NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول أسير عينيها (للعشق قيوده الخاصة) (للكاتبة هاجر محمد) | السلسلة التاسعة | ـ خمسون جزء 10/10/2023

ناقد بناء

مشرف قسم التعارف
طاقم الإدارة
مشرف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
17 ديسمبر 2021
المشاركات
8,828
مستوى التفاعل
2,836
الإقامة
بلاد واسعة
نقاط
15,204
الجنس
ذكر
الدولة
كندا
توجه جنسي
أنجذب للإناث
➤السابقة




الجزء الأول


كانت لا تزال السابعة صباحا حينما دق المنبة الخاص به بصوته المزعج يصدح مرة بعد مرة كأنه يصرخ فيه أن يستقيظ، انكمشت ملامح وجهه بضيق ليتأفف بضجر يحاول فتح مقلتيه مد يده تجاه ذلك الجهاز الصغير المزعج، التقطه ليلقيه بعنف على أحد الجدران ليتهشم المسكين إلى بقايا صغيرة تأفف ينهض جالسا على الفراش يفرك جبينه بعنف ليلتفت برأسه ناحيتها ليجدها توليه ظهرها هو متأكد انها مستيقظة ما أن تشعر به يستيقظ تبتعد عنه سريعا توليه ظهرها وكأنها لم تكن تختبئ في صدره الليل بطوله، اخيرا سمع صوتها تهمس بتلك النبرة الجافة الباردة التي يكرهها:.
,
, - دا رابع منبة تكسره الأسبوع دا!
, زفر بحنق من تجاهلها له معاملتها التي تصبح جافة باردة تحمله ذنب لا ذنب له فيه
, مد يده يضعها على ذراعها، لترفع يدها بهدوء أزاحت يده لتشد الغطاء حتى وجهها تختفي عنه، وهنا بلغ به الغضب مبلغه، امسك الغطاء يدفعه عنها بحدة، يزمجر غاضبا:
, - لما تكلميني بصيلي.
,
, لحظات من الصمت لا يسمع سوي صوت انفاسه الهادرة لم تهتم بما يقول تماما بل بقيت على نفس موضعها تنام على جانبها الايسر توليه ظهرها، طال صمتها لدرجة أنه ظن انها قد نامت، ليسمعها تهتف بتلك النبرة الجافة مجددا:
, - دي كانت معلومة عابرة!
,
, حتى كلامها بات قليلا، تهدجت انفاسه شوقا وغضبا ليمسك ذراعها جذبها بقوة لتشهق بعنف حينما وجدت نفسها فجأة تجلس أمامه مباشرة جبينه يرتطم بجبينها، تشعر بانفاسه الهاردة الغاضبة، تلطم صفحة وجهها بعنف رقيق، كأنها تعاتبها بقوة حانية، بلعت لعابها بتوتر تحاول الا تصطدم بمقلتيه الغاضبتين، أرادت ان تشيح بوجهها بعيدا ليقبض بكفه على فكها برفق يجبرها على النظر له، لحظات صمت تحاول بكل السبل التحرر من اسره لتسمعه يهمس بألم:.
,
, - أنا ما غلطتش اللي حصل دا مش بسببي صدقيني انتي ما تعرفيش ايه اللي حصل، اديني فرصة اشرحلك وبعدين احكمي
, انهمرت شلالات الدموع من انهار عينيها كأنه نهر وحان وقت فيضانه، نزعت نفسها من بين يديه لتقبض على تلابيب ملابسه باظافرها تنوح باكية:
, - لييييييييه اذيتها كدة، لييييه حرام عليك، ليييييييه٣ نقطة
,
, امسك كتفيها يبعدها للخلف قليلا، شدد بكفيه على كتفيها ينظر لعينيها المنتفختين من أثر البكاء، والهالات السوداء تحيط بهما كظلمة الليل الحالك، تنهد بألم مقررا اخبارها
, بما حدث كاملا، :
, - بطلي عياط واسمعيني!
,
, بدأ يقص عليها ما حدث كاملا طوال المدة الماضية، لتشخص عينيها حتى آخرهما عذرا، شهقة قوية خائفة خرجت من قلبها قبل جوفها وضعت يدها على فمها تنظر له بذعر مما يقول، ليتنهد بألم ما أن انهي حديثه، اغمض عينيه للحظات باسي متمتما بشرود:
, - عرفتي بقي إيه اللي حصل بالظبط!
,
, هزت رأسها إيجابا لتشهق في بكاء عنيف جسدها يرتجف بشدة من الخوف لتحرك شفتيها كانت تتمتم في البداية بكلام لم يسمعه سرعان ما تحولت التمتمة لصرخات ذبيحة شقت سكون المكان:
, - بنتي، بنتي عايزين ياخدوا بنتي مني ليييه، كل دا حصل لبنتي وأنا مش موجودة
, اتجهت برأسها ناحيته ليخمد بكائها قليلا فقط قليلا امسكت كفيه تصغط عليهما تهتف من بين نشيجها الحار:.
,
, - اعمل اي حاجة، عشان خاطري، عشان خاطري، مش هستحمل بنتي تضيع مني، ابوس إيدك.
,
, خرجت منه تنهيدة حارة طويلة يعود بوعيه من تلك الذكري القديمة القاسية، انهيار لينا الحاد ومعامتلها الجافة له قبلها، وما حدث قبل ذلك، كم كانت قاسية تلك الفترة بكل ما حدث فيها، وما حدث بعدها كان فقط نتيجة متوقعة لها، اتجه بنظرة لها، ليجدها نائمة تتوسد صدره كطفلة صغيرة، ابتسم برفق يربط على منابت شعرها الصفراء لو مرت مئة عام.
,
, ستظل في نظرة طفلته الصغيرة، عشقه الوحيد، نبض شريانه كما يقول دائما، وضع رأسها برفق على الوسادة ليتحرك بخفة متجها إلى المرحاض وقف امام المرآه ينظر لنفسه.
,
, دخل عنفوانه وكبريائه في صراع حاد مع الزمن فكانت النتيجة لصالحه ولصالح الزمن معا نفس الطول الفاره والجسد المعضل مع وجود تلك الشعيرات البيضاء التي غزت شعره ولحيته لتزيده وقارا له حدة خاصة تليق به هو فقط، لاحت على شفتيه ابتسامة صغيرة، يغبط لينا في نفسه فرغم مرور كل تلك الأعوام لا تزال تبدو شابة وكأنها في ريعان شبابها، صحيح أنها تستخدم تلك المواد الغريبة لحقن بشرتها والصبغات الغالية لتبقي لون شعرها كما هو فتبدو كأنها ابنته لا زوجته، جز على أسنانه بغيظ فحينما يأخذها هي وابنته لأي مكان يظنها الجميع ابنته بل ويتقدم لها الخُطاب أيضا، اغتسل وبدل ملابسه، خرج من المرحاض يقف امام مرآه الزينة يمشط شعره بفرشاته الخاصة لترتسم على شفتيه شبح ابتسامة صغيرة يهمس لنفسه:.
,
, - شيخ الشباب يا خالد!
, صدح صوت ذلك المنبة المزعج يصرخ بعلو صوته، ليقطب جبينه غاضبا من ذاك الجهاز الصغير اللعين، اتجه ناحيته يحمله بين يديه ود بشدة لو دفعه إلى الحائط ليكون مصيره كمن سبقوه ليجدها تقفز ناحيته تتعلق بذلك الجهاز الصغير عينيها شبه مغلقة تمتم بهمس ناعس:
, - ب**** عليك ما تكسره، كفاية كسر منبهات بقي يا حبيبي٣ نقطة
, اخذت منه المنبة تضعه مكانه لتقترب منه تقبل وجنته تبتسم ناعسة:
, - صباح الخير.
,
, ما كادت تنزل من الفراش تبعتد عنه لتبتسم بيأس حينما شعرت به يحاوط خصرها بذراعه يعيدها إليه يبتسم بعبث ضحكت رغما عنها ضحكة صغيرة خافتة، لتتسع ابتسامته يلف ذراعه الآخر يطوقها بذراعيه يهمس بخبث محبب إليها:
, - صباح الخير بس، كدة حاف!
, عبست بنعاس تتمني فقط أن تعرف متي سيتوقف ذلك الرجل عن انحرافه هذا، مدت يديها تحاول فك ذراعيه الذين يحاوطونها كالكماشة مطت شفتيها بضيق تزجره بدلال:.
,
, - يا ابني بس بقي، نفسي اعرف إنت هتبطل قلة ادبك دي امتي هاا، دا أنت بقيت بابا وقريب هتبقي جدو..
, ضيق عينيه بغيظ ليشدد من أحكام ذراعيه حول خصرها يقربها منه يهمس بشر كأنه سفاح محترف:
, - على **** اشوف حد يهوب ناحيتها، هخليه بقايا بني آدم
, قربت يديها من رقبته كأنها تريد خنقه تجز على اسنانها بغيظ تضيق عينيها تطالعه بنظرات حادة غاضبة:
, - مش قولنا تبطل وحشية بقي يا بربري أنت.
,
, رفع حاجبه الأيسر ينظر ليديها نظرات ماكرة متسلية، لتبلع لعابها بتوتر تعرف تلك النظرات الماكرة جيدا، رفع أحد يديه يضعها خلف رأسها مقربا وجهها منه يبتسم بشراسة اظهرت انيابه الحادة:
, - وحشية وبربري، **** يرحم قاسي متوحش عنيف كرجل الكهف، فاكرة ولا افكرك٣ نقطة
, تهدجت أنفاسها بعنف تتلوي بين ذراعيه بقوة تحاول التحرر منه الا أنه رفض وبشدة لتتوقف عن المقاومة تنظر له بحسرة رفعت سبابتها برجاء تهمس بترجي:.
,
, - تعرف يا خالد أنا ليا أمنية واحدة بس في الدنيا ومستعدة أموت بعدها
, قطب جبينه بحذر ينظر لها بترقب وقلبه ينقبض بعنف من تلك الكلمة الحمقاء التي نطقتها للتو ليجدها تهتف برجاء:
, - انك تبطل قلة الأدب والانحراف اللي فيك دا
, ضحك عاليا، ضحكات صاخبة صدحت في ارجاء الغرفة ليجدها تربع ذراعيها امام صدرها تزم شفتيها تتمتم حانقة:
, - ايوة يا أخويا أضحك أضحك، انا نفسي اعرف مامتك كانت بتتوحم على ايه.
,
, لم تزده كلماتها الا ان ارتفعت ضحكاته تعلو أكثر ليهدأ من صوته تدريجيا ينظر لها يلاعب حاجبيه بعبث مغمغا بخبث:
, - يا بنتي قلة الأدب دي فن مش عن عن
, تركها متجها ناحية المرآة يكمل من تعديل هيئته لتنظر له بابتسامة حالمة، اتجهت هي ناحية المرحاض ما كادت تدخل اليه لتلفت برأسها له:
, -صحيح، اعزم زيزو على الغدا النهاردة بقاله كتير ما جاش هنا
, تغضنت ملامحها بحسرة تتنهد بضيق مكملة:.
,
, - أنا مش فاهمة ازاي طاوعك قلبك تبعده عن البيت، حتى ولو هو اللي طلب، مش ابنك دا
, وضع فراشة الشعر من يده التفت لها يعقد ذراعيه أمام صدره يناظرها بنظرات هادئة غامضة ليهز رأسه نفيا مغمغا بجد:
, - لاء مش ابني، أنا عارف كويس أنا بعمل ايه، جهزي نفسك عشان اوصلك في طريقي وأنا هروح اصحي لينا
, دون كلمة أخري تركها وخرج من الغرفة لتتنهد بضيق، لا تفهم سبب تغير خالد تجاه زيدان بتلك الطريقة.
,
, منزل ضخم يقف وحيدا وسط الصحراء، مكان منعزل خالي من الناس، الناس التي لم تسبب الا في اذيته كرههم وأصر أن يكون وحيدا في ذلك البيت البعيد الضخم لا أحد سواه هو فقط لا حارس لا خادم فقط هو والصحراء الشاسعة ندا بالند، يركض يشق غبار الطريق كأسد ضاري تتعالي الاتربه الصفراء حوله كأنها تصارعه تحاول إيقافه، تود أن تغرقه في بحر من الذكريات، موجات من الماضي الأليم يركض بعنف كأنه يهرب منها يرد فقط
, النجاة!
,
, سقط على ركبتيه ارضا متعب خائر القوي، نظر للصحراء امامه يتنفس بعنف يطالعها بنظرات حادة ثابتة، هب واقفا يعود مرة أخري إلي ملجئه البعيد، اتجه سريعا إلى غرفته.
,
, يلقي بجسده تحت الماء البارد عله يطفئ من نار ذكرياته التي تحرق جسده بلا رحمة توصمه بوصمة عار، عار لن يعرفه سواه، خرج من المرحاض بعدما هدأت نيرانه قليلا يكمل ارتداء ملابسه، لتقع عينيه على صورتها التي اخذها خلسة دون أن يدري أحد امسكها برفق كأنه يخشي حتى على صورتها أن تتأذي نظر لابتسامتها الواسعة الصافية لتخرج من بين شفتيه تنهيدة حار تخبرهم باندلاع النيران في قلبه من جديد نيران عالية حادة مشتعلة عاشقة تلمس وجهها بأصابعه ليهمس بشوق:.
,
, - قريب، قريب اوي!
, وضع صورتها بحذر ليكمل ارتداء ملابسه، متجها إلي عمله.
,
, في مكان آخر يختلف كل الاختلاف عن سابقه شقة متوسطة الحال في عمارة صغيرة في حي
, راقي نوعا يخلو من تلك الذبابات الصغيرة المزعجة التي يطلق عليها اسم « التكاتك »
, حي هادئ تحاوطه الاشجار، عمارة قديمة عريقة تشيد باصرار مدي أصالة المكان.
,
, شقة كبيرة نوعا ما في الطابق الثالث، تتكون من غرفتين للنوم وصالة واسعة، مطبخ متوسط الحجم يفوح منه رائحة طعام شهية تيقظ النائم، صوت راديو صغير أصرت تلك السيدة أن تحتفظ به رغم تطور الزمن، تستمع إلى برنامجها المفضل التي عرفته مصادفة ويا لها من مصادفة سعيدة التي جعلتها تستمع إلي ذلك البرنامج الإذاعي الشهير والمحبوب « صباحك ومطرحك ».
,
, ، داخل أحدي غرف النوم دخلت تلك السيدة تفتح الباب بهدوء، نظرت للنائم على الفراش بابتسامة صغيرة حانية، عينيها تخترز قسمات وجهه لتتنهد بحزن تشعر بقبضة تعتصر قلبها، اتجهت ناحية نافذة غرفته تسحب الستائر السوداء التي تحجب الضوء فتحت زجاج الغرفة على مصرعيه ليدخل هواء الصباح الباكر، اتجهت ناحية فراش النائم جلست بجانبه تربط على كتفه برفق:
, - حسام، حسام، يا حسام، قوم يا ابني هتتأخر على الشغل.
,
, تململ الأخير في نومه يغمغم وهو نائم:
, - حاضر الصبح
, خرجت منها ضحكة صغيرة خافتة فهو حينما يكون غارقا في النوم يخترف بكلام غريب، لتعاود هو إيقاظه مرة اخري:
, - قوم يا حسام هتتأخر على العيانين يا إبني، يلا قوم يا ابني لواحد من العيانين يدعي عليك بسبب تأخيرك دا
, انتصف الأخير في جلسته يمد ذراعيه في الهواء يتثأب بقوة بالكاد يستطيع فتح عينيه ارتسمت على شفتيه ابتسامة ناعسة ينظر لوالدته يهمس بخمول:.
,
, - صباح الفل يا ست الكل
, ابتسمت والدته بحبور تربط على خده بلطف كأنه *** صغير تهمس بحنانها الفطري الدافئ:
, - صباح النور يا حبيبي، يلا قوم بقي هتتأخر على شعلك
, انزل ساقيه ارضا يجلس معتدلا ليميل مقبلا رأس والدته ويديها كما تعود ان يفعل منذ سنوات طوال مغمغا برفق:
, - حاضر يا ست الكل
, ابتسمت بسعادة بينما توجه هو إلى المرحاض ليغتسل تنهدت بابتسامة حانية قامت تتحدث مع نفسها:.
,
, -الحق احضره الفطار يأكل لقمة بدل ما ينزل على لحم بطنه
, خرجت من الغرفة ليخرج حسام بعد دقائق من المرحاض وقف يمشط شعره الاسود الكثيف أمام مرآه الزينة يبتسم بنشاط بعد ساعات كافية من النوم٣ نقطة
, أرتدي قميص ابيض اللون يظهر عضلات جسده المتناسقة، وبنطال من خامة الجينز ازرق اللون
, القي نظرة أخيرة على نفسه في المرآة ليبتسم بثقة حمل حقيبته الجلدية التي تحتوي على جهاز اللاب توب الخاص به ليتجه إلى خارج الغرفة.
,
, « حسام مختار عادل، طبيب شاب في مجال النسا والتوليد مجتهد في عمله، في الثانية و الثلاثين من عمره، ذو قامة طويلة وجسد متناسق، يعمل دائما على الاعتناء به، شعر أسود كثيف واعين سوداء حادة لامعة، يعيش مع والدته في شقتهم بعد وفاة والده قبل ثلاثة أعوام، والدته أغلي ما يملك هو على أتم استعداد ليفعل اي شئ فقط لرضاها ».
,
, اتجه إلى غرفة ابنته دق الباب عدة مرات وكالعادة لا مجيب اميرته تغط في نوم عميق فتح الباب، يدخل إلى الغرفة نظر لحسنائه النائمة بابتسامة صغيرة حزينة لولا تلك الحادثة القديمة لكانت تحيا الآن حياة طبيعية مثلها مثل مئات الفتيات، كور قبضة يده يشد عليها ينهر نفسه بعنف، كيف لم يستطع أن يحميها، كيف تركهم يفعلون بها هذا، ما عاشته طفلة في ريعانها ليس بقليل، تنهد بألم ليتجه ناحية نافذة غرفتها يشد ستائرها بقوة لتدخل أشعة الشمس الحارة تشاكس الأميرة النائمة، تملمت الأخيرة بضيق تتأفف ناعسة:.
,
, - بابي اقفل الشباك، لسه ما نمتش
, ضحك رغما عنه ليقترب من فراشها جلس جانبها يصفع جبينها براحة يده برفق:
, - ما نمتيش ايه دا انتي بقالك يجي عشرين ساعة نايمة، قومي يا بنت
, نفخت خديها بضجر تعلمت تلك الحركة من والدتها لتنتصف جالسة على الفراش تبتسم ناعسة، مالت تقبل خد والدها تهمس بمكر:
, - خالد باشا بنفسه جاي يصحيني، مش عواديك يعني يا بابي.
,
, رفع حاجبه الايسر بسخرية لما تلك الفتاة تشبهه لتلك الدرجة قرص انفها برفق ليغمغم بتهكم:
, - بقي كدة يا بنت خالد ماشي، على العموم أنا كنت جاي اقولك مالوش لزوم تروحي الجامعة النهاردة.
,
, اتسعت عينيها بذهول تنظر له بدهشة رمشت بعينيها عدة مرات وقلبها يدق بعنف لما لا يريد منها الذهاب، يجب أن تذهب، يجب أن تراه، كيف سيمر اليوم دون أن تراه دون أن تسمع صوته، دون أن تضحك من خلجاتها بسعادة من مزحاته اللطيفة، بلعت لعابها تنظر لوالدها بتوتر تهمس:
, - ليه يا بابي أنا عندي محاضرات مهمة.
,
, أخرج هاتفه من جيب حلته الفخمة فتحه يشهره أمام وجهها لتري انها صورة لجدول محاضراتها الإسبوعية، نظرت لمحاضرات اليوم لتجد فقط محاضرة واحدة فقط لا غير، تنهدت بحزن، تلعن في نفسها من قام بتغير جدول محاضراتها، لتسمع صوت والدها يهتف بهدوء:
, - محاضرة واحدة والدكتور بتاعها بيجيلك آخر الأسبوع يشرحلهالك هنا، يعني مالوش لزوم مروحاك النهاردة، اجهزي وحصليني على الفطار.
,
, هزت رأسها إيجابا بطاعة ليخرج خالد من الغرفة مغلقا الباب خلفه لتمسك وسادته تجز عليها باسنانها بغيظ لن تخرج لن تراه، تكاد تجن من الغيظ، اتجهت سريعا إلى المرحاض لتلحق بهم فوالدها حازم جدا خاصة في مواعيد الطعام
, «لينا خالد السويسي ٣ شرطة 24 عاما.
,
, فتاة جميلة متوسطة الطول تفوق طول والدتها ببعض سنتيمترات، بشرتها بيضاء صافية، ملامحها طفولية ماكرة مزيج خاص بين براءة لينا وعنفوان خالد، وجنتيها متشربتان بحمرة طبيعية ذات أعين بنية دافئة شعر بني داكن، امتزج فيه شعر والدتها الأشقر وليل شعر والدها الحالك
, ، تدرس في السنة السادسة في كلية الطب، بناءا على رغبة والدها، تكره دراستها بشدة أو بمعني اصح كانت حتى تعرفت عليه!».
,
, على طاولة الإفطار، انهي خالد إفطاره السريع ليقم ملتقطا هاتفه ومفاتيحه، نظر لزوجته سريعا ليعاود النظر في ساعة يده ليهتف على عجل:
, - أنا متأخر هتيجي اوصلك ولا مش هتروحي
, تركت فنجان الشاي من يدها تبتسم بهدوء تهز رأسها نفيا:
, - لا يا حبيبي مش رايحة، طالما لوليتا مش هتروح الجامعة أنا هفضل معاها وكمان عايزة اعمل الاكل لزيزو بايدي٣ نقطة
,
, وقفت لقمة الطعام في فمها حينما سمعت أسمه شخصت عينيها بذعر تنظر لوالديها، بصعوبة بلعت لقمة الطعام لتهمس بصوت مرتجف مبحوح:
, - هو زيدان جاي!
, حركت والدتها رأسها إيجابا تبتسم برفق لتهب واقفة تنظر لهم بذعر تصيح بكره ممزوج بفزع:
, - لاء ما تخليهوش يجي، قوله ما يجيش يا بابا أنا بكرهه مش عيزاه يجي، ما تخليهوش يجي.
,
, وجه خالد لابنته نظرات حادة غاضبة ليتركهم ويخرج من البيت، تنهدت لينا بتعب تغمض عينيها، مشتتة تعبت من الجميع، خالد رحل غاضبا وابنتها تجلس مكانها ترتجف فزعة كأن زيدان وحش مخيف سيأكلها، وهي بين شوقها لولدها الحبيب التي تولت تربيته منذ أن كان طفلا وخوفها على ابنتها ممزقة لا تعرف من عليها أن تراضي.
,
, قامت من مكانها لتجلس على الكرسي جوار ابنتها جذبت رأسها تحتضنها برفق لتختبئ الأخيرة بين أحضان والدتها تبكي بعنف وومضات سريعة مما حدث قديما تمر أمام عينيها بسرعة وعنف، سمعت صوت والدتها تهمس بحزن:
, - لوليتا أنا نفسي أعرف انتي ليه بتخافي من زيدان اوي كدة، حبيبتي دا عمره ما آذاكي، ليه بتكرهيه وبتخافي منه اوي كدة.
,
, هزت رأسها نفيا لا تعرف بما ترد فقط تبكي بصمت، فتحت فمها لتتحدث لتصمت تماما شهقت تعطس بقوة لتبعدها لينا عنها بسطت كفها فوق جبينها لتتنهد بتعب حقا هذا ما كان ينقصها، جزت على اسنانها تبتسم بيأس:
, - صحيتي من النوم استحميتي بماية ساقعة مش كدة، على أوضتك على ما اجبلك علاج واعملك حاجة سخنة، واتصلي ببابا اعتذرليه ما ينفعش تزعقي قدامه ولا ايه
, اخفضت رأسها بخجل من تصرفها الأحمق تهز رأسها إيجابا لتتحرك لأعلي.
,
, خرج من المنزل واجما حائرا من تصرفات ابنته الطائشة، يعلم كرهها الشديد لزيدان ما حدث قديما لا يمكن أن تنساه ببساطة حتى ولو مرت سنوات عليه، ولكنها ابدا لم تقتنع أن زيدان لا دخل له بما حدث ابدا، اتجه ناحية سيارته الدفع الرباعي السوداء ليجد قائد حرسه الذي بات يلازمه مع فريق من الحرس بعد تعرضه لعدة محاولات اغتيال، احدهم يصر على قتله وبشدة!، أسرع قائد الحرس يفتح باب السيارة الخلفي، ليجلس خالد على المقعد الخلفي، واستقل السائق ومعه قائد الحرس مقدمة السيارة، سأله الحارس باحترام:.
,
, - الشركة ولا الإدارة يا باشا
, نظر للحراس يتمتم بهدوء حاد:
, - الادارة وبلغ زيدان اني عايزة قدامي في خلال ساعة بالكتير.
,
, اوقف سيارته امام مبني عمله لينزل منها يتحرك بشموخ ثقة ثبات، دخل إلى مقر عمله بخطي واثقة، وهامة مرفوعة، نظرات ثابتة، طلة مهيبة لا تليق الا به هو، يكاد قميصه يشكو من عدم تحمله لعضلاته الضخمة، طوله الفاره يجعله كصقر محلق بين طيات السحاب، زرقه عينيه تري فيهما امواج البحر المتلاطمه، شعر بني كثيف لحية خفيفة اضافت إلى ملامح وجهه القاسية وسامة قاسية، هو.
,
, « خالد زيدان الحديدي، ابن المقدم الشهيد زيدان الحديدي، في الثانية والثلاثين من عمره طويل القامة مفتول العضلات شعره بني كثيف عينين زرقاء حادة ثاقبة، عصبي حاد الطباع مع الجميع عداها هي يكره التعامل مع الناس يعشق العزلة والانطواء »
, اكمل طريقه إلى وجهته يقف كل من يراه ويؤدي له التحية بينما يتجاهله مكملا طريقه
, وقف امام باب تلك الغرفة دق الباب بهدوء.
,
, ليسمع الأذن بالدخول ادار مقبض الباب الذي لو تكلم لصرخ من قبضته الحديده
, دلف إلى داخل الغرفة ليرفع يده ويؤدي التحية بقوة يغمغم بأدب:
, - صباح الخير يا افندم
, ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتي الجالس خلف مكتبه ليرفع رأسه عن الاوراق ينظر للواقف أمامه لتتبدل ابتسامته بأخري بها نوع من الفخر للواقف امامه حمحم بهدوء يهتف:
, - صباح النور يا زيدان، استرح يا سيادة المقدم.
,
, ارتسمت شبح ابتسامة على شفتيه ليجلس على المقعد الجلدي الاسود المجاور للمكتب الاسود الكبير الذي كتب على لوحة خشبية سوداء في مقدمته « اللواء خالد السويسي »
, حمحم بهدوء يغمغم بأدب:
, - خير يا سيادة اللوا قالولي ان سيادتك عايزني
, ترك خالد القلم من يده رفع رأسه عن الاوراق التي امامه ينظر للجالس أمامه نظرات هادئة رزينة ليهتف اخيرا بصوته الاجش الرخيم:
, - زيدان زمايلك بيشتكوا من طريقة معاملتك معاهم.
,
, زفر الأخير بحنق كل يوم والثاني يذهب أحد الحمقي كما يطلق عليهم يشكوه لأنه فقط منعزل لا يحب التعامل معهم، وهم لا يكفوا عن مضايقته فينفجر فيهم ليفروا راكضين يشتكوا منه كالأطفال تنهد بضيق يحاول ان يهدأ:
, - يا سيادة اللواء أنا طلبت من سيادتك بدل المرة ألف تنقلني مكتب لوحدي بس٣ نقطة
, قاطعه خالد حينما صدم بكف يده سطح مكتبه بقوة يصيح بحدة:.
,
, - وأنا قولتلك بدل المرة ألف لاء، هتفضل في مكتبك وهتختلط بزمايلك وهتعاملهم كويس، انت فاهم
, اخفض رأسه ارضا يكور يده يشد عليها لن يمكنه أن يصيح أمامه هو تحديدا لن يفعلها ابدا حرك رأسه إيجابا ليهمس بأدب:
, - حاضر يا سيادة اللوا، حاجة تانية ولا اروح على مكتبي
, كاد ان يقوم ليشير له خالد بيده ليجلس مرة أخري ازاح شخصية لواء الشرطة جانبا ليرسم على شفتيه ابتسامة هادئة يطرق بسن القلم على سطح المكتب بهدوء:.
,
, - آه، اخبارك ما بقتش بتيجي الفيلا خالص ليه
, ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتي زيدان لتشرد عينيه في الفراغ تنهد بسأم قائلا:
, - خليني بعيد أحسن يا خالي، انت عارف إلى فيها، لينا اول ما بتشوفني بتعمل ازاي
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يغمغم بتهكم:
, - دي لو شافت عفريت مش هتعمل كدة، دي ما بترداش حتى تسلم عليا، فالحة بس اول ما تشوف الزفت جاسر تجري تترمي في حضنه
, افلتت ضحكة خافتة قصيرة من بين شفتي خالد يكمل ساخرا:.
,
, - يا حمار دا اخوها في الرضاعة، خلينا في المهم لينا عزماك على الغدا وصاحية من بدري تجهز فيه، قول لاء مش جاي عشان اسففك تراب الإدارة
, حمحم بحرج يحرك يده على رقبته من الخلف بخجل يبتسم:
, - احم، ايه التهزيق دا، حاضر يا خالي جاي طبعا، بس ممكن بعد إذن حضرة جناب سيادتك طلب صغير
, نظر له خالد ساخرا يرفع حاجبيه بتهكم من أفعال ذلك الفتي التي تذكره بأفعال ابنته كلاهما يصبح ودودا حينما يريد منه شيئا، ليغمغم بتهكم:.
,
, - طالما قلبت مؤدب فجاءة يبقي عايز تسمع صوت لينا
, ابتسم بسعادة *** صغير يحرك رأسه إيجابا بلهفة، ولحسن حظه دق هاتف خالد في ذلك الوقت برقم ابنته، ابتسم بتعجب يالها من مصادفة فتح الخط ينقر على زر مكبر الصوت، ليسمع كلاهما صوت لينا تهمس بأسف:
, - بابي أنا عارفة أنك زعلان مني عشان اللي حصل الصبح، أنا آسفة يا بابي، ما تزعليش مني مش هتتكرر تاني.
,
, قطب زيدان جبينه بتعجب تشاجرا!، تلك الوقحة هو بالرغم من سنوات عمره ومركزه لا يجرؤ على أن يرفع صوته عليه، وهي تتشاجر معه بوقاحة، إن كان يكره فيها شئ فهو دلالها الزائد، ليسمع صوت خالد يهتف بهدوء:
, - خلاص يا حبيبتي ما فيش حاجة
, لتصيح لينا بسعادة: - حبيبي يا بابا تعرف أنك وحشتني اوي اوي
, ضحك ساخرا يهتف بتهكم: يا كدابة، دا أنا ما سايبك من اقل من ساعتين.
,
, لتهتف الصغيرة بمرح: وهما ساعتين دول قليلين دول بيحصل فيهم بلاوي، ادفاي بيتخانق مع شانتي وبيكرها ويقولها أنا هنتقم منك وبعدين
, قاطعها خالد سريعا يهتف:
, -بسسسس يا حبيبتي أنا عارف بتجيبوا ضغط منين للشلل دا، اقفلي اقفلي روحي شوفي البتاع دا هتلاقيه طلقها وخلصنا.
,
, ضحكت الصغيرة تودع والدها، اغلق خالد الخط ينظر للجالس امامه ليلاحظ تلك الإبتسامة السعيدة الواسعة المرتسمة على شفتيه ليتنهد بحسرة على حاله، كلما زاد عشق زيدان للينا زاد كره لينا لزيدان..
,
, في فيلا خالد السويسي.
,
, اغلقت الخط مع والدها تبتسم بسعادة كالعادة والدها لم يستطع ان يغضب فهي مدللته الوحيدة، بلهفة قامت متجهه إلى دولاب ملابسها تخرج من تحت طيات ثيابها هاتف أسود صغير، تستخدمه للاتصال برقم واحد فقط، فهي حقا لا تستطيع محادثته من هاتفها لأن جميع المحادثات التي تجريها تتحول تلقائيا إلى هاتف والدها خاصة وأن كان الرقم الذي ستحادثه غير مدون لها، تتحول المكالمة نفسها إلى هاتف والدها في نفس الوقت التي تجريها فيها، اتجهت ناحية باب الغرفة توصده جيدا بالمفتاح لتجلس على الفراش تربع ساقيها بلهفة طلبت ذلك الرقم تضع الهاتف على اذنها تتصاعد دقات قلبها بسعادة مع سماع صوت رنين الهاتف، لترتسم ابتسامة واسعة حالمة على شفتيها حينما سمعت صوته الرخيم الدافئ الذي تعشقه لتهمس بسعادة ممتزجة بخجل:.
,
, - معاذ!

