NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول أسير عينيها | السلسلة الخامسة | (جنون عاشق) ـ سبعة أجزاء 7/10/2023

ناقد بناء

مشرف قسم التعارف
طاقم الإدارة
مشرف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
17 ديسمبر 2021
المشاركات
8,828
مستوى التفاعل
2,834
العمر
42
الإقامة
بلاد واسعة
نقاط
15,005
الجنس
ذكر
الدولة
كندا
توجه جنسي
أنجذب للإناث
➤السابقة



الجزء الرابع عشر


ذهبت لينا وهي تحمل الصغيرة فوجدت امرأة، اصابتها بالذعر، عجوز بشرتها سوداء مجعدة تتشتح بالسواد من رأسها الي اخمص قدميها، نظرة عينيها خبيثة ماكرة
, لينا بصوت متردد: مممين حضرتك
, نظرت تلك السيدة ناحية لوليتا الصغيرة نظرات خبيثة ماكرة لاحظتها لينا لتخفي الصغيرة في حضنها كأنها تحميها من تلك النظرات هتفت بحدة حينما لاحظت نظرات العجوز الماكرة: انتي مين يا ست انتي وعايزة ايه.
,
, تحدثت العجوز بصوت اجش: أنا قبضة، الست أم إسلام عندك، خبطت عليها ما لقتش حد، وسمعت صوت البت بدور جاي من عندك، هي عندك مش كدة
, هزت رأسها ايجابا بحيرة لتسمع صوت سعاد تهتف من خلفها بترحاب: اهلا أهلا يا قبضة خير يا حبيبتي
, نظرت قبضة للينا توجه كلامها لسعاد: عيزاكي في موضوع مهم يا ست ام اسلام.
,
, سعاد مبتسمة بود: حاضر يا اختي اتفضلي معايا، وجهت كلامها للينا، معلش يا حبيبتي هشوفها عايزة ايه وارجعلك لتصيح بصوت عالي، يلا يا بدور
, لينا: خليها على ما حضرتك ترجعي
, سعاد: ماشي يا حبيبتي مش هتأخر، يلا يا قبضة، اخذت سعاد قبضة ودخلت الي شقتها تاركة الباب مفتوح، بينما عادت لينا الي شقتها مرة اخري.
,
, كانت بدور تلعب مع لينا والصغيرة عندما هبت فجاءة تصيح بحماس: عارفة يا ابلة بابا جابلي لعبة حلوة اوي امبارح ثواني اروح اجيبها ونلعب بيها انا ولويتا.
,
, هزت لينا رأسها إيجابا بابتسامة واسعة فذهبت بدور مسرعة الي شقتها لأن، ذهبت الي غرفتها واحضرت تلك اللعبة الصغيرة مرت جوار غرفة الصالون التي تجلس فيها والدتها مع تلك السيدة لتسمع ما جعل الدماء يتجمد في عروقها خوفا، اتسعت عينيها بذعر، القت تلك اللعبة من يدها، لتفر هاربة من المنزل نزلت تركض على درجات سلم البيت ومن البيت للشارع لسوء الحظ كان إسلام داخل الورشة لم يراها ولحسن الحظ لمحها خالد وهي تركض، فهتف سريعا وهو يخرج من الورشة: إسلام خلي بالك من الورشة هروح اجيب سجاير.
,
, إسلام من الداخل: حاضر يا باشا
, هرول خلفها يحاول اللحاق بها ولكنها كانت تركض سريعا وكأنها تهرب من شئ خرجا من الشارع ومن الحي بأكمله وهو يحاول اللحاق بها، نادي عليها بصوت عالي: بدور
, التفت خلفها بخوف لتجده هو لتبدأ بالركض مرة اخري ولكن هذه المرة كانت تركض تجاهه، احتضنت ساقه تبكي بخوف
, هبط على ركبتيه بجانبها يربط على شعرها برفق هتف بحنو: مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه وكنتي بتجري ليه كدة.
,
, ظلت تبكي وتشهق في بكاء حارق، مسح دموعها يربط على ظهرها برفق: اهدي يا بدور مالك يا حبيبتي حد زعلك
, ردت من بين شهقاتها: ماما، ماما، عايزة
, تدبحني
, قطب جبينه باستفهام مما تقول ليهتف بمرح: هتلاقيكي عملتي شقاوة، يا حبيبتي ماما بتهزر معاكي مش هتدبحك ولا حاجة
, هزت رأسها نفيا بعنف تحدث بصوت باكي: لاء هتدبحني، هتوديني للست العجوزة، عشان تدبحني، نهلة صاحبتي في المدرسة، مامتها، ودتها للست العجوزة ودبحتها وماتت.
,
, امسك كتفيها ببعض الحزم يهتف بجد: بدور براحة وفهميني عشان مش فاهم منك حاجة
, بدأت تقص عليه ما سمعت لتشخص عينيه بذهول، لا يصدق ما يسمعه حقا، ابتسم برفق ليطمئها
, خالد مبتسما: ما تخافيش يا بدور ما تخافيش يا حبيبتي، بابا مش هيسمح لحد يإذيكي ابدا، تعالي معايا
, سألته ببراءة: هنروح فين
, قرص خدها الممتلئ برفق: عند ابلة لينا
, هتفت بذعر تلوح بيدها رفضا: لا لا ماما هتشوفني وتاخدني عشان الست تدبحني.
,
, ربت على شعرها بحنان: ما تخافيش يا حبيبتي ما حدش هيعرف انك هناك والا اقولك تعالي هوديكي مكان حلو هيعجبك اوي
, امسك يدها متجها بها الي احدي حدائق الأطفال لتتناسي خوفها.
,
, رجوعا الي الحارة انهت سعاد محادثتها مع تلك السيدة لتعود لشقة لينا
, لتسألها لينا بابتسامة صغيرة: اومال فين بدور
, سعاد: هي مش هنا
, لينا: لاء، قالتلي انها هتروح تجيب لعبة من عندكوا وترجع وما جتش
, سعاد: ، طب استني اخش اشوفها.
,
, دلفت سعاد الي شقتها مرة اخري فوجدت تلك اللعبة ملقاة ارضا التقطها لتصيح بصوت عالي تنادي على ابنتها: بدور بت يا بدور بدور انتي يا بت يا بدور من غرفة لاخري تبحث وتنادي لتشهق بخوف لطمت بيدها على صدرها: يالهوي البت راحت فين
, عادت مهرولة الي لينا تهتف بفزع: بدور مش في الشقة
, قطبت لينا حاجبيها بقلق: اومال راحت فين
, جلست سعاد ارضا تنوح وتبكي: بنتي، بنتي راحت فين، روحتي فين يا بدور.
,
, هتفت سريعا لتهدأها: يمكن نزلت لخالد واسلام الورشة
, امسكت سعاد هاتفها واتصلت بإسلام
, سعاد باكية: ايوة يا اسلام
, إسلام بقلق: مالك يا امي بتعيطي ليه
, سعاد باكية: بدور عندك تحت
, ردد بدهشة: بدور، لاء مش عندي
, صاحت باكية: بدور ضاعت يا اسلام، بدور مش لاقيها، بنتي انا عايزة بنتي
, هتف إسلام بفزغ: يعني ايه ضاعت هي مش كانت في الشقة، انا ما شوفتهاش نازلة
, سعاد باكية: انا عايزة بنتي يا إسلام رجعلي بنتي، كلم ابوك ودورا عليها.
,
, اسلام سريعا: حاضر، حاضر ما تقلقيش ان شاء **** هلاقيها بس دوري عليها عندك كويس يمكن عاملة مقلب ومستخبية
, اغلق إسلام الخط ترك الورشة راكضا الي دكان أبيه
, هتف بنبرة سريعة متلهفة، يتنفس بصعوبة من الركض: الحق يا حج مش لاقيين بدور
, انقبض قلب طه قلقا يهتف بفزع: يعني ايه مش لاقينها
, قص اسلام عليه ما قالته له والدته
, انطلق كل منهم يبحث في اتجاه.
,
, بينما وفي الاعلي كانت سعاد تقلب البيت على بدور كأنها فأر صغير، حتى انها كانت تبحث في ادارج الدولايب الصغيرة عنها
, امسكت لينا هاتفها واتصلت بخالد تستنجد به
, لينا بلهفة: الو، ايوة يا خالد الحقنا بدور مش لاقينها
, هتف بهدو: حد جنبك
, تعجبت من سؤاله نظرت حولها فلم تجد احدا: لاء ما فيش
, خالد: ما تخافيش بدور معايا
, لينا بلهفة: معاك، معاك ازاي وانتوا فين وهي اصلا خرجت ازاي واسلام ما شفهاش.
,
, خالد: هحكيلك كل حاجة لما اجي، اهم حاجه دلوقتي، مش عايز اي حد يعرف ان بدور معايا
, سألته بتعحب: ليه
, خالد: هفهمك كل حاجة لما اجي، ما تنسيش يا لينا ما تقوليش لحد
, لينا: حاضر، حاضر مع السلامة
, خالد: سلام
, اغلقت الخط تتنهد بارتياح عندما علمت ان الصغيرة مع خالد ولكنها تعجبت بشدة لما رفض أن تخبرهم بانها معه
, لينا في نفسها: ، انا مش فاهمة حاجة خالص ااااه من دماغك يا ابن السويسي هتجنني، بس الحمد لله ان بدور بخير.
,
, ظلت سعاد تصرخ وتنوح وتبكي وهي تنادي على بدور وبجانبها رحمة تواسيها وقفت لينا بعيدا تنظر لها بشفقة بصعوبة سيطرت على فمها حتى لا تخبرهم، تعرفه جيدا لا تخفي شيئا الا لأمر هام وخطير
, هتفت في نفسها: يااارب ترجع على طول يا خالد
, حل الليل دون جديد ودون أثر للصغيرة بدور
, اتصل خالد بإسلام
, خالد بقلق: أيوة يا اسلام، لقيتوا بدور، لينا اتصلت بيا وقالتلي أنها تاهت.
,
, تنهد بتعب: لاء يا باشا لسه انا هتجنن عليها عارف هي راحت فين ولا عاملة ايه
, نظر خالد لبدور الصغيرة التي تقفز وهي ممسكة بيده، تأكل المثلجات بسعادة
, خالد: إن شاء **** هي كويسة ما تخافش، انا هتصل بواحد زميلي في الداخلية اخليه يساعدكوا
, اسلام بلهفة: يا ريت يا باشا، هيبقي جميل في رقبتي هشيلهولك العمر كله
, خالد: ما تقولش كدة يا ابني، أنت زي اخويا، وبدور زي بنتي، صحيح انت فين.
,
, اسلام: انا بدور في المستشفيات، وابويا بيدور في الأقسام
, خالد: لو عرفت اي جديد طمني
, إسلام: حاضر يا باشا، مع السلامة
, اغلق خالد الخط، نظر لبدور حينما قالت بنعاس: بابا خالد انا تعبت وعايزة انام
, ابتسم يربط على شعرها برفق: حاضر يا حبيبتي هنروح دلوقتي
, اتصل بلينا فأجابت سريعا
, لينا بلهفة: ايوة يا خالد انت ما جتش لحد دلوقتي ليه وفين بدور
, خالد ضاحكا: يا بنتي اخلصي من شخصية وكيل النيابة دي بقي.
,
, هتفت بضيق: انت كمان بتهزر يا خالد، طنط سعاد هتموت من القلق على بدور
, خالد: هي عندك
, لينا: لاء راحت شقتها من شوية
, خالد: طب انا قدامي عشر دقايق وابقي عندك افتحي باب الشقة من غير ما تنطقي ولا كلمة
, هتفت سريعا: حاضر، حاضر بس ما تتأخرش
, اغلقت الخط متجهه ناحية باب المنزل فتحت جزء صغير منه
, لتجده يدخل في لحظات يغلق الباب خلفه سريعا، أسرعت تضم الصغيرة تهتف بعتاب: كدة يا بدور، كدة تقلقينا عليكي.
,
, هتف بحزم: خدي بدور تنام يا لينا، هي تعبانة وعايزة تنام، وما تسأليهاش عن حاجة
, هزت رأسها إيجابا، امسكت بيد الصغيرة
, دخلت الي غرفتها جلست بجانبها الي ان نامت فانسحبت بهدوء وخرجت من الغرفة وجدته جالسا على الاريكة يدخن احدي سجائره وينظر امامه بشرود
, لينا بهدوء: خالد
, رفع نظره نظراته جامدة هادئة، ألقي السيجارة يسحقها تحت حذائه، اشار لها أن تذهب وتجلس بجانبه، فعلت ما طلب، هتف بهدوء: هفهمك كل حاجة.
,
, نظرت له باهتمام وهو يخبرها ما قالته له بدور لتشخص عينيها بخوف وضعت يدها على فمها لتمنع شهقتها الفزعة من الخروج: مش معقول طنط سعاد تعمل كدة في بدور، لاء طبعا مش معقول
, خالد: الست الي جاتلها هي السبب
, لينا: الست دي شكلها مرعب، وكانت بتبص لوليتا بصات تخوف.
,
, هب يهتق بحدة: وحياة امها لاندمها على اللحظة اللي بصت فيها لبنتي، الست دي نهايتها على ايدي هي الي بتزرع في دماغك الستات الافكار القذرة دي وعشان الستات الي عايشين هنا غلابة بيصدقوها
, أمسكت بذراعه تهدئه: طب احنا مش هنقول لمامتها انها هنا
, خالد: لاء، لما اتكلم مع اسلام وعم طه الأول
, لينا: ماشي يا حبيبي، مش هتيجي تنام
, خالد: روحي انتي نامي جنب بدور وأنا هنام هنا، تصبحي على خير
, لينا: وأنت من اهله.
,
, دخلت الى غرفتها، جلست بجانب بدور تمسد على شعرها بحنان، اشفقت عليها مما سمعت وحدث لصديقتها، لتجد فجاءة جسد الصغيرة يتنفض بشهقات باكية وهي نائمة: لاء، لاء الحقني يا بابا هتدبحني، هتدبحني
, انتفضت لينا تهدئها سريعا: بدور حبيبتي، اهدي يا حبيبتي دا كابوس
, اخذتها بين ذراعيه بحنان تمسد على شعرها، سمعت دق على باب الغرفة
, خالد: لينا، ممكن ادخل
, لينا: تعالا يا خالد.
,
, فتح الباب ودخل متجها ناحيتهم فخرجت بدور من حضن لينا وارتمت بين ذراعيه
, بدور باكية: بابا خالد، مش تخليهم يدبحوني
, خالد: ما تخافيش يا حبيبتي، ما حدش هيقدر يلمس شعرة منك وانا موجود، ما تخافيش يا حبيبتي، ما تخافيش يا سما!
, بابا مش هيخليهم ياخدوكي مني تاني
, شخصت عينيها بذهول، هل يظن ان بدور هي ابنته سما المتوفية.
,
, ظلت بدور بحضن خالد الي ان نامت فوضعها برفق على الفراش وضع عليها الغطاء وخرج من الغرفة وسط ذهول لينا وصدمتها
, تأكدت لينا ان بدور نائمة فخرجت من الغرفة تبحث عنه فوجدته يقف في الشرفة يدخن السجائر، كادت ان تدخل عندما تذكرت تحذيراته الصارمة بشأن خروجها للشرفة فوقفت خارجا
, لينا: احم، خالد
, لف رأسه اليها، ثم عاد ونظر امامه يتفحص الشارع والبيوت حوله بعينيه ليقول
, خالد: ادخلي يا لينا ما فيش حد في الشارع.
,
, دخلت ووقفت بجانبه تنظر إلى الشارع الفارغ من المارة، وتلك الورشة المقابلة لهم وهي مغلقة، وجهت نظرها لخالد الذي يقف هادئا يدخن سيجارته
, لينا: مش انت قولتي انك هتبطل السجاير
, خالد: بعدين، انا مخنوق ومحتاج حاجة اخرج فيها غضبي وهنا ما فيش بوكس ( ملاكمة)
, اخذت نفس عميق تستعد لما ستقول: خالد، بدور مش
, خالد مقاطعا: بدور مش سما، انا لسه ما اتجننتش
, تلعثمت بارتباك: اصلك انت يعني.
,
, خالد مقاطعا: قولتلها يا سما عارف، انا ما قدرتش احمي سما يا لينا، لو كانت سما عايشة كانت بقت قد بدور دلوقتي، كان نفسي اخدها في حضني وهي عايشة كان نفسي أسمعها بتقولي بابا
, فرت دمعه هاربة من عينيه مسحها سريعا يهتف بحرقة: عارفة، كل ما افتكر ان الكللابب دول عروا جسم بنتي دبحوها نار بتجلد كل حتة فيا.
,
, ربطت على كتفه بحنان: خالد، ما تحملش نفسك فوق طاقتها انت ما كنتش تعرف اصلا أن عندك بنت، الغلط مش عليك الغلط على رحاب عشان ما قالتلكش
, هتف بحدة: لاء انا الغلطان، انا ما اعرفتش احميها، طفلة عندها سبع سنين اتخطفت واتدبحت وسرقوا أعضائها، انتي متخيلاها وهي بتصرخ وهي بتعيط متخيلاها وهما بيقطعوا هدومها وبيعروا جسمها، انتي عمرك ما هتحسي بالنار الي جوايا
, تركها وخرج من الشرفة جلس على الأريكة يخفي وجهه بين كفيه.
,
, ذهبت خلفه جلست على ركبتيها بجانبه ارضا هتفت برفق: فاكر يا خالد لما قولتي انتي مش بس مراتي، انتي حتة مني صدقني يا خالد انا حاسة بالنار اللي جواك، بس الي أنت بتعمله في نفسك دا مش هيرجع الي راح
, سما في مكان أحسن بكتير من الدنيا دي
, سما في مكان ما فيهوش خوف ولا ألم ولا حزن
, رفع وجهه لها فرأت تلك الدموع الحبيسة بعينيه، مدت يدها تمسك بكف يده تقبلها.
,
, لينا بحنان: عشان خاطري بلاش الدموع دي أنت قولت قبل كدة مش خالد السويسي الي يعيط، عشان خاطري ما تعملش في نفسك كدة
, هبط امامها يلقي برأسه بين ذراعيه يضمها بشدة شعرت ان عظاهما تكاد تتفتت من عناقه الساحق ولكنها تحملت ولم تنطق
, خالد بألم: اوعي تسبيني يا لينا، اوعي في يوم تفكري تسبني حتى لو انا قولتلك كدة، انتي الحاجة الوحيدة الحلوة الي في حياتي
, هتفت بحنان وهي تمسد على شعره: عمري ابدا ابدا ما هسيبك يا خالد.
,
, ارتفع أذان الفجر في الجامع القريب من البيت
, لينا مبتسمة: الفجر بيأذن ايه رأيك نصلي جماعة
, ابتعد قليلا عنها يقبل جبينها بامتنان: **** يخليكي ليا، يلا قومي اتوضي
, هزت رأسها إيجابا، قامت متجهه الي المرحاض، توضأت وارتدت اسدال أزرق بلون عينيها
, خرجت له وجدته انتهي من الوضوء ويقف في الغرفة يفرد سجادة الصلاة
, همست بخفوت: احم، انا خلصت.
,
, رفع عينيه ينظر لها مطولا صدقا لم يستطع أن يحيد بعينيه عن هالة البراءة التي طغت المكان وجد لسانه يتحرك يهتف بعشق
, وقف البدر متفاخرا قال من يضاهيني جمالا أنا المنير في ظلام الليل لا جمال بعد جمال نورِ فلما رائكي رجع خائبا وقال هي بدر البدورِ
, اخفضت عينيها خجلا وجنتيها على وشك الانفجار من الخجل همست بخجل: ممكن تبطل تكسفني بقي
, هتف بحالمية: ابعدي سحر عينيكي عني وأنا أبطل اكسفك.
,
, همست بغيظ من الخجل: يوووه بقي ما فيش فايدة فيك
, خالد ضاحكا: خلاص خلاص، يلا عشان نصلي
, وقف اِمامًا لها، بدأ يصلي وهي خلفه، إلي أن انتهوا
, همست بسعادة: تقبل ****
, ابتسم برفق: منا ومنكم، ايه رأيك لما المشكلة دي تخلص نطلع نعمل عمرة نبدأ من جديد
, لينا بسعادة: بجد
, هز رأسه إيجابا يؤكد كلامه: بجد يا حبيبتي ايه رايك
, هتفت بسعادة: موافقة جدا جدا جدا جدا.
,
, خالد مبتسما: تتحل المشكلة دي وترجعلي فلوسي وهنطلع نعمل عمرة على طول، يلا بقي روحي نامي شوية
, لينا مبتسمة: حاضر تصبح على خير
, خالد مبتسما: وأنتي من اهله
, ذهبت الى غرفتها خلعت اسدالها، استلقت بجانب بدور تبتسم بسعادة اغمضت عينيها لتنام لتعاود فتحهما سريعا هبت من على الفراش متجهه ناحية حقيبتها الكبيرة واخذت ذلك المعطف الكبير، ذهبت ناحية الفراش واخذت احدي الوسادات وغطاء، حملتهم بصعوبة وخرجت له.
,
, فوجدته ممدا على الارض يضع ذراعه تحت رأسه، كانت تعرف انه لن يستطيع النوم على الاريكة فهي صغيرة جدا عليه
, لينا: احم، خالد
, فتح عينيه ينظر لها باستفهام: ايه الي انتي جيباه دا
, لينا: اكيد مش هسيبك تنام على الأرض خد مني الحاجة دي لو سمحت عشان تقيلة
, اقام والتقط منها الغطاء والوسادة بينما اخذت المعطف وفردته على الارض
, واخذت منه الوسادة ووضعتها عليه ثم وضعت الغطاء عليه
, لينا مبتسمة: يلا تصبح على خير.
,
, خالد: استني يا لينا مش دا البالطو الفرو بتاعك الي انتي بتحبيه، دا انتي ما بتخليش حد يلمسه، ازاي تفرشيه على الأرض
, اقتربت منه تشب على أطراف أصابعها همس بخجل: انا بحبك أنت اكتر من اي حاجة في
, الدنيا، لتقبله على خده وتفر هاربة الي غرفتها
, خالد ضاحكا: بحبك يا مجنونة
, في صباح اليوم التالي
, استيقظت بدور، قامت تنظر حولها باستغراب فوجدت لينا نائمة بجانبها
, بدور: ابلة لينا، ابلة لينا.
,
, فتحت عينيها تبتسم بنعاس: صباح النور يا بدور
, بدور مبتسمة ببراءة: صباح الخير، فين بابا خالد
, نظرت لينا الي الساعة فوجدتها لا تزال الثامنة
, لينا: بابا خالد، نايم برا تعالي يلا نروح نصحيه
, خرجت لينا وبدور من الغرفة فوجدتا خالد نائم على الأرض تقدمت لينا منه بهدوء وجلست بجانبه وامسكت خصلة من شعرها تداعب بها انفه، كانت تظن انه نائم ولكنها وجدت نفسها فجاءة تجذب بشدة فسقطت بين ذراعيه.
,
, فتح خالد عينيه وابتسم بمكر: تعالي بقي
, اتسعت عينيها بفزع: خااالللد مممما ينفعش
, اقترب منها حتى كاد ان، حينما سمع صوت يهتف بحدة من خلفه: كدة عيب يا بابا
, انتفض خالد فزعا يبعد لنا عنه
, خالد مبتسما بتوتر: احم، بدور حبيبتي عاملة ايه نمتي كويس
, ذهبت بدور اليه وهي عاقدة ذراعيها امام صدرها تهتف بحزم: عيب يا بابا ولد يبوس بنت، ماما قالتلي كدة عيب
, اخفض رأسه بندم مصطنع: أنا آسف يا بدور مش هعمل كدة تاني.
,
, قاطعهم صوت طرقات على الباب
, خالد بجد: لينا خدي بدور وخشي الاوضة
, هزت رأسها إيجابا واخذت بدور ودخلت غرفتها
, بينما ذهب خالد وفتح الباب ليجد اسلام يقف حالته رثة عيناه حمراء من قلة النوم تجمعت الهالات السوداء تحتها تبدو ملامحه في قمة الارهاق والتعب
, اسلام بتعب: صباح الخير يا باشا انا اسف اني صحيتك بدري، انا بس كنت عايز اسأل حضرتك عن صاحبك الي قولتي عليه عرف اي معلومة عن بدور.
,
, خالد: ادخل يا اسلام انا عارف بدور فين
, وكأن الحياة عادت له بتلك الجملة نظر الي خالد بلهفة: عارف، طب هي فين، كويسة هي كويسة
, خالد: هي بخير ما تقلقش المهم هات الحاج طه وتعالالي على هنا من غير ما تقول ولا كلمة لو عايز بدور ترجع
, إسلام سريعا: حاضر، حاضر
, دلف خالد الي المنزل وترك الباب مفتوحا دقائق ودخل طه بلهفة
, طه بلهفة: خير يا ابني اسلام بيقولي ان عندك اخبار كويسة
, خالد: اقعد يا حاج وهفهمك كل حاجة.
,
, جلس طه على احد الاريكتين بجانبه إسلام وجلس خالد على الاريكة المقابلة لهم
, خالد: هي الست ام اسلام عاملة ايه دلوقتي
, اسلام: ما نمتش طول الليل وعمالة تعيط
, خالد: ليه
, كان سؤال غريب مفاجئ نظرا له بدهشة فوجداه ينظر لهما بهدوء ينتظر الإجابة
, طه: عشان بنتها عارف يعني ايه بنتها ضاعت ومش عارفة هي كويسة ولا لاء عايشة ولا لاء
, ام اسلام بتحب بدور أكتر من نفسها
, خالد: طالما بتحبها اوي كدة ليه كانت عايزة تسلمها للموت.
,
, طه بدهشة: موت، موت ايه الي انت بتقول دا، الكلام دا مستحيل
, خالد: بص يا عم طه من غير كلام كتير، الست سعاد والدة بدور كانت عايزة تعمل عملية ختان لبدور.

