ناقد بناء
معاون
طاقم الإدارة
معاون
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
- إنضم
- 17 ديسمبر 2021
- المشاركات
- 9,590
- مستوى التفاعل
- 3,147
- العمر
- 42
- نقاط
- 21,906
- الجنس
- ذكر
- الدولة
- كندا
- توجه جنسي
- أنجذب للإناث
الفصل الحادي والستون
يذرع الممر الطويل جيئة و ذهابا و هو على حافة بركان ٢ نقطة مضى على خروجها من غرفة الجراحة بضع دقائق و لم يخرج أحد من غرفتها حتى الآن ٢ نقطة
, انه يوشك على أن يقتل الجميع في سبيل الإطمئنان عليها
, يالهي ٢ نقطة متى أصبحت بمثل تلك الأهمية اليه ٢ نقطة متى أصبحت روحه التي تسكن جسدا غير جسده ٢ نقطة
, هل حدث هذا بين يومٍ وليلة ٢ نقطة أم حدث منذ سنواتٍ و سنوات ٢ نقطة
, خرج أخيرا الطبيب من غرفة حنين ، فاندفع جاسر اليه بقوة دون أن يجرؤ على السؤال ، فربت الطبيب على كتفه برفق وهو يقول
, ( انها بخير الآن ٢ نقطة التصادم كون لها تجمع دموي لكن تم التخلص منه ٢ نقطة أما الجنين فللأسف لم نستطع انقاذه ، لقد كان في أسابيعه الأولى و لم يصمد الحمل أمام تلك الردة القوية ٢ نقطة
, أنتما لازلتما شابين ٢ نقطة فليعوضكما **** خيرا ٢ نقطة )
, اهتزت حدقتا جاسر و نبض قلبه بأسى و قسوة ٢ نقطة ثم قال أخيرا بصوتٍ متحشرج
, ( هل يمكنني أن أراها ؟؟ ٢ نقطة )
, اومأ الطبيب وهو يقول
, ( نعم ٢ نقطة لكن لدقائق فقط ، انها مجهدة الآن ، بالإضافة الى حالتها النفسية السيئة ، لذا ستحتاج الى الدعم منك حاليا )
, أومأ جاسر برأسه ٢ نقطة سيعطيها حياته و ليس دعمه فقط ٢ نقطة
, أخذ نفسا عميقا وهو يدخل الغرفة لينظر بوجوم و قلب مثقل الي طفلته الصغيرة التي ترقد في فراش المشفى ٢ نقطة
, ابتلع ريقه بصمت وهو يراها بعينيها المتسعتين حتى كادتا أن تبتلعا وجهها الصغير كله ٢ نقطة شاحبة لدرجة مخيفة جدا ٢ نقطة
, يالهي ٢ نقطة كم اختلف وجهها الآن عنه في الصباح حين كانت مشرقة و متوردة كوردة نضرة ٢ نقطة هل اجتماعه بها له مثل ذلك الأثر القاتل عليها ٢ نقطة
, الن تكتفي من الكوارث التي يسببها لها ٢ نقطة لو لم يأتِ لرؤيتها صباحا لما عبرت الطريق دون حرص هربا منه ٢ نقطة
, كان مشتاقا اليها ٢ نقطة فقط كان مشتاقا اليها و يود رؤيتها ٢ نقطة
, اقترب منها ببطء وهو يخشى أن يخيفها أو يرعبها بمعنى أصح ٢ نقطة نقل عينيه منها الى الممرضة التي كانت تتأكد من تثبيت ابرة المحلول في كفها الصغير ٢ نقطة و الذي رقد بضعف على بطنها المصابة ٢ نقطة
, ابتسمت له الممرضة بعطف ثم أومأت له بخروجها كي تمنحه بعض الوقت مع زوجته ٢ نقطة
, بعد خروجها أقترب جاسر أكثر ، يكاد أن يلامس الأرض البيضاء حتى وصل اليها ٢ نقطة ينظر اليها دون أن تنظر اليه ٢ نقطة
, اهتزت عضلة في وجهه و هو يحاول احكام سيطرته على انفعالاته ٢ نقطة ثم همس قبل أن يستطيع منع نفسه
, ( حنين ٢ نقطة )
, لم يبدو عليها أنها قد سمعته للحظات ، ثم ببطء حولت عينيها المتسعتين اليه دون أن تتكلم ٢ نقطة فانحنى اليها بلهفة يمرر كفه على رأسها برفق ٢ نقطة يبتسم لعينيها المحدقتين به ٢ نقطة ثم همس أكثر خفوتا
, ( كيف حالك الآن ؟؟ ٢ نقطة )
, لم ترد ٢ نقطة طبعا و ماذا ينتظر ردا على سؤالٍ غبي كهذا ٢ نقطة لكنها على الأقل لم تنفجر في وجهه ، ٢ نقطة الحمد لله ٢ نقطة
, لكن هل هذا فألا طيبا أم العكس ؟ ٢ نقطة
, تنهد بتوتر قبل أن يبتسم لها بحنان ناقض خشونة وجهه وهو يمشط مقدمة شعرها بأصابعه هامسا
, ( لا بأس ٢ نقطة لا تخافي ، المهم أنكِ بخير )
, ظلت تنظر الي عينيه قليلا قبل أن ترتجف شفتيها بعجز و تبدأ عينيها في البكاء و هزت رأسها نفيا بضعف وهي تهمس بصوتٍ لم يسمعه للوهلة الأولى
, ( لا ٢ نقطة لست بخير )
, ثم أغمضت عينيها و اهتزت كتفيها في نحيب مضنٍ صامت ٢ نقطة أفزعه على الرغم من نعومته ٢ نقطة
, لذا لم يتمالك نفسه وهو يستلق بجوارها ٢ نقطة رافعا اياها قليلا بحرص ليضمها بين ذراعيه الي صدره بقوةٍ ٢ نقطة تأوهت قليلا الا أنه لم يبالِ وهو يشعر أن ضمها له الآن أهم من أي ألم جسدي تشعر به ٢ نقطة
, و ما أن سقط رأسها على صدره حتى انفجرت باكية بعنف كما لم تبكِ من قبل ٢ نقطة
, تعلقت بعنقه بضعف و هي تبكي و تبكي ٢ نقطة بينما أخذ هو يضمها الي صدره بأقصى ما يستطيع في حدود مراعاته لكدماتها ٢ نقطة بينما أغمض عينيه بألم يسند ذقنه الى قمة رأسها ٢ نقطة
, غير مصدق بأنها تقبل بأن تشاركه ألمها في تلك اللحظة ٢ نقطة و لولا قسوة فقده للجنين الذي طالما تمناه منها بهذه الطريقة المرعبة و على حين غفلة ٢ نقطة لكان طار فرحا بلجوئها اليه و افضائها بدموعها اليه هو دون غيره ٢ نقطة
, أقسم في داخله انه لن يخذلها مجددا طالما في صدره نفس يتردد ٢ نقطة
, لكن الآن ٢ نقطة كيف يواسيها ؟ ٢ نقطة أنه ليس ضليعا في مثل تلك الأمور ٢ نقطة لذا لم يجد سوى أن شدد من ضمها اليه و
, اخذ يتخلل خصلات شعرها بأصابعه و هو يتمتم لها بهمسٍ مختنق في أذنها ٢ نقطة
, بمرور الدقائق كانت عاصفة البكاء قد هدأت قليلا ٢ نقطة لتتحول الى تنهيداتٍ ناعمة بعد أن بللت قميصه تماما ٢ نقطة
, وهو يلامس بشرتها المبللة كذلك بنعومة لكي تهدأ تماما ٢ نقطة
, و أخيرا حين شعر بأنها على استعدادٍ لأن تسمع بضع كلمات ٢ نقطة همس لها بخفوت
, ( لا بأس حنينتي ٢ نقطة انها ليست نهاية العالم ، يمكننا انجاب عشرة ***** ٢ نقطة بل اثنا عشر ، حسب قدرتك على التحمل )
, لم يسمع منها ردا ٢ نقطة فشجعه ذلك في حد ذاته لأن يتابع بهدوء
, ( احد عشر ذكرا ٢ نقطة و بنت ٢ نقطة لتساعدكِ في شؤون البيت و يمكنك تربيتها كما تحبين ٢ نقطة طالما أنها لن تخرج من باب البيت ٢ نقطة
, أما الذكور فأنا من سأتولى تربيتهم ٢ نقطة سيخرجون الى العمل معي بجانب الدراسة ٢ نقطة سأصنع منهم رجالا أشداء
, أيعجبك ذلك ؟؟
, أنتِ فقط تعافي و أنا سأجعلك لا تلاحقين على كثرة الأطفال )
, سمع حركة عند باب الغرفة ٢ نقطة فنظر بطرف عينه ليجد عاصم واقفا مكفهر الوجه على وشكِ طرده من جوار حنين ٢ نقطة لذا انتظر هجومه وهو يقسم لو أزعج حنين حاليا فلن يكفيه عمره لحظتها ٢ نقطة
