NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول أسير عينيها (جنون عاشق) | السلسلة الرابعة | ـ ثلاثة عشر جزء 7/10/2023

ناقد بناء

مشرف قسم التعارف
طاقم الإدارة
مشرف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
17 ديسمبر 2021
المشاركات
8,828
مستوى التفاعل
2,834
الإقامة
بلاد واسعة
نقاط
14,982
الجنس
ذكر
الدولة
كندا
توجه جنسي
أنجذب للإناث
➤السابقة




الفصل الأول

وقفت السيارات الثلاثة أمام ذلك المكان الكبير
, ترجل من السيارة الأولي يغلق زر حلته السوداء
, الفخمة نظر في ساعته ليزفر بضيق نظر لشريكيه اللذان نزلا من سيارتهم يقفان بجانبها
, ليجد أحدهما يدخن سيجارة بهدوء تام والآخر يتأكد من ضبط رابطة عنقه
, زفر عمر بضيق وهو ينظر في ساعته للمرة العاشرة خلال دقيقة: هما اتأخروا كدا ليه.
,
, ضحك علي بسخرية وهو يحل رابطة عنقه ليعيد ضبطها من جديد ليلقي فارس السيجارة ارضا يشاركه في الضحك
, علي ضاحكا: ما تتقل يا موري مش كدة
, اتجه فارس ناحية علي يعقد رابطة عنقه: هات يا ابني اعملك البتاعة اللي مجنناك دي
, ركل عمر الحصوات بضيق يزفر بحنق ليضحك فارس وعلي عليه.
,
, بعد مرور نصف ساعه عمر بغيظ: وبعدين بقي دول قالوا عشر دقايق وبقالهم فوق النص ساعة أنا زهقت
, هز فارس رأسه نفيا بيأس ليلقي سيجارته الثانية ارضا يسحقها تحت حذائه الأسود اللامع هاتفا بتهكم: وأنت صدقت يا اهبل دول ستات يا ابا ما تقولوا حاجة يا برنس
, رد علي بغيظ: بلا برنس بلا زفت البتاعة دي خنقاني اوووي، طب أهو
, نزعها بضيق ليلقيها في سيارته بعنف
, تهللت اسارير عمر عندما وصلته تلك الرسالة.
,
, احنا خلصنا ليزفر بارتياح: اخيراااا
, اغلق زر حلته السوداء متجها بخطي واسعة ناحية باب الصالون وقف قليلا في حيرة يدخل أم لاء لتشق الابتسامة وجهه حينما رآها تخرج بطلتها الساحرة التي خطفت أنفاسه
, نظر لها بابتسامة عاشقة تشع حبا ليتلقط كف يدها يقبله برفق هامسا بسعادة: مبروك يا تالا
, اخفضت بصرها خجلا لتهمس بصوت بالكاد استطاع سماعه من شده خجلها: **** يبارك فيك.
,
, بينما تقف نجلاء والدتها بجانبهم تطلق الزغاريد العالية بسعادة
, نجلاء: يلا يا ابني عشان اتأخرنا، عمك نور كل شوية يتصل يستعجلنا
, هز رأسه إيجابا بابتسامة واسعة ليمسك يدها برفق يجعلها تتأبط ذراعه ليسير بها ناحية سيارته التي يقودها أحد أصدقائه متجها بهم الي قاعة الزفاف.
,
, دقائق لتخرج زينب تطلق الزغاريد العالية ومن بعدها خرجت ياسمين تتألق كنجمة ساطعة في سماء ليلة مظلمة اضاء نورها البراق شهب الدياجي بفستانها الوردي الرقيق مكياجها الهادئ حجابها الذي التف حول وجهها برفق، تنهد بحرارة وهو يلتهم ملامح وجهها اللطيفة التي تشع وهجا من شدة خجلها ليدني برأسه يلثم جبينها بقبلة شغوفة محبة هامسا بحب: بحبك يا زهرة الياسمين.
,
, ابتسمت بخجل تفرك يديها بتوتر لتنتبه علي صوت والدها وهو ينهره بضيق: أنت يا عم فارس مافيش بوس يا بابا قبل كتب الكتاب ويلا اتأخرنا علي القاعة
, ابتسم باحراج يعبث في شعره بخجل ليمسك بيدها متجها بها الي سيارة والدها تتبعهم والدتها التي لم تتوقف عن إطلاق الزغاريد
, ليبقي هو دخل الي صالون التجميل عندما تأخرت يهتف بسخط: ساعة يا لبنى.
,
, لتشخص عينيه بذهول ما أن رآها ترتدي فستان احمر طويل بحمالتين عريضتين بشعرها الأسود القصير عينيها الواسعة التي زينها (الكحل ) ليبرز جمالهما
, اطلق صفيرا طويلا معبرا عن إعجابه: مين المزة الجامدة دي
, فريدة بضحكة صغيرة: لك دخيلك يا خيي ما فيك تعرف مرتك
, تنهد بحرارة هاتفا بسهتنة: ب**** عليكي يا طنط فريدة بلاش المدبلج دا انتي ما تعرفيش بيعمل فينا ايه كمصريين
, سمعها تهتف يضيق وهو تعقد ذراعيها أمام صدرها.
,
, لبنى بضيق: ما تخلص ياض أنت هتفضل متنح كدة كتير
, نظر لها باشمئزاز هاتفا بضيق: بلاعة يا ربي طب احترمي روح المزة اللي انتي فيها يلا يا عم عبده اتأخرنا
, تأبطت ذراعه ليذهب بها الي سيارته بصحبة فريدة.
,
, في قاعة الزفاف
, رشيد لاحد العمال: العرسان في السكة قدامهم تقريبا عشر دقايق ويوصلوا الزفة جاهزة
, هز العامل رأسه إيجابا بهدوء: جاهزة يا افندم ما تقلقش خالد باشا مظبط كل حاجة قبل ما يمشي
, هز رأسه إيجابا ليترك العامل ويذهب الي طاولة عائلته
, راشد: ها يا ولدي كل حاجة تمام
, رشيد مبتسما: تمام، يا حج ما تقلقش
, عن اذنك يا حج
, قالها وهو يتجه ناحية باب القاعة ليستقبل اخته وزوجها
, رشيد مبتسما: ايه يا عم سامح عاش من شافك.
,
, ترك سامح يد فرح واتجه يعانق صديقه: مشاغل يا ابو جاسر أنت عارف الدنيا بتلهي
, رشيد مبتسما: ماشي يا عم خش يلا سلم علي عمك راشد
, سامح مبتسما؛ فُريرة، يلا يا فرح
, رشيد بضيق مصطنع: يعني إنت عايز تاخد اختي من غير ما تسلم عليا يا حيوان روح واحنا هنحصلك
, هز سامح رأسه نفيا بعنف هاتفا بضيق: لاء فرح ما تبعدش عني
, ضحك رشيد عاليا لينظر لسامح بخبث: خلاص يا عم عرفنا أن الحب ولع في الدرة، روحي يا اختي مع جوزك.
,
, ابتسمت بتوتر لتهز رأسها ايجابا متجهه الي سامح الذي قبض علي كف يدها ساحبا إياها خلفه الي طاولة راشد والعائلة.
,
, بخخخخخخخخ
, هتفت بها شروق بمرح وهي تلقي جاسر الصغير بين احضان والده برفق ليضحك رشيد باستمتاع وهو يحمل صغيره يهدهده بين ذراعيه لم تعطه زوجته السعادة فحسب بل اعطته الدنيا وما فيها حينما قدمت له ثمرة عشقهما متمثلة في قطعة السكر الصغيرة
, ( جاسر)
, رشيد ضاحكا: يا بت اعقلي
, ضحكت بدلال: واه يا سي رشيد٣ نقطة
, قاطعها غامزا بواقحة: اموت أنا في واه دي.
,
, اسرعت تلتقط الصغير من بين ذراعي والده تهتف ضاحكة وهي تفر من أمامه: تعالا نُهرب يا جاسر احسن ابوك بقي قليل الأدب قوي قوي
, ضحك عاليا بمرح ليذهب يطمئن أن كل شئ علي ما يرام.
,
, اوووووووف بقي يا خالد بجد زهقتني
, هتفت بها لينا بغيظ حينما سألها هو للمرة العاشرة خلال خمس دقائق
, ~ انتي كويسة حاسة بوجع ~
, نفخت بغيظ تربع ذراعيها أمام صدرها بسخط من أفعاله: من ساعة ما ركبنا العربية وأنت سألتني يجي 900 مرة انتي كويسة حاسة بوجع وأنا اقولك لاء يا حبيبي أنا كويسة وماشي علي سرعة 20 دا أنا لو مشيت جنب العربية اسبقها
, تنهد بتعب ليهتف بجد: الدكتورة قالت٣ نقطة
,
, قاطعته بسخرية تحاول تقليد تلك الطبيبة: جسمك ضعيف الحمل مش ثابت ممنوع الحركة خلاص و**** حفظت.
,
, أوقف سيارته بجانب الطريق ينظر لها مبتسما رغما عنه من منظرها وهي تشيح وجهها في الاتجاه تزم شفتيها بعبوس تعقد ذراعيه ذراعيها امام صدرها بضيق تنفخ خديها بغيظ طفولي اتجه ببصره ناحيه بطنها المنتفخ ليبلع ريقه بتوتر اليوم بداية شهرها التاسع لم يكن يريدها أن تذهب لحفل الخطبة ذلك ولكنها أصرت وحينما رفض قاطعته ما يقارب أسبوعين حتي يوافق علي ذهابها.
,
, هتف بهدوء يشوبه بعض الضيق: لوليتا وبعدين بقي معاكي انتي مش صغيرة علي الحركات دي وبعدين يا لوليتا أنا خايف عليكي انتي بقيتي في التاسع **** وحده أعلم انتي ممكن تولدي في اي لحظة عشان كدة ما كنتش عايزك تروحي الفرح
, انسابت دموعها بصمت ليزفر بضيق بسط راحة يده أسفل ذقنها ليجعلها تنظر اليه هاتفا: طب انتي بتعيطي ليه.
,
, هتفت بصوت متحشرج باكي: عشان أنا زهقت يا خالد اشمعني أنا اللي حالتي دايما صعبة وخطيرة ما في ستات كتير بتبقي حامل ومش بيحصل معاهم كدة أنا بقالي 9 أشهر ما شوفتش الشارع والمرة الوحيدة اللي نزلت الجنينة كان البيبي هينزل و**** حرام أنا تعبت اووووي طول النهار والليل وجع ورجليا وارمة ومش عارفه امشي عليها ودوا وحقن واكل ما بحبوش.
,
, لتنظر ناحية بطنها المنتفخ تمسد عليه براحة يدها برفق تحادث طفلتها: أنا و**** بحبك أوي ومستنية اللحظة اللي تيجي فيها عشان اخدك في حضني بس أنا تعبت و**** تعبت أوي
, جذب رأسها الي صدره يسمح علي حجابها برفق هاتفا بحنو: هانت و**** العظيم هانت كلها كام يوم وتقومي بالسلامة وهعملك كل اللي تحلمي بيه
, هتفت بصوت مختنق خائف: أنا خايفة من الولادة اوي يا خالد.
,
, اخرجها من صدره يكوب وجهها بين راحتي يده هاتفا بحنان: هبقي جنبك مش هسيبك ولا لحظة واحدة اضحكي بقي دا احنا رايحين فرح
, ضحكت ضحكة صغيرة ليمسح دموعها برفق هاتفا بابتسامة مشاكسة: بس ايه العسل ايه هما الحوامل بيبقوا حلوين كدا
, توهجت وجنتيها خجلا من غزله الرقيق ليضحك بمرح هاتفا من بين ضحكاته: لسه بتتكسفي مني يا بت دا احنا بينا عيال.
,
, رمقته بغيظ تضيق عينيها بشكل مضحك لينفجر في الضحك، أدار محرك السيارة لينطلق الي وجهته يسير بالسرعة التي يريد.
,
, وقفت سيارات الزفاف امام تلك القاعة الضخمة لتستعد فرق الزفة لاستقبال العرائس
, نزل عمر وهو يساعد تالا بجانبهم والدتها التي تطلق الزغاريد
, ومن بعده فارس مع ياسمين واخيرا
, علي وسليطة اللسان لبنى
, جلس كل عروسين مكانهما، كان حفل خطبة جماعي الأول من نوعه عند العائلتين
, عند علي ولبنى
, امسك كف يدها يقبله برفق متمتما بندم: أنا آسف
, مسحت علي شعره بحنان هاتفه بابتسامة صغيرة: سامحتك يا علي والا ما كنتش وافقت اتجوزك.
,
, Flash back.
,
, لمدة شهر كامل لم تسلم لبنى من باقة من الورد صباحا واخري مساءا تحمل عبارات اعتذار مختلفة
, بجانب الكثير من الرسائل التي أصبح يرسلها لها يوميا
, ( لبنى أنا بحبك، ارجوكي أنا آسف )
, ( لبنى ارجوكي سامحيني أنا و**** ندمان علي اللي عملته )
, ( لبنى حرام عليكي أنا ما بنامش الليل من عذاب ضميري أنا آسف، أرجوكي اديني اي إشارة أنك مسمحاني، ابعتيلي حتي كلمني شكرا لو ما عكيش رصيد ).
,
, الكثير والكثير من الرسائل التي أصبح يرسلها كل يوم دون توقف دون أن يلاقي منها ردا واحدا الي ان يأس من نيل مسامحتها
, في ذلك اليوم كان يجلس علي كرسي مكتبه يطرق سطح المكتب بسن قلمه بضيق حينما سمع دقات علي باب المكتب
, علي: ادخل
, دخل عمر بابتسامته المرحة يهتف بمرح: يا صباح اللي بتغني مالك يا عم شايل طاجن ستك ليه كدا
, مسح وجهه بكف يده يزفر بضيق: مخنوق شوية.
,
, جلس عمر علي كرسي المكتب امامه يسأله: من ايه، قولي يمكن أقدر اساعدك
, هز رأسه نفيا مغمغما بضيق: ما اعتقدش
, ليرد الاخير بابتسامة صغيرة تحمل قدر كبير من الثقة: جرب يوضع سره في أضعف خلقه
, تنهد علي بتعب ليقص عليه ما حدث منذ أن قابل لبنى في أسوان اللي أن طلقها
, امتعضت قسمات وجه عمر بضيق وهو يردف: بصراحة يا أبو علي الحركة اللي أنت عملتها دي حركة واطية اووووي يعني هي ذنبها أن هي وثقت فيك وأنت اصلا ما عملتهاش حاجة.
,
, شد علي يده بغيظ يهتف بندم: خلاص بقي يا عمر ب**** عليك أنا مش ناقص تقطيم أنا ما بنمش الليل من عذاب ضميري بقالي أهو شهر بحاول اصالحها بس لا حياة لمن تنادي
, سأله عمر باهتمام: بتصالحها ازاي يعني
, علي: ببعتلها كل يوم بوكية ورد واحد الصبح وواحد بليل عليه كارت اعتذار وببعتلها رساليل اسف كتير
, نظر له عمر باشمئزاز: واحد الصبح وواحد بليل دا دوا كحة دا يا اخويا مين الحمار اللي قالك الفكرة دي
, علي بغيظ: أنا.
,
, عمر ضاحكا: حمار فعلا
, علي غاضبا: اطلع برة يلااا
, انفجر عمر في الضحك علي غيظه ليتحدث بعدما هدأ قليلا: استني بس مش إنت عايزاها تسامحك
, هز الاخير رأسه إيجابا ليكمل عمر بابتسامة واثقة تشبه ابتسامة اخيه الي حد كبير: أنا هقولك تعمل ايه
, اعتدل علي في جلسته ينظر له باهتمام
, ليبتسم عمر بخبث: بس تشيل الشغل مكاني لآخر الأسبوع
, علي بغيظ: واطي بس ماشي موافق
, عمر مبتسما بثقة: بص يا سيدي قلب الانثي٣ نقطة
, علي بثقة: عضلة بتضخ الدم.
,
, نظر له عمر باشمئزاز: هو ايه دا اللي عضلة بتضخ الدم
, علي بثقة: قلب الإنسان عموما
, عمر بغيظ: الطم يا ناس وزعلان ان اللي البت مش عايزة تسامحك، يا جدع لاغيني اقولك قلب الانثي تقولي قطة أنت ما بتتفرجش علي افلام
, عقد علي جبينه يفكر: يعني اجبلها قطة، لاء ما اعتقدش إن لبنى تحب الحاجات دي اصل انت مش عارف لبنى مسترجلة كدة في نفسها ما يكلش معاها الكلام دا.
,
, ابتسم عمر بثقة ليجيبه: طب أسمع بقي من موري اللي كلكوا بتستقلوا بيه، أنا عدي عليا كل انواع البنات وعارفهم بيفكروا ازاي اضربلك مثال بسيط، لينا ولبنى
, الاتنين زي الشرق والغرب مع انهم يعتبروا متربين مع بعض في نفس البيئة
, بس لينا الكيوت الرقيقة العيوطة الحساسة اللي من اللي اقل حاجة تعيط بس جواها عكس دا تماما
, عقد علي جبينه باستفهام: مش فاهمك.
,
, عمر: افهمك، لينا سايبة روحها لخالد يتحكم فيها زي ما هو عايز عشان هي عايزة كدا مسلماله نفسها قلبا وقالبا لانها واثقة فيه بس يوم ما الثقة دي تروح هتلاقي شخصية مختلفة تماما، عامله زي لمار وقبل ما تسأل مين لمار دي، دي واحدة كنت ماشي معاها كانت زميلتي معايا في نفس الدفعة كانت نسخة طبق الأصل من لينا نفس الشخصية الرقيقة الكيوتة الحساسة ومع ذلك كانت بتطلع الأولي كل سنة ولما زهقت وقررت اسيبها سقطت أنا السنة دي وعدتها تاني وهي اتخرجت واتعينت معيدة ولما دخلنا السنة الجديدة كانت بتدرسلي.
,
, علي ضاحكا: طبعا كانت بتطردك من المحاضرات وماسحة بيك بلاط الكلية كلها
, هز عمر رأسه نفيا بابتسامة صغيرة: لاء كانت بتسبني احضر محاضراتها عشان تثبتلي هي بقت ايه وانا لسه ايه، كانت نظراتها ليا كلها ثقة وتحدي كانت نظراتها بتقولي بص أنا بقيت ايه، العكس بقي صوفيا حاجة كدة من بتوع شرق أوروبا كانت نسخة طبق الأصل من شخصية لبنى اللي أنت بتقول عليها
, علاقتي بيها كانت مجرد صداقة.
,
, احب اقولك يا صديقي إن النوع دا اتعرض لحدثة او لمشكلة في طفولته عشان كدة مخبيه نفسها ورا قناع البنت المسترجلة
, عندك صوفيا دي مثلا ابوها مات وهي صغيرة وامها اتجوزت واحد غيره، جوز أمها كان بيتحرش بيها وهي صغيرة ولما كبرت حاول يعتدي عليها بس أمها لحقته وطلبوله البوليس وأهو مشرف في السجن بقاله سنتين، بس اللي عمله في صوفيا ما قدرتش تنساه.
,
, من معرفتي الطويلة اقدر اقولك أن الشخصية دي بتبقي محتاجة أب يحتويها ويطبطب عليها
, هتف سريعا: أنا مستعد و**** احضن واطبطب بس هي تسامحني
, عمر ضاحكا: شوفت فيلم عمر وسلمى
, هز علي رأسه إيجابا يهتف بامتعاض: ايوة، بس دا ايه علاقته بموضعنا
, عمر: اعمل زي ما عمر عمل روحلها تحت البيت الساعة 6 الصبح ونادي بعلو صوتك يا لبنى ولما تصحي الشارع كله، قولها بحبك سامحيني
, هز علي رأسه نفيا: لاء يا عم أنا مش هعمل الهبل دا.
,
, عمر: خلاص خليك قاعد كدة زي خيبتها
, عبث علي في شعره بامتعاض يهتف: هيبقي شكلي وحش اوي يا عمر
, قام عمر متجها الي باب المكتب يهتف بلامبلاة: أنا قولتلك اللي عندك، خد خطوة جريئة عرفها أنك بتحبها البنت مهما كانت قوية لو اتعملها مفاجأة زي اللي بتشوفهم في الافلام ولا بتقرا عنهم في الروايات اللي لحست مخهم بترجع طفلة
, خرج عمر وتركه يفكر ماذا يفعل عليه اتباع فكرة مجنونة لينال مسامحتها معشوقته المجنونة.
,
, عاد الي ظهر كرسيه يحك ذقنه بحيرة
, علي بشرود: اعمل ايه، اعمل ايه
, بعد كثيرا من التفكير قرر الأخذ بنصيحة عمر، التقط هاتفه يتصل بجاسم وبعد إلحاح طويل أقنعه أن يساعده
, ليلا في فيلا جاسم، كانت تغط في نوم عميق عندما سمعت صوت يصيح باسمها دون توقف.
,
, فتحت عينيها بضيق تنظر حولها باستفهام لتجد الصوت يتكرر مرة اخري يأتي من الحديقة ارتدت خفها المنزلي، اتجهت الي نافذة غرفتها الكبيرة فتحتها علي مصرعيها لتتسع عينيها بذهول حينما وجدته يقف أسفل شرفتها يحمل باقة كبيرة من الأزهار.
,
, علي صائحا بندم: لبنى أنا آسف ارجوكي يا لبنى سامحيني، لبنى أنا بحبك و**** بحبك أوي، أول مرة شوفتك فيها كان في كتب كتاب خالد شدتني شخصيتك الواثقة وبعد كدة شوفتك في فرح ياسمين، المدة اللي ما بين كتب كتاب خالد وفرح ياسمين و**** العظيم ما خرجتي فيكي كل يوم لحد ما شوفتك في الفرح بعد سألت كتير، صمت يلتقط أنفاسه ليكمل بحب، لما سافرتي كنت بروح الجرنال بتاعك كل يوم اسأل عليكي.
,
, لبنى أنا عارف اني اللي عملته دا غلطة كبيرة أوي في حقك وصدقيني أنا ندمان، أنا آسف يا لبنى أنا و**** بحبك.
,
, صمت ينظر لها بأمل نظرات صامته راجية عاشقة يتطلع الي قسمات وجهها عله يستشف رده فعلها ولكت ظلت صامته للدقائق مرت عليه كساعات لترد في النهاية بقسوة: كل اللي أنت قولته دا ما يفرقش معايا، أنا عمري ما هسامحك يا علي ندمك اللي بتقول عليه ما يجيش نظرة من نظرات القرف والاشمئزاز اللي شوفتهم في عيون جاسم وفريدة وأنت بتتهمني اني غلطت معاك، لو عندك اخت ترضي أن واحد يروح يتهمها في شرفها أنا اللي آسفة يا بشمهندس اعتذارك مش مقبول.
,
, التقت لتعود لتجد جاسم يصيح في علي بحدة: أنت اتجننت يا علي نزل المسدس
, التفت خلفها سريعا لتجد ذلك المجنون يمسك مسدسه يوجه فوهته علي صدره لتتسع عينيها بذعر حاولت إخفاءه
, علي صائحا: مين ما بيغلطش يا لبنى غلطة وندمان عليها و**** العظيم بحبك
, لبنى بحدة: علي بطل جنان ونزل المسدس.
,
, هز رأسه نفيا بعنف سحب أجزاء المسدس ليردف بتصميم: لاء يا لبنى أنا دلوقتي بحط حياتي بين ايديكي لتسامحيني لهموت نفسي انتي ما تعرفيش حاجة عن اللي ضميري بيعمله فيا انا عايش في عذاب
, ردت ببرود وهي تعود للغرفة فالطبع هو لن يفعل ذلك علي حد اعتقادها: لاء يا علي مش هسامحك
, ما كادت تدخل للغرفة حتي سمعت صوت طلق ناري وصوت جاسم يصيح باسمه بفزع٣ نقطة
,
, ركضت الي النافذة لتراه مسجي ارضا غارقا في دمائه صرخت باسمه بفزع: علللللي.
,
, وقفت للحظات تلتفت حولها بحيرة عقدت الصدمة تفكيرها كانت تود النزول اليه بأي طريقه ففكرت في القفز من النافذة هزت رأسها نفيا لتركض ناحية الباب متجهه الي اسفل تتعثر من سرعتها الي أن وصلت الي باب الفيلا فتحته لتركض اليه، اتسعت عينيها بفزع وضعت يدها علي فمها لتكتم شهقتها الفزعة من الخروج، تقدمت ناحيته تمشي بخطي مرتجفة قدميها أصبحت كالهلام.
,
, الي أن وصلت اليه وقعت علي ركبتيها بجانبه تهز رأسها نفيا بعنف، لأول مرة منذ مدة طويلة تلك القوية تشعر بالخوف
, مدت يدها تهز كتفه برفق تهتف بصوت مرتجف: ععع، ععلي، علي، رد عليا يا علي.
,
, انسابت دموعها بغزارة بدأت تضربه بكف يدها علي وجنتيه برفق: علي قوم يا علي، ما تسبنيش يا علي أنا و**** كنت هسامحك بس كنت عايزة ابهدلك شوية، علي ما تسبتيش يا علي لو بتحبني زي ما بتقول طب اقولك حاجة أنا كمان بحبك و**** العظيم بحبك
, نظرت لجاسم تصرخ بفزع: اطلب الاسعاف بسرعة.
,
, توجهت اليه تقبض بيديها علي كتفيها تهز جسده بعنف: قووم يا علي أنت فاهم مش هتسبني مش هتموت يا علي، أنا مسمحاك و**** العظيم مسمحاك بس افضل معايا
, اتسعت عينيها بذهول حينما وجدته يهب جالسا يهتف بابتسامة واسعة: بجد مسمحاني وكمان طلعتي بتحبيي آه يا سوسة
, نطقت بذهول: ازاي، اززززز، ازاي
, فتح ازرار قميصه ليظهر كيس الدم المثبت علي صدره بحزام أسود رفيع به قطع صغير يجعل الدماء تنفجر من الكيس.
,
, نزع ذلك الحزام ومعه كيس الدم نظر ناحيتها لتجدها تنظر له بذهول تحول الي غضب لتنقض عليه تحاول ضربه تصرخ بغضب: يا حيوان يا بااارد يا متخلف يا مجنون بتضحك عليا يا حيوان يا حقير يا واطي
, امسك يديها بصعوبة يضهمها في قبضة يده علي ضاحكا: يا بت اقفلي البلاعة دي
, شدت يديها من يده بغيظ تحاول تحريرهما
, لتسمع صوت جاسم يحادثه بجد: سيب ايديها يا علي.
,
, نزعت يديها من يدها لتتجه ناحية جاسم بخطي غاضبة تهتف بحنق: كنت متفق معاه مش كدة
, هز رأسه إيجابا بهدوء: كدة، تنهد بحزن ليتحدث بندم: أنا آسف لو هو غلط في حقك قيراط فأنا غلطت 24 قيراط ظلمتك وغلطت في حقي عشان شكيت في تربيتي ليكي سامحيني يا بنتي
, ارتمت في صدره تتشبث به كطفلة صغيرة تبكي ليربط علي رأسها بحنان
, اقترب علي منهم يهتف بضيق مصطنع: أنت يا عم ما حدش يحضن مراتي غيري لو سمحت.
,
, ابتسم جاسم بهدوء: لسه ما بقتش مراتك يا حلو
, خرجت لبنى من حضن جاسم ليضع جاسم يده سريعا علي عينيها يهتف في علي بحدة: اقفل قميصك يا زفت
, ضم علي طرفي قميصه بشكل درامي مضحك هاتفا بصدمة مصطنعة: يا فضيحتي
, ما إن انهي علي اغلاق أزرار قميصه حتي ازاح جاسم يده من علي عيني لبنى
, علي: صحيح اومال فين طنط فريدة.
,
, لبنى: فريدة عند لينا، الحمل تاعبها خالص عشان لسه في أوله وكل شوية خالد يتصل بيها الحقيني بترجع، الحقيني عمالة تعيط وتقول عايزة ماما، الحقيني دايخة
, غمز لها علي بوقاحة: عقبالي يا رب لما اتصل بيها وأقولها الحقيني دايخة
, احمرت وجنتي لبنى بخجل لتهتف بغيظ: أنت قليل الأدب
, ضحك علي بمرح عاليا اختلس النظر ناحية جاسم ليجده شاردا عينيه تحمل بريقا قاسيا متوعدا ظهر منذ أن ذكرت لبنى اسم خالد
, علي: احم احم عمي جاسم.
,
, فاق جاسم من شروده ينظر لعلي باهتمام ليكمل الاخير بجد: طب دلوقتي الحمد لله بعد لبنى عفت عني هنكتب الكتاب ولا هنعمل
, لبنى صائحة بضيق: لاء طبعا مش سلق بيض هو، أنا لازم يتعملي حفلة خطوبة ونفضل مخطوبين مدة طويلة نتعرف فيها علي بعض وبعد كدة نبقي نتجوز
, علي بجد: حلو يبقي نعمل شبكة وكتب كتاب مع بعض وبعد شهر الفرح، يلا سلام عليكم
, تركهم متجها الي السيارة لتهرول خلفه تصيح بذهول: أنت يا عم انت هو ايه دا اللي شهر.
,
, ركب في سيارته ليجدها تدق علي زجاج السيارة الجانبي ففتح جزء صغير منه هاتفا بمرح: **** يسهلك
, صاحت بغيظ: انت فاكرني بشحت انا٣ نقطة
, قاطعها بضيق مصطنع: بس يا بت بقي كفاية رغي، اخرج من جيب حلته قطعه شوكولاتة كبيرة: خدي كلي دي ونامي
, ليدير محرك السيارة متجها الي منزله وقفت تنظر في اثره ارتسمت ابتسامة سعيدة علي شفتيها وهي تضم قطعة الشكولاتة تلك هاتفه: مجنون و**** مجنون.
,
, Backفاق من شروده علي يدها تهز كتفه بعنف
, نظر لها ليجدها تنظر له بغيظ: ايه يا علي أنت نمت ولا ايه بقالي ساعة بنادي عليك
, هز رأسه نفيا بابتسامة صغيرة ليلتقط كف يده يقبله مرة
, في خارج القاعة وقفت سيارته أمام مدخل القاعة الرئيسي ليهتف بابتسامة مرحة: وصلناااا
, ابتسمت ساخرة: زمان الخطوبة خلصت اصلا
, رد بابتسامته الواثقة: لاء ما تقلقيش لسه بدري جدا، العرايس اصلا اتأخروا في البتاع الكوافير اللي انتوا بتروحوه دا.
,
, زمت شفتيها بضيق: بنروحه اه مش خالد باشا رفض خالص اني روح وصمم إني ما حطش نقطة ميكب واحدة علي وشي
, هتف بابتسامة عاشقة: و**** ما محتاجة انتي اصلا بتنوري لوحدك، يلا بقي عشان ما نتأخرش
, رفعت سبابتها في وجهه تهتف: اوعي تشيلني
, نظر لها بضيق هاتفا بحدة: ليه بقي إن شاء ****
, عقدت جبينها بغيظ هاتفه بحدة: عشان أنا مش مشلولة ولا عاجزة عشان تشيلني قدام الناس أنا ليا رجلين وبعرف امشي عليهم.
,
, نظر لها بتوعد هاتفا بهدوء مميت: انتي مش ملاحظة ان صوتك بقي بيعلي ولا أنا بيتهيئلي
, ابتسمت بتوتر هاتفه بارتباك: دي بنتك مش أنا
, ضحك عاليا بمرح: بتلبسيها في بنتي الغلبانة يا مفترية
, ترجل من السيارة متجها ناحيتها فتح بابها يلتقط كف يدها الصغير يخفيه داخل كف يده يشدد عليه ليجذبها برفق من السيارة متجها بها الي قاعة الزفاف.
,
, اجلسها علي طاولة العائلة الكبيرة بجانب والديه ووالديها سحب كرسيها ليجلسها عليه ومن ثم جلس بجانبها
, جلس جاسم علي الكرسي المجاور لابنته من الناحية الاخري يهتف بابتسامة واسعة: حبيبتي عاملة ايه
, ابتسمت ابتسامة شاحبة: بخير يا بابا الحمد لله
, بسط كف يده علي بطنها يهتف بسعادة: وحبيبة جدو اوعي تكون تعباكي
, ابتسمت بألم: دي مجنناني طول النهار والليل خبط خبط خبط.
,
, ابتسمت زينب بود تهتف بعفوية: **** يجعهالك ساعة سهلة يا بنتي، وتقومي كدة بالسلامة عشان تلحقوا تخاوها المرة الجاية بقي يبقي ولد إن شاء ****
, اتسعت عينيها بذعر تهتف سريعا: لالالا مافيش مرة تانية أنا مش هستحمل التعب والمرمطة دي تاني
, زينب بعفوية: يا حبيبتي هي البكرية بس اللي بتبقي صعبة لكن بعد كدة بيبقي الحمل سهل خالص والولادة أسهل.
,
, رد هو بهدوء وهو يعبث في هاتفه: ما فيش حمل قبل 3 سنين، الدكتورة حذرت غلط عليها أنها تحمل قبل 3 سنين
, زينب: أنا بس كنت عيزاك يا ابني تلحق تربي ولادك في شبابك
, رد بهدوء غير مبالي: حتي لو مالحقتش هسيبلهم الفلوس اللي تكفيهم وزيادة
, قطبت لينا جبينها بغضب: بعد الشر عليك ليه بتقول كدة.
,
, هز كتفيه بلامبلاة قام من علي كرسيه ليهتف بجد وهو يغلق زر حلته السوداء: لو السما انطبقت علي الأرض ما تتحركيش من علي الكرسي دا، أنا هروح اسلم علي العرسان واجي اظن واضح
, هزت رأسها ايجابا بطاعة بسطت راحة يدها أسفل ذقنها تراقبه اتجه أولا الي كوشة علي ولبنى عانق علي وسلم على لبنى ومن ثم اتجه الي كوشة ياسمين وفارس، احتضن اخته بحنان افتقدته هي منذ مدة طويلة
, وقع كلامه الحاد لم يفارق أذنيها أبدا.
,
, ( أنا مش هضحي بحياة ابني ولا بنتي عشان الست هانم مهملة ولا فاكرة نفسها لسه عيلة صغيرة، الحاجة الوحيدة اللي منعاني اني اكسر دماغك علي اللي انتي عملتيه انك حامل في ابني ولا بنتي اللي تعتبر اغلي حاجة عندي قسما بربي يا لينا لو اللي في بطنك حصله حاجة هحول حياتك لجحيم )
, تنهدت بحزن تكبح دموعها بصعوبة تهتف في نفسها بأسي: اتغيرت اوي يا خالد.
,
, اتسعت ابتسامتها حينما رأت رانيا زوجة محمد ساندرا خطيبة يوسف يجلسان بجانبها لتندمج معهم في رحلة من الثرثرة الممتعة
, علي صعيد آخر وصل الي كوشة اخيه ليهب عمر سريعا متجها ناحيته يعانقه بقوة
, ربط خالد علي كتفه بحزم: مبروك ياض
, شدد عمر علي عناق اخيه يغمض عينيه كطفل صغير يتشبث في حضن والده ليهتف بإمتنان: **** يبارك فيك يا اخويا، متشكر يا خالد متشكر اوووي.
,
, ابعده خالد عنه يقبض علي كتفيه برفق يهتف بحزم: دا أنت ابني ياض مش اخويا
, Flash back
, في اليوم التالي لزفاف خالد ولينا الثاني
, كان نائما بعمق يحتضنها بتملك صوت صفير متكرر انتشله من بئر النوم العميق قطب جبينه بضيق من ذلك الصوت، بدأ يحاول يفتح عينيه بصعوبة الي أن استطاع فتحهما قليلا.
,
, ينظر حوله باستفهام لترتسم ابتسامة صغيرة علي ثغره حينما وجدها تختبئ داخل صدره كالقطة الصغيرة قبل جبينها ليشد الغطاء يدثرها جيدا ليعود ذلك الصوت المزعج من جديد، التفت حوله ليجده جهاز اللاسلكي الذي يستخدمه للاتصال بحرسه
, التقطه الجهاز مقطب الجبين بغضب هتف فيهم بحدة: في ايه يا زفت أنت وهو علي الصبح
, الحارس: احم، أنا آسف جدا يا باشا اني صحيت سعادتك بس عمر باشا هنا والشغالين مش في هنا فمش عارف يدخل الفيلا.
,
, قطب جبينه باستغراب: عمر، هي الساعة كام
, الحارس: ستة ونص يا باشا
, هب من علي فراشه يهتف سريعا: طب أنا نازله
, تململت في نومتها علي صوته فتحت عينيها تسأله بنعاس: في ايه يا خالد
, التقط قميص حلته يرتديه سريعا يهتف علي عجل: ما اعرفش الحرس بيقولوا إن عمر تحت اكيد في مصيبة عشان عمر بجي بدري استرها يا رب وما ويكنش فيه حد حصله حاجة
, ردت سريعا تحاول طمأنته: يا حبيبى ما تقلقش لو كان في حاجة كانوا اتصلوا بيك.
,
, هتف سريعا: أنا قافل الموبايلات كلها حتي الخط الأرضي شايله
, قطبت جبينها بتعجب: ليه
, صاح بغيظ وهو يخرج من الغرفة: عريس يا ناس
, اتجه بخطي واسعة الي بوابة المنزل الداخلية فتحها خرج منها حافي القدمين يرتدي بنطال حلته السوداء وقميصها الأبيض شعره اشعث من اثر النوم، اتجه ناحية اخيه يهتف بلهفة.
,
, خالد: خير يا عمر بابا كويس ماما حصلها حاجة البت ياسمين كويسة، صاح فيه بحدة عندما وجده فقط صامتا ينظر له بعتاب، أنت ساكت ليه كدة ما تنطق حد حصله حاجة
, وعلي حين غرة اندفع عمر ناحيته يعانقه بقوة يهتف بنبرة باكية: أنا بحب تالا يا خالد
, هز الاخير رأسه نفيا بتعجب: أنت بتقول ايه
, اعاد عمر الجملة مرة اخري بتلك النبرة الباكية: أنا بحب تالا يا خالد، بحبها اوي.
,
, ابعده خالد عنه ينظر له بتعجب يهتف بذهول: يعني إنت مصحيني الساعة ستة ونص يوم صبحيتي عشان تقولي أنا بحب تالا يا خالد منك لله يا بعيد دا أنا دمي نشف من الخضة
, دفعه الي داخل الفيلا يهتف بحدة: خش يا بيه
, دخل عمر أمام خالد ليجذبه الاخير من يده متجها به الي غرفة الصالون القاه بحدة علي احد الكراسي يهتف بضيق: اترزع هنا اما نشوف آخرتها في جنان البيه
, جلس علي الكرسي امامه يهز ساقه بعصبية: هاااا ارغي.
,
, ظل عمر صامتا ينظر لأخيه نظرات صامتة حزينة معاتبة
, صاح خالد بحدة حينما طال صمته: يا ابني أنت جاي تتنحلي ما تنطق
, نطق اخيرا بنبرة متحشرجة باكية: ليه يا خالد ليه بتاعملني كدة.
,
, فتح خالد فمه ليتكلم ليوقفه عمر بإشارة من يده هاتفا بجد: ما تقطعنيش لو سمحت، ليه اتغيرت معايا يا خالد دا أنت كنت ابويا واخويا وصاحبي فاكر لما كنت بنقعد نلعب أنا وأنت بلايستيشن ما كنش ليا أصحاب غيرك كنت حاسس أن أنا اسعد واحد في الدنيا اني عندي أخ زيك، لحد ما وصلت ثالثة ثانوي وأنت اتغيرت بقيت قاسي اوي علي طول زعيق وتهزيق فاكر مرة لما جبت درجة قليلة في امتحان الديناميكا بتاع الدرس.
,
, وضع يده علي وجنته بتحسسها بحزن، ادتني ساعتها قلم ما قدرتش انساه لحد دلوقتي أنت عارف أنا دخلت كلية هندسة عشان اثبتلك ان أنا مش فاشل في الرياضة
, ولما دخلت الكلية معاملتك ليا بقت من سئ لاسوء كنت بشوفك وأنت بتدلع ياسمين كأنها لسه عيلة صغيرة مع أنها اكبر مني وبفضل اسأل نفسي هو أنا عملت ايه غلط غير معاملتك ليا، وما تقولش بسبب سفر لينا لأن لينا كانت مسافرة من زمان.
,
, نظر لأخيه يسأله بألم: دلوقتي أنا بسألك يا خالد أنا عملت ايه غلط غير معاملتك ليا، ليه بقيت بتكرهن٣ نقطة
, وقبل أن يعي عمر ما يحدث كان كف اخيه يهوي علي وجهه، شخصت عيني عمر بذهول ممزوج بألم وضع كف يده علي وجنته ترقرقت الدموع في عينيه، قام خالد من مكانه جاذبا عمر من تلابيب قميصه بعنف يحتضنه بقوة
, لينفجر عمر في البكاء.
,
, ضربه خالد علي رأسه برفق هاتفا بابتسامة صغيرة: بقي شايل كل دا في قلبك يا حمار، فاكرني بكرهك يا غبي ياض دا أنت ابني مش اخويا أنا إن كنت بشد عليك عشان عايزك تبقي راجل مش عيل فرفور من عيال اليومين دول
, ابتعد عمر عنه يسمح دموعه بعنف ينظر له بعتاب: مش بالطريقة دي يا خالد القسوة عمرها ما كانت دليل علي الحب القسوة بتولد الخوف والخوف بيولد الكره.
,
, في تلك اللحظة شردت عيني خالد لتمر صورة لينا امامه، هز رأسه نفيا بعنف ليفبق من شروده راسما ابتسامة مرحة علي ثغره: و**** لو بقيت فيلسوف يا عمر
, ابتسم ابتسامة صغيرة حزينة يهتف: تالا يا خالد، أنا بحبها
, ضيق عينيه يسأله بتعجب: حبتها أمتي واشمعني البت دي
, ابتسم عمر بسخرية يهتف: أنا عمر دنجوان الجامعة ما فيش بنت بتكمل معايا أسبوع.
,
, سمعتي في الجامعة زي الزفت عامل زي العصفور بطير من غصن لغصن براحتي، لحد ما شوفتها بالصدفة ولما حاولت معاها مسحت بكرامتي بلاط الجامعة كلها
, ابتسم خالد بإعجاب: جدعة و****، بس يعني إنت حبيتها من أول نظرة.
,
, هز رأسه نفيا: أنا فضلت اراقبها يوم ورا يوم بدور ليها علي غلطة بصراحة عشان ما تعملش عليا الطاهرة الشريفة، بس اتعلقت بيها وحبيتها وكنت هموت لما شوفتها جنبك في الكوشة كنت حاسس أن روحي هتخرج من جسمي، بس أنا عايزك تعرف حاجة مهمة اوي، أنت اناني
, قطب جبينه بضيق: أنا اناني يا حيوان.
,
, عمر بحدة: ايوة اناني اتفقت مع تالا أنك تخطبها عشان تغيظ لينا ما فكرتش ساعتها غير في نفسك وازاي ترجع لينا ليك، ما فكرتش في تالا مواقفها هيبقي عامل ازاي قدام ابوها وامها قدام عيلتها اتخطبت يومين وبعد كدة خطوبتها اتفشكلت ما فكرتش في كلام الناس اللي مش هيرحهما ما فكرتش غير في نفسك وبس.
,
, بلع خالد ريقه بتوتر يهتف بارتباك: في دي عندك حق أنا فعلا ما فكرتش في كل دا، أنا حسبت كل حاجة كويس جدا بس كل حاجة تخصني أنا ولينا ما فكرتش في اي حد تاني، نظر لاخيه يهتف بتوتر: والعمل
, عمر بحزم: نروحلهم دلوقتي
, اتسعت عيني خالد بذهول: دلوقتي انت اتجننت يا عمر أنت عارف الساعة كام.
,
, تحدث عمر بغيظ وهو ينظر لأخيه: وأنت عارف هتلاقي حالتها ازاي دلوقتي هتلاقي طبعا الكل مش راحمها وكله جايب الغلط عليها عشان اشتركت معاك في لعبة زي دي، تالا إنسانة حساسة اوي يا خالد مش هتستحمل
, التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة من نفسه حقيقة فهو يكون في تلك الحالة اذا كان الأمر له علاقة بلينا لم يكن يعرف أنه يصبح أبله بتلك الطريقة: ماشي يا حنين هطلع اغير هدومي ونازلك.
,
, اتجه خالد بخطي سريعة الي غرفته فتح بابها بهدوء ليجدها جالسة علي الفراش تبسط راحة يدها أسفل ذقنها تغلق عينيها بنعاس ثم تعود لفتحهما سريعا هتفت بلهفة ما أن رأته: خير يا خالد حد حصله حاجة
, هز رأسه نفيا بهدوء: لاء يا حبيبتي ما فيش حاجة، كان في حاجة مستعجلة في الشغل وعمر كان بيقولي عليها
, قطبت جبينها بتعجب حينما وجدته يخرج ملابس للخروج من دولاب ملابسه: أنت خارج.
,
, خالد: اه هروح مشوار سريع مع عمر تبع الشغل مش هتأخر مش عايزة حاجة وأنا جاي
, هزت رأسها نفيا بابتسامة صغيرة ليتركها متجها الي المرحاض اغتسل وبدل ملابسه خرج الي الغرفة ليجدها تغط في نوم عميق ارتسمت ابتسامة صغيرة علي ثغره دني منها مقبلا جبينها ابعد يده عن رأسها يضعها علي معدتها لتلمع عينيه ببريق غريب ازاح يده ليخرج من الغرفة ومن الفيلا بأكملها متجها الي منزل تالا بصحبة اخيه.
,
, الساعة السابعة والنصف صباحا في ذلك المنزل دقات متتالية جعلت كل من في البيت يستيقظ فزعا
, خالد بضيق: يا ابني براحة أنت بتخبط كدة ليه احنا داخلين نقبض عليهم
, سمعوا صوت يهتف من الداخل بفزع: حاضر حاضر استرها يا رب استرها
, فتح نور الباب سريعا ليقطب جبينه بغضب: خالد باشا خير يا باشا لسه في لعبة تانية جاي تضحك علينا بيها.
,
, امتعضت ملامح خالد بضيق هتف بصبر: استاذ نور لو سمحت مالوش لزوم كلامك دا أنا جاي اتكلم معاك كلمتين
, نور بحدة: ما بقاش في كلام يتقال يا باشا
, زفر بضيق ليردف بحزم: لاء في ولو مش بصفة ودية يبقي بصفة رسمية وما تنساش انك بتتكلم مع العقيد خالد السويسي
, رمقه بنور بنظرات غاضبة مشتعلة ليفسح له المجال دخل ومن خلفه عمر الذي هتف بصوت خفيض: حلو اوي حكاية صفة رسمية دي يا رتني كنت دخلت شرطة.
,
, مط خالد شفتيه بضيق يزفر بحنق: اترزع يا اخويا ياللي جبيلنا التهزيق أما نشوف آخرتها معاك
, جلس خالد وعمر متجاورين ليأتي نور يجلس أمامهم مكفهر الوجه تحدث علي مضض: خير يا باشا
, خالد بجد: استاذ نور أنا عارف اني غلطت لما شركت بنتك معايا في لعبتي وعارف كمان ان اسفي لا هيقدم ولا هياخر، أنا جايلك في موضوع تاني أنا طالب ايد تالا بنتك٣ نقطة
, قاطعه نور عندما هب يصيح بغضب: أنا بنتي مش هتبقي زوجة تانية يا حضرة الضابط.
,
, خالد بهدوء: أستاذ نور أنا طالب ايد تالا لعمر اخويا
, ضحك نور ساخرا: وطبعا عمر بيه مراته ولا خطيبته زعلانة منه وعايز بنتي لعبة عشان تصالحها مش كدة
, كاد خالد أن يتكلم عندما اوقفه عمر قائلا سريعا: استني يا خالد، ، نظر لنور هاتفا بجد: بص يا استاذ نور قسما ب**** كل حرف هقولهولك حقيقي ومستعد احلفلك علي المصحف.
,
, جلس نور مرة اخري ينظر له باهتمام فابتسم عمر بتوتر يهتف بارتباك: بص يا عمي أنا عندي عمر السويسي عندي 25 سنة خريج كلية هندسة لسه متخرج السنة دي، بصراحة ومن غير كدب أنا بني آدم صايع وفاشل هوايته الوحيدة السهر والجري ورا البنات، دا قبل ما اقابل بنتك لما شوفتها حاولت افتح معاها كلام زي ما بعمل مع كل بنت بقابلها مسحت بكرامتي الأرض.
,
, ابتسم نور بإعجاب علي ردة فعل ابنته ليكمل عمر بابتسامة عاشقة؛ من ساعتها وهي ما بتفرقش بالي بفكر فيها ليل ونهار اتعلقت بيها وبصراحة حبتها وكنت هموت لما شوفتها جنب اخويا في الكوشة، عمي أنا بحبها ومستعد اديك اي حاجة تضمنلك حسن نيتي وصدق كلامي حتي لو طلبت مني اني اكتبلك شيكات بأي مبلغ أنت عايزه أهم حاجة عندي أنك تصدق اني بحبها و**** بحبها وعايز بس فرصة اثبت حسن نيتي.
,
, نور بهدوء: كل دا كلام كويس، بس إنت ما فكرتش في كلام الناس هيقولوا عن بنتي ايه لما يلقوها خطوبتها اتفسخت من أخوك عشان تتخطبلك أنت
, رد خالد بثقة وهو يضع قدما فوق أخري: ما تقلقش من الناحية دي اللي هيجيب سيرة بنتك بكلمة واحدة هقطعله لسانه.
,
, دخلت تالا في تلك اللحظة، نظر والدها لها باستفهام كاد أن يتحدث عندما بادرته بقولها: أنا سمعت كل حاجة يا بابا، أنا آسفة اني كنت بسمعكوا
, جلست بجانب والدها تنظر لهم بهدوء تحدثت بعد صمت قصير: أنا مش ندمانة عشان ساعدتك يا استاذ خالد ولو رجع بيا الزمن هعمل كدة تاني ومن غير تردد، ثم نظرت ناحية عمر تهتف بجد، بس مش سهل اني اصدقك يا عمر انت٣ نقطة
,
, قاطعها خالد بجد: بصي يا تالا، اللعبة اللي احنا عملناها أنا وانتي ما اذتنيش أنا في اي حاجة قد ما اذتك انتي لو سلمتي من كلام الناس مش هتسلمي من نظراتهم هتحسي أن كل نظرة بتدبح فيكي، أنا ما بقولكيش حبي عمر واتجوزيه دلوقتي أنا بقول نديله مهلة شهر مثلا و**** اثبت صدق كلامه وحسن نيته وأنه خلاص مشي علي الصراط المستقيم نعمل حفلة خطوبة مش جواز خطوبة بس والمدة اللي انتي عايزاها قدر يقنعك فيها أنه فعلا بيحبك وانتي حبيته نتوكل علي **** ونكتب الكتاب حصل العكس ارميله الدبلة في وشه، غلطت أنا كدة يا استاذ نور.
,
, هز نور رأسه نفيا بهدوء أردف: عداك العيب يا باشا
, نظر خالد لتالا باهتمام يسألها: ايه رأي عروستنا
, ظلت تالا صامتة لا تعرف ماذا تقول كلامه مقنع جدا ولكنها مع ذلك تشعر بالحيرة فاقت علي قول خالد يهتف بابتسامة واسعة: السكوت علامة الرضا يبقي نقرا الفاتحة عهد علي الكلام اللي احنا قولناه دا
, رفع عمر يديه سريعا يقرأ الفاتحة بلهفة، ضحك خالد عليه في نفسه ليرفع يده هو الآخر هو ونور وتالا.
,
, خالد ضاحكا بمرح: اول مرة اشوف واحد راح يخطب الساعة 7 الصبح
, عمر بسهتنة وهو ينظر لتالا: اصلي أنا بحبها اوي اوي يا خالد
, فرت تالا لغرفتها من الخجل بينما
, حمحم نور بضيق: أنت يا ابني ما يصحش اللي بتقوله دا
, لكزه خالد بضيق ينظر له بتوعد، لينظر لنور هاتفا بابتسامة صفراء: معلش أصله مدب، نستأذن احنا بقي واسفين للازعاج اللي حصل
, ابتسم نور بطيبة: لاء ابدا ما فيش حاجة، طب اقعدوا افطروا معانا.
,
, أعتذر خالد بابتسامة صغيرة: مرة تانية بإذن **** عن اذنك
, Back
, وقف بعيدا يراقب اخيه وهو ينظر لمخطوبته بعشق وابتسامة سعيدة تشق وجهه خلال المدة الماضية أن يثبت صدق كلامه ليس فقط لمدة شهر فتالا رفضت تماما أن يقام حفل خطبتهما حتي تنهي عامها الدراسي
, انتبه الي صوت منظم الحفل وهو يدعو الجميع لساحة الرقص
, علي طاولة لينا
, جاء يوسف بابتسامته المرحة: مسا مسا علي الناس الكويسة.
,
, اتجه ناحية ساندرا يجذب يدها هاتفا بابتسامة مرحة؛ معلش هاخد مراتي حبيبتي نرقص
, دقائق وجاء محمد يأخذ رانيا للرقص فاستوقفته لينا: محمد ممكن تناديلي خالد
, سألها باهتمام: انتي كويسة
, هزت رأسها ايجابا بابتسامة مقتضبة
, اخبر خالد بأن لينا تريده ثم اتجه بصحبة زوجته الي ساحة الرقص
, بخطي واسعة سريعة اتجه ناحية طاولتها يسألها بلهفة: انتي كويسة حاجة وجعاكي
, هزت رأسها نفيا بهدوء؛ أنا عايزة ارقص
, هتف بسخط: ت، ايه يا اختي.
,
, قطبت جبينها بضيق؛ ارقص يا خالد ارقص
, اشار الي بطنها المنتفخ يهتف بتهكم: بمنظرك دا
, انكمشت خلجاتها بألم من كلامته الساخرة لتردف بحزن: منظري دا اللي شايل بنتك يا خالد باشا
, نظر لها بندم يعلم أن كلامته قاسية وهو كان يقصدها حمقاء تظن أنه خائف علي ابنته أكتر منها لازالت كلمات تلك الطبيبة عالقة في رأسه.
,
, « خالد باشا حياة الأم في خطر أكتر من حياة الجنين خصوصا أن بنيتها اصلا ضعيفة جدا والجنين بيتغذي منها يعني ممكن في اي لحظة يجيلها هبوط حاد في الدورة الدموية وبعد الشر يعني قلبها يوقف »
, نظر لها هاتفا بحزم: أنا خارج اشم هوا برة وزي ما قولتلك ما تتحركيش من مكانك.
,
, رحل قبل أن يحصل منها علي إجابة حتي وقف في تلك الحديقة الكبيرة امام قاعة الزفاف يتنهد بتعب اخرج احدي سجائره الفاخرة من علبته ليبدأ في تدخينها بشراهة حينما سمع صوت يهتف خلفه بسعادة: خالد
, نظر ناحية الصوت ليرفع حاجبيه بدهشة: جودي.
,
, في داخل القاعة، في ساحة الرقص
, بدأ كل زوجين بالتمايل علي أنغام الموسيقي الهادئة كلا في عالمه الخاص عرفنا حكايتي عمر وتالا وعلي ولبنى تبقي فارس وياسمينته
, اقترب كاميرا حكاياتنا منهم لنجد ذلك الفارس ينظر لزهرته بابتسامة عاشقة
, بينما تتهرب هي بنظرها بعيدا خجلا، امسك ذقنها برفق بين سبابته وابهامه يدير وجهها ناحيته ليجعلها تنظر له
, هتف بابتسامة واسعة؛ بحبك يا زهرة الياسمين.
,
, صمتت للحظات خجلا لترد بصوت خفيض خجول مرتجف: وأنا كمان بحبك يا فارس أحلامي
, نظر لها فارس بوله ليردف بخبث ؛ طب اخرسي بقي لحد ما نكتب الكتاب
, اتسعت عينيها بخجل من تلميحاته الغير بريئة بالمرة لتلكزه في كتفه بضيق لتسمعه يضحك بمرح علي خجلها.
,
, Flash back
, جلست علي مكتبها الصغير في مكتب الترجمة التي تعمل فيه، تصب جام اهتمامها علي الكتاب الذي أمامها لتشرد رغما عنها في ذكري قديمة حدثت في نفس المكان منذ اكثر من عام
, «كانت منكبة علي الكتاب الذي امامها لتنهي ترجمته سريعا عندما سمعت صوته يهتف
, أنور بمرح: مسا مسا يا ياسمين
, رفعت نظرها تنظر له مبتسمة: مساء النور يا أنور.
,
, أنور بضيق مصطنع: يا بنتي لاغيني اقولك مسا مسا يا ياسمين تقوليلي مسا مسا يا أنور، يلا بقي مسا مسا يا ياسمين
, ياسمين ضاحكة: مسا مسا يا أنور
, أنور: خلصتي ولا لسه
, ياسمين مبتسمة: آه خلصت هنروح نشوف الانترية
, أنور: هنتغدي الاول وبعد كدة هنروح نشوفه اشطات
, ياسمين ضاحكة: مربات »
, فاقت من شرودها علي تلك الدمعة اليتيمة التي تحررت من عينيها تنعي ذكرياتها الحزينة.
,
, تحاول أن تتنسي ما فعله بها صباحا بالانشغال في عملها الخروج مع صديقاتها، ولكن حينما يأتي الليل وتأوي الي فراشها تري أمامها كل ما فعله بها كفيلم قصير بطئ العرض
, هزت رأسها نفيا بعنف تمسح دموعها بقوة التقطت حقيبتها مقررة الذهاب الي منزلها، خرجت من عملها متجهه الي سيارتها لتسمع صوتا ينادي عليها سريعا: ياسمين قصدي استاذة ياسمين
, نظرت خلفها لتقطب جبينها بدهشة: فارس، احم قصدي استاذ فارس خير حضرتك.
,
, وقف فارس أمامها مبتسما بتوتر: ممكن نروح نقعد في اي كافية عايز اتكلم معاكي كلمتين
, كادت أن تعترض عندما هتف سريعا ؛ قبل ما ترفضي أنا و**** متصل بعمي محمود وبخالد اخوكي مستأذنهم مش أنا اللي اخرج مع واحدة من ورا اهلها لو مش مصدقاني تقدري تتصلي بوالدك او اخوكي تسأليهم
, هزت رأسها ايجابا بابتسامة صغيرة؛ مصدقاك
, اشار ناحية سيارته: طب اتفضلي معايا
, نظرت ناحية سيارتها تسألها: بس عربيتي
, فارس: هرجعك عندها تاني.
,
, مشت خلفه الي سيارته، استقل مقعد القيادة وهي بجانبه والصمت ثالثهما الي أن وصلا الي ذلك المقهي اوقف فارس السيارة
, فارس مبتسما: اتفضلي
, نزلت من السيارة تمشي بجانبه تفرك يديها تفكر تري ماذا يريد منها
, وصلا الي احدي الطاولات ليسحب لها فارس الكرسي لتشكره بابتسامة صغيرة متوترة ومن ثم جلست علي الكرسي ليجلس علي الكرسي أمامها سريعا
, فارس مبتسما: تشربي ايه؟
,
, ياسمين: لا أبدا ولا حاجة، أنا بس عايز اعرف حضرتك عايزني في ايه
, اشار فارس إلي النادل الذي جاء علي الفور
, فارس: اتنين فراولة
, اخذ النادل الطلب ورحل ليلتفت فارس الي ياسمين حمحم بارتباك ليردف بهدوء: بصي يا أستاذة ياسمين أنا بني ضُهري بخش في الموضوع علي طول، اخذ نفسا عميقا، يكمل بابتسامة صغيرة أنا اسمي فارس راشد الشريف عندي 32 سنة مهندس زراعي بشتغل مع والدي في الأرض بتاعتنا
, مطلق و٣ نقطة
,
, قاطعته ياسمين باستفهام؛ أستاذ فارس أنا مالي بكل دا
, فارس مبتسما بتوتر؛ بصراحة أنا معجب بحضرتك وعايز اتجوزك
, عقدت جبينها باستغراب: اشمعنا أنا وأنت عارف يعني أن أنا مطل٣ نقطة
, قاطعها فارس ببساطة: طب ما أنا مطلق تجاربنا اللي فاتت فشلت واللي كان كان ما ينفعش نوقف حياتنا علي تجربة مرت
, اشاحت بنظرها بعيدا تهتف بمرارة: مش كل التجارب بتمر بالبساطة دي في تجارب بتكوي الروح بيفضل جرحها حي.
,
, فارس بجد: عشان احنا عايزينه حي يا ياسمين صدقيني الموضوع في ايديكي تدفني نفسك وروحك في ماضي تجربة عدت او تحفري بايدينا نقف تخرجي روحك فيه للنور ادي قلبك فرصة يا ياسمين
, بلعت ريقها بتوتر تهمس بصوت مرتجف: مش هستحمل يتكسر تاني
, فارس بجد: اقسملك بربي اللي خلق الكون إني عمري ما هظملك ولا هجرحك وهحافظ علي قلبك اغلي من حياتي لو قررتي تسلمهولي
, انا كل اللي طالبة منك ركعتين استخارة.
,
, اخرج كرت صغير من جيبه ووضعه أمامها علي الطاولة هاتفا بجد: دا الكارت بتاعي لو طلعت النتيجة لصالحي إن شاء **** رنة واحدة وأنا هتصل بوالدك واجيب اهلي ونيجي نتقدملك لو كان لاء فاوعدك انك مش هتشوفيني تاني ابدا
, مدت يدها بارتباك تلتقط الكارت تقبض عليه بقوة لتسمعه يهتف بحنو: ادي نفسك فرصة يا ياسمين عشانك انتي.
,
, هزت رأسها ايجابا بابتسامة متوترة، حينما عادت لمنزلها ليلا وقفت بين يدي بارئها تخبره بكل ما يجيش في ثنايا روحها المشتتة
, لتخلد بعدها للنوم، حينما استيقظت صباحا وجدت نفسها تشعر براحة كبيرة ما أن مر اسمه فقط في بالها، هزت رأسها نفيا بعنف
, ياسمين: لاء مش حقيقي أنا اكيد بيتهيئلي، أنا هصلي استخارة تاني النهاردة.
,
, ويوم يليه الآخر وهي لا تنفك عن اداء تلك الصلاة كل يوم لمدة أسبوع والنتيجة دائما لصالحه، في صباح ذلك اليوم فتحت حقيبة يدها التقطت ذلك الكارت الصغير ابتسمت ما أن رأت اسمه كتبت رقمه علي هاتفها لترسل له رسالة بها جملة واحدة ( أنا موافقة )
, لم يمر فقط ساعتين لتجد والدها يخبرها ان فارس حادثه وأنه سيأتي مساءا بصحبة والده
, ليقوما بخطبتها
, مساءا في غرفة الصالون في منزل محمود السويسي.
,
, جلس فارس ومعه والده راشد بصحبة محمود وخالد
, محمود مبتسما: منورنا و****
, راشد مبتسما: دا نورك يا استاذ محمود بص يا استاذ محمود بصراحة اكدة ومن غير مقدمات احنا جايين طالبين يد بنتكوا لولدي فارس
, محمود بود: دا شئ يشرفنا و**** يا حج راشد بس إنت عارف أهم حاجة رأي العروسة دي الأصول
, راشد: عداك العيب يا حج محمود ما حدش يزعل من الاصول واصل.
,
, اشار محمود لخالد بعينيه ليهز الاخير رأسه إيجابا ليقم من مكانه متجها الي خارج الغرفة الي حيث تقبع اخته تقطم أظافرها بتوتر
, خالد مبتسما: يلا يا سيما
, هزت رأسها نفيا بتوتر: لا لا بلاش يا خالد أنا مش عايزة اتجوز خلاص و**** مش عايزة.
,
, امسك كتفيها برفق يهتف بحزم ؛ ياسمين بصيلي يا ماما فارس مش أنور أنا واثق في فارس عارف أنه راجل جدع وابن حلال، اللي حصلك مع أنور مش هيتكرر لو فارس فكر بس مجرد تفكير انه يأذيكي هقتله وإن شاء **** تقوم حرب ددمم بين العيلتين، تعالي يا حبيبتي وخليكي متأكدة طول ما اخوكي في ضهرك ما فيش اي حاجة في الدنيا هتقدر تأذيكي
, عانقته بامتنان: **** يخليك ليا يا خالد.
,
, قبل جبينها بحنان: ويخليكي ليا يا حبيبتي، يلا بقي ندخل اتأخرنا علي الناس
, ابتعدت عنه تقبض علي كف يده ليشد علي يدها برفق متجها بها الي غرفة الصالون جلس علي احد الارائك واجلسها بجانبه
, هتف بابتسامة واسعة: اهي العروسة المكسوفة جت اهي
, محمود برفق: سيما فارس طلب ايدك ايه رأيك يا حبيبتي، واخدة قرارك ولا محتاجة وقت تفكري
, همست بصوت خفيض بالكاد سمعه خالد الجالس بجانبها: أنا موافقة.
,
, ابتسم بخبث ليردف بدهشة مصطنعة؛ معقولة يا سيما مش موافقة
, شخصت عينيها بصدمة لتهتف سريعا بصوت عالي: لاء أنا موافقة
, ضحك بخبث بينما تخضبت وجنتيها بالدماء من شدة خجلها نظرت ارضا سريعا تعض علي شفتيها بخجل تشتم اخيها في نفسها
, بينما تهللت اسارير فارس بسعادة ليهتف سريعا: حيث كدة بقي أنا عندي طلب
, محمود: اتفضل يا ابني
, فارس مبتسما بتوتر؛ احنا ممكن نكتب الكتاب مع الشبكة.
,
, نظر خالد ومحمود لبعضهما البعض نظرات ذات مغزي ليهزا رأسهما إيجابا سويا في نفس اللحظة
, محمود مبتسما: موافق
, راشد: حيث اكدة شوفوا الميعاد اللي يناسبكوا
, خالد بجد: والولد عمر وعلي اتفقوا انهم يعملوا خطوبتهم الاتنين مع بعض بعد شهر ممكن نعملها معاهم لو ما عندكوش مانع
, هز فارس رأسه إيجابا سريعا؛ آه طبعا ما فيش مشكلة
, فتح خالد فمه ليتحدث حين قاطعه صوت رنين هاتفه اخرجه من جيب حلته ليتعذر بابتسامة صغيرة: ثانية واحدة.
,
, فتح الخط: الو يا حبيبتي، لاء مش هتأخر بإذن ****، ساعة زمن وهبقي قدامك، حاضر هجبلك وأنا جاي٣ نقطة
, هتف بسخط: نعم يا اختي وانا اعملها ازاي دي إن شاء ****، يعني ايه يا لينا عايزة بطيخة بس مش مسكرة اوي وانا هعرفها منين، طب خلاص أنا هتصرف، سلام يا حبيبتي
, اغلق الخط يتنهد بتعب: هتجنني بتتوحم لحد الثامن
, راشد مبتسما: صحيح كيفها في الحمل
, ابتسم بتعب: مجنناني و**** يا عمي
, راشد ؛ **** يقومهالك بالسلامة يا ولدي.
,
, خالد: آمين يا رب، يبقي تمام احنا كدة اتفقنا إن شاء **** بعد شهر هنعمل شبكة وكتب كتاب
, لينظر ناحية فارس بجد: معلش بس أنا عندي كلمتين ليك يا فارس، أنا ما عنديش اغلي من ياسمين دي بنتي مش اختي فعشان نبقي علي نور لو فكرت تزعلها هقتلك وأنا ما بهزرش، مش هسمحلك تجرح قلب اختي اظن واضح
, فارس بثقة: مش محتاج تهدد يا خالد انا اوعدك اني هحافظ علي اختك واعاملها بما يرضي ****
, محمود: يبقي نقرا الفاتحة.
,
, رفع الجميع أيديهم يقرأون الفاتحة وعيني فارس معلقة بعيني ياسمين ينظر لها بشغف
, Back
, فاقت من شرودها علي جملة فارس يهتف بدهشة: الحقي بصي اخوكي داخل بايه
, نظرت ياسمين الي ما يشير فارس لتشخص عينيها بدهشة: مين دي
, فارس: البت دي أنا شوفتها معاه مرة في المول
, بس هي بتعمل ايه هنا
, عند خالد وجودي
, وقفت أمامه في ساحة الرقص تطوق رقبته بيديها بينما يلف ذراعيه حول خصرها
, جودي مبتسمة بخبث: وينها مرتك.
,
, رد لها الابتسامة يردف بمكر: قاعدة علي الترابيزة اللي في وشنا
, جودي: اهااا عشان هيك إنت عم ترقص معي حتي تغار عليك
, غمز لها بخبث: يا فهماني انتي
, ضحكت جودي بدلال متعمدة أن ترفع صوتها
, بينما علي طاولتها جزت لينا علي أسنانها بغيظ نظرت لوالده تهتف من بين أسنانها بغيظ: شايف ابنك يا عمي
, جاسم بإعجاب؛ صاااااروخ
, لكزته فريدة في كتفه بحنق: عجبتك أوي يا جاسم بيه.
,
, تدارك جاسم نفسه سريعا يهتف بابتسامة واسعة؛ هي مين دي قصدك علي البت دي، لالالا خالص هي يعني عشان شعرها اصفر وعينيها خضرا وشبه أليسا أنها عجباني لاء خالص
, لينا بغيظ: بابا لو سمحت قوم ارقص معايا
, جاسم مبتسما؛ اوي اوي تعالي يا حبيبتي
, قامت لينا بصحبة جاسم الي ساحة الرقص
, تنظر لخالد الذي يضحك مع تلك الجودي
, بحنق
, جودي: الحق مرتك عم ترقص مع زلمة اكتير حلو
, نظر سريعا خلفه ليزفر براحة: دا ابوها.
,
, عاد ينظر لها مرة اخري: صحيح انتي بتعملي ايه هنا
, جودي مبتسمة بدلال: زفاف رفيقتي، بس أنا اكتير سعيدة اني شوفتك هون
, خالد بجد: جودي احنا صحاب وبس انتي عارفة أنا بحب مراتي
, لوت شفتيها بضيق: ايه بعرف
, تركها خالد واتجه ناحية جاسم ربط علي كتفه هاتفا بابتسامة خبيثة: مراتي ممكن ارقص معاها
, تعمد أن يذكر كلمة ( مراتي) في بداية الجملة حتي يغيظ جاسم، ترك جاسم لينا ليجد تلك الصاروخ تقترب منه وتهتف بدلال: فيك ترقص معي.
,
, عند خالد ولينا
, خالد: هو أنا مش قولتلك ما تقوميش من علي الكرسي، اااه
, ضم شفتيه يمنع صرخته من الخروج حينما داست تلك الخبيثة بكعب حذائها القصير علي قدمه، نظر لها بتوعد لتبتسم بتشفي: عشان تحرم تحضن في ست مسهوكة بتاعتك
, ابتسم بخبث: بتغيري با بيضة
, جذبته من رابطة عنقه ليدني رأسه حتي أصبح وجهه أمام وجهها مباشرة تهتف بتملك يعرفه جيدا ؛ إنت بتاعي أنا لوحدي
, غمز لها بوقاحة: أحبك وأنت غيران.
,
, انتهت الرقصة ليعود كل عروسين لمكانهما، وترحل جودي عائدة الي زفاف صديقتها
, تم عقد قران فارس وياسمين فقط
, في نهاية الحفل وقفوا جميعا متجاورين ليلتقط لهم المصور صورة جماعية تضم كل من في الحفل خالد يحمل لينا التي تنظر له بغيظ من أفعاله المجنونة وفارس يلف ذراعه حول كتف ياسمينته، أما علي فينظر لمجنونته بابتسامة واسعة بلهاء وعمر وتالا يضحكان بسعادة.
,
, علي صعيد آخر بينما كانت الضحكات السعيدة تملأ هذا المكان في مكان آخر علي ذلك الفراش القديم فتحت تلك الفتاة عينيها بصعوبة تنظر للنائم جوارها بكره شديد لململت ملابسها الممزقة تداري بها جسدها المنتهك لتتجه ناحية شرفة تلك الغرفة بخطي مضطربة مرتجفة سقطت ارضا جوار تلك الشرفة تبكي بصوت مكتوم حتي لا يسمعها: يااااااارب ارحمني بقي يا رب يااااارب.