الجزء الخامس عشر


خالد: بص يا عم طه من غير كلام كتير، الست سعاد والدة بدور كانت عايزة تعمل عملية ختان لبدور
, جحظت عيني إسلام وطه ينظران لبعضهما بذهول، صدمة، فزع، تحدث إسلام بصدمة: مستحيل طبعا ان امي تعمل حاجة زي كدا في بدور
, نظر طه لخالد يهتف بجد: الست إلى اسمها قبضة هي السبب صح
, نظر إسلام لوالده بذهول: بابا انت عارف.
,
, هز طه رأسه إيجابا بهدوء: الست دي جات ليها كام مرة قبل كدة تقنعها بالعملة السودا دي، طبعا عشان الفلوس، فامك قالتلي ساعتها انا اقسمت انها لو عملت كدة هطلقها، نظر ناحية خالد يهتف باستفهام: بس انت عرفت الكلام دا ازاي
, خالد: من بدور نفسها، بدور يا بدور تعالي يا حبيبتي
, تقدمت بدور بخطي مترددة من الغرفة.
,
, ما ان وقعت عيني إسلام عليها حتى ركض ناحيتها ونزل امامها يعانقها بقوة، تنهد بألم يهتف براحة: الحمد لله، الحمد لله يا رب انك بخير، كدة يا بدور تعملي في سيمو كدة، دا انا كنت هموت من الخوف عليكي
, بكت في صدره بخوف: سيمو، ماما والست الوحشة هيدبحوا بدور
, هز رأسه نفيا بعنف: ابدا يا حبيبتي، سيمو مش هيخلي حد يأذي بدور ابدا
, رفعت بدور رأسها عن صدره تبتسم ببراءة: بجد يا سيمو.
,
, ابتسم يداعب خصلات شعرها بحنان: بجد يا حبيبتي، يلا روحي لبابا
, فتح طه ذراعيه فارتمت بدور في صدره
, طه: كدة يا بدور، انا زعلان منك
, بدور باكية: بابا انا كنت خايفة اوي
, طه: ما تخافيش يا حبيبتي بابا مش هيخلي حد ابدا يخوف بدور، رفع نظره لخالد
, صحيح انت لاقيتها فين يا ابني
, قص عليه خالد ما حدث بالأمس
, سأله إسلام بتعجب: طب ليه لما اتصلت بحضرتك قولت ما تعرفش هي فين.
,
, خالد: كنتوا عايزكوا تجربوا احساس يعني تضيع منك بنتك ومتبقاش عارف هتشوفها تاني ولا لاء، مش دا بالظبط إلى والدتك عايزة تعملوا فيها، معظم إلى بيخضعوا للعملية دي بيكون نهايتهم الموت، ارجو ان تفهم والدتك الكلام دا
, اسلام: اكيد طبعا، يلا تعالي معايا يا بدور
, خالد: لاء خلي بدور هنا، ويلا بينا احنا ننزل اعتقد ان لينا عايزة تتكلم مع والدتك شوية.
,
, وافق الجميع على اقتراحه، خرج طه وإسلام وذهبا إلى منزلهم بينما، دخل خالد إلى غرفة لينا
, خالد: حبيبتي انا نازل الورشة، وام اسلام هتيجلك دلوقتي انتي عارفة طبعا انتي هتقوليلها ايه
, هزت رأسها إيجابا بتفهم، فقبل جبينها بدل ملابسه ونزل سريعا.
,
, في شقة اسلام
, دخل طه يصيح بغضب: سعاد انتي يا هانم
, اسلام: أهدأ بس يا بابا
, هرولت سعاد اليهم تهتف بلهفة باكية: ها يا طه لقيتوا بدور
, نظر لها طه بقسوة ملامحه متجهمة غاضبة هتف بحدة: قبضة كانت بتعمل ايه هنا يا سعاد
, بلعت ريقها بذعر تهتف بتلجلج: هاااا، مااا فيش.
,
, قبض على مرفقها يهتف بحدة: انت ليه مصرة تضيعي بدور منك، بدور سمعتك وانتي بتتفقي مع قابضة عشان تدبحوها من ورايا عشان كدة هربت من الخوف، تفتكري بنتك هترجع تثق فيكي تاني
, لطمت خديها تصيح باكية: هي السبب منها لله فضلت تزن على وداني، وتقولي كدة بتحميها وتحافظي عليها، وولاد الحرام مش هيسبوها في حالها.
,
, رمقها بازدراء يصيح بحدة: فانتي ببساطة قررتي تدبحي براءة بنتك عشان كلام مالوش لازمة، التربية الصح هي إلى هتحافظ على بدور لما تفهميها ايه الحلال اللي **** هيجزيها عنه خير وايه الحرام اللي رينا هيعاقبها لو عملته، بدل ما تصاحبيها قررتي تقتليهت بدل تعرفيها امهااات المؤمنين كانوا بيعملوا ايه، تحببيها في ال**** والصلاة والقرب من **** لاء قررتي تضحي بيها عشان شوية افكار زبالة زرعتهم الولية اللي اسمها قبضة في دماغك.
,
, اطرقت رأسها بخزي تنتحب ندما: انا اسفة يا طه و**** ما هعمل حاجة، بس ابوس ايدك ورجلك رجعلي بنتي، رجعلي بنتي يا طه، وحياة اغلي حاجة عندك
, تدخل اسلام يهتف سريعا حتى يخفف عن والدته: بدور عند خالد باشا، لولا انه شافها امبارح بالصدفة وهي خارجة من العمارة كان زمانها ضاعت
, هرولت سعاد خارج شقتها تدق على باب الشقة المقابلة بلهفة.
,
, فتحت رحمة سريعا فاندفعت سعاد للداخل تنادي على ابنتها بلهفة: بدور انتي فين يا بنتي، يا بدور، انتي فين يا قلب أمك
, خرجت لينا وخلفها بدور المتشبثة بيدها، تنظر إلى والدتها بخوف
, سعاد باكية: بدور يا قلب أمك تعالي يا بنتي في حضني
, هزت بدور رأسها نفيا بخوف: لاء انتي هتوديني للست الشريرة إلى لابسه أسود
, سعاد سريعا: لاء يا بنتي و**** مش هوديكي لحد ما تخافيش.
,
, هزت بدور رأسها نفيا مرة اخري رفعت نظرها للينا تتحدث بخوف: هو بابا خالد فين
, بابا خالد اهو
, التفتا لمصدر الصوت فوجودا خالد يدخل إلى المنزل
, ابتسم باحراج: معلش ازعجتكوا بس اصلي نسيت الموبايل، لينا هتلاقيه على السرير
, هزت لينا رأسها إيجابا ودخلت إلى الغرفة
, وجه حديثه لبدور ابتسم برفق يصفق بيديه ببطئ: بدور اجري يلا على حضن ماما
, ابتسمت له ببراءة لتركض تختبئ داخل صدر والدتها.
,
, سعاد باكية: أنا آسفة يا بنتي و**** مش هخلي حد يأذيكي ابدا ابدا
, احضرت لينا الهاتف لخالد فأخذه ونزل وتركهم واغلق الباب خلفه
, وقفت تنظر لهم بصمت بضع دقائق، قبل ان تحمحم بحرج
, لينا مبتسمة: احم، حمد لله على سلامة بدور
, رفعت سعاد وجهها اليها وقالت بابتسامة من بين دموعها: **** يخليكوا يا بنتي، انا مش عارفة اشكركوا ازاي لولا جوزك شافها بالصدفة كان زمانها ضاعت مني.
,
, لينا مبتسمة: الحمد لله جت سليمة، ممكن نتكلم انا وحضرتك شوية، نادت بصوت عالي، دادة، يا دادة
, جاءت رحمة اليها: ايوة يا بنتي
, لينا مبتسمة: خدي يدور معلش تلعب مع لوليتا شوية
, رحمة مبتسمة: تعالي يا ست بدور
, ظلت لينا تنظر اليهم إلى ان ابتعدا للداخل فذهبت وجلست بجوار سعاد على الأريكة
, لينا مبتسمة: طنط سعاد هو حضرتك عارفة انا بشتغل ايه
, سعاد: لاء و**** يا بنتي ما اعرف.
,
, لينا مبتسمة: حضرتك، انا الدكتورة لينا الشريف معايا ماجيستير في الجراحة العامة
, اتسعت عيني سعاد بدهشة: بسم **** ما شاء ****، يعني انتي دكتورة
, لينا: ايوة يا افندم، فعشان كدة عايزة حضرتك تسمعيني
, بدأت لينا تشرح لها اضرار تلك العملية، وما يتبعها بعد ذلك ان نجت الضحية من الموت من اضرار نفسية وجسدية بشعة
, بعض، واخدين بالكوا من كلمة بعض، اضرار عملية الختان.
,
, 1. خلل بأحد أهم وظائف العضو التناسلى للفتاة، وهى الحماية من الميكروبات والجراثيم.
, 2. حجب إفرازات الغدد الدهنية والتى تعمل على حماية الجلد من ملامسته للبول والإفرازات الحمضية للمهبل.
, 3. حدوث نزيف للفتاة بعد عملية الختان قد يؤدى إلى وفاتهن إن لم يستطع أحد وقفه.
, 4. ألم شديد فى أدق منطقة حساسة بجسم الفتاة
, 5. حدوث تلوث وعدوى والتهابات حادة نتيجة الآلات غير المعقمة والمستخدمة فى العملية.
,
, 6. صدمة عصبية ونفسية لأن غالبية هذه العمليات تتم للفتيات وهى مستيقظة لا يستخدم فيها البنج.
, 7. القلق المستمر بسبب الفزع الذى تكون بداخلها وهناك فتيات يحلمن بهذا المشهد فيما بعد.
, 8. الخوف من الزواج نتيجة ما حدث لها أثناء العملية.
, انصتت لها سعاد جيدا كانت تهز رأسها علامة على تفهما ما تقول
, لطمت سعاد بيدها على صدرها بعدما انتهت لينا كلامها
, سعاد بصدمة: يا نهار اسوح، معقولة كل دا بيحصل.
,
, لينا: وأكتر من كدة كمان فياريت حضرتك تشيلي الفكرة دي خالص من دماغك لسببين الاول انا لسه شرحاه لحضرتك والتاني
, أن خالد مش هيسمحلك تعملي كدة
, خالد بيعتبر بدور بنته ومش هيسمحلك تأذيها ابدا
, هزت رأسها نفيا سريعا: خلاص يا بنتي انا عمري ما اقصد آذي بنتي ابدا، بس الولية الحرباية دي هي السبب منها لله عارفة لو شوفتها تاني هديها بالي في رجلي
, لينا: اكيد الست دي ساكنة بعيد عن المكان هنا صح.
,
, سعاد: لاء ولا ساكنة بعيد ولا حاجة دي ساكنة على اخر الشارع قدام الجزار في بيت رقم، في الدور الارضي
, ابتسمت لينا بهدوء قبل ان تتذكر كلام خالد.
,
, Flash back
, خالد: لينا، ام اسلام هتيجلك دلوقتي انتي عارفة انتي هتقوليلها ايه صح
, هزت رأسها إيجابا بتفهم
, خالد: صحيح عايزك تعرفي منها الست دي ساكنة فين
, عقدت حاجبيها باستفهام: ليه يا خالد
, خالد: هقولك بعدين، ما تنسيش اعرفي منها العنوان وابعتهولي في رسالة اول ما تعرفيه
, لينا: حاضر
, غمز بعبث: أحبك وأنت مطيع، بقولك ايه ما تجيبي واحدة مشبك
, نظرت له بدهشة: انت عايز مشبك، هتلاقيه على الحبل دادة رحمة بتحطهم هناك.
,
, خالد ضاحكا: ما شوفتش في هبلك انا مش عايز مشبك من دا
, لينا: اومال ايه المشبك دا
, خالد مبتسما بخبث: دا
, بدور غاضبة: تاني يا بابا تاني، يا بابا عيب، عيب ولد يبوس بنت، عيب كل شوية اقولك عيب، عيب
, هتف بدهشة: أنا آسف يا بدور، اعتبريني عيل وغلط
, بدور غاضبة: بس انت مش عيل انت كبير وطويل، مامتك مش قالتلك عيب تبوس بنت
, همس بصوت منخفض: البت دي جاية تربيني
, خالد: لاء طبعا قالتلي ومش هعمل كدة تاني وهبقي شاطر واشرب اللبن.
,
, اما لينا فكانت تقف تكبح ضحكاتها بصعوبة على هذا المشهد الكوميدي بين خالد وبدور
, خالد: احم طب اخلع، بس لما ارجع هاخد المشبك بتاعي سلام
, فاقت لينا من شرودها على صوت سعاد تنادي عليها
, لينا: هااا
, سعاد مبتسمة بخبث: اللي واخد عقلك
, ابتسمت بارتباك: لاء ابدا ما فيش حاجة انا ثواني هعمل حاجة وجاية
, اسرعت إلى غرفتها وامسكت هاتفها وكتبت العنوان في رسالة قبل ان تنساه وارسلته إلى رقم خالد الذي دونته
, باسم
, (حبيبي).
,
, في الأسفل، شكر طه خالد كثيرا عليما فعل ثم تركه وذهب إلى دكانه
, وبدأ خالد وإسلام عملهم إلى ان قاطعهم
, محمد: سلام عليكم
, خالد مبتسما: وعليكم السلام ورحمه **** وبركاته، جاي في ميعادك مظبوط
, محمد بقلق: قلقتني عليك افتكرت ان في حاجة حصلتلكوا لما قولتي تعالا ضروري، خير يا ابني انت كويس
, خالد ضاحكا: ممكن تبطل دور أمي إلى انت متقمسة، شوية كدة هتقولي شاكلك خاسس
, محمد ضاحكا: تصدق شكلك خاسس.
,
, تعالت ضحكات الأخوين على سخافتهم المعتادة
, محمد: و**** وحشتني يا خالد
, فتح خالد ذراعيه واردف بمرح: خش في لحم أخوك يا فواز
, عانق الصديقان بعضهما بود، جلسا يتحدثان
, محمد: خير يا خالد في ايه
, خالد: هقولك
, ثم بدأ يقص له كل ما حدث منذ ان رأي بدور تخرج من المنزل إلى ما حدث صباحا
, محمد بصدمة: هما لسه بيفكروا بالعقلية المتخلفة دي.
,
, خالد: أنت عارف ان احنا في حارة شعبية معظم الستات إلى فيها مش متعلمات والست دي بتلعب على نقطة الشرف إلى هو أغلي حاجة عند اي حد
, محمد غاضبا: وحياة امها لوريها النجوم في عز الضهر، ما تعرفش اسمها ايه
, خالد: اسمها قبضة
, اتسعت عيني محمد بفزع: سلام قولا من رب رحيم دا اسم بني آدمه، طب انا هدور عليها لحد ما اعرف هي ساكنة فين
, خالد: انت لسه هتدور يا اخويا العنوان معايا
, محمد: طول عمرك برنس، جبته ازاي بقي.
,
, خالد بثقة: مصادري الخاصة يا ابني، انا هبعتلك العنوان في رسالة ومش عايز اشوفها تاني تمام
, محمد: ما تقلقش خالص
, خالد: عايزها تخرج بزفة
, محمد: ومزمار لو عايز وحياتك
, خالد: كدة تمام، متشكر يا صاحبي
, محمد مبتسما: على ايه يا ابني
, خالد: هو لسه مسافر
, محمد: آه و**** العظيم يا خالد لسه، لما قولتي اتصل على سراج قلبت الدنيا عليه لحد ما عرفت أنه واخد اجازته السنوية ومسافر عند بنته في النمسا، هيجي امتي بقي مش عارف.
,
, هز رأسه إيجابا بشرود ليستأذن محمد بعد قليل ذاهبا إلى عمله.
,
, في الأعلي، بعدما أصبح كل شيء على ما يرام
, جلسوا جميعا في منزل لينا يتناولون الإفطار
, سعاد: صحيح، عارفة المستوصف إلى في آخر الشارع
, هزت لينا رأسها نفيا
, سعاد: ما علينا انا هبقي اوريهولك المهم يا ستي انا كنت في المستوصف دا من يومين كدة، احسن بعيد عنك ركبي نائحة عليا خالص، المهم يا ستي وانا هناك سمعت بالصدفة ان المستوصف ما فيهوش دكاترة وعايزين دكاترة يشتغلوا فيه
, لينا: تمام بس انا ايه علاقتي بالموضوع دا.
,
, سعاد: انتي مش دكتورة، روحي قدمي واكيد هيقبلوكي اهو تساعدي جوزك في المصاريف
, نظرت لينا إلى رحمة لينفجرا في الضحك
, حتي ادمعت عيني لينا
, لينا ضاحكة: و**** يا طنط حضرتك دمك خفيف خالص
, سعاد بضيق: انت بتضحكي ليه، انا قولت حاجة تضحك
, رحمة ضاحكة: انتي عايزة لينا، تروح تقول لخالد باشا انها عايزة تشتغل
, مصت سعاد شفتيها بضيب: آه يا اختي وماله.
,
, بصعوبة سيطرت لينا على نوبة ضحكها امسكت هاتفها وفتحت البومات الصور عليه واعطت الهاتف لوالده اسلام
, لينا: شايفة المستشفى إلى قدامك دي
, سعاد بدهشة: آه دي حاجة عليوي خالص
, لينا: المستشفى دي بتاعتي
, اتسعت عيني سعاد بصدمة: بتتاعتك بجد
, لينا: آه بتاعتي، بابا لما رجعت من السفر كان بنهالي، كهدية وعشان ارجع واستقر هنا وما اسفرش تاني
, سعاد: ودي بردوا اتقفلت
, هزت لينا رأسها نفيا: لاء دي ملكي أنا.
,
, سعاد: طب ما تشتغليش فيها ليه
, لينا: من قبل ما ممتلكات خالد يتحجز عليها بكتير كنا على طول انت وهو بنتخانق بسبب موضوع شغلي، كان دايما رافض وبيقولي نفس الجملة، لما ما ابقاش قادر اصرف عليكي ابقي انزلي اشتغلي، فلو قولته دلوقتي اني عايزة ارجع اشتغل في المستشفى، هيحس ان انا بعيروا و لا بعجزوا فبلاش أحسن.
,
, سعاد: طب ما المستوصف دا مالوش علاقة بالمستشفي، يعني هو لو هيضايق من شغلك في المستشفى خلاص قوليله على الشغل في المستوصف واهو جنبنا اهو، بردوا تخفي عنه حمل المصاريف شوية
, عقدت حاجبيها تفكر: لما يجي من الورشة هقوله.
,
, بعد عناء كبير في الورشة اخيرا انتهيا في العمل في مقابل القليل من المال، صعد خالد إلي شقته، ليقابل وجهها المبتسم
, لينا مبتسمة: حمد لله على سلامتك يا حبيبي
, خالد بابتسامة متعبة: **** يسلمك يا حبيبتي
, تهاوي بجسده على الاريكة بتعب
, لينا: شكلك تعبان اوي
, ابتسم بارهاق: شوية
, لينا: احم، انا كنت عايزة اتكلم معاك في موضوع مهم
, خالد: قولي يا حبيبتي
, لينا: بعد الغدا، يلا اكيد انت واقع من الجوع.
,
, اخذت يده وجلسا على الطاولة، بدأت ترتب في عقلها الكلام الذي يجب ان تقوله له حتى يقتنع بفكرة نزولها للعمل، نظرت إلى رحمة لتهز الاخيرة رأسها نفيا من هذه الفكرة
, انتهوا من الغدا فحملت لينا ورحمة الاطباق ووضعتها في حوض الغسيل صنعت له لخالد الشاي
, وعادت فوجدته جالس يداعب الصغيرة
, لينا مبتسمة: ايوة يا ست لوليتا، الدلع كله ليكي لوحدك، الشاي
, خالد مبتسما: تسلم ايديكي
, لينا: ممكن بقي تجيب ست لوليتا عشان تأكل.
,
, اعطاها الصغيرة فأخذتها ودخلت إلى غرفتها واطعمتها وظلت تداعبها إلى ان نامت الصغيرة فوضعتها في مهدها، اخذت نفسا عميقا وخرجت إلى حيث يجلس خالد
, خالد: لوليتا نامت
, هزت رأسها إيجابا
, خالد: تعالي
, ذهبت وجلست بجانبه تفرك يديها بتوتر
, خالد: مالك يا حبيبتي
, همست بارتباك: خالد، انا أنا
, خالد: انتي ايه
, لينا: صحيح، انا سعيدة ان مشكلة بدور اتحلت
, خالد مبتسما: وانا كمان.
,
, لينا: عارف طنط سعاد ما كنتش تعرف ان انا دكتورة، عارف بقي لما عرفت اندهشت جدا
, خالد مبتسما: وايه كمان
, لينا: عارف بقي قالتلي ان في مستوصف على أخر الشارع هنا، وبالصدفة عرفت منه انه محتاج دكاترة
, خالد مبتسما: طب واحنا مالنا
, لينا بارتباك: بس من غير ما تزعل ولا تضايق انت يعني بتيجي من الشغل تعبان خالص بتشتغل كل يوم حتى يوم الجمعة
, خالد مبتسما: التعب كله بيروح أول ما بشوف عنيكي الحلوة دي.
,
, لينا: بس انا عارفة انك بتتعب اوي يا خالد، وانا عايزة اساعدك شوية، فايه رايك لو روحت اشتغلت في المستوصف دا
, اختفت الابتسامة من على وجهه لتبلع ريقها بخوف همست بتلعثم: صدقني يا خالد أنا بس عايزة اساعدك، مش عايزة ابقي حمل عليك
, مسح وجهه بكف يده حتى يتفادي نوبة الغضب التي على وشك الدخول فيها
, خالد بجمود: لاء
, امسكت يده برجاء: بليز يا خالد وافق
, خالد بجمود: انا قولت لاء يعني لاء.
,
, لينا بضيق: يوووه بقي يا خالد كل شوية لاء لاء، كل حاجة لاء نزول الشارع لاء، بص من الشباك لاء، فتح الباب لاء، حتى الشعل لاء انا زهقت من العيشة دي، انا مش أمينة يا سي السيد
, هتف بحدة: صوتك ما يعلاش والآخر مرة يا لينا ما فيش شغل فاهمة ولا لاء
, لينا غاضبة: لاء مش فاهمة
, ثم تركته ودخلت إلى غرفتها غاضبة واغلقت الباب خلفها
, خالد: استغفر **** العظيم يا رب
, جاءت رحمة اليه من الداخل.
,
, رحمة: براحة عليها يا ابني، هي و**** مش قصدها حاجة هي بس عايزة تساعدك، والي كبرت الحكاية دي في دماغها بصراحة أم إسلام
, هز رأسه إيجابا يزفر بضيق ثم تركها ودخل إلى غرفته فوجدها نائمة على الفراش وتخبئ وجهها تحت الوسادة
, فابتسم على تلك الحركة التي كانت تفعلها وهي صغيرة عندما تغضب منه د ذهب واستقلي بجانبها يحتضنها فبدأت تتحرك بغضب لتخلص نفسها منه
, ابتسم بمشاكسة: ما تحاوليش عشان مش هتقدري.
,
, أزاح الوسادة من على رأسها
, خالد مبتسما: البني آدمين الطبيعين بيناموا والمخدة تحت رأسهم مش فوقها
, لينا غاضبة: قصدك ان انا مش طبيعية
, خالد مبتسما: أحلي مجنونة شوفتها في عمري
, كبحت ابتسامتها تهتف بغيظ
, لينا: طب اوعي بقي عشان عايزة أنام
, خالد: طب ما تنامي هو انا حوشتك
, لينا بضيق: اوعي بقي، انا مش عايزة انام في حضنك
, خالد: ماشي يا ستي
, ابتعد عنها أولاها ظهره، اغمض عينيه يبتسم بخبث وبدأ يردد مع نفسه: 1، 2، 3
, لينا: خالد.
,
, اتسعت ابتسامته الخبيثة ولكنه اخفاها سريعا وتظاهر بالنوم
, فبدأت لينا تهزه برفق: خالد، يا خالد اصحي خالد
, خالد بنعاس: امممم، عايزة ايه
, لينا بارتباك: هاااا، عايزة انام
, خالد بنعاس: طب وانا مالي ما تنامي
, لينا بضيق: يوووه بقي يا خالد عايزة انام في حضنك
, التفت اليها يرفع حاجبه بمكر: لا يا شيخة مش انتي لسه قايلة مش عايزة انام في حضنك
, اندثت بين ذراعيه وقالت ببراءة: انا قولت كدة مش فاكرة الحقيقة.
,
, ضحك عاليا على طفلته المشاكسة
, لينا: وطي صوتك لوليتا هتصحي
, خالد بصوت منخفض: تصبحي على خير
, لينا: وانت من اهله، خالد
, خالد: امممم
, لينا: ينفع انزل الشغل
, خالد: لاء، يلا بقي نامي وبطلي فرك
, لينا بصوت منخفض: رخم
, في صباح اليوم التالي
, تناول خالد افطاره ونزل إلى ورشته، ما أن نزلها حتى وجد سيارة شرطة كبيرة ( بوكس)
, تقف على مدخل الحارة، نزل منها محمد ومن بعده بعض العساكر، اشار محمد بيده إلى خالد علامة التأكيد.
,
, ثم اشار الى العساكر فصعدوا خلفه إلى الشقة المطلوبة والقوا القبض على تلك السيدة الملعونة
, لينتهي كابوس الفتيات المرعب في المنطقة ولكن مع الأسف لازالت تلك الظاهرة موجودة في بعض المجتمعات حتى ولو بنسبة قليلة يذهب ضحياها العديد من الفتيات ذنبهن الوحيد انهن فتيات
, رغم وجود الكثير من القوانين الصارمة التي تجرم تلك العادة الإجرامية.

