NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول أحرقني عشقه | السلسلة الأولي | ـ عشرون جزء 15/10/2023

ناقد بناء

مشرف قسم التعارف
طاقم الإدارة
مشرف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
17 ديسمبر 2021
المشاركات
8,828
مستوى التفاعل
2,833
الإقامة
بلاد واسعة
نقاط
14,802
الجنس
ذكر
الدولة
كندا
توجه جنسي
أنجذب للإناث
الأول


مقدمة
,
, ذكري الماضي مازالت تلاحقني ٤ نقطة
, أكره جميع جنس حواء٣ نقطة
, هم بالنسبة لي ليسوا غير للمتعة٤ نقطة
, لايهمني أي شخص مهما كان٧ نقطة
, لن أهتم بأحد غير نفسي ..
, أنا من تركع لقدمي جميع النساء ٤ نقطة
, أنا حلم الفتيات ٥ نقطة
, أتت الي عالمي ٥ نقطة
, رأيتها ولكن صدمتني ٣ نقطة
, أتملك *** من مجهول ٤ نقطة
, من والده من هو والد طفلها٥ نقطة
, عشقتها رغم ذلك ٥ نقطة
, جذبتني برائتها كيف حدث٤ نقطة
, قلبي الأحمق عشقها٣ نقطة
, هل ستسامحني علي الماضي٣ نقطة
, خذلتها وكسرت ثقتها ولكني احتاج الي فرصة لإثبات عشقي لها من جديد ٣ نقطة
,
, الفصل الأول
,
, حياة بلا هدف ولا أمل ..فكيف ستحيا بدونه وهو ملاذها للنجاة من ذئاب بشرية تعدو ورائها تحاول استنزاف روحها بشدة .. ليس لا ذنب في الحياة أن قلبها أحبه بصدق وقوة عشق .. استولي علي قلبها قبل أن يستولي علي كل ذرة بكيانها .. علمتها الحياة أن لا مجال للعواطف أو الحب فقط السعي وراء مصالحها الشخصية وقتها ستعيش حياة مطمئنة .. ذكريات عالقة في ذهنها تتمني زوالها ولكن كيف وال زوال ليس له مجال .+
, ★
, في عروس البحر المتوسط٣ نقطةمدينة الإسكندرية .
, نسمات الهواء والرياح الآتية من بحرها الأزرق صباح يوم مُلبد بالغيوم ورياح قوية لبرودة الطقس تُنذر بقدوم أيام عاصفة من شتاء نوفمبر ؛ لفحت برودة الجو قسمات وجهها الأبيض ليتطاير شعرها البني المتمرد علي وجهها مخبئاً عن الجميع جمال عينيها عسلياتها التي تزينها أهدابها الكثيفة والطويلة .
, اعتادت علي ممارسة رياضة الركض يومياً واستنشاق هواء الصباح الرائع .
, كانت تركض جميلتنا بسرعة عالية وتضع سماعة هاتفها تستمع إلي آيات **** العظيم القُرآن المُنزل علي نبي **** مُحمد "صلي **** عليه وسلم " اعتادت علي بدأ اليوم بسماع آياته حتي تشعر بالراحة هي ليست بالمتدنية ولكنها تعلم الكثير من أمور الدين فلا تترك فروض صلاتها إلا وأدتها علي أكمل وجه .
, تزاحمت الذكريات داخل عقلها بقوة من حب خادع سبب لها جرح كبير في قلبها ؛ وخسران الثقة من أعين الجميع ولكن **** رزقها بعائلة تحبها وطفلها الذي تحيا من أجله فقط . توقفت وهي تنحني بذجعها تستند بيدها علي ركبتها في محاولة لالتقاط أنفاسها فقد قطعت مسافة كبيرة وهي تجري ؛ أخرجت هاتفها من جيب سترتها الرياضية ونظرت إلي الساعة فوجدتها السابعة إلا ربع .
, ضربت بكف يدها علي جبهتها قائلة بتذكر ولوم نفسها:- أووبس يدوب ألحق أرجع البيت ؛ زمان أيان صحي من النوم ويجهز قبل الباص ميجي ويتأخر علي المدرسة .
, استدرات راكضة إلي البيت فهي تعيش في كومبدوند حديث البناء في شقة هي وطفلها أيان ويعيش في نفس الكومبدوند إياد وأبيه عزت ووالدته إيمان فقد أصروا أن تعيش معهم في نفس الكومبدوند وبعد إلحاح كبير منهم وافقت فهي لا تريد إحزانهم .
, وصلت إلي مبني فاره مكون من عشرة طوابق ؛ استقلت المصعد وصعدت إلي الدور الثالث حيث تسكن هي ؛ توقف المصعد وفُتح الباب تلقائي لتخرج هي وتتجه نحو شقتها لتقوم برن جرس الباب .
, دقائق و فُتح الباب ليظهر من خلفه ذلك الصغير بجسد *** ولكن بصفات رجل كبير .
,
, فتح الصغير الباب دون أن ينبث ببنت شفة وتركه ليدخل فقامت هي بالدخول وإغلاق الباب خلفها .
, نطقت بتبرم وغيظ من ذلك الصغير :- نفسي مرة تقولي صباح الخير يا مامي زي الأطفال الكويسة إنما أنت راجل بجسم *** .
, رد الصغير ببرود أزعج والدته:- أنتِ قولتي راجل في جسم *** فلازم تبقي عارفة إني مبحبش الكلام الكتير .
, زفرت بضيق قائلة:- أووووف بارد .
, تحدث بلامبالاة وكأنه لا تهينه بل تقوم بتحيته علي أكمل وجه:- شُكراً مامي .
, جزت علي أسنانه تنطق إسمه بغل:- أيان .
, رد بنفس نبرتها وعيناه باردة كالثلج:- ريحانة .
, ظلت حرب النظرات دقائق قبل ان تتحدث هي بهدوء وحنان أُم :- أيان حبيب مامي اتفضل ألبس عشان الباص نص ساعة وهتلاقيه هناا ممكن .
, ابتسم الصغير بلطف محبب لقلبها:- أوكي مامي عشر دقايق وهتلاقيني جاهز .
, ألقت له قبلة في الهواء مغمغة :- هو دا حبيب مامي ؛ اجهز عقبال ما أجهز الفطار يلا .
, توجه الصغير إلي غرفته حتي يجهز نفسه إلي مدرسته اما ريحانة فقد ذهبت إلي المطبخ حتي تُعد الفطور لها ولصغيرها انتهت من إعداد الفطور ثم دلفت إلي غرفتها حتي تُجهز نفسها فاليوم ستذهب لمقابلة عمل جديد وتتمني من **** أن تُقبل به .
, ٣ نقطةبعد قليل٣ نقطة
, انتهت من تحضير نفسها فكانت ترتدي بلوفر من اللون النبيذي يصل إلي الخصر تحته بنطال چينز وحذاء أسود رياضي وتركت لشعرها العنان ليتمرد خلف ظهرها ووضعت القليل من المكياج عبارة عن كحل أسود أبرز جمال عينيها وملمع شفاة لتبدو غاية في الجمال .
, انتهت من تحضير نفسها فكانت ترتدي بلوفر من اللون النبيذي يصل إلي الخصر تحته بنطال چينز وحذاء أسود رياضي وتركت لشعرها العنان ليتمرد خلف ظهرها ووضعت القليل من المكياج عبارة عن كحل أسود أبرز جمال عينيها وملمع شفاة لتبدو غاية في الجمال
, خرجت من غرفتها علي أتم استعداد ووقفت عند طاولة الطعام لتجد ان صغيرها لم ينتهي بعد فتمتمت بحنق :- قالي عشر دقايق وهتلاقيني جاهز عدا نص الساعة والبيه لسه مخلصش الصبر يا رب لو بنت كان عمل إيه ؟! مش أقل من ساعتين عشان يجهز .
, سمعت صوته يغمغم ببرود من خلفها :- نفسي تبطلي تكلمي نفسك يا ريحانة أنتِ كبيرة يا مامي خليكي عاقلة شوية .
, صرخت بحنق من بروده:- يا برودك يا أخي نفسي تحترمني ياض دا أنا أُمك .
, رد ببرود و قرف:- بعد ياض و أمك دي أنسي إني أحطك في قايمة العاقلين إلي الأبد .
, سحبت كرسي وجلست عليه مغمغمة:- طب اتفضل كل خلينا نخلص ورانا مواعيد ومش فاضية لحضرتك أنا .
, سحب مقعد هو الآخر وجلس عليه مُردفاً باستنكار :- اللي يسمعك يقول رئيسة وزرا هنا مش واحدة معاها شهادة معاملة ***** وضيفي فوقيها بطالة .
, ألتقطت الخبز ووضعت فوقه جبن وقضمت منه قائلة:- طب أخلص عشان متعصبش عليك .
, انتهي الاثنان من تناول الفطور وقامت بوضع الأطباق في غسالة الصحون وعادت إلي صغيرها لتجده واقف متنظرها تحدثت هي تسأله:- سندوتشاتك في شنطتك ومصروفك معاك ومطوتك في جيبك واللي يقولك غششني إيه ؟!.
, رد الصغير بتلاعب وشر:- أقطعه .
, احتضنت الصغير قائلة بفخر :- هو دا حبيب مامي الحمد**** روح الإجرام اللي زرعتها جواك لسه موجودة.
, ابتعدت عنه وخرجا من الشقة ثم استقلوا المصعد ليصلوا إلي الطابق الأرضي ؛ وقفت ريحانة بجوار صغيرها عند مدخل المبني لتجد جارها السيد مجدي و زوجته نسمة وابنه معهم .
, ألقت تحية الصباح بود :- صباح الخير.
, رد عليها مجدي وعيناه ترمقاها بإعجاب لم يغفل عنه الجميع حتي الصغير أيان :- صباح النور .
, ابتسمت باقتضاب ثم وقفت جوار صغيرها تنتظر باص المدرسة خاصته ؛ تفوه الصغير بخفوت وغيظ من ذلك المدعو مجدي :- الراجل ده هيجي يوم وأشوه وشه ده منزلش عينه من عليكي .
, ابتسمت بخفة علي غيرة ابنها فقالت :- ملناش دعوة بحد احنا في حالنا ودا الأهم .
, اكتفي بهز كتفه ببرود ليأتي باص المدرسة ويصعد أيان لتعود بابتسامة حنونة بادلها الصغير الابتسامة ؛ أما ريحانة بعدما ذهب الصغير وجدت سيارة الأوبر التي طلبتها أتت لتصعدها متوجهة للبحث عن العمل .
, بينما كانت مجدي و زوجته يتابعها فتحدثت زوجته بضيق من نظرات زوجها المتعلقة بها :- خلاص ست الحسن والجمال مشيت عينك هتطلع عليها .
, نفخ بضيق من تطفل زوجته فأردف بحدة:- ياريت تبقي نصها وتهتمي بنفسك كده بدل ما أنتِ بقيتي شبه صاحبي.
, نظرت له بألم فزوجها بعد عنها وأصبح هناك فجوة كبيرة بينهم .
, ٢٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في فيلا بنفس الكومبوند ٣ نقطة
, كانت السيدة إيمان تضع الفطور علي الطاولة ببسمة مشرقة وسعيدة تُزين ثغرها كعادتها اليومية .
, أتي زوجها ومعشوق قلبها مهما مرت السنين سيظل هو ملك قلبها وعشقها الأول والأخير .
, اقترب عزت منها مقبلاً وجنتها بحب مغمغاً بابتسامة :- صباح الخير يا حبيبتي .
, ردت هي بنفس الابتسامة يتخللها بعض الخجل والاحمرار في وجنتيها :- صباح النور يا حبيبي .
, جذب مقعده الذي يترأس به الطاولة هاتفاً بهدوء :- إياد صحي وإلا لسه نايم .
, جاوبته بهدوء :- صحي وبيجهز عشان هينزل الشركة النهاردة أصله هيقضي باقي اليوم مع ريحانة وأيان .
, ابتسامة شقت شفتيه عند ذكر اسم ريحانة وحفيده فهم له كالشعلة التي تُعطي حرارة ودفئ جميل والنار الحارقة التي تُلهب الكثير من المشاعر نحوهم .
, تفوه بحنو :- بقالي يومين مسمعتش صوتهم وحشوني الاتنين واللهي.
, وضعت له القليل من الأومليت في طبقه مغمغة بود:- النهاردة الحد مش باقي كتير عالجمعة وهنقضي اليوم كله سوي .
, أطلق زفرة طويلة تدل علي حنقه من هذان الاثنان إياد وريحانة فقال :- أنا تعبت من الاتنين دول واحدة مصرة تعيش لوحدها هي وابنها ورافضة مبدأ الجواز من أي حد ومش راضية تشتغل معانا في المجموعة عشان عايزة تبني نفسها بنفسها والتاني رافض الحب من بعد مراته الأول وأغلب الوقت ياا في الشركة يا مع أيان وريحانة أنا تعبت بجد .
, ربتت علي يده مُردفة بتبرير حتي تهون عليه:- يا عزت اللي شافوه الولاد صعب اوي يتنسي وإنهم مش يستسلموا لليأس والإحباط ويكملوا حياتهم عادي فدا كويس جداً ومع الوقت هيتغيروا لما يلاقوا نفسهم ضيعوا كتير ضمن السعادة فهما اللي هيبقوا عايزينها .
, تطلع لها بغضب قائلاً بحدة :- آه بعد ما يعجزوا يبقي يشوفوا حياتهم واحد عنده سبعة وعشرين سنة والتانية عندها خمسة وعشرين وابنها اللي بيكبر من غير أب ده صعب يشوف زمايله مع أبوهم وأمهم وهو ميعرفش مين أبوه .
, أخفضت عيناها بحزن فلم تجد الإجابة علي كلامه ولكنهم استمعوا إلي صوته يقول من الخلف ببرود :- أنا موجود وأيان زي ابني وأكتر يا ريت يا بابا تقفل علي الموضوع ده أنا وريحانة كارهين فكرة الارتباط تجربتنا زمان غيرتنا وخلتنا كارهين التجربة من جديد ودي حياتنا واحنا حرين فيها.
, انتفض والده من مكانه وغمغم بغضب قائلاً:- حياتكم أنتم مش حرين فيها أوعو تنسوا إننا موجودين أنت ليه عايز تحرمني إني أشوف حفيدي قبل ما أموت .
, قاطعه إياد وهو ينحني بجذعه ثم يُمسك بكف يد والده ويقبله مُردفاً بحنان :- بعد الشر عنك يا بابا بس أنا مش عايز ارتبط بواحدة وأنا رافض الفكرة مش عايز أظلمها معايا إنها تعيش مع شخص مش بيحبها وقلبه مع مراته الأولي اللي ماتت .
, نطق والده بخفوت :- بس الموت مش شر يا إياد دي سنة الحياة وكلنا هنموت في يوم **** كتب لكل واحد فينا عمر وساعة هيموت فيها .
, وقف إياد وتحدث بحنو :- **** يديك الصحة وطولة العمر يا بابا بس متحاولش تضغط عليا في حاجة رافضها ويوم ما هكون حابب أرتبط هقولك .
, ثم استدار لوالدته هاتفاً بمشاكسة :- وأنتي يا حجة شوفي جوزك عايز عيال صغيرة مش مكفيه أيان اللي مطلع عيني شكله عايز عيال تاني ابقي خلفي يااه هيبقي عندي أخ صغير بس همتك يا حاج.
, شهقت إيمان بخجل من جرأة ابنها بينما ارتفعت ضحكات الأب وابنه عليها فإستأذن إياد منهم قائلاً:- أنا رايح الشركة سلام .
, نطقت إيمان بسرعة :- أنت مش هتفطر معانا يا حبيبي مينفعش تروح الشغل من غير أكل .
, رد ببرود وهو يخرج من البيت:- هبقي أفطر في الشركة .
, ذهب إياد تاركاً خلفه والده ووالدته اللذان يخفق قلبهما بقلق وحب لابنهم الوحيد فقد اتي بعد عنا من سنوات الزواج التي استمرت لخمسة دون *** حتي فقدو الأمل فأن ينجبوا ولكن **** عوض صبرهم بإياد ليكون ثمرة حبهم .
, ١٧ العلامة النجمية
, بعيداً عن الإسكندرية في عاصمة بلدنا الحبيب القاهرة التي تبعد آلاف الكيلو مترات عنها ٤ نقطة
, حيث تطل علي مياه النيل الجميلة والتي تعد من أعظم المشاهد رؤية النيل في الليل و أهرامات الجيزة من عجائب الدنيا السبع والتي بناها الفراعنة بالعتلة .
, " في قصر الراوي "٤ نقطة
, في تلك الغرفة السوداء من كل جانب فالجدران باللون الأسود والأثاث الأسود ؛ يقف أمام المرآة بهيئته القوية والصارمة يقوم بعقد رابطة العنق "الجرافة /الكرافتة" السوداء كحال ملابسه السوداء بتلك البدلة السوداء، تطلع إلي هيىته المنمقة في النرآة بداية من عيناه البنية القاتمة وشعره البني الغزير والتي تجعلك ترتعش من الخوف عند رؤيته .
, لا يوجد في حياته معني لكلمة الندم فهو يؤذي دون تردد من كان سبب في معاناته قسوته تكونت من قسوة الحياة القاسية ولكن من يضع الأعذار و يلقي اللوم علي الآخرين هو من يود الهروب من الندم ؛ قُصي اسمه من القسوة والقوة يكره كلمة حواء يعتبرها للمُتعة فقط !! فقد واجه الخيانة من أقرب النساء له ؛ هو كالجبل القوي الشامخ لا يهتز ولم تأتي واحدة تجعل قلبه يهتز وينبض بعشق جارف لها ، حتي هي تلك من كانت ضحية للانتقام من حواء ؟! كانت فريسة سهلة للانتقام من جنس حواء .
, رش عطره الرجولي الفاخر من الماركة العالمية فتود اشتمام رائحته دون توقف أو كلل وملل فقط الرائحة القوية تجذبك ؛ أخذ نظرة خاطفة علي هيىئته ليجدها مُكتملة وقوية .
, ابتسم من زاوية فمه فهيىته تدب الرعب داخل أعتق الرجال القوية ثم خرج من غرفته أو جناحه الخاص متوجها إلي الأسفل .
, "في الأسفل حيث نجد عائلة الراوي ".
, علي طاولة الإفطار كان يجلس فاروق الراوي وعلي يمينه ابنه الأكبر فريد وجواره محمد ثم فؤاء ومقعد وجواره نديم ثم عاصي ؛ و الجهة اليسر مقعد فارغ خاص بأحدهم لا يجلس عليه أحد منذ سبعة أعوام وبعدها نجد شاهندة وبجوارها مها ثم شمس و رؤي و روفيدا .
, كان الصمت يعم المكان قبل أن تقطعه شاهندة بنبرة حزينة متؤلمة :- سنوية حورية بعد خمس أيام ودي هتبقي السنة السابعة لوفاتها .
, خيم الحزن والتعاسة في المكان فذكر اسم حورية يجعل الجميع يدخل في نوبة من الحزن والزعل؛ لا إرادياً توجهت أعين الجد علي المقعد الفارغ علي يساره فقد كان مقعد حوريته الصغيرة مرت سبعة أعوام ومقعدها فارغ تجتاحه برودة قوية لاختفائها واختفاء ابتسامتها .
, كاد أن يذوب جبل القوة والصرامة عن الجد ولكنه عاد للقوة كما عهده الجميع فنطق ببرود وكأنها كانت فرد من أقارب العائلة البعيدة عنهم :- **** يرحمها .
, نطق محمد بحزن لفراق ابنته :- **** يرحمها كانت طيبة وبريئة كانت البسمة والضحكة بتاعة العيلة هي روح القصر والقصر خسر روحه بموتها .
, تمتمت روفيدا بحنق وغيظ من حزن الجميع عليها بصوت خافت سمعه الجميع :- زعلانين عليها كأنها مكنتش علي علاقة بواحد وهي علي زمة قصي وخاينة و..
, قاطع حديثها زمجرة والدها الغاضبة فهو لا يحب أن يأتي أحد في سيرتها بحديث غير لائق مهما حدث فهي كانت الأقرب إلي قلبه من أبنائه:- روفيدا اخرسسسييي ومسمعش صوتك وبخصوص حورية يا تدعيلها بالرحمة يا متتكلميش خالص فاهمة .
, ردت بخوف و كره لنبرة والدها الغاضبة:- ح..حاضر .
, هتفت مها بحنق من صراخ فؤاد :- متزعقش ل روفي هي مقلتش حاجة غلط العيب علي بنت أخوك اللي كانت ٣ نقطة
, هنا قاطعها محمد فهو أب ولا يحتمل أن ينطق أحد بإسم ابنته بالسوء :- مها بنتي غلطت وخدت جزائها لما عملت حادثة وماتت و .. تابع بتألم وهو يتذكر هيئتها عندما ماتت حورية القصر٣ نقطة وماتت ووشها مشوه من الحادثة وأظن دا عقاب كفيل إننا نترحم عليها وندعيلها بالرحمة والمغفرة .
, راقبت رؤي نديم الجالس بصمت ولكن عروق يده البارزة من شدة ضغطه عليها حتي ابيضت وبرزت عروقه و عيناه التي تلونت باللون الأحمر شعرت بالحزن وتألمت لألمه فحورية كنت الأقرب له فلم تكن شقيقته بل كانت الشقيقة والأخت والأم والابنة والحبيبة له .
, أتي قُصي بهيئته الغامضة و جلس علي مقعد بعيد عن الجميع ف قصي دائم السفر وقليلاً عندما يأتي إلي هنا ، تحدث ببرود وكأنه لا يرتبط بأي صلة بتلك العائلة:- صباح الخير.
, رد الجميع بهدوء عكس روفيدا التي انبعث من عيناها قلوب كثيرة ونطقت بنعمومة:- صباح النور يا قصي أخبارك إيه وحشتني أقصد وحشتنا.
, سخرية لاذعة وتهكم واضح علي ملامحه وهو يجيب باقتضاب :- بخير .
, ثم تابع حديثه لجده الجالس ببرود :- أنا مسافر بكرة إسكندرية عندي شغل كتير هناك متعطل .
, رمقه الجد بنظرات حادة وهو يقول :- سفرك يتأجل عشان سنوية حورية يوم الجُمعة ومينفعش متحضرش .
, ترك الملعقة من يده فور ذكر اسمها "حورية" ؟؟؟؟! الكثير والمئات من الألغاز توضع عندها ؛ ماتت ضحية قُصي ذهبت وتركته يعاني من فقدان لذة الانتقام .
, تفوه بغضب مكتوم :- بس أنا مش موافق ومش هحضر سنوية حد أناا .
, بصرامة قال الجد :- مش بمزاجك يا قصي مهما كان حورية في يوم من الأيام كانت مراتك واللي عملته زمان أظن كانت نهايته إيه ؟! ماتت وانتهي الأمر .
, نهض من مكانه وتشدق ببرود :- مش هتقدر تجبرني يا جدي علي حاجة مش عايزها لأني مش العيل الصغير بتاع زمان أما حفيدتك أنت حر اعملها سنوية براحتك بس تجبرني إني أحضر مستحيل يحصل أنا ماشي سلام .
, تبعه نديم وهو يقول :- أنا ماشي رايح الشركة .
, أخذ الجميع يذهب واحد تلو الآخر منهم الحزين علي حورية ومنهم الغاضب والحاقد عليها تاركين الجد ينظر في طيفهم بحزن علي فراق حورية الراوي .
, ☆•☆•☆•☆•☆•☆•☆•☆
, "عودة إلى الإسكندرية ".
, مرت ساعات طويلة و ريحانة تبحث عن العمل ولم تجد جلست علي صخرتها المفضلة أمام البحر تنعي حظها فقد كاانت تأمل أن تجد وظيفة بتلك الشركة ولكنهم اختاروا أخري بسبب ما يُدعي بال "واسطة".
, أطلقت زفرة طويلة فهي تخرجت بامتياز علي الرغم من أنها تركت سنتان من التعليم لرعاية أيان حتي كبر وأكملت جامعتها وها هي منذ سنة تبحث عن عمل ولم تجد لولا ان والدها الثاني الأب الروحي عزت السباعي هو من يهتم بها لكانت تشردت هي وصغيرها .
, ابتسمت بألم وهي تسرح بمخيلتها في الماضي عندما أحبت الشخص الخطأ وكانت هي انتقام له وكانت النتيجة أصبحت بمفردها دون أحد بجوارها غير أسرتها الصغيرة ؛ حمدت ربها أنه رزقها بهذه الأسرة الحنونة والدافئة.
, رن هاتفها معلناً عن مكالمة هاتفية أخرجت هاتفها من حقيبتها ونظرت إلي الشاشة لتجد اسم " My LOVE " .
, ابتسمت بحب وهي تضغط علي السماعة ثم وضعت الهاتف علي أذنها قائلة :- الناس اللي مش بتسأل غير في المصلحة .
, استمعت إلي قهقهة إياد من الطرف الآخر يقول :- يا واطية أنا برضو اللي مش بتكلم غير في المصلحة .
, كركرت بقوة مغمغة:- يا راجل ارغي عايز ايه ؟!.
, تفوه باشمئزاز من نبرتها :- يا بنتي في حاجة اسمها ذوق ؛ **** يكون في عون أيان ليل ونهار في وشك .
, ردت بغضب طفيف :- ماله وشي دا أنا قمر وميت واحد يتمناني يا معفن ياض دا أنت أخرك سميحة ترتر يا معفن .
, إياد بتبرم:- طب ليه الغلط بقي بس انا هكون العاقل وأسكت ؛ قوليلي أنتِ فين الوقتي ؟!.
, أجابت بهدوء :- قاعدة عالصخرة بتاعتي أودام البحر .
, نطق إياد باقتراح :- بقولك انا جعان ومفطرتش فإيه رأيك نتقابل في المطعم بتاعنا ونتغدي مع بعض أخومي مفطرش .
, ابتسمت بحماس مجيبة:- موافقة طبعاً.
, ثم تابعت بحزن :- أكيد موال كل يوم عشان تتجوز أنا السبب أنا اللي حرمتك منها بسببي كان زمانها معاك وعايشين مع بعض حياتكم بسعادة .
, زمجر بحدة وغضب :- ريحانة اللي حصل أنتِ ملكيش ذنب فيه ودا قضاء وقدر وعمرها انتهي لحد هنا أنا مستنيكي في المطعم سلام .
, زفرت بتعب فهي الآن يتوجب عليها مصالحته وستتعب في هذا الأمر كثيراً؛ لملمت حاجتها وأوقفت تاكسي متجهة إلي المطعم حيث إياد .
, "بعد ربع ساعة ".
, توقف التاكسي أمام المطعم حاسبت صاحب التاكسي ودلفت إليه بحثت بعيناها عن إياد لتجده جالس بعيداً في ركن خاص بهم وحدهم لتبتسم باتساع وهي تتجه نحو قائلة بسعادة :- أخويا وصاحبي وخال عيالي واحشني يجدع .
, نظر لها بطرف عينيه ولم يٌجيب لتذم شفتيها بضيق فعملها صعب للغاية ؛ ابتسمت بخبث وهي تسير نحو منتصف المطعم ثم طلبت من النادل شئ ليومأ بهدوء ويذهب ويأتي ب مايك "ميكرفون" ثم يعطيه لها .
, أمسكت ريحانة المايك وتحدثت بصوت عالي تغني :- صاحبي صاحبي ليه بتبكي دمعة منك أغلي منهم شوفت عالم بجد زبالة طلعوا عمري ٣ نقطة هتصيع علي مين يا فانلة عالدوخري أنا شايفك قلة متعش في دور كونزلا .
, قاطعها إياد وهو يصرخ بها في حنق شديد:- بس يا ماما صوتك وحش .
, ردت بصوت عالي متناسية المايك :- ننععععععممممم صوت مين دا اللي وحش دا أنا أحسن من بوسي يا معفن وعلي رأي المثل أصعب شئ في زمنا إنك تقنع الحمار إنه حمار .
, نهض من مكانه بسرعة واضعاً كف يده علي شفتيها يكمكمها متمتماً بإحراج :- بس **** يخربيتك فضحتينا أقعدي مش زعلان ولا نيلة أنا .
, همهمت باعتراض ليُبعد يده عنها فقالت بشك وهي تضيق نصف عينيها:- بجد والا بتبلفني بكلمتين .
, كاد أن يبكي من تلك المعتوهة :- لا مش ببلفك تعالي اقعدي هي كانت شورة مهببة إني أخدك معايا ونتغدا سوي .
, هزت رأسها ببراءة قائلة:- **** طب وأنا مالي يا لمبي جعانة خلينا ناكل والا هي عزومة مراكبية .
, التوي شفتيه بضيق مُجيباً بتقزز:- لا مش مراكبية تهالي اقعدي خلينا نطفح .
, رددت بتعجب وقرف:- نطفح مرفيت بقت بيئة يا سعيد .
, جلساا أماكنهم وطلب لهم الغداء ليأتي بعد ربع ساعة ؛ مرت ساعة وانتهت ريحانة من تناول طعامها ثم أخذت المنديل ومسحت شفتيها ونظرت إلي إياد الذي كان ينظر لها بأعين مفتوحة ومصدومة ؛ لتتشدق هي ببراءة وسذاجة:- اطلبلنا الحلو يلا.
, فغر فاهه بدهشة وابتلع ريقه بخوف :- هو أنتِ مش لسه واكلة هتحلي ليه .
, أردفت بضيق :- في إيه يا عم جعانة لسه فبقول أختم جوعي بالحلو غلطت انا كده .
, هز رأسه بلا مغمغماً:- لاء طبعاً أنا اللي غلطان وستين غلطان بدل ما أعزم واحد عزمت قبيلة في جسم واحد يا رب الصبر أنا خايف لتأكليني بعدها.
, نطقت ببرود مرعب :- لا متخافش لسه كتير علي أكل البني آدمين شهر والا اتنين كده .
, اتي النادل ووضع الحلو أمامهم عبارة عن أيس كريم بالتوت البري ؛ تفوه إياد بمُشاكسة:- أول مرة أشوف توت بياكل توت سبحان **** أنا كده هغير من التوت .
, ابتسمت من زواية فمها ابتسامة لم تصل لعينيها بل شردت بعيداً وجملته الأخيرة تتردد في أذنها بلا انقطاع وكأنها تعاهدت مع عقلها أن تفتح جروح قلبها .

الثاني


" في شركة قُصي الراوي في القاهرة ".
, دلف بخطوات واثقة قوية لا تنُم سوي عن القوة والثقة والغرور ؛ هب الجميع واقفاً فور رؤيته فهو لا يتهاون مع الأشخاص المستهترة في العمل .
, وقف أمام المصعد الخاص به وولج إلي الداخل بغرور زفر الموظفين براحة فهيئته تبعث الرهبة والخوف في نفوسهم مما يجعله سعيد بذلك ويزداد قوة وثقة أكبر .1
, توقف المصعد ليخرج منه وصار بالطرقة المؤدية إلي مكتبه نهضت السكرتيرة بسرعة وهي تراه امامها طالعها من أعلاها إلي أسفلها بنظرات متفحصة وكأنه يتفحص بداخلها وجدها ترتدي ملابس تكشف أكثر مما تُظهر لتظهر شبح ابتسامة شيطانية خبيثة علي وجهه .
, أشار لها أن تتبعه لتهز رأسها موافقة وسارت خلفه وهي تشعر بالسعادة فهي كانت تظن أنه وقع بعشقها .
, ولج إلي مكتبه وهي خلفه أشار لها ان تغلق الباب لتمتثل لأوامره بسرعة ثم قام بجذبها شهقت بصدمة قاطعتها وهي تشعر بشفتيه علي عنقها بقبلات خبيرة من زير نساء معروف ؛ غرق سوياً في ملاذت مُحرمة كان يشعر فيها بلذة الانتقام من كل جنس حواء فهُن يرتمين أسفل قدمة بإشارة واحدة من إصبعه كانت كل لمسه ينتقم فيها من كل امراة خانئة فيزداد عُنفاً معها أما هي فتزداد نشوتها وإثارة من لمساته .
, بعد قليل نهض يُغلق أزرار قميصه رامقاً إياها بنظرات تقزز و قرف وكُره ثم اتجه نحو مكتبه جالساً علي كُرسيه بكل تفاخر واضعاً قدم فوق الأخري ينظر إليها وهي تعدل من ملابسها .
, انتهت من ارتداء ملابسها واتجهت نحوها بخطوات تتعمد أن تكون متغنجة وقفت أمامه جاءت لتتلمس وجنته بأصابعه ولكن استوقفها بصوت القوي الحازم :- إيدك القذرة متحطش عليا أنتِ فاهمة .
, ارتعبت من تغيره المُفاجئ واتسعت عيناها في صدمة ليُتابع بقسوة و حدة :- علي مكتبك يلا .
, وكأنها وجدت طوق النجاة ففرت هاربة من أمامه بسرعة ؛ أما هو فابتسم بشر فخوفهم منه يجعله يستمتع ويتلذذ في ذلك كانت ابتسامته ابتسامة مريضة لا تدل سوي أنه مريض نفسي يحتاج العزل والابتعاد عن البشر .
, زفر براحة ثم بدأ في العمل باستمتاع مرت ساعات وهو يعمل علي حاسوبه دون توقف أو تعب ؛ توقف عن العمل وهو يستند بظهره علي الكرسي ماطاً ذراعيه ثم نظر إلي الساعة التي بالحائط وجد أن الليل حل وأنه بقي طوال اليوم جالس يعمل علي حاسوبه دون توقف .
,
, فُتح باب المكتب فجأة وظهر منه عاصي يتحدث بمرح :- مسا مسا يا كبير .
, تطلع له قُصي بنظر مُرعبة ثم تشدق بنبرة باردة :- مش قولتلك قبل كده تستأذن قبل ما تدخل يا حيوان .
, ابتلع عاصي ريقه بتوتر ثم نطق بتلجلج:- احم .. الوقت اتأخر والموظفين مشيوا مش باقي غيرك في الشركة هترجع معايا القصر والإ هتسهر سهرة صباحي .
, نهض قُصي من مكانه مُمسكاً بجاكيته مغمغماً ببرود :- لا أنا هطلع علي إسكندرية مش ناقص جدك و زنه عليا إني أحضر سنوية حورية.
, عندما نطق بإسمها تبدلت ملامح عاصي إلي الحزن علي الرغم من أنها الأكبر منه ولكن كان يعشقها فهي كانت حنونة عليه أكثر من والدته وكانت الأقرب له في العائلة وهو كذلك فكانا مثل التوأم رغم أنها تكبره بعام واحد فقط .
, رد عاصي بحزن :- تمام علي راحتك .
, قالها وذهب ليطلق قُصي زفرات متتالية قاسية قبل أن يخرج من المكتب مستقلاً المصعد لينزل إلي الطابق الأرضي و سار حتي الجراج ليستقل سيارته مُديراً المُقود متوجهاً نحو الإسكندرية .
, ٢٠ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, "ليلاً في الإسكندرية ٣ نقطة شقة ريحانة ".
, انتهت ريحانة من صُنع بعض من العصائر والمُسليات ل إياد وأيان ثم حملت الصينية متجهة نحو غرفة الجلوس وجدتهم يلعبون بلاي ستيشن.
, وضعت الصينية علي الطاولة الصغيرة في المنتصف ثم جلست تُراقبهم بابتسامة صغيرة علي شفتيها ؛ فجأة صرخ أيان بصوت عالي مُهللاً بنصر :- جوووول جووووول .
, لتُشاركه ريحانة التهليل فهي تعشق ذلك علي الرغم من عدم معرفتها كيفية اللعب :- **** عليك يا أيان **** عليك يا حبيب والديك ؛ عملتها إزاي دي يا ابني ولا ميسي في زمانه وه**** ه**** عالفانلة .
, ظلا يرقصان ويهللان تاركين إياد يُطالعهم بحنق طفولي فقد فاز الصغير عليه مُردفاً :- خلاص يختي انتِ وابنك مافزش في بطولة كأس العالم هو .
, أخرج أيان لسانه مغيظاً إياد :- ولو ولو كفاية إني خسرتك و دي المرة رقم ١٤٩ اللي تخسر فيها دلوقتي إيدك علي 200 جنيه بتوع الرهان .
, قضبت ريحانة حاجبها في دهشة مستفسرة:- هو اللعب علي فلوس .
, رد الصغير بسرعة وسذاجة :- آه علي فلوس كنت عايزه يبقي علي هد٤ نقطة
, قاطعه إياد بسرعة مُخرجاً ورقة نقدية بقيمة 200 جنيه ومعالم وجهه علي وشك البُكاء :- خد الفلوس أهي مش عارف هو أنت و أُمك حد مسلطكم عليا هي تغرمني غداء ب ٢٠٠٠ جنيه والتاني ماتش ٢٠٠ جنية مش باقي غير يوم وأعلن إفلاسي .
, نطقت ريحانة بغرور وهي تجلس علي الأريكة بكل أريحية تتناول من المسليات " الفستق" :- طالما أنتِ مش قد اللعب متلعبش يا بابا بكره أشتغل وأبقي مليونيرة وأنا اللي هعزمك عشان متذلش في أمي .
, عند ذكرها لموضوع الشغل تشدق إياد بهدوء :- قولتلك قبل كده ميت مرة تعالي اشتغلي عندي في الشركة ويا ستي ابتدي من الصفر هناك بدل المرمطة بتاعة كل يوم إنك تنزلي تسألي عن شغل .
, أردفت ريحانة بهدوء وهي تنظر له نظرة يعرفها جيداً مليئة بالحزن وخيبة الأمل والاستعطاف :- وأنا جاوبتك قبل كده لاء يا إياد أنا بعدت زمان عن كل شخص أذاني بسهولة و الوقتي لما أحب أبني نفسي هيبقي بعيد عن الكل مش عايزة أي مساعدة من حد ولا شفقة حتي لو مش موجودة بس دا بيزعجني .
, كاد أن يُعنفها عن أي شفقة تتحدث أعملها في شركتهم يُعتبر شفقة غبية فهذا حقها وتستحق ذلك .
, لاحظ أيان بداية شجار جديد بينهم ليهتف بسرعة مغيراً مجرس الحديث :- إيه رأيكم نشغل فيلم كوميدي عشان ريحانة مش بتعرف تلعب بلاي ستيشن معانا .
, ابتسم كلاً من ريحانة وإياد علي دهاء الصغير فهو دائما يسعي لإنهاء أي شجار قد يبدأ بينهما فنطق سوياً بسرعة :- اشطاا بس يكون لإسماعيل ياسين .
, رد أيان وهو ينهض من مكانه متجهاً ناحية شاشة العرض " التلفاز" :- اشطاا شكلها هتبقي سهرة صباحي.
, ضحك كلاً من ريحانة وإياد علي كلمات الصغير لتقوم ريحانة بجلب غطاء حتي يحميهم من برودة الجو القارص في حين انتهي أيان من تحضير الفيلم.
, جلسوا سوياً جوار بعض وفي المنتصف أيان وتعالت ضحكاتهم عالية بسبب مواقف الفيلم المضحكة وكأنها أسرة سعيدة عائلة صغيرة لا يوجد فيها غير تلك البراءة والسعادة والجنون.
, ☆•☆•☆•☆•☆•☆•☆•☆•☆
, أسدلت شمس شمس يوم جديد علي مدينة الإسكندرية وما أجمل النسيم و نسمات الهواء الطلق في الصباح دائماً تُشعرك براحة عند انعكاس الشروق علي البحر والغروب أيضاً ما أروع من هذا مشهد .
, " في شقة قُصي الراوي ".
, في غرفة يحكمها الظلام الحالك فلا تستطيع رؤية يدك فيها ؛ عَلي رنين المنبه في المكان بقوة ليتململ قُصي في نومته يُجاهد في فتح عينيه فقد نام في وقت متأخر نتيجة لسفره من القاهرة إلي الإسكندرية .
, أخذ يتحسس بيده الكومود بجانبه حتي وجد المنبه فضغط عليه ليتوقف ؛ فتح عينيه التي يغلبها النعاس ثم نهض من علي السرير ببرود ثم سار خارج الغرفة غير مراعياً ذلك الظلام الحالك توجه نحو المطبخ في شقته الفاخرة حديثة الطراز متناسياً أنه يرتدي فقط سرواله الداخلي .
, توجه نحو المبرد "الثلاجة" يبحث في داخلها عن طعام ولكن لم يجد غير زجاجة مياه ليتناولها حتي يروي عطشه .
, استمع لرنين هاتفه يصدح من الغرفة زفر بضيق ثم سار نحو الغرفة وأمسك بالهاتف ليجد أن نديم الراوي يهاتفه .
, ضغط علي السماعة ثم وضع الهاتف علي أذنه متفوهاً ببرود قاسي :- خير يا نديم .
, اسمتع إلي نديم يتحدث من الجهة الأخرى بحدة :- أنت فين يا قصي ؛ جدك متعصب وقالب الدنيا علينا من الصبح .
, التوي ثغره بابتسامة ساخرة مُجيباً إياه :- دا علي أساس عاصي مذاعش خبر إني سافرت إسكندرية إمبارح بليل .
, زفرة قوية أطلقها نديم قبل أن يتفوه ب:- أرجع يا قُصي القاهرة بلاش تعاند مع جدك .
, رد قُصي ببرود :- نديم أنا مش راجع القاهرة الوقتي مش علي الأقل من أسبوعين أكون خلصت فيهم شغل المتعطل هناا و أرتب أموري .
, نطق نديم بغضب مكتوم لعاناً فيه قصي :- قصي بلاش اللعب مع جدك و هروبك من حضور سنوية حورية كل سنة بتزود في الفجوة بينك وبين جدك حورية ماتت من سبع سنين وأخدت عقابها علي خيانتها ليك أنسي بقي .
, أردف قُصي بملامح متهجمة ونبرة قاسية وغامضة :- الفجوة اللي بتتكلم عنها ما اتولدتش من موت حورية الفجوة دي عايشة بينا بقالها سنين و حورية أعتبرتها صدفة في حياتي صفحة وطويتها .
, تفوه نديم بنبرة حزينة :- بس عمري ما طويت صفحة حورية من حياتي لأنها جزء مني وهتفضل جوايا طول عمري .
, اغتاظ من نبرته الحزينة وازداد كرهه لحورية فالجميع مازال يُحبها حتي بعدما ماتت :- نديم الرسالة وصلت خلاص سلام .
, أغلق الهاتف وأنفاسه اللاهثة عالية وصدره يعلو ويهبط في انفعال مكتوم لما الجميع يحبها هكذا حتي بعدما فارقت الحياة ؛ لما لم يحصل علي حب العائلة مثلها ؟! ، هو عاش من دون والدته مثلما خسرت هي والدتها ولكن لم يجد الحنان مثلما لاقته ؛ لماذا لم يجد الحضن الدافئ وحنان الأم مثلما وجدت حضن وحب الجميع ؛ هو لاق القسوة والبعد والجفاء وهي لاقت الحنان والقرب والحب كلما تذكر ماضيه يزداد كرهه ل حورية .4
, لمح الوقت في الهاتف ليرميه علي الكومود واتجه نحو المرحاض ليبدأ يومه بدوش بارد حتي يُثلج تلك النيران المتأججة في صدره .
, بعد قليل انتهي من ارتداء ملابسه المكونة من بذلة سوداء أسفلها قميص أبيض ترك أول أزراره لتبرز عضلات صدره القوية وبنطال أسود اللون و حذاء يلمع من اللون الأسود لتنطق عليه مقولة " الأسود يليق بك " فاندمجت عيناه البُنية الحالكة مع ملابسه السوداء فيزداد قسوة وهالة مُرعبة .1
, "بعد نصف ساعة"٣ نقطة
, " في شركة الماسة "٤ نقطة
, وصل قُصي إلي الشركة ذلك الصرح والبناء الشاهق يجعلك تفتح عينيك من روعة تصميمه ؛ ترجل قُصي من السيارة بخطوات واثقة قوية ولج إلي الداخل بخطوات واثقة قوية وهالة رعب غرور ثقة وفخر في قدومه .
, طالعته الفتيات بهيام بينما الموظفين فمنهم الحاقد والمغتاظ والمُعجب ، وصل قصي إلي مكتبه لتقف السكرتيرة بسرعة لتحية رئيسها وعيناها متسعة في صدمة من قدومه المفاجئ دون علم أحد، جلس علي مقعده الجلدي الفاحش الثراء لتدلف السكرتيرة خلفه بسرعة منتظرة من رب عملها أوامره.
, تفوه قُصي ببرود قاسي :- نجوي أعمليلي قهوة وهاتيلي كل ملفات المشاريع والصفقات الجديدة والحسابات .
, ردت نجوي بطاعة ونعومة :- حاضر يا قُصي بيه .
, خرجت نجوي تاركة قُصي شارد في نقطة في الفراغ فقط يتردد في أذنه صوت الجميع " سنوية حورية بعد خمس أيام " ٣ نقطة" سنوية حورية "٣ نقطة" حورية"٣ نقطة
, حورية لعنة قصي هي تسيطر علي ذاكرته فتحتل جزء كبير من الماضي .
, دقات علي الباب قطعت شروده فأردف ببرود :- أدخل .
, دلفت السكرتيرة وهي تحمل الملفات في يدها اليسري وفنجان القهوة في يدها اليمني ؛ وضعت نجوي فنجان القهوة ثم الملفات علي المكتب بينما قصي يتابعها بعينيه ليسألها في برود حاد :- فين شوقي مدير المخروبة دي .
, جاوبت بتلجلج ونبرة مرتعبة :- ل ..لسه .. مجاش يا فندم .
, أظلمت عيناه في قسوة شديدة متشدقاً :- طب روحي أنتِ وأول ما يوصل يجيلي مكتبي الأول مفهوم.
, هزت نجوي رأسها في طاعة قبل أن تخرج متجهة نحو مكتبها .
, أمسكت هاتفها بسرعة تحاول الاتصال بذلك المدعو شوقي ، بعد محاولات كثير استمعت إلي صوته فتحدثت بسرعة :- أنتَ فين يا زفت .
, رد بصوت ناعس :- خير يا نجوي عالصبح .
, زفرت بحنق قبل أن تهتف بخوف وغضب :- أنتَ نايم وسايب الشركة تولع هنا قُصي بيه صاحب الشركة موجود في الشركة يا غبي .
, همهم بنعاس ثم فتح عينيه بصدمة شلت أطرافه :- اممممم٣ نقطة ايه قصي بيه طب أقفلي يانهار أسود قصي بيه .
, اغلقت الهاتف معه وهي تدعو **** بنجاتهم من براثن الذئب المتربص للجميع بالداخل .
, اما قصي فقد كان منكب علي تلك الملفات التي وجد بها الكثير من الأخطاء في الحسابات و أيضاً بنود الصفقات لا تتناسب مع شروطهم ليشتعل فتيل غضبه من كثرة الأخطاء بتلك الملفات وكثرة الشروط التي ستخسرهم أموال طائلة .
, رفع سماعة الهاتف محدثاً السكرتيرة نجوي :- نجوي تعاليلي حالاً.
, أغلق السماعة بحدة ثواني وكانت المدعوة نجوي أمامه ترتعب وترتعش في خوف من منظره المرعب .
, تفوه بصوت عالي غاضب :- فين الزفت شوقي هو أنا كنت معينه المدير عشان يفضل في بيته لنص اليوم سايب الشركة تضرب تقلب .
, ارتعشت في خوف مجيبة :- زمانه ..ع٣ نقطةعلي وصول يا فندم.
, خلل بأصابعه خصلات شعره البني محاولاً التحكم في غضبه ، استمعا إلي صوته ذلك ال شوقي يستأذن بالدخول لتزفر نجوي براحة وهي تخرج من المكتب بعدما أشار لها قصي .
, ولج شوقي إلي الداخل وهو يبتلع لعابه في خوف ؛ رمقه قصي بنظرات حادة مُردفاً بغضب :- أخيراً شرفت يا بيه لسه فاكر تيجي الشركة فاكرها شركة ابوك هي .
, تحدث شوقي بتلعثم وتوتر وحبات العرق تتناثر علي جبهته :- أنا آسف يا قصي بيه ب..بس دي أول مرة صدقني والشغل ماشي تمام متقلقش .
, التوي ثغره في سُخرية لاذعة مغمغماً باستنكار وهو يرمي أمامه بعض الملفات:- لاء ماهو واضح إن الشغل ماشي تمام اتفضل شوف كمية الأخطاء في الحسابات اللي هتتسبب في إفلاس الشركة عن قريب.
, تناول شوقي الملفات بسرعة يقرأ تلك الأخطاء المُشار عندها بالقلم الأحمر بلل شفتيه في خوف من قُصي وتلعثم في صوته:- أا..أ أ..
, بنفاذ صبر قال قُصي :- أنتَ لسه هتأتأ شوف مين موظف الحسابات المسئول عن الملفات وترفده وأنتَ هكتفي بخصم شهرين من مرتبك علي الأخطاء دي ومن بكره ينزل إعلاف في الجرايد عن موظف حسابات بتقدير عالي ويكون لسه متخرج ميهمش موجود خبرة كفاية تقديره العالي وأنتَ اللي تقوم بالمقابلة مفهوم .1
, رد شوقي بخوف يخشي أن يطرده من العمل :- حاضر يا قصي بيه.
, استدار قصي متوجهاً نحو الشرفة المطلة علي البحر قائلاً بقرف :- علي مكتبك يلا ونفذ اللي قولته .
, أسرع شوقي بالذهاب من أمامه بسرعة قبل أن يفتك به قصي .
, تطلع قُصي إلي البحر بنظرات خالية من المشاعر يُطالع ارتطام الأمواج بالصخور وكأنها تنتقم منها علي احتلالها مكان الرمال .
, ☆•☆•☆•☆••☆•☆•☆•☆
, وقفت ريحانة أمام مدرسة أيان تنتظر خروجه من المدرسة فاليوم الدراسي علي وشك الانتهاء ؛ لاحظت مجئ بعض أولياء الأمور لإصطحاب أبنائهم من المدرسة وجدت كل زوجين معاً أما هي تأتي بمفردها لاصطحاب طفلها .
, شعرت بالحزن والألم فصغيرها يعيش بدون أب عكس الصغار في عمره ، بدأ الطلاب في الخروج من المدرسة أخذت عيناها تبحث عنه بين الطلاب حتي رأته يخرج وعيناه متعلقة بالصغار في عمره وهم مع آبائهم ؛ رسمت ابتسامة علي شفتيها وهي تقترب منه تأخذه بين ذراعيها في احتضان حنون مغمغة بمرح :- يومك كان عامل إيه يا بطل ؟!.
, أجاب أيان بنبرة هادئة تعجبت منها ريحانة ولكنها استشفت السبب:- مفيش يا مامي عادي زي أي يوم مفيش جديد غير الملل .
, نطقت بمرح حتي تغير من مود الصغير:- شكل المود في الملل وأنا بقي عندي الحل عشان نكسر الملل ، إيه رأيك نروح الملاهي مع بعض .
, صرخ الصغير في حماس وسعادة :- يووووهووو الملاهي أنا موافق خلينا نروح ملاهي المعمورة.
, كركرت علي فرحة الصغير قائلة :- بينا علي الملاهي هنرووح المعمورة .
, أوقفت سيارة أجرة واتجهوا ملاهي المعمورة فهو يعشق الذهاب إلي تلك الملاهي (وأنا كمان روحت ملاهي المعمورة 😋😋😋).3
, توقفت سيارة الأجرة أمام الملاهي ليترجل أيان منها وهو يركض بسرعة نحو الملاهي تبعته ريحانة تركض خلفه .
, حل الليل لم يترك أيان لعبة في الملاهي إلا ولعبها حتي قطار الموت الذي نزلت منه ريحانة بدوار ولم تستطع الوقوف علي قدمها من كثرة الدوار .
, علي شاطئ الإسكندرية سارت ريحانة بجوار إيان تسأله بابتسامة صغيرة :- انبسط يا روحي .
, جاوبها الصغير في سعادة كبيرة :- جداً يا مامي أنتِ كسرتي الملل عندي ميرسي جداً بس احنا طماعنين في كرم مولاتي في فسحة زي دي كل أسبوع.
, ضحكت بخفوت عليه وهي تقول :- هههه طبعاً أميري أنتَ تؤمر واحنا ننفذ.
, شاهدت ريحانة رجل يبيع أيس كريم فنطقت باقتراح :- إيه رأيك في آيس كريم .
, وضع الصغير أصبعه أسفل ذقنه علامة علي التفكير مجيباً:- موافق بس هاخد بنكهة المانجا .
, ابتسمت ريحانة وقالت وهي تشير علي ذلك المقعد الصغير:- وأنا بالتوت هروح أجيب آيس كريم وأنت اقعد عالكرسي هناك اشطاا.
, هز رأسه بابتسامة بلهاء متجهاً نحو المقعد جالساً عليه :- اشطاا.
, ذهبت ريحانة وأحضرت لهم آيس كريم بالنكهات المفضلة لكلاهما ؛ ناولت إيان خاصته وجلست جواره تتناول بتلذذ مغمغة :- مفيش أحلي من الآيس كريم في ديسمبر حتي عمرو دياب غناله .
, همهم الصغير باستمتاع ولم يتحدث ؛ نظرت له ريحانة برهة بصمت ثم ابتلعت ما بجوفها مُردفة بتلجلج:- أيان هو أنتَ مش عايز تعرف مين بابا وهو فين .
, رد الصغير باقتضاب:- لاء مش عايز أشوفه .
, زفرت بهدوء ثم تابعت :- بس يا حبيبي كل يوم صحابك بيبقوا مع أهاليهم وأنتَ مش عندك أب حتي متعرفش هو مين فأكيد نفسك يبقي عندك أب وتقوله يا بابا .
, نظر لها الصغير في غضب متمتماً:- بس أنا مش عايز أعرف مين هو بابا لأني بكرهه عشان هو السبب في دموعك اللي بتنزل كل يوم من الزعل عليه وأنا مُكتفي بوجودك يا ماما أنتِ أمي وأبويا وعيلتي ومش عايز غيرك في حياتي أنا بشوف أصحاب ليا عايشين مع أب وأم بس مش موجودين ولا بيهتموا بيهم و اللي باباه ومامته متطلقين ومع ده شوية ودا شويه كفاية حضنك يا أُمي بالدنيا كلها ولو حبيتي تتجوزي عمر ما هزعل بالعكس هبقي سعيد عشانك أنتِ من حقك تكملي حياتك بسعادة .2
, كانت تستمع له بصدمة من حديثه الذي ينم علي كبر عقله رغم صغر سنه لتأخذه في أحضانها مشددة العناق وكأنها آخر مرة تحتضنه بها وهي تبكي مغمغة بصوت متحشرج:- وأنا مستحيل أسيبك أنتَ حياتي وعمري كلها يا حبيبي مستعدة أسيب الدنيا كلها عشانك أنتَ بس.
, ابتسم الصغير مربتاً علي ظهرها بيده الصغيرة محدثاً إياها بمرح :- علفكرة الآيس كريم هيسيح ويبوظ مننا وأنا لسه عايز أكله فابعدي أحسنلك مش ناقصة نكد عالصبح .
, ابتعدت عنه تمسح دموعها بظهر يدها ثم ضربته علي كتفه بخفة متشدقة بمزاح:- بس ياض اتلم أنا أمك ومن واجبك تحترمني شوية واحنا بليل مش الصبح .
, تفوه الصغير ببرود وهو يأكل الآيس كريم:- لما تعقلي هبقي أحترمك .
, تعالت ضحكاتهم في المكان مما جذب انتباه المارة من ضحكاتهم منهم من رمقهم ببرود وبلامبالاة ومنهم من ابتسم علي طفولتهم وهناك من يراقبهم وتمني لو يحظي بنصف ما يحظاه الصغير .
, كان يراقبهم من بعيد استمع إلي حديثهم بالصدفة كان واقف أمام البحر ليجذب انتباه صوت بدي مألوف له ؛ استدار ليري *** صغير يجلس وأمامه فتاة هيئتها مألوفة بالنسبة له ولكن لم يستطع رؤيتها فقد كانت تعطيه ظهرها وما أدهشه حديث الصغير فكيف لطفل أن ينطق بتلك الكلمات التي لم يستطع الكبار قولها.
, سرح بمخيلته بعيداً عندما احتضنت ابنها حسد الصغير فهو تمني أن يكون مكانه وتحتضنه والدته وتأخذه بين أحضانها تقرأ له القصص ليلاً تضمد جروحه تسهر بجواره إذا مرض ولكن والدته تركته وذهبت من أجل ملاذتها .شبح ابتسامة ظهر علي شفتيه عندما تحدث الصغير بمرح هل يوجد براءة مثل تلك التي عند الأم وطفلها .
, نظر لهم نظرة أخيرة ودقات قلبه تتراقص بين ضلوعه بقوة أدهشته فهو لا يربطه بهم أي صلة ولكنه يشعر بأنهم يقربونه ، تأمل البحر بأعين هادئة قبل أن يستدير عائداً إلي سيارته ويقودها متجهاً نحو البيت .
, ☆•☆•☆•☆•☆•☆•☆•☆
, "في اليوم التالي ".
, كانت تجلس ريحانة في مقهي يطل علي البحر تحتسي بعض القهوة ؛ فبعدما بحثت كثيراً عن عمل ولم تجد قررت الذهاب إلي المقهي لاحتساء بعض القهوة وتُريح قدميها قليلاً.
, جذب انتباهها فتاتان تتحدثان بصوت عالي في البداية لم تهتم ولكن كلمات الفتيات جذبتها .
, الفتاة الأولي :- عملتي إيه في المقابلة بتاعة الشركة إياها .
, ردت الفتاة الثانية بحزن علي ملامحها :- متقبلتش عايزين واحدة تكون متخرجة جديد ومعاها تقدير عالي .
, قضبت الأخري حاجبيها في دهشة :- اشمعني تقدير عالي كفاية أنتِ معاكي خبرة .
, زفرت الفتاة الثانية بحزن :- عشان انطردت من الشركة اللي كنت فيها بسبب غلطة في الحسابات وصاحب الشركة عصبي وموصي المدير يعمل المقابلة بنفسه ويختار واحدة للشغل مش للهزار .
, كادت الفتاة الأولي أن تتحدث ولكن قاطعتها ريحانة متدخلة في الحديث فهذه فرصتها بأن تعمل في شركة :- لو سمحتي الشركة اللي قدمتي فيها اسمها إيه ؟!.
, طالعتها الفتاتان بدهشة وبلاهة لتُجيب الفتاة بصدمة :- شركة الماسة للسياحة.
, لم تنتظر ريحانة كثيراً فقامت بترك بعض النقود علي الطاولة متجهة نحو شركة الماسة للسياحة.
, بعد قليل وصلت ريحانة حيث الشركة ؛ فغر فاهها بصدمة ودهشة فهي أمام صرح كبير وعظيم حديث البناء ؛ خطت بسرعة نحو الداخل لتُقدم علي وظيفة .
, أمسكت حقيبتها في خوف فكانت نظرات الجميع تُطالعها ف من تلك الحورية التي خطت إلي هناا ؛ ابتلعت ريقها في خوف وهي تجلس علي الأريكة جوار الفتيات منتظرة دورها ، كانت تُطالع الفتيات الأُخريات لتجدهم يرتدين ملابس كاشفة غير مساحيق التجميل الكثيرة علي وجههم ، لاحظت همسات الفتيات عليها لتبتلع ريقها في تعجب فكانت ترتدي بنطال جينز أزرق فاتح مُمزق عند الركبة فوقه قميص أبيض بمربعات وخطوط رصاصية وشعرها البُني المنسدل بحرية علي ظهرها ولم تضع أي من مساحيق التجميل .
, قطع أفكارها صوت السكرتيرة التي تنادي عليها فحان دورها ، نهضت من مكانها متوجهة نحو مكتب المدير .
, دلفت إلي الداخل ثم جلست علي المقعد ، ناولت المدير ال C.V خاصتها ليُردف شوقي بإعجاب :- ريحانة ماجد السباعي..خمسة وعشرين سنة..خريجة تجارة بتقدير امتياز ومعاها أربع لغات .
, نظر لها وتابع بإعجاب فعيناها خطفت قلبه :- امم ممكن أعرف يا آنسة ريحانة ليه اتخرجتي السنة اللي فاتت من تجارة مش من سنتين .
, جاوبت ريحانة ببرود واقتضاب :- مدام لو سمحت ودا لأسباب شخصية عالعموم عشان أتفرع لرعاية ابني .
, توسعت عيناه في صدمة :- هو أنت عند *** .
, ردت باقتضاب :- آه عمره سبع سنين ، هتقبل في الوظيفة وإلا لاء .
, انتبه لنفسه أنه تمادي في الأسئلة ليُجيبها وهو يمد لها بالC.V:- مبروك يا مدام ريحانة أنتِ اتقبلتي معانا في شركة الماسة.

الثالث


"بعد مرور عدة أيام في القاهرة "٣ نقطة
, في مقابر عائلة الراوي كانت العائلة تقف النساء برادئها الأسود والرجال ببذلة سوداء ، صدح صوت آيات القُرآن الكريم بصوت الشيخ ؛ وقفت شاهندة جوارها ابنتها شمس تذرفان الدموع بغزارة علي فراق حوريتهم جاورتهم رؤي في البكاء فحورية كانت الشقيقة والسند لهم بينما مها وابنتها شامتين حاقدين علي تلك الحورية الملاك .
, بينما الجد فاروق أخفي مشاعره بداخله فمن يراه يعتقد أنه متحجر القلب وصارم ولا يُبالي بوفاتها ولكن من داخله يتألم من أجلها ، عكس أبنائه فكانت هالة من الحزن والزعل مسيطرة علي ملامحهم ، نأتي إلي الشقيق الذي خسر شقيقته توأم روحه ابنته المُدلله أخفي حزنه بتلك النظارة السوداء القاتمة فلا يريد أن تظهر مشاعره للجميع وهو يبرع في إظهار البرود .
, نطق الشيخ بآيات **** بصوت عذب:-
, بسم **** الرحمن الرحيم
, "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي الرحمن."
, صدق **** العظيم
, انتهي الشيخ من تلاوة القُرآن ليشكره الجد متشدقاً بود :- متشكرين يا شيخنا ، فريد شوف الشيخ أتعابه قد إيه ؟!.
, أومأ فريد بقنوط متجهاً مع الشيخ ؛ تطلع الجميع علي قبرها وتلك اللوحة المكتوب عليها " حورية محمد الراوي ".
, لم تستطع شاهندة البقاء أكثر من ذلك لتتجه نحو الخارج تبعتها كلاً من شمس و رؤي .
, نظرت كلاً من مها و روفيدا نحو قبرها بشماته وفرحة كبيرة ، نطقت مها في نفسها :- شوفتي يا حورية زمان كنت عاوزة تفضحيني وتكشفي سري اللي خبيته عن الكُل بس نعمل إيه موتي وسري مات معاكي هههه فرحت كتير لما قالوا إنك موتي ووشك متشوه طالعة حلوة زي خالتك اللي سرقت مني حبيبي بس علي مين خليت حياتها تعيسة وبشعة لما طلقها ، وعمري ما هرتاح غير لما أدمر عيلة الراوي واحد واحد وكنتي أولهم يا حورية باي باي .
, ذهبت مها واحتلت شفتيها ابتسامة ماكرة خبيثة تنم عن الشر والجشع ، نظرت روفيدا إلي قبر حورية ببسمة مُختلة :- يااه يا حورية مرت سبع سنين وأنتي ميتة عمري ما فرحت في حياتي أكتر ما فرحت لما قالوا إنك موتي ووشك اتشوه ، وشك الحلو اللي خد مني كل حاجة حلوة في حياتي بابا اللي كان بيحبك أكتر مني وقصي حب عمري اللي جدي خلاه يتجوزك وحبك أنتِ كل العيلة بتحبك وخلوني علي الهامش واستكتروا عليا الحب بس الوقتي بقيت أشهر عارضة أزياء في الوطن العربي وأجمل واحدة وقريب قُصي هيبقي بتاعي أناا .
, سارت خلف والدتها بسعادة وشماتة في وفاة تلك المسكينة ضحية للانتقام؛ كانت عينان محمد تزفر الدموع لفراق ابنته الحبيبة يُسانده أخيه فؤاد فحدث نفسه :- ليه يا حورية تعملي فينا كده خوتني ثقتنا فيكي دا أنتِ الروح بتاعت القصر وحوريته وجعتيني عليكي وخلتيني مش قادر أعيش يوم غير لما أفكر فيكي سبتيني ومشيتي زي ما سابتني مامتك زمان **** يرحمك يا حبيبتي.
, فؤاد بحزن علي تلك الصغيرة :- وحشتيني يا حوريتي أيوة حوريتي أول ما اتولدتي وماتت مامتك أصريت عليهم يسموكي حورية علي إسمها خسرت حورية لما اختارت محمد وخسرت تاني لما ماتت وهي بتولدك بس رفضت أخسر حورية من جديد الكل استغربني فقولتلتهم عشان تاخد من حورية وتفضل موجودة في القصر وعايشة حبيتك زي حورية بالظبط هتفضلي حوريتي للأبد .
