ناقد بناء
مشرف قسم التعارف
طاقم الإدارة
مشرف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
- إنضم
- 17 ديسمبر 2021
- المشاركات
- 8,828
- مستوى التفاعل
- 2,862
- الإقامة
- بلاد واسعة
- نقاط
- 15,855
- الجنس
- ذكر
- الدولة
- كندا
- توجه جنسي
- أنجذب للإناث
٢١
جلس فراس في سيارته الباسات البيضاء المتوقفة غير بعيد عن الساحل الصخري. لا يدري كيف وصل إلى هناك٣ نقطة لكنه خرج من المستشفى، و أخذ يقود السيارة بدون تركيز٣ نقطة ضرب بيده على مقود السيارة في حنق٣ نقطة لا شك أنها تعلم الآن! لماذا لم ينتظروا؟ لماذا لم يمهلوني حتى أحسم أمري؟ ضرب المقود بقبضته في عنف أكبر٣ نقطة أي موقف أنت فيه يا فراس!
,
, أسند رأسه على الكرسي المريح و أغمض عينيه في إعياء٣ نقطة زفر بقوة و أفكار كثيرة تتداخل في رأسه٣ نقطة يحتاج إلى بعض الهدوء والتركيز٣ نقطة يحتاج إلى وقفة جادة مع نفسه حتى يفهمها٣ نقطة
, استقام في جلسته من جديد، تناول الهاتف و كون رقما ما٣ نقطة انتظر لثوان قبل أن يصله الرد .
, ـ آنسة هند٣ نقطة أرجوك، ألغي جميع مواعيد اليوم و أغلقي العيادة٣ نقطة لا يمكنني المجيء اليوم٣ نقطة
, هل كل شيء على ما يرام دكتور فراس؟
, بعض الأمور العائلية فقط لا غير٣ نقطة سيكون كل شيء على ما يرام٣ نقطة
, أغلق الخط و سرح بتفكيره بعيدا٣ نقطة هل سيكون كل شيء على ما يرام حقا؟
, نزل من السيارة و تقدم في اتجاه الشاطئ٣ نقطة إلى ملاذ الحيارى٣ نقطة كم تحمل يا بحر بين أمواجك من حكايا٣ نقطة لفح النسيم العليل وجهه فأطفأ شيئا من النيران التي تحتدم داخله٣ نقطة راح يتمشى بخطوات تائهة، مطرقا، وكفاه مختبئان في جيوب سرواله٣ نقطة كيف كانت ردة فعلها يا ترى؟ هل تعيش حيرة مثل حيرته٣ نقطة أم تراها حسمت أمرها منذ الوهلة الأولى؟ تذكر مشهد الهاتف٣ نقطة و باقة الورود٣ نقطة هناك رجل ما في حياتها، هذا مؤكد! لماذا تتعب نفسك إذن؟ الأمر محسوم منذ البداية! لكن٣ نقطة لكن شيئا ما هناك٣ نقطة في صدره٣ نقطة يتحرك، يريد أن يعبر٣ نقطة ربما ينفجر قريبا٣ نقطة لكنه شيء مزعج، مزعج حقا٣ نقطة يفقده التركيز، يعبث بدقات قلبه، بألوان وجهه٣ نقطة شيء لم يعرفه من قبل٣ نقطة و لا يريد أن يعرفه! يرفضه بكل قوته٣ نقطة مثل جسم دخيل٣ نقطة يصارعه منذ أيام، دون أن ينتصر عليه٣ نقطة
, تنهد بعمق٣ نقطة أنت الخاسر الوحيد في هذه اللعبة! خاسر قبل أن تبدأ٣ نقطة و لم يعد بإمكانك أن تنسحب٣ نقطة
,
, ٩ العلامة النجمية
,