الجزء الثاني

بعد عدة أيام، لم تكن هناك احداث مهمة تذكر حياة هادئة لطيفة
, كانت جالسة علي فراشها الوثير في منزلهم تمد قدميها المتورمتين أمامها، تنظر له باستفهام منذ مكالمة صديقة وهو يتحرك هنا وهناك علي عجل
, وجدته يتجه ناحية دولاب ملابسه يخرج منه حلته العسكرية السوداء، ينظفها من الغبار فهو نادارا ما يرتديها
, سألته بتعجب: اول مرة تلبس رسمي أنت دايما بتروح كاجول.
,
, رأت لمعة الحزن التي اضيئت في عينيه هتف بابتسامة حزينة: النهاردة هيكرموا روح الشهيد زيدان الحديدي
, عضت على شفتيها باحراج تهمس بصوت منخفض؛ **** يرحمه، أنا آسفة.
,
, وضع ما في يده علي طرف الفراش ليتجه ناحيته جاثيا علي ركبتيه بجانب فراشها اخرج زفيرا طويلا يحمل ما في صدره من هموم ليهتف بألم: وحشني اوي يا لينا زيدان ما كنش بس صاحبي دا كان أكتر من اخويا مات بين ايديا مات وهو ييقولي ما تعيطش ياض ما احنا مسيرنا هنتقابل تاني وساعتها مش هتخلص مني ابدا
, مدت كف يدها تمسح دموعه برفق تهمس بحزن: **** يرحمه ويخليك ليا.
,
, القي رأسه بين ذراعيها لتضم رأسه بحنان تمسد علي شعره برفق، سمعته بهتف بنبرة متحشرجة باكية: الموت خد مني اعز الناس يا لينا أنا عارف اني قاسي عليكي بس أنا و**** خايف عليكي مش هستحمل اخسرك انتي كمان
, هتفت بمرح لتهدأ تلك الحدة السائدة: خلاص بقي و**** هعيط أنا كمان وأنت عارفني لما بعيط ما بسكتش.
,
, ضحك رغما عنه ليبتعد عنها لاثما جبينها بحنان ليلتقط تلك الحلة شرع في خلع ملابسه لتصرخ فيه بخجل بعد أن اخفت وجهها بين كفيها: أنت بتعمل ايه!
, بلع ضحكته بصعوبة ليردف ببراءة مصطنعة: بغير هدومي!
, صرخت بخجل: في الحمام يا بابا مش هنا، قليل الأدب.
,
, ضحك عاليا بخبث ليلتقط حلته متجها الي المرحاض تتبعه ضحكاته الخبيثة المرحة ابعدت يديها ببطئ عن وجهها تتأكد أنه ليس في الغرفة تنفست الصعداء حينما وجدت الغرفة فارغة لتبتسم ببلاهة تتمتم بصوت منخفض: وقح
, اندثرت ابتسامتها حينما وجدته يخرج من المرحاض بعدما بدل ملابسه ذاهبا الي مرآه الزينة يسرح شعره
, سألته بدهشة: معلش أنا عندي سؤال
, رد بهدوء: اسألي يا حبيبتي
, اشارت الي ما يرتدي بذهول: هو إنت هتخرج كدا!
,
, هز رأسه إيجابا دون كلام لتصرخ فجاءة: نعممممم يا اخويا هتخرج بالمنظر دا
, نظر الي نفسه بدهشة ليسألها: مالوا منظري البدلة فيها حاجة غلط
, لينا صارخة بغيظ: عاااااا ما تغظنيش يا ابن السويسي، بقولك ايه أنت مش هتخرج طول ما أنت عامل فيها توم كروز كدا في نفسك
, ضحك عاليا بمرح ليردف من بين ضحكاته: يا شيخة خضتيني افتكرت في مشكلة
, جزت علي أسنانها بغيظ: خالد أنا مش بهزر مش هتخرج من البيت باللبس دا.
,
, تجهمت ملامحه فجاءة ليهتف بحدة: لينا، مش أنا اللي الراجل اللي مراته تمشي كلمتها عليه مش عشان مدلعك تسوقي فيها
, تقوس فهما بحزن حسنا هي الآن علي وشك البكاء، تنهد بضيق ليتجه ناحيتها جلس أمامها هاتفا برفق: يا لينا يا حبيبتي في حفلة تكريم في الإدارة لازم ابقي رايح لابس رسمي.
,
, نظرت له بأعين متسعة ببراءة تسبل عينيها بدلال يعرف تلك النظرة جيدا ليهتف بجد: انسي يا ماما مش هخدك معايا، كفاية تنطيط بقي أنا كنت حاطط ايدي علي قلبي يوم الخطوبة
, امسك ذراعه تهتف برجاء به بعض الدلال: عشان خاطري يا خالد عشان خاطري عشان خاطري، أنا و**** كويسة خالص
, نزع ذراعها من يدها متجها الي مرآه الزينة يمشط شعره هاتفا بجد: لاء يعني لاء
, هتفت برجاء: و**** أنا كويسة دا حتى أول يوم ما احسش فيه بتعب.
,
, تحدث بقلق: يا خوفي ليكون دا الهدوء اللذي يسبق العاصفة
, ربعت ذراعيها بضيق: علي فكرة انت بتتلكك عايز تفهمني أن أصحابك مش واخدين مراتتهم معاهم
, زفر بضيق ليتحدث بحدة: أنا مالي ومالهم واخدين ولا مش واخدين كل واحد حر فاسكتي بقي وبطلي زن عشان مش هاخدك يعني مش هاخدك
, ابتسمت بخبث مقررة استعمال آخر سلاح معها، لتهتف سريعا بغباء: طب يا رب اموت لو ما خدتني معاك.
,
, التفت إليها، عينيه حمراء مشتعلة علي وشك الانفجار من شدة غضبه صدره يعلو ويهبط بسرعة تشعر بانفاسه اللاهبة تلفح جسدها وهو مازال يقف مكانه، بلعت ريقها بخوف تعرف أنها حمقاء لقولها تلك الجملة
, اتسعت عينيها بفزع حينما وجدته يتقدم منه نظرة عينيه لا تبشر بالخير أبدا، تهدجت أنفاسها خوفا حينما جلس أمامها مباشرة
, هتف من بين أسنانه بهدوء مرعب: أنا قولت ايه قبل كدة
, تحدثت بصوت مرتجف من الخوف: ما اجبش سيرة الموت ابدا.
,
, صاح غاضبا وهو يقبض علي يده يشد عليها بغيظ: واللي الهانم قالته دا اسمه ايه
, انتفضت للخلف بخوف دقات قلبها تصم اذنيها بلعت ريقها الجاف تهمس بخوف: ااااا، ااانا آسفة ممش هقول كدة تاني
, ابتسم بشر: ما فيش تاني عشان المرة الجاية اللي هتفكري تقولي فيها الكلام دا هقطعلك لسانك، اظن واضح
, هزت رأسها ايجابا سريعا ليهتف بضيق: قومي يلا البسي.
,
, قام متجها الي خارج الغرفة صافعا الباب خلفه بحدة لتتنهد براحة واضعة يدها علي بروز بطنها هاتفة بامتنان: لولاكي كان ابوكي اداني علقة محترمة اما اقوم البس بسرعة
, ارتدت فستان ازرق فاتح واسع وحذاء ابيض ارضي و**** يجمع ما بين اللونين دون مكياج حتى لا يثور مرة اخري يكفي ما فعلته لليوم، بعد عدة دقائق كانت تجلس علي الكرسي بجانبه في سيارته
, لينا بدلال: لووودي.
,
, هتف بضيق: بقولك ايه انتي تخرسي خالص أنا مش طايق اسمع صوتك لولا اللي في بطنك كنت اديتك بوكس ولدك
, مطت شفتيها بضيق مصطنع تهتف بدلال: مش ههون عليك، وبعدين علي فكرة دي هرمونات الحمل والمفروض تستحملني.
,
, اوقف سيارته فجاءة يصيح بغيظ: دا أنا طلع عين اهلي تسع تشهر مع هرمونات الحمل بتصحيني كل يوم في عز النوم عايزة قصب يا خالد عايزة رومان يا خالد، فاكرة لما قولتيلي عايزة رنجة يا خالد وكل دا وما اعترضتش لكن اللي بتعمليه دا قلة أدب ودلع
, عقدت ذراعيها بلامبلاة تهتف: هو فاضل كتير علي ما نوصل
, هز رأسه نفيا بيأس، مجنونة بلهاء غبية ولكنه يعشقها!
, اعاد تشغيل سيارته يهتف علي مضض: قدامنا ساعة وزيادة لسه الطريق طويل.
,
, هتفت بحماس وهي تخرج هاتفها من حقيبتها: حلو اتفرج علي المسلسل علي ما نوصل
, فتحت هاتفها وبدأت تشاهد ذلك المسلسل بهيام شديد، تنتهد بوله كلما ظهر البطل
, لينا بهيام: هيييييييح
, شخصت عينيه بدهشة يردد بذهول: هيييح، انتي بتتفرجي علي ايه
, لينا بهيام: علي بوراك
, جز علي أسنانه بغيظ: بوراك تاني يفرق عني ايه الواد دا علي رأي الكبير ها يفرق عني ايه، عينيه بني الحمد لله عينيا بني، عنده دقن.
,
, عندي دقن عنده عضلات عندي عضلات واضعافه يفرق عني ايه بقي
, لينا بهيام: كفاية انه تركي
, خالد بغيظ: ومالي المصري ما تشجعي صناعة بلدك بلاش عقدة الخواجة
, هزت رأسها نفيا بخبث: لاء بردوا ما فيش زي بوراك
, رمقها بنظرات غاضبة مشتعلة يتمتم بغيظ: ادي آخرة اللي يعمل لمراته باقة و**** لالغيها يا جزمة.
,
, ادرار محرك السيارة منطلقا الي وجهته يغني بحماس: هيوقفوك هيحاولوا يياسوك و يحبطوك و يكسروك، خليك دايما جامد، جرب حاول عاند، هايقطموك، و تملي يفشلوك و يبكتوك و يزهقوك، وما تزعلش دة عادي كله كلام ع الفاضي، لو غرقوك عوم لو وقعوك قوم صدقني في يوم، بعزيمة و ارادة تقف تاني كالعادة
, نظرت له بدهشة للحظات لتنفجر في الضحك حتى بكت من كثرة الضحك.
,
, لينا ضاحكة: و**** انت مسخرة، نظر لها بطرف عينيه ليشيح عينيه بغرور لتغلق هاتفها لفت وجهها ناحيته تهتف بابتسامة عاشقة: بحبك وبتفرج علي المسلسل دا بس عشان اغيظك بحب غيرتك عليا، اصل أنا بحبك أوي
, تنهد بهيام لينظر لها بشغف كاد أن يتحدث عندما صرخت بفزع: حاااسب يا خالد.
,
, التفت للطريق سريعا قابضا علي المقود لينحرف بالسيارة يمينا سريعا قبل أن تصطدم بالسيارة المعاكسة لها حمد لله استطاع أن يوقف السيارة علي جنب الطريق
, نظر لها بلهفة: انتي كويسة
, هزت رأسها ايجابا: الحمد لله، أنت كويس؟
, خالد: تمام الحمد لله
, نزل من السيارة ليجد سائق السيارة الاخري يقترب منه يصيح بحدة: مش تحاسب يا استاذ انت، ايه دا خالد باشا
, خالد مبتسما: دكتور عصام، انت كويس.
,
, عصام مبتسما بود: الحمد لله، كنت هتقلبنا يا راجل
, خالد بجد: معلش الحمد لله عدت لو عربيتك حصل فيها اي حاجة اي مستعد ادفعلك اي تعويض إنت عايزة
, عصام: لاء الحمد لله جت سليمة
, خالد: طب عن إذنك يا دكتور عصام عشان مستعجل
, عصام: آه طبعا اتفضل
, اتجه كل من خالد وعصام الي سيارتهم انطلق خالد الي وجهته، بينما عصام جلس في سيارته لتهتف سمية بخوف: الحمد لله جت سليمة دا أنا قلبي كان هيوقف من الخضة.
,
, عصام مبتسما: الحمد لله يا حبيبتي قدر ولطف.
,
, Flash back
, آخر ما توقفنا عنده هو دخول سمية في غيبوبة مجهولة المدي بعد زواجها من عصام ذلك العاشق التعيس اللذي احب لينا من طرف واحد، ولم يدرك قيمة ما في يده الا حينما شعر أنه ضاع منه في اللحظات التي كانت ترقد سمية امامه علي الفراش في المستشفي ساكنة بلا حراك شعر وقتها بأنه يقف داخل متاهة كبيرة فقد نورها المرشد له.
,
, شهر اثنين ثلاثة مروا وهي ترفض الدنيا ثلاثة اشهر لم يتحرك فيهم من جانبها ممسكا بيدها ليل نهار، يعتذر ويبكي يهمس بمئات من رسائل العشق، يرجوها أن تعود
, الي أن جاء ذلك اليوم كان نائما يضع رأسه علي حافة فراشها ممسكا بيدها يتمتم بمئات من كلمات الاعتذار وهو نائم ليشعر بيد ناعمة تغوص بين ثنايا شعره تربط عليه برفق
, فتح عينيه بلهفة ليجدها جالسة علي الفراش تنظر له بابتسامتها الدافئة
, ليهتف بلهفة: انتي هنا فعلا.
,
, هزت رأسها ايجابا بابتسامة دافئة لتجده يصفع نفسه بقوة: أنا مش بحلم انتي هنا فعلا، جذبها لصدره يضمها له بقوة يهتف بسعادة: انتي هنا فعلا، الحمد لله يا رب أنا آسف يا سمية و**** العظيم أنا بحبك، أنا حمار وغبي كنت هضيعك من ايدي انااا٣ نقطة
, قاطعته بحب: أنا كمان بحبك يا عصام كنت حاسة بيك وبكل كلمة بتقولها بس ما كنتش عارفة أرجع والحمد لله أهو رجعت ومسمحاك وبحبك.
,
, ضمها لصدره يتنهد براحة يحمد لله آلاف المرات أنها عادت اليه من جديد
, Back.
,
, فاق من شروده علي صوتها تهتف علي عجل؛ يلا يا عصام هنتأخر علي بابا وهيزعل لو اتأخرنا علي عزومة الغدا
, حرك رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة ليعيد تشغيل سيارته متجها الي منزل حماه العزيز.
,
, اخيرا وبعد طول انتظار وصل الي وجهته نزل من السيارة ليساعدها علي النزول متجها بها الي تلك القاعة الكبيرة التي سيقام فيها حفل التكريم، قابله صديقه علي باب القاعة
, محمد: ايه يا عم التأخير دا، أنا كنت لسه هتصل بيك
, خالد: اديني جيت أهو، هما بدأوا
, محمد سريعا؛ لا بس هيبدأوا دلوقتي يلا خش بسرعة
, جلس علي مقعده وسط الحضور ليجلسها بجانبه وبجانبهم محمد وزوجته.
,
, تعلقت عيني خالد بصورة زيدان التي علقت ووضع عليها شريط أسود ليمر في عقله تلك الضحكات السعيدة
, خالد ضاحكا: يلا يازيدان اجري
, محمد ضاحكا: الحرررررررية
, فتح خالد ذراعيه يهتف بسعادة: لاء أنا مش مصدق اخيرا خلصنا من المعجنة وخدنا اجازة
, زيدان ضاحكا: يا ابني اعقل أنت وهو شوية دي مناظر ظباط دي
, زيدان بقلق وهو يجوب الممر امام غرفة العمليات: هما طولوا جوا اوي كدة ليه، كل دا بتولد.
,
, خالد ضاحكا: ما هو ابن زيدان لازم يبقي رخم زيه
, زيدان بغيظ: اشوفك واقف وقفتي دي يا ابن السويسي
, خالد مبتسما بثقة: مش أنا يا بابا
, زيدان؛ بكرة نشوف مصيرها لينا ترجع وتتجوزوا وساعتها هتقف نفس وقفتي، بقولك ايه ياض إنت لو خلفت بنت هتجوزها لابني أنا بقولك أهو
, خالد مبتسما: بسم **** ما شاء ****، عيل رخم زي أبوه
, زيدان بخبث: بقي كدة طب و**** لاسميه خالد عشان يبقي خالد الرخم.
,
, خالد باكيا: زيدان هتبقي كويس خليك بس معايا
, زيدان مبتسما بشحوب: ما تعيطش ياض من امتي وحد فينا بيعيط ما احنا مسيرنا هنتقابل تاني وساعتها مش هتخلص مني ابدا
, خالد صارخا؛ اسعاف بسرعة
, زيدان بضعف: خلي بالك من خالد الصغير وما تنساش لو خلفت بنت هتبقي مرات ابني
, خالد باكيا: ما تقولش كدة انت هتعيش يا زيدان.
,
, زيدان مبتسما بشحوب: خلاص يا خالد كل واحد فينا عارف ليه ميعاده، هتوحشني يا صاحبي، أشهد أن لا إله الا **** واشهد ان سيدنا محمد رسول ****
, ليغمض بعدها عينيه ويسكن جسده تماما
, خالد صارخا: زيدااان
, انتفض في جلسته وصوت صراخه باسم صديقه يدوي في عقله
, لينا بقلق: خالد أنت كويس
, هز رأسه إيجابا وهو يشيح بوجهه حتى لا تري دموعه العالقة بعينيه
, بدأ حفل التكريم بالعديد من الاغاني الوطنية.
,
, ومن بعد ذلك كلمة فخر واعتزاز لروح الشهيد زيدان، وجائزة التكريم التي تسلمتها زوجته
, لينتهي الحفل، خرج الجميع وتبقي هو وقف أمام صورة صديقه ينظر لها بأعين دامعة ليرفع يده يؤدي له التحية
, خالد: هنتقابل يا صاحبي
, خرج من القاعة ليجد لينا تقف جوار رانيا زوجة محمد لتأتي وبجانبهم لوجين زوجة زيدان، التي ما أن رآها خالد اسرع يعانقها لتدفن الاخيرة رأسها في صدره تبكي بحرقة
, خالد بحزن: **** يرحمه يا حبيبتي.
,
, بينما تنظر لينا له بأعين شاخصة مذهولة، دني خالد علي ركبتيه يداعب خصلات شعر الصغير بحنان: عامل ايه يا زيزو
, زيدان الصغير: الحمد لله يا خالو
, خالد بحزم: اجمد كدة عيزينك بطل زي بابا
, زيدان الصغير بحماس؛ أنا لما اكبر هبقي ظابط زي بابا
, شعرت لينا بألم صرخ فجاءة في احشائها، اتسعت عينيها بفزع حينما شعرت بانفجار داخلها
, لينا صارخة بألم: الحقني يا خالد بووووولد.
,
, ركض سريعا ناحيتها حملها الي السيارة يركبها مسرعا، انطلق سريعا
, لينا صارخة: اااااااه مش قااااااادرة الحقني اااااااه يا ماااااماااااااا
, خالد بارتباك: اهدي، اهدي يا حبيبتي قربنا نوصل
, لينا صارخة: ما تقوليش يا حبيبتي يااااااااااا حيوووووواااااااان، رايح تحضن في مرات صاحبك يا قليل الادب ااااااااااااااه.
,
, خالد ضاحكا؛ انتي في ايه ولا في ايه وبعدين يا غبية لوجين مرات زيدان تبقي تؤام محمد وأنا وهي ومحمد اخوات في الرضاعة، يعني أنا كنت بحضن اختيييي يا ام دماغ شمال
, لينا صارخة: وكمان ليك عين تتكلم ااااااااااااه مش قادرة هموووووووووت منك لله يا ابن زينب حسبي **** ونعم الوكيل فييييييييك
, خالد بارتباك: اهدي خلاص و**** قربنا نوصل
, لينا صارخة: هو بمزاجي يا ابن الجزمة يا حيوااااان اااااااااه.
,
, اتسعت عينيه بصدمة: يا نهار ابوك أسود بتشتميني
, لينا صارخة: مش أنت السبب مش مسمحاك اااااه مش قاااااااااادرة
, استحمل
, خالد سريعا وهو يقف بالسيارة: وصلنا خلاص
, حملها سريعا بين ذراعيه دخل المستشفي يصرخ في الممرضين وهي تصرخ من الألم كانا ثنائي صراخ مشترك
, اخذها الممرضات منه الي غرفة العمليات سريعا، ليجد ممرضة تخرج سريعا: مين خالد
, خالد بلهفة: ايوة أنا
, الممرضة: طب اتفضل حضرتك معايا عشان هي تصرخ وتقول عايزة خالد.
,
, ذهب معها الي غرفة التعقيم ومن ثم غرفة العمليات
, لينا باكية: خالد ااااااااااااه
, هرول ناحيتها لتقبض علي كف يده بينما يمسد بيده الاخري علي رأسها هاتفا بحنان: أنا اهو، أنا أهو، اهدي، اهدي خالص
, لينا باكية: مش قادرة يا خالد اااااااااااه
, وقف بجانبها يهدئها، يمسح قطرات العرق عن جبينها لم يعترض حينما غرست اظافرها في لحم يده حتى انجرحت وبدأت قطرات دمائه تسيل فالمه لم يكن نقطة صغيرة في بحر ما تشعر به الآن.
,
, اخيرا توقفت صرخاتها لتظهر صرخات اخري صغيرة تقول بوضوح ها أنا قد أتيت
, ادمعت عيني خالد فرحا عندما وضعت الممرضة تلك القطعة الصغيرة بين ذراعيه، ضحك وبكي شعر بالسعادة والخوف وهو يحمل قطعة صغيرة منه بين ذراعيه، كان نفس الشعور اللذي شعر به حين حمل والدتها حينما كانت صغيرة ولكن شعوره الآن مضاعف
, اخذ الأطباء لينا لغرفة الافاقة بينما اخذ هو صغيرته يكبر في اذنيها بصوت منخفض عذب.
,
, ذهب مع الممرضة الي غرفة طبيبة الأطفال ليطمئن أن صحة صغيرته علي خير ما يرام عاد الي غرفتها ليجدها تحرك رأسها بألم
, تهمس باسمه، جلس بجانبها واضعا الصغيرة بين احضانها
, خالد مبتسما: حمد لله على السلامة
, ابتسمت بشحوب: **** يسلمك، نظرت للصغيرة النائمة تهتف بابتسامة دافئة: جميلة اوي يا خالد
, خالد مبتسما: طبعا طالعة لامها بس بنت الايه لو تفتح عينيها عايز اعرف لونهم ايه.
,
, ولم تكذب الصغيرة خبرا فتحت عينيها الصغيرتين تنظر لهما بدهشة للحظات لتبدأ في البكاء
, خالد بغيظ: ، خدت لون عينيا أنا، بنت الفقرية
, لينا مبتسمة: علي فكرة لون عينيها جميل كفاية أنها زي عينيك
, وفي لحظات امتلئت الغرفة بحشد غفير من الناس
, زينب بعتاب؛ كدة يا ابني ما تقولناش إن مراتك ولدت لولا محمد **** يستره اتصل بابوك وقاله
, خالد: و**** غصب عني كنت متوتر وملبوخ وحالتي حالة، الحمد لله أنها قامت بالسلامة.
,
, فريدة مبتسمة بسعادة: شوف يا جاسم عسولة خالص **** يخليهالكوا يا حبيبتي، صحيح انتوا هتسموها ايه
, خالد: لينا
, زينب: يا ابني ما كفاية لينا واحدة سميها اسم تاني
, حرك رأسه نفيا باصرار: معلش يا جماعة أنا مصر علي الاسم
, زينب؛ اللي تشوفه يا ابني
, بعد يوم طويل رحل الجميع كلا الي منزله، خرجت لوجين من المستشفي بصحبة زيدان الصغير ركبت سيارتها متجهه الي منزل والدها لتجد سيارة تسد عليها الطريق.
,
, نزلت من سيارتها تنظر للفاعل بغضب لتجد رجل طويل القامة مفتول العضلات ذو نظرات حادة ثاقبة: لوجين رفعت محفوظ، ارملة المقدم زيدان الحديدي
, هزت رأسها ايجابا بدهشة ليمد الرجل يده ليصافحها مبتسما بخبث: معتز السروجي.
,
, وضع صغيرته النائمة في مهدها الصغير برفق وضع عليها الغطاء مقبلا جبينها بحنان
, ليعود الي فراش زوجته
, لينا مبتسمة: مبسوط
, ابتسم بسعادة: مبسوط دي كلمة قليلة علي اللي أنا حاسس بيه أنا طاير من الفرحة، **** يخليكي ليا يا حبيبتي
, وضعت رأسها علي صدره تهتف بسعادة؛ ويخليك ليا يا ابو لينا.
,
, في تلك الغرفة مرة أخري جلست تلك الفتاة في احد اركانها تضم ركبتيها لصدرها تبكي بألم، اثار تعزييب حمراء تغطي جسدها نظرت ناحية نافذة غرفتها تهتف باكية: يااااارب، ياااااارب ارحمني بقي يااااااارب.