, الا أن عاصم ظل ينظر اليه بغضب لكن يتخلل ادراك غامض ٢ نقطة قبل أن يخرج من الغرفة دون كلمة واحدة ٢ نقطة
, عاد جاسر لينظر الى حنين التي كانت على وشكِ أن تغفو على صدره ٢ نقطة فابتسم لها بمرارة وهو يقاوم الغصة المؤلمة في حلقه ٢ نقطة قبل أنه يقول لها هامسا
, ( هل تريدين النوم ؟؟ ٢ نقطة )
, ظن أنه يكلم نفسه لمجرد أن يهدئها صوته ٢ نقطة الا أنه صدم للمرة الثانية برؤية رأسها يتحرك و هي تومىء له موافقة بضعف و عينيها تكاد تنغلقان ٢ نقطة
, شعر في تلك اللحظة بتضخم في قلبه ٢ نقطة و عرف بأنه لن ينسى تلك اللحظة أبدا ، ٢ نقطة دون أن يعرف سببا لتميزها عن غيرها من ملايين اللحظات بينهما ٢ نقطة
, فابتسم أكثر قليلا دون أن يفارق الحزن عينيه وهو يهمس
, ( حسنا ٢ نقطة نامي ، لن أتركك أبدا )
, أغمضت حنين عينيها و كأنها كانت تنتظر أمره الهاديء لتستلم للهروب في سباتٍ عميق ٢ نقطة لكن آخر ما سمعته قبل أن تغيب عن الوعي ٢ نقطة هو صوته البعيد جدا وهو يقول
, ( لقد كنت أريد هذا الطفل أكثر من أي شيء في هذه الدنيا ٢ نقطة و لا يزال سيظل المفضل عندي أبدا )
, ثم شعرت بملمس شفتين على كفها قبل أن يضيع العالم من حولها ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, خرج جاسر من الغرفة رغما عنه لعدم ثقته في مشاعره وهو معها أكثر من ذلك ٢ نقطة فوجد عاصم مستندا الى جدار الممر واضعا يديه في جيبي بنطاله مطرقا برأسه ٢ نقطة
, و ما أن شعر بخروج جاسر حتى رفع رأسه ليقول بخفوت
, ( كيف هي الآن ؟٢ نقطة )
, أخذ جاسر نفسا مرتجفا قبل أن يقول بثبات زائف
, ( ستكون بخير ٢ نقطة )
, أومأ عاصم برأسه ٢ نقطة ثم قال بصرامة
, ( كيف حدث ما حدث تحديدا ؟ ٢ نقطة )
, استند جاسر بظهره الي الجدار المقابل ، ملقيا وزنه اليه بتعب وهو يحكي لعاصم ما حدث في ايجاز ٢ نقطة الا أنه تعجب حين لم تظهر الدهشة على عاصم الذي بدا متجهما لكن ٢ نقطة متفهما ٢ نقطة على عكس ما توقع ٢ نقطة
, فقال جاسر بوجوم و كأنه يحدث نفسه
, ( تبدو و كأنك تعلم حالة غياب الوعي التي أصابتها ٢ نقطة )
, مضت فترة قبل أن يقول عاصم بجفاء ٢ نقطة
, ( انها عادة ما تغيب عن الوعي ما أن ترى حادثا أو تسمع صيحة أو صراخا ٢ نقطة انها كذلك منذ ٢ نقطة )
, توقف عاصم عن المتابعة ، فسأل جاسر يحثه
, ( منذ ؟؟ ٢ نقطة )
, قال عاصم بصوتٍ خافت
, ( منذ ٢ نقطة حادثة أختك )
, تثلجت عينا جاسر و الألم البعيد يعود اليه في لحظةٍ خاطفة ٢ نقطةليعود و يتوارى خلف الحاضر ٢ نقطة حيث حنين ٢ نقطة
, لما لم يفكر من قبل بتأثير المنظر الذي رأته في طفولتها عليها ٢ نقطة لأنه يحتاج أن يكون قد صنع من حجر كي ينسى ما أصاب أخته ٢ نقطة و يفكر في تأثير ما حدث على أخرى ٢ نقطة
, منذ سنوات وهو يحاسب نفسه على ترككه لها و ما تبع زواجهما من كوارث و ما فعله بها ٢ نقطة
, لكنه أغلف تماما تلك الطفلة التي أطلت من فوق سور السطح لتنظر برعب الي الأسفل حيث ٢ نقطة
, ابتلع ريقه بمرارة و هو يغمض عينيه محاولا تناسي الأمر من جديد ٢ نقطة و كل ما يفكر به حاليا هو حنين و التي من الواضع أنها لم تتجاوز الأمر بعد كل تلك السنوات ٢ نقطة
, أفاق على صوت عاصم الذي يسأله بخشونة
, ( لقد فقدت الجنين ٢ نقطة )
, هل كان هذا سؤال أم اقرار واقع ٢ نقطة أم أنه أكثر من ذلك ،
, شعر جاسر بحقيقة الموقف لأول مرة منذ أن سقطت حنين أمامه ٢ نقطة لقد فقدت الرابط الوحيد بينهما و الذي من أجله كانت ستتنازل و تقبل بالعودة اليه ٢ نقطة
, فما الذي سيجبرها الآن على العودة ٢ علامة التعجب ٢ نقطةأو يجبر عاصم على الموافقة من جديد ٢ علامة التعجب
, هل عادا الي نقطة الصفر من جديد ؟؟ ٢ نقطة لا و**** لن يحدث ، لن يسمح بأن تكون الصلة بينهما متمثلة في جنين واحد لم تقدر له الحياة
, لذا رد بجملةٍ واحدة على عبارة عاصم رشوان بلهجةٍ قاطعة
, ( ولكنها لم تفقدني أنا بعد ٢ نقطة )
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, في اليوم التالي دخل جاسر الى المشفى صباحا بعد أن تركها لمدة ساعة واحدة لا أكثر ٢ نقطة لقد أمضى ليلته معها ، دون أن يبالي باعتراض عاصم ٢ نقطة أو حتى زوجة عمها الباكية و التي جائت تتعثر في خطواتها ٢ نقطة
, الا أنه أصر عليها في الليل أن تغادر مع عاصم لأنه الأولى في المبيت معها ٢ نقطة
, حينها تجهم عاصم و هتف بصلابة بأن هذا لا يجوز و أنه لا مكان له هنا حاليا نظرا للظروف ٢ نقطة و تواجده مثير للشبهات ٢ نقطة
, الا أن جاسر كان حاسما وهو يرد بنبرةٍ قاطعة
, (بل إن عدم تواجدي هو الأكثر ضررا لها ٢ نقطة فضلا عن أنها تحتاج لوجودي بجوارها ، فهي تتعافى من اصابات نتج عنها حالة اجهاض ٢ نقطة لذا وجود زوجها معها أمام أي أحد يعلم بوجودها هنا افضل من بقائها بمفردها ٢ نقطة و أنا الآن آخر اهتمامي هو تفسير وقت زواجنا الغير معلن ٢ نقطة )
, تذمر عاصم و هو ينظر اليه بغضبٍ بالغ ٢ نقطة وهو يشعر مجددا بأنه مقيدا بذلك الأحمق الذي دمر حياة ابنة عمه ولا يزال يدمرها ٢ نقطة الا أنه لم يجد بدا من الرضوخ و تركه معها ، ٢ نقطة كزوجها ٢ نقطة
, و أصطحب أمه الباكية المنتحبة معه بصعوبة تكاد تكون آمرة ٢ نقطة
, و هكذا أمضى جاسر ليلته معها ٢ نقطة جالسا على الكرسي الصغير المجاور لسريرها ٢ نقطة لم تغفل عيناه عنها للحظة ، ٢ نقطة
, يراقبها و كأنه يخشى إن نام لدقيقة واحدة فسيفتح عينيه ليجدها قد هربت منه ٢ نقطة
, لم يستطع ليلة أمس أن يمنع نفسه من النهوض اليها بين حينٍ و آخر ٢ نقطة لينحني اليها مداعبا شعرها كي يتأكد من نومها ٢ نقطة فينحني اكثر ، ليشبع جوعه بقبلاتٍ كادت أن تمزقه من شوقه اليها ، و مقدار سيطرته على نفسه كي لا يتجاوز حدوده فيوقظها ، لتجده يقبلها بشوق ٍ فترتعب منه ٢ نقطة
, ليلةٍ كاملة وهو يغدو ما بين الكرسي و سريرها ٢ نقطة يشبعها قبلاتٍ لا تشبعه ٢ نقطة يبتسم بشوقٍ لشفتيها القريبتين من شفتيه ٢ نقطة
, لا تسلم وجنتيها و عنقها من غزو شفتيه كذلك ٢ نقطة