, ألقت ليلى نفسها على الفراش في إعياء٣ نقطة لبثت تحدق في السقف بنظرات جامدة٣ نقطة كأنها لم تستوعب الأمر بعد٣ نقطة فراس؟! غير معقول٣ نقطة مستحيل٣ نقطة لماذا فراس بالذات؟! ربما لو لم تكن قرأت مذكرات حنان لكان الأمر مختلفا٣ نقطة لكنها لا تستطيع تجاهل ما قرأته عنه، حتى لو كان رأي جميع المحيطين به مختلفا، فهناك ذرة من الشك٣ نقطة
, و عمر؟! عمر سيكون هنا غدا! أتى خصيصا للقاء والدها٣ نقطة ترك كل شيء وراءه و جاء من أجلها! لا يمكنها أن تخبره بكل بساطة بأنها خطبت لابن خالها الذي عرفته منذ أقل من أسبوعين! غطت وجهها بكفها و هي تحس بالضياع٣ نقطة يا إلهي، ألهمني الخيار الصواب٣ نقطة لا تريد أن تخالف والدها الذي سبق واتفق مع خالها٣ نقطة و لكن في نفس الوقت، لا يمكنها أن تتجاهل مشاعرها، و خاصة بعد أن أعطت عمر الأمل، و وعدته بمحادثة والدها٣ نقطة
, ترددت كثيرا قبل نزولها وقت العشاء. لا يمكنها أن تواجهه بهذه السهولة٣ نقطة لكنها تريد أن تبدو عادية، و غير متأثرة, ريثما تتوصل إلى حل للخروج من هذا المأزق. تقدمت في حذر و يدها على صدرها٣ نقطة أطلت من الباب. كان الجميع قد اتخذوا مقاعدهم حول المائدة، تقريبا٣ نقطة كرسيها و كرسي فراس كانا شاغرين. تنفست الصعداء و تقدمت بهدوء. حانت منها التفاتة إلى خالها٣ نقطة كان يطالعها وابتسامة صغيرة على شفتيه. خفضت عينيها بسرعة. لم يبد أن أحدا من أفراد العائلة قد علم بالموضوع، عدا المعنيين بالأمر. انتهت من عشائها بسرعة٣ نقطة لم تأكل شيئا تقريبا، تظاهرت بتحريك ملعقتها حتى لا ينتبه خالها، ثم صعدت إلى غرفتها .
, فراس لم يعد بعد٣ نقطة تذكرت ليلة البارحة. تلك اللحظات في الحديقة، كانت غريبة٣ نقطة أحست بقشعريرة تسري في جسدها حين تذكرت كلماته، نظراته، نبرة صوته٣ نقطة كل شيء فيه كان مختلفا٣ نقطة كان شخصا آخر٣ نقطة ليس هو نفسه، فراس الذي يصيبها بالرعب٣ نقطة كانت في حاجة إلى يد تطبطب عليها، و هو كان تلك اليد التي أعادت إليها الطمأنينة٣ نقطة تنهدت بعمق٣ نقطة أي سر عميق أنت يا فراس؟!
,
, ٩ العلامة النجمية
,
, وصلت إلى المستشفى بسيارتها٣ نقطة نزلت منها و هي تتأفف، ضلت طريقها و لبثت تقطع الطرقات جيئة و ذهابا حتى وجدت المستشفى أخيرا. و حركة المرور المزدحمة لم تكن ذات عون كبير لها. لكنها أصرت على الذهاب بمفردها، رغم محاولة أمين إقناعها باصطحابها٣ نقطة لا تريد أن تتحدث إلى أحد، لا تريد أن ترى أحدا٣ نقطة ولا تريد خاصة أن يسألها أحد عما بها٣ نقطة كانت تعبر الممر المؤدي إلى غرفة والدها حين رن هاتفها. تطلعت إلى الرقم المحلي المجهول في ارتياب. أجابت بصوت مرتعش و هي تتوجس خيفة :
, ـ السلام عليكم
, ـ و عليكم السلام و رحمة الله٣ نقطة
, غاص قلبها بين ضلوعها. إنه هو! لقد وصل!