, غادر الأخوان وتبقي نديم وجده ؛ حدث نديم نفسه وعيناه متعلقة بإسمها :- عمرك ما كنتي أختي لاء كنتي بنتي وأختي وصاحبتي وكل حاجة حلوة في حياتي بس ليه تعملي فيا كده جرحتيني بدل المرة اتنين سيبتيني وحدي عايش من غير روحي حياتي من غيرك ملهاش طعم يا حورية نفسي الزمن يرجع بيا ل ورا وأخدك في حضني وأقولك هساعدك تصلحي غلطتك همسك بإيدك وأوجهك للصح بس فات الأوان القسوة بقت هي حياتي من بعدك كنتي النقطة البيضة في حياة نديم الراوي وهتفضلي يا حورية وحشتيني .
, ذاب جبل القوة والصمود فلم يعد هناك شئ يتحمله ؛ ابتسم الجد بمرارة سارحاً بأفكاره :- وحشتييني يا حور كنتِ بتحبي تسمعي حور مني ؛ وحشني صوتك وأنتِ بتغنيلي جدو جدو بابا بابايا كل يوم يحكيلي حكاية حفظتها عشانك أهوو ، ليه تعملي فيا كده خونتي ثقتي اللي كنت مأمنك عليها خلتيني مش عارف أرفع وشي في وشهم عشان كلامهم زمان إني بدلعك بزيادة زرعت فيكي كل خير بس النبتة فسدت وبقت طالحة عمري ما هسامحك يا حورية عمري ما هسامحك أبداً.
, وفجأة دون سابق إنذار تردد في أذنه صوتها الباكي وشهقاتها العالية مُردفة بقهر ووجع :- أنا مظلوووومة واللهي العظييم مظلومة عمري ما هحط رأسك في الطين يا جدي أنا معملتش حاجة حراام حتي أسأل قُصي واللهي مظلوووووووووووووووومة .
, استفاق من شروده وهو يلتقط أنفاسه كأن هناك مز وضع يده يخنقه ، وضع يده علي قلبه متمتماً :- كنت أتمني إنك تكوني مظلوومة يا حورية بس أنتِ خدعتيني .
, نظر إلي نديم الواقف يُطالع قبرها ببرود نادي عليه بصوت مهزوز:- نديم يلا بيناا احنا عملنا اللي علينا .
, استدار نديم إلي الجد بنظرات خالية من الحياة ثم أسنده في سيره نحو السيارة ليركب الجد في الأمام جاوره نديم خلف المقود ، أشغل المحرك وتحرك بالسيارة بينما قلب الجد يتألم وينبض بطريقة غير معهودة وكأن روح حورية تهتف بالعدالة في قضية حُكم عليها بأنها الجاني وليست المظلومة .
, ☆•☆•☆•☆•☆•☆•☆•☆•☆
, " في الإسكندرية .. فيلا السباعي ".
, في حديقة الفيلا الواسعة التي يُحيطها الورود من كل جانب وحمام السباحة الموجود بعيداً ؛ نجد في منتصف الحديقة طاولة زجاجية يلتف حولها خمسة كراسي من الخشب يجلس عليها كلاً من عزت وزوجته إيمان و إياد الذي يتأفف بضجر وملل وهو يتطلع إلي ساعته فقد تأخرت ريحانة هي وأيان .
, نطق إياد بضجر يشوبه القلق عليهم :- اتأخروا أوي أنا ابتديت أقلق عليهم .
, نظر له والده بهدوء محاولاً بث الطُمأنينة بداخل إياد ولكن هو أيضاً قلق عليهم :- أهدي يا ابني زمانهم علي وصول أنت عارف إيان بيعشق شعره قد إيه وبيحب يهتم بيه .
, امتعضت ملامحه بضيق مُردفاً :- أهو الأوزعة ده مش عايزو يجي مبعرفش أقعد دقيقتين علي بعض معاها .
, في نفس الوقت ٣ نقطة
, دلفت ريحانة هي وأيان وكانت تتحدث بغيظ من الصغير قائلة:- كله بسببك يا أوزعة أنتَ ساعة واقف قدام المرايا بتعمل هاا عمال تعمل شعرك علي جنب لاء وحش قولتلك بتوكة وتتحل مش عاجب وفي الآخر سايبه في الهواء الطلق يرزاي في ملكوت **** دا أنا مش بسرح شعري غير من الجمعة للجمعة وساعات في المناسبات .
, قلب الصغير عينيه بملل ونطق ببرود :- أنتِ إيش فهمك في الإستايل والموضة يا جاهلة .1
, شهقت ريحانة بقوة وأردفت بردح مصرية عظيمة:- نعمممم مين دي اللي جاهلة دا أنا عليا أرنرنر يجيبك ويوديكي يا إسكندرية .
, رفر بملل وقال ببرود :- اسمه أيلاينر علفكرة وكمان٣ نقطة
, بتر حديثه عندما استمع إلي آخر كلمات إياد فأردف بردح مثل أمه :- مين دا اللي أوزعة يا أبو عضلات نفخ ثم أنت تقعد مع ريحانة ليه بصفتك إيه أنت تحمد **** إني بخليها تكلمك بس .
, التوي ثغر إياد بضيق وغمغم بغيظ :- شوفته أنا مش بقبل الولد ده ليه أسطوانة ردح عظيمة هو وأمه ولا أجدعها سواق توكتوك في مصر .1
, ابتسمت ريحانة بغيظ وقالت بفخر وهي تحتضن أيان :- تربيتي خليه يطلع مصري أصيل مش زيك نايتي وبتاع مامي وبابي أما أيان حبيبي من اللي بيقوله ٣ نقطة
, رد الصغير بصوت خشن غليظ :- يباااا يباااا أماااه أماااه .
, ابتسمت ريحانة بغرور وفخر وهي تُشير علي الصغير :- شوفت مش بقولك تربيتي .
, امتعض وجه إياد وقال بتقزز :- تربية زبالة بقي .
, بينما كانت إيمان وزوجها عزت يضعون أيديهم علي بطنهم من كثرة الضحك ؛ تفوهت إيمان من بين ضحكاتها :- أنتم مسخرة بجد واللهي طلب من الجمهور كلاكيت تاني مرة .
, توجهت ريحانة نحوها قائلة بغمزة :- الجمعة الجاية هنيجي ومعانا كوكاكولا ونعمل كلاكيت جديد ..وحشتيني يا ماما.
, احتضنتها إيمان مُردفة بحب :- وأنتِ يا قلب ماما .
, عبس السيد عزت بوجهه وقال بزعل مصطنع :- وأنا مليش حضن زي بتاع ماما .
, نطق أيان الصغير وهو يحتضنه :- لاء في أيان وهيقولك وحشتني يا جدو .
, احتضنه عزت ثم أجلسه علي قدمه مغمغاً بحب :- هو أنا عندي كام أيان في الدنيا .
, نطق إياد بغيظ وحنق :- **** **** إذا حضرت ريحانة وابنها باي باي إياد .
, رد الصغير برفع حاجب ونبرة باردة :- عندك اعتراض يبااا.
, بملامح خوف مُصطنع ونفي أجابه إياد :- لاء دا أنا ممكن أمشي وأنتَ تستني يا بطل .
, ثم نظر نحو والدته وقال بجوع :- والنبي الغداء يا حجة ابنك جعان وهيفترسكم كمان شوية .
, هتفت ريحانة بشفقة:- يحراام جعان يا ضنايا وعمال يقول عليا إني أنا وابني مفاجيع وأتاري هو سيد قشطة بجلالة قدره .
, بتبرم وغيظ قال :- بس ياماما بلاش أتكلم عشان منخسرش بعض .
, كادت أن تتشاجر معهم ليتشدق عزت بحزم مُنهياً النقاش :- خلاص بقي هتتخانقوا قدام العيل الصغير وأنتِ يا إيمان شوفي أم سيد خلصت الغداء والإ لسه .
, نهضت إيمان وقالت بطاعة :- حاضر .
, نطقت ريحانة بلهفة :- مونا حبيبتي عملتيلي البسلة بلحمة بتاعتي النهاردة الجمعة .
, ضحكت إيمان وغمزت لها قائلة:- متخافيش القُرداحي الأسبوع كله ماعدا الجمعة .
, هتف إياد بحنق :- خلاص يا حجة مش باقي غير حمادة هلال ونختم الفيلم .
, زفر أيان وقال :- هادم اللذات ومُفرق الجماعاات .
, أخرج إياد لسانه لإغاظة أيان مغمغماً:- ولا يهمني .
, أتت السيدة إيمان وقالت برحب وود :- يلا يا جماعة الغداء جاهز .
, قفز الثلاثة "ريحانة".."أيان"..إياد"٣ نقطةركضاً ليصل الأول فيهم إلي الطاولة تعالت ضحكات كُلاً من إيمان و عزت علي هؤلاء الثلاثي المرح .
, تناول الجميع الغداء وسط قهقهات الجميع علي مزاح أيان و مشاكسة ريحانة وإياد ، خرج الجميع إلي الحديقة وقام أيان باقتراح لعب الكوتشينة فوافق الجميع .
, رمت ريحانة الأوراق هاتفة بتذمر :- علفكرة بقي إياد بيغش إزاي الكوتشينة فيها خمس ولاد وهما أربعة بس .
, رد أيان بغيظ :- دا علي أساس إن البصرة بعشرة مش بخمستاشر يا نصابة .
, تفوه إياد بضيق وهو يرمي الأوراق مثل ريحانة :- وهو في شايب بيلم الورق كله يا أستاذ أيان .
, أجابه إياد بتلجلج :- ما هو الشايب أبو الولد يبقي يلم اشمعنا الكومي .
, ابتدت المشاجرة من جديد بينهم ليصمتوا فجأة عندما لاحظوا صمت عزت وإيمان وتهامسهم وضحكات إيمان الخجلة .
, عزت بهمس :- شايفة البنت دي هي أنتِ أميرة زيك يا حبيبتي لولا الولاد هنا كنت رزعتك بوسة من بتوع زمان.
, نطقت إيمان بعشق جارف ووجنتيها تشتعلان بخجل :- بطل بقي يا عزت تكسفني .
, وضعت ريحانة يدها أسفل وجنتها مغمغمة بهيام :- بطل يا عزت تكسفها هاا وبعدين .
, تفوه إياد برومانسية حالمية :- هاا وبعدين .
, نطق الصغير بهيام مثل والدته ووقاحة :- ها مشهد البوسة فين يا عزت احنا مستنين .
, صُددمم كلاً من عزت وخجلت إيمان من سماعهم الحديث ؛ بينما عزت قال بتوعد :- هاا وبعدين هديكم بالجزمة يا كلب منك ليها بقي تقطعوا عليا يا أندال .
, انتفض الثلاثة مهرولين من أمامه وخلفهم عزت يتوعد لهم بالكثير من العذاب أما إيمان فلم تتمالك نفسها وانفجرت ضاحكة عليهم .
, انتهي اليوم وحل الليل بعد لحظات من المرح والفرح والسعادة قاضتها ريحانة في جو أُسري سعيد و دافئ ، تثائبت بنُعاس قائلة للجميع :- هستأذن بقي عشان أيان عنده مدرسة الصُبح .
, انزعجت إيمان وقالت بحُزن :- لسه بدري يا حبيبتي واحنا ملحقناش نشبع منكم ومن لمتنا .
, ابتسمت ريحانة وأردفت بحُب :- هبقي آجي أزورك يا ماما احنا بعدك بشارعين دي فركة كعب.
, تفوه السيد عزت وقال :- علي راحتك يا حبيبتي ..إياد تعالي وصل ريحانة وأيان .
, رد إياد بضيق وحنق :- مهي قالت فركة كعب يا بابا لازمته إيه أوصلها بقي .
, زجره والده بضيق وحدة :- إياد الوقت اتأخر وصلهم بعربيتك يلا .
, إياد بقلة حيلة :- حاضر يا بابا .
, بعد قليل في سيارة إياد .
, استقل إياد السيارة بضجر وأشغل المحرك وهو يزفر بضيق ، لتُغني ريحانة التي كانت بجواره وأيان بخلف :- نحنا جينا نحنا جينا ياعمو براء سوق فينا سوق فينا يا أحلي سواق ؛ نحنا جينا نحنا جينا ياعمو براء سوق فينا سوق فينا يا أحلي سواق.1
, قاطعهم إياد الغاضب :- مش شوفير أبوكم أنا مش عايز نفس في العربية يا إما أنزلكم في نص الكومبوند وتكملوها مشي .
, صمت الاثنان علي الفور ليُتابع إياد القيادة بابتسامة نصر متمتماً:- ناس مش بتيجي غير بالعين الحمرة .
, وصل إياد إلي البناية التي تقطن بها ريحانة ، لتترجل ريحانة من السيارة وقامت بفتح الباب الخلفي حيث أيان النائم فقد غلبه النُعاس ، جاءت لتحمله ليتشدق إياد بهدوء :- خليكي هشيله أنا .
, هزت ريحانة رأسها بموافقة ليحمل إياد الصغير وصعد به ، فتحت ريحانة باب الشقة ليدخل إياد ويضع الصغير في سرير برفق مقبلا رأسه بحنو ، خرج من الغرفة ليجد ريحانة ارتمت علي الأريكة بتعب فتفوه بتعب هو الآخر :- أنا همشي محتاجة حاجة مني يا حبيبتي.
, أجابت بهدوء :- روح يا حبيبي شكلك نعسان وأنتَ عندك شركة بكرة .
, ضرب جبهته بتذكر لاعناً نفسه لنسيان ذلك الأمر :- آه بالحق مقولتليش اسم الشركة اللي اشتغلتي فيها إيه؟! .
, ردت بهدوء وهي تفرك عيناها الناعسة :- شركة الماس٣ نقطة
, قطع حديثهم رنين هاتفها لتزفر بتعب ثم أمسكت حقيبتها وأخرجت منه الهاتف لتجد اسم " Dad" يُزين اسم الشاشة لتقوم بالضغط علي الهاتف واضعة إياه علي أذنها :- آلو ..أيوة بابي وصلنا الشقة ..أيان نام في أوضته ..إياد لاء لسه هنا ..حاضر هقوله ..مع السلامة .
, أنهت المكالمة ونظرت إلي إياد الواقف يتابع حديثها بترقب لتقول بهدوء :- دا بابا عزت بيقولك ارجع البيت عشان عندك معاد مع هايدي الحناوي بكره علي تسعة .
, همهم بهدوء متشدقاً:- أوك خودي بالك من نفسك لو حسيتي بحاجة اتصلي بيا وهتلاقيني عندك .
, بابتسامة خفيفية قالت :- حاضر يا حبيبي .
, غادر إياد المنزل لتخلع ريحانة حذائها وارتمت جوار صغيرها تأخذه بين أحضانه وتذهب في سبات عميق .
, ☆•☆•☆•☆•☆•☆•☆•☆
, "ليلاً في القاهرة.. مقابر عائلة الراوي ".
, عيناه منتفخة و عروق رقبته بارزة وعيناه حمراء كاللهب المشتعل بظلام قاتم وهو يتطلع إلي اللوح المحفور عليه اسمها ؛ نيران مُشتعلة بداخلها حبيسة تحرق قلبه وتُلهبه بغضب جحيمي و كُره كبير إلي تلك الحورية التي أصبحت سراب و جسدها أسفل التُراب .
, ود لو صرخ بأعلي صوته يشتكي ألمه وعذاب ضميره الذي يُخمده بقسوة كبيرة .
, جلس علي الأرض مُستنداً بظهره علي جدار المقبرة ؛ أطلق العنان لدموعه أن تهبط ونطق بألم ووجع وكره كبير :- فكرتي إنك ببرائتك وطيبة قلبك إني ممكن أحبك بس خسرتي في الآخر يا حورية لأن الشيطان عمره ما بيحب .. قلبي اتخلق عشان يكره ويدوس علي كل جنس حواء حتي لو كُنتي أنتِ ملكيش ذنب في اللي حصلك زمان ودخولك في الانتقام بس إزاي وأنتِ أمُي تبقي خالتك يعني الأصل واحد أخدتي منها الجمال وكنتي شبهها شبه الست الخاينة وسابت ابنها عشان ملاذتها ومتعتها ..ذنبك إنك خونتي قُصي الراوي اللي أكتر حاجة بيكرهها الخيانة ويوم ما حد يفكر يخونه يبقي يستلقي وعده منه لأنه مش هيسيب حقه وهياخده ولو في بوء الأسد ٣ نقطة بعترف إني محبتكيش بس ارتحت لما انتقمت منك خليت العيلة كلها تكره حورية وعمري ما حسيت بالندم ولو للحظة عشان ده حقي ودي جزاتكم يا جنس حواء .
, وبنبرة أشد قسوة وغل وحقد شديد وعيناه أصبحتما أشد قتامة من قبل :- ولو رجع الزمن بيا هعمل فيكي الأسوء يا حورية أُمنية حياتي إنك متموتيش قبل ما أعذبك أكتر وأتلذذ في عذابك .
, مسح دموعه التي انهمرت منه ونهض من مكانه رامقاً قبره بكُره شديد وحقد ثم خرج منه المقابر بثقة وقسوة يكتسبها من مدفن حورية الراوي .1
, أي بشر يتمني الحياة للأشخاص حتي يتلذذ بعذابهم ويسمع آهاتهم .. يزورها كل عام في سنوية وفاتها ليس ل دعائه بالرحمة لها بل ليُعنفها ويزداد قسوة وحقد ورغبة بالانتقام من كل فتاة ..
, وقف أمام سيارته وامتدت يده حتي يفتح باب السيارة استوقفه صوت أحدهم يهتف بغلظة :- يباشا يباشا .
, التفت قُصي قابضاً حاجبيه في دهشة مُجيباً بخشونة :- أنتَ مين ؟!.. وعايز إيه .
, التقطت الرجل أنفاسه المتقطعة فقد ركض مسافة كبيرة حتي قُصي جاوبه بلُهاث :- أنا..أنا عبد التواب التُربي يباشا .
, رمقه في نفور شديد مغمغماً ب:- عايز فلوس يعني قول كده .
, نفي الرجل بسرعة بيده قائلاً في عزة نفس :- لا يباشا مستورة والحمدلله بس في حاجة كده بتحصل ومش عارف اقولك إزاي .
, سأله بتعجب وقد ازداد فضوله لمعرفة الأمر :- حاجة إيه اللي بتحصل ؟!.
, ابتلع التُربي لعابه في خوف مردفاً بتلجلج :- في سنوية الست حورية كل سنة قبلها بيومين في ست بتيجي لابسة أسود في أسود ونضارة سمرا ومش باين من وشها حاجة و بلاقيها بتوزع علي الغلابة رحمة ونور عليها وشكلها مش من ستات العيلة لأني عارفهم كلهم .
, دُهش من حديث الرجل من تلك المرأة ولكن عليه معرفة من هي فهُناك سر وراء ذلك :- طب هي مش بتيجي في أيام تانية ؟!.
, رد الرجل بهدوء :- مش بتيجي غير كل فين وفين بس اليوم الثابت اللي بتيجي فيه هو قبل سنوية الست حورية بيومين واليوم التاني عشرة مايو من كل سنة وهي بقالها سبع سنين عالحال ده .
, ما هذا الكلام من تلك المرأة ولما هذان اليومان من كل عام ؛ ازداد فضوله أكثر فقال ببرود :- وأنتَ لسه فاكر تقولنا مش يمكن من تجار الأعضاء أنا هجيب البوليس عشان يكشف علي الجثث في المقابر ولو اكتشفنا إن في واحدة مختفيه هحملك المسئولية.
, بهلع وأعين مُتسعة طالعه بها الحارس مُردفاً:- أنا في عرضك يباشا حكومة لاء أنا واللهي لما لقيت الموضوع زاد عن حده قولتلك أنت يباشا بلاش حكومة وأنا مُستعد أعمل أي حاجة تقول عليها.
, اصطنع التفكير وازدياد الوقت حتي يُرهبه أكثر ثم قال ببرود غامض :- وأنا مش هبلغ بشرط إنك أول ما تيجي الست دي تقولي وتعرفني بوجودها أو تصورها ليا أهم حاجة أعرف مين هي ؟!.
, أومأ الحارس في لهفة مغمغماً بطاعة :- أوامرك يباشا بسس.
, فهم ما يرمي إليه الرجل ليُخرج من جيبه نقود ورقية ماداً بيده المُمسكة بتلك النقود :- خد الفلوس دي اعتبرها أول العربون ولما تسمعني الخبر الحلو وأعرف مين هي الست دي هيبقي ليك قد دول عشر مرات .
, تناولهم منه الحارس وعيناه علي الأموال بجشع :- أوامرك يباشا اعتبره حصل طول ما في من الفلوس دي .
, غادر الحارس وتبقي قُصي فتح السيارة واستقل كرسي السائق خلف المقود وعقله يطرح الأسئلة حول تلك المرأة المجهولة !! من هي التي تجرأت علي فعل ذلك من وراء عائلة الراوي؟! من هي الحزينة علي حورية بتلك الدرجة حتي تأتي في هذان اليومان ف عشرة مايو ليس تاريخ ميلاد حورية ولا يوم مُميز بحياتها إذاً من هي هذه المرأة الغامضة ؟! صبراً يا قُصي فأنت ستعلم من هي مع الوقت فلن تترك الأمر حتي تعلم من هي تلك المجهولة .
, ☆•☆•☆•☆•☆•☆•☆•☆
, صباح يوم جديد علي مدينة الإسكندرية ..يوم مُحمل بالكثير من المفاجآت التي ستغير من مجري قصتهم .. قصة عشق قاسي مريض وأم جميلة حنونة ببراءة طفلة صغيرة .
, "في شركة الماسة "..
, ولجت ريحانة بهيئتها المُرتبكة فهذا ثاني يوم لها بالعمل فقد تعرفت علي أصدقائها بالعمل وطبيعة العمل .. بارتباك واضح علي ملامحها فهي لم تعتد علي العمل هنا؛ استشعرت نظراتهم المصوبة نحوها وكأنها فيلم أو عرض يُعرض بالمكان.. اصطدمت بجسد أحدهم لترتد إلي الخلف واضعة يدها علي جبهتها تفركها بألم متمتة بحنق :- أووف ياربي .
, رفعت عيناها نحو الشخص وجدتها فتاة أقل مايقال عنها " فتاة ليل " عاهرة بتلك الملابس الكاشفة أكثر مما تستر فكانت ترتدي ميني جيب علي توب أسود كاب وصندل ذو كعب عالي تُراهن أن كعبه أكثر من خمسة عشر سم والكثير من المكياج علي وجهها وأيضاً زجاجة عطر أفرغتها بأكملها علي جسدها .
, وجدت الفتاة تُطالعها بنظرات نافرة و مُقززة قطبت حاجبيها في دهشة فهي كانت ترتدي بنطال جينز أزرق مُمزق عند الركبة وقميص أزرق اللون فاتح تضع مُقدمته داخل البنطال وحذاء أبيض وتركت لشعرها العنان ولم تضع اي من مساحيق التجميل .
, أردفت ريحانة ببرود وهي تُغادر :- Sorry مش كنت أقصد .
, أمسكتها الفتاة من يدها تتحدث بغضب وغرور :- استني عندك يا حلوة هو أنتِ فاكراها بالساهل حمارة مش بتفهمي .
, برفع حاجب نظرت ريحانة إلي يدها المُمسكة بها وكزت علي أسنانها مغمغة بغضب مكتوم :- أنا اعتذرت منك تقبلي بقي مش تقبلي ميهمنيش .
, تفوهت الفتاة بصوت عالي جذب انتباه الجميع لتلك المُشادة بينهم فالجميع يعلم عن غرور نجوي وكرهها لأي فتاة أجمل منها .
, ابتسمت نجوي من زاوية فمها بسخرية وأردفت بغرور :- دا أنا نجوي يا حلوة وجو الأدب والأخلاق تعمليه علي حد تاني يا شاطرة وأذا كان اهلك مربوكيش نجوي تربيكي .
, هنا وطفح الكيل بها فقد صمتت لإهانىتها وقامت بحركة سريعة بإمساك يد نجوي المنسكة بيدها وثنيها خلف ظهرها قائلة بشراسة :- لحد هنا واستوب أنا اعتذرت منك وأنتِ نازلة كلام وإهانة من الصبح مش عشان سكتناله دخلنا بحُماره وهنا زيي زيك مفيش فرق أنتِ يدوبك حتة سكرتيرة لا راحت ولا جات ويوم ما تفكر تيجيب في سيرة عيلتي تتكلم باحترام أصلاً عمرهم ما يفكروا يشغلوا واحدة زيك عندهم .
, ثم دفشتها بعيداً عنها ورمقتها بنظرة مقززة قبل أن تذهب ؛ احمر وجه المدعوة نجوي بحرج وهي تري الجميع يُطالعها بشماتة واضحة فلا أحد حاول الدفاع عنها بل وقفوا يشاهدو لتمسك بحقيبتها بعنف وولجت إلي المصعد وهي تتوعد إلي ريحانة بالكثير .
, بينما ريحانة وقفت مع إحدي الفتيات اللاتي تعرفت عليهم بالعمل وكانت لطيفة مع ريحانة .
,
, نطقت الفتاة وتُدعي " بسنت" بفرحة وشماتة في تلك المدعوة نجوي :- برافو عليكى عرفتيها مكانها الحقيقي السحلية نجوي دي .
, كركرت ريحانة بخفة مغمغة بتعجب :- للدرجة دي مش قابلينها ؟!.
, قامت بسنت بتحريك شفتيها يميناً ويساراً بحركة شعبية مُجيبة إياها :- دي طالعة بمناخيرها سابع سما وأديكي جبيتيها علي وشها عشان تعرف إن **** حق وإننا مش أقل منها .
, أردفت ريحانة بهدوء :- بلاش شماتة في حد يا بسنت أنا لما عملت كده عشان أهانت عيلتي ودي بالنسبالي خط أحمر مش عشان نشمت فيها وأنا مش عايز مشاكل معاها من البداية .
, زفرت بسنت بخنقة ثم تبدلت ملامحها للهفة والسعادة :- استني مش هتشوفي صاحب الشركة دا زمانه علي وصول.
, ردت ريحانة بلامبالاة فلا وقت لها لهذه التفاهات :- لا ياستي مش عايزة أشوف حد .
, تابعت بسنت حديثها بهيام وأعين تُخرج قلوب :- لو شوفتيه هتموتي عليه عينه البُني وإلا شعره يلهوووي ودقنه الخفيفة وإلا جسمه وعضلاته ٣ نقطة
, ثم صرخت بسعادة :- أهو جيه تعالي شوفيه .
, استغربت ريحانة نبرتها وحالميتها وقت الحديث جاءت لتستدير حتي تري صاحب هذه الشركة التي تتهاتف عليه الفتيات وفجاة تعرقلت حتي كادت أن تسقط ولكنها تمالكت نفسها لتقع منها حقيبتها ، زفرت بضجر وهي تنحني علي ركبتها كالقُرفصاء وتلملم حاجيتها التي سقطت من الحقيبة ؛ تمتمت بضيق :- ده وقته مش عارفة تستني دقيقتين أشوف صاحب الهلومة دي .
, انتهت من لملمتهم ووقفت حتي تري من هو صاحب الشركة ولكنها وجدته ذهب لترفع كتفيها بقلة حيلة متوجهة ناحية مكتبها .
, أما قُصي ٣ نقطة
, ولج إلي الشركة بغنجهيتيه وغروره المُعتاد وسار بخطوات واثقة ولكن جذب انتباهه ذلك الجسد الصغير المُنحني ؛ كانت تُلملم أشيائها وشعرها يُعيق عنه رؤيتها فازداد حنقه ، وصل إلي المصعد خاصته وولج إلي الداخل دون رؤيتها .
, دلف إلي مكتبه وخلفه السكرتيرة الخاصة به ، جلس علي مقعده بهدوء وبدأ في العمل ليجد المدعوة نجوي واقفة نطق ببرود وعيناه لم تتزحزح عن الأوراق التي أمامه :- خير يا نجوي عايزة إيه؟! .
, أجشهت نجوي في بكاء مُصطنع مغمغة بحزن زائف:- يرضيك يا قُصي بيه إني اتهان .
, رفع عينيه عن الملف وحاجباه مجعدان بدهشة يتسائل :- ومين اللي عمل كده في سكرتيرة قُصي الراوي.
, تابعت مسرحية البُكاء الزائف مجيبة بكذب وخبث وهي تتوعد ل ريحانة :- أنا كنت داخلة الشركة وفجاة خبطت في واحدة بالغلط فاعتذرتلها بس هي ماكتفتش بالاعتذار فضلت تهني أودام الموظفين كلهم .
, ثم مدت ذراعيها تُريه العلامات التي تركتها أصابع ريحانة علي يدها وهذه لم تكن كذب أبداً بل حقيقية:- شوف يا قصي بيه إيدي بقت عاملة ازاي ؟! .
, نظر قُصي إلي يدها الممدودة وأمسكها قائلاً بتعجب :- هي عملت فيكي كده تطلع مين دي اللي عملت كده في سكرتيرة قُصي الراوي وجاتلها الجُرأة تعمل كده قدام الكل .
, ابتسمت بخبث داخلها فقد انطلت مسرحيتها عليه وسيقوم بطرد تلك الفتاة ، فتابعت بحزن :- دي موظفة الحسابات الجديدة مش بقالها يومين وشوف عملت فيا إيه .
, همهم بهدوء وتابع هو حركاتها المتعمدة في إثارة غريزته الرجولية وأيضاً ملابسها الفاضحة ؛ ذمت شفتيها بإغراء قائلة ببكاء مصطنع:- يعني أنتَ هتسيب حقي يباشا دا أنا شغالة هنا بقالي سنين عمرك شوفت مني حاجة وحشة .
, أرجع ظهره علي المقعد وقال بهدوء مُشبكاً أصابعه :- قولتيلي اسمها إيه ؟!.
, ردت بسرعة ولهفة وهي تظن أنها نجحت في إقناعه :- اسمها ريحانة يباشا موظفة الحسابات الجديدة.
, نطق ببُطئ شديد مُتلذذاً الاسم من بين شفتيه بهمس :- ريحانة .
, عَليَ صوته وقال بهدوء :- خليها تيجيني المكتب عشان نرجعلك حقك يا نجوي دا انا ميرضنيش الظُلم .
, هرولت نجوي من أمامه بسرعة تُنفذ ما طلبه ؛ غبية تظن أنه غبي ولكن لا تعلم أنه يعلم بكذبها منذ أن تحدثت فكيف لمتعجرفة مثلها أن تعتذر لأحد ولكن لا مانع لبعض التسلية وأيضاً تلك ال ريحانة التي جذبته من اسمها .
, عادت نجوي وتحدثت بابتسامة واسعة :- كله تمام يا قُصي بيه زي ما حضرتك أمرت .
, ابتسم قُصي بخبث وفجأة سحبها من معصمها لتقع علي قدمها مغمغماً بشهوة :- بس أنا مش بعمل حاجة من غير مُقابل ومعنديش مانع نتسلي لحد ما توصل .
, ثم انقض علي شفتيها يُقبلها بشهوة كبيرة سامحاً لنفسه أن يغرق أكثر في تلك الملذات المُحرمة .
,
, "عند ريحانة "٤ نقطة
, كانت تعمل بسعادة كبيرة وابتسامة عريضة علي شفتيها فقد تحقق حُلمها الآن بالعمل في أكبر شركات السياحة في مصر والوطن العربي ، كانت تتقن العمل بجهد وإتقان كبير وانغمست بالعمل حتي مر الوقت دون ان تتعب .
, أتي مُدير الحسابات وتحدث بنبرة فظة :- فين الموظفة الجديدة ريحانة .
, رفعت ريحانة عيناها عن الاوراق التي امامها مجعدة حاجبيها في دهشة من نبرته تلك وأيضا ً نظرات أصدقائها بالمكتب نحوها ، رفعت يدها مُجيبة بنبرة متلجلجة :- أنا يا فندم .
, تطلع لها مدير الحسابات من أعلاها إلي أسفلها بدهشة ناطقاً بتعجب :- أنتِ عملتي إيه عشان صاحب الشركة يُطلبك رغم إنه مش باين عليكي بتاعة مشاكل .
, اتسعت عيناها في صدمة مغمغة :- صاحب الشركة ؟!؟!؟
, رد المدير ببرود وهو يُغادر :- أيوة صاحب الشركة قومي بسرعة روحيله عشان شكلك كده هتترفدي من تاني يوم ليكي في الشركة .
, ابتلعت لُعابها وهي تتطلع إلي زمائلها في المكتب ؛ وجدت بسنت تنظر لها بشفقة مما زاد توترها وخوفها ، نظرت إلي الجميع لم تختلف نظرتهم عنها فكان المكتب يضم خمسة مكاتب وزملائها أربعة "بسنت" وتلك هي أقرب فتاة لها بشوشة وواضحة وطيبة وتمتلك من الجمال قدر بسيط ؛ " أمل" وتلك مغرورة وتثق في نفسها بزيادة وأيضاً نظراتها لها غير مُريحة بالبتة ، "عصام" وهو زميلهم بالمكتب طيب القلب يُحب بسنت وهذا المعروف بالشركة أكملها بشوش مثلها وبسيط ؛ "ماهر" وهو الزميل الرابع لهم شخص خبيث وسئ مثل تلك ال أمل لم ترتح لهم فهم ينظرون دائماً لبعضهم بنظرات زائغة لم ينتبه لها كُلاً من بسنت و عصام .
, فاقت من شرودها علي صوت رنين هاتفها جذبت حقيبتها الموضوعة علي المكتب وأخرجت الهاتف منها وقامت بالرد دون النظر إلي الإسم مغمغة بتبرم و حدة :- آلوو.
, رد إياد من الجهة الأخري بدهشة :- مالك زهقانة ليه؟! .
, زفرت ريحانة وهي تُجيبه بعدما قصت عليه ما حدث من طلب صاحب الشركة لها دون إخباره ب مشاجرتها هي و نجوي حتي لا يُعنفها فهي ليست بالمزاج الجيد لتستمع إلي تنذيراته ومواعظه :- بس يا سيدي وشكلي كده هطرد من تاني يوم ليا يا حلو .
, كركر إياد ضاحكاً وقال من بين ضحكاته بمرح محاولاً التخفيف عنها :- يا ستي وفيها إيه لما تترفدي أهو علقة تفوت ولا حد يموت يرضيكي أموت وأنا لسه مدخلتش دُنيا يا قاسية يا جبارة .
, كادت أن تنفجر ضاحكة بقوة ولكنها اكتفت بضحكات خافتة تقول :- بس ياض دُنيا إيه اللي بتتكلم عنها أنا بقولك هترفد من تاني يوم ليا، أنتَ عارف لو اترفدت من الشركة أنا هرفدك من الدنيا بحالها ومش لوحدي معايا تاليا يا معلم.
, نطق بذعر مُصطنع :- لاء ب**** عليكي بلاش تاليا دي إيدها عاملة زي المُرزبة وياستي وظيفتك محفوظة عندي في شركة السباعي ، هي اسم الشركة اللي هتترفدي منها إيه ؟!.
, ردت ريحانة بتذمر قائلة:- أنتَ كل شوية هتسألني اسم الشركة إيه قولتلك شركة الماسة للسياحة يا إياد .
, فزع إياد ونهض من مكانه بسرعة قائلاً بخوف و ذعر :- لا يا ريحانة بلاش تروحي يا ريحانة أنتِ عارفة مين هو صاحب الشركة آلو ريحانة ٣ نقطة
, لم تستمع ريحانة أي كلمة منه فقد كانت الشبكة ضعيفة نظرت إلي الشاشة قائلة:- آلووو ..إياد آلوو ..
, لم تجد رد فقد انقطع الاتصال لعدم وجود شبكة للاتصال ٣ نقطة لتزفر بضيق وهي تدس هاتفها في جيب بنطالها قبل أن تخرج من المكتب وتتجه نحو مكتب صاحب الشركة.
, خطت خارج المصعد وهي تؤخر قدم وتقدم أُخري باتت ترتعش قدامها كُلما اقتربت من المكتب ؛ زادت نبضات قلبها بتسارع في خوف لا تعلم مصدره ، تشعر بأنها تقترب من أحد الأحبة .
, وقفت أمام مكتب السكرتيرة ولم تجدها فاتجهت نحو مكتب المُدير وفتحته دون أي استئذان لتجد نجوي في أحضان أحدهم يقبلون بعضهم بطريقة مُقززة؛ ابتعدت نجوي بسرعة عنه ووقفت تُعدل ملابسها .
, شهقت ريحانة بفزع وامتلئت عيناها بدموع وهي تري الجالس أمامها ؟! مر أمامها شريط الماضي في حياتها ارتعشت يدها بخوف وهي ترجع إلي الخلف ٣ نقطة
, لم تكن الصدمة عندها أقل منه فقد تحققت أُمنيته بالأمس والآن يراها أمام عينيه لم يصدق ان التي أمامه هي ؟! لالالا هو حلم وسيفيق منه ٣ نقطة2
, رجعت إلي الخلف بخطوات مرتعشة لتهبط دموعها وهمست بصدمة :- قُصي ؟!.

الرابع


هبطت دموعها واحدة تلو أُخري وهي لا تُصدق أن أكبر مخاوفها وكوابيسها أمام عينيها الآن ؛ شهقات متقطعة صدرت منها فذكريات قاتمة من الماضي أصبحت تسير أمامها كفيلم سينمائي يُعرض أمامها ، ظلت ترجع إلي الخلف و ودموعها كالشلالات علي خديها .
, تردد داخل أُذنها أحاديث و إهانة ممن كانوا أقرب الناس لقلبها .. " خاينة .. ليه تخوني ثقتنا فيكي .. خاينة .. بكرهك ومن النهاردة أنتِ مش بنتي .. ليه تعملي فيا كده ترتكبي جريمة زي دي الزناااا"
, لم تجد حلاً غير الهروب فالمواجهة صعبة ، ركضت من أمامه فقد خانتها قدميها وظلت تركض فالخوف تملك منها ، أما قُصي فانعقد لسانه من الصدمة فالذي أمامه الآن وهم يُريد أن يفيق منه ، هي أمامه زوجته الأولي أمامه الآن والآن تركض وتهرب منه لا لن يتركها تذهب فنهض بسُرعة راكضاً خلفها بسرعة ليجدها استقلت المصعد الخاص به فقد كان المصعد العام مشغول بينما خاصته لا يستطيع أحد استعماله غيره ؛ لم يجد حلاً غير النزول من علي السُلم "الدرج" فالآخر أمامه كثير حتي يصل إلي الطابق .
, بينما ريحانة فقد وصلت إلي الطابق الأرضي واتجهت نحو مكتبها تُمسك بحقيبتها بأيدي مُرتعشة ولم تستمع إلي صياح صديقتها باسمها .
, بسنت :- ريحانة .. ريحانة..
, ولكن لا رد أمسكت بحقيبتها وخرجت راكضة كادت أن تسقط أكثر من مرة ولكنها تمالكت نفسها بسرعة ؛ أما قُصي فقد وصل إلي الطابق الأرضي ليجدها تركض مهرولة خارج الشركة فركض خلفها وكل هذا تحت أنظار الموظفين فصاحب الشركة يهرول وراء فتاة عادية تعمل عنده .
, كانت خرجت من الشركة وهي تبكي بألم ووجع وضياع حقها ؛ لم يستطع مجاراتها في الركض فهي بعدت عنه وخرجت من الشركة ليٌخرج هاتفه مغمغماً بحدة في الحُراس خاصته :- في بنت لابسه قميص أزرق وبنطول جينز عايزكم تمشوا وراها من غير ما تحس مفهوم .
, أغلق الهاتف دون استماع الرد ؛ استدار حتي يعود إلي مكتبه ليجد الموظفون متجمعون في المكان ويتهامسون عما يحدث فاحتقنت الدماء بوجهه وتشدق بصوت عالٍ وحاد فيهم :- كل واحد يرجع علي مكتبه يلااا.
, هرول الجميع بسرعة دون قول شئ ف حتي يبتعدوا عن غضبه الآن .
, ولج إلي مكتبه بغضب وأعين أسودت من كثرة الغضب مكتوم .. قام بإزاحة كل شئ علي مكتبه بغضب ولم يترك شئ دون أن يجعله حُطام و صوت صُراخه يشق المكان من كثرة الغضب ؛ وقف يلفظ أنفاسه بعدما انتهي وصدره يعلو ويهبط بقوة وعيناه الحمراء ك لون الدماء و عروق رقبته البارزة .
, دلفت نجوي السكرتيرة الخاصة ب قُصي وتفوهت بهلع :- قُصي بيه حضرتك كويس .
, التفت لها قُصي بأعين تُنذر بالخطر وصرخ بغضب :- اطلعي بره مش عايز أشوف وشك يلاا .
, هرولت من أمامه بسرعة حتي تتحاشي من غضبه الفتاك الآن ؛ أراد الاتصال ب شوقي مُدير الشركة التي عينها بها ولكن وجد الهاتف محطم هو الآخر أطلق سباباً من بين شفتيه يلعن به كل شئ ، صرخ مُنادياً نجوي قائلاً:- نجوووي نجوووي .
, أتت نجوي بسرعة وكادت أن تتحدث ولكن قاطعها قوله بلهجة آامرة :- قولي ل شوقي إني عايز ملف البنت دي بسرعة .
, ردت بغباء وحاجباها مُجعدان :- بنت مين ؟! .
, لم يتحمل غبائها فصرخ بعلو صوته :- ريحاانة .
, هزت رأسها بخوف وهي تركض تُنفذ ما أمرها به فالآن يرون أمامهم قُصي الوحش الشيطان الذي لا يترك شئ يفلت من أسفل يده .
, ارتمي علي الأريكة الجلدية سوداء اللون ؛ لا يُصدق أنه رآهاا الآن أمام عينيه .. زوجته الأولي كانت أمامه الآن .. إنه يتخيل نعم وهم رآه وسيذهب .. أم حلم أو كابوس سئ سيفيق منه ويكون سراب .. ولكن كيف وهي أمامه عيناها العسلية التي يحفظها ويستطيع تمييزها من بين ملايين الأعيُن وأنفها الصغير وشفتاها التي تُشبه حبات التوت البري تجعلك تود إلتهامها بشدة وشعرها البُني قد ازداد طولاً عن قبل ؛ مازالت كما هي طفولية و جميلة .
, أغمض عينيه سامحاً لعقله التفكير ف تلك التي ظهرت فجأة ؟! أعوام مرت ولم يرها بها تركها بالماضي تُعاني وحدها حتي يُشبع غرائزه ف الانتقام من أي فتاة من جنس حواء يُعد انتقام عظيم له ؛ ولكن كيف عادت هذا هو السؤال الذي يطرحه عقله ويضع أسفله مئات الخطوط وعلامات الاستفهام ؛ عقله سيشتت به وإذا استمر هكذا سيُجن بلا مُحالة .
, استفاق علي صوت ذلك ال شوقي يتحدث بأدب :- قُصي بيه .. قُصي بيه .
, فتح عيناه التي أحمرت ك ددمم الغزال ونطق ببرود :- جبت الملف يا شوقي ؟!!.
, ابتلع شوقي ريقه بخوف وأجاب بتلعثم :- أيووة يا قُصي بيه ؛ اتفضل الملف زي ما حضرتك أمرت .
, تناول منه قُصي الملف ونطق بقوة:- بره .
, كلمة كفيلة بأن تجعل مُدير شركة الماسة يهرول من أمامه بسرعة ؛ فتح قُصي الملف وقرأ ما فيه وكلما قرأ سطر من أوراقها تزداد صدمته ف اليوم يوم الصدمات إذاً .. أغلق الملف ونطق بصدمة مُستنكراً ما به وعلامات عدم التصديق علي وجهه :- ريحانة ماجد السباعي؟!؟!؟!؟!.
, ★★*★
, "عند ريحانة"٣ نقطة
, هرولت من أمامه بسرعة هذا ما تتذكره ؛ خرجت من الشركة وعيناها تنهمر منها الدموع ك-الشلالات لم تتوقف قط ؟! بل ركضت حتي ابتعدت عن الشركة وقامت بإيقاف تاكسي بسرعة خوفاً من أن يكون يُلاحقها ف هي لن تستطيع الوقوف أمامه و المواجهة ؛ استقلت سيارة الأُجرة وأستندت برأسها علي الزُجاج تاركة لدموعها العنان مما أثار دهشة السائق ولكن لم يتحدث .. كانت دموعها تنزل بقسوة ووجع وألم و حب خادع و خيانة وجرح بقلبها كانت مُخزنة بداخلها طوال تلك السنين السبعة ، لما كُتب عليها المُعاناة مُنذ صغرها ولم تكن تُسئ لأحد أو تسببت بالأذي لأحد فقد كانت مُسالمة للغاية .. يألله لما تُعاقبني علي خطأ كُنت فيه ضحية مؤامرة خبيثة ؟!٤ نقطة لما أُعاقب علي ذنب لست المذنبة وحدي ؟!.. لما تركتني والدتي وتركني والدي ؟! .. لما الحياة تقسو علي الضعيف والبرئ فقط أما الشيطان فيتمتع بأذية البشر ؟!.. آااهات مكتومة تود الصُراخ بها ولكن من سيستمع لها وهي كانت المخطئة فقد وثقت ف شيطان خبيث لم يكن يُحبها بل كانت ضحية لانتقام من حواء ..
, كم من فتاة أو إمرأة عانت بسببه ؟! أهي الضحية الوحيدة أم يوجد الكثير غيرها عانوا بسببه ؛ كفكفت دموعها التي تنهمر بشدة وازدادت شهقاتها .
, توقف التاكسي أمام مدرسة انترناشونال؛ لتترجل ريحانة بسرعة وتتوجه إلي الداخل حتي تجلب أيان فهي قلقة عليه بشدة وبعد محايلات كثيرة من مُديرة المدرسة أخذت إجازة له يومان ؛ خرجت من المدرسة وركبت التاكسي متوجهة نحو بيتها .
, تعجب إيان مما حدث لوالدته ودموعها المحبوسة في مقلتيها ، انزعج من حزنها فهو لا يستطيع التفكير سوي في دموعها المتحجرة داخل مقلتيها ؛ وأيضاً تشبثها به وكأنه سيتركها ويذهب ولكن هُناك شئ مجهول لا يعرفه ولابد أن يعلمه منها .
, وصلت سيارة الأجري " التاكسي" أمام البناية التي تعيش فيها ترجلت ريحانة من السيارة وهي تٌمسك بيد صغيرها وكأنه قطعة أثرية نادرة خائف من ضياعها ، أعطت السائق نقوده ودلفت إلي البناية بخطوات سريعة .
, قابلها ذلك المدعو مجدي جارهم وهو يدلف إلي البناية فابتسم ببلاهة مُردفاً:- إزيك يا ريحانة إذا كُنتِ تسمحيلي أقولك يا ريحانة عادي .
, ابتسمت باقتضاب وهتفت:- بخير يا أُستاذ مجدي .
, تفوه بسماجة و إعجاب :- إزيك يا أيان يا حبيبي أخبار مدرستك إيه ؟! .
, رد باقتضاب مُماثلاً لوالدته :- كويس .
, ولجت ريحانة وابنها إلي داخل المصعد وهو خلفهم ؛ زفرت ريحانة بضيق وهي تستمع إلي ثرثرته المُزعجة ، وقف المصعد في الطابق الثالث لتخرج ريحانة من المصعد بسرعة ثم فتحت شقتها وولجت إلي شقتها مُغلقة الباب بُعنف .
, تركت يد صغيرها ووقفت تلتقط أنفاسها بقوة وعيناها تذرفان الدموع ، هَم أيان بالحديث ولكن لم يستطع فقد ولجت ريحانة إلي غُرفتها مُغلقة الباب خلفها ..ظل واقف أمام باب غرفتها يستمع إلي صُراخها وصوت شهقاتها العالية .
, كانت تبكي وقلبها يتألم بشدة أحداث الماضي لا تنفك عن الظهور في مُخيلتها ؛ يتردد في أذنها تلك الكلمات الدامية التي آلمت قلبها و كانت السبب في عذابها
, " خاينة .. ليه تخوني ثقتنا فيكي .. خاينة .. بكرهك ومن النهاردة أنتِ مش بنتي .. ليه تعملي فيا كده ترتكبي جريمة زي دي الزناااا"
, صرخت بعلو صوتها وقلبها ينزف ألماً علي عشق خادع وحب خاطئ :- لاء مش خاينةةة أنا ممششش خااااييينة لييه مش عايزيين تصدقوني لييييه .
, ارتمت علي الأرض تضُم قدميها واستندت برأسها علي ركبتها تاركة لدموعها وآلامها المُتراكمة النزول ٣ نقطة لما عشقتها هوو ؟! كان أمامها الكثير من أحبوها بصدق ولكنها اختارته هو ليتضح ف الآخر أنها لعبة يتسلي بها ليومان وبعدها سيقوم بتركها ٣ نقطة لم يعد ينفعها الندم فالآن تعيش واقع أنها أصبحت أُم لطفل صغير وهي بسن الثامنة عشر والآن هو بعُمر السبعة أعوام .
, إلي متي ستبقي تتألم بسببه عليها النسيان وهل سيُجدي النسيان نفعه لاا ف شفاء روح مُزقت بسبب لعنة عشق لن تُشفي بسهولة بل تحتاج إلي دواء قوي المفعول و over Doss جرعة كبيرة حتي تُسرع من الاستجابة ؛ أن تنسي روحها السبب في تحطيمها وتحويلها إلي حُطام أنثي بقايا أثني وطفلة نقية الروح كانت ابتسامتها تُشفي الألم ٣ نقطة
, رن جرس الباب فانتفضت بسرعة واقفة ف أول ما اتي بخاطرها أن الطارق هو قُصي شيطان حياتها هرولت بسرعة خارج الغرفة وجدت أيان قد أبدل ملابسه إلي أُخري بيتية و يقوم بفتح الباب ، استوقفته ريحانة بسُرعة وهي تُمسك بيده مغمغة بحدة :- أيان أدخل أوضتك يلاا .
, رد أيان باعتراض وتبرم :- بس يا ماما ..
, قاطعته بحدة ونبرة لا تقبل النقاش :- علي أوضتك يا أين ومتطلعش منها .
, ذم شفتيها بضيق وهو ينفذ طلبها وولج إلي غرفته ، تابعته ريحانة بعينيها حتي دلف إلي غرفته ثم استدارت نحو الباب و بصوت مرتعش قالت :- م٣ نقطةمين ؟!.
, سمعت الرد يأتي من خلف الباب :- أنا إياد يا ريحانة افتحي الباب .
, رددت بلهفة :- إياد .
, فتحت الباب بسرعة لتجد إياد واقف أمامها ، تطلع إلي هيئنها المُذرية عيناها الحمراء وجفنيها المُنتفخان من كثرة البُكاء و أنفها الأحمر وشفتيها اللاتي ترتعشان ، وفجأة ألقت بنفسها داخل أحضانه تبكي بقوة وكأنها وجدت الملاذ من تلك الدموع الفياضة .
, كانت تبكي بوجع و دموع أبت التوقف ابداً دلف بها إلي داخل الشقة مغلقاً الباب ، ربت علي ظهرها بحنو تاركاً إياها تُفرغ ما بداخلها من أحزان ف المواجهة لم تكُن سهلة بل إنها أصعب شئ ..
, ابتعدت عنه وقالت بشهقات متقطعة :- ش..شوفته يا إياد ٣ نقطة أانا شوفته .. ك ..كان هناك ..
, كوب إياد وجهها ناطقاً بحنو :- عارف يا ريحانة ..حاولت أنبهك بس معرفتش ..أنا آسف يا ريحانة ..أنا آسف ٣ نقطة
, صرخت ريحانة بقهر ووجع من ذكريات أليمة أوجعتها بالماضي .. زواجها من قُصي كان أكبر خطأ ارتكبته بحق نفسها :- أنا بكككررررهه ..وبكررره نفسسسسي إني حبيييييت واحد زييييه في يووووم من الأيام٣ نقطة بكرهه يا إياد بكرهه أووي .
, احتضنها إياد مرة أخري يمسح علي ظهرها مغمغماً بأسف وحزن علي ما آلت إليه:- هششش مش هخليه يقربلك هبعدك عنه مهما حصل .. الغلط ده غلطي لأني مقدرتش أحميكي من إنك تشوفيه .. قصي مش هيقدر يعملك حاجة طول مانا موجود ..
, هتفت ريحانة وهي تدفن وجهها بصدره تبكي علي حالها حتي ارتفعت شهقاتها :- أنت مغلطش يا إياد طول السنين اللي فاتت كنت بتحميني بقلبك وروحك بس أنا المرة دي خايفة أووي يا إياد متسبنيش ليه أرجوك متتخلاش عني أنت الوحيد اللي بطمن بوجوده .
, سار بها إلي الداخل ومازال يحتضنها مغلقاً الباب خلفه وجلس بها علي أقرب أريكة قائلاً بهدوء غامض :- متقلقيش يا قلبي مش هيقدر يعملك حاجة طول ما أنتي معايا اطمني .. أنا عمري ما هسيبك يا ريحانة أنتِ وأيان عوض **** ليا بعد فراقها و مليتوا حياتي بالضحكة اللي كنت خسرتها بفُراقها.
, استكانت ريحانة علي صدره تستمع إلي كلماته المُطمئنة لها ؛ شعرت بالراحة وهي تحتضنه ذلك الحضن الذي تشعر فيه بالراحة والاطمئنان والأمان .. شعرت بثقل جفنيها لتبدأ في إغلاقهم تدريجياً فقد غلبها النُعاس ولم تشعر بنفسها إلا وهي تغط في نوم عميق .. شعر إياد بثقلها علي صدره فعلم أنها تغط في نوم عميق فهي تهرب من ألمها بالنوم .. وضع يدها خلف ظهرها والثانية أسفل رُكبتيها يحملها متوجهاً نحو غرفتها .. وضعها علي سريرها برفق وخلع لها حذائها ثم دثرها جيداً وخرج من غرفتها مغلقاً الباب خلفه .. وجد أيان الصغير واقف ينظر له بفضول وأسئلة كثيرة ولكن غلب عليه الخوف والقلق علي والدته ..
, أشار له إياد بالاقتراب فإمتثل الصغير له واقترب منه .. احتضنه إياد وقال بهدوء :- هتبقي كويسة يا حبيبي .. هي بس محتاجة شوية راحة وهترجع زي الأول وأحسن .
, هز الصغير رأسه بإيماءة وبداخله الكثير من القلق علي والدته .. لا يملك أحد غيرها فابتعادها عنه سيُحطم كثيراً هو لا يقوي علي العيش بدونها ..
, ٢١ العلامة النجمية
, في القاهرة .. شركة الراوي ..
, في غرفة الاجتماعات يجلس نديم الراوي يترأس طاولة الاجتماعات وعلي يمينه تجلس رؤي الراوي وأمامهم أحد العُملاء يعرضون عليهم صفقة مشروع جديدة .
, جلس نديم يتابع العمل بتركيز كبير بعيناه الشبيهة لأعين شقيقته المتوفية .. كانت تنظر له بنظرات خاطفة .. تتمني رؤية عيناه المليئة بالحُب التي اشتاقت لها ..
, انتهي الاجتماع وغادر الجميع ولم يتبقي غيرهم بالغرفة .. استجمعت بعش الشجاعة وقامت بترطيب شفتيها بلسانها مغمغة بتوتر :- نديم عايزة أتكلم معاك ممكن .
, نطق ببرود وعينان جامدة :- قولي سامعك .
, فركت يدها بتوتر هاتفة ببعض القوة :- قولي مصير علاقتنا إيه أنا استحملت كتير يا نديم .. برودك وجفائك و قلة اهتمامك بيا ..
, قاطعها بلهجة ساخرة ارتسمت علي وجهه :- مصيرها زي أي علاقة يالفشل يالنجاح .
, اكتفت من بروده وجفائه وصرخت بغضب :- أنا مش شايفة غير الفشل قدام عنيا بقالنا خمس سنين مكتوب كتابنا و مفكرتش تاخد خطوة واحدة تتقدم بيها لعلاقتنا .. أنا صبرت كتير أوي علي برودك معايا.. أنا بقيت زي اللي ملهاش اي قيمة في حياتك مركونة علي الرف ، مبقتش فاهماك يا نديم .. مش نديم اللي حبيته زمان وارتبطت بيه مكنش كده كان طيب وحنين أنا تعبت من قسوتك دي أنت بتدمر حُبك جوايا و معتش هيبقاله وجود صدقني ..
, أمسكت يده بين راحتي يدها تغمغم برجاء :- أرجوك أرجع نديم اللي حبيته الطيب الحنين.. نديم اللي مش بيستحمل يشوفني زعلانة .. متخليش الحادثة القديمة تسيطر علي حياتنا أرجوك .
, سحب يده من بين يدها و طالعها بجمود قائلاً بلامبالاة لحديثها وهو ينهض من علي المقعد :- دا اللي عندي لو مش عاجبك يبقي كل واحد من طريق .
, ألقي بكلماته التي حطمت قلبها من الداخل.. رمشت بعيناها بعدم تصديق هو يتخلي عنها الآن .. يخيرها بأن تتحمله كما هو يا إما الطلاق .. اختار الهروب بسرعة من البداية .. أكان رده علي صبرها وتحملها الفرار .. ابتلعت تلك الغصة المريرة التي تشكلت داخل حلقها بصعوبة .. هبطت دموعها بألم تُخفي وجهها بين راحتي يدها تبكي بمرارة و ألم .
, بينما هو وقف يُطالعها بألم ووجع لا يقل عنها قبض علي يده يكورها بغضب من نفسه.. قلبه لا يقوي علي رؤية عشق الطفولة والشباب يتحطم من قسوته ولكن ما باليد حيلة كسرته من شقيقة عمره جعلته بهذه القسوة .
, ٢٠ العلامة النجمية
, "شركة الماسة"
, "عند قُصي الراوي ".
, "شركة الماسة"
, "عند قُصي الراوي ".
, كان الوقت يمر ببُطئ شديد .. يُراقب بعيناه البُنية عقارب الساعة التي تتحرك ببطئ كبير وكأنها تتعمد التباطئ كي تزيد من غضبه .. قرأ ال سي في الخاص بها أكثر من مرة لا يوجد به شئ غير عنوانها ورقم هاتفها و شهادتها الجامعية التي تخرجت منها بإمتياز منذ عام واحد ..
, هربت من أمامه كأنها رأت شبح يُخيفها كثيراً .. نظراتها المذعورة وهي تراه أمامها أرتعاشة شفتيها واتساع حدقتي عيناها وامتلائها بالدموع .. جزء من ماضيه يترسخ أمامه الآن لا يقوي علي التحمل أكثر من هذا .. هي زوجته الأولي أول امرأة يزين إسمها إسمه قُصي الراوي .. هز ساقيه بغضب مكتوم من عدم حضور الحراسة التي أمرمهم بمراقبتها ..
, علي رنين هاتفه يقطع شروده مُمسكاً الهاتف ثم وضعه علي أذنه يستمع إلى الطرف الآخر :- قُصي بيه البنت اللي أمرتنا نراقبها خرجت من الشركة و ركبت تاكسي وراحت لمدرسة انترناشونال دخلتها تلت ساعة وخرجت ومعاها عيل صُغير باين إنه ابنها يا باشا وركبت التاكسي تاني وراحت كومبدوند جديد قدرنا بصعوبة ندخل بعد ما الأمن أخدو قرشين لاقينها واقفة مع راجل كده بتضحكله وطلعت العمارة سوي .
, نطق بجمود بعدما بتحكم بأعصابه ألا تنفلت من زمامه و يُحطم كل شى حوله:- متعرفش شكل الراجل ده عامل إزاي .
, أجاب الحارس بهدوء :- مش فاتتني يا باشا أنا صورتهم ليك ودلوقتي هبعتلك الصورة علي تليفونك.. تخصك في حاجة الست دي يا باشا هي باين عليها ست متجوزة و عندها عيلة و بيت ..
, قاطعه قُصي بنبرة حادة :- متدخلش في اللي ملكش فيه و ركز في شغلك بدل المواعظ دي .. عايزك متتحركش من عندها وتنقلي كل أخبارها فاهم .
, ابتلع الحارس ريقه وأجاب بتلعثم :- ت حت أمرك يا باشا.
, أغلق قُصي الهاتف بوجه الحارس وأخذ يُقلب الهاتف بين يديه منتظراً الصورة .. صدي صوت إشعار علي هاتفه ليقوم بفتحه بسرعة حتي يري الصورة ..
, وجدها تقف تبتسم لذلك الرجل و يدها مشبكة بيد ذلك الصغير الواقف بينهم و نظرة الحب في عيناه تجاهها .. تطله إلي ملامح الرجل بتركيز و جده يبدو كببر في السن أكبر منه خصلات شعره التي وجد بها شعيرات بيضاء و عيناه الزرقاء و بشرته القمحية و أنفه الكببر و جسده الهزيل وغير رياضي .. إذا قارن بينهم لكان قُصي الفائز بهذا التحدي ما الذي يمتلكه ذلك الرجل لتكمل حياته معه متناسية قُصي الذي ترتمي أسفل قدمه الكثير من النساء ..
, شعور بالغيرة تملك منه أن هناك غيره في حياتها .. ايضاً أنجبت منه وصار بينهم رابط قوي متين هو ذلك الصغير .. ابتسامتها التي غزت شفتيها لا يحق لأحد رؤيتها غيره .. زفر باختناق من تلك الأفكار الهوجاء التي تقتحم عقله و ذلك الشعور بالغيرة بأن تلك الفتاة التي كانت زوجته في أحد الأيام تعيش حياتها من جديد .
, دق باب المكتب ليسمح له بالدخول .. ولج ذلك الرجل الذي يُعتبر ذراعه الأيمن .. صالح من كلفه بالحصول علي معلومات عنها .. تفوه صالح بصوت أجش :- المعلومات يا باشا.
, رد قُصي بملامح مقتضبة علي وجهه :- حطهم علي المكتب و أخرج برة .
, وضع صالح الملف علي مكتب قُصي وغادر دون حديث .. ليُمسك قُصي الملف بتردد مما بداخله .. لا يعلم لما حدث له ذلك أيمكن ان يغير عليها وهو الذي لم يشعر بأي مشاعر تجاه أي فتاة حتي حورية الراوي لم يُحببها .
, فتح الملف بيده وقرأ المكتوب به ، أسمها وهويتها حياتها عنوان منزلها لا يوجد جديد .. إذا متزوجة ولديها *** من زوجها و تسكن بشقة في كومبدوند قريب من منزل عائلتها .. نطق بصدمة وعيناه اتسعت في صدمة جلية :- ريحانة ماجد السباعي زوجة إياد عزت السباعي ..

الخامس


لم ينفعها الهروب من المواجهة فحتماً ذلك الحلم بات واقع عليها التعايش معه ٣ نقطة حقيقة مؤلمة أن تري من كان سبب في معاناتك سنوات طويلة أمامك بنفس الجبروت و القوة ٣ نقطة عقاب قاسي من القدر علي رؤيته من جديد .. قسوة عشق وعذاب أنهت الأحلام الوردية التي عاشتها لأعوام .. حُلم جميل في جنة واسعة فاقت منه علي كابوس جُهنم حطم حصون وضعتها لحماية قلبها من الوقوع في الحُب من جديد ٣ نقطة
, فتحت عسلياتها بنعاس ثم اعتدلت جالسة علي السرير٣ نقطة تثائبت بنُعاس وهي تُخلل شعرها بأصابعها .. نهضت من علي السرير وسارت نحو المرحاض .. وقفت امام المرآة تنظر إلي عيناها الحمراء وجفونها المنتفخة و شعرها الأشعث و آثار الدموع علي وجنتيها .. أدرات صنبور الماء لتنسكب المياة ثم وضعت رأسها أسفل الصنبور تغمره بالماء .. أرادت أن تستفيق من ذلك الكابوس الذي تراه دائماً ولكن الآن أصبح علي أرض الواقع حقيقة لا مفر منها .. أغلقت الصنبور وأمسكت بالمنشفة الموضوعة في مكانها المخصص تجفف شعرها واتجهت إلي الخارج .. وقفت أمام خزانة الملابس وانتقت منها ملابس بيتية عبارة عن ترنج شتوي مكون من اللون الأزرق وعليه رسمة قطة باللون الأبيض فأصبحت أصغر من عمرها بكثير .. مشطت شعرها علي هيئة جديلة بالجنب تاركة بعض الخُصلات تسقط علي جبهتها ..
, خرجت من غرفتها و رسمت ابتسامة علي شفتيها وهي تستمع إلي صوت المشاغبان إياد والصغير أيان يشاهدون المباراة بين الفريقين الأهلي و الزمالك .. علي صوت تهليلاتهم الفرحة لإحراز فريقهم الهدف .. اقتربت منهم وجلست جوار أيان الذي يُشاهد المباراة باهتمام .. هي ليست من مشجعين المبارايات كثيراً ولكنها تعشق معرفة النتيجة .. كان الشوط الأخير بالمباراة وباقي خمسة دقائق أخيرة متوترة علي الجمهور و عليهم أيضاً..أحرز فريقهم الهدف وفاز لينهضوا بسرعة مُهللين ثلاثتهم بسعادة لفوزهم ..