الجزء السادس عشر


في تلك الجريدة، جلست لبنى مع صديقتها في غرفة مكتبها الجديد نائب رئيس التحرير
, ينفشان القضية الجديدة التي ستنشر في الجريدة بعد أيام، من المفترض أنها تراجع معها ولكنها في الحقيقة كانت شاردة في علاقتها مع على، لم تخبره بشأن تلك الاقراص التي تتناولها وهو منذ أن ذهبوا إلى تلك الطبيبة لم يتحدث في ذلك الموضوع مرة اخري ولكنها تشعر بتأنيب ضميرها لحرمانه من حقه في الإنجاب.
,
, فاقت على صوت صديقتها تهتف بجد: كدة كل حاجة تمام
, هزت رأسها تهتف بجد: تمام وديها للمطبعة عشان تبقي جاهزة لعدد بكرة
, هزت زميلتها رأسها ايجابا بجد: تمام، سمعا دقا على باب الغرفة لتهتف لبنى بجد: ادخل
, دخل ذلك الرجل مبتسما بسماجة لتهمس لها صديقتها بتأفف: اووووف دا كريم السمج متعين بقاله أسبوع واحد بني آدم رزل وسخيف طول النهار عمال يعاكس في الموظفات.
,
, هزت لبنى رأسها ايجابا بتفهم، لتنظر ناحية ذلك الرجل تهتف بحزم: خير يا استاذ كريم في حاجة
, ابتسم كريم بسماجة يهتف بحالمية: في قضية مستعجلة ولازم تحققي فيها
, اشارت لبنى لصديقتها بأن تخرج من الغرفة: طب روحي انتي يا الاء وانا هشوف القضية بتاعت الاستاذ
, خرجت الاء لتنظر لبنى لذلك السمج تهتف بابتسامة متوعدة: هااا يا استاذ كريم خير ايه هي القضية المهمة.
,
, جلست على الكرسي المقابل لمكتبها يهتف بسهتنة وهو يضع يده على موضع قلبه: قضية قلبي، بصراحة كدة يا استاذة لبنى أنا من ساعة ما شوفتك وأنا مش قادر، على رأي الاستاذ فؤاد المهندس بفكر فيكي وأنا صاحي وأنا نايم وأنا بجري وأنا بمشي وأنا بحلم بقيتي مسيطرة على تفكيري كله.
,
, ابتسمت بخبث تنظر لمطفاءة السجائر الزجاجية على مكتبها اخيرا وجدت فائدة لها قامت من مكانها تمشي ببطئ تبتسم له بغموض، يتابعها بعينيه وهي تتحرك وقفت أمامه مباشرة تنظر له بابتسامة واسعة تبحث يديها عن تلك المطفاءة إلى ان التقطها تقبض عليها بأحكام
, لبني مبتسمة بخبث: أنا عارفة أنت عايز ايه
, ابتسم بسماجة يهتف بستنة: بجد ايه.
,
, أمسكت مطفاءة السجائر تصطدمها برأسه بقوة تهتف بتشفي: عايز عايز على دماغك بالجزمة بس خسارة اوسخ جزمتي عليكي
, صرخ كريم بألم: ااااااااه الحقوني يا ناس يا بنت المجنونة
, تجمع موظفي الجريدة في مكتب لبنى ليروها تقف امامهم تعقد ذراعيها بجمود تنظر للواقف يصرخ من الألم أمامها بتهكم، اخذ البعض كريم متجهين إلى المستشفي
, ليدخل رئيس التحرير يصرخ بغضب: ايه اللي انتي عملتيه دا يا ست هانم بتتهجمي على زميلك.
,
, لبني: و**** هو اللي غلط وأنا كنت برد عليه
, رئيس التحرير بحدة: كنت تيجي تقولي لي تقدمي شكوي فيه مش تضربيه، مخصوملك شهرين، لولا مركزك ونشاطك في الجرنان أنا كنت رفدتك
, خرج المدير غاضبا صافعا الباب خلفه لتخلع حذائه تقذفه في الباب المغلق تهتف بحنق: عبوشكلك مدير غتت.
,
, جلست على فراشها تتحدث في الهاتف
, زينب بضيق: وبعدين معاكي يا لينا بقالك أسبوعين كل يوم تقوليلي هقوله بكرة يا ماما، هقوله النهاردة يا ماما ولا بتقولي ولا بتعملي أنا عايزة ابني جنبي بدل البهدلة اللي هو فيها دي
, همست بارتباك: يا ماما صدقيني خالد مش هيوافق وهيعتربها إهانة أو هيفتكرني بضغط عليه
, زينب بضيق: قوليله انتي بس ومالكيش دعوة، هو ان شاء **** هيوافق
, لينا: حاضر يا ماما هقوله النهاردة.
,
, لوت شفتيها بضيق: أما نشوف، سلام
, اغلفت الخط تنظر أمامها بشرود، والدة زوجها محقة في قلقها عليه، هي نفسها تشفق عليه يعمل دون توقف، حتي أنه يغط في نوم عميق ما أن رأسه الوسادة من تعبه، تنهدت بحزن لتقم من مكانها خرجت من غرفتها تبحث عن رحمة فهي لم تراها منذ الصباح
, لينا: دادة رحمة، يا دادة
, جاءها صوتها من داخل غرفتها الصغيرة.
,
, فذهبت اليها ودخلت الغرفة لتجدها تجلس على الفراش تمسك بركبتيها وتمسدها يرتسم الألم على قسمات وجهها
, لينا بلهفة: مالك يا دادة انتي كويسة
, ابتسمت بتعب: آه يا بنتي، بس ركبي وجعاني شوية
, لينا: طب ارتاحي انتي يا دادة بلاش تتحركي خالص
, رحمة: يا بنتي انا كويسة ما تقلقيش انا هقوم عشان الحق اجيب الحاجة من السوق.
,
, هزت رأسها نفيا بعنف: لا يعني لاء يا دادة انتي مش هتترحكي من السرير خالص انا هتصل بخالد وهو هيجيب إلى احنا عايزينه من تحت بس قوليلي ايه المطلوب
, رحمة: بصي انا النهاردة كنت ناوية اعمل كشري
, اتسعت عينيها بدهشة: كشري!تصدقي انا ما كلتوش من ساعة ما رجعت طيب يعني هو محتاج ايه
, اخبرت رحمة لينا بمتطلبات تلك الأكلة فأمسكت لينا هاتفها واتصلت بخالد عدة مرات ولكن دون فائدة لم يجب زفرت بضيق: اووووف خالد موبيله مقفول.
,
, رحمة: خلاص يا بنتي انا هنزل انا
, قطبت جبينها بضيق تهتف بحزم: لاء طبعا انتي تعبانة يا دادة، لتبتسم بحماس: أنا عندي حل حلو انزل انا
, اتسعت عيني رحمة بذعر: يا نهار ابيض انتي عايزة خالد باشا يدبحني أنا وانتي
, ابتسم بثقة: ايه يا دادة الاوفر دا خالد بيقول كدة من خوفه عليا مش أكتر ولما يعرف ان انتي تعبانة مش هيعمل حاجة وبعدين خالد مستحيل يأذي لوليتا أبدا
, هتفت برجاء: عشان خاطري يا بنتي بلاش.
,
, اسندتها للفراش تبتسم بعذوبة: عشان خاطري انا يا دادة خليكي مرتاحة وانا هجيب كل إلى انتي عيزاه
, ذهبت إلى غرفتها وبدلت ملابسها بفستان بني غامق وطرحة بيضاء وحذاء ارضي بني اللون
, اخذت النقود وحقيبة السوق، بعدما حفظت الطلبات جيدا ودلتها رحمة على مكان البقال والسوق
, لينا مبتسمة: ماشي يا دادة خلي بالك من لوليتا على ما أجي
, رحمة بخوف: ما بلاش يا بنتي
, لينا: يوووه بقي يا دادة انا نازلة سلام.
,
, خرجت من الشقة واغلقت الباب خلفها فوجدت باب الشقة المجاورة يفتح
, لينا مبتسمة: صباح الخير يا طنط
, سعاد مبتسمة: صباح النور يا حبيبتي، خالد وافق انك تنزلي تشتغلي
, مطت شفتيها بضيق: لاء رفض وزعق وقالي ما تفتحيش الموضوع دا تاني
, سعاد: اومال انتي راحة فين
, لينا: نازلة السوق اشتري حاجات، أصل دادة رحمة رجليها وجعاها
, سعاد: سلامتها ألف سلامة، انا كمان نازلة السوق، تعالي معايا ولما نرجع ابقي اجي اطمن عليها.
,
, هزت رأسها ايجابا تبتسم بحماس
, في الاسفل، كان خالد مسطح أسفل تلك السيارة يعمل على تصليحها جيدا وإسلام بجانبه يناوله ما يريد
, نزلت لينا ومعها رحمة ليراهم رشدي فاطلق صفيرا يهتف بوقاحة: لو بس تحن يا جميل
, التفتت سعاد له لتوبخه او بمعني اصح ( تمسح بكرامته الأرض) لتجذب لينا يدها سريعا تهمس بارتجاف: طنط سعاد مالناش دعوة بيه خالد لو سمعه هيجي يقتله عشان خاطري نمشي
, كانت خائفة بشدة ان يسمعهم خالد.
,
, وهي تعلم غضبه لن يهدأ حتى يقتله
, ففضلت الصمت والرحيل
, ولكن مغازله رشدي كانت فقط البداية
, كانت تمشي هي ورحمة عندما فجاءة تجد أحد الا شخاص يمشي خلفها ويتغزل بجمالها
, الشاب بوقاحة: يا لهوي على الجمال ما تيجي ونجيب مليجي، تقلان ليه يا جميل
, سعاد بحدة: ما تتلم ياض بدل ما اخلي شبشبي يعلم على وشك
, الشاب: جري ايه يا ولية انتي مالك انتي، انا بتكلم معاها
, هتقت بغضب: أنت قليل الادب اتفضل أمشي.
,
, الشاب: يالهوي على أنت قليل الادب دي ما تيجي واديكي إلى انت عيزاه
, وليزيد الطين بلة وجدت شاب آخر يقف جواره، كانت أعينهم تجردها من ملابسها تلتهم جسدها بوحشية
, سعاد غاضبة: قسما ب**** لو ما مشيتوا لألم عليكوا رجالة الحارة يمسحوا بيكوا الارض
, الشاب الآخر: بقولك ايه يا ولية انتي، حطي لسانك جوة ومالكيش دعوة، وانتي بقي يا حلوة تعالي معانا
, عند الورشة
, خالد: ايه صوت الخناق دا.
,
, اسلام: أكيد شوية عيال صيع من إلى في الحارة بيعكسوا في واحدة
, خالد في نفسه: عشان كدة ما بخليش لينا تنزل، الحمد لله انها فوق في الشقة
, خالد: طب تعالا نشوف في ايه يمكن حد عايز مساعدة
, خرج خالد وإسلام من الورشة متجهين ناحية ذلك الصوت لتشخص عينيه بصدمة
, اسرع في خطوته ليتأكد مما يري ليزمجر بغضب صارخا بحدة: ليييييينا.
,
, كانت تقف ترتجف ذعرا العديد من الأصوات المتداخلة تهاجمها، هؤلاء الشبان وكلامهم الوقح وبعض الرجال يعنفون هؤلاء الشباب بحدة على أفعالهم، كادت تبكي لا تعرف ما تفعل هي فقط تقبض على يد سعاد بقوة، لينتفض جسدها بذعر حينما سمعته يزمجر بتلك الطريقة لتترك يد سعاد تركض ناحيتها على الرغم من ذعرها مما سيفعله بها ولكنه كان الأمان الوحيد في تلك اللحظات التي كادت تموت فيها من الرعب ارتمت في صدره تبكي بخوف: ابعدهم عني يا خالد.
,
, دفعها عنه بغضب يهتف بتوعد: على فوق يلاااااا
, إسلام بحدة: وراها يا أمي لو سمحتي
, اسرعت الاثنتين إلى اعلي ودخلت كل منها شقتها، كل منهن بحال مختلف
, سعاد متضايقة مما حدث ومشفقة على تلك المسكينة
, اما لينا فكانت ترتجف خوفا اسرعت إلى غرفتها توصدها جيدا بالمفتاح جلست في احد أركان الغرفة ضامة ركبتيها لصدرها تنتفض خوفا.
,
, في الاسفل شمر عن ساعديه ينظر لهذين الشابين، تلك النظرة السوداء القاتمة التي تكن في عيني الأسد حينما يستعد للانقضاض على فريسته، وبدون سابق انذار اندفع يحطم عظامهم، وقف يتنفس بعنف ينظر لبقايا الشابين أمامهم بتوعد، ليوجه نظره تجاه شقته، تركهم يتجه بخطي واسعة متوعدة يكاد يحرق الأرض تحت قدميه
, وقف امام باب الشقة يطرق الباب بعنف يصرخ بغضب: افتحي يا لينا.
,
, فتحت رحمة الباب ليندفع إلى داخل المنزل متجها إلى غرفتهم حاول فتح الباب فوجده مغلق
, فدفع الباب بقدمه عدة مرات إلى ان انكسر لتشهق تلك المسكينة بذعر وتزداد دموعها وهي تراه بتلك الحالة المفزعة وقفت بعيدا تهز رأسها نفيا تبكي خوفا.
,
, شرارات الجحيم تتسابق في الخروج من عينيه التي أصبحت حمراء كالجمر من شدة غضبه عروق رقبته ويديه نافرة تصرخ بغضب ملامحه مكفرة صارخة غاضبة صرخ بغضب: بتكسري كلامي يا لينا، هزت رأسها نفيا تبكي فقط حاولت الحديث ولكن عذرا هربت الكلمات خوفا منه، لتجده يتقدم ناحيتها في لحظة قبض على احد ذراعيها يلويه خلف ظهرها بعنف لتصرخ من الألم: حرررام عليك يا خالد، دراعي.
,
, زمجر بحدة وهو مازال يقبض على ذراعها: انا قولتلك ما تخرجيش برة باب الشقة صح ولا لاء
, هزت رأسها ايجابا سريعا عله يترك ذراعها تشعر به يكاد أن يتفتت: انا اسفة مش هعمل كدة تاني، سيب دراعي يا خالد هيتكسر
, ضغط على ذراعها بقسوة فضرخت بألم وازداد بكائها وشهقاتها: عارفة لو عملتي كدة تاني هقتلك انتي فاهمة
, صرخت باكية: فاهمة و**** فاهمة و**** مش هعمل كدة تاني، بس أبوس ايدك دراعي هيتكسر.