, حمدا لله على سلامتك٣ نقطة
, كان صوته مفعما بالشوق، و الارتياح :
, ـ شكرا لك ليلى٣ نقطة وصلت منذ ساعتين فقط٣ نقطة
, ابتلعت لعابها بصعوبة. موقف صعب٣ نقطة رفعت عينيها فلمحت مأمون يخرج من غرفة والدها٣ نقطة
, ـ هل من سبيل إلى لقاء والدك اليوم؟
,
, كان مأمون يتقدم باتجاهها مبتسما٣ نقطة بادلته الابتسامة٣ نقطة عليها أن تنهي المكالمة بسرعة٣ نقطة
, ـ حسن٣ نقطة أعطيك العنوان٣ نقطة
, وقف مأمون ينتظرها ريثما أملت عنوان المستشفى على عمر. ثم أنهت المكالمة بسرعة٣ نقطة
, ـ تبدين مرهقة٣ نقطة
, لم تنم ليلة البارحة تقريبا٣ نقطة بضع ساعات بعد **** الفجر. بالكاد أراحت جسدها، قبل أن تستيقظ مجددا لتستقبل يوما جديدا، **** وحده يعلم كيف سينتهي! أجابت في لامبالاة :
, ـ بعض الأرق فقط٣ نقطة
, هز رأسه متفهما
, ـ إن احتجت إلى أي شيء، اتصلي بي على الفور٣ نقطة لا تنسي ذلك!
, ودعته بابتسامة امتنان و دخلت على والدها. لم يثر معها الموضوع من جديد٣ نقطة يمنحها الفرصة حتى تفكر بروية٣ نقطة ستقتنع بمفردها، هذا مؤكد٣ نقطة هكذا كان يفكر٣ نقطة أما هي فقد كانت تتطلع إلى هاتفها باستمرار في توتر ملحوظ٣ نقطة بعد نصف ساعة تقريبا، رن هاتفها من جديد٣ نقطة خرجت على الفور بعد أن استأذنت من والدها
, ـ أنتظرك في مقهى المستشفى٣ نقطة
, ذهبت إليه في خطوات متعثرة، تكاد دموعها تتساقط على خديها من ألمها. ماذا ستقول له؟
, رأته يقف مستندا على طاولة المشرب الدائرية، و قد ولى ظهره للمدخل، بقامته الفارعة و منكبيه العريضين، يرشف قهوته في سكينة٣ نقطة وجوده يطغى على كل شيء في المكان٣ نقطة إنه هو، فارسها٣ نقطة
, أخذت نفسا عميقا و تقدمت في اتجاهه٣ نقطة أحس بوقع خطواتها فالتفت إليها مبتسما٣ نقطة دون أن تشعر، ارتسمت ابتسامة عذبة على شفتيها استجابة إلى نداء التفاؤل الذي نطقت به ملامحه المنشرحة٣ نقطة
, ـ ليلى٣ نقطة كيف حالك٣ نقطة
, لم تكن قد رأته منذ ذاك اليوم٣ نقطة حين عبر للمرة الأولى عن رغبته في الارتباط بها٣ نقطة وها هو اللقاء يتكرر٣ نقطة في مكان غير ذاك المكان٣ نقطة و ظروف غير تلك الظروف٣ نقطة
,
, الحمد لله على كل حال٣ نقطة
, قالت ذلك و هي تتنهد٣ نقطة آه لو تعلم يا عمر كم يحمل هذا القلب الصغير من العذاب٣ نقطة لا يمكنها أن تسترسل في الحديث و تفضي إليه بمكنونات صدرها٣ نقطة
, ـ إذن والدك في المستشفى؟ عسى أن يكون بخير٣ نقطة
, هزت رأسها نافية، و سالت العبرات على وجنتيها في هدوء. قالت بصوت تخالطه الغصة :
, ـ أبي مريض٣ نقطة مريض جدا٣ نقطة
, أخذ يدعك جبينه بأصابعه في توتر. لم يكن يتوقع أن يجدها في مثل هذه الحال. ربما لم يكن الوقت مناسبا٣ نقطة هل استعجل المجيء؟ نظر إليها في عطف، و قال مترفقا :
, شفاه الله٣ نقطة أنا آسف حقا٣ نقطة يبدو أن توقيتي ليس مناسبا٣ نقطة لكنني أريد أن أكون إلى جانبكم في هذه الظروف٣ نقطة
, أضافت موضحة، لعله يفهم٣ نقطة أي توقيت آخر قد يعني فوات الأوان!
, ـ إنه يموت يا عمر! أصابه المرض الخبيث في رئتيه!