, لو ترك نفسه لهواها ، لاندفع اليها مغرقا اياها في نوبةِ عشقٍ لا قرار لها ٢ نقطة كيف تثير مشاعره الهمجية وهي في وضعٍ كهذا ٢ نقطة ضعيفة ، مصابة . ، عاجزة كل العجز ٢ نقطة
, تثيره قوتها و جنونها في محاربته ٢ نقطة و يثيره ضعفها و غيابها عنه بنفس القدر ٢ نقطة
, تتأوه قليلا من فترةٍ لأخرى ٢ نقطة فيعتبرها تناديه لينهض اليها بسرعة منحنيا الي اذنها هامسا باسمها ٢ نقطة لكنها تئن قليلا قبل أن تستسلم للسباتِ من جديد ، فيحررها مبتسما دون أن ينسى قبلته بعد عناء المسافةِ من كرسيه لسريرها ٢ نقطة
, و حين أطل الصباح ٢ نقطة بقى الى جوارها و هي لا تزال نائمة كطفلة مجهدة ٢ نقطة يتطلع اليها في ضوء أشعة الشمس الخجولة ٢ نقطة ثم اتخذ قراره بأن يسعدها قليلا ٢ نقطة فانصرف بسرعة ليعود بأسرع ما يمكنه قبل أن تستيقظ فترتعب لوجودها وحيدة ٢ نقطة
, وها هو الآن يدخل من باب المشفى تلحقه أعين الممرضات بفرحٍ و سعادة و غيرة ٢ نقطة
, بينما كان يشعر بداخله بالإمتعاض من منظره المخزي الذي تهور به دون تفكير طويل ٢ نقطة
, دخل ممرات المشفى بحرج و استياء ٢ نقطة فمن كان يتخيل أن يرى جاسر رشيد ٢ نقطة يمسك في قبضة يده خيوط العشرات من البالونات الملونة المتطايرة في الهواء ٢ نقطة و مربوطة معا بشريط أحمر كبير لامع ٢ نقطة في منتصفه دمية دب بني ناعم الفراء ٢ نقطة متمسك هو الآخر بالخيوط جيدا كي لا تطير لأعلى ٢ نقطة
, انه يبدو حاليا بمنتهى الغباء ٢ نقطة كانت فكرة فاشلة لا تتفتق الا عن المساكين ذهنيا ٢ نقطة
, هذا كله نتيجة ليلة أمس العاطفية الحزينة والتي قضاها معها وهو يقبلها بحرية دون أن يمنعه أحد ٢ نقطة ليستيقظ وهو مصاب بتلك النوبة الشاعرية الحمقاء و الرغبة في رؤية ابتسامتها ٢ نقطة
, لكنه إن كان متأملا في أن يرى ابتسامتها ٢ نقطة فقد خاب أمله ٢ نقطة
, فما أن دخل غرفتها حتى فوجىء بها مستيقظةٍ ما بين الرقود و الجلوس ٢ نقطة تتطلع الى النافذة بشرود ، و ما أن رأته حتى تجهمت و ارتدت نفس نظرة الكره العتادة له
, تنهد جاسر باحباط ٢ نقطة على الأقل قد عادت الي طبيعتها و هذا مؤشر حسن لصحتها ٢ نقطة
, دخل جارا البالونات خلفه و التي ما أن رأتها حتى اتسعت عيناها بصدمة وهي تنظر بتوجس الي ما ينتويه بتلك البالونات ٢ نقطة
, اقترب منها جاسر ليهمس بحبور
, ( صباح الخير ٢ نقطة كيف حالك اليوم ؟ )
, أخذ نفسها يتعالى بكرهٍ وهي تنظر اليه شزرا ثم قالت تبصق الكلمات في وجهه
, ( مالذي أتى بك الي هنا ؟ ٢ نقطة أملت أن أكون قد تخلصت منك للأبد )
, تجمدت ملامحه و تسمر مكانه بلا أي تعبير ٢ نقطة وهو يسمعها تلقي بأكبر مخاوفه حاليا عفويا و دون قصد ٢ نقطة
, الا أنه أخفى مشاعره بمهارةٍ وهو يتصنع المرح مقربا البالونات بجوار سريرها
, فألقى الدمية الدب أرضا ، لتستقر جالسة هناك ممسكة بالخيوط و تمنع البالونات من التطاير بالغاز الخفيف حتى سقف الغرفة ٢ نقطة
, نظرت حنين الي البالونات بطرفِ عينيها ثم هتفت بجنون
, ( ما تلك الأشياء السخيفة التي تحملها معك ٢ نقطة أتظن نفسك مضحكا ؟؟ )
, تظاهر جاسر بالدهشة وهو ينظر بخاطرٍ منكسر منها الي البالونات ٢ نقطة ثم اقترب ليجلس بجوارها على السرير دون استئذان ، ليلف ذراعه خلف ظهرها ، جاذبا اياها الي صدره مفاجئا إياها ، لكنها صرخت ما أن وجدت صوتها ٢ نقطة
, ( ابتعد عني ٢ نقطة )
, الا أن حركتها أوجعت جروحها المتخلفة عن الإجهاض بالإضافة الي بطنها المصابة بكدمة داخلية ٢ نقطة فتأوهت مغمضة عينيها ٢ نقطة
, حينها شدها الي صدره أكثر و برفق ٢ نقطة مبعدا شعرها المتساقط على وجهها بأصابعه هامسا بجديةٍ في أذنها
, ( توقفي عن إيذاء نفسك ٢ نقطة )
, صرخت وهي تحاول التلوي بضعف بين ذراعيه
, ( ما يؤذيني هو قربك مني ٢ نقطة ابتعد عني ، لا أطيق لمستك لي )
, ابتلع ألمه بصعوبة ٢ نقطةانها ناجحة تماما في رميه بكلماتها السامة و التي تصيبه في مقتل ٢ نقطة لا بأس ٢ نقطة
, المهم أنها بخير ٢ نقطة هذا كل ما يهم حاليا ٢ نقطة
, فشدها الي صدره برفق وهو يلامس بيده الأخرى خيوط البالونات فتتلاعب برقةٍ حول بعضها ٢ نقطة
, ضم رأسها بكفه الي كتفه بالقوة وهو يدعوها للنظر الي البالونات ٢ نقطة ثم قال متأملا وهو ينظر اليها كذلك
, ( الا تعجبك ؟؟ ٢ نقطة )
, هتفت حنين بغضب و هي تحاول أن تنزع رأسها الا أن كفه كانت تعوق حركتها اليائسة
, ( انها مقرفة ٢ نقطة )
, تظاهر جاسر بالجرح و هو ينظر اليها مقطبا ، ٢ نقطة ثم عاد لينظر الي البالونات بحزن ليقول
, ( كنت أظن أنها ستعجبك ٢ نقطة لكن طالما أنها تثير غضبك بهذا الشكل يمكننا التخلص منها ببساطة )
, و قبل أن تسأله عما يقصده ، كان قد أخرج مديته من جيب بنطاله ٢ نقطة و دون انتظار فجر احدى البالونات بطرف سنها ٢ نقطة
, انتفضت حنين من تحت ذراعه من صوت انفجارها ٢ نقطة
, ثم انتفضتت مرة أخرى حين فجر واحدة ثانية ٢ نقطة فصرخت بحنق
, ( توقف عن ذلك ٢ نقطة )
, الا أنه فجر واحدة أخرى ٢ نقطة ثم اثنتين معا ، حينها انهارت أعصاب حنين و هي تهتف بجنون
, ( توقف ٢ نقطة توقف ، لا أحب ذلك الصوت )
, توقف جاسر عما يفعل لينظر اليها مبتسما وهو يقول ببشاشة
, ( اذن ٢ نقطة هل تريدينها ، ام أتخلص من الباقي ؟ )
, قالت من بين أسنانها تتميز حنقا و غيظا
, ( اتركها في أي زاوية ٢ نقطة و ابتعد عني من فضلك ، الا ترى أنني متعبة ٢ نقطة الا يوجد في قلبك ذرة رحمة ؟ )
, ادخل مديته في جيبه ،،ليمد يده و يرفع ذقنها لتنظر اليه ٢ نقطة
, مرت عدة لحظات و عيناه تسبحان في خضار عينيها الداكن السري ٢ نقطة و رأسه ينخفض اليها ببطء ، فتسمرت مكانها ترتعد و شفتاها ترتجفان بوضوح ٢ نقطة
, لكنه لم يقبلها ٢ نقطة بل توقف على بعدِ شعرةٍ من شفتيها ليهمس بهدوء
, ؛( حين أجلب لكِ شيئا مجددا ٢ نقطة تشكريني بكل أدب ووداعة ، لا أحب أن أرى أمتعاضك هذا كثيرا ٢ نقطة )
, ثم كشر بفظاظةٍ مداعبا ٢ نقطة لعينيها الخائفتين ٢ نقطة فابتلعت ريقها بضعف ٢ نقطة
, ورفع كفها الضعيفة و المنغرزة ابرة المحلول بظاهرها ٢ نقطة الي شفتيه ليقبلها برقةٍ ليتبع تلك القبلة بعدة قبلاتٍ على كلِ اصبعٍ من أصابعها ٢ نقطة
