NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

ناقد بناء

مشرف قسم التعارف
طاقم الإدارة
مشرف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
17 ديسمبر 2021
المشاركات
8,828
مستوى التفاعل
2,856
الإقامة
بلاد واسعة
نقاط
15,617
الجنس
ذكر
الدولة
كندا
توجه جنسي
أنجذب للإناث
١
إشتباك


بأحد أحياء القاهرة تحديداً "الزمالك" كان الهدوء يعم المكان لا تسمع صوت إلا صوت نسمات الهواء ، لنتقدم من البناية رقم "5" و ترهف السمع قليلاً فتجد ضجيج عالي و أصوات متداخلة ..
, لنصعد إلي الطابق الثاني و نقترب من تلك الشقة فتسمع أصوات سباب رجالية و نسائية معاً ..
, كان الشجار بين العائلتين قوياً ، الرجال يمسكون بملابس بعض و علي وشك القتال أما النساء كانوا يتسابقون في رمي السُباب و الألفاظ البذيئة ..
, بينما وسط هذا الصراخ و المناوشات إندفع جسد وسط المعركة يصرخ عالياً بهم جميعاً:
, -يا جماعة إذكروا **** إن الحياة لا تستحق كل هذا ..
, توقف الرجال عن النزاع و خيم الصمت علي الأرجاء و هم يتطلعون إلي الشاب الذي خرجت منه هذه الكلمات لينصاعوا له إحتراماً و جلسوا في أمكانهم و لما لا و هم بمكتب المأذون الشاب "سليم الوالي" ٣ نقطة
, جلس "سليم" علي مقعده و راقب بصمت نظرات الحقد المتراشقة من كلتا العائلتين فقد جاءوا لإتمام طلاق إبن العائلة المُبجلة من إبنة العائلة الكريمة ..
, إلتفت بنظراته إلي والدة كل من الطرفين و اللتان تتحديان في الملامح المشمئزة و النظرات الكارهة و التي لا تختلف كثيراً عن نظرات الزوجين ..
, ولكن ما باليد حيلة فـ عليه القيام بدور المأذون المعروف و ألا وهو القيام بإقناعهم العذوف عن هذا القرار الخاطئ ..
, تشدق "سليم" بتنهيدة قوية إليهم قوياً وقد لاحظ بنظرته الثاقبة نظرات الحزن و العتاب من الزوجة إلي زوجها:
, -يا جماعة إن أبغض الحلال عند **** الطلاق الرجاء التفكير جيداً قبل البدء في هذه الخطوة الصعبة ..
, و ما أن أتم حديثه حتي أتاه صوت أنثوي حاد و بالطبع لم يكن من العائلة الموقرة يغمغم بحدة:
, -لقد فكرنا جيداً قبل أن نأتي لا داعي لهذه الخطبة رجاءً ..
, تطلع "سليم" بعيناه الخضراويتين إلي صاحبة الصوت ليجد فتاة شابة ذات ملامح قاسية و لكنها شرقية بذات الوقت ترتدي قميص من اللون الأخضر و جيبة سوداء ضيقة تصل إلي بعد ركبتيها بقليل أسفلها جوارب سوداء شفافة و إنتعلت حذاء ذو كعب عالي فيكسب قامتها القصيرة و التي لا تتعدي 160 سم طولاً ، أما خصلاتها السوداء الناعمة فرفعتها علي هيئة ذيل حصان فـ كانت هيئتها ما هي إلا مغرية و شرسة بذات الوقت ..
, دلفت الفتاة للمكتب و إتجهت ناحية الزوجة لتقف جوارها و ليس هناك داعي للتعريف عن سيادة المحامية "ليلي علوان" ..
, ربتت "ليلي" علي كتف موكلتها بشفقة و قالت بمواساة:
, -لا تقلقي عزيزتي سأحررك من هذا البغيض فـ أمثال هؤلاء الرجال القذارة تسري بعروقهم لا يستحقون زوجات طيبات مثلك ..
,
, ربتت علي كتفها مرة أخري ثم إستدارت إلي زوج الموكلة و تبدلت ملامحها إلي الغضب و الحدة و النفور معاً قائلة بشراسة:
, -و أنتَ !٣ نقطة إسمع ستُطلقها و ستأخذ كامل حقوقها منك حتي نفقة بناتها و المسكن ستتكفل به ، و لن تقترب منها بعد ذلك فنحن نسعي للتخلص من أمثالك كي نحيا بسلام دون مشاكل ..
, إرتفع حاجبي "سليم" بدهشة من شراستها و التي استطاع استنباطها منذ اللحظة التي وطأت قدميها بها المكان و الذي لم يتوقعه أن تنصب عليه هو أيضاً بنظرات متعالية:
, -أنتَ إذهب و نادي للمأذون نود الانتهاء سريعاً من هذه المهذلة ..
, تفاجئ "سليم" من وقاحتها معه بالحديث ثم إلتفت برأسه بجميع الأنحاء ثم توقف بعيناه عليها و ارتسمت السخرية بوضوح علي قسمات وجهه مُجيباً بإستنكار:
, -هل أنتِ عمياء يا فتاة ؟! ألا ترين الجلباب و القبعة التي أرتديها و التي تنم بوضوح أنني هو المأذون ..
, إتسعت مقلتي "ليلي" بصدمة متشدقة:
, -أنتَ المأذون ..
, قالتها بصدمة ثم استجمعت رباطة جأشها و قالت بتعالي:
, -ظننتك مساعده ..
, إغتاظ "سليم" من نظرتها المتعالية و لم يرد علي تعليقها السخيف لينظر إلي والدة الفتاة قائلاً:
, -لقد إنتظرنا كثيراً يا سيدتي أين المحامية المُبجلة لقد تأخرت عن الموعد ..
, رفعت السيدة عيناها له و أشارت بسبابتها تجاه "ليلي" قائلة بذهول:
, -ألا تري يا أستاذ هذه المحامية ..
, إلتفت "سليم" إلي "ليلي" و نظر إليها مردداً بذهول:
, -أنتِ المُحامية ..
, قالها وهو ينظر إليها بدهشة ليستكمل بنفس سخريتها منه قبل لحظات يردها لها:
, -لقد ظننتك شقيقة زوجة الأستاذ ، فكل الشقيقات في هذه المواقف حربوءات يسعين وراء تخريب الزيجة حتي آخر لحظة ..
, رمقته "ليلي" بنظرات نارية ليبتسم هو عليها بتشفي فتقدمت قليلاً و قالت وهي تجز علي أسنانها بغيظ:
, -شكراً علي هذه المعلومة يا أستاذ هل باشرت بالطلاق لقد أصبح الجو خانق كثيراً ..
, لم يستمع لها "سليم" و تعمد تجاهلها للمرة الثانية وهو ينظر إلي الزوجين المقدمين علي الطلاق:
, -لا تسعيا وراء تخريب بيتكما و خصوصاً أن بينكما ***** ، فـ من الظلم أن ندعهم يتشتتون وسطكما حاولوا حل خلافاتكم بعيداً عن هذا الحل إن أبغض الحلال عند **** الطــلاق ..
, صرخت "ليلي" بتأفف من هذا البغيض:
, -لقد علمنا أن أبغض الحلال عند **** الطــلاق فلا داعي لأن تكررها ، لم نكن لنأتي هنا إلا بعدما وصلت الحياة بينهم من فشل إلي ذروتها فهل تبدأ بالطلاق و إلا نذهب إلي مأذون آخر ..
, تنهد "سليم" بإحباط بعدما يأس في إقناعهم قائلاً:
, -حسناً ..
, و بالفعل بدأ "سليم" في إجراءات الطلاق و سأل كلا الزوجين عن موافقتهما علي هذا الانفصال ليأتيه الرد بعد لحظات صمت من كليهما كان يرمي بها الآخر شريكه بنظرات معاتبة لينتهي الأمر وهو يقول بنبرة حزينة كلما واتته حالة طلاق:
, -و الآن أعلن أنكما مطلقان رسمياً ..
, و ما أن أنهي حديثه حتي إنطلقت الزغاريد من فم والدة الزوج لتنهض مقبلة إياه بينما لم يبدر منه أي رد فعل سوي أنه ترك المكان مغادراً و كاد أن يلاحظ الدموع بعينيه و تبعته والدته و أفراد عائلته ..
, إنهارت الزوجة علي المقعد باكية فلم يكن زوجها فقط بل كان حبيبها و حب عمرها الوحيد ، إقتربت "ليلي" منها قائلة بحدة و بغض من الرجال بنبرة لا تحمل سوي القليل من المواساة:
, -لا تبكين علي رجل لا يستحق ، دموعك لا تستحق النزول علي رجل خائن مثله بل عليك النهوض و إطلاق الزغاريد كما فعلت أمه الحرباءة قبل قليل ، نحن الآن في مجتمع يتساوي الرجل و المرأة فيه عليك النهوض و النسيان كما سيفعل طليقك فلم يخلق البكاء لنا وحدنا ..
, نهضت الزوجة و صاحبتها كلاً من والدتها و قريباتها لاحقتهم نظرات "ليلي" و التي كادت أن تخرج حتي إستوقفها صوت "سليم" يغمغم بإستحقار:
, -يا لكي من قاسية ، الفتاة تنتظر كلمة مواساة في هذه اللحظة و أنتِ ترشقين بصدرها كلماتك القاسية يا لكِ من جاحدة ..
, إستدرات "ليلي" لتصبح قبالته وقد خلي المكان إلا من كليهما قائلة ببرود:
, -لا تتدخل فيما لا يعنيك لا ينقصني سوي أنتَ لتنصح المحامية ليلي علوان ..
, حرك رأسه نافياً بذهول و قال بنفور شديد من عجرفتها:
, -صدقاً أتمني ألا تلتقي دروبنا يوماً ..
, إبتسمت "ليلي" بسخرية وهي تقول:
, -نفس الشعور المُتبادل يا أستاذ فأنا أبغض علي قلبي رؤية الرجال أمثالك ..
, ختمت حديثها و إستدارت مغادرة المكتب تحت نظرات "سليم" المذبهلة من وقاحة هذه الفتاة التي لم يقابل مثلها قبل ، و ستظل حالة الطلاق هذه الأدهش بالنسبة له خصوصاً أنها إرتبط بإسم فتاة واحدة جمعه القدر بها صدفة
, "ليلي علــوان" ٤ نقطة
, ٢٣ تعداد نقطي
, حل المساء و توارت الشمس بالسماء ليحل مكانها رداء الليل الكحيل المرصعة النجوم اللامعة يُزينها قرص القمر المُستدير ..
, دلف "سليم الوالي" إلي منزله و الذي يعيش فيه رفقة والده ووالدته ، أغلق الباب وراءه و ألقي بمفاتيحه علي الطاولة جوار الباب متنهداً بضيق ..
, سيطر الوجوم علي قسمات وجهه الوسيم بدلاً من الإبتسامة المُشرقة التي يتسم بها ، فـ بعد الصدفة التي جمعته للقاء بالمحامية المُتغطرسة وهو علي هذا الحال و لم يتبدد حنقه و غيظه منها حتي مع الُعملاء لديه لتسيطر الكآبة علي يومه ..
, أفاق من شروده علي صوت والدته السيدة "سُمية" وهي تخرج من المطبخ تمسك في يدها مغرفة الطعام ليُشرق وجهها بإبتسامة واسعة له قائلة:
, -سليم حبيبي أنتَ عدت خمس دقائق و سيصبح الطعام جاهز إذهب و بدل ملابسك ريثما أجهز الطعام علي الطاولة ..
, إرتسمت بسمة شاحبة علي وجه "سليم" وهو يجيب والدته:
, -ليس لدي شهية يا أمي تناولي أنتِ و أبي بدوني بالصحة و العافية ..
, عبست ملامح والدته "سمية" بشدة و قالت بإنزعاج:
, -ماذا تهزي يا ولد ستتناول معنا الطعام غصباً عنك ، ألا يكفي أنني أقف بالساعات في المطبخ لأعد لكما وجبة عشاء أشبه بالوليمة لتأتي أنتَ و ترفض الأكل لو كنت تزوجت لكانت زوجتك تساعدني الآن ، من هم في مثل سنك أبناءهم يذهبون إلي روضة الأطفال ..
, أغمض "سليم" عيناه بتعب من مرشح والدته اليومي و التي بات كالقصيدة التي تمطر علي مسامعه ليفتح عيناه الخضراويتين و نظر لوالدته مغمغماً:
, -لقد أخبرتك يا أمي أنني لن أتزوج إلا حينما أجد الفتاة التي يألفها قلبي ..
, مصمصت والدته شفتيها بعدم رضا قائلة:
, -ومتي سيحدث هذا ؟! حينما يغزو الشيب رأسك أنت علي مشارف منتصف الثلاثين عاماً ولم تتزوج أترغب في لقب "الأربعيني الأعزب" صحيح ..
, تقدم "سليم" من والدته و أمسك يدها يطبع عليها قبلة رقيقة قائلاً:
, -ألا يكفيك أخي نادر لقد تزوج و لديه ولدين ألا يُشبعان غريزة الجدة بداخلك ..
, تلألأت أعين والدته بدموع و أمسكت بيده ولم تدعها تفلت منها ثم أردفت بتوسل:
, -أرح قلبي يا سَليم أود أن أري أطفالك يا بني قبل أن تذهب روحي إلي خالقها لم يعد في العمر الكثير للصبر بني ..
, سكن الألم مقلتي "سَليم" ليهمس لوالدته بحب:
, -كفاك هذا الكلام يا أمي ليطول عمرك إن شاء **** و قرار الزواج هذا يخصني و لن أقدم عليه إلا حينما أجد الفتاة المناسبة لي ..
, تمسكت بنظراته المحبة لها لتستغل الفرصة قائلة:
, -وكيف ستجدها و أنتَ بعيد عن جنس بنات حواء ، لقد وجدت لك عروس مناسبة و بالتأكيد ستعجبك أدب و أخلاق و حياء و متعلمة أيضاً لن يرفضك أهلها ، قابلها لعلها المُراد يا سَليم ..
, نظر "سَليم" إلي عيناي والدته مباشرة و زفر بقوة ليقول:
, -ولكني أنا من سيرفض يا أمي لقد وضعت مبادئي في الحياة و لن تتغير مهما حدث ..
, إنزعجت والدته "سمية" مما قاله فصرخت بعصبية:
, -أنت من سترفض هاه !! لقد كنت أدعو **** أن يوافقوا عليك فمن سيزوج إبنته لمأذون أي وظيفة هذه ، لا أعلم لماذا لم تصبح مستشاراً كوالدك أو وكيل نيابة كأخيك أو لواء كـ خالك عزت لم تسير علي نهج العائلة يا سليم كنت كالتفاحة الخاطئة بقفص الطماطم ..
, عض باطن شفتيه بغيظ مما قالته ليردف بحدة طفيفة:
, -و ما به المأذون ؟! هل يأكل البني آدمين إنه بشر كـ بقية البشر يعمل و يكد ليجلب النقود ، دراستي الأزهرية هي من جعلت حلمي أن أصبح مأذون يكون السبب في زواج الكثيرين و طلاق القلة ألا يعلمك هذا الصبر في إنتقاء شريك الحياة ..
, مصمصت شفتيها بإعتراض لترتفع جانب شفتها العلوية قائلة بإستهجان:
, -و يا ليتك تتزوج و تريح قلبي عليك ، بل تُزوج الناس و لا تتزوج أي ابن عاق أنتَ لن يرتاح قلبي و يصفو لك إن لم تقابل العروس التي اخترتها لك يا سليم يا إبن أكرم الوالي ..
, و علي ذكر إسم "الوالي" صدح صوت الأب الذي استيقظ من النوم للتو يفرك عينيه كالطفل الصغير وهو يسأل بحنق:
, -ما هذه الضجة ماذا يحدث في المنزل يا سمية ..
, ردت "سمية" بضيق وهي تلتفت لتعود أدراجها للمطبخ:
, -إدع ابنك يرد عليك فأنا أكاد أصاب بالشلل منكما يوماً ما ، يارب صبرني علي هذه المصيبة التي ابتليتني بها ..
, رحلت الأم ليتبقي الأب و ابنه بالصالة وحدهما ، طرد "أكرم" النعاس بعيداً عن جفنيه و تطلع إلي ابنه متسائلاً:
, -ماذا فعلت يا سَليم لتغضب منك أُمك علي حد علمي أنك ابنها المتربع علي قلبها ..
, رد "سَليم" بإقتضاب:
, -بل إنه موشح كل يوم عن زواج سَليم و الإلقاء به داخل المصيدة مع أنثي تمتلك تاء مربوطة ..
, ربت والده علي كتفه بمواساة و قال بهدوء:
, -لا عليك فأنا إلي جوارك دائماً و لكن ٣ نقطة
, استدار "سَليم" بوجهه إلي والده منتظراً سماع الباقي و الذي يبدو أنه لن يعجبه فإستأنف الأب بخفوت:
, -لن أستطيع الصمود طويلاً فأنت تعلم والدتك ما أن تضع شيئاً برأسها لن تسكت حتي تنفذه ، عليك الإسراع و إيجاد الفتاة المناسبة و إلا سيقع الفأر في المصيدة ٣ نقطة
, مط "سليم" شفته السفلية بعبوس ثم أردف بحنق:
, -لماذا تفكرني دائماً بطبع والدتي و الذي أحفظه عن ظهر قلب ..
, أجاب "أكرم" بهدوء:
, -كي لا تنسي أنك محاصر من والدتك و العروسات التي تجلبها لك من كل مكان ، أكاد أشك أنها تخاوي جن يجلب لها كل تلك الفتيات ..
, إبتسم "سَليم" علي ما قاله والده و قال:
, -حسناً يا أبي سأذهب لأنام قليلاً فأنا متعب للغاية اليوم من العمل ..
, إتسعت أعين الأب بصدمة يزمجر بحدة:
, -أي نوم هذا يا سليم ستذهب لتستحم و تبدل ملابسك ريثما أعد طاولة الشطرنج لنُكمل الدور المتبقي و هذه المرة سأغلبك يا سليم ..
, إستدار "سَليم" مولياً إياه ظهره و قال:
, -بأحلامك يا أبي فـ سليم الوالي لا مكان للهزيمة بقاموسه الربح فقط يا أبي الربح فقط ٣ نقطة!!
, ٢١ تعداد نقطي
, بأحد الأحياء البسيطة و التي يعيش فيها أصحاب الطبقة المتوسطة بعيداً عن العشوائيات ..
, صفت "ليلي" سيارتها السوداء الصغيرة أمام البناية ، ترجلت منها وهي تحمل في بيدها عدة حقائب ثم أغلقت الباب و دلفت إلي البناية ليُقابلها البواب ذو الجلباب البني و الشارب الكث و الجسد السمين ..
, رمقته "ليلي" بنظرة إحتقارية خصيصاً البطن الكبير "الكِرش" ليرتسم الاشمئزاز علي وجهها خاصة كلما رأت رجل ٣ نقطة
, صعدت إلي الطابق الثالث حيثُ تسكن مع والدتها و شقيقتها الصغري "ميادة" ، دلفت إلي المنزل و أغلقت الباب وراءها ..
, نادت "ليلي" بعلو صوتها وهي تتجه إلي السفرة تضع عليها الحقائب:
, -ماما ميادة أين أنتما إحضروا بسرعة ..
, خرجت والدتها "فاطمة" من غرفتها ترتدي إسدال الصلاة مُجيبة:
, -نعم يا ليلي ..
, عبست "ليلي" بحاجبيها قليلاً من حدة والدتها ثم سألت بهدوء:
, -أين ميادة يا أمي ناديتها ولم تأتي ..
, ردت "والدتها" بنبرة مقتضبة:
, -ميادة بغرفتها و لن تخرج بعدما أحزنتها اليوم بكلامك القاسي يا ليلي ..
, صمتت "والدتها" قليلاً ثم أضافت:
, -أنتِ دبش يا فتاة تُلقين الكلمة بكل قسوة ولا تعتذري ..
, لم تُبدي "ليلي" أي تأثر بما قالته والدتها فـ هذه حقيقة لا يُمكن إنكارها و أنها دَبش كما قالت ، لتهتف بتفكير:
, -أتتحداني تلك الفتاة لنري إذاً من سيفوز ..
, إتجهت إلي غرفة شقيقتها الصغري "ميادة" و أمسكت مقبض الباب فوجدته مُغلق لتطرق الباب بقوة قائلة بحدة سافرة:
, -إخرجي يا ميادة و إعقلي و إلا أقسم ب**** لن تذهبي إلي أي مكان بعد الآن إلا للجامعة فقط ..
, قالت آخر كلماتها بتهديد صريح ، ثم عادت لوالدتها التي طالعتها بحاجب مرفوع و قالت:
, -رفقاً بالفتاة يا ليلي ..
, مطت "ليلي" شفتها السُفلية بعدم رضا لتقول:
, -لقد دللناها كثيراً يا أمي و بعمرها هذا الدلال يُفسدها ، رجاءً يا أمي اتركيني أربيها كي تتحمل المسئولية فيما بعد ..
, سألتها "والدتها" بنبرة حادة إمتزجت بالحزن:
, -و أنتِ متي ستتحملين المسئولية يا ليلي إلي أن يشيب رأسك و تقع أسنانك و ينحني ظهرك و أنتِ لوحدك بدون من يساندك ..
, تغضنت قسمات وجه "ليلي" بالضيق و الغضب فـ "والدتها" لا تكل و لا تمل من تكرار مطلبها تجاه الزواج لتُردف بعصبية:
, -لقد تحملت المسئولية منذ أن كان عمري اربعة عشر عاماً حينما تركنا أبي و سافر للخارج للعمل ليبعث لك بعد شهرين ورقة طلاقك و تركك تتحملين مسئولية خمسة فتيات وحدك ليتزوج بشابة تنجب له الولد كما يتمني ، لذلك أفضل البقاء وحدي طوال عمري و ألا اتزوج برجل مُخادع ..
, تنهدت "والدتها" بحزن و قالت محاولة إثنائها عن رأيها:
, -ليس كل الرجال كـ أبيك ليلي ، جدتك سامحها **** هي من قست قلبه عليكن ..
, إبتسمت بسخرية و لكن بداخلها براكين تشتعل ألماً كلما تذكرت والدها فقالت بحقد دفين:
, -و هل نسيت حينما زوج أختي غادة وهي قاصر بعمر الخامسة عشر ألا تتذكري دموعها ..
, أبت "والدتها" الاستسلام لكلامها لتغمغم بهدوء مُتعقل:
, -وها هي الآن سعيدة رفقة زوجها الذي يُحبها كثيراً ، و زواج ريهام مستقر أيضاً حتي هدير الأصغر منك تزوجت و إستقرت بحياتها أنتِ من تجعلين تجربتي مع أبيك عقبة بحياتك ..
, وقفت "ليلي" بشموخ و نظرت بعلسياتها التي لمعت بالقوة إلي عيناي والدتها قائلة بثقة:
, -إنظري يا أُمي حينما ابتعدت عن امور الحب و الزواج و إلتفت إلي مستقبلي كيف صرت ، لقد أصبحت المُحامية ليلي علوان صاحبة مكتب المحاماة ..
, أشهرت والدتها "فاطمة" سبابتها و تلون وجهها بإحمرار الغضب و صاحت بها غاضبة:
, -بل أنتِ ليلي هاشم فاروق علوان لا تنسي هذا يا ليلي ستظلين طوال عمرك ابنة هاشم علوان فهمتِ ..
, أدمعت "ليلي" و سكن الألم بعيناها العسلية و صاحت برفض:
, -لستُ إبنة ذلك الرجل مثلما تخلي عنا بالماضي سيبقي خارج حياتنا للأبد ..
, كادت "والدتها" أن تندفع بالكلام و لكنها توقفت عن الحديث حينما شاهدت "ميادة" ذات الثمانية عشر تقف أمام الباب تراقب حديثهما فإبتسمت رغماً عنها قائلة:
, -ميادة حبيبة أُمك تعالي ..
, أولتها "ليلي" ظهرها بسرعة تُكفكف دموعها بيدها فقد إعتادت الظهور بمظهر الفتاة القوية ، إستدارت لتنظر إلي شقيقتها الخائفة فقالت بنبرة رقيقة:
, -تعالي يا ميادة ..
, إقتربت "ميادة" منهما وهي تجوب بعينيها والدتها و شقيقتها لتقف أمام "ليلي" قائلة بصوت مُرتجف:
, -ليلي إسمعيني حسناً لقد غيرت رأيي و لا أريد الذهاب إلي تلك الحفلة و لن أذهب إلي أي مكان فلا تغضبي مني أرجوك ..
, تقدمت منها "ليلي" بإبتسامة هادئة و أحاطت بذراعها كتف "ميادة" تجذبها إلي الطاولة قائلة بمرح زائف:
, -لا تكوني درامية يا فتاة أنت تعلمين أنني لا أفعل شئ مجرد كلام فقط !!
, زفرت "ميادة" قائلة:
, -لا ترين نفسك يا ليلي و أنتِ تصرخين تبدين كالوحش الذي سينقض علي فريسته في الحال ..
, شهقت "ليلي' بصدمة و إتسعت مقلتيها قائلة:
, -ألتلك الدرجة أبدو مُرعبة؟!
, أومأت" ميادة"مُعقبة:
, -نعم ..
, ضحكت "ليلي" بصخب و قرصتها من وجنتها بمشاغبة تغمغم بمرح:
, -أنتِ بالذات لا تخافي مني فـ أنتِ لستي شقيقتي يا حمقاء بل إبنتي التي لم أُنجبها ..
, تلألأت عيناي "ميادة" بمحبة تنظر إلي شقيقتها الكبري و التي تحاول دائماً تعويضها عن غياب أبيها بشتي الطرق لذلك تحترمها و تجعل من كلمتها سيف علي رقبتها ٣ نقطة
, أخرجت "ليلي" فستان وردي اللون من خامة الحرير فإنبهرت "ميادة" به لتقول "ليلي":
, -إنظري ماذا جلبت لك لتعلمي كم أنا قلبي طيب ..
, كادت مقلتي" ميادة" تخرج من محجريها تنظر إلي الفستان بيد شقيقتها و الذي يبدو غالي الثمن لتتطلع إليها بإمتنان قائلة:
, -ذوقك رائع يا ليلي ولكنه يبدو غالي السعر كثيراً ..
, ناولتها "ليلي" الفستان لتأخذه منها شقيقتها ثم قالت:
, -الغالي يرخص لك يا ميادة ليس عندي أغلي منك في الحياة ..
, إلتقطت "ميادة" الفستان بيد ترتجف و أعين تلتمع وكأنه لؤلؤ ثمين تخشي أن ينكسر قائلة بلهفة:
, -هل وافقتي علي ذهابي إلي حفلة تامر عاشور الجديدة ..
, أجابت "ليلي" بإقتضاب لتُثبت أنها دبش حقاً:
, -لا !! صديقاتك مائعات إنما أنتِ لا ، ستذهبين به رفقة أمي إلي حفل زفاف شقيقة زوج أختك هدير ..
, فغر فاه "ميادة" بصدمة و كادت تعترض لتقاطعها "ليلي" بحدة غير قابلة للنقاش:
, -هذا آخر كلام لدي إن لم يعجبك فلن تذهبي لأي حفلات ٣ نقطة
, ذمت "ميادة" شفتيها بإعتراض بينما تسائلت "والدتهما" بلهفة:
, -هل ستأتين معنا ؟!
, ردت "ليلي" ببرود أعصاب:
, -لا فما أكره علي قلبي سوي حفلات الزفاف أشعر و أني سأصاب بجلطة إذا حضرت ..
, نطقت "ميادة" ووالدتها "فاطمة" معاً:
, -ستحضرين !!
, صاحت "ليلي" بعناد:
, -قُلت لا يعني لا ، لن أحضر أي زفاف ولو علي جثتي ٣ نقطة
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih، Mego 7 و ☠️ B̷A̷D̷ M̷A̷N̷ ☠️
٢
عصيان


-بارك **** لكُما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير ..
, نطق المأذون "سليم الوالي" بهذه العبارة عُقب إنتهاء عقد قران العروسين لتتهلل أسارير الجميع و إنهالت المُباركات علي العروسين و التي طالته أيضاً كونه المأذون الشاب و الوسيم ..
, إستطاع قراءة نظرات الإعجاب الواضحة بأعين الفتيات و صديقات العروس و من العروس أيضاً ..
, وضع دفتره بداخل الحقيبة الجلدية و إعتدل واقفاً يفرك يديه ببعضهما متمتماً بهمس داخله و فرحة قوية:
, -الفقرة المُفضلة لدي و الأحب لقلبي بعد عقد القران ، وهي البوفيه ..
, أوقف "سليم" أحد المدعوين و سأله عن مكان البوفيه ليدُله الرجل علي المكان فـ إتجه نحوهه بخطي سريعة كمن يتسابق مع الرياح للوصول إليه ..
, تخشب جسد "سليم" مكانه و إتسعت مَقلتيه الخضراء بصدمة ممزوجة بالبُكاء هامساً:
, -هل تأخرت كثيراً كي ينقض المدعوين علي الطعام ، إنها بضعة ثواني ليس إلا ، أنتَ إترك قطعة الحلوي هذه يا إلهي الدجاج سيفترسونه ، لا لا لا قطعة اللحم المشوي هذه قطعة من روحي ٣ نقطة
, ظل واقفاً مكانه يتحسر علي الطعام الذي إنقض عليه المدعوين و بدأ ينفذ ليشعر مع كل صنف مفضل لديه و بدأ ينفذ أن هناك من يرشق خنجراً بصدره ٣ نقطة
, إنفض الجمع من حول مائدة الطعام ليتقدم "سليم" منها بخضراويتين شبه باكية و إلتقط طبق فارغ ثم وقف أمام الطاولة يتطلع إلي الأواني الفارغة و الأخري التي تبقي فيها القليل لتقع عيناه علي ملاذه فقال بتنهيدة حزينة:
, -حسناً لم يتبقي لي سواك يا غالية يبدو أنه النصيب الذي جمعنا ..
, أمسك بقطعة الدجاج الوحيدة المُتبقية ليضعها بطبقه مبتسماً بإنتصار لتتبدد ابتسامته الواسعة وهي يستمع إلي صوت أنثوي من خلفه يقول:
, -عفواً يا أستاذ هذه لي ..
, إتسعت عيناي "سليم" و شحب وجهه مذهولاً يشعر أنه علي وشك البُكاء فتطلع إلي قطعة الدجاج التي علي وشك التضحية بها و ليس من النُبل تكذيب الفتاة فإستدار قائلاً بصوت رخيم:
, -حسناً يا آنسة تفضلي إنها لكِ ، أنتِ ٣ علامة التعجب
, ما كاد أن يُكمل حديثه حتي إكتشف أن الفتاة لم تكن سواها "ليلي" تلك المُحامية التي قابلها أمس و شعر بالضيق و النفور تجاهها ..
, لم تكن حالته تختلف عن "ليلي" المصدومة من رؤيته بهذه السرعة بعدما تمني كلاً منهما ألا تتقاطع دوربهما يوماً ما ..
, هتفت بذهول:
, -أنتَ ، ماذا تفعل هنا ؟!
, إبتسم لها بسخرية و رمقها من رأسها حتي أخمض قدميها:
,
, -جئت لأخذ حمام شمس بهذه القاعة ، إعقلي الكلام يا فتاة لم يمر سوي يوم علي مقابلتنا حتي تنسين أنني مأذون و هنا لأقوم بوظيفتي ..
, صمت لثواني و سألها:
, -و أنتِ ؟!
, كتفت ذراعيها أسفل صدرها رافعة رأسها بشموخ لتقول:
, -ما شأنك أنتِ لما تسأل عن ما لا يخصك ..
, إغتاظ "سليم" من ردها المستفز مثلها فـ قال بسخرية متعمداً من الإبطاء من تفحصه لها:
, -أكاد أجزم أنك بفستانك الأسود هذا أتيتي لتخريب الزيجة أو وراءك موعد لحضور إحدي الجنازات ، الفرح لا يُلائم الحيزبونات مثلك ..
, عضت "ليلي" بأسنانها شفتيها حتي كادت تسحقها قائلة بحدة:
, -بل أنا قريبة العروس فـ شقيقتي تكون زوجة أخيها يا بغيض لذلك أنا من أصحاب المكان ..
, رفع حاجبه بإستهانة و قال:
, -لاء واضح أنكِ صاحبة مكان حتي تأتين بكل برود تُطالبين أخذ الطعام مني ٣ نقطة
, ردت مدافعة كمن يدافع عن حقه بقضية كبيرة:
, -إنها حقي أنا فلقد إنشغلت قليلاً بالحديث في الهاتف لأعود و أجدك تسرقها ٣ نقطة
, هتف بضيق منها لوقاحتها:
, -أنا لم أسرق شيئاً منك لقد وجدتها أولاً إذاً فـ هي من حقي أنا ..
, قبضت "ليلي" بيدها علي الطبق المُمسك به قائلة بقوة:
, -بل حقي أنا ٣ نقطة
, شدد "سليم" من إمساكه الطبق قائلاً بعناد:
, -هذا طبقي و قطعة الدجاجة حقي أنا ..
, صاحت بقوة:
, -بل حقي أنا ..
, ليصيح بعناد مماثل:
, -لا أنا ..
