NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول العشق وقليل منه يكفي ـ ثلاثون جزء 7/11/2023

ناقد بناء

مشرف قسم التعارف
طاقم الإدارة
مشرف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
17 ديسمبر 2021
المشاركات
8,828
مستوى التفاعل
2,862
الإقامة
بلاد واسعة
نقاط
15,664
الجنس
ذكر
الدولة
كندا
توجه جنسي
أنجذب للإناث
١

بيدٍ تنتفض منها الاوردة بوضوح، كان يتناول ساعة اليد الانيقه خاصته ويرتديها. ومن ثم تناول زجاجه عطره الفاخر ووضع منها بعض الزخات التي تميز رائحته دوماً وعلى طوال السنوات لم يغيرها قط.
, إنه زين خليل السُلطان، ذلك الشاب إبن العز والجاه كما يقولون، منذ نعومه اظافره وهو يسكن هذا القصر العالِ ومحاط دائماً بالخدم والحشم ينتظرون إشارة من اصبعه الصغير.
,
, ولكن زين كان متواضعاً في تعاملاته مع اى شخص على حد سواء، في المنزل او بالعمل..
, ولكن الشئ الوحيد الذي يفتقده زين، ان ليس له اصدقاء او رفيق يظل معه اينما كان، يتحدث إليه في وحدته، يشكو إليه شئ ما او يشاركه فرحه إنتصار!
, ربما كان قديما هذا لايُشكل ضيق على صدره، ولكن من هذه اللحظة فهو في مأزق كبير.
, اليوم قرر زين التخلى عن كُل ما نشأ عليه، يريد ان تصبح له حياة اخرى بعيد عن كُل هذا، ان يبدء بمفرده.
,
, على أنه زين فقط، وليس إبن السُلطان!
, =برضو هتمشى؟
, كان هذا الصوت الرخيم يأتى من خلف زين اثناء تحضيره لحقيبته، التفت زين إليه وقال بعينان تفيض حناناً
, مش هينفع استنى بعد كدا
, =وتسيب باباك يا زين؟!
, اقترب زين من هذا المُسن وامسك بيده وقبلّها واردف
, عمرى م هسيبك، بس انا بجد عاوز ابدء بعيد، وإنت عارف انه مكانش اختيارى
, لكن بعد الل حصل، انا لازم امشى
, =هتسأل عنى؟!
, حضرتك لسه قايل، انت ابويا الحقيقي وانا عمرى م هسيبك.
,
, =طيب هتروح فين؟! انت طول عمرك هنا
, آن الاوان انى اعرف، ان الاوان اكون أنا، سيبنى اضبش لحد م اعرف اعوم
, مش بيقولوها كدا
, ابتسم زين وقبل رأس العجوز وهم بغلق حقيبته ورحل..
,
, ، كلما ينتابني شعور بالحزن اذكر نفسي بما قاله الشاعر التركي ناظم حكمت أجمل الأنهار لم نرها بعد وأجمل الكتب لم نقرأها بعد وأجمل ايامنا لم تأت بعد، وأجمل الأحلام لم تتحقق بعد.
,
, كانت نورهان تقرأ تلك الكلمات أمامها وهي تغفو في سبات عميق نائمه تحلم بما تدون في دفتر تحضير الدروس الخاص بها ومن ثم، اخذت تتلاشى تلك العتمه من امام أعينها شيئاً ف شيئاً وهي تستيقظ منزعجة من ذلك الصوت العالى لأغنية شقيقتها روان المفضلة
, 60 فالمشمش ياحليوة، يابتاع المشمش صدقتك
, لعبة ف حدوته ولا طُلتك ولاطُلت المشمش.
,
, نهضت فراشها منزعجه وهي تفرك في عينيها ذاهبه نحو غرفة روان وجدتها ترتدى ثوب غريب الشكل واللون تستطيع اى راقصة شعبية او استعراضية ارتداؤه وتقوم بالرقص امام هاتفها وهي تسجل مقطع لها على هذه الاغنية.
,
, تذمرت نورهان منها وانصرفت نحو درج خزانتها وتناولت قرص للصداع في الصباح من دون ان تتناول شيئاً للإفطار وتجرعت الماء، ولجت الى المطبخ تعد كوباّ من الشاى عابسه الوجه حتى انتهت من اعداده، جلست الى المقعد المفضل لديها بالقرب من نافذه غرفتها.
, انتهت روان ودلفت الى غرفة نورهان واردفت قائلة ب اندهاش
, ايه دا انتِ صحيتِ يا نور
, التوت شفتى نورهان وقالت وهي تشرب من كوبها بهدوء دون النظر إلى روان حتى
, لاء لسه نايمه.
,
, معملتليش شاى معاكِ ليه
, خطفت روان الكوب من يد شقيقتها وارتشفت منه ف انزعجت نورهان واردفت بحنق
, طبيعى اصحى على المولد الل انتِ عاملاه، وبعدين ايه القرف الل كنتِ لابساه دا وبتصورى نفسك بيه كمان
, كانت روان احضرت قطعتين من البسكويت واسقطت واحدة منهم بالكوب واردفت بمرح غير مباليه ب انزعاج شقيقتها
, دا دريس للرقص عادى ومش عريان خالص، وبعدين انا نحمة تيك توك وعندى فوفولرز كتير بيستنوا الفيديوز الل مش عجباكِ دى.
,
, انتِ رقاصه مش نجمه زفت، دا تصرف طالبه فالكُلية عاقلة، تفتكرى زمايلك هيبصولك ازاى بعد القرف الل بتعمليه دا
, نورهان! انا مش صُغيرة وانتِ مش وليه أمرى، مش عشان احنا توأم نبقا نسخه فكل حاجه
, احنا نسخه فالشكل اه لكن الطبع عمرنا م كنا توأم!
, هزت نورهان رأسها بالايجاب قائله
, عندك حق، بدليل انى بقيت مُعيدة فالجامعه، وانتِ لسه بتعيدى السنه وبتعمليلى تفاهات تثبتِ بيها نفسك.
,
, عبس وجه روان قليلاً ومن ثم اردفت بثقه وتحدِ إلى شقيقتها
, بس مبسوطه وعايشه حياتى وليّا اصحاب وفيه ناس كتير بتحبنى وهتموت عليّا، مش مقفلة وعميقة ودماغى صعبه التعامل ومفيش حد بيقرب لى والوحيد الل قرب مشى عشان٣ نقطة
, تذمرت نورهان ونهضت من مجلسها قائلة بصوت مرتفع
, روان! متفتحيش الموضوع دا تانى سامعه
, يبقى انتِ متعمليش الكبيرة ولا الوصية عليا، كل واحد فينا حر.
,
, صمتت روان ناظرة ناحية نورهان وهي تهم بالانصراف من الغرفه، ثم توقفت روان للحظه ونظرت ناحيه شقيقتها قائلة بنبرة يمتزجها الانوثة
, إيه رأيك فالبوستيج الجديد، قمرز صح!
, قالتها وهي تلامس اطراف خصلات شعرها الطويل الزائف والقت ضحكه رقيعه تميزها وانصرفت، فقالت نورهان وهي على نظرتها لها بغضب
, هتفضلِ تافهه!
,
, هزة قدم واحدة، اطراف اصابع موضوعه في فمه، انه عيسي يترقب شيئا ما امامه معروض
, فى غرفة مغلقه ومعه ثلاثة اشخاص ايضا يشاهدون في صمت..
, حتى قام احدهم من مجلسه واردف في عصبيه
, ايه دا؟! اطفى ياعم الشريط دا
, نهض عيسي من مجلسه وقال بصوت مرتفع
, ثوانى ثوانى فيه ايه يافنان
, رفع المطرب الشعبي المبتدء انفه وقال في تكبر
, مش عاجبنى الكليب، زى الزفت بصراحه
, اندهش عيسي وضغط على شفته السفلى ب أسنانه وقال في هدوء نسبي.
,
, ليه مش عاجبك الكليب يانجومية ماهو زى الفل اهو وانت ماشاء **** زى عبدالباسط حموده وسط الموديلز وهما بيتنططوا حواليك زى طلب حضرتك
, لا مش مبسوط منه الكليب دا، نعيد تصوير تانى
, هتف مساعد عيسي في الاخراج بغضب قائلاً
, كليب ايه الل نصوره تانى، دا احنا طلع عنينا
, عقد المطرب ذراعيه واردف وهو ينظر بعيداً عنهم
, بفلوسي، ماليش دعوة مش عاوز الكليب دا يتذاع.
,
, وهو احنا خدامين عندك، انت اصلا محدش يعرفك وقارفنى ورايحين جايين بقالنا شهر على حس الكليب بتاعك وفالاخر تقول ميتذاعش ونعمل واحد غيره هو صنيه بطاطس بالفراخ!
, انا محدش يعرفنى! أنا، وانت ايه مخرج أوى، انا الل بسبب الكليب بتاعى الل مش عاجبك هعملك مخرج
, وانت كنت حته مساعد محدش سمع عنك أصلا، بقالك اد ايه قاعد فالبيت وانا حنيت عليك بالسبوبة بتاعتى يابو وحمه!
,
, صاح المطرب بكلمته الاخيرة في وجه عيسي مما اثارت غيظه المكظوم حتى فقد اعصابه وسدد لكمه الى هذا المطرب اوقعه ارضا وعيسي يردف بغضب
, خللى حد يعملك زفت تانى غير ابووحمه يامطرب نص كم، يلعن ابو شكلك!
,
, بلاش بيا يحاول يحتك
, عشان نرجع موضوع واتسكّ
, قولوله حبك راح في الباي باي
, هوّ ايه لزومه يشكي ليه همومه
, وانا هعمله ايه
, تاه مع اللي تاهوا وغير اتجاهه
, راح وراحت عليه.
,
, صوت الاغانى يتعالى ويدوى ب أرجاء البهو الواسع المُزين ب بالونات الهيليوم قاتمه اللون وشرائط الزينة المعلقه بالمكان كله وقالب كيك لونه بنى قاتم من تغطيته كاملا بالشيكولاته ومدون عليه جملة مبروك الحرية، وجَمع من الفتياات يتراقص حولها نجمة الحفل، اميرة!
,
, اميرة، تلك الفتاه ذات الشعر القصير الذي بالكاد يغطى خلف رأسها زائد بشرتها السمراء اللامعه التي اضافت فوق جمالها جمالاً يدعونها صديقتها البرونزية من تميزها بينهم
, . تنير وجهها تلك القطعه الفضيه الموضوعه بجانب انفها كنوع من انواع التماشى مع الموضه الحديثه والتي تدعى البرسينج.
,
, القامه ولكنها تحافظ على تناسق جسدها، تخرج كل صباح للتريّض بعدما تتناول قهوتها المفضلة من دون سكر، تخرج وتضع سماعات تستمع إلى صدح اغانى فيروز ثم تتخذ مقعداً في حديقه منزلها كى تنعم بساعة أخرى من القراءة على ضفاف الخيال..
, اما عن اليوم، ف تلك الرقيقه الحالمه تحتفل وسط اقرانها ب انفصالها عن زوجها وبداية ايام العزوبية مجدداً.
,
, معقول! فرحانه اوى كدا انها اتطلقت؟! انا مش شايفه انها كانت مع وحش كاسر عشان تفرح اوى لما تطلق منه
, كانت تلك همهمات من احداهن الاتى حضرن الحفل، ف دنت الاخرى من اذنها تهم بالرد عليها خِلسه
, مش قصة وحش كاسر اميرة طول الوقت بتعمل الل هما عاوزينه واول مرة تاخد قرار فحياتها
, ويعنى دا قرار صح، هو لما تيجى تتمرد تتمرد على اكتر حاجه صح فحياتها
, ومين قالك انها كانت مبسوطه معاه؟!
, اظن كدا!
,
, طالما بتظنِ، يبقى متحكميش غير لما تشوفِ بعينك
, قالت الفتاة جملتها الاخيرة، وقامت لتشارك اميرة الرقص وتقطيع قالب الكيك والتقاط بعض الصور لتوثيق الحدث وتخليده للذكرى ك حدث مهم في حياة تلك الحالمة.
,
, هدير!
, توقف جسد مفتون ل فتاة ترتدى زىّ موحد لطاقم المضيفات التابع لشركة الطيران، ثوباً قصير موحد اللون عبارة عن قطعتين، قصير إلى حد ما منتعلة حذاء ذا كعب مرتفع يُحدث صوتاً كلما تهادت ب روية، كانت هذه هدير.
, التفتت هدير الى تلك الصوت مبتسمه وتوقفت حتى اقتربت لها زميلتها مُبتسمه ب دهاء
, هدير حمدلله على السلامه، ايه اخبار رحلتك؟
, همت هدير تجرّ حقيبة السفر خاصتها وتتابع حديثها اثناء سيرهما معاً.
,
, كانت ممتازة، بصراحه اى رحلة مع كابتن ابراهيم بتكون ممتعه
, عندك حق، صحيح باركى ل هناء خطوبتها الاسبوع الجاى
, تبسمت هدير ساخرة من بلاهة عقل زميلتها قائلة
, اباركلها على إيه على الوكسه! مُتخلفه الل تسيب حريتها وتقدمها على طبق لراجل يمحى شخصيتها وكرامتها
, تعجبت منها زميلتها وقالت رافعه إحدى حاجبيها
, ايه يابنتى العُقد دى، طبعا الارتباط دا احلى حاجه فالدنيا، على الاقل بتلاقى حد يهمه امرك ويسأل عنك.
,
, ويلبسنى ف عيال وهمّ ونكد مش كدا! يابنتى الارتباط الل انتو فرحانين بيه دا مدة صلاحيته اقصر بكتير من مدة صلاحية ازازة الزبادو
, تركت هدير زميلتها وانصرفت مترجلة خارج المطار تبحث عن سيارة اجرة، بينما نظرت بطرف عينيها الى تلك البقعه الخلفية التي يقف بها ثلاثة من الشباب الذين يعملون ك مهندسين بالمطار.
, طول قامته زائدابتسامته الوقورة التي تنم عن نضجه، كانت هذه مواصفات احدهم والذي يُدعى صالح.
,
, تعتقد هدير انه يتميز عن البقية لاسباب كثيرة تحتفظ بها هي لنفسها واهمهم ان جمالها لم يلفته ذات مرة أو حتى حاول ان يتحدث معها من قبيل فتح حديث كى يصيرا اصدقاء بيوم ماكما يفعل المعظم.
, خطفت هدير النظرة خلسه وتهم بالرحيل، فهرولت ناحيتها احدى الفتيات قبل ان ترحل قائلة
, هدير ممكن تقوليلى على البنسيون الل قاعدة فيه حالياً عشان احجز فيه لأن تعبت من المشوار، وللا نروح سوا
, فغر فاه هدير وقالت.
,
, بنسيون ايه ياماما، انا اسكن فبنسيون! وبعدين حتى لو عاوزة تسكنى انا مالى هو احنا كنا فيوم مثلاً اصحاب وبتاع، انا مبحبش حد يقتحمنى زيك كدا
, ايه التناكة دى! بطلى غرور بقا واتعاملى زى م كُل الناس بتتعامل
, ضحكت هدير وقهقهت ك طفلة وقالت ب نبرة سخرية
, تصدقِ ضحكتينى لدرجه إنى كنت هقع من على العرش بتاعى! وسعى كدا
, انصرفت هدير فتمتمت الفتاة بعدما اقتربت احداهن منها لتتفهم ما جرى.
,
, انا مش عارفه المخلوقه دى عايشه وسط ناس ازاى، دى اكيد هتعيش وتموت لوحدها
, كانت هدير تسمعها، توقفت لها سيارة الاجرة واخذ السائق حقيبتها وبداخلها يتحدث رداً على تلك المقتحمه لها كما تعتقد
, انا مش هعيش لوحدى، انا هعيش ب اسلوبي وقانونى انا والل مش عاجبه مش مهم
, هى حقا تريد ان تتخلص من تلك الخيال المستعار، الارتباط الخطوبة الزواج! هي ترى كل هذه الشكليات خيال مستعار لعلاقة ليس لها اهمية.
,
, هى تعترف في قرارة نفسها ب انها عاشقه للنخاع كحال كثير من النساء لأحدهم، ولكنها تأبي ان تكون كيان مُهترئ ونفس آيلة للسقوط عندما ينقطع الخيط الواهن بين الحب والرغبةوالسير على العادات والتقاليد!
, أما عن صالح..
, فهو هذا الشاب الخلوق المحبوب لدى اصدقاءه، الاجتماعى المتواجد في اى مناسبة تخص احدهم، جاد جدا في عمله وحازم في قراراته..
, ها يامعلم، هتروح الخطوبة وللا ايه؟!
,
, ادار صالح عينيه في ارجاء المكان واومأ برأسه يمينا ويساراً ومن ثم بعدها اردف
, ممكن اه او لاء، على حسب هشوف يومى وقتها عامل ازاى
, خلاص يا ابوالصُلح رتب وقولى
, وانت ياصالح مش عاوز تقلدهم؟!
, قالتها إحدى المضيفات بالمطار وهي تتمايل بجذعها على الحائط خلفها، ف اردف صالح بنبرة مداعبة
, لا مش بقلد عشان انا مش بتاع جواز
, ضحك الجميع ودلف صالح الى مكان عمله بالداخل وهو يضحك ساخراً من تلك البلهاء.
,
, يدان مغطاة بقفازات اسلامية كانت ممسكة بالقرآن الكريم وتتلو منه آيات اثناء عملها بمحل الملابس الحريمي
, ممكن لو سمحتِ!
, نهضت نشوان من مقعدها، واقتربت من تلك السيدة التي ترغب في شراء قطعة من القطع المعروضة
, ايوة يافندم تحت امر حضرتك
, دى الحجات الل نازلة جديد
, ايوة كل دى بضاعه جت امبارح.
,
, كانت نشوان ترافق العميله بوجهها البشوش ذو البياض الناصع، عيناها الصغيرتان تكسبها اهدابها جمالا من كثافتهم، رداءها الاسلامى الادناء يجعل في روحها سمو بالغ وصفاء.
, حباها **** ب جسد جميل ابدع **** في صنعه وعذوبه فالصوت، ف ارادت نشوان بتغطية تلك العطايا حتى لايطمع من في قلبه مرض.
, اشترت السيدة وحاسبتها نشوان بعدما وضعت لها الملابس في كيس عليه اسم المحل ورافقتها ب ابتسامه منها مع كلمة محفوظه
, شرفتِ يافندم.
,
, رحلت السيدة، واتت فتاتان وقامت نشوان بعمل نفس ما عملت بالماضى بل م تعمل به زيادة عن سته اشهر في هذا المحل دون ملل.
, اقترب يوم عملها على الانتهاء، فكانت تحسب الحسابات المدونة بخطها قبل ان تسلمها الى صاحب العمل ككل يوم..
, سلامو عليكم، انا جاى اخد الايراد بدل الحج
, ابتسمت نشوان وهمت ب اعطاء نجل صاحب المحل المال والدفتر كى يقوم بمراجعتهم قبل ان تنصرف، امسك الشاب الدفتر ووضع يده على رأسه واردف.
,
, اااه، الواحد مش عارف مصدع ليه انهاردة
, الف سلامه حضرتك
, ممكن بس كوباية شاى، هنتعبك قبل م تمشى
, لا مفيش تعب ولا حاجه
, ترجلت نشوان نحو المطبخ الصغير جدا، والموضوع به غلايه ماء تعمل بالكهرباء وعلبة تحوى الشاى ومثلها للسكر وملعقه صغيرة واكواب فارغه..
,
, كانت تُعد الشاى نشوان في هدوء، بينما هم الآخر بغلق باب المحل وسرعان توجه نحو نشوان وقام ب احتضانها رغماً عنها، اما عنها فقد دب الذعر قلبها فهمت ب ازاحته بعيداً عنها
, ايه دا فيه ايه
, فيه ايه! انا مصدقتش نفسي أما ابويا قالى روح خد الايراد، انتِ من زمان عجبانى يابطه
, اوعى ابعد عنى ياناااااس ياناااا.
,
, وضع هذا الاحمق يده على فمها حتى لايسمع احد صوتها، قامت بعضه ب اسنانها ودفعه قدر ماتستطيع والتفتت إلى غلاية الماء الساخنه واخذتها وفي غمضة عين ضربته بها على رأسه حتى انكب الماء المغلى عليه
, ف اخذ يصيح عاليا
, يابنت المفترية انتِ عملتِ ايييه، اااااه
, فاكرها سايبه وانى ست لوحدى.
,
, ف أكملت هي اثناء صياحه ونزلت لاسفل خلعت حذاؤها وقامت بضربه به عدة مرات ومن ثم هربت تفتح باب المحل وهي تصيح حتى التم جمع غفير حولها في ثانية من الزمن!
 
  • عجبني
التفاعلات: fares1980 و BASM17 اسطورة القصص
٢

علبة من علب مساحيق التجميل كانت تتناولها نورهان وتضع منها القليل على وجهها، ومن ثم تناولت قلم احمر الشفاه ووضعت منه لمسه بسيطه وقامت بتعديل انسياب شعرها على ملابسها واعتدلت تنظر لنفسها نظرة أخيرة أمام المرآة وتنظر نظرة كُليه لمظهرها كاملا. شعرها المتهادى على اكتافها ثوبها الانيق المرتب، سحبت حقيبتها وهمت بالنزول.
,
, اثناء خروجها من غرفتها قابلت روان وفي عيناها النُعاس تقاومه ممسكه بكوب ماء تشرب منه ف اوقفت شقيقتها بسؤالها
, نازلة ولا ايه؟
, اه م انتِ فالبلالا، هحضر مناقشة زميلنا استاذ عمر العدوى
, حكت روان ب رأسها تتذكره وتركت الكوب مكانه وقالت
, اااه، يعنى فيها مرواح للقاهرة، طب بقولك ايه هاتيلى معاكِ مارشميلو كتير اوى بصّى كتير جدا
, نفسى ريحاله بغبااااء معرفش ليه
, وقفت نورهان وعقدت ذراعيها أمامها وقالت بسخرية.
,
, نفسك ريحاله اوى، ايه حامل ولا إيه؟
, هيهيهي دمك تقيل، هترجعى امتى
, نظرت نورهان الى ساعة اليد خاصتها واردفت
, معرفش، بس اتغدوا انتِ وماما انا شكلى هتأخر، سلام
, رحلت نورهان، ودلفت روان إلى غرفتها مرة اخرى تنعم بقسط من النوم مرة ثانية.
, استقلت نورهان سيارة الاجرة متجهه إلى القاهرة، وفي الطريق كان قلبها يرقص فرحاً أخيراً س تراه!
, سترى من ينطرب القلب فرحاً حينما تنظر إليه او تستمع إلى كلمة من كلماته، ذلك الفارس!
,
, فارساً لقلب دقاته مجهوله بالنسبة له، فهو لايعلم ب حب نورهان المدفون داخلها ولم تقصه على أحد.
, فارس هو يعد زميلاً لنورهان وروان في فترة الجامعة، كان يكبرهم بعامين وكان شاباً متميز ومجتهد
, كان من ضمن قائمة الاوائل لدفعته كل عام حتى وصل الى ان يكون مُعيدا وحاليا في طريقه ان يكون استاذا بعدما يسجل درجة الدكتوراة.
,
, تأكدت نورهان من شكلها قبل ان تدلف الى الجامعه وخاصه الى القاعه التي بها المناقشه، ولجت إليها وعيناها تترقب المكان كله تبحث عنه ولكنه لم يكن هناك!
, جلست وحضرت المناقشه كاملة، ولكنها كانت تنتظر قدومه بفارغ الصبر ف هي تعلم انه صديق مُقرب لصاحب الرسالة التي يتم مناقشتها الآن وعلى هذا النحو هي اتت بالفعل من بلدها الى هنا.
,
, إنتهت المناقشه، وهمت نورهان بالرحيل بعدما فقدت الأمل. قامت بمصافحه زملائها وتبادل الابتسامات ومن ثم بعدها قررت ان ترحل وتستقل اقرب سيارة اجرة وتعود الى حيثما أتت.
, دكتورة نورهان!
, التفتت نورهان إلى صوته الذي تحفظه عن ظهر قلب مبتسمه
, دكتور فارس، ازيك
, كويس انى لحقتك، انتِ كنتِ ماشية؟
, اه حضرت المناقشه وبسم **** ماشاء **** كانت ممتازة
, للاسف ملحقتهاش وعارف ان عمر هيزعل منى دلوقت.
,
, ابتسمت نورهان له وقامت بالرد عليه
, لاء دكتور عمر اكيد هيقدر الظرف بتاعك
, ابتسم فارس ونظر إلى الخلف ونظر إليها مرة اخرى
, طيب انا هروح اهنيه واحاول اظبط الموقف، انتِ هتمشى؟
, آه
, لو مش هأخرك، ينفع نشرب فنجان قهوة سوا فالمكتب
, قالها بتلعثم وراجيا ان تقبل طلبه، فرحت نورهان كثيراً وردت بهدوء وقور
, خلاص مفيش مشكلة، هستناك فالمكتب يا دكتور
, ذهب فارس الى صديقه، بينما كانت نورهان تنتظر فارس وهذه اللحظة بفارغ الصبر.
,
, بعد وقت. دلف فارس إلى مكتبه بقاعة هيئة التدريس بالجامعه وكان خلفه العامل يضع فنجانين من القهوة وانصرف.
, ازيك يا دكتورة
, ابتسمت نورهان وقالت برقة
, لسه مش دكتورة يا دكتور فارس
, بس على مشارفها، وبعدين انا كمان لسه مش دكتور
, ضحكا الاثنين ضحكه بسيطه وقورة ومن ثم أردفت نورهان
, بس الل سجل الماجستير وفطريقه للدكتوراه، غير الل محتاس ف الرسالة اصلا
, متقلقيش، ولو عايزة اى حاجة انا موجود.
,
, ابتسمت نورهان وتناولت فنجان القهوة ترتشف منه، اما عنه كان يصوب النظر ناحيتها وهو يضع فنجانه وبادر بسؤالها
, روان عاملة ايه؟
, كويسة الحمد****
, وعاملة ايه فالتيك توك بتاعها
, ايه دا انت متابع الهبل الل هي بتعمله دا
, امسك فارس هاتفه مبتسماً ووجهه ناحية نورهان يريها شيئا وهو يقول
, انا متابعها ع فكرة
, تعجبت نورهان وهي على ابتسامتها ف اوضح لها هو.
,
, بتعحبنى عفويتها، وروحها وطريقتها، الل يتعامل معاكم انتو الاتنين مستحيل يقول توأم
, انزلت نورهان واحدة من ساقيها التي وضعتها فوق الاخرى وقالت وهي تهم بالنهوض
, بعد التقاليع وشعرها والحاجات الل عاملاها ف وشها، مبقيناش شبه بعض لاشكل ولا شخصية
, نهض فارس أمامها واردف
, ليه مستعجلة كدا؟
, يدوب عشان هيستنونى عالغدا
, طيب ابقى سلميلى عليهم
, يوصل
, وإن خمدت النيران فدخانها يُصيب!
,
, يابنتى كان لازم يعنى تفضحيه، م كان كفاية الل عملتيه فيه ومشيتى اهو داير فالبلد كلها يقول إنك سرقتى المحل وعاوزة تغطى على عملتك
, رفعت نشوان نظرها الى تلك العجوز عمتها اثر احتضانها لطفلتها ماريا وقالت بصوت متهدج
, عمتى، انا معملتش حاجه غلط، انا دافعت عن شرفى ومكنتش هخرج هربانه لازم افضحه عشان الناس كلها تعرف وساخته.
,
, وهو يانشوان مكفكيش سلختيه بالنار وضربتيه كمان روحتى تعملى له محضر، اهو عملك محضر بالسرقه وخلى سمعتك زى الطين
, احتضنت نشوان ابنتها ماريا بقوة وكأنها تستمد منها الأمان وقالت وهي تدفن رأسها في جسد صغيرتها
, **** معايا ياعمتى، وهيوقف جنبي مش هيخذلنى ابداً. والبلد كُلها عارفه انى ست حرة وفحالى وبجرى على اكل عيشى وعيش بنتى وبالحلال. مش هسرقهم دلوقت وانا بقالى معاهم شهور اد كدا وعارفينى كويس.
,
, ودى مش اول شوغلانه تروحيها وتمشى منها بمشكلة يانشوان!
, كان هذا صوت مهدى، قادم من الخارج وجلس بجانب والدته متحفز ومنتظر رد نشوان عليه
, ايوة يا مهدى مش اول شوغلانه، وكل مرة كان بيبقى فيه مشكلة وكلكم عارفين ليه
, مرة ياكلوا حقى وميدونيش مرتب، ومرة يضحكوا علينا ويقولوا مشغل خياطه وهما عاوزين يشغلونا فالحرام من تحت لتحت والل كان عاوزنا نشتغل فالشغل وخدامين فالبيت للست بتاعته ومننطقش.
,
, و**** انت عارف كل دا يامهدى من غير ماتتريق وتحسسنى انى بتاعت مشاكل وفضايح
, اومأ برأسه ب سخرية منها وطرق كفاً بكف متعجب منها، بينما كانت نشوان تهدهد على صغيرتها ماريا حتى نامت فنهضت تضعها بفراشها بالداخل. فسمعت همهمه ل مهدى مع والدته
, متخليهاش تطلع تانى ولاتدور على شغل يا امى، سمعانى
, يابنى وهو انا هتحكم فيها ولا ابوك، انت عارف نشوان ودماغها حجر صوان
, لا دماغها حجر ولا بتاع، مفيش خروج يعنى مفيش.
,
, وانت بقا الل هتتحكم فيا يا مهدى؟
, خرجت تلك الكلمات من نشوان بعدما اراحت صغيرتها ففراشها وخرجت
, م ترد عليا؟
, اه انا يا نشوان، مش عاجبك
, لاء مش عاجبنى، لان مش هييجى اليوم الل اقعد فيه فالبيت استناكم تشحتونى انا وبنتى تمن العيشه
, اردفت العمة بحزن من حديث نشوان وقالت
, ليه يابنتى كدا، هو احنا قصرنا معاكِ فحاجه؟
, هرولت نشوان ناحية عمتها وقبلت يدها أسفا عما بدر منها، ولكنها تهم بتوضيح سوء الفهم الذي حدث.
,
, ياعمتى و**** م اقصدك، لا انتِ ولا عم جابر. انتو ربتونى وعلمتونى وجوزتونى وخلاص حملكم زاد اوى
, انا ليا بنت ولازم اتحمل مسؤليتها واصرف عليها
, اقترب مهدى واصبح مقابل لجسد نشوان وعيناه تتأجج نارا
, وانا ابقا عم البنت دى، وهتكفل بيها
, بجد! طيب ياريت، بس قولى يامهدى هتصرف عالبت دى منين
, من الشم ليل نهار ومشيك مسطول بين الناس، ولا من الحشيش الل مش بيفارق جيبك.
,
, ولا ماريا تكبر شوية واشغلهالك رقاصه للمساطيل الل بتقعد بينهم ترقص وتحاسبلك عالمشاريب
, من دون سابق إنذار، قام مهدى بصفع نشوان صفعه مدوية على وجهها جعلتها تصرخ بقوه ف هرولت ناحيتها العمه قائله تنهر ابنها
, ايه يامهدى! ليه بتضربها يابنى
, كانت تضع نشوان يدها على وجهها تنظر إليه نظرة صارمه، بينما هو كان صدره يصعد ويهبط كأنه يلهث واردف.
,
, لازم تتعلم الأدب، هي افتكرت ان مجدى مات وعيارها فلت ومحدش هيوقف ف وشها، بس لو مجدى مات انا موجود
, كورت نشوان يدها ودبت بها على صدر مهدى عدة مرات وهي تتحدث بصوت مرتفع
, ملكش دعوة ب مجدى **** يرحمه، ولا ببنت مجدى ولا بيّا من اساسه والقلم دا هدفعك تمنه يا مهدى
, وخليك فاكر!
, أنا مكتئب مش كئيب .
, انت كتلة برود مش كئيب
, لُطف الرد يجعل من الحزن ورد
, يالطيف اللُطف يارب، والنبي انت الل ورد وكلامك ورد فيسكوز دا!
,
, خليك على طبيعتك واللي هيشوفك بقلبه هيحبك وهينبهر بيك،
, كونك تلقائي في زمن مليان تصنع ده يثبتلك قد إيه إنت صح!
, وانت هامّك قلب ولا كلاوى! قاعدة شغاله اقرا واكراش على حلوف. دا حلوف مش ممكن يكون زينا كدا
, كانت هدير تتصفح حساب صالح على الفيس بوك خِلسة وتقرأ كلماته وتعلق عليها وتسخر منها تارة، وتارة اخرى تحملق بصورة حسابه الشخصي تهيم بين عينيه وتتعمق في محاولة قراءتهم.
,
, ظلت على حالها هذا، حتى شعرت بالنعاس ف اردفت متحدثه إلى نفسها
, اقوم اخد شاور وانام بقا عشان رحلة بكرة
, كانت تترنح ناحية خزانتها وهي تغنى بصوت منخفض إثر إحضارها ثياباً والمنشفه.
, مالى شِغل بالسوق، مريت لِ اشوفك، حتى السمك بالمىّ مروى على شوفك
, احضرت اشياءها وفي طريقها إلى المرحاض، فتحت صنبور الماء ولم تجد ماء!
,
, زفرت بضيق وتوجهت بخطوات سريعه نحو الباب والغضب يكاد يمزقها. هبطت على الدرج حتى وصلت الى موظف الاستقبال بالفندق الصغير المقيمه فيه واردفت بصوت عالٍ
, الميّه مقطوعه ليه؟ كُل يوم فالوقت دا تقطعوها بالساعات
, رفع موظف الاستقبال نظره إليها وتحدث في لامبالاه
, نعملك ايه يامزمزيل، غصب عننا مش بمزاجنا
, تشدقت هدير بشفتيها تكرر ماقاله موظف الاستقبال وتحدثت بنبرة تحذيرية.
,
, اسمع! تتصلوا بحد يجيب الميه تجيبولى الميه لحد فوق، تعملوا نداء عاجل لشركه المية
, مش شُغلى، انا واحدة بطلب ب اقل حقوقى فالمخروبة دى وعاوزة مية حالا
, يا مزمزيل لووعاوزة مية للشرب نتصرف ونشتريلك ازازتين ونظبطلك كل الحوار
, طرقت هدير بيدها المكتب الخشبي الهالك وقالت بحزم
, ازازتين ايه، انا عاوزة المية تيجى حالا وحوار قطع المية دا عشان تغلى تمن الاوضه ف مش هياكل معايا
, ماشى!
, فغر فاه موظف الاستقبال ومن ثم اردف.
,
, لاء اذا كان كدا يا آنسة هدير فالمية مقطوعه ومعندناش حل، لو عندك انتِ حل اتفضلى!
, هتفضل ماشى!
, امسكت بزهرية قديمه موضوعه على المكتب المتهالك وقذفتها على الارض
, ماشى!
, صخب حفل الخطوبة مُقام بمنزل العروس، ويشاركانها الحفل زملاءها واصدقاؤها ومن بينهم صالح!
, يقف بعيد نسبياً ممسكا بكأس يحوى العصير ويتراقص مع صوت المزيكا بشكل هادئ.
, بتشرب ايه يا معلم؟!
, رفع صالح الكأس وقال في اذن زميله
, عصير اكيد مش ويسكى.
,
, ضحك زميله ف دنى منه واردف
, فكك بلا عصير بلا بتاع، خد
, اعطاه علبه معدنيه كانز تحوى مشروب كحولى مخفف
, ايه دا، بيرة!
, دى خطوبة ياهندسة، هنقضيها عصير عاوزين نفرفش كدا
, وهى الفرفشه لازم ب كدا يا مؤذى..
, تدخل ثالثهم وهو يردف الى صالح
, ياعم م تشرب، لاعندك مدام خايف تقفشك من ريحتها ولا اولاد يقولولك بابا السكير جه
, ضحك صالح وحك ب انفه ب يده، حركه معتاده معروفه منه واردف.
,
, انا حتى لو متجوز هعمل الل انا عاوزه، دا لو لاسمح **** يعنى
, ولا ياصالح خليك كدا بلا جواز بلا قلبه دماغ
, صمتوا الثلاثه، ومن بعدها كان احدهم عيناه تمشط ارجاء الحفل والمدعوين ومن ثم اردف
, الموناليزا مجاتش
, دنى منه الآخر وقال
, قصدك مين، هدير!
, هو فيه غيرها
, لا دى متجيش، بتشوف الكل حثالة المجتمع يستحيل تيجى هذا الحفل المتواضع
, قهقه الآخر وقال مشاركا صالح بحديثه.
,
, هى بت مناخيرها من ازاز بس جاحدة بنت جاحد فورتيكه يا معلم، ولا ايه رأيك ياصالح
, انتبه صالح للحديث واردف
, على مين؟
, على مين ايه، على هدير الل فطقم المضيفات فالشركة
, ابتسم صالح ساخراً من حديثهم واردف
, انا مش عارف ذوقكم زفت كدا ليه، انا مش بشوف هدير حلوة ياجماعه
, امسك أحدهم صالح من كتفه وقال
, لا ياصُلح اسمحلى، البت قنبلة موقوته وتتمنى انها تنفجر فحضنك
, يابنى بطل وساخه، انتو تفكيركم دايما شمال كدا.
,
, يمين ولا شمال، البت هدير مش عاجباك ف ايه
, اومأ صالح ب رأسه بعدما ارتشف من المشروب الكحولى واردف بعدم اكتراث
, عادى يعنى بشوفها عادية، وماليش احتكاك بيها بس البنات الل مناخيرها عاليه دى بتخنق منها
, ف ي اتعامل واكسرهالها ي اتجاهلها تماماً
, اشطا يا صاصا يا جاااامد
, اقتربت احداهن من جمع الثلاثة وقالت وهي تنظر ناحية صالح
, ايه ياشباب مش هتشاركوا فالحفلة.
,
, انا لو شاركت صاحبة مراتى هنا وهبات عالسلم، خلينى واقف ع جنب احسن
, ضحك الجميع ف قال الثانى
, صالح الوحيد الل فهم الدنيا صح ومن حقه يشارك يابخته ابن المحظوظه
, امسك صالح يد الفتاه وهم ب ان ينسحب من الجمع قائلا ونبرته يمتزج بها السمو
, اتغاظوا زيادة بقا عشان هشاركها الرقصة الجاية وانتو اتفرجوا علينا ياشوية متجوزين
, ذهب صالح مع الفتاة ورقصا سويا وسط الجمع الراقص من الثنائيات وف الوسط العروسان.
,
, الحياة مجموعه من السقطات والأنكسارات والهزائم والمتاعب ومعهم انتصارات ومكاسب تحتاج صبرا وعنادا مع أنفسنا ومعها ستدرك تماما أن كل شيء يحدث في وقته تماما (من كتاب حكايات البُعد واللقاء)
, ميرو، اميرة، انتِ هتفضلِ ماسكه الكتاب كتير وقاعدة منفضالنا
, لم تنتبه اميرة لصوت رفيقتها، فقالت الاخرى
, اه قولى كدا بقا، احنا جايين النادى ننزل نعوم شوية ونتمشى وسيادتك قاعدة بتاخدى تان ومسحولة قراية يابرونزية هانم.
,
, اغلقت اميرة الكتاب بهدوء ونظرت إليهم ووجهها مبتسم
, عاوزين ايه يا شلة الرغى
, عاوزين نعرف، هتعملِ ايه ف الل جاى فحياتك؟
, اعتدلت اميرة ف جلستها بعدما كانت ممدة على المقعد الشيزلونج امام حوض السباحة واردفت
, الل جاى فحياتى بفكر اخليه ميشبهش الل فات بحرف واحد
, هرولت احداهن مسرعه ناحية اميرة وجلست بجانبها
, لاء بقا فسرى كلامك المجعلص بتاع الروايات دا وقولى كلام نفهمه.
,
, يعنى عاوزة اغير كل حاجه فاتت واتعودت عليها عشان كانت لازم تحصل مش عشان انا عاوزة
, نظرت إليهم فاغرات افواههم لها ف علمت ان لم تصل الرساله بعد، ضحكت واردفت مستعينه بكلتا يداها
, بصوا، هغير اميرة القديمه بعيشتها والناس والصحاب، عاوزة الحق اعيش بطريقه حباها
, قالت احداهن
, يعنى ايه؟!
, ردت الاخرى عليها قبل ان ترد اميرة
, الل فهمته ان أميرة عاوزة تسيب البيت ل اونكل!
, نظرت الى اميرة واومأت تتابع حديثها
, صح ولا ايه؟
,
, رجعت اميرة بظهرها إلى الخلف، وقالت في ارتياح
, هسيب البيت، والناس، هعمل الل تحبه اميرة وبس
, وهتسيبينا يا اميرة!
, نظرت اميرة ناحيتهم وقالت
, ممكن مكونش دايما معاكم، بس هكون معاكم متواصله دايما
, انا بس عاوزاكم تساعدونى ان القى نفسي الل ضاعت بايدين كانت بتحركنى ومكنتش انا
, ممكن!
, نظرن كل واحدة منهم للاخرى وعادو بالنظر إليها ثانية يتأملون ردات فعلها عساهم يفهمون شيئا مما يدور ب رأسها.
,
, صوت طرقات على الباب، مرة، الثانية، فُتح الباب في المرة الثالثه
, عيسي بيه يانجومية
, ابتسم عيسي وقام ب ادخال مساعده وهو يفرك في عيناه. اردف مساعده
, انت كنت نايم وللا ايه
, ااه
, طب فوق كدا عشان فيه كلام جميل جاى عشان اقوله لك، برنلك من امبارح مش بترد
, أردف عيسي إليه وهو فطريقه الى المطبخ
, هعمل براد شاى كبير وجايلك، عشان نفهم بعض انا اصلا نايم من امبارح.
,
, كوبان من الشاى الممزوج بورق النعناع الأخضر، وجلس عيسي الى مساعده
, عامل ايه يا ريس
, امسك عيسي كوبا منهما واردف
, عامل ايه، شحات وبائس ومفيش شغل ولا فلوس ومعفن هكون عامل ايه
, لا ياعيسوى. لا يانجومية، برضو الفنان يقول كدا
, اقول ايه ماهو ع يدك
, كان ينظر المساعد الى ارجاء منزل عيسي وقال
, ايجارها عالى الشقه الالاجا دى صح
, اومأ عيسي رأسه بالايجاب، فتابع مساعده
, طب م تسيبك منها وتأجر واحده فمنطقه محندقه ع ادك.
,
, مينفعش ياحمار، الشقة والمكان بيدوا للواحد قيمه عشان انا ييجى شغل
, اومال عاوزنى اسكن فعشة من عشش المناطق الل تحت السلم وابقا كدا المخرج الل محصلش
, اسكت. اسكت خلينا نشرب كوباية الشاى
, احتمال تبقا اخر كوباية شاى فالقبيله
, ابتسم المساعد واردف بجدية
, طيب م نعمل الل عاوزة المطرب الل اسمه الجن دا ونطلع بالسبوبة وخلاص.
,
, بقولك ايه ياض يا شيطان انت، انا سمعت كلامك واتنازلت وبقيت بخرج كليبات لناس بتنعر مش بتغنى وقولنا معلش اول السلم وبقينا مخرجين وادى النتيجة جه واحد ميسواش 3جنيه وربع بهدلنا وعاوز نعيد الشغل الل طلع عنينا فيه عشان يعجب حضرته
, ياريس طاطى للريح بس، كليب ل دا مطرب شعبي، وكليب لمطرب مع رقاصه مشهورة والعجلة تمشى والفلوس هتبقا للركب
, امسك عيسي مساعده من قميصه بطريقه مضحكه واردف.
,
, وهبيع بانجو امتى ياض هاه، نعمل كليبات لرقاصات ومساطيل وابقا ادخل فالكادر انقط صح
, نقطنى بسكاتك واشرب وغور خلينى اكمل نوم
, ياريس اسمعنى، دى وبس، حتى يبقا معانا فلوس ندفع الل علينا ونمشى لآخر الشهر وبعدين يحلها الحلال
, امتعض وجه عيسي واردف
, بص انا عارفك، هو نفس البُق المعفن بتاع المرة الل فاتت واتنيلت سمعت كلامك وخليت واحد يشتغل فالمجارى العامة يقولى يابو وحمه وهو شبه البطاطس المسلوقه.
,
, طب خلاص اهدى، بس انا هحاول معاه ومع الواد المساعد بتاعه، وهخلى يطاطى ونمشى الكليب
, صمت المساعد وعيسي ينظر إليه فتابع
, ومش هخلى حد يقولك يابو وحمه، او يقولها بس فسره مرضى يابا؟
, امسك عيسي الصنينة الموضوع عليها الاكواب وطرق بها جسد المساعد عدة مرات وهو يقوم بطرده
, قوم ياض، قوم يامعفن، ودينى لانفخك يلا ياض من هنا
, زين خليل السلطان! رشيد بك السلطان..
, قاطع زين مسؤل ال HR ب شركة معروفه للتسويق واردف ب ثبات.
,
, يبقى عمى
, وحضرتك جاى تقدم على شغل عندنا وعندك مجموعه بضخامه مجموعه السلطان!
, نظر زين الى الاسفل وابتلع ريقه فتحركت تفاحه آدم البارزة ب رقبته ورفع عينه إلى المسؤل واردف
, انا كنت المدير المسؤل للمجموعه، وحاليا سيبتها وحابب ابدء بعيد
, تعجب المسؤل منه، كيف له ان يترك ماله بالفعل ويأتي ليبحث عن عمل لا يساوى م كان عليه قديما ابداً. بادر زين بقطع الصوت المتحدث داخل هذا المسؤل.
,
, لو فيه امكانيه بعد اطلاعك على اوراقى انى اتعين هنا دا شئ يسعدنى ولو مفيش ف..
, طبعا فيه يا استاذ زين، بس الخوف ان استاذ رشيد يتضايق لو الموضوع دا وصله
, ابتسم زين بوقار واردف
, لاء متقلقش مش هيتضايق، هو على علم باللى بعمله، انتظر رد حضراتكم امتى
, نهض المسؤل ومد يده لمصافحه زين بحفاوة قائلا
, تنتظر ايه حضرتك، مبروك انت معانا يا استاذ زين من بكرة.
, تبسم زين ب احراز اول هدف له من اهدافه بيسر ومن دون تعقيد.
,
, وفى المساء، كان يتتاول قهوتة الثقيلة بشرفه الفندق المقيم به مؤقتاً حتى يعثر على شقة للإيجار، شارداً يتذكر ما مضى وماحدث وماترك، ويرى امامه رسم لما ينوى فعله وماهو قادم إليه حتى قطع افكاره صوت هاتفه يرن، احدهم اخبره ب انه وجد شقة مناسبة بمكان مناسب.
, ايه رأيك ي استاذ؟!
, كان يتجول زين بها، جيدة الى حد ما. الاجهزة التي بها، الفراش.
,
, كان يتكلم بداخله انه سيغير كل شئ شيئا فشيئا فيما بعد، هبط لاسفل للتعاقد مع صاحب المنزل
, نورتنا ياسعادة البية
, اشكرك، نتكلم فتفاصيلها عشان الحق اعمل تشيك اوت من الفندق واجى
, نظر مالك المنزل اليه لم يفهم شيئاً، ف اعاد زين حديثه مرة اخرى
, يعنى التفاصيل ايه يافندم
, انت هتاخد شقه بمنافعها، وبيتهيألى انها لقطه يابيه
, مختلفناش، اتفضل قولى المطلوب ايه
, من عنيا بس اشرب واجبك الأول.
,
, بعد حديث لم يدوم طويلاً، اتفقا الاثنين ودفع زين بما يسمى ب العربون له وهم بالرحيل حتى يجلب أشياءه من الفندق، ف اوقفه الرجل قائلاً
, انت مش متجوز يابيه مش كدا؟
, اختلجت عضلة فك زين واردف بصوته الهادئ
, لاء مش متجوز
, اه يعنى عازب وهتسكن لوحدك، طيب تحب تؤمر ب اى حاجه
, لاء متشكر
, قالها زين ومن بعدها تذكر شيئا ف اردف
, ممكن بس لو واحدة ست تنضف الشقه ووو
, ضحك المالك بخبث وربت على كف يد زين قائلا.
,
, متقلقش يابيه كله هيبقا تمام انت بس تؤمر وكله هيجيلك لحد عندك
, تعجب زين من طريقة هذا الرجل، ومن ثم رحل في طريقه يجلب اشياءه من الفندق
, وفطريق العودة اشترى بعض الاغراض اللازمه له.
, صعد الى شقته ورتب اشياؤه، ولاحظ ان الشقة مازالت كما رآها لم يقوم احد بتنظيفها كما طلب وكما تعهد مالك البيت له.
, رتب هو ما استطاع ودلف الى المرحاض تحمم ومن بعدها تناول وجبه عشاءه الخفيفه. وتوضأ وصلى.
,
, وهو على سجادة الصلاة سمع صوت طرقات على الباب، طرقة ومن ثم الصمت ثم طرقه اخرى
, ماهذا الارتياب!
, نهض ورفع سجادة الصلاة بعيداً وهم بفتح الباب ف وجد سيدة ترتدى ملابس سوداء وووشاحا اسود تخرج خصلات شعرها المصبوغه صبغه رخيصه الثمن منه وضحكت ضحكة رقيعه واردفت
, سالورد ياباشا، ياباشا البشوات كلها، هيهيهي
, دلفت وخلعت ثيابها والذي تبين من تحتهم ملابس عاريه مثيرة تضوى ألواناً كثيرة، ف وقف زين مشدوهاً لايعلم ماهذا!
 
٣

طرقة ومن ثم الصمت ثم طرقه اخرى
, ماهذا الارتياب!
, نهض ورفع سجادة الصلاة بعيداً وهم بفتح الباب ف وجد سيدة ترتدى ملابس سوداء وووشاحا اسود تخرج خصلات شعرها المصبوغه صبغه رخيصه الثمن منه وضحكت ضحكة رقيعه واردفت
, سالورد ياباشا، ياباشا البشوات كلها، هيهيهي
, دلفت وخلعت ثيابها والذي تبين من تحتهم ملابس عاريه مثيرة تضوى ألواناً كثيرة، ف وقف زين مشدوهاً لايعلم ماهذا!
, إنتِ مين؟
,
, اقتربت منه وهي تتلاعب بالعلكه داخل فمها الملطخ ب احمر الشفاه ذا اللون الفاقع
, مش زين باشا برضو! صاحب البيت كلمنى وقال انك عاوز واحدة
, بس بصراحه اول مرة يستنضف، ايه القمر دا والريحة دى
, عقد زين حاجبيه وامسكها من ذراعها بقوة كاد يعتصره وهو يردف بصوت مرتفع
, انا قولت عاوزه واحدة تنضف البيت مش توسخه، بره بررره!
, أى! بالراحه ياباشتنا، انضف البيت وانضفلك حياتك انت تؤمرنى بس متبقاش عصبي كدا.
,
, دا حتى مسكتك لدراعى خلتنى مش على بعضى
, قالتها وهي تغمز ب إحدى عينيها له، فنهرها وقام بسحبها للخارج واغلق الباب خلفها وهو يسبها ويسب مالك المنزل الملعون.
, بينما كانت تتحدث الفتاه المشبوهه بصوت عالى من الخارج
, طب دخلنى اخد صورة معاك وانت شبه الكابتن ديفيد بيكهام كدا، يابيه، ياراجل يا حلويات انت
, جلس إلى اقرب مقعد وهو يتمتم بغضب
, كُنت عارف ان بدايتها قرف!
,
, كانت كلمات ماركوس أوريليوس صحيحه حينما قال لا يُمكن للمرء أَن يجد مأَوى أهدأ وأكثر سكوناً مِن روحهِ!
, كان يجلس عيسي في اكثر مكان يحبه، على ضفاف نهر النيل بجانب المراكب الشراعية الصغيرة التي تتصاعد منها صوت الاغانى الشعبيه وافرع الاضاءة الملونة التي يعكس ضوئها على المياه وماحولها.
, كُنت عارف ان هلقاك هنا
, التفت عيسي خلفه وجد صديقاً له قد عملا سوياً ب احد الافلام السينمائية ويعمل أيضاً بالمونتاج.
,
, ابتسم عيسي فور سماعه لصوت زميله واردف
, تعالا اقعد، انت كنت بتدور عليا ولا ايه
, كالعادة موبايلك مش بيجمع، ومحدش عارف يوصل لسكتك
, نظر عيسي أمامه وقال في فتور
, وانت عاوز سِكتى ف ايه؟
, اقترب منه زميله وتحدث بجدية
, مالك ياعيسوى، دا حتى انت فاكهة المعهد. فين الهزار والضحك
, فين النكت والتريقة
, نظر عيسي إليه قائلا بعينان ذابلتان
, مفيش طاقه، خلاص، مبعرفش اضحك ولا اتريق ولا اهزر وانا فاشل مفيش شغل
, مفيش حب مفيش ناس.
,
, صمت قليلاً ثم اتبع
, جيت من بلدنا وانا بقولهم بُكرة هبقا حاجه، مخرج كبير ولايوسف شاهين هتفرحوا ب ابنكم وهو اسمه على الافيشات والتليفزيون، جيت هنا لاقيت المرمطه على حق ****. يا تعمل الل عاوزينه وتمشى ضمن السكه الل ماشية، ياتبقى يمين بس تفضل لوحدك شحات مفيش 5جنيه فجيبك على بعض
, ربت زميله على يد عيسي واردف
, ايه ياعيسوى، انا اول مرة اشوفك كدا.
,
, عشان هي بقت كدا ياصاحبي، كل حاجه مقفلة وكل حاجه مسدودة، حتى الحب فشلت فيه
, وقالتلى معلش اصل شكلك غريب وخايفه اهلى ميوافقوش
, حزن زميل عيسي ونظر للاسفل، ف امسك عيسي حجر صغير وقذف به فالنيل امامه وهو يردف ساخراً
, هو ايه دخل اخلها فالوحمه عاوز افهم، وبعدين ايه شكلك غريب دى هي كانت شيفانى بعرج قدامها مانا واقف اهو
, ابتسم زميله ف اكمل عيسي
, **** يسامحك يا امى، انا عارف كان نفسك فيه ايه ومكلتهوش راح طلع فخلقتى.
,
, نظر له صديقه بتعجب وهو يتفحص شكل -الوحمه-جيدا وهو يردف
, اه صحيح، هو المفروض الوالدة كانت نفسها ف ايه وملاقتوش فطلع الشكل دا
, سنجاب باين
, انفرط صديق عيسي فالضحك بصوت عالٍ حتى جعله أيضاً يضحك من طريقته
, و**** م اعرف ولا هي عارفه، بطاطا محروقه ولا رجل معزة متعرفش كان نفسها ف ايه ومتحققش فلبسته انا
, ياسيدى انا شايف انها مديالك شكل مميز عن غيرك، وكمان مش وحشه بالعكس
, دى مميزاك ياعيسوى.
,
, ابتسم عيسي قليلاً على مجاملة زميله، ف استطرد زميله حديثه
, بُص بقا، انا كنت بدور عليك عشان افكرك بشغل كنا هنعمله سوا وانت نسيته، يمكن **** باعتنى ليك ياعم المأشفر عشان تفرج
, نظر عيسي ناحيته وقال
, شغل! شغل ايه
, مش بقولك ناسيه
, اوعى تقولى كليب هابط ولافيلم وثائقى عشان متخلنيش احدفك فالنيل هنا
, اصبر متبقاش عصبي، فاكر مجموعة شركات التسويق الكبيرة الل كان عندنا فكرة اعلان ليهم.
,
, وفعلا انت روحت وقابلت حد من المسؤلين وادالك ميعاد وبعدها اتلهينا ف تعب ابوك!
, تذكر عيسي ومن ثم اكمل زميله
, ايه رأيك نجدد العرض، اظن مفيش سبوبة احلى من كدا
, مجموعة شركات السلطان!
, ايوة، اضرب بدلتك وقولى امتى هتروح واروح وياك ونظبط
, تذكر عيسي وامسك هاتفه واردف
, انا ازاى كنت ناسي، انا معايا تليفون المدير التنفيذي للمجموعة
, كور زميله قبضه يده ولكز بها عيسي واردف.
,
, ياعم ومستنى ايه، يالا كلمه اوام، ولا اقولك انت لازم تتظبط قبل م تكلمه
, ابقى مستحمى يعنى وحالق دقنى! امشى قوم عشان بدأت اتخنق من قعدتك
, بقا كدا، كلتنى لحم ورمتنى عضم
, ايه كلتنى لحم دى هو انا اغتصبتك ياض، اظبط كدا لاحسن الناس حوالينا تفهمنا غلط
, جلس مرة ثانية بجانب عيسي وهو يضحك ويقول
, انا بتكلم جد، اظبط دنيتك وفوق كدا وشوف هتقول ايه واتصل وحدد ميعاد.
,
, شرد عيسي مبتسماً، ف ارتكز زميله ب رأسه على كتف عيسي وهو يكشف عن اسنانه فرحا ف نظر عيسي له مرة واحدة واردف مذعورا
, انت مين؟
, انا صاحبك ياعيسي مالك، قاعد معاك هنا من بدرى
, طب كفاية عليك بقا الحبه دول، عاوز اقعد لوحدى
, كده ياعيسوى، قضيت حاجتى من عند جارتى، كدا
, امسك عيسي حجرا صغيراً وقذفه به ف هرول زميله بعيداً وهو يضحك، بينما عاد عيسي يفكر فيما دار بينهم الآن.
,
, قُم بترديدها مع نفسك دوماً. من أراد هجرك، وجد في ثقب الباب مخرجًا. ومن أراد ودك، ثقب في الصخر مدخلًا. فشد انت وثاق قلبك وكن عليه رقيباً!
, قبله حانيه على احد الوجنتين جاءت على حين غرة من اميرة الى والدها الجالس في شرفته ينظر إلى السماء ويحتسى قهوته بهدوء.
, ممكن اقتحم سرحانك دا واقعد معاك؟
, نظر والدها ناحيتها وابتسم واردف
, طبعا
, سرحان فيه ايه
, فقرارك الل قررتيه، وكأن مشكلتكم الوحيدة كانت أنا.
,
, عبست اميرة ب وجهها وقالت بوجه طفولى
, بابي، ازاى تقول كدا، لا طبعا عمر م كنت مشكلتى ولا هتكون
, اومال عاوزة تسيبينى ليه؟
, مش عاوزة اسيبك انا بس..
, قاطعها برده الحزين وهو يردف
, خلاص، كرهتِ كل حاجه كدا؟ البيت واصحابك وكل الل اتعودتى عليه. حتى بابي!
, بابي يا اميرة؟! حيهون عليكِ تسيبيه؟
, صمتت اميرة، لم تجد ردا مناسباً. فتابع والدها
, من صغرك مبحبش تبعدى عنى، بخاف عليكِ حتى فخروجك وف اختيار صحابك وف كل حاجه.
,
, نظرت اميرة نحو ابيها، تحاول ترتيب حديثها حتى لا تضايقه به واردفت
, بابي، دى كانت المشكلة، انا مبعرفش اعمل حاجه ومبعرفش اختار حاجه، انا كل حاجه كنت حضرتك الل بتعملهالى. انا مختارتش ناس ولا اشخاص ولا حياه. بابي عشان خاطرى سيبنى اعمل حاجه واحدة عاوزاها
, حاجه واحدة بس، عشان خاطرى، حتى اصحابي مفروضين عليا عشان دول الطبقة الل انا عايشه فيها
, محدش منهم حسّ بيا ولا عارف اميرة اصلا كويس. مجرد زيطه كدابة.
,
, نظر والدها الى عيناها، كانت التجاعيد حول عيناه وشعر اهدابه الابيض هما من يحدثاها وليس هو
, اسمعى من راجل خبرته فالدنيا اد عمره مرتين، الل اتعود على حاجه 30سنه وييجى مرة واحدة يشوف ويعيش حجات عمره م عاشها، هيتعب
, تنهدت اميرة واردفت
, هتعب شئ وارد، بس هكسب حاجه واحدة، هكسب نفسي يابابي
, الدنيا مش زى الروايات الل بتقريها يا اميرة.
,
, وانا عارفه انها مجرد روايات، وعاوزة اعرف شكل الدنيا برة البيت الازاز الل انا قاعدة فيه. وبعد اذنك يابابي أولا واخيرا، انا خلاص خدت قرارى
, ولما تتعبي؟
, اتطمن حضرتك. يمكن زى م هيعلمنى التعب. هتعلم ازاى اداويه
, صمتت ثوان واكملت
, ويمكن يابابي جوا البيت الازاز الل كنت فيه واجهت تعب عمرى فحياتى م هشوفه لو كنت براه، وكفايه عليا اكسب نفسي ولو مرة واحدة.
, بعشوائية تبحث، هنا وهناك، تنظر تحت الفراش، بين رفوف الخزانه.
,
, كادت تصاب بالجنون، اين المبلغ الذي كان بحوزتها وقامت بتخبئته بعيداً.
, كان هذا المال اخر ماتبقى لها إلى أن تجد عمل جديد، نشوان شخص يعتمد على نفسه لابعد حد
, شخص لايريد ان يكون عبئا على احد ذات يوم.
, جلست في منتصف غرفتها تمسك رأسها! اين هو؟ ترجلت الى الخارج متسائلة
, عمتى، شوفتى ورقه كدا جوا كيس ملفوفه
, لاء يا نشوان، كان فيه ايه الورقة دى
, كان فيها فلوس ياعمتى، اخر حاجه معايا لحد م الاقى شغل
, طب دورى كويس.
,
, ظلت تبحث ولكن من دون جدوى، قفزت فكرة الى عقلها ان يكون مهدى هو من عثر عليهم واخذهم
, ل يبتاع المواد المخدرة خاصته.
, دلفت إلى غرفته اثناء انشغال عمتها عنها، بينما كانت تلعب ماريا طفلتها بالعابها في بهو المنزل.
, بحثت بخزانته. وفى فراشه، في جيوب البسته. فى ادراج خزانته الاخرى.
, ولم تجد شيئاً، خرجت ومازالت مقتنعه بفكرة ان هو من اخذ مالها.
,
, وفى ساعة متأخرة من الليل، عاد هو يترنح ف وجدها تجلس في بهو المنزل بمفردها.
, مساء الخير
, قول صباح الخير يامهدى
, ابتسم مهدى وردد وهو يترجل نحو المطبخ
, ياستى صباح ولا مسا، ايام وبتعدى، مفيش اكل ولا إيه
, نهضت من مجلسها وذهبت خلفه وعرق رقبتها ينتفض من العصبيه
, مهدى، انت دخلت اوضتى وخدت فلوسى؟
, كان يتناول طعامه واقفاً من أعلى الموقد ف توقف ونظر ناحيتها
, نعم! فلوس ايه يا ام فلوس. هى فلوسك دى فلوس، اوعى اوعى.
,
, قام ب ازاحتها بعيدا وخرج من المطبخ فتبعته نشوان وهي تصيح غاضبه
, يعنى خدتهم يامهدى؟ فلوسى منك لله ياحرامى
, انتِ عامله غاغه عالفاضى ليه، انا مدى قرشين لواحد لما يجيبهم هبقا ارجعهملك
, وعملت كدا ليه، ملاقتش غيرى عادتك ولا هتشتريها م كنت بتسرق اخوك برضو
, هم ل يغلق باب غرفته في وجهها وهو يردد
, عشان متخرجيش يانشوان وتفضلى فالبيت تحت امرى انا سامعه.
,
, طب عناد بعناد هخرج وهشوف شغل ولولا عامله خاطر لعمتى ول مجدى **** يرحمه
, كنت بلغت عنك وخلصت منك من زمان
, تركته وانصرفت ثم تذكرت شيئا فعادت مرة اخرى وفتحت باب غرفته
, واخر مرة بقولك، ملكش دعوة بيا ولا بشئ يخصنى يا اما و**** هندمك عالباقى من عمرك!
, رفع رأسه من على فراشه وقذف لها قبله في الهواء فنظرت له بازدراء وطرقت الباب طرقه مدوية ثم دلفت الى غرفتها وطرقت بابها الآخر.
,
, واااو، لطيفه هانم لطفى على العشاء. متقوليش ياماما انك انتِ الل عامله العشا
, نظرت والدة روان لها بفخر ترفع انفها وتقول
, طبعا أنا، اومال مين يعنى
, فتحت نورهان المقعد وانضمت الى طاولة الطعام بجانب شقيقتها وهي تردف
, ماما، فيه حاجه ف وشك غريبة
, حملقت روان ب وجه أمها واردفت وهي تضحك
, مش معقول ياماما، عملتِ فيلر فشفايفك تانى؟
, قالت الام وهي تتحسس شفتيها ب إصبعها
, ايه مش حلو؟
,
, مطت نورهان شفتيها وبدأت بتناول طعامها، بينما ردت روان على سؤال والدتها
, لا حلو ياماما، بس كفايه بقا شد وفيلر انا قربت انسي شكلك الاصلى
, ابتسمت لطيفه وهي تنظر إلى هاتفها وتتحسس وجهها وتقول بنبرة يمتزجها الفخر
, ابطل ايه ياعبيطه انتِ، كبرتونى انتِ واختك عالفاضى وانا أصلا صغيرة وبعدين انا بروح للدكتور كل فين وفين، جمالى دا طبيعى اومال انتو طالعين حلوين ليه؟
,
, ضحكت روان وابتسمت نورهان إثر سماعها كلمات والدتها، صمتوا ثلاثتهم اثناء تناولهم طعام العشاء فقطع صمتهم جملة روان قائله
, نورى، هنعمل ايه فموضوع السكن، الكلية عالابواب
, نظرت والدتها ناحيتها وقالت ساخره
, غريبة، مهم تروحى من بدرى كدا يا رونى، دا انتِ حتى عملتِ اقامه هناك من كتر السقوط
, تبسمت روان كاشفه عن اسنانها بضحك وقالت
, انا وحشونى اصحابي مش اكتر
, مش عارفه ياروان، هدور عالنت ع حاجه كويسة.
,
, اه بليز غير القرف بتاع السنه الل فاتت دا
, انا شايفه انكم تنقلوا ع كلية هنا وخلاص وكفاياكم شحططه بتسيبونى لوحدى
, قالتها لطيفه ف ردت نورهان بسرعه
, روان مرتبطه ب اصحابها، وانا كمان مينفعش انقل انا هسجل الرسالة فيها.
,
, كانت تزعم نورهان ان وجودهم هناك مهم بسبب الرسالة ولكن فالحقيقة هو مهم حتى تكون بجانب فارسها. صوت هاتف نورهان رن ف همت تأتى به من الداخل وحينما نظرت إليه وقرأت اسم المتصل وقفت صامته متردده فقطع ترددها صوت روان
, فيه حاجه ولا ايه؟
, اجابت نورهان بلامبالاه ومازالت على نظرتها الى الهاتف
, مفيش، ثوانى وارجعلكم
, ولجت نورهان الى غرفتها وضغطت على الإستجابة واردفت
, الوو
, نور. ازيك
, كويسة الحمد****
, اتصلت ف وقت مش مناسب؟!
,
, صمتت نور وابتلعت ريقها ومن ثم اردفت
, اتصالك كل كام شهر ف وقت انت بتختاره دا فحد ذاته مش مناسب
, صمت الذي على الجهة الاخرى قليلا ثم قال
, ببقا عاوز اتطمن عليكِ يانور
, عشان؟
, عشان بحس ان دى مسؤليتى تجاهك
, نهضت نورهان من مجلسها ونظرت ناحية شرفتها وقالت
, مسؤليتك هي بيتك وابنك، لكن انت مش مسؤل عنى ف حاجه ومش مطلوب منك حاجه
, انتِ ف كل مرة بتصل بيكِ فيها، بتسمعينى نفس الكلام ومع ذلك انا لازم اكلمك واتطمن يا نورهان.
,
, متشكرة اوى، وانا كمان مسجلة رقمك مش عشان مستنيه اتصالك بس عشان ابقا مستعدة للمكالمه الموسمية دى واقولك انى بخير
, تنحنح الذي على الجهة الاخرى واردف بهدوء
, يارب دايما تكونى بخير يانور، سلام
, اغلقت الهاتف ووقفت تنظر ناحية شرفتها المطله على الشارع تراه وهو يسير فالشارع ممسك هاتفه مبتسما ويحدثها وهي أيضاً بنفس ابتسامتها وعفويتها قبل انطفاءها.
,
, تنهدت وهي تنظر إلى نفس الشارع الخالى. الهادئ وكأنه حزينا على ذكرى العاشقان.
, نوووور هشيل الأكل
, ايوة يا روان جاية اهو
, عقله مشتت. قلبه مرهق يريد النسيان، الذكريات تقتله، اللعنه علي من يفكر في الحب، الحب ما هو الا تدمير لحياة الاشخاص عندما تقع في حب الشخص الخطأ، يتركوك وتعود غريبا كما كنت.
, مستر زين، اخبارك ايه
, نظر زين ناحية ذلك الشخص الذي يعمل معه بنفس الشركه اثناء سيره في الطرقه
, تمام الحمد****.
,
, مبسوط معانا هنا
, تعجب زين ولكن عليه مجاراة الموقف
, اكيد
, فالميتينج انت كنت عظيم، طبعا وليد مجموعة السلطان هيكون ايه غير وحش
, عشان كدا الHRوافق على انضمامك لينا بسرعه
, احس زين ان حديث زميله اخذ منعطف آخر من السخرية والتلميح ب ان اسم عائلته هو الذي يصنعه وليس كفاءه عمله
, على فكرة مش عشان انا من عيلة السلطان اتقبلت، عشان انا زين خليل ومعروف شغلى ومشوارى فالتسويق
, وممكن انت بنفسك تسأل المدير المسؤول.
,
, اوقف الزميل زين وقال بطريقه اقتحاميه سخيفه
, هو انت ليه سيبت مجموعة عمك وعيلتك والدنيا دى، وجاى تشتغل هنا؟ هاه
, تعمق زين ف وجه هذا الثرثار وقال بهدوءه الحازم
, اعتقد انه شئ ميخصش حد
, ابتسم زين ابتسامه مزيفه ك اغلاق للموضوع، اومأ زميله ب رأسه ومن ثم سمعا صخب حادث بغرفه مكتب مجاورة، احدهم مرتمى أرضاً والجمع ملتف حوله يصرخون
, اكيد نسى ياخد الحبايه
, ياجماعة حد يحط اى قماشه فبوقه كدا هيعض على لسانه.
,
, المفروض يقوم ب اجازة بقا ويتعالج
, عبس زين وهو يترقب الموقف الحادث امامه، ف سأل احدهم
, هو فيه ايه
, الاستاذ محمود بس بيعانى من الصرع وشكله نسى ياخد دواه فميعاده
, اخذ صدر زين يعلو ويهبط بسرعه ورجع إلى الخلف مصطدماً بالحائط وهو يفك رابطه عنقه يحاول ان يتنفس
, ، تذكر شيئاً ما، ربما لن ينساه طول حياته ولكن يحاول التناسى.
, احس بالدوار ف تشبث ب اقرب شئ بجانبه حتى رن هاتفه ليقتلعه من الدوامه قبل الغرق فيها
, الوو.
,
, تنحنح عيسي وقام بترتيب كلماته
, استاذ زين السلطان!
, ايوة يافندم
, انا عيسي العشماوى، كنت جيت فمقابلة مع حضرتك بخصوص اعلان عن المجموعة واخدت رقم حضرتك
, زين لايتذكر امر هذا المتصل، ولكن على كل حال اجابه بذوقه المعهود
, استاذ عيسي، انا فشغلى حالياً ف ممكن اتصل بحضرتك ف اقرب وقت ونتقابل
, طبعا طبعا هستناك يافندم.
,
, اغلق زين الهاتف وماعاد ينظر إلى ذلك الزميل المريض، بل هرول سريعا وكأنه يهرب خارج الموقف ولا يريد ان يلحق به احد.
, اصطف صف طاقم الطيارين، امامهم المساعدين. بجانبهم طاقم المضيفات
, امام الكاميرا تستعد لالتقاط الصورة
, كله تمام
, لاء ثوانى، يابشمهندسين يالا
, هرولوا جميعا ينضموا الى الصورة الفوتوغرافية المأخوذه كل عام لطاقم عمل شركه الطيران وتضاف ضمن خبر عن الشركه وامكانياتها في مجلة تختص بذلك.
,
, جاء مسرعا المهندس صالح حتى اصطدم ب هدير ف كُسر كعب حذاؤها!
, ايييه دا؟ اعمى مش شايف حضرتك؟
, قالتها هدير بعدما كُسر كعب حذاؤها ف اصابها هذا بالذعر والجنون واسقاط لعاناتها كالعادة، اما عن صالح ف هم بالدفاع عن نفسه
, مقصدتش ع فكرة، جيت اقف بسرعه خبطت فالشوز بتاعك
, وانت كسرته اهو، هتصور ازاى دلوقت
, عادى ممكن نتصور من غيرك، مش جزء مهم حضرتك فالصورة مش ديل الطيارة يعنى
, اييييه دا انت بتهزر ودمك يلطش.
,
, تدخل زملائهم لتخفيف حدة الموقف، ومازال المصور ينتظر حينما يحين التقاط الصورة
, بس ياجماعه اهدوا، ممكن هدير تتسند ع حد فنفس مستوى طولها لحد الصورة م تخلص وبعدها تشترى شوز
, نظرت هدير لصاحب الفكرة العبقرية ب ازدراء وقالت
, شكرا ياسيدى ع خدماتك والفكرة الجهنميه، انت عارف دى بكااام ومنين
, صاحت هدير فتدخلت احدى المضيفات تقول في ضيق منها
, م خلاص بقا ياهدير انتِ معطله الدنيا عشان الجزمة بتاعتك.
,
, ايوة طبعا انتِ متعرفيش دى بكام ومنين اساسا وبعدين انتِ ايه دخلك، انتو ايه اصلا دخلكم كلكم
, كان مدير الشركة قادم نحوهم عندما علم بالمشكلة الصغيرة الناشئة فقرر التدخل للفصل فيما بينهم واخذ الصورة مجدداً
, آنسة هدير، معلش هنستبعدك من الصورة المرة دى لكن دا مش معناه انك مش واحدة مننا
, تهامست زميلاتها مبتسمات مسرورات لما حدث لها، فاحتقن وجه هدير قائله.
,
, على فكرة حضرتك انا مغلطتش عشان استبعد. الغلطه كلها من الاستاذ دا
, الاستاذ دا مهندس لو مش عاجب جنابك
, قالها صالح ف تدخل المدير
, خلاص، هدير مينفعش نتعطل اكتر من كدا واكيد مش هتوقفى حافيه تتصورى
, معلش انسحبي من الصورة، وفالعدد الجديد هتكونِ اول واحدة متواجدة فيها
, تمتمت هدير غاضبه تسير بعيدا عن جمع الصورة بطريقة مضحكه بسبب كسر حذاؤها والاخريات يقومون بفعل النميمه عليها بصوت يكاد يكون مسموعا.
,
, انا مش فاهمه الانزحه الل هي فيها دى
, احسن خدت على دماغها قال ايه انتو مش عارفين الشوز دى منين مش عارفين معرفش ايه
, يالا ياجماعة
, اصطفت صفوفهم بطريقة اعلانية والتقطت الصورة أخيراً وهدير تجلس بعيداً لاتعرف ماذا ستفعل!
, انتمت إليها واحدة من زملائها التي لاتكن الى هدير حقدا او كرهاً وقالت
, خلاص ياهدير اكسرى الكعب التانى عشان تمشى متساوية
, انا مش مضايقنى غير البتاع قليل الذوق دا
, المدير؟!
, لا البشمهندس زفت.
,
, قهقهت زميلتها وقالت بصوت هادئ
, حرام عليكِ البشمهندس صالح دا كيوت جدا وطيوب خالص
, طيوب! طب تصدقِ بقا مش هعديهاله
, امسكت حذاؤها وكسرت الكعب الآخر، وترجلت نحو مكتب صالح وعلى وجهها علامات الشر وافتعال المشكلة
, انت يا استاذ انت، مش شايف اى حاجة انت عملتها تضايق تخليك على الأقل تيجى تعتذرلى
, كان صالح ممسك بهاتفه لايبالى لها وتحدث ببرود
, لا على فكرة لانه مكانش قصدى.
,
, من الذوق انك تكون مدين ب اعتذار ليا، ولو فعلا كنت شخص شيك تطلع تشتريلى شوز تانيه اعرف اروح بيها
, على جلسته صالح كما هو ينظر إلى هاتفه واجابها
, اعتبرينى مش ذوق ولا شخص شيك
, على فكرة انت شخص سخيف جدا
, شكراً
, زفرت هدير بغضب وهمت بالانصراف من مكتبه، ترجلت خطوتين للخارج فوجدت فتاة ممسكه بطفل تسأل عن صالح واحدهم اخبرها مكانه. ف وقفت في مكانها تترقب من هذه.
,
, دلفت الفتاة الى مكتب صالح الذي حينما رآها نهض من على مقعده فقالت الفتاة بطريقه حازمه
, اتفضل يا بشمهندس استلم ابنك، انا تعبت!
, قالتها وتركت الصغير ورحلت لاترى اى حد بوجهها، اما عن هدير فكان قول تلك المجهولة ك قرع الرصاص في أذنها
, خبئت فمها بيدها وقالت في ذهول
, ابنك! إبنه؟ متجوز ومخلف؟ مطلق ومخلف! مش متجوز ودا ابن حرام! دا مش ابنه وانا الل متخلفه؟
, انا بحب كائن الصندل دا وعنده ولد؟ ايامك غبره ايامك نييييله!
,
, عن طريق محرك البحث جوجل، كانت تبحث اميرة عن شئ ما درست موضوعه بجدية وعزمت امرها على ذلك حتى وجدت بُغيتها.
, نقلت رقم الهاتف وضغطت اتصال
, الو، مدام وداد
, ايوة
, حضرتك انا بكلمك بخصوص الإعلان
, اه اهلا وسهلا
, معاكِ مدام اميرة، انا حابه اننا نتقابل ف اقرب وقت وانا موافقه على السعر الل حضرتك محدداه
, دونت اميرة امامها عنوان ما وتابعت حديثها بالهاتف
, تمام، بكرة هكون عند حضرتك. ميرسى باى.
,
, اغلقت الهاتف وامسكت اميرة هاتفها مبتسمه بسعادة منذ الكثير لم تشعر بها.
 