, كم هو متفائل ٢ نقطة وماذا يقصد ؟ ٢ نقطة أنه سيجلب لها الكثير من الأشياء ؟؟ ٢ نقطة
, نعم ٢ نقطة فهو يجلب لها الأذى و المرار ٢ نقطة و رفع ضغط الدم ٢ نقطة بالإضافة الي القدرة الخارقة التي تنبعث بداخلها على كره انسان ٢ نقطة وهو ما لم تعرفه مع احدٍ سواه ٢ نقطة
, ليلة أمس ٢ نقطة ليست واضحة أمامها تماما ٢ نقطة لكن بعض اللحظات الخاطفة تتراءى لها ٢ نقطة كلما فتحت عينيها ٢ نقطة تصطدم برؤيته جالسا يحدق بها من على كرسيه ٢ نقطة لكنها لا تتذكر شيئا بعد تلك اللقطات ٢ نقطة سوى بعض الأحلام ٢ نقطة وهو ينحني اليها ليداعبها و ٢ نقطة
, عقدت حاجبيها بفزع و هي تنفض الفكرة من رأسها ٢ نقطة لن يجرؤ على ذلك ، مهما بلغت حقارته ٢ نقطة
, أن يتقرب منها و هي في غير وعيٍ منها ٢ نقطة لكنها تقريبا تشعر بملمس ٢ نقطة شفتينِ تغزوانِ شفتيها ٢ نقطة مرارا ٢ نقطة
, نبض قلبها بعنف و هي تعلم بيقين أنها لن تتأكد يوما إن كان ذلك حقيقة ٢ نقطة ام مجرد كابوس ٢ نقطة
, همست بقوةٍ وهي تحاول الهروب مما تفكر به ٢ نقطة ومن وجوده بقربها ٢ نقطة
, ( متى سأخرج من هنا ٢ نقطة أريد العودة الي بيتي )
, للحظاتٍ لم تسمع منه ردا ٢ نقطة فتجرأت على النظر اليه ، لتجده ينظر اليها بتعبيرٍ غامض غير مقروء ٢ نقطة و حين تكلم أخيرا ٢ نقطة قال بصوته العميق
, ( و بيتك ينتظر عودة صاحبته بفارغ الصبر ٢ نقطة )
, عضت على شفتها بقلق وهي تنظر اليه بغضب ثم قالت حين لم تستطع أن تمنع نفسها
, ( أي بيتٍ تقصد ؟؟ ٢ نقطة )
, قال دون أن تهتز عضلةٍ في وجهه الصلب
, ( وهل لكِ سوى بيتٍ واحد ؟؟ ٢ نقطة انه البيت الذي طالبتي بأن يكون ملكك )
, هتفت حنين بخوف وهي تحاول التحرر من ذراعه الحديدية
, ( أنت تتوهم إن ظننت بأنني سأخرج من هنا الي بيتك ٢ نقطة )
, الا أنه شدد عليها أكثر و ازدادت ملامحه قسوةٍ في لحظةٍ خاطفة ٢ نقطةفارتعدت ٢ نقطة لكنه لم يلبث أن أرخى ملامحه و ذراعه حول كتفيها قليلا و قال مصححا بهدوء
, ( بيتك أنتِ ٢ نقطة و لو كنتِ كريمة الأخلاق فستسمحين لي بتلقيبه ٢ نقطة بيتنا )
, تشنج جسدها لا اراديا ٢ نقطة فاحنى رأسه ليقبل جبهتها برقةٍ وهو يهمس ملامسا بشرتها بشفتيه الدافئتين
, ( لا بأس ٢ نقطة لا داعى للتوتر حاليا ، ٢ نقطة لم نسأل الطبيب بعد عن موعد خروجك ٢ نقطة حينها سوف نقرر بهدوء متى ستعودين معي الي بيتنا )
, أغمضت عينيها بتشنج ٢ نقطة و جسدها يتحول الي لوحٍ جليدي بين ذراعيه ٢ نقطة ثم همست بتوتر من بين أسنانها
, ( أين عمتى ؟؟ ٢ نقطة و اين عاصم ٢ نقطة لماذا لم يبقى أحدا منهما معي )
, ربت على وجنتها بنعومةٍ يهدئها ثم قال بخفوت
, ( لقد أصريت عليهما أن يغادرا لأبقى أنا معكِ ٢ نقطة حيث مكاني المنطقي )
, تأففت حنين بقوةٍ و نفاذ صبر ٢ نقطة بينما قلبها المرتجف لا يتناسب مع فظاظتها الظاهرية ٢ نقطة
, بينما تابع جاسر مغيرا الموضوع وهو يهمس بين خصلاتِ شعرها المتناثرة حول وجهها المحني هربا منه ٢ نقطة
, ( أتعلمين ٢ نقطة لقد اضفت بعض التعديلات للبيت ، ٢ نقطة ستأسرك ما أن ترينها ٢ نقطة أتريدين معرفة بعضها ؟؟ )
, لم ترد حنين ٢ نقطة و لم ترفع راسها اليه ٢ نقطة لكن تغير سرعة نفسها و خفقان قلبها تحت كفه مباشرة شجعه على أن يتابع بهدوء
, ( لقد أضفت السمك الملون للنافورة في الحديقة الخلفية ٢ نقطة و التي تطل عليها غرفتنا ، ستستيقظين كل يومٍ لترينه أمامك ٢ نقطة ، كما وضعت طائري كانريا صفراوي اللون في فقصٍ مزين بغرفتنا كذلك ٢ نقطة لكنهما مزعجين للغاية لذا فقد قررت نقلهما للطابق السفلي ٢ نقطة يمكنك اللعب معهما صباحا ٢ نقطة
, و صنعت أرجوحة لكِ ٢ نقطة و يمكنك أن تسمحي للصغار بأن يتأرجحون بها إن أردتِ ٢ نقطة
, أما في الطابق العلوي ٢ نقطة فقد جهزت غرفة ***** كاملة ٢ نقطة لم أجهزها بنفسي ، بل أسندت الأمر لأحسن مصمم في البلد ٢ نقطة
, ما أن دخلتها حتى خاطبت ابني سرا و قلت له " أصبحت لك غرفة ٢ نقطة لم يحلم أباك بدخول مثلها يوما أيها الوغد الصغير " ٢ نقطة )
, رفعت رأسها اليه تنظر له بشراراتٍ حانقة ، فابتسم لعينيها و تابع بهدوء فظ
, ( اسمعي ٢ نقطة أنا لست بارعا في أمور المواساة و تجنب الاحاديث المؤلمة و كل تلك الأمور العاطفية السخيفة ٢ نقطة
, لذا لن أمتنع عن وصف الغرفة لكِ لمجرد أنكِ قد فقدتِ الطفل
, ستكون هذه الغرفة من نصيب *** محظوظ جديد ٢ نقطة ثم آخر ٢ نقطة ثم آخر ٢ نقطة ثم أخرى ٢ نقطة الي أن نقسم يوما أننا قد اكتفينا أطفالا ٢ نقطة )
, تنهدت بغضب و همست بفحيح من بين أسنانها
, ( الا تمتلك ذرة مشاعر انسانية ٢ نقطة لقد فقدت طفلة للتو ، و ها أنت تكلمني عن المزيد من الأطفال ٢ نقطة منك أنت ٤ علامة التعجب ٢ نقطة )
, عقد جاسر حاجبيه وهو يقول بحيرة
, ( ممن اذن ؟؟٣ علامة التعجب ٢ نقطة )
, تأففت حنين و أدارت وجهها الي النافذة و همست بمرارة
, ( وفر كل ذلك العناء عن نفسك ٢ نقطة لم يصبح هذا البيت بيتي بعد )
, مد جاسر يده الى ذقنها ليعيد وجهها اليه قائلا بصوتٍ عميق ارسل رجفة في أوصالها
, ( سيصبح خلال أيام ٢ نقطة ما أن تستعيدين صحتك بالكامل ، سأفي بوعدي ٢ نقطة و أنتِ ؟؟ ٢ نقطة )
, تجرأت على النظر اليه لتهمس بكره
, ( أنا ماذا ؟؟ ٢ نقطة )
, رد جاسر بلهجةٍ تحمل ألف معنى
, ؛( هل ستفين بوعدك ٢ نقطة و تعودين اليّ أمام العالم كله ؟؟ )
, صمتت لفترة طويلة و هي تطالع عينيه المدققتين فيها بقسوة ٢ نقطة و حين طال صمتها قال بهدوء حاسم
, ( مكانك ليس معهم يا حنين ٢ نقطة أيامك في بيت رشوان أصبحت أيام ضيافة منذ قترة طويلة ٢ نقطة و أنتِ تزيدينها يوما بعد يوم ٢ نقطة بينما بيتك ينتظرك مفتوح الأبواب لكِ )
, ثم قال بهدوء ظللته بعض القسوة
, ( و فقدانك الجنين لن يغير شيء من قبولك ٢ نقطة )
, هل هذا تهديد ؟؟ ٢ نقطة ارتعد جسدها الهش بين ذراعيه و اتسعت عينيها للحظة ٢ نقطة فابتسم بمرح و تحولت نظراته لنظرات عميقة السواد كادت أن تبتلعها وقال بصوتٍ عاد الي صفائه
, ( اليس كذلك ؟؟ ٢ نقطة)