الجزء الثاني


معاذ، همست بإسمه بسعادة بها همسة خجل
, دقات قلبها على وشك تحطيم قفصها الصدري والقفز خارجا لترقص من شدة سعادتها، تنفسها سريع مضطرب هادئ، لحظات صمت لتسمع أنغام صوته الدافئة كلمة واحدة اذابت قلبها في بوتقة عشقه الحار:
, - وحشتيني
, وضعت يدها على قلبها تحتضنه حتى لا يهرب من مكانه في حين عجز لسانها عن النطق بحرف وانهدرت أنفاسها بعنف حينما اكمل، بنبرة خافتة ظهر فيها قلقه عليها:.
,
, - ما جتيش ليه النهاردة استنيتك كتير ولولا أنك مش بترضي تخليني أنا اللي اكلمك كنت اتصلت بيكي في ساعتها اطمن عليكي، انتي كويسة اوعي تكوني تعبانة ولا حاجة
, بلعت لعابها بتوتر تحاول إيجاد صوتها الهارب من شدة الخجل حمحمت تهمس بصوت خافت خوفا من أن يسمعها احد:
, - أنا كويسة، بس بابا ما رضيش يخليني اجي النهاردة..
, تنهدت بألم لتهمس باختناق حزين: اصله عازم زيدان عندنا النهاردة على الغدا
, سمعت صوته يهدر بحدة غاضبا:.
,
, - يا ادي زفت، هو كل شوية الزفت دا عندكوا، أنا خايف و**** ليكون ابوكي عايز يجوزهولك
, شهقت فزعا تتصارع دقاتها خوفا من مجرد الفكرة لتحرك رأسها نفيا بعنف كأنه يراها هتفت سريعا بقلق:
, - لالالا طبعا مستحيل، أنا اتجوز زيدان مش هيحصل أبدا، معاذ أنا بحبك أنت
, هدأت أنفاسه الغاضبة لتعود نبرته العاشقة مرة اخري هامسا برفق:
, - وأنا بموت فيكي يا قلب معاذ، هانت يا قلبي عيد ميلادك الجاي محضرلك مفاجأة هتعجبك اوي أوي.
,
, ارتسمت ابتسامة واسعة خجولة على شفتيها لتنصهر وجنتيها بحمرة الخجل لتسمعه يكمل:
, - هشوفك بكرة ضروري تيجي مش هقدر اقعد يومين من غير أشوفك، دا أنا مش عارف هكمل يومي النهاردة ازاي، لازم تيجي
, حركت رأسها إيجابا بطاعة تهمس بوله: حاضر
, سمعته يهمس بمكر: يا ايه، حاضر يا ايه
, همست سريعا بخجل: حبيبي٣ نقطة
,
, نطقتها سريعا لتغلق الخط تحتضن هاتفها تبتسم كالبلهاء تنهدت بحرارة تقبل الهاتف بقوة تتنهد بعشق فقط ساعات وستراه من جديد، اجفلت على صوت دقات على باب غرفتها اتسعت عينيها بذعر لتركض ناحية دولاب غرفتها خبئت الهاتف تحت ملابسها لتركض ناحية باب الغرفة
, دخلت لينا تحمل صينية طعام صغيرة عليها بضع شطائر وكوب مشروب ساخن وبعض الاقراص الطبية تنظر لابنتها بتعجب:
, - ايه يا لوليتا قافلة الباب ليه.
,
, ابتسمت بتوتر تهز رأسها نفيا لتشير لملابسها:
, - ااا، ااا ابدا اصلي كنت هغير هدومي.
,
, صدح صوت المنبة مرة تليها أخري يصرخ بصوت عالي مزعج منذ مدة طويلة وهو لم يتوقف عن الصراخ، اخيرا بعد وقت طويل تململ ذلك النائم يقطب جبينه منزعجا من ذلك الصوت الصارخ مد يده يغلق المنبه ليمسكه بيده يرفعه امام عينيه التي بالكاد يفتحها بقدر ضئيل، ينظر لساعتها لتتسع عينيه في لحظة قفز من مكانه يصيح بذعر:
, - يا نهار أسود اتأخرت الإجتماع.
,
, نظر لتلك النائمة بعمق لم تتحرك حتى من مكانها نظرات نارية مشتعلة ليصيح باسمها غاضبا:
, - تالاااا انتي يا ست هانم
, تأففت الأخيرة من صوته تحاول فتح عينيه تتثأب بنعاس:
, - اوووف في ايه يا عمر على الصبح
, شد على أسنانه بغيظ ليلقي المنبه جوارها على الفراش بعنف يصيح غاضبا:
, - في زفت اجتماع اتأخرت عليه، عشان الهانم نايمة ولا هي هنا
, القت الفراش من عليها بعنف تنفض شعرها للوراء لتقم متجهه ناحيته تصيح هي الاخري:.
,
, - هو أنت صغير يعني يا عمر عايز حد يصحيك، وبعدين أنا طول الليل سهرانة مع البنات، ولا أنت بتتلكك عشان تتخانق
, أمسك رسغ يده بقوة يهزها بعنف يصيح حانقا:
, - بتتلكك و اتخانق، بقولك عندي زفت اجتماع مهم ومأكد عليكي من امبارح بليل أنك تصحيني، وبعدين بنات ايه اللي سهرانة جنبهم هما ***** دول في ثانوية عامة٣ نقطة
, ترك رسغ يدها يتجه ناحية المرحاض يهتف بحدة:.
,
, - أنا داخل أخد دش اطلع الاقيكي محضرة الهدوم والفطار، عيشة بقت تقرف وتسد النفس
, اتجه إلى المرحاض يصفع بابه خلفه لتنظر تالا في أثره بحزن تتنهد بيأس، تغير كثيرا عن عمر الشاب المرح الذي أحبته.
,
, في غرفة قريبة كثيرا من غرفتهم، كبيرة نوعا ما بها فراشين صغيرين الوانها معظمها وردية تجلس فتاتين تؤام كل منهن على فراشها على الرغم من كونهما تؤام الا أن يمكنك أن التمييز بينهما بسهولة، سارة وسارين، في الثامنة عشر من عمرهما، يتمثلان في الطول ولكن يختلفان في الشكل والطباع، سارة فتاة حساسة بريئة جدا انطوائية لا تعرف كيف تكون صداقات هادئة ساذجة، بشعر أسود طويل وقامة متوسطة الطول، وعينيان سوداء كعيني والدتها، أما سارين أخذت مرح وشقاوة عمر حتى لون عينيه، مرحة تحب تكوين الكثير من الصداقات عكس أختها تماما.
,
, انسابت دموع سارة تضم ركبتيها لصدرها تضع يديها على اذنيها، كعادتهم كل صباح يبدأ والديها في الشجار وتبدأ هي في الانهيار تشعر بأنها اتعس فتاة في العالم، تنهدت سارين تنظر لحال أختها بحزن
, لتذهب إلى فراشها جلست جوارها تربط على كتفها برفق تحاول التحدث بمرح
, : - جري ايه يا سرسورة فكي كدة يا بنتي مش اول خناقة يعني، دي الخناقة رقم مليون و300 ألف بتاعت كل يوم الصبح.
,
, ابتسمت سارة بحزن لتمد سارين كف يدها تسمح دموع أختها بحنو لتسمعها تهمس بألم
, - هما ليه لازم كل يوم يتخانقوا، طالما بيكرهوا بعض اوي كدة ليه بيتجوزوا، ليه بيخلفونا عشان نتعذب بسببهم
, ابتسمت سارين بألم هي الاخري، اختها محقة لما ربط بينهما عقد زواح مقدس لما انجبا طفلتين، يسمعان كل يوم وليلة شجار والدها مع والدتها، تنهدت بضجر تحاول استعادة شخصيتها المرحة لتخفف عن أختها ولو قليلا.
,
, خرج من مرحاض غرفته متجها إلى غرفة الملابس الخاصة به التقط قميص أسود اللون وبنطال من خامة الجينز أسود وقف أمام المرآه يمشط شعره يبستم لانعاكسه بغرور قاسي ارتدي قلادة فضية تحمل شكل الحصان
, ليلقي نظرة اخيرة مغترة على نفسه يبتسم بزهو ليرسل لنفسه قبلة في الهواء، متجها إلى الخارج يمشي كأنه الملك.
,
, ( هو عثمان على رفعت محفوظ شاب في الثالثة والعشرين من عمره، طويل كباقي أفراد عائلته، مغرور لأبعد حد ينظر للجميع على أنهم أقل منه، متعجرف متكبر يتعامل مع الجميع كأنه الملك تخرج من جامعة الهندسة التكنولوجية حاد الذكاء فيما يخص البرمجة والإلكترونيات، وسيم أخذ عيني ابيه الرمادية ليسحر قلوب العذارى يتلاعب بهم كما يتلاعب بأجهزة الحاسوب، يعشق رياضة ركوب الخيل يعتبرها مصدر دخله الأساسي يجني من خلفها الكثير والكثير فهو البطل الأول فيها ).
,
, خرج من غرفته ليجد ابيه يجلس على الأريكة في غرفة الصالون، يشرب قهوته ممسكا بجريدة تغطي وجهه ما كاد يقترب منه حتى سمع صوت ابيه يهتف ساخرا:
, - اهلا اهلا بالصياد، صح النوم يا بيه
, تنهد عثمان بضجر يقلب عينيه بملل ستبدأ وصلة جديدة من التوبيخ كعادتهم كل صباح، ازاح «على» الجريدة عن وجهه ينظر لولده بحدة يبتسم ساخرا رفع فنجان القهوة الخاض به يرتشف القليل مغمغا بتهكم، :.
,
, مش لقب الاسبوع دا الصياد بردوا، ولا غيرته ما انت كل أسبوع بلقب ما شاء ****
, شوية الصياد وشوية القناص وشوية الفارس
, ابتسم عثمان ابتسامة صفراء واسعة ينظر لوالده ببراءة حمل وديع ليهتف ببراءة:
, - صباح الخير يا بوبس
, وضع على كوب القهوة بعنف على الطاولة ليعتدل في جلسته يصيح في ذلك المستفز الجالس أمامه بحدة:
, - صباح الزفت على دماغك، أنت ايه ياض البرود بتاعك ولا كأنك عامل مية مصيبة ومصيبة.
,
, أشار عثمان لنفسه يفتح عينيه على وسعهما ينظر لابيه بدهشة مصطنعة أجاد تمثيلها:
, - انا!
, اشتعلت قسمات وجه على غضبا ليلقي عليه الجريدة بعنف يهدر غاضبا:
, - لا يا برئ انا، أنا اللي كل يوم والتاني يجيلي ابو بنت من اللي بيه كان بيتسلي بيها يومين، ويعملي فضيحة في الشركة بسبب البيه
, قلب عينيه بملل من كلام والده المكرر كل صباح نفس الكلام، ليرفع كتفيه بلامبلاة كأن الأمر برمته لا يعينه، ابتسم بمرح قائلا:.
,
, يا بوبس طالما in public و no felling يبقي so what، وبعدين على فكرة عشان تبقي عارف يعني هما اللي بيرموا نفسهم عليا وأنا عشان قلبي طيب ومهذب ما برضاش اكسر بخاطرهم، يرضيك يعني يا بوبس اكسر بخاطرهم
, قام على يلتقط ساعته وهاتفه ينظر لابنه شرزا يعلم أنه مهما تحدث معه لن يجدي نفعا، اقترب منه يشهر سبابته يهتف يخرج كلامه حادا غاضبا من بين أسنانه:.
,
, - لا يا حنين اكسر بخاطرهم، اكسر بخاطرهم بدل ما اكسر أنا دماغك، قسما ب**** يا عثمان لو اتعدلت ومشيت مظبوط لوديك عند عمك محمد ولا عمك خالد يربوك التربية الميري اللي على حق بدل تربية أمك اللي بوظتك اديك شايف زيدان ما يقدرش يرفع وشه في وش خالد مش البيه اللي بيناطحني بالكلام.
,
, ظهرت لبني في تلك اللحظة تحمل صينية طعام صغيرة عليها بعض الشطائر وكوب شاي بحليب وضعتها امام عثمان، لتنظر لعلي بضيق تصيح متبرمة بحنق:
, - في ايه يا على، هو كل يوم نفس الفيلم، كل يوم منكد على الواد كدة٣ نقطة
, احتضنت رأسه صغيرها تنظر لعلي بحدة:
, - مالك وماله ما يعمل اللي هو عايزة، مش معقول أنت بقيت مش معقول يا على
, نظر على له بتهكم ليبتسم ساخرا:.
,
, - ايوة يا اختي افضلي دلعي فيه، لحد ما يتكفي على وشه، أنا فعلا اللي مش معقول
, رحل «على » غاضبا صافعا الباب خلفه بحدة لتنظر لبني لابنها البكر والوحيد فهي رفضت تماما إنجاب ***** بعده حتى يحظي هو بكامل اهتمامها الخاص، تركت لبني رأس عثمان تسرح شعره الاسود الكثيف بأصابعها تبتسم له بسعادة، ليقابل ابتسامتها بأخري عابسة متمتما بضجر:
, - عاجبك كدة يا ماما، كلام بابا بتاع كل يوم.
,
, جلست جواره تربت على خده برفق كأنه *** صغير تهمس بحنو:
, - سيبك منه ابوك دماغه قديمة، افطر يا حبيبي وشوف وراك ايه، أنا همشي بقي عشان ما اتآخرش على شغلي
, قامت تقبل جبينه بحنو، لتتجه ناحية باب المنزل التفتت تنظر له نظرة اخيرة سعيدة تلوح له بيدها وداعا ومن ثم خرجت من المنزل.
,
, ليقلب عثمان عينيه بملل، يبتسم ساخرا على حاله، لا أحد يبقي معه اكثر من دقائق منذ الصغر هو اعتاد على ذلك، والدته التي تسعي دائما لتكون لها اسم خاص في عالم الصحافة حتى أصبحت رئيسة تحرير الجريدة التي تعمل بها، كانت دائما تعوضه عن غيابها بالكثير من اللعب والهدايا ما من شئ رغب فيه ولم يحصل عليه، والده دائم العمل لا يراه الا صباحا حينما يذهب.
,
, ومساءا حينما يعود هما من فعلا به ذلك، تنهد بضيق ليقم التقط هاتفه ومفاتيح سيارته متجها إلى النادي يبحث عما يشغل به وقته.
,
, يجلس على كرسي مكتبه الوثير يتطلع بتركيز إلى الأوراق أمامه يقرأها جيدا يتفحص أدق ثغراتها خوفا من حدوث خلل في تلك الصفقة الهامة لحظات والقي الورق من يده بعنف يزفر بحنق، عقله مشوش افكاره مبعثرة غاضبة، زفر بعنف يمسح وجهه بكف يده عله يهدئ قليلا أزاح كف يده من على وجهه لتقع عينيه على تلك الصورة الموضوعة امامه في إطارا صغير تحتل جزء صغير ضئيل من مكتبه، حملها ينظر لصورة ابنتيه التؤام ومعهم زوجته بابتسامة صغيرة حانية ركز عينيه على صورة تالا لتختفي ابتسامته يبتلع حسرته، يحاول فقط أن يفهم لما وصلت علاقتهم لهذا الحد من السوء، ألم يكونا أسعد زوجين، تملئ حياته مرح وشقاوة وجنون، لما باتت علاقتهم فاترة باردة خيط رفيع يتمسك به متمثل في ابنتيه، لولاهما لكان حرر نفسه من تلك العلاقة منذ سنوات فتالا نفسها لم تعد تحبه باتت تهزهده ترفضه وهو أبشع ما يؤلم كبريائه رفضها المستمر له.
,
, صار شغلها الشاغل ******* منذ أن دخلن إلى المدارس وتحولت تالا من زوجة محبة شغوفة عاشقة له لأم لا تهتم سوي لأطفالها فقط أما زوجها فيسكن على هامش حياتها، رجع من بحر افكاره العاصفة على صوت دقات منتظمة على باب الغرفة، سمح للطارق بالدخول لتدخل مساعدته الشخصية تهتف سريعا بعملية:
, - مستر عمر، مدام ناردين مندوبة شركة السياحة وصلت يا افندم.
,
, وقف عمر عن كرسيه يستعد لإستقبال تلك الضيفة الهامة لعقد صفقة من اكبر الصفقات إلى ستخوضها الشركة، نظر لمساعدته يهتف بهدوء:
, - خليها تتفضل
, أومأت الفتاة بهدوء لتتحرك لخارج الغرفة خطوتين تهتف للواقفة خارجا:
, - مدام ناردين اتفضلي يا افندم مستر عمر في انتظارك.
,
, لحظات ودخلت من باب الغرفة، دخلت من سلبت أنفاسه تسمر مكانه كتمثال من حجر يتطلع إلى شعلة الفتنة التي تتحرك قادمة إليه اخترزتها عينيه شبر بشر بدأ من حذائها الاسود ذو الكعب الرفيع الذي يصدر صوت قوي مثير، ملابسها العملية الفاتنة رغما عنه لم تستطع عينيه الا تفحصها بدقة من اخمص قدمها إلى اعلي نقطة في رأسها تنورتها السوداء قميصها النسائي الأحمر تعلوه سترة مخملية سوداء تعانقها برفق، وصلت عينيه بعد رحلة طويلة إلى تفاصيل وجهها، ليشعر بالاختناق حرارة لاهبة تحرق جسده ازاح رابطة عنقه قليلا يحرر أزرار قميصه الأولي يزفر بحرارة حينما وقعت عينيه على، عينيها الخضراء الساحرة الجريئة المحددة بدقة بذلك «الكحل» شعرها الأحمر الغجري يتطاير خلفها برقة كأنه شرارات من نار تحرق اوصاله بلا هوادة، اجفل من شروده اللذيذ على صوتها الناعم تبتسم بهدوء:.
,
, - صباح الخير مسيو عمر
, مدت يدها لتصافحه حمحم بعنف يحاول استعادة أنفاسه المسلوبة ليمد يده يصافحها بعملية:
, - صباح النور، مدام ناردين مش كدة
, هزت رأسها إيجابا تبتسم برقة ليشير إلى الكرسي المقابل لمكتبه يبتسم بهدوء هاتفا:
, - اتفضلي استريحي.
,
, جلست على الكرسي تنظر له مازالت محتفظة بابتسامتها الرقيقة، وضعت ساق فوق أخري بجراءة كأنها تتحداه ان يقاوم أنثي بمثل فتنتها، اشاح هو بوجهه في الاتجاه الآخر يغمض عينيه يكور قبضته يشد عليها بعنف ينهر نفسه بقوة:
, - استغفر **** العظيم، استغفر **** العظيم ايه اللي أنا بنيله دا، **** يسامحك يا تالا انتي السبب
, اخذ نفسا عميقا يحاول أن يهدي به ليسمعها تهتف بصوتها الرقيق:
, - مسيو عمر أنت كويس.
,
, التفتت لها يحاول الابتسام بمجاملة
, حرك رأسه ايجابا ليجلس على كرسيه مرة أخري فتح الأوراق التي امامه يحاول أشغال نفسه عنها ليهتف بعملية:
, -أنا تمام، نشوف بقي الصفقة عشان اكيد حضرتك مستعجلة
, نظرت ناحيته بعينيها الخضراء الجريئة ترتسم ابتسامة ماكرة متشفية على شفتيها هي تعرف جيدا أنه تأثر بها ومن هو حتى يقاوم فتنتها الصارخة هي جاءت هنا لأجل هدف واحد ويبدو انها على وشك تحقيقه، لتهمس برقة تحمل الكثير خلفها:.
,
, - أنا وقتي كله ليك مسيو عمر، قصدي للصفقة!
,
, جلست على فراشها تربع ساقيها أمامها الكثير والكثير من الكتب التي تكرهها تكره دراستها التي لم تخترها بإرادتها فقط والدها رغب في ذلك ومن هي حتى تقول لوالدها لا، تنهدت بضجر تلقي الكتاب من يدها بعنف، لتسمع صوت مرح محبب لها قادم من خلفها٣ نقطة
, - لوبياااااااا
, لتنقض عليها من الخلف تعانقها بقوة لتضحك لينا عاليا تعانق صديقتها المجنونة، :
, - يا بت اوعي هتخنقيني.
,
, ابتعدت سهيلة عنها تضحك بقوة لتقترب تقرصها من ذراعها بعنف لتصيح لينا متألمة تنظر لصديقتها شرزا تمسد على ذراعها برفق:
, - يخربيت ايدك التقيلة
, تخصرت سهيلة بغرور ترفع حاجبها الايسر بتوعد تهتف بحدة مازحة:
, - ما جتيش ليه النهاردة يا ست الحسن والمولان إنتي
, ضحكت لينا رغما عنها تنظر لصديقها بغباء تهتف ساخرة:
, - تفتكري ليه يعني، قرارات عليا يا حبيبتي.
,
, تنهدت سهيلة بحزن على حال صديقتها، لتجد لينا تقترب منها نظرت حولها بحذر لتهمس لها بخفوت خوفا من أن تسمعها والدتها:
, - قوليلي، معاذ كويس سأل عليا، أنا كلمته في الفون من شوية
, تنهدت سهيلة بضجر تبتعد عن لينا وقفت امام فراشها تكتف ذراعيها أمام صدرها تتبرم بضيق:
, - آه يا اختي سأل عليكي، أنا مش عارفة انتي بتحبي الواد السمج دا على ايه، عيل تنح وسقيل والرخامة بتبظ من وشه، دا زيدان برقبته.
,
, انتفضت لينا سريعا تضع يدها على فم صديقتها تهمس بحدة:
, - هشش وطي صوتك، إنتي عايزة حد يسمعنا
, اتجهت لينا ناحية باب الغرفة توصده بالمفتاح، التفتت لصديقها لتنفجر سهيلة فيها تهمس بحدة غاضبة:
, - أنا نفسي أعرف إنتي عقلك فيه ايه، ايه المميز في الزفت اللي اسمه معاذ دا عشان تحبيه اوي كدة، لو على الوسامة زيدان احلي منه ألف مرة، على الغني فأنتي بتحبي طالب لسه بياخد مصروفه.
,
, اقتربت لينا من سهيلة تنظر لها بحدة تهمس غاضبة هي الاخري:
, - إنتي مالك ومالي أنا بحب معاذ عشان نفسه شخصه مش غني ولا فلوس، زيدان اللي بتتكملي عنه دا أكتر إنسان بكرهه في حياتي كلها، إنسان متوحش ما عندوش قلب، فارض نفسه على حياتي، قلبي لمعاذ وعمره ما هيدق لغيره
, دفعتها سهيلة بعنف تصيح فيها غاضبة:
, - انتي حرة خليكي ماشية وراه زي العامية لحد ما تقعي على وشك
, ردت لينا لها الدفعة تصرخ فيها:.
,
, - وانتي مالك مالكيش دعوة بيا هي حياتي ولا حياتك
, اتجهت ناحية باب الغرفة تنظر للينا غاضبة تصيح فيها:
, - انتي حرة
, ما كادت تفتح الباب حتى سمعت صوت لينا تهمس بخفوت حزين:
, - سهيلة
, تنهدت سهيلة بيأس لتلفت لها تبتسم بمرح لتبادلها لينا الإبتسامة سرعان ما انفجرا الاثنتين في الضحك، تعانقتنا بقوة لتهتف سهيلة ضاحكة:
, - بس و**** هتاخدي على وشك
, لتهتف لينا من بين ضحكاتها:
, - مالكيش دعوة.
,
, تخصرت سهيلة تهتف بمرح تسمد بيدها على معدتها:
, - عندكوا طبيخ ايه يا بت أنا واقعة من الجوع
, اختفت ابتسامة لينا تزفر بضجر:
, - مامي من الصبح في المطبخ بتعمل الأكل عشان عازمين زي زفت على الغدا
, نظرت سهيلة لها بمكر لتهتف ساخرة:
, - ايه دا عازمين معاذ على الغدا اصل دا الزفت الوحيد اللي أنا اعرفه
, صرخت لينا غاضبة لتلتقط وسادتها تركض خلف سهيلة تصيح فيها بأنها ستلقنها درسا قاسيا٣ نقطة
,
, « سهيلة عزالدين المنشاوي، صديقة لينا المقربة والوحيدة تعتبرها كأخت لها، تؤام متلازم منذ الصغر، معها في نفس المدرسة ودخلتا معا نفس الجامعة، ابنه رجل الأعمال عز الدين المنشاوي، تسكن في الفيلا المجاورة لفيلا خالد، جميلة عينيها عسلتين شعرها أسود قصير، مرحة للغاية تكره معاذ لأبعد حد، »
, فرت سهيلة إلى المطبخ لتختبئ خلف لينا تصيح ضاحكة:
, - الحقيني يا طنط لوبيا بنتك اتجننت وعايزة تاكلني.
,
, ضحكت لينا عاليا تقف حاجزا بين ابنتها وصديقتها لترفع سبابتها تهتف بحزم لا يليق بها تماما:
, - بس يا بنت انتي وهي اكبروا بقي٣ نقطة
, نظرت لينا الصغيرة ناحية طاولة المطبخ تشير لسهيلة بعينيها لتتسع ابتسامة الاخري ركضتا ناحية الطاولة بمعني اصح ناحية ذلك الطبق الكبير التي تتوسطه قطع الدجاج « البانية » لينقضا عليه، يسرقان بضع القطع لتصرخ لينا فيهم تركض خلفهم تصيح:.
,
, - تعالي هنا يا طفسة منك ليها، دا بتاع الغدا يا جزم
, هربت الفتاتين ليختبأ أسفل طاولة السفرة الكبيرة يأكلان باستمتاع، يضحكان بصخب لتنظر لينا لهم بابتسامة صغيرة ومن ثم عادت إلى المطبخ تكمل ما كانت تفعل.
,
, وقف جوار جواده الأشهب يمشط شعره الطويل بفراشة خاصة للخيل، لديه بطولة نهاية هذا الأسبوع ويحتاج إلى كثير من التدريبات، ربط على رأس الأشهب يبتسم له برفق ابتسامة صافية خالية من غروره المعتاد، ليسمع صوت انثوي رقيق يأتي من خلفه:
, - عثمان الصياد مش كدة.
,
, التفت برأسه ينظر لصاحبة ذلك الصوت ليجد فتاة جميلة، نادرا ما أصبح يقول عن انثي جميلة فقد رأي كل انواع الجمال الشرقي والغربي لكن تلك الفتاة حقا جميلة ناعمة، تلك الكلمة التي ترددت في رأسه حينما نظر لها في الوهلة الاولي، حرك رأسه ايجابا لتقترب منه تمد يدها لمصافحته:
, - ليلا الزهاوي
, عقد جبينه لحظات يفكر تردد كلمة الزهاوي في رأسه لينظر لها متفأجا يهتف بدهشة:
, - بنت مختار الزهاوي رجل الإعمال المعروف.
,
, حركت رأسها إيجابا تزيح خصلاتها خلف اذنيها تبتسم بترفع، اقتربت من جواده تربط على رأسه برفق تنظر للواقف امامها بغرور:
, - سمعت عنك كتير، يا صياد، صحيح هما ليه سموك الصياد
, ارتسمت ابتسامة مغترة على شفتيه ينظر لها بمكر صيد جديد في شباك الصياد حتما سيستمع، قفز بخفة فوق صهوة
, جواده يربط على شعره الاسود الكثيف:
, - بتحبي الخيل
, عقدت جبينها بتعجب ليمد لها كف يده يبتسم بهدوء:
, - تعالي.
,
, رجعت للخلف خطوة تبتسم بدلال يعرفه جيدا لتهمس بنعومة:
, - تؤتؤ أخاف أقع
, اقترب بجواده خطوتين منها ليميل بجسده يحملها يضعها امامه بخفه وهي حتى لم تقاوم ليهمس جوار اذنيها مبتسما بمكر:
, - ما فيش صيد بيقع من شباك الصياد
, قالها ليشد صهوة جواده بقوة ليصهل الخيل عاليا ينطلق راكضا إلى حيث يعلم فقط الصياد.
,
, انتهي دوام العمل ليستقل خالد سيارته وبجانبه سيارة زيدان متجهين إلى منزل خالد توقف زيدان في منتصف الطريق امام محل كبير يبيع الحلوي ليشتري لمعشوقته الكثير من الشوكولاتة التي تعشقها، ابتسم ساخرا وهو يحاسب البائع يتمني فقط لو تحبه ولو ربع حبها لتلك الحلوي٣ نقطة
, وقفت السيارتين امام باب الفيلا الداخلي، ليتقدم خالد يفتح الباب بمفتاحه الخاص.
,
, في تلك الاثناء كانت سهيلة رحلت منذ قليل، وجلست لينا على اريكة كبيرة أمام التلفاز تشاهد مسلسلها الهندي المفضل تصيح كل حين وآخر على والدتها:
, - يا ماما هو الأكل هيخلص امتي أنا جعانة
, لتتبرم بضيق تهتف في نفسها بحنق:
, - لازم طبعا نستني سي زفت اللهي يا رب ما يجي يا رب تتقلب بيه العربية وما يجي، بني ادم تنح ورخم وغتت يا يموت ولا يتشل حتى.
,
, سمعت صوت مفتاح والدها وصوت الباب وهو يفتح لتصرخ بسعادة طفلة صغيرة انطلقت سريعا ناحيته تعانقه بقوة تتعلق برقبته ليضحك خالد عاليا:
, - بابا حبيبي وحشتني فين الشوكولاتة بتاعتي
, صفعها برفق على جبينها يقطب جبينه بغيظ مصطنع:
, - كل الفيلم دا عشان الشوكولاتة، نسيت اجيب شوكولاتة
, رفعت سبابتها امام وجه والدها تضيق عينيها بدراما تهتف بتأثر اجادت تمثيله:.
,
, - لن أنسي لك هذا الموقف، الشوكولاتة اللي ما جاتش دي في رقبتك انتي يا حكومة
, يقف خلف خاله يشاهدها وهي تضحك تمزح تصرخ بسعادة شعلة من المرح تتوهج امام عينيه ليبتسم رغما عنه يتمني لو كانت تتعلق بعنقه هو مقسما بأنه على استعداد أن يحضر لها كل يوم تلك الحلوي فقط ليحصل على عناق كهذا، تدخل في تلك اللحظة تقدم بضع خطوات ليظهر ممسكا بعلبة الشوكولاتة الكبيرة يحاول أن يكون مرحا وهو يتحدث:.
,
, - لالالا كله الا زعلك يا ستي، اتفضلي الشوكولاتة اللي انتي بتحبيها اهي
, اختفت الإبتسامة من على شفتيها تنظر له شرزا نظرات حادة كارهه، نظرت لعلبة الشوكولاتة في يده بإشمئزاز لتهمس بجمود:
, - كنت بحبها..
, نظر خالد لابنته بحدة لتخفض رأسها أرضا عاد خطوتين يربط على كتف زيدان الذي اختفت ابتسامته في لحظة كسي وجهه وجوم غاضب، ربط خالد على كتف زيدان يبتسم بهدوء:.
,
, - خش يا زيزو عشان نتغدي الواحد واقع من الجوع من كتر الشغل
, تقدم زيدان متجها إلى غرفة الصالون ليدني خالد من ابنته يهمس بحدة متوعدا:
, - حسابك معايا بعدين، هاتي عصير وحصليني.
,
, حركت رأسها إيجابا تفرك يديها بتوتر، اتجهت ناحية المطبخ تسير شاردة حزينة، تعرف أن والدها لن يفعل لها شئ ولكنها تكره ذلك الزيدان تمقته تتمني فقط لو يختفي من حياتها لتعيش سعيدة، نظرت لوالدتها التي تتحرك سريعا هنا وهناك تهتف في الخدم بربكة من شدة سرعتها:
, - بسرعة يلا خصلوا معايا عشان نحط الأكل..
,
, تنهدت بضجر مدلل امه جاء، اتجهت ناحية البراد تأخذ زجاجة عصير تفاح افرغت منها كوب، لتأخذها متجهه إلى غرفة الصالون، دخلت الغرفة تضع كوب العصير امامه ببرود لتعود إلى اريكتها بعيدا عنه تشاهد التلفاز٣ نقطة
, هي شجاعة امامه فقط في وجود والدها أن كانت معها بمفردها، تركهم خالد متجها إلى غرفته ليبدل ملابسه٣ نقطة
,
, شخصت عينيها بفزع هي وهو فقط!، قامت سريعا من مكانها تود الفرار لخارج الغرفة ما كادت تتقدم خطوتين ناحية الباب شعرت بيده تقبض على رسغها بقوة ودون قوة تذكر جذبها ليلقيها جالسة على احد المقاعد بعيدا عن الباب رفعت وجهها سريعا تنظر له بذعر لتجده يميل عليها بجسده جاعلا من ذراعيه حاجزا يمنعها من الفرار توسعت عينيها على آخرهما تنظر لوجهه لتري ابتسامته القاسية تزداد اتساعا اقترب حتى باتت المسافة بين وجهه وجهها سنتيمترات قليلة لتسمعه يتمتم بكلمة واحدة وابتسامة ماكرة تعلو شفتيه:.
,
, - اهلااا!