الجزء الثالث

مر عام علي تلك الاحداث عام اختلف عن سابقه، تم زفاف كل من علي ولبني وفارس وياسمين التي تحمل الآن في شهرها الرابع
, اما عمر وتالا فرفضت تالا تماما الزواج قبل الإنتهاء من دراستها
, مسد علي خصلات شعرها الناعم برفق يهزها برفق هاتفا بصوت خفيض: لينا، لوليتا اصحي يا حبيبتي
, تململت في نومها بانزعاج فتحت عينيها ببطئ لتقابل وجهه المبتسم
, خالد مبتسما: صباح الخير.
,
, ابتسمت بتعب: صباح النور، ايه دا أنت لبست معلش يا خالد و**** ما قدرتش اقوم احضرلك هدومك لوليتا ما نامتش غير الفجر
, خالد برفق: ولا يهمك يا حبيبتي أنا نازل مش عايزة حاجة وأنا جاي
, هبت سريعا من علي الفراش تهتف سريعا: لاء استني احضرلك الفطار ما ينفعش تنزل من غير ما تاكل عشان علاجك
, كاد أن يتحدث عندما قاطعهم صوت بكاء الصغيرة هرولت لينا ناحية تختها الصغير تحملها برفق تهتف بسعادة: حبيبة ماما صحيت اهي.
,
, حملت الصغيرة بين ذراعيها ذاهبة بها الي خالد
, لينا مبتسمة: بابي اهو
, اتسعت ابتسامته وهو يأخذ الصغيرة منها قبلها علي جبينها هي ولينا
, خالد مبتسما بسعادة: صباح الفل علي احلي حوريتين في الدنيا
, لينا سريعا: خلي بالك منها علي ما احضر الفطار
, نزلت لينا الي اسفل بينما اخذ صغيرته يداعبها.
,
, في مكان اخر تحديدا في احدي مدن لندن الشهيرة، تقف تلك الفتاة ذات العينين السوداء الواسعة والشعر الأصفر القصير والملامح الأنثوية الخالصة، تضب حقيبتها وهي تتحدث في الهاتف
, مايا: هاي داد
, المتصل: وصلتي المطار ولا لسه
, مايا: نص ساعة دادي وهكون في المطار
, المتصل: ما تتأخريش يا حبيبتي انتي وحشتيني اوي
, مايا بضيق: بليز دادي استوب، هي انا الي بتسوق الطيارة
, المتصل: خلاص يا حبيبتي أنا آسف ما تزعليش نفسك.
,
, مايا: اوكي دادي، أنا هقفل دلوقتي باي دادي
, المتصل: مع السلامة يا حبيبتي
, انتهت تلك المتعجرفة الحسناء من ضب حقائبها ثم اخذتها واستقلت سيارة اجري متجهه الي المطار.
,
, عودة إلى فيلا خالد السويسي
, أعدت لينا الافطار سريعا وصعدت لأعلي مرة اخري
, فوجدت خالد مازال يداعب الصغيرة وهي تضحك وهو يضحك ايضا علي ضحكاتها البريئة
, وضعت يديها علي خصرها واردفت وقد عبست ملامحها بغيرة طفولية
, لينا بغيظ طفولي: **** **** يا سي خالد، الدلع كله لوليتا الصغيرة ولينا الكبيرة لاء
, ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه وهو ينظر إلى طفلته الأخرى.
,
, ذهب ناحيتها وهو يحمل طفلته على ذراعه واحاط كتفها بذراعه الاخر
, خالد مبتسما بحنان: انا كلي للينا الكبيرة
, ثم قبل جبينها وجبين ابنته
, خالد: **** يخليكوا ليا يا رب، امشي انا بقي عشان ما اتأخرش على الشغل
, لينا بحزم: لاء طبعا هتفطر الاول عشان العلاج يلا قدامي
, هز رأسه إيجابا كأنه فقط *** صغير نزل معها الي أسفل تناول بعض اللقيمات سريعا ليتجه لعمله مسرعا حتى لا يتأخر.
,
, في الادارة ( في مكتب اللواء رفعت )
, دق محمد الباب ودخل
, محمد وهو يؤدي التحية العسكرية: صباح الخير يا افندم
, رفعت مبتسما: ايه يا ابني الرسمية دي أنت ناسي اني انا ابوك ولا ايه
, محمد برسمية: لاء طبعا يا افندم مش ناسي بس احنا هنا في مكان شغل، يعني كل شيء لازم يتم رسمي
, رفعت: بس المهمة الي انا عايزك فيها مالهاش علاقة بالشغل يا محمد
, ضيق محمد عينيه باستفهام: وهي
, رفعت مبتسما: عايزك تروح تجيب اختك من المطار.
,
, محمد بحدة: اختي مين انا ما عنديش اخوات، واحدة باعت جوزها الي كان بيعشق التراب الي كانت بتمشي عليه وراحت اتجوزت بعد ما مات، ولا قصدك البرنسيسه التانية الي اتجوزت أمها على أمي، خليت امي ماتت بحسرتها
, رفعت بهدوء: مايا اختك جاية النهاردة من لندن وانا عايزك تروح تستقبلها في المطار
, محمد غاضبا: علي جثتي يا رفعت
, ثم خرج من المكتب غاضبا وصفع الباب خلفه.
,
, في فيلا محمود السويسي
, علي طاولة الطعام يجلس محمود وزوجته زينب
, محمود: اومال الواد عمر فين
, زينب: لسه نايم
, محمود: صحيه يا زينب الساعة بقت 10ونص كدة اتأخر أوي علي الشركة
, زينب: حاضر
, صعدت زينب لأعلي لتوقظ عمر
, في غرفة عمر، بعد ما انهي عمله ليلة أمس اصطحب تالا خطيبته الي العشاء وعندما رجع الي المنزل ظل يحدثها في الهاتف معها الي أن أوشكت الشمس علي السطوع
, دخلت زينب غرفة عمر وفتحت الستائر.
,
, زينب: عمر، يا عمر قوم يا إبني
, تململ عمر في نومته بضيق وشد الغطاء ليحجب وجهه عن ضوء الشمس
, زينب بصيق: عمر قوم يا إبني هتتأخر علي الشغل
, رن هاتف عمر برقم خالد فامسكته زينب واجابت
, خالد غاضبا: أنت لسه نايم يا زفت
, زينب مبتسمة: أنا ماما يا حبيبي
, خالد مبتسما: صباح الفل يا ست الكل معلش جت فيكي
, زينب مبتسمة: صباح النور يا حبيبي اخبارك واخبار لينا ولوليتا
, خالد مبتسما: زي الفل بيبوسوا ايديكي قوليلي البيه طبعا لسه نايم.
,
, زينب: آه مش راضي يقوم
, خالد: طب قوليله خالد علي التليفون
, زينب: عمر، يا عمر، يا عمر قوم خالد علي التليفون
, هب عمر من علي الفراش بسرعة فنظرت له زينب بتعحب التقط الهاتف سريعا من والدته
, عمر سريعا: ايوة يا خالد
, خالد غاضبا: ليلتك سودا أنت لسه نايم يا بيه
, عمر سريعا: مين الي نايم دا انا صاحي من بدري حتى اسأل ماما.
,
, خالد بحزم: مخصوملك يومين عشان تبقي تروح في ميعادك، وعشان تبقي تمشي في نص اليوم عشان تروح تفسح خطيبتك عندك اجازات فسح فيها زي ما أنت عايز حياتك الشخصية ما تجيش على الشغل
, عمر: حاضر يا خالد حاجة تانية
, خالد: لاء، يلا سلام
, عمر: مع السلامة
, اغلق عمر الخط ينظر لهاتفه بغيظ
, زينب ضاحكة: قومت في ثانية يا عيني يا ابني.
,
, عمر بغيظ: ابنك مربي الرعب للشركة كلها، دا اليوم الي بيجي فيه الشركة بتلاقي الموظفين بتلف حوالين نفسها
, زينب بحزم: الشدة حلوة عشان ما يكسلوش في شغلهم
, عمر بضيق: حاميلوا يا اختي حاميلوا
, زينب: مش هتفطر
, عمر: عشان يخصملي شهر لاء انا يدوب الحق اروح
, قام عمر سريعا واغتسل وبدل ملابسه وخرج سريعا الي عمله.
,
, في هذه الاثناء وصل خالد الي عمله لينكب علي تلك القضايا التي لا تنتهي
, في مكتب رفعت محفوظ
, رفع سماعة هاتفه يحادث الطرف الآخر بجد: لاء محمد ما رضيش، أنا كنت متأكد أنه مش هيرضي، آه هقوله، تفتكر هننجح، خلاص عرفت مش لازم كل شوية تفكرني، خلاص اقفل عشان اقوله، طيب سلام
, اغلق الخط ليخبر احد العساكر بأن يستدعي له خالد.
,
, في مكتبه عاد في ظهر مقعده يمط ذراعيه بتعب يوم شاق متعب طويل لا يصدق أنه اخيرا انتهي وسيذهب الي بيته، كاد أن يقوم حينما وجد احدهم يدق علي باب مكتبه
, خالد بجد: ادخل
, دخل العسكري يهتف باحترام: خالد باشا رفعت باشا عايزك في مكتبه
, حرك رأسه إيجابا بهدوء: طب روح وأنا رايحله
, خرج العسكري ليلتقط سترة حلته يرتديها ومن ثم اتجه الي مكتب رفعت
, وقف امام مكتب رفعت ودق الباب فسمع الأذن بالدخول، فأدار مقبض الباب ودخل.
,
, خالد وهو يؤدي التحية: مساءالخير يا افندم
, رفعت مبتسما: مساء النور يا سيادة العقيد، خلصت شغلك
, هز رأسه إيجابا باقتضاب: ايوة يا افندم وكنت مروح لما العسكري قالي أنك عايزني، خير يا افندم في حاجة
, رفعت: انا طالب منك يا خدمة كخالك مش كاللوا بتاعك
, قطب حاجبيه باستفهام: خير يا خالي.
,
, رفعت: بنتي مايا اخيرا هترجع من لندن بعد غياب عشرين سنة وحشتني اوي يا خالد لما قولت لمحمد يروح يستقبلها من المطار رفض فممكن بعد اذنك تروح تجبهالي من المطار
, هز رأسه إيجابا بأدب: حاضر يا خالي
, رفعت مبتسما: متشكر اوي يا خالد
, خالد مبتسما: العفو يا خالي لا شكر علي واجب هي الطيارة هتوصل أمتي
, رفعت: بعد ساعة
, خالد: طب استئذان أنا يا خالي عشان الحق أوصل للمطار
, رفعت مبتسما: اتفضل يا خالد ومتشكر مرة تانية.
,
, خرج من مكتب اللواء رفعت ومن الادارة كلها واستقل سيارته متوجها إلى المطار.
,
, في الطريق اتصل بلينا ليخبرها أنه سيتأخر في العودة وما أن فتحت الخط
, خالد: بحبك وحشتيني بحبك وانتي نور عيني ولو أنتي مطلعة عيني بحبك موت
, لينا بدلال: كدة بردوا يا لودي بقي انا مطلعة عينيك
, ضحك باستمتاع: يعني أنتي سبتي بحبك وحشتيني وبحبك وانتي نور عيني ومسكتي في الجملة دي المهم حبيبي عامل ايه
, لينا: بخير يا حبيبي
, خالد: ولوليتا
, لينا: بخير يا حبيبي وبتقولك وحشتني يا بابي هتيجي امتي.
,
, خالد بخبث: بقي دي لوليتا بردوا
, لينا ضاحكة: اومال يعني أنا وبكذب عليك
, خالد ضاحكا: لاء خالص انتي تكذبي بردوا علي فكرة انا هتأخر شوية النهاردة
, لينا بقلق: ليه يا حبيبي أنت كويس أوعي تكون طالع عملية
, خالد: ما تقلقيش انا بس رايح اجيب بنت خالي من المطار
, لينا: طب يا حبيبي خلي بالك من نفسك عشان خاطري أنا ولوليتا
, خالد مبتسما: حاضر، يلا سلام يا حبيبتي
, لينا: مع السلامة.
,
, أغلق الخط، ويقود بتركيز الي ان وصل الي المطار وقف في ساحة الانتظار ممسكا بلافتة سوداء مكتوب عليها (مايا رفعت محفوظ ) باللغتين العربية والإنجليزية
, دقائق من الملل يقف متأففا ينظر الي ساعته بين الحين والآخر.
,
, نزلت تلك الفتاة من الطائرة ما ان أنهت إجراءات الوصول، خرجت لساحة الانتظار
, تبحث عن من ينتظرها الي ان وقعت عينيها عليه رجل شرقي بكل ما تحمله الكلمة من معني طويل القامة مفتول العضلات ذو لحية خفيفة يرتدي قميص ازرق غامق وبنطال من خامة الجينز أسود
, يحمل في يده تلك اللافتة التي كتب عليها اسمها
, مايا في نفسها: معقولة دا محمد أخويا، he is very handsome
, تقدمت منه الي ان وقفت امامه مباشرة ومدت يدها لتصافحه.
,
, مايا مبتسمة: هاي، أنا مايا
, نظر الي يدها الممدودة وتذكر العهد الذي قطعه علي نفسه الا تمس يده يد امرأة أخري غير يد صغيرته
, خالد مبتسما: أنا آسف يا مايا بس انا ما بسلمش
, مايا باستفهام: Why ,you are my brother
, هز رأسه نفيا باقتضاب: لاء انتي فاهمة غلط أنا مش محمد، أنا خالد ابن عمتك
, مايا مبتسمة باتساع: اووووه، Really nice to meet you Khalid
, خالد: شكرا، اتفضلي معايا، عشان اوصلك لوالدك.
,
, اخذ خالد حقائبها وخرجا من المطار فوضع الحقائب في حقيبة سيارته واستقل مقعد القيادة وهي بجانبه وانطلق الي الادارة
, ظلت تنظر من نافذة السيارة الي الشوارع والبيوت وتختطف النظرات اليه لتجده منهمك في القيادة
, مايا مبتسمة Egypt ,it is very beautiful country
, خالد مبتسما: مصر أجمل بلاد الدنيا دي يا مايا، هنا الاصالة والعراقة والحضارة والتاريخ، هنا أجدع وأطيب ناس ممكن تقابليهم في حياتك.
,
, مايا مبتسمة بإعجاب: واضح أنك بتحب مصر كتير خالد
, خالد مبتسما: طبعا دي بلدي، وأنا مستعد اضحي بحياتي عشانها
, رن هاتف خالد فالتقطه وابتسم ما رأي اسمها يضئ الشاشة، فتح الخط
, خالد مبتسما: السلام عليكم
, لينا: وعليكم السلام يا حبيبي
, خالد مبتسما: خير يا حبيبتي
, لينا: خالد البامبرز بتاع لوليتا خلص
, خالد: حاضر يا حبيبتي هجبلك غيره وانا جاي
, لينا سريعا؛ صحيح هتيجي امتي
, خالد: ساعتين بالكتير وابقي قدامك.
,
, زمت شفتيها بضيق: لسه ساعتين طب يا حبيبي ما تتأخرش
, خالد مبتسما: حاضر يا حبيبتي يلا سلام
, لينا: مع السلامة
, اغلق الخط ليجدها تسأله بضيق
, مايا: دي صاحبتك
, هز رأسه نفيا يتحدث بهدوء: لاء دي مراتي
, لا تعرف لما شعرت بالضيق من فكرة كونه متزوجا
, مايا بضيق: أنت متجوز؟!
, خالد: آه من سنتين
, مايا مبتسمة باصفرار: واضح أنك بتحبها أوي
, خالد مبتسما: فوق ما تتخيلي لينا دي اغلي حاجة عندي.
,
, نظرت له بغيظ امتلئت حدقتيها حدقا من حبه الجارف لزوجته
, مايا بدلال: I am hungry
, هز رأسه إيجابا باقتضاب: تمام
, كلمة واحدة فقط بعدها ادار مقود السيارة وانطلق الي احد المطاعم الفاخرةصف السيارة امام المطعم
, خالد بجد: وصلنا اتفضلي انزلي
, نزلا من السيارة ودخلا المطعم متجهين الي احد الطاولات، جاء النادل واعطاهم قوائم الطعام ورحل
, مايا مبتسمة بحماس: هتاخد إيه.
,
, ابتسم بأدب: لاء معلش يا مايا انا هتغدي في البيت اصل لينا ما بترضاش تاكل من غيري شوفي انتي حابة تاكلي ايه
, مايا بدلال: بليز خالد، كل معايا انا مش بحب آكل لوحدي
, خالد: معلش اصل٣ نقطة
, مايا مقاطعة بإلحاح: بلييييز، بلييييز
, تنهد بضيق: أمري لله، حاضر
, مايا بسعادة: yes، شكرا يا خالد
, طلبا الغداء جاء النادل ووضع الطعام امامهم بدأت مايا في الاكل وهي تختلس النظرات له لتراه يأكل القليل فقط.
,
, مايا في نفسها بغيظ: يا بختك الي اسمك لينا انتي
, مر شاب بجوار مايا
, الشاب بوقاحة: صاااااروخ
, سمعه خالد فهب غاضبا وامسك ذلك الشاب من تلابيب ملابسه وبدأ يكيل له باللكمات حتى تجمع رواد المطعم وابعدوه عن ذلك الشاب قبل ان يقتله
, بينما تقف هي تنظر له بهيام شديد رسمت احلاما وردية عن قصة حب بينهما فهو قد قام ليدافع عنها، معني ذلك من وجهه نظرها انه معجب بها
, استفاقت من شرودها علي يده وهو يلوح أمام وجهها.
,
, خالد باهتمام: انتي كويسة!
, ويالها من فرصة ذهبية استغلتها مايا حين قامت برمي نفسها داخل صدره تتصنع البكاء
, مايا ببكاء مصطنع؛ نو مش كويسة انا خايفة اوي يا خالد
, شخصت عينيه بصدمة بلع لعابه بضيق حمحم بضيق: احم احم مايا
, ابعدها عن حضنه بأعجوبة
, مايا ببكاء مصطنع: انا أسفة يا خالد، بس انا كنت خايفة اوي
, ابتسم باصفرار يخفي ضيقه مما فعل: خلاص ما فيش حاجة، يلا عشان اوصلك لوالدك.
,
, ركبت بجانبه السيارة تلك المرة كانت تنظر له بهيام شديد تنسج أحلاما وردية عن قصة حب ملحمية تجمعهما معا
, وصل أخيرا الي الادارة فاخدها الي مكتب
, وقف رفعت سريعا عندما رأي ابنته وذهب ناحيتها واحتضنها بشوق
, لينسحب خالد بهدوء تاركا لهم مساحة كافية من الخصوصية وخرج من الغرفة
, رفعت مبتسما بسعادة: وحشتيني اوي يا حبيبتي
, مايا مبتسمة: وأنت كمان دادي.
,
, رفعت باشتياق: ياااه يا مايا اخيرا رجعتيلي عشرين سنة وانتي بعيدة عنيبس خلاص مش هتبعدي تاني ابدا، اوعدك يا حبيبتي اني هعملك كل واي حاجة تطلبيه مهما كانت
, نظرت مايا حولها فلم تجد خالد
, مايا بدهشة: ايه دا خالد راح فين
, رفعت: أكيد روح دا ما بيصدق يخلص شغله ويرجع جري علي البيت عشان يشوف مراته اصله بيحبها اوي
, قلبت عينيها بضيق: اااه عرفت، دادي هي مراته دي حلوة.
,
, نظر رفعت لها بغموض، فيبدو أن خطة ذلك الرجل تسير كما خطط
, رفعت: بتسألي ليه
, مايا بارتباك: هااا it just question
, رفعت بخبث: ااه يا مايا حلوة، اصلا مامتها لبنانية من اصول تركية، فهي واخدة الجمال اللبناني والتركي مع بعض
, مايا بضيق: دادي انا أحلي منها
, رفعت مبتسما: طبعا يا حبيبتي انتي أحلي واحدة في الدنيا، يلا بينا بقي نروح عشان تستريحي
, خرجا من مكتب رفعت وفي الطريق قابلا محمد
, رفعت: مش هتسلم علي أختك يا محمد.
,
, نظر لها محمد بجمود وأردف قائلا باقتضاب
, محمد: أهلا
, ثم تركهم ورحل
, رفعت: معلش يا حبيبتي ما تزعليش، يلا نروح
, وصلا امام سيارة رفعت فخبطت مايا جبينها براحة يدها
, مايا: اووووه شنطتي في عربية خالد
, رفعت: ما فيش مشكلة يا حبيبتي، عدي عليه واحنا مروحين وناخد منه الشنطة
, مايا بسعادة: بجد هنروحله
, رفعت: أيوة يا حبيبتي، يلا بينا
, استقلت السيارة بجانبه وانطلق السائق الي فيلا خالد السويسي.
,
, عاد الي منزله بعدما انتهي من تلك المهمة السخيفة يكفي ما فعلته مايا في المطعم ليزداد ضيقا منها
, دخل مكتبه لمراجعة بعض الاوراق المهمة للشركة وهو قاطب حاجبيه بضيق مما حدث ولكن سرعان ما اتسعت ابتسامته عندما دخلت لينا وهي تحمل الصغيرة
, لينا مبتسمة: اهو بابي الي أتأخر وقلقنا عليه
, خالد ضاحكا: آسف مولاتي
, لينا بدلال: عشان اصالحك وارضي عليك حاجات كتير لازم تعملها.
,
, خالد ضاحكا: وايه هي الحاجات الكتير دي يا بهاء سلطان
, لينا؛ خلي لوليتا معاك علي ما اعمل حاجة في المطبخ
, خالد: انا مش عارف انتي بتتعبي نفسك ليه ما في خدامين في الفيلا
, لينا بدلال: كدة يا لودي مش عايز تاكل من ايدي
, خالد بخبث: انا عايز اكلك انتي
, لينا بغيظ: قليل الادب
, خالد ضاحكا: خلاص خلاص ما تزعليش هاتي ست لوليتا
, اخذ الصغيرة واجلسها علي قدميه وخرجت لينا من الغرفة
, فبدأت الصغيرة تصدر اصوات طفوليه.
,
, بوووووووف، فوووووووو، تتتتلااالاااااا
, خالد ضاحكا: مش عارف ليه حاسس انك بتشميني
, رفعها امام وجهه فبدأت تلمس لحيته بيديها الصغيرتين تنظر له بدهشة
, خالد مبتسما: امور مش كدة
, لينا الصغيرة: ب. ا ب ا
, جحظت عينيه بفرحة كبيرة
, خالد بسعادة: قولتي بابا يا لوليتا صح
, لينا الصغيرة: ب. ا. ب ا
, احتضن صغيرته بحنان وهو مبتسم بسعادة
, خالد بلهفة: لينا، يا لينا، تعالي بسرعة
, دخلت الغرفة سريعا عندما سمعته ينادي عليها
, لينا: خير يا خالد.
,
, خالد بسعادة: لينا قالت بابا
, لينا مبتسمة: بجد
, خالد: اه و****
, مطت شفتيها بحزن طفولي: اشمعنا ما قلتش ماما، انا زعلانة منك يا لوليتا
, خالد ضاحكا: شوفتي انا الي كسبت الرهان، مش انا قولتلك انها هتقول بابا الاول
, لينا بغيظ: بقي كدة، ماشي يا خالد أنت وست لوليتا بتاعتك هاتها بقي عشان عايزة اعمل حاجة وهات الكاميرا وتعالا ورايا
, ناولها الصغيرة، وذهب إلى مكتبه واخذ الكاميرا وخرج وراءها.
,
, فوجد لينا الصغيرة تجلس علي طاولة السفرة ولينا تقف بجوارها وامامهم إناء كبير من الشوكولاتة الذائبة
, وضعت الصغيرة يدها في الاناء تنظر لها باستغراب فجعلتها لينا تتذوق الشيكولاتة فاتسعت عيني الصغيرة بسعادة من ذلك الطعم اللذيذ
, وخالد يقف يضحك ويصورهم
, وضعت الصغيرة يديها الاثنين في الاناء ثم اخذتهم ووضعتهم في فمها فلطخت وجهها بالشكولاتة
, لينا ضاحكة: واضح انها عجبتها اوي.
,
, وضعت لينا يدها في الإناء فنظرت لها الصغيرة بغضب
, لينا بدهشة: الحق يا خالد هي بتبصلي كدة ليه
, خالد ضاحكا: بتاكلي حاجتها ليه، بس لتيجي تضربك
, لينا الصغيرة: ب. ا. ب. ا
, خالد مبتسما: نعم يا قلب بابا
, رفعت الصغيرة يدها الملطخة بالشكولاتة ناحيته
, فوضع خالد الكاميرا في موضع مناسب حتى تصورهم وذهب اليهم
, خالد: اطلعي.
,
, صعدت لينا علي الطاولة بجانب لوليتا امسك خالد يدها يساعدها على الصعود فنظرت له الصغيرة بغيظ ومدت يدها ناحية يده فتجعله يمسكها
, خالد ضاحكا: الحقي بنتك بتغير
, مطت لينا شفتيها بحزن: كدة يا لوليتا خلاص انا زعلانة منك
, اغمضت عينيها وتظاهرت انها نائمة
, فنظرت الصغيرة اليها ثم زحفت ناحيتها وصعدت علي بطنها وخالد يقف يضحك بانهيار نامت الصغيرة علي صدر لينا، ففتحت لينا عينيها وضمت الصغيرة بين ذراعيها بحنان.
,
, خالد بغيظ طفولي: لا دي خيانة على فكرة
, اخرجت لينا طرف لسانها لخالد ففعلت الصغيرة مثلها
, خالد بتوعد: بتطلعولي لسانكوا يا اوزعة انتي وهي طب تعالوا بقي
, نزلت لينا وهي تحمل لينا الصغيرة من علي الطاولة سريعا وبدأت تركض وهي تحملها والصغيرة تضحك وخالد يجري خلفهم وهو يضحك
, لينا ضاحكة: بسرعة بسرعة بابا هيمسكنا
, وصل خالد اليهم وحاوطهم بذراعيه خالد ضاحكا: مسكتكوا تعالوا هنا هتروحوا من بابا فين.
,
, ثم بدأ يدغدغهم وهم يضحكون وهو يضحك علي ضحكاتهم السعيدة.
,
, لم يفارق طيفه خيالها طوال الطريق ظلت شاردة فيه ضحكته وابتسامته ووسامته كيف دافع عنها صدره الدافئ اشعرها بالأمان حينما ارتمت عليه تحتضنه وصلت السيارة الي فيلا خالد السويسي.
,
, ولأن اللواء رفعت معروف لدي الحرس انفتحت البوابة الحديدية الضخمة ودخلت سيارة رفعت نزلت مايا من السيارة فقطبت حاجبيها بغضب تجز علي أسنانها بغيظ عندما وجدته يجري خلف تلك الفتاة وهو يضحك بسعادة الي ان وصل إليها فحاوطها بذراعيه وبدأ يدغدغها
, رفعت: واضح ان احنا جيينا في وقت مش مناسب
, ذهب خالد اليه وصافحه
, خالد مبتسما: اهلا و سهلا يا رفعت باشا
, رفعت: معلش احنا جيينا من غير استئذان بس مايا نسيت شنطتها في عربيتك.
,
, خالد: صح، معلش يا مايا نسيت ان شنطتك في العربية، ثواني اجبهالك
, اشار الي احد الحرس الذي جاء مسرعا
, الحارس: اؤمر يا باشا
, ناوله خالد المفتاح
, خالد بحزم: الجراش العربية الجيب السودا افتح شنطتها هتلاقي فيها شنطة سفر هاتها
, الحارس سريعا: حاضر يا باشا
, ذهب الحارس مسرعا لإحضار الحقيبة
, خالد: اتفضلوا استريحوا واقفين ليه.
,
, في هذه الاثناء جاءت لينا التي كانت دخلت سريعا لترتدي حجابها خرجت ومعها الصغيرة وخلفها الخادمة تحمل المشروبات الباردة
, لينا مبتسمة: اهلا و سهلا نورتوا
, احاط كتفيها بذراعه وأكمل مبتسما
, خالد: حبيبتي، دي مايا بنت خالي، مايا دي لينا مراتي
, لينا مبتسمة بود: Hi maia nice to meet you
, مايا بابتسامة صفراء: Thank you
, جاء الحارس سريعا يحمل الحقيبة
, الحارس: الشنطة يا باشا
, خالد: حطها في عربية رفعت باشا
, الحارس: حاضر يا باشا.
,
, ذهب الحارس وهو يحمل الحقيبة وفتح شنطة سيارة رفعت ووضع بها الحقيبة ثم اغلقها وعاد لمكانه عند البوابة
, رفعت: طب نستئذان احنا بقي
, خالد: لسه بدري يا افندم
, رفعت: لا معلش، اصل مايا تعبانة من السفر وعايزة تستريح
, خالد: علي راحتكوا، شرفتوا
, رحل رفعت ومايا التي ظلت مرتكزة ببصرها علي خالد حتى تحركت السيارة مبتعدة عن القصر
, خالد للينا: خمس دقايق وجاي
, عقدت حاجبيها باستفهام، وهزت راسها ايجابا.
,
, رأته يذهب ناحية البوابة وينادي بصوت غاضب
, خالد غاضبا: يا سيد أنت يا زفت
, جاء اليه رئيس الحرس مسرعا
, سيد: اؤمر يا باشا
, خالد غاضبا: أنت ازاي يا حيوان تفتح البوابة من غير ما تاخد إذني
, سيد بارتباك: هااا، اصل ااا يعني اححنا عرفينوا دا رفعت باشا
, خالد غاضبا: وحياة امك عارفينوا، اتفضل أنت والحيوانات الي برة مخصملكوا شهر، عشان عارفينوا، وحسك عينك بعد كدة تفتح البوابة من غير اذني، هخلع راسك من علي جسمك مفهوووووم.
,
, سيد بخوف: مفهوم يا باشا
, رمقه بنظرات مشتعلة ليتركه ويعود اليها
, لينا بعتاب: ليه يا خالد حرام عليك هما عملوا ايه عشان تخصملهم شهر بحاله
, صاح بغضب حتى برزت عروق يديه ورقبته: عشان بهايم ازاي يفتحوا البوابة من غير إذني، ارفضي رفعت كان شافك بشعرك
, شخصت عينيها بصدمة: أنت عملت كل دا عشان فتحوا البوابة لرفعت وانا من غير ****
, هتف بحدة: آه طبعا، انا لحمي مش رخيص يا لينا، واي حد هيفكر بس يبصلك اي كان مين هقتله.
,
, اتسعت عينيها بخوف: خالد انا بدأت أخاف منك
, ارتخت معالم وجهه يهتف بابتسامة مرحة: كنا بنقول ايه بقي
, ثم عاود دغدغة الاثنتين من جديد
, لينا ضاحكة: كفاية بقي يا خالد، يلا عشان لوليتا لازم تاخد شاور
, صعدوا الي اعلي متجهين الي المرحاض جهزت لينا المياة الدافئة، خلعت للصغيرة ملابسها ووضعتها داخل حوض الاستحمام الصغير
, تحممها برفق وخالد يقف بجانبها يلعب معها بالعابها الصغيرة.
,
, لينا بجد: خالد انا عايزة اتكلم معاك في موضوع بس من غير ما تتخانق
, نظر لها بلامبلاة للحظات ليعاود النظر الي صغيرته يلاعبها: لاء، مش موافق للمرة المليون
, لينا بضيق: يوووه بقي يا خالد دا شغلي وانت عارف انا بحب شغلي قد ايه
, خالد بلامبلاة: بردوا لاء يا لينا لما ابقي مش قادر اصرف عليكي ابقي انزلي اشتغلي.
,
, لينا بضيق: انا ما بشتغلش عشان الفلوس يا خالد انا بشتغل عشان احقق ذاتي ويبقي ليا كيان مستقل مش مجرد مرات العقيد خالد السويسي
, خالد بضيق: هنبتدي بقي محاضرة حقوق المرأة الي مالهاش اي ستين لازمة
, لينا بضيق: تقصد بقي المحاضرة ولا حقوق المرأة
, خالد بابتسامة صفراء: الاتنين مالهمش لازمة عشان انا رايي مش هيتغير ما فيش شغل الست اتخلقت عشان تخلي بالها من بيتها وعيالها وجوزها.
,
, لينا غاضبة: يا سلام ليه متجوز أمينة يا سي السيد
, خالد غاضبا: صوتك يوطي وانتي بتتكلمي معايا ولاخر مرة يا لينا ما فيش شغل وما تفتحيش الموضوع دا تاني انتي فاهمة
, صاحت بحدة: علي فكرة بقي أنت اناني
, هب واقفا ينظر لها بتوعد كاد ان يتكلم حينما سمعها تصرخ بفزع: الحق يا خالد
, نظر بفزع الي ما تشير ليجد جسد ابنته الصغيرة ينزلق تحت الماء٣ نقطة