, احتضن الصغير إياد مغمغماً بسعادة وهو ينفخ في الزامور الصغير الذي يحملها :- واللا وعملوها الرجالة ورفعوا راس نصر بلدنا ووقفوا وقفة رجالة مبروك لمصر ولولادها .
, حمله إياد علي ظهره و دار به بسعادة مهللاً:- جووول و فوزنااااا .. غني ياض يا أيان خلينا نفرح أكتر .
, وقفت ريحانة تُشاركهم الهتافات بسعادة وهي تصفق بيدها :- تييت تريت تييت مصر تييت ترييت تيت مصر .
, أنزل إياد الصغير عندما استمع لصوتها لينتبه لوجودها .. قطب جبينه بدهشة سائلاً إياها :- إيه دا أنتِ صحيتي ؟!.
, ردت بتهكم علي سؤاله الغبي فإذا لم تسيتقظ ماذا تفعل أمامه :- لاء لسه بخطف حلم سريع وهصحي .
, امتعض وجهه بغيظ مغمغماً بحنق :- أنا كده اطمنت إنك رجعتي ريحانة القديمة مش أمينة رزق من ساعتين منكسرة ومظلومة وبكرهه والكلام ده
, ابتسمت باستفزاز وقالت ببرود :- يا إياد يا حبيبي أنا إبن مصر وأنا ضد الكسر يعني مستحيل أنكسر تاني لأني بقيت من فولاذ مش بيهزني الغير الشديد القوي وقوتي في ذكائي ال قدرت أهرب بيه من قُصي السنين الفاتت كلها .
, اقترب الصغير من والدته يُطالعها بتعجب يسألها عن ذلك الغريب الذي قالت إسمه وسط حديثها :- مين قُصي دا يا ماما وليه بتقولي إنك هربتي منه السنين الفاتت .
, ابتلعت تلك الغصة القوية التي شُكلت داخل حلقها بتوتر متطلعة إلي إياد الواقف بتوتر هو الآخر فأجابت بتلعثم :- د دد دا .. يي يبقي مُ دير الشركة ال بشتغل فيها .
, رمقها الصغير بنظرات مشككة فهو ليس غبي حتي تنطلي عليه تلك الخزعبلات التي قالتها والدته متشدقاً بدهاء :- ماما أنا مش غبي قُصي دا بتقولي إنك هربتي منه سنين ليه خايفة منه كده هو ي يبقي ..بابا!!.
, توسعت عيناها في صدمة لعنت تسرعها و لسانها الأحمق الذي نطق بتسرع غير مراعية وجود الصغير .. ف نطق إياد بسرعة قاطعاً الجو المشحون بسؤال الصغير مُجيباً بكذب :- قُصي كان بيحب ريحانة زمان وهي كانت بتحب باباك وحاول يفرق بينهم كتير لحد ما نجح في تفريقهم ولما ريحانة اكتشفت إنها حامل فيك خافت يإذيك فهربت منه و عاشت معانا وطلبت منها تبقي زوجتي لحد ما تولد بس الوعد اتغير و قررت تفضل زوجتي لحد ما يجي اليوم اللي تلاقي الشخص ال يُسكن قلبها وتحبه وكمان أقدر أحميها من قصي لو رجع و من ألسنة الناس وقتها أطلقها وتكمل حياتها معاه .1
, حسناً هو اقتنع بكلامه إذاً قُصي ليس بوالده ٣ نقطة همهم باقتناع وهز رأسه مُردفاً بهدوء طابعاً قبلة علي وجه والدته :- تصبحي علي خير يا مامي .
, اتجه نحو غرفته يتثائب بنُعاس .. راقبته ريحانة حتي اختفي من أمام أعُينها .. زفرت براحة تشكر إياد :- شُكراً يا إياد .
, ارتمي إياد علي الأريكة متنهداً بتعب أغمض عينيه يُردف بهدوء :- هتعملي إيه مع قُصي ال ظهر فجأة ده .
, انقبض قلبها فور ذكر إسمه لم تُبين أي مشاعر او خوف أمام الصغير حتي يقتنع بكلام إياد .. تسارعت أنفاسها و شعرت بالتواء معدتها و زاغت عيناها في خوف من شعور الخوف الذي داهم قلبها .. فأجابت بتوهان وضياع :- مش عارفة يا إياد حاسة إني ضايعة و تايهة .. ظهوره المُفاجئ غيرلي كل حساباتي و السر اللي ادفن زمان هينكشف.
, فرك جبهته بأنامله بقوة من ذلك الصداع الفتاك من كثرة التفكير لإيجاد حلاً للمشكلة التي أوقعها القدر في طريقهم .. فغمغم بثبات مُزيف :- قصي مش سهل يا ريحانة بسهولة يقدر يجمع معلومات عنك .. وأكيد عرف إنك متجوزة واللي زيه شخصية أنانية هيحاول يدمر حياتك بأي وسيلة .. ولازم تبقي مراتي قدامه زي ما الكل فاكر وإيان إبننا احنا .. وتنسي أي علاقة جمعتك بيه زمان وإن اللي قدامه ريحانة ماجد السباعي مراتي من سبع سنين .. وعايزك تقدمي استقالتك من الشركة بتاعته بس متروحيش بنفسك ابعتي أي حد و خلاص .
, حقيقة مؤكدة أنها زوجة إياد ولكن عودة زوجها السابق مُسيطرة علي تفكيرها فسألته :- أنا هبعت الاستقالة مع بسنت بس أيان يا إياد كده بنظلمه إننا نبعده عن أبوه الحقيقي وفي نفس الوقت بنحرم قُصي من إبنه .
, شقت ابتسامة سخرية علي شفتيه قائلاً بتهكم :- اللي زي قُصي ميعرفش يعني إيه حنان أب .. أنتِ طيبة أوي يا ريحانة قُصي، شيطان علي شكل إنسان و لو عرف بوجوده هيحرمك منه للأبد وابنك هيبعد عنك .. أيان ابني و ابنك زي الكل مفكر و دي الطريقة الوحيدة اللي هنقدر نبعده بيها عن طريقك والا حابة تتعذبي تاني من قُصي بحرمانك لابنك .
, ارتعش جسدها بخوف من هول الفكرة ٣ نقطة حملت طفلها تسعة أشهر بداخلها عانت من الحمل وحدها دون زوجها .. تركها تُعاني في مجتمع ينفرون من المرأة التي يتركها الزوج قبل الزواج بفترة قصيرة.. سلمته جسدها و روحها وقلبها وكانت النهاية نزفت روحها وانهارت تحت مسمي الزواج ليأخذ ما يريده والآن عاد فما هي النهاية ؟!.. حركت رأسها برفض قائلة بنفي قاطع :- مستحييل أيان ابني لوحدي ومش هياخده مني مستحييل يا إياد .. قُصي مش لازم يعرف بوجوده مش هيعرف أبداً.
, طالعها بشفقة من حالتها وألمها مغمغماً بهدوء:- وأنا معاكي وهفضل سندك يا ريحانة لحد ما أموت ..
, قاطعته بسرعة ولهفة :- بعد الشر عنك متقولش كده تاني مفهوم .
, ابتسم بخفة ثم تثائب بنعاس .. قالت ريحانة بهدوء :- أدخل نام جوة جنب أيان خليك جنبي اليومين دول ومش تسبني لوحدي بلييز .
, أومأ لها بابتسامة فهو لا يستطيع أن يرفض لها طلب .. نهض من مكانه واتجه نحو غرفة أيان و جده نائم علي السرير بعمق ودثره جيداً ثم تسطح جواره وغط في نوم عميق مستسلماً لسلطان النوم ..
, بينما ريحانة ظلت جالسة مكانها بضعة ساعات تُفكر في ذكريات أليمة وومضات من ماضي رفض الاقتلاع من عقلها ٣ نقطة شعرت بالبرودة تسري في أوصالها وارتعشت شفتيها واصتكت أسنانها من البرودة .. نهضت من مكانها و سارت نحو غرفة أيان وجدتهم نائمين جوار بعض والغطاء وقع علي الأرضية .. ابتسمت ابتسامة علي تشابههم وقامت بإمساك الغطاء ووضعته عليهم كي يحميهم من برودة الجو مقبلة جبين صغيرها و قبلت جبين إياد الطفل بجسد رجل .. ثم أطفأت الأنوار وأغلقت الباب واتجهت نحو غرفتها ٣ نقطة تسطحت علي سريرها وهناك ضوء خفيف جوارها فهي تخشي الظلام .. ظلت تحملق بالسقف حتي أغمضت عيناها و سقطت في نوم عميق ٣ نقطة
, ٢٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد مرور عدة أيام ..
, في القاهرة .. قصر الراوي ٣ نقطة
, كانت شمس تنزل الدرج بخطوات رشيقة ترتدي ملابسها المكونة من هاي كول من اللون الأسود و بنطال مخطط باللونين الأبيض والأسود و حقيبتها الحمراء تضع ميكاج خفيف و أحمر شفاء بلون حقيبتها ٣ نقطة تحمل بين يديها كتبها الخاصة ..
, وجدت أن الجميع غادر إلي الشركة وتبقي والدتها و زوجة عمها و عاصي الجالس يمسك بهاتفه يعبث به ٣ نقطة وقفت شمس أمام والدتها وتحدثت برقة :- صباح الخير يا مامي .
, نطقت شاهندة بابتسامة جميلة :- صباح النور يا حبيبتي.. إيه رايحة الجامعة .
, أجابت شمس بهدوء وهي تختلس بعض النظرات إلي عاصي الجالس ببرود مما جعلها تشعر بالغضب وبان من نبرة صوتها الحادة قليلاً :- أيوة يا مامي و هخرج ما صحابي بعد المحاضرات نشتري هدايا ل تغريد صاحبتي عشان عيد ميلادها قرب .
, رفع عيناه من علي الهاتف بغضب من ذكر اسم صديقتها تلك .. يعلم بأن شقيق المدعوة تغريد يحُب شمسه .. لم يقولها ولكن رآي ذلك من نظراته نحو شمس .. تمالك نفسه بصعوبة ألا ينهض و يقوم بتحطيم رأسها ذلك .
, لم تعارض شاهندة علي خروج شمس مع أصدقائها وغمغمت بلهجة جادة قليلاً:- ماشي يا شمس بس متتأخريش يا حبيبتي أوكي .
, قبلت والدتها بسعادة وأردفت بسرعة حتي تفر هاربة من ذلك الوحش الذي أخرجته من براكينه بيدها :- أوكي يا مامي باي .
, -باي يا روحي .
, غادرت شمس بسرعة أو نقول هربت من أمامه .. بينما عاصي استأذن بهدوء حتي لا يُلاحظ أحد عصبيته وخرج خلفها وجدها لم تغادر بعد .. صاح مُنادياً عليها بغضب :- شمسسس.
, تسمرت مكانها بخوف و بللت شفتيها السفلية بطرف لسانها بخوف منه .. وقف أمامها و أمسكها من ذراعها بقوة هادراً بغضب :- قولتي بقي خارجة مع مين ؟!.
, تألمت من قبضة يده علي ذراعها وامتلأت مقلتيها بالدموع مُجيبة إياه بصوت متحشرج :- أأ نا هخرج مع صحابي عشان نشتري هدايا لعيد ميلاد تغريد صاحبتي .
, ضغطت علي شفتيه يكتم غضبه قائلاً :- آاه تغريد مش قلتلك علاقتك بيها تبقي زمايل دراسة بس وإلا كلامي مبقاش يتسمع يا شمس .
, نطق آخر كلامه بغضب انتفضت هي بسببه ٣ نقطة ردت بهمس وصوت خافض مدافعة عن نفسها:- تغريد صاحبتي من أيام الإعدادي يا عاصي و مش هقطع علاقتي بيها عشان أخوها بيحبني و غيرتك منه أنا بحبك أنت يا عاصي وأنت اللي في قلبي .
, حسناً اعترافها بحبها له جعله يهدأ قليلاً .. ولكن رجل شرقي مثله يغير بجنون علي إمرأته :- عارفة إنه بيحبك وعايزاني أقف اتفرج لحد يجي يطلب إيدك يا شمس .. دا علي جثتي أنتي بتاعتي أنا فاهمة .
, زاد من قبضة يده علي ذراعها فتأوهت بألم و هبطت دموعها قائلة بشهقات متقطعة :- عع.. عاصي .. دراعي وجعني ..
, ترك ذراعها عندما رأي نظرة اللوم بعيناها ، مسح وجهه بندم وغيظ من نفسه ؛ نطق بتبرير و حدة واضعاً يده علي كتفها :- شمس أنت عارفة إني بحبك و بغير عليكي .. لو أقدر أطلب إيدك من جدي وقتي مش هتردد أعملها بس مستني تخلصي من جامعتك وتحققي حلمك .. غيرتي بتعميني دايماً يا شمس حاولي تتجنبيها أرجوكي عشان مفقدش أعصابي عليكي .
, نظرت إلي عيناه العسلية بحب و قالت ببراءة :- أنت متجاهلني اليومين الي فاتوا و مطنشني فملقتش نفسي غير وأنا بنطق بإسم تغريد عشان تغير عليا و تكلمني .
, كركر علي صغيرته المشاكسة و قرصها من وجنتها قائلاً بلوم :- حبيبة قلبي بقت شريرة أوي بس مش مهم كفاية إني بحبها .
, أردفت بدلال و ابتسامة حب علي شفتيها :- وهي كمان بتحبك أوي .
, شبك أصابع يديهما وقال بنبرة سعيدة :- طب تعالي أوصلك .
, وافقت والسعادة تعتريها و قلبها ينبض بقوة:- أوكي .
, ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
, مر يومان عليه كعقد من عمره .. انتظر رؤيتها مرة أخري ولكن لم تأتي إلي الشركة فهي قررت الابتعاد عنه .. كان عليه البدأ بخطوة فبعث مع صديقتها تلك "بسنت" عندما علم من الموظفين أنها الأقرب لها هنا ، فما كان منه إلا أن بعث بإنذار لها معها ولكن فاجأه هو ردها ؟! إرسالها مع صديقتها استقالة من العمل .. رفض تلك الإستقالة ورماها بوجه بسنت و أخبرها إن لم تأتي سيجعلها تندم علي ذلك .. وقال أنه سيُعطيها إجازة لمدة يومان حتي تهدأ و تعود للعمل ٣ نقطة كان يأتي إلي الشركة كل يوم علي أمل أن تأتي ولكن خاب أمله .. لما لم تأتي أزوجها منعها عنه أم انشغلت بمرض صغيرها .. أصبح يشعر بالغيرة من ذلك الرجل الذي تزوجته و تركته هو من أجله ، أكملت حياتها وكأنه لم يكن في يوم زوجها .. هي أول زوجة له تزوجها من أجل إرضاء رغباته وبعدها تركها وحدها وطلقها لتذهب و تتزوج من إياد السباعي ..
, لم يعد أمامه غير حل واحد لمواجهتها مرة أخري وقد عزم علي إتمامه .. ألتقط مفاتيحه وهاتفه من علي المكتب و خرج من مكتبه.. وقف أمام مكتب سكرتيرته نجوي وأردف ببرود :- نجوي ألغي كل المواعيد بتاعة النهاردة ليوم تاني .
, غادر من الشركة و استلقي سيارته عازماً علي تنفيذ ما أخبره به عقله ..
,
كود:
~~~~~~~~~
, استيقظت من نومها بنشاط وحيوية كبيرة ٤ نقطة ارتدت شورت يصل إلي الركبة وفوقه بادي كات أبيض ليكشف عن بياض ذراعيها .. أعدت وجبة الفطور و وضعته علي الطاولة دقائق وجدت أمامها كُلاً من أيان و إياد !! ابتسمت بحُب وهي تجلس علي الطاولة يتناولون الطعام في جو أُسري جميل .. ارتشف الصغير من كوب العصير خاصته يسأل والدته بنبرة هادئة :- هرجع مدرستي امتي كفاية اليومين قعدتهم في البيت ؟!..
, سؤاله بمحله مر يومان خائفة من المواجهة .. عادت بذاكرتها إلي ذكري اليومان الماضيان عندما تفاجئت بقدوم زميلتها بالعمل "بسنت" وكان الصدمة الكُبري بالنسبة لها هي أنه من بعثها إليها لإنذار أن تعود إلي العمل .. واتتها الفرصة علي طبق من فضة فهو قدم لها فرصة لإرسال استقالتها ليفاجئها للمرة الثانية برفضه وأنها إن لم تأتي خلال يومان سيكون عقابها قاسي ؟! قُصي ذلك الشيطان القوي الذي دمر حياتهاا !! لما يُصر علي عملها بالشركة هي ابتعدت سنوات كثيرة من عُمرها ليأتي هو ويفاجئها بإصراره علي التقرب منهاا ؟؟! قصي الغُموض و البرود و الماضي الأسود لها .. لهيب عشقها في الماضي ألهب قلبها و أحرقه بنيران الحُب والهوي؟!؟!٣ نقطة
, استفاقت من شرودها علي صوت فرقعة أصابع أيان أمام وجهها مغمغماً بلهفة و تعجب :- سرحتي في إيه يا ريحانة ؟!..
, أجبرت نفسها علي الابتسام أمام الصغير كي تُطمئنه و لا يشك بأمرهاا مُجيبة بحنين :- كنت سرحانة إن بطلي كبر و الأيام بتعدي بسرعة بس دا ميمنعش إن مفيش مدرسة اليومين الجايين .
, ذم شفتيه بعبوس لإجابتها الغير مرضية له و لم يقتنع بها فأردف بحنق طفولي :- ليه يا مامي مفيش حاجة تمنع إني أغيب الفترة الجاية وكمان الميد تيرم قرب وعايز أجيب ال علامات العالية .
, نطق إياد مضيقاً عينيه بشك من إصرار الصغير علي الذهاب إلي المدرسة بطريقة لم يعهدها فقال :- أوعي يلا تكون بتلعب بديلك ورانا وبتعاكس في البنات هتضيعلي تاريخي كله .
, شوح بيديه متشدقاً بامتعاض :- ياعم فكك من جو الجغرافيا و التاريخ وأمجادي دا أنا مدوب بنات المدرسة كلها في حبي بس أعمل إيه برفضهم كلهم عشان لبسهم قصير وأنا مقبلش إن صاحبتي تمشي والرجالة تعاكسها ..
, حملق به بصدمة فاغراً فاهه حتي كاد يصل إلي الأرض .. بينما ريحانة كتمت ضحكاتها عليهم فسأله إياد بعدم تصديق :- أنتَ متأكد إن عندك سبع سنين ؟!؟!1
, أومأ أيان ببرود مُأكداً بجمود :- أيوة ٣ علامة التعجب.
, تطلع إلي ريحانة مشيراً بسبابته نحو الصغير يغمغم بلهجة ساخرة :- دا أنا كُنت في سنه بخاف أطلب قلم رصاص من صاحبتي "ثم صاح باستنكار لوقاحة و جرأة أيان" دا أنا طلعت علي نياتي ومؤدب بقي ..
, ثم وجه بصره نحو الصغير يسأله بتهكم واضح:- ويا تري مواصفات فتاة أحلامك إيه يا دنجوان عصرك و آوانك ؟!..
, رفع الصغير كتفيه يُجيب بلامبالاة :- مفيش مواصفات محددة أهم حاجة تكون مزة وأكون أول واحد في حياتها مش مقضياها مع كل واحد شوية أنا راجل في الآخر ولما ألاقي اللي عليها العين هبقي أقولك ..
, لم تتمالك نفسها وانفجرت ضاحكة علي هيئة إياد المصدومة من حديث الصغير !! هي أيضاً لا تُصدق أن صغيرها يخرج منه تلك الأحاديث .. يُشبه والده حتي ببروده و قسوة قلبه و كلامته الغامضة ؟!؟!.. غمغم إياد بسخط وهو ينهض من علي المقعد يتجه نحو غرفة الصغير:- واللهي أنتِ وابنك محدش يقعد معاكم دقيقتين جد وتقلبوها مسخرة أنا إيه اللي خلاني أقل من نفسي وأقعد مع عاهات زيكم ..
, هب أيان من مجلسه يصرخ فيه بغضب وحدة :- ما تحترم نفسك مش عشان سكتناله دخلنا بحماره ويكون في علمك أنا ساكت بمزاجي بس .
, رد إياد باستفزاز وابتسامة سامجة علي شفتيه :- هتعمل إيه يا أوزعة يا أبو شبر ونص مبخافش يا حتة عيل ..
, أشعل غيظ وغضب الصغير فصرخ بغضب مهرولاً ناحية غرفته مغمغماً :- طب شوف بقي حتة العيل هيعمل فيك إيه يا ابن السباعي ؟؟!؟.
, راقبت أفعالهم الطفولية بابتسامة صغيرة كم هي محظوظة لتحظي برجل مثل إياد أب و أخ و صديق و زوج يهتم بصغيرها ولا يشكو أو يتذمر بل يجاهد بإسعادهم .. نهضت تحمل الأطباق إلي المطبخ وهي تستمع إلي صياحهم بضحكات خافتة .. أجفلت علي رنين جرس الباب لتضع الطبق علي الطاولة ثم اتجهت نحو الباب لتفتحه وهي تطلق زفرة ضيق سرعان ما تحولت إلي شهقة وهي تري الواقف ماثل أمامها ..
, اتسعت حدقتيها برعب فأمامها أسوأ كوابيسها .. ما خشيت حدوثه أصبح واقع حقيقي الآن !! لما يُعاندها القدر و يوقعها في فخ و حفرة جديدة معه ؟! صدقاً ما تخاف منه يتحقق أمامك.. شحب وجهها و تسارعت أنفاسها بقوة تضع يدها علي شفتيها غير مُصدقة تغمغم بفزع و خوف حقيقي :-
, - أ.. أ ن أنتً !!
, ابتسم من زاوية فمه بسخرية متلذذاً من خوفها الذي أشعل نشوة القوة و الغرور داخله ؟!؟! ياله من صاحب قلب متبلد يتلذذ بخوف الآخرين و رعبهم .. تقدم منها بخطوات ثابتة يُجيبها بتهكم لاذع :- أيوة أناا.. مفاجأة مش كده بس لازم تتعودي لأني هفاجئك كتير الفترة الجاية يا آنس..مدام .
, ابتلعت الغصة التي تشكلت بحلقها من نبرة السخرية والهدوء البادي عليه أقسمت بداخلها أن هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة .. لاحظ صمتها فاقترب منها يتشدق برفع حاجب من صمتها الغير مبرر :- القطة أكلت لسانك عشان مترديش .. دا إحنا كنا متجوزين في يوم من الأيام وكُنت جوزك .
, عادت خطوة إلي الخلف تُبلل شفتيها بطرف لسانها تلعن عقلها الذي شل عن التفكير وجدت نفسها تقول دون وعي منها :- أأنت بتقول إيه ؟! أنا ست متجوزة و جوزي يبقي إياد السباعي أول راجل في حياتي هكون مراتك إزاي.. أنا أول مرة أشوفك كُنت في الشركة من يومين بس.
, تصلب جسده وهو يستمع لإنكارها بزواجهم كيف ذلك ؟! لقد كان اول رجل في حياتها و أول حب أيضاً كيف تناست حبه بتلك السهولة أم لم يكن تأثيره علي مشاعرها قوية ؟!؟! لم يخسر يوماً ولم يعتد الهزيمة بل كان الرابح دائماً.. نطق بصعوبة ولم غير مصدقاً الخزعبلات التي قالتهاا :- شكلك اتجننتي .. أنا قُصي الراوي يا حلوة لو ناسية أفكرك ..
, قاطعته مصطنعة الدهشة و التعجب ببراعة أتقنتها :- بس دي تاني مرة أشوفك فعلاً وأنتَ صاحب الشركة اللي شغالة فيها حضرتك يمكن فيه شبه بينا بس الشخصيات مختلفة ..
, هو لم يفقد عقله كي يُصدق أنا هذا مجرد شبه بينهم !! حتماً يثق بكلامه هي زوجته الأولي صاحبة العينان العسليتان .. لم ينسي عيناها العسلية قط بل صاحبته في أحلامه بدرجة أثارت تعجبه و حنقه ٣ نقطة قطع تلك الخطوة الفاصلة بينهم وجذب ذراعها قابضاً عليه بقوة يغمغم من بين أسنانه:- أنا مش عيل صغير هتضحكي عليه بكلمتين أنا حافظك ولو كدبتي ميت كدبة مش هصدقها لو بعد ميت سنة ..
, قُربه أحياا بداخله مشاعر دفنتها بكُره كببر لمن امتلك دقات القلب تطلعت له بعينان بريئة تُشبه القطط وقالت بنبرة متحشرجة من الألم :- أنا بقول الحقيقية صدقني مش بكد٣ نقطة
, قطع حديثها خروج إياد يهتف بتذمر ممسكاً في يده قميصاً أبيض و يرتدي بنطال فقط و عاري الجذع لتظهر عضلات صدره القوية :- ريحانة تعالي شوفي اب٤ نقطة
, توقف من تلقاء نفسه وعيناه تطلع إلي الواقف أمامه بصدمة؟!؟ يألله هذه الدنيا صغير جمعت بينهما بعد أعوام و سنوات كثيرة مضت اقتربت من عِقد ..رمقه بكُره و حقد دفين فما تسبب به من أذية لريحانة جعله يبحث خلفه و يعلم من هو .. بينما قُصي مئات الأسئلة يطرحهاا عقله من هذا ؟! و ماذا يفعل هناا و أيضاً عاري الجزع من دون قميص .. لن تتغير النساء أبداً طبع الخيانة يسري بعروقهم .. هو لا يُصدق خانته بالماضي و الآن تخون زوجهاا مع آخر ..
, ابتعد عنها يُطالعها بإشمئزاز و تقزز يغمغم بنفور :- قطعت عليكم لحظاتكم بس أنا جاي أقول كلمتين و أمشي من بكره لو ملقتيكيش في الشركة هتضطريني استعمل أسلوب مش هيعجبك أبداً فبهدوء وزي الشاطرة كده ترجعي الشغل .
, اندفع إياد بالحديث يردف بغضب جحيمي من وقاحته و جرأته تلك في القدوم و تهديدهم بمنزلهم :- أنا جاي تهددنا في بيتنا و ريحانة مش هتشتغل في شركتك تاني ولو علي أي تكلفة مالية أنا مستعد أدفعهاا ..
, تطلع قُصي إلي إياد بنظرات شاملة وسيم ذو بشرة حنطية تميل إلي السمار قليلاً و أعين زرقاء وشعر بني لون الشيكولا غزير ثم نطق ب كلمات هوت بقلبها إلي الهاوية :- أنتَ مين عشان تدخل .. مش مهم أكيد واحد زبالة و حقير من ال٥ العلامة النجمية اللي ماشية معاهم كلمتين أبرك من عشرة بكرة لو مكنتش في الشركة هحولها للمسألة القانونية تهمة إختلاس أموال من الشركة ..
, شهقت بصدمة واضعة أناملها علي شفتيها تكتم شهقاتها تُحرك رأسها لليمين و اليسار بنفي وكان جوابهاا ٤ نقطة

السادس


ربح التحدي وهي الآن تجلس علي مكتبها بالشركة خاصته ، مُنذ الأمس وهي تتألم لمخالفة ما قاله إياد والإمتثال لتهديد الآخر ؟! أرادت الاعتماد علي نفسهاا وهزيمة الخوف من قُصي ؛ أرادت إنهاء صفحته من حياتهاا بأن تُثبت له أنها ليست زوجته الأولي ، بعد معاناة كبيرة في إقناع إياد و انتهت بخصامه لها ؛ حياتها و عالمها مهدد بالإنكسار بسبب شخص واحد فقط!! شخص كان سبب ألمها بالماضي و أصبح سبب تعاستها بالحاضر .. قُصي الراوي !!؟!؟
, عادت بذاكرتها للأمس عندما أتي قُصي ..
, "فلاش باك "١١ نقطة
, شهقت بصدمة واضعة أناملها علي شفتيها تكتم شهقاتها تُحرك رأسها لليمين و اليسار بنفي علي اتهاماته ولكن هي لم تعد الضعيفة الهشة بل القوية المتمردة وكان جوابهاا :-
, - أنا هشتغل مش عشان خايفة منك ومن تهديدك لاء أنا هثبتلك إني مش مراتك اللي بتتكلم عنها.
, استدار بغرور يغمغم بثقة وعيناه تطلعان إلي خاصتها بتحدي :-
, - كنت واثق إنك هتوافقي وقُصي الراوي عمره ما خسر في تحدي يا ريحانة السباعي .
, غادر بغرور مثلما أتي ، ثقة قُصي الراوي وهيمنته المعتادة ؛ أطلقت ريحانة تنهيدة راحة ونظرت إلي إياد وجدته يُطالعها بغضب ابتلعت ريقها بتوتر و قالت بتبرير :-
, - إياد أنا..
, قاطعها يزمجر بغضب وهو لا يري غير مخالفة ما قاله :-
, - أنتِ إيه ؟! رايحة للشيطان برجليكي يا ريحانة نسيتي اللي عمله فيكي زمان وكان السبب في خسارة باباكي ومامتك **** يرحمهم وإلا دمارك وأنتِ بتتعالجي عند الدكاترة النفسيين عشان تخرجي من حالة اليأس والدمار افتكري كام مرة حاولتي تنتحري فيها لولا إننا قدرنا نلحقك في آخر لحظة ، قصي دا شيطان هيدمرك دلوقتي زي ما دمرك زمان .
, جاهدت في حبس الدموع داخل مقلتيها و أردفت بصوت متحشرج تحاول إقناعه :-
, - إياد أفهمني أنا لازم أقضي علي الخوف من قصي مفيش مفر منه قُصي شافني وعرف بوجودي و**** أعلم ايه اللي ممكن يحصل بعد كده و أنا وضحتله إني نسياه ومش فاكرة حاجة وإنه مجرد شبه بس وإنك جوزي وعايشين حياة سعيدة مع إبننا أرجوك أقف جنبي يا إياد أنا بستمد قوتي منك .
, غضبه كان أقوي من فمهما ف قُصي لعنة و من يقترب منه يُلاقي العذاب .. أولاها ظهره قائلاً بغضب :-
, - اعملي الل يريحك وافتكري إنك نصحتك وأنت عندتيني .
, تركها وسار نحو الغرفة كي يبدل ملابسه ويذهب فعنادها وتفكيرها الغبي أثار غضبه و حنقه ، بينما ريحانة ارتمت علي الأريكة تدفن وجهها بين راحتي يدهاا تبكي في صمت فالأمور تتعقد منها الآن ..
, "باك"٤ نقطة
, زفرت بحزن ف إياد يرفض محادثتها و أن يستمع إلي وجهة نظرها تعلمه عندما يغضب لن تستطيع إقناعه ، وما زاد حنقها نظرات الموظفين بالشركة و همساتهم علي يوم هروبهاا ؛ رأت نظرات الفضول في أعين زملائها وتحديداً بسنت يكاد الفصول يتآكلها وتُريد سؤالها لما أتت فمنذ يومان أرسلت استقالتها و تصميمها علي ترك العمل ، أغمضت عينيها تتكأ برأسها علي حافة المكتب تهرب من نظراتهم المصوبة نحوها و كأنها ارتكبت جريمة في حق أحدهم .
, ١٩ العلامة النجمية
, أما عن بطلنا ف ابتسامة سعيدة و انتصار تُزين ثغره فما حققه يعتبر نقطة في صالحه ، علم بمجيئها الشركة إذاً هي تتحداه وهو أكثر من يعشق التحدي و المنافسة ، إذاً ما الخطوة القادمة ف إنكارها علي عدم معرفته يشتته فكيف تنسي أول رجل بحياتها وهذا ما أثار حنقه و غيظه عليه التأكد أنها ليست هي و هذا مُجرد تشابه لا أكثر يحتاج بقائها تحت عينيه طوال الوقت .. زفر بغضب ف الماضي يعود " ريحانة " .. و .." حورية " أسرار دفينة يعلمها قُصي الراوي .
, أمسك بهاتف المكتب يطلب نجوي السكرتيرة .. ثواني ووجدها تقف أمامه .. هتف بنبرة حادة وملامح باردة :-
, - ابعتيلي ريحانة موظفة الحسابات بسرعة .
, قطبت جبينها بدهشة من طلبه لهاا موظفة لم تعمل بالشركة غير يومان و يطلبها المدير ف ما السبب ، ماذا يوجد بين تلك الفتاة و مديرهاا القاسي المتبلد حتي يهتم بهاا هكذا فعندما رآها أول مرة منذ أيام أصبح لا يري غيرهاا .. انتشلها من صدمتها صراخه القوي بها فانتفضت بفزع لشرودها :-
, - هتفضلي واقفة مبلمة كتير روحي اعملي اللي قولتلك عليه يلا .
, أومأت بسرعة تهرول إلي الخارج كي تنفذ ما قاله مديرها .. أما قُصي أراح ظهره علي المقعد من الخلف منتظر قدومهاا حتي ينفذ ما خطر علي باله ٣ نقطة
, بينما تلك المدعوة نجوي كانت تسير وهي تتمتم بغيظ وغضب آن واحد ، ما فعلت ريحانة حتي تحظي اهتمام المدير مرة واحدة رآهاا بها سيطرت علي تفكيره ، هي أجمل من تلك الفتاة وأيضاً تعمل بهذه الشركة منذ سنوات ولأول مرة يتخلي عن بروده بسبب تلك الفتاة ٣ نقطة
, ولجت إلي المكتب لتقع عيناها عليها وهي مغمغضة العينان تتكأ برأسها علي حافة المكتب .. التوي ثُغرها بتهكم وهي تتمتم بامتعاض :-
, - الهانم نايمة ولا عبالها .
, سارت نحوها تنادي عليها بنبرة جافة :-
, - أنتِ.. أنتِ..
, ولكن لا رد هزتها بإصبعها قائلة بنفاذ صبر :-
, - ريحانة .. ريحانة ..
, فتحت جفنيها مبرزة جمال عسلياتهاا الناعسة لتجد تلك المغرورة تقف أمامها تُطالعها بغضب ، اعتدلت تفرك عيناها بنُعاس متمتمة بسخط :-
, - اصطبحنا واصطبح الملك لله عملت إيه يا رب في دنيتي عشان أصحي ألاقي الحيزبونة دي قدامي .
, لو كانت المدعوة نجوي سمعتها لكانت فتكت بهاا .. نظرت لها ببرود قائلة:-
, - نعم عايزة إيه .
, أجابتها نجوي بعجرفتها المعتادة :-
, - مش أنا اللي عايزاكي قُصي بيه اللي طلبك دلوقتي .
, كورت يدها بغضب تسحق بأسنانها شفتيها السفلية بقهر قائلة بغضب مكتوم:-
, - ابتدت باللي اسمها عجوة و دلوقتي البيه تاني هو يوم باين من أوله .
, نهضت من علي المقعد وسارت أمام نجوي مما أثر غضب الأخري .. اغتاظت نجوي من فعلة ريحانة ولكن عقلها أخذ يفكر ريحانة فتاة عادية لا يوجد شئ ملفت بها ملابسها المحتشمة المكونة من بلوزة زرقاء و بنطال جينز أبيض واسع قليلاً و شعرها المنسدل خلف ظهرها و حذائها الرياضي الأبيض ، زفرت بضيق وهي تُشير لها ناحية المكتب قائلة :-
, - اتفضلي قصي بيه مستنيك جوة .
, لم تنطق بحرف وهي تتجه نحو المكتب ولكن عقلها أطلق سباب لاذع هامسة في سرها:-
, - اللهي تولعي أنتِ وقُصي بيه بتاعك يا باردة .
, لم تطرق الباب بل دلفت إلي المكتب صافعة الباب خلفها بغضب ، وقفت أمامه تعقد ساعديها أمام صدرها و تزفر بحدة منتظرة أوامر ذلك المدير البارد .. طالعته بنظرات غاضبة من بروده فكان يجلس علي المقعد مُريحاً رأسه للخلف مغمضاً عينيه مما جعلها تزداد سخطاً عليه .
, زفرت بغضب قائلة بنفاذ صبر وهي تنظر إلي ساعة يدها :-
, - أنا مش فاضية عشان تجبني أقف أتفرج عليك وأنتَ نايم حضرتك أنا ورايا شغل .
, فتح عينيه يُطالعها ببرود مُردفاً بنبرة حادة :-
, - أظن لم تكلمي مديرك يبقي بأسلوب أحسن من كده أنتِ موظفة عندي هنا وشغالة عندي وتحطي في دماغك لما تيجي تكلمي قُصي الراوي تبقي عارفة إنه مش بيرحم اللي بيتجاوز حدوده معاه .
, ابتسمت ببرود واستفزاز تغمغم بسخرية :-
, - هاا يا فندم بنتكلم باحترام أهوو حضرتك عايز إيه ؟!.
, يتمني لو ينهض من مكانه يقتلع رأسها من عنقه .. ينمحي البرود و لوح الثلج ويتحول لشعلة من النيران عندما يراها .. نطق ببرود :-
, - أنتِ هتسيبي شغلك من النهاردة مش هتشتغلي في الحسابات ..
, قاطعته تصرخ بسعادة وهي لا تصدق أنه قبل استقالتها و ستترك تلك الشركة :-
, - بجد يعني أنتَ قبلت الاستقالة بتاعتي و هتسيبني أمشي أحلي خبر سمعته النهاردة٣ نقطة
, قاطعها يستند بظهر علي الكرسي قائلاً ببرود :-
, - مكملتش كلامي .. أنتِ من النهاردة هتبقي مُساعدة السكرتيرة نجوي .
, - أفندم إيه الهبل ده ٣ نقطة قالتها بصدمة فالآن ستراه طوال اليوم ما هذا الحظ العثر الذي أوقعه ب رجل مثل قُصي الراوي .
, ضرب بقبضة يده علي المكتب بغضب يجز علي أسنانه متشدقاً ببرود:-
, - لسانك يتعدل في الكلام معايا أنا مديرك مش واحد صاحبك.
, ضيقت عينيها تشهر بسبابتها في وجهه قائلة بجدية :-
, - يا ريت تتكلم بأسلوب أحسن من كده معايا أنا مش هخاف منك عشان أنتَ مُديري في الشغل وصاحب الشركة أنا ممكن أسيب الشغل وطز في الشركة ومفيش أي حاجة تجبرني علي الشغل هناا .
, نهض من علي المقعد وسار بخطوات واثقة صدي صوت حذائه بالمكان ك قرع منتظم علي الدُف معلناً عن قدوم حرب قوية ، وقف قبالتها و لم يفصل بينهم غير خطوة واحدة يُطالعها بنظرات غامضة جعلتها تبتلع ريقها بتوتر ، هتف بنبرة باردة ولكنها ذبذبتها بشرار كهربي من الداخل :-
, - أنا مش هكرر كلامي مرتين حاجتك تتنقل هنا وحذاري ألاقي كلامي ما اتنفذش وإلا هتشوفي وش مش هيعجبك يا مددام ريحانة .
, شدد علي نطق اسمها و لقب مدام قبله كي يُشعرها بأنها لن تغفل عن عينيه ..دبدبت الارض بقدميها رمقته بحنق و استدرات كي تنفذ ما قاله فما باليد حيلة متمتة بسخط :-
, - وشي التاني هو أنتَ عندك كام وش يعني مش بخاف .
, تجهم وجهه ونطق بتحذير :-
, - بطلي برطمة وأنتِ ماشية .
, عاد يجلس علي مكتبه لا يعلم كيف يُصبح قُصي آخر في وجود تلك الفتاة وكيف صمت علي سُخريتها و كلامتها اللاذعة لو كان شخص آخر غيرها لوجد نفسه أسفل التراب مع الأموات ، ماذا تُخبأ لك الايام يا قُصي مع ريحانة من الماضي ؟!
, ~~~~~~~~~~~~
, "في شركة السباعي "
, كان يجلس يُتابع عمله ولكن يشغل تفكيره تلك المتمردة التي رفضت الانصياع له ، حذرها من الذهاب له ولكن أبت الاستماع وفعلت ما أرادت زوجته أمام الجميع ويستطيع منعها ولكنهم إخوة في الحقيقة والجميع يعلم ذلك حتي والديه ولم يُعارضوهم لأنهم يعلمون السر وراء الزواج وهو حماية ريحانة قلبه لم يعشق غير فتاة واحدة ولكنها تركته و ذهبت بعيداً إلي عالم لا يوجد به عودة ولا رجعة عالم الأموات ، ملكة قلبه ماتت منذ سبعة أعوام و تركته بقلب محطم من فراق مؤلم ؛ اعتبر ريحانة شقيقته الصغري علي الرغم ان الفرق بينهما فقط عامان !! عامان يفصلان بينهم ، عنيدة وهو عنيد أيضاً ولا يستمعان إلي بعضهما فقط العند يولد الكفر .. والآن هو لا يُحادثها ولا يُجيب علي مكالمتها الهاتفية أكثر من مئتي مكالمة مُنذ البارحة ولم يُجيب .
, انتشله من شروده دقات خفيفة علي الباب ف أذن للطارق بالدلوف ولم يكن غيرها " تاليا السيوفي " سكرتيرته النجيبة و القوية و الفتاة المخلصة التي يعتمد عليها في عمله وقت غيابه ..
, اقتربت تاليا منه وصوت حذائها ذو الكعب العالي الذي ترتديه قصراً من أجل العمل و بذلة نسائية للعمل مكونة من قميص أبيض وجيبة رصاصي تصل للركبة و جاكيت البدلة الذي دائماً لا ترتديه .. وضعت أمامه الملفات بعنف و غيظ قائلة بنبرة غليظة :-
, - اتفضل أمضي علي طلب الإجازة بتاع مدام سامية دا غير شوية الأوراق دول محتاجة لإمضتك .
, لم يتحدث أو يُعنفها علي عجرفتها معه فهو المدير وهي مُجرد موظفة عنده .. راقبت تاليا ملامح وجهه الشاردة وأيضاً صمته عليها فدائماً كان يمزح معها عندما يراها هكذا .. سألته بقلق ينهش قلب المسكينة :-
, - إياد فيك إيه .. أنتَ تعبان .
, حرك رأسه بنفي وهو يخطو بتوقيعه علي الأوراق مجيباً:-
, - مفيش يا تاليا ابعتيلي بس فنجان قهوة وأنا هبقي تمام .
, جذبت القلم من يده وألقته بعيداً ثم ألتقطت كف يده تجذبه وهو كان يتحرك كالإنسان الآلي خلفها جلست علي الأريكة وأجلسته جوارهاا قائلة بهدوء :-
, - طالما فيها قهوة يبقي في حاجة مزعلاك أنت متخانق مع ريحانة .
, رفع زرقاوتيه يتطلع لها حقاً هذه الفتاة أدهشته تعلم ما به حتي لو لم ينطق أو يشتكي تفهم ما يدور في باله طأطأ رأسه يتنهد بتعب فأردفت بمزاح :-
, - السكوت علامة الرضا وطالما سكت يبقي اتخانقتوا احكيلي بقي إيه ال حصل يا كبير وصدقني كل كلمة اتقالت هناا بكره هتلاقيها علي نشرة الأخبار سرك في بير .1
, ارتسمت بسمة خفيفة علي شفتيه جعلت قلبها يرقص طرباً لإنجازها في جعله يبتسم .. فأردف بخواء :-
, - هو دا اللي خايف منه تاليا راديو متنقل في العيلة .
, ضربته بقبضة يدها بخفة علي كتفه فتأوه الآخر ضاحكاً علي حنقها مغمغمة بغيظ :-
, - بطل تقولي راديو دا حتي أنا غلبااااانة .
, قهقه بقوة علي كلمتها الأخيرة نافياً:-
, - علي يدي يختي .
, ابتسمت بهدوء تسأله بعقلانية تعجب منها تقلبت فجأة فكانت الآن تتشاكس معه و تضحك كيف أصبحت بتلك الرازانة و الحكمة :-
, - احكيلي بقي أنتَ إيه اللي مزعلك .
, أطلق زفرة عميقه وثم بدأ يقص عليها ما حدث مع ريحانة منذ يومان والأمس عندما أتي قُصي و ذهابها لاستكمال العمل معه في الشركة ؛ أنهي حديثه و توقع منها أن تثور مثله فهي و ريحانة أصدقاء و أكثر من إخوة ولكن العكس نهضت تدور في المكتب ثم تنفست بهدوء مردفة :-
, - و دي حاجة مش تزعل بالعكس ريحانة بالخطوة دي هتنهي علي أي عقبة في حياتها متعلقة بالماضي كان هيجي يوم ويتقابلوا والقدر جمعهم من جديد ريحانة أخدت الشغل في شركة قُصي علي إنه تحدي مع نفسها إنها تهدم حبها لقصي و تعذبه زي ما عذبها زمان واتسبب في خسارتها أهلها و سندها و دمرها نفسياً ريحانة عايزاه يدوق من نفس كأس العذاب اللي داقته بسببه زمان ريحانة مش عايز تشتغل لاء عايزة تنتقم من قُصي يا إياد .
, تطلع لها بذهول كيف لم يرأي الأمور كما رأتها تاليا انتقام من قُصي غبي أنت يا إياد!! الحقيقة أمامك و أنتَ كالغبي لم تفهم ذلك .. الآن علم ما يدور برأس ريحانة هي ستُعيد اللعبة من جديد ولكن هي من ستضع قوانين اللعبة هذه المرة .
, نطق بتأنيب ضمير و لوم من نفسه :-
, - أنا إزاي مفكرتش كده كنت غبي و أنا برميها بالكلام اللي زي السم وهي استحملت و سكتت.
, جلست جواره تغمغم بعتاب :-
, - عشان غبي يا إياد أنت أقرب حد من ريحانة و مفهمتش هي بتفكر إزاي وإلا بتخطط لإيه ؟! بس أنت عملت العكس عنفتها و هزقتها ..
, قاطعها دافناً وجهه بين راحتي يده يلوم نفسه علي تسرعه وغبائه:-
, - كفاية يا تاليا كفاية تقطيم فيا **** يخليكي .
, صمتت تطالعه بلوم وعتاب أحزنه .. تفوهت بهدوء :-
, - هتعمل إيه يا إياد لازم تصالحها ٣ نقطة تابعت بصياح .. أنت عارف لو مصلحتش ريحانة هعمل فيك هطلع عليك البلا الأزرق وهسود عيشتك لحد ما تقول حقي برقبتي .
, صاح بغيظ يسحق شفتيه بين أسنانه :-
, - خلاص يا حجة هو أنتِ مرات أبويا عشان تعذبيني وبعدين متنسيش إني مديرك في الشغل .
, قاطعته باستفزاز وهي تُعيد ظهرها الخلف تستند علي الأريكة بأريحية :-
, - وبنت خالتك يا إياد عشان لو زعلتي هقول لخالتي وخالتي تقول لريحانة وريحانة تقول لأيان وكله هيطلع عليك في الآخر .
, كاد أن يبكي من ثرثرة ابنة خالته فقال برجاء :-
, - أبوس إيدك كفاية يا تاليا حاضر هصالحها .. هخلص الشغل وأروحلها ارتحتي كده .
, أومأت له تغمغم بإستفزاز:-
, - أيوة و هكون معاك ما أنا مضمنش إنك متزعلهاش تاني اصلك مدب و دبش .
, نظر لها بطرف عينيه وكركر عليها تلك المشاغبة الأخري في حياته أمسك كف يدها بين راحتيه قائلاُ بحنو :-
, - مش عارف أنا من غيرك كنت هعمل إيه أنتِ صديقتي و أختي يا تاليا **** عوضني بيكي .
, مع كل كلمة مدح كانت تتسع ابتسامتها و لكن عندما أوضح لها أنه مجرد أخت له كانت كالضائعة وتلاشت فقلبها ينطق بحروف كلمة أحبك له لم تُحب أحد غيره وهو بكل سهولة يأتي ويقطع اي أمل بوصال الحُب

السابع


أجبـرنا القدر علي الابتعاد.. مرت سـنوات و أعوام و التقينا من جديـد!! صُدفـة دبرهـا القدر بتدبيـر ذكـي لنَعـش صراعـات أنتهت بالماضـي ولكن الحاضـر أرادها من جديد؟! ک طفلة صغيرة تتشبث بدُميتـها لأتشبـث أنـا بماضي أليم 💔💔
, زفـرت بضيق وهي تحاول الوصول لإياد ولكن هاتفه مغلـق طالعـت نجوي الجالسة أمامها بضيق فهي أُجبـرت علـي القدوم هنا فمُنذ أن علمت نجوي بأنها ستكون مُساعدة لها أصبحـت بفعل أي شـئ لاستفزازها ولكن ريحانـة لم تُمهلها الفُرصة و ترد لها الصـاع صاعيـن فركت جبهتها بغضب لمحاولتـها الوصول لإياد حتي تالـيا هاتفها يعطي جرس ولكن لا ترد!! التقطت هاتفها بلهفة عندمـا تذكرت والدتها و تلـك فُرصتها وضعت الهاتـف علي أُذنها ثواني و استمعت ل صوت إيمان تغمغم من الجهة الأُخري:-
, _آلوو ريحـانة عاملـة إيه؟!.
, ابتسمت ريحانة وهي تجاوبها بهدوء:-
, _كويسة يا مـامـا معلشي اتصلت بيكي عشان اقولك إن باص المدرسة بتاع أيان هيوصل بعد ساعتين فممكن تبعتي عم خليفة بالعربية و يقعد عندكم لحد ما أخلص شغلي.
, نطقت إيمان بسعادة و صدر رحب للذكر اسم الصغير:-
, _أكيد يا ريحـانة أيان ينورنا.
, فرحت ريحانـة و شكرتها قائلة:-
, _شُكراً يا ماما أنـا هقفل مع السلامة.
, اغلقت الهاتف و ابتسمت براحة فقد حلت العُقدة الأولي وهي أين سيقضي الصغير وقته حينما تعود، كـان يُراقبها من خـلال الكاميرات الموضوعة بالمكتب شعر بالضيق لحُزنها علي ذلك ال إيـاد الذي لم يره حتي الآن وجهاً لوجـه!! أمسك بسماعة الهاتف علي أُذنه و قام بمهاتفة نجوي قائلاً بلهجة حادة:
, -نجـوي ابعتيلي ريحانـة دلوقتي حالاً!!
, أغلق الهاتف و نظر للشاشة يُريد معرفة ردة فعلهـا لا يعلم لمـا يحُب رؤيـة إنزعاجها.. نظرت نجـوي لريحانة الجالسة تعمـل علـي بعض الملفات بنبرة مُنزعجة:
, _ريحـانة قُصي بيه عايزك؟!.
, بادلتها ريحانة نظرات الاستغراب و سألت:
, _متعرفيـش ليـه؟!.
, أجابت نجوي بضيق و هي تنظر إلي معالم و جهها الرقيقة و الجميلة فمُنذ بداية أول يوم لهـا أصبحت علي الهامش و المُدير يريدها هـي:
, _معرفش بس اسأليه بقي.
, تأففت بضجر وهي تنهض من علـي المقعـد تُمتم بكلمات غير مفهومة البتة.. طرقت الباب و دخلت صافعة إياه خلفها مما أصدر صوت عالي عقدت ساعديها أمام صدرها قائلة بإنزعاج:
, _نعـــــم!! طلبتني ي يا فنددم.
, تطلع لها رافعاً إحدي حاجبيه بدهشة من نبرة صوتها القوية فهتـف ببرود:
, _اعمليلي قهـوة.
, فغر فاهها بصدمة قائلة:
, _أفنـدم؟!.
, كرر ببرود وعيناه مستمتعة علي هيئتها:
, _قولتلك اعمليلي قهوة صعبة دي.
, رسمت ابتسامة لم تصل لعيناها قائلة:
, _أبداً بالعكس دي سهـلة جداً مش هتنـدم إنك شربتها.
, طالعها بشك متمتماً في سره:
, _ربنا يستُر.
, تابع بصوت أعلي قليلاً بنبرة جادة:
, _مستنية إيه يلا اعملي القهوة.
, دبدبت الأرض بقدميها تزفر بغضب قائلة:
, _قهوجـي الشركـة أنـا دا باينه هيبقي مرار طافـح.
, غادرت صافعة الباب خلفها بقوة جعله يتعجب من تصرفاتها و عدم خوفهـا منه:
, _غريبـة بتتعامل معايـا من غير خوف و لا تردد كأنها ريحانة اللي أعرفها بجد!!.
, بينما ريحـانة وقفت تعد كوب القهوة له بملامح متجهمة إنها تعلم قُصي غامض و لا يُظهر لأحد خوفه ولا أي مشاعر بل طبعه بارد للغاية.. زفرت بضيق تُريد مضايقته بشدة نظرت لشئ موضوع أمامها بنظرة تقيمية لتبتسم بخبث عازمة علي فعلتها سكبت القهوة بالفنجان ووضعت من ذلك الشئ ثم أمسكته و سارت متوجهى نحو المكتب قائلة بتشفي:
, _تستاهل عشـان تبقي تفكر تعاملني بغرورك دا تاني يانا يا أنتَ يا قُصي الراوي.
, وضعت الكوب امامه قائلة بنبرة هادئة و بسمة خفية تُجاهد لإخفائها ليُيقن أن ورائها شئ مريب:
, _القهوة يا فندم.
, ترك الملـف الذي بيده علي المكتب و تطلع لبسمتها بقـلق و شك إنها ليست بالشخصية الضعيفة والتـي يُستهان بها بل هي لا تترك حقها أبداً التقط الكوب و ارتشف رشفة منه ثواني وعلي صراخه بملامح مشمئزة:
, _إيه دا؟!.
, ردت ببراءة مصطنعة:
, _قهوة يا فندم.
, هتف بغضب و غل:
, _مانا عـارف إنها زفت قهوة أنت مش عارفة إني مش بشربها غير سادة.
, جعدت حاجبيها بضيق مصطنع قائلة:
, _طب و أنا هعرف منين حضرتك مش قولتلي.
, نهض ملقياً الكوب بعنف دون أن يري أين يلقيه مغمغماً:
, _ريحــــــــانة بلاش جو الاستعباط عليا أنتِ متأكدة إني مش بشربها غير سادة صح ليه حاطة أكتر من معلقة سكر فيه.
, كتمت صراخها تسحق شفتيها السُفلية بأسنانها مانعـة بُكائها بصعوبة بالغة و نطقت بصوت متحشرج كي تخرج فلم تعد لها قدرة علي تحمل الحرق بيدها :
, _أنا آسفة يا فندم هعمل لحضرتك واحد غيره في دقايق.
, قالت كلماتـها و استدارت لتقوم بذلك استوقفها صوته الحـاد:
, _استني عندك لمي اللي وقع علي الأرض ده.
, أومأت بخفوت وهي تعطيه ظهـرها و التفتت جاثيـة علي رُكبتيها تُلملم أشلاء الكوب المُهشم صرخت بألم عندما انجرح اصبعها من قطعة الزجاج فاستدار بسرعة علي صُراخها ليجدها مُمسكة بيدها و هناك قطرات دماء علي الأرضية شعر بمرجل من النيران بقلبه من الخوف عليها فجثي جالساً القُرفصاء وأمسك بإصبعها فحاولت سحب يدها ولكنه أحكم قبضته عليه ناطقاً بحزم:
, _اهمدي بقي عشان متتعوريش تاني و أشوفلك الجرح.
, صمتت عنوة عنها فقام بالضغط علي يدها المحروقة دون قصد فانفلتت منها صرخة قوية فيدها بها حرق و جرح بأصبعها معاً تطلع ليدها وجدها محروقـة فشعر بالغضب من نفسه فقد تسبب بألمها وهي ظلت صامدة حتي هذا الوقت.. نهض و اوقفها معه جذبها نحو الأريكة بقوة جالساً جوارها حاولت النهوض ولكنه قال:
, _أنا مش بتكلم مع عيلة صغيـرة اقعدي مكانك عقبال ما أجيب علبة الاسعافات الأولـية وآجي إطهرلك الجرح.
, غريب أنتَ أيُها القُصي؟! أوقات تُصبح القاسي البارد صاحب الغمـوض دائماً تُخفي مشاعرك وراء القوة والغـرور ولكن مَنْ أنت بهذان الشخصان القاسي البارد و الغامض أم الطفل الصغير المدفون بداخلك صراع قوي تحاول فيه إخفاء طيبتك و إظهـار القسوة.
, القلب أحكم قيوده بالماضـي القاسي و الذي كان فيه السبب الأقوي في معاناتها ان يصبح الحُب النيران المُلهبة و تحرقك فلا داعي لهذا العشق المؤذي عشقها كالنيران الجحيمية أحبت فلم يكـن عشقها سوي جحيم.
, انتشلها من شرودها جلوسه جواره ملتقطاً كف يدها ثم سكب عليها بعض المياه فتأوهت بخُفوت فهتف بلهفة صادقة:
, _بتوجعك!!.
, أومأت له بأعين دامـعة أشعرته بأنه بين المياة و النيران بين الجنة و الجحيم عيناها العسلية الجميلة التي لم ينساها قط في حياته!! هو واقـع في حيرة بين ريـحانة و حـورية أيهما فكانتا ضحـايا له الأولي القريبة و الثانية الغريبـة.
, وضع المـرهم علي يدها وبدأ بتوزيعه بخفـة كي لا تؤلمـها.. قلبـه يتألم عندمـا تتألم هناك سـر بداخله لا يُريد البوح به.. أما هي فكانت غارقة بعالم آخر قُصـي قريب منها مثـل أيام الماضي لو كان خوفـه و قلقه في وقت مضي لكانت ابتسمـت بسعادة لإذابتها قلبه المتحجر.
, ضمد يدها بقطعة شاش ملتقطاً نفسه براحة بعد صعوبة بتضميده فسألها بتوتر خفي:
, _لسه بتوجعك؟!.
, انتبهت له و نظرت إلي يدها متـي انتهي من تضميد يدها و لما لم تشعر بذلك نسـيت آلمها بقربه رغـم أنه الألم الأكبر بحياتها فأجابت بخفوت:
, _لاء شوية و هتخف ميـرسي يا قُصي بيه.
, قالتها و نهضت فلم تعد تُطيق قربه ف قُصي أصبح خطر بالنسبة لها يجـب الابتعاد عنه نسيـت ألمها و فقط ركزت قلبها و عقلها عليـه هكـذا بأول يوم ماذا سيحدث بالأيام القادمة ريـحانة يجب أن تضعي عواطفك علي جنب و تذكري فقط أنه السبب الأكبر بوجعك و معاناتك.
, ١٨ العلامة النجمية
, غـادرت شمس اليوم و ظهـر القمر بعتمـة الليل الحالـك في سماء الإسكنـدرية ب شتاء قوي..
, أغلقت ريحانـة باب شقتها و ارتـمت علي الأريكـة متنهدة بتعب طالعت الصغيـر الذي توجه لغُرفته فبعدما خرجت من عنده ظلت تتجنب القُرب منـه طوال الوقـت حتي انتهي اليوم ففرت مسرعة هاربـة من براثن عشق حارقة بأغلال ضيقة صعبة الفكـاك و ذهبت إلي بيت والدتها الثانية السيـدة إيمان و أحضرت الصغير بعدما شكـرتها و عادت لشقتها..
, وقفت بتعب و هي تنظر إلي يدها لاحت ابتسامة عفوية دون قصد منها علي شفتيها فلأول مرة تشاهد من قُصي الخوف و القلق نفضت تلك الأفكـار عن عقلها و سارت نحو غرفتها وأبدلت ملابسها إلي بنطـال قطني ملتصق بساقيها الرشيقتان و سويت شيرت أبيض و خُف منزلي أبيض و عكصت شعرها علي هيئة كحكة فوضـاوية و سارت نحو الصالة و التقطـت هاتفها من علي الطاولة و هاتفت مطعـم بيتزا و طلبت لها و لصغيرها فهـي لن تستطيع أن تطهـو الطعام بسبب يدها اغلقت الهاتف ووضعته علي الطاولة و سارت نحو غُرفة الصغير ولكنها توقفت عندما استمعت إلي صـوت جرس الباب ف غيرت سيرها و اتجهت نحوه أمسكت بالمقبض و فتحت لتجد إياد بشحمه و لحمه واقف وبيده علبة مغلفة جميلة ابتسمت بسعادة قائلة بتلعثم:
, _إيـاد أنتَ أنتَ أنا مش مصدقة.
, نطق بعذوبة وبسمة جميلة:
, _لاء صدقـي هو إياد بشحمه و لحمه.
, اتسعت ابتسامتها وهمت باحتضانه لتجد من يدفعه بعيداً مستقبلاً عناقها بنبرة مَرحـة:
, _بلا إياد بلا عبغفور خليهـا تالـيا أحسن.
, كركرت ريحـانة وهي تبادلها العنـاق الآن علمت من السبب بمجـيئه هنا ابتعدتا الفتيات ونطقت ريحانة بفرحة وعتاب:
, _كده يا تاوتاو تغيبي عني الفترة اللي فاتت كلها.
, مطت تالـيا شفتيها بحُزن و أسف:
, _حقك عليا بس حصلت شوية مشاكل في البيت فانشغلت عنك.
, عانقتها ريحانـة من جديد و قالت بود:
, _هتبقي تحكيلي الأهـم إنك وحشتيني أوي.
, نطق إياد الواقف بالخلف يُتابع ما يحدث بملل من سخافات الفتيات:
, _ الحُب ولع في الدرة يا سعدية ما تخلصي يا ماما من المراهقة المتأخرة دي هي مرارة واحدة اللي عندي و هتنفجر من مُحنكم.
, زجرته تالـيا بعيناها ثم جذبت من بين يده العلبة المغلفة متشدقة بمرح:
, _دبانة معدية ملناش دعوة بيها شوفي جبتلك إيه معايا شيكولا عشان تعرفي إني لما بغبيب مبغبش أونطة.
, ابتسمت ريحـانة علي ملامح إياد الغاضبة فعلمت أنه مغتاظ منها فقالت:
, _تعالوا إدخلوا هنفضل واقفين كده علي الباب.
, ولجت للداخل و تبقي تالـيا و إيـاد دفع إياد تاليا بعيداً وولج للداخل يغمغم متعمداً إغاظتـها:
, _اللهم اعينـي علي البلاوي اللي بتتحدف عليـنا.
, علمت أنه يقصده فدلفت للداخل مغلقة البـاب خلفها وجلست علي الأريكة المقابلة له تبتسم باستفزاز ثم نطقت قائلة:
, _ ناس رايقة و ناس متضايقة والمضايق يطق.
, صك علي أسنانه بغل و غضب مكتوم من استفزازها أراد أن يأخذ بثأره و لكـن خرج الصغير بعدما أبدل ملابسه إلي بيجامة طفولية برسوم كرتونية جميـلة تطلع لهم الصغير بوء ثم صرخ و ركض ناحية تاليـا بسعادة:
, _تــــــــالـــــــــــــــــــيا.
, عانقته تـاليا بحب و اشتياق قائلة:
, _حبيب تاليا و روح تاليا و جلب تاليا و عشج تاليا.
, ضحك أيان ضحكات طفوليـة و قال:
, _ وحشتيـني يا تيتو.
, أجلسته علي قدمها مُحتضنة إياه:
, _و انت يا قلب تيتو بس متزعلش عـارف جبتلك معايا إيه؟!.
, قالتها بنبرة تشويقية فصاح الصغير بلهفة:
, _إيه ها إيه ها ها إيه؟!.
, تأففت بضيق مغمغمة:
, _استني هطلعها من شنطتي يا إيو.
, أمسكـت بحقيبتها و أخرجت منها عُلبة صغيرة مغلفة فالتقطها أيـان بلهفة و فتحها وجد مجموعة من الكُتب للقصص البوليسية هب واقفاً يقفز بفرح قائلاً:
, _تعيش تالـيا تعيش أنا هدخل اقراهم.
, ركض الصغـير لغرفته بسعادة ابتسم لها الجميع، خرجت ريحانة من المطبخ تحمل بيدها صينية بها أكواب قهوة كادت أن تنفلت من يدها بسبب الحرق فالتقطها إياد ووضعها علي الطاولة ملتقطاً كفها يغمغم بقلق و لهفة:
, _مالها إيدك يا ريـحانة أكيد هو صح من أول يوم عمل فيكي كده الواطـي٣ نقطة
, قاطعتـه ريحانة بهدوء و كـذب وهي تبتسم بخفة:
, _مش هـو يا إياد دا أنا بالغلط دلقت علي نفسي القهوة من غير قصدي فإيدي اتنحرقت و حطيتلها مرهم و لفيتها بشاش بس.
, ضيق عينيه بشك محاولاً معرفة أن كـانت تكذب عليه ونطق ببرود:
, _متأكدة إنك مش بتكذبي عليا و مخبية عني حاجة عشان لو اكتشفت إنك بتداري صدقيني يا ريـحانة وقتها مش هسامحك واحطلك العذر زي كل مرة.
, ابتلعت ريقها بتوتر ثم جذبت يدها و جلست جوار تالـيا التي تتابع ما يحدث بقلب منفطر تتمني لو جزء صغير من اهتمامه لها و لكن القلب لا يهوي سوي الحبيب وقالت بمرح مغيرة مجري الحديث:
, _بما إنكم هنا فأنا كنت طلبت ليا و لأيـان بيتزا إيه رأيكم تقضوا بقية اليوم معانا وأنتِ يا تاليا هخلي إياد يوصلـك متقلقيش.