,
, دفعها على الفراش بعنف ليخرج من الغرفة صافعا الباب خلفه
, ضمت ذراعها لجسدها تتحسه بألم ودموعها لا تتوقف، تأن بألم من ضغطه الشديد على ذراعها، تكورت على نفسها تضم ركبتيها لصدرها تبكي بصمت.
,
, كان جالسا على مكتبه يعمل بجد على القضية امامه ليجد هاتفه يرن برقم اخيه
, محمد مبتسما: السلام عليكم يا أبو على
, على بلهفة: وعليكم السلام، محمد الحقني لبنى مقبوض عليها
, انتفض من على كرسيه يهتف بدهشة؛ ايه، ليه
, على سريعا: ضربت واحد زميلها في الجرنان فتحت دماغه الواحد راح عملها محضر في القسم
, محمد: طب اهدي وأنا جيلك، هي في قسم ايه٣ نقطة
, على سريعا: في قسم٣ نقطة
,
, اغلق محمد الخط متجها إلى سيارته انطلق مسرعا إلى قسم الشرطة ليجد لبنى تجلس معها على وذلك الشاب الذي يلف رباط ابيض حول رأسه
, محمد لعلي: خير يا ابني ايه اللي حصل
, الظابط: اقعد يا محمد باشا، الاستاذة لبنى اتهجمت على زميلها وضربته بطافية سجاير على رأسه وبسببها راح المستشفى فجه يقدم فيها محضر
, نظر محمد للبني بدهشة: انتي فعلا عملتي كدة
, هزت رأسها ايجابا دون تردد تهتف بحدة: كان بيعاكسني المفروض اعمل ايه يعني.
,
, على بفخر: جدعة و****، أنت عارف لولا أن احنا في القسم كنت سويتك بالاسفلت
, كريم بألم: شايف يا باشا أنا عايز اعمله محضر عدم تعرض.
,
, هب على غاضبا يحاول الوصول اليه ليمسك محمد به سريعا يهمس بحدة: اثبت **** يخربيتك، دفعه للكرسي لينظر لكريم قائلا دبلوماسية: استاذة لبنى بتقول انك عاكستها وبما انها شغالة في جرنان فاكيد كل الاوض فيها كاميرات مراقبة احنا بقي نجيب كاميرات المراقبة ونعرف أن كنت عاكستها فعلا ولا لاء، لو طلعت عاكستها دا اسمه في القانون تحرش لفظي يعني هي كانت في حالة دفاع عن نفسها ومن حقنا نرفع قضية تحرش وقضية رد شرف ما تنساهش انها صحفية وأنت بتحاول تشوه سمعتها ونطلب التعويض اللي احنا عايزينه، ها قولت ايه تتنازل ولا نمشيها رسمي أنا عن نفسي افضل نمشيها رسمي.
,
, بلع كريم ريقه بذعر نظر ناحية الظابط يهتف بتلجلج: أنا منتازل عن المحضر
, ابتسم محمد بثقة لياخذ على ولبني ويغادارا
, على ضاحكا: برنس إنت يا محمد، يا رب ربع هدوئك يا رب
, ابتسم بهدوء: أنت وخالد دايما دراعك سابق عقلك، نظر محمد للبني يهتف بجد: معلش يا لبنى ممكن تستني على في العربية عايز اتكلم مع اخويا كلمتين.
,
, هزت رأسها ايجابا لتتركهم وترحل، نظر محمد لعلي يهتف بجد: كفاية بقي تنطيط مش كل يومين واحد فينا يروح يجبها من قسم مرة مخدرات ومرة ضرب، كفاية شغل عليها لحد كدة
, على بجد: معلش يا محمد لبنى بتحب شغلها وانا ما اقدرش امنعها عنه، وبعدين هي ما غلطتش كانت بتدافع عن نفسها هو اللي ابن، زبالة
, تنهد بضيق: انت حر اعمل اللي تعمله، صحيح عامل ايه في شغلك الجديد.
,
, ابتسم بحزن: ماشي الحال، اهو شغال مهندس في شركة واحد معرفة وعمر شغال مع عمي محمود في المصنع، ما فيش غير خالد أنا مش فاهم ازاي يعمل في نفسه كدة
, محمد بضيق: ابوك هو اللي عمل فينا كلنا كدة
, جز على أسنانه بغيظ: ما تفكرنيش يا محمد لولا انه ابويا كنت رحت، استغفر **** العظيم، ولا الصايعة التانية اللي سايبها تتنطط من هنا هنا، أنا عرفت انها كل يوم فب ديسكو شكل، أنت عارف لولا انها مش اختي كنت قطعت رقبتها.
,
, هز محمد رأسه إيجابا بشرود: هانت بإذن ****، روح يلا لمراتك وخلي بالك منها وعقلها شوية
, ابتسم بخبث: يا عم أنا بعشق جنانها
, محمد ضاحكا: طب يلا يا اهبل من هنا ما هي المجنونة لازم تتجوز اهبل.
,
, في الخارج جلس على مقعد صغير في الصالة واضعا وجهه بين كفيه يشعر بالغضب والعجز
, ربت احدهم على كتفه رفع وجهه ينظر اليه ليجدها رحمة تحمل الصغيرة
, رحمة: ليه كدة يا ابني، مراتك ماغلطتش لكل دا
, هتف بحدة: انا قولت ما تخرجش من البيت وبردوا ما سمعتش الكلام
, رحمة: مراتك مظلومة انا السبب رجليا كانت وجعاني أوي، فهي أصرت ان انا أفضل في السرير وما انزلش وتنزل هي
, عقد حاجبيه بضيق كان المفروض تتصل بيا.
,
, رحمة: على فكرة هي اتصلت بيك كتير وما كنتش بترد خالص وبعدين يا ابني ما هي دايما بتغلط وانت بتصلح وراها انت سندها يا ابني، ضهرها وحمايتها، ما تخوفهاش منك دي بتحبك اوي يا ابني
, تنهد بتعب ارجع رأسه في الكرسي اغمض عينيه، ليمر امامه مشهدها وهي تصرخ بألم عندما ثني ذراعها بقسوة دخل قلبه وعقله في صراع
, قلبه: ليه بتعمل فيها كدة
, عقله: انا تعبان وماحدش حاسس بيا.
,
, قلبه: هي دايما حاسة بيك، دي سابت كل حاجة وجت معاك، مع انها ما خسرتش اي حاجة
, عقله: بس هي غلطت
, قلبه: دا مش مبرر، من امتي وانت بستقوي عليها بدراعك، دي الرجولة يا خالد، قوم يلا صالحها
, فتح عينيه قام من على الكرسي متجها لغرفتها فتح الباب بهدوء ليراها تجلس على الفراش ضامة ركبتيها لصدرها وتدفن وجهها بين ركبتيها.
,
, دخل بهدوء، جلس بجانبها على الفراش فسمعها تتكلم وهي على تلك الحالة خرج صوتها ضعيفا مبحوحا من البكاء: دراعي واجعني لو عايز تتخانق استني لما يخف شوية
, فرت دمعه هاربة من عينيه مسحها سريعا ليهمس بندم: لينا
, رفعت وجهها ليري ما جعل قلبه ينتفض كالعصفور الذبيح، وجهها النضر اصبح شاحب شفتيها ترتجفان، عينيها حمراء من كثرة البكاء يطل منهما الذعر.
,
, مد يده يتحسس ذراعها برفق فأغمضت عينيها، تأن بألم مدت يدها تبعد ذراعه عنها تركها وخرج من الغرفة ليعود بعد قليل ومعه اناء به ماء دافئ وقطعه قماشة قطنية وعلبة مرهم للكدمات
, جلس بجانبها على الفراش
, هتف بمرخ: اتاخري شوية واخدة السرير كله
, لم تتحرك قيد أنملة بل عادت ودفنت وجهها بين ركبتيها من جديد ثم بدا يمسح ذراعها برفق بقطعة القماش.
,
, رفعت وجهها تنظر اليه بخواء ابتسمت ساخرة وهي تنظر لتقاسيم وجهه الخائفة، خائف عليها بعد أن اذاها، هو الداء والدواء رأت الحزن في عينيه حينما نظر إلى رسغ يدها ليجد اصابع يده محفورة عليها
, فتح علبة الدهان يضع منه على ذراعها يدلكه برفق، وهي تأن بصوت منخفض تنساب دموعها رغما عنها ليهتف بقلق: بيوجعك اوي كدة، طب قومي نروح لدكتور.
,
, سحبت يدها من يده تنظر امامها بخواء تحاول السيطرة على دموعها دون فائدة، همس بندم: أنا آسف
, وكانت إشارة هطول سيول الدموع من عينيها احمر وجهها بأكملها بدأت تتنفس بصعوبة من عنف شهقاتها ليخبئها داخل يهدهدها كطفلة صغيرة: طب بس اهدي اهدي هششش هشششش أنا آسف و**** آسف و**** ما هعمل كدة تاني
, قبضت على قميصه تشهق في بكاء حارق لتهمس من بين شهقاتها: ليه يا خالد، ليه حرام عليك.
,
, مسد على شعرها برفق يهمس باسئ: آخر مرة وحياتك عندي عمري ما همد ايدي عليكي تاني أبدا
, لينا باكية: دراعي واجعني اوي
, ابعدها عنه يسمح على ذراعها برفق رفع نظره يهتف بندم: لسه زعلانة مني
, هزت رأسها نفيا تهمس بصوت مرتجف: أنا خايفة منك.
,
, احتضن وجهها بين كفيه يتحدث بصوت خفيض: ما ينفعش لوليتا تخاف من خالد، أنا آمنك ما ينفعش تخافي مني، انا بخاف عليكي من الهوا الطاير، ما تخلنيش اعمل كدة فيكي اسمعي الكلام، انتي عارفة أنا ما بعرفش اتحكم في نفسي، ولا ايه يا قلب خالد
, هزت رأسها ايجابا باستسلام ليبتسم برفق: خليكي انتي بقي مرتاحة وأنا هحضرلك الغدا بنفسي
, لينا: طب والورشة
, خالد: تتحرق الورشة إسلام هياخد باله منها.
,
, خرج من الغرفة وعاد معه كيس من الثلج
, خالد: حطي دا على دراعك عشان ما يورمش
, اخذت منه الكيس
, خالد: قوليلي بقي يا ستي تحبي تتغدي ايه
, لينا: دادة رحمة قالتلي ان اننا هنعمل النهاردة كشري، وانا جبت الحاجة بتاعته
, رفع حاجبيه باندهاش: كشري، احم طب هحاول ونشوف هيطلع معايا ايه، بس ابقي جهزي رقم الإسعاف احتياطي
, ضحكت من مزاحه، نظر لضحكتها البريئة بابتسامة حزينة ثم تركها وخرج من الغرفة
, ذهب ناحية المطبخ، وشمر عن ساعديه.
,
, خالد: استعنا على الشقي ب****، مفروض أعمل ايه بقي، انا هروح اسأل رحمة وخلاص
, خرج خالد من المطبخ فوجد رحمة تطعم الصغيرة بزجاجة الحليب
, خالد: معلش يا دادة هو الكشري بيتعمل ازاي
, رحمة: يا ابني خليك وانا هقوم اعمله
, خالد: لاء انا إلى هعمله وعلي فكرة احنا هنروح بكرة المستشفى عشان تكشفي على رجلك
, رحمة سريعا: صدقني يا ابني انا كويسة، ما فيش داعي المستشفى
, خالد: دا أخر كلام عندي يا دادة ها بقي البتاع دا بيتعمل ازاي.
,
, اخبرت رحمة خالد الطريقة بالتفصيل
, خالد: طب هحاول **** يستر
, دخل إلى المطبخ واخذ احدي السكاكين الكبيرة ليقطع البصل، فرن جرس باب المنزل، فخرج
, من المطبخ مرة اخري متجها إلى باب الشقة
, وفتحه وهو ممسكا بالسكين
, خالد بضيق: طيب، طيب جاي
, فتح الباب لتشهق سعاد بخوف
, سعاد غاضبة: أنت عملت ايه فى البت
, نظر لها بدهشة يعقد حاجبيه باستفهام: افندم، انتي بتقولي ايه
, دخلت سعاد كالاعصار إلى الشقة.
,
, سعاد غاضبة: انطق عملت ايه في البت انا سمعه صريخها واصل لحد عندي انطق وماسك السكينة دي ليه
, خرجت لينا على صوت الصراخ
, لينا: في ايه يا خالد
, سعاد بلهفة: انتي كويسة يا حبيبتي، عاملك ايه الحيوان
, اتسعت عينيه بذهول: انتي بتشتميني
, لينا سريعا: خالد، طنط ما تقصدش هي بس٣ نقطة
,
, سعاد مقاطعة بغضب: لاء أقصد، ايه يا اخويا بتفتري على البت الغلبانة ليه ومزرق دراعها من الضرب كتر خيرها، الست رحمة كانت تعبانة قالت تنزل هي، هي عملت ايه يعني اجرمت ولا تكونشي كفرت استغفر **** العظيم
, نظر لها الجميع بدهشة، أما خالد فالتقط هاتفه
, خالد: ايوة يا اسلام، اطلع خد والدتك دلوقتي حالا قبل ما افقد اعصابي عليها
, إسلام: انا آسف يا خالد باشا، انا طالع حالا
, اغلق الخط ثم تركهم ودخل إلى المطبخ مرة اخري.
,
, سعاد بلهفة: انتي كويسة يا بنتي دراعك مزرق اوي
, لينا مبتسمة: ما تقلقيش يا طنط انا الحمد لله كويسة
, دق اسلام باب الشقة فخرج خالد وقبل ان يفتح له وجه كلامه لينا
, خالد: علي جوة
, لينا: حاضر، عن اذنك يا طنط
, سعاد: يا عيني يا بنتي مربيلك الرعب، ادخلي يا بنتي ليضربك تاني
, رمق خالد سعاد بغضب ثم ذهب ناحية الباب وفتحه
, خالد: ادخل خد والدتك
, إسلام: أنا آسف يا باشا، صدقني أمي ما تقصدش، وأي غلط حصل امسحه فيا.
,
, هز خالد رأسه إيجابا، فدلف إسلام إلى الداخل
, إسلام: يلا يا أمي لو سمحتي
, سعاد: جاية أهو
, خرج اسلام وهي خلفه إلى ان وقفت امام خالد
, سعاد بضيق: كل قوي في الأقوى منه.