الجزء الرابع

جلس علي الفراش صدره يعلو ويهبط بجنون يضم صغيرته لصدره يحاوطها بذراعيه، لل يصدق ما حدث كانت ستضيع منه في لحظة واحدة، بعد صراخها هب سريعا ينتشل الصغيرة من الماء حمد لله لم يصل الماء لانفها
, اختطف منشفة كبيرة يلف بها صغيرته.
,
, رمق لينا بنظرات نارية مشتعلة متوعدة ليأخذ الصغيرة متجها الي الفراش جلس علي حافته حينما شعر بأن قدميه لم يعودا يستطيعان حمله يضم صغيرته لصدره ترتكز حواسه بأكملها مع دقات قلبها الصغير المنتظمة
, خرجت من المرحاض بالكاد تستطيع التقاط أنفاسها من مما حدث عينيها حمراء بشرتها شاحبة، تحدثت بصوت مرتجف: هي كويسة
, نظر لها بتوعد يجز علي أسنانها بغضب
, فتحت يديها تريد اخذها منه: طب هاتها.
,
, مدت يدها تأخذها الصغيرة منه لتشهق فجاءة حينما دفع يدها بعنف لدرجة أنها سقطت ارضا امامه، نظرت له بذهول
, ليصيح بحدة: مالكيش دعوة ببنتي فاهمة يا بنت جاسم
, هبت واقفة تصيح بحدة مماثلة: دي بنتي انا كمان ومش حقك تبعدها عني.
,
, قبض علي ذراعها يهزها بعنف يصيح بقوة: بنتك، بنتك اللي سبتيها في الماية وواقفة تتخنقي علي الشغل، إنت عارفة لو بنتي بعد الشر كان حصلها حاجة ما كنش هيطفي ناري عيلتك كلها، كنت هموتهم كلهم قدام عينيكي، أما انتي كنت هخليكي تتمني الموت من اللي هعمله فيكي، مش عايز اسمع كلمة الشغل دي تيجي علي لسانك خالص، لو كان في أمل واحد في المية اني اوافق علي شغلك بعد اللي حصل دا مش عايز اسم كلمة شغلي تاني انتي فاااااااااااااهمة.
,
, انتفضت الصغير تبكي خائفة من صوت والدها الغاضب ليربط خالد علي ظهرها برفق يهدهدها بحنان، بينما تقف هي في حالة صدمة لا توصف بدأ جسدها يرتجف تلقائيا بدأت الدموع تسيل بغزارة من عينيها لا تصدق أن تلك الكلمات القاسية خرجت من فمه هو!
, تحدثت بصوت مرتجف باكي: ططب هااات البنت البسها هدومها بدل ما يجليها برد
, ضحك ساخرا: خايفة عليها اوي يا بنت جاسم
, رددت بحزن: بنت جاسم.
,
, هتف بحدة: ما هو انتي لما بتعدي عن دلع لوليتا وحنية لينا وتفكري بانانية تبقي بنت جاسم ابوكي طول عمره اناني ما بيفكرش غير في مصلحته وبس
, لينا بحدة: لو سمحت ما تتكلمش عن بابا بالشكل دا
, التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة: مش بقولك بنت جاسم
, اتجه ناحية دولاب ملابس الصغيرة اخرج لها بعض الثياب وهو مازال يحملها علي ذراعه.
,
, القاهم علي الفراش وضع الصغيرة علي الفراش ناظرا لها بحدة: غيريلها مهما كان ايدي هتبقي ناشفة وممكن اوجعها وأنا بلبسها
, افسح لها المجال لتبدل ملابس الصغيرة برفق وهي تداعبها تستمع بضحكاتها البريئة
, ما إن أنهت تبديل ملابسها كادت ان تحملها حينما اخذها منها وضعها في مهدها الصغير
, جلس علي ركبتيه بجانبها يلعب معها بالعابها الكثيرة الي ان نامت ورغم ذلك لم ينم هو ظل جالسا بجانبها ينظر لها حتى يتأكد فقط أنها تتنفس.
,
, اما هي فتجلس علي حافة الفراش تنظر لصغيرتها من بعيد وكأنه أصبح حاجز بينهما
, اقتربت بخطئ بطيئة جلست بجانبه امام فراش الصغيرة تنظر له بعتاب نظرات صامتة متألمة، نظر ناحيتها ببرود لدقيقة واحدة ومم ثم قام وتركها متجها الي فراشه تمدد عليه موليها ظهره.
,
, مدت يدها تمسد علي خصلات شعر الصغيرة تهمس بصوت منخفض باكي: أنا آسفة يا حبيبتي و**** العظيم ما كنش قصدي الحمد لله انك بخير لو بعد الشر كان حصلك حاجة كنت هموت وراكي
, سمعته يهتف بصوت بارد خالي: سيبي البنت نايمة ما تزعجيهاش عايزة تتكلمي اطلعي برة
, شخصت عينيها بصدمة هتفت بذهول: أنت ازاي بتقولي كدة دي بنتي أنا كمان علي فكرة
, سمعت نبرته الساخرة وهو يقول بتهكم: آه ما أنا واخد بالي.
,
, يكفي كلماته كالخناجر تمزق فيها دون رحمة جلست بجانب تخت صغيرتها تسند رأيها علي حافته الخشبية ضامة ركبتيها لصدرها تنساب دموعها بصمت ظلت تبكي لمدة لا تعملها الي ان غلبها النعاس رغما عنها
, لم ينم يعلم أن كلامته قاسية حادة هو نفسه لا يعرف كيف قالها صدقا هو ليس نادما علي ما قال، لن يتحمل أن يخسر طفلته الثانية
, لن يتحمل ذلك الألم مرة أخري.
,
, التفت ناظرا ناحيتها ليجدها علي حالتها تلك نائمة تسند رأسها علي فراش الصغيرة دموعها تغرق وجهها، زفر بضيق ليقم من علي الفراش متجها إليها دثر صغيرته بالغطاء جيدا ليجثي علي ركبتيه بجانبها مد أنامله يمسح تلك الدموع التي تغرق وجهها ليسمعها تهتف وهي نائمة لوليتا أنا آسفة، آسفة.
,
, حملها بين ذراعيه بهدوء وضعها علي الفراش وضع عليها الغطاء ليعود مرة اخري يجلس جزار فراش الصغيرة ينظر لها وهي نائمة يطمئن فقط انها تتنفس، ظل علي حالته تلك الي أن سطعت الشمس قام مقبلا جبينها، اتجه ناحية المرحاض يمط ذراعيه في الهواء بتعب لم ينم منذ الأمس، اغتسل وبدل ملابسه ليتجه ناحيتها يوقظها ببرود
, خالد بحدة: لينا انتي يا استاذة قومي
, هبت جالسة بقلق تسأله بلهفة: في ايه لوليتا كويسة.
,
, تجاهلها يهتف بجد: أنا نازل قومي عشان تخلي بالك من البنت
, هزت رأسها ايجابا تهمس بحزن: حاضر
, تحرك ليخرج من الغرفة حين استوقفته: مش هتفطر
, رد بكلمة واحدة: لاء، ليخرج من الغرفة صافعا الباب خلفه
, تنهدت بحزن من طريقته الجافة لم تفكر كثيرا فبالتأكيد هو من وضعها بالفراش اطمئنت أنها بخير لتذهب سريعا تعد لها زجاجة الحليب.
,
, جالسا في مكتبه يتحدث في الهاتف
, رفعت بجد: الورقة قدامي اهي، أنت متأكد أنه مش هياخد باله، زمانه جه، مش دلوقتي علي طول شوية، طيب خلاص، اه ماشية زي ما خططت، تمام اول ما يمضي عليها هقولك، طيب سلام
, جلس في مكتبه واضعا وجهه بين كفيه يشعر بصداع يكاد يفجر رأسه اجفل علي صوت دقات علي باب الغرفة
, خالد بجد: ادخل
, دخلت مايا تمشي بدلال لم يلحظه هو في الاصل لم يراها الي ان جلست علي الكرسي امامه.
,
, مايا بدلال: هاي يا خالد
, رفع وجهه يبتسم لها بتعب: اهلا ازيك يا مايا
, مايا مبتسمة بدلع: كويسة كتير لما شوفتك، مالك شكلك تعبان
, ابتسم باصفرار: ما فيش مصدع شوية
, قطبت جبينها بحزن تمط شفتيها بدلال مصطنع: اوووه عشان أنت بتتعب اوي في الشغل، لتبتسم بدلال، انا عندي فكرة هايلة هتضيعلك الصداع في ثواني.
,
, قطب جبينه باستفهام ليجدها تقوم من مكانها متجهه ناحيته وقفت خلف كرسيه ليشعر بها تمد يديها ناحية رأسه تدلكها بحركات دائرية ناعمة! عند ذلك الحد انتفض من مكانه ينظر لها بحدة هاتفا بضيق: انتي بتعملي ايه
, مطت شفتيها بحزن مصطنع: مش بعمل حاجة مش أنت مصدع أنا كنت عايزة الصداع يروح
, هتف بجد: لائ متشكر الصداع راح اتفضلي بقي عشان ورايا شغل، لينادي بصوت عالي، يا عسكري.
,
, دخل العسكري سريعا ليخبره بجد: وصل الاستاذة مكتب اللوا رفعت عشان شكلها اتلغبطت في المكتب
, العسكري بجد: حاضر يا باشا، اتفضلي معايا
, نظرت له بتوعد لتخرج بخطي مغترة من مكتبه ليعود مرة اخري يلقي بجسده علي الكرسي تلك المرة وجد هاتفه يرن، انها هي غاضب ولا يريد الرد ولكن ماذا يفعل بقلبه الاحمق
, فتح الخط يرد بجفاء: نعم
, سمعها تصرخ باكية: الحقني يا خالد
, هب واقفا يسألها بفزع؛ في ايه.
,
, ردت من بين شهقاتها: لوليتا، لوليتا ساخنة وعمالة تترعش
, صرخ بلهفة: أنا جاي حالا البسي علي ما اجي عشان هناخدها للدكتور
, اغلق الخط مهرولا الي باب المكتب كاد أن يفتحه حينما وجده فتح من الخارج دخل احد العساكر يهتف بجد: خالد باشا رفعت باشا بيقول لحضرتك أمضي علي الورق دا عشان يقفل الفضية بتاعت شخنة المخدرات اللي اتمسكت الأسبوع اللي فات
, هتف علي عجل: بعدين.
,
, العسكري: ما ينفعش يا باشا رفعت باشا مأكد أنك ما تمشيش قبل ما تمضي علي الورق عشان لازم الفضية تتقفل النهاردة
, اختطف الورق من يده يلتقط قلم جاف من علي مكتبه أسرع يخط اسمه علي جميع الأوراق ليلقي القلم تاركا الورق مكانه اسرع يركض خارج الإدارة متجها الي سيارته
, يقودها بجنون التقط هاتفه يتصل بسامح
, خالد بلهفة: ايوة يا سامح أنت في العيادة
, سامح: آه لسه واصل
, خالد سريعا: طب تمام أنا دقايق وهبقي عندك.
,
, وصل الي منزله ليجد لينا تقف في الحديقة تنتظره وهي تحمل الصغيرة ففتح لها باب السيارة لينطلق سريعا ما أن ركبت
, خالد برفق: اهدي يا حبيبتي لوليتا هتبقي كويسة ما تخافيش
, لينا باكية: دي سخنة اوي يا خالد
, بلع لعابه بخوف يطمئنها: ما تخافيش بإذن **** خير
, كان يطمئنها وهو بداخله مرعوب علي ابنته الصغيرة جالت في باله افكار بشعة عن أنه فقدها.
,
, امسك رفعت تلك الورقة ليبدأ برفق نزع غلافها الخارجي كانت ورقة ملتصقة بورقة اخري ابتسم بخبث حينما شاهد امضته علي الورقة الاصلية
, رفعت بخبث: و**** وصباعك بقي تحت ضرسي با ابن اختي، يخربيت دماغك يا، شيطان
, امسك هاتفه يتصل بذلك الرقم يهتف بفخر: تمام، مضي، لا ما شكش في حاجة، لو شك ما كنش مضي، بكرة هقوله، كل حاجة ماشية تمام.
,
, وصل سريعا الي عيادة سامح فاخذ الصغيرة منها يركض مسرعا الي تلك العيادة
, سامح: خير، يا خالد قلقتني
, خالد سريعا: لينا، لينا سخنة اوي
, سامح: طب حطها علي السرير دا
, وضع خالد الصغيرة علي السرير الطبي وبدأ سامح يفحصها
, خالد بقلق: في ايه يا سامح طمني
, سامح بجد: هو ايه اللي حصل
, تحدثت بصوت مرتجف باكي: ما اعرفش أنا روحت اصحيها عشان آكلها لقيتها عماله تترعش وبعدين لقيت حرارتها عليت فجاءة.
,
, سامح مبتسما بهدوء: ما تخافيش هي واضح انها خدت نزلة برد والحمد لله لحقناها في الأول
, جلس علي مكتبه يخط بعد الأدوية علي الروشتة امامه
, سامح بهدوء: تاخد من الدوا دا بانتظام أنا كاتب جنب كل نوع كام مرة في اليوم وبإذن **** هتبقي كويسة
, خالد بجد: متشكر يا سامح.
,
, اخذ الروشتة منه ليخرج هو و زوجته التي اسرعت واخذت صغيرتها منه تضمها لصدرها بحنان وخرجت من العيادة وخلفها خالد واستقلا سيارته وقف خالد امام احدي الصيدليات ونزل منها واشتري الدوا ثم عاد واستقل سيارته وعاد الي منزله
, صعدت لينا لأعلي وهي تضم الصغيرة لصدرها بشدة وخلفها خالد
, خالد: نيميها في سريرها يلا يا حبيبتي
, لينا: لاء هتنام في حضني
, خالد مبتسما: ماشي يا ستي.
,
, وضعت لينا ابنتها علي سريرها وتمددت بجانبها تنظر لها بخوف ثم امسكت كفها الصغير برفق وقبلته، رفعت نظرها لخالد تنظر له بخوف
, لينا: خالد، هي هتبقي كويسة صح
, خالد: ما تخافيش يا حبيبتي، سامح قال انها كويسة و****
, هزت رأسها ايجابا بابتسامة صغيرة متوترة
, بدأ النوم يهاجمها وهي تقاومه لاحظها هو فربت علي يدها برفق
, خالد بحنان: حبيبتي، نامي شوية
, هزت رأسها نفيا وهي تحاول ان تبقي عينيها مفتوحة.
,
, لينا: لاء يا خالد فاضل ساعة علي ميعاد دوا لوليتا
, خالد: ما تقلقيش نامي وانا هدهولها
, نظرت له بشك ورفعت حاجبها بتوجس
, لينا بشك: هتعرف تديهولها
, خالد: مش شغلانة يعني يا لينا معلقتين دوا نامي يا حبيبتي وما تقلقيش
, لينا: طب لو ما عرفتش صحيني
, خالد: حاضر
, لينا: وعد
, خالد: وعد يا حبيبتي، يلا بقي نامي
, اغمضت عينيها واستسلمت للنوم بدأ النوم يهاجمه هو الاخر فهو لم ينم منذ الأمس هز رأسه نفيا عدة مرات ليبعد عنه النوم.
,
, خالد بجد: لا لا فوق يا خالد، عشان دوا لوليتا
, رغما عنه اغمض عينيه بضع دقائق
, ففتحت الصغيرة عينيها تنظر حولها باستغراب لتبتسم بسعادة حينما رأت والدها زحفت ناحيته الي ان جلست علي صدره تشد أزرار قميصه تحاول خلعها للعب بها ليفتح عينيه فجاءة يهتف بمرح: قفشتك يا حرمية بتسرقي زراريري وأنا نايم
, لم تفهم منه شيئا ولكنها ضحكت عاليا ببراءة
, بسط كف يده يتحسس جبينها برفق ليتنهد براحة: الحمد لله الحرارة راحت.
,
, نظر في الساعة
, خالد: يلا عشان ناخذ الدوا
, اعتدل في جلسته واجسلها بجانبه واحضر الدواء واعطاه لصغيرته
, بدأت الصغيرة تصدر اصواتا: بوووووووووف، فووووووووو، تتتااالتالتاتتاا
, خالد. ضاحكا: شكلك كدة صحصحتي تعالي بقي عشان ما نصحيش ماما
, حملها علي ذراعه و ذهب بها الي غرفة العابها، غرفة جعلها مخصصة لطفلته وملئها بالألعاب
, جلس ووضع صغيرته علي قدميه وبدأ يلعب معها الي ان نامت الصغيرة.
,
, فحملها برفق ووضعها في فراشها ودثرها بالغطاء وقبل جبينها
, خالد بصوت منخفض: تصبحي على خير يا جنة قلبي
, نظر في ساعته فوجدها الثامنة، مد ذراعيه في الهواء بتعب
, ذهب الي الحمام واغتسل وارتدي ملابسه وقف امام المراءة يصفف شعره عندما
, قامت لينا فزعة من نومها
, لينا بلهفة: لينا، لينا فين
, خالد برفق: اهدي يا حبيبتي ما تخافيش لينا نايمة
, لينا بلهفة: طب هي الحرارة نزلت بقت كويسة يعني.
,
, ابتسم بهدوء: اه يا حبيبتي، بقت كويسة الحمد لله
, نظرت له بدهشة عندما وجدته يرتدي ملابسه ويستعد للخروج
, لينا: ايه دا انت رايح الشغل
, رفع كتفيه بتعجب من سؤالها
, خالد: اه طبعا
, لينا: بس انت ما نمتش من امبارح
, خالد مبتسما بحنان: ما تقلقيش عليا انا متعود علي النوم القليل، خلي بالك من لينا علي ما اجي.
,
, هزت رأسها ايجابا بحزن ليذهب ناحيتها جلس بجانبها فاتحا ذراعيه قليلا لتنكمش ملامحها بحزن اسرعت تختبئ داخل صدره تبكي بحرقة
, خالد: أنا آسف
, هزت رأسها نفيا تبكي بقوة تتشبث بقميصه
, لينا باكية: بابا خالد زعقلي وقالي كلام يزعل اوي
, مسد علي شعرها برفق: حقك عليا يا حبيبة بابا، اوعدك أنه مش هيقول كدة تاني ابدا هو بس غبي لما بيبقي خايف ما بيعرفش يتحكم في أعصابه.
,
, ابعدها عنه يسمح دموعها برفق: خلاص بقي آخر مرة أنا آسف يا ستي حقك عليا
, ربط علي شعرها برفق: مش عايزة حاجة وأنا جاي
, شهقت بذهول: أنت نسيت ولا ايه
, خالد مبتسما: قصدك عيد ميلاد لوليتا، مين يصدق ان بقي عندها سنة
, لينا مبتسمة: هتعمل حفلة
, هز راسه ايجابا: اه طبعا، شوفي ايه المطلوب وانا اجيبه هو انا عندي اغلي منها
, ضربته بقبضتها الصغيرة علي صدره
, لينا بغيظ: يا سلام.
,
, خالد ضاحكا: منك، هو انا عندي اغلي منك انتي الي سمعتي غلط
, استيقظت الصغيرة وبدأت تبكي فتملصت من بين ذراعيه وذهبت اليها سريعا وحملتها من مهدها
, وذهبت بها ناحية خالد، فأخذها منها وقبل جبينها
, خالد مبتسما: صباح اللوليتا علي احلي لوليتا
, لينا بغيظ طفولي: كدة يا خالد، خلاص انا زعلانة منك
, اتسعت ابتسامته الخبيثة يهتف بمكر: اصالحك.
,
, وضع صغيرته في فراشها، وعاد اليها وجدها تحاول ان تخرج من الغرفة دون ان يلاحظ، فأسرع وامسكها وحبسها بين ذراعيه والباب
, خالد بخبث: قفشتك رايحة فين، انا لازم اصالحك
, اتسعت عينيها بخجل: لالالا أنا مش زعلانة خالص
, غمزها بوقاحة: يا بت علي العموم هنأجل الصلح لبليل عشان أنا متأخر علي الشغل، آه صحيح اجهزي انتي ولوليتا هعدي عليكوا الساعة 5 نروح نشتري المطلوب عشان الحفلة
, ثم نظر في ساعته يا خبر دا انا انت اتأخرت اوي.
,
, قبل جبينها ونزل سريعا وهي تركض خلفه
, لينا: استني يا خالد افطر الاول
, خالد بسرعة: معلش يا حبيبتي مستعجل
, امسكت ساندويتش صغير وركضت خلفه الي ان وقفت امامه واعترضت طريقه بجسدها الصغير
, لينا بعند: مش هتخرج غير لما تاكل دا
, امسك يدها الممسكة بالشاندويتش وبدأ يأكله باستمتاع
, لينا بخجل: طب سيب ايدي عشان تعرف تاكل
, خالد مبتسما بخبث: تؤ، كدة الاكل طعمه احلي، صحيح هو دا ساندويتش ايه اساسا
, لينا: جبنة رومي.
,
, خالد: بجد، امال انا ليه حاسة ساندويتش عسل او مربي
, لينا بخجل: بس بقي يا خالد
, خالد بهيام: هتوحشيني
, لينا: ما تتأخرش
, خالد: من عنيا يا حبيبتي
, لينا: يلا بقي مش قولت متأخر
, خالد بسرعة: اه صحيح، سلام يا روحي
, ذهب الي عمله ثم الي مكتبه
, محمد: ايه يا عم كل دا تأخير
, خالد: اديني جيت اهو، علي **** بقي تقولي الوا رفعت عايزك انا ما فييش دماغ لأبوك النهاردة
, محمد: لا اطمن، بس قولي ايه الي شاغل دماغك.
,
, خالد: انت مالك انت عيل تنح صحيح، يلا يالا علي مكتبك
, محمد: خلاص يا عم، سلام
, خالد: صحيح عيد ميلاد لينا بكرة
, محمد: انهي واحدة فيهم
, خالد بتهكم: اكيد مش هعزمك علي عيد ميلاد مراتي، مش عايز غباوة
, محمد مبتسما: معقولة لوليتا تمت سنة، كل سنة وهي طيبة
, خالد مبتسما: وانت طيب، بكرة الساعة 8 علي **** ما تجيش وتجيب رانيا ولوجين معاك عشان وحشتني
, محمد: ماشي يا عم 8 بالدقيقة هنكون عندك.
,
, خالد: بقولك انا نازل صالة التدريبات شوية، لو ابوك سأل عليا قوله مات
, محمد ضاحكا: **** يرحمك يا صاحبي
, نزل خالد الي صالة التدريبات وخلع ملابسه وارتدي ملابس التدريب الخاصة به المكونة من تيشرت اسود بحمالتين وسروال قطني أسود ايضا، و ارتدي قفازات الملاكمة وبدأ يتمرن.
,
, وقفت تلك العيون تراقبه بنظرات عاشقة راغبة تتطلع إلى عضلاته المرسومة بجرائه، قضت ليلتها بأكملها تحلم به وتفكر فيه، رجل غريب لم تلتقي مثله أبدا، فهو لم ينجذب كمعظم الرجال التي قابلتهم لفتنتها ولا انوثتها الطاغية، حتى انه رفض ان يسلم عليها، وعاملة بفظاظة بالأمس.
,
, عقدت حاجبيها بغيظ وهي تتذكر مدي عشقه لتلك الفتاة بل الطفلة من وجهه نظرها لن تنكر انها جميلة لها هالة خاصة من البراءة تحيط بها، ولكنها تريده هو تريد ذلك الحب الذي يغدق به تلك الطفلة، وهي أن رغبت في شيء تحصل عليه
, ابتسمت بخبث وهي تتذكر ما حدث بالأمس
, كانت تقق في شرفة غرفتها في منزل والدها، تفكر فيه اصبح يحتل تفكيرها من يوم واحد رأته فيه، دق رفعت الباب ودخل
, رفعت مبتسما: الجميل لسه صاحي ليه.
,
, مايا بضيق: مش جايلي نوم دادي
, رفعت: مالك يا حبيبتي، ايه الي مضايقك
, مايا: ما فيش، دادي هو ينفع يعني٣ نقطة
, رفعت: قولي يا حبيبتي
, مايا: ينفع يعني الواحد يحب من أول نظرة، ولا بيحصل في الأفلام بس
, رفعت مبتسما بخبث: خالد مش كدة
, اتسعت عينيها بدهشة: دادي انت عرفت ازاي
, رفعت: عنيكي كانت هتاكله واحنا عنده في الفيلا، حبيتيه
, مايا بحزن: يس دادي، بس ايه الفرق هو بيحب مراته اوي، مستحيل يحبني.
,
, رفعت مبتسما: انتي عيزاه يحبك ولا يتجوزك
, مايا بدهشة: What
, رفعت: مش انتي بتحبيه انا هخليه يتجوزك وبعدين انتي خليه يحبك بعد كدة
, مايا بفرحة: بجد يا دادي
, رفعت مبتسما: طبعا يا حبيبتي، أنا اهم حاجه عندي هي سعادتك، اوعدك انك اي حاجة هتحلمي بيها انا هحققهالك
, احتضنت مايا رفعت بسعادة: I love you dad
, رفعت: وانا كمان بموت فيكي يا حبيبتي
, باااااك.
,
, فاقت من شرودها ومازالت تلك الابتسامة الخبيثة تزين شفتيها، اقتربت من الصالة ببطء الي ان دخلتها ووقفت خلفه مباشرة
, مايا مبتسمة: خالد
, التفت اليه وهو يتصبب عرقا وينهج بشدة من كثرة التدريبات
, خالد مبتسما باصفرار: اهلا يا مايا ازيك
, مايا مبتسمة: كويسة، انت عامل ايه
, خالد مبتسما: الحمد لله بخير، اه صحيح عيد ميلاد لوليتا بنتي بكرة الساعة 8 مستنينك
, مايا بدلال: أكيد هاجي، طالما انت عايزني أجي ولا ايه.
,
, ابتسم ابتسامه صغيرة بمجامله ثم وقف صامتا لا يعرف ماذا يقول يريدها ان تخرج ليكمل تدريباته اما هي فكانت تقف تتفحصه بنظراتها
, الي ان دخل محمد
, محمد بضيق لمايا: اللوا رفعت عايزك
, نظرت مايا لمحمد بضيق ثم تركتهم وذهبت
, خالد مبتسما: جاي في واقتك مظبوط
, محمد: أنا لقيتك واقف مش عارف تعمل ايه وهي شكلها لازقة مش هتخرج قولت لما اخلصلك منها.
,
, خالد: تعيش يا صاحبي، هو ابوك فاكر الادارة دريم بارك جايب اختك تتفسح فيها
, محمد: يا عم احنا مالنا خلينا في شغلنا
, خالد: علي رايك، انا راجع مكتبي ولو ابوك سأل عليا قوله انتحر
, محمد: بالسم
, خالد ضاحكا: لا بالقتال يا خفيف، دا أنت بقيت عسل أسود يا محمد
, بدل ملابسه وعاد إلى مكتبه مرة أخرى.
,
, جلس علي كرسي مكتبه الكبير يراجع ما امامه من قضايا الي ان وقعت عينيه علي البرواز الصغير الذي يحوي صورة طفلتيه، امسكه ينظر الي تلك الضحكات البريئة المرتسمة علي شفتي حوريتيه كما اسماهما، فاتسعت ابتسامته والتقط هاتفه من جيب سترته ليتصل بهما
, خالد: وحشتيني
, لينا: وانت كمان
, خالد: لوليتا عاملة ايه
, لينا: بقت احسن بكتير الحمد لله
, خالد: هي صاحية
, لينا: اه، اهي جنبي
, خالد: طب افتحي الكاميرا.
,
, فتحت لينا الكاميرا وبالمثل فعل خالد
, لينا: بابي اهو، قولي باي
, ظلت الصغيرة تنظر الي خالد باستغراب
, خالد مبتسما: صباح الفل يا لوليتا
, لوليتا: فوووووووو، بوووووووووف نتنللتننلتلااا
, خالد ضاحكا: مش عارف ليه حاسس ان بنتك بتشتمني
, لينا ضاحكة: لوليتا، اعملي كدة
, اخرجت لينا طرف لسانها لخالد ففعلت الصغيرة مثلها
, خالد ضاحكا: بقي كدة يا اوزعة انتي وهي ماشي لما اجيلكوا
, لوليتا: ب. ا. ب. ا
, خالد مبتسما: نعم يا قلب بابا.
,
, لوليتا: تا. تا
, عقد حاجبيه باستفهام يحاول ان يفهم ماذا تريد وعندما لم يستطع
, خالد: يعني ايه، يا لينا
, لينا: شكولاتة يعني
, خالد مبتسما: بس كدة من عنيا
, لينا: لاء يا خالد ما تجبش شكولاتة عشان هي تعبانة
, خالد بلهفة: ليه، مالها هي سخنت تاني
, لينا: لاء يا حبيبي، اهدا، بس الشوكولاتة غلط عليها مع الأدوية
, تنهد بارتياح: خلاص ماشي، اوعدك يا حبيبتي اول ما تخفي هجبلك شكولاتة كتير اوي
, دق احد العساكر الباب ودخل.
,
, العسكري: خالد باشا، اللوا رفعت عايز حضرتك في مكتبه
, خالد: طيب ماشي، روح وأنا جاي وراك
, ثم التفت الي الهاتف
, خالد: انا هقفل دلوقتي عشان عندي شغل، سلام يا حبيبتي سلام يا لوليتا
, لينا: مع السلامة يا حبيبي، يلا اعملي لبابا باي
, ابتسم بسعادة ثم اغلق الخط
, خرج من مكتبه وذهب ناحية مكتب اللواء رفعت، دقائق مرت وبدا صوت الجدال يتصاعد..

الجزء الخامس


خرج من الإدارة غاضبا الدماء تكاد تنفجر من عينيه، استقل سيارته يقودها مسرعا يحاول إخراج غضبه بزيادة سرعة السيارة ليقف رغما عنه في تلك الإشارة المرورية المزدحمة
, اخذ نفسا عميقا يزفره علي مهل، عاد بظهره لظهر مقعده يغمض عينيه لثواني
, ليري صورة صغيرته حينما كانت بعمر أسبوع فقط معلقة في ميدالية فضية أمامه في السيارة التقط الميدالية ينظر لها بابتسامة دافئة ليشرد في احداث عامين مضوا.
,
, Flash back طوووويل
, في ذلك اليوم كان نائما بعمق حين اخترقت أذنيه صوتها تتأوه بألم انتفض فزعا يبحث عنها بعينيه رأي باب المرحاض الملحق بالغرفة مفتوحا فهرول ناحيته ليجدها تقف أمام حوض الغسيل تمسك معدتها لتميل فجاءه ناحية الحوض تتقيأ، اسرع ناحيتها يهتف بلوعه: في ايه يا لينا مالك يا حبيبتي
, ادمعت عينيها من الألم: بطني، بطني بتقطع يا خالد
, اسندها يهتف سريعا: غيري هدومك علي ما اغير ونروح للدكتور.
,
, هزت رأسها نفيا تهتف بابتسامة شاحبة: لالا مالوش لازمه أنا هبقي كويسة هرتاح شوية وهبقي أحسن
, اسندها إلي أن جلست علي الفراش ليسرع بالتقاط هاتفه: ارتاحي وأنا هطلب الدكتور
, أخذت الهاتف من يده تهتف بضيق: مالوش لزوم يا خالد قولتلك أنا كويسة
, ابتسم بهدوء: ماشي يا حبيبتي
, اقترب ليقبل جبينها فدفعته بعنف بعيدا عنها
, لينا هاتفه بغضب: اووووف ابعد مش طايقة ريحتك
, قبض علي ذراعها صارخا بحدة: انتي اتجننتي يا لينا.
,
, كادت أن ترد عندما سمعوا دقات علي الباب دخلت الخادمة تهتف بهدوء: في ضيوف مستنين حضرتكوا تحت
, خالد باقتضاب: مين
, الخادمة: العيلتين يا افندم ومعاهم رشيد بيه
, خالد: طب شوفيهم يشربوا ايه وأنا نازل وراكي
, هزت الخادمة رأسها إيجابا باقتضاب لتخرج من الغرفة مغلقة الباب خلفها بهدوء
, نظر لها بضيق ليذهب الي دولاب ملابسه اخذ بعض الملابس واتجه ليخرج من الغرفة
, لينا: رايح فين.
,
, تقوس جانب فمه بابتسامة ساخرة: هغير في اوضة تانية عشان ريحتي ما تخنقيش
, انزلت نظرها بحزن لا تعلم ما اصابها فهي حقا تعشق رائحة عطره هي من تختاره له دائما صدقا لا تعرف لما شعرت بالاختناق والغثيان
, قامت بخطي بطيئة متعبة بدلت ملابسها ولفت حجابها متجهه الي أسفل
, وجدته يجلس معهم يتحدث سلمت علي الجميع نظرت ناحيته لتجده يرمقها بضيق اشاح بوجهه بعيدا ما أن رأته متصنعا الحديث مع جاسم.
,
, ذهبت وجلست بجانب والدها الذي ربطت علي كتفها برفق
, جاسم: مالك يا حبيبتي لونك مخطوف ليه كدة، انتي تعبانة
, جاهدت لرسم ابتسامة صغيرة علي شفتيها
, لينا: انا كويسة يا بابا ما فيش حاجة
, نظر والده ناحيته يهتف بتوعد: علي **** تكون مزعلها
, ابتسم له باصفرار وذهب وجلس بجانبها من الناحية الاخري يلف ذراعه حول كتفها
, خالد مبتسما: دي هي اللي مزعلاني.
,
, حبست أنفاسها قدر المستطاع لم تعد تتحمل رائحته تغزو أنفها تشعرها بالنفور والغثيان
, لم تستطع تحمل الرائحة اكتر من ذلك
, فدفعته بكلتا يديها وقامت تصرخ غاضبة
, لينا غاضبة: مش قولتلك ابعد عني مش طايقة ريحتك
, نظر لجاسم يصرخ غاضبا: شايف بنتك بتعمل ايه
, جاسم بضيق: عيب كدة يا لينا ايه الي انتي بتقوليه دا اعتذري لجوزك حالا.
,
, أصبحت الصورة مشوشة هزت رأسها نفيا بعنف لما يدورون بتلك السرعة وضعت يدها علي رأسها تحاول الاتزان لكن دون فائدة سقطت ارضا تحت قدميهم فاقدة للوعي
, آخر شئ سمعته صوته وهو يصرخ بفزع بعدها لم تسمع شئ
, قام خالد سريعا حملها بين ذراعيه الي غرفته خلفه جاسم والبقية
, رشيد: حظك ان شنطتي معايا
, دخل رشيد ليفحصها ودخل معه زينب وفريدة
, ووقف خالد خارجا يأكله القلق.
,
, جاسم صارخا بغضب وهو يمسكه من تلابيب ملابسه: عملت ايه في البنت قسما بالله٣ نقطة
, قاطعه بحدة: ما عملتش حاجة بنتك اللي عنيدة كانت تعبانة ومع ذلك رفضت أنها تروح للدكتور
, مر بعض الوقت الي ان خرج رشيد منكسا رأسه بحزن بادي علي وجهه
, اتجه صوبه بلهفه يسأله سريعا: خير يا رشيد
, رشيد بحزن: بصراحة يا خالد مش عارف اقولك ايه
, شخصت عينيه بفزع يهز رأسه نفيا بعنف: لينا مالها يا رشيد.
,
, ربطت علي كتفه برفق: خالد انت راجل قوي ولازم تتمساك عشان نشوف هنحل المشكلة دي ازاي
, نطق بذهول: مشكلة، مشكلة ايه، ليصرخ بغضب، انطق لينا مالها
, رشيد مبتسما بمرح: اه طبعا مشكلة لما لينا مراتك الي هي بنت عمي دي تجبلنا نسخة كمان منك تبقي مشكلة
, استني بقي اقولك الجملة التي بتيجي في الافلام العربي احم مبروك المدام حامل
, نظر له بذهول للحظات لينطق بصعوبة: حححااامل، ببجد حاامل.
,
, رشيد مبتسما باتساع؛ ايوة يا ابني و**** حامل وعلي **** تقولي يعني انا هبقي اب عشان مستحيل هتبقي خال او عم مثلا
, اقترب خالد منه وعلي شفتيه ابتسامة غامضة: رشيد أنا عايز اقولك حاجة مهمة أوي
, رشيد مبتسما بغرور: عارف عارف عايز تشكرني، ااااه
, صرخ رشيد بألم حين فاجئته لكمة خالد الغاضبة
, خالد بحدة: عشان تبقي تستخف دمك تاني، دا أنت وقعت قلبي، حرام عليك يا اخى.
,
, مسد رشيد علي فكه المتورم برفق لتنكمش ملامحه بألم: اااه، صحيح خير تعمل
, دخل خالد الى الغرفة فوجدها تستفيق تحرك رأسها بألم تحاول فتح عينيها ليجلس جوارها علي حافة الفراش اشار للواقفين بأن يلتزموا الصمت
, فتحت عينيها بتعب تنظر حولها باستفهام هتفت بصوت ضعيف؛ في ايه هو ايه اللي حصل
, التفت ناحيته عندما سمعته يهتف بضيق: بقي مش عارفة في ايه دي عاملة تعمليها يا ست هانم.
,
, شحبت ملامحها بخوف تتمتم بقلق: عملت ايه و**** ما عملت حاجة
, قطب جبينه بغضب يهتف بحدة: لاء عملتي، ليبتسم بسعادة: هتجبيلي احلي هدية ممكن تجيلي في حياتي
, بسط كف يده علي بطنها برفق يهتف بابتسامة واسعة: مبروك يا حبيبتي انتي حامل
, فتحت فمها ببلاهة تنظر لكف يده بذهول خرجت الاحرف من بين شفتيها بصعوبة: ححامل
, وضعت كف يدها فوق يده تبتسم ببلاهة: يعني أنا هبقي ماما وهيبقي عندي بيبي صغير.
,
, هز رأسه إيجابا بابتسامة واسعة لتصرخ بسعادة أرادت أن تقفز علي الفراش من سعادتها ليمسك بها سريعا هاتفا بحنق: بتعملي ايه يا بنت المجنونة
, لينظر لوالدتها معتذرا: سوري يا فيري
, عاد ينظر لها بحزم أشهر إصبعه في وجهها يهتف بحزم: علي **** تتنططي زي القردة
, زينب مبتسمة: ممكن ازغرط بقي
, هز رأسه إيجابا بسعادة: اتفضلي المايك مع حضرتك
, بدأت زينب تطلق الكثير من الزغاريد السعيدة فرحا بقدوم اول حفيد/ة لعائلة السويسي.
,
, بينما احتضنت فريدة ابنتها بسعادة
, فريدة بفرحة: مبروك يا حبيبتي اخيرا هبقي تيتة
, دخل جاسم في تلك اللحظة كالعادة كان ينظر لخالد بكره حاول إخفاءه وهو يبارك لابنته
, قبل جبينها بحنان هاتفا بسعادة: مبروك يا حبيبتي ألف مبروك
, دخل رشيد يهتف بمرح: انا كالعاده هادم اللذات و مفرق الجماعات
, كتب رشيد بعض الأدوية علي روشتة هاتفا بجد: دي شوية فيتامينات مهمة عشان الست لينا جسمها ضعيف جدا وطبعا لازم تتابعوا مع دكتورة.
,
, خالد: اكيد
, تعلقت عيني رشيد بعيني خالد بنظرات ذات مغزي ليخرج رشيد من الغرفة
, خالد بحزم: أنا هعمل تليفون مهم وجاي علي **** تتحركي من مكانك
, هزت رأسها ايجابا بابتسامة واسعة بلهاء
, ليخرج من الغرفة، اغلق الباب خلفه ينظر للواقف امامه بقلق: خير يا رشيد
, رشيد بجد: خالد انا المرة دي بتكلم بجد، لينا جسمها ضعيف جدا جدا جدا وحط تحت جدا الف خط لازم ليها راحة تامة والا لقدر **** هيبقي في خطر علي حياتها.
,
, شخصت عينيه بخوف ليرد سريعا: أنا مستعد انقلها احسن مستشفي في اي مكان في العالم
, رشيد: اهدي يا خالد الموضوع مش مستاهل مستشفى برة ولا مستشفي جوة حتي
, انا بقول راحة تامة لا خروج ولا مفاجئات ولا نزول ولا الكلام دا كله تغذية كويسة جدا وراحة تامة
, حرك رأسه إيجابا بإيجاز: تمام
, رشيد: أنا اعرف دكتورة شاطرة هديك رقم تليفونها وعنوانها صدقني هي شاطرة جدا في المجال دا.
,
, وقد كان اخذ خالد من رشيد عنوان تلك الطبيبة ورقم هاتفها وبدأ بجمع المعلومات عنها
, ليتأكد من صحة كلام رشيد وقد كان
, رحل الجميع بعد المباركات والتهاني ليخرج هو قضي عدة ساعات بالخارج، عاد ليلا بعد منتصف الليل ليجدها قد نامت، ابتسم بسعادة حينما مر بباله أنها فقط ايام وستأتي ثمرة عشقهما الكبير، دثرها بالغطاء جيدا ليقبل جبينها متجها لأسفل
, صاح بصوت عالي: دادة رحمة يا دادة.
,
, جاءت تلك السيدة من المطبخ تهتف بقلق: خير يا ابني
, خالد مبتسما: ما تقلقيش يا دادة ما فيش حاجة، أنا بس عايزك تجهزي شنطة هدومك عشان السواق هياخدك الصبح
, رحمة بقلق: ليه يا ابني خير
, قص عليه ما يريد كاملا، لتبتسم بحبور
, رحمة مبتسمة: من عينيا حاضر
, ابتسم لها بود: تسلمي يا دادة
, في صباح اليوم التالي، استيقظت علي صوته يوقظها برفق: لوليتا حبيبتي اصحي يلا
, فتحت عينيها بنعاس تهتف بخمول: خالد بليز أنا عايزة أنام.
,
, بعثر شعرها بمرح: هتنامي زي ما انتي عايزة لما نوصل
, اعتدلت في جلستها تسأله باهتمام: هو احنا مسافرين
, وضع ذراعه أسفل ركبتيها والاخر خلف ظهرها يحملها بين ذراعيه بخفة: هوووبا، لاعب حاجبيه بمشاكسة البسي وهتفهمي كل حاجة
, وضعها داخل المرحاض لتنظر لها باستفهام عندما ظل واقفا: نعم!
, ابتسم بخبث: ايه يا لوليتا هساعدك
, شهقت بذهول من جرائته لتصيح بخجل: اطلع برة يا سافل يا منحرف.
,
, دفعته في كتفه بضيق الي أن خرج من المرحاض وبقيت ضحكاته العالية تصدح في أرجاء المكان
, اغتسلت وبدلت ثيابها، خرجت من المرحاض فلم تجده في الغرفة رفعت كتفيها بلامبلاة لتذهب ناحية مرآه الزينة تمشط شعرها لتجد فجاءة مشطها الخشبي يؤخذ من يدها بخفة
, شهقت بخوف وهي تنظر لانعكاسه المبتسم من خلال المرآه: بسم **** الرحمن الرحيم أنت جيت ازاي
, ضحك بتهكم: من تحت الأرض جيت من الباب يلا لفي حجابك عشان نمشي.
,
, هزت رأسها ايجابا أمسكت حجابها وبدأت تعقده بأحكام حول شعرها انتهت من وضع الدبوس الأخير لتلتفت قائلة بابتسامة صغيرة: أنا خلصت
, تحركت خطوتين لتخرج من الغرفة ليستوقفها: انتي رايحة فين
, اشارت الي باب الغرفة قائلة بتلقائية: هنزل مش قولت خارجين
, تقدم ناحيتها الي أن أصبح أمامها مباشرة لتشهق فجاءة حينما وجدت قدميها لم يعودوا يلمسان الأرض حين حملها بين ذراعيه ركلت بقدميها في الهواء بضيق.
,
, قطبت جبينها بغيظ تهتف: نزلني يا خالد
, لم يعرها انتباها بل ظل يحملها متجها الي أسفل فتح له الحارس باب سيارته ليضعها فيه ومن ثم ركب بجانبها
, عقدت ذراعيها بغيظ تصيح بحنق: ممكن افهم في ايه احنا رايحين فين وليه كل شوية عمال تشلني
, هتف بهدوء وعينيه لا تفارق الطريق: كلها شوية وهتفهمي كل حاجة.
,
, ساعة تلتها اخري وهو مازال يقود بانهماك شعرت بذلك الملل الذي يصاحبه نعاس لتغمض عينيها رغما عنها ما كادت تسقط في بئر النوم حتى شعرت بأن السيارة تقف فتحت عينيها تنظر لها باستفهام: احنا فين
, فتح زجاج المجاور لها يشير الي تلك العمارة السكنية امامه: شايفة العمارة دي.
,
, همهمت باهتمام ليكمل: فيها عيادة دكتورة: سلوي باهر، من اشطر دكاترة النسا والتوليد في البلد، الميزة بقي هنا أنها ساكنة في نفس العمارة شقتها في الثالث والعيادة في التاني
, هزت رأسها ايجابا بتفهم: يعني إنت جايبنا عشان نكشف، بس لسه بدري اوي يا خالد العيادات دايما بتشتغل بليل.
,
, هتف بجد: أنا لسه ما خلصتش كلامي، فتح زجاج النافذة الذي يجاوره هو يشير الي فيلا صغيرة الي حد ما، شايفة الفيلا دي، هزت رأسها ايجابا ليكمل، دي بتاعت واحد سعودي اشتراها من شهر وقفلها بيجي فيها مرة واحدة في السنة، أنا بقي عرفت اوصل للراجل دا واشتريت منه الفيلا وغيرت العفش وبعت ناس نضفتها وهنسكن فيها لحد ما حالتك تستقر عشان نبقي قريبين للدكتورة.
,
, رمشت بعينها عدة مرات تستوعب ما قال لترد بذهول: أنت عملت كل دا امتي
, التوي جانب فمه بابتسامة واثقة؛ الفلوس يا حبيبتي تعمل اي حاجة
, نظرت لتلك الفيلا رغم صغر حجهما تبدو فخمة تحاوطها حديقة كبيرة تبعث شعور رائع بالراحة لتهمس له بخجل: بس دا كتير اوي اكيد الفيلا دي غالية أوي
, احتضن كفيها بين كفيه يهتف بابتسامة دافئة: الفيلا دي مهما كان تمنها ما تسويش حاجة قدام صحتك وصحة بنتي او ابني.
,
, نزعت يديها من يديه تلفها حول عنقه تهتف بسعادة وهي تحتضنه بقوة: بحبك
, شدد على عناقها يستنشق عطر برائتها باستمتاع: وأنا بموت فيكي
, نزلا من السيارة ليحملها كالعادة متجها بها الي غرفة النوم
, خالد: هتلاقي عندك الهدوم في الدولاب غيري ما اجبلك الفطار
, اتجهت ناحية دولاب الملابس لترفع حاجبيها بتعجب وكأن دولاب ملابسها نقل بأكمله هنا أخرجت منامة منزلية قطنية ذات لون وردي.
,
, جلست علي الفراش لتجده يدخل الغرفة يحمل صينيه كبيرة وضعها أمامها علي الفراش
, خالد: يلا عشان تاكلي
, نظرت الي الاكل بعدم رضا
, لينا بضيق: ايه الاكل دا انا مش هاكل الكلام دا، فين الفطار بتاعي
, عقد ساعديه بجد: دا الفطار بتاعك من هنا وجاي انسي بقي النسكافية والكورن فليكس والهبل دا جسمك ضعيف ومحتاج تغذية
, نظرت الي الافطار المحتوي على العديد من انواع الجبن والقشطة والبيض المسلوق والمربي والعسل.
,
, لتنكمش ملامحها بضيق: لا لا انا مستحيل آكل الكلام دا
, خالد بهدوء: قدامك حل من اتنين لتاكلي الاكل دا كله بنوتة شطورة كدة لوحدك لهكتفك واخليكي تاكليه غصب عنك
, رفعت حاجبها الأيسر بتهكم ترد بعند: مش هاكل
, ابتسم بخبث: انتي اللي قولتي يا روحي
, جذبها ناحية صدره الي ان جلست امامه فضم يديها بقبضة يده اليسرى وبدأ يطعمها بيده الاخري تلوت بين يديه بغضب: اوعي يا خالد سيب ايديا.
,
, هتف بجد وهو يدس تلك اللقمة الكبيرة في فمها: لما تخلصي اكل الاول
, بلعت ما في فمها بصعوبة من كثرته تهتف باستسلام: خلاص خلاص سبني وانا هاكل لوحدي
, ترك يدها فابتعدت عنه تنظر له بغيظ: ينفع الي ان عملتوا دا
, حرك رأسه إيجابا بابتسامة صفراء مستفزة: آه ينفع ولو ما كلتيش يا لينا هكتفك تاني، يلا كلي، بدأت تأكل علي مضض رغما عنها
, خالد: افتحي بوقك
, فتحت فمها فاطعمها لقمة كبيرة من العسل
, لينا: طعمها مش حلو.
,
, خالد: ايه دا بجد طب جربي تاني كدة، يلا افتحي بوقك
, أمسكت معدتها بألم: كفاية بقي يا خالد انا شبعت
, شمر عن ساعديه يهتف بخبث: سمعيني قولتي ايه كدة تاني
, انكمشت ملامحها بألم: و**** بطني وجعتني
, دخلت رحمة تحمل كوبا من القهوة وكوبا من الحليب
, التقطت لينا كوب القهوة تشم رائحته باستمتاع
, لينا مبتسمة: أخيرا القهوة ميرسي يا دادة
, اخذها خالد منها: بس يا ماما القهوة دي بتاعتي.
,
, ضيقت عينيها بغيظ: اشمعني يعني، انا هروح اعملي نسكافيه
, اشهر سبابته يهتف بتحذير: علي **** تفكري بس تنزلي من علي السرير
, لينا: اوووف بقي خلاص يا دادة اعمليلي انتي نسكافيه
, خالد: روحي يا دادة شوفي وراكي ايه وسيبك منها
, خرجت رحمة فأعطاها كوب الحليب
, خالد: اشربي
, عقدت حاجبيها بغضب تهتف باشمئزاز: يع، لا طبعا
, لاء بضيق: ليه لازم نلجأ للطريقة الصعبة، ما ينفعش تسمعي الكلام علي طول.
,
, لينا بضيق: أنت عارف اني ما بحبش اللبن
, صاج بحدة: بس هتشربيه، يلا اشربي
, مطت شفتيها بضيق طفولي امسكت بكوب الحليب ترتشف منه علي مضض الي ان انهته
, خالد: شطورة، يلا بقي عشان ناخد الدوا
, اعطاها الدواء ونامت فدثرها بالغطاء وقبل جبينها وخرج من الغرفة
, ليلا اخذها وذهب الي الطبيبة تسطحت علي سرير الكشف في عيادة تلك الطبيبة، بدأت سلوي تحرك جهاز السنور علي بطن لينا المسطحة وخالد واقفا بجانبها ممسكا بيدها.
,
, لينا بغيظ: بص الناحية التانية
, ضحك رغما عنه: حاضر
, اشاح بوجهه في الاتجاه الآخر ينظر لها بطرف عينيه
, لينا بغيظ: بقولك بص الناحية التانية
, خالد ضاحكا: علي اساس ان دي اول مرة اشوف بطنك
, نظرت له بغيظ ثم قربت يده الممسكة بيدها الي فمها وعضتها بغيظ
, خالد متألما: ااااه يا بنت العضاضة انتي بتعضي من دلوقتي لسه يا ماما بدري علي العض
, سلوي بحزم مصطنع: بس بقي انتوا الاتنين ايه شغل العيال دا
, خالد ولينا معا: حااااضر.
,
, انتهت سلوي من فحص لينا: تمام البسي هدومك وهستناكي أنا وجوزك في المكتب في الأوضة اللي جنبك
, حركت رأسها ايجابا لتخرج الطبيبة ومن بعدها خالد الي الغرفة المجاورة
, خالد: خير يا دكتورة
, سلوي بجد: دكتور رشيد كان اداني تقرير مبدئي عن حالة لينا مراتك وقالي قد ايه هي جسمها ضعيف ودا اللي اتأكدت منه النهاردة لينا فعلا جسمها ضعيف جدا
, اتقبضت خلجاته بقلق: والجنين؟
,
, الطبيبة بهدوء: خالد باشا حياة الأم في خطر أكتر من حياة الجنين خصوصا أن بنيتها اصلا ضعيفة جدا والجنين بيتغذي منها يعني ممكن في اي لحظة يجيلها هبوط حاد في الدورة الدموية وبعد الشر يعني قلبها يوقف
, تسارعت دقات قلبه خوفا: لو الجنين فيه خطر علي حياتها نزليه اهم حاجه عندي هي وبس.
,
, سلوي بابتسامة هادئة: ان شاء **** مش هنوصل للمرحلة دي اهم حاجه الراحة التامة والتغذية الكويسة وتاخد ادويتها في ميعادها انا كتبت لحضرتك الادوية المطلوبة والأغذية الي مفروض تأكلها وتبعد تماما عن الشاي والقهوة والنسكفية واي حاجة تحت بند المنبهات، واشوفها بعد اسبوع إن شاء ****
, خالد: شكرا يا دكتورة
, الطبيبة بهدوء: العفو دا شغلي.
,
, وقد كان اخذ إجازة طويلة من عمله لا يفعل شيئا سوي أنه يهتم بطعامها رفض نهائيا ان تتحرك من علي الفراش، حتى المرحاض يحملها إليه بالطبع لم تكن مسالمة تسمع الكلام فهي علي وشك أن تصيبه بجلطة دماغية من شدة عنادها
, الي ان جاء ذلك اليوم
, خالد بضيق: خلاص بقي يا لوليتا آخر لقمة مش كل نعمل فيلم علي ما تاكلي
, أكلت ما في يده ليجد هاتفه يرن، برقم علي
, خالد: ايوة يا علي.
,
, علي بجد: خالد في اجتماع علي صفقة جديدة بعد ساعة، الورق عمر جابهولك من اسبوع
, خالد بجد: آه معايا وقريته خلاص تمام أنا جاي أهو
, أغلق الخط ينظر لها بجد هاتفا بحزم: بصي بقي أنا عندي اجتماع مهم في الشركة، رجلك من تتحركش من علي السرير الا لحد الحمام لو عوزتيه غير كدة هزعلك وانا زعلي وحش اللهم بلغت اللهم فاشهد
, هزت رأسها ايجابا بابتسامة واسعة بلهاء، ليذهب سريعا يبدل ملابسه متجها الي سيارته منطلقا الي وجتهه.
,
, في المنزل، رحمة بحزم: لاء يا لينا يعني لاء
, خالد باشا منبه ما تتحركيش من مكانك
, لينا بإلحاح: عشان خاطري يا دادة وحياة لوليتا عندك حرام عليكوا أنا بقالي 3 شهور ما بتحركش من علي السرير و**** حرام محسسني اني عاجزة ولا مشلولة
, رحمة بحزن: يا بنتي
, قاطعتها بإلحاح: عشان خاطري يا دادة خمس دقايق همشي رجلي بس.
,
, هزت رحمة رأسها إيجابا باستسلام، أمسكت يدها تساعدها علي النزول لأسفل شعرت لينا بسعادة كأنها طفلة صغيرة تجرب المشي لأول مرة
, اجلستها رحمة علي الأريكة: اقعدي بقي هنا اديني مشيتك شوية
, لينا مبتسمة بخبث: ممكن اطلب منك طلب بس تحلفي بحياتي انك هتعمليه
, رحمة بحنان: وحياتك هعمله
, لينا: عايزة فنجان قهوة
, شهقت رحمة بفزع: يا نهار أسود دا كان خالد باشا قطع رقبتي أنا وانتي
, ابتسمت بخبث: انتي حلفتي.
,
, تنهدت رحمة بضيق لتذهب الي المطبخ صنعت لها فنجان قهوة صغير خفيف للغاية، اخذته منها بلهفة تشم رائحته باستمتاع رفعته لفمها لترتشف منه لتشخص عينيها بفزع حينما سمعت صوته يهتف بتوعد من خلفها: دا انتي ليلة ابوكي سودا.