٤

بخطوات سريعه تحدث صوتاً إثر انتعالها حذاء ذا كعب عالِ كالعادة، كانت هدير تُسرع ل ملاحقة زميل لها في شركه الطيران تريد ان تعرف منه شيئا ً خطير جدا بالنسبة لها.
, ولكن لماذا وقع اختيارها على هذا الشخص تحديداً؟ لأنه من ضمن قائمة ضحايا جمالها الفتّان، فهو كلما سنح له الوقت والمكان. انهال عليها بعبارات الهيام والغرام فيها حتى تشعر به وبحبه الدفين داخل مكنونات قلبه.
,
, ولكن هيهات، هدير شخص اعتاد مثل هذه الأشخاص دوماً تقع في طريقها ولذلك اختارت التجاهل والرد بفظاظه اسلم حل.
, حازم، حازم، تعالا دقيقه
, نظر إليها زميلها لا يصدق ان سلطانه عشقه هدير هي من تناديه، هرول ناحيتها بسرعه مبتسماً
, هدير، ازيك
, الحمد****، بقولك ايه كُنت عاوزة أسألك ف موضوع كدا
, انا تحت امرك، اسألينى فموضوع واتنين وتلاته وخمستاشر
, لكزته هدير في ذراعه بجدية مضحكه وقالت
, لاهو واحد بس مش هنفتحها نشرة أخبار.
,
, اؤمرينى
, بقولك ايه
, دنت من أذنه بعد هذه الكلمه بعدما تلفتت يميناً ويساراً، كانها تخشى أن يكون هناك من يسمعها
, انا داخله مسابقه ب اسم الشركه، مسابقه عالنت كدا بيشجعوا انك تفضل سينجل ومن غير ارتباط وبيشوفوا فكل هيئة او مكان عدد السناجل الل فيه ولو كتير بيكسب الشخص الل دخل المسابقة دى هدايا
, اومأ زميلها ب رأسه لايفهم شيئا وقال
, مش فاهم حاجه!
,
, زفرت هدير بحرارة تكظم غيظها، ورسمت على وجهها ابتسامه مزيفه واعادت قولها مجدداً
, يعنى بُص، فيه مسابقه بتكسب هدايا خطيرة انا داخله فيها، ودخلت بناء عالشركه هنا وعاوزة احصر عدد السناجل الل هنا، ممكن تساعدنى؟
, قالتها وهي تحملق بعيناها فيه كنوع من انواع التحايل كى يقوم بما تريده منه، ولكنه هو لن يستطع الوقوف أمام سحر عيناها طويلا ف أردف
, طب بصى قولى عاوزة ايه ع طول وانا اجاوبك.
,
, اشاحت هدير بنظرها بعيداً وتمتمت بداخلها وهي تزمت شفتيها
, دا غباء بقا ومالوش اهل تسأل عليه
, ثم نظرت ناحيته ثانية
, ماشى ياحازم هقولك اسم حد حد وتقولى سينجل ولا متجوز ولا خاطب، فالشباب لأن انا عارفه البنات
, اوك؟
, ماشى
, بدأت هدير تقول له اسم اسم من الشباب الذين يعملون بالشركه وتدون وراءه امام أسمائهم ب ورقه في يدها هل هو مرتبط ام لا، حتى وصلت إلى الشخص المنشود الذي افتعلت من اجله هذه الحيله المضحكه
, وبشمهندس صالح؟
,
, صالح الل فقسم الهندسه؟
, امتعضت هدير بوجهها وقالت وهي تكشف عن انيابها غيظا
, طبيعى البشمهندس صالح هيبقى صالح الل فقسم الهندسة. اكيد مش صالح الل فتوريدات اكل الطيارة. خلصنى ياحازم مرتبط دا ولاسينجل
, ممممم
, ايه مممم دى انا بقولك استطعمه؟ ايشمعنا دا الل امممم.
,
, عشان مش عارف، هو صالح مش متجوز بقاله سنين. بس هو كان متجوز صغير زمان اوى اظن وهو فالجامعه ومتوافقش مع مراته وطلقها بعد فترة صغيرة ومعاه ولد منها وعايش معاها وهو بيبعت مصاريفه وبيشوفه تقريبا مرة فالشهر، دا الل اعرفه عن صالح بس معرفش بقا كدا يبقا مرتبط ولاسينجل؟
, قالها ب اعين تفيض غباءا بينما هي كانت شاردة فيما يقول هذا الابله ف اردفت
, كدا انا لبست سلطانية المخلل على دماغى
, بتقولى ايه ياهدير؟
,
, انتبهت هدير إليه وقالت بجدية
, ماشى ياحازم وشكراً على المساعدة، بس بقولك إيه، حسك عينك حد يعرف بالموضوع دا هنا فالشركه
, لان ممكن حد غيرى يدخل المسابقه ويكسبها منى يرضيك؟
, قالتها بحنو خادع كى تكمل تمثيلها عليه للنهاية، ف وقع هو فشباك مخططها واردف
, متخافيش يا ديرو، يارب تكسبيها أنت ِ ياروحى يارب
, ابتسمت له باصطناع وانصرفت وهي تتمتم داخلها
, طلعت روحك من غير مقاطعه.
,
, اميرة ممسكه بالقلم وتوقع على عقد ما مبتسمه تكاد ان ترقص فرحاً، ومن ثم رفعت بصرها الى السيدة الجالسه أمامها.
, مبروك يا مدام اميرة
, **** يبارك فيكِِ يامدام وداد
, صافحت السيدة أميرة قائله وهي تهم بالرحيل
, المكان بقا بتاعك خلاص، ونورتيه، انا همشى بقا لأن عندى ميعاد طيارة
, متشكرة جدا لتعامل حضرتك الذوق
, رحلت السيدة، بينما كانت تتجول اميرة بالمكان، منزل واسع ذا طابقين وسلم داخلى.
,
, يحوى الكثير من الغرف، امامه مساحه صغيرة من الواضح ان كان بها بعض الزروعات ولكنها جفت.
, ومن ثم بوابة حديدية مغلقه في واجهه الشارع.
, كانت تسير في المكان وكأنها تطير بجناحيها، تعلن حريتها وتفكر في الخطوة الثانية دون ترك مجال للوقت ان يقتحمها.
, فنجانين من القهوة، مُعدان في كافيه معروف اسمه، جالسان فيه عيسي وزين في مقابله مهمه جدآ.
, انا متشكر جدا يا استاذ زين
, ابتسم زين واردف
, على ايه يا استاذ عيسي.
,
, عشان حضرتك الل اتصلت وحددت الميعاد
, مانا قولتلك هكلمك ونشوف هنتقابل فين
, ضحك عيسي ساخراً وقال
, انا بصراحه قولت هتنفضلى، رجال الأعمال الكبار دول كان **** فعونهم واكيد مش هتاخد بالك مين كلمك ومين حدد ميعاد
, ابتسم زين ب وقار وتناول قهوته، ارتشف رشفه واردف
, بس انا طالما قولت حاجه بكون ادها، حتى لو رجال الأعمال زى م بتقول كدا
, صمتا الاثنين ف بادر عيسي بالحديث
, طيب إيه رأى حضرتك ف الل قولته؟
,
, تنحنح زين وابتلع ريقه فتحركت تفاحه آدم البارزة في منتصف رقبته وقال
, خلينا دلوقت نتفق على حاجه، انى سيبت شغلى ف مجموعة السلطان من فترة واشتغلت ف شركه تانيه
, عقد عيسي حاجبيه، يبدو ان الامر اصبح في دائرة التعقيد، ف اكمل زين قائلا
, بس انا هبلغ المسؤول هناك عن الاعلان بتاعك وهوصى عليك كمان، يعنى انت هتعمل الإعلان عادى كأنى هناك زى م اتفقت معاك قبل كدا، بس المختلف انى مش هكون فيه.
,
, قالها مبتسماً ابتسامه تخبئ جرحه العميق، فبادره عيسي بتساؤل
, طب هيكون فيها مشكلة لحضرتك لو اتوسطت عشان الاعلان بتاعى؟
, اوما زين برأسه بالنفى، ف هم بدوره ان يستطرد اسئلته
, انا متشكر بس عندى فضول، هو ايه يخلى حضرتك تسيب شغلك ومكانك وتروح مكان تانى
, رجع زين بظهره للخلف واجاب في ثبات
, مسأله شخصية
, احس عيسي بالاحراج فتمتم بداخله
, ايه الاحراج دا.
,
, انا هكلمهم وف اقرب وقت هتصل بيك تروح تبدء شغلك وهقولك تروح لمين هناك بالتحديد
, متشكر يا استاذ زين
, العفو يااستاذ عيسي **** يوفقك
, صمتا الاثنين، فتذكر زين شيئا ف كان من نصيبه أن يسأل عيسي هذه المرة
, استاذ عيسي، سورى لو بس هطلب طلب منك
, تهللت اسارير عيسي وقال بترحاب
, طبعا اتفضل.
,
, هو انا سيبت الفيلا الل كنت عايش فيها وعربيتى وكنت حابب اشوف شقه مناسبه ب ايجار معقول لان وجودى فالفنادق مش مريح وكمان اجرت شقة وطلعت مشبوهه
, فقولت أسأل احسن، بس للاسف انا معرفش حد. حتى فشغلى الجديد
, تعجب عيسي منه كثيراً، ماهذا الشخص الذي ترك العز والجاه والمال واراد البداية من القاع؟
, هل يعلم انه سَيهلك ضمن الهالكين، اما ان اسم عائلته سيحميه من هذا الهلاك
, هم عيسي بالإجابة عليه واردف.
,
, طبعا حضرتك ابن ناس ومش هينفع معاك اى شقه. مممم طيب سيبنى يومين هدور وارد على حضرتك
, يومين ماشى بس متنساش ياريت
, هو حضرتك اليومين دول موجود ففندق مش كدا
, أومأ زين برأسه إيجابا، ف تابع عيسي حديثه
, ومش مبسوط طبعا؟
, ابتسم زين أيضاً اى انه نعم، فقال عيسي
, عندك حق يعنى واحد كان عايش ففيلا وبعدين شقق مشبوهه اكيد هيكره اليوم الل اتولد فيه!
, افندم!
, انا اسف و**** مش قصدى.
,
, صمتا الاثنين وبداخل عيسي يتحدث وهو ناظر ناحية زين وطريقه ملابسه وجلسته وحديثه
, و**** البنى ادم مننا فقرى، حد يلاقى الراحه والعز ويسيبهم؟ مين دا
, طب دا انا اجبله شقه بنضافته المُشعه دا منين؟
, تذكر عيسي شيئاً فاردف على الفور
, انا عندى فكرة، وارجو انها مش تزعجك
, ايه هى
, انا شقتى فمنطقة راقيه وشيك و**** هي والعمارة. عندنا البواب بيغسل السلم كل يوم ومراته بتغسله جلابيته عشان يبقا واجهه مشرفه.
,
, ابتسم زين من خفة ددمم عيسي، ف اكمل عيسي
, عندى فكرة حضرتك تنورنى لحد م نشوف شقه مناسبة لحضرتك لو مفيش مانع
, انا عايش فيها وحدى
, لعب زين ب أصابعه على المنضده يفكر، بينما كان عيسي يترقب ردة فعله
, طيب، مش هيكون فيها ازعاج ليك؟
, تهلل ثغر عيسي وقال بفرحه
, ازعاج ايه، دا انت هتكون انضف من دخلها، اقولك ع حاجه اكتر هتكون انضف من دخل حياتى.
,
, ضحك زين من اسلوب عيسي، وقررا معا ان يهم بجلب اشياءه من الفندق ويذهب إلى منزل عيسى حتى يجد مكاناً مناسباً له.
, روووونى!
, هرولت روان مسرعه ناحية صديقاتها اللاتى كانوا في انتظارها بالجامعة، فقد قررا روان ونورهان الذهاب الى الجامعة حتى يأتوا بجدول محاضرات روان الجديد وان يستعدا للعام الجديد سويا والبحث عن مكان للاقامه فالقاهرة طوال السنة.
, ف اعطت روان ميعاد لصديقاتها كى تلقاهم وهاهم معها الآن.
,
, ندلة جدا ياروان، معقول متنزليش من اليكس ولا مرة عشان نشوفك
, يابنتى بقت نجمة تيك توك شوفتى عندها اد ايه فولورز هتدور علينا ليه
, ابتسمت روان وقالت بعفويتها المعهودة
, اصبروا بس، احنا فعلا اتلبخنا جدا الفترة الل فاتت انا ونور مش عشان تيك توك ولا حاجه
, همت واحدة من هن بالرد
, ليه يا بنتى حصل ايه
, ماما عملت عمليه تكميم لمعدتها وتعبت فيها جدا وطول الاجازة انا ونورهان معاها
, ضحكت احداهن وقالت ساخرة تداعب روان.
,
, مامتك اخدت ورث باباكِ كله عالعمليات والنفخ **** يكون فعونكم
, ضحكوا جميعاً حتى روان وقالت هي دون ان تتذمر منهم
, عادى خليها تعيش أيامها، ودا حقها وهي بتستمتع بيه بطريقتها
, تدخلت واحدة منهم
, على فكرة يابت يارونى، انتِ طالعه متدلعه لمامتك اما نورهان بقا مش شبهكم خالص
, رفعت روان خصلة من شعرها ذا اللون الارجوانى مختلط بالاحمر غريب الشكل وقالت
, بالعكس نور كانت دماغ عنى بمراحل، هي بس بعد الحادثة وهي بقت كدا.
,
, انما انا بقا مش طالعه لماما، انا مجنونة كدا خلقه **** لوحدى
, ضحكن جميعا بصوت عالٍ، ف لمحت دكتور فارس يسير بعيداً ف هرولت ناحيته
, دكتور فارس، دكتور
, التفت إليها فارس مبتسما
, ازيك ياروان، عاملة ايه
, تماموز جدا، انت ايه اخبارك
, تماموز برضو زى طريقتك
, ضحكا الاثنين، فقالت روان
, قابلت نورهان اختى؟ كانت بتدور عليك
, تعجب فارس وهو ينظر حوله واردف.
,
, لاء مقابلتهاش، جايز تكون جوه فقاعة هيئة التدريس، انتو جايين وشادين الهمة من اول السنه يعنى
, ضحكت روان كثيراً وقالت
, الكلمة دى عيب فحقى يا دكتور، مين يشد الهمه انا. انا عاملة عندكم اشتراك زى م بتتريق عليا ماما
, انا جيت عشان صحابي وكمان نور بتشوف حوار سكن لينا وراجعين تانى انهاردة
, اها، طيب فيه حاجه اقدر اساعدكم فيها
, موشكرين يا دكتورز
, قلدها في طريقة جملتها الاخيرة واردف.
,
, موشكرين! اسمها موشكرين وجمعتينى كمان حطتيلى ابوستروف اس
, ضحكت روان بصوت عالِ ف هم فارس بالرحيل واردف لها
, طيب انا هروح اشوف الدكتورة الل انتِ مش شبهها ياطقه، ع فكرة اخر فيديو ليكِ كان رائع
, خبئت روان فمها من المفاجآة وقالت بنبرة فرح
, ايه ضاااااه، انت متابعنى
, طبعا. اول حاجه بعملها كل يوم ادور ع جديد ل رونى حافظ
, موشكرين اوى جدا بقا، هسيبك عشان صحابي وانت فرحتنى اوى ع فكرة وحجات كدا
, باى باى.
,
, ضحك كثيراً فارس على بلاهتها الممتعه ودلف الى القاعه وبالفعل وجد نورهان تقف على جنب مع احدى الاساتذة بالقسم فشاركهم وقفتهم قائلا
, ازيكم يا دكاترة
, اجابوه الاثنتين، ف همت زميلتهم بالحديث قائله
, عن اذنك يا دكتور فارس، انا هطلع للعميد فوق
, ايه دا اذا حضرت الملائكه ولا إيه؟
, لا بجد انا كنت طالعه، عن اذنكم
, رحلت، ف وقف هو في مواجهه نورهان، ولو استطاع القرب اكثر كان سمع دقات قلبها.
,
, روان بتقولى مشوفتش نورهان، فطبعا جيت هنا عشان اكيد هلقاكِ مش معقول تيجى وتمشى من غير م اشوفك
, ابتسمت نورهان بهدوء وقالت محاولة اخفاء مابداخلها ككل مرة
, ازيك يا دكتور فارس اخبارك ايه
, تمام الحمد****، كانت بتقولى روان جايين تشوفوا سكن جديد؟
, كانت تخفى نورهان ارتباكها بحركه نقل حقيبة يدها من يد الى اخرى واردفت
, اه، كنت لسه اتصفحت كام اعلان كدا وجايين انا وروان نشوفهم انهاردة.
,
, طيب انا من يومين شوفت حاجه كدا، وسبحان **** ركزت فالاعلان جايز **** بعتنى ليكم
, اخرج هاتفه من جيب الجاكيت، وفتحه وقام بالبحث على الانترنت مايقرب لدقيقه ونورهان تنتظره وهي تختلس النظر الى وجهه وهندامه وشعره نظرة سريعه دون ان يشعر حتى قاطعها
, اهو
, كان يريها الاعلان ف رأته نورهان جيداً، وقالت
, مممم شكلة فعلا سكن حلو
, وتقريبا العنوان، مواصله واحدة من هنا، وشكلة شيك ونضيف
, عندك حق يا دكتور.
,
, خدى الفون بقا وكلميهم وبالتوفيق يا دكتورة
, مش عارفه اشكرك ازاى
, اشكرى الصدفه الجميلة الل جمعتنى بيكِ انهاردة. عن اذنك يا دكتورة وياريت اشوفكم تانى قريب
, رحل فارس وهي تنظر ناحيته تضع الهاتف في فمها ومن ثم أدركت اين هي فرحلت مسرعه وعدلت من نفسها حتى تعود الى صوابها.
,
, بيدها على البحث، كانت ترى هدير حسابات صالح جميعها على الانترنت كى تحصل على معلومه اكيدة مما اخبرها بهم زميلها، وتحدث نفسها وتصب لعانتها عليه كالعادة
, مفيش اى حاجة تبين ان سعادته كان متجوز او كان ف اى علاقه مزفته ع راسه
, تنظر إلى صوره الكثيرة المرفوعه ع حسابه الشخصى
, ولا صورة للمسخوط ابنه الل جاله دا، مفيش مفيش مفيش
, نظرت إلى السماء وقالت
, يعنى يارب يوم م احب واتكعور على وشى، احب الكائن الل عاوزله كتالوج دا.
,
, امسكت بحذاؤها المخلوع كعبه وقالت
, واصلاً اصلاً مش معبرنى، مش شايفنى ابن الزعلانين، اااه
, قذفت حذاؤها بعيدا ف رأت حشرة الوزغة على الحائط فقامت خائفه من مكانها
, بُرص! بُرص، اعاااااا برص ايه دا تمساح، يالاهوووى
, خرجت بثياب نومها على الدرج، وصلت الى موظف الاستقبال البغيض وقالت
, وصلت للابراص ياناس يامعفنه، انتو ايييه لوكاندة تحت السلم
, فيه ايه بس يا آنسة هدير، ع فكرة مفيش حد بيشتكى من الاوضة غيرك.
,
, كلهم عايشين ومبسوطين
, نظرت هدير حولها الى الطبقه التي تقطن معها في الفندق الصغير المتهالك، أناس من الطبقة الشعبية بل اقل ويتعاملون بطرق بسيطه تزعجها، ف دبت بيدها على المكتب وقالت
, اكيد هينبسطوا، دول اقصى امانيهم لو عملوا اعياد ميلاد يرشوا ع بعض ميه بخرطوم الغسالة
, يا انسة هدير عاوزة ايه كل شوية تزعقى.
,
, الاوضه بتاعتى فيها برص، حد يطلع ينضف الاوضه والبلكونه بتاعتها دا لو سمينا مربع الاكتئاب بتاعها دا الل بيطل ع عم فنجرى بتاع الطماطم بلكونه، وتاخدوا بالكم بعد كدا عشان انا بخاف
, نهض موظف الاستقبال من مكانه وقال بنبرة باردة مستفزة.
,
, ياستى اللوكاندة على ادها وفمنطقه على ادها، وكل واحد على اد فلوسه وبعدين يا مزمزيل انتِ مُضيفه طيران وانا اسمع ان الناس دى بتاخد ارقام ف لو مش عاجباكِ الاوضة باللوكاندة شوفى مكان على مستواكِ
, والغاوى يانقط بطقيته، يامزمزيل!
, اووووف، اوووف
, يرحمكم ****
, طب معلش ممكن حد يطلع يهش البرص دا انا خايفه منه مش هعرف انام انهاردة، واوعدك من بكرة هشوفلى مخروبه تانيه اتلقح فيهااااا.
,
, نهض موظف الاستقبال بتباطئ وسار امامها وهو يقول
, ماشى يا مزمزيل هدير مع ان دا مش اختصاصي بس عشان بعد م تمشى تفتكرينا بكلمه حلوة
, كورت يدها خلفه وتمتمت بصب اللعنات والسخفات داخلها وصعدت خلفه تنتظره ان يخلصها من ذاك الوحش حتى تنعم بنوم هادئ هذه الليلة.
, بخطوات خائفه. ولجت نشوان على استحياء الى منزل لاول مرة تراه
, السلام عليكم
, اتفضلِ يا مدام نشوان
, دلفت نشوان وصافحت سيدة وزوجها كانوا في استقبالها.
,
, اهلا يانشوان، انا دكتورة ولاء ودا جوزى الاستاذ محسن
, اهلا وسهلاً
, انا متشكرة جدا لمدام فاطمه انها بعتتلى رقمك، بُصى يا نشوان انا لازم انزل شغلى واتابعه لانى طبيبة زى م مدام فاطمه عرفتك. وجوزى رجله مكسوره فهو موجود فالبيت اليومين دول لحد م يعرف يتحرك بسهولة
, وانا عاوزة حد ياخد باله من سليم ابنى لحد م ارجع كل يوم من الشغل، والحقيقة مدام فاطمه شكرت ف امانتك وتعاملك الحلو.
,
, ابتسمت نشوان إثر مجاملة هذه السيدة لها ف اكملت السيدة
, انا سمعت بعض حجات عن شغلك قبل كدا سواء فالمحلات او المشغل ويعنى.
, قاطعتها نشوان مدافعه عن نفسها
, مدام ولاء انا ست بشتغل بضمير، واى مكان مشيت منه كان الطرف التانى السبب مش أنا
, ولو كان فيه كلام كتير حصل، فيعلم **** ماليش ذنب فيه
, تنهدت السيدة ووقالت
, انا هأمنك على بيتى وابنى يانشوان، وكان لازم أسأل عنك.
,
, عالعموم انا عرفت ان عندك بنوتة، والل هقدر اقوله لك ع اد م بتخافى وتطيعى **** فبنتك زى كدا بالظبط تكونى مع ابنى وبيتى، مفهوم!
, متقلقيش
, نهضت السيدة من مكانها واعطت الطفل الى نشوان تحمله وقالت
, انا متوسمه فيكِ خير خصوصاً انك طريقتك هادية فالكلام وكمان لبسك محترم
, ان شاء **** اكون عند حسن ظنك
, ان شاء **** يا نشوان.
,
, قالها زوج السيدة ف اومات نشوان ب رأسها ونظرت الى الطفل النائم على ذراعها آمله ان يكون هناك شئ جميل آتى في الغد!
, ارجل تلف وتدور بالمكان، اعين تنظر هنا وهناك، هناك انشراحه صدر وابتسامات متبادلة
, قاطع الصمت صوتها، اميرة
, ايه رايكم؟
, قالت روان في اندفاع
, وش موافقين يا نووووور
, ابتسمت نورهان لأن بالفعل المكان جميل ومريح، فقد قامت اميرة بعمل تغييرات كثيرة به وفرشه ب اثاثات على ذوقها الخاص وجعلته مهيأ للعيش فيه.
,
, وأيضاً اطلقت عليه، قصر الاميرة وقامت بعمل اعلانات عنه بالانترنت وهو ماعثر عليه فارس واخبر به نورهان
, هاه يانور؟
, كان صوت روان مثل الطفلة السعيدة التي تحاول ان تدفع والدتها بالموافقه على شئ تريده بشده
, ف اردفت نورهان
, هو لسه جديد مش كدا، مفيش سُكان غيرك؟
, اميرة قالت بوجه بشوش
, اه لسه جديد ولسه مفيش غيرى
, اوك احنا موافقين، ندفع عربون السكن دلوقت ولا لما نيجى
, دلوقت يانووور دلوقت
, يووه ياروان اسكتِ بقا بطلى زن.
,
, همت اميرة بالرد
, الل يريحكم انا معاكم فيه
, اوك هندفع دلوقت
, قامت اميرة بكتابه تعاقد لهم بالمبلغ المدفوع، وقاموا الاثنتين بقراءة الشروط المكتوبة جيداً والعمل على الالتزام بها ومن ثم رحلا الاثتين عائدات الى بلدهم بعدما تمت بغيتهم التي اتو من شأنها.
, على الجانب الآخر، كان يضع زين ملابسه فالخزانه بالغرفه المجاورة لغرفة عيسى في منزله وينظر حوله على المكان كله، ف طرق عيسي الباب قائلا
, اكيد جعان مش كدا.
,
, لاء عادى انا بنام خفيف، انا بس عاوز اعرف القبله منين
, ايه دا ماشاء **** بتصلى، تقريبا من هنا، عقبالى انا كمان بصلى واقطع ادعيلى بقا
, ابتسم ثغر زين وقال
, حاضر هدعيلك
, طيب انا بعمل عشا خفيف كدا وعاوزين نبدءها بعيش وملح سوا ايه رأيك
, ماشى
, هدير، ديرووو
, فتحت عيناها بتثاقل وجدت صالح بجانبها يقوم بابعاد خصلات شعرها الناعمه عن وجهها وهو يهمس في أذنها
, يلايابيبي اصحى
, قامت منتفضه من مكانها قائله.
,
, ايه دا؟ انت ازاى عرفت مكانى وقاعد ف اوضتى وجمبي فسريرى
, ضحك صالح وامسك كفها وطبع داخله قبله حانيه واردف
, انتِ جاتلك التهيؤات تانى ياروحى، انتِ متعرفيش انك مراتى وام الولد الل بتدوريله على ام دا
, نظرت له هدير بسيل من الهيام وقالت وهي تطوق بذراعها على جذعه قائله
, بجد انت جوزى، وانا مراتك، طب هات بوسة بقا.
,
, كان يدنو منها وتقترب هي نحو شفتيه حتى سمعت صوت غريب ففتحت عينها وجدت جرذ بجانبها على الوسادة فقالت ب اعلى صوتها صائحه
, فاااااااار، **** يخرب بيوتكم يخرب بيوتكم
, كنت ببوسه انسخط لفار ف اوضتكم النحس دى، حسبي **** ونعم الوكيل حسبي **** ونعم الوكيل
 
٥

وبعد مُضى وقت.
, إنهاردة كان الاتفاق على القنوات الل هتشترى الاعلان بتاعى، مش عاوز اقولك اد ايه كان من احلى الحجات الل عملتها ف حياتى
, قالها عيسي بعفوية ونبرة ممتزجه بالفرحه وهو يخلع حقيبة الحاسوب من كتفه ويجلس امام زين، فبادله زين الابتسامه واردف
, الحمد**** انك اتوفقت ف الل كنت عاوزه
, نظر عيسي ناحية زين ب امتنان واردف
, كله بفضل **** ثم بوقوفك انت جمبي، يعنى لولا انك قولتلهم ووصيت عليا.
,
, وكمان تشديد عمك ف إنك تظهر فالاعلان رغم انك سيبت المجموعة عشان تفضل صورة آل سلطان محفوظة
, كل دا يخلينى اعجز عن شكرك يا زين
, قام زين بنقر عيسي فوق كف يده المبسوط بجانبه بطريقه عفوية ك لفت انتباه وقال بنبرة يشوبها المرح
, انت شاطر وتستحق ياعيسي، ع فكرة بقا انا كمان عندى خبر حلو
, ايه هو
, سيبت الشركة زى م قولتلك واتعينت فورا ف شركة تانيه
, نهض زين من مجلسه واكمل حديثه ملتفتاً ناحيه النافذة وظهره الى عيسي.
,
, صحيح شركه عادية ويدوب بتبدء تثبت نفسها ومش زى المجموعة بتاعت عمى او الشركة الل فاتت
, بس انا مبسوط ومرتاح كدا
, نهض عيسي وامسكه من احد كتفيه قائلا بتعجب
, م تفهمنى يابنى انت بتعمل كدا ليه فنفسك، كانت مالها الشركة دى كنت بتقبض ارقام بسمع عنها فمسلسلات التركية.
,
, انا هبقا احسن وانا بثبت نفسى ك زين خليل وبس مش عشان من عيلة السلطان، الاول كانوا بيتنمروا على انى عشان عيلتى حققت تارجت كويس فالشغل واحسن منهم ان المانجر مبسوط من شغلى ك مجامله لعيلتى
, لاء، انا مش هفضل تابع لعيلة السلطان، انا زين. واعتقد يكفى
, عاوزة ابتديها من تحت بنفسى ولنفسى
, طرق عيسي كفاً ب كف واردف بسخرية
, ايه ابتديها من تحت ابتديها من تحت، شايفها فاضيه وانت جاى تقطع رقم.
,
, م كلنا متلقحين تحت وعاوزين نطلع اما ريحتنا عفنت، انا عاوزة افهم انت بتعمل فنفسك كدا ليه
, فيه حد يبقا غاوى شقا؟! بُصلى هنا بس هل انت غاوى شقا؟!
, يعنى عارف نفسك انك ناعم كجلد ******* فقررت تسحل روحك؟!
, ولا دا جن وهينصرف منك ان شاء **** بعد م تحقق امانيك التحتيه؟
, نفسى ف اجابة واحدة على اسئلتى
, تنهد زين واقترب من عيسي واردف بهدوءه الذي اصبح يثير غضب عيسي مؤخراً
, مش عاوز احكى ياعيسي فالموضوع دا.
,
, براحتك يا زين، بس فعلا انت علامة استفهام كبيرة اوى بالنسبة لى ومش هسيبك وهتقولى بتعمل كدا ليه فنفسك
, صمت زين ونظر لاسفل قدميه، فتابع عيسي حديثه
, دا عمك رشيد بيه، كان شوية وهيبوس ايدك تكون فالاعلان بتاعى عشان محدش يشمت انك مشيت
, وانت بعد م كلنا قدمنا فروض الولاء والطاعه قبلت
, اراد زين تغيير مجرى الحديث فهم بسؤاله كى يكف عن أسئلته المزعجة هذه
, قولى ياعيسي، لسه ملاقتش شقه مناسبة ليا
, تلعثم عيسي وقال.
,
, لسه، مش لاقيلك حاجه مناسبة وحلوة وشياكه زى شقتى دى
, قال زين ضاحكاً من طريقة عيسي
, ياعم شياكه ايه م خلاص، انا عاوز اعيش عادى زى معظم الناس انا مش اعلى من حد
, فغر فاه عيسي الى زين واردف مداعباً إياه بنكاته كالعادة
, والنبي إيه! بقا عاوز تعيش عادى زى بقية الناس بقميصك والبليزر الل حقهم يأكل حى بحاله
, وجزمتك الل من جمالها خسارة تدوس بيها على الارض، دى تدوس بيها ع زمامير الخلق عادى ولايهمك يابشمهندس طارق.
,
, ضحك زين كثيراً ف استطرد عيسي نكاته وطريقته الساخره
, قال ابقا زى الناس والشعب والمجتمع، عاوز تبقا زى الناس دى انزل العتبه وهاتلك 5قمصان و4بنطلونات وشوز وصندل ب 400جنية وكدا انت روقت ع حالك لسنه قدام ومدفعتش حق زرار فبليزرك الل يجنن دا
, امسك زين طرف الجاكيت وهو مرتديه واردف مبتسماً
, خده ياعيسي
, لا و**** حلو على اصحابه
, لا اتفضل بجد، قرب يولع البليزر
, لو مولعش يبقا فيه حاجه غلط والمصحف.
,
, ضحك الإثنين كثيراً، ف هم عيسي بالانصراف من غرفة زين قائلا
, تاكل بسطرمه بالبيض وبطاطس محمرة؟
, انا هعمل الاكل انهاردة، الدور عليا
, خلاص يا عم زين خليها عليا حلاوة الاعلان. هاه بيض على بسطرمه وبطاطس ولانفتح تونه؟
, اقترب زين من عيسي وقال بنبرة ساخره مقلداً إياه
, تونة وبطاطس! انت يابنى مش قابض اد كدا من عمى مقابل الاعلان؟
, وعهد **** لسه، لسه فيه قاعدة اخيرة وهقبض فيها الشيك الل هو وهبقا من ذوى الاملاك ياااه.
,
, ضحك زين واردف
, انا بهزر معاك، ماشى اى حاجه اعملها انا موافق
, ترجل عيسي خطوتين نحو الخارج ثم عاد ثانية يقول
, على فكرة انا مبدورش اصلا على شقق ليك، انا عاوزك تفضل هنا
, قالها بعينان تفيض حناناً ك شخص قريب جدا من زين، شعور لم يستشعره زين أبدا في حياته
, قام زين في هذه اللحظه بمنح عيسي نظرة واثقه مردفاً
, وانا اول مرة يبقالى صاحب ومش عاوز منى مصلحه. صاحب بجد!
,
, جلجلت ضحكتها الراضية بهذا الغزل المقدم لها عن طريق متابعيها على حسابها وهي تتصفح باناملها كل التعليقات والردود المنهالة عليها من معجبيها فقطع خلوتها صوت شقيقتها نورهان
, هتقومِ معايا ولا لاء؟
, تأففت روان ووضعت هاتفها جانباً وقالت
, يوووه يانور عاوزة ايه، مش رايحه خلاص ياستى
, تناولت روان هاتفها ثانية فقامت نورهان بنزعه منها وهي تردف.
,
, بطلِ سخاف يا روان، انتِ عارفه انا مش هعرف اروح وحدى وانتِ قايلالى من امبارح انك هتيجى معايا
, نورهان، انتِ كبيرة ياماما. كبيرة وتقدرى تروحى لوحدك محدش هياكلك هناك خطوبة زميلتك فهيئة التدريس المُبجلة انا مالى بالناس الل عليهم جبس دول اروح ليه
, جلست نورهان محاولة إقناع روان ان توافق على المجئ معها.
,
, يارووونى، مش عليهم جبس ولا حاجه و**** دول ناس امورة جدا وعاملينه فقاعة شيك وفيه رقص وفيه اغانى وهشك بشك بتاعك
, نفثت روان تذمراً وامسكت بهاتفها ثانية، فابعدت نورهان الهاتف عن وجه روان وقالت متوسله
, معلش ياروان متبقيش كائن رخم، هتقعدى تعملِ ايه هنا لوحدك
, اميرة صاحبة البيت مبتعملش غير انها تجرى وتسمع فيروز وتشرب قهوة وتقرا روايات برة فالجنينة
, هتقعدى وياها؟
,
, اصلا انا واميرة ضربنا صحوبيه سوا جامده حماده دا اولا، فمعنديش مشكلة لو خدت اميرة تعمل تيك توك معايا لحد م ترجعى
, ضحكت نورهان فتابعت روان
, لكن آجى معاكِ مكان معرفش فيه حد إلا اختى دا مستحيييل
, لاء فيه ناس تعرفيهم، احتمال ناس من زمايلك ييجو انتِ عارفه ان دكتورة سمر ومحبوبة وناس كتير من الدفعات بتحبها ومصحباها وكمان دكتور عمر، ودكتور فارس
, قالت الاخيرة بصوت خفيض ومن ثم اكملت
, كُل الناس دى مش مكفياكِ؟!
,
, زمتت روان شفتيها وقالت بالامبالاه
, عاوزة ايه دلوقت يا نور؟
, تيجى معايا!
, بينما كانتا الشقيقتان يتحدثا محاولة إحداهما إقناع الاخرى، كانت اميرة في الحديقة الخارجية تقرأ رواية
, وعندما وقع عينها على سطر ما تذكرت شيئا، لا لم تتذكره وحسب
, بل شاهدته امامها أيضا ً
, عودة إلى ماضى اميرة
, حقيبة مفتوحه وثياب توضع بداخلها من قبل زوج أميرة صامتاً وهي تقف على مقربة منه قائله
, اساعدك؟
, مُتشكر.
,
, كان نفسي تقولى آجى معاك السفرية دى، انت عارف انى بحب البلد دى اد إيه
, نظر زوجها ناحيتها بتعجب قائلا
, انا معرفش انك حابة تزورى فرنسا
, دنت اميرة منه وقامت باحتضانه واردفت مبتسمه
, ومين ميحبش فرنسا ولا باريس، طبيعى حد برومانسيتى دى يحب اجمل مكان فالدنيا، باريس!
, اول مرة اخد بالى
, نظرت اميرة الى مقلتيه بعمق وقالت
, حجات كتير انت مش واخد بالك منها يا حبيبي.
,
, قام زوجها بفك نفسه من حصار ذراعيها ببطء واتجه نحو المرآه الموضوعه بغرفه نومهم وفتح الادراج التي تقع اسفلها يُخرج اشياءه الشخصية دون ادنى انتباه لكسر خاطر اميرة التي كانت في طريقها إلى الدلال عليه ك انثته قبل ان يسافر ويتركها عدة أيام كما هو معتاد.
, تلاشت ابتسامه اميرة من على وجهها شيئاً ف شيئاً.
,
, عادت اميرة عندما وقفت عند جملة يدور الزمان. يعيد تشكيل عجائننا ليصنع منا اناسا لايشبهون صور مرايا قلوبنا. وان تشابهت ملامح الجسد (من رواية تعاويذ عمران)
, همت اميرة بمسح عَبرة قبل ان تنهمر من احدى مقلتيها، قامت بطوى صفحات الرواية وامسكت هاتفها وتصفحت قائمه الاسماء حتى توقفت عند اسمه. تنهدت وهمت بمسحه ولكنها توقفت في آخر وقت.
, لاتعلم مالذى منعها، ولكنها لم تفعل وحسب.
,
, ارتفعت اصابعها الفتاة تطرق على المقعد الذي تجلس عليه هدير بمفردها تتناول القهوة قبل الاقلاع بالرحلة.
, خضتينى!
, قالتها هدير ل زميلتها في العمل فقالت الثانية مبتسمه ابتسامه خبيثة
, سرحان فيه ايه ياجميل
, مش سرحانه فحاجه، عادى بشرب قهوتى قبل الرحلة بس
, ومخدتيش المورنينج كوفى بتاعتك فالبيت ليه قبل م تيجى ولا الشغالة مصحيتش من النوم
, بادلتها هدير الابتسامه المزيفه ومن ثم قامت بغلق شفتيها بسرعه وقالت.
,
, لا مش الشغالة مصحيتش، انا الل طلعت بدرى الصبح بعد م خبطت دماغ الشغالة فالحيط جبتلها ارتجاج عشان قالت كلام معجبنيش!
, قهقهت زميلتها بشئ من الكيد وقالت
, صحيح ياهدير مش هتقوليلنا عنوانك فين؟
, لاء مش هقول وانتو مالكم
, اقتربت زميلتها منها ودنت من احدى اذنيها قائله بهمس
, مالنا إيه، الزملا هنا من كتر مابيعزوكِ عاوزين يعملولك مفجأة فعيد ميلادك ويعرفوا مكانك ويفجأوكِ بسربرايز بارتى.
,
, تفاجئت هدير من كلمات هذه البغيضه وحاولت تمالك نفسها قائله
, ومين قالكم ان هحب اقضى معاكم عيد ميلادى؟!
, لييه هتقضيه مع مين يا بنوتة
, قالتها الفتاه وهي تمسكها من احدى وجنتيها تداعبها بحنق
, وانتو مالكم هقضيه فين، ايه الفراغ الل انتو فيه دا
, عالعموم حبيت اقولك على الل هما ناويين عليه عشان تعملِ حسابك وتقولة لبابي ومامى.
,
, قالتها الفتاة وانصرفت تضحك، بينما كانت تكز هدير على اسنانها احدثت صريراً من شدة غضبها قائله محدثه نفسها
, يجولى فين وسربرايز بارتى مين ,يجولى لوكاندة حب العزيز الل انا قاعدة فيها دى!
, دا حتى يطلعلهم فقفاهم، اعمل ايييه، **** يخربيت كدا
, بينما كانت هدير تحدث نفسها، ولج صالح الى المكان وهو يتحدث
, ايه يانورعينى، ايه الل مزعل الجميل ومخليه قاعد لوحده.
,
, التفتت هدير على الفور إثر سماعها صوته، اعتقدت انه يحدثها هي ففرح قلبها المسكين ولكن كان الاعتقاد ليس بمحله فهو يتحدث بالهاتف ومن الواضح أيضاً انه يحدث فتاه.
, جلس على منضده بالقرب من منضده هدير وطلب القهوة خاصته المُعدة على الطريقة التركية بينما كانت تتابعه هي بنظراتها خلسه وتحدث نفسها أيضاً
, نور عينى؟ ومزعل الجميل، الهى تِعمى ياشيخ ماتلاقى الل يسحبك غيرى.
,
, يعنى مصاحب يا صاصا. مصاحب وسايبنى كدا مروحه توشيبا جاية مع واحد هربان من ليبيا مش شايفنى حتى!
, صمتت حتى تسمع منه المزيد وهي تحاول التنصت إليه
, ايه؟ لا طبعا هو انسي، و**** مقدر وغلاوتِك عندى م اقدر
, تمتمت هدير الى نفسها تُعلق على حديث صالح بالهاتف
, صادق ياخويا من غير حلفان. كفاية حلفان عشان اتخنقت
, صوت صالح بجانبها
, طيب هشوف يومى واقولك نعمل ايه انهاردة، بس مش عاوز تقعدى وحدك كدا متزعلنيش عليكِ.
,
, اشاحت هدير بوجهها بعيداً تحدث نفسها ممتعضه
, مش عاوز تزعل عليها؟ م تزعل عليا انا شوية زميلتك وولاد شركة واحدة وقاعدة فلوكاندة فيها ابراص وعناكب وخفافيش بيدفعوا ايجار الاوضه معايا بالنص
, أنهى صالح مكالمته، وامسك هاتفه يتصفحه أثناء احتساءه لقهوته
, بينما نظرت هدير الى ساعة اليد خاصتها فعلمت ان عليها ان تكون على متن الطائرة الآن قبل الاقلاع بالرحلة.
,
, ولكنها احست ان عليها لفت نظره لها قبل ان ترحل فذهبت ناحيته وقالت باقتضاب
, لو سمحت، الساعة كام بالظبط عشان ساعتى مش مظبوطه
, تعجب صالح وتبسم جانب ثغره واردف بثقته المعهودة
, ماتشوفِ موبايلك ولاهو كمان مش مظبوط
, نظرت إليه وزمتت شفتيها تلعنه في داخلها، ماهذا الاحمق يارب السموات! ف اردفت إليه
, تخيل مَكنتش واخدة بالى يابشمهندس، صباحك شبه قهوتك
, تركته وترجلت فقام صالح بمناداتها
, تعالى لو سمحتِ بس.
,
, وقفت هدير ونظرت ناحيته ف اردف هو
, قهوتى حلوة جدا، يبقا صباحى جميل، متشكريا آنسة رفيف
, هرولت ناحيته بعصبيه وامالت بجذعها على منضدته قائله كاشفه عن انياب غيظها
, اسمى هدير
, لوح ب اصابعه امام وجهها واردف
, مش فارقه، هدير زى رفيف زى غدير كلها اسماء عجيبه مالهاش معنى
, اعتدلت هدير في وقفتها وقالت رافعه احد حاجبيها
, ليه البشمهندس ساقط عربي، متعرفش ايه معنى هدير؟
, تبسم صالح مكيدة بها واردف.
,
, لاء بصراحه مكنتش شاطر فالعربي، كنت شاطر فمادة الحساب والساعات عشان كدا اما حد بيسألنى على الساعة بقول كام ع طول
, اومأت هدير ب رأسها تقلده بسخرية واردفت وهي تهم بالرحيل
, مممم طب كويس انك كنت شاطر فمادة الساعات عقبال مادة الولاعات
, تركته ورحلت ف ابتسم هو ودون على هاتفه داخل حافظة الملاحظات
, اول مرة الاحظ انها حلوة، اوى!
, مجموعة السلطان للتسويق العقاري، ثقتكم هدفنا.
,
, كان اعلان مجموعة السلطان معلن على قناة فضائية موضحه في اخره صورة زين هو من يقول العبارة الاخيرة وهو يعقد ذراعية امام صدره ب ثقه، شاهدت نشوان الاعلان في التلفاز في منزل الطبيبة التي تعمل فيه ك مراعية للطفل الرضيع.
, فكانت تضعه على ذراعها وتقوم ب إرضاعة باللبن المخصص له وتشاهد التلفاز فسمعت صوت طرقات على الباب ودق الجرس، نهضت نشوان حامله الطفل وهي تردف
, مين؟
, افتحِ يا نشوان.
,
, تعجبت نشوان، انه صوت مهدى، فتحت فوجدته هو بالفعل
, انت عرفت مكان شغلى منين
, وكمان مكنتيش عاوزانى اعرف مكان شغلك، يبقا الكلام صح
, انزعجت نشوان وقالت بصوت غاضب خفيض خوفا من ان يسمعها والد الطفل بالداخل
, كلام ايه الل صح؟! بقولك ايه يا مهدى امشى دلوقت احسنلك انا مش عاوزة مشاكل هنا كمان م صدقت بقالى مدة معاهم
, ارتكز مهدى باحد ذراعيه على الباب واردف بطريقته الملتوية السخيفه وكأنه يهذى.
,
, م صدقتِ تدورى على حل شعرك كويس يا مرات اخويا
, اخرس! انت بتقول ايه
, جاء صوت من الداخل لزوج الطبيبة ووالد الطفل قائلا
, نشوان! مين عالباب
, صفق مهدى مستهزءا واردف
, **** ****. يعنى الل حسبته لاقيته، الست الطاهرة الل بتدعى الفضيله مع راجل فشقة ولوحدهم وتقولك شغل
, شغل ايه يا ام شغل
, غضبت نشوان فقامت بلكزة في صدره بقوه قائله
, انت اتجننت، ماشى يامهدى حسابنا اكيد مش هنا
, مين دا يانشوان وايه الل بيقوله دا.
,
, التفتت نشوان ناحية الرجل قائلة بتلعثم
, انا متاسفه، هو هيمشى حالا حضرتك
, امسكها مهدى من ذراعها بعنف جعلها تتأوه والرضيع يفيق من غفوته صائحا واردف مهدى بصوت عالى
, امشى ايييه مش لما افهم بيحصل ايه ياصاحبة الصون والعفاف
, ايه الل بيحصل هنا
, كانت كلمات الطبيبة التي تعمل لديها نشوان في اذانهم حينما رأوها امامهم في الموقف عائدة من عملها متعبة اليوم لسوء حظ نشوان
, فيه ايه يانشوان ومين دا.
,
, يادكتورة ولاء انا اسفه و**** دا اخو جوزى وو
, قاطعها مهدى قائلا بتبجح
, ودى مين بقا رئيسة الشبكه، انتِ فمدعرة بقا يا ست نشوان وعاملة فيها شيخه
, صفعت نشوان مهدى على وجهه بينما احس البقية بالانزعاج من الاثنين ومما قال هذا المختل فقالت الطبيبة في حسم
, نشوان، اتفضلِ حسابك ومش عاوزاكِ تيجى هنا تانى، انا مش ناقصة مشاكل
, يامدام انا ماليش ذنب انا
, يلا بعد اذنك وهاتى الولد.
,
, اخذت الطبيبة الطفل ووضعت بعض النقود الى نشوان في يدها واخرجتهما واغلقت الباب!
, الأنثى. مخلوق ضعيف للغاية. احساسه هش يقتات على العاطفة طيله الوقت، هي النبته المروية بماء الحياة
, والحب هو الماء، ولكى تحيا هي فعليها ان تعشق!
, بعد الحاح طويل وافقت روان ان ترافق شقيقتها نورهان حفل خطوبة زميلتها في هيئة التدريس.
,
, ذهبا الاثنتين بكامل اناقتهما المختلفه، اعى هنا معنى المختلفه ان روان تهيأت على طريقتها الخاصه وكذلك نورهان. ف اصبحا الاثنتين توأمتين اسماً فقط.
, صخب الموسيقى والاغنيات، التفاف المدعوين حول العروسان. رقص وزغاريد متعاليه
, مقاطع تقوم بتصويرها الفتيات على هواتفهن. ثنائيات تتراقص.
, وااااو يانووور كنت فاكراه هتبقا حفلة معقدة والناس جاية لابسه طرابيش
, ضحكت نورهان وطرقت شقيقتها بخفه في رأسها واردفت.
,
, لابسين طرابيش ايه يا عبيطة انتِ هو احنا على ايام الملك فؤاد
, مقصدش، قصدى انهم ناس وقورة وهادية ومهذبه الطبقه الل حضرتك منها وبتقفلنى دى. بس جيت لاقيتها والعه حماده
, جلسا إلى اقرب مكان فارغ، وكانت تتراقص روان على المقعد ومن ثم دارت اغنية تفضل روان سماعها فقامت تتراقص عليها وسط الجمع.
, قدام مرايتها عادى بتدلع براحتها، بستناها وبستعجلها. تضحك لى وابُصلها
, نوررى هقوم ارقص باااى.
,
, ابتسمت نورهان وهي تنظر ناحية شقيقتها تتراقص بعفوية وسط الجمع، ويتطاير شعرها المستعار حولها ذو اللون الغريب. زائد الوان ملابسها الزاهيه الكثيرة وبعض ال مستحدثات في عالم الموضه الذي تضعه في وجهها ك القرط المعلق في آخر احد حاجبيها ومثله بجانب انفها!
, بعد مرور وقت شعرت نورهان بأن احدهم قد شاركها الجلوس على نفس المنضدة نظرت ناحيته ل تجده فارس.
, دكتور فارس، لسه جاى؟
, لسه واصل
, تبسمت نورهان وقالت
, دايما متأخر كدا.
,
, اعمل ايه، زمان والدتى كانت تقول الاخير ربه كريم
, صمتا الإثنين فبادر فارس بالحديث مرة ثانية
, روان خارباها، كأنها هي العروسة مش ممكن البنت دى
, على ابتسامتها نورهان تنظر ناحية شقيقتها واردفت
, احلى ماف روان عفويتها، رغم اننا سن واحد بس ساعات بحس انها اصغر منى بكتير
, انتِ الل مكبرة نفسك يانور
, لاول مرة ينطق اسمها دون القاب، طريقته جعلت قلبها ينتفض من رقدته.
, حاولت كعادتها ان تتعامل بطبيعتها ف اردفت إليه.
,
, فيه حجات بتجبرك كدا انك تكبر نفسك او تتحط ف اطار واسع عليك عشان دماغك تستريح
, مش فاهم!
, يلا يا جماعة تلبيس الدبل
, كانا العروسان على استعداد تلبيس خاتم الخطوبة الشهير، والكل مُلتف حولهما للتصوير، فنهض فارس قائلا
, هقوم عشان ابارك للعرايس، تيجى معايا
, متشكرة يا دكتور فارس، انا هفضل هنا
, ذهب فارس ناحيتهم وظلت نورهان تراقب المشهد من بعيد وكأنه اعاد عليها ذكرى مستحيل نسيانها
, عودة إلى ماضى نورهان.
,
, زغاريد تتعالا وجمع ملتف، وفرحه على وجه والدة نورهان ووالدها، ونورهان عروس الحفل
, كانت ب اجمل طلاتها بسمتها المرسومه على وجهها وهي ترتدى خاتم الخطبة من الوحيد الذي طرق قلبها قديما وسكن فيه. ولكن سرعان م تبخر الحلم سريعاً انها وحيدة تماماً.
, انتهى الحفل، وعرض فارس ان يوصلهما بسيارته ولكنهما رفضا ب أدب واستقلا سيارة اجرة وعادا الى قصر الأميرة حيث يقيمان.
,
, على جهاز التريض الكهربائى، كانت تقوم برياضه السير اميرة وهي تضع السماعات ب أذنها تستمع الى معشوقتها فيروز، كان هذا من ضمن تجديدات حياتها للتعرف على الجديد بحياة الاخرين وتخرج خارج المنزل الزجاجى الذي ظلت حبيسته فترة طويلة.
, اشتركت ب احدى صالات الچيم واصبحت تذهب إليه كل يوم.
, يا سنين اللي رحتي ارجعي لي، ارجعيلي شي مرة ارجعي لي
, وانسيني ع باب الطفولة، تا أركض بشمس الطرقات.
,
, كانت تستمع إلى اغنية كنا نتمشى من عشية لمعشوقة الصوت الفريد فيروز وهائمه مع الكلمات حتى قطع هيامها مايحدث امامها فخلعت السماعات من أذنها وتوقفت عن الحركه على السير الكهربائي.
, احداهن تبكى بشدة في احضان الاخرى تواسيها، سمعت همهمه انه يبدو ان لديها مشكلة مع رفيقها فهذا الذي تفهمته اميرة من خلال كلمات هذه الفتاه، كانت تقول.
,
, هو بيعمل معايا كدا ليه، مش عاوز نكون سوا يقول، لكن كفاية انا تعبت احنا مش فحياة بعض أساساً واسمنا قصاد الناس مرتبطين
, تذكرت شئ مضى احدث شرخاً كبيراً بقلبها
, عودة الى الماضى
, انت لسه فاكر ان ليك زوجه؟
, نظر زوجها ناحيتها وهوومنكب على حاسوبه النقال بصمته كعادته فقالت اميرة
, ماهو مش معقول، كل الناس بتشتغل ومتجوزة ومتواجدين حتى لو بالسؤال، وانا فين من حياتك!
, اردف زوجها إليها بنبرة صوته الهادئه.
,
, فيه ايه يا اميرة، كنت مسافرعشان فيه شغل. وكنت ببات ايام برة البيت برضو عشان الشغل
, انا مش بلعب بديلى ولا متجوز عليكِ وانتِ عارفه كل تحركاتى
, اقتربت اميرة من مكتبه وعلى وجهها علامات الاسي واردفت
, انا عارفه انك مش بتخوننى ومتأكدة من دا، انا بس مش فاهمه هو انا عملت ايه غلط عشان اكون عالهامش كدا
, نهض زوج اميرة من على مقعده واصبح مواجهاً لها واردف بصوت عالى نسبياً عن معتاده
, عاوزة تتخانقى يا اميرة؟!
,
, حملقت اميرة بمقلتيها ذاتَ اللون الاسود القاتم في عينيه واردفت بنبرة حاسمه
, احنا ليه مبنتخانقش! ليه مش بنزعل من بعض ونتصالح، احنا ليه مش مع بعض اصلاً
, احنا ليه متجوزين كل دا وحتى مخلفناش ولا دورنا؟! ليييه
, امسكها زوجها من كلتا ذراعيها بكفيه واردف
, اميرة، انا بجد تعبان وهطلع انام
, هتنام وتسيبنى آكل فنفسى كالعادة
, صدقينى معنديش اى إجابة لاى سؤال سألتيه، تصبحِ ع خير.
,
, تركها ورحل. وغابت الذكرى عن عيناها امام تلك الباكية ف هما بوضع السماعات مرة اخرى
, وسارت على الجهااز مرة اخرى وكأن شيئاً لم يكن.
, قوللى ايه محبوبي إيه بينك وبينى، كُل م آجى واروح مكان متخايله عينى
, سطرت هدير تلك الكلمات على حسابها الشخصي على الفيسبوك وضغطت نشر، اغنية تستمعها كثيرا لمطربها تامر حسنى وكأنها تناشد حبها المكنون ل المهندس صالح.
,
, وهى تتصفح كالعادة وتحدث نفسها أيضاً، كان يدور بذهنها ان لابد ان ترحل من هذا الفندق فقير المستوى قبل ان يفعلوا زملاءها هذه الحيله لمكيدتها ويروا المكان الذي تجلس فيه فتصبح علكة في فمهم يسخر منها من له قيمه ومن ليس له!
, انا اروح فين، كل الفنادق النضيفه غالية. غالية جدا. ومينفعش أجرشقه لوحدى وانا قمركدا يتطمع فيا وش، يارب اعمل ايه؟
, شاهدت اعلان ممول قصر الاميرة لسكن المغتربات.
,
, واااو، ايه العظمه دى. دا سكن دا ولا اوتيل سبع نجوم؟
, كانت تشاهد هدير الصور المعروضه للغرف والحديقة الخارجية، حدقه عيناها كانت تتسع من الدهشة
, ايه الرقم دا؟ بتهزروا دا ايجار المكان الوهم دا؟ لالالا انا راشقه فالمكان. دى صاحبته لو عاوزة تخسر مش هتعرض الايجار كدا. فين الرقم مممم، و**** انا بركة شوف بركه وقع فطريقى عشان انا غلبانه.
,
, دونت الرقم هدير وعزمت امرها عند العودة الى مصر ستتصل بها وتنتقل الى المعيشة في قصر الاميرة.
, إلى الماضى البعيد ذو الوجه المُلثم، اشكرك، ف لولاك م كان هو عليه الآن!
, يالا يا زين
, قطع شروده صوت عيسي إثر تواجده جالساً في الشرفة، التفت زين ناحية عيسي الذي ارتدى ثيابه وعلى استعداد للخروج
, يالا فين؟
, يالا هخطفك، هيكون يالا فين ننزل نخرج نقعد ف حته، الحياه مش كلها شغل.
,
, لم يتلق عيسي اجابه من زين فقد رجع مرة اخرى لشروده ف جلس عيسي بجانبه مردفاً
, انت كنت مولود اخرس يا زين؟
, نظر له زين وعلى وجهه ابتسامه ف تابع عيسي حديثه
, اه و****، يعنى اكاد اجزم تلات ارباع عمرك مقضيه فالصمت الرهيب دا. ساكت ساكت سايلنت سايلنت
, فيه اوضاع تانيه زى الفيربريشن والصوت الواطى والعالى
, ضحك زين بشدة كأنه لاول مرة يضحك هكذا فقال عيسي
, قوم ياعم، قوم البس وتعالا
, رايح فين يعنى.
,
, هنروح نمشى بطلاقه ولياقه ونقعد على احد كافتيريات المطله على ضفاف النيل
, ونظبط بنات، بس قولى الوحمه دى ممكن تكون عائق؟ ولا ادهنها كريم فيرى اند لافلى فتفتح شوية
, ضاع زين في دوامة ضحك مستمرة بسبب هذا الكائن، فقام عيسي بجذبه للداخل كى يبدل ملابسه ويذهبا سويا.
, ظُلم ب ظُلم. وعين ب عين، واوجاع الروح تتفنن في ضياعها ولاشئ يدمل بعد انكسار القلب!
,
, كان مهدى ممد على سرير من بين عدة اسرّه مجبس كلياً يلتقط انفاسه بين الحياة والموت، بعدما شب بينه وبين نشوان عراكاً بعدما انتهى عملها من منزل الطبيبة بسببه.
, وبعد تراشقهما بكلمات حادة لكل منهما الآخر، قامت نشوان بزجّه بقوة من عِزم غضبها فكانت قادمه سيارة مسرعه وصدمته!
, هان عليكِ يانشوان؟ هان عليكِ ابن عمتك واخو مجدى، هانت عليكِ عمتك ي نشوان
, ليه عملت ِ كدا يابنتى ليه.
,
, قالتها العمة وهي حزينه على ابنها الراقد بين اربطه الجبس ممد لاحول له ولاقوة، بينما حاولت نشوان الدفاع عن نفسها امام السيدة التي ربتها وفي مقام والدتها
, عمتى، انا مكانش قصدى وبعدين حرام عليكم هو كل حاجه نشوان نشوان، ماهو الل جه واتهمنى تهم باطله قدام الناس الل كنت شغاله عندهم وقطع عيشيى
, تقومى تموتيه يانشوان؟
, انا مموتوش يا عمتى، هو الل ضايقنى زيادة ومتحكمتش ف اعصابي
, نظرت العمه نحو أبنها وقالت ب أسى.
,
, خليه يموت زى م مات الاولانى، وقعدينى بحسرتى عليهم يانشوان بعد م ربيتك وكبرتك وعلمتك وجوزتك. يهونوا عليكِ مجدى ومهدى
, نظرت نشوان ناحية العمة ببطء وقالت مشدوهه مما تسمع منها
, انتِ قصدك ان انا الل موت مجدى ياعمتى؟!
, صمتت العمة ولم تجيبها، ناظرة نظرة غضب ناحية ابنها. بينما كان بداخل نشوان الف حديث غير مسموع!
 