الجزء السابع عشر


وقفت سعاد امامه تنظر له بغضب تهتف بضيق: كل قوي في الاقوي منه
, تركته وخرجت صافعة الباب خلفها ليوجهه هو نظره إلى رحمة عينيه متسعتين بدهشة
, لتضحك رحمة رغما عنها تهتف من بين ضحكاتها معلش يا ابني اصل بتحب مراتك وبتعتبرها زي بنتها، يعني ممكن تعتبرها حماتك التانية
, ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه صغيرته دائما تحظي بحب الجميع يكفي قلبها البرئ سجيتها النقية، اتجه ناحية المطبخ ليكمل.
,
, إعداد الغداء وضعه على الطاولة ليدخل إلى غرفتها، قطب جبينه بقلق حينما وجدها تبدل الملابس للصغيرة بيد واحدة، هتف فجاءة بقلق: هي ايديكي التانية وجعاكي اوي كدة
, شهقت بخوف: هااااااا، حرام عليك يا خالد خضتني
, هتف بحدة: ردي عليا ايديكي التانية وجعاكي اوي كدة
, هزت رأسها نفيا بابتسامة شاحبة: لاء يا حبيبي هي بس شادة عليا شوية، تعالا لو سمحت غير للوليتا معايا.
,
, تقدم منها يأخذ الصغيرة بدل يبدل لها ملابسها برفق حملها على ذراعه ليأخذ لينا متجهين إلى طاولة الطعام
, خالد مبتسما: ها يا ستي دوقي وقوليلي ايه رأيك
, امسكت المعلقة تأكل القليل لتتسع ابتسامتها: تحفة بجد
, ابتسم بفخر كأنه صنع انجازا عظيما: الحمد لله انه عجبك
, نظرت رحمة لهم بسعادة تهتف في نفسها برجاء: **** يهدي سركوا يا رب
, انتهيا من تناول الطعام فوضعت رحمة الاطباق في حوض الغسيل.
,
, وفي المساء صعد إسلام وأعطي لخالد مفاتيح الورشة.
,
, في صباح اليوم التالي
, بدأ يستيقظ على صوت آنات منخفضة وصوت بكاء ضعيف
, قاوم شعوره بالنوم فتح عينيه بصعوبة ينظر حوله باستفهام
, ليجد أن الصوت قادما من جانبه نظر ناحيتها
, ليجد الدموع تغرق وجهها تقبض بيدها على ذراعها الاخر
, انتفض بفزع يوقظها بلهفة: لينا، لينا، اصحي يا لينا، لينا مالك يا حبيبتي
, فتحت عينيها الملتهبة من البكاء تحدثت بصوت مختنق مبحوح من شدة البكاء: دراعي بيوجعني أوي.
,
, هتف سريعا: طب قومي يلا هنروح للمستشفى ولا للدكتور
, اسندها إلى ان جلست على الفراش احضر لها احد فساتينها يلبساه اياه فوق ملابسها لف حجابها بعشوائية يتحرك بجنون وهز يصيح بحدة: رحمة يا دادة، يا رحمة
, دخلت تهرول بلهفة: خير يا ابني
, خالد: بسرعة لبسي لوليتا والبسي هنروح المستشفي
, رحمة بلهفة: ليه في ايه مالك يا بنتي
, هتف بحدة من خوفه: انتي لسه هترغي يلا
, رحمة: حاضر، حاضر.
,
, اخذت رحمة الصغيرة تبدل لها ملابسها، بينما ذهب خالد يبدل ملابسه سريعا
, خالد: يلا يا حبيبتي
, هزت رأسها إيجابا، امسك يدها جذبها برفق حتى وقفت ليحاوط جسدها بذراعه يسند رأسها على صدره يتحرك بها بلهفة، خرج من الغرفة يهتف سريعا: خلصتي يا دادة
, خرجت رحمة تحمل الصغيرة
, رحمة: ايوة يا ابني خلاص
, خالد: طب يلا بينا
, فتحا باب الشقة ليجدا إسلام كاد أن يدق الباب
, هتف بقلق ما أن رآها: خالد باشا، مالها كفا **** الشر.
,
, دس يده في جيبه يخرج ميدالية المفاتيح يهتف سريعا: مش وقته خالص، خد افتح واشتغل على ما اجي
, قاطعهم صوت سعاد وهي تفتح الباب تهتف سريعا: واد يا اسلام ما تنساش، بترت جملتها حينما رأت لينا في تلك الحالة لتلطم بيدها على صدرها شاهقة بخوف: يالهوي مالك يا بنتي، نظرت ناحية خالد تصيح بحدة: أنت عملت ايه في البت
, تجاهلها ليتحرك معها لينزل همس برفق: يلا يا حبيبتي.
,
, سمع صوت سعاد تهتف من خلفه سريعا: يلا فين أنا جاية معاكوا، بت يا بدور ناوليني العباية السمرا من جوا
, دخلت سعاد سريعا وارتدت عباءة السوق السوداء ولفت طرحتها بإهمال ثم لحقتهم سريعا
, فتح الباب الخلفي اجلسها ليجلس بجانبه ليجد من يدفعه بعنف يهتف بحدة: اوعي يا بابا من طريقي
, نظر لها شرزا يتوعد لاسلام بداخله ليتجه يركب جوار السائق بينما جلست سعاد بين لينا ورحمة التي تحمل الصغيرة.
,
, رآهم ذلك الرجل اللذي كان يجلس في قهوة رشدي ليخرج هاتفه سريعا
, الرجل: ايوة يا باشا، خالد باشا نزل ومعاه لينا هانم، والهانم كان شكلها معيط
, جاسم بحدة: كنت فين كل دا يا زفت
, الرجل: يا باشا انا طلع عيني على ما عرفت العنوان بتاعهم
, جاسم غاضبا: طب أطلع وراهم واعرفلي هما راحوا فين وتبلغني على طول
, الرجل: حاضر يا باشا
, اوقف ذلك الرجل سيارة أجرة وأخبر السائق أن ينطلق خلف تلك السيارة
, في سيارة الاجرة.
,
, احتضنت سعاد لينا تربت على ظهرها بحنان
, سعاد: بس يا قلب أمك بس يا حبيبتي، لتنظر ناحية خالد بضيق تهتف برجاء، منه لله إلى كان السبب
, لتوجه كلامها للسائق، اطلع يا اسطي على مستوصف٣ نقطة
, انطلق السائق إلى حيث وجهتهم بعد قليل وقف امام مستشفي صغيرة، قديمة
, سعاد: ايوة هنا اقف يا اسطي
, نزل خالد وحاسب السائق لينزل البقية من بعده ذهب ناحية لينا ليسندها فوجد سعاد تدفعه بحدة تهتف بضيق: اوعي يا اخويا.
,
, اخذ نفسا عميقا يهتف في نفسه بغيظ: اهدي أهدي اهدي، ست كبيرة قد والدتك معقول هتمد ايدك على ست كبيرة
, دخلوا جميعا إلى تلك المستشفي فاوقفت سعاد احدي الممرضات
, سعاد: والنبي يا اختي، كشف العضم فين أحسن يا حبة عيني البت دراعها ورام خالص، لتنظر ناحية خالد شرزا مرة اخري، منه لله إلى كان السبب
, خالد في نفسه: ماشي يا اسلام و**** لطلع عليك إلى امك بتعمله فيا.
,
, الممرضة: الف سلامة يا حجة، هتلاقيها عندك تالت اوضة على اليمين
, سعاد: توشكري يا اختي
, وصلوا إلى الغرفة ليحجز كشفين واحد للينا وواحد لرحمة
, جلسوا على تلك الكراسي القديمة امام حجرة الكشف وسعاد مازالت محتضنة لينا التي تبكي من الألم
, خرجت احدي الممرضات من الغرفة
, الممرضة: يلا الكشف اللي بعده
, ابتسم باصفرار: يا ريت حضرتك تخليكي وانا هدخل معاها
, مصت شفتيها بضيق: لا اخويا انا مش هسيب بنتي خليك أنت لو عايز.
,
, اسنتدت لينا ودخلت إلى الغرفة ليدخل
, فوجد طبيب شاب يبدو في منتصف العشرينات رآه يقترب منها حتى يفحص ذراعها فزمجر بغضب: عارف لو لمست ايدها هقطع ايدك
, نظر له الطبيب بذهول يبلع لعابه بخوف من صوته الغاضب، ليهتف بضيق: أنت ازاي تكلمني بالطريقة دي انت مجنون
, ابتسم بشر: لو عايز تشوف الجنان اللي على أصوله قرب ناحيتها، نظر للممرضة يهتف بحدة: انا عايزة دكتورة ست
, الممرضة: ما فيش هنا غير دكتور حاتم.
,
, هتف بحدة: مش شغلي تغطسي تحت سابع ارض وتجبيلي دكتورة ست
, حاتم بضيق: انت بتتنك على ايه يا بتاع انت تبقي مين أنت عشان تتكلم معانا كدة
, اخرج خالد محفظته واخرج منه شئ ليضعه على المكتب امام حاتم
, التقط الطبيب الكارت لتجحظ عينيه بخوف بلغ ريقه بخوف: العقيد خالد السويسي، أنا آسف جدا جدا يا افندم
, خالد غاضبا: خمس دقايق والاقي دكتورة ست قدامي فهمين
, حاتم سريعا: حاضر يا افندم حاضر.
,
, وجه كلامه للمرضة بسرعة شوفي دكتورة سناء جت ولا لسه
, الممرضة سريعا: حاضر يا دكتور
, خرجت تهرول من الغرفة
, نظر خالد لحاتم يهتف ببرود؛ اطلع برة
, حاتم: حااضر يا افندم
, خرج الطبيب من الغرفة مسرعا
, تقدم من فراشها الطبي جثي على ركبتيه بحانبها يلتقط كف يدها السليم يقبل باطنه بحنان: أنا آسف، انتي عارفة اني بحبك اوي وما كنتش اقصد آذيكي
, ابتسمت ابتسامة شاحبة لتهتف بضعف: عارفة يا حبيبي انا كمان بحبك اوي.
,
, مالت سعاد على اذن رحمة تمص شفتيها بضيق: مسم، شايفة يا اختي الواد وجبروته عرف يأكل بعقل البت الغلبانة حلاوة
, همست رحمة بصوت خفيض: صدقيني لو لفيتي الدنيا كلها مش هتلاقي حد يحب لينا ولا يخاف عليها قد خالد باشا
, لوت سعاد شفتيها بتهكم: اه وماله يا اختي بأمارة ما هو مورم دراعها من الضرب
, التفتوا جميعا ناحية الباب حينما دخلت تلك الطبيبة، تهتف بابتسامة ودودة: السلام عليكم
, رد الجميع: وعليكم السلام.
,
, كاد أن يتكلم ولكن سبقته سعاد كالعادة تهتف بلهفة: والنبي يا دكتورة تشوفي البنية أحسن يا حبة عيني دراعها وارم خالص
, لتنظر ناحية خالد بضيق للمرة الثالة تمص شفتيها بتهكم لله إلى كان السبب
, هتف بسخرية: في اتنين واقفين برة لسه ما قولتهمش منه لله إلى كان السبب
, اقتربت سناء من لينا وبدأت بفحص ذراعها، اجرت أشعة على ذراعها.
,
, نظرت للأشعة تهتف بجد: التواء بس شديد شوية، الحمد لله انها جت على اد كدة لو الضغط كان زاد شوية كمان كان حصل كسر حاليا لازم ما تحركش دراعها خالص لمدة أسبوع وبعد كدة لو هتحركه تبقي حركة خفيفة خالص، وأنا هكتبلها مسكنات ومضاد حيوي واشوفها تاني بعد أسبوع
, ما أن أنهت الطبيبة كلامها وجدوا باب الغرفة ينفتح بعنف ليدخل ذلك الرجل سريعا
, هتفت بصدمة: بابا.
,
, أسرع جاسم يعانق ابنته بشوق لتتململ بين ذراعيه بألم: دراعي يا بابا
, ابتعد عنها سريعا ينظر لها بقلق: ماله دراعك يا حبيبتي، ايه إلى حصل
, ابتسما بارتباك: ابدا يا بابا دا انا اتخبطت في الباب
, جاسم بحدة: بقي دي خبطة باب بتكذبي عليا يا لينا، انطقي ايه إلى حصل
, كاد أن يرد ولكن كالعادة سبقته سعاد تهتف بضيق: اسأل جوز بنتك، إلى كان مخلي صريخها واصل لآخر الشارع.
,
, احمرت عيني جاسم بغضب ليهب ناحية خالد يمسكه من تلابيب ملابسه يصرخ فيه بغضب: عملت ايه في بنتي يا حيوان
, هبت من على الفراش تهرول ناحيتهم تهتف بلهفة: بابا صدقني خالد مالوش دعوة اسمعني بس، أرجوك عشان خاطري ابعد عنه
, ابتعد جاسم عنه يرمقه بغضب
, ليتوجه ناحيه لينا يحملها بين ذراعيه متجها إلى باب الغرفة
, ليستوقفه خالد هاتفا بحدة: أنت واخدها ورايح على فين.
,
, نظر له بازدراء يهتف بتهكم: هوديها مستشفي عدلة بدل المستشفى الزبالة اللي انت جايبها فيها دي
, وبدون كلمة اخري اخذها وغادر، كانت تنظر له برجاء الا يتركها ليشيح بوجهه بعيدا حتى لا تري نظرة الانكسار التي كست عينيه
, نظرت ناحية والدها تهتف برجاء: بابا٣ نقطة
, قاطعها يهتف بحدة: ولا كلمة يا بنت، انا وافقت على كل الجنان إلى بتعمليه، لكن ما توصلش لدرجة انه يضربك، وكمان جايبك مستشفي معفنة.
,
, وضعها في سيارته ليستقل كرسي القيادة منطلقا إلى احدي المستشفيات الكبري
, في المستوصف
, خالد: يلا يا رحمة، خلي الدكتورة تكشف على رجلك عشان نمشي
, رحمة: مافيش داعي يا ابني٣ نقطة
, قاطعها هاتفا بحدة: انا قولت يلا
, فزعت الصغيرة من صوت والدها الغاضب فأخذها من رحمة متجها للخارج: هستناكوا برة على ما تخلصوا
, تركهم وخرج من الغرفة جلس على احد الكراسي وأجلس صغيرته على قدمه يكلمها بشرود.
,
, خالد: تفتكري ماما هترجع تاني انا عارف اني اذيتها جامد اوى بس غصب عني يا لوليتا و****
, انا ما بعرفش اسيطر على نفسي
, ظل يتحدث مع صغيرته إلى ان خرجت رحمة وسعاد من الغرفة
, سعاد: احنا هنروح نجيب الدوا من صيدلية المستشفي، وقفلنا انت تاكسي
, هز رأسه إيجابا ليتركهم ويخرج من المستشفي
, في سيارة جاسم
, هتفت بضيق بابا انا عايزة أرجع لخالد
, زفر بحدة: بردوا عايزاه بعد إلى عملوا فيكي دا كان هيكسر دراعك.
,
, ردت بتلقائية: انا السبب انا إلى غلطت وهو اتعصب وأنت عارفه لما بيتعصب
, هتف بذهول: وايه إلى جابرك على كدة
, لينا: عشان بحبه
, صرخ بغضب: يا ادي بحبه يبهدل ويمرمط فيكي وبردوا بحبه هو ساحرلك
, اشاحت بوجهها بعيدا ناحية النافذة تهتف بعند: ماليش دعوة انا عايزة أرجع لخالد ولوليتا
, تنهد بيأس: ماشي يا لينا نروح لدكتور الأول وبعدين ارجعك ليهم.
,
, أوقف السيارة امام احدي المستشفيات الكبري نزل منها وانزل لينا برفق ما ان دخلا وجدت طاقم طبي كامل في انتظارها كان قد تعاقد جاسم معه لعمل فحص شامل للينا
, كم رغبت وجوده في تلك اللحظات حتى تقبض على يده، حتى تسمعه وهو يصيح بغضب في الاطباء طالبا كعادته بطبيبة لا طبيب قضوا حوالي ثلاث ساعات بين الفحص والاشاعات
, دخل جاسم مكتب كبير الأطباء المسؤول عن الحالة
, جاسم بقلق: ها يا مختار طمني حالتها عاملة ايه.
,
, خلع ذلك الطبيب ذو الخامسة والخمسون عاما نظارته الطبية يهتق بهدوء: بصراحة يا جاسم الحالة مش مطمئنة ابدا التقرير بيقول ان عندها التواء في دراعها دا أمره بسيط وعلاجه سهل لكن الصعب ان لينا عندها حالة ضعف شامل
, جسمها ما بيستفدش من الاكل اصلا والفيتامينات بتعمل معها مفعول بسيط لازم تاخد بالك لازم تغذية كويسة وانا هكتبلها فيتامينات اقوي من إلى بتاخدها بس لازم تاخدها بانتظام.
,
, جاسم بحزن: ماشي يا مختار، عن اذنك
, مختار: اتفضل وما تنساش يا جاسم الحمل غلط عليها جدا الفترة دي ممكن بعد الشر يموتها
, هز جاسم رأسه إيجابا بحزن ليخرج من الغرفة متجها إليها
, لينا بضيق: بابا انا عايزة امشي
, جاسم بحزم: لينا انتي هترجعي معايا الفيلا
, لينا سريعا: لا يا بابا عشان خاطري بلاش انا مقدرش اعيش بعيد عن خالد ولوليتا
, جاسم غاضبا: انسي خالد بقي شوية وفكري في نفسك وفي صحتك إلى بتروح.
,
, لينا بعند: بابا انا كويسة وهمشي من هنا وهرجع لخالد تاني، عشان خاطري يا بابا
, مسد على حجابها بحنان: يا لينا يا حبيبتي انتي تعبانة وجسمك ضعيف مش هتقدري على العيشة إلى انتي عايشة فيها دي
, امسكت يده تهتف برجاء: عشان خاطري يا بابا أنا ما اقدرش اعيش من غير خالد
, جز على اسنانه بغيظ زفر بضيق يهتف بهدوء: حبيبتي جسمك ضعيف أوي ومحتاجه رعاية وتغذية
, لينا بعند: انا محتاجة خالد وبس.
,
, اغمض جاسم عينيه دقائق يفكر ليبتسم بخبث يهتف في نفسه: ماشي يا لينا أنا هخليه هو اللي يقولك امشي مش عايزك
, جاسم مبتسما: ماشي، يا ستي قومي هرجعك لخالد
, خرجت معه من المستشفي متجهين إلى تلك الحارة
, على صعيد آخر
, وصل خالد مع البقية إلى المنزل دخلت سعاد إلى شقتها، بينما دخل هو ورحمة والصغيرة إلى شقته
, خالد: دادة، لوليتا شكلها جعانة
, رحمة: طب هاتها يا ابني، وانا هأكلها
, خالد بشرود: تفتكري هترجع.
,
, رحمة مبتسمة: هترجع انا عارفة بنتي كويس
, ابتسم بحزن، اخذت رحمة الصغيرة وذهبت إلى الداخل بينما ظل يجوب صالة المنزل الصغيرة ذهابا وايابا إلى ان رن هاتفه فوجده اسلام
, خالد بضيق: عايز ايه يا اسلام
, إسلام بارتباك: هو حضرتك مش هتيجي الورشة
, خالد بضيق: شوية وجاي، عشان هطلع اللي الست والدتك عملته فيا عليك
, اغلق الخط يتجول في شقته حوله كالليث الحبيس.
,
, خالد في نفسه بقلق: مش هتيجي، لالا مش معقول لينا مش ممكن تبعد عني، انا عارف اني اذيتها ارجعيلي يا حبيبتي وانا اوعدك اني عمري ما همد ايدي عليكي تاني ابدا، يارب رجعهالي يا رب.
,
, ظل على تلك الحالة إلى أن سمع دقات على باب المنزل فذهب ناحية الباب سريعا وفتحه فاستطاع اخيرا ان يتنفس من جديد عندما رآها تقف امام الباب وابتسامتها تزين شفتيها ولكن ما جعل تلك الغصة تنقبض في قلبه عندما وجد ذراعها الأيسر معلق على حمالة الذراع
, ابتسمت بمرح مش هتدخلني ولا ايه
, خالد مبتسما: يا خبر دا انتي تدخلي وانا اغور في ستين داهية
, لينا مبتسمة: بعد الشر، على فكرة انا زعلانة منك.
,
, غمزها بوقاحة: طب ادخلي وانا هصالحك
, لينا بغيظ: قليل الادب
, تجاوزته ودخلت إلى المنزل
, كاد أن يغلق الباب عندما سمع ذلك الصوت يهتف: ايه يا جوز بنتي مش هتدخلني ولا ايه
, خالد: لا ازاي اتفضل يا حمايا
, دلف جاسم إلى يتطلع حوله باشمئزاز ليهتف بقرف: ايه القرف دا، بقي بنتي انا عايشة في الارف دا
, هتفت تبرر سريعا: مالها بس يا بابا الشقة هي بس صغيرة شوية لكن٣ نقطة
,
, جاسم مقاطعا بغضب: لكن ايه وزفت ايه دي خرابة مش شقة بقي لينا جاسم الشريف تعيش في المكان الزبالة دا، وأنت ازاي تجيبهم المكان دا آخرة عندك دا ايه أنا عايز اعرف هستني لما بنتي ترجعلي جثة من اهمالك والظروف الزفت إلى انت معيشها فيها
, خالد غاضبا: جاسم باشا خد بالك من كلامك ما تنساش انك بتتكلم مع العقيد٣ نقطة
,
, جاسم مقاطعا بغضب: سابقا، العقيد خالد السويسي سابقا أنت مش واخد بالك انك موقوف عن العمل ولا ايه، ودلوقتي انت مجرد ميكانيكي ساكن في حارة شعبية يعني ما تلقش ببنتي
, لينا مقاطعة بغضب: بابا لو سمحت كفاية
, جاسم غاضبا: لاء مش كفاية خليه يقوف لنفسه من جنون العظمة إلى راكبه، ويعرف انك مستحمله القرف والهم دا عشانه وفي الاخر البيه بيمد ايده عليكي وكان هيكسرلك دراعك.
,
, لينا غاضبة: لو سمحت يا بابا ما تدخلش بيني وبين جوزي
, خالد بحدة: لينا ما تنسيش انك بتتكلمي مع والدك
, ثم نظر ناحية جاسم يهتف يخفي خلفه طيات من الحزن والانكسار، أنت عايز ايه يا عمي من الآخر
, جاسم: هقولك، ادخلي يا لينا ارتاحي شوية
, لينا: حاضر بس ما تتخانقوش تاني
, جاسم: ماشي يا ستي مش هنتخانق تاني
, هزت رأسها إيجابا ثم تركتهم ودخلت إلى غرفتها
, خالد: عايز ايه يا حمايا
, اعطي جاسم ملف الفحوصات الخاص بلينا
, جاسم: اقرا.
,
, اخذ منه الملف وفتحه يتفحصه بعينه لتتسارع انفاسه بخوف، نظر لجاسم بخوف: مش حقيقي
, جاسم بمسكنة مصطنعة: لا حقيقي، لينا تعبانة اوي يا خالد، ابوس ايدك يا ابني انت الوحيد إلى تقدر تقنعها تيجي معايا، سيب لوليتا الصغيرة تيجي معانا عشان لينا توافق انها تيجي معايا، لينا محتاجة رعاية يا خالد مش انت دايما بتقول انك بتحبها وبتخاف عليها سيبهالي يا ابني لو بتحبها سيبهالي.
,
, ازدرد غصه مريرة في حلقه اغمض عينيه يحاول التقاط انفاسه السيطرة على دموعه فهو لن يسمح لها بالانحدار امامه ابدا
, هز رأسه إيجابا ترك جاسم ودخل إلى غرفته فوجد لينا متسطحة على الفراش
, خالد بضيق: انتي قاعدة عندك بتعملي ايه
, عقدت حاجبيها باستفهام: قصدك ايه يا خالد
, اولاها ظهره يهتف بجمود: قصدي تمشي انا مش عايزك
, اتسعت عينيها بذهول: خالد انت بتهزر صح
, خالد: شكلي دلوقتي بيهزر، امشي يا لينا انا مش عايزك.
,
, ادمعت عينيها بحزن: بس انا عيزاك، انا بحبك
, مسح تلك الدمعة الهاربة قبل ان تراها يهتف بسخرية: حب، اغبي كلمة سمعتها في حياتي شعارات هبلة اتمسكت بيها والنتيجة اهي من العقيد خالد السويسي لحتة ميكانيكي
, كل دا بسببك لو كنت اتجوزت مايا ما كنش كل دا حصل، امشي يا لينا ابعدي عني بقي ولو عايزة بنتك خديها.
,
, قامت من فراشها متجهه اليه وقفت امامه مباشرة تنظر له بذهول ليتهرب بعينيه، لحظات لتتسع عينيه بذهول حينما سمعها تضحك بقوة وكأنها قد جنت..