الجزء السادس


شخصت عينيها بفزع حتى كادت تخرج من مكانها القت كوب القهوة من يدها ليتهشم ارضا الي مئات القطع دقات قلبها تكاد تصم أذنيها تمنت في تلك اللحظة لو تنشق الأرض وتبتلعها
, كادت أن تحرك قدميها حينما سمعته يهتف بتوعد: ما تتحركيش من مكانك.
,
, هزت رأسها ايجابا بذعر تجسد في حدقتيها لتجده يقف أمامها بمنتهي الهدوء مد ذراعيه يحملها بخفة يسير بخطوات منتظمة هادئة ناحية باب الغرفة، وبرفق شديد وضعها علي الفراش، نظرت له بذعر تبلع لعابها بصعوبة بينما يقف يرمقها بنظرات حادة باردة كالصقيع
, تحدث بهدوء: أنا قولت ايه قبل ما انزل
, ردت بصوت مرتعش خائف: ما اتحركش من علي السرير
, دس يديه في جيبي بنطاله: وانتي عملتي ايه
, همست بخوف: أنا آسفة.
,
, نظرت له بدهشة حينما وجدته يضحك، ضحك بقوة كأنها فقط تمزح معه ابتسمت رغما عنها ظنا منها أنه لم يغضب مما فعلت لتصرح بفزع حينما وجدته ينقض عليها في أقل من ثانية يقبض على ذراعيها بعنف يستند بأحد ركبتيه علي الفراش حتى يحكم قبضته عليها
, نظرت لملاحه بذعر ملامحه غاضبة مفزعة نظراته مشتعلة حارقة.
,
, نفرت عروق رقبته تصرخ مع صراخه الغاضب: انتي ايييييه يا شيخة حرررررررام عليكي اسمعيني بقي يا بت انتي عشان الكلام دا مش هعيده تاني، أنا مش هضحي بحياة ابني ولا بنتي عشان الست هانم مهملة ولا فاكرة نفسها لسه عيلة صغيرة، الحاجة الوحيدة اللي منعاني اني اكسر دماغك علي اللي انتي عملتيه انك حامل في ابني ولا بنتي اللي تعتبر اغلي حاجة عندي قسما بربي يا لينا لو اللي في بطنك حصله حاجة هحول حياتك لجحيم مفهووووم.
,
, حركت رأسها ايجابا بلا توقف تنساب دموعها خوفا، ترك ذراعيها متجها ناحية نافذة تلك الغرفة اخرج احدي سجائره يحرقها بغضب، يشعر بأن دمائه تشتعل من شدة غضبه منها ومن نفسه مسح وجهه بعنف ليلقي بالسيجارة أرضا يسحقها تحت حذائه متجها الي المرحاض وضع رأسه تحت المياة الباردة علها تخمد تلك النيران ولو قليلا.
,
, خرج من المرحاض ليجدها جالسة علي الفراش تنظر امامها استطاع رؤية الخوف الظاهر في عينيها تبكي بصمت، خرج من الغرفة متجها الي المطبخ
, خالد بحدة: أنا سايبة أمانه في رقبتك يا دادة
, رحمة: و**** يا ابني صعبت عليا قعدت تتحايل عليا وخصوصا لما قالتلي انتوا بتعملوني علي اني مشلولة مشيتها و**** ما يكمل خمس دقايق وبعدين قعدتها علي الكنبة وكنت عملالها قهوة بلبن وخفيفة جدا، اصل حرام يا ابني نفضل حبسينها كدة.
,
, تركها وخرج من المطبخ ومن المنزل بأكمله ليته ما نسي ملف تلك الصفقة وعاد ليأخذه حتى لا يراها، كان سيمر الموضوع دون أن يغضب دون أن يفزعها
, جلس في الحديقة يحرق سجائره بشراهة الي أن حل المساء
, صعد الي اعلي ليجدها جالسة علي الفراش بعدما بدلت ملابسها ولفت حجابها فاليوم موعد زيارتهم الاسبوعية مع تلك الطبيبة حملها بجمود متجها الي أسفل كان أول الحضور دخلت غرفة الكشف.
,
, الطبيبة مبتسمة: ازيك يا لوليتا، يلا نطمن على البيبي
, نظرت له بخوف تهمس باضطراب: ممكن تخرج.
,
, حرك رأسه إيجابا باقتضاب خرج من الغرفة دقائق مرت وجد الطبيبة تخرج هي الاخري تنظر له بضيق: خالد باشا زي ما الراحة مهمة عشان صحتها حالتها النفسية مهمة جدا جدا عشان صحتها وصحة الجنين ما كنش ينفع تعمل كدة، حط نفسك مكانها، الناس بتعاملك علي انك عاجز او مشلول، 24 ساعة علي السرير، ما بتتحركش خالص حتى لما بتعوز تروح الحمام انت بتشيلها، قدر موقفها يا باشا
, خالد: انا خايف عليها.
,
, الطبيبة: خايف عليها تقوم ترعبها كل مرة كانت بتصمم انك تقضل موجود معاها وانا بكشف عليها، المرة دي كانت مرعوبة وهي بتقولك اخرج علي العموم شهور الحمل الاولي خلاص قربت تخلص وهي صحتها بدأت تتحسن كتير عن الاول بس مش نحسن صحتها وندمرها نفسيا
, هز رأسه إيجابا باقتضاب: تمام
, الطبيبة: حاليا خليها تتحرك في محيط الأوضة وبعد اسبوعين هنكبر المحيط شوية
, خالد: تمام.
,
, كانت جالسة علي الفراش تشاهد التلفاز بشرود حينما دخل الي الغرفة تجاهلته اول مرة لتجده يجلس بجانبها يهمس بصوت مضطرب: أنا خايف
, اتسعت عينيها بذهول لا تصدق أن تلك الجملة خرجت منه هو نطقت بلا وعي: أنت بتخاف زينا!
,
, اضطربت حدقتيه يغمغم بارتباك: النهاردة عرفت يعني ايه خوف، لما شوفت خوفك مني لما حسيت أنك ممكن تضيعي مني، خوفت للي في بطنك يحصله حاجة مش عايز اعيش وجع موت ابني او بنتي تاني، لسه موت سما بيكوي في قلبي أنا عارف إن أسفي مالوش لازمة بس٣ نقطة
,
, قاطعته حين وضعت كف يدها الصغير علي فمه تبتسم بحب: أنا السبب يا خالد أنا عارفة أنك خايف عليا بس و**** أنا كنت زهقانة من قعدة السرير دا أنا ما شوفتش البيت من ساعة ما جيناه، لتبتسم بدلال: بس أنا بردوا عندي شرط عشان اسامحك
, هز رأسه ايجابا بلهفة: اؤمري
, همست بارتباك: عايزة اتمشي في الجنينة شوية
, التقط هاتفه يطلب رقم تلك الطبيبة
, خالد: مساء الخير يا دكتورة
, سلوي: مساء النور يا افندم.
,
, خالد: معلش ازعجتك بليل بس، انا كنت عايز لينا تنزل تتمشي شوية في الجنينة ينفع
, سلوي: بلاش بليل، خليها الصبح علي الاقل تستفيد من اشاعة الشمس وربع ساعة بالكتير
, خالد: تمام، شكرا يا دكتورة
, اغلق خالد الخط ينظر لها بحزن يهز رأسه نفيا
, لينا بحزن: يعني انا هفضل محبوسة علي السرير دا علي طول
, ربط علي شعرها برفق: معلش يا حبيبتي
, اعمل ايه ما باليد حيلة اهم حاجه صحتك
, لينا: خلاص يا خالد انا تعبانة وعايزة انام.
,
, خالد مبتسما: طب ايه رايك احكيلك حدوتة
, لينا بفرحة: بجد هتحكيلي حدوتة ايه
, وضع رأسها علي صدره يمسد علي منابت شعرها برفق
, خالد بهدوء: هحكيلك حدوتة الشاطر خالد والاميرة لينا كان يا مكان كان في بنوته زي القمر اسمها لينا
, ابتسمت لينا من كلامه ظلت تنظر اليه وهي يحكي لها قصه حبهما في شكل حكاية *****
, الي ان غلبها النوم.
,
, فابتسم هو وانهي الحكاية بقوله، واتجوزوا وعاشوا في تبات ونبات ثم وضع يده على بطنها برفق: وقريب هيبقي عندهم الصبيان والبنات
, في صباح اليوم التالي
, ايقظ خالد لينا برفق
, خالد: لولو، لوليتا حبيبي اصحي
, لينا بصوت ناعس: بس بقي يا خالد، عايزة انام
, خالد: لاء، كفاية نوم كدة يلا قومي
, لينا بضيق: حاضر
, خالد: يلا قومي غيري هدومك عشان تفطري انا حطتلك هدومك في الحمام غيري بسرعة عشان نفطر
, هزت رأسها ايجابا بطاعة: حاضر.
,
, ذهبت الى المرحاض اغتسلت وبدلت ملابسها، الي فستان ابيض بنقط سوداء قصير يصل الي الركبة بحمالتين عريضتين
, خرجت الي الغرفة الي تجاه مرآه الزينة لتمشط شعرها، تقدم خالد منها واخذ المشط من يدها وبدأ يسرح لها شعرها برفق
, لينا: من امتي الحنية دي كلها
, خالد: زي القطط بتاكلي وتنكري انا طول عمري حنين عليكي
, لوت شفتيها بتهكم: بأمارة الي عملتوا امبارح.
,
, خالد بجد: لينا انتي غلطتي صح ولا لاء وانتي عارفة ان انا ما بعرفش اتحكم في أعصابي
, خلاص بقي انسي الي حصل امبارح
, جدل لها شعرها برفق
, خالد مبتسما: اكيد جوعتي يلا بقي عشان نفطر
, هتفت بسخط: انت بتديني فرصة اجوع، دا انت بتزغطني 24 ساعة، لما بقيت شبه الفيل ابو تلت زلاليم
, انفجر في الضحك حتى ادمعت عينيه
, خالد ضاحكا: هههههههههههه، يخربيت تشبيهاتك مسخرة، يلا، يلا عشان نفطر
, ذهبت باتجاه الفراش
, خالد: رايحة فين.
,
, لينا بضيق: رايحة اقعد كالعاده يعني عشان نفطر
, امسك يدها: تعالي معايا
, عقدت حاجبيها باستغراب فابتسم ورفع يدها وقبلها ثم جذب يدها برفق وخرج بها من الغرفة، نزل بها إلي الحديقة واجلسها علي احد الكراسي امامها طاولة مستديرة عليها طعام الافطار
, نظرت حولها بسعادة وكأنها فقط طفلة صغيرة تري ذلك المكان لأول مرة لا تصدق أنها اخيرا خرجت من سجن غرفتها
, ابتسم بهدوء عندما لاحظ ابتسامتها الواسعة: مش يلا بقي عشان تفطري.
,
, نظرت ناحيته تهز رأسها ايجابا بحماس ابتسامة واسعة تزين شفتيها
, تناولت الافطار شربت الحليب واخذت دوائها دون أن تجادله تلك المرة
, داعبت نسمات الهواء المنعش وجهها برفق لتغمض عينيها هتفت بتمني طلب تعرف أنه مستحيل: نفسي اجري
, غامت عينيه بحزن لا ينكر أنه اصبح يسجنها منذ بدء فترة حملها بسبب تحذيرات تلك الطبيبة ليهتف بابتسامة صغيرة مرحة: طب ما ينفعش نمشي انا راجل عضمة كبيرة مش حمل الجري.
,
, ضحكت بمرح لتهز رأسها إيجابا سريعا، قام معها محطيا كفتيها بأحد ذراعيه ممسكا كف يدها بيده الاخري يتحرك معها ببطئ تعليمات الطبيبة واضحة فقط عشر دقائق لا تزيد ولو ثانية، تحرك معها بهدوء كانت تنظر حولها بانبهار كأنها لم تري تلك الحديقة من قبل
, اما هو فكانت عينيه تتابع عقرب ساعته بحذر
, لتسمعه يهتف فجأة: كفاية كدة يا لينا
, هزت رأسها نفيا سريعا: لاء يا خالد عشان خاطري شوية كمان
, قطب جبينه هاتفا بحزم: لاء.
,
, امسكت كف يده تهتف برجاء: عشان خاطري
, هتف بضيق: لاء
, تقوست شفتيها بحزن تهتف باكية بنوبات اعتاد عليها مند بداية حملها: كدة يا خالد يعني أنا ماليش خاطر عندك
, لتشرع في بكاء مرير، جعلته يهتف علي مضض: مااااشي بس خمس دقايق بس
, قفزت بسعادة تصيح بفرح: حبيبي يا خالد
, اتسعت عينيه بفزع ليمسك بها سريعا هادرا بعنف: انتي اتجننتي يا لينا اوعي تعملي كدة تاني.
,
, هزت رأسها ايجابا بألم صرخ فجأة في احشائها من تلك الحركة العنيفة الحمقاء
, نظر لها بحذر تحول إلي فزع عندما لاحظ بقعة الدماء التي بدأت تنتشر بعنف علي فستانها الأبيض
, لينا صارخة بألم: الحقني يا خالد بطني بتقطع ااااااااه
, حملها سريعا غرفتها يبحث عن الهاتف بجنون اتصل بالطبيية يصرخ فيها لتأتي مسرعة، بالفعل دقائق وكانت امامه، بدأت بفحصها.
,
, الطبيبة: الحمد لله جت سليمة واضح انها اتحركت حركة عنيفة شوية الحمد لله وقفت النزيف بس طبعا تامة تفضل نايمة علي ظهرها لمدة أسبوعين علي الاقل
, تنهد بارتياح: شكرا يا دكتورة
, رحلت الطبيبة ليدخل الي غرفتها جلس على احد الكراسي واضعا وجهه بين كفيه
, سألته بشخوب: مالك يا خالد.
,
, رفع وجهه لها ينظر لها بارهاق: انا تعبت، مش عارف القيها من مين، منك و من حملك ولا من الشغل وكمية الجزاءات الي باخدها بسبب غيابي طول الوقت، لينا انا تعبت بجد
, تعبت بحاول اعمل اي حاجة عشان صحتك وصحة الي في بطنك وانتي مش متعاونة يا لينا عنيدة ودماغك ناشفة وما بتسمعيش كلامي هيحصل ايه لو سمعتي كلامي وانتي عارفة ان انا ببقي خايف عليكي ليه يا لينا ليه لو مش عايزة البيبي يا لينا قوليلي بدل ما تعملي كل دا.
,
, انا اقدر اعيش من غير ***** بس ما اقدرش اعيش من غيرك، نفسي مرة اروح شغلي وانا مطمن عليكي، اخر مرة روحت شغلي رجعت لقيتك قاعدة تحت مع اني حذرتك ما تنزليش من سريرك اعملي الي انتي عيزاه يا لينا انا تعبت وزهقت
, قام متجها الي المطبخ يحضر لها بعض الطعام حتى تأخذ الدواء
, وضعه أمامها ببرود: الاكل عايزة تاكلي كلي مش عايزة ارميه في الزبالة
, هم بالخروج من الغرفة عندما استوقفه همسها: خالد.
,
, اجاب ببرود دون أن يلتفت لها: نعم
, فركت يديها بتوتر: انا اسفة اوعدك هسمع كلامك كله بعد كدة بس ما تزعلش مني، لتهتف بابتسامة شاحبة وبعدين يا لودي لو ما اتدلعتش عليك انت هتدلع علي مين
, التفت لها واضعا يديه في جيبي بنطاله يحاول إخفاء ابتسامته بقناعه البارد: ولو ما سمعتيش الكلام
, اسبلت عينيها ببراءة: هسمعه و****
, تنهد بتعب مبتسما بيأس: اما نشوف
, ليلا ايقظته تهتف بضيق: خالد يا خالد اصحي يا خالد.
,
, فتح عينيه بنعاس يهتف بخمول: نعم يا حبيبتي
, قالت بارتباك: أنا عايزة مانجا ريحة المانجا مالية الأوضة أنا عايزة مانجا دلوقتي
, خالد بخمول: الصبح
, لينا بضيق: لاء دلوقتي نفسي رايحالها دلوقتي
, عض علي شفتيه بغيظ: حااااضر.
,
, قام بتعب من علي الفراش بدل ملابسه نزل وركب سيارته باحثا عن محل مفتوح يبيع لبيع الفواكة في هذه الساعة المتأخرة من الليل وبعد ساعات استطاع شراء صندوق من المانجا عاد اليها، فبدأت تأكل تلك الفاكهة بنهم حتى انها لوثت فهما ويديها وملابسها
, خالد بذهول: براحة يا لوليتا
, رحمة: سيبها يا ابني هو الوحم كدا.
,
, ظل جالسا بجانبها الي أن انتهت من طعامها بعد أن احدثت فوضي عارمة في الغرفة ليجدها قد نامت، احضر منشفة صغيرة مبتلة وبدأ يمسح وجهها ويديها وينظف ملابسها ورحمة تحاول ضب تلك الفوضي
, في اليوم التالي ليلا استيقظ علي صراخها ليلا
, لينا صارخة: اصحي يا خاين يا بتاع البنات
, هب جالسا ينظر لها بصدمة: في ايه يا لينا انتي كويسة
, لينا صارخة: أنا بكرهك يا خاين يا حيوان
, ردد بذهول: خاين.
,
, صاحت بغيظ: ايوة خاين، أنا شوفتك يعيني وأنت مقعدها جنبك وعمال تهزر معاها
, صاح بصدمة: شوفتيني فين وهي مين دي
, لينا صارخة؛ الست جودي بتاعتك، شوفتك في الحلم كنا راكبين أنا وانتي وهي عربية كبيرة، وقعدتها جنبك وقعدت تهزر معاها وسبتني أنا واقفة، ثم بدأت في بكاء لا نهاية له
, لطم خده بيأس نظر الي السماء هاتفا: لله الأمر من قبل ومن بعد الصبر من عندك يا رب
, في ذلك اليوم الذي يعتبر من أسعد أيام حياته.
,
, لينا: خالد هو احنا هنروح للدكتورة أمتي
, هتف بضيق: في ايه يا لينا دي تاسع مرة تسأليني نفس السؤال واجاوبك نفس الاجابة الساعة 5
, لاحظ انها تراقب الساعة وتنظر لها برجاء كأنها ترجوها ان يمر الوقت سريعا
, رفع حاجبه بشك: في ايه يا لينا اول مرة تبقي ملهوفة اوي كدة علي ميعاد الكشف
, لينا بعند: مش هقولك مش حضرتك كننت مشغول المرة اللي فاتت وما جتش معايا.
,
, خالد ضاحكا: دا علي أساس ايه بالظبط، يا بنتي دي العيادة في العمارة اللي في وشنا، ليكمل بجد وبعدين انتي عارفة انا ما برحش الشغل غير يوم واحد في الأسبوع عشان اخلص فيه شغل الاسبوع كله، وعلي حظك بقي طلع اليوم دا هو يوم الكشف
, ابتسمت بخجل: انا اسفة يا حبيبي انا عارفة اني تعباك معايا خالص
, خالد مبتسما: انا مستعد اتعب طول عمري عشان اشوف الابتسامة الحلوة دي
, ( وانتوا عاملين ايه ).
,
, ابتسمت بخجل: خلاص هقولك النهاردة الدكتورة هتقولي نوع الجنين ايه
, اتسعت عينيه بفرحة: بجد حرام عليكي يا لوليتا ازاي تخبي عليا خبر زي دا
, لينا مبتسمة: قولي بقي يا سيدي عايز ولد ولا بنت
, خالد مبتسما: انا قولتلك قبل كدة علي فكرة
, لينا: يعني مش هتزعل لو ما طلعش ولد
, خالد سريعا: أزعل دا انا هبقي أسعد إنسان في الدنيا ان ربني رزقني ببنوتة حلوة شبهك، ملاك صغيرة.
,
, ومرت الساعات ببطء الي ان جاء أمر الافراج وذهبا الي عيادة تلك الطبيبة
, كان يقف بجانب لينا وهي نائمة على الفراش الطبي يمسك احدي يديها تلتهم عينيه جهاز السونار يحاول معرفة نوع الجنين
, الطبيبة مبتسمة: واضح انها شقية وبتتحرك كتير زي مامتها
, اتسعت عينيه بفرحة: بنت بجد، الحمد لله يا رب الحمد لله
, احتضن لينا بسعادة مقبلا يديها وراسها
, خالد بسعادة: انا بحبك اوي يا لينا بحبك اوي
, Back.
,
, فاق من شروده الطويل عندما وصلت السيارة الي الفيلا
, نزل منها يبحث عن طفلتيه وجدهما يرتديان فستانين متشابهين باللون الأزرق
, فستان لينا طويل وواسع وعليه **** ابيض، أما فستان الصغيرة بحمالتين عريضتين ومنفوش من الاسفل وترتدي صندل ابيض صغير
, ابتسم بسعادة: ايه الجمال دا، اجمل حوريتين في الدنيا بتوعي انا لوحدي
, لوليتا: ب. ا. ب. ا
, خالد: قلب بابا و**** انتي وماما
, لينا: ايوة كدة
, خالد ضاحكا: طب يلا نشوف هنجيب ايه.
,
, ركبوا جميعا السيارة كانت لوليتا الصغيرة تتكلم بطريقة طفولية مضحكة وهي تنظر لخالد
, لوليتا: لللللل، ببووووف تتتتبب فففففوووو
, هز رأسه إيجابا باهتمام: صح، صح عندك حق
, لوليتا: تتتتتت فوووووافففف لللللا
, قطب جبينه بدهشة: بجد تصدقي وانا الي كنت فاهم غلط
, لينا: هو ايه دا انت فاهم هي بتقول ايه
, ابتسم بمرح: لاء بس واضح انه هو موضوع مهم
, لينا ضاحكة: موضوع مهم هههههههههههه
, وصلت السيارة الي احدي المولات.
,
, خالد: وصلنا يا اميراتي انزلوا
, حملت لينا لوليتا ونزلا من السيارة فأخذها منها خالد
, خالد: عشان ما تتعبش دراعك
, حمل الصغيرة علي احد ذراعيه وامسك يدها بيده الاخري ودخلا الي المول
, لينا: هنشتري ايه الأول
, خالد: اممم، هنشتري فساتين ليكوا الاول
, لينا مبتسمة: ماشي
, ذهبا الي احدي المحلات الكبيرة
, خالد: ها يا ستي اختاري كل الي يعجبك، ثم نظر الي لوليتا وانتي مش هتختاري
, لوليتا: فوووووووف
, خالد: انا قولت كدة بردوا.
,
, لينا: قالتلك ايه
, خالد: قالتلي اختار انت يا بابي عشان انت ذوقك يجنن
, لينا: يا سلام، ماشي، ماشي هصدقك
, خالد: طب يلا روحي شوفي هتختاري ايه
, لينا: لاء
, خالد: ليه بقي
, لينا: اختار انت يا بابي عشان ذوقك يجنن
, خالد ضاحكا: مشكلة، انتي مشكلة، تعالي يلا
, بدأ يختار لها العديد من الفساتين، اعجبت بهم كثيرا
, لينا: استني بقي هروح اقيسهم
, خالد: تقيسي فين يا هبلة انتي
, لينا: ايه يا خالد، هقيس الهدوم افرض طلع مقاسها مش مظبوط.
,
, خالد: لا انا واثق ان المقاسات مظبوطة، وحتي لو مش مظبوطة مش هتقيسي في المحل
, لينا: ليه يا خالد
, خالد: من غير ليه انا قولت لاء يعني لاء شوفي هتاخدي ايه تاني
, ابتعدت عنه قليلا تشاهد الملابس وتختار ما تريد
, احم، دكتورة لينا
, التفت خلفها فوجدت رجل في الثلاثينات من عمره، بجانبه طفلة صغيرة تبدو في الخامسة
, لينا: ايوة يا افندم
, مد الرجل يده وصافحها
, طارق: انا المهندس طارق سليم
, لينا: اهلا و سهلا يا باشمهندس خير.
,
, طارق: اكيد حضرتك مش فكراني، انا بس عايز اشكر حضرتك عشان انقذتي حياة بنتي، من اكتر من 3سنين انقذتي حياتها لما لحقيتها وعملتلها عملية الزيادة قبل ما تنفجر في بطنها
, لينا مبتسمة برسمية: دا شغلي حضرتك، انا ما عملتش غير واجبي
, طارق مبتسما: يا ريت كل الناس تخلص في شغلها زي حضرتك.
,
, مد يده ليصافحها مرة اخري فمدت لينا يدها ولكن ما فجاءة إن ذلك الرجل رفع كف يدها يقبله قطبت جبينها بضيق كادت ان ترد وتوبخه عندما جائها صوته الغاضب من خلفها
, مش تعرفينا يا دكتورة.

الجزء السابع


مش تعرفينا يا دكتورة
, اتسعت عينيها بفزع كادت أن تبكي من الصدمة سحبت يدها سريعا من يد ذلك الرجل، التفت خلفها تبتسم بارتباك تهتف بتلعثم تشعر بأن لسانها لا يريد التحرك: دا، ددددا، دا بببباشمهندس، طاارق سليم
, رفع حاجبيه بدهشة مصطنعة يهتف بتهكم: اقدر اعرف باشمهندس طارق كان بيبوس ايد مراتي ليه
, تدخل طارق يدافع عن نفسه: ابدا يا افندم انا بس كنت بشكرها علي مساعدتها لبنتي.
,
, ليمد يده يصافحه بابتسامة واسعة: طارق سليم
, مد خالد يده يسحق أصابع ذلك الرجل في قبضة يده هاتفا من بين أسنانه بابتسامة صفراء: خالد السويسي
, ابتسم طارق بألم يحاول تخليص يده من يده خالد: احم، تشرفت بمعرفة حضرتك يا افندم
, احتدت عيني خالد بغضب يهتف بحدة: أنا لاء ولو شوفتك مرة تانية ولو صدفة هندمك علي اليوم الي اتولدت فيه مفهوم يا شاطر
, هز طارق رأسه إيجابا بسرعة يبلع لعابه بخوف: مفهوم يا افندم عن اذنك.
,
, رحل طارق او بمعني أصح فر هاربا ليتلفت هو الي تلك التي ترتجف ذعرا ليجدها تهمس بخوف: و**** يا خالد هو اللي باس ايدي و****
, ابتسم بهدوء مرعب يهتف بنبرة متوعدة: مش قدام الناس قدامي علي البيت يلااااا.
,
, مشت امامه قدميها ترتجف كالهلام تصطك اسنانها ببعضها بالكاد تستطيع التقاط أنفاسها وصلت للسيارة لتجده يفتح الباب الخاص بها، ركبت بتردد ليضع الصغيرة على قدميها ومن ثم التف حول السيارة ليجلس مكانه استقل السيارة يقود بهدوء شديييييد.
,
, لينا في نفسها: استرها يا رب دا خالد هيولع فيا، غبية يا لينا غبية أنا وهو متفقين لا هو يسلم علي ست غريبة ولا أنا اسلم علي راجل غريب، هزت صغيرتها برفق تحاول ايقاظها تهتف في نفسها برجاء، اصحي يا لوليتا وحياة ماما يا حبيبتي ما تنامي دا أنا كنت ناوية اتحامي فيكي لما نروح، قومي يا لوليتا بابا هيعمل من ماما بطاطس محمرة
, ليأتيها صوته البارد يهتف بتوعد: سيبي البنت نايمة ما تصحيهاش.
,
, هتفت بصوت مرتجف: لاء دي هي صاحية مش انتي صاحية يا حبيبتي
, ولكن للأسف كانت الصغيرة تغط في نوم عميق
, بعد مدة قصيرة وصلت السيارة الي المنزل لتنزل لينا سريعا من السيارة وهي تحمل الصغيرة متجهه الي اعلي لتتجمد مكانها حينما سمعت صوته الغاضب يهتف: استني عندك
, بلعت لعابها الجاف تضم الصغيرة النائمة لصدرها تهمس بصوت خفيض؛ لوليتا نايمة هطلع احطها في سريرها.
,
, اغضمت عينيها بخوف تضغط عليهما حينما سمعت صوته يصدح مناديا: ررررحمة
, جاءت الخادمة مسرعة: ايوة يا ابني
, هتف بنبرة جامدة وهو يركز انظاره علي لينا يرمقها بتوعد: خدي البنت نيميها في سريرها وخليكي جنبها.
,
, هزت الخادمة رأسها ايجابا لتتجه ناحية لينا التقطت الصغيرة من بين يديها تحملها برفق متجهه الي اعلي، لتشعر تلك المسكينة بقبضة فولاذية تجذبها خلفها بعنف متجها الي غرفة مكتبه دخل المكتب فترك يدها بعنف مغلق الباب خلفه بالمفتاح
, انكمشت في نفسها تطالعه بذعر تهمس بخوف: و**** العظيم يا خالد هو اللي باس ايدي أنا ماليش دعوة.
,
, اقترب منها بهدوء خطوات ثابتة جامدة كل خطوة يخطوها للأمام تخطو مثلها للخلف تبحث حولها بذعر علها تجد مخرج ينقذها منه لتشهق بذعر حين ارتطم ظهرها بالحائط خلفها
, لتجده يقف أمامها مباشرة لا يفصله عنها سوي بضع انشات
, ليتجده يرد بهدوء: وانتي مدتي ايدك من الأول ليه اصلا ولا هو كمان الي شد ايدك
, سلمتي عليه ليه يا لينا احنا مش في بينا اتفاق
, همست بذعر تجسد في مقلتيها: ههو كااان بيشكرني.
,
, فتح ذراعيه علي اتساعهما بحركة درامية يهتف ساخرا: فانز الدكتورة لينا الشريف
, لتسود عينيه بغضب قبض علي كف يدها يصيح بصوت افزع كل من في الفيلا: ايدك دي ملكي فااااااهمة مش من حق حد يلمسها غيري مش من حقك تقفي تتكلمي مع راجل غيري، انتي ملكي كل حتة فيكي عليها صك ملكية خالد السويسي مش من حقك تسلمي على راجل غيري مش من حقك حتى تبصي لراجل غيري فاااااهمة.
,
, كانت تحرك رأسها ايجابا بلا توقف تنساب دموعها رغما عنها تشعر بأن كف يدها سيخلع في يده خرجت منها شهقة باكية رغما عنها ليفيق من دوامة الغضب التي اغرقته نظر لكف يدها الازرق من شدة ضعطه عليه، انتفض بعيدا عنها يصرخ بغضب اتجه ناحية المكتب ركله بقدمه ليسقط ارضا بكل ما عليه بينما صرخت بفزع تضع يديها علي اذنيها لتسمعه يصرخ بغضب: أنا بكرهك يا لينا وبكره قلبي اللي بيعشقك دايما بتغلطي وانتي عارفة اني ما بعرفش اتحكم في نفسي وفي الآخر ببقي أنا الوحش الشرير وانتي الطيبة البريئة.
,
, اتجه لها كانت جالسة في ذلك الركن تضم ركبتيها لصدرها جلس علي ركبتيه أمامها يهتق بألم: انتي ليه بتعملي فيا كدة ليه بتخليني اعمل فيكي كدة ليه يا لينا
, التقط كف يدها يمسح عليه برفق بينما تنظر له بذعر تنساب دموعها بصمت لتهمس بارتجاف من بين شهقاتها: أنا مش ملكك عشان عليا صك ملكيتك زي ما بتقول أنا ملكك عشان أنا بحبك وعمري ما بصيت لراجل غيرك حتى وأنت مش موجود وعمري ما حبيت ولا هحب حد غيرك.
,
, رفع كف يدها يقبله بحنان لتبتسم بحزن هو لا يصالحها هو فقط يمحي بصمة ذلك الرجل ليضع بصمته هو
, قاطع تلك اللحظات المشحونة دقات علي باب الغرفة تركها وذهب ناحية الباب فتحه ليجد احدي الخادمات تهتف: ياسمين هانم وفارس بيه مستنينك في اوضة الصالون يا باشا
, خالد: طب روحي شوفيهم يشربوا ايه
, هزت الخادمة رأسها ايجابا باقتضاب: حاضر يا باشا
, وجدها خلفه تهتف بنبرة خافتة: أنا هطلع اطمن علي لوليتا وهنزل تاني.
,
, أومأ إيجابا ينظر لها بندم راقب صعودها لأعلي ليتجه بعدها الي غرفة الصالون فتح ذراعيه يستقبل اخته بابتسامة دافئة: وحشتيني يا سيما عاملة ايه يا حبيبتي، ربط علي بطنها برفق والعسل دا صحيح هو ولد ولا بنت
, ابتسمت بخجل تهتف بابتسامة واسعة: ولد
, اجلسها بجانبه يحيط كتفيها بذراعه هتف بابتسامة واسعة: الف مبروك يا حبيبتي، ها هتسموه ايه
, ابتسم فارس يهتف بشغف وهو ينظر لياسمينته: هنسميه غيث.
,
, قبل جبين اخته متمتا بسعادة: مبروك يا ام غيث
, وقفت بجانب باب تلك الحجرة تنظر لحنانه الزائد وهو يعامل اخته بحرمان هل بدأت تشعر بالغيرة من شقيقته ربما يغدقها به ويحرمها هي منه، فاقت من شرودها علي صوت فارس يهتف بود: تعالي يا لوليتا واقفة عندك ليه.
,
, اشار لها خالد بأن تجلس بجانبه جلست بجانبه فمال يقبل جبينها يهمس بابتسامة ماكرة: عارف أنك لسه زعلانة لاء وكمان فاكرة اني حنين علي يا ياسمين وانتي لاء بس استني لما العيال الرخمة دي تمشي وأنا هصالحك، غمز لها بوقاحة لتتسع عينيها بخجل توهجت وجنتيها بالدماء
, فارس بمكر: احم احم نحن هنا
, كان لقاء عائلي لطيف ساده جو من المزاح والضحك رحل فارس وياسمين بعد عدة ساعات.
,
, مطت ذراعيها في الهواء تهتف بنعاس: أنا نعسانة خالص وعايزة أنام
, فتح فمه ليرد عندما قاطعه رنين الهاتف
, خالد: ايوة يا علي
, علي بلهفة: الحقني يا خالد
, خالد: في ايه يا ابني
, علي بلهفة: لبنى، لبني مقبوض عليها في قضية مخدرات
, نظر للينا التي تنظر له باستفهام ليبتسم ابتسامة صغيرة مزيفة: طب ابعتلي العنوان وأنا جايلك علي طول
, اغلق الخط ليجدها تنظر له بحيرة تهتف بقلق: في ايه يا خالد.
,
, ابتسم ليطمئنها: ما فيش يا حبيبتي مشكلة بسيطة كدة في الشغل ساعة زمن بالكتير وراجع
, بدل ملابسه سريعا ذاهبا الي قسم الشرطة
, دخل الي القسم فوجد علي يقف أمام احدي الغرف اتجه نايحته ليهتف علي بلهفة ما أن رآه: خالد كويس انك جيت
, خالد: في ايه فهمني ايه اللي حصل.
,
, هز رأسه نفيا بقلق: ما اعرفش ما اعرفش أنا كل اللي فهمته منها ان واحدة صحبتها ادتها شنطة تشيلها معادها كأمانة عشان هي مسافرة لبنى خدتها بحسن نية وهي راجعة البيت في السكة كان في كمين الظابط لما فتش الشنطة لقي فيها مخدرات
, خالد: طب صحبتها دي اسمها ايه ولا ساكنة فين
, هتف بانفعال: ما اعرفش يا خالد ما اعرفش هي قالتلي الكلمتين دول والعسكري خدها علي مكتب الظابط.
,
, ذهب خالد ناحية العسكري: ادخل قول للظابط خالد باشا السويسي
, هز العسكري رأسه إيجابا ودخل الي غرفة التحقيق
, ثم خرج اليه مرة اخري
, العسكري: اتفضل يا باشا
, دخل خالد الي الغرفة فوجد أحد أصدقائه
, قام أيمن وصافح خالد
, أيمن مبتسما: خالد باشا نورت مكتبك يا باشا
, خالد مبتسما: ازيك يا أيمن عامل ايه
, أيمن: بخير يا باشا، اخبارك ايه
, خالد: تمام الحمد لله، ثم نظر ناحية لبني
, خالد: سيبنا يا أيمن مع بعض
, أيمن: مكانك يا باشا.
,
, خرج أيمن من الغرفة، ليلتفت الي لبنى هاتفا بجد: احكيلي بقي الي حصل
, نظرت له بضيق تلوي شفتيها بتهكم
, فزفر بضيق: لبنى أنا عارف انك ما بطقنيش بس أنا هنا عشان أخويا، لو سيبتك هتاخدي خمسة وعشرين سنة تهمة اتجار بالمخدرات.
,
, تنهدت لبنى بضيق وبدأت تتكلم: كنت بلم حاجتي عشان أمشي فجت واحدة زميلتي في الجرنان اسمها مني اديتني شنطة سودا وقالتلي أن في فيها فلوس وأنها مسافرة وعايزة تشيلهم أمانة عندي خدت منها الشنطة ورحت ركبت العربية وأنا معدية علي كمين الشنطة لفتت نظر الظابط وقالي افتحيها ما رضتش في الاول وقولتله دي أمانة وما ينفعش افتحها، فخدها مني وفتحها ولقي فيها كيس بودرة.
,
, هز رأسه إيجابا باهتمام يسألها بهدوء: حد شاف البنت دي وي بتديكي الشنطة
, هزت رأسها نفيا ليكمل: طب تعرفي هي ساكنة فين
, قطبت جبينها بحيرة تفكر: افتكرت آه عارفة
, خالد: طب ما تقلقيش قبل بكرة هتكوني في بيتك
, خرج من الغرفة فوجد أيمن ينتظره في الخارج بصحبة علي
, خالد: عايزك يا أيمن
, هز ايمن رأسه إيجابا وذهب معه الي غرفة التحقيق مرة اخري
, بعد مدة قصيرة خرجت لبنى بصحبة خالد من الغرفة.
,
, علي بلهفة: لبنى انتي كويسة، لينظر لخالد بلهفة، خلاص هتخرج مش كدة
, خالد: آه بس هتروح مشوار صغير الأول
, نظر خالد للبني نظرة ذات مغزي فهمت معناها فهزت رأسها ايجابا
, علي بقلق: هي هتروح فين
, خالد: ما تقلقش يا علي أنا اكيد مش هأذي مرات اخويا، يلا يا لبني
, تركتهم لبنى وخرجت من القسم معها تلك الحقيبة السوداء استقلت سيارة أجري الي مكان معين بعد وقت ليس بالقليل وصلت لبنى الي وجهتها.
,
, صعدت علي درجات سلم تلك العمارة الي أن وصلت الي تلك الشقة فدقت علي الباب.
,
, دقائق الي أن فتح الباب لتطالعها الواقفة امامها بصدمة جعلت لبنى تبتسم بسخرية حينما تذكرت كلام خالد: انتي هتخرجي ومعاكي الشنطة اللي فيها المخدرات وهتروحيلها وجودك ومعاكي الشنطة هيربكها وخصوصا انها مبلغة عن المخدرات اللي في الشنطة يعني متأكدة انك محبوسة لما تلاقي قدامها فجاءة هترتبك فهتغلط ساعتها أنا اللي هصلح الغلط، فاقت علي جملة تلك الفتاة
, مني بصدمة: لبنى انتي خرجتي ازاي!
,
, ضحكت ساخرة: يعني انتي قاصدة تديني الشنطة وتحطي فيها مخدرات
, مني غاضبة: مخدرات ايه يا اختي انتي جاية تلبسيني مصيبة
, القت لبنى الحقيبة في وجهها تهتغ بحدة: شنطتك دي ولا لاء
, تخصرت تهتف ساخرة: لاء واعلي ما في خيلك اركبيه
, لبني غاضبة: أنا عملتلك ايه عشان تلبسيني المصيبة دي.
,
, مني بغيظ: عشان من ساعة ما ساعتك جيتي الجرنان وكلهم بيشكروا فيكي عمالة تاخدي مكفاءة ورا التانية بقيتي بتاخدي اربع اضعاف مرتبي في سنة واحدة عمالة تتنططي من هنا لهنا قال ايه بتغطي الأخبار، حتى الترقية الي كنت مستنياها خدتيها مني
, لبني غاضبة: تقومي تحطيلي مخدرات عايزة تلبسيني مصيبة
, مني غاضبة: أيوة انا الي حطتلك المخدرات في الشنطة عشان اخلص منك بأي طريقة بس انتي ايه يا شيخة انتي خرجتي ازاي اصلا.
,
, أصل ليه ضهر ما يضربش علي بطنه
, هتف بتلك الجملة وهو يقف جوار لبنى يضع يديه في جيبي بنطاله هتف بابتسامة واسعة:
, انا مش عارف اشكرك ازاي علي الاعتراف دا
, اشار بيده ناحية السلم فصعد أيمن ومعه بعض العساكر والقوا القبض علي مني
, صرخت بغضب: هقتلك يا لبنى مش هسيبك لو آخر يوم في عمري هموتك
, سحب العساكر مني الي البوكس بينما اخد خالد علي ولبني الي سيارته
, خالد: أظن الي حصل دا يعلمك ما تأمنيش لحد زيادة عن اللزوم.
,
, علي مبتسما بامتنان: شكرا يا خالد مش عارف اشكرك ازاي
, خالد: عيب عليك ياض دا احنا اخوات
, لبني مبتسمة باصفرار: ميرسي يا خالد
, خالد: العفو علي ايه بس ابقي خدي بالك بعد كدة
, لبني بضيق: خلاص أنا مش صغيرة
, التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة: ما هي المصيبة انك مش صغيرة
, اوصل خالد علي ولبني الي منزلهم ثم انطلق عائدا الي منزله.
,
, جلست فريدة جوار تلك الصغيرة تهتف بحنان: يا لوليتا كلي يا حبيبتي بقالك كام يوم ما بتكليش حاجة خالص
, هزت رأسها نفيا بعند تعقد ساعديها: لاء مش هاكل غير لما خالد يجي لما خالد يعرف أن لوليتا ما كلتش هيجي علي طول
, سمعت صوت والدها يهتف بقسوة: ما فيش خالد تاني انتي فاهمة يا بت انتي
, صرخت باكية: لاء في خالد، خالد مش بيسيب لوليتا أنت شرير انت اللي خدتني بعيد عن خالد.
,
, جذبها من ذراعها بعنف يصيح بغضب: اسمعي بقي يا بت انتي أن كنت ما اعرفتش اربيكي المدة اللي فاتت عشان كنت مشغول عنك فأنا فضلتك وحسك عينك اسمعك بتقولي خالد تاني فاااااهمة
, صرخت بعند طفولي: لاء مش فاهمة أنا عايزة أنا مش عايزاك أنت، انا بكرهك إنت وحش وشرير
, هتف بنبرة تحمل قدر كبير من التوعد: أنا هوريكي الشرير هيعمل ايه.
,
, سحبها من ذراعها بعنف متجها الي غرفتها خلفه فريدة تصرخ فيه أن يترك الفتاة القاها في الغرفة جذب سلك الكهرباء الخاص بالغرفة لينقطع، هاتفا بتوعد: مش أنا وحش وبتكرهيني أنا هخليكي تكرهيني بجد، اغلق الباب عليها واوصده بالمفتاح من الخارج
, ركضت ناحية الباب تدق عليه بعنف تبكي بخوف: افتح الباب، افتح الباب أنا ما بحبش الضلمة، يا ماما، افتحي للوليتا الباب.
,
, بينما في الخارج كانت فريدة تصرخ في جاسم ليصفعها بغضب ومن ثم ترك المنزل وخرج
, جلست تلك الصغيرة جوار الباب ضامة ركبتيها لصدرها ترتجف من عنف شهقاتها تهتف بصوت ضعيف: الدنيا ضلمة، افتح الباب، خالد أنت فين، ضلمة، ضلمة، لوليتا بتخاف من الضلمة
, لوليتا، لوليتا فوقي يا حبيبتي دا كابوس، لينا اصحي يا لينا
, بدأ جسدها يرتجف بعنف تبكي بغزارة وهي نائمة تردد كلمة واحدة: ضلمة، ضلمة.
,
, ربط علي وجنتيها برفق يصيح بقلق: فوقي يا حبيبتي دا كابوس ما فيش ضلمة ولا حاجة طب فتحي عينيكي
, امسك جهاز اللاسكي الخاص به يصيح في الحرس: شغلوا انوار الجنينة كلها بسرعة.
,
, القي الجهاز يربط علي شعرها برفق يهتف بقلق: فوقي يا حبيبتي فوقي يا ماما دا كابوس، طب اسمعي صوتي ركزي مع صوتي يا حبيبتي فوقي يا ماما، اخيرا بدأت تفتح عينيها أسرع يخبئها في صدره يتنهد بارتياح: حرام عليكي قلبي كان هيقف اوعي تعملي فيا كدة تاني
, ابتعدت عنه تنظر له باستفهام: هو ايه اللي حصل
, هز رأسه نفيا بابتسامة صغيرة: ما فيش يا حبيبتي دا كان كابوس يلا قومي
, قطبت حاجبيها بتعجب: هنروح فين.
,
, شد يديها بإلحاح: قومي بس
, ليتصاعد بكاء الصغيرة في تلك اللحظة
, خالد: وادي ست لوليتا كمان صحيت
, ذهب ناحية فراش الصغيرةحملها واخذ يد لينا متجها الي اسفل، نظرت لينا الي كل تلك العلب التي تملئ غرفة الصالون: ايه كل دا
, خالد: البلالين والزينة بتاعت عيد ميلاد ست لوليتا انا كنت متفق مع ناس تيجي تعلقهم
, قاطعته سريعا: لا يا خالد تعالا نعملهم أنا وأنت عشان خاطري
, انحني امامها بحركة مسرحية.
,
, خالد مبتسما: اوامرك مطاعة مولاتي الاميرة
, وضع خالد الصغيرة علي طاولة الطعام الكبيرة
, وجلست لينا امامها على الطاولة وامامهم الكثير والكثير من البالونات الملونة
, امسكت لينا احدي البالونات وبدأت بنفخها، فأخذها خالد منها وافرغ هوائها امام وجهه
, لينا متذمرة: ليه يا خالد
, خالد مبتسما بحب: بعشق ريحة نفسك
, ( انا بعشق ريحة البويا )
, احمرت وجنتيها بخجل: بس بقي يا خالد
, اقترب خالد منها حتى كاد ان٣ نقطة
,
, لوليتا الصغيرة: ب. ا ب. ا
, فابتعدت لينا عنه سريعا بخجل
, خالد بغيظ: مش عارف ليه افتكرت ابوكي دلوقتي
, لينا ضاحكة: هههههههههههه، احسن لوليتا حبيب مامي
, خالد متذمرا: كدة، خلاص بقي انا زعلان منكوا
, لينا: الحقي يا لوليتا بابي زعلان
, لوليتا الصغيرة: با. با
, ابتسم بمكر: لاء بردوا زعلان
, لينا بدلال: لودي
, رفع حاجبه بمكر: لاء بردوا
, زمت شفتيها بضيق: طب عايزنا نصالحك ازاي
, ابتسم بمكر: شوفي انتي بقي.
,
, رفعت لينا الصغيرة تجاهه فقبلته الصغيرة علي وجنته
, خالد مبتسما: حبيبتي يا لوليتا خلاص مش زعلان منك، بس لسه زعلان منك انتي
, ثم اخذ الصغيرة وابتعد عنها
, خالد: ومش هلعب معاكي تاني هلعب انا ولوليتا حبيبتي
, اخذ خالد الصغيرة وبدأ ينفخ لها البالونات ويربطها علي اشكال الحيوانات والصغيرة تضحك وتصفق بيديها
, قطبت بنتاحاجبيها بغيظ: اشمعني انا كمان عايزة العب معاكوا
, خالد: لاء
, لينا بدلال: كدة يا لودي
, خالد: عايزة تلعبي معانا.
,
, هزت رأسها إيجابا
, خالد بمكر: صالحيني
, اقتربت منه وشبت علي اطراف أصابعها وقبلته علي وجنته
, لينا: اهو صالحتك
, خالد: ايه رأيك يا لوليتا نصالحها
, لوليتا الصغيرة: فووووووبوووو
, خالد: خلاص ماشي عفونا عنك
, لينا: هيه، هيه، هلعب معاكوا
, شغلت لينا موسيقي صاخبة وبدأت ترقص عليها هي ولوليتا الصغيرة وخالد يضحك عليهم
, بدأوا يعلقون الزينة والبلالين، الي ان انتهوا
, لينا منبهرة: تحفة، ذوقك حلو اوي وطريقة تعليقهم جميلة اوي.
,
, خالد بغرور ذكوري: انتي عندك شك يا حبيبتي
, لينا بغيظ: مغرور اوي
, جلست لينا علي الاريكة وهي تحمل الصغيرة
, وبعد دقائق ذهبت كلتاهما في النوم، نظر اليهما خالد وابتسم
, خالد مبتسما: **** يخليكوا ليا
, حمل لوليتا برفق من بين ذراعي لينا وصعد الي اعلي ووضعها في فراشها الصغير
, ثم نزل مرة اخري وحمل لينا فلفت ذراعها حول عنقه
, لينا: انا صاحية
, ليبتسم بخبث: بنت حلال اصل في كام قضية متأجلة الواحد عايز يطلع يراجعهم علي روقان.
,
, ( مالناش دعوة يا مهوي).
,
, في شقة علي ولبني
, جلست لبنى جوار علي، علي الأريكة تشاهد التلفاز يلاعب خصلات شعرها برفق
, علي: الحمد لله، دا كان هيحصلي حاجة لما عرفت انك اتقبض عليكي منها لله اللي اسمها مني دي
, لبني: اهي خدت جزائها، أسندت رأسها علي صدره تهتف بارهاق: أنا تعبانة اوي
, علي مبتسما: ممكن تكوني حامل يا حبيبتي
, بلعت لعابها بصدمة تهتف بتوتر: لالالا مش حامل.
,
, علي بجد: بقولك ايه يا لبنى، تعالي نروح نكشف، عشان في مشكلة عند حد فينا نلحق نعالجها
, انتفضت تهتف بضيق: افرض طلعت ما بخلفش
, ابتسم برفق: مش هيقلل حبك ولو درجة واحدة أنا بس بقول نطمن، بكرة نروح نكشف ايه رأيك
, هزت رأسها ايجابا بابتسامة متوترة، تفكر في رد فعله لو عرف انها هي من تأخذ تلك الاقراص حتى لا تنجب!