, خرج نفس مرتجف خائف من بين شفتيها المرتجفتين ثم أغمضت عينيها يأسا وهي ترجع رأسها للخلف بتعب ٢ نقطة لكنها لم تجد ظهر السرير ٢ نقطة بل كانت كتفه في انتظارها ٢ نقطة مما زاد يأسها ٢ نقطة
يذرع الممر الطويل جيئة و ذهابا و هو على حافة بركان ٢ نقطة مضى على خروجها من غرفة الجراحة بضع دقائق و لم يخرج أحد من غرفتها حتى الآن ٢ نقطة
, انه يوشك على أن يقتل الجميع في سبيل الإطمئنان عليها
, يالهي ٢ نقطة متى أصبحت بمثل تلك الأهمية اليه ٢ نقطة متى أصبحت روحه التي تسكن جسدا غير جسده ٢ نقطة
, هل حدث هذا بين يومٍ وليلة ٢ نقطة أم حدث منذ سنواتٍ و سنوات ٢ نقطة
, خرج أخيرا الطبيب من غرفة حنين ، فاندفع جاسر اليه بقوة دون أن يجرؤ على السؤال ، فربت الطبيب على كتفه برفق وهو يقول
, ( انها بخير الآن ٢ نقطة التصادم كون لها تجمع دموي لكن تم التخلص منه ٢ نقطة أما الجنين فللأسف لم نستطع انقاذه ، لقد كان في أسابيعه الأولى و لم يصمد الحمل أمام تلك الردة القوية ٢ نقطة
, أنتما لازلتما شابين ٢ نقطة فليعوضكما **** خيرا ٢ نقطة )
, اهتزت حدقتا جاسر و نبض قلبه بأسى و قسوة ٢ نقطة ثم قال أخيرا بصوتٍ متحشرج
, ( هل يمكنني أن أراها ؟؟ ٢ نقطة )
, اومأ الطبيب وهو يقول
, ( نعم ٢ نقطة لكن لدقائق فقط ، انها مجهدة الآن ، بالإضافة الى حالتها النفسية السيئة ، لذا ستحتاج الى الدعم منك حاليا )
, أومأ جاسر برأسه ٢ نقطة سيعطيها حياته و ليس دعمه فقط ٢ نقطة
, أخذ نفسا عميقا وهو يدخل الغرفة لينظر بوجوم و قلب مثقل الي طفلته الصغيرة التي ترقد في فراش المشفى ٢ نقطة
, ابتلع ريقه بصمت وهو يراها بعينيها المتسعتين حتى كادتا أن تبتلعا وجهها الصغير كله ٢ نقطة شاحبة لدرجة مخيفة جدا ٢ نقطة
, يالهي ٢ نقطة كم اختلف وجهها الآن عنه في الصباح حين كانت مشرقة و متوردة كوردة نضرة ٢ نقطة هل اجتماعه بها له مثل ذلك الأثر القاتل عليها ٢ نقطة
, الن تكتفي من الكوارث التي يسببها لها ٢ نقطة لو لم يأتِ لرؤيتها صباحا لما عبرت الطريق دون حرص هربا منه ٢ نقطة
, كان مشتاقا اليها ٢ نقطة فقط كان مشتاقا اليها و يود رؤيتها ٢ نقطة
, اقترب منها ببطء وهو يخشى أن يخيفها أو يرعبها بمعنى أصح ٢ نقطة نقل عينيه منها الى الممرضة التي كانت تتأكد من تثبيت ابرة المحلول في كفها الصغير ٢ نقطة و الذي رقد بضعف على بطنها المصابة ٢ نقطة
, ابتسمت له الممرضة بعطف ثم أومأت له بخروجها كي تمنحه بعض الوقت مع زوجته ٢ نقطة
, بعد خروجها أقترب جاسر أكثر ، يكاد أن يلامس الأرض البيضاء حتى وصل اليها ٢ نقطة ينظر اليها دون أن تنظر اليه ٢ نقطة
, اهتزت عضلة في وجهه و هو يحاول احكام سيطرته على انفعالاته ٢ نقطة ثم همس قبل أن يستطيع منع نفسه
, ( حنين ٢ نقطة )
, لم يبدو عليها أنها قد سمعته للحظات ، ثم ببطء حولت عينيها المتسعتين اليه دون أن تتكلم ٢ نقطة فانحنى اليها بلهفة يمرر كفه على رأسها برفق ٢ نقطة يبتسم لعينيها المحدقتين به ٢ نقطة ثم همس أكثر خفوتا
, ( كيف حالك الآن ؟؟ ٢ نقطة )
, لم ترد ٢ نقطة طبعا و ماذا ينتظر ردا على سؤالٍ غبي كهذا ٢ نقطة لكنها على الأقل لم تنفجر في وجهه ، ٢ نقطة الحمد لله ٢ نقطة
, لكن هل هذا فألا طيبا أم العكس ؟ ٢ نقطة
, تنهد بتوتر قبل أن يبتسم لها بحنان ناقض خشونة وجهه وهو يمشط مقدمة شعرها بأصابعه هامسا
, ( لا بأس ٢ نقطة لا تخافي ، المهم أنكِ بخير )
, ظلت تنظر الي عينيه قليلا قبل أن ترتجف شفتيها بعجز و تبدأ عينيها في البكاء و هزت رأسها نفيا بضعف وهي تهمس بصوتٍ لم يسمعه للوهلة الأولى
, ( لا ٢ نقطة لست بخير )
, ثم أغمضت عينيها و اهتزت كتفيها في نحيب مضنٍ صامت ٢ نقطة أفزعه على الرغم من نعومته ٢ نقطة
, لذا لم يتمالك نفسه وهو يستلق بجوارها ٢ نقطة رافعا اياها قليلا بحرص ليضمها بين ذراعيه الي صدره بقوةٍ ٢ نقطة تأوهت قليلا الا أنه لم يبالِ وهو يشعر أن ضمها له الآن أهم من أي ألم جسدي تشعر به ٢ نقطة
, و ما أن سقط رأسها على صدره حتى انفجرت باكية بعنف كما لم تبكِ من قبل ٢ نقطة
, تعلقت بعنقه بضعف و هي تبكي و تبكي ٢ نقطة بينما أخذ هو يضمها الي صدره بأقصى ما يستطيع في حدود مراعاته لكدماتها ٢ نقطة بينما أغمض عينيه بألم يسند ذقنه الى قمة رأسها ٢ نقطة
, غير مصدق بأنها تقبل بأن تشاركه ألمها في تلك اللحظة ٢ نقطة و لولا قسوة فقده للجنين الذي طالما تمناه منها بهذه الطريقة المرعبة و على حين غفلة ٢ نقطة لكان طار فرحا بلجوئها اليه و افضائها بدموعها اليه هو دون غيره ٢ نقطة
, أقسم في داخله انه لن يخذلها مجددا طالما في صدره نفس يتردد ٢ نقطة
, لكن الآن ٢ نقطة كيف يواسيها ؟ ٢ نقطة أنه ليس ضليعا في مثل تلك الأمور ٢ نقطة لذا لم يجد سوى أن شدد من ضمها اليه و
, اخذ يتخلل خصلات شعرها بأصابعه و هو يتمتم لها بهمسٍ مختنق في أذنها ٢ نقطة
, بمرور الدقائق كانت عاصفة البكاء قد هدأت قليلا ٢ نقطة لتتحول الى تنهيداتٍ ناعمة بعد أن بللت قميصه تماما ٢ نقطة
, وهو يلامس بشرتها المبللة كذلك بنعومة لكي تهدأ تماما ٢ نقطة
, و أخيرا حين شعر بأنها على استعدادٍ لأن تسمع بضع كلمات ٢ نقطة همس لها بخفوت
, ( لا بأس حنينتي ٢ نقطة انها ليست نهاية العالم ، يمكننا انجاب عشرة ***** ٢ نقطة بل اثنا عشر ، حسب قدرتك على التحمل )
, لم يسمع منها ردا ٢ نقطة فشجعه ذلك في حد ذاته لأن يتابع بهدوء
, ( احد عشر ذكرا ٢ نقطة و بنت ٢ نقطة لتساعدكِ في شؤون البيت و يمكنك تربيتها كما تحبين ٢ نقطة طالما أنها لن تخرج من باب البيت ٢ نقطة
, أما الذكور فأنا من سأتولى تربيتهم ٢ نقطة سيخرجون الى العمل معي بجانب الدراسة ٢ نقطة سأصنع منهم رجالا أشداء
, أيعجبك ذلك ؟؟
, أنتِ فقط تعافي و أنا سأجعلك لا تلاحقين على كثرة الأطفال )
, سمع حركة عند باب الغرفة ٢ نقطة فنظر بطرف عينه ليجد عاصم واقفا مكفهر الوجه على وشكِ طرده من جوار حنين ٢ نقطة لذا انتظر هجومه وهو يقسم لو أزعج حنين حاليا فلن يكفيه عمره لحظتها ٢ نقطة
, الا أن عاصم ظل ينظر اليه بغضب لكن يتخلل ادراك غامض ٢ نقطة قبل أن يخرج من الغرفة دون كلمة واحدة ٢ نقطة