الجزء الثامن عشر


قامت من فراشها متجهه اليه وقفت امامه مباشرة تنظر له بذهول ليتهرب بعينيه، لحظات لتتسع عينيه بذهول حينما سمعها تضحك بقوة وكأنها قد جنت
, اتسعت عينيه بدهشة هتف بتعجب: انتي بتضحكي
, صفقت بيديها بحماس تهتف من بين ضحكاتها: هايل يا فنان الشوت اللي بعده
, قطب جبينه بدهشة: انتي بتقولي.
,
, حمحت لتقلد والدها: ابوس ايدك يا ابني انت الوحيد إلى تقدر تقنعها تيجي معايا، سيب لوليتا الصغيرة تيجي معانا عشان لينا توافق انها تيجي معايا
, قرص اذنها بغيظ: انتي كنتي بتتصنتي علينا
, ابتعدت عنه تفرك اذنها بألم: يا عم ودني، لاء طبعا أنا سمعتكوا بالصدفة موبايلك كان بيرن وكنت خارجة اديهولك فسمعتكوا، اشهرت سبابتها في وجهه تهتف بحزم: وأعرف بقي كويس يا خالد، انا مستحيل اسيبك حتى لو انت إلى قولتلي كدة فاهم.
,
, خالد: لينا اسمع٣ نقطة
, قاطعته هاتفه بحدة: بس خلاص الكلام انتهي، انا هفضل جنبك لحد اخر نفس في عمري فاهم ولا لاء
, اتسعت عينيه بدهشة: انت ازاي تتكلمي معايا كدة
, ابتسمت باصفرار: يا عم روح، دي طنط سعاد بعترت برستجيك خالص
, جز على أسنانه بغيظ: ماشي يا اسلام وحياة امك لوريك
, قاطعهم صوت دقات على باب الغرفة دخل جاسم ينظر لخالد بضيق يهتف بتأفف: هااا
, تحدثت هي بحزم: بابا أنا سمعت كل حاجة، وبردوا هفضل مع خالد.
,
, هتف بحدة: حتى لو هتموتي
, لينا: طول ما انا جنب خالد هفضل عايشة
, نظر لها بحدة: براحتك يا لينا، أنا ماشي
, لينا: استني يا بابا اتغدي معانا
, جاسم بضيق: متشكر
, خالد سريعا: استني بس يا عمي
, لم يعرهم جاسم انتباها، تركهم وخرج من المنزل غاضبا صافعا الباب خلفه
, قوست شفتيها بضيق: بابا زعل
, جلس بجانبها يربط على شعرها برفق يتنهد بتعب: كان المفروض تروحي معاه
, نظرت في عينيه تهتف بدلال: بذمتك إنت تقدر تقعد في مكان لوليتا مش فيه.
,
, هز رأسه نفيا يبتسم بحنان رغم ما به من هموم
, ليجدها تهمس بأسي: أنا السبب مش كدة
, التف برأسه ناحيتها يهتف باستفهام: سبب في ايه؟
, ابتسمت بألم: لو كنت اتجوزت مايا ما كنش حصلك كل دا، ما كنتش سمعت الكلام المهين دا من بابا.
,
, هز رأسه نفيا يهتف بجد: أنا ما اتجوزتش مايا عشان ما ينفعش اتجوزها، ما ينفعش اكسر قلبك، كدة هبقي بكسر روحي، قولتلك قبل كدة انتي مش مراتي انتي حتة مني، اي وجع فيكي أنا أول واحد بيحس فيه، انا عارف اني بقسي عليكي كتير بس دا بيبقي غصب عني، صاحبك على عيبه بقي، ما بعرفش اتحكم في أعصابي.
,
, وضعت رأسها على كتفه ليدني برأسه مقبلا قمه رأسها همست بصوت مضطرب: هو أنت رافض أننا نروح نقعد عند والدك، يعني انا شايفه انه عادي لو رحنا عنده
, نظر لها بحدة، رفعت نظرها تبتسم بتوتر تهتف سريعا: صدقني انا مش قصدي حاجة انا بس بسأل
, هتف ببرود: أنا مش هروح اعيش عن والدي، أنا آه بحبك ومستعد انفذلك اي طلب انتي عايزاه بس الا دا، أنا مش مستعد استغني عن كرامتي حتى لو عشان خاطرك
, رددت بدهشة: كرامتك!
,
, هتف بحدة: اومال تسميه ايه اني اروح اقعد في بيت والدي وانا عاطل عن العمل، انا لو سمعت كلامك ورحنا قعدنا عند والدي مش هيبقا ليا عين ابص فى عين حد، يرضيكي اعيش وعنيا مكسورة في الارض
, هتفت سريعا: لاء طبعا يا حبيبي، انا اسفة، بس ماما زينب٣ نقطة
, قاطعها بجمود: خلاص يا لينا كفاية كلام في الموضوع دا لحد هنا، انا تعبان وعايز انام
, مدد جسده على الفراش يغمض عينيه
, لتضع راسها على ذراعه همست بصوت خفيض: أنا آسفة.
,
, لم تجد منه ردة فعل سوي الصمت
, لتهمس بإلحاح: لودي عشان خاطري مش هعرف انام وأنت زعلان مني
, قال بهدوء وهو يغمض عينيه: ، نامي يا لينا مش زعلان
, قوست شفتيها بحزن: لا زعلان عشان ما خدتنيش في حضنك ولا قولتي تصبحي على خير يا حبيبتي، انا اسفة، مش هقول حاجه تضايقك تاني ابدا
, فتح عينيه، ابتسم لها بحنان يضهما لصدره
, : خلاص يا ستي، مش زعلان، انا اقدر بردوا أزعل من لوليتا
, حمد لله مر هذا اليوم أخيرا، في صباح اليوم التالي.
,
, فتحت عينيها لتجد نفسها بين ذراعيه، يستند بذقنه على رأسها، حاولت التملص والقيام لتجده يتحدث بصوت ناعس اجش: صباح الفل يا عروستي
, لينا بغيظ: بطل تقولي يا عروستي
, خالد مبتسما: خلاص يا ستي صباح الفل يا لعبتي
, لكزته في صدره بغيظ: رخم، قولتلك انا مش لعبتك وبطل تقولي الاسم السخيف دا، انا مش لعبتك مش لعبتك
, التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة يهتف بثقة.
,
, : كلامك مش هيغير حاجه، انتي لعبتي ملكي بتاعتي، تنفذي كلامي بالحرف، مهما عملت ما تقدريش تبعدي عني، موتي هو الحاجة الوحيدة إلى هتخلصك مني
, نظرت له بخوف من نبرة التملك الواضحة في صوته همست بتلجلج: خالد أنت بتخوفني، وبعدين انت بنفسك قولتي امبارح امشي
, ضحك عاليا كانت ضحكته تهكمية مخيفة، نظر لها بثقة: انا واثق انك كنتي هترفضي قولتلك انتي ما تقدريش تبعدي عني، حبي فيكي زي الإدمان ما تقدريش ما تخديش جرعتك منه.
,
, قطبت جبينها بضيق: المفروض ان دا كلام حلو بيتقال على الصبح، اوعي بقي انا زعلانة منك ما تتكلمش معايا تاني
, خالد ضاحكا: خلاص خلاص ما تزعليش هقولك كلام حلو
, لينا بضيق: مش عايزة منك حاجة اوعي بقي سبني أقوم
, خالد مبتسما بحنان: خلاص بقي يا أحلي لوليتا في عمري كله
, لينا: أيوة ايوة كل بعقلي حلاوة على رأي طنط سعاد
, خالد بضيق: ليه السيرة دي على الصبح انا قايم رايح الورشة
, لينا: مش هتفطر
, خالد بضيق: ماليش نفس.
,
, قام من الفراش متجها لخارج الغرفة لتبتسم بخبث، امسكت ذراعها وصاحت بألم
, لينا بألم: اااه
, التفت اليها سريعا وقد سيطر الخوف على قسمات وجهه: مالك يا حبيبتي ايه إلى واجعك
, لينا ببكاء مصطنع: دراعي، دراعي بيوجعني أوي
, خالد بقلق: طب فين العلاج بتاعك
, لينا باكية: مش عارفة، مش عايزة علاج انا مش بحبه
, قام يبحث في انحاء الغرفة كالمجنون عن حقيبة الدواء الصغيرة
, يهتف بلهفة: لوليتا مش عايز دلع، هو راح فين العلاج.
,
, اخيرا وجد الحقيبة فتنهد براحة: الحمد لله الدوا أهو
, احضر زجاجة المياه وذهب وجلس أمامها
, خالد: خدي يا حبيبتي
, اشاحت بوجهها بعيدا بضيق طفولي: مش عايزة
, خالد: وبعدين بقي في لعب العيال دا، خدي الدوا
, لينا بعناد: لاء يعني ل٣ نقطة
, ابتلعت باقي جملتها عندما دس قرص الدواء في فمها، ثم اعطاها الماء فشربت قليلا
, لينا بضيق: على فكرة انت بقيت بتتعامل معايا بقسوة جامد.
,
, خالد مبتسما بحنان: لوليتا حبيبي ورايا شغل وانتي عنيدة اوي، خالد عمره ما يقسي على لوليتا، دا انتي بنتي قبل ما تكوني مراتي وحبيبتي وروحي وعمري كله أنا من غيرك ميت
, سحقا لابتسامته الحنونة الساحرة إلى اغنام تلك الكلمات العذبة التي تغرق روحها كطوفان من السعادة ليخلصها من غضبها وحزنها، هل كانت غاضبة منه بالفعل، هي حقا لا تتذكر ذلك.
,
, قبل جبينها، ابتعد عنها متجها إلى تلك الحقائب فتلك الغرفة لم يكن بها دولاب للملابس
, هتف بحيرة وهو يبحث بين الملابس: هو القميص الاسود بتاعي فين
, لينا: هتلاقيه عندك في الشنطة الكبيرة اللي على اليمين
, امسك تلك الحقيبة يفتحها يبحث بين محتوياتها ليعثر اخيرا على ذلك القميص المنشود، التقطه ليقطب جبينه باستفهام حينما رأي ما تحته، مد يده يأخذ ما وجد ليلتفت إليها قاطبا جبينه باستفهام: فلوس ايه دي يا لينا!
,
, فرت الدماء من عروقها خوفا، نظرت للنقود التي في يده بفزع: مممما اعرفش
, ذهب وجلس امامها، ينظر لها بحدة كأنها متهم عنده، وضع النقود امامها، يهتف بهدوء مرعب: فلوس ايه دي يا لينا، ومين اللي ادهالك
, جف حلقها من الخوف فبللت شفتيها بلسانها تحاول التماسك: ممما اعرفش.
,
, ظل صامتا بضع دقائق ينظر لها نظرات حادة قاسية باردة مخترقة جعلت ناقوس الخطر يقرع في قلبها، طال صمته وقست نظراته أصبحت كالسهام التي تخترق روحها بلا رحمة
, وفجاءة وجدته يمد يده ناحيه وجهها، يقبض على فكها بعنف يهتف من بين اسنانه بتوعد: المرة اللي فاتت كسرت دراعك المرة دي هكسر رقبتك لو ما نطقيش وقولتي جبتي الفلوس دي ازاي ومن مين
, انسابت دموعها من زرقتهيها خوفا حتى بللت يده
, خالد غاضبا: بطلي عياط واتكلمي.
,
, ردت بارتجاف من بين شهقاتها وبكاءها: من مامتك
, ابعد قبضة يده ينظر لها بدهشة قاطبا حاجبيه باستفهام: امي، ليه وامتي
, لينا باكية: لما كانت هنا، و**** قولتلها انك هتزعق بس هي فضلت تتحايل عليا عشان اخدهم، و**** ما صرفتش منهم حاجة
, بدأت بالنحيب حاولت رفع يديها لتخفي وجهها بين كفيها لتصرخ بألم بسبب يدها اليسري المصابة.
,
, اخفاها سريعا في صدره، حاولت الابتعاد عنه ليحكم ذراعيه حولها ظلت تبكي تجهش في البكاء وهو صامت تماما ينظر امامه بشرود
, تحدث بعد صمت طويل بنبرة جامدة: كان المفروض تقوليلي
, هتفت بنبرة باكية خائفة: أنا اصلا ما صرفتش منهم، وما كنتش عايزة اخدهم منها بس هي فضلت تتحايل عليا، فأنا اتكسفت اكسفها
, خالد: كان المفروض تقوليلي بعد ما يمشوا على طول، انا مش غلطان انتي اللي غلطانة
, همست بأسي: دايما أنا اللي غلطانة.
,
, سطح جسدها على الفراش يربط على شعرها برفق، نظرت له بحزن، عينيها حمراء ممتلئة بالدموع كانت تنظر بألم عتاب حزن خوف
, ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه ينظر لها بندم دون كلام، يمسد على شعرها لتغمض عينيها رغما عنها ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها حينما كانت تغوص في بئر النوم.
,
, دني برأسه مقبلا جبينها تنهد بحزن يهمس بندم: مهما عملت بردوا بأذيكي، أعمل ايه بس ما تستهليش كدة ابدا ما تستهليش شيطان زيي، أعمل ايه بس صدقيني مش عارف اعمل ايه
, قام ليخرج حينما وجد كف يدها الصغير ممسكا بيده سمعها تهمس بصوت خفيض: أرجع خالد بتاع زمان.
,
, التفت لها يهمس بجمود: يا ريت اقدر، جذبت يده فعاد يجلس بجانبها دني برأسه مقبلا جبينها يهمس بحنان: ما تخبيش عليا حاجة تاني انتي أنا ما ببقاش قصدي آذيكي لسه قايلك صاحبك على عيبه
, ابتسمت بخجل: بس إنت مش صاحبي انت حبيبي وروحي واغلي حاجة في دنيتي
, بلع لعابه بصعوبة يتنهد بحرارة: احم، طب أنا قايم رايح الورشة احسن في شيطان بيزن جنبي، وما تزعليش بقي مش كل شوية هقعد اصالح.
,
, جلست على الفراش تتخصر بضيق: يا سلام يعني مزعلني وكمان مش عايز تصالحني
, بحث حوله ليحد دفتر رسوماتها قطع منه ورق بيضاء يصنع لها مركب صغير وهي تجلس تراقبه باهتمام إلى أن انتهي فامسك إصبع الروج الخاص بها كتب على سطح المركب من الجانب شئ ما ثم أعطاه لها ليقبل جبينها ويخرج من الغرفة
, أمسكت المركب الصغير لتجده كتب عليها ( اتفلقي وبجانبها وجه ضاحك )
, ابتسمت رغما عنها تهتف بغيظ: يا رخم
, في الورشة.
,
, كان منهمك في العمل في احدي السيارات عندما وقفت امام ورشته سيارة سبورت حمراء
, نزلت منها مايا ترتدي جيب سوداء قصيرة وقميص احمر دون أكمام
, وترفع شعرها ذيل حصان وترتدي نظارة شمس سوادء، تضع ميكاج صارخ، اوقفت سيارتها امام ورشته نزلت منها تهتف بدلال: هاي خالد
, التفت لها بحدة حينما سمع صوتها يقطب جبينه بغضب: انتي ايه إلى جابك هنا
, هتفت بدلال: وحشتني
, حمحم إسلام بحرج: احم، استأذن انا يا باشا هجيب سجاير.
,
, هز خالد رأسه إيجابا فخرج اسلام من الورشة
, اشارت مايا إلى تلك الورشة تهتف بتقزز: مش كفاية عند بقي عاجبك العيشة المقرفة دي ما وحشكش شغلك، مكتبك، بيتك عاجبك القرف دا
, ضحك ساخرا: و**** انتي القرف الوحيد إلى انا شايفه
, هتفت بتملك وهي تنظر له بجراءة: أنت ليا يا خالد، مش انا إلى اعوز حاجة ومش اخدها
, ضحك بتهكم: في المشمش يا حلوة.
,
, وقفت سيارة مرسيدس سوداء نزل منها محمد قطب حاجبيه بغضب هو الآخر عندما رأي تلك الصفراء ذهب ناحيتها بغضب وامسك مرفقها بعنف: انتي بتعملي ايه هنا
, خالد ساخرا: جاية تعرض نفسها عليا
, غلت الدماء في عروق محمد بعد تلك الجملة فصفع مايا على وجهها بغضب
, وضعت يدها على خدها تنظر لهم بحقد: انت بتضربني، و**** لقول لبابا يا محمد انا هخليه يوريك
, ثم نظرت ناحية خالد، وانت هتبقي ليا يعني ليا.
,
, نفضت يده وذهبت ناحيه سيارتها وركبتها وانطلقت بسرعة
, محمد غاضبا: ورحمة امي لأربيها
, خالد ساخرا: على اساس ان رفعت هيخليك تقربلها
, تنهد محمد بضيق، فهو لا يعرف الحل لتلك المدللة الفاسدة وما يزيد حنقه ان والده يساندها في افعالها
, خالد: هون على نفسك يا صاحبي.
,
, محمد: تعبت منها ومن عمايلها امبارح جايبها من ديسكو من حضن راجل بترقص معاه ورفعت كل إلى طالع عليه بنتي إلى فضلت محروم منها مالكش دعوة بيها اومال لو كانت بنته فعلا كان عمل فينا ايه خلينا في المهم ايه الحاجة المهمة إلى كنت عايزني فيها
, خالد: طب اقعد الاول أستريح، تشرب ايه
, محمد: شاي
, خالد بصوت عالي: يا عطا، واد يا عطا
, عطا: ايوة جاااااي، خير يا أسطى
, خالد: اتنين شاي سكر برة
, عطا: عنيا يا أسطى.
,
, ثم صاح بصوت عالي، انتين شاي سكر برة للباشمهندس
, محمد: ها يا سيدي كنت عايزني في ايه
, اخرج خالد النقود من جيبه
, خالد: ادي الفلوس دي لعمتك
, محمد: فلوس ايه دي
, خالد: عمتك ادتهم للينا من ورايا، كمساعدة ليا
, محمد: طب ما تاخدهم يا ابني، هي عمتي دي مش والدتك
, خالد: لو خدتهم مش هعرف ارفع عيني في عينيها بعد كدة، هحس ان عيني اتكسرت يا محمد، انا بس عايزك توصلهم، انا كنت هروح انا بس ما اقدرش اسيب لينا
, محمد: ليه مالها خير.
,
, تهرب خالد بنظرات عينيه من صديقه وعبث بشعره بأحراج ليهتف محمد سريعا: خد هنا ياض طالما عملت كدة يبقي نيلت الدنيا هببت ايه
, همس بحرج: ما قدرتش اتحكم في غضبي
, محمد غاضبا: كالعادة يعني، هببت ايه
, قص خالد ما حدث كاملا لمحمد
, محمد بضيق: و**** لينا دي طيبة وغلبانة، **** يكون في عونها مستحملة طور
, خالد غاضبا: ما تتلم ياض.
,
, محمد بحدة: انت بردوا إلى اتلم، كسرت دراع البت عشان نزلت الشارع، هي نزلت شارع الهرم، بس و**** انا فرحان فيك على إلى عملته فيك الست دي
, خالد بضيق: دي بعترت برستيچي خالص، كل شوية منه لله إلى كان السبب، قالتها للشارع كله واحنا ماشيين لاء وتبصلي وترجع تعيد الكلمة
, محمد ضاحكا: أحسن
, خالد غاضبا: غور ياض من وشي
, محمد ضاحكا: خلاص يا عم ماشي، انا هستأذن بقي عشان ورايا شغل
, خالد: ماشي يا صاحبي مع السلامة.
,
, محمد: سلام، خلي بالك من نفسك، وبراحة على مراتك شوية اهدي مش كدة
, هز رأسه إيجابا، فسلم عليه محمد وغادر
, صعد إسلام إلى شقته ليطمئن على والدته وبدور، ولكن عندما اقترب من الطابق الذي به منزله، سمع أحدهم يتكلم بصوت منخفض
, مشي بهدوء وحذر ناحية الصوت، فوجد رشدي يقف امام شقة خالد
, رشدي بصوت منخفض: اتقي شري يا بت الناس وافتحي الباب
, لينا: مش هفتح وامشي بقي بدل ما اقول لخالد.
,
, رشدي ضاحكا: لو كنتي عايزة تقوليله كنتي قوليتله من زمان
, لينا غاضبة: أنت اغبي بني آدم في الدنيا خالد لو عرف هيقتلك
, رشدي ضاحكا: خايفة عليا يا قمر
, لينا غاضبة: انا خايفة على خالد، انت تتحرق، الهي تولع، امشي بقي
, رشدي: ماشي يا جميل انا ماشي بس راجعلك تاني
, انسحب إسلام سريعا قبل ان يراه رشدي وخرج من العمارة وعاد إلى الورشة.
,
, إسلام: آه يا ابن الكلب، دا خالد باشا لو عرف هيقتلك، وحياة امي لوريك اما اشوف اخرتها معاك يا رشدي الكلب
, عاد إسلام إلى العمل ولم يخبر خالد بشيء
, مر أسبوع تحسن فيه ذراع لينا
, وظل اسلام يراقب رشدي فيه، لاحظ انه يصعد إلى اعلي بعد نزول رحمة وسعاد إلى السوق فكان يصعد خلفه ويتحجج لخالد بأنه ذاهب للاطمئنان على اخته الصغيرة.
,
, فيجد رشدي وافق امام باب شقة خالد غاضبا، يحاول فتح الباب ويهدد لينا ويطلب منها فتح الباب ولينا تترجاه ان يذهب دائما
, سارت الايام على هذا المنوال إلى ان جاء ذلك اليوم المشؤوم، انتهي خالد من عمله في الورشة باكرا، فذهب واشتري للينا هدية ثم ذهب إلى شقته مسرعا
, خالد مبتسما: لوليتا حبيبتي انتي فين
, خرجت لينا من غرفتها مبتسمة: انا اهو يا حبيبي
, خالد مبتسما: وحشتيني جدا جدا
, لينا مبتسمة: وانت كمان.
,
, نظرت ناحية الحقيبة التي في يده
, لينا مبتسمة: عشاني
, هز رأسه إيجابا: تعالي اوريهالك جوة
, ثم صاح بصوت عالي، رحمة خلي بالك من لوليتا
, رحمة: حاضر يا ابني
, اخذ يدها ودخل إلى غرفتها واغلق الباب بالمفتاح
, خالد مبتسما: وحشتيني
, لينا: ما انا معاك اهو، قولي بقي ايه إلى في الكيس دا
, فتح خالد الحقيبة واخرج فستان اسود بحمالتين عرضتين مفتوح حتى ربع ظهره.
,
, التقطته لينا بسعادة: **** دا جميل اوي، لتهمس بعتاب: بس ليه جبته دا شكله غالي
, هتف بجد: بلاش الكلام دا وبعدين أنا بقالي كتير ما جبتلكيش هدية
, ابتسمت بسعادة: و**** ما قصدي، بس هو جميل اوي بس مفتوح اوي هلبسه ازاي
, هتف بحماس: بإذن **** يومين كدة وهبقي اشتيرلك عليه جاكت عليه، بس دلوقتي قيسيه عشان اشوفه هيبقي مظبوط عليكي ولا لاء
, همست بخجل: طب اخرج برة
, ضحك بخبث: خمس دقايق وهتلاقيني فوق دماغك.
,
, لينا بخجل: يوووه بقي بطل قلة ادب واخرج
, خالد ضاحكا: خلاص خارج اهو
, خرج خالد من الغرفة واغلق الباب خلفه
, لتمسك هاتفها تفتح ملفات الموسيقي تشغل احدي الاغاني الصاخبة
, في الخارج كان جالسا على احد الكراسي حينما
, وجد جرس منزله يرن فتح الباب فوجد رشدي يقف امام الباب
, خالد باستفهام: معلم رشدي خير يا معلم
, رشدي: ايه يا هندسة مش هتقولي اتفضل
, خالد: لاء ازاي اتفضل، اتفضل
, دخل رشدي واغلق الباب
, خالد مبتسما: خير يا معلم.
,
, رشدي مبتسما: ابدا يا هندسة انا كنت جاي اخد الإيجار
, لا يعلم كيف نسي تماما أن يعطي لرشدي الإيجار وهو في الورشة مع انه قد اخذه في الصباح قبل ان ينزل
, وضع خالد يده في جيبه واخرج النقود
, خالد: اتفضل يا معلم و**** كنت واخدهم معايا بس نسيت اديهولك تحت
, رشدي: ؛ ولا يهمك يا هندسة
, في الداخل.
,
, لفت حول نفسها في المرآه تتهادي على صوت الموسيقي العالية التي تصدح من هاتفها خرجت بحماس من الغرفة تلتف حول نفسها تهتف بسعادة: ايييه رأيك يا خالد
, اتسعت عينيها بذعر حينما وجدت ذلك الرجل يجلس أمامها يلتهم الظاهر من جسدها بوحشية لتسمعه يزمجر بغضب: خشي جوة
, لتفر هاربة إلى غرفتها
, ليقبض على تلابيب جلباب رشدي يزمجر بغضب: عينك يا رشدي، دي حرمة بيتي.
,
, ليهتف رشدي سريعا: حد **** يا باشمهندس مش أنا اللي ابص لحرمة بيت، أنا راجل متجوز بدل الوحدة تلاتة يعني عندي اللي يكفيني وزيادة، ابعد يد خالد عنه متجها إلى باب الشقة يهتف بخبث: ربي مراتك يا باشمهندس
, ليخرج صافعا الباب خلفه، دخل غرفته غاضبا مرة اخري يبدو ان تلك الغرفة ملعونة فهي تري فقط دموع تلك المسكينة وصراختها
, لينا باكية: و**** يا خالد ما٣ نقطة
,
, قاطعها صارخا بغضب: مش عايز اسمع ولا كلمة طلعالي بمنظرك دا يا هانم، بتعملي عرض لجسم سيداتك
, بكت بفزع: و**** العظيم يا خالد٣ نقطة
, ابتسم بشر: هشششش، انا وعدتك اني مش هضربك تاني، بس انتي غلطتي ولازم تتعاقبي عشان ما ترجعيش تعملي كدة تاني
, نزع قميصه بعنف يلقيه بعيدا يقترب منها ببطء وهي تتراجع للخلف برعب وهي تهز رأسها نفيا بخوف تبكي بذعر.