الجزء الثالث


توسعت عينيها على آخرهما، بلعت لعابها بذعر تنظر لملامحه المخيفة بالنسبة لها، تلك الإبتسامة الواسعة الشيطانية، التي تحتل شفتيه تتفرس عينيها في قسمات وجهه لتري لمعة غريبة تضئ في مقلتيه، الجميع يراه وسيما الا هي، تراه مفزعا مخيفا نظراته قاسية حادة تكرهها، دائما ما تشبه عينيه بالبحر متلاطم هائج الأمواج.
,
, امواج تشعر دائما أنها تبلعها تغرقها تسلب انفاسها حتى الموت، ولكن في تلك اللحظة عينيه كانت كبحر صافي نقي تتلألا قطراته تحت اشعة عشقه الساطعة، كورت يديها تقبض على كفيها تشعر بذلك النابض يكاد ينفجر مشاعرها مختلفة مضطربة مزيج ما بين الخوف والكره والغضب كيف يفرض هيمنته عليها بتلك البساطة٣ نقطة
,
, توسعت عينيها بذعر حينما رأته يقترب برأسه منها شيئا فشيئا ببطئ شديد وكأنه يملك وقت العالم أجمع، التصقت بظهر الكرسي تتنفس بعنف تهدجهت أنفاسها من قربه المباشر تمنت لو تنزع تلك الابتسامة السخيفة من على شفتيه، ارتجف قلبها غضبا، حينما سمعته يهمس بصوت خفيض ماكر:
, - اهلا٣ نقطة
, صمت للحظات يتفرس في قمساتها يروي صحراء قلبه الجرداء بعذوبة عشقه لها، ليكمل هامسا بعشق:.
,
, - وحشتيني يا حبة البندق، صورتك ما بتغبش عن عيني طول الوقت بس الصورة
, ما تغنيش عن جمال الأصل يا بندقتي
, كلماته عاشقة محبة لطيفة ولكنها تنزل كالحمحم على قلبها تجعله يزداد
, سخطا عليه وخوفا منه تكرهه تمقته تخافه وهو مستمر بالالتصاق بها كالعلكة صعب التخلص منه، ترقرقت دمعتين في عينيها تنظر له بمقت شديد:
, بكرهك.
,
, مد يده ممسكا بخصلة ناعمة من شعرها الطويل الناعم كشلالات من الشكولاتة الذائبة، ابتسم بثقة يحرك رأسه إيجابا:
, عارف انك بتكرهيني بس وعد مني اني هخليكي مش تحبيني لاء، تعشقيني، تعشقي كلامي صوتي لمستي، وعد من زيدان الحديدي وأنا عمري ما اكسر وعدي يا بنت خالي.
,
, اشتعلت عينيها غضبا لتدفعه في صدره بقوة تركض لخارج الغرفة تشتمه في نفسها بكل أصناف السباب التي تعرفها، سمعت صوت دقات على باب المنزل اتجهت سريعا تفتح الباب لتنفرج قسماتها فرحا صرخت بسعادة تتعلق برقبة الواقف:
, جااااااسر وحشتني اوووي اوووي يا جوجو
, ضحك ذلك الوسيم الواقف ليطوقها بين ذراعيه برفق يرفعها قليلا عن الارض يغمغم من بين ضحكاته القصيرة:
, - يا بت يخربيت دا دلع مهبب.
,
, « جاسر رشيد راشد الشريف، مهندس زراعي في منتصف العشرينات، ذراع والده الأيمن يعتمد عليه في كل شئ تقريبا، هو ولينا أخوه من الرضاعة، طويل القامة ملامحه شرقيه أصيلة بشرة قمحية اصطبغت بأشعة الشمس عيناه سوداء، شعره اسود كثيف، »
, جذبت ضحكاتها ونغمات صوتها قلب زيدان فخرج ليري ما يحدث، قلب عينيه بضجر يتمتم في نفسه حانقا:.
,
, -أستاذ سماجة جه، شوف متشعلقة في رقبته ازاي، طب ما أنا كمان عندي رقبة ما تتشعلق فيا٣ نقطة
, انتبه جاسر لوجود زيدان، ليلف ذراعه حول كتفي لينا يتحرك بها ناحيته مد يده اليمني يصافح زيدان بابتسامة واسعة بشوشة:
, - اهلا ازيك يا زيدان عاش من شافك يا جدع، اخبارك ايه
, اجبر شفتيه على رسم بسمة بسيطة متكلفة يتمتم بكلمة واحدة فقط:
, - كويس
, لم يضايق رد فعله جاسر بطيبعته المتسامحة البشوشة، ليكمل ضاحكا في مرح:.
,
, - ايه يا عم زيدان مالك مش طايقني كدة، دا المثل بيقولك غديني ولا تلاقيني يا جدع٣ نقطة
, تغاضي زيدان عن مزحة جاسر السخيفة ولم يعلق عليها بل دس يديه في جيبي بنطاله ينظر لكلا من لينا وجاسر معا ليلتوي جانب فمه بابتسامة صغيرة ماكرة:
, - ومش هطيقك ليه يعني دا أنت اخو مراتي وخال العيال.
,
, في الاعلي، فتح باب الغرفة تبحث عينيه عنها بشوق هنا وهناك ولكن للأسف لا أثر لها، صوت تدفق مياه المرحاض أخبره بمكانها، تهاوي على الفراش يخلع حذائه يليها سترة حلته، لينفتح باب المرحاض وتخرج هي في تلك اللحظة، متردية ذلك المئزر الأبيض القطني الخاص بها تلف شعرها بمنشفه بيضاء كبيرة ابتسمت برقة ما أن رأته لتقترب من مرآه الزينة أزاحت المنشفة من فوق شعرها تحركه برفق ليتطاير منه الماء بينما ابتسم هو في خبث ليقترب منها يدندن بصوت عالي:.
,
, - يا خارجة من باب الحمام وكل خد عليه خوخه
, ضحكت عاليا بدلال لتلتفت له تعبث في رابطة عنقه تهتف من بين ضحكاتها:
, - يا قديم الناس دلوقتي بتغني إنجلش وانت تقولي يا خارجة من باب الحمام
, قرص وجنتها برفق يغمز لها بطرف عينه اليسري يغني وهو يضحك:
, - طب يا خارجة من باب ال bathroom وكل cheek عليه خوخة.
,
, نظرت له بذهول للحظات لتنفجر في الضحك، حقا ذلك الرجل سيصيبها بالجنون بأفعاله الصيبيانية هذه، ادمعت عينيها من شدة الضحك تشعر بعضلات فمها تتشنج بصعوبة بدأت تهدئ لتهتف من بين ضحكاتها المتقطعة: - مش معقول يا خالد ما تكبرش ابدا على الجنان دا
, تجهمت ملامحه بضيق حقيقي تلك المرة ليمد يده يقرص وجنتها بعنف رقيق قائلا بغيظ:
, - لينا مش حاجة لذيذة انك تفكري الواحد كل شوية أنه كبر ماشي يا حبيبتي.
,
, ختم كلامه بصفعه خفيفة من يده على رقبتها من الخلف، نفخت خديها بغيظ على اثرها لتشهر سبابتها امام وجهه احتقن وجهها بغيظ تهتف بحدة:
, - قولتلك ألف مرة ما تضربينش على قفايا والا
, صمتت حينما اقترب منها محطما بخطواته مساحتها الشخصية رفع حاجبه الايسر يبتسم بشر متمتا بتهكم:
, - والا ايه يا ست لينا
, ابتسمت ببلاهة تبحث بعينيها عن اي شئ حولها تحاول تهديده به، صدقا لم تجد ما تقوله، لتعاود النظر له تبتسم باتساع:.
,
, - ايه يا لودي يا حبيبي مالك قفوش كدة وبعدين مين دا اللي كبر دا أنت شيخ الشباب يا راجل
, ابتسم في خبث وعقله يدور في محور أفكار غير بريئة بالمرة، ما كاد يقترب منها خطوة يحاصرها بذراعيه ليصدح من الأسفل اصوات صرخات وشجار عالي، احتدت عينيه بغضب، بينما أصفر وجه لينا خوفا من تلك الأصوات، لتنظر لخالد تصيح بلهفة أم خائفة:
, - خالد شوف ايه بيحصل تحت وأنا هغير هدومي واحصلك.
,
, قالتها لتهرع إلى غرفة الملابس بينما خرج هو من الغرفة غاضبا متجها إلى اسفل يتمتم في نفسه بحنق:
, - أنا نزلكوا يا ولاد الكلب مش عارف استفرد بالبت شوية
, اقترب منهم ليجد ابنته تتمسك في ذراع جاسر بقوة تنظر لزيدان بكره تصيح فيه:
, - هي مين دي اللي مراتك يا حيوان يا مجنون أنت
, ليصيح جاسر فيها بحدة:
, - لينا عيب اللي بتقوليه دا
, بينما ابتسم زيدان ساخرا ينظر للينا نظرات ثاقبة واثقة:.
,
, - عيب يا بنت خالي أنا مش هحاسبك على قلة ادبك دي عشان انتي لسه مش مراتي
, اتسعت عيني لينا بفزع تصرخ بجنون:
, - ولا عمري هكون إنت، أنا مستحيل اتجوزك لو فيها
, صمتوا، صمت قوي طغي على ثلاثتهم حينما زمجر هو غاضبا:
, - بسس أنت وهو وهي انتوا واقفين في سوق.
,
, اقترب منهم ينظر لهم شرزا، لتترك لينا ذراع جاسر وتندفع ناحية أبيها تختبئ في صدره ترتجف بعنف ليرفع خالد يده يحاوط ابنته برفق ينظر للشابين أمامه بحدة يحاول ان يهدئ حتى لا يخيفها:
, - في إيه البهوات كانوا بيتخانقوا ليه
, تدخل جاسر سريعا محاولا فض ذلك النقاش الحاد، ابتسم يهتف على عجل:
, - ما فيش يا عمي دا مجرد سوء تفاهم مش اكتر.
,
, خرجت من بين أحضان والدها الحامية لها، لتقف بالقرب منه تستمد منه القوة، الأمان، لا تخاف من زيدان وهو موجود، نظرت ناحية زيدان تصيح بكل الكره المطبق على خلجات قلبها:
, - لا مش سوء تفاهم، مش سوء تفاهم ابدا
, رفعت يدها المرتجفة تشير بسبابتها ناحية زيدان تصرخ بكره:.
,
, - مراته عايزني ابقي مرااااته مش ممكن يحصل، مستحيل، أنت فاهم، أنا مش ممكن في يوم اربط حياتي معاك، أنت أكتر إنسان أنا بكرهه، أنت ايييه يا أخي معاندكش ددمم، فارض نفسك على حياتي غصب عني، بقولك بكرهك ما بطيقش أشوف وشك، سيبني في حالي بقي ابعد عني اخرج من حياتي، اعمل إيه عشان اخلص منك يااارب تموت يا رب ولا تغور في داهية تاخدك، أنت فاكر نفسك ايه، انا بكرهك وهفضل اكرهك لحد ما اموت، كفاية اللي عملته فيا زمان، كفاية، ما حدش مصدقني ما حدش عايز يصدقني، كلهم مصداقينك أنت، أنا بس اللي عرفاك على حقيقتك، أخرج برة اطلع برة.
,
, جذب خالد يدها بعنف لتقترب منه تنظر له تبكي بعنف بينما ينظر لها هو له بغضب يتأجج في مقلتيه صاح فيها غاضبا:
, - أنتي اتجننتي ايه اللي انتي بتقوليه دا، اعتذري حالا
, نفضت يدها من يده بعنف تحرك رأسها نفيا بقوة تصرخ غاضبة:
, - لاااااا مش هعتذر، طلعه برة، طلعه برة بيتنا وحياتنا بقي٣ نقطة
,
, انتي قليلة الأدب، صرخ بها خالد بعنف ليرفع يدها هوي بها بقوة ليسمع صدي صفعة عنيفة دوت في ارجاء المكان ليطغي بعدها صمت مطبق، لينا تقف تنظر لزيدان بذهول في لحظة وجدته يدفعها من امام أبيها ليتلقي هو تلك الصفعة القاسية بدلا عنها، ظل واقفا بثبات لم يهتز له جفن، فقط نظرة لخالد يهتف بهدوء:
, - ما تضربهاش، أنت عمرك ما عملتها، ومش هتعملها دلوقتي حتى لو عشاني.
,
, التفت للينا بعد ذلك ينظر لها بألم تجسد في حدقتيه وقلبه يغلي كمرجل مارد من نار يسيطر عليه بمعجزة، ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتيه يهتف بهدوء:
, - أنا ماشي يا بنت خالي، بس انسي أن أنا أخرج من حياتك، انا اتعذبت كتير في حياتي، وأنا للأسف ولحظك الوحش، بعتبرك هديتي اللي هتعوضني عن كل اللي شوفته في حياتي، فمعلش بقي مش هتعرفي تخلصي مني يا مراتي، عن اذنكوا.
,
, تركهم ورحل بهدوء، اقترب خالد من ابنته يقبض على ذراعيها بقوة يهزها بعنف صائحا فيها:
, - انتي إيه اللي جرالك، أنا حاسس إني واقف قدام واحدة تانية مش لينا بنتي ابدا
, اقترب جاسر منهم سريعا يحاول تخليص لينا من يد والدها يهتف بلهفة:
, - يا عمي خلاص حصل خير، هي غلطت وهتعتذر
, نظر له خالد بحدة يزجره بنظراته المشتعلة القوية:
, - ابعد يا جاسر، ما تدافعش عنها أنا اللي دلعتها زيادة عن اللزوم.
,
, عاود النظر لها ليرتجف قلبه خوفا على طفلته، هاله وجهها الأحمر الباكي شهقاتها الخفيضة المكتومة جسدها الذي بدأ في الارتجاف بعنف كادت تهوي ارضا من بين ليسرع يلتقطها بين أحضانه يعانقها برفق لتتسمك به بقوة تهمس باكية من بين شهقاتها العنيفة:
, - أنا آسفة يا بابا، آسفة، عشان خاطري لو بتحبني ابعده عن حياتي، أنا ما بحبوش بكرهه بخاف منه، كفاية اللي عمله فيا، أنت ليه مش مصدقني.
,
, ابعدها عنه يمسح دموعها بكفي يده بخفة، حرك رأسه نفيا يهتف بحزم:
, - زيدان ما عملكيش حاجة، زيدان كان معايا، زيدان مستحيل يأذيكي، لو مش هبقي ببالغ اقولك أنه بيخاف عليكي أكتر مني، واللي انتي قولتيه دا يجرح كرامة اي راجل، وهتعتذري عليه يا لينا، هتروحي لزيدان تعتذرليه
, اتسعت عينيها فزعا تحرك رأسها نفيا بعنف ليشهر خالد سبابته أمام وجهها يهتف بنبرة قاطعة:.
,
, - آخر ما عندي يا بنت السويسي هتيجي معايا بكرة الشغل وهتعتذري لزيدان بكل أدب عن قلة الأدب اللي حصلت من شوية، يا أما هيبقي فيه معاملة تانية خالص يا لينا، واضح اني دلعتك زيادة عن اللزوم
, ابتعدت عن والدها لتقف جوار جاسر تنظر له تتوسله بنظراته أن ينقذها من ذلك الموقف ليرفع الاخير كتفيه ينظر لها بهدوء:
, - بتبصيلي ليه عمي عنده حق انتي غلطي فيه جامد بصراحة، ورغم كدة ما استحملش أنك تتضربي وخد القلم عنك٣ نقطة
,
, بلعت لعابها بتوتر وعقلها يدور في محور فكرة واحدة أن ذهبت مع ابيها غدا لن تستطيع الذهاب إلى الجامعة لن تري معاذ ليومين، رفعت وجهها تنظر سريعا لوالدها تهتف بتوتر:
, - ما هو يا بابا اصلي عندي محاضرة بكرة مهمة جدا، كفاية اني ما روحتش النهاردة
, وضع يده اليسري على خاصرته، بينما التقط باليمني هاتفه الجوال يعبث فيه لحظات وبدأ يتحدث بصوت مرتفع قليلا يقرأ ما أرسل إليه:.
,
, -خالد باشا أنا آسف لازعاج سيادتك، أنا حبيت بس ابلغ بس حضرتك أن عندي بكرة مؤتمر طبي مهم، ومش هقدر ادي محاضرة بكرة، الكلية نزلت اعتذار بس أنا قولت لازم أبلغ حضرتك، دكتور علاء
, رفع وجهه عن الهاتف يبتسم ساخرا:
, - ما فيش محاضرة مهمة، خدي جاسر واسبقوني عشان ناكل، وبكرة بدري تكوني جاهزة عشان هتيجي معايا
, حركت رأسها إيجابا بطاعة لتتحرك بصحبة اخيها متجهه إلى غرفة الطعام، تفكر في حل ليخرجها من تلك الورطة.
,
, يقود سيارته بأسرع ما يكون، كلماتها كالخناجر كل نصل يطعن فيه بلا هوداة كبريائه كرامته سحقتهم بكلماتها السامة، تكرهه وهو يعشقها، تخافه وهو فقط يود أن يشعر بالأمان بين دفئ ذراعيها، ولكن لا وألف لا لن يتركها لن يتخلي عنها، هي ملكه
, غنيمة حربه مع الحياة، حربه اثخنت جسده بالطعنات ليفوز بها في النهاية لن يتركها بتلك السهولة، هو فقط ينتظر الفرصة ليسترد غنيمه قصرا من بين مخالب الحياة.
,
, شعر بالاختناق حرارة لاهبة تحتاج جسده غاضبا لأبعد حد، التقط هاتفه سريعا يطلب ذلك الرقم، وضعه الهاتف امامه بعدما فتح مكبر الصوت لحظات وسمع صوت صديقه يصيح عاليا بمرحه المعتاد:
, - ازوز وحشني يا جدع فينك
, ارتسمت شبح ابتسامة على شفتيه ليزفر بحرقه متنهدا بألم:
, - أنا مخنوق يا حسام
, زفر حسام بغيظ من أفعال صديقه، يهلك نفسه بحب من طرف واحد، ليهتف بحنق:.
,
, - يا عم ما أنا قولتلك سيبك من البت البومة دي البنات على قفي من يشيل٣ نقطة
, شد زيدان على أسنانه بغيظ يصيح في حسام بحدة:
, - وأنا قولتلك ميت مرة بطل تقول عليها بومة يا حيوان، اخلص أنت في المستشفى ولا روحت
, قلد حسام صوت انثوي مضحك رفيع:
, - آه يا بيبي أنا لسه في المستشفى عايز تيجي تكشف
, كبح زيدان ضحكاته بصعوبة هاتفا بحدة مفزعة:
, - دا أنا هاجي اكشف عليك بصوتك دا، استناني يا حيوان
, ليصيح حسام بفزع:.
,
, - لا يا زيدان ورحمة ابوك المشرحة ما فيهاش مكان، استني لما تفضي طيب، الو زيدان
, اغلق الخط في وجه صديقه ليطلق لضحكاته العنان، حسام الوحيد القادر على تغيير حالته مهما كانت.
,
, اغلق الخط ينظر لهاتفه يتنهد يأسا على حال صديقه المقرب، عشقه لتلك الفتاة من طرف واحد يهلكه يقتله يفتت شرايين قلبه ببطئ، كم مرة أخبره أن يبتعد عنها، يتركها سيجد من تبادله عشقه الكبير ولكنه دائما ما يرفض بجملة واحدة
, « لينا دي غنيمة حربي مع الدنيا، أنا شوفت كتير اوي ومش مستعد اتنازل عنها مهما كان ».
,
, اغمض عينيه يزفر بحرقة غنيمة عصية لا تلين لا قلب لها من الأساس أن كانت تملك واحدا لشعرت بذلك العشق الجارف الذي يفيض عليها من
, ناحية صديقه، اجفل على صوت دقات تليها دخول الممرضة تهتف مبتسمة:
, - دكتور حسام ادخل لحضرتك الكشف اللي بعده.
,
, حرك رأسه ايجابا يبتسم بهدوء، لتخرج الممرضة ومن ثم دخلت سيدة تقريبا في منتصف العشرينات يظهر من بطنها المنتفخ انها في شهور حملها الأخيرة، ترافقها سيدة عجوز متشحة بالسواد ذكرته بتلك الممثلة في أحدي المسلسلات الصعيدية التي تشاهدها والدتها باستمرار، حمحم يبتسم بهدوء:
, - اتفضلوا اقعدوا٣ نقطة
,
, اخذ ملف حالة المريضة وبدأ يفحصه، بدقة قبل أن يجري فحصه عليها يسألها بعض الأسئلة الطبية المعتادة، ليجذب انتباهه صوت تلك السيدة العجوز تهتف متهكمة:
, - تخيل يا دكتور إن الهانم عايزة تعمل استشوار على بطنها
, حرك رأسه نفيا بالتأكيد سمع الكلمة خطأ، قطب ما بين حاجبيه ينظر للمريضة باستنكار:
, - لاء حضرتك هنا عيادة دكتور نسا مش كوافير لولو للسيدات، وبعدين استشوار ايه اللي على بطنك.
,
, ابتسمت المريضة بتوتر، أصفر وجهها حرجا لتهتف سريعا تصحح ما قالته تلك السيدة للتو:
, - هي قصدها سونار يا دكتور
, نظر للسيدة يهتف بهدوء:
, - طب وفيها يا حجة مش عشان نعرف نوع الجنين ايه
, لوت السيدة شفتيها متهكمة تتشدق ساخرة:
, - وانت بقي يا حبة عيني محتاج تعمل البتاع دا هو عشان تعرف ولد ولا بت، فين إيان دكاترة زمان كان يبص في وش الواحدة كدة يعرف هي حامل في ولد ولا بنت ولا٣ نقطة
, قاطعها حسام يضرب كف فوق آخر يضحك ساخرا:.
,
, - ولا ايه، ما هو يا ولد يا بنت، ما فيش نوع تالت نزل السوق، إسألي حتى الدكاترة بتوع زمان، ما كنوش بيخلفوا كلاب لولو و****
, ابتسمت السيدة باصفرار يبدو أن مزحة حسام لم تعجبها لتهتف بثقة:
, - على فكرة بقي هي حامل في بت باين اوي من منخيرها
, لا يعرف ولكنه وجد نفسه يتحسس أنفه ليضحك ساخرا على حاله، مقررا مجاراة تلك السيدة الغريبة هتف ساخرا:.
,
, - لاء مش فاهم لمؤخذة هي اللي حامل في بنت بتبقي مناخيرها بفتحة واحدة مش فتحتين زي مناخيرنا عادي
, رفعت تلك السيدة يدها تمسك بيها أنف ابنتها من اعلي تبتسم بثقة لا يعرف من أين تأتي بها:
, - انت مش شايف مناخيرها كبيرة ومكعبرة ازاي واكلة وشها كله، تبقي حامل في بت، اصل البت بتبقي مكسوفة حتى وهي في بطن امها ما بترضاش حد يشوفها عشان كدة الدكاترة بيعرفوا انها بت من مناخير امها.
,
, بسط راحة يده أسفل ذقنه النامية يستند بمرفقه على سطح المكتب ابتسم بخمول متمتما:
, - مش حقيقي يا حجة، عشان الكشف اللي قدامك كانت المدام حامل في بنت وظهرت في السونار عادي
, شهقت تلك السيدة بحدة تهتف سريعا تدافع عن شرف طفلتهم التي لم تولد بعد:
, - دول بنات الناس التانية، إنما احنا بناتنا مؤدبين متربين
, ضيق عينيه يرفع حاجبه الأيسر ينظر لها بذهول تلك السيدة من كوكب آخر ابتسم يغمغم ساخرا:.
,
, - انت تبع حزب ما فيش بنت محترمة بتنزل من بطنها عريانة صح
, بصعوبة انتهي من ذلك الكشف العجيب، ليتهاوي على كرسيه الصغير اسند رأسه لحافة المقعد الخلفية اغمض عينيه يبتسم كلما تذكر
, تعليقات تلك السيدة الغريبة، ليسمع صوت باب الغرفة يفتح تليها خطوات قادمة ناحيته، ابتسم يهتف ساخرا ؛
, - طب خبط على الباب، عبرني قدرني اديني برستيجي أنا دكتور هنا
, سمع صوت صديقه يهتف ساخرا:
, - دكتور على نفسك يا حيوان، قولي خلصت ولا لسه.
,
, اعتدل في جلسته يستند بمرفقيه على سطح المكتب حرك رأسه ايجابا قائلا:
, - آه، آخر حالة خرجت قبل ما تدخل على طول، قولي بقي مالك، ست الحسن والجمال عملتلك ايه
, حدجه زيدان بنظرة نارية حادة مشتعلة ليزمجر غاضبا من بين اسنانه المنقبضة:
, - حسام
, رفع كفيه كعلامة استسلام يضحك بشدة يحاول ان يتحدث من بين ضحكاته:
, - خلاص يا عم بهزر معاك
, حمحم بهدوء يحاول استعادة جديته مكملا:
, -ايه اللي حصل.
,
, اغمض عينيه يشد على قبضتيه بعنف كلمة واحدة همست بها شفتيه، كلمة خرجت كشطية حرب ادمت قلبه:
, - بتكرهني
, اراد صديقه أن يضحك ساخرا ويخبره ما الجديد فهي دائما كذلك ودّ لو يصرخ في وجهه ويخبره ان يتوقف عن استنزاف روحه، تنهد بألم يحاول الابتسام يهتف بهدوء كلمات رزينة عقلانية:
, - طب خلينا نتكلم بالعقل، هي دلوقتي مش بتحبك هتعمل ايه.
,
, حرك رأسه نفيا بعنف قلبه وعقله يعلمان بكرهها له، كم مرة صرخ فيها عقله ان يبتعد عنها ولكن قلبه يرفض ويتمسك ويقاوم ويتعذب هو تنهد بيأس يخفي وجهه بين كفيه:
, - مش مهم، مش مهم تحبني، أنا بحبها أنا هعرف اخليها تحبني، أنا بس عايز فرصة واهي قربت، فاضل ايام بسيطة وتبقي بين ايديا.
,
, زفر حسام بغيظ من حال صديقه الذي يذكره بتلك المسرحية المأساوية مجنون ليلي، التي انتهت بموت البطل والبطلة، نظر له بغيظ يهتف بحدة طفيفة:
, - يا ابني افرض أنها بتحب واحد تاني، هترضي على نفسك تتجوز واحدة قلبها مع غيرك.
,
, ازاح يديه من على وجهه ينظر للفراغ بصدمة عينيه ساخطتين بذهول وكلمة واحدة تتردد داخل كيانه كله، تحب غيره، بدأ عقله بسرعة يجمع الأحداث السابقة يدور في محور فكرة تحب غيره، هب يقف سريعا ليتجه إلى خارج الغرفة يهتف على عجل:
, - حسام أنا لازم امشي هكلمك بعدين، سلام
, تنهد حسام يأسا يودعه:
, - سلام يا صاحبي.
,
, في فيلا خالد السويسي.
,
, على طاولة الطعام يجلس كلا من خالد ولينا وحسام ولينا الصغيرة، يأكلون بصمت لا أحد منهم ينطق بحرف، نظر خالد ناحية لينا يطالعها بنظرات قلقة خوفا عليها ليمد يده يربط على كف يدها الموضوع على الطاولة برفق رفعت وجهها له تبتسم بشحوب ليبادلها بابتسامة صغيرة مطمئنة، يحاول فقط أن يخبرها أن كل شئ سيصبح على ما يرام، يتذكر حالتها قبل قليل، اتجه جاسر ولينا إلى غرفة الطعام ليصعد هو باحثا عنها تعجب كثيرا من تأخرها اصوات الشجار كفيلة بأن تجعلها تهرع إليهم، دخل إلى الغرفة ليجدها تقف في شرفة غرفتهم الخاصة تنظر لسيارة زيدان وهي تغادر الفيلا تبكي بصمت، اقترب منها إلى بات خلفها مباشرة ينظر لحالها بأسي فما كان منها الا أن ارتمت في صدره تنشد منه الأمان تمسكت بقميصه بقوة تشهق باكية بعنف:.
,
, -ما قدرتش انزل يا خالد، و**** ما قدرت، ما كنتش هقدر اشوف ولادي الاتنين وهما بيتخانقوا بالشكل دا، ما كنتش عارفة هراضي مين لينا ولا زيدان..
, رفع يده يربط على رأسها برفق يغمغم بهدوء يطمئنها:
, - كل حاجة هتبقي كويسة ما تشليش هم حاجة انتي بس وكله هيبقي تمام
, عاد من شروده يبتسم في وجهه يحرك شفتيه يخبرها دون صوت « كله هيبقي كويس »
, فهمت اشارته لتبتسم تحرك رأسها إيجابا.
,
, توجهه بانظاره ناحية جاسر الذي يشاكس لينا يحاول إخراجها من حزنها ليهتف بهدوء:
, -اخبار رشيد ايه يا جاسر
, نظر جاسر له يبتسم باتساع يحرك رأسه إيجابا:
, - الحمد لله كويس
, وضع خالد معلقة الطعام من يده ينظر له بتجهم يتمتم فجاءة برود:
, - وأنت عرفت ازاي أنه كويس وأنت بقالك شهر ما بتنزلش البلد، لاء وفوق كدة بقالك اسبوعين ما بتروحش الارض غير ساعة كل كام يوم، البيه بيروح فين.
,
, بلع الأخير لعابه بتوتر يترك معلقة الطعام من يده يحاول أن يرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه:
, - هكون بروح فين يعني، هو أنا لازم ابات في الأرض 24 ساعة أنا بتابع كل صغيرة وكبيرة فيها، الوقت التاني دا بتاعي اعمل فيه اللي أنا عايزه٣ نقطة
, اخترز خالد انفعالته بنظراته الهادئة جاسر يكذب يخبئ شيئا ما يحاول مداراته، حك ذقنه باصبعيه السبابة والابهام يبتسم بمكر قائلا:
, - ابوك بيتشكيلي منك.
,
, وكما توقع تماما، هب جاسر واقفا كمن لدغه عقرب يصيح بانفعال:
, - بيشتكي مني، بعد كل اللي عملته عشانه بيشتكي مني، حلمي اللي سيبتي، دراستي اللي بكرهها، شغلي في الأرض اللي مش بطيقه شغال مرمطون تحت رحمة رشيد بيه وفي الآخر بيشتكي مني، ايييه عايزني عبد ليه
, بسط خالد كف راحة يده أسفل ذقنه يستند بمرفقه على سطح الطاولة يتمتم ساخرا:.
,
, - خلصت خلاص، تتفضل بقي تقعد بدل ما اقوم اطبطب بايدي على وشك، نظام خدوهم بالصوت اللي عملته دا مش عليا يا ابن رشيد أنت عشت معايا أكتر ما عشت مع ابوك وعارفك كويس، فاحسنلك تتعدل عشان أنا لو حبيت اعرف انت بتعمل إيه هعدلك انفاسك مش بس خطواتك، ودا اعتبره تحذير
, انتقل بمقلتيه لابنته يكمل بابتسامته الساخرة:
, - والاستاذة تطلع تنام بدري عشان هنروح بكرة الإدارة٣ نقطة
, نظر جاسر إلى لينا كل منهما يفكر في القادم.
,
, هتف جاسر في نفسه بحزم:
, - أنا لازم اخد بالي كويس مش لازم حد يعرف حاجة٣ نقطة
, اما لينا كانت تحترق غيظا تهتف في نفسها:
, - اووووف بقي اوف سي زفت وقرف سي زفت.
,
, في مكتب عمر.
,
, بعد ساعات طوال من مناقشة الصفقة بنسبة خمسة في المئة والحديث عن اي شئ آخر بقية الوقت، انسجم عمر كثيرا مع ناردين وجد فيها ما يفتقده في تالا، تحادثه، تضحك على مزاحاته السخيفة، تنظر له وهو يتحدث كأنه يفعل شيئا هاما لا فقط يتحدث، اتسعت ابتسامته ينظر لها، بينما وقفت هي من مكانها التفت حول مكتبه تقف جواره بحجة أنه تشرح له احد بنود العقد، ما ان اقتربت منه اخترق أنفه رائحة عطرها المسكرة ليشعر برأسه يثقل ودقات قلبه تتسارع، هي تتحدث وتشرح وهو فقط ينظر لها يبتسم كالابلة، فاق على يدها التي امتدت امام وجهه تشير إلى تلك الصورة الصغيرة تهتف باسمة:.
,
, - دول بناتك
, نظر للصورة الصغيرة ليبتسم بحزن يحرك رأسه إيجابا، لتلقط هي الصورة تتفحصها تبتسم برقة وهي تقول:
, - عسولات اوي، أشارت لصورة سارين تهتف:
, دي شبهك اكتر حتى لو عينيك
, وضعت الصورة مكانها لتقترب منه قليلا تبتسم بجراءة تهمس بنعومة:
, - تعرف أن الرجالة اللي لون عينيهم بيبقي غامق زي عينيك كدة بتبقي ليهم جاذبية خاصة مستحيل تبقي عند اي حد غيرهم.
,
, بلع لعابه بصعوبة وناقوس الخطر يدق في عقله وشيطانين الانس والجن جميعا تقف جواره الآن تدفعه لأن يقترب منها، وهو اقترب كثيرا كاد بشفتيه ان يقبل جمر النار لتقع عينيه على تلك الصورة الصغيرة ليبتعد عنها سريعا يضع يديه على رأسه يشد على شعره بعنف يلهث بقوة بينما تقف هي خلفه تبتسم بخبث قريبا ستحقق ما تريد.
,
, جلست سارة على فراشها تلعب في هاتفها، هو منفذها الوحيد لتهرب من شجارات والديها انغمست في عالم الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، كانت كعادتها حزينة شاردة تفكر بيأس في حالها، تتمني لو تهرب بعيدا، ولكنها أضعف من أن تفعل ذلك زفرت بضعف لتشعر باهتزاز الهاتف في يدها، وصلتها رسالة من شخص يدعي تامر، فضول ليس أكثر من فضول فتحت الرسالة لتجد فيها.
,
, « شكلك حزينة، كلامك كله دموع، اتمني لو اقدر اخفف حزنك، لو حابة تحكي تفضفضي انا مستعد اسمعك، وصدقيني هحاول اساعدك على قد ما اقدر، هحاول أكون صديق و سند ليكي لو مش حابة ولا كأنك شوفتي حاجة ».
,
, بلعت لعابها بقلق دقات قلبها تقرع بعنف كالناقوص، سند!، صديق يسمع، اغمضت عينيها بتوتر تعض على اناملها بعنف تتذكر تحذيرات والدتها بألا تحادث اي غريب على تلك الصفحات، وبحركة طائشة غير محسوبة وجدت نفسها ترد الرسالة
, « أنا سارة، » وصمتت لم تجد ما تقوله، فقط كلمة واحدة فتحت بها ابواب سد لطوفان سيجرفها في طريقه.
,
, في صباح اليوم التالي، صباح يوم جديد استيقظت تلك الصغيرة على مضض حتى لا يغضب والدها منها تود حرق نفسها حية بدلا من أن تذهب وتعتذر له يكفي انها لن تري معاذ اليوم ايضا بسببه، بدلت ثيابها إلى بنطال ازرق من خامة الجينز وتيشرت أسود طويل باكمام، وحذاء رياضي أسود، عقدت شعرها كديل حصان، نزلت لأسفل تمشي بضجر تتمني لو تسقط من فوق السلم وجدت والدها يقف في الأسفل ينظر إلى ساعته بضجر ليهتف بضيق ما رآها:.
,
, - سنة يا لوليتا يلا يا ماما مستعجل
, تحركت خلف والدها بهدوء وطاعة لم تنطق بكلمة واحدة تتمني فقط حينما تصل ان تتلقي خبر موته قتيلا والا تعتذر له، وصلت السيارة إلى المكان المنشود لينزل الحرس اولا يفتح لها ولوالدها ابواب السيارة باحترام.
,
, يجلس على كرسي مكتبه في غرفة كبيرة يتشاركها هو واربعة من زملائه ولأنه يكره المشاركة ويعشق العزلة، يجلس منفردا بعيدا في احد زوايا الغرفة البعيدة لا يود الاحتكاك بهم بأي شكل كان، يفكر كلام حسام يتردد داخل عقله، هل ممكن بالفعل أن يكون غيره يشغل عقلها وقلبها، مجرد الفكرة تشعره بنيران تحرق اوصاله، تؤجج قلبه، تنهد يحاول التركيز في الاوراق امامه ليجذب انتباهه صوت احد زملائه يهتف بوله:.
,
, - خالد باشا داخل معه حتة مزة صاروخ ارض جو، حاجة كدة من بتوع شرق أوروبا
, رفع وجهه ينظر لزميله، وعقله ينفي فكرة وجودها هنا، قام من مكانه ينظر من نافذة غرفتهم ليري خالد بصحبه لينا ابنته، التي تمشي بهدوء نظر لملابسها لم يكن بها شئ لافت واسعة طويلة تغطيها بالكامل حتى بنطالها متسع للغاية، احمرت عينيه بلهيب جمر مشتعل يلتفت برأسه بذلك الذي طلب الموت يبتسم بشر يكور قبضته متجها إليه.

الجزء الرابع


توجهت مع والدها إلى غرفة مكتبه تنظر حولها بإنبهار شديد، والدها شخصية مهمة وهي تعرف ذلك الجميع يحيه بمنتهي الاحترام، يشمي بهيبة تطغي على المكان تشعر بهالة من القوة تحيط به تشعر بها تحميها وهي بجانبه لذلك تحرص دوما على أن تبقي جانبه خاصة خارج المنزل٣ نقطة
, دخلت خلفه إلى غرفة مكتبه، ليجلس والدها على كرسي مكتبه وهي تجلس على الكرسي المقابل له تفرك يديها بتوتر تنظر أرضا لتسمعه يضحك بصخب:.
,
, - ايه يا لوليتا مالك انتي متهمة يا حبيبتي
, ابتسمت ابتسامة خافتة هادئة، لحظات وفُتح باب المكتب وسمعت ذلك الصوت يهتف بترحاب:
, - يا اهلا يا اهلا لوليتا عندنا دي الإدارة كلها نورت
, رفعت وجهها تبتسم باتساع لتقم من مكانها تعانق ذلك القادم، عانقها برفق ابعدها عنه يقرص خدها برفق:
, - عاملة ايه يا زئردة
, قطبت جبينها مغتاظطة لتنفخ خدها رفعت سبابتها أمام وجهه تهتف بثقة:
, - على فكرة بقي أنا طويلة أطول من ماما حتى.
,
, التفتا معا إلى خالد حينما هتف ساخرا:
, - شكلي حلو وأنا قاعد كيس رز كدة صح
, ضحك محمد بصخب ليلف ذراعه حول كتف لينا يتقدم بها ناحية المكتب:
, - جري ايه يا عم أنا عمها، يعني محرم ما تقلقش
, جلست لينا على مقعدها ليشد محمد مقعدا يجلس جوارها٣ نقطة
, ابتسم خالد ابتسامة صفراء سخيفة يهتف بتهكم:
, - طول عمري بقول عليك عسل أسود، هستني ايه من واحد مسمي ابنه فراس يعني.
,
, تنهد محمد بسأم متذكرا افعال ابنه التي على وشك أن تطيح بالجزء المتبقي من عقله ليزفر بحنق:
, - اسكت دا هيجنني لا بيذاكر ولا بينيل، كل ما اشوفه الاقيه بيلعب، تخيل تقوم مفزوع بليل على صوت ابنك بيصرخ، الحقوني هموت، قومت اجري زي المجنون الاقيه بيلعب pubge ولا مش عارف اسمها ايه، لاء وبيقولي بكل براءة مساء الخير يا بابا ايه اللي صحي حضرتك
, لتتدخل لينا في الحوار تهتف بضيق:.
,
, - على فكرة يا عمو ابنك استغلالي عشان أنا قولتله يعلمني العبها ازاي، قالي هاتي ميت ناقة حمرا وأنا اعلمك
, انفجر خالد في الضحك ينظر لصديقه ليشاركه هو الآخر في الضحك، هدأ قليلا ليهتف من بين ضحكاته المتقطعة:
, - عايزة ايه من واحد اسمه فراس يعني، دا جاي من الجاهلية عدل
, ليهتف محمد هو الآخر ضاحكا:
, - **** يسامحها امه هي اللي اختارت الاسم دا
, تجهم وجهه خالد يرفع حاجبه الايسر يناظر صديقه نظرات متهكمة ساخرة:.
,
, - واحنا من امتي بنمشي كلام الستات و**** عيب علينا
, اغلق الملف الموضوع امامه يمد يده به إلى صديقه يستعيد جديته في الحديث:
, - خد الملف دا خلاص خلص وابعتلي زيدان عشان عايزه
, حرك محمد رأسه إيجابا أخذ منه الملف ليودع لينا قام ليغادر ما أن فتح الباب حتى وجد أحد العساكر يندفع لداخل الغرفة يلهث بعنف يهتف بذعر:
, - الحقنا يا باشا زيدان باشا نازل طحن في واحد من زمايله وما حدش قادر يحوشه لا ظباط ولا عساكر.
,
, هب خالد واقفا يتوعد لزيدان في نفسه ليصيح في ابنته وهو يهرول لخارج الغرفة:
, - خليكي هنا ما تتحركيش.
,
, خرج خالد يركض وخلفه محمد وذلك الرجل لتقف هي وحيدة تنظر للغرفة الفارغة بقلق وحيدة بمفردها، ما إن طرأت الفكرة في رأسها تسارعت دقات قلبها بعنف تشعر برعشة مخيفة تسري في اوصالها، حركت رأسها نفيا بعنف تبلع لعابها بذعر لتفر لخارج الغرفة تنظر خلفها بذعر كأنها تهرب من وحش مخيف وقفت تنظر حولها يمينا ويسارا تبحث عن والدها وجدت مجموعة من الرجال يركضون في اتجاه واحد، ركضت خلفهم علها تجد والدها بينهم وصلت لباب غرفة سمعت صوت والدها قادما من الداخل، اقتربت سريعا من الغرفة لتجد والدها يحاول بعنف جذب زيدان من فوق ذلك الشاب، والأخير يرفض تماما يضربه بعنف مخيف٣ نقطة
,
, ليصرخ خالد بقوة افزعت الجميع:
, - زيدااااان
, ترك زيدان ذلك الفتي على مضض استقام واقفا لتفآجئه لكمة خالد العنيفة التي جعلته يترنح خطوتين للخلف، قبض خالد على تلابيب ملابسه من الامام يزمجر فيه:
, - إنت مش في سوق، ولا أنت بلطجي يا بيه، واللي عملته دا هتتحاسب عليه
, لفظه من يده بعنف ليهتف في الواقفين بحزم:
, - أنا مش عايز حد من الأوضة يلا كله على شغله، اللي كانوا في المكتب بس يفضلوا والباقي على شغلهم.
,
, سريعا بدأ الجميع بالانسحاب واخدوا معهم بقايا ذلك الشاب إلى عيادة الطبيب، وهي تقف مكانها تنظر لهم بذعر تحديدا لزيدان التي ما أن التقت عينيه بعينيها اخفض عينيه سريعا حتى لا يري نظرة الذعر التي نهشت فؤاده، خلي المكتب الا من اقل القليل، كانت تقف خلف الرجال تشاهد بذعر، والآن باتت ظاهرة بعد رحليهم، اقترب خالد منها يهمس لها بحدة:
, - هو أنا مش قولتلك خليكي في المكتب ما بتسمعيش الكلام ليه.
,
, لم يعطيها فرصة للرد جذب احد المقاعد يضعه جوارها، اشار للمقعد بعينيه يهمس بضيق:
, - اقعدي وما تتحركيش من مكانك
, حركت رأسها إيجابا سريعا تجلس على الكرسي تضم قدميها تقبض بيديها على اطراف الكرسي لا يهم، لا يهم اي شئ حتى لو غضب والدها منها المهم الآن انها بجانبه لن يؤذيها أحد٣ نقطة
, لن يحدث ما حدث لها قدميا مرة أخري
, اقترب خالد من مجموعة الرجال في الغرفة يقفون امامه مصطفين في خط واحد ليتحرك هو امامها يهتف بقوة:.
,
, - أنا عايز اعرف ايه اللي حصل من غير كذب، ما تنسوش إن في كاميرات اقدر اعرف ايه اللي حصل بس أنا عايز اعرف منكوا
, تقدم أحد الشباب خطوة واحدة حمحم بحرج يهتف بارتباك:
, - بصراحة يا باشا، حازم دخل المكتب، ويعني اااا، اصله يعني، اتكلم عن بنت حضرتك بطريقة مش كويسة
, بلع الشاب لعابه بذعر أمام تلك النظرة المرعبة التي احتلت عيني خالد، اقترب خالد منه يكاد ينفث نيران من أنفه:
, - عن بنتي!، قال ايه بقي.
,
, اختفت أنفاس الشاب من الخوف لينظر ارضا يحاول تجنب نظرات خالد المرعبة يهمس سريعا بارتباك:
, - بصراحة يعني هو قال عليها صاروخ وحلوة اوي وكلام كتير من النوعية دي زيدان سمعه ولقيناها مرة واحدة راح ماسكة من هدومه وقاله دي بنت خالي ونزل فيه ضرب.
,
, عاد خطوة يقف جوار زملائه بينما اشتعلت عيني خالد كجمر النار، كور قبضته يشد عليها بعنف حتى برزت عروقه النافرة تكاد تُسمع صوت فوران دمائه من الغضب، اقترب من زيدان، رفع يده يربط على وجهه بعنف:
, - اللي حصل دا لو اتكرر تاني هتبقي برة خالص، فاهمني طبعا، ومخصوملك شهر عشان تبقي تمد ايدك على زميلك تاني، مش انت اللي بتحاسب هنا يا بيه، خد ولينا واسبقوني على المكتب
, حرك رأسه ايجابا بهدوء ليرفع يده يؤدي التحية:.
,
, - حاضر يا افندم
, اتجه ناحية لينا لتنكمش في كرسيها تنظر له بذعر، ليقترب خالد منها يربط على كتفها برفق:
, - روحي معاه وأنا جاي وراكوا
, تركهم وغادر، لتقف من مكانها تمشي خلفه تحاول أن تكون بعيدة عنه قدر الامكان تنظر لظهره العريض وهو يتحرك أمامها يمشي بثبات
, لتقطب جبينها بتعجب ولمحة من الماضي تضئ امام عينيها، حركت رأسها نفيا تنفي من البداية دخولها في تلك الدوامة المخيفة من الأفكار التي لا تنتهي.
,
, اتجه خالد إلي عيادة الطبيب، ليجد ذلك الشاب المدعو حازم ممدا على السرير الطبي والطبيب يعمل بجد على مدواة جروحه
, ، بلع الشاب لعابه بتوتر حينما رأي خالد يقترب منه وقف جوار فراشه يدس يده اليسرى في جيب بنطاله بينما قبض بيده الاخري على فك ذلك الشاب يهتف ساخرا:
, - بتفكرني بالفيلم اللي كان بيقوله اضربك فين وشك ما فيهوش مكان يتضرب.
,
, ترك فكه ليقبض على تلابيب ملابسه ينظر له بتجهم يهتف بنبرة مخيفة متوعدة فقط كلمتين:
, - صدقني هزعلك
, تركه بعنف وغادر، ليبلع الفتي لعابه بذعر يفكر في اسوء الاحتمالات.
,
, اتجه خالد إلى غرفة مكتبه، ليجد لينا تجلس على احد المقاعد وزيدان يقف عند باب الغرفة من الخارج يدخن أحد السجائر التي القاها سريعا ما أن رآه قادما، اتجه لداخل الغرفة يهتف ساخرا:
, - طلع يا حبيبي النفس اللي خدته ليكتم على نفسك يموتك
, نفث زيدان ذلك الدخان الذي حبسه داخل رئتيه، يتمتم مع نفسه ساخطا:
, - محسسني إني مراهق اتقفش بيشرب سجاير دا أنا معدي ال 30، ديكتاتوري.
,
, اتجه لداخل الغرفة يغلق الباب خلفه ليجلس على المقعد المقابل للينا لينظر لها يبتسم خلسة
, يتنهد بحرارة انتفض على يد خالد تصفع سطح المكتب بقوة:
, - ايه يا خالي في ايه
, ابتسم خالد ساخرا يهتف بحدة:
, - اللي حصل دا لو اتكرر تاني هزعلك يا زيدان وأنت عارف أنا هعمل ايه.
,
, اضطربت دقات قلبه بعنف يعرف ماذا يقصد خالد بكلامه اسوء ما قد يؤذيه فعلا أن يبعدها عنه، النقود العمل المنصب كل ذلك لا يهمه فقط هي لا تبتعد عنه، يكفي رؤيتها حتى ولو من بعيد، حرك رأسه ايجابا بهدوء يتمتم:
, - حاضر يا خالي
, اتجه برأسه ناحية ابنته قائلا بنبرة ذات مغزي تحمل خلفها الكثير:
, - لينا كنتي عايزة تقولي حاجة مش كدة.
,
, حركت رأسها إيجابا اخفضت رأسها لا تريد أن تراه وهي تعتذر له لا ترغب في رؤية نظرة الانتصار في عينيه بلعت لعابها بتوتر تهمس بنبرة خافتة متلعثمة:
, - اااا، أنا آسفة يا زيدان على اللي قولته إمبارح، أنا حقيقي بعتذر منك، ما كنش قصدي اقول كدة
, صمتت تلتقط أنفاسها المبعثرة، تجز على أسنانها بغيظ آخر ما كنت تتخيله انها تعتذر منه٣ نقطة
, رفعت وجهها متفآجاءة تنظر له بذهول حينما سمعته يهتف ببرود:
, - وأنا مش مسامحك.
,
, قبضت على يدها بغيظ تحاول ان تتحكم في زمام نفسها قبل ان تصرخ فيه، ان يصدم رأسه في الحائط فهي حقا لا يهمها أمره
, لتسمعه يكمل بنبرة مرح لم تحبها:
, - ايوة مش مسامحك ومش هسامحك غير لما توافقي على عزومتي على الغدا، انتي وخالي طبعا بدل ما اتعلق
, زفرت بحنق تود لو تصرخ في وجهه بأنها جاءت إلى هنا مرغمة، بأنها لا تطيق أن تجلس معه ولو لدقيقة، وهو يريد دعوتها إلى الغداء، وطبعا تولي والدها مهمة الرد مرحبا بدعوته:.
,
, - ماشي يا سيدي أنا موافق، روح هات عربيتك، وخلي الحرس يمشوا ورانا بعربيتي عشان هنوصل لينا ونرجع تاني
, هز رأسه إيجابا بحماس *** صغير تلقي هدية اسعدته للتو، قام سريعا متجها للخارج، لتهتف لينا سريعا تتذمر على ما يحدث دون إرادتها:
, - يا بابا، أنا مش عايزة اروح، أنت قولتلي اعتذري واعتذرت، مش فرض هو نسمع كلامه ونروح نتغدي معاه.
,
, التقط خالد علبة سجائره ومفاتيحه ليقم من مكانه ممسكا بيدها، يجذبها معه دون أن ينطق بحرف، تعلقت بيده تقبض على يدها بعنف، جيناته الثائرة التي ورثتها منه تصرخ فيها أن ترفض ما يحدث ولكنها لم تجرؤ أن تفعل ذلك
, وقفت في الباحة تنتظره بجوار والدها لتجد سيارة دفع رباعية عالية سوداء تشبه سيارة والدها تقف أمامهم نزل منها يفتح بابها الخلفي، يمد يده لها لتعقد حاجبيها باستنكار
, ليبتسم برفق قائلا:.
,
, - هاتي ايدك، هساعدك تطلعي العربية عالية.
,
, قلبت عينيها ساخرة لتتجاوزه ببرود وكأنه غير موجود من الأساس وضعت احد قدميها تحاول الصعود بالفعل سيارة عالية بشكل سخيف، حاولت أن تتمسك بالباب لتصعد فسقطت على وجهها، ضم زيدان شفتيه يكبح ضحكاته حتى أن وجهه أحمر بالكامل يحاول ان يلجم زمام ضحكاته، بينما انفجر خالد في الضحك اقترب منها مد يده يساعدها للقيام، وقفت تنظر لزيدان شرزا تنفض الغبار عن ملابسه تنظر لأعلي بغرور لتستند على يد خالد تصعد للسيارة تنفخ خديها بغيظ تكتف ذراعيها أمام صدرها تشيح بوجهها بعيدا.
,
, استقل زيدان مقعد السائق وخالد جواره متجهين إلى أحد المطاعم لتناول الغداء.
,
, جلس على طاولته المخصوصة له في ذلك النادي تشرد عينيه في اللاشئ جبينه منعقد بغيظ يقبض على يده بشدة تلك الخرقاء تعامله هو بتلك الطريقة يتذكر طريقتها معه أمس حينما اخبرته بكل غرور:
, - سوري يا عثمان بس أنا عندي حاجات كتير أهم من اني اضيع وقتي مع الخيل، باي يا عثمان.
,
, قالتها بكل غرور وثقة تنظر له بخيلاء لترحل مهرة جامحة أسرته وهربت، قبض على يده بعنف متوعدا لها أن يسقطها في شباك الصياد يلهو بها كما يريد ومن ثم يتركها كما فعل مع غيرها٣ نقطة
, اجفل من شروده على يد النادل تضع فنجان القهوة الخاص به لينظر له بحدة مقررا إفراغ غضبه من تلك الفتاة في ذلك المسكين ليصيح فيه بحدة:
, - مش تحط القهوة بأدب يا حيوان أنت
, نظر النادل له بثبات يهتف باحترام:.
,
, - حضرتك أنا مش حيوان، وأنا حطيت القهوة بأدب
, قبض عثمان على تلابيب يصيح فيه:
, - انت كمان بترد عليا مش عارف أنا مين بإشارة من صباعي الصغير تبقي برة٣ نقطة
, في هذه الاثناء كانت تالا تقف بسيارتها امام مدخل النادي، نادي العائلة الجميع مشترك فيه، نظرت لابنتيها من خلال مرآه السيارة تبتسم برفق:
, - هنتغدي ونغير جو من مود المذاكرة ونرجع تاني عشان وراكوا مذاكرة، ساعتين بس تمام.
,
, حركت سارين رأسها إيجابا لتلكز اختها الشاردة في ذراعها انتبهت سارة لتجفل تهتف سريعا:
, - هااا، ايوة ماشي حاضر
, نزلوا جميعا من السيارة، متوجهين إلى داخل النادي لفت أنظارهم اصوات شجار عالية، لتهتف تالا بحنق:
, - دا عثمان ابن عمكوا على ما حدش ليه دعوة بيه دا شاب أخلاقه مش كويسة، سارين خدي هنا يا سارين.
,
, هتفت بها في ابنتها بحدة ولكن سارين لم تستمع لها ظلت تتقدم بخطي واسعة ناحية تلك المشاجرة بين عثمان والنادل، دون سابق إنذار قبضت على يد عثمان التي يقبض بها على ملابس النادل، نظر عثمان للفاعل بحدة ليقلب عينيه بتهكم يهتف في نفسه:
, - ست سارين هانم طبعا لو كلمتها ربع كلمة بابا هيقوم الدنيا فوق راسي
, نظر لها بتهكم يرفع حاجبه بتحدي ساخر حينما سمعها تأمره بحده:.
,
, - سيبه يا عثمان، أنت مالكش الحق تمسكه بالشكل دا، هو مش شغال عندك
, أفلت عثمان النادل من قبضته ينظر لسارين يبتسم باصفرار، شكر النادل سارين ليرحل من امامها بينما اقتربت تالا منهم تنظر لابنتها شرزا، لتوجه نظراتها لعثمان تبتسم بمجاملة:
, - اهلا ازيك يا عثمان وازاي مامتك
, رد عثمان لها نفس الابتسامة المجاملة مغمغا:
, - بخير يا طنط بتسلم على حضرتك.
,
, ودعته تالا بعد ما اوصته إن يوصل سلامها لوالدته، اتجهت مع ابنتيها إلى أحدي الطاولات ما ان جلسوا نظرت لسارين بغيظ تهمس لها بحدة:
, - اللي انتي عملتيه دا قلة أدب عشان أنا قولتلك ما تروحيش وما سمعتيش الكلام
, هتفت سارين سريعا تدافع عن موقفها:
, - يا مامي انتي شوفيته كان ماسك الويتر وبيزعقله ازاي والناس كلها واقفة وما حدش بيتدخل وبعدين انتي علمتينا ما نسكتش على الظلم، مش كدة ولا إيه.
,
, تنهد تالا حقا تعبت منهم جميعا يكفي عمر وما باتت تلاقي منه خاصة في الآونة الأخيرة، بينما سارة شاردة في عالم آخر، تتذكر ما حدث بالأمس
, Flash back
, هي فقط كلمة واحدة كتبتها، وسمعت صوت والدتها تهتف بحزم:
, - يلا النص ساعة بتاعة الموبايل خلصت، يلا على المذاكرة.
,
, تركت الهاتف من يدها متجهه إلى مكتبها الصغير تنظر لأحرف الكتاب شاردة حزينة ضميرها يصرخ بعنف القلق ينهش قلبها بعنف، ما فعلته خطأ، خطأ كبير ويجب عليها تصحيحه، ستحذف ذلك الفتي لن تحادثه، لن تفتح بابها لعلاقة رخيصة تحت مسمي الصداقة، حاولت تصفية ذهنها قدر المستطاع، لتبدأ في المذاكرة ساعة، اثنتين، ثلاثة، سارين كالعادة تحججت انها تعبت وذهبت للنوم وبقيت هي بمفردها، سمعت صوت باب المنزل ابتسمت بهدوء، متجهه للخارج ما أن اقتربت من غرفة المعيشة سمعت أصوات الشجار تعلو من داخلها، وقفت خلف الباب الشبه مغلق تختلس النظر إلى ما يحدث في الداخل، لتجد كالعادة مشاجرة عنيفة بين والديها، والدتها تصرخ ووالدها يصيح وهي تقف تقرابهم تدمع عينيها على ما تري، تشعر بقلبها ينزف قهرا، لم تشعر يوما أنها تحيي كفتاة عادية في حتى لو بسيطة ولكن سعيدة، رآها عمر من مكانه ليشيح بوجهها وغصة قوية تعتصر قلبه، فرت إلى غرفتها، تغلق بابها عليها بالمفتاح، بينما اتجهت تالا إلى أحدي غرف الضيوف تغلق الباب عليها، ارتمت على فراشها تبكي قهرا تتمني لو تهرب من تلك الحياة إلى الأبد وجدت نفسها دون سابق إنذار، تلتقط هاتفها تبعث رسالة لذلك الشخص ( ممكن تسمعني، أنا محتاجة اتكلم ).
,
, لحظات ووجدت رسالة برقم هاتفه
, ومن بعدها رسالة محتواها ( دا رقم تليفوني أنا تحت أمرك في اي وقت )
, ضغطت على الرقم بأصابع مرتجفة، تسمع رنات الطرف الآخر تتمني الا يجيب لحظات وسمعت صوت دافئ هادي مريح يهمس برفق:
, - أنا سامعك يا سارة، اتكلمي
, دون سابق إنذار انفجرت في البكاء تهمس له بكل شئ دون توقف
, فاقت من شرودها على يد سارين تلكزها في ذراعها مرة اخري، انتبهت لها لتهتف سارين بضيق:.
,
, - مالك يا سارة مش مركزة ليه النهاردة بقولك هتاكلي ايه٣ نقطة
, رسمت ابتسامة شاحبة على شفتيها تهمس بصوت خفيض:
, - هاتيلي زيك يا سارين وخلاص.
,
, حركت سارين رأسها ايجابا تملي للنادل ما يريدون ليجذب انتباههم اصوات ضحكات عالية لعثمان مع أحدي الفتيات، قبضت سارين على كفها بغيظ تشد على اسنانها بقوة تتمني لو تذهب وتقتلع شعر تلك الفتاة من مكانها، او أسهل تخلع قلبها هي من مكانه، فنبض فؤادها الاحمق يعشق ذلك المتعجرف المغرور، وهو طبعا لا يبالي، كيف سينظر لطفلة وحوله كم من الفاتنات.
,
, نظرت سارة لأختها بحزن فهي الوحيدة التي تعلم بعشقها لعثمان وحقا تتعجب كيف أحبت ذلك الفتي، العيلة بأكملها لا تطيقه بسبب غروره وعجرفته، وأختها غارقة حتى اذنيها في عشقه.
,
, طوال الطريق وهي تلتزم الصمت، والدها وزيدان يتحدثون عن أحوال العمل وهي صامتة تماما تعبث في هاتفها، سألها زيدان أكثر من مرة:
, - مش عطشانة اجبلك ماية او عصير على ما نوصل
, لم تكن حتى ترفع وجهها عن شاشة هاتفها فقط تحرك رأسها نفيا دون مبلاة به، وقفت السيارة أمام أحد المطاعم، لينزل خالد وزيدان معا، فتح لها الأخير الباب يمد يده يود مساعدتها لم ترد أن تعاند بعدما جري لها.
,
, وضعت كف يدها برفق داخل كف يده ليشعر هو في تلك اللحظة بكهرباء تصعق جسده، دقات قلبه تتصارع بعنف، انزلها بحرص شديد، ليتجه خالد ناحيتها يمسك بيدها مشت في المنتصف بين والدها وزيدان كانت تظن أنها ذات قامة طويلة ولكن حينما أصبحت بينهما شعرت بأنها قزمة بين جبلين، التصقت في والدها حتى تبتعد عن زيدان قدر الامكان.
,
, دخلوا إلى المطعم ليشد لها خالد احد المقاعد جلس جوارها ليجلس زيدان مقابلا لها جاء النادل يأخذ طلباتهم، املاه خالد وزيدان ما يريدان، جاء دور لينا لتهتف هي وزيدان معا:
, - باستا بالوايت صوص واستيك
, قطبت حاجبيها تنظر له بتعجب كيف عرف، بينما ابتسم هو بتوتر يحك رقبته بارتباك، وكانت ابتسامة الثقة من نصيب خالد يردد في نفسه:
, - هذا الشبل خليفة هذا الأسد.
,
, ذهب النادل يحضر لهم الطلبات ليدق هاتف خالد في تلك اللحظة، قام يرد على هاتفه بعيدا عن الزحام واصوات المطعم المزعجة، اتجه لخارج المطعم، لتتسع عيني لينا بفزع، تنظر حولها، أناس الكثير منهم، على الرغم من كونه مطعم راقي ولكنه مزدحم للغاية، تشعر بالجميع ينظر لها برودة قارصة غزت أطرافها تتذكر تلك الأحاديث التي طالما رافقتها قدميا.
,
, ( ابعدوا عنها، ماما قالتلي ما نلعبش معاكي تاني، بقولك ايه ما تقربيش من بنتي ولا تلعبي معاها تاني، انتي عايزة تمويها زي ما كانوا عايزين يموتوكي، )
, بدأ جسدها يرتجف بعنف وضعت يدها على اذنيها تنتفض بعنف كطائر جريح على وشك التقاط أنفاسه الأخيرة، انتقض زيدان سريعا يعرف تلك الحالة، ليقترب منها بحذر يهتف بهدوء:
, - لينا اهدي، اهدي يا حبيبتي، ما حدش هيأذيكي، ما حدش يقدر يجي جنبك، اهدددي.
,
, حركت رأسها نفيا بعنف تحرك رأسها بسرعة في جميع الاتجاهات، قامت من مكانها تركض في اتجاه باب المطعم وزيدان خلفها، اصطدمت بأحدهم دون قصد ليهتف الرجل سريعا:
, - أنا آسف ما كنش قصدي
, ولكن ما حدث أنها بدأت تصرخ بعنف، اتسعت عيني الراجل ينظر لها بذهول:
, - و**** العظيم ما جيت جنبها
, دخل خالد على صوت صرخات ابنته، لتسرع بالارتماء في صدره تبكي بعنف تتشبث في سترته بقوة:.
,
, - أنا عايزة اروح بيتنا، ما تخليهمش يقولوا كدة، أنا ماموتش حد
, رفعها بين ذراعيه متجها بها ناحية سيارة زيدان
, ليخرج شريط أقراص مهدئ من جيب سترته أخرج قرص منه يعطيه لها سريعا زيدان زجاجة مياة صغيرة بلعت القرص بيد مرتعشة، بدأت تهدئ شيئا فشئ ودون سابق إنذار سقطت رأسها على صدر والدها نائمة رغما عنها بفعل ذلك الدواء.
,
, تنهد خالد بحزن على حالها، ليريح جسدها على الاريكة، ومن ثم قام متجها لمقدمة السيارة يجلس جوار زيدان، يمسح وجهه بكفيه بعنف نظر لزيدان يتنهد بتعب:
, - ما فيش فايدة مرت سنين وهي ما بتنساش، اطلع على المستشفئ نجيب لينا، نروحهم ونطلع على قاسم
, حرك رأسه ايجابا ود لو يقول اي شئ ليخفف به عنه ولكنه حقا لا يعرف ماذا يقول، طغي الصمت عليهم إلى ان وصلوا إلى وجهتهم، مد خالد يده لمقبض الباب يفتحه:.
,
, - خلي بالك من لينا على ما اجي مش هتأخر
, دون ان يلتفت له حتى نزل خالد من السيارة متجها إلى المستشفى ليلتف زيدان بجزعه العلوي يحملق في حسنائه النائمة يهمس بكلمات تقطر عشقا:.
,
, - يا أما نفسي تنسي اللي حصل، تعرفي أنك احلي حاجة في الدنيا دي كلها، بس لما ببص في وشك بحس اني أسعد راجل في الدنيا، الناس جم عليا كتير اوي يا لينا اتعذبت في حياتي كتير، هحكيلك كل حاجة، انا عايز احكيلك، عايز ارمي نفسي فئ حضنك وتطبطي عليا، أنا مش وحش يا لوليا و**** هما السبب، هما إلى خلوني كدة، اديني فرصة تعرفي فيها انا بحبك قد ايه، عارفة أنا هموت وتيجي اللحظة إلى هتكوني فيها مراتي واعرفك اخدك في حضني، يااااه دا انا هبقي ولأول مرة في حياتي فرحان بجد.
,
, قطع كلامه حينما وجد خالد يخرج بصحبه لينا من المستشفي فتح خالد لها الباب الخلفي لتجلس جوار ابنتها بينما عاد هو إلى مكانه
, اتسعت عيني لينا بقلق تربط على وجه ابنتها برفق:
, - مالها لينا لوليتا، لوليتا حبيبتي ردي عليا
, هتف زيدان سريعا ليطمئنها:
, - ما تقلقيش يا ماما دي نايمة من المهدئ
, وضعت يدها على فمها تشهق بذعر على حال ابنتها تتمتم بفزع:
, - مهدئ ليه، ايه إلى حصل
, تنهد خالد بسأم هاتفا:.
,
, - روحنا مطعم حاولت اسمع كلام قاسم واسيبها لوحدها ولو دقايق وكنت سايب معاها زيدان، الموضوع خرج عن السيطرة وبدأت تصرخ وكان هجيهالها انهيار عصبي
, تجمعت الدموع في عينيها لتمد يدها تسمد على رأس ابنتها برفق انسابت دموعها تمتم بحرقة:
, - منهم لله اللي كانوا السبب!
,
, اتجهت السيارة إلى منزل خالد لينا تحتضن ابنتها النائمة طوال الطريق وخالد ينظر لهم من خلال مرآه السيارة الامامية يشعر بقلبه يصرخ من الألم عليهم، ونيران الانتقام تشتعل بين ثناياه، اوقف زيدان السيارة ليهتف كاسرا حاجز الصمت:
, - وصلنا
, حمل خالد ابنته متجها بها إلى المنزل ووضعها في فراشها، وترك لينا بجانبها ثم عاد إلى زيدان متجهين إلى عيادة الطبيب النفسي.
,
, لاحظ خالد أن زيدان ينظر له خلسة كأنه يود قول شئيا ما، ليتنهد هاتفا بضيق:
, - اخلص عايز تقول ايه
, بلع لعابه يهتف بقلق:
, - إنت ناوي تعمل حفلة عيد ميلاد لينا بكرة
, حرك خالد رأسه إيجابا، ليهتف زيدان سريعا معبرا عن قلقه:
, - ما بلاش أنت عارف أنها تعبانة دلوقتي، وبعدين افرض عرفت تدخل تاني، دي كانت هتموتها آخر منها
, نظر له خالد بتهكم يهتف ساخرا:
, - روحت أنت بدل ما تموتها هي ضربت على لينا رصاص!
 