, عاد جاسر لينظر الى حنين التي كانت على وشكِ أن تغفو على صدره ٢ نقطة فابتسم لها بمرارة وهو يقاوم الغصة المؤلمة في حلقه ٢ نقطة قبل أنه يقول لها هامسا
, ( هل تريدين النوم ؟؟ ٢ نقطة )
, ظن أنه يكلم نفسه لمجرد أن يهدئها صوته ٢ نقطة الا أنه صدم للمرة الثانية برؤية رأسها يتحرك و هي تومىء له موافقة بضعف و عينيها تكاد تنغلقان ٢ نقطة
, شعر في تلك اللحظة بتضخم في قلبه ٢ نقطة و عرف بأنه لن ينسى تلك اللحظة أبدا ، ٢ نقطة دون أن يعرف سببا لتميزها عن غيرها من ملايين اللحظات بينهما ٢ نقطة
, فابتسم أكثر قليلا دون أن يفارق الحزن عينيه وهو يهمس
, ( حسنا ٢ نقطة نامي ، لن أتركك أبدا )
, أغمضت حنين عينيها و كأنها كانت تنتظر أمره الهاديء لتستلم للهروب في سباتٍ عميق ٢ نقطة لكن آخر ما سمعته قبل أن تغيب عن الوعي ٢ نقطة هو صوته البعيد جدا وهو يقول
, ( لقد كنت أريد هذا الطفل أكثر من أي شيء في هذه الدنيا ٢ نقطة و لا يزال سيظل المفضل عندي أبدا )
, ثم شعرت بملمس شفتين على كفها قبل أن يضيع العالم من حولها ٢ نقطة
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, خرج جاسر من الغرفة رغما عنه لعدم ثقته في مشاعره وهو معها أكثر من ذلك ٢ نقطة فوجد عاصم مستندا الى جدار الممر واضعا يديه في جيبي بنطاله مطرقا برأسه ٢ نقطة
, و ما أن شعر بخروج جاسر حتى رفع رأسه ليقول بخفوت
, ( كيف هي الآن ؟٢ نقطة )
, أخذ جاسر نفسا مرتجفا قبل أن يقول بثبات زائف
, ( ستكون بخير ٢ نقطة )
, أومأ عاصم برأسه ٢ نقطة ثم قال بصرامة
, ( كيف حدث ما حدث تحديدا ؟ ٢ نقطة )
, استند جاسر بظهره الي الجدار المقابل ، ملقيا وزنه اليه بتعب وهو يحكي لعاصم ما حدث في ايجاز ٢ نقطة الا أنه تعجب حين لم تظهر الدهشة على عاصم الذي بدا متجهما لكن ٢ نقطة متفهما ٢ نقطة على عكس ما توقع ٢ نقطة
, فقال جاسر بوجوم و كأنه يحدث نفسه
, ( تبدو و كأنك تعلم حالة غياب الوعي التي أصابتها ٢ نقطة )
, مضت فترة قبل أن يقول عاصم بجفاء ٢ نقطة
, ( انها عادة ما تغيب عن الوعي ما أن ترى حادثا أو تسمع صيحة أو صراخا ٢ نقطة انها كذلك منذ ٢ نقطة )
, توقف عاصم عن المتابعة ، فسأل جاسر يحثه
, ( منذ ؟؟ ٢ نقطة )
, قال عاصم بصوتٍ خافت
, ( منذ ٢ نقطة حادثة أختك )
, تثلجت عينا جاسر و الألم البعيد يعود اليه في لحظةٍ خاطفة ٢ نقطةليعود و يتوارى خلف الحاضر ٢ نقطة حيث حنين ٢ نقطة
, لما لم يفكر من قبل بتأثير المنظر الذي رأته في طفولتها عليها ٢ نقطة لأنه يحتاج أن يكون قد صنع من حجر كي ينسى ما أصاب أخته ٢ نقطة و يفكر في تأثير ما حدث على أخرى ٢ نقطة
, منذ سنوات وهو يحاسب نفسه على ترككه لها و ما تبع زواجهما من كوارث و ما فعله بها ٢ نقطة
, لكنه أغلف تماما تلك الطفلة التي أطلت من فوق سور السطح لتنظر برعب الي الأسفل حيث ٢ نقطة
, ابتلع ريقه بمرارة و هو يغمض عينيه محاولا تناسي الأمر من جديد ٢ نقطة و كل ما يفكر به حاليا هو حنين و التي من الواضع أنها لم تتجاوز الأمر بعد كل تلك السنوات ٢ نقطة
, أفاق على صوت عاصم الذي يسأله بخشونة
, ( لقد فقدت الجنين ٢ نقطة )
, هل كان هذا سؤال أم اقرار واقع ٢ نقطة أم أنه أكثر من ذلك ،
, شعر جاسر بحقيقة الموقف لأول مرة منذ أن سقطت حنين أمامه ٢ نقطة لقد فقدت الرابط الوحيد بينهما و الذي من أجله كانت ستتنازل و تقبل بالعودة اليه ٢ نقطة
, فما الذي سيجبرها الآن على العودة ٢ علامة التعجب ٢ نقطةأو يجبر عاصم على الموافقة من جديد ٢ علامة التعجب
, هل عادا الي نقطة الصفر من جديد ؟؟ ٢ نقطة لا و**** لن يحدث ، لن يسمح بأن تكون الصلة بينهما متمثلة في جنين واحد لم تقدر له الحياة
, لذا رد بجملةٍ واحدة على عبارة عاصم رشوان بلهجةٍ قاطعة
, ( ولكنها لم تفقدني أنا بعد ٢ نقطة )
, ٢ نقطة ٢ نقطة ٢ نقطة
, في اليوم التالي دخل جاسر الى المشفى صباحا بعد أن تركها لمدة ساعة واحدة لا أكثر ٢ نقطة لقد أمضى ليلته معها ، دون أن يبالي باعتراض عاصم ٢ نقطة أو حتى زوجة عمها الباكية و التي جائت تتعثر في خطواتها ٢ نقطة
, الا أنه أصر عليها في الليل أن تغادر مع عاصم لأنه الأولى في المبيت معها ٢ نقطة
, حينها تجهم عاصم و هتف بصلابة بأن هذا لا يجوز و أنه لا مكان له هنا حاليا نظرا للظروف ٢ نقطة و تواجده مثير للشبهات ٢ نقطة
, الا أن جاسر كان حاسما وهو يرد بنبرةٍ قاطعة
, (بل إن عدم تواجدي هو الأكثر ضررا لها ٢ نقطة فضلا عن أنها تحتاج لوجودي بجوارها ، فهي تتعافى من اصابات نتج عنها حالة اجهاض ٢ نقطة لذا وجود زوجها معها أمام أي أحد يعلم بوجودها هنا افضل من بقائها بمفردها ٢ نقطة و أنا الآن آخر اهتمامي هو تفسير وقت زواجنا الغير معلن ٢ نقطة )
, تذمر عاصم و هو ينظر اليه بغضبٍ بالغ ٢ نقطة وهو يشعر مجددا بأنه مقيدا بذلك الأحمق الذي دمر حياة ابنة عمه ولا يزال يدمرها ٢ نقطة الا أنه لم يجد بدا من الرضوخ و تركه معها ، ٢ نقطة كزوجها ٢ نقطة
, و أصطحب أمه الباكية المنتحبة معه بصعوبة تكاد تكون آمرة ٢ نقطة
, و هكذا أمضى جاسر ليلته معها ٢ نقطة جالسا على الكرسي الصغير المجاور لسريرها ٢ نقطة لم تغفل عيناه عنها للحظة ، ٢ نقطة
, يراقبها و كأنه يخشى إن نام لدقيقة واحدة فسيفتح عينيه ليجدها قد هربت منه ٢ نقطة
, لم يستطع ليلة أمس أن يمنع نفسه من النهوض اليها بين حينٍ و آخر ٢ نقطة لينحني اليها مداعبا شعرها كي يتأكد من نومها ٢ نقطة فينحني اكثر ، ليشبع جوعه بقبلاتٍ كادت أن تمزقه من شوقه اليها ، و مقدار سيطرته على نفسه كي لا يتجاوز حدوده فيوقظها ، لتجده يقبلها بشوق ٍ فترتعب منه ٢ نقطة
, ليلةٍ كاملة وهو يغدو ما بين الكرسي و سريرها ٢ نقطة يشبعها قبلاتٍ لا تشبعه ٢ نقطة يبتسم بشوقٍ لشفتيها القريبتين من شفتيه ٢ نقطة
, لا تسلم وجنتيها و عنقها من غزو شفتيه كذلك ٢ نقطة
, لو ترك نفسه لهواها ، لاندفع اليها مغرقا اياها في نوبةِ عشقٍ لا قرار لها ٢ نقطة كيف تثير مشاعره الهمجية وهي في وضعٍ كهذا ٢ نقطة ضعيفة ، مصابة . ، عاجزة كل العجز ٢ نقطة