٦

محدش بيعرف يواسيني، انا الل دايما اللي كنت بقع وبقوم لوحدي
, كانت تلك الكلمات تدور داخل عقل نشوان وهي تهم بتجهيز نفسها للسفر، ف دلفت عمتهاإلى الغرفه إثر هدهدة نشوان الى طفلتها حتى تُكمل نومها. نظرت إليها العمة بتعجب وقالت
, انتِ رايحه فين الصبح بدرى كدا
, نازلة على القاهرة ياعمتى
, رايحه تعملى ايه هناك؟
, كانت نشوان تعدل من شكل وشاحها فوق رأسها جيدا وهي تردف على عجلة من أمرها.
,
, فيه شغل شوفته على النت وهروح اقدم
, جلست السيدة إلى طرف الفراش واردفت
, تقدمِ؟! يعنى ايه تقدمى على شوغلانه فمصر، هتلاحقى ازاى تروحى وتيجى كل يوم وانتِ سايبه بنتك
, قبلت نشوان كف يد طفلتها وحملت حقيبتها واجابت عمتها وهي تهم بالانصراف
, ماهو لو اتقبلت في الشغل، هاخد ماريا وادور على سكن هناك نعيش انا وهي فيه
, كان زوج عمتها قد استيقظ من نومه وسمع آخر كلماتها فقال غاضباً مما سمعه منها.
,
, يعنى عاوزة تسيبينا وتعيشى فمصر لوحدك؟
, التفتت نشوان الى الرجل وقالت بثباات
, مش لوحدى يا عمى، معايا بنتى وفوق دا كله **** معايا
, ومين هيوافقلك عالل بتقوليه دا، ولا اكمن مهدى راقد فهتعملى الل عاوزاه.
, كانت هذه الكلمات منطلقه من العمه تصب صبا في اذن نشوان وكأنها لعنات، ف اردفت نشوان تحاول المحافظة على هدوءها
, عمتى انا حرة، ومش هعمل حاجه غلط. ومهدى مالوش اى دخل فتصرفاتى.
,
, هرولت العمه ناحيتها عاقدة حاجبيها وقالت بعصبيه
, يبقى عاوزة عيارك يفلت يانشوان وميبقاش ليكِ حاكم مش كدا!
, بس يا ذكية مش كدا
, قالها زوجها تهدئة للموقف ف ردت نشوان
, عمتى، انا متشكرة على التربية والتعليم والجواز والجهاز وكل حاجه عملتوهالى بعد وفاة ابويا وامى
, ومجدى **** يرحمه كان احسن راجل فالدنيا
, ترقرقت دمعه بعينها واكملت
, بس حظى القليل خلانى متهناش بوجوده وربنا اختاره عنده، مشى وسابنى ارملته وعلى كتفى بنته.
,
, يبقى جه الوقت الل تسيبونى عالاقل أمن ل ماريا مستقبل
, اردفت العمه بحزن
, وتروحى مصر وتاخدى اخر الل فاضلنا من ريحه مجدى
, محدش فالبلد عاوز يشغلنى بعد كل مشكلة طلعت بيها من كل شوغلانه وانا مش هعرف اقعد كدا
, لحد م ييجى اليوم ومنلاقيش حق الدوا ولا سرير فالمستشفى زى م حصل مع مجدى!
, وكأن سهماً من نيران قد اخترق قلب السيدة عندما تفوهت نشوان بحديثها هذا، ف اردف الرجل زوج العمه
, مجدى **** يرحمه دا كان اجله يابنتى.
,
, وانا ياعمى مش هقعد تانى ايدى ع خدى، انا هنزل وهبقا اطمنكم عليا
, سلامو عليكم
, رحلت ومعها امل جديد تتعلق به كى تبنى لنفسها ولطفلتها حياة كريمه بعيدة عن الخلافات والاذى والتعب النفسى.
, صوت كعب حذاؤها كان يدوى في ارجاء المكان، هدير ب علامتها المميزة الحذاء ذو الكعب الرنان
, تلف ب ارجاء المكان بمنزل قصر الاميرة وتراه وحدقتيها متسعتين انبهاراً حتى انفرجت شفتيها وقالت.
,
, جميل جدا، ماشى يا مدام اميرة انا هسكن وهدفع سنه مقدم
, ابتسمت اميرة واردفت
, انسة هدير انتِ مضيفه طيران مش كدا؟
, ايوة
, طيب انتِ هتتواجدى هنا طول السنه صحيح
, اه، عشان كدا عاوزة ادفع سنه مقدم
, طيب الباسبور والبطاقه
, ناولت هدير اياهم الى اميرة واردفت اميرة وهي تقرأ الباسبور
, على فكرة، انا فيه ناس كتير اترددت وجت عشان تعيش وتسكن هنا بس انا موافقتش
, تعجبت هدير وقالت ب جدية
, ليه
, عشان مش اى حد بقبل واوافق انه يسكن معايا.
,
, قالتها اميرة بنبرة مقصودة ف اردفت هدير
, طب وانا نجحت فكشف الهيئة وهسكن وللا ايه؟
, رفعت اميرة احدى حاجبيها، فسرعان م حاولت هدير تغيير طريقتها حتى تحصل على سكن في هذا المكان الجميل بسعره البسيط هذا نسبة لباقى الفنادق او الشقق المؤجره
, بهزر معاكِ مبتهزرش يارمضان!
, تبسمت وكشفت عن صفين اسنانها لاميرة، فنظرت اميرة لاوراقها الشخصية ودونت منهم بياناتها واردفت.
,
, ماشى يا انسة هدير، اهلا بيكِ فالمكان بس اقرى الشروط الاول زائد انى متاسفه مش هقدر اجرلك لسنه مقدم ممكن 3شهور، انا برضو لسه بتعرف عليكم
, اتفضلى اقرى العقد وامضى عليه
, زفرت هدير زفره طويله وتمتمت داخلها
, ايه الست دى! شوية وتغزنى فكاب البدلة بتاعتى. بس يالا اهون واحسن من لوكاندة ابوعنكبوت الل كنت مرميه فيها
, فيه حاجه يا آنسة هدير
, لابقول امضى فين؟
, اتفضلى هنا.
,
, امسكت هدير القلم ووقعت وانتهى الامر وانضمت هدير ك فرد جديد الى قصر الاميرة.
, وصاحبت صاحب اقوله يانكد يقولى يامراحب
, كان عيسي يدندن كعادته بكلماته المضحكه إلى نفسه وهو يقوم ب أى عمل ك تصفح حساباته على موقع التواصل الاجتماعى، او كى ملابسه، او حتى اثناء مشاهدته التلفاز بمفرده!
, ولج زين الى غرفة عيسي واردف بصوتٍ هادئ
, عيسي هعمل قهوة، اعملّك معايا
, ترك عيسي هاتفه جانباً ونظر نحو زين واردف قائلاً
, تعمللى معاك؟
,
, وإيه المُشكلة!
, اعتدل عيسي في جلسته وتحدث بجدية
, وهى القهوة شاى هنغلى الميه وفتلة نسقطها فسبعوميت كوبايه والحى كله يشرب ويحبس!
, دى قهوة يعنى عاوزة كنكه لوحدها وسكر وبن لوحدهم وتتراقب لوحدها وتبقا بتراقب وانت وشك زى البدر عشان تطلع ب وش، دى دبكة وهيصه وعاوز تعمللى معاك؟ لااء يا زين انا شُغل الأدب والذوق دا مبحبوش.
,
, و****، بيجبلى ذبحة صدرية ومفاصلى بعدها بتوجعنى. متقعدش تستأذن ف دخول الحمام ومواعيد الأكل وامتى تبص من الشباك!
, الناس الذوق الامورة بتعملى ارتكاريا!
, فغر فاه زين وهو ينظر ناحيته وعلى وشك ان يضحك من اسلوب عيسي معه ككل مرة
, ميغركش على فكرة دانا معفن، و**** عربجى حناطير. ف مدام القاعدة هتطول ياصاحبي يبقى تتخلى عن كونك ابن ناس وتتعامل وكأنك سباك مجارى. وضحت الرؤية!
,
, ايه مشكلتك يا عيسي لو نتعامل ب رُقى، ثم كمان انت كتير بتقوم تعمل حجات فالمطبخ وتعمللى معاك
, صدقنى يا زين مش هينفع، مش هينفع شغل الباتون ساليه بتاعك دا والكافيار انا راجل بتاع عشوائيات وعاوزك تبقا عشوائي زيي. انسي الل كُنت فيه وتعالالى بقا، اهلاً بيك ف وطنك
, ابتسم عيسي ابتسامه عريضه في وجه زين مما دل على ان بالفعل مامضى كان شيئاً، والآتى شيئاً آخر!
,
, لم أعد أريد أن يستجيبَ اللّه دعائي، أريدُ منه أن يختار لي لا أن يُخيِّرني، ثمّ يرزقني الرضا بما اختارَ لي، لطالما كانت حكمته تنقذني من نفسي في كلّ مرة.
, كلمات كتبتها نورهان بدفترها الخاص تدل على المكنون داخلها والتي تخشى ان تظهره لأحد يوماً ما، احدث هاتفها صوتاً قدوم رسالة على احد حساباتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.
, امسكت الهاتف وتصفحت الرسالة ف كانت من فارس قائلا فيها.
,
, دكتورة نورهان، موجودة؟
, تعجبت كثيراً من رسالته هذه، فهما لايتحدثا ابدا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تمهلت قليلاً هل تجيبه ام لا؟
, هى بالفعل رأت رسالته ومن المفترض من باب الذوقيات ان تجيبه، حسناً حسمت امرها
, ايوة يا دكتور فارس ازيك
, مضت الثوان ورأت الهالة التي توحى بأن الطرف الآخر يكتب شيئاً امامها حتى انبثقت منها الكلمات
, كنت عاوز اتكلم معلكِ شوية
, اتفضل انا معاك
, الاول عاملة ايه
, الحمد**** بخير.
,
, واخبار طنط وروان؟
, كويسين، ماما بنكلمها فون دايما وبتطمنا عليها وروان انت عارف جنانها وطرقعتها
, ارسل فارس ملصق يضحك كثيرا ومن ثم كتب
, روان دى بجد بنت مفيش منها، يابختها عارفه تستمتع بحياتها
, ابتسمت نورهان وكتبت له
, عندك حق
, صمتا قليلاً لم يرسل شيئاً فارس ونورهان على انتظارها، فبعث هذه الرسالة مجدداً
, مش عارف عاوزك فموضوع بس محتار ابتديه منين
, اتفضل يا دكتور فارس.
,
, فكرت اتصل بيكِ بس قولت يمكن وقت مش مناسب، ف ايه رأيك
, لو لما تيجى الجامعة نتفق على يوم ونتقابل برة واقولك الموضوع
, دق قلبها فرحاً، بالفعل ماقاله الآن؟! هو يريدها فموضوع هام وبمفردها في مكان خارج نطاق الجامعه؟
, ياتُرَ ما الأمر؟ عليها ان تتمهل قبل ان تجيبه على طلبه حتى وان كانت تتمناه وتنتظره طويلاً
, هو موضوع مهم اوى يا دكتور فارس؟
, من وجهة نظرى اه
, ماشى، فالكلية لما اشوفك نبقا نحدد.
,
, تمام يا دكتورة وهو كذلك، اسيبك بقا لاكون عطلتك عن حاجه
, اغلق فارس واغلقت هى، تفكر. شعورها بين الفرحه والخوف، قطع شرودها صوت اميرة حينما جلست فالمقعد الذي امامها بالحديقه الداخليه وقالت
, عندك حق، الجو حلو اوى انهاردة
, انتبهت نورهان وابتسمت لها واردفت
, تعالى اقعدى
, اوعى تكونى عاوزة تقعدى لوحدك وانا جيت قطعت عليكِ خلوتك؟
, بالعكس انا مبسوطه انك جيتى، صحيح مبروك على المحل هتعملى الافتتاح امتى؟
, ابتسمت اميرة وقالت.
,
, قريب، انا عجبنى جدا ان المحل قريب من البيت فقولت لازم اشتريه
, وايشمعنا محل ورد بقا
, وضعت اميرة الرواية التي بيدها جانباً واردفت
, انا شخص رومانسي، بحب اقرا عن الحب واشوفه والمسه. عاوزة يجينى واشوف الناس الل بتحب بس
, الل عاوز يهادى حبيبته، مامته. اخته، الى بتهادى صاحبتها
, مش عاوزة اشوف غير الل قلوبهم حلوة وصافيه وبتحب بجد
, تمعنت نورهان ب عين أميرة وقالت ب اعين مبتسمه
, **** ****، شكلك شخص حبيب قديم.
,
, تنهدت اميرة واردفت بهدوء
, ولاقديم ولا حاجه، انا بس زى ما بابي كان بيقولى عيشت فدنيا الروايات لحد م حلمت بيها و صدقتها
, صمتا الاثنين، احست نورهان ان بداخل اميرة سر كبير، سر وراء جلوسها هنا بمفردها دون اى شخص من عائلتها وحياتها المنغلقه هذه التي توشك على الانفتاح شيئاً ف شيئاً
, قوليلى بقا كنتِ سرحانه لييه؟ وفين روان
, اردفت نورهان.
,
, روان جوا مع التيك توك بتاعها. انا بقا كنت سرحانه ف ايه، سرحانه ف شعور اول مرة احسه
, وجع وخوف، فرحه وخايفه تكون مؤقته
, ليه بتقولى كدا
, عشان انا يا اميرة كدا، شخص مكانش شايل فالدنيا هم لحد م حصلت نقطه معينه غيرت حياته، ومن ساعة الل حصل دا انا بحسب كل خطوة وكل حركه وكل حاجه
, انا يا اميرة على اد م انا لوحدى وتعبت من وحدتى على اد مانا بخاف من قرب اى حد.
,
, قلبي دا قفلته بضبه ومفتاح ورجع دق تانى، دق غصب عنى معرفش ليه رغم ان بتحكم فيه
, انهاردة بالذات الشخص الل قلبي ارتاحله لمحلى ان جايز يكون حاسس بيا وعاوز ياخد خطوة
, بس انا ع اد م فرحت خوفت
, تعجبت اميرة وقالت وهي تقترب من نورهان بحنو
, خوفتِ من ايه؟
, ابتسمت نورهان بمرارة وقالت
, خايفه من تكرار نفس النهاية، أنا متأكدة انها هتتكرر وتحصل وهتوجع نفس الوجع ويمكن أكبر.
,
, عشان المرة دى انا كنت عارفه النهاية ومع ذلك قربت وروحت برجلى عكس المرة الل عشمت وكنت على عمايا ف اتصدمت
, رفرفت اميرة ب اهدابها عدة مرات، هي حقاً لاتفهم شيئاً منها!
, انا مش فاهمه حاجه خالص، بس الل قادرة استوعبه ان فيه حاجه قديمه سببت لك جرح وانتِ مش عاوزة تكرريه. مش كدا!
, اومأت نورهان ب رأسها إيجاباً، فتابعت اميرة
, مش يمكن المرة دى مختلفه؟
,
, الرجالة يا اميرة زى بعض، تفكيرهم واحد مهما حصل ومهما حبك هيفضل راجل والطبع الشرقى فيه ومسيطر عليه
, واحنا يانور ب اختلافنا احنا ك ستات عندنا الحِنكه والحِكمة الل بنعرف من خلالها نتعامل معاهم
, تنهدت اميرة واكملت
, الل عاوزة اقوله لك ان لو حصل الل يفرحك ومستنياه من زمان أخيرا افرحى! افرحى وسيبي القلق والخوف ع جنب مش يمكن تكون مجرد اوهام ف دماغك وبس
, تبسمت نورهان الى اميرة مجاملة واردفت.
,
, يمكن، على فكرة يا اميرة انتِ طيبة اوى وانا مبسوطه ان اتكلمت معاكِ
, ياحبيبتى انا مبسوطه اكتر، وعلى فكرة انا لما عملت فكرة البيت دا مش عشان محتاجه فلوس
, انا محتاجه عيله، عيله حقيقيه
, ابتسمت نورهان واردفت وثغرها ضاحك
, بس شكل البنوتة الجديدة دى نُكته بتكلم نفسها 24ساعة
, ضحكت اميرة واردفت.
,
, هدير! شكلها كدا ودمها خفيف كمان، انا فعلا بختار الل يسكن معايا عشان كدا موافقتش ب اى حد يسكن هنا من الناس الل جت. المهم يوم افتتاح المحل عاوزاكم تسيطونى ماشى؟
, غمزت نورهان ب احدى عيناها وقالت
, طبعا دا كفاية روان هترقصلك قدام المحل
, ضحكا الاثنين وجلسا يستمتعا بالجو اللطيف والجلسه الهادئة وسط الزراعات المزروعه حديثاً من قبل اميرة
, فى فناء المنزل.
, كوباً من النسكافيه مُعد من قبل شقيقه صالح إليه وقدمت إياه.
,
, تسلم ايدك
, وحشتنى اوى، لازم كل كام شهر كدا لولا ما تفاكر ان لك اخت ياصالح
, امسك صالح بالكوب وارتشف منه واردف وهو يرجع بظهره مستنداً الى المقعد
, **** على الظبطه مزاااج كدا، بصى يا سما انا راجل دماغ مزجانجى يعنى م صدقت ابدء اعيش حياتى
, وبعدين انا بكلمك فالفون وولادك بيدوشونى لما باجى وحوار. بلاش جو المال والبنون وقعدتك قدام اليوتيوب ليل نهار دى
, ضحكت شقيقته واردفت اليه.
,
, انت م صدقت تطلق وتخلع من المسؤلية والبيت والولد وانطلقت، بس على فكرة مينفعش تقعد كدا كتير
, فيه وقت هتحتاج فيه لبيت وولاد واستقرار
, التفت صالح إليها وهو يحتسى مشروبه بطرف عينيه معترضاً واردف.
,
, استقرار ايه بس، ياسما انا العيب فيا انا، انا لابتاع استقرار انا بحب افضل كائن بوهيمى مُحلق بجناحاتى كدا، اخرج وقت مانا عايز. ارجع وقت مانا عايز، انام منامش، اسافر. اقعد فالبيت ب ال6شهور انا كدا حر انا كدا بدماغى لاعيل يعيط ويزن وهات ياصالح واشترى ياصالح واتأخرت برة ليه وهتسافر ليه وتسيبنا والغسالة باظت والتلاجه وقفت والبوتوجاز ولع والتكيف بيجيب جاز. انا كدا فل.
,
, طرقت شقيقته كفاً ب كف متعجبه منه واردفت ب سخرية
, بس هييجى وقت، وهيبقى نفسك تعمل عيله حتى لما السن يجرى وتكبر متلاقيش نفسك لوحدك تلاقى حد جنبك
, جواز مش هتجوز ياسما، مش هتجوز
, صمت لبرهه وامسك هاتفه قائلا
, ثم مين الل ترضى تتجوز واحد زيي بعيوبي وكل البلاوى الل فشخصيتى دى كلها
, أنا! انا الهبلة العبيطه ام بدوى، انا الل احب واقع ع بوزى على المتخلف دا وهو لايبالى
, طرقت روان باب غرفه هدير ومن ثم دلفت.
,
, ازيييك ممكن اقعد معاكِ
, نظرت هدير إلى روان ممتعضه إثر تصفحها لحساب صالح على الانستقرام ورؤية اخر صوره المرفوعه عليه
, تقعدى ليه يا ستى مش فيه اوضه ليكِ ولا انتِ لقيطه
, ضحكت روان بشدة واردفت
, دمك خفيف ع فكرة، لاء انا مش لقيطه بس بصراحه عاوزة اضرب صحوبية معاكِ جامدة زوحليقه
, رفعت هدير جانب شفتها العلوية
, زوحليقه!
, انا روان وعرفت انك هدير واختى نورهان توأمتى ومعانا هنا.
,
, وجهت هدير نظرها الى الهاتف ثانية وردت بالامبالاه
, ياستى اتشرفنا
, ابعدت روان عن يدها الهاتف واردفت بطريقه عفوية جميله
, ماهو بصى، انا نجمه تيك توك وعاوزه اصاحبك عشان بحب المضيفات وهنتصاحب
, جايه ولا الدور الجاى؟!
, ثبتت هدير نظرتها ل روان متعجبه بحنق، ف اردفت هدير
, ثم مين دا الل فاتحه الانستا بتاعه وبتشتمى فنفسك
, رأت روان صور صالح على حسابه
, اووووى بقاااا دا ايه الواد الجاحد اخر 3زحاليق.
,
, نهضت هدير غاضبه على فراشها وامسكتها بعنف مضحك قائله
, بت انتِ متبصيش عالحته بتاعتى لاشوهك
, هو مش معبرك ولا ايه ياموزة
, غمزت روان باحدى عيناها ل هدير، فقامت هدير بتصنع البكاء واردفت
, ايوة مش حاسس الدوج الدونكى الايليفنت ابن الايليفنت
, طب تعالى بقا وانا اقولك توقعيه ازاى
, عزيزتى لا مدعاة لخوفك. واجهِ كابوسك
, فقد تكون المواجهه هي الخلاص من عالم الأحلام.
,
, قدمت نشوان بالوظيفه بالشركه واخبروها ب انتظار اعلان نتيجة المقبولين على الصفحه الخاصه بهم على الانترنت، وبعدها ب ايام قرأت اسمها من ضمن المقبولين وعلى الفور ذهبت تتأكد وتتعرف منهم متى سيبدأ عملها معهم.
, ولكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن ابداً، قد حدث خطأ ب اسماء المقبولين ونشوان لست منهم، سارت في الشارع حزينه ممسكه بحقيبتها وهاتفها وهي تتمتم.
,
, ياربي طب اعمل ايه، يارب حلها من عندك بقا الصبر قل، يارب حل
, وعلى الجهة الاخرى كان زين يترجل مسرعاً محاولاً الوصول إلى اقرب مواصله للذهاب الى عمله ف اصطدم بها، وانكبت كل اشياءها وهاتفه أرضا وكان لديها مبلغ مالى ورقه واحدة هذا كل ما لديها طار بعيدا في الهواء وكان هناك حافله في طريقها اخذت العمله بعيداً امامها وما استطاعت نشوان اللحاق بها.
, يانهار ابيض، يانهار ابيض الفلوس، هروح ازاى.
,
, شعر زين بالاحراج منها فبادر بكلماته القليله
, طيب انا آسف معلش مخدتش بالى
, حرام عليك الدنيا اتخلقت ف ست ايام وانت ماشى هتدوس عالناس قصادك
, تلعثم زين وابتلع ريقه، وادخل يده في جيب بنطاله ليعطيها مبلغ مالى بدلا من الذي فقدته بسببه
, ممكن تقبلى المبلغ دا؟
, رفعت نشوان نظرها له وقالت
, مبلغ ايه، انا مباخدش عوض حضرتك دا قدر وانت كنت سبب، عن اذنك
, اخذت نشوان تتمتم بصوت عالى نسبياً
, عليه العوض ومنه العوض.
,
, طيب اركبك مواصله لمكان بيتك
, ياسيدى خلاص خلصنا بعد اذنك
, التم جمع حولهم من المارة
, فيه حاجه ياست
, بيعاكسك الاستاذ
, شعر زين بالاحراج ف اردف مدافعا عن نفسه
, انا معاكستهاش، فيه سوء تفاهم وانا بحاول اصلحه
, متصلحش حاجه **** عنده التدبير، راضيه يارب راضيه
, تركته واقفا مكانه مشدوها ينظر الى تلك الغريبة، التي صممت على الانصراف من دون ان يكون معها نقود
, طريقه ملابسها وشكلها غريب. من هذه؟!
,
, لم يقف زين كثيرا، هم بالرحيل وذهب إلى عمله.
, اما عنها هي فكانت جالسه على اقرب مقعد خشبي بالشارع تبكى لا تعلم ماذا ستفعل ببلدة غريبة لا يوجد لها احد فيها من دون عمل من دون مال!
, انتِ مستنيه حاجه يابنتى؟
, قالها لها سايق سيارة اجرة مُسن، فنظرت نشوان ناحيته وقالت
, لاياعم الحج مش مستنيه حاجه
, خرج السائق من سيارته واقترب منها
, متقلقيش منى يابنتى انتِ اد بناتى، انا عديت كذا مرة من بدرى وانتِ على قعدتك دى
, فيه حاجه.
,
, انهمرت دمعات نشوان وقالت بصوت متهدج
, فلوسى طارت وممعيش ولا مليم ارجع بلدنا والليل ليل ومش عارفه اروح فين
, لا حول ولا قوه الا ب****، طب تعالى يابنتى
, ارتعبت نشوان فقالت وهي تنظر له
, اجى فين
, يعنى كويسة قعدتك دى فالشارع، تعالى فبيتى وبناتى ومراتى موجودين لحد م نشوف تصريفه تروحى بيها الصبح
, لا متشكرة ياعم الحج بارك **** فيك
, تنهد الرجل ومن ثم قال
, طيب بصى، لو قلقانه منى حقك، فيه حل تانى
, ايه هو.
,
, استقرت سيارة الاجرة امام قصر الاميرة، واردف وهو ينظر ناحيته هو ونشوان
, دا بيت سكن للبنات وصاحبته ست زى الفل، ممكن تستأذنيها تقعدى هناك الليله والصبح ابقى شوفى حل تروحى بيه ع بلدك
, نظرت نشوان ناحية الرجل ب امتنان واردفت
, انا متشكرة **** يجازيك خير يارب
, هبطت من السيارة واتجهت نحو المنزل، دلفت من البوابة الحديدية وطرقت الباب عدة مرات
, حتى فتحت اميرة لها فنظرت نشوان لها بعينان باكيتان وقالت
, قالولى انه سكن لل.
,
, وما اكملت جملتها حتى هبطت نشوان مغشى عليها أرضاً!
 
٧

يابنات! حد ييجى يساعدنى بسرعة
, كان صوت اميرة عالياً حينما سقطت نشوان امامها وفقدت الوعى، نادت مرة واثنين حتى خرجوا جميعاً إليها ليروا فتاة مجهولة مطروحه أرضاً واميرة لاتستطيع جذبها للداخل.
, يلا كلنا مع بعض عشان هدومها متتقطعش اتنين يشيلوا من فوق واتنين من تحت.
,
, كانت هذه كلمات نورهان للبقية ف استجابوا لما قالت وحملوها إلى غرفه فارغه ومغلقه واراحوها الى الفراش، حملت روان بعض العطر الخاص بها واخذت تقطر منه امام انف نشوان وهدير تطرقها على جبهتها قائله
, مين دى يا اميرة، وايه الشوال الل لابساه دا
, نورهان نظرت بازدراء الى هدير وقالت لها
, دا اسمه ادناء بيلبسوه الملتزمات مش شوال
, نظرت هدير ناحية نورهان وقالت ممتعضه
, ومالك بتدافعى اوى عنها كانت بنت عمتك؟!
,
, يابنات فيه ايه؟ هو احنا صغيرين، عاوزين نفوقها ونشوف حكايتها ايه؟
, اردفت روان رداً على اميرة وهي تنظر ناحية نشوان بشفقه
, ايوة فعلا، شكلها مجهد اوى
, بدأت نشوان تستعيد نفسها ووعيها شيئاً ف شيئاً حتى فاقت فنهضت معتدلة تردف
, انتو، انتو صحاب السكن!
, اخذت نشوان تنظر إلى نفسها وملابسها وشعرها بعدها قاموا بفك وشاحها من على رأسها حتى تتنفس وقالت وهي تحاول ان تختبئ داخل وشاحها مرة اخرى
, انا اسفه على الازعاج، انا.
,
, قاطعتها اميرة وقالت بهدوئها المعتاد
, اهدى خالص، مفيش ازعاج ولا حاجه اشربي ميه وارتاحى وبعدها نعرف حكايتك ايه
, نظرت نشوان ناحية اميرة ب امتنان، من تلك العطوف في دنيا مليئه بالقسوة من كل جانب! بل انها اغدقت عليها ببعض الكلمات التي بمثابه هدهدة بسيطه الى قلبها قامت ب اراحتها قليلاً، خرج الباقون الى غرفهم تتحدث هدير الى روان خِلسه
, اميرة دى عبيطة اوى، وتيجى عندى وتقول انا بنقى الل بيدخل بيتى.
,
, بتتكلمى على ايه؟
, على البنت الغريبة دى مش يمكن حرامية! اميرة صدقتها وقالت لها اهدى وبتاع بينضحك عليها و****
, عضت روان على شفتها السفلى وقالت
, تفتكرى؟!
, ايوة طبعا، دلوقت فيه ميت حيله وحيله عشان حد يدخل بيت حد ويآمنه ويسرقه
, معتقدش ياهدير، شكل البنت طيب ولبسها كويس وملتزم زى م قالت نورهان
, التوت شفتى هدير وقالت بسخرية
, ممم اه دا انتو شكلكم بينضحك عليكم باين!
,
, تركت هدير روان وولجت الى غرفتها واغلقت الباب ومن ثم ولجت الاخرى الى غرفتها واغلقت الباب وانتهى امر هذه الليلة.
, انا شايف ان الل اخترع الحضن دا كان اخرس وكان عاوز يقول كل حاجه مرة واحدة!
, تعجب زين من كلمات عيسي بعدما دلف الى المنزل بعد يوم عمل طويل، ف اردف إليه
, ليه بقا؟
, اقترب عيسي ناحية زين وهو يقول بنبرة مرحه
, عشان انا دلوقت عاوز احضنك جدا وفرحان اوى اوى.
,
, قام زين بخلع ساعته الثمينه ووضعها على المنضدة ورابطه عنقه وقام بتعليقها بالخزانه والجاكيت واردف مبتسماً
, ايه الانبساط دا كله، استنى اخمن فيه شغل جديد
, رقص عيسي في مكانه وصنع بعض الحركات هكذا بفرح مداعبا زين وقال
, ايوووة ومش اى شغل، مجموعة شركات اضخم من شركات عمك كلمونى اعمل لهم اعلان بعد م شافوا الاعلان بتاعكم، انا مش مصدق نفسي ياليمبي
, مش مصدق نفسي يا ليمبي
, اقبل زين ناحية عيسي وهو على ابتسامته وقال له.
,
, الف مبروك ياعيسوى، انت مجتهد وشاطر جدا وتستاهل وعلى فكرة بقا انا كمان اترقيت ف الشركة المتواضعه الل انا بشتغل فيها
, لكز عيسي بيده صدر زين وهو يضحك وقام ب احتضانه قائلا
, مبروووك يابوالزنازييين، واضح ان وشنا حلو على بعض انا وانت ولهذا الامريافتى لابد وان نحتفل
, اجابه زين بجدية واردف
, هنحتفل ازاى؟ اوعا تقول هتجيبلى بيتزا وتقول دا احتفال اصل انا عارفك
, ضحك عيسي بشدة واردف الى زين.
,
, ياخى ميبقاش قلبك اسود كدا، بص احنا دلوقت نتغدى ونريح ساعه وبليل حسهرك سهرة عالبيكو، اشطا
, اشطا، عليا انا الغدا انهاردة مش كدا
, التوت شفتى عيسي واردف بسخرية مضحكه
, اه انت الل عليك تحرق الاكل مش تعمل الاكل
, ابتسم زين وقال
, ايه ياعيسوى متبقاش قفوش مانا بحاول اهو، عاوز اقولك انا مكنتش عمرى بعمل حاجه غير انى اشتغل
, ايه يا زنازين الحلاوة دى بقينا نهزر اهو **** يرحم سد الحنك تلت ايام اكلمك ترد بحرف
, من عاشر القوم.
,
, ودول مش40يوم بس
, تنهد زين ودلف الى المطبخ وهو يقوم بتحضير الاشياء لصنع الطعام وقال
, بس عارف ياعيسي، فيه ناس بتعرف تطلع الحلو الل فيك. وناس بتجبرك تفضل عايش كدا زى م انت لحد م تموت
, مش ملاحظ حاجه يا زين؟
, ايه
, ان لحد دلوقت انا معرفتش، انت كنت ايه قبل م تيجى هنا غير انك كنت ماسك شركات عمك وسيبتهم ليه اصلا
, اختلجت عضلة فك زين وتشنجت نبرته وهو يلتفت ناحية عيسى محاولا ان يكون مبتسماً
, تاكل ناجتس ولا بانية؟
,
, زمت عيسي شفتيه ردا على زين الذي يراوغه واردف ساخرا
, العب باليه يا زين. العب باليييه
, نشوان عبدالقادر، ودى بطاقتى، انا من المنصورة وعايشه مع عمتى وجوزها وبنتى بعد م جوزى اتوفى
, احنا من الاول كنا اصلا عايشين وياهم، وهما الل ربونى بعد م والدى ووالدتى اتوفوا ورا بعض. امى ماتت بالمرض الوحش وابويا مات بعدها حزن عليها.
,
, عندى ماريا هي كل دنيتى وهي الل فضلالى من مجدى **** يرحمه، نزلت هنا ادور على شغل وفعلا قدمت وروحت اتابع لاقيت اسمى من المقبولين جيت عشان اعرف هستلم امتى طلع ان فيه سوء تفاهم بينى وبين واحدة تانيه وانى متقبلتش. مشيت فالشارع كانت ضاقت فعينى اوى مفيش شغل لاقياه فبلدنا ولما نزلت مصر لاقيته صعب برضو ويوم م لاقيت طلع سوء تفاهم، كنت ماشية اكلم نفسى خبطنى واحد معرفش طلعلى منين.
,
, كنت ماسكة 200جنيه كل الل كانوا معايا طارو منى لما خبطنى والهوا طيرهم بعيد، اعتذرلى ومشى وقعدت فالشارع من الصبح لحد بليل معرفش هعمل ايه واروح فين ومكنتش حطيت لقمه فبوقى ولا شربت شوية ميه، شافنى سواق تاكس قاللى ع مكانك، يدوب ركبت معاه مفيش شارعين وجابنى هنا واول م شوفتك وشوفت البيت قلبى اتطمن وكأن عقلى كان ماسك نفسه بره لاقع واتفضح برة وسط الخلق فوقعت فبيتك!
,
, نظرت اميرة نحو نشوان بشفقه وهمت تمسح دمعه مترقرقه من احدى مقلتيها واردفت
, متقلقيش يا نشوان، **** مش هيسيبك. انا لولا ان المحل الورد بتاعى مش محتاج حد غيرى كنت شغلتك فيه
, ابتسمت نشوان وقالت
, **** يزيدك، هو المحل الل اول الشارع صح
, اه اسمه باب الورد..
, اسمه جميل زى حضرتك بالظبط
, **** يخليكِ، بصى بقا انا عاوزة تبقى واثقه فربنا انه مش هيخذلك طالما بتدورى على الحلال ليكِ ولبنتك.
,
, ونعم ب**** يا مدام اميرة، انا هسيبلك بطاقتى هنا ولو عاوزة تمضينى على اى حاجه همضى عشان تمضنى انى راجعه بس قوليلى كام حسابك على بيات الليلة دى وكمان انا..
, انتِ ايه
, انا عاوزة اى مبلغ اروح بيه وان شاء **** هرجعلك واديكِ فلوسك كلها، دى امانه ودين عندى لحد م اردهملك
, ابتسمت اميرة بحنو وربتت على يد نشوان وقالت
, انا مش هاخد بطاقتك، ومش هكتبك وصل ولا اى حاجة، واتفضلى.
,
, همت اميرة ب احضار مبلغ مالى من حقيبتها واعطته الى نشوان واكملت لها
, عشان تروحى لبنتك وتطمني اهلك عليكِ، وانا اصلا مش عاوزة فلوس بياتك هنا ولا المبلغ دا
, اختنقت نشوان، احست ان اميرة تعطيها صدقه بطريقه مخفيه وشيك فقامت بمد المبلغ الى اميرة وقالت.
,
, معلش يا مدام اميرة، انا مباخدش صدقات. انا ممكن اطلع اشوف شوغلانه ف اى محل امسح ولا اكنس لمدة كام يوم وادفعلك حسابك واروح، انا بس مش عاوزة اتاخر على بنتى اكتر من كدا
, تعجبت أميرة منها وعقدت حاجبيها وقالت
, ليه يابنتى حسبتيها كدا، انا مش بتصدق عليكِ.
,
, يبقى تقوليلى كام حسابك عشان اجبهملك وهمضى على ورقه تضمنلك حقك يا كدا يابعد اذنك، انا هعرف من الانسات الل عايشين هنا وهمشى سايبالك برضو بطاقتى ومش هاخد المبلغ دا وهتصرف برة
, عقدت اميرة ذراعيها امام صدرها وقالت
, واضح ان دماغك ناشفه يا نشوان
, جدا يا مدام اميرة، والحق حق. عاوزة الورقه الل همضى عليها
, فشلت هي ان تقطن وطناً غيره، ان ترحل عنه. بل وضللت كُل السبل الا طريقها إليه.
,
, ولكن لحظة! هي الآن أمام فارسها في مكان لطيف بمفردهما بين جمع لابأس به من الثنائيات، ف عليها ان تنسى هذا الماضى وتنتبه لمَ هي عليه الآن.
, تشربي ايه؟
, كانت جملة فارس الى نورهان ودوده وتحمل الكثير من معانى الذوق بعدما فتح لها المقعد وجلست امامه ف اجابته هى
, ممكن عصير ليمون بالنعناع
, تمام. اتنين ليمون بالنعاع من فضلك
, بعدما طلب فارس المشروب لهما، تنحنح واردف بعدما عقد اصابعه امامه على المنضدة.
,
, مش عاوز اطول عليكِ زمانك بتقولى ايه الموضوع طبعا
, ابتسمت نورهان وارجعت خصلة شعرها المنسابة الى خلف أذنها وقالت
, لا مفيش مشكلة يادكتور
, اخبار الرسالة ايه
, اهو كنت سيبتها فترة، بس اليومين دول رجعت اشتغل فيها تانى
, وبتسيبيها ليه، عاوزين تناقشيها بسرعه بقا عشان تاخدى اللقب وتقعدى جمبنا
, ضحكت مجاملة له كمجراه للوقت والوضع ف اردف هو
, اخبار النجمة بتاعتكم ايه
, انت تعرف اخبارها عنى، مش انت متابعها.
,
, طبعا مش بفوت لها اى فيديو
, ابتسمت نورهان ابتسامه جانبية ف اردف فارس لها وهي يحملق بشفتيها
, تعرفى انكم مش شبه بعض اوى رغم انكم توأم
, لاحظت نورهان انه ينظر الى شفتيها فتلعثمت وبللتهم وقالت
, ازاى احنا شبه بعض جدا، بس غيرت لون شعرها وبشرتها والحجات الل حطاها دى والميكاب
, اخذ فارس يمشط وجه نورهان بنظراته ويتحدث بصوت هادئ
, بالعكس انا بشوف كل واحدة منكم ليها اختلاف وليها طعم شبهها لوحدها ومش شبه التانية فملامحها.
,
, شعرت نورهان بالخجل من طريقة تفحصه وجهها وهو يمشط عيناها ووجنتيها وشفتيها واهدابها فقالت مقاطعة له
, هو ايه الموضوع الل كنت عاوزنى فيه يا دكتور؟
, تذكر فارس ف عاد ال صوابه واراح ظهره إلى المقعد واردف
, ايوة فعلا شكلى كنت برغى كتير
, لاء مقصدش، بس كنت عاوزة اعرف الموضوع لأنه شاغلنى من وقتها
, تنحنح فارس واردف قائلا
, الموضوع ياستى ان فيه عريس متقدملك وعاوز يعرف رأيك فيه قبل م ييجى البيت ويقابل والدتك.
,
, دق قلب نورهان فرحاً، هل يتحدث عن نفسه؟ هل هذه مقدمه حتى يفاتحها في امر زواجهما وانه هو العريس المنتظر!
, قطع شرودها هو بقوله
, مردتيش عليا
, مش لما اعرف مين العريس
, طيب ياستى عشان مطولش عليكِ، العريس الل عاوز يتقدملك وحابب جدا يعرف رأيك فيه
, قبل م يعمل خطوة رسمى، هو انا يانور!
,
, فى هذه اللحظة خرجت من رحم قلبها الابتسامة فشقت على وجها الابتسامه العفوية عن دون قصد او تحكم بها، وحاولت تمالك نفسها ف امال فارس بجذعه إلى الامام واردف
, ايه يانورهان؟
, امسكت نورهان بكوب الماء وشربت منه القليل وقالت
, دكتور فارس، سيبنى افكر واصلى استخارة وارد عليك.
,
, انا آسف انى اقتحمتك مرة واحدة كدا من غير سابق انذار، بس الشئ الل خلانى اعمل كدا هو ان سمعت ان دكتور عمر كان فاتح حد من الزملاء أنه ييجى يتقدملك وبصراحه انا معجب بيكِ من زمان ومينفعش افضل ساكت اكتر من كدا
, فقررت انى اسبق بطلبي عشان كدا جه مرة واحدة
, لاحظ فارس صمت نورهان وفرح عينيها، ف اكمل
, هسيبك تفكرى بس تردى عليا ف اقرب وقت. ولو جوابك بالايجاب يبقى **** اراد انى اكون اسعد راجل فالدنيا.
,
, بتعدى فحته انا قلبي بيتكسر ميت حته افضل فمكانى ان شاء**** لسته الصبح بفكر فيك
, اصوات متعالية من المكان الذي ترجلا إليه عيسي وزين يحتفلا فيه بما وصلا اليه من جديد فحياتهم، ولجا وجلسا الى اقرب منضدة وطلبا مشروبهما ومن ثم انتظر عيسي اثنين من اصدقاءه فانضموا إليهما.
, تعرف ياعيسوى رغم ان كنت فمستوى اجتماعى كويس بس مشوفتش الاماكن دى ولا كنت بسهر ولا اى حاجه.
,
, يا زيين يا زين ياحبيبى انت مولود وكل الاوبشنز بتاعتك بايظة م عدا زرار الشغل، شكلك كنت هتتولد حاسب آلي وبعدين **** نفخ فصورتك
, ضحك الجميع ف اردف احد اصدقاء عيسي
, واد ياعيسوى، بما انك هتعدى خط الفقر لازم تعزمنا كل يوم فالاماكن الكلاس دى ياض
, وضع عيسي احد قطع الكاجو في فمه واردف الى صديقه ب ازدراء
, اعزمكم كل يوم ليه شايفينى ابن نجيب ساويرس، دى تفاريح كدا كل م استلم شغل جديد ياعرة منك ليه.
,
, دنى الآخر من اذن عيسي واردف إليه هامساً
, بس صاحبك دا نضيف اوى، من امتى الصحاب النضيفه دى تعرفها
, من عند بتوع المنظفات ياخفيف وخليك فكوزك لما نعوزك بلاش تحشر مناخيرك فحياتى عشان مش عارف اعدى. اتفرج عالرقص والاغانى اتفرج
, المزز والبنات هنا ايييه، سحالى لوووز
, طرق عيسي صديقه على خلف رقبته بخفه مضحكه وقال
, متبصش لحد عشان دول معاهم بودى جاردات ييجوا يسففونا تراب الجزم هنا
, فقرة الكاريوكى
, عيسي هقوم اغنى.
,
, قوم ياعندليب انت بتاخد اذنى، هو انا امك يابنى
, ايه بيعرف يغنى
, قالها زين ف اردف اليه عيسى
, يعنى على اده كلابي كدا
, نهض صديق عيسي وذهب ناحية المسرح وامسك مكبر الصوت الميكرفون وبدء بغناء احدى الاغنيات الشهيرة وبدء الجمع ينتبه معه، منهم من ضحك على بشاعه صوته ومنهم من شاركه وردد معه حتى قام عيسي بمناداته من بعيد
, ولاااا، ولاااا انزل فضحتنا، دى معزة بتولد مش واحد بيغنى.
,
, ضحك الجميع بشدة، حتى انتبه عليه من بعيد صالح الذي كان يجلس على مقربة من عيسي مع اصدقاءه، نهض صالح وترجل ناحية عيسي ووقف امامه
, عيسي العشماوى صح؟
, نظر عيسي ناحية صالح ونظر الى زين ثانيه وقال بطريقة مداعبة كعهده
, ايه دا بقيت مشهور من اعلانين عشان تعرفوا، ايوة انا
, مش فاكرنى
, حملق عيسي ب وجه صالح واردف
, مممم الطول دا مش غريب عليا، ولا السمار والشنب يعنى بحاول اجمع.
,
, جمع كدا، معهد السينما، محاضرات المسرح كنت بحضرها معاكم والواد ايوب زميلك والشوش
, عقد عيسي حاجبيه واردف
, اه اه افتكرت، الواد الصايع بتاع هندسة الل كان متجوز وبييجى يعلق بنات عندنا
, ايوووة
, صافحا الاثنين بعضهما البعض بحفاوة واردف عيسي
, اسمك
, صالح ياض ايه ذاكرة سمك، دانا عرفتك من صوتك وانت بتكلم صاحبك
, لا وانت الصادق تلاقيك عرفتنى من الوحمه عشان دى الباركود بتاعى
, ضحكا الاثنين ف انضم صالح اليهم على المنضدة.
,
, اعرفكم ياجماعة، البشمهندس صالح. احسن واحد يعلق بنات ويحكى قصص وهو متجوز ومخلف وايامه طين وكان ييجى المعهد عندنا يشقط بناتنا ويمشى
, يابنى فاضل مقاس جزمتى تقوله وعامل نفسك مش فاكرنى
, لاء افتكرتك دانت كان عليك مزز تعقد وسايبنا ننش، اعرفك فؤاد صاحبي من ايام المعهد معرف اتقابلتوا ولا لاء. زين صديقى برضو جديد فالصداقه بس واد مجدع
, اهلا وسهلا
, هاه عامل ايه فحياتك وولادك اد ايه دلوقت؟
,
, امسك صالح كوب العصير الذي وضع امام عيسي حديثاً وشرب منه وقال
, لا مفيش غير ولد واحد ومع امه، انا طلقت من زمااان
, كان ينظر زين ناحيته بصمت كعادته، بينما يتابع عيسي معه الحديث
, طلقت! كان باين عليك و**** ابن طلاق ومش هتعمر. ودا بمحكمه ولا خلعتك
, ضحك صالح واردف
, لا ودى كدا بالحب قولتلها انا قرفت قالتلى ومين سمعك وخلاص
, عبس وجه زين فنظر عيسي ناحيته واردف
, عارف يا زين، الاستاذ اتجوز وهو فالجامعه مكنش طايق نفسه.
,
, و**** الجواز بدرى دا حاجه ممله اوى عامل زى الل بيتعشى بدرى، بيبقى عاوز ياكل تانى وتالت وفالسهرة ف من هنا العك بيحصل بقا، ولا انت رأيك ايه يا استاذ زين؟
, انتبه زين من شروده واردف
, اه مظبوط
, انت متجوز يا استاذ زين؟
, انا! لاء
, اصل لما وافقتنى الرأى قولت اكيد عملت مصيبتى وحاسس بيا
, ابتسم زين واردف بنبرته الهادئة
, لاء مش الفكرة، هو انا بس شايف ان طالما الشخص مش اد التجربة ميدخلهاش.
,
, نظر عيسي وصالح الاثنين نظرات مبهمه ناحية زين، ومن ثم دنى صالح من اذن عيسي واردف له
, مين العميق دا، يادى النيلة انا جاى اسهر مش جاى مكتبه
, اردف عيسى ناحية اذن صالح وقال
, انا عايش مع العالم يفكر كدا طول الوقت، دا كدا كويس سعات بينزل عليه او السكوت مبيتكلمش بالاربع شهور
, ولما بيعمل كدا انت بتعمل ايه
, بقوله ابعد عن شنباتى وخد حياتى بيفك ع طول
, قهقه صالح عليا وطرق عيسي على كتفه مازحا وهو يقول
, و**** زمان ياعيسوى!
,
, زجاجه طلاء الاظافر ذات اللون الفسفورى، تقوم روان بطلاء اظافر قدميها به وامامها هدير جالسه على فراش روان تحدثها بالطبع عن صالح.
, مش بياخد باله منى خالص، عارفه كأنى برواز خشب قديم حقير على حيطه دهانها واقع
, انتهت روان مما تفعل ونظرت ناحية اظافرها وهي تقول
, طبيعى مش هيشوفك، طبيعى
, قامت هدير بتكوير قبضه يدها ولكمت بها روان في ساقها
, ليه يعنى؟ ليه ميشوفنيش دا انا قمر يا انسة عفريته هانم.
,
, ماشى قمر، بس موديل قديم، موضه بطلت عليها تراب
, مش لافته نظره ليكِ ولا لجمالك، اول حاجه هنعملها لتغييرك نغير شكلك كله
, انفخ شنبي يعنى
, ضحكت روان واردفت
, اسمعى بس، هييجى راكع بس امشى معايا خطوة خطوة
, امسكت هدير روان من تلابيب ثيابها وقالت بعنف مضحك
, عارفه يابت ياللى شبه العروسة اللعبة انتِ لو مجاش ليا بعد م اسمع كلامك هتاخدى منى 18شلوت على فجأة.
,
, يابنتى اصبرررى، دنا رونى، اول حاجه هنقص ام شعرك الل عامل زى السجاد الايرانى دا
, نهضت هدير من مجلسها ووضعت يديها في منتصف جسدها وقالت اعتراضاً
, نعم ياختى! انا شعرى دا مش هقرب ناحيته دا ناعم وطويل زى بتاع الهنود
, مختلفناش لكن موضه قديمه وشكلك اتحفظ بيه، هنقصه ونصبغه لون مطرقع
, طرقعوكِ ف بتاعه فشار يابعيدة، يعنى انا لو عملت الهبل دا واضحى ب اعز م املك هيبصلى وياخد باله منى.
,
, نهضت روان من مجلسها وقامت تدور بالغرفه وهي تضع اصبعها على شفتيها وتفكر بصوت عالِ
, دى خطوة ياماما، اول خطوة، بعدين هنغير ستايل لبسك وتجيبي بقا حاجه غاليه وعليها القيمه بطلى بُخل
, اقتربت هدير ناحية روان وامسكتها من ياقه ملابسها العلوية واخذت تهزها يميناً ويساراً.
,
, بت انتِ، بت انتِ، دا مش بخل دا حرص من الزمن وغدره عاوزة اقولك نصيحه يابغبغان القبيله ب الوانك الكتيرة دى، امان البنت فالدنيا فحاجتين، قلب يحبها وفلوس تتسند عليها
, وطالما مفيش قلوب بقت تحب بعض، يبقى الفلوس هي الاضمن والابقى
, لوحت روان بيدها وقالت.
,
, ايييه ياستى حصه الفلسفه الل بتديهالى دى، اسمعى الكلام وفكِ كيسك البسي لبس عليه القيمه ويعملك شكل ومنظر بلاش القرف الل بتجيبيه وفاكراه لبس وشوزات وشنط انتِ مضيفه طيران ولازم تبقى قمرز وكمان الشياكه بتلفت نظر اى حمار، فهمتِ ياحمارة!
, فكرت هدير فيما تقول تلك الطائشه الصغيرة، يبدو ان حديثها صحيح وان الخطة هذه المرة من الممكن ان تفلح وتصيب هدفها أخيراً اذا غيرت قواعدها التي سارت عليها طويلاً ولم تفلح.
,
, وان كنت لا اجيد دور الضحية فلاتعاتبينى، ف هنا حبك كان وكائن وسيكون!
, وبتحضرى نفسك يامرات اخويا انك تعيشي فالقاهرة على طول، كأنك استنيتى اكون فالمستشفى عشان تلفى براحتك
, وقفت نشوان امام مهدى وسندت ذراعها على الباب ونظرت له بجدية وتحدِ
, مهدى، اول وآخر مرة تقولى كلمه من كلامك الماسخ الزفت الل شبهك والا و**** انت عارف انا بعمل ايه
, تهديد يعنى يابنت خالى يا اصيلة ياللى كنتِ عاوزة تموتينى.
,
, اعتبره زى م تعتبره وانت مش وصى ع حياتى
, تركته ورحلت ومن ثم التفتت إليه وقالت
, ولايم ايامك معايا لا إلا انت عارف انت مخبي ايه ف اوضتك انا ممكن ابلغ عنك فيه ونخلص منك ومن شكلك للأبد وساعتها مش هبقا على حاجه لا على تربية ولا ددمم ولا حتى عضم التربة.!
 
٨

ومن الأرواح من إذا ملكتك ملأتك، وإذا آوتك داوتك، وإذا أحبتك أحيتك. ,
, فى جمع بسيط كان الاحتفال بخطبة نورهان وفارس بالقاهرة، حضر كلا من اطراف العائلتين ولفيف الاساتذة زملائهم وبعض الطلبة اصدقاء روان واصدقاء نورهان، ورفيقات قصر الاميرة
, هدير واميرة بالطبع!
, كان احتفال جميل وهادئ يشبههم كثيراً، التقطا العديد من الصور سويا بمكان مخصص للتصوير، افتعلا الحركات المجنونة والمضحكه والرومانسية، كانت ليلة.
,
, تُخلد في ذاكره نورهان لأنها المنشودة بالنسبة إليها منذ زمن طويل، اما عن فارس، ف أخيراً حصل على امنية حياته.
, اما عن اميرة، فهى وردة تقف مزدهرة وسط ازهارها، ترى الحب كُل يوم في اعين من يأتى إليها، ترى الذكرى، ترى صفاء القلب. اصبح محلها له اسماً معروف وصفحه على الفيسبوك ينضم إليها عاشقوا الجمال الصامت والكل يتحدث عن باب الورد!
,
, هدير اصبحت جزءا ملاصقاً ل روان، غيرت شكلها الطبيعى والدائم، قامت بقص شعرها وتغيير شغل تصفيفته ولونه، غيرت طريقة ملابسها. طريقة معاملتها، بل والجدير بالذكر بدأت تصنع مقاطع مصورة تشارك بها روان أحياناًعلى التيك توك ولكن بطريقة الغناء والتقليد ومن هنا كان طرف الخيط، بدأت تنجذب ناحيتها اطراف خيط هدفها الاول والاوحد، صالح!
,
, نشوان، بعد مرور وقت، حصلت على وظيفه بشركه مستحضرات التجميل واول شئ على الفور صنعته الاتيان بطفلتها تعيش معها بقصر الاميرة وتنتقل إلى العيش في مكان جديد بمستقبل جديد بعيدا عن ضغط عمتها وزوجها وملاحقة مهدى المتعبه لها طيلة الوقت، سددت دين أميرة وبدأت ايامها وسط الثلاث فتيات وطفلتها في جو هادئ وجديد بعيداً عن الخلافات.
,
, زين، وظيفته اصبحت مرموقه جدا بالشركه المتواضعة التي يعمل بها، وعيسي أيضاً اصبحت مهاتفات وكلاء الشركات تهطل عليه ك الامطار وصنع اعلان تلو الاخر والاخر ف اصبح مستوى الاثنين افضل بكثير مما سبق بمجهودهم الذاتى فقط.
, ف كانت فكرتهم شراء سيارات جديدة بدفع مقدم وتقسيط باقى المبلغ على مراحل حتى تليق على الواجهه الاجتماعيه الجديدة.
,
, الل لمسه ايده حضن، والل حضنه كأنه بيت. والل وقت الجرح دايما مكانى، كل يوم الشوق يحن كل يوم بنقول ياريت، مين يجيب الناس دى لينا ياقلبى تانى!
, مدام أميرة انا متشكرة على الجيرب بتاع الفرح، كل صحباتى اتجننوا بيه انتِ مش متخيلة ازاى
, اخفضت اميرة صوت مشغل الموسيقى، وابتسمت ابتسامه عريضة الى عميلتها وقالت
, انا مبسوطه ب رأيك دا اوى و ب ارائكم عالفيس كمان بتفرحنى
, احنا الل متشكرين جدا لحضرتك.
,
, رحلت هذه العميلة ف اتوا اخريان، شاب وفتاة ويديهما تلتف اصابعهم ببعضهم البعض من الواضح طاقه الحب والسعادة المنبعثه منهم التي جعلت أميرة تنظر بسعادة إليهم وتقول
, ايوة، تحت امركم
, اردف الشاب وهو ينظر لعينان محبوبته
, عاوز بوكس المفجأت الل قولتِ عليه لحبيبتى، حاجه تليق بيها وب روحها وبقلبها
, خجلت الفتاه ونظرت للاسفل وهي تضع يدها تخبئ فمها، ف اردفت اميرة على الفور
, طبعا موجود، اتفضلوا استريحوا..
,
, همت اميرة بتحضير المطلوب وقد اقتحمت عقلها ذكرى لن تنسى.!
, عودة إلى الماضى
, يدان تداهمها التجاعيد تغلق عينين اميرة من الخلف فقالت هى
, طبعاً بابي
, كل سنه وانتِ اميرتى
, ابتسمت اميرة واحتضنته بشدة ونظرت الى عينا والدها ثانية
, وانت حبيبي وقلبي والسُلطان بتاعى يا سُلطانى
, عارفه ليه سميتك اميرة
, عشان مامى **** يرحمها كان اسمها اميرة
, مظبوط وايه كمان
, وضعت اميرة طرف اناملها على شفتيها تفكر ثم قالت.
,
, عشان بتحب فيلم اميرة حبي انا وبتشبهنى ب سعاد حسنى فيه
, ابتسم الاب بحنان واردف
, كل سنه وانتِ طيبة حبيبتى
, التفتت اميرة على قالب كيك كبير بطول المنضدة وفي وسطه صورتها تقف بجانب الشجرة المميزة لها في حديقة قصرهم.
, لم يترك والدها لها ان تشرد ثانية، رفع امام عينيها مفتاح سيارة جديدة وقال
, العربية الل شوفتها موديل السنة دى وقولت اميرتى لازم تركبهاااا.
,
, غمرت اميرة والدها بعمق وكأنها ستفتت عظامه بفعل عناقها هذا، كانت تدور بعينها في المكان وكانها تسأل عنه ف وجدته من خلفها يتحدث
, كل سنه وانتِ طيبة ي اميرة
, إلتفتت اميرة ناحيته بفرحه ووقفت مكانها، فتناول زوجها كف يدها وقبله واردف بهدوء صوته
, هديتى مش غالية اوى زى هدية عمى طبعا، بس انا جبت حاجه بتفرحنى كل م اشوفها
, لف بيده حول عنقها والبسها قلادة ذهبية يتدلى منها شكل القلب يُفتح لنصين اسمه واسمها!
,
, فرحت اميرة ب هديته بمراحل فرحتها بهدية والدها لكنها وقفت امامه مبتسمه تتحسسها ب اصابعها الرقيقه فقبلها هو على رأسها ونظر الى عيناها قائلا
, بحبك.
, رجعت من ذكرتها مبتسمه وهي تحضر لطلب عميلها، كانت مشغله اغنيه على مشغل الموسيقى وكأنها تتماشى مع الموقف والذكرى.
, واحب عنيه تلاحقنى، يجننى ويقلقنى، بحبه وانا بحلفله وعمره ماصدقنى.
,
, صالح بقا بيشوف فيديوهاتى، بقا بيشووووف فيديوهاتاااااى، ايهاااااا الناس المكنه طلعت قماااااش
, الحلوة اتكلمت، تا تا تا ترا رارار
, كانت تتراقص بمفردها في غرفتها هدير كالعادة، ف ولجت اليها روان وشاركتها نوبة الرقص الهيسترية المجنونة ومن ثم بعدها اردفت هدير
, بت يا رونى، لازم اعزمك على حاجه لازم، الحجر بدء ياخد باله، الصنم له عنين بتشوفنى كراش حياتى البغيض الل بحبه وبكرهه فنفس الوقت اخد باله من هدووور.
,
, اصبرى بس التكتيييك يوصل لل احنا عاوزينه وهدبسك تدبيسه فحته عزومه
, توقفت هدير عم الرقص واقتربت من روان تكشف عن انيابها بطريقة مضحكه
, هعزمك اه بس على حاجه مش اكتر من 176 جنيه ومتحلميش ب اكتر من كدا، انا ال 176 دول صرفتهم على نفسى طول حياتى
, معفنه وجلدة وقيحه بس هقول ايه، بحبك برضو معرفش على ايه، بقولك ايه عاوزين بقا نعمل فيديو بترقصى فيه زيي وتبينى حجات كدا منك هيتجنن مش بعيد يغتصبك فقلب المطار.
,
, طرقت هدير روان على رأسها بخفه وقالت لها مزاحاً
, يارقاصه يا غانيه يا دوجه يا دوجه السى يعنى ياكلبة البحر، السكه دى مش بتاعتى انا احرك شفايفى مع اغانى واقلد ماشى لكن ارقص لاء
, محسسانى ان ليكِ اهل اوى هيدبحوكِ لو عملتِ كدا ياهدير، دا انتِ مقطوعه
, قامت هدير بقضم كتف روان حتى جعلتها تتأوه واردفت.
,
, مالك انتِ مقطوعه ولا لاء، كنتِ بتدفعيلى ايجار الاوضة! لاء رقص لاء. هو حلو على كدا، مش كفاية شعرى ابو لون احمر فموف دا الل كل م اطلع رحلة الركاب تبصلى على انى فتاة الاستعراض ومستنين منى فقرة التنورة عند ديل الطيارة
, احنا قولنا ايه على اللسان الطويل، مش قولنا نقصه م دا الل مطفش منك الناس وانتِ اصلا طيبة
, لوحت هدير بيدها امام ناظرى روان وقالت
, ياستى بتفك معاكِ، مانا برة بمسك نفسى عشان صلوحتشى صااااصاااااا.
,
, مش قولتلك هجيبهولك على بوزه يامزة ولسسسه
, امالت هدير على روان ووقعا الاثنتين على فراش هدير ناظرين الى سقف الغرفه ف اردفت هدير بطريقة طفولية
, ايه الخطوة الجاية يا بوص؟
, نهضت روان ونظرت الى وجه هدير وهي نائمه على ظهرها فالفراش وقالت ب اهتمام
, عيد ميلاده الل كمان يومين دا زى م سيادتك عرفتِ من الصفحه، هنحضره
, اعتدلت هدير فجأة وقالت
, إيه؟!
, وهنجيب هدية كمان يكون بيحبها، وهتقدميهاله.
,
, امسكت هدير روان من اطراف شعرها المستعار وقالت وهي تجذبها ناحيتها
, انتِ بتجمعى ليه، ايه احنا هنحضرها هنجيب، م تحبيه معايا يا ست جملات كفته
, ابعدتها روان بقذفه من يدها واردفت
, احب مين ي بابا، انا مش بتاعت حب انا بحب استمتع بحياتى وامتع الكوين الل جوايا وبس، ثم صالوحتشك دا مش التيب بتاعى
, احسن برضو، انتِ مش التيب بتاعك، انا الديب بتاعى والذئب كمان وكل الحيوانات الل بسنان بتعض كدا.
,
, نظرت لها روان بفروغ صبر وقالت
, اخلصى، من خلال انك بايته فالاكونتات بتاعته هو بيحب ايه؟!
, اخذت تفكر هدير كثيراً حتى اهتدت لشئ فقالت
, بيحب الكللابب، تقريبا كان كل صوره على الانستا مع كلب بتاعه وعيي ومات وكان زعلان
, اشطا جدا، هنشترى كلب وهتقدميه له فعيد ميلاده
, رفعت هدير احدى حاجبيها وقالت
, هنشترى كلب؟! هنشترى كلب لكلب!
, ااااه
, بس اسمع انهم غاليين يابت يا بالته الالوان انتِ
, زفرت روان غاضبه منها وقالت.
,
, صبرنى يارب، هدير هنشترى كلب ونوع بيحبه ورخيص ولا غالى مالناش فيه، الفلوس ولا صالح
, عاوزة رأيي
, طبعا
, لا الفلوس ولا صالح، الكلب!
, هتشل ياربي
, سقطت روان على الفراش تصتنع فقد الوعى، فهمت هدير ناحيتها وقالت
, خلاص موافقه، يارب اعدمكم كلكم وتفضل فلوسى معايا ياكلاب كلكم
, اشطا يلا بينا يا وردتى
, مساء الخير!
, رفعت نشوان نظرها الى الشخص الذي امامها، واردفت
, مساء النور
, عيسي العشماوى، كان فيه ميعاد ليا مع صاحب الشركة.
,
, ابتسمت نشوان ك تحيه له وقالت
, ايوة فعلا، دقايق هبلغ حضرته
, رحلت نشوان ونظر عيسي ظلّ عالق بها، منذ اول نظرة احس بشيء غريب يقتحمه لايعرف من قبل هذه المخلوقه، حتى عادت ثانية وقالت له بهدوئها
, اتفضل هو مستنى حضرتك
, دلف عيسي بعدما شكرها، وبعد قليل رن جرس المكتب ف دلفت إليهم نشوان فقال لها صاحب الشركة
, نشوان. بلغى الاوفيس بوى عاوزين اتنين قهوة
, ابتسمت نشوان واومأت رأسها بالايجاب وهمت بالرحيل ف اوقفها عيسي بقوله.
,
, استاذة، ممكن لحظة
, توقفت نشوان، فتابع عيسي حديثه وهو ينظر إليها والى صاحب الشركه
, الاستاذة نشوان ممكن نستعين ب وشها فالاعلان، صافى جدا ك اعلان عن المنظف، ايه رأى حضرتك
, تعجبت نشوان وشعرت بالخجل وهمت لتقذف كلماتها التي تدافع بها عن نفسها في كل مرة ضد رجل ما ولكن سبقها صاحب الشركة قائلا.
,
, لو الاستاذة وافقت معنديش مانع، بس المفاجأة بقا يااستاذ عيسي ان الاستاذة مش بتستعمل اى حاجه من منتجاتنا ولا اى منتج، هي دى طبيعة وشها
, بجد!
, اتسعت حدقه عين عيسي، فهمت نشوان بالقول
, انا اسفه حضراتكم بس يعنى كلامكم عن وشى وبشرتى وانا واقفه كدا دا شئ احرجنى جدا كأنى مانيكان بتتفرجوا عليه، وانا هنا لشغل تانى خالص
, اسف يا نشوان مقصدتش، الاستاذ عيسي مخرج وكان بيقول رأيه وانا فهمته.
,
, كانت هذه كلمات صاحب الشركه مدافعاً عن نفسه امامها، فبادر عيسي بالقول
, استاذة نشوان كان مجرد ابداء راى وبعتذر
, اومأت نشوان ب رأسها قبول الاعتذار وانصرفت، ف اكملا الاثنين حديثهما وعيسي يتابع خطوات نشوان بالخروج حتى اغلقت الباب!
, وبعد المقابلة والاتفاق، ذهب عيسي ناحية نشوان إثر انهماكها في العمل واردف اليها بصوت منخفض
, استاذة نشوان، بتأسف مرة تانيه، وعندى استفتسار بسيط
, رفعت نشوان بصرها اليه وقالت
, منى؟!
,
, ايوة ومعلش استحملينى، استاذة محجبه وملتزمه بتشتغل في واجهه شركه مستحضرات تجميل، مش غريبة!
, هنا، احست نشوان بالضيق من ذلك المقتحم فقالت
, مش غريبة حضرتك اسئلتك دى حتى لو جاوبتك عليها، انها لاتعنيك ف شئ!
, شعر عيسي بالاحراج فرجع للخلف وقال
, اه فعلا سلامو عليكم!
,
, يديهما متشابكتان، عيناهما بهما فرحه المستقبل. يقومان ب اختيار كل شئ بعش الزوجية. هما ليسا متعجلان، هما فقط يعبران عن فرحتهما ببعضهما البعض على طريقتهم الخاصه.
, الشقه حلوة اوى يافارس
, نظر فارس ناحية نورهان بعينان مبتسمه واردف
, يعنى بجد عجبتك، انده عالبواب يتصل بالمالك؟
, بيديها ارجعت شعرها المنسدل للخلف وذهبت ناحيه سور الشرفه المطل على النيل وقالت بنبرة يشوبها السعادة
, ايوة طبعا متتردش.
,
, اقبل فارس ناحيتها واستند بظهره الى سور الشرفه وتحدث اليها ب هيام
, تعرفى نور الشمس وهو منعكس فعيونك بين لونهم، يخربيتهم يانووور
, دق قلبها، بلى تسارعت الدقات واحدة تلو الأخرى وكلماته ادارت عجلة ذكرياتها الدفينه بذكرى وكلمات من مستحيلات القلب ان تمحى
, عودة الى الماضى
, انت متخيل اننا خلاص باقى شهرعلى فرحنا؟!
, ينظر خطيب نورهان اليها وعيناه تفيض سيل من الهيام، ف اعادت هي سؤالا عليه
, يابنى انا مش بكلمك.
,
, هو أنا عارف اتكلم وانا باصص لعيونك يانورى..
, ياسلام ليه يعنى
, اقترب منها اكثر وتحدث ويفصلهما اشبار عن بعضهما واردف بصوت خفيض دغدغ حواسها
, دى مش عيون يانور، دى ملكوت، ملكوت وانا لوحدى الل فيه
, خجلت نورهان ونظرت إلى اسفل وهي تعض على شفتها السفلى ف رفع هو وجهها بطرف اصبعه وقال متحدثاً صوب عيناها
, ولا مش انا لوحدى الل فيه
, طبعا انت، عندك شك
, همس داخل اذنها قائلا
, عارف بس ل يطمئن قلبي.!
, نوووووور.
,
, انتبهت نورهان لصوت فارس وهو يلوح امام وجهها، ف ابتسمت وهو يردف اليها
, ايه السرحان دا كله
, مش سرحانه ولا حاجه
, ارادت هي تغيير مجرى الحديث فقالت
, يلا نتغدى مش قولت هتعزمنى
, ايوة طبعا، اتفضلى يا جميلة الجميلات
, فتح لها الطريق امامها بذراعيه وسارت امامه تتمختر سعيدة تحاول نفض الذكرى وتعايش الحاضر.
, خايف مرة احب وعارف ليه انا قلبي خايف، شفت الحب بيبكى ويضحك ماله عيون وشفايف.
,
, كان يغنى تلك الاغنية زين اثناء تواجده بالمرحاض ينظف ذقنه، ف وقت عيسي على باب المرحاض مرددا باقى للاغنية
, واندم لو حبيت وقسيت، واندم لو عمرى ماحبيت
, قام زين بالرد عليه
, بس لو الاقى الل احبه، والل قلبي يروح لقلبه
, اكمل عيسي
, والل ترتاح روحى جنبه
, فى هذه اللحظة اكملا الاثنين سويا في ثنائى صوتى رائع
, يومها عمرى ما ابقى خاايف
, قام عيسي بالتصفيق واردف
, **** **** يابو الزنازين، اييييه بس الروقان دا كله.
,
, نظر زين ناحيته واردف مداعبا إياه
, انا برضو الل مروق ولا انت
, رفع عيسي يداه الاثنين الى اعلى وهو يردد
, برئ يابن السلطان و****
, غمز زين ب احدى عينيه واردف
, يا وااااد، يا ولاااا عليا برضو، بقالك يومين سرحان ومش مظبوط. من ساعه اعلان شركه المستحضرات وانت بتفرح لما يكلموك وبتقعد هناك طول اليوم، واكتر اعلان ركنت فيه وطولت، ايه الحكاية
, طرق عيسي كفا ب كف واردف
, لا يا زين متفهمنيش صح، الشغل معاهم حلو بس.
,
, حلو دوقته بطرف لسانك وكدا
, قهقه عيسي ضاحكاً على قذف تلك الاضحوكه المفاجأة والغير معتاده من زين ف اردف
, ايه يا زووز هتنافسنى بقا فالالش
, متغيرش الموضوع مالك؟
, مالى فجيبي والحساب عند البقال
, عقد زين ذراعيه امام صدره واردف
, بقا كدا
, اسمع لما تبقا تحكى يا ريس هحكى، اشطات
, اردف زين متوعدا اياه مازحا
, مااااشى
, يلا بقا عشان منتأخرش عالواد صالح
, انصرف عيسي ف اردف زين له بعدما اخرج رأسه على باب المرحاض.
,
, معرفش حد يكون اد الحيط كدا واب وبيعمل اعياد ميلاد
, اتاه صوت عيسي من داخل غرفته يستعد للنزول
, ياعم الناس صالح دا دماغ وبيحب يعيش حياته مش مقنفد بشوك زى حضرتك وحضرتى ياريتنا زيه، دا تلاقى انهاردة مززه هتبقا للركب ابن الناس الكويسه
, استعدا الاثنين وبسيارتهما ذهبا إلى الحفل فكانت هناك قدمان تسبقهما بخطوات الولوج الى الحفل، هدير وروان
, شكلى حلو يابت
, نظرت روان نظرة كليه اليها واردفت.
,
, عيب يا مزة، الدريس القصير الغالى هينطق عليكِ مش لبس شارع العتبه الل كنت بتلبسيه وتقولى ماركه
, وانا هفضل شايله ام الكلب دا كتير، و**** احدفهوله ف وشه اخليه يعضه
, اتقلى بقا لحد م يطفوا الشمع وقدميه
, دارت اعين الاثنين بالمكان كله حتى عثرا على مكان لهما، فجلسا فيه وكانت اعين كل من بالحفل مصوبة ناحيتهم، حتى صالح.
, صووولح، مين دول
, همس احد اصدقاء صالح له مشيراً الى روان وهديرف أردف صالح يمسح على شاربه مبتسماً.
,
, هدير بتاعت طقم المضيفات ياحمارايه مش عارفها، وصاحبتها باين الل طلعت معاها ففيديو التيك توك
, احنا بقينا متابعين ياصاصا
, اتته الجملة من احد رفقاءه ف قال صالح ردا عليه
, بس ياض
, صااااالح ياصاااالح ياصااالح
, اصتنع صالح رقصه بذراعه يقوموا بفعلها ابناء الصعيد وقام بمعانقه عيسي وزين وانضموا اليه هو واصدقاءه.
,
, صخب الحفل، قامت روان ترقص ودعت هدير ترقص كى تلفت انتباهه وبالفعل كانت كل حواس صالح منتبهه مع هدير فقط وكأن لايوجد سواها بالحفل!
, التم الجمع يقطعون قالب الكيك والتفوا حوله. رددوا معه مايقولونه في هذه المناسبة، غمزت روان هدير تقدم له الهدية بعدما قدم الجميع ف اقبلت ناحيته وقدمت الكلب قائله
, كل سنه وانت كلب!
, رفع صالح حاجبه ف دهست روان قدمها فعدلت الجملة
, قصدى كل سنه وانت طيب.
,
, ابتسم صالح وامسكه منها فرحاً واردف
, وانتِ طيبة ياهدير، ايه بس الكرم دا وجيتى الحفلة ونورتينا و****
, إلتوت شفتيها واكملت له
, رغم انك معزمتنيش بس اهو
, تدخلت روان قائله
, ايه رأيكم فالاغنية دى جامدة زوحليقه، ماتروحوا ترقصوا عليها
, قامت روان ب ازاحتهم الاثنين سويا وبالفعل رقصا معا، اما عن عيسي ف نظر إليها وتمعن واردف
, انتِ بتاعت التيك توك صح، رونى حافظ مش كدا؟
, قفزت روان في مكانها بعفوية واردفت
, اوووووه انت تعرفنى.
,
, انا مخرج ومتابع ياحجه
, قفزت كثيراً في مكانها وحول نفسها واردفت
, مخرج وااااو واااااو وااااو بقا زحاليق جدا والديك بيدن، انت ينفع تخلينى مشهورة على فكرة
, نظر لها عيسي مذعوراً بشكل مضحك ونظر نحو زين واردف بصوت خفيض
, مين دى
, معرفش، مجايبك هنا
, قالها زين وهو يزمت شفتيه، ف اردف لها عيسي
, هحاول
, انت بتشوف المطربين وكدا؟ طب تعرف تخلينى اطلع مع حد كليب؟ طب تامر حسنى فعلا ساب بسمه بوسيل وفي امل يتجوز من الفانز.
,
, نظر عيسي اليها محملقاً ونظر ناحية زين ثانية
, مين دى؟!
, ايه الل عرفنى أنا
, انتبهت روان الى زين ووقفت مشدوهه وهي تمشطه بعيناها
, القمرز دا انا شوفته بس معرفش فين، ممكن تسمحلى بالرقصة دى
, جذبت يده لينهض معها وهي تردد
, ناخد سيلفى سوا ونرقص للصبح، انهاردة احلى يوم فحياتى ياهووووو
, رجع زين بنظره ناحية عيسي خائفا منها قائلا
, قولتلى مين دى
, البس يابو الزنازيييييين لازم نخلصك من عقدة الانسان الآلى.
 
٩

نور!
, تهدج صوت نورهان أثناء المكالمة الهاتفيه واردفت
, ايوة، سامعاك
, ضايقك اتصالى؟
, وضعت يدها على صدرها بهدوء واردفت
, هو مش المفروض تكلمنى تانى حتى لو كنت بتتصل كل فترة، انا
, قاطع حديثها واردف من على الجهة الاخرى
, اتخطبتِ! عرفت
, طيب طالما متابع، ياريت بلاش مشاكل مع خطيبي وكمان بتتصل ف وقت شغلى الل هو موجود فيه
, زفر الذي على الجهة الأخرى واردف بنبرة تختلج بها الكثير من المشاعر.
,
, مش عاوزانى اتصل عشان المشاكل، ولا عشان اتصالى بيفكرك بيا يانور
, رفرفت نورهان ب اهدابها عدة مرات وتماسكت وقالت بجدية
, اه بيفكرنى بيك، بيفكرنى ب انك سيبتى قبل فرحنا. وانك صدقت اوهام ف دماغك وانك كسرت فرحتى بيك وببيتنا، وانك بعد كل السنين دى مع بعض جرحتنى واهانتنى وروحت اتجوزت وخلفت وبتيجى كل كام شهر تفتكر جرحك فيا ف تسأل عنى كأنك بتكفر عن ذنبك كأنك معملتوش. ياريت متتصلش تانى
, مع السلامه!
,
, اغلقت الهاتف وهي تحاول التنفس بصعوبة، قلبت بيدها دفترها الخاص وجدت عبارة كانت قد كتبتها منذ فترة إن المرء منا ليشعر بالألفة حتى مع شجرة جلس تحتها أكثر من مرة، فَكيف ينسى من ألفتهُ روحه؟
, امسكت الورقة ومزقتها وذهبت نحو سلة المهملات تقذفها بها ف ولج الى المكتب فارس مبتسماً ليراها على هذا الحال
, مالك يا نورهان؟
, حاولت تصنع الابتسام واردفت إليه بعدما تنحنحت.
,
, لاء مفيش حاجه بس قريت حاجه عالفيس سخيفه شوية، ايه خلصت؟
, اومأ فارس ب رأسه يتفهم الامر واردف إليها
, اه، انتِ لسه عندك حاجه؟
, لاء. همشى
, مش هتستنى روان؟
, لوحت نورهان بيدها وهي تتناول حقيبتها من على المكتب وقالت
, روان دى دماغ مع نفسها، هي قاعدة مع اصحابها
, طب يالا اوصلك
, اثناء سيرهم بالطريق مستقلان سيارة فارس.
,
, انهاردة دخلت سيكشن ل دفعه روان الل مش هتطلع منها ابدا (ضحك ضحكه خفيفه ثم اكمل) لاقتها قاعدة عالسلم هي واصحابها الل شبهها بقولها مش هتحضرى السيكشن شاورت مع نفسك
, قولتلها احترمينى دا احنا حتى قرايب قالتلى ماشى يا انشتا، شوفتِ
, ضحك فارس كثيرا ف ابتسمت نورهان واردفت
, انت اكيد غلطان لما تقول ل روان احضرى سيكشن، دى روان الكلية بتجيلها واجهه بس
, طب حتى تعرف حاجه تكتبها فالامتحان، كفاياها سقوط هتترفد و****.
,
, صمتا الاثنين، رن هاتف فارس ف اجاب ودارت مكالمه بينه وبين شقيقه وقت وجيز واغلق الهاتف ف اردف الى نورهان
, مش فاهم انا، يبقى الواحد متجوز واحدة مقتنع بيها اجتماعياً وطبقه مرموقه وفكريا ويبقى هيموت عليها وييجى بعد م يتحقق الل عاوزه يفكر ف حبه القديم وكان بيعمل وكان بيسوى
, نظرت نورهان ناحيته قلبها يدق ف اكمل فارس وهو يقود السيارة.
,
, بكلمك على عادل اخويا، مراته ست كويسة جدا وهو كان حابب يرتبط بيها من زمان وهيتجنن عشانها
, فرحنا وقولنا نسي البنت الاولانية، اصله كان بيحب بنت من ايام الجامعه ومحصلش نصيب
, المهم ياستى بعد الجواز بفترة، البنت دى ظهرت تانى وبدأوا يتكلموا وقرف ودا دماغه مع البنت دى ومراته عرفت وسابت البيت، طيب كان كل دا ليه يابنى؟!
,
, مش مراتك دى انت كنت بتحبها وبتتمنى حتى تشوفك او تاخد بالها منك، دلوقت بقت معاك وجمبك تفكر فالل فات وترجعله ليه، ماهو لو كان فيه خير مكانش راح، ولا انتِ مش معايا يانورهان؟
, ترقرقت دمعه ب عين نورهان واردفت محاولة التماسك.
,
, متعرفش ايه السبب يافارس، يمكن رصيد حبيبته فقلبه اكبر من انه يتمحى حتى لو اتهيأ له انه مراته الل اتحوزها حبها واتمناها، يمكن كبرياءه اقنعه انه ينفع يرتبط تانى وانه ميتسابش وانه شخص كويس جدا والل مشى هو الل خسران
, التفت فارس ناحيتها واردف
, انتِ شايفه كدا؟
, ابتلعت ريقها ونظرت بجانبها واردفت
, انا وصلت، هستنى تكلمنى
, هبطت قدم واحدة منها وتهم بالنزول بالاخرى قاطعها فارس بقوله.
,
, نور، مقولتليش سبب انفصالك عن خطيبك الاولانى
, التفتت ناحيته نورهان متعجبه ف اكمل هو
, تخيلى اتخطبنا وكل م ييجى السؤال دا فبالى افتكر اسألهولك
, مسحت نورهان برفق على يد فارس المبسوطه على المقعد واردفت مرتسمه على شفتيها الابتسامه
, عرف يخسرنى ازاى، وخسرنى، وكان النصيب
, نهضت ولوحت إليه قائله
, هتوحشنى، متنساش تكلمنى قبل م تناام
, باى يافارس
, هى الاستاذة نشوان غايبة انهاردة وللا ايه؟
,
, ابتسمت موظفه السكرتارية الجديدة الى عيسي واردفت
, استاذة نشوان سابت الشغل يافندم
, عبس وجه عيسي وتعجب قائلا
, ليه؟!
, كانت تتناول نشوان كوب العصير المقدم لها من قبل اميرة في محلها باب الورد واردفت أميرة إليها
, يعنى ايه مثلا عشان كلام شريكه يغيروا كلامهم معاكِ
, تنهدت نشوان واردفت بهدوء.
,
, المشكلة ان لما قدمت فالشغل شرطت ان مش هقلع حجابي واغير ستايل لبسي وهما وافقوا، ليه دلوقت يغيروا لمجرد ان شريكه فالشغل جه وشافنى وشايف ان دى مش واجهه لمكان بيصنع مستحضرات تجميل!
, رفعت اميرة احدى حاجبيها واردفت بعدما زفرت زفرة طويلة
, هتتحل يانشوان، هتتحل صدقينى، **** هيكون معاكِ، انتِ رفضتى تقلعى حجابك وتتخلى عن التزامك
, صدقينى و**** هتفرج بشغل احسن منه.
,
, وانا هعمل ايه يا اميرة لحد م الاقى، مش على يدك كان صعب ان الاقى لحد م اتقبلت فالشركه دى
, العبد فالتفكير والرب فالتدبير، انتِ بس سيبيها على ****
, صمت الاثنين ف همت اميرة بالقول بدورها
, بصى، من غير حساسية وشد وجذب، معاكِ فلوس؟
, ابتسمت نشوان واردفت بهدوء نفس راضية بما قُسم لها
, معايا ستر **** الحمد****، متقلقيش عليا يا اميرة.
,
, اقتربت اميرة باصباعها تربت على كف يد نشوان برفق وتواسيها بعيناها ان تصبر وستنال عما قريب بإذن ****.
, نحن نختبئ في حضن الصمت حينما ندرك بأن ما نحاول شرحه لن يُفهم مُطلقاً.
, كان يجلس عيسي بمفرده يفكر بها، لمَ كُل هذا الوَلَع بها؟! ومتى حدث، لماذا هو حزين الى هذه الدرجه؟ يهتم بشأنها. تشغله امورها كثيراً. ولكن من الملحوظ انه تعلم الصمت من رفيقه زين ف اصبح يكتم داخله ولا يبوح.
, يابنتى جبتى رقمى منين بس.
,
, زفر زين زفرة حارة وجلس بجانب عيسي على فراشه
, يعنى ايه جبتيه ومش هتسيبينى ابداً
, على الناحية الاخرى كانت تتحدث روان الى زين
, يابنى اسمعنى، انا مش عاوزة ارتبط بيك. فاكس الكلام دا
, انا عاوزة نتصاحب ونخرج ونتفسح وناكل ونتصور، دا هيبقى نهاااار جاحد زوحليقه
, امتعض وجه زين ونظر ناحية عيسي المسطح على فراشه ينظر الى سقف الغرفه ف اردف زين الى روان مداعبا عيسي.
,
, طب انا عندى ليكِ هدية تحفه، بما انك بتقوليلى يابنى ومش ابنى ويطلع فرق السن بينا اد نص عمرك
, ف ايه رأيك، عيسي صاحبي جامد ومخرج وهكتشفك وزوحليقه برضو او مرجيحه
, قهقهت روان عاليا، بينما اتسعت حدقه عين عيسي وقام بتكوير قبضه يده ولكز زين ب ساقه ف تأوه زين وهو يضحك ف اردفت روان
, لا عيسي ابو وحمه دا هيكتشفنى موضوعه سهل، لكن انت بقا يا زوووز اوعااااا الزحاللييق.
,
, يادى الزحالييق والنوطيطات بتوعك، طب انا عندى حاجه ليكِ احسن. فيه عريس لقطه فظييع بيشتغل فالشركه الل انا فيها
, يا زوووز صحصح مخك معايا كدا، اكيد رونى حافظ مش مستنيه عريس الناس عليها طوابير
, مختلفناش انا بس.
, يوووه متبقاش قفيل كدا فك بقا وخليك مسكر يانهار جناااان
, وزحاليق، حفظت. انسة روان هقفل عشان عندى ويت الناحية التانية باى
, اغلق زين من دون ان يسمع ردها ونظر الى عيسي قائلا
, ايه ياعيسوى، اييييه ياعيسسسوااى.
,
, ابتسم عيسي متعجباً من طريقة زين الجديدة فتابع زين حديثه
, اااه استغرب استغرب، هو انا بعدك انت وصالح ابو مخ ضارب هبقا زين التقيل بتاع زمان
, انتو بوظتونى خالص
, ضحك عيسي، فجذب زين يد عيسي من يديه فنهض واعتدل في جلسته
, عيسوى مالك من ساعة م جيت من برة، حتى الاكل كان طعمه وحش اوى
, متاكلش يابن الذوات
, لا انا كلت خلاص معدتى خدت عالزلط، قولى بقا مالك
, نهض عيسي واردف معطيا ظهره الى زين.
,
, انا قولتلك مش هقول حاجه غير اما تحكيلى انت الاول
, هى بقت كدا
, وابو كدا كمان، بقالنا اد ايه سوا معرفش حاجه عنك يا زين وانت ساكت وفاكرنى عادى طب يابنى كل العشرة دى معرفتكش عيسي مين
, تنهد زين وشرد بعيداً واردف
, الل فات مش هيفيد بحاجه ياعيسي، خلاص فات
, معلش عاوز اعرفه، لانه مش طبيعى، تسيب ليه كل هيلمانك وتبدأها من تحت
, مش بتتكلم كتير عن نفسك، لاء مبتتكلمش اصلا
, بشوفك بتكلم عمك كل فتره تسال عنه لكن مفكرتش تروحله!
,
, فين اهلك، والدك والدتك. انت عارف كل حاجه عنى
, سنكوح على باب **** بلقط شوغلانتى من هنا لهنا، اهلى فالارياف وبروح ازورهم وبتكون انت معايا وشوفتهم واخواتى بنات واتجوزوا
, انت بقا اييه؟ ايه يا زين يابن السلطان؟
, تنحنح زين واراد تغيير مجرى الحديث
, انت هتدور عليّا، كل دا عشان سألتك مالك؟
, ايوة لان كل دا فقلبي وساكت ومستنيك تيجى وحدك تقول لكن مبيحصلش
, صمتا الاثنين ل برهه واقترب عيسي من زين قائلا.
,
, الحكاية فيها واحدة ست صح؟
, التفت زين ناحية عيسي بطريقة متفاجئ بها ف اكمل عيسي
, ميتشقلبش حال الواحد مننا الا بسبب ست، ست يا زين صح!
, وانا قديم وعارف
, نظر زين بعمق الى عيسي ف اكمل
, متستغربش، مش عشان بوحمه وشكلى غريب هكون محبتش! لا حبيت واتحبيت وسفيت التراب واعرف الحب وعمايله ازاى واعرف لما بندخل فيه ونطلع منه كمان
, والل بدل حالك حب، حب ل ست عرفت قيمتها لما مشيت مش كدا.
,
, تم اختطافه! اختطف زين من حديث عيسي وكأنه بالتأكيد يقرأ الطالع، او له صلة بعلم الفلكيات!
, ايعقل يفهم ب امور القلب الى هذا الحد؟
, ربت عيسى على كتف زين بهدوء واردف
, يبقا كلامى صح يا بطل، بليل نقعد فالتراسينه بتاعتنا وتخرر واسمع
, مش هسمحلك بسكوت اكتر من كدا، امين!
, فى عودة من رحلة من رحلات هدير ب عملها، كان منتظرها شخص ما على احر من الجمر
, ف اول ما تسكع كعب حذاؤها ارض المطار، كان اول الملتقين بها.
,
, حمدلله عالسلامه يا هدير
, نظرت هدير الى زميلها حازم وتصنعت الابتسامه ب امتعاض واردفت
, اهلا يا حازم **** يسلمك
, سحبت حقيبتها وتهم بالانصراف ف اوقفها ثانية
, هدير انتِ مستعجلة اوى
, ايوة مستعجلة
, ليه
, زفرت هدير بنفاذ صبر واردفت
, اللهم طولك ياروح، واضح ان راجعه من رحلة وعاوزة اروح ارتاح يا حازم باينه اهيه
, معلش لو عشر دقايق هنا فكافيتريا المطار
, مالهم العشر دقايق دول يعنى
, هقولك على حاجه كنت مستنى تيجى واقولك عليها.
,
, انك بتحبنى قديمه
, تركته وجرّت حقيبتها ف هرول حازم ووقف مواجهاً لها
, اصبرى بس، انا اه بحبك وقولتهالك قبل كدا، بس الجديد
, ايوة هاه
, انا عاوز اتقدملك ونتجوز
, عقدت هدير حاجبيها واردفت
, نتجوز؟!
, انا عارف انك لوحدك وطولتِ فالقاعدة وقربتِ تبقى عانس من كتر رقضك للعرسان
, ف حبيت افاجئك بالخبر دا، ايه رأيك
, نظرت هدير حولها يميناً ويسارا وكزت على أسنانها قائله.
,
, اسمع! قدامك عشر ثوانى وتخفى من وشى قبل م ارفع شنطتى افتح بيها دماغك وساعتها هقولهم بيتحرش بيا وهييجوا يكملوا عليك معايا، كدا تبقا الجريمه كاملة
, ابتسمت له تعرض صفين أسنانها البيضاء له، فهرول من أمامها خائفا وهو يردف
, مجنونة زى م قالو، ايوة مجنونة
, عدلت هدير هندامها وهمت بجذب حقيبتها وفي طريقها ل خارج المطار ف سمعت ذاك الصوت يوقفها
, هدير!
,
, عقلها تبرجل من موقعه، قلبها قفز في مكانه، هو صوته، ادارت ظهرها له ل تجده صالح
, حمدلله عالسلامه
, **** يسلمك
, بقولك ايه، انا عاوز اخرج معاكِ الليلة ف ظبطى نفسك كدا وحركاتك ونتقابل على 9نتعشى ونروح مكان تانى نرقص ونتطط ونعمل كل الحركات. تمام، تمام ماشى اشطا باى هستناكِ
, هاتى رقمك بقا
, فغر فاهها، لاتجد وقتا ان تجيبه بأى شئ فهو اقترح واجاب نفسه من تلقاء نفسه دون ان ينتظرها، قبل ان تهم بالرد اردف هو.
,
, هتجيبي الرقم ولا اييه؟!
, جذبت هدير هاتفه ودونت رقمها ف هم هو بالرحيل ومن ثم نظر ناحيتها
, على فكرة هديتك تحفه، وانا بحب النوع دا من الكللابب
, ابتسمت بفرحه بلهاء واردفت مقبله ناحيته
, سميته ايه
, هدير
, التوت شفتيها ف قهقه هو عاليا ً واردف
, مش انتِ الل جيباه، عشان يفكرنى بيكِ او الاحرى يفكرنى ب كل سنة وانت كلب!
, ضحكت بشدة، تركها ورحل ف تمتمت الى نفسها وهي تتراقص بمكانها.
,
, عسل ابن اللذينا، عسل ووقح. روح ياشيخ الهى تقع فحبي كمان وكمان مانلاقى حبل نطلعك بيه الا ع موتك
, وان ش**** ان ش**** ان ش**** نفضل مع بعض ان ش****
, قميص نوم حريرى ملقى على الفراش بعبثية، كانت اطراف زين تتحسسه ثم جذبه إليه واشتم رائحته الذكية
, بل هي رائحتها. ف خرجت هي من مرحاض الغرفه ترتدى معطف الاستحمام والمنشفه فوق رأسها
, .
, نظرت اليه متعجبه
, مالك يا زين؟
,
, انزل زين القميص من على انفه وابتسم إليها، ف اقبلت ناحيته وجلست في الفراش امامه
, واردفت
, وحشتك؟
, ابتسم زين ف اكملت هى
, انت عارف بقالنا اد ايه مش مع بعض؟ انت وحشتنى بس انا ساكته ومستنياك
, نهض زين وقام بجذب يدها فنهضت معه، فك المنشفه من على شعرها وعانقها عناق شديد الحميمية
, عناق كبيييير يتسع لبلدة ب اكملها، عناق يشبه الوطن! عودة من بعد الغياب.
,
, اشتم رائحتها الذكية بجانب اذنها واطراف شعرها المبتله تداعب وجهه وذقنه الغير مهذبة.
, ابعدها عنه ونظر الى عينيها قائلا
, غصب عنى، مش عارف مالى
, ابتسمت هي ب كسرة وقالت بعكس ما يجول داخلها
, متقلقش انا هفضل دايما مستنياك يا زين.
, طرقه مدوية من كف يد عيسي على كتف زين واردف بصوت عالى اثر تواجدهما بالشرفه
, اتاخرت عليك يابو الزنازين؟!
, عاد زين من ذاكرياته وابتسم الى عيسي ف اردف عيسي.
,
, اتنين كابتشينو اهو، وقراقيش بالسمسم هاتلى الشريط بقا من اوله عشان سكوتك عمللى مغص بطن
, سمعنى معاك للصبح
, تمعن زين النظر الى عيسي، هذا المتطفل الجميل ماذا عساه ان يقول وبداخله يردد
, حين تجمعني الحياة بشيء منها حتى لو الحديث عنها فقط. تستيقظ في قلبي ألف حياة!
 
١٠

ب مطبخ قصر الاميرة، كانت تقف نشوان تصنع قالب الكيك. رائحته الذكية كانت تتسلل إليهم داخل غرفه كل واحدة منهم.
, تراقبها داخل الموقد، واضعه طفلتها ماريا اعلى المنضدة ف ولجت اليهم أميرة
, **** **** يا شيف نشوان، ايه الروايح الل تفتح النفس دى
, ابتسمت نشوان والتفتت إليها مردفه
, انا قررت الليلة اعمل كيكة بيتى واعمل شاى، واعزمكم عليه ونقعد فالجنينة. ايه رأيك!
,
, اتسعت حدقه اميرة اندهاشا وحملت ماريا وهمت بالرحيل من المطبخ قائله
, فكرة عظيمه جدا خصوصاً ان قفلت الرواية الل بقراها حاليا وكنت عاوزة اجدد مود، انا هاخد ماريا ومستنياكِ بسرعه
, انصرفت اميرة، كان قالب الكيك على وشك النضوج. جلست نشوان امامه
, رائحته ذكرتها بشئ ما، شئ بعيد من الماضى
, عودة الى الماضى
, بتعملى كيكه؟
, نظرت نشوان خلفها تجده مجدى زوجها يربت على ظهرها بحنو ف اردفت إليه.
,
, انهاردة عيد ميلادك يا مجدى، صحيح محناش بتوع اعياد ميلاد ولا ادها بس حبيت افرحك. جبت التزويق بتاعها وهعملها زى النت
, جلس مجدى على المقعد برفق يظهر على وجهه التعب واردف
, وانا هاكل ازاى ومعدتى؟
, شعرت نشوان بالحزن لاجله وربتت على يده وقالت وهي جالسه تحت قدميه.
,
, كُل على ادك وهتاخد الدوا، نفسي ناخد دقيقتين حلوين سوا زى الناس. نفسي اكون انا وانت وماريا سوا ومقفول علينا باب بعيش زى اى ست وجوزها وبنتها، معلش حلم بسيط واستحملنى فيه
, حاول مجدى الابتسام واردف إليها
, م انتِ عارفه يا نشوان، كان نفسي اخدلك بيت لوحدك انتِ وبنتنا، نعيش زى كل الناس
, بس اديكِ شايفه، انا عيان ومريض وربنا كتب عليا كدا، وعايشين من معاش ابويا الل يدوب مكفينا انا وانتِ والبت وامى واخويا اكل وشرب.
,
, طب انزل اشتغل يامجدى، عالاقل اعرف اجيبلك الدوا اما يخلص!
, عبس وجه مجدى واردف بضيق
, شغل لاء يا نشوان، مش هسيبك تتلطشى وسط الل يسوى وميسواش عشانى. برة الناس غابة ومايصدقوا يلاقوا واحدة بيبقوا عاوزين ينهشوا لحمها وكل واحد عاوز يخطف الل يقدر يخطفه
, انا ست بعرف **** يا مجدى وهحافظ على نفسى، يامجدى انا بتقطع وانت تعبان طول الليل والدوا خلصان ومش لاقيين نجيبه!
,
, شغل لاء يا نشوان، لمّا اموت ابقى اعملي الل عاوزاه. ساعتها هيبقى حِملى انزاح من عليكِ وهتبقى انتِ وبنتك حُرين!
, عادت من ذكرياتها بعدما مسحت دمعه منسابه على وجنتها وهي تردد بخفوت
, الف رحمه ونور عليك يامجدى
, رن هاتفها ل ترى اسم مهدى، تمتمت بالاستغفار وهمت بالاجابة على الاتصال
, السلام عليكم ايوا يامهدى نعم
, اخرج مهدى السيجارة المشتعله من فمه ونفث دخانها بالهواء واردف.
,
, مالك يامرات اخويا مش طايقه نفسك ليه وانتِ بتردى
, اخلص يامهدى عاوز ايه؟
, مرتاحه عندك بعد ماعملتى الل كيفك عاوزه يابنت خالى؟
, التوت شفتى نشوان وزفرت صبراً منه واردفت
, بقولك ايه هتستفزنى هقفل ف وشك ولو كترت هعمل رقمك حظر قولت ايه بقا
, ضحك مهدى ب سخرية واردف اليها
, تعمليها يا نشوان، ولا اقولك يا نوشا زى م كنت بقولك واحنا صغيرين، فاكرة!
,
, فاكرة اما كنت اسرق الحلويات والشيبسي من دكان عم صابر عشان اجبهملك؟ كان يعرف ويمسكنى يدينى علقه فالشارع قدامك وقدام كل الناس. بس بالنسبة لى كان كل دا مش مهم. المهم انى افرحك، طب فاكره اما كنتِ شاطره فالمدرسة وعملوا حفلة عشان الاوائل ومكانش عندك فستان تلبسيه وعيطتِ وامى وابويا مكانش معاهم فلوس يشترولك ومجدى اخويا قالك روحى بمريلة المدرسة عادى، بس انا محبتش اشوفك بتعيطِ يانشوان، سرقتلك فستان من المشغل ولبستيه وفرحتِ كان اول مرة تحضنينى فيها وتبوسينى فخدى، يومها كنا *****، بس انا قلبي رقص لما عملتِ كدا.
,
, يومين واتعرف انى سرقته وابويا حرقنى فجسمى بالنار وانتِ وقفتِ بعيط برضو تشوفينى وانا بتحرق بالنار عشانك كنتِ بتعيط وبس وبتقولى لابويا حرام ياعمى كفاية، عارفه دموعك كانت بتطفى وجعى ومكنتش حاسس المهم انى فرحتك وموقفتش مكانى مبعملش حاجه! المهم عندى هي نوشا
, تنهدت نشوان ومسحت على وجهها بصبر واردفت
, ايه لزمه تفكرنى ب كل دا دلوقت؟ انا مرات اخوك يا مهدى وهفضل مراته وهيفضل قلبي مقفول عليه وله.
,
, هز مهدى رأسه بسخرية قائلا
, مطلبتش منك حاجه يامرات اخويا، انا بس عاوزك تفتكرى انى مش شيطان ولا اتولدت ابليس وانتو ملايكه
, كل الل كنت عاوزه منك رضا وبس، وحتى دى استكترتيها عليا
, مهدى انا هقفل المكالمة السخيفه دى، سلملى على عمتى وطمنها عليا، سلام
, اغلقت نشوان المهاتفه، هي بالفعل تذكرت ماقاله، تذكرت! لا و**** محفور بداخلها اكثر مما ذكر حتى!
,
, ولكن هو مخلوق ليكون قطبها العكسى، لا يتجاذبان ابدا ابدا ولا يجمعهما طريق واحد.
, رن هاتفها وكانت هذه المرة اميرة تتعجلها، فحملت الكيك وقطعته في اطباق وصنية الشاى والاكواب وخرجت اليهم.
, بعدما وضعتهم على المنضدة بالحديقة، دلفت ثانية تدعو الفتيات للانضمام إليهم طرقت باب غرفه نورهان ف خرجت إليها
, ايوة يا نشوان
, انا عاملة كيك مربي وشاى، وكنت عاوزاكم نقعد كلنا فالجنينة مع اميرة نتكلم اكتر سوا.
,
, ابتسمت نورهان ب رقة واردفت
, طيب هقفل اللاب عشان كنت بشتغل وجايه
, انصرفت نشوان وطرقت الباب ل روان، عدة مرات ولم تجيب ف كانت نورهان خلفها واردفت وهي تترجل الى الخارج
, ممكن تكون خرجت
, اومأت نشوان ب رأسها وذهبت ناحية غرفه هدير وطرقت ففتحت هدير مرتدية ملابس تناسب سهره وتضع مساحيق التجميل على وجهها ومصففه شعرها علامه على استعدادها للخروج ف اخبرتها نشوان بما اخبرت به نورهان من قبل ف قالت هدير.
,
, كيكه وشاى ايه، انا خارجه هو احنا هنعملها قاعدة بقا واصحاب وبتاع
, تعجبت نشوان ف اردفت إليها
, ياستى دى دعوة عادية مش عاوزة تيجى براحتك
, بصّى اميرة هبلة ولا الباقيين دول على نياتهم مش مشكلتى، انا بس مبحبش حبتين الصعبنيات ونتصاحب والجو بتاعك من ساعة م جيتى والعياط والشحتفه، جو تمثيل اوفر بصراحه
, شعرت نشوان بالضيق من حديث هدير ف اردفت اليها بقوتها المعتادة.
,
, جو تمثيل وشحتفه! ليه يعنى دورت على اوضه اوضه منكم قولتلكم تبرعوا لاجلى ولاجل بنتى، اسمعى انا هنا ساكنه زيي زيك وبدفع نفس الل بتدفعيه. فمش حضرتك احسن منى عشان تعملى نفسك بتفهمى
, انتِ مبتفهميش للاسف وكمان خدى عليهم انك بمى ادمه وقحه وانك مش صريحه لاء انتِ شخص فظ.
,
, وانا فعلا غلطانه انى خبطت عليكِ وكنت عاوزة اتعرف، بكره وبعده حضرتك هتتمنى تصبحى عليا وانا ارد بس ومش هرد عارفه ليه؟ مش عشان هبقا مليونيرة بكرة الضهر لا عشان شايفه نفسى اكبر واحسن بفضل **** لان **** خلقنى كدا وعززنى، ف متشوفيش نفسك ي سكر اكتر من كدا لاتقعى على جدور رقبتك!
, تركتها نشوان بعدما القت في وجهها هذه الكلمات، بينما كانت هدير فاغره بفاهها ومن ثم نفضت رأسها وتمتمت الى نفسها.
,
, انا رايح لصالوحتى مين دى عشان تعطر مزاجى، بتاعت الشوال
, انضمت نشوان الى نورهان واميرة وطفلتها ماريا عابسة بوجهها ف اردفت اميرة إليها
, مالك؟
, البنى ادمه الل اسمها هدير دى بجد بنى ادمه قليلة الادب
, اهتمت نورهان واردفت
, ليه بس فيه ايه
, مفيش قولتلها زى م قولتلك ردت ب رد قليل الادب حسستنى انى بخبط عاوزة منها حسنه
, رفعت نورهان حاجيبها، ف اردفت اميرة بهدوئها المعهود وهي تداعب الصغيرة في احضانها.
,
, معلش هدير دبش ف كلامها بس متقصدش، يمكن انتِ بس حساسه شوية
, اثناء حديثهم خرجت هدير من دون ان تلقى السلام إليهم وفتحت البوابة الحديدية وانصرفت بعدما ركبت سيارة أجرة استدعتها تليفونيا، ف اردفت نورهان
, اهي ياستى معبرتش حد مننا، سيبك خليكِ فنفسك وفالكيكه الرهيبة الل انتِ عاملاها دى ريحتها روعه.
,
, فرحت نشوان بجبر خاطرها عن طريق نورهان، ف همت بوضع قطعه كيك الى نورهان واميرة وتحضير كوبان من الشاى ووضعته امامهما، تناولاها وقد بدا على وجههما الرضا بالطعم الذكى والرائحه التي تسللت الى القلب اولا. اردفت نورهان
, تسلم ايدك، انتِ شيف محترفه بقا هخليكِ تعلمينى قبل م اتجوز لاحسن انا مبعرفش اسلق بيض حتى
, قالتها وهي تضحك ف اردفت أميرة إليهم.
,
, على فكره ولا انا، ولوحدى قررت اتعلم مرضتش اجيب خدامه ولا اكل كل يوم دليفرى
, بجيب وصفات من النت ومرة تبوظ ومرة تتحرق، دلوقت **** عليا بعمل بيض تركى بالجبنة الموتزريلا رهيييب
, ضحكا الاثنين على ماقالت اميرة، نظرت نورهان الى ماريا واردفت إلى نشوان وهي تداعب ماريا وتلامس خصلات شعرها الصغيرة
, بنوتك مش شبههك خالص يا نشوان؟
, ابتسمت نشوان وقالت وهي تتنهد بحنين
, شبه باباها **** يرحمه
, رددا الاثنين معا
, **** يرحمه.
,
, هاللللووووز جااايز، ايه تا ايه تا ايه تا، قاعدة وكيك وشاى اووووه يالوووز وليلة حمادة زوحليقة!
, نظرت ثلاثتهم الى الشقية روان، بعدما القت كلماتها على مسامعهم وانضمت الى جلستهم اللطيفه في الهواء الطلق، وضعت قطعه كيك ب فمها واردفت
, انتو جبتوا اوردر الكيك دا منين، دا محل جامد حمادة
, ضحكت نشوان واميرة ف اردفت نورهان إليها تطرقها في رأسها
, نشوان الل عاملاها يا مُتخلفه.
,
, وااااو يا انوش جامدة حمادة، ازاى تكونى بتعملى كيك حلو كدا وجوزك يموت كان لازم يبقا قاعد يتمتع بالجمال دا
, نظر كلا من اميرة ونورهان إليها بضيق ففهمت انها قامت بخلط الامور ببعضها بطريقه وقحه ف اعتذرت عما بدا منها
, سورى يا انوش، بقولكم ايه هدخل اغير وجايالكم، هى هدير فين منضمتش للجمع السعيد ليه؟
, هدير خرجت من شوية.
,
, الدوووجه اكيد الرندفو بتاع المُز بتاعها، طب بقولكم ايه انا هدخل وراجعه لكم ولا واحدة تسيب مكانها هنقعد نحكى بقا عالمززز والرانفوهات والجواز والخطوبات، عاوزين نبظ ذكريات كدا نبظظ زى لما بندوس على كيكه انوش بتبظظ مربي
, تشاو مؤقت
, تركتهم فضحكن ثلاثتهم على عفوية روان الجميلة، لديها من الكلمات ما يداعب القلب وينسيه همه
, ولديها من الروح ما يجعل للمكان سحر طفولى لا يوجد به شائبه.
,
, بالفعل بدلت ثيابها واحضرت اكياس الشيبس وزجاجات المياة الغازية وبدأت السهرة، وجود الأرواح الطيبةفي محطات حياتك رزق من ****، لولاه مَ مال إليك قلب ولا أحسن لك عابرٌ أو قريب.
, تطلبِ ايه؟ بصى هطلبلك زيي
, رفعت هدير شفتها العلوية واردفت
, ومطلبش انا ليه مشلولة
, تعجب صالح من طريقتها امام النادل ف اردف
, انا عارف هنا بيعملوا اصناف حلوة، انتِ اكيد اول مرة تدخلى هنا. انا هطلبلك
, نظرت اليه هدير بزمجرة واردفت الى النادل.
,
, انا عاوزة شوربة سى فود وعصير بورتئان
, ابتسمت في وجه صالح ب سخافه، فبادلها صالح نفس الابتسامه السخيفه واردف الى النادل
, اوك زى م الانسة طلبت، وانا عاوز ستيك مشوى وطبق محشى مشكل صغير وعصير ليمون
, انصرف النادل بعدما دون طلباتهم، ف اردف صالح الى هدير
, بس ايه الشياكه والحلاوة دى، لاء بصراحه كلفتِ روحك لكن الصرف باين حقيقي يعنى
, رفعت هدير احدى حاجبيها واردفت
, الصرف باين! ليه قبل كدا كنت بلبس خيش؟ ماتحترم نفسك.
,
, اتلمى عشان مفتحش دماغك بطبق الباتون ساليه الل قصادى دا، وطى صوتك
, متهددنيش ياض انا محدش بيوقف قصادى
, تأفف صالح وطرق كفاً ب كف واردف بعدما زفر في وجهها ممتعضاً
, انا مش عارف اتخبطت فنفوخى ليه وعزمتك عالعشا والخروج
, امالت هدير بجذعها على المنضدة امام وجهه واردفت ب ثقه
, عشان عاجباك وجدا كمان
, عاجبانى اه لكن مش جدا، متبقيش اوفر دا انتِ هدير حلبسه حتى
, هدير حَلبسه! يعنى ايه.
,
, رجع صالح بظهره على المقعد، واردف وعلى وجهه الضحكه الساخرة مرتسمه
, ناس شافوكِ ف وقت فات تروحى تشترى كوبايتين حمص شام وتخلى الراجل يعبيهم ف كيس وتروحى تتعشى بيهم، اما عرفت متت من الضحك يااااه
, نظرت له هدير تكز على اسنانها ف اكمل صالح
, انا اعرف ناس معفنه كتير، بس جلدة بالشكل دا لاء بصراحه اول مرة اقابل
, وعليكِ رسم، انتو متعرفوش انا ساكنه فين، انا باكل فين.
,
, بلبس منين. وانتِ كنتِ ساكنه ف لوكاندة مشروع تربية دواجن وكنتِ بتنامى مع الفراخ
, القى كلماته في وجهها وضحك كثيرا بصوت عالى، لاول مرة تشعر هدير بالضيق من شخص ما يسخر منها
, ربما لان هذا الشخص قريب من قلبها كثيرا ف جُرحه منه اعمق، هبت هدير واقفه من مكانها واردفت اليه بمنتهى الجدية.
,
, مش هسألك عرفت منين لانى دا اسلوب رخيص ان فيه حد يتلصص على حياة بالشكل دا، انا بس هقولك مش رجولة ابدا النمرة الل انت عملتها دى عشان تثبت انك كسرت مناخيرى
, انا محدش يكسرنى، ولو مثلا عشان قلبي وياك فملعون ابو قلبى اطلعه وادهسه بالجزمه ولا ان واحد زيك مستهتر فاكر انه عنتر زمانه، رمى ابنه ومراته وداير على حل شعره يفتكر انه كسب بونط بقا وعلّم عليا.
,
, انا بقا هعرفك ف الل جاى زى م كنت بشوفك هوا معدى جمبي رغم ان قلبي ميال لك للاسف، هشوفك بعد كدا تراب وقلبي مش معاك!
, تناولت حقيبتها وهمت بالانصراف ومن ثم تراجعت ف اردفت
, واه بخيله ومعفنه وبحسبها بالورقه والقلم ودا شرف ليا انى معملتش حاجه غلط ولا مستهترة بحافظ على كل قرش عشان متعرضش تانى للخذلان وللمهانه من ناس واطية زيك تتحكم فيا!
,
, كتصبب النيران كانت كلماتها في وجهه، اعتقد صالح انه سيحصل على نقطه لصالحه في كسر غرورها ونتف ريشها المنفوش ولكن الحقيقة انها كشفت حقيقته الرخيصة امام نفسه وهو من خسر لست هى!
, لم يكن ألكلام فقط الذي يتعرض لسوء الفهم، ف احيانا الصمت أيضا يُفهم خطأ!
, بعد السهرة الطويلة التي مضاها زين وعيسي معاً، سرد قصص بالماضى او سرد الماضى كُله.
,
, ماضى متعلق ب ذهن زين مترسخ بعقله، يرافقه طيلة الوقت حتى وان تغلب على تذكره، حينما سمع عيسي منه كل ما قصّه عليه زين، عَلم لماذا هو هكذا الآن!
, كان يعتقد ان من هم بالطبقات العُليا لايحمل احداً منهم عبئ او هم يوماً، لم يكن المال سبباً للسعادة
, هناك معانى كثيرة نفقدها حتى وان كان بحوزتنا مال الدنيا ومايعادله!
,
, صوت فتح باب المنزل وولوج زين، وضع المفتاح بمكانه المخصص ف خرج عيسي خارج المطبخ متهللة اساريره مرحبا ب زين
, ابو الزنازين، زوووز قلبي، حمدلله عالسلامه حبيب ماما
, تعجب زين من طريقه عيسي الحديثه هذه، استطرد عيسي قائلا
, ثوانى واحلى غدا يتحضر، انا عاملك حته مفاجأة!
, فيه ايه ياعيسي مالك!
,
, مالى ايه بس، انا قررت اكون مصدر البهجه فحياتك من هنا ورايح حتى لو طولت اجيب لبس البلياتشو والميكياج بتاعه واعملهولك هنا فقلب الشقة
, ابتسم زين واقترب نحو عيسي
, عيسوى، مش عشان الل حكيتهولك تعمل فيها ماما الحنينة وتدلع فيا، طريقه صايصه ومايصه ومبحبهاش
, حكيت وخلاص وانسي مش هنقعد بقا نصلح ف اخطاء الماضى وتدلعنى وتهشتكنى
, قذف عيسي بالملعقه الخشبيه التي كان ممسك بها، واردف بطريقه مضحكه.
,
, تصدق ياض انا غلطان، يلا غير واخلص عاملك بطه محشيه ومحشى بتنجان انهاردة. يالا عشان تطفح
, مرضى كدا يابا!
, غمز زين باصبعه في جانب جذع عيسى برقه وضحك وهو يردف
, يوغتى عامله محشى وبطه يابطه! ياناس ست بيت ممتازة ياناس
, ضحك عيسي بشدة وهو يتحرك من امام زين يحاول ان يفلت منه وهو يقول
, بس يا زين بغير يا اخى
, بتركب الهوا، طب تعالا بقا.
,
, اخذ زين يغمز عيسي فجنبات جسده يميناً ويساراً وضحكات عيسي عالية ويحاول الهرب من أمامه، وبعد وقت احضرا سويا الطعام وتناولاه، كان يُشهد الى عيسي في تحضيره وكأنه سيدة منزل بالفعل
, حملا الاطباق سويا، قام زين بغسل الاطباق وتحضير كوبان من الشاى
, وجلسا ب الشرفه كعادتهما يتحدثا.
, واد ياعيسي ملكش فشغل المكاتب وكدا صح
, لا بيقفلنى الجو دا، والبس بدلة وكرافته وادخل اقول صباح الخير يا نينه.
,
, ضحك زين بشدة واردف اليه بعدما ارتشف من كوب الشاى المظبوط رشفه
, يا نينة ايه احنا هنعين عماد حمدى، عاوزين حد ضمن فريق تسويق الكتروني للشركه والموظف دا مرة واحدة قدم استقالته لاسباب خاصه ومش عارفين نحل المشكلة وبسرعه
, مممم لا معاك ****، اعملوا اعلان كذا حد ييجى فمينيت
, يابنى محتاجين ضرورى اليومين دول، مفيش وقت. م تفكر يا عيسوى حتى نبقا سوا.
,
, لا فكك منى، انا بحب اكون طاير كدا وجو الاغانى والكاميرا تنادينى بيلبق لى، لكن المكاتب دا بيوجعلى الطحال
, صمتا برهه وتذكر عيسي شيئاً فقال
, زين فيه شروط للشوغلانه دى؟
, شوغلانه! ع حسب انا الل هوافق عليه.
, اشطا جدا، بص بقا انا عندى حد بس بنت ينفع؟
, ينفع
, ملتزمه وكدا مش بتاعت هئ مئ
, ضيق زين عيناه واردف
, مين دى يا عيسى؟
, تلعثم عيسي واردف محاولا الثبات
, بنت كانت بتشتغل فمكان كنت عملتله اعلان، ومشيت عشان لبسها ملتزم ومحجبه.
,
, تقريبا البنات لازم تقلع عشان تنفع!
, تعجب زين ف اكمل عيسي بتلقائية كى لايشعر شئ من حديثه
, صعب عليا حالها، واضح انها جد وبتشتغل ب امانه وظروفها الصعبه ف قولت يمكن تنفع عندك
, ارتشف زين آخر ماتبقى من كوب الشاى واردف وهو يبتلع وتتحرك تفاحه ادم برقبته
, ماشى كلمها تيجى بكرة تعمل انترفيو
, التوت شفتى عيسي وتمتم بضيق
, هو انا عارفلها حاجه ولا تليفون ولا عنوان
, بتقول حاجه ياعيسى؟!
, مفيش يا زوز، محطتش عالشاى سودانى ليه؟
,
, تعجب زين منه واردف بطريقه مضحكه
, افتكرت وانت قربت تقرقش الكوبايه بسنانك اصلا اختراعك العجيب دا
, لا و**** دا حاجه عظمه انت بس الل مش عارف قيمته
, ومش عاوز اعرف ياعيسوى، انا هقوم انام
, وانا نازل، هتوحشنى يابو الزنازين
, امشى ياض
, قهقه عيسي على ردود زين عليه التي اصبحت مشابهه لطريقته هو وبدء ينسى عيسي زين القديم الصامت الساكن العابس، اما عن مايجول فباله الآن، كيف السبيل الى نشوان؟ ومَن يدله؟!
,
, على فكرة انتِ ندلة جدآ
, انتبهت روان على انبثاق رسالة قادمه إليها على الماسنجر من فارس خطيب توأمتها
, ف ردت عليه على الفور
, انا! ليه يا انشتا
, على الناحية الأخرى ابتسم فارس على عفويتها هذه وبدء ان يكتب ثم ضغط الارسال
, عشان مبتسأليش. وكنتِ بتردى الاول على كل معجبينك دلوقت ايه الل على على بقا
, ضحكت روان بشدة وكتبت
, لا و**** يا انشتا، انا برد على كل الناس.
,
, يبقى مش بتشوفى الكومنتس بتوعى، خصوصا على صورك الحلوة الل عالانستا
, اووووه هولى شييت، سووورى انا لازم اخد بالى من كومنتاتك يا انشتا دا انت الحب كله
, عقد فارس حاجبيه وكتب لها
, الحب كله ازاى؟
, يعنى انت الحب كله بتاع نورى، وطالما حب نورى ونورى دى توأمتى يبقى الحب كله بتاع العيلة كلها
, حب جامد جاحد آخر حماده زوحليقه
, تعرفى يا روان انى بحب خفة دمك اوى؟!
,
, بيجاااااد! اووووه ماااى جااااد انشتااااا، دى حاجه فرحتنى موت انت بتقول عليا دمى خفيف
, انتِ كلك عسل أصلا، انا معرفش ليه نورهان مطلعتش شبهك مع انكم توأم
, فرق جينات سيدى الرئيس
, ظلا على محادثتهم سويا هكذا، بينما كانت نورهان تجلس في محل باب الورد مع اميرة وتتحدث معها بشئ ما
, معرفش، حسيت انى عاوزة آجى اشوف الورد وريحته، اجدد طاقه
, اشوفك واحكِ معاكِ!
, ابتسمت اميرة وقامت ب اهدائها زهرة التوليب الرقيقه واردفت.
,
, الورد للورد، دى منى ليكِ
, ميرسي يا اميرة، انتِ رقيقه اوى بجد بنت ناس
, انتِ الل قمر يانور، احكيلى بقا، شكل عندك كلام كتييير عاوزة تقوليه
, نظرت نورهان بتمعن الى أعين اميرة العميقه واردفت
, انتِ ازاى جميلة اوى كدا؟!
, نوور، يالا اقعدى واحكيلى وبلاش كلام مزوق عاوزين ندخل فالمفيد، مالك؟!
, تنهدت نورهان وشمت عبير الزهرة التي اهدتها لها اميرة ورفعت وجهها اليها واردفت
, هو مش انا كنت هموت وفارس يحس حتى ب اعجابي له؟
,
, اها، والحمدلله اتخطبتوا وبتجهزوا لعشكم الصغير
, رفرفت نورهان ب اهدابها ونظرت نحو اميرة وقالت ب ثقه
, انا مش عاوزة اكمل!
, هو انتو لسه طالبين حد بيعرف طباعه وورد واكسيل؟!
, نظر صاحب المكتب لها واردف
, احنا لحد امبارح كُنا محتاجين، بس الوظيفه جاتلها بنت الصبح و**** يابنتى
, عضت نشوان على شفتها السفلى بحسرة واردفت
, مفيش مشكلة، انا بس شوفت الاعلان ف جيت اسأل
, محدش شاله الاعلان لسه.
,
, مزق الرجل الورقة المطلوب بها فتاة للعمل واردف الى نشوان
, حصل خير يابنتى
, تركته نشوان وظلت تنظر هنا وهناك، تتابع الاماكن المطلوب فيها اشخاص للعمل ب وظائف خاليه ع حسب م اخبرتها نورهان وروان حينما وقعت عينيهما على هذه الاعلانات اثناء سيرهم كل يوم.
, اما عن عيسي فقد لمحها، هى! هي رفيقه احلامه الليلية حتى يغط في سبات عميق.
, نشوان! فتمتم محدثاً نفسه.
,
, هى، اه و**** هي نشوان، عندك حق يا واد يا زين ادعى **** فصلاة المغرب بالذات تلاقها مجابه
, دا انت شيخ يخرب عقلك هبقا اعملك مقام
, اقترب منها قليلا وتحدث الى نفسه ثانية
, بتدورى على شغل! يارب و**** م شوفت بنات كدا دى تقعد فالجنه فوق الل يقعدها فالارض معانا
, انا هناديها واقولها ع شغل زين مفيش فرصة احسن من كدا
, واذ بها صوت يقطع سيرها بمفردها تفكر كالعادة
, لو سمحتِ
, توقفت نشوان ف كررعيسى عليها مناداته.
,
, استاذة نشوان ممكن لحظة
, التفتت نشوان اليه وهي تعدل من هيئه الوشاح على رأسها وتِدخله بجانب وجنتيها وتعدل من اول جبهتها، حركاتها المتلعثمة، اراد عيسي ان تتوقف عن توترها هذا ف تحدث
, إيه. إيه فيه إيه ل دا كُله
, اردفت عيسي بعبوس وجهها
, عاوز ايه حضرتك
, اناعيسي العشماوى انتِ مش فاكرانى؟
, لاحظ بداية توترها ف تابع حديثه.
,
, انا و**** ماعاوز حاجه، هو بس انا سمعت انك بتسألِ عن شُغل وعرفت انك سيبتى الشغل فالشركه، وانا اعرف مكان عاوز حد للشُغل فقولت افيدك. مِش اكتر ولا أقل
, هدأت نشوان من روعها قليلاً
, هو ممكن ترفعِ نظرك ناحيتى، اصل انا حاسس انك مش شيفانى أساساً
, ممكن حضرتك تقول عالمفيد طبيعة الشغل وعنوانه وخلاص من غير م اشوفك ولا تشوفنى
, طب ومتعصبه ليه
, لا إله إلا ****
, ياستى مالك بس.
,
, يا استاذ مش ملاحظ اننا فالشارع وحضرتك واقف وبتقرب وكدا ميصحش
, رجع عيسي عدة خطوات للخلف، واردف وهو يتفحص خجلها الجميل
, ياستى انا مُستعد ارجع شارع ب حاله، او اتكلم معاكِ من بلد وانتِ فبلد تانية بس تسمعينِ
, او حتى متسمعنيش بس نبص فوق لنفس السما وكأننا قصاد بعض حتى لو بينا 100كيلو
, اردفت نشوان بنفاذ صبر
, عن اذن حضرتك ممكن
, اقترب عيسي خطوة وراجع نفسه ف رجع ثانية واردف لها.
,
, و**** ما قصدى اى شئ وحش، انتِ بس الل مستعجلة
, انا شايفه ان حضرتك موقفنى عالفاضى فالشارع ومقولتش لحد دلوقت شئ مفيد
, ابتسم عيسي وصمت وهو يراها تتحدث أمامه ويراقب تعبيراتها وانفعلاتها، انزعجت نشوان من صمته
, واضح فعلاً ان حضرتك مش قصدك شئ وحش، عن لذنك
, تركته نشوان منزعجه وانصرفت، ف الحق بها ووقف امامها قائلا
, خلاص متأسف، الشركه ياستى اسمها (، ) في شارع(. ) واتفضلى رقم التليفون دا.
,
, امسكت نشوان هاتفها تدون عليه ومن ثم قال عيسي
, دا رقم واحد اسمه زين خليل دا صاحبي هاروحى الشركه الصبح وتكلميه وهو هيعمل اللازم وربنا يوفقك
, متشكرة لحضرتك، بعد اذنك.
,
, هرولت بعيداً كأنها تهم باللحاق بشئ ما، اما عن عيسي فكان ينظر نحوها مبتسماً وبداخله يتحدث انه لم يكن ينوي يوماً بالوقوع فِ حُبها، إنما كان شغفاً ف إكتشافها ولكنه كُلما اكتشف شيئاً زاد حُبه وتعلقه بِها، يسحره صوتها ُ. خجلها، حُبها لتلك الالون القاتمه ف ملابسها وكأن جميعها حقاً تَليق بها!، بساطه روحها، طريقه تحدثها، ذاك الكيان الذي تبنيه لِ نفسها عازلاً عن العالم. آليس ذالك كافياً لوقوع العالم ف عينه وتبقى هى! .
 
١١


كان العالم كثيراً، وكُنت أنا وحدي!
, باصابعها كانت تضغط هدير زر تشغيل الاغنية بانو بانو للراحلة سعاد حسني، بدأت الاغنية في التشغيل ف امسكت هدير وشاح ربطته على جذعها ووقفت اعلى فراشها ترقص وقسمات وجهها تنطق حزناً.
, بانو بانو بانو. على اصلكو بانو، والساهى يبطل سهيانه
, ولا غنا ولا صيت. دولا جنس غويط، وكتابنا يبان من عنوانه.
,
, كانت تتراقص هدير والدموع على وجهها وتتساقط إثر اهتزازها على الأغنية، ف على الصوت المسموع دلفت روان إليها ل ترى بحالها هكذا.
, لاول مرة تشعر روان بالشفقه نحوها، اطفأت جهاز تشغيل الموسيقى وامسكت هدير رغماً عنها لتلقيها في احضانها دون ان يتفوه احد منهن بكلمه.
, بكت هدير بشدة في احضان روان، تركتها روان تفرغ كل مابداخلها من احساس حزين وطاقه سلبيه إلا أن هدأت وتوقفت ومسحت دمعاتها بالمناديل من على وجهها.
,
, ايه يا ديدى، فيه ايه لكل دا
, كفكفت هدير دمعاتهغ وتوقفت عن البكاء واردفت إليها
, جرحنى وهزقنى وشتمنى ياروان، انا مش زعلانه انه عمل كدا. انا عرفت اخد حقى منه وبهدلته ومسحت بيه الارض
, طيب خلاص يا ديدى فستين داهية، متزعليش نفسك يروح كلب ييجو 4
, انا بحبه ياروان، الل واجعنى انها جت من الل بحبه، اول مرة احب واتعلق بحد فحياتى
, انا مش زيك يروح كلب ييجو عشرة. مبعرفش اكون كدا
, امتعض وجه روان واردفت.
,
, ياساتر يارب عالدبش، طيب يا ديدى بتحبيه وطلع واطى جدا خلاص وات ايفر يلا باى باى مش هتوقف الدنيا
, نظرت هدير نحو روان وتنهدت
, ماهو المصيبة ان هعرف ابينله انه فردة شوز ولاتسوى، لكن بينى وبين نفسي بتقطع
, انا حبيته بجد
, امالت على صدر روان كأنها تحتاج الى الاحتواء والدعم في هذه اللحظة، رغم انها تزعم انها في غنى عن كل الناس، الا انها روح وحيدة تماماً تخشى مايخشاه الناس. ويصيبها الوجع مراراً كلما تعرضت للخذلان!
,
, هو انا واطى؟!
, قالها صالح اثناء جلسته مع زين وعيسى وبعض من اصدقاءه بالمقهى، ضحك عيسي واردف ساخراً
, اه انت معفن مش واطى بس
, ياعيسي بتكلم جد، انا واطى
, رفع عيسي حاجبيه واردف متعجباً
, ليه بتسألنا يعنى يا فارس بنى خيبان؟
, اصل انا اول مرة احاول اضايق حد فيروح يدهملى عدل ف وشى، من يومها وانا مبنامش!
, نظر زين ناحيته وتحدث بجدية
, طالما ضايقت غيرك لازم يكون فيه رد فعل، احنا بشر مش الالات!
, ضايقت مين يا شارلوكهولمز؟!
,
, قالها عيسي كى يلطف حدة الاجواء المحيطة، اجابه صالح وهو شارد
, ضايقت بنت، كنت حاسس انها معجبة بيا، او تقدروا تقولوا انى شبه متأكد انها فعلا معجبة بيا
, المهم هي كانت بنت شايفه نفسها جدا، ف عملت عليها لعبة ان الاول اكسر مناخيرها وكدا عشان تبطل عنطزة
, وبدل م اكسرها، كسرتنى!
, عقد زين ذراعيه امام صدره واردف
, قالتلك ايه
, واجهتنى انى انانى ووحش وغلطان فحقها وحق طليقتى وابنى، انى شايف نفسي وانى ماليش قيمه.
,
, بدل م كنت هقضى الليلة عادى زى م بقضيها متخيلتش انها هتعدى كدا أبدا
, لوح عيسي للنادل وهو يردف
, هات لنا حاجه تانية نشربها ف الليلة الطين دى
, نظر نحو صالح واردف ساخراً
, وانت لسه عارف من البنت دى انك واطى ب شنبك بتاع امناء شرطه العجوزة؟! اه انت واطى ياصالح
, كنت متجوز وكنت تيجى تشقط بنات من المعهد دا غير بتوع الجامعه عندك، وسايب مراتك وابنك يعوعو زى الكللابب.
,
, انا فاكر مكالمه ليها كنت قاعد معانا وسمعتها بتقولك الولد تعبان ومنيمهاش من امبارح ترد انت وانا اعملك ايه سايبلك فلوس واتصرفى!
, انت عيل ندل وحقير ياض، خد فوق الل مزتك قالتهملك وزى م بتلعب بقلوب البنات هما برضو بيلعبوا عليك
, متصدقش انك احمد مظهر يعنى ففيلم رد قلبي! لاء ياحبيبي انت بتتسلى وهما بيتسلوا
, انت بقا دلوقت عملت ايه.
,
, ضيعت من ايدك واحدة بتحبك بجد، وقابلاك بعيوبك وخوازيقك وايامك السودا، روحت انت بقا عملت نفسك الواد الخبرة وقولت اكسرها واذلها عشان تموت فهوايا اكمنك حسين فهمى وانت محصلتش الخليل كوميدى. راحت هي مشلوحاك، نستفيد من دا كله ايه؟!
, ان سيادتك زمان ضيعت مراتك وابنك، وحاليا ضيعت قلب كان ممكن يكون بيحبك بجد وقابلك بعيوبك
, التفت صالح الى عيسي عابس بوجهه واردف بعدما لكمه في ذراعه.
,
, ايه ماسورة التهزيق الل فتحتها عليّا دى يابوحمه **** يخربيتك
, بدا على وجه عيسي الضيق واردف
, اسمع ياض ياصالح، بلاش ابوحمه وابو نسمه دى عشان مطبقش وشك ف ايدى، بطل تشوف الناس من فوق وحياة ابوك واتعامل عادى
, ضحك صالح وقال بسخرية
, مش انت كنت بتهزأنى ياعم ومتكلمتش، زعلان ليه بقا
, انا مهزأتكش، انا بفوقك. لكن انت بتتنمر عليّا ياسخيف، وع فكرة ماشى انا ابووحمه لكن عمرى م ضحكت ع بنت ولا لعبت بمشاعر بنت.
,
, بذمتك انت عرفت بنات؟!
, اقسم ب**** كنت مرتبط ببنت ولا سارة سلامه، كان اسمها امنية وهي امنية حياتى
, و**** و**** دوبنا فبعض لما لحسنا الاسفلت بس الظروف..
, ابتسم صالح وزين على حديث عيسي فتابع عيسي
, اهو ابو وحمه، عنده قلب واحتواء وحنيه مش عندك يا عظيم افندى، اظبط كدا واتظبط
, ضحك صالح ف أردف زين
, ولما انت بتاع بنات وصحوبية والحو دا ياصالح، اتجوزت ليه بدرى اصلا؟
, زفر صالح بضيق واشعل سيجارة ووضعها في فمه واردف.
,
, حوار قديم اوى كدا، مراتى بنت خالى واتيتمت وهي صغيرة واخواتها كتير وحوارات كدا
, فانا عملت نفسي الشجاع وروحت طلبتها من امها واتجوزنا وانا فالكلية. بس!
, مممم عشان كدا كنت بتخونها، مكنتش مقتنع بيها؟
, بص يا زين، الجوازات الل مبتجيش لمّا يدق القلب وتحس انك ملهوف تبقا مع الشخص دا. اعرف و**** انك هتخون سواء راجل ولا ست
, احس زين بالاختناق ب سعل قليلاً وارتشف رشفه ماء صغيرة ونهض من مكانه قائلا
, هتمشى شوية وراجع.
,
, ترجل زين للخارج تداعب خيالاته الذكرى الغير ممحيه
, عودة الى الماضى
, انا تعبان، ومش مبسوط ولا انتِ حتى مبسوطه
, اقتربت ناحيةزين تحملق بمقلتيه ناظره له والدموع على وشك ان تسقط لكن كبريائها يرفض ذلك
, فقالت
, انت تعبان! تعبان ف ايه؟ بتشتغل كويس. بتنام كويس. احسن واشطر واصغر حد يدير ويبقا مسؤل عن كيان بحاله! انت سابق كل شباب جيلك والل ادك.
,
, انت تعبان ف ايه واتحققلك كل حاجه من لاشيء! ومعاك ست حلوة، ست بتحبك وتحت امرك ف اى وقت
, ست راضيه بالفتافيت ومبتنطقش، ست شيفاك كل الدنيا والل فيها والل عليها، ست هي وما ملكت بين ايديك وملكك وعمرها م اشتكت
, وبعد كل دا انت تعبان. اومال انا. انا اكون ايه
, التفت زين ناحيتها ببطء تتحرك تفاحة ادم برقبته إثر ابتلاع ريقه، واردف لها بنبرة هادئه.
,
, وعشان كُل الل حكتيه دا انا مش مبسوط، وعلاقتنا بقت مريضة، محكوم علينا نفضل سوا عشان لازم، طب لازم عشان ايه مش عارف. ومش عارف لحد امتى ومش عايز اكمل
, وضعت كف يدها على صدرها تحاول تهدئه صوت دقات قلبها المرتفعه وكأنه يصيح وقالت.
,
, ازاى يا زين مش عارف عشان ايه تستمر علاقتنا؟ عشان العربيات والفلوس والمكانه والدنيا والسلطان والجاه الل حضرتك متنعم فيه، وبعد كل دا انت معملتش اي حاجة تخليني احاول عشانك، ومع ذلك كنت بحاول؛ بس الغريب ان انت اللي مشيت، مش انا، وانت دلوقت الل بتطلب نتفارق وانا موافقه. ,.
,
, انتبه زين من شروده حينما رن هاتفه ب اسم عيسي، ف ولج إلى الداخل ثانية محاول تناسى الماضى ونفض غبار الذكريات والتركيز فيما هو حاضر الآن فقط.
, لا تكن مهتماً كثيراً، فبعض القلوب لا تشعر!
, دونتها نورهان ب دفترها الخاص، ف دلف إلى القاعه الطلاب كى تبدأ ب اعطاءهم الدرس.
,
, لم يكن لدي نورهان الطاقه الكافيه لشرح درس، ف اكتفت ب أعطاءهم الدرجات لاعمال السنه مقدماً بناء على تقديمهم لفحص نصف العام التمهيدى لهذه المادة، واثناء تحدثها ب مكبر الصوت لاحظت تهامس اثنين من طالباتها وصوت ضحكاتهن خفيه فقامت ب استدعائهما في مكبر الصوت
, ممكن اعرف الضحك ليه؟
, نظرت الطالبة للاخرى واردفت بشئ من الميوعه والدلال وسط زملائها
, عادى يا دكتورة، هي افتكرت حاجه وقالتهالى وضحكنا سوا.
,
, كانت تردف الطالبة وهي تنظر إلى الورقه التي امامها ف لاحظت نورهان
, من فضلك هاتى الكشكول الل قصادك وتعالى
, انا
, اه ياريت
, هبطت الطالبة وييدها الدفتر، فتحته نورهان وبحثت بين طياته لتجد صفحه منهم مكتوب بها
, بين قوسين( مقرطسها وبيكلم اختها فارس دا نمرة)
, اشتعلت النيران بصدر نورهان ف حاولت التماسك واردفت
, طيب اتفضلى لمكانك
, بعد وقت مر من زمن المحاضرة، اخبرت نورهان الطلاب الدرجات بمكبر الصوت.
,
, واخذت في اعتبارها تلك الفتاتان فقامت ب اعطائهما درجات منخفضه س تؤدى الى رسوبهما حتماً، انزعج الاثنين وانتهى وقت المحاضرة، ف اقتربت الطالبتين من منصه جلوس نورهان واردفت واحدة منهم
, انا عاوزة اعرف ليه حضرتك عملتِ كدا؟!
, رفعت نورهان نظرها اليهما وقالت ب تشفى وصرامه
, عشان انا شايفه انك تستحقى كدا، انتِ وزميلتك
, ضغطت الفتاة على شفتها السفلى غيظاً واردفت
, صحيح، كُل ذى عاهه جبار!
,
, قالتها وانصرفت، وتركت نورهان تشعر ب حرقه القلب بمفردها!
, على رسائل الواتساب كانت روان تتحدث إلى فارس بعدما اعتادا الاثنين الحديث مدة طويلة على الرسائل لمدة ايام ف أصبح عادة مألوفة لديهما يومياً
, انا مش بعاكس
, يا انشتا بتعاكس وكدا موووش ينفع
, لاء فعلا مش بعاكس، انتِ قمر جدا ولما بشوفك بحس ان عاوز افضل باصصلك كدا ومعملش حاجه
, ارسلت ملصق خجل من حديثه ف تابع هو
, بتتكسفى يارونى؟
,
, ع فكرة انا ونورى نفس الشبه، هي بس بتقعد تقولى انتِ عاملة فروحك خوزعبلات وبتاع
, يعنى اكيد انت بتسرح ف وش نور زيى كدا
, لم يتم ارسال رسالة من فارس ردا عليها، انتظرته قليلا ثم اتت منه هذه
, نور انا مش عارف مالها، كتير بلاقيها ساكته وحزينه، مش فرحانه اننا قربنا واتخطبنا
, معلش يا انشتا، نورى كدا من يوم الحادثة اتحملها شوية عشان خاطرى.
,
, انا عارف ان اكيد الحادثة مأثرة فيها لان والدكم توفى فيها، طب ماهو كمان والدك وانتِ فرفوشة وقمراية اهو
, نورهان كانت معاه يا دكتور، وكمان الل حصلها بسبب الحادثة اثر عليها جدا خصوصا لما سابها خطيبها الل كان قبلك ف كله جه مع بعض بقت عاملة كدا
, قوليلى يا روان، هما سابوا بعض ليه
, ليه، هي مش قالتلك؟
, قالت كلام عابر، مفهمتش منه حاجه، انا اسمع ان كان بينهم قصة حب يعنى متنتهيش بسهولة كدا.
,
, لاء طبعا سهولة ايه هو جرحها وبهدلها ومصدقهاش ووقتها هي كانت منهارة من موت بابا، **** يسامحه من وقتها وهو طافيها كدا
, جرحها؟! هو حصل ايه يا روان
, بص هقولك، بس لما اوعى تبين لنور انك عرفت الا لما هي تقولك اشطا
, ثوانى هكلمك فون، وهبقى كلى معاكِ
, بس كان تعامله ذوق وقالى هتبقى تحت الاختبار 15يوم تدريب وبعدها اتعين
, كاانت تضع اميرة لمسات بسيطه امام المرآة من مساحيق التجميل واردفت وهي مبتسمه ابتسامتها الهادئة.
,
, طيب كويس يا نشوان، **** يسدد خطاكِ بقا هناك ويجعله وش الخير عليكِ
, تعجبت نشوان من اميرة ترتدى ملابسها وتهم بالرحيل ف سألتها
, انتِ خارجه؟
, اه
, هترجعى بدرى
, ابتسمت اميرة واردفت
, ليه بتسألى؟
, بصراحه بقيت احب استناكِ نقعد ونحكى ونتكلم واحكيلك كأنك مامتى الصغننه
, عاوزة لسه هحكيلك حجات حصلت فالشغل، اه والمخرج دا الل ودانى الشغل
, انا خدت رقمه من الHr وكلمته شكرته
, اه، الل كنتِ بتكلميه بحدة دا من شوية، ع كدا كنتِ بتشكريه!
,
, ضحكت بخفه اميرة ف ابتسمت نشوان واردفت
, ماهو انا بصراحه مبحبش تعامل الرجالة وبحب..
, نظرت اميرة الى ساعه اليد خاصتها فبادرت نشوان القول
, شكلى اخرتك، طب روحى ومستنياكِ اما ترجعى
, هو انا راسحه لبابي واحتمال ابات، بكره بقا يومنا طويل وهنحكى فيه كل الحكايات اوك
, ابتسمت نشوان بعدما هزت رأسها لها بالايجاب، رحلت اميرة بعدما استقلت سيارتها وفي اتجاة منزل والدها.
,
, وصلت ودلفت الى هناك، سلمت بحميميه على الخدم كلا منهم ب اسمه وشخصه
, هبط اليها والدها عانقته بشدة وغمرته احتضان عميق، اشتمت رائحته التي اشتاقت لها كثيراً
, قبلها هو في رأسها واردف
, وحشتينى يا اميرة بابي، اميرة السلطان
, انت اكتر يابابي، عامل ايه من غيرى بقا اعترف!
, تسللت الى انفها رائحته المميزة الخاصه، هو!
, هل هو هنا
, طرق صوت حذاءه أرضا خطوة خلف الاخرى ف اردف والدها ينظر ناحية خطوات القادم.
,
, انتو لو متفقين مش هتيجوا سوا كدا؟!
, اتسعت حدقه عين اميرة وامسكت القلادة تهتف في خفوت
, زين!
, ابتسم زين ونظر لها اشتياقا
, ازيك يا اميرة!
 
١٢

بِ بهو القصر الواسع، كانا يجلسان امام بعضهم وكأنها المرة الأولى التي تقع عين كل واحد منهم على الآخر! غُرباء يربطهم دماء واحد.
, عاملة ايه يا اميرة؟
, نظرت اميرة الى عيناه وتفاصيل ملامحه واردفت برقتها المعروفه
, انا بخير. الحمد**** وانت؟
, ابتلع زين ريقه فتحركت تفاحة ادم برقبته، تلك الحركه العشوائية التي تعشقها اميرة في صمت. زفر ببطء واردف
, انا كويس الحمد****، بشتغل وف وقت بسيط اثبتت مكانتى وكفائتى.
,
, ابتسمت اميرة ابتسامه جانبيه فهمها هو ف اكمل
, مش عشان اسم عيلتى، عشان زين خليل وبس
, طيب كويس، دى حاجه كويسة برضو. المهم انك مرتاح كدا
, وانتِ مش مرتاحه؟!
, هو انا قلت انى مش مرتاحه؟ بالعكس. خدت قرار صح وبتصرف تصرفات تريحنى ومتأذيش غيرى
, عملت حاجه صح ولو لمرة فحياتى!
, اتسعت حدقه عين زين متعجباً واردف لها
, معنى كدا عمرك م عملتِ حاجه صح فحياتك؟
, اومأات اميرة ب رأسها يميناً ويساراً قبل ان تنفرج شفتاها عن الإجابة واردفت.
,
, مش بالظبط، بس كنت جوا بيت ازاز بتفرج فيه على الدنيا وانا جوا، لا اعرف صوتهم ولا حركاتهم
, مجرد خيالات بتتحرك قصادى وخلاص. قررت اكون اميرة واعمل الل حابه اعمله بعيد عن سجنى الملكى 30سنة، زى م انت كنت شجاع وبقيت زين وبس مش زين السلطان ومحدش له الفضل عليك يا زين
, حتى عمك رشيد والل كانلك اب. اب روحى ادالك اهتمامه وعلمك يعنى ايه تقف على رجلك
, رفع زين احدى حاجبيه واردف لها
, تانى يا اميرة؟!
, انا مقولتش غير الحقيقة.
,
, أشار زين الى ذراعه المكشوف وتنتفض به عروقه الواضحه واردف بثقه
, دمى ددمم السلطان يا اميرة، عارف ان عمى له الفضل عليا ف كل شئ. بس انا هفضل ابن اخوه ودا حقى عليه، مفيش اى حاجه اخدتها زمان مكانتش من حقى
, عقدت اميرة ذراعيها امام صدرها واقبلت نحوه وهي ع مقعدها وقالت
, متأكد؟
, هنا شعر زين بالتوتر وبدا ذلك على وجهه حينما نهض من مكانه واردف لها بثباته المعروف.
,
, مبسوط ان شوفتك انهاردة يا اميرة، حتى لو كانت مش مقصودة ف انا شوفتك ودا المهم والحلو فالموضوع
, اقترب منها وهبط ب رأسه على رأسها كى يقبلها، ابتعدت هي واردفت
, مبقاش من حقك يا زين، فرصة سعيدة
, نهضت وتركته بمفرده ينظر ناحيتها وهي تصعد الدرج ولا تبالى بوجوده، أخذ المتبقى من شتات قلبه ورحل.
, خذها قاعدة طيلة حياتك، إختر من تَزرعهم في أَرض قلبك بدقة، لأن إختيار البذور أَسهل كثيراً من إِقتلاع الأًشجار!
,
, انا اول ما عرفت، جوزى قالى خدى اجازة انتِ ضغطك واطى وبتوقعى كتير ودا حمل ومش هتتحملى السفر كل شوية
, الف الف مبروك يا هبة، **** يتملك على خير
, هتوحشينا اوى فترة اجازتك دى، بس هترجعيلنا ب احلى نونو
, كانت تجلس هدير على مقربة من زميلاتها ب غرفه استراحة طاقم المضيفات، استمعت لكلماتهم وتهنئتهم لزميلتهم على حملها، شعرت ان روان كانت على حق وجودها وحيدة سيجعلها شخص مَنسى لا أحد يهتم ولا تواجدها يشكل فارق!
,
, قررت تكسر قاعدة كبريائها. شيئا ف شيئا ان اردنا ان نقوم بشرح الأمر، هي تعر ب ان الامر ثقيل عليها
, تخاف الاختلاط، تخشى التخاذل. تخشى الكسرة!
, ولكن عليها المحاولة على اى حال، نهضت من مكانها وذهبت ناحية زميلاتها تتصنع الابتسام بالكاد لهم واردفت
, مبروك ياهبة
, تعجب الجميع منها، هل هذه هدير، همت زميلتها بالرد عليها
, **** يبارك فيكِ ي هدير
, شدقت احداهن فمها وقالت ساخره
, عقبالك، بس اما تتجوزى الاول. دا لو يعنى.
,
, ضحكت وغمزت الى الاخريات، ف رأتها هدير ف اردفت لها
, لو عالجواز الرجالة على قفا مين يشيل، الخمسه منهم ب تلاته جنيه. المهم اختيار الشخص المناسب
, والصح
, التوت شفتى زميلتها واردفت
, ايه الحكمه دى ياهدير، قولى كمان ايه العقل دا كله
, ابتسمت هدير لها واردفت بثقه وكأنها لا تنتبه الى طريقة سخريتها هذه
, مش عقل، هي حسبه صح ولاتحبي ان نترص كلنا جمب بعض بخوازيقنا كدا. ماهو دا اختيار غلط.
,
, كل الل فالدماغ فرح وزيطه وفستان وسيشن وهعمل هونى مون فالحته فالفلانية وبتاع، وبس كدا
, فين الجواز والمسؤوليه والكتف الل اخترت اتسند عليه يفضل معايا للآخر ميخذلنيش ميقلش بيا ويتجوز عليا لما واحدة غيرى تحلى فعينه! يبقى طالما مفيش جوازات ناجحه وناس صح نقعد سينجل.
,
, تعجبن الفتيات من حديثها، من داخلهن يعترفن انها على صواب ولكن لا تتفوه ألسنتهم بشئ، اما عن صالح كان يمر خارجاً او بالاحرى اصبح يتتبع خطواتها من بعيد
, سمع حديثها وكل ما دار بينها ويين زميلاتها، ظل مكانه يقف خارجا حتى خرجت ف رأته وتصنعت عدم رؤيته ومضت ف لحقها هو وهو يردف
, **** **** عالدُرر يابنتى، حكيمه من يومك. دا انجليزى دا يامُرسى؟
, لم تجبه، ف اوقفها حينما امسك بذراعها ف بدا على وجهها الغضب واردفت.
,
, سيب ايدى
, نفضت ذراعها عنه
, مش مسمحولك لا انت ولا غيرك تلمسنى بسهولة كدا
, اعمل ايه! بكلمك مش بتردى عليا
, وارد عليك ليه، تطلع ايه انت
, حبيب قلبك
, امتعض وجه هدير واردفت ساخره
, بس يابابا، بس ياشاطر روح العب بعيد
, تركته وسارت امامه ف اردف هو
, مش انا الل قولت انتِ الل قولتِ. قولتيلى لما خرجنا نتعشى اكمل!
, توقفت هدير واقبلت نحوه والشرر يتطاير من عيناها وقالت
, اسمع يابشمهندس بتاع انت، كلمتين بغبائى قولتهم وكان فيه وخلص.
,
, هتقرفنى هقرفك ونشوف مين فينا نفسه اطول
, ابتسم صالح واردف بنبرة صوت هادئة
, طيب انا عارف انى غلطت فحقك، وبقالى كتير عاوز اجى اعتذر وبصراحه خايف من الطوب بتاعك
, واتشجعت وجيت، انا شاطر؟
, ابتسم ابتسامه عريضه لها تكشف عن استفزازه لها ف اردفت هي تطرق بحذائها ارضا عدة مرات
, دى حركه جديدة بقا، متفق مع مين المرة دى تفرجه عليّا وانت بتكسرنى وبتبهدلنى وبتمثل انك ندمان ف انا اصدق والقط الطُعم من جديد.
,
, عبس صالح بوجهه واردف بنبرة صادقه
, انا مش وحش اوى كدا يا هدير
, اتسعت حدقه عين هدير، واردفت متعجبة
, لاء انت اوحش من كدا ياصالح، وبُص مش عاوزاك تعدل من نفسك، لأن الل زيك هيفضل كدا لحد م يصحى من نومه فيوم يلاقى نفسه لوحده حتى هدومه الل عليه مش طايقاه
, ياستى بعتذرلك و****، عارف ان كنت غبي بس انتِ عليكِ تناكه محدش يستحملها
, مطلبتش منك تستحمل تناكتى، محدش طلب منك دا. سيادتك تطوعت تكسر مناخيرى بمناسبة ايه.
,
, مين اداك الحق، جبت الجبروت دا منين، عشان بعامل اى حد معاملة زباله عشان ميقربش منى وانت الوحيد الل هديت طريقتى معاه، ياسلام! اما منطق الانسان دا منطق غريب جدا
, ييجى ع الل يحبه ويبهدله، ويعشق تراب الل يساوى وشه باسفلت الطريق!
, خلصتِ كلامك؟
, انا اصلا واقفه بكلمك ليه، انا مش شيفاك أساساً
, تركته ف اردف هو بصوت عالِ
, اوقات كتير بقول لنفسى انا كنت مالى ب كل دا، بس شكلى كدا فيه حاجه حصلت غصب عنى.
,
, والحاجه دى الل بِتلح عليا كل م اشوفك اعتذرلك
, واقولك مقصدش ياهدييير
, قالها وهو يصنع مكبر صوت امام فمه بيده، القت هدير نظره خلفها عليه واردفت بكبريائها
, قبل م تنطق اسمى بعد كدا بالسهولة دى اعرف انك هتاخد قلم منى اعنف من الل قبله لحد م تبطل تقوله
, وتبعد عن وشى نهائى
, تركته ورحلت ففاجئها هو برساله قادمه منه على هاتفها مدون بها
, وكأن اقلامك الل بتنزلى بيها ع وشى كل مرة بتقولى اتعلق بيها اكتر!
,
, رأتها وابتسمت واكملت طريقها ترفع انفها بطرف اصبعها بكبرياء.
, بعفوية فتحت هدير باب غرفه روان وهي تصيح بصوتها الجهورى
, روووونى انا قررت اشترى عربية محندقه وافك كيسي وانتِ تيجى معايااا ننقيهاااا
, نظر كلا من نورهان وروان إليها فوقفت فاغرة فمها، ف تابعت نورهان الى روان
, انا عاوزة تفهمينى ليه عملتِ كدا؟
, طرقت روان كفاً ب كف واردفت
, نور متتجننيش عليا، فارس خطيبك وكان كدا كدا هيعرف.
,
, يعرف منى انا وفالوقت الل انا حابة اقول فيه او ومقولش انا حره، لكن انتِ تقولى ليه؟
, نورهان انتِ عاملة قضية من مفيش، كان مسيره يعرف وسؤال عادى وانتِ مجاوبتيش عليه
, صرخت نورهان في وجه روان بحدة
, انا عاوزة اعرف احنا اخوات ازااااى، اخوات وتوأم واحنا ابعد من السما للارض عن بعض
, قولتِ لفارس ايه، وقولتِ للبنات فالكلية ايه حكيالهم ايه عن تفاصيل حياتى
, وحكيالهم ايه عن علاقتك ب خطيبي يا روان، اتكلمى.
,
, استهدوا ب**** فيه ايه يا نهار اسود
, قالتها هدير تحاول تهدئتهم، ف اردفت روان
, قولت ان انا وفارس صحاب وبنسهر نتكلم طول الليل عادى. وسألونى عن ايه الل حصلك فالحادثة وقولت واظن دى حاجه مسيرها فيوم تتعرف
, مين ادالك الحق يا روان
, انتِ عامله فيلم ليه، هقولهالك تانى كان مسيره هيعرف دى حاجه زى الشمس وكل الناس هتعرف بطلى اسلوبك انتِ المستفز دا الل بيطفش الناس منك
, وكل مرة تبوظ علاقاتك بسبب غبائك وسكوتك واكتئابك.
,
, هنا صفعت نورهان من دون شعور منها وجه روان بقوة حتى صرخت ب صوت عال فقامت هدير ب احتضانها وهرولت نشوان تترجل من غرفتها اليهم مذعورة تتسائل
, فيه ايه يابنات؟ ايه الل حصل
, كانت تبكى روان ب احضان هدير واردفت بصوت متهدج
, بتضربينى يا نور، بتضربينى
, ضربتيها ليه يانورهان بس، دا انتو اخوات حتى
, قالتها نشوان وعينا نورهان مصوبة ناحية روان بحدة واردفت وانفاسها تصعد وتهبط.
,
, اكتشفت اننا مش اخوات يا نشوان. احنا اتنين اغراب عن بعض والاغراب احن
, قذفت نورهان بخاتم خطبتها ف وجه شقيقتها واردفت بحزن
, اتفضلى ياستى اديهاله، مش انتو اصحاب؟
, وحضرته اما واجهنى قالى ادينى فرصه افكر، لا ميفكرش لانى واخدة القرار من زمان
, ترجلت نورهان خارج غرفه روان تمسح دمعاتها وتبعتها نشوان تهدأ من روعها، بينما كانت تحترق روان في احضان هدير.
,
, جلست نورهان الى فراشها شاردة تبكى ف وقفت نشوان على باب غرفتها وقالت
, متأكدة من قرارك دا يا نور؟
, رفعت نورهان نظرها الى نشوان وبداخلها يتمتم ب أن أسوأ ما قد يحدُث للمرء
, أن ينكسر من المكان الذي آمن به!
, و بعد ايام..
, طرقتين على الباب ومن ثم اردف زين بصوته
, ادخل
, ولجت نشوان مبتسمه ب رقة ووقفت امام مكتبه واردفت
, حضرتك طلبتنى يامستر زين
, ايوة، اقعدى يا نشوان.
,
, جلست ف اوقف هو ماكان يفعل على حاسوبه واصبح يعيرها اهتماما واردف لها
, فيه شُكر في جهودك من رئيسك فالقسم ودى حاجه مخليه المسؤلين فالشركه مبسوطين منك
, ابتسمت نشوان بفرحه واخذت تعدل من هندام وشاحها واردفت
, يارب دايما عند حسن ظنكم يامستر
, فيه تارجت عشانك، رغم ان دا مبيحصلش الا بعد مدة من الشغل بس انتِ السبب اننا نخلف القاعدة معاكِ
, تبسما الاثنين وصمتا قليلا ف تابع زين.
,
, انا حابب انك تفضلى بنفس الهمه والنشاط الل انتِ عليهم دول، عشان مكانتك هنا تزيد ومين عارف مش يمكن ييجى يوم وتقعدى مكانى
, ضحكت نشوان واردفت بخفوت صوت
, **** يكرم حضرتك بكل خير دا من ذوقك
, لاء دا من شغلك انتِ، تقدرى تتفضلى
, نهضت نشوان من مكانها ف اردف اليها زين
, اه صحيح، متشكر جدا للجاتوه وكل سنة والبنوتة طيبة
, ابتسمت نشوان وقالت باسلوب مهذب
, وحضرتك طيب
, انا متخيلتش انك متجوزة ومخلفه يانشوان، اسف ميبانش عليكِ.
,
, خجلت نشوان من تدخله في تفاصيل حياتها الشخصية ولكتها اجابت على كل حال
, حضرتك انا ارملة، جوزى **** يرحمه وماريا دى الحاجه الحلوة الل سابهالى
, عن إذن حضرتك
, ترجلت للخارج واغلقت الباب خلفها، بينما كان ينظر زين ناحية الباب وبفمه القلم ومن ثم تركه وفتح حاسوبة ثانية ليتابع عمله.
, طالما واصلة للسن دا وعايشة وحدها ومش مصاحبه يبقى البت دى يمين صح؟!
,
, تأفف عيسى من صالح ومهاتفته ونقل الهاتف على اذنه الاخرى بطريقة مضحكه واردف
, ايوة ياعم يمين، حاسب بقا وانت داخل
, يعنى كلامك صح يا جحش والبت فعلا بتحبنى بس انا الل غبي
, ايوة انت غبي يا طور يا اكبر اخواتك
, طب م تقول ياعيسوى اظبطها ازاى طالما انت حبيب قديم ومدوب قلوب العذارى كدا
, اعتدل عيسي في جلسته واردف
, هى عذراء واحدة الل كنت مدوبها واتلم، ماشى هقولك بس قولى ناوى ع ايه معاها.
,
, بصراحه هموت ونتصاحب البت طلقه ياصاحبي طلقه
, دلف زين إلى الغرفه ينظر ناحية عيسي وهو يقوم بتنشيف ذراعيه بالمنشفه ويتهيأ للصلاة، فتابع عيسي حديثه
, طلقة بين عينك قادر يا كريم، ياض انت بتفهم منين من حواجبك م قولنا بتحبك يعنى مش بتاعت نقضيها يابيبي
, ايش عرفك بس
, عرفنى القفيان الل نازلة ع قفاك منها يا وحيد زمانك
, ممم يعنى معندكش حل
, واد ياصالح انت عاوز تقرب عشان حسيت بيها ولا عشان الجو الرخيص بتاعك تصاحب وتتزفت.
,
, بصراحه! من دا على دا
, امشى ياض اقفل، اقفل قفلتنى من الحياة روح يارب كل م تحاول تكلمها تديك بالبوكس فعينك تمشى تسحبك بعين واحدة
, اغلق عيسي الهاتف واعاد تشغيل الاغنية التي كانت مشغله قبل مهاتفه صالح
, يانهار الشوووق على اجمل ناس، احساس الحب اهو جمعنا
, امسك عيسي هاتفه وفتح الواتساب وفتح ايقونه اسم نشوان امامه
, التوت شفتيه حينما رأى انها تضع آية قرآنية ولست صورتها ومن ثم تذكر ف استغفر **** بداخله.
,
, وحدث نفسه ايرسل لها شيئاً ام لا، بعد مدة من التفكير لم تدم طويلاً
, قرر ان يرسل لها فكتب
, السلام عليكم ورحمه ****، استاذة نشوان عاملة ايه واخبار الشغل معاكِ؟
, ظهر علامتين الاستقبال عض على شفتيه ينتظر ان تتحول الوان العلامتين من البنيتين الى الزرقاء
, انتظر وانتظر ومن ثم زفر ففتح موقع آخر يلهيه عن انتظاره إياها، كان انتهى زين من صلاته
, انا مش بصلى يابنى، وفاتح اغانى
, انتبه عيسي فاغلق الاغنية
, معلش و**** آسف.
,
, بتقفلها بعد م خلصت ****
, قالها وهو يضحك فنهض يجلس بجانبه في الفراش واردف اليه
, مالك ياعيسوى ايه مخليك مشتت ومش مركز كدا
, مفيش يا زووز هيكون مالى
, ماااشى ياعم براحتك
, ترجل زين ناحية الشرفه ومن ثم دلف الى عيسي ثانية
, ع فكرة بقا انت بتخُم وانا زعلان منك
, انتبه عيسي ونهض واردف له
, منى انا؟ ليه
, عشان قولتلى من يومها احكيلى واحكيلك مالى، وانا حكيت وانت مقولتش
, ضحك عيسي واقبل نحو زين وهو يقول.
,
, ياعم فكك منى، قولى عملت ايه لما روحت. عمك استقبلك كويس
, اومأ زين ب رأسه إيجابا
, اومال ليه من ساعتها حاسس انها مكانتش زيارة حلوة
, كانت هناك ياعيسى!
, اوبااااااااز، لا استنى هروح اجيب ربع اللب الل اشتريته وجايلك
, دلف عيسي ف اضاء هاتفه إشعار بوجود رسالة ف امسك به واذ بها من نشوان مكتوب بها
, وعليكم السلام ورحمه **** استاذ عيسي، انا تمام الحمد****
, مشكور سؤالك عنى والشغل تمام. متشكرة جدا.
,
, بس معذرة مينفعش حضرتك تبعتلى فوقت متأخر كدا
, كاد يقفز من فرحته ولكن حينما قرأ آخر سطر وقف مكانه يلتوى بشفتيه بعدم فهم، سمع صوت زين يناديه
, انت يابنى روحت فين؟
, ايه يا زين
, مش هتجيب اللب بتاعك وجاى. قالها وهو يضحك ف اردف عيسي اليه متسائل
, لب ايه؟
, لاااا الل واخد عقلك، مالك ياعيسوى
, ثوانى يا زووز
, بعث عيسي رسالة إليها قائلا
, انا اسف و**** كنت بسأل عادى. **** يوفقك واسف كمان مرة.
,
, رأتها ولم تجيب فعلم انها نهاية المحادثه معها، ذهب يجلب التسالى الى زين كى يحدثه عن آخر مغامراته في بيت عمه. اما عن عيسي ف بداخله حيرة والى متى؟!
, احدهم كان ينظر هنا وهناك خارج البوابة الحديدية، ينظر الى العنوان المدون بالورقة
, رأته اميرة وهي تسقى الزرع ب حديقتها الصغيرة ف اقبلت نحوه وسألته
, ايوة؟ حضرتك واقف بتسأل عن حاجه؟
, معلش بس دا قصر الاميرة الل فيه المغتربات؟
, ايوة، بتسأل عن حد.
,
, تنحنح مهدى وعدل هندامه واردف
, نشوان عبدالقادر. موجودة هنا؟!
 
١٣

احدهم كان ينظر هنا وهناك خارج البوابة الحديدية، ينظر الى العنوان المدون بالورقة
, رأته اميرة وهي تسقى الزرع ب حديقتها الصغيرة ف اقبلت نحوه وسألته
, ايوة؟ حضرتك واقف بتسأل عن حاجه؟
, معلش بس دا قصر الاميرة الل فيه المغتربات؟
, ايوة، بتسأل عن حد
, تنحنح مهدى وعدل هندامه واردف
, نشوان عبدالقادر. موجودة هنا؟!
, تعجبت اميرة واجابته
, ايوة، مين حضرتك؟
, طب هي موجودة دلوقت؟
, ابتسمت اميرة بجزء من الصبر واردفت.
,
, اعتقد سألت حضرتك سؤال، مين؟
, تلعثم مهدى ونظر إلى هيئته التي عمل على تنسيقها قدر الإمكان كى لايحرج نشوان في مكان سكنها الجديد. فى ظل هذه الثوان المعدودة شَكت اميرة في امره ف اردفت إليه
, طيب طالما مش عاوز تقول مين حضرتك، اتفضل من قدام البوابة دلوقتي حالا قبل م اتصل بشركة الأمن وو
, قاطعها مهدى مدافعاً عن نفسه
, انا و**** ابن عمتها، اخو جوزها **** يرحمه. وعم ماريا بنتها
, رفعت اميرة احدى حاجبيها وقالت.
,
, ممكن اشوف بطاقتك؟
, اخذ يبحث مهدى عن بطاقتة الشخصية بعشوائية حتى عثر عليها واعطاها إياها، القت نظرة اميرة على الاسم ومحل الاقامه ومن ثم قالت
, طيب دقيقه واحدة، خليك هنا
, ترجلت اميرة الى الداخل، وامسكت بهاتفها تتصل ب نشوان. انه الصباح وبالتأكيد ذهابها الى العمل في هذا الوقت المبكر.
, على الجهة الاخرى
, كان
, صوت زين عالياً وهو يسيربالممر ويتحدث الى الموظفون
, الايميل متبعتش ليه لحد دلوقت، الكسل دا انا مش بحبه.
,
, اردفت احداهن اليه مرتبكه
, حضرتك بعد م ادتنا كونفيرم رجع مستر كريم وقال لاء فمتبعتش
, بدا على وجه الزين التعصب والضيق وقال
, انا هنا لما بقول على حاجه مفيش حد يدى اوردر بعدى، مفهوم
, اوك يا مستر هيتبعت حالا
, تابع زين سيره وهو يشير الى احدهم عبر زجاج المكتب
, تعالا عالمكتب يا ياسر عاوزك
, نهض الموظف وهو يردف
, حاضر يامستر زين (تمتم في سريرته) ماله مزعبب انهاردة كدا ليه **** يستر.
,
, بينما زين كان يسير ذاهباً نحو مكتبه، كانت نشوان عائدة اثر صوت هاتفها تترجل نحوه ف اصطدم بها زين ف اردف
, اسف يا نشوان
, سار ثانية على عجلة من امره دون ان يستمع ردها، ف ابتسمت هي واردفت بصوت خفيض
, حضرتك دايما مستعجل كدا مش جديد
, رجع زين خطوتين بظهره واردف اليها بنبرة حاسمه
, قولتِ ايه دلوقت؟
, تلعثمت نشوان ف اردفت
, حضرتك خبطتنى قبل كدا فالشارع وكنت مستعجل برضو.
,
, عقد زين حاجبيه إليها لم ينتبه للأمر ولم يتذكر فتابعت نشوان
, واضح ان حضرتك مش فاكر، مش مهم حصل خير وقتها بعد اذنك
, هنا تذكر زين ف ابتسم واردف
, ااااه افتكرت، مُتخيله حتى لما جيتى الشغل كنت حاسس ان شوفتك بس معرفش فين
, كانت تنظر نشوان طيلة الوقت خجلاً الى الارض واردفت
, كان **** في عون حضرتك اكيد من المسؤليات
, حك زين بجبهة رأسه وعلى وجهه الابتسامه وهو يقول
, وقتها زعقتِ وشوحتِ وخليتى الناس تفتكر انى بعاكسك.
,
, خجلت نشوان، تريد الانصراف ولكنه هو يتابع حديثه فحسم الامر صوت الموظف الذي استدعاه الى مكتبه يقول
, مستر زين انا جاهز
, انتبه زين اليه واردف
, اه تعالا، نشوان على مكتبك
, انا كنت رايحه حضرتك، عن اذنك
, على الجهة الاخرى عند اميرة
, ماتردى يا نشوان، ايه مش شايفه الفون.
,
, تضغط اميرة زر الاتصال مرة اخرى وعيناها مصوبه نحو ذلك الشخص الغريب الذي ينظر يميناً ويسارا وهنا وهناك على المكان والمارة كأنه يخشى شيئاً او في عجلة من امره، او ينتظر!
, عند نشوان
, امسكت هاتفها وتعجبت من كم الاتصالات المنهاله عليها من قبل اميرة
, اميرة! فيه ايه حد كلمها من حضانه ماريا ولا ايه؟
, ضغطت نشوان زر الاستجابة
, السلام عليكم، ايوا يا اميرة
, ايه يا نشوان فينك كل دا
, معلش كان بيكلمنى المدير، خير فيه حاجه.
,
, فيه شخص مريب كدا، واقف بيسأل عنك وادانى بطاقته اسمه مهدى جابر وبيقول ابن عمتك
, التوت شفتى نشوان وخبطت على جبهتها ضيقاً واردفت إليها
, ايوة يا اميرة دا اخو مجدى **** يرحمه. عرف مكانى ازاى دا
, طيب لو تقدرى تستأذنى تيجى تشوفى عاوز ايه عشان وقفته دى مش مريحانى
, زفرت نشوان بحرارة غاضبه وقالت
, طيب هحاول
, وبمسافه من الوقت، كانت نشوان على عتبات سكنها قصر الاميرة
, جاى ليه يامهدى؟
,
, نظر لها اشتياقاً واردف بطريقة حديثه المعهودة
, طب مش هتقولى اتفضل يامرات اخويا
, اتفضل
, استقبلته على منضدة موجودة بالحديقه الصغيرة، وجلست امامه تستمعه
, عمتى فيه حاجه؟ ولا جوز عمتى. م تتكلم جيت ليه وعرفت مكانى منين
, اهو عرفته وخلاص
, بنفاذ صبر منها قالت
, م تخلص وتتكلم وبلاش جو الغازك دا، عرفت منين؟
, خلع مهدى القبعه التي كان يرتديها على رأسه وحك بها طويلا فقالت نشوان وهي تتلفت حولها.
,
, البس الكاب تانى، انا مش ناقصه فضايح واخلص عشان مستأذنه من شغلى وراجعه ولا دا كمان هتعمللى فيه مشكله ويفصلونى منه زى عادتك
, ضحك مهدى بسخرية واردف
, سبحان ****، مستعرية منى ومن شكل راسي، ماهو الحرق الل فنص شعرى دا انتِ السبب فيه يا مدام
, ولا مش فاكرة
, مش كل م تشوف وشى تفكرنى بحجات ليك، ياسيدى انا مش عاوزة افتكر.
,
, بس انا فاكر، فاكر اوى يا نشوان عشان دا الل عايش عليه. ابويا كاوانى ف راسي بالنار اما مسكت البت الل ضايقتك فالمدرسة وضربتها وكسرتلها دراعها بعدما قالتلك يا فقيرة ياجعانه وانتِ بتبصى عليها وهي بتاكل سندوتشاتها..
, شرد واسترسل بذكرياته وعيناه دامعتان.
,
, يومها رجعتِ معيطه ودفنتِ وشك فمخدتك ومش عاوزة تاكلى ولا تكلمى حد، امى وابويا ومجدى اتحايلوا عليكِ تتكلمى وانتِ مفيش، حكتيلى انا، حكتيلى انا يا نشوان عشان عارفه انى سندك وانى مبيرضنيش ابدا تتأذى، استنتها راجعه من برة وكسرت عضمها ضرب وقولتلها الا نشوان.
,
, ابوها جه واشتكى ابويا فمحضر عشان البت اتجبست، وابويا اتحبس وبعد محايلات اتنازلوا وجه نزل عليا ضرب وكاوانى بالنار وحت دى فدماغى، من يومها وهي شكلها عرة زى م انتِ شايفه كدا. ومبيطلعش فيها شعر وانا جيت مخبيها عشان متستعريش منى قدام الناس الهاى لايف الل قاعدة وسطهم.
, بللت نشوان شفتيها واردفت
, مهدى، ابوس ايدك ورحمه اخوك، تسيبنى فحالى. عاوزة اربي بنتى واعملها مستقبل كويس.
,
, عاوزة اعيش فحالى، هحلفك ياسيدى باغلى م عندك تسيبنى فحالى انا عمرى م اذيتك عشان اذيتك دى ليا كل شوية
, عمرك م اذتينى!
, قالها ساخرا وقد لاحت العبرات بمقلتيه تأبي الهبوط على وجنتيه، ف اكملت نشوان
, طب جاى انهاردة عاوز ايه، وعرفت مكانى منين
, عرفته من امى، قالتلى نشوان راحت بيت مغتربات عرفته من النت اسمه مكتوب فورقه وخدتها وبحثت عالنت وعرفته يانشوان خلاص
, طيب ياسيدى اديك عرفت، ممكن دلوقت تروح عشان ارجع لاكل عيشي.
,
, نظر لها نظره عميقه مصوبه الى مقلتيها، واردف بعد تنهيدة طويلة
, انا جيت عشان عيد ميلادك كان امبارح، بعد ماريا ع طول وجبتلك دى
, علبه بها خاتم من الذهب صغير الحجم والوزن، من الواضح انه مُستعمل ليس بجديد
, رأته نشوان وتعجبت واردفت إليه
, ايه دا؟ جبته منين؟
, ابتسم مهدى واردف
, دا مخلص حق بينى وبين واحد، بتاع مراته وكان ليا فلوس عنده فجبهولى، شيلته عشانك.
,
, مانا كل سنه عارف عيد ميلادك وبجبلك فيه هدايا من وانتِ ع ذمة مجدى بس انتِ مبترضيش تاخديها
, مبرضاش اخدها عشان سارقها يا مهدى
, وزمان مكتتش بسرق عشانك وكنتِ بتاخدى
, اهو كبرت وعرفت الصح من الغلط والحلال من الحرام
, وانا اكبر معنى للحرام فحياتك صح
, قالها بشئ من الاسي، ف اشاحت بنظرها بعيداً ف اكمل هو.
,
, مش هعطلك اكتر من كدا، عارف ان وجودى تقيل على قلبك ويمكن خايفه ل حد يشوفنى فمكانك الاجا دا وتتكسفى منى، مع انى و**** لبست انضف حاجه عندى وخليت عمتك تغسلهولى اربع مرات وكويته عند الواد حمص
, هنا ضحكت نشوان على عفويته فضحك هو امامها حينما رآها تضحك هكذا واردف
, هقولك كلام زى الل بتقريه عالنت بس دا من قلبي والمصحف الشريف، اما بتضحكِ يانشوان قلبي بيرقص
, بحس ان لسه فيه حاجه جواكِ قابلانى.
,
, اغلقت نشوان فمها ثانية واردفت إليه
, طيب ممكن بقا تمشى؟ وبعد اذنك متجيش هنا تانى. بلاش عشانى ولاعشان مجدى عشان ماريا
, اخرج من جيب بنطاله ميداليه يتدلى منها شكل دب صغير مصنوع من البلاستيك ممسكاً بحرف ال م باللغه الانجليزية واعطاها إياه قائلا
, دا عشان ماريا، و**** م سارقه دا من فلوسي
, ابتسمت واخذته واردفت
, جايبه بحرف M عشان ماريا ولا مهدى؟
, ابتسم بخذلان واردف.
,
, عشان ماريا، الا لو عشان مهدى هترميه فالزباله اول م مشى من هنا
, لاياسيدى مش هرميه انت حلفت انه مش مسروق. اما اجبها من الحضانه هديهولها
, بقت تروح حضانه!
, قالها بفرحه ف اردفت نشوان
, عشان كدا بقولك سيبنا فحالنا، و**** احنا كويسين كدا وانا م صدقت الدنيا تبطل تدينى اقلام ع وشى
, صمت مهدى ونهض
, هقوم امشى عشان الكيف حبك وانتِ مقعدانى ادب من بدرى وعاوز اشرب سيجارة، بس ع فكرة موعدكيش يا نشوان ان اسيبك فحالك.
,
, عبست نشوان وأكمل هو
, اصله ازاى يعنى، طلب صعب كأنك بتقولى بطل الل بتشربه والادمان الل انت فيه، وانتِ زى الكيف كدا يانشوان عندى، إدمااان، سلام
, ترجل مهدى نحو الخارج وانصرف وتركها تنظر ناحيته وهي تتمتم بداخلها
, يارب اكفينى شره وابعده عن طريقى انا وبنتى.
, كان يجلس صالح يحتسى قهوته وعلى عين غرة اتت له قبله حانيه على احد وجنتيه فنظر ناحيتها ل يجدها هدير
, هدير!
, سحبت هي مقعد بجانبه واردفت
, وحشتنى!
,
, دا بجد! انتِ سامحتينى ومش زعلانه منى خلاص
, نظرت له بعيناها الخضراء الساحره واردفت
, بقولك وحشتنى ياصالح
, رفرف قلبه فرحاً وامسك يدها وطبع قبلات متفرقه على اصابعها وهو يردف
, انتِ عارفه انى بقيت اجيب صورك عالفيس بوك واتفرج عليها، واتابع الل بتكتبيه وردودك عالناس، حتى عالانستا كل حاجه، فيديوهاتك عالتيك توك حفظتها. معرفش عملتِ فيا ايه ياهدير.
,
, انسابت خصله اماميه من خصلات شعرها البنيه اللون كلون القهوة الممتزجه بالحليب على وجهها ف ابعدتها هي باصابعها الرقيقه واردفت بصوت هادئ ليس من عادتها
, يعنى فعلا انا مش زى الل فاتوا فحياتك، مش هتلعب بيا شوية وترمينى
, انا بحبك بجد ياصالح. بحبك وعمرى م عملتها ولا حبيت ولافتحت باب قلبي لحد. ارجوك حافظ عليه
, هنا تلعثم صالح واردف
, بصّى بصراحه، انا عاوز نحب فبعض كدا شوية ونخرج ونتفسح ونتصاحب
, عبست هدير.
,
, ولمّا تزهق منى تسيبنى!
, مش بالظبط ياحبيبتي، بس **** ميجبش زهق ان شاء **** انتِ هتفرفشينى انا عارف
, هنا جاءت صفعه على وجه صالح بقوة لينظر فيرى عيسي هو من أعطاه هذه الصفعه وقام بنعته قائلا
, غبي غبي، ياحمااااار!
, نهض صالح من نومه يلتقط انفاسه ويتحسس وجنته إثر الصفعه ويردد
, **** يخربيت اهلك ياعيسي، يخربيت اهلك لو عندك اهل لسه كنت بظبط الموزة
, تناول علبه سجائره من جانبه واردف وهو يشعل واحدة منها.
,
, حلم حلو اوى، وجه عيسي قفلهولى ابن الحمار، عيسي وهدير فنفس الحلم
, ضحك قليلا
, **** يستر.
, فى نفس التوقيت كانت هدير بالقرب من مكتب مهندسي المطار تنظر نحوه تبحث عنه بعيناها، فكانت على مقربه تستمع الى حديث زملاءه من دون ان يراها احد
, صالح مجاش، مع ان معندوش اجازات
, فككم صالح دا بيعمل الل فدماغه وبس
, و**** جدع، احسن من القرف والالتزمات الل احنا فيها
, بس فيه حاجه معاه اليومين دول مش مظبوطه، بيفكر فحاجه شغلاه حاجه.
,
, استنى استنى، فاكر الواد رامى لما كان بيتريق ع مشية الموناليزا هدير وبيقول بتمشى زى البطة العارجه
, اه وساعتها صالح زعق وقال ملكمش دعوة بيها وبتاع وكان حامى حمى الديارساعتها مع ان زمان كان يتريق عليها معانا
, سمعتهم من الخارج هدير وتمتمت وهي تكظم غيظها
, انا بمشى زى البطه العارجه يا مهندسين مبانى دور المسنين ان ش**** يرزقكم بمترو سواقه عنده ذبحه مُسبقه يدهسكم، صالحوتشى قلبي بيدافع عنى حبيبي
, ومن ثم تذكرت.
,
, كان بيتريق عليا معاهم، طب ان شاء **** تنشك فنواضرك يابائع الخيار البايظ
, من داخل غرفة مكتبهم
, حد يتصل بيه يشوف مجاش ليه
, فكك بكرة ييجى ولا بليل نتقابل، محدش بقا عارفله حال اليومين دول دنيته مشقلبه وشكل فيه حاجه شاغلاه
, يبقى بيحب
, لاصالح ميحبش، صالح طير يقف على كل ورده شوية لكن ميقطفش
, ولو طلع بيحب؟!
, رهان ع 500جنيه
, اشطا وانا موافق، بيحب ودايب ومتنيل كمان وحد هنا فالمطار!
, هنا ابتسمت هدير وتمتمت الى نفسها.
,
, بيحبنى انا اكيد، انا هعمل مهرجان مهرجان وخلاص هنسى الل كان مهما كان وحكايتى معاك كان ياما كان
, رحلت تتراقص بخفه دون ان يلاحظها احد بعدما سمعت شهادة من زملاء عمله انه قد يكون مشغولاً، مُحباً او ربما عاشق!
, هناك أشياء تنتهي فجأة مثلما بدأت، لكن كل مايحدث في المنتصف يبقى مستمراً إلى الأبد. ،.
,
, صوت رنين جرس باب منزل عيسي، نهض عيسي من مكانه واغلق حاسوبه وفتح الباب واذ بمطربة شابة اصبحت معروفه فالاونة الاخيرة على الساحه الفنية تقف امامه
, المخرج عيسي العشماوي مش كدا؟
, تهللت اسارير عيسي واستطاع قراءه ما وراء السطور من قبل ان تكتب واردف
, ايوة انا يافندم
, انا.
, ميران، المطربة المعروفه وهل يخفى القمر
, ابتسمت المطربة واردفت
, طب كويس انك عارفنى، مش هتقولى اتفضلى؟
, انتبه عيسي واردف
, انا اسف اتفضلى.
,
, بعد دخولها الى المنزل، اعد لها عيسي فنجان من القهوة الفاخرة التركية. وجلس معها
, ابلغته في عجالة انها تريد التعاون معه بشأن عمل لها سُيطرح قريبا بالاسواق فيديو كليب وانها رأت أعماله السابقة وشعرت برغم انه مازال يَشق اسمه بصعوبة بصخر الفن والشهرة، الا إنه استطاع ان تكون له بصمته الخاصه بطريقته في العمل واخراجه المميز.
,
, بعد حوار ممتع بينهما لم يشعرا بالوقت فيه، ولج الى المنزل زين في ميعاد رجوعه من العمل وتعجب من جود ضيفه ف علم بفطنته انها بالتأكيد تخص عملاً فنى لعيسي، القى السلام وولج الى غرفته، بينما كانت تنظر المطربة ناحية زين واردفت الى عيسي
, الاستاذ دا كان الموديل ف اعلانك مجموعة السلطان مش كدا؟
, ابتسم عيسي واردف يوضح سوء الفهم
, لاء هو من عائلة السلطان اصلا مش موديل، وصديقى عايش معايا هنا الاستاذ زين خليل السلطان.
,
, تناولت المطربة سيحارة من علبتها فقام عيسي ب اشعالها اياها من باب الذوق واردفت هي بحماس
, استاذ عيسي خلاص اتفقنا انك انت الل هتخرج الفيديو كليب، وكان عندى مشكلة ف الموديل الل هيكون قصادى. وانا كنت حابة يكون الاستاذ زين
, فغر فاه عيسي غير مصدق ف اكملت المطربة
, انا عارفه ان مش هيفرق معاه مبلغ مالى كبير ك عرض عليه، بس فعلا انا حابة وجوده معايا فالفيديو كليب. وشه ووقفته وطريقة بصته.
,
, انا عيدت الاعلان دا بالذات قبل م اجى اكلمك ولا مليون مرة. والصدفه هي الل خلتنى اجى واشوفه هنا
, توتر عيسي من طلبها هذا واردف
, معرفش هيوافق ولا لاء، هو اصلا مش موديل زى م قولت لحضرتك دا غير ان فعلا فالاعلان عن بتاع مجموعة السلطان كان رافض جدا الظهور لولا بعد ضغط منى ومن عمه رشيد بك السلطان
, انا هسيب عليك المهمه دى تقنعه، وسواء وافق او لاء احنا اتفاقنا ماشى مالوش صلة، بس هحب انه يوافق.
,
, لان دا هيكون خطوة حلوة جدا فنجاح الشغل، انا هقوم عندى ارتباطات تانيه
, نهضت وقامت بمصافحه عيسي واوصلها حتى المصعد ودلف واغلق الباب وهرول نحو غرفة زين وهو يغنى بصوت عالى
, وهتلعب البليااااه، يا زووووز يابو وش زى العسل عليااا
, كان زين ينهض من على سجادة الصلاة مبتسماً وقام بطويها ووضعها جانباً واردف
, مبروووك ياعيسوى، دا شغل جديد
, دى ميرااان عارف مين ميراااان
, التوت شفتى زين واردف
, لا معرفش مين ميراااان.
,
, مانت مش متابع كان **** فعونك، دى مطربة جديدة بس ايه مكسره الدنيا وصوتها تحفه هنشتغل سوا
, دا الايام الجاية دى هتبقى عنب العنب، عارف ياض فعلا الواحد لما التزم فالصلاة والاذكار والاستغفار الحياة بقت حاجه تانيه
, يعنى مش دور مشيخه زى م قولتلى
, قالها زين وهو يضحك ف اردف عيسي
, ياعم كنت بهزر، انا فعلا لما بقيت اعمل كدا بقيت مرتاح وابواب السما بقت تتفتحلى.
,
, ياعيسوى **** يوفقك دايما ي حبيبي، انا جبت بيتزا وانا جاى مش هقدر اعمل اكل انهاردة اليوم كان متعب
, حضرا طاولة الطعام سويا وجلسا يتناولان البيتزا ويحتسيان المياة الغازية، عيسي يريد فتح الموضوع ولكنه متردد ف اردف زين
, فيه حاجه ياعيسي
, حاجه ايه
, بتبصلى وعاوز تقول حاجه وشغال فرك فمكانك فيه ايه
, ايييه دا بقينا نقرا الناس كمان، اتطورنا يابو الزنازييين
, اشار زين بالشوكه الى وجه عيسي واردف بطريقة مداعبة.
,
, انتِ متعرفيش انى اقدر اقرا اسرارك. واقول الل محيرك وشاغل بالك
, ضحكا الاثنين ف اردف عيسي
, بص، مرة واحدة كدا ضرب نار زى م بيقولوا، ميران المطربة كانت عاوزاك فشغلنا سوا تكون موديل قصادها فالفيديو كليب ومعندهاش تنازل شافتك واتلوحت يامعلم. ايش قولك بقا
, ترك زين الشوكه والسكين من يده واردف
, طبعا مستحيل
, لييييه
, انا اطلع ففيديو كليب ارقص واحسس واشيل.
,
, اصبر بس بلا احسس بلا اشيل هو انا بقولك هنعمل فيديو كليب للكبار فقط بلس تمنتاشر، ميران دى مطربة محترمه وممكن اوريك كمان فيديوهاتها وبعدين انا اكيد مش هخرج شغل عامل كدا
, انا ليا اسلوبي
, نهض زين بعدما مرر المناديل على فمه ويديه واردف وهو يلج الى غرفته
, لاء يعنى لاء ان شاء **** هنطلع نصلى فالفيديو..
, ترجل عيسي خلفه
, اسمعنى بس
, تسطح زين الى فراشه واردف وهو يستعد للنوم
, اقفل الباب ياعيسى
, يا زين
, شششش، يالا.
,
, اغلق عيسي الباب وهو يلتوى بشفتيه، الباب مسدود جدا امامه ولا طريقه لإقناعه هو كان يعرف قبل طرح الامر ف رفض زين كان شيئ اكيد ليس محتمل.
, ليه عاوزة تسيبيه يا نور، انتِ كنتِ هتموتى وبس يحس بيكِ
, تنهدت نورهان واردفت الى اميرة
, الاول كنت فاكره ان هقدر انسى خطيبي الاولانى. كنت فاكره انى مقتنعه ب فارس
, بس طلع انه ف وادى وانا ف وادى تانى خالص. مش بنفكر زى بعض، مفيش شغف بينا.
,
, مفيش مشاعر متبادلة، حاسة انه مختارنى بعقله
, وانا كنت معجبه بيه اثبت لنفسى ان اقدر اكمل من بعد حبي الل فات وتجربتى الضايعه، بس كلمه ياريت لو بيها اقدر انسى الحب دا كنت كل عمرى قولت ياريت
, صمتت قليلا واكملت
, احساسى بيه كان غلطه خايفه ادفع تمنها يا اميرة، فارس بدأ يفتح معايا حوارات مش لطيفه ولسه بدرى عليها وانا بدأت اتوتر من علاقتى بيه ومش مرتاحه، زائد ان هييجى عليه اليوم ويسيبنى زى الل فات لنفس السبب.
,
, انا مش عارفه ايه السبب ومش هسألك، بس معندكيش ادنى محاولة حتى تدى نفسك فرصه كمان
, مبقتش قادرة نهائى
, ربتت اميرة على كف يد نورهان واردفت بهدوء وعقلانيه
, لو فعلا حاسه كدا، يبقى خدى قرار قبل فوات الاوان. لان حدسك اى ان كان ايه هو الصح
, متتردديش يانور.
, كانت تتذكر نورهان تلك المناقشه التي دارت بينها وبين اميرة قديماً، ياليتها اتخذت قراراً قبل تعرضها لكل هذا. ولكنه قدر وعلينا مسايرة خطواته كما كُتب لنا.
,
, ممكن ادخل..
, كان صوت روان تقف خارج غرفه شقيقتها نورهان، تنظر اليها نظرتها الطفولية التي مهما كبرت مازالت عالقه بها كما لو كانت لا تتعد العشر سنوات!
, نورى!
, تعالى يا روان
, جلست امامها في الفراش واردفت
, غلطت، عارفه وسامحينى بقا
, نظرت نورهان إليها دون ان تتفوه ف اكملت روان
, كلنا بنغلط وانا بشر ومين مش بيغلط كل يوم يا نورى، مكانش قصدى ومكنتش اعرف انى هعمل مشاكل بينكم كنت بتكلم عادى و****.
,
, على صمتها نورهان انهمرت من عينها دمعه فهمت روان بمسحها بيدها وقبلت شقيقتها مكانها واردفت
, انا بحبك وزى م قالت البت هدير المجنونة دى، مطلعتش من الدنيا غير بيكِ و ب لطيفه مامتنا، وانتِ طلعتِ عاقلة وطيوبة شبه بابا **** يرحمه، وانا محنونة زوحليقه زى ماما
, ضحكت نورهان رغما عنها على عفوية روان فقبلتها ثانية واردفت
, خلاص بقا. عشان خاطرى انا عاوزة اصلح الل عملته بس مش عارفه ازاى
, ودتيله الشبكه؟
,
, زمتت روان بشفتيها واردفت
, هو بيتصل بيا بيقولى مبترديش عليه وقلقان ف انا قولتله معرفش خوفت اقوله ع خناقتنا تضربينى بالقلم ع خدى التانى
, قالتها ببراءة طفولة فشعرت نورهان بالحزن لأجلها، هى بالفعل عاملتها بقسوة في هذا اليوم ونورهان ليس هذا معتادها، جذبت شقيقتها واحتضنتها وهي تقول
, متزعليش منى، انا اسفه
, اتسعت حدقة عين روان واردفت
, نورى انتِ الل بتعتذرى! انا الل زعلتك
, احنا الاتنين زعلنا بعض.
,
, صمتا الاثنين واحتضنوا بعضهم البعض بعمق هذه المرة ومن ثم ابتعدت نورهان واردفت
, رجعيله الشبكه ي روان. عاوزة استريح
, حاضر، ممكن طلب طيب؟
, ايه
, نهضت روان من مكانها
, قومى خدى دش والبسي وحطى ميكاب، عازماكِ على خروجه جاحدة زحليقه عشان نأكد الصُلح
, ومتقوليش لاء وماليش مزاج والنبي والنبي
, ابتسمت نورهان واردفت
, ماشى، موافقه
, تقافزت روان بمكانها واردفت الى نورهان
, هيييه، بحبك اووووى اوى يانورى
, وانا كمان يارونى.
,
, نهضت نورهان من مكانها تستعد بعدما دونت بدفترها السرى الخاص بها
, أحياناً نبتعد دون نقاش، دون عتاب، دون عناء، ابتعاد صامت جدا، ابتعاد لا ملامح له. ذلك النوع من الابتعاد الذي يسمى اكتفاء من التعب!
, مستر زين فيه حد بيسأل عنك برة
, ترك زين حاسوبة ونظر الى الموظفة بالسكيرتارية واردف
, مين يا نجلاء
, حد اسمه عيسي العشماوى
, اه طبعا دخليه
, تحت امر حضرتك
, دقيقة ودلف عيسي وصافح زين بحفاوة واردف.
,
, ايوة بقا الشغل العالى، المكتب والكرافت والنضارة النظر والبليزر، لاء ولاد الذوات ولاد ذوات
, ابتسم زين واردف
, متقولش جاى عشان تعاين شغلى فالشركه انا لسه سايبك من كام ساعه، تشرب ايه ياعيسوى
, مش عاوز حاجه انا اصلا عندى شغل ورايح اقابل المطربة الل قولتلك عليها
, وبصراحه جاى اقنعك تانى
, ولجت السكرتيرة
, ايوة يا مستر زين
, اطلبِ من الاوفيس بوى يعمل اتنين فرينش كوفى يانجلاء
, حاضر
, خرجت وقام زين بخلع نظارته.
,
, ولا يا عيسوى الحوار دا اتقفل بالنسبة لى
, ياعم فكر، و**** هطلعك فالكليب الاديب عباس العقاد. بس انت وافق دنا فيه فكره لوز اللوز فدماغى
, متكونش عارضه عليك كوميشن حلو البت دى لو انا وافقت ياض
, تصنع عيسي الضيق واردف بطريقته الساخره كعادته
, اسحبها من فضلك، مش انا الل ابيع نفسى عشان الفلوس، انا بحب الالماظ فلوس ايه وبتاع ايه
, متقرفنيش يا عيسى، اشرب قهوتك وروح شغلك لان انا قفلت الموضووع
, امتعض عيسي وشدق بشفتيه واردف.
,
, مش عارف انا هي ماسكالى فيك زى قرادة الزرع وانت رافض ولا كأنك كمال حفنى الشناوى وشايفلى نفسك. اكمن بتلبس بليزر ب تلت آلاف جنيه! بكرة اجيب بدلة من الوكالة ب486جنيه واعلم عليك يابن السلطان
, قهقه زين ودلف العامل ووضع القهوة وانصرف ف اردف زين
, انت معلم عليا من غير حاجه ياعيسوى يا كميلة يا مسكرة انتِ
, انت بتكلم حبيبة بنت اختك!
, عيسي اشرب قهوتك ومع السلامه بجد عندى شغل.
,
, بتطردنى يا زووز، بتطردنى اكمنك بقيت مدير التمويين وعندك سكرتيرة اسمها نجلاء وبتقولك يا مستر زين وانا ع باب **** مخرج بيانولا
, ضحك زين بشدة واردف
, يابنى بس بطّل تعديد زى الست المتطلقه كدا
, صمت عيسي واحتسى قهوته ونهض وهو يقول
, هسيبك تفكر تانى وهنط ليك كل شوية بس هاه
, تركه وخرج يبحث بعينيه عن نشوان، هل هي مُبتغاه في قدومه هنا اليوم
, تعب من البحث ف سأل عن مكتبها ليجدها هناك تعمل ولا تلتفت الى اى شىء كعادتها.
,
, اخذ ينظر لها عبر الزجاج شارداً بها وب اختلافها الساحر حتى رأته فطرق الباب ودلف
, السلام عليكم يا استاذة نشوان
, وعليكم السلام ازيك ي استاذ عيسي
, تلعثم عيسي ف حاول تدارك امره قبل ان يفتضح لها واردف
, كنت عند زين وقولت اعدى اسلم عليكِ عاملة ايه
, الحمد****، ثوانى اطلب لحضرتك حاجه تشربها
, لوح عيسي إليها وهو يقول
, لالا مالوش لزوم، انا بس كنت جاى اقول كلمتين وماشى
, اتفضل
, انا حاسس ب انى، مشدود ليكِ وعاوز اتعرف عليكِ اكتر وو.
,
, شعرت نشوان بالضيق فقالت
, استاذ عيسي، انا مش بتاعت نتعرف ونتكلم، انا ست بتعامل غير اى حد ممكن تكون قابلته وشوفته
, قبل كدا ف انا اسفه طريقتك دى غير مقبولة
, شعر عيسي بالضيق ولكنه اكمل
, حتى لو كان قصدى خير؟
, صمتت نشوان ل ثوان فتابع هو
, كلمة وبتطلع زى الرصاصه مرة واحدة ورزقى على ****، انا اول مرة شوفتك حسيت ان فيكِ حاجه شدانى
, حاجه مخليانى اتابعك واحب اشوفك واسمع كلامك وطريقتك.
,
, حتى بطريقة صدّك ودبشك، حتى بطريقة لبسك والتزامك
, حتى من غير اى حاجه تحصل لاقيت دماغى مشغوله بيكِ
, معرفش اجيبها ازاى، بس انا نفسي نقرب ومش عاوز شئ وحش منك بالعكس
, نقرب يعنى نرتبط تقصد؟ ارتباط شرعى؟!
, قالتها ف اجاب بعينان متسعتان ممتزج بهما الخوف والفرحه
, ايوة و****
, عضت نشوان على شفتها السفلى ونظرت للاسفل واعادت النظر إليه ثانية وعدلت من هندام وشاحها على رأسها واردفت.
,
, انا آسفه، انا قافلة باب الارتباط دا نهائى يا استاذ عيسي
, عشان يعنى.
, تحسس هو وحمته ففهمت هي واردفت
, لاء طبعا، انا قافلاه عامة وحضرتك مفيش اى عيب فيك. انا بس قفلت حياتى ع نفسى بالشكل دا ومرتاحه كدا
, اعتذر منها ونهض راحلاً يلملم الباقى منه حزيناً، يتسائل لما دائما يقابل حب قلبه الكبير بالرفض في كل مرة؟
,
, هل لعيب خِلقته ام انه فقير الحظ بالحب، على اية حال ربما يخبأ له القدر شيئاً اجمل. شيئاً ربما من حُسنه لا يتسعه قلبه فرحاً به!
, بالنادى، كانت تلعب اميرة لعبة الرماية، اللعبة المفضلة إليها بعد قراءة الكتب والروايات
, كانت تسجل اهدافاً ب حرفه، وفي كل مرة تبتسم من احرازها تلك الاهداف
, وفى مرة منهم توقفت إثر تذكرها لموقف ما.
, انتِ ماسكه المُسدس ازاى؟ امسكيه كدا.
,
, كان يحاوطها زين بذراعيه ملتحماً بها ويحاول تعليمها كيفيه الضرب بالسلاح النارى، فصاحت هي بطريقة عفوية وبرقة صوتها
, يا زييين لاحسن ننشن على حد يموت يالاهوى
, مش انتِ الل عاوزة تتعملى
, قولتلك علمنى فالنادى ي اخى
, معنديش وقت اروح النادى، يالا زمان الخدم كله نايم وعمى مش موجود ومسافر يعنى مش هتزعج حد
, يالا امسكيه كدا وحطى صباعك كدا ونشنى عالهدف وانتِ باصه من الجزء دا وغمضى عين وبصى بالتانية.
,
, كان يردف وهو يلتصق بها ويشم رائحة شعرها المفضلة لديه ويقوم بتحريك انفه بين خصلات شعرها، ف التفتت هي إليه وقد تركت من يدها السلاح واردفت
, ودى انهى طريقة تعليم بقا يا سيادة المُدرب
, نظر بعمق داخل عينيها واردف
, طريقة زين خليل
, اقتربت هي منه اكثر واردفت برقتها
, وياترى زين خليل، لو حد تانى قاله يدرب هيدرب بنفس الطريقة دى
, امال زين بوجهه على وجهها والصق جبهته بجبهتها واردف.
,
, زين مش بيعمل اى حاجة مع اى حد الا اميرة، اميرة حبي أنا وبس
, احست هي انفاسه الدافئه وشعر هو بدقات قلبها كأنها بداخل جسده هو، كادت تتملك منهما اللحظة
, حتى ابتعد هو واردف ممسكاً السلاح مرة اخرى
, هاه هنتعلم ولا ايييه
, ابتسمت اميرة وامسكت بالسلاح منه قائلة مداعبة إياه
, يلا بس الاول اتعلم فيك
, قهقه زين واردف
, وهو انتِ لسه هتنشنى عليّا وتموتينى، مانا مُتت من زمان خلاص
, اتسعت عين اميرة وفغر فاهها قائلة
, انت مُت؟ مُت فين.
,
, مُت فيكِ، وانتهى امرى!
, رجعت أميرة من ذكرياتها التي لا انحصار لها مهما حاولت ان تتناسها مهما افتعلت. مهما غيرت وعدلت وبدلت ستظل محفورة ستظل بالكيان وبالعقل اينما حلّ بها، اما عن فؤادها فحسبي هو ساكنه
, وصاحب البيت أدرى بالذي فيه.
, كأسان من واحد منهما من المثلجات والاخر عصير برتقال يوضع امام روان وفارس ب مقهى عام.
, انا هاكل الايس كريم وهمشى، عملت المهمة وخلاص وهي اصلا مهمه فوق طاقتى بس عشان خاطر نورى.
,
, ابتسم فارس من عفويتها ف اردفت روان
, انت موش زعلان ي انشتا؟
, انشتا ايه بقا م خلاص، مبقتش انشتا، نورهان سابتنى
, طيب موش زعلان منى
, اومأ فارس ب رأسه واردف وهو يتفحص جسد روان المثير وملابسها باهظة الثمن الغريبة التركيب والشكل والالوان واردف وهو ينظر الى تلك الاقراط الكثيرة المخترقه وجهها
, مقدرش ازعل من رونى، انما لو على نور فحقها، احنا الاتنين مكناش مبسوطين.
,
, هى لسه بتحب خطيبها ومتعلقه بيه وبذكرياته وكنت بحس بسرحانها وسكوتها كتييير
, وانا اختارت بعقلى ونسيت قلبي خالص، حسبتها من حيث المنطق ونسيت احسبها من حيث العشق
, كانت تتناول روان المثلجات ناظره اليه واردفت
, ليه يا دكتور، هو انت كنت بتحب حد تانى غير نورى؟
, ابتسم فارس وقام بفك يدي روان من على كوب المثلجات وامسكهما برفق واردف منخفضه نبرة صوته نسبياً عن معتاده.
,
, انا اكتشفت انى بحبك انتِ يا روان من الاول، وعاوز ارتبط بيكِ
, لو موافقه هروح لوالدتك ف اسكندرية واطلبك حالا، قولتِ ايه؟
, فغر فاه روان بداخله قطعه المثلجات تذوب غير مصدقه م الذي سمعته الآن!
 
١٤

لا تثق كثيرًا بمكانتك في قلوب الناس، تستيقظ الناس كل يوم بمشاعر مختلفة، تتغيّر نظرتهم بإستمرار، تتقلّب عواطفهم في لحظة، قد يتخلون عنك لأتفه سبب، قد يحبوك حين تكون بقربهم لكن ما إن تغيب عنهم يوم أو إثنان حتى تجدهم قد نسوك أو إستبدلوك بآخرين، صديقي الناس مراحل وليست بيوت، قد تطول مرحلة عن الآخرى لكنك في نهاية المطاف ستعود إلى منزلك وحيدً.
,
, انتو بتقولوا ايييه، بتقولوا ايييه اتجننتوا؟ اصلا مفيش تفكير فالحوار دا
, قالتها نورهان بصوت جهورى يمتزج به الضيق والتعصب من والدتها وتوأمتها روان، ف اجابت الام بمنتهى الهدوء وهي تطمئن على مناطق الشد في وجهها بعد اجراء عمليه وتنظر الى المرآه غير مبالية للموضوع كلياً
, هدّى نفسك يانور وخدى الموضوع بسلاسة عن كدا، فارس اتقدملك واتخطبتوا ومحصلش نصيب وفركشتوا.
,
, لا انتِ حبتيه ولا هو حبك، ودلوقت اتقدم لاختك شايف نفسه معاها من الاول
, رفعت نورهان احدى حاجبيها واردفت
, اومال كان خطبنى ليه؟
, اردفت لطيفه على حالها تنظر للمرآه
, مكانش لسه إتأكد من مشاعره.
, ياسلام!
, بصراحه يا نونو انتِ مزوداها
, عقدت نورهان ذراعيها امام صدرها واردفت ساخرة
, عندك حق ياماما، فعلا مزوداها، لما اكون كنت معجبه بشخص بينى وبين نفسي ويحصل بينا ارتباط رسمى.
,
, واختار الشبكه والعفش والشقه، واحلم بيوم زفافنا وببيتنا بعد م نكون سوا
, ويحصل نصيب انه ينتهى لحد هنا، ماشى مقبولة
, لكن مش مقبولة ومش مزوداها ياماما لما اول م نفسخ واختى تقدم له علبه الشبكه بتاعتى يطلب ايدها!
, اختى توأمتى؟
, دا انا لو فرضت انه راجل اهبل، عالاقل اختى مش هيكون موقفها كدا هي وامى، وللا ايه؟!
, اقتربت روان من نورهان واردفت اليها بعينان متحمستان.
,
, نورى، اعتبريه حد عادى فالدنيا. كدا كدا انتو مطولتوش فالخطوبة
, نظرت نورهان الى عين شقيقتها بعمق واردفت
, روان هسألك سؤال ولو جاوبتينى صح، فعلا هقولك مبروك وانا مش زعلانه
, انتِ بتحبي فارس؟ انتِ عمرك ارتبطِ عاطفياً ب اى شخص؟
, زفرت روان واردفت بتحدِ
, لاء يانور محصلش، بس التجربة سو اكسيتيد بالنسبة لى خصوصاً انى مكنتش حاطه فبالى خالص
, ارتباط وحب وجو، ولما تيجى من الدكتور بتاعى فالجامعه.
,
, وانا نجمة سوشيال وزى مابتقولوا تيك توك، هخلى افكار المجتمع المتخلف الل بيفكر نفس تفكيرك يانور
, يفكر ف اتجاه تفكيرى انا، وان الانسان يسعد نفسه ويكون هو ايقونه الحظ الوحيده لروحه
, وتجربة وحباها بصراحه، ومش معطلنى حوار انه كان خطيبك
, استدارت واعطت ظهرها لشقيقتها واكملت
, احنا اصلا كنا بنتكلم وسوا طول اليوم، اكتر منك انتِ معاه
, التفتت روان الى شقيقتها ثانية
, يعنى انا احق حد بيه عنك!
,
, ترقرقت دمعه بعين نورهان ونظرت الى روان ثم نظرت الى والدتها لطيفه واردفت ب أسى
, انتو مستحيل تكونوا حتة منى وتعملوا فيا كدا، مستحيل يكون فيه ناس بتعمل فالل ليها كدا
, اردفت روان لها على الفور كعادتها مندفعه
, نور انتِ محبتيهوش اصلا، وانتِ الل سيبتيه وهو من الاساس كان هيرتبط بغيرك. كنتِ عاوزة ايه يعنى يخلل جمبك؟
, يتنيل يرتبط يتجوز بعيد عن نصى التانى ياروان، وقهرة قلبي انا، ونظرتهم فالكلية ليا وليكِ وله.
,
, بقينا مثلث الفضايح احنا التلاته من ساعه م دخل فارس حياتنا
, طرقت روان جبهة شقيقتها واردفت باستخفاف
, كبرى يا نورى، الناس بتنسي كلت ايه امبارح، هياخدوا وقتهم وهيلاقوا غيرنا يتكلموا عنه
, لكن احنا هنعيش الحياة مرة واحدة
, وانتِ خلاص ياروان، اختارتِ فارس؟
, متحمسه زوحليقه للفكرة وفعلا بحس انه بيحبنى حماده ومن قبل م يخطبك وعاوزة اعرف ادعبس جوا كركبته، حساها تجربة حلوة اوى.
,
, دى مش تجربة ياروان، دا جواز يعنى راجل وبيت وعيال، عارفه نتيجه موافقتك على طلبه ولا مش عارفه؟
, نهضت الام من مكانها وتترجل الى الخارج وهي تقول
, يوووه، خلاص يانور مش هتعملى محكمه لاختك سيبيها تعمل الل هي عاوزاه، متحسسيناش ان الكون كله مُسخر ليكِ وبس زى م كان معودك باباكِ
, هتفت لطيفه بالجملة الاخيرة لينشق قلب نورهان وتخرج منه ذكرى مستحيل ان تُمحى!
, عودة الى ماضى.
,
, نور، انا عارف انك انتِ وعلاء بتحبوا بعض من زمان. وعارف بكل الل بينكم زى م كنتِ بتحكيلى
, وبقول بنتى شاطرة وعاقله، لكن طالما وصلت لخطوبة وجواز. انتِ متأكدة من اختيارك!
, اومأت نورهان ب رأسها بالايجاب ف تابع الاب
, والد علاء شخص شكاك، بيشك فصوابع ايده وعامل لاهل بيته رعب. واخاف يابنتى علاء يكون ورث نفس الطبع، ساعتها هتتعبي جدا معاه
, اردفت نورهان برقه صوت وهدوء على والدها.
,
, بابا. انا متعلقه بيه من واحنا صغيرين وتقريبا قدرنا واحد من زمان
, سيبنى اكون معاه، مش حاسه ان هقدر اكون مع غيره
, انا بحس انى متربية على ايده، وانه فيه شبه كبير من طبعك وحنيتك
, ابتسم الاب وربت على كتف ابنته واردف مداعباً إياها بالكلمات
, عفريته يا نورعين بابا وعارفه نقطه ضعفى ان مبحبش ارفضلك طلب وان لازم الكون دا كله يكون تحت امرك لو ب إيدى، خلاص يا حبيبتي وانا موافق، اتصلى بيه وقوليله انى مستنيه!
,
, عادت نورهان من ذكرياتها التي لا انتهاء لها، وهمت بمسح عَبرة من على وجنتها واردفت الى روان ووالدتها
, اعملوا الل عاوزينه، مبروك يا روان
, عزيزى فلنقترب ولو القَليل، ف تنهيدات بعادُك هنا ك السِياط على قلبى.
, على فكرة انا نزلت وقولت لهم تحت محدش يحضر فطار وهننزل نفطر انا وأنت ف اى حته، ايه رأيك؟
, ابتسم لها وهو يتابع عمله على الحاسوب ك مجاملة ف اكملت هى
, طب يلا
, هنا انتبه
, يلا ايه.
,
, غير هدومك عشان ننزل، انا سمعت عن حتة مطعم فتح جديد مش بيعمل الا فطار وبس وبيقفل باقى اليوم بس بيشكروا فيه جدا
, عاد ثانية الى حاسوبة واردف وهو ناظراً إلى شاشته
, حبيبتى مش هينفع عندى شغل كتير
, شعرت اميرة بالضيق قليلاً
, بس إنت قولتلى امبارح ان انهاردة اليوم كله بتاعى
, اصطنع بيده حركه اعطاء المسامحه له واردف.
,
, و**** و**** بجد فوجئت ان فيه حجات كتير عليا ولازم اعملها انا بنفسي يا حبيبتي. انتِ عارفه رشيد بك مش بيتهاون ف شغله
, اقتربت اميرة ببطء منه وقالت بنبرة حزينه
, فيه ايه؟ انت مكنتش كدا، قبل م نتجوز واول الجواز كنت حاجه تانية خالص
, ليه بقيت تعمل كدا معايا
, اميرة متحوليهاش لمشكلة بينى وبينك انا مقصدتش حاجه
, ولا تقصد! انا فعلا اصبحت لاشئ بالنسبة ليك، اللاب توب دا عندك اهم منى ومن وجودى.
,
, مجرد وقت بسيط هخطفه منك نرجع فيه لحياتنا الزوجية ك زوج وزوجه عاديين مش مسموح بيه
, افرض عاوزة احكِ وياك، عاوزة افكرك بيّا شوية، عاوزة احكيلك عالل انت مش واخد بالك منه
, مسألتنيش عملت ايه عند متابعتى للدكتور؟
, تلعثم وبلل شفتيه ف اكملت هى
, طبعا متعرفش. ومش فبالك وعمره م هييجى فبالك
, قالتها بصوت مرتفع ف أردف هو
, اميرة! ليه اسلوبك حاد كدا ياريت نتناقش بهدوء.
,
, هدوء ايه انا صبرى نفذ، انا مبقتش احس انى ست، انا مجرد حاجه هنا بتاكل وتشرب وبس
, انت حسستنى ان حتى نعمه ان اكون ام مش عاوزاها! انا بقيت ابعد عن اى حاجه منك حتى لو بيبي. مش عايزااه ومش هفكر ف امره تانى.
, قالتها وصعدت الدرج تبكِ باحتراق شديد، اى قلب يملكه هذا الرجل كى يعامله هكذا.
,
, واى ذاكرة تمتلكها اميرة ل تسترجع ماضيها كاملاً هكذا دون نسيان حرف وكأن تلاشت جميع انواع الترياق التي من الممكن تفقد فيها كل مامضى في مثلث برموده الاسود!
, احنا جيناااا!
, قاطعت صمتها نشوان وهي تدلف الى غرفة اميرة حاملة ماريا طفلتها، هدهدت اميرة على الصغيرة ماريا واراحتها على ذراعها الحنون واخذت تلامس خصلات شعرها الصغيرة المبعثرة حول وجهها وهي نائمه في سبات عميق.
, هاتيها عنك.
,
, تبسمت اميرة الى نشوان وقالت بصوت هادئ بعدما هدأت اضاءه الغرفه حولها
, انتِ متعرفيش برتاح ازاى لما باخد ماريا فحضنى
, شعرت نشوان بالسعادة حينما احست اميرة هذا الاحساس تجاه طفلتها الصغيرة ومن ثم طرأ على بالها سؤالاً فقالت
, بتحبِ ******* اوى كدا؟
, تنهدت اميرة وقالت وهي شاردة واصابعها على حالها تنساب فوق شعر الصغيرة وقالت بنبرة حزينه
, هتصدقِ لو قولتلك ع اد حبي الل مالوش وصف للأطفال، الا انى مكنتش عاوزه اخلف.
,
, تعجبت نشوان وقالت بهدوء وهي تجلس أمامها بالفراش
, غريبة! مين فينا مش بتتولد وهي جواها ام وعاوزة تبقا أم
, انا يا نشوان
, طب ليه؟ هو كان مش كويس معاكِ اوى كدا؟
, تركت اميرة الصغيرة على الوسادة، واعتدلت ف اصبحت بمواجهه بصوت خفيض مجروح
, كان بيغيب اكتر ما بيكون موجود، لأنه ضامن إن مكانُه هيفضل فاضي!
, يعنى مش مهتم بيكِ
, انا كنت شئ فحياته وخلاص، كنت ضمن قائمه الاشياء.
,
, العلاقه بينا كانت ممكن تتوج بالفتور والبُعد واتنين اسمهم اكتر اتنين قراب لبعض وهما فالحقيقه بُعاد اوى
, يبقى كنت هحب اخلف ليه، وانا اصلاً ككيان مش موجودة
, ربتت نشوان بحنوها المعهود على كف يد اميرة وقالت ب أعين مملوءة بالقوة
, عشان كدا دا احسن قرار اخدتيه، واوعى تندمى عليه فيوم. اوعى!
, هي لسيت كغيرها وغيرها يتمنى أن يكون مثلها تملك المزيج من كل شيء حتى تكونت بهذه الشخصية؛ لكن دعونى احدثكم عنها.
,
, هي تلك القوية هدير التي تستطيع تخطي كل شيء، ولكنها أيضًا تملك من الفكاهه ما يجعلك تشعر ب خِفتها! دائمًا ما تكون مختلفة عن البقية وأحيانًا تلك المُختلفة التي تجعلكم تكادوا تجزمون أن الاختلاف خلق لأجلها، عنيدة لأبعد الحدود، وهذا جعل الجميع يظنون أنها مغرورة، قاسية في كل الأوقات، وحنونة أحيانًا.
, كان يسطر صالح هذه الكلمات عن هدير ب ملف خاص ب إسمها على هاتفه، حينما أتى اليه مسرعاً زميلاً له واردف.
,
, صالح، سمعت آخر خبر؟
, خير
, كابتن محمود ناجى الطيار اتقدم ل هدير
, شعر صالح ب ان ابتلاع ريقه صعب وان الكلمات وقفت في حلقه ومن ثم حاول تمالك نفسه واردف
, طيب وايه المشكلة، وانا مالى
, ابتسم صديقه ماكراً ودنى من احد اذنيه واردف
, بتلعب على مين ياهندسة دانا فاقسك من بدرى، انت معجب بالموناليزا وقلبك بدأ يخبط من ناحيتها
, بس بتكابر، لكن باين عليك، وبيبان عليك اكتر لما تعدى او توقفها تتكلموا.
,
, بتبقى ياعينى شكلك يصعب عالواحد عاوزها تعبرك ب كلمه وهي مصدرالك الل مبتسمعش!
, نهض صالح من مكانه ونهر زميله مرادفاً
, طب غور من وشى بقا، يلا فصباحك النيلة دا
, ابتعد صالح عن المكان وامسك هاتفه وضغط اتصال على اسم هدير، بينما تذكر انها في رحلة الآن
, ف اغلق الاتصال وبعث لها رسالة على تطبيق الواتساب قائلا
, بيقولولى إنك اتخبطتِ، قصدى اتخطبتِ مبروك!
,
, انتظر ثوان والثوان اتحولت الى دقائق حتى ترى هي الرسالة وتجيبه ولكن من دون جدوى.
, ذهب الى مكتبه يفتعل اى شئ كى يلهيه عن انتظارها حتى فتح خانة محادثتها وهي على نفس الحال
, انتظر قليلاً وبعث بعدها رسالة اخرى قائلاً
, على فكرة يعنى ميهمنيش، انا بس عاوز اتأكد عشان مبحبش ان تحيطك الاوشاعات ايتها السلطعونه المغرورة
, تحولت علامتى الرسالة الى اللون الازرق، انطرب صالح وانتظر ردها، ولكنها لم تجيبه!
,
, اشتعل به الغيظ ف كتب الثالثة
, متردى ياعروسة ولا تحبي ازغردلك
, قرأتها هدير وفي لحظات وجد نفسه مُلقى في قائمه المحظورين على هذا التطبيق!
, شعر صالح بوقتها ان الدماء وصلت الى مقدمه رأسه تفور، يريد ان يرد لها الصاع صاعين. فقد طفح الكيل منها، منذ فترة تتعامل معه بهذه الطريقه الغير مباليه السخيفه
, بل والأحرى منذ ذلك العشاء الذي لايحين وقت مجيئه اليهما!
,
, ظل يفكر ماذا عساه ان يفعل حتى يوقع ببيدقها على رقعة الشطرنج خاصتهم، ياتُرى ماالحل والسبيل الى تلك المتغطرسة!
, تذكر انهاصديقته على موقع الفيس بوك فبعث لها رسالة على تطبيق ماسنجر مسطر بها
, كدا! عملتينى بلوق بلوق بلوق، عاملة فيها رضوى الشربينى طاااايب هنشوف والبادى اظلم
, قرأتها في وقتها وارسلت إليه
, طظظظ.
,
, وفعلت مثل فعلتها الاولى، ووضعته بقائمه المحظورين بهذا التطبيق أيضاً وعلى كل حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي.
, دب صالح بيده على مكتبه بعنف، ف انتبه زميله واردف
, ايه يا صالح فيه ايه؟
, اخذ صالح يهمس الى نفسه ناظراً الى هاتفه
, انا تعمل فيا كدا، انا! ماشى، و**** لامسحك مسسح بس اشوفك
, ضحك زميله واردف إليه
, ايه يا صالوحه، موزة جديدة مستعصيه عليك ولا إيه
, ياعم اسكت انت كمان مش ناقصك.
,
, على الجهة الاخرى كانت تضحك هدير بشدة وتقفز فوق فراشها كالطفلة الصغيرة تزهو ب انتصارها على ذلك المتعجرف. تعرف انها تعشقه لانفها، ولكن عليها إصلاحه من جديد كى يظفر بها حقاً ولا يضعها بقائمه نساوءه المعتاده، سَتخبره بطريقه او ب أخرى، ان ليست كُل الفاكهة نستطيع عصرها!
, قالها جلال الدين الرومي. يا بني، جاور من يُهون عليك الدنيا، لا من تَهون عليه!
,
, انه مُحق بالفعل، فهذه المقولة تُشكل معنى حقيقياً في علاقة زين وعيسي، الثنائى الذي اتى بهم القدر كل واحد منهم على وجهه إلى الآخر بغير ميعاد! حتى تهون عليهم دنياهم بصحبتهم هذه. ويزول ارق الايام وتعب التفكير بمجرد اجتماعهما سويا.
, عيسوى هتطلب زى كل مرة وللا ايه؟
, نظر عيسي الى قائمه الطعام المقدمه إليهم في المطعم بعدم اكتراث واردف
, اطلبلى انت يا زين، انا مفيش ف دماغى حاجه
, رفع زين حاجباً من حاجبيه واردف.
,
, مالك يابنى بقالك كام يوم مش مظبوط، كل دا عشان المطربة بتاعتك هتعمل الكليب مع موديل غيرى وانت مخدتش الكوميشن الل وعدتك بيه
, قالها مداعباً إياه فابتسم عيسي نصف ابتسامه واردف
, اه ياخويا عرفت منين
, لابجد ياعيسى فيه ايه، انت بقيت بير غويط كدا ليه وانا الل بقيت بحكى وبدلق كل حاجه م تقول على طول
, تنهد عيسي بحزن وقال
, زين هو انا فيّا حاجه غلط؟
, اه، مش مزرر القميص صح.
,
, يا اخى ابوس ايدك بنتكلم جد بلاش تفاهتى الل اتعديت منها دى
, اصل سؤالك سخيف، هيكون ايه الغلط الل فيك يعنى، شاب زى الفل مُكافح وصاحب صاحبه
, وجدع وبتساعد كل الناس بطريقه مباشرة وغير مباشرة ومش بتستنى مقابل
, وحبوب ولذيذ وطيب، فين بقا الغلط الل فيك
, اومال ليه مبتحبش يا زين؟
, قالها بنبرة يمتزجها الاسي اعتصر قلب زين له في هذه اللحظه واردف.
,
, عشان اى ان كان السبب، انا بعتقد ان فيه قلوب معينه كدا هي وبس الل تستاهلنا. وبنمشى طول الوقت نخبط فالتانيين. مرة ننجرح ومرة نجرح. مرة نتكسر ومرة نكسر!
, لحد م نلاقى الشخص الل يفهمنا بقلبه، عارف يعنى ايه يفهمنا بقلبه؟
, اومأ عيسي بعدم فهم له ف اكمل زين
, يعنى عقله وقلبه يبقوا كيان واحد متفقين عليك، ولحد م دا يحصل محدش مننا مطلوب منا يزعل على تجربة سابقه اى ان كانت لأن مكانش هيبقا مرتاح.
,
, بس انا كل مرة احب فيها اتقابل بالرفض. معرفش دا عشان الوحمه وللا.
, قاطعه زين واردف بحدة
, عيسي، متعلقش كل شئ على وحمتك الل فوشك وكأنها شماعتك المكسورة
, ليه مش بتحس انها شئ بيميزك مش بيعيبك ي اخى!
, ليه متقولش انهم بنات تافهه وعاوزين الظاهر وسايبين الجوهر
, بس هي مكانتش تافهه
, قالها يتمتم الى نفسه واردف زين له
, هى مين؟
, صمت عيسي فتابع زين
, اى ان كان هي مين، مش عاوز اعرف الا لو كنت انت عايز.
,
, بس طالما هي مش تافهه من وجهه نظرك يبقا فيه شئ تانى له سبب عندها غير موضوع شكلك دا
, طب دى والل فاتت الل قالتهالى صريحه، اهلى هيقولوا ع شكلك غريب
, دى واحدة متخلفه مراجيح زى البت العبيطه بتاعت الزحاليق دى اسمها ايه
, ضحك عيسي واردف له
, رونى حافظ
, ايوة هي كرتونة العبط دى، بترنلى 24ساعة عملتها بلوك هو انا ناقص دوشة
, ابتسم عيسي ف أردف زين.
,
, اسمع بقا احنا هنتعشى ونطلع نشوف افلام ايه فالسينما دلوقت وندخل فيلم، وشيل من دماغك الافكار دى
, خللى جواك ثقه ان لسه الاحلى مجاش
, تعجب عيسي من قرارات زين فرد قائلا
, يعنى صممت نتعشى برة وسينما كمان، تكونش هتتغرغر بيا اول م يضلموا الصالة والفيلم يبدء؟!
, قالها وهو يضيق عينيه الى زين، فغزه زيه بصدره مداعباً اياه كعهده واردف
, عرفتِ منين يا نسناااسه!
, نسناس اما يتنطط على قفا حضرتك يافندم.
,
, لاء انا مشلش الحجم دا على قفايا
, قالها زين مشيراً إلى جسد عيسي الممتلئ نسبياً ف اردف عيسي
, والنبي اييه
, اه صحيح، انت الل هتدفع العشا والسينما والبنزين عليك، انت قابض اد كدا من مطربة الحى الشعبي بتاعتك
, ياساتر يارب، دا انت حتى ابن ذوات وكنت بتاكل الشوربة بالشوكه. اعطيله خمسه
, شهر عيسي كف يده الخماسي في وجه زين فتبسم ثغر زين ضاحكاً وقال.
,
, كان زمان يا حبيبي، انا من ساعه م بدأتها من تحت وانا بقيت معفن، مش كنت عاوزنى عربجى ومكانش عاجبك الذوق بتاعى!
, ضحك الاثنين بشدة، وقام زين بطلب الطعام حتى تكتمل الليلة كما خطط لها زين محاولاً فك حصار قلب عيسي والاهتمام برجوع روحه الخفيفه كما كانت من قبل.
, ايه يابنتى العبط دا، انتِ متأكدة ان هنا فيه دماغ مش برطمان صلصه!
, قامت روان بنهر هدير بطريقه هزليه واردفت
, ايه يا بت انتِ فيه ايه.
,
, ايه هو الل فيه ايه، مقبلانى اول م رجعت بالخبردا! تتجوزى جوز اختك يابت! من قلة الرجالة يعنى
, دا حتى انتِ ماشاء **** لو شاورتى بس
, نهضت روان وتحدثت وهي تدور ب ارجاء غرفة هدير
, مش من قلة الرجالة، بصراحه بقا فارس عاجبنى وبحب طريقته معايا ومكنتش عارفه ان احنا هنوصل لكدا
, ونورى سابته ومبتحبوش، يبقا فين المشكلة
, المشكلة انك معزة
, ايه؟!
, ومن غير دماغ كمان
, ياهدير بطلى بواخه.
,
, بواخه ايه، انتِ تشلى، وجرح اختك ونظرة الناس يا غباء كله هيفتكر انك خدتيه منها
, لوحت روان بيدها غير مباليه
, وانا مالى بالناس اصلا، وبعدين هي نفسها موافقه
, امتعضت هدير بشفتيها حنقاً على ماتقوله تلك البلهاء واردفت
, هى موافقه عشان مفيش حل تانى، اختها مجنونة ومبتفكرش الا فنفسها مع ان غيرك كان اول م عرض عليكِ العرض دا كنتِ قلعتِ شوزتك وادتيله فوق دماغه بيها وانتِ بتقوليله عاوز تسمع ردى! طب اهو.
,
, ذهبت روان ناحية حقيبة هدير المغلقه وفتحتها واخذت تنبش بها وهي تردف
, خلاص بقا فكك متعكريش مزاجى، تعالى ورينى جايبه ايه فسفريتك دى
, نهضت هدير وذهبت ناحية روان
, اسكتِ يابت يارونى جبت حتة دين برفيوم تحفففه جنان موت، بس غالى اوى لكن افتكرت انى اتغيرت بقا وبقيت ليدى
, فغر فاه روان وتحدثت متسعه حدقتيها
, واااااو، ورينى كدا
, زخت منه قطرات على كف يدها
, دا جامد زوحليقه، جامد 4زحاليق كمان، طيب مجبتليش انا حاجه.
,
, اخذت تنبش حتى امسكت بصورة من الواضح انها قديمه، كان بالصورة سبدة تحمل طفلة وخلفها طراز واضح جدا انه ل كنيسة وبجانبها القس ممسكاً الصليب ويتحدث بمكبر الصوت.
, بس يابت ياهبلة اكيد مجبتش ليكِ حاجه دا انا بشترى لنفسي وقلبي بيتقطع على فلوسى
, بحس ان الجنيه بيطلع بشنب من محفظتى من كتر ماربيته
, امسكت روان بالصورة وشهرتها في وجه هدير واردفت متعجبه
, ايه الصورة دى ياهدير؟ ومين دول.
,
, التقطت هدير الصورة مسرعه منها واردفت منزعجه
, روان قولتلك متفتشيش فحاجتى مبحبش كدا
, شعرت روان بالاحراج فهمت تعتذر منها
, سورى يا ديدى بس بجد مستغربة، مين الست المسيحية الل فالصورة دى
, ميخصكيش، ويالا على اوضتك قلبتِ دماغى وانا جاية من سفر بعدين نتكلم
, قامت هدير بدفع روان للخارج واغلقت الباب ونظرت إلى الصورة بعدما زفرت زفرة اشتياق واعادتها الى مكانها ثانية.
, كل شيء تُحب أن تنالهُ، تفصلك عنه مسافة مليئة بالحسرة.
,
, تسلم ايدك يا واد يامهدى، ظبطت العربية آخر حلاوة
, نهض مهدى مبتسما على مدحه يمسح يديه المتسختين بالمحرمه المخصصه لذلك في ورشة تصليح السيارات، ف اردف صاحب السيارة
, بصراحه ايده تتلف فحرير، اسطى بجد!
, اعطاه صاحب السيارة مبلغ له مكافاة بعيدا عن المبلغ المدفوع مقابل التصليح، واخذ سيارته ومضى
, نظر صاحب الورشه الى مهدى واردف.
,
, اه يا واد يامجدى لو تبقا على مزاجى، وتبطل شغل الاونطه بتاعك والنصب والايد الخفيفه دا وتشتغل معايا هأكلك الشهد
, ضحك مهدى واردف
, ياعم مرعى الدنيا بتمشى بالفهلوة والشطارة، يعنى انا طالع عينى فعربيته وفالاخر ادانى كام ملطوش
, انا اجيب ادهم خمس مرات فساعة زمن واحدة
, من الحرام يابنى، الحرام مبيدومش ودخلته وحشه على صاحبه
, ارضى بقليلك وبالل **** قسمهولك وايدى ف ايدك فالورشة.
,
, مش يمكن بكره ولابعده تبقا بتاعتك، وساعتها تنول رضا حبيبة القلب
, غمز الرجل ناحية نشوان، التي كانت قادمه من درس خصوصى لها في مادة من مولد الثانوية العامة تأخذه مقابل ان تعطى ***** هذه المدرسة دروس تقوية بدون أجر.
, تهلل ثغر مهدى حينما رآها وهرول ناحيتها بينما كان يلقى صاحب الورشة عليه الكلمات دعابة
, اجرى ياخويا اجرى، بس حاسب لاتنكفى على وشك.
,
, اقترب مهدى من نشوان وهي تسير محتضنه كتبها ناظرة للارض على استحياء، اوقفها قائلا
, نوشا، خلصتِ الدرس
, نظرت نشوان حولها واردفت بقلق
, ممكن نتكلم فالبيت طيب، الوقفه دى وحشه تجيب لي الكلام يا مهدى
, قطع لسان الل يتكلم عنك نص كلمه، اقطعله لسانه وابلعهوله
, طب اوعى عشان اروح
, لاء استنى استنى، كنت عاوزة اقولك صاحب الورشة بيقولى ان شغلى حلاوة الحلاوة
, وان لو فضلت معاه احتمال يمسكهالى، ايه رأيك.
,
, و**** دى حاجه حلوة، عمل شريف نضيف بعيد عن الل انت بتعمله يامهدى
, يعنى لو عملت كدا ترضى عنى؟
, اعمل كدا عشان نفسك يا مهدى مش عشانى
, تركته ورحلت فترجل خلفها وولج الى غرفة والدته التي كانت تتهلل اساريرها فقال لها باندفاع
, امى، انا خلاص هتوب عن الل انا فيه وهمسك الورشة مع عم مرعى. بس وحياة النبي م تكسرى بخاطرى
, عاوز ايه يا واد داخل عليا حامى كدا
, هقولك ياما، انا عاوز اتجوز البت نشوان!
,
, اتسعت حدقه عينها واردفت متهدجاً صوتها واردفت
, تتجوز نشوان!
, وفيها ايه ياما، و**** هينصلح حالى وهبطل كل حاجه بس كلميهالى ولايمونى عليها
, فغر فاه السيدة غير مجيبه ف اكمل مهدى
, لو عاوزانى اكمل بعد الابتدائيه تعليمى منازل موافق، عاوزة تحلفنى على **** ان مش هرجع للنصب والسرقه تانى ولا لشرب السجاير حاضر بس خليها توافق وانا و**** هخليها تكمل الجامعة الل بتحلم بيها
, بس وهي فحضنى!
, زمتت السيدة بشفتيها واردفت.
,
, يابنى حضنك ايه، نشوان خلاص بقت متحرمه عليك
, اخوك طلبها وهي وافقت!
, ايه؟
, لسه الصبح فاتحنى ولما جت قولتلها ولاقيت منها قبول
, نهض مهدى من امام وجه والدته قلبه يعتصر الماً واردف
, يعنى ايه طيب؟ مجدى يقدر يشوف غيرها عادى مجدى كويس من زمان وشاطر فالمدرسة وطيب واخلاقه الناس بتحلف بيها يعنى غيرها يرضى بيه عادى
, لكن انا! انا قلبي دا مفيهوش الا عشق نشوان ياما ومش هعرف اشوف غيرها
, نهضت السيدة وتحدثت إليه.
,
, بقولك ايه يابنى لاجل خاطرالنبي، متقومش فالبيت حرايق، خلاص قسمت لاخوك ومجدى مستعد وهنتمم كل حاجه قريب والل قولته دلوقت انساه، بكرة **** يكرمك ببنت الحلال انت كمان وافرح بيكم انتو الاتنين.
, بقولك ايه ياما، نشوان مش لغيرى، و**** لحد م اموت م هتكون لغيرى وهتشوفى
, عاد مهدى من ذكرياته الحزينه وهو ينظر الى صورة نشوان ومجدى ف يوم عرسهم، صورة مر عليها السنوات والسنوات. وتظل هي محفورة بقلبه معلقه بكيانه.
,
, مرت والدته فوجدته بحاله هذه يتذكر وينفث دخان سيجارته الملعونه المملوءه بالمخدرات ويمسح دمعاته، ف تربت على كتفه وتقول
, لو كانت لك كام **** قسمهالك، الدنيا مش كلها نشوان يا مهدى
, قوم وارجع لربنا وتوب عن الل انت فيه ضنايا، متقلقنيش عليك يابنى
, متحسروش قلبي عليكم
, قالتها السيدة بحزن وتركت مهدى ورحلت، بينما تمتم مهدى الى نفسه ناظرا الى اعين نشوان بالصورة.
,
, وانا اجيب منين قلب جديد ميعرفش يحبك؟ ماهو هيحبك برضو يانشوان!
, اجتماع بالشركه التي يعمل بها زين، هناك حالة من الارتباك. شئ ما قد سقط من عملهم احدث نتيجه سيئه بمسيرة عملهم فالقادم، زين في حالة عصبيه جدا ولا يتحمل الحرف من احد.
, إدخل
, دلفت نشوان ممسكه بملف ورقى وتردف الى زين الجالس على كرسيه معطيه ظهره لها
, مستر زين الملف الل طلبته
, ماشى يانشوان حطيه عندك.
,
, قالها وهو على حالته، فتركته نشوان وكانت تهم بالرحيل ب التف بالمقعد إليها واوقفها
, نشوان
, افندم حضرتك
, صمت زين فشعرت نشوان بتوتره واردفت
, حضرتك عملت الل عليك، سيب الباقى على **** وهي هتتحل واضح ان حضرتك اعصايك تعبانه
, ابتلع ريقه وتحركت تفاحته ورفز بحرارة واردف
, نشوان مش عارف، بس يمكن تكونى شخص قريب من **** عننا
, ادعى ان الشركه متتعرضش لانهيار الفترة الجاية
, حاضر، باذن **** هتعدى.
,
, نشوان معرفش بقولك انتِ بالذات كدا ليه بس يمكن بحس انك بتشعى طاقه ايجابيه فيها سماحه ورضا عشان كدا بتكلم معاك دلوقت
, وانا تحت امر حضرتك يا فندم
, نهض من مكانه وجلس الى المقعد الذي امام مكتبه واردف لها
, اقعدى يانشوان
, جلست هي على استحياء ولاحظت توتر حركته فقالت له
, مستر زين، حاول تثنى على النبي وتصلى عليه فسرك كتير
, بتفك الاقفال ودى عن تجربة
, ابتسم زين لعفويتها ف ابتسمت هي تستحى وقالت.
,
, معلش لو كلامى بلدى شوية بس يعنى اى مشكلة بنلاقى ليها حل جوا الدين بتاعنا
, حاضر يانشوان، هعمل كدا
, نهضت من مقعدها واردفت
, حضرتك تؤمرنى ب اى حاجه تانى؟
, لاء اتفضلى
, فى طريقها للانصراف ف اوقفها بقوله
, نشوان لو بعيداً عن الشغل، وطلبت منك نتقابل واتكلم معاكِ لحد م افضى دماغى من كل الل فيها
, هتوافقى؟!
, دق قلب نشوان متصارعاً وهي تعطيه ظهرها، ولسان حالها يقول ربما نُبتلى بشتات الأمر
, لنُساق لخير لم نفكر به من قبل. ,.
 
١٥

نشوان لو بعيداً عن الشغل، وطلبت منك نتقابل واتكلم معاكِ لحد م افضى دماغى من كل الل فيها
, هتوافقى؟!
, دق قلب نشوان متصارعاً وهي تعطيه ظهرها، ولسان حالها يقول ربما نُبتلى بشتات الأمر
, لنُساق لخير لم نفكر به من قبل.
, لم يأخذ التفكير حيز بعقلها، التفتت إليه وتنحنحت واردفت
, متأسفه يا مستر زين مش هقدر اقبل دعوتك
, نظر زين ب اتجاهها باهتمام
, ليه؟
,
, حضرتك جوا اطار الشغل انا موجودة، لكن فيما غير كدا مش هينفع وآسفه لرفض الدعوة بس دا اسلوبي
, بعد اذنك
, انصرفت وهرولت ناحية مكتبها سريعاً كى تختبأ من رد فعله وفعلها أيضاً. جلست وشردت في مقولته الاخيرة
, كان رد فعلها هو الحاسم. ولكن بداخلها شئ آخر، شئ تود كتمانه قدر الإمكان لو استطاعت!
, على ظهر باخره، في وضح النهار. كانت مقامه حفل خطوبة روان وفارس. وقد امتلئ المكان بكم المدعوين.
,
, العدد كان اكبر بكثير من حفل خطوبة فارس ونورهان!
, ارتدت روان ثوب قصير جدا بالكاد يغطى جزء من ساقيها وضيق للغاية على جسدها المتناسق
, يتدلى منه ذيل طويل خلفها. صنعت رسم الوشم ب اسم فارس باللغه العربية على ظهرها العارى الى نصفه، وشعرها ارجوانى اللون ذو الخصلات الطويلة المستعارة كان يغطى جزء من ظهرها وجزء يتدلى من على احد كتفيها.
,
, اما عن فارس، من الواضح ان قرار خطبته من روان كان بداية خطوات الجنون، ف حِلته ب الحفل كانت عبارة عن كنزة بيضاء وعليها جاكيت رمادى اللون وسروال من الجينز قصير الى ركبتيه وجوارب بقدميه وحذاء رياضى كوتشى وتسريحه شعر مختلفه تماماً.
, روان قامت بدعوة كل من يقطن ب قصر الاميرة، اعتذرت نشوان لسفرها الى بلدها المنصورة واعتذرت أميرة حرصاً على مشاعر نورهان ولم تغضب روان منها بالعكس تفهمت الامر.
,
, حضرت هدير، وحضرت لطيفه الام ترتدى فستان قصير أيضاً وصبغت شعرها لوناً جديد زائد مساحيق التجميل التي ع وجهها جعلتها تبدو اصغر سناً حتى عن فتياتها.
, اما عن نورهان، فكانت اول الحاضرين، كى لا يشمت بها احد
, وتثبت إلى حالها انها قادرة على المواجهه وان فارس لم يكن بداخلها من الاساس بل هي مرحلة ارادت هي بها نسيان الماضى الذي لم يُنسى..
,
, بعيداً عن نخبة اساتذة الجامعة والطلاب والطالبات، واصدقاء وصديقات ومتابعين روان عبدالحافظ على مواقع التواصل الاجتماعي. قامت روان بدعوة كلاً من عيسي وزين بنفسها وعلاوة على ذلك
, دعت صالح لأجل هدير دون علمها حتى يتم الصلح بينهم.
, صخب الحفل، الاغانى، الكل يرقص الكل يضحك، عدسات الكاميرات تترقب كل حدث
, صحفيون بالمكان، مروجى مواقع التواصل الاجتماعي.
,
, المكان مكدس ل آخره، يجلس زين وعيسي على منضده يشاهدون من بعيد ويحاولون الاستمتاع بالمنظر من فوق سطح الباخره والاجواء المحيطه بهم أيضاً.
, قام النادل بوضع مشروب الحفل وقطع الكيك الى زين وعيسي وانصرف ف امال زين بوجهه على عيسي يحدثه
, العروسة مبالغ فيها اوى
, ضحك عيسي واردف الاخر
, والعريس وحياتك، تحس مطلعينهم من سرك شغالين فرك **** ينور الاتنين
, وهى متشعبطه فرقبته تقول حيهرب
, والفستان شغال يترفع وانا اشوووف حجاااات.
,
, طرق زين كف يد عيسي واردف
, ولد عيسوى عيب اختشى، رونى زى اختك برضو
, لاء انا اختى لو عملت فروحها الل هي عاملاه هقرقشها وابلع وراها شوية عصير قصب
, صمتوا قليلاً ف انتبه عيسي لوجود صالح بمكان قريب منهم نسبياً ولكن وجود الجمع يحول بينهم، ف أشار الى زين متحدثاً بالقرب من اذنه
, صالح هناك اهو
, عقد زين حاجبيه واردف
, هو يعرف حد هنا
, اجابه عيسى وهو ينظر ناحيته
, مش عارف، نناديه؟
, ماشى اندهله.
,
, نهض عيسي وذهب نحو صالح واتى به لينضم إليهم
, ابوالصلح، تعرف مين هنا يانمس؟
, كان ينظر صالح حوله يشاهد الاجواء واردف إليهم
, رونى هي الل كلمتنى. امهم دى فعلا ياض!
, نظرا كلا من عيسي وزين الى لطيفه واردف عيسي ساخراً
, اه تقريبا شغاله انا ام العروسة ام العروسة بس بصراحه الولية عود وصغيرة
, اصتنع زين بفمه حركه استهزاء واردف
, عمليات دى يابنى ولبس مودرن وتسريحه ودمتم، صغيرة ايه بص على ايدها.
,
, اتسعت عين صالح وهو ينظر ناحية لطيفه التي كانت تتحدث الى شباب متابعين ابنتها وتضحك بصوت عالى، اردف صالح متعجباً
, يبقى رونى دى مجنونة لامها، شايفين بترقص ازاى
, مين العروسة ولا امها
, قالها عيسي ف اردف صالح
, رونى
, الاتنين مُسخه، **** يعافينا
, تابع صالح
, اتارى البت رونى دى فورتيكه الفراتيك، لاء البت بطل حقيقي بطل بطل يعنى
, كفاية بقا عشان عاملين زى عواجيز الفرح احنا الاتلاته ياللت والعجن دا.
,
, ضحك ثلاثتهم، بينما انتبه صالح إلى هدير التي كانت تغطى الحفل صوت وصورة وتنقله مباشرة الى احدهم
, مروووووووش، الخطوبة ناقصااااكِ.
, تنظر أميرة مبتسمه عبر شاشة الهاتف وهي ترى الاجواء خلفها على روان وفارس والجمع حولهم يتراقصون بشدة. اردفت إليها
, جميل جدا عقبالك ياهدير
, بعد الشر ي اميرة، فال **** ولا فالك.
,
, قالتها فضحكت اميرة بشدة، ووضعت الهاتف جانباً وتذكرت ذكرى خطرت ببالها الآن وكأن قرار اقتحامها أتى الآن وعليها القبول.
, عودة إلى الماضى
, فين اميرة هانم؟
, جوة فالمطبخ يازين بيه
, المطبخ!
, حضرتك عارف، هي بتحب تعمل قهوتها بنفسها
, ولج زين إلى المطبخ، ليجدها تعطيه ظهرها وتقوم بتحضير قهوتها بمزاجية كما اعتادت. ف يقوم على فجأة بجذب المعلقه من يدها ف تنتبه هي وتلتفت إليه
, زيين، هات اكمل
, لاء
, هات بقا
, تؤ تؤ
, وبعدين معاك!
,
, لو معملتيش القهوة دلوقت هيحصل ايه يعنى
, وقفت امامه واردفت
, مزاجى هيقفل
, ومزاجك مش بيتعدل بوجودى؟
, بطل غلاسه وهات بقا
, تحاول إمساك الملعقه منه وهو يخبأها خلفه يمينا ويساراً حتى امسك بها بين احضانه واغلق احكام ذراعيه عليها واردف
, انا ولا القهوة
, إوعى يا زين سيبنى
, اقترب بانفاسه الى اذنها واردف برقه صوت
, اعدل مزاجك انا ولا القهوة
, يوووه.
,
, كان بالخارج الخادمه الصغيرة ذات الخمس عشر سنوات تقوم بتشغيل اغنية وتتراقص عليها اثناء تنظيفها البهو الكبير، فسمعها من بالداخل زين واميرة
, مردتيش عليا انا ولا القهوة يا اميرة حبي أنا
, لفت اميرة ذراعيها حول رقبته واردفت مصوبه سلاح عينيها الى مقلتيه اللامعتان
, إنت طبعا
, صوت يأتى من الخارج
, انتِ يابت اطفى الصوت دا، رشيد بيه لو سمع هنبقا انا وانتِ برة
, جذب زين يد اميرة وانضم إليهم في الخارج واردف.
,
, لا خليها الاغنية دى، وزودى الصوت
, نظرت الخادمه الى امها ف أشارت ان تطيع الامر، وبالفعل جللجل صوت المطبرب بالاغنية في المكان
, ف امسك زين يد اميرة وتراقص أمامها، ضحكت هي فالبداية ومن ثم تماشت معه
, ورقصت الخادمه الصغيرة، وانضم إليهم سفرجى المطبخ والطباخ وباقى الخادمات.
,
, مشهد ك مشاهد الافلام العربية قديما ولكنه كان من القلب بالفعل، كان الجميع يتراقص ويعم الفرح بالمكان كله، وكل دقيقة يهم زين بحمل اميرة والدوران بها وهم حوله حتى سمع الجميع صوت رشيد بك الاجش
, ايه التهريج الل بيحصل دا؟
, هرب الجميع من امامه في ثانيه وحمل زين اميرة بين ذراعيه وهو يقول
, يالا نهرب يافضيحتنا!
, عادت اميرة من ذكرياتها مبتسمه وقلبها به نفس اللوعه التي كانت بقربه طوال سنوات طفولتها وشبابها.
,
, وعلى الجهة الاخرى
, كانت هدير تتراقص مع روان والبقية، ف اقترب منها صالح الذي لم تكن تعلم بالفعل بوجوده بالحفل وكانت مفجأة بالنسبة لها
, انتِ احلى من العروسة ع فكره!
, التفتت هدير لتجده صالح، نظرت اليه شذرا وعادت إلى الرقص بمكانها كأنه شئياً لم يكن، فعاد عليها هو حديثه كأنه يعرف ب انه يفرض نفسه عليها حتى تتقبل الأمر
, على فكرة التقل صنعه مش غباوة
, ومين قالك انى بتقل عليك ي اسمك ايه، ولا حتى انت فبالى.
,
, ياسلام، لسانك قالها انك بتحبينى
, ايوا دا ساعه اما كانت عينى بتنور وتطفى اما تشوفك قبل م يعالجونى من مرض عذاب الاسماك، دلوقت انا كويسة وعرفت اد ايه كنت اغبي بنت فالدنيا لما بصيت لمعوق زيك
, قام صالح بلكزها بجانب جسدها بحدة واردف وهو يكز على أسنانه
, طب من غير غلط من غير غلط
, انت الل تاعب نفسك ومعرفش ليه يعنى، م تفكك منى وتشوفلك سحلية من سحاليك السهلة دى وبالمرة تمرمطها براحتك وتهينها زى م انت عاوز.
,
, التوت شفتى صالح واردف
, ثوانى بس بلا اشوفلى سحلية بلا برص، انتِ فعلا هتتخطبي للكابتن محمود ناجى؟
, تركت هدير النظر لكاميرا هاتفها ونظرت إليه ممتعضه وقالت
, شئ ميخصكش
, معلش خدينى على اد عقلى وجاوبينى
, وافرض!
, هنا جذبها صالح من ذراعها بحدة وقال
, اسمعى يابت انتِ انا جبت اخرى معاكِ، انتِ مش هتوافقى على حد ولا تتخطبي لحد سامعه
, ليه يا سطا كنت جوز خالتى!
, هدير انا مش هسيبك!
,
, رقصت نبضات قلبها عقب كلمته هذه، بدا يوضح عليه اهتمامه بها الشديد حتى انه فقد السيطرة على نفسه مثلما اعتاد او مثلما كان ي أول امرهما معاً، حاولت هدير التماسك امامه قدر الامكان واردفت بنبرة حاسمه وبقوتها المعهودة
, المفروض اسمع منك الكلمتين دول اقول يافرحتى، ياااااه شجيع السيما ابوعضلات حربية بيحبنى وييقولى مش هسيبك يافرحة قلبي ياهناه الليلة
, انتِ الل حولك كدا، انتِ الاول كنتِ بتتمنى بس المحك!
,
, اهتز قلب هدير بمعرفه حقيقة امرها منذ البداية فابتلعت ريقها واردفت إليه من دون اهتزاز
, يعنى كنت عارف وعامل مش واخد بالك؟
, رفع صالح هاتفه اليها وفتح مدوناته بها في حافظة بملفات الهاتف وجعلها تقرأها وتقرأ تواريخها كى تتأكد انه لم يوقع بها بفخ جديد وانه يروى الحقيقه ولا ينوى ايذائها هذه المرة..
, قرأت هدير كان شعورها ممتزج بين الفرحه والخوف واللهفه، ولكنها تماسكت.
,
, وبعدما قرأت المُجمل التفتت إليه دون إكتراث واردفت
, ايوا وايه المطلوب؟
, نرجع الشريط من اوله ياهدير، ونبدء على صفحه بيضا ونشوف دنيتنا هتودينا على ايه
, دنيتنا! لاء دنيتك انت انك تقضيها بقا معايا وحاجه تبقا فل فالموز وبعدين تلاقى الاحلى والاشيك وتكون زهقت منى ف تلقى بيا في سلة المهملات دون ان تلقِ بالاً لحالى مش كدا؟
, رفع صالح شفته العلوية اعتراضاً واردف لها بحدة
, ايه الغباوة دى، لاء طبعا، مش هعمل كدا
, ايه ضمانى.
,
, ضمان ايه؟
, انت عاوز نتصاحب وانا مش عاوزة كدا
, اومال عاوزة ايه ياهدير، انتِ بتحبينى وانا للاسف حاسس ان مشدودلك بجنون وقرفك معايا دا ثبتك بزيادة فدماغى، ف ايه الحل
, امسكته من اطراف ياقته واردفت مصوبه عيناها الخضراوتين بعيناه
, نتجوز يا روح امك..
,
, تركته وانصرفت بعدما القت بقنبلتها في وجهه وتركته فاغراً فاهه لا يعرف ماذا يفعل مع هذه اللعينه! قد اصابت قلبه لعنه عيناها وكى يتخلص من سحرها لابد من قراءة طلاسمها والمشى على خطواتها حرف بحرف!
, وهناك من إذا غاب، لم ولن يملأ مكانه أحد!
, يده ممتده إليها دعوها للرقصه التاليه، نهضت اميرة بحِلتها الرائعه المَلكيه ك عروس هي بالفعل اميرة السلطان!
,
, امسكت اميرة بيد زين واخذا يتمايلا معاً على نغمات الموسيقى المعزوفة خلفهم بالحفل، تنظر هي لعيناه تحدثه بها ويتهرب هو من عيناها، تنظر هي بجانبها يراقب هو وجهها ورائحتها من القرب.
, وعلى هذا الحال بين سباق نظرات والتفتات، قلبان يتصارعا حباً ودقات تنطق بإسم وليف كل منهما للآخر، آه يا لوعة الغرام!
, تلك اللوعه التي لاشفاء منها ولا دواء لوجعها.
, ابو الزنازيييين
, انتبه زين لصوت عيسي ف اكمل عيسي.
,
, ايه مركز مع رقصة العرايس سلو، ولا سرحان ولا ايه حكايتك
, لا مش سرحان ولا حاجه
, طب انا هقوم اعمل طبق من البوفيه، جوعت
, قوم ماشى
, طب اعملك معايا طبق خفيف
, لاء مش عاوز
, نهض عيسي متجهاً نحو طاولات الطعام المجهزة خصيصاً للحفل، اختار الاصناف المحببه إليه وسكب مشروباً ي كأسه وفي طريقه للعودة انتبه!
, هناك من تبكى خلف الستار دون علم احد، او شعور اى شخص بها.
, لحظة!
,
, انها تشبه كثيراً للعروس، ولكن على طراز هادئ وراقى ومتزن، ياتِرى من هذه ولمَ البُكاء بيوم كهذا؟
, لم يعرف وقتها ما الذي جعل قدميه تقوده نحوها، اقترب حتى سمع تنهيدات بكاؤها التي مزقت روحه برغم عدم معرفته بها من الأساس.
, ترك صحنه جانباً ووجد نفسه يحدثها دون شعور منه
, على فكره، اى ان كان الل بتعيطى عشانه، مفيش حاجه مستاهلة ومفيش حاجه تستحق الحزن ابدا لان كله بيعدى.
,
, التفتت نورهان نحو صوت عيسي وامسكت المنديل تجفف دمعاتها وتحاول ان تظبط من شكلها قليلاً بعشوائية، تابع عيسي
, بصّى انا معرفكيش، بس انا لاحظتك بتعيطى بعيد ف شئ الهى خلانى اقرب ناحيتك وبعدين فيكِ شبه من العروسة وو
, انا اختها التوأم
, رفع عيسي حاجبيه ونظر نحو روان التي كادت تهد الارض رقصا هي وفارس وعاد بنظره الى نورهان تلك الملاك الباكى واردف
, التوأم! ازاى كدا.
,
, ابتسمت نورهان رغماً عنها وهي تجفف دمعاتها ف اردف عيسي
, كويس انك ضحكتِ، بتعيطى عشان اختك هتتجوز ولا فيه سبب تانى
, ركزت نورهان بمقلتيها الى عيناه ولاول مرة تتحدث نورهان بتلقائية الى غريب هكذا
, بعيط قلبي موجوع ومش قادرة اشيل واكتم اكتر من كدا، فجيت ع جنب بعيد عن الناس عشان مبوظش الفرح بس.
, تمزق قلبه! يا ****، من هذه المخلوقه ومن اين اتت ووقعت بطريقه، اراد عيسي فك توترها وضغطهغ فمد يده بمصافحتها.
,
, عيسي العشماوى، مخرج
, ابتسمت نورهان وقامت بمصافحته قائله
, نورهان عبدالحافظ. مُعيدة فالكلي بتاعت روان وزميلة فارس خطيبها
, اهلا وسهلا، اتشرفت يا دكتورة
, الشرف ليا يا استاذ عيسي
, نظر عيسي بجانبه على صحنه المُعد وقد نادته معدته تستغيث جوعاً ف اردف اليها بشئ من المرح كعادته
, طيب انا مبسوط انى اتعرفت على الجزء التانى من روان الل مالوش دعوة بيها خالص
, ضحكت نورهان فابتسم عيسي واردف.
,
, ثانياً بقا انا جعان جدا وممكن تلحقونى بمية بسكر بعد كدا ف انا هروح اكل بقا عصافير بطنى ماتت اكلينيكا
, قهقهت نورهان عالياً ف ابتسم عيسي وتابع
, ضحكتك خسارة تدارى فشوية عياط بيكبروا الواحد عالفاضى، الوجع الل بتعيطِ عشانه دلوقت دا خير **** عاوزه بس انتِ الل مش فاهمه. انا همشى بقا
, اومأت نورهان وعلى وجهها ابتسامتها فعاد بظهره عيسي ثانية واردف.
,
, اوعى تعيطِ تانى، انا اول مرة اشوفك وانا مش بعاكس، عيونك حلوة واتخلقت عشان تضحك. اعرفى قيمتك واضحكِ اتفقنا
, تركها وانصرف ف نادته بلهفه
, استاذ عيسي، ممكن رقم تليفونك!
, شايف اليوم جامد زوحليقه ازاى يابيبي
, نظر فارس الى روان مبتهجاً واردف
, متخيله مش عارف اتعود على بيبى منك ي رونى، لسه فودانى يا دكتور
, ضحكت بشده واردفت وهي تتحدث ب انوثه استطاعت بها اغواء قلبه العاطش.
,
, ماهو شوية بيبي، وشوية يا دكتور، وشوية حبيبي، وشوية فاروستى وكدزة
, كدزة
, ايوا كدزة
, الطلاب مستغربين شكلى ع فكره
, لاء طبعا دول متغاظين منك حماده وبكره يقلدوك
, نظر فارس الى روان وعيناه مشطت جسدها كله العارى فيه قبل المغطى واردف
, هما من ناحية انهم متغاظين ف هما مفروسين مش متغاظين بس
, ضحكت روان ضحكه رقيعه عاليه تنظر نورهان إليها من بعيد وعلى يمين نورهان ينظر لها عيسي وهي يتناول طعامه مردفاً الى زين.
,
, ياخى الدنيا دى غريبة اوى
, انتبه زين له فقال
, على ايه
, هقولك اما نروح، تاكل
, حلو الاكل؟
, امتعص عيسي واردف
, م قولتلك اعملك طبق معايا.
, لاء خلاص كُل انت بالهنا والشفا
, صمتا الاثنين، ف اردف زين الى عيسي وهو ينظر الى روان ب ازدراء
, هو خطيبها دا مش غيران عليها؟ دا لحمها كله بره
, اردف عيسي وفمه ممتلئ
, ياسيدى، خللى الشعب يعيش
, يعيش ايه دى هتبقا مراته، ديوث يعنى دا ولا ايه مش فاهم.
,
, ديوث ولا حجش احنا جايين ننبسط مش جايين نتعين حكّام الماتش الدولى بين لحم العروسة الل خارج برة وبين اخلاقيات العريس المعدومه
, صمت عيسي قليلا ومن ثم اردف
, وبعدين انت من طبقه راقيه يعنى يا زوووز، وعندكم اللبس دا عادى
, انتفض زين ونظر ناحية عيسي
, لاء طبعا مين قال كدا، فكل حته فيه الوحش والحلو، طبقه راقية طبقه متوسطه كله زى بعض
, صمت ثوان واردف مدافعاً عما قاله عيسي.
,
, على فكره بقا، اميرة كان لبسها كويس جدا رغم انها دلوعتى انا وعمى بس كانت عارفه تعمل ايه الصح والغلط
, حلوة ياض دلوعتى انا وعمى دى، عجبتنى، دخلت مزاجى
, غمز عيسي ب احدى عينيه ل زين، فابتسم زين وتذكر شيئا مستحيل نسيانه
, عودة الى الماضى
, على حافة حمام السباحة بمنتجع كبير الاسم والمكانه، كان يقضى زين برفقه عمه واميرة اجازة فاصله عن عملهم والانصهار به واخذ قسط بسيط من الراحه.
,
, كان يجلس والد اميرة يتصفح الجرائد كعادته، وزين بجانبه مرتدياً نظارته الشمسية وملابس السباحه ممد جذعه على المقعد الخشبي امام المياه.
, خرجت اميرة من الجناح المخصص لهم بالمنتج ترتدى مايوه قطعتين معروف ب اسم البكينى وكانت هذه اول مرة. غير مُعتاد من اميرة ارتداؤه من قبل
, نظر زين خلفه ف رآها، اشتعل به الغيظ ونهض مسرعاً وادخلها ثانيه واغلق الباب الزجاجى
, ايه الزفت الل انتِ لابساه دا
, ايه يا زين مايوه فيه ايه.
,
, فيه ايه، القرف دا تقلعيه حالا فاهمه دا لو مش عاوزه اننا نروح دلوقت وحالا
, نظرت اليه بتحدِ واردفت بشئ من القوة
, مش من حقك!
, تلعثم زين واردف
, ايه الل مش من حقى، انتِ لابساه عشان تغيظينى يا اميرة صح
, زين، مش من حقك كل الل انت عامله دا
, شعر زين بالغضب ووضع يده على جذعها العارى ليرجها في مكانها
, لاء بقا من حقى وهيفضل من حقى
, ابتسمت أميرة بهدوء وابعدت يده عنها واردفت ساخره.
,
, مبقاش من حقك تقول، ولا حتى لمستك دى، ولا يحق ليا انا المسك زى الاول
, وضعت يدها على صدره المتناثر عليه الشعيرات الكثيرة تكاد تغطيه بالكامل، انتفض قلبه وشعر زين بالرغبة فيها في هذه اللحظة واخذ صدره يعلو ويهبط واردف بعدما اقترب إليها
, اميرة متعاندنيش
, مش عناد، دا امر واقع ودا الل لازم يحصل
, تركته وترجلت للخارج وقفزت بالماء وكأن بالفعل تبرهن له كلماتها، ليس له سلطه عليها بعد الآن.
,
, حتى لو مُعجبه بيه، عارفه انه غصب عنى ومكنتش اقصد، مينفعش يانشوان
, احنا خدنا قرار على نفسنا وقلبنا، مبدأك الل هتفضلى عايشة عليه
, انك لبنتك وبس، مفيش راجل هيدخل قلبك ولا حياتك ولو كان غصب عنك
, انفضى قلبك وارجعى زى م كنتِ، خليها نقطه قوتك انك لوحدك ومش متعلقه بحد ولا بحاجه
, ماما، كعانه
, ابتسمت نشوان وحملت ماريا وهي تعد الطعام بمنزل عمتها ببلدتها في يومين الإجازة، واردفت الى طفلتها.
,
, خمس دقايق ياعيون ماما والاكل يجهز
, صوت فتح باب المنزل واغلاقه، كان مهدى ف تسللت رائحه الطعام الذكية الى انفه ف اردف متهلله اساريره
, ايه ياما الروايح دى، متقوليش انك الل عامله الاكل دا
, ضحكت والدة مهدى واردفت إليه
, بقا مش عارف تميز؟
, عقد مهدى حاجبيه واردف
, اميز ايه؟
, خرجت نشوان خارج المطبخ وابتسمت لاول مرة منذ عهد الى مهدى واردفت
, ازيك ي مهدى.
,
, ابتسم قلبه قبل عيناه لها، وهم ب حمل ماريا واردف وصوته تختلج به نبرات الفرح
, حمدلله عالسلامه يانشوان
, تدخلت الام وهو ينظر لنشوان بسيل من الهيام والغرام
, نشوان عملت حته عشا، اشترت وطبخت كل الاكل الل تحبه ماريا وابوك وانا وانت
, تعجب مهدى ونظر لوالدته ونظر لنشوان
, وانا كمان!
, اردفت نشوان بهدوء
, ياسلام! وانت كمان طبعا
, قبل ماريا بوجنتها وهو ناظر الى نشوان واردف مصوب عينه لعيناها
, حمدلله عالسلامه ي وجع قلبي كله.
,
, سمعته نشوان ف دلفت الى المطبخ تتصنع حِجتها مراقبه الطعام، تعلم بعشق مهدى لها حد الجنون
, ولكنه شخص غير مؤهل لها ولمسؤليه طفلتها، ادركت ايضا من احدهم ذاك المخرج التليفزيونى ب أنه شغفه نحوها يقوده إلى الرباط الشرعى ولكنها رفضت!
, طريقه غير طريقها وقلبها لم يتعرف إليه برغم انه صاحب الفضل عليها حاليا ولكنها غير مُجبرة على قبول دعوته للزواج من باب رد الجميل!
,
, اما عن زين، مجهولها الذي لا تعلمه وتتهرب بعيداً كى لاتعلمه ولا تواجهه بيوم من الايام.
, كانت شاردة دلف اليها مهدى مبتسم ويردف لها
, هستحمى والبس لبس نضيف وانهاردة السجاير مش هتدخل بوقى خالص وانا فالبيت وانتو هنا
, بس ترضى عنى.
, قالها وهرول بعيداً ك *** يخبر امه ب انه سيذاكر كى يلفت انتباهها اليه بنجاحه البعيد ويخاف رد الفعل ككل مرة!
,
, اما عنها ف جميعنا نخفي بداخلنا مواقف مؤلمة لانتحدث بها ابداً نحاول نسيانها نبتعد عن أماكنها وربما أحيانا نتغير على أشخاص لأنهم جزء منها.
 
١٦


هاى، غيرى صورتك دى لانها مش لايقه عليكِ، حطى واحدة تانية أجمل بجمالك
, كانت هذه رسالة من عيسي الى نورهان على الواتساب اثناء ثواجدها بمحاضرة تلقيها الى طلابها، رأت اشعارها من الخارج وما لبثت ان انتهت حتى فتحتها ف ابتسمت وكتبت
, المفروض اننا متكلمناش قبل كدا غير فالخطوبة، وداخل بعشم اوى اغير الصورة وبتقول رأيك كمان
, ضغطت ارسال وثوان واتاها رده، ملصقات ضاحكه ومن ثم كتب.
,
, ايوة بتكلم بعشم، مش انا العشماوى! وبعدين مش لازم نكون اتكلمنا اد جريدتين ورا بعض عشان اقولك ان الصورة مش لايقه، يكفى احس انها مش لايقه حتى لو دى اول مرة نتكلم فيها واتس!
, ترجلت نورهان ناحية مكتبها وفي طريقها تلاقت عيناها ب اعين طالباتها وهم يتهامسون عليها ويتغامزون ولكنها لم تهتم ب امرهم، ارادت التركيز مع محادثة عيسي الآن.
,
, ولجت الى مكتبها وطلبت كوب الكابتشينو وشطيرة جبن ف محاضرتها كانت فالصباح الباكر وذهبت مسرعه الى الجامعه من دون تناول إفطارها.
, فكرت فيمَ عليها الرد، ف سطرت في رسالة
, وانت شايف انها مش لايقه ليه؟
, يااااه كل دا عشان تردى، دنا نمت منك
, ضحكت بشدة وارسلت ملصقات مضحكه ف كتب هو
, عشان ياستى باصه بعيد وشاردة وعيونك حزينه، اه انعكاس الشمس حلو على لون عيونك بس برضو
, انا مخرج وبفهم فالزوايا والبروفايلات.
,
, ماشى يا استاذ عيسي يا مخرج. هعمل بنصيحتك
, معطلك عن حاجه بكلامى معاكِ؟
, تنحنحت نورهان واتى فطورها، ارادت ان تغلق المحادثة قبل الاسترسال اكثر من ذلك ولكن بطريقة ذوقيه فكتبت
, لاء بس انا كنت بفطر، كان عندى سيكسن الصبح بدرى
, شكلك بخيلة. طب حتى اعزمى
, ضحكت نورهان، تريد ان تغلق محادثته ولكن هو من يفتح الموضوعات في كل مرة.
, اتفضل
, هتفطرى ايه
, سندوتشات جبنه تركى وكابتشينو
, جبنه تركى، انتو من اسكندرية صح
, اها.
,
, هما هناك يقولوا عالجبنه الرومى تركى، انا بحب اسكندرية والاسكندرانية اوى
, من ذوقك الطيب
, صمتا الاثنين ف كتب عيسي
, طيب اسيبك تفطرى وابقى غيرى صورتك
, ماشى
, انا مش متطفل و****، ولتانى وتالت مرة انا مش بعاكس. بس بجد الحزن متخلقش عشانك
, يلاا سلام، صباحك فل
, اغلقت نورهان المحادثة واخذت تفكر ب امر الدقائق التي مرت في صورة كلمات عادية من شخص لاتعرفه دخل حياتها بطريق الصدفه!
,
, بعض الأرواح ضمادات بشرية. بسمتهم، وجودهم، تفاؤلهم، تفهمهم، تراحمهم،
, تضيف إلى حياتنا الأمل، حتى لو ان لم يتم ولا يحين اللقاء بعد. ،
, ممسكه اميرة بهاتفها تتصفح الفيس بوك وآخر الاخبار حتى انبثقت رسالة من تطبيق الماسنجر لاحدى صديقاتها القدامى تعاتبها على عدم السؤال والزيارة من وقت م تركت منزل والدها والمكان ب اكملة.
,
, بين سؤال وجواب، اطمأنت اميرة الى حال صديقتها وحال باقى صديقاتها عندما سمعت اخبارهن منها، اما عن اميرة فهى اخبرتها بالقليل عنها، لاتريد خلط ماضيها ب حاضرها الآن
, هى تعمل بنصيحه قلبها وعقلها في آن واحد، من دون ان تزعج احداً او يقتحمها احد لاتود في وجوده ثانية فالجزء الثانى من حياتها التي اختارتها.
,
, دلف الى المحل بعض الفتيات يتضاحكن من الواضح انهم اصدقاء، يريدون شراء باقة زهور وبعض الهدايا الفضية. فقد تعاونت اميرة مؤخرا مع فتاة تصنع الفضة وتشكلها بيدها صنع يدوى وتقوم بييعها أيضاً بالمحل
, فالفتيات يعشقون هذا والفتيان تفضل ماتفضله الفتيات في شراءه ك هدايا لهن!
,
, اختارن جميعا الباقه والهدايا لاحداهن بمناسبة عيد مولدها، صنعت لهم اميرة الصندوق الذهبي كما تسميه وهو الذي يحمل صور تلتقط وتخرج ورقية في نفس الوقت بالتعاون مع فتاة اخرى حديثة التخرج وتعمل على ابراز موهبتها فالتصوير وان تعمل أيضاً.
, صممت الصندق اميرة وجهزت الباقة والحِليات الفضية وخرجن الفتيات اصوات ضحكاتهم تملأ ارجاء المكان وهذا ما كانت توده أميرة!
,
, على آنية صنع القهوة، صنعت اميرة قهوتها بحرفية معروفه عنها وسكبتها بهدء في فنجانها وحينها دارت اغنية فيروز سألتك حبيبي ل وين رايحين فجلست تحتسى قهوتها ممسكه بالهاتف تتصفح خاصية للفيس بوك الا وهي ذكريات حدثت في هذا اليوم
, قرأت عدة منشورات فالسنه الماضية والتي قبلها وقبلها، حتى وصلت الى منشور صورة تجمعها ب زين
, خارج عيادة ل طبيب معروف تضحك وتخرج لسانها خارج فمها وهو يقوم ب احتضانها ومدون فوقها.
,
, للذكرى، انت اقوى إنسان فالدنيا، انت الزين يا زين!
, رفعت اميرة وجهها عن الهاتف ورجعت بذاكرتها الى هذا اليوم.
, عودة إلى الماضى
, بعد وقع الكشف علي زين من قبل الطبيب، كانت تنتظره اميرة على مقعد امام مكتب الطبيب
, خائفه تريد معرفه مابه. ولكنها تتغلب على حدة توترها كى لاتقلقه اكثر فكانت ترسم الثبات امامه وفي جوفها قلبها يدق ك بندول ساعه لا يقف!
,
, اعتدل زين يغلق ازار قميصه ومن ثم نهض وتحرك ناحية مكتب الطبيب، تنهد الطبيب واردف
, زين بك، مفيش عندك اى حاجه بجد
, كانت الابتسامه في طريقها الى ثغر اميرة ولكن قاطعها زين بقلق
, اومال الحالة الل بتجينى ليه؟ ايه سببها
, بانيك اتآك، بنسميها فالطب توتر وصعوبة فالنفس بسبب حدث قديم بيفضل معلق فاللاوعى
, ولم بيتكرر بيحصل النوبة الل بتحصلك دى، لكن انت كويس جدا
, لامست اميرة كف يده بحنو واردفت الى الطبيب.
,
, يعنى هو مش بيعانى من نفس الل كان عمو خليل **** يرحمه بيعانى منه
, نظر الطبيب الى ورق التحاليل والاشعات الذي أمامه واردف بثقه
, التحاليل والاشعات على المخ وغيرها بيقولوا ان زين بك كويس جدا وبصحه احسن منى، هو بس متأثر بحالة والده مش اكتر لكن هو مش بيعانى من اى نوع من انواع المرض
, ابتسمت اميرة اليه فبادلها هو بالابتسامه، تابع الطبيب واردف الى زين
, مش حابب اشوفك هنا تانى، اتغلب عالبانيك دى انت مش فيك اى حاجه.
,
, نهضا الاثنين. وترجلا نحو الخارج ف قام الطبيب بمناداة زين بمفرده ف انتظرت اميرة بالخارج لاتعرف ما الذي اخبر الطبيب به زين
, ولكن خرج زين مبتسماً او يحاول الابتسام، قام بلف ذراعه على كتفيها واردف مداعبا اياها
, انتِ امتى تطولى، مش عارف احضنك
, ابتسمت اميرة واردفت
, على فكرة بقا، البنات القصيرة دول قمرات، البنات الطويلة هبلة عالفاضى
, امال زين ب رأسه على رأسها وهم في طريقهم الى سيارة زين واردف مبتسما.
,
, على فكرة انتِ بقا، انا دايب فيكِ دوووب سواء قصيرة طويلة تخينه رفيعه، التراب الل بتمشى عليه دوايا وعلاجى
, كانت انفاسه تدغدغ حواسها بالقرب من اذنها نظرت اليه نظرتها الطفولية، تلك النظرة التي تعشقها
, فقالت برقتها المعهودة
, دواك وعلاجك انا، يعنى مفيش دكاترة تانى خلاص!
, حاول زين الابتسام مع ايماءه رأسه بالايجاب، فقامت اميرة برفع هاتفها امامهما واردفت بطفولية.
,
, طب يالا سيلفى نفتكر اليوم دا ان خلاص كدا، زين زى الفل والل فدماغه اوهام وبس
, كان يرتديا نظارتهما الشمسية، والعجيب ان الاثنين كانا يرتديا نفس اللون الاوف وايت في انعكاس الشمس
, وملامحهم التي تشبه كثيرا لبعضهم البعض، وكأن وقتها التقطت اميرة صورة تجمع بين جمال الشمس والقمر في آن واحد غير مسبوق من قبل!
, عاوزة افهم يعنى، انت ميّة ولا هوا ولا نت؟
, اردف صالح ممتعضا من حديث هدير عبر الهاتف
, لاء.
,
, يبقا غور فحته بعيد عنى متقرفنيش مدام مش هتعمل الل عاوزاه
, نهض صالح من مكانه ممسكاً بقلمه واخذ يدون على ورقة بالحائط وهو يحدثها
, ياهدير اسمعى قبل م أفقد اعصابي واديكِ بالبونية ف وشك اول م اشوفك
, متقدرش تعملها، هكون لبستك انا بحته روسية فدماغك تجبلك ارتجاج
, اصبرى بس بدبش اهلك دا **** يخربيت لسانك الل عاوز قطعه ملاقتيش حد يربيكِ
, عاوز ايه يا خايب الرجا
, زفر صالح طويلاً واردف.
,
, هبقا بضحك عليكِ لوقولتلك ماشى نتجوز، واخد متعتى منك وفالاخر اقلبك زى عربية الترمس القديمه
, لأن انا مش بتاع جواز
, وانا جو الصحوبية دا مش بتاعى برضو
, طب عاوزين حل وسط
, تأففت هدير واردفت
, حلّوا وسطك يابعيد، بقولك ايه فكك منى لا نتجوز ولا نتصاحب انا مبسوطه كدا وانا لوحدى
, وانت خليك بتاع صحوبية وجو دوج ابن دوج وتخرج مع دى وتسافر مع دى براحتك.
,
, سطر صالح على الورق امامه على الحائط كلمه اكبر غبية فالعالم وبحبها واردف اليها
, مينفعش يا غباء القرية
, ليه يا زفت ايامى
, عشان اتنيلت على عين اهلى ودى محصلتش فالتاريخ، وحبيتك!
, تركت هدير الهاتف من يدها واخذت ترقص بشدة في غرفتها وعلى الجهة الاخرى صالح ينادى
, الو، الووو، انتِ يابت يا جزمة فينك. الوووو
, تناولت هدير الهاتف ب انفاس متقطعه وهي تلهث واردفت
, ايوة عايز ايه.
,
, هو انا واقف قدام كُشك عاوز ايه؟! اخلصى وشوفيلنا حل يارب تموتى
, مانا لو متت هتتعذب عشان حبتنى ولم تقم ب إسعادى
, عض صالح على شفته السفلى بنفاذ صبر واردف
, ايه إسعادك يا إسعاد يونس؟
, نتجوز!
, يييي، م ي بنت الحلال ممكن اتجوزك شهرين واقلبك
, وليه تقلبنى جاتك قلب معدتك، ماهو ممكن نكمل طالما بتحبنى
, ماشى بحبك، بس انا مش بتاع جواز ومسؤلية وعيال وبيت، الجو دا مش بتاعى
, اخذت هدير تنبش في شعرها ب اصابعها تفكر واردفت.
,
, عارف المصيبة، ان انا كمان مبحبش كبت الحرية زيك كدا ومبحبش جو المسؤلية ومبحبش ******* مش هعرف اربي حد
, اردف صالح لها ساخراً
, ايوة طبعا كفاية انك مش متربية
, اتلم عشان مش اوريك المش متريية دى ممكن تعمل فيك ايه
, صمتا الاثنين، ف اردف صالح
, بصى، انا شكلى فعلا مبقتش عارف استغنى عنك ودى شكلها دعوة حد عليا الل هو روح الهى تقع فبلاعه معفنه ماتعرف تطلع منها. ف معلش يعنى رجاء نفكر فحل وسط عشان نعرف بعد كدا نتعامل سوا.
,
, ابتسمت هدير وهي تصنع بيدها علامه الانتصار وتردد بخفوت Yes,Yes
, ممم طب طير ونبقا نفكر على رواق بقا بعدين، سلام ياصالحوتشى
, ارزززع! ايوا بقا ياقلب صالوحتشك يالاهوى عالدلع ياناس
, امسكت هدير بطرف خصلة من خصلات شعرها الاماميه واردفت
, حلوة يا صاصا
, عثثثل يا عيون صاصا
, انقلب وجهها وكشفت عن انيابها واردفت
, طب يلا غور كفاية عليك كدا، سلام
, امتعض وجه صالح واردف
, سلام يابومه!
,
, اغلقت الهاتف ودلفت الى غرفه روان ف وجدتها تقوم بتحضير حقيبة ملابسها ومعها ماريا ابنة نشوان تجلس على فراشها وتلعب ب العابها
, ايه دا انتِ مسافرة يا رونى؟
, كانت تضع روات ملابسها واجابت هدير في عجلة من امرها
, ممم، مسافرة السُخنه يومين مع بيبي
, التوت شفتى هدير واردفت لها
, بيبي! بيبي مين؟
, فارس ي هدير
, ااااه فارس، ومالك مستعجلة كدا ليه
, احنا ماشيين بليل. بس لسه ورايا حجات كتير جدا معملتهاش.
,
, عقدت هدير ذراعيها امام صدرها واردفت
, ومسافرة وحدك معاه يا روان، مينفعش ي ام راس بخاخه
, يوووه هتدينى درس فالادب زى نور، فيها ايه يعنى
, امسكت هدير روان من ذراعها وتحدثت معها بحدة
, ايه الل فيها ايه، طبعا مينفعش انتِ متخلفه
, متخافوش مش هيغتصبنى، متخلنيش احس انك انتٌ كمان غيرانه منى ي ديدى
, تشدقت هدير بشفتيها واردفت
, اغير! اغير منك ايه يا عبيطه انتِ، ولانورهان هتغير ليه هي بتنصحك.
,
, نورهان غيرانه عشان فارس بيحبنى انا ولقى نفسه معايا مش معاها وزعلانه اننا مبسوطين سوا
, لكن وهي معاه كانت كتلة كآبه لحد م جابتله مرض نفسى
, هزت هدير رأسها يميناً ويساراً وهي تضرب كفها ب كف متعجبه منها واردفت
, انتِ الل عاوزة مستشفى امراض عقليه بحالها
, نظرت هدير ناحية ماريا واردفت
, ايه الل مقعد البنت دى هنا؟ هي مش بتروح حضانه ومامتها فالشغل؟
, جلست روان تداعب ماريا وهي مبتسمه.
,
, انا بعشق البنوتة دى موووت، قولت لنشوان خليها معايا انهاردة نلعب سوا عشان مش خارجه لحد م نسافر بليل
, ممم طب للل جابلك ياختى يخلى لك
, قالتها بسخرية، بينما رن هاتها ب رقم غريب ف اردفت
, الرقم دا كل شوية يرن..
, ضغطت زر الاستجابة
, ايوة، ايوة انا هدير مين
, على الجهة الاخرى
, ايوة ياهدير، انا عمتك زينات
, التوت شفتى هدير واردفت
, نعم ياعمتى، جبتى رقمى منين وعاوزة ايه.
,
, يابت بلاش قلة ادبك دى انتِ لسه زى م انتِ كدا لسانك مترين ومتبرى منك
, تأففت هدير وترجلت للخارج واغلقت باي غرفه روان وهي تتحدث
, يوووه ادخلى فالموضوع ع طول ياعمتى عاوزين ايه، وحبتى الرقم منين
, ولاد الحلال جابوه بعد م طلعت عنينا. وبعدين بكلمك اتطمن عليكِ يابنت مريم ايه متصلش!
, جلست في الشرفه وانعكس ضوء الشمس على ملابسها واردفت بالمبالاه.
,
, لا متتصليش ياعمتى، انا اصلا ماليش صلة بيكم ولا ليكم صلة بيا من زمان، ايه الجديد
, يابت بيجرى فعروقك ميه! معقول محنتيش لحد مننا تشوفيه ولا يشوفك، ياساتر على جحودك طالعة لابوكِ
, نهضت هدير من مكانها في حركه متوترة واردفت بشئ من التعصب
, اخرتها ايه اسطوانتك دى، لاء محنتش لان ببساطه انتو مش اهلى ولا تصلحوا تكونوا اهل لحد، الخلاصة عاوزين مصلحه اكيد عشان كدا بتتصلوا صح.
,
, ولا مصلحه ولا حاجه، احنا سمعنا ان بقالك فترة شغاله فحاجه كبيرة وحالك انصلح جبنا رقمك وقولنا نتطمن يابنت فؤاد لكن اقول ايه العرق دساس
, و**** فؤاد الل بتشتميه دا ياعمتى يبقا اخوكِ ولو هو واطى زى م بتشتمى وانا طالعاله اكيد انتِ هتكونِ نفس الدم ولا احنا فصيلة وانتِ فصيلة
, ي
, ياساتر على لسانك الل زى المبرد، يابت حتى كلمه وحشتينى ياعمتى ماقولتيها دنا الل ربيتك.
,
, كانت تربية زفت وحصدت نتيجتها ياعمتى ازواج وافراد، ف ابعدوا عنى كدا بالمعروف ومتسألوش عنى تانى
, والخط هغيره واعتبروا هدير ماتت زى امها، وراحت مع الل راحوا، سلام!
, اغلقت الهاتف وهي تتأفف وتصب لعناتها عليهم، من اين اتوا برقم هاتفها؟ فقد مر الكثير على تركها إياهم. ماذا يريدون منها؟ نظرت إلى السماء بلا حيلة تريد تركها وشأنها فقط.
,
, كانت تتزعم التجاوز والتناسى، ولكن سريان دماء عروقها دماؤهم مهما حدث. ‏رفقاً بها أيتها الحياة
, فليست كل محاولات العبور تعني التجاوز!
, حدث نفسك في خفوت، واجلها سريرتك التي لاتحدث بها اى شخص أى أن كان. بعض القرارات رضا للعقل وألم للقلب.
,
, كان زين ب اجتماعه الاسبوعى بكل اقسام الشركه، يتحدث مشيراً الى كل قسم ماذا عليه فعله استناداً إلى مهام جديدة فقد تم ب حمد **** تجاوز المحنة السابقه التي مرت على الشركه وكادت تهدم اساسيتها التي بُنيت منذ اعوام.
, يشرح مستخدماً كلتا يديه، اصابعه ويده متنفضه عروقه واوردته بها. نظارته الطبيه على عينيه البراقتين.
,
, ابتلاعه لريقه كل فتره وتحرك تفاحه ادم من مكانها صعوداً وهبوطاً. ابتسامته حينما يلقِ احدهم نكته وسط الاجتماع ك تخفيف حدة توتر الوقت، نظرته الثاقبة حينما يقوم احدهم بطرح اقتراح لايعجبه.
, كل هذا يدور ب رأس نشوان وهي معهم بالاجتماع، تحاول ان تلهى نفسها عنه ولكنها لاتستطيع. إلا أن وجه إليها سؤالا على حين غرة
, كدا تمام يا استاذة نشوان؟
, انتبهت ف اردفت بجدية قدر الإمكان
, اه طبعا يا مستر زين.
,
, طيب كدا اجتماعنا خلص، يالا على مكاتبكم
, نهض الجميع ونهضت نشوان، فقام زين بمنادتها
, استاذة نشوان. دقيقة من فضلك
, توقفت نشوان بينما خرج الجميع، اقتربت ناحية مكتبه ف اردف لها
, الشغل الايام دى مش عاجبنى فالقسم بتاعك، محبتش اقول كدا قدامهم لان مرة حصلت منى عيطتِ ومحدش عرف يسكتك
, ابتسمت نشوان لدعابته ف اكمل زين
, انا عاوز اعرف ايه الل مشتتك كدا، حتى فالميتينج كنتِ سرحانه او مش مركزة
, فيه شئ يخصك موترك؟ البنوتة كويسة؟
,
, حاولت نشوان التماسك امامه، قلبها ينتفض بشده. لاول مرة بحياتها تشعر هذا الشعور
, لاء مفيش حاجه، ومتأسفه لتراجعى فالشغل الفترة دى، مش هتتكرر حضرتك تانى
, اومأ زين ب رأسه متفهماً واشار لها
, ماشى. تقدرى تتفضلى
, ترجلت نشوان الى مكتبها، شاردة، فى صوته في شعوره بها حتى وان كانت الى ان مجرد احدى موظفات عمله لا اكثر، انه الشخص الوحيد الذي عاملها ب لطف دون أن يريد شيئا منه مقابل ذلك!
,
, شخص يُحسن معاملتها لوجه **** فقط, يقوم بتشجعيها ان قامت بشئ محمود، ولا يقوم بتوبيخها امام احد ان تراجعت في انجازاتها حرصاً على مشاعرها.
, آآه ياقلبي، ب**** عليك تهدأ، طريقاً خاطئ لاتسير به ارجوك، استيقظِ يانشوان انتِ مجرد ارض عطشه لقطره ماء. لاتصبحى فريسة ساهلة لمشاعرك المهترأة، اصبرى وصابرى واحتسبي
, لعل جزاؤك عند **** اكبر.
, مين حاطط طاسه الزيت دى عالنار.
,
, قالتها هدير بصوت عالِ إثر تناولها زجاجه المية تشرب منها من البراد الكهربائي، ف اجابتها روان
, انا هعمل بطاطس شيبس ل ماريا عشان جعانه
, غباء غباء ماشاء**** عليكى يا دوجه انتِ، كنتِ طلبتى لها من برة لسه هتعملى
, معرفش بقا اهو الل حصل
, سمعت روان صوت هاتفها فقفزت في مكانها وتركت ماريا على الارض وقالت
, فاااااارس بقا يا سكر بودرة حيااااااتى
, هرولت ناحية غرفتها واغلقت الباب، التوت شفتى هدير وتمتمت ساخره.
,
, فارس سكر بودرة! بتحب فكحك العيد، انا اروح اخد دش وانزل
, ذهبت كل واحدة منهم الى مقصدها وتركوا الصغيرة وحدها بالمطبخ!
, وبتحبي تسمعى لمين كمان؟
, ابتسمت نورهان وكتبت عبر رسائل الواتس اب
, عايدة الايوبي، كاظم الساهر، كدا
, اتتها رسالة من عيسي على الفور مكتوب بها
, ايه دا بس الناس العميقه دى، لا احنا مش ادكم يا دكاترة احنا مخرجين بتوع فن وهشك بشك
, ضحكت نورهان بشدة، ف ارسل عيسي.
,
, انا بعشق تامر حسنى بشعر صدره وبابا غنوجه وفتحه قميصه
, لاء تامر مبسمعلوش
, طبيعى شخص بعمقك هيسمع كل مرة اشوفك فيها ببقا نفسى اا اا
, لم تستطيع نورهان ان تتماسك اكثر وهي في المطعم بالخارج تنتظر وجبه غدائها وضحكت بشدة مما جعل ممن حولها ينظرون لها
, حرام عليك متضحكنيش انا برة
, يانهار ابيض، انتِ مش فالجامعة؟
, لاء طبعا خلصت شغل ورايحه اتغدا، متخيل بنتكلم بقالنا كام ساعه؟
, على الجهة الاخرى ابتسم عيسي واردف.
,
, مش عارف، بس محستش بالوقت، اوعى اكون مضايقك
, ترددت نورهان قبل ان تكتب هذه الرسالة ومن ثم تشجعت وكتبت
, بصّ، من غير زعل. انا عادة مبتكلمش كتير وات اب وفيس وكدا، ماليش فالجو دا
, يمكن دى اول مرة اعملها فحياتى، حتى اما كنت مخطوبة قبل كدا
, تعجب عيسي ورفع احدى حاجبيه وكتب
, انتِ كنتِ مخطوبة قبل كدا؟
, اه. مرتين
, عجيبه
, ايه العجيب ف كدا
, مين جوز الحمير دول، معلش يعنى.
,
, هنا غرقت نورهان في نوبة ضحك مستمرة، لم يسبق لها ان تضحك من قلبها هكذا
, حتى بعثت له رسالة صوتيه هذه المرة
, بجد خليت شكلى وحش انا برة واول مرة اضحك الضحك الهيستيرى دا
, ابتسم عيسي بشدة حينما سمع صوتها، واعاد التسجيل عدة مرات ومن ثم اردف لها مسجلاً رسالة صوتيه هذة المرة وقال
, ينفع احلف على **** انى مش بعاكس وكتاب ****، صوتك فالريكورد حلو اوى اوى اوى.
,
, سمعت نورهان صوته، تكاد تصدقه انه لا يقوم بمغازلتها، هى تعرف هذه الطريقة من بعض الشباب فقد اتعرضت لها كثيراً ولكن هذا ال عيسي، يتحدث صدقا من قلبه
, صوت صرخه طفلة، خرجت هدير بمعطف الاستحمام تتساقط منها المياة وخرجت روان الى المطبخ
, ل يجدوا ماريا مطروحه أرضاً مغشى عليها والزيت الساخن منكب على احدى قدميها
, صرخت هدير
, يانهااااار اسوووود، البت اتحرقت يخربيتك ع بيت فارس
, ضمتها روان وهي تصرخ من الخوف والمفاجأة.
,
, هعمل ايييه هقول لمامتها ايه
, قومى انا هلبس اى حاجه ويالا هشغل عربيتى ونطلع ع مستشفى البت هتروح مننا منك لله دى امانه
, هرولت هدير ترتدى اى شئ بخزانتها غير منتبهه لاناقتها الآن، اما عن روان ف بملابس المنزل كانت تحتضن ماريا، اتت بهاتفها تخبر نشوان
, الو، نشوان، الحقينا
, هبت نشوان واقفه من مجلسها قائلة بفزع
, ايه! بنتى! بنتى!
,
, هرولت ناحية الخارج والكل يسألها ما الذي جرى وهي لاتجيب حتى اوقفها زين الذي كان في طريقه إلى مكتبه الرئيسي
, فيه ايه يانشوان
, تنهمر دمعاتها وهي تخبره
, حضرتك اذنلى بنص يوم انهاردة، بنتى هتروح منى
, ظهرت علامات الذعر على وجه زين واردف لها
, مالها بنتك
, مفيش وقت حضرتك لازم الحقهم
, طيب انا هوصلك.
,
, هبط معها واستقلت معه سيارته تبكى وترتل من آيات القرآن ماتيسر على لسانها ينجى طفلتها، كان ينظر لها مشفق لحالها كثيراً حتى وصلت إلى المشفى التي وصفتها لها روان
, هبطت وصعدت دون ان تقوم بشكره حتى، كادت ان تتعثر عدة مرات من سيرها بعشوائية وخوف
, نظر ناحيتها بحزن وادار مقود السيارة يعود إلى العمل ثانية.
,
, اما عنها فقد وجدت هدير وروان بالخارج، وصوت صرخات ماريا بالداخل يقومون باللازم معها، ف انتابت نشوان حالة من الجنون
, بنتى، صوت ماريا دا، دا صوت مارياا
, قامت هدير ب احتضانها وكانت هذه لاول مرة يتلاقى الخطان المتوازيان، دفعتها ب احضانها دون التحدث والاثنان تتحدث دمعاتهمها، اما عن روان فكانت تحتضن نفسها بعيداً تبكِ تعلم انها السبب ولكن ماذا عساها ان تفعل، فقد قدر **** وماشاء فعل!
 
١٧

جميل أن نختلف بلباقة ونعتذر بتواضع ونتخاصم ب بخل ونعاتب برفق ونفترق بود ونحيا بحب، الأخلاق تكفيك أن تكون جميلاً.
, هى كدا نامت!
, قالتها هدير بعينان مهتمه تنظر الى الصغيرة ماريا نائمه هادئة ب احضان والدتها نشوان التي تلامس خصلات شعرها الصغيرة حزينه على م حدث لها
, المسكن قوى الل خدته، نامت ياقلبي من كتر الصريخ والعياط. يارب يشفيها ومشوفش فيها وحش
, صمتا الاثنين، ف اردفت هدير.
,
, انتِ جاية من الشغل ع هنا ولحد دلوقتي اكيد مكلتيش حاجه
, نهضت من مكانها ف اردفت نشوان لها بتساؤل
, مش مهم اى حاجه المهم ماريا، انتِ هتروحى ولا ايه؟!
, لاء طبعا مش هروح، هروح اشتري كام بتاعة باتيه وعصير عشانك انتِ وماريا
, هى اصلا كانت جعانه قبل الحوار الل حصل
, همت هدير بالترجل للخارج ف اوقفتها نشوان تتحدث ب اعين ممتنه
, متشكرة ياهدير
, ابتسمت هدير واردفت بردودها المعهودة.
,
, بتشكرينى على ايه، انا بشوف نفسي فبنتك يتيمه وحظها قليل وملطشة ماشاء ****
, **** يجعل حظها احسن من حظى، هجيب الحاجه ورجعالك
, ترجلت هدير للخارج بينما كانت نشوان تقبل يد صغيرتها وتتمتم بخفوت
, شفاكِ **** وعفاكِ يانن عين ماما
, خرجت هدير ل تجد روان تتحدث بالهاتف جانباً، فيتضح لها من ردودها انها تتحدث الى فارس خطيبها
, لا يابيبي مش هنأجل حاجه، هشوف بس نشوان هتبيت معاها ولا هيروحوا وهروح اخد شنطتى وجايلك ع طوووول.
,
, هنا اشتعل الغيظ ب هدير ب هدير ف امسكت روان من اطراف ملابسها لاعلى وقالت وهي تعض على شفتها السفلى ب اخر صبرها
, بيبك مين الل ريحاله ع طول، تروحى ع جهنم بنفس السرعة.
, افلتت روان قبضه يد هدير واستدارت لها بعدما علقت مكالمه فارس واردفت لها
, ايييه يا هدير عاوزة ايه
, يعنى حرقتِ البت وجبتى الولية امها ع وشها وشكلهم هرفدوها وشتتِ شمل اسرة كاملة وهتسافرى برضو مع بوز الاخص بتاعك ياجلاب المصايب.
,
, هعمل ايه بقعدتى يعنى! الدكاترة قاموا بالواجب خلاص والدنيا تمام ونشوان جمبها هقعد اعمل ايه
, صنعت هدير حركه بقبضه يدها في وجه روان واردفت حانقة
, اقسم ب**** البوم بيفهم عنك، غورى شوفى هتروحى مع بيبك فين يارب تتقلبوا بالعربية سوا فالصحراوى
, تركتها ورحلت بينما اعادت روان المكالمه ثانية بعدم اكتراث لكل م قالته هدير لها واردفت بميوعه صوت الى فارس
, بيبي
, قلبه
, كنّا بنقول ايه.
,
, حقيبة يد نورهان توضع برفق على الفراش وتتحدث الى الهاتف عبسه الوجه
, يعنى ايه كلهم فالمستشفى! انا اتخضيت اما جيت لاقيت البيت فاضى
, كانت على الجهة الاخرى اميرة تقوم ب اخذ حساب مالى من شخص يقف امامها وتسند الهاتف الى اذنها وتردف
, هدير قالتلى، قولتلها اخلص بس الاوردرات وهمشى اروحلهم، مش عارفه انهاردة ليه الاوردرات كتير ومحدش عاوز يصبر
, تنهدت نورهان ب حزن واردفت
, طب كلمتى نشوان اتطمنتِ على ماريا؟
,
, جلست اميرة الى اقرب مقعد وهي تدون شئ على الحاسوب
, اه كلمتها واتطمنت، الحمد**** البنات لحقوها قبل من الحرق م يكون درجه تانيه او تالته
, تاففت نورهان واردفت
, روان دى متخلفه، دى مبتعرفش تشيل مسؤلية نفسها. رايحه تقول بقلب جامد لنشوان تسيب البنت **** يخربيتها
, اهو قدرها، بتقولى هدير كلهم مش مبطلين عياط مع صراخ ماريا، بجد وجعولى قلبي
, اكيد هدير ونشوان الل بيعيطوا، لكن اختى حلوفه هي بس متاخده من الموقف.
,
, انا هسبقك ي اميرة ع هناك ماشى
, خلاص ماشى، وانا مش هتأخر
, على مقهى حديث الطراز كبير ومعلوم الاسم كان يجلس عيسي مع منتج سينمائي معروف في الوسط الفني، قد قام بمهاتفته
, واعطاه ميعادا وبتوقيته بالدقيقه كان عيسي هناك.
, تشرب ايه يا استاذ عيسي
, مبتسم عيسي وقلبه منشرحاً واردف
, متشكر، ممكن شوية كدا
, خلاص ماشى، تعالا ندخل فالموضوع ع طول، اكيد استغربت منتج سيما زيي هيكلم مخرج كليبات واعلانات ليه. مش كدا؟
,
, ابتسم عيسي ابتسامته الجميلة واردف ب ثقه
, هو فالوسط الل احنا فيه دا انا مبستغربش حاجه، انا مخرج وحضرتك منتج وبنقابل مطربين وممثلين وموديل اعلانات، بيت كبير كله منفد ع بعضه، وكلنا لينا عيش مع بعض
, ابتسم المنتج وربت على كف يد عيسي
, شكلك غير شغلك الحلو، الا انك واد مجدع ورجولة، وكلامك عجبنى. انا بقا ياسيدى هنتج فيلم قريب
, جالى السيناريو بتاعه على طبق من فضة، قريته واستمخيت ودخل نافوخى.
,
, ولاقيت مع السيناريو ترشيح انك انت الل تخرج الفيلم دا، بالتحديد انت
, تعجب عيسي ومازالت على وجهه الابتسامه ف اكمل المنتج
, قولتلهم مين عيسي العشماوى دا، راحو مفرجينى على كام اعلان ليك. وعلى كليب المطربة اسمها ايه دى
, ميران
, ايوووة، قولت باااس عندكم حق. شكله مخرج سلاطينى
, تضاحك عيسي واردف
, يعنى ايه مخرج سلاطينى
, يعنى راجل صاحب مزاج فالشغل، انا نفسى اتكيفت وانا بشوف شغلك ولما شوفت صورتك.
,
, قولت وليه عيسي العشماوى، مايسمى نفسه عيسي ابو وحمه تسمع فالسوق اكتر
, قال الرجل الأخيرة وطلق ضحكه ذات صوت عالِ في الارجاء، فنظر عيسي حوله واردف اليه بعدما عبس وجهه بعض الشئ
, لاء عيسي ابو وحمه لما اكون هفتح صالون حلاقة يا كبير، لكن انا اسمى عيسي احمد العشماوى. وبفتخر ب اسم ابويا، وبفتخؤ برضو بشكل وحمتى الل مميز وشى عشان اتعرف بسرعه فالوسط واول م يتقال اسمى يتعرف انه ابو وش مميز مش ابو وحمه!
,
, عاد المنتج الى الخلف يستند الى ظهر المقعد مع هوة رأس اى ان حديث عيسي قد اعجبه واردف اليه مبتسماً
, هو ايه حكايتك، شكلك فيلسوف مش مخرج بس، كل كلامك فالجون كدا وكأنى قصادك بنلعب شطرنج
, كل م انزل ليا حصان تقولى كش ملك.
, ابتسم عيسي واردف بحسم
, هنبدء امتى شغل!
, اصبر عليا، نجمع فنانين العمل ونبدء يابطل.
, استند عيسي الى المقعد ووضع قدم على الاخرى بثقه واردف
, وهو كذلك، ممكن دلوقت اطلب لاتيه فانيله.
,
, ماشى يا عيسيوى لاتيه وانا هطلب عشا، اصل انا متغدتش من الصبح واهو تتعشى معايا
, ويبقى عيش وملح
, ضحك عيسي على عفوية هذا الرجل، ونظر الى قائمه دردشه الواتساب ينتظر منها رسالة
, ولم تأت بعد، ف اكتفى ب انه يخبرها بمدى فرحته ب أن ينظر الى صورتها فقط!
, يعنى هي كويسة؟!
, قلبها يدق بشدة فور سماع صوته، انه الزين. يسألها كيف هو حال طفلتها، يسألها ب اهتمام ام انه لمجرد انها احد موظفيه وهذا حق الزمالة عليه؟
,
, على اية حال لن تعرف معادن البشر في أيام الطمأنينة. وحدها أيام الفزَع من ستخبرك.
, اخفضت نشوان من صوتها وهي تجيب سؤاله حرصاً على ان لاتفيق صغيرتها
, الدكاترة طمنونا الحمد****
, يعنى هتروحى انهاردة؟
, بيقولوا اه، بعد اذن حضرتك ينفع استأذن اليومين الجايين مش هينفع اسيبها مالهاش غيرى
, يابنتى هو دا وقت شغل، خدى الاجازة الل عاوزاها. المهم بنتك.
,
, ابتسمت نشوان ل حُسن رده الذي يشعرها ب ربته خفيفه على قلبها الحزين، اردفت اليه على استحياء ك عادتها
, بشكر حضرتك جدا
, لو عاوزانى اجى اوصلك للبيت مفيش مانع
, وضعت يدها على قلبها بعدما احمرت انفها ووجنتيها خجلاً وهي تحدث نفسها بخفوت إهدأ. ارجوك إهدأ
, ابتلعت ريقها واخذت انفاسها تلهث كأنها قادمه من طريق طويل حبواً وقالت
, لا مش هينفع اتعب حضرتك واشكرك على عرضك دا، انا هروح بمعرفتى.
,
, على الجهة الاخرى جلس الى اقرب مقعد وباصابعه يداعب اوراق الزهور الناميه على نافذته واردف
, انا مبعزمش يانشوان
, كترخيرك يامستر زين
, طب انتِ مش محتاجه حاجه؟!
, **** يخليك **** معايا ومستورة
, تنهد فصعد صدره وهبط واردف
, طيب، لو احتجتِ اى حاجة رقمى معاكِ. مع السلامه
, مع السلامة
, صمتت تنظر الى الهاتف والى مدة المكالمة وتشرد بعيناها فالفضاء امامها مبتسمه
, ومن ثم اردفت الى نفسها بعدما هزت رأسها كثيراً تنفض الفكرة عنها.
,
, استغفر **** العظيم، وبعدين فيكِ مفيش حاجه الراجل بيتعامل بذوق، خليكِ زى م انتِ يانشوان اجمدى
, وشك حلو يا نووووور، ردى بقا
, قالها عيسى بصوت عالِ في رسالة صوتيه الى نورهان وهو يدلف الى المنزل، ف خرج زين من غرفته ينظر ناحيته واردف مداعبا اياه
, يانوووور، مين نور وتعالالى يا العوبان
, قهقه عيسي وهو يضع حاسوبه على المنضدة واردف الى زين
, هاه!
,
, هاه ايه جاتك هوا، نور مين وبصتك فالفون ليل نهار اما لحس نظرك وانا ساكت ومطنش وبقول بكره يحكى بكره يقول، هتقول ولا ادخل اعمل شاى لنفسى واسلخ الناحية التانية من وشك بالمية
, نهض عيسي من مكانه ودلف الى غرفته محدثاً زين
, بالراحه ياعم زين انت بقيت عنيف كدا ليه
, اصل بسألك وتقولى هاه، هتتوه ياض
, جلس عيسي وشرد ب وجه نورهان في خياله واردف وعيناه لامعتان.
,
, عارف الملايكه، البسكويت، الحجات المسكرة الخفيفه، الدونتس عارف الدونتس
, جلس زين بجانبه وصفعه خلف رقبته ساخراً واردف
, ايتوال يعنى، بتحب محل ايتوال
, انا بحب انتاج ايتوال نفسه ياجدع
, طب احكى ع طول عشان بدأت اتخنق
, فاكر البت دينا مراجيح، قصدى رونى زحاليق رونى حافظ
, اومأ زين ب رأسه إيجاباً واردف اليه
, اه فاكرها رونى دريم بارك مالها
, فاكر فستانها ياض فالخطوبة
, عليها وع فستانها وع الديوث بتاعها الل حرق دمى يومها.
,
, بس كانت طلقه البت، فستان عبارة عن مايوه. كانوا عملوه ع البحر احسن واوفر
, امسك زين عيسي من ذراعه بنفاذ صبر واردف
, انت هتفضل تلاوع كتير ليه، ايه الطرق الثعبانية دى مالى انا بفستان رونى ولا المايوه بتاعها
, اخلص قولى مين نور لا إلا و****
, اصتنع عيسي الخوف من زين وهو يضحك واردف.
,
, خلاص خلاص، بالراحه يا مليجى فيه ايه، نور دى للاسف الشديد وللظواهر الكونية والمعجزات الل **** بيخلقهالنا كل يوم وانضماما للكوارث الكونية وتضامنا مع جمعية حقوق الانسان تبقا اختها والتوأم!
, ابتسم زين واردف متعجباً
, اختها التوأم! وزيها كدا
, لااااا، بقولك بسكويته، رقة واخلاق وادب، هو واضح انهم عرفوا يربوا نورهان وجم عند روان كان عندهم مشوار
, ضحك زين بشدة فاكمل عيسي وهو يبدل ملابسه.
,
, الغريب ي اخى تتعامل مع دى وترجع تتعامل مع دى لو حلفوا لك على **** م تصدق انهم اخوات لاء وتوأم كمان
, عقد زين ذراعيه امام صدره واردف
, عادى، بتحصل، المهم يعنى اتقابلتوا ازاى اللينك حصل ازاى
, فخطوبة مرجيحه هانم، لاقيتها بتعيط وكدا كلمه فسؤال اتعرفنا ومن يومها يا معلم
, واكاد اقسم لك ان مش شوفت رقة كدا، وخدانى وشدانى كدا بشكل
, غمز زين ب احدى عينيه واردف له
, زى البنت الل كانت قبلها كدا
, تلعثم عيسي واردف.
,
, لاء الل قبلها بنت ناس ومحترمه اه، بس تحس عندها حلقة مفقودة انها تعض الل يقربلها كدا
, اصل انت كنت متعلق بيها اوى ياعيسى
, اعترف ياصاحبي انى كنت متعلق ومشغول كمان، بنت غريبة من نوعها طريقتها ولبسها وكلامها
, يعنى فريدة كدا مالهاش فالعوج ودوغرى، شدنى اختلافها وسكوتها والغوامق بتاعتها والاسوار الل عاملاها حواليها، اصل انا البنت الل تختلف عن غيرها وتحافظ ع نفسها دى تعجبنى اوى.
,
, لكن لما عرضت عليها الموضوع وموافقتش، قولت خلاص محدش بياكل لقمه غصب عنه
, واقتنعت ان لها اسبابها زى م انت قولتلى فمرة، لكن نورهان..
, قالها وشرد ف دنى زين بجانب اذنه واردف له بدعابة
, ايواااا مالها نورهان
, لاء نورهان كدا عاوز اكلمها كتير، عاوز اعرف يومها عاوز احكيلها يومى. عاوز اتطمن عليها
, عاوز اعرف مالها، مهمه اوى عندى ومش حاسس انه مجرد اعجاب او ملى فراغ.
,
, انا وهي كبرنا عالعبط دا، واكيد هي ياما قابلت وانا كمان..
, انطرح عيسي على ظهره على فراشه واكمل وهو يحدق بسقف غرفته مبتسماً
, تحس كدا فيه قلوب بتنده ع بعض، بنفضل طِرش سنين لحد م تسمع الصوت من بعيد وتجرى عليه، وانا مع نور ناسى نفسى وناسى الدنيا وناسى الناس
, ارتمى زين بجانبه واستند الى ذراعه وحدق الآخر الى سقف غرفته أيضاً واردف
, احنا بقينا شُعرا
, احنا بنحب يا زين
, بتحب مرة واحدة!
, ايووة
, وايه خلاّك متأكد ياعيسوى.
,
, قلبي بيجرى ع رسالتها يفتحها قبل ايدى، بفضل مبحلق فصورتها بالساعات الل حطاها واتس، مش مستعجل ع حاجه ولا بقولها نتقابل ولا نتكلم فون ولا اى هرى، سايب قلبي وقلبها على راحتهم
, راضى بفتافيتها الل محليين يومى. خجلها وهي بتحاول تقفل الكلام وانا افتح فمواضيع بيلهلب قلبي على نار هاديه. مش عاوز غير انى اكون جمبها، جمبها وبس
, صفق زين بكلتا يديه واطلق صفيرا واردف.
,
, ياعيسي ياعشمااااوى ياجامد، انا لو مكانها وسمعت الجملتين دول هطلب انا ايدك للجواز
, ضحك عيسي ووضع ساق على الاخرى واردف
, انا قمر اه يا زوووز بس مش للدرجة دى
, صوت قدوم رسالة على هاتف زين، نظر له وهو فيده ف وجدها من نشوان مدون بها
, متشكرة لحضرتك انك امرتلى بالاجازة مدفوعه الراتب هما بلغونى فالشركه، وكمان بلغونى بالمبلغ الل حضرتك امرت بيه عشانى ك تضامن منكم للى حصل لبنتى، **** يعزك ومتقعش فكرب أبدا.
,
, ومشكور كل الل حضرتك عملته معايا. معنديش اكتر من كلمه الشكر الل ممكن ارد بيها حق حضرتك
, نظر زين الى الرسالة وابتسم ابتسامه جانبية وظل مصوب نظره على الرسالة برغم قراءته لها عدة مرات ف
, لاحظ عيسي
, ايواااا، م احنا كمان عندنا اسرار اهو
, اخفى زين هاتفه بعيد عن نظر عيسي واردف بتلعثم حرك تفاحه ادم برقبته
, اسرار ايه ياعبيط انت.
,
, عليا يا سرسوب الهوا! بتفاحتك المش مستقرة دى، جاتلك رساله وبحلقت وتحملقت واذبهليت ونسيت انت فين أساساً
, دفع زين عيسي بصدره واردف
, ايييه كل الرغى دا، اوام عملت قصة قصيرة فالثوانى دى
, اعترف وخلص الرسالة من مين، اميرة صح
, نظر زين ناحية عيسي بعدما تقلقل قلبه بعدما تفوه عيسي ب اسمها واردف
, ايه الل خلّاك تقول كدا
, اصل بالبديهى كدا، زين بتاع اميرة وقلب زين لاميرة وعقل زين لاميرة ولو فيه حاجه قالت عكس كدا.
,
, يبقا نقول عالحب يارحمن يارحيم، عشان ببساطه ومن غير تعقيد بعد كل الل كان وحصل بينكم
, وقصتكم تنتهى وانت تحب غيرها وهي تحب غيرك، نقول عالدنيا سلانكتيه وكله فالكلتش مفيش حاجه اسمها حب!
, سمعه زين حتى النهاية ونهض من مكانه مترجل نحو خارج غرفة عيسي وهو يردف
, بقولك ايه تعالا نخرج انا مخنوق
, مجاوبتش اميرة ولالاء؟
, التفت زين إليه واردف محاولا تغيير مجرى الحديث لشئ آخر.
,
, بقولك ايه، وانت داخل بعتت لنور رسالة وشك حلو عليا، ف ايييه بقا؟
, ابتسم عيسي وتذكر واردف
, اسكت مش هعمل فيلم سيما قريب، بكرة وبعده مش هتعرف تكلمنى يابن السلطان
, قام زين بعناقه بحنو اخوى شديد واردف له وهو يربت على كتفيه
, الف الف مبروك يا حبيبي، تستاهلها يا عيسوى و**** تستاهلها
, يا زوووز يابن الاصول. فرحتلى انا قولت هتجز على سنانك تحقد عليا
, قهقه زين ف اكمل عيسي.
,
, عارف يا بو الزنازين، لما عرفت بموضوع الفيلم مع انه حلم حياتى اكبر واتشهر كدا
, مفرحتش اد فرحتى بوجودها فحياتى. وكأنها اخدت كل الفرحة لوحدها الطماعه، ,
, ابتسم زين لمصطلحات عيسي العجيبة، يتحدث بها من داخل مكنون قلبه ويبدو انه اصاب هذه المرة!
, وبعد أيام..
, كان لقاء عاصف مرتب إليه من قبل الجهتين، صالح وهدير
, بشأن تهدئة الأوضاع والوصول إلى حل سلمي وسط يرضى جميع الجهات!
, اسمع بقا الفكرة دى وبصراحه دا آخر م وصلتله.
,
, استند صالح الى كف يده واردف وهو يلتوى بشفتيه
, قولى يا ام كلثوم قولى، جلجلى جلجلى
, بص، انا بخاف من الجواز جدا ولاغياه من حياتى اصلا، ليه بقا
, عشان انتو صنف كلب ولا يؤتمن ووحشين وانانيين وبتاخدونا لحم وبترمونا فرافيت
, ومش بتوع بيوت ولا مسؤلية
, اصطنع صالح تحيه بيده على رأسه واردف لها
, متشكرين يا متريية يا اصيلة ياللى لسانك عاوز جزّه
, ان ش**** لسانك قبلى، المهم، بعد كل قرفى من الجواز دا وخوفى منه.
,
, وحضرتك طبعا متتوصاش عاوز تلعب وتهيص يومين وبس بلا مسؤلية ولا حتى اتباع حلال ولا حرام
, ففكرت اننا نتجوز، بس من غير شروط من غير قرف من غير خنقه
, من غير بيت، انت فبيتك وانا فبيتى عادى
, مش هكتب عليك قايمه ولا مؤخر ولا كل دا، هو بس هتكتب لى تعهد انك لا تخوننى ولا تطلقنى الا لما نتفق انا وانت والا فيها قضية للمحكمه.
,
, بكدا انا وانت متصاحبين زى م انت حابب، خروج وفسح وبيات مانا مراتك، وانا بعمل حاجه صح ومش خايفه منها قدام **** والناس
, ابتسم صالح وتلفت يمينيا ويساراً واردف اليها ساخرا
, انتِ وانتِ صغيرة وقعت على دماغك ولا حاجه، ايه الهبل الل بتقوليه دا
, فين الهبل يا فاقد الاهليه ف الل بقوله، اولا هنتجوز عادى من غير فرح من غير معازيم ع سنه **** ورسوله وهنعرف كل الل حوالينا، انت هتتصرف براحتك فيومك وانا كمان.
,
, ووقت م نخرج نخرج وقت م نسافر نسافر، مفيش خنقه مفيش عيال توء توء مفيش مسؤلية ع حضرتك
, ها قولت ايه؟!
, إنها ليست مجنونة اذاً! ولكنها في طريقها للجنون! ستتخذ للجنون سبيلاً، أهكذا عقدت العزم وقفزت إلى ذهنها هذه الفكرة الملعونه؟!
,
, تنظر هدير إليه منتظره ان تنفرج شفتا صالح عن الرد الذي تنتظره هي بفروغ صبر. وحينما رد هو كان هدوء اعصابه يطغى على الموقف، ارتشف جزء من المشروب الذي امامه ونفث دخان سيجارته بعيداً وقال
, انتِ مجنونة صح، او بتعانى من مرض نفسي حاجه فالر ينج دا؟!
, مجنونة او لاء، ايه الل يمنع اننا ننفذ فكرتى دى. قوللى ايه الل يمنع
, اومأ صالح ب راسه متفهماً كم الهراء الذي تتفوه به، ف اردفت هى.
,
, ايه رأيك؟ انا متأكده انك عاوز كدا واكتر منى كمان
, حملق بمقلتيها الخضراوتان واردف
, عاوز ايه ياهدير!
, عاوز تملكنى ونتعامل فكل حاجه ايزى وكأنى صاحبتك ومراتك وكل الحجات. وانا قريتك وحلتهالك بطريقتى الل ترضينى وترضى تربيتى وحبى ليك
, هنا من دون سابق انذار، سحب صالح ساعدها وجرّها إلى الخارج مسرعاً بينما هي لاتفهم شيئاً قط تنظر حولها مذعورة، الى اين ذاهب بها هذا المختل؟
,
, خرج خارج المطعم بعيداً حتى وصل الى بقعة مظلمة الى حد ما، والصق ب جسد هدير إلى الحائط وضم جسده إليها وطوق بذراعيه جسدها ف أصبحت محاصرة به من كل جهه، هجم بشفتيه على شفتيها ورقبتها وشعرها في نهم وبسرعه مع صوت أنينه البسيط الذي يدل على نشوته في أحضانها، اما عنها فقدر المفاجأة عندها كان كافياً ان تتذوق من هذا المتعجرف وجه آخر كانت تتوق هي إلى معرفة. طعمه اللذيذ وكثيراً شردت في خيالها تبحث عنه وتتخيل معناه.
,
, ب أسنانه ضغط على شفتها السفليه حتى ظنت انها سَ تُقطع من جرأة فعلته، اصدرت تأوهاً في لحظة ضعف قلبها وترجمها عقلها، هذا هو ماكانت تريده بالفعل ولكن بشرع ****،
, هو دا الل عاوزاه يا ست هدير؟!
, كانت تلتقط هدير انفاسها وتنظر إليه واردفت وهي تصوب عينيها الى عينيه
, مش دا وبس، انا عاوزة اكتر بس يكون من حقى ومش سرقة بالشكل دا
, اقترب منها حتى شعرت بلهيب انفاسه تحرقها.
,
, قولى بقا أنى عاجبك، واوى كمان. مكانش له داعى نشفان ريقى كل المدة دى
, انت شايف انك احسن راجل فالدنيا مثلاً!
, انا شايف كدا جدا، عالاقل فعين نفسى وفعينك
, فعينى
, هز رأسه إيجابا واكمل حديثه
, اها، لو مش ف عينك مش هتحاولى أبدا تنزلى من قصرك العالى وتقوليلى انك مش بس بتحبينى وعاجبك لاء وكمان تعرضِ عليّا العرض الذهبي دا. مراتى وصاحبتى ولينا مطلق الحرية سوا بس قدام **** والناس.
,
, ابتسمت هدير ضاحكة ان خطتها وقرارها الاهوج قد لقى بعض الاستحسان منه وقريباً ستصل الى غايتها المنشودة ويخلو لها ساحه قلبه بلا منازع او شريك
, ايوة عاجبنى وبحبك، بس انا مبقولش او بطلت اقول لانك متستاهلش، ولمّا قولت كان فيه فكرة تخلينى اقول انك بجد عاجبنى وانى عاوزاك اوى فالنقطه دى..
, امال بجذعه عليها علماً لفارق الطول بينهما وقال بحثيث صوت بالقرب من أذنها
, انهى نقطه؟!
,
, ابتسمت برقة غير مسبقه او معروفه عن هدير وقالت
, تكون جوزى وتبقا الوحيد الل لمس قلبي وفك عذريته و جسمى كمان
, فالنقطة دى وبس؟!
, رفعت هدير احد حاجبيها وقالت متعجبة منه
, هو انت هتفتح لى محضر! موافق ماشى مش موافق كل حد مننا يروح لحاله، ولو مش موافق هدفعك غالى عالبوسه الل بوستهالى دى من غير وجه حق
, ولو موافق؟
, ابتسمت هدير وقالت بهدوء
, هتبقا جوزى بقا خلاص
, ابتسم صالح وداعب انفه ب اصبعه علامه انتصار، ف همت هي بسؤاله.
,
, موافق ولا إيه؟!
, سيبينى افكر
, اعتقد أخدت وقت كفاية وكويس اوى ان سمحت بالمساحة دى
, تركته ذاهبه نحو المطعم ل تحمل حقيبتها وتنصرف ف اوقفها هو بكلماته
, بصراحه لما خدت فكرة عن العرض بتاع معاليكِ. اقدر اقولك انى..
, التفتت هدير نحوه تتنتظر رد، ف اجابها هو
, مممم لا مش هتسرع فالحكم لازم ادوق تانى.
,
, تركته وانصرفت مسرعه غاضبه بحذائها العالى الذي كان يصدر صوتاً وكأن الارض تتكسر تحت قدميها، اما عنه ف كان يضحك وهو يعقد ذراعيه امام صدره امامه الالاف الاميال ل تفهم أمر تلك الفتاة ذات الرأس اليابس.
, رُبما لم يرغب المرء في الحبّ بقدرِ رغبته في أن يفهمه أحدهم.
,
, كتبتها نورهان على حالة تطبيق الواتساب لديها هذه الكلمات وتركت الهاتف جانباً تستمتع بالهواء الجميل النظيف بحديقة قصر الاميرة وتستمع الى صوت عايدة الايوبى مرددة ب اغنيتها على بالى على بالى حبيبي على بالى
, ودقائق وأتت إليها رساله من فارس عبر الواتساب فتحتها لتجد مكتوب بها
, ولاقيتِ الل فهمك يا نور؟
,
, تعجبت من رسالته وهمت بعدم الرد وان تترك الهاتف ولكنها حسمت امرها انها ستجيبه وتردعه عن التدخل بحياتها فهو يخص شقيقتها فقط
, اعتقد مش مهم لك تعرف لاقيته او لاء
, كنت بسأل بس، عاوز اتطمن عليكِ
, دكتور فارس، يخصك روان واحوالها، انما انا لاء
, تركت هاتفها ف اقبلت اميرة نحوها وجلست وهي تردد
, **** **** على عايدة الايوبي والمزاج العالى
, ابتسمت نورهان اليها محاولة ف لاحظتها أميرة واردفت
, مالك يا نينو، شكلك متضايقه من حاجه.
,
, مفيش بس فارس بعتلى مسج ضايقتنى
, تأففت اميرة وقالت
, عاوز ايه سى فارس، هو مش خلاص خطب روان وبيحبوا بعض وبيسافروا وبييحو سوا عاوز منك ايه
, بيرد قال عالاستورى الل نزلتها، بيلطف حضرته
, تعجبت أميرة وقالت
, ايه البنى آدم المهزوز دا، ع فكره فارس فعلا مش عارف عاوز ايه
, زفرت نورهان بحرارة وقالت
, ميخصنيش بقا هو خرّ بس يبعد عنى
, قولى لروان
, التوت شفتى نورهان واردفت
, اقول لمين، دى فاكرانى بغير منها، وبتعمل الل عاوزاه فالاخر.
,
, اخرهم سفريتها معاه وبكل بجاحه تقولى روحت وجيت ومكلنيش يعنى
, تحبي نكشف فعيادة نسا يا دكتورة نور!
, قهقهت اميرة وهي تخبئ فمها برقة واردفت
, روان دى مش طبيعيه بجد، عفوية وخايفه دماغها دى توديها فحته مش حلوة
, صمت الاثنين ومن ثم اردفت اميرة
, اما اشوف بقا الاستورى بتاعتك الل علق عليها دكتور فارس بيه
, قرأتها اميرة وابتسمت واردفت الى نورهان بعذوبة صوتها المعتادة
, ياسيدى ياسيدى، ايه بقا الكلام الحلو دا.
,
, ابتسمت نورهان بخجل ونظرت لاسفل وهي ترفع خصلة شعرها الناعمه التي انسدلت
, ف تابعت اميرة
, وشكلنا حلو ومنور وبقينا مُشرقين وموضوع فارس مبقاش يؤرقنا، يلا بسرعه عاوزة اعتراف دلوقت حالا
, تنهدت نورهان وهي تنظر الى السماء وقد تلألأت النجوم اللامعه بعينيها واردفت برقة
, مش عارفه يا اميرة، حاجه كدا جت صدفه، خطفة مخدتش بالى حصلت ازاى ولا ليه
, بس حسيتها طبطبه على قلبي كدا من ****. حسيت زى م نكون كلنا بنلعب شطرنج.
,
, فيه حاجه بتخسرها قصاد حاجه بتكسبها من ناحية تانية. **** مش بيسيب حد اتظلم ي اميرة
, قالتها نورهان ولا ارادياً دارت عجلة الذكريات بعقل اميرة
, عودة الى الماضى
, صوت صراخ وتكسير وبكاء ونحيب. ومن ثم هبطت اميرة من اعلى القصر الى الحديقة تبكِ وفجأة وجدت يد زين ممدودة إليها فرفعت عيناها تكفكف دمعاتها
, واردفت اليه بحدة
, عاوز ايه!
, قومى معايا
, مش هروح معاك ف حته يا زين وسيبنى فحالى.
,
, جلس بجانبها وهم بمسح دمعاتها ف باعدت وجهها عنه وقالت بتهدج صوت
, زين ممكن تمشى
, طب ياستى مش هتكلم خالص واعتبرينى مش موجود. بس خلينى جنبك
, نظرت اليه بحدة وترقرقت دمعه جديدة بعيناها
, جمبي! تخليك جمبي، هو مش انت السبب فكل الل انا فيه
, لا مش انا
, لا انت ولو نسييت افكرك
, اميرة انتِ الل عملتِ كدا فينا، انتِ الل عليكِ اللوم فالحكاية كلها
, نهضت اميرة واقفه من مكانها تتحدث بقوة كالعادة.
,
, انا مش ضعيفه يا زين، وحقى هعرف اخده وربنا هيكون جمبي لانى مظلمتش حد
, تركته وسارت امامه فقال لها
, ولا حتى انا
, انت ظلمت روحك
, قالتها معطيه ظهرها له وانصرفت بعيداً يكتمل بكاء عيناها وتمزق قلبها، اما عنه ف هناك أشخاص يُرافقونا، و هناك أشخاص يُفاروقنا..
, نفس الحروف للعبارتين، لكن وقعهما على الروح مُختلف!.
,
, بقدر ما تزرع الأولى ربيعاً دافئاً، يُؤنس وحدتنا، بقدر ما تجعل منه الثانية خريفاً بارداً، ترتجف معه أغصاننا..
, و هكذا يستمر مسلسل سقوط الأوراق من شجرة أحبتنا
, ياصباح الفل، انهاردة هشوف الفنانين وهوزع الادوار ادعيلى بقا
, انزل عيسي الهاتف من على أذنه ودلف الى محل الزهور بعدما قرأ اسمه من على بعد باب الورد وتنحنح واردف قائلا
, لو سمحت ِ
, استدارت اميرة وابتسمت له ابتسامه جميلة مشرقه
, تحت امرك!
 
١٨



انزل عيسي الهاتف من على أذنه ودلف الى محل الزهور بعدما قرأ اسمه من على بعد باب الورد وتنحنح واردف قائلا
, لو سمحت ِ
, استدارت اميرة وابتسمت له ابتسامه جميلة مشرقه
, تحت امرك!
, ابتسم عيسي ك بداية لفتح الموضوع واردف
, كنت عاوز بوكيه شيك ورقيق ل بنوتة كيوت اوى
, ابتسمت اميرة واردفت له برقتها المعتاده
, طيب اتفضل استريح، البوكيه هدية عيد ميلاد او.
,
, لاء هو مالوش مناسبة، انا بس عاوز اقولها صباحك حلو اوى وصباحى حلو بيكِ. عاوز افرحها مش اكتر
, نظرت له اميرة بعينان يملاؤهما الامتنان لذاك الغريب وقالت
, تعبيرك حلو هكتبه عالكارت بتاع الجيرب.
, بدأت اميرة في تحضير الباقة وعيسي بعيناه معها يراقب ماتفعله، ومن ثم اخذ ينظر الى كل شبر ب المحل
, من الواضح ان صاحبته تلك تتميز بالطابع الرقيق المميز. كل شئ يخص المكان يصفها هى.
,
, هدوء انفاسها، ابتسامتها الرقيقه، لون بشرتها للمميز، تصفيفه شعرها.
, نهض عيسي من مكانه يدور ب ارجاء المكان مستأذنا إياها
, ينفع اخد لفه اتفرج، المحل جميل وجديد بفكرته، شغل الفضة والصور والورد
, من على اميرة اثناء تحضيرها ل طلبه اردفت
, اه طبعا اتفضل
, اثناء تجول عيسي كان يتحدث إليها دون النظر لها
, هو حضرتك ليه سألتينى ايه مناسبه البوكيه، هو دا بيفرق.
,
, آه طبعا، انا لازم احس هو رايح عشان ايه عشان الل رايحله يحس بمعانيه.
, ادارت له وجهها
, حضرتك شُغلى دا معتمد على الروقان والمزاج المظبوط مش اى حاجة وخلاص!
, قالت جملتها والاغنية المدارة كانت قمه في الذوق والرقة، تكاد تكون لاول مرة تهبط على مسامع عيسي
, يتمنوا عليّ رجال والوف، عنى شى مرة اسأل وبتشوف
, صدقني وحياتك انا حبيتك. من بين العالم نقيتك. ساكن بقلبي وخليّتَك. مَيّل ع رَوَاق.
,
, لو سمحتِ لو مش هبقا سخيف، الاغنية دى اسمها ايه
, ضحكت اميرة لتطفله الزائد ولكنه يبدو عليه شخص يهتم بالتفاصيل
, اسمها ميل على رواق ل فرقة ريان الهبر وبسيطه
, فغر فاه عيسي ف اكملت اميرة مبتسمه
, فرقة شاميه بس اغانيها راقية
, هو واضح بصراحه، اصل انا فنان مُخرج والحجات دى بتفرق فالمود عندى
, هنا انتهت اميرة من تحضير الباقة واعطتها له مردفه
, ايه رأى حضرتك
, اتسعت حدقه عين عيسي واردف
, جميل جدا، فعلا يشبهها
, خطيبتك؟
,
, ان شاء ****. بس حالياً هي لسه حبيبتى
, وهى لما تبقا خطيبتك مش هتبقا حبيبتك؟
, ضحك عيسي بخفه واردف
, لاء طبعا هتبقا قلبي مش حبيبتى بس، بس يعنى احنا حالياً لسه في البدايات
, دفع عيسي المبلغ المطلوب واخذ الباقه وشكرها، واستقل سيارة اجرة ورحل، بينما كانت تفكر اميرة بكلمات ذاك الغريب كيف له بعشق محبوبته الى هذه الدرجه
, وحينها تذكرت مُغرم انفاسها منذ نعومه اظافرها كيف كان يشاطرها العشق كهذا. واكثر!
,
, دكتورة نورهان فيه واحد جاب الشنطه دى ومشى قال نوصلها للدكتورة نورهان فكلية التجارة
, امسكت نورهان الشنطه الورقية واخرجت منها الباقه مبتسمه وهي تراها ويفوح منها عِطرها الذي عطر مكتبها بالكامل وامسكت البطاقه المرفقه معه مدون عليها
, صباحك حلو اوى، وصباحى حلو بيكِ، عيسي
, تبسمت قسمات قلبها وعيناها قبل وجهها، شعرت بنسمه خفيفه تستطيع استنشاقها ب لطف على رئتيها وكأن مضى وقت كبير كانت فيه لاتستطيع التنفس!
,
, اخذت تستنشق عبير الزهور والتي شعرت انها تُشبهها تماماً. امسكت هاتفها وفتحت ايقونه محادثته ب الواتساب وكتبت
, ورسائلُ الروح لا ساعي بريد لها. مهما كان الطريقُ طويلٌ فهي تَصل، ابتدى يومى يبقا حلو يا عيسى
, كتبتها ووضعت بجانبهم ملصق لشكل القلب ذا اللون الارجوانى وزهرة لونها وردى.
, وعلى الفور اتته وهو بالسيارة على مقربة من المكان الذي يقصده لبدء اول يوم بعمله فالفيلم السينمائي
, فتح الرسالة وتبسم وكتب لها.
,
, صباح يليق ب احلى استاذة فكلية تجاره وكل الكليات
, بتدينى اكتر من حقى ياعيسي
, مقامك اعلى يا صاحبة الصون
, بس ايه الحركات الحلوة دى، مودى اتغير 180 درجه فعلا
, لالا مش مسموح ابدا ان مودك يبقا وحش وانا فحياتك، دا انا حتى شبه فاكهه البرقوق بوحمتى الل طالعة فخلقتى دى
, ابتسمت نورهان على خفة ظله وكتبت له
, بالعكس وحمتك دى اكتر شئ عاملك بصمه مع اى حد، كفاية ان لما نقول عيسي وشه يتحفر ف اذهاننا من غير ادنى مجهود.
,
, وياترى بصمه حلوة ولا بصمه ممسوحه
, ارسلت نورهان ملصق يضحك وكتبت بعده
, بصمه مميزة ومُختلفه وليها مذاق فريد
, ابتسم واخذ ينظر حوله وهو بالسيارة وكأنها قالت ذلك امام جمع من الناس وقد اخجلته كلماتها، ف كتب لها
, نور انهاردة اول يوم هنجمع فيه الفنانين ونوزع الادوار. الموضوع دا كبير عليا واول مرة ادعيلى
, ان شاء **** هيبقا شغل لطيف وحلو والموضوع سهل انت بس لسه عشان فالبداية لكن متقلقش انا فضهرك.
,
, امسك عيسي الهاتف وضمه الى صدره بحنو ومن ثم نظر إليه
, انا عندى اُم فالبلد هي كل ماليا هي واخواتى البنات ووالدى، وعندى هنا ال6 افراد دول كلهم بصورتك انتِ. انتِ عِزوتى يانور
, خجلت نور فبللت شفتيها وعضت على السفلى ورفعت خصله شعرها المنسدلة امامها واردفت
, **** يخليك يا عيسي، **** يجعلنى عندك اد الظن واد المكانه الل حطتنى فيها
, نظرت الى ساعة يدها لتجد ان ميعاد تقديم محاضرتها للطلاب قد حان فنهضت وهي تكتب له.
,
, انا متأسفه مضطرة اقفل عشان السيكشن الل عندى
, ياريتنى واحد من طلابك واشوفك واجيلك كل يوم وهسقط واقسم ب**** كل السنين بس تكونى انتِ قصادى واتعلم ع ايدك
, ضحكت نورهان برقة اظهرت جمال اسنانها وكتبت له
, مبحبش الطلاب الخايبة انت لو كنت كدا كنت هطردك كل مرة من محاضراتى
, واهون!
, ماذا حدث بقلبك يانورهان! هل افزعته كلمه بسيطه منه؟ هل كلمه اهون قادرة على سحب روحك وانفاسك هكذا فلا تملكين حتى استطاعه الرد عليه.
,
, شهقت تستعيد روحها من ذلك اللص وهي مبتسمه واردفت
, بقولك ايه انا هقفل بقا واشوف السيكشن وبعده هكلمك اعرف عملت ايه فيومك
, وانا قاعد جمب زراير الفون، لازق خدى فيه اهو
, تبسمت نورهان وحملت باقه الزهور الى مكان قاعة المحاضرات وسارت بها بزهو بين الطلاب وهي تعلم انهم يتحدثون عنها وعن شقيقتها وخطيبها ولكنها لم تعد تأبه ل تلك الهمسات.
,
, جلست وووضعت الباقه امامها مما احدث جلبه بالمكان وهم يتحدثون عن اشراقتها وعن سر هذه الباقة
, امسكت نورهان مكبر الصوت واردفت فيه
, اقفل الباب ياعم رضا، مفيش حد هيدخل بعدى انهاردة
, صباح الخير. انا انهاردة مبسوطه جدا ياريت محدش يعكر يومى منكم
, سمعت صوت ضحكاتهم على كلماتها فضحكت امامهم واردفت
, يلا نبدء.
,
, اكثر الأشخاص المفتقدة للحب و السند في حياتهم هُمّ اكثر الناس الذين يكونون مصدر الحُب و السند لغيرهم، وكأنهم يعتذرون لنفسهم عن قلة السند في حياتهم.
, نشوان. ايه النوع الشيكولا الل وزعتيها عشان سلامه ماريا اصلها تحفه
, قالتها زميلة ل نشوان بالعمل ف اردفت لها نشوان بعدما تركت الحاسوب امامها
, نوع مستورد كدا قالى المحل عليه، هحاول اشوف لو فيه منها فالبيت ابعتلك اسمها عالواتساب.
,
, اه والنبي **** يخليكِ. اصل خطوبة اخو جوزى كمان ايام ولما داقول الشيكولاته فالبيت قالو رهيييبه وحماتى مسكت فيها بقا ومقولكيش عالحموات
, ضحكت نشوان تخفى صوت ضحكتها واردفت
, عارفاهم، بس بصراحه حماتى هي عمتى وع اد صعوبتها بس قلبها طيب
, وبعدين انتِ خدتى واحدة دوقتيها للكل ولا ايه
, لاء طبعا يابنتى، انتِ شكلك يومها من فرحتك بشفا ماريا مخدتيش بالك. انا ورمزى كبشنا كبشة بايدنا من العلبة وحطينها فالشنط زى الحراميه.
,
, ضحكت نشوان بشدة واردفت وعادت الى الحاسوب امامها واردفت
, على فكرة يا نشوان انتِ طيبة اوى، وتحسى انك مصدر سعادة للمكان بابتسامتك وهدوءك
, رفعت نشوان نظرها اليها واردفت
, ساعات بيقولوا اكتر حد مفتقد السند والفرحه هو اكتر شخص بيعرف يكون كدا للى حواليه
, ربتت زميلتها على يدها واردفت
, وانتِ كدا واكتر يا شوشو
, طب يالا نرجع للشغل قبل م يعدى مستر حاتم ويخصم لنا كالعادة
, تصنعت زميلتها الخوف وامسكت قلمها وهرولت الى الخارج.
,
, لو مستر حاتم مقدور عليها، المهم ميجلناش مستر زين بخشونه صوته يرفدنا نهائى
, ابتسمت نشوان لسماعها اسمه ومن ثم شرعت في متابعه عملها من جديد، ومضى وقت حتى اتى ميعاد الاستراحه، ف اخرجت من حقيبتها علبة صغيرة مُعدة بها بعض الشطائر وزجاجه عصير محضر من المنزل
, ف منذ بداية عمل نشوان هنا وعلى الرغم من ان الراتب مجزى ولكنها ترتب اولوياتها كلها.
,
, فتدفع ايجار غرفتها بقصر الاميرة، وشهرية روضة طفلتها واحتياجات ماريا بالكامل وطعام وملبس
, والمتبقى تقوم ب ادخاره حتى تستند عليه فيما بعد، وعلى هذا الاساس لا تطلب طعام من الخارج او تأكل من بوفية الشركه. هى تعلم كيف لها ان تأتى براتبها بصعوبة وتقوم بصرفه ف اماكنه دون تبذير.
, بتاكلى؟ طيب اجيلك لما تخلصى
, هرولت نشوان ب لملمة شطائرها بالعلبة البلاستيكيه ثانية ومسح فمها بالمنديل واردفت الى زين.
,
, لا يا مستر زين انا خلصت اصلا
, لالا كملى براحتك وبعدها تعاليلى المكتب
, انا فعلا خلصت و****
, تنحنح زين واردف
, طيب انا كنت عاوز تقرير بشغل التسويق بتاعنا عالسوشيال الاسبوعين الل فاتوا بالاسبوع الل انتِ غيبتيه
, يكون ع مكتبي قبل م تمشى
, حاضر
, هم زين بالرحيل وعاد ثانية واردف لها
, على فكرة الشغل مكانش بيمشى وحد فمكانك، خليكِ فمكانك وسدى فيه عشان محدش ياخده منك
, ابتسمت نشوان ونظرت لاسفل واردفت بخفوت
, ان شاء **** حضرتك.
,
, نورتى مكانك تانى يانشوان، الشركه كلها مكانش ليها لزمه من غير وجودك
, قذف ب قنبلته المدوية ورحل من دون ان تجيبه هى!
, وقفت نشوان مشدوهه من قوله، حقيقة ان كلماته قد هزت كيانها من اخمص أصابعها الى اعلى نقطه برأسها
, ولكن، حتى وان كانت تعشق ف مبادئها واحدة وتسير على الجميع.
, انهت التقرير المطلوب منها وهمت باحضاره له في مكتبه وعلى وجهها العبوس
, اتفضل حضرتك التقرير.
,
, كان زين منهمك ب اوراق امامه ورفع نظارته الطبية ونظر لها
, طيب يانشوان سيبيه
, مستر زين
, نعم
, تلعثمت ولكنها تمالكت قوتها كالعادة
, حضرتك مسموح ب اى كلام جوا الشغل من حضرتك ليا، حتى وان كنت هتكلمنى فيه يوم كامل
, لكن اى كلام خارج الشغل مش مسموح بيه معايا
, تعجب زين منها فترك الورق من يده وخلع نظارته على المكتب واردف
, وانا قولت ايه خارج الشغل ليكِ يانشوان
, تنحنحت وحاولت التحدث ولكنها خجله ان تعيد كلماته ثانيه ف اردفت.
,
, حضرتك قولت الشركه كلها مالهاش لازمه من غيرك ونورتى. حضرتك دا مش كلام شغل
, لم يجد زين مايدافع به عن نفسه ف اردف بمرونه كلماته كالعادة
, انا بشجع موظفه كفء على انها تفضل مكانها وان وجودها فارق فالشغل. ايه المشكلة
, المشكلة حضرتك انى متقبلتش الكلام من النوع دا يتوجهلى، ولو حضرتك شايف ان دا تشجيع
, ففى اكتر من صيغه للتشجيع من غير م ندخل ف عبارات غزل.
, غزل!
, نهض زين من مكانه واردف لها.
,
, انا مقولتش اكتر من كلمتين بوضح بيهم ان وجودك فارق، خاليه من اى نوع من انواع الغزل
, ليه حسستينى انى قولتلك انك جميلة جدا. وان صفاء وشك واضح على ملامحك الطيبة
, وان حتى بطريقتك القاسية فالتعامل والشديدة الا ان عندك رقة تكفى ل 1000بنت من بعدك!
, تاهت نشوان بعباراته! ان كان يقصد تنطرح امامه ارضا ماكان فعلها حقاً. ابتسم زين وهي فاغرة فاهها هكذا
, وقال بصوت هادئ عما قبل
, وانا مقولتش كدا، اعتقد دا الغزل يانشوان!
,
, تمالكت نشوان نفسها ثانية ولملمت اشلاء قلبها المُلقى ارضا إثر جمال كلماته التي قذف بها في وجهها بغطاء حتى لا تكون صريحه امامها واردفت وهي ترتسم العبوس
, حضرتك ايه الل قولته حضرتك دلوقت دا
, اخذ يضحك زين
, انا مقولتش حاجه و****
, لو سمحت يعنى لو فيه اى تجاوز باى نوع تانى، انا هسيب الشغل وامشى
, ومش مهم. زى م **** خلق ليا رزق هنا هيخلق الى الف مكان تانى.
,
, تركته وانصرفت تسير ك عسكرى بالشرطه واغلقت باب مكتبه خلفها، جلس ثانية الى مكانه
, وهو ممسك نظارته الطبيه ويخبأ بظهر كفه فمه وابتسامته العريضة مرسومه ويتحدث بداخله
, تقلقل نبضاً فالصميم، ف غطى على الحب القديم!
, وبمساء يوم..
, كانت حديقة قصر الاميرة منيرة بجلوس اميرات القصر. البرنسس اميرة ونورهان وروان وهدير ونشوان واللؤلؤه ماريا!
,
, الجو صافى وجميل ومنعش. كعك ومثلجات ومقرمشات من صنع يديهم وزجاجات العصائر والمياه الغازية والاكواب بجانبهم. وسيد الحديث، هدير ومعذب قلبها صالح!
, هدير رخصتِ نفسك، ايه الديل العبيط دا يابنتى
, قالتها اميرة ردا على هدير بعدما روت لهم ماحدث بينهما وبين صالح آخر مرة ف ردت هدير
, ياجماعة اصبروا، صالح دا عبارة عن كلب بلدى بيحب يتمشى فالشوارع كدا بلاهوية وانا عاوزة الملمه واربيه.
,
, كانت نشوان بيدها تطعم طفلتها وتتحدث الى هدير
, لا ياهدير اسمحيلى وانا اسفه يعنى، دا زنا ب رخصه، يعنى ايه تتجوزوا وكل حد له بيته وتتقابلوا عشان الحوار اياه او سفر او خروج بحيث محدش يقولكم بتعملوا ايه
, ومفيش سكن ولا اسرة ولا مودة
, دا مش جواز، انا من رأيي ان الحوار كله حرام
, تنهدت هدير واردفت بحزن.
,
, يعنى هو رد، عدى عالحواركتير ومن يومها لاحس ولاخبر. روحت انا عملت له بلوك فكل حته وخلاص قفلت موضوعه بقا، انا قولت اتفك معاكم ب كلمتين
, امسكت نورهان قطع المقرمشات ووضعتهن بفمها ومن بعدما ابتلعتهم قالت لها
, بصى يا هدير، انا شايفه لما حكيتِ الموضوع كله وطريقتك معاه من البداية
, كنتِ مربياه وكنتِ ممشياه على عجين ملخبطوش
, وكان على تكه ويوافق ب ارتباطه بيكِ بالشكل الل انتِ حباه. ببساطه لانه حبك بجد.
,
, لكن كدا انت سهلتِ نفسك ليه عللاخر وله حق يستعبط كمان مادام هو شخص مش مسؤل كدا
, امسكت هدير كوب مملوء مياه غازية تجرعته على مرة واحدة بطريقة مضحكه ف اردفت روان لها تضحك
, مالك بتشربي كدا ليه يا بت
, عشان انسى
, ضحكت اميرة واردفت لها
, لاء بجد عاوزة اعرف مبررك ف عرضك دا له، مع ان انا شايفه انك بنت زى القمر وبتشتغلى شغل عاملك كيان حلو ومرتبك كويس مش محتاجه لحد، يروح صالح ييجى الف فين المشكلة.
,
, وضعت هدير الكثير من قطع بطاطس الشيبس بفمها واردفت ممتعضه
, هقولكم عالسر بس محدش يمسكه عليّا فاهمين
, نظرن جمعيهن الى بعضهن البعض وحاولن كتم الضحك ونظرن لها ثانيه.
,
, انا بحبه، اول مرة احب واصلا انا مبثقش فصنف راجل فحياتى وكنت لاغيه حوار الجواز دا من حياتى لعدة اسباب احتفظ بيهم لنفسى المهم، ان صالح لو جبتهاله دوغرى كان هيرفض لأن اتجوز بنت خاله بنفس الطريقة وفالاخر رماها هي وابنه لانه فجأة حس نفسه مسؤول فهرب منهم، صالح مش عاوز يحس انه مسؤول عاوز يعيش طير هاجج على دماغه طول الوقت. انا بقا بالعرض بتاعى دا.
,
, هشده ليا بالراحه بطريقته الل بيحبها، جو صحوبية هو عاوزه ماشى حاضر وهو كذلك بس فالحلال
, وشوية شوية هعوده ع وجودى زى م عرفت اوقعه فيا وحبنى وبعدها هيبقا الجواز الل بتقوله عليه ابو مسؤليه وبيت وولاد
, تنهدت بحزن واكملت شاردة
, على اد مانا خايفه منه البيت دا، بس محتاجاه. محتاجاه اوى. يمكن اكتر واحدة فيكم هتكون محتاجاه رغم خوفها منه من الهلاووس والوساوس الل فدماغها.
,
, بس هعمل ايه، دى كانت طريقتى واهو فشل ف امتحانى له. يالا اللمركب ال تغور بقا
, ربتت اميرة ب حنو على كتف هدير وقالت
, الل ليكِ نصيب فيه هتشوفيه مهما حصل، متزعليش
, ايوا ظبطت كدا، الصوت حلو، 123 ياهدييييير يا بت يا هدييييير
, سمع جمعيهن صوت رجل بخارج المبنى يتحدث بمكبر صوت وينادى على هدير
, ايه دا فيه ايه
, قالتها اميرة منزعجه بينما هرولت روان ناحية الباب الحديدى بملابس نومها ورأت صالح فضحكت بشدة وصرخت كعادتها.
,
, اووووووه دا صالح يابيبي، صالح يا ديددى
, هرولت نشوان بوضع وشاحها فوق اسدالها الذي ترتديه وهمت نورهان ب ارتداء معطفها فوق ملابس نومها وهرولن جميعهن ناحية البوابة ف رأوه ممسكاً مكبر صوت وحوله شاب ممسك ب اوكارديون وشاب اخر يحمل طبلة وهو ب اعلى صوته
, الصوت مسموووع، بت ياهدير يا حلبسة، يا جزمة ي بوبى يا بوبى ياقيحه ياجلدة ياللى بيطلع الجنيه بشنب من جيبك من كتر م بتربيه.
,
, عضت هدير على شفتيها وكزت على اسنانها غيظاً وهرولت ناحيته ف امسكتها نورهان
, لااااا هطلع أدب امه بالشبشب على بوقه ابن الصرمه دا
, صالح ممسك المكبر ويقول
, هدييير ياللى تاعبانى، كان يوم اسود يوم م وقعت فيكِ وحبيتك
, حبيت انفض للعرض بتاعك معرفتش ياحيوااانه
, انا حيوانه ي ابن بائع الفطير المشلتت طب و**** لاوريك
, هرولت ناحيته تشتعل فقال هو باعلى مافى حنجرته من صوت.
,
, للاسف الشديد مواااااافق وبحببببببك، بحبببك يالى معندكيش ددمم
, وقفت هدير أمامه مشدوهه ف اخرج صالح من جيبه خاتم الخطبة وركع على ركبته والبسه لها
, فقامت روان بفعل الزغرودة من فرحتها بها وابتسمن البقية
, فاكمل صالح بالمايك
, اشهدوا يا اصحابها، انا خطبت هدير رسمى وموافق نكتب الكتاب وهعملها فرح مجنون عشان هي تستاهله
, وخطبتها ببيجاما ميكى ماوس الل هي لابساها دى عشان تبقوا تترحموا عليا.
,
, ضحكت هدير بشدة ودفعته ب لكمه في صدره ف اقتربت اميرة منهماواردفت بهدوءها ورصانه عقلها كالعادة
, طب وهو ينفع يابشمهندس المهرجان الل انت عامله دا قدام البيت
, نهض صالح من مكانه واردف
, انا اسف و**** بس هي قاطعه عليا ميه ونور ومكانش ينفع اقولها فالشغل، فعملت لها حركه مجنونة زى م بتحب
, ابتسمت اميرة ف اردفت له هدير
, يعنى خلاص هنتجوز ياحيوان
, هنتجوز يا كلبة
, بحبك ياحمار
, بحبك يا بغلة.
,
, ايه الحب الزرايبي دا، م تيلا يا صالح وقفتنا مشمومة هنا
, امسك صالح كفين يدها وقبلهم بسرعه واردف
, فعلا لازم نمشى، يالا افتحى البلوكات عشان نشوف هندبر الجريمه بتاعتنا ازاى
, ضحكت هدير بشدة واردفت له
, حاضر يا بعلولى
, يالا يا شباب
, صالوحتشى
, نعم يا عيون صالحوتشك
, الدبلة حلوة اوى، ذوقك حلو يا معفن.
,
, ضحك صالح بشده وقام بعناقها بشده وهو يدور بمكانه ف اطلقن جمعيهن زغردة بها فرحين بما أتاها **** من فضله، قام هو واصدقاءه بحمل اشيائهم واستقلوا سيارة صالح ولوح لها من نافذة السيارة انه سيحدثها هاتفياً
, وحين اختفى عن الانظار دلف جميعهن الى الداخل واخذت هي تتراقص وروان تقوم بفعل التطبيل على المنصدة بالحديقة
, بيحبنى وهيتجوزنى بيحبنى بيحبنى بيحبنى ولولولولولولى.
,
, وأيام وبالفعل قد علم كل من بالمطار بشأت خطبة صالح وهدير واتى المهنئون لهما من كل حدب وصوب
, حتى هي فقد اعتدلت بمعاملتها في الفتره الاخيرة واصبح لها صديقات في عملها يتمنمون لها الخير
, كانت لديها رحلة استغرقت اربعة ايام ومن بعدها عادت الى البلاد، وتحدد موعد عقد قرانهما
, وفى جمع بسيط كانت فيه فتيات قصر الاميرة وهو وعدد قليل من اصدقاءه المقربين والمأذون.
,
, كان يردد صالح خلف المأذون وعيناه تبتسم لها اما عنها فكانت تنظر له مبتسمه ممسكه بكلتا يدها يدى روان وعندما انهى المأذون عقد القران أطلقت نشوان على غير العادة زغرودة دوت ب ارجاء المكان
, وفى نزهه سريعه بالسيارات كان الجميع بعد عقد القران، وذهب الجميع الى مطعم لتناول وجبة العشاء على شرف العروسين وعلى حساب العريس البشمهندس صالح.
,
, وبعد قضاء ليلة جميلة في صُحبة الجميع، عاد كل منهم الى منزله، وايام وحضرت فيها العروس حالها كى تتهيأ لزوجها وقامت اميرة ب تعليق فروع الزينه والاضاءه بالحديقة
, وروان كانت تقوم ب وضع مساحيق التجميل على وجه هدير تهيأها ك عروس ب ليلة حنتها قبل الزفاف، ونشوان تحضر ال مشروبات والكيك الذي سيقدم.
,
, اتت زميلات هدير على الوصف لقصر الاميرة وكل واحدة معها هدية لهدير بهذة المناسبة. كانت نورهان تقوم باستقبالهم، خرجت لهن هدير بحلتها الجميلة
, ترتدى ثوب قصير جدا ف هم فتيات فقط. وصففت شعرها بشكل جديد وطريقة وضع المكياج لدى روان اعطتها شكل جديد عليها جعلها اجمل مما كانت عليه.
,
, وفوق المنضدة كانت تتراقص هدير بعزم مافيها من فرحه تمتلك جسدها، وحولها الفتيات يغنون مع صوت الاغنيات المدارة بعلو صوتهم وصوت تصفيقهم لها
, كانت نورهان تنظر لها وقد اعادت ذكرى ب مخيلتها، ليست ل خطيبها السابق علاء او فارس خطيبها الذي يليه فارس. ولكنها ذكرى تخص مقتحم قلبها الجديد. عيسي، حينما دعاها حين مرة على العشاء.
, ساكته ليه؟
, عشان معنديش كلام
, طب تعالى نلعب لعبة بدون كلام مدام مفيش.
,
, ضحكت نورهان ضحكة خفيفه كعادتها مليئة بالاسرار. اسرار اعتادت هي على كتمانها حتى لاتكون تحت رحمه أحد ذات يوم!
, ها تلعبِ؟
, انت عاوز ايه يا عيسي
, عاوز حجات كتير اوى يا نور، بس باجى اقول على واحدة منهم بعد م ابص لعيونك دى ارجع ف كلامى ومعرفش انطق حرف من تانى
, تنهدت نورهان ونظرت امامها مجدداً، ف استطرد عيسي حديثه قائلاً
, ينفع اقولك على احلى واصغر قصة سمعتيها ف حياتك عبارة عن كلمه واحدة؟
, قول.
,
, ابتسم عيسي وتحدث الى بئر اسرارها الدفين في عينيها قائلا كقطع سيف مرة واحدة
, إنتِ. إنتِ يا نور الدنيا
, عفوي جدًا. رُبما هذا جعل الأخرين ينزعجون أحياناً منه بسبب موقف أو تصرف لم يكن يقصده، يحب لقب المتغافل، وهذا جعله لا يستوعب كيف له أن يجيد لعب دور المتغافل الذي لا يفهم شيء رغم أنه يفهم كل ما يدور حوله، يعلم ان هناك ثمه سر بحياتها. يبدو هذا واضحاً اثناء قراءة عيناها.
,
, اما عنها. فهى مهما الذي كان حادث لها كانت تستطيع تجاوزه، كانت تقذفه خلفها بلا ذكرى بلا نَددمم، إلَّا مَن كَان حنونا على جرحها، عنده الزمن يقف ولايدور. مثلما فعل هو معها تماماً.
, اما عن روان ف ذهبت الى ذكرى لها مع فارس
, يالاااااهوى عالجمال، لاء احنا نتجوز بقا عاوز اجرب الحلويات الل بشوفها دى
, ضحكت روان اثناء محادثته لها هاتفياً
, ياسلااام مجامل اوى انت يا بيبي، بكاش اخر حاجه.
,
, انا مش بكاش، فعلا عنيا عملت ايرور من الصورة دى. بقا كل الجمال دا هيكون فحضنى
, بس فعلا انتِ من جوا جاااااامدة زوحليقه زى م بتقولى
, بيبي بس بقا بنكثف موووت
, اول مرة اعرف البريسينج الل انتِ عاملاه ف وشك ينفع فالجسم كمان. انتِ تقريبا حطاه فكل حته
, شووور يابيبي، انا بحب اجرب كل حاجه تعجبنى
, والل بيعملهولك راجل يا رونى؟
, ساعات وساعات بتسأل ليه
, صمت فارس ومن ثم اردف
, قال وانا خطبت قبلك نورهان عشان تعلمنى العفه.
,
, ضحكت ضحكتها الرقيعه بصوت عالِ واردفت
, يعنى انت مبسوط انك خطبتنى انا يا بيبي
, طبعا مبسوط وعاوز ادوق القمر دا بقا، حته الكرمله دى لازم تدوب ف بقى حته حته كدا
, يوووه اصبر مش دوقت حته صغننه اما سافرنا، اصبر
, لاء بعد الصور دى والل شوفته فالمصيف مش طايق اصبر هتجننن يا رووونى.
,
, الذكرى جعلت روان تتراقص رقصاتها التي تميزها على مقاطع الفيديو التيك توك خاصتها فهى تتراقص افضل بكثير من راقصه مُحترفه بمجالها حتى التفت حولها الفتيات واعتلت الاصوات بالتصفيق والزغاريد والفرحه، ومن بعدها من شكل الفرح المُقام تذكرت نشوان ذكرى الفرح الوحيدة بحياتها.
,
, تجلس بفستانها الابيض البسيط وسط جمع من سيدات منطقتهم وبجانبها عمتها تتغنى مع الفتيات وتصفق وترقص الفتيات بمنتصف الجمع، كانت جميلة جدا بحلتها كعروس بسيطه وصممت وقتها ان تكون محجبه
, وحينها ذاك الوقت الوحيد الذي وضعت فيه نشوان مساحيق التجميل على وجهها.
,
, اما عن مجدى فكان والده العم جابر نصب له سرادق بالشارع واتى له الجيران والمحبين والمهنيئن الشباب ف مجدى محبوب من الجميع ووجهه الملائكى ذا البشاشه كانت لديه اجمل طله في هذا اليوم.
, عادت نشوان من ذكرتها وهي تنظر إلى ماريا تتراقص فالمنتصف وتمسك بيدها روان وهدير وتصفق لهم نشوان فرحه بهم، اما عن أميرة السلطان
, ذكرتها ليلة حنه هدير ب ليلتها على الاوحد الذي ملك قلبها وعقلها وكل ذرة ب كيانها.
,
, بهو القصر الواسع كان جميع الفتيات صديقاتها ومن هم بنفس الوسط الإجتماعى حاضرات والسيدة التي ترسم الحنه وما يدعونه التاتوه تجلس والفتيات تتردد عليها وصوت الاغانى يعلو وكل شبر بالقصر يرقص حتى الجمادات، والخدم يرقصن رجالاً ونساء تحركهم فرحتهم بالعروسين.
, جميع الفتيات يرتدين نفس تصميم الفستان واللون ذاته وطوله وعلى الصدر صورة العريس زين.
,
, ك نظام الاتراك في حِنة العروس وكانت تتراقص اميرة برقتها المعهودة فالمنتصف مرتدية نفس تصميم الثوب ولكن لون احمر وترتدى قبعه يتدلى منها قطعه قماش خفيفه على عينيها
, وتمسكها الفتيات حولها ك دائرة ومن ثم سمعوا صوت الخادمه وهي تقول العريس جه. العريس زين بيه.
,
, دلف إليهم زين بحلته ك نجم من نجوم هوليوود وامسك بيدها واخذا يتراقصا معا والفتيات تصفق بشده لهم ويتمايلا معاً بخفه حتى تناسوا امر العالم حولهم و قبلها زين قبلة طويلة بشفتيها حتى هي تناست امر من حولها ف صاحت الفتيات حولهم مع صوت تصفيق ومن استطاعت ان تطلق صفيرة فعلتها، واشتعلت الليلة على انها ستصبح غدا بين احضانها زوجته للأبد.
,
, وفى اليوم التالى. تتهيأ هدير ارتدت ثوبها القصير ك عروس وكان اختيار اميرة لها قبعه صغيرة ذات قماشة متدلية مثلها واهدتها باقه الذهور من محلها ك هدية بعدما التقطت لها هي وصالح عدة صور الفتاة التي تعمل معها.
, كانت تظهر عليهم علامات الفرحه وخصوصاً هى، كانت قد اقترحت اميرة فكرة لزفافهم وقد لقت استحسان من صالح.
,
, فيه رواية قريتها اسمها شيزوفرينيا، كان العريس عمل لعروسته فرح فالشارع لبسوا هي وهو ومشيوا فالشارع بلبسهم كدا والناس بقت تمشى وراهم وهو يغنيلها ووراهم الباند بتاعته، الفكرة مطرقعه وتليق عليكم جدا!
, فعلها صالح، واجر مطرب وفرقته الصغيرة يغنون ورائهما وبالخلف فتيات قصر الاميرة وبعض صديقاتها واصدقاؤه هو المقربين وكل مادا يزداد العدد ب انضمام الناس إليهم حتى وصلا الى اقرب فندق سويا.
,
, لو سمحت عاوز غرفه ليا انا وعروستى
, غمز ب احدى عينيه لها وامسك اصابعها يعتصرهم ب اصابعها، اردف له موظف الاستقبال
, البطايق ولو اى وصل عالزواج طالما القسيمه لسه مطلعتش
, اعطاه صالح كل المطلوب ودون بيناتهم، صعدوا مع العامل الى اعلى
, دلفا الى غرفتهم، امسكها صالح من ذراعيها
, اسمعِ بقا يا موزتى، انتِ عضمه كبيرة فنص التلاتينات والمووضوع جديد عليكِ
, اسمع اى لاء بلاش لاء يا صالح تؤتؤتؤ وجو الابراص دا مش هياكل معايا.
,
, امتعضت هدير بشفتيها ودفعته ف طرحته على الفراش واخرجت مطواه من صدرها واردفت
, شغل ابراص ايه يا مهزء، يالا ياض انا الل مسمعش حسك
, ايه شغل المطاوى دا، هتموتينى ولا اييه
, لا وانت السابق هحييك
, قذفت بالمطواة بعيدا وانقضت عليه وهي تتضاحك بصوتها العالى تبدء ليلة حلمت بها كثيراً وآن اوان تحقيقها.
, قولتلك عندها سهرة فالشغل ووجودك غير مرغوب فيه، اتفضل استناها ف اى حته وكلمها قولها مستنيها فين.
,
, اشتعل الغيظ ب مهدى وخلع قبعه رأسه وارتداها ثانية وهو يردف الى نورهان
, ياست، يا مدام يا آنسة، يعنى ايه سهرة شغل هو فيه شركات محترمه تقعد الحريم لبليل
, تعجبت نورهان من طريقة تحدثه وقالت
, ايوا طبعا خصوصا انها بتشتغل فشركه كبيرة، ثم كمان ايه حريم وايه الطريقة دى
, معلش انا مش ابن ذوات عشان اعرف بتتكلموا ازاى، انا عاوز اشوف بنت خالى ومرات اخويا دلوقت وموبايلها مقفول
, زفرت نورهان بحرارة اخر صبرها وقالت.
,
, ياحضرت يا استاذ اظن جاوبتك، ف لو سمحت تمشى لان المكان دا محترم هو وصاحبته ولو فضلت واقف كدا انا هكلمها تجيلك بس للاسف هي عندها شغل
, اشعل مهدى سيجاره ووضعها في فمه واردف
, يا ابلة، الهانم صاحبة المكان عارفانى وانا جيت لنشوان قبل كدا ومتقلقيش منى
, انا هقعد استناها جوا زى م استنتها المرة الل فاتت
, لاء جوا لاء، اتفضل حضرتك ف اى حته تستناها فيها وانا كدا عملت الل عليا.
,
, اغلقت نورهان الباب الحديدى في وجهه وولجت الى الداخل، بينما هو اخذ ينظر حوله ف وجد مقعد خشبي وبجانبه شجرة صغيرة امام المنزل فجلس ينتظرها. وبعد مضى وقت وجدها تهبط من سيارة ممسكه بهاتفها ف هرول ناحيتها مسرعاً ف وجدها تقول
, ايوة يا مستر زين، وصلت خلاص متشكرة جدا لحضرتك
, تعبت نفسك كنت هقدر امشى لوحدى، **** يعزك
, وحضرتك من اهله
, عبس مهدى بوجهه وقذف بالسيجاره التي في فمه ووضع يده على كتفها
, كنتِ فين ومين زين دا؟!
 
١٩

ايوة يا مستر زين، وصلت خلاص متشكرة جدا لحضرتك
, تعبت نفسك كنت هقدر امشى لوحدى، **** يعزك
, وحضرتك من اهله
, عبس مهدى بوجهه وقذف بالسيجاره التي في فمه ووضع يده على كتفها
, كنتِ فين ومين زين دا؟!
, التفتت نشوان الى صوت مهدى الذي تعرفه جيداً عابسه بوجهها تستعد لمناقشه حامية قد دق جرسها الآن
, مهدى! ايه الل جايبك دلوقت وعاوز ايه
, رُدى عليا بس كدا بلا جيت ليه بلا مجتش ليه، مين زين دا وشُغل ايه بتاع انصاص الليالى دا.
,
, جيت اظبطك يامرات اخويا، لاتكونى ناسية معاكِ حته مننا وشايلة اسم اخويا ولو بتتمرقعى جه الل يعدلك ويبقى فوق راسك ف اى وقت. القاهرة مبعدتش عن المنصورة يا حلاوتهم
, دفعته نشوان بلكمه في صدره قوية وقالت بنبرة عصبية
, تانى! هتعمل نفس عملتك فشغلى وقت الدكتورة ولاء؟ طب بقولك ايه بقا ابعد عن طريقى عشان لو كررت عمايلك دى تانى معايا انت عارف وفاكر ساعتها عملت فيك إيه كويس.
,
, همت لتطرق الباب الحديدى حتى تأتى إحداهن تفتحه لها، ف امسكها مهدى من ذراعها بقوة واردف
, اه فاكر، رمتينى قدام تاكس كنتِ هتموتينى. زى م موتى اخويا صح!
, التفتت اليه متسعه حدقة عيناها واردفت بصوت عالِ مدافعه عن نفسها
, انا موتت مجدى! هي كدبة كدبتوها وصدقتوها انت وعمتى؟! انا اموت مجدى؟ الشخص الوحيد فالدنيا الل ضلل عليا من غير م يعوز مقابل؟ انا مش هدافع عن نفسى كتير **** شاهد ومطّلع يامهدى.
,
, ودلوقت تمشى من سكات من هنا لا الا انت عارف انا ماليش كاسر
, ضحك مهدى ب استهزاء واردف لها
, مات مجدى ففكرتى انك بكدا مالناش حكم عليكِ.
,
, اسمع ياشمام يا بتاع القمار والفلوس الحرام يا حرامى، عمرى م هيكون حكمى ف ايد واحد زيك لا يعرف **** ولا يعرف حلال من حرام، وخططك وتنطيطك زى فرقع لوز ورايا دا اخرته سودا ع دماغك لما ابلغ عنك يا مهدى وتاخد مؤبد وارتاح من وشك 25سنه جايين، لآخر مرة ابعد عن سِكتى و**** عامله حساب لعمتى لان لو سجنتك بعد موت مجدى هتموت فيها بجد.
,
, خرجت نورهان تفتح البوابة الحديدية لها حامله ماريا، ف دلفت نشوان واغلقت البوابة في وجه مهدى ف أردف لها وهو ينظر ناحيتها
, مااااشى يابنت خالى، اخويا مات وفكرتى انك خلاص كدا طير يمشى ع دماغه فالحته الل تعجبه، لكن متعرفيش ان فيه بقا عمل رضى **** رزقك بيه اسمه مهدى
, وهعرف برضو بتروحى فين ف انصاص الليالى والرجالة الل بتكلميها يابتاعت قال **** وقال الرسول.
, ولجت نشوان للداخل هي ونورهان ف همت نورهان بسؤالها.
,
, نشوان انا اسفه مبحبش اتدخل ف امور حد الشخصية، الشخص دا صعب اوى لو كان قريبك ف**** يكون فعونك حاولى تكلمى حد يخليه ميجيش تانى هنا
, لأن ممكن فعلا يعملك مشاكل فالمكان وفشغلك كمان. ولو فيه شوشرة حصلت هنا
, اميرة ممكن تخليكِ تمشى..
, حزنت نشوان وتنهدت تنهيدة عميقه من اعماق صدرها المكبوت وكان صمتها هو إجابة نورهان على مصييتها الوحيدة في هذه الدنيا، مهدى.
,
, موقع، وتحضيرات، كاميرات هُنا وهناك، غرف يتحضر بها الممثلون القائمون على العمل
, مقعد مدون على ظهره المخرج يجلس عليه عيسي وبجانبه نورهان.
, معلش لو جبتك انهاردة، بس دا اول يوم تصوير وكنت عاوزك جمبي
, ابتسمت نورهان ابتسامتها الخجلة وفتحت حقيبتها اخرجت علبه واعطتها له
, دى منى ليك، حبيت اكون واحدة تقولك انها وراك
, اتسعت عينا عيسي فرحاً ونظر لها بطريقته المعهودة.
,
, انا هفتحها بقا عشان لو طلعت فيها حاجه بتنط تكونى انتِ قاعدة برضو
, ضحكت نورهان فهم عيسي ب فتح العُلبه ف وجد قطعة خشبيه على شكل ميدالية مدون عليها
, انت صح، انت اقوى من اى حاجة ياعيسي وادها
, ابتسم بشده و نظر الى نورهان ب امتنان واردف
, طب يعنى الرقه دى كلها اعمل ايه، لازم تتقرقش يا جدعان
, ايه؟!
, العب باليه، قصدى، متشكر اوى يانور، يعنى ولاد الناس برضو حتى فهداياهم ياربي
, انا زمان كنت بحب واحدة اسمها زينهم.
,
, ضحكت نورهان بشدة وهي تخبئ فمها ف اكمل عيسي
, اه وكتاب ****، هي كانت بنت حلوة وعسل وكل حاجه بس كانت هداياها كلها عبارة عن زينهم
, مرة جابتلى حزام جلد، مرة جابتلى شبشب لما راحت مع مامتها عمره وقالتلى دا من الحجاز
, واحلى مرة وكانت ساعتها دى الهدية الفخمه. جابتلى اباجورة مع ان انا مش بتاع مكاتب
, يدوب بوصلها بالفيشه ضربت اللمبة ف وشى
, قهقهت نورهان بشدة وهي تضع يدها على صدرها مردفه.
,
, كفايه حرام عليك، المكان كله هيسمع صوت ضحكتى
, اقترب عيسي ب وجهه منها واردف
, اقطعهم! مين دول الل يسمعوا صوت ضحكتك، دول عشان يشوفوكِ لازم ياخدوا اذن ممضى من مدام عفاف فالدور الرابع
, طيب م هم شايفينى اهم
, قالتها بسحر عيناها والوانهم العاكسه في ضوء الشمس، ف اردف لها عيسي وقد اخفض من نبرة صوته نسبياً
, شايفينك اه، بس مش شايفينك بعينى
, خجلت نورهان ورفعت خصلات شعرها الى الخلف ونظرت امامها واردفت.
,
, مش هتبدؤا بقا، عاوزة اتفرج
, نور هو انا جايبك سيرك العجوزة، دا فيلم يا امى يعنى لسه فيه تحضيرات
, انا بس عشان فرحان فرحه لبس المدرسة والشنطه فنمت حاضن اللوكيشن لكن هما براحتهم
, ضحكت نورهان بشدة وهي تخبئ وجهها كاملا بكفيها ومن ثم رفعت له وجهها
, عيسي مش معقول كل م نتكلم تقعد تضحكنى تضحكنى
, يعنى هو ابوهشيمه احسن منى
, صمتا الاثنين ومازالت نورهان على ابتسامتها ف اردف لها.
,
, نور، لو فيه حد عاوز يرتبط بيكِ ويكمل دنيته وحيااته بيكِ بس يعمل شوية شغل حلوين عشان يبقا اد مقام صاحبة الصون، هتوافقى
, تلعثمت نورهان وارتبكت حركه مقلتى عيناها، ف رفعت هاتفها واردفت
, عيسي انا..
, امسكها عيسي من يدها وكانت هذه اول مرة يفعلها، نظرت هي ناحية يده ف أردف هو
, نور هو ليه كل م افتح معاكِ حوار الارتباط تتهربي، اه انا مقولتش صريحه انى بحبك.
,
, بس انا بحبك يانور وانتِ عارفه وحاسه، وخدى عليهم انك انتِ كمان فيه مشاعر جواكِ ليا
, وكل يوم بيفوت على علاقتنا بتأكد..
, صمتت نورهان، لاتوجد إجابات بداخلها له ف استطرد هو حديثه لها
, فيه ايه بقا؟ انا راجل مبلعبش، انا بخبط الباب وادخل البيت واكل حته جاتوه شيكولاته واشرب العصير واقرا فاتحه، وعاوزك فحلال **** ومش هلاقى لقليي ولحياتى احسن منك.
,
, وانا عارف انك مش مرتبطه حالياً ولا من بداية علاقتنا ومش مستعجل ع حاجه، بس عاوزة افهم الهروب ليه
, زفرت نورهان بحرارة واشاحت بنظرها بعيداً تتهرب من عيناه واردفت
, معنديش ثقه يا عيسي
, ف ايه؟ معندكيش ثقه ف ايه فهمينى
, ادارت له وجهها واردفت وقد بدأت تترقرق بعيناها دموع حبيسه
, معنديش ثقه ان مهما بلغ حُبي فقلب اى راجل، انه هيكمل معايا للآخر
, انا غير اى راجل، وغير الل اتخطبتِ ليهم
, بللت نورهان شفتيها واردفت بصوت متهدج.
,
, عيسى، خطيبي الاولانى كان جارى عمرى بحاله، كنا ***** بنلعب فالشارع كلنا سوا
, اتربينا سوا وكبرت وبقيت بنت شابه تحب وتتحب على ايده
, واتخطبنا وحضرنا لفرحنا، وسابنى!
, تفتكر فيه اكتر من ان اتربيت على ايده، يومى بالكامل كان عنده، وروخى وروحه كانت روح واحده ف جسمين ماشيين عالارض، وسابنى!
, والل بعده، كان فيه اعجاب متبادل، وقولت خلاص هنسى جرحى القديم.
,
, اتقدملى واتخطبنا برضو، ومعداش كتير ع خطوبتنا وبص لاختى وحبها، فسخت وخطبها على طول معداش اسبوع!
, قولى بقا، اثق ازاى ف اى راجل ولا فحبه ليا مهما كان ياعيسي..
, تعجب عيسي من كلماتها، حاول ان يكون عاقلاً في ردة فعله عليها واردف
, خطيبك الاولانى بعد كل الل حكتيه دا، سابك ليه يانور؟
, صمتت ونظرت للاسفل ف استطرد هو
, عارف ان مش من حقى اتدخل، بس انتِ محكتيش قصة حب حكيتِ ملحمه
, سابك ليه؟
,
, سابنى للسبب الل اتهز فارس وقتها من ناحيتى ولنفس السبب الل هيخليك انت كمان تسيبنى!
, عم الصمت ولايجدا مايقولانه، ف همت نورهان بمتابعه الحديث بعدما انزلت النظارة الشمسية على عيناها
, امتى هتبدأو؟ متحمسه اوى اشوف فيلم بيتعمل قدامى
, نظر لها عيسي نظرة حديثه العهد عليه ان ينظرها إليها ومن ثم ارتدى سماعة اذن ومكبر صوت واردف
, يالااااا مستعدين ولا ايه؟!
,
, وإنت معايا حاسة إن أنا بتنفس حب، وعايزة اتحب وأغني وأحكي عليك في غنايا
, أنا يا حبيبي بقيت بشبهلك، وإن بصتلك زي ما كون بصيت في مراية
, تتغنى المطربة اليسا بمشغل الاغانى بسيارة صالح، اثناء سفرهم الى الساحل الشمالى استكمالا لشهر عسلهم المجنون.
, وطيلة الطريق يتغنين سويا، تقف بالسيارة وتجعل الهواء يتخلل خصلات شعرها الحريرية وتفرد ذراعيها فرحا. اما عن صالح ف الابتسام لا يكف عن وجهه والغناء بصوت عالِ.
,
, لما عرفتك بس عرفت الفرح وجانى، انا لو ينفع احب اتنين هحبك تانى، الهوا هيوقعك يا بت
, مش هيوقعناااااى، انا اقوى منه جدا جدا
, قولى انا مجنونة ياهدير
, انا مجنووووونة وبحبااااك يابن المجنوناااه
, من غير شتايم بالاب والام عشان معلمش ع قفاكِ بقفا محترم
, جلست هدير بجانبه ثانية اثناء قيادته للسيارة واردفت
, مين يعلم على مين، انا علمت عليك من اول يوم ودبحتلك القطه
, قهقه صالح بشدة واردف.
,
, لا بس طلعت وَحش يا وَحش، انا قولت عضمه كبيرة وكنت هطلبلك جلوكوز فنص المدة
, طرقت هدير بكفها صدره مداعبة إياه، واردفت
, جلوكوز مين ياسفير القصر العينى، دنا دورا يابابا، كتيبة حب اتشالت عشانك ياجحش
, **** عالحب، كلمات تطرق آذانى انما كلمات منيلة بستين نيلة يعنى
, وصلا إلى مكانهم، والى الاحتفالات والسهرات والتنزهات دون توقف، فكل يوم لهما مخطط شكل يتبعانه.
,
, بطريقتهما الجنونية، هو يرسم وهي تنفذ. هى تقترح وهو يستحسن الفكرة!
, وفى ليلة، صخب اصوات الموسيقى والجمع المتراقص. اماكن لاول مرة تطأ هدير بقدميها فيها. تدلف وعيناها يملاؤها الاندهاش على كل شئ تقع عليه عيناها.
, ترقص وتتغنى مع زوجها، تخرج طاقه كانت بداخلها منذ مدة طويلة، تشعر وكأن السعادة اخيرا تسللت الى حياتها بطريقتها ورسمها هى، لا بتحكم احد فيها.
, ايه دا ياصالوحتشى
, ريد واين يا دودو، تحيييف على فكره.
,
, بس انا مبشربش يا صاصا معلش
, اصتنع صالح حركه بشفتيه مداعبا هدير كالاطفال واردف
, كاس واحد بس، احنا ف هونى مون يا حبيبي عاوزين نتنطط
, غمز لها ب احدى عيناه
, عاوز اظبطك الليلة يا دودوو
, انت مظبطنى كل ساعه يخربيتك مبتهدتش
, ضحكا الاثنين ف اردف لها
, متبقيش زى مراتى الاولانية بقا، دا لاء ودا بلاش ودا مينفعش
, امسكت هدير الكأس واردفت.
,
, هى الست صح طبعا لو كانت بتقولك كدا، بس هجرب ع اعتبار ان كل الل بنعمله سوا من يوم م اتقابلنا جنان ف جنان
, ارتشفت من الكأس ومن ثم بدأت تسكب من الزجاجه مرة واثنين فقد استحسنت الأمر من الواضح ذلك.
, ولأنها اول مرة، ثملت هدير حتى نامت على المنضده. نظر حوله صالح يميناً ويساراً
, ودفع حساب فاتورته وحملها حتى الفندق المقيمان به، ومنه الى غرفتهم يحملها بين ذراعيه ك *** صغير.
,
, وضعها ب فراشها وبدء ان يخلع لها حذاؤها برفق وهو يتحدث
, انتِ يا غم، نمتِ؟ نمتِ وسط الناس فشهر العسل؟ هو انا واخد سلمى بنت اخويا!
, قومى يا دودوو لسه الليلة طويلة يا حبييتى احنا كنا بنسخن بس
, تقلبت هدير وهي ثمله واردفت بكلمات متقطعه تكاد تفهمها
, اووووش، اطفى انور واقفل ابااااب
, ابااااب! قومى طيب ناخد دش وتفوقى يا حبيبتى
, اووووش بقااااا
, فقد صالح حماسه، التوت شفتيه وقام ب خلع ملابسها وتبديلهم بملابس النوم خاصتها.
,
, فتدلت من عنقها قلادة ذهبية يتدلى منها **** المسيح!
, فرك عيناه مره واثنين وامسك القلادة واخذ يهز هدير وهو يردف
, بت ياهدير، انتِ يا زفته، انتِ مسيحيه يابت؟
, طب مسيحيه ازاى واسمك هدير فؤاد محمود
, انتِ يانيلة، بتاعت مين السلسله دى، حراميه يابت ولاطشاها من حد
, نظرت له هدير بعين مقفله وعين مفتوحه نسبيا وقالت
, بتاعت م. ماما يا حمااار، اسكت عاوزة انام نامت عليك حيطه!
, نامت ف تمتم الى نفسه بخفوت.
,
, ماما! لااااا تصحى وتجييلى الشريط من اوله ياحلبسه و**** م هسيبك!
, يقول هنرى ميلر
, أنا أدرُسُك بشكلٍ متواصلٍ لاِكتشافِ العيوبِ المُحتملة، نقاطِ الضعف، ومناطقِ الخطر، ولا أجدُها، لا أجدُ أيًّا من هذهِ الأشياء، وهذا يعني أنَّني أُحِبّ، وأعمى، أعمى ولأظلَّ أعمى إلى الأبد
, هل هذه الكلمات لها مكان بقاموس زين الجديد. وفصل بطلة حكايته حديثه العهد نشوان!
,
, احنا مُجتمعين انهاردة بعد فترة تعب، فترة سهر، فترة عدت شديدة عالكل، سهرنا وقعدنا فالشغل ل بليل
, فيه مننا الل كان بييات وبيدخل ياخد دش جوا الصبح عادى ونكمل
, ضحك الموظفون ف اكمل زين
, انهاردة ب اسم مجلس إدارة الشركة. وب اسمى بنوجه شكر ليكم عدينا مرحلة صعبه وحققنا انجاز كويس جدا فملفنا ك شركه تسويق بتثبت نفسها، كلنا كنا بنتصرف كأننا اطراف خيط متجمعين فنسيج واحد.
,
, مستر زين دا شغلنا وواجبنا، وحتى لو بنضغط ف اوقات ف الشركه وكل الل عاملين عليها مش بينسوا حد وبتوقف جمبنا برضو
, قالها احد الموظفين ف ابتسم زين واردف
, احنا كلنا واحد ي عادل، بداية من عم زاهر ل اكبر حد ف ادارة مجلس الشركه، المهم فيه احتفال بسيط
, هنعمله فالشركه. نظراً لوجود بعض موظفاتنا الل هيتعارض عمل حفلة بمكان خارجى مع ظروفهم
, قالها وعيناه مصوبة ناحية نشوان واكمل.
,
, مطلوب من كل فيميل، بنوتة وسيدة عندنا هنا فالكيان دا، تعمل اكله حلوة وحلو كمان وتيجى يوم، الساعه، وحضور بملابس تناسب احتفال
, هنا والبقية من الشباب هنشارك ببقية مستلزمات الحفلة لان هيبقى فيه فوتوجرافر وفيه صحفيين
, الخبر هينزل فكذا مجلة وكذا جريدة، فيه توسعات جديدة وعاوزين كلنا نظهر فالصورة. تمام
, الجميع شعر بالسعادة من هذا الخبر، وحدثت جلبه بالاحاديث الجانبية ف حسم زين الامر.
,
, تقدروا تتفضلوا على مكاتبكم ونستعد كلنا ليوم الحفلة دا
, خرج الجميع فتوقفت نشوان واقتربت من زين واردفت على استحياء كالعادة
, مستر زين. ممكن تعفينى من حضور الحفلة دى
, ليه مبتعرفيش تطبخى
, ضحكت بخفه وحاولت التماسك واردفت
, لاء طبعا مش قصة طبخ، انا مش بتاعت كدا ومبعرفش
, كدا! الل هو ايه كدا؟
, حفلات ولبس مناسب والحجات دى انا
, نشوان، عاوز سبب مقنع والا هيكون فيه خصم
, اتسعت حدقه عيناها واردفت.
,
, خصم! حضرتك بتقول خصم؟! هتخصم لكل الل مش هييجى؟
, ابتسم زين ابتسامته الرصينه التي اظهرت غمازتيه واردف
, لاء هخصملك انتِ بس عشان الوحيدة الل اعترضت ِ
, يامستر زين، انا بلبسى دا وظروفى وماريا احضر ايه، الفترة الل فاتت اما كنت بتأخر هنا
, كنت بعمل مليون حاجه عشان اوفق بين الشغل وبين وجود ماريا لوحدها الفترة دى
, ترجل زين ناحية مكتبه وجلس عليه وهو يردف.
,
, ماريا ممكن تجيبيها معاكِ هتنبسط جدا، ولبسك اعتقد فيه موديلات للادناء سواريه!
, تعجبت نشوان واردفت
, حضرتك عارف الادناء؟ اصل المعظم ميعرفوش
, هو أنا مكنتش اعرفه بس اهتميت اعرفه وابحث عنه
, لا يانبضات قلبي اهدأى، ارجوكِ، انها مجرد كلمه فحسب، تمالكت نفسها واردفت
, طيب انا..
, ارتدى زين نظارته الطبية وشرع يبدء في عمله
, مفيش اى عذر يا نشوان لعدم حضور الحفلة، عاوز تكونِ اول الحاضرين
, على مكتبك يالا فيه شغل كتير.
,
, تركته وذهبت الى مكتبها شاردة به وبكلماته وب اهتمامه، وفى المنزل
, طبعا روحى، بطلى تقفلى على نفسك عيشى حياتك وسنك يانشوان
, انا مش بتاعت الحجات دى يا اميرة
, يابنتى انتِ عجيبة جدا، هو انتِ رايحه ترقصى. حفلة فشغل احتفال ب انجازكم وكل الموظفين حاضرين وصحافه يعنى حوار عادى جدا، انتِ بس عشان خوافه
, وضعت كفها على وجنتها واردفت بفقدان امل
, هروح ب ايه؟ هشترى ادناء جديد يعنى.
,
, اه هاتى واحد مناسب لحضور حفلة وخليه للمناسبات بس وطرحه جديدة واكسسوريز
, ظبطِ نفسك ي نوشا، انتِ تستاهلى تفرحى شوية ي حبييتى
, ابتسمت نشوان، و ب اصطحاب اميرة كانت تتسوق لتشترى ادناء جديد ووشاح يليق به
, وحذاء وحقيبة لاكتمال الاناقه، اما عن لؤلؤتها ماريا فقد اشترت لها فستان ملائكى جميل وحذاء وشرائط للشعر رقيقة.
, ويوم الحفل، حضرت نشوان اكثر الاكلات الماهرة بها وحلويات كثيرة وضعتهم بعلب الحفظ.
,
, وبحقيبة ورقية وضعتهم، و تجهزت هي وماريا من دون وضع اى مسحوق تجميل بوجهها بعد الحاح اميرة عليها فقد وضحت لها انه من المحرمات وانها تلتزم مايقوله دينها حتى النهاية.
, وفى الحفل، كان الكل موجود وحاضر. زين بحلته الرائعه الانيقة غطى على اضاءات الحفل.
,
, الموظفات الفتيات والسيدات احضرن اكلاتهم وحلوياتهم، الجميع يأكل ويتشارك الكلمات والنكات والضحك والبسمه، ومن وقت لآخر كان يسترق زين النظر إلى نشوان، يظل على ناظريه لها حتى تنتبه هي فينظر بعيداً ويصتنع التحدث الى احدهم فتنظر هي مبتسمه ناحيته وقلبها يدق بالمرة عشر مرات!
,
, التقطت الصور للجميع، امسك زين ماريا وحملها والتقط معها صورة لهما على هاتفه الشخصى، فعلها بعفوية غير مدرك ان فعل ك هذا ماذا فعل بنبضات نشوان التي تتراقص.
, بنتك زى القمر، **** يباركلك فيها
, **** يخليك يامستر زين، **** يكرم حضرتك ب زيها
, انا مش متجوز يا نشوان
, تلعثمت وعدلت من وشاحها واردفت مكركبه الخطوات والكلمات
, **** يكرمك ببنت الحلال يا مستر زين، عن اذنك هروح اشوف بس حد بينادينى من الزملا.
,
, اوقفها عن الهروب كعادتها
, محدش بينادى يا نشوان، ثم انا كنت عاوز اكلمك فموضوع بنت الحلال دا، ينفع اخد من وقتك شوية يعنى
, نظرت له متعجبه رافعه حاجبيه وقبل ان تقذف بكلماتها القاسيه التي تحتمى بهم كالعادة اردف هو سريعاً
, كأنى مثلا باخد رأى اختى، للعلم انا فعلا معنديش اخوات
, هينفع؟
, ابتلعت نشوان ريقها، ماذا تفعل ب امر ك هذا؟ عقلها يُحدثها انصرفى من أمامه الآن وقلبها يدق طيلى النظر بحدقتيه الاتى يتحدثن هياماً.
,
, لو هضايقك بلاش
, مستر زين حضرتك عاوز ايه
, بقولك لو فيه حد، انا مرتاحله ومهتم بيه جدا، وكنت لاغى فكرة الارتباط دى نهائى
, بس جه الحد دا وكسر القاعدة. ب ادبه، واخلاقه. وذوقه، واختلافه الشديد عن اى حد
, الحد دا انا شوفت اد ايه قيمتى عنده من غير تكلف، شوفت فيه حجات كنت مفتقدها اوى
, وعرفنى حجات كتير عن نفسي مكنتش عارفها، اخد خطوة وافاتحه انى معجب بيه وعاوز اقرب
, ولا بلاش، ممكن يكون مجرد انبهار وهيروح لحاله؟!
,
, تتنفس بصعوبة، لا تستطيع التحدث، نزل ك مطرقه بسحر كلماته على اذنها ف سقطت مغشى عليها امامه على الفور!
, هتنضفى الاوضه هنا زى كل مرة من غير م تلمسى حاجه او تشيليها من مكانها، مفهوم
, اجابت الخادمة على اميرة
, حاضر يا مدام، طيب ارمى الورد الناشف دا ولا ايه
, تعجبت اميرة من امر باقه الزهور التي اعدتها منذ ايام لهذا الغريب بغرفه نورهان. انها هي فهى تعلم ازهارها عن ظهر قلب.
, ابتسمت واردفت.
,
, لاء مترميهوش، اما تيجى الدكتورة نورهان نسألها. يالا شوفى شغلك
, ترجلت اميرة الى الخارج وفتحت التلفاز وامسكت صحن المسليات امامها وبدأت تشاهد الفيلم المذاع، بينما كانت روان بغرفتها تتحدث هاتفياً الى والدتها
, ايه؟! عمو فكرى؟! امتى ياماما، طيب مش تقوليلنا انك اتجوزتى؟
, ايوة اوك كل حد مننا بيعمل الل عاوزه بس نعرف، يعنى لو كنا جينا انا ونورى كنا هنلاقى عمو فكرى فبيتنا وبيفتح تلاجتنا عادى، وات ذا فاك ماااام!
,
, تأففت روان وذهبت للخارج فجلست بجانب اميرة تنظر إلى التلفاز ف اردفت لها اميرة
, تشوفى الفيلم معايا ولا نشوف حاجه تانية
, انا بصراحه مبحبش جو الافلام القديمه بس بحب الفيلم دا، بابا كان بيحب يشوفه وانا كنت بقعد جمبه اتفرج انا ونورى. قصته جاحدة حمااااادة بتخلينى اتخنق من البطلة جدا رغم كلنا بنتعاطف معاها فالاول
, بس بتطلع وحشة زوحليييقه فالاخر، بتقعد تعاير حبيبها بكل حاجه بالفلوس وبمرضه وبكل حاجه.
,
, ورغم حبهم الكبير لبعض. هيكرهها وهينوى يسيبها، اد ايه كانت انانية وفاكرة نفسها شهيدة
, ابتسمت اميرة الى روان ابتسامه مكسورة بعض الشئ واردفت ساخرة بشئ من الدعابة
, ياااه محلله فنيه ياست رونى بقا
, طبعا يا مرمر اومال، مش تيك توك وفن وهندسه، الست بتنضف جوا
, اه ف اوضة نور.
, خلوا اوضتى بعدها عشان مزفته زوحليقه
, ابتسمت اميرة
, ماشى.
,
, صمتا يتابعان الفيلم، ولكن ب رأس اميرة كان يدارفيلم آخر قد حركت ازرار تشغيله كلمات روان من دون قصد
, انا زهقت وتعبت وحاسه ان بابي كان عنده حق من الاول
, قالتها اميرة وجلست الى فراشها وضعت رأسها بين كفين يدها ف جلس زين أمامها على المقعد واردف
, عمى كان عنده حق ف ايه ي اميرة
, بابي قالها، حتى لو كنتو بتحبوا بعض هتتعبي جدا معاه وانا مصدقتوش ومشيت ورا قلبي.
,
, اميرة انتِ مش عارفه تتقبلى مشكلتى، لاء كمان بتتهمينى بخيانتك
, نهضت اميرة من مجلسها واردفت
, اومال ايه الفتور الل بينا دا يا زين؟! ازاى جواك ليا كل العشق دا ومفيش بينا حاجه
, ازاى كل م تقربلى تبعد كأنك بتلمس نار بتحرقك
, اردف زين بصوت عالى لها
, قولتلك غصب عنى، غصب عنى!
, لا مش غصب عنك، انت زى م امتلكت المجموعة وبقيت رئيس مجلس الادارة
, وامتلكت اسهم فباقى شغل بابى، قولت امتلك بنته كمان.
,
, ف امثل الحب واخليها تغلط غلطه عمرها فعين نفسها وعين باباها
, ونتجوز وبعد م احقق كل الل عاوزه ارميها.
, احتقن وجه زين غضبا واردف لها ب انزعاج
, وانا هرسم كل الرسم دا ليه؟ ايه غرضى منه فهمينى
, غرضك الفلوس والعيشه والكيان الل معمولك ي زين، زين انت ملكش حق ف اى حاجه من دا كله
, بس انا عشان بحبك بابي عمل عشانك كل دا. عشان بنته مش عشانك اصلا.
,
, هنا غضب زين ومم الصعب اخراج زين عن شعوره لانه حليم جدا، ف اردف لها بصوته الجهورى
, اسمى. زين خليل السلطان، دمى ددمم السلطان وابنهم وليا حق فكل حاجه بمجهودى مش ب ورث
, حتى لو كان جدنا زايد السلطان كان راجل مش عادل وكتب كل حاجه لعمى رشيد والدك
, ومكتبش اى حاجة لوالدى خليل زايد السلطان عشان مريض.
,
, لو مجموعة السلطان وشغل عمى رشيد كبر، ف بسببى، ولو فيه حد ممكن يمتن لحد يبقا واجب على كل ذرة تنتمى للسلطان الامتنان ليا لأن من صغرى وانا متفانى فالعيله دى وعشانكم وليكم من غير م اطالب بحاجه
, نهضت اميرة من مكانها ونظرت لعيناه بعمق تتحداه واردفت
, عشان بس عمو مريض مكتبش له؟ يعنى مش عشان نسبك انت كمان نسب مشكوك فيه.
,
, وان مامتك كانت مجرد جليسة لعمو خليل **** يرحمه واتجوزته وفجأوا كلهم بحملها فيك رغم ان عمو خليل مرضه مش بيخليه بوعيه!
, اخرسي!
, كانت الصفعه الاولى منه؟! لاول مرة يفعلها، زين يصفع اميرة، اميرة قلبه وحياته
, اميرة قصته، كيف له فعل هذا، نظرت هي ناحيته ممسكه بوجنتها واردف هو لها بعينان جاحظتان.
,
, اياكِ تتكلمى عن امى كدا، امى الل عمى وبقية العيلة بعد موت والدى رموها ف اى داهيه وقالولها مترجعيش ومالكيش ابن، امى الست الل كان على ايدها بدء والدى **** يشفيه
, الست الشريفه الل حبها والدى من قلبه وعاملته بما يرضى ****
, اوعى تجيبي سيرتها، ولا هقبل بتلمحيك فالشك بسمعه امى، او بنسبى الل انتو اتاكدتوا منه اكتر من مرة
, ولو فاكره انى كنت بمثل عليكِ الحب عشان اوصل، وان كنت السبب ف الل حصلك قبل كدا.
,
, يبقى انا حبيت واحدة ضريرة، ضريرة قلب وروح وعمرها م هتشوف ولا بصيرتها هتنور طول م هي عاميه كدا!
, انسابت دمعه على وجنة اميرة ففاقت من ذكرتها على صوت الخادمه
, انا خلصت يا مدام اوضة الدكتورة، اكمل اوضتك
, لاء روحى اوضة روان
, دلفت الخادمة الى غرفه روان، بينما كانت نهضت روان من جانب اميرة اثناء شرودها
, تتحدث هاتفياً الى فارس
, مممم ورايح فين بقا
, هشترى شوية حجات لازمانى، بقولك ايه يا بيبي انتِ وحشانى اوى.
,
, يالا نخرج، اعدى عليكِ؟
, طيب اوك خلص وكلمنى، بس عاوزين نفجر انهاردة
, استنى اتعلمتها نفجر يعنى نقعد للفجر صح
, ايوووا يابيبي
, ضحك فارس واغلق الهاتف بينما كانت مقبلة عليه شاحنه من ناحية جانبية انتبه لها ف وقت ضيق
, فاصدمت بسيارته صدمة قوية جدا!
, التم الجمع يحاولون اخراجه من داخل سيارته بعدما تهشمت سيارته كاملة واصبح هناك صعوبة في اخراج فارس منها.
,
, بالكاد استطاعوا ومنهم من استدعى الاسعاف، ومنهم من يحاول ان يعيده الى وعييه. وهاتفه وحقييته منطرحين أرضا بعيد عنه ب امتار قليله.
, وعُمر م اشكى من حبك، مهما غرامك لوعنى. لوعنى
, كان يتغنى زين بكلمات اغنية كوكب الشرق ام كلثوم في غرفته امام خزانته وهو يبحث عن شئ
, فدلف عيسي إليه
, اقطع دراعى وصوابعى صوبع صوبع فيه جو جديد وفيه حاجه جديدة وشكلك انت واميرة فيه رجوع وفيه لقاء ومخبي يا بومبو.
,
, ابتسم زين ابتسامه جانبيه واردف
, ولا يا عيسوى القميص البيبي بلو بتاعى فين يا حرامى
, بيبي توت ايه، انا مبلبسش اشباح ياعم انت
, هنستعبط، فينه مش لاقيه فالدولاب!
, ادار عيسي بعينه ب ارجاء المكان واردف
, هاه، اسكت مش الواد صالح اتجوز
, ايوة غلوش غلوش، طب انا هدخل اشوفه ف دولابك
, وبعدين يا واد انت جسمك مش زى جسمى انت مليان عنى بتاخده ليه ي جاحد يبوظ حرام عليك
, دلف زين الى غرفه عيسى يبحث فخزانته واردف.
,
, وصالح اتجوز! اخيرا استقام وربنا فتح عليه
, لاقيته سايبلى كذا مسج وانا من عكة الفيلم مخدتش بالى خالص
, شكلنا زفت قصاده ياجدع
, طب نبقا نروح له بيت زوجيته معانا حاجه حلوة نباركله، محلولة
, ينما يبحث زين وقع كيس بلاستيكي به عدة صور قديمه فوتوغرافية على الأرض
, ف جلس زين الى الارض يعيدهم مرة ثانية الى الكيس ومن ثم الى مكانهم
, ف انتبه الى صورة بها *** صغير جميل الوجه بين اربعه فتيات يكبرانه ينظرون جميعا الى الكاميرا.
,
, بمنزل بسيط فلاحى قديم.
, الطفل يتشابه مع عيسي كثيراً، نهض زين ممسكاً بالصورة واردف الى عيسي
, ولا يا عيسوى، صورتك انت وأخواتك دى صح
, ابتسم عيسي واردف بنكاته كالعادة
, اه انا، بص كنت عامل زى صباع محشى ورق العنب وسط اخواتى ازاى
, مقعدنى فالنص تقول ابريق الحظ
, قالها وترك زين ف ركز زين بالصورة واردف له ي اهتمام
, بس الوحمه مش موجودة وانت صغير يا عيسوى!
, وقف عيسي بعدما ترجل خطوات بعيدا، ف كرر زين سؤاله
, فين الوحمه يا عيسي؟!
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
٢٠

عارف انك خايفه. ِ وعارف إنك رافضه تدخلي اي حد حياتك وانك شايفه كل الناس زي بعض، عارف انك حاطة حدود لنفسك قبل ماتكونِ حطاها لغيرك.
, ولمّا انت عارف كدا بتقرب ليه؟!
, سكت زين ل برهه ورفع لها عينيه واردف بصوت خذلان قلبه
, عشان أنا عاوز افضل جنبك ك صاحب ك اخ ك اى حاجه انتِ تقولِ عليها، أنا ممكن ابقي اي حد إنتي عاوزه بس المهم إن افضل جنبك، اقوم من نومي الاقيكي لسه في حياتي
, صمت قليلاً واكمل حديثه.
,
, انا أصلاً خايف اخسرك
, نكست نشوان رأسها للاسفل وخبأت عبرتها قبل ان تسقط وهي تقول
, انا مش مرتبطه بيك او بغيرك عشان تخسرنى
, عارف وعشان كدا بخاف، بخاف حد يدخل حياتك فجأة بدون ما أحس وياخدك مني رغم إن أنا شايفك ومراقب حياتك وبرضو عارف ومتأكد اننا اصلا مش سوا، بخاف لتروحي في عز ما أنا متأكد إنك موجوده، بخاف تتوهي مني
, وايه الل حصل لكُل دا يا زين، الل يسمعك يقول بينا سنين يتسجل فيها اساطير حب!
,
, ابتسم زين ساخراً، هو يعلم انها بالفعل تجهل قدر حبها في قلبه
, مش عارف ازاي اعبر عن اللي عاوز اقوله ليكِ ولا عارف ارتبه جوايا
, صمت واتبع
, جوايا زحمه من التفكير بسببك وكل الطرق للوصول ليكِ صعبه او شبه مستحيله، عارفه إنك مرضي و دوايا من غير م تحسِ! وإنتِ كل حاجة وعكسها و إنتِ الاحساس اللي مش عارف اعبر عنه بكلمه وإنتِ الحروف اللي مستخبيه وسط كلامي، إنتِ غير يا نشوان.
,
, نظرت إليه بعينيها الضيقتين. تلك العينان اللتان برغم عدم اتساعهم ولكن بداخلهم عُمق الدنيا وماعليها.
, نظرت نحوه بنظرات توسل مردفه إليه
, ارجوك ترحمنى من كُل دا، انا ماليش دخل ب الل بتحس بيه سيبنى ف حالى **** يخليك
, اقترب قليلا ف ابتعدت هي واردف هو بصوت حانى
, طب سيبينى اكمل واعتبرينى واحد مجنون
, صمتت نشوان ونظرت للاسفل نحو قدميها، ف استطرد هو.
,
, كل اللي بخاف منه إنك تعتبريني زيهم، زي اي حد مر عليك عشان كدا خايفه، ِ وانا و**** مش كدا
, إنتِ مختلفه عن اى حد يا نشوان وانا هتثبتلك الايام ان مش زى كل الل عملوا فيكِ كمية الخدوش دى فروحك **** يسامحهم.
, نشوان انا اول ما بشوفك بتغير ولما اسمع صوتك برتبك ولما اقف قدامك ببلم في ملامحك، إنتِ مختلفه عن كل اللي كانوا، فيكِ حاجة مش فيهم ومش شبههم.
,
, عارفه، بتمنى كل يوم اشوفك في احلامي ولما تتحقق امنيتي بتمنى افضل نايم ومصحاش ومن حلاوة الحلم بتمنى افضل نايم لأخر يوم، عشان بس نفضل سوا، وأنا عاوز افضل معاكِ.
, كل ما احاول اتكلم الاقي الكلام صعب يطلع مني فبحاول اقوي نفسي بلاقيني قدامك ضعيف، ضعيف عشان خايف، ممكن تقولي من رد فعلك او خايف اخسرك. بس خدى الكلام وارميه فقلبك قبل البحر، انا فعلاً بحبك!
,
, كف مارياّ الصغير يلامس وجنتى نشوان برفق وهي تتلعثم بالحديث إليها
, مام، ماما..
, استيقظت نشوان من نومها مُبتسمه إثر ما رأت بمنامها، كان هو وصوته وعيناه وتوسلاته.
, احقاً الى هذا الحد يعشقها، ام انها مجرد احلامها به فقط، والواقع غير ذلك!
, زووووز، مش ناوى تيجى يوم تحضر تصوير الفيلم، شرفنى كدا قدامهم
, ممكن المنتج لو شافك يبدل البطل بيك أساساً
, قالها عيسي وهو يضحك ف اردف زين له ب رد مقتضب
, **** يوفقك ياعيسى.
,
, تعجب عيسى ف اقترب ناحية زين واردف
, **** يوفقك ياعيسى! هو انا بقولك انا نازل ع امتحان الجغرافيا دلوقت؟!
, زين، فيه ايه؟
, حاول زين اخراج الكلمات من صدره واردف بصعوبة
, مفيش
, لاء فيه يا زين، من يوم إياه وانت مش انت معايا
, قولى حصل ايه
, التفت زين إليه ونظر بعمق في عينيه
, انا بقيت بخاف منك ياعيسي
, فغر فاه عيسي واردف بتعجب بالغ
, بتخاف منى؟! انت لمّا حكيت لى ع كل الل فات فحياتك كان دا رد فعلى عليك يا زين.
,
, انا مأذتش حد يا عيسي، انا لو اذيت ف انا اذيت نفسي
, واميرة! مأذتهاش؟!
, اردف زين بصوت عالِ يدافع عن نفسه
, لاء مأذتهاش، كان غصب عنى وعنها
, لاء مش غصب عنكم، انت كنت عارف انه مينفعش انك تسبب نفسك وتخليها هي كمان تنسي نفسها وفالاخر تقولوا ياريت الل جرا م كان، ومع ذلك سمعتك وحسيت بيك وب المك فالقصة كلها
, لكن انت اتغيرت عليّا لمجرد الل حكتهولك يا زين
, عيسي، انت اذيت ناس تانيين معاك مالهمش ذنب.
,
, انا عمرى م كنت هصدق لو حد حكالى، انت ياعيسي بعتبرك ملاك **** فالارض
, كلنا لينا هفوات وغلطات يا زين، محناش ملايكه
, عندك حق، بس غلط عن غلط بيفرق
, يعنى دلوقت انت شايفنى شيطان؟! شايفنى مجرم، م تقول شايفنى ايه
, تنهد زين وربت على كتف عيسي بحنو
, عيسي انت مش عارف انا بحبك اد ايه، و**** م تقدر توصل لغلاوتك عندى بقت ازاى
, بس بقيت بخاف فعلا لو كان دا تفكيرك ولسه برضو زى م انت.
,
, قولتلك انها كانت فترة وعدت، وانا لو وحش كنت محكتش اصلا لك حاجه
, لكن انا حكيت لاخويا الل **** مدهوليش كأنى بزيح جبل من على صدرى كاتم بقاله سنين
, انا كنت نسيت الل حصل لولا انت فكرتنى، انا مبقتش زى م كنت يا زين
, نظرا الى بعضهم البعض، وفي الوقت ذاته قاما بعناق بعضهم البعض وكأنهم كانا في احتياج شديد الى هذا العناق. شعرا حينها أن اسوأ ما يعاني منه الانسان ان يمر بأمر لا يمكن السكوت عنه. ولا يجيد الكلام.
,
, زين انت متعرفش انت بقيت بالنسبة لي ايه، انا طول الوقت قلقان ل الفلوس تلعب معاك وتاخد شقه تانية وتسيبنى، شايف لدرجه ايه يا بيه اتعلقت بيك وبوجودك
, ترك زين عناقه واردف ساخراً لتهدئه الامر
, اتعلقت بيا! لا يا عيسوى انا راجل جدا وانت عارف
, قهقه الاثنين عالياً واردف زين بعدما جلس الى اقرب مقعد وشرد
, هو انا فعلا هشوف شقه تانية وهمشى بس مش دلوقت
, عقد عيسى حاجبيه وجلس امام زين واردف
, بتهزر! عاوز تمشى ليه يا زين.
,
, طرق زين بكف يده بخفه الى صدر عيسي واردف مبتسماً
, اكيد مش هروب من جمال وحمتك الل بصطبح بيها كل يوم، انا، شكلى وقعت وطبيت واتدبست تدبيسه و**** م عارف جت ازاى
, ابتسم عيسي واردف بعفوية ***
, بتحب؟!
, هز رأسه زين إيجاباً ف تابع عيسي
, غير اميرة؟!
, عبس وجه زين ثانية واردف
, اميرة منكرش ان لحد وقت قريب كانت واكله قلبي كله مش سايبه غير حته اعيش بيها
, صمت ومن ثم شرد وبعيناه ترقرقت الدموع.
,
, بس أميرة دبحتنى مش جرحتنى، اميرة شيفانى قصادها اد كدا
, اشار باصبعيه السبابه والابهام ومابينهما صغير جدا واكمل
, انا من ضمن م ملكت، اميرة مرحمتش ضعفى فحاجه ماليش ارادة فيها
, اميرة مرحمتش قلبي الل كانت عايشه فيه
, امال عيسي ب وجهه على وجه زين واردف بصوت خافت
, كانت!
, ايوا كانت ياعيسي، هو انا مش من حقى اعيش بعد جرحها فيا. مش من حقى اقوم.
,
, من حقك يا زين، ومحدش مننا له سلطان على حقوق التانى، بس اميرة لو وجعتك ف دا بسبب وجعها منك
, واد م جرحها لك لسه بينزف يابنى. انت عارف انها بتتنفس انفاسك
, حتى بعد انفصالكم. انفصلتوا لأنكم عناديين مش عشان كرهتوا خلاص
, انا لسه عند كلامى هي لسه بتحبك. وانت لسه عندك مسؤولية حب شايلها على كتافك. حبها هي وبس
, تلعثم زين واردف بعينان يراوغ بهم النظر إلى عيسي.
,
, بس انا بجد احساسي الحالى مُختلف، ومش مجرد احساس، انا كل م افتكر للى كان بينى وبين اميرة
, بشوفه زى الازاز الل اتكسر، لو لملمناه قلوبنا هتتعور قبل ايدينا
, امال عيسي رأسه للامام واردف يتحدث بلهجه حاسمه
, وحبيت يابن السلطان؟!
, نهض زين ناظراً نحو النافذه وهو يردف ووجهه مبتسم وعيناه.
,
, معرفش بحب، ولا مُغرم، صفاء روحها بيخلينى عاوز ادوب جواها. عاوز اناااام وارتاح من تعب مشوارطويل وكأنها فيها من روح امى، ومن رضا والدى بالل قسمه له ****
, فيها هدوء وراحه رهيبه ياعيسي، انا اصلا بتلكك ابص لها واشوفها عشان استريح
, عشان اترمى فحضن عينيها الل دايما بتخبيهم عنى. حتى صوتها ياعيسي
, صوت حنين دافى، فيه استقرار وعيله وسكن، فيها كل الناس وفيها بيوت يا عيسي
, طرق عيسي كفاً ب كف وهو يضحك واردف.
,
, انا لما يدوب قولت كلمتين عن نورهان قولتلى بقينا شُعرا، اومال سيادتك تتسمى ايه دلوقت باللى بتقوله دا
, يا ابن الاصول؟!
, جلس زين مرة ثانية امام عيسي وأكمل
, و**** م عارف اصلا الكلام بيطلع ازاى، اهو بيطلع مش مترتب وخلاص
, حلوة؟!
, لكز زين عيسي في كتفه واردف
, متسألش عن الل هتبقى مرات اخوك حلوة ولا لاء عشان متزعلش
, مرات اخويا! لاء الموضوع خرج من ايدى وبندور عليه بمنادى، احنا بنغير كمان نقول حلوة ولالاء.
,
, عاد زين بظهره على الفراش واردف بعدما عقد ذراعيه خلف رأسه وقال
, تخيل بقا انها مش فيرجينا، عادية جدا جدا، بس و**** بشوفها بجمال فنانات هوليوود
, جمال بتاع ملايكه كدا
, اه زى السينابون الل انا بحبه ومطلع عينى
, قالها عيسي بعد تنهيده منه وزفره طويله ومن ثم دلف الى الشرفه واستند الى سورها صامتاً
, ف ولج خلفه زين واردف إليه
, يانااااس ياساكتيين نحن هنا
, نظر عيسي نحو زين واردف بعد زفرة طويلة منه
, منور يابو الزنازين.
,
, ايييه مالك، كأنى جبتك من آخر الدنيا
, على صمته عيسي ف اكمل زين
, انت اتعديت منى ولا ايه، م تقول ياعم ماله السينابون بتاعك تاعبك ليه
, مش من عادتي ان افتكر حاجة, بس انا فاكر كل حاجة حصلت ما بينا بالتفصيل. والمشكلة اني مش عارف اتجنب التفكير فيها، وتوحشني!
, نظر عيسي لاسفل ف اردف له زين
, انت عامل كدا فنفسك، قوللها وريح روحك بقا، قولها انا حابب نكمل سوا عاوز اتجوزك فيه ايه.
,
, اقولها ازاى، دى عامله ميت قفل ع قلبها وموقفه جان حارس عليه كمان، عندها عداء رهيب ضد اى راجل وضد اى ارتباط، فاكره كل الناس زي بعض
, صمت عيسى ل ثوان ومن ثم استطرد حديثه
, يدوب لمحت عملت من بنها، عاوزنى اقولها عشان تبعدنى عنها! وبدل م اهو بعرف اشوفها او اكلمها نبقى شيش بيش خالص ماليش علاقه بيها أصلا. لاياعم مقولهاش
, وجه زين نظره ناحية عيسى واردف بجديه
, اومال هتفضل كدا.
,
, فاكر نظريتك يا زين، بتاعت مينفعش نحب الا لما نفهم، ومدام مش فاهمين الل قدامنا يبقا منحبوش
, وان لازم الل يحبنا يفهمنا بقلبه، يبقا عقلنا وقلبنا كيان واحد متفقين عليه!
,
, المصيية السودة انى فاهمها وبحبها اكتر من اى بنت قابلتها وعرفتها قبلها، والمصيبة الاكبر انها مش بس رافضه الحب والارتباط، هى اصلا مش شيفانى انفع اكون بطل حكايتها المقفولة، لأنى ب اختصار هسيبها زى الل سابوها وكلنا اندال ف نظرها مهما اختلفت صوابع ايدها. ,
, تنهد زين واردف بحزن
, المشكلة ان انا كمان حاسس انها هترفضنى، هترفض ترتبط اصلا، دانا متأكد كمان.
,
, جثى الحزن والسرود صمت الاثنين، وبداخل كل جسد احد منهم مضغه تَحن الى وليفها.
, ولكن هيهات، هناك قلوب لا يفوز بها، إلا من كان مُحسناً للوصل!
, عشّ كما تَشاء لاتَمنح الآخرِين حقُوقَ التَدخُل في حياتِك ف تصمُت وتَحزن لإرضائِهم فقط، خُذ حياتِك في كَفِك وأملأها بما تُري مناسباً لسعادتك. ,.
,
, يعنى ايه وواحدة واحدة كدا، مامتك مسيحيه وباباكِ **** واتجوزها عن حب وأهل باباكِ طفشوها فعيشتها وركبوها المرض لحد م اهلها اخدوها وتوفاها **** عندهم وسابوكِ لأهل باباكِ، باباكِ بقا نفسه فييين؟!
, وانت مال اهلك! هو احنا مش متجوزين جوازة تفاريحى كدا، لما تعوز تخليها جوازة بحق وحقيق ابقا اجيبلك الجرنال من اوله نقعد نفلى خبر خبر سوا ياهندسه قلبي!
,
, كان صالح يتذكر آخر ما دار بينه وبين هدير قبل عودتهم الى ديارهم وعملهم من جديد، كل احد منهم بعمله المستقل بحياته ترتدى هي الخاتم ب إصبعها ومعروف عنه هو انه قد تزوجها!
, ايييه ياعريس، شكلك ظبطت الحوار ورفعت الشعار مع الموناليزا
, التفت صالح الى حديث زميله بعد شروده واردف
, ولاااا، متتكلمش عن هدير كدا احترم نفسك دى مراتى
, مراتك! الا مراتك دى كمان
, نهض زميله من مكتبه ودنى الى مكتب صالح وهو يضحك.
,
, ياعم جوازة ايه الل كل حد منكم زى ماهو فبيته وكل حد بيتعامل فالعادى بتاعه، ايه النظام الجديد دا بقا
, امسك صالح القلم وقذفه على زميله الذي يسخر واردف
, ياسيدى انا وهي عملنا نظام جديد مناخيرك مالهاش فيه بقا
, بقا الواد الخبرة صالح الل بيعدى من خرم إبرة، توقعه الموناليزا لا وايه وتتجوزه كمان، حكاوى مسمعنهاش قبل كدا ياجدع
, امسك صالح بلوح خشبي كان اسفل مكتبي ورفعه واردف يعض على شفته السفلى.
,
, جربت دى عالدماغ يا حبيبي
, فزع زميله بخوف مصطنع وعاد الى مكتبه، امسك صالح هاتفه وبحث عن اسم هدير وضغط اتصال.
, يعنى الجواز حلو يابت ياهدير
, ممم على حسب، مش اد الدعاية المعموله عليه الحقيقه
, ضحكن الفتيات حولها من زميلات عملها، ف اردفت واحدة منهن
, بس شكلك علّمتِ عالبشمهندس صالح، اصله مالوش كبير وبتاع بنات ومش سالك من زمان
, شعرت هدير بالغيرة من حديث زميلتها واردفت.
,
, يا حبيبتي انا دورا. ديدى ديرووو، الكل ييجى عند محطتى ويقف
, رن هاتفها ب اسم صالح
, اوووه ماى هاسبند، عن اذنكم يافتياتى
, ضغطت زر الاستجابة واردفت
, صالوحتشى
, كبدة صالوحتشك
, ايه يا حبيبي الرد دا، انت جعان ولا حاجه
, ايوا جعان، ايه رأيك نروح نضرب اى حاجه ف اى حته وتيجى عالبيت عندى انهاردة
, قالها وهو يغمز باحدى عينيه ف ضحكت هي واردفت
, لا يا حبيبي الشقاوة دى مش هتنفع انهاردة، عندى رحلة بليل وهروح استعد لها
, لمّا ارجع بقا.
,
, طب مفيش تصبيرة لصالوحتشك؟!
, ضحكت بشدة واردفت
, لااااء، انا يدوب هروح استعد الوقت ضيق
, كدا! مااااشى، طب انا هطلع بليل مع العيال وهنرافق مزز
, عضت على شفتها السفليه غضبا ولكنها تمالكت نفسها
, عادى يا صالوحتشى، اعمل الل عاوزه وغور مع الل تحب تغور معاه، وانا كمان هعمل الل حباه
, احتقن وجه صالح واردف
, عشان ابقا اعمل من وش حضرتك ستيكر عالحيط يامدام هدير
, هنشوف يابشمهندس صالح، اقولك باى بقا عشان مستعجلة.
,
, اغلقت الهاتف، واخذ هو يفكر بها وبحديثها وبدعابتها له و ب الايام الماضية التي قضتها هي في أحضانه
, فتح هاتفه ينظر الى صورهما سويا، وصورها بمفردها
, ابتسم وتمتم الى نفسه
, اه يا كلبه، عرفتِ تعلقينى بيكِ، جاتك داهيه فجمال امك!
, على اجهزة الافاقه بغرفه العناية المركزة، كان يقبع خلفها فارس ممد لاحول له ولاقوة بغيبوبة بعد حادثته.
, فُقد هاتفه. والى الان لا تعلم روان عنه شيئاً!
,
, بكلمه من يومها مش بيرد تليفونه اتقفل والواتس مفيش، حتى فالكلية مش بيروح، نووور متقدريش توصلى لحل
, اخذت نورهان تفكر ب امر خطيب شقيقتها واردفت
, انا حتى معرفش الا الدكاترة زمايلنا وكلهم ميعرفوش.
, صمتت نورهان واردفت
, انتِ يابنتى. رقم مامته او باباه مش معاكِ
, افتعلت روان حركه بكتفيها أى أنها لا تعلم ف اردفت نورهان
, ايه يابنتى اللامبالاه دى، انتِ مش خطيبة ابنهم وهتتجوزوا، انا كانو عندى ومسحتهم للاسف.
,
, وانا مالى بيهم يانورى، متكبريش الموضوع
, امسكت نورهان هاتفها وبحثت عن اسم اكثر زملائها الاساتذة قربا ل فارس
, هكلم دكتور عمر يمكن يعرف رقم والد فارس يطمنك
, هيطمنى لوحدى يانور؟
, رفعت نورهان الهاتف على اذنها واردفت بثقه
, ميخصنيش حاجه ففارس الا انه خطيب اختى
, الوو. دكتور عمر، اسفه للازعاج كنت عاوزة بسأل عن حاجه كدا ويارب الاقى ضالتى عندك!
,
, على الجانب الاخر كان يقف شقيق فارس ووالده خارج غرفه العناية المركزة ينتظران اى شئ يطمئن قلوبهم، ف ولجا نورهان وروان على الفور
, بعدما نظر شقيق فارس الى روان شذرا نظرات غير مستحبه، بينما توجهت نورهان بسؤالها لوالد فارس
, عمو. احنا لسه عارفين فون فارس مقفول
, تليفون فارس ضاع واللاب توب وكل اوراقه ضاعت من يوم الحادثه
, كان شقيق فارس يجيب نورهان دون النظر لها، ف اردفت روان
, طيب هو صحى!
,
, نظر ثلاثتهم الى روان تلك البلهاء التي تتفوه هراء ليس في محله، قامت نورهان بلفت انتباهها وحاولت هي انقاذ صورة شقيقتها
, روان من وقت الحادثه وهي هتموت عليه، **** يطلعه بالسلامه
, انا سألت الدكتور وانا طالعه على حالته
, وطمنك يا دكتورة؟!
, قالها شقيق فارس ساخراً ف اردف والد فارس
, ممكن محدش يتكلم انا مش مستحمل
, جلس الجميع صامتون، ف دنت روان بالقرب من اذن نورهان واردفت
, يلا نمشى يانورى انا زهقت.
,
, زهقتِ! احنا جايين نلعب، يابنتى خطيبك جوا بين الحياه والموت
, تأففت روان ونفثت بحنق واردفت الى نورهان بصوت خفيض
, اوووف، يعنى ايه هو انا هعمله ايه بقعدتى دى **** يشفيه وهو انا لما اقعد هيبقا كويس بسرعه يعنى؟!
, رن هاتف روان برقم لاتعرفه ف نظرت اليه واردفت الى نفسها
, دا نمبر معرفوش ومش جاى عالتروكولر
, مترديش عادى
, رن الهاتف بنفس الرقم اكثر من مرة، ف نفثت روان
, مين السئيل المصمم دا..
,
, اجابت الاتصال ب اخر صبرها وبصوت عالِ غير آبهه لمن حولها
, الووو، مين؟!
, اتاها صوت المتصل من الناحية الاخرى لرجل يتحدث بطريقه سوقيه مردفاً
, ايوة ياقشطه بالزلابيااااا، عامله ايه يا كربااااج
, ابعدت روان الهاتف عن أذنها ونظرت إليه ونظرت الى شقيقتها
, واحد بيتكلم بطريقه وحشه
, اقفلى ف وشه واسكتِ بقا يا روان بيبصوا عليكِ
, اغلقت روان الهاتف، ف اعاد الاتصال عدة مرات من دون إجابة منها
, حتى بعث لها رسالة مدون بها.
,
, بصى يا مانجا، من غير كلام كتير وحوارات، صورك وفيديوهاتك وانتى بلبوصه، معايا
, وبقت تخصنى، اللاب توب والموبايل بتاع القتيل بقوا بحوزتى
, وعرفنا منه بلاوى وجبنا اسمك ورقمك يا موزة، ف لما اتصل تردى وتسمعى طلباتى للاخر
, بدل م هننشر كل الفراولة دى والدنيا تبهوق منك عالاخر عالنت والزباين تبقا عليكِ زى الرز، قولتِ ايه ياحلوة!
, قرأت روان الرسالة وعيناها اتسعت من هول المفاجأة! خبئت بيدها فمها فزعه مع قولها.
,
, الحقينى يانور!
, ف**** إله التعويضات يحتفظ بالأشخاص الأروع للذين آلمتهم الحياة كثيرا
, (رواية 12شهرإعترافات ل غادةكريم)
, كانت تتصفح اميرة الرواية وتنتبه لكل سطر وحدث بها كمعتادها، تغوص داخل الشخصيات والاحداث كأنها واحدة منهم، ورفيقتها قهوتها اللذيذة التي تعدها على طريقتها السرية، واغانى فيروز
, بالمناسبة كانت مدارة بجانبها اغنية. يا أنا يا أنا. أنا وياك، صِرنا القصص الغريبة.
,
, وكُل هذه الاجواء ارجعتها الى ذكرياتها المحفورة بقلبها قبل عقلها.
, جالسان بحديقه قصر رشيد بك السلطان، ممسك زين راحة يدها برفق ناظران امامها صامتان
, حاسه ان بابي وافق على جوازنا مضغوط، يعنى من جواه مش موافق
, قصدك أخيرا حس بيّا وبقلبي ووافق يا اميرة
, التفتت اميرة ناحية زين تنظر له نظرة مُغرم بها هو واردفت برقتها
, هو وافق لما كل الامور وضحت قصاده يا زين، ان الل هو عاوزه مبيريحنيش فالنهاية.
,
, وايه الل هيريحك ي اميرتى؟!
, اقتربت منه واسندت رأسها الى صدره واردفت
, عارفه ان كل الل حصل بينا كان غلط. بس كان غصب عنى وعنك يا زين
, مش كدا
, امسك زين كف يدها واستنشق عطرها به ومن ثم قبله في راحته من الداخل
, بحبك طيب وهو رغم دا داس على قلبي ورفض كذا مرة وعاند وفالاخر خضع للى احنا عاوزينه
, تنهد زين واكمل
, رغم حب عمى ليا وتربيته لكن بيفضل يبصلى البصة الل عند الكل فعيلة السلطان
, هنتجوز خلاص يا زين؟!
,
, قام زين ب احتضان اميرة بقوة محبذه إليها وضمها إليه وهو يقول
, إحنا متجوزين من زمان ي اميرتى، كان فاضل الرسميات بس!
, ابتسمت هي وهو وظلّا على عناقهم هذا، ارواح ممزوجه ببعضها البعض صعب انفصالها
, عادت اميرة من ذكرياتها شاردة تتنهد تنهيدة تتحدث ب اسمه برغم جرحها منه
, برغم البعد والانفصال. أحياناً كل ما يتمناه اى شخص مِنّا أن يضع أجمل لحظاته في أطار ويتأملها للأبد. فقط للأبد,.
,
, كانت تسير نشوان ب طُرقه الشركه ممسكه ملف، اوصلته لاحد زملائها ومن ثم عادت الى مكانها فالمكتب
, ف ولجت احدى زميلاتها إليها
, نشوان، بليز ابعتى الايميلات الل في الفلاشه دى لمستر زين بسرعه
, طيب ابعتيهم انتِ
, انا هعمل اذن اروح اجيب الواد من الحضانه اتصلوا بيا بيقولوا سخن فجأة.
, كانت تهرول زميلتها الى الخارج مُسرعه ومن ثم قالت.
,
, وبعدين انتِ لو بعتِ الايميل بنفسك لمستر زين وقولتيله ان عندى ظرف واستأذنت هينبسط واحتمال يدينى اجازة اسبوع
, انتبهت نشوان الى ماترمى اليه زميلتها فقالت
, قصدك ايه يعنى
, قصدى ايه دا ايه؟! الشركه كلها مالهاش كلام الا عنك انتِ وهو لما كان بيكلمك فالحفلة وهووب وقعتِ من طولك ومحدش عرف مالك اصلا لحد انهاردة
, ارتبكت نشوان فحاولت الدفاع عن نفسها كالعادة مقتضبه عابسه بوجهها.
,
, اولا انا اغمى عليّا عشان الحلويات بتوطيلى ضغطى فجانى دوار ووقعت، ثانياً مسمحش لاى حد يتكلم عنى ف اى حته سواء هنا او برة الشركه
, والل بتلمحى بيه دا انا برفضه نهائى واسلوبك مش حلو ومرفوض بالنسبة لى
, اقتربت زميلتها تهدأ من روعها واردفت
, يابنتى بس بس اهدى، انا بنكشك يانوشا، عالعموم ياستى مفيش حاجه
, انا همشى ومتنسيش الايميلات
, بعد وقت، ارسل زين إليها تأتى الى مكتبه فدلفت عابسه الوجه
, ايوة يا مستر زين.
,
, ليه انتِ الل بعتتِ الايميلات مش مدام زينة؟!
, هى اخدت اذن ومشيت
, مالك مكشرة كدا ليه؟!
, مفيش حاجه حضرتك
, خلع زين نظارته وترك القلم من يده واردف
, لاء فيه، اما اسألك جاوبي ع طول
, مستر زين، بعد اذنك انا هقدم استقالتى وارجو حضرتك ومجلس الإدارة تقبلوها
, تعجب زين ورفع حاجبيه واردف ب إهتمام
, ايه دا فيه ايه؟! استقاله مرة واحدة، فيه حاجه ضايقتك فالشغل؟!
, ايوة فيه، حضرتك انا ست ارملة، ولوحدى وبحاسب على كل خطوة بعملها وبقولها.
,
, ومسمحش لاى حد يدوس على اى طرف ليا، وبصراحه بمشى دوغرى وعدوى يحتار فيا
, فمش مسموح لاى حد يتكلم عنى او يتغمز ويتلمز
, تمام كلامك سليم واى حد ممكن يتكلم ب امرك ف شئ انا بنفسى مستعد اوقفه عند حده
, بس حصل ايه؟
, ارتبكت ف اعطاها الماء، ارتشفت رشفه وجلست واردفت ناظرة للاسفل كعادتها
, بيتكلموا فالشركه عليّا يوم الحفلة ولما اغمى عليّا وحضرتك كنت بتكلمنى
, ماشى فين المشكلة
, المشكلة انهم بيلمحوا ان، ان يعنى، فيه حاجه بينا!
,
, ابتسم زين لبرائتها وهي على نظرتها لاسفل ف أردف واضعاً يده تحت ذقنه
, هو دا الل مزعلك وعاوزة تسيبي الشركه عشانه
, ايوة طبعا، انا ست بقعد فالمكان بسُمعتى ومسمحش لحد يتكلم عنى
, عقد زين ذراعيه وعاد للخلف بظهره الى المقعد واردف
, طب مش جايز بعد م تمشى يقولوا اهو شافولهم مكان بعيد عن الشركه عشان يخلالهم الجو فيه!
, نظرت نشوان ناحيته متسعه حدقتيها بهلع ف اكمل زين.
,
, عشان كدا انا مش مع استقالتك، اقعدى واشتغلى غصب عن اى حد ب ادبك كالعادة
, انتِ مبتعمليش حاجه غلط تتهربي منها، المفروض هما الل يتعلموا منك
, هدأات نشوان بعض الشئ، ف اردف هو
, نشوان عندى استشارة دينيه ينفع اقولهالك؟!
, ارتبكت نشوان كعادتها واخذت تعدل من هندام وشاحها المعدول بالاصل واردفت
, اتفضل
, هو لو حد، كان بيعمل شئ وحش او ذنب فحق **** وحق نفسه.
,
, والذنب دا بطله، بس بيؤرقه جدا كل م يفتكره، بيصلى وبيصوم وبيعمل الل عليه
, يعرف ازاى ان **** سامحه
, ابتسمت نشوان بوجهها البشوش واردفت بحديثها اللين على قلبه كالعادة
, بص حضرتك، الصلاة والصوم دول حاجه **** كاتبها علينا ومفروضه فهى مش بتمحى ذنوب
, دى فميزان اعمالنا وحسناتنا، اما عن الاقتلاع عن الذنب فشروطه حاجتين
, التوبة نهائياً. والصدقه وبإذن **** مدام نية الشخص دا طيبه نحسبه ع خير ان **** قبل توبته ومحى ذنبه.
,
, نظر زين براحة إليها ومن ثم اردف
, طيب عشان معطلكيش، روحى لمكتبك ومتشكر انك جاوبتينى
, همت نشوان بالرحيل ف أوقفها
, نشوان مجاوبتنيش عالسؤال!
, انهى سؤال انا جاوبت حضرتك
, لاء بتاع الحفلة، هووب اغمى عليكِ وخضتينا كلنا
, حاولت نشوان ان تخفى ابتسامتها واردفت
, هو كان ايه السؤال مش فاكرة حضرتك
, نهض زين ووقف امامها واردف
, لو فيه حد انا مشغول بيه، مشغووول ومهتم اوى وحاسس ان بحد اتملك جزء منى كبير.
,
, وعاوز افاتحه ف ارتباط بس قلقان من رد فعله اعمل ايه
, انا باخد رأيك زى اختى انتِ عارفه
, تماسكت نشوان هذه المرة واردفت
, انا شايفه ان اه تفاتح الشخص دا وع حسب رد فعله بقا وربنا يوفق حضرتك.
,
, قذفت كلماتها وهرولت مسرعه من امامه في اقل من ثانيتين وتركته مبتسم وقلبه يتراقص فرحاً، اما عنها فجلست الى مكتبها تحتمى به كى لاتقع مرة اخرى هائمه، وصوت قلبها يتحدث إنه لا رادّ لسعادةٍ أذن **** أن تُصافح قلوبنا، فلا تجزعِ يانشوان على فوائت حظك، كل مافي الامر أنه لم يكتب لك ما فات، وهناك الاجمل في القادم!
, ماريا تهرول بالمنزل ممسكه بشئ ما ذهبي وذهبت الى والدتها اثناء قيامها بكى الملابس.
,
, ف امسكت نشوان منها هذا الشئ قائله
, ايه دا يا ماريا الل جيباه دا سلسله مين
, امسكت القلادة وفتحت القلب المتدلى منها وجدت مدون فكل جانب اسمين، زين، اميرة!
, تعجبت نشوان وعلمت انها تخص اميرة ف ذهبت إليها وطرقت الغرفه عدة مرات من الواضح انها بالخارج الآن. ف وجدتها تخرج من المرحاض ترتدى معطف الاستحمام والمنشفه
, ماريا لاقت دى، تخصك مش كدا
, امسكت اميرة القلادة ممتنه الى نشوان واردفت.
,
, كانت ضايعه منى وكنت فمود مش حلو خالص، ميرسي يا ميمي
, طب كويس اننا لاقيناها
, همت نشوان بالخروج وبداخلها الف سؤال ومن ثم اردفت الى اميرة تتسائل
, اميرة معلش هو سؤال غريب، طليقك كان اسمه ايه
, كانت اميرة تبدء ب استخدام مجفف الشعرف ابطلته واردفت
, اسمه احمد الراوى، ليه؟
, ابتسمت نشوان واستراحت قليلا
, لاء كنت بسأل عادى، تصبحِ ع خير.
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%