, و أثناء إنشغال الاثنين بالصراخ و الجدال أتي *** يبلغ من العمر تسعة أعوام مُمتلئ الجسد و إلتقط قطعة الدجاجة قائلاً:
, -عذراً يا عمي و يا عمتي أنا *** و جائع إذاً قطعة الدجاجة من حقي أنا شكراً لكما ٣ نقطة
, ابتعد الطفل ركضاً بعدما استولي علي قطعة الدجاجة تحت نظرات الاثنين المصدومة ٣ نقطة
, تركت "ليلي" الطبق و طالعت أثر الطفل بحسرة مدمدمة بغضب:
, -أنا المُخطئة لأنني أتيت و استمعت إلي أمي و ميادة ، لم أكن أريد الحضور و مشاهدة جريمة زفاف أخري و لكن ما باليد حيلة ، حتي الشئ الوحيد الذي يهون علي ما يحدث و يصبرني
, أخذه الطفل و هرب..
, -أجُننت يا فتاة ؟!
, أخرجها "سليم" من غمرة جلد الذات لتلتفت إليه بنظرات حاقدة مُشتعلة و قالت بغلظة:
, -الحق ليس عليه بل عليا ، أنا من وقفت و قللت من قيمة نفسي حينما وقفت أتحدث مع أحمق مثلك ..
, قلب عيناه بملل ثم قال بإستهزاء:
, -إذاً قولي لنفسك فأنا هنا ضيف و عليكم إكرام تتضيفي ليس الصراخ في وجههي لأخذ طعامي ٣ نقطة
, إبتسمت بسخرية و قالت:
, -و لم يأخذها أياً منا فـ قد ربح بها ذلك الطفل الثمين ..
, ثم رفعت يدها للسماء داعية:
, -منك لله يا ابن ٣ نقطة
, توقفت عن إكمال حديثها و إستدارت له متسائلة:
, -ما إسم أُمك يا هذا ؟!
, رد عليها بفظاظة يدس يده بجيب سراوله:
, -بالتأكيد لن أُجيبك هل أخبرك كي تدعين علي ..
, رمقته بعسلياتها المُشتعلة ببريق العناد فبادلها النظرات بهدوء و برود بذات الوقت التي تعالي صياح شقيقتها الصغري "ميادة" من مسافة قريبة:
, -ليلي تعالي لنُسلم علي العروسان ..
, قالت "ليلي" وهي تلوح لها بيدها:
, -آتية ، إسبقيني أنت .
, ليلي ٣ علامة التعجب
, إذاً هذا إسمها ، كان وقع الاسم علي قلبه مُختلفاً ، هل لأنه علم إسمها ؟! أم أن تأثير إسمها كتأثيرها اللامع علي كُل من يراها ..
, أفاق من صمته و رمقها بإنتشاء غريب مُغمغماً بتهكم:
, -إسمك ليلي ؟؟
, إنفرجت شفتاه بضحكات عالية قائلاً بينها:
, -لم أتوقع أن إسمك ليلي ، لا يليق بك بتاتاً ، ظننت اسمك حرباءة او سحلية يليق بك كثيراً ..
, أشهرت سبابتها بوجهه و رمقته بنظرة محذرة قائلة:
, -إصمت ..
, هز رأسه نافياً يبتسم لها كـ الجلف مُردفاً:
, -حسناً سأسميك قردة فأنت تشبهين القرود كثيراً ..
, سار مُبتعداً عدة خطوات ثم توقف ليستدير إليها ملوحاً بيده و قال:
, -سلام يا قردة ..
, و بعدها إستدار مغادراً لتنظر لأثره بحنق فـ لم ينل منها أحد سابقاً ليأتي هو مزعزعاً كل هذا بلحظة فـ همست بداخلها وهي تغادر:
, - أحمق ..
, أما "سليم" فكان يمشي بكل ثقة و الإبتسامة تشق قسمات وجهه فلقد نال من تلك المحامية المتعجرفة "ليلي" بكل زهو ، قابل في طريقه الطفل الذي سرق منه الطعام ممسك بالطبق الذي يحوي قطعة الدجاج ويقف أمام طفلة يبدو أنه يُغازلها من ابتسامتها الخجلة ٣ نقطة
, ارتسمت ابتسامة شريره علي فمه و تقدم من الطفل الثمين و إختطف قطعة الدجاج فجأة مغمغماً بسعادة:
, -عفواً يا صغير هذه القطعة التي سرقتها ملكاً لي ، عاد الحق لأصحابه ..
, تحرك مُبتعداً تحت أنظار الصغيرين المُنصدمة و الفاه الفاغرة ، علي عكس ما يدور برأس "سليم" الذي إبتسم بنصر فـ لا مكان للخسارة بقاموسه الربح فقط !!
, ١٩ تعداد نقطي
, جلست "ليلي" علي الطاولة بوجه مُحتقن بعدما أجبرتها والدتها علي مُباركة العروسين مثلما أجبرتها علي المجئ إلي حفل الزفاف ٣ نقطة
, بذات الوقت جلست لجوارها والدتها تتحدث مع إحدي السيدات و التي معروف عنها أنها الخاطبة "من تُوفق رأسين في الحلال" لتتأفف بضيق وهي تعلم علام يتحدثون ..
, أمسكت هاتفها تتصفحه بهدوء و تشغل عقلها بأي شئ بعيداً عن الضجيج الذي يكاد يَصُم أُذنيها و الذي يضاهي ضجيج رَأسها في التفكير بـ قَضاياها ٣ نقطة
, أتت "ميادة" و جلست بجَوارها تلهث بقوة ووجها يغمره حُبيبات العرق ناهيك عن إحمراره القاني من شدة التعب ..
, قالت "ميادة" ضاحكة بخفوت:
, -لم أعد قادرة علي إلتقاط أنفاسي ، أكاد أموت ..
, لوت "ليلي" شفتيها و رمقتها بنظرة مُتبرمة ثم قالت:
, -بالتأكيد ستموتين و أنتِ تقفين لـ هز خصرك هكذا مثل الفتيات المائعات ، لا أعلم كيف سَمحتُ لك بالقيام بهذا ٣ نقطة
, جعدت "ميادة" حاجبيها و كاد أن يلتصقا ببعضهما مُتسائلة:
, -ألستِ فتاة مثلنا يا ليلي أم أنكِ ..
, وَأدت كلماتها علي طرف شفتيها و صمَتت ضاحكة حينما رَمتها بنظرة حادة هائجة تَعقبها قائلة:
, -ميادة إحترمي نفسك أنا أُختك الكبيرة ..
, أومأت لها برأسها تضع يدها علي فَمها كعلامة للسكوت لكنها أزالتها قائلة:
, -حسناً كُنت أَمزح معك قليلاً .
, هدأت نظرات "ليلي" لتسطرد "ميادة" مُغمغمة:
, -إنظري أُمنا تجلس مع الخالة مُحسنة أقسم لك أنهما يتحدثان عنك و عن عريس جديد لكِ ..
, مصمصت "ليلي" شفتيها بإمتعاض و عاودت النظر إلي شاشة الهاتف مُتشدقة ببرود:
, -أعلم يا ميادة و سيصلها نفس الجواب مثل كل مرة لا يعني لا ..
, حل الصّمت علي الشقيقتين قبل أن تقطعه "ميادة" بهرجلتها فَجأة:
, -ليلي !! هل تعرفين ذلك المأذون الوسيم لقد رأيتك تقفين معه قبل قليل ..
, توقفت "ليلي" فجأة و ثُبتت عيناها علي نقطة بعيدة تتذكر ذلك الوجه القَبيح لذلك المأذون السَمج المُستفز لتَرد عليها بإقتضاب:
, -مجرد معرفة سطحية تقابلنا أمس فقد كان المأذون الذي طَلق موكلتي من زوجها و إلتقينا الآن مُجرد صدفة ليس إلا ..
, لمَعت عيناي "ميادة" بـ وَهج حالمي تتطلع إلي شقيقتها ثم أسندت وجهها علي راحة يدها المُستندة علي الطاولة و لم تتزَحزح عيناها عنها قائلة:
, -يُقال أن كَثرة الصُدف بين إثنين تكون بداية قصة حُب ، و يكونا النصيب لبعضهما ..
, إستَمعت إليَها "ليلي" بهدوء و شَردت للحظات فيما قالته شقيقتها الصُغري لقد تقابلا أمس و اليوم حَركت رأسها نافية إنها مُجرد صُدفة ليس إلا ؟! تشدقت بقوة مُجيبة:
, -توقفي عن التخريف إننا لن نتقابل مرة أخري ..
, رفضت "ميادة" التصديق لتَقول بتَصمِيم:
, -أُراهنك أنكما ستتقابلان مرة أخري أكيد ..
, رفعت "ليلي" حاجبيها مشدوهة من ذلك التصميم بعين شقيقتها و قالت:
, -بالتأكيد لا !!
, إعتدلت "ميادة" و توهجت عيناها ببوادر العناد الذي تمتاز به الشقيقتين لتُردف:
, -لو تقابلتما سأربح الرهان و حينها ستنفذين لي ما أُريده ..
, و أمام عناد شقيقتها الصُغري هتَفت بلا مُبالاة:
, -حسناً موافقة ..
, صرخت "ميادة" بفرحة فـ هذه أول مرة تستطيع خلالها إستدراج شقيقتها إلي ما تُريد ؟!..
, و شرد عقل "ليلي" عن إمكانية حدوث ما قالته شقيقتها الحَمقاء و تخيلت نفسها مكان العروس بفستان الزفاف الأبيض و ذلك البغيض الذي لا تَعلم ما إسمه حتي الآن معاً ، إشمئزت ملامحها فجأة فـ الفِكرة بحد ذاتها مُقرفة بالنسبة إليها ، فـ لازَالت تَجربة والدتها القاسية مع أبيها تحتل جزءاً من تفكيرها يَومياً و الدافع وراء دراستها بـ كُلية الحقوق لتتخرج منها و تعمل مُحامية ، شعرت حينما إنفجرت الذكريات القديمة داخل عَقلها مرة واحدة أنها علي وشك الدخَول بإحدي نوبات البُكاء و الإنهِيار الهستيري ، نَفضت تلك الأفكار السوداوية عن عقلها و أجبرته علي التفكير بـ شئٍ آخر ..
, أما والدتها "فاطمة" فـ إتَسعت عيناها بصدمة بعد ما قالته "مُحسنة" جالبة الهنا مُتشدقة بذهول:
, -ماذا مُطلق !! أتُردين إبنتي المُحامية ليلي أن تتزوج بـ رَجل سبق له الزواج مَرتين إنها حتي لم ترتبط قبله ..
, تطلعت إليها "مُحسنة" بنظرات مُزدرية و قالت بفظاظة:
, -هذا ما عندي يا فاطمة إبنتك ليست صغيرة كي تُخطب إلي شاب عازب إنها في السابعة و العشرون من عُمرها و أي تأخير سيلتصق بها
, لقب عَانس للأبد ..
, ضيقت "فاطمة" عينيها بضِيقٍ و إنفجرت بداخلها ثورة الأم الأصيلة فـ هَدرت بعَصبية:
, -ولو أصبحت بالخمسون بعمرها لن أُزوج ابنتي لـ رَجل مُطلق بل سأزوجها إلي رجل لم يتزوج من قبل ..
, قَلبت "مُحسنة" عينيها بملل و رمقتها بنظرة مُتشفية لـ تَنبُس ببُغض:
, -إذاً يا فاطمة هنيئاً لكِ و لإبنتك لقب عَانس فـ ليس هناك من يقبل بالزواج بفتاة تخطت سن الزواج ..
, نهضت "مُحسنة" و رحلت بعدما ألقَت إليها نظرة قوية شامتة بها لتكز "فاطمة" علي أسنانها و قالت بقوة و عناد:
, -بأحلامك يا مُحسنة و غداً سأُريكِ إبنة فاطمة من تزوجت ..
, وبعدها إلتفتت إلي إبنتها و نَظرت إلي "ليلي" بـ أَلم وهي علي دِراية ما أوصلها إلي هذه الحالة و ترك بداخلها عُقدة من الرجال لـ تهمس بداخلها ببوادر أمل أن القادم يحمل الخير لها يحمله لـ "ليلي" إبنتها ..
, ٢٢ تعداد نقطي
, سَطعت شمس يومٍ جديد و إنقشع رِداء الليل الكحيل ليبدأ معها يومٍ جديد حاملاً بين طياته الكثير و الكَثير من الخبايا ..
, وَقف "سَليم" أمام الخّزانة يُحاول إِنتقاء شَيئاً ليرتديه اليّوم فـ كَانت المُفاجأة أن الخزانة شبه فارغة إلا من قميص من اللون الأصفر كان المفضل لديه مُنذ عدة سنوات ليستبدله بـ آَخر ..
, إحتقن وَجهه بضيق ليدلف خارج الغرفَة صارخاً بـ إسم وَالدته:
, - أُمي ، أين القميص المُقلم بمربعات بيضاء و سوداء خاصتي ..
, ختم حديثه وهو يقف أمام والدته التي كانت تجلس أمام التلفاز تُشاهد أحد المُسلسلات الهندية التي إنقرضت مُنذ سنوات ، لم تُجيبه والدته "سُمية" بل ظلت جالسة بصمت فإستطرد بضيق أشد:
, -لأُصحح السؤال أين ملابسي التي بالخزانة إنها فارغة ..
, أجابته "سُمية" بكل برود:
, -ملابسك كانت مُتسخة لذلك غَسلتها كُلها عدا قميصك الأصفر الوحيد الذي وجدته نظيفاً فتركته لترتديه ..
, ذم شفتيه بضيق و لم يجد الرد علي ما فعلته والدته ليدلف إلي غرفته مرة أخري تحت أنظار والدته التي سرعان ما إندمجت في مُشاهدة المُسلسل بإبتسامة حالمية وهي تتطلع إلي الأبطال ليَقطعها "سليم" للمرة الثانية بصراخ أشبه بالطفل الصغير:
, -أُمي أين جواربي السوداء و البيضاء لا أجد أياً مِنهم ..
, أغمضت "سمية" عينيها بإمتعاض للحظات ثُم فَتحتهما علي وسعيهما مُجيبة إيـاه:
, -قُمت بغسلهم كانوا مُتسخين و قد تركت لك جورب نظيف علي الطاولة بغرفتك ..
, دَبدب الأرض بقدميه كالطفل ليستدير عائداً إلي غرفته ليُكمل إرتداء ملابسه و بعد عدة دقائق خرج يرتدي قميص أصفر اللون جعله شاحب كالأموات و بنطال أسود اللون الذي وجده و الجورب البرتقالي المرسوم عليه شخصيات كَرتونية ميكي ماوس ..
, وقف "سليم" أمام والدته و نظر إليها بحنق مُدمدماً:
, -ما رأيك بهيئة المأذون الموقرة بـ جوربه البرتقالي و قميصه الأصفر كـ من خرج من مزرعة الليمون و البرتقال ..
, صمت لبُرهة ليستكمل بغَيظٍ:
, -لم تتركي لي شيئاً لأرتديه في الخزانة ..
, زفرت "سمية" بقوة و هتفت بحنق:
, -لا يستطيع أحد العيش في هذا المنزل بهدوء و لا يتركه له القليل من الخصوصية لمُشاهدة المُسلسل المفضل لديه ..
, تشنجت قسمات وجه "سليم" رافعاً حاجبه مشدوهاً ليقول بإستنكار:
, -خصوصية !! مُنذ متي وهذا المنزل العظيم يحترم الخصوصية ..
, ردت والدته بحدة:
, -مُنذ الآن و هيا إبتعد لأشُاهد الحلقة ..
, رَجع "سليم" بخَطواته للخلف يتطلع إلي والدته بفاهٍ فاغره غير مُصدقاً أن ذلك الحديث خرج للتو من فم والدته السيدة "سُمية" ..
, بذات الوقت خرج السيد "أكرم الوالي" من غرفته يعدل من ياقة قميص البدلة الأبيض يصيح عالياً:
, -سمية أعددتِ الفطور ..
, لم يُجبه أحداً ليخرج إلي صالة المنزل فوجد إبنه يقف يرمق والدته الجالسة أمام التلفاز تشاهد المسلسل الهندي بدهشة فعاود السؤال مرة أخري:
, -أين الفطور يا سُمية ؟!
, أجابت "سمية" بهدوء و لم تحيد عيناها من أمام التلفاز:
, -ليس هناك الفطور اليوم أخذته إجازة لي ..
, صُددمم "أكرم" مما قالته زوجته ليتساءل بغباء:
, -ألم تُعديه حتي الآن ؟!
, رمَقته بنظرة جانبية حادة قائلة:
, -لن أُعد أي فطور من يريد شئ فليفعله بنفسه لستُ خادمة بهذا المنزل لتلبية طلباتك أنتَ و إبنك العازب ..
, وَقف الاثنان جوار بعضهما يتطلعون إليها بصمت مُمتزج بالضيق و الحِنق ، ليتحدث "أكرم" مُعترضاً:
, -ولكن ..!
, قاطعته "سمية" بنبرة حَزم:
, -ليس هُناك و لكن لقد قُلت كلمتي و لن أتراجع عنها ، ليتزوج إبنك و يجد من تساعدني في أعمال المنزل ٣ نقطة
, مَصمص "أكرم" شفتيه و رَبت علي كتف إبنه المُنصدم مُغمغماً بشفقة:
, -ألم أُخبرك والدتك تسعي إلي تزويجك بأي طريقة مُمكنة ، كُل الأحاديث تؤدي إلي زواجك ..
, إلتفت "سليم" برأسه و نظر إلي والده بصَمت فأضاف الأب بنبرة جادة و كلمات مرحة:
, -أعلنت السيدة سُمية عصيان مدني علي نجل عائلة الوالي ..
, أبعد "سليم" يد والده و أمسك بحقيبة عمله الجلدية المُلقاة علي الأريكة مُردفاً بنفاذ صبر:
, -أنا خارج من بيت المجانين هذا قبل أن أفقد أعصابي ، الصبر يا رب ..
, خرج "سليم" من المنزل بوَجه حَانق و ضِيق يختلج جَنبات صدره فـ تصرفات والدته الصِبيانية تُثير إزعاجه كثيراً أما "أكرم" فـ إِلتفت إلي "سُمية" يتشدق بإبتسامة واسعة:
, -سمية لقد ذهب سليم لا داعي للتمثيل أعدي لنا الفطور فَـ أنا جائع للغاية ..
, ١٧ تعداد نقطي
, أوقف "سليم" السيارة علي جانب الطريق ليتَرجل منها بهدوء و إتَجه بخطي ثابتة إلي صاحب عربة "الفول و الفلافل" المشهورة بالمنطقة و التي يرتاد إليها كثير من الأوقات ..
, هتف "سليم" بصوت أجش وهو يدس يده في جيب بنطاله ليستل منه الهاتف:
, -عم راضي أريد سندوتشين فول و فلافل و لا تنسي المُخلل يا عم راضي ..
, عبث بالهاتف رَيثما ينتهي من طلبات الزبائن و الذي من الواضح أنهم من الطبقة المتوسطة المُكافحة و الكادحة ..
, صدح صوت "عم راضي" بإسمه ليلتفت له فوجده يمد له بطعامه مغمغماً:
, -تفضل يا سليم بيه طلبك ..
, أخرج "سليم" عدة وريقات نقدية و مد يده بها إليه قائلاً:
, -شكراً يا عم راضي و سَلمت يداك ..
, إلتقط منه "عم راضي" الأموال يبتسم ببشاشة و قال:
, -الشُّكر لله وحده ..
, إستقل "سليم" السيارة و وضع الطعام علي المقعد الأمامي المجاور ثم أدار المُحرك ليشتغل فـ رجع بها للخلف بذات الوقت التي توقفت به سيارة سوداء صغيرة لتصطدم السيارتان ببعضهما بقوة ..
, أطَبق علي جِفنيه بقُوة فـ هذا مَا ينقُصه بالصباح حادث سيارة ، هبط من السيارة ليقف بين السيارتين فـ وجد أن سيارته سليمة أما السيارة الأخري فتحطمت من الأمام كاملاً ..
, و قَبل أن يلتفت سَمع صوتاً مصدوماً و بدي مألوفاً بالنسبة له:
, -سيارتي الغالية ماذا فعلت بها ..
, إلتفت "سليم" بجسده و قَبل أن يُجيب إِتسْعت مَقلتيه بصدمة هامساً:
, -أنتِ ..!
, لا لا ليس مُجدداً يارب ..!
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
٣
الجورب البرتقالي


هَل لَديك القُدرة علي تَغيير القَدر ؟!.. أتَمتلك القُدرة علي مُخالفة مَا كُتب لَك ؟! بالتأكيد لا ..!!
, مَن مِنا يَملك القُدرة علي تَغيير القَدر ؟! ليسَ إلاّ أمرٌ واقِع عليك تَقبُله ..
, اللحظّة وَليدة الصُدفة هي أنّقي اللحظات التي تَحمل بين طياتِها مشاعر صَادقة نَابعة من القلب ..
, جَلست "ليلي" علي مِقعد خشبي قديم داخل وَرشة تصليح السيارات تهز ساقيها بقوة و قلق ، لم تَنفك عن التطلع بساعة يَدها لمَعرفة الوَقت و التّأكُد أنها لنْ تتأخر عن موعدّها ذاك ٣ نقطة
, بينما "سليم" فَـ كان يقف بأحد زوايا الورشة يتطلع إليها بـ صَمت ، لا زالت الصدمة تُجمده فَـ خلال ثلاثة أيام مُتتالية تجمعهما الصُدفة للقاء و آخرهم اليوم حينما إصطدمت سيارته بـ سيارتها التي تدمر الجزء الأمامي منها كـ مَن خرج من حرب سيارات طاحنة ..
, ليَشرد بعينيه الخضراء بها مُتأملاً إياها في صَمت اللسان أما العقل فَـ لم ينفك للحظة عن الحديث و التَفكير بها ..
, رَاقب بعَينيه حركاتها المُرتَبكة و جَسدها المُتحفز للإنقضاض علي الأُسطي الذي يُصلح السيارة و بين الحين و الآخر تنظر إلي سَاعة اليد و كأنّ هُناك مَوعد هام ..
, أما عيناها العَسلية ٣ نقطة!
, هُنا يقف بصمت طويلاً مُتأملاً عيناها ، بها شئ غريب لكنه ساحر ، عَسّلياتها تلتَمع بـ وَميض التمّرد ، تَشتعلان بِنار الغضب الذَّي لا ينطفأ و لم يتوقف للحظة عن إِحراق رَوحها يَتغلغلها الألم و الحزن الذي أزهق رَوحها و أبَكاها لليالي طويلة ٣ نقطة
, لـ يَكتشف "سليم" من شروده بعينيها أنّ "ليلي" إمرأة خُلقت من رَحم الألم و التجَارب القاسية ..
, أفاق من شروده علي صوتها الحازم وهي تَسأل المِيكانيكي:
, -لا زال أمَامك كثير لـ تَنتهي من إصلاحها ..
, تَوقف الأُسطي المِيكانيكي عن العمل و إلتفت إليها بوجهه المُتعب و يده السمراء المُزينة بـ الشّحم الأسود أما ملابسه فَقد تَزينب به ليُجيب:
, -سيارتك يا أُستاذة تحتاج إلي يومين كي أنتهي من تَصليحها ..
, شَهقت بصدمة قائلة:
, -ماذا يومين ؟!
, أومأ لها الأُسطي المِيكانيكي لتقول بحِقد و غضب:
, -منه لله مَن كان السبب ، سيارتي الغالية لم تذهب لميكانيكي يوماً ستَبيت ليلتان بـ وَرشة غريبة أي سوء حظ هذا ..
, نَكست رأسها بضيق علي سيارتها الغالية فقد إشترتها بالقِسط من أموالها الخاصة لتُوفر عليها عناء المواصلات العامة و تَمهيداً لمُستواها المَادي و الذي بدأ يتحسن كثيراً ..
,
, تساءلت بخَيبة أَمل:
, -هل يُمكنك أن تنتهي من تصليحها اليوم و سأُضاعف أجرك ..
, زفر الأُسطي بحنق وهو يمسح يده بقطعة قُماشة بالية و مُهترئة مُردفاً:
, -لا يا أُستاذة فـ هناك عدة سيارات تحتاج للتصليح مُنذُ عدة أيام ريثما أنتهي منها أكون إشتريت لكِ قطع غيار جديدة للسيارة بَدلاً من هذهِ ..
, دَبدبت الأرض بقدمها عدة مرات و قالت بإعتراض:
, -لَيتني ذهَبتُ بها إلي أحد الأسطوات بـ شارعنا كان قد انتهي منها الآن ..
, تَناوب "سليم" بـ الرّد للمرة الأولي بدلاً من الأُسطي بلهجة حادة طفيفة:
, -لو لففتي القاهرة بأكملها لن تجدي مثل الأُسطي عبد الرحمن ليُصلح سيارتك يداه تُلف بـ حرير ..
, وَثبت واقفة تَرمقه بتحدي قائلة:
, -و بماذا ستفيدني يداه الحريرية كل ما أريده أن تعود سيارتي كـ سَابق عهدها قبل حادث الصباح ..
, صَمتت عن الكلام لثَانية قبل أن تستكمل بضيق:
, -لو كان الأعمي الذي صدم سيارتي يري قليلاً ما كان حدث كُل هذا ..
, هَتف بها مُشدداً علي حروفه:
, -قُل لَنْ يُصِيبَنا إِلا مَا كَتب **** لَنا ..
, أطرقت رَأسها للأسفل مُتشدقة بخِفوت:
, -ونِعم ب**** ..
, أطرقت رأسها للِحظات تذكُر **** قَبل أن ترفعها تَنظر إليه في شراسة قائلة بنبرة عدوَانية:
, -لكنك لو كنت إنتبهت قليلاً ما كان حدث كل هذا و بسببك الآن سأتأخر للمَرة الأولي عن موعد يَخص عملي ..
, ذَم "سَليم" شفتيه بضيق ليقول:
, -تُشعريني بأنك ذاهبة لمُلاقاة رئيس الجُمهورية ..
, إحمر وجهها بحُمرة قانية و توهَجت عينيها التي بلون العسل فَـ دكن لونها تُغمغم بغطرسة:
, -بل الأهم بالنسبة لي ، لدي حالة طلاق طارئة لا يُمكنني التأخر عليها..
, إتَسعت عينيه يحاول إستيعاب الكلمة التي قالتها تواً ، ليتبادل النظرات مع الأُسطي المِيكانيكي "عبدالرحمن" الذي حالته لا تختلف عنه كثيراً يكبت ضحكة تكاد تنفلت منه ليلتفت يُكمل عَمله بالسيارة يضّحك دون صوت كي لا تقذفه الأستاذة المُحامية بكلمة قاسية ..
, أما "سليم" فـ تَغضن جبينه و قطب حاجبيه بدهشّة فَـ ما يعرفه أن الكلمة الأصح بالجُملة "حالة ولادة طارئة" و ليس النشاذ الذي سَمعه ليتَساءل بعدم فِهم:
, -مَا ماذا قُولتي قبل قليل ؟!
, إرتبكت "ليلي" بعدما إسِتعبت ما قالته لتتهرب بعينيها بعيداً تنظر إلي السقف و قالت:
, -قُلت لدي قضية طارئة ألم تسمع ما قُلته أم أنك أعمي و أصم أيضاً ..
, نفث الهواء من رئتيه يحاول تمالك أعصابه أمام الوقحة التي أوقعها القدر في طريقه مُغمغماً:
, -لسانك يجب قَصه فلقد أصبح أطول منكِ شخصياً ..
, لتَرُد عليه بفَظاظة:
, -لا يُهمني رأيك إحتفظ به لنفسك ..
, -وقحة ..!!
, هَمس بهذه الكلمة بداخله فَـ لم يعد يتحمل كُتلة الاستفزاز هذه طويلاً و إلا عند أقرب سيارة تمر سيُلقيها أمامها ليُريح العَالم من شرها ..
, إستدارت "ليلي" إلي الميكانيكي الذي يوليها ظهره و يعمل علي سيارة أخري غير سيارتها قائلة بلهجة آمرة مُستنفرة:
, -أُريد سيارة أجرة حالاً ..
, إلتفت لها الأُسطي "عبدالرحمن" و رد بهدوء غريب علي عصبيتها الغير مُبررة:
, -علي أول الشارع تُمر سيارات الأجرة يُمكنك إيقاف واحدة ..
, كتفت ذراعيها أسفل صدرها مُتشدقة:
, -لن أذهب إلي أي مكان ، ستذهب و تُحضر لي واحدة إلي هُنا ..
, رَمش "عبد الرحمن" بعينيه عدة مرات ليَستوعب ما قالته هذه الفتاة للتو ، لاحظ "سليم" نظرات الميكانيكي لها و أنه علي وشك رَدعها بكلمات قاسية فـ أسرع يقول:
, -يُمكنني إيصالك إلي المكان الذي تودين الذهاب إليه ..
, وَضعت يدها علي خصرها و رمقته بوجه مُكفهر و بدت تُفكر بعرضه ليُكمل بدَهاء:
, -قد تتأخرين إذا انتظرت سيارة أُجرة ، بينما أنا سيارتي موجودة ..
, تنهدت بقوة قائلة بإقتضاب:
, -حسناً ..
, ثم دنت بجزعها قليلاً تلتقط حقيبتها و خرجت من الوَرشة رافعة رأسها عالياً بكبرياء ، طالعها "سليم" بضحكة مكتومة يهمس بداخله:
, -كم تشبه الأوزة بعُنقها الطويل ..
, و قَبل أن يلحَقها إستدار إلي "عبدالرحمن" و قال مُعتذراً:
, -أعتذر منك يا عبده علي ما قامت به ٣ نقطة
, إبتسم الأسطي "عبده" و قال ببشاشة تَغمر روحه الناقية من الداخل قبل وجهه:
, -لا تعتذر مني يا سليم فأنا أُقابل الكثير من هذه النوعية بعملي و إعتدت عليهن و أعرف كيف أتعامل معها ..
, لَوح "سليم" بيده مُبتسماً إلي الصديق الوحيد الذي إكتسبه في الحياة صُدفة مُغمغماً:
, -إلي اللقاء ..
, وَدعه "عبدالرحمن" ملوحاً له بيده بينما إستدار الآخر و ذهب إلي السيارة فـ وجدها جلست علي المقعد بجوار السائق ليَستقل المِقعد الأمامي خلف المقود ثم أدار المُحرك و تحرك بالسيارة و بالمُحامية المُخضرمة "ليلي علـوان" ..
, ١٦ تعداد نقطي
, "أثناء الطريق"
, كان "سليم" يقود السيارة بالسرعة العادية و عيناه مُصوبة علي الطريق أمامه لَكن بين الحين و الآخر يختلس النظرات إلي "ليلي" فيجدها جالسة بجسد مُتحفز لأي حركة من جهته و يداها تقبضان علي الحقيبة و كأنها ستحميها منه ..
, هتفت "ليلي" فجأة بحدة قطعت بها الصمت:
, -أسرع قليلاً لو سمحت بدلاً من سرعة السُلحفاة هذه ..
, لم يُبدي "سليم" أي رَدة فعل علي ما قالته تلك الشّمطاء سوي أنه زاد من سرعة السيارة ليتسابق بِها مَع سرعة البَرق ٣ نقطة
, إنكمش جسد "ليلي" فوق المقعد فـ إن كانت سَليطة اللسان و تدعي القوة و الثَبات إلا أنها كأي فتاة تخشي المُرتفعات و القيادة بسُرعة خِشية مِن الحوادث ..
, إزدادت وَتيرة أنفاسها و تمسكت بحقيبتها بِقوة قائلة:
, -أخبرتك أن تزيد السُرعة قليلاً لا أن تجعلها بسُرعة البرق ..
, رَمقها بطرف عينيه بسُخرية و قد رَاقه الخوف الذي لمع بعَينيها مُغمغماً:
, -ألم أكن كالسُلحفاة منذ ثواني فجأة أصبحت بَرق ، كان طلبك منذ البداية لذلك لا تلوميني ..
, تَنهدت بقوة و الخوف تَملك منها لتُغمض عينيها بقوة و قالت:
, -ليتني لم أطلب منك هذا الطلب ، أخفض السُرعة لو سَمحت ، أليس لديك شقيقات بنات؟!..
, إرتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتي "سليم" وهو يَرد عليها:
, -الحقيقة ليس لدي أي شقيقات ، لا أمتلك سوي أخ واحد يُدعي نادر و سأتبرأ منه خلال يومين فـ هو لم يَجلب لي حتي الآن البلاي ستيشن الذي طلبته منه في عيد ميلادي منذ سبعة أشهر ..
, صَرخت "ليلي" بغضب و قد فاض بها الكَيل من أفعاله فـ ليس هذا الوقت الذي ستستمع فيه لقصة حياته:
, -أهذا وقت تتحدث فيه عن عيد ميلادك ! يا أَحمق سأموت من الخوف أخفض سُرعة السيارة ..
, وَجه نظرة غاضبة من عيناه الخضراء إلي عينيها العسلية ليرتجف جسدها بقوة و جاهدت كثيراً للنُطق بالكلمة التالية:
, -رجاءً ٣ نقطة!!
, خفف من سُرعة السيارة فـ زِيادة السرعة كانت مُزحة منه ليس إلا ؟! ٣ نقطة ، تنفست الصّعداء و مرت بضعة دقائق استجمعت فيها رُباطة جأشها لتنظر له بحنق قبل أن ترفع يديها قائلة بقصد:
, -منك لله يا يا ٣ نقطة
, و لم تَجد ما تقوله فـ هي للآن تجهل إسمه رغم لقاءاتهم السّابقة ، فلم تدع بحساباتها لقاءه من جديد لذلك لم تهتم ، حاولت تذكر اسمه فقد أخبرتها به موكلتها ذات مرة إلا أنها نسيته تماماً ٣ نقطة
, ضحك "سليم" بقوة عليها و قال من بينها:
, -حتي و أنتِ تدعين عليّ تفشلين في بقية الدُعاء ..