, تثيره قوتها و جنونها في محاربته ٢ نقطة و يثيره ضعفها و غيابها عنه بنفس القدر ٢ نقطة
, تتأوه قليلا من فترةٍ لأخرى ٢ نقطة فيعتبرها تناديه لينهض اليها بسرعة منحنيا الي اذنها هامسا باسمها ٢ نقطة لكنها تئن قليلا قبل أن تستسلم للسباتِ من جديد ، فيحررها مبتسما دون أن ينسى قبلته بعد عناء المسافةِ من كرسيه لسريرها ٢ نقطة
, و حين أطل الصباح ٢ نقطة بقى الى جوارها و هي لا تزال نائمة كطفلة مجهدة ٢ نقطة يتطلع اليها في ضوء أشعة الشمس الخجولة ٢ نقطة ثم اتخذ قراره بأن يسعدها قليلا ٢ نقطة فانصرف بسرعة ليعود بأسرع ما يمكنه قبل أن تستيقظ فترتعب لوجودها وحيدة ٢ نقطة
, وها هو الآن يدخل من باب المشفى تلحقه أعين الممرضات بفرحٍ و سعادة و غيرة ٢ نقطة
, بينما كان يشعر بداخله بالإمتعاض من منظره المخزي الذي تهور به دون تفكير طويل ٢ نقطة
, دخل ممرات المشفى بحرج و استياء ٢ نقطة فمن كان يتخيل أن يرى جاسر رشيد ٢ نقطة يمسك في قبضة يده خيوط العشرات من البالونات الملونة المتطايرة في الهواء ٢ نقطة و مربوطة معا بشريط أحمر كبير لامع ٢ نقطة في منتصفه دمية دب بني ناعم الفراء ٢ نقطة متمسك هو الآخر بالخيوط جيدا كي لا تطير لأعلى ٢ نقطة
, انه يبدو حاليا بمنتهى الغباء ٢ نقطة كانت فكرة فاشلة لا تتفتق الا عن المساكين ذهنيا ٢ نقطة
, هذا كله نتيجة ليلة أمس العاطفية الحزينة والتي قضاها معها وهو يقبلها بحرية دون أن يمنعه أحد ٢ نقطة ليستيقظ وهو مصاب بتلك النوبة الشاعرية الحمقاء و الرغبة في رؤية ابتسامتها ٢ نقطة
, لكنه إن كان متأملا في أن يرى ابتسامتها ٢ نقطة فقد خاب أمله ٢ نقطة
, فما أن دخل غرفتها حتى فوجىء بها مستيقظةٍ ما بين الرقود و الجلوس ٢ نقطة تتطلع الى النافذة بشرود ، و ما أن رأته حتى تجهمت و ارتدت نفس نظرة الكره العتادة له
, تنهد جاسر باحباط ٢ نقطة على الأقل قد عادت الي طبيعتها و هذا مؤشر حسن لصحتها ٢ نقطة
, دخل جارا البالونات خلفه و التي ما أن رأتها حتى اتسعت عيناها بصدمة وهي تنظر بتوجس الي ما ينتويه بتلك البالونات ٢ نقطة
, اقترب منها جاسر ليهمس بحبور
, ( صباح الخير ٢ نقطة كيف حالك اليوم ؟ )
, أخذ نفسها يتعالى بكرهٍ وهي تنظر اليه شزرا ثم قالت تبصق الكلمات في وجهه
, ( مالذي أتى بك الي هنا ؟ ٢ نقطة أملت أن أكون قد تخلصت منك للأبد )
, تجمدت ملامحه و تسمر مكانه بلا أي تعبير ٢ نقطة وهو يسمعها تلقي بأكبر مخاوفه حاليا عفويا و دون قصد ٢ نقطة
, الا أنه أخفى مشاعره بمهارةٍ وهو يتصنع المرح مقربا البالونات بجوار سريرها
, فألقى الدمية الدب أرضا ، لتستقر جالسة هناك ممسكة بالخيوط و تمنع البالونات من التطاير بالغاز الخفيف حتى سقف الغرفة ٢ نقطة
, نظرت حنين الي البالونات بطرفِ عينيها ثم هتفت بجنون
, ( ما تلك الأشياء السخيفة التي تحملها معك ٢ نقطة أتظن نفسك مضحكا ؟؟ )
, تظاهر جاسر بالدهشة وهو ينظر بخاطرٍ منكسر منها الي البالونات ٢ نقطة ثم اقترب ليجلس بجوارها على السرير دون استئذان ، ليلف ذراعه خلف ظهرها ، جاذبا اياها الي صدره مفاجئا إياها ، لكنها صرخت ما أن وجدت صوتها ٢ نقطة
, ( ابتعد عني ٢ نقطة )
, الا أن حركتها أوجعت جروحها المتخلفة عن الإجهاض بالإضافة الي بطنها المصابة بكدمة داخلية ٢ نقطة فتأوهت مغمضة عينيها ٢ نقطة
, حينها شدها الي صدره أكثر و برفق ٢ نقطة مبعدا شعرها المتساقط على وجهها بأصابعه هامسا بجديةٍ في أذنها
, ( توقفي عن إيذاء نفسك ٢ نقطة )
, صرخت وهي تحاول التلوي بضعف بين ذراعيه
, ( ما يؤذيني هو قربك مني ٢ نقطة ابتعد عني ، لا أطيق لمستك لي )
, ابتلع ألمه بصعوبة ٢ نقطةانها ناجحة تماما في رميه بكلماتها السامة و التي تصيبه في مقتل ٢ نقطة لا بأس ٢ نقطة
, المهم أنها بخير ٢ نقطة هذا كل ما يهم حاليا ٢ نقطة
, فشدها الي صدره برفق وهو يلامس بيده الأخرى خيوط البالونات فتتلاعب برقةٍ حول بعضها ٢ نقطة
, ضم رأسها بكفه الي كتفه بالقوة وهو يدعوها للنظر الي البالونات ٢ نقطة ثم قال متأملا وهو ينظر اليها كذلك
, ( الا تعجبك ؟؟ ٢ نقطة )
, هتفت حنين بغضب و هي تحاول أن تنزع رأسها الا أن كفه كانت تعوق حركتها اليائسة
, ( انها مقرفة ٢ نقطة )
, تظاهر جاسر بالجرح و هو ينظر اليها مقطبا ، ٢ نقطة ثم عاد لينظر الي البالونات بحزن ليقول
, ( كنت أظن أنها ستعجبك ٢ نقطة لكن طالما أنها تثير غضبك بهذا الشكل يمكننا التخلص منها ببساطة )
, و قبل أن تسأله عما يقصده ، كان قد أخرج مديته من جيب بنطاله ٢ نقطة و دون انتظار فجر احدى البالونات بطرف سنها ٢ نقطة
, انتفضت حنين من تحت ذراعه من صوت انفجارها ٢ نقطة
, ثم انتفضتت مرة أخرى حين فجر واحدة ثانية ٢ نقطة فصرخت بحنق
, ( توقف عن ذلك ٢ نقطة )
, الا أنه فجر واحدة أخرى ٢ نقطة ثم اثنتين معا ، حينها انهارت أعصاب حنين و هي تهتف بجنون
, ( توقف ٢ نقطة توقف ، لا أحب ذلك الصوت )
, توقف جاسر عما يفعل لينظر اليها مبتسما وهو يقول ببشاشة
, ( اذن ٢ نقطة هل تريدينها ، ام أتخلص من الباقي ؟ )
, قالت من بين أسنانها تتميز حنقا و غيظا
, ( اتركها في أي زاوية ٢ نقطة و ابتعد عني من فضلك ، الا ترى أنني متعبة ٢ نقطة الا يوجد في قلبك ذرة رحمة ؟ )
, ادخل مديته في جيبه ،،ليمد يده و يرفع ذقنها لتنظر اليه ٢ نقطة
, مرت عدة لحظات و عيناه تسبحان في خضار عينيها الداكن السري ٢ نقطة و رأسه ينخفض اليها ببطء ، فتسمرت مكانها ترتعد و شفتاها ترتجفان بوضوح ٢ نقطة
, لكنه لم يقبلها ٢ نقطة بل توقف على بعدِ شعرةٍ من شفتيها ليهمس بهدوء
, ؛( حين أجلب لكِ شيئا مجددا ٢ نقطة تشكريني بكل أدب ووداعة ، لا أحب أن أرى أمتعاضك هذا كثيرا ٢ نقطة )
, ثم كشر بفظاظةٍ مداعبا ٢ نقطة لعينيها الخائفتين ٢ نقطة فابتلعت ريقها بضعف ٢ نقطة
, ورفع كفها الضعيفة و المنغرزة ابرة المحلول بظاهرها ٢ نقطة الي شفتيه ليقبلها برقةٍ ليتبع تلك القبلة بعدة قبلاتٍ على كلِ اصبعٍ من أصابعها ٢ نقطة
, كم هو متفائل ٢ نقطة وماذا يقصد ؟ ٢ نقطة أنه سيجلب لها الكثير من الأشياء ؟؟ ٢ نقطة