,
, نزل الخبر كالصاعقة عليه٣ نقطة ما الذي يمكنه أن يفعله من أجلها؟
, ـ أنا آسف حقا٣ نقطة
, بماذا يفيدها أسفك؟ كان مرتبكا، لا يجد الكلمات المناسبة ليخفف عنها٣ نقطة و هل هناك ما يخفف عنها في هذه الحال؟ فجأة رآها تترنح، تكاد تفقد توازنها٣ نقطة هب بسرعة ليدني منها المقعد القريب٣ نقطة ألقت بنفسها على المقعد في إعياء٣ نقطة لم تأكل شيئا منذ صباح الأمس، والبكاء و التفكير و السهاد٣ نقطة كل ذلك زاد من ضعفها. وقف عمر أمامها، يطالعها في قلق
, ـ ليلى أنت بخير؟
, هزت رأسها في صمت، لتطمئنه، ثم قالت بصوت هامس :
, ـ أحس ببعض الضعف٣ نقطة لم آكل جيدا٣ نقطة
, تناول على الفور فنجان القهوة الذي كان أمامه على طاولة المشرب.
, جلس على المقعد المجاور و قرب الفنجان من فمها. قال بصوت حنون :
, ـ اشربي هذا٣ نقطة القهوة الدافئة ستشعرك بتحسن٣ نقطة
, تناولت من يده الفنجان و ابتسمت في ذبول
, ـ شكرا لك٣ نقطة
,
, في تلك اللحظة حانت منها التفاتة إلى مدخل المقهى٣ نقطة تسمرت مكانها حين رأت الشخص الذي يقف عند المدخل دون أن يبدي حراكا، كأنه تمثال من الشمع. كان فراس يطالعهما بنظرة غريبة، لكنها واثقة بأن فراس الذي أمامها هو فراس المرعب الذي عرفته٣ نقطة لا يمت بصلة إلى فراس الذي ظهر للحظات في ظلمة تلك الليلة٣ نقطة
, كان فراس قد وصل إلى المستشفى منذ لحظات٣ نقطة إحساسه بواجبه تجاه السيد نجيب و معرفته الوثيقة بالطبيب المعالج جعلاه يعوده يوميا، ليطمئن على تطور حالته٣ نقطة خرج من مكتب الطبيب و هو يحس بألم شديد في رأسه. كلامه كان قاسيا و مخيفا٣ نقطة كان يفكر في ليلى و في مصيرها إن حصل مكروه لوالدها٣ نقطة أحس بحاجة إلى فنجان من القهوة، مع أنه ليس من مدمنيها٣ نقطة قدره ساقه إلى ذاك المكان، و في تلك اللحظات بالذات. ما إن خطا داخل المقهى، حتى أوقفته الصدمة في مكانه. رآها تجلس على أحد المقاعد، و شاب يجلس قبالتها، شاب آخر غير صاحب الباقة! يميل عليها و يدني فنجانه من شفتيها و هي تأخذه من يده مبتسمة! كان الموقف قاسيا٣ نقطة قاسيا جدا عليه٣ نقطة
, ليلى!! إنه لا يصدق ما تراه عيناه٣ نقطة ظننتك مختلفة٣ نقطة ظننتك طاهرة نقية٣ نقطة فتاة عفيفة، نادر وجودها في هذا الزمان! و لكن لا٣ نقطة تاه عنه أنها ابنة نجاة، و توأم حنان! مهما اختلفت المظاهر، فنفس الدم الفاسد يجري في عروقها! كان يجب يعلم أنها لا تختلف عنهن٣ نقطة كيف خدع فيها؟ كيف؟٣ علامة التعجب والدها على فراش الموت و هي تجلس إلى الرجال في المقاهي، تشرب من يد هذا، و تتلقى الورود من ذاك!
, لبث للحظات ينظر إليها في ذهول٣ نقطة لم يعد هناك أدنى شك٣ نقطة ذاك الشيء الذي في صدره، يجب أن يسكت إلى الأبد٣ نقطة إلى الأبد٣ نقطة تراجع بسرعة و غادر المكان لا يلوي على شيء٣ نقطة
, انتبهت ليلى على صوت عمر و هو يقول ثانية :
, ليلى٣ نقطة أنت على ما يرام؟
, هزت رأسها في ذهول٣ نقطة لكن عقلها سرح بعيدا٣ نقطة و عشرات من الأسئلة تتقاذفها٣ نقطة
جلس فراس في سيارته الباسات البيضاء المتوقفة غير بعيد عن الساحل الصخري. لا يدري كيف وصل إلى هناك٣ نقطة لكنه خرج من المستشفى، و أخذ يقود السيارة بدون تركيز٣ نقطة ضرب بيده على مقود السيارة في حنق٣ نقطة لا شك أنها تعلم الآن! لماذا لم ينتظروا؟ لماذا لم يمهلوني حتى أحسم أمري؟ ضرب المقود بقبضته في عنف أكبر٣ نقطة أي موقف أنت فيه يا فراس!
,
, أسند رأسه على الكرسي المريح و أغمض عينيه في إعياء٣ نقطة زفر بقوة و أفكار كثيرة تتداخل في رأسه٣ نقطة يحتاج إلى بعض الهدوء والتركيز٣ نقطة يحتاج إلى وقفة جادة مع نفسه حتى يفهمها٣ نقطة
, استقام في جلسته من جديد، تناول الهاتف و كون رقما ما٣ نقطة انتظر لثوان قبل أن يصله الرد .
, ـ آنسة هند٣ نقطة أرجوك، ألغي جميع مواعيد اليوم و أغلقي العيادة٣ نقطة لا يمكنني المجيء اليوم٣ نقطة
, هل كل شيء على ما يرام دكتور فراس؟
, بعض الأمور العائلية فقط لا غير٣ نقطة سيكون كل شيء على ما يرام٣ نقطة
, أغلق الخط و سرح بتفكيره بعيدا٣ نقطة هل سيكون كل شيء على ما يرام حقا؟
, نزل من السيارة و تقدم في اتجاه الشاطئ٣ نقطة إلى ملاذ الحيارى٣ نقطة كم تحمل يا بحر بين أمواجك من حكايا٣ نقطة لفح النسيم العليل وجهه فأطفأ شيئا من النيران التي تحتدم داخله٣ نقطة راح يتمشى بخطوات تائهة، مطرقا، وكفاه مختبئان في جيوب سرواله٣ نقطة كيف كانت ردة فعلها يا ترى؟ هل تعيش حيرة مثل حيرته٣ نقطة أم تراها حسمت أمرها منذ الوهلة الأولى؟ تذكر مشهد الهاتف٣ نقطة و باقة الورود٣ نقطة هناك رجل ما في حياتها، هذا مؤكد! لماذا تتعب نفسك إذن؟ الأمر محسوم منذ البداية! لكن٣ نقطة لكن شيئا ما هناك٣ نقطة في صدره٣ نقطة يتحرك، يريد أن يعبر٣ نقطة ربما ينفجر قريبا٣ نقطة لكنه شيء مزعج، مزعج حقا٣ نقطة يفقده التركيز، يعبث بدقات قلبه، بألوان وجهه٣ نقطة شيء لم يعرفه من قبل٣ نقطة و لا يريد أن يعرفه! يرفضه بكل قوته٣ نقطة مثل جسم دخيل٣ نقطة يصارعه منذ أيام، دون أن ينتصر عليه٣ نقطة
, تنهد بعمق٣ نقطة أنت الخاسر الوحيد في هذه اللعبة! خاسر قبل أن تبدأ٣ نقطة و لم يعد بإمكانك أن تنسحب٣ نقطة
,
, ٩ العلامة النجمية
,
, ألقت ليلى نفسها على الفراش في إعياء٣ نقطة لبثت تحدق في السقف بنظرات جامدة٣ نقطة كأنها لم تستوعب الأمر بعد٣ نقطة فراس؟! غير معقول٣ نقطة مستحيل٣ نقطة لماذا فراس بالذات؟! ربما لو لم تكن قرأت مذكرات حنان لكان الأمر مختلفا٣ نقطة لكنها لا تستطيع تجاهل ما قرأته عنه، حتى لو كان رأي جميع المحيطين به مختلفا، فهناك ذرة من الشك٣ نقطة
, و عمر؟! عمر سيكون هنا غدا! أتى خصيصا للقاء والدها٣ نقطة ترك كل شيء وراءه و جاء من أجلها! لا يمكنها أن تخبره بكل بساطة بأنها خطبت لابن خالها الذي عرفته منذ أقل من أسبوعين! غطت وجهها بكفها و هي تحس بالضياع٣ نقطة يا إلهي، ألهمني الخيار الصواب٣ نقطة لا تريد أن تخالف والدها الذي سبق واتفق مع خالها٣ نقطة و لكن في نفس الوقت، لا يمكنها أن تتجاهل مشاعرها، و خاصة بعد أن أعطت عمر الأمل، و وعدته بمحادثة والدها٣ نقطة
, ترددت كثيرا قبل نزولها وقت العشاء. لا يمكنها أن تواجهه بهذه السهولة٣ نقطة لكنها تريد أن تبدو عادية، و غير متأثرة, ريثما تتوصل إلى حل للخروج من هذا المأزق. تقدمت في حذر و يدها على صدرها٣ نقطة أطلت من الباب. كان الجميع قد اتخذوا مقاعدهم حول المائدة، تقريبا٣ نقطة كرسيها و كرسي فراس كانا شاغرين. تنفست الصعداء و تقدمت بهدوء. حانت منها التفاتة إلى خالها٣ نقطة كان يطالعها وابتسامة صغيرة على شفتيه. خفضت عينيها بسرعة. لم يبد أن أحدا من أفراد العائلة قد علم بالموضوع، عدا المعنيين بالأمر. انتهت من عشائها بسرعة٣ نقطة لم تأكل شيئا تقريبا، تظاهرت بتحريك ملعقتها حتى لا ينتبه خالها، ثم صعدت إلى غرفتها .
, فراس لم يعد بعد٣ نقطة تذكرت ليلة البارحة. تلك اللحظات في الحديقة، كانت غريبة٣ نقطة أحست بقشعريرة تسري في جسدها حين تذكرت كلماته، نظراته، نبرة صوته٣ نقطة كل شيء فيه كان مختلفا٣ نقطة كان شخصا آخر٣ نقطة ليس هو نفسه، فراس الذي يصيبها بالرعب٣ نقطة كانت في حاجة إلى يد تطبطب عليها، و هو كان تلك اليد التي أعادت إليها الطمأنينة٣ نقطة تنهدت بعمق٣ نقطة أي سر عميق أنت يا فراس؟!
,
, ٩ العلامة النجمية
,
, وصلت إلى المستشفى بسيارتها٣ نقطة نزلت منها و هي تتأفف، ضلت طريقها و لبثت تقطع الطرقات جيئة و ذهابا حتى وجدت المستشفى أخيرا. و حركة المرور المزدحمة لم تكن ذات عون كبير لها. لكنها أصرت على الذهاب بمفردها، رغم محاولة أمين إقناعها باصطحابها٣ نقطة لا تريد أن تتحدث إلى أحد، لا تريد أن ترى أحدا٣ نقطة ولا تريد خاصة أن يسألها أحد عما بها٣ نقطة كانت تعبر الممر المؤدي إلى غرفة والدها حين رن هاتفها. تطلعت إلى الرقم المحلي المجهول في ارتياب. أجابت بصوت مرتعش و هي تتوجس خيفة :
, ـ السلام عليكم
, ـ و عليكم السلام و رحمة الله٣ نقطة
, غاص قلبها بين ضلوعها. إنه هو! لقد وصل!
, حمدا لله على سلامتك٣ نقطة
, كان صوته مفعما بالشوق، و الارتياح :
, ـ شكرا لك ليلى٣ نقطة وصلت منذ ساعتين فقط٣ نقطة
, ابتلعت لعابها بصعوبة. موقف صعب٣ نقطة رفعت عينيها فلمحت مأمون يخرج من غرفة والدها٣ نقطة
, ـ هل من سبيل إلى لقاء والدك اليوم؟
,
, كان مأمون يتقدم باتجاهها مبتسما٣ نقطة بادلته الابتسامة٣ نقطة عليها أن تنهي المكالمة بسرعة٣ نقطة
, ـ حسن٣ نقطة أعطيك العنوان٣ نقطة
, وقف مأمون ينتظرها ريثما أملت عنوان المستشفى على عمر. ثم أنهت المكالمة بسرعة٣ نقطة
, ـ تبدين مرهقة٣ نقطة
, لم تنم ليلة البارحة تقريبا٣ نقطة بضع ساعات بعد **** الفجر. بالكاد أراحت جسدها، قبل أن تستيقظ مجددا لتستقبل يوما جديدا، **** وحده يعلم كيف سينتهي! أجابت في لامبالاة :
, ـ بعض الأرق فقط٣ نقطة
, هز رأسه متفهما
, ـ إن احتجت إلى أي شيء، اتصلي بي على الفور٣ نقطة لا تنسي ذلك!
, ودعته بابتسامة امتنان و دخلت على والدها. لم يثر معها الموضوع من جديد٣ نقطة يمنحها الفرصة حتى تفكر بروية٣ نقطة ستقتنع بمفردها، هذا مؤكد٣ نقطة هكذا كان يفكر٣ نقطة أما هي فقد كانت تتطلع إلى هاتفها باستمرار في توتر ملحوظ٣ نقطة بعد نصف ساعة تقريبا، رن هاتفها من جديد٣ نقطة خرجت على الفور بعد أن استأذنت من والدها
, ـ أنتظرك في مقهى المستشفى٣ نقطة
, ذهبت إليه في خطوات متعثرة، تكاد دموعها تتساقط على خديها من ألمها. ماذا ستقول له؟
, رأته يقف مستندا على طاولة المشرب الدائرية، و قد ولى ظهره للمدخل، بقامته الفارعة و منكبيه العريضين، يرشف قهوته في سكينة٣ نقطة وجوده يطغى على كل شيء في المكان٣ نقطة إنه هو، فارسها٣ نقطة
, أخذت نفسا عميقا و تقدمت في اتجاهه٣ نقطة أحس بوقع خطواتها فالتفت إليها مبتسما٣ نقطة دون أن تشعر، ارتسمت ابتسامة عذبة على شفتيها استجابة إلى نداء التفاؤل الذي نطقت به ملامحه المنشرحة٣ نقطة
, ـ ليلى٣ نقطة كيف حالك٣ نقطة
, لم تكن قد رأته منذ ذاك اليوم٣ نقطة حين عبر للمرة الأولى عن رغبته في الارتباط بها٣ نقطة وها هو اللقاء يتكرر٣ نقطة في مكان غير ذاك المكان٣ نقطة و ظروف غير تلك الظروف٣ نقطة
,
, الحمد لله على كل حال٣ نقطة
, قالت ذلك و هي تتنهد٣ نقطة آه لو تعلم يا عمر كم يحمل هذا القلب الصغير من العذاب٣ نقطة لا يمكنها أن تسترسل في الحديث و تفضي إليه بمكنونات صدرها٣ نقطة
, ـ إذن والدك في المستشفى؟ عسى أن يكون بخير٣ نقطة
, هزت رأسها نافية، و سالت العبرات على وجنتيها في هدوء. قالت بصوت تخالطه الغصة :
, ـ أبي مريض٣ نقطة مريض جدا٣ نقطة
, أخذ يدعك جبينه بأصابعه في توتر. لم يكن يتوقع أن يجدها في مثل هذه الحال. ربما لم يكن الوقت مناسبا٣ نقطة هل استعجل المجيء؟ نظر إليها في عطف، و قال مترفقا :
, شفاه الله٣ نقطة أنا آسف حقا٣ نقطة يبدو أن توقيتي ليس مناسبا٣ نقطة لكنني أريد أن أكون إلى جانبكم في هذه الظروف٣ نقطة
, أضافت موضحة، لعله يفهم٣ نقطة أي توقيت آخر قد يعني فوات الأوان!
, ـ إنه يموت يا عمر! أصابه المرض الخبيث في رئتيه!
,
, نزل الخبر كالصاعقة عليه٣ نقطة ما الذي يمكنه أن يفعله من أجلها؟
, ـ أنا آسف حقا٣ نقطة
, بماذا يفيدها أسفك؟ كان مرتبكا، لا يجد الكلمات المناسبة ليخفف عنها٣ نقطة و هل هناك ما يخفف عنها في هذه الحال؟ فجأة رآها تترنح، تكاد تفقد توازنها٣ نقطة هب بسرعة ليدني منها المقعد القريب٣ نقطة ألقت بنفسها على المقعد في إعياء٣ نقطة لم تأكل شيئا منذ صباح الأمس، والبكاء و التفكير و السهاد٣ نقطة كل ذلك زاد من ضعفها. وقف عمر أمامها، يطالعها في قلق
, ـ ليلى أنت بخير؟
, هزت رأسها في صمت، لتطمئنه، ثم قالت بصوت هامس :
, ـ أحس ببعض الضعف٣ نقطة لم آكل جيدا٣ نقطة
, تناول على الفور فنجان القهوة الذي كان أمامه على طاولة المشرب.
, جلس على المقعد المجاور و قرب الفنجان من فمها. قال بصوت حنون :
, ـ اشربي هذا٣ نقطة القهوة الدافئة ستشعرك بتحسن٣ نقطة
, تناولت من يده الفنجان و ابتسمت في ذبول
, ـ شكرا لك٣ نقطة
,
, في تلك اللحظة حانت منها التفاتة إلى مدخل المقهى٣ نقطة تسمرت مكانها حين رأت الشخص الذي يقف عند المدخل دون أن يبدي حراكا، كأنه تمثال من الشمع. كان فراس يطالعهما بنظرة غريبة، لكنها واثقة بأن فراس الذي أمامها هو فراس المرعب الذي عرفته٣ نقطة لا يمت بصلة إلى فراس الذي ظهر للحظات في ظلمة تلك الليلة٣ نقطة
, كان فراس قد وصل إلى المستشفى منذ لحظات٣ نقطة إحساسه بواجبه تجاه السيد نجيب و معرفته الوثيقة بالطبيب المعالج جعلاه يعوده يوميا، ليطمئن على تطور حالته٣ نقطة خرج من مكتب الطبيب و هو يحس بألم شديد في رأسه. كلامه كان قاسيا و مخيفا٣ نقطة كان يفكر في ليلى و في مصيرها إن حصل مكروه لوالدها٣ نقطة أحس بحاجة إلى فنجان من القهوة، مع أنه ليس من مدمنيها٣ نقطة قدره ساقه إلى ذاك المكان، و في تلك اللحظات بالذات. ما إن خطا داخل المقهى، حتى أوقفته الصدمة في مكانه. رآها تجلس على أحد المقاعد، و شاب يجلس قبالتها، شاب آخر غير صاحب الباقة! يميل عليها و يدني فنجانه من شفتيها و هي تأخذه من يده مبتسمة! كان الموقف قاسيا٣ نقطة قاسيا جدا عليه٣ نقطة
, ليلى!! إنه لا يصدق ما تراه عيناه٣ نقطة ظننتك مختلفة٣ نقطة ظننتك طاهرة نقية٣ نقطة فتاة عفيفة، نادر وجودها في هذا الزمان! و لكن لا٣ نقطة تاه عنه أنها ابنة نجاة، و توأم حنان! مهما اختلفت المظاهر، فنفس الدم الفاسد يجري في عروقها! كان يجب يعلم أنها لا تختلف عنهن٣ نقطة كيف خدع فيها؟ كيف؟٣ علامة التعجب والدها على فراش الموت و هي تجلس إلى الرجال في المقاهي، تشرب من يد هذا، و تتلقى الورود من ذاك!
, لبث للحظات ينظر إليها في ذهول٣ نقطة لم يعد هناك أدنى شك٣ نقطة ذاك الشيء الذي في صدره، يجب أن يسكت إلى الأبد٣ نقطة إلى الأبد٣ نقطة تراجع بسرعة و غادر المكان لا يلوي على شيء٣ نقطة
, انتبهت ليلى على صوت عمر و هو يقول ثانية :
, ليلى٣ نقطة أنت على ما يرام؟
, هزت رأسها في ذهول٣ نقطة لكن عقلها سرح بعيدا٣ نقطة و عشرات من الأسئلة تتقاذفها٣ نقطة