الجزء الثامن


في صباح اليوم التالي، سطعت الشمس تلقي باشعتها الدافئة علي عيني تلك الناعسة لتضم حاجبيها بانزعاج
, تمتمت بصوت ناعس: خالد اقفل الشباك
, لم تحصل علي إجابة ففتحت عينيها بصعوبة تنظر بجانبها لتجده جالسا علي الفراش ينظر امامه بشرود عضلات وجهه منقبضة بانزعاج
, ابتسمت بخمول: صباح الخير يا لودي
, فاق من شروده المزعج علي أنغام صوتها ليلتفت لها راسما ابتسامة صغيرة علي شفتيها: هااااا، صباح الفل يا حبيبتي.
,
, ابتسمت بعذوبة تسأله باهتمام: مالك يا حبيبي سرحان في ايه
, هتف بشرود عيناه شردتان في نقطة في الفراغ أمامه: مش عارف اعمل ايه
, قطبت جبينها باستفهام تسأله بتعجب: تعمل ايه في ايه
, تدارك نفسه سريعا ليرسم ابتسامة واسعة علي شفتيه: لاء ابدا يا حبيبتي مافيش حاجه قومي يلا يا حبيبتي اجهزي عشان حفلة بليل
, هزت رأسها ايجابا لتقم من علي الفراش متجهه للمرحاض لتسود عينيه بغضب!
,
, وقف علي في صالة منزله بعدما انتهي من تبديل ملابسه ينظر في ساعته بضيق
, علي بصوت عالي: يلا يا لبنى عشان ما اتأخرش علي الشغل
, خرجت لبنى من داخل غرفة النوم تهتف سريعا: جاية أهو يا علي، كان لازم يعني نروح النهاردة يا علي ما كنا اجلناها لبكرة احنا لسه هنروح بليل عند لينا
, رد بنبرة جادة: آه يا لبنى لازم يلا بينا.
,
, بلعت لعابها بصعوبة ترسم ابتسامة صفراء متوترة خرجت معه تستقل المقعد بجانبه انطلق الي تلك المستشفى، كانت طوال تفكر في رده فعله حينما يعلم أنها تأخذ تلك الاقراص، فاقت علي صوته يهتف: وصلنا يا حبيبتي
, هزت رأسها ايجابا بارتباك لتجده يقول بحنو: لبنى أنا بس عايز اقولك حاجة ايا كانت نتيجة التحاليل بتاعتك أنا عمري ما هسيبك
, هتفت بضيق: بتتكلم علي اساس انك واثق من نفسك أوي.
,
, رد بهدوء: آه يا لبنى واثق من نفسي عشان وأنا بعمل ال check up الأسبوع عملت تحاليل واتأكدت اني سليم
, ضحكت ساخرة: يعني إنت جايبني هنا عشان واثق أن العيب مني
, اخذ نفسا عميقا يزفره علي مهل يهتف بهدوء: أنا مقولتش كدة أنا بقول نطمن مش أكتر
, فتحت باب السيارة بحدة، نزلت منها لتصفع الباب خلفها بحدة، نزل خلفها متجهين الي تلك المستشفى، وقفا أمام غرفة الكشف
, لبني بضيق: لو سمحت أنا هدخل لوحدي.
,
, هز رأسه إيجابا بهدوء لتدق باب الغرفة زمن ثم دخلت صافعة الباب خلفها
, ليبتسم بيأس: مجنونة.
,
, أنا مش عارف ايه سر اصرارك اننا نروح المول، ما كنا اشترينا اون لاين يا حبيبتي عشان ما تتعبيش نفسك، هتف بها فارس بضيق وهو يسير جوار ياسمين في ارجاء ذلك المول
, ابتسم بتعب تربط علي بطنها بحنان: أنا عايزة حاجات ابني حبيبي بنفسي
, تنقلا من محل للثاني هنا وهناك تشتري الكثير من الاشياء لمولدها الأول.
,
, وقفا في ذلك المحل لبيع لعب الأطفال ليلتفت فارس إليها هاتفا بجد: أنا هروح اسأل علي سراير الأطفال شوفي هتجيبي ايه علي ما أجي
, هزت رأسها ايجابا بابتسامة واسعة، التفتت تنظر الي تلك الالعاب تتخير منها ما تريد الي أن وجدت يد تربط علي كتفها
, التفت تهتف بابتسامة صغيرة: لحقت سألت علي السر، علقت الكلمات داخل فمها توسعت عينيها بصدمة حينما وجدته يقف أمامها
, نطقت بلا وعي: أنور.
,
, ابتسم ذلك الاخير بخبث يردف بتهكم: ازيك يا سيما وحشتيني
, توسعت عينيها بذعر اختفي الأحرف من شفتيها التي ظلت ترتجف ذعرا لتجده يتوجه بنظره ناحية بطنها المنتفخ يهتف بحدة: دا ابني
, هزت رأسها نفيا بذعر: ابنك ايه يا مجنون أنت احنا متطلقين بقالنا 9 شهور وانا حامل في الرابع يبقي ابنك ازاي
, ضحك ساخرا؛ يعني الحلوة اتجوزت كدة يا سوسو تنسي أنور بالسرعة دي.
,
, مين دا يا ياسمين، هتف بها فارس بتعجب وهو يقف جوار ياسمين ليبادرها أنور بقوله بسخرية: أنور محروس، جوز قصدي طليق ياسمين وأنت
, ثار ذلك العرق الصعيدي يصرخ في رأس فارس ليهتف بحدة: علي **** شوف علي **** اشوفك جنب ياسمين تاني هغربلك
, غمز أنور لياسمين يهتف بخبث وهو يبتعد من امامهم: دا طلع دمه حامي اوي يا سيما، باي باي يا روحي
, نظر فارس لياسمين بضيق يهتف بنبرة خالية؛ لو خلصتي يا ريت نمشي.
,
, هزت رأسها ايجابا بارتباك ليدفع ثمن المشتريات ومن ثم اخذها متجها الي سيارته عائدا الي منزله.
,
, في المستشفى عند علي ولبني
, كان لايزال واقفا امام غرفة الكشف يعبث في هاتفه عندما خرجت تلك الممرضة تهتف: استاذ علي رفعت محفوظ
, علي سريعا: ايوة أنا
, الممرضة: اتفضل حضرتك
, دخل علي الي الغرفة فوجد لبنى تجلس علي كرسي أمام مكتب الطبيبة فجلس قبالتها يهتف باهتمام: خير يا دكتورة.
,
, ابتسمت الطبيبة بهدوء: خير بإذن **** الكشف والتحاليل بتوع مدام لبنى بيقولوا أنها سليمة وماعندهاش اي موانع للحمل المسألة كلها مسألة وقت ليس الا
, تنهد بارتياح: طمنتيني **** يطمن قلبك، متشكر اوي يا دكتورة
, الطبيبة مبتسمة بهدوء: العفو علي ايه دا شعلي
, نظر علي للبني يهتف بابتسامة صغيرة: يلا يا حبيبتي عشان اتأخرت علي الشغل
, قامت لبنى معه متجهين الي باب الغرفة لتنظر للطبيبة قبل خروجها تبتسم لها بامتنان.
,
, Flash back
, دخلت لبنى الي غرفة الطبيبة لترحب بها الطبيبة
, جلست لبنى أمامها تتحدث بارتباك: بصي يا دكتور أنا عارفة اني كويسة عشان أنا كنت عملت تحاليل واشاعات قبل الجواز، بس أنا لسه شابة وعايزة أعيش حياتي مش عايزة اربط نفسي بالأطفال من دلوقتي
, الطبيبة: انتي بتاخدي حبوب منع الحمل مش كدة.
,
, هزت رأسها ايجابا بارتباك: ايوة، اصل علي مستعجل أوي علي الخلفة ومش راضي يسمعني اننا نأجل الخلفة شوية، ارجوكي ما تقوليش ليه حاجة وأنا في اقرب وقت هتكلم معاه
, هزت الطبيبة رأسها ايجابا بهدوء: حاضر، بس نصيحة مني أنا قد والدتك قوليله أنك بتاخدي الحبوب واتكلمي معاه تاني في موضوع الخلفة عشان لو عرف أنك بتاخدي الحبوب دي من وراه دا هيسبب شرخ كبير في علاقتكوا.
,
, ابتسمت بسعادة تهز رأسها ايجابا سريعا؛ حاضر اوعدك اني هقوله في اقرب وقت متشكرة اوي يا دكتورة
, Back.
,
, فاقت علي يده تلوح أمام وجهها يهتف بهدوء: مالك يا حبيبتي سرحانة في ايه، اوعي تكوني زعلانة
, حركت رأسها نفيا بابتسامة صغيرة: لاء ابدا مش زعلانة، دا حقك يا علي
, قبل جبينها يتمتم ببعض كلمات العشق ليعاود تشغيل سيارته منطلقا الي وجهته وقف أمام تلك الجريدة يهتف بجد: ما تتأخريش عشان رايحين لخالد بليل
, لبني: حاضر ما تقلقش
, غمزها بمشاكسة يهتف بعبث: هتوحشيني يا حب.
,
, ضحكت علي جنونه لتلوح له وداعا ومن ثم اتجهت الي عملها.
,
, فارس إنت زعلان مني مش كدة، هتفت بها ياسمين بحزن وهي تجلس جوار فارس علي الأريكة فهو لم يتحدث ولو بكلمة واحدة منذ أن عادا الي المنزل
, اشاح بوجهه في الاتجاه الآخر يهتف ببرود: لاء يا ياسمين مش زعلان
, قوست شفتيها بحزن: لاء زعلان عشان أنت عمرك ما قولتلي يا ياسمين دايما بتقولي يا ياسمينتي، و**** العظيم أنا اتفاجئت بيه واقف ورايا
, التف لها يهتف بحدة: كان المفروض تسبيه وتمشي مش تتقفي تتكلمي معاه.
,
, ادمعت عينيها حزنا: أنا آسفة من الصدمة اتشليت مكاني ما عرفتش اعمل ايه
, قطب جبينه بتعجب: صدمة!
, نكست رأسها بحزن تهتف بألم: اصل انت ما تعرفش عمل فيا ايه
, بسط كف يده أسفل ذقنها يرفع رأسها برفق يهتف باهتمام: احكيلي
, أغمضت عينيها بحزن تهتف بنبرة متألمة: هقولك، ثم بدأت تقص عليه ما فعله أنور بها.
,
, شعر بغضة تقبض قلبه بألم حينما استمع الي تلك المأساة التي عاشتها ليخفيها في صدره يشدد علي عناقها يربط علي رأسها بحنان يهتف بألم: ليه ما قولتيش
, هتفت بنبرة باكية: عشان أنت قولتلي انسي اللي فات كأنه ما حصلش ودا اللي عملته من ساعة ما اتجوزتك
, قبل جبينها بحنان: خلاص يا ياسمينتي اهدي ما تزعليش مني أنا اتضايقت لما شوفته واقف معاكي
, احتدت عينيه بغضب لم تراه اقسم في نفسه أن ياخذ حق ياسمينته من ذلك الرجل.
,
, ربط علي شعرها برفق: ياسمينتي يلا قومي اجهزي عشان نروح عيد ميلاد لوليتا
, ياسمين مبتسمة: حاضر يا حبيبي.
,
, بدأت استعدادات حفل عيد ميلاد الصغيرة علي قدم وساق الي ان اسدل الليل استاره
, أقيمت الحفلة في حديقة الفيلا التي زينت بالأنوار والبالونات والزينة الملونة
, ارتدي خالد حلة سوداء كلاسيك تحتها قميص رمادي اللون مفتوح اول ازراره
, اما لينا فارتدت فستان احمر اللون بحزام بني عريض عند منطقة الخصر و**** من نفس لون الفستان.
,
, اما لوليتا الصغيرة ارتدت فستان احمر اللون مثل والدتها به نقاط سوداء وعلي رأسها بندانة حمراء عليها مجسم فراولة كبير وحذاء اسود اللون
, دخل خالد عليهم يهتف علي عجل: هااا خلصتوا ولا لسه، لتتسع عينيه بإعجاب اطلق صفيرا طويلا يهتف بإعجاب: دا ايه الحلويات دي
, لتتوهج وجنتيها خجلا تهمس بصوت منخفض خجول: بس بقي يا خالد
, لاعب حاجبيه بمشاكسة: انتي مالك انتي اصلا انا بعاكس لوليتا حبيب قلب بابا.
,
, رمقته بغيظ تهتف بحنق: بقي كدة ماااااشي خلي لوليتا تنفعك
, ثم تركته وخرجت من الغرفة غاضبة ليذهب ناحية الصغيرة حملها علي ذراعه وهو يضحك بمرح
, خالد ضاحكا: تعالي يلا نصالح مامي المجنونة
, اخذ الصغيرة ونزل الي الحديقة يبحث عن زوجته فوجد جاسم وفريدة
, خالد: اهلا، اهلا أهلا نورتوا ازيك يا عمي
, ازيك يا حماتي
, جاسم مبتسما باصفرار: كويس
, فريدة مبتسمة بلهفة: خالد، هات لوليتا احسن وحشتني اوي.
,
, اعطي خالد الصغيرة لفريدة التي اخذت تقبلها بحنان
, فريدة: اومال فين لينا
, خالد: مش عارف عن اذنكوا هروح اشوفها
, رأي خالد محمود وزينب، فذهب اليهم سريعا هتف بابتسامة واسعة وهو يحتضن والده: يا اهلا و سهلا يا حج نورتنا
, محمود: دا نورك يا حبيبي
, قبل يد والدته يهتف بود: عاملة ايه يا امي وحشتيني
, زينب: يا بكاش من ساعة ما اتجوزت واحنا ما بنشوفكش غير كل فين وفين
, خالد: مشاغل يا ست الكل.
,
, زينب: ماشي ماشي هعديهالك، قولي بقي فين لوليتا
, اشار الي احدي الطاولات: اهي هناك: مع طنط فريدة وعمي جاسم
, زينب: طب انا رايحالها احسن وحشتني اوي
, ذهب محمود وزينب الي جاسم وفريدة
, بينما ظل هز يبحث عنها في ارجاء الحفل، تنهد بضيق عندما لم يجدها: راحت فين البت دي
, سمع صوت اخيه يتحدث من خلفه بمرح: بتدور على مين يا ابني
, التفت يصافحه يهتف بضيق: دايما متأخر
, ضحك بمرح: معلش كنت بجيب تالا
, تالا: كل سنة ولوليتا طيبة يا خالد.
,
, خالد: وانتي طيبة يا تالا
, عمر: قولي بقي عينيك بتلف المكان بتدور علي مين
, زم شفتيه بضيق: المجنونة اللي متجوزها مش عارف راحت فين، خد تالا وخش أنت وأنا هدور عليها
, دخل عمر وتالا الي الحفلة بينما توجه هو الي داخل الفيلا يبحث عنها ليجد صوتها قادما من ناحية المطبخ، دخل الي المطبخ سريعا ليجدها تشرف علي تحضيرات الطعام
, خالد: اخيرا لقيتك بقالي ساعة بدور عليكي.
,
, نظرت اليه بغيظ لتدفعه في كتفه بحنق تركته وخرجت من المطبخ متجه الي الحديقة
, ما كادت تمر بجانب مكتبه حتى شهقت بخوف حينما وجدت تلك اليد تجذبها سريعا الي داخل المكتب ليغلق الباب وتبقي هي حبيسة الباب المغلق من خلفها وجسده الضخم أمامها
, دفعته في صدره بضيق: اوعي يا خالد خليني اخرج الناس برة
, هز رأسه نفيا ابتسامة خبيثة تتراقص علي شفتيه: تؤتؤتؤ، مش هتخرجي قبل ما اصالحك مش انتي زعلانة أنا بقي هصالحك.
,
, احمرت وجنتيها بخجل لتهتق بتلعثم: خحاالد، ببطل قلة أد
, اخرس اعتراضها في دوامة عشقه الجارفة حين توقف الزمن وصمت الألسنة وارتفعت راية العشق تحلق فوق عرش قلوبهم
, احم احم، أتي ذلك الصوت من خلفه مباشرة ليتلفت ناحيته سريعا لتشخص عينيه باحراج حينما وجد كل من في الحديقة ينظرون لهم بصدمة
, بينما تقف هي خلفه تخبي وجهها في ذراعه تهمس بصوت مضطرب: شايف آخره قلة ادبك.
,
, همس بصوت منخفض: وأنا أعرف منين انهم هيشوفنا ابقي فكريني اغير الازاز اللي فضحنا دا بطوب ولا اسمنت
, همست بصوت منخفض: استر عليا **** يستر علي ولاياك
, همس بغيظ: استر علي مين يا بنت الجزمة هو أنا شاقطك
, عدل من وضع حلته يخفي إخفاء حرجه يهتف سريعا: مش هنطفي الشمع بقي ولا ايه
, خرج من المكتب متجها الي الحديقة ليجد عمر يقف بجانبه يهمس بخبث: مولعها أنت
, رمقه بغيظ يهتف من بين أسنانه: اخرس يا زفت.
,
, توافد جموع الحاضرين الي الحفل وبدأت الفقرات المتنوعة وصدحت الموسيقي الخاصة بحفل عيد الميلاد في الاجواء ومرة أخرى اختفت لينا وعاد هو يبحث عنها مرة اخري
, خالد: عمي جاسم ماشوفتش لينا
, جاسم بغيظ: ما تتهد بقي شوية فضحتنا
, خالد: مش الي في دماغك خالص و****، انا فعلا مش لاقيها
, ختم كلامه لتنطفئ جميع الانوار فجاءة وتسلط الإضاءة علي ذلك الجزء في الحديقة حيث تقف هي ممسكة ميكروفون في يدها.
,
, لينا مبتسمة: احم، احم مساء الخير يا جماعة انا سعيدة جدا بتشريف حضرتكوا النهاردة عشان تشاركونا فرحتنا الي ما كملتش الا بوجودكوا
, كل سنة وانتي طيبة يا لوليتا يا احلي حاجة حصلتلي في حياتي أنا النهاردة أسعد واحدة في الدنيا مش بس عشان لوليتا حبيبتي بقي عندها سنة سنة ملت فيها حياتي ضحك وسعادة
, لكن عشان النهاردة كمان عيد ميلاد اغلي انسان علي قلبي الإنسان الي من غيره ماقدرش اعيش.
,
, أجمل واحن واطيب أنسان في الدنيا دي كلها دايما بيدور على سعادتي من يوم ما خدني في حضنه يوم ما اتولدت وهفضل في حضنه لحد ما اموت عشان باختصار شديد حضنه هو كل دنيتي كل سنة وانت طيب يا خالد.
,
, تعالت أصوات تعالت أصوات التصفيق والصفير من كل مكان، اما هو كان يشعر بأن دقات قلبه تعزف لحنا عذبا، تلك الابتسامة الواسعة تشق شفتيه يكاد يبكي من فرحته، اتجه ناحيتها يحتضنها يشدد علب عناقها يهتف بعشق: بحبك و**** العظيم بحبك أوي
, دفنت وجهها في صدره تهمس بخجل: وانا كمان بحبك اوي
, خرجت من حضنه تبتعد عنه هتفت سريعا: ثانية واحدة.
,
, دخلت الي الفيلا سريعا لتعود بعد قليل وخلفها بعض الخدم يحملون شيء كبير مغطي بقماشة بيضاء كبيرة
, اما هي تمسك علبة هدايا سوداء
, ذهبت ناحيته وخلعت الساعة من يده فتحت العلبة لتخرج منها ساعة سوداء كلاسيك جميلة خلفية عقاربها مكتوب عليها
, ( العقيد خالد السويسي) بشكل زخرفي
, خالد مبتسما: تحفة يا حبيبتي **** يخليكي ليايا رب
, صفقت بحماس: لسه في هدية كمان.
,
, ذهبت ناحية ذلك الشئ الكبير الذي وضعه الخدم ونزعت الاغطية عنه لتتسع أعين الجميع بانبهار مما رأوا
, كانت لوحة فنية كبيرة رسمتها له وهو جالس علي كرسي فخم يشبه كرسي الملوك التي تأتي في الأفلام القديمة يضع قدم فوق اخري يرتدي حلة سوداء وقميص ابيض ورابطة سواد وحذاء اسود ينظر امامه بشموخ وكبرياء، فكانت اللوحة رائعة بحق، مرسومة بحرفية كبيرة
, صفق الجميع بشدة لهذا العمل الرائع.
,
, لينا مبتسمة: كل سنة وانت طيب يا حبيبي
, خالد: وانتي دايما اجمل حاجة في دنيتي يا حبيبتي، تصدقي الواد دا احلي مني
, لينا مبتسمة: لاء طبعا انت احلي واحد في الدنيا دي كلها
, خالد بغرور: طب ما انا عارف
, لينا بغيظ طفولي: رخم
, تعالت ضحكاته السعيدة
, خالد: عشان المفاجآت الحلوة دي، هكسر القاعدة الي قولتلهالك قبل كدة
, عقدت لينا حاجبيها باستفهام
, ابتعد خالد عنها وذهب ناحية منظم اغاني الحفل وأخذ منه الميكروفون.
,
, خالد مبتسما: مساء الخير يا جماعة بصراحة انا مش لاقي كلام أقوله علي المفاجأة الحلوة دي، **** يخليكي ليا يا حبيبتي ضحكتك لوحدها هي هديتي الي هتفضل تسعدني طول عمري، انتي ضحكتي وفرحتي وسعادتي إلي كملتيها بنسخة صغيرة منك
, بحبك يا احلي هدية بعتهالي قدري
, تعالي اصوات التصفيق والصفير مرة أخرى في الحفلة
, خالد: ودي هدية صغيرة مني
, انطفأت الانوار وسلطت الإضاءة على خالد وهو ممسك بيد لينا يذهب بها الي منتصف الحفلة.
,
, ثم بدأت الموسيقي تصدح في المكان وبدا
, خالد يغني وهو يراقص لينا
, وأنا بين إيديك تهت في مكاني، ونسيت معاك عمري وزماني
, والوقت فات وياك ثواني قربني ليك سيبني أعيش إحساسي بيك
, بتحدى العالم كله وأنا وياك، وبقول للدنيا بحالها إن أنا بهواك
, وإن إنت حبيبي وقلبي وروحي معاك قربني ليك سيبني أعيش إحساس هواك
, بتحدى العالم كله وأنا وياك، وبقول للدنيا بحالها إن أنا بهواك.
,
, وإن إنت حبيبي وقلبي وروحي معاك قربني ليك سيبني أعيش إحساس هواك
, أنا عشقي ليك عشق القمر للنجمه والليل والسهر، وشوقي ليك فوق الخيال فوق إحتمال كل البشر
, أنا عشقي ليك عشق القمر للنجمه والليل والسهر، وشوقي ليك فوق الخيال فوق إحتمال كل البشر
, من يوم لقاك حلوه الحياه
, بتحدى العالم كله وأنا وياك، وبقول للدنيا بحالها إن أنا بهواك
, وإن إنت حبيبي وقلبي وروحي معاك قربني ليك سيبني أعيش إحساس هواك.
,
, أتحدي بيك كل الوجود وياك أكون أو لا أكون أنا مش هعيش من غير هواك أنا قلبي عاشق للجنون
, أتحدي بيك كل الوجود وياك أكون أو لا أكون أنا مش هعيش من غير هواك أنا قلبي عاشق للجنون
, من يوم لقاك حلوه الحياه
, انتهي من الغناء فحملها يدور بها حول نفسه وهو يصرخ باعلي صوته
, (بحبببببببببك )
, تعلقت برقبته تضحك سعادتها غامرة تكاد تقسم انها لو وزعت على الكون بأكمله لن تنتهي
, ( هيييييييح، حسرة قلبي عليا اهئ، اهئ ).
,
, زينب بضيق: شايف ابنك وعمايله
, محمود: ماله بس يا زينب
, زينب: هيتحسدوا يا محمود الناس عينيها ما بترحمش، قل اعوذ برب الفلق، خمسة وخميسة عليهم، انا لازم ابخرهم واعمل عروسة اخذي بيها عيون الحساد
, محمود ضاحكا: كتكوت، ايه يا زينب شغل العفاريت دا، **** وحده هو الحامي مش العروسة بتاعتك
, زينب: ونعم ب****، بس بردوا لازم ابخرهم.
,
, بينما تقف تلك الفتاة بعيدا تنظر لهم بغيظ تقسم ان ذلك العشق الكبير الذي يغرق به تلك الفتاة سيكون لها
, جاء وقت إطفاء شمع عيد الميلاد
, ذهبوا جميعا الي طاولة كبيرة عليها كعكعة
, كبيرة جدا عليها صورة الصغيرة وهي تضحك.
,
, وقف خالد بجانب لينا علي رأس الطاولة ولوليتا بينهما كانت الابتسامة السعيدة تزين شفاههم جميعا وهو يغنون للصغيرة اغاني عيد الميلاد انحنوا جميعا ليطفئوا الشموع رفع رأسه يبتسم بسعادة لتختفي تلك الابتسامة من علي شفتيه حينما رأي ذلك الرجل يقترب منهم.

الجزء التاسع


وقف خالد بجانب لينا علي رأس الطاولة ولوليتا بينهما كانت الابتسامة السعيدة تزين شفاههم جميعا وهو يغنون للصغيرة اغاني عيد الميلاد انحنوا جميعا ليطفئوا الشموع رفع رأسه يبتسم بسعادة لتختفي تلك الابتسامة من علي شفتيه حينما رأي ذلك الرجل يقترب منهم
, فذهب اليه قبل ان يصل لهم
, رفعت مبتسما بخبث: كل سنة وانت طيب يا خالد
, خالد بجمود: وانت طيب يا سيادة اللواء
, رفعت: قررت ايه يا خالد في الموضوع الي اتكلمنا فيه.
,
, خالد: لاء يا سيادة اللواء انا قولت لسيادتك قبل كدة لاء
, رفعت: فكر كويس يا خالد
, جز علي أسنانه يحاول التحكم في غضبه: قولت لحضرتك لاء يعني لاء انا مش هعمل كدة في مراتي
, رفعت ساخرا: ايه خايف منها ولا ايه
, خالد غاضبا: انا لسه عامل حساب انك خالي وفي بيتي لكن كلمة زيادة يا رفعت ه٣ نقطة
, قاطعهم صوت لينا
, لينا: خالد واقف عندك ليه، إزي حضرتك يا افندم
, رفعت ببرود: كويس
, خالد: ارجعي يا حبيبتي للوليتا وانا جاي وراكي.
,
, هزت رأسها إيجابا وتركتهم ورحلت
, رفعت غاضبا: فكر كويس يا خالد
, خالد: دا اخر كلام عندي
, مايا بدلال: خالد بليز وافق
, رمقها بنظرات مشمئزة ولم يجب
, ابتسم رفعت بمكر: يبقي انت الي جنيت علي نفسك يا ابن اختي
, اشار بيده الي باب الفيلا هاتفا بتهكم: شرفتوا
, ثم تركه وقبل ان يغادر سمعه يهتف بتوعد: هتندم يا خالد
, اشاح بيده وداعا ليتركه عائدا الي الحفلة، فرحل رفعت من الحفلة غاضبا بصحبة ابنته.
,
, بعد عدة ساعات انتهت الحفلة ورحل المدعوون ونامت لوليتا الصغيرة
, فوضعتها لينا في فراشها برفق ودثرتها بالغطاء جيدا، اتجهت بنظراتها ناحية خالد لاحظت شروده وضيقه منذ قدوم ذلك الرجل
, كان يقف في شرفة غرفته يدخن بضيق
, اتجهت ناحيته وضعت رأسها علي ظهره تلف ذراعيها حول صدره هتفت بهدوء: سرحان في ايه
, انتبه من شروده ليلتقط احد يديها يقبله بحنان: ولا حاجه يا حبيبتي
, هتفت بدلال: علي لوليتا بردوا.
,
, التفت اليها لتري ملامحه المتعبة حدقتيه الشاردتين هتف بنبرة خاملة: تعبان يا لوليتا
, أمسكت كف يده تسير معه الي تلك الأريكة جلست عليها ليجلس جوارها، بسطت كف يدها علي وجنته تسأله برفق: مالك يا حبيبي
, تنهد بتعب هل بالفعل يريد التحدث: هقولك بس توعديني ان مهما يحصل مش هتسبيني انا ما اقدرش اعيش من غيرك، انا مستعد احارب الدنيا كلها لو انتي معايا.
,
, ابتسمت بحنان: اوعدك اني عمري ابدا ما هسيبك، انت قولت قبل كدة انا ما اقدرش اخرج روحي برة جسمي وكفاية اللي حصلنا لما سيبنا بعض مرة خالد انا الموت عندي اهون من اني اسيبك
, ارتسمت ابتسامة هادئة علي شفتيه بعد كلامها ذلك ليبدأ يقص عليها ما حدث.
,
, Flash back
, في ذلك اليوم الذي خرج فيه من الإدارة غاضبا قبلها بعدة ساعات، دخل خالد مكتب اللواء رفعت حينما اخبره العسكري انه يريده
, خالد وهو يؤدي التحية: صباح الخير يا افندم
, رفعت: صباح النور يا خالد اتفضل استريح
, جلس علي الكرسي المقابل له يهتف باهتمام: خير يا افندم
, ارتكز رفعت علي مرفقيه علي سطح المكتب يهتف بابتسامة صغيرة: طبعا انت شوفت بنتي مايا.
,
, هز رأسه إيجابا بهدوء: ايوة يا افندم، انا الي جبتها لحضرتك من المطار
, سأله بمكر: وإيه رايك فيها؟
, قطب جبينه باستفهام: من ناحية ايه بالظبط
, رفعت: ككل رأيك فيها كمايا
, حمحم بارتباك: يعني هي بنت حضرتك يعني بنت خالي ما اقدرش اقول في حقها كلمة وحشة وبعدين أنا ما شوفتهاش غير مرة ولا اتنين
, نظر رفعت له يهتف بحذر: خالد بصراحة كدة مايا معجبة بيك.
,
, هز رأسه نفيا بتعجب مما سمع: افندم! مين اللي معجبة بمين، معجبة بيا ازاي يعني
, ابتسم رفعت باصفرار: بصراحة كدة مايا عايزة تتجوزك
, هب واقفا يصيح بذهول: تتجوز مين، دي هبلة دي ولا ايه
, صفع رفعت سطح المكتب امامه بغضب: احترم نفسك انت بتتكلم عن بنتي.
,
, صاح بغضب: مش لما تكون بنتك محترمة الاول، جديدة دي بصراحة مايا معجبة بيك وعايزة تتجوزك، والمفروض بقي أنا اتكسف ووشي يحمر، انتوا مجانين و**** ابقي ظلمت المجانين لما بشبهم بيكوا، بقولك ايه ما تخلونيش اطلع جناني عليكوا، انا واحد متجوز وبحب مراتي ومستحيل افكر اتجوز عليها
, هتف رفعت بهدوء مستفز: ليه يعني دا حتى الشرع محللك اربعة، وبعدين مايا ما عندهاش مشكلة انها تبقي الزوجة التانية.
,
, صاح بغضب: لاااااا دا انتوا عيلة ضاربة كلكوا
, دخل محمد علي صوت صراخ خالد
, محمد: في ايه يا خالد ايه الي حصل
, خالد غاضبا: تعالا شوف ابوك
, محمد: في ايه يا بابا
, رفعت بهدوء: انا مش فاهم هو متعصب ليه كل الحكاية اني بقوله ان مايا معجبه بيه وعايزة تتجوزه
, ضحك ساخرا: اتفضل يا سيدي لاء وكمان مش فاهم انا متعصب ليه
, محمد بحدة: ايه الي انت بتقوله دا يا بابا، انت ناسي ان خالد متجوز واحنا اكتر ناس عارفين هو بيحب مراته قد ايه.
,
, أشهر رفعت سبابته امام وجهيهما يهتف بحدة: بصوا بقي انتوا الاتنين انا فضلت محروم من بنتي اكتر من عشرين سنة واخيرا رجعت لحضني وانا وعدتها انها اي حاجة هتطلبها هحققلها وهي عايزة تتجوز خالد
, اقترب خالد منه يصفع المكتب امامه بغضب: لعبة في ايدك أنت وبنتك وأنا معرفش
, صاح صديقه بحدة يسانده: مايا دي عايزة كسر رقبتها أنا مش فاهم ايه البجاحة دي.
,
, نظر رفعت لابنه يهتف بحدة محذرا: فكر بس تزعلها يا محمد وانا هوديك ورا الشمس ها يا خالد قولت ايه
, ضحك ساخرا: لما تشوف حلمة ودنك
, ابتسم رفعت باصفرار يتحدث بنبرة متوعدة: اسمع الكلام يا خالد عشان ما تتأذيش
, اتجه ناحية باب الغرفة الغرفة، التفت ناحية رفعت يضحك بسخرية: اعلي ما في خيلك اركبه، وبنتك لو وزنتهالي ذهب بردوا مش هتجوزها
, خرج من الغرفة صافعا الباب خلفه
, Back.
,
, اتسعت عيني لينا بذهول وقفت امامه تقول بتعجب: أنت بتهزر صح، مستحيل اللي أنت بتقوله دا
, وقف أمامه ممسكا بكتفيها يهتف سريعا: مش هتجوزها مش هيحصل مش هقدر فيكي ولا في نفسي كدة
, جزت على أسنانها بغيظ تصيح بحنق: أنا مش فاهمة ايه البجاحة دي عارف لو كنت قولتلي لما كانت هنا كنت جبتها من شعرها ومسحت بيها بلاط الفيلا كلها الوقحة قليلة الأدب دي ما شفاتش ربع ساعة تربية.
,
, ضحك رغم ضيقه ليضع رأسها علي صدره مقبلا خصلات شعرها بحنان: بحبك يا مجنونة
, لفت ذراعيها حوله بقوتها الضعيفة تتمتم بقلق: طب هو رفعت دا يقدر يأذيك
, شدد علي عناقها يهتف بلامبلاة: ما اعرفش اعلي ما في خيره يركبه أنا مش هتجوز السلعوة بنته دي أبدا.
,
, في صباح اليوم التالي
, كانت تساعده علي ارتداء سترة حلته لاحظ شرودها وعلامات القلق المرسومة علي وجهها
, فاحتضن وجهها بين كفيه يهتف برفق: مالك يا حبيبتي
, رسمت ابتسامة مصطنعة على شفتيها: ماليش يا حبيبي انا كويسة
, رفع حاجبه الايسر بمكر يهتف بعتاب: علي خالد بردوا
, ردت بقلق: قلقانة يا خالد قلبي مقبوض حاسة ان في حاجة مش كويسة هتحصل
, اخذها بين ذراعيه يمسد علي شعرها برفق: انا قولتلك ايه قبل كدة.
,
, ابتسمت بتوتر: ما اخفش من اي حاجة طول ما انا في حضنك
, ابعدها عنه بهتف بمرح: خايفه ليه بقي، ايه رأيك ناخد لوليتااذ ونطلع شرم يومين
, صفقت بحماس: بجد
, حرك رأسه إيجابا يؤكد ما يقول بابتسامة صغيرة: بجد يا حبيبتي جهزي الشنط هروح الشغل اقدم طلب إجازة واجي علي طول.
,
, قبل جبينها، خرج من الغرفة ومن الفيلا بأكملها، ركب سيارته متوجها الي مقر عمله بينما وقفت هي في شرفة غرفتها تراقبه وهو يرحل وقد عاد التوتر والخوف يحتلان ملامح وجهها تنهدت بقلق لتذهب باتجاه دولاب الملابس لضب الحقائب.
,
, علي صعيد آخر
, وصل الي عمله دخل مكتبه، دقائق وسمع دق علي باب المكتب
, خالد: ادخل
, كالعادة توقع ان يكون محمد ليخبره تلك الجملة المعتادة ( خالد، اللوا رفعت عايزك )
, ولكن تلك المرة دخل اللواء رفعت بنفسه
, قام خالد احتراما له وادي التحية جلس رفعت علي الكرسي المقابل له
, رفعت: استرح يا سيادة العقيد
, خالد: خير يا سيادة اللواء، اول مرة حضرتك تشرفني في مكتبي
, رفعت: فكرت كويس يا خالد في الموضوع الي قولتلك عليه.
,
, حرك رأسه إيجابا بهدوء: ايوة يا افندم ورأيي ما اتغيرش
, رفعت: ممكن أفهم انت رافض بنتي ليه
, اغمض عينيه يأخذ نفسا عميقا يحاول التحكم في اعصابه، ابتسم باصفرار: انا مش رافض بنتك لشخصها انا رافض الفكرة من اساسه انا مستحيل اتجوز علي مراتي
, ليرد رفعت بلامبلاة: خلاص طلقها
, نظر له بتعجب يهتف ساخرا: اطلق مين لمؤخذة
, رفعت: لينا، طلق لينا.
,
, خالد في نفسه: اهدا أهدأ اهدا، سيب المسدس واهدا مش هودي نفسي في داهية بسببه مراتي وبنتي محتاجني، مراتي وبنتي محتاجني، مراتي وبنتي محتاجني
, رفعت: ها يا خالد قولت ايه
, رد باشمئزاز: هو حضرتك مش مكسوف وأنت جاي تعرض عليا بنتك
, رفعت: لاء عادي دا حتى المثل بيقول اخطب لبنتك وما تخطبش لابنك.
,
, زفر بضيق يستغفر في سره ليهتف بجد منهيا الحديث: طب يا افندم عشان نخلص من الموضوع دا خالص انا مش هطلق لينا ومش هتجوز بنتك لو انطبقت السما علي الأرض
, وقف رفعت ينظر له بتوعد: انت عارف انا ممكن أعمل فيك ايه انا كل دا عامل حساب انك ابن اختي لكن انت عارف كويس ان انا اقدر آذيك انت ولينا حبيبة القلب
, هب واقفا يتطاير الشرر من عينيه يصيح بحدة: قسما بربي اللي خلق الكون لو فكرت بس تمس شعره منها هحفرلك قبرك بإيدي.
,
, رفعت غاضبا: انت بتهددني يا خالد، ماشي يا ابن السويسي، هتشوف انا هعمل فيك ايه انا هاجيبك راكع وهخليك تتجوز مايا غصب عنك
, تركه وخرج من الغرفة بخطوات غاضبة صافعا الباب خلفه ليتهاوي خالد علي الكرسي متنهدا بضيق، ما كادت تمر دقيقتين حتى وجد باب المكتب يدق مرة اخري
, هتف بضيق: مش هنخلص بقي، ادخل
, دخل احد العساكر يؤدي التحية يهتف بجد: خالد باشا، رفعت باشا عايزك في مكتبه
, خالد: طب روح وانا جاي وراك.
,
, العسكري: تمام يا افندم
, قام من مكانه خرج من مكتبه متجها الي مكتب اللواء رفعت دق الباب ودخل يهتف ببرود: خير يا افندم
, ابتسم رفعت بانتصار: سلم سلاحك يا حضرة الظابط
, رد بتعجب: افندم!
, رفعت مبتسما بخبث: ايه ما سمعتش سيادتك موقوف عن العمل اتفضل سلم سلاحك
, ابتسم خالد ساخرا ثم اخرج مسدسه ووضعه علي مكتب اللواء رفعت
, خالد ساخرا: اوامر تانية يا افندم
, اغتاظ رفعت كثيرا عندما تعامل خالد مع امر إيقافه عن العمل بلامبلاة.
,
, فأخرج تلك الورقة من درج مكتبه وضعها امامه
, خالد مبتسما بسخرية: اعتقد ان انا موقوف عن العمل يعني مستحيل دي تبقي قضية جديدة
, ابتسم رفعت بشر: ما تستعجلش، اقرأها يا سيادة العقيد سابقا
, ابتسم خالد بسخرية ثم امسك الورقة يقرأها لتختفي الابتسامة من علي شفتيه قطب جبينه بغضب ينظر لرفعت بحدة: ايه الهبل اللي في الورقة دا.
,
, عاد رفعت في ظهر كرسيه واضعا قدما فوق اخري ببرود: ايه يا ابن اختي، امضتك دي ولا مش امضتك، انت بنفسك اتنزلتي عن كل املاكك بيع وشرا
, مزق الورقة الي مئات القطع يهتف بحدة: ما حصلش أنا مستحيل اكون مضيت على الورقة دي.
,
, رفعت ضاحكا بسخرية: قطعتها يا خالد تؤتؤتؤ علي العموم دي نسخة من ألف نسخة معايا دا طبعا غير الاصل، مش أنا قولتلك إنت مش قدي، مش قولتلك هجيبك راكع، الا لو طبعا رجعت في كلامك ووافقت تتجوز مايا، ساعتها هخليك تتحرك في املاكك بس بردوا هتفضل باسمي عشان ما تفكرش تغدر ببنتي.
,
, ضحك ساخرا: أنت عايز تصرف عليا من فلوسي و**** ضحكتني، ليردف بحدة: مش أنا اللي يتلوي دراعه يا رفعت اوعي تكون فاكر أنك كدة كسرتني دا بعدك وبنتك لو عملت ايه مش هتجوزها
, التفت ليغادر حينما سمعه يهتف بتوعد: صحيح يا خالد خلي بالك من لينا هي ولوليتا الصغيرة كويس
, التفت له بحدة يهدر بصوت غاضب كالرعد: قسما بربي يا رفعت هخليك تتمني الموت انت وبنتك لو مسيت شعره منهم.
,
, تركه وخرج من المكتب ومن المكان كله ذهب ليركب سيارته فوجد بعض الرجال يقفون عندها
, خالد بجد: انتوا بتنيلوا ايه هنا وسعوا
, احدهم: اسفين يا افندم رفعت باشا أمر بحجز عربية حضرتك
, نظر لهم بغضب مرعب جعلهم يرتعدون من ردة فعله ليتركهم متجها الي الشارع أوقف سيارة اجري متوجها الي منزله.
,
, في مكتب اللواء رفعت
, دخلت المكتب جلست علي الكرسي امام والدها
, مطت شفتيها بضيق: مش موافق بردوا يا دادي صح
, رفعت: ما تقلقيش يا حبيبتي انا وعدتك انك هجوزهولك يعني هجوزهولك
, دخل محمد الي المكتب يهدر
, محمد غاضبا: ممكن افهم ايه الي انت نيلتوا دا
, رفعت غاضبا: اتكلم بأدب انتي ناسي انك بتتكلم مع ابوك.
,
, محمد غاضبا: ابويا اللي مضي اخويا علي بيع كل ممتلكاته ولا اللي وقفه عن العمل عشان خاطر يوافق يتجوز بنته دا ايه الرخص دا، ثم وجه كلامه الي مايا، وانتي مش مكسوفة من نفسك وانتي بتعرضي عليه نفسك وهو بيرفض يا رخيصة
, قام رفعت غاضبا صفع محمد علي وجهه بحدة
, رفعت غاضبا: إياك تتكلم مع مايا كدة تاني اتفضل حصل صاحبك انت موقوف عن العمل
, خرج محمد من مكتب رفعت غاضبا وركب سيارته ذاهبا الي منزل خالد.
,
, في الطريق رن هاتف خالد برقم عمر
, خالد: ايوة يا عمر
, عمر بلهفة: الحق يا خالد مصيبة
, خالد: في ايه يا عمر
, عمر: جه كام راجل كدة ومعاهم نسخة من ورقة تنازل أنت صحيح اتنازلت لرفعت عن كل املاكك، ومشوا كل الموظفين اللي في الشركة وقفلوها
, خالد: عمر هات علي وتعالولي علي البيت بسرعة
, عمر: حاضر، حاضر مسافة السكة.
,
, وصل خالد الي منزله فوجد بعض الرجال يرتدون ملابس سوداء هتف احدهم: خالد باشا رفعت باشا بيقولك يا ريت تخلي الفيلا بأسرع وقت
, لم يعره انتباها ودخل الي فيلته، فوجد جميع الخدم يرحلون عن الفيلا، ولينا تقف لا تعي ماذا يحدث
, لينا بقلق: في ايه يا خالد ايه الي بيحصل
, تهاوي علي الاريكة يهتف بشرود: اتحجز علي املاكي
, توسعت عينيها بصدمة: ليه
, ضحك ساخرا علي حاله: عشان اوافق اتجوز مايا
, لينا بصدمة: طب وهتعمل ايه.
,
, هز رأسه نفيا بيأس مش عارف
, جلست بجانبه تربت علي كتفه بحنان
, رفع وجهه ينظر إليها بحزن فاحتضنت وجهه بين كفيه
, لينا مبتسمة: خالد الي ان انا اعرفه مش ضعيف خالد هو الي عمل الفلوس دي مش الفلوس اللي عملته انا جنبك يا حبيبي مهما حصل
, قبل راحة يدها المحتضنه وجهه: **** يخليكي ليا يا حبيبتي
, دق الباب ودخل محمد ومن بعده علي وعمر
, خالد للينا: اطلعي فوق
, هزت رأسها إيجابا وصعدت لأعلي
, نكس محمد رأسه بخزي: انا اسف يا صاحبي.
,
, خالد: انت مالكش ذنب يا محمد ارجع شغلك عشان ما يقلبش عليك انت كمان
, محمد: انا اتوقفت عن العمل
, جحظت عينيه في صدمه: ليه
, قص عليه محمد ما حدث، ليكور خالد قبضته بغضب ضرب بها عرض الحائط يصيح بغضب: هو ابوك اتجنن ولا ايه، تعرف انا عايز انا عايز دلوقتي اروح اتجوزها عشان اكسر عينيها واعلمها الأدب
, عمر: طب هتعمل ايه يا خالد
, خالد: علي، الحسابات بتاعتكوا موجودة
, علي: ااه يا خالد.
,
, خالد: تمام، اصرفوا منهم علي ما تلاقوا شغل او لحد ما المشكلة دي تتحل، وأنت يا محمد روح اعتذر لأبوك وارجع شغلك، ما تخسرش شغلك عشاني
, محمد: مش هيحصل يا خالد
, خالد غاضبا: لاء هيحصل مراتك وبنتك محتاجينك اسمع الكلام
, هز محمد رأسه إيجابا بحزن
, دق الباب ففتح عمر واخذ من العامل بعض الاظرف المغلقة
, وأعطاهم لخالد، فتحهم ليضحك بسخرية
, علي: في ايه الورق دا يا خالد.
,
, خالد ضاحكا: الحساب الي في البنك اتحجز عليه والفيزا وقفت ابوك بيحاصرني يا محمد
, عمر: طب هو الموضوع ممكن يتحل لو اتجزوتها انا، وانا مستعد اروح اكتب عليها دلوقتي
, محمد: لاء هي عايزة خالد
, جاء جاسم يهتف بقلق: صحيح اللي حصل دا يا خالد انت اتنزلت عن كل املاكك لرفعت
, خالد ساخرا: ايه يا جماعة هي نزلت في الجرايد ولا ايه
, جاسم: طب انت هتعمل ايه دلوقتي
, ذهب خالد ناحية خزانة مكتبة الصغيرة وفتحها.
,
, خالد: ما فيهاش غير 100 الف
, عمر: طب هتعمل ايه يا خالد
, خالد غاضبا: ياااااادي هتعمل ايه يا خالد، مش عارف هعمل ايه
, جاسم سريعا: يبقي اخد بنتي وحفديتي معايا لحد ما تشوف هتعمل ايه٣ نقطة

الجزء العاشر


جاسم سريعا: يبقي اخد بنتي وحفديتي معايا لحد ما تشوف هتعمل ايه
, ضرب علي سطح مكتبه بغضب يهتف بحدة: مراتي وبنتي مش هيبعدوا عني ولو علي جثتي فاهمني يا جاسم
, جاسم بحدة: ما تفوق من العنتظة اللي أنت فيها دي ونشوف نفسك أنت خلاص يا حبيبي انتهيت، ما بقاش معاك غير شوية الملاليم اللي في ايديك دول انت٣ نقطة
,
, قاطعه صوتها وهو يصدح بحدة: بااابااا، نظر ناحيتها فوجدها تنظر له بغضب، اتجهت ناحية خالد تقبض علي كف يده تهتف بقوة: ما اسمحلكش تتكلم معاه بالشكل دا، خالد مهما حصل له هيفضل خالد باشا السويسي اللي الصغير قبل الكبير بيعمله ألف حساب، اوعي تكون فاكر أن هسيبه بعد اللي حصل، انا مستعدة أعيش معاه إن شاء **** في أوضة من غير صالة، لكن عمري ما هبعد عنه ابدا.
,
, شدد على كف يدها ابتسم ابتسامة باهتة يهتف بامتنان: وانا مش عايز غيرك أنتي ولوليتا
, عمر: طب يلا بينا علي بيت بابا
, اغمض عينيه يهز رأسه نفيا: لاء
, صاح عمر بحدة: ليه بقي إن شاء ****
, قطب جبينه يصرخ بحدة: عشان أنا مش عيل صغير هعيش من المصروف اللي باخده من ابويا أنا عندي 34 سنة، ما ينفعش اخذ مراتي وبنتي واروح عند ابويا اقوله أنا جاي أعيش عالة عليك لا كرامتي ولا رجولتي يسمحولي دا.
,
, علي غاضبا: يخربيت دماغك الناشفة، هتعيش فين يا ابني
, خالد: هأجر شقة
, ضحك جاسم ساخرا: انت فاكر ان 100 دول يأجروا شقة في منطقة نظيفة
, خالد: مش لازم شقة في منطقة غالية ممكن في منطقة عشوائية
, جاسم غاضبا: نعم يا اخويا، انت عايز بنتي تعيش في حارة، دا أنت اتجننت رسمي
, جز علي أسنانه يحاول التحكم في اعصابه قبل أن يقتل ذلك الرجل: جاسم باشا أنا عامل حساب انك حمايا وفي بيتي٣ نقطة
,
, قاطعه جاسم يهتف بتهكم: بيت مين يا ابو بيت ما خلاص بحح
, توسعت عينيها بصدمة تنطق بألم: بابا إنت جاي تشمت فينا
, تدارك جاسم نفسه سريعا ليهتف بحزن: اخس عليكي يا لوليتا بقي أنا بردوا هشمت في بنتي
, يا حبيبتي أنا خايف عليكي يا حبيبتي انتي ضعيفة مش هتستحملي البهدلة
, ردت بحزم: البهدلة في حضن خالد احسن عندي من الراحة وأنا بعيد.
,
, ضغط جاسم علي أسنانه بغيظ من أفعال ابنته العنيدة ليتجه ناحيتها امسك كف يدها يهتف من بين أسنانه بابتسامة صفراء: تعالي يا حبيبتي عايزك في كلمتين برة لوحدنا
, اتجهت معه الي الحديقة وقف امامها يهتف بحدة: اللي انتي بتعمليه دا جنان كفاية دلع بقي
, كتفت ذراعيها بضيق تهتف بحزم: بابا ما تحاولش أنا مش هسيب جوزي وبنتي مهما حصل
, ابتسم جاسم بمكر: تعالي معايا وأنا اجبلك بنتك منه غصب عن عينيه انتي عارفة ابوكي محامي شاطر.
,
, شهقت بفزع تهتف بذهول: أنت عايزني ارفع قضية علي خالد لاء طبعا مستحيل، انت ازاي عايزني اعمل كدة في خالد أنا ماقدرش اعيش من غيره ومستحيل مهما قولت اني اسيبه
, هتف بتوعد: دا أخر اللي عندك يا بنت الشريف
, هزت رأسها ايجابا بقوة ملامح وجهها حازمة تخبره أن الأمر قد انتهي، ليرمقها بضيق ومن ثم تركها ورحل
, في الداخل
, هتف عمر بنبرة ملحة: يا خالد اسمع الكلام وتعالا معايا بيت بابا.
,
, اشاح بوجهه بعيدا يهتف بحزم منهيا ذلك الجدال: لاء يا عمر أنا قولت اللي عندي وبعدين انتوا قاعدين ليه اتفضلوا بقي روحوا شوفوا هتعملوا ايه.
,
, رحل الجميع بالفعل رحل كل من في القصر ولم يبقي سوي خالد ولينا والصغيرة ورحمة
, خالد: ما مشتيش ليه يا رحمة
, رحمة مبتسمة بود: انا مش هسيبكوا يا ابني لينا بتغرق مع لوليتا في شبر ماية
, تنهد بألم: يا دادة انا مش هيبقى معايا فلوس ادفع مرتبك
, رحمة: خيرك سابق يا ابني، انا هفضل معاكوا ان شاء بلقمتي بس
, لينا مبتسمة: انتي طيبة اوي يا دادة.
,
, رحمة مبتسمة بحنان: يا حبيبتي انتي بنتي الي مخلفتهاش وانا مش هقدر ابعد عنك ولا عن لوليتا الصغيرة
, خالد مبتسما: اوعدك يا دادة أول ما المشكلة دي تخلص هيبقي ليكي مكافأة كبيرة اوي عندي، وجه كلامه للينا، اطلعي حضري الشنط عشان هنمشي الصبح
, ابتسمت ابتسامة صغيرة بحزن لتصعد الي غرفتها، وفتحت الحقائب التي أعدتها للرحلة القصيرة، لكن يبدو أن الرحلة ستكون طويلة ولا تعلم متي ستنتهي.
,
, بدأت في ضب الحقائب من جديد عندما قاطعها بكاء الصغيرة ذهبت ناحية مهدها وجثت على ركبتيها بجانب فراشها الصغير.
,
, تهتف بحنان: صباح اللوليتا يا لوليتا علي رأي بابي، عارفة يا لوليتا بابي دا أحسن واحد في الدنيا دي كلها انا بحبه أوي اوي، تعرفي هو يبان قاسي في الاول لما تعرفيه كويس هتلاقيه احن أنسان في الكون عشان كدة يا لوليتا لازم نستحمل انا وانتي الفترة الجاية تعرفي هو كان ممكن ما يخسرش اي حاجة لو وافق انه يتجوز العقربة دي، بس هو عشان بيحبني اوي مارضيش يعمل كدة.
,
, وانا كمان بحبه اوي ومستعده اروح معاه لآخر الدنيا ان شاء نعيش في صالة من غير اوضة طول ما احنا جنب بابي صح يا لوليتا
, اصدرت الصغيرة صوتا طفوليا سعيدا لتربط علي خصلات شعرها بحنان: شطورة يا حبيبتي.
,
, التفت لتعود لضب الحقيبة فوجدته يقف خلفها ينظر لها أسهم العشق تنطلق من عينيه فتصيب قلبها مباشرة لترفع راية حبه ويحلق علم عشقه في سمائها
, خالد: بحبك يا لوليتا و**** بحبك اوي
, دفنت رأسها في صدره فهو ملجئها وعليه تستقر سفينة عشقها ليحميها من تلاطم امواج الحياة ويغرقها في بحر من العشق تنهل منه بدون ارتواء
, همست بخجل: وانا كمان بموت فيك، بعشقك يا قلب لوليتا.
,
, تنهد بحزن يشدد علي عناقها يردف بقلق: الأيام الجاية شكلها هتبقي طويلة اوي يا لوليتا
, رفعت وجهها تنظر له بحنان يفيض من بين نظراتها هتفت بنبرة حانية دافئة: وايه يعني هتعدي طول ما أنت جنبي، انت عارف أنا مش خايفة من اللي جاي عارف ليه
, هز رأسه نفيا لتعود تدفن رأسها داخل تهتف باطمئان: عشان أنا في حضنك وأنت قولتلي ما خفش من اي حاجة وأنا في حضنك.
,
, شدد على عناقها يشعر أنه يستمد طاقته منها كلامتها البريئة كانت الغذاء لروحه تحدث بمرح ظاهري: بقي بذمتك عايزني اسيب العسل دا واروح اتجوز السلعوة
, ضحكت برقة تدفن رأسها في صدره كالقطة الصغيرة.
,
, في صباح اليوم التالي
, يقف تحت المرش يغمض عينيه عينيه تتساقط المياه الباردة عليه يشعر بالخوف من المستقبل ليس خوف علي نفسه بل علي طفلتيه
, شعور بالعجز، كأنه موضوع بين شقي الرحي اما ان يسلم ويتزوج تلك اللعينة ويكسر قلب حبيبته وهذا الشئ لن يتحمله ابدا لا عليها وعلي رجولته، واما يثبت علي موقفه ويأخذه المستقبل المجهول الي حيث يريد.
,
, انتهي من حمامه بدل ملابسه وخرج فوجد لينا قد انتهت من اعداد الحقائب تنظر إلى ارجاء الغرفة وابتسامة حزينة مرسومة على شفتيها
, ازدرد غصة مريرة في حلقه ابتسم ابتسامة مصطنعة: خلصتي يا حبيبتي
, رسمت ابتسامة صغيرة تهتف بهدوء: ااه يا حبيبي
, ذهب ناحية الحقائب بينما حملت لينا الصغيرة من مهدها هتف بنبرة خافتة: يلا بينا
, هزت رأسها إيجابا تقدمت وهي تحمل الصغيرة ونزلت لأسفل وهو خلفها يحمل الحقائب الكبيرة.
,
, رحمة: عنك يا ابني
, خالد: لاء يا دادة، مش هتقدري تشيليهم تقريبا لينا حاطة النيش في الشنط
, ضحكت لينا ورحمة علي مزاحه
, القي نظرة اخيرة على بيته تمشط عينيه كل جزء منه الي أن وصلت عينيه اليها ليجدها تتطلع حولها بحزن ذهب ناحيتها يربط علي كتفها يهتف بابتسامة شاحبة: هنرجع يا حبيبتي، هنرجع
, ابتسمت بحزن تهز راسها ايجابا
, خرجوا من المنزل، اوقف خالد سيارة اجري ركب بجانب السائق بينما استقلت لينا ورحمة الأريكة الخلفية.
,
, لينا: خالد انت لقيت شقة
, خالد: لسه يا حبيبتي
, رحمة: احنا ممكن نخلي سمسار يدورلنا علي شقة صغيرة
, السائق: معلش يا باشمهندس انا سمعتكوا صدفة وانتوا بتتكلموا
, خالد ساخرا: صدفة ايه يا عم دا انت قاعد في الكرسي الي جنبي
, السائق ضاحكا بحرج: ههههه ااه، احم انا عندي شقة كويسة لحضرتك في السيدة زينب اوضتين وصالة ومطبخ وحمامة ومفروشة من مجامعيه
, سأله باهتمام: مطلوب فيها كام؟
, السائق: 50 الف مقدم و850 ايجار شهريا.
,
, خالد: طب كويس دا، خدنا على هناك
, ابتسم السائق بجشع: وحلاوتي يا باشا
, خالد: ما تقلقش محفوظة.
,
, اتجه السائق بهم الي تلك المنطقة وصل السيارة الي شارع ضيق نوعا ما مكتنز بالمحلات الصغيرة ( دكاكين ) والبيوت العتيقة المهترئة، حيث الارضية الترابية المتعرجة الضوضاء العالية التي تصدر من الباعة المتجولين تارة وشجارات السيدات تارة واصوات الصبية وهم يلعبون تارة اخري كانت تنظر حولها بدهشة كانت تظن أن تلك الأماكن متواجدة فقط في تلك الأفلام القديمة.
,
, وقفت السيارة امام بيت قديم يتكون من خمس طوابق اسفله قهوة بلدي صغيرة
, السائق: وصلنا يا باشمهندس
, ضحك بسخرية في نفسه علي نفسه: و**** وبقيت باشمهندس يا سيادة العقيد
, نزل السائق ومن بعده خالد ومن بعدهم لينا ورحمة التي تحمل الصغيرة النائمة
, طالعتهم اعين الجميع من بين تسأل واندهاش وفضول
, وقف ذلك الرجل البدين الذي تجاوز الخمسين عاما يرتدي جلباب فلاحي وعمامه لديه شارب كثيف
, رشدي: واد يا عطا
, جاء الصبي اليه مسرعا.
,
, عطا: نعمين يا معلمي
, رشدي: اعرفي مين الضيوف دول شكلهم اجانب اصلا مش من هنا، شوفهم ايه الي مطلعهم عندنا البيت يا ولا
, عطا: من عنيا يا سيد المعلمين
, ذهب ذلك القتي سريعا ليأتي بالاخبار كاملة الي معلمه، الذي شرد في تلك الحسناء ذات العيون الزرقاء والشفتان الورديتين التي اثارت فيه بعض المشاعر الملتهبة من نظرة واحدة اغمض عينيه وتخيل نفسه وهو يلتهم تلك الكرزتين.
,
, صعد السائق قبلهم يرحب بهم بمبالغة: يا اهلا يا اهلا حاسبي السلمة المكسورة
, خالد غاضبا: وانا مش مالي عين اهلك ولا ايه
, حمحم السائق بحرج: احم احم: اسف يا بيه ما اخدتش بالي
, وقف السائق امام باب شقة صغيرة في الدور الثالث واخرج المفتاح من جيبه وفتح الباب ودخل الي الشقة
, السائق: اتفضلوا، اتفضلوا
, دخل خالد ومن بعده لينا ورحمة.
,
, انكمشت تعابير وجهها باشمئزاز ما أن رأت تلك الشقة القديمة الصغيرة ذات الحيطان المهترئة تكاد تقسم ان مكتب خالد في فيلتهم اوسع من تلك الشقة
, تفحصت بعينيها تلك الشقة الصغيرة المكونة من صالة صغيرة بها اريكتان وطاولة صغيرة حولها ثلاث كراسي وطاولة صغيرة عليها تلفاز صغير، ولكن ما يميزها تلك الشرفة الصغيرة ومن ثم يوجد ممر صغير فيه غرفتان ومطبخ صغير وحمام بالكاد يسع شخص واحد.
,
, حاولت لينا رسم ابتسامة مزيفة علي شفتيها عندما لاحظت ان خالد يراقب تعابير وجهها ليعلم ان اعجبها المكان أم لا، تقدم منها
, يسألها باهتمام: ايه رأيك، لو مش عجباكي نشوف غيرها
, هزت رأسها نفيا سريعا تبتسم بتصنع: لا لا حلوة يا حبيبي اي مكان معاك بيبقي جنة
, ابتسم لها بامتنان ليتجه ن ناحية السائق
, خالد: بص يا٣ نقطة
, السائق: دسوقي يا باشمهندس، محسوبك دسوقي
, خالد: تمام يا عم دسوقي، احنا هناخد الشقة دي.
,
, دسوقي: طب اتفضل معايا لصاحب البيت عشان نكتب العقد
, هز رأسه إيجابا ونزل الي اسفل مع السائق وترك رحمة ولينا في الشقة
, اخذ السائق خالد الي تلك القهوة يهتف سريعا بلهفة: يا معلم رشدي يا معلم رشدي
, اتجه رشدي ناحيته يصافحه بحرارة: ازيك يا دسوقي اخبارك يا دسوقي، واخبار العيال
, دسوقي: بخير يا معلم طول ما حسك في الدنيا
, ثم اشار ناحية خالد، الباشمهندس شاف الشقة الي في التالت وعجبته وعايز يأجرها.
,
, رشدي: اوي أوي، ثم مد يده يصافحه
, رشدي: محسوبك المعلم رشدي السيد، صاحب القهوة وصاحب البيت الي ان شاء **** هتسكن فيه
, ابتسم باقتضاب: المهندس خالد محمود
, رشدي مبتسما بود: يا اهلا وسهلا يا باشمهندس، الشاي يا ولا
, خالد: لا يا معلم مالوش لزوم، انا بقول نمضي العقد علي طول، عشان انا سايب الجماعة لوحدهم.
,
, لمعت عيني رشدي وهو يتذكر تلك الحسناء ذات العيون الزرقاء ليتنهد بحرارة هاتفا بمكر خفي: طب اتفضل يا باشمهندس نكتب العقد في الشقة
, صعد ثلاثتهم الي الشقة مرة اخري ودخلوها
, رشدي: احم، يا رب يا ساتر
, جلس خالد ورشدي ودسوقي علي الطاولة الصغيرة.
,
, اما لينا ورحمة كانوا يقفون بعيدا انتهوا من كتابة العقد ودفع خالد المبلغ المطلوب بينما كان، رشدي يحاول اختلاس النظرات لتلك الحسناء، ولكنه لم يستطع ان يراها بسبب جسد خالد العريض الذي سد الرؤية امامه
, رشدي: مبروك يا باشمهندس
, خالد: **** يبارك فيك يا معلم
, رشدي: لو احتجت اي حاجة انا رقبتي سدادة
, خالد: متشكر يا معلم
, رشدي: انا هبعت واحدة من الحريم الي عندي ينضفوا الشقة.
,
, وهنا تكلمت لينا: لا لا مالوش لزوم حضرتك احنا هنضفها
, نظر رشدي لها وبريق الرغبة توهج في عينيه وهو ينظر إلى شفتيها الصغيرتين وهي تتحدث
, بينما نظر خالد لها نظرة غاضبة اخرستها
, رشدي: مش عايزين نتعبك يا انسة
, جز علي اسنانه بغيظ محاولا التحكم في غضبه: مدام، المدام تبقي مراتي
, امتعضت ملامح رشدي بضيق يهتف بابتسامة مصطنعة لم تصل لعينيه: بجد مبروك، عن اذنكوا بقي.
,
, غادر كل من رشدي ودسوقي بعدما اخذ دسوقي ( الحلاوة) من خالد
, اغلق خالد الباب خلفهم والتفت للينا متجها ناحيتها امسك مرفقها بعدين يهتف بحدة: لو اتكلمتي تاني وفي رجالة قاعدين هقصلك لسانك ماشي يا حبيبتي
, تدخلت رحمة سريعا تهدئ الوضع: اهدي يا ابني مراتك ما تقصدش يلا يا حبيبتي ننضف احنا الشقة معلش يا ابني خلي معاك لوليتا علي ما نخلص
, هز رأسه إيجابا، اخذ الصغيرة وخرج الي تلك الشرفة يداعبها.
,
, وبدأت لينا ورحمة عملية التنظيف الشاقة التي استغرقت اكثر من ساعتين حتى اصبحت الشقة صالحة للإستخدام الآدمي
, فتهاوت لينا ورحمة علي الأريكة يلهثان من التعب
, دخل خالد فوجدهم علي هذه الحالة
, خالد: شكلكوا تعبتوا اوي انا هنزل اجيب غدا واجي
, لينا: طب سيب لوليتا
, خالد: لاء خليها معايا
, لينا: خلي بالك منها
, لوي شفتيه مستنكرا: بتوصيني علي بنتي، ما تفتحوش الباب لحد وانا برة، مفهوم.
,
, هزت رأسها إيجابا، خرج وهو يحمل صغيرته ونزل الي اسفل، ليخضر طعام الغداء
, توجه بكلامه الي صغيرته التي تنظر حولها بدهشة
, خالد: ها يا ست لوليتا نجيب ايه للغدا
, هتفت بطفولة: تا، تا
, خالد ضاحكا: ماشي يا ستي هجبلك شكولاتة
, وبدأ يمشي على غير هدي وهو يبحث عن مطعم ليشتري طعام الغداء.
,
, وقفت سيارتها امام ذلك المنزل لتنزل منها سريعا متجهه الي ذلك المنزل تدق علي بابه بحدة
, زينب صارخة بحدة: افتح يا رفعت
, فتحت لها احدي الخادمات لتندفع الي المنزل تصرخ بغضب: يا رفعت أنت فين يا رفعت
, نزل رفعت من اعلي يهتف بابتسامة صفراء: . خير يا زينب يا تري ايه سبب الزيارة الكريمة دي
, زينب صارخة بحدة: انت ايه اللي انت عملته دا يا رفعت أنت اتجننت اكيد اتجننت.
,
, جلس رفعت علي احد المقاعد واضعا قدما فوق اخري يهتف بهدوء: اهدي يا زينب وبدل ما تيجي هنا تزعقي وتعملي الشويتين دول روحي عقلي ابنك أحسن
, شخصت عيني زينب بصدمة: اعقله! و**** ما حد مجنون غيرك يا رفعت أنت والسفلة بنتك هو رمي بلي وخلاص
, ابتسم رفعت باصفرار: بالظبط هو رمي بلي
, رسمت ابتسامة ودودة مصطنعة علي شفتيها: يا رفعت يا اخويا الجواز قسمة ونصيب وبنتك اكيد هيجيلها نصيبها بس اللي أنت بتعمله دا ما.
,
, يرضيش ****، دا حتى بيقولوا الخال والد
, ضحك رفعت ساخرا: كل الكلام اللي قولتيه دا ما يفرقش معايا، لاما ابنك يسمع الكلام زي الشاطر، ليفضل زي ما هو عاطل مفلس
, هتفت زينب بحرقة: منك لله يا رفعت حسبي **** ونعم الوكيل فيك **** يحرق قلبك علي بنتك زي ما انت حارق قلبي علي ابني
, اتجهت ناحية باب المنزل التفت له تهتف بألم: يا خسارة يا أخويا.
,
, التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة، ليجد هاتفه يرن بذلك الرقم اجاب سريعا ليجد ذلك الرجل ببرود: اصل الورقة لازم يكون عندي النهاردة
, رفعت: اشمعني
, الرجل ببرود: عشان ابنك مش هيكست وهيقلب الدنيا لحد ما يلاقيها، وانت خد اجازة وسافر في اي حتة لحد ما اقولك أرجع
, رفعت: ماشي، بس أنا عايز اسألك سؤال أنت ليه بتعمل كدة.
,
, الرجل ببرود: مش شغلك أنت بتردلي الجميل، أنا دفعت كتير لمراتك التانية عشان ترضي ترجعلك بنتك بعد السنين دي كلها
, رفعت بضيق: عارف خلاص، هبعتلك الورقة دلوقتي، سلام
, أعلق رفعت الخط ينظر امامه بشرود.

الجزء الحادي عشر


بعد كدة ليست قليلة من البحث اشتري بعض الطعام من أحد المطاعم ليأخذه عائدا الي منزله، فتح الباب بالمفتاح الخاص به ليجدها تتحرك بخفة هنا وهناك ترتدي منامة قطنية بنطالها قصير يصل لبعد ركبتيها بحمالتين رفعتين، ترفع شعرها ذيل حصان ولكن ما جعل عينيه تسود من الغضب عندما وجد الشرفة مفتوحة على مصرعيها
, ذهب ناحية الشرفة واغلقها بعنف لتهشق بخوف وضعت يدها على قلبها تهدأ نبضاته: حرام عليك يا خالد خضتني.
,
, اشار ناحية الشرفة هاتفا بحدة: الزفتة دي ما تتفتحش ابدا احنا هنا مش الفيلا، هنا ألف عين وعين هتجرح فيكي فااااهمة
, انتفضت الصغيرة تبكي بخوف من صوت زئيره الغاضب لتتبدل ملامحه في لحظة من الحدة للين يداعب الصغيرة الي أن هدأت وتوقفت عن البكاء
, اتجه ناحية تلك الطاولة الصغيرة وضع عليها حقيبة الطعام، لتبدأ لينا ورحمة في إفراغ محتوياتها ووضعها في تلك الاطباق الصغيرة.
,
, بينما جلس هو على الأريكة يضع ابنته على قدميه عينيه شاردتين تغرق في بحر من الهموم، فاق على صوت رحمة وهي تقول: يلا يا ابني الاكل جاهز
, رد عليها بابتسامة صغيرة ليقم من مكانه متجها الي طاولة الطعام جلس على احد المقاعد ولينا جواره، نظر لرحمة هاتفا بجد: اقعدي يا دادة
, حاولت الاعتراض ليهتف بحزم: اقعدي يا دادة
, جلست رحمة وبدأوا يأكلون بصمت، يفكرون في ذلك المستقبل المجهول.
,
, قبضت بيدها على يده تستشعر بعض الأمان ليربط على يدها برفق، تنهد بتعب يهتف بابتسامة صغيرة: ما تقلقيش أنا بكرة الصبح هنزل ادور على شغل.
,
, لمعت في رأسها فكرة تود إخباره بها، ماذا أن عادت في المستشفي الخاصة بها، مرتبها الشهري كبير جداااا، ولكنها خافت من أن تجرح مشاعره، هو لم يرضي المكوث عند والده ارضاءا لكرامته، بالتأكيد لن يسمح لها بالعمل، انتهوا من الطعام لتقم رحمة ولينا بوضع الاطباق الفارغة في حوض الغسيل
, فقط غرفتين للنوم أحدهما صغيرة جدا والاخري اكبر منها بقليل.
,
, وقف في ذلك الممر يهتف بجد: دادة رحمة معلش هتقعدي في الأوضة الصغيرة وأنا ولينا في الأوضة التانية وبكره هحاول اشتري سرير للوليتا
, تقرقوا كل الي وجهته بالكاد استطاع ذلك الفراش الصغير أن يحوي جسد خالد ولينا والصغيرة.
,
, نامت لينا سريعا من تعب وارهاق ذلك اليوم بينما ظل هو مستيقظا ينظر الي سقف الغرفة بشرود، يفكر رفعت جاسم مايا بالتأكيد هناك رابط بينهما فكيف علم جاسم ما حدث له في نفس اليوم، ولكن تلك الخطط ليست جاسم يعرف تفكير جاسم جيدا هناك حلقة مفقودة وعليه أن يعثر عليها، فاق من شروده على يدها تعوض بين خصلات شعره برفق اتجه بانظاره إليها ليجدها تبتسم بحنان: هتفرج.
,
, هز رأسه إيجابا يبتسم رغما عن ما به: عااارف يا حبيبتي **** مش هيسيبنا، بس احنا نقول يااارب
, هتفا معا برجاء: ياااااارب.
,
, في الطابق الرابع من تلك البناية حيث فتح رشدي الشقتين على بعض حتى يسع المكان لزوجاته الثلاثة وأطفاله الست.
,
, دخل رشدي المنزل بعدما اغلق القهوة القي بجسده الضخم على تلك الأريكة يسبح في بحر من خيالاته المقززة تلك الحسناء منذ أن رآها وهي طبعت في رأسه لم يري ذلك الجمال من قبل ندهته بسحرها ايعقل أنها تلك النداهة الساحرة التي كان يسمع عنها في الحكايات قدميا فاق من شروده على تلك اليد التي تدلك قدميه نظر فوجدها احدي زوجاته ترتدي قميص نوم من المفترض انه مغوي جدا لتتبدل الصورة امامه لم يري زوجته تخيل تلك الساحرة وهي تجلس أمامه ترتدي نفس الملابس فاق من خياله المريض على صوت زوجته تهتف بدلال.
,
, سميحة: حمد لله على سلامتك يا سيد
, امتعضت ملامح رشدي بقرف عندما اختفت ملامح لينا لتظهر زوجته مرة اخري لتقول مرة اخري بدلال: مالك يا سيد المعلمين ايه اللي شغال بالك
, ليدفعها بقدمه بحدة يهتف بحنق: انتي مال اهلك انتي غوري من وشي حطي الأكل يلااا
, سميحة: حاضر، حاضر
, اسرعت سميحة تجاه المطبخ لتضع الطعام لزوجها، فقد تعودت على لسانه السليط ويده الطويلة التي تمتد عليهن دائما بالضرب.
,
, المبرح اذا ما أخطأت احداهن ولو خطأ بسيطا
, بينما خرجت دلال زوجة رشدي الثانية من الغرفة وهي تتحرك بدلال يتنافي تماما مع جسدها البدين الممتلئ
, اخذت يد رشدي جلسا على طاولة الطعام
, ليهتف بغلظة: اومال فين البت شمس
, مصت سميحة شفتيها بضيق تهتف بتهكم: مرزوعة في اوضتها دي حتى ما بترضاش تعمل معانا حاجة خالص في شغل البيت عاملة فيها هانم بين بارم ديله ولا ايه يا دلال.
,
, ايديها ضرتها تهتف بخبث: معاكي حق يا حبيبتي الحمل كله علينا وهي عاملة هانم لا عاجبها العجب ولا الصيام في رجب
, في داخل تلك الغرفة تجلس تلك الفتاة الصغيرة هي بالفعل الصغيرة فهي بالكاد أكملت عامها
, التاسع عشر تبكي بحرقة اثار ضرب وتعذيب حمراء تغطي جسدها تجلس جوار تلك الشرفة كما تفعل دائما تنظر للسماء تهتف بحرقة داخل قلبها: ياااااارب.
,
, هي شمس حامد عبد النبي تلك الفتاة الجميلة ذات العينين بلون الزمرد والشعر الاصفر القصير والشفتان المكتنزتان والقد الممشوق من يراها يعتقد انها اجنبية الاصل ذلك الجمال المدفون تحت الثري فهي برغم القدر الوافي التي حصلت عليه من الجمال، وجدت نفسها تعيش في اسرة فقيرة جدا لا تملك حتى قوت يومها، توفي والدها عندما كانت طفلة صغيرة، وتركها تصارع في تلك الدنيا هي ووالدتها واخيها عطا الذي يصغرها بثلاث اعوام.
,
, لم تستطع دخول المدرسة بسبب ظروفهم الصعبة وبدأ اخيها يعمل في سن صغير كصبي في قهوة المعلم رشدي
, الي ان جاء ذلك اليوم المشؤوم تعبت روحية والدة شمس بشدة
, فخرجت شمس تهرول من المنزل متجهه الي اخيها تستغيث به
, شمس بفزع: الحقني يا عطا، ماما تعبانة اوي
, عطا بلهفة: يا نهار أبيض تعبت تاني طب انا جاي معاكي، استني بس اقول للمعلم.
,
, في تلك اللحظة خرج رشدي من القهوة ووقعت عينيه على شمس ليتوهج بريق الرغبة في عينيه يلتهم جسدها بنظراته النهمة الشهوانية العطشة
, عطا: معلش يا معلم، هروح مع اختي بس ساعة زمن اطمن على الحاجة وراجع على طول
, رشدي بقلق مصطنع: ليه مالها الحاجة كفا **** الشر
, عطا: ، شمس بتقولي انها تعبانة اوي
, رشدي: سلامتها، استني انا جاي معاك.
,
, ذهب رشدي مع شمس وعطا الي حيث يقطنون في غرفة صغيرة في بدروم احد العمائر واحضر لها الطبيب وتولي مصاريف علاجها كاملة الي ان تحسنت صحتها، واصبح رشدي يزورهم يوميا بحجة الاطمئنان على صحتها الي ان جاء ذلك اليوم
, رشدي: عاملة ايه النهاردة يا ست روحية
, روحية بصوت ضعيف: الحمد لله يا معلم، الف شكر على مساعدتك
, رشدي: ايه الي انتي بتقوليه دا يا ست روحية دا احنا أهل وقريب ان شاء **** هنبقي نسايب
, عطا: يعني ايه يا معلم؟
,
, ابتسم رشدي ببراءة حمل وديع: اصل انا بصراحة جاي النهاردة وطالب ايد ست البنات شمس
, فغرت شمس فمها بصدمة وكذلك عطا وروحية يتطلعون الي بعض بذهول
, روحية: ايوة يا معلم بس انت متجوز اتنين كمان انت اكبر منها بحوالي عشرين سنة
, رشدي: وبنتك هتبقي التالتة والتالتة تابتة زي ما بيقولوا، ثم وضع يده في جيبه واخرج حفنة كبيرة من الاموال ووضعها امام روحية.
,
, رشدي مبتسما بخبث: دا مهرها ومستعد ادفع قده شبكة، ومش عايز منكوا اي حاجة حتى شنطة هدومها عليا، قولتوا ايه
, بيعت كما تباع الجواري في الاسواق حتى تستطيع اسرتها أن تعيش حياة افضل، ولكن الفرق الوحيد انها بيعت بعقد شرعي.
,
, وجدت نفسها بين ليلة وضحاها تزف لذلك الرجل العجوز ليغتصب براءتها دون رحمة تحت غطا شرعي اسمه الزواج، ثم تركها لتلاقي الويل والذل من زوجتيه الاثنتين يوميا من ضرب وإهانة حتى انهن يجعلنها تقوم بأعمال المنزل كلها، الي ان يعود ذلك الحيوان الذي اطلقوا عليه خطأ مسمي رجل، ليكمل وصلة الضرب والاهانة كان يضربها بغل يخبرها دائما انها السبب فيما حدث له ليتنهي بها الامر فاقدة للوعي من شدة الضرب وحين تستيقظ صباحا تجد ملابسها ممزقة بوحشية.
,
, فاقت من شرودها عندما اقتحم رشدي الغرفة كعادته ممسكا ب(خرطوم ) بلاستيكي، اقترب منها يجذب شعرها بعنف ثم بدأ يضربها بذلك الخرطوم وهي تصرخ وتبكي ترجوه ان يرحمها حتى خارت قوها وسقطت على الفراش فاقدة للوعي ليمزق ملابسها ويبدأ في اعتداه الحيواني عليها.
,
, في صباح اليوم التالي، أول يوم لهما في تلك الحارة استيقظت باكرا هي من الأساس لم تستطع النوم ذلك الفراش غير مريح ابدا أخرجت له ملابسه واعدت ذلك الحمام قدر المستطاع كانت تتحرك وهي ممسكة بظهرها تشعر أن عمودها الفقري يصرخ من الالم، ذلك الفراش مثل الحجارة اشتاقت لفراشها الوثير الناعم
, ايقظته برفق، قام سريعا يغتسل بيدل ملابسه ليبدأ تلك الرحلة.
,
, وقف امام باب المنزل من الداخل يهتف بنبرة تحذيرية مؤكدة: الباب ما يتفتحش وأنا برة، الباب ما يتفتحش وأنا برة، الباب ما يتفتحش وأنا برة، و الباب اتفتح وانا برة لجنس مخلوق، هتزعلوا مني
, ربطت رحمة على يده تهتف بهدوء: ما تقلقش يا ابني روح أنت شوف حالك **** يرزقك ويفتحها في وشك لتحمحم بحرج، انا بس كنت عايزة انزل اشتري شوية طلبات للبيت
, مد خالد يده في جيبه واخرج محفظه نقوده اعطي لرحمة بعض النقود.
,
, خالد: ماشي يا دادة بس تنزلي انتي لوحدك
, رحمة: حاضر يا ابني
, نظر للينا يهتف بتحذير مرة اخري: الباب ما يتفتحش وانا برة غير لدادة رحمة لما تيجي، غير كدة يا لينا عقابك هيبقي وحش اوي
, هزت رأسها إيجابا بطاعة ليقبل جبينها لينزل سريعا القي السلام على رشدي الذي وجده يجلس على احد الكراسي أمام البيت ومن ثم ذهب في طريقه.
,
, في الاعلي ارتدت رحمة عباءة سوداء و**** اسود كبير تحمل كيس نقود في يدها نظرت للينت
, رحمة: انا نازلة يا بنتي مش هتأخر
, لينا: ماشي يا دادة
, رحمة: اقفلي الباب بالترباس بعد ما اخرج ماشي
, هزت رأسها إيجابا اتجهت خلف رحمة الي أن خرجت من الباب لتغلقه جيدا تشد ذلك المزلاج تحكم إغلاقه جيدا.
,
, راي رشدي ذلك الرجل، خالد وهو ينزل ومن بعده تلك السيدة ففطن ان تلك الحسناء بمفردها الآن ليبتسم بشراهة ذئب يستعد لالتهام وجبه دسمة، نادي على ذلك الصبي بصوت عالي: واد يا عطا
, جاء الصبي مهرولا: نعمين يا معلمي
, رشدي: انا طالع اشقر على الجماعة خلي بالك من القهوة على ما أجي
, عطا: عنيا يا معلمي.
,
, صعد رشدي سلالم البيت، كل خطوة يخطوها لأعلي تزيد من سرعة ضربات قلبه، ترفع نسية الأدرينالين في دمه، صعد بلهفة ان وصل الي باب تلك الشقة، اخرج المفتاح الآخر من جيبه ووضعه في قفل الباب واداره ولكنه عندما حاول ان يفتح الباب لم ينفتح، حاول مرة واثنين وثلاثة ولكن دون فائدة صر على اسنانه بغيظ ليهز ذلك بعنف عله ينفتح ليدخل الي تلك الحسناء التي يفصله عنها ذلك الباب الخشبي
, في الداخل.
,
, سمعت لينا صوت اهتزاز الباب بتلك الطريقة الغربية بلعت لعابها بخوف تقدمت ناحية الباب بخوف الي ان وصلت إليه، وقفت بجانب ذلك الباب تهمس بصوت مضطرب: ممميين
, هتف بصوت خفيض ملهتف: انا المعلم رشدي يا ست العرايس افتحي
, قطبت جبينها بتعجب تهتف بدهشة: معلم رشدي، خير حضرتك عايز ايه
, تلعثم في الرد يحاول إيجاد كذبة مناسبة حتى يقنعها: هاااا، انا اه، اه انا كنت عايز الباشمهندس
, لينا: بس خالد مش موجود نزل.
,
, رشدي سريعا: طب افتحي، عايز اقولك حاجة مهمة تقوليها للباشمهندس لما يرجع
, هزت رأسها ايجابا أمسكت ذلك المزلاج كادت أن تفتحه حينما تكررت جملة خالد في اذنيها
, ( الباب ما يتفتحش وانا برة) لتترك ذلك المزلاج تهتف بحدة: اسفة يا معلم ما اقدرش افتحلك الباب وخالد مش موجود
, عض على شفتيه بغيظ كان قريبا للغاية قبض على ذلك المقبض من الخارج يهزه بعنف.
,
, ليرتجف قلبها فزعا ردت بصوت مرتجف: انت لو ما مشتش دلوقتي انا هتصل بخالد اقوله
, رشدي بغيظ: ماشي يا ست العرايس، هتروحي مني فين
, تركها ونزل الي أسفل وهو يتمتم بكلمات غاضبة حانقة.
,
, في نفس الطابق في الشقة المقابلة لشقة خالد
, في غرفة صغيرة ينام على فراش صغير، شاب في اوائل العشرينيات متوسط الطول ذو جسد متناسق وبشرة برونزية وشعر اسود وعينان بلون الفحم الاسود
, دخلت والدته عليه لتوقظه
, سعاد: إسلام، قوم يا إسلام، يا إسلام قوم يا إسلام
, تململ في نومته يفتح عينيه بصعوبة يهتف بصوت ناعس خامل: صباح الخير يا ماما
, سعاد مبتسمة: صباح الخير يا حبيبي قوم بقي كفاية نوم٣ نقطة
,
, جلست على الفراش يمط ذراعيه بكسل يهتف بلامبلاة: يعني هقوم اعمل إيه يا ماما ما الشركة الي كنت شغال فيها اتقفلت
, اتسعت عيني سعاد باهتمام: نفسي اعرف ليه الشركة اتقفلت، دا انت كنت بتقولي ان صاحبها راجل كبير وليه هيبته
, تنهد بإحباط: مش عارف و**** يا امي، احنا فجاءة كام واحد لابسين اسود ودخلين الشركة وبدأ يخرجونا منها حتى خرجوا الباشمهندس على وباشمهندس عمر، من الشركة وقفلوها.
,
, سعاد: طب وصاحب الشركة عمل ايه
, ضرب كف على كف يهتف بضيق: ولا نعرف عنه حاجة، هو اصلا ما كنش بيجي كتير الشركة، كل فين وفين لما يجي مرة
, جلست على كرسي صغير في غرفته تهتف بفضول: هو كبير في السن
, إسلام: لاء عنده في التلاتينات تقريبا
, قائلت سعاد سريعا بثقة كأنها وجدت حل لمشكلة عويصة: ممكن قرض كبير وهرب من البلد زي ما بيجي في المسلسلات
, هز رأسه نفيا يكبت ضحكاته: ما اعرفش يا امي و****
, سعاد: طب يلا قوم افطر.
,
, إسلام: فين البت بدور
, دخلت تلك الطفلة تضحك بسعادة
, بدور: انا هوووو، سيمو حبيبي اخيرا صحيت
, إسلام ضاحكا: يا بت بطلي الاسم دا
, استوووب
, ( إسلام طه ناصر، 25 عاما خريج كلية هندسة، يعمل في شركة الرحاب، منذ ان تخرج، يسكن مع والده الذي يمتلك محل بقالة صغيرة، ووالدته السيدة سعاد ربة منزل بشوشة تحب عائلتها كثيرا، وبدور تلك الطفلة الشقية التي تبلغ من العمر ثماني اعوام )
, سعاد: يلا يا بدور، روحي ذاكري.
,
, مطت بدور شفتيها بضيق طفولي: يوووه يا ماما امتي هتصدقي ان انا خدت الأجازة
, سعاد؛ يوووه صحيح دا انا كنت ناسية طب قدامي بقي يا لمضة
, بدور: سلام يا سيمو
, ابتسم لها إسلام يلوح بيده ودعا
, خرجت سعاد من الغرفة هي وبدور فاغمض إسلام عينيه بألم وهو يتذكر صوت صراخها الذي يمزقه كل ليلة
, آه شمسي كم رغبت في ان تنيري سمائي
, وعندما استعدتُ لذلك وجدتك تشرقين في سماء رجل اخر
, سماء ملبدة بالغيوم.
,
, فأغشت نورك الساطع آه شمسي، تركتي حياتي ملبدة غائمة متي ستعودين ليعود النور الي من جديد
, قام من على فراشه يتحرك بخمول، اغتسل وبدل ملابسه وصلي فرضه، ثم نزل ليبحث عن عمل.
,
, في شقة خالد
, دق الباب مرة اخري لتتسع عينيها بفزع خوفا من ان يكون ذلك الرجل عاد مرة اخري وقفت بجانب الباب تهمس بصوت مرتجف خائف: مممين
, رحمة: انا دادة رحمة يا حبيبتي افتحي
, فتحت الباب سريعا تجذب رحمة من يدها لتدخلها الي المنزل ومن ثم اغلقته بلهفة تشدد احكام ذلك المزلاج جيدا
, تعجبت رحمة من تصرفها لتسألها باهتمام: مالك يا بنتي ايه الي حصل
, هزت رأسها نفيا تهتف بهدوء ظاهري: لا ابدا ما فيش حاجة.
,
, رحمة: طب انا هروح احضر الغدا
, لينا: وانا هروح اشوف لوليتا
, ذهبت رحمة تجاه المطبخ الصغير المجهز ببعض الادوات الاولية
, بينما وقفت لينا شاردة
, لينا في نفسها: انا مستحيل اقول لخالد، خالد عصبي ومتهور وممكن يقتله ويودي نفسه في داهية وكفاية اللي هو فيه
, لا لا لا انا مش هقوله مش هقوله، هقفل الباب بالترباس كويس وخلاص.
,
, يبحث منذ ساعات دون فائدة لم يستطع إيجاد عمل مناسب على الأقل يغطي احتاجتهم الأساسية، فمعظم الاجور قليلة جدا لا تكفي حتى ايجار تلك الشقة، لينتهي به الحال يشتري فراش صغير لابنته من تلك النقود التي معه ومن ثم عاد للحارة، جلست على احد كراسي تلك القهوة يتنهد بتعب، شاردا في المستقبل المجهول له ولعائلته بدون عمل فمن المؤكد ان نقوده الباقيه سنتنهي عما قريب.
,
, فاق من شروده عندما وضع احدهم يده على كتفه، نظر له فوجده رشدي
, رشدي: ازيك يا باشمهندس
, خالد: الحمد لله
, رشدي: تسمحلي اقعد
, خالد: اتفضل
, جلس رشدي على الكرسي المجاور له
, رشدي: مالك يا باشمهندس شكلك مهموم
, خالد: لا ابدا ما فيش حاجة
, رشدي: يا ابني قولي يمكن اقدر اساعدك
, تنهد بتعب: مش لاقي شغل
, رشدي: مش انت مهندس
, خالد ساخرا: آه مهندس بس مش لاقي شغل
, رشدي: يعني انت ما بتعرفش في حاجة تانية غير الهندسة.
,
, خالد: يعني بعرف في ميكانيكا العربيات على قدي
, رشدي مبتسما بحماس: طب و**** انت ابن حلال ورزقك في رجليك
, قطب جبينه ينظر له باستفهام ليشير رشدي ناحية محل صغير مغلق امام تلك القهوة
, رشدي: شايف المحل دا
, هز خالد رأسه إيجابا ليكمل رشدي باهتمام: دا يا سيدي ورشة ميكانيكي صاحبها عايز يبعها
, خالد في نفسه بحسرة على حاله: ورشة ميكانيكي، اخرتها ميكانيكي يلا الحمد لله أهو كله شغل، صبرك عليا يا رفعت لما اوصل لسراج.
,
, اتجه ناحية رشدي يسأله باهتمام: ودي طالب فيها كام
, رشدي: 40 الف جنية
, خالد: مش كتير
, رشدي: بص احنا نروحله ونحاول معاه تحب امتي
, خالد: يا ريت دلوقتي
, رشدي: تمام، يلا بينا
, خالد: ثواني بس، هطلع السرير دا شقتي وهنزل على طول
, هز رشدي رأسه إيجابا فأخذ خالد الفراش الصغير متجها الي شقته ووضع المفتاح في القفل ولكن الباب لم يفتح، فدق الباب
, لينا بخوف: مين، مين برة
, خالد: انا خالد، يا لينا افتحي.
,
, انفتح الباب سريعا ليجدها تلقي بجسدها الصغير داخل صدره
, رفع حاجبيه بدهشة من فعلتها: مالك يا حبيبتي انتي كويسة
, لينا: هااا، آه بس يعني لسه مش متعودة على المكان
, ابتسم لها ليبعدها عنه برفق برفق، دخل الي غرفته ووضع الفراش بها ثم اعطي للوليتا الشكولاتة واخذ النقود ونزل الي اسفل
, خالد: انا نازل، مش هتأخر، بس زي ما قولتلك
, ردت سريعا بخوف: ما تقلقش عمري ابدا ابدا ما هفتح الباب وانت برة.
,
, ضيق عينيه ينظر لها بشك من خوفها الغير مبرر على حد اعتقاده ولكنه لم يتحدث بل اغلق الباب ونزل لأسفل، فأخذه رشدي الي صاحب الورشة
, وبعد جدال طويل كتب خالد العقد بعد ان دفع 35 الف جنية، واخذ منه المفتاح ثم عاد الي منزله
, خالد: متشكر اوي يا معلم رشدي
, رشدي مبتسما بخبث: لا شكر على واجب يا باشمهندس احنا نحب نخدم.
,
, صعد خالد الي اعلي تتبعه نظرات رشدي الي أن اختفي من امامه ليهتف في نفسه بخبث: حلو اوي كنت واثق انها جبانة ومش هتقوله، صبرك عليا يا ست العرايس هتروحي مني فين دا انتي اللي رديتي روحي من تاني
, وقف امام شقته يدق الباب فتكرر نفس الامر شعر بارتجافه صوت لينا وهي تسأل عن الطارق: مممين
, خالد: انا خالد
, فتحت له الباب ودخل ينظر لها بشك مالك يا لينا انتي كويسة
, ابتسمت ابتسامة مرتبكة: هااا، آه انا كويسة.
,
, ضيق عينيه مستفهما؛ متأكدة انك مش عايزة تقوليلي حاجه
, هزت رأسها نفيا سريعا تبتسم بتصنع: ما تقلقش يا حبيبي انا كويسة، يلا غير هدومك على ما احطلك الغدا
, تركته متجهه الي المطبخ ليقف ينظر في اثرها بشرود، هناك أمر خاطئ وعليه اكتشافه.

الجزء الثاني عشر


جلست بجانبه على طاولة الطعام الصغيرة من المفترض أنها تأكل عينيها شاردتين تفكر، عليها إخباره لن يغفر لها أن علم ولكنها تعرفه جيدا سيقتله لالالا لن تخبره، لن تدع ذلك المجنون يقترب منها ابدا، مجنون تردد في ذهنها صوته وهو يضحك بخبث
, اياد ضاحكا: هيا صغيرتي اركضي، اركضي قدر ما تريدين لن تستطيعين الهرب مني ابدا
, انتفض جسدها بفزع حينما شعرت بكف يد يربط على يدها
, ليسألها بدهشة يقطب جبينه بتعجب: مالك يا لينا.
,
, ربطت على يده تتصنع الابتسام: مالي يا حبيبي أنا بس كنت سرحانة شوية
, رحمة: اهي يا ابني على الحالة دي من ساعة ما جيت
, ضيق عينيه بشك تقين الآن من أنها تخفي شيئا
, وسيعلمه، وضع معلقة الطعام من يده يهتف بجد: على فكرة أنا لقيت شغل
, توسعت عينيها بسعادة تهتف بحماس: بجد، ايه وفين
, خالد: في ورشة الميكانيكا الي قدام البيت
, رفعت حاجبيها بدهشة: هتشتغل ميكانيكي
, هز خالد رأسه إيجابا يهتف بهدوء: وماله الميكانيكي.
,
, هزت رأسها نفيا تهتف سريعا قبل أن يسئ فهما: مالوش مش قصدي، انا قصدي انت يعني بتعرف في الميكانيكا
, أومأ إيجابا دون كلام لتكمل بحماس مبروك يا حبيبي، عارف احلي حاجة ايه
, خالد: ايه
, لينا: انك هتبقي قريب مننا الورشة في وش العمارة، واقدر اشوفك من البلكونة وانت بتشتغل
, تغيرت تعابير وجهه الي الجمود يهتف بنبرة حادة: طيب عشان نبقي متفقين لو روحتي ناحية البلكونة هكسرلك رجليكي الاتنين، مفهوم.
,
, عقدت حاجبيها بخوف تهز رأسها ايجابا بسرعة، لا تعرف كيف يتغير في لحظة من شخص لآخر
, هتف بجد وهو يقم من على كرسيه: أنا قايم انام يلا عشان تناموا
, حملت لينا ورحمة الاطباق الفارغة ووضعوها في حوض الغسيل وذهبت رحمة الي غرفتها.
,
, وذهبت لينا مع خالد الي غرفتهم، تسطح على الفراش يوليها ظهره وكأنها غير موجودة من الأساس، ظلت تنظر له بصمت ألم حزن، هي السبب فيما حدث له لذلك هو يعاملها بتلك الطريقة القاسية، ذلك ما كان يدور في ذهنها لتفيق من شرودها حينما شعرت بهطول ذلك السائل الدافئ من عينيها.
,
, تبكي وهل تفعل شيئا غير ذلك دائما هي تلك الفتاة الضعيفة البائسة، وضعت يدها على فمها تكتم صوت انينها حتى لا يسمعها، مدت كف يدها تقبض على ذراعه، التفت لها بحدة لتتسع عينيه بفزع حينما وجهها الذي استحال لونه أحمر قاني دموعها تهبط بغزارة، جسدها ينتفض بشهقات مكتومة
, انتفض يسألها بلهفة: انتي بتعيطي ليه، انتي تعبانة في حاجة وجعاكي
, جذبها الي أن جلست بجانبه يسألها بجزع: مالك في ايه.
,
, ردت بصوت بح من البكاء: أنا السبب، أنا السبب في اللي حصل عشان كدة انت بقيت بتكرهني
, ضحك رغما عنه يهتف بيأس: صحيح هم يضحك، جذب رأسها لصدره يربط على رأسها برفق: و**** العظيم انتي هبلة، سبب في ايه يا عبيطة انتي دا مقدر ومكتوب دا اولا، ثانيا ما اقبلش على كرامتي اتجوز واحدة رامية نفسها عليا، لاء وابوها عايزيني اعيش تحت رحمتهم بفلوسي دول عالم هبلة
, قبضت بيديها على دفتي قميصه تهمس بحزن:.
,
, اومال ليه بقيت بتعاملني بطريقة وحشة كدة
, مسح على شعرها برفق: لوليتا انتي عارفة أنا بحبك قد ايه وعارفة كمان انا بغير عليكي من اي حاجة
, انتي الماستي مش من حق اي حد يشوفك غيري، واحنا دلوقتي مش في بيتنا
, هناك ما حدش يقدر يرفع عنيكي فيكي
, انما هنا الف عين هتخدش ماستي.
,
, انا خايف عليكي يا حبيبتي انتي عارفة أنا ما عنديش اغلى منك، اقولك حاجة أنا بخاف عليكي اكتر من خوفي على لينا الصغيرة انتي بنتي البكرية اللي لما بدأت تحبي كانت بتحبي في حضني ولما بدأت تمشي كانت بتسند على ايدي، انتي ما تعرفيش أنا بحبك قد ايه
, ضربته بقبضة يدها على صدره تهمس بخجل: على فكرة انت وحش عشان بتقول كلام حلو وما بعرفش ازعل منك وأنا نفسي مرة ازعل واكمل الزعل.
,
, ضحك بمرح ليلثم رأسها بقبلة حانية تسطح على الفراش لتتوسد صدره همست باضطراب: خالد، ابقي غير كالون الشقة
, نظر لها من اعلي بشك: ليه
, هتفت بارتباك: هااا، لا ابدا زيادة أمان
, هتف بنبرة تحذيرية جادة: لينا لو حصل اي حاجة مهما كانت لازم تقوليلي عليها، عشان لو عرفت من برة هتزعلي مني ماشي يا حبيبتي.
,
, هزت رأسها ايجابا بتوتر لتشعر بيده تمسد على منابت شعرها برفق لتنام رغما عنها بينما ظل ينظر لها بشك يهتف بحيرة؛ يا تري مخبية ايه يا لينا
, في صباح اليوم التالي
, قامت باكرا واعدت الفطور وحضرت ملابسه ثم بدأت توقظه برفق
, فأخذت خصلة من شعرها وبدأت تداعب بها انفه وهو نائم، فيهز رأسه بعصبيه نفيا
, لينا بصوت هامس: لودي، لودي اصحي يا حبيبي عشان تنزل شغلك.
,
, فتح عينيه ينظر لها بخبث لتتورد وجنتيها خجلا تهمس بخجل: صاحي من النوم على قلة الأدب
, خالد ضاحكا: لا وانتي الصادقة، صاحي من النوم على وش اجمل حورية وهي بتضحك
, ابتسمت بخجل: يلا، قوم انا حضرلتك الفطار والهدوم جوة في الحمام
, رفع كف يدها وقبلها
, خالد مبتسما: **** يخليكي ليا يا حبيبتي
, قام من على الفراش واغتسل وبدل ملابسه
, وذهب ناحية باب المنزل
, خالد: الباب ايه
, رددت سريعا: ما ينفتحش وانت برة.
,
, ربت خالد على وجنتها برفق: شاطرة يا حبيبتي
, خالد: لو احتجتوا حاجة من تحت كلموني تمام
, هزت رأسها إيجابا، فقبل خالد جبينها وخرج من المنزل واغلق الباب خلفه، وبينما هو يستدير لينزل سمع صوت يهتف من خلفه بدهشة: خالد باشا؟
, التفت خلفه ينظر للقائل ليعقد جبينه باستفهام: أنت مين
, إسلام: انا اسلام طه يا افندم، كنت شغال مهندس في شركة حضرتك، قبل ما تتقفل عليها
, انفتح الباب سريعا وخرجت والدة إسلام.
,
, سعاد: إسلام صحيح ما تنساش تجيب ملح
, إسلام: دا خالد باشا يا ماما الاي حكيت حكيتلك عنه
, سعاد في نفسها: وخالد باشا دا بيعمل ايه هنا
, سعاد: ازيك يا ابني
, خالد مبتسما: الحمد لله يا امي
, إسلام: عايزة حاجة يا امي
, سعاد سريعا: آه ما تنساش الملح
, إسلام: حاضر
, دخلت سعاد واغلقت الباب ليهتف إسلام بفضول: هو ايه اللي حصل يا باشا وليه الشركة اتقفلت وانت بتعمل ايه هنا
, رد باقتضاب: أمر ****، قولي انت بتشتغل ولا بتعمل ايه.
,
, إسلام؛ لا و**** لسه يا باشا بدور على وظيفة
, خالد: على العموم، انا اشتريت ورشة الميكانيكا الي قدام البيت، لو عايز تعالا اشتغل معايا ورزقي ورزقك على ****
, اتسعت عيني إسلام بذهول يرفع حاجبيه بدهشة: معقولة يا خالد باشا هتشتغل ميكانيكي
, زفر بضيق: آه يا إسلام خالد باشا هيشتغل ميكانيكي عايز تيجي إنت حر مش عايز أنت بردوا حر
, إسلام سريعا: لاء طبعا هاجي مع حضرتك نزل هو وإسلام الي اسفل.
,
, فتح خالد الورشة وبدأ إسلام يساعده في ترتيبها،
, مر بعض الوقت الي جاءت سيارة معطلة تحتاج الى تصليح
, ليخلع خالد قميصه يضعه بعيدا ومن ثم اتجه ناحية تلك السيارة يصلحها وإسلام يساعده ويناوله ما يريد.
,
, في شقة رشدي
, سميحة صارخة: بت يا شمس انتي يا مخفية
, جاءت تلك المسكينة تهرول رغم ما بها من آلام تهتف بخوف: نعم يا ابلة سميحة
, سميحة بغيظ: ساعة يا مضروبة على ما تردي
, همست بخوف: أنا آسفة و**** بس رجليا وجعني أوي
, مصت سميحة شفتيها بتهكم: هنبدأ بقي شغل السهوكة، لاء يا حبيبتي مش عليا دا أنا سميحة انجري يلا على المطبخ تغسلي المواعين وتمسحي المطبخ وتغسلي البوتجاز وبعدين تعملي الاكل، يلا يا بت انجري من وشي.
,
, هزت رأسها ايجابا بطاعة تتحامل على نفسها حتى لا تلاقي منهم ما لا يحمد عقباه
, بينما اخذت سميحة بغض الغسيل متجهه الي الشرفة لتنشرهم
, وقفت في الشرفة تضع ثياب رشدي على حبال الغسيل
, عندما وقعت عينيها على خالد فغرت فاهها امام عضلاته البارزة ووسامته الملحوظة وظلت تحملق فيه دون حياء
, الي ان جاءت دلال تهتف بتهكم
, دلال ساخرة: ما كنوش غيارين دول يا سميحة اللي هتفضلي تنشري فيهم النهار بطوله.
,
, دلال: مالك يا اختي متنحة كدة زي ما تكوني شايفة مهند الي في مسلسل العشق الممنوع
, مصت دلال شفتيها بتهكم تدير نظرها لحيث تنظر سميحة لتتسع عينيها وتصاب بنفس الحالة
, دلال بهيام: هي دي الرجالة ولا بلاش مش المخفي على عينه الي عامل فيها راجل
, سميحة: بس اسكتي قفلي على السيرة العكرة دي وخليكي مع السيرة الحلوة دي.
,
, دلال: على رأيك، شايفة يا بت العضلات دي مش المخفي على عينه الي عنده ارتخاء في عضلات عينيه الهي يتعمي البعيد
, سميحة بفضول: تفتكري مين دا يا بت
, دلال: ما اعرفش بس أنا كنت سمعت ان المخفي اللي اسمه رشدي أجر الشقة اللي تحتينا لواحد ومراته وحماته تقريبا، تفتكري ممكن يكون هو
, سميحة بضيق: تصدقي صح ممكن يبقي هو، ياادي الخيبة دا طلع متجوز، دي امها دعيالها في كل اذان عشان اتجوزت المز دا.
,
, دلال: صحيح يا بت فين المخفية شمس
, سميحة: في المطبخ يا اختي بتعمل السم الهاري للمخفي
, دلال: انا حاسة انك بقيتي مدلعها يا سميحة
, سميحة: لا يا اختي و**** ابدا دا انا مشرباها المر لحد كيعانها
, دلال: ايوة كدة عشان ما تتفرعنش وتفتكر نفسها ست البيت زيها زيينا
, سميحة: لا يا اختي ما تقلقيش، بس تعرفي و**** ساعات بتصعب عليا من الي بيعملوا فيها المخفي، دا بيهري جتتها بالخرطوم لحد ما تسخسخ خالص عشان ما تعرفش انه٣ نقطة
,
, قاطعتها دلال سريعا: ما خلاص يا سميحة احسن زمانه جاي ليسمعنا ويجي يطين عيشتنا
, سميحة: على رأيك يلا يا اختي نروح نشوف اللي ورانا احسن.
,
, في شقة خالد
, اغلقت شيش النافذة كما طلب منها ولكنها أبقت جزء صغير مفتوح تستطيع رؤيته من خلاله
, عضت على شفتيها بغيظ عندما وجدت بعض الفتيان ينظرن اليه بحالمية ولكن ما جعل عينيها تشخص في صدمة عندما غمز لها بطرف عينيه في رسالة منه انه يراها حتى ان حاولت الاختباء
, خافت من رد فعله عندما يعود بشدة
, فتراجعت عن البلكونة وعادت للداخل سريعا
, في الورشة
, خالد: ها يا إسلام فهمت
, إسلام: الي حد ما.
,
, خالد: بكرة هتاخد الشغل وتفهم
, لاحظ خالد نظرات اسلام الشاردة ناحية الطابق الرابع
, خالد: اسمها ايه
, إسلام بلا وعي: شمس
, ابتسم خالد بخبث، بينما تصنع اسلام الانشغال
, خالد: طالما بتحبها اوي كدة، ما اتقدمتلهاش ليه
, إسلام: يا ريت ينفع
, خالد: وايه المانع
, إسلام: أصلها متجوزة المعلم رشدي
, خالد مستفهما: ليه هي عندها كام سنة
, إسلام: 19 سنة
, خالد: طب ازاي
, إسلام: نفس القصة القديمة الجميلة الفقيرة والعجوز المتصابي.
,
, هز خالد رأسه إيجابا متفهما ما يحدث
, إسلام: انا بس صعبان عليا الضرب الي بيضربهولها كل ليلة، عارف يا باشا هي لو كانت متجوزة واحد بيحبها ومحافظ عليها انا كنت هفرحلها جدا بس للآسف حظها وقعها في رشدي
, خالد: لو اتطلقت هتتجوزها
, إسلام بحماس: فورا
, خالد مبتسما: وعد مني، هتبقي ليك
, ارتفع أذان العصر في الجامع ليهتف إسلام سريعا: عند إذنك يا باشا عشان الحق العصر.
,
, شردت عينيه بضيق من نفسه متي آخر مرة صلي فيها، هو دائم على **** الجمعة فقط ويهمل باقي فروضه، صحيح أنه اقلع عن ذلك المشروب اللعين منذ مدة طويلة ولكنه لم ينتظم في صلاته ابدا، ربما كان يتعلل بكثرة مشاغله، الكثير من الصفقات والكثير من القضايا ولكن ما حجته الآن، كان يبعد عن طريق الصلاح بإرادته ما كان يلهيه عن عبادته قد ذهب إدراج الرياح ماذا ينتظر بعد.
,
, فاق من شروده على يد إسلام يلوح أمام وجهه: خالد باشا أنا٣ نقطة
, قاطعه بجد: أنا جاي معاك
, اتجه معه الي ذلك المسجد الصغير القريب من الورشة.
,
, وقفا خلف الامام يصلي بخشوع لا حسابات لا أرقام لا صفقات لا شئ من تلك الحجج الواهية التي طالما تحجج بها ليترك فرضه حتى لا يأنبه ضميره، وقف خلف الإمام يسمع ما يتلو بخشوع كأنه يسمع القرآن للمرة الأولي في حياته، سجد ارضا، يهمس برجاء: يا رب أنا عارف إن أنا غلطان واني كنت بجري ورا الدنيا ورا شغلي ومصالحي، كنت بسمع حي على الصلاة واقول لما اخلص الصفقة اللي في ايدي هبقي اقوم اصلي عمري ما فكرت أن أنا ممكن اموت وأنا ماسك الورق اللي فضلت بيه دنيتي على آخرتي، يمكن دا عقابك ويمكن اختبار عشان ارجع للطريق الصح يا رب انت اعلم بحالي يا رب.
,
, في شقة خالد
, بدأت الصغيرة تبكي بطريقة غريبة ولينا تحاول تهدئتها ولكن دون فائدة
, لينا بقلق: دادة رحمة، يا دادة
, جاءت رحمة مسرعة: خير يا بنتي
, لينا: لوليتا عمالة تعيط ومش راضية تسكت انا خايفة لتكون تعبانة وأنا اصلا مش معايا شنطتي حتي
, وضعت رحمة راحة يدها على جبين الصغيرة
, رحمة: الحمد لله مش سخنة، يمكن عندها انتفاخ، احنا محتاجين نعناع
, دق الباب فاعتقدت لينا انه خالد فذهبت وهي تحمل الصغيرة على يدها لعلها تهدأ.
,
, لينا: مين
, سعاد بود: انا جارتك ام إسلام يا حبيبتي افتحي
, فتحت الباب فوجدت امرأة في نهاية الاربعينات بشوشة الوجه
, لينا: ، خير يا افندم
, سعاد: انا كنت جاية أسئل عليكوا، بما انكوا جيران جداد، نظرت ناحية الصغيرة الباكية تهتف بقلق مالها اسم **** عليها
, رحمة: بقولك يا اختي ما لقيش عندك شوية نعناع
, سعاد: عندي ثواني اجبلك
, دخلت سعاد الي شقتها وعادت بعد دقائق في يدها علبة صغيرة فيه اعشاب النعناع.
,
, لينا مبتسمة: انا متشكرة جدا، اتفضلي حضرتك استريحي
, جلست سعاد على احد الارائك، بينما ذهبت رحمة الي المطبخ، جلست لينا على الكنبة الاخري تهدهد صغيرتها
, سعاد: ما تعرفتش بيكي
, لينا مبتسمة: آه، معلش انا اسفة انا لينا جاسم
, سعاد: انتي مش مصرية صح
, لينا: خليط، والدي مصري ومامتي لبنانية
, سعاد: انتي مرات خالد باشا صح
, عقدت حاجبيها باستفهام: ايوة، بس حضرتك تعرفي خالد منين.
,
, سعاد مبتسمة: اسلام ابني بيشتغل في شركة الرحاب عند جوزك، قصدي كان قبل ما تتقفل
, ابتسمت بحزن تحرك رأسها ايجابا
, عادت رحمة ومعها كوب من الشاي للضيفة والأعشاب الدافئة للصغيرة
, اخذتها لينا منها وبدأت تطعم الصغيرة
, بينما بدأت تدور احاديث السيدات المشهورة بين رحمة وسعاد ولينا تشارك بكلمات قليلة لمدة عدة ساعات
, في الأسفل
, مط ذراعيه بألم يشعر بأن عضلاته تصرخ من الالم: كفاية كدة يا إسلام.
,
, إسلام بتعب: عندك حق يا باشا انا هلكت تحس ان عربيات مصر كلها باظت النهاردة على حظنا
, ابتسم بتعب: رزق بعتهولنا ****، حد يقول للرزق لاء.
,
, ذهب الي الدرج الصغير الذين وضعوا فيه النقود واقتسمها بينه وبين إسلام.
,
, ثم اغلق الورشة وصعد هو وإسلام الي اعلي
, إسلام: مش كتير التلت يا باشا
, خالد: لاء مش كتير
, إسلام: بس٣ نقطة
, خالد مقاطعا بجد: اسلام انت لسه ما تعرفش خالد السويسي، انا ما بحبش حد يجادلني، ماشي
, هز إسلام رأسه إيجابا وأكمل الصعود حتى وصل الطابق الثالث فوجدبدور تلعب عند مدخل الباب
, إسلام بدهشة: بدور، انتي ازاي تفتحي الباب وفين ماما
, بدور: عند طنط الي قدامنا.
,
, ذهب خالد ناحية بدور يبتسم بحنان فقد ذكرته بدور بابنته سما الراحلة
, جثي على ركبتيه امامها واعطاها قطعة شوكولاتة
, خالد مبتسما: اهلا يا بدور أنا خالد
, بدور مبتسمة: ازيك يا عمو
, خالد ضاحكا: أنا كويس يا ستي، انتي عاملة ايه
, بدور: أنا كويسة
, خالد مبتسما: قوليلي بقي عندك كام سنة
, بدور: تمانية يا عمو
, خالد: لاء أنا كدة أزعل منك، ما تقوليليش يا عمو
, بدور باستغراب: اومال اقول ايه
, خالد مبتسما: قوليلي يا بابا خالد.
,
, بدور: بس انا بقول بابا لبابا طه
, خالد مبتسما: خلاص يا ستي يبقي عندك اتنين بابا، بابا خالد، وبابا طه موافقة
, هزت بدور رأسها إيجابا بابتسامة بريئة: حاضر يا بابا
, اصابت تلك الكلمة قلبه مباشرة فاحتضن بدور بحنان وهو يردد بداخله: **** يرحمك يا سما
, ابتعد خالد عن بدور، قبل جبينها متجها الي باب الشقة ولانه علم أن هناك سيدة غريبة في بيته دخل يتحاشي النظر لهم احتراز من ان يكونوا بجلسون على راحتهم.
,
, حمحم قبل أن يدخل ليعلمهم بدخوله
, خالد وهو ينظر في الاتجاه الآخر: سلام عليكم
, الجميع: وعليكم السلام
, خالد: احم، عن اذنكوا، تركهم ودخل الي غرفته
, سعاد: طب اقوم انا بقي عن اذنكوا، هبقي اجيلكوا بكرة
, رحمة: تنورتي يا ست ام إسلام
, سعاد: دا نوركوا يا حبيبتي
, ذهبت سعاد الي شقتها ورحمة الي المطبخ لتجهز طعام الغداء، بينما ذهبت لينا الي غرفتها ووضعت الصغيرة النائمة في مهدها فوجدته جالس على الفراش يدلك رقبته بألم.
,
, فذهبت وجلست خلفه على ركبتيها وبدأت تدلك رقبته برفق لتسمعه يهتف بنبرة متحشرجة من الالم: الباب اتفتح وانا برة
, لينا: غصب عني يا خالد لوليتا ما كنتش راضية تبطل عياط، دادة رحمة قالتلي ان عندها انتفاخ وعايزين نعناع، كنت لسه هتصل بيك اقولك لقيت الباب بيخبط ثم قصت عليه ما حدث كاملا
, سألها بقلق: طب لوليتا عاملة ايه دلوقتي
, لينا: بقت كويسة جدا الحمد لله
, خالد: متأكدة تعالي نروح لدكتور زيادة أمان.
,
, لينا: ما تقلقش هي و**** بقت كويسة
, هز رأسه إيجابا فتأوه بألم
, غامت عينيها حزنا تهتف بحزن: شكلك تعبت اوي النهاردة
, خالد بألم: اوي، عضلات ضهري وجعاني من النومة تحت العربيات
, لم تتغير تعابيرها الحزينة لكنها قامت واعدت له حماما ساخنا
, لينا: ادخل يلا خد حمامك الماية السخنة هتفك عضلاتك شوية
, ذهب الي المرحاض واغتسل وبدل ملابسه ليجدها تنتظره وفي يديها العديد من العلب
, خالد: ايه دا كله.
,
, أمسكت يده تردف برفق: مش ظاهرك واجعك تعالا بس
, تمدد على الفراش تضع من تلك الزيوت على ظهره تدلكه برفق
, ابتسم بامتنان: **** يخليكي ليا حبيبتي
, ابتسمت بحزن على حاله: ويخليك ليا
, هتف بسعادة: تعرفي أنا النهاردة صليت في الجامع اللي جنبنا العصر والمغرء والعشا والضهر صليته قضي، اول مرة أحس أن أنا نضيف كدة
, هتفت بحرج: نفسي أنا بردوا اصلي وانتظم في الصلاة.
,
, شد على يدها يهتف باصرار: حاولي واحنا الاتنين نشجع بعض، عارفة أنا عرفت ان الجامع دا فيه دور تاني مصلي للسيدات فيه واحدة داعية بتدي دروس دين هي بتيجي بعد العشا ايه رأيك تحبي تروحي
, هزت رأسها ايجابا بحماس: احب جداا
, ابتسم بحنان: اوعدك هوديكي في اقرب وقت، ليبتسم بعبث، قوليلي بقي صحيح عرفتي تتفرجي عليا من ورا الشيش
, ضيقت عينيها بغيظ: لاء ما اعرفتش، بس كل ستات الشارع اتفرجوا عليك وعلي عضلاتك.
,
, غمز لها بمكر: ما تطلعتش انا لوحدي اللي بغير يعني
, دق باب الغرفة ليهتف بصوت عالي نسبيا: نعم يا دادة
, رحمة؛ الغدا جاهز يا ابني
, خالد: جاي وراكي
, امسك يدها ليقوم معها ما كاد يتحرك حتى سقط مرة أخري على الفراش جسده يرتجف كأن إعصار ضربه يرتجف يتشنج عينياه شاردتين يتحركان في جميع الاتجاهات٣ نقطة

الجزء الثالث عشر


سقط على الفراش جسده يرتجف كأن إعصار ضربه يرتجف يتشنج عينياه شاردتين يتحركان في جميع الاتجاهات رغما عنه قبض على كف يدها بعنف يهمس بصوت خرج من بين شفتيه: ا، ل، حق، نة.
,
, جذبت يدها من يده بصعوبة تبحث بين حقائبهم الي أن وجدت تلك العلبة أسرعت تعد تلك الإبرة وهي ترتجف خوفا تنظر له كل لحظة لتجد جسده مازال يرتجف بعنف، هرولت ناحيته قبضت على ذراعه تحاول تثبيته، حقنت تلك المادة في وريده بصعوبة ليبدأ جسده يهدأ تدريجيا القت تلك الإبرة ارضا تحاوطه بذراعيها كالام حينما تخشي على طفلها من الخطر.
,
, بدأت ارتجافه جسده تهدأ شيء فشيء الي ان توقفت تماما، مد يده يربط على ظهرها برفق يهتف بصوت منهك: انا كويس يا حبيبتي ما تخافيش
, قالها بعدما شعر بارتجافة جسدها ودموعها التي بللت قميصه من كثرتها، ضمها اكثر لصدره يدفن رأسها داخل صدره يربط على شعرها برفق وصدره يعلو ويهبط بسرعة بعد تلك النوبة الشرسة، وجدها فجاءة تبتعد عنه جلست على الفراش تصرخ بغضب: ما اخدتش الدوا صح.
,
, جلست على الفراش يطرق رأسه بحرج كأنه *** مذنب همس بحرج: نسيت
, قبضت على تلابيب ملابسه تصيح بغضب من خوفها: يعني ايه نسيت من أمتي وانت بتنسي الدوا بتاعك دا أنا مدياك العلبة قبل وقولتلك بدل المرة عشرة ما تنساش تاخد العلاج يا خالد، مين فينا بقي اللي بيتدلع بقي
, ابتسم بسعادة حينما شعر بخوفها الكبير عليه
, دني برأسه مقبلا يديها الممسكة بتلابيب ملابسه يهتف بابتسامة حب صادقة: بحبك.
,
, توهجت وجنتيها خجلا لتقطب جبينها بغضب سريعا محاولة عدم التأثر بعاطفته الجياشة التي تلقيها رغما عنها في طفوان عشقه عبست بضيق تهتف بغيظ: بقولك ايه احنا دلوقتي بنتخانق ما تقولش كلام حلو واحنا بنتخانق
, سلط عينيه على زرقتيها يهتف ببطئ: ب، ح، ب، ك.
,
, اخفضت عينيها خجلا لتفر من امامه سريعا بخجل سمعت ضحكاته تدوي خلفها، اتجهت ناحية طاولة الطعام جلست عليها لتجده يأتي بعد لحظات غمز لها بعبث لتشيح بوجهها خجلا، جلس بجانبها يتناول الطعام لتشرد في أول مرة رأت فيها خالد بتلك الحالة.
,
, Flash back
, نزلت من على الفراش ارتدت خفها المنزلي الناعم وضعت يدها على بطنها المنتفخ تربط عليه برفق نزلت على سلم البيت ببطئ متجهه الي غرفة مكتبه وجدته كما هو منذ ساعات ينكب على كومة كبيرة من الأوراق التي لا تنتهي
, تخصرت تهتف بضيق: معقولة يا خالد بقالك يجي 7 ساعات قاعد في المكتب
, رفع نظره مت على الأوراق يبتسم بتعب عينيه مرهقة للغاية هتف بعتاب: ايه اللي نزلك من على السرير.
,
, ابتسمت بانتصار: الدكتورة قالت انتي بقيتي في السابع اتمشي كتير عشان الولادة تبقي سهلة
, ابتسم بتعب ليربط على ذلك الكرسي الأسود بجانبه، اتجهت ناحيته جلست على ذلك الكرسي المريح لينحي بجذعه يخرج ذلك المسند الصغير من أسفل الكرسي حتى تمد قدميها عليه، ربط على بطنها برفق: هتعودي لوليتا على السهر من دلوقتي
, لينا: لوليتا زعلانة منك عشان سايبها لوحدها كل دا.
,
, ابتسم بارهاق: معلش يا حبيبتي كان ورايا شغل كتير، يلا بقي نطلع فوق عشان ما تبرديش
, هزت رأسها إيجابا قامت امامه تمشي حينما فجاءة سمعت صوت ارتطام قوي بالأرض نظرت للخلف بذعر لتصرخ بفزع حينما وجدته ملقي ارضا يرتجف بشدة يجز بأسنانه على لسانه حتى كاد يدمي لسانه عيناه شاردتان تتحركان بسرعة.
,
, ظلت تصرخ وتصرخ لا تعرف ماذا تفعل، توقف عقلها عن التفكير للحظات وسرعان ما استعادت رباطة جأشها وامسكت هاتف مكتب خالد واتصلت بجاسم تخبره ما حدث وهي تبكي
, لينا صارخة: بابا الحقني خالد بيموت
, جاسم؛ بجد، قصدي أنا جايلك حالا
, لينا باكية: بسرعة يا بابا ارجوك
, اغلقت الخط وذهبت اليه وجدت ارتجافة جسده بدأت تهدأ ولكنه ما زال يجز على لسانه بعنف، فمزقت قطعة من فستانها ووضعتها بين أسنانه ليصطك عليها تمسد على شعره برفق.
,
, لينا باكية: اهدا يا خالد، اهدا يا حبيبي
, بدأ جسده يهدئ تماما حتى فقد الوعي بعد تلك النوبة الشرسة
, بدأ بكائها يزداد وهي تحاول افاقته ولكن دون فائدة
, دخل جاسم مسرعا بالمفتاح الذي معه وخلفه الطبيب، فسمع صوتها قادما من غرفة المكتب
, ما ان رأته لينا صرخت: بابا الحقني خالد بيموت
, اسنده جاسم والطبيب ووضعوه على الاريكة الكبيرة التي في الغرفة وبدأ الطبيب يفحصه وهي تبكي وجاسم بجانبها يحاول تهدئتها
, انهي الطبيب الفحص.
,
, جاسم: خير يا دكتور
, الطبيب: ما تقلقوش دي نوبة تشنجات عصبية واضح انه بيتعب اعصابه كتير، ياخد الدوا دا يوميا بانتظام والا النوبة دي هتاهجمه تاني
, لينا باكية: يعني ما فيش خطر على حياته
, الطبيب: لا لا ما تقلقيش، هو بس ياخد الدوا وهيبقي كويس، هو بس ياخد الدوا بانتظام وانا هكتبلك اسم حقنة يأخدها لو جتله النوبة دي فجاءة تاني
, كتب الطبيب الدوا على الروشتة اخذه منه جاسم وودعه.
,
, وعاد للينا وجدها جاثية بجانبه تمسد على شعره بحنان ودموعها تنساب من عينيها، نظر لخالد بغيظ على الرغم من تلك الألم البداية على وجهها من اثار الحمل الا انها تجلس بجانبه بتلك الطريقة
, بدأ خالد يفتح عينيه ببطء يشعر بألم قوي يجتاح جسده تاوه بألم ينظر حوله باستفهام: ااااه، ايه الي حصل
, ابتسم جاسم باصفرار: حمد لله على السلامة
, نظر له مستفهما: هو ايه الي حصل.
,
, جاسم: ما اعرفش ابقي اسأل لينا، وجه كلامه لابنته يهتف بحنو: عايزة حاجة يا حبيبتي
, هزت رأسها نفيا وهي لا تحيد بنظرها عن ذلك المسطح أمامها ليتنهد جاسم بغيظ ليذهب ويتركهم
, ولف وجهه ناحيتها فوجدها بحالتها تلك
, هتف بحدة وهو يقوم سريعا: انتي ايه الي مقعدك كدة قومي غلط عليكي القعدة دي
, امسك يدها يجذبها برفق لتجلس بجانبه.
,
, ربط على شعرها برفق: انا اسف يا حبيبتي اني خضيتك موضوع التشنجات دا كان بطل يجيلي من مدة كبيرة مش عارف ايه الي رجعه تاني
, ظلت صامته تنظر له بألم لف ذراعه حول كتفيها: ساكتة ليه يا حبيبتي
, نظرت له بعيون دامعة خائفة وهي تتذكر كيف كان قبل قليل ولم تنطق
, ضمها إلى صدره يمسد على شعرها بحنان
, خالد: ما تخافيش يا حبيبتي و**** انا كويس اهدي خلاص.
,
, ظل يمسد على شعرها الي ان هدأت بعض الشئ فابتعدت عنه ببطي لاحظ كم فستانها الممزق ليسألها بدهشة: مين الي قطع فستانك
, ردت بتلقائية: انا
, خالد: ليه
, اخبرته بما فعلت
, ليبتسم بامتنان: ضحيتي بفستانك عشاني
, بسطت كف يدها على وجهه تهمس بحب: انا مستعدة اضحي بحياتي عشانك
, هتف سريعا: بعد الشر عليكي يا حبيبتي.
,
, همست بذعر: خالد انا خايفة اوي، خايفة انك تمشي من الدنيا دي وتسبني انا مش هستحمل، الموت عندي اهون من الفكرة دي، انت مش هتسبني صح انا مش هقدر اعيش من غيرك
, ابتسم لها بحنان قرص وجنتها برفق ليقول بمرح ليخفف من حدة التوتر السائدة: ما تقوليش كدة يا حبيبتي ان شاء هتموتي انتي الاول
, لكزته في صدره بغيظ: يا رخم
, خالد ضاحكا: ايوة كدة فكي بقي، **** يجعل يومي قبل يومك يا حبيبتي.
,
, نظرت له بحزن وهزت راسها نفيا، كادت أن تتكلم عندما وضع اصبعه على شفتيها
, همس بصوت عذب: هشششش، عارفة احلي حاجة فيكي ايه، انك بتحلي اي شيء عنيكي تيجي فيه قمر دا ايه الي تتساوي بيه
, ثم رفع يدها وقبلها
, خالد: يلا بقي قومي انتي تعبتي النهاردة ولازم تنامي
, قامت معه وهي ممسكة بيده بشدة ولكنه فجاءة انحني بجذعه وحملها بين ذراعيه
, لينا: نزلني يا خالد انت لسه تعبان.
,
, خالد بثقة: انتي فكراني عجزت ولا ايه، لا يا ماما دا انا لسه في عز شبابي، اااه يا عصوصي
, ضحكت ضحكات عالية، فحملها الي اعلي ووضعها على الفراش وضمها بين ذراعيه كل منها يشعر بالأمان في حضن الاخر فاستسلما للنوم
, فاقت من شرودها عندما وضع يده على كتفها
, خالد: بقالي ساعة بنادي عليكي
, لينا: هااا، معلش كنت سرحانة شوية
, خالد: وسرحانة في ايه بقي ان شاء ****
, لينا بابتسامة صفراء: في حبيبي
, ابتسم بثقة: اللي هو أنا طبعا.
,
, ابتسمت بخبث تهتف بمكر؛ هو أنت بس اللي حبيبي
, امسكها من تلابيب ملابسها من الخلف يهتف بتوعد: نعم يا اختي!
, ابتسمت ببلاهة تهتف سريعل؛ أنا قصدي أنك حبيبي وقلبي وروحي وعمري مش حبيبي بس
, ترك ملابسها يهتف بغرور: ناس تخاف ما تخشيش.
,
, ميكانيكي!
, شهقت بفزع لطمت بيدها على صدرها
, محمد: ايوة يا عمتي، انا عرفت انه أجر شقة صغيرة في السيدة زينب واجر ورشة الميكانيكي الي قدام البيت عنده وبيشتغل فيها هو وواحد من العمال الي كانوا شغالين في الشركة
, زينب باكية بحرقة: ، منك لله يا رفعت على المرمطة الي ابني فيها، بسببك انت والمخفية بنتك
, محمود بحدة: انا مش فاهم هو ابوك اتجنن يا محمد
, محمد غاضبا: مش ابويا، انا مستحيل يكون ابويا الراجل دا.
,
, زينب باكية: انا عايزة اشوف ابني يا محمد
, محمود: انت عارف عنوان الشقة
, محمد: ايوة يا عمي
, محمود: خلاص بكرة الصبح نروحله.
,
, في صباح اليوم التالي
, استيقظ وبدل ملابسه كاد أن ينزل
, لينا: خالد استني
, خالد: خير يا حبيبتي
, همست بحرج: احم، ما فيش فلوس وعايزين نجيب حاجات للبيت
, خالد: الفلوس تحت مخدة السرير
, قبل وجنتها وخرج من البيت مغلقا الباب خلفه
, فوجد إسلام أمامه
, إسلام: صباح الخير يا باشا
, خالد: صباح النور، يلا عشان نشوف شغلنا
, نزلا الي أسفل وفتحا الورشة
, خلع قميصه وبدأ يصلح تلك السيارة التي أجلها
, نزل أسفل تلك السيارة ليصلحها٣ نقطة
,
, على صعيد آخر
, جاءت سيارة محمد ومعه محمود وزينب
, ووقفا امام البيت ونزلا من السيارة
, محمد: هو دا البيت
, ثم اشار ناحية الورشة المفتوحة وتقريبا دي الورشة
, رشدي: اي خدمة يا بهوات، انتوا مين
, محمد: الرائد محمد محفوظ مكافحة المخدرات
, شحب وجه رشدي خوفا فرت الدماء من عروقه بلع ريقه يهتف بتلجلج: خير يا باشا
, محمد: مالكش دعوة انت خليك فى حالك
, هز رشدي رأسه إيجابا بخوف وعاد الي قهوته
, تقدم محمد ومعه والدي خالد من الورشة.
,
, محمد بصوت عالي: السلام عليكم
, إسلام: وعليكم السلام مين حضرتكوا
, وقبل ان يجيب محمد خرج خالد من اسفل السيارة بعدما سمع ذلك الصوت المألوف له
, فشهقت زينب بفزع وضعت يدها على فمها من الصدمة
, قام خالد ووقف امامهم ينظر لهم بهدوء: وعليكم السلام، خير
, اقترب محمد ليعانق صديقه فابتعد خالد عنه يهتف بابتسامة صغيرة: بلاش عشان ما تتوسخش
, جذبه من ملابسه يعانقه: انت انضف مني و**** يا خالد
, ربت على ظهر صديقه بامتنان.
,
, محمود: ايه يا ابني الي راميك على المرمطة دي ما بيتك موجود
, خالد: عايزني اعيش عالة عليك يا ولدي
, ثم نظر ناحية والدته بابتسامة صغيرة، ازيك يا امي، عاملة ايه
, زينب باكية: مش كويسة طول ما انت في الحالة دي
, خالد مبتسما: مالها الحالة دي ما انا زي الفل اهو
, زينب: لأ يا خالد مش كويس، بقي العقيد خالد السويسي يشتغل ميكانيكي
, محمود بضيق: واخرتها يا خالد
, خالد: مش انا الي يتلوي دراعه يا حج.
,
, محمود: طب يا ابني ارجع معانا بيتك، دا بيتك يا خالد، شيل فكرة انك هتعيش عالة دي، طب بص تعالا اشتغل معايا في المصنع
, شردت عينيه يهتف بغموض: صدقني أنا خايف عليكوا، خليني بعيد أحسن اتفضلوا يلا معايا نطلع شقتي
, وجه كلامه الي إسلام الذي يقف يعقد حاجبيه باستفهام لا يفهم شيء مما يدور حوله
, خالد: اسلام خلي بالك من الورشة على ما أجي
, هز رأسه إيجابا: حاضر يا باشا
, خرج من الورشة بصحبة محمد ووالديه راقبهم رشدي باستغراب.
,
, رشدي في نفسه: ايه علاقة الظابط بالواد المهندس ومين الراجل والست دوول
, بس شكلهم اغنيا اوي دي كفاية العربية الي ركبنها
, تقدمهم خالد الي شقته ودق الباب
, لينا من الداخل: مين
, خالد: انا خالد يا لينا افتحي
, فتحت الباب سريعا ولكن خالد رده بجسده عندما رأى ما ترتديه
, خالد: معايا ناس
, هزت رأسها إيجابا ودخلت الي غرفتها سريعا
, دخل خالد اولا ثم افسح المجال لعائلته
, خالد: اتفضلوا البيت بيتكوا، معلش لو مش قد المقام.
,
, اطل الحزن من عيني زينب وهي تري هذه الحالة المتدنية للشقة التي يسكن فيها ابنها
, خالد: دادة رحمة يا دادة
, رحمة: ايوة يا ابني
, خالد: معلش حطي الغدا للضيوف وشوفيهم يشربوا ايه
, هزت رحمة رأسها إيجابا بابتسامة صغيرة
, نظر لهم يعتذر: خمس دقايق وجاي
, تركهم ودخل الي غرفته الصغيرة فوجد صغيرته تطعم صغيرتها بزجاجة الحليب
, لينا: مين الضيوف الي معاك
, داعب وجنة طفلته الصغيرة: دول والدي ووالدتي ومحمد.
,
, ابتسمت بسعادة: ماما زينب دي وحشتني اوي
, خالد: طب يلا قومي غيري هدومك وانا هاخد لوليتا معايا على ما تخلصي
, هزت رأسها إيجابا، فاخذ خالد الصغيرة وخرج من الغرفة
, محمد مبتسما: اهلا أهلا ست لوليتا بنفسها هات بنت اخويا ياض
, ابتسم خالد واعطاها برفق لمحمد الذي جلس يداعبها وهي تضحك
, محمد مبتسما: بقولك ايه يا لوليتا، ايه رأيك لما تتكبري تتجوزيني.
,
, نظرت له الصغيرة باندهاش وهي تلعب بيديها في الهواء، الي ان ارتطمت يدها بوجه محمد كصفعة دون قصد
, تحسس وجنته يهتف بألم: لاء بنت خالد بصحيح
, خالد ضاحكا: احسن بتعاكس بنتي قدامي يا حيوان
, محمد: انت عارف انا لو عندي ولد
, خالد: كنت هتعمل ايه يعني
, محمد: ولا اي حاجة خالص
, تعالت ضحكات الجميع، خرجت لينا وهي ترتدي فستان ازرق طويل بلون عينيها و**** ابيض
, ذهبت واحتضنت زينب وجلست بجانبها: ماما زينب حضرتك وحشتيني اوي.
,
, زينب مبتسمة: وانتي كمان يا حبيبتي وحشتيني اوي أوي، مش عايزة تيجي تنوري بيتك بقي انتي وجوزك
, ابتسمت تهمس بخجل: الي يشوفه خالد يا ماما انا معاه مكان ما يروح
, محمد غامزا: ايوة يا عم
, بسط خالد يده في وجه محمد: اعطيله خمسة
, تعالت ضحكاتهم مرة اخري الي ان جاءت رحمة ووضعت المشروبات
, خالد بجد: قولي أخبار الشغل ايه
, تنهد محمد بحزن: ماشي الحال، بس انا مش عارف اشتغل من غيرك.
,
, خالد ضاحكا: انت ليه محسسني اننا واخدين بعض عن حب
, محمد ضاحكا: و**** انت رخم، غور يالا
, ابتسم بثقة: ما تقلقش يا ابني أنا راجع مش خالد السويسي اللي بتكسر بالسهولة دي، اخبار البت لوجين ايه
, محمد مبتسما: كويسة هبقي اجبهالك معايا المرة الجاية
, هتف بضيق يهز رأسه نفيا؛ لاء يا محمد ما تجيبهاش هنا
, تركهم وخرج الي الشرفة نظر له الجميع بحزن
, محمود: طول عمره دماغه ناشفة
, زينب: لينا حبيبتي، انتي عارفة ان خالد بيحبك اوي صح.
,
, هزت لينا رأسها إيجابا لتكمل زينب بإلحاح
, زينب: حاولي تقنعيه يا بنتي انه يرجع بيته عشان خاطري يا حبيبتي
, حركت رأسها ايجابا: حاضر يا ماما هحاول
, خرج محمد يقف بجانبه
, خالد: ما تجبهاش يا محمد، المكان دا
, نظر محمد له بحزن: حاضر يا خالد، انا اسف يا صاحبي
, خالد: انت عبيط ياض بتعتذرلي ليه، انت ذنبك ايه في الي حصل
, محمد: ، ذنبي اني ابنه يا خالد
, خالد: لا تزر وازرة وزر اخري يا صاحبي.
,
, محمد: طب يا ابني اسمع كلام عم محمود وروح اشتغل معاه في المصنع
, نظر له خالد بهتف بجد: أنا خايف عليه صدقني
, قطب جبينه باستفهام يهتف بفضول: من ايه
, خالد بجد: من اللي ورا رفعت، رفعت طرف الخيط مش هو اللي مخطط لكل دا
, رد محمد سريعا: أنا بردوا شاكك في جاسم.
,
, هز رأسه نفيا بهدوء: ولا جاسم، انا ما انكرش اني شاكك فيه بس دي مش دماغ جاسم، دي دماغ اعلي حد بيلف الحبل حواليا، شخص عارف كل معلومة عني، حاططني دايما تحت عينيه، فاكر المخزن اللي لينا كانت مخطوفة فيه.
,
, هز محمد رأسه إيجابا باهتمام ليكمل خالد: فاكر لما قولتلك أنا شوفت راجل لابس اسود واقف جنب المخزن، أنا لسه فاكر شوية ملامح منه، الراجل دا شوفته يوم ما سبت الفيلا كان واقف بعيد بيتكلم في التليفون تعبيرات كانت بتقول أن هو بيبلغ حد تاني اللي بيحصل
, اتسعت عيني محمد بدهشة؛ دا كدة يبقي الموضوع كبير اوي، بس تفتكر مين الشخص دا.
,
, هز رأسه نفيا يهتف بضيق: مش عارف بس مصيري هعرفه، صحيح أنا بكلم سراج بقالي كام يوم موبيله مقفول عايزك توصله بأي طريقه
, محمد بجد: تمام
, قاطع كلامهم مجئ رحمة تخبرهم ان الطعام قد اعد
, جلس خالد ومحمود ومحمد على تلك الطاولة الصغيرة، بينما ذهبت زينب ولينا ورحمة الي غرفة لينا ووضعوا الطعام على صينية على الفراش
, زينب: قوليلي يا حبيبتي، عاملين ايه
, لينا: الحمد لله يا ماما احنا كويسين.
,
, زينب: طب بذمتك عارفة تعيشي في المكان دا
, بس جاوبي بصراحة
, هزت رأسها نفيا: بس انا مستحيل ابعد عن خالد، انا معاه مكان ما يروح زي ما قولت لحضرتك
, زينب: حاولي يا بنتي عشان خاطري تقنعيه يرجع بيته
, هزت رأسها إيجابا، ففتحت زينب حقيبتها واخرجت حفنة نقود
, زينب: خدي دول يا حبيبتي
, شخصت عينيها بذعر تهز رأسها نفيا سريعا: لا لا ما اقدرش.
,
, زينب: اسمعي الكلام، عمك محمود كان عايز يديهم لخالد بس انتي عارفة خالد عنيد ومش هيرضي ياخدهم، خديهم يا حبيبتي وخليهم معاكي واصرفي منهم من غير ما خالد يعرف.
,
, همست باضطراب: ماما زينب أرجوكي قدري موقفي خالد لو عرف ان انا اخدت من حضرتك فلوس، هيقلب الدنيا، وبعدين احنا الحمد لله لسه معانا فلوس، خالد شايلهم على جنب
, زينب: كام يعني
, لينا: 8 الالف جنية.
,
, زينب: ودول هيكفوا ايه ولا ايه ايجار الشقة دي ولا مصاريف البيت ولا الكهربا ولا علاج الاعصاب بتاع خالد ولا لبن لوليتا ولا علاج منع الحمل بتاعك، دوول ما يكفوش شهرين على بعض، اسمعي الكلام بقي وخدي الفلوس، عشان خاطري يا بنتي خليني ابقي مطمنة عليكوا.
,
, فتحت زينب يد لينا ووضعت بداخلها النقود نظرت لينا الي رحمة نظرة متوترة خائفة فردت عليها رحمة بنفس النظرة فكلتاهما يعرفن ان ردة فعل خالد ان عرف ستكون سيئة للغاية
, ربطت زينب على يدها لتطمئنها
, اخذت لينا النقود واخفتها في احدي الحقائب الكبيرة
, بعد مرور بعض الوقت، قام محمود وزينب ومحمد وودعوا خالد ورحلوا.
,
, وتوالت بعدها الايام دون جديد، مر اكثر من اسبوعين، تعرف فيهم خالد على طه والد اسلام وتوطدت علاقة لينا بسعاد وبدور وخصوصا خالد الذي اعتبرها تعويضا عن ابنته الراحلة واحبها كابنته وأصبح يأتي لها بالحلوى كل يوم هي ولوليتا الصغيرة
, في أحد الأيام نزل خالد لورشته مع إسلام كالعادة، وذهبت والده إسلام الي لينا ومعها الصغيرة بدور
, لينا مبتسمة: اهلا و سهلا يا طنط اتفضلي
, دخلت سعاد ومعها بدور.
,
, لينا مبتسمة: اهلا أهلا ببدر البدور كلهم
, بدور: ابلة لينا، فين النونة، فين بابا خالد
, لينا مبتسمة: بابا خالد في الورشة تحت والنونة نايمة
, جلست سعاد وبدأت تثرثر كعادة الست المصرية الأصيلة مع رحمة ولينا تشارك بكلمات قليلة كعادتها الي ان استيقظت الصغيرة، فذهبت لينا واخذتها من مهدها وعادت اليهم فبدأت بدور الصغيرة تلاعبها والصغيرة تضحك ولينا تنظر لهم بابتسامة.
,
, الي ان دق باب المنزل، ذهبت لينا وهي تحمل الصغيرة فوجدت امرأة، اصابتها بالذعر، عجوز بشرتها سوداء مجعدة تتشتح بالسواد من رأسها الي اخمص قدميها، نظرة عينيها خبيثة ماكرة
, لينا بصوت متردد: مممين حضرتك.




 
  • عجبني
التفاعلات: ابوروي و fares1980
اشكر الضو كلاشن كوف اكثر شخص موجود معي في القصة
 
تم أضافة الجزء الثاني
 
تم أضافة الجزء الثالث
 
تم أضافة الجزء الرابع
 
متى تريدون الخامس
 
تم أضافة الجزء الخامس
 
تم اضافة الجزء السادس
 
  • عجبني
التفاعلات: ناقد بناء
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
تم أضافة الجزء السابع
 
تم اضافة الجزء الثامن
 
  • عجبني
التفاعلات: ناقد بناء
تم اضافة الجزء التاسع
 
  • عجبني
التفاعلات: ناقد بناء
تم اضافة الجزء العاشر
 
  • عجبني
التفاعلات: ناقد بناء
تم أضافة الجزء الحادي عشر
 
تم اضافة الجزء الثاني عشر
 
  • عجبني
التفاعلات: ناقد بناء
منتظر دمج الثالث عشر كي اعطيكمم الرابع عشر
 
تمت الإضافة
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%