, رمقته بإستعلاء و تحدثت بغطرسة المُحامية الموقرة:
, -ليس مُهم فـ أنتَ المقصود يا هذا ..
, هَتف "سليم" بمرحه المُعتاد:
, -لن أتجادل معك ، فأنا إنسان مُتحضر لا يتشاجر وهو جائع ..
, و علي ذِكر الجوع تذكر "سليم" ذلك الفطور الذي جلبه من المحل الشعبي ليهتف بـ "ليلي"قائلاً:
, -لو سمحتِ يا ليلي ..
, قاطعته" ليلي" بصرامة و سبابة إصبعها التي كادت تخترق عينيه:
, -آنسة ليلي لا تنسي الألقاب ..
, ذَم شفتيه بإعتراض إلا أنه قال بفتور:
, -آنسة ليلي هلا تكرمتي و ناولتني الكيس الموضوع بالمقعد الخلفي ..
, زفرت الهواء من رئتيها ببُغض و إعتدلت بجلستها لتدنو بجزعها قليلاً للمقعد الخلفي فداهمته رائحة عطرها النفاذة بقوة أزكمت خياشميه يدعو **** الصبر ..
, ناولته "ليلي" مطلبه فأخذه منها و أخرج لها سندوتشاً ليمد يده به قائلاً:
, -تفضلي ..
, تطلعت بعسلياتها إلي ما بيده ثم أشاحت بوجهها بعيداً مُردفة بإقتضاب:
, -شكراً لا أريد ..
, إلا أن رائحة الطعام تسللت إلي معدتها الخاوية فأصدرت صوتاً قوياً فإحمر وجهها خجلاً ، أما "سليم" فقال بقوة:
, -ليس وقت العناد قد يُغمي عليك فجأة و يقولون اختطفتك و أنا رجل لدي سُمعة كالجنية الذهب لا غُبار عليها بسببك سأتحول لمُختطف ٣ نقطة
, أخذت منه السندوتش و فوجئت بنوعية الطعام فإنفرجت شفتيها بابتسامة ساخرة و همست:
, -لم أظن أنك تتناول مثل بقية الشعب فسيارتك الفارهة تدل علي ثرائك ..
, وصل إلي مسامعه همسها ليرد عليه بهدوء و رجاحة عقل:
, -لم ألد و بفمي ملعقة من الذهب ، ربانا والدي علي الاعتماد علي أنفسنا بدليل أنني بالصف الأول الثانوي بدأت أعمل مرة بالمكتبة و مرة بمطعم صغير و عملت بورشة لتصليح السيارات مع العلم أن أبي رجل ذو وظيفة مرموقة بالبلد إلا أنه أراد أن يُعلمنا كيف يكون الشقاء في الحصول علي الأموال لنشعر بغيرنا و بأحوالهم المُتعسرة فننظر إلي النعمة التي بيدينا و نقول الحمد**** ٣ نقطة
, أطرفت "ليلي" بعينيها و تسرب صدق كلماته داخلها بينما أضاف "سليم" بتنهيدة:
, -و السيارة الفارهة التي تتحدثين عنها إشتريتها بالقسط من عملي الخاص ..
, نكست رأسها و بدأت تُعيد ترتيب كلماته بداخلها فوقعت عينيها علي شئ جعلها تبتسم و لم تتمالك نفسها لتنفجر ضاحكة بقوة فإلتفت لها برأسه مُتسائلاً:
, -ما الذي يُضحكك هكذا أضِحكينا معك ..
, ردت "ليلي" بضحكات عالية:
, -من يسمعك تتحدث قبل قليل بكل تلك الحكمة و العقلانية ثم يري جوربك البُرتقالي كالأطفال سيظنك مجنون ..
, و إنخرطت بموجة ضحك فـ جوربه البرتقالي لا يتناسب مع شخصيته بتاتاً لينقشع الجمود عن "سليم" و غمرته روحه الطيبة و المرحة ليقول:
, -أنتِ تتحرشين بجوربي البرتقالي يا فتاة سأرفع دعوة ضدك بقسم الشُرطة ٣ نقطة
, ضحكت "ليلي" و قالت بمرح أيضاً:
, -شاهد قبل الحذف:
, فتاة شابة تتحرش بجورب برتقالي لشاب قضية رأي عام ٣ نقطة
, بادلها الضحكات وهو يقول مُدعياً الغضب:
, -سأنال حق جوربي منك و ستدفعين تعويضاً علي خدشك حياءه ..
, إنفجرت ضاحكة و لأول منذ أن إلتقيا يجلسان بهذه الأُلفة بعد ملحمة من الشِجارات ..
, تأمل "سليم" ضحكاتها بولة و نبضات قلبه تتزايد ، كانت رنات ضحكاتها لها تأثير قوي عليه
, فـ تجذبه إليها ثم تُسحره و بعدها تأسره بها ..
, شفتيها الوردية المذمومة طوال الوقت تبتسم لأول مرة له ، اليوم يجب أن يُسجل بالتاريخ ووجنتيها التي احمرت بحُمرة طفيفة كالتفاح فتشبه الأطفال بطرواتها فتجعلك رُغماً عنك تود طبع قُبلة عليها ٣ نقطة
, كل هذه الأفكار تراشقت داخل عقل "سليم" مرة واحدة الذي إستفاق منها فجأة قبل أن ينحدر إلي دوامة ليس لها نهاية سوي الخطيئة ، نفث الهواء من صدره بقوة ليستغفر ربه عما بَدر منه فلم تكن نَفسه يوماً تسعي للخطيئة ..
, ١٧ تعداد نقطي
, دلفت "ليلي" إلي المقهي و جابت المكان بعسليتيها بحثاً عن موكلتها و زوجها السابق أو فيما سيكون الأيام القادمة ٣ نقطة
, إِلتقت عَيناها بِموكلتها "سهيلة" التي أشارت لها بيدها فتقدمت منهما بعدما رَسمت ابتسامة واسعة علي شفتيها الوردية ٣ نقطة
, جلست "ليلي" جوار موكلتها وفي المقابلة جلس "طارق" زوجها بوجه هادئ للغاية أثار تَعجبها ٣ نقطة
, تبادل الزَوجين النّظرات الغاضبة من جهة "سهيلة" و الباردة من "طارق" و طال الصمت بين الطرفين و بداخل كُلاً منهما مشاعر مُتناقضة ٣ نقطة
, قلب "سُهيلة" الذي ينبض بالألم لخيانة زوجها و عشق طفولتها و مراهقتها و شبابها ، فـ لم يعرف قلبها الحُب إلا لسِواه ..
, أما "طارق" فـ كان هادئاً هدوءاً يُثير الريبة و التوتر بالأعصاب و يُشعل نيران الغضب الساكنة بداخل الزوجة ٣ نقطة!!
, قطعت "ليلي" الصمت بعدما إرتدت عويناتها الطبية ليُعطيها لمحة من الهدوء و الوقار قائلة بنبرة حَزم:
, -حسناً لنتحدث فيما جئنا لأجله اليوم ..
, أومأ "طارق" برأسه بتفهم و قال:
, -تفضلي ..!
, تحدثت "ليلي" بنبرة عملية و سيطرت روح المُحامية المُخضرمة عليها لتقول:
, -لقد جائتني مدام سهيلة لرفع دعوة طلاق ضدك بعدما إكتشفت خيانتك لها مع زميلتك بالعمل ، و بعدما لم يعد وداً بينكما فسأخبرك أنك مُتكفل بالمؤخر و أيضاً تعويضاً مادياً للشهور التي قضتها معك و أضاعتها من عمرها علي مَن لا يَستحق ٣ نقطة
, ختمت كلماتها متعمدة التباطئ في الكلمة الأخيرة حرف السين خصيصاً ، مُتعمدة إهانة ذلك الخائن الذي لا يستحق وردة كـ "سهيلة" جميلة و رائعة للغاية ..
, جاب "طارق" بنظراته الاثنتين بقوة ، فـ رمق زوجته بنظرات غاضبة و حادة أشعرتها بأن القادم أسوأ إلا أنها عادت ترفع رأسها بكبرياء خصيصاً بعد إكتشافها لخيانته لها مما يُضعف موقفه أمامها ..
, و إلتفت بعينيه إلي المُحامية "ليلي علوان" ليُلقيها بنظرات حاقدة قابلتها بـ اللامبالاة و البرود ليلتقط نفس عميق ثم زفره علي مهلٍ و كاد أن يتحدث فقاطعه صوت رجولي أجش من الخلف فجأة:
, -لا تستمعا إلي ما تقوله ، نصيحة مني إليك يا رجل خُذ زوجتك و إنفدا بجلديكما من أمامها و إلا ستجدان نفسيكما مُنفصلان بلحظة ..
, إشتعلت نظرات "ليلي" بمزيج من الغضب و الصدمة معاً لتهب واقفة تزمجر بعصبية بحتة:
, -ما دخلك أنتَ أوكلك أحدهم مُحامياً إذاً لماذا جئت ورائي ..
, أجاب "سليم" بكل برود:
, -باللحظة التي زل بها لسانك و قولتي حالة طلاق علمت أنك مُقدمة علي تخريب بيت أحدهما..
, تطلع إليها بُرهة و أضاف هاكماً:
, -حتي حينما حاولت تصحيح كلامك تفوهتي بحماقة أخري لا أدري كيف تعملين مُحامية ..
, صرخت "ليلي" به و قد فاض بها الكيل:
, -وما دخلك أنتَ ؟! أقول ما أريد و أفعل ما أريد و ليس من حق أحدهم التدخل بحياتي ٣ نقطة
, أشهر سبابته بوجهها و تعالت أصواتهم ليجذبوا إنتباه مَن بالمكان ليشاهدوا هذا العرض المَجاني ، ليتشدق بحدة:
, -بدلاً من أن تُقنعيهم بالعذوف عن قرار الانفصال تَسعين ركضاً وراءه ، أتحبين خراب البيوت ليُحرم الأطفال من التنشئة داخل أسرة سوية مع أب و أم معاً ٣ نقطة
, كم آلمها ما قاله فقد ذَكرها بما لا تريد تذكره أو تدعي نسيانه ، لتهدأ نبرتها المُغلفة بالحزن و عيناها التي لمع بهما الألم قائلة:
, -أنا أعمل مُحامية و لا أوافق علي القضايا إلا بعدما وصلت علاقة الزوجين إلي آخر مراحل الفشل ، لذلك ليس من حقك أن تحكم علي هكذا ..
, ختمت جُملتها الأخيرة بصراخ جذب الأنظار أكثر إليهم ..
, بينما إنتزه "طارق" الشجار الذي نشب بين المُحامية و الغريب ليقترب بمقعده إلي جوار مقعد زوجته و قال في محاولة ليُلين قلبها:
, -صدقيني يا غاليتي لم أخونك أبداً ، كيف أنظر للنجوم و أنا معي القمر ..
, هَزت "سهيلة" رأسها نافية التصديق لما قاله مُغمغمة:
, -كاذب ، لا أصدق حرفاً مما قُلته ، لقد رأيتكما معاً و أنا لا أكذب ما رأيته ..
, هتف بهدوء و نبرة متوسلة:
, -إنها زميلتي بالعمل و متزوجة أيضاً ..
, إرتفع حاجبي "سهيلة" بدهشة:
, -حقاً ..
, أومأ لها و ما كاد أن يتحدث مرة أخري حتي صرخت "ليلي" بها تَنهرها:
, -لا تصدقيه لقد رأيتي خيانته بنفسك ، إثبتي علي موقفـ مممم ٣ نقطة
, بُترت آخر حروف كلماتها حين أسرع "سليم" يُكمم فاهها بيده و قبض علي ذراعيها مُثبتاً جسدها و غمز بعيناه إلي "طارق" الذي أسرع يستميل قلب زوجته:
, -إنها متزوجة و لديها ثلاث ***** عبد السميع و منعم و فوزية ..
, هَمس "سليم" مُغمضاً عيناه بأسي مما قاله الزوج:
, -غبي ..
, بينما ضيقت "سهيلة" عينيها بعدم تصديق تصرخ به غاضبة:
, -هل هناك من يسمي أبناءه بتلك الأسماء الآن ، خائن و كاذب أيضاً ، أرريدد الطلااااق حالاً ..
, حاولت "ليلي" إزاحة يده عن فمها و تلوت بجسدها في محاولة لتحرير مصعميها من قبضته إلا أنها أبت بالفشل ، استغلت شروده للثواني عديدة بعد حديث الأحمق الآخر لتضغط بأسنانها البيضاء علي يده الذي أبعدها بصراخ و ألم ..
, لتستغل الفرصة موجهة الحديث إلي "سهيلة" بحزم:
, -لا تُصدقيه يا سهيلة فـ الخيانة بطبع الرجال و لن يتوقف عن خياتنك أبداً ممممم ٣ نقطة
, صمتت بالإجبار للمرة الثانية حينما كمم فمها بيده ، فـ تَطلع "طارق" لـ زَوجته مُتنهداً و مُبرراً:
, -كُنت أمزح معك أطفالها مازن و مالك و همس ٣ نقطة
, ثم أمسك يدها و طَبع قُبلات حانية علي أناملها و رفع عيناه المُتوهجة بالعشق قائلاً بحُب:
, -أقسم لك يا حبيبتي أنني لم أعرف معناً للحُب سواك و لم أُحب سواك أنتِ الحب و العشق الذي سَكن قلبي منذ أن رأيتك يا حبيبتي ٣ نقطة
, -توقف ..!!
, غَمغم بها "سليم" بنبرة باكية و دموع ترقرقت بمقلتيه بعدما شاهد بحدقتيه الخُضراويتين ملحمة العشق هذه ، و رأي الابتسامة التي زَينت شفتي "سهيلة" بعدما تأكدت من ظُلمها لزوجها الحبيب ٣ نقطة
, دَفع "ليلي" بعيداً عنه و تقدم من الطاولة يخرج كارتاً من جيب بنطاله ووضعه علي الطاولة أمامهما قائلاً ببهجة و مرح:
, -هذا الكارت الخاص بي إذا كان هناك زفاف طلاق لن تجدواً أبداً أفضل من المأذون سليم أكرم الوالي ليعقد القران ٣ نقطة
, حلت الدهشة علي ثلاثة أوجه ، الزوجين الذين شاهدا مأذوناً شاباً بكل هذه الوسامة ليشكره "طارق" و إلتقط الكارت بسرعة لينهض بسرعة جاذباً يد زوجته يفر هارباً قبل أن تتحدث المحامية جلابة المصائب و فر هارباً ٣ نقطة
, بينما "ليلي" فـ فَغِرت فاهها بدهشة تطالع الصُلح الذي حدث بغمضة عين و ذهاب موكلتها برفقة زوجها بعدما كانت تبغض النظر له ، إحمر وجهها بغضب و تعالي هدير أنفاسها و حركة صدرها صعوداً و هبوطاً فجأرت بغضب:
, -أتقوم بالدعاية لعملك علي حساب خسارتي لقضيتي ٣ نقطة
, تقدمت منه لتقف أمامه وجهاً لوجه و قالت بحقد:
, -لا أريد رؤية وجهك القبيح بعد الآن فهمت ٣ نقطة
, إبتسم "سليم" ببرود و تحدث مُبرراً:
, -ليلي ٣ نقطة!!
, قاطعته بلهجة حزم:
, -إسمي الآنسة ليلي لا تحذف الألقاب ..
, أمسكت بحقيبة يدها و سارت بعصبية بعدما خسرت قضيتها بسببه الآن ليتبعها "سليم" منادياً عليها و لا تجيب ، فيبدو أن رؤيتها لهذا الكائن لا تجلب لها سوي المصائب و الخسارة ..
, قبض علي رُسغها ليوقفها قبل أن تخرج من المقهي و كاد أن يتحدث حتي قاطعته صارخة بقوة بملء فاهها:
, -ابتعد عنني ٣ نقطة٣ علامة التعجب
, و نزعت يدها بقوة من يده و خرجت من المقهي تحت نظراته المُندهشة و نظرات جميع الرواد و العاملين بالمقهي ثم هَمس بتساؤل:
, -لماذا هي غاضبة ؟! لم أفعل شئ كي تغضب !! فتاة غريبة الأطوار ٣ نقطة
, ١٩ تعداد نقطي
, أسَدل الليل رِداءه الكَحيل علي السماء و لمعت النّجوم كحُبيبات المَاس و توهج القمر المُستدير بنوره ليبدو كقطعة المَاس الغالية بينهن ٣ نقطة
, جَلس "سليم" عَلي الأريِكة جِوار والدته يبْتسم بإرتعاشة شفتيه و إصّطكاك أسنانه بِبعضهما فبدي كمن مُجبراً علي الابتسامة خوفاً مِن عقاب والدته ٣ نقطة
, بينما علي الأريكة المُقابلة جلست سيدة بمنتصف الأربعينات و جِوارها ابنتها التي تَبدو في مُنتصف العِشرينات تَبتسم بهدوء و قِطة وديعة ٣ نقطة
, ليعود بذاكرته إلي ما حَدث قَبل سُويعات قَليلة
, من الآن ، فَـ بعدمّا تركته "ليلي" بـالمّقهي ذَهب إلي مَكتبه الخاص ليعمل طِوال اليوم ، مُتناسياً كل شئ حتي حَل المَّساء و قرر العودة للمَنزل ٣ نقطة
, و بَينما هُو يَقود السيارة تفاجئ بوالدته تُهاتفه ليجد صوتاً غَير والدته يُخبره أنها صديِقة والدته "سمية" التي مَرضت أثناء زِيارتها لها لينهش القلق قَلبه علي وَالدته فأسرع يَطلُب مِنها العنوان و أبدل وجهته مِن المَنزل إلي بيت صَديقة والدته ٣ نقطة
, ليَكتشف أنها خُدعة من والدته و والدة العَروس للإِيقاع به و الإتيان به لـ رُؤية العروسة الشّابة التي لن يَجد مِثلها و يَكفي أنها رَضيت بـ "سليم الوالي" عريساً ..
, غَمزت "سمية" بعينيها إلي والدة العروس قائلة بخُبث مُلتوي:
, -تعالي يا أُم سُها لنُعد القهوة بالمطبخ سوياً ..
, إمِتقع وجهه بنفور و همس بداخله:
, -إسمها سها ، ما به إسم ليلي الذي بغضته كان أفضل بكَثير ، سها مُقزز و غير مريح للأعصاب ٣ نقطة
, أومأت والدة العروس برأسها بإبتسامة سَمجة و نهضت من جلستها و سارت خلف والدته ليَبقي مع المدعوة بـ "سها" وحدهما ..
, و أخيراً رفعت "سها" وجهها بعدما كانت تُخفضه بخجل مثل بقية الفتيات لتنظر له بجُرأة مُتسائلة:
, -هل إبتعدوا عن الغرفة ..
, أومأ "سَليم" برأسه وقال:
, -نعم ، دخلتا للمطبخ ..
, ختم حديثه بهُدوء لينْقشع عن "سُها" رداء الخجل و حَل مَكانه الجُرأة ليجدها تقف و تقترب منه لتَجلس علي المقعد المجاور للأريكة تَنظُر له من رأسها إلي أخمض قَدميه قائلة بتَجُح:
, -إذاً أنتَ عريس الغَفلة التي أنشدت أمي عنه الكثير من القصائد ، من الهدوء و الأخلاق العالية و الرجولة و الشّهامة ..
, نَظر إليها بإسِتغراب فإستطَردت بقوة:
, -لقد ظننتك بجسد سمين و رأس صلعاء و بـ كِرش لم أتخيل أنك بكُل هذه الوسامة ٣ نقطة
, إتسعت مِقلتيه بصدمة يستمع إلي غزلها به بجُرأة ، صوبت عيناها علي قدمه التي إنكمشت ببعضها مُستكملة بجُرأة:
, -واللطَافة بجروبك البُرتقالي هذا ٣ نقطة
, توسعت حَدقتاه حتي كادت تنخلع من مِحجريهما إنها تتحرش به علناً و بجوربه البُرتقالي أيضاً ..
, هَبت واقفة لتجلس جواره علي الأريكة لينكمش جسده إلي أبعد أحد عند الأريكة فإبتسمت بإتساع قائلة بصُراخ:
, -يا اللهي تبدو خجولاً أيضاً ، سيكون أطفالنا رائعين في المُستقبل والدهم اللطيف و جواربه ذات الرسوم المُتحركة ..
, مَدت يدها لتضعها علي يده قائلة:
, -سنصنع عائلة جميلة و مُحترمة أيضاً لذا أنا مواقفة لنتزوج حالاً ..
, بينما "سليم" لم يَعد يتَحمل وقاحتها ليَدفش يدها بعيداً صارخاً بقوة مُستنجداً بوالدته قبل أن يتم إغتصـ.ـابه منها:
, -يا سُــــــــــــــمية ..٣ علامة التعجب
, بعد دقائق مَعدودة ..
, تَبادل "سليم" النظرات مع وَالدته في وسط الشارع مرت ثواني أُخري و إنفجر كليهُما بالضحك بقوة علي ما حَدث قبل قليل ٣ نقطة
, تَحدثت وَالدته مِن بين ضَحكاتها و ذاكرتها تعرض صورة ابنها المُنكمش و العروس المُتحرشة:
, -لا أصدق ما حدث قبل قليل ، منظرك كان يُهلك من الضحك و أنتَ جالس مُنكمش بجسدك و سها جوارك ترمُقك بنظرات الذئب المُغتصب ..
, ضَحك "سليم" بملء فاهه و سألها:
, -مِن أين جَلبت هذه المُصيبة يا أمي ، الفتاة كانت تتحرش بي بكل وَقاحة في أول لقاء ، أكاد أجزم أننا سنحمل أطفالاً باللقاء الثاني ٣ نقطة
, هَدأت ضَحكات السيدة "سمية" إلي ابتسامة رَقيقة و قالت:
, -و هذا ما أتمناه يا سليم رؤية أطفالك و أحملهم قبل أن أموت ٣ نقطة
, تجَهم وجهه عند ذكر سيرة الموت و قال بحدة:
, -بعيد الشر يا أُمي ٣ نقطة
, ثم تأبط ذراعيهما و مشي بها تجاه السيارة قائلاً بخفوت:
, -و سليم الوالي حينما يختار شريكة حياته و أم أطفاله ستكون تُشبه والدته بعينيها الدافئة و ابتسامتها الحنونة و قلب كبير ملكاً له و أحبابه ..
, نَظر إلي عَيناي وَالدته و أكمْل بِدفء:
, -زوجتي ستكون أُمي الثانية ..
, ضحكت السّيدة "سمية" بحُب فإبنها يُريد زوجة تُشبهها في كل شئ ، يبحث عن نسخة أمه الحبيبة في طباعها و حنانها لتكون شريكة حياته ..
, فَتح بَاب السّيارة لتجلس أمه بالمِقعد الأمامي و جَلس خلف المقود و قبل أن يُدير المُحرك إلتفت إلي والدته قائلاً ببهجة:
, -إذاً حان وقت العودة للمنزل ٣ نقطة
, قاطعته "سمية" بنبرة غامضة:
, -لا !! لم ننتهي بعد ، لدينا مشواراً آخر علينا الذهاب إليه ..
, و عَاد القَلق إلي قَلب "سليم" خوفاً من المَصِيّدَة الجديدة ..
, ١٧ تعداد نقطي
, وَقفت "ليلي" بشُرفة منزلها تُمسك في يدها قدح من القَهوة التي يتصاعد بُخارها يتنافي مع برودة الجو الخَريفية ٣ نقطة
, تَعكص خُصلات شَعرها بكحكة فوضاوية و ترتدي بِيجامة منزلية بأكمام حَتي رُسغيها رُسم عليها رسومات أفلام ديزني المُتحركة ٣ نقطة
, شَردت بعسّلياتها علي نُقطة بالفَراغ و عادت تسّبح في أمَواج الماضي ، والدها القّاسي و مُعاملته الجافة لبناته الخَمسة ، إِهانته لوالدتها طُوال الوَقت و تطاوله باليد علي والدتها الصَامتة الخَائفة علي مُستقبل بناتها ، هجره لهم إلي دولة الخَليج طلاقه لوالدتها غيابياً كلها أفعال أنشأت داخلها عُقدة رفض للزواج ..
, و علي سِيرة الزواج إقتَحمت صُورة "سليم" أفْكارها حينما أفسد قَضيتها اليوم ، و رغم أن ما حدث يُغضبها من الداخل إلا أنها شعرت برَغبة قَوية بالضَحك فَكان المَوقف أيضاً فُكاهياً ..
, إكتفت بإبتسامة رقيقة لترتشف من قدح القهوة بهدوء لتبدد إبتسامتها التي إرتسمت إلي عدة ثواني حينما إستمعِت إلي ذلك الصوت مِن الشُرفة المجاورة الخاصة بالجِيران:
, -صدق من قال أن الدُنيا أوضة و صالة ، كيف حالك يا حَضرة الأفوكاتو ..
, شَرقت "ليلي" بقوة و إحمر وجهها من ضيق التنفس و سَعُلت لتتمكن من التَنفس لتنظر إليه بصدمة و قَد بَرقت عدستَيها هامسة:
, -سَليـــــم ٣ نقطة!!
 
  • عجبني
التفاعلات: الزبير الأول و wagih
٤
ندبـات


-يا قَلب سليم ..!!
, قالها بإبتسامة وَاسعة مِن الأُذن للأُذن و كانت هذه الصُدفة الأروع حَينما إلتَقاها بعد حادثة الصّباح ..
, رَمقَته "ليلي" بنظرة نَارية ليَتراجع للخلف خُطوتان رَافعاً يديه كـ عَلامة إستسّلام قائلاً:
, -لا دَاعي لنظرات القَتلة هذه كُنت أمزح معك ٣ نقطة
, بينما بداخله كَذب مَا قاله ، فـ الحَقيقة رغم عَفوية الجُملة إلا أنها أنَبتت مشاعر جديدة بقَلب كِليهُما ..
, جَعدت حاجبيها بدَهشة مُتسائلة:
, -مَاذا تَفعل بمَنزل جِيراننا ، أتتبَعني لتَعرف عنواني ..
, قَلب عينيه بِمَلل و أردف بسَخط:
, -مَن أنتِ لأتبعك يا فتاة ، أنا هُنا لزيارة جدتي ..
, تَوسعت عينيها بصدمة و قالت:
, -هل السَيدة مُنيرة جدتك ، لم أرك عندها مِن قبل ..
, رد "سليم" بهُدوء بالغ ينَفُث الهواء من رئتيه ليخرج كـ دُخان السجائر و هذه اللُعبة المُفضلة للأطفال بالشتاء:
, -ليست جدتي بالمعني الصحيح ، إنها من أقارب أُمي ، و علي حسب كلام سُمية فإنها جدة ابن عم خالة أمي ٣ نقطة
, وَقفت "ليلي" كـ البَلهاء تُحاول حَل شفرة ما قاله ليَضحك "سليم" بقوة علي الغباء المُرتسم عليها ، لتستشف بحِنكتها أنه يَسخر منها فقالت بلامُبالاة:
, -حسناً لن يُفيدني معرفة قرابتك بمُنيرة ..
, تحدث "سليم" بنظرات ذات مغذي خاص ،
, خاص جداً:
, -لقد أحبتتُ مُنيرة هذه و كأنها أمي سأتبرأ من عائلتي و آتي لأعيش معها ..
, تَنحنحت "ليلي" بحَرج و إصطَبغ وَجهها بحُمرة قانية ثم إستندت بمرفقيها علي سور الشُرفة و بيدها كوب القهوة لتتأمل الفراغ بينما الحقيقة تُحاول الهرب مِن عيناه ..
, إستَند "سليم" علي السور مِثلها و قال بمُشاكسة:
, -لم أتَصور أن تتطور علاقتنا هكذا لأراكِ بالبيجامة ، و شخصيات ديزني يا ليلي ٣ نقطة
, خَجلت "ليلي" مما قَاله فـ لأول مَرة تَشعر بالخجل من رَجُل لتصطنّع الحدة قائلة بعَصبية:
, -أخبرتك كثيراً أن إسمي الآنسة ليلي ، و كلامك هذا لن ينفع معي يا سليم ، فـ ما بيننا هو سيارتي التي عند الميكانيكي و بما أنك المُتسبب فيما حدث لسيارتي ستُصبح من اليوم سَائقي الخاص ..
, إعتَرض "سليم" قائلاً بإستنكار:
, -ماذا ..!!
, لترمُقه بتحذير قائلة:
, -سليـــــم ..!
, إرتعد "سليم" من نبرتها الحادة و قال بمرح:
, -إسمي الأستاذ سليم و أنا تحت أمرك سيدتي ٣ نقطة
, كبحَت "ليلي" بصُعوبة بَالغة ضحكة كادت تَنفلت من شَفتيها لتوأدها برَشفة مِن فنجان القهوة بهدوء..
, حَل الصمت بينهما إلا مِن صوت أنفاسهما و نسمات الهواء ، ليَقطع هذا الصمت سؤال "سليم" بصوته الأَجش:
, -بأول مرة تقابلنا فيها لماذا سعدتي بطلاق موكلتك و لم تسعي لحل المُشكلة ، كان بينهما ***** ما ذَنبهم ..
, _وماذا كان ذنبي أنـا٣ نقطة؟!
, كَادت أن تَصرخ بِها إلا أنها أخرجَتها علي هيئة تَنهيدة قوية وهي تُجيب بصوت هادئ يُغلفه الألَم:
, -كان زَوجها و حُب عمرها لكنه ضعيف الشَخصية أمام وَالدته ، أنجب منها ثلاث فتيات كالقمر لكن أمه لم تقتنع بأنهن رزق من **** فجعلته يتزوج عليها و يِقهُر قَلب المِسكينة زوجته التي ليس لها ذَنب فـ هو من يزرع النبتة وهي مَن تَرعاها إلي أن تَخرج إلي الحياة ..
, صَمتت تلتقط عدة أنفاس زَفرتها علي مَهلٍ لتَستكمل:
, -لم تتقبل الزوجة خيانة القلب و لم يَشفع الحُب بينهما كي يرفض قرار والدته ليجرحها فلم تتحمل و أتتني لرفع دعوة الطلاق كي تحافظ علي حقوقها و حقوق بناتها ٣ نقطة
, سَكتت "ليلي" و شعرت أنها ستَنفجر إذا وَقفت أكثر بل ستختنق ، فـ تلك القصة مُشابهة لواقع عايشته مُنذ إثنا عَشر عاماً ..
, أغلقت باب الشُرفة و إلتفتت لتجِد شقيقتها الصُغري "ميادة" تقف أمامها بإبتسامة مُنتصرة و يداها علي خَصرها تَرمُق "ليلي" بشماتة ثم قالت:
, -و رَبحت ميادة الّرهان ..
, بَينما "سليم" مع كُل حرف تنطقه يَشعر بأنها تَحكي عن أشخاص آخرين يحملون نفس الرواية و المُعاناة ليتَنهد بقوة فـ الأيام قادمة و سيكتشف هذه الفَتاة الغامضة و يُحرر روحها مِن العَذاب ، هذا وعد من "سليم الوالي" ٣ نقطة
, دَلف إلي الداخل فوجد وَالدته تجلس مع عَمتها الجدة "مُنيرة" التي نظرت إليه بنظرات خَبيثة فِي حين تَساءلت والدته "سمية" بإستغراب لبقاءه بالشرفة لوقت طويل:
, -ماذا كُنت تفعل بالشرفة كل هذا الوقت ..
, أَجابتها "منيرة" بنظرات مُتخابثة:
, -يبدو أن الشرفة كان هواءها مُنعش هي و الشرفة المُجاورة ..
, بدي الاستِغراب علي قسمات وجه "سمية" التي تساءلت:
, -ماذا تقصدين يا عمتي ٣ نقطة
, رَبتت الجدة "منيرة" علي فخذها وهي تقول بنبرة ماكرة:
, -لا تَضعي بعقلك يا ابنة أخي ، إنها الشيخوخة ..
, هَمهمت بتفهم بينما تَبادل مع الجدة النظرات اللئِيمة ليقول بلؤم:
, -يبدو أنني و الجدة منيرة سنتقابل كثيراً الأيام القادمة ..
, تَجهم وجه الجدة فَـ نهرته بغلظة:
, -جدة بعينك يا وَلد ، إسمي منيرة ..
, ١٨ تعداد نقطي
, أصَوات مُتداخلة و صَرخات مُلأت بالأَلم و القَهر بتِلك الشّقة ..
, وَقفت تلك الصَغيرة وَراء باب غُرفتها تُمسك بيدها دُميتها المُفضلة ، كَانت تنظر مِن بين شِقي الباب بأَعين خائفة و دموع تَرقرقت داخل مَقلتيها ، تُشاهد أباها ينّهال بـ حزامه الجِلدي بالضرب علي والدتها الحَبيبة ، شاهدت وَحشيته معها بعينيها البريئة ووالدتها تُجاهد كِتمان صرخاتها من إعتداءه الوحشي عليها..
, فإرتَجف جسدها بخوف و هَطلت دموعها حينما لَطم أبيها بقَبضة يده الفُولاذية وجه والدتها لتَتدفق الدماء من شَفتيها ..