, أيدتهـا تاليا بمرح:
, _أنا معاكي يا گبيرة اشطاا.
, ثم نظرت لإياد و قالت تصك علي أسنانه بتحذير:
, _وأنتَ يا إياد موافق مش كده.
, ابتلع ريقه بتوتر من نظرتها وقال:
, _طبعاً يا تاليا هو أنا عندي أعز منكم.
, صفقت ريحانة يدها بمرح وقالت:
, _واتجمعوا الأحباب.
, ١٨ العلامة النجمية
, فـي شـقة قُصـي الـراوي"
, أن تكـون وحيد وحولك مئات الأشخاص شعور قاسـي.. في عتمة الليل و ظلمة الشقـة الحالكة لايوجد غير نور خرج من شاشة التلفـاز جلـس قُصي علي الأريكـة عاري الجزع يرتدي بنطـال قطني أسود و خصلات شعره تتمرد علي جبهته وبيده كوب من القهوة يحتسيه بهدوء و ملل.. شرد بأفكاره لما حـدث قبل ساعات من قلق و خوف عليها شعوره باللهفة والخوف عندما احترقت يدها لما شعر بدقات قلبه تزداد كلما لمس يدها لم يشعر بالخـوف علي فتاة مثلما شعر اليوم ريحانة أحيت بداخله جزء مفقود منذ زمن ولكن لا يعلم ما هو؟!
, صدح صوت رنين هاتفه معلناً عن مكالمة هاتفية فألتقط الهاتف وجد اسم والده علي الشاشة استمع لصوت والده الغاضـب:
, _أنتَ فين يا قُصي بابا قالب الدنيا علينا بسبب سفرك جدك بيقولك من بكره تكون في القاهرة بدل ما تشوف تصرف مش هيعجبك.
, هتف ببرود ممزوج بالسخرية:
, _إيه هتنفوني تاني زي زمان بس المرة دي مدرسة داخلية و إلا نفي المرة دي اقوي اسمع يا بابا قول ل فاروق الراوي إني معتش العيل الصغير اللي هيخاف من عقاب جده تؤتؤتؤ أنا ممكن أهدم المعبد علي ال فيه بس لو حد فكر يهدد قُصي الراوي.
, تنهد فريد وقال بحزن علي حال ابنه الوحيد:
, _يا ابني بلاش العند بتاعك ده و خصوصاً مع جدك طب عشاني أنا مليش غيرك يا قصي.
, زفر بغضب من رجاء والده و اردف بنبرة غامضة تعجب منها فريد:
, _أنا مش هرجع القاهرة دلوقتي يا بابا لو انطبقت السما علي الأرض مش قبل ما اتأكد من الشك اللي جوايا وقول لفاروق بيه قُصي مش راجع القاهرة وهيعمل اللي هو عايزه.
, أغلق الهاتف و أنهي تلك المكالمة الصغيرة التي كانت بسبب أوامر الجد و لم تكن للسؤال عنه إلي متي ستبقي وحيد يا قُصي.
, ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
, عن أنس رضي **** عنه عن النبي صلى **** عليه وسلم قال إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن **** تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط
, [صحيح الترغيب للالبانى]
, ١٢ العلامة النجمية
, قال الشافعي رحمه ****: إذا تكلمت فيما لا يعنيك ملكتك الكلمة ولم تملكها.
, ١٢ العلامة النجمية
, قال الحسن البصري رحمه ****: ابن آدم : إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ، ولكنه بما وقر في القلب وصدقته الأعمال.
, ١١ العلامة النجمية
, عن سلمان - رضي **** عنه - قال: قال رسول **** - صلى **** عليه وسلم -: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى» . رواه البخاري.
, ١٢ شرطة
, في هذا الحديث: استحباب الغسل، والتنظيف والتطيب يوم الجمعة، واستحباب التبكبير لئلا يتخطى رقاب الناس ولا يفرق بينهم. واستحباب الصلاة قبل الجمعة. ومشروعية الإنصات إذا خطب الإمام. وفيه: الوعد بالمغفرة لمن فعل ذلك.
, تطريز رياض الصالحين
, ١١ العلامة النجمية
, لما احتضر أبو الدرداء رضي **** عنه جعل يقول من يعمل لمثل يومي هذا من يعمل لمثل ساعتي هذه من يعمل لمثل مضجعي هذا ثم يقول ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة .
, ١١ العلامة النجمية
, قال مالك بن دينار رحمه ****: البكاء على الخطيئة يحط الخطايا كما تحط الريح الورق اليابس.
, ١١ العلامة النجمية
, اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري.
, ١١ العلامة النجمية
, قال عمر بن الخطاب رضي **** عنه: جالسوا التوابين فإنهم أرق أفئدة.
, ١١ العلامة النجمية
, لا تحزن إذا ارهقتك الهموم .وضاقت بك الدنيا بما رحبت فربما أحب **** أن يسمع صوتك وأنت تدعوه
, ١١ العلامة النجمية
, قال عثمان بن عفان رضى **** عنه : «لو طهرت قلوبكم، ما شبعت من كلام **** عز وجل» (الزهد لأحمد بن حنبل) .
, ١١ العلامة النجمية
, عن أوس بن أوس - رضي **** عنه - قال: قال رسول **** - صلى **** عليه وسلم -: «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضة علي» . رواه أبو داود بإسناد صحيح.
, ١٢ شرطة
, في الحديث: دليل على استحباب تكثير الصلاة على النبي - صلى **** عليه وسلم - يوم الجمعة.
, تطريز رياض الصالحين

الثامن


علي من اللوم و العتاب؟!.. فالخطأ من كلانا من قلب أحمق أحبك و من قسوة عاشق عنيـد!! يبدو أن قدرنا واحد فاجتمعنا بعد أعوام و لكـن نحن بُعاد القلوب رغم قُرب المسافات..
, كُنت بجانبك لأعوام و لم تشعر بقلبي الذي أحبك تتعمد تجاهلي وكأني فراغ لمتي سأظل أعشق قلب احمق لا يقدر علي النسيان..
, أحببنا و اقتربنا ثم تباعدنا رغم قُ**** صعبة لأنك اخترتني بقربك وتُبعدني عن قلبك أي عدل هذا يا قلب٣ نقطة
, تعاهدنا مُنذ الصغر أن يبقي عشقنا أبدي و ها قد حانت اللحظة التي أصرخ بحُبي لك أمام الجميع فيكفي صمتي هذه الأعـوام٣ نقطة
, حُب و ألـم و فراق و عودة و طفـل سيهز قلوب عائلة الراوي.. عودة من جديد و لكن أنا لست الهشة بل العنيدة الجريئة..
, فتحت عسلياتهـا المتوهجـة مع أشعة الشمس مما أعطاها منظر خلاب بمزيـج من العسـل الصافي تخللها خضرة جميلة وبديعـة..تطلعت إلي الساعة المعلقة علي الحائط وجدتهـا تخطت الثامنـة بكثير بقي نصف ساعة علي ميعاد عملها٣ نقطة نهضت من علي الفراش و اتجهت للمرحاض وقامت بغسـل وجههـا و خرجت من الغرفة٣ نقطة اتجهت نحو غرفة صغيرها و جدتها مُرتبة بعناية و نظيفة.. ابتسمت بهدوء ف صغيرها لديه وسواس النظـافة.. يريد كل شئ منظـم و مُرتب.. ورثه عن والده..؟!
, سارت نحو المطبخ لتجد آثار كارثة حاول إخفائها أثناء إعداده الفطور.. شمرت عن ساعديهـا قائلة بنبرة متحدية:
, _بم إنـي كده كده متأخرة فمفيش مشكلة لما اتأخر ساعتين زيادة استعنــا علي الشقي ب****..
, بدأت بچلي الأواني و الصحون من جديد و تنظيف المكـان.. ثم الريسبشن و الصالون و أخيراً غرفتها.. وجدت أنها تخطت التاسعة بعشر دقائق..
, ولجت المرحاض و قامت بالاستحمام و ارتدت ملابس العمل المكـونه من قميص أبيض تركت أول أزراره مفتوحة ليكشف عن جمال عنقها المُرمري أدخلت القميص بالبنطال الجينز الأزرق و أخيراً حذائها الرياضي الأبيض.. تركت لشعرها العنـان ليتمرد علي ظهـرها فإزدادت جمال..
, التقطت حقيبتها و مفاتيحها و خرجت من شقتهـا ليُقابلها جارها المدعو.. مجدي..
, ما أن رآهـا حتي نطق بلهفة و عينان تحولت إلي قلوب:
, _صباح الخير يا ريحـانة.. عاملـة إيه النهاردة.
, ربـااه الهمني صبرك كي لا أقوم باقتلاع عُنقه.. ردت ببسمة مُقتضبة:
, _صباح النور يا أستاذ مجدي.. أخبار مدام حضرتك إيه و ابنك الحقيقة من زمان مش شوفتهم ابقي سلملي عليهم.
, قالت ذلك بسرعة و تصنعت بأنها مشغولة و تتحدث بالهاتف كي يتوقف عن الحديث و الثرثرة التي لا تنتهي.. خرجت من المصعد فوجـدت سيارة الأوبر التي طلبتها امام المبني.. استقلت السيارة بالخلف و قالت للسائق:
, _أنا عايـزاك تمشي علي أقل من مهلك عايزة العشر دقايق يبقو ساعة ممكن.
, حرك السائق رأسه بموافقة رغم تعجبه من طلبها الغريب و لكنها زبونة و ستدفع ثمن المواصلات٣ نقطة
, بعد نصـف ساعة وصلت سيارة الأُجرة إلي شركة الماسة فترجلت ريـحانة من السيارة بعدما اضطرت إلي دفع أموال زائدة إلي السائق.. دلفت للداخل واستقلت المصعد حتي وصلت للطابـق المنشود.. ارتمت علي المقعد بإنهاك دون أن تنبت ببنس شفة..
, رمقتـها نجوي بضيق من عدم مبالاتها أو حتي إلقاء التحية.. وأيضاً قسمات وجهها المُوحية بعدم مبالاتها أو خوفهـا من قُصي.. فقد تأخرت أكثر من ساعتين و خلالهما لم يتوقف رب عملها عن السؤال عنهـا.. لا تعلـم كيف استطاعت هذه الفتاة أن تشغل تفكيره هكذا.. نفخت بحقد متمتة لنفسهـا:
, _شركة أبوها تيجي و تمشي علي مزاجهـا..
, ٧ العلامة النجمية
, بداخـل مكتب قُصـي٣ نقطة
, كلمـا تطلع إلي الورق الموضوع أمامه تظهر لـه صورتها٣ نقطة اشتاق لرؤيتها لا يعلم أنه بدأ بالوقوع له.. قاهر النساء الذي أوقع الفتيات بعشقه لم يقوي علي فتـاة مثلها؟!!..
, أسند ظهره علي المقعد جالساً بأريحية.. زاغت عينـاه بالمكان ثم توقفت علي الساعة المُعلقة علي الحائط وجدها العاشرة وحتي الآن لم تأتِ؟!.. شعـر بالخوف عليها أن يكون أصابها مكـروه!!.. مُنذ متي وهو يشعر بالقلق علي أحد وخصوصاً فتـاة وليست أي فتااة؟!.. امرأة متزوجـة و شبيهة من زوجته الأولي و لديها طفـل..
, يستطيع تمييز عيناها من بين آلاف العُيون.. عسل صافي يتخلله خُضرة تظهر في أشعة الشمس.. زجـر نفسه علي كثرة التفكير بها فمنذ رؤيتهـا وهي تشغل حيز كبير من تفكـيره عليه إنهاء هذا الأمر بسرعة..
, فقط مدير و سكرتيرة خاصـة له.. منذ أن أتـي وهو يسأل عنها نجـوي مما جعل الشك يدخل أبوابها.. ما العلاقة بين مُديرهـا و فتـاة لم يرها سوي مرة واحدة و فعلت به هذا..؟!!.
, نهض من علي المقعد ببرود.. لن يسمح بهذا التسيب و الإهمـال بشركته ف العمـل عمـل وليس لُعبة أو تسليـة٣ نقطة
, خرج من مكتبه واتجـه نحو مكتب السكرتارية.. اتسعت عيناه بصدمة لرؤيته إياها بهذا المنظـر٣ نقطة كانت تجلـس علي المقعد وتُمدد ساقيها علي المكتب واضعة كلتاهما فوق أخري.. وحقيبتها الموضوعة علي ساقيهاا.. تعبث بها وكأنها تبحث عن شئ ما..
, كان تبحث بحقيبتها عن أي شئ تتناوله فقد تناست تناول الفطور بالمنزل٣ نقطة أم نقُل أنها لم يكن لديها شهية لتنـاول الطعام فصغيرها غير موجود٣ نقطة أمـا نجوي فكانت تُطالعها بنظرات مُغتاظة و حانقة..
, هتفت نجوي بضيق و وجه ممتعض للجالسة ببرود أمامها:
, _اتعدلي كده يا أستاذة.. احنا في شركة مش استراحة بلدي.
, توقفت ريحانة عن العبث في حقيبتها ثم رفعت عيناها وطالعتها ببرود قائلة باستفزاز لها:
, _و**** الاستراحة البلدي أحسن من السحنة العكرة دي.
, شهقت نجوي بصدمة من وقاحتها عندما أدركت أنها تُهينها الآن فقالت بغضب:
, _أنتِ وقحة علفكـرة وأنا مش هسمح بالإهانة دي لازم قُصي بيه يعرف إنه مشغل ناس بيئة زيك في الشركة.
, رمقتها بلامبالاة و قامت بإخراج من حقيبتها قطعة بسكويت مُغلفة وقامت بفتحها وهي تُجيب بسخرية لاذعة:
, _روحي اشتكيني للمدير عشان يديني إنذار وإلا يُطلب مني ولي أمري يحضروا أو يرفدني ودي هموت ويرفدني بجد.. يلا اشتكيني ل قُصي بيه بتاعك.. بسرعة مستنية إيه؟!.. هقولك علي حاجة طُز في قصي بيه.
, حدجتها نجوي بنظرة حقد أخيرة ثم استدرات لتجده واقف أمامها.. شعرت بالسعادة لسماعه ما دار بينهما من حديث والآن ستسطيع التخلص من هذه الفتاة المزعجة دون أن تفعل شئ٣ نقطة؟!.
, احمـرت عيناه بلهيب ناري مُحتقن وهو يستمع لحديثها و إهانتها له.. كما هي لم تتغير كثيراً.. لسانها سيؤدي بها إلي الجحيم وسيكون سبب بمصائبها.. كور قبضة يده حتي ابيضت يجز علي اسنانه بغضب مكتوم٣ نقطة تعجبت لعدم ذهابها حتي الآن.. فجعدت حاجبيها بدهشة قوية..
, استدارت تتطلع إلي ما تنظر له.. لتتسع حدقتيها بصدمة و ذهول من الواقف أمامها يُحدجها بنظرات غامضة و غضب معاً..
, علي الـرغم من شعورها بالخوف و الذعر إلا أنها اصطنعت اللامبالاة وتابعت فتح غلاف البسكويت ببرود٣ نقطة شعر بحمم بُركانية تسري بأوردته من برودها٣ نقطة صدح صوته الرجولي بحدة وغضب مكتوم اقشعر بدنها برعشة خفيفة و خوف منه:
, _ورايـا علي مكتبي يا ريحـانة..
, قالها و دلف لمكتبه صافقاً الباب خلفه بقوة انتفضت لأجلها.. نهضت من مكانها ترمق قطعة البسكويت بحسرة فهي تشعر بالجوع الآن٣ نقطة نظرت لها نجوي بشماتة واضحة قائلة:
, _Good luck يا ريحـانة دلوقتي هتشوفي وش قُصي بيه الحقيقي..
, حدجتها بغضب وسارت نحـو المكتب بأقدام تتخبط ببعضهـا، طرقت الباب ثم ولجت للداخل.. بداخلها تلوذ للفرار من بين براثن هذا الوحش الذي سيفتك بها الآن.. وقفت أمامه بتوتر وخوف خفي٣ نقطة
, كانت نظراته توحي بالغضب.. عيناه ثابتة عليها تتطلع لهـا بنظرات مُتفحصة و قوية.. يتطلع لإرتباكها و ذعرها الذي تجاهد كي تُداريه.. تذكر جلستها بأريحية بالخارج ماذا سيحدث إذا رآهـا اي رجل غيره كان سيفتك به و يقوم باقتلاع عيناه من مكانها.. خرج صوته القوي و الغاضب:
, _عيديلي بقي كُنتِ بتقولي إيه برا..
, ابتلعت ريقها بخوف تبلل شفتيها بطرف لسانها تحاول إيجاد إجابة علي سؤاله فلم تدري بنفسها غير وهي تقول:
, _كُنت بقول إننا شركة سباحة أقصد سياحة كبيرة فلازم نطلب من مُديرنا العظيم الجليل يجدد المبني لأنه بقي قديم قوي.
, توقفت وهي تسترجع ما قالته بضيق من نفسها لأنها قالت شئ ليس له أي صلة بما قالته بالخارج.. ضرب بقبضة يده المكتب بغضب قائلاً بصوت جهوري:
, _إحنـا هنهزر شركة إيه اللي قديمة وعايزة تجدد الشركة حديثة و من أفخم وأحدث الشركات.. مش دي الإجابة علي السؤال سألتك كنت بتقولي إيه برا عني صح!! عارفـة كام غلطة عملتيها انهاردة..
, قطبت جبينها تُطالعه باهتمام منتظرة الإجابة علي سؤاله.. فنهض من مكانه بقوة وغرور يطرق بقلمه علي سطح المكتب يعد لها أخطائها:
, _أولاً: اتأخـرتي ساعتين زيادة عن مواعيد العمل اللي هي الساعة تمانية بالظبط..
, قاطعته قائلة بضيق و تبرير:
, _علفكرة مش دي المواعيد بداية العمل من الساعة تسعة للخمسة مساءً إزاي بقـت تمانية أعرف بقي.
, صـمت ولم يُجب بل ظل يطرق بالقلم علي المكتب بتتابع منتظم كعقرب ساعة منتظم فجعلها تشعر بالخوف والقلق مرة أُخري.. نطق ببرود دب الرعب بهاا:
, _مواعيدك غلط في غلط مفيش حد هنا في الشركة معاده بعد تمانية غيري أناا بس!!..
, ثانيـاً:..
, همست لنفسها بضيق و ضجر:
, _لسه فيها ثانياً مش هنخلص النهاردة..
, نطق بحدة مرعبة مغمغماً:
, _بطلي برطمة وتقاطعيني كل شوية.. إنك قعدتي في المكتب بطريقة غير لائقة كأنك في بيتكم وكمان أهنتي نجوي سكرتيرتي و هي أقدم منك هناا..
, ثالثاً: أهنتيني أنا كمان يا أستاذة ومحترمتيش صاحب المكان اللي شغالة فيه و بتبجحي كمان.
, ضمت قبضتي يدها قائلة برجاء و توسل:
, _ارفدني أرجوك ارفدني شوفت محترمتش المدير مستني إيه ارفدني وريحني..
, ابتسم من زاوية فمه مُردفاً ببرود مستفز:
, _تبقي بتحملي.. دلوقتي هتتعاقبي علي ده بإنك هتيجي الشركة بعد كده الساعة سبعـة أول واحدة تكون موجودة و هتعتذري لنجوي و دلوقتي مش هتمشي من الشركة غير آخر واحدة.
, نفخت خديها بطفوليـة متشدقة بغضب طفولي:
, _بس دا ظلم بقي.. آجي الساهة سبعة ليه هقوم ألم لبن..ثانياً مش هعتذر لعجوة اللي برة دي لأنهاا اللي استفزتني وأهانتني برضو و مش همشي غير في معادي وهاجي في ميعادي.
, رفع حاجبه بدهشة قائلاً بتهكم من وقاحتها وجرأتها بالحديث٤ نقطة:
, _غلطانة و بجحة كمان لا بجد شابوو ليكي.. هنشوف كلام مين اللي هيتنفذ فينا٣ نقطة
, صرخ بعلو صوته مُنادياً نجوي:
, _نجــــــــــــــوي..
, طالعته بتعجب لصراخه وطلبه المدعوة نجوي و أيضاً نبرة التهديد والتحدي بحديثه.. ثواني وولجت نجوي فسمعت صوته يهتف بأمر:
, _هاتيلي ملفات والعقود بتاعـة الصفقات الجديدة يلا.
, امتثلت لأوامره وذهبت كي تحضرهم بينما قُصي طالع ريحانة بنظرات مستهجنة و غامضة معـاً..
, أتت نجوي تحمل الكثير من الملفات وهمت بوضعهم علي المكتب قاطعها قُصي مُشيراً بسبابته علي طاولة صغيرة موضوعة أمام الأريكة ناطقاً:
, _حطيهم هناك عشان ريحانة هتراجعهم دلوقتي.
, وضعتهم نجوي علي الطاولة ببسمة واسعة تشمت فيها من الواقفة غير مُصدقة ما يحدث ثم غادرت.. تابع قُصي بنبرة قوية وآمرة مردفاً:
, _عايزك تراجعيلي الملفات دي و ترجعي تكتبيهم من جديد من غير الأخطاء القديمة دي هتبقي مهمتك يلا.
, استدرات تنظر بصدمة للملفات الكثيرة متسائلة:
, _هو الكلام ده لمين؟!.
, أتاها صوته من الخلف مُجيباً إياها:
, _الكلام ده ليكي لو منفذتهوش العقاب هيتضاعف.
, التفتت تطالعه بعدم تصديق متي جلس علي مقعده.. ابتلعت ريقها بتوتر و ذعر ثم استدارت تطالع الملفات بحسرة تعدهم متمتمة:
, _عشر ملفــات حــــــرام.
, ٢٤ العلامة النجمية
, فـي نفـس التوقـيت القـاهرة..
, _قصـر الراوي..
, " هـو ابن محمـد مش ناوي يتكلـم مع جدك عشان الفرح وإلا هو عشان كتب الكتاب خلاص ضمن إنك مراتـه وسايبك لا طايلـة سما ولا أرض "٣ نقطة
, غمغمـت مهـا بغضـب ل رؤي ابنتـها الجالسة علي الفراش تستمـع إلي انفعالات الغضـب التي تُفرغهـا والدتها بهـا فقد مرت خمس أعـوام مُنذ تم خطبتهـا هي و نديم ولم يكتـفي بذلك بل أصر أن تُصبـح زوجتـه!! ومُنذ يومها و قد بدأ تري تعلقه بشقيقته المتوفيـة و عقله و قلبه ٤ نقطة
, والدتهـا دائماً تثـور بها من أجل علاقتها ب نديـم!! نديم من أحبته منذ الصغـر و لم تعشق غيره.. القلب تمـرد و أحب من قلبه متعلق بأخري (شقيقته) وما كـان يُلهمها الصبر و تتحمل من أجله ليـس لها أي وجـود..
, خرج صوتها الحزين مُبررة له وعينـاها بها لمعة حزينة قالت رؤي بتبرير:
, _يا ماما احنا مش مستعدين دلوقتي عايزين فترة زيـادة عشان ناخد علي بعض أكتر.
, قطعت مها ابنتها باستخفاف وملامح مستنكرة ما قالته للتـو:
, _وقت إيه تاني عشان تاخدو علي بعض!! مش مكفيه خمس سنين كاتب عليكي و أنت زي الهبلة عمالة تحبي فيه، أنتِ عمالة تكبري بقي عندك ستة وعشرين سنة و قربتي تبقي عانس.
, نهضت رؤي بغضب قائلة بنبرة منفعلة ولم تعد تطوق سماع المـزيد من حديث والدتها اللاذع الذي يُذكرها بالحقيقة المؤلمة وهي عشق خاطئ:
, _كفااااية يـا ماما أرجوكي معتش قادرة اسمع حاجة، عندك روفيدا لحد دلوقتي متجوزتش ولا ارتبطت شوفلها واحد من ولاد صحابتك عشان ترتاحي وسبيني في حالي.
, حملقت مها بصدمة من وقاحة ابنتها بالحديث معها هتفت بحدة وهي تقبض علي ذراعها بقوة تغرز أظافـرها بذراعها:
, _أنتِ بنت قليلة الأدب إزاي تعلي صوتك علياا شكلك عايزة تتربي من جديد عشان تتكلمي بأدب معايا، رامـي الدالي ابن وفاء صاحبتي شافك و معجب بيكي وشكله حبك وعايز يرتبط بيكي وأنا لسه مردتش عليه فاعملي حسابك لو ابن محمد متكلمش مع جدك عشان فرحكم تتطلقي منه و رامي أولي بيكي علي الأقل أبوه عنده شركات معمار كبيرة و من نفس مستواناا وبصراحة مش هلاقي أحسن منه ليكي كفاية إنه وحيد ملوش إخوات و التركة كلها هتبقي ليه هـاااا اللي قولته تعمليه فاهمة.
, أجفلت رؤي بصدمة و كأن صاعقة وقعت علي رأسهـا، اي لعنة حلت عليها حتي تقع في مثل هذا المأزق الآن أصبحت أمام طريقين أحدهما العشق و الثاني إرضاء والدتها..
, تأوهت بألم عندما غرزت والدتها اظافرها بغضب أقوي فنظرت لها وجدتها تُطالعها بنظرات مُحذرة بأن تنطق بما لا يُرضيها فلم تجد نفسها والكلمات تخرج بكذب تخدع والدتها حتي تجد حـل لهذه المشكلة الكبيرة فغمغمت بكذب:
, _ح حاضر يا ماما هعمل اللي عايزاه وهتكلم مع نديم.
, تركتها والدتها تبتسم برضا وهي تري خضوع ابنتها لها وهذا أرضي كبريائها و غرورها نطقت برضا و سعادة كبيرة:
, _هي دي بنتي دايماً بقول إنك طالعة لأبوكي بس أثبتي إنك شبهي يا رؤي.
, ابتلعت غصة مريرة تشكلت بحلقها تبتسم بزيف و اصطناع لوالدتها حتي يمرأ عليها كذبتها التي قالتها وتنشغل عنها لفترة، وقتها تتحدث مع نديم و تقنعه بسرعة الزواج فلن تستطيع العيش بدونه أو تصبح لغيـره فقلبها عاشق متيم به..
, قبـل قلـيل..
, كان نديم يصعد الدرج بخطوات واثقة به يحمل بين يديه عُلبة صغيرة مغلفة بشكل رقيق للغاية تُشبه ملكة قلبه برقتها و نقائها.
, كان يشعر بالحزن الشديد مُنذ آخر مقابلة بينهم عندما أخبرته أنه ابتعد عنها كثيراً و أصبح غير الشخص الذي عشقته بأحد الأيـام، نعم اخطأ عندما جعلها تُشاركه حزنه كل هذه السنوات ولكن وفاة صغيرته "حوريـة" لازال يسيطر عليه فهي لم تكن فقط شقيقته بل كانت ابنته الصغيرة والتي فقدت والدتها أثناء ولادتها اقترب منها و تعلق بها وهو يري بها والدتهم ليس فقط الاسم الذي سُميت به بـل أيضاً ملامحها الجذابة والرقيقة.
, اخطأت و تعاقبت و لـکن صدمة وفاتها و تركه لها لازالت مسيطرة عليه حتي الآن ولم يخرج من زوبعة الحزن و الألم إلا علي وشك فقدان حبه.
, شقيقته الآن بين يدي **** ولم يعد لها وجود و لم يتبقي غير الذكريات الجميلة معها و أيضا الأليمـة.
, العقل و القلب كلاهما مرتبطان ب حورية و رؤي.. الأخت و الحبيبة و الزوجة.
, عليه الاختيار أن يظل بزوبعة الألم و الوجع لفراق شقيقته ويخسر من نبض لها قلبه..
, أم ينسي الماضي و يتعايش مع وفاتها و يبدأ مع حبيبته قبل خسارتها هي الأخري فلن يتحمل خسارة و فقدان الاثنتين.
, وصل امام غرفتها يطالع العُلبة المُغلفة بتقييم للمرة الأخيـرة والتي اختار لونها المميز و هو الأخضر الذي تعشقه بشدة.
, رفع يديه يهم بطرق الباب قطعه صراخ مها زوجة عمه و والدتها تُحدثها إلي أي متي ستستمر تلك العلاقة الفاشلة بوضوح وجدها تُبرر له تأخره بالحديث مع جده ولكن لم تقتنع والدتها بل تخيرها أن تتحدث معه ليتحدث مع الجد أم تنفصل عنه و تتزوج من ذلك الشاب "رامـي الدالي" كان يشعر بالأمل أن تختاره هو ولا توافق والدتها و تصمد علي رأيها..
, الحياة تُفاجئنا بما لا نريد وافقت علي ما قالته والدتها بل برود و هدوء.. أهذه نهاية الحب بينهما..؟!
, حطمت قلبه إلي أشلاء مثلما حطمه منذ أيام يعترف بأنه أخطأ بحقها و أراد إصلاح الأمر و مفاجئتها بأن يتحدث مع الجد في تحديد موعـد الزفاف حتي يغرقها بحبه و عشقه اللامتناهي لها.
, اغمض عينيه بألم و حزن ثم فتحها لتتحول إلي كُتلة برود و جمود كالسابق..
, سار من أمام الغرفة متجهاً ناحية غرفته عندما شعر بأن والدتها ستخرج من الغرفة.. ذهب إلي غرفته و قلبه يغلي ببراكين الوجع يريد الصراخ بأعلي صوته بآاااااااااااااااااااااه ووجع.
, ماذا ستكـون نهاية هذه القصة التي حكم عليـها الفراق منذ البداية.
, ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
, عـودة إلي الإسكندرية.. شركة قُصي الراوي..
, انكبت علي الملفات الموضوعة امامها تعمل عليها و تقوم بمُراجعتها كما أمر قُصي، ظلت تراجعهم لساعات طويلة و تضع علامات علي الأخطاء و البنود التي ليست بصالحهم.
, وعندما انتهت بعد أربع ساعات من العمل أخذت تُدلك عنقها بألم وتتمطع بذراعيها فكانت علي جلستها تلك لساعات ابتسمت بظفر و سعادة لانتهائها وبعدها تستطيع تناول طعامها ف بسبب اوامره لم تستطع تناول فطورها حتي قطعة البسكويت المُغلفة.
, كان بين الحين و الآخر يتطلع لها بهدوء وهي تعمل بتركيز و تقوم بإخراج الأخطاء بالملفات.. شعر بالمتعة و شئ غريب لم يستطع فهمه و هو يـراها أمام عينيه يُمتعها بالنظر إليهاا.
, تنفس بهدوء و هو يجدها أنهت مراجعتهـم و تقوم بتدليك عنقها الأبيض بألم٣ نقطة تفرست عيناه ملامحها الجميلة والهادئة التي تجذب أي رجل لها..
, تمتلك بشرة بيضاء جميلة و عينان عسليتان تُزينها أهداب طويلة مرتصة ببراعة الخالق علي جفونها و حاجبان متقاربان بسحر خاطف أنف صغير و شفتان وردية رقيقة وشعرها المنسدل علي ظهرها بحُرية.. و صاحبة قوام جميل ظهر من ملابسها البسيطة ولم تخفيه٣ نقطة بداية من قميص أبيض و بنطال جينز و حذاء رياضي..
, كان ذوقها بالملابس أشبه بالرجال فدائماً ترتدي البنطايل و القمصان متناسية أنها فتاة و رغم ذلك بدت فتنة و حورية تخطف الحواس.
, قطع تأمله و شروده صوتها وهي تقف أمامه فشعر بالصدمة من وقوفها كيف و متي حدث هذا فمنذ دقائق كانت جالسة لييُقن أنه بقي شارداً بها وقت طويل و لم يلحظ تحركها.
, حملت الملفات علي يديها و سارت نحو مكتبه واقفة وجدته شارد فنادت عليه ولكن لم يُجب ظلت تنادي حتي استفاق وطالعها بصدمة لم تعلم سببها؟! خرج صوتها قائلة بفرحة ظهرت بصوتها:
, _أنا خلصت مراجعـة الملفـات و حددت الأخطاء اللي فيها أظن كده أقدر أخرج صح.
, شعـر بالضيق لوهلة فلن يستطع إمتاع عينيه برؤيتها ف غمغم ببرود و عيناه علي الحاسوب أمامه:
, _لاء لسه مخلصتيش!!دلوقتي عايزك تكتبي الملفات من جديد بعد ما راجعتيهـا بخط الإيد.
, فغر فاهها بصدمة ناطقة ببلاهـة:
, _هاا
, كتم ضحكاته بصعوبة علي ملامحها المصدومة ف قال بثبات و حدة:
, _مكانك تاني يلاا.
, هتفت بنبرة أوشكت علي البُكاء مستعطفة إياه عل و عسي قلبه يلين:
, _ ده ظلـم و اللهي هكتب إزاي عشر ملفـات بإيدي.
, قطعها بحزم مُنهياً النقاش:
, _ارجعي مكانك يا ريحـانة و ابدأي اكتبي عشان مش هتمشي من الشركة قبل ما يخلصوا.
, دبدبت الأرض بقديمها نافخة خديها بغيظ تُردف وهي تستدير عائدة إلي الأريكة:
, _هما اللي اخترعوا التكنولوجيا عشان حضرتك تجيبها و تتباهي بيها.. طب راعي الغلابة يباشا تكسب ثواب.
, وضعت الملفات علي الطاولة و شرعت بنفيذ ما قاله و هي تتمتم بكلمات مقتضبة لنفسها جعلته يبتسم بخفوت عليـها فوجودها يعطي ليومه لذة جميلة.
, بعد قليل..
, أحست ريـحانة بتقلصات بمعدتها تُخبرها بمدي جوعها تُريد تناول الطعام فمنذ الصبـاح لم تتناول شئ حتي فطورها..
, وضعت يدها علي معدتها تختلس النظرات له تهمس بضيق و جوع:
, -أوووف جعانة و لو اتكلمت هيضاعف العقاب و أنا مش ناقصة.
, ثم تابعت بنبرة شبه باكية:
, _بس أنا جعانة اووي، أوووف منك يا قُصي حسبي **** ونعم الوكيل.
, لاحظ توقفها و تمتمتها التي لم يستمع منها شئ، راقب معالم وجهها المصفر و يدها الموضوعة علي معدتها ليهب واقفاً ففزعت ريحـانة و طالعته بخوف بينما نطق قُصي بلهفة وقلق حقيقي:
, _مالك يا ريحانة؟! شكلك تعبانة أطلبلك دكتور.
, حدقت به بصدمة حقيقية أيخـاف عليها؟!.. قُصي يخاف عليها رأت القلق و الخوف بعينيه لا إنها تحلم وستفيق بعد قليل..
, اخفضت عيناها و اجابت بهدوء عكس شخصيتها:
, _متقلقش يا قُصي بيه أنا بخير مش فيا حاجة.
, زجرها بحدة متناسياً أنه مديرها فقط:
, _بطلي تكذبي وشك أصفر قدامي انطقي مالك عشان أطلبلك دكتور.
, همست بداخلها بضيق و ضجر من تحكمه الزائد. بها:
, _قليل الذوق.
, ردت بحرج منه و وجه أحمر بشدة:
, _احم أصلي.. جعاانة.
, اغمض جفنيه ثواني و عاد فتحهما وكاد أن ينهرها بقسوة لولا اصفرار و جهها و حالتها سأل قُصي وهو يجز علي أسنانه:
, _أنتِ فطرتي قبل ما تيجي.؟!.
, أجابت ريحانة باقتضاب وهي تشيح بوجهها بعيداً كي لا تنفجر بوجهه غاضبة و تغمغم بكلمات لا تحمد عليها:
, _لاء مفطرتش.
, مسح علي وجهه بنفاذ صبر ثم جلس علي كُرسيه متناولاً الهاتف أمامه و ضغط عليه بهدوء دقيقة و اردف ببرود:
, _عايزة تاكلي حاجة معينة علي الغداء.
, حملقت باعين متسعة غير مصدقة ما قاله منذ دقائق٤ نقطة تشعر بأنه يوم حافل بالصدمات !! دائماً يفاجئها بقسوته و بعدها اللين ماذا تفعل بي قُصي.
, الشعور بالجوع ما جعلها تُجيب بهدوء:
, _بيتزاا و ببيسي معاها.
, تطلع لها بهدوء و قام بطلبه لهاا و اغلق الهاتف ثم عاود لعمله ببرود شديد.. اما هي كانت في دوامة اخري تحدث نفسها مندهشة من تصرفه و لينه معها تشعر بالخطر قريب جداً منهاا:
, _دايماً بتفاجئني بحاجات غير متوقعة يا قُصي حاسة إنك بتدبر و بتخطط لحاجة٣ نقطة يارتني أقدر أدخل جوة دماغك و اقرا افكارك يمكن ارتاح من الشك و القلق اللي جوايـا٣ نقطة عمرك ما هتتغير أبداً لو عايز حاجة بتوصلها حتي لو علي حساب غيرك المهم مصلحتك أنت، عامل زي الشيطان بتظهر ملاك و أنت بتوسوسلنا للشر و بعدها بتبان علي حقيقتك يا تري الأيـام مخبية ايه تاني معاك.

التاسع


هوي الروح انت الملاذ و الأمـان.. كيف أشعر بالطُمأنينة و أنت مُعذبي.. 💔💔
, أصبح يعيش في قوقعة منعزلة عن الجميع خاصة به لا يتحدث مع أحد من عائلته سوي والده الذي بين الحين والآخر يهاتفه للاطمئنان عليه!!
, فجوة كبيرة بينه وبين الجميع سببها ماضي لعين حدث بسبب حـورية الراوي؟!..
, يُريد محو الماضي بممحاة كي يعشْ بهدوء و سلام و يعود لسابق عصره و زمانه.
, خلال الشهرين الماضيين لم يكن يشغل تفكيره غير شئ واحد فقط ريـحانة؟!.
, لغز غريب يحوم حولها.. اصبح شخص آخر غير قُصي المعروف بكبريائه و جموده يهتز بأقل شئ يتعلق بهاا.
, وقف بالشُرفة عاري الجزع لتظهر عضلات صدره القوية يرتدي بنطال فقط ينظر بعيناه البُنية لأمواج البحر القوية وهي تتلاطم بالصخور ليلاً وكأنها في صراع مع الليل بعيداً عن مرئ البصر..
, صـراع داخلي عن المشاعر يُريد الابتعاد و لكن هُناك شئ يجعله يبقي و لا يذهب؟!
, مثلها مثل اي فتاة خائنة!!
, خائنة؟!!
, كلمة تحمل الكثير من المعاني..في ظروف قاسية تجعلك محطم و مهشم.. و بظروف أخري تكون ظالم و سئ و لكن أأنت الظالـم أم المظلـوم بهذه الحكاية؟!.
, عليـه الإثبات لنفسه أنه لن يقع بالحُب ولا توجد امرأة مخلصة بل جميعهن خائنات تبحث عن المـال..
, امرأة متزوجة و علي علاقة بآخر كيف يقع بحُبهاا..
, عليه أن يستيقظ من دوامة العشق قبل أن يسقط بها صريع ولن ينجو منـها.. قلبه مغلف بالقسوة و لن يكون هناك مكـان للعشق به بل القسوة فقط!!
, قسوة عنوانها قُصي الراوي!!..
, عليه العودة كالسابق و اول خطوة هي علاقته مع النساء وفيها يثبت انه الأقـوي و ليس الضعيف..
, أمسك بهاتفه يبعث برسالة ل نجـوي كي تأتي لـه ليُفرغ بها رغبته الجامحة بالنساء و يُخمد نيـران الهوي بداخله.1
, وكأي امرأة طامعة ب قُصي الراوي ستأتي له علي الفور دون أدني مقاومة راكعة علي قدميها تود منال رضاه.
, مرت ساعة ورن جرس الباب..
, يعلم من الطارق و بخطوات مُغترة سار تجاهه.. أمسك المقبض و فتح الباب بهدوء ليجدها امامه بثوب عاري لا يُناسب الشتاء او برودة الطقس..
, ثوب جعله يتفرس جسدها بعيناه الخبيرة بالنساء.. فكانت ترتدي فستان باللون النبيذي القاتـم يصل لأول فخذها و بحمالات رفيعة كالخيوط ذو فتحة صدر عريضة و شعرها تركته
, منسدل علي ظهرها و مكياج صارخ خاصة احمر الشفاة المطلي بإغراء بنفس لون فستانها..
, ولج للداخل لتتبعه نجوي مُغلقة الباب خلفها تمشي بتمايل و إغراء.. وقفت تتطلع بعيناها لجمال الشقة التي اقل ما يُقال عنها جنة بألوانها الهادئة..
, جلس علي الأريكة يُتابع بعيناه لمعة عيناها الخبيثة برؤيتها شقته.. ابتسم من زاوية فمه فالنساء دائما طامعات بأشياء ليست ملكها و تطلب المزيد..
, خرج صوته الرجولي الملئ بالرغبة وعيناه متعلقة علي جسدها المكشـوف:
, _طبعاً عارفة أنتي جاية هنا ليه.
, اقتربت منه بتمايل و إغراء قائلة ببسمة خبيثة ظناً منها أنه ستمتلكه و تستطيع الحصول علي أي شئ من خلاله:
, _عشان نقضي وقت لطيف مع بعض و أنت محتاجني.
, اردف ببروظ ثليجي و غرور:
, _تؤتؤ عشان أبسط نفسي و بس.
, جذبهاا نحو قبل أن يستمع لردها يلتهم شفتيها بقسوة شديدة لتبدأ ليلتهم المُحرمة بجنون قُصي و قسوته فكلما اقترب منها يراها أمام عينيه وليست نجوي فيزداد قسوة معهاا.
, ليلة مليئة بالعاطفة المشحونة و الجنون اختاره قُصي كي ينسي
, نسيان!!
, اراد النسيان و الابتعاد عن خفقات القلب المتزايدة..لما لا تترك عقله و تفكيره و كأنها أحكمت عليهم بمفتاح و قفل ليسوا معه.1
, بعد ساعات طويلة كان يجلس علي الفراش عاري الصدر و جواره نجوي تشعر بالسعادة بعد ليلة قضتها بين أحضان رب عملها بالحرام إلا أنها رأتها ممتعة..
, توسدت صدره و رفعت أناملها تتلمس صدره بحركات مُغرية مغمغمة بسعادة و جرأة:
, _الليلة دي أجمل ليلة في حياتي،رغم إنك كنت قاسي فيهاا بس حسستني إني طايرة في السماء مش قادرة اوصفلك إحساسي بإيه أنا بحبك.
, التوي ثغره ببسمه ممتعضة منها يشعر بأناملها علي صدره و لكن ليس هو من يتذبذب بسهولة..نطق ببرود يُزيح جسدها بعيداً عنه قائلاً بوقاحة و غرور:
, _كـان في قبلي كتير فمتعمليش دور بحبك و إنك أحسن واحد قابلته في حياتي، أنتي مش بنت عشان اصدق إنك تحبي يا نجوي أنتي جيتي عشان الفلوس و إن اللي طلبك قُصي الراوي
, زيك زي فتاة ليل بالنسبة لياا بس..هتلاقي فلوس في الدرج عندك دول تمن الليلة الحلوة اللي قضتها.
, نهض متجهاً نحو المرحاض صفق الباب خلفه ببرود تاركاً إياها تبتلع إهانته القاسية لها وأنه يراها فتاة ليل لا أكثر..أحكمت لف الغطاء حول جسدها و مالت تجذب ملابسها كي ترتديها..
, انتهت من ارتداء ملابسها و عدلت من هيئتها بالمرآة ثم سارت نحو الكومدينو و أخرجت الأموال الموضوعة به لتأخذها بأعين طامعة٣ نقطة لم تعير كرامتها المُبعثرة شئ فقط الأموال هي ما تجعلها سعيدة حتي لو خرت راكعة امامه٣ نقطة
, انصرفت تاركة المكان وعلي عزم بالمجئ مرة أخري و أن لن يكون لغيرها فقط لها وحدها هي!!..
, أما هو وقف أسفل المياه مستنداً بكلتا يديه علي الحائط.. اغمض عينيه بقوة ولكن تظهر صورتها أمامه.. لما لا تنفك عن تركه وحده ولا تخرج من عقله..
, لقد قضي وقت محرم كي ينسي الماضي و لكن الماضي لا يُريد تركـه دون عذاب..
, تذكر عندما كانت زوجته بالماضي و كانت بين ذراعيه تنعم بدفء صدره تُمرمغ انفها بصدره كي تشتم رائحته الرجولية التي تعشقهاا..
, لم يستطع نسيان لياليهم وهي بين أحضانه هادئة سعيدة باقترابه منهاا٣ نقطة
, ولكن الآن نسيته او تدعي النسيان.. تبغضه و تكرهه أشد الكره ولا تريد رؤيته.. ولكن مازالت جنونية و طفولية كـما هي..
, بريئة!!
, بريئة كبراءة ******* الصغيرة.. تسعد بكلمة و تحزن بكلمة.
, اي فتاة هي كي تستحوذ علي عقله هكذا؟! من هي لتجعله مذبذب من الداخل و حرب قائمة لا يوجد للنهاية مكان بهاا..
, ساعات قضاها بين احضان أخري ولكن عيناه و عقله معها هي.
, فتح عيناه سريعاً فقد نال من عذاب التفكير قدر كافي ليجعله مشتت و ضائع في صفحات الماضي..
, لف المنشفة حول خصره و أخري يجفف بها خصلات شعره.. خرج من المرحاض ليجدها ذهبت نظر إلي الكومدينو ليجده مفتوح اخذت الأموال كما توقع هو.
, سار نحو غرفة الملابس ليقطني منها بنطال قطني ارتداه ثم ارتمي علي التخت مغمضا عينيه ليستسلم لسُلطـان النوم العميق.
, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
, في الصبـاح البـاكر.
, کانت ريـحانة جالسة تُباشر عملهـا بجدية ولكن ما آثار حنقها و غيظها عدم مجيئ قُصي و تلك العجوة كما تُسميها، ولكنها لم تبالي للأمر كثيراً فكل ما يشغل تفكيرها هو العمل فقط!!.
, أصبحت التاسعة لتجـد نجوي تأتي و هي تسير بخيلاء و تكبر فبعد ليلة أمـس التي قضتها مع رب عملها ظنت أنها المميزة و لكنها لا تعلم أنها مجـرد و سيلة لنسيان الأخـري.
, جلست علي مقعدها و هي تمسك بخصلـة من شعرها تلفها حول إصبعها تدندن بحالميـة مما آثار تعجب ريحانة كثيراً.
, تمتمت بسرها بتعجب من هيئة نجوى:
, _مالها دي اتجننت والا ايه؟!.
, حركت كتفيها لأعلي و لأسفل بلامبالاة و ظلت تتابع عملها حتي أتي هو بهيبته و غروره.. كان صاحب الطالة المميزة و الأنيقة خاصة باللون الأسود ملك الألـوان، هبت نجوي واقفة وهي تهندم ملابسها القصيرة وابتسامة كبيرة علي وجهها بينما ريحانة ذات ملامح باردة فقط.
, نظر لهـا بطرف عينيه بهدوء قبل أن يردف ببرود:
, _نجـوي اعمليلي قهوة.
, ابتسمت بقوة و هتفت بنعومة و رقة مبالغة:
, _أوامرك يا قُصي بيه.
, ولـج لمكتبه ببرود بينما نجوي طالعت ريحانة بانتصار فقد كانت منذ شهرين هي من تذهب له بالقهوة كما أمر ولكنه الآن طلبها من نجوي، ذهبت نجـوي لإعداد القهوة بينما جلست ريحانة مجعدة حاجبيها بدهشة كبيرة فهذا عملها مُنذ شهرين ولم يتغير ماذا حدث اذا؟!.
, رأتها تسير متوجهة ناحية المكتب بزيها القصير المكون من جيبة سوداء تصـل إلي أول الفخذ و قميص أحمر ناري يُطابق أحمر الشفاة و حذاء كعب عالي٣ نقطة تنهدت بخفوت وهي لا تعلم لما تشعر بالغيـرة هكذا فقلبها لا يكره أحد بالكون مثله بعد عشق بجنون أيُعقل أنه مازال ينبض له كيف هذا وهو السبب بعذاب روحهـا.
, أمسكت بعض الملفات ونهضت كي تُعطيه له، ولجـت للداخل دون طرق الباب٣ نقطة اتسعت عيناها بدهشة و غيرة و هي تراه جالس مُغمض العينين و نجوي تقف خلفه تقوم بتدليـك رأسه «المساچ» لتتصنع البرود و اللامبالاة بقـوة..فتح عينيه ليجدها واقفة تحدق بهم بصدمـة.
, ظن انه رأي بعيناها الغيـرة و الغضب بعيناها و لكن البرود و الغضب يعتلي ملامحها، تنفس بغضب ناطقاً ببرود:
, _خيــــــــررر.
, وقفت أمامه ثم وضعت الملفات علي المكـتب مردفة ببرود ثليجي:
, _دي ملفات صفقة بتاعة الوفد الإيطالي اللي هنقابلهم النهاردة.
, اكفهرت ملامحه و قال بجمـود:
, _تمام.
, تحولت ملامحها للسعادة و الفرح مغمغمة بحمـاس:
, _احنا هنقابلهم في الفندق ٤ العلامة النجمية عشان عشاء العمل و أكيد أنا اللي هكـون مع حضرتك صح.
, تلك السعادة و الفـرحة بعيناها و حماسها للعمـل ولكنه هدمها عندما قال بجسارة:
, _لاء نجـوي هي اللي هتحضر معايـا عشاء العمل.
, استشرقت ملامح نجوي عكس ريحانة التي أجفلت بصدمة و نفور أردفت بغضب مكـتوم:
, _بس حضرتك قولت اني اللي هكون معاك ازاي بقي ست عجوة هي اللي هتبقي مكاني.
, حدجـها برفع حاجب مغمغماً باستخفاف:
, _انتي هتحاسبيني علي قراراتي أنا حُر و متنسيش إني مديرك هنـاا.
, دبدبت الأرض بقدميها تطالعه بحقد و غضب من نظـرات نجوي المتشفية فنطقت تكز علي أسنانها:
, _لاء إزااااي أوامرك تتنفذ طبعـــــــــــــاً.
, خرجت صافقة الباب في غضب كبير بينما ابتسم هو بخبث هامساً بداخله:
, _شرسـة!!
, قطع شروده صوت نجـوي وهي تردف بسعادة:
, _أنا مبسوطة أووي يا قُصي إنك عرفتهـا مكانها دي بنت زبالة.
, علي حين غُـرة قبض علي شعرهـا بقوة مغمغماً باهتيـاج:
, _متنسيش نفسك وانتي بتتكلمي عن أسيادك وإني اللي بتتكامي عنهـا أحسن منك و أوعي تنسي انك بتكلمي قُصي الراوي فتبقي حافظـة المقامات.
, أومأت بسرعة وهي تكتم ألمـها قائلة:
, _ح.. حـاضر.
, دفعها بعيدا عنه يتطلع لهـا باشمئزاز مردفاً بحدة:
, _برااااااه.
, خرجت بسرعة من شدة الخوف لا تعلم ما الذي أصابه هكذا و جعله يهتاج عليها هكذا..
, اما هـــــــو فالأمر تعقد بالنسبة له؟ كيف لقلبـه أن ينبض لهـا؟.
, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
, -مساءً فـي القاهرة..
, -قصر الراوي..
, كان الجميـع يجلس في الصالون متجمعين معـاً، الجد فاروق و معـه ابنائه و نديم يتناقشون بأمـور العمل.. وعلي الأريكة المقابلة تجلس مها و شاهندا و شمس تتساير مع رؤي بينما روفيدا تلعب بهاتفها..
, دلف عاصي للداخل وجلس علي الأريكة هاتفا بهدوء:
, -مساء الخير.
, اجاب الجميع عليه ثم عاد الصمت كما كان.. تنحنح عاصي بقوة ليجذب انتباه الجميع و تحدث يوجه الحديث إلي جده:- جدي كنت عايز حضرتك في موضوع.
, رفع فاروق عينيه من علي الأوراق و نظر له مغمغماً بهدوءه:- اتفضل قول يا عاصي.
, اعتدل عاصي بجلسته يُبلل شفتيه بطرف لسانه و يُردف بتلعثم:- ك.. كنت ع.. عايز..
, نهره فؤاد بغلظة و حدة قائلاً:- ما تنجز وقول عايز ايه.
, حدجه فاروق بغضب و اردف ببرود وغموض:- براحة يا فؤاد خليه يتكلم براحته.
, ابتسم عاصي بثقة و قال بتشجيع:- أنا كنت عايز اخطب شمس يا جدي.
, ابتسم فؤاد بسعادة و نظر إلي أخيه الذي سَره الأمر بينما احتضنت رؤي شمس التي احمرت وجنتيها بحمرة قانية بخجل..
, كركر الجد فاروق بقوة علي تلجلجه في بادئ الأمر و قال من بين ضحكاته:- يعني كل الخوف ده عشان تطلب إيدها أنا بقالي زمن مستني تيجي تطلبها مني.
, جحظت عينان عاصي بصدمة و غمغم بتلعثم:- أأنت كنت عارف.
, أومأ الجد بضحكات خفيفة.. وكزت رؤي شمس التي تكاد تشتعل من الخجل و قالت بخبث:- في ناس بتحب من وراياا وأنا آخر من يعلم.
, كان أكثرهم سعادة هي مها زوجة فؤاد لاقترابها من الحصول علي ثروة العائلة.. فهي تحب المال كثيراً..
, قال عاصي بشجاعة كبيرة:- طب حيث كده بقي الخطوبة تبقي الخميس الجاي.
, أردف فريد بقهقهات عالية يشير إلي عاصي:- مستعجل الواد أووي.
, نطق الجد بهدوء وهو يغلق الملف الذي بيده ثم وضعه علي الطاولة:-أنت خطوبتك هتبقي مع فرح نديم و رؤي آخر الشهر و هتكون في إسكندرية هناك في القصر يعني هيكون بعد خمسة وعشرين يوم من النهاردة زي ما طلب نديم بالظبط.
, شهقت رؤي بخجل و سعادة وهي لا تصدق أنها بعد أيام قليلة ستصبح زوجة له.. كانت نظرات نديم عالقة بها و بفرحتها الظاهرة.. لقد نفذ ما أرادته هي ووالدتها و لكنه سيثأر لكرامته منها أشد ثأر..
, باركت العائلة شمس و عاصي لـ خطبتهم.. نديم و رؤي لـ زفافهم.
, سأل فريد والده بصوت خافت كي لا ينتبه لهم أحد:- أنت بتقول ايه يا بابا انت عارف اننا مروحناش قصر اسكندرية بقالنا سنين ازاي عايزنا نروح هناك و خصوصاً قصي مستحيل يقبل انه يقعد في القصر.
, تنهد فاروق بحزن و غمغم بهدوء مصطنع:- احنا هنروح اسكندرية و فرح نديم و رؤي هيبقي هناك دا كان طلبه و كمان عشان نقفل الصفحات القديمة و نكمل من غير وجع و حزن.
, زفر فريد بحيرة و خوف من الأيام القادمة..
, ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
, "في أحد مطاعم الإسكندرية "
, جلست ريحانة بجوار إياد و في المقابلة لهم يجلس أيان و تاليا التي تُطالع إياد بشر و حدة.. بينما أيان كان يأكل بشراهة الآيس كريم..
, مالت ريحانة علي أذن إياد و همست بضحكات خافتة:-تاليا ناويالك علي نية سودة يا معلم.
, ابتلع ريقه بخوف ينظر إلي تاليا التي تنظر له بشر و مكر لـ يقول بتوتر:- طب ما تنحنني قلبها علياا دا أنا معاها في الشركة وهتقتلني أنا عارف.
, تمتت ريحانة بداخلها بضيق من غبائه:-غبي متعرفش إنها بتحبك يا اهبل و قلبها كله ليك بس أنت تفتح عينك.
, قالت بهدوء مصطنع:- إياد يا حبيبي انشف يا بابا متنساش انك مديرها في الشغل يعني تقدر تفصلها و تخصم من مرتبها مين الراجل فيكم عشان تخاف.
, حرك إياد رأسه بـ باقتناع و تشدق بقوة مزيفة:- أيوة أنا المدير يبقي لازم تخاف مني صح بس دي مينفعش معاها لا مدير ولا خصم.
, انتفضا بفزع عندما استمع إلي صوت تاليا الغاضب:- أنتم بتوشوشو في إيه احنا قاعدين معاكم عشان تبقوا عارفين.
, التفتت برأسها إلي أيان الذي يتناول بشراهة وصرت علي اسنانها تغمغم باستهجان:- عم عبد العزيز زبدة الأكل مش هيطير تعالي شوف البيه بيعاكس ريحانة و أنت قاعد زي الأطرش في الزفة.
, ترك أيان الملعقة و نظر إلي إياد بشر و قال بغضب:-أنت مش عامل حساب للصغير و الكبير و بتعاكسها شكلك محتاج تتأدب من أول و جديد يا ابن السباعي.
, التوي فم إياد بامتعاض و اردف بتهكم:- هتأدبني ازاي يا أبو شبر و نص أنتَ.
, شمر ايان عن ساعديه و نهض من مكانه و قال بشجاعة و غضب:- شكلك متعرفش مين هو أيان السباعي يا إياد و يلا راجل لـ راجل ياابن السباعي.
, أمسكته تاليا من ياقة قميصه و أجلسته عنوة مغمغمة برزانة:-استني لما نروح عشان متتغلبش و يبقي شكلك وحش قدام الناس.
, جلس علي مضض ينظر إلي إياد بحقد و غل بينما حدجه إياد ببرود أما ريحانة فلم تتمالك نفسها و انفجرت ضاحكة و هتفت من بين ضحكاتها:- قاعدة في ديزني لاند يجماعة اكبروا و اعقلوا شوية.
, قرصها إياد من وجنتها بخفة يتشدق ببسمة باردة:- لسانك يا سُكر.
, قبلته من وجنته بحب و قالت:- حبيبي يا إيدوو يا عسل.
, رفع إياد يده باستسلام و تحدث موجهاً حديثه لـ تاليا و أيان اللذان يطالعانه بغضب:- هي اللي بتتحمرش بياا واللهي.
, ٨ العلامة النجمية
, "علي ناحية أخري بالمطعم"
, كان يجلس قُصي ببرود و أمامه الوفد الإيطالي المكون من رجلان و امرأة وتجلس جواره نجوي بكل غرور و عنجهية بملابسها الفاضحة.. زفر بضيق وهو يُردف بـ لغة إيطالية و بـ طلاقة للـوفد (الحوار مترجم):- لقد تأخرتم خمس دقائق عن الميعاد المحدد بيننا و أيضاً قد طلبتم بأن تتم المقابلة بمكان غير الفندق.
, تحدثت المرأة الموجودة معهم والتي أُعجبت بـ قُصي منذ أن رأته و عيناها تتفرسه بتقزز بنبرة ناعمة:- اهدأ سيد قُصي الأمر لا يحتاج العصبية المُبالغة نحن أردنا رؤية مصر و معالمها و تراثها و مللنا البقاء بالفندق.
, قاطعها قُصي بملل و برود:- حسناً حسناً دعونا نبدأ الاجتماع.
, بدأ الاجتماع و كان قصي يتعامل ببرود و لا يعطي للمرأة الإيطالية أي اهمية بل يتجاهلها مما جعلها تستشيط غضباً ولكن زادت إعجاب به..
, أثناء الاجتماع شعر بقدم أحدهم تضغط علي قدمه لم يكن الأمر يحتاج لذكاء لمعرفة من الفاعل..رفع عينيه و طالعها ببسمة جانبية انمحت علي الفور عندما وقعت عيناه علي الجالسة تضحك بنعومة و رقة٣ نقطة كانت جميلة و رقيقة للغاية ولكنها تحولت لغضب عندما وقعت عيناه علي إياد الجالس جوارها..ولم يري تاليا ولا أيان فقد أخفاهم العمود الموضوع في الصالة..كور قبضته بنيران الغيرة والغضب اشتعل بداخله عندما قبلت خده وهي تقهقه بسعادة.
, انتشله من صمته صوت المرأة الأجنبية التي تسائلت بنعومة و رقة مبالغة:- سيد قُصي..سيد قُصي ماذا حدث؟!. أنال العرض إعجابك.
, أجاب ببرود و عينان مليئة بوهج شرس و غضب دفين:- نعم لقد كان عرض مميز من نوع آخر

العاشر


الوان اثوابها تجري بتفكيري..
, جري البيادر في ذهن العصافير..
, ألا سقي **** أياماً بحجرتها..
, كأنهن أساطير الأساطير..
, أين الزمان و قد غصت خزانتها
, بكل مستهتر الألوان، معطور
, فثم رافعة للنهد٣ نقطة زاهية
, إلي رداء بلون الوجد مسعور..
, إلي قميص كشف الكم،مغتلم
, إلي وشاح، هريق الطيب،مخمور
, "نزار قباني"
, بركان من الغضب يشتعل بالغيرة لـ وجود ذلك الشاب جوارها يعبث بخصلاتها الحريرية المُنسابة بـ حرية علي أكتافها، ازداد غيظه و غضبه عندما قبلته من وجنته بحب و لم يمانعها بل ابتسم لها؛ من يراهم يظن أنهم حبيبين عاشقان بذروة كبيرة لـ بعضهم..
, نفث دخان لفة التبغ بـ الهواء من الشرفة بـ الفندق فقد قضي ليلته بصحبة تلك الفتاة الأجنبية لم تمانع من اقترابه بل رحبت بشدة فهي من توددت له بالبداية.. و بالنهاية رجل يسعي وراء رغباته..1
, شعر بملمس أناملها علي كتفه فـ استدار بجسده لها يرمقها بحدة يبعدهم عن جسده بقوة ثم عاد ينفث دخان التبغ و عيناه تسبح في الفراغ، انزعجت منه في بادئ الأمر ثم ابتسمت وهي تعلم انه تستطيع إغراءه بجسدها لـ تحتضنه من الخلف تستند برأسها علي ظهره..
, ابعدها للمرة الثانية ولكن بقسوة كبيرة كادت ان تقع علي الأرضية ولكن تمالكت نفسها و اعتدلت واقفة.. تطلعت له بغضب فهي لم تعتاد علي تلك القسوة من أحد قبله؟!
, اردفت بلغة اجنبية بغضب «حوار مترجم»:-ألهذا الحد لا تستطيع نسيانها و لا تريديني جوارك لأجلها..
, تعجب من غضبها و كلماتها الغير واضحة استدار يتسائل بهدوء وعيناه جامدة بنفس لغتها:- ماذا!! من تقصدين بحديثك؟.
, اجابت بغيرة ظهرت بعيناها فقد بدأت تعشق جماله الشرقي:- تلك الفتاة التي لم تتزحزح عيناك عنها بـ المطعم..
, استرسلت بمكر أنثوي وهي تقترب منه:- ماذا ألم تختارك و فضلت ذلك الشاب عنك يبدو أنها اهانت كرامتك و بقوة.
, احتقنت عيناه بغضب و اقترب منها مغمغماً باهتياج وهو يمسك بـ ذراعها يعتصره بيده:- لا تحاولي استفزازي فـ أنتِ لا تُقارنين بها.
, اغتاظت من مدافعته عنها و قالت ببرود وهي تتلمس بأناملها صدره العاري بوقاحة:- نعم فأنا الأجمل منها بكثير فالرجال ترتمي تحت قدمي و لهذا جئت لي أنا بعد كل شئ .. و قضيت ليلتك معي بغرفتي.
, ابعد يدها و دفعها بعيداً ثم التقطت قميصه من علي الأريكة و ارتداه قائلاً ببرود استفزها:- ولكن بالنهاية عاهرة.
, التقط جاكيت بدلته و غادر يشعر بالتقزز من نفسه اذا بقي أكثر معها هناا.. لقد رأي نساء بعدد شعر رأسه و لكن هي وحدها من تشعل بداخله لهيب الحب و تزيد من اندفاع ضربات قلبه.. عاصفة هوجاء تشتعل بداخله و تلهب قلبه لـ أنه بعيداً عن حياتها و أن هناك آخر بها ولكن بالنهاية خائنة..
, ٢٠ العلامة النجمية
, بـ الصباح الباكر..
, في شركة السباعي..
, كانت تاليا تجلس علي مكتبها فـ هي تعمل مساعدة و سكرتيرة لـ إياد و تتولي أمور العمل بغيابه.. معروف عنها القوة و الجدية بالعمل و لا تتهاون بـ شأنه!! كانت تباشر عملها علي الحاسوب بتركيز و توضيح.. لم تنتبه لـ مجئ إياد خلفها و اخذ يتطلع لها بهدوء وهي تعمل.. تختلف كثيرا عن تاليا الشرسة و المجنونة ابنة خالته بل امرأة عملية ناضجة تعمل بجد و اتقان شديد..
, نظر لها وهي جالسة لم تنتبه لوجوده حتي الآن!! تنحنح مصدرا صوتاً فـ انتبهت لوجوده و لم تكلف نفسها عناء الوقوف مثلماً يري بقية الموظفين.. نطق ببرود وهو يتجه نحو المكتب:- اعمليلي قهوة يا تالياا.
, تابعت عملها ببرود وهي تجيبه:- اطلب من عمي عبده يعملك انا مش فاضية ورايا شغل.