الجزء التاسع عشر


اختبئت تحت الغطاء ضامة ركبتيها لصدرها تنساب دموعها بصمت، رأت جانبه المظلم بأكمله بعدما فعل ما فعل بمنتهي القسوة والوحشية، لم يبالي بروابط العشق القديمة التي تجعهما بل مزقها بلا رحمة
, شاردة تنظر للفراغ بخواء تشعر بأن روحها قد انتزعت من جسدها مجرد حطام لا نفع منه
, أغمضت عينيها لتنساب دموعها العالقة بزرقتيها تشهق في بكاء مرير، ذاقت مرارة الاغتصاب حتى وان كان تحت غطاء شرعي.
,
, قامت من على الفراش بخطوات بطيئة مرتجفة، خطوة اثنتين ثلاثة لتسقط ارضا تجهش في بكاء حارق، أغمضت عينيها ليمر أمامها ذلك المشهد، دخلت تلك الصغيرة على اطراف أصابعها متجهه ناحية ذلك النائم تحمل طبق صغير به قطعة ثلج باردة اخذتها من كوب العصير لتجلس على الفراش بجانبه تبتسم بخبث طفولي لتلقط تلك القطعة الباردة تضعها على رقبته من الخلف ليهب من على الفراش يصيح من بروده الثلج، لتنفجر هي ضاحكة، نظر لها بتوعد لينقض عليها.
,
, لتصرخ سريعا: لا يا خالد ههههههههه، هههههههههههه كفاية، كفاية
, كانت صرخاتها سعيدة فهو لم يتوقف عن دغدغتها ليحملها على كتفيه متجها للخارج
, انتحبت بصوت عالي، لم يبقي لها من عشقه سوي بعض الذكريات السعيدة التي يدمرها واحدة تلو الأخرى، اتجهت ناحية حقيبة ملابسها، يكفي سترحل دون عودة
, في الخارج، يجلس على الأريكة واضعا وجهه بين كفيه صوت صراخها يصم أذنيه: لا يا خالد عشان خاطري ما تكرهنيش فيك.
,
, ابعد كفيه عن وجهه يشد على شعره بعنف انسابت دموعه ندما، ليسمع في تلك اللحظة صوت تلك الأغنية يصدح من سيارة تمر أسفل منزله وكأن الكلمات تقصده
, تفيد بإيه يا ندم يا ندم يا ندم، وتعمل إيه يا عتاب
, تفيد بإيه يا ندم يا ندم يا ندم، وتعمل إيه يا عتاب
, طالت ليالى، ليالى، ليالى الألم
, طالت ليالى، ليالى، ليالى الألم
, واتفرقو الأحباب، واتفرقو..
, وكفايه بقى تعزييب وشقى، وكفاية بقى تعزييب وشقى، ودموع في فراق ودموع في لقى.
,
, ضم شفتيه يكبح صرخاته المتألمة ليزداد دموع عينيه، انتبه حينما وجدها تخرج من الغرفة تحمل صغيرتها التي استيقظت على احد ذراعيها، وحقيبة سفر صغير على ذراعها الآخر
, وقفت في صالة المنزل تنظر له بألم بشرتها شاحبة عينيها حمراء منتفخة باكية، شفتيها ترتجفان لمحاولاتها المستميتة لكبح شهقاتها
, نظرت له بعتاب لتتجه ناحية باب الشقة لتجده يعترض طريقها يهتف بخزي: ما ينفعش تمشي دلوقتي احنا بعد نص الليل.
,
, نظرت له ببرود لتتجاوزه متجهه ناحية باب الباب فتحته لتجده يغلقه سريعا فتح فكه ليتكلم ليجدها تهتف ببرود: هكلم بابا يجي ياخدني
, همس بألم: طب استني على ما يجي
, هتفت ببرود: هروح عند طنط سعاد، مدت يدها لتفتح الباب لتسمعه يهمس بصوت خفيض باكي كأنه *** صغير يستجدي والدته الا تتركه وترحل: ما تسبنيش أنا ما اقدرش اعيش من غيرك.
,
, مدت الصغيرة يدها ناحية والدها تشب بجسدها ناحيته تريده أن يحملها تهتف بصوتها الطفولي: با، با، با، با
, انهارت ارضا على ركبتيها تحتضن صغيرتها تجهش في بكاء أليم هتفت من بين دموعها: ليه يا خالد، ليه قربك وجع وبعدك وجع، ليه بتعمل فيا كدة، هونت عليك يا خالد للدرجة دي أنا رخيصة اوي عندك.
,
, جلس بجانبها يستند بظهره على الباب المغلق يهمس بألم: غبي ومتخلف وهمجي وحيوان وخسارة فيه ملاك زيك، لو عايزة تمشي أنا مش همنعك بس خليكي للصبح خليكي جنبي لآخر مرة، أنا عارف أنك مش طيقاني بعد اللي حصل وعارف أن اسفي وندمي مالهمش لزمة، بس اعمل ايه أنا مريض بعشقك، أنا بكره جاسم عشان ابوكي وعشان رغم اللي هو بيعمله بردوا بتحبيه، بكره اي إنسان بتحبيه، أنا عايز حبك كله ليا انا بس، أنا طماع واناني، ومجنون بس مجنون بيكي.
,
, استندت برأسها على ذراعه تحاوط صغيرتها بذراعيها تهمس بألم: حبك ذنب مش عارفة أتوب منه، عشقك داء مالوش دوا غيرك
, عايزة امشي بس لا قلبي ولا روحي موافقين، أنا ما اقدرش اعيش من غيرك، وتعبت من العيشة معاك، اعمل ايه
, رفع ذراعه التي تستند عليه لتصبح مستنده على صدره يلف ذراعه يحاوطها به يهمس بيأس: أنا آسف، حقك عليا، صدقيني مش هعمل كدة تاني.
,
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها تهتف بتهكم: تعرف أن أنا مهزقة، عشان أنت كل كرة بتقولي كدة وأنا كل مرة بسامحك
, رفعت وجهها تنظر له بعتاب: حتى المرة دي هسامحك، مدت يدها تمسح دموعه تهمس بابتسامة شاحبة: عشان أنا ما اقدرش اشوف دموعك، بس خليك عارف كويس أنا مسلمالك نفسي بمزاجي عشان بحبك وواثقة فيك رغم كل اللي بتعمله فيا، بس صدقني لو الحب دا راح هخرج من حياتك وعمري ما هرجع تاني.
,
, عقد حاجبيه بتعجب من نبرتها، واثقة جادة حادة، لم يسمعها منها من قبل
, همس بحزن: . مسمحاني
, ابتسمت ساخرة: مش بقولك مهزقة، ظلت مستندة على صدره نامت صغيرتها، لتغمض عينيها تريح عقلها مما يحدث لها
, نظر لملاحها الهادئة وهي نائمة ليبتسم بغموض.
,
, في صباح اليوم التالي
, خرج من المرحاض بعدما اغتسل وبدل ملابسه دخل إلى الغرفة فوجدها ترتب الفراش ابتسم بمكر ذهب ليشاكسها كعادته، اقترب منها بهدوء إلى أن أصبح خلفها احتضن خصرها بذراعه ليجدها تشهق بخوف تتحرك بفزع: لالالا يا خالد عشان خاطري لاء
, انتفض بعيدا عينيه شاخصة بذهول ليهتف: اهدي يا حبيبتي، أنا كنت بهزر معاكي.
,
, نظرت له بشك لتجده يخفض نظره بحزن من نفسه مسحت دموعها سريعا متجهه ناحيته ناحيته وعلي شفتيها ابتسامة جاهدت في رسمها شبت على اطراف أصابعها تحتضن وجهه بين كفيها: انا اسفة، انا بس اتخضيت
, ابتسم بحزن يعلم انها تكذب لتخفف عنه، هو من اذاها وهي من تخفف عنه
, ابتسمت بمرح: رجلي وجعتني من الشب متجوزة نخلة يا ربي
, قبل يدها بحنان هاتفا بندم: أسف
, ابتسمت بمرح: لاء انا زعلانة منك عشان ما جبتليش لوليتا بالمنجا.
,
, اعتصرها بين ذراعيه حتى أن قدميها لم تعد تلامس الارض، اجفل على صوت رنين هاتفه لينزلها برفق مقبلا جبينها دون كلام ليتركها ويرحل، نزل إلى الورشة وفتحها
, بدأ في العمل هو وإسلام حاول الهاء عقله قدر المستطاع بالاندماج في العمل
, بعد مدة جاء اليه محمد وجلس معه داخل الورشة
, محمد بجد: عندي ليك اخبار مش كويسة
, ابتسم ساخرا: ما بقاش فيه اخبار كويسة اصلا قول اللي عندك.
,
, محمد بجد: امبارح رفعت خد مايا وسافروا شرم عشان يفسح الهانم، أنا دخلت الفيلا قلبتها يا خالد، ما سبتش حتة ما دورتش على الورقة اللي أنت مضيت عليها، اختفت ير خالد مالهاش اثر، وقبل ما اجي عرفت ادخل مكتب رفعت قلبته بردوا مش لاقي حاجة
, ابتسم ساخرا: ومش هتلاقيها أنا قولتلك ابوك خيط في حد بيحركه الشخص دا بقي هو اللي معاه الورقة، بس أنا اللي شغالني فعلا هو ضاغط على ابوك بايه، فلوس ولا مهددة بحاجة.
,
, عقد محمد حاجبيه يفكر: يمكن مهددة بأنه يكشف موضوع مايا
, هز رأسه نفيا: مش عارف، هيستفاد ايه يعني لما يكشف دا.
,
, محمد بجد: أنت عارف طبعا أن رفعت اتجوز على امي، هز خالد رأسه إيجابا باهتمام ليكمل محمد بضيق: الست اللي اتجوزها دي كان بيحبها من زمان بس جدي رفض جوازه منها عشان كانت أكبر منه ب5 سنين واجبره يتجوز امي، وبعد ما جدي مات رفعت على طول راح اتجوز الست دي بس المشكلة انها كان عندها مشكلة وما كنتش بتخلف، فرفعت عشان كان بيحبها أوي عرض عليها يتبنوا *** او طفلة، واتبنوا مايا ومن حب ابويا الشديد للست دي حبه الطفلة اكتر من ولاده تخيل كان بيحبها اكتر منا.
,
, المصيبة بقي أن الست دي اصلا ما كنتش بتحبه ما اعرفش ازاي الملعونة دي خلته يتنازل عن تلت تربع املاكه باسم مايا وخدت البنت وهربت برا البلد وبقت بتصرف من فلوس رفعت بصفتها الوصية على البنت واستخدمت الفلوس دي وضربت في البورصة وفي مشاريع كتير وكسبت كتير اوي وعشان هي ما عندهاش امل تخلف سايبة كل الفلوس باسم مايا وهي بتصرف منهم، واللي يضحك بقي رغم كل اللي الست دي عملته فيه أنه لسه بيحبها وبيحب الست مايا اكتر من بنته لوجين اللي من دمه.
,
, شردت عيني خالد في نقطة واحدة فقط، معظم املاك رفعت باسم مايا، ليهتف بجد: يعني المنفعة مشتركة
, قطب محمد جبينه يهتف بفضول: يعني ايه.
,
, هتف بجد: يعني انت قولتلي في مرة أن أم مايا كانت رافضة أنها تنزل مش معقول فجاءة كدة توافق، اكيد في حد دفع لها فلوس كتير واضح من شخصتيها انها كلبة فلوس ولعب نفس اللعبة على رفعت يعني ممكن يكون مضاه على شيك بمبلغ كبير في مقابل أن مايا ترجع فرفعت يعرف يرجع فلوسه من ناحية ويسدد الشيك ولا ايا كان اللي كتبه من ناحية، مقابل طبعا أن مايا تتجوزني.
,
, محمد: بس كدة في حلقة ضيعة، اكمل خالد بجد: قصدك الشخص دا عرف منين ان مايا هتتعلق بيا، مش بقولك في حد بيلف الحبل حوليا
, تنهد محمد بضيق: هتجنن واعرف هو مين
, هز رأسه إيجابا بشرود، ليفيق على صوت محمد يهتف بجد: بس مالك شكلك النهاردة مش مظبط
, تنهد بحزن: ما فيش يا محمد
, ابتسم بثقة: عيب عليك يا صاحبي دا انا عارفك أكتر من نفسك
, هتف بحدة: خلاص يا محمد قولتلك ما فيش حاجة.
,
, نظر محمد له بصمت للحظات ليزفر خالد بضيق يهتف بحنق: هقولك
, قص عليه ما حدث ليهتف بندم: غصب عني الدم غلي في عروقي لما شوفتها بالمنظر والحيوان إلى اسمه رشدي كان هياكلها بعينيه
, ظهر الغضب جليا في عينيي محمد ليهب من مكانه يمسكه من تلابيب ملابسه يصرخ بحدة: انت ازاي تعمل فيها كدة، إنت ايه يا اخي حيوان ما بتحسش هتموتها يا حيوان.
,
, اغمض عينيه بألم: أعمل ايه يا محمد ما استحملش اشوف الحيوان اللي اسمه رشدي بيبصلها حسيت أن في نار بتحرق فيا
, محمد بحدة: ليه يا اخي وهي ذنبها ايه
, خالد: محمد ب**** عليك انا مش ناقص تقطيم كفاية إلى انا فيه، لتقولي اعمل ايه لتخرس احسن
, دفعه بحده ليهتف بهدوء: خرجها، فسحها، نسيها عملتك السودا دي، والاهم من دا كله حاول تتحكم في غضبك شوية، مرة كنت هتكسر دراعها وتاني مرة اغتصبتها.
,
, هز رأسه إيجابا باقتضاب ليرحل محمد بعد قليل عائدا إلى بيته، واغلق خالد الورشة وصعد إلى منزله يهتف بابتسامة: لينا، لوليتا حبيبتي انتي فين
, خرجت من المطبخ حينما سمعت صوته: انا اهو يا حبيبي
, خالد: طب يلا روحي البسي
, عقدت حاجبيها باستفهام: هنروح فين
, خالد: هنخرج بقالنا كتير ما خرجناش مع بعض
, هتفت بحيرة: بس لوليتا٣ نقطة
,
, قاطعتها رحمة: اما انك هبلة صحيح الراجل بيقولك هنخرج يلا اجري البسي ومالكيش دعوة بلوليتا أنا يا ستي هاخد بالي منها على ما تيجوا
, ابتسمت تصفق بحماس لتسرع إلى غرفتها تبدل ملابسها سريعا
, شبك يده في يدها خرج من المنزل و من العمارة كلها وهو ممسكا بيدها
, راتهم دلال وسميحة وهما ينظران من نافذة شقتهم
, لوت سميحة شفتيها بسخط: شايفة يا اختي اهي دي الرجالة ولا بلاش، واخدها اهي وهيخرجها مش احنا حسرة قلبي علينا.
,
, دلال بحسرة: مسم، يا اما كان نفسي في راجل كدة طول بعرض يملي العين زيه كدة مش المخفي على عينيه إلى وقع في قربيزي
, عند خالد ولينا
, لينا مبتسمة: حبيبي احنا هنروح فين
, ابتسم برفق: بصي يا ستي هنروح نصلي في الجامع دا أنا هصلي تحت وانتي هتصلي في جامع الستات فوق، وفي درس ديني مدته نص ساعة تقريبا لو عايزة تسمعيه
, هزت رأسها ايجابا بحماس: طبعا عايزة
, هز رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة: تمام لما ارن عليكي انزليلي.
,
, صعدت لأعلي لتخلع حذائها أدت **** العشاء لتجد سيدة بشوش مبتسمة تجلس في احد الاركان يلتف حولها مجموعة من السيدات اتجهت ناحيتهم تسأل أحد السيدات بخجل: هو دا درس الدين مش كدة
, هزت السيدة رأسها ايجابا بابتسامة صغيرة لتكمل لينا بخفوت: ينفع اقعد معاكوا
, هتفت تلك السيدة بطيبة: اكيد يا حبيبتي اقعدي.
,
, جلست بجانبهم لتجد احدي السيدات تسأله المعلمة: حضرتك أنا جوزي راجل مقتدر وكسيب الحمد لله بيشتغل نجار بس من فترة حصلتله إصابة في دراعه وظروفنا بقت مش متيسرة اوي يعني الحمد لله على كل حال بس دلوقتي امي بتزن عليا عشان اسيبه وبصراحة أنا بقيت بتخانق مع جوزي كتير بسبب كلام امي.
,
, هزت تلك السيدة رأسها نفيا بحزن؛ ليه كدة بس يا بنتي يعني لو كان جوزك **** فتحها عليه وانتقل من المكان دا لمكان احسن بعيد مش كنتي هتروحي معاه.
,
, هزت الزوجة رأسها ايجابا سريعا لتكمل تلك السيدة: طب ليه لما حصل العكس عايزة تسيبيه، انتي لما اتجوزتيه، اتجوزتيه على الحلوة والمرة مع بعض، ما ينفعش تبقي في الحلوة معاه وأول ما يحصل له ضيقة زي دي تسيببه وفهمي الست والدتك أنك لما تجبري خاطر جوزك وتهوني عليه محنته **** هيجزيكي على دا خير، أنا كنت عايزة اتكلم معاكوا النهاردة في نقطتين مهمين اول واحدة غض البصر، طبعا انتوا اول ما تسمعوا غض البصر هتقولوا على طول دا للرجالة يعني احنا بنطالب بالمساواة في كل حاجة وجايين عند غض البصر وبقي للرجالة دا احنا ستات غريبة، تبقي ماشية انتي وصحبتك رايحين تجيبوا سندوتشين بطاطس سوري تبقوا هتلكوا الواد بعينيكوا ويبقي نهار ابيض لو قالك دخيل قلبك خلاص انتي بتحجزي قاعة الفرح، اللي انتي بتعمليه دا هيتردلك يعني يوم ما تتجوزي هتتجوزي واحد.
,
, بص لكل ما هو انثي حتى لو فرخة بلدي وهيفضل طول الوقت يقارنك بيهم شعر دي وعيون دي ورموش دي وحاجات تانية كدة، افتكري انك كل ما تقولي لاء أنا **** امرني لما قال ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) انك كل ما تغضي من بصرك وتنفذي تعاليم ربك، **** هيبعتلك واحد علاقته بالستات اشكال جزمهم اللي شافها لما بص في الارض عشان ما يبصش عليها، الخلاصة لما تعملي خير هتحصدي خير، الموضوع التاني بقي التعدد، أنا نفسي اعرف ليه احنا كستات رافضين فكرة التعدد اذا كان **** عز وجل شرعه في كتابه العزيز وبعدين يا جماعة العنوسة زادت اوي لازم نتقبل الفكرة ونتعايش معاها.
,
, نظرت لها لينا لتبتسم بخبث، انتظرتها إلى ان انتهت من الدرس لتذهب إليها تهمس بخجل: السلام عليكم
, ردت السيدة بابتسامة: وعليكم السلام يا حبيبتي اقعدي
, جلست لينا تفرك يديها بتوتر تهمس بخجل: أنا سمعت حضرتك وانتي بتتكلمي عن التعدد اد ايه احترمتك لما لقيتك متقبلة للفكرة عشان كدة أنا جيت لحضرتك بصراحة كدة انا متجوزة جوزك من 3 شهور وهو كان محرج بقولك بس شكلك عاقلة ومتفهمة.
,
, نظرت لها السيدة بذهول تفتح فهما بصدمة ليغشي عليها على حين غرة
, لينا بفزع: يالهوي، اجتمعت السيدات حولها يضعن الماء على وجهها إلى ان استفاقت تنظر للينا بذهول، لتهتف لينا سريعا: و**** العظيم انا لا أعرف جوزك ولا عمري شوفته بس يا ريت بعد كدة ما تقوليش كلام ما فيش ست هتتحمله حتى انتي عن اذنك عشان جوزي بيتصل بيا
, خرجت من المسجد لترتدي حذائها تبتسم بفخر لتجده ينتظرها بالاسفل، ابتسمت باتساع: اتأخرت عليك.
,
, هز رأسه نفيا بابتسامة صغيرة ليمسك يدها متجها لذلك المكان، سألته باهتمام: احنا رايحين فين
, ابتسم هاتفا ببساطة: حاليا ولظروفنا المادية المتدهورة هنتمشي على الكورنيش وناكل درة وحلبسة
, عقدت حاجبيها باستفهام: ايه حلبسة دي
, خالد ضاحكا: حمص الشام يعني، اختفت ضحكته وهو يكمل، لوليتا أنا آسف
, هتفت بمرح: انا عايزة بلحسة
, خالد ضاحكا: اسمها حلبسة، تعالي وأنا اجبلك
, ذهبا معا إلى كورنيش النيل ووقفا امام عربة لبيع حمص الشام.
,
, خالد للبائع: اتنين من غير شطة
, البائع: حاضر يا بيه
, اخذها وجلسا على ركسيين من البلاستك يهتف بابتسامة صغيرة: فاكرة اول مرة شوفنا بعض لما رجعتي
, زمت شفتيها بضيق: اااه وكنت رخم اوي على فكرة
, هتف بضيق مماثل: أنا بردوا، الهانم كانت لابسه فستان مالوش ملامح
, عقدت جبينها بغيظ: تروح قايل عليا اني كنت شبه بلالين المولد
, ضحك عاليا لتزم شفتيها بغيظ
, جاء البائع وأحضر المطلوب
, لينا: أنت ليه طلبت الاتنين من غير شطة.
,
, خالد: انتي ناسية ان انا عندي قرحة ما بقدرش اكل حاجة بشطة، وانتي مش هتستحملي الشطة بتاعتهم تماما
, جلسا يتحدثان ويضحكان وهما يتذكران تفاصيل من حياتهم الماضية
, خالد: تصدقي انا عمري ما سألتك حياتك كانت عاملة ازاي في امريكا
, ابتسمت بارتباك: عادية كان معظمها شغل ودراسة، يوسف كان بيساعدني كتير
, عقد جبينه باستفهام: يوسف مين.
,
, ابتسمت بحنين: هو انا ما حكتلكش عنه دا يا سيدي صديقي الصدوق كان بيساعدني في كل حاجة هو إلى ساعدني اني أتدرب في مستشفى هناك وكان بيساعدني في المذاكرة وكان بيموتني من الضحك، اصله دمه خفيف جدا
, ظلت تتحدث عن صديقها غافلة عن هذا الذي يحترق بجانبها من الغضب والغيرة، شعر بالدماء تغلي في عروقه، اغمض عينيه واخذ نفسا عميقا ليسيطر به على نوبه الغضب تلك
, لينا بقلق: مالك يا خالد انت كويس.
,
, هتف من بين اسنانه بغيظ: كويس، واستاذ يوسف بقي عنده كام سنة
, لينا مبتسمة: خمن
, خالد: 30 مثلا
, لينا: تؤ تؤ، يوسف عنده 58 سنة يا خالد
, جحظت عينيه في دهشة: 58 سنة، دا ازاي يعني
, لينا مبتسمة: عادي هو اصلا صاحب بابا وعايش برة بقالوا كتير وعنده بنت قدي فكان بيعتبرني زي بنته
, تنهد بارتياح: طب ما قولتيش ليه كدة من الاول دا انا كان فاضلي تكة واقوم ارميكي في النيل
, لينا بحزن: خالد انت ليه مش بتثق فيا.
,
, خالد سريعا: مين قال ان انا مش بثقك فيكي
, لينا: افعالك وكلامك يا خالد
, خالد: حبيبتي انتي فاهمة غلط، انا بخاف عليكي اوي، دا مش معناه ان انا مش بثق فيكي، لينا انتي روحي انا من غيرك ميت قولتهالك وهقولهالك تاني وتالت وعاشر انتي مش بس مراتي انتي حتة مني، انا بثق فيكي اكتر ما بثق في نفسي
, رفع يدها وقبلها بحنان، فابتسمت بعذوبة
, سمعوا صوت قادم من جانبهم، سامع بيقولها ايه اتعلم
, فضحك كلامها.
,
, خالد: خليكي مكانك هجبلك درة واجي
, هزت رأسها إيجابا فقام خالد متجها إلى عربة الدرة المشوي
, ظلت تراقبه بعينيها إلى جلس بجانبها مرة اخري
, خالد مبتسما: اتأخرت عليكي
, لينا: لاء يا حبيبي
, اعطاها حبة الدرة: حاسبي سخنة
, لينا: اااه، صوابعي اتلسعت
, وضع الدرة جانبا وامسك راحة يدها برفق
, خالد بقلق: وجعاكي اوي
, ابتسمت وهزت راسها نفيا، فقبل راحة يدها
, وامسك بالدرة، مدت يدها لتأخذها
, خالد: لاء سيبيها انا هاكلك.
,
, لينا بخجل: ما ينفعش يا خالد احنا في الشارع، الناس يقولوا ايه
, خالد: طظ فيهم كلهم انتي مراتي انا ما بعملش حاجة غلط
, بدأ يطعمها وهي تأكل بخجل تشعر أن الجميع ينظر إليها
, حتي سمعوا ذلك الصوت مرة اخري
, شايف شايف بياكلها بايده خايف لصوابعها تتلسع، طلقني يا عماد
, فجاءة وجدوا رجل يقف امامهم
, خالد: نعم
, الرجل: بقولك ايه يا بتاع انت عايز تبقي حبيب اقعد في بيتك
, خالد: و**** انا اعمل إلى انا عايزة في المكان إلى يعجبني.
,
, الرجل غاضبا: دا انت قليل الادب بقي
, امسك الرجل خالد من تلابيب قميصه فابتسم بسخرية، وابعد يد الرجل
, خالد ساخرا: روح يا شاطر العب بعيد عشان ما تتأذيش
, اغتاظ الرجل من رده ففجاءة بلكمة قوية جعلت بعض قطرات الدماء تخرج من فمه شهقت لينا بفزع وكادت أن تقوم وتذهب اليه
, خالد؛ مكانك ما تتحركيش
, وقف خالد امام الرجل مبتسما بسخرية ليفاجئه بلكمه اسقطته ارضا الدماء تسيل من فمه.
,
, قام الرجل غاضبا وبدأت المعركة وكان الانتصار الاكبر فيها لصالحه
, إلى ان جاء بوكس الشرطة واخذ العساكر
, خالد ولينا وذلك الرجل وزجته متجهين إلى قسم الشرطة.