  • عجبني
التفاعلات: ☠️ B̷A̷D̷ M̷A̷N̷ ☠️
الجزء الخامس


وقفت السيارة امام عيادة الطبيب النفسي ترجل كلا منهما متجهين إلى داخل العيادة، استقبلهم قاسم مرحبا بهم، جلس خالد على احد المقاعد بجواره زيدان، نظر لقاسم بحدة يهتف بغيظ من بين أسنانه:
, - تعرف لولا إني مش عايز أقل منك كنت قمت مسحت بيك بلاط العيادة البت كان هتتسرع من الخوف
, جلس قاسم بارتخاء على مقعده الخاص يسند ظهره إلى ظهر الكرسي يتمتم ساخرا:.
,
, - وهتفضل كدة، طول ما أنت مش عايز تسمع كلامي، لينا لازم تبعد عنك، لازم تخرج برة دايرة حمايتك، افهم بقي يا أخي، أنت مش هتعيش ليها عمرها كله
, تنفس بعمق يكور قبضته يشد عليها، أصعب قرار يمكن أن يتخذه هو إبعاد طفلته الصغيرة عنه، ليجد يد زيدان تمسك بكف يده يبتسم بهدوء:
, - يا خالي أنا عارف أنه صعب، بس صدقني هي هتبقي معايا في امان، احميها بعمري، هحاول معاها خطوة بخطوة، مش هبعدها عنك ابدا.
,
, كان يرسم الكثير والكثير من الأحلام الوردية فتتها جملة نطقها قاسم بحدة:
, - إنت ما تنفعش يا زيدان، ما تنساش أنك اصلا جزء من عقدتها
, التفت زيدان ناحية قاسم يطالعه بنظرات نارية مشتعلة على وشك إخراج النيران من عينيه، هب واقفا صدم بقبضتيه سطح مكتب قاسم بقوة يصيح بعنف:
, - دا ليه بقي أن شاء **** شايفني اكتع قدامك، انا مش جزء من عقدتها أنا ما عملتش حاجة و**** العظيم ما عملتلها حاجة.
,
, هب قاسم واقفا امامه يصيح فيه هو الآخر:
, - ما فيش طفلة صغيرة هتكدب، أنت حاولت تعتدي على لينا يا زيدان، كنت في وعيك بقي ما كنتش في وعيك، بس أنت حاولت تغتصب طفلة صغيرة.
,
, ما حصلش يا قاسم، هتف بها خالد بحدة نظر لزيدان يزجره بنظراته ليعود الأخير إلى كرسيه يجلس صامتا، عاد قاسم إلى كرسيه يتنفس بعنف على الرغم من كونه طبيب نفسي خبير في ضبط انفعالاته ولكن حالة تلك الفتاة تثير شفقته، هناك حلقة مفقودة، هو متأكد أن لينا لا تكذب فقط اخبرته بالحقيقة تحت تأثير تنويم مغناطيسي خاص، وخالد ينفي دائما كلام ابنته بثقة وتأكيد كبير بأن زيدان لم يفعل لها شيئا، اخرجه من تفكيره صوت خالد يسأله بتعجب:.
,
, - إنت عارف أنا إيه اللي محيرني فعلا، لينا بتخاف من كل الامكان العامة ما عدا الجامعة، بالعكس بتحب تروح كأنها رايحة تتفسح
, بلع قاسم لعابه ببطئ يحاول إن يبدو جديا في كلامه:
, - عادي يا خالد ممكن يكون تعود مش اكتر..
, خلينا في المهم هتفضل تعاند لحد امتي
, وقف خالد يعقد زر حلته مغمغا بهدوء:
, - زيدان الوحيد اللي اقدر آمن على بنتي معاه، عيد ميلاد لينا بكرة مستنيك، يلا يا زيدان.
,
, خرج خالد بهدوء خلفه زيدان الذي ظل يطالع قاسم بنظرات نارية حادة إلى أن خرج من الغرفة، ليتنهد قاسم بأسم يتمتم مع نفسه:
, - مش تعود يا خالد، في حد خد مكانك هناك، اتمني ما يكونش اللي بفكر فيه حقيقي، خالد مش هيتفاهم ابدا لو عرف حاجة زي دي.
,
, جلسا في السيارة أمام عيادة الطبيب أسند خالد مرفقيه على فخذيه يخفي وجهه بين كفيه يفكر حائر قلق، هو يثق في زيدان ثقة عمياء، ولكنها ابنته الوحيدة لن يقدر قلبه على رؤيتها حزينة بذلك الشكل، رفع وجهه ينظر لزيدان حينما همس الأخير بهدوء:.
,
, - أنا بحبها و**** بحبها وعمري في يوم ما افكر آذيها، أنا عارف أنك قلقان عليها ويا بختها حقيقي يعني، كان نفسي يكون عايش أشبع من حنانه يخاف عليا صحيح مش هيبين أنه خايف، بس أنا ابقي عارف أنه خايف
, ادمعت عينيه ابتسم ابتسامة واسعة بها مزيج ما بين الحزن والالم مكملا:
, - أنا عارف إن كلكوا فخورين بوالدي مات شهيد بيحمي بلده، بس ذنب إبن الشهيد إيه يعيش طول عمره محروم من حماية ضهر وقع وهو بيحمي غيره.
,
, أمسك خالد ذراعيه بقبضتيه يهتف فيه بحدة:
, - لو مستني اني هحضنك واطبطب عليك تبقي بتحلم، امسح ياض دموعك دي على **** تنزل٣ نقطة
, ترك ذراعيه يحاوط وجهه بكفيه يغمغم برفق:
, - صحيح أنا عمري ما قولتهالك، بس أنا دايما بعتبرك ابني، سندي في الدنيا، أنت في كل حتة معايا يا اهبل من وأنت صغير، مستني اتعكز عليك لما أكبر، لما أكبر بقي أنا لسه في عز شبابي، وبعدين زيدان اللي مربي لزمايله في الإدارة كلهم الرعب بيعيط..
,
, و**** عيب علينا، مش عارف أنا ليه حاسس أننا عاملين زي عبد الغفور وعبد الوهاب في اللحظة دي، انشف كدة لاصقف على وشك بإيديا
, ابتسم زيدان باتساع يحرك رأسه إيجابا، عاد زيدان يقود السيارة ليقف بعد كدة أمام مول كبير، نظر خالد للمول بتعجب ليعاود النظر لزيدان يسأله:
, - وقف هنا ليه
, التفت زيدان له يهتف سريعا بتلهف:
, - فاكر من أسبوع لما كنت مع لينا هنا في المول وأنا كلمتك، عشان كان في اجتماع مهم في الإدارة.
,
, حرك خالد رأسه إيجابا يعقد جبينه متعجبا ليكمل زيدان سريعا:
, - وأنا بكلمك كنت سامع صوت لينا جنبك وهي بتقولك انها عايزة الدبدوب دا، وأنت قولتها بعدين عشان لازم نمشي دلوقتي، فاكر شكل الدبدوب دا
, حرك رأسه إيجابا ينظر له بذهول ليفتح زيدان باب السيارة يهتف بامتعاض:
, - أنا مش فاهم ازاي قدرت تبقي نفسها في حاجة وما تجيبهاش، يلا يلا نروح نجيب البتاع دا، ولا نشوف نوصي على غيره..
,
, ضرب خالد كف فوق آخر ينظر للفراغ بذهول يتمتم بتعجب:
, - يا ابن المجنونة، الواد اتهبل
, اشتريا ذلك الدب الكبير ضخم الحجم ابتسم زيدان باتساع يتخيل سعادتها به لتندثر ابتسامته في لحظات هي لن تسعد به لن تقبله من الأساس تنهد يمني نفسه أنها ربما تلك المرة ستقبله، جلس جوار خالد في السيارة يتفقان على ما سيحدث غدا حتى لا يخرج الأمر عن السيطرة.
,
, اوصل زيدان خالد إلى منزله وقفا امام البوابة الداخلية ليتلفت خالد إلى زيدان قائلا:
, - ادخل اتعشي معانا
, ابتسم الأخير يحرك رأسه نفيا يعتذر بأدب: معلش يا خالي، بلاش تشوفني تاني النهاردة، وعلى فكرة ما كنش ليه زوم أنك تجبرها تعتذر أنا مقدر حالتها كويس، خد معاك بس الدبدوب دا أدهولها
, ربط خالد على كتفه بحزم كأنه يشجعه التفت ليفتح باب السيارة قائلا قبل أن يغادر:.
,
, ابقي ادهولها أنت بكرة في عيد ميلادها، سلام يا عريس
, تفرقا أحدهم دخل إلى منزله والآخر اخذ طريقه إلى منفاه، دخل خالد المنزل ليجد لينا تجلس على أحد المقاعد تشاهد التلفاز، ابتسمت باتساع ما أن رأته لتهرول إليه ارتمت بين ذراعيه تمتم بمرح:
, - الشوكولاتة النهاردة من نصيبي أنا اللي استنيتك
, لف ذراعيه حول خصرها يرفعها قليلا لأعلي ليصبح وجهها مقابلا لوجهه بسطت كف يدها على وجنته تبتسم بعشق:
, - ما تقلتش عليك.
,
, ابتسم باتساع يحرك رأسه نفيا ببطئ يتمتم بهمس عاشق:
, - إنت ِ عمرك ما تتقلي عليا، عشان قلبي اللي بيشيلك مش إيديا
, لفت ذراعيها حول عنقه تعانقه بقوة ليبادلها العناق الكل بالجزء اكتمل ضلع راقد جوار قلبه يتردد فيه صدي نبضه، ليسمعها تهمس بشغف:
, - أنا مش عارفة هعشقك ايه تاني اكتر من عشقي ليك، أنا مش بحبك بعشقك بموت فيك، نفسي لما اموت، اكون في حضنك.
,
, زفر بغيظ يشد على اسنانه بقوة لينزلها ارضا امسكها من تلابيب ملابسها من الخلف كالمجرمين يهتف فيها غاضبا:
, - هو أنا مش قولتلك ميت ألف مرة يا اوزعة انتي، ما تجبيش سيرة الموت قدامي ولا تجبيها اصلا على لسانك، قدامي يلا على فوق
, ابتسمت ببلاهة تحرك رأسها إيجابا سريعا لتفر من امامه متجهه إلى أعلي، ليعدل من تلابيب ملابسه ينظر للفراغ بغرور يتمتم بصوت خفيض مغتر:
, - الحمشنة حلوة ما فيش كلام.
,
, اتجه خلف زوجته إلى غرفتهم، مغلقا الباب خلفه، لتطل لينا برأسها من باب غرفتها تنهدت براحة تهمس لنفسها بحماس:
, - بابا دخل اوضته اكيد هينام، الحق اكلم معاذ
, دخلت إلى غرفتها سريعا اغلقت الباب دون ان توصده بالمفتاح، لتتجه إلى دولاب ملابسها أخرجت الهاتف الاسود الصغير من أسفل طيات ملابسها تطلب الرقم الوحيد المدون عندها، لحظات وسمعت صوته المميز لتنغمس معه في موجه من العشق الخائف.
,
, في غرفة خالد ولينا
, خلع سترة خلته ينظر للينا سريعا بقلق:
, - هي لينا لسه نايمة من ساعتها
, ابتسمت تطمأنه لتحرك رأسها نفيا تهتف بهدوء:
, - لا يا حبيبي صحيت وكلت وقعدت معايا شوية ولسه نايمة من شوية
, تنهد براحة ليتجه ناحية زوجته أمسك كفيها يضغط عليهما برفق بين راحتيه زفر نيران قلق تؤرق أنفاسه ليقول برفق:
, - لينا أنتي عارفة أن أنا اي حاجة بعملها بتبقي عشان مصلحتك انتي ولوليتا مش كدة.
,
, قطبت حاجبيها تنظر له متعجبة بالطبع تعلم ذلك ولكن لما يسألها ذلك السؤال الآن شعرت بالقلق بتسرب إليها لتبلع لعابها بتوتر تحرك رأسها إيجابا، ابتسم يهتف فجاءة:
, - لوليتا جالها عريس وأنا موافق عليه
, اتسعت عينيها بفرح لتنزع يديها من كفيه تصفق تهتف بتلعثم من شدة سعادتها:
, - لوليتا جالها عريس بجد، لوليتا موافقة عليه طيب، اسمه إيه وبيتشغل ايه، وأهم حاجة لوليتا لازم تخلص كليتها الأول.
,
, توقفت نوبة سعادتها حينما نطق خالد اسم العريس المنتظر:
, - العريس يبقي زيدان يا لينا
, توقفت عن الحركة تنظر له ترمش بعينيها سريعا تحاول إستيعاب ما قال:
, - زيدان مين، أخوها!
, كتف خالد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا:
, - وهو زيدان أخوها؟!
, اتسعت عينيها بصدمة خالد لا يمزح كانت تظنه فقط يمزح، لتقترب منه تهتف بذهول:
, - ايوة يا خالد بس دول متربيين مع بعض، أنا دايما كنت بقولهم انتوا أخوات.
,
, ابتسم بهدوء يربط على وجنتها برفق قائلا:
, - طب ما أنا وأنتي متربيين مع بعض، ومع ذلك مش أخوات، زيدان عمره ما أعتبر لينا أخته عشان كدة كان لازم أبعده عن البيت، أنا بثق في زيدان لأبعد حد بس بردوا ما كنش ينفع أسيب النار جنب البنزين
, تحركت للخلف تحرك رأسها نفيا بعنف رفعت يديها تحركهم في الهواء تنفي ما يقول لتهتف بحدة:.
,
, - لالالا اللي إنت بتقوله دا مستحيل، ولو انا وافقتك عليه لينا مش هتوافق، أنت عارف هي بتكره زيدان قد إيه، أنا مش هوافق على تعاسة بنتي لاء
, تنهد خالد بضيق مقررا استخدام كارته الاخيرة ليهتف بهدوء:
, - على فكرة دا مش كلامي دا كلام قاسم، هو شايف إن لينا لازم تخرج من دايرتي وكونها ما بتطقش زيدان دا هيخليها تحاول تعتمد على نفسها ما تعتمدش عليه، لو مش مصدقاني وما بتثقيش بكلامي إسألي قاسم
, ليكمل مع نفسه:.
,
, - حلو الكلام دا و**** أنفع دكتور نفسي
, شبكت كفيها في شعرها تشد عليه تنظر للفراغ بذهول تحرك رأسها نفيا فقط اقترب منها يمسك بذراعيها برفق يحاول طمئنتها:
, - لينا اهدي يا حبيبتي سيبيها عليا أنا عارف أنا بعمل إيه، وبعدين الموضوع مش اكتر من خطوبة، لو لقينا موضوع العلاج ماشي معاها وقدرت تتقبل زيدان وأنا واثق أن زيدان قد المهمة دي نكمل فيها، ما اتقبلتوش أنا مش هجوز بنتي غصب عنها.
,
, نظرت له بقلق دقات قلبها تقرع بعنف ليقابها بابتسامة هادئة مطمئنة حركت رأسها إيجابا دون إقتناع بما يحدث ليميل يقبل جبينها، ربط على وجنتها برفق يبتسم بمكر:
, - أنا هروح اشوف البت لوليتا، أجي الاقي العشا الجاهز٣ نقطة
, غمز لها بطرف عينيه يبتسم بخبث:
, - واوعي تنامي
, ضحكت بيأس تحرك رأسها إيجابا تقسم أنها ستجن من ذلك الرجل.
,
, خرج خالد من غرفته متجها إلى غرفة ابنته لتتسع عيني لينا بفزع صوت خطوات والدها تقترب من غرفتها هبت سريعا تغلق الخط دست الهاتف تحت ثيابها لتدث نفسها تحت الفراش بعشوائية تمثل ببراعة ورثتها منه انها تغط في نوم عميق
, دق خالد باب غرفة ابنته بهدوء عدة مرات لا مجيب، حرك مقبض الباب ليدخل طفلته تغط في نوم عميق، ابتسم برفق ليقترب من فراشها دني يقبل جبينها يتمتم بصوت خفيض:
, - تصبحي على خير يا لوليتا.
,
, وقف يعدل من وضعية مفرش الفراش عليها يدثرها جيدا، استدار ليغادر ليتوقف عن الحركة قطب جبينه يلتفت ناحية دولاب ابنته، صوت رنين هاتف قادم من دولابها٣ نقطة
, اتجه ناحية دولاب غرفتها لتتفجر دقات قلبها خوفا نسيت أن تغلق هاتفها بعد محادثتها مع معاذ ويبدو انه يتصل الآن ووالدها يقترب من الدولاب، لم يكد يقترب خطوتين حتى صدح صوت لينا تنادي على خالد بصوت عالي:
, - خااااالد يا خااااالد، تعالا بسرعة حمزة على التليفون.
,
, ابتسم بشوق، ليترك غرفة ابنته متجها إلى أسفل بخطي سريعة متلهفة، لتفتح لينا عينيها سريعا تتنهد براحة كاد أن يفضح أمرها في ثانية هبت من مكانها تحمل المنبة الخاص بها تحرك عقاربه على ساعة معينة لتتجه إلى الدولاب فتحته سريعا تخرج الهاتف لتضع المنبة مكانه، أغلقت الدولاب جيدا، لتنزع بطارية الشحن الخاصة بالهاتف تضعه في رف ملابسها الشتوية، لتعود سريعا إلى الفراش.
,
, تكمل تمثيلتها النائمة تحمد **** في نفسها أن الأمر مر دون أن تُكشف
, في الأسفل، امسك خالد سماعة الهاتف الارضي يهتف في المتصل ضاحكا:
, - ما اتصلتش على الموبايل ليه يا عم القديم
, صمت للحظات يستمع لأخيه ليهتف ضاحكا بمرح:
, - على أساس أنك شغال في الخليج يعني، ما تنساش تجيبلنا مروحة معاك وأنت جاي والتليفزيون الملون
, ابتسم يستمع إلى ضحكات الطرف الآخر، ليهتف سريعا بحزم:.
,
, - ولااا اوعي تكوت متصل عشان تعتزر أنك مش هتيجي بكرة دا أنا اعلقك، مش بتاعتي يا حبيبي تتشقلب، تحجز طيارة خاصة المهم بكرة تكون قدامي، انت بتيجي من السنة للسنة يا حمزة ما تستهبلش، أنا قولت اللي عندي يا ابن أمي وأبويا، تجيب مايا وادهم وتجيوا.
,
, على صعيد آخر وصل زيدان إلى منزله، الفارغ المهجور، دخل إلى المنزل فصعد إلى غرفته سريعا ملقيا بثقله على الفراش ابتسم بحماس يلتقط هاتفه يطلب ذلك الرقم لحظات وسمع صوت ناعس يهمس بخمول:
, - أيوة يا زيدان
, ضحك ساخرا يسأله بتهكم:
, - أنت نايم من دلوقتي
, تثآب حسام بخمول يهمس ناعسا:.
,
, - يا ابني انا بصحي الساعة 7 الصبح ورديتي في المستشفي الحكومي، وبعدين اطلع على ورديتي في المستشفي الخاصة بتسحل كل يوم، **** يسهله إلى وراث من أبوه فلوس اد كدة وخاله كان مشغلهمله يعني على قلبه ملايين قد كدة
, اعتدل زيدان يستند على مرفق يده اليمني يهتف بغيظ:
, - قل أعوذ برب الفلق، **** أكبر اهو قرك دا اللي جايبني الأرض
, ضحك حسام بقوة يهتف من بين ضحكاته:.
,
, - عيب يا زيزو أنا مش بقر أنا بحسد بس، اخلص عايزني في ايه عايز أرجع نام
, هتجوز، نطقها زيدان بوله ليتنهد بحرارة
, ليعتدل حسام جالسا عقد جبينه يسأله باهتمام:
, - هتتجوز، هتتجوز مين
, رد زيدان ضاحكا بسخرية:
, - هيكون مين يعني يا حمار انت
, هتف حسام سريعا بدهشة:
, - البومة قصدي لينا، طب وهي وافقت بسهولة كدة
, ارتمي زيدان بجسده على الفراش يضغط على عينيه بإصبعيه السبابة والابهام يتمتم بسأم:
, - لاء طبعا، هقولك.
,
, بدأ يقص له ما حدث عند مقابلتهم للطبيب، ليقابل الصمت من جهه صديقه من أن انتهي لم يعلق ولو بكلمة واحدة ليسأله بتعجب:
, - أنا افتكرتك هتفرحلي
, رد حسام بهدوء، إجابة صادمة:
, - لا يا زيدان مش هفرحلك، عشان أنت بالوضع دا عمرك ما هتفرح، يا بتحبك يا تسيبها، أنت كدة هتعذب نفسك وهتعذبها فكر بعقلك يا صاحبي
, انتفض زيدان جالسا يقبض على الهاتف بعنف يصيح بحدة:.
,
, - إنت اللي بتقول كدة، أنت عارف كويس أن عقلي وقلبي وروحي بيعشقوها، ما كنتش متوقع أن دي تكون إجابتك يا حسام، على العموم أنا كنت متصل عشان اعزمك على الخطوبة عايز تيجي أنت حر مش عايز أنت بردوا حر
, ودون أن يعطيه فرصة للرد اغلق الخط في وجهه، ليتنهد حسام بيأس ينظر لاسم صديقه على شاشة هاتفه بألم، ابتسم حينما وجد هاتفه يضئ برقمه من جديد، فتح الخط ليجده يهتف بغيظ:.
,
, - إنت يا دكتور على ما تفرج أنت، أنا هعدي عليك الساعة سبعة، وهتيجي غصب عنك ومن غير سلام
, ومن ثم اغلق الخط ليضحك حسام يأسا من أفعال صديقه.
,
, في فيلا خالد انهي محادثته مع اخيه ليجد لينا تربط على كتفه تبتسم بنعومة:
, - العشا جاهز
, حرك رأسه إيجابا ليوجه نظره للدور العلوي، تحرط متجها إلى اعلي يهتف للينا:
, - هعمل حاجة دقيقة وجاي
, اتجه إلى غرفة ابنته سريعا، فتح بابها بهدوء متجها إلى دولاب الملابس الذي صدر منه الصوت فتحه بهدوء حتى لا يزعجها يبحث عن مصدر ذلك الصوت ليتلقط المنبه الصغير نظر لابنتع يبتسم بيأس يتمتم بصوت خفيض:.
,
, حاطة المنبة في الدولاب، طبعا عشان ما يصحهاش بنت ابوكي صحيح
, حرك رأسه نفيا ينهر نفسه بعنف يتمتم لنفسه بغيظ:
, - شوفت، المنبة بطل افكارك المهببة دي، دي لوليتا بنتك، ما فيش برائتها، مش عايز هبل، لينا عمرها ما تعمل حاجة غلط.
,
, في صباح اليوم التالي
, استيقظت لينا بنشاط سعادة فرح ستذهب إلى الجامعة ستراه اخيرا بعد شوق يومين، بدلت ملابسها بلهفة لتنزل تركض على سلم البيت الضخم ابتسمت باتساع تقترب من طاولة الطعام لتجد والديها يتناولان إفطارهما، اتجهت ناحية والدها تقبله على وجنته وبالمثل مع والدتها، لتتسمر مكانها مع جملة والدها:
, - لو مش عايزة تروحي النهاردة بلاش عشان لسه حفلة بليل
, التفت له تحرك يديها نفسا سريعا تبتسم بتوتر:.
,
, - لالالا، أنا كويسة جدا
, رفع خالد حاجبه الايسر ينظر لها بتشكك:
, - ايه اللهفة دي كلها دا انتي كنتي من سنتين بتروحي بالعياط
, أصفر وجهها بلعت لعابها تحاول أن تبتسم حتى لا يشك في امرها لتهتف سريعا:
, - هااا، اصل سهيلة وحشتني وعايزة اشوفها واعزمها على عيد ميلادي
, حرك رأسه ايجابا يرتشف القليل من فنجان الشاي الخاص به:
, - ماشي يا حبيبتي بس ما تتاخريش.
,
, حركت رأسها إيجابا تركض للخارج متجهه إلى أحدي سيارات والدها المخصصة لها ليفتح لها الحارس الباب انطلقت السيارة وخلفها سيارة حراسة خاصة
, لوليتا: حاضر يا بابي
, ثم خرجت سريعا لتركب احدي سيارات والدها وينطلق خلفها سيارة الحرس الخاص بها
, «في الجامعة.
,
, وصلت لينا بسيارة والدها الفخمة اسرع الحارس يفتح لها الباب نزلت بهدوء تنظر حولها تبحث عن صديقتها لتجدها تلوح لها من بعيد لتبتسم باتساع تقدمت ناحيتها تعانقها تهتف بابتسامة واسعة: سوسو وحشتيني اوي
, لكزتها سهيلة في كتفها برفق تبتسم بخبث: أنا بردوا إلى وحشتك اوي، يا ست جوليت
, قرصتها لينا بغيظ لتأن سهية بألم: آه يا مفترية
, ، صحيح عملتي ايه مع المز امبارح.
,
, اختفت ابتسامتها، اندثر بريق عينيها لتهمس بحزن: هحكيلك في المدرج، لسه شوية على بداية المحاضرة
, ذهبت الفتاتان إلى قاعة المحاضرات جلستا متجاورتين لتهتف سهية بفضول:
, - ها يا ستي احكي بسرعة وبالتفصيل المملل
, تنهدت بألم لتحكي لصديقتها ما حدث.
,
, رغما عنها انسابت دموعها من عينيها حينما تذكرت وحشيته في التعامل التي رأتها وهو يضرب زميله، تحكي وتحكي تخبرها بمدي كرهها له، لتشعر فجاءة بيد تربط على كتفها برفق نظرت خلفها بذعر تحول لابتسامة حالمة حينما رأته همست بخجل:
, - معاذ!
, ابتسم في وجهها بحنان مد يده يمسح دموعها برفق:
, - ما فيش حاجة في الدنيا تستاهل ان دموعك الحلوة دي تنزل عليها، وإن كان على اللي اسمه زيدان دا انا هخاصك منه.
,
, عقدت جبينها باستفهام تنظر له بقلق تهمس بنبرة خائفة مرتجفة:
, - بلاش يا معاذ انت ما تعرفوش دا مش بني آدم، أنت ما شوفتش عمل إيه في زميله امبارخ، طب، طب انت هتعمل ايه
, همس بحنان فقط كلمة واحدة اذابت قلبها: هتجوزك طبعا!، النهاردة في حفلة عيد ميلادك، هطلب إيدك من باباكي قدام الكل، هحط حد للي اسمه زيدان دا
, وضعت يدها على فمها تبتسم بفرح قلبها على وشك أن يفر راكضا من مكانه.
,
, وقف زيدان في محل لبيع المجوهرات، حرص أن يبتاع أفخم اطقم الحلي هادئ مميز يليق بها هي فقط، رفع خاتم الخطبة بين أصابعه ينظر له يبتسم باتساع يتمتم بفرح:
, - النهاردة، هطلب إيدك قدام الكل، هتبقي ملكي وملكيتي، ما فيش حاجة اي كانت هتقدر تبعدك عني.
,
, أغارُ عليها من نسماتٍ تداعبها، أعشقُ حروفها حين تنطقُ أسمى، هى ملكتى وملكيتى، هى غنيمة حربى، وانتصار عشقى، اعشقها؛وكيف لا وهى للقلب نبضٌ، اتنفسها؛وكيف لا وهى لجسدى هواءٌ٣ نقطة
, اعشق من تكرهنى، اذوب حبا واشتعالا من نظرة عيناها، اود احتضانها حتى تندمج مع اضلعى ونصبح روحين بجسد واحد.