, حرك رأسه بيأس مردفاً بتهكم:- حاسس ان انا اللي شغال عندها مش هي اللي شغالة عندي.
, ولج إلي مكتبه بهدوء فـ تطلعت تاليا لـ اثره بتنهيدة حارة تعشقه منذ الصغر و لم يدق قلبها إلا له وحده دقات مليئة بالشغف و العشق.. رفعت سماعة الهاتف لـ تنفيذ ما طلبه لكنها انزلتها بسرعة عندما وقعت عيناها علي صاحبة الثوب الاحمر ناري القصير..
, فغر فاهها بصدمة عندما توقفت امامها امرأة أقل ما يقال عنها فاتنة بـ فستان الذي يصل إلي ما قبل الركبة يلتصق بجسدها و جاكيت من اللون الأسود و كعب عالي عكصت خصلاتها علي هيئة ذيل حصان يتدلي خلف ظهرها..
, وقفت الفتاة امام المكتب تُردف بغطرسة و كبرياء وعيناه تنظر إلي تاليا بـ قرف:- إياد بيه موجود جوه.
, صرت تاليا علي أسنانها وهي تُجيب بـ عملية ولكن من الداخل تشتعل:- آه يا فندم في ميعاد سابق.
, أجابت الفتاة بـ غرور و عنجهية:- أيوة قوليلو شهيرة الحناوي و هو يعرف علطول.
, تعجبت تاليا و قالت بجدية:- بس ميعاد حضرتك الساعة عشرة يعني باقي ساعة لسه.
, تأففت شهيرة بـ ضجر و قالت بغضب:- الميعاد اتقدم ساعة اتفضلي قوليله إني موجودة.
, اغتاظت تاليا و نهضت علي مضض ثم ولجت إلي المكتب بعدما طرقت الباب.. وقفت تاليا امام إياد الذي يتابع عمله بهدوء.
, هتفت تاليا بغضب مكتوم لـ إياد:- شهيرة الحناوي بره بتقول ان في ميعاد مع حضرتك دلوقتي.
, نزع نظارته و غمغم بتذكر يتطلع إلي تاليا:- آه نسيت طب خليها تدخل فوراً.
, ضربت بقبضتها المكتب بغضب و أردفت بعصبية بأعين غاضبة:-ولما ميعادها اتقدم مقولتليش ليه؟. مش مفروض انا سكرتيرتك و ابقي علي علم بأي حاجة اول بـ أول شفافة انا حضرتك.
, ابتلع ريقه بتوتر فـ تاليا هيئتها لا تبشر بخير فـ قال بهدوء مصطنع:- تاليا متنسيش إني مديرك هناا مش العكس و يلا دخليها عشان مينفعش تسيبها بره كتير.
, ضيقت عيناها بشر و قالت ببرود عجيب آثار ريبته:- ماشي.
, خرجت من المكتب مغلقة الباب بعنف فـ تطلع لأثرها بيأس تاليا تظل تاليا..
, وقفت أمام الحية الحمراء كما أسمتها و قالت بحدة طفيفة بصوتها:- إياد بيه مستني حضرتك جوه اتفضلي.
, نهضت شهيرة وسارت بخيلاء و غنج ثم دخلت المكتب.. جلست علي مكتبها تقضم اظافرها بغيظ تشعر بالغضب و الغيرة من وجود تلك الفتاة مع إياد بالمكتب..
, استمعت إلي رنين تليفون المكتب امسكت السماعة لتسمعه يردف بهدوء و امر لها:- تاليا خليهم اتنين قهوة.
, وضعت السماعة بعنف تشعر بنيران قوية بـ داخلها..1
, كانت تسحق شفتيها بـ أسنانها من فرط الغضب و الغيظ من تلك الحية الحمراء الجالسة بمكتبه الآن!! كان بداخل عقلها ملايين الأسئلة عن وجود شئ بين الاثنان ولكن نفت ذلك إياد لم يعشق سوي فتاة حتي استنزف قلبها من الانتظار و البقاء هكذا.
, رأت رجل بدي عليه الشيب يحمل بيده صينية عليها اكواب القهوة ولم يكن غير عم عبده.. ابتسمت بخبث و بداخلها شعلة الانتقام و الثأر للـ نيل من تلك الـ شهيرة ونظراتها المتقززة منها جعلت بداخلها براكين من الغضب للانتقام منها..
, نهضت من مكانها ثم اتجهت إلي الرجل و اوقفته بلباقة:-استني يا عم عبده انا هدخل القهوة بنفسي.
, لم يعارض الرجل بل حرك رأسه بإيجاب فـ المعروف أن تاليا صاحبة مركز مهم بعد إياد بالشركة.. تناولت من الصينية ثم رسمت ملامح الجدية و البراءة و هي تطرق الباب ثم ولجت للداخل.
, وجدت شهيرة جالسة تضع ساق فوق الأخري و ابتسامة لعوب علي شفتيها تحولت لـ تقزز فور رؤيتها لـ تاليا..استشاطت تاليا غضباً و اصبح هناك دافع قوي للـ ثأر منها..
, حمحم إياد بجدية راسماً بسمة متوتر علي شفتيه بعد رؤية تاليا نظرات شهيرة المتقززة و النافرة منها.. و لعلمه بأنها لن تتركها دون فعل شئ يُبرد نيرانها المشتعلة غير اذا أحدثت مشكلة.
, نطق بهدوء مزيف إلي تاليـا:
, - جايبة بنفسك القهوة يا تاليـا شكلك بتعزي مدام شهيرة جداً.
, تابـع في سره مستغفراً: استغفر **** العظيم علي الكدب ده.1
, أومأت له ببسمة ماكرة متشدقة ببرود:
, -طبعاً يا إيـاد بيه شهيرة هانم غالية علينا برضو.. اتفضلي القهوة يا مدام.
, مدت يدها تأخذ الفنجان بغرور فأمالت تاليـا الصينية لتقع القهوة علي قدم الأخري.. انتفضت شهيرة واقفة تصرخ بألم بينما رمق إياد تاليا بغضب و اتجه نحو الأخري مغمغماً:
, -أنتِ كويسة يا مدام شهيرة.
, أجابت بغضب سافر:
, - رجلي بتحرقني.. كله بسبب سكرتيرتك الغبية آاه هي اللي دلقت القهوة عليا بقصد.
, هتف مدافعاً عن تاليا الواقفة تحدق بها باشتعال فهي من بدأت و تستحق العقاب:
, - مدام شهيرة حاسبي علي كلامك و إنك بتهيني سكرتيرتي و هي مكنتش تقصد تدلق القهوة وقعت غصب عنها.
, اقتربت من تاليا التي تقف خلف إياد كي تهجم عليها فوجدت إياد بالمرصاد لها.. لتردف بعصبية:
, -تعتذر و تمشي من الشـركة حالاً.
, اهتاجت روحه غضباً من هي كي تأمره بطردها، قال:
, -مدام شهيرة أنتي ملكيش أي حق تؤمريني أطرد مين من الشركة تاليا بتشتغل هنـا أكتر من خمس سنين أعرفها من قبلك و ممتازة في شغلها أنا بقول تهدي و نأجل الاجتماع ليوم تاني.
, إصرارها علي مغادرة تاليـا ازداد و قالت بتهديد صريح:
, - إيـاد بيه البنت دي تنطرد دلوقتي حالاً يإما تعتبر إن الصفقة مش هتـم بينا.
, دس يده بجيوب سرواله يغمغم ببرود:
, -يبقي مع السلامة أنتَ و عرضك.
, استشاطت نظرات شهيرة غضبا تنظر إلي تاليا بحقد بينما ابتسمت تاليـا بانتصار و تشفي فـ إيـاد وقف صفها و انتقم لها من شهيرة..
, التقطت حقيبة يدها بعنف قائلة بغل ووعيد:
, - مش شهيرة الحنـاوي اللي تنطرد و بكره تشوف.
, انصرفت بغضب تتوعد بداخلها أن تنتقم منها فليست هي من تترك احد يتشفي بها..
, ما أن انصرفت شهيرة حتي تنفست تاليـا بارتياح قائلة بتشفي:
, -أحسن المركب اللي اتودي ما ترجعشي.. تعتذر و تنطرد حالاً بتكلمني كأني شغالة عندها عشان حاطة بوية و بودرة مفكرة نفسها ملكة جمال بنت المعسل.
, التفت إياد يرمق تاليا بنظرات نارية فهي أفسدت عمله تقدم بخطي غاضبة لتعود للخلف تنظر له بتوتر فإياد غاضب و لن يجدي نفعاً معه شخصيتها المتسلطة ابتلعت ريقها بخوف تسأله:
, -إيه.. بتبصلي كد ليـه؟
, قبض علي ذراعها بقوة فتأوهت بصمت يردف بشراسة:
, -ينفع اللي عملتيه ده.. راحه تدلقي القهوة علي رجليها و بوظتي الصفقة يا غبية.
, رفعت حاجبها الأيسر باستنكار تهتف:
, -وأنت مركز مع رجليها ليه.. و بعدين هي اللي ابتدت مش شايفها بتبصلي إزاي و طريقة كلامها عني.
, صر علي أسنانه بغيظ من عقلها اليابس:
, -يعني بتعترفي إنك كنتي قاصدة.. كنت حاسس إن ورا الابتسامة الغريبة مصيبة و فعلاً حصل..
, أومأت مؤكدة بابتسامة سمجة:
, -أيـوة يا إياد كنت قاصدة هتعملي إيه يعني؟ كل ده عشان بنت بياع الحشيش.
, اغمض عينيه يحرر ذراعها من يده يهمس بغضب مكتوم:
, - اخرجي بره يا تاليـا أنـا علي أعصابي منك و شياطين بتلعب في دماغي اقتلك و أخلص منك.
, بللت شفتيها بخوف هي أوصلت إياد إلي أقصي مراحل الغضب لـ تهرول للخارج قبل يفتك بها.. إياد وقت الغضب يشبه وحش مفترس٣ نقطة فتح عينيه و ابتسم بزهو و إعجاب من نفسه:
, -أنـا هوريكي النجوم في عز الضهر يا بنت خالتي.. فعلاً الوش ده هو اللي ينفع معاكي يا تاليـا.
, ١٣ العلامة النجمية
, عقدت ساعديها امام صدرها تهز ساقها بانفعال واضح.. تحملق به بغل قائلة:
, -برضو مش فاهمـة اشمعنا أنـا اللي هطلع معاهم النُزهة دي ما تقول لـ نجوي هتتفاهم معاهم أحسن مني.
, أجاب ببرود و عيناه مرتكزة علي الأوراق أمامـه:
, - أنا اخترتك تروحي معاهم و أنـا المدير يعني تسمعي كلامي من غير نقاش و تنفذي بس.
, صرخت باهتياج من بروده المستفز:
, -مش نجوي اللي حضرت معاك عشاء العمل و عارفاهم هروح أنا ليـه؟؟.
, رفع بصره نحـوها يجز علي أسنانه بغضب، و قال:
, -لما تتكلمي مع مديرك يبقي باحترام و صوتك ميعلاش يا ريحـانة و اتحركي يلا عشان متتأخريش عليهم.
, دبدبت بقدميها الأرض و استدارت كي تذهب ليضيف ببرود وهو يعاود النظر إلي الأوراق أمامه:
, - بلاش تركبي تاكسي الشوفير بتاعي هيوصلك.
, صفقت الباب خلفه بغل لما يتحكم بهـا.. يخبرها بشئ و يبدله بآخر.. لما عليها تنفيذ ما يطلبه منها.. وضعت إصبعها أسفل ذقنها بتفكير متمتمة لنفسها:
, - أنا أخري مطعم.. ملاهي.. أقعد علي البحر.. دول بقي هعمل معاهم إيـه.. أووووف.
, اخذت حقيبتها و نزلت إلي أسفل لتجد السائق الخاص به و السيارة بانتظارها لـ تجلس بالمقعد الخلفي تمسك بهاتفها تبحث عن أفكار لليوم.. ظلت تقلب بالهاتف علها تجد شئ و لم تلحظ الوقت الذي مر و أنهم وصلوا إلي الفندق.. خرجت من شرودها علي صوت السائق يردف باحترام:
, -وصلنـا يا هانم.
, نطقت بهدوء وهي تهبط من السيارة:
, - تمـام.
, دخلت الفندق و اتجهت إلي الاستقبال ثم أردفت بابتسامة هادئة إلي موظفة:
, - أنـا تبع شركة الماسة جاية عشان الجروب الإيطالي.
, هتفت الفتاة بعملية شديدة:
, - اتفضلي يا فندم عندي اوامر أوصلك بنفسي لحد الجروب.
, هزت رأسها بتفهم تسير جوار الفتاة لـ تدلف معها إلي المطعم حتي وصلت إلي طاولة يجلس عليها رجلان و امرأة فاتنة..هتفت الموظفة بلكنة إنجليزية لـهم:
, - هذه سكرتيرة السيد قُصي الراوي.
, تطلع الرجلان إلي ما تشيـر الموظفة و اتسعت عيناهم بإعجاب كبير من جمالها الهادئ.. بينما المرأة حدقت بها بحقد فهي لم تنسي وجههـا ليُطبع بذاكرتها كالحبر علي الأوراق فجف تاركاً بصمة قوية..
, ابتسمت ريحانة بتكلف و عملية قائلة بتعريف"بلغة أجنبية مترجم":
, -أعرفكم بنفسي أنـا ريحانة السباعي مساعدة قُصي بيه و سأكون معكم اليـوم.
, رحب الرجلان و قد كان أحدهم يبدو في العقد الثالث و الآخر في نهاية الثاني أما المرأة لم تنبت ببنث شفة فقط ترمقها بنظرات حادة و غليظة..
, صافحها أحد الرجلان قائلاً بإعجاب:
, - مرحباً بك أدعي ألبرت و هذا صديقي چون أنصحك بالابتعاد عنه فهـو حاد الطباع لذلك سنتركه هنا و نذهب أما هذه ليـزا.
, ضحكت علي حديث ألبرت بينما نطق جون بـ إعجاب:
, -أووه شرقية فاتنة.
, تلاشت ضحكاتها و اكتفت بابتسامة صغيرة لـ يردف ألبرت بمرحه مما جعل ريحانة تطمئن له قليلاً:
, -يا رجل سأخبر زوجتك أنك لا تعمل بل تتغزل بالشرقيات.
, انتفض جون بهلع يحرك يده بنفي له:
, -لالا تخبرها سأنـام بالشارع ليلتين بالشتاء..
, أردف ألبـرت بتصميم:
, -لقد قلت سأخبرها.
, رمقه جون بنظرة حنق:
, -يا لك من قاسي.
, صدح صوت ليزا الحـاد و حازماً في نفس الوقت:
, -هل سنقضي باقي اليوم هنـا نستمع لـ شجاركم ام تريدون الخروج.
, وقف الاثنان و ساروا مع ريحانة للخارج لتبدأ نزهتهم بقيادة ريحانة بينما طوال الوقت تلازمها أعين ليزا بترقب.. تدرس صفاتها و تفكر ملياً.. ماذا يوجد بها كي يعجب بها رجل كـ قُصي الراوي و ينعتها بالعاهرة من أجلها.. تعترف بأنها جميلة عينان عسليتان و أهداب كثيفة و طويلة.. بشرة حنطية و ليست بسمراء تمتلك قوام ممشوق و رائع..
, لم تهتم بالتنزه بقدر ما شغل عقلها صفات ريحانة.. اسمها.. كم رائع و جميل و لكن هي تري أنها الأجمل و اسمها قوي و افضل منها..
, غيرة عمياء بداخلها من ريحـانة.. غيرة المرأة عمياء تشبه لعنة حلت عليك.. لم تحب رجل من قبل فقط إعجاب و قضاء ليلة معاً.. وهي لا تعترف بالحب.. كبرياؤها و انتقام داخلها من تفضيل قُصي ريحـانة عليها.
, انقضي اليـوم سريعاً و لم يشعر أحدهم بالملل بل كانوا سعداء بهذه النزهة المرحة..
, وقفوا جميعاً أمام الفندق يودعون ريحانة التي أحبوها بصدق من قلوبها..
, اقتربت ليـزا من ريحـانة وهذه المرة من بادرت بالحديث قائلة بـ شفاة ملتوية باستخفاف:
, - ابتعدي عنه فهو لا يحبك و سيتركك بالتأكيد..انصحك بالابتعاد عنه كي لا أؤذيكي و أدمرك فـ أنا أكره من يأخذ ما هو ملكي..مِلكاً لـ ليزا.
, قطبت جبينها بدهشة من خزعبلات ألقتها هذه الشقراء.. عمن تتحدث هي لأول مرة تقابلها بحياتها لـ تسألها:
, -من تقصدين؟؟ أنا لا أعلـم عمن تتحدثين هذه أول مرة اقابلك بها.
, احتقنت عيناها بوهج الغضب و الخبث تجيب بجنون و تملك:
, -أتحدث عن قُصـي الـراوي ابتعدي عنه هو ملكي.
, صدمت ريحـانة من حديث ليزا.. أهي علي علاقة به!! .. لما تهددها بالابتعاد عنه و ليس بينهما أي علاقة سوي العمـل.. ولا يوجد بينهمـا أي رابط غير "أيـان" وهو لا يعلم بأنه ابنه.. يظن أنـه ابن إيـاد وقد انطلت عليه حيلتها..
, ابتسمت ليزا بخبث وهي تري صدمتها و تأثير حديثها علي وجه ريحـانة لتغادر بغرور لن تسمح لأحد بالانتصـار عليها وهي الفائـزة دائماً..
, رفضت العودة بسيارته و أرسلت له مع السائق أنها اتمت عملها لتعـود منزلها بسيارة أجري.
, ١٦ العلامة النجمية
, في منتصف الليل
, استيقظت فزعة علي صوت جرس الباب و طرقات علي باب الشقة.. ابتلعت ريقها بتوتر و خوف من سيأتي لهم بهذا الوقت من الليل.. نهضت من علي الفراش و ارتدت مئزرها ثم التقطت صاعقها الكهربائيّ تستخدمه عن الشعور بالخطر..
, سارت نحو غرفة أيـان وجدته ينام بعمق اغلقت الباب و سارت نحو باب الشقة بأقدام تتخبط ببعضها.. نطقت بصوت مرتعش من الخوف متسائلة:
, -م مـين!؟
, سمعت صوت تاليـا يجيب من الخارج:
, -افتحي يا ريحـانة أنا تاليـا متخافيش.
, أنصدمت من معرفة الطارق.. لماذا ستأتي بهذا الوقت المتأخر من الليل.. نظرت من العين السحرية و تأكدت من صدقها لتفتح لها علي الفور تهتف بصدمة قوية تلتقها تواً:
, - تاليـا إيه اللي جابك في وقت زي ده.
, انزعجت تاليا و قالت بحدة غاضبة:
, - جاية أنام عندك الليلة والا أمشي.
, انتبهت ريحـانة لما تفوهت به فنطقت بتبرير وهي تغلق الباب خلفها:
, -لاء مش قصدي بس استغربت إنك جاية في وقت متأخر زي ده.
, جلست تاليـا علي الأريکة تدفن وجهها بين كفيها تغمغم بتنهيدة حارة:
, -اتخانقت أنـا و ماما فـ سبتلها البيت و خرجت.
, المصائب لا تأتي فُرادي أبداً.. تفوهت بنبرة مرحة بعض الشئ كي تهدأ من جو الحُزن:
, - طالما اتخانقتي مع طنط نادية دي فيها قاعدة و اتنين نسكافيه يظبطو الدماغ.
, ابتسمت تاليا بوهن بينما اتجهت ريحـانة إلي امطبخ لتقوم بإعداد مشروب دافئ.. مرت دقائق و خرجت ريحانة تحمل بيدها صينية صغيرة عليها كوبان من النسكافية ثم وضعتها علي الطاولة الصغيرة فالتقطت واحداً و ناولته لـ تاليا فأخذته منها لتمسك بالثاني و ترتشف منه قائلة:
, -هـا يا ستي احكيلي اتخانقتوا ليه.
, اجابت بتنهيدة لا مبالية:
, - هنكـون بنتخانق عشان إيه نفس موضوع كل مرة يا ريحانة.
, تنهدت ريحـانة بعمق مغمغمة بهدوء:
, -اتخانقتوا عشان موضوع إيـاد.
, أومأت لها تنظر للأمام بشرود قائلة ما بداخلها من آلام:
, - عايزاني أنسـاه و أحب غيره.. أنساه إزاي و أنا عمري ما نسيته.. أنا بحبه من وإحنا عيال صغيرة.. كبرنا و كبر حبي ليه بس هو محبنيش شايفني أخته و بنت خالته بس أنـا بحبه اوي و هستناه لحد ما يحبني حتي بعد ما فقدت الأمل لما اعترفلنا زمان بحبه ليها.. حتي بعد ما ماتت لسه بيحبها و عايش علي ذكرياتها.. طب و أنـا فين أمتي هيحس بيا ويقولي بحبك تتجوزيني زي الأفلام و الروايات و اقف قدام ماما و أقولها شوفتي بنتك مضيعتش عمرها علي حُب مفيش منه أمل.. بس أقول إيه و هو متجوزك يا ريحانة.
, انسابت دموعها بألم وهي تحكي ما تعانيه لـ تلتمع أعين ريحـانة بحزن عليها تغمغم بمواساة:
, - أهدي يا تاليـا طنط نادية متعرفش إن جوازي من إياد صوري عشان نخرس بيه أي حد يسألني من أبو أيـان.. ابني اللي ميعرفش اسم أبوه الحقيقي و ميعرفش شكله.. إيـاد بالنسبة ليا أخ و صديق و احنا اتفقنا علي من أول يوم عشان كده بحبه كـ أخ و صاحب و سند.
, تفوهت تاليـا بهدوء:
, -لسـه بتحبي قُصي؟! دا اللي مانعك تحبي إيـاد.
, ارتبكت ريحانة من سؤالها المفاجئ لتجيب بهدوء و ثقة مزيفة علي سؤالها:
, -لاء يا تاليـا مش بحبه قُصي صفحة و انقفلت من حياتي خلاص.
, لتردف تاليـا بدون وعي منها:
, - عشان اللي عمـله مع حورية زمان.
, لمعت مقلتيها بغشاوة بيضاء.. حورية.. لا زالت تتذكرها.. ابتسامتها.. عفويتها.. قلبها الطيب.. صدقها.. لتصبح ضحية قُصي و انتقامه بالنهاية..
, أجابت بشرود و دمعات تهبط واحدة تلو أخري دون إرادة منها بل تراكمت أحزانها عليها:
, -حـورية..لسه صوت ضحكاتها بيرن في ودني كلامها و عفويتها.. كانت ملكة حياتها و ملكة الكل بس قدرها حزين و بائس إنها تقع في قُصي يدمرلها حياتها و تمـوت.
, تقوس فم تاليا بسخرية تردف بتهكم و استخفاف من حياة مصيرها سئ:
, -شكلنا قدرنا كمان زي قدرها سئ مفيش سعادة وفرحة مكتوبلنا.. إننا نعاني وبس.
, صمتت ريحانة تحتسي مشروبها الساخن بهدوء.. قُصي.. قُصي.. قُصي.. قُصي.. عذاب و قسوة و دمـار لأي إمرأة بحياته.
, انفلتت ضحكة ساخرة من شفتيها وهي تتذكر تهديد ليزا الصريح فاندهشت تاليـا وسألتها:
, -بتضحكي علي إيـه؟.
, تطلعت لها ريحانة و ازدادت ضحكاتها لـ تضحك تاليا معها.. نطقت ريحـانة من بين ضحكاتها وقصت عليها ما حدث:
, -تبقي في أمـان **** تلاقي واحدة خواجية اول مرة تشوفيها و تقولك ابعدي عن قُصـي عشان دا بتاعي.
, برقت عينان تاليا و سألت:
, -حتي أنتِ، عملتي إيـه.
, ضحكت ريحانة قائلة بتهكم:
, -و أنتِ كمان أكيد مطلعتش حية من تحت إيدكي يا شرسة مش زي غلبانة و علي نياتي سكت.
, ضربتها تاليا علي رأسها بضجر معنفة إياها علي سلبيتها في التعامل مع البشر:
, -غبيـة بجد كلمتك و هددتك و سكتي أمـا أنا عشان بصتلي بقرف دلقت القهوة علي رجليها تستاهل شهيرة بنت المحشش و الدخان.
, جعدت حاجبيها بطريقة مضحكة:
, -و دا بتاع إيه..
, ردت تاليـا وهي تقلد طريقة شهيرة بالحديث الفظة:
, •أنا شهيرة الحناوي.. تعتذر وتمشي من الشركة حالاً.. الزبالة عايزاني انطرد من الشركة بس الحمد**** إيـاد حبيب قلبي ردلي اعتباري و طردها و لغي الصفقة عشاني.
, ابتسمت ريحانة:
, -طيب في أمـل يحبك يا مجنونة أهوو لغي صفقة بملايين عشانك.
, تقوس فمها بحزن قائلة بنبرة علي وشك البكاء:
, -أمـل ايه دا طردني بعدها و قالي اخرجي برا.
, ارتفعت ضحكات ريحانة علي حال صديقتها و حظها السئ الذي لا يقل عنها سوءاً و انتهت الليلة الحزينة بـ مشاركة الحزن و الزعل إلي ضحكات من مصائب يوقعها القدر بها٣ نقطة

الحادي عشر



وقفت ريحانة ممسكة بحقيبة أيـان طفلها الصغير المتكئ علي ركبتيه يعدل من رباط حذاءه حتي انتهي ثم نهض متناولاً حقيبته المدرسية و وضعها علي كتفه..
, تطلع تجاه غرفة والدته فعندما استيقظ تفاجئ بوجود تاليـا بالمنزل و أنها نامت معهم.. اقترب من والدته يهمس بتساؤل:
, -ماما.. تاليـا بتعمل إيـه هناا.. غريبة إنها نايمة معانا.
, قرصته والدته من وجنته تغمغم باستنكار من سؤاله:
, - بطل تحشر مناخيرك الصغيرة في اللي ملكش فيـه.
, تذمر بضيق فـ هو يكره من يقرصه من وجنته يبعد يدها بضيق:
, -يووه يا ماما قولتلك مية مرة مبحبش حد يمسكني من خدودي.. أنا كنت بطمن الا يكون حد مزعلها.
, نطقت بهدوء و صوت خفيض:
, -اطمن هي حبت تغير جو فـ جات تنام هنا أصلها خايفة من العفريتة اللي بتطلعها من الكوابيس.. أنـا قولتلك كلام سر بينا عشان متزعلش.
, أومأ أيـان رأسه و قال:
, -حاضر يا ماما.
, قبلته من وجنته بحب قائلة:
, -حبيب قلب مامي يلا عشان متتأخرش علي الباص.
, قَبلها من وجنتها مودعاً إياهـا ثم غادر.. اغلقت ريحـانة باب الشقة فـ استدارت لتجد تاليـا استيقظت تخرج من غرفتها تتثائب بنعاس تردف بصوت ناعس:
, - صبـاح الخيـر.
, أجابت ريحانـة بابتسامة هادئة: صبـاح النـور.. كل ده نـوم يا كسلانة.
, ضحكت تاليا بسخرية و قالت تسير بكسل: أنتي ناسيـة إننا نمنا الساعة اتنين الصُبـح..
, أستأنفت وهي تدور بعيناها بالمکان بحثاً عن شئ مـا: أيـان لسـه نايم؟!
, ردت بتهكم و هي تتجه نحو المطبخ: أيـان مشي علي الـ school من بدري الساعـة تمانية و اتأخرنـا يا استـاذة.
, تأففت تاليا بملل تشيح بيدها: مش مشكله جات من يوم اتأخر فيه، مـرة من نفسي بقي.
, نطقت ريحانة بهدوء: ادخلي اغسلي وشك و غيري هدومك أنـا سبتلك هدوم علي الكومود البسيهم عشان نمشي.. أكون أنـا جهزتلنـا الفطار.
, ابدلت تاليا ملابسها بـ قميص أبيض و بنطال جينز أزرق و حذاء رياضي و صففت شعرها بـ سنبلة رقيقة تركتها علي كتفها.. خرجت من الغرفة ووجدت ريحـانة جهزت الفطور لتسحب كرسي و تجلس عليـه..
, تفوهت ريحانة و هي تاخذ قضمة من قطعة الخبز: طالعة زي القمـر يا تاليا.
, ابتسمت لها و ردت: ميرسي يا ريحـانة.
, نهضت ريحـانة وهي تردف بهدوء و ابتسامة سمجة: أنـا هغير هدومي تكوني أنتِ شيلتي الأطباق.
, صرخت تاليا بغضب و اهتيـاج: و حيـاة أُمك أنتِ بتذليني يا ريحانة عشان نمت هنـا أنـا ضيفتك مفروض معملش حاجة.
, رفعت كتفيها و قالت ببرود: تاليـا حاسبي علي كلامك يا ماما و آآه بـ زِلك.. و ضيفة مين!! دا أنتِ مقيمة عندي أكتر من بيتكم.
, أنهت حديثها بابتسامـة باردة صفقت الباب بوجههـا لـ تجز تاليا علي أسنانها بغيظ و هي تنهض عنوة تنفذ ما قالته..
, ١٨ العلامة النجمية
, بالشركـة عند قُصي.
, كان يجلس علي كرسيه بمكتبه علـي أحر من الجمر.. عقله و قلبه في حرب دائماً.. كان النصر للعقل و الهزيمة للقلب بحربه فـ حياته لا وجود للحب بها.. عادت كي تمحي قوانين وضعها لحياته..و عادت الحرب تبدأ من جديد في صراع وخوف من الوقوع بالحُب.
, نهض من مكانه و سار نحو الشرفة..وضع يده بجيب سرواله ينظر إلي الأمام بشرود واقع بين ماضي حورية و حاضر ريحانة؟؟!
, طرقت الباب و دخلت إلي مكتبه لـتجده يقف عند الشرفة يوليها ظهره.. اغلقت الباب و سارت عدة خطوات ووقفت خلفه..
, نطق قُصي ببرود وهو يستند بيده علي حافة الشرفة: تعرفي يا ريحـانة أنا بعمل إيه في اللي يخالف أوامري و يغلط غلطة..مجرد غلطة صغيرة في شغله..
, بللت شفتيها تسأله بخوف:
, بتعمـل إيه؟!.
, أجاب و هو يستدير لـ تري عينيه القاتمة بغضب قوي تحمل أعاصير تسحق الأخضر و اليابس:
, بمحيـه من علي وش الأرض..اللي يشتغل في شركة قُصي الراوي لازم يعرف هو بيشتغل مع مين..و إني مش بسمح بالغلط و أنتي عملتي الأسوأ من كده غلطتي أكتر من غلطة.
, توترت لتفرك يدهـا بخوف، وقالت:
, - غلطة..أنا مغلطتش في أي حاجة في شغلي يا قُصي بيـه.
, هز رأسه بنفي فـ عندما علم ماذا فعلت أمس من مخالفات و تجاوزات اشعلت فتيل الغضب لديه تحرك بخطي ثابتة قوية يعد لها أخطائها:
, - لما تحولي النزهة بتاعتهم إلي رحلة مدرسية تبقي غلطتي..ودي أول غلطة..التانيـة لما رفضتي السواق يوصلك البيت بليل و أنا عاطيكي اوامر ترجعي معـاه..و التالتة جاية الشركة متأخرة دي تجاوزات موظف كسلان و مهمل و النوعية دي مش عندي.
, تنفست الصعداء تضع يدها علي صدرها براحة ثم نطقت ريحانة مستنكرة رد فعلـه:
, - حرام عليك وقعت قلبي في رجليا..و زي ما حضرتك قولت إني غلطت فـ أنا مغلطتش أنا عملت شغلي علي أكمل وجـه..قولتلي هتكوني مع الجروب طول اليوم و مسؤلة عنهم وعن الأماكن اللي هيزوروها و حضرتك محددتش أي مكـان محدد فاتصرفت.
, صر علي أسنانه يتمتم باقتضـاب:
, -قصدك اتجننت..قلعة قايتباي و مكتبة إسكندرية و أكلتيهم في محل شعبي بتسمي ده تصرف عقلاني.
, تشدقت ببراءة و هي ترمش بعيناها عدة مرات:
, - خلتهم يشوفوا تاريخ بلدنا و ثقافة بلدنـا..و أكلتهم في محل ميحلموش بيـه كبدة إسكندراني و قعدوا علي قهوة بلدي إيه مقولكش..طب هسألك حد اشتكي فيهم هاا هاا.
, وقف أمامها ثم مال برأسه قليلاً يردف بغمـوض:
, - إزاي هيشتكوا..دول كانوا مبسوطين جداً و خاصة ألبرت اتصل بيـا مخصوص و قعد ساعـة يُشكر فيكي جمال و ذوق و رقة.. عملتي إيـه عشان ينبسط أووي كده منـك.
, قطبت جبينها بخوف تعود بقدميهـا للخلف مردفة بتلجلج:
, -قـ صدك إ يـه
, سار بخطوات قوية و علي وجهه ابتسامة شيطانية لم تشعر بنفسها سوي وهي ترتطم بالحائط من الخلف شهقت بصدمة تحاول الفرار لتجده بسرعة يحاصرها من الأمـام..جف حلقها بخوف علام ينتوي لا تعلم..
, حدقت به بعيناهـا العسلية بإشعاع خوف و رهبة منه٣ نقطةنظرات الخوف و القلق تضرب قلبه كالسياط الغليظة بقوة جامحة٣ نقطةلما كان عليها أن تنظر له هكذا فـ سر ضعفه يكمن بعيناها..
, مد أنامله تتلمس عنقها و عيناه علي جسدها بوقاحة لم تتخيل أن تصـل به هكذا حد الجُـرأة..تفوهت بغضب و حمرة قانية تتسلل لوجنتها:
, -أنتَ بتعمـل إيه؟! أبعد إيدك عني.
, قالتها تبعد يده عن جسدها بعنف بينما هو تلذذ بارتعاشة جسدها عندما لمسه لـ يغمغم بخبث:
, - هكون بعمل إيه واحدة و واحدة في مكتب لوحدهم و الباب مقفول ووضع زي ده تفتكري إيه.
, صاحت بغل و حقد دفين بعيناها لأعوام لن تسمح له بالاقتراب منها ثانية واحدة:
, - دا في أحلامك إنك تقرب مني أنا مش رخيصة عشان اسبلك نفسي و أسلملك زي الزبالة اللي تعرفهم.
, اقترب بوجهه منها حتي أصبح علي بعد سنتميترات صغيرة فاصلة بينهم يهمس بشيطانية و صلابة:
, -أنتي زيهـم زبالة٣ نقطةزي ما سلمتي ليهم هتسلمي ليـا مجاتش علي الغلبـان.
, حاول تقبيلها و قد أعمـاه شيطانه متخلياً عن زي اللباقة و يظهر خلفه شيطـان كبير.. لتتملص منه بغضب قوي تدفعه بعيداً عنها و لم تشعر بيدها إلا و تصفعه قائلة بدموع:
, -أنت أزبل واحد عرفته في حياتي.. أنتَ شيطان مستحيل تكون بني ادم اللي زيك ميتصنفوش من البشـر٣ نقطةو أبقي قول لـ ليزا حبيبة القلب إن مفيش حاجة بينـا عشان متجيش و تقولي أبعد عنه إنه ملكي٣ نقطةو من النهاردة مستحيل أشتغل في شركتك دي تاني لو علي جثتي.
, القت بكلماتها مهرولة من امامه بسرعة تغادر المكتب صافعة الباب خلفها بقوة بل تغادر الشركة بأكملها..
, أما هو تيبس جسده بصدمة..صفعته إمـرأة و أي إمرأة هذه..بقاموسه تلقب عاهرة..احتلت الصدمة كيانه فـ سمح لها بالفرار سريعاً..كاد يركض خلفها كي يلقنها درساً و جحيم كي تعلم من هـو الذي صفعته..استوقفه رنين هاتفه ليتأفف بغضب و أخرجه من جيب سرواله..رأي اسم المتصل علي الشاشة ليتنهد بضيق مجيباً:
, - تمـام هكون عندك بليل.
, اغلق الهاتف يلقيه بإهمـال علي المكتب ثم رفع يده يتحسس وجنته موضع الصفعة نيران حارقة تلهب ثناياه بالانتقام..أخذ يتوعد لها بالعذاب و الجحيم علي يده..
, تمتم بتوعد و حقد يكور يده بغضب:
, - هدفعك تمن القلم غالي أوي أوي يا ريحـانة السباعي.
, ١٨ العلامة النجمية
, في القاهـرة عند قصر الرّاوي.
, كان الجميع علي أتم الاستعداد كي يسافروا إلي عروس البحر المتوسط.. السعيد.. والقلق.. والمضطرب.. و الخوف يتسرب إلي قلبه رويداً رويداً..
, داخل سيـارة نديم كانت رؤي تجلس بالمقعد الأمامي جانبه..تفكر في التغير الذي طرأ علي نديم منذ أيـام.. لا تري أي سعادة علي وجهه.. الوجوم و البرود.. كانا متناقضان بينهما فرق بين السمـاء و الأرض٣ نقطة أين حبه و عشقه لهـا..
, استجمعت قوتها تنحنحت تنظف حلقهـا تسأله بإهتمام: نديم!!.
, همهم ببرود ويده علي عجلة القيادة مجيباً ببرود: أممم.
, تعجبت أكثر من بروده و رده المقتضب.. اخذت نفس عميق تكبح غيظها و غضب يرتفع بأوردتها: إيه اللي غيرك يا نديـم اتوقعت تكون سعيد بجوازنـا بس أنا شايفة العكس قدامي كأنك مغصوب عليه.
, رمقها من طرف عينيه ببرود يردف بلامبالاة خارجية و داخله نزعات قوية تنهش قلبه: بعمل اللي بتتمنيـه دا كان طلبك علي ما أظن و إلا عايزة تروحي ترتبطي واحد تاني.
, برقت عيناها بصدمة تغمغم بصوت متهدج: أنـا فعلاً كنت بتمني إننا نبقي مع بعض بس عمري ما اتمنيت ابعد عنك و أكون لغيرك أنا بحبك يا نديم..حتي اتفاجئت لما جدي قال إننا هنعمل فرحنا في إسكندرية زي ما كنا متفقين زمـان.
, ألتوي ثغره بابتسامة باردة لم تصل لعينيه: آآه مانا عارف قد إيه بتحبيني قد إيـه عشان كده بتسمعي كلامها.
, رفعت سبابتها بوجهه بغضب: أنا مش هسمح بأي تلميحات مش كويسة.
, أستدار برأسه قليلاً يرمقها بنظرات غامضـة و نبرة فظة:أنـا مش بلمح لـ حاجة لو فعلاً حسيت بغدر منك أنتي بالأخص يا رؤي صدقيني ناري هتحرقك أول واحدة.
, ابتلعت ريقها بخوف من تهديده الخفي لأول مرة تسمع هذه النبرة منه و كلام غامض أخفت قسوة نديم خلفها..كان يخبرها ألا تستنزف صبره كي لا تري وجه نديم الراوي الحقيقي وهـو..القسـوة..
, ١٩ العلامة النجمية
, في المساء..
, أسدل الليل ستائره علي الإسكندرية تشعر بنسمات الهواء الرقيقة بينما صوت الأمواج المتلاطمة تعلو و تعلو.. بداخلنا لا نعلم أخير أم شر٣ نقطة أنصلح للحياة أم الحياة افسدت قلوبنا و أبعدتنا عن الصواب.. حقيقة مُرة كالدواء و مرارة العلقم.. ليس بها وفاء و رحمة بل جحيم و نيران تشتعل تحرق ما تطوله.. ليست الأيام تتحكم بنا و لا نحن بل قدر كُتب منذ أزمـان..
, صف سيارته أمام قصـر اقل ما يُقال عنه جنة. كبير للغاية كالقصور الملكية.. إنه قصـر الراوي.. هبط من سيارته ببرود يمسك سترته بإصبع سبابته و تركها بإهمال علي كتفه.. تفوح من أنفاسه رائحة سجائر قوية.. سار بتعب و ضيق من إجباره علي المجئ هنا..
, وصل أمام الباب الكبير و قرع الجرس ليجد الخادمة تفتح لـه بابتسامة عمليـة.. ارتعشت أوصاله فمنذ سنوات لم تطأ قدمه هذا المكان عندما كان مع حـورية.. الماضي يُعرض أمام عينيه كشريط سينمائي طويل.. صورتها أمـام عينيه.. ابتسامتها البريئة والطيبة٣ نقطة
, نفض عن عقله أي وسيلة للشفقة او التردد بل تابع سيره ليـصل إليهم.. استمع إلي هتاف أنثوي يصرخ بسعادة وعلي حين غفلة ترمي بجسدها بين أحضانه مغمغمة بإشتياق:
, -قُصي وحشتني أووي.

الثاني عشر


تيبس جسده بدهشة عندما أرتمت شمس بأحضانه..تلاشي حنقه و ضيقة فإبتسم يضمها إلي أحضانه صغيرته كبرت من يرآها بمثابة شقيقة له.. لم يحمل يوماً بقلبه ضغينة أو كره نحوها فيكفي حنوها و نقاء قلبها..
, ابتعدت عنه تبتسم بإشتياق مردفة:
, -وحشتني يا أبيـه.
, مسح علي خصلاتها البُنيـة بإبتسامة حانية قائلاً:
, - و أنتي كمـان يا شمس.
, جلس علي الأريكـة مقابلاً لجده يتبادلان النظرات النارية و الغاضبة.. تعمد الجلوس بأريحية بإبتسامة سخية مغمغماً:
, -أهـلاً بيكم في إسكندريـة ، بعد السنين دي كُلهـا جايين ليه.
, هتـف الجد فـاروق بغضب سافر لحفيده الغير مبالي بأحد:
, - لما تكلم فـاروق الراوي جـدك تتكلم بإحتـرام.
, هـز رأسه بسخرية و لامبالاة فـ إشتعل فاروق غضباً و ضرب بعكازه الأرض أنتفض منها الجميـع عداه صامد و لم يهتـز لها.. نطق فـريد بتوتر يُصلـح ما أفسده إبنه:
, - معلش يا بابا هو ميقصدش.. و أنتَ يا قُصي أعتذر لجدك.
, رمق قُصـي والده نظرات حـادة، وقـــــال:
, -فريـد بيـه لما أغلط أو أتجاوز حدودي أبقي أعتذرله و دا من سابع المستحيـلات إني أتأسف لحد..
, صر فـاروق علي أسنانه كاملة بغضب يغمغم بإهتياج من عنـاد حفيده يُصر علي إيساع الفجوة بينهم أكثـر و أكثـر من قبل:
, - شكلك عايـز تتربي من جديد و الظـاهر إن درس زمـان متعلمتش منـه؟؟؟؟
, أحتقنت الدماء بوجهه يكـور قبضته بغـل مما حدث بالماضي جعله قاسي هكذا، أردف ببـرود:
, -الدرس ده عمـل قُصـي الـراوي اللي إسمـه بيرعب أي حـد.. أنتَ مطلبتنيش عشـان تكلمنـي عن التربيـة و الأخلاق و تفكرني بزمـان..
, تنهـد فـاروق بيأس من عقله اليابس.. قُصي حفيده الذي لم يستطع فرض قوته و سيطرته عليه مثـل الجميع بل تمـرد علي قوانينه.. بنبـرة ذات مغـزي قـــــال:
, - إحنـا هنعمـل فرح نديـم و رؤي في القصـر هنــــا مع خطوبة شمس و عاصـي.
, إبتسم ببرود مهنئاً:
, -ألف مبروك.
, أغتـاظ فـاروق من بروده.. الجزاء من جنس العمـل.. ما زرعه به صغيراً يحصده الآن.. هتف بـ شراسة:
, -أنـا مش بقولك عشان أسمع ألـف مبروك.. أنتَ لازم تتجـوز تـاني مش هتفضل بقية عمرك من غير جـواز عايز أشيـل أحفادي قبـل ما أموت.
, لم يكترث يغمغم مصطنعاً عدم فهـم مغزي حديثه:
, -مأنت شيلتنـا يا فـاروق بيـه من سنين.. و إلا انت عايـز حد من ولادك يتجوز تاني عشان يخلف.
, رد مشيراً بسبابته عليـه بقوة:
, -لاء عايزك أنت اللي تتجـوز يا قُصي و تشـوف حياتك.
, ملامحه باردة لم تشهد أي تغيير و لکن بداخله ثورات عارمة من تحكمات فــــــاروق الـراوي بهم.. هب واقفاً دون أن ينبت ببنث شفة يغـادر المكان.. استـوقفه صوت جده يصدح بنبـرة قويـة:
, -استني عنـدك يا قُصي رايـح فيـن؟! أنـا بكلمك يا ولـد.. مش هترجـع شقتك تـاني هتعيش معانــا هنا في القصـر و هتتجـوز اللي أختارهـــــــا أنـا ليك.
, رفع حاجبه الأيسـر بإستنكـــــار من ثقته القويـة بمكوثه بالقصـر، بـل يريـد تزويجه رغماً عنه.. أشـاح عينيه بعيدا عن جـده ينظر إلي نديـــم الجالس بصمت.. نظرات قوية.. باردة.. تفوه بسخـرية إلي نديـم:
, -ساكـت ليـه يا نديـم؟! جدك عايـزني أتجـوز تاني بعد حـورية أُختـك برضو.. إيه ملكش رأي.
, حدق به ببرود يهتف بلامبــــــالاة خارجية يعقد ساعديه:
, - مفيـش رأي بعد قـرار فـاروق الـراوي.
, إبتسم قُصـي بسخرية مغمغماً بإستخفـاف و نبرة لا تحـمل النقاش يستدير بجسده يتـرك المکان بأكمله و يغادر القصر:
, - و أنـا محدش يفـرض رأيـه عليا و معنديش إستعـداد مـراتي تطـلع خايـنة و علي علاقـة براجل تـاني.1
, ١٠ العلامة النجمية
, كانت تنزوي بغرفتهـا تبكي علي أطلال غـدره و سخريته بهـا.. شعرت بالمهانة و الإذلال بما أردف به بحق كرامتها و كبريائها.. عاشت تدافع عن كرامتها و سمعـة صغيـرها.. كي تهنأ بحياة هـادئة بعيدا عن الصعـاب و المشاكل٦ علامة التعجب
, أصـرت علي العمل عنده كي تثبت له أنهـا تنسـاه و لا تتذكره.. كذبت.. من أجـل أن تبتعـد الشكوك عنها.. لا تريد أن تواجـه نفـس مصيـر حـوريـــــــــــــــــة؟؟؟؟؟؟؟؟
, تنهـدت بحـزن تكفكف دموعهـا بسرعة عندما استمعت إلي طرقـات علي البـاب.. نطقـت بهدوء:
, -أدخـل يا حبيبي..
, دخـل أيـان الغرفة يرتدي بيجامة من اللـون الأبيـض و الأزرق عليهـا رسـوم متحركـة.. سـار تجاه الفراش و صعـد عليه يجـاور والدته بالجلـوس.. طالعهـا بنظرات متفحـة عيناها منتفختان من آثـار الدموع.. و أنفهـا أحمر و وجنتيها كتلـة دماء حمراء تشبـه حبات الطماطـم..
, تسـائل الصغيـر بإهتمـام يمسك بيده الصغيرة كف يدها الناعمـة:
, -مالـك يا مامي، كُنتي بتبكي .. حـد مزعلك إيـاد.. تاليـا.
, ابتسمت بوهن تشدد بيدها علي كفه قائلة بهدوء:
, -لا يا حبيبي محدش زعلني.
, إستأنف متسائلاً مرة اخري:
, -طب كنتي بتعيطي ليـه؟!
, تنهـدت بعمق تريـد إخباره بحقيقة تحملها علي أكتـافها منذ أعوام.. أجابت بهدوء:
, -أبداً حلمت بكابوس وحش و خايفـة أنام لوحدي أصلي خايفـة أووي.
, أحتضنهـا الصغير بقوة يردف بخوف:
, -و أنـا كمان حلمت بكابوس مخيف عشان كـده جيت أنـام معاكي.
, إحتضنته بذراعها و تمددت علي الفراش مردفـة بإقتراح:
, -نـام يا حبيبي أنـا جمبك علطـول.
, هز الصغيـر رأسـه يغمض عينيه بنعـاس.. بينما ريحـانة تعبث بأنـاملها خصلات شعره الطويلـة بشرود.. تتذكر حضن والدتهـا عندما كانت تحتضنهـا وهي صغيرة وخائفة من كوابيس مخيفـة!!؟؟؟؟
, كانت مفترق الطرق تجمعهـم دائماً ثم تُعيدهـم إلي فراق يدمي القلب بـلوعة عشق حطـم بقايا الروح داخلهـم٤ نقطة
, عليهـا الصمـود من أجلـه.. أيـــان٥ علامة التعجب
, فُتح البـاب فجأة تلاه دخـول تاليـا بأعين دامعـة.. انتفضت ريحانة بهلع تلاشي بسرعة عندما رأت تاليـا.. قطبت جبينها بتعجب هاتفة:
, -إيه اللي مصيحكي دلوقتـي؟!.
, أجابت وهي تقترب تتمدد علي الفراش جوارها من الناحيـة الأخري فـ أصبحت ريحـانة بالمنتصف:
, -حلمت بكابـوس وحش.. إن إيـاد بيخوني مع اللي إسمها شهيـرة الحناوي و من ساعتهـا و أنا مش عارفة نـام.
, ضحكت ريحـانة بصخب أستيقظ عليه أيـان تغمغم من بين ضحكاتها:
, -اليـوم العالمـي للكوابيس.. خش في لحـم أخوك يا فـواز.
, تعجب كلا من أيـان و تاليـا من حديثها ليعلموا مقصدهـا و شاركوهـا الضحك عله يمحي همـوم اليـوم من أحـزان و دمـوع.. تمدد الثلاثـة جوار بعض بإحتضـان و قد غلبهـم النُعـاس بسـرعة.
, ☆☆**☆
, •في شـركة الماسـة
, مـر يومـان بعد آخر مرة رآهـا بهـا.. أنتظر أن تأتي باليـوم التالي فـ فاجأته بغيابها.. هو ليس حـزين علي مغادرتها بقدر ما يشتعل بداخله نيران الإنتقـام.. لقـد استطاعت حواء صفعه و مغـاردة المكان بسرعة..
, يلعـن بداخله المكالمـة الهاتفية التي منعته عن ملاحقتهـا و النَيـل منهـا.. يثأر لكرامة رجـل.. حـاول إشغال عقله بالعمـل فـلا يـري الأوراق سوي صفحة بيضـاء و صورتهـا بأعيـن باكية تنهش قلبـه..
, تنهـد بغضب من تلك المشاعر الجياشة التي تفرض سيطرتهـا عليـه من جديد.. أخرج سحـابة رمادية من فمه يلقي بقايا لفافة التبـغ بإهمـال علي الطفاية.. عليه استجمـاع خلايا عقله فلا يُحبذ أن يبقـي صامتاً هكذا٣ نقطة
, سيريهـا الويـل تلك "الخائنـة" كمـا يعتقد٣ علامة التعجب
, رفع سماعة الهاتـف علي أذنه يردف ببرود إلي نجـوي:
, -نجـوي إبعتيلي الموظفـة اللي مقدمة طلب إجـازة بسرعة.
, أغلق الهاتـف بإهمال سيأخذ خطوة حاسمة نحـوها.. لن يتركهـا تفلت من يده دون عقــــــــاب. ٥ علامة التعجب
, •بعـد مرور الوقت
, ولجت بسنت بزيهـا العمـلي المكون من بنطـال جينـز أسود و قميص أبيض و كعب عالـي بسيط.. وقفت بسنت بقدمـان ترتعش من الخـوف و القلـق.. هي تقف وحدها أمام قُصي الـراوي..
, تطلع لها قُصي ببرود فإزداد إرتباكـها منـه.. ما سمعته عنـه ليس بشائعة بل حقيقـة مؤكدة.. هيئته مخيفة و مهلكة.. جاذبيته.. وسامتـه و صرامتـه إضافة إلي عينـاه القاتمـة كعتمة الليـل الأسود في عتمـة القمــر.
, صدح صوته ببـرود وحاد:
, - طلبتي تقابليني عشـان طلب الإجــــــازة.٣ علامة التعجب و أنـا ورايـا شغـل أخلصـي بسرعة.
, ارتبكت أكثـر بتوتر علي الرغم من شعـور الحنق و الغيـظ منه متمتمة بداخلـها:
, -عديـم الذووووق.
, إزدرقت ريقها برعب قائلة بنبرة متلجلجة تـمُد يدها بورقة بيضاء:
, -كنت عايـزة حضرتك توافقلي علي طلب الإجـازة عشـان فـرحي كمـان تلات أيـام و جيت النهاردة عشـان أقدم علي الإجـازة.
, أخذ منها الورقة يقرأ حروفهـا ببطء ثم تنهد يسألهـا بهدوء:
, -تمـام و علي كده الفـرح هيحضره زمايلك في الشركة.
, أومأت تجيب بإبتسامة بلهـاء:
, -أيـوة عزمتهم كلهـم كل اللي معـايا في الشركـة أصـل عصام شغال في الحسابات معايا.
, همهم بتفهـم مضيفاً:
, -آآه زمايـل في الشغـل.. كده أنـا هخسـر اتنين من موظفيني لمدة شهر العسل.. علي العمـوم الشغـل مش هيطير الأهـم تفرحوا..كنت عايز أعرف هتعملوا فرحكم فيـن عشان أبعتلكم عليـه هديتي ليكم.
, تنحنحت بحـرج قائلـة بإبتسامة متوترة:
, -ودي تيجي يا أفندم حضرتك لازم تشـرفنـا و دي تكون هديـة فرحنـا و اللهـي.
, اتبعت حديثهـا تخرج بطاقة الدعـوة وضعتهـا علي المكتب مردفة:
, -ياريـت تشرفنـا يا فندم هنكـون سعداء بوجود حضرتك جداً.
, حرك رأسه بهـدوء ثم ناولها الورقة بعدما خطي بتوقيعه عليـها قائلاً بدبلوماسية:
, -congratulations.
, أبتسمت مجيبة ببشاشة و هي تغادر:
, -ميـرسي يا فندم.
, أنصـرقت بسنت لـ يزيل قناع الود المُزيف يُظهر قنـاع القسوة..وجـه قُصي الـراوي الحقيقي..نجحت خطته بالحصـول علي دعوة منهـا..يعلم بصداقتهـا بريحـانة و أنها ستدعوها لحفـل زفافهـا٣ نقطةليـس بالهيـن يستطـيع الحصـول علي ما يريد وهو جالس علي مقعده دون أن يتحـرك يدير بعقله مفاتيـح اللُعبـة..لعبة الإنتقـــــــام و الحُـــب؟؟٥ علامة التعجب2
, ☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
, انقضت الأيـام سريعـاً.. واليـوم هـو المنشـود..
, وقف بهيمنته أمـام المـرآة ينثر من عطـره ذو الماركـة العالميـة ثم مشط خصلات شعره البُنيـة.. ألقي نظرة علي بذلته الرماديـة أسفلهـا قميص أبيـض اللـون.. التقط هاتفه و مفاتيح سيارته ثم غادر الغرفة.
, هبط للأسفـل ليتقابـل مع روفيـدا.. امتقـع وجهه بضيق هو لا يتقبلها و لا يـرتاح إليها.. يعلـم نواياهـا و ما يكمن داخلهـا.. تشبه والدتهـا الأفعـي عاشقـة للمـال و الثـروة.
, أتسعـت إبتسامة روفيدا فقد تقابلت مع قُصي دون وجـود أحد، تطلعت بعيناها إلي وسامتـه الجذابة.. بريق عينيه القاتمة يلمع بالضوء يعكس نيـران القـوة و الغمـوض..
, هتفـت بسرعة وهي تراه يُغادر دون أن تحادثه:
, -قُصي استنـي!!.
, توقف مجبراً نفسه علي الوقـوف ثم التفت لهـا يـرد ببرود:
, -عايـزة إيـه يا روفيـدا؟؟!.
, شعرت بالانتصـار و الغرور لأنـه وقف ملبياً ندائها، حدقت بعيناه الغاضبـة فـ أردفت بسرعة و تلعثـم:
, -أنتَ خـارج!!
, زفـر بضجـر يغمغم بإستخفـــــــاف من سؤال أحمق تفوهت به:
, - لا قاعـد!! شايفاني لابس و ماشي ناحية البـاب هيـكون ليـه عشان أخـرج طبعاً.
, أبتلعت إهانته بجوفهـا تبتسم بإزدارء تغمغم بسماجة:
, -أنـا كنت جاية عندك عشـان كنت عايـزة أخرج فقـولت تخرج معايـا من زمان مخرجناش سـوا.
, ألتوي ثغره بتهكـم يلقي بسهام كلماته القاتـــلة عليها:
, -و إحنـا إمتـي خرجـنا مع بعض عشان نخرج دلوقتي.. أنـا ورايـا معـاد و هتأخر بسببك..
, نادتـه بنبـرة متوسلة أن يقف و لا حياة لمن تُنـادي:
, -قُصي.. قُصي.. استنـي.. لسـه مخلصتش كلامي.
, لم يُعيرها انتبـاه و غادر قبـل أن يفتـك بهذه الزنـانة كما يلقبهـاا.. تنهـدت بغضب وخططها تفشـل بإيقاعه دائما.. التفتت بحنق لـ تشهق متفاجئـة من وجـود والدتهـا تقف عاقدة ساعديـها بغضب..
, تقدمت روفيـدا من والدتهـا بتوتر عيناهـا لا تنذر بخيـر.. طالعت مهـا ابنتهـا بإستياء قائلة:
, -طـول عمرك هتفضـلي غبيـة مش عارفـة تتصرفي و أنـا بقول عليكي أذكي إخواتك.
, نطقت روفيـدا بتبـرير لـ والدتهـا:
, -يا مـاما أنتِ شوفتي بيعاملني إزاي مش مديني فرصة أتكلم دقيقتين معـاه علي بعض بيصدني بكلامه.
, أبعدت ساعديـها و أقتربت مها من ابنتهـا تطرق بأناملها علي رأسهـا مردفـة بهدوء مـا قبـل العاصفـة:
, -عشـان غبيـة اللي زي قُصي مش هينفع معاه جمال و لا كلام حلـو عايـز عقلك يشتغل و يفكر صح هيعمـل إيـه.. قُصي مش غبي عشان ميقرأش دماغك و تصرفاتك كويس..
, اردفـت بيأس علي حديث والدتهـا:
, -طب أعمـل إيـه يا ماما.. أتصرف إزااي و هـو بعيـد عننا.
, أجابت مهـا بخبث و مُكـربعد تفكيـر طويل علي روفيـدا:
, - هقـولك بس الأول هتنفذي اللي بقولك عليـه بالحـرف قُصي فرصة مش لازم تضيع مننـا دا ثروة لوحده غير ثروة الـراوي.
, حركت رأسها بإيمـاءة تنصت لمـا تُمليـه عليه والدتها.. عقلهـا يشيد المئـات من الأحـلام الورديـة يكفيهـا امتــــــــلاك قُصــــــــــي!!؟؟؟؟

الثالث عشر


تأنقـت ريحـانة بثـوب من اللـون الأرجواني..يضيـق من عنـد الصدر ..وينـزل بإتساع من عند الخصر..يرسـم منحيات جسدها الممشوق كعـارضات الأزيـاء..بأكمام تصـل إلي منتصـف الساعد..وفتحـة صدر مثلثـية أبرزت عظمتـي الترقوة..تركت شعـرها الممـوج كالبحـر الهـادئ ينساب علي ظهرها بُحرية..نثرت من عطرهـا الفواح علي جسدها البـض..أرتدت قلادتهـا المميزة بقطعـة ألماس علي شكـل زهـرة جميلـة..
, استمعت إلي صوت صفيـر تاليـا.. استدارت وجدتها ترمقهـا بنظرات الإعجـاب .. تقدمت تاليـا منهـا تلتمع مقلتيهـا ببريق الصدمـة .. نطقت بإعجـاب:
, - أنـا مش مصدقة عيـوني !! إيه الجمـال دا !! قمر يا بنتي.
, أبتسمت ريحانة بود مماثـل تمسـك بـ بخاتمها البسيط ترتديه بإصبعهـا، وقـالت:
, -ميرسي يا تاليـا ، بس حاسـة إني ممكن اتكعبـل و أنـا ماشية بالكعب ده.
, حركت رأسهـا نافيـة تبث الثقـة بهـا:
, -بالعكس ده مناسب للـ فستـان.. بس عشان أنتي مخرجتيش بكعب عالي.
, حركت كتفيهـا لأعلي و أسفـل بحنـق:
, - طب اغيـر الفُستان حاسة إني أوڤر أووي بالفستـان ده ٤ علامة التعجب
, قبضت تالـيا علي معصمهـا و أدارتهـا مغمغمة بضيـق:
, -بطلي عبط !! دا فرح صاحبتـك و لازم تبقي جميلة الجميلات في الفـرح.. يلا بقي من هنـا عشان الفيلم هيبدأ.
, التوي ثغرها بإحتقـار ، قائلـة:
, - مش هـرد عليكي يا أوطي الصُحـاب.
, أحنت تاليـا رأسهـا بإبتسامة سمجـة:
, - ميرسي يـا أعبط الصُحـاب.
, فتحت باب شقتهـا مردفـة تلوح بيدها:
, -بـــــاي يا خسـارة.
, بنفـس السماجة قالت تاليـا:
, -بــــــــــاي يا عمـارة.
, اغلقت باب الشقـة و هبطت لأسفـل.. بينمـا التفتت تاليـا بضحكة عابثة علي شفتيهـا إلي أيـان يرص الأطباق المليئة بالمُسليـات "سناكس" قائلة:
, -استعنـا علي الشقي ب****
, ١٠ العلامة النجمية
, وسط زحمـة الطرقات.. رأيتهـا.. تركض هاربة بفستانها الأرجوانـي.. تقازفت دقات قلبي بين أضلُعي تكاد تُحطمـه من شعـور غزي القلب بلا استئذان.. هرولت ألاحقهـا.. ضاعت بين الزحـام.. سِرتُ أتبـع دقات القلب.. أبحث عن ذات الأرجـــوان..♬♬♡.. أميـرة عمـرو..
, ١١ العلامة النجمية
, سرقت الهـوي بعسلياتها..لأسقط صريعاً ببحور هواها..أتناغم مع النسمات عشقاً..طرباً من القلب مآواهـا..♬♬♡..أميـرة عمـرو.
, ١١ العلامة النجمية
, دخـل قاعة الزفاف ببذلته الرماديـة ، تركـزت الأعيـن عليه بصدمة جالت علي وجـوههم ٤ علامة التعجب لم يكترث بنظراتهـم بل كان هنـا من أجل هدف واحـد !! ريحــــانة ، قاعة بسيطة لا تليق بمستواه الإجتماعي رآهـا بمستوي منحط من مركزه الإجتمـاعي، أسئلة تدور بخلدهم مـاذا يفعـل" قُصي الـراوي" بقاعة أفراح بسيطة بحفـل زفاف موظفين من شركته ، سار بهيبة و خطي واثقة نحـو الكوشة و بارك للـعروسان و التي بانت صدمتهـم قوية..
, خاصةً بسنت اعتقدت أنـه لن يأتي، وفاجأها بحضوره القـوي..حقاً الأيـام تصنع المعجزات.
, جلـس علي طاولة منزوي بأحد الأركان..يتابع الحفـل بملل كبير..تكالب عليه عدد كبير من موظفي الشركة يُحادثون رب عملـهم..كانت بمثابة فرصة ذهبية لـ بعض الحضـور بأن تتوطد علاقتهـم برجل مثل "قُصي الـراوي"..
, تأفف بملل يطالع ساعته الفضية بين الحين و الآخـر..يشعر بالوقت يسير رويداً رويداً كـ عقود و ليس كثواني مرت ٤ علامة التعجب عينـاه منصبة علي باب القـاعة متأملاً قدومهاا.
, زفر بضجر يغمغم بنفــــاذ صبر:
, -هي اتأخـرت ليـه؟؟ معقول مش جايـة !!
, بينمـا همس بداخله بهذه الكلمـات أتت عليـه "نجـوي" بفستـانها العـاري يكشف عن مفاتن جسدها البض بـ تقزز.. فستـان من اللـون الأحمـر القاني يلتصق بجسدها كجلد ثاني.. ينساب علي جسدها إلي رُكبتيهـا يبرز منحيات جسدها الممتلـئ بإغراء.. و فتحـة صدر كبيـرة..بحملات رفيعـة لا تشكل شيئاً..كانت أشبه بمن خرجت بـ قميص نـوم خارج منزلهـا..
, تشعـر بالثقة و الغـرور كلما سُلطت الأنظـار عليهـا فتزداد غروراً و إعتزاز بنفسهـا.. جلست علي المقعد جواره بإبتسامة مغريـة ترتسم علي شفتيهـا المطليـة بأحمر شفاة صارخ اللون:
, - وحشتنـــــــي..
, التفت بوجهه ناحيتهـا رمقهـا بنظرات ساخطة ثم أشاح بوجهه بعيداً يشعر بالاشمئـزاز من هيئتهـا الأشبه " بـ العاهـرات ".. شعـرت بالإهانة من تجاهلـه فـ قررت المحاولـة ثانية تقترب بجسدها متعمـدة إظهـار مفاتنهـا أكثـر تتحسس بأناملهـا كتفه بلمسات مغرية خبيرة بفـنون الإغراء.. همست بحزن مصطنع تلـوي شفتيهـا:
, -مبتردش عليـا ليـه؟؟ بقولك وحشتنـي.
, أبعد يدهـا عنه بقوة يحدجهـا بنظرات غاضبة ألهبت عينـاه ببريق الغضب يردف بإهتيـاج من فعلتهـا الوقحة:
, - إيدك القذرة تتشـال بدل ما تشوفـي تصرف مش هيعجبك و أنـا لا يهمني حد ولا بخـاف.
, ازدردت ريقها بتـوتر قائلة بنعـومة حرباية تُغير شكلهـا:
, - هو أنـا عملت حاجة زعلتك منـي؟؟؟ طب دا أنـا بتمنالك الرضـا.
, صر علي أسنـانه تكاد تتهشـم من فرط قوتهـا يردف بغضب يحذرهـا بالتمادي بأفعالهـاا:
, -شيلي من دماغك إني ممكن ابوص لـواحدة كل شويـة في حضـن راجـل و شغـل الحواري أنـا حافظه كويس ألعبيـه علي حد تانـي فاهـمة.
, اومأت له ترتعد بقوة من جحيـم عيناه مرددة ما قاله بخوف:
, - فاهــــــــمة.
, استأنـف مشمئزاً يشيح بعيناه بعيداً مردفاً:
, - يلا قومي من هنـا و مش عايز اشوف وشك لحـد ما أمشـي.
, نهضت علي الفـور تغـادر مبتعدة عنه بذعر حقيقي.. بينمـا قُصي ظـلت عيناه عالقة بالبـاب يتأمل قدومـها.. كاد أن يستسلم بعدم قدومهـا حتي لمح من بعيـد صاحبـة الأرجـــوان ٥ علامة التعجب ♥
, ' ' ' ' '
, •قبـل قليـل..
, وقفت سيارة أجـري أمام قاعة الأفراح حيث زفـاف صديقتهـا بسنت.. ترجلت من السيارة بعدما حاسبت السائق ليغادر بعيداً.. حملقت بعيناها المكـان تشعر بالتوتر و إرتباك من هيئتها الجديدة.. قلما ما ترتدي هكذا إلا في المناسبات العائليـة بعد إلحـاح كبيـر..
, ما زعزع الثقة داخلهـا نظرات السائق المريبة نحوهـا رغم أنها ثوبهـا محتشم إلا أنه اشعرهـا بأنهـا ترتدي ما يبرز مفاتنهـا.. تنفست بعمق تعلـم بأنه لن يكـون موجود بالداخل وهـذا ما طمأنها بعض الشئ ٤ علامة التعجب
, أردفت إلي الداخـل بخطي غير متزنـة البتـة، تشعـر بأنهـا ستقع لا محالة بهذا الكعب العالي.. دخلت من الباب القاعة فـ ضربت علي مسامعهـا صوت الموسيقي العالية يصـم الآذان، وضعت يدها علي أذنهـا بألم ثم ازالتهـاا بعدما اعتادت علي الصـوت..
, هذه المـرة سُلطت الأنظـار نحـوها.. حورية من البحـر.. إختلاف كبيـر فمنذ قليل كانت النظرات جائعة و شهوة مقززة.. أما الآن فهي إعجـاب و هيام و صدمة من فاتنـة حطمت أسوار اعينهـم من بساطة الجمــال..
, رفعت رأسهـا بثقة تتجـه نحـو الكوشة بعدما إعتـادت علي السير بالكعب العالـي.. احتضنت بسنت بقوة مردفـة بإبتسامة بشوشـة:
, - مبـروك يا بوسي..
, بادلتهـا العناق متمتمة بضحك و مرح:
, -**** يبارك فيكي.. بس كنتي خفي شويـة إيـه الحلاوة دي الناس شوية هتنساني و تفتكرك العروسة مش أنــا.
, ابتعدت تنفي بضحك علي خفـة دمهـا:
, - ههههه 😂😂 يا جزمة حتي يـوم فرحك بتألشي هتعقلي إمتـي بقي؟؟!.
, تفـوه العريس بإهتمام يردف:
, - قوليلهـا محسساني إني متجـوز بكيزة الدرملي ..
, رمقته بأعين محذرة بأن يتطاول بالحديث أكثر تتشدق بضيق:
, - و مالهـا بكيـزة الدرملـي أنـا أحلي منهـا بكتيـر.
, حرك رأسه بنفي يقول بيـــــأس:
, -لأ واضـح.. أنا اتغشيت في البضاعة يا جماعة.. رجوعوهـا و هاتولي بـسنت.
, كانت تضحك علي مزاحهـم الطفولي، وقالت بضحكات:
, - البضـاعة التي تُبـاع لا تسترد و إحنـا ما صدقنـا خلصنـا منها.
, شهقت بصدمة من كلماتها قائلة بعدم تصديق:
, - بجـد قد كلامك يا ريحـانة.
, أومـأت بإيجاب فقالت بسنت بحدة:
, -طب أمشي من قدامي.. بدل ما اعمـل من وشك خريطة و لا هيهمني فرح و لا إني العروسة يـــــلا.
, ضحكت علي ما قالته ترفع يدها كعلامة إستسلام ثم ذهبت و جلست مع أصدقائها بالشركة تتحدث معهم ببشاشة غافلة عن أعين كالسهام تكاد تخترق ما بداخلها.. كانت تتكلم دون أي تكلف بل تزيل الحواجز بينها و بين رفاقهاا٣ نقطة
, تأمن السير في طريق خالي خوفاً من السير علي طريق من الشوك فـ يتضح بعدها أن الشوك سيزول مع الوقت بينما الظلام يتربع في قلب لم يري من الحيـاة سوي الظُلمات.. ♬♬♡
, شعرت بنظرات مصوبة نحوها.. ازدردت ريقها بخوف و قلق مما سيحدث٣ نقطةكانت تتلفت برأسها تبحث عن الأعين الغامضة.. تلاقت عيناها مع زوج من الأعين الغاضبة و الغامضة.. ضاعت آمالها بين حبيبات الرمال الصفراء.. ها هو جالس ينظر لها بنظرات صياد يتربص بفريسته..
, شُل عقلها عن التفكير تبحث عن مهرب و ملاذ للفرار منه.. أمسكت بحقيبتها الصغيرة و هبت واقفة كي تغادر الحفل٣ نقطة جاءت لتذهب فوجدت والدة العروس تنظر لها بإبتسامة بلهاء علي شفتيها.. اردفت والدة العروس ببشاشة:
, -أنتي صاحبة بسنت ، ريحانة صح!!..
, أومأت علي مضض تجيب بإبتسامة متوترة علي ثغرها الوردي:
, -أيـوة يا طنط.. مبروك لـ بسنت و ااا
, قاطعتها والدة بسنت تسألها من جديد:
, -ما شاء **** تبارك الرحمن.. علي كده أنتِ مرتبطة.. مخطوبة..قراية فاتحة أو في حد في حياتك.
, فـغر فاهها تجيب بصدمة:
, - هـاا لا مش مـ..
, قاطعتها والدة بسنت مرة أخري و إبتسامتها زادت اتساعاً مغمغة بتخطيط لها:
, -طب كويس أنـا إبني **** يحفظه مهندس بترول و شغال في الخليج و بدورله علي عروسة تكون مؤدبة و محترمة بنـات اليومين دول.. استغفر **** العظيم حاجة كده..
, اكملت بإعجاب و هي تُمسد بيدها علي خصلات ريحانة الحريرية، قائلة:
, -و أنتي قمر و مؤدبة زي ما قالتلي بسنت أصلها حكتلي عنك و بتقول فيك شعر.
, عليها الهروب بجلدها هذه المرأة تُخطط لتزويجها.. هتفت بهدوء مزيف لها:
, -معلش يا طنط لازم أمشي الوقت اتأخر..
, تبدلت ملامحها إلي العبوس تردف بحزن:
, -ليـه بس الفرح لسه في أوله يا حبيبتي و كنت عايزة اعرفك علي أحمد إبني..
, أمـا قُصي استغل إنشغالها في حديثها مع المرأة تلك التي عرقلت خطة هروبها منه.. تحرك تجاهها ينوي علي تنفيذ شئ ما خطر بباله.. هو أتي إلي هذا الحفل الممل كي يرآها يرفض اي شئ يعيق ما خططه لهـاا..
, شعرت به من رائحة عطره الرجولي يقف لجوارها يبتسم بهدوء عكس شياطين الإنس بداخله.. تتسائل كيف يستطيع رسم الطيبة علي وجهه بهذه البراعة ٤ علامة التعجب هي تعلم مدي قسوته بالحيـاة لم و لـن تنسي ما ذاقته علي يده قديماً..
, أمـا قُصي ابتسم للمرأة بهدوء يغمغم بمجاملة:
, - أنتي هتمشي يا ريحانة لسه السهرة في اولهـا.
, فغر فاهه ها هي تتلقي ضربة اخري علي رأسها منه:
, -هـااه.
, ضحك علي ملامح وجهها المصدومة يردف للسيدة:
, - شوفتي إنصدمت إزاي عشان رافض تمشي..
, تابـع يمسك يدها يسحبها وراءه و قال:
, -هستأذنك يا مدام هاخدها عشان رقصة السلوو.
, لم ينتظر بسماع رد و جذبها عنوة من رسغها بقبضتين من فولاذ.. بينما ألتـوي ثغر والدة العروس بحزن قائلة:
, - مش كنت تقولي إن فيه حد في حياتك بدل ما أعشم نفسي بيكي عروسـة لأحمـد.. يلا مفيش نصيب.1
, •داخل ساحة الرقص..
, أمسك يداها و لفها حول عنقه عنـوة عنها يثبتها بغضب مرة أخري بعدما كانت تجذبها بينما أحاط خصرها بيده القوية يشدد منها عليه فتأوهت تسحق شفتيها تكبح ألمها داخلها.. كانا يتمايلان علي أنغـام الموسيقي الهادئة تحوي أحاسيس من القلب و مشاعر جياشة..
, قـرب وجهه منها حتي لم يعد يفصل بينهمـا غير بضعة إنشات صغيرة يردف ببرود ثليجي بينما عيناه تحاكي ما بداخله من غضب و شر و انتقام:
, - فكـرك أنك تقدر تهربي من قُصي الـراوي..
, تلألأت مقلتيها بالدموع من شدة قسوته و ألمها من قبضة يده علي خصرها قائلة بنشيج حزين:
, -أنتَ عايـز إيه؟؟؟! سيبني في حالي بقي٣ علامة التعجب
, ضحك بتهكم كمن ألقي بنكتة عابرة أضحكته.. يتطلع لها بنظرات لئيمة و خبيثة يتتمتم بنبرة مرعبة و باردة قذفت بالرعب داخل قلبهاا:
, -أسيبـك٣ علامة التعجب أنـا قدرك اللي مستحيـل يسيبك يا ريحـانة؟؟؟٣ علامة التعجب
, ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة.. تأكدت أن الهروب منه حيلة فاشلة.. بل هو لـن يسمح بذلك فقد وقعت عيناه عليهاا و علي أتـم الاستعداد أن يدمر حياتها كي تصبح ملكه..
, تبادلا النظرات القوية محملة بـ نقيض من المشاعر.."خوف ، قلق ، رعب ، توتر ، غمـوض ".. أما هو نظراته تعكس" القوة ، البرود ، الجبروت ، الانتقام ، الغموض ، الدمـار"..
, بين الحين و الآخر كانت تحاول الابتعاد عنه مما جعله يزيد من قبضة يده علي خصرهاا النحيـل.. ليبتسم لها الحظ عندما انتهت الرقصة و حرر قيد خصرها.. لتفر هاربـة من بين يديه تريد الهروب من جحيمه..
, خرجت من القاعة بأقدام سريعة كالاحصنة في سباق الخيول.. اسرعت من خطاها تخشي أن يكون يُلاحقها فيتعثر عليها الابتعاد عنه.. لا تعلم ما هو رد فعله عندما فرت منه ولكن ما أسعدها أن ابتعدت عن مرمي يداه و اعينه الجُهنمية ..
, كادت أن تتعثر و تقع عندما التوي كعب صندلها لتشتر بقبضته الفولاذية علي خصرهاا.. شهقت بصدمة عندما كادت ان تقع و عندما تلاقت اعينهم في تلاحم بصري جديد..
, إبتسـم بخبث و أعينه تقدح شرار يهمس بوعيد:
, -مهما حاولتي تهربي هفضـل قدرك.
, في الجهة الأخري..
, كانت تتلوي ألماً و غيرة.. تراه يبتعد عنها و يتركها من أجلهاا.. الآن باتت الأمور واضحة قد تركها من أجـل تلك الفتاة القبيحة بنظرها تخفي الخبث و المكر وراء قناع البراءة.. ما زاد من غيظها أنه جذبها معه يُراقصها أمـام الجميع بكل برود وهي من ظنت أنه سيأتي إليها.. وما زاد الطين بلة أن غادر خلفها فوراً و لم تمر دقيقتان علي ذهابها.. أيقنت أن هناك علاقة تجمع الاثنان..
, أقسمت علي تدمير أي شئ قد يعركل خططها للوصول إليه.. هتفت نجوي بداخلها بوعيد و غضب:
, - دلوقتي فهمت سبب تغيير معاملتك لياا.. كله بسبب بنت الأبالسة اللي لفت عليك بس أنا مش هسيبها غير لما أدمرها كويس اووي عشان تعرف مين هي نجـــــــوي
, ☆☆☆☆☆☆☆

الرابع عشر


بين زوبعات الخير و الشر ٣ علامة التعجب هناك مكائد تُحاكي بخبث في الخفاء.. أن تعشق المال و السلطة جشع .. أن تقيد حرية الآخرين و حياتهم مقابل حفنة من الأموال قسوة بشر.. أين الآمان إذا سار الجميع وراء حب المال و الجاه؟؟ من سيعمل من أجل الخير و إفساد أعمـال الشر.. ليس ذنب أن تبحث عن حياة هادئة وردية و هناك من يسعي لتدميرها..
, تحملنا مراكب صغيرة إلي شاطئ البحر وسط أمواج بحر قوية.. نعافر وراءها إلي البقاء و الصمود.. نهرع بعزيمة قوية بإندفاع الأدرينالين بأوردتنا يحفزنا علي خطر يهددنا.. نخاطر للبقاء و بلحظة نفقد الحياة.. ليس فقط روحاً صعدت إلي خالقها.. و إنما روحاً قُتلت عشقاً و ذابت في بحور الغرام و العشق..
, كانت أفعي تتلوي بخبث تبخ سمومها بعقولهم من أجل المال.. أستغلت إنشغال الجميع في تحضيرات الحفل و أقتربت من فاروق الراوي الجالس ببرود علي مقعده بالحديقة.. يتذكر حفيدته التي ماتت منذ اعوام و صوت ضحكاتها العالية يتردد في أذنه بقوة.. يعلم إلي الآن أن هناك سر وراء موتها و أن خيانتها ليست من فراغ..
, حورية الراوي تربت علي يد جدها الصارم و القوي علي مبادئ و قيم المجتمع و بعيداً عن حياة اللهو و الفساد.. كانت الأدلة كلها ضدها .. لم يجبرها يوماً علي فعل شئ تبغضه و أهمهم ارتباطها من إبن عمها فريد "قُصي" ..
, أفاق من تفكيره علي صوت زوجة إبنه مها تلك الخبيثة التي عاشت في قصر الراوي و منذ أن تزوجها فؤاد و عائلته تنهار.. إبتسمت مها بلؤم له قائلة بود مزيف:
, -قاعد لوحدك في الحديقة ليه يا عمي؟؟؟.
, رد بتأفف عليها لا يريد الحديث معها فدائماً يتعكر صفو مزاجه من رؤيتها:
, - بشم هوا إسكندرية وحشني من زمان مجتش هنا.
, إمتقع وجهها بضيق قائلة بحقد:
, -من بعد ماتت و أنتَ محرم علينا نيجي هنـا محملنا ذنب عملتها و خيانتها لـ٤ نقطة
, قطع بقية حديثها فاروق بغضب و إهتياج بصوت أشبه بزئير الأسد:
, -مهااااا..حورية خلاص ماتت و اللي حصل زمان حصل و أنتهي و أظن أنـا نبهت أكتر من مرة منجبش سيرتها غير بالرحمة مفهوم.
, أشتعلت داخلها و زاد حقدها لـ حورية حتي بعد موتها فالشر يتربع بها منذ سنين.. لا يهمها سوا الاستيلاء علي ثروة الراوي.. أصطنعت ملامح الأسف و الحزن، وقالت:
, -أنـا آسفة يا عمي.. اصل كل ما افتكر اللي حصل من سبع سنين الدم يغلي في عروقي مش عارفة هي عملت كده إزاي.. حتي الوقتي لسه بتحبها أكتر من أحفادك كأن مفيش غير حورية عندك.
, ضرب بعصاه الأرضية الُعشبية بشراسة يغمغم بنبرة حادة من زوجة إبنه اللئيمة كما يُقال:
, - أنا مفرقتش بينهم يا مهاا.. أنـا كنت عادل في معاملتهم سواء حورية أو قُصي أو غيرهم.. كل واحد فيهم زي التاني مش معني إن حورية كانت الأقرب أبقي بكره أحفادي بالعكس كلهم زي بعض عندي.. و حورية اللي بتتكلمي عنها كانت يتيمة الأم أتحرمت منها يوم ولادتها حتي أنتي مكنتيش قريبة منها..
, حـورية.. حورية.. حورية.. لما لا يوجد غيرها حتي بعد موتها لا زالت تشغل تفكيره و تمتلك الجزء الأكبر بقلب فاروق الراوي.. تنهدت قائلة بحزن مزيف:
, - ما أنتَ ناسي روفيدا مش حفيدتك زي حورية و إلا إيه؟!.
, قطب جبينه ينظر لها بتساؤل، و سأل بتعجب:
, -مالها روفيدا ٣ علامة التعجب بنتك عايشة حياتها و بتشتغل عارضة ازياء رغم إني معترض عليها بس وافقت.. دا غير الفلوس اللي في حسابها كل شهر و السفر و الصرف ببزغ دا غير سهراتها لـ وش الفجر سايبها براحتها و بقول هتعقل أنـا مش نايم علي وداني يا مها و عارف كل واحد بيعمل إيه كويس..
, إزدردت ريقها بتوتر تعدل من خصلات شعرها المرتبة قائلة بتلعثم:
, -أنـا مش قـصـ.. صدي حاجة آآ.. أنا قصدي هتفضل لحد إمتي من غير جواز..
, ألتوي جانب شفتيه بإبتسامة متهكمة يعلم السر وراء حديثها.. هتف ببرود:
, - بنتك اللي بترفض العرسان اللي بتتقدملها عايزة تتمتع بحياتها أكتر مش دا كلامها.
, نطقت بتبرير توضح له بنبرة حزينة:
, - مش دا السبب ٣ علامة التعجب روفيدا بتحب قُصي يا عمي من و هما عيال صغيرين و حتي قبل ما تجوزه حورية و رفضت ترتبط بحد تاني غيره.. فكر فيها لو لمرة واحدة خليها تبقي مع الإنسان اللي بتحبه و أنتَ مش هتلاقي أحسن منها لـ قُصي صدقني.. متكسرش بقلبها يا عمي..
, تريث بُرهة قبل أن يُجيب بنبرة حازمة أوضح فيها رغبته:
, - و أنـا مش هغصب علي حفيدي يتجوز بنتك يا مهـا..قُصي رافض يتجوز تاني بعد حورية.
, لمعت عيناها بوميض خبث..هو لم يرفض و لكن القرار بيد قُصي..اردفت بنبرة لعوب و خبث:
, -معني كلامك إنك مش رافض الفكرة..لما تعرضها علي قُصي شوف هيوافق و إلا هيرفض إحنا منعرفش قراره إيه؟!؟..و أكيد روفيدا هتقدر تمنع قُصي عن عناده و خصوصاً إنه طول الوقت برا البيت و حياته شغل بس!! فكر تاني يا عمي هتلاقي إن معايا حق في كلامي..
, وقفت مها ببرود قائلة بهدوء له و هي تغادر:
, -تصبح على خير يا عمي.
, غادرت مهـا و تبقي فاروق لوحده يفكر فيما قالته.. لما لا؟!؟!.. حفيده بعيد عنه و لم يكن قريباً منه إلا عندما ارتبط بحورية.. بعد وفاتها عاد كما كان.. إذا تزوج من روفيدا ستكون فرصة بتقربه منهم.. هناك شئ بداخله يردعه عن الموافقة خاصةً أنه حبيب حورية.. الحياة لا تقف عند موت أحدهم بل تسير مع تيار الزمن.. و قُصي عليه البدأ من جديد..
, ☆☆☆☆☆☆☆☆
, كانت تجلس جواره بالسيارة تنكمش بجسدها ناحية الباب بخوف.. اصر علي إيصالها للمنزل في هذا الوقت.. كان قراره حاسماً لا يقبل الرفض او النقاش قُصي الراوي أخذ قراراً و يوجب عليها التنفيذ.. لما يتحكم بحياتها هكذا.. هي حرة و يحق لها فعل ما تريد و لا يحق لأحدهم بالتحكم بها..
, أنكمشت أكثر و جسدها يرتجف بخوف من صدي جملته الأخيرة "مهما حاولتي تهربي هفضل قدرك"..
, يألله لما الحرب معه قاسية هكذا !! لا يتركها تتنفس بإرتياح كالسابق إنما يقبض علي عنقها يمنعها من التنفس و النوم بسلام..
, كان يختلس النظرات نحوها وجدها ترتجف بخوف.. ألهذا الحد تخشي البقاء معه بمفردها.. أتخاف منه و أن يتهور و يؤذيها.. ألمه قلبه فجـأة عندما توصل لهذه النقطة.. دائماً في جولات العقل و القلب كان عقله الرابح بها..
, مهلاً يا قلب لما تتزايد دقاتك بقوة هكذا٣ نقطة جمالها الساحر بهذا الفستان الارجواني الذي ناسباها و بجدارة.. قبض بيده علي المقود يعنف نفسه علي السير وراء الحب.. ابتسم بسخرية ناطقاً بتهكم:
, -متخافيش مش بأكل بني آدمين علفكرة!!
, أرتبكت بجلستها تحرك رأسها نافية بقوة مزيفة:
, - أ أنـا مش خايفة.. و هخاف من إيه؟!؟
, أدار وجهه ناحيتها قائلاً بخبث:
, - يعني مش خايفة مني أخطفك و أنتقم منك علي الكف إياه..
, شحب وجهها بإصفرار٣ نقطة إختطاف.. لالالالالا.. هذا غير صحيح.. يبدو أنه جن حقاً..صغيرها سيحرمها منه..لن تسمح له بالتحكم بحياتها .. تمتمت بذعر و خوف تحاول فتح باب السيارة و هي تسير بهم:
, -لالالا أنا مستحيل أستني معاك أكتر من كده.. وقف العربية ونزلني.. بقولك وقف العربية..
, جفل بصدمة عندما امسكت باب السيارة تحاول فتحه كي تهبط منها ليمسك بذراعها بقوة يهدر بعنف و غضب:
, - بتعملي إيه يا مجنونة أثبتي عندك.
, صرخت بإهتياج تحرر ذراعها من قبضة يده القوية و عيناها تذرف الدموع كالشلالات:
, - بقولك وقف العربية.. وقــف العررربية.. بدل ما اصوت و ألم الناس عليك و اقول خاطفني.
, و بالفعل بدأت بالصراخ و بيدها الأخري تحاول فتح باب السيارة.. أضطر بصعوبة أن يوقف السيارة حتي تهدأ.. ضغط علي مكابح السيارة لتتوقف.. أندفع جسدها للأمام و كادت أن ترتطم بالزجاج ليحيل بينهما بيده بسرعة.. شهقت بهلع عندما كادت ان تُصدم بالزجاج..
, فتحت باب السيارة بسرعة و هبطت منها تركض بخوف منه.. شبح الماضي يُعرض أمام عينيها كعرض سينمائي علي شاشة سينما.. ترجل بسرعة يهرول خلفها يحاول اللحاق بها.. كانت سرعتها بالنسبة له لا تقارن بشئ..
, استطاع أن يمسك بها من ذراعها بقبضة يده.. شهقت بقوة عندما شعرت بيده تمسك بها.. لم يكن أمامها سوي الصراخ لعل أحد ينقذها منه.. صرخت بعلو صوتها لينصدم من فعلتها الجريئة و بلحظة قام بتكميم فمها من الصراخ يحكم بذراعه الآخر جسدها المنفعل.. تلفت برأسه بالمكان يري إن كان هناك أحد.. وكان من حظه أن المنطقة نائية خالية من البشر..
, تنفس الصعداء حينما تأكد من عدم وجود أحد.. لتتحول ملامحه إلي الشراسة و الغضب مردفاً بصوت خشن:
, - أهدي مش هعملك حاجة ٣ علامة التعجب أنـا مش مجرم عشان أخطفك دا كان تهديد و مجرد كلام..
, همهمت بصوت مكتوم تحاول التملص بجسدها منه فإزداد من قبضته و عاد يهمس بشراسته المعهودة:
, - أنا هشيل إيدي لو صرختي هنفذ تهديدي و أخطفك بجد و وقتها تشوفي جحيم قُصي الراوي..
, اومأت بإيجاب فلا يوجد حل آخر عليها مجراته بالحديث ووقتها تهرب منه.. استأنف بغموض كأنه يقرأ الأفكار:
, - أوعي تفتكري إنك ممكن تضحكي عليا و هتقدري تهربي مني.. أنـا قدرك يا ريحـانة ٤ علامة التعجب
, ارتجف جسدها بخوف منه باتت محاصرة من كل الجهـات من شخص واحد.. حرر جسدها من قبضته و أبعد يده عن فمها لتأخذ نفسها بشهيق عالي بعد تحرر أنفاسها من تكميم يده..
, جابت عيناه علي شعرها البني المتمرد علي وجهها بفعل الهواء و فستانها يتطاير بالمكان بحُرية.. كانت كحوريات البحر بإبداع رائع.. لوحة فنية رُسمت بـ فن راقي لاق بها..
, تنفس من جديد بصوت عالي من مشاعره الثائرة عليه هذه الليلة.. تمتم بنبرة صلبة قوية:
, - ارجعي العربية و خليني أوصلك الوقت اتأخرت.
, رفعت يدها بنفي قائلة بفزع كمن شاهد ذئب أمامه:
, - لالا..
, غرز أصابعه بخصلات شعره يطبق بجفنيه علي عيناه بقوة مانعاً نفسه من الإنفعال عليها.. صر علي أسنانه قائلا:
, -جنان مش عايز أنـا متحكم في أعصابي و علي الآخر منك فلو عايزة تشوفي غضبي خليكي واقفة مكانك و متلوميش غير نفسك ساعتها..
, امتثلت لأوامره عندما رأت لمحة الشر بعيناه القاسية.. تحركت نحو السيارة مرغمة و جلست مكانها فإتبعها يجلس خلف المقود و أدار السيارة من جديد..
, تساؤلات كثيرة بعقلها.. ماذا يريد منها قُصي.. تخلي عنها الماضي بالوقت الذي كانت تحتاجه به.. تركها تعاني وحدها ويلات الكارثة التي اوقعها بها و كان شريك بها.. هرب تاركاً إياها خلفه تتجرع ويلان العذاب.. هناك ما يربطها به صغيرها أيـان ٣ علامة التعجب لن تخبره محالة فصغيرها يشبهه كثيراً و إذا علم به سيصبح أبيه.. "من شابه أبيه فلا ظلم". .. أخفت عنه وجود الصغير بصعوبة من حكاية زواجها من إياد ليري الجميع أن أيان إبن إياد السباعي..
, افاقت علي صوته يأمرها بنبرة حادة لا تقبل النقاش:
, - من بكره ترجعي شغلك يا ريحـانة.. نجوي كانت شايلة الشغل لوحدها و محتاجة مساعدة.
, عادت روح التمرد و العناد لها من جديد و قالت بعناد و رفض قاطع:
, - أنا هقدم استقالتي مبقتش عايزة أشتغل عندك.
, قُصي ببرود و كأنه لم يستمع لما قالته:
, -طلبك مرفوض يا مدام.
, أهتاجت ملامح ريحانة تقول بنبرة عدائية:
, - هو إيه اللي مرفوض !! هتجبرني اشتغل في شركتك غصب عني.
, رفع كتفيه لأعلي و أسفل بلامبالاة ظاهرية:
, - لو فضلت تعاندي معايا.. للأسف هضطر أعمل كده.
, نفخت خديها كالأطفال تتمتم بضجر:
, -مستبد و مستفز.
, أبتسم بداخله علي فعلتها كالأطفال بينما وجهه أمتقع بضيق من سبها له، قُصي بغضب مصطنع:
, - مستبد و مستفز٣ علامة التعجب بتشتمي مديرك و هو موجود متخلنيش اقلب..
, قاطعته بغضب:
, -متكملش و تقول هقلب علي الوش التاني!! أنـا هسكت خالص.
, قُصي بإستفزاز و إبتسامة سمجة:
, -أحسن برضوو!! عاملة دوشة و صداع.
, عضت علي شفتيها بقهر من إستفزازه لها ودت لو اقتلعت رأسه عن عنقه او غرزت أظافرها بوجهه الوسيم و تنال منه.. مرت دقائق و وصلت إلي منزلها.. ترجلت من السيارة بصمت توصد الباب خلفها بعنف.. لم تلتفت له وظلت تسير و دخلت البناية..
, تحرك بسيارته عندما اطمئن علي عودتها منزلها.. غصة بداخله تشتعل يتخيلها و هي بين أحضان زوجها و ليس هو.. كان صدره أمانها بالماضي و الآن اخذه غيره.. إزداد من سرعة سيارته علي الطريق و زاد صوت تنفسه بغضب..1
, بينما عند ريحـانة اغلقت باب شقتها بغضب فوجدت كلا من تاليا و الصغير يجلسان أمام التلفاز و قد أحدثا كارثة بالمنزل بفوضة.. رأتها تاليا و كادت تنهض لتشير ريحانة لها بحدة قائلة:
, -خليكي عندك أنا مصدعة و عايزة أنـام و قبل ما تناموا تنضفوا الفوضة دي مفهوم.
, اتجهت لغرفتها و صفقت الباب بعنف خلفها.. ارتمت علي الفراش تتنهد بصوت مسموع.. كان يوماً شاق عليها تحديداً الليلة بوجود قُصي..
, ☆☆☆★☆☆☆
, عـاد إلي القصر بمنتصف الليل.. لم يتحمل هواجس عقله الباطني من تخيلات ريحانة بأحضان زوجها.. لم يحببها عندما تزوجها بالماضي و لم يحبب حورية و الآن سيطرت عليه مشاعر جديدة لم يختبرها من قبل.. ظل واقفاً أمام البحر ينظر إلي الأمواج بأعين شاردة و حزينة و حائرة..
, كانت هيئته مزرية للغاية.. حل ازرار قميصه العلوية و خلع جاكيت بدلته و خصلات شعره مشعثة بوسامة.. صعد سلالم القصر بخطوات هادئة مترنحة من الخمر الذي شربه لم يكملها عندما استمع إلي صوت ارتطام قوي علي الأرضية.. استدار بجزعه ببرود ليجد فـاروق الراوي جده يجلس علي الأريكة ببرود يرمقه بنظرات غاضبة..
, تنهد بملل ينزل الدرجات التي صعدها ثم اتجه نحو ووقف أمامه قائلا بنبرة متهكمة:
, - لسه صاحي يا فاروق بيه.. قوانين القصر بتقول مفيش سهر بعد الساعة عشرة.
, حدق به فاروق بغضب يجيب بسخط:
, -مستني حفيدي الكبير و هو راجع الساعة واحدة الصبح وهو سكران.. شكلك عامل إزاي لما حد من ولاد عمك يشوفك بالشكل ده.. طب صورتك و أنت رجل اعمال ناجح زيك كده.. لو مش مهتم بيهم فأنا سمعة العيلة و شكلها يهمني.
, لوي شفتيه بإبتسامة سمجة و باردة يغمغم بلامبالاة:
, - أنا مش يهمني راي حد فيا طالما مقتنع باللي بعمله.
, هتف فاروق بصدمة و تقزز:
, -مقتنع إنك تشرب خمرة و تغضب ****..إزاي كبرت و بقيت بالسوء ده.
, أولاه ظهره ناطقاً بتهكم مرير:
, -مكنش حد فاضي يربيني بقي.. مستحملتش تربي العيل الصغير اللي أمه هربت فسفرته مدرسة داخلية برا البلد و قولت ترتاح منه.. زمان عفيت نفسك من مسؤليتي و دلوقتي أنا اللي بعفيك من المسئولية دي.. تصبح على خير يا فاروق بيه.
, صعد. قُصي غرفته بغضب اعتمره من حديث جده عنه.. لا ينفك عن إعطاءه مواعظ و حكم لم ينشأ عليها قط!!
, أما الجد فاروق تألم من مرارة حزنه المتوارية خلف البرود و اللامبالاة.. زوجة إبنه معها حق بحديثها قُصي يجب أن يتزوج من روفيدا كي تستطيع إصلاحه الآن بعدما فشلت حورية بالماضي..
, لم ينتبه إلي زوج الأعين اللاتي تابعت و شاهدت ما حدث بإبتسامة سعيدة لقرب الوصول إلي هدفها.. فـاروق الراوي بدأ بالاقتناع بما قالته و ها هي بوادر الاستيلاء و الحصول علي ما أرادته..
, نطقت مها ببسمة شيطانية واسعة:
, - كده اول خطوة نجحت وهي فاروق دلوقتي الأصعب قُصي الراوي1
, ☆☆★☆☆★☆☆★
, •صباح اليوم التالي بشركة قُصي الراوي..
, سارت روفيدا بغرور و كبرياء المكان تسير بخيلاء بجسدها الرشيق ترتدي ملابس مكونة من بنطال أبيض اللون يلتصق بساقيها بقوة و فوقه قميص من اللون الأخضر الغامق تركت أول أزراره مفتوحة تكشف عن عنقها الأبيض و جزء من صدرها.
, أتسعت أعين الجميع و هم يروا عارضة الأزياء الشهيرة روفيدا الراوي بشركة قُصي اليوم.. ابتسمت بثقة لصدمتهم هذه.. في ذات الوقت كانت نجوي تعمل علي عدة ملفات كما أمر قُصي.. وجدت من يقف امام المكتب لترفع وجهها و أتسعت عيناها بصدمة ثم هبت واقفة تغمغم بإبتسامة كبيرة مرحبة:
, -آنسة روفيدا!! مش معقول الشؤكة نورت بوجودك.
, نطقت روفيدا بغرور وهي تسألها:
, -ميرسي يا نجوي.. قُصي عنده حد جوه.
, اجابتها نجوي بأسف:
, -الحقيقة عنده إجتماع مهم و مانع أي حد يدخله و يعطله.
, همهمت بهدوء وهي تجلس علي المقعد بإنتظاره قائلة:
, -طب أنا هستناه.
, جلست نجوي مكانها و عادت تعمل مرة أخري.. مرت دقائق و قالت نجوي:
, -أطلبلك حاجة تشربيها..
, ردت عليها وهي تتصفح هاتفها علي أحد مواقع التواصل الإجتماعي:
, -ياريت أطلبيلي نسكافيه.
, امسكت نجوي بسماعة الهاتف و طلبت لها ما أمرت بينما روفيدا كانت تتصفح تارة و تحدق بتصميم المكان تارة.. لاحظت لأول مرة وجود مكتب آخر مع مكتبها فقطبت جبينها بدهشة فنجوي هي سكرتيرة قُصي لمن هذا المكتب..
, حمحمت روفيدا قائلة وهي تشير بيدها نحو المكتب الآخر:
, -مكتب مين دا يا نجوي٣ علامة التعجب هو فيه حد معاكي.
, كانت فرصة كبيرة لنجوي أن تنتقم من ريحانة و توقعها مع روفيدا فهي تعلم أن روفيدا تحب قُصي و لا تسمح بأحد يقترب منه ولكن من حسن حظها أنها لا تعلم علاقتها بقصي.. عبست بوجهها بحزن مزيف، وقالت:
, -دا مكتب ريحانة السكرتيرة التانية قصي بيه نقلها من الحسابات و خلاها تبقي سكرتيرته.
, تسائلت روفيدا بعدما إنزوي ما بين حاجبيها:
, -و ينقلها ليه قصي من الحسابات لهناا.
, أجابتها بصوت حزين و مليئ بالخبث مرة أخري:
, - أنتي متعرفيش ريحانة دي يا روفيدا هانم.. دي بنت خبيثة بتلف حولين قصي بيه و بتوقعه في شباكها.. بترسم علي كبير و الظاهر كده مش هتسيبه مش أنـا لوحدي اللي شايفة دا كل الشركة عارفة اصله رقص معاها إمبارح في فرح زمايلنا في الشركة.. وواضح كمان إنه أبتدي يتأثر بيها و هتخليه يتجوزها.
, غلت الدماء بعروق روفيدا شعرت بحمم بركانية تسري بأوردتها قصي لها وحدها.. لن تسمح بوجود منافس لها ستكون الرابحة بقصي دائماً.. سألتها بنبرة غامضة و باردة:
, - طب وهي فين ريحانة دي؟؟!
, ابتسمت نجوي بداخلها شعرت بأن خطتها نجحت و ستتخلص من تلك الريحـانة.. أشارت لها علي ريحانة الواقفة مع بعض الموظفين قائلة بمكر:
, - هي اللي هناك دي!!
, إستدارت روفيدا تنظر نحو ما تشير نجوي بأعين تتقد ناراً لتتسع محجريها بقوة٤ نقطة

الخامس عشر


نصارع أمواج البحر بسفينة الحياة.. لنجد أن البحر أمواجه منعطف للسعادة ٣ علامة التعجب فالوصول إلي شاطئ الحب ليس سهل المنال..
, البحر أفعي ناعمة داء و دواء.. إذا تعمقت به وجدت جماله يجذبك إليه فتغرقك الأمواج في صراع قوي من أجل الحياة.. بل هو كالأفعي يعجبك ملمسها الناعم و علي حين غفلة تقتلك بسُمها؟!!
, الحب منعطفات كبيرة بين كبيرة و صغيرة.. فإن تجاوزتها وجدت حب و حياة سعيدة للأزل أما الهزيمة فلا وجود للحب بها ٣ علامة التعجب؟
, إزدادت بعض الأمواج إندفاعاً بقصتنا فأحدثت شرخ بسيط بها فكان سباق النجاة به أقوي منها!! لم نستسلم له فإقتوي عشقنا للبقاء معاً أو الموت معاً؟!؟
, متي سترسو بنا سفينة الحبِ؟؟.
, أستدارت روفيدا إلي ما تشير نجوي بأعين تتقد ناراً لتتسع محجريها بقوة عندما لم تجد أحد بالمكان فقد غادرت ريحانة قبل قليل ليمتقع وجه روفيدا بضيق لتلتفت بجزعها إلي نجوي التي إزدرد ريقها بتوتر خشيةً من إنفعال روفيدا..
, صرت روفيدا علي أسنانها تـردف بضيق و غيظ:
, _ أومال مش شايفاها يا نجوي !!
, نطقت نجوي بذعر تحرك يدها بنفي:
, _أبداً يا روفيدا هانم ريحانة كانت واقفة هناا و بعدين هكدب عليكي ليه أنا خايفة علي قصي بيه دي مش سهلة و ممكن توقعوا و تتجوزه و أنـا مش عايزة غير كل خيرر.
, روفيدا بسخرية لاذعة:-مانا متأكدة إنك مش عايزة غير كل خير يا نجوي علي العموم مش دا موضوعنا قصي شكله هيطول في الاجتماع أنا همشي دلوقتي و مش هوصيكي تراقبيلي اللي اسمها ريحانة و تجيبلي كل تحركاتها.
, ارتبكت نجوي من نظرات روفيدا المتفحصة لها فإبتسمت بتوتر.
, نجوي بإيماءة خفيفة:- أوكيه يا روفيدا هانم.
, نهضت روفيدا ثم ارتدت نظارتها السوداء بكل غرور و سارت بخيلاء تغادر الشركة.. أما نجوي فتنفست الصعداء و لكن شعور بالانتصار و التشفي فهي ستقوم بضرب عصفورين بحجر واحد و تتخلص من ريحانة و روفيدا بضربة واحدة.
, أتت ريحانة تحمل بيدها عدة أوراق تبرطم بكلمات لاذعة تسب بها قصي بعدما أرغمها بالعودة للعمل من جديد غير مراعياً لرغبتها بالعمل لديه!! لمحت فتاة من بعيد تسير بخيلاء و غرور لم تستطع رؤية وجهها ولكن شعرت أنها تعلم صاحبته جيداً؟!
, قطبت جبينها بتعجب لابتسامة نجوي البلهاء أشعرتها بالتوتر فهي لا تنم عن خير أبداً.. تنهدت بتعب وهي تلقي بجسدها علي المقعد خاصته.. استدارت بجزعها تتطلع لنجوي بوجه ممتعض.
, ريحانة بتساؤل و سخرية:- سبحان مغير الأحوال سبتك شايلة طاجن ستك أرجع ألاقيكي بتضحكي.. قوليلي اضحك معاكي إحنا برضو بينا شطة و فلفل.
, إمتقع وجه نجوي بنفور من حديث ريحانة البلدي و البيئة كما تري هي.!!
, نجوي:- مش مصدقة إن قصي بيه مشغل بيئة زيك !! مبقتش شركة دي بقت قهوة بلدي.
, استشاطت ريحانة غضباً و لكنها إبتسمت بإستفزاز فلن تسمح لها بإغضباها مهما حدث..
, ريحانة ببرود مستفز:- علي الأقـل القهوة البلدي مبهجة مش نكد.. عجوة ياريت تشيليني من دماغك لأن أنـا لو حسيت بحركة كده ولا كده صدقيني هتشوفي وش تاني مش هيعجبك.
, تبدل الاستفزاز لغيظ لتتشنج ملامح نجوي بحقد و غل.
, نجوي بحقد و تهديد:- لاء واضح فعلاً!! عمالة تحومي حولين قصي بيه عشان توقعيه في شباكك بس أنا مش هسمحلك و لا حتي عيلته هتقبل بيكي عشان مش هتليقي بمكانتهم أنتِ فين و هما فين.
, كبحت ريحانة غيظها بقوة ثم رسمت ملامح اللامبالاة ببراعة وهي تنهض من مكانها.
, ريحـانة ببرود مزيف:- كلامك بلييه و إشربي ميته مش ريحانة السبـاعي اللي واحدة زيك تهددها.. إنسانـة وقحـة بجـد.
, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
, علي الناحية الأخرى..
, كانت تاليـا تعمل علي الحاسوب بجدية لم تنتبه لتلك التي وقفت أمام المكتب بكل غرور و عنجهية كبيرة.. راقبت تاليا ببرود وهي تعمل تشعر بغضب ينهشها من الداخل بسببها..
, المرأة ببرود:- تالـــــــيا..
, أجفلت تاليا بصدمة و استدارت بدهشة تتطلع إليها بصدمة..
, تاليـا بصدمة:-مامـاا..
, نادية السيوفي والدة تاليا السيوفي و تكون شقيقة إيمان والدة إياد.. إمرأة تمتلك من الغرور و العنجهية ما يكفي لأعوام للاستفزاز و الغيظ.. ذات الخمسة و الأربعون عاماً جسدها ممشوق جميلة جداً لا يظهر عليها سن.. رغم صفاتها السيئة إلا أنها طيبة و تحب ابنتها تاليا الوحيدة و تتمني لها الأفضل..
, جلست علي المقعد أمام تاليا تضع قدم فوق الأخري بكبرياء غريب.. ازدردت تاليا ريقها بتوتر من نظرات اللوم و العتاب التي ترمقها بها والدتها..
, ناديـة ببرود عاتب:- سايبة البيت بقالك يومين و مش بتتصلي بيا حتي تطمني عليا و لا بتردي علي تليفوناتي.
, تاليـا بحزن:- أنـا مشيت عشان طول الوقت ضاغطة علي أعصابي في موضوع الارتباط و كمان عارفة إني رافضـة الفكرة أصلاً.
, كزت نادية علي أسنانها بغضب و أعتدلت بجلستها تحدقها بأعين مشتعلة..
, ناديـة بحدة:-أنت عندك خمسة و عشرين سنة هستني لحد ما يبقي عندك تلاتين سنة و العمر يعدي و تلاقي نفسك لوحدك و اللي من سنك بقوا عندهم اكتر من ***.
, تأففت بملل من إلحاح والدتها المستمر و لا ينتهي.. ثم ألقت بقلمها علي المكتب بغيظ.
, تاليـا بضجر:- يا ماما كل يوم تقوليلي الأسطوانة دي !! أنا سبتلك البيت عشان ارتاح منها بس واضح إنها وصلت لمكان شغلي.
, ناديـة بغضب:- تاليـا أنتي بتكلمي مامتك فتنتبهي لكلامك و النهاردة ترجعي البيت جدك متضايق جداً.
, تاليا بتنهيدة حزينة:-جدي وحشني جداً بس أعمل إيه يومين هقضيهم مع ريحانة و أبقي أرجع..
, نادية مزمجرة بغضب:- آآه ريحانة أنتي أصلاً مش رايحة عشانها.. أنـا و أنتي عارفين إنك هناك عشانه إيـا٣ نقطة
, قطع حديثها إنفتاح باب المكتب و ظهور إياد من خلفه مغمغماً.
, إيـاد:- تالـيا عايزك ملف صفقة٣ نقطة
, توقف عن الحديث عندما رأي نادية السيوفي شقيقة والدته.. تطلع إلي ملامحهم المتوترة بعدم فهم٣ نقطة ابتلع ريقه بتوتر وابتسم بتوتر.
, إياد بترحيب:- خالتي نادية هنا و أنا أقول الشركة نورت ليـه..
, لم تجيب نادية بل حدقته بنظرات نارية فجعد حاجبيه بعدم فهم و نظر إلي تاليا بتساؤل فحركت شفتيها بهمس خافت.
, تاليا بهمس:- اسمها ناني هانم يا إياد.
, توتر إياد بعدما فهم ما قالته و نظر إلي نادية بتلجلج.. هم بالحديث قاطعته نادية بإمتعاض و ضيق..
, ناديـة بكبرياء:- مفيش داعي يا إياد أنا عارفة اللي في قلبك يا ابن أختي و إحنا كويسين بس أنتَ اللي مش بتسأل عننا..
, تابعت وهي تنظر إلي ابنتها:- أنا كنت جاية عشان بكرة عاملين بارتي حفلة عيد ميلاد لورين بنت أخوكي عادل تمـام.
, أمسكت بحقيبتها و نهضت بغرور ثم تطلعت إلي إياد بإبتسامة هادئة قليلاً مهما حدث هو ابن شقيقتها و بعمر ابنها و تحبه مثلما تحب أولادها.
, ناديـة لـ إياد بابتسامة:- و أنتَ يا إياد هتحضر مفهوم هستناك أنت وريحـانة و أيـان.. باي.
, غادرت نادية بغرور فتنفست تاليا الصعداء و هي تدفن وجهها بين راحتي يدها.. تقدم إياد منها و سألها باهتمام.
, إياد بإهتمام:- تاليـا في إيه بينك و بين مامتك حاسس إنكم متخانقين.
, رفعت وجهها و قالت بتهكم:- وإيه الجديد دايماً في خلاف فإضطريت أسيب البيت كالعادة و أقعد مع ريحانة.
, إياد باستغراب:-غريبة أن ريحانة مقلتليش إنك قاعدة عندها.
, تاليا بمقاطعة:- خلاص يا إياد خلينا في المهم هتحضر الحفلة أنتَ و ريحانة بدل ما نادية السيوفي تسن سكاكينها علينا.
, إياد بضحكة خفيفة:- حاضر يا ماما تاليا أي أوامر تانية.
, تاليا ببرود و غرور:- لاء و يلا علي مكتبك.
, انصرف إياد و عاد لمكتبه فجلست تاليا علي المكتب تسأل نفسها إلي متي ستظل تعشقه بالخفاء والدتها تعايرها بعشقها له و تضغط عليها بالزواج من آخر..
, ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
, ليلاً في قصر الراوي..
, عاد قصي من العمل متأخراً فوجد الجميع جالسون بالحديقة فألقي عليهم التحية و قرر الصعود ولكن استوقفه صوت جده القاسي منادياً عليه..
, قصي ببرود:- مساء الخير.
, الجد فاروق بصرامة:-قصي استني عندك عايزك.
, توقف قصي مكانه و التفت بجسده بثقة ثم تحرك نحو جده و العائلة بثقة كبيرة.
, قصي ببرود معتاد:- خير يا فاروق بيه.
, الجد فاروق بنبرة قوية صارمة:- مش ملاحظ إنك بترجع متأخر ومش بنشوفك أبداً عايش معانا بالإسم بس.
, قصي بزفير حاد:-طلبت مني أعيش معاكم هنا لحد ما ترجعوا القاهرة و أنا مش مجبور أنفذ كل أوامرك و أسيب حياتي.
, هتف الجد بغضب:- حياتك في السهر و الشرب كل ده هيهد من كل اللي بنيته السنين الفاتت.
, قصي بلامبالاة:- لسه قايلي المحاضرة دي من يومين وأنا عايز أنام عنئذنك بقي.
, الجد فاروق:- اسمع يا قصي لو فاكر انك كبرت يبقي علي نفسك و كلمتي هي اللي هتمشي هنا علي الكبير قبل الصغير و أنت كمان.
, قصي باستخفاف وهو يغادر:-تصبح علي خير يا فاروق بيه.
, انصرف قصي و تبقي الجميع كان الجد فـاروق حزين من عناد قصي و تلك العداوة بينهما لا يعلم ماذا يفعل فتغير حفيده بكون للأسوأ و ليس للأفضل يترك بصمات قوية بداخل الجميع لا تنمحي أبداً.
, الجد فاروق بهمس حزين لنفسه:- العناد بيتولد بينا أكتر و بقي فجوة كبيرة كل دا كان هيتغير بوجودك يا حورية.

السادس عشر


صدفة ألتقنيا و صدفة جمعتنا من جديد.. و صدفة بلمعة عيناك أوقعتني بغرامك !! أتساءل ما أجمله حُب الصدفة ؟ .
, فالعشق صدفة من القدر ينبض القلب بدقات كـ قرع الطبول تسمعها أنتَ من علي بُعد أميال و أميال.
, من يهوانا يهوي القلب لا الجمال !! يهوي الحبيب غريب الدار لا شيطان يكذب حُباً .
, الحب نبضات يافعة من القلب تعشق بصدق و تملك للحبيب ؟! تتمسك بي و كأني ألوذ بالفرار بعيداً عنك . لن أبتعد عنك فـ أرواحنا ألتحمت بثورة حب يا غريب الصدفة .
, ــــــــــــــــــــــــــــ
, تطلع إلي ساعته الثمينة وهو يزفر بغضب للمرة التي لا
, يعلم عددها !! ينتظر مع أيان ما يقرب النصف الساعة.
, ولم تنتهيا بعد ، سيتأخروا علي الحفل ووقتها ستثور
, سيدة المجتمع الراقي خالته نادية السيوفي ؟. لا
, تحبذ التأخير عن أي موعد بل دقيقة للغاية بهم.
, أستدار بجسده ينظر إلي أيان الواقف ببرود و كبرياء
, لا ينتمي لطفل بالسابعة بل إلي شاب يافع !!
, كم هو غريب هذا القدر ؟. الصغير لا يشبهه سوي في
, طيبة قلبه و عطفه و لكن الجزء الأكبر من شخصيته
, بارد كالثلج ، سريع الغضب فيما يخص والدته ، يكره
, الكذب و الخيانة ، لا يسامح بسهولة دون أن ينتقم ،
, وهذا ما لا يحبه به..
, رفع أيان أعينه البنية بقتامة غريبة يجعد حاجبيه بدهشة من تحديق إياد به غمغم متساءلاً:
, -مالك يا عم بتبصلي كده ليه؟.
, أجاب إياد وهو يدس يده بجيوب سرواله ببرود:
, -مفيش !! ريحانة و تاليا إتأخروا أوي قالوا مش محتاجين غير تلات دقايق ، و دلوقتي عدي أكتر من
, نص ساعة و لسه منزلوش.
, إبتسم أيان بسخرية و قال بإستخفاف:
, - البنات بياخدو أكتر من كده فـ متستغربش منهم.
, رفع كتفيه و قد فهم ما يريده يقول ببرود:
, -معاك حق ، البنات دول لازم يتأكدوا من شكلهم قبل ما يخرجوا بكامل أناقتهم مليون مرة كأنهم رايحين حفلة هوانم جاردن سيتي.
, قاطعه أيان بإبتسامة وسيمة يشير بإصبعه ناحية مدخل البناية يردف ببرود:
, -أسكت نزلوا خلاص و إحمد ربك إنهم بعيد و مسمعوش اللي قولته و إلا كانت تاليا ردت عليك الرد التمام !.
, نظر إياد بعيناه الزرقاء نحو ما يشير أيان ليجد كلا من
, تاليا و ريحانة يتحركان نحوهم ، و كانوا عنوان للأناقة
, من بساطة ملابسهم فقد أقتطنت كل فتاة ما يناسبها
, من ثوب بسيط يناسب جمالهم الفاتن فإزدادوا جمالاً.
, أرتدت ريحانة ثوب من اللون الأزرق السماوي يصل إلي ركبتيها بحمالات رفيعة ، ويضيق من عند الصدر و ينزل بإتساع لركبتيها .. و عكصت شعرها علي هيئة كحكة بسيطة تنسدل غرتان علي جانبي و جهها
, و أرتدت كعب عالي بسيط يليق بقامتها الطويلة نسبياً..
, بينما تاليا أرتدت ثوب مماثل لها بإختلاف الألوان و أختارت أن يكون لونه أخضر بلون العشب كعينيها ،
, و قامت بترك شعرها ينسدل بحرية علي ظهرها ..
, لم تضع الفتاتان أي مساحيق التجميل عدا ملمع
, شفاة وردي اللون و كحل أسود كالليل يبرز أعينهم الفاتنة.
, أطال النظر لهما و لم ينتبه أنهم وصلوا إليه!! أفاق علي صوت تاليا تغمغم برقة غير معهودة:
, -اتأخرنا عليكم ؟.
, أسبل إياد فجأة يجيب ببلاهة:
, -هـااه .. لا أبداً يدوب نص ساعة في الشمس بس.1
, قال الأخير بنبرة ساخرة لتنطق ريحانة و هي تعدل من خصلات شعرها و قالت بإستفزاز:
, - و إيه اللي حصل لما تستنانا نص ساعة محصلش حاجة .. عقبال ما خلصنا لبس و نزلنا فوراً.
, تقوس فمه بسخرية و قال مستخفاً بهم:
, -أقعدي ساكتة و النبي .. أنتم زي ما أنتم ريحانة و
, تاليـا . مش شايف أي تغير غير إنكم لبستوا كعب عالي زي البنات.
, ضاقت أعينهم بغضب و غل يحدقان بإياد بشر يتطاير أرادا تلقينه درساً لن ينساه من وصلة من السباب اللاذع و لكنه قطعه حينما تطلع إلي ساعته بتأفف و قال ببرود حاد:
, - اتأخرنا و لازم نمشي يا يدوب نلحق نوصل أنا غلطان
, من الأول إني عرضت أوصلكم كنت سبتكم لزحمة المواصلات بس قولت أكسب ثواب.
, أغتاظت تاليا و قالت بفظاظة:
, - كنا هنطلب أوبر و أنت دلوقتي واقف تتكلم و تضيع في مواضيع تافهة عشان أما نتأخر منبقاش إحنا السبب يا إي إيـــــاد.
, صك علي أسنانه بغيظ فضحكت ريحانة وهي تصعد السيارة بالمقعد الخلفي تبعتها تاليا و قالت ريحانة بشماتة:
, -أين الجبهة إنني لا أراها.
, ضحكت تاليا بغرور بينما إياد اشتعل غضبه وود لو هشم رؤوسهم الآن و ينتقم منه فكبح غضبه بصعوبة لكنه زاد عندما قال أيان ببرود:
, -هتفضل واقف عندك كتير أركب و خلصنا عايزين نمشي.
, التف حول السيارة و ركب بالمقعد الأمامي خلف المقود بجواره أيان يجلس ببرود يكاد يشك أن هذا الطفل ليس بالسابعة بل رجل ناضج بهيئة ***..
, قاد إياد السيارة يهتف بتوعد من بين أسنانه:
, -ماشي أما عرفتكم مين هو إياد السباعي مبقاش أنـــا.
, ــــــــــــــــــــــــــ
, بأحد القصور الفخمة لا يقل فخامة و جمال عن قصر الراوي بل يماثله في القوة و الجمال و الأثر العريق..
, هناك بحديقة القصر التي زينت بالبالونات و الزينة إحتفالاً بعيد ميلاد صغيرة القصر "لـورين "..
, كان الحفل مليئ بالأطفال و العائلات العريقة ذات النفوس و السلطة..بينما أهالي الصغار كانوا يقفون معا يتهامسون بأمور العمل..
, كان"عثمان السيوفي" يجلس بوقاره و كبرياءه المعهود علي مقعده بالحديقة يقابله "فاروق الراوي" و يفصل بينهما طاولة صغيرة أشبه بالمنضدة عليها كاسات العصير الطازج..
, بينما علي الناحية الأخري كان يراقب الحفل بملل فقد أُرغم علي الحضور بسبب جده ، لم ينوي المجئ و لكنه نفذ ذلك من أجل إرضاء والده فريد الراوي..
, لم يكن يوما ذلك المطيع بل المعهود عنه أنه متمرد قاسي لا يقبل الطاعة بل وجب علي الجميع طاعته و تنفيذ أوامره !! نفث دخان سيجارته ببطئ ينظر إلي جميلات الحفل بأعين ثاقبة فكان يراهم بصورتان إحداهما "حورية الراوي " و الأخري "ريحـانة".
, كانت النساء يتهامسن بحديث لا ينفك و لا ينفذ..سيدات المجتمع المخملي ترأسهم نادية السيوفي و جوارها شقيقتها إيمان و قد وقفتا مع نساء عائلة الراوي..
, نطقت شاهندا ببشاشة و أعين منبهرة من جمال الحفل:
, -الحفلة تجنن يا نادية هانم بصراحة أحييكي علي ذوق حضرتك الهايل.
, إبتسمت نادية بود و قالت بلباقة:
, -ميرسي يا شاهندا و الحفلة لازم تطلع بالجمال ده لأنه عيد ميلاد لورين حفيدتي و عشانها كل حاجة لازم تبقي بيرفكت.
, ضحكت مها ضحكات عالية صاخبة و قالت:
, - مش مصدقة إنك بتقولي حفيدتي نادية هانم قررت تعترف بأنها كبرت و بقت ناناه.
, هتفت نادية بثقة و قد ألتمعت عيناها بتحدي:
, -طبعا كبرت بس لسه مظهرش عليا سن و محتفظة بجمالي و رشاقتي من غير أي عمليات تجميل و الفضل إني إتجوزت صغيرة و خلفت عادل إبني علطول و بعدها بتلت سنين جات تاليا بنتي و أكتفيت بيهم و تربيتهم و في نفس الوقت كنت بهتم بتربيتهم و بجمالي.
, إحمر وجه مها حرج و غيظ من وقاحة نادية معها فإستشعرت شاهندا بشرارت غضب مها فأردفت بلطف وهي تبتسم برقة:
, - بم إننا متجمعين مش هلاقي أحسن من دي فرصة و أعزمك علي فرح نديم و رؤي و هيكون معاه خطوبة شمس و عاصي.
, شهقت نادية بصدمة وهي تنظر للفتاتان شمس و رؤي بعدم تصديق و لكنها شعرت بالسعادة لهم و بالوقت ذاته الحسرة علي إبنتها التي لم ترتبط للآن و رغم هذا قالت متمنية الخير:
, - أووه مفاجأة حلوة أووي أكيد هنحضر لأننا أصحاب الفرح مش ضيوف إحنا أهل قبل ما نكون أصدقاء.
, أومأت شاهندا بإبتسامة متكلفة بينما طالعت نادية الفتاتان بأعين مدققة بجمالهم الجذاب و الرقيق الغير مكلف البتة بينما لم تكلف عناء بإلقاء نظرة عابرة نحو روفيدا فهي لا تحب تلك الفتاة المغرورة.
, هتفت مها بمكر وهي تلاحظ نظرات الحسرة بأعين نادية المصوبة نحو الفتاتان:
, - صحيح هي تاليا فين ؟. لحد الوقتي مشفنهاش.
, ارتبكت نادية قليلاً ولكنها قالت بثقة منافية حالتها:
, -تاليا علي وصول مع إياد و ر..
, قطع حديثها إيمان شقيقتها تغمغم بتوتر:
, - عنئذنكم يا جماعة.
, تساءلت نادية بتعجب:
, -رايحة فين يا إيمان؟! خليكي واقفة معانا شوية.
, قبضت علي هاتفها بتوتر تجيب بإبتسامة مذعورة:
, -هروح التواليت يا ناني مش هتأخر.
, إبتسمت لها نادية بينما غادرت إيمان القلقة فـ كلما هاتفت ريحانة لا تجيب عليها بينما إياد هاتفه مغلق هناك عاصفة رملية علي وشك الهبوب الآن.
, علي الناحية الأخري.
, صداقة لم يهزمها الزمن بل زادت عمقاً و قوة عن قبل..صداقة عتيقة أشبه بالحضارات !! جمعتهم علاقات وطيدة و عريقة منذ سنوات طويلة..
, لم تكن فقط صداقة بل إخوة أقوي من روابط الدم.
, كان كبار عائلتي "الراوي" و "السيوفي" يجلسان معاً يتحدثان عن ذكريات مضي عليها عقود ولكنها راسخة بالذهن تحمل إسم الذكريـــــــات.
, صاح فاروق بضحك من صديقه الذي ذكره بعهود الطفولة:
, -كانت أيـام جميلة يا عثمان إبتدينا سوا و كبرنا سوا و دلوقتي كل واحد عنده أحفاده ماسكين اللي بنناه من سنين.
, رد عثمان بإبتسامة ساحرة رغم تجاعيد وجهه و قال بحنين لذكريات مضت:
, - كنـا لسه شباب بصحتنا قادرين نبني للمستقبل..كنا أكتر من صحاب محدش قدر يفرقنا بالعكس عافرنا و تعبنا وشقينا من أوضة فوق السطوح لـ قصور من أجمل القصور في العالم ، بس اللي بننياه يجي جنب لمة العيلة و أحفادك إيه غير كنز ثمين مبتقدرش بدهب يتباع بالفلوس.
, همس فـاروق بإقتناع و حـزن يطأطأ رأسه بالأرض:
, - معاك حق الفلوس مبتشتريش سعادتك بلمة العيلة مستحيل ياريت الزمن يرجع بيا و كنت إهتميت بسعادتهم مش مصلحة في الفلوس..آآه كان لازم أفهم من بعد موت حورية إن الثروة و السلطة مش بيشتروا السعادة.
, ربت عثمان بيده الخشنة علي يد فاروق مبتسماً بطيبة و قال بعقلانية:
, -أصبر يا فـاروق أكيد **** شايلك الخير في مكان تاني و ناس تانية بس نمسك بيهم بإيدينا و أسنانا و نعتبرهم تعويض علي الفات.
, بنفس الوقت صاحت نادية بالجميع ليقتربوا ناحية طاولة مستطيلة ووقفت بالمنتصف أمامها لـورين الصغيرة و التي لم يتجاوز عمرها الخمس سنوات و ألتف حولها الجميع ثم بدأ الغناء بأغنية مشهورة.
, -Happybirthday to you..Happybirthday to you.
, إنحنت الطفلة كي تقوم بإطفاء الشمع قاطعها عثمان بلهجة حازمة قليلاً:
, - أستني يا نادية لما تاليا توصل و تكون موجودة.
, أردفت نادية بتبرم و قد التوي فكها بحنق:
, -بس يا بابا تاليـا اتأخرت..
, قطع بحزم رافض النقاش:
, -زمانهم وصلوا المسافة من هنا لبيت إياد مش بعيدة.
, أومأت علي مضض و هي غاضبة من تأخر ابنتها الغير لائق البتة..ولكن تصبرت قليلاً كي لا تفسد الحفل بغضبها..
, في نفس الوقت ولجت ريحانة تتأبط ذراع إياد بينما تأخرت تاليا وهي تحضر الهدية من السيارة فقد نستها.. كانا بنظر الجميع ثنائي العشق..ولكن هما عكس ذلك..ركض أيان تجاه جده يصرخ بسعادة قائلاً:
, -جدوووووو
, تحولت أنظار الجميع نحوهم فإتسعت أعين البعض بهلع و صدمة غير مصدقين ما تتراءاه أعينهم الآن..إنه حلم و سيفيقوا بعده و كيف الحلم يتشاركه جميع الحاضرين..
, جحظت أعين فاروق بصدمة حقيقة يتمتم بصدمة وهو يضع يده علي قلبه:
, - مش معقـول ٤ نقطة حوريـة ؟؟؟!.

االسابع عشر


ندبـات الماضي ما زالت تؤلمنا للـ الآن.. ليست قط جرح غائر عميق بجسدنا بل هو نصل حاد اخترق أرواحنا بدون استئذان ٣ علامة التعجب
, نجـازف بالماضي من أجل المستقبل . فنجد أن الماضي عالق به كالعلقة ..
, كانت منبوذة بالماضي عوقبت علي غلطة غير مقصودة لتكن العواقب وخيمة ؟. اصبحت ميتة امام الجميع و لكن هل يعود الميت إلي الحياة من جديد ؟ أم تنسجم الروح مع الجسد الميت !!
, حُبست الأنفاس بالصدور غير قادرة علي الخروج زفيراً.. لا تصدق أعينهم ما تراه الآن تحت شعار "عودة من الموت"؟ كابوس قديم يتجسد الآن أمام أعينهم غير قادرين علي الاستيعاب"حورية الراوي" علي قيد الحياة و لم تمت؟.
, كانت الصدمة قوية عليهم و خاصةً من أحبوها بصدق..أحبوا حوريـة بقلب صادق.. صدمة الموت قديما كانت قوية عليهم أما الآن فـ صدمة أنها علي قيد الحياة كانت أقوي من قبلها..
, وضع فـاروق يده علي موضع قلبه يتألم بصمت شعور مؤلم أن مهلكة قلبه حفيدته الحبيبة حورية تقف أمام عينيه الآن..نظر فاروق بأعين إمتلئت بالدموع الحبيسة و هو يراقب ما يحدث بصمت..
, حفيدته الميتة منذ اعوام تقف امامه الآن..قلبه يخفق بقوة رؤيته لحفيدته المميزة بعد تلك الأعوام و إشتياقه لها بعد فراق من الموت آلمه كثيراً..
, يراها تقف بصحبة شاب وسيم للغاية و معهم هذا الصغير الذي ركض نحو عثمان صديقه فإتجهت عيناه إليه وجده يركض تجاه صديقه يضحك بسعادة..فوجده يفتح ذراعه و تلقفه بعناق حار يغمغم بضحكات سعيدة:
, -حبيب قلب جدو أيان البطل كده تتأخر عن الحفلة نص ساعة.
, ضحك أيان و قال بغرور طفولي:
, -أنا منتظم في معادي بس انت يا عثمان باشا اللي بدأت البارتي بدري عن معادها.
, كركر عثمان بإحراج من ذلك الولد الصغير من جوابه المحرج و قال:
, -المرة دي انت طلعت صح يا بطل هبقي أركز عشان أكسبك.
, أقتربت ريحانة مع إياد من الجد عثمان بإبتسامة سعيدة و قالت بحب تحتضنه:
, -عامل إيه يا جدوو؟.
, عانقها الجد بحنان يردف بلوم يعاتبها علي غيابها الطويل:
, -كده تغيبي عني الفترة الطويلة دي جدك مش وحشك و إلا إيه.
, أبتعدت عنه و قالت مبررة له بهدوء:
, -وحشتني طبعا أصل حصلت شوية ظروف منعتني عنك بس هعوضك يا حبيبي.
, ربت علي رأسها بحنان و توجه بنظراته الغاضبة نحو إياد الذي ارتعب و قال بتوتر:
, -إيه؟ ما أنا كنت مشغول زيها و الشركة اخدت كل وقتي حتي أسألها.
, هتف الجد عثمان بصرامة يقطع ريحانة التي همت بالحديث بصوت أجش قائلا:
, -دا مش مبرر إنك مترفعش سماعة التليفون و تتصل تطمن علينا برضه.
, مط إياد شفتيه بعدم رضا و قال يحدج ريحانة بغيظ:
, -حقك عليا إشمعنا ريحانة سامحتها بسرعة و أنا لاء.
, اجاب الجد بإستفزاز يضم ريحانة لأحضانه بحنان:
, -دي حبيبة جدها مقدرش ازعل من القمر دا مهما حصل منها.
, ضحكت ريحانة بخجل و شماتة بنفس الوقت لإياد ذا الملامح الممتعضة و الغاضبة فإبتسم لها متمنياً لها السعادة يكفي إبتسامة صغيرة تمحي الضيق.
, كان يعتصر ألماً يستمع لضحكاتها مع صديقه إستبدلته بجد آخر ما هذا القدر القاسي الذي يعيد فتح جراح القلب من جديد..
, استدار عثمان إلي صديقه فاروق مردفاً بسعادة و لم ينتبه لحزنه الظاهر علي وجهه يوجه حديثه لريحانة:
, - عارفة مين الراجل العجوز اللي قاعد جمبي دا يا ريحانة؟!
, نظرت له بعدم فهم ولكن قالت:
, -مين يا جدو؟!.
, رد بنبرة حب صادقة وود لم يمحيه الزمن:
, -فاروق صاحبي و عشرة عمري.. أخويا اللي الزمن عرفنا علي بعض و كان أحسن من الأخ من الاب و الأم فاروق اللي حكتيلك عنه زمان.
, همهمت بتفهم فـ إسترسل عثمان موجهاً حديثه هذه المرة إلي صديقه يقول بهدوء:
, -و آدي يا صاحبي جميلة عيلة السباعي ريحانة السباعي حفيدتي و اللي جمبها إياد السباعي و الاتنين ولاد عم إتجوزا و جابوا لينا العسل الصغير أيان..
, رغم إني مستخسرها فيه بس أعمل إيه القلب و ما يريد.
, ضحك الجميع علي عبارته المازحة بينما إمتلئت أعين فاروق بالدموع الحبيسة "حورية الراوي".. باتت الآن" ريحانة السباعي" إبنة عائلة السباعي و لا يربطها بهم أي صلة..
, وقفت ريحانة بجوار إياد و أمسكت بيد ايان و اقتربت من فاروق الذي يرمقها بنظرات حزينة و قالت بإبتسامة بشوشة وهي تمد يدها:
, -أهلاً بحضرتك يا فاروق بيه متعرفش إزاي جدو بيحكيلنا عنك للدرجة إني أتشوقت اعرف مين صاحبه اللي بيحبه أوي كده.
, لو كانت عازمة علي إيلامه أكثر ما فعلته بهذه البراءة و الطفولية..لا تتذكره تنادية بألقاب و تعامله كالغريب شتان بين الماضي و الحاضر فهو الآن غريب عنها لا تعلم من هو؟.
, إنزوي ما بين حاجبيها بدهشة من صمته المبالغ فنادته برقة:
, -فاروق بيه حضرتك معايا؟!
, زال التعحب و الدهشة عندما مد يده و إحتوي كفها الرقيق يصافحها مغمغماً بصوت حزين:
, -معاكي يا حورية العيلة.
, تعجبت ريحانة و إندهش الجميع تحديداً عثمان الذي هتف مصححاً ما قاله فهو يعلم مدي تعلق صديقه بحفيدته المتوفاة حورية:
, -دي ريحانة يا فاروق مش حورية.
, إستفاق لما قاله عثمان هذه ليست حفيدته بل حفيدة السباعي يألله ما هذا الألم الكبير..سحبت ريحانة يدها من كف يده و قام إياد بمصافحته ثم جاء دور أيان الذي نطق ببراءة غير مدركاً لما قاله:
, -إزيك يا جدوو أنا مبسوط أووي إني شوفتك اصل جدو عثمان كل ما يشوفني يحكيلي عن صداقتكم و أنا بحبك اووي عشان جدو بيحبك.
, أدمعت أعينه بحزن من كلمات هذا الصغير..يريد أن يضمه بأحضانه هو ووالدته يصرخ بهم قائلاً حورية عايشة و مش ماتت..حفيدتي عايشة و في حضني..ولكن هذه أحلام لن تتحقق..
, إعتقد عثمان أن تلك الدموع مما قاله الصغير عن صداقتهم الأبدية و لم يعلم أنها من أجل واحدة حفيدته حورية الراوي..
, أردفت ريحانة بهدوء لطفلها قائلة بحنو:
, -أيان حبيبي روح ألعب مع لورين يلا.
, هرول الصغير ناحية لورين كما أخبرته والدته فهو ينصاع لما تقوله دون أي نقاش او تردد.
, الأبوة نعمة و غريزة جميلة لا يشعر بها أي أحد..
, يري إبنته بعد هذه السنوات الطويلة التي ظن بها أنها متوفاة..لم يصدق عيناه بالبداية أنها علي قيد الحياة ولكن ما أكد له هو حديث عثمان عنها..هذه ليست حورية بل ريحانة..عيناه تنظر لها بإشتياق كبير إبنته يراها الآن و هذا ما يكفي..
, إبتسم بسعادة عندما وجدها تتجه نحوه بإبتسامتها الفاتنة تمتن بنبرة حب و إشتياق:
, -بـابـا ..
, سعد قلبه بطرب من كلمتها الجميلة فتح ذراعه يستقلبها بين أحضانه عندما إقتربت منه و لكن خاب ظنه عندما تخطته تلقي بنفسها بأحضان رجل آخر عزت السباعي..
, لم يتخيل أن إبنته ستنطق بهذه الكلمة ذات الرنه المميزة لأب آخر..هو الأحق بها من أي إنسان.
, لم تكن صدمة الجميع أقوي من صدمة قصي من رؤيته لها بجوار ذلك الشاب من جديد..بل كأن أحد سكب فوق رأسه دلواً من الماء هذا لم يكن سوي زوجها إياد تذكر عندما ظن أن ذلك الرجل هو زوجها و إياد شخص تخون زوجها معه فإنكشفت الحقائق و علم أنه هو زوجها..
, تأمله بعيناه شاب و سيم للغاية تحبس الأنفاس من وسامته الجذابة..عيناه الزرقاء شعره الأشقر و بشرته الحنطية الجميلة و ملامحه الرجولية القاسية لكن عيناه تشع حنان و دفء رهيب.
, لم يتوقع يوما أن يخطأ بحسابته هكذا أن تكون الأمور معاكسة لما يخططه هو فوقع بفخ القدر..
, عندما يخبروك أن القلب يشعر بنصفه الآخر فصدقه هذا ما شعرت به رؤي من ألم قوي تعلم أنه لحزن حبيبها و صدمته لمشاهدته شقيقته من جديد..
, عذابه دام لسنوات طويلة و لم يكن أقوي من عذابه الآن كل ما تعرفه الآن أن قلوب عائلة الراوي تقطر ألماً لرؤية فاتنتها من جديد يكتب بالبنط العريض..
, عودة حورية الراوي..

الثامن عشر


بصمات قوية يتركها الماضي بداخلنا لا تقدر الأيام علي محوها بسهولة
, فالحياة دروس و عبر يكفي أن نتعلم منها ما يزيدنا أضعاف من المعاني.
, عندما تيقن ان الماضي لا يدعمك بل يؤلمك بغلظة كأنك نكرة ليس لك الأحقية بالسير علي درب الحياة و البقاء دون نزاع.
, البقاء للأقوي و لا مكان للضعيف لأكتشف فيما بعد أن الماضي كان الأقوي عندما نسجت أحلام وردية لمستقبل ليس ببعيد.
, تنازعت لأجل الحُب عندما عصمت قلبي عن العشق لأجلك يا روح الروح..
, باعدت بين جفنيها عندما تسللت أشعة الشمس عبر الستائر إلي غرفتها فضربت بوجه هذه الفاتنة.. لتستيقظ من غفوتها بإبتسامة هادئة جذابة ثم نهضت من علي الفراش تتمطع بذراعيها تتثائب بنعاس مازال يغلبها.
, غابت عدة دقائق بالمرحاض توضأت بها ثم خرجت ترتدي إسدال الصلاة تقيم فروضها اليومية كما اعتادت كل صباح.
, أنهت صلاتها و طوت سجادة الصلاة ووضعتها علي الأريكة ثم خلعت إسدال الصلاة و وضعته علي الأريكة..
, اتجهت نحو الشرفة و فتحتها ليقابلها نسمات الهواء المنعشة تلفح صفحات وجهها و تتطاير خصلات شعرها الكستنائي أغمضت عينيها العسلية تشبه الكهرمان لم تكن هذه الفاتنة سوي..
, "حـوريـة الـراوي " كانت حورية هاربة من البحر فوطأت بقدميها علي أرض البشر.
, صاحبة العيون العسلية كالكهرمان بحاجبان رفيعان متنساقان،بشرة كالحليب الصافي بل كبياض الثلج،جسدها النحيف المتناسق من يراها يعتقد أنها موديل للأزياء، شفاة حمراء تشبه التوت البري علي أغصان الشجر..
, رائعة و فاتنة تفتنك من جمال فتاك ورثته عن والدتها ووالدها..صاحبة السابعة عشر عاماً بعد شهران ستتم الثمانية عشر..
, هذه المدللة صاحبة القلب الرقيق النقي كنقاء الحليب، صغيرة العائلة و حفيدة فاروق الراوي المفضلة، أميرة العائلة صاحبة الجزء الأكبر بقلوب الجميع.
, فتحت عيناها لتقع علي حبيبها يجلس بالحديقة يرتشف من فنجان القهوة يطالع الأخبار بالجريدة أمامه كعادة صباحية اعتاد عليها
, ابتسمت بفرح و هي تخرج من غرفتها الملكية تتجه للأسفل بخطوات سريعة لتصل إلي حبيبها.
, قابلت في طريقها زوجة والدها شاهندة و معها شقيقتها شمس التي تستعد للذهاب إلي المدرسة فهي طالبة بالصف الثاني الإعدادي تكبرها حورية بأربع سنوات ركضت من جوارهم فقالت حورية.
, حوريـة بمرح و ود: صباحو خير عليكم.
, شاهندة و إبنتها شمس بضحك: صباحو ياسمين يا حور.
, وصلت حيث يجلس حبيبها و سارت علي أصابع قدميها كي لا يستمع لها حتي صارت خلفه ثم وضعت يدها علي عيناه تغمغم بسؤال تغير من نبرة صوتها.
, حورية: أنـا مييين؟.
, رد بثقة كبيرة:حورية هاربة من بحر مائج إلي أرضي فأهلكت القلوب بفتنة جمالها.
, انعشت كلمات الغزل قلبها بنبضات تزداد رويدا من جملته الصباحة التي يغمرها بها منذ طفولتها فهي حبيبة قلبه و الأقرب له حــــــــورية.1
, أزاحت يدها و جلست جواره علي الأريكة قائلة بتذمر من كشفه لها بهذه السرعة.
, حورية بتذمر طفولي:نفسي اعرف أنتَ عرفتني إزاي يا جدو دا أنا بغير نبرة صوتي؟!
, طوي الجد الجريدة ووضعها علي الطاولة أمامه ثم استدار بأنظاره لحفيدته ببسمة حنان يجيب.+
, الجد فاروق بحنو: ببساطة كل يوم بتعملي نفس الحركة و مفيش حد في القصر يستجرأ يعمل كده غيرك يا حور بقيت بحس بيكي من علي بعد أميال و متنسيش إنك قدام فاروق الراوي.
, مطت شفتيها بإمتعاض و ضيق من إجابته الصريحة تلوي شفتيها بحركة شعبية صدمته.
, حورية بحنق:أجبر بخاطري و مثل إنك متفاجئ و أنا معملش المقلب ده بس حضرتك لازم تكسب عشان انت فاروق الراوي.
, ارتفعت ضحكات الجد علي هذه الصغيرة البريئة فإزداد عبوس وجهها تنفخ خديها بغيظ ليتوقف عن الضحك و يضمها لأحضانه هاتفاً بلوعة.
, الجد فاروق:متزعليش يا قلب جدك أنا مقدرش علي زعلك و بعدين عايزاني أمثل عشان تبطلي مقالبك و متصبحش بالجمال ده علي الصبح لالالا أنا كده يومي يبوظ.
, اردف حديثه بإحتضانه لها بحب و حنان لم يختبره أحد من أحفاد و لم يحظَ به مثل هذه الحورية التي تفنن بإسعادها بكل الطرب يكفي إبتسامتها الساحرة التي تبهمك بروعتها.
, هي ليست فقط حفيدته بل حبيبة قلبه يخاف ان تكبر أكثر و تتزوج و تتركه لن يقوي علي فراقها فهي لمسة الحب و الحنان بهذا القصر الكبير..
, فاق من صمته القصير علي صوتها وهي تحتضنه أكثر
, حورية برقة:-قولي يا جدو لييه دايما بتنادوني حور مش حورية رغم إني بحب أسمع حورية أكتر.
, الجد فاروق:-عشان أنتي حور واحدة لعيلتنا و هتفضلي حور عينيها اللي أخدت قلوبنا بضحكتها الجميلة دي و هي هتعوض الكل عن الحزن اللي عاشوه خصوصاً آ أأ..
, صمت عندما لاحظ ما كاد يتفوه به لتحملق به حورية بحاجبان منعقدان بتساؤل و تساءلت بقلق و خـوف علي جدها..
, حورية بتسأل قلقانة:-مالك يا جدو النهاردة فيك حاجة متغيرة عن كل يوم عينك فيها لمعة حزن غريبة كأنك بتلوم نفسك علي أخطاء غيرك.
, تردد بالبداية أن يجيب و لكنه لم يعتد ذلك فدائما حورية هي مخزن أسراره و محل ثقة كبير منذ أن كانت
, طفلة يرجع إليها كالطفل الصغير يحكي لوالدته عن أخطاءه و ينتظر العقاب..
, الجد فـاروق بتنهيدة حارة:- حاجات كتيرة يا حورية بتبقي صعبة تتقال،إحساس بالذنب إنك تكوني ظلمتي حد ولو مش بالقصد بيوجع يا بنتي، أنا مش ظلمته بس لاء حرمته من طفولة و حنان يتمناه أي حد،بعدته عن العيلة لدرجة يحس إنه منبوذ و مفيش حد بيحبه،
, كان محتاج حد يراعاه و يكون جمبه بس ملقاش لأن ببساطة عايش لوحده في بلد غريب من غير لا أب و لا أم..
, كانت تبكي علي حديث جدها و شعور الذنب يقتله بالطيئ..
, حوريـة بتساؤل:- أنتَ بتتكلم عن ميين يا جدو؟.
, الجد فاروق بحزن دفين:- قصي يا حورية راجع القاهرة بكرة بعد خمستاشر سنة عاشهم في بلد غريب لوحده.
, إزداد إندفاع الدم بأوردتها مع إزدياد ضربات قلبها بعنفوان، لا تفقه سبب دقات قلبها المرتفعة كالطبول عندما نطق بإسم قصي،لذة غريبة استشعرتها بإحساس اول مرة تشعر به!! غريب هذا الإحساس النقي النابع من قلبها الذي لم يعرف معني للحب سوي لأخيها و جدها و عائلتها؟! لما تنبض هكذا الآن؟؟!.
, أردفت مرددة بلا وعي:- قصي١٠ علامة التعجب
, استفاقت لنفسها عندما لاحظت نظرات جدها فقالت متساءلة:
, _قصي إبن عمي فريد يا جدو ؟.
, أومأ الجد لها بشرود و قسماته حزينة يخبرها قائلاً:
, _قصي مبقاش زي زمان يا حورية الطفل الصغير اللي تحركه و تؤمره و يجب التنفيذ!! دلوقتي بقي من أكبر رجال الأعمال في ألمانيا من وقت ما مسكته فرع شركتنا هناك و هو واحد تاني الزمن غيره للأسوأ يا بنتي؟!أنـا السبب في اللي هو عايشه الوقتي يا حورية!! نفسي أصلح اللي عملته زمـــان..
, التقطت حورية كفه و قبلته قائلة بابتسامة مطمئنة:
, _ متقلقش يا جدو كل شئ هيتحل و يتصلح صدقني ثق فياا حفيدك أنـا هحاول أرجعلك حفيدك زي زمان.
, ضعط بيده علي كفها براحة و إطمئنان ثم قال بهدوء و غموض:
, _و أنـا واثق فيكي يا قلبي.
, نهضت حورية بسعادة وهي تقول:
, _طب يلا ندخل نفطر و تاخد علاجك و ياريت بلاش القهوة اللي علي الريق دي عشان صحتك يا جدو.
, ضحك الجد فاروق و هو ينهض يسير لجوارها نحو الداخل:
, _إحنا جيل السمنة البلدي مش زيكم عيال خرعة.
, قالت حورية بغيظ رداً علي ما قاله:
, _ماشي..ماشي..ماااااشي يا فاروق الراوي مبقاش حورية الراوي لو مش أثبتلك إننا الأحسن بكتير.
, الجد فاروق بتحدي:
, _هنشوف يا حـور مين هيكسب فينا؟؟.
, ١٢ العلامة النجمية
, علي طاولة الإفطار بقصر الراوي تجمعت العائلة كل فرد يجلس بمقعده الخاص بإنتظار كبيرهم فاروق الراوي..
, أتي الجد و معه حورية تسير جواره و يده تحاوط كتفها بحنان و تملك شديد..
, جلس علي رأس الطاولة و جواره علي اليمين جلست حورية حفيدته و شرع الجميع بتناول الطعام بعدما اشار لهم..
, كان الجد يضع الطعام بطبق حفيدته و يعطيها كوب الحليب كي تشربه و يهتم بها..
, ابتسم الجميع علي حنان هذا الرجل الذي لا يظهر
, سوي مع حفيدته الصغيرة حورية رغم صرامته و قسوة قلبه لا يلين سوي معها هي فقط!!
, بينما هناك أعين تفيض كرهاً و قسوة و حقد دفين لم يدفنه الزمن بل يزداد مع مرور الأيام، نيران الغل تشتعل بأعين الأم و ابنتها مصوبة تجاه واحدة حوريةالراوي..
, همست روفيدا بحقد تصر علي أسنانها:
, _شايفة يا ماما بيعاملها إزاي و لا كأنها الأميرة ديانا ده عمره ما اهتم بينا كده زيها.
, الأم مها بصوت خافت نبرته حاقدة:
, _سيبه يا روفي أنـا مش ورايا حاجه غيرها حورية بنت محمد غير و هي متدمرة.
, روفيدا بأمل:
, _بلييز يا مامي بسرعة مش هستني لما يكتب كل الفلوس بإسمها كمان دي شيطانة مامي شيطانة.
, مها بحقد:
, _عارفة يا روح مامي و أنا هحرمها من كل ده صدقيني هتبقي الملكة روفي قريب وعد من مامي.
, اومأت روفيدا تنتظر تنفيذ والدتها لما قالته وتتخلص منها و لكن ماذا يخبأ القدر من أيام قادمة لهذه الحورية.
, ١٢ العلامة النجمية
, مرت الأيام دون جديد سوي إزدياد حقد و غل روفيدا لإبنة عمها لحُب الجميع لها و اهتمامهم بها..
, كانت حورية ترتدي فستان صيفي أبيض مشجر بالأزهار الزرقاء و خصلات شعرها تنسدل علي ظهرها من الخلف بتموجات بسيطة و أنيقة..
, تضع علي مقدمة شعرها من الأمام وشاح"إشارب " من اللون الأزرق و الوردي الجميل..
, وقفت أمام وردات الجوري بخرطوم المياة تسقي الورد و هي تدندن الأغاني القديمة هي عاشقة للطرب القديم فعندما تجلس ليلاً مع جدها تستمع لهذه الأغاني خاصة كوكب الشرق و العندليب و فيروز التي تعشق صوتها كثيراً..
, في نفس الوقت دخلت القصر سيارة سوداء حديثة لتتوقف و يخرج منها شاب بالثالثة و العشرون من عمره يرتدي قميص قميص أسود اللون كسواد الليل
, الحالك ترك أزراره العلوية مفتوحة فيظهر صدره القوي مفتول العضلات و بنطال جينز من نفس اللون و رائحة عطره ذو الماركة العالمية تفوح بالمكان..
, صفق باب السيارة بغرور و أخذ يتطلع إلي القصر الضخم و الكبير الأشبه بقلعة حصينة قديمة لأحد الملوك و الحكام..
, وقعت عيناه علي فتاة جميلة لا بل فاتنة كالبدر في السماء ترتدي فستان بسيط تمسك خرطوم المياة بيدها تسقي الورود به..
, تحرك تجاهها و عيناه مثبتة علي هذه الحورية الصغيرة حقاً حورية هاربة من البحر إلي أرض البشر.
, وقف أمامها ينظر إليها بنظرات متسعة تشع إنبهار و صدمة يفكر كيف لإبنة الخادم أن تكون بهذا الجمال الساحر و صوتها العذب بالغناء جمييل..
, اما حورية كانت تقف شاردة تدندن مقطع من أغاني قديمة شعرت بأحدهم يقف خلفها و رائحة عطره الرجولي يألله كم هي جميلة و رائعة..
, ظنت في بادئ الأمر أنه شقيقها ولكنه لن يقف صامتا هكذا لتستدير بإبتسامة واسعة تغمغم برقة:
, -روح قلبي يا ديم٤ نقطة
, بترت حديثها عندما وجدت شاب آخر يقف أمامها شهقت بصدمة ترفع يدها متناسية خرطوم المياة علي
, شفتيها لتندفع المياة علي قميصه فشهقت بفزع مرة أخري وهي تلقي بالخرطوم أرضاً تهتف بأسف و إعتذار:
, -أنـا آسفة مأخدتش بالي..
, رفع وجهه الممتقع بغضب يزمجر بإهتياج من هذه الحمقاء:
, -أنتي غبية مش تاخدي بالك إييه الاستهتار ده يشغلوا متخلفين في القصر هنا.
, اغتاظت حورية من وقاحة هذا الغريب لتردف بغضب مماثل من نعته لها بالغبية و لم تنتبه لما قاله بعد ذلك:
, -مانا إعتذرتلك لزمته إيه قلة الأدب دي و بعدين ده حتة قميص مش حكاية و مش باين عشان لونه أسود.
, غمغم الشاب بنبرة سخرية:
, -أنتي عارفة حتة القميص ده بكام عشان تتكلمي يا شاطرة.
, لوت شفتيها بسخرية و قالت:
, -هيكون بكام يعني؟؟! ده قميص مش قصر عشان تتكلم كده.
, صك علي أسنانه بغيظ من هذه الوقحة يقول بإستخفاف:
, - القميص ده تمنه أغلي من عيلتك يا شاطرة ده يساوي ثمانية آلاف جنية ماركة عالمية عمرك ما شوفتيها.
, إحمر وجهها غضباً من سخريته فإهتاجت قائلة:
, -إحترم نفسك أنا عيلتي احسن منك مليون مرة و لولا إنك اول مرة هنا كنت وريتك إزاي تتكلم بأدب عنها٣ نقطة
, إستدارت كي تذهب حتي لا تثور و تقتله هذا الأحمق لتجد يده تقبض علي معصمها و تديرها نحوه، حدقت به حورية تنظر بعسلياتها بوجهه صارخة بغضب:
, -أنت مجنون إزاي تمسك إيدي كده؟.سيبها أحسنلك بدل ما..
, اوقفها صوته يغمغم بسخرية علي الرغم من براكين الغضب علي وشك الانفجار:
, -بدل إييه؟!.جاوبيني أنتي هنا مجرد خدامة لما تتكلم مع أسيادها تتكلم بإحترام و أدب فاهمة وصوتك ميعلاش تاني علي أسيادك خافي علي اكل عيشك أحسنلك يا شاطرة.
, إحتقنت الدماء بعروقها قائلة بصراخ:
, -خدامة ميين أنت شارب حاجة يا أخ أنتَ!!
, شد من قبضته علي معصمها يهتف بنبرة تحذيرية لا تحمل الرحمة:
, -لولا إنك بنت مكنتش رحمتك يا جربوعة و يالا إخفي من قدامي بدل ما أقتلك وقتي.
, ترك يدها فأمسكتها بتألم و لكن لم يكن بمثل ألم كرامتها و هي ترفع يدها و تهوي بكفها علي وجهه بصفعة قوية..
, جحظت عيناه بإتساع مصدوم من فعلتها الجريئة و التي لم تخطر علي باله بينما حورية شهقت بصدمة و فزع تعي ما قامت بفعله الآن لقد صفعته فتاة..
, شاهدت عيناه تتوحش بإحمرار قاتم ففرت هاربة تهرول بعيداً تهرب من عرين الأسد و لكن وصل لمسامعها تهديد صريح بالانتقام بلهجة مخيفة:
, -هتندمي علي اللي عملتيه دلوقتي مش قصي الراوي اللي بنت تضربه و تهرب منه.ندبـات الماضي ما زالت تؤلمنا للـ الآن.. ليست قط جرح غائر عميق بجسدنا بل هو نصل حاد اخترق أرواحنا بدون استئذان ٣ علامة التعجب
, نجـازف بالماضي من أجل المستقبل . فنجد أن الماضي عالق به كالعلقة ..
, كانت منبوذة بالماضي عوقبت علي غلطة غير مقصودة لتكن العواقب وخيمة ؟. اصبحت ميتة امام الجميع و لكن هل يعود الميت إلي الحياة من جديد ؟ أم تنسجم الروح مع الجسد الميت !!
, حُبست الأنفاس بالصدور غير قادرة علي الخروج زفيراً.. لا تصدق أعينهم ما تراه الآن تحت شعار "عودة من الموت"؟ كابوس قديم يتجسد الآن أمام أعينهم غير قادرين علي الاستيعاب"حورية الراوي" علي قيد الحياة و لم تمت؟.
, كانت الصدمة قوية عليهم و خاصةً من أحبوها بصدق..أحبوا حوريـة بقلب صادق.. صدمة الموت قديما كانت قوية عليهم أما الآن فـ صدمة أنها علي قيد الحياة كانت أقوي من قبلها..
, وضع فـاروق يده علي موضع قلبه يتألم بصمت شعور مؤلم أن مهلكة قلبه حفيدته الحبيبة حورية تقف أمام عينيه الآن..نظر فاروق بأعين إمتلئت بالدموع الحبيسة و هو يراقب ما يحدث بصمت..
, حفيدته الميتة منذ اعوام تقف امامه الآن..قلبه يخفق بقوة رؤيته لحفيدته المميزة بعد تلك الأعوام و إشتياقه لها بعد فراق من الموت آلمه كثيراً..
, يراها تقف بصحبة شاب وسيم للغاية و معهم هذا الصغير الذي ركض نحو عثمان صديقه فإتجهت عيناه إليه وجده يركض تجاه صديقه يضحك بسعادة..فوجده يفتح ذراعه و تلقفه بعناق حار يغمغم بضحكات سعيدة:
, -حبيب قلب جدو أيان البطل كده تتأخر عن الحفلة نص ساعة.
, ضحك أيان و قال بغرور طفولي:
, -أنا منتظم في معادي بس انت يا عثمان باشا اللي بدأت البارتي بدري عن معادها.
, كركر عثمان بإحراج من ذلك الولد الصغير من جوابه المحرج و قال:
, -المرة دي انت طلعت صح يا بطل هبقي أركز عشان أكسبك.
, أقتربت ريحانة مع إياد من الجد عثمان بإبتسامة سعيدة و قالت بحب تحتضنه:
, -عامل إيه يا جدوو؟.
, عانقها الجد بحنان يردف بلوم يعاتبها علي غيابها الطويل:
, -كده تغيبي عني الفترة الطويلة دي جدك مش وحشك و إلا إيه.
, أبتعدت عنه و قالت مبررة له بهدوء:
, -وحشتني طبعا أصل حصلت شوية ظروف منعتني عنك بس هعوضك يا حبيبي.
, ربت علي رأسها بحنان و توجه بنظراته الغاضبة نحو إياد الذي ارتعب و قال بتوتر:
, -إيه؟ ما أنا كنت مشغول زيها و الشركة اخدت كل وقتي حتي أسألها.
, هتف الجد عثمان بصرامة يقطع ريحانة التي همت بالحديث بصوت أجش قائلا:
, -دا مش مبرر إنك مترفعش سماعة التليفون و تتصل تطمن علينا برضه.
, مط إياد شفتيه بعدم رضا و قال يحدج ريحانة بغيظ:
, -حقك عليا إشمعنا ريحانة سامحتها بسرعة و أنا لاء.
, اجاب الجد بإستفزاز يضم ريحانة لأحضانه بحنان:
, -دي حبيبة جدها مقدرش ازعل من القمر دا مهما حصل منها.
, ضحكت ريحانة بخجل و شماتة بنفس الوقت لإياد ذا الملامح الممتعضة و الغاضبة فإبتسم لها متمنياً لها السعادة يكفي إبتسامة صغيرة تمحي الضيق.
, كان يعتصر ألماً يستمع لضحكاتها مع صديقه إستبدلته بجد آخر ما هذا القدر القاسي الذي يعيد فتح جراح القلب من جديد..
, استدار عثمان إلي صديقه فاروق مردفاً بسعادة و لم ينتبه لحزنه الظاهر علي وجهه يوجه حديثه لريحانة:
, - عارفة مين الراجل العجوز اللي قاعد جمبي دا يا ريحانة؟!
, نظرت له بعدم فهم ولكن قالت:
, -مين يا جدو؟!.
, رد بنبرة حب صادقة وود لم يمحيه الزمن:
, -فاروق صاحبي و عشرة عمري.. أخويا اللي الزمن عرفنا علي بعض و كان أحسن من الأخ من الاب و الأم فاروق اللي حكتيلك عنه زمان.
, همهمت بتفهم فـ إسترسل عثمان موجهاً حديثه هذه المرة إلي صديقه يقول بهدوء:
, -و آدي يا صاحبي جميلة عيلة السباعي ريحانة السباعي حفيدتي و اللي جمبها إياد السباعي و الاتنين ولاد عم إتجوزا و جابوا لينا العسل الصغير أيان..
, رغم إني مستخسرها فيه بس أعمل إيه القلب و ما يريد.
, ضحك الجميع علي عبارته المازحة بينما إمتلئت أعين فاروق بالدموع الحبيسة "حورية الراوي".. باتت الآن" ريحانة السباعي" إبنة عائلة السباعي و لا يربطها بهم أي صلة..
, وقفت ريحانة بجوار إياد و أمسكت بيد ايان و اقتربت من فاروق الذي يرمقها بنظرات حزينة و قالت بإبتسامة بشوشة وهي تمد يدها:
, -أهلاً بحضرتك يا فاروق بيه متعرفش إزاي جدو بيحكيلنا عنك للدرجة إني أتشوقت اعرف مين صاحبه اللي بيحبه أوي كده.
, لو كانت عازمة علي إيلامه أكثر ما فعلته بهذه البراءة و الطفولية..لا تتذكره تنادية بألقاب و تعامله كالغريب شتان بين الماضي و الحاضر فهو الآن غريب عنها لا تعلم من هو؟.
, إنزوي ما بين حاجبيها بدهشة من صمته المبالغ فنادته برقة:
, -فاروق بيه حضرتك معايا؟!
, زال التعحب و الدهشة عندما مد يده و إحتوي كفها الرقيق يصافحها مغمغماً بصوت حزين:
, -معاكي يا حورية العيلة.
, تعجبت ريحانة و إندهش الجميع تحديداً عثمان الذي هتف مصححاً ما قاله فهو يعلم مدي تعلق صديقه بحفيدته المتوفاة حورية:
, -دي ريحانة يا فاروق مش حورية.
, إستفاق لما قاله عثمان هذه ليست حفيدته بل حفيدة السباعي يألله ما هذا الألم الكبير..سحبت ريحانة يدها من كف يده و قام إياد بمصافحته ثم جاء دور أيان الذي نطق ببراءة غير مدركاً لما قاله:
, -إزيك يا جدوو أنا مبسوط أووي إني شوفتك اصل جدو عثمان كل ما يشوفني يحكيلي عن صداقتكم و أنا بحبك اووي عشان جدو بيحبك.
, أدمعت أعينه بحزن من كلمات هذا الصغير..يريد أن يضمه بأحضانه هو ووالدته يصرخ بهم قائلاً حورية عايشة و مش ماتت..حفيدتي عايشة و في حضني..ولكن هذه أحلام لن تتحقق..
, إعتقد عثمان أن تلك الدموع مما قاله الصغير عن صداقتهم الأبدية و لم يعلم أنها من أجل واحدة حفيدته حورية الراوي..
, أردفت ريحانة بهدوء لطفلها قائلة بحنو:
, -أيان حبيبي روح ألعب مع لورين يلا.
, هرول الصغير ناحية لورين كما أخبرته والدته فهو ينصاع لما تقوله دون أي نقاش او تردد.
, الأبوة نعمة و غريزة جميلة لا يشعر بها أي أحد..
, يري إبنته بعد هذه السنوات الطويلة التي ظن بها أنها متوفاة..لم يصدق عيناه بالبداية أنها علي قيد الحياة ولكن ما أكد له هو حديث عثمان عنها..هذه ليست حورية بل ريحانة..عيناه تنظر لها بإشتياق كبير إبنته يراها الآن و هذا ما يكفي..
, إبتسم بسعادة عندما وجدها تتجه نحوه بإبتسامتها الفاتنة تمتن بنبرة حب و إشتياق:
, -بـابـا ..
, سعد قلبه بطرب من كلمتها الجميلة فتح ذراعه يستقلبها بين أحضانه عندما إقتربت منه و لكن خاب ظنه عندما تخطته تلقي بنفسها بأحضان رجل آخر عزت السباعي..
, لم يتخيل أن إبنته ستنطق بهذه الكلمة ذات الرنه المميزة لأب آخر..هو الأحق بها من أي إنسان.
, لم تكن صدمة الجميع أقوي من صدمة قصي من رؤيته لها بجوار ذلك الشاب من جديد..بل كأن أحد سكب فوق رأسه دلواً من الماء هذا لم يكن سوي زوجها إياد تذكر عندما ظن أن ذلك الرجل هو زوجها و إياد شخص تخون زوجها معه فإنكشفت الحقائق و علم أنه هو زوجها..
, تأمله بعيناه شاب و سيم للغاية تحبس الأنفاس من وسامته الجذابة..عيناه الزرقاء شعره الأشقر و بشرته الحنطية الجميلة و ملامحه الرجولية القاسية لكن عيناه تشع حنان و دفء رهيب.
, لم يتوقع يوما أن يخطأ بحسابته هكذا أن تكون الأمور معاكسة لما يخططه هو فوقع بفخ القدر..
, عندما يخبروك أن القلب يشعر بنصفه الآخر فصدقه هذا ما شعرت به رؤي من ألم قوي تعلم أنه لحزن حبيبها و صدمته لمشاهدته شقيقته من جديد..
, عذابه دام لسنوات طويلة و لم يكن أقوي من عذابه الآن كل ما تعرفه الآن أن قلوب عائلة الراوي تقطر ألماً لرؤية فاتنتها من جديد يكتب بالبنط العريض..
, عودة حورية الراوي..

التاسع عشر


دخلت حورية القصر و عقلها شارد بذلك الوقح الذي رأته منذ قليل عندما صفعته بقوة لا تعلم ما سبب إزدياد ضربات قلبها تتساءل عن صاحب الوسامة هذا.
, بررت لفعلتها أنه تطاول و أمسك يدها غير إهانته لها و لعائلتها و تفكيره أنها إبنة أحد الخدم حتي لو كانت إبنة الخادم لا يحق له إهانتهم هكذا.
, .
, جعدت حاجبيها عندما وجدت الجميع جالس و احدهم يوليها ظهره يرتدي قميص أسود اللون شهقت بصدمة عندما وجدته ذلك الوقح الذي صفعته..
, كان يتطلع لها بنظرات غاضبة و محتقنة فإبتلعت ريقها بخوف و توتر كانت نظراتها متعلقة به.+
, أفاقت علي صوت جدها يشير لها بالتقدم و إبتسامة حانية علي شفتيه.
, الجد فاروق:تعالي يا حورية سلمي علي قصي إبن عمك.
, حورية ببلاهة:هاه، قصي !!
, تحدثت بتلك البلاهة و هي تقترب من جدها الذي إحتضنها بحنان،أهذا هو إبن عمها الذي أخبرها عنه جدها شعرت بغصة قوية تشكلت بحلقها عندما رمقها بنظرات غاضبة و قوية.
, أحس الجد بصدمتها فحاول تخفيف الأجواء و تطلع إلي قصي بهدوء.
, الجد فاروق:دي حورية بنت عمك محمد يا قصي أول مرة تشوفها لأنها عمرها ما سافرت مكان بعيد عني.
, إقترب قصي منهم بغليان و حقد من هذه الفتاة التي صفعته و التي لم تكن غير إبنة عمه أي من العائلة الكريمة..
, مد يده كي يصافحها و قال بصوت بدي مرعباً لحورية التي علمت سببه وحدها
, قصي ببرود:لاء فاكرها كويس يا فاروق بيه دي كانت متعلقة بيا جداً و بترفض تسيبني.
, ضحك الجد علي ما قاله و همس إلي حورية بصوت هادئ:سلمي علي قصي يا حورية مينفعش يمد إيده كتيير.
, مدت يدها المرتعشة تنصاع لرغبة جدها و قالت ما اتي بخاطرها.
, حورية بإندفاع:بس أنا مش فاكراك الصراحة.
, إنصبت أنظار الجميع نحوها
, فتوترت و تابعت بتبرير.
, حورية:إحم كنت لسه صغيرة اوي عشان أفتكر يعني.
, تفهم الجد حديثها بينما الاثنان كانا بعالم آخر عندما تلامست أيديهم لا يصدق من لمسة يدها شعر بهذه النبضات المتسارعة و مع ذلك أبي أن يعترف بأي شئ منها لم يختلف حالها كثيراً فهذا ما أحسته تجاه هذه اللمسة أقشعر بدنها برجفة خفيفة تتسرب لأوردتها.
, جذبت يدها بتوتر اما هو فإستفاق من هذه الدوامة ليجد جده يتحدث بأمر كالمعتاد بينما لا أحد يتحدث أو يُعارض لما يقوله فاروق الراوي.1
, الجد فاروق: أطلع إرتاح شوية شكلك تعبان من السفر.
, اومأ بهدوء و لم يتحدث بينما قال فريد والده لابيه:أنا هطلع معاه قصي واحشني يا بابا.
, لم يعترض فاروق يعلم أن ولده لم يري ابنه منذ فترة طويلة فسار قصي جوار والده و رمق حورية بنظرة اخيرة محذرة و تحمل الغموض..
, تنفست الصعداء عندما غادر لتردف إلي جدها برقتها المعهودة..
, حورية:طب انا هطلع اوضتي اذاكر شوية يا جدو.
, إبتسم الجد و باس جبينها و اردف بحنان: ماشي يا قلب جدك.
, صعدت إلي غرفتها كي تستطيع ان ترتاح قليلا من الصدمة التي حلت عليها و هي قصي ابن عمها ذلك الغريب الذي أضحي قريب ابن عمها و هي تحاول نفض أي افكار سيئة عنها تبث الطمأنينة بقلبها ان جدها بجوارها.
, ١٦ العلامة النجمية
, بالمساء
, التف الجميع حول طاولة العشاء و إجتمعت العائلة من بينهم قصي الراوي الحفيد الأكبر لفـاروق الراوي شاب بالثالثة و العشرون من عمره يمتلك وسامة طاغية عينان بلون حبات البندق حادة قاسية ورثها عن جده و بشرة حنطية جميلة و أنف عريض مدبب و شفاة غليظة و تلك اللحية المهزبة بلون شعره الكستنائي زادتة وسامة و رجولة طاغية..6
, كان يجلس علي مقعدة بثقة و قوة لا يفعلها احد في وجود الجد إلا هو استطاع أن يثبت من أول يوم انه لا يهاب أحد بل شخصية منفردة تحمل من القسوة ما يكفي دهور..
, كانت هناك اعين تكاد تنقلع من محجريها من إعجابها بشخصيته كانت وقعت بغرامه عندما سافرت العام الماضي إلي ألمانيا و إضطرت لقضاء فترة العطلة عنده بأوامر من فاروف الراوي ليستقبلها عنده بالمنزل كانت معاملته جافة و باردة لكنها أقسمت أنه لن يكون لأخري غيرها هذا ما اقسمت به روفيدا الراوي.
, نفخ بملل و ضيق فالجد لم يباشر بالطعام كي يتناول الجميع لسبب لا يجهله فـ فاروق الراوي قوانينه صارمة تسير علي الكبير و الصغير لما الآن تأخر عن قوانينه.
, إستمع إلي عمه محمد يسأل والده بتهذيب ولم يستطع رفع عينيه بوجهه.
, محمد:يا بابا حورية قالت إنها مش جعانة مستني إيه؟.
, الأب فاروق:لاء هتنزل و تأكل معانا مستحيل ابدأ من غير ما تكون قدام عيني.
, محمد بضيق: هي بتذاكر الوقتي عشان عندها امتحانات فا مش بتبقي ليها نفس للأكل أنت لازم تاكل عشان علاجك.
, فاروق بعناد: مش بيبقي ليا نفس طول ما هي مش قاعدة جمبي علي السفرة و مطمن إنها أكلت.
, فريد مقاطعاً اخيه:سيب بابا علي راحته يا محمد و إحنا نستني مش هيحصل حاجة.
, فؤاد بتأييد:انا رأيي من رأي فريد يا محمد.
, تعجب قصي من رفض جده لتناول الجميع الطعام دونها ما سر العلاقة بين الجد و حورية و كل هذا الاهتمام يعطيه لها دوناً عن جميع أحفاده.
, جاءت حورية بابتسامة مشرقة محببة لقلوب الجميع و تخطف الأنفاس لتُقبل خد جدها فإتسعت ابتسامته.
, حورية برقة:يعني لازم اكون موجودة عشان تاكل خلتني اسيب المذاكرة و المادة الرخمة اللي بذاكرها كله عشانك يا جميل.
, الجد فاروق:مش برتاح غير و انت موجودة جمبي يا حور عيني.
, ضحكت حورية و باشر الجميع تناول طعامهم بضحكات علي ذلك العجوز الذي يتحول إلي *** بسبب هذه الفتاة الصغيرة..
, أما قصي كان بعالم آخر دوامة غضب و ضيق من جده الظالم كان السبب بحرمانه من دفء العائلة و روح الحياة ليلقي به في مدرسة داخلية خارج البلاد كالسجين المنفي خارج دولته ، كان السبب بحرمانه من والده الذي كان يقطع مسافات من اجله رؤيته عدة سويعات تشبع قلبه الملهوف علي ابنه..
, تركه ينشأ وحيداً كالمنبوذ بينما هنا يغرق هذه الفتاة بالحنان و الحب في ظل نسيانه لتطلق عيناه شرر متقد و حقد من تلك الحورية التي فضلها عليه متوعدا لها بالانتقام ليس لسبب واحد بل إنتقام من حواء الأولي صفعته و لم تقدر فتاة علي فعلها من قبل و الثانية هي إنتقام من الجميع فإتضح امام عيناه أنها الهدف الصحيح للانتقام من عائلة الراوي تحديدا جده فاروق الراوي الرجل الذي كان سبب بمعاناته طوال سنوات عمره.
, ١٥ العلامة النجمية
, مرت ايام و هو هنا بالقاهرة يعيش مع العائلة كالغريب فقد اعتاد ان يصبح وحيداً من غير أحد و الآن بين ليلة و ضحاها بفرمان اصدره جده بعودته للقاهرة كي يتولي إدارة شركات العائلة ريثما ينتهي الشباب من الدراسة و سيساعدوه في الإدارة.1
, لم يكن يهتم بمثل هذه الأمور التافهة بالنسبة له فهي ليست ثقيلة أو شاقة بل يستطيع قصي الراوي بذكائه المبهر أن يتولي إدارة المئات من الشركات بوقت واحد هو رجل يعتمد عليه.
, الآن يقف ببهو القصر يرتدي بذلة رجالية سوداء و قميص أبيض لم يرتدي رابطة عنق فهو يبغضها يقف الآن بعد توليه الإدارة منذ اكثر من أسبوعان ينظر لساعته بانتظار روفيدا التي ألحت عليه أن يوصلها إلي الجامعة بطريقه و ها هو ينتظرها منذ اكثر من خمسة عشر دقيقه..
, اخرج هاتفه يعبث به قليلاً حتي سمع إلي صوت خطوات سريعة علي الدرج فرفع حدقتيه لينظر إلي صاحبه فوجد تلك الجنية الصغيرة تهبط الدرج بسرعة ترتدي تيشيرت ابيض مكتوب عليه كلمات إنجليزية باللون الأسود و بنطال جينز اسود فوقه جاكيت جينز و حذاء رياضي ابيض و قامت بعمل شعرها كحكة فوضاوية جميلة و إرتدت نظارتها الطيبة.
, كانت جميلة ببساطة الملابس و ملامحها الجميلة التي تسلبه عقله بسرعة لا يعلم ما السر وراء هذه الفتاة لينجذب لها بسرعة هكذا..
, تهرول بخطاها فأوقفها صوت زوجة ابيها شاهندا تسألها بإهتمام.
, شاهندة بحنان: براحة يا حور يا حبيبتي مستعجلة لييه؟.
, حورية:مستر العربي غير معاد الدرس و خلاه كمان نص ساعة و انا لازم الحق الدرس اصلها حصة شاملة المنهج كله و المشكلة كمان إن نديم مش هنا عشان يوصلني عربيتي لسه متصلحتش.
, شاهندة:طب إهدي يا حبيبتي بلاش التوتر ده و كل شئ هيتحل.
, حورية:مفيش حاجة هتتحل شكلي هتأخر علي الدرس و المستر مش بيحب حد يتأخر عن الحصة.
, شاهندة بتفكير تنظر تجاه قصي: قصي ممكن توصل حور في طريقك و انت رايح الشركة عندها درس و هتتأخر.
, حورية بفزع: بتقولي ايه يا عمتو انا هاخد تاكسي احسن.
, امـا قصي فاغتاظ من رفضها و نظرة الهلع لم يكن سيقبل بهذا أبداً و لكن عليه تأديب هذه الفتاة جيداً كي تتعلم كيف تتحدث عنه.
, قصي بهدوء: هوصلها عشان خاطرك بس.
, شاهندة بابتسامة:شكرا يا قصي..يلا حور قصي هيوصلك.
, حورية بنبرة باكية:يا عمتووو مش عايز..
, شاهندة بصرامة مقاطعة:يلا يا حور هتتأخري و بعدين قصي إبن عمك مفيش مشكلة يوصلك.
, قصي ببرود حاد:يلا يا بنت عمي.
, سارت جواره طوعاً لزوجة ابيها الحنونة و رغبة بالبكاء فيما فرضته عليه شاهندة بينما قصي شعر بالانتصار فهو سيلقن هذه الفتاة درساً لن تنساه و قد تناسي أمر روفيده فـ وجود الحورية ينسي العالم؟؟؟؟!.
, بنفس الوقت نزلت روفيدا تتهادي بشميتها ترتدي ملابس تكاد تتمزق علي جسدها و تضع علي وجهها الكيلو جرامات من المكياج بحثت بعيناها عن قصي فلم تجده لتقطب جبينها بتعجب فنظرت إلي شاهندة و قالت.
, روفيده بتساؤل:متعرفيش قصي فين يا انطي.
, شاهندة ببراءة اجابت:راح يوصل حورية السنتر يا حبيبتي اصلها اتاخرت وهو هيوصلها بطريقه للشركة.
, روفيدة بغيظ و غضب:إزاي أنا متفقة معاه إنه يوصلني الجامعة في طريقه إزاي هيوصل ست حورية دي كمان.
, شاهندة و قد وعت لما قالته فقالت بارتباك:يا حبيبتي انا طلبت منه يوصلها و مكنتش اعرف إنه هيوصلك.
, روفيدة باقتضاب وهي تغادر:خلاص يا انطي هي جات علي دي ما لازم كل حاجة تروح للأميرة حورية.
, انصرفت روفيدة لتتنفس شاهندة بارتياح هامسة: يا ساتر عليكي بتغيري منها شبه أمك مش زي رؤي و عاصي الغلابة الحمد**** أنهم زيكم.
, اما عند ابطال الحكاية القصيرة..
, كان قصي يقود السيارة كمن في سباق للسيارات سعيد بما انجزه من رعب لتلك الصغيرة التي تجاوره المقعد الامامي و تتشبث به في خوف تصرخ بخوف كلما اقترق من سيارة موهماً إياها انه قد يفتعل حادث بالسيارة.
, حورية بخوف تترجاه:_**** يخليك هدي السرعة شويو انا خايفة يا رتني ما سمعت لعمتوو و ركبت معااااك هنمووت بسببك و أنا لسه محضرتش المراجعة النهائية.
, قصي ببراءة مصطنعة:_مانا بسوق ببطء علفكرة أنت اللي جبانة و خوافة و بعدين مراجعة اييه اللي هتحضريها طالما هنمووت.
, حورية بصراخ:_اسكت **** يخربيتك اناااا عندي فوبيا من السرعة الزياادة ارجوووك هدي السرعة شوية بقي.
, رق قلبه لها و هدأ من سرعته شعور من الشفقة و الخوف تملك منه تجاه هذه الجنية الصغيرة.
, قصي بهدوء:_أهدي متخافيش أنا مش هعملك حاجة.
, حورية وهي تتنفس بصعوبة:_حسبي **** ونعم الوكيل كنت هموت من الخوف بسببك **** لو ركبت معاك عربية تاني.
, قصي باستنكار:_هي دي شكراً اللي مفروض تقوليها و إني اتنازلت أوصلك الستنر.
, حورية بغضب:_اشكرك علي إييه؟. السواقة العظيمة اللي كنت هتموتنا بيها انا أصلا مكنتش عايزاك توصلني كنت هاخد اي تاكسي و خلاص.
, قصي بغضب مكتوم:_طب ياريت تفكري في كلامك قبل ما تتكلمي عشان انا مبتهاونش مع البنات الوقحة زيك.
, حورية بشهقة مصدومة:_انا وقحة.
, أوما قصي مؤكدا:_و إنسانة مستفزة كمان.
, حورية بإحتقان:_أنت بني آدم عديم٣ نقطة
, قصي بمقاطعة حادة:_كلمي كلامك عشان تشوفي وش مش هيعجبك يا صغننة.
, كتفت ذراعيها و تمتمت بداخلها:_وقح و قليل الادب.
, بعد قليل وصل قصي امام السنتر فحملت حورية حقيبتها و هبطت من السياره ليوقفها صوت قصي البارد.
, قصي ببرود:_هتخلصي الساعة كام؟.
, حورية بغرور:_شئ ما يخصكش.
, قصي يصطك علي اسنانه مكرراً:_جاوبي علي السؤال هتخلصي الساعة كام؟..
, حورية بتأفف:_الساعة اتنين حاجة تانية.
, قصي ببرود:_لاء روحي.
, غادرت حورية بعدما صفقت الباب بعنف تلعن قصي و تسبه بداخلها بينما هو ادار المحرك و قاد السيارة بثقة و غروره المعتاد.
, ١٧ العلامة النجمية
, انتهت حورية من دروسها ووقفت امام السنتر بجوار اصدقاءها تنتظر سيارة اجري كي تقلها إلي القصر فأتي شاب معجب بها و لكنها تعامله برسمية شديدة..
, الفتي و يدعي معتز:_واقفة لييه يا حورية الدرس خلص بقاله نص ساعة.
, حورية بهدوء:_مستنية تاكسي عشان ارجع بيه.
, لمعت فكرة بعقل معتز و قال:_طب تعالي اوصلك معايا إحنا طريقنا واحد.
, حورية بابتسامة هادئة:_ميرسي يا معتز ملوش لزوم اتعبك معايا.
, معتز بلهفة:_تعب إيه؟!..دا انا بتمني فرصة زي دي من زمان.
, صديقة حورية برفع حاجب:_أفندم٤ علامة التعجب
, معتز بتوتر:_اقصد عشان نبقي اصحاب بس.
, حورية بنبرة هادئة:_شكرا يا معتز مرة تانية بس انا هروح بتاكسي افضل.
, وقفت سيارة سوداء باهظة الثمن فجاة فتحولت انظار الجميع خاصة الفتيات عندما هبط منها قصي الراوي بغرور يبحث عن الجنية الصغيرة فوقعت عيناه عليها تقف مع احدهم و تبتسم له فسار تجاهها بخطي واثقة غاضبة بينما تعالت همسات الفتيات علي كتلة الوسامة وصل إليها ليستمع إلي حديث ذلك الأحمق يغمغم بنبرة معجبة بها.
, معتز بنظرات إعجاب:_كده هتتأخري تعالي اوصلك احسن يا حور الجو حر و هيتعبك و انت رقيقة جداً عليها.
, قصي بنبرة حادة:_متقلقش يا عم الرقيق أنا موجود عشان اوصلها.
, التفت الفتي ينظر له بتعجب بينما جحظت اعين حورية بدهشة من وجود قصي هناا..
, حورية بصدمة:_قصي٤ علامة التعجب
, معتز باستغراب:_أنت ميين يا أخ انت انا مش بكلمك.
, قصي وهو يدس يده في جيب بنطاله:_أنت اللي مين وواقف معاها بصفتك ايه؟.
, معتز بغرور:_معتز صفوت و ابقي صديق حورية أنت بقي مين بس واضح إنك مش طالب زينا اصلك اكبر من كده بكتير أنت بقي ميين؟!
, قصي بابتسامة باردة:_إممم ابقي ميين؟.. اقولك قصي الراوي إبن عم حورية يا صديق.
, معتز ببلاهة:_ابن عمها بس حورية مقالتش قبل كده ان ليها ابن عم اسمه قصي.
, قصي مربتاً علي كتفه يغمغم بنبرة محذرة:_و أديك عرفت مش عايز المحك بقي قريب منها تاني عشان متجربش قلبتي اصلي لما بقلب علي حد يبقي يا رحمن يا رحييم.
, ختم حديثه يقبض علي معصم حورية المصدومة بما قاله و سارت خلفه حتي القي بها بالسيارة و التف حولها و استقل مقعد السائق يقود بها.
, •بالسيـارة عند قصي
, صرخت حورية بغضب و إهتياج مما فعله قصي قبل قليل ستصبح سخرية الجميع الأيام القادمة هي من كانت تعامل الجميع برسمية شديدة اتي بلحظة بممحاة مسح ما فعلته كي تبقي بعيدا عن اي صداقات بين فتاة و شاب من سنها يألله ماذا سيحدث لها بعد ذلك علي يد هذا المتعجرف المغرور.؟.
, صاحت حورية بأعين تخرج شرارات:_أنت قاصد تضايقني صح عشان كده جيت السنتر و أهانت معتز بطريقتك المستفزة.
, قصي وهو يرفع كتفيه بلامبالاة:_يعني الحق مرضتش إنك تتعتبي في المواصلات و جيت اوصلك.
, حورية بسخرية:_لاء كتر خيرك بجد أنت عارف بعد اللي عملته هيحصل ايه؟.
, قصي ببرود:_ولا حاجة اكيد.
, حورية بانفعال:_يا بجاحتك ياخي انت كده هتخليهم يتكلموا عني بكلام مش كويس و انا طول عمري محدش جاب سيرتي في حاجة وحشة.
, قصي بغضب مماثل:_يعني عايزاني اسيبك للواد النحنوح ده يوصلك اريل أنا قدامك عشان اسيبكم في نص الشارع واقفين تتكلموا من غير ما تعملي حساب لسمعتك زي ما تقولي.
, حورية بتهور:_انا لو مكنتش عاملة حساب لحد و لسمعتي زي ما تقول مكنتش ضربتك بالقلم اول مرة شوفتك فيها وقت ما مسكت إيدي.
, زاد من قوة قبضته علي المقود حتي إبيضت مفاصله و برزت عروقها بينما صك علي اسنانه تكاد تتهشم منها ضغطه عليها و نفرت عروق رقبته فإبتلعت ريقها بخوف عندما انتبهت لما قالته من خزعبلان بحقه و أنه لن يمرره مرور الكرام.
, قصي بغضب مكتوم ونبرة باردة اخافت قلب المسكينة ووقعت به للهاوية:_إخرسي مش عايز اسمع صوتك لحد ما نوصل مفهـــــوم.
, حورية بذعر:_ح.. حاضر.
, قاد السيارة بغضب و شرارات تحرق الأخضر و اليابس هذه الفتاة تتعمد إيقاظ الوحش الثائر بداخله كلما رأته ولكن مهلاً يا عزيزتي فأنـا الـ قصي الرابح دائما و ستنالك نيران الانتقام..
, وقفت السيارة امام القصر لتترجل منها بسرعة مهرولة للداخل قبل ان يفتك بها هذا الوحش المخيف تشتم غباءها علي ما تفوهت به منذ قليل اشعل بداخله غضب جامح سيطاله الجميع.
, ٢٧ العلامة النجمية
, في أحد الليالي الهادئة عاد قصي إلي القصر بوقت متأخر قليلاً كانت الساعة تشير إلي التاسعة و النصف مساءً سار بخطي هادئة نحو الداخل ليلتفت فجأة عندما لمح حورية تجلس بالحديقة و أمامها مجموعة من الملازم و الكتب تنظر لهم بحزن تضع وجهها بين كفيها٣ نقطة
, تحرك نحوها بهدوء ثم وقف خلفها ليستمع لها تتنهد بحزن مسموع ليقطب جبينه بتعجب فقلما ما يراها بهذه الحالة فهي دائماً تضحك و تكركر.
, قصي بتساؤل:_قاعدة زعلانة لييه؟!.
, أنتفضت بفزع تنظر له بصدمة رمشت بعيناها عدة مرات ثم تنهدت و قالت بنبرة مقتضبة
, حورية باقتضاب:_مفييش٣ علامة التعجب.
, هي ارادت أن تبقي هادئة و لا تريد ان تتحدث معه بعد ما حدث ذلك اليوم حينما اهان معتز و جذبها كالحيوانات خلفه شعرت حينها بعاصفة غضب تضرب بالأخضر و اليابس..
, كان هادئ و بارد زيادة عن اللزوم و جلس بالمقعد المجاور لها يضع ساق فوق الأخري يريد استدراجها بعقلية كبيرة.
, قصي بهدوء خبيث:_لو مش عايزة تقولي انت حرة بس انت وقتها مش هتقدري تمنعي لساني يحكي لجدك عن زعلك ووقتها هو ممكن يتعب دا متعلق بيكي جداً.
, حورية بهلع:_لا ب**** عليك ما تقوله مقدرش أشوفه حزين.
, قصي بإبتسامة خبيثة:_يبقي تحكيلي مالك.
, تنهدت حورية و قالت بإحباط لا مفر من الجواب:_من أسبوع كان عندي إمتحان في مادة رخمة مش بحبها ذاكرت علي قد ما اقدر عشان اجيب الدرجة النهائية بس الامتحان جيه صعب و نقصت اربع درجات.
, همهم قصي بتفهم ثم قال:_طب ما تغيري المستر و روحي لواحد تاني.
, حورية:_مقدرش دا أحسن واحد فهمت منه و متميز عن التانين بس العيب فيا المادة صعبة.
, قصي باقتراح:_إيه رأيك أذاكرلك أنا المادة.
, إنفرجت اساريرها ثم سرعان ما عادت للعبوس قائلة:_مش هتعرف لأنها صعبة.
, قصي بتحدي:_جربي لو فهمتي مني يبقي هتنفذي اللي هقولك علييه إنما بقي لو خسرت أنا هنفذلك طلبك.
, حورية و قد راق لها التحدي:_اشطاا رغم إحساسي إن انا اللي هكسبك.
, قصي وهو يشمر عن اكمامه يمسك بالقلم:_تعالي بقي اذاكرلك و نشوف مين فيينا اللي هيكسب.
, بعد مرور نصف ساعة
, هتفت حورية بسعادة:_ أخيراً فهمتها **** عليك يا ابني دا انت تتخصص فيها أحسن و **** شرحك احسن من المدرسين بتوعنا.
, قصي بغرور:_مانا عارف إن أحسن حد شرحلك المادة يبقي تنفذي الشرط بقي.
, حورية بتوتر مدعية النسيان:_شرط إييه؟!!.
, قصي بابتسامة ماكرة:_إنك هتنفذي كل اللي هقولك عليك.
, حورية بتهرب:_طب خلييه وقت تاني اصلي نعسانة و عايزة أنام و بكرة مدرسة و دراسة ويوم طويل.
, قصي بإصرار:_تؤتؤتؤ مش هتخدعيني أنت هتنفذي الأول و بعدين تنامي.
, حورية وهي تضيق عينيها كالقطط:_أنام الأول و بعدين ابقي انفذ شرطك.
, قصي برفض:_لاء الشرط الأول.
, ظلت تحدق به بأعين كالقطط تلمع بها الدموع عله يرأف بها ليتطلع الي عيناها التي تسلبه عقله و قلبه لا يصدق ان هذه الجنية الصغيرة تأثر عليه هكذا.
, قصي بإرضاء:_شرطي إني اللي هوصلك المدرسة كل يوم و ملكيش كلام مع زميلك اللي اسمعه معتز ده.
, حورية بضيق:_بسس..
, قصي بمقاطعة و حزم:_هتنفذي اللي قولته متنسيش اني اللي كسبت اطلعي نامي بقي.
, دبدبت الأرض بقدميها ثم نفخت بضيق و صعدت للأعلي و اغلقت باب غرفتها ثم ارتمت علي فراشها و إبتسمت عندما تذكرت ان هذه اول مرة يتحدثوا بها دون ان يتشاجرا سوياً.
, ~~~~~~~~~~~~~~~~~~
, بالفعل امتثلت حورية للشرط الذي وضعه قصي و لم تتحدث إلي معتز و جعلته يبتعد عنها اما قصي فقد تولي مهمة توصيلها يومياً للمدرسة و كانت هذه نقطة التقرب للاثنان و اصبحا قريبان جداً لبعضهما و اصبحا صديقين..
, في أحد الأيـام كان اختبار لحورية للمادة اللي ذاكرها ليها قصي و كانت صعبة ليها..خرجت حورية من السنتر و استقلت السيارة جوار قصي..
, قصي بتساؤل و قلق:_ها عملتي إييه؟!.
, حورية بسعادة و هي تحتضنه عفوياً:_الامتحان كان سهل و حلييت كويس..
, صُددمم من إحتضانها المفاجئ فقام بمبادلتها العناق العفوي بابتسامة مرتسمة علي شفتيه يغمغم بصوت رجولي:_الحمدلله تعبي ما راحش عالفاضي.
, أبتعدت عنه و بدات تقص عليه بداية اليوم بينما هو كان بعالم آخر أحس بروحه تنسحب ببعدها فشعر بالحماقة من تلك النبضات الثائرة لهذه الطفلة فقام بتشغيل السيارة و قادها عائداً للقصر.
, حورية بثرثرة:_كان السؤال الرابع فيه نقطتين صعبين محتاجين ذكاء بس انا الحمد**** حليته صح كله بفضل مساعدتك و مذاكرتك ليا و اما خلصنا الامتحان و المستر راجع معانا مفييش حد حلهم صح زيي ييس ييس كده هكون الاولي في الـexam ده حتي تيتو معرفتش تحله صح.
, كان يستمع لثرثرتها باستمتاع غير العادة هو يكره الأشخاص كثيري الكلام فانعقد حاجبيه عندما قالت تيتو..
, قصي:_مين تيتو ده؟..اوعي تقوليلي زميلك انا ما صدقت خلصنا من معتز يطلعلنا تيتو..
, حورية بضحكات مقاطعة إياه:_تيتو مش ولد دي تاليا صاحبتي علفكرة.
, تنفس براحة فتابعت بخبث:_غيور انت يا قصي من اي ولد زميل ليا في الدراسة.
, توترت قسماته يغمغم بارتباك:_مش غيرة ولاحاجة بس مش بحب اشوف بنت عمي الولاد واقفين حوليها و يشغلوها عن المذاكرة عايزك تنتبهي كويس لمذاكرتك.
, اومأت بتفهم وهي تشعر بالغرابة من حديثه الغير متناسب معاً ولكن نفضت ذلك عن عقلها..
, أوصلها قصي القصر و أوقف السيارة جاءت لتفتح الباب لكنها وجدته ثابت كما هو لم يتحرك..
, حورية:_إيه ده مش هتنزل معايا؟!!.
, قصي:_لا إدخلي أنت ورايا مشوار هخلصه و أرجعلك.
, هبطت من السيارة و لم تتساءل بينما هناك اعين تتابع هذه العلاقة بحقد و غضب تقسم علي تدميرها.
, ١٦ العلامة النجمية
, في المساء كانت الساعة تشير إلي العاشرة مساءً و حتي الآن لم يعد قصي..استشاطت حورية غيظا و غضبا فقد اخبرها انه سيعود بعدها و لكنه حتي الآن لم يرجع كي يجلس معها مثل كل ليلة..
, حورية متمتة بغيظ:_ماشي يا قصي دا المشوار و راجع كل ده طب لما اشوفك و**** لأوريك؟؟!..
, جاء صوته من خلفها ساخرا:_هتعملي إييه لما تشوفيني؟؟!
, اتسعت عيناها بصدمة و فغر فاهها لقد استمع لما قالته لتستدير بجسدها ببطئ و قدميها ترتعشان تنظر إليه بتوتر..وجدته يتقدم منها وعلي وجهه بسمة مرعبة..
, قصي ببرود:_هتعملي إييه؟.
, لا رد.
, قصي:_إيه القطة اكلت لسانك٣ علامة التعجبما كنتي بتقولي من شويةلما اشوفك و**** لأوريك؟!..
, حورية بتلعثم:_أنـا..أنـا..أنـا..ثم تابعت بغضب فهو المخطئ٤ نقطةانت جاي تحاسبني لييه و إتأخرت لييه يا أستاذ دا المشوار اللي قولت علييه و جاي علطول خلتني قلقانة الوقت ده كله..
, قصي بنبرة ذات مغزي:_وقلقانة لييه اخصك في حاجة؟؟؟
, حورية بارتباك اخفته:_انت عارف إننا بقينا أصحاب و كمان مبقتش اعرف اذاكر غير لما تذاكرلي أنت و أنت وعدتني هتهتم بمذاكرتي طول فترة امتحاناتي صح و الا غلط.
, رفع حاجبه بدهشة ثم قال:_يعني انا اللي بقالي خمس ساعات بلف في المحلات عشان اجيب هدية للاستاذة و اراضيها أرجع ألقيها عملالي محاضرة الزوجة اللي جوزها إتجوز عليها.
, حورية:_هدية٣ علامة التعجبهدية إيييه؟!.
, قصي ببرود:_لا متشغلبش بالك كنت جايب لواحدة كده كل انواع الشيكولاه اللي بتحبها بس طلعت متساتهلش.
, حورية:_**** شيكولاته هات بقي!!
, ابعد قصي الحقيبة المليئة بالشيكولا:_لا مانا هعطيهم لرفيدة احسن.
, إنتشلت الحقيبة منه قائلةبعبوس ضاحكة:_لاا في احلامك دي بتاعتي انا.
, قصي بتذمر:_لا مش بتاعتك دي جبتها لرفيدة.
, حورية باعين كالقطط:_قلبك ابيض يا صاصا.
, قصي باعين متسعة:_صاصا..
, إقتربت حورية و قبلته من وجنته:_شكراً يا صاصا.
, ثم فرت هاربة و لم تعي انها اقحمت ذلك الرجل بعشقها عندما لامست شفتيها وجنته بقبلة عفوية بريئة سيُجن بالتأكيد مفاجئتان بيوم واحد عناق و قبلة عفوية ليضع يده علي وجنته و ابتسم إبتسامة عذبة لاول مرة بحياته ترتسم بفضلها..
, عينان راقبت ما يحدث عازمة علي فكرت به لهذان الاثنان كالعادة..
, ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
, -توالت الأيـام و كانت حورية تجهل تلك المشاعر التي ولدت بقلبها نحو قصي فـ في البداية خجلت منه عندما قبلته علي وجنته فكانت تتحاشي النظر له مما جعل قصي يتعجب حتي فهم سبب ذلك فأخذ يشاكسها بجرأة قليلاً كي يري الجوري يزين وجنتها..
, -انتهت حورية من إمتحاناتها بمساعدة قصي لها بالمذاكرة و ظهرت النتيجة و كانت متفوقة كالعادة..
, -قرر الجد ان يقيم حفلاً من اجل نجاح صغيرته مما زاد من سعادة الجميع و قد حضر لها مفاجأة ستسعدها.
, ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
, امتلئت الزينة و الأنوار قصر الراوي احتفالاً بحفيدة فاروق الراوي الصغيرة حورية،كان المكان مليئ بالحشد و الضيوف و بعض الاقارب٣ نقطةتأنقت جميلات العائلة بفساتين رائعة ابدت جمال كل واحدة بهم.
, اما قصي فقد ارتدي بذلة سوداء ميزته بالقوة و الصرامة ناهيك عن وسامته الطاغية فجذبت فتيات الحفل و اخذوا يتهامسوا عليه..
, إنطفأت الأنوار و سُلط ضوء ابيض علي بداية الدرج تهبط حورية بفستانها الكريمي الرائع و خصلاتها متحررة من عقدة شعرها الملازمة لها..
, تحركت نحو جدها بابتسامة خجلة اخذت عقل ذلك الوسيم القاسي فاحتضنها جدها بحب ثم اشار بيده لقصي بأن يتقدم..علت الهمهمات بدهشة و انصاع الحفيد و تقدم نحو جده ووقف بجواره ليصبح فاروق بالمنتصف بينهما..
, حمحم فاروق منظفاً حلقه ثم تعالي صوته بنبرة قوية و ابتسامة هادئة لاقت به:_أحب اشكركم علي وجودكم معانا النهاردة في الحفلة و مشاركتكم فرحتي بنجاح حفيدتي حورية و عشان كده ليها عندي مفجأتين..
, اخرج من جيب سترته علبة مخملية حمراء و اخرج منها قلادة جميلة من الالماس و البسها بها فرحت حورية بها و شكرته بسعادة..
, الجد فاروق بابتسامة واسعة:_المفاجأة التانية هي خطوبة قصي الراوي من بنت عمه حورية الراوي.

العشرون


صرخات متلاحقة بعلو صوتها تحطم كل ما تطاله يدها كالإعصار المدمر
, لا تصدق أن من أحبته بجنون سيرتبط بعدوتها اللدودة
, حوريـة.. حوريـة.. حوريـة ٣ علامة التعجب
, اللعنة التي لاحقتها منذ الصغر تحظي بما تريده هي دائماً لتأتي و تختطف منها حب عمرها
, كان الياسمين و جدها فاروق المارد بالمصباح السحري لها ينفذ كل ما تريده.
, صرخت بعلو صوتها بقهر و دموع تنساب علي وجنتيها كالشلالات المتلاحقة بإنهيار جثت علي ركبتيها تبكي بقوة علي تلك الخسارة القوية..
, فُتح الباب و ظهرت خلفه مها والدتها تهرول تجاه ابنتها تضمها لأحضانها بلهفة..
, مها بهلع:_رُفيدة حبيبتي مـالك يا قلب أُمك؟!
, رُفيدة ببكاء:_أخدته يا ماما!! أخدته مني خلاص الفرمان خرج بقرار جوازها من حب عمري.
, مها بتساؤل فهي لا تعلم بعشق ابنتها لـ قصي:_أنت بتتكلمي عن مين يا قلبي؟؟.
, رفيدة بصراخ:_قصي يا ماما قصي سرقته مني حورية سرقت حبيبي.
, مها بصدمة قوية:_قصي، أنت بتحبي قصي يا رفيدة.
, كفكفت دموعها بأعين تلتمع بشر تصر علي الخلاص من هذه اللعنة قائلة وهي تنهض كالمجنونة:_هقتلها و اخلص منها هقتلها يا ماما قصي بتاعي أنــا و مش هيکون لغيري هقتلها و ارتاح.
, جحظت عينان مها بفزع ماذا؟! قتـل؟.. لا مستحيل لن تدعها تدمر حياتها
, هبت واقفة تمسكها بقوة تمنعها من التهور:_بطلي جنـان يا رفيدة بلاش تضيعي نفسك يا بنتي.
, رفيدة و هي تحاول التملص منها:_سيبيني يا ماما خليني اقتلها و اخلص منها٣ نقطة ثم تابعــت بصراخ.. يا اقتلها يا إما هنتحر و اموت نفسي يا ماما.
, تركتها مها بهدوء و قالت بنبرة باردة:_عايـزة تقتليها و تخلصي منها اتفضلي بس ساعتها هتخسري كل حاجة قصي و الفلوس و الحرية تبقي عبيطة يا بنت بطني و هتبقي الخسرانة هتعيش هيا معاه و أنت محبوسة في السجن و مش هتخرجي منه مش اقل من عشر سنين فإهدي عشان نفكر في حل.
, حدقت رفيدة بوالدتها بتفكير كلام منطقي ماذا ستستفيد من قتل اللعنة حورية سوي الزج بها خلف القضبان لذا ستستمع لما تخبرها به والدتها..
, روفيدة:_ه هنعمل إييه عشان نخلص منها؟..
, جذبتها مها بابتسامة خبيثة و أجلستها علي الفراش ثم جلست بجوارها بوجه ماكر و خبيث.
, مها بصوت كفحيح الافعي:_مش كل حاجة تخديها بالصراخ و القتل تؤتؤ اللعب الصح بيبقي بالعقل أعملي زيي و اتخلصي من أعدائك من غير نقطة ددمم زي ما عملت مع زهرة زمان..
, غمغمت روفيدة بتعجب من إسم زهرة الذي لا يذكر بالقصر فتساءلت بدهشة:_إيه علاقة زهرة باللي بنتكلم فيه يا ماما.
, انتبهت مها لابنتها وقالت بتلعثم:_زهرة آآ ولا حاجة يا حبيبتي متشغليش بالك اهم حاجة عايزاكي تكوني هادية الفترة الجاية و احنا بنخطط عشان نخلص من حورية علي نار هادية..
, كانت تبخ سمومها بابنتها تخرج لها حقد و غل دفين تزرعه بها لتصبح نسختان متماثلة.
, ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
, فُتح الباب علي مصرعيه تبعه هجوم الصغيرة بوجه متجهم باشتعال كالنيران الحارقة بعدما أعلن الجد احقية ملكيتها إلي قصي الراوي ابن عمها..
, انتظرت إلي انتهاء الحفل و صعدت له غرفته و ها هي تقف بها الآن تنظر إلي جدها و والدها الروحي بنظرات غاضبة وهو يجلس علي كرسيه الهزاز يتحرك به للامام و الخلف يشبك اصابعه يتطلع لها ببرود.
, صرخت حورية باهتياج مما اقدم عليه جدها دون ادني علم لها:_ممكن افهم بقي ايه اللي حضرتك قولته في الحفلة..إرتباط إيه اللي بتتكلم عنه..أنـا و قصي مستحييل؟؟؟!..أنـت حطتنا قدام الأمر الواقع من غير ما تدينا خبر و يكون عندنا علم و اتفاجئ زي الغريب بإني هتجوز من ابن عمي اللي شايفاه أخ و صديق بس!!.
, أخيراً نطق الجد بكلمات ذات مغزي:
, _متأكدة إنك شيفاه أخ!!.
, استوطن القلق قلبها و إندفعت الدماء تضرب اوردتها بتوتر قبل أن تسأله مباشرة:
, _قصدك إييه يا جدو؟!طبعاً شيفاه أخ و صديق.
, إبتسم الجد بغموض مغمغماً:
, _بس انا مش شايفه أخ و لا عمره هيكون اخ ليكي..ممكن صديق لأن مع الوقت الصداقة بتتحول لحُب كل العلاقات بتبدأ تحت مسمي الصداقة و أنتم متختلفوش عنهم.
, تحركت بضعة خطوات ووقفت امامه متشدقة باعتراض:
, _لاء نختلف و نختلف اوي كمان هو من عالم و انا من عالم تاني آه كنا قريبين من بعض الفترة اللي فاتت بس ده ميديش الحق تحكم علينا برباط ابدي تحت مسمي الزواج مش بإرادتنا.
, هتف بخشونة:
, _و انا من امتي يا حورية بخليكي تعملي حاجة من غير إرادتك بالعكس انت الوحيدة اللي أخدت حريتها و عايشة من غير قيود.
, تقوس فمها باستنكار:
, _الوضع دلوقتي مختلف و أنـا شيفاك بتقيد حريتي بعقد جواز مرغمة عليه و دي خارجة عن إرادتي و ضد رغبتي.
, نهض الجد بهـدوء و تقدم من حفيدته ثم وقف أمامها يكشف اوراقه المندثرة بين أوراق خزانته:
, _أنـا مش بجبرك يا حورية انا بنفذ حلم السنين اللي بتحاولي تخبيه عني و فاكراني مش هعرف إنك بتحبي قصي من لما كنتم أطفـال صغيرة حتي لما سافر.
, شحب وجهها و لا يوجد مكان للحيوية به ما خبأته لسنوات كان يعلم بعشقها الخفي له والذي أخفته عن الجميع فإبتلعت ريقها بتوتر تسأله بغصة مريرة:
, _أنت كنت عـارف؟؟!و مقولتليش لييه طالما عارف باللي بـ سري السنين الطويلة؟؟!
, رماها الجد بابتسامته الحانية يملس علي خدها مجيباً:
, _دا سرك يا حورية استنتيك تحكيلي عنه زي بقيت اسرارك بس احتفظتي بيه لنفسك و دا بررته إنك بنت و الكلام في موضوع زي ده بيسببلك الخجل و الإحراج مع بعض الأمل إنك في يوم هتقوليلي.
, سألته مكررة بتبرم:
, _برضو مجاوبتش عرفت إمتي و إزااي؟!.
, تنهد بعمق ثم قـال:
, _من صورته تحت مخدتك كل ليلة بتبقي في حضنك و اجمل ابتسامة علي وشك و رسايلك اللي بتكتبيها و تحطيها في جوابات و حطاهم في صندوق الذكريات و دي كانت اغبي حركة لأني الوحيد اللي معايا نسخة من مفتاحه و اللي اتشاركنا فيه اسرارنا.. عيونك فضحتك يا حورية بتلمع لما يتقال اسمه لمعة حب بنت لشاب مش حب إخوة و دا خلاني أتأكد إنك بتحبيه ملييون إجابة علي سؤالك عشان كده خليته يرجع مصر و يتولي شركاتنا و يتقرب منك و متأكد زي ما قلوبنا حبتك إنه هيحبك أنتي كمان و جدك مهما كبر يا حورية عمره ما هيكون غبي لحد ما **** يسترد امانته.
, هتفت بسرعة و لهفة تلتمع عيناه بدموع تحيط وجهه بكفيها:
, _لييه بتقول كده بـلاش سيرة الموت ارجوك مش هستحمل فراقك.
, أمسك الجد يدها و لثمه قائلا:
, _دي سنة الحياة و الموت حق علي الإنسـان و مقدرلنا نموت في يوم يا حبيبتي، نفسي أطمن عليكي قبل ما افارق الدنيا دي و أشوف نسخة صغيرة منك واضمها زي ما ضميتك و أنتي طفلة.
, نزلت دموعهـا بعذاب وقلب مقهور مغمغمة:
, _كلامك بيوجعني يا بابا مقدرش أعيش لحظة من غيرك.
, صاح باشتياق:
, _ياااه من زمان أووي مسمعتش بابا يا حورية كنت بتناديني انـا بابا مش محمد إبني لدرجة إني حبيتك اكتر من ولادي انت قطعة الماسة غالية يا حورية و ميستاهلش الألمـاس غير واحد بس؟؟؟!.
, شدت من عناقه قائلة بعزم علي تحقيق مراده:
, _موافقـة يا بابـا،موافقـة احققلك امنيتك.
, فرح الجد و تهللت اساريره مقبلاً راسها يغمغم بسعادة:
, _دا كان احسن خبر أسمعه من زمان يا حورية أنت العوض يا بنتي.
, غفلت عن كلمة العوض التي لم تفسرها و لكن اراحت قلبها ابتسامة الجد السعيدة..
, تمتم فـاروق براحة نفسية بعد عذاب سنين:
, _قصي زماان بعدته عننا و خليته وحيد و أنت العوض يا حورية عوضـه عن سنين وحدتـه و عقـاب من إنسـان شيطان دمر عيلتي و عايش حياته.
, "بارك **** لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير"
, قالها المأذون عُقب إنتهائه من عقد قران قصي و حورية بداخل قصر الراوي بحفل بسيط قام به الجد كي يحتفل بأحفاده.
, ترك قصي يد جده بهدوء،يشرد فيما حدث منذ أسبوعان حينما أعلن الجد خبر إرتباطه من أبنة عمه لم يعترض و لم يسأل؟!.
, بل كان صامت بغرابة أذهلت الجميع، من حقه الرفض و لكنه لم يُبدي اي اعتراض يفكر أهي فرصته للانتقـام أم بسبب تلك الدقات اللعينة العنيفة في صدره كلما رآها،رغبة بأن تكون هذه الفاتنة.. هي زوجته تشعره بالانتشاء و أنه سيأخذ غالية فاروق الراوي جده تلك هي نقطة ضعفه..
, صراع قلبه الثائر بحبها الذي طرق باب قلبه، و صراع عقله الذي يحثه علي الانتقام من جده عن طريقها فهذه اقوي طريقة للانتقـام منه، لكن هناك ما يخبره أن يرمي الماضي وراء ظهره و يعيش القادم من عمره مع هذه الحورية..
, تجمهر الجميع حول العروس الفاتنة بفستان نبيذي قاتم اللون يظهر بشرتها الناصعة كبياض الثلج، و سلسالها الالماسي الذي أهداه الجد بيوم مولدها،و خصلات شعرها البُنية المموجة عكصتها علي كحكة انيقة و جذابة زادت من قوة و رقة شخصية زوجته، ترمي الجميع بإبتسامة خجولة رقيقة أسرت الباقي من عقله و قلبه.
, راقب الجميع بصمت و هم يتكالبون عليها كـ النمل حينما يري قطعة السكر..، كان أول من اتجه لها شقيقها نديم الذي يحسده علي عائلة و شقيقة بجواره و ليس وحيداً مثله.
, إحتضن الأخ شقيقته بدموع سعيدة لا يصدق أن صغيرته اصبحت عروس فائقة الجمال يغمغم بخشونة سعيداً من أجلها:
, -أحلي عروسة شافتها عيوني يا حورية الصغنن كبر و بيتجوز و هيسبينا و يروح لعش الزوجية.
, بكت بأحضان شقيقها فهو الأخ و السند طوال حياتها لم يفارقها..إرتعد نديم مبتعدا عنها لكنها تشبثت به تبكي فقال بقلق:
, -مالك يا قلبي بتعيطي لييه دلوقتي؟.
, اجابته بصوت مختنق برئ:
, -عشان أنت بتقول إني هسيبكم و انـا مش عايزة ابعد عنكم.
, ضحك نديم بملء فاهه تعالت معه ضحكات الجميع من كتلة البراءة فـ هَم بطمأنتها ليقاطعه صوت جده الحنون:
, -مين قالك كده!!..،اللي يقول إن حورية هتبعد عننا مجنون يا حبيبة جدو.
, نديم بتبرم:
, -**** يسامحك يا جدي يعني انـا مجنون دانا عاقل جداً.
, اخذ فاروق حورية من احضان اخيها لأحضانه يردف بضحكات ساخرة:
, - عـااقل أووي أنت يا نديم.
, هدأت حورية ما أن إحتضنها الجد بينما قال نديم بصوت يرجوه به:
, -طب ما تحن عليا يا جدي و خليني أتجوز انا كمان البت خللت جمبي عايـز أتجوز.
, قهقه الجد وقال بيأس منه يوجه حديثه لحورية مشيراً إلي نديم:
, - دا العاقـل!! العقـل خارج نطاق الخدمة عنده دايماً.
, إسترسل بجدية لـ نديم:
, - خلص الجامعة و أشتغل أخليك تعقدوا قرانكم و دا شرطي لما خطبتها مني صح.
, أومأ نديم بوجه حزين بينما اقترب محمد من إبنته بوجه مملوء بالفرحة يتأمل ابنته النسخة المصغرة من زوجته الراحلـة حورية،كانت عوضاً علي غياب زوجته حبيبة قلبه..
, محمد بسعادة و نبرة متهدجة:
, - وسع يالا خليني احضن حبيبة قلب أبوها.
, هنا نطقت شمس بنبرة مرحة:
, -هي حبيبة أبوها و أنا بنت الجيران مكنش العشم يا حاج محمد.
, مال عاصي الواقف لجوارها هامساً بلوعة:
, -لاء حبيبة قلب عاصي يا عُمري.
, توردت وجنتي شمس بينما غمزت حورية لعاصي في الخفاء ليبتسم بغرور، بينما جذب محمد شمس و حورية يحتضنهم قائلاً بحنان أبوي:
, -أنتم أميراتي و حبايبي محدش غيركم في القلب و لا يقدر ياخد مكانكم.
, إمتقع وجه نديم يردف بغيظ:
, -يا سـلام و أنا خارج الحسبة يا باشا،إكمني لا ليا لا قريب و لا حبيب و لا غريب ترموني لكلاب السكك لالا أنا زعـلان.
, محمد بلامبالاة مرحة:
, -فرقع يا حبيبي زي البالونة و لا هنعبرك صح يا بنات.
, أومأت شمس بينما قالت حورية بحنان:
, -أنـا لاء نديم دا حبيبي مقدرش أشوفه يفرقع.
, رماها نديم بقُبلة في الهواء مغمغماً:
, -تربييتي يا حوحو.
, فإستأنفت بخبث ماكر:
, -بس يتولع فييه عادي دا واطي وعدني بـ بوكس كبير و مجابش.
, نديم بإشمئزاز:
, -إخص علي الإخوات وأنـا اللي بقول عنك عبلة طلعتي هبلة.
, فريد مقاطعاً عندما لاحظ غضب إبنه من عدم وجود فرصة ليتحدث مع عروسه:
, -أنتم أخدتو العروسة من عـريسها و إلا إييه؟.الواد خلل من القاعـدة عايزة يقعد مع عروسته شوية.
, إتجهت أنظـار الجميع نحو قصي الماكث ببرود يكتف ذراعيه أمام صدره يتطلع لهم بصبر علي وشك النفاذ،شعرت بذلك الوقت حورية بأن قلبها وقع بين قدميها عندما وقف بهيبة و سار تجاهها بكبرياء.
, قصي للجد بصوت خشن:
, -تسمحلي يا جدي أخد مراتي و نخرج شوية.
, إبتسم الجد يومأ له بموافقة بينما تصاعدت الحمرة إلي وجنتيها بخجل فطري عندما أمسك يدها و كلمة "مراتي" تزلزل كيانها..
, فاروق بهدوء:
, -انا مقدرش أرفض حورية خلاص تقدر تخرج معاها من غير قيود.
, شعرت بـأن الارض تميد من أسفل قدميها حينما قبض علي يدها بيده القوية يسير بها امام الجميع يعلن ملكيته لها دون أي حرج..
, تابعت رفيدة كل هذا بحقد و قلب يشتعل من الغـل لحورية سارقـة حبيبها قصي متوعدة بعدم دوام السعادة لها..
, ١٠ العلامة النجمية
, تقسم ان كل ما تعيشه حلم و ستصحو منه قريبـاً، حلماً ظنت أنه لن يتحقق و صعـب المنال ليُفجأها القـدر بأنه صـار حقيقة و واقع من حياتنـا.
, أحبته منذ الطفولة و لكنه غادر تاركاً إياها بعدما صدر القرار من جدها بنفيه للخارج فأصبح طفلاً وحيداً ببلد أجنبي..
, لم يبارح قلبها و عقلها طـوال هذه السنوات ليسكنه و يستعمره مغلقاً خلفه جميع الأبواب بـ مفتاح لا يوجد منه نسخـة أخري.
, منذ أن إصطحبها و هي جالسة تتحاشي النظـر له تخشي الوقوع بسحر عينيه فـ تنسي العالـم من حولها كانت تنـظر إلي كأس العصير بيدها متحاشية إيـاه بخجل يغزوها غزواً..
, أمـا قصي كان علي علم و يُيقن بخجلها ذاك من الحمرة الطفيفة بوجنتيها..إبتسم بعذوبة داخلياً علي هذه الفتاة غريبة الأطوار..تركها علي راحتها تتهرب من النظر له خجلة منه، هناك مشاعر تُحييها بداخله بعدما ظن أنها قد ماتت منذ سنين،،.مشاعر نقية نابعة من القلب أحيته هي..
, أتي متوعداً بالانتقـام ليتبخـر فجأة من عشق تسرب بأوردته للقلب تستوطنه عشقاً..
, عندما يراها ينسي ما حوله يستمتع بصحبتها و بقاءها جواره و قد قرر البدأ من جديد و إعطاء الفرصـة لنفسه بحيـاة جديدة.
, حمحم قصي بهدوء مغمغماً:
, -حــوريـة أأ..
, نهش القلق قلبها أسيخبرها أنها مثل شقيقته؟.هي لم تلمح بعينيه حب لها..ماذا سيخبرها؟.أسيخبرها أنه مجبراً علي تلك الزيجـة؟.تصاعد القلق و إزدادت معه ضربات قلبها خوفاً..
, قطعته حورية سريعاً بصـوت يكسوه الحزن و الكبرياء الذي أبي الخضوع:
, -عـارفة أنت عايز تقول إييه يا قصي؟.جدي اجبرك إنك تتجوزني و مقدرتش تعارضه و إنك إنحرجت عشان حطك قدام الأمر الواقع انا متفهمة وضعك كويس و مش عايزاك تقلق مني ناحيتي لأني متفهمة الوضع كويس..
, بترت بقية حديثها عندما صدحت ضحكاته الوسيمة بهستيرية فإستغربت حورية بينما قال قصي بضحك:
, - حوريـة ههههه..
, تساءلت حورية:
, -قصي في إييه؟.أنـا قولت إيه ضحكك كده؟!.
, قصي مجيباً بسخرية جادة:
, -جدي أجبرني٣ علامة التعجب
, مفيش حد يقدر يجبرني علي الجواز منك لو انا مش عايز ده حتي جدك لو قولتله مش موافق إتجوزك عمره ما يقدر يجبرني بس انا اللي وافقت بمزاجي.
, حورية بعدم فهم:
, -مش فهماك الصراحة.
, قصي بتنهيدة:
, -جوازي منك كان بإرادتي أنـا مش إجبار زي كنت فاهمة و الكلام العبيط اللي قولتيه إنسيه خالـص.
, اشرقت ملامحها كـ ضي الشمس ببهجة و قالت:
, -بجـد..يعني أنت موافق.
, اومأ لها مغمغماً بجدية:
, -قولتلك محدش يقدر يجبرني بس في كام حاجة لازم نتفق عليهم الأول٣ علامة التعجب
, إنقبض قلبها بتوتر مكررة بغبطة خائفة:
, -إتفـاق!! نتفق علي إييه؟.
, رد ببرود و عينيه لم تُحيد عينيها كأنهما تآسرانه:
, -فـاروق بيه وضعنا اودام الأمر الواقع. خصوصاً أنت عشان عارف إنك مستحيل ترفضيله طلب. الامور مشيت زي ما هو عايـز طبعاً!.فـ حتي مآخدتيش فرصة تتعرفي بيها عليا أكتـر زي اي اتنين مخطوبين..فـ إحنـا هناخد فترة نتعامل فيها زي المخطوبين لحد ما نفهم بعض و بعدها نقرر هنکمل و إلا لاء.
, تفاقم شعور الغرابة و التعجب لرغبته بداخلها، إعتقدت انه سيخبرها بأنه كاره الزيجة!.لكن حدث الغير متوقع أنه يريد التمهيد بعلاقتهم و السماح لبعضهم بـ معرفة أمـور كل شخص من سلبيات و إيجابيـات كي يتجنبها الآخر.
, حورية برقة:
, -موافقـة علي شرطك يا قصي هنتعامل مع بعض عادي من غير ضغوط.
, قصي بفرحة:
, -صدقيني مش هتندمي لأنك صغيرة و اي قرار بتاخديه بيبقي من غير تفکير قرار متسرع و دا اللي رافضه بعلاقتنا لأنه قرار مصيري.
, بادلته الفرحة ببسمة صغيرة متمنية خـلال هذه الفترة أن تأسر قلبه المتحجر بعشق لا يُمحي.
, أفاقت علي صوته يتساءل بهدوء:
, - الوقت إتأخر كفايـة كده و خليينا نروح.
, حورية بموافقة:
, - أوكييه.
, وقف قصي و قامت معه حورية ليضع بضعة وريقات نقدية علي الطاولة ثم شبك اصابعه مع كف يدها الرقيق يسحبها خلفه و إستقل السيارة و هي جواره و قادها لرحلـة العودة..
, طوال فترة العودة و هو يناغشها كـ أصدقاء بإبتسامة ساحرة تسلبها و الاغاني الرومانسية مدعياً أنه يود استغلال الفرصة كونه عريساً!. لتتغلب حورية علي خجلها بإلقاء النُكت التي تارة يضحك عليها و تارة يقابلها وجهه الواجم بسبب سخافة النكتة.
, أوقف السيارة امام بوابة القصر و التفت بجزعه إلي عروسه حورية بإبتسامة غامضة قابلها سؤال حورية المندهش:
, -وقفت هنا لييه؟.كنت أدخل جوه شوية..مالك بتبصلي أوي كده لييه؟.
, قرب وجهه من وجهها لتلفح انفاسه وجهها.و تصاعدت الحمرة لوجنتيها بسرعة البرق ليقاطعها بنبرة عابثة:
, -نسيت ابارك لعروستي و اقولها مبروك عليكي جنـة قصي.
, اردف و عينيه علي حبات التوت البري خاصتها ليقترب بوجهه يأخذهم بين شفتيه إلي عالم آخر يسحبهم إلي دنيا اخري،شعر بأنه إمتلك العالم بهذه القبلة متعمقاً بها لـ روعة حبات التوت البري، كانت جاحظة العينين بصدمة قوية مما فعله علي حين غفلة تختبر مشاعر جديدة عندما إقتحم عذرية شفتيها..
, أبتعد يلهث بصوت عالي بينما صدرها يعلو و يهبط من إنقطاع انفاسها لفترة لتُسرع بفتح الباب و خرجت منه بوجه يشتعل كالنيران تهرول للداخل،أمـا قصي فإبتسم بنشوة عندما حقق مراده بغـزو حبات التوت خاصتها يتذوقهم عندما باعدت النوم عنه ليالي،ليصف السيارة مكانها و تبعها للداخل.
, ١٢ العلامة النجمية
, بدأ عام دراسي جديد لـ حورية و كان اول يوم لها بالجامعة تعمد إيصالها وكان لجوارها تذكرت عندما كانت تجلس لجواره بالسيارة و اخبرها حينها بلهجة مقتضبة آمرة.
, قصي بنبرة أمـر:
, -مش عايز ألمح شاب واحد واقف معاكي صاحبي و لا حتي زميل فاهمة. هتشوفي يوم أسود لو لمحتك بس.أنا بغيـر و غيرتي وحشة فـ متخبريش صبري.
, حينئذ هزت رأسها بإيجاب و إذعان لرغبته فـ تتحاشي التحدث مع اي شاب. كما هي أملته بشرطها و فعلت المثل برغبتها ألا تراه جالس مع فتاة فـ هي مثله تغير و غيرتها حارقة.
, اليوم و أتي ليأخذها من الجامعة كالمعتاد.. و لكنه اتـاه إتصال بضرورة ذهابه إلي الشرکة فقد طرأ إجتماع مفاجئ مع إحدي الشركات التي ستعقد شراكة مع شركتهم.. و كانت العميلة هي إمرأة لتشتعل نيران الغيرة٣ نقطة اصرت علي الذهاب معه ليوافق بهدوء.
, تجلس علي هذا المقعد منذ أكثر من ساعتان بمكتبه. بينما قصي بحجرة الاجتماعات مع هذه المرأة و تدعي هدير و لم تترك بها شئ إلا و تفحصته بداية من بدلة نسائية بـ جيبة قصيرة لأول الفخذ بلون الدماء و توب أبيض يظهر مساحة كبيرة من مقدمة صدرها.و شعرها المرفوع بكحكة صارمة و مكياج صارخ بأحمر شفاة صارخ اللون و لم نغفل عن حذاء ذو كعب عالي تسمع رقعته من علي بُعد أميـال.
, نفخت بملل و هي تنهض من مكانها نحو النافذة المطلة علي غرفة الاجتماعات.لتري تلك الحية هدير تجلس بعُهر و هي تتحدث معه و عيناها تكاد تنقلع عليه و تخرج قلوب متعمدة ملامسة يده اثناء الحديث بينما قصي كان بارداً كـ الثلج يتحدث بعملية شديدة يدقق النظر بالأوراق بأعين ثاقبـة.
, كان يجلس معه حينئذ رجلان من الشركة و آخر من شركة هدير..لمح الشاب من الشركة المنافسة حورية ليحدق بها بإعجاب و لم يُحيد عينيه عنها.لاحظ قصي ذلك فتعجب منه ليلتفت برأسه وجده ينظر إلي حوريته و زوجته ليتجهم وجهه و إحمرت عينيه بفتيل الغضب لكنها لم تنتبه لنظرات الشاب بل عيناها عالقة بحبيب الروح.
, رمقها بإشارة من عينيه أن تعاود الجلوس مكانها بنظرة حادة لتهرع بالجلوس مكانها راقبها الشاب بعينيه برهة ثم التفتت إلي قصي وجده يتطلع له بنظرات كالسهام.
, كز علي أسنانه يغمغم بتحذير حاد:
, -عينك تبقي في اللي قدامك يا شريف بيه و نركز في الاجتماع بدل التركيز في حاجات مش بتاعتك احسنلك.
, إبتلع شريف ريقه و اخفض عينيه إلي الورق أمامه.تابع قصي الاجتماع بثبات إنفعالي يجمح به نفسه بألا ينهض و يبرح شريف ضرباً لأنه نظر إلي ما يخص قصي الراوي. مرت نصف ساعة و إنتهي الاجتماع صافح قصي هدير و شريف بإبتسامة مزيفة مقتضبة و غادروا الشركة ليتجه إلي القابعة بمكتبه منذ ساعتان و نصف.
, كانت حورية تجلس علي المقعد تفرك يدها بتوتر و خوف منه، سمعت صوت إغلاق الباب بعنف لتجده هو بهيمنته المعتادة لتشهق بفزع خائفة عندما وجدته يحملق بها بنظرات مشتعلة لتنهض مسرعة تحاول النفاد بجلدها لتجده يقبض علي معصمها بسرعة لترتطم بصدره العريض شهقة بهلع أكبر تحاول التملص منه دون فائدة.
, حورية بخوف و سرعة مبررة قبل أن ينقد عليها هذا الأسد:
, -أنت بتبصلي كده لييه؟. أنا معملتش حاجة هو اللي كان بيبصلي وأنا و**** ما كنت واخدة بالي منه كنت بتفرج عليك و أنتَ بتشتغل..
, قاطعها يضع إصبعه علي شفتيها مغمغماً بصرامة:
, -هشششش. أعمل فيكي إيه؟. هاه مش قولتلك متتحركيش من مكانك و مش عايز ألمحك واقفة هناك قولت و إلا مقولتش.
, اجابته بحشرجة مومأة له:
, -قولت بس و**** زهقت و مليت فـ كان عندي فضول أشوفك و أنت بتشتغل إزاي.
, صمتت برهة لتسطرد بنبرة عدائية مغلفة بالغيرة:
, -تعالي هنـا انت إزاي تسمح للزفتة اللي شغالة معاك تمسك إيدك بالوقاحة دي قدام الموظفين من غير حياء قاعدة تتحك بيك و الباشا قاعد و ساكت عشان تتمادي اكتر صح عجبتك الخنفسة مش كده.
, إبتسم بمكر من هذه الشيطانة الصغيرة التي تتغير احوالها بثواني معدودة يردف بمكر:
, -بتغيري عليا يا حبة التوت؟!.
, فتحت فمها كي تجيب لتعيد إغلاقه مرة اخري عندما لم تجد الإجابة فـ توردت وجنتيها بحمرة قانية مخفضة رأسها ليرفع أنامله نحو ذقنها يرفع وجهعا ثم قـال بعذوبة:
, -عرفت الإجابـة خلاص. بس مكنتش اعرف إنك بتغيري عليا أوي كده يا حبة التوت..
, توهج وجهها بحمرة شديدة بينما قصي قبض علي خصرها مقرباً إياها اكثر يردف بنبرة اقرب للهمس:
, -أنـا مفيش واحدة تملي عيني غيرك. كلهم صناعي بوية من الآخر إنما أنتي فـ مش زيهم بعيد تماماً عن المكر و الخبث بتاعهم أنا مكنتش مهتم بيها كل تركيزي كان في الشغل و بس و أي حركـة هي المسئولة عنها.. حورية أنـا مش بشوف غيرك كل الستات جمبك ولا حاجة يا قلبـي عايزك تطمني إنك إختياري و سبتهم كلهم و إخترت أكـون معاكي لازم تبقي واثقـة فيـا أكتر من كده.
, همست بخفوت خجلة منه و من تصريحات علنية:
, -حـ حاضر.
, لمعت عينيه بخبث يغمغم بمكر:
, -بس لازم يبقي فيه عقاب عشان الغبي ده شافك و بحلق فيكي مش عارف اخبيكي عن العالم إزاي أنت بتاعتي انـا وبس.
, بهتت حورية من إقتراحه لعقابها فإبتلعت ريقها ببلاهـة:
, -عـ عقـاب!! لالالا هتعمل إيه يا قصي عقاب إيه اللي بتتكلم عنه؟.
, طوق خصره بتملك مجيباً إياها فقد إعتقدت انه سيضربها كـ عقاب و لكن لا تعرف ما بداخل عقله الشيطاني:
, - تؤتؤتؤ هتتعاقبي يا حبة التوت عشان تسمعي الكلام بعد كده.
, لم يمهلها الفرصة و مال مقبلاً ثغرها الشهي برقة معهـودة إبتعد عنها عندما أحس بإنقطاع انفاسها ليجدهت تلهث بقوة من مشاعر تختبرهـا للمرة الأولي مع قصي زوجهـا.
, افاقت من شرودها تتورد وجنتيهـا بخجل كلما تذكرت قبلته الثانية لها تسحـرها و تأخذها إلي عالـم آخر ملئ بالأحـلام..
, وصلوا سوياً للقصر و هبطا معاً ليمسك يدها مشبكاً اصابعهما معاً ثم سار بها نحو الداخل و لكن حورية شاهدت كلا من نديـم و رؤي و معهم شمس و عاصي فإقترحت برقة:
, -خلينـا نقعد معاهـم شوية أحسن!.
, لم يرفض طلبها و جذبها تجاه ابناء عمه ليجلس و جواره حورية يتحدث معهم في جو عائلي يختبره للمرة الأولي ان يكون له رفاق من أبناء عمومته كان سيخسر الكثير إذا فكر بالانتقام و لكن انمحت بفضل حبة التوت الصغيرة خاصته عندما إمتلكت قلبه برقة و حب أشعل قلبه..
, كانت روفيدة تراقب ذلك بحقد دفين فإستدارت إلي والدتها قائلة:
, -هنستني لحد إمتي يا مامي قصي إبتدي يحبها و انـا معنديش اخسره لحد دلوقتي معملناش خطوة واحدة تدمرهم.
, رمقتها مها ببرود ثم عادت تنظر إلي طلاء أظارفها مغمغة بغموض خبيث:
, -مش عايزاكي تقلقي يا روفي انـا محضرة خطة متخرش الماية هتهد المعبد علي اللي فيـه و ساعتها تقولي ماما قالت.
, زفرت روفيدة بغضب ثم عادت تطلع إلي قصي و حورية و كيف يقبض علي يدها بإمتلاك لتشعر بالانفعال و الغل الشديد تجاهها تتمني لها الموت بأقرب فرصة.
, ١٦ العلامة النجمية
, بعد مرور عدة ايـام.
, ولج قصي إلي غرفة حورية بهلع فـ عندما هاتفته رؤي تخبره أن حورية مرضت و اغشي عليها بالجامعة و انهم اخذوها إلي الطبيب ليفحصها ثم عادوا إلي القصر و ازعنت لرغبة حورية بعدم إخباره كي لا يقلق و لكنها لم تستطع لتخرج هاتفها و تقوم بالاتصال عليه و اخبرته بما حدث لـ ينهض بسرعة مهرولاً إلي هنا كي يري ماذا حدث لـ حبيبة قلبه حبة التوت.
, كانت راقدة علي الفراش بتعب و لـ جوارها شاهندة و رؤي لـ تشير رؤي بعينيها إلي شاهندة بنظرات ذات مغزي هامسة بخفوت:
, -خلينا نسيبهم مع بعض شوية.
, ليخرجا معاً بينما قصي إنتظر ان خرجا ليهرول نحو الفراش النائمة عليه ثم رقد لجوارها محتضناً إياها بخوف شديد يقبل كل إنش بوجهها بخوف من فقدان المراة الوحيدة التي نبض قلبه لها بالعشق لا يريد خسارتها كما خسر والدته قديماً تاركة له جرحاً عميقاً.
, كانت بين اليقظة و النوم تشعر بيدان تطوقانها و شئ رطب يتحرك علي وجهها فتحت عينيها بتثاقل اتري صورة مشوشة لأحداً ما لتهمهم بخمول:
, -قـ قصي.
, رد قصي بلهفة علي ندائها:
, -انا هنا يا قلب قصي نامي متخافيش.
, إبتسمت حورية تغمض عينيها بتثاقل من المهدأ الذي اعطاه لها الطبيب فقالت بغفوة:
, -بحبــــــــك.
, صعق قصي من تصريح الحب الذي تمنـاه بسعادة ليشدد من إحتضانها يرد عليهـا و كأنها يقظة وواعية تستمع له:
, -و قصي بيعشقـك يا حبة التوت.
, لينام لجوارها محتضناً حبة التوت خاصته بسعادة و غفي لجوارها لأول مـرة بهذا الآمان و الراحة بإمتلاكه الدنيا بقلب يعشقه.
, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
, تطورت العلاقة بينهما كثيراً وبين الحين و الآخر يغازلها بجراة و لا يكتفي ذلك بل يقبلها دائماً ملتقماً حبات التوت الشهية خاصته بنهم كبير.. و مع الايام يزداد حبه لها.. لاحـظ الجد تفاعل كبير بعلاقة قصي مع الجميع حتي هو ليشعر بالفرحة بفضل جورية لم يكن يطمأن عليه هكذا فقد عادت عائلته من جديد و لكن لا يعلم ما يحاكي من وراء ظهره من مكايد و اكاذيب ضد هذه الصغيرة.
, بأحد الايام كان قصي بالشركة يعمل بمكتبه كالعادة فإستمع لطرقات الباب ليسمح إلي الطـارق بالدخـول فـ دلفت سكرتيرته بهدوء ثم قالت بعمليه:
, -الظرف ده جيه لحضرتك يا فندم ووصله للأمن و إختفي بعدها.
, تناول قصي منها المظروف و تركها تغادر ثم فتحه بتعجب من عدم وجد شئ مكتوب عليه ليفتحه بسرعة فوجد عدة صور فوتوغرافية بالمظروف تطلع إلي الصور بغضب لا يصدق ما تراه عينيه يفتح به أبواب الشر و الحقد من جديد متوعدا بالكثير و الكثير.
, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
, في أحد الأمسيـات.
, خرجت حورية من مرحاض غرفتها ترتدي فستان من اللون الاحمر القاتم يصل لأول الفخذ مكشوف للغاية تتورد وجنتيها بخجـل كبير لا تصدق انها ترتدي ذلك أمامه.. أخفضت عينيها أرضاً من الخجل توشك علي البكاء ليقترب من قصي و إبتسامة ماكرة ترتسم علي شفتيه يتفرس جسد حورية بجراة بعدما استطاع خداعها ببضعة كلمات أنه يريد رؤية هذا الثوب عليها و بعد مناوشات و صراعات وافقت لرغبته فتطور العلاقة بينهم جعله يتمادي بالكثير..
, إنحني مقبلاً ثغرها مغمغماً بخبث:
, -قمـــــرر يا بيبي مكنتش متخيل إنه هيبقي بالجمال ده عليكـي.
, إبتعدت حورية بكسوف و هي تفر من أمـامه قائلة:
, -أنت شوفتني بيه انا هدخل اقلعه بقـي لاني مكسوفـة أوووي منك.
, امسك معصم يدها و هتف بخبث يطوق خصرها مردفاً بزعل:
, -علي فين يا حبة التـوت الليلة لسـه في أولها هتزعليني منك ليه خلينـا نرقص و بعدين أنـا جوزك فـ مفروض متنكسفيش من إبقي بدليه بعد الرقصة.
, لا تعلم ماذا تفعل فكل ما تراه انها امام زوجها و حبيبها لتتنهد قائلة برقة تذيب الحجر:
, -أوكييه.
, اشغل قصي الموسيقي الهادئة و بدأ يرقص مع حورية يلصق جسده بجسدها بتلاحم متعمدا الالتصـاق بها فكانت تحـاول الابتعاد تاركة مساحة فاصـلة بينهم لكنـه يأبي ذلك.
, تلاقت أعينـهم معـاً في حديث طويل و عشق يسطـر من جديد. عشـق سيكون لعـنة علي الجميـع. الليلـة سينهي بداية ما خططه ولن يشعـر به أحد فـ لن يكـون المُلام بعدها.
, إنحني بوجهه يلثم رقبتها بقبلات متفرقة بهدوء مثير حاولت إبعاده لكنه كالغراء ملتصق بها.. أغمضت عينيها و لا تعلم ماذا تفعل فقالت بنبرة متهدجة بالمشاعر:
, -قصـي إبعـد مينفعـش.
, همهم بإعتـراض مردفاً:
, -أنـا جوزك و حبيبـك يا حوريـة إنسي أي حاجـة و ركزي معايا.
, و بالفعل صمتت له إلي سيـل من المشاعـر له فكانت ليلته كارثية بمعني الجنون فما خطط له يسير بالتدريج.
, بعـد عـدة سويعـات طويـلة.
, كانت ليلة شاعرية علي انغـام العشـاق اصبحت فيها زوجته فعلياً لقد إستسلمت لمشاعرها دون مراعـاة أي عواقب قد تكون وخيمـة.. نائمة علي صدره العاري تذرف دمـوع خيبات الأمل يده تقبض علي خصرها بتملك ينام بعمق لجوارهـا. استيقظ علي صوت نشيجها و شهقاتها ليسالها بقلق:
, -حـورية!. طب إهدي إهدي. مالك بتعيطي لييه انـا دايقتك في حاجـة ردي.
, لم تجيب بل دفنت وجهها بصدره تبكي بقوة ليفهم ما يدور بعقلها ليغمغم بهدوء خبيث و رزين:
, -إحنـا معملناش حاجـة غلط تبكـي عليها أنت مراتي و الكل عارف بده و فرحنا بعد شهرين يعني مش هيفرق دلوقتي وإلا بعدين. انا مش عايز اشوف دموعك لانها غاليه عليا أووي. إطمني يا حوريـة أنا معاكي دايماً واللي حصل ده شئ طبيعي بين اي اتنين متجوزين و بيحبوا بعض.
, عندما لاحظ صمتها تابع ببرود:
, - اهـم حاجة محدش يعـرف اللي حصل بينـا ده سـر بينا احنـا الاتنين.
, رفعت وجهها تنظر له بعيناها المليئة بالدموع والمتورمة تسأله في براءة:
, -يعني انـا مغلطتش دلوقتي؟.
, أجاب قصي بنفي:
, -لاء يا روحي أنت مغلطتيش بالعكس عملتي الصح و الصح جداً كمان.
, أشرق وجهها بسعادة ليعاود للعبوس عندما قال بخبث وهو يقترب منها:
, - تعالـي نكمـل كلامنـا اللي كنـا بنقـوله من ساعتيـن.
, "سكتت شهرازد عن الكـلام الغيـر مباح"
, ١٥ العلامة النجمية
, مر شهر منذ تلك الليلـة..
, وكـان قصي يتسلل إلي غرفتهـا يجلس معها و يتحدث معها بأمـور الدراسة كي لا تشك به و كانت الليلـة تنتهي بهم إلي نومها بين أحضانه بعد ليلة شاعرية عاصفة شعرت بحبه و عشقه لها.. لم تخبر أحد بما يحدث بل صمتت و إلتزمت بالسر كما قـال لهـا..
, لم يتبقـي سوي شهـر واحد علي زفافهـم و ها هـي تجلس مع الجميـع تختـار ثـوب الزفـاف و الجد مع أبنـائه يتحدثون بشـأن ترتيبـات ليلة الزفـاف..
, بالوقـت ذاته ولج قصـي و علي وجهه ملامح غريبة غامضـة غريبة إنقبض لها قلـب حورية عندما رؤيتها فإبتلعت لعابها بتوتر و قد إنقبض قلبهـا بفزع و خوف طرق بابـه.
, قصي ببرود للجد و أبيه:
, -مسـاء الخيـر.
, ردا معاً: مسـاء النـور.
, فإستطرد فريد: تعالـي يا قصـي إختـار معانا ترتيبات الفـرح يا عريس.
, تبسم بإستهزاء و طالـع جده بغمـوض مردفا:
, -فـاروق بيـه كنت عايـز إتكلم معاك في موضـوع شخصي.
, فـاروق و عيناه مثبتة علي الشاشة أمامه بهـدوء:
, -اتكلـم يا قصـي لأني مش فاضـي.
, أردف قصي بتحذيـر:
, -الموضـوع يخص حوريـة.
, هنا رفع الجد بصره و حدق فيـه بتساؤل فـ الأمر خاص بحفيدتـه الغالية:
, -حـورية.. إتكلـم يا قصـي مالهـا حورية.
, تبدلت ملامحـه للشيطانية خبيثـة ينـظر إلي عيناي حورية مباشرة ثم قال ببرود ما قبـل العاصفـة:
, -كنت عايـزك تقول لحفيدتك يا فاروب بيـه إنهـا طالق.
, هب الجميع منتصباً بوقفتهم بينما تعالت الشهقات المنفلتة من السيدات القصـر.. صدم الجميع بما إلتقطته أذنهم الآن بدهشة. بينمـا حورية شعرت بالأرض تميـد اسفـل قدميهـا قد طلقها قصي قبـل زفافهم بشهـر واحد و هي زوجتـه فعلياً يألله ما هذه الفاجتة بعدمـا سلمته نفسها قام بطعنها من الخلـف ببرود و منتزعاً قلبها بلا رحمـة.
, إسود العالـم من حولهـا و لم تـدري بشـىء سوي وهي ترتطـم بالأرضية واقعة مغشياً عليها.
, ٨ العلامة النجمية
, بعد نصف ساعـة تجمهرت العائلة امام غرفة حـورية بإنتظـار خروج الطبيب و معه شاهنـدة زوجة محمد بالداخل كي يطمئنوا علي حـورية الغاليـة.. بينما قصي واقف معهم ببرود و كأنه لم يفجر قنبلته منذ قليـل كان الجميـع ينظـرون له شزراً بـ حقد و غـل مما فعـله بهذا الملاك.
, تقـدم نديـم نحـوه هاتفاً بغضب و شر:
, -أنـا لو أختي حصلهـا حاجة بسببك مش هـرحمك أبدا.
, إعتدل قصي بوققته مغمغماً ببرود مستهزئاً:
, -هتعمـل إييه يعني؟!. أنت بوء علي الفـاضي.
, إستشاط نديم غضبا ليقبض علي تلابيب قميص قصي بحقد:
, -لاء مش بوء يا واطـي يا زبالـة أنـا أرجـل منـك يا كـلب بتطلق أختي قبـل الفـرح بشهرر عايـز تفضحهـا يا جبـروتك يا زبالة يا ندل.
, أمسك قصي تلابيب الآخر فهو يفوقه في الجسـم و البنية القوية مغمغماً:
, -إسمـع يالا إلعب بعيد عني لأني مش هسكتلك كتيير و لو عايـز تشوف الندل الواطي هيعمـل فيك إييه و يشوهلك وشك الحلـو اللي فرحـان ب٣ نقطة
, قطع بقيـة الحديث خروج الطبيب فهرع الجميع نحوه بقلق بينما دفع قصي بعيداً فلم يتدخل احد يفض بينهما فهم يرو انه معه حق بالانفعـال.
, هتف الطبيب بلهجـة عمليـة:
, -أنا كشفـت عليهـا و طلع عندها إنهيـار عصبي و عطتها مهدئات هتفوق منها بعد ساعتين اهـم حاجة تبعدوها عن الانفعالات و اي ضغوط عنها و لازم تواظبوا علي أدوية المدام اللي جوه.
, قاطعه محمد مصححاً:
, -قصدك آنسة يا دكتـور اللي جـوه آنسـة.
, تعجب الطبيب و هتـف مصراً:
, -آنسـة!! المريضة اللي راقدة جوة مـدام مش بنت انـا متأكد من ده.
, ضحك فؤاد و قال:
, -بتقـول إيه يا دكتـور أكيد في حـاجة غلط حورية مش متجـوزة عشان تقولي مدام.
, الطبيب بإصرار من عدم تصديقهم و تكذيبه:
, -يا جمـاعة المريضة اللي جوه مدام مش آنسـة انـا دكتور و فاهم شغلي كويس و بأكدلكم إنها مش عـذراء.
, نزلت كلمته كالصاعقة عليهم إنه يؤكد للمرة الثالثة انها إمراة متزوجة شعر بان دلو من المياه سقط فوقهم.. ليتسجمع الجد شجاعته و قال بهدوء:
, -شكراً ليك يا دكتور تعبناك معانا وصل الدكتور يا فؤاد و تعالي.
, إنصـاع فؤاد له بينما التفت الجميـع نـحو قصي ليهرع نديم نحوه يلكمه بشراسة غاضبا:
, -أنت عملت في اختي إييه يا إبن الك٤ العلامة النجمية
, إعتدل قصي و رد له لكمته بغضب:
, -إيدك الوسخ**لو إتمدت تاني هقطعهالك يا ٣ العلامة النجميةمش معني إني ساكتلك يبقي تفكر إني ضعيف دانا افرمك روح شوف اختك غلطت مع مين و جاية ترمي بلاها عليا.
, هم نديم بلكمه من جديد فاردف الجد بصرامة:
, -مش عاملين إعتبـار إني موجد نديييم اقق مكانك و بطلوا خناق.
, كاد نديم ان بنفي و يرفض فقاطعه فاروق:
, -مش عايـز معارضـة مفهـووووم.
, وقف نديم بحنق و غيظ يود الدفاع عن شرف شقيقته و إنقاذها من ببراثين هذا الذئب في حين نطق الجد بسؤال واحد:
, -أنت اللي عملـت كده مـع حوريـة؟.
, صمت قصي برهة و قال بشجاعة قوية مغمغماً بصلابة:
, -لاء شـوف حفيدتك اللي كنت هتجوزهالي غلطت مع مين و سلمته نفسها و جاية ترمي بلوتها عليـا أنـا بس انا معايا اللي يثبت إن حفيدتك خانتني يا فاروق بييه.
, اعقبه إخراجه من جيبه ذلك المظروق و ناوله لجده الذي فتحه بأيد ترتعش لتتسع عينيه بصدمة حقيقة شلته حـورية بأحضان الغريب بكامل إرداتهـا.
, ٩ العلامة النجمية
, مرت ساعتان..
, باعـدت بين جفنيـها بتثاقل و اعينها تذرف الدمـوع إعتدلت بالفراش متأوهـة بصمت لتجد الجميـع بالغـرفة يحدقـون بها بنظـرات غريبة وقعت عينـاها علي قصي الواقف ببرود يحسد عليه.. نظـرت إلي جدها الواقف كـ الصنم ببرود..
, نهضت بتثاقـل من علي الفـراش كادت أن تقع لتساندهـا شاهندة زوجة ابيهـا لتتجه نحو قصي تقف أمامه ترمقه بنظرات حزينـة فقالت ببكاء و نشيج:
, -أنت طلقتني بجـد و إلا أنـا كنت بحلـم.. ثم أمسكت بكفه.. ارجوك قول إنك بتهـزر ياقصي قولها إنك كنت بتهـزر و مش حقيقي اللي قولته صح.
, يتطلع لها بنظـرات باردة صامتاً كـ حـد اللعنة يطالعها بنظرات عجزت عن تفسيرها لتشعر بيد تقبض علي معصمها و يديرها لتجد والدها شهقت حورية بدموع و قالت:
, -بـابـا٥ نقطة
, لم تكد تنتهي حتي وجدت والدها يصفعها أمام الجميع لتشهق بدموع مصدومة يهدر بألـم و صراخ:
, -خاينة .. ليه تخوني ثقتنا فيكي .. خاينة .. بكرهك ومن النهاردة أنتِ مش بنتي .. ليه تعملي فيا كده ترتكبي جريمة زي دي الزناااا"
, شهقت بصدمة وهي تضع يدها علي وجنتها لا تصدق ما يقولـه تشعـر بأنها تقف علي سور عالـي سينهار بها رغم ان البنـاء مشيد.
, لم يكتفي الأب بذلك لينهال عليهـا بصفعات متكررة فضحته إبنته و شوهت صورته هذا المـلاك أضحي شيطـان خبيث اقتربت شاهنـدة بهلـع تحاول فض النزاع و أن تحمي هـذه الصغيرة قبل أن يفوت الآوان.
, بصعـوبة بالغـة استطاعت إبعاده بينما حورية جرت ناحيـة الجد و أمسكت بيده قائلة ببكاء:
, -صدقني يا جـدو أنـا معملتـش حاجة من اللي بيقـولها بـابا أنا مظلووومة معملتش حاجة غلـط قوله يا جدو أنت اللي مربيني و عارف حورية كـويس.
, لتستدير مشيرة إلي قصي تترجـاه ولكن ممن تطلـب و هو من ألقي بهـا في نيران الجحيم بيده ليقطعـه صوت جدهـا البارد و المتـرقب لما ستقـوله:
, -حقيقي إنك مش عذراء.
, بهتت ملامحها بصدمة بشحـوب إنعقد لسانها غيـر قادرة علي الجـواب من مفاجئة سـؤاله لكـن هذا الصمت كان الجـواب علي سؤاله إنـها صمتت ليرفع يده عاليـا و يهوي بها علي وجنتيهـا بقوة كانت هذه الصدمة الكبيـرة لهـا أن الجـد تخلي عنهـا.
, هدر الجـد بكلمات نزلت علي قلبها كالسياط لم ترحمها:
, -و طلعت معرفتش أربي عشـان تكـوني بالسفالة و الوقاحة دي للأسف كنت معمي و مشوفتكيش علي حقيقتـك أنت من النهـاردة مش حفيدتي و لا يشرفني تكـوني حفيدتي، كنت زعلان إن قصي طلقك و طلع عنـده حق مين اللي هيـرضي بإنسانة خاينـة و عملت اللي عملتيـه ده عمره ما كان هيآمنلك و لا حتي أي حد بعد كده هتكـوني علي الهامش طول عمرك.
, ألجمتهـا الصدمة و كـادت أن تقع لتشـعر بيد تجذبهـا و لم تكن غير يد أخاهـا نديم يجذبها خلفـه لتتعالي صياح الفتيات ببكاء و حاول فريد و أخيـه فؤاد أن يمنعوه لكنه يشبه من تلبسه شيطان لينزل بهـا الدرج بسرعة يأخذهـا ناحية البـاب ليفتح علي مصرعيه و يدفعهـا خارجاً ملقياً إياها علي الأرض.
, غمغم نديم ببرود قاسـي و قلب يعتصـر ألماً:
, - ميشرفنيش إنـك تكوني أختي، أنـا مش عندي إخوات غير شمس وبس أنت بره حياتنـا.
, تحاملت علي نفسها ووقفت علي قدميها تنظر للجميع و هـم يطالعونها الحزين و الباكي و المستمر في الجمود و البرود و أعين شامتة سعيدة ميزتها بسرعة لتجده يغلق بـاب القصـر بوجهها كالمنبـوذة.
, طالعت المكـان ببكـاء و ألم يوجع القلب لمحتـه من بعيد يقف ببرود جلادها و سبب تعاسـة حياتها قصـي كان يقف بالشرفة بالأعلـي يحدق بها ببرود و إرتيـاح غمر أوصالـه.1
, سارت بهوداة كمن يسير علي جمـر من النيران ببطء وركضت خارج المكان لا تعلـم أين تذهب ظلت تركض و تركض فإصطدمت بأحدهم لا تستطع الرؤية من الدموع المشوشة بعينيها لم تهتم فألمها أقوي من ذلك لقد ألقوها خارج حياتهم كالقمامة بينما لم يكلفوا عنـاء بسؤالها عن أي دليـل لبرائتها لكنهم غلفوا قلوبهم بكبـرياء..
, هي الآن مجروحة و جرحهـا عميق لن يشفي بسهولة وقفت علي الرصيف كي تعبر الشارع فهرولت دون ان تنظر حولها و بعدها لم تشعر إلا وهي تطير بالهـواء عندما صدمتها سيـارة فارتمت علي الأرض و الدمـاء تنخرط من رأسها لتغمض عينيها مستكينة للظلام.
, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
, بالوقـت الحالي..
, كـان يقف بغضب يتساءل عما يدور برأسهـا يزجرها بإنفعال بينما هي تعطيه ظهرها:
, -هتستفادي إيـه لما ترجعي حياتهـم تاني دول عايشين ومكلمين عادي حتـي هو.. إحنـا قفلنـا الصفحـة دي من زمان يا حورية أنت مش من عيلة الـراوي اللي واقفة ريحـانة السباعي وانت بتفتحي علينا أبواب اتقفلت من سنين هتعود علينـا بالخراب.1
, إلتفتت له ريحانة(حـورية) و عيناها محتقنة بالانتقـام قائلة ببرود مهيب:
, -هستفـاد إني آخد حقي يا إيـاد مش هرتـاح غير و أنا مدمرة عيلة الراوي واحد واحـد و هيكون علي إيدي حورية الـراوي.




 
  • عجبني
التفاعلات: meedo32 و ☠️ B̷A̷D̷ M̷A̷N̷ ☠️
باقي الاجزاء في سلسلة جديدة
 
تم اضافة الاجزاء
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%