, نعم ٢ نقطة فهو يجلب لها الأذى و المرار ٢ نقطة و رفع ضغط الدم ٢ نقطة بالإضافة الي القدرة الخارقة التي تنبعث بداخلها على كره انسان ٢ نقطة وهو ما لم تعرفه مع احدٍ سواه ٢ نقطة
, ليلة أمس ٢ نقطة ليست واضحة أمامها تماما ٢ نقطة لكن بعض اللحظات الخاطفة تتراءى لها ٢ نقطة كلما فتحت عينيها ٢ نقطة تصطدم برؤيته جالسا يحدق بها من على كرسيه ٢ نقطة لكنها لا تتذكر شيئا بعد تلك اللقطات ٢ نقطة سوى بعض الأحلام ٢ نقطة وهو ينحني اليها ليداعبها و ٢ نقطة
, عقدت حاجبيها بفزع و هي تنفض الفكرة من رأسها ٢ نقطة لن يجرؤ على ذلك ، مهما بلغت حقارته ٢ نقطة
, أن يتقرب منها و هي في غير وعيٍ منها ٢ نقطة لكنها تقريبا تشعر بملمس ٢ نقطة شفتينِ تغزوانِ شفتيها ٢ نقطة مرارا ٢ نقطة
, نبض قلبها بعنف و هي تعلم بيقين أنها لن تتأكد يوما إن كان ذلك حقيقة ٢ نقطة ام مجرد كابوس ٢ نقطة
, همست بقوةٍ وهي تحاول الهروب مما تفكر به ٢ نقطة ومن وجوده بقربها ٢ نقطة
, ( متى سأخرج من هنا ٢ نقطة أريد العودة الي بيتي )
, للحظاتٍ لم تسمع منه ردا ٢ نقطة فتجرأت على النظر اليه ، لتجده ينظر اليها بتعبيرٍ غامض غير مقروء ٢ نقطة و حين تكلم أخيرا ٢ نقطة قال بصوته العميق
, ( و بيتك ينتظر عودة صاحبته بفارغ الصبر ٢ نقطة )
, عضت على شفتها بقلق وهي تنظر اليه بغضب ثم قالت حين لم تستطع أن تمنع نفسها
, ( أي بيتٍ تقصد ؟؟ ٢ نقطة )
, قال دون أن تهتز عضلةٍ في وجهه الصلب
, ( وهل لكِ سوى بيتٍ واحد ؟؟ ٢ نقطة انه البيت الذي طالبتي بأن يكون ملكك )
, هتفت حنين بخوف وهي تحاول التحرر من ذراعه الحديدية
, ( أنت تتوهم إن ظننت بأنني سأخرج من هنا الي بيتك ٢ نقطة )
, الا أنه شدد عليها أكثر و ازدادت ملامحه قسوةٍ في لحظةٍ خاطفة ٢ نقطةفارتعدت ٢ نقطة لكنه لم يلبث أن أرخى ملامحه و ذراعه حول كتفيها قليلا و قال مصححا بهدوء
, ( بيتك أنتِ ٢ نقطة و لو كنتِ كريمة الأخلاق فستسمحين لي بتلقيبه ٢ نقطة بيتنا )
, تشنج جسدها لا اراديا ٢ نقطة فاحنى رأسه ليقبل جبهتها برقةٍ وهو يهمس ملامسا بشرتها بشفتيه الدافئتين
, ( لا بأس ٢ نقطة لا داعى للتوتر حاليا ، ٢ نقطة لم نسأل الطبيب بعد عن موعد خروجك ٢ نقطة حينها سوف نقرر بهدوء متى ستعودين معي الي بيتنا )
, أغمضت عينيها بتشنج ٢ نقطة و جسدها يتحول الي لوحٍ جليدي بين ذراعيه ٢ نقطة ثم همست بتوتر من بين أسنانها
, ( أين عمتى ؟؟ ٢ نقطة و اين عاصم ٢ نقطة لماذا لم يبقى أحدا منهما معي )
, ربت على وجنتها بنعومةٍ يهدئها ثم قال بخفوت
, ( لقد أصريت عليهما أن يغادرا لأبقى أنا معكِ ٢ نقطة حيث مكاني المنطقي )
, تأففت حنين بقوةٍ و نفاذ صبر ٢ نقطة بينما قلبها المرتجف لا يتناسب مع فظاظتها الظاهرية ٢ نقطة
, بينما تابع جاسر مغيرا الموضوع وهو يهمس بين خصلاتِ شعرها المتناثرة حول وجهها المحني هربا منه ٢ نقطة
, ( أتعلمين ٢ نقطة لقد اضفت بعض التعديلات للبيت ، ٢ نقطة ستأسرك ما أن ترينها ٢ نقطة أتريدين معرفة بعضها ؟؟ )
, لم ترد حنين ٢ نقطة و لم ترفع راسها اليه ٢ نقطة لكن تغير سرعة نفسها و خفقان قلبها تحت كفه مباشرة شجعه على أن يتابع بهدوء
, ( لقد أضفت السمك الملون للنافورة في الحديقة الخلفية ٢ نقطة و التي تطل عليها غرفتنا ، ستستيقظين كل يومٍ لترينه أمامك ٢ نقطة ، كما وضعت طائري كانريا صفراوي اللون في فقصٍ مزين بغرفتنا كذلك ٢ نقطة لكنهما مزعجين للغاية لذا فقد قررت نقلهما للطابق السفلي ٢ نقطة يمكنك اللعب معهما صباحا ٢ نقطة
, و صنعت أرجوحة لكِ ٢ نقطة و يمكنك أن تسمحي للصغار بأن يتأرجحون بها إن أردتِ ٢ نقطة
, أما في الطابق العلوي ٢ نقطة فقد جهزت غرفة ***** كاملة ٢ نقطة لم أجهزها بنفسي ، بل أسندت الأمر لأحسن مصمم في البلد ٢ نقطة
, ما أن دخلتها حتى خاطبت ابني سرا و قلت له " أصبحت لك غرفة ٢ نقطة لم يحلم أباك بدخول مثلها يوما أيها الوغد الصغير " ٢ نقطة )
, رفعت رأسها اليه تنظر له بشراراتٍ حانقة ، فابتسم لعينيها و تابع بهدوء فظ
, ( اسمعي ٢ نقطة أنا لست بارعا في أمور المواساة و تجنب الاحاديث المؤلمة و كل تلك الأمور العاطفية السخيفة ٢ نقطة
, لذا لن أمتنع عن وصف الغرفة لكِ لمجرد أنكِ قد فقدتِ الطفل
, ستكون هذه الغرفة من نصيب *** محظوظ جديد ٢ نقطة ثم آخر ٢ نقطة ثم آخر ٢ نقطة ثم أخرى ٢ نقطة الي أن نقسم يوما أننا قد اكتفينا أطفالا ٢ نقطة )
, تنهدت بغضب و همست بفحيح من بين أسنانها
, ( الا تمتلك ذرة مشاعر انسانية ٢ نقطة لقد فقدت طفلة للتو ، و ها أنت تكلمني عن المزيد من الأطفال ٢ نقطة منك أنت ٤ علامة التعجب ٢ نقطة )
, عقد جاسر حاجبيه وهو يقول بحيرة
, ( ممن اذن ؟؟٣ علامة التعجب ٢ نقطة )
, تأففت حنين و أدارت وجهها الي النافذة و همست بمرارة
, ( وفر كل ذلك العناء عن نفسك ٢ نقطة لم يصبح هذا البيت بيتي بعد )
, مد جاسر يده الى ذقنها ليعيد وجهها اليه قائلا بصوتٍ عميق ارسل رجفة في أوصالها
, ( سيصبح خلال أيام ٢ نقطة ما أن تستعيدين صحتك بالكامل ، سأفي بوعدي ٢ نقطة و أنتِ ؟؟ ٢ نقطة )
, تجرأت على النظر اليه لتهمس بكره
, ( أنا ماذا ؟؟ ٢ نقطة )
, رد جاسر بلهجةٍ تحمل ألف معنى
, ؛( هل ستفين بوعدك ٢ نقطة و تعودين اليّ أمام العالم كله ؟؟ )
, صمتت لفترة طويلة و هي تطالع عينيه المدققتين فيها بقسوة ٢ نقطة و حين طال صمتها قال بهدوء حاسم
, ( مكانك ليس معهم يا حنين ٢ نقطة أيامك في بيت رشوان أصبحت أيام ضيافة منذ قترة طويلة ٢ نقطة و أنتِ تزيدينها يوما بعد يوم ٢ نقطة بينما بيتك ينتظرك مفتوح الأبواب لكِ )
, ثم قال بهدوء ظللته بعض القسوة
, ( و فقدانك الجنين لن يغير شيء من قبولك ٢ نقطة )
, هل هذا تهديد ؟؟ ٢ نقطة ارتعد جسدها الهش بين ذراعيه و اتسعت عينيها للحظة ٢ نقطة فابتسم بمرح و تحولت نظراته لنظرات عميقة السواد كادت أن تبتلعها وقال بصوتٍ عاد الي صفائه
, ( اليس كذلك ؟؟ ٢ نقطة)
, خرج نفس مرتجف خائف من بين شفتيها المرتجفتين ثم أغمضت عينيها يأسا وهي ترجع رأسها للخلف بتعب ٢ نقطة لكنها لم تجد ظهر السرير ٢ نقطة بل كانت كتفه في انتظارها ٢ نقطة مما زاد يأسها ٢ نقطة