الجزء السادس تعلن شركة مصر للطيران عن قدوم الرحلة 507 القادمة من مطار دبي الدولي، صدح ذلك الصوت في أرجاء مطار القاهرة الدولي، هبطت الطيارة بسلاسة على أرض المحروسة، أحضر العمال السلم الضخم، ليفتح السلم وتودع المضيفة الزوار للخارج، تقدم ناحية باب الطيارة لينحني بجسده قليلا، خرج من باب الطيارة ينظر حوله لترتسم على شفتيه ابتسامة صغيرة، نزع نظارته السوداء لتظهر عينيه الخضراء كغابات الزيتون، عقد زر سترة حلته السوداء ليتقدم متجها إلى أسفل، لحق به شاب يافع الطول جسد عريض متناسق عينان سوداء قاتمة ملامح حادة نظرات ثابتة، تمشي بجواره فتاة في أوائل العشرينات جميلة شعرها أشقر قصير يطل لمنتصف رقبتها عينيها خضراء كعيني والدها، تبتسم بمرح تتحرك بسرعة تنظر هنا وهناك كأنها طفلة صغيرة ليزجرها ذلك الفتي قائلا برفق:.
,
, - مايا وبعدين معاكي أنتي مش عيلة صغيرة
, عبست بضيق تمط شفتيها للأمام كأنها طفلة صغيرة اقتربت من والدها تتعلق بذراعه تهمس بغيظ:
, - بابي أدهم عامل يزعقلي
, ضحك بخفوت يبعثر شعرها برفق ليوجه نظره للفتي قائلا بصرامة:
, - ما تزعقش لأختك يا أدهم
, حرك أدهم رأسه إيجابا دون كلام، ينظر لها بضيق لتنظر لأسفل بحزن يبدو أنه بات غاضبا منها، أخذ أدهم جوازات السفر منهم متمتا باقتضاب:
, - أنا هخلص الإجراءات، مش هتأخر.
,
, حرك حمزة رأسه إيجابا يربط على ذراعه ليتركهم أدهم متجها ناحية المكتب المسؤول عن إجراءات وصول الركاب، بينما جلس حمزة جوار مايا متجاورين في الاستراحة٣ نقطة
, هبت مايا واقفة تنظر لحمزة تهمس بخفوت:
, - بابي هروح الحمام
, حرك رأسه ايجابا، لتتركه تسأل عن مكان المرحاض ظل يتابعها بعينيه إلى أن اختفت من أمامه تماما، ليخرج تنهيدة حزينة بائسة من بين خلجات قلبه الحزين يغمغم مع نفسه بحزن:
, - **** يرحمك يا مايا!
,
, انهي إجراءات الوصول ليتسلم جوازات السفر من الموظف المسؤول، وضعهم في جيبه ليتجه ناحيتهم اتسعت عينيه بقلق يبحث عنها حين وجد أبيه يجلس وحيدا على طاولتهم، اقترب منه سريعا يسأله بقلق:
, - هي مايا فين
, رفع حمزة وجهه يبتسم في لابنه بهدوء مغمغا:
, - في الحمام، خلصت
, حرك رأسه ايجابا، عينيه لا تتوقفان البحث عنها في كل مكان:
, - ايوة والشنط راحت على العربية، هي فين.
,
, تنهد يزفر براحة حينما رآها قادمة تمشي نحوهم بسرعة، ابتسمت في وجهه بمرح لتسرع تتعلق بذراعه تتمتم بوداعة:
, - دومي أنت زعلان مني
, نزع ذراعه من بين يديها بضيق يرمقها بنظرات حانقة، ليتقدم أمامهم متجها إلى السيارة وقف حمزة جوار ابنته يلف ذراعه حول كتفها يحثها على التقدم لتنظر له تمتم بعبوس:
, - بابي دومي كل شوية يزعل مني
, ضحك حمزة برفق يتقدم معها إلى السيارة يغمغم بمرح:
, - هشدلك ودانه دومي اللي بيزعل دا.
,
, ضغط أدهم على زامور السيارة عدة مرات لينظر حمزة لابنته بذعر مصطنع:
, - اركبي قبل ما اخوكي ينزل يأكلنا
, « أدهم حمزة محمود السويسي، او بمعني اصح ادهم وحيد سليمان، ابن حمزة بالتبني، جميع الأوراق الرسمية تقول أنه أدهم حمزة السويسي، يبلغ من العمر 28 عاما، ذراع حمزة الأيمن، فتي طويل القامة ذكي سريع البديهة، به الكثير من المميزات لشاب في سنة، ولكن للأسف لديه عقدة واحدة فقط وهي، ».
,
, في فيلا خالد السويسي يقف في منتصف الحديقة يشرف على العمال تارة وعلى طاقم الحرس تارة، ولينا في الداخل تشرف على تحضيرات الطعام٣ نقطة
, توجه إلى رئيس العمال يشير إلى جزء كبير في الحديقة:
, - بعد ما تخلصوا هناء، اقفلوا الجزء دا بستارة سودا تغظيه خالص
, حرك الرجل رأسه إيجابا يهتف سريعا:
, - حاضر يا باشا
, اشرقت ملامحه بفرح حينما سمع ذلك الصوت يأتي من خلفه:
, - لاء شغل عالي، عالي مش عايز مساعدة.
,
, التفت في لحظة خلفه لتتسع ابتسامته تشق شفتيه، ينظر لتؤامه نصف روحه الآخر حتى لو اختلافا في الشكل تترابط أرواحهم برابطة خاصة لا يعلم عنها أحد شيئا، في لحظة تلاحما بعناق اخوي حاد، ليتمتم حمزة بصوت خفيض:
, - هفضل اقولهالك كل مرة بشوفك فيها، مسماحني يا اخويا
, ضربه خالد بخفة على رأسه يبتسم برفق:
, - وأنا هفضل اقولك مسامحك يا ابن أمي وأبويا
, ابتعد حمزة عن خالد لتندفع مايا تلقي بنفسها بين ذراعي خالد تصيح بمرح:.
,
, - عمو خالد، شوهالحلاوة يا عمو، مز المزز يا عمو
, ضحك خالد عاليا بصخب، بينما نظر لها أدهم بحدة على طريقتها في الحديث، قرص خالد وجنتها برفق يغمغم من بين ضحكاته:
, - يا بت بطلي نصب طالعة لابوكي وعمك، اجري يلا على جوايا طنط لينا مستنياكي وعملالك الكيكة اللي بتحبيها
, لمعت عينيها بسعادة تصفق بحماس لتنطلق راكضة ناحية باب الفيلا تصيح بسعادة:
, - كيكتي حبيبتي، قصدي انطتي حبيبتي.
,
, « مايا حمزة السويسي، في العشرين من العمر، مرحة طفولية بعض الشئ، مدللة ابيها، فبعد موت والدتها، باتت اهتمام حمزة الأول وشغله الشاغل فقط تعويضها وإسعادها بأي شكل كان »
, اقترب أدهم من خالد يصافحه باحترام:
, - إزاي حضرتك يا عمي
, ضحك خالد بمرح ينظر للشاب أمامه:
, - عمي ايه بقي دا أنا بقيت اطول مني، ايه يا دومي
, أبتسم أدهم بهدوء، لينظر حمزة لخالد يسأله:
, - اومال البت لوليتا فين٣ نقطة
,
, نظر خالد لساعته يغمغم بهدوء:
, - في الجامعة محضرتها هتخلص كمان 10 دقايق
, تطوع أدهم يشاركهم الحديث:
, - تحب حضرتك اروح أجيبها
, أبتسم خالد في وجهه بامتنان يحرك رأسه نفيا:
, - معاها العربية والحرس، اطلع أوضتك ارتاح انتوا جايين من السفر..
,
, استآذنهم بآدب متجها إلى داخل المنزل، ما إن خطي للداخل سمع صوت ضحكات مايا العالية قادمة من ناحية المطبخ، لتتحرك قدميه ناحية المطبخ وجد مايا تقف جوار كعكعة كبيرة تملئ فمها على آخره ولينا تهتف فيها بفزع:
, - براحة يا بنتي مش هتعرفي تبلعي
, نظرت مايا لها بخديها المنتفخين من كثرة ما في فمها من طعام لتضحك لينا عليها بخفوت تعطيها كوب عصير ترتشف منه عله يساعدها قليلا على بلع ما في فمها.
,
, تنهد بحرارة يبتسم بألم، ليترك المكان متجها إلى أعلي إلى غرفته، جاهزة نظيفة مرتبة في انتظاره، دخل اليها صافعا الباب خلفه كور قبضته يصدم بها الحائط جواره بعنف يزجر نفسه بعنف:
, - غلط، غلط اللي إنت بتفكر فيه دا غلط
, نظر للفراغ بغضب صدره يعلو ويهبط بجنون ليجفل على صوت دقات على باب الغرفة نظر للباب ليهتف بحدة من بين أسنانه:
, - ميين
, سمع صوتها الرقيق من خلف الباب المغلق:
, - أنا مايا يا أدهم ممكن ادخل.
,
, اتجه ناحية الباب يوصده جيدا بالمفتاح، قبل أن يفتحه هو يصيح فيها بحدة:
, - لاء مش ممكن، واتفضلي امشي أنا عايز أنام
, تلك المرة سمع نبرتها الحزينة تمتم بخفوت:
, - حاضر يا أدهم، أنا كنت عايزة اقولك أنا آسفة لو كنت زعلتك في المطار
, وقف خلف الباب المغلق يكور قبضته بعنف يشد عليها يمنع نفسه بصعوبة من فتح الباب المغلق، أنفاسه تغلي كلهيب نار.
,
, في الجامعة
, ابتعدت سهيلة عنهم تجلس في مقعد آخر ترمق معاذ شرزا، تنظر للينا بغيظ فذلك الأحمق كما تلقبه يقدر فقط بكلمتين على استيلاب عقلها وهي تمشي خلفه في كل ما يقول كالمغيبة
, بينما استمر همس معاذ العاشق لها يحكي لها عن تفاصيل حياتهم معا حينما يصبحا زوجين ولينا تستمع له بسعادة كبيرة تبتسم بعشق فقط تحرك رأسها إيجابا، صمتت الأصوات فجاءة حينما دخل الاستاذ المحاضر، نظرت لينا لمعاذ تهمس له سريعا:.
,
, - معاذ الدكتور جه قوم امشي بسرعة
, حرك رأسه نفيا يبتسم بحب جارف رفع يدها يقبلها خفية غمز لها بطرف عينيه يهمس بعبث:
, - تؤ هحضر مع خطيبتي حبيبتي المحاضرة بتاعتها
, اضطربت أنفاسها بعنف وخاصة وهو يحتضن يدها بتلك الطريقة طوال المحاضرة لم يترك يدها ولو لثانية يخفي كفها الصغير داخل كف يده يهمس لها كل حين وحين خفية بكلامته المعسولة التي تزيد دقاتها انفجارا.
,
, اخيرا انتهت المحاضرة في خارج المدرج كان ينتظرها حرس والدها لذلك تتصرف خارج المدرج كأنها لا تعرفه، وجهت له نظرة سريعة تبتسم بسعادة، لتعاود النظر لسهيلة سريعا تهتف بفرح:
, - سهيلة ما تتأخريش
, حركت سهيلة رأسها إيجابا تنظر لمعاذ الذي يقف بعيدا يعبث في هاتفه باندماج، لتوجهه نظرها للينا:
, - هجيب فستاني واحصلك
, اتجهت لينا مع حرس والدها إلى سيارتها متجهه إلى منزلها تاركة خلفها نظرات تشتعل حقدا وغضبا.
,
, في منزل عمر، منذ ايام منذ آخر مشادة بينهما وهي تتجنب الحديث معه وهو لم يحاول حتى مصالحتها لم يكن يهمه الأمر كثيرا، ولكن اليوم يجب أن يذهبوا جميعا إلى منزل أخيه، تنهد يمسح وجهه بعنف عقله لا يتوقف عن التفكير في تلك السيدة التي خطفت مشاعره من لقاء واحد فقط، حرك رأسه نفيا يستعيذ ب**** من الشيطان، حينما اقتحمت تلك السيدة خياله، في صورة هو نفسه لم يقبلها، هب سريعا متجها لخارج الغرفة ليجد تالا تقف في صالة المنزل، جميلة هي دائما جميلة، بفستانها الاسود الهادئ وحجابها البسيط الذي يلتف حول وجهها برفق، تصيح في البنات بسرعة:.
,
, - يا بنات، يا سارة يا سارين اللي خلصت لبس تجيلي بسرعة
, اقترب منها برفق بهدوء يحتضنها من الخلف برفق، ليتصلب جسدها بين يديه لتسمعه يهمس بشغف:
, - طب ما ينفعش عمر
, تلوت بين يديه تحاول الابتعاد عنه وضعت يديها فوق يديه تحاول إزاحة يديه تهمس بضيق:
, - لو سمحت يا عمر ابعد اللي بتعمله دا ما يصحش٣ نقطة
, وضع يديه فوق يديها يحتضنها بشوق مغمغا بلهفة:.
,
, - هو ايه اللي ما يصحش، وحشتيني يا تالا حاسس أننا بقينا أغراب من كتر ما احنا بعاد عن بعض، أنا ما وحشتكيش
, منعت نفسها بصعوبة من التأثر بكلماته الحانية التي داعبت برفق أوتار أنوثتها، لتتذكر جفاءه بعده طريقته القاسية التي باتت تلازمه مؤخرا، انتزعت نفسها من بين يديه بعنف تنظر له بشراسه تهمس بغيظ:
, - لا يا عمر ما وحشتنيش، عشان أنت مش عمر اللي حبيته واتجوزته، إنت واحد تاني أناني ما بيفكرش غير في نفسه وبس.
,
, اشتعلت عينيه غضبا ليقبض على رسغ يديها يصيح بحدة:
, - أنا أناني يا هانم، واللي انتي بتعمليه دا مش قمة الأنانية، مخلياني على هامش حياتك من ساعة ما خلفتي وأنا حاسس أن وجودي في البيت من عدمه ما يفرقش معاكي غير عشان الفلوس، فلوس النادي، فلوس الدروس، فلوس المدارس، أنا فين من كل دا.
, نزعت يدها من يده بعنف تصرخ في وجهه بقهر:.
,
, - والفلوس دي أنا باخدها احطها في البنك باسمي، بديها لأهلي ولا بصرفها على البيت وعلى البنات، أنا ما اهملتكش يا عمر، بس أنا بني آدمه، عندي طاقة وبتخلص مش بعد تعب ومرمطة طول النهار، هبقي عروس بيروت بليل، إنت اللي أناني ما يفرقش معاك غير نفسك ومزاجك وبس
, رمقها بنظرات استخفاف ساخرة دس يديه في جيبي بنطاله يتشدق متهكما:.
,
, - نفسي ومزاجي، تعرفي لولا اننا خارجين كنت دفعت تمن الكلمتين دول، اخلصي يا هانم عشان ما اتأخرش على اخويا
, تركها متجها إلى غرفته يكمل ارتداء ملابسه، لتنهار هي على أحد المقاعد رغما عنها انسابت دموعها لتخفي وجهها بين كفيها تجهش في بكاء مرير تشعرب بالقهر، رفعت وجهها تنظر لابنتيها حينما سمعت سارة تهمس لسارين:
, - تعرفي كان نفسي عمو خالد وطنط لينا هما اللي يبقوا بابا وماما على الأقل مش بيتخانقوا خالص.
,
, في منزل على ولبني
, وقفت لبني أمام مرآتها تضع احمر الشفاه الخاص به ابتسمت ساخرة تنظر لعلي من خلال مرآه الزينة تمتم بتهكم:
, - أنا مش فاهمة، خالد دا بيفكر ازاي، كل سنة يعمل حفلة كبيرة تكلفه قد كدة عشان يقول لبنته كل سنة وانتي طيبة
, زفر على بحنق ليلتقط سترة حلته يرتديها يغلق ازرارها:
, - يا ستي وانتي مالك هو بياخد الفلوس دي من جيبك هو حر، ماله يعمل فيه اللي هو عايزه.
,
, اقتربت لبني منه تمشي بغنج ثقة دلال، اقتربت منه تلتقط رابطة عنقه السوداء
, طوقت عنقه بها تعقدها ببطئ تبتسم في وجهه بدلال:
, - خلاص يا علوة ولا تزعل نفسك٣ نقطة
, ربطت على رابطة عنقه برفق تهمس بنعومة:
, - مز يا اخواتي ما بتكبرش ابدااا يا علوة
, ابتسم بهدوء يربط على وجنتها، ليبتعد عنها متجها إلى المرآه يعدل من وضع رابطة عنقه نظر لها يغمغم بهدوء:
, - المحروس ابنك جهز ولا لسه.
,
, زفرت بضيق هي حقا لا تود الشجار معه وخاصة حينما يتعلق الأمر بطفلها المدلل الوحيد، ابتسمت باصفرار تحرك رأسها إيجابا:
, - اه يا حبيبي جهز ومستنينا تحت في العربية، عشان تعرف بس إن عثمان مطيع وبيسمع الكلام
, انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة يتشدق بتهكم:
, - آه ما أنا عارف طبعا انتي هتقوليلي.
,
, في فيلا زيدان الحديدي
, وقف امام مرآته يعدل من وضع رابطة عنقه يضع عطره المفضل بغزارة يمشط شعره بطريقة جذابة منقمة
, نظر إلى نفسه في المرآه ليبتسم بزهو وسيم وهو يعرف ذلك، لكنها دائما ما تشعره بأنها أبشع رجال العالم من شدة نفورها منه
, تنهد يشجع نفسه اليوم ستتحقق غايته بعد انتظار طال كثيرا، اخذ علبة المجوهرات ملتقطا، هاتفه ومفاتيح سيارته خرج متجها إلى منزل صديقه.
,
, في منزل حسام
, وقف أمام مرآته يمشط شعره الاسود الكثيف القي نظرة أخيرة على حلته الزرقاء ذات اللون القاتم ويعدل من وضعيه قميصه الأبيض ورابطة عنقه الزرقاء حين دخلت والدته التي ابتسمت باتساع ما أن رأته:
, - بسم **** ما شاء ****، احلي قمر يا حبيبي، مش ناوي انت كمان تفرح قلبي بقي وتتجوز
, التفت حسام لوالدته يضحك بمرح ليقترب منها يقبل كف يدها مغمغما بمرح:.
,
, - اتجوز، واجبلك ضرة تضايقك يا عسل انتي، لاء انا كدة حلو أوي
, قرصت والدته خده برفق تضحك بسعادة:
, - يا سيدي مالكش دعوة أنا عاوزة ضرة، بس أنت أتجوز
, ربط حسام على رأس والدته برفق يتنهد بهدوء مغمغما برفق:
, - كل شئ باوانه يا أمي، ايه رأيك تيجي معايا، أهو تغيري جو، أنت ما خرجتيش من البيت خالص من ساعة ما بابا **** يرحمه مات
, ابتسمت والدته لتخبو لمعة عينيها حزنا ربطت على يده تقول بحنان:.
,
, - بلاش انا يا حبيبي معلش ما تضغطش عليا روح إنت واتبسط وابقي باركلي للواد زيدان لما تشوفه
, تنهد يعرف والدته يعرف والدته لا تعود في كلمتها حرك رأسه ايجابا ليميل مقبلا جبينها ودعها متجها إلى سيارة صديقه التي تنتظره أسفل المنزل، ابتسم باتساع ما أن رآه يكاد يحرقه بنظراته الغاضبة، فتح باب السيارة الامامي يجلس جواره
, التفت زيدان له يهتف من بين أسنانه بغيظ:.
,
, - سواق البيه انا عشان افضل مستني سيداتك على ما تنزل، دا انا العريس
, ضحك حسام ينظر له بعبث يلاعب حاجبيه بسخرية:
, - طب يلا يا عتريس عشان ما نتأخرش على فؤاده
, نظر زيدان له بغيظ ليشد مكابح السيارة بعنف لتنطلق بقوة تشق غبار الرصيف، ليضحك حسام عاليا يقلد صوت انثوي مائع:
, - يا مجنون بعشق جنونك.
,
, في فيلا خالد السويسي
, قامت التحضيرات على قدم وساق إلى ان أصبحت الحديقة في غاية الجمال بعد الإشراف الكامل على العمال وكل كبيرة وصغيرة بمساعدة حمزة، صعد كل منهما إلى غرفته ليبدل ملابسه استعدادا لاستقبال الضيوف
, ارتدي خالد حلة سوداء بقميص رمادي فاتم اللون، وارتدي حمزة المثل
, على مقربة منهم في غرفة لينا ابنه خالد حيث تجمع الفتيات في غرفتها يتضاحكن ويمزحن.
,
, ارتدت لينا الابنه فستان وردي باكمام طويلة ينزل باتساع من أسفل
, أما الزوجة فارتدت فستان من اللون السماوي يليق مع لون عينيه و**** يتماشي معه
, سهلية ارتدت فستان ازرق قاتم باكمام ضيق من الاعلي ويبدأ في الاتساع من عند الخصر
, مايا المدللة ارتدت فستان احمر قاني، تغطي اكمامه ربع كتفها فقط يصل لما بعد ركبتيها بقليل.
,
, وقفت الفتيات يتنافسن من منهن أجمل بينما لينا تقف خلفهم تنظر لهم تبتسم بسعادة وداخلها شعور يتضاخم قلقة مما سيحدث اليوم، تنظر لابنتها بقلق، ولمايا بحزن فالصغيرة لم تتمتع بحنان والدتها ولو ليوم واحد ماتت مايا بعد ولادتها مباشرة
, اجفلت من شرودها على صوت دقات خالد يستأذن الدخول:
, - يا بنات ادخل
, اتجهت لينا ناحية الباب تفتحه له تنظر له تبتسم بعشق:
, - ادخل يا حبيبي.
,
, دخل خالد إلى الغرفة يبتسم لهم لتسرع ابنته إليه التفت حول نفسها بالفستان تصيح بسعادة:
, - بابا أنا احلي ولا سهلية ولا مايا
, قرص خالد وجنتها برفق يغمغم بمرح:
, - انتوا التلاتة احلي من بعض، هنوقف رجالة العيلة النهاردة بالسلاح يحرسكوا
, نظر ناحية زوجته ما ان وقعت عينيه عليها غامت بسحابة من العشق طال النظر لها ليتحرك لسانه بعشق:
, - بس لينا احلي من القمر نفسه.
,
, اتسعت عينيها تنفجر وجنتيها خجلا لتخرج من الغرفة تهرول لأسفل، لتتسع ابتسامته يود فقط لو يعرف متي ستتوقف عن الخجل منه
, نظر للفتيات يبتسم برفق:
, - قمرات يا اخواتي هيخطفوكوا مننا، يلا خلصوا لبس وانزلوا
, اتجه ناحية ابنته قبل أن يغادر ليميل مقبلا جبينها تنهد يهتف بهدوء:
, - لوليتا عايزك تعرفي ان أنا اي حاجة بعملها بتبقي عشان مصلحتك انتي وبس أنا ما عنديش اغلي منك في الدنيا ماشي يا حبيبتي.
,
, قطبت حاجبيها تنظر له بحذر صحيح لم تفهم لما يقول ذلك الكلام لكنها ايدته فحركت رأسها إيجابا بابتسامة صغيرة ليربط على وجهها برفق ومن ثم تركهم متجها إلى أسفل ونزل لأسفل يبحث عن زوجته هنا وهناك إلى ان وجدها في المطبخ تشرف على تحضريات الطعام، دون كلمة واحدة أمسك يدها امسك يدها يجذبها خلفه من المطبخ إلى حجرة المكتب، بينما هي تصيح فيه بذهول:
, - يا خالد، إنت يا ابني، واخدني فين طيب، يا عم حمدي الوزير أنت.
,
, ادخلها إلى المكتب نظر حوله ليغلق الباب عليهم، لتتسع عينيها بذهول تتمتم:
, - إنت بتعمل ايه يا استاذ أنت
, اقترب منها يبتسم بمكر تلك الابتسامة التي تحتل شفتي الفهد قبل ان ينقض على فريسته، خطوة له لامام تقابها خطوة منها إلى الخلف إلى ان وقعت في فخ الصياد باتت بين المطرقة والسندان هو امامها وباب المكتب خلفها نظرت له بدهشة لتري ابتسامته الخبيثة تزداد اتساعا يتمتم بمكر:.
,
, - فاكرة لما كنا واقفين هنا في عيد ميلاد لوليتا والحفلة كلها شافتنا واحنا٣ نقطة
, وضعت يدها على فمها اتسعت عينيها بصدمة لتهتف سريعا تقاطعه:
, - فاكرة و**** فاكرة
, صدحت ضحكاته المجلجلة ليغمز لها بطرف عينيه يغمغم بمكر: -
, شوفتي بقي يا ستي اديني غيرت الإزاز عشان خاطر عيونك وعملته عازل، احنا نشوف إلى برة لكن إلى برة ما يشوفناش
, نظرت له بغيظ تحاول دفعه قليلا بعيدا عنها تهمس بحنق:.
,
, - يا ابني هو لو بقيت محترم هيقولوا اللي ما قلش ادبه أهو، ممكن تسيبني أروح اتأكد أن كل حاجة تمام قبل ما الحفلة تبدأ
, انقبض قلبها بقلق رفعت وجهها تنظر له بقلق تغمغم:
, - أنا خايفة أوي يا خالد، قلبي مقبوض
, ابتسم برفق يحاول طمأنتها صحيح أن قلبه ينبض بعنف هو ليس فقط قلق هو خائف ولكنه أبدا لن يظهر خوفه:
, - ما تقلقيش بإذن **** خير
, في الخارج.
,
, وقفت سيارة عمر في الجراش الخاص بالفيلا لينزل عمر منها دون كلام صمت مطبق من جميع الاطراف، نزلت تالا وسارة وسارين متجهين معا إلى داخل المنزل، استقبلهم حمزة نيابة عن خالد بترحاب حار، يعانق الصغيرات بشوق، وقف يربط على كتف أخيه يبتسم بسعادة:
, - وحشتني ياض
, ابتسم عمر يعانق اخيه بشوق مغمغا في مرح:
, - وأنت كمان يا ابو أدهم، ما هو أنا ما ينفعش اقولك يا ابيه وأنت شكلك أصغر مني أساسا.
,
, جاء خالد اليهم يشاركهم في الحديث٣ نقطة
, على صعيد آخر وصل زيدان بصحبة حسام إلى منزل خالد، اطلق حسام صفيرا طويلا بإعجاب، ينظر حوله بانبهار مغمغا:
, - إيه يا عم الفخامة دي، ناس عايشة في العز وناس بتزغط وز
, ضحك زيدان ينظر لصديقه بيأس ليصدمه على رأسه بعنف يتمتم بغيظ:
, - يخربيت عينيك اللي تفلق الحجر، تعالا يالا اعرفك على خالي
, اتجه بصحبته إلى حيث يقف الاخوة الثلاثة ليقترب خالد منه ينظر له بحدة:
, - ما بدري يا بيه.
,
, اشار لحسام سريعا يهتف مبررا يدافع عن نفسه:
, - و**** حسام اللي اخرني
, حدقه حسام بنظرات نارية مغتاظة يهمس له بشر:
, - تبيع صاحبك يا ابو نسمة
, نظر لخالد يبتسم باتساع ليرمقه خالد بنظرة حازمة شاملة، نظر لزيدان يتمتم ساخرا:
, - هو دا بقي حسام، اللي قرفتني بيه
, حرك زيدان رأسه إيجابا يبتسم باتساع، ليتوجه خالد ناحية حسام مد يده ليصافحه:
, - خالد السويسي.
,
, اتسعت عيني حسام بانبهار نبرة صوت الرجل بمفردها لها حضور طاغي مخيف، ابتسم بتوتر يمد يده سريعا يصافحه بحرارة:
, - غني عن التعريف يا افندم طبعا، حسام مختار دكتور نسا
, رد خالد قائلا بهدوء:
, - شرفت يا حسام، اعتبر البيت بيتك
, لكز زيدان حسام في كتفه يغمز له مغمغما بمرح:
, - ايوة يا عم، وصلت للبوص الكبير بنفسه وبيرحب بيك
, في تلك اللحظة جاءت لينا إليهم بابتسامتها الصافية المعهودة، اتجه زيدان ناحيتها سريعا يقبل كف يدها:.
,
, - مساء الورد على احلي وردة في المكان كله
, امسكه خالد مم تلابيب ملابسه من الخلف كالمجرمين ينظر له بحدة:
, - إنت بتعمل ايه يا حبيب أبوك
, عدل زيدان تلابيب حلته من الأمام يجمع بقايا كرامته رفع رأسه بكبرياء تبعثر يغمغم بحسرة:
, - **** على الظالم والمفتري
, ترك خالد تلابيب ملابسه يربط على وجهه بعنف يبتسم متوعدا بشر:
, - مين دا يا حبيبي اللي ظالم ومفتري
, اشار زيدان سريعا ناحية حسام سريعا يبتسم باتساع:.
,
, - قصدي حسام طبعا، اصل الكشف بتاعه غالي مفتري اوي ما بيعريش الناس الغلابة
, هتفت لينا ضاحكة تقاطع مشاجرتهم المضحكة
, : - بس بطلوا خناق انتوا الاتنين، فضحوتنا قدام الأجانب
, ضحك زيدان قائلا:
, - لاء دا مش أجانب دا حسام
, نظرت لينا لحسام تبتسم بود:
, - اهلا ازيك يا حسام
, ابتسم حسام بأدب يمد يده يود مصافحتها، ليسرع زيدان يصافحه بقوة يهمس بذعر:
, - حبيب قلبي يا حس أبوس ما تمدش ايدك أنت دكتور ومحتاجها في الكشف٣ نقطة
,
, وجهت لينا انظارها لحسام تنظر له بتمعن ذلك الفتي ملامحه مآلوفه، ملامح تعرفها ولكن أين، أين رأته من قبل، يشبه أحدهم، شخص تعرفه رأته لا تعلم ولكن ذلك الفتي بالفعل تعرفه، اجفلت على صوت خالد يسألها بقلق:
, - انتي كويسة يا حبيبتي
, ابتسمت تحرك رأسها إيجابا، تنظر لحسام بقلق التقت عينيها مصادفة مع عيني حمزة لتجده هو الآخر ينظر لحسام بتعجب.

الجزء السابع


تقف في شرفة غرفتها الضخمة تطل مباشرة على الحديقة المضيئة ليلا بفعل تلك الأضواء التي تراقصت بتناغم لتعطي جو هادئ خلاب.
,
, زفرت بضيق تبحث بعينيها عنه هنا وهناك، لتتسع بؤبؤ عينيها بسعادة ترتسم ابتسامة حالمة خلابة على شفتيها حينما رأته يدخل إلى الحفلة بطوله الفارع، جسده الرياضي الرشيق المتناسق، خصلات شعره السوداء الكثيفة، حلته السوداء لأول مرة تراه يرتدي ملابس كلاسيك رسمية، خرجت منها تنهيدة حالمة تنظر لقسمات وجهه عينيه السوداء، ملامحه الوسيمة الحادة قليلة، فاقت من شرودها على صوت مايا فهي الاخري تعرف بأمر معاذ ولكن على عكس سهيلة تراها قصة حب حالمة، صدح صوت مايا تشير إلى احد الشباب:.
,
, - لينا مش دا معاذ اللي ورتيلي صورته.
,
, اشارت اليه وكأن تلك الحالمة لم تراه وهل كانت تهيم بغيره، اتجهت ناحية غرفتها تنظر لانعاكسها في المراءة بابتسامة صغيرة خجولة لتتجه بخطي سريعة مهرولة إلى الحديقة وقفت للحظات تبحث عنه بلهفة ليهدر قلبها بعنف ما أن وقعت عينيها عليه يقف بعيدا في أحد الأركان البعيدة ممسكا بكأس عصير يستند بمرفقه على الطاولة جواره، اتجهت ناحيته تتحرك بخطي سريعة متلهفة، تنظر حولها بحذر تتمني الا يراها احد ما، من الجيد أن الجميع منشغل في الحفل، الجميع عداه هو، كان يبحث عنها بين الحضور إلى أن وقعت عينيه عليها تتحرك خطوات تحاول جعلها طبيعية حتى لا يشك أحد في امرها٣ نقطة
,
, ضيق عينيه يرمقها بنظرات شك غاضبة خاصة حينما رأي نظراتها المصوبة تجاه ذلك الشاب انسحب بهدوء من وسط الجمع الصغير يمشي ناحيتها
, وقفت لينا أمام معاذ تنظر له بسعادة تتراقص في مقلتيها ابتسامة واسعة لم تستطع إخفائها عن شفتيها حركت يديها تهتف بابتسامة واسعة:
, -معاذ مبسوطة أنك جيت كنت فكراك مش هتيجي لما اتأخرت اوي كدة.
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة تحمل مزيج خاص بين العشق والثقة على شفتي ليتلقط أحد كفيها رفعه امامه فمه يلثمه بقلبه لطيفة حانية:
, - ازاي عيزاني افوت فرصة ممكن أشوفك فيها
, وبعدين انتي ناسية أنا جاي ليه
, اشتعلت وجنتيها خجلا تنظر له بهيام عينيها على وشك إخراج قلوب حمراء نابضة تهتف بعشقه، بينما اشتعلت عيني الواقف قريبا منهم غضبا وحقدا يشعر بالدماء تفور في رأسه اتجه ناحيتهم، لا ينوي خيرا ابداا.
,
, يقف في نهاية الحديقة جوار احدي الطاولات يستند بساعده الايسر على سطح الطاولة يحمل في يده كأس من العصير يرتشف منه على مضض نظر له باستخفاف ليغمفم ساخرا مع نفسه:
, - اخرتها واقف زي الاهبل بشرب عصير٣ نقطة
,
, تنهد يزفر بضجر يتذكر تحذيرات والده بأن أي شكوي ولو بسيطة أتت له عنه سيسحب منه سيارته وبطاقته البنكية وعضوية النادي، لذلك قرر أن يظل واقفا مكانه إلى أن ينتهي ذلك الحفل السخيف، يراقب الحضور بتهكم واضح من نظراته الساخرة الخاوية، قلب عينيه حينما رآها قادمة نحوه تفحصها بعينيه قصيرة قليلا تصل لقرب كتفه بذلك الكعب البسيط فستانها الأنيق، عقد جبينه يفكر لون فستانها أحمر كما يراه هو أم لون غريب من تلك الدرجات التي سمعها من قبل، أخبرته أحد الفتيات أنه « عنابي »، واخبرته اخري أنه احمر « عقيقي»، واخبرته ثالثه تتفاخر بفستانها الذي بالكاد يسترها أنه أحمر « فيروزي » وهو حقا لم يفهم ما علاقة الأحمر بمشروب الفيروز الذي يحبه، مال برأسه لليمين قليلا يتفصحها عن كثب جميلة عيناها، اللامعة بشرتها البيضاء كبشرة *******، اتجه ببصره ناحية شفتيها ليجفل يحرك رأسه نفيا يعنف نفسه:.
,
, - إيه اللي إنت بتهببه دا يا زفت دي عيلة صغيرة في ثانوي
, التفت إليها حينما سمعها تحادثه برقة فطرية ليست مصطنعة كما تعود دائما:
, - إزيك يا عثمان
, اجبر شفتيه على الابتسام التفت بجسده لها يمد يده يصافحها ببرود ظاهر:
, - اهلا إزيك يا سارين، اخبار مذاكرتك ايه، شدي حيلك عايزيك تبقي اللي انتي عيزاه
, ابتسمت خجلة تعيد خصلة ثائرة تمرد من شعرها خلف اذنيها من جديد لتسحب يدها من يده ببطئ تتمتم بخفوت:
, - شكرا يا عثمان.
,
, حمحمت بحرج لا تعرف ما تقول بينما هو لازال يرتشف من كأسه ينظر إلى جميع أنحاء الحفلة عداها هي، شعرت بالحرج من وقفتها هكذا لتقرر الرحيل، لتجده يمسك بيدها سريعا شخصت عينيها بذهول، خاصة سمعته يتحدث بمرح لم تعهده منه ابدا:
, - ايه، ايه رايحة فين خليكي قاعدة معايا
, اشار بيده إلى أحد الخدم الذين يتحركون هنا وهناك يحملون كأوس العصير، قام من مكانه يزيح لها أحد المقاعد يبتسم لها بجذابية سحرتها:
, - اتفضلي اقعدي.
,
, حركت رأسها إيجابا دون تفكير، لتجلس على المقعد برفق حرك بها المقعد للأمام، تناول من النادل كأس عصير فراولة يضعه امامه يغمغم بابتسامته الساحرة:
, - الفراولة يا فراولة.
,
, اتسعت عينيها بذهول لا تصدق أن عثمان يجلس أمامها يقول لها ذلك الكلام يعاملها بتلك الطريقة، عثمان التي طالما تمنت ولو نظرة واحدة منه يعاملها برقة، يجلس أمامها يتحدث يضحك، من الجيد أن والدتها منشغلة مع السيدات والا كانت أقامت الدنيا فوق رأسها، انفجرت دقاتها خجلا حينما مد يده يمسك بخصلة شعرها الثائرة يعديها خلف اذنيها يغمغم ضاحكا بمرح:
, - انتي شعرك ناعم اوي كل شوية بيقع.
,
, تجلس امامه كالبلهاء فقط تبتسم بخجل تستمع له لا تعلم، إن الصياد يعقد شباكه حول أخري وفقط يستخدمها كوسيلة، هي حقا لا تعني له شيئا، ولكن عند رحليها لمح تلك الفتاة ( ليلا ) تدخل إلي الحفل بصحبة والدها، بالطبع يجب أن يكون هنا، أرادها أن تعلم شباك الصياد لا تخلو من الفرائس، ابتسم بانتصار يضحك بصوت عالي يمزاح سارين حين رأي نظرات ليلا المشتعلة الموجهة إليهم، سيريها كيف تتحدي الصياد.
,
, على صعيد أخر يمشي في أرجاء المكان استأذن منهم ليستكشف الحفل، لا ينكر أن المكان بالفعل نال إعجابه فخم، رائع، لمحت عينيه شابة صغيرة تقف عند المسبح بعيدا عن زحام الحضور، اقترب منها ليجدها تمسك بهاتفها تصيح فيه بضيق:
, - ما تردي يا سارين، ماما بتدور عليكي بقالها ساعة، اووف
, اجفلت تشهق بفزع حينما سمعت صوت عابث يهمس من خلفها:
, - اهدي بس مين اللي عصب القمر.
,
, التفتت له لتجد شاب طويل القامة بشكل سخيف بالنسبة لها، وسيم ذكرها ببطل مسلسل تركي كانت تشاهده مع أختها بالأمس، حاولت استعادة ثباتها لتحرك رأسها نفيا تعقد جبينها بحدة قائلة:
, - وأنت مالك أنت، أنت مين اصلا
, اشار إلى نفسه ببراءة ينظر لها بمرح، مط شفتيه يغمغم بزهو:
, - أنا، حسام، صاحب العريس، قصدي صاحب زيدان، والقمر
, ضيقيت عينيها تنظر له يغيظ وضعت يدها على خصرها تنظر له بغرور تهتف بزهو:.
,
, - سارة السويسي، بنت أخو صاحب الحفلة
, بلع حسام لعابه بتوتر ارتبك قليلا ليمد يده يغوص بها في خصلات شعره الكثيف ابتسم يحاول مدارة ارتباكه ليمد يده يود مصافحتها:
, - يا ستي تشرفنا، أنا حسام مختار دكتور نسا
, عقدت ذراعيها أمام صدرها تنظر له بحنق ابتسم باصفرار تتمتم بامتعاض:
, - سوري ما بتعرفش على حد غريب عن إذنك
, مرت جواره ليخترق أنفه دون سابق إنذار، رائحة عطرها الهادئ، ابتسم بعبث مقررا مشاكستها:.
,
, - انتي حاطة ريحة صابون سايل
, شهقت بعنف تشتعل عينيها غضبا امسكت بأطراف فستانها تلتفت إليه جزت على أسنانها مغتاظة منه:
, - صابون سايل يا بيئة دا tender..
, نظرت له بتهكم لتكمل ساخرة:
, - ابقي روح شوفلك دكتور لمناخيرك يا دكتور، عن إذنك
, رحلت سريعا تمشي بخطوات سريعة غاضبة ليدس يديه في جيبي سروال حلته يبتسم باتساع:
, - وماله.
,
, يا بنتي اصحي، جوررري يا جورري..
, هتف بها خالد يحاول إيقاظ تلك الصغيرة التي نامت على ذراعه ما أن حملها لينظر لأخته وزوجها هاتفا في تعجب:
, - جري إيه يا ياسمين، ايه يا فارس انتوا ما بتنيموش البت دي ولا إيه
, ضحكت ياسمين بخفوت لتقترب من أخيها تحاول ايقاظ طفلتها الصغيرة جوري البالغة من العمر عشرة أعوام، :.
,
, - جوري، جوجو اصحي يا حبيبة ماما، ولا حياة لمن تنادي، أنا مش عارفة البت دي طالعة بتحب النوم كتير كدة لمين
, نظر خالد لها باستجهان يرفع حاجبه الايسر بتهكم:
, - اقول أنا لمين، ولا يلا **** حليم ستار، قوليلي الواد غيث هينزل امتي
, تنهدت ياسمين بشوق تنظر لاخيها بابتسامة صغيرة:
, - السنة دي آخر سنة كلها كام شهر ويخلص جمعته وينزل يقعد على طول معانا، وحشني اوي يا خالد
, ضحك فارس بمرح ليقترب منها يطوق كتفيها بذراعه:.
,
, - أهي كل يوم على الاسطوانة دي، غيث واحشني يا فارس، ما كانش لازم تسيبه يكمل تعليمه برة، أنت قلبك بقي حجر، وحاجة منتهي اني بقيت مصطفي أبو حجر جدا يعني
, ضحك خالد بمرح يشارك أخته وزوجها في الحديث، لحظات ودخل محمد ومعه زوجته وابنهم فراس، ليشير خالد ناحيتهم يتمتم بابتسامة:
, - محمد جه أهو ومعاه رانيا وفراس
, اتسعت عينيه بذهول حينما هبت تلك الصغيرة النائمة بين ذراعيه، في لحظات وجدها تصحو تتحرك حولها تهتف بلهفة:.
,
, - فراس فين فراس
, اتسعت عينيها بسعادة لتتملص من بين يدي خالد تركض ناحية فراس تلوح له بسعادة:
, - فراس هاي يا فراس
, أصفر وجه فارس بذهول من الصدمة بينما ضحكت ياسمين بخفوت مما حدث، بصعوبة كبح خالد ضحكاته، اقترب خطوتين من فارس يربط على كتفه يهمس له:
, - أنا من رأيي أنك تروح تطلب أيد فراس.
,
, قالها لينفجر في الضحك، ضحكات عالية صاخبة لم يوفقها سوي صرخات لينا ابنته وصوت زيدان وهو يصيح في أحدهم، احتدت عينيه قلقا على ابنته ليركض اتجاه الصوت يبحث عنها بلهفة وفزع.
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة تحمل مزيج خاص بين العشق والثقة على شفتي ليتلقط أحد كفيها رفعه امامه فمه يلثمه بقلبه لطيفة حانية:
, - ازاي عيزاني افوت فرصة ممكن أشوفك فيها
, وبعدين انتي ناسية أنا جاي ليه.
,
, اشتعلت وجنتيها خجلا تنظر له بهيام عينيها على وشك إخراج قلوب حمراء نابضة تهتف بعشقه، بينما اشتعلت عيني الواقف قريبا منهم غضبا وحقدا يشعر بالدماء تفور في رأسه اتجه ناحيتهم، لا ينوي خيرا ابداا هو صحيح لم يستطع سماع ما يقولون، ولكن رؤيتها وهي تقف تنظر لذلك الشاب بتلك السعادة أجتت نيران غيرته، تنظر له بعشق يعرفه جيدا، فهو دائما ما ينظر لها بتلك النظرات وهي حقا لا تهتم، اندفع ناحيتهم دون أن ينطق بكلمة كانت قبضته تعرف طريقها لفك معاذ الذي ترنح للخلف يمسك بفكه المتورم، صرخت لينا بفزع من هول الصدمة، بينما قبض زيدان على تلابيب ملابس زيدان يجذبه بعنف يصرخ فيه:.
,
, - إنت مين وبتعمل إيه هنا، و ازاي تسمح لنفسك تمسك ايدها بالشكل دا
, زيدااان، صدح صوت خالد كالرعد من خلفه ليرمي ذلك الفتي بنظرة حادة مشتعلة نفضه بعيدا عنه بعنف٣ نقطة
, اقترب من الجمع ينظر للثلاثة ابنته التي ترتجف بعنف، زيدان يقف ينظر لذلك الشاب يكاد يحرقه بنظراته، ذلك الشاب رآه من قبل
, التفت لزيدان يسأله بحدة:
, - ايه اللي بيحصل هنا، في ايه يا زيدان.
,
, اقترب معاذ منه يمد يده يصافحه باحترام: - دكتور معاذ يا أفندم أتمني حضرتك تكون فاكرني
, Flash back
, وقفت لينا جوار سهيلة مع دفعة جامعتها أمام مبني كبير لها لافتة صغيرة كُتب عليها المشرحة
, اقتربت سهيلة من لينا تهمس بارتجاف:
, - لينا ما تكلمي باباكي، خليه يكلم الدكتور زي ما بيعمل كل مرة، وما ندخلش المشرحة
, شدت لينا على يد سهيلة تنظر لباب الغرفة المغلق تكاد تبكي من الخوف لتقترب من سهيلة تهمس بفزع:.
,
, - بابا مسافر عنده اجتماع في الغردقة كلمته وموبايله مقفول، سهيلة أنا مش هقدر ادخل المكان دا
, اجفلا معا على صوت المحاضر حين صدح صوته يهتف بحزم:
, - إحنا دلوقتي هندخل على مشرحة الطلبة اللي ورايا دي ومش عايز اي اعتذارات يا دكاترة انتوا مش صغيرين، المفروض تكونوا اتعودتوا
, أشار إلى الشاب الواقف جانبه يربط على كتف بهدوء:
, - دكتور معاذ زميلكوا في سنة الامتياز هيساعدني النهاردة.
,
, تقدم المحاضر برفقة معاذ إلى داخل غرفة المشرحة وخلفهم الطلاب
, ما أن كشف الطبيب عن أحدي الجثث الراقدة على سرير حديدي سقطت لينا دون سابق إنذار فاقدة للوعي
, اتسعت عيني المحاضر بفزع يكاد يلطم خديه من الخوف ليصيح بذعر:
, - يا نهار مش فايت دي بنت خالد باشا السويسي لو حصلها حاجة أبوها هيطربقها على دماغنا كلنا
, نظر إلى الواقف جانبه يصيح فيه بخوف:
, - معاذ بسرعة اتصرف فوقها.
,
, اندفع معاذ ناحيتها يحاول إفاقتها لم يجد بدأ سوي أنه حملها بين ذراعيه متجها بها إلى الخارج، إلى احد المدرجات الفارغة احضرت له سهيلة مقعد ليجلسها عليه بصعوبة إستطاع إعادتها لوعيها:
, - يا آنسة، يا آنسة اا
, نظر لسهيلة يسألها:
, - هي اسمها ايه
, نظرت له سهيلة بريبة لتنطق على مضض:
, - لينا.
,
, حرك رأسه ايجابا يعاود النظر إليها ليتنهد براحة حين رآها تحاول أن تفتح عينيها، حركت رأسها تأن بألم، ما إن فتحت عينيها وجدت ذلك الشاب الذي لا تعرفه يجثو على ركبتيه أمامها اتسعت عينيها ذعرا ما ان رأتها لتلتصق بالكرسي تنظر له بفزع:
, - أنت مين، وعايز مني ايه، ابعد عني ابعد عني
, اتسعت عيني معاذ بذهول من تصرفها ليرفع كفيه باستسلام، يهتف سريعا يحاول طمأنتها:
, - اهدي، اهدي يا آنسة، مالك.
,
, ربطت سهيلة على كتف لينا، لتمسك بيدها تحاول طمأنتها تهتف برفق:
, - اهدي يا لينا، ما تخافيش، دا دكتور معاذ هو اللي فوقك لما اغمي عليكي
, نظرت لمعاذ تعتذر له بابتسامة صفراء مجاملة:
, - معلش يا دكتور أصل لينا ما بتحبش تتكلم مع حد غريب
, التفت معاذ للينا يبتسم بجاذبية مد يده يسمك كف يدها يصافحها بحرارة يهتف في مرح:.
,
, - خلاص يا ستي اعتبريني مش غريب ونتعرف انا معاذ، وانتي لينا، انا في سنة الامتياز وانتي أصغر بسنة، أنا شاب حليوة وانتي بنوتة زي القمر
, اتسعت عينيها في ذهول من كلام ذلك الغريب، رغما عنها وجدت نفسها تضحك خجلة من كلامه، لم تشعر بالخوف منه مع أنها حقا لا تعرفه، نظرت له بذهول حينما بدأ يغني بصوت نشاذ مزعج:
, - ضحكت يعني قلبها مال وخلاص افرق بينا اتشال.
,
, اتسعت ابتسامتها تشعر باحمرار غريب يغزو وجنتيها، لتجده يمد كف يده يهتف بحنو ّ
, - هاتي ايدك اساعدك تقومي، انتي محتاجة تروحي تستريحي
, بتردد ظاهر وضعت يدها داخل كف يده ليقبض على كفها برفق يجذبها لتقف تستند على كف يده إلى الخارج، لتنظر له سهيلة بغيظ اقترب تمسك بيد لينا الاخري ابتسمت لمعاذ باصفرار، ما إن خرجا اشارت لينا لعدة سيارات احتلت ساحة الجامعة تنظر لمعاذ بتشفي:
, - لينا مش دول حرس باباكي.
,
, اتسعت عيني لينا بذهول تفكر بدهشة كيف جاء والدها بتلك الدهشة وقفت سيارة والدها ليخرج منها سريعا متجها ناحيتها نزعها من بين يديي معاذ وسهيلة يحتضن وجهها بيت كفيه يسألها بقلق:
, - مالك يا حبيبتي الدكتوى بتاعك اتصل بيا وقالي أنك تعبتي، انتي كويسة
, قطبت جبينها تنظر له بتعجب لتسأله بدهشة:
, - بابا مش حضرتك كنت مسافر
, ابتسم يربط على وجهها برفق:
, - جيت النهاردة الصبح من الغردقة، المهم انتي كويسة ايه اللي حصل.
,
, احتدت عينيه ينظر لحرسه المسؤولين عن حراستها بحدة:
, - والبهايم اللي أنا رزاعهم هنا واقفين يتفرجوا، حسابكوا معايا بعدين
, امسكت لينا بيديه تبتسم بهدوء:
, - ما فيش يا بابي أنا بس خوفت من الجثث فاغمي عليا
, اشارت لذلك الشاب الواقف بالقرب منهم تهمس في خجل:
, - دكتور معاذ ساعدني هو اللي فوقني
, توجه خالد بنظره إلى معاذ يتفحصه بنظراته، لم يعجبه ذلك الشاب يبدو من هيئته أنه شاب لعوب يعرف كيف يغوي البنات.
,
, اقترب منه يمد يده ليصافحه قائلا في هدوء:
, - خالد السويسي، انا متشكر جدا يا دكتور معاذ على مساعدتك لبنتي
, ابتسم معاذ بحرج ليمد يده سريعا يصافحه يقول سريعا بأدب: العفو يا افندم دا واجبي
, حرك خالد رأسه إيجابا يبتسم باقتضاب ليعود إلى ابنته حاوط كتفه بذراعه يحثها على التحرك ليمسك بيده الأخري يد سهيلة متجها بهم إلي السيارة:
, - يلا يا بنات عشان اروحكوا.
,
, اتجهت مع والدها إلى السيارة تنظر له خلسة تبتسم بخجل سعيدة دقات غريبة تقتحم قلبها دون سابق إنذار وتلك كانت فقط شرارة البداية
, Back
, حرك خالد رأسه إيجابا حين تذكر ذلك الشاب، ليمد يده يصافحه:
, - آه افتكرتك مش أنت الدكتور اللي ساعد لينا لما اغمي عليها
, حرك معاذ رأسه إيجابا يشجع نفسه ليكمل اخذ نفسا عميقا، يقول بهدوء:.
,
, - بالظبط يا افندم الدكتورة حبت تشكرني فعزمتني على حفلة عيد ميلادها، لما دخلت جت الدكتورة تسلم عليا لقيت الاستاذ دا جاي يضربني
, احتفظ خالد بكف معاذ في يده لينظر لزيدان يسأله بحزم:
, - ليه؟
, نظر زيدان لمعاذ بحدة يود لو يختلي به لينزع قلبه من مكانه صاح بحدة غاضبا:
, - البيه كان بيتسهتن وبيبوس ايدها.
,
, نظر خالد لمعاذ يبتسم ابتسامة صفراء متوعدة لتنكمش ملامح معاذ بألم يشعر بأصابعه تكاد تسحق في قبضة ذلك الرجل بينما هتف خالد بهدوء تام:
, - دكتور معاذ مساعدتك لبنتي في موقف ما تدكش الحق أن تبوس ايدها ماشي يا دكتور
, جز معاذ على أسنانه بعنف يمنه آهاته المتألمة من الخروج، ليحرك رأسه إيجابا سريعا ترك خالد يد معاذ ليحرك الأخير أصابع يده برفق يتأكد أنها لم تُكسر، نظر لخالد يبتسم متالما ليهتف سريعا:.
,
, - خالد باشا أنا كنت عايز افاتح حضرتك في موضوع مهم
, وجه خالد له نظرة سريعة ليتجه ناحية ابنته أمسك بكف يدها، يده الاخري امسك بيد زيدان التفت لمعاذ برأسه يبتسم باقتضاب:
, - بعد الحفلة يا دكتور
, اتجه بصحبه ابنته وزيدان إلى بقعة فارغة في منتصف الحفلة، ليحضر له العامل الميكروفون الاسود الصغير، حمحم بصوته الخشن ليسود الصمت يلتفت له الجميع
, ليبدأ كلامه قائلا:.
,
, - مساء الخير يا جماعة، أحب اشكركوا على وجودكوا معانا النهاردة تشركونا فرحتنا زي كل سنة، بس السنة دي الفرحة مضاعفة، مش بس بنتي كبرت سنة وخلاص قربت تتخرج وتبقي أحلي دكتورة في الدنيا، زيدان طلب مني ايد لينا، وطبعا بعد ما خدت رأيها، قررت اعملهالها مفاجأة وأعمل خطوبتها في نفس يوم عيد ميلادها.
,
, كانت سعيدة في البداية من كلام والدها ابتسامتها البريئة تزداد اتساعا مع كلامه قلبها يرقص فرحا، إلي أن وصل إلي الجزء الخاص بزيدان تجمدت ابتسامتها على شفتيها لتشخص عينيها في ذعر كل ما تفكر فيه أن والدها يمزح بالطبع يمزح تعرف والدها يحب ان يشاكسها
, طرقع خالد بأصبعيه فوقعت الستار السوداء عن تلك المنطقة المغلقة ليظهر خلفها مجلس العروسين او ما يعرف «بالكوشة » ذات تصميم رائع يخطف الأنفاس.
,
, شهقت ذعرا حينما سمعت جملة ابيها التي وجهها إلى زيدان:
, - يلا يا عريس خد عروستك واقعد في الكوشة
, ابتسم زيدان باتساع يحرك رأسه إيجابا بتلهف اقترب منها خطوة واحدة لتعود هي للخلف تنظر لهم بصدمة تحرك رأسها نفيا لتبدأ بالصراخ دون سابق إنذار:
, - لا، لا، لا
, اندفعت لينا ناحية ابنتها لترتمي الأخيرة بين ذراعيها تجهش في البكاء، ضمتها بين ذراعيها متجهه بها إلي الداخل تحت أنظار الجميع المتعجبة، المصدومة مما حدث.
,
, وقف قاسم متجها إلى خالد ينظر له بحدة نظرات تقول « قولت لك من البداية »
, اتجه خالد إلى داخل المنزل
, اتجهت لينا مع صغيرتها إلى غرفة الأخيرة، اجلستها برفق على الفراش لتتعلق الصغيرة بأحضانها ترتجف بعنف تشهق في بكاء عنيف، لينا تحاول تهدئتها ولو قليلا لتسمع صوت ابنتها تهمس بارتجاف:
, - بابا زيدان، بابا، لا لا لا.
,
, بات جسدها يرتعش بشدة محاولات لينا لتهدئتها لم تفلح بالمرة، ابعدتها عنها سريعا تلتقط علبة المهدئ الخاص بالصغيرة، اعطته قرصا لتأخذه الفتاة سريعا بلهفة تود في تلك اللحظة فقط ان تهرب من واقعها إلى النوم اخفت جسدها داخل احضان والدتها تتشبث بها إلى بدأت تشعر بخمول حاد يسري في أوردتها لم تقاوم فقط استسلمت، لم تعد تشعر بشئ.
,
, نظرت لينا لها بألم لتمدد جسدها برفق على الفراش نظرت لها بحنو تمسد على شعرها برفق لن تسمح بأن يحدث لابنتها ما جري لها، اجفلت على صوت الباب وهو يفتح دخل خالد إلى الغرفة غاضبا يصيح بحدة:
, - عاجبك اللي بنتك عملته تحت دا
, وقفت لينا تنظر له بحدة تصيح بشراسة أم خائفة:
, -بنتي ما غلطتش، هي مش عيزاها وأنت اللي مصر تجبرها على أكتر بتكرهه وبتخاف منه، لا يا خالد أنا مش هسمحلك تضيع بنتي زئ ما ضيعت اللي قلبها.
,
, نطقتها دون وعي من شده خوفها وذعرها على ابنتها، أدركت بعد فوات الأوان انها نطقت بما لا يجب، حين رأت نظرة انكسار وحرقة ألم احتلت مقلتيه، تغضنت ملامحه ألما ليخرج من الغرفة دون أن ينطق بكلمة واحدة
, وضعت يدها على فمها تضغط على شفتيها بعنف تنهر نفسها بقوة:
, - ايه اللي أنا قولته دا بس، غبية يا لينا.
,
, نظرت لابنتها بحزن لتربط على رأسها برفق قبلت جبينها تدثرها بالغطاء جيدا لتخرج من الغرفة تلحق به تحاول أن تصحح ما أفسدت
, في الأسفل
, اعتذر للجميع عما حدث قبل قليل ليبدء الحضور بالمغادرة واحدا تلوو الاخر إلى أن رحلوا جميعا، ليتجه هو إلى الداخل وقف أمام السلم يتنهد بحزن مقررا الصعود إليها.
,
, ليطمئن عليها، اتجه إلى غرفتها رفع يده يدق الباب بخفة مرة اثنتين ثلاثة لا مجيب حرك مقبض ودخل ليجدها نائمة بهدوء ارتسمت ابتسامة حانية على شفتيه ينظر لقسمات وجهها البريئة تقدم ناحيتها ببطئ إلى ان وصل إلى فراشها جلس على ركبتيه بجانبها ممسكا كف يدها يقبله برفق كأنه قطعه زجاج رقيقة، ابتسم بحب يتنهد بشوق فالوقت الوحيد الذي يستطيع أن يشبع عينيه منها حينما تكون نائمة ظل ينظر لها بحب ممتزج بحزن يتساءل داخل نفسه لما تكرهه كل ذلك الكره لما لا تبادله عشقه لها، لما لا يمكنه أن يحصل على السعادة منذ أن كان طفلا لما الحياة تكرهه لذلك الحد، هو على استعداد ان يفعل أي شيء مهما كان لأجل سعادتها ولكنها حتى لا تطيق النظر في وجهه مد يده يمسد على شعرها برفق.
,
, ليسمعها تتمتم بنعومة وهي نائمة: معاذ، معاذ، معاذ ما تسبينش يا معاذ، معاذ
, شخصت عينيه في صدمة، تحولت لغضب احمرت عينيه من شدة غضبه علت أنفاسه بحدة اقترب بوجهه منها حتى لفحت أنفاسه الحارة وجهها مد يده يمسد على وجهها برفق يهمس بشر متوعدا:
, - صدقيني أنا لحد دلوقتي بحاول أقنع نفسي أن ما فيش حاجة بينك وبين اللي اسمه معاذ دا، بس سهلة أنا كلفت واحد يجبلي قرار البيه، بكرة ولا بعده بالكتير وهعرف الحقيقة كاملة.
,
, مد يده في جيبه ينزع من العلبة خاتم خطبتهما ليمسك كف يدها يلبسه إياها برفق، قبل كف يدها ليضعه جوارها بهدوء تركها متجها إلى أسفل، القي بجسده على أحد المقاعد يخفي
, يمسح وجهه بعنف بكف يده، لتقع عينيه على ورقة صغيرة ملقاة بشكل ملفت جذب انتباهه، ليقم من مكانه التقط الورقة يفتحها لتشخص عينيه بفزع حينما رأي ما كتب
, « باتت الصغيرة الآن بين ايدينا، عيد ميلاد سعيد للصغيرة ».
,
, صرخ باسمها بفزع ليأخذ طريقه راكضا إلى أعلى.

الجزء الثامن


اتجهت إلي غرفتهم تكاد تعض اناملها من الندم كيف ضغطت على وتره الحساس بتلك القسوة، تعرف أن جرحه على ما مضي لن ولم يندمل ابدا تنهدت تنهر نفسها بعنف مدت يدها تمسك مقبض الباب، فتحته ودخلت تبحث عنه بعينيها في كل مكان لتلمح طيفه يقف في شرفة غرفتهم، تقدمت ناحيته لتقف عند باب الشرفة لتراه يقف هناك قريبا منها بعيدا بذلك الحاجز الذي بنته هي بكلماتها الغبية، ينظر للحديقة بخواء نظرات فارغة لا روح فيها ظاهريا، تري دموعه التي يحاول سجنها بالقوة تقدمت إلى أن وقفت جواره نظرت للحظات للحديقة لتشاهد الناس يرحلون انتهت الليلة باسوء ما يكون، التفتت له تضع يدها على ذراعه لتهمس بخفوت:.
,
, - خالد أنا آسفة، أنا حقيقي مش عارفة قولت كدة ازاي
, لم يبدي اي رد فعل على ما قالت سوي انه اشاح بوجهه في الاتجاه الآخر، اقترب منه لتزيحه قليلا اندثت بين احضانه وضعت رأسها على صدره تطوق ظهره بذراعيها تتوسله باكية:
, - عشان خاطري سامحني أنا آسفة، أنا بجد مش عارفة أنا قولت كدة ازاي، أنت مالكش ذنب في اللي حصل زمان، أنا، أنا بس خايفة على لوليتا، فمش مجمعة ومش عارفة اركز في حاجة.
,
, ظل على حالته صامت جامد لم يرفع حتى يده ليضمها كما يفعل دائما لترفع وجهها قليلا تنظر له لتشخص عينيها ذعرا حينما رأت فقط دمعات بسيطة تتساقط من جفنيه المغلقين، انتفض قلبها فزعا لترفع يديها سريعا تحاوط وجهه بكفيها تهتف بتلهف قلقة:
, - خالد، خالد عشان خاطري أنا آسفة و**** آسفة، طب اعمل اي حاجة بس ما تفضلش ساكت كدا، طب اضربني حتى أنا٣ نقطة
,
, بترت جملتها تشهق بعنف حينما جذبها بقوة يعتصرها بين ذراعيه، انسابت دموعه ألما مما حدث ويحدث لابنتيه٣ نقطة
, أطلق آها ذبيحة من بين طيات قلبه المعذب من الألم، بينما هي تقبض على ملابسه بقوة تتشبث بعناقه تهمس من بين شهقاتها:
, - أنا آسفة و**** آسفة
, ابعدها عنه برفق حاوط وجهها بكفيها يمسح دموعها بإبهاميه، لتمد كفيها بأكملها تمسح بها وجهه تزيح دمعاته، ابتسم في مرح زائف يحاول أن يهدئ من التوتر السائد ليهتف:.
,
, - انتي بتليفيني يا بنتي، ايديكي كلها في وشي
, انخفضت برأسها لأسفل تضحك بخفوت لتشعر بيده تنبسط أسفل ذقنها برفق يرفع وجهها بتروي، التقت زرقتيها مع حبتي البندق اللامعة في عينيه، ابتسمت مطمأنة ما ان نظرت له لتسمعه يقول هامسا بخفوت:
, - ما تقوليش كلمة اضربني دي تاني، مش لازم تفكريني يعني أن كنت إنسان معدوم الإنسانية.
,
, حركت رأسها إيجابا دون كلام عينيها شاردة تفكر في ابنتها خائفة قلقة حائرة، لم تعرف ما تفعل فالقت نفسها في صدره تنهدت قلقة تهمس:
, - لوليتا يا خالد، عشان خاطري بلاش زيدان لو بتحبها وبتحبني بلاش تفرضه عليها
, رفع يديه يحاوطها بيده اليمني واليسري تربط على رأسها بحنو ليقول بهدوء حازم:.
,
, - انتي عارفة ومتأكدة انكوا اغلي حاجة عندي في الدنيا، أنا ما اقدرش آمن عليها مع أي حد الوحيد إلى هبقي مطمن عليها وهي معاه هو زيدان، انتي عارفة لو كان جالها واحد أنا أثق أنه بيحبها عشان ذاتها وهي بتحبه ما كنتش اترددت لحظة إني اجوزهولها كل اللي بيجوا بيبقوا يا أما طمعانين في فلوسي، يا أما عايزين يناسبوا خالد باشا عشان يهسلهم شغلهم، انما زيدان لاء زيدان بيحب لينا عشان نفسها، أنا واثق أنه الوحيد اللي هيقدر يساعدها في علاجها.
,
, رفعت وجهها عن صدره تبلع لعابها قلقا تهمس بتوتر ؛
, - بس لينا ما بتحبوش يا خالد
, ابتسم بهدوء يهتف برفق يحاول طمئنتها:
, - يا حبيبتي الحكاية كلها في ايد زيدان هو إلى يقدر يخلي لوليتا تحبه وما تخافش منه بس هي تديله فرصة، و**** الواد عايز فرصة بس، ايه يا لوليتا مستخسرة في الواد فرصة دا انتي اللي مرباياه.
,
, اضطربت حدقتيها بقلق حائرة لا تعرف أتوافق ام لاء، كلمة خالد الأخيرة اثرت وبشدة على وتر احساسها بالامومة خاصة تجاه زيدان، تنهدت تزفر بحيرة تهز رأسها إيجابا:
, - طيب ماشي اما نشوف
, ابتسم بعبث يلاعب حاجبيه بمكر ليحاوط جسدها بذراعيه تشدق يهمس باستمتاع:
, - بقولك ايه، فاكرة طريقة عمل البسبوسة ولا افكرك.
,
, انهي كلامه بغمزة وقحة من طرف عينه اليسري، شخصت عينيها بذهول تقسم أنها ستصاب بالجنون من ذلك الرجل لم تكد تفتح فمها حتى تجده يسارع قائلا بمكر:
, - افكرك، هفكرك.
,
, اقترب منها لم تسنح له الفرصة لأن يقدم على أي فعل سمع صوت زيدان يصيح باسم لينا يبدو من صوته أنه خائفا فزعا، لينفض لينا من بين ذراعيه يركض لخارج الغرفة ليجد زيدان يهرول إلى غرقة ابنته، ركض خلفه وخلفهم لينا، دفع زيدان باب الغرفة بعنف عينيه متسعين بفزع تقدم للداخل بلهفة ليتجمد مكانه تنهد براحة ليقطب جبينه متعجبا، لينا أمامه تنام بهدوء كأنها طفلة صغيرة، إذا لما تلك الرسالة الغربية وما الهدف مما كُتب فيها، كيف أصبحت لينا بين أيديهم وها هي أمامه، اجفل على يد خالد تجذبه من ذراعه ليلتفت له صاح خالد في وجهه:.
,
, - في ايه، ايه الفزع اللي إنت عملته دا
, نظر ناحية لينا نظرة خاطفة ليعاود النظر لخاله، مد يده له بالورقة التي يقبض عليها٣ نقطة
, ليأخذها خالد منه فتحها يقرأ ما كُتب عليها لتشتعل عينيه غضبا كور قبضة يده يشد عليها بعنف، اجفل على صوت أخيه يأتي من خلفه:
, - في اي يا خالد
, التفت ليجد حمزة وادهم ومايا الجميع يقف أمام الغرفة من الخارج ينظرون لما يحدث بقلق، اتجه إلى أخيه يربط على ذراعه:
, - تعالا معايا يا حمزة.
,
, التفت إلى لينا يحادثها:
, - خليكي جنب لينا
, لينظر حمزة إلى أدهم ومايا يحادثهم بحزم:
, - خشوا ناموا يلا عندنا طيارة كمان كام ساعة
, حرك أدهم رأسه إيجابا بصمت ليمسك بيد مايا يأخذها بعيدا عن الجمع، نزل حمزة اولا ليتبعه خالد وزيدان. كاد زيدان أن يتحرك لأسفل ليجد خالد يقبض على تلابيب ملابسه من الامام يهمس له بحدة غاضبة مشتعلة:.
,
, - الدبلة اللي في ايد لينا طبعا أنت اللي لبستهالها، لو دخلت اوضة البنت تاني قبل ما تبقي على ذمتك انسي أنك تتجوزها يا زيدان، أنا مش اريل في البيت
, قبض زيدان على يده بعنف يشد على قبضته بعنف يحاول أن يهدئ، ليحرك رأسه إيجابا، لفظه خالد بعنف حدجه بنظرة نارية ليتركه متجها إلى أسفل وزيدان يمشي خلفه يجز على أسنانه بقوة يقبض على يده بغل يهمس لنفسه:
, - اهدي يا زيدان دا خالك اللي رباك.
,
, اتجه ثلاثتهم إلى غرفة المراقبة المسؤولة عن الكاميرات المزروعة في أرجاء الفيلا، ليتولي حمزة عمله كمهندس في الإليكترونيات بارع في مجاله.
,
, في الأعلي دخل إلى غرفته ليلقي بجسده على الفراش يعقد ذراعيه خلف رأسه وابتسامة صغيرة تزين شفتيه، يتذكر ما حدث قبل ساعات قليلة في الحفلة.
,
, Flash back
, كان يجلس على أحد الطاولات يشاهد ما يحدث بهدوء، عينيه تبحثان عنها هنا وهناك لتشخص عينيه بصدمة حينما رأي ما ترتدي او بمعني اصح ما لا ترتدي، طالعها بصمت للحظات عينيه تخترزانها ببطئ، تلك الصغيرة كبرت بشكل مؤلم لاعصابه، كور قبضته يشد عليها ليتجه ناحيتها يجذبها من بين الجمع الصغير التي تقف تضحك فيه بسعادة، متجها بها إلى ركب بعيد هادئ في الحديقة، نزعت يدها من يدها تنظر له بحنق لتهتف غاضبة:.
,
, - في ايه يا أدهم حد يشد حد كدة، احرجتني وسط الناس
, اشار بيده طوليا إلى فستانها للتوه عينيه للحظات مع جمالها الخلاب الذي يرسمه ذلك الفستان ببراعة بلع لعابه بتوتر ليحرك رأسه نفيا بحدة يحمحم بضيق يعنفها:
, - ايه القرف اللي أنتي لابساه دا، دا مفتح من كل حتة، اتفضلي اطلعي غيريه حالا
, عقدت ذراعيها امام صدرها تنظر له بتحدي ابتسمت باصفرار تهتف بحدة:.
,
, - مش هغيره يا أدهم، الفستان دا جايباه من باريس مخصوص عشان البسه النهاردة، مش بالبساطة دي تقولي غيريه فروح مغيراه
, ارتسمت ابتسامة شيطانية لا تمت للبراءة بصلة على شفتيه، لينزع سترة حلته يلبسها إياها رغما عنها، صحيح انها غطتها بالكامل حتى ركبتيها ولكن تبقي مشكلة قدميها العارية، صاحت بحدة تحاول خلع سترته ليلتفت لها يهتف متوعدا بشر:.
,
, - قسما ب**** يا مايا لو قلعتي الجاكت لهرميكي في البسين وابقي خلي الفستان ينفعك
, أحمر وجهها بالكامل من الغضب ليمسك يدها يجذبها لأحد الطاولات اجلسها بالداخل ليجلس جوارها يغطيها بجسده العريض حتى لا تظهر ساقيها، اشار للحفل امامه ليعاود النظر اليها يبتسم بسماجة:
, - لحد ما الحفلة تخلص والناس تمشي لا أنا ولا انتي هنتحرك من هنا، عشان تبقي تلبسي فستان عريان تاني.
,
, جزت على اسنانها بغيظ تود لو تشوه وجهه الوسيم بأظافرها ليلتقط من أحد الخدم كأس عصير وقطعة كعكة يضعهم أمامها يبتسم لها بعشق لم تراه:
, - كلي يا حبيبتي
, قلبت عينيها تنظر له بغيظ لتغرز الشوكة بعنف في قطعة الكعك تتمني لو كانت رقبته مكان الكعكة
, Back.
,
, فاق من شروده يتنهد بحرارة مبتسما يتمتم مع نفسه بتلذذ:
, - حبيبتي، حبيبة أدهم وقلبه وروحه
, اختفت ابتسامته يتنهد بحسرة يهمس بلوعة:
, - وأختي، يا ريتك ما اتبنتني ما كنتش اتعذبت العذاب دا كله، بعشق قدام الناس محرم
, تنهد يحاول النوم ليهرب من عذاب قلبه وعقله ليسمع صوت دقات خافتة على باب الغرفة، قطب جبينه من الطارق في تلك الساعة قام يفتح الباب لتتسع عينيه قليلا بتعجب متسائلا بقلق:
, - مايا في اي مالك انتي كويسة.
,
, رفعت وجهها تنظر له بعبوس تحرك رأسها نفيا تهمس بارتباك:
, - أدهم أنا عارفة أنك مضايق من حكاية بس أنا مش عارفة أنام هنا، وبابا تحت مع عمو خالد ممكن أنام جنبك
, اتسعت عينيه في ذهول ليتنفض كمن لدغه عقرب يهتف سريعا بحدة:
, - تنامي جنب مين، لاء طبعا انتي عبيطة مستحيل طبعا
, نظرت له بحزن لترقرق الدموع في عينيها تهمس بنبرة باكية:
, - ليه يا أدهم هو إحنا مش أخوات، أنت ليه بتبعدني عنك كدة.
,
, كاد أن يصرخ فيها بأنهم ليس أخوه وبأنها الفتاة الوحيدة التي يعشقها قلبه، ولكنه لم يقدر ظل صامتا ينظر لها بألم وهي تقف أمامه تبكي بصمت، لتخرج لينا من غرفة ابنتها على صوت صياحه الغاضب. اقتربت منهم تسألهم بقلق:
, - في ايه يا ولاد بتتخانقوا ليه، مايا انتي بتعيطي يا حبيبتي
, اقتربت منها تأخذها بين ذراعيها لتتشبث مايا بها تبكي بحرقة، لتنظر لينا لأدهم بحدة تعاتبه:
, - إنت زعقت لأختك يا أدهم صح.
,
, أخفض رأسه يشد على يده بعنف يود لو يصيح فيهم جميعا بأنها ليست أخت له، تنهد بألم ليجد لينا تأخذ معايا معها إلى غرفة مايا تهمس لها بحنو:
, - تعالي يا حبيبتي، ما تزعليش أدهم بيهزر معاكي، أنا هفضل معاكي لحد ما تنامي
, دخل إلى غرفته يصدك قبضته بالباب بعنف يهمس بصوت خفيض غاضب:
, - مش أختي، مش اختي.
,
, جلست على فراشها في غرفتهم وحيدة، فهو عند قدومهم من الخارح أخذ ملابسه متجها إلى أحدي غرف الضيوف، ادمعت عينيها ألما وشوقا لتضم ركبتيها لصدرها تحاوطهم بذراعيها، وكلمات لينا تدوي في اذنيها، اجتمعا داخل الفيلا تشكو لها من معاملة عمر معاها ليكون ردها.
,
, « يا تالا انتي وعمر غلطانين، عمر غلط لما رمي عليكي حمل تربية البنات لوحدك وانشغل مع شغله، وانتي غلطتي فإنك وافقتي تشيلي الحمل لوحدك ما شاركتيهوش معاكي، خلتيه في آخر اهتماتك يا تالا، كل اللي بقي قدامك البنات والبيت وبس، وبعدين انتي حتى مش مصاحبة البنات علاقتكوا رسمية لأبعد حد، ودا غلط المفروض تكوني أول صديقة ليهم، بس أنا شايفة العكس تماما، ما تغلطيش غلطتي يا تالا، أنا ولوليتا ما كناش أم وبنتها ابدا كنا اكتر من أصحاب، كانت بتحكيلي أي وكل حاجة، وللأسف لما سافرت وحصلتها الحادثة دي بعدت عني جامد كأنها بتعاقبني على بُعدي عنها، حاولت كتير أصلح اللي فات بس هي ما قبلتش دا، بس لما بعدت كان خالد موجود قرب منها، انما عمر بعيد عن البنات، ما تضطريش بناتك أنهم يدوروا على الأمان برة، صلحي علاقتك مع عمر وصلحوا انتوا الاتنين علاقتكوا مع البنات قبل ما تخسروهم يا تالا، ».
,
, فاقت من شرودها لتحرك رأسها إيجابا قامت سريعا تبدل ملابسها لفستان بيتي رقيق تضع بعضا من عطرها الجذاب متجهه إلى غرفة نوم عمر تود مصالحته، فتحت الباب برفق لتجده يقف عند الشرفة يدخن احدي سجائره ويده الاخري تمسك بالهاتف يتحدث مع إحداهن يبدو سعيدا للغاية، سمعته يهمس بتلهف:
, - الو، ايوة اهلا يا مدام ناردين
, بكرة، آه آه ما فيش مانع
, آه عارفه الساعة 3، تمام جدا
, مع السلامة، مع الف سلامة.
,
, أغلق الخط ينظر للهاتف بابتسامة صغيرة سعيدة، لتختفي ابتسامته حينما سمعها تهتف من خلفه بتهكم ساخرة:
, - واضح أن مدام ناردين دي مهمة جداا عشان تكلمك في الوقت دا وانت ترد عليها باللهفة دي
, التفت لها ينظر لها ببرود ليبتسم متهكما تجول عينيه على فستانها:
, - حلو الفستان، وآه مدام ناردين عملية مهمة للشركة، واتفضلي بقي روحي نامي عشان أنا ماليش مزاج اتخانق بليل.
,
, قالها ليتجه ناحية الفراش يلقي بجسده عليه يغلق اضاءة المصباح جواره لتجز على أسنانها بغيظ تنظر له بحنق خرجت متجهه إلى غرفتها تصفع بابها عليها توصده جيدا بالمفتاح
, في غرفة سارة وسارين
, اطمئنت سارة أن شقيقتها استغرقت في النوم، لتخرج هاتفه تتصل بذلك الرقم لحظات وسمعت صوته الدافئ التي بات يلازمها ليل نهار، بجملته المعهودة.
,
, « احكي أنا سامعك »، لتبدأ دون أدني تردد تسرد له ما دار خلال يومها بالكامل حتى ما حدث بالحفل واصطدامها مع حسام
, لتسمعه يهتف بنبرة حدة غاضبة:
, - عارفة أنا لو كنت موجود معاكي كنت عرفت اللي اسمه حسام دا مقامه عشان يعرف يضايقك ازاي، بني آدم وقح قليل الادب
, ابتسمت ابتسامة خفيفة صغيرة لتهمس له بامتنان:.
,
, - حقيقي يا تامر أنا مش عارفة أشكرك ازاي كفاية أنك بتسمعني وبتحاول تخفف عني من غير ما تكون عايز مني اي حاجة
, صمت للحظات لتسمعه يكمل بمرح أحبته:
, - يا بنتي خلاص احنا بقينا أصحاب وما فيش شكر بين الأصحاب، صحيح شوفتي صورة البروفايل بتاعتي الجديدة.
,
, ابتسمت تحرك رأسها إيجابا كأنه يراها تتذكر ملامحه الوسمية، طوله الفارع، عينيه الرمادية لحيته الخفيفة شعره الكثيف تلك الحلة الكلاسيكية السوداء التي كان يرتديها زادته وسامة تخطف الأنفاس، اجفلت على صوته يهمس بعبث:
, - ايه يا سرسورة انتي نمتي ولا ايه ولا مكسوفة تقولي اني مز وقمر وحلو اوي واجنن قولي قولي ما تتكسفيش
, ضحكت بخفوت خجلة من كلامه لتسمعه يكمل بتردد:.
,
, - بصي أنا و**** مش قصدي حاجة وحشة من اللي هطلبه لو مش عايزة خلاص، انا بس يعني عايز اشوف شكلك لو ينفع تبعتيلي صورة واحذفيها على طول أنا بس عايز اشوفك مش أكتر
, بلعت لعابها بتوتر قلبها وعقلها يرفضان ما يقول لتسمعه يكمل بنبرته الهادئة المطمئنة:
, - سارة أنا مش بضغط عليكي ولا بجبرك لو مش عايزة بلاش طبعا، أنا بس كنت فاكرك بتثقي فيا اكتر من كدة
, حركت رأسها إيجابا سريعا تهمس بتلهف:
, - أنا بثق فيك طبعا يا تامر٣ نقطة
,
, لتهمس بارتباك:
, - طب بص أنا هبعتلك صورة بس تحلف انك تمسحها على طول
, هتف سريعا يطمئنها:
, - و**** همسحها او احذفيها انتي حتى من على الواتس وهي تتحذف من عندي
, تنهدت تأخذ نفسا عميقا تسكت به صوت عقلها الثائر ودقات قلبها الخائفة:
, - حاضر هقفل وابعتهالك واتس.
,
, ودعها يوصيها بالعناية بنفسها جيدا، لتغلق معه الخط، بحثت بين صورها لتجد صورة لها تظهر فيها بوجهها فقط سمعت صوت حركة بجانبها لتظن ان سارين ستسيقظ ويفضح امرها لترتبك خائفة بدلا من ان ترسل تلك الصورة ارسلت صورة اخري ليها التقطتها سارين لها من قبل بملابس صيفية خفيفة، اتسعت عينيها بفزع تحذف الصورة سريعا
, ليصلها رسالة منه:
, - أنا ما لحقتش اشوفها حتى يا سارة.
,
, تنهدت براحة تحمد **** في نفسها نظرت ناحية سارين لتجدها نائمة بعمق فقط عدلت نومتها العجيبة التي تنامها، امسكت هاتفها مرة أخري لترسل له الصورة المختارة، دقيقة واحدة وحذفتها
, لتجده يرسل:
, - بسم **** ما شاء **** عليكي انتي جميلة بجد، كويس انك حذفتيها انتي تتحسدي يا بنتي
, ضحكت بصوت خفيض خجول لتستمر المحادثة بينهما إلى قبل طلوع الفجر بقليل.
,
, في فيلا خالد السويسي
, كاميرات المراقبة توقفت عن العمل فجاءة عدة دقائق ومن ثم عادت تعمل فلم تظهر من القي الورقة، كور خالد قبضة يده يصدم بها الحائط جواره بعنف يصيح غاضبا:
, - يعني ايه الكاميرات وقفت، وقفت لوحدها يعني ما حدش يقدر الأوضة دي لأن ليها بصمة وبتشتغل ببصمة ايدي أنا بس
, التفت حمزة لها يهتف بعملية:.
,
, - ومين قالك أن حد دخل الأوضة، نظام المراقبة بتاع الفيلا اتهكر من هاكر محترف، وقف الكاميرات ورجع شغلها تاني، واللي أنا عملته دلوقتي اني آمنت نظام مراقبة الكاميرات ضد اي اختراق، بس مش هقدر اعرف مين دخل لأن الكاميرات اتقفلت خالص
, مش سجلت حتى واتحذفت كنت اقدر ارجع التسجيل، دي اتقفلت خالص.
,
, تهاوي خالد على المقعد أمام حمزة يخفي وجهه بين كفيه يكاد يجن ليعرف من يرسل تلك الرسائل، من أغلق كاميرات المراقبة، من يحاول اختطاف ابنته، من يسعي لقتله مئات الاسئلة تدور في عقله، رفع وجهه ينظر لزيدان قائلا في حزم:
, - اطلع أنت أوضتك دلوقتي والصبح نشوف هنعمل ايه
, حرك رأسه ايجابا مستسلما لما يجري ليخرج من الغرفة، قام حمزة من مكانه ليجذب مقعده يجلس جوار خالد يربط على كتفه برفق:.
,
, - هون على نفسك يا خالد، الحمد لله البنت كويسة ما حصلهاش حاجة
, وجه خالد نظرة للفراغ ينظر امامه بشرود لترتسم على شفتيه ابتسامة صغيرة متألمة:
, - وأنت فاكر أنها فعلا كويسة، بنتي بتتعذب بتترعب من كل حاجة تقريبا بس اللي حصلها وأنا مش قادر اعملها حاجة، بس قسما بربي احط ايدي عليهم وهدفعهم التمن غالي اوي
, التفتت بكرسيه ليصبح مواجها لأخيه يسأله:
, - خلينا فيك إنت، أنت مش ناوي تتجوز بقي.
,
, ضحك حمزة ساخرا يمرر يده في خصلات شعره البيضاء يهتف بتهكم:
, - اتجوز ايه بشعري الابيض دا، خلاص يا خالد، بعد مايا مش ناوي اتجوز
, تنهد بحرقة يهمس بألم:
, - يا ريتها كانت سمعت كلامي أنا قولتلها مش عايز *****، اهي عاندت وماتت حتى من غير ما تشوف بنتها، يا ريتها كانت سمعت كلامي، مش كان زمانها عايشة
, انهي كلامه ليسند رأسه على كتف اخيه يزفر متنهدا بألم ليربط خالد على رأسه يهمس بهدوء:.
,
, - دي أعمار يا حمزة، لكل أجل كتاب وقت محدد، ودا عمرها وخلص لحد هنا..
,
, ظل خالد مع اخيه حتى ودعه صباح اليوم التالي ليغادر حمزة عائدا إلى دبي، ليصعد إلى جسده يتهاوي على الفراش يريد فقط النوم ضم زوجته النائمة بين ذراعيه برفق ليستسلم لبئر النوم
, لا يعرف كم مر من الوقت لكنه استيقظ غاضبا على صوت دقات هاتف، ليس هاتفه بالتأكيد فتح عينيه بصعوبة حينما شعر بحركة لينا بين ذراعيه ليجدها تمد يدها تلتقط هاتفها وضعته على اذنها تهمس ناعسة:
, - ايوة يا مني، في إيه على الصبح.
,
, اتسعت عينيها بفزع لتهتف سريعا بتلعثم:
, - ايييه، طططب اقفلي أنا جاية حالا
, انتفضت تهرول خارج الفراش متجهه سريعا إلى المرحاض، ليستقيم هو جالسا التقط هاتفها ينظر لذلك الرقم الذي اقلقها ليجد المكالمة الأخيرة واردة من المستشفى، لحظات وخرجت لينا تهرول في ارجاء الغرفة ترتدي ملابسها، حجابها تبحث عن حقيبتها ليرفع حاجبه الايسر بدهشة يسألها بتعجب:
, - في ايه يا لينا بتلفي حوالين نفسك ليه كدة.
,
, اتجهت لمراه الزينة تحاول لف حجابها بسرعة تهتف بارتباك:
, - المستشفى لسه مكلمني، في حالة زايدة خطيرة، الزايدة ملتهبة والحالة خطيرة وعصام في مؤتمر طبي في لبنان، يعني لازم اجري حالا
, التقطت حقيبتها تهرول لخارج الغرفة ليعترض طريقها هاتفا:
, - طب استني هغير هدومي واوصلك
, ابتسم بارتباك لتقبل خده تهتف سريعا:
, - حبيبي معايا العربية والسواق والحرس وهاخد بالي من نفسي وهخلص على طول واجي، ما تقلقش انت، يلا سلام.
,
, قالتها لتهرول لأسفل لتجد زيدان يجلس على أحد المقاعد يحتسي كوب من القهوة ليقطب جبينه متعجبا ما أن رآها يسألها:
, - في ايه يا ماما انتي كويسة
, هرولت للخارج تهتف على عجل:
, - عندي عملية مهمة، افطر ما تقضيهاش قهوة، وهدومك الشغالين حطينها في الدولاب مغسولة ومكوية..
, نطقت جملتها الأخيرة وهي تجلس في مكانها ليضحك زيدان برفق تود ان تفعل كل شئ في نفس اللحظة ودعها يوصيها بالانتباه لحالها.
,
, ليدخل إلى المنزل من جديد يعاود احتساء قهوته
, بدأت تلك الحسناء الصغيرة تتحرك بصعوبة في نومها تتأوه بألم تحاول فتح عينيها تشعر بألم شديد يكاد يفتك برأسها
, فتحت عينيها بصعوبة لتصدم باضاءة الغرفة العالية، فاغلقتها سريعا بدأت برفق تحاول فتح جفنيها إلى نجحت في ذلك انتصفت جالسة لتتأوه بألم:
, - آه يا دماغي
, مدت يدها تمسد جبينها برفق لتقع
, لوليتا بصوت متعب: بابي، بابي.
,
, عينيها على ذلك القيد الذي التف بإحكام حول اصبعها شخصت عينيها بذعر، كيف وصل هذا لأصابعها، لا من المستحيل ان تربط حياتها به ابدا
, اجفلت على صوت باب الغرفة يُفتح ليدخل والدها الذي ابتسم باتساع ما أن رآها اقترب منها يهتف برفق:
, - حبيبة بابا صحيت اخيرا، ما رضتش اصحيكي قولت اسيبك تصحي براحتك
, نقلت أنظارها بين والدها وذلك الخاتم في أصبعها تنظر للفراغ بفزع أقلق خالد لوح بيده امام عينيها يسألها بقلق:.
,
, - مالك يا لينا انتي كويسة يا حبيبتي
, وجهت عينيها له تنظر له بضياع لتنكمش ملامحها بألم تهمس باكية:
, - إنت بتكرهني ليه، أنت عارف اني بكرهه مش بطيقه ليه مصر تفرضه على حياتي، ليه يا بابا ليه مصر تأذيني
, نظر لها يبتسم بهدوء ليربط على وجنتها برفق قائلا برفق:
, - بكرة هتعرفي إني ما بأذكيش ولا حاجة، هخلي فتحية تطلعلك بالفطار كلي كويس، عشان انتي امبارح نمتي من غير عشا.
,
, مد يده في جيب سرواله ليخرج خاتم الماس رقيق البسه إياها فوق خاتم خطبتها من زيدان ليميل مقبلا رأسها:
, - دا هدية عيد ميلادك كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتي
, تركها وخرج من الغرفة ليجد زيدان يدخل من باب الفيلا يحمل بين يديه تلك الدمية على شكل الدب ليضحك خالد ساخرا يهتف بتهكم:
, - سوما العاشق يا ناس
, ابتسم زيدان يآسا يتنهد بتعب يصيح بسأم:.
,
, - يا سيدي أنا مستعد ابقي اكتر إنسان حساس في الكون بس بنتك تحبني بقي دا أنا قربت اعملها عمل عشان تحبني
, ضحك خالد عاليا بصخب، ليقترب زيدان منه يهتف بتروي وهدوء:
, - بص هما خمس دقايق هطلع اديها الدبدوب وانزل
, كتف خالد ذراعيه أمام صدره ينظر له بتهكم:
, - هتديها الدبدوب في خمس دقايق كتير
, تجهم وجه زيدان بغيظ ليبتسم لخالد باصفرار يهتف بسماجة:
, - حاضر هقف عند باب الأوضة ارموهولها في وشها واجري.
,
, اتسعت ابتسامة زيدان حينما رأي الخادمة تحمل صينية الطعام متجهه لأعلي لينظر لخالد يبتسم ببراءة:
, - هاخد فتحية معايا محرم، يلا يا فتحية
, صعدت فتحية وخلفها زيدان ليسمع صوت خالد يصدح من خلفه بحدة:
, - هما دقيقتين يا حيوان وهطلع اجيبك من قفاك
, صعدت فتحية و زيدان إلى ان وصلوا الى غرفة لينا ليهمس زيدان لها بصوت خفيض:
, - حطي الاكل واخرجي على طول.
,
, دقت فتحية باب الغرفة دلفت تضع الطعام على الطاولة وخرجت دون ان تغلق الباب ليدخل زيدان بهدوء إلى الغرفة رآها تقف جوار شرفة غرفتها تتحدث مع أحدهم على الهاتف تبدو قلقة خائفة عن من تتحدث عنه:
, - ايوة يعني انتي متأكدة أنه كويس وبخير، بجد يا سهيلة كويس، اوف حسبي **** ونعم الوكيل فيك يا.
,
, هو مين دا اللي كويس، هتف بها زيدان فجاءة ليصفر وجه لينا خوفا لتبتر جملتها التفتت خلفها سريعا لتجد زيدان يقف خلفها وتلك الدمية موضوعة على طاولة الطعام
, بلعت لعابها بارتباك لتهمس سريعا بتلجلج:
, - دا دا دا عمو عز الدين بابا سهيلة، اصله كان تعبان اوي إمبارح، فأنا كنت بسأل سهيلة عليه
, لم يقنعه ردها تكذب بشكل واضح جدا ابتسم ساخرا يحرك رأسه ايجابا كأنه اقتنع بما تقول ليكمل بتهكم:.
,
, - وكنتي بتحسبني على مين، على عمو عز الدين بردوا
, ارتبكت تتصارع دقات قلبها خوفا لتبتسم بتوتر تهمس بارتباك:
, - عععلي، الدكتور أصله هيعمل امتحان الاسبوع بكرة
, ضحك زيدان ساخرا يردد ما قالت بتهكم:
, - الاسبوع بكرة، ما فيش حاجة في الدنيا اسمها كدة بس ماشي
, اقترب منها خطوتين لتعود هي للخلف تنظر له بذعر تكاد تبكي تهمس بفزع:.
,
, - أنت لو قربت مني عشان تعمل فيا اللي كنت عايز تعمله قبل كدة أنا هصرخ وانادي على بابا وهو هيجي يقتلك
, اقترب منها خطوة واحدة منع نفسه بصعوبة من اعتصارها بين ذراعيه فقط مد يده يزيح خصلاتها الثائرة التي اخفت صفحة وجهها يبتسم بألم حينما رآها تغمض عينيها ذعرا منه:.
,
, - أنا عمري ما اذيتك يا بندقتي ولا عمري هأذيكي، انتي غنيمتي من الدنيا، أنا بس بتمني حاجة واحدة، إن ما يكنش في اي علاقة بينك وبين اللي اسمه معاذ دا
, ما إن نطق إسمه فتحت عينيها سريعا على اتساعهما تنظر له بذعر ليكمل هو متوعدا بشر:
, - أنا ما اقدرش اذيكي، بس هقتله هو
, وضعت يدها على فمها تكبح شهقتها المرتعبة، ليتجه ناحيو طاولة الطعام حملها بما عليها من طعام يضعها قريبا منها، ليزيح لها الكرسي يبتسم برفق:.
,
, - اقعدي كلي
, الخمس دقايق قلبوا ساعة ونص، زمجر بها خالد بحدة وهو يدخل إلى الغرفة ليجد ابنته تجلس على كرسيها تأكل بهدوء وزيدان يقف قريبا منها يشاهدها يبتسم بعشق، نظر لابنته يبتسم برفق موجها كلامه لزيدان:
, - كويس انك خلتها تاكل
, ابتسم زيدان بثقة يعدل من تلابيب ملابسه بزهو هاتفا في مرح:
, - يا باشا ثق فيا
, ابتسم خالد ساخرا يهتف بمرح:
, - واثق يا اخويا واثق يلا احنا ننزل ونسيبها تفطر براحتها.
,
, التفت لابنته يبتسم بهدوء يسألها باهتمام:
, - لوليتا انتي كويسة يا حبيبتي، محتاجة حاجة
, حركت رأسها نفيا دون كلام تحاول الا تصدم بنظراتها مع زيدان تكره نظراته الثاقبة تشعر بها تخترق روحها يكتشف حقيقتها دون أدني مجهود
, خرج وزيدان وخالد متجهين إلى أسفل ليتلفت خالد له يسأله باهتمام:
, - عملت ايه
, تنهد زيدان بتعب يفرك جبينه يبتسم بسآم:
, - ولا حاجة اقنعتها تقعد تاكل بالعافية.
,
, حرك خالد رأسه إيجابا لينظر زيدان له يتحدث بحذر متروي:
, - فكرت في اللي اقترحت على حضرتكوا، أنا عايزك بس قبل ما تاخد أي قرار لازم تبقي عارف أن مصلحتها هي رقم واحد عندي
, حرك خالد رأسه ناحية زيدان يبتسم متهكما لعبة قديمة لعبها هو قبلا والاحمق يظن أنه سيقدر على خداعه بسهولة ادعي البراءة ببراعة يهمش بحيرة:
, - عارف يا زيدان عارف.
,
, تنهد بضيق كأنه لا يعرف ما العمل، لينظر للواقف امامه شاردا هو الآخر في الفراغ، اختطف نظرة سريعة لساعة يده مغمغا يغير مجري الحديث:
, -احنا هنفضل هنا طول النهار يلا على الشغل
, تثأب الآخر بكسل ليلقي بجسده على الأريكة خلفه مغمغا بنعاس:
, - لا و**** مكسل خليني انا وروح أنت
, نظر له بتهكم يرفع حاجبه الأيسر باستهجان هاتفا بحنق:
, - قوم يا حيوان، عايزني اسيبك مع البنت لوحدكوا.
,
, ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتي زيدان يصور له خياله الكثير من المشاهد الحالمة ليتنهد في نفسه بحرارة هامسا بشرود:
, - على فكرة بقي احنا مش لوحدنا، معانا الشيطان
, احمرت عيني خالد غضبا ليقترب منه قابضا على تلابيب ملابسه جذبه بعنف ليقف أمامه زمجر بحدة ليث غاضب:
, - بتقول ايه يا زفت٣ نقطة
, دفعه امامه بعنف صائحا: قدامي يا حيوان.
,
, اتجه زيدان ناحية الباب يتمتم بغيظ حانقا من موقف خالد التعسفي تجاهه وصل لباب القصر يفتحه قبل أن يغادر التفت لخالد يهتف بضيق
, :
, - الحق عليا كنت هخليك جدو
, قالها ليفر هاربا بعدما لاحظ توحش قسمات وجه خالد بغضب وصوته يصدح خلفه كالرعد:
, زيدان، خد هنا ياض
, فر زيدان يستقل سيارته فارا بها من بطش خالد
, ليخرج خالد خلفه متجها إلى سيارته هو الآخر، هتف في السائق بهدوء:
, - اطلع على مستشفي الحياة.
,
, في غرفة صغيرة في شقة رايقة في حي راقي نوعا ما يجلس أمام الحاسوب المحمول الخاص به يعمل بدقة وسرعة على تلك الصورة أمامه، فالحمقاء ظنت أنه لم يري حقا الصورة الأولي ولا الثانية لا تعلم أنه احتفظ بالاثنين، لا تعلم أيضا أنه من امهر مصممي الصور المركبة « الفوتوشوب»
, نظر لكم الصور امامه بالإضافة إلى مقطعين من مقاطع الفيديو صنعهم فقط من صورتين، تنهد ينظر لشاشه حاسوبه متمتا بمكر:.
,
, - دا أنا هكسب من وراكي دهب يا سرسورة
, اود ان تعرفي ما مقدار حبي لكي لماذا لاتريدين معرفه حقيقتي ياليتني اضمگ بين ذراعي هاتين واشكو لكي ما قد فعلت بي الحياه، انتِ الشمس التي اتكأت عليها بعد الظلام. لماذا لا تحبيني كمقدار عشقي لكي بل ادماني لگي اريدك ان تكوني عوضي.

الجزء التاسع


تهاوت على كرسيها تلتقط أنفاسها بصعوبة لا تصدق أن تلك العملية الجراحية مرت على خير، بالكاد استطاعت إنقاذ حياة المريض في آخر لحظات، استندت بمرفقيها على سطح المكتب تخفي وجهها بين كفيها تفكر في ابنتها وما حل بها طفلتها المسكينة التي تعاني الأمرين من صغرها، اجفلت على صوت دقات على باب غرفة مكتبها لتسمح للطارق بالدخول، دخل أحد الأطباء الكبار المسؤول عن تعيين الاطباء حديثي التخرج بعد موافقتها بالطبع٣ نقطة
,
, تقدم الطبيب ناحية مكتبها يمسك في يده ملف طبي لأحد الاطباء ليقول مبتسما بهدوء:
, - صباح الخير يا دكتور
, ردت له الابتسامة تؤمي برأسها بهدوء:
, - صباح النور يا دكتور هاني، ملف لدكتور جديد مش كدة
, ضحك الطبيب بهدوء يحرك رأسه إيجابا ليمد يده لها بالملف الخاص بهذا الطبيب التقطته منه تقلب بين صفحاته وهاني يجلس أمامها يقول:.
,
, - دكتور حسام مختار، دكتور أمراض نسا بعتلنا الملف بتاعه من حوالي شهر تقريبا، جمعت كل المعلومات وشهادته الطبية وحقيقي دكتور ممتاز ووجوده معانا مكسب لينا
, حركت رأسها إيجابا تصدق على كلام هاني جميع الشهادات المرفقة بملفه تخبر بافتخار عن مدي براعة صاحبها وتفوقه، وصلت للورقة الخاصة بتعيينه لتلتقط قلمها الخاص خطت توقيعها المميز موافقة منها على انضمامه إليهم.
,
, أبتسم هاني بهدوء يلتقط منها الملف لتهتف لينا بحبور:
, - مبروك علينا يا دكتور٣ نقطة
, قام هاني يلتقط منها الملف ليصافحه قبل أن يغادر قائلا:
, - هبعته لحضرتك لأنه عايز يسلم على حضرتك
, ابتسمت تحرك رأسها إيجابا.
,
, في سيارة زيدان التقط هاتفه يطلب رقم محدد فتح مكبر الصوت يضع الهاتف على مقدمة السيارة امامه لحظات وسمع صوت الطرف الآخر يهمس بارتجاف:
, -زززيدان باشا و**** أنا شغال على الموضوع يا باشا، بس
, قاطعه زيدان يهمس متوعدا:
, - بس هي فيها بس
, ارتجفت نبرة الرجل ذعرا يهمس بارتباك:
, - أنا قصدي يعني أن خالد باشا لو عرف اني بدور على معلومات عن بنته٣ نقطة
, قاطعه زيدان يزمجر غاضبا يصيح فيه بعنف تعتصر يداه مقود السيارة:.
,
, - مالكش دعوة بخالد باشا، انت فاهم يا ساهر، تعرفلي مين الزفت اللي اسمه معاذ دا والأهم ليه علاقة بلينا بنت خالد باشا ولا لاء
, هتف ساهر بتلهف سريعا:
, - تمام يا باشا 48 ساعة بالكتير وادق التفاصيل تبقي عند سيادتك
, تنهد زيدان يزفر بضجر ليتمتم بضجر:
, - أما نشوف اخرتها..
,
, انهي المكالمة ليغلق الخط عينيه مرتكزة على الطريق أمامه بداخله نيران تستعر نيران شك وغضب وخوف، خائف من أن يكون قلبها لغيره خائف عليها من أن لا يستطع أن يملك زمام غضبه، خائف من أن يؤديها.
,
, أدار مقود سيارته ليأخذ طريقه إلى عمله، بينما اتجهت سيارة خالد إلى مستشفي الحياة وقف امام المستشفى لينزل من السيارة يلحقه حرسه اشار لهم أن ينتظروه خارجا ليأخذ طريقه متجها إلى غرفة لينا يسمع تهامس الفتيات من حوله فيما بينهم ليضحك بخفوت ساخرا لازالوا يتغزلون به كأنه شاب في الثلاثينات من عمره.
,
, في داخل مكتب لينا يجلس حسام على الكرسي المقابل لها متأنقا بقميص أسود وبنطال من خامة الجينز الاسود، يتحدث مع لينا يعبر لها عن مدي سعادته بقبوله للعمل معهم في مستشفي الحياة
, بسطت لينا راحة كفها الايسر أسفل خدها تنظر للجالس أمامها بتعمن لتهتف بتعجب:
, - إنت عارف أنت شبهه بشكل غريب و**** حاجة غريبة
, قطب حسام ما بين حاجبيه يسألها:
, - شبه مين.
,
, فتحت فمها تود أن تخبره لينتفح باب الغرفة ويظهر خالد يبتسم لها، هب حسام واقفا ما أن رآه يصافحه بحرارة ما أن رآه:
, - خالد باشا اهلا وسهلا يا باشا
, مد يده يصافحه بهدوء ابتسم يحرك رأسه إيجابا ليتجه إلى المقعد الآخر يجلس عليه إشارت لينا لحسام تبتسم بهدوء قائلة:
, - دكتور حسام هيشتغل معانا في المستشفى من النهاردة، في قسم النسا والتوليد
, أبتسم خالد بهدوء ينظر لحسام قائلا:
, - بالتوفيق ان شاء ****.
,
, اتسعت ابتسامة حسام المتحمسة ليحمحم بحرج مقررا الانسحاب ليفسح لهم بعض الخصوصية:
, - متشكر جدا يا افندم استأذن أنا بقي عشان اروح اشوف شغلي عن اذنكوا
, استأذن بأدب ليتركهم ويغادر مغلقا الباب خلفه، لينظر خالد لها يسألها بقلق:
, - عملتي ايه في العملية بتاعت الصبح
, قامت من مكانها متجهه ناحيته لتجلس على الكرسي المقابل له تتنهد براحة:
, - الحمد لله عدت على خير لحقنا المريض على آخر لحظة.
,
, مد يده يمسك بكف يدها يقبله برفق تلاقت عينيه بعينيها ليبتسم يهمس بامتنان:
, - ايديكي دي كنز يا أما انقذتي بيها حياة ناس، سامحيني إني في يوم منعتك عن شغلك
, اتسعت ابتسامتها تنظر له بسعادة لا تجد ما تقوله من فرط سعادتها لتهمس اخيرا بعشق:
, - بحبك، بحبك اكتر من حياتي انتي روحي اللي ما اقدرش اعيش من غيرها
, ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه قرص وجنتها برفق يغمغم بمرح:
, - وبتقولي أنا اللي بقول كلام حلو، ها خلصتي.
,
, حركت رأسها إيجابا تغمغم بابتسامة صغيرة:
, - آه انا كنت همشي اصلا
, التقط كف يدها ليجذبها لتقف معه قائلا: - خلاص تعالي اوصلك وبعدين أبقي ارجع شغلي
, لم تتحرك بقيت واقفة تنظر له بلعت لعابها تهمس بارتباك:
, - لا يا خالد أنا لما ببقي معاك ما بترضاش تخلي السواق يسوق وهيبقي تعب عليك وأنت اصلا من زمان بتتعب من السواقة أنا هروح مع السواق بتاعي.
,
, اعطاها نظرة باردة دون معني ليشد على كف يدها متجها معها إلى سيارته، اشار للسائق ليفهم اشارته متجها إلى سيارة الحرس، فتح لها باب السيارة لتجلس ليستقل المقعد جوارها ينطلق إلى وجهته..
,
, صمتت للحظات تنظر له بطرف عينيها يبدو متجهما غاضبا امسكت الاقراص المدمجة الموجودة في السيارة تبحث بينهم عن تلك الاغنية تعرف أنها ستصالحه بها ابتسمت بخبث ما أن رأته لتضعها في المشغل الخاص به لحظات ودوي صوت الموسيقي يصدح في السيارة تليها كلمات الاغنية
, شو واثق بحالو وشو قلبو قوي
, وقلبي من جمالو دايب مستوي
, كانت
, صارت
, كانت كانت
, صارت
, شو واثق بحالو وشو قلبو قوي
, وقلبي من جمالو دايب مستوي.
,
, وشو واثق في حالو وشو قلبو قوي
, وقلبي من جمالو دايب مستوي
, كانت قصة إعجاب
, صارت حب وعذاب
, تاري شيخ الشباب حبّو بيكوي كوي
, صدحت ضحكاته العالية وهي تنظر له بحالمية ليمد يده يضعها خلف رأسها جذبها يقبل جبينها برفق يتمتم بحب:
, - بحبك
, مالت تضع رأسها على صدره وهو يقود تهمس بخجل:
, - وأنا بعشقك
, رفعت وجهها تنظر له تسبل عينيها تسأله بقلق:
, - تفتكر هيجي يوم ولوليتا تحب زيدان زيي أنا وأنت كدة.
,
, حرك رأسه نفيا نظر لها يبتسم بمكر هامسا في خبث:
, - تؤ محدش هيعرف يحب زيينا أحنا الأساس والاصل والباقي تلاميذ في الفصل
, صدحت ضحكاتها تملئ السيارة لتهتف من بين ضحكاتها:
, - يخربيت دماغك مش هتتغير أبدا.
,
, اوقف سيارته امام النادي، لينزل منها مصطحبا إياها للداخل، ليلمح على مدي بصره عثمان ابن على يجلس على أحدي الطاولات بصحبة أحدي الفتيات ليزفر بحنق ذلك الفتي سيطيح بسمعة عائلتهم، اتجه معها إلى أحد الطاولات، طلب لها عصيرها المفضل وكوب من القهوة له، التفت لها يقول بهدوء:
, - في حاجة مهمة عايز أخد رأيك فيها
, ابتسمت تحرك رأسه إيجابا ليتنهد بحيرة مكملا:.
,
, - زيدان عرض عليا امبارح أنه يكتب كتابه على لينا عشان تبقاله مساحة حرية اكبر في التعامل مع لينا خصوصا برة البيت، أنا عارف ان هو بيصيع عليا وعايزها تبقي مراته، بس أنا لو عايز أطلقها منه مش هيقدر يقولي لاء، فأنتي ايه رأيك، خصوصا الصبح لينا اتعاملت مع زيدان عادي واقنعها تقعد تفطر فحسيت أنها خطوة كويسة.
,
, ارتجفت حدقتيها بقلق حائرة لا تعرف صدقا لا تعرف كلام خالد منطقي وعقلاني جداا ولكن خوفها على ابنتها يمنعها من الموافقة، حركت رأسها نفيا تهمس بحيرة:
, -مش عارفة يا خالد حقيقي مش عارفة كلامك منطقي جدا ودا المفروض يحصل بس لينا مش هتقتنع بيه
, أمسك يدها برفق يشد عليها قائلا:
, - دي بقي مهمتك حاولي تقنعيها انتي.
,
, تنهدت تبتسم بتردد تحرك رأسها إيجابا قضيا بعض الوقت معا ليقررا الرحيل امسك يدها يقوم معاها من على الطاولة ليسمع صوت قادما من خلفه يهتف بنبرة هادئة تحمل قدر كبير من التهذيب:
, - احم لو سمحت يا عمو
, رفع حاجبه الايسر بدهشة وكلمة «عمو » تتردد داخل ذهنه، التفت خلفه ليجد شاب تقريبا في منتصف العشرينات طويل القامة ومع ذلك بدأ اقصر منه بمراحل نظر له خالد من اعلي يبتسم بتهكم:
, - خير يا حبيبي.
,
, اشار الفتي إلى الواقفة جواره يبتسم بحرج ليمد يده يصافح خالد لتتحول ابتسامته المتوترة لاخري واسعة يهتف بحماس:
, - حضرتك أنا اسمي حيدر شاهين، 23 سنة خريج كلية تجارة وشغال مع والدي في شركته، أنا انتقلت النادي هنا جديد، وشوفت بنت حضرتك مرتين تلاتة مع حضرتك، وأنا بصراحة يعني معجب بيها، فكنت عايز من حضرتك ميعاد عشان اجي اتقدم أنا ووالدي.
,
, شهقت لينا بعنف تنظر للفتي بحسرة، ليترك خالد يدها متجها ناحية ذلك الشاب يبتسم ابتسامة سوداء متوعدة، ليقبض على تلابيب ذلك الشاب بعنف يزمجر كليث غاضب:
, - اسمع بقي يا روح قلب عمو، لو شوفتك في النادي دا تاني هعلقك على بابه، ولو عينيك جت على مراتي تاني هخلعهالك.
,
, أصفر وجه الفتي فزعا زوجته تلك الصغيرة زوجة ذلك العجوز، حرك الفتي رأسه إيجابا سريعا ليلقيه خالد بعنف بعيدا عنهم، ما كاد يتحرك خطوتين حتى سمع ذلك الفتي يهتف بسخط:
, - عجوز متصابي صحيح متجوز واحدة قد بنته
, اتسعت ابتسامته الشرسة ليلتفت برأسه إلى الفتي ينظر لها بشراسة تلك النظرة الماكرة التي تكون في عيني الأسد قبل أن ينقض على فريسته، خلع سترة حلته يعطيها للينا تنهد يهمس باستمتاع:.
,
, - هترجعوني لأيام الشقاوة تاني
, اتجه ناحية الشاب يجعل منه كيس ملاكمة يفرغ غضبه فيه امسكه من تلابيب ملابسه بيده اليسري بينما ربط باليمني على وجهه بعنف يبتسم متوعدا بشر:
, - لو شوفت خلقتك تاني في اي مكان هعلقك على بابه فاهمني يا زينة الشباب.
,
, بلع الشاب لعابه بذعر يحرك رأسه إيجابا ليلفظه خالد بعنف بعيدا عنه ليسقط المسكين ارضا ينظر لاثر ذلك الرجل المفزع، بينما امسك خالد بيد لينا متجها بها إلى الخارج حيث توجد سيارته.
,
, هاي يا عثمان، هتفت بها بدلال كأنه غير متعمد تلك الفتاة المدعوة ليلا لينظر لها عثمان بجانب عينيه ابتسم باصفراا يحيها بكلمات مقتبضبة باردة:
, - هاي يا ليلي، لاء ليلا صح.
,
, ابتسمت برقة تحرك المقعد المقابل له لتجلس أمامه ابتسم باقتضاب، داخله يزفر براحة من الجيد أن الحمقاء التي كان يجالسها رحلت قبل قليل، عاود النظر للجالسة امامه يحاول أن يبدو جادا في كلامه لتتوه عينيه للحظات في حسنها الخلاب شعرها الكستنائي الطويل عينيها السوداء الواسعة، نظراتها الناعسة الساحرة، شفتيها المكتنزة، بلع لعابه يحاول أن يركز، اخذ نفسا عميقا يزفره بحدة
, نظر لها يبتسم ببرود قائلا:.
,
, - خير يا آنسة ليلا في حاجة محتاجاها
, فاجئته هو نسفه حينما اقتربت تمسك بكف يده بأصابعها نظر لها بدهشة لم يستطع إخفائها خاصة حين أكملت قائلة بتلهف:
, - عثمان أنت ليه بتبعد عني
, نزع يده من يدها ليعود للخلف إلى ظهر مقعده وضع قدما فوق اخري ينظر لها ببراءة ذئب ليغمغم بتهكم:
, - أنا ببعد عنك، سوري يا ليلا بس أنا ما فيش بيني وبينك اي حاجة عشان تقوليلي انت بتبعد ولا بتقرب
, ارتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة ليغمغم:.
,
, - على حد ما افتكر مش أنا اللي بعدت ومشيت وكأني واقف مع هوا ولا يسوي
, نظرت له بغيظ شديد لتنفجر صائحة بحدة:
, - إنت عايز ايه يا عثمان هااا، أنا يا سيدي أنا حقيقي معجبة بعثمان الصياد وبكراش عليك من زمان، ارتحت كدة، بس ايه في الآخر هتتسلي شوية وترميني زي ما عملت مع نص بنات النادي، سوري يا عثمان أنا مش لعبة في ايدك زي اللي قبلي.
,
, قالت جملتها الاخيرة لتجذب حقيبتها بعنف تغادر المكان بخطي سريعة غاضبة ليفر خلفها سريعا امسك كف يدها ودون أن يعطيها حتى فرصة للكلام جذبها خلفه إلى اسطبل الخيل المخصص للتدريبات والذي في الأغلب ما يكون فارغا لا يزدحم الا في وقت المسابقات.
,
, ادخلها إلى حظيرة الخيل ليدفعها للحائط المجاور « للبلوك » الخاص بالحصان الخاص، نظرت له بشراسة تحاول دفعه بعيدا عنها أما هو فركز رماديته الساحرة على عينيها ينظر لها نظرة غريبة لم تستطع هي حتى فهمها فقط تاهت في سحر عينيه الخاص القاها في دوامة لم تستطع الخروج منها بإرداتها لن تريد أن تفعل، ليقول هو هامسا بشغف:
, - تعرفي أنك اول واحدة اجيبها معايا المكان دا.
,
, صدقا لو كان الحصان المجاور له حيوان ناطق لصرخهم فيهم بأنه كاذب مخادع، ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها تنظر له بتهكم لتقول:
, - والكلام دا قولته لكام واحدة قبلي
, انفرجت قسماته بمرح ليقطب جبينه كأنه يفكر ليقول بعبث:
, - مش كتير يعني 15، 25، ما بعدش و****
, ضيقت عينيها ترميه بنظرات غضب وغيط لتتحرك بعنف تود التحرر من بين ذراعيه تهتف حانقة:
, - سيبني يا عثمان أنا غلطانة اصلا اني في يوم فكرت في واحد زيك..
,
, سكتت عن الكلام وعن الحركة وتقريبا عن التنفس حينما اكمل هامسا بشغف:
, - بس انتي اول واحدة هطلب ايدها للجواز، تتجوزيني يا ليلا
, اتسعت حدقتيها على اتساعهما تسبل رموشها من الصدمة لتشير إلى نفسها تتمتم بذهول:
, - إنت بتكلمني أنا؟!
, ابتسم يجذبها بسحره الخاص ليحرك رأسه إيجابا مال جوار أحدي أذنيها يهمس بحب قائلا:.
,
, - كنت مستنيكي من زمان، كنت مستني واحدة مش عايزة تبقي رقم من أرقام الصياد، كلهم كانوا بيبقوا عارفين انهم تسلية وبردوا بيكملوا انما انتي لاء يا ليلا، انتي مختلفة مميزة، سحرتيني من اول مرة شوفتك فيها، وافقي انتي بس وأنا هجيب اهلي ونيجي نتقدملك
, حركت رأسها إيجابا سريعا ابتسامتها الواسعة تشق شفتيها ليضمها بين ذراعيه بقوة اختفت ابتاسمته الحنونة لتحل أخري مكانها يهمس في نفسه متوعدا:.
,
, - اهلا بيكي في شباك الصياد يا ليلا هانم
, اما هي فكانت تبتسم بسعادة تتشبث بسترته بقوة لحظات وفتحت عينيها تنظر للفراغ بغيظ لتختفي ابتسامتها تهمس في نفسها بحقد:
, - و**** ووقعت في الفخ يا عثمان يا صياد.
,
, في فيلا خالد السويسي، في غرفة لينا
, تجلس خلف مكتبها تذاكر دروسها بشرود عقلها مشغول بما يحدث، لن تسمح لتلك الخطبة أن تستمر لن ترتبط به ابدا حتى لو ادي بها الأمر إلى الهروب، والأهم من ذلك معاذ تحاول الاتصال به منذ الصباح وهاتفه دائما مغلق، زفرت بحنق تلقي القلم من يدها لتشهق فزعة حين شعرت بأحدهم يضع يديها على عينيها وصوت مرح محبب تعرفه جيدا يقول مازحا:
, - أنا مين.
,
, ارتسمت ابتسامة صفراء على شفتيها لتقول بسماجة:
, - جوجو الرخم، شيل ايدك ياض
, ياض قالها باشمئزاز، ليرفع يديه من على عينيها التفتت له ليتركها متجها ناحية فراشها القي بجسده عليه ينظر لها يهتف ساخرا:
, - الشكل من باريس، اللسان من بولاق، ياض يا بيئة
, نظرت له بغيظ لتمسك دباسة الاوراق الخاصة بها تلقيها عليه بعنف ليتفادها بسهولة نظر لها يضحك بشر طفولي:
, - ما جتش فيا يا فاشلة يا شريرة.
,
, قامت من مكانها متجهه ناحيته اشهرت سبابتها أمام وجهه تصيح غاضبة:
, - أنا شريرة يا بوجي مان أنت مش كفاية أنك ما جتش عيد ميلادي
, قطب جبينه ينظر لذلك الخاتم الذي يحاوط إصبع يدها اليمني ليجذب يدها يجلسها جواره يسألها بترقب:
, - سيبك من دا كله انتي اتخطبتي امتي ومن مين
, تنهيدة حارة خرجت من بين طيات قلبها المثقل بالاحزان نظر له بألم لتهمس بحزن:
, - هحكيلك كل حاجة.
,
, بدأت تقص له كل ما حدث في حفلة الزفاف بالطبع دون أن تخبره الجزء الخاص بمعاذ
, لترفع كف يدها تهمس بألم:
, - بس الصبح بابا جه اداني الخاتم دا ولبسهولي فوق دبلة زيدان بيه كأنه بيقولي الدبلة ما تتقلعش بس أنا مستحيل ارتبط باللي اسمه زيدان دا
, تنهد جاسر حزينا على حالها ليمد يده يربط على رأسها برفق هامسا:
, - برغم كل اللي قولتيه بس أنا حقيقي نفسي تدي زيدان فرصة، حقيقي هو بيحبك بجد، فرصة واحدة مش هتخسري حاجة.
,
, حركت رأسها نفيا بعنف، لتشعر به يحرك رأسها برفق ناحيته قطب جبينها يرمقها بنظرات ترقب حذرة ليهتف فجاءة:
, - انتي في حد تاني في حياتك
, للحظات شعرت أن قلبها توقف عن النبض اتسعت عينيها حتى كادت تخرج من مكانها لتحرك رأسها نفيا بعنف تهتف بانفعال:
, - ايه اللي إنت بتقوله دا يا جاسر لاء طبعا ما فيش
, كتف ذراعيه أمام صدره فقط يحدق فيها بشك دون ان ينطق بحرف لترفز بحنق تهتف بحدة:.
,
, - إنت بتبصلي كدة ليه ما قولتلك ما فيش، خلينا فيك إنت، قولت لباباك على اللي انت عملته
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه تليها ضحكة طويلة مريرة متألمة هدأ ضحكاته قليلا ينظر لها بتهكم ليقول:
, - اقوله ايه يا لينا.
,
, سوري يا والدي أنا حققت حلمي اللي انت رافضه وفتحت مطعم السمك اللي كان نفسي فيه وبسافر اسكندرية اديره لاء ومش بس كدة أنا متجوز من وراك من واحدة عملت معاها علاقة زنا وطلعت عذراء فقررت أصلح غلطتي واتجوزها!
, تنهدت لينا حزينة على حال أخيها لتربط على يده برفق تبتسم له تحاول تشجيعه فما كان منه الا أن أسند رأسه على كتفها يهمس متألما:.
,
, - أنا تعبت يا لينا مش عارف اعمل إيه، كان هيحصل ايه يعني لو بابا وافق من الاول اني ادخل سياحة وفنادق أنا كان نفسي ابقي صاحب اكبر مطعم اكل بحري في مصر، لما قولتله كدة بعد ثانوية عامة فضل يتريق عليا ويقولي انا ابني يبقي طباخ وقدم ورقي في كلية هندسة الزراعة غصب عني
, لم تعرف ما تقوله حالها ليس بأفضل حالا منه رفعت يدها تربط على رأسه برفق.
,
, ايه دا جاسر إنت هنا، صدر ذلك الصوت من ناحية باب الغرفة ليرفع رأسه من على كتف لينا نظر ناحية الباب لتتسع ابتسامته تقدم ناحيتها يهتف بمرح:
, - عمتي حبيبتي وحشتيني، مش اوي يعني بدل ما اتعلق هو عمي فين
, صدحت ضحكات الفتاتين لتقترب لينا منه تقرص خده برفق:
, - يا واد بطل لماضة عمك خالد في شغله وصلني ورجع.
,
, عمتتتتتتييييي، صاح بها بشوق مضحك ليحتضنها بقوة رفعت يدها تضربه على كتفه برفق أشارت برأسها إلى أحد الاركان تبتسم بمكر:
, - على فكرة احنا كدة يعتبر واقفين في الطرقة والكاميرا دي لقطتك يا حلو
, اختفت ابتسامة ليصفر وجهه خوفا فك ذراعيه عنها ليعود للخلف ببطئ ينظر للكاميرا هاتفا بذعر:
, - أنا ما حضنتهاش دا خيال مش أنا.
,
, اتجه راكضا إلى غرفة لينا ناحية مكتبها تحديدا أمسك ورقة بيضاء وقلم يكتب عليهم سريعا جبينه يتفصد عرقا لتسأله « لينا » أخته بتعجب:
, - بتكتب ايه يا ابني
, رفع وجهه ينظر لها بذعر ليصيح بفزع:
, - وصيتي يا أختي، ال25 جنية اللي في جيبي يتوزعوا بالعدل، بعد ما ابوكي يعمل مني شاورما
, انفجرت لينا وابنتها في الضحك على منظر جاسر المضحك خاصة في حالة المفزوعة تلك لتتركهم لينا متجهه إلى أسفل:.
,
, -أنا هروح أحضر العشا عشان خالد زمانه جاي
, جلست جاسر ارضا يربع ساقيه يكاد يندب باكيا:
, - طب أنا اروح احضر كفني، يا صغير على الموت يا جاسر، ياللي هتموت في عز شبابك يا جاسر، ابقوا وزوعوا على روحي كنافة بالمكسرات مش سادة بلاش بخل هتبخلوا عليا حتى وأنا ميت
, ولينا تجلس على فراشها تكاد تبكي من فرط الضحك.
,
, حل المساء سريعا، كانت لينا في الأسفل تساعد والدتها في إعداد طاولة العشاء وجاسر مستلقي كالقتيل نائما في غرفته، لحظات وسمعوا صوت المفتاح الخاص بخالد يفتح الباب لتسرع لينا ناحية الباب تستقبل والدها كالعادة.
,
, تلك المرة استقبلها بابتسامة متعبة ليقبل جبينها يعطيها الحلوي التي تفضلها، ابتسمت بسعادة تقبل خده لحظات وظهر زيدان من خلفه وقفت جوار والدها تنظر له لأول مرة لم يعيرها انتباها لم ينظر حتى لها منظره مبعثر ازرار قميصه معظم مفتوحه يحمل سترة حلته بأحد ذراعيه ملقيا إياها على كتفه، لمحة خاطفة إلى وجهه وهو في طريقه لأعلي لتري ملامحه المتهجمة المجهدة، اجفلت على صوت والدتها تسأله بقلق:.
,
, - زيدان مش هتاكل يا حبيبي
, وجه رأسه ناحيتها يبتسم بشحوب ليحرك رأسه نفيا يهمس بانهاك:
, - لا يا ماما مش جعان أنا بس محتاج أنام عن اذنكوا
, قطبت لينا حاجبيها تنظر لها بقلق لتتجه ناحية زوجها تسأله:
, في إيه يا خالد، زيدان ماله
, تنهد بحزن ليمسح وجهه بكف يده يهمس:
, - النهاردة ثانوية زيدان أبوه، أنا جبته بالعافية من قدام قبره، كان بيبكي زي الطفل مش عايز يمشي.
,
, تجمعت الدموع في عيني « لينا جاسم » تنظر في اثره بشفقة لتهمس بحزن:
, - يا حبيبي يا إبني، طب أنا هطلعله
, ما كادت تتحرك خطوتين حتى شعرت بيد خالد تمسك بكف يدها نظرت له لتجده يحرك رأسه نفيا ليقول:
, - سيبيه لوحده هو محتاج يبقي لوحده صدقيني
, حركت رأسها إيجابا تنظر للسلم قلبها ينتفض خوفا على ولدها الصغير انسابت دموعها لتسمحهم سريعا بكفيها، نظرت لابنتها تحاول الابتسام:.
,
, - لوليتا روحي يا حبيبتي صحي جاسر عشان نتعشا
, حركت رأسها بالإيجاب لتأخذ طريقها لأعلي لا تعرف ولكنها حزينة تشعر بالحزن والشفقة عليه خاصة مع كلمات والدها.
,
, زيدان يبكي! في حياتها كلها لم تره يذرف دمعه واحدة، تنهد بضيق تحاول الا تجعل الأمر يشغل بالها كثيرا، اقتربت من الممر الطويل الذي يعج بالغرف والدها جعل لكل فرد من العائلة غرفة خاصة به لا تعرف لما ولكنه كما يقول هو بات هو كبير العائلة ومن الطبيعي أن تتجمع العائلة كلها في بيته، اقتربت تتحرك شاردة لتخرج منها شهقة فزعة حين شعرت بيد تجذبها ناحية أحدي الغرف بعنف لينغلق الباب خلفها!

الجزء العاشر


اقتربت من الممر الطويل الذي يعج بالغرف والدها جعل لكل فرد من العائلة غرفة خاصة به لا تعرف لما ولكنه كما يقول هو بات هو كبير العائلة ومن الطبيعي أن تتجمع العائلة كلها في بيته، اقتربت تتحرك شاردة لتخرج منها شهقة فزعة حين شعرت بيد تجذبها ناحية أحدي الغرف بعنف لينغلق الباب خلفها بقوة، اتسعت عينيها هلعا دقات قلبها سريعة هادرة خائفة، بلعت لعابها تنظر له بذعر لا فرار جسدها محاصر بينه وبين الباب المغلق التي تستند عليه بجسدها، تبددت نظراتها الفزعة إلى أخري حزينة مشفقة تتطلع إلى قسمات وجهه المستنزفة، حزين كلمة قليلة عما تصرخ به عينيه كغريق يبحث عن طوق نجاة، اجفلت خوفا حين رفع يده ظنا منها أن يده ستمتد عليها كما فعل قديما، لكنها وجدت يشير لصدره يصدم موضع قلبه بقبضه يده يهمس بانهاك:.
,
, - قلبي بيوجعني اوي يا لينا، سامحيني
, قطبت جبينها متعجبة على ما تسامحه لتشهق فزعا حين جذبها إليه بقوة يلقي برأسه فوق كتفها الصغير يحاوطها بذراعيها تجمدت بين يديه تنظر أمامها فزعا لتسمعه يهمس في ألم:
, - عارف أنك مش طيقاني واني بخون ثقة خالي
, بس أنا بنهار يا لينا محتاج احس بيكي ارمي نفسي في حضنك.
,
, نبرة صوته الذبيحة المتألمة ارجفت جسدها كان صاعقة ضربت جسدها بأكمله، أغمضت عينيها ليمر أمامها مشهد قديم كانت قد نسته او بمعني اصح تنساته حتى تكتمل حلقة كرهها له، تنصل عقلها من حلقة الكره التي لفته بالكامل لترفع يديها تربط على رأسه
, شعرت بجسده يتصلب بين يديها لينفجر باكيا.
,
, كأنه *** صغير وجد حضن والدته بعد طول عذاب، كانت فقط لحظات قليلة اثلجت نيران قلبه المستعرة يشعر بيدها تربط على رأسه كأنه طفلها الصغير، ابتعد عنها قليلا انشات قليلة فصلت بينهما سلطت زرقائه على بندق عينيها، سعادة كلمة قليلة عن ذلك الشعور اللذيذ الذي يلف قلبه يحلق به فوق السحاب، ابتسم بعشق ليهمس لها بشغف:
, - أنتي مش عارفة أنا حاسس بإيه دلوقتي، أنا بحبك، بحبك اوي يا لينا.
,
, فكت حصار ذراعيه من حولها لتبتعد عنه ترمقه بنظرات باردة خاوية لا معني لها، ابتعدت عنه ناحية الباب فتحت الباب تمسك بمقبضه التفتت له قبل أن تخرج تتشدق ساخرة:
, - أنا بقي لاء، اللي عملته دا كان من باب الشفقة مش أكتر، اصلك صعبت عليا
, اشهرت سبابتها أمام وجهه تكمل بحدة:
, - وإياك تفكر تلمسني تاني والا و**** هقول لبابا وهو هيتصرف معاك.
,
, نفضت شعرها ترفع رأسها بإيباء تحركت لتغادر ما كادت تخرج من الباب شعرت بيده تسحبها من جديد تلك المرة رأت الغضب يشتعل في عينيه، مال بجذعه يهمس لها بخبث:
, - يلا نااادي على صوتك ونادي ولا انادي أنا، على الأقل لما يطلع ويشوفك في حضني، يا هيقلتنا أنا وانتي يا هيجوزنا في الحالتين هبقي كسبان، ها هتنادي ولا أنادي.
,
, انتفخت اوداجها غضبا ذلك الوقح لتدفعه بعيدا عنها بغيظ خرجت من الغرفة تتحرك غاضبة حانقة، اتجهت ناحية غرفة جاسر تطرق بابها بعنف تفرغ غضبها في قبضة يدها على ذلك الباب المسكين، انفتح الباب فجاءة لتقابل وجه جاسر المفزوع ليصرخ فيها بذعر:
, - ايه في ايه كبسة ولا إيه
, ضحكت ساخرة عليه، لتجفل حين سمعت صوته العميق يأتي من خلفها:
, - انزلي يا لينا وأنا هحصلك أنا وجاسر.
,
, نظرت له بغيظ لتتركهم وتغادر إلى أسفل، نظر زيدان لجاسر عدة لحظات في صمت تنهد يطلب على مضض:
, - ممكن اطلب منك خدمة
, توسعت عيني جاسر بذهول ليشير إلى نفسه، حرك رأسه ايجابا يتلعثم قائلا:
, - أنا!، آه طبعا أكيد
, في الاسفل، في غرفة مكتب خالد.
,
, جلست جواره منذ دقائق وهو يجلس على تلك الوضعية يخفي وجهه بين كفيه لا يتكلم لا يبكي، صمت يطغي على المكان تعرف انه حزين يتألم في صمت، اقتربت منه تأخذ رأسه بين ذراعيها تضمه لها ليلف ذراعيه حول جسدها تنهيدة حارة طويلة خرجت من بين شفتيه لتهمس له برفق:
, - من امتي بتكون زعلان ولا مضايق وبتخبي زعلك عني، وما تجيش في حضني ترمي كل همومك
, شبح ابتسامة صغيرة طفي على شفتيه تنهد بحرقة يهمس لها بألم:.
,
, - زيدان صعبان عليا الواد دا مش عارف الدنيا جاية عليه كدة ليه، لو تشوفي شكله النهاردة وهو بيعيط قدام قبر أبوه، أنا كنت واقف بعيد عشان ما يعرفش اني شايفه، لو تشوفيه يا لينا قطع قلبي عليه، لو بس بنتك تعرف هو بيحبها قد ايه
, تنهدت متألمة على حال ابنها الصغير بصعوبة منعت نفسها من البكاء، لتشد بيديها على قميص خالد تهمس له بألم:
, - منها لله مامته هي السبب في اللي هو فيه دا.
,
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي خالد يهمس مع نفسه متهكما:
, - اومال لو عرفتي اللي حصل فعلا منك لله يا لوجين انتي ومعتز
, أبتعد عنها يبتسم في وجهها بهدوء ليمد يده يمسح على وجنتها برفق، تبدلت ابتسامته باخري ماكرة يلاعب حاجبيه بعبث هامسا في خبث:
, - ما تجيبي حتة بسبوسة يا بسبوسة
, دفعته بعنف بعيدا عنها لتقطب جبينها تتمتم في غيظ:.
,
, - اوعي يا اخي يا اما نفسي اعرف امتي تبطل هتبطل قلة أدب، وأنت زعلان قليل الادب وأنت فرحان قليل الأدب، على رأي فيلم حبيبي نائما قولي على شعور إنساني واحد ما بتقلش ادبك فيه
, ارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة خبيثة ليقطب جبينه كأنه يفكر ببراءة لا تلائمه تماما ليشير إلى نفسه يغمغم في براءة:
, - عشان تعرفي بس انك ظلماني، أنا ببقي محترم وأنا نايم.
,
, ضيقت عينيها تنظر له شرزا بغيظ ليضحك ملئ شدقيه البلهاء لازالت تخجل منه وهو عامل وقاحته يتناسب طرديا مع كبر سنه فلما كبر في العمر زادت وقاحته
, انتبه ينظر إليها حينما هتفت سريعا فجاءة:
, - صحيح أنت شوفت الولد اللي اسمه حسام ما خدتش بالك أن فيه حاجة غريبة
, ارتسمت ابتسامة ماكرة على جانب فمه وكل تركيزه موجه لتلك الشرائط الملتفه حول ذراعها هل هي جزء من الفتسان أم لاء.
,
, مد يده يسمك طرف احد تلك الشرائط ليغمغم في خبث:
, - هي الشرايط دي بتتفتح ولا ديكور، آه خدت بالي
, رفعت حاجبيها متفاجئه لتسبل عينيها في تعجب تهمس له متسائلة في عجب:
, - ولا بان عليك يعني
, لم تتغير تعابير وجهه الماكرة جل ما يفعله. أنه يحاول أن يعرف هل تلك العقد الطويلة ااتي تضم قماش ذراع فستانها قابلة للحل أم لاء
, جذب احدهم بقوة يغمغم في براءة:
, - هو أنا لو شدتيهم كدة هيتفكوا، ايه دا دول طلعوا بيتفكوا٣ نقطة
,
, رفع وجهه إليها يبتسم في مكر ليقرص وجنتها برفق:
, - عايشة معايا بقالك سنين ولسه بتتكتشفي طباعي، حبيبتي أنا راجل بياخد باله كويس اوي من اي حركة بتحصل حواليه عشان أستخدمها في الوقت المناسب مش اتنح وابرق زيك انتي وحمزة
, اتسعت عينيها بدهشة لتهتف في عجب:
, - رادار بيلقط كل اللي بيحصل، بس فعلا غريب موضوع الشبه دا
, رفع كتفيه لتنبسط ملامحه بلامبلاة لا يهمه الأمر برمته:
, - يخلق من الشبه اربعين وخمسين وتمانين.
,
, صمت للحظات لتعود ابتاسمته الماكرة تغطش شفتيه:
, - ركزي بس معايا في موضوع الشرايط دا أحسن مجنن اهلي
, سحبت ذراعها بقوة من بين يديه تنظر له بغيظ لتشهر سبابتها أمام وجهه تهمس من بين أسنانه بحذر:
, - مش مرتحالك يا ابن السويسي أنت أكيد عارف حاجة ومخبي، او هتعرف عشان موضوع الشبه دا لو طلع صح ه٣ نقطة
, قاطعهم صوت دقات خفيضة على باب الغرفة يليها صوت ابنتهم:
, - بابا ممكن ادخل.
,
, ابتسم لها بعبث ليرتفع بصوته قليلا يسمح لابنته بالدخول:
, - خشي يا لوليتا.
,
, لحظات وظهرت ابنتهم، ابتسمت لينا تلقائيا ما أن وقعت عينيها على طفلتها، مرت السنين بسرعة كبيرة وها هي صغيرتها كبرت كوردة صغيرة تفتحت فجاءة، قام خالد يجذب ابنته ليجلسها مكانه جوار والدتها، وقف امامهم يبتسم برفق حياته كلها امام عينيه ابنته وابنته فلينا قبل أن تكون زوجته فهي ابنته البكر التي كبرت بين ذراعيه، اشار إلى باب الغرفة ليهتف في مرح:
, - أنا رايح اشوف الصيع اللي برة، ماما عيزاكي في كلمتين.
,
, اتجه لخارج الغرفة التفت لزوجته يغمز لها بطرف عينه اليسري في الخفاء لتبتسم تحرك رأسها إيجابا خرج يغلق الباب خلفه، لتلتفت لينا لابنتها تبتسم لها بحنو، مدت يدها تزيح أحدي خصلات شعرها خلف اذنها تهمس لها بحنان:
, - بقالنا كتير ما اتكلمناش دايما عندك محاضرات ومشغولة
, ابتسمت الصغيرة بتوتر تحرك رأسها تفرك يديها بقوة لتقول بهدوء:
, - المحاضرات كتير حضرتك عارفة الكلية صعبة قد ايه، هو حضرتك عيزاني في إيه.
,
, غص قلبها ألما نبرة صوت ابنتها الجافية تحرق قلبها بعنف تعاتبها، رفعت وجهها قليلا تنظر لها تبتسم برفق:
, - وانتي صغيرة زيدان كان اقرب ليكي منا أنا وباباكي، صحيح كنتي مطلعة عينه بشقواتك ومقالبك، فاكرة لما رميتي عليه اللاب توب فتحتي دماغه، خالد عاقبك أن ما يجلكيش غيره، زيدان باع بتاعه رغم أنه كان محتاجه وكمل من مصروفه واشترالك واحد جديد، ليه وصل بيكوا الحال لكدة.
,
, ابتسمت حين مرت تلك الذكري البعيدة امام عينيها لتختفي ابتسامتها في لحظة تشنجت قسمات وجهها ألما تهمس بخفوت:
, - هو السبب هو اللي اذاني، انتوا دايما بتدافعوا عنه، ومش مصدقني هو بيكذب صدقيني بيكذب
, امسكت كف يد ابنتها تحتضنهما بين كفيها لتنظر لينا لها تهتف بهدوء مقنع:
, - مع أن ابوكي بيحلف أن زيدان ما اذاكيش٣ نقطة
,
, بس همشي معاكي أن هو اللي اذاكي، اللي بيخترع مرض عشان ياذي بيه هو الوحيد اللي بيبقي معاه علاجه، لو زيدان اذاكي زي ما بتقولي يبقي هو الوحيد اللي يقدر يعالج دا، اديلوا فرصة مش عايزة تعيشي حياة طبيعية تخرجي تتفسحي تسافري، تلفي الدنيا أنا وأنا قدك كنت لفيت بلاد كتير روحت امريكا وفرنسا وايطاليا وتركيا، خليه يعالجك زي ما اذاكي.
,
, اضطربت حدقتيها حائرة مترددة قلقة كلمات قليلة لا تصف ما تشعر به، قبولها بكلام والدتها المنطقي كلمات اثارت حماسها لتعيش كغيرها ولكن إن قبلت أن تعطي فرصة لزيدان، معاذ ما موقعه من الجملة الآن تكاد تموت قلقا عليه لم تسمع صوته منذ يومين تقريبا معاذ مختفي تماما، تنهدت بحيرة تنظر لوالدتها باضطراب:
, - مش عارفة يا ماما مش عارفة
, احتضنت ابنتها تشد على جسدها برفق بين يديها تهمس له بحنان:.
,
, - فكري يا حبيبتي، انتي تستاهلي وزيدان يستاهل٣ نقطة
, لحظات سكنت بين أحضان والدتها تفكر عقلها يفكر في مدار واحد معاذ، قبولها لزيدان يعني خروج معاذ من حياتها وهذا لن تسمح به ابدااا
, ابتعدت عن والدتها تبتسم لها بتردد لتقبل لينا جبينها بحنو، قامت تجذب يدها تغمغم بمرح:
, - تعالي نشوف ابوكي بيعمل إيه، هتلاقيه عمل من جاسر شاورما.
,
, ضحكت لينا بخفوت تتحرك خلف والدتها وصلا إلى طاولة الطعام لتجد زيدان يجلس على أحد المقاعد وخالد على المقعد المقابل كل منهما يمسك بقبضة الآخر وجاسر يقف على رأس الطاولة يهتف بحماس كأنه معلق رياضي:
, - لقاء العمالقة خالد باشا السويسي على اليمين وزيدان باشا الحديدي على اليسار الجولة الأولي في لعبة الريست العالمية تبدأ الآن
, ضحكت القتاتان بقوة لتتجه لينا ناحية زيدان جلست جواره تهتف ضاحكة:.
,
, - أنا هشجع ابني حبيبي، يلا يا زيزو
, رماها خالد بنظرة غاضبة مغتاظة لتتجه الصغيرة ناحية والدها تجلس جواره تهتف بحماس:
, - وأنا هشجع بابا حبيبي، اوعي تخسر يا بابي
, نظر خالد لها يبتسم بفخر ليهتف بسعادة:
, - حبيبة قلب ابوها اللي طمرت فيها التربية مش زي ناس هتتعلق
, بدأت اللعبة وكل منهما يقبض على يد الآخر بقوة عروق يد كل منهما تنفر بعنف لينا الكبيرة تصيح بحماس تشجع زيدان.
,
, بينما الصغيرة تشجع والدها بالطبع، إلى الآن المبارة متعادلة كل منهما يحاول اطاحة يد الآخر، قررت لينا بمكر مساعدة والدها فنظرت ناحية زيدان تبتسم برفق حركت خصلة شعرها برفق خلف أذنيها ليشرد زيدان فيها يتوه في سحرها الجذاب خارج حدود المكان والزمان هو لا يري سواه ليشعر بألم قوي جراء اصطدام يده بعنف في سطح الطاولة ليصرخ جاسر بحماس:
, - وها قد تفوق الأستاذ على التلميذ كالعادة ويفوز الأسد ويخسر الشبل.
,
, نظر لها بغيظ ليجدها تبتسم بمكر انثي ورثت دماء والدها، استحقت بجدارة لقب ماكرة عائلة السويسي، تحتضن ذراع والدها
, لينتهي اليوم عند ذلك الحد.
,
, في منزل عمر
, دخل ليلا يصفر بلامبلاة، يبتسم بسعادة، تلك المدعوة ناردين تعيده لذكريات شبابه حين كان طالبا في الجامعة تشعره بأنه شابا وهو معها القي بجسده على أحد المقاعد يتذكر ما حدث
, صباحا في شركته، حين كانت تجلس امامه تضحك بصوتها الناعم العذب على طرفة سخيفة القاها على مسامعها تهمس بنعومة من بين ضحكاتها:
, - مش ممكن يا عمر أنت دمك خفيف اوووي.
,
, ابتسم ساخرا حين تذكر جملة تالا حين القاها على مسامعها نفس الطرفة قبلا
, « مش ممكن يا عمر ايه السخافة دي »
, عاود النظر للجالسة امامه لا ينكر شعوره بتأنيب الضمير صحيح أن علاقتهم إلي الآن لم تتجاوز الصداقة ولكنه يشعر برابط غريب يجذبه لتلك الفتاة، وخاصة أن رابط علاقته بتالا بات شبه ممزق بالي لا ينفع في شئ، اجفل على يدها تلوح أمام وجهه يتبعها جملتها:.
,
, - إنت عارف أنا كنت مضايقة اوي إني هكون المسؤولة عن شراكة شركتنا بشركتوا لما عرفت أن صاحب الشركة صعب اوي في المعاملة بس طلعت عكس كدة تماما حقيقي يا عمر أنا سعيدة جدا اني اتعرفت عليك
, ابتسم ليقم من مكانه التف حول مكتبه ليجلس على المقعد المقابل لها يهتف في مرح:
, - خالد اخويا هو اللي صاحب الشركة مش أنا، هو آه صعب جدا في المعاملة..
, اختفت الإبتسامة من على شفتي ناردين تهتف في نفسها بحقد:.
,
, - نعم يعني أنا كل دا بلف على اخوه مش هو صاحب الشركة
, انتبهت له حين اكمل في فخر:
, - بس أنا المسؤول عن كل حاجة في الشركة خالد بس بيمضي على الورق المهم
, اتسعت ابتسامتها تهتف في نفسها بسعادة:
, - حلو اوي طلع هو المسؤول عن كل حاجة
, قامت من مكانها تجلس على المقعد المجاور له تنظر لعينيه مباشرة تسبل عينيها بنعومة لتهمس له بشغف:
, - تعرف أنك رغم ابتسامتك الرائعة دي في حزن كبير في عينيك صح ولا أنا غلطانة.
,
, ابتسم ساخرا حين ترآت صورة تالا امام عينيه في الاطار الصغير على سطح مكتبه، شكرا يا زوجتي جعلتيني مثير للشفقة في أعين الجميع، تسارعت دقات قلبه حتى كادت تنفجر حين شعر باصابعها الناعمة تلامس لحيته النامية بلع لعابه متوترا حين سمعها تهمس باغواء:
, - تعرف ان الدقن عليك حلوة اوي يا مسيو عمر
, اجفل من ذاكراه على صوت ضعيف يهمس باستجداء:
, - بابا.
,
, انتفض ينظر لمصدر الصوت ليجد ابنته سارة تقف جوار مقعده تنظر له كطفلة صغيرة تنشد الحنان، بلع لعابه متوترا من الموقف علاقته بابنتيه لم تكن عميقة ابداا، مد يده يربط على رأسها برفق يهمس لها بحنو:
, - احم مساء الخير يا سارة إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتي يا حبيبتي.
,
, نظرت له بضغف وألم للحظات طويلة تشعر بأنها على حافة الانهيار، لتلقي بنفسها بين ذراعي والدها تبكي في صمت اجفل عمر بعد حركة ابنته تلك ليلف ذراعيه حولها يهمس لها برفق:
, - مالك يا سارة ايه اللي مزعلك يا حبيبتي.
,
, حركت رأسها نفيا تدفن رأسها بعنف في صدره تحاول الاحتماء به من ذلك الكابوس البشع التي رأته قبل لحظات، كيف تخبره أنها رأت نفسها في كابوس مرعب شبه عارية مقيدة ومجموعة من الذئاب تحوم حولها تزمجر بشراسة، لفت ذراعيه حول عنقه تهمس بخوف:
, - أنا شوفت كابوس وحش
, ربط على رأسها برفق يحاول تهدئتها لتبتعد بعد دقائق تخفض رأسها ارضا تهمس بخفوت:
, - أنا آسفة لو ازعجت حضرتك، تصبح على خير يا بابا.
,
, ابتسم بألم ينظر لابنته الصغيرة بغصة تعتصر صدره ربط على وجنتها برفق يهمس لها:
, - وأنتي من اهله يا حبيبتي
, التفتت تعود لغرفتها، ما إن جلست على فراشها سمعت صوت هاتفها يعلن عن وصول رسالة التقطته تفتح تلك الرسالة لتشخص عينيها ذعرا القت الهاتف من يدها تضع يديها على فمها تكبح صرختها الفزعة عما رأت ليصلها رسالته التالية
, « مساء الفل يا سرسورة نتفق ولا نبعت الصور لبابا ».
,
, في صباح اليوم التالي قام سريعا يرتدي ملابسه حين وصل له اتصال من ساهر يخبره بأنه احضر جميع المعلومات الخاصة بذلك الفتي، خرج يركض من البيت قبل أن يستيقظ احد تقريبا استقل سيارته متجها إلى بيته يدعو طوال الطريق أن يكون شكه غير صائب أنها لا تعرفه انها بريئة وهو فقط يظلمها.
,
, وصل إلى منزله ليدخل إليه مرت فقط دقائق قليلة ولكنها مضت كساعات والقلق ينهش فيه بلا رحمة، امسك هاتفه يطلب ذلك الرقم يصيح في المتصل
, أنت فين يا زفت، صاح بها زيدان بغيظ وهو يقبض على هاتفه بعنف ليسمع الطرف الآخر يهمس بتوتر:
, - عشر دقايق يا باشا وهبقي قدام سيادتك
, اغلق الخط دون أن يسمع كلمة اخري يجوب في صالة منزله الواسعة كالليث الحبيس، ينتظر فرصته للأخذ بثأره.
,
, دقائق مرت كالساعات إلى ان جاء ذلك الشخص يلهث بعنف بلع لعابه ينظر لحاله زيدان الهاجئة يهمس بتوتر: زيدان باشا
, انطق على طول، زمجر بها بعنف وهو يوليه ظهره
, اخرج ساهر بعض الاوراق يقرأ منها سريعا: اسمه معاذ كمال الحسيني
, قاطعه زيدان بحدة قبل أن ينطق حرفا آخر: أنا مش عايز اعرف تاريخ حياته
, انا عايز اعرف ان كان ليه علاقة بلينا بنت خالد السويسي ولا لاء.
,
, هز ساهر رأسه إيجابا سريعا بلع لعابه ذعرا فما سيقوله كانفجار بركان حاد فتح الاوراق يهتف بتوتر
, : اللي انا عرفته يا باشا أن لينا هانم ما لهاش صدقات خالص في الجامعة، غير واحدة اسمها سهيلة، وأنها ما كنتش بتدخل المشرحة خالص في اول مرة دخلت فيه المشرحة مع الدفعة بتاعتها اغمي عليها لما شافت الجثث، الدكتور بتاعهم كان معاه طالب بيساعده، إلى هو معاذ.
,
, معاذ دا بقي هو اللي شال لينا هانم وفوقها بعد ما اغمي عليها، ومن ساعتها وهو في بينهم حاجة بيروحلها المحاضرات، بيقعدوا كتير مع بعض في الكافتريا بتاعت الجامعة اللي جوا اللي حرس خالد باشا ما ينفعش يدخلها، بيدخل معاها المشرحة مش عشان يساعد الدكتور عشان يفضل ماسك ايديها عشان ما تخافش من الجثث، يوم ما كان رايح حفلة عيد ميلادها كان رايح عشان يخطبها من أبوها٣ نقطة
,
, كل كلمة كانت تخرج من فم ساهر تشعل نيران غضبه وغيرته وحقده عليها وعلى ذلك الفتي انفجرت دماء الانتقام في اوردته لينظر لساهر يشير بيده إلى الباب ليرحل ساهر دون أن ينطق بحرف، التقط سترته متجها إلى سيارته يقودها بعنف يتذكر كم مرة سمع منها كلمة أكرهك لا أريدك، أرحل، اتمني موتك، وهو كالاحمق غارق في حبها، وتلك الخبيثة تخدعهم بوجهها الناعس البرئ وصل اخيرا ليقفز من سيارته تكاد الارض تحترق تحت قدميه من شدة غضبه.
,
, هرع سريعا إلى تلك الغرفة بالأسفل يعرف جيدا كيف سيفرغ غضبه.
,
, في مكتب خالد السويسي، يجلس خالد خلف مكتبه ويوسف يقف امامه ينتظر توقيعه على تلك الأوراق امامه، خط خالد بإمضاءه الخاص ليمد الورق إلى يوسف يتمتم باستفهام: اومال الواد زيدان فين
, تناول يوسف منه الورق يهتف سريعا بقلق: اسكت، دا جاي من برة بيدخن نزل على صالة التدريبات، شكله كدة هيبوظ المعدات ودول عهدة
, نظر خالد للفراغ امامه يحرك رأسه إيجابا يتمتم بشرود: طب روح شوف شغلك انت.
,
, رحل يوسف فقام هو من على مكتبه وهو يردد في نفسه: يا تري في ايه
, خرج من غرفة مكتبه متجها إلى صالة التدريبات فتح الباب ليجد زيدان يقف أمام جوال الملاكمة يلف الضمادات البيضاء حول يده يصارع الجوال بعنف جسده بأكمله يتصبب عرقا بغزارة، اقترب منه إلى ان صار قريبا منه ليعقد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا:
, - قالولي أنك بتدخن، بس شكلك بتشيط مش بتدخن بس، مالك.
,
, حرك زيدان وجهه ناحية خالد يتوقف عما يفعل يلهث يعنف، التقط زجاجة مياه يفرغ نصفها في فمه والنصف الآخر القاه على وجهه ليهدا من حرارة غضبه قليلا: ما فيش أنا بس مخنوق شوية
, جلس خالد على أحد المقاعد يضع قدما فوق أخري ينظر لكتلة الغضب الواقفة امامه على وشك الانفجار بتمتم ساخرا: مخنوق!، عليا يا ابن زيدان، ما تنطق يلا في ايه.
,
, قبض على تلك الزجاجة بعنف لتتهشم بين أصابعه القي ما تبقي منها ارضا بقوة ليقترب منه وكأنه بركان وحان وقت انفجاره: لينا هانم بنت سيادتك تعرف واحد وبتقابله من وراك
, هب خالد واقفا اشتعلت عينيه غضبا ليقبض على عنق زيدان يصرخ فيه كليث غاضب:
, - إنت اتجننت يا زيدان دا أنا اقتلك قبل ما تجيب سيرة بنتي على لسانك بالقذارة دي
, احتدت عيني زيدان كأن نيران مستعرة تلتهم حدقتيه ليصيح فيه:.
,
, - أنا مش كذاب ورحمة ابويا ما بكذب أنا مش قذر عشان اتبلي على بنتك بحاجة زي دي
, دي بنت خالي اللي رباني قبل اي حاجة.
,
, صدمة كانت كلمة حقا قليلة عما شعر به خالد في تلك اللحظة، كأن قلبه قد كسر كرامته اندهست، ابنته البريئة زهرته النقية التي من المستحيل ان يتصور في اسوء كوابيسه انها تخون ثقة تكسر ظهره بتلك الطريقة شعر بالأرض تميد من تحته ارتجف جسده من شدة الغضب ليندفع إلى خارج الإدارة بعنف كسهم من نار ضرم في الهشيم، يفكر فقط في الانتقام لشرفه!

الفصل الحادي عشر


نيران فقط نيران من حجيم مستعر تشتغل بين خلجات قلبه يده تقبض على المقود بعنف عقله ينفي تلك الفكرة تماما، ابنته زهرته البريئة تخون ثقته تطعنه بظهره، شعور بالألم الخاص ينهش قلبه، غضب أعمي يحب بصيرته، والانتقام فقط هو ما يفكر فيه الانتقام لشرفه، ثقته التي دهستها كيف تفعل ذلك كيف.
,
, دهس مكابح سيارته بعنف تكاد العجلات تشتعل من عنف احتكاكها بالرصيف، كان فقط يود ان يكون كذبا حين جذب الأوراق من يد زيدان ليعرف اسم ذلك الفتي، معاذ نظرته لم تخيب اذا فتي لعوب يعرف جيدا كيف يغوي الفتيات فاختار ابنته هو، اقسم على أن يذيقه الويلات لأنه فقط تجرأ واقترب من
, ابنته
, خلفه على مقربه منه يحاول زيدان اللحاق به كأنها مطاردة بوليسية في احدي الأفلام الأكشن، ضغط هو الاخر على المقود بعنف يعنف نفسه:.
,
, - غبي، حيوان كان لازم اقوله يعني، استر يا رب أنا السبب لازم الحقها مش هسمحله يأذيها.
,
, على حين انفجر أحد الاطارات في سيارة زيدان لتنحرف السيارة بعنف على جانب الطريق كادت ان تنقلب لولا أنه احكم قبضته على المقود في اللحظات الأخيرة الفاصلة توقف بالسيارة على جانب الطريق، نزل منها سريعا تجمع الناس حوله كعادتهم يطمئنون أن السائق بخير لم يصبه مكروه، ليتركهم ويركض أغلق السيارة يركض في الشارع يبحث عن سيارة أجري، وقف في منتصف الشارع يوقف سيارة توقف السائق ينظر له بحدة غاضبا كاد أن يذقه اقذع السباب على ما فعل ليركب زيدان سريعا يصرخ فيه بحدة:.
,
, - أنا المقدم زيدان الحديدي بسرعة أطلع على العنوان دا
, ارتجف السائق خوفا من ذلك الرجل المفزع ليحرك رأسه إيجابا سريعا التف بمقود السيارة ليذهب به إلى حيث يريد
, اخرج زيدان هاتفه يطلب رقم حسام لحظات يكاد القلق ينهش قلبه خوفا عليه يصرخ في السائق بين لحظة والأخري بأن يسرع، سمع صوت حسام من الطرف الآخر يهتف في مرح كعادته:
, - حبيبي واخويا وعم العيال وح٣ نقطة
, قاطعه زيدان يصرخ فيه قلقا:.
,
, - حسام مش وقت هزار، إنت معاك مفتاح العربية بتاعتي أنا سيباها مفتوحة في، ، خد معاك ميكانيكي وغير الكوتش
, استبد القلق بنبرة صوت حسام ليساله بتلهف ؛
, - في ايه يا زيدان أنا بتنهج كدة ليه وليه في الفزع اللي في صوتك دا
, ارتجفت نبرة زيدان خوفا أغمض عينيها يشد عليهما بعنف كور قبضته اليسري يصدم بها ساقه بعنف:
, - لينا ضاعت مني يا حسام
, قال تلك الجملة ليغلق الخط٣ نقطة
,
, في منزل خالد السويسي٣ نقطة
,
, استيقظت صباحا اول ما فعلته انها ركضت إلى هاتفها تحاول الاتصال بمعاذ وكالعادة لا مجيب هاتفه مغلق، وسهيلة في رحلة مع والدها لا تذهب إلى الجامعة هذه الأيام والا كانت طمئنتها عليه، ماذا حل به يكاد قلبها ينفجر قلقا عليه ارتمت على فراشها تحدق في سقف حجرتها عقلها يدور يفكر كلام والدتها حرك مشاعر قديمة كانت قد نسيتها ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها بها من الحنين نا بها حين تذكرت ذلك الاسم الغريب التي كانت تطلقه عليه وهي صغيرة.
,
, ( زمزوم ) وهو بدوره يصرخ فيها غاضبا ( يا بت ما بحبش الاسم دا، قولي زيدان او زيزو زي ماما )
, خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتيها طفولتها كانت سعيدة تملك ما يحلم به أي *** في مثل عمرها حتى انقلب الحال رأسا على عقب بين يوم وليلة، اضطربت دقاتها حين مر أمام عينيها ما كاد يفعله بها، اطلق عليها الرصاص.
,
, حاول اغتصابها ولا يصدقها أحد هي الكاذبة وهو الصادق الجاني، زفرت بقوة لتمسد جبينها بقوة براحة يدها قامت تلتقط أحد كتبها لتنزل إلى أسفل، وجدت والدتها تجلس امام التلفاز اقتربت منها لترتمي على الأريكة جوارها تهمس بملل:
, - ماما أنا مش فاهمة حاجة في الفصل الثالث ممكن تشرحهولي.
,
, ابتسمت لينا بحنو تحرك رأسها إيجابا لتغلق التلفاز ربعت ساقيها لتفعل الصغيرة المثل تنتبه لما تقول والدتها بإنصات للحظات فقط قبل أن تنجرف في دوامة تفكيرها معاذ وزيدان كفتي ميزان كفه معاذ بها قلبها العاشق له وكفه زيدان بها شعور غريب تكرهه تنفر قربه ولكن بعد ما حدث أمس استنكانته كطفل صغير بين ذراعيها ينشد الأمان كونت رابط خفي تشعر به لا تفهم سببه ولكنها حقا لا ترغب في أن يتضاخم ذلك الشعور الغريب الغير مفهوم بالنسبة لها.
,
, قاطعها صوت والدتها ينتشلها من بحر افكارها العاتية راحت بعينيها تنظر لوالدتها لتجدها تبتسم بحنانها المعتاد لتهمس لها بهدوء:
, - عقلك خدك وراح فين
, تنهدت بحيرة لتستند برأسها على كتف والدتها لحظات صمت تنظر للفراغ شاردة لتهمس أخيرا باضطراب:
, - مش عارفة يا ماما، مش عارفة اديله فرصة
, مدت لينا يدها تمسد على شعر ابنتها برفق تهمس لها:
, - الموضوع مش صعب كدة الا٣ نقطة
, صمتت للحظات تركز انظارها على وجه ابنتها لتهتف فجاءة:.
,
, - الا لو كان في حد تاني في حياتك سقط قلب الصغيرة يكاد يلامس كعبي قدميها بصعوبة سيطرت على تعابير وجهها حتى لا تشك والدتها في امرها، لتحرك رأسها نفيا بعنف وبنبرة حاولت أن تكون متوازنة قالت:
, - لا ما فيش، أنا ما اعرفش حد، أنا بس مش
, عايزة زيدان وخلاص
, ابتسمت لينا برفق تربط على رأس ابنتها برفق تطمئنها:
, - خلاص يا حبيبتي طالما مش قادرة تتقبليه خلاص ما حدش ابدا هيغصبك عليه، إنت عارفه أنا وبابا بنحبك قد إيه.
,
, ارتسمت ابتسامة واسعة سعيدة على شفتي لينا تحاول تجاهل تلك الغصة التي ظهرت من العدم لتعانق والدتها بقوة تهمس بسعادة:
, - ميرسي يا ماما
, ابتسمت لينا فرحة من قرب ابنتها منها لتلك الدرجة سعدت لسعادتها التي انارت بندق عينيها.
,
, قاطع تلك اللحظة الحميمة السعيدة دقات عنيفة قاسية تكاد تحطم الباب من قوتