فظيع مما باحت به
, قال عمر بصوتٍ حنون
, ( هوني عليكِ يا حنين ٢ نقطة أعرف أنكِ تكلمتِ بعفوية و لم تقصدي )
, نظرت اليه بعينين دامعتين و أومات برأسها مبتسمة بحزن وهي تفكر أنها قد قاربت على الإنهيار فعلا ٢ نقطةأما بسبب حبه و أما بسبب المجنون الذي يلحقها مهددا بفضح ماضٍ تريد ستره
, ابتسم اليها وهو يفكر أنها تشبه أخته الصغيرة قليلا اليوم ٢ نقطة بشعرها المنسدل على غير العادة ، وثوبها الأنثوي لكن في نفس الوقت يزيدها طفولة ٢ نقطة
, نظرت الي ابتسامته و ابتسمت هي الأخرى تفكر أنه الرجل الأكثر رقة وحنانا ممن قابلتهم من قبل ٢ نقطة فتحت فمها لتتكلم لكن رنين هاتفها قاطعها ٢ نقطة فابتسمت له معتذرة لترد على الهاتف لكنها صدمت حين سمعت صوت المجنون يأتي عابثا بتكاسل
, ( مرحبا يا حكومتنا الموقرة ٢ نقطة )
, أغمضت عينيها وهي تشعر بالدوار و اليأس مما يحل بها ، لكنها أرغمت نفسها على الإبتسام و التكلم برقة
, ( مرحبا ٢ نقطة لحظة واحدة )
, ثم استدارت لعمر لتستأذنه واضعة يدها على الهاتف ثم نهضت لتخرج من مكتبه وما أن أصبحت في الرواق حتى تكلمت بشراسة
, ( ماذا تريد ؟٢ نقطة وكيف جلبت رقمي؟؟ ، هل سلطك أحد لتخرب حياتي صغيرة و كبيرة )
, وصلها صوته مداعبا خافتا
, ( آآه ٢ نقطة لقد كبرت الصغيرة ، وكم أتوق لأرى ذلك بنفسي )
, احمر وجهها بشدةٍ و قد ألجمتها وقاحته عن التفوه بكلمة فعاجلتها ضحكته العميقة التي أشعرتها بالخوف ٢ نقطة كيف لها أن تواجه شخصا مثله بمفردها ٢ نقطة العند لن يجلب نتيجة ، و أثناء تفكيرها سمعت صوته يقول بهدوء
, ( أريد أن أراكِ اليوم ٢ نقطة )
, قالت مباشرة دون تفكير ( مستحيل ٢ نقطة )
, قال بنفس الهدوء ( بل سأراكِ ٢ نقطة سأنتظرك بعد أن تنتهين من عملك )
, ابتلعت ريقها وهي تقول بعزمٍ مهزوز
, ( قلت لك لن أستطيع ٢ نقطة كما انني لا أريد أن أراك ، ألا تملك بعض الكرامة ؟)
, لم تسمع صوته لعدة لحظات ٢ نقطة هل أساءت الأدب جدا ؟؟؟ ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة لابد وأنه يخطط لفعل شيء مروع جدا عقابا لها ، لذا همست بعد فترةٍ لم تسمع منه كلمة
, ( جاسر ؟٢ علامة التعجب٢ نقطة)
, وصلها صوت الصمت مرة أخرى فشعرت أن قلبها يهوي خوفا الى أن وصلها صوته أكثر عمقا و أدفأ مداعبة
, ( يا روح جاسر ٢ نقطةهل كان من الضروري أن تضطريني للتهديد حتى أسمع اسمي من شفتيكِ ال ٢ نقطة )
, قاطعته حانقة بغضب وهي تقول
, ( اصمت ٢ نقطة اصمت ، أرجوك دعني لحياتي ٢ نقطةأرجوك )
, قال لها بصوتٍ قاطع شابته بعض الجدية
, ( سأنتظرك اليوم في الطريق الخلفي في سيارتي ٢ نقطة وإن لم تأتِ سأكون عندك في العمل غدا منذ الصباح الباكر لأخبر الجميع عمن أكون )
, أسندت ظهرها الى الجدار من خلفها و هي تغمض عينيها ٢ نقطة لتهمس بتعب
, ( لماذا تفعل بي ذلك ؟٢ نقطة لم أؤذك يوما ، أنت من تركتني )
, ظل صامتا ليقول برقةٍ
, ( لن نستطيع التمتع بالذكريات في الهاتف ٢ نقطة سنتابعها ما أن نتقابل )
, همست بتأوه وكأنها تبكي ؛( أرجووووك ٢ نقطة )
, قاطعها وصوته مبتسما ( بعد العمل في الطريق الخلفي ٢ نقطة هل لديكِ طاقية و نظارة داكنة ؟٢ نقطة ستبدين لطيفة بهما )
, سكتت وهي تهمس بشفتيها لفظا بذيئا تعرفه منذ أيام سكنى الحارات القديمة دون أن تنطق به فعلا ٢ نقطة لتسمعه يتابع
, ( اعرف ما تهمسين به يا حنين ٢ نقطة فنحن من نفس الحي ، لذا من الأفضل لكِ الا تنطقيها)
, أغلقت الهاتف ويدها تهبط الي جانبها ساقطة بيأس وكتفيها انحنيتا في عزيمةٍ هبطتت قبل أن تعلو ٢ نقطة ما العمل الآن ؟ هل تذهب اليه أم لا ؟ ٢ نقطة ماذا لو فعلها و أخبر الناس أو عمر ٢ نقطة ماذا لو علم عاصم أو مالك ؟٢ نقطة
, ٢ نقطة
, هل هو غباء ؟٢ نقطة هل هي حماقة أن تذهب اليه بقدميها للمرة الثانية ؟٢ نقطة لا تعلم و لا تريد أن تفكر ، فقط تريد أن تتصرف التصرف الأخير وتخاطب انسانيته فلربما أفلحت
, وجدت السيارة السوداء واقفة الى جانب الطريق الضيق ٢ نقطة فنظرت يمينها ويسارها خوفا من أن يراها أحدا يعرفها ، وما أن وصلت الى الباب حتى فتحته بسرعةٍ لتجلس لكنها وجدت باقة ورد جوري حمراء كبيرة موجودة على المقعد الأمامي ٢ نقطة فنظرت اليه بتساؤل
, قال لها مبتسما بثقةٍ زائدةٍ في النفس
, ( إنها لكِ ٢ نقطة )
, ظلت تظر اليها وكأنما تنظر الي فأرٍ ميت ثم قالت وهي تحاول أن تكبت غيظها ثم قالت تضغط على أسنانها وهي منحنية تنظر اليه من باب السيارة
, ( لا أريدها ٢ نقطة أبعدها من هنا )
, هز كتفيه بلامبالاة وهو يقول ببساطة ( حسنا ٢ نقطة )
, ثم أمسك بالباقة ليرميها من نافذته الى سلة القمامة الكبيرة الموجودة الى جانب الطريق بجوار سيارته ٢ نقطة
, ركبت ببطءٍ وهي تنظر اليه بذهول ٢ نقطة هل رماها حقا ؟٢ نقطة لقد كانت رائعة و غالية الثمن أكيد ٢ نقطة هل رماها ؟٢ نقطة
, إنها أول باقة ورد تتلقاها ٢ نقطة وقد رماها في القمامة قبل أن تشمها حتى ٢ نقطة ظلت جالسة في مقعدها بوجوم وهو ينطلق بالسيارة دون كلمة ٢ نقطة
, ظلت تنظر الى الأحياء التي تمر بها من النافذة وهي تفكر أنها على ما يبدو قد اعتادت ركوب سيارته ، لكن ما العمل وهو يذلها كل يومٍ تقريبا .
, بدأت البيوت تتباعد ٢ نقطة وتتباعد فيما بينها الى أصبح كل بيتٍ على بعدٍ كبير من الآخر وهما ينطلقان الى المنطقةِ الساحلية البعيدة نسبيا
, التفتت اليه وهي تتذكر المرة الماضية لتقول له بقلق
, ؛( الى أين تأخذني ؟٢ نقطة )
, ابتسم وهو يقول بسعادة ( سأريكِ بيتنا ٢ نقطة )
, تجمدت تماما وهي تسمعه و عادت الى ذاكرتها جملة شبيه أغراها بها من قبل عشر سنوات ، لتتحول الحياة من بعدها الى انكسارٍ دائم هي ليست قادرة على علاجه حتى هذه اللحظة ٢ نقطة
, همست بخوف ( لا ٢ نقطة لا أريد أن أذهب الى بيتك . أعدني أرجوك )
, قال يطمئنها برقة ( لا تخافي ٢ نقطة أنا فقط لم أرد أن نجلس في مكانٍ عام فلربما رآنا أحد ٢ نقطة وأخبر عاصم مثلا )
, هي تستحق كل ما ستناله ما دامت قد وصلت الي هذه الدرجة من التهور ، لكنها الآن في النقطة الفاصلة بالنسبةِ اليها بين الحياة والموت
, لذا لا مجال للتراجع الآن ٢ نقطة ستبعده و الى الأبد . هذه المرة
, وصلا الى بيتٍ رائع ٢ نقطة رائع بكل ما للكلمة من معنى ، انه بيت احلامها الذي تمنته دائما بالأرض التي تحيطه . والأشجار التي تحاوطها ٢ نقطة حتى النباتات المتسلقة التي تغطي سطحه ٢ نقطة
, دخل بالسيارة من البوابة الحديدية الضخمة و التي فتحت له ليدخلها الي حديقةٍ رائعة الجمال ذات ورودٍ مختلفة الألوان ٢ نقطة
, أوقف جاسر السيارة لينظر اليهما مبتسما وهو يقول
, ( هيا ٢ نقطة انزلي )
, نزلت تنظر من حولها مشدوهة ٢ نقطة حتى المسبح موجود ٢ نقطة وعليه صخور تجعله يبدو كبركةٍ طبيعية
, ابتلعت ريقها وهي تنظر الي حلمها الذي تجلى أمامها فجأة ٢ نقطة
, لف جاسر حول السيارة ليمسك بيدها و يجذبها خلفه و يصعد بها الدرجات القليلة للمدخل و هي تجري خلفه تقريبا محاولة اللحاق بخطواته الطويلة و ثوبها الناعم يتطاير من حولها ليكمل صورة الحلم .
, أدخلها الي بهو البيت الذي بدا لا يقل روعة عن حديقته ٢ نقطة بمدى بساطته و ألوانه الهادئة ٢ نقطة
, ظلت تنظر حولها و وجها يبدو عليه الحرمان بوضوح ٢ نقطة وهي لا تعلم أنه يراقبها بنظراتٍ متألمة ، الى أن اقترب منها يمسك بخصرها و يديرها اليه ليهمس برقة
, ( ماذا بكِ ؟٢ نقطة لماذا أنتِ حزينة هكذا ؟ ظننت أنه سيعجبك )
, نظرت اليه بدهشة و كأنها لا تفقه شيئا مما يقول ٢ نقطة فتابع يقول بصوت ٍ حمل الكثير
, ( لقد بنيته جزءا ٢ نقطة جزءا ٢ نقطة حتى وأنا في السجن كنت أتابع خطوات بناؤه الى أن اكتمل )
, ظلت تنظر اليه وهو يتكلم و يقول
, (؛ لا ينقصه سواكِ ٢ نقطة )
, كانت مشدوهة ٢ نقطة تستمع الى كلامه مصعوقة ، هذا الشخص يريدها بل على ما يبدو أنه يتمناها حتى و لو كانت نزوة مؤقتة ٢ نقطة ولديه بيت أحلامها و الذي ستكون سيدته .
, ابتسمت قليلا بحزن و هي تطلع الى ملامحه ٢ نقطة
, روعة ما يغريها به تجلب اليها الألم ٢ نقطة فلو كان جاء مبكرا قليلا فلربما سامحته على ما دمره فيها ٢ نقطة تماما كما لو كانت وافقت على عاصم لو طلب يدها للزواج قديما ٢ نقطة
, لتصبح سيدة نفسها و صاحبة أسرة و بيت و ٢ نقطةأطفالٍ كثيرين ٢ نقطة كثيرين جدا ٢ نقطة تعوض بهم وحدتها رغم وجودها في بيت عمها .
, لكن للأسف ٢ نقطة جاء متأخرا جدا ، فلقد عرفت معنى الحب أخيرا ٢ نقطة عرفت معنى الرقة و معنى أن يشعر بها شخص و يفهمها أكثر مما تفهم نفسها ٢ نقطة
, عرفت معنى أن تكون ذات قيمة ٢ نقطة و ليس مجرد نزوة أو شيءٍ يمتلكه و يزين به هذا البيت الجميل
, للأسف قلبها عرف الحب ٢ نقطة ولو كان جاء مبكرا لكانت رضت بامتلاكه لها ، تأخذ ما سيمنحها و تقبل بما سيمنعها عنه ٢ نقطة
, همست وهي تحاول ابتلاع دموعها التي تحرقها للتساقط
, ( جاسر ٢ نقطة أنت ٢ نقطة أنت حلم أي فتاةٍ عاقلة )
, ابتسم جاسر وهو يجذبها اليه أكثر وهي لم تمنعه حقا ٢ نقطة لكنها تابعت بصوتٍ أشد همسا
, ( لكنك تأخرت كثيرا ٢ نقطة)
, لمعت عيناه بدهشةٍ تحولت في لحظاتٍ الى نارٍ عاصفة أرعبتها لكنها همست مستجمعة شجاعتها لتقول
, ( لقد تقدم لي شخص مناسب تماما ٢ نقطة وأنا قبلت به )
, مد يده في لحظةٍ ليقبض على فكها يمنعها عن الكلام و هو يصرخ في وجهها
, ( شخص آخر ٢ علامة التعجب٢ نقطة من هو ؟٢ نقطة من هو و أقسم أن أحضره اليكِ مشوها قبل أن تصبحين له )
, هتفت برعب و قلبها يخفق مذعورا
, ( شخص غريب ٢ نقطة لا تعرفه ، ٢ نقطة لا تعرفه )
, صرخ وهو يشدد من قبضته
, ( هل كان بينكما شيئا ؟٢ نقطة هل لمسك ؟٢ نقطة هل ٢ نقطة )
, صرخت بشدة وهي تشعر أنها على وشكِ الإغماء من شدة الرعب
, ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطةزواج تقليدي )
, جذب ذقنها اليه ليقول بصوتٍ جمد الدم في عروقها
, ( من الأفضل أن يكون كلامك صادقا حبيبتي ٢ نقطة لأنكِ لا زلتِ زوجتي . أنا لم ألق عليكِ يمين الطلاق أبدا
 
الفصل السابع عشر


الذهول ٢ نقطة الرعب ٢ نقطة الصاعقة ٢ نقطة أم أنه التوقع الكامن لكل مجرياتِ حياتها و التي لم تعد صادمة بعد الآن ٢ نقطة
, لذا لم تصاب بالإغماء ٢ نقطة لم تصرخ بهيستيريا ٢ نقطة لم تضربه و تضرب نفسها ٢ نقطة كل ما استطاعت فعله هو أنها همست تهز رأسها نفيا ( لا ٢ نقطةلا ٢ نقطة لا )
, مد يديه في لحظةٍ خاطفةٍ ليحيط بهما وجهها بقوةٍ ليرفعه اليه ضاغطا على وجنتيها بقوةٍ وهو يقول بشراسة
, ( بلى ٢ نقطة أنتِ لا زالتِ زوجتي و أنا لم أطلقك ، فليفسخو ألف عقد و ليمزقو الف ورقة و لكنك أمام **** زوجتي )
, ظلت تحدق في حدقتاه تريد أن تقرأ بهما الكذب ٢ نقطة لكن القوة الصريحة في عينيه صدمتها فعادت لتهمس وقد تعالى بكاءها قليلا وهي لازالت تهز رأسها نفيا
, ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة )
, شدد قبضتيه أكثر على وجنتيها وهو يقول بكلِ وضوح وقوةٍ
, ( بلى ٢ نقطة بلى )
, حاولت دفعه في صدره وهي تصرخ عاليا فجأة باكية بشدة
, ( لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة لا أصدقك ، ابتعد عني )
, ظلت يدا ممسكة بوجنتها بينما لفت الذراع الاخرى حول خصرها لتمنعها من الحركة وهو يقول بقوةٍ غير عابىء بمقاومتها المستميتة
, ( سأكررها ألف مرةٍ إن أحببتِ ٢ نقطة )
, ترك وجنتها ليمسك شعرها بقوةٍ يجذب رأسها للخلف لتنظر اليه حتى صرخت ألما لكنه لم يهتم لألمها وهو يسألها صارخا بقوةٍ جعلتها ترتجف خوفا و ألما
, ( من هو ؟٢ نقطة ومنذ متى تعرفينه ؟ لقد أحكمت المراقبة من حولك جيدا ٢ نقطة فمن هو ؟٢ نقطة من هو الحقير ؟ ٢ نقطة انطقي قبل أن أزهق روحك )
, أغمضت عينيها من منظره المرعب وهي تبكي و تشهق عاليا بينما شعرت بنفسها تسقط غير قادرة على الوقوف ٢ نقطة لكنه لم يسمح لها بالسقوطِ أرضا وهو يشدد ذراعه حول خصرها ليرفعها واقفة مرة أخرى ٢ نقطة ليصرخ دون هوادة
, ( من هو ياااا حنين ؟٢ نقطة )
, ظلت تشهق و تبكي عاليا مغمضة عينيها بقوةٍ لاتريد أن تنظر اليه ٢ نقطة علها تفتح عينيها بعد فترةٍ لتجد أن كل ما كان ، كان مجرد كابوسا و استيقظت منه .
, لكنه لم يمنحها الفرصة و هو يعيد صراخه مرة بعد مرة حتى كاد أن يصم أذنيها و يحطم خصرها بذراعه مع كل صرخة ٢ نقطة وفي غمرة رعبها صرخت من بين صرخاته المتتالية
, ( لم أعرف أحدا من قبل ٢ نقطة أقسم ٢ نقطة أقسم )
, لم يتابع سؤاله الصارخ لعدة لحظات لكنها لم تجرؤ على فتح عينيها المطبقتين وهي لازالت تشعر بصدره اللاهث يطرق صدرها بعنف مما أخبرها أنها بالفعل قد تسرعت في اثارة ذلك المجنون .
, ظلت تبكي عاليا و تشهق و قد وصلتها الصدمة متأخرة ٢ نقطة بينما هو لم يتكلم و لم يتحرك بل ظل ممسكا بها بقوةٍ وكأنه يخبرها بقوة الذراع أنها زوجته بالفعل ٢ نقطة
, ظلت تهذي وهي مغمضة العينين من بين شهقاتها
, ؛( لا ٢ نقطةلا ٢ نقطة أرجوك ، هذا ليس ٢ نقطة صحيحا )
, ترك شعرها ليضمها بذراعيه معا يكاد يرفعها عن الأرض حتى باتت قدماها تقريبا تلمسان الأرض بصعوبة ٢ نقطة انخفض رأسها كزهرةٍ ذابلة ٍ وهي تبكي ٢ نقطةفاسند ذقنه على قمة راسها وهو لايزال يلهث قليلا ثم قال اخيرا بتعب
, ( بلى صحيح ٢ نقطة و إن جعلتني أشك في أي لحظةٍ أن لكِ علاقة بأي رجل ٢ نقطة فستكون نهايتكما معا ٢ نقطة من حسن حظك أن عيني كانت تتبعك كظلك ٢ نقطة لذا أنا أصدقك ، لكني لن أمنحك فرصة التفكير في أي مخلوق مرة أخرى ٢ نقطة )
, تجرأت على أن تفتح عينيها الحمراوين المنتفختين و رفت بهما قليلا وهي تنظر اليه بالرعب الذي لا يجد حدود لتزايده لحظة بعد لحظة و صدمتها النظرة العاصفة في عينيه حتى تحول في لحظةٍ من الجاذبية و الوسامة الي مظهر الإجرام القديم حيث كان تراه كالقرصان منذ سنوات عديدة في طرقاتِ الحي الضيقة ٢ نقطة
, حين كانت تراه يختال فاتحا أزرار قميصه مشمرا أكمامه الي أعلى ذراعيه ٢ نقطة و سلسالا فضيا متعلقا في عنقه ٢ نقطة
, كم كانت حمقاء غبية حين رسمته حلما في خيالها منذ سنوات ٢ نقطة ليتحول الحلم الى كابوس بأبشع صوره و ها هي تعود لشباك العنكبوت التي نسجت من حولها من جديد ٢ نقطة
, همست مرتجفة تبكي مذهولة
, ( م٢ نقطة ماذا ٢ نقطة تقصد ؟؟)
, ظل ينظر الى عينيها بعينيه القاسيتين الضاربتي أعماقها بلا رحمة ثم قال ببطء
, ( لم يعد هناك داعٍ للإنتظار أكثر من ذلك ٢ نقطة ستظلين هنا معي و لن ترحلي ،، الى أن أحضر المأذون و أعقد قراني عليكِ )
, فتحت شفتيها المنتفختين الحمراوين بشهقةٍ لم يسمع صوتها و لم تخرج حتى النفس الذي احتبس في حلقها ٢ نقطة ثم همست دون صوت
, ( لا ٢ نقطة )
, رد عليها مبتسما بشراسة ( بلى ٢ نقطة )
, ثم أكمل أمام عينيها المرعوبتين ( لن تخرجي من هذا البيت الا وزواجنا موثق رسميا ٢ نقطةبل لا داعي لخروجك أصلا )
, ظلت عيناها متسعتانِ على أقصاهما وهي تنظر اليه كأنها لم تفهم كلمة مما نطق به للتو ، ٢ نقطة مرت لحظة ٢ نقطة لحظتين ٢ نقطة ثلاث ٢ نقطة
, الى أن استوعبت أخيرا شيئا مما قاله ، فهمست تبتسم بارتجاف و ترجي يائس
, ( أنت تمزح ٢ نقطة اليس كذلك ؟٢ نقطة أنت فقط تقول ذلك لتخيفني ٢ نقطة اليس كذلك ؟٢ نقطة )
, حين ظل صامتا يتطلع الى عينيها بتملكه الصامت الذي يثير رعبها أكثر من صراخه ، وحين طال صمته فقدت القدرة على السيطرة وهي تقبض بكفيها على مقدمتي قميصه وهي تصرخ برعب
, ( أجبني ٢ نقطة لا تصمت هكذا ، أجبني أرجوك )
, أجابها بخفوت وهو يبتسم دون أي أثر للمرح
, ( لقد سمعتِني جيدا ٢ نقطة لن تخرجي من هنا الا وانتي زوجتي رسميا ٢ نقطة )
, ضربت وجنتها بيدها بقوةٍ وهي تشهق عاليا ٢ نقطة لكنه أمسك بيدها يرفعها عن وجنتها لينحني اليها يقبلها دون أي عاطفةٍ ٢ نقطة فقط حركة تملكية أخبرتها بوضوح أنه يتكلم بجدية ٢ نقطة
, ابعدت وجنتها عن مجال شفتيه منتفضة تهتف بصوتٍ مهزوز مرتجف
, ( لن تستطيع ٢ نقطة لن تستطيع أن ترغمني على ذلك ، ما من مأذون سيسمح بذلك الزواج غصبا )
, اتسعت ابتسامته القاسية وهو يقول
, ( لن يكون هناك أي غصب ٢ نقطة ستبقين هنا الى أن توافقي بإرادتك الحرة ، يوم ٢ نقطة اثنين ٢ نقطة ثلاثة ٢ نقطة اسبوع ، لديكِ كل الوقت الذي تحتاجينه )
, صرخت برعب هيستيري وهي تحاول يائسة التملص من بين ذراعيه
, ( هذا مستحيل ٢ نقطة هذه جريمة ، اختطاف ٢ نقطة الجميع سيبحثون عني ، لن تستطيع ٢ نقطة )
, ضحك عاليا بجنون دون أثرٍ للمرح ثم قال مشددا ذراعيه عليها محبطا مقاومتها الواهية
, ( لا تقلقي حبيبتي ٢ نقطة لن أعذبهم في البحث أبدا ، بل سنهاتفهم معا لنعلمهم بزواجنا ٢ نقطة )
, صرخت تتلوى بعنف ( لااا ٢ نقطة أنت مجنون ٢ نقطة مجرم ٢ نقطة حيوااان ، ليس هناك قانون يقر بما تفعله )
, جذب شعرها بقسوةٍ جعلتها تصرخ ألما وهو يصرخ عاليا
, ( أقسم ب**** إن لم تحترمي نفسك و تصوني لسانك و أنتِ تخاطبيني فسترين وجها لم تريه حتى الآن ٢ نقطة )
, ابتلعت كلماتها برعب وهي ترتجف بين ذراعيه بشكلٍ مخيف حتى أنه بدأ يخشى عليها من الصدمة التي تفوق قدرتها على التحمل إلا أن الغضب المسيطر عليه حاليا كان مسيطرا على أي مشاعر أخرى ،
, ظلت تنشج و تختنق و صدرها يلهث بعنف ٢ نقطة وإن تركها في تلك اللحظة فستسقط لا محالة عند قدميه ،، استمرا على تلك الوقفة عدة دقائق و كلاهما لا يجرؤ على الحركة خوفا من ردة فعل الآخر
, لم تدري متى تحديدا ارتمت رأسها على صدره أثناء ارتجافها و نشيجها المؤلم ٢ نقطة ومتى ضمها هو الي قلبه بكل قوته و يده تتحرك على ظهرها لتهدىء من روعها ٢ نقطة
, تحول النشيج المرتجف بعدها الى بكاءٍ صافٍ لتنفجر دموعها على قميصه وهو يشدد على ظهرها ٢ نقطة الى أن قال أخيرا بصوتٍ أجش جاف
, ؛( لم أكن أنوي أن تعرفي بتلك الطريقة ٢ نقطة لكن أنتِ من تسببتِ في ذلك بتلك الحماقة التي تفوهتِ بها للتو )
, عادت لترتعش قليلا فشدد عليها أكثر وأكثر و صمت لحظة ٢ نقطة ثم عاد ليقول
, ( حمقاء و لم تدركي خطورة ما رميتهِ في وجهي ٢ نقطة وأنا الذي كنت أظن أنني قد فعلت الصواب برحيلي ،، لأفاجأ أنكِ تريدين بدء حياتك بمنتهى البساطة )
, عيناها الساكنتان الجافتانِ رغم تبللهما بدموعٍ أبت أن تنحدر كسابقتها و صدرها الذي سكن بعد السباق اللاهث الذي خاضه للتو ٢ نقطة و يديها المفرودتانِ على صدره تستشعر ضرباتِ قلبه العنيفة ٢ نقطة
, حالةٍ من الجمود قد أصابتها فجأة وهي تستمع الي كلماتٍ لم تفهم أغلبها ٢ نقطة و حين طال بهما الصمت همست دون أن ترفع رأسها اليه
, ( عشر سنوات ٢ نقطة عشر سنوات ، و أنت تحيا حياتك بمرها و حلوها ٢ نقطة )
, انقبض صدره حين سمع تلك الجملة الجامدة الخافتة ٢ نقطة أخذ نفسا عميقا ولم يجد ما يرد به و قد ظنها سكتت ٢ نقطة الا أنها تابعت بنفس لهجتها الغريبة
, ( عشر سنوات ٢ نقطة كان من الممكن أن أكون متزوجة الآن ، كان من الممكن أن يكون لدي *****ٍ الآن ٢ نقطة )
, أعتصرها بين ذراعيه وهو يشعر بغضبٍ مهزوم ليقول بعد لحظة
, ( لم أكن لأسمح لكِ ٢ نقطة و لم تكن حياتك تصعب الأمر حقا ،فلا منافس طرق بابك من قبل لأتمكن من تمزيقه )
, أغمضت عينيها وهي تبكي بصمت لتهمس
, ( أيها الأحمق٢ نقطةالغبي ٢ نقطةالمجنون ٢ نقطة أتعلم أنه كان من الممكن أن أتزوج عاصم يوما ؟٢ نقطة )
, رفع راسه ليهتف وهو يشدد من الإمساكِ بها ( ماذا ؟٢ نقطة )
, وكانت نفس اللحظة التي استوعبت للتو ما قد نطقت به لترفع رأسها ناظرة اليه مذهولةٍ مما حملته كلماتها من واقعٍ مفجع لتهتف بصدمةٍ و ذهول
, ( عمي ؟٢ علامة التعجب٢ نقطة عمي٣ علامة التعجب ٢ نقطة هل كان يعرف ؟٢ نقطة كيف استطاع ٢ نقطة لقد ٢ نقطة لقد كان ٢ نقطة كيف أراد أن يزوجني من عاصم إن كان ٢ نقطة )
, كانت تهذي بوضوح ٢ نقطة وهو كان ينظر اليها صامتا غاضبا بجنونٍ و فكرة زواجها من عاصم لم تطرأعليه يوما ٢ نقطة كان دائما ما يشعر بالقلق من مالك ٢ نقطة لكن معرفته بأن مالك يعيش في عالمٍ من الهذيان عاما بعد عام طمأنه أن حنين لن تكون له أبدا ٢ نقطة
, أما عاصم ٢ علامة التعجب٢ نقطة شعر بحياته تتهدد من حوله ، صحيح أنها لم تكن لتصل أبدا لمرحلة الزواج من أي أحد ٢ نقطة لكن أن تكون تحت سقفٍ واحد مع من يريدها بينما هو يقبع خلف القضبان لا يملك أن يتصرف أزاء مشاعرها التي قد تنمو تجاهه
, بينما حنين كانت في عالمٍ آخر من الصدمة و الذهول ٢ نقطة لا تعلم من تصدق ومن لا تصدق بعد الآن ٢ نقطة
, دفنت وجهها بين كفيها لتصرخ باكية بصوتٍ مختنق و كأنها ابنة الرابعة عشر و ليست شابة في الخامسة و العشرين
, ( ماذا فعلت لكم ؟٢ نقطة ماذا فعلت لكم لتفعلو بي ذلك ؟٢ نقطة أنا أكرهكم كلكم )
, لم ترى عينيه في تلك اللحظة ٢ نقطة لم تشعر سوى به يسحبها اليه من جديد لكنها تلوت منه تهتف باكية
, (؛ ابتعد عني ٢ نقطة اتركني )
, لكنه لم يرضخ لها و سحبها اليه ليقول بصرامة
, ( انسي الماضي بكل ما فيه ٢ نقطة من اليوم ستكون لكِ حياة جديدة ، ستسعدين بكلِ يومٍ منها ٢ نقطة فقط ثقي بي )
, رفعت وجهها من كفيها لتهمس بترجي
, ( القي علي يمين الطلاق الآن إن كنت صادقا ٢ نقطة أرجوك ، ٢ نقطة أرجوك )
, نظر اليها و كأنما ينظر لمجنونة و هو يجيبها بغضب
, ( هل أنتِ غبية ؟٢ نقطة صدقا ، هل أنتِ غبية بالكامل ؟؟ ٢ نقطة)
, صرخت وهي تضربه في صدره بقوةٍ
, (؛ بل أنت الغبي ٢ نقطة غبي و مجنون ٢ نقطة وحيوان أيضا )
, أغمض عينيه يحرك رأسه بتهديد حتى أنها سمعت هسيس أنفاسه فانتهزت الفرصة لتفلت من بين ذراعيه لتتجه الي الباب جريا وهي تشعر بأن الشيطان يلاحقها ٢ نقطة لكنها لم تكد تصل الى مقبض الباب حتى كان قد وصل اليها ليحملها على كتفه في حركةٍ واحدة ليرجع بها وهي تتلوى بساقيها صارخة ٢ نقطة ليلقي بها على الأريكة الضخمة الوثيرة وما أن حاولت النهوض حتى صرخ بها بصوته الجهوري وهو ينحنى اليها
, ( ابقي مكااانك ٢ نقطة )
, فتحت فمها وهي تبكي بعنف الا أنه صرخ مجددا قبل أن يخرج صوتها
, ( اخرسي ٢ نقطة )
, انكمشت مكانها بين وسادات الأريكة وهي ترفع ذراعها تحمي وجهها من أي ضربة محتملة من هذا المجنون المرعب التي ساقتها حياتها اليه بشتى الطرق ٢ نقطة
, ابتعد عنها شاتما بغضب ليرتمي على الكرسي المقابل وهو يخرج علبة سجائره و يشعل منها واحدة نافثا دخانها بغضب ٢ نقطة بينما ظلت حنين ممددة على الأريكة تبكي بشدة
, كم مر من الوقت بعدها ٢ نقطة قد تكون ساعة أو نصف ساعة ٢ نقطة و يبدو عليه النية في احتجازها بالفعل ٢ نقطة تحاملت حنين بعد أن هدأت قليلا و استوعبت فظاعة المصيبة التي وقعت فيها دون سابق انذار ككل مصائب حياتها
, نهضت تتعثر قليلا بضعف ، فرفع عينين شرستين مهددتين اليها ٢ نقطة فتوقفت مكانها ترتجف وهي ترمقه بخوفٍ من أي هجومٍ محتملٍ منه وحين لم تبدر منه أي حركةٍ ٢ نقطة بدأت تتحرك تجاهه بحذر وهو يتبعها بعينيه الى أن وقفت أمامه مباشرة ٢ نقطة
, رفع رأسه اليها ينظر اليها دون تعبير ٢ نقطة فهبطت ببطءٍ شديد حتى ركعت على ركبتيها أمامه واضعة يدها على مسند مقعده
, ظلا ينظرانِ الى بعضهما طويلا ٢ نقطة الى أن همست حنين أخيرا بصوتٍ يمس القلب
, ( جاسر ٢ نقطة أرجوك دعني أذهب ، أرجوك ٢ نقطة و إن كنت صادقا فالقِ عليا يمين الطلاق لننهي كل تلك المسألة ٢ نقطة أعرف أنك لا تنوي أن تؤذيني ٢ نقطة اليس كذلك ؟٢ نقطة )
, مد يده يتحسس فكها الناعم ٢ نقطة فأغمضت عينيها متحملة غصبا ذلك الإنتهاك كغيره من انتهاكاته لها منذ أن عرفته ٢ نقطةشعرت بأنفاسه تلامس وجهها بنعومةٍ بعد أن مال عليها ليقترب من وجهها دون أن تجرؤ على فتح عينيها ٢ نقطةثم سمعته يقول بعد فترة
, ( اسمعيني جيدا ٢ نقطة نحن الأثنان مصيرنا معا ، فلا تعاندي ٢ نقطة )
, ضغطت على جفنيها تمنع المزيد من الدموع من الإنهمار ٢ نقطة لكنها لم تستطع منع اهتزاز كتفيها ، همست وهي تشعر بأصابعه تغلغل في خصلات شعرها
, ( ذلك مستحيل ٢ نقطة ما تريده مستحيل ، سفرك قبل الزفاف جعل الأمر مستحيلا ٢ نقطة)
, صمتت قليلا تحاول امتصاص ألمها المبرح لتكمل بصوتٍ مبحوح
, ( ماذا أخبر أهلي بعد ما تعرضو له من ذلٍ أمام الناس؟؟٢ علامة التعجب ، أن ذلك الشاب الذي ارغمتموه على الزواج مني منذ عشر سنوات و الذي ابتعد قبل الزفاف بأيام دون حتى رسالة اعتذار ٢ نقطة يريد أن يسترجعني الآن ٢ نقطة لا بل الأروع أنه يدعي أنني لا زلت زوجته ٢ نقطة)
, فتحت عينيها لتواجه عينيه القاسيتين بعينين دامعتين لكن ظهر فيهما الألم القاسي مع بريق الدموع لتتابع بنبرةٍ أشد
, ( هل تدرك مقدار الخزي الذي نلته منك ؟ ٢ نقطة مرة بعد مرة ٢ نقطة والآن بمنتهى البساطة تريد أن تسترد حقك الذي تخليت عنه من قبل ؟٢ نقطة تريد أن تلحق بي المزيد من الذل ؟٢ نقطة ماذا فعلت لأستحق كل ذلك ؟؟؟؟ ٢ نقطة أخبرني بصراحة ماذا فعلت لأستحق ذلك ؟؟ )
, كان سؤالها الأخير قد خرج شديد اللهجة و الألم ٢ نقطة تضغط على كلِ حرفٍ منه بعينين تلمعانِ قسوةٍ بقدر القسوة التي غلفت قلبها في تلك اللحظة ٢ نقطة
, ينظر اليها بلا تعبير تقريبا ٢ نقطة وكأنها كانت تكلم صنما لا يشعر ٢ نقطة فقط حنجرته التي تحركت قليلا في ظاهرة آدمية جعلتها تتأمل أن تكون قد لمست بقايا الإنسان بداخله
, ظلت تنتظر و تنتظر ٢ نقطة وجهاهما متقاربان وهو منحني اليها ممسكا بذقنها ٢ نقطة وعيناهما لا تحيدان ٢ نقطة قلبها يضرب صدرها بعنف وكأنها تنتظر لحظة نطقه بالحكم ٢ نقطة إما ببرائتها أو باعدامها
, قال اخيرا بجمود أوهن أطرافها
, ( يبدو أن نواياي السليمة تجاههك تنتصر دائما ٢ نقطة)
, التقى حاجباها بحيرةٍ وهي تنظر اليه دون فهم ليتابع بعد لحظات
, (سأمنحك المزيد من الوقت يا حنين ٢ نقطة يبدو أن الوقت هو كل ما أملكه لأمنحه لكِ )
, اتسعت عينيها وهي لم تفهم بعد فتابع يقول كمن اتخذ قرارا لا رجعة فيه
, ( سنؤجل العقد الرسمي قليلا يا حنين ٢ نقطة الى أن تأتين الي برغبتك ، لكن عودي نفسك منذ الآن أنكِ ستظلين تحت أنظاري علنيا منذ هذه اللحظة ٢ نقطة لن أسمح لأحدٍ أن يقترب منكِ ٢ نقطة و لن أسمح لأحدٍ أن يشغل أي حيز من تفكيرك غيري ، هل يرضيكِ ذلك صغيرتي ؟)
, ازداد انعقاد حاجبيها و معهما انعقاد حنجرتها الا من شهقة مضنية وهي تدمع غضبا ، ألما ، و رعبا من جديد وهي تهتف همسا باستجداء
, ( الم تسمع كلمة مما قلته لك ؟٢ نقطة الم تهتز بك شعرة من انسانية ؟٢ نقطة القي اليمين أرجوك و دعني أرحل ٢ نقطة أرجووك )
, قال قبل أن تنتهى كلماتها
, ( لن يحدث ٢ نقطة أترغبين في إثارة غضبي مرة أخرى لأقسم الا تمر الليلة الا وأنتِ زوجتي من كل النواحي الرسمية و الفعلية ؟؟ )
, ابتلعت باقي كلماتها وهي ترتجف بعنف و كلماته ضربت أعماقها بعنفٍ خاصة مع نظرات الجوع المستعرة في عينيه ٢ نقطة
, ابتلعت ريقها وهي كل ما تريده في تلك اللحظة أن تخرج من هذا المكان لتهرب من تلك المصيبة الجديدة ٢ نقطة تريد أن تكون في اللحظة التالية مدفونة تحت غطاء سريرها ٢ نقطةفي غرفتها الآمنة ، لعلها لا تستيقظ أبدا ٢ نقطة
, أومأت ببطءٍ خاضعٍ بذلٍ و مهانة ٢ نقطةثم أحنت رأسها لتقع خصلات شعرها و تغطي وجهها تماما وهي تهمس باختناق
, ( دعني أذهب الآن ٢ نقطة أرجوك )
, اقترب عليها أكثر وهو يزيح جانبي شعرها عن وجهها بكلتا يديه ليهمس لها ملامسا وجهها بأنفاسه الدافئة
, ( امنحيني سببا معقولا يجعلني أتركك الآن دون أن أشبع ذالك الجوع الذي عدتي لتهديني أياه بعد تلك السنين الطويلة )
, ابتلعت ريقها وهي تشعر بنفسها في حقل ألغام لم تعرفه قبلا ٢ نقطة بلى عرفته مرة ٢ نقطة واثنتين ٢ نقطة على يد رجل واحد داعب أنوثتها رغما عنها و دون إرادتها ٢ نقطة
, تلك المراهقة المتأخرة التي تعيشها تجعلها حساسة لكلِ كلمةٍ مغوية منه ٢ نقطة تمنت أن تسمع كلاما مماثلا ككلامه لكن ليس منه هو ٢ نقطة و أثناء تلك الأفكار المجنونة المنبعثة بداخلها شعرت به يجذبها اليه وقبل أن تتمكن من مقاومته كان هو هجم عليها لينهل من شفتيها بشوقٍ أرعبها ٢ نقطة
, حاولت دفعه بذراعيها الا أنه أمسك بذراعيها بقوةٍ ليرفعهما و يلفهما حول عنقه بالأمر و القوة ٢ نقطة ممسكا بهما خلف عنقه وهو يضيعها في أشواقه المجنونة الى أن استسلمت في لحظةٍ خائنة منها ٢ نقطة وما أن شعر باستسلامها حتى ترك ذراعيها ليضمها الى قلبه بكل قوته ٢ نقطة وقد تاه بهما العالم من حولهما لثوانٍ أو ربما دقائق ٢ نقطة
, جذبها وهو يضمها شغفا اليه من على الأرض ليجلسها على ركبتيه وهو يقبل عنقها الناعم من تحت ستار شعرها الطويل فمالت برأسها قليلا و هي غائبة تماما ٢ نقطة
, همس يزمجر في أذنها بعد فترةٍ
, ( تعالي معي الى الطابق العلوي ٢ نقطة)
, رمشت بعينيها عدة مرات وهي ترفعهما الي عينيه و كأنها أفاقت للتو من سباتٍ عميق وكأنها عدت مراهقة في الرابعة عشر و كأن الزمن عاد بها عند نفس اللحظة من جديد ٢ نقطة وهي تتعرض للإغواء على يد نفس الشخصٍ الذي يدرك تلك الحياة بكل ما تحمله بكل واقعها ٢ نقطة بينما هي ٢ نقطة
, انتفضت واقفة في اللحظة التالية قبل أن يستطيع الأمساك بها ٢ نقطةناظرة اليه برعبٍ من نفسها قبل أن يكون رعبا منه ٢ نقطة لتقول متلعثمة بعد فترةٍ طويلة متوترة من الصمت
, ( أرجوك أعدني الى البيت ٢ نقطة لقد وعدتني )
, كان جالسا مكانه دون أن يتحرك كالأسد الساكن بشموخ ٢ نقطة الا أن ارتفاع و هبوط صدره بسرعةٍ اخبرها عن عمق المشاعر التي لازالت تلهو به بقوة ٢ نقطة قال بصوتٍ عميق يتناقض مع العنف البراق في عينيه
, ( وهل تثقين بوعدي ؟٢ نقطة )
, لم يكن لديها سوى أن تومىء برأسها ببطء دون رد ٢ نقطة لكنه ما ان نهض من جلسته حتى انتفضت الى الخلف خطوتين ، فابتسم ساخرا من تلك الثقة الواهية الكاذبة ٢ نقطة
, تابع اقترابه منها الى أن وقف بمحاذاتها ليمسك فجأة بذقنها يرفع وجهها اليه ليقول ناظرا لعينيها
, ( تعلمي أن تثقي بنفسك أولا ٢ نقطة فكل مرة اقتربت منكِ منذ عشر سنوات والي هذه اللحظة ٢ نقطة لم تقاوميني جديا )
, ترك ذقنها ليضرب جانب رأسها بسبابته وهو يقول ساخرا
, ( فكري في ذلك جيدا و الى أن تجدي الحل ٢ نقطة سأفي بوعدي لكِ )
, تركها ليخرج متجها الي سيارته متوقعا منها أن تتبعه ٢ نقطة بينما تسمرت هي مكانها ترتجف من كلماته التي تردد صداها بداخلها لتقلب أعماقها رأسا على عقب ٢ نقطة وكأن صدمة كونها لازالت متزوجة لا تكفيها ، ليكافئها بتلك الصدمة الجديدة التي شلت أطرافها ٢ نقطة
, بينما هو ٢ نقطة توقف مكانه للحظةٍ خاطفةٍ لم تلحظها ، معطيا ظهره اليها و عيناه تبرقانِ شررا ٢ نقطة هناك شخصا ما في قلبها ٢ نقطةإن كان جسدها قد استسلم له الا أن عيناها اللتان لا تعرفان الكذب اخبرتاه ان هناك شخصا قد احتل قلبها ٢ نقطة
, تابع تحركه تاركا إياها خلفه و بداخله نارا تهدد بحرق من سيعترض طريقه الأيام الماضية ٢ نقطة لكن فليعرف من هو قبلا ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, أمسك بالبوابة الحديدية المزخرفة ليدفعها و يدخل ٢ نقطة إنها آمنة ٢ نقطة هكذا كان يقنع نفسه دون جدوى ، لا ٢ نقطة لا ٢ نقطة إنها ليست آمنة على الإطلاق
, منذ أن ألقت قنبلتها المدوية في وجهه وهو يشعر أنها قد وضعت نفسها على حافة فوهة البركان استعدادا لأن تلقي بنفسها بين الحمم في أي لحظة ٢ نقطة
, لم يهزه رفضها للزواج منه على قدر ما هزته حماقتها فيما تنتويه ٢ نقطة أخذ نفسا عميقا وهو يدفع باب البيت الذي كان مفتوحا جزئيا وهو يردد في نفسه
, ( زواج ٢ نقطة سأتزوجك يا صبا ، لكن قبلا سأعمل على محو كل تلك الحماقات المتغلغلة في رأسك )
, دخل الي البهو الواسع ليجد عامل يهبط السلالم مصفرا بمزاجٍ مرتاح وبنطالٍ جينز مغطى ببقع دهانات ملونة ، وآخر يصعد السلم حاملا دلو معدني في يد و في الأخرى كوب زجاجي به الشاي الداكن ٢ نقطة دون أن يبالي كلاهما بوجوده ٢ نقطة أخذ نفسا آخر أكثر غضبا ليصعد السلالم كل درجتين معا ٢ نقطة
, أمسكت بأحد كتب والدها أو الأصح ما تبقى منه ٢ نقطة وتتدلى من يدها سبحته العاجية التي جلبها معه بعد عودته من الحج ٢ نقطة
, مرت أصابعها الرقيقة الطويلة و الملتفة حولها السبحة على الغلاف الجلدي المحروق تتلمسه بحبٍ حزين وقد تشوشت عيناها بالدموع ٢ نقطة ابتسمت من بين دموعها لبعض ذكريات والدها التي نجحت في النجاة بها من قذارتهم ٢ نقطة
, اتجهت الى التحفة الخشبية المنحونة و التي تستخدم في تعليق السترات عليها ٢ نقطة ضحكت برقةٍ مشبعة بالألم وهي تتذكر أنها كانت تحملها صارخة وهي تنتوي النجاة بها هي الأخرى بالرغم من أنها تفوقها طولا ٢ نقطة لولا ذلك الغوريلا الضخم الجثة الذي هجم عليها يحملها حملا بأحدى ذراعيه و علاقة الملابس بالذراع الأخرى لينزل بهما وهي تتلوى صارخة فيه أن يتركها لتنقذ ما تبقى من أغراض والدها الغالية على قلبها ٢ نقطة أغمضت عينيها وهي تقسم بأنها ستريهم أياما تجعلهم يتمنون يوما لم يعرفوها فيه ٢ نقطة
, وقف في أطار باب الغرفة المحترق والملطخ بالسواد ٢ نقطة منذ دقائق وهو واقفا يراقبها تتلمس بعض الأغراض المحترقة بعينين دامعتين ، شعر بقبضةٍ ثلجية باتت مألوفة لديه مؤخرا ٢ نقطة
, لم يكن يظن أن مجرد مشهدا كهذا سيؤثر عليه بهذا الشكل ٢ نقطة و يشعره بالغضب الخانق في نفس الوقت أيضا ٢ نقطة
, لماذا يجب أن تكون غبية الى هذه الدرجة ؟٢ نقطة وعنيدة الى هذا الحد ، لم يكن يوما يطيق النساء العنيدات لمجرد الغباء ٢ نقطة فأي سيطرةٍ قد احكمتها عليه لتجعله كارها لعندها الأحمق ، و في نفس الوقت أسيرا لشراسة نظراتها ٢ نقطة
, كم تبدو لذيذة طريفة في تلك اللحظة ٢ نقطة ببنطالها الجينز الملطخ ببعض بقع الدهان ٢ نقطة و سترة فضفاضة رجالية رياضية تكاد تصل الى ركبتيها ٢ نقطة بينما تغطي شعرها اللذي لمح بعض خصلاته قبلا بوشاح عقدته خلف عنقها ٢ نقطة لتكشف عن عنقها الطويلة البيضاء في وقاحة ٢ نقطة و خصلة أكثر وقاحة تفلت بانسيابية من طرفِ وشاحها ٢ نقطة
, تحرك ببطءٍ يقترب منها حتى وقف خلفها تماما ، يعلوها بطوله الفارع ٢ نقطة يريد لتلك اللحظة أن تستمر طويلا و هى أمامه مطرقة برأسها في نعومةٍ ٢ نقطة يخدع نفسه بأنها مدركة لوجوده و لا تمانع ٢ نقطة بل تقف ساكنة تستمع لضخات قلبه القوية ٢ نقطة
, لكن اللحظة انقضت بسرعة البرق حين استدارت فجأة لتصطدم بصدره الضخم ٢ نقطة فتراجعت الى الخلف صارخة بخوف الى أن أبصرته و أدركت هويته ٢ نقطة فاشتعلت غضبا وهي تضع يدها اللاهث خوفا ثم صرخت
, ( ماذا تفعل هنااا ؟٢ نقطة وكيف تجرأت على الدخول و التجول وكأنه بيتك ؟ )
, لم تهتز فيه شعرة وهو يحدق في غضبها الصارخ بلا مبالاة ٢ نقطة وما أن انتهت حتى قال ببرود
, ( وهل هذا أصبح بيتا ؟!٢ نقطة والعمال يخرجون و يدخلون بمنتهى الحرية ٢ نقطة )
, صرخت به و قد استبد بها الجنون من شدة وقاحته
, ( اخرج من هنا حالا والا طلبت لك الشرطة لترميك خارجا ٢ نقطة )
, ابتسم شبه ابتسامة لا مرح فيها وهو يقترب منها خطوة لبتعد هي الأخرى خطوة ظهرها الى الحائط وهي ترفض أن يرهبها بمظهره القوى و وجوده الوقح بداخل منزلها ٢ نقطة
, قال ببرودٍ قاس ( بالتأكيد ٢ نقطة خاصة بعد أن وصلني استدعاء الي قسم الشرطة ، لأمضي على تعهد بعدم التعرض )
, رفعت حاجبا متحديا وهي تنظر الي عينيه لتقول بثقة
, ( هذا أقل ما تستحقه ٢ نقطة والآن أخرج من هنا )
, اقترب خطوة أخرى ٢ نقطة حتى أصبح على بعد خطوة واحدة منها ، ثم قال بغضبٍ بدأ يظهر في صوته قليلا
, ( اللطيف أنني الوحيد الذي تلقى أمر بعدم التعرض ٢ نقطة بتوجيه منكِ للشرطة )
, رفعت ذقنها بشجاعةٍ وهي تقول
, ( أنت من تسببت في ذلك لنفسك ٢ نقطة أنت من تملك الأراضي المحيطة و أنت صاحب التعامل المباشر معي ٢ نقطة لذا لم يكن لدي سواك ٢ نقطة أنت من رضيت ذلك لنفسك حين رضيت أن تكون مجرد تابعا لأشخاصٍ تعلم جيدا مدى قذارتهم )
, ضاقت عيناه و هما تبعثانِ شررا غاضبا حتى شعرت أنه على وشك أن يتهور و يضربها ٢ نقطة الا انه كان هادئا مسيطرا على أعصابه على غير العادة لكنه ظل ينظر الى عينيها العسلتين الخضراوين طويلا ٢ نقطة حتى اضطرت أن ترمش بهما غير قادرة على جرأة النظر الي عينيه طويلا ٢ نقطة، فقال بصوتٍ خافت جاف
, ( على كلٍ ٢ نقطة هذا ما أفضله ، ٢ نقطة أنا راضٍ تماما أن تكون حربك كلها معي يا صبا ٢ نقطة سأسمح لكِ باستخدام كل أسلحتك ٢ نقطة فقط على أن تكون حربك كلها معي دون غيري ٢ نقطة )
, قالت بصوتٍ ثلجي جمده نقمتها عليه
, ؛( ومن أخبرك أنني قد أهتم لما يرضيك ؟٢ نقطة سأفعل ما يمليه علي ضميري فلا تتعب نفسك ، اليس لديك ما يلهيك عني ؟٢ نقطة رنين هاتفك لم يتوقف للحظة حتى كدت ان اصاب بالانهيار من شدة الحاحك ٢ نقطة و بدأت أشعر بأنك مرعوبا مما قد احمله ضدكم )
, قست عيناه أكثر ٢ نقطة وصمت طويلا يتطلع اليها بقسوة فأبعدت نظرها عنه متذمرة بصمت ٢ نقطة تبا له ، ويجرؤ أن يوجه لها نظراتٍ لائمة معاتبة ٢ نقطة لكنها عادت لتنظر اليه بعداء حين تكلم أخيرا بهدوء خطير
, ( أخبرتك أن تحاربيني بكل أسلحتك ٢ نقطة لكن ابتعدي عن الآخرين )
, هتفت بغضب و عينينِ تقدحانِ شررا
, ( هل تدرك مبلغ سوء صورتك في نظري الآن و أنت تترجاني أن أن أبتعد عنهم ٢ نقطة لن أبتعد يا سيد عاصم ، و سأسقطكم واحدا واحد )
, هتف بها و قد ظهر انفعاله الذي كبته طويلا
, ( أيتها الغبية ٢ نقطة هل أنتِ من الحماقة بحيث تتصورين أن لكِ القدرة على مواجهتهم ؟٢ نقطة سيسحقوكِ كبعوضةٍ قبل حتى أن يلاحظ أحد )
, كتفت ذراعيها أمام صدرها وهي ترمقه بتحدٍ غير آبهة بانفعاله وقالت
, ( اذن فيما انفعالك ؟٢ نقطة حينها ستنتهي كل مشاكلكم )
, اتسعت عيناه للحظة وهو يقول بذهول ( تنتهي كل ٣ علامة التعجب٢ نقطة)
, أغمض عينيه ليأخذ نفسا عميقا ثم فتحهما وهو يصرخ ليتردد صدى صوته بين جدران الغرفة الفارغة الا من بعض الأشياء الصغيرة الناجية
, ( ألم يصلك أيا مما قلته يوما ؟٢ نقطة أريدك حية كقطعة واحدة على قدمين لأتزوجك )
, جاء دورها لتتسع عيناها ذاهلة بغضب من تلك الحماقة المزيفة التي ينطق بها و التي أصبحت كهاجسٍ له في الأيام الماضية ٢ نقطة فقالت تشدد على كلِ حرفٍ
, ( هل تتخيل للحظة أنني أصدق عرضك المبتذل ذلك ؟٢ نقطة يحتاج الأمر أن تنمو لي قرون أولا قبل أن أصدق نيتك الشريفة )
, عاد ليميل عليها وعيناه تقدحانِ شررا وهو يقول غاضبا
, ( هل أصل الى هذا السن و أمزح أو أزيف في عرضٍ كهذا ؟٢ نقطةأخرجي معي الآن و سأعقد قراني عليكِ حالا )
, ظلت صامتة تنظر الي عينيه بسخريةٍ وهي تستمع الى كلامه وما أن انتهى حتى قالت باستهزاء
, ( طبعا من المفترض الآن أن أصاب بالإغماء من عرضِ السيد الذي لا يمكن الا لمجنونةٍ أن ترفضه ٢ نقطة لكن مع الأسف فقد أوقعك حظك مع مجنونة و أنا أرفض عرضك بل أعتبر مجرد سماعه إهانة لي ٢ نقطة أنا وأنت لن يجمعنا رابطا أبدا ٢ نقطة أمثالك وجِدوا ليحاربهم أمثالي ٢ نقطة )
, رفع يده يوشك أن يتجرأ ليمسك بذراعها من جديد ، الا أنه عاد لينزلها وهو ينظر اليها دون أن يجد ما يرد به عليها ٢ نقطة ظل الصمت هو رفيقهما الثالث وهي تشعر بغضبٍ من ذلك الشعور الخائن بالذنب من قسوتها المبالغ فيها تجاه شخص غريب ٢ نقطة كل المفترض أن تقوم به هو أن تخرجه من هنا دون الحاجة الى كل هذا القدر من الكلام المهين ٢ نقطة فهذا ليس بطبعها .
, أخفضت رأسها وهي لازلات مكتفة ذراعيها لتقول بخفوت هادىء حازم
, ( من فضلك أخرج من هنا ٢ نقطة )
, مرت عدة لحظات دون ان تنظر اليه ودون أن يتكلم الى أن سمعته يقول أخيرا بصوتٍ حزين يماثل صوتها خفوتا
, ( حسنا ٢ نقطة أعتذر إن كنت قد ضايقتك ، سأنصرف ٢ نقطة لكن قبلا أريد أن اسألك ، هل ترين أنه من المناسب أن تتواجدي في البيت مع العمال وحدك ؟٢ نقطة )
, لم ترفع رأسها و أستمرت مطرقة بإباء رغم حيرتها الداخلية التي رفضت أن تظهر شيئا منها على ملامحها ٢ نقطة تنهدت يأسا بدون أن تفهم ذلك الشخص الغريب لكنها آثرت أن تريحه ليذهب
, ( لست وحدي ٢ نقطة فتحية بالأسفل تعد لهم الشاي )
, قال بغضب ( وهل تشكل فتحية حماية كافية ؟٢ نقطة )
, رفعت عينيها اليه لتقول بملل رغما عنها اختلط بنبرةٍ حزينة مريرة
, ( حماية من ماذا ؟٢ نقطة من بعض العاملين ممن يجرون على أكل عيشهم ؟٢ نقطة كم أنت غريب وأنت تبدي خوفك منهم بينما منذ عدة أيام أقدم شركاؤك على حرق منزلي وكنت من الممكن أن أكون محروقة مع أغراض والدي )
, رفع يده بسرعة ٍوكأنه يريد أن يضعها على شفتيها لتصمت عما كادت أن تتفوه به ٢ نقطة حيث ذكرته باللحظات السوداء التي ظنها من الممكن أن تحترق فيها أو أن يصيبها مكروه ٢ نقطة
, توقفت يده على بعد شعراتٍ من شفتيها دون أن تلمسهما ٢ نقطة لكنها ظلت هناك لتمنعها من ان تكمل كلماتها القاتلة له ٢ نقطة
, أخفضت صبا عينيها الى أصابعه القريبة منها و توقفت عن الكلام بالفعل ٢ نقطة لترفع نظرها اليه لتلتقي عينيهما ٢ نقطة عيناه القاسيتان نبع منهما دفء يظلله خوفا لم تشأ أن تحلله ٢ نقطة بينما عيناها العسليتان الخضراوان يظللهما البرود و الرفض نجحت تماما في تطويعهما حتى لا تخذلها طيبتها أمامه .
, قال بصوته الخافت ( كيف هي حروق يدك الآن ؟٢ نقطة )
, أرادت الا تجيبه بعند ، الا أنها قالت أخيرا بإيجاز ( بخير ٢ نقطة )
, أخفض يده وهو يتطلع اليها بحنان ليقول بعد فترة
, ( صبا ٢ نقطة أنتِ تدركين جيدا أن لا دخل لي بما حدث ٢ نقطة والا لما كنتِ واقفة أمامي الآن تتكلمن معي كل هذا الوقت دون أن تبلغي الشرطة بعد محضرك اللطيف ٢ نقطة أو أن تبلغيني بما تنتوين فعله بكل حماقة تجاههم و تلك الأوراق التي حصلتِ عليها ٢ نقطة بداخلك تدركين أنني لست منهم بالرغم من لسانك الذي يشبه مبرد الخشب و الذي يتفوه بكل ما هو وقح ٢ نقطة )
, فتحت فمها تريد ان تلقي بما يعتمل في نفسها من غضب ٢ نقطة لكنه سبقها ليقول مبتسما برقة
, ( لكنني أسامحك ٢ نقطة صغيرة متهورة تدفعك روح الشباب لذا مضطرا لأن أسامحك )
, اتسعت عينيها ذهولامما تسمعه ٢ نقطة وقبل أن تتسنى أن تجيبه سارع هو ليتابع بهدوء مع ابتسامته التي بهتت قليلا
, ( لكن لن أسمح لكِ بأكثر من ذلك ٢ نقطة لن أدعك تعبثين معهم يا صبا ، لا خيار لكِ ٢ نقطة و أنا من سأتصدى لكِ شخصيا الى أن تبيعي البيت و ننتهي من كل علاقتنا بهم )
, ازداد اتساع عينيها حتى بدت مذهولة وهي تراه يبتعد الى الباب الغرفة لكنه قبل أن يخرج استدار اليها
, ليقول بصلفٍ وهو يضع نظارته السوداء فوق عينيه لتحجبهما عنها
, ( و أثناء ذلك ٢ نقطة أثناء ذلك سنتزوج و تكوني تحت أنظاري في كل لحظة ٢ نقطة)
, ثم خرج بعنفوان قبل أن تتسنى لها فرصة الرد تاركا إياها واقفة مكانها بنفس نظرات الذهول والتي بدأت تتلاشى تدريجيا لتحل محلها نظرات الغضب المجنون و هي تهمس
, ( كيف لم أرد عليه ؟٢ نقطة كيف انعقد لساني ؟٢ نقطة سأظل في تكلك الحالة الى أن أراه المرة القادمة ، وأنا لن أتحمل هذا أبدا ٢ نقطة )
, خرجت جريا من غرفة والدها الى أن وصلت الى سور السلم تتشبث به بقبضتيها صارخة بغضب
, وهي تراه قد وصل الى آخر السلم متجها الى باب البيت
, ( أنت مجنون ٢ نقطة مجنون يا عاصم رشوان و أنا لا أريدك في بيتي مرة أخرى )
, توقف مكانه ليستدير اليها رافعا رأسه اليها مبتسما وهي لا تستطيع رؤية عينيه ٢ نقطة وفي تلك الأثناء خرجت فتحية من المطبخ مسرعة على صوت صراخ صبا من فوق ٢ نقطة لتفاجأ بوجود عاصم واقفا عند الباب شامخا مبتسما ، فاقتربت منه بسرعة وهي تنقل عينيها منه الى صبا الواقفة أعلى السلم تبدو عليها إمارات الجنون ٢ نقطة فقررت أن تحاول التدخل قبل أن تطلق صبا لسانها الذي ينطلق دون رادع في حالات غضبها ٢ نقطة
, ابتسمت متلعثمة وهي تقول
, ( مرحبا يا سيد عاصم ٢ نقطة لما لا تبقى قليلا لتشرب شيئا )
, و قبل أن يجيبها صرخت صبا مرة أخرى بغضبٍ أشد
, ( فتحية ٢ نقطة اصعدي الى هنا حالا )
, لم تفارق الابتسامة اللا مبالية وجه عاصم الجامد التعابير و هو يتطلع الى صبا التي بدت على وشكِ الجنون ومنها الي فتحية الواقفة بارتباك تحدج صبا شزرا و كأنها تنبهها لأصول الأدب
, قال عاصم بهدوء ( وقتا آخر يا فتحية ٢ نقطة فربما تكون شربات صبا حينها )
, وكما توقع وهو مديرا ظهره للسلم ، سمع من خلفه صوت خطواتٍ تنزل السلالم جريا ونيران غضبها تكاد تلفح ظهره ، الى أن وصلت خلفه تماما وهي تقول بشراسة
, ( لقد تجاوزت حدودك ٢ نقطة لآخر مرة يا سيد عاصم أطلب منك الخروج من هذا المنزل ٢ نقطة والإبتعاد عني نهائيا و الإ فسيكون لي تصرفا آخر )
, استدار اليها ليرمقها بإستهزاء ثم احنى رأسه قليلا ليصل الى طولها الذي يقل عن طوله بما لايقل عن خمس وعشرين سنتيمتر ليقول ببرود
, ( حين نتزوج ٢ نقطة سأقص لكِ لسانك هذا ، و على فكرة هناك بقعة دهان على أنفك ستضطرين لإزالتها بالبنزين )
, ثم اعتدل ليغادر وهو يبتسم الى فتحية دون أن يهتم بصبا إطلاقا و التي أغلقت الباب بعد خروجه بعنف اهتز له زجاجه حتى كاد أن يتحطم ٢ نقطة ثم التفتت الى فتحية تكاد أن تهجم عليها من شدة غضبها وهي تقول ضاغطة على أسنانها
, ( كيف تتساهلين معه في الكلام بهذا الشكل ؟٢ نقطة )
, ازداد ارتباك فتحية وهي تفرك يديها في قماش جلبابها لكنها بعد لحظةٍ رفعت نظرها رافضة هذا الارهاب لتقول بغضبٍ و شجاعةٍ مهتزة
, ( ما الأمر الذي يستحق كل هذا الغضب ؟٢ نقطة لمجرد أنني عرضت عليه أن يشرب شيئا ؟٢ نقطة )
, توقفت قليلا و خافت من نظرات صبا التي تحولت الي نظراتِ ساحرةٍ شريرة الا أنها تابعت بحزم زامة شفتيها
, ؛( لن ترهبيني يا صبا ٢ نقطة الرجل لم يفعل شيئا خاطئا ، و نحن الآن في حاجةٍ لحماية رجلٍ و نحن بمفردنا وقد اشتريتِ عداوة الكثيرين )
, لكن ما ان اشتعل الشر في نظرات صبا أكثر و أكثر حتى فقدت فتحية شجاعتها و استدارت مهرولة تكاد تجري عائدة الي المطبخ بينما صبا تصرخ من خلفها
, ( تعالي الي هنا يا فتحية ٢ نقطةلم يكن ينقصني سوى أن أتحامى في ذلك المدعو عاصم رشوان ، ٢ نقطة بنت محمود عمران تحتاج الي حماية شخص مثله٢ نقطة بنت محمود عمراان تحتاج الى حماية من يريد الإستيلاء على بيت عمران بشتى الوسائل ٢ نقطة فتحية ٢ نقطة تعالي هناااااا وواجهيني )
, كانت فتحية في هذ الوقت واقفة في المطبخ و اثنان من العمال وافقين معها يستمعان الى صراخ صاحبة المنزل ٢ نقطة الى ان قالت فتحية بصوتٍ خافت تخاطبهما و هي تهز رأسها بغضب
, ( هكذا هي منذ صغرها ٢ نقطة هادئة ومتزنة في معظم أوقاتها ، لكن ما أن يواجهها أحدٌ بالحقيقة التي ترفضها تتحول الى غبية )
, هز أحد العمال رأسه أسفا بينما أموأ الآخر موافقا على كلامها وهي تتابع مغتاظة
, ( ماذا حدث إن عرضت على الرجل أن يبقى قليلا؟ ٢ نقطة وهل هذا رجلا ترفضه انسانة عندها ذرة عقل ؟)
, صمتت فتحية حين اندلع صوت صبا من خلفها كقذائف مدفعية
, ( فتحية ٢ نقطة ماذا تفعلين هنا ؟ و فيما
 
الفصل الثامن عشر


( فتحية ٢ نقطة ماذا تفعلين هنا ؟ و فيما تثرثرين معهما ؟٢ نقطة)
, تلعثمت فتحية وهي تقول بخفوت
, ( لست أثرثر ٢ نقطة ها قد كتمت أنفاسي حتى ، هل ارتحتِ الآن ؟٢ نقطة)
, زفرت صبا بغضب وهي تستدير لتغادر بعد أن رمقتهم بنظرةٍ نارية
, التفتت فتحية الي العاملين وهي تشير الباب قائلة بغضب
, ( هل رأيتما ؟٢ نقطة هل صدقتما كلامي ؟٢ نقطةستظل هكذا حتى لن نجد من سيرضى بها يوما )
, همهم العاملان مدعمانِ لفتحية ٢ نقطة بينما هي تتابع بيأس ( هل هذا رجلا يُرفض ؟٢ نقطة هل هذا رجلا يُرفض يا ناس ؟ )
, التفتت الى عملها وهي تتنهد بحزن و قلبها يحدثها أنه هو من تمنته دائما لصبا ٢ نقطة رغم كلِ اختلافهما الا أنها تكاد أن ترى نصيبهما معا ٢ نقطة تنهدت مرة أخرى بضيقٍ شديد لا تعرف سببه و جفنها الأيسر يرف في إشارةٍ لا تحبها الأمهات عادة
, ظلت حور واقفة مكانها بملامحٍ باردةٍ غير مرحبة ، جمدتها القسوة طوال الايام السابقة ٢ نقطةهل بلغت بها الجرأة أن تأتي الى بيتها و تمسك معتز بيدها وكأنها ابنها يقوم معها بزيارةٍ اجتماعية ٢ نقطة
, لم تستطع حتى الإبتسام ، أو التزحزح من مكانها للسماح لها بالدخول ٢ نقطة لكن الإحراج لم يعرف طريقه الى ملامح علية الجذابة و هي مبتسمة ابتسامتها التي اقرت حور رغما عنها أن لها سحرها الخاص ٢ نقطة
, قالت علية بصوتٍ جميل
, ( ألن تدعيني للدخول يا حور ؟٢ نقطةأم أكون قد جئت في وقتٍ غير ملائم ؟٢ نقطة )
, كانت حور على وشك أن تضرب بكل الأصول بل و بتهديد نادر عرض الحائط و تجيبها بنعم بل و تخبرها أيضا أنها جائت دون سابق انذار ٢ نقطة لكنها في اللحظة الأخيرة آثرت النجاة من غضب نادر إن شكت له علية من سوء تصرفها و هي في غنى عن غضبه في تلك الأيام المعقدة بينهما ٢ نقطة لذا ابتعدت ببطءٍ وعلى مضض من الباب لتسمح لها بالدخول دون حتى ابتسامةٍ أو كلمة
, فدخلت علية بعبائاتها السوداء الهفهافة و التي زادتها جمالا و زاد حور غضبا ٢ نقطة
, جلست علية على الأريكة البسيطة وهي تأخذ معتز تلقائيا على حجرها ٢ نقطة وهو على ما يبدو أنه معتادا على هذا ، فلم تستطع حور السيطرة على غيرتها أكثر وهي تقترب منهما لتنحني قليلا فاتحة ذراعيها مبتسمة بإهتزاز قائلة بقلق
, ( معتز حبيب ماما ٢ نقطة تعال حبيبي ، اشتقت اليك )
, لكن معتز لم يبد عليه أنه فهم كلمة مما قالته على الرغم من أنها فتحت ذراعيها فظل مكانه ينظر اليها بوجوم وكأنه لا يعرف ما هي الخطوة التالية ٢ نقطة والأدهى أنه مال بظهره الى الخلف ليستند الى صدر علية في إشارة لعدم نيته من التحرك تجاه حور
, أنزلت حور ذراعيها ببطء وهي تشعر و كأنها قد تلقت لكمة في صدرها ، خاصة أمام علية ٢ نقطة
, أسبلت علية جفنيها قليلا وهي تداعب شعر معتز الناعم هامسة في اذنه
, ؛( هيا حبيبي اذهب الى ماما ٢ نقطة )
, و أثناء همسها في أذنه كانت تدفعه برقةٍ عن رجليها ، حينها التفت اليها لينظر الى ما تقوله ٢ نقطة فقالته مرة أخرى لكن بيديها هذه المرة
, لكنها ما أن انتهت حتى دفن وجهه في صدرها و كأنه ينهي الحوار ٢ نقطة و علية المبتسمة بحنان تحثه هامسة مع دفعة يديها
, (؛ هياااا ٢ نقطة)
, لكن لا فائدة ٢ نقطة فقبلته على جبهته دون أن تحاول الضغط عليه بينما كانت حور تتعرض الي ضغطٍ أقوى من أن تستطيع تحمله لذا اقتربت باندفاع وهي تسحب معتز من ذراعه بالقوة بينما تفاجىء بتصرفها كلا من علية و معتز الذي اتسعت عيناه و أخذ يقاومها تلقائيا
, لكنها جذبته رغما عنه وهي تقول ببرودٍ قاسٍ وملامحٍ شريرة لعلية التي اختفت ابتسامتها محاولة التمسك بمعتز المتشبث بها
, ( بعد اذنك ٢ نقطة لابد أن يأخذ حمامه الآن ، فرائحته سمك وهي لا تُحتمل )
, همست علية ( حسنا ٢ نقطة انتظري عليه للحظات ، إنكِ تخيفينه )
, جذبته حور بشدةٍ الى أن حملته بالقوة بين ذراعيها وهو يلوح بساقيه و قد بدأ في البكاء ٢ نقطة لكن حور لم تكن ترى دموعه لم ترى سوى ملامح علية الغاضبة وهذا كان كفيلا بتهييج غضبها أكثر ٢ نقطة من تلك لتجرؤ على أن ترمقها بمثل تلك النظرات ، الا تعلم الى من تنظر
, فقالت وهي دون القدرة على التحمل
, (من فضلك يا سيدة علية ٢ نقطة هذا ابني و أنا لا أقبل أن يقيم أحد تربيتي له )
, نهضت علية من مكانها وهي تجمع عباءتها واقفة بإباء امامها لتقول بهدوء
, ( حين يحتاج اسلوبك الى تقييم فالأفضل أن تكوني شاكرة حين تتلقيه ٢ نقطة )
, اتسعت عينا حور وهي لا تصدق ما سمعته للتو ٢ نقطة فأنزلت معتز الباكي الى الأرض الا أنها ظلت متمسكة بذراعه بقسوةٍ وهي تنظر بذلكح الذهول الشرس ثم ما لبثت أن قالت بصوتٍ خافت خطير
, ( كيف تجرؤين على مخاطبتي بتلك الطريقة ؟٢ نقطة ومن أنتِ أصلا لتتدخلي في اسلوب تعاملي مع ابني .؟٢ نقطة)
, لم تهتز ملامح علية ذات الكبرياء الموروث وهي تقف أمامها دون أن تهتز لها شعرة بينما حور تنتفض و تغلي بداخلها ٢ نقطة فقالت علية بهدوءها المستفز
, ( أعتقد أنني أعرف عن ابنك أضعاف ما تعرفينه أنتِ أو حتى ما قد تهتمين لمعرفته ٢ نقطة و بالمناسبة لقد تأخرتِ كثيرا ٢ نقطةبالنسبة لحالته لذا الأفضل أن تطلبي المساعدة قبل أن تشني الهجوم على كل من يحاول الإقتراب منه )
, صرخت حور و أصابعها تشتد على ذراع معتز الذي يحاول الهرب دون جدوى
, ( اخرسي ٢ نقطة اخرسي ، ليس لكِ الحق في التدخل بحياة ابني ، الا تملكين أي مشاعر لتكلميني أنا عن حالة ابني ؟٢ نقطة أراهن أنكِ لم تعرفي الأمومة يوما ٢ نقطة)
, لأول مرة اختلفت ملامح علية قليلا و قد بان الألم في عينيها و في قسماتِ وجهها حتى باتت كصورةٍ حيةٍ للألم لكن حور شكت فيما رأته للحظةٍ حين عادت علية الي كبريائها و استرجعت قوة قسماتها و هي تقول بهدوء
, ( ابنك لا يعيبه شيء حتى أخشى التحدث عنه ٢ نقطة الكثيرون يتمنون ظفره ، المهم أن تدركي أنتِ ذلك )
, لم تستطح حور التحمل أكثر وه يتجر معتز الباكي خلفها الى الباب لتفتحه وهي وتقول بقسوة
, ( عن اذنك ٢ نقطة لا وقت عندي )
, مشت علية باتزان دون إبطاء الي الباب لكنها قبل أن تخرج توقفت للحظةٍ على محاذاة حور لتلقي نظرة على معتز ثم الي حور
, قالت بعد لحظة
, ( لا داعي لأن تحمميه ٢ نقطة فأنا أحممه كل يوم بعد أن يخرج من محلي ٢ نقطة حتى لا تصبح رائحته كرائحة السمك )
, لم ترد حور و لم تنظر اليها حتى ٢ نقطة الخطأ ليس خطأها أن تجرأت عليها الي هذا الحد ، الخطأ خطأ الذي سمح لبائعة سمك باحتلال كل هذه المساحة من حياة ابنها ٢ نقطة
, وما أن خرجت علية حتى اغلقت حور الباب بقوةٍ ٢ نقطة ثم التفتت الى معتز الذي احمر وجهه بشدةٍ فجثت على ركبتيها أمامه لتمسك بذراعيه تهزه قليلا وهي تهتف و قد انسابت دموعها هي الأخرى
, ( كفى ٢ نقطة كفي ٢ نقطة الا تعرف سوى البكاء ؟ ، الا تفعل في حياتك سوى البكاء؟ ٢ نقطة لماذا لست بهذا الشكل مع الآخرين ؟٢ نقطة الكل يراك مثاليا و لا يرون كيف تتعامل معي ٢ نقطة كفى ٢ نقطة كفى )
, تركته أخيرا وهي تستند بظهرها الي الباب مغلقة عينيها تشهق باكية بعنف ٢ نقطة رفعت يديها تغرزهما في خصلات شعرها وهي تنحنى برأسها حتى لامست ركبتيها بإنهيار ٢ نقطةتستمع الي بكاء معتز العالي ممتزجا ببكائها و هو يبتعد الى الأريكة ليدفن و جهه بين وسائدها ٢ نقطة
, أثناء بكائها الذي اعتادت عليه مؤخرا في الأيام الماضية سمعت صوت طرق على الباب من خلفها و على مستوى منخفض ٢ نقطة رفعت حور رأسها وهي تسكن قليلا عاقدة حاجبيها فوق عينيها المتورمتين فرفعت يدها لتمسح الدموع من على وجهها وهي تقول بصوتٍ مختنق مبحوح
, ( من ؟٢ نقطة )
, صمت ساد عدة لحظات ليأتي بعدها صوت رفيع طفولي
, ( مصطفى ٢ نقطة )
, ازداد انعقاد حاجبيها ثم قالت بصوتٍ أعلى قليلا
, ( ومن تكون يا مصطفى وماذا تريد ؟٢ نقطة )
, جائها الصوت من الخارج
, ( أريد أن العب مع معتز ٢ نقطة )
, اغمضت حور عينيها وهي ترجع رأسها الى الخلف تسنده على الباب ٢ نقطة المزيد ممن يريدون معتز ، بينما هي ملقاة هنا بين الجدران كتلك الكراسي القديمة ذات الأغطية المتهالكة ٢ نقطة
, تحاملت حور على نفسها و نهضت متثاقلة تمسح وجهها وهي تأخذ نفسا عميقا ثم فتحت الباب على مضض ٢ نقطة لتجد *** صغير أحمر الشعر قد يكون في طول معتز تقريبا الا أنه بالتأكيد أكبر منه سنا ٢ نقطة
, أطل اليها الوجه المليء بالنمش مبتسما بطرافة وهو يقول
, ( مرحبا ٢ نقطة )
, أجابت حور بفتور
, ( مرحبا يا مصطفى ٢ نقطة معتز وصل الي البيت للتو بعد يوم طويل من اللعب ، لذا لا أعتقد أنه يستطيع النزول مرة أخرى اليوم )
, قال الوجه المبتسم ذو الشعر الذي يبدو كلفائف الكنافة
, (نعم أعلم ٢ نقطة لقد كنا كلنا نلعب عند الخالة علية ، و قد تعودنا بعد أن نتحمم أن نلعب على السلم كل يوم )
, علية ٢ نقطة علية مرة أخرى ، هدرت أنفاس حور من بين شفتيها ٢ نقطةوهي تنظر شزرا الى مصطفى لتتمكن من القول بالقدر الذي تستطيعه من الهدوء
, ( على السلم ؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة ماذا لو وقع أحدكم من على درجات السلالم ؟٢ نقطة لا أعتقد أن الوضع آمن يا مصطفى )
, رد عليها مصطفى بصبر و كأنه يقنع طفلة من سنه
, ؛( وماذا في هذا ؟٢ نقطة لقد وقعنا كثيرا من قبل ، بعض الجروح نضع عليها ذلك الدواء الأحمر و تطيب بعدها ٢ نقطة نحن نلعب على السلالم كل يوم )
, تنهدت حور بتعب وضغطت اعلى أنفها بين عينيها بأصابعها وهي تقول
, ( حسنا يا مصطفى ٢ نقطة اذهب لتلعب مع باقي أصحابك ، لا داعي لوجود معتز اليوم )
, رد عليها مصطفى و قد أصبحت ابتسامته جادة و عينيه لا تمزحان بل أصبحتا تحملان نظرة تهديد مباشر
, ؛( أنا المسؤول عن معتز ٢ نقطة و أنا أريد اللعب معه كما أفعل كل يوم ٢ نقطة إنها الأجازة )
, ظلت حور واقفة ممسكة بالباب تنظر اليه و ينظر اليها في معركة تحدي للإرادة ٢ نقطة الى أن زفرت أخيرا وهي تقول بنفاذ صبر
, ( حسنا ٢ نقطة حسنا ٢ نقطة لكن إن أردتم اللعب فلتلعبو هنا أمام باب الشقة ٢ نقطة مفهوم ؟؟ )
, عادت ابتسامة مصطفى الى وداعتها وهويقول بأدب
, ( مفهوم يا خالة حور ٢ نقطة سأنزل لأنادي البقية )
, استدار ليستعد للنزول جريا الا أن حور انحنت في لحظةٍ لتمسك به من قميصه و تديره اليها ممسكة بياقته وهي تنحنى الي مستوى نظره لتقول بلهجة تهديد غير مصدقة
, ( ماذا دعوتني للتو ؟؟؟ ٢ نقطة )
, نظر اليها مصطفى بهوتا وهو يتطلع الى عينيها البراقتين بخطورة ليقول هامسا بتوجس
, ( خالة حور ٢ نقطة )
, شددت حور على قبة قميصه وهي تقربه أكثر من وجهها وهي تهمس أمام عينيه
, ( خالة تلك تنادي بها بائعة الفجل الجالسة على أول الطريق ٢ نقطة أو تنادي بها خالتك علية في محل أسماكها ٢ نقطة لكن أنا لست بخالتك أو خالة أحد تلك الشياطين الصغيرة من أصحابك ٢ نقطة مفهوم ؟ )
, ظل مصطفى ينظر اليها بعينين متسعتين وهو يومىء برأسه ثم همس
, ( بماذا أناديكِ اذن ؟٢ نقطة )
, قالت حور بتشديد على حروفها كما التشديد على ياقة قميصه
, ( حوور ٢ نقطة فقط حوور ٢ نقطة اتفقنا ؟.)
, أومأ مصطفى برأسه مندهشا وهو يشعر بأن من الأفضل أن يجاريها فتركته أخيرا وهي تستقيم واقفة ٢ نقطة فجرى نزولا على السلالم قبل أن تغير رأيها ٢ نقطة
, اتجهت حور الي الأريكة حيث كان معتز ٢ نقطة لكن ما أن اقتربت منه حتى تسمرت مكانها وهي تنظر اليه راقدا على بطنه و قد راح في سباتٍ عميق تاركا فمه مفتوحا وقد غاب تماما عما حوله بعد تعب اليوم من اللعب و البكاء
, ظلت حور واقفة لا تدري كم من الوقت مر عليها وهي تطلع اليه ٢ نقطة لربما تكون هذه أطول مرةٍ وقفت تراقبه وهي تشعر بقبضةٍ ممسكةٍ بقلبها دون أن تدري سببا لشعورها اليائس تجاه ابنها ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, كان الوقت متأخرا ليلا حين عاد نادر من عمله ٢ نقطة وكانت حور مستلقية في فراشها تقلب صفحات الشراء في هاتفها الى أن سمعت الصوت الحبيب على قلبها وهو صوت مفتاحه يفتح الباب في سكون الليل ٢ نقطة
, مهما كان جفاء قلبها و حزن روحها المكسورة منه الا أن صوت مفتاحه وهو يشق قسوة وحدتها ليلا يجعلها تشعر بأنها أعيدت للحياة من جديد ٢ نقطة
, تركت هاتفها ونهضت قفزا من فراشها لتجري الي باب غرفتها لكنها ما لبثت أن عادت الى مرآتها لتتأكد من شكلها وهي تنظر الي جانبها الأيسر ومنه الى الأيمن لتتأكد من أنها كعادتها لازالت جميلة من كلِ زواياها ٢ نقطة
, اقتربت أكثر من المرآة وهي تهمس بإحباط
, ( لقد خف انتفاخ عيني قليلا ٢ نقطة هل كان من الضروري أن أبكي اليوم ، لكن كل ما حدث كان بسببها هي ٢ نقطة تلك المستفزة علية )
, ربتت على وجنتيها قليلا و تخللت خصلات شعرها بأصابعها لتنثره من حول وجهها بفوضوية ٢ نقطة ثم سوت قميص نومها الحريري بلون القهوة ٢ نقطة ثم ابتسمت لنفسها لكن للعجب لأول مرةٍ لم تنظر اليها صورتها بنفسِ ثقتها المعتادة ٢ نقطة بل كانت صورة مبتسمة باهتزاز وكأنها خائفة من كسر خاطرها الذي لم يعد قابلا للإصلاح من كثرة ما كُسِر ٢ نقطة
, تجاهلت صورتها الحزينة و اتجهت جريا الي حيث قلبها ٢ نقطة وقفت تنظر اليه وهو يضع مفاتيحه على الطاولة المجاورة للباب و لم يكن قد تنبه بعد لوجودها لذا أخذت وقتها في التطلع الى هيئته الحبيبة المجهدة على الضوء الخافت المنبعث من الممر الجانبي ٢ نقطة
, ترى هل ترى كل الزوجات أزواجهم بنفس الجمال أم هي عينيها فقط من ترياه بأجملِ من رأت من الرجال ٢ نقطة كل مرة تنظر اليه تبدو وكأنها أول مرة ٢ نقطة تماما كما رأته في حفل الزفاف الذي غير حياتها للأبد ٢ نقطة
, أبصرها نادر أخيرا واقفة مكانها تتطلع اليه بإشتياق ٢ نقطة خلع سترته وعيناه لا تحيدانِ عن عينيها بلا تعبيرٍ يعلو وجهه ، شعرت بانقباضٍ في قلبها من نظرته اليها لكنها ابتسمت له ابتسامة مرتجفة وهي تراه يقترب منها ٢ نقطة
, قال نادر بصوتٍ بارد ( هل نام معتز ؟٢ نقطة )
, أومأت حور وهي تقول مبتسمة بفخر
, ؛( نعم ٢ نقطة اليوم ولأول مرةٍ نام دون إزعاج ، من كثرة الجري و اللعب )
, خفت صوتها تدريجيا الى أن صمتت تماما متوجسة منه ٢ نقطة وصل اليها حتى أصبح على خطوة منها وفي لحظة أمسك بذراعها بأصابعٍ من حديد كادت أن تحطم يدها فصرخت ألما لكنه تجاهلها وهو يسألها و قد بان الشر في عينيه
, ( ماذا فعلتِ لعلية اليوم ؟٢ نقطة )
, انعقد حاجبيها وهي تقول غضبا و انفعالا رغم خوفها منه
, ( هل شكت اليك بهذه السرعة ؟٢ نقطةأرأيت أنها ليست سليمة النية ٢ نقطةأي أمرأة تذهب لتشكو الى رجلٍ من زوجته الا إن كانت نيتها سيئة ؟ )
, شدد نادر على ذراعها أكثر وهو يقول بغضب
, ( لمعلوماتك علية لم تقل لي شيئا ٢ نقطة كل ما قالته أنها تشعر بالحرج من أخذها لمعتز منكِ كل يوم ، ومن ملاحها عرفت أنها قد تعرضت لإهانة لا تليق بها خاصة وأنا أعرف أنها جائت لزيارتك اليوم )
, أطرقت برأسها وهي تلعن غباءها ٢ نقطة ثم رفعت رأسها بعد لحظةٍ لتواجه عينيه الغاضبتين و تقول
, ( كل ما قلته أنني في حاجة لقضاء وقتا أكثر مع معتز٢ نقطة لم افعل أكثر من ذلك ، لكنها لم تقدر كل تلك المرات التي تركته لها وما أن شرحت لها وجة نظري حتى ذهبت اليك جريا لتمثل دور المظلومة ٢ نقطة )
, شدها اليه لترطم به وهو يهدر غضبا رغم خفوت صوته
, ( لا أصدق كلمة مما تقولين ٢ نقطة لا أصدق أي شيء مما تنطقين به ، الكذب و اللوع يجريانِ في دمك ٢ نقطة حتى حيلتك القذرة في العودة الي قد انكشفت لتعزز ظني بكِ والذي لم يخب كالعادة )
, اتسعت عيناها رعبا وهي تدعي عدم الفهم لتقول بتلعثم مرتجفة
, ( أي خدعة ؟٢ نقطة أنا لم أفعل شيئا ٢ نقطة أنت من طلبت مني أن آتي أنا ومعتز معك )
, ظهر الإزدراء على وجهه جليا وهو يرمقها من أعلاها لأسفلها ٢ نقطة ثم قال بغضب
, ( لازلتِ تمعنين في الكذب وكأنه سبيلك الوحيد للحياة ٢ نقطة أمك اتصلت بي اليوم لتطمئن عليكِ لأنك لم تهاتفيها لأكثر من اسبوع ، ومن بضع كلمات استطعت تجميع القصة كلها ٢ نقطة من تستغل أخاها بهذه الطريقة الحقيرة يسهل عليها استغلال أيا كان )
, أغروقت عيناها بالدموع و هي تتطلع الى الكره المطل من عينيه و تشعر بالغضب على أمها ذات المقدرة المنعدمة في تقدير الصائب من ما قد يدمرها ٢ نقطة لطالما أفسدت عليها الكثير بسبب لسانها .
, هتفت حور بانفعال
, ( لقد رأيت بنفسك آثار صفعاته على وجههي ٢ نقطة هل أكون قد زيفتها هي الأخرى ؟٢ نقطة كيف تستطيع لومي بعد أن ضربني بمثل هذه الوحشية ؟)
, ترك ذراعها ليمسك وجهها بكفيه يرفعه اليه يتطلع اليها قبل أن يقول بهدوء قاتل
, ( لو تعرفين يا حور مقدار رغبتي في ضربك الآن ٢ نقطة على الرغم من كل شيء يبدو أن هناك نساء مثيلاتك لا يفهمن الا تلك اللغة )
, انسابت دمعتين على وجنتيها لتلامسانِ كفيه فابتلعت ريقها ٢ نقطة ثم همست باستجداء وهي تغطي كفيه بكفيها فوق وجهها
 
الفصل التاسع عشر


( حسنا اضربني ٢ نقطة اضربني إن كان ذلك سيصفي كل ما تحمله ضدي و لنبدأ من جديد ٢ نقطة لقد تحملت الضرب من أجلك ، فلما لا أتحمله منك ؟٢ نقطة )
, نفض يديها بقسوةٍ طوحت بوجهها جانبا وهو يتطلع اليها بإزدراء ليقول
, ( يالهي مما أنتِ مصنوعة ؟٢ نقطة أنتِ وباء يخرج أسوأ ما في من حولك في سبيل سعادتك الشخصية )
, صرخت باكية وهي تتشبث بذراعه
, ( أنا احبك٢ نقطة أنا زوجتك وأحبك ، لذا أفعل كل ما أفعله من أجل الحفاظ على حياتنا معا ٢ نقطة فقط ساعدني ، أعطني إشارة أن هناك أملا بيننا ٢ نقطة ارجوك ٢ نقطة أرجووك )
, استدار اليها ليمسك بذراعها و يقول
, ( لا أمل بيننا يا حور ٢ نقطة لقد اجتهدت و تحايلتِ لتأتين معي الى هنا ٢ نقطة وها أنتِ بالفعل هنا ، لكن نسيتِ أن كل حيلك لا تستطيع شراء مودة مزيفة أحملها تجاهك ٢ نقطة )
, بكت بصمتٍ وهي تغمض عينيها عن منظره علها تستطيع محو كلماته القاسية ٢ نقطة لكن الكلمات تبعتها بقسوة
, ( غدا ستأتين معي لتعتذرين الى علية ٢ نقطة )
, فتحت فمها وعينيها بشراسةٍ تنوي الصراخ على الرغم من دموعها الا أنه قال بصوتٍ جمد الدم في عروقها وهو يمسك بذقنها يشد عليه
, ( إما ان تفعلي وإما سأعيدك الي بيت أهلك دون رجعة ٢ نقطة وأقسم ب**** يا حور أن أول بادرة منكِ لإهانة أي شخص هنا من سكان الحي و خاصة علية ستجعلني أرميكِ خارجا دون ذرة تفكير وحينها ستدركين ما قد كسرته بينك و بين أسرتك حين تعودين اليهم )
, ظلت تنظر اليه بعينين مذهولتين و صدرها يرتفع و ينخفض وهي تلهث بشدةٍ من هولِ ما سمعت ٢ نقطة ظل الصمت رفيقهما وهما يتطلعانِ الى عيني بعضهما ٢ نقطة الى أن تمكنت حور من الهمس بذهول جريح من بين دموعها
, ؛( بهذه البساطة يا نادر ؟٢ نقطة )
, رد نادر بعد لحظة بفتور قاسٍ
, ( بل و بأكثر منها بساطة ٢ نقطةلقد انهيتِ كل ما يشفع لكِ عندي يا حور ، ووجودك هنا لأنك أم ابني لا غير )
, ظلت تتنفس بصعوبةٍ وهي تنظر اليه تحمل ألم خنجرٍ مسموم غرزه في صدرها مرة بعد مرة ، الى أن همست أخيرا وغصةٍ تؤلم حلقها
, ( حاضر يا نادر ٢ نقطة سأعتذر لها )
, قال نادر متابعا قسوته دون أن يأبه لوجهها الشاحب و عينيها المبللتين
, ( و ستتصلين بوالدتك كل يوم بدءا من الغد ٢ نقطة )
, همست و دموعها تنساب في صمتٍ على وجنتيها ( حاضر ٢ نقطة )
, رمقها بنظرةٍ صارمة ٍ أخيرة ثم تركها ليبتعد الى غرفته بينما وقفت هي مكانها لا تعلم كم من الوقت طالت بها وقفتها وهي تشعر بشيءٍ هزها من جهته ربما للمرة الأولى بطريقةٍ مختلفة ٢ نقطة
, عند الصباح أوقف نادر سيارته الى جانب محل علية ثم التفت الي حور الجالسة بجواره صامتة بوجهٍ ذو ملامح جامدة كالرخام وهي على تلك الحالة منذ أن استيقظت صباحا ٢ نقطة
, قال لها بصوتٍ هادىء ( هيا ٢ نقطة )
, نزلت حور بصمت دون أن ترد عليه بينما هو خرج لينزل معتز من مقعده الخلفي وأمسك بيده ثم مد ذراعه الأخرى لحور فاتجهت اليه ببطء حتى وضع يده خلف ظهرها ليدخلها الي المحل
, ما أن شاهدتمها علية حتى بانت الدهشة عليها للحظة الا أنها نجحت في اخفائها بمهارة و هي تنهض من كرسيها مبتسمة لتقول
, ؛( و أنا التي أقول لماذا يبدو اليوم سعيدا منذ بدايته ٢ نقطة اهلا بالغالي و ابن الغالي )
, جرى معتز اليها متعثرا الى أن التقطته وحملته بين ذراعيها لتتنشق رائحته و هي تقول مبتسمة و قد اشرق وجهها اشراقا
, ( آآآه ٢ نقطة ما أجملها رائحة )
, قال نادر مبتسما ( صباح الخير يا علية ٢ نقطة )
, ردت عليه مبتسمة بسعادة ؛( صباح الرضا للغالي ٢ نقطة لحظة واحدة ، سيحضر الصبي كرسيين لكما )
, رفع نادر يده وهو يقول
, ( لا٢ نقطة لا يا علية لن أستطيع البقاء طويلا ، لقد تأخرت بالفعل ، ٢ نقطة لقد جئنا لأن حور كانت تريد أن تقول لكِ شيئا )
, ثم دفع حور برفق بيده على ظهرها لتتقدم الى الأمام في مواجهة علية
, نظرت علية بحيرة ٍ الي حور التى وقفت ساكنة بملامح متجمدة لكن رغم اللا تعبير المرتسم على وجهها كان فيه ما يثير الشفقة دون سبب ٢ نقطة
, حين ظلت حور صامتة مطرقة برأسها ٢ نقطةأحاط نادر كتفيها بذراعه ليشد عليهما قليلا وهو يقول بصوتٍ خافت
, ( هيا يا حوور ٢ نقطة )
, حملت نبرته رفقٍ لم تعتده حور منه كثيرا ٢ نقطة أو بما كانت تتوهم فقط ، لكنها بعد عدة لحظات رفعت رأسها لتجد أن بعض العاملين ينظرون بفضول الليهم ٢ نقطة
, تمكنت من النطق همسا أخيرا
, ( أردت ٢ نقطة أردت أن ٢ نقطة اعتذر اليكِ ٢ نقطة عما بدر مني بالأمس )
, ارتفع حاجبي عليةٍ بدهشةٍ أكبر بينما بان في عينيها عدم الرضا عن ذلك الموقف ابدا ٢ نقطة بل حتى رمقت نادر بنظرةٍ صلبة ثم التفتت الى الصبيان في المحل لتقول لها بحزم
, ( يا حسين اذهبا لتحضرا الطلبية الآن ٢ نقطة )
, قال لها الصبي الذي يعمل لديها ( لكن يا خالة الوقت لا يزال ٢ نقطة )
, ردت عليه بصوتٍ أكثر حزما ( الآن يا حسين ٢ نقطة )
, بعد انصرافهما التفتت علية الى نادر لتقول له بنفس الحزم الذي خاطبت به صبيانها
, ( من قال أنني غاضبة أو أن حور قد أساءت الي في شيء ؟٢ نقطة )
, نظر نادر الى حور التي كانت تنظر الي الأرض بوجهٍ منحوتٍ كالصخر وكانت ذراعه لاتزال تحاوط كتفيها ٢ نقطة قال نادر بصوتٍ هادىء دون أن يدري أن ذراعه تضمها قليلا اليه ٢ نقطة
, ( أعرف أنكِ لستِ غاضبة يا علية ٢ نقطة لكن إن أرادت حور النجاح هنا ، فلابد لها أن تتأقلم مع الوسط المحيط بها )
, أخذت علية نفسا غير راضٍ وهي تحدجه بنظراتٍ صارمة ، لكن نادر اختار تغيير الموضوع وهو يقول لها مبتسما
, ( حسنا ٢ نقطة هل تريدين معتز اليوم معكِ أم أنه عذبك كعادته ؟ )
, ابتسمت علية رغما عنها وهي تشدد من احتضان معتز لتقول برقة
, ( يا ليت كل العذاب في الدنيا كعذابه ٢ نقطة هيا اذهبا من هنا و اتركاه لي )
, خرج نادر ممسكا بيد حور الى أن دخلت السيارة ، و أثناء المسافة البسيطة حتى بيتهما لم يحاول أيا منهما الكلام ٢ نقطة
, أوقف نادر السيارة أمام البيت و التفت الى حور يقول لها بهدوء
, ( سأصعد معكِ ٢ نقطة )
, تكلمت حور للمرة الأولى بعد مغادرتهما دون أن تنظر اليه
, ( لا اذهب انت الي عملك سأصعد وحدي ٢ نقطة وإن اصبت بالدوار سأعتمد على حاجز السلم )
, ثم التفتت اليه قبل أن تخرج لتقول هامسة دون دموع
, ( كنت تتكلم عما كسرته أنا في أسرتي بالأمس ٢ نقطة و اليوم أخبرك أنك قد كسرت في شيئا لن تستطيع إصلاحه )
, ثم خرجت و اغلقت الباب خلفها لتدخل الى البيت بينما ظل هو ينظر في إثرها فترة بوجوم ٢ نقطة
, حين عاد اليها معتز في المساء مع أحد صبيان علية ٢ نقطة كانت حور قد أخذت وقتها في البكاء طويلا طوال النهار حتى هدها التعب ، حين طلبت منه بالأمس أن يضربها كانت مستعدة أن تتقبل ذلك في سبيل أن يصفى قلبه لها و كانت صادقة النية
, أما اليوم ٢ نقطة شيئا ما قد تغير وهي تشعر بذلك . و ذلك ما جعلها تحس بذلك الفراغ المؤلم في صدرها .
, أخذت حور معتز من الصبي وهي تشكره بهمس ثم أغلقت الباب ٢ نقطةزفرت حور بضيقٍ بداخلها وهي تنظر الى معتز الذي اتجه الى الأريكة ليجلس عليه نائما على بطنه دون أن ينظر اليها اتجهت حور اليه ٢ نقطة ثم انحنت لتجلس على الأرض بقربه وهو ينظر اليها دون أي تعبير ٢ نقطة
, قالت حور بعد فترة ( هل تريد أن تأكل ؟٢ نقطة )
, لم يرد عليها معتز ، بل ظل ينظر اليها دون أن يبدو عليه أن يراها اصلا ٢ نقطة حاولت حور و أشارت بإصبعها الى فمها وهي تقول
, ( أكل ٢ نقطة هل تريد أن تأكل ؟ ٢ نقطة)
, لم يرد عليها أيضا فقط ينظر دون أي تركيز ٢ نقطة زفرت حور وهي تقول
, ( من المؤكد أنها قد أطعمتك طوال اليوم ٢ نقطة )
, تنهدت مرة أخرى و هي تمسك بكرةٍ كانت ملقاةٍ الى جانبها تنظر اليها بشرود وتلعب بها بين أصابعها ٢ نقطة نظرت اليه مبتسمة على أمل ثم رمتها عليه لتسقط بجوار وجهه ٢ نقطة
, لم يتحرك لفترة ثم التقطتها بعد عدة لحظات ليضرب بها وجهها و قد أصابه مباشرة ٢ نقطة دون أن يضحك ، فقالت حور بغضب وهي تلتقط الكرة
, ( عيب أن تعامل امك هكذا ٢ نقطة إن لم ترد أن تلعب فلا تلعب ، لكن لا تتصرف بهذا الشكل )
, تنهدت بيأس وهي تعلم أن كل كلامها ذهب هباءا وهو لا يفهم منها شيئا ٢ نقطة فرمته بالكرة مرة أخرى لترجع ظهرها و تستند الى المقعد من خلفها بيأس مغمضة عينيها ٢ نقطة فجأة ضربت الكرة وجهها مرة أخرى
, فتحت عينيها بغضب والتقطتت الكرة لترميه بها وهي تهتف
, ( معتز كفى ٢ نقطة لا تضرب ماما )
, التقط الكرة و رماها اليها وقد أخطأ وجهها تلك المرة ٢ نقطة التقطتت حور الكرة بين يديها وهي تنظر اليه بذهول قليلا أخذ يتزايد تدريجيا ثم همست بعد فترة
, ( هل تريد اللعب ؟٢ نقطة)
, لم يرد عليها معتز ٢ نقطة فقط ينظر اليها . فهمست حور بإستجداء وهي تشير الى الكرة
, ( هل تريد اللعب مع ماما ؟٢ نقطة )
, مد معتز يده وهو نائم على بطنه على الأريكة و كأنه يريد أخذ الكرة ، فالقتها اليه بذهول لتجده ينهض قليلا يمسكها و يرميها على وجهها ثم يعود لينام على بطنه من جديد
, شهقت حور من جديد وهي تضحك بينما عينيها تفجرتا بالدموع وهي تلقي اليه بالكرة ليعيد تمثيل ما فعل
, أخذت تضحك و تبكي وهي تهمس غير مصدقة
, ؛( لقد فهمت شيئا أخيرا ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة لا أصدق أنك تجيبني )
, اندفعت بعد عدة رميات لتلاعب شعره وهي تطبق بفمها على خده الناعم و هي تهمس ٢ نقطة
, ( ستكون هذه لعبتنا ٢ نقطة لن يشركنا فيها أحد أبدا ٢ نقطة أبدا ٢ نقطة )
, ٢ نقطة
, مستلقية في فراشها ، تحدق الى سقف غرفتها المظلم بعينين متسعتين ٢ نقطةفمها مفتوح قليلا و أنفاسها تبدو كشهقاتٍ لاهثة و يدها مفرودة على قلبها النابض بعنف علها تهدئ من روعه دون جدوى ٢ نقطة
, كم مضى عليها وهي على نفس الوضع ؟٢ نقطة لا تعلم حقا ٢ نقطة كل ما تعلمه أنها من بين ضباب عقلها سمعت صوت زوجة عمها تقول بصوتٍ خافت لا يخلو من التأنيب و الريبة ما أن دخلت الى البيت
, ( أصبحت تتأخرين هذه الأيام يا حنين عن موعد عملك ٢ نقطة عاصم ومالك لن يرضيهم هذا الحال )
, لا تتذكر بماذا أجابت ٢ نقطة لا تتذكر همهماتها ولا صعودها السلم لكنها شعرت بعيني الحاجة روعة تنفذ الى ظهرها تكاد تقرأ ما بداخلها ٢ نقطة
, هل كان ما حدث بعد ظهر اليوم مجرد حلم ؟ ٢ نقطة لا بل هو كابوس فظيع ٢ نقطة
, هل حقا كانت في قصر ٍ بعيد عن هنا ، مع ذلك الذي احتل كوابيسها لعشر أعوامٍ كاملة ٢ نقطة هل أخبرها ٢ نقطة؟؟؟٤ علامة التعجب
, أنها لا تزال زوجته ؟؟ ٢ نقطة
, تعالت شهقات تنفسها دون بكاء ٢ نقطة كانت تبدو كمن يحاول النجاة من الغرق ٢ نقطة
, على سطح السقف المظلم رأت الصورة المضيئة لذكرياتها ٢ نقطة حيث كانت تجلس على مقعدٍ ضخم يكاد يبتلعها من صغر حجمها ٢ نقطة شعرها ممشط في أمواجٍ ناعم ٢ نقطة و شفتيها مصبوغتين بلون أحمر قان ، عينيها اللتين تحملانِ نظراتِ طفلة مكحلتين بخطين اسودين لا يناسبانِ سنواتِ عمرها التي لم تتجاوز أربعة عشر عاما ٢ نقطة
, نفس العينين بنفس اتساعهما وهي تنظر بفراغ الى النساء الجالسات من حولها و ملابسهن المبهرجة البراقة تكاد تعميها ٢ نقطة
, اغانٍ صاخبةٍ و زغاريد عالية ٢ نقطة ترافق دقات قلبها التي تبدو كالطبول رفعت نظرها الى زوجة عمها الواقفة بجوارها والتي كانت تنظر اليها بعطف و تربت على كتفها ٢ نقطة بينما نظرات والدة جاسر ترمقها برفضٍ وكراهية ٢ نقطة
, كان ذلك يوم عقد قرانها ٢ نقطة او العقد ايا كان اسمه ٢ نقطة
, تلك الليلة دخل عمها الى الغرفة المجتمع فيها النساء يتبعه جاسر ٢ نقطة
, اقترب عمها منها لتنهض من مقعدها واقفة امامه وهي تنظر الى عينيه الهاربة من عينيها اللائمة ، فانحنى عليها ليقبل جبهتها ثم ابتعد ليدع جاسر يقترب منها ٢ نقطة
, لم تكن مؤهلة لنظرة التقييم التي رمقها بها من اولها لآخرها دون أن يغفل عن شبرٍ واحد منها ٢ نقطة لتطيل عيناه النظر في نقاطٍ محددة ونظرة الاستخفاف اخبرتها بوضوح أن البضاعة لم تنل اعجابه ٢ نقطة
, طبعا كيف لشابٍ في مثل فحولته يمكن أن يعجب بفتاة لا تزيد قليلا عن طفلة ٢ نقطة حتى أن منظرهما معا لا يبدو متكافئا بالرغم من أن فارق السن ليس هائلا لكن المرحلة العمرية التي كانت فيها كانت تجعلها تبدو كطفلةٍ تلهو بزينة والدتها وقد لطخت وجهها بها ٢ نقطة خاصة وأن طولها بالكاد يصل الى كتفيه ٢ نقطة
, أخفضت رأسها تشعر بذلٍ لم تشعر به من قبل ، لتفجأ به يمسك بذقنها ليرفعه اليه وهو ينظر الي عينيها بسخريةٍ ثم اقترب من وجهها ببطء ليطبع شفتيه على وجنتها بحرارةٍ كادت أن تقتلها من صدمة ما تشعر به حيث أن لا صبيا قد اقترب منها بهذا الشكل من قبل ٢ نقطة
, لكن قبل أن تبتعد شفتيه عنها و في غمرة مشاعرها الطفولية المنهارة عاطفيا سمعته يهمس في اذنها حيث لا يراه أحد ٢ نقطة
, ( لقد حاولو جاهدين في رسم امرأة على وجهك ٢ نقطة لكنك لن تبدين أبدا كأبنة عمك التي ترفع عن تزويجها لي )
, رفعت وجهها منتفضة اليه بعينين مذهولتين و قلبٍ تلقى لكمة للتو ٢ نقطة لكن الابتسامة القاسية لم تفارق وجهه أمام النساء الناظرات اليهما بفضول و اهتمام ٢ نقطة
, ثم ابتعد عنها تحت انظارها المصعوقة ٢ نقطة
, أغمضت حنين عينيها وهي تتذكر تلك الكلمات التي قتلتها على الرغم من تفاهتها و أنها كانت مجرد كلمات صدرت عن شابٍ أهوج أرغموه على الزواج منها كما ارغموها دون أن تكون لديه الرغبة فيها أو في حور حتى ٢ نقطة
, لكن الكره و الغل بين الجميع جعلو منها المتأذية الوحيدة من بين الجميع ٢ نقطة ولا زالت تتأذى حتى تلك اللحظة ٢ نقطة
, بعد ذلك لم تكن تواجهه أبدا ، بل كانت تتهرب منه دائما حتى تنجو من سهامه المهينة ٢ نقطة الى أن جاءت المواجهة الثانية بأسرع مما تتخيل حين استدرجها الى غرفته ٢ علامة التعجب٢ نقطة
, بعد الذل الذي نالها من كلماته الحقيرة في اذنها لم تستطع مقاومة احساس الانوثة الطفولية الذي شعرت به و قد ظنت أنه بدأ يراها كامرأة فعلا و بأنها تفوق حور جمالا و أنوثة ٢ نقطة بالرغم من الرعب الذي كان يجتاح اعماقها في اثناء هجومه عليها
, كل تلك المشاعر المتناقضة جعلت من استسلامها المرعوب أمرا متوقعا و مثيرا للشفقة ٢ نقطة حتى أنها ظنت أنها قد رأت بعض التعاطف في عينيه الجائعتين الى براءتها و طفولتها ٢ نقطة
, لكنها أفاقت من تلك الدوامة بأبشع الطرق ٢ نقطة حين دخلت والدته لتفاجئهما بهذا الوضع المذل و تضع حدا لما كان سيفعله بها حيث كان حتما سيتابع ما ينتويه ٢ نقطة و بالرغم من الذل الذي شعرت به الا أنها ستظل ممتنة لها طوال العمر والا لكانت فقدت ما فقدته ليتركها و يسافر بعد ذلك دون اتمام الزفاف ٢ نقطة
, همست حنين بعد أن وجدت ما يشبه صوتها مهتزا خرج من شفتيها
, ( لماذا أنا ؟٢ نقطة لماذا أنا ؟ ٢ نقطة )
, كم الساعة الآن ؟٢ نقطة لا يهم ، انتفضت جالسة بقوةٍ مفاجئة و قد قررت شيئا لا رجعة فيه و إما أن تتأكد من حقيقة مشاعره الآن و أما أن تفقد الأمل نهائيا ٢ نقطة
, همست وهي تلتقط هاتفها ( إن كان يحبني سيتقبل كل ما مررت به في حياتي ٢ نقطة وإن لم يفعل فهو لم يحبني أبدا )
, وضعت الهاتف على اذنها ويدها الأخرى لا زالت ممسكة بقلبها خوفا من أن يتوقف من شدة ضرباته المعذبة
, بدت الثواني القليلة كدهرٍ الى أن سمعت صوته أخيرا وكأنه دواءا لكل جروح قلبها ٢ نقطة همست من بين دموعها
, ( عمر ٢ نقطة عمر ، أنا ٢ نقطة أنا أحتاج اليك بشدة ٢ نقطة )
, ٢ نقطة
, أمسك بالصحيفة بين يديه يكاد أن يمزقها من شدة ما يشعر به من غضب و رعب و هو يطالع الخبر المتسرب الى الصحافة عن قضية اليوم ٢ نقطة القضية التي زجت باسم عثمان الراجي الى المحاكم ٢ نقطة حيث فضيحة امتلاك عددا من أراضي الدولة لمعارفه بتراخيصٍ و سعر ٍ لا يكاد يبلغ واحد على مئة من ثمن المتر الحقيقي ٢ نقطة لتنشأ عليها مشروعاتٍ سياحيةٍ ضخمة ذات سعرٍ خيالي للمتر ٢ نقطة دون حتى وجه حق في امتلاك مثل هذه الأراضي التي لم تكن للبيع أصلا ٢ نقطةلكن بواسطة سلطة منصب عثمان الراجي تم منح هذه الأراضي لراغبيها ٢ نقطة
, كاد عاصم أن يفقد قلبه وهو يحاول عبثا استيعاب اسمها المخطوط أمامه و بضع كلمات مموهة أخبرته بصعوبةٍ أنها من تقدمت بالدعوى تبعا لما قدمته من أوراق للنيابة العامة ٢ نقطة
, صورة كبيرة تحتل أعلى الخبر لعثمان الراجي وهو متجها برفقة بعض الحرس الى مبنى النيابة ٢ نقطة يكاد الشرر أن يصل اليه من الصورة التي تمثل ذلك الرجل الذي لا يقهر ٢ نقطة
, المحامية صبا محمود عمران ٢ نقطة صبا ٢ نقطة
, ضم الجريدة بين قبضتيه ضاربا بها على سطح مكتبه وهو يشعر بدوارٍ خفيف من هدير ضغطه الذي ارتفع لأقصى درجاته ٢ نقطة كيف لم يبادر بإيقافها قبل أن تفعل مثل تلك الكارثة ٢ نقطة
, وكيف تحركت بمثل هذه السرعة ٢ نقطة كان يظن أنه يملك الوقت ليحاول اقناعها ، بل ظن بكل غرور أنها مسألة أيام قبل أن توافق على الزواج منه ليبعد حينها عن تفكيرها كل ما له علاقة بمثل هاؤلاء البشر ٢ نقطة
, أغمض عاصم عينيه وهو يتنفس بصعوبة ٢ نقطة تلك القضايا لن تطول عثمان الراجي وحده بل ستطول عددا من الأسماء لا حصر له و كلهم على استعداد ربما الآن لدفنها حية إن اقتضى الأمر ٢ نقطة
, ما العمل الآن ؟٢ نقطة وكيف سيتمكن من اخفائها ، بل كيف سيتمكن من اقناعها بالتنازل عن الخوض في تلك القضايا ؟٢ نقطة
, غرس أصابعه في خصلات شعره وهو يدور و يدور دون جدوى من الإهتداء لحل ٢ نقطة يضاعف عدد الرجال ؟؟ لكن بأي صفة وهي على وشك طردهم من أمام بيتها اصلا حتى أنها حاولت أكثر من مرة ٢ نقطة
, هل يوظف أفراد من شركة أمن خاصة ؟٢ نقطة لكن أيضا بأي صفة ؟ لا بد أن تتقبلهم لتستطيع التعامل معهم ٢ نقطة
, زفر بحنقٍ بالغ وهو يهتف غضبا
, ؛( اللعنة ٢ نقطة اللعنة عليها الغبية ، فقط لو أحصل عليها بين قبضتي لاستطعت إحكام الطوق من حولها )
, التقط هاتفه وهو يعاود الإتصال برجله منصور ليطمئن ككل يوم ، لايهمه أن الوقت متأخر ٢ نقطة لكن اليوم مختلف وقد قرأ الخبر البائس في الجريدة مثله مثل أي غريب ليس له حق التدخل ٢ نقطة
, ما أن رد عليه منصور حتى سأله عاصم بقلق
, ( كيف الأحوال لديك يا منصور ؟؟٢ نقطة هل هناك أي شيءغريب عند بيت عمران ؟ )
, لحظات صمت بين جهتي الإتصال كانت كفيلة لإحراق أعصابه أضعافا مضاعفة وهو يشدد على هاتفه يكاد أن يحطمه و قبل أن يجد صوته كان منصور قد سبقه وهو يقول متلعثما قلقا
, ( لست أفهم يا سيد عاصم ٢ نقطة متى أمرتنا بالعودة اليه ؟؟ )
, نهض عاصم ببطء شديد من كرسيه و كأنه تصوير بطيء ٢ نقطة ليهمس بصوتٍ أجوف بعد عدة لحظاتٍ بدت كالدهر
, ( العودة من ٢ نقطةأين تحديدا ؟؟؟)
, تلجلج منصور وهو يقول بعدم فهم
, ( الم تأمرنا بالعودة الي مشروع شرق المدينة حيث لم يعد لنا أهمية بعد الآن عند بيت عمران ؟؟ ٢ نقطة لقد هاتفتني بنفسك يا سيد عاصم في ظهرا هل نسيت ؟؟ ٢ نقطة )
, اتسعت عينا عاصم وهو ينظر أمامه في اللا اتجاه ٢ نقطة ليهمس قلبه قبل لسانه
, ( يالهي ٢ نقطة يالهي ٢ نقطة )
, أفاق من غيبوبته على صوت منصور القلق وهو يقول
, ( ما الامر يا سيد عاصم ؟٢ نقطةسيد عاصم ؟؟ )
, الغريب أنه لم يجد القدرة على الصراخ كعادته ٢ نقطة كل ما فعله هو أن همس بصوتٍ حمل كل تهديد العالم مختلطا بخوفٍ لم يسمعه رجله من عاصم رشوان من قبل ٢ نقطة
, ( في غضون عدة لحظات أريدكم أن تدخلو البيت ٢ نقطة ولو اقتضى الأمر حطموا الباب لتتأكدو من سلامة أصحابه )
, و بعد لحظةٍ صرخ عاليا ( حااااالااااا ٢ نقطة )
, أغلق الهاتف وهو يتنفس بصعوبة ٢ نقطة عدة لحظات ؟؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة ظهرا ؟؟ ٢ نقطة عينيها البراقتين، خضار البحر و صفاؤه فيهما و غمازتيها ٢ نقطة تبتسم للجميع الا هو٢ نقطة
, أيعقل أن يصيبها مكروه ٢ نقطة لم يصدق حظه حين وجدها أصلا بعد هذا العمر ٢ نقطة أيعقل أن تضيع منه ؟ ٢ نقطة
, و كان سباقه مع الزمن في تلك اللحظة هو سباقا من أجل حياته ٢ نقطة فكم يستطيع المرء أن يسرع من أجل الحفاظ على حياته قبل أن تضيع منه؟؟؟ ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, كانت صبا ممدة في سريرها تراجع أوراقها مستغلة اللحظات التي تركتها فيها فتحية لتعد لها شراب الشوكولا الساخن كما تحبه ٢ نقطة بعد أن أصرت عليها لتكف عن العمل أو الجنون المطبق كما تطلق عليه ٢ نقطة وبعد الحاحٍ شديد من جانب فتحية استسلمت لها و وافقت أن تعد فتحية الشراب لهما معا بنفسها و رفضت أيضا ان تعده صبا ٢ نقطة
, ظلت صبا تتابع الأوراق أمامها بدون تركيز قليلا الى أن شردت عيناها بعيدا ٢ نقطة منذ ساعاتٍ قليلة سمعت صوت سيارةٍ ضخمة جاءت أمام البيت وحين أطلت من النافذة وجدت رجال عاصم رشوان قد استقلوها ليبتعدو بها ٢ نقطة
, ولم يعودو الى الآن ٢ نقطة
, أمسكت خصلة من شعرها العسلي الطويل وهي تلفها على إصبعها بشرود ٢ نقطة هل انتهى من تلك التمثيلية الرخيصة التي تدعي حمايتها بعد أن شنت الحرب على شركاؤه ؟؟ ٢ نقطة
, كانت عيناها كقطعتي جليد وهي تنظر بهما الى السقف ٢ نقطة بالطبع وضعته في موضع حرج أمامهم بعد أن وعدهم بالسيطرة عليها ليفاجأ بأنه لم يفلح ٢ نقطة
, و فتحية المسكينة كانت تبدو كأمٍ ساذجة الأيام الماضية وهي تحاول جاهدة إقتاعها بقبول الزواج منه ٢ نقطة حيث أنه ابن بلد و شهم و وهو أصلح من تعتمد عليه ٢ نقطة الى آخره من تلك الأوهام التي عششت في رأسها منذ أن رأته للمرة الأولى فدخل قلبها و عقلها و رسمت عليه كعريس
, ابتسمت صبا بسخريةٍ حزينة وهي تشفق على حال فتحية التي تعدها كأمٍ لها و تتمنى أن تراها كعروسٍ اليوم قبل الغد ٢ نقطة تظن أن صبا لا تتمنى ذلك ايضا في غمرة انشغالها ، لكن الحقيقة أنها تفكر في ذلك الموضوع أيضا طويلا ٢ نقطة تحب أن تكون لها أسرة و يكون لها *** أو طفلين على الأكثر ٢ نقطة تقوم بغرز كل ما ورثته عن أبيها يوما ٢ نقطة تهديهما ابتسامة أمها التى ورثتها عنها بشهادة كل من يعرفها ٢ نقطة
, ستنشئهما على أن الصواب لا يحتمل كلمة ربما ٢ نقطة أن الحق لا يقبل الفصال ٢ نقطة
, ستشبعهما لعبا و مرحا كما نالت هي في طفولتهما لكن دون أن تشبع من أمها التي رحلت سريعا تاركة في نفسها كل ما هو جميل و كل ما ترغب أن تمنحه لطفليها ٢ نقطة
, ابتسمت صبا مرة أخرى لكن بحبٍ حزين تلك المرة وهي تفكر في شكليهما ٢ نقطة تريد صبيا و فتاة ليكونا قرة عينيها ٢ نقطة
, يأخذانِ عينا أمها في جمالهما ٢ نقطة دون أن تدرك أنها قد ورثت نفس جمال هاتين العينين ٢ نقطة سيأخذان أيضا شجاعة جدهما ، لن يهزمهما أحدا على غير حق أبدا ٢ نقطة
, كم سيكونا رائعين ٢ نقطة ستكون سلالة نادرة لا مثيل لها ٢ نقطة
, ضحكت صبا بمرح رغم الدموع التى بللت عينيها النديتين و هي تهمس جذلا
, ( هذا هو عيب الوحيد في عدم الزواج الى الآن ٢ نقطة من الظلم حرمان العالم من أطفالي )
, ضحكت أكثر وهي تنهض لتتجه الى المرآة و تنظر الي نفسها بنظرة تقييم الى جسدها الرشيق في بنطال النوم الفضفاض ذو المكعبات و المربعات ٢ نقطة و القميص القطنى ذو الحملات الرفيعة و الذي يظهر جمالها المخفي على الدوام ، شعرها العسلي منسابا في موجاتٍ طبيعيه على ظهرها وأكتافها ٢ نقطة رأت في تقييمها أنها تبدو طريفة أكثر منها جميلة ٢ نقطة بموجاتٍ شعرها وعينيها اللتين تشبهان عيون القطط كما يقول الجميع
, ثم ما لبثت أن قالت بحزمٍ و تذمرٍ زائف
, ( حسنا يا والد الأطفال ٢ نقطة من الأفضل أن تظهر الآن على التو واللحظة لننقذ العالم بواسطة أطفالنا ٢ نقطة و لأرتاح من الحاح فتحية التي باتت لا تفكر في شيءٍ آخر هذه الأيام )
, ظلت مبتسمة قليلا ٢ نقطة ثم زوت ابتسامتها تدريجيا وهي تنفض عن رأسها صورةٍ ما بغضب ٢ نقطة
, تنهدت بعمق لتقول بعد فترة ( لماذا تأخرت فتحية كل هذا الوقت ؟٢ نقطة )
, بعد دقائق سمعت صوت بدا وكأن جسما ما قد سقط أرضا ٢ نقطةنظرت الي باب غرفتها و هي تتسائل إن كانت قد توهمت سماع ذلك الصوت المكتوم ٢ نقطة
, اتجهت الى الباب و قد بدأت تشعر بالقلق على فتحية ٢ نقطة هل تعبت ؟٢ نقطة إنها تجهد نفسها أكثر من اللازم و تتدللها أيضا بأكثر مما تسمح به طاقتها ٢ نقطة
, تضاعف قلقها في ظرف لحظات وهي تخشى أن تكون فتحية قد أصابها الدوار أو الإغماء ٢ نقطة عند هذه النقطة اتجهت جريا الى السلم لتنزل بسرعة وهي تنادي بقلق
, ( فتحية ٢ نقطة فتحية )
, شيئا ما أوقفها على آخر درجةٍ وهي تتشبث بحاجز السلم لتهمس ( ما الذي ٢ نقطة )
, لكن قبل أن تكمل اتسعت عينيها وهي ترى شابا مفتول العضلات بصورةٍ مبالغا فيها وكأنه بطل رفع أثقال يخرج من باب المطبخ ليقف ناظرا اليها من بعيد بعينين تحملانِ شرا و اجراما ٢ نقطة
, أخذ صدرها يعلو و يهبط وهي ترى شابا آخر بنفس المواصفات يتبعه من داخل المطبخ ٢ نقطة ليتبعهما ثالث ٣ علامة التعجب ٢ نقطة
, لم تتحرك و هم أيضا لم يتحركو من مسافتهم البعيدة عنها ٢ نقطة
, فغرت شفتيها دون صوت وهي تتطلع الى الثلاثة أجساد الضخمة و القادرة على سحق جدار وتحويله الى تراب ٢ نقطة
, تنظر اليهم و ينظرون اليها دون صوت ٢ نقطة تقف مكانها دون حركةٍ وهي تنظر بعينين متسعتين و كأنها في مواجهة ثلاثةِ كلابٍ شرسة يقفون في حالة تأهب استعدادا للقفز عليها في أي لحظة ٢ نقطة ثلاثةِ كلابٍ بعيونِ ذئابٍ جائعة ٢ نقطة
 
الفصل العشرون


ظلت الثلاثة أزواج من العيون تحدق بها متربصة و الشر ظاهرا فيها ظهور الشمس ٢ نقطة تلك اللحظات التي تتجمد فيها الفريسة و يتجمد الصياد في نفس الوقت ٢ نقطة حيث تتلاقى الأعين في لحظاتٍ من الوعي و إدراك النهاية المحتومة ٢ نقطة
, حين أفاقت من الصدمة ٢ نقطة لم تضيع وقتها في الصراخ أو العويل ٢ نقطة بل اندفع الأدرنالين في عروقها لتصعد السلالم جريا حيث أن أولهم هجم في نفس لحظة هروبها و كان طريقها الى الباب مستحيلا ٢ نقطة
, صعدت السلالم جريا وهي تلهث بعنف غير قادرة على الصراخ بينما انتابها الرعب لأول مرة ٢ نقطة
, سمعت من خلفها صوت خطواتٍ تجري على السلالم و كأنها ثيرانٍ هائجة ٢ نقطة وصلت الى غرفتها وهي الأقرب ٢ نقطة تمكنت بأعجوبةٍ من إغلاق الباب بالمفتاح في اللحظة الأخيرة و بعدها سمعت ضربة ضخمة على الباب ارتج لها بعد أن ارتطم به أحد تلك الثيران وهو يطلق صرخة وحشية ٢ نقطة
, ابتعدت عن الباب جريا وهي تلهث و تشهق ٢ نقطة واخذت تعبث بين الأغطية عن هاتفها الى أن وجدتها وهي تنتفض مع كل ضربةٍ مرعبةٍ على باب غرفتها ٢ نقطة لن يصمد الباب طويلا تحت وطأة أكتاف ذلك الحيوان المتوحش ٢ نقطة
, أخذت أصابعها ترتجف وهي تطلب رقم الشرطة حتى أنها أخطأته مرتين ٢ نقطة دمعت عيناها و أطرافها ترتجف من الرعب ٢ نقطة صرخت قبل ان تتمكن من طلب الرقم حيث انكسر الباب و تحطم شر تحطيم تحت ضرب تلك الماكينة البشرية الصارخة
, صرخت صبا بعنف مع صرخاته الوحشية ٢ نقطة ثم اندفعت لا تلوي على شيء وهي تتجه الى الشرفة حيث أن لا وجود لمهربٍ غيرها
, لكنه أدركها قبل حتى أن تدخلها وهو يمسك بها من شعرها بوحشية ٍ فصرخت بصوت أعلى و أعلى ٢ نقطة
, انتزع منها هاتفها ليلقيه أرضا و يسحقه بحذائه الذي يشبه الدبابة و تركه عبارة عن مسحوقا غير ظاهرة معالمه ٢ نقطة ثم رفع نظره الى وجهها المرفوع بفعل قبضته الشرسة على مؤخرة شعرها بعنف ٢ نقطة ثم رفع يده عاليا وهوى بها على وجهها في صفعةٍ قوية أدمت زاوية شفتيها ٢ نقطة لم تستطع سوى أن تئن بفعل الصدمة ٢ نقطة
, في تلك اللحظة دخل الغرفة الاثنان الآخران ٢ نقطة لكنها نقلت عينيها المهتزتين منهما الي الممسك بها حين سألها دون مقدمات
, ( أين باقي الأوراق ؟٢ نقطة )
, ابتلعت ريقها وهي تقول بصلابة ( لا أعلم عما تتكلم ٢ نقطة )
, رفع يده ليضربها مرة أخرى بعنفٍ أكبر وهو يقول بصوتٍ أعلى ( أين باقي الأوراق ؟ ٢ نقطة )
, انساب خيط الدم من فمها لكنها تحاملت و نظرت اليه وهي تبتسم لاهثة ثم همست
, ( عند شخصا آخر ٢ نقطة سيسلمها للشرطة عند حدوث أي مكروهٍ لي )
, شدد من قبضته على شعرها حتى كاد أن يقتلعه من جذوره وهو يقول مبتسما بوحشية
, ( لا بأس ٢ نقطة الأوامر لدينا ، مجرد معاقبتك على العبث مع من هم أعلى منكِ )
, ثم صفعها مرة أخرى لكن اقرب الى لكمةٍ هذه المرة فسقطت على الأرض تتأوه ٢ نقطة ليقترب احد الاثنين الواقفين عند الباب و انحنى جاذبا إياها من شعرها مرة أخرى لتقف و ليلكم فكها بقوة فسقطت تجاه زميله الذي تلاقاها بين ذراعيه ليرفع ركبته و يضربها في بطنها
, فتأوهت بصوتٍ مكتوم لتسقط على ركبتيها أمامه ٢ نقطة لكن صفعة أخرى رمتها أرضا بقوة ٢ نقطة
, شعرت صبا حينها أن السماء أصبحت ذهبية تحت جفنيها المطبقين ٢ نقطة وعلمت أنها النهاية ٢ نقطة
, ومن بين أمواج الغياب عن الوعي ٢ نقطة شعرت بأحدهم يحملها بقسوةٍ ليلقي بها على السرير و أنفاسٍ بغيضةٍ وعطرٍ فج يزكم أنفاسها حيث اقترب منها وهو يهمس في اذنها ٢ نقطة
, ( لم يكن عليك السكن في بيتٍ بمفردك ٢ نقطة فالحياة أصبحت غير آمنة )
, صوت ضحكاتٍ جاءت من البعيد لكنها لم ستطع تحديد الواقع من الكابوس الآن ٢ نقطة الى أن شعرت بقبضتين أعلى صدرها تمزقان قميصها القطني من أوله لآخره ٢ نقطة
, صرخت صباا بعنفٍ وهي تتلوى بشراسة ٢ نقطة الا أن لكمة بعد أخرى جعلتها تسكن تماما ٢ نقطة لكن الوعي أبى أن يرحمها و يغادرها حتى تلك اللحظة وهي تسمع تمزق ملابسها ٢ نقطة صرخت بقوةٍ وهي لا تعلم إن كانت تصرخ في الحقيقة ٢ نقطةأم في لا وعيها فقط ٢ نقطة
, أصابع عديدة امتدت اليها تنهشها وهي تئن و تتلوى ٢ نقطة ليست يدا ولا اثنتين ٢ نقطة غير الثالثة التي قبضت على معصميها أعلى رأسها ٢ نقطةبكت ٢ نقطة بكت طويلا وهي تنادي والدها ٢ نقطة اخذت تناديه لينقذها فهو من كان موجودا دائما حين تحتاجه ٢ نقطة
, فجأة سمعت أصوات صراخٍ شرس من خلف جفنيها المطبقين ٢ نقطة أصبحت الغرفة من حولها كحربٍ شعواء ٢ نقطة
, أصوات أحزمةٍ و سلاسل تطوح في الهواء ٢ نقطة نصل سكين يقطع الهواء لتسمع بعده صرخة وحشية ٢ نقطة ثم صوتِ رصاص ٢ نقطة هل هذا رصاصٍ حقا ؟؟ ٢ نقطة وتأوه مكتوم و سقوطٍ على الأرض ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, صرخ عاصم بوحشيةٍ حين دخل ورجاله اللذين وصلو في نفس اللحظة معا ٢ نقطة وما أن رأى المشهد أمامه حتى أطلق صرخته وهو يهجم عليهم شاهرا مديته ٢ نقطة بينما الآخرين احدهم يحمل السلسلة السميكة الحديدية ٢ نقطة و الآخر يحمل مديتين كالتي يمسكها عاصم
, و دارت حربا طاحنة مدتها لا تزيد عن دقائق الى أن تمكن كلا من الثلاثة من اخراج سلاحه ٢ نقطة ليضرب أحدهم أحد رجال عاصم فأسقطه أرضا ٢ نقطة و رصاصة الآخر أخطأت هدفها وضربت الحائط أما الثالث ٢ نقطة فأصابت رصاصته جانب عاصم أسفل صدره
, وضع عاصم يده على الجرح النازف و نظر الى يده ليجدها مغطاة بالدم الا أن ذلك لم أهم من أن يغطي صبا نفسها ٢ نقطة
, صرخ عاصم بوحشيةٍ وهو يضرب بسلسلته الطويلة في لحظةٍ خاطفةٍ فأصاب بها وجه الرجل فأسقط سلاحه أرضا ليتناوله عاصم وهو يقع أرضا ٢ نقطة ليشهره في وجه الرجل أمامه ضاربا رصاصة في ساقه و آخر في كتفه ٢ نقطة بينما تكفل رجليه السليمين بالاثنين الآخرين
, قبل أن يسمع صوت صفارة سيارة الشرطة وهي تقترب ٢ نقطة
, زحف عاصم الى صبا ليلفها بغطاء الفراش وهو يصرخ ٢ نقطة (أريد الاسعاف ٢ نقطة اريد الاسعاف حالا ٢ نقطة )
, نظر اليها وهو يتأوه من منظر وجهها الذي تاهت معالمه من شدة الكدمات ٢ نقطةو ناداها بصعوبةٍ
, ( صبا ٢ نقطة صبا اجيبيني ٢ نقطة أرجوكِ )
, بعد فترةٍ طويلة من وصول الإسعاف وقبل أن يسمح لهم باصطحابهم جميعهم ٢ نقطة أخرج من جيب بنطاله الماشاء **** و قد تغطت بالدم من يده تماما ٢ نقطة لكنه تمكن بصعوبةٍ من أحكام غلقها حول عنقها ٢ نقطة ثم ضمها الي صدره بقوةٍ وهو يهمس في اذنها
, ( اصمدي حبيبتي ٢ نقطة حبا ب**** اصمدي )
, وضاعت الرؤية من بعدها من كليهما ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, كان مستلقيا في فراشه ينظر اليها مبتسما ٢ نقطة مكتفا ذراعيه أسفل رأسه ، وعلى الرغم من ظلام الغرفة الا أنه يراها بمنتهى الوضوح ،
, يمتع نظره بطلتها الملائكية و ثوبها الأبيض وهي تجلس على الكرسي المتأرجح بجوار النافذة ٢ نقطة حيث تغطيها أشعة القمر لتنير وجهها المحبب
, هي الأخرى كانت تنظر اليه مبتسمة برقة و خصلات شعرها النحاسي الاحمر منسابة في لفائف رائعة على كتفيها
, تتأرجح بالكرسي وهي تحتضن الدمية التي جلبها لها و كأنها لا تريد أن تفارقها أبدا ٢ نقطة
, ابتسم لها أكثر ٢ نقطة فاتسعت ابتسامتها و أطرقت برأسها ٢ نقطة نهضت من مكانها بعد فترةٍ ليظل الكرسي يتأرجح خلفها
, فقال بلهفة ( ابقي قليلا ٢ نقطة )
, ابتسمت بأسف لكنها لم ترد ٢ نقطة
, فجأة تغيرت الغرفة و اختفى سقفها ٢ نقطة لتطالعه السماء السوداء المظلمة
, لا زال مستلقيا في فراشه لكن ياللغرابة و قد اختفت جدران الغرفة كذلك ليحل محلها سور متهالك قديم يفصله عن فضاء واسع أسود يوشك أن يبتلعه ٢ نقطة
, وها هي ككل مرة تعود لتقف فوق السور ٢ نقطة كم مرة عليه أن ينهاها عن ذلك ، ٢ نقطة حاول النهوض من الفراش الا أن ذراعيه و ساقيه كانت مقيدة في الفراش بلا قيود ملموسة ٢ نقطة
, حاول وحاول ٢ نقطة دون جدوى
, اخذ صدره يعلو و يهبط و قد التمع بالعرق اثناء صراعه العنيف مع قيوده التي لا يراها٢ نقطة وهي تقف على أطراف أصابعها ، فاردة ذراعيها الى السماء السوداء ٢ نقطة
, حاول أن يصرخ ٢ نقطة حاول وحاول الا ان الصوت وقف كحجرٍ مسنن في حنجرته وهو ينظر اليها مذعورا يهز رأسه علام النفي بقوة
, لكنها ككل مرة قفزت لبتلعها الظلام تحت أنظاره المرعوبة ٢ نقطة
, لحظتها فقط تمكن من الصراخ ( نواااااار ٢ نقطة )
, نهض منتفضا جالسا في فراشه و هو يلهث بشدة ٢ نقطة ليجد أنه في غرفته ٢ نقطة حيث السقف و الجدران لا تزال موجودة مكانها ، و الكرسي المتأرجح موجودا في مكانه بجوار النافذة ٢ نقطة
, نظر الى الكرسي الفارغ وهو يشعر بذلك الألم المعتاد لديه ٢ نقطة ذلك الالم حين يفيق الانسان من نومه و يجد ان من كان يتمنى رؤيته هو مجرد وهم صوره له خياله ٢ نقطة
, والم منظر فقدها و الذي يتكرر مرة بعد مرة وكأن مرة واحدة ليست كافية ٢ نقطة
, رفع كفيه ليمسح الوجهه بقوة ٢ نقطة أي ألمٍ هذا الذي يأبى أن يتركه بعد كل تلك السنين ٢ نقطة
, ٢ نقطة
, تمدد مبتسما على الكرسي الطويل المريح نصف جالسا وهو يقذف كرة مطاطية الى اعلى السقف ثم يتلقفها بين يديه مباشرة دون أن يتحرك من مكانه ٢ نقطة
, تنحنح الرجل الذي يجلس خلف مكتبه وهو ينظر اليه معدلا من نظارته فوق عينيه ٢ نقطة ليقول متذمرا
, ؛( كفى لعبا يا مالك ٢ نقطة المفترض انها جلسة علاجية )
, اتسعت ابتسامة مالك دون ان ينظر اليه وهو يتابع قذف الكرة الى السقف ثم يعود ليتلقفها ٢ نقطة ليقول سعيدا
, ( جلسة علاجية ؟؟٣ علامة التعجب ٢ نقطة حقا يا مراد يصعب علي النظر اليك كطبيب محتمل )
, عقد مراد حاجبيه وهو يقول
, ( مالك أنت تدفع لقاء هذه الجلسة ٢ نقطة لذا لابد أن تأخذ شيئا يرضي ضميري مقابل ما تدفعه )
, ضحك مالك وهو ينهض من مكانه ليذهب و يجلس على الكرسي أمام المكتب وهو يقول
, ( هل هناك طبيب محترم يقول لمريضه ٢ نقطة لا بد أن تأخذ شيئا مقابل ما تدفع ، ٢ نقطة ما هذا ؟؟ اطبيب انت ام بائع لبن ؟؟ )
, تأفف مراد وهو يخلع نظارته ليلقيها على سطح المكتب ثم يقول بغضب
, ( هذا لن يفلح يا مالك ٢ نقطة هذا الوقت الذي تضيعه هناك من هو أحق به منك )
, لا يزال مالك مبتسما ابتسامته الوديعه الا أنها بدت باهتة قليلا ليقول بعد فترة
, ( ماذا ؟؟ ٢ نقطة هل ستعتذر عن المتابعة ؟ كنت أظن أننا أصبحنا أصدقاء )
, قال مراد وهو يشعر بنفسه يضعف من جديد
, ؛( و بصفتنا أصدقاء أنصحك بمحاولة التقدم معي في العلاج ٢ نقطة )
, رد مالك و قد اتسعت ابتسامته من جديد
, ( هل تراني صدقا احتاج الى علاج ؟٢ نقطة انظر الي ٢ نقطة ماذا ينقصني ؟؟ )
, اسند مراد رأسه الى كفه وهو ينظر الى مالك بتركيز ٢ نقطة ثم قال بهدوء
, ( اذن لماذا تأتي الى هنا ؟٢ نقطة )
, هز مالك كتفيه بعد فترة صمت ليقول بعدها بهدوء
, ( أشعر بالراحة حين آتي الى هنا ٢ نقطة تعجبني الجلسة الظريفة مع شخص ظريف مثلك ٢ نقطة اليس هذا سببا كافيا ؟ )
, قال مراد بوضوح دون أن يتحرك
, ( لا ٢ نقطة ليس كافيا ، أنت متعب جدا مؤخرا لكنك لا تحاول التكلم عن الأمر )
, امسك نادر باللعبة الكريستالية الموضوعة على سطح المكتب ليقلبها بين يديه فمال مراد ليلتقطها منه بسرعةٍ ثم يضعها بحذر بعيدا عن متناول مالك ٢ نقطة
, ثم أخذ نفسا عميقا وهو يحاول أن يهدىء نفسه ٢ نقطة ليقول بعدها بإتزان
, ( مالك ٢ نقطة أنت متعب و تريد أن ترتاح ٢ نقطة لكنك لا تريد أن تزيل سبب تعبك )
, ارجع مالك ظهره الى ظهر الكرسي لينظر الى السقف بملل وهو يدمدم
, ( ها قد بدأنا في الطلاسم ٢ نقطة انت مصر أن تحلل ما تتقاضاه و الذي يؤرق ضميرك ٢ نقطة طبعا فأنت تمتص ددمم المرضى ككل الأطباء النفسيين )
, هتف مراد وقد انعقد حاجباه و فقد السيطرة على غضبه للحظة
, ( ماذا ؟؟٢ علامة التعجب٢ نقطة أنا لست ٢ نقطة )
, ثم سكت وهو يزفر حنقا من مالك الذي أخذ يضحك و قد نجح في استفزازه ككل مرة ، لا مريض لديه من قبل نجح في اغضابه على هذا النحو ٢ نقطة
, اخذ نفسا أعمق هذه المرة و بصوتٍ عالٍ ليقول بعد أن هدأ
, ( تريد أن نتكلم بوضوح ؟٢ نقطة حسنا فليكن ، ٢ نقطة أنت متعب ٢ نقطة لكنك لا تريد أن تنساها ٢ نقطة تخشى إن ارتحت و ابعدتها عن تفكيرك بعد العلاج فإنك ستعود لتشتاق اليها في حياتك مرة أخرى )
, لم ينظر اليه مالك ٢ نقطة ظل ناظرا أمامه دون تعبير وقد اختفت ابتسامته ٢ نقطة ليتابع مراد كلامه بصوتٍ أكثر هدوءا
, ( أنت تريد أن ترتاح ٢ نقطة لكنك لا تريد أن تنساها )
, ( تريد أن تنسى المنظر الذي رأيته و الذي عشته ٢ نقطة لكن دون أن تفقد وجودها في حياتك من جديد )
, ( تريد أن تحلم بها كل ليلة ٢ نقطة تأتي اليك كل ليلة لتطمئن الى وجودها آمنة بجوارك ٢ نقطة لكن دون أن ترى باقي الحلم حيث تسقط ككل مرة )
, لم يرد مالك وقد تحولت ملامحه الى ملامحٍ صخرية ٢ نقطة فأكمل مراد بحزم
, ( متى كانت آخر مرةٍ تراها ؟٢ نقطة )
, نظر مالك أرضا بتململ دون أن يجيب ٢ نقطة فأكمل مراد
, ( أنا سأخبرك ٢ نقطة رأيتها ليلة أمس ، فأنت لا تأتي الا حين ترى نفس الكابوس )
, التفت مالك اليه بسرعة ليقول دون تردد
, ( هذا ليس كابوس ٢ نقطة انه حلم ، مجرد حلم )
, نظر مراد ال عينيه بتركيز ليقول
, ( حتى الجزء الخاص بسقوطها ؟؟ ٢ نقطة )
, قال مالك بصوتٍ خافت دون أن ينظر اليه
, ( ومن قال أنني رأيت سقوطها من جديد ؟؟ ٢ نقطة )
, قال مراد بوضوح و بلهجةٍ لا تقبل الشك
, ( بل رأيته بكل تفاصيله ككل مرة ٢ نقطة و انت كل ما تريده هو الا ترى هذا الجزء فقط ، لكنها تريد أن تظل مسؤلا عنها الى مالانهاية )
, نظر اليه مالك بوجهٍ جامد وهو يقول بوجوم
, ( انت تجعلني ابدو مجنونا ٢ نقطة نوار ماتت يا مراد ، كانت مجرد طفلة تلعب فوق سطح بيتنا و سقطت )
, لم يجب مراد بل ظل ينظر الي عينيه بتحدٍ ثم قال مباشرة
, ( لماذا لم ترتبط بأي فتاةٍ الى الآن ؟٢ نقطة )
, ابتسم مالك دون مرح وهو يقول
, ( هل هذا له علاقة بجلسة العلاج الطريفة تلك ؟؟ ٢ نقطة لما لا تطلب لنا كوبين من الشاي لتطلعني على بعض العرائس المقترحات لديك ؟؟ )
, قال مراد دون أن يبتسم
, ( ظريف جدا ٢ نقطة جاوب على السؤال ، لماذا لا تجد الرغبة في الارتباط حتى الآن ؟)
, قال مالك بلا تعبير
, ( من قال أن لا رغبة لدي في الارتباط ؟٢ نقطةالأمر كله أنني أنتظر الفتاة المناسبة )
, فتح مراد فمه يريد ان يكمل الا ان مالك كان قد نهض من كرسيه ليقول مقاطعا بمرح وهو يتمطع باريحية
, ( انتهى وقت الجلسة ٢ نقطةياه أشعر بالفعل انني أصبحت انسانا جديدا )
, حاول مراد الاعتراض الا ان مالك كان قد اتجه الى الباب و قبل ان يخرج استدار وهو يأشر له بتحيةٍ عسكرية مرحة ثم خرج
, ٢ نقطة
, لا يعلم مالذي يفعله هنا ؟٢ نقطة حقا ؟؟ ٢ نقطة هذا المكان أثار اشمئزازه بما يكفي المرة السابقة ٢ نقطة ليأتي اليه مرة أخرى ،
, أول مرة يشعر بالغضب من جلسة مراد الى هذا الحد ٢ نقطة منذ بدأ يلجأ اليه بعد أن ضاق صدره طويلا ، شعر بأنه يرتاح الى تلك الجلسات الطريفة ٢ نقطة لكنه بالطبع ليس مختلا أو حتى معقدا ٢ نقطة انه فقط يحتاج لصديق
, في الواقع حياته الاجتماعية ليست مثالية ابدا ٢ نقطة بل هي على الأرجح فاشلة تماما ٢ نقطةوعلى الرغم من أنه يحاول جاهد الابتسام و الضحك الا أنه يعيش ملجما وكأنه يهوى الابتعاد عن البشر ٢ نقطة
, حتى انه قد وصل الى هذه السن دون الارتباط بفتاة ولو لمرة واحدة ٢ نقطة ولا صديق مقربا اليه على نحو الخصوص ٢ نقطة
, فقط حنين هي المقربة له ٢ نقطة وهي منذ فترةٍ تبدو وكأنها قد كبرت و خرجت من تحت رعايته ٢ نقطة يبدو أنها لم تعد في حاجة اليه بعد الآن و كان في حاجة للشعور أن هناك شخصا ما تحت رعايته ٢ نقطة كان هذا الشعور هاما جدا في حياته ٢ نقطة
, ركل حصوة بغضب و هو ينظر الى ذلك المكان المقزز عبر الطريق ٢ نقطة ثم بعد تردد عبر الطريق متجها الى ٢ نقطةاليها ٢ نقطة ليطمئن عليها من باب المجاملة ٢ نقطة
, ما أن عبر الطريق و اقترب ٢ نقطة حتى رآها خارجه ، شعر بالغضب رغما عنه وهو يرى أنها على الأرجح ذات الدور في المشي أمام الباب برقةٍ تختلف عن ميوعة الأخريات كطريقةٍ جذب للزبائن ٢ نقطة
, وقف مكانه متسمرا وهو يراها تمشي كفراشةٍ، قدماها الصغيرتان تتناقضانِ في رقتهما مع الأسفلت الخشن للرصيف أمام مدخل المكان ٢ نقطة
, شعرها النحاسي يتطاير مع نسماتِ الهواء ٢ نقطة أما ملامحها البريئة فقد ازدادت بزينةٍ لم يرها عليها المرة السابقة ٢ نقطة
, تسير و تبتسم للذاهب و الآتي و تدعوهم بنظرةٍ منها الى دخول المكان ٢ نقطة اقترب مالك اكثر الى أن صار في مواجهتها وهي لم تره بعد وقد حملها شرود مفاجىء للبعيد ٢ نقطة الى أن التقت عيناهما في لحظةٍ خاطفةٍ فاتسعت عيناها اندهاشا وهمست
, ( سيد مالك ؟٢ علامة التعجب ٢ نقطة)
, ابتسم بجفاء ٢ نقطةواضعا يديه في جيبي بنطاله وهو ينظر اليها ليقول بهدوء
, ( كيف حالك يا ٢ نقطة )
, همست تكمل بضعف ؛( أثير ٢ نقطة )
, أومأ مالك وهو يقول بصوتٍ خافت ؛( نعم نعم ٢ نقطة كيف حالك يا أثير ؟)
, همست و بدت وكأنها ترتجف قليلا على الرغم من لطف الجو من حولهما
, ( بخير الحمد لله ٢ نقطة كيف ٢ نقطة كيف حالك ؟ )
, اومأ برأسه دون أن يجيبها ٢ نقطة ظلا صامتين قليلا الى أن أطرقت برأسها و هي تنظر الى الأرض ٢ نقطة ثم همست ما أن وجدت صوتها
, ( يبدو أنك ٢ نقطة أنك هنا من أجل موضوع اخلاء البيت ، اليس كذلك ؟؟ )
, قال بنفس هدوؤه ( على ما يبدو ٢ نقطة )
, لم تستطع أن ترفع رأسها اليه وقد تأكدت مما كانت تخشاه ٢ نقطةولم تجد ما تقوله كذلك ، فانتظرت مصيرها المحتوم
, لكنها لم تتوقع ما سمعته في اللحظة التالية حين قال مالك بحزم
, ( أتيت على أمل أن أجدك قد تركتِ هذا المكان ٢ نقطة )
, رفعت رأسها اليه بسرعةٍ وهي تنظر اليه بعينين زرقاوين مدهوشتين وشفتين مفتوحتين ٢ نقطة فلم يستطع مالك مقاومة طيف ابتسامة ظهرت على شفتيه وهو يقول
, (الم تتخلي بعد عن عادة نسيان فمك مفتوحا هكذا ؟٢ نقطة )
, أغلقت فمها بسرعةٍ وهي ترمش بعينيها ٢ نقطةثم دون سابق انذار انسابت دموعتانِ رغما عنها على وجنتيها الناعمتين و قد نال منها الإرهاق مناله
, أخرج من جيبه منديلا وناوله اياه ٢ نقطة فأمسكته شاكرة باختناق ، لكن قبل أن تستخدمه نظرت اليه وقالت بصوتٍ باكٍ مختنق
, ( ما هذا ؟٢ نقطة الازال هناك من يستخدم مناديلا قماشية ؟؟ )
, ابتسم مالك وهو ينظر اليها بعطف ليمد يده و يمسك المنديل و يفرده لها قائلا باعتزاز
, ؛( انه منديلي الشخصي ٢ نقطة انظري ،٢ نقطة أمي حاكت اسمي على زاويته ، بالرغم من أنها لا تستطيع القراءة أو الكتابة ٢ نقطة الا أنها طلبت مني أن أكتب لها أسمي لى المنديل لتحيك فوقه ٢ نقطة أي ان مجرد استخدامك له يُعد شرفا عظيما لكِ )
, ترددت وهي تمسك المنديل بأصابع مرتجفة ثم رفعت عينيها الحمراوين اليه تقول بضعف
, ( اذن يبدو لي من الظلم أن أستخدمه ٢ نقطة )
, قال مالك مبتسما بهدوء ( عندي منه دستتين ٢ نقطةأمي لا تضيع وقتها )
, ابتسمت من بين دموعها وهي تمسحها من على وجنتيها قبل أن تنفخ في المنديل بقوةٍ ٢ نقطة رفع مالك احدى حاجبيه ثم قال بجديةٍ
, ( حسنا ٢ نقطة لقد وضعتِ بصمتك عليه الآن ٢ نقطة أحسنتِ )
, عقدت حاجبيها وهي تنظر اليه بغضب لتقول كطفلةٍ متذمرة
, ( سأغسله ثم أعيده اليك ٢ نقطة)
, قال مالك بجدية ؛( اغسليه بيديك ٢ نقطة إياكِ أن تضعيه في المغسلة الكهربائية )
, مطت أثير شفتيها امتعاضا وهي تنظر اليه ثم قالت ( اتحب أن تأخذ ضمانا عليه لحين أن أعيده اليك ؟٢ نقطة )
, ابتسم مالك وهو يتطلع اليها ليقول بهدوء
, ( أحب أن نسير معا على طريق البحر قليلا ٢ نقطة)
, اتسعت عيناها دهشة وهي تنظر اليه ، غير متأكدة مما سمعته للتو ٢ نقطة ثم قالت متلعثمة
, ( لا ٢ نقطة لن أستطيع ترك عملي الآن )
, قال مالك بهدوء دون اهتمام
, ( استطيع أن آخذ لك الإذن لساعة من صاحب المكان بسهولة ٢ نقطة هذا إن كنتِ مهتمة اصلا بالمحافظة على العمل في هذا المكان )
, عبست أثير وهي تقول بحدةٍ ظهرت قليلا في مرارة صوتها
, ( أنا مهتمة جدا بالمحافظة على عملي ٢ نقطة لأني أحتاج اليه يا سيد مالك )
, لم يهتز مالك لحدتها وهو يقول بهدوء
, ( يبدو انني قد أغضبتك ٢ نقطة فها أنتِ قد عدتِ لكلمة سيد من جديد ، عموما أخبرتك أنني أستطيع أن آخذ لكِ الإذن )
, عضت اثير على شفتها السفلى وهي تتسائل عن حزمها الغير قابل للتنازل في التعامل مع الرجال ٢ نقطة أين ذهبت صلابتها في معالجة مثل هذه المواقف بمنتهى الحسم ، ولماذا ترغب بشدةٍ في الموافقة ٢ نقطةلكنها استجمعت قوتها و نهرت افكارها المتهاونة لتقول بلعثم
, ( لن يكون ذلك ٢ نقطة لن يكون ذلك ملائما أبدا ، مجرد خروجي من هنا ٢ نقطة برفقتك )
, اتسعت ابتسامة مالك وهو ينظر الى السماء قائلا
, ؛( الحمد لله ٢ نقطة هاقد بدأت تتعقل و الا تمنح ثقتها لأيا كان ، )
, نظر اليها وهو يضع كفه المفرودة على صدره بتحية تقدير قائلا
, ( أنا منبهر ٢ نقطة )
, كتفت ذراعيها وهي تنظر اليه بامتعاض ٢ نقطة بينما صوتا بداخلها يصرخ ٢ نقطة هل يمكن الأحدٍ الا يثق في شخصٍ كهذا ؟ ٢ نقطة
, ضحك مالك وهو ينظر الى نظرتها الممتعضة و قال بتملق
, ( هيااا الآن يا اثير ٢ نقطة إنكِ تريدين السير على البحر قليلا في هذا الجو الرائع ٢ نقطة أرى ذلك في عينيكِ )
, ابتسمت قليلا رغما عنها ٢ نقطة ثم قالت بتردد
, ( قد يعتقد صاحب المكان أنني ٢ نقطة أنني أقبل عادة ب ٢ نقطةالخروج )
, احمرت وجنتاها ولم تجد القدرة على المتابعة ، لكنه فهم ما قصدته و قال مقاطعا برقة و حسم في نفس الوقت
, ( ليس من حقه أن يظن شيئا ، فلينظر كل انسان الى نفسه أولا ٢ نقطة أما اذا كنتِ تخشين أن يطلب منكِ ٢ نقطة بعض التنازلات في عملك فأطمئنك أنه لن يجرؤ على ذلك بعد أن دخلت اليه المرة السابقة ٢ نقطة هل حدث أن تعرضتِ لطلبٍ ضايقك ؟ ٢ نقطة لأن بإمكاني أن أغلق هذا المكان ، صدقا ٢ نقطة )
, نظرت الى الصلابة الظاهرة في كلماته و شعرت برجفةٍ ناعمةٍ تهز قلبها ٢ نقطة ما أجمل أن تحظى فتاة بحماية رجلا كهذا ٢ نقطة
, ابتسمت بشرود وهي تتطلع الى القوة في عينيه المنتظرتين لتهمس برقة
, (لا ٢ نقطة لم أتعرض لشيء ، وكأنني ابنة صاحب المكان )
, شردت وهي تفكر في داخلها ٢ نقطة ان لم يكن هذا يتضمن نظراتٍ تنهش جسدي ليلا ونهارا ٢ نقطة تعليقاتٍ فجة و ابتساماتٍ وغمزاتٍ مبتذلة ، مجرد سيرها جيئة و ذهابا أمام المدخل كعرضٍ رخيص على الرغم من ملابسها الرسمية الخادعة و التي هي أقرب الى الخدمة الفندقية منها الى مجرد الخدمة كنادلة ٢ نقطة
, أبعدت نظراتها الحزينة عن عينيه المحدقتين حتى لا يتمكن من قراءة أفكارها ٢ نقطة
, ظل صامتا قليلا ليقول بعد ذلك بهدوء لا يحمل المرح
, ( اذن ٢ نقطة هل تحبين السير قليلا ؟ )
, رفعت نظرها اليه وهي تنتوى الرفض ، الا أنها ما أن نظرت الى عينيه الحنونتين حتى أومأت برأسها باستسلام رائع ٢ نقطة فأومأ مالك مبتسما هو الآخر ليتركها دون كلمةٍ ليتجه الى الداخل وكأنه يملك المكان ٢ نقطة
, خرج بعد فترةٍ ٢ نقطة بنظراتٍ تحمل القليل من الإزدراء جمدت قلبها ، لكنها اختفت ما أن نظر اليها ليقول مبتسما
, ( هيا بنا ٢ نقطة )
, همست بتردد وهي تتساءل ان كان صاحب المكان قد أوحى له بشيء قذر كعادته ،
, ( لا بد أن ٢ نقطة أن ابدل ثيابي أولا ، فهي ٢ نقطة )
, قاطعها مالك ليقول بحزم ( أمامك خمس دقائق ثم سأنصرف بعدها ٢ نقطة ثم ب**** عليكِ أزيلي طبقة الوان الزيت تلك من على وجهك )
, قالت بحدة ( لا دخل لك ٢ نقطة انه وجهي و ليس وجهك )
, ثم انصرفت لتتركه ضاحكا ٢ نقطة
, نظر اليها وهي تخرج اليه ببنطالها الجينز و قميص قطني بسيط بينما شعرها انسدل على كتفيها و ظهرها بلونه النحاسي الأشقر ٢ نقطة بدت وكأنها قد صغرت في العمر حوالي عشر سنوات بوجهها البريء ٢ نقطةو القدم الوردية المطبوعة على قميصها ٢ نقطة
, ارتفع حاجبه اندهاشا و ارتيابا وهو ينظر الي تلك القدم ٢ نقطة حتى حنين المسكينة لن ترتدي مثل هذا القميص ذو القدم بأصابعها المستديرة الضاحكة ٢ نقطة
, وقفت بجواره وهما يهمانِ بعبور الطريق العريض ذو الخمسِ حارات ٢ نقطة دائما ما تخاف عبور طريق البحر ، الا أنها اليوم تشعر وكأنها تطير على ظهر حصانٍ أبيض و أمامها ٢ نقطة
, ( هيا الآن ٢ نقطة )
, قطع عليها احلامها السعيدة بصوته فنظرت اليه لتجده ينظر الى طريق البحر بتركيز ٢ نقطة مادا يده امامها ، ودون تفكيرا منها رفعت يدها وهي تظن انه يريد الامساك بها ليعبرا الطريق ٢ نقطة الا ان تحرك ذراعه أمامها وهو يبدأ في التحرك جعلها تدرك أنه يقوم بعمل حاجز وهمي لها تعبر لحظة عبوره ٢ نقطة أخفضت يدها وهي تشعر بالغباء الشديد لكنها لم تطل التفكير وهي تبدأ في الجري بجواره وما يجد أن الأمر يتطلب وقوفهما تقف ذراعه أمامها لتوقفها ٢ نقطة ثم يكملا الى أن عبرو الخمس حارات الذاهبة و الخمس حارات الآتية ٢ نقطة
, وصلت الي الطرف الآخر وهي تضحك عاليا لتقول لاهثة بعد أن تنفست الصعداء
, ( الم تسمع عن وجود أنفاق للمرور ؟؟؟ ٢ نقطة )
, ضحك مالك هو الآخر ليقول مستنكرا بشدة
, ( أنفاق ؟؟٤ علامة التعجب ٢ نقطة ستكون تلك سبة في جبين أبناء البلد اللذين اعتادو عبور طريق البحر جريا منذ ولادتهم ، تلك الأنفاق بنيت للمرفهين )
, رفعت عينيها اليه تظللهما بيدها من الشمس لتقول مباشرة
, ( مالك رشوان ٢ نقطة أنت شخصا لا أمل بك إطلاقا )
, سارا معا على طول البحر ٢ نقطةلا تظن أنها قد رأت البحر أكثر جمالا يوما ٢ نقطة و لا تظن أنها قد شعرت بمثل ذلك السلام منذ وقتٍ طويل .
, قضمت الذرة المشوية التي اشتراها لها وهي تشعر بالهواء يداعب شعرها و يطيره هنا وهناك بينما لم تفعل شيء لمنعه مستمتعة بكل لحظة ٢ نقطة
, نظرت اليه من بين خصلاتِ شعرها وهو يأكل ذرته باهتمام ناظرا أمامه وكأنه لا يحمل للدنيا هما ٢ نقطة قالت له بصوتٍ أعلى قليلا من صوتِ أمواج البحر
, ( لماذا أتيت اليوم ٢ نقطة يا مالك رشوان ؟ )
, خفض رأسه لينظر اليها من طوله الفارع خاصة وأنها قد قصرت حوالي شبرا بدون حذائها العالي الكعبين ٢ نقطة ليقول بدهشةٍ و استياء
, ( ما بال كل الناس يسألونني نفس السؤال اليوم ؟٢ نقطة الا مكان للمودة بعد الآن بين الناس ؟ )
, ابتسمت وهي تقضم قضمة أخرى وهي تقول بفمها الممتلىء ذرة
, ( من سألك نفس السؤال اليوم ؟٢ نقطة)
, قال لها ضاحكا ؛( صديقا وُجد في حياتي لكي لا نتفق و لا يفهم أيا منا الآخر ٢ نقطة )
, ضحكت هي الأخرى لتقول ( وماذا تستفيد من تلك الصداقة اذن ؟٢ نقطة )
, سكت قليلا ثم قال ناظرا للبحر ؛( يوقظ فيّ أشياءا لا أحب نسيانها ٢ نقطة )
, لم تفهم قصده جيدا لكنها شعرت بأن هناك فتاة خلف لهجته ٢ نقطة هل أحب من قبل ؟؟ ٢ نقطة من تلك البائسة التي سمحت لمثله بالفرار من بين يديها ٢ نقطة
, لكن لماذا افترضت أصلا أن العلاقة قد انتهت ؟٢ نقطة فربما يكون مرتبطا وما المانع ؟ ٢ نقطة شعرت بوجومٍ قاتل في لحظةٍ هدد سعادتها الحالية فقضمت قضمة أخرى بيأس وهي تشد عليها واجمة ٢ نقطة أفاقت من أفكارها على صوت مالك وهو يقول فجأة
, ( اثير ٢ نقطة لماذا لا تبحثين عن عملا آخر ، من الواضح أنكِ تحملين شهادة تؤهلك لعمل أفضل من ذلك )
, شعرت بالحرج البالغ وهو يعود مرة أخرى للتلميح على عملها الذي لا يشرف بأي حال من الأحوال
, اطرقت برأسها وهي تقول بصوتٍ خافت
, ( أعمل به لأنني أحتاجه ٢ نقطة الإكراميات في هذا العمل مرضية جدا ، ودار الرعاية التي يمكث بها والدي حاليا تأخذ مبلغا باهظا
, الغريب في الأمر أنني أصبحت حاليا لا أتحمل أي مسؤليات أو أعباء فقد أصبحت وحدي تماما ، لكن الواقع انني مقيدة بتكلفة دار الرعاية ٢ نقطة لا تقدم في حالة والدي ابدا ، ولا أمل في ذلك ابدا ٢ نقطة أصعب شيء أن ترتبط بشيء تضحي من أجله بالكثير و في نفس الوقت تجد أنه لا أمل ٢ نقطة و أن ٢ نقطة وأن والدي لن يعود لي أبدا ، لكني لن أتخلى عنه مهما حدث و لو دفعت عمري في أن يبقى مرتاحا ولو ليومٍ واحد ٢ نقطة أنت لا تعرف كم كان والدي ينبض بالحياة ٢ نقطة كان يشعل البيت مرحا وضحكا حتى أنه كان يصيب أمي بالجنون
, مجرد ذهابي لرؤيته تشعرني بأن حياتي لم تنتهي بعد ٢ نقطة لازال ينظر الي وإن كان لا يراني أصلا ، لكن هذا يكفيني لأستمر في حمايته )
, سكتت أثير حين لم تجد القدرة على المتابعة و قد سدت الدموع حلقها و أبت أن تنحدر على وجنتيها ٢ نقطة
, عاد الصمت بينهما وهما يسيران جنبا الي جنب ، تحتضنهما أشعة الشمس الدافئة و التي يلطف منها هواء البحر العالي ٢ نقطة
, وقف مالك فجأة٢ نقطة لتقف هي الأخرى وهي تنظر اليه مستفسرة ٢ نقطة فقال مالك بحزم
, ؛( أثير ٢ نقطة أتركي العمل و سأعطيكِ ما تتقاضينه حتى تجدي عملا يناسبك ٢ نقطة ومصاريف دار الرعاية أنا سأتكفل بها )
, لم تهتز عضلة في ملامحها وهي تنظر اليه بجمود ٢ نقطة ثم همست
, ( لا يمكن لفتاة أن تقبل بعرض كهذا من أي شاب ٢ نقطة لأنه إما يكون إحسان فائق عن الحد ٢ نقطة وإما يكون مقدمة ل ٢ نقطة )
, لم تكمل ، لكن مالك فهم ما أرادت قوله فابتسم برقةٍ وهو يقول
, ( ابهرتني للمرة الثانية٢ نقطة لكن اطمئني ، فهذا العرض ليس مقدمة ل ٢ نقطة)
, ابتسمت رغم احمرار وجهها الذي بدا كثمرة الطماطم لكنها همست بشجاعة
, ( اذن ماذا يكون ؟٢ نقطة )
, اجاب مالك مبتسما ( احسان فائق عن الحد ٢ نقطة )
, اختفت ابتسامتها و امتعضت منه وهي تعود للسير تاركة إياه يضحك من خلفها ٢ نقطةولم يرها وهي تبتسم بحزنٍ بينما عيناها تشعانِ بشعورٍ جديد ٢ نقطة
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%