, صَرخت قوية إنفلتت من فَم "الصغيرة" بإسم والدتها لتَفتح الباب راكضة تجاه والدتها التي صُدمت من رؤية ابنتها لازالت مُستيقظة حتي الآن ٣ نقطة
, إحِتضنت الصَغيرة والدتها بتَشبُث و نظرت بعينيها الشَّبيهة بعيناي والدها القاسي تَصرخ به:
, -إبتعد عن أُمي ، أنا أكرهك ..
, إرتَجف جسّد وَالدتها حِينمَا رَأت بَريق الغَضب و الغدر يَتوهج في عينيه لتُمسك بصغيرتها قائلة بخوف:
, -إدخلي غُرفتك يا صغيرتي فأنا و أبيك نتَحدث الآن ٣ نقطة
, حَركت "الصغيرة" رأسها برَفض قاطع و تَشبثت بجسد والدتها بقُوة و كَأنها تَحميها مِن بطش أبيها الغاضب ..
, فِي زَمجر "أبيها" بقَسوة مُتسائلاً و عيناه لا تُنذر بخَير:
, -أَعيدي ما قُولتيه تَواً يا فتاة ؟!
, نَظرت إليه بعينيها التي بَرقت بالحِقد تجاه ذلك القاسي البَخيل بالحنان حتي بناته حُرموا مِنه مُجيبة إياها بشجاعة:
, -أقولك أنني أكَرهك كثيراً و سأنتقم لأُمي مِنك ..
, تَسللت إبتسامة خَبيثة علي شَفتيه لتَظهر أسنَانه الصفراء قَائلاً بهَسيس ذِئب سَينقض علي فَريستهُ:
, -يبدو أنني دللتُك كثيراً يا إبنة فاطمة و حان الوقت لأُعيد تربيتك من جديد ٣ نقطة
, خَتم حديثه ثُم جذب إبنته من أحضَان والدتها عُنوة ليجذبها خلفه بقوة مُتجِهاً بها إلي المَطبخ مُنتوياً علي شئٍ ما وَسط تَملُص جَسد الصَغيرة و صرخات والدتها الباكية التي حاولت النُهوض مُتحاملة علي ألمها إلا أنها سقطت علي الأرض فأُجهشت باكية تستعطفه بُبكاء و قَلب مكلوم:
, -أُترك إبنتي يا هاشم ، لا زالت صغيرة و لا تعلم ماذا تقول ، لا تُإذي ليلي يا هاشـــم ٣ نقطة
, وما كادت تَنطُق بالمَزيد حتي شقت صَرخات إبنتها الأرجاء ليَنفطر قلب "فاطمة" إلي نِصفين و أَيقنت في لَحظتها أن إبنتها دُمِغت للأبد بآثار العُنف الأُسري ٣ نقطة
, ١٨ تعداد نقطي
, إستَيقظت بِفزع و بِشهقة قَوية إنفلتت مِنها بَعدما كادت تخَتنق و تنِحسر أنفاسها بِذلك الحلم ٣ نقطة
, لالالا ، لَيس حُلماً بل الكَابوس الذي لَم يَترُكها لليلة مُنذ أنّ كانت طفلة بالثّامنة مِن عمرها ، و الآن أصبحت شابة بالسَابعة و العشرون ، فَتاة نَاضجة لكنها بداخلها طِفلة تَشعر بالخوف مِن كابوس كان جُزءاً من الواقع ..
, رَفعت راحة يَدها أمام وَجهها لتتأمَل آثار الحُروق بها ، تَحسست نَدباتها بألم و دموع لَمعت بعينيها ، أزاحت أكمام بِيجامتها المنزلية لينْكشف ذراعها الأيمَن المُشوه بحروق كثيرة ، طَفرت الدموع مِن عينيها بقسوة علي حالها ..
, لم تَكن مُجرد حُروق عادية ، بل نَدبات شَوهتها داخلياً ، ندبات تُذكرها بقسوة الأيام التي عَاشتها ، تُذكرها بالطفلة التي شوهها أباها القاسي ، تُذكرها بـ "ليلي" الصغيرة التي صَرخت بوجه أباها دِفاعاً عَنْ والدتها فـ كَان عِقابها أن تُشوه و مَا أقساه عِقاب ٣ نقطة
, خَرجت تَنهيدة قوية من شفتيها ، حَاولت النِسيان و لا زالت تُحاول ، لَكن القدر يُلاحِقها بكابوسٍ من وَاقع الماضي الأَليم ٣ نقطة
, ضَمت ساقيها إلي صَدرها و دفنت وجهها بها تَبكي علي حالها ، علي ضياعها و علي آلامها الغائرة ٣ نقطة
, وَكانت والدتها "فاطمة" بالخارج تَسمع إلي بُكاءها مِن ذلك الكابوس المُرعب ، أغمضت عينيها البَاكية علي ما أَوصلت به إبنتها مِن حالة يُرثي عليها ، جراء إختيارها الخاطئ لتتيقن أن ..
, لازالت "ليلي الطفلة" عالقة بالماضي ، عالقة ببقايا تلك الليلة المَشؤومة ..
, ١٩ تعداد نقطي
, تَخفي الليل بِرادئه الكَّحيل و أَشرقت شَمس يومٍ جديد يَحمل مَعه الدِفء و الكثير مِن البهجة ٣ نقطة
, جلس "سليم الوالي" برِفقة أبيه بِـ الشرفة يتَناولان الفَطور بضحكات الأب علي مَا سَرده عَن حِيلة والدته لمُقابلة الفَتاة الوَقحة و المُتحرشة ، ولم يكتَفي بهذا بل سَرد له عن مُقابلته لـ "ليلي" صُدفة مرة أخري ٣ نقطة
, فَـ مُنذ أن قَابلها للمرة الأولي و هُو يحكي لوالده عَنها و عن مُشاجراتهم التي لا تنتهي و لا عَدد لها ..
, إِبتَسم السيد "أكرم" بإتساع و قال بمُراوغة:
, -بَدأتُ أشفق عليك إنّها عدالة السماء لإبنٍ عاق مِثلك يرفض تَلبية أُمنية والدته للزواج لتأتي ليلي و تنتقم منه ٣ نقطة
, إكفهرت مَلامح وجه "سليم" للإنزعاج و تشدق بحِنق:
, -رِفقاً بي يا أبي ، لا تذكر إسم ليلي في الحديث فـ أمي تَشتَم رائحة التاء المربوطة مِن علي بُعد آلاف الكيلو مِترات ..
, زَجره والده بحدة:
, -تأدب يا وَلد في الحديث عَن والدتك ، سُمية تَشعر بها قَبل أن تنطقها ..
, ضَحك "سليم" علي ما قاله وَالده بذات الوقت أتَت السيدة "سمية" تحمل صَينية مُرتص عليها أكواب الشاي لتُغمغم بحاجبين مَعقودين وهي تُسندها علي الطاولة ثم جلست:
, -سمعتُ إسمي في الحديث فيما تتحدثان عني ..
, تبادل الاثنان النّظرات ليُبادر "أكرم" بالإجابة بنبرة ذات مغذي خَبيثة:
, -يُخبرني عن مقابلته لـ مُنيرة و كم هي إمرأة رائعة و شُرفة مَنزلها وشرفة الجيران أشد رَوعة ..
, رَغم الغَيظ الذي تَملك منه مِما قاله أبيه إلا أنه قال بِخبث أشد:
, -حقاً يا أمي أحببت الجدة منيرة كثيراً ، إذا أردتِ أن أذهب لها بعد ذلك فأنا موافق بكُل رضا ..
, -يومان و سنجدك تحزم أمتعتك للذهاب و العيش مع منيرة فمنزلها رَائع و منزل الجِيران أيضاً ..
, تشدق "أكرم" بإبتسامة خبيثة ، ينظر إلي ابنه بتشفي بينما عقدت "سمية" حاجبيها بإِستغراب و شَعرت بالتشويش مما يُقولاه:
, -مَهلاً مهلاً لماذا تذكر شرفة الجيران بحديثك ، أشُم رائحة الخبث و الغدر بحديثكما ..
, رَمق "سليم" والده بغيظ و أجاب:
, -لا شئ يا سمية أبي يحب التجويد قليلاً في الحديث و إضافة القليل من البهارات لإشعال الأجواء ٣ نقطة
, أومأت والدته مُؤيدة الحديث ، و نظر إلي ساعة يده فوجدها الثامنة و نصف ليُردف مُستعجلاً:
, -لقد تأخرت كثيراً يَجب الذهاب ..
, هَتفت والدته مُبتسمة بحنان:
, -إنتبه لنفسك جيداً و لا تقود بسرعة ..
, أومأ لها برأسه ليقول "أكرم" مُضيفاً بمُكر يزيد من غيظ ابنه:
, -إنتبه و أنتَ تقود فـ إنها المرة الأولي لك كسائق خاص ..
, مَا كادت "سُمية" أن تَستفسر عَما قاله زَوجها تَواً حتي بَتر رَنين جَرس الباب الحُروف علي شَفتيها لـ تَننهض مِن فَوق المِقعد مُتشدقة بتَحذير:
, -لم ننّتهي بعد و سَأعرف مَا تُخبئونه عني ٣ نقطة
, إختَفت من أسفل نَظريهما لتَعود بعد لَحظات بِـ رفقة "داليا" زَوجة أخيها التَّي تَحمل طِفلها الذي لم يتجاوز العام و النصف بعد "أكرم" الصغير علي ذراعيها ..
, هَتفت "داليا" بِهم و هِي علي عَجلة مِن أمرها:
, -إعذروني يا جماعة يتوجب علي الذهاب الآن للمشفي لدي حالة ولادة طارئة و لذلك سأترك معكم أكرم الصغير ٣ نقطة
, أعَادت تلك الجُملة لذكري ليست ببَعيدة جَمعته بـ "ليلي" حينما ذل لِسانها قَائلة "لدي حالة طلاق طارئة" لتَرتسم البَسمة علي شفتيه تِلقائياً مُتناسياً ما يَدور حوله مِن مُناوشات طَاحنة ..
, أفَاق علي صوت والدته "سمية" تُوجه حديثها إلي زَوجة أخيه:
, -سامحيني يا ابنتي فَـ أنا لدي موعد مَع الطبيب بعد ساعة و يتوجب عليا الذَهاب ، و أكرم لديه مَحكمة اليوم لذلك اترُكيه مع سليم سيَهتم به جيداً ..
, إلتقطَت أُذنيه جُملتها الأخيرة ، لتتَجهم قَسّمات وجهه الوسيم و إلتوي شِدقه قائلاً بإعتراض:
, -ماذا قُلتي يا سمية ؟! أنـا لنّ آخُذ أية ***** أنا بالكاد أتحمل مسئولية نفسي و التي نصفها أحياه بالبَركة لتأتيني بطِفل صغير أعتني به مُستحيـل ..
, لَم يُسعفه الاعتِراض عَن شئ فَـ لقد أُعجبت"داليا"بالإقتراح ، فَـ لن تجد أفَضل مِن "سليم" لـ يَعتني بإبنها لتَضع الصغير علي قَدمه فإلتَقطه بخَضة ثم وَضعت حقِيبة صَغيرة بها مُستلزمَات قد يَحتاجها الصغير و هَرولت للخارج تَقول:
, -شكراً يا سليم شُكراً يا أخي ..
, ضَم الصغير بيديَه جيداً ينظُر إلي والدته التي إدَعت بالإنِشغال في جمع الأطباق ، ليلتفت لوالده فإصطنَع الإنشغال بالجريدة ، فَـ تنهد ينظر للصغير فوجَده يضم إصبعه بفمه و ينظر إليه بلَطافة و بَراءة ، لـ يَزفر الهواء مِن رئتيه و جُملة واحدة يتَردد صداها بأُذنه:
, أعــوَانُك خَانوك يَا رِيتَشاردْ
, ١٨ تعداد نقطي
, "بِـ مَنْزل لَيلَي"
, كَانت تَجلس علي طَاوِلة الإفطار بِـ صُحبة والدتها وَ شقيقتها الصُغري ، كَان إِفطاراً عَادياً لا يَحمل مَعه البَهجة و السَّعادة الأُسرية المَعروفة بَل صَمت يُخيم علي المَكان و كَـأن الطّير تُحلق فَوق رُؤوسهم ٣ نقطة
, وَ لَيلي ٣ نقطة
, صَامتة وَ كَعَادتها صَامدة ، لا يُمكنها البَّوح لأحد ، تَضمُر آلامَها بدَاخلها ، إعِتادت الكِتمان ، كِتمان آلامها و أحَزانها و دُموعها ، مُنذ تلك الليَلة و قَد فَقدت "ليلي" ليلاها ..
, قَطع هَذا الصَمت صوت رَنين الهاتف كَـ نشاذ وَسط سِيمفُونية هَادئة فإلتقطت هَاتفها مِن فوق الطاولة ، جَعدت حاجِبيها بإستِغراب حِينما لمَحت رقم غريب فأجابت مُعتقدة أنه أحد مُوكليها ثُم وَضعت الهاتف علي أُذنيّها ليأتَيها صوت الرَجل الوحيد فِي حياتها:
, -كيف حالك يا ليلي ٣ نقطة
, تَفاجئت "ليلي" لسَماعها صوت "سليم" فَـ تساءلت مَصعوقة:
, -مِن أين جَلبت رقم هاتفي ٣ نقطة
, أجَابها "سليم" بـ مَرح:
, -مِن مصادري الخاصة التي تَصل إلي داخل مَنزلك أيضاً ..
, أَغمضت عينيها بِقُوة تَكبح غضبها ، فَـ بالتَأكيد "مُنيرة" تلك العجوز الشّمطاء مَن أعطته رَقمها ، هَمست بحدة و هي تَعض علي شِفتها السُفلية بتَوعد:
, -حَسابك مَعي يا مُنيرة ..
, سَمع هَمسها بضحكات مَكتومة لينُظر بطرف عينيه إلي الصغير الذي يجلس علي المِقعد المُجاور لهُ يلعب بالسيارة الصغيرة فهَتف بها:
, -أنا أسَفل بيتك الآن إنزلي كي أَقلك إلي مَكتبك ..
, هَمهمت بهدوء ثُم قالت:
, -حَسناً دقائق و سأكون عِندك ..
, أَغلقت الهَاتف دُون سَماع كلِمة مِنه ، لتَلتفت إلي وَالدتها التَّي تُتابع الحديث بإِنصات و بالتأكيد الفُضولية "ميادة" فحمحَمت مُنظفة حلقها و قالت بنبرة عَملية:
, -سأذهب الآن يا أمي ..
, قَطبت "فاطمة" جبينها و تشدقت بِتعجُب:
, -الآن ، لازال الوقت مُبكراً علي موعد جلسة المَحكمة٣ نقطة
, تَأففت "ليلي" بقوة و أجابت بحنق:
, -حُكم القوي يا أم غادة ٣ نقطة
, أَومأت "فاطمة" مُتفهمة فِي حين قالت "ميادة" تُذكرها:
, -لا تنسي ما طلبته مِنك يا ليلي ..
, ذمت "ليلي" شَفتيها بعدم رِضا و قالت بضيق:
, -لم أنسي يا ميادة ، لم أنسي ٣ نقطة
, حَملت حقيبتها الجِلدية علي كَتفها ثم غادرت المَنزل لتهَبط للأسفل فوجدت سَيارة "سليم" السوداء أمام البِناية ، كَان يَعبث بهاتفه بمَلل و مَا أن إنتبه لهَا حَتي لوح بيده إليها بإبتسامة جذابة فتأَففت بضيق ثُم مَشت تجاهه و فَتحت باب السيارة وهي تُغمغم بفَظاظة:
, -حمداً لله أنَك أتيت باكراً ، لديك ضمير تجاه ما تقوم بـه آآ مَن هذا ؟!
, قَطعت حَديثها فجْأة حِينما أبَصرت كُتلة اللطافة المُتحركة يجلس علي المِقعد الأمامي بالسَيارة ..
, وَقفت مَصعوقة تَتطلع إلي الصغير بصَدمة بينما إِرتسمت إبتسامة واسِعة من الأُذن للأُذن علي شفتي "سليم" مُجيباً إياها:
, -أعُرفك بالصغير أكرم الوالي ٣ نقطة
, فَغرت فَاهِها مَشدوهة مما تراه ، لتَتمالك نَفسها وعقدت ذِراعيها أسفل صَدرها قَائلة بحدة:
, -تشرفنا به ، أُريد أن أعرف لماذا أتيت به هنا ..
, رَفع كتفيه مُردفاً بِبساطة:
, -داليا لديها عملية طارئة بالمشفي و لذلك تركته بحوزتي اليوم بعدما رفضت أمي المُبجلة مُتعللة بموعدها و أبي العزيز لَديه جلسة بالمَحكمة اليوم لذلك امم ..
, بُتر حديثه حينما تَشدقت "ليلي" بجُمود:
, -حسناً لا داعي أن تَقص علي قِصة حياتك سأتَحمله مثلما أُجبرت علي تَحمُل وجودك بحياتي ..
, رد بإستفزاز موازياً إياها:
, -شُكراً علي وَقاحتك نَرُدها لكِ في المُناسبات ..
, زَفرت الهواء من رئتيها بإِنزعاج ثم حملت الصغير لتجلس علي المِقعد الأمامي وحملته عَلي سَاقيها بشرود بذات الوقت أدار السيارة
, و تحرك بهما ..
, غَصة مَريرة تَشكلت بحَلقها دون سبب ، فَـ يبدو أن الأفَكار تعَصف برأسها بقُوة ، إعِتادت رُؤيته خِلال الفَترة الماضية بحياتها لكِنها لم تَنتبه لكَونه مُتزوجاً و هذا الصَغير ..
, عِند هذه النُقطة نَظرت بعَسليتاها إلي الصَغير السَاكن بَين ذِراعيها بصَمت يتَطلع إلي وجهها بعَينيه الخُضراويتين المُماثلة لعيناي أبيه "سليم" يتَفحصها ببَراءة و كَأنه يَكتشف عَالم جديد برُؤيتها٣ نقطة
, إِزدردت لُعابها بِمرارة أَنهكت المُتبقي بقَلبها دُون أن تعي أَنها تَري صُورة جديدة لِدمار أُسرة أخري فَيعاني الصَّغير مثلما عَانت حينما هَرب والدها:
, -لماذا لَم تُخبرني أنك مُتزوج و لَديك إبن أيضاً ٣ نقطة؟!
 
  • عجبني
التفاعلات: الزبير الأول و wagih
٥
الآنسة حنفي


بُوغِت "سَليم الوالي" فَجأة بِـ سؤالها الغَير مُتوقع ، فـ لم يَأتي بِباله للحظة أنّ تظُن الصغير إبنه ، إذَا كان يعتبِره بمِثابة إبناً له ليَس مَعناه أنه والده الحقيقي فَـ الصّغير إبن شَقيقه الأصغر "نــادر" ٣ نقطة
, إنفرجت شَفتاه ليَتحدث مَوضحاً الصورة الخاطئة التي ارتسمت عندها ليُقاطعه الصغير "أكرم" بحروف مُتقطعة و نظرات بريئة ذاماً شفتيه بطفولية ناهيك عن وجنتيه المُتشربة احمراراً طفيفاً:
, -بـ با بب بابا ..
, ببادئ الأمر اسِتصعب الصغير قولها ، لكَنه نَطقها ببراءة مُسبلاً عيناه في براءة لا تُقاوم ..
, ليَبتسم "سليم" بقوة و رد عليه كَما إعتاد مع الصَغير:
, -حَبيب بابا ..
, لُجمت "ليلي" بصَدمة فَـ لقد أجاب علي تسَاؤلاتها برَده المُبسط المُفعم بالحنان ، شَردت بنظراتها علي الصَغير و محاولاته في النطق بكلمات أشبه بالطلاسم علي فَتاة مِثلها ، بينما لم يَكن صَعباً عليه فقد إعِتاد ذلك مَع أبناء أخيه و تناسي إيضاح الحقيقة لها فَـ "سليم" يَتناسي الرجل الناضج البالغ مِن العُمر ثلاثة و ثلاثين عاماً ليَعود ذلك الطِّفل صاحب العشر سَنوات حِينما يَجتمع مع الصَغير ..
, دَلفت إلي قَاعة المَحكمة بثبات و حَزم شديدين ، جمود و صلابة إرتسمت علي قَسمات وَجهها ، بَينما جلس "سليم" بالمقعد الأخير في القَاعة ليُشاهد تلك الفاتِنة القاسية و التي تعزف علي أوتار قَلبه قَبل أن تعزف علي أوتار القانون و الحَقيقة ٣ نقطة
, ١٩ تعداد نقطي
, جَلست "ليلي" فوق المِقعد بأحد المطاعِم و في المُقابلة جلس "سليم" يَحمل علي قدميه الصّغير يُلاعبه لتتعالي ضحكات "أكرم" الطفولية و إنفجرت مَعها ضحكات "سليم" مُجلجلة فَبدت الصورة رائعة لأَب حنون و إبنه ٣ نقطة
, تِلك الصورة التي تَمنتها يوماً رِفقة أبيها و لَكن واقع الحياة يُحطم كُل الأحلام ٣ نقطة
, إِستفاقت مِن شرودها علي صَوت "سليم" وهو يقول بهدوء:
, -سأذهب إلي المِرحاض هل تحملين الصغير ريثما أعود ٣ نقطة
, أَومأت له برِأسها فمد يده لها بالصغير لتَحمله منه بتَريث فـ ليست المرة الأولي التي تحمل بِها أطفالاً فقد حَملت ***** شقيقاتها كثيراً ولكن الوَضع مُختلف أنها لا تُجيد التعامل معهم ، فآخر شئ تستطيع فِعله هو حمله و إعطاءه لوالدته ٣ نقطة
, نَظرت بعَسلياتها إلي الصغير الذي يتطلع إليها بِعينين مُتسعتين بِفضول فَرفعته أمام وجهها و تَغضن جبينها قائلة:
,
, -ماذا ٣ نقطة
, لكن الصغير لم يُجيب فـ ضَيقت عينيها كَالمحقق و اقتربت مِن تهمس له:
, -ماذا تريد ٣ نقطة
, ليَنحني الصغير طابعاً قُبلة مُبللة بلعابه علي وجنتيها لتتسع مِقلتي "ليلي" من ذلك الطفل الماكر ، إمتقع وجهها وهي تمسح موضع قُبلته ليَطبع واحدة أخري علي وجنتها ثم ابتعد ضاحكاً ظَناً منه أنها تلعب معه كما اعتاد مع عَمه و جده ٣ نقطة
, آسرتها ضِحكة الصغير الفاتنة لتَنفرج شفتاها بإبتسامة عَذبة و أخذت تتلاعب معه ، تَرفعه للهواء تارة ثم تقضم وجنته الشَّهية تارة أخري ليُقهقه الصغير عالياً و إندمجا سوياً بلطَافة مُحببة ٣ نقطة
, رَاقب "سليم" بعَدستيه إندماج الاثنين فَـ شَقت الابتسامة ثُغره و تقدم مِنهما قائلاً:
, -أري أنكما أصبحتما أصدقاء ..
, رَدت "ليلي" بِبهجة و عيناها لا تَقويان علي مُفارقة نظرات الصغير:
, -إنه لَطيف و مشاغب ، الصغير عِبارة عن كُتلة من اللطافة ..
, إتسعت مِقلتيه هامساً بمُشاغبة:
, -يبدو أن سِحر عائلة الوالي الصغير طَال حضرة المُحامية ..
, جَذب اسم الصغير إنِتباه و حواس "ليلي" فجَعدت حاجبيها بدَهشة فإسم "الوالي" يُذكرها بأحدٍ ما ، أَمعن "سليم" نظراته حينما تبدلت مَلامحها مُتسائلاً:
, -ماذا بِك ؟!
, رَدت عليه بتَنهيدة:
, -لقد ذكرني لَقب عائلتك بشخص أعرفه ، بَل إنه قدوتي ٣ نقطة
, إزدرد لُعابه مُتسائلاً بفضول و خفقات قوية بقلبه:
, -مَن تَقصدين ؟!
, أخفضت بصَرها تجاه الصَّغير و أجابته بهدوء:
, -سِيادة المُستشار أكرم الوالي ٣ نقطة
, صَمت ، صَمت ، صَمت لا تسمع فيه سوي طنين الأذن الذي صاب "سليم" للحَظات ليَبتسم ثم تَبدلت إبتسامته إلي موجة ضحك إنخرط بها ..
, دُهشت "ليلي" مِن رد فعله الغير مُتوقع فتجهم وجهها مُتسائلة بحدة:
, -أقُلت نُكتة كي تضحك عليها أناا ٣ نقطة
, هَتف "سليم" ضاحكاً:
, -أكرم الوالي ، إنه أبي يا فتاة كيف لم تربُطي الأسماء بِبعضها ..
, صُعقت "ليلي" مِن حَديثه ، و بَدأت تَنسج الخيوط ببعضها فَـ هو اسمه "سليم أكرم الوالي" و الصَغير "أكرم الوالي" كيف لم تنتبه لهَذه النُقطة مِن ، لِوهلة شعرت بمَدي غباءها ٣ نقطة
, إنزعجت "ليلي" مِن ضَحكاته التي جعلت الصغير يَضحك أيضاً قائلة وهي تَجز علي أسنانها بقوة:
, -لم يأتي علي بالي أنك إبنه ، فَـ شخصية كليكما مُتناقضة ..
, هَدأ نوبة الضحك الخاصة بـ "سليم" ناهيك عنْ الدموع المُتلألأة بعينيه ووجهه الأحمر مُردفاً بهدوء:
, -حسناً يا ليل .. آنسة ليلي مِن أين تَعرفين أبي ، لا تقولي أنه تزوجك عُرفياً و تركك وأنتِ حامل ، كنت أعلم أنه يلعب بذيله من وراء أُمي سأفضحه آآ ٣ نقطة
, -توقف ٣ نقطة!!
, تَشدقت "ليلي" بضيق و ارتسم النفور علي قسمات وَجهها قائلة:
, -أفكارك مُفززة يا سَيد سليم ، لقد رَأيته مرتين فقط ..
, أشهر سَبابته بإتهام و قال:
, -كُنت أعلم ، إنه الحُب من أول نظرة ، لم اتخيل أن أبي العجوز لازال قادراً علي جذب الفتيات ..
, -إصمُت ..!!
, هَتفت بها بعينين حُمراويتين للغاية ، فَـ هو لا يتوقف عن التَحدث بالحَماقة لتقول بحدة مُبررة:
, -إنه والدك كيف تتحدث عنه هكذا ؟! وَالدك يكون قدوتي مُنذ أن رأيته أول مَرة بالجامعة حينما أُقيمت نَدوة كان هو ضَيفها و أبَهرنا جميعاً بحِكمته و رأيته للمَرة الثانية بالمحكمة و كان هو القاضي و أنا مُحامية ، لقد حَكم لصالح مُوكلتي و أعاد لها حقوقها مِن زوجها مَعدوم الضمير ..
, صَمتت بُرهة إزدردت بها رِيقها و إستطردت بضِيق وهي تنظر له:
, -والدك شخص عادل و حكيم أيضاً علي عَكس والـ ، علي عكس أنُاس آخرين نزعت الرحمة من قلوبهم ، لا أفهم كَيف تتحدث عنه هكذا بل عليك أن تفتخر بِه ..
, كَان يَستمع إليها و شعور بالفخر يتزايد بدَاخله وهي تتحدث عَن أبيه فقال بهدوء:
, -كُل ما قُلته مُجرد مزاح ، التَعامل مع أكرم الوالي القاضي لا يمُت بصلة إطلاقاً لأكرم الوالي الذي بالبيت لذلك نصيحة مِني إحتفظي بصورة القاضي و لا أنصحك بتلك الصورة المُشرفة بالمنزل ٣ نقطة
, مصمصت شَفتيها بإمِتعاض و رمقته بطرف عينيها قائلة بغَطرسة:
, -أنتَ غريب الأطوار أتعلم ذلك ..؟!
, إبتَسم "سليم" و قال ببَشاشة:
, -إنني أَقول الحقيقة ، إذا كَانت الصورة تعكس معناً فالواقع يحمل مَعناً آخر ، أبي قد يبدو من الخارج وقوراً و هادئاً لكن بالمنزل فإنه صديقنا ، بالتأكيد تعلمين مِن أبيكِ ذلك فكُل الآباء مِثل بعضهم وَجهين لعُملة واحدة ..
, إِستشعرت "ليلي" طعم المرارة علي ذِكر علاقتها بوالدها الهارب ، بَل شُعور اليُتم لمس كيانها كَما اِعتادت طُوال السنوات الفارطة ، يَتيمة و أبِيها عَلي قيد الحَياة ..
, تَحدث "سليم" بمرح:
, -و أخيراً جاء الطعام فأناا جااائع و بالتأكييد السيــد أكرم جـاائع أليس كذلك ..
, وَضع النادل الطعام علي الطاولة بِصمت من جهة "ليلي" و ضحكات و مزاح "سليم" المُحبب لإبن أخيه ٣ نقطة
, ١٨ تعداد نقطي
, غَربُت شمس اليوم و أسَدل الليل ستاره الأسَود المُرصع بالنُجوم اللامَعة فبدت لَوحة فائقة الجَّمال ٣ نقطة
, أسَفل البِناية التي بِها مَكتب المُحامية الشَّابة "ليلي هَاشم عِلوان" ..
, وَقف ثلاثة رجال أقَوياء يبدو عليهم مَلامح الإجرام ، رِجال خارجين عَن القانون يَأخذون الأموال مُقابل أعمال غير مشروعة ٣ نقطة
, هَتف أحدهم بِغلظة و قَسمات وجهه لا تُنذر بالخير :
, -هل سنقف كثيراً هُنا لما لا نصعد للأعلي و نأخذها بالقُوة ..
, أَجابه الثاني بِضحكة سَمجة أبرزت أسنانه الصفراء:
, -لقد طلب مِنا الرجل أنا نجلبها له دون شوشرة أو إثارة فضيحة و لازالت مساعدتها معها بالمكتب وقد تُبلغ عنا الشرطة ..
, إمتقع وجه الآخر بضِيق و قال مُتعجباً:
, -في كلتا الحالتين نَحن سَنختطفها إذاً ماذا ننتظر ..
, أَيده الآخر بصمَت ثم إلتفت إلي ثالثِهم و الذي يَبدو أنه زعيم العِصابة مُتسائلاً:
, - إنه معه حق يا زعيم لماذا لا نصعد لمكتبها و نأخذها منه ..
, -إخرسوا ٣ نقطة!!
, تَشدق بها ثالثهم بحِدة ليلتفت لهُم بَعدما كان يُوليهم ظهره ، كان أشد شراسة و قَسوة مُجرد النظر له تُثير الرعب داخلك بحاجبه الذي يتوسطه خط طويل من الجانب و شاربه الغير مشذب و بِنيته القوية فارهة الطول ، تحدث الزعيم قائلاً:
, -أنتما غبيان حقاً ، السيد يُريد الحديث معها قليلاً و بعدها سيتركها تذهب ..
, إنزَوي حاجبي الأول بدَهشة و تساءل الآخر:
, -طالما سيتحدث مَعها ، إذاً لما لم يأتي إليها و تحدثا ..
, إنزوي جانب فِم الزعيم بإبتسامة سَاخرة مُقيتة
, و أردف موضحاً:
, -أنتم لا تفَهمون شيئاً ، إنه يريد الانتقام من المُحامية فَـ زَوجته كانت مُوكلتها و فَازت بقَضية الخُلع التي رفعتها ضده بعدما أثبتت أنه يضرب زوجته و جَعلت مِن سُمعته في الأرض ..
, هَمهم الاثنان بفِهم بَينما أضاف الزعيم و عَيناه مُعلقة علي المَكتب:
, -مَصير تلك الفتاة سئ فَقد وقَعت في يد مَن لا يَرحم ..
, لَم يَنتبهوا وَ هم يتحدثون لِمن يَسترق السّمع لهم ، فَـ دب الُرعب أوصاله عليها ، و نَهش الخوف قلبه ، أخرج هاتفه مِن جَيب بِنطاله و حَاول الإتصال بـ "ليلي" كَي يُحذرها مِن النزول فَـ هؤلاء الرجال يتربصون بها و إِذا حاول مُهاتفة الشُرطة سيتأخرون في القُدوم إليهم و سيَنجح هؤلاء في اختطافها إذاً لا بُد أن تظل فوق لأطَول فترة مُمكنة ٣ نقطة
, أَعاد الإتصال بها مَرة أخري و لكَن هاتفها مُغلق ، وكل الأقدار تتَنافر بعيداً عن "ليلي" لتَقع فريسة بالمِصيدة ..
, بذَات الوقت خرجت "ليلي" من البِناية بصُحبة مُساعِدتها التي تسكُن في الشَّارع التالي لهذا ، تاركة "ليلي" تَقف وحدها بإنتظاره ..
, أَخرجت هاتفها مِن حقيبة يدها وهي تَتأفف بمَلل و ما كادت أم تَفتح الهاتف حَتي أظلم الضوء حولها هِي و ليس المكان ٣ نقطة
, رَفعت وجهها قَاطبة حاجبيها و كادت أن تَفتح شفتاها للحَديث حتي أطبقَت عليهما مَصعوقة فَـ لقد كانوا ثلاثة ..
, إِرتجف بَدنها برُعب و إبتلعت لُعابها الجاف بخوف فـ هي وحدها أمام ثلاثة يبدو الإجرام عَليهم لتَقول بتَلعثم:
, -كَ كَيف يمكنني مُساعدتكم ٣ نقطة؟!
, حَاصروها الثلاثة بَينهم ، بيَنما تَفحصها الزعيم من رأسها لأخمض قَدميها بنظرات مُقززة و أجابها:
, -لا نريد مساعدتك بل نُريدك أنتِ ..
, صُعقت "ليلي" مما سَمعته ، و شحُب وجهها الفاتن و إرتعشت شفتيها وهي تقول بحُروف مُتقطعة:
, -م ماذا قـ قُلت ؟!
, رَاقب بخُضراويتيه إرتِجافتها و خوفها مِن بعيد ، فـ رغم شراسَتها و لسَانها السّليط إلا أنها هَشة و رقيقة مِن الداخل ، كَان عليه التَدخل فوراً و إلا سيتمكنون مِنها حتماً ..
, إستقام بجَسده و تَقدم مِنهم يَصرخ بقَتامة:
, -ليلـــــي ..!!
, إنِشرح قلب "ليلي" وغَمره الأمان ما أنّ سَمعت صوته ، نَظرت له بِعسليتيها نَظرة الغَريق لمُنقذه ، إبتسمت بسعادة و كادت تتفوه بإسمه إلا أنه قاطعها حِينما وَقف أمامها مُصطنعاً الغَضب لتتلاشي ابتَسامتها حينما هوي بِيده علي وجهها بصَفعة قوية هادراً بشراسة و عيناه تزوغ علي الرجال بقلق داخلي:
, -يا خائنة ، كل يوم أجدك تَقفين مع الرجال و تنسِين إحترام زَوجك ..
, إشتعل الغضب بداخلها و كادت أن تَصرخ بوجهه لتَجده يُوقفها قائلاً بإهتياج:
, -ماذا تظُنين زَوجك ، عَديم الكرامة يا فاسقة ، لقد سئمتُ مِنك و مِن الحياة مَعك ٣ نقطة
, تَخشب جسدها بصدمة مِما يقوله الأحمق ، بينما تطلع "سليم" إلي الرجال فَـ وجد الدهشة و التكذيب علي قَسمات وجوههم و لِكي يُقنعهم بدوره صاح بعصبية:
, -و لذلك سأرتاح مِنك للأبد ، أنتِ طالق طالق طالق طالق ..
, هَتف أحد رجال العصابة بغباء:
, -إنهم ثلاثة مِن أين أتيت بالرابعة ..
, رد "سليم" بغلظة:
, -إنها هدية مِن عندي ..
, ثم إلتفت إلي "ليلي" و قَبض علي ذراعها بقوة مُستكملاً بقية مَسرحيته المُضحكة:
, -هيا يا عديمة الحياء لأُعيدك لعائلتك كي يجدوا حلاً معك ..
, جذبها إلي سيارته و دَفع بجسدها علي المقعد يُغلق الباب بقُوة ، فإختلس النظرات للرجال الذين لم يقوا علي الحَركة أمام رجل يَقوم بتأديب زوجته فقال صارخاً:
, -يــا خــائنة ..
, و بخطوات سريعة استدار حول السيارة و أستقل مِقعد السائق و ثواني وكان يشق بسرعة الطريق ليَنفد بجلده هو و حمقائه ..
, تَنهد "سليم" براحة بعدما ابتعد بالسَيارة و تأكد أنه لا يتبَعهم أحد ، ليَهمس براحة:
, -الحمد**** نفَدنا ..
, بَينما "ليلي" فَـ كانت تجلس جواره بصدمة مما حَدث ، بالبداية الرُعب الذي تَملك مِنها ثم المسرحية التي قام بِها "سليم" قبل لحظات و خُدع بها أفراد العِصابة ..
, نظرت إليه بصَمت لتَجده ينظر لها أيضاً و إنفجرا ضاحكين بقوة علي ما حدث ، كانت تجربة رائعة و مُضحكة أيضاً ..
, كان يقود السيارة وهو يضحك بقوة ليتفاجئ بها تضرب ذراعه بقبضتها بقوة قائلة بغيظ ووجه أحمر مَن الضحك:
, -يا حيــوان لقد صفعتني ..
, جَعد حاجبيه بغيظ فبعدما كان يضحك بلحظة أغضبته فقال:
, -يا غبية لو لم أفعل ذلك ما كانوا صدقوني ، إنها الحَبكة يا أُستاذة ، أم أنك ستفرحين حينما يختطفوكِ ..
, زَفرت "ليلي" الهواء مِن رئتيها و قالت بضيق:
, -لماذا لم تضربهم ..
, رفع حاجباه بدهشة ، لا زالت رافضة صفعته السَخيفة ليُغمغم بتهكم:
, -مَن قال أن الذي أمامك ڤندام ، كانوا ثلاثة و أنا لوحدي و الكثرة تغلب الشجاعة ، رجاءً توقفي عن مشاهدة الأفلام الهندية حيث البطل يضرب خمسون ..
, هتفت ببساطة تمُط شفتيها السُفلية للأمام كالأطفال:
, -لكني لا أُشاهدها علي العموم شكراً أنكَ أنقذتني ..
, أومأ برأسه و هتف بتَعقيب و حِكمة:
, -كان درساً لكِ لتنتبهي إلي أَفعالك بالمُستقبل ، فـ لا ندري من أين ستأتي النجدة فإن خابت مرة فتُصيبك الكارثة المَرة القادمة ..
, هَزت رأسها بتَفهم ، نَعم كان درساً من دروس الحياة القاسية فِـ النصيحة لا تأتي مِن فراغ إِنها نَتيجة تَجربة قاسية ..
, ١٩ تعداد نقطي
, بَعد يوم شاق مَليئ بالمُغامرات و الأحداث لينتهي به بمُحاولة إخِتطاف نَجت مِنها "ليلي" بأُعجوبة ، عاد للمَنزل فَوجد أبيه يجلس أمام التّلفاز يُشاهد فيلماً قديماً بالأبيض و الأسود لم يتبين له ما هو ..؟!
, إرتمي فَوق الأريكة بجِوار وَالده مُتنهداً بتعب ، جذبه صَوت التِلفاز ليجِد القناة تعرض فيلم "إبن حميدو" المُفضل لدي العائلة ..
, إبتسم "سليم" يُشاهد الفِيلم بإندماج شديد و لمَا لا و بِه "الآنسة حنفي" وعلي ذِكر هذا اللقب تَذكر "ليلي" ..
, إبتسم بشُرود فلقَد إختص هذا اللقب بِها رَغم التناقض بيَن الشَّخصيتين إلا أنّه يليق بها ..
, ليلي ٣ نقطة!!
, وآاهٍ وآااهٍ مِنها ، جَمرة مِن النيران مُتحركة ، فَاتنة يُغلفها الغموض ، و عيناها تَحمل أطنان مِن الألم يُغلفها قَسوة هَشة، هي بالفعل هَشة ، كـ طِفلة صغيرة إفتقدت الأمان بِغياب أبويها ، أم كَشابة تائهة بِـ دروب الحياة دون سند ٣ نقطة
, أصبح مِن عادته هَذه الأيام التَفكير بـ "ليلي" و تحليل شَخصيتها كَـ طبيب نفساني و كأنه لا يَعمل مأذوناً ..
, صَدح رنين هَاتفه قاطعاً مُشاهدة الفيلم بالأَدق أفكَاره التي إحِتلتها "ليلي" كـ مُخدر يَسري بأورِدته كالإدِمان ٣ نقطة
, تطلع إلي شاشة الهَاتف فـ وَجد المُتصل "الآنسة حنفي" كَما يُسجلها علي الهاتف ، أجاب علي المُكالمة ووضعه علي أُذنه ليأتِيه صوتها المليئ بالذَعر و الخوف الذَّي دَب أوصاله قَبلها:
, -سليـــم ســاعدنــي ٣ نقطة!!
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٦
مصيبة


أنهَت "ليلي" المُكالمة و ظَلت واقفة مكَانها تَقبض بيدها بقُوة علي الهاتِف حتي كاد أن يتحطم مِن قوتها ، بِداخلها نيران مُستعرة تكاد تحرِق الأخضر و اليابس من شدة لهِبها ، بالأدق الشَّيطانين اللذين بالخارج ٣ نقطة
, أتَاها صوت شقيقتِها الصُغري "ميادة" مُرتعب و خَائف من الخَلف:
, -ليلي أنـا خـائفة ..
, صَفعتها نبرة الخوف بصوت شقيقتها بقوة ، فَـ ما حاولت تبديده من حياتهم و تنشئة شقيقتها عليه ينْقشع كـ السَراب أمامها بظهور شيطاين الإنس بالخارج ..
, إستدارت لها بجسد مُتحفز و رأس مرفوعة للأعلي ثم إقتربت مِنها و ربتت علي كتفها بحَزم قائلة بصَرامة:
, -لا أريد رؤية نظرة الخوف هذه بعينيك ، إننا أقوياء و لن يستطيعوا فِعل شئٍ لنا ، لم نعد صِغاراً لنخاف بطشهم اليوم سيكُون كُل شئ الند بالند ..
, نَكست "ميادة" رأسِها و هتفت بخِفوت:
, -و لكننا نِساء و لن نستطيع النجاة مِن بطش عمنا و إبنه ..
, لَمعت عسلياتها بغُموض و قُوة لا تعلم مَصدرها مُغمغمة بثبات:
, -و لو كُنا نساءً وهم رجالاً فَلسنا بالضُعفاء أبداً ، ولو أردوا رجلاً للحديث معه سنأتيهم بـ رجل ، أعلم نُقطة ضعفهم و التي ستحمينا من بطشهم و لن يستجرءوا بعد اليوم القدوم إلي هنا ..
, عَقدت "ميادة" حاجبيها بدهشة و سألتها بفُضول لحل لغز كَلماتها:
, -لا أفهمك يا ليلي ، علام تنتوين ؟!
, أجابتها بغُموض:
, -ستعلمين كُل شئ بعد قليل ، إخرجي رجاءً و سأتبعك ..
, أومأت لها شقيقتها و دلفت إلي الخارج لتضغط علب هاتفها بسرعة و بعثت له رسالة نَصية موجزة لتُعلمه بالمشكلة و خُطتها كي لا يتفاجئ بشئ ٣ نقطة
, خرجت من غرفتها لتتجه إلي صالة المَنزل فوجدت كُلاً من عمها "راضي" فَـ إسمه لا يليق به بل كان يتوجب عليهم تسميته "فاسق" يليق به كثيراً.
, تَنقلت عسّلياتها إلي إبن عمها "هادي" الجالس جوار أبيه ، بالتأكيد هو لا يمت للهدوء بـ صِلة بل هو كُتلة من الضجيج و المشاكل و الشر تماماً كـ أبيه..
, ثُبتت عينيها أخيراً علي تلك المرأة المُسنة جدتها "كريمة" فَـ ضاءت عينيها بألم مَنبعه غائر بالقلب ، فِـ مِن المُفترض أن تكون نبع الحنان علي حفيداتها كانت هي العقل المُدبر للأذي الذي طالهم طوال سنوات عمرها السبعة و عشرون ٣ نقطة
, أفاقت من غمامة التفكير علي صوت إبن عمها "هادي" الذي وثب واقفاً يغمغم بفم مُلتوي ونبرة مُتهكمة ساخرة:
, -و ها قد أتت إبنة عمي المُحترمة مثلما نظن ولكنها ليست سوي عاهرة تغوي الرجال ..
, شَهقة قوية إنفلتت من شفتي "ميادة" ووالدتها "فاطمة" بينما إشتعلت عسليتاي "ليلي" بحُمرة قانية و برزت عروق رَقبتها لتُغمغم بحِدة سافرة:
, -إحترم نَفسك ..!!
, تَشدق "هادي" بقوة و جُرأة فجة:
, -ألستُ أقول الحقيقة يا بنت عمي ، رأيتك بعيناي و أنت تركبين سيارة رجل و يرافقك في كل مكان ..
, رفعت حاجبيها بدهشة مِن جرأته و ضمت شفتيها في خط مُستقيم من شدة غيظها ثم قالت:
, -أتُراقبني يا هادي ؟!
, رد عليها بفظاظة:
, -إنها الصدفة يا بنت عمي ، شاهدتك تركبين مع ذلك الرجل و حينما سألت البواب قص عليّ أنكِ ترافقينه و يأتيكِ كثيراً ..
, بالتأكيد ما يقوله كذب ٣ نقطة!!
, فـ هو حينما سأل البواب أجابه أنه أول مرة يراه معها و أن "ليلي" حازمة في علاقاتها و أن جميع عملائها نساء فقد اشتهرت كثيراً في مِثل هذه النوعية من قضايا الأسرة ٣ نقطة
, ولكن حُبه لـ "ليلي" جعله يخترع هذه الكذبة للحصول عليها علي الرغم من زواجه من أُخري و لديه منها طفلين ، و لكن البحر يحب الازدياد ٣ نقطة
, هتفت بحِدة مُدافعة:
, -أنتَ كاذب يا ابن راضي ..!
, قاطعها عمها "راضي" وهو يثب واقفاً يتشدق بغضب:
, -إخرسي يا فَاجرة ..!! تتبجحين في وجه ابن عمك و لا تحترمين وجودي ..
, إنفرجت شفتي "ليلي" في ضِحكة ساخرة ثم أردفت بتَهكم:
, -و**** يا عمي لقد تعملت أن أكون محترمة مع المُحترم و لكن أمثالكم لا يستحقون سوي هذه المُعاملة ..
, إتسعت عيني "راضي" بصدمة من إهانتها له و كاد أن يزُجرها لكن بتُرت كلماته حينما تحدثت الجدة المُسنة بقسوة وهي تضرب بعصاها الأرض بقوة:
, -تأدبي يا ابنة فاطمة ، هكذا ربتك أُمك أن تتبجحين في وجه عمك و ابنه ، هذه نتيجة تربية إمرأة أصبحتِ بلا أخلاق ..
, ترقرقت العبرات بأعين "فاطمة" و نكست رأسها أرضاً من قساوة حماتها في حين عقدت "ليلي" ذراعيها و نظرت إلي جدتها مُباشرة و قالت بتبجُح عازمة علي إسترداد كرامة والدتها:
, -و**** تربية المرأة التي لا تُعجبك أفضل بكثير من تربية الأفاعي فـ علي الأقل جعلت من قلوبهم رحيمة و ذات أصل علي عكس البعض بلا أصل ..
, إرتسمت علي شفتي "ميادة" ابتسامة شامتة بينما توسعت عيناي الجدة بصدمة لتضرب بعُكازها الأرض هادرة بعصبية:
, -أنتِ قليلة الأدب و إن لم تنجح فاطمة في تربيتك سنربيكي نحن ..
, تساءلت "ليلي" بنبرة ساخرة:
, -و كيف ستربيني من جديد ؟!
, أجابت الجدة بصرامة:
, -ستتزوجين هادي ابن عمك ..
, هَمست كلاً من "فاطمة" و ابنتها "ميادة" بصدمة:
, -ماذا ٣ نقطة؟!
, علي العكس تماماً إنفرجت شفتاي "ليلي" بضحكات عالية ، بالتأكيد أُصيبت العجوز بالخرف ، هدأت ضحكاتها قليلاً ثم قالت بإستنكار شديد:
, - سأتزوج مَن ؟! رجاءً أعيدي ما قُلت ٣ نقطة؟!
, تَفوه عمها مُجيباً نيابة عن والدته و الطمع بعينيه فـ ما تربحه "ليلي" من قضايا المكتب جعله يفكر بجشع:
, -ستتزوجين هادي ابني ٣ نقطة
, ضحكت "ليلي" بفتور لتقول:
, -ما أعلمه أن هادي متزوج و لديه طفلين التاريخ يعاد من جديد علي يدك بإختلاف الأشخاص ..
, صمتت لبُرهة و إلتفتت إلي ابن عمها و قالت:
, -أتعلم ، إذا جائتني زوجتك يوماً لرفع دعوي طلاق ضدك سأوافق فوراً و ببلاش أيضاً ..
, إلتفتت إلي جدتها و صاحت بحدة:
, -لن أتزوج من أحد و لن تجبريني أبداً فأنا لم أعد تلك الفتاة الصغيرة الخائفة اليوم أنا المحامية ليلي علوان ، إذهبي و تعالجي من مرض الخرف الذي أصابك ..
, تَغاضت الجدة عن إهانة "ليلي" لها و أكملت بنبرة خبيثة مُبطنة:
, -أنتِ كبرتِ ميادة لا ..!! فـ لازالت تحت الوصاية
, و هي من ستتزوج من هادي ..
, شحب وجه "ميادة" بخوف و إنكمش جسدها داخل أحضان والدتها المسكينة التي شددت من ضمها كـ حماية من هؤلاء الشياطين ٣ نقطة
, تَبددت السخرية المرسومة علي قسمات وجه "ليلي" إلي الحدة و الغضب لتهدر بهسيس غاضب:
, -بأحلامك يا كريمة ..
, حَل الصمت علي الأرجاء ولكن الأعين تتبادل النظرات الحاقدة و الغاضبة من كلتا الطرفين ..
, صَدح صوت جرس الباب كَنشاذ في هذا الصمت ، إبتعدت "فاطمة" عن ابنتها حتي تفتح الباب فإستوقفتها "ليلي" و شع بريق الأمل داخلها قائلة:
, -إبقي مكانك يا أمي و سأفتح أنا الباب ..
, ذَهبت لـ تفتح الباب و كما ظَنت كان "سليم الوالي" فأشرق وجهها بإبتسامة واسعة بادلها إياها بغضب لكنه تَبسم بإقتضاب و دلف للمنزل ..
, تأبطت ذراعه و سارت به إلي الصالة حيث يَجلس الجميع وسط دهشة "سليم" المُذبهل ..
, بَرقت عيناي "هادي" بنيران الغيرة و جأر بغضب:
, -و تأتين به إلي المنزل أيضاً يا فاجرة ..
, لم تُعطي "ليلي" أهمية لحديثه بينما إشتعل وجه "سليم" بحُمرة الغضب ، طرأ عقل "ليلي" بفِكرة خبيثة عكس ما اتفقت عليه مع "سليم" لتقول بإبتسامة واسعة من الأذن للأذن مُصطنعة الحُب:
, -أعرفكم .. سليم الوالي خطيبي ..
, صُددمم الجميع و إنفلتت الشهقات من شقيقتها ووالدتها ، ولم تَقل صَدمة "سليم" عن صدمتهم لينظر إليها بحاجب مرفوع ..
, أكملت "ليلي" كذبتها وهي تقول بابتسامة ودودة له سترتجيه بعسلياتها مشيرة بها إلي والدتها و شقيقتها:
, -ألن تُسلم علي حماتك فاطمة و شقيقتي ميادة..
, لَبي رجاءها بالطاعة فإغتصب ابتسامة علي شفتيه ليبتعد عنها و يتجه إلي تلك السيدة الطيبة و ابنتها الخائفة مغمغماً:
, -بالتأكيد لا ..!!
, إحتضن "فاطمة" و طبع قُبلة علي رأسها بينما كان جسدها مُتخشب مما تراه:
, -حماتي الغالية و أمي الثانية كيف حالك ..؟!
, ختم حديثه مُنحنياً بجسده طابعاً قبلة علي يدها ثم إتجه إلي "ميادة" التي ابتسمت بسعادة و قد استنبطت بحنكتها و قراءتها الروايات المسرحية المقامة ..
, هتف "سليم" وهو يمُد يده بكتاب مُغلف أو بالأضحي الرواية التي نستها "ليلي" بسيارته وهو يقلها للمنزل:
, -أعلم أنك تعشقين الروايات لذلك لم استطع المجئ و أختي الغالية تحلم ليل نهار بهذه الرواية ..
, أخذتها منه بيد ترتجف راحة بعد الخوف الذي دب أوصالها ليعبث بخصلات شعرها مُبتسماً فقالت:
, -شكراً يا سليم ..
, وَقف "سليم" جوار "ليلي" مرة أخري فـ مالت برأسها عليه هامسة بخفوت:
, -كيف علمت أن أختي تريد هذه الرواية بالتحديد ..
, أجابها بهمس وهو يكز علي أسنانه بغيظ:
, -الحقيقة أنكِ نسيتها غي سيارتي و أنا أقلك ، وكنت تقولين أن شقيقتك تحب قراءة هذه النوعية من الكُتب ، حسابك معي بعدين علي ما فعلتيه يا ليلي ..
, تذكرت "ليلي" الرهان الذي كان بينها و بين شقيقتها و التي فازت به "ميادة" أمس وكان عقابها أن تشتري لها روايات كثيرة و ما كان منها إلا تلبية طلبها ٣ نقطة
, إبتسمت بسمَاجة بينما كان أول من تحدث مُعلقاً علي تلك المسرحية الساذجة:
, -خطيبك ..!! كيف و متي حصل كل هذا من دون علمنا ..
, رد "سليم" عليه بحاجب مرفوع:
, -رجاءً إسأل أسئلة معقولة ، كيف سأكون خطيبها هل ربحتني في كيس شيبسي ، أصحاب العقول في راحة ..
, هَتفت الجدة بحدة طَاغية:
, -ماذا يحصل يا فاطمة ، كيف تُخطب ابنتك من دون عملنا ألسنا كبارها لتأتي و تستشيرينا في أمر كهذا ٣ نقطة
, عَقد "سليم" حاجبيه بدهشة فـ حينما أرسلت له رسالة نصية قائلة «أنـا بحاجة إلي كِنيتك و نفوذ عائلتك ، رجاءً ساعدني يا سليم» لم يتوقع أن يكون الأمر هكذا ، لازالت الصورة غير واضحة ليقول موجهاً حديثه إلي "ليلي" :
, -مَن هؤلاء يا ليلي ٣ نقطة؟!
, أجاب "راضي" بغضب:
, -نحن عائلتها ، أنا عمها و هذه أمي و الواقف يكون هادي ابني ، و أنتَ من تكون و ماذا تعمل ؟!
, أجاب "سليم" بفخر:
, -أنا المأذون سليم الوالي ..
, شَهقت "كريمة" بصدمة قائلة موجهة حديثها إلي زوجة ابنها السابقة:
, -مأ مأذون ، تخطبين إبنتك المحامية لمأذون هل جُننت يا فاطمة ..
, رفع حاجبيه بإستنكار و تشدق بنبرة مُحتجة:
, -وماذا به المأذون ؟! هل يأكل لحوم البشر ، إنه إنسان عادي من لحم و ددمم ..
, تَذكرت "فاطمة" أين رأته فَـ توسمت به خيراً ، و سمات وجهه الطيبة ، لتقترب منه مُمسكة بذراعه قائلة بطيبة:
, -إجلس يا حبيبي ريثما أعد لك مشروباً ساخناً ..
, إجتذبته ليجلس علي الأريكة بمودة وجلست "ليلي"و شقيقتها علي الأريكة جواره بينما أشرقت قسمات وجهه يغمغم ببشاشة:
, -لا داعي لأي مشروبات ، حضري لنا العشاء فأنا جائع للغاية..
, ومسد بيده علي بطَنه في حركة تلقائية مُعبراً عن مدي جوعه ، فأشارت "فاطمة" بإصبعها إلي عينيها بحركة شعبية:
, -عيوني لك يا خطيب ابنتي الغالي ..
, شَيعها "سليم" بإبتسامة مُمتنة ، فـ لم يكن كاذباً حينما أخبرها بجوعه فـ هو للآن لم يتناول شيئاً منذ وجبة الغذاء رفقة إبن أخيه الصغير "أكرم" و خطيبته المُزيفة "ليـلي" ٣ نقطة
, إنتبه إلي صوت "راضي" عم "ليلي" البغيض و الذي لم يرتح له أبداً و شعر بالنفور تلقائياً عند النظر له يقول مُوجهاً حديثه لـ "ليلي" :
, -ترفضين الزواج من إبني هادي صاحب معارض السيارات لأجل هذا ، تتركين الملك و تذهبين للخادم ٣ نقطة
, إشتعل جذوة الغضب بصدر "سليم" حينما أعرب العم عن رَغبته بتزويج "ليلي" من إبنه ، شعر بالسأم و المُقت تجاهه ، بالأصح نيران الغيرة ، فَـ ببساطة استطاع إشعال حمئته الذكورية حينما يتعلق الأمر بالشرف و ما يخصنا ..
, وضع ساق فوق الأخري ناظراً للعم ببرود مُغتراً و تشدق بغطرسة لم تكن دوماً من سيماته الطيبة:
, -إننا بشر و لا فرق بين ملك أو خادم ، فـ إن كان الخادم يعمل عند الملك فـ الملك يعمل من أجل توفير الراحة للخادم ، كليهما يعمل من أجل الآخر ، اليوم أنتَ ملك غداً لا تعلم قد تتبدل الأدوار و تُصبح أنتَ الخادم ..
, إكتسي الضيق وجه العم "راضي" ليتشدق بضيق و نبرة مُحتقنة:
, -كفي من شعارات الشباب الكاذبة ، اليوم نحتاج القوة للبقاء لا للضعف فـ نتسرب و تُدوسنا الأقدام ..
, جز "سليم" علي أسنانه بغيظ و هتف بحنق:
, -مَن قال لك هذا الكلام أحمق ، القانون السائد للحياة الطيبة و المحبة من أجل الدوام و المعاملة الحسنة فتُلاقي الإحسان بالمقابل ..
, ضحك "راضي" بسماجة و نظر إلي والدته قائلاً بسخرية:
, -ألم أقُل أنه من أصحاب الشعارات الكذابة ..
, إلتفت بعينيه إلي "ليلي" ورمقها بضيق جلي ثم أضاف:
, -تُفضلين هذا علي صاحب الحسب و النسب المشرف إبن عمك مَن سيُأكلك الشهد لا الكلام الفارغ ..
, سَومه "سليم" بنظرة إحتقـارية ثم قال:
, -من قال لك أنني لا أملك النسب المُشرف ، أبي رجل له صيت واسع سيادة القاضي أكرم الوالي و أخي وكيل النيابة نادر أكرم الوالي و خالي اللواء عزت ، كلها أسماء ترجُف لها الأبدان لكنها تسير علي الحق فـ ذاع صيتها الحسن بكل مَكان ..
, شحب وجه كُلاً من "راضي" و إبنه "هادي" بذعر بعد سماعِهم لتلك الأسماء المُهيبة التي قالها تواً ، بينما كست السعادة و الشّماتة وجه "ليلي" فقد حدث ما أرادته و خاصةً لعلمها كمية القضايا المرفوعة عليهم من الضرائب و النصب و التجارة بالممنوعات و الأعمال الغير مشروعة إلخ ٣ نقطة
, إستأنفت "ليلي" بإبتسامة شامتة و نظرة منتصرة:
, -أسمعت يا عمي كيف يكون النسب المُشرف الذي يليق بي ، سأتزوج في عائلة محترمة و ليست عائلة تستبيح المُحرمات في كسب الأموال ..
, رمتها الجدة بنظرة غاضبة لتهتف بحزم:
, -لثاني مرة أخبرك أن تتحدثي مع عمك بأدب ..
, ضمت ما بين حاجبيها بإندهاش و تشدقت ببراءة كاذبة:
, -و ماذا قُلت أنا غير الحقيقة ، منذ دقائق كنتم تصرخون و تتأمرون علينا و أنك ستجبرنا واحدة فينا سواء أنا أو ميادة علي الزواج من ابنك عديم الشرف الآن لم أعد أسمع صوتك ٣ نقطة
, إغتاظ "راضي" منها ، وتهدجت أنفاسه بغضب ليستقيم واقفاً و تقدم من "ليلي" يقبض علي ذراعها بقسوة يُحدجها ببُغض هادراً بأنفاس لاهثة:
, -لن أخاف من حديثك يا إبنة هاشم ، ليس معني أنكِ كبرت أننا لا نملك أي سلطة عليك شئتي أم أبيتي نحن كبار هذه العائلة و إن طال الأمر لتأدبيك سنفسخ خطبتك التي تتباهين بها و ستتزوجين من هـاد ..
, -إخرس ..!!
, هَدر بها "سليم" بإهتياج وهو يثب واقفاً ثم تقدم من "راضي" و نزع قبضة يده عن ذراع "ليلي" مُمسكاً يده بقسوة ليضغط عليها وهو يحيل بجسده بين "ليلي" وعمها ثم إستطرد بفحيح بعدما إتضحت له الرؤية فيما قصته عليه "منيرة" عن قساوة عائلة "ليلي" و الشر الذي يحيا بأنفاسهم:
, -أسمعني ماذا قُلت ..؟! ستفسخ خطبة مَن ..؟! هـاه ، رُد هل أكل القط لسانك الآن ..! إسمع يا هذا منذ أن رأيتك و أنا أتعامل معك بإحترام و لكنك تجبرني علي إخراج الشيطان الذي بداخلي مِن اليوم لا تتدخل في حياة ليلي و شقيقتها إنسي أنك تعرفهم مثلما عشت بعيداً عنهم طوال السنوات الماضية ستبقي هكذا ، هذه العائلة بنسائها في حمايتي و إن اقتربت منهن بعد اليوم فقُل علي نفسك يا رحَمن يا رحيم ، إتقي شري فَـ يا ويلك حينما يغضب سليم الوالي ٣ نقطة
, قال آخر كلماته بحروف شَدد عليها بتحذير غير قابل للنقاش ، لينفض يده بعيداً بقسوة وحَدجه بأعين تلتمع الغضب و الوعيد ليتراجع "راضي" للخلف مُزدرداً ريقه بخوف ليستدير بوجهه إلي ابنه مُغمغماً بغضب مُصطنع عكس الخوف الذي بداخله:
, -هيا بنا يا هادي ، إنسي أن لديك مُنذ اليوم بنات عم ، بعد كل هذا العمر و شيب الرأس دُهست كرامتنا بالطين علي يد إبنة عمك ..
, غادر "راضي" و إبنه المنزل ليتنفس الجميع براحة للحظة فتبددت بلحظة أخري حينما وجدوا تلك العجوز الخبيثة لازالت جالسة فسألتها "ميادة" بضيق بعدما إرتاح قلبها و هدأ من رعونة الخوف:
, -ألن تذهبي خلف إبنك و حفيدك أم أعجبتك الجلسة ..
, توسعت حدقتي "الجدة" بحدة و زاغت عيناها علي أوجه ثلاثتهم قائلة بفظاظة:
, -إذا كنتم تظنون أنني صدقت حرفاً مما قيل فأنتم موهومين ، أنا لم أصدق حرفاً واحداً وحينما اتأكد أن تلك الخطبة حقيقية سأمكث بهذا المنزل ..
, ختمت حَديثها بصرامة ثم نهضت بجسدها السمين وسارت إلي إحدي الغرف الفارغة و المخصصة للزيارات بالمنزل تحت أنظار ثلاثتهم الساخطة ..
, شتمت "ليلي" من بين أسنانها و قالت بحنق:
, -تباً ..!!
, لا ينقصني سوي العجوز الشمطاء بالمنزل لتعكر صفو حياتنا ..
, أتت والدتها حاملة بين يَديها صينية مليئة بالأطباق الشهية لتَضعها علي الطاولة ، إختلست النظر بعينيها إلي باب الغرفة التي دخلتها الجدة ثم إلتفت إليهم و قَبل أن يتقدموا من الطعام بلهفة وجوعٍ حتي صاحت بهم:
, -لن تلمسوا لقمة واحدة قبل أن أعرف الحقيقة كاملة الآن ٣ نقطة!!
, ١٩ تعداد نقطي
, -أخبرني إلي أين نحن ذاهبين ٣ نقطة؟!
, تَشدقت "ليلي" بقسمَات وجه ضاجرة و نبرة صوت حانِقة ، عاقدة ذراعيها بضيق جلي في كُلها ، تستند بظهرها علي المقعد الأمامي بالسيارة و حاجبيها مضمومين وهي تُناظر الجالس جوارها ٣ نقطة
, إلتفت "سليم" برأسه نصف إستدارة مُبتسماً في إستفزاز و قـال بمشاكسة:
, -أخبرتك للمرة الخامسة عشر مُنذ ركوبك السيارة معي أنني سأختطفك ..
, زَفرت الهواء من رئتيها بقوة و رمقته بنظرات ضائقة و صاحت بإحتجاج:
, -لا تستهزئ بي إنني أتحدث بجدية ..
, أومأ برأسه بهدوء و غمز لها بعيناه في خُبث ثم إستدار مُثبتاً عينيه علي الطريق أمامه و أجاب:
, -حسناً نحن ذاهبين للمنزل عندي ..!!
, إتسعت مقلتيها علي وسعيهما بصَدمة و تَوقف عقلها عن إستيعاب ما قاله تواً لتَختفي العقلانية و يظهر وجه المرأة الحقيقي في التصرف تحديداً في تلك الأوقـات ، إنفرجت شفاهها بصرخة مَدوية أفزعت "سليم" و جـأرت بصُراخ:
, -كُنت أعلم أن نواياك غير بريئة ، أنتم هكذا جميكم ذئاب تحُركها شهوتها ..
, قَطع صراخها يده التي إمتدت تكمم فاهها وهي يُدمدم بإرتباك:
, -إهدئي يا ليلي إنني أمزح معك ، ألم تسمعي مِن قبل عن الهزار ..
, حَدجته بشك للحظات ليُزيح يده عن فمها فتَتساءل "ليلي" بعدم تصديق:
, -إذاً إلي أين تأخذني سألتك كثيراً ولم تُجبني ، من حقي كـ إنسانة أنا أعرف وجهتي التي بسببها لم أذهب لمكتبي للآن ٣ نقطة
, وعادت بذاكرتها إلي قبل وقت ليس بالقليل حينما كانت تستعد و ترتدي ملابسها المكونة من بنطال جينز أسود يلتصق بساقيها و قميص من الأوف وايت و جاكيت من نفس لون القميص يصل إلي ركبتيها أما خصلاتها البنُية فكالعادة عكَصتها علي هيئة ذيل حصان و أسدلت خُصلات شعرها الأمامية القصيرة علي جبهتها فبدت أنيقة و رزينة للغاية ممُثلة لشخصيتها ٣ نقطة
, وبعدما إنتهت خرجت إلي صالة المنزل لتناول الفطور لكنه لم يكن بذلك الصفاء الذي إعتادت عليه إنما تلك العاصفة الثلجية وسط حرارة شمس أغسطس القاسية فـ وجود الجدة بالمَنزل عكر صفوهما ٣ نقطة
, و ما أنقذها من البقاء وقت أطول رنين هاتفها لتجد "سليم الوالي" فـ تبسمت تلقائياً و إمتزجت بتنهيدة الراحة لتُجيبه أمام الجدة اللئيمة التي تنظر إليها بنظرات لؤم أشد ..
, تعمدت الدلال بصوتها لإثارة غيظ المُسنة أكثر ليُفاجئها أنه قادم لأخذها و عليها الاستعداد حالاً و إنتظاره أسفل البناية و دون إضافة أغلق الهاتف قبل سماع ردها ، الجلف الغبي ..
, إنتشلها من دوامة شرودها وهو يجيب ساخراً:
, -ألم تخبريني أمس أنك تودين مقابلة قدوتك و إن وجدت الفرصة ستتمسكين بها ..؟!
, قالت بهدوء:
, -نعم اخبرتك بهذا ، فـ لا داعي للألغاز يا سليم و قُل ما بداخلك ٣ نقطة
, نفث الهواء من رئتيه دفعة واحدة و تلاعب بأنامله علي المقود و قـال:
, -قررت اليوم لآخذك إلي منزلي لمُقا ٣ نقطة
, لم يكد يُكمل بقية حديثه لتتوقف الحروف علي لسانه وهي تقاطعه بصياح كالزوبعة فجأة بهياج:
, -لقد ظهرت نواياك الدنيئة يـا عديــم الأخــلاق !! تريد أخذي لمنزلك لرؤية والدتك المريض وبعدها تقول إن جدتك توفت و ذهبا للعزاء و أقوم انا بمواساتك إنها حيلة قديمة قام بها شكري سرحان قبلك ٣ نقطة
, وتلك المرة كانت الصدمة من نصيبه المأذون الموقر "سليم الوالي" فإتسعت خضراويتيه بذهول و تدلي فكه بصدمة حقيقية ليهتف بها بحنق:
, -ربــاه ..!!
, أفكارك دنيئة يا حضرة الأفوكاتو ، لم تتركي لي الفرصة لأوضح نواياي الصادقة و البريئة ..
, تنفست بغضب و إحمرت عسلياتها قائلة بعصبية:
, -لقد كشفتك علي حقيقتك و الآن أنزلني هنا لن أكمل معك الطريق و أنا كـ الغبية ظَننتك مختلف عن باقي الرجال ..
, ذم شفتيه بعبوس و قَلب عينيه بملل ثم قال:
, -لا تكوني مُتسرعة يا فتاة كنت سأخبرك أنني دبرت لكِ موعد لمقابلة والدي سيادة القاضي "أكرم الوالي" قُدوتك ٣ نقطة
, أشرق وجه "ليلي" بسعادة حقيقية فـ كان من أحلامها و أمنيتها أن تُقابل ذلك الرجل الوقور و الحكيم طيب القلب و حسن الأخلاق ..
, أردفت "ليلي" بفرحة حقيقية:
, -حقــاً ..
, أومأ لها برأسه و طالع فرحتها البادية و إبتسامتها الجميلة التي نادراً ما يراها علي شفاهها ، عَقب مُسترسلاً بإيضاح:
, -عُدت ليلة أمس من منزلك و أنا قررت بداخلي أن أدبر لكِ موعداً للقاء أبي ولكن لسوء الحظ أبي لا يذهب للمحكمة اليوم و يفضل قضاء اليوم رفقة أمي مُستغلاً غيابي ذلك اللئيم ..
, أحست "ليلي" بمرارة تشكلت بحَلقها فـ كما إتضح لها أن علاقة أبويه مُترابطة و قوية و بينهما حُب علي عكس أبويها فتساءلت بحزن دفين:
, -هل يُحب أباك والدتك ؟!
, أطرف عيناه بنظرة لها و إنفلتت ضحكة من شفتيه ثم أجاب:
, -كثيــراً ٣ نقطة!!
, للدرجة أنه غاضب مني و يود إقتلاع عنقي ، فلكي أساعدك لمقابلته عليّ أولاً إخراج سمية من المنزل فإن رأتك معي ستقيم العجائب و الكثير من الخطط لكي تجعلك زوجتك لكنني ذكي للغاية إفتعلت مشكلة معها و تركت لنا المنزل و ذهبت إلي شقة أخي نادر عقاباً لنا ٣ نقطة
, نظرت له لبُرهة تبتسم بوداعة ثم قالت:
, -و إفترض ذهبنا ووجدنا والدتك في المنزل ..؟!
, رد بثقة مُبالغة و كأنه يعلم ما سيحدث:
, -لن يحدث فـ أنا أحفظ أمي عن ظهر قلب إنها لن تعود للمنزل قبل أن يومين و نذهب إليها لمصالحتها و إقامة جلسة عرفية يرأسها السيد نادر الوالي ٣ نقطة
, ضحكت "ليلي" علي عبارته الأخيرة فَـ عقبت وهي تضرب كف بالآخر بعدم تصديق:
, -يا ربي أنتم عائلة مجنونة للغاية ٣ نقطة
, أيدها بضحكة صاخبة جذابة منه:
, -أنتي لم تشاهدي بعد الجنون الحقيقي لهذه العائلة علي أرض الواقع ..
, بعد وقت ليس بالقليل صف السيارة أمام البناية التي تسكن بها عائلة "الوالي" ، كانت مكونة من أربع طوابق إشتراها والده ليكون منزلاً لهم وحدهم دون غريب ٣ نقطة
, الطابق الأول يسكن به مع والده أما الثاني فـ كانت الشقة التي سيتزوج بها سابقاً و شقة أخيه "نادر" حالياً اما الطابق الثالث فـ قرر أبيه أن تكون شقته حينما يتزوج يوماً و خصص الطابق الرابع لإستقبال أقاربهم من البلد التي ولد بها و ترعرع جده ٣ نقطة
, وقف كليهما أمام باب المنزل ، ثم وضع "سليم" المفتاح بالمزلاج و قبل أن يحركه إلتفت إلي "ليلي" و قال بنبرة قلقة غمرها المرح:
, -أتمني أن تظل صورة القاضي التي بمخُيلتك كما هي لأنكِ سترين أبي بالعالم الموازي وهو يُشبه عم شكشك ٣ نقطة
, تعمد إستخدام اسم تلك الشخصية المضحكة بنهاية حديثه كمثالاً حياً علي ما ستراه بعد قليل من صورة منافية للغاية عما رأتها بالمحكمة و الجامعة ٣ نقطة
, دلف للمنزل و أشار إليها أن تدلف للداخل فخطت بإرتباك قدميها المنزل ليتبعها "سليم" بعدما وارب الباب و لم يُغلقه مما جعل الهدوء يتسرب إلي قلب "ليلي" وغمرتها الراحة و الطُمأنينة مُدركة أن هذا الرجل يختلف عن ٥ نقطة أبيهــا "هاشــم علــوان" ٣ نقطة!!
, وقف "سليم" بصالة المنزل يضع يداه بخصره و صاح مُنادياً بصوتٍ عالٍ أبيــه:
, -بـابــــااا .. يــا أكرم الوالي أين أنت ٣ نقطة؟! أبــي ٣ نقطة
, وقفت "ليلي" خلفه تتمسك بحقيبتها كـ درع الحماية مما هو قادم و قبضة يد مُتخفزة بحماس للقادم ٣ نقطة
, خرج "أكرم الوالي" من غرفة مكتبه يفرك عينيه بتعب مُدمدماً بعصبية بحتة و غضب يضمره تجاه إبنه منذ الصباح:
, -مــااذاا مــااذاا تريــد يا خيبتنا الكبيرة يا بلوة حياتنا يا مُصيبة ابتلانا **** بها ولولا خوفي منه لكنت وأدتك مثلما يفعل الجاهلية خوفاً من العار ٣ نقطة
, هتف بكل هذا دفعة واحدة و أنفاس هائجة بينما تسمر "سليم" مكانه بدهشة فلم يتوقع أن يثور والده هكذا بينما تخشبت "ليلي" مكانها بصدمة فلقد رأت قدوتها المُنمقة بهيئة أخري مُتشردة ٣ نقطة
, فـ كان الأب "أكرم الوالي" يرتدي بيجامة منزلية مخططة طولياً بالأبيض و الأسود بأزرار من المنتصف و روب ثقيل من التسعينات و طاقية صوفية تلتهم نصف وجهه و خف منزلي من علي هيئة ميكي ماوس ٣ نقطة
, رفرفت بأهدابها الكثة الطويلة عدة مرات غير مصدقة ما تراه فـ كما أخبرها قبل قليل أنه يُشبه "عم شكشك" ٣ نقطة
, كاد الأب أن يستكمل قصيدة الشتائم اليومية لكنها بُترت علي طرف لسانه حينما لمح بعينيه الجسد الأنثوي الواقف وراء إبنه فتدلي فكه بصدمة و زاغ بعينيه بين إبنه و "ليلي" ثم أشهر سبابته بوجهه مُتمتماً بصعوبة بالغة:
, -نســاء ..!!
, المنزل العفيف الطاهر تجلب له فتيات و سمية ليست بالمنزل معني هذا أن الليلة خمرٌ و نساء ..
, أطرف بعينيه بنظرة حزينة و رفع يديه للسماء شاكياً باكياً للمولي _عزوجل:
, -منك لله يا سليم دمرت سمعة العائلة النظيفة ، حسبي **** ، لماذا تفعل كل هذا و تخون تربيتك لك ، ألم أكن أجلب لك اللوليتا التي تحبها حينما كنت صغيراً ، وماذا عن المارشيملو و الشيكولاه أنسيتهم أم دلالي لك أفسدك يا عديم التربية ٣ نقطة
, أغمض "سليم" عينيه يكبح غضبه و تغضن وجهه بحمرة الإحراج مما يقوله والده و كشف أسرار طفولته ليُقاطعه بقوة قائلاً:
, -أبي توقف عما تقوله دعني أشرح لك ..
, غمغم "أكرم" بقسوة:
, -لا أريد سماع شئ ٣ نقطة!! لقد لوثت شرف العائلة من اليوم قلبي غير راضي عنك ٣ نقطة
, دبدب الأرض بقدميه بضيق و إقترب من والده يمسك ذراعه و مال برأسه هامساً بـ شئٍ له بينما والده فـ كان يتطلع إلي "ليلي" بنظرات تتسع رويداً رويداً مع كل كلمة ليدفع إبنه بعيداً ثم توجه ناحيتها ليقف أمامها بنظرات يملؤها الفرحة و قـال:
, -أنتِ ليلي ..!!
, أومأت له "ليلي" برأسها و هي لا تفقه شيئاً مما يحدث ليستأنف "أكرم" بسعادة مُزجت بالإنبهار:
, -يا إلهي جميلة كـ إسمك و كأنه خُصص لكِ ..
, إبتسمت "ليلي" بهدوء و ردت بلباقة:
, -شكراً يا سيدي ٣ نقطة
, -أنا لا أمدحك يا فتاة إنني لا أقول سوي الحقيقة فقط ٣ نقطة!!
, قالها و جذبها من يدها و لتجلس علي الأريكة بينما جلس هو علي المقعد المجاور و بدأ يُحادثها بسلاسة تحت نظرات "سليم" المغتاظة فيبدو أن أباه سيعلق الفتاة منه تباً تباً ..
, تقدم منهما "سليم" وقطع سيل حديثهما قائلاً بهدوء:
, -إنها المحامية ليلي التي أخبرتك عنها ، رأتك مرتين قبل اليوم بالجامعة حينما ذهبت لإعطاء ندوة و المرة الثانية بالمحكمة ٣ نقطة
, وكاد أن يجلس ليُقاطعه أبيه بصرامة:
, -إذهب و أعد لنا مشروباً دافئاً ٣ نقطة
, -مــاذا ٣ نقطة؟!
, كلمة كادت تخرج من فمه لكنه طمرها يعض علي شفتيه بضيق مما يفعله أبيه لينهض مُرغماً علي ذلك و بداخله همس بـ:
, -لابد أن تعود سمية للمنزل لتري ما يفعله زوجها ٣ نقطة
, راقبت بعسلياتها إبتعاده عنهما لتلتفت إلي القاضي "أكرم" مع حذف القاضي فهيئته لا تدل علي ذلك فقالت:
, -سيدي أظن أنك لا تتذكرني و لكني أذكرك و أذكر كلامك جيداً ، كنت أملاً لنا لإبقاء العدالة و الدفاع عن الحق بعد فساد الكثير و خيانتهم المِهنة ٣ نقطة
, و إنتظرت منه رداً حكيماً ولكنها ببيت المجانين كما قالت:
, -ألا ترين ما أرتديه من بيجامة و روب صلاح قابيل و طاقية إسماعيل يس لتقولي سيدي ناديني بـ عمي فلقد أصبحتِ جزءً منا ٣ نقطة
, إبتسامة رقيقة شقت شفتيها لتقول بإنصياع:
, -حسناً يا عمي ٣ نقطة
, قال بإبتسامة:
, -وهذا هو الكلام .. لا تدعي الحياة تأخذك منك فتنجرفي في القسوة و الصرامة إجعلي لك مساحتك الشخصية لقضائها مع نفسك و سؤال روحك بما يؤرقك و حل مشاكلك ٣ نقطة
, جعدت حاجبيها بدهشة ثم سألته بعدم فهم:
, -لماذا تخبرني بذلك ..؟!
, أجاب بعقلانية و توغلت الذكريات عقله:
, -لأنني لم أنساكِ يا إبنتي ٣ نقطة!!
, لازلتُ أذكر اليوم الذي ذهبت فيه لجامعتك لم يكن أحد يلتفت لكلامي مِثلك كنت مُنتبهة لكل حرف أقوله حتي فاجئتني بسؤالك «هل يحق للأب الذي ترك أطفاله و هرب أن يعود و يأخذ حياتهم لما لا تضعوا قانوناً يحذف لقب أب منه لأنه لا يستحق» ٣ نقطة
, إزدرد لعابه بينما طاف الألم حدقتي "ليلي" ليستأنف بتنهيدة:
, -إنه لا يستحق يا إبنتي و لكن ماذا نفعل فرغماً عنكِ أنتِ إبنته وهو أبيكِ ، إذا محونا اللقب فـ لا يُمكننا تغيير رابط الدم الذي يجمعكما ، إنها الحياة يا إبنتي لا نختار فيها من يكونوا أبوينا و لا نختار قدرنا إنها الحيـاة ٣ نقطة
, لم تجد حرفاً تقوله أمام ما يقوله فقد عقد لسانها بحلقها و ترقرقت الدموع بعينيها بغشاوة رقيقة ليستكمل السيد "أكرم" برزانة:
, -حياتنا غير مماثلة فليست حياة كل البشر تسير علي نفس النمط إنها مُختلفة تماماً فـ لما إذاً نحيا ونحن متشابهون بالتأكيد أملك شيئاً لا يملكه غيري و هو كذلك و بالتأكيد ما نقص منك و ضاع نصيبك به يوماً سيعوضك **** به يوماً ما فـ **** رحيماً بعباده ٣ نقطة
, طفرت دمعة كانت عالقة بين أهدابها الكثة ثم نظرت إليه مُتسائلة بحيرة:
, -لماذا تخبرني كل هذا يا سي .. عمي ..
, تنهيد بعُمق قبل أن يجيب:
, -لأنني لم أنسي سؤالك يوماً و كان يلاحقني كالحلم الذي نراه و لا نعيشه كما أنني لم أنساكِ فـ حينما حكي لي سليم عن المحامية القوية أتيتِ علي بالي فجأة و تمنيتُ أن تكوني أنتِ لأجيبك علي السؤال الذي إنتظرتِ جوابه ثمانِية أعوام ٣ نقطة
, ساد الصمت بين كليهما وسط نظرات "ليلي" المُمتنة ثم كفكفت عبراتها التي لم تدري كيف إنهمرت هكذا فجأة ٣ نقطة
, أتي "سليم" يحمل صينية عليها أكواب من الشاي ليضعها علي الطاولة ثم جلس و ألتقط كوب من الشاي و كاد أن يرتشف منه حتي تحدث والده بنبرة آمرة:
, -إذهب و أحضر لنا طاولة الشطرنج لنلعب مع هذه الجميلة ٣ نقطة
, تأفف "سليم" بصوت عالي و ألقي لوالده نظرة نارية لم يأبه بها ثم جلب طاولة الشطرنج ثم وضعها علي الطاولة بقوة هادراً بضيق:
, -تفضلوا ٣ نقطة
, أمسك "أكرم" البيدق و بدأ يعيد ترتيب اللعبة موجهاً حديثه لـ "ليلي":
, -أتعلمين كيفية اللعب أم أُعلمك القواعد ٣ نقطة
, ردت "ليلي" برِقة تُذيب الجليد:
, -أعلم اللعبة جيداً ، لقد إعتدت أن أتعلم كل شئ و أهزم المُستحيل كي لا يأتي يومٍ و يكسرني شئ في الحياة فـ لا أتألم لمرتين فما لم يُعلمك أبواك إياه ستتكفل به الحياة بتعليمك ٣ نقطة
, إكتفي الأب بإبتسامة و قال مُغيراً دفة الحديث:
, - الأبيض أم الأسود ٣ نقطة
, أجابته بعد تفكير عمَيق:
, -إممم سأختار الأسود لوني المُفضل ٣ نقطة
, هتف "سليم" الذي كان يُتابع بصمت الحوار القائم بين والده و المُحامية مغمغماً بإستهجان:
, -أتمني لكِ من كل قلبي الفوز لأنكِ لو خسرتي عليك تحمل الأحكام التي يضعها سيادة القاضي للخاسر ٣ نقطة
, جعدت حاجبيها مشدوهة و تساءلت:
, -ما هذه الأحكام ٣ نقطة؟!
, مط شفتيه بعدم رضا و أجاب بعبوس يرتسم علي قسمات وجهه:
, -أقل شئ قد يفعله بكِ أن يجعلك تقفين بمنتصف الشارع تتسولين من المارة أو تذهبي إلي صاحب محل الجزارة القريب و شتم صاحبه كما فعل معي آخر مرة يقذفني للموت بصدر رحب ..
, ضحكت برِقة و قالت بثبات وقوة:
, -لا تقلق كلمة الخسارة ليست بقاموسي فأنا بارعة في لعبة الشطرنج ٣ نقطة
, بدأ الاثنان باللعب و حماس كبير يعتريهم من الداخل بينما كان "سليم" يُشجع "ليلي" للنيل مِن والده عما يفعله به لينتهي المطاف بربح "ليلي" اللعبة ٣ نقطة
, كانت الأجواء مُبهجة و صافية يغمرها الدفء الذي إفتقدته ، الأمان الذي إعتادت أن تمنحه و حُرمت منه هي !! الحب الذي هجر قلبها فـ أصبح قاسياً و شامخاً كـ الجبل لا يعرف شيئاً سوي القسوة ٣ نقطة
, بعد وقت طويل ٣ نقطة
, أوقف "سليم" السيارة أسفل مكتب المحاماة الخاص بـ "ليلي هاشم علوان" ليلتفت لها بجسده بينما هي وجهها هادئ يغمره الراحة لتستدير له و قالت بإبتسامة:
, -شكراً لك يا سليم عما فعلته لأجلي اليوم ، أنتَ أفضل صديق إكتسبته من هذه الحياة فـ لا تجعلني أندم يوماً علي هذا القرار ٣ نقطة
, رمش بعينيه دون حديث و إبتسم ببرود ليقول:
, -لا تقلقي لستُ ممن يخلف الوعود ٣ نقطة
, هزت رأسها مؤكدة و نظرت إليها نظرة أخيرة و قبل أن تهبط من السيارة إستوقفها صوته الرجولي الجذاب قائلاً:
, -ليلي إرتدي فستاناً الليلة فـ سأمر عليكِ السابعة مساءً لنذهب إلي حفلة عقد قران و هذا ليس أمراً إنما طلباً ..
, قالت دون أن تلتفت إليه:
, -موافقة يا سليم ٣ نقطة
, ختمت عبارتها و ترجلت من السيارة لتدخل البناية فـ لاحقتها خضراويتيه كـ نظرة وادع لبعضة ساعات تمر كالدهر عليه في بُعدها ٤ نقطة
, ١٩ تعداد نقطي
, وقفت أمام المرآة تتطلع إلي إنعكاس صورتها بها ، كانت جميلة للغاية بل للحق فاتنة بفستانها الأسود البراق و هيئتها الرقيقة الفاتنة ، لتتطلع بأعين شاردة دُمغت بالشرود أيضاً فـ صورتها إلي ذكريات بائسة عالقة بين صفحات الماضي ٣ نقطة
, عادت بذاكرتها حينما كانت فتاة بالتاسعة عشر من عمرها طالبة بالمرحلة الأولي من الجامعة ، وقتئذ كانت تعمل بائعة في محل ملابس فـ كانت مصدر الأموال الوحيد لأسرتها و الأب و السند لشقيقتيها و والدتها ٣ نقطة
, أعجبها فستان من اللون الأسود براق و قماشته لامعة بأكمام شفافة يضيق من الصدر و يهبط بإتساع إلي بعد ركبتيها بقليل ، كان كلاسيكياً و جميلاً لكنها لم تكن تملك الأموال الكافية لشراءه ٣ نقطة
, كانت مختلفة عن الجميع لازالت تذكر حينما كانت بالمرحلة الثانوية لم تكن مثل زميلاتها بالمدرسة ، لم تطأ قدميها أي سنتر و لم تذهب للدروس الخصوصية بل كانت تعتمد علي مذاكرتها و شرح المدرسين بالمدرسة فـ يكفي حالتهم المادية الميؤوس مِنها ٣ نقطة
, لازالت تذكر ذلك اليوم التي أتت فيه زميلتها بالجامعة لتسخر مِنها وقتها تعمدت الإذلال بها و شراء الفستان الوحيد الذي أعجبها لتزيد من وجعها فقد كانت تتدخر الأموال لشراؤه وقاربت علي إكتمال تمنه حتي خبت أحلامها بصورة أوجعتها و آلمتها ٣ نقطة
, لكنها أقسمت أن يُصبح لها إسماً و تلمع كالنجوم بالسماء ٣ نقطة أن تحلق كـ الطير بحُرية بعدما سجنه الذل و الوجع و المهانة و قلة الحيلة ٣ نقطة!!
, تطلعت إلي عينيها العسلية التي لمعت بالفرحة و غمرت الراحة قسمات وجهها .. فـ اليوم أصبحت قادرة علي شراء ما تتمناه ٣ نقطة!! الفستان ..!! تمتلك سيارة خاصة بها ..! مكتب محاماة و إسماً بدأ يلمع كالشهب في سماء المُحاميين ٣ نقطة
, قُتلت تلك الضعيفة لتظهر تلك القوية الجميلة بسبب ذلك الشخص الذي لم يكن مصدراً للأمان بل كان العذاب نفسه "هاشم علـوان" ٣ نقطة!!
, رنين جرس الباب تَبعه صوت شقيقتها المُرحب به ذلك الرجل "سَليم الوالي" الذي دخل حياتها ليمحو كل آثام الماضي التي قهرتها و يشفي ندبات الروح المُتألمة مما كانت تظن بهم الخير لها و كانوا هم القبضة التي جرحتها و فتكت بها ووجعتها ٣ نقطة
, مَن جعل السعادة تشق قلبها .. أمسكت بحقيبة يدها و نظرت إلي صورتها للمرة الأخيرة فوجدت ليلي أخري غير التي عرفتها طيلة عمرها وخرجت من الغرفة ..
, وجدته يقف مع شقيقتها ووالدتها التي تعطيه الوصايا العشرة ببذلة سوداء أسفلها قميص أبيض و حذاء أسود جلدي فبدي وسيماً و رائعاً يبتسم إلي والدتها ببشاشة ٣ نقطة
, لطمتها رائحة عطره الرجولية الرائعة فـ أيقظت القلب من سُباته و أنعشت الحياة بداخله من جديد ٣ نقطة!!
, شقت الابتسامة شفتاها تلقائياً لرؤيته فإبتسم لها بعذوبة تغلغت روحها ، حانت منها إلتفافة إلي الجدة التي تجلس بوجه مُكفهر تكظم غيظها غير قادرة علي الاعتراض و الحديث أمامه ، إبتسمت بشماتة لها فاليوم تبدلت الأدوار ٣ نقطة
, تأبطت ذراعه أمامها كإعلان صريح لها بالنصر بينما بداخلها رفرف القلب فرحاً ، فـ هي تقف لجوار مَن منح الآمان لقلبها و إستطاع التوغل داخله بسعادة ٣ نقطة
, جلست جواره بالسيارة بهدوء و إبتسامتها لم تفارق مِحياها بينما يقود السيارة بسعادة لا تقل عنها بتاتاً ..
, هتف "سليم" دون أن يلتفت إليها بنبرة رجولية:
, -تبدين فاتنة خصوصاً بأحمر الشفاة التي تضعينه لأول مرة ٣ نقطة
, غزل ..!!
, غازلها للمرة الأولي ..!! لم تصدق أذنيها ما سمعته منه و إحمرت وجنتيها بخجل و أطرفت بعينيها بعيداً عن تلك الربكة التي أصابتها قائلة:
, -لم أكن أعلم أنك تهتم بتلك التفاصيل ..
, إلتفت إليها برأسه و توغل بخضراويتيه عسليتاها و خرج صوته مذبذباً لقلبها و شفتاه تبوح بـ خفايا القلب:
, -أنا أذوب في عشق التفاصيل ..!!
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٧
غلاف من القسوة


ومِنْ الحُب مَـا قَتل ٣ نقطة!!
, أتُدرك معناها جيداً ؟! هل الحب قاتل مُتسلسل خفي ٣ نقطة؟! إنه يرتكب جريمته دون دليل ، يقتلُنا دون أن ندري ، يؤلمنا و يجعلنا نخضع إلي قوانينه دون إرادة مِنا ، يُجبرنا علي الوقوع في جريمة حُب ..
, وقفت "ليلي" بأحد أركان هذا المنزل البسيط ، كانت تضم ذراعيها إليها ٤ نقطة و عينيها مُسلطة علي ذلك الجالس فوق الأريكة و علي يمينه رجل مُسن و يساره يجلس الأسطي المِيكانيكي "عبدالرحمن" وسط ذلك الحشد ليعقد قرانه
, ببهجة و سعادة تكاد تُحلق بالأفق ٣ نقطة
, راقَبته وهو يقوم بـ وَظيفته "المأذون" بصمت ، كان يبتسم ببشاشة يُلقي بعض النكات وسط الحديث ٤ نقطة يُضيف لمسته الخاصة و هي نثر البهجة و رسمها علي أوجه الجميع ٣ نقطة
, كان يتعمد إستفزاز الأُسطي المِيكانيكي وهو
, يعقد له القران ببساطة إن "سليم الوالي" شُعلة من الأمل وسط العتمَة و الظلام ٣ نقطة
, نظر إليها "سليم" بخضراويتيه فـ وجدها ساهمة و صامتة تتحاشي الجميع لكن عسليتاها عليه فـ إبتسم إليها بسمته الجذابة و غمز بعينيه دون أن ينتبه أحد لتفق مِن شرودها و إصطبغت وجنتيها بحُمرة قانية خجلة لرؤيته شرودها به و كأنه أمسك بها بفعلٍ فاضح أو جريمة نَكراء ٣ نقطة
, أشاحت بوجهها بعيداً قبل أن يلاحظ أحداً تواصلهما البَصري بل كانت تهرب من خجلها
, وحرارة وجنتيها المُشتعلة التي إستشعرتها ٣ نقطة!!
, وجهت عسليتاها إلي العروس المُبتسمة و فرحة بعينيها تكاد تُعانق الأفق بها ، رأت الإبتسامة مرسومة علي قسمات وجهها الجميل بلمَسات
, من مساحيق التجميل أبرزت جماله أكثر فـ بدت
, كـ ملاك مِن السماء ٣ نقطة
, عَقدت "ليلي" حاجبيها بدهشة و ظللت عينيها الحيرة وهي تستيقظ من غُمرة شرودها أنها الآن بأحد حفلات الزفاف التي تمُقتها ٣ نقطة
, كيف إستطاع سحرها و إقناعها علي الحضور ، تباً لك سَليم الوالي ٣ نقطة!!
, ذهبت إلي الشرفة المفتوحة بالمنزل لتقف بها بعدما شعرت بالضيق يختلج صَدرها ، لا تدري أكان الضيق منه أم مِنها أم مِن تلك العاصفة التي تسلبِها دون إرادة مِنها إلي حياة ليست حياتها ..
, لم و لن تكن أبداً لها ٣ نقطة٣ علامة التعجب
, أنهي "سليم" عقد القران بإبتسامة واسعة و قبل أن يختطف أحداً المنديل أخذه بسرعة رافعاً يده عالياً ليلوح به مُردداً بمرح:
, -لنقل عقبالي كي أتزوج بعده ..
, تعالت ضحكات الجميع بفرحة ، نهض "عبدالرحمن" من جلسته و تقدم من عروسه الحسناء ثم دنا منها ليدمغ جبينها بقُبلة مليئة بالحب و الإشتياق و السعادة التي طالها أخيراً ٣ نقطة
, أما "سليم" فـ نهض من جلسته و إتجه إلي الشرفة حيث تقف "ليـلاه" ٣ نقطة عيناه لم تُفارقها للحظة بل كان يراقبها دائماً ..
, وجدها تقف ساهمة بكل جوارحها تركز علي الفرحة البادية علي وجه كلاً من الأسطي المِيكانيكي و عروسه الحسناء ٣ نقطة
, وقف "سليم" جوارها و أستند بجزعه علي سور البلكون قاطعاً الصمت بتنهيدة راحة:
, -أتعلمين يا ليلي أنني سعيد من أجله ٣ نقطة
, أفاقت "ليلي" من شرودها علي صوته لتقول بهدوء عكس النيران المشتعلة بداخلها قبل قليل:
, -لم أتخيل أنك ستجعلني أحضر حفل زفاف و هذا أكثر شئ أبغضه ، علاقات مزيفة نهايتها فشل بالتأكيد ٣ نقطة!!
, جعد حاجبيه مَشدوهاً و إمتقع وجهه بضِيق من سلبيتها ليزفر الهواء من رئتيه بقوة و قـال بهدوء و تروي يُحسد عليه:
, -عن أي زيف تتحدثين ..؟!
, ليست كل القصص نهايتها تبوء بالفشل هناك قصص نهايتها سعيدة ، فـ الحياة ليست وردية بكل شئ هناك الظلام و يوجد أيضاً النور ، نتلذذ بالحلو و نمتقع من المالح ، يُعجبنا الجيد دائماً و نكره السئ ، الحياة عبارة عن النقيض مثلما نجد ما يُعجبنا سنجد أيضاً ما لا يُعجبنا نحن فقط من نختار ٣ نقطة!!
, صَمت مُلتقطاً أنفاسه العابرة و إلتفتت إليها بوجهه ثم إعتدل بوقفته مُغمغماً بدفء:
, -لا تحكمين علي الكتاب من غلافه ..!! إنظري إلي سعادة عبدالرحمن بعروسه و ستجدين حباً و قلوب إتحدت معاً رغم رفض الجميع و لكنها تدابير القدر ٣ نقطة
, أستمعت له بفضول وعدم فهم و كادت تسأله لكنه بادر بالإيضاح و عينيه تلمعان بالإعجاب:
, -كانا يُحبان بعضهما مُنذ الطفولة ، حب لا تسطيعين إيجاد له مسمي غير البراءة و النقاء ، حينما أنهي عبدالرحمن شهادته الإعدادية و كاد يلتحق بالثانوية حتي فوجئ بوفاة والده وكانت الضربة القاضية له ولوالدته و شقيقاته الثلاثة ، لم يكن هناك من يعوول أسرته غيره حتي الشركة التي كان يعمل بها أبيه رفضت التكفل بهم ، لم يكن أمامه حلاً سوي الإلتحاق بالمدرسة الفنية و دهس معه حلمه بأن يُصبح مهندساً من أجل أسرته و كبت معه حبه ٣ نقطة
, كان يعمل بكل شئ لأجل توفير الراحة لعائلته حتي أخذ شهادة الدبلوم و فتح ورشة تصليح السيارات كما ترين ٣ نقطة
, تنفست "ليلي" الهواء و شعرت برغبة بالبكاء فـ حكايته مُشابهة لحكايتها قليلاً مع الفرق أن أبيه لم يظلمه و تركه بل صعدت روحه إلي خالقها فسألته:
, -وماذا عن حبيبته ٣ نقطة؟!
, أجاب "سليم" بثبات:
, -لم يختلف حالها عنه بل كانت حزينة لأجل وضعه و حالته خصيصاً إصرار عائلتها بعدم إدخالها الثانوية الفنية كما رغبت لأجله و نظراً لتفوقها أيضاً حتي جاء موعد نتيجة الثانوية العامة وكان تقديرها يُدخلها كلية الطب لكنها رفضت و قالت "لن أكمل تعليمي سأكتفي بشهادة الثانوية" أتُدركين الحزن الذي خيم علي عائلتها بعدما كادت إبنتهم أن تصبح طبيبة حتي علم عبدالرحمن بقرارها و إن كانوا لايتحدثون معاً فـ أعينهم تتحدث في كل نظرة إلي بعضها وغضب منها للغاية فهذا حلمها منذ الطفولة و أرسل لها مع شقيقها الصغير ورقة و كتب بها:
, «أضيئي كنَجمة بالسَّماء سَاطعة وإلمَعي بها فإن حُلمك هو حلمي ٣ نقطة و إن قلبي ليفرح حينما تلمَعين فـ رفقاً به يا ملاكي ٣ نقطة!!»
, شهَقت "ليلي" بصدمة و قالت مُعقبة بنبرة مُستنكرة:
, -أي عقل غبي تحمله تلك الفتاة لتتخلي عن حُلمها من أجل رجل ٣ نقطة؟!
, تقَوس فَمِه بشبه إبتسامة فاترة و رد بضيق مِنها:
, -حينما تعشق القلوب يُلغي معها العقل ، أحبته كما أحبها رفضت الكثير من العرسان الذين تقدموا لها من أجله ، رفضه أهلها و حاولوا كثيراً إبعاده عنها بالكلمات او النظرات و الأفعال لكنه لم يستسلم و هي أيضاً ٣ نقطة
, َقَاطعته والفضول يضئ بعسليتاها:
, -وكيف إقتنعوا أهلها به ٣ نقطة؟!
, تنهد "سليم" وهو يُجيب:
, -إستسلموا لرغَبتهم ..!! كان حُبهم أقوي من كل شئ و كل مرة قِيلت بها كلمة لاا ، كلما أحس بالإنهزام كانت اليد التي تدفعه للأمام و في آخر مرة تقدم لها بها وقفت أمام والديها و عائلته و الجميع صارخة..
, «أنا من سأتزوج به و ليس أحدٍ من الجالسين ، أحبه ولا أريد سواه لا شهادة جامعية و لا مستوي معيشي و لا حياة رغدة بل يكفيني أنه سيُساندني بالحلوة و المرة ، سيكون سندي مثلما كان لعائلته و شقيقاته الثلاث بعدما زوجهن لمن يستحقون ، سنتشاطر اللقمة سوياً ولن يبخل عليّ بحنانه بل نظرة الحب و الحنان بعينيه تكفيني ، لماذا تبخلون علينا بأن تتمنوا لنا السعادة ، أنا أحب عبدالرحمن و موافقة عليه في أي حال كان ..»
, إقتنعت عائلتها برأيها ووافقوا أخيراً علي زواجهم ، أتعلمين الحديث الآن لا يوازي ما عاشاه من ألم و حزن طيلة السنوات الماضية ، لايصف معاناتهم و هم يحاولون تخطي العقبات لأجل البقاء سوياً ، إختاروا الحُب و إكتفوا به ٣ نقطة
, إلتفت له ليُصبح وجهها مقابلاً لوجهه و كذلك أصبحا جسدهما قبالة بعضهما ، نظرت إلي عينيه ثم قالت:
, -وكيف عرفت كل هذه الحكايا ؟!
, ثبت عينيه الخضراوية ناظراً لعسليتيها و أجاب بشرود:
, -ببساطة لأنني لستُ زبون لدي عبدالرحمن بل هو صديقي الوحيد في هذه الحياة ، بدأت صداقتنا منذ ست سنوات و عايشت معه كل معاناته خلال تلك السنوات و أستمرت إلي اليوم ٣ نقطة
, رفعت كتفيها للأعلي قائلة بإندهاش:
, -عجباً صداقتكما غريبة ٣ نقطة
, ساد الصمت بين كليهما و لم يعقب "سليم" علي جُملتها و أثر الصمت وهي كذلك لتشرد بعينيها بعيداً عنه فيما حكاه عن قصة الحب بين الأسطي المِيكانيكي و عـروســه ٣ نقطة!!
, -سليــم ٣ نقطة؟؟!
, تفـوه "عبدالرحمن" مُنادياً صديقه ليلتفت كلا من "سليم" و "ليلي" به وهو يقترب يتأبطت ذراع عروسه بسعادة غير مُتناهية ٣ نقطة
, رد "سليم" ببشاشة:
, -نعــم يا عـريـسنا ..؟؟
, ضحك "عبدالرحمن" بخفة مما زادت وسامته وسلبت لُب عروسه الحسناء قائلاً:
, -وجدتك إختفيت فجأة دون أن تأكل شيئاً أو تبارك لي لذا قررت البحث عنك أنا و حياة التي أصرت التعرف علي قريبتك و لتُسلم عليكما فأنت معزتك كبيرة عندها بعد مساعدتنا آخر مرة بإقنـاع والدتها ٣ نقطة
, أرفق حديثه ببسمة هادئة وهو يمد يده بطبق مليئ بالحلويات و كذلك "حياة" نـاولت "ليلي" طبقها فقال "سليم" بمرح وضحكات لم يستطيع كبحها:
, -عجباً لهذه الدُنيا العروسان هما مَن يقومون بضيافتنا و أيضاً تركوا كل شئ ليسلموا علينا ، سأغتر بنفسي أمامكم بعد اليوم ..
, ضَربه "عبدالرحمن" بخفة علي ذراعه ليُطلق تأوهاً لم يتعدي حدود شفتيه و قال الآخر:
, -مُزاحك ثقييل مثلك ..
, رفع "سليم" حاجبه مُستنكراً ثم تساءل بضيق:
, -حقاً ..!! الجميع يُخبرني دائماً أنني خفيف الظل و أمتلك دماً كالشربات ..
, جذبه "عبدالرحمن" علي حين غرة بعيداً عن الفتيات ليترك لهما مساحة للحديث قائلاً بضيق جلي:
, -كــاذبــون ٣ نقطة!!
, إنهم فقط يرفعون عنك الحرج خشية أن تبكي كـ الأطفال بعدها ٣ نقطة
, ترقب .. صمت .. دقات قلب مُتزايدة الخفقان ٣ نقطة حالة من التيه أمام تلك الواقفة أمامها تبتسم إليها ببشاشة و مَحبة لا تعلم كيف رسمتها علي شَفتيها وهي لأول مرة تراها ٣ نقطة
, وبدلاً من مُباركتها و تَهنئتها علي الزواج عجز لسانها عن النطق بتلك الكلمات و باحت بما طرأ بعَقلها مُنذ أن قَص عليها "سليم" حكايتها:
, -كيف إستطعتِ فعل هذا بروحك ..؟!
, إرتفع حاجبي "حيـاة" و إنقشعت المسافة بينهما مشدوهة مِن تلك المُبادرة القوية التي صَدمتها ، بذات الوقت الذي أدركت به "ليلي" مدي فظاظتها بسؤالها ..
, و ما كادت أن تُبرر لها أو تعتذر حتي فاجئتها "حياة" بإجابتها وهي تبتسم إليها بهدوء وصفاء نفس:
, -أُحبــه ..٣ علامة التعجب
, تفاجئت "ليلي" مِن رَدها لتُلقي عليها كافة الأسئلة التي تراشقت كالسِهام بعقلها:
, -أنتِ طبيبة وهو آآ ٣ نقطة
, قالت "حياة" بتنهيدة حُب:
, -رجل طيب القلب وحسن الخُلق ، رجل يحمل كافة معاني الرجولة و الشهامة ،رجل يكسب رزقه بالحلال فـ ما يُعيبه ٣ نقطة
, لم تيـأس "ليلي" وشعرت بأن عليها توجيـه تلك الفتاة إلي الطريق الصحيح:
, -أقحمتي نفسك في مصيدة لا فرار مِنها ، كيف ستتعاملين معه و الفرق بينكما واضح الحياة بينكما ستكون صعبة فكري بالعقل فيما سيحدث بالمُستقبل ٣ نقطة
, زفرت "حياة" الهواء بقوة من بين شفتيها المَطلية بأحمر شفاة وردي قائلة:
, -كفـاني حُـبـه ٣ نقطة!!
, تحدي ..!! هذا ما شعرت به "ليلي" التي تكابد العناء للفوز برأيها أمام تلك الفتاة فقالت بحنق وهي تجز علي أسنانها بغيظ يكاد يفتك بالأُخري:
, -ستندميـن بعد ذلك حينما تنقشع الغمامة الوردية و ينكشف ستار الحياة القاسية ٣ نقطة
, نظرت إليها "حيـاة" بعَينيها الكحيلة لتتقابل مع عَسليتاها و قـالت بنبرة طغي بها العشق أطناناً:
, -إذا كان الندم بجـواره فـ سأكون أسعد نادمة بهذا العالم لأنني بـ رفقة مَن أُحب و مَن سكن القلب بنبضاته ٣ نقطة
, ضاقت "ليلي" ذرعاً وتهدلت أكتافها ببؤس و ضيق لتسألها بإحباط:
, -لما لا تستسلمين ..؟!
, ربتت "حياة" بيدها علي كتفها بمؤازرة فقالت:
, -الاستسلام كلمة غير موجودة بقاموسي و إذا كنت أود الإستسلام كنت إستسلمت أمام عائلتي و الجميع إلا أنني رفضت وتمسكت بحُبي الأول و الأخيـر ..
, شعرت بالتيه أمام أجوبة تلك الفتاة العاشقة ، نكست رأسها أرضاً و أسندت الطبق علي سور الشرفة لتتلاعب بأطراف ثوبها الحريري مُتسائلة بتشتت:
, -لما كل هذا الحُب لـ رجل لا يُشبهك ..؟!
, غَامت عيني "حياة" بالأسي مُدمغة بالحنين و طافت شفتيها بإبتسامة حُب مُبعثرة بحروف ينطق بها القلب قبل اللسان وهفوات تزيـد:
, -ليس بأيدينا أن نختار مَن نُحب ..!! حينما يطرق العشق الأبواب لا يستأذننا في الدخول بل يُجبرنا كالأسري علي الخضوع للسلطانٍ واحد يحكمه وهو الحب ٣ نقطة!!
, صَمتت لبُرهة تلتقط أنفاسها الثائرة لتستأنف الحديث:
, -لما تَحسدون عبدالرحمن عليّ بدلاً من تمني السعادة لنا ، الجميع ينظر له و كأنه أقل مِني لكنهم لا يعلمون أنني القليل أمام هذا الرجل العظيم ، الذي يختار التضحية بكل ما يحب لأجل غيره سيصونني سيحميني بقلبه سيعشقني بصدق سيرأف بقلبي حينما أكون مُذنبة ، لم أكن لأكون أنا لولا وجود عبدالرحمن بحياتي ، أنـا أصبحت أنا حينما إكتملت بوجوده بحياتي ، إنه العشق يا ليلي ٣ نقطة
, نَبض قلب "ليلي" مع كل كلمة تنطقها "حياة" لتُدرك أنها مُتيمة بكافة التفاصيل الخاصة بزوجها ، جَعدت حاجبيها بدهشة حينما نادتها فسألتها بتعجب:
, -كيف تعرفين إسمي ..؟!
, حركت "حياة" كتفيها للأعلي و الأسفل برتابة و أجابت:
, -حكي لي عبدالرحمن عنك حينما ذهبتي لورشته ليُصلح سيارتك ، تُثيرين الدهشة أينما ذهبتِ ٣ نقطة
, مَطت شفتيها السُفلية للأمام وقد رَاقتها الجملة الأخيرة ، مَدت "ليلي" كف يدها و إبتسمت بهدوء ثم قالت:
, -حسنــاً.. لم ننتهي بعد لازال لحديثنا جلسة أخري لكنني بالتأكيد سُررت بلقائــك ٣ نقطة
, صافحتها "حياة" وحَيتها بنفس البهجة و الابتسامة:
, -وأنـا أيضاً يا حضرة الأفوكاتـو ٣ نقطة
, ضحكت "ليلي" علي جُملتها بينما صاح صوتاً رجولياً من الخلف يتخلل الصمت مُنادياً:
, -حبيبتي ..
, إلتفتت إليه "حياة" لتجده زوجها لتودع "ليلي" وسارت تجاه زوجها الذي يقف علي أعتاب الشرفة بينما "سليم" يأتي تجاه "ليلي" التي إنشغلت بالبحث عن هاتفها داخل حَقيبتها لتعرف كم الساعة لكنها لم تجده ٤ نقطة
, وقف "سليم" أمامها وعقد حاجبيه بتعجب مُتسائلاً:
, -ما الذي تبحثين عنه يا ليلي ..؟!
, أجابته وعينيها لم تتزحزح عن حقيبتها:
, -أبحث عن هاتفي لكنني لا أجده ..
, -أتكوني نسيته بالمنزل .. هتف بتفكير فرفعت رأسها له محركة إياها بنفي قائلة:
, -لالالا لم أنساه أحضرته معي وكان بيدي قبل قليل لكنني لا أتذكر أين وضعته ٣ نقطة
, أخرج "سليم" هاتفه من جيب بنطاله و ضغط علي الشاشة بأنامله ثم ناوله لـ "ليلي" قائلاً بجدية:
, -جربي الاتصال برقمك و أنا سأبحث عنه ٣ نقطة
, و بالفعـل قامت بما أملاه عليها ، لتتفاجئ برقمها يُزين الشاشة و إسمهـا آآ٤ نقطة مــاذاااا٣ نقطة ؟٣ علامة التعجب فـغـرت شفتاها بصدمة وقد تناست أمر الهاتف وصبت جام تفكيرها علي المكتوب هامسة بصدمة وهي تتطلع إلي "سليم" الذي يُـوليها ظهره:
, -الآنســة حنــفي ٣ نقطة٥ علامة التعجب
, ٢٠ تعداد نقطي
, كانت تغط في نوم عميق سابحة بأحلامها السماء ٣ نقطة شعرت بقبضة يد تمسك بيدها و تجذبها بهشاشة وهمهمات غير مَفهومة إلتقطتها أُذنيها ..
, جذبت يدها بقوة ثم أمسكت بالوسادة تضعها علي رأسها وهي تتقلب بجسدها لتنام علي الجانب الآخر ٣ نقطة
, مط ذلك الكائن الصغير شفتيه للأمام بحنقٍ شديد ليستند بقبضة يده علي الفراش و يتسلقه كـ القرد ليضيق عينيه بتفكير كيفية تلك الكسولة ٣ نقطة
, أبعد الوسادة عن رأسها ثم أمسك بخصلات شعرها جاذباً إياها بقوة جعلت "ليلي" تفتح عينيها علي مِصرعيها صارخة بقوة بألم و إنتفض جسدها بصدمة كمن مَسه صاعق كهربائي:
, -آاااااااااااه ٣ نقطة!!
, تَزامن ذلك مع دخول شقيقتها الكُبري "غادة" للغرفة لتنفلت منها ضحكات عالية علي مظهر شقيقتها الوسطي و طفلها الصغير يمسك بخصلاتها المُشعثة ٣ نقطة
, تطلعت "ليلي" إلي شقيقتها بتفاجئ ثم إلتفتت برأسها لتنظر إلي البغيض الذي أيقظها من نومها فـ وجدته "مالك" أصغر أبناء شقيقتها الكبري وهو في العامين من عمره ٣ نقطة
, كادت أن تصرخ بوجهه بغيظ لكنه ترك خصلاتها وضم يديه إلي صدره يَرمقها بعدستيه العسلية كعيناها ببراءة قائلاً بحروف خرجت مُتعثرة من شفتاه التي بدأت تتعلم الكلام:
, -للي ٣ نقطة«ليلي»
, لانت ملامح "ليلي" أمام كتلة البراءة هذه خصيصاً حينما يتعثر في نطق إسمها فيخرج من شفتيه دلعاً لها ٣ نقطة
, دلفت "غادة" إلي داخل الغرفة و نظرت إلي وجه شقيقتها الذي تبدد منه العبوس و حل مكانها إبتسامة رائعة إفتقدتها مُنذ زمن ٣ نقطة
, تَشدقت بمرح وهي تتجه صوب شقيقتها و طفلها بأروع إبتسامة:
, -و أخيــراً إستيقظت الكسولة ليلي !! كنت أعلم أن الوحيد القادر علي هذه المهمة هو حبيب قلب ماما مالك ٣ نقطة
, ختمت حديثها وهي تجلس فوق الفراش أمام شقيقتها تبتسم بسماجة ، بذات الوقت أمَسكت "ليلي" بـ "مالك" الصغير من ملابسه من الخلف كـ الأرنب و ألقت به بأحضان والدته وهي تغمغم بإنزعاج:
, -جيد أنكِ تعلمين أنني كسولة لذلك خذي إبنك و إخرجي من الغرفة فـ أنا أريد أن أنــام ٣ نقطة
, توسعت مَقلتي "غادة" بصدمة تنظر إلي شقيقتها بعدم تصديق و يديها تضم الصغير لأحضانها لتقول بغضب طفيف:
, -يا متوحشـة كيف تفعلين ذلك بالصغير ٣ نقطة؟! ألم يلين قلبك لكتلة اللطافة هذه يا ربي لقد جُننتِ حقاً ٣ نقطة
, تابعت وهي تهدهد الصغير الذي رمق "ليلي" بشر و كان علي وشك البُكاء:
, -لا تحزن يا صغيري سأنتقم لك من هذه المتوحشة لا تقلق ٣ نقطة
, أرفقت حديثها بهمس للصغير ثم أنزلته أرضاً ليركض الصغير إلي الخارج بضحك و براءة تابعته عيناي "ليلي" المُحبة لتتذكر كتلة اللطافة التي رأتها منذ يومين فَسلبتها لُبهـا ٣ نقطة
, إستدارت "غادة" بوجهها إليها و يرتسم عليه ابتسامة واسعة و كأن شيئاً لم يكن قبل قليل قائلة:
, -كيف حالك ..؟!
, ردت "ليلي" ببرود:
, -أنا بخير و أنتِ ؟!
, أجابت "غادة" ببسمة واسعة:
, -إشتقتُ إليكِ يا أختي العزيزة ٣ نقطة
, رَمقتها "ليلي" بفتور و قالت بنعاس:
, -وأنا أيضاً يا غادة إشتقت لكِ ولأطفالك المزعجين لذا دعيني أنام قليلاً وحينما أستيقظ نجلس سوياً ..
, إنتظرت أن تخرج شقيقتها من الغرفة لكنها ظلت جالسة مكانها تنظر إليها بصمت لترفع "ليلي" عيناها لها مُتسائلة بغبطة:
, -مـــاذا ٣ نقطة؟؟
, ألن تخرجي من الغرفة٣ نقطة؟! أخبرتك أنني أريد النوم ٣ نقطة
, خرجت "غادة" عن صمتها وهي تتساءَل فجأة:
, -ألن تخبريني عن ذلك الشاب الذي أدعيت أنه خطيبك أمام الجدة و عمك ..؟!
, ذَمت "ليلي" شفتيها بعبوس وقالت:
, -من أخبرك أمي أم ميادة ؟! الاثنتان تنقلان الأخبار كالراديو لا يستطيعوا كتمان سر أبداً ٣ نقطة
, جلست "ميادة" علي الفراش بجوارها و إستندت بظهرها عليه قائلة بهدوء:
, -لقد هاتفتني ماما و قصت لي ما حدث فـ كانت تشُك أنها ستهاتفني لتسألني عن أمر خطبتك فـ ريهام تعيش مع زوجها بالإسكندرية و هدير سافرت الكويت مع زوجها لذلك كنت الخيار الوحيد أمامها وما توقعته فاطمة حدث ٣ نقطة
, إرتفع حاجبيها و هي تسألها بترقب:
, -إذاً ما الهدف من وراء الخطبة الطويلة العظيمة هذه ..؟!
, أجابت "غادة" بثبات:
, -لاشئ بالتأكيد ٣ نقطة
, صمتت بعدها ونظرت إلي شقيقتها الصُغري لتقول بتريُث تؤكد شك شقيقتها المُحامية:
, -إنها تقول أنه شاب رائع و وسيم و مؤدب ومحترم و أيضاً بينكما كيمياء عالية لذا ما المانع بأن تتحول الكذبة للحقيقة ٣ نقطة
, إنتفض جسد "ليلي" بعنف مغمغمة بحدة:
, -لا .. هذا من سابع المُستحيلات ..؟!
, إنزوي ما بين حاجبيها وهي تسألها بعدم فهم:
, -ما المُستحيل في ذلك ؟! إنه محترم و يكفي أنه الرجل الوحيد الذي سمحتِ له عبور أسوار حياتك وهدمتِ قاعدة "لا لرجلٌ بحياتي" ٤ نقطة
, نظرت إليها "ليلي" بعدم تصديق لحديث شقيقتها ، لا أحد يعلم أنه متزوج ولديه *** فـ إن كانت سمحت له بالتوغل بحياتها لأنه مُختلف ولن يعبر أسوار قلبها فقط العقل المتحكم بحياتها وعلاقتهما التي تدور تحت مُسمي الصداقة ٣ نقطة!!
, تحدثت مُغيرة دِفة الحديث:
, -ألا تعرفين لماذا ٣ نقطة؟! ألا تتذكرين طفولتنا وكيف كان يعاملنا والدنا ، أنسيتِ الضرب و الإهانة ، هل نسيت كيف زوجك وأنتِ بعمر الخامسة عشر ٣ نقطة
, جف حلق "غادة" وشعرت بمرارة به ، تتذكر ما فعله بها ولم تنسَ قط ضربه لها و إهانته اللاذعة بأي وقت و مكان ، حتماً لا يُمكنها النسيان ٣ نقطة!!
, لكن "حاتم" زوجها عوضها عن كل شئ !! كان الأب و الأخ و الزوج و السند لها ، كان العوض لحياتها المريرة ٣ نقطة
, هتفت "غادة" ببحة مُتهدجة و ترقرت عينيها بغشاوة رقيقة من الدموع و قلبها يئن ألماً:
, -لم أنسي يوماً يا ليلي ما فعله بنا والدنا ، لم أنسي للحظة قسوته معنا و التي طالتك أنتِ أكثر مِنا ، نعم أعترف أنه ترك بداخلنا ندبة لا تُمحي لكنني أشكر **** أنه تركنا وذهب و إلا كان قضي علينا بشره الذي تأذينا منه وتجرعنا بسببه الألم و شعور اليُتم ٣ نقطة
, جَمدت عيناي "ليلي" بألم فـ "غادة" وهي أيضاً تأذت لتقول ببكاء من القلب قبل أن ينطق به اللسان:
, -كنا يتيمات و أبينا علي قيد الحياة ؛ ما أقساه شعور ٣ نقطة
, إلتفتت إليها "غادة" وقالت بإبتسامة باهتة:
, -أتعلمين هذا الشعور كان أخف علينا من بقاؤه و تدميرنا أكثر ٣ نقطة
, رفرفت "ليلي" بأهدابها الكثة مُتسائلة بدهشة:
, -ألم يُدمرك بتزويجك وأنتِ طفلة ٣ نقطة؟!
, أغمضت "غادة" عيناها لوهلة ثم إلتقطت نفساً عميقاً و زفرته علي مهلٍ ثم فرقت بين أهدابها مُجيبة:
, -أتعلمين زواجي هذا قد يكون يوماً سبباً لأن أشفع له ، كان زواجي من حاتم أكبر نعمة و عوضاً لي عن القسوة التي تربيت بها ٣ نقطة
, -لا أفهمُك ٣ نقطة؟! سألت "ليلي" بتيه .
, إبتسمت "غادة" بحُب علي إثر ذكر زوجها الحبيب ، لمعت عينيها بحُب له ثم أجابت:
, -سأخبرك سراً لا أحد يعلمه حتي أمي و سأحكيه لأول مرة ، هذا السر لم يخرج حدود منزلي لكن سأخذ منك وعداً ألا يخرج بيننا فهو يمس كرامة زوجي ولولاكِ لم أكن أخبرك ٣ نقطة
, قَلبت "ليلي" عيناها ببرود ظاهري لكن تملكها الفضول داخلها أن تعرف ما هو فقالت:
, -أعدُك أنني لن أخبر أحداً به فقط !!
, نفثت الهواء من رئتيها بقوة و نظرت إلي شقيقتها بعدما أخذت منها عهداً ألا تخبر أحداً لتقول بنبرة لمست قلب "ليلي":
, -لم يمسسني حاتم طيلة ثلاث سنوات من زواجنا ، كان يراني طفلة تحتاج إلي الحب و الرعاية فإهتم بي وكأنني طفلته المدللة ، أذاقني الدلال الذي لم يمنحه لي أبي ، جعلني أكُمل تعليمي و آخذ الشهادة الجامعية ، كان يهاتفني دائماً طوال الوقت ليطمئن عليّ كان يتذكرني دائماً حتي وقت إنشغاله ٣ نقطة
, بُهتت ملامح سيادة المُحامية وهي تسمع لكلمات شقيقتها لأول مرة فسألتها دون أدني تفكير بعدما رسمت صورة لزوج شقيقتها الحنون بأنه مغتصب لطفلة ومع ذلك كان يتحملها:
, -لماذا صبر عليكِ إلا لو كان هناك شيئاً يُخطط له ٣ نقطة؟!
, هزت "غادة" رأسها نافية عدة مرات و قالت:
, -بل كان يحبني أكثر من نفسه ، كان ينتظر أن أنتهي من المرحلة الثانوية ليتقدم لخطبتي لكن أبي أراد التخلص مني باكراً لذا ذهب لوالد حاتم وقال أنه يريد تزويجي ليتخلص من حملي و لأن حماي يعلم أن ابنه يحبني لم يكن ليترك لأبي الفرصة لتدمير ابنه و تدميري لذلك طلب يدي للزواج من ابنه ٣ نقطة
, إزدردت ريقها بغصة وأنفاسها تنسحب رويداً كلما تذكرت رُعبها تلك الليلة لولا رحمة **** بها:
, -كانت مشيئة **** هي القاضية و رحمته أنقذتني فـ وهبني حاتم الذي أخذني بأحضانه ليلتها هامساً بأذني أنه لن يؤذيني و أنه سيعوضني عن العذاب الذي ذُقته و بالفعل عوضني كل شئ حتي أتممت الثامنة عشر و قد توغل حبه داخل قلبي لأصبح زوجته و أماً لأطفاله الثلاث فارس الذي بالصف الخامس الابتدائي و فاطمة التي بالحضانة و أخيراً مالك المشاغب ،حاتم أراد حبي وليس حُب فتاة مراهقة مُرغمة علي حب زوجها ٣ نقطة
, فغرت شفتي "ليلي" بصدمة لتهمس بذهول:
, -لا تخبريني أنك رفضت العمل كـ مُعيدة بالجامعة لأجل زوجك وليس لأنك كارهة العمل كما إدعيت لنا ٣ نقطة
, أومأت لها برأسها مؤكدة و تابعت:
, -نعم كما ظننتِ ، لطالما كان حاتم يعطيني الحب و يغمرني به و لم يمل يوماً من طلباتي أو من إنشغالي عنه لتأتي الفرصة التي أعطيه شيئاً به ألا يستحق التنازل له كما تنازل هو عن أشياء كثيرة لأجلي ٣ نقطة
, صَمتت "ليلي" ولم تجد ما تقوله لها عما سَمعته تواً ، فـ شردت بعينيها بعيداً بتفكير و تروي لما سمعته فـ أرادت "غادة" أن تطرق علي الحديد وهو ساخن لتحتضن كفها بين راحتي يدها قائلة:
, -لكل قاعدة شواذ و ليس كل الرجال كأبينا ليلي أعطي لنفسك فرصة التجربة و الحكم كي لا يأتي يوماً و تندمين فيه علي الفرصة التي أضعيتها من بين يديك ، إرمي الماضي وراء ظهرك حبيتي و تذكري دائماً أن **** رحمنا مِن شر أب لا يستحق هذا اللقب ٣ نقطة
, لم تكن "ليلي" قادرة علي إستيعاب كمية الحقائق التي استمعت لها تواً ، بل بدت لها أنها قذائف تُلقي بوجهها لتمنعها عن السير و الوقوف فجأة لإعادة حساب كل شئ بحياتها و التفكير من جديد ٣ نقطة
, أدركت "ليلي" بهذه اللحظة أن الجملة العفوية التي قالها "سليم" ذات مرة حقيقة بالفعل ..
, "إذا كَانت الصورة تعكس معناً فالواقع يحمل مَعناً آخر" ٤ نقطة
, هي عايشت صورة واقعية لنموذج سئ بالحياة فطبقت هذه الصورة علي بقية الرجال ولم تعطي لنفسها فرصة لرؤية الوجه الآخر لها ٣ نقطة
, أفاقت مِن شرودها علي أصوات نسائية بالخارج لتعقد حاجبيها بدهشة وإستدارت لشقيقتها مُردفة بتعجب:
, -ما الذي يحدث بالخارج ٣ نقطة
, إبتسمت لها شقيقتها بسعادة و غمزت لها بعينيها مُجيبة بشر:
, -يبدو أن منيرة قامت بالواجب مع جدتك ، بالتأكيد أصيبت جدتك بجلطة وماتت لذلك منيرة تصرخ بنواح لحبك المسرحية ٣ نقطة
, وثبت واقفة وجذبت "ليلي" الجالسة بجسد متخشب لتجذبها من بيدها قائلة بفرحة:
, -دعينا نودع جسد جدتك الحبيبة قبل أن تُدفن ٣ نقطة
, خرجت الاثنتان من الغرفة وعلي وجهيهما إبتسامة واسعة ليتفاجئوا بالجدة جالسة بهدوء ترمقهم بتشفي لتتبدد ابتسامتهما وهن يُدركن أن منيرة لم تكن تصرخ لجدتها بل لأبيها "هاشم" الواقف أمام الباب و يمسك بيده ثلاثة ***** ووالدتها تقف أمامه بثبات فإنمحت الراحة و حل الضيق مكانه لتهمس "ليلي" بنبرة تحمل كافة معاني الألم:
, -بــابــا ٣ نقطة
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٨
ليلى ونسمات ديسمبر شاهدة
الاخير


يَـا مَنْ هَواه أعَذْهُ و أَذلَنِي
, كَيف السّبيل إلي وِصَالك دُلني ٣ نقطة
, أتدري أن بلحظة قد يتغير كل شئ ٣ نقطة!! قد يتحول إلي الحلم إلي كابوس مُرعب يهدم ما بداخلك و يُظلم حياتك ٣ نقطة
, و بلحظة أخري قد تأتيك النجاة و يتغير قدرك إلي ما كنت تتمناه يوماً .. الحُب ..!!
, ما هو الحُب ٣ نقطة؟! الحب هو تلك الحرب القائمة بين القلب و العقل فـ تنتهي بدون الراء ٣ نقطة
, الحُب هو أن تكون مُحباً بصدق نابع مِن القلب ، الحُب هو أن تخاف علي مَن تحب من نفسك قبل كل شئ ٣ نقطة
, الحب هو تلك النيران المُتأججة بصدورنا حينما نشعر بذلك الشعور المُقيت المُسمي بالغيرة ٣ نقطة
, الحُب ٣ نقطة
, وآااااهٍ منه !! لعنة تُصيبك وتتملك من روحك ، تنهش ذرات العقل مِنك ، تدفعك ناحية اللانهاية ، تجذبك إلي أطراف حكاية لا مفر مِنها ٣ نقطة
, -ألن تخبريني ماذا حدث لكِ ٣ نقطة؟!
, تفوه "سليم الوالي" بنزق يضع يديه بخصره و يتطلع بخصراويتيه بغيظ إلي "ليلي" التي لا تُجيب فـ عاود السؤال بقلق يطوف نبرته:
, -بربك يا فتاة أشعر بالقلق من سكوتك هذا ٣ نقطة
, شعر باليأس يتَملكه من إجابتها له ، عاد بذاكرته إلي سويعات قليلة قبل الآن حينما كان يجلس بمنزله و هاتفته "الآنسة حنفي" مُخبرة إياه بكلمات مُقتضبة أنها تريد رؤيته و ستنتظره أمام بناية مَنزلها ٣ نقطة
, لوهلة تملك مِنه الرُّعب أن يكون أصابها أذي من تلك العصابة التي أرادت إختطافها أو إبن عَمها اللئيم فـ أسرع إليها دون تفكير حتي !! وجدها تقف أسفل منزلها بملامح شاردة و استقلت السيارة جواره طالبة منه أن يأخذها إلي مكان بعيد ليس به أحد ٣ نقطة
, ليَمتثل لمَطلبها و صَف سيارته بمَنطقة نائية علي أطراف المدينة ثم وجدها تهبط من السيارة و تجلس علي رصيف الطريق بملامح لم تتبدل و يداها تحتضن جسدها بوهنٍ ٣ نقطة
, -لقد عاد ..٣ علامة التعجب
, أفاق بغتةً من شروده علي صوتها الواهن الذي ملأه الألم فأسرعت عينيه تنظران إليها و إنتفض جسده ااذي يستند به علي السيارة يجلس إلي جوارها علي الطريق مُتسائلاً بلهفة و نبرة قلق دبت بأوصاله:
, -أتقصدين عمك الحقيـ.ـر و إبنه يا ليلي ..؟!
, رفعت عَينيها إليه و رَمشت بأهدَابها لوهلة ثم حركت رأسها نافية و دموع قهرٍ ترقرقت بمقَلتيها مُجيبة:
, -بل أبي هو مَن عـاد ..!
, تفاجئ "سليم" مِن دموعها المغرورقة بعينيها و التي يراها لأول مرة ؛ كذلك طاف الحُزن قسمات وجهها التي دائماً ما كان يعلُوها الثقة المُبالغة و الغطرسة ٣ نقطة
, سألها بنبرة هادئة وخفقات قلبه المُترقبة:
, -ألستِ سعيدة بعودته إليكم ٣ نقطة؟!
, رَمقته بنظرات ثاقبة و ملامح جامدة قبل أن تنفلت من شَفتيها ضحكة عابرة لتتابع ضحكاتها ثم إنخرطت بموجة ضحك غير عادية خصيصاً للموقف الحالي ٣ نقطة
, إنهمرت العبرات من عينيها فجأة فإمتدت يدها تُكفكفها قائلة من بين ضحكاتها بمرارة:
, -سعيدة !! حقاً سعيدة بل جدُ سعيدة ، إنظر إلي وجههي ستجدني سعيدة و أضحك لأن أنذل رجل شهدته بحياتي عاد اليوم بكل تبجح مُطالباً بحقه الذي أنهكه و رماه بالماضي بكامل إرادته ، لذا إنظر إليّ و ستجد السعادة علي وجههي ٣ نقطة
, كان يستمع إليها بصدمة إعتلت قسمات وجهه ، التي أمامه بالتأكيد ليست "ليلي" التي يعرفها بل و كأنها إستُبدلت بفتاة أخري ، وتساءل عقله في صدمة أين "الآنسة حنفي" التي يعرفها ٣ نقطة
, إلتزم الصمت وهو يعض علي شِفته السُفلية بقوة و ندم يجتاحاه بينما إلتفتت إليه "ليلي" برأسها و قالت بجدية بحتة:
, -هل تعرف شيئاً عني يا سليم ..؟! أتدري مَن هي ليلي التي أمامك الآن ..؟!
, حرك رأسه نافياً علي الرغم من أنه يعلم الواجهة لقصة "ليلي" المآساوية ، فلم تدخر الجدة "مُنيرة" الوقت إلا وقد رَوت إليه حكايتها و ما فعله أبيها بالماضي مُسبباً جرحاً لا يُشفي حتي الممات ..
, قال بجدية:
, -لا اعرف عنك شيئاً يا ليلي ؟!
, كاذب !!
, نطقها بداخله مُعترفاً بكذبه ثم زاغ بخضراويتيه علي عينيها الشاردة مُنتظراً أن تخبره بكل ما بداخلها ، و بنظرة حاول سبر أغوارها إلا إنها كانت حصونها مَنيعة ٣ نقطة
, فردت ذراعيها و إرتسمت بسمة ساخرة مُنهكة علي شفاهها قائلة كالمُهرج حينما يبدأ بتقديم عرضه المسرحي:
, -إذاً فـ ليعرف العالم مَن هي سيادة المُحامية المُخضرمة ليلي علــــوان ؟!
, أدارت وجهها له و نظرت لعينيه مُباشرةً و قالت بجمود:
, -لقد كان أسوأ كوابيسي منذ الطفولة !! كانت يده التي سلبت مني كل شئ جميل و حرمني من السعادة في سبيل إرضاء ساديته بتعذيبي و حرماني من الراحة ٣ نقطة
, إتسعت مقلتيه بصدمة و لمعت عدستيه بذهول يُراقب يدها التي امتدت لتنزع عنها جاكيت من الخامة القطنية أو ما يُسمي بـ "السويت شيرت" ليتضح التيشرت القطني بحمالات رفيعة فإنكشفت أمام حدقتيه بشرتها البيضاء الناصعة ٣ نقطة
, توسعت حدقتيه وهو لا يستعب ما تفعله هذه المجنونة أمام عينيه و الصدمة الأكبر أن عتمة الليل إحتلت السماء بينما مصدر الضوء الوحيد لهما كان مصباح سيارته ٣ نقطة
, إزدرد لعابه برُعب من حتمية أنها تعلب لُعبة للإيقاع به لكنه يوقن أن "ليلي" ليست من تلك الفتيات السيئات ليُعطها الوقت الكافي لسماعها ٣ نقطة
, رفعت راحة يدها اليُمني أمام وجهه و كذلك ذراعها قائلة بصمود كالأسد:
, -إنظري إلي يدي يا سليم و ستجد الإجابة لسؤالك هل أنا سعيدة بعودة والدي أم لا ..٣ علامة التعجب
, بعدما كان أبعد عينيه عنها إضطر مُرغماً أن ينظر إليها و كانت الصاعقة التي حلت عليه ما يراه علي يدها المشوهة بندبات و حروق تقول أنها مُنذ زمن لكنها تركت بصمتها لتُذكرها بواقعها الأليم ٣ نقطة
, إنحدرت عينيه من راحة يدها إلي ذراعها حتي الكوع المليى بندبات الحروق و العلامات التي لم يفلح الزمن بإبادتها ٣ نقطة
, إفتر ثُغره بصدمة فـ لأول مرة يري يدها و تلك الندبات فـ راح يسألها بخفقات كالجحيم:
, -هو مَن فعل بك ذلك ٣ نقطة؟!
, طفرت العبرات من عينيها و اومأت برأسها المُنكسة ثم قالت:
, -كُنت طفلة وقتها و لم يرأف بي فقد أعماه غضبه من الفتاة الصغيرة ذات الثمانية أعوام التي وقفت بوجه أباها رافضة سيطرته و ضربه لوالدتها الحنون و صارخة بكل عزم أنها تكرهه ٣ نقطة
, هَمس بذهول وبدأت الحقائق تنكشف إليه رويدا:
, -ربــاه !! أنتِ إبنته كيف فعل بكِ هذا ؟!
, تقوس فمها ببسمة ساخرة وشردت عيناها بعيداً و شفتاها تبوح بكل ما عانته:
, -كان يكرهني أكثر من شقيقاتي ، كل غضبه يصبه فوق رأسي ، أتدري لماذا لن تُصدق حقاً لأن الطبيبة التي كانت تتابع عندها والدتي الحمل قالت أنني صبي فطارت العقول بسعادة أبي و جدتي طوال تسعة أشهر فكانوا من الذين يفضلون الولد علي البنت حتي جاء ميعاد الولادة و إنكشف المستور أنني فتاة و ليست ولد لتبدأ المُعاناة ثلاث فتيات و لم تنجب أمي ولداً حتي أصبحنا خمس فتيات و لم يأتي الصبي ٣ نقطة
, إنفلتت شهقاتها رُغماً عنها وهي تقول:
, -كنت أري بوضوح الكُره بعيني أبي ، كنت أتمناه أن يلاعبني يدللني كما يفعل آباء صديقاتي بالروضة لكنني كنت مُختلفة فأبي كان يكرهني يفضل الموت وألا يراني أمامه يعتبرني نذير الشؤوم بالمنزل ٣ نقطة
, إزدردت مرارة كالعلقم بحلقها و تابعت بألم غائر من القلب:
, -لم يكتفي بتعذيبه لي ولا بضربه الذي كان يترك ندباته لأيام علي جسدي حتي قرر أن يزوج غادة أختي الكبري وهي ابنة الخامسة عشر لأي رجل كان طالما أنه سيتحمل مسؤوليتها ، وبعدما نال مراده من الزيجة التي أتت كمنقذ لها من بطش أبي فكان زواجها من حاتم رحمة كان يكبرها بستة اعوام و يحبها و قرر أن يتحمل المسؤولية حتي لا تضيع حبيبته منه ، بعدها نال أبي مراده من الزيجة ذهب و مهر شقيقتي ليحجز تذكرة إلي السعودية و سافر للخارج و بعد شهرين من سفره بعث لأمي بورقة طلاقه لها غيابياً ..
, امتقع وجه "سليم" بنفور من ذلك الرجل الذي لم يرأف يوماً لبناته ، لم يكن يدري بالرزق الذي أتاه فالواحدة منهن أفضل من سبعة فتيان ليقول بهدوء نسبي و غضب داخلي لما يسمعه فـ ماذا سيحدث إذا كان عايشه:
, -وجدتك و عمك أين كانا في كل هذا ..؟!
, ضحكت "ليلي" بسخرية وشعرت بتزايد نبضاتها فجأة أنها علي وشك الموت مُجيبة إياه:
, -كانوا يشاهدون ما يحدث لنا برضا تام ، بل كانت جدتي هي العقل المدبر لكل ما يحدث حثته علي السفر و الإنفصال عن أمي و أن يتزوج من فتاة شابة كي تنجب له الصبي الذي يتمناه و عمي آه اممم ماذا أخُبرك ٣ نقطة
, تقوس حاجبيه بإستقطاب ينتظر إجابتها الصادمة القادمة له و كور قبضة يده بقوة حتي إبيضت مفاصله وهو يستمع إلي الجانب المظلم من العالم و قالت "ليلي" بحقد إندفع بلمعة عينيها و غضب كالبراكين:
, -كان أنذل من شقيقه بل وغداً لا يستحق لقب رجل و البقاء علي قيد الحياة ، كان يُشجع أبي علي تطليق أمي لأنه يحبها ، أتدري ما تسمعه كانت صدمة بالنسبة لنا حينما جاء بعد ثلاثة أشهر من إنتهاء العدة يطلب يد والدتي للزواج و أفصح عن حُبه لها و أنه فعل الكثير كي يحصل عليها ، كان يظن أنها ستوافق عليه لكن لا يلدغ المؤمن مرتين رفضت أمي و نعتته بأبشع الألفاظ ماذا تظن ردة فعله بعدها ٣ نقطة
, سألته "ليلي" ببرود فأنغمس "سليم" بالتفكير ثم قال:
, -بالتأكيد رحل و أبتعد عنكم ٣ نقطة
, كلما كان جوابه خاطئ تأتيه "ليلي" بضحكة ساخرة وكأنها تقول له مُخطئ بات يحفظها عن ظهر قلب لتغمغم بأنفاس لاهثة مُستقطعة:
, -لا بل تعدي بالضرب علي أمي و حاول إغتصابـ*ـها لم يكن بالمنزل معها أحد غيري ولولا صرخاتي التي سمعها الجيران و أنقذوها من يده لكان تمكن منها ، لم يكتفي بهذا بل حاول طعنها بشرفها و قال أنها من راودته عن نفسها ، يزاد حقدي تجاه تلك العائلة الفاسدة يوماً بعد يوم و سؤال واحد يدور بعقلي كيف أستطاع فعل هذا ؟! كانت زوجة أخيه !! كيف كان ينظر لها و كيف يفكر بها في مخيلته القذرة ، كيف إستطاع خيانة أخيه بالتفكير بزوجته ٣ نقطة
, ختمت جُملتها بصراخ و بدا الغضب يرتسم علي وجهها ليمسك يدها مربتاً عليها لتهدأ قائلاً بود:
, -إهدئي يا ليلي رجاءً ٣ نقطة
, صرخت "ليلي" بإنفعال وقد تمكن منها الغضب وهي تجذب يدها من يده:
, -كيف أهدأ هاه أخبرني كيف أهدأ ؟! لقد عاد هاشم اليوم بكل غرور يخبرنا أنه سيرد أمي لعصمته ، لم يعد لأجلنا بل عاد للمربية التي تستطيع تربية أطفاله الثلاثة ٣ نقطة
, طفرت عينيها العبرات و أجهشت بُبكاء كان كالقاذئف البركانية لقلبه و أستكملت راوية بقية الحكاية:
, -كان أمام عيناي الرجل الذي حول حياتي لكابوس كل ليلة يراودني و كأنه يؤكد لي اسمي المرتبط بكابوس منه ، لم تكن رأسه مرفوعة كما اعتدت رؤيته عيناه إنطفئت شُعلتها المتمردة و كان بها الحزن و الألم جسده بات نحيلاً عن السابق و ظهره منحنياً لم يكن هو هاشم علوان القاسي المتحجر ولم أكن أنا ليلي الطفلة التي شوهها بل ليلي المحامية القوية ٣ نقطة
, كفكفت بظهر يدها الدموع العالقة علي وجنتها و تابعت:
, -كان يقف أمامنا وجهاً لوجه أمي و أنا و غادة و ميادة التي نست شكل أبيها بل حمداً لله أنه لم يكن معنا بل إبتعد وإلا كان ضرها وجوده رغم أنها تضررت بغيابه لكننا استطعنا تعويضه ٣ نقطة
, اليوم شاهدت أمي تقف رافعة الرأس بوجه مغتر و كأنها كانت تثق بعودته يوماً رافضة العودة إليه و طردته هو وأمه الحرباءة من المنزل وحينما سألته لماذا فعلت هذا علي عكس شخصيتها وحبه الذي كان يستوطن قلبها كان جوابها :
, "كنت أثق أنه لن يتحمله أحد مثلي ، كنت أتحمله لأجلكُن وكي لا تعشن بدون أب ، لم تكن لتتحمله امرأة مثلي و كنت أعلم أنه سيعود نادماً يوماً ولذلك كنت صابرة راضية وقد كان فليست هناك امرأة عاقلة تتحمل هاشم علوان ، اليوم استردتُ كرامتي المهدورة اليوم أستطيع القول أن كرامتي وحقي عادوا لي ، الحمد****"
, إن أحببنا بقوة فـ حتماً نحن نكره بقوة ، أضاع حقه و تخلي عنا بإرادته فلذلك لا يحق له العودة و المطالبة بنا حتي ولو كان نادماً فأي ندم هذا الذي يشفع له عندي بعد العذاب و القسوة و قهرة قلوبنا طوال السنوات الفارطة ٣ نقطة
, صمتت "ليلي" ولكن عينيها الجميلة لم تصمت بل إنسابت دموعها كالشلالات مِنها ، أما "سليم" فلم يكن يدري أن دموعه نزلت هو الآخر بشفقة علي حالها ٣ نقطة
, كان مَعها كامل الحق ألا تحب !! أن تبغض العلاقات و الرجال لطالما تجرعت الألم بسببها و لم تتذوق منها إلا المرارة ٣ نقطة
, حمحم مُنظفاً حلقه من تلك المرارة القاسية ، إذا كان الغضب تمكن منه لمجرد سماعه الحكاية ما بال التي عاشتها بكل تفصيلة ٣ نقطة
, مد يده المُرتجفة مُربتاً علي كتفها يغمغم بمواساة حقيقية نابعة من قلبه:
, -لما البكاء يا ليلي ؟! عليك النسيان و السير قُدماً بحياتك مثلما فعل هو و لم يلتفت إلي الوراء ندما ، بإرادته تخلي عن جواهر غالية و نظر إلي الرخيص فـ لا تلومي نفسك أبداً بل استمتعي بكل لحظة من حياتك دون النظر إلي الوراء ٣ نقطة
, ربت بخفة علي كتفها و تابع بحنو:
, -توقفي عن البُّكاء فـ عينيك الجميلة لا يليق بها سوي السعادة ٣ نقطة
, رفعت "ليلي" رأسها تنظر إليه بهدوء ثم أومأت له تكفكف بيدها عِبراتها قائلة بتماسُك و نبرة جديدة:
, -معك حق عليّ النظر للأمام ، لن أجعل حياتي تتوقف عند تلك الليلة السوداوية ، سأستمتع بكل لحظة ضيعتها بالبُكاء علي مَن لا يستحق ..
, إبتسم "سليم" إبتسامة واسعة علي شفتيه ، وقال بمَحبة:
, -لنقول إذاً وداعاً ليلي القديمة ٣ نقطة
, أومأت له بتأكيد ضاحكة بخفة:
, -و مرحباً بـ ليلي الجديدة ، ليلي دون حزن أو ندبات أو أوجاع بل سترون ليلي سعيدة مُقبلة علي الحياة ٣ نقطة
, تطلع إليها و توسعت إبتسامته سعيداً بما يراه عليها من سعادة قد هجرتها لسنوات و اليوم عادت إليها ، شعر ببرودة كالثلج تهبط فجأة علي وجهه ليرفع عينيه للسماء فوجد أنها ستمُطر مُعلنة بداية فصل العشاق الشتاء و الامطار ٣ نقطة
, إلتفت بسرعة إلي ليلي و تحدث بقلق:
, -ستمُطر دعينا نذهب قبل أن تبتل ملابسنا ٣ نقطة
, نظرت إليه بحدة و حدجته بنظرة غاضبة ، فقالت بضيق له و إبتسامة واسعة مرحبة بالشتاء:
, -كل ما يهمك الملابس أي أحمق هذا الذي يترك عناق المطر لجسده ، اللعب تحت الأمطار كانت مُتعتي وأنا صغيرة لكني ابتعدت عن كل ما أحب كي لا أتأذي لكني اليوم لن أفوت فرصة واحدة للعب ٣ نقطة
, أنهت حديثها و وثبَت واقفة علي قدميها تتراقص أسفل المطر الذي إزداد هطوله تدور و تمرح كالطفلة التي حصلت علي لُعبتها المفضلة وضحكاتها تجلجل المكان ٣ نقطة
, في تلك اللحظة أدرك المأذون الشاب "سليم الوالي" أن ليلي ٣ نقطة
, لم تكن بحاجة لأحد سوي ليلي
, بحاجة إلي الثقة التي إنمحت بداخلها
, إلي يد تمُسك بيدها و تسحبها بعيداً عن الظلام
, إلي أحداً يُشعرها أنها بأمان
, وسند سيظل معها للنهاية
, ليلي لم تكن بحاجة سوي لـ ليلي الصغيرة فتمحو آثام الماضي الكريه ٤ نقطة
, نهض من علي الأرض يمسك في يده جاكيتها الذي نزعته و تركته غافلة عنه بفرحتها بالأمطار ليضعه علي كتفها بكُل حب ناظراً لعينيها التي ضاءت بلمعة البهجة و الأمل ٣ نقطة
, ليُدرك بهذه اللحظة أن ليلي الطفلة عادت بعدما كان حبيسة بين ظُلمات الماضي ٣ نقطة
, ١٨ تعداد نقطي
, «بعد مرور يومين علي تلك الليلة»
, كان يجلس بـ شُرفة المنزل مع والده يلعبان لعبة الشطرنج بتحدي أكبر ، كان "اكرم الوالي" يصب تركيزه بالكامل باللُعبة علي عكس إبنه "سليم" الذي كان تفكيره بـ "ليلي" التي لم تهاتفه منذ تلك الليلة ..
, إنتهت الحُجة التي كان يقابلها لأجلها فـ "عبدالرحمن" هاتفها منذ يومين و أخبرها أن سيارتها جاهزة تستطيع القدوم و أخذها ٣ نقطة
, إنتهت اللعبة فـ ماذا عن قلبه الذي يتتوق لرؤياها ، عن عينيه المُتلهفة لعيناها و هفوات قلبه المُتزايدة لنصفها الآخر ، إشتاق إليها فـ هي صديقته الغالية ٣ نقطة
, كااااذب ٣ نقطة!!
, أي صديقة تلك ؟! إنه يعترف أنه وقع فريسة بغرام تلك المحامية ، و ذاب قلبه بعشقها رغما عنه و دون إرادة منه فـ ليس علي القلب سُلطان ٣ نقطة
, تشدق الأب "أكرم" بعدما لاحظ شرود ابنه المُبالغ به ، فتساءل بخُبث:
, -ما أخبار المحامية هل هي بخير ٣ نقطة؟!
, هز رأسه مُستنكراً تصرفات والده فأجاب بهدوء:
, -لا أعلم يا أبي فأنا لم أرها منذ يومين ٣ نقطة
, رفع السيد "أكرم" حاجبه بإستنكار شديد و تساءل بشك:
, -متأكد أنك لم ترها منذ أن جاءت هنا ٣ نقطة
, كز "سليم" علي أسنانه بغيظ كاد يَفتك به قائلاً بإنزعاج:
, -أخبرتك أنني لم أرها منذ يومين ما الداعي لنبرة الشك تلك بصوتك أم أنك تريد مني أن أذهب لأمي و أخبرها أن هناك فتاة جاءت للمنزل وهي غائبة ٣ نقطة
, -مـااااذا ..؟! فتاة جاءت لمنزلي بغيابي قمت بخيانتي يا أكرم بعد هذا العمر ٣ نقطة
, إنتفض كلا من "سليم" و أبيه "أكرم" بجلستهما بفزع و شحب وجه الأب بخوف ليهتف بنبرة قلقة مُتلعثمة مشيراً بسبابته تجاه ابنه:
, -ليس أنا يا سُمية بل إبنك العاق قليل الأدب فاسد الأخلاق سليم ٣ نقطة
, جلست "سمية" فوق المقعد تدفن وجهها بين راحتي يدها باكية ليقترب منها "أكرم" بقلق علي حبيبته مغمغماً بتلجلج:
, -لا تبكي يا سمية ، بكاءك يؤلمني يا غاليتي أقسم لك أنني لم أخونك بل إبنك هو من جلبها للمنزل أخبرتك سابقاً أن نزوجه قبل أن يجلب لنا الفضيحة و العار..
, -بابااا ٣ نقطة دمدم "سليم" بغيظ من إندفاع والده بإلقاء التُهم عليه ..
, أمسك يد والدته لتجذبها منه بقوة لكنه أمسكها من جديد هاتفاً بهدوء:
, -الأمر ليس كما تظننين يا أمي دعيني أشرح لك الأمر و بعدها قولي أنني فاسد كما قال أبي أم ما زلت إبنك الحبيب ..
, نظرت له "سمية" بغضب بينما نبرتها خرجت حادة رغم هدوءها نسبياً:
, -أمامك خمس دقائق تخبرني فيها ما لديك و بعدها أقرر إذا كنت سأسامحك أم لاا ٣ نقطة
, و الخمس دقائق كانت كافية لإخبار والدته ببداية لقاءه بـ "ليلي" و بكل شئ منذ بداية الحكاية إلي ما حدث قبل يومين بإستثناء الخطبة الكاذبة التي لا يعرف بها أحد غير أبيه ولكي لا تفسد والدته الامر فـ مشاعره تجاه "ليلي" لا زالت بمهدها و إلي أن تثق به لن يخبر والدته ٣ نقطة
, همهمت "سمية" بهدوء بدا كالساحرة الشريرة قائلة:
, -إسمها ليلي هاشم ..
, رد "سليم" بسرعة:
, -نعم يا سمية ..
, -محامية تسكن جوار عمتي منيرة ..
, -امممم
, -لازالت عزباء و لم تخطب قبل..
, -نعم لازالت عزباء
, -هل هي جميلة أم تشبه فتيات هذه الأيام جمال اصطناعي بمساحيق التجميل..
, -جميلة يا أمي ..
, -أتحُبها و تود الزواج منها ..؟!
, -أحبها و اود الزواج منها ماااذا ؟!
, كانت تسأله وهو يجيب عليها و دون ان يدري بخبث تسلل سؤالها فاوقعته بفخ الإعتراف بالحب ٣ نقطة
, ضحكت "سمية" بقوة و إرتفع صوت ضحكاتها مجلجلة وهي تقول:
, -إذاً تُحبها يا سليم ٣ نقطة
, تنهدت بقوة و راحة و إرتسمت إبتسامة واسعة علي شفتيها وهي تستأنف بحنان أموي:
, -وقعت بالحب دون أن تدري يا سليم ..
, أبعد "سليم" عينيه بعيداً بتهرب من الإجابة بينما داخله همس بتأييد و إعتراف:
, -لقد وقعت بالحب يا أمي دون أن أدري ، كان عدوي ماكراً و أوقعني أنا كالفريسة به ٣ نقطة
, أنقذه من نظرات والدته الثاقبة و إبتسامتها الواسعة رنين الهاتف برسالة كانت من "ليلي" ليمسك بالهاتف بعيداً عن مرصد عيني والديه و قرأ ما كتبته:
, -«سليم شكراً لأنك بحياتي ، شكراً لأنك أعدت لي ليلي الصغيرة ، شكراً لأنك منحت قلبي الثقة التي فقدها و الأمان الذي هجره ، شكراً لوجودك بحياتي ، شكراً يا أفضل صديق لي ، سليم اليوم قررت للمرة الأولي أن أقابل عريساً حان الوقت الذي أخوض التجربة به لولاك ما كنت أتخذت هذا القرار و رأيت السعادة علي وجه أمي دعواتك لي أن أنجح بها ، صديقتك ليلي ٣ نقطة»
, لم يعي أنه مع كل كلمة أن شفتيه ترسمان أروع إبتسامة لكنها تبددت و إرتسم العبوس مكانها حينما قرأ السطر الأخير لتشتعل جذوة الغضب داخله ٣ نقطة
, سبة نابية كانت من نصيب "ليلي" بداخله ، هل كان يساعدها بإبادة الأفكار العقيمة عن عقلها لتذبحه هو أول شخص بعدما تغيرت ٣ نقطة
, هتفت "سمية" بإبتسامة واسعة قائلة ببلاهة:
, -ماذا كتبت لك ؟! هل قالت أنها تُحبك أجب يا سليم ..
, رفع عينيه و نظر لها مُردفاً بغيظ:
, -بل تخبرني أنها ستقابل عريس الليلة الحمقاء ستُخطب لغيري ٣ نقطة
, شهقت والدته بصدمة و قالت:
, -ماذااا ٣ نقطة؟! و ستتركها تخطب لغيرك يا سليم و ألست أنتَ خطيبها أمام عائلتها إمنعها إذا و إربح بها ٣ نقطة
, إتسعت مقلتيه بصدمة وهو ينظر لوالدته التي إنفلت لسانها و أخبرته بما لم يخبرها به لينهض من جلسته ووقف أمامها يبرق عينيه بنظرات مخيفة جعلتها تنكمش بجسدها فوق المقعد:
, -أنا لم أخبرك بأمر الخطبة الكاذبة من أين عرفت إذا ، بالتأكيد منيرة سأريها العجوز الشمطاء ٣ نقطة
, قالت والدته بخوف تشير بيدها تجاه والده:
, -بل أكرم من أخبرني عن ليلي منذ أن قابلتها ..
, إستدار بجسده لينظر لوالده بعنف كالذئب لفريسته ليبتسم والده إبتسامة غبية وقال:
, -لما تنظر لي هكذا ٣ نقطة؟! أنا لا أخفي شيئاً عنها ٣ نقطة
, هدده "سليم" بحدة:
, -حسابك معي بعدين ؟!
, تذمر "أكرم" كالأطفال قائلاً:
, -أنا هو والدك يا هذا وليس العكس لا تنسي ٣ نقطة
, تشدقت "سمية" مغيرة دفة الحديث:
, -ستترك الفتاة تخطب لغيرك يا أحمق تحرك إفعل شئ قبل أن يختطفها أحمق منك ٣ نقطة
, جلس فوق الأريكة و قال بنبرة مُشتتة:
, -لا أعلم ماذا أفعل ..!!
, ربتت علي صدرها بغرور و قالت بفخر لهما:
, -إترك الأمر لي ، هذه الأمور لن تنجح بها سوي النساء ٣ نقطة
, ٢٤ تعداد نقطي
, وقفت أمام المرآة تعدل من هيئة ثوبها الوردي الذي إختارته كي تقابل العريس به ووضعت القليل من مساحيق التجميل لتبرز جمالها أكثر ٣ نقطة
, السعادة البادية علي وجه والدتها تجعلها تود لو عادت بالزمن لتصفع به نفسها في كل مرة قالت لا ألا يكفيها سعادة "فاطمة" والدتها الطيبة ٣ نقطة
, بعدما أفصحت لوالدتها عن موافقتها لرؤية العريس الذي جلبته "محسنة" الخاطبة وهي تدعو لـ "سليم" فـ هو السبب بأن تُهشم أسوار قلبها العاتية و تلين قسوته ٣ نقطة
, إنفرجت شفتيها بإبتسامة خجلة بسبب تلك المشاعر التي عصفت بداخلها فجأة حينما سمعت صوت والدتها المرحب بالعريس و عائلته ٤ نقطة
, لطالما تسائلت كيف تكون مشاعر الفتيات حينما يقابلن العرسان واليوم أتتها الإجابة ٣ نقطة!!
, دخلت "ميادة" للغرفة و همست لها ببضعة كلمات جعلت وجنتيها تحمر من الخجل فـ وكزتها بخفة لتكف عن الحديث ٣ نقطة
, أعطتها والدتها صينية المشروبات لتُقدمها لهم ، سارت خلف والدتها لتقدم العصير للجميع ولم تقوي علي النظر إليهم من شدة حرجها ٣ نقطة
, وجدت والدة العريس تجذب والدتها للخارج بحديث النساء المعروف و تركتها بالغرفة صحبة إبنها وحدهما جذبها الفضول لرؤية وجه العريس وهي تقبض علي فستانها تعض شفتها السفلية بخجل ٣ نقطة
, إنفرج ثغرها بصدمة و تدلي فكها للأسفل مع إتساع حدقتي عينيها تهمس بصدمة:
, -سليـــم ٣ نقطة!!
, لم يكن غيره العريس "سليم الوالي" يجلس أمامها بكل أريحية و إبتسامة سمجة علي شفتيه يقول ببرود:
, -يا قلب سليم ٣ نقطة
, زاغت عينيها بحيرة وهي لا تدري ماذا يحدث فتساءلت مشدوهة:
, -ماذا تفعل هنا و أين العريس ..؟!
, كانت تقصد العريس الحقيقي الذي إستطاع معرفة هويته بواسطة الجاسوسة "منيرة" ليذهب لمنزله و خاض معه نقاش ودي للغاية لم يتسع عن لكمتين و عاهة مستديمة ثم هاتف والدة "ليلي" وأخبرها أنه سيتقدم للزواج من ابنتها بشرط ألا تخبرها ٣ نقطة
, أجاب بلامبالاة:
, -العريس أمامك إنه أناا يا ليلي ٣ نقطة؟!
, ثانية .. إثنتان ٣ نقطة ثلاثة و كان صوت صراخها يجلجل المنزل بأكمله يكاد يشك أن جدران المنزل إهتزت لصداه ٤ نقطة
, جأرت بعصبية:
, -أنتَ !! أنتَ العريس و تخبرني بها بكل بجاحة ، كيف خدعت بك كيف لم أري وجهك الآخر ٣ نقطة
, أقترب "سليم" منها ووقف أمامها يسألها بجدية أغاظتها:
, -أي وجه تتحدثين عنه أنا لا أمتلك سوي واحداً ٣ نقطة
, ضربته بقبضة يدها بقوة علي ذراعه صارخة بغضب من نفسها أنها رأته جيداً وهو لم يكن سوي نذل كأبيها يريد الزواج منها لتصبح الزوجة الثانية:
, -يا حقيـــر أنتَ متزوج و لديك إبن ، كيف صدقت أنك لست مثلهم ٣ نقطة؟!
, أمسك "سليم" يدها يمنعها عن ضربه متحدثاً بجدية:
, -هذا ما تظننيه يا ليلي أنني متزوج لكن الحقيقة أنني لست متزوج و أن سليم الوالي لازال عازب لليوم ٣ نقطة
, صُدمت "ليلي" من إعترافه لتُدرك مدي حمقها طوال الفترة الماضية ، هزت رأسها نافية التصديق قائلة:
, -و أكرم الصغير أليس إبنك كان يناديك بابا ٣ نقطة
, رد عليها بتنهيدة من عنادها بإلصاق أي شئ به:
, -أكرم يكون إبن أخي نادر الصغير من زوجته داليا ، وإعتاد مناداتي بابا كما انه يقولها لأبي و لأمي يقول ماما ٣ نقطة
, جذبت يدها من قبضته وعادت خطوة للخلف وهي تدرك أن المشاعر التي كانت تتسلل بخبث إلي قلبها وكانت هي تهاجمها بضراوة مانعة إياها من التحكم بها لأنه متزوج ليس لها قيمة ..
, طوال الفترة الماضية كانت تحارب حبه الذي يتسلل لقلبها لمجرد أنه متزوج ولديه *** وكان كل هذا من وحي خيالها لمجرد أنها لم ترد أن تكون نسخة من أبيها ٣ نقطة
, هتف "سليم" بجدية:
, -هل تعقلتِ قليلاً لتجيبي علي أأنتِ موافقة علي الزواج مني ٣ نقطة
, رفعت عينيها التي لمعت بسعادة لم تقوي علي إخفائها ولكنها مشوشة بالحيرة قائلة:
, -لكن ..٣ علامة التعجب
, تنهد "سليم" بقوة يعلم بأن هناك صراع بداخلها وعليه إبادته فوراً ليمسك بيدها بين راحتي يده قائلاً:
, -لكن ماذا٣ نقطة؟! أكملي يا ليلي أنا أسمعك ..
, إبتلعت ريقها بإرتباك وتشدقت بتلعثم و إحمرت وجنتيها بخجل وهي تقول:
, -أريدك أ أن تُحبني الأول ، أريد الزواج من رجل يُحبني ٣ نقطة
, -أحبك يا ليلي و أذوب بك عشقاً ٣ نقطة
, ما كادت تنتهي من حديثها حتي تفاجئت بإعترافه لها ، تصبغت وجنتيها بحمرة قانية و ضاءت عسليتاها بلمعة كالنجوم لتُسجن عسليتاها و تصبح أسيرة لخضراويتيه ٣ نقطة
, دق قلبها بعنف و سعادة و هي تسأله:
, -حقاً ٣ نقطة!!
, أومأ لها برأسه و دنا برأسه منها وعيناه لا تفارق عسليتاها بينما شفتاه تبوح بهمس جوار أذنها بمكنونات القلب و قد إنتصر القلب علي العقل ليصبح السلطان الوحيد بينهما:
, -أُحِبُك و نَسّمات دِيسّمبِر شَاهِدة ..
, ١٧ تعداد نقطي
, تمت بحمد **** «11-2-2023» 😍😍
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%