الجزء العشرين


انكمشت على نفسها تتشبث بذراعه بخوف وهي تجلس بجانبه في سيارة الشرطة، ليبتسم برفق مربطا على يدها همس بابتسامة صغيرة: انتي خايفة ليه كدة
, عبست بضيق لتهمس بغيظ: احنا راكبين بوكس ورايحين قسم المفروض اعمل ايه ازغرط
, ضحك ساخرا على خوفها ليهمس بثقة: و**** عيب علينا، خايفة وانتي معاكي خالد باشا السويسي
, وصل سيارة الشرطة إلى ذلك القسم نزلوا من السيارة ليأخذهم العساكر إلى ناحية مكتب الظابط النبطشي لهذه الليلة.
,
, العسكري: الاتنين دول كانوا نازلين ضرب في بعض في الشارع يا باشا
, رفع الظابط رأسه من على الأوراق أمامه ينظر لهم ليبتسم باتساع قام سريعا يصافحه بحرارة: ابو الخلد وحشني يا كبير و****
, خالد ضاحكا: ايمن ايه اللي جابك هنا ياض
, أيمن: اتجوزت يا سيدي وطلع عيني على ما طلب النقل بتاعي اتقبل عشان ابقي قريب شوية من البيت
, خالد ضاحكا: مبروك يا عم
, ايمن سريعا: اقعد اقعد، واقف ليه اتفضلي يا مدام، اتفضلوا.
,
, جلسوا جميعا ليضحك خالد بمرح: احنا جاينلك في قضية مش جايين نشرب معاك شاي
, ايمن بجد: آه صحيح ايه بقي اللي حصل
, خالد: أنا كنت قاعد على الكورنيش أنا والمدام بناكل درة لقيت الاستاذ جاي يتخانق ليه بقي مش فاهم.
,
, نظر ايمن للرجل يهتف بأسي: رايح تتخانق معاه يا عيني يا ابني طب مش عايز نطلبلك اسعاف، اصل انا عارفه كويس كان بيبقي امه داعية عليه اللي بيتدرب معاه وخصوصا مصارعة، و**** يا ابني كنا بنتراهن مين يقدر يضربه بوكس واحد حتى، اللي كان بيعمل كدة كنا بنعامله معاملة الفشلة لدحيح الدفعة
, خالد مقاطعا بضيق: يا ابني بطل رغي، وشوف هنعمل ايه
, حمحم ايمن بجد: أنا رأي انكوا تروحوا وعفي **** عما سلف.
,
, نظر خالد لعماد يهتف بجد: أنا بس عايز اسأل الاستاذ سؤال: أنا عملت ايه ضايق حضرتك أوي كدة
, هتف عماد بضيق: يعني انت كنت عمال٣ نقطة
, قاطعه هاتفا بهدوء: كنت عمال ايه دي مراتي من حقها عليا اني ادلعها إنت اتجوزت ليه عشان تبقي سي السيد تشخط وتنطر وتلاقي اكل جاهز وهدوم مغسولة ومكوية، ولا عشان تكون أسرة اساسها اتنين لازم على الأقل يجمع بينهم علاقة ود أو حب، اوعي تكون فاكر أنك لما تدلع مراتك دا هيقلل من رجولتك.
,
, بالعكس دا هيزيدها اضعاف هتخليها ما تشوف راجل غيرك هتحسسها أنها ملكة وانت تاجها كل كلمة بتقولها ليها فص من فصوص التاج عشان تفضل مزينها قدام الكل، كلامي صح ولا غلط يا استاذ عماد
, هز عماد رأسه إيجابا بحرج: أنا آسف
, هتف ببساطة: وأنت بتتأسفلي أنا ليه اتأسف لمراتك اللي حطتها في موقف قالتلك فيه اشمعني هي ولا ايه
, ايمن مبتسما؛ يبقي ما فيش محضر ولا ايه
, حرك الاثنين رأسها ايجابا معا ليأخذ عماد زوجته وغادر.
,
, ايمن ضاحكا: أنا كبهير انبهرت
, خالد ضاحكا؛ يلا يا هايف، قام من على يصافحه ليأخذ لينا التي تنظر له باستفهام ويخرج من القسم
, خالد: بتبصيلي كدا ليه
, هتفت تلقائيا: أنت غريب اوي يا خالد، الكلام اللي أنت قولته جوا دا أنت بتعمل الاتنين، بتشخط وتنطر وتتحكم، ومع ذلك بتدلع وتراضي، ساعات بتبقي اقسي راجل في الدنيا، وساعات بحس نفسي طايرة من حنيتك، انا بجد مش فهماك، انت مين
, رفع كتفيه يهتف بتلقائية: عاشق.
,
, اخذها وخرج من القسم هتف ساخرا: الخروجة باظت
, ابتسمت بحنان: بالعكس دي احسن مرة خرجت فيها معاك
, قبل يديها بامتنان اخذها وركبا سيارة اجري ووصلا بعيدا عن الحارة بقليل، كان الشارع يغرق في بحر من الظلام
, قبضت على يده بقوة تهمس بخوف: هو الشارع ضلمة ليه كدة
, شد على يدها يطمئنها: ما تخافيش يا حبيبتي
, ليظهر امامهم فجاءة ثلاث شباب اثر المشروب واضح جدا على خطواتهم المترنحة يمسك احدهم سكين في يده ( مطوة ).
,
, الأول: اثبت ياض لاشقك
, امسك يدها يجذبها لتقف خلف ظهره يهتف بحدة: عايز ايه ياض منك ليه
, احدهم: طلع ياض كل إلى في جيبوبك
, ضحك ساخرا: يلا يا بابا انت وهو من هنا بدل ما ابكيكوا على شبابكوا
, همست بصوت مرتجف خائف وهي تقبض على قميصه بقوة: اديهم يا خالد إلى هما عايزينه وخلينا نمشي
, زمجر بحدة: اديهم ايه دا انا هديهم على دماغهم.
,
, اطلق واحدا منهم صفيرا وهو يتفرس لينا بنظراته: اوووبا ايه المزة الجامدة دي المزة دي تلزمنا ياض
, ابتسم بشر هم من ايقظوا الوحش النائم بداخله، مد احدهم يده ناحية لينا ليجد مقبض حديد على وشك خلع يده جذب يد الرجل يثنيها خلف ظهره حتى كسرها فالقاه ارضا يصرخ من الالم.
,
, امسك يدها يدفعها إلى احد الجوانب البعيدة ليعود اليهم مشمرا عن ساعديه لينقض على الاثنين بوحشيته المعتاده يضرب يركل يصفع، نظر له ذلك الذي كسر ذراعه بغل اخرج سكين صغير من جيبه ليهجم سريعا عليه يغرزها في كتفه من الخلف، صرخت بفزع حاولت التحرك لتساعده لتجده يهتف بحدة: مكانك ما تتحركيش
, التفت لذلك الشخص قابضا على عنقه يهتف من اسنانه بألم: الراجل ما يهاجمش من الضهر
, ليلقيه بعيدا ليفر ثلاثتهم هاربين.
,
, جثي على ركبتيه من الألم ليجدها منكشمة على نفسها في ذلك المكان تنظر له بفزع تبكي بخوف، ابتسم بألم: تعالي، تعالي ما تخافيش
, تقدمت ناحيته بخطي واسعة مضطربة تجلس على ركبتيها بجانبها تفحص جرحه بلهفة تبكي بفزع بحث في اشيائها بلهفة تريد شيئا تربط به جرحه، حاولت خلع حجابها
, ليهتف بحدة: اياكي تعملي كدة
, أمسكت كم قميصه تمزقه لتربط به جرحه سريعا هتفت سريعا؛ احنا لازم نروح مستشفي.
,
, هز رأسه نفيا بهدوء؛ مش مستاهلة مستشفي دا كتفي، يلا بس نروح
, لفت ذراعه الايمن حول كتفها محاولة منها لمساعدته، ابتسم وقام معها اوهمها انها بالفعل تساعده، فهي في الاساس لن تتحمل وزن كتفه
, وصلا إلى البيت في ساعة متأخرة، لم تتوقف دموعها عن الانهمار، اخذت منه المفتاح وفتحت الباب
, لتشهق رحمة بفزع: في ايه يا بنتي ايه إلى حصل.
,
, هتفت باكية: بلطجية ضربوه بمطوة، بسرعة يا دادة هاتيلي مايه دافية وقطن وصندوق الإسعافات اللي كنت جيباه معايا
, رحمة سريعا: حاضر
, هرولت رحمة ناحية المطبخ بينما ذهبا إلى غرفته ليبتعد عنها يسطح جسده على الفراش نائما على بطنه فلم يعد يستطع تحمل الالم
, ذهبت اليه سريعا تهتف بفزع: خالد انت كويس
, ابتسم بضعف: كويس ما تخافيش
, احضرت مقص وقصت ظهر قميصه لانه لم يستطع التحرك لخلعه
, وبدأت تنظف الجرح بالماء الدافئ والقطن.
,
, هتف بصوت خفيض: بطلي عياط، انا كويس اهو قدامك
, هزت رأسها نفيا تبكي بجزت: انا السبب يا رتنا ما كنا خرجنا
, خالد: وليه ما تقوليش يا لوليتا ان **** بياخدلك حقك من اللي عملتوا فيكي
, بكت بحرقة: انا مسمحاك و**** مسمحاك، بس انت افضل معايا
, بدأت تطهر الجرح وعقمته جيدا لتربطته بالقطن والشاش.
,
, جلست بجانبه تمسد على شعره وهو نائم فهي تعلم ان في الاغلب سترتفع درجة حرارته فاستعدت لذلك، نظرت لرحمة التي تقف بجانبها تحمل الصغيرة النائمة: روحي يا دادة نامي وانا هفضل جنبه
, رحمه: ماشي يا بنتي لو عوزتي اي حاجة صحيني
, وضعت الصغيرة في الفراش لتذهب إلى غرفتها فنزلت لينا من فراشها متجهه فراش صغيرتها النائمة.
,
, همست بصوت خفيض باكي: معلش يا لوليتا انا عارفة اني سيبتك كتير النهاردة، انا اسفة يا حبيبة مامي، بس انتي مش عارفة بابي تعبان خالص، انسابت دموعها وهي تكمل، كان هيموت عشاني، عارفة يا لوليتا انتي وبابي اغلي حاجة عندي في الدنيا **** يخليكوا ليا
, قبلت جبين ابنتها قامت تبدل ذلك الفستان الذي تخضب بدمائه، لا تعرف ماذا ارتدت فقط اخذت اول ما قابلها وارتدته.
,
, عادت سريعا تجلس بجانبه، تمسد على شعره كما توقعت ارتفعت حرارته، فحقنته بخافض للحرارة، وبدأت تضع له الكمادات على جبينه طوال الليل حتى حل الصباح
, ما زالت مستيقظة رغم انخفاض درجة حرارته منذ عدة ساعات ولكن رفض عقلها وقلبها ان يناما، بدأ يفتح عينيه يتأوه بألم
, لتهتف سريعا بلهفة: حبيبي انت كويس ايه إلى واجعك
, عقد جبينه بتعجب: انتي لسه صاحية من امبارح.
,
, ابتسمت بارتباك تهتف سريعا: هروح احضرلك الفطار عشان تاخد الدوا
, قامت سريعا متوجه إلى المطبخ أعدت له الإفطار، ثم عادت اليه
, ليهتف سريعا: ردي عليا انتي لسه نمتيش من امبارح
, حركت رأسها نفيا تبتسم باتساع: لاء نمت طبعا ولسه صاحية من شوية، يلا بقي عشان تفطر
, ساعدته على الجلوس على قدر المستطاع
, ووضعت الطعام امامه أمسكت لقمة صغيرة تهتف بمرح: هم يا جمل.
,
, لم يضحك لم يبتسم حتى ظلت تعابيره جامدة خالية هتف ببرود: انتي كدابة يا لينا
, قوست شفتيها بحزن تتحدث ببعض الدلال: كده يا خالد انا كدابة
, هتف بحدة: آه كدابة انتي ما نمتيش من امبارح صح ولا
, هزت رأسها إيجابا تهمس بخوف: ما قدرتش و**** ما قدرت، ما اقدرش أنام وأنا عارفة أنك تعبان لا قلبي ولا عقلي موافقين.
,
, حمل صينية الطعام بيده السليمة يضعها جانبا ليجذبها ناحيته بقوة لترطم بصدره وضع رأسها على صدره يمسد على شعرها بخشونة: نامي
, انتفضت بعيدا تهز رأسها نفيا بعنف مقلتيها يرتجفان بخوف: لا لالا لما تاكل وتاخد الدوا.
,
, لم يقنعه كلامها هي تخشي النوم بجانبه بعدما حدث، هز رأسه إيجابا بشرود لتبدأ في اطعامه ومن ثم اعطته الدواء ليضمها رغما عنها إلى صدره يحاوطها بذراعه حاولت الابتعاد ليهتف بجد: نامي وبطلي فرك أنا مش هعملك حاجة
, هسمت بارتباك: أنا مش٣ نقطة
, قاطعها بهدوء: نامي يا لينا.
,
, أغمضت عينيها بخوف تحاول مقاومة النوم ولكنها في النهاية استسلمت له لاحظ انتظام أنفاسها ليتنهد بألم: جه اليوم اللي تخافي من حضني وبسببي، مسد على شعرها بخشونة
, لم يمر الا دقائق ليجد هاتفه يرن لتستيقظ هي فزعة تهتف بقلق: ايه في ايه
, خالد: اهدي دا الموبايل بيرن، التقط هاتفه فوجد رقم إسلام
, إسلام: صباح الخير يا باشا
, خالد: صباح النور يا اسلام
, إسلام: احم، حضرتك الورشة لسه مقفولة.
,
, خالد: تعالا خد المفتاح وافتح، انا تعبان ومش هنزل النهاردة
, إسلام: سلامتك يا باشا الف سلامة، انا عشر دقايق وهكون عند حضرتك
, خالد: تمام، سلام
, إسلام: مع السلامة يا باشا
, اغلق الخط ليتلفت اليها هاتفا بحزم: اسلام جاي قومي البسي عباية وتكون واسعة وغامقة وما تنسيش حجابك
, هزت رأسها ايجابا بطاعة: حاضر
, قامت سريعا وبدلت ملابسها كما طلب لتسمع صوت دقات على باب ذهبت وفتحت الباب.
,
, لينا: اتفضل يا أستاذ إسلام، خالد مستني حضرتك جوة
, دخل اسلام ينظر ارضا مشي خلفها حتى وصل إلى غرفة خالد فدق الباب ودخل
, خالد: ادخل يا اسلام
, إسلام: حمد لله على سلامتك يا باشا
, خالد مبتسما: **** يسلمك يا اسلام، ، قولتلك ميت مرة قولي خالد بس انت زي اخويا الصغير
, إسلام: هو ايه إلى حصل؟دي شكلها خناقة
, خالد: ما تشغلش بالك المهم المفتاح اهو افتح واشتغل
, دخلت لينا ومعها كوب من العصير
, تهمس بصوت خفيض: اتفضل العصير.
,
, حمحم بحرج: احم، متشكر لحضرتك انا نازل حمد لله على سلامتك يا باشا
, خالد مبتسما: بردوا يا باشا **** يسلمك يا سيدي
, إسلام: عن إذنك
, خالد: اتفضل
, خرج اسلام من المنزل وذهب إلى الورشة وفتحها وبدأ العمل
, لينا: أنت كويس
, خالد: آه و**** يا حبيبتي كويس تعالي نامي انتي من امبارح ما نمنيش
, هزت رأسها نفيا: انا هروح اعملك الغدا
, التفت لتخرج من الغرفة فسمعت صوته يناديها
, خالد: لينا
, التفت تنظر له باستفهام لتجده يقول: أنا آسف.
,
, ابتسمت ابتسامة صغيرة تحرك راسها ايجابا لتتركه وتخرج من الغرفة، توجهت إلى المطبخ تعد الغداء
, قرب انتهاء اليوم ذهب محمد إلى خالد كعادته فوجد إسلام يعمل بمفرده في الورشة
, محمد: اومال خالد فين
, إسلام: خالد باشا تعبان وما نزلش النهاردة الورشة
, اتسعت عينيه بصدمة يهتف بقلق: اييييه تعبان
, تركه وصعد لأعلي سريعا يدق الباب بعنف
, لتهتف بخوف: مين إلى بيخبط كدة
, ضحك عاليا: هتلاقيه الواد محمد، روحي افتحيله.
,
, ذهبت ناحية الباب وفتحته ليدخل محمد بلهفة
, محمد بلهفة: خالد فين هو كويس
, وقبل ان تجيب سمعوا صوته يصدح من الداخل: تعالا يا محمد
, ذهب اليه بخطوات سريعة، دخل إلى غرفته ليجده يجلس على الفراش عاري الصدر يلتف الشاش الابيض حول كتفه الأيسر
, محمد بلهفة: أنت كويس ايه إلى حصل
, خالد مبتسما: ما فيش حاجة انا كويس أهو
, سأله بحزم: مين إلى عمل فيك كدة
, خالد: شوية عيال هبلة
, محمد بجد: احكيلي كل إلى حصل.
,
, خالد ضاحكا: ايه يا حضرة الظابط انت جاي تستجوبني
, محمد غاضبا: خالد انا مش بهزر، انطق ايه إلى حصل وبالتفصيل
, خالد ضاحكا: حاضر يا باشا
, بدأ يقص على صديقه ما حدث بالأمس
, محمد غاضبا: وحياة امي لجبهم تحت رجيلك
, خالد مبتسما: تعيش يا صاحبي
, همست بصوت خفيض: أنت صالحت لينا ولا لسه
, خالد: آه، ليه
, محمد: مش عارف شكلها حزين كدة
, تنهد بضيق: أنا واثق انها لسه زعلانة، بس بتحاول تخبي عشان ما تزعلنيش، اد ايه انا حيوان.
,
, ابتسم محمد باستفزاز: طب كويس انك عارف
, هتف بغيظ: غور ياض من هنا لاقوم اضربك
, محمد ضاحكا: خلاص يا عم، انا كدة كدة ماشي هعدي عليك بكرة، مش عايزة حاجة
, خالد: تسلم، صحيح طبعا أنت مش هتقول حاجة للحاج محمود والحاجة زينب
, محمد: اكيد طبعا
, خالد: عارف يا محمد لو قلتلهم حاجة هشنيرك
, محمد: بقيت بيئة اوي يا خالد
, خالد بغيظ: غور يلا
, محمد ضاحكا: سلام يا صاحبي
, خالد مبتسما: سلام
, نزل محمد وقبل ان يركب سيارته استوقفه إسلام.
,
, إسلام: محمد باشا، انا كنت عايز اقول لحضرتك حاجة مهمة بخصوص خالد باشا
, محمد: خير
, كاد أن اسلام ان يجيب عندما رن هاتف محمد
, محمد: معلش دقيقة
, فتح محمد الخط وكان اتصال من احد زملائه يخبره بضرورة مجيئة في الحال
, محمد: تمام انا جاي حالا
, اغلق الخط والتفت لاسلام يهتف سريعا: معلش يا اسلام انا مضطر امشي دلوقتي بس انا جاي بكرة عشان اطمن على خالد، نبقي نتكلم بكرة تمام
, إسلام: تمام يا باشا.
,
, رحل محمد سريعا إلى عمله وعاد إسلام إلى عمله
, في شقة خالد
, زم شفتيه بضيق: مش هتنامي أنتي ما نمتيش من امبارح ومن الصبح واقفة على رجلك
, هزت رأسها نفيا بتوتر تهتف: مش جايلي نوم، انت عايز حاجة
, خالد: عايزك ترتاحي شوية
, لينا: انا مرتاحة كدة
, خالد: انتي مش عايزة تنامي جنبي صح
, بلعت ريقها بخوف تهمس بارتباك: ليه بتقول كدة
, هتف بجد: إسألي نفسك، لينا انا آسف و**** آسف و**** مش هعمل كدة تاني.
,
, ابتسمت بحزن: خلاص يا خالد قولتلك انا مسمحاك
, خالد: اومال ليه في خوف وحزن في عنيكي
, لينا: انا خايفة عليك وحزينة من اللي حصل ليك مش اكتر
, خالد: طب تعالي نامي وانا هخرج اشرب سيجارة برة عشان لوليتا
, عقدت ذراعيها بضيق تهتف بحزم: ما فيش سجاير انت تعبان واتفضل بقي نام، قلة أدب
, ضحك بمرح: انا آسف يا أستاذ، ذهبت ناحيته بخطي بطيئة تسطحت جانبه ليضع رأسها على صدره، همست بارتباك: كدة كتفك هيوجعك.
,
, ابتسم بحنان: لا يا حبيبي طول ما انتي في حضني ما فيش حاجة هتوجعني ابدا
, بعدك هو الحاجة الوحيدة اللي توجعني
, دفنت رأسها في صدره واغمضت عينيها واستسلمت للنوم
, في صباح اليوم التالي
, قرابة الثالثة عصرا جاء محمد وجلس مع اسلام في الورشة فبدأ اسلام يحكي له ما يفعله رشدي
, جز على اسنانه بغيظ يهتف بغضب: ابن ال٣ نقطة
, إسلام: محمد باشا، انا حكيت لحضرتك عشان بحس ان حضرتك اهدي من خالد باشا وبتتصرف بعقلانية أكتر.
,
, تنهد محمد بغضب: بس احنا بردوا لازم نقول لخالد لازم يعرف، بس لازم الأول اعمل حاجة مهمة، التقط هاتفه يتصل بايمن محمد: ايوة يا أيمن، عايزك في حاجة مهمة
, قص عليه محمد ما يريد
, أيمن: تمام، ساعة زمن ويبقي مشرف عندي في الحجز
, محمد: تمام كدة، يلا بينا يا اسلام
, اسلام: طب احنا ليه هنقول لخالد باشا.
,
, محمد بجد: عشان دي حرمة بيته يا اسلام لازم بعد كدة ياخد باله كويس، لازم يفهم لينا انها تحكيله من غير خوف، المرة دي **** ساتر مين عارف المرة الجاية ايه اللي ممكن يحصل
, في الاعلي
, لينا: خالد خدت الدوا
, خالد: ايوة يا حبيبتي انتي رايحة فين
, لينا: رايحة اخد دش
, ابتسم: أجي اساعدك
, نفخت خديها بغيظ: هتفضل طول عمرك قليل الادب
, تركته وذهبت عاضبة حتى انها نسيت ملابسها على الفراش.
,
, دقات على باب المنزل ذهبت رحمة وفتحت فدخل محمد وإسلام
, محمد: خالد فين يا دادة
, رحمة: في اوضته يا باشا
, دخل محمد ناحية غرفة خالد ودق الباب
, خالد: ادخل
, دخل محمد واسلام
, خالد مبتسما: ايه يا ابني انا كل شوية اشوفك انت بقيت بتتكرر كتير ليه كدة
, محمد بجد: مش وقت هزار يا خالد في حاجة مهمة عايز اقولك عليها، اهم حاجة تهدي ونا تظلمش لينا كفاية إلى انت عملتوا فيها
, قطب حاجبيه بدهشة: وايه علاقة لينا باللي انت جاي تقوله.
,
, محمد: هقولك
, بدأ محمد يقص على خالد ما قاله له اسلام لتحمر عيني خالد بغضب هب واقفا ممسكا اسلام من تلابيب ملابسه: وانت ازاي ما تقوليش من الاول
, همس بارتجاف: كنت خايف اقولك تظلم مراتك و**** يا باشا ما فتحتله ولا مرة كانت خايفة تقولك لتقتله
, زمجر: على أساس أن دلوقتي مش هقتله.
,
, محمد بحدة: لا يا خالد مش هتقتله مش هيحصل مش هسمحلك تضيع نفسك، لازم تتحكم في غضبك شوية لازم تفهم لينا انها تحكيلك من غير خوف لازم تهدي حكم عقلك قبل دراعك
, بتعمل فيها كل مصيبة وبعدين ترجع تندم، على العموم أنا اتصلت بايمن وزمان رشدي مشرف في الحجز
, زمجر غاضبا: أنت فاكر انك لما تحبسه هتبعده عني، انا ما تعرفش انا اقدر اعمل ايه.
,
, محمد: لاء عارف ومش هسمحلك تضيع مستقبلك وصدقني هستقبلهولك أحسن استقبال، أهم حاجة اهدي انت عشان انت تعبان وما تظلمش مراتك، لينا كانت خايفة عليك
, اغمض عينيه يكور قبضتيه بشدة يشد عليها
, مشهدها وهي تصرخ نظرة الخوف التي أصبح تلازم مقلتيها لا يفارق عقله
, هتف من بين أسنانه بحدة: ماشي يا محمد، بس رشدي ما يخرجش من غير ما اقولك
, محمد: تمام، انا ماشي بقي، وعشان خاطري اهدي
, خالد: ما تقلقش.
,
, محمد: سلام يا صاحبي، يلا يا إسلام
, خرج إسلام ومحمد من المنزل، فخرجت لينا من الحمام، دخلت غرفتها ترتدي مأزر الحمام الأبيض
, تهتف بمرح: تصدق ان انا متخلفة، نسيت اخد هدومي وانا داخلة الحمام، وعشان انا محظوظة جدا محمد جة دلوقتي، تعرف انا بقالي ربع ساعة واقفة في الحمام هتفت بتعجب عندما طال صمته، مالك يا خالد
, نظر لها ببرود ليهتف بهدوء مرعب: رشدي خبط عليكي قبل كدة!



 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
تم إضافة الجزء الثاني
 
تم اضافة الجزء الثالث
 
  • عجبني
التفاعلات: ناقد بناء
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
تم اضافة الجزء الرابع والخامس والسادس
 
  • عجبني
التفاعلات: ناقد بناء
تم اضافة الجزء السابع
 
  • عجبني
التفاعلات: ناقد بناء
الجزء الحادي والعشرين سيكون هو الأول في السلسلة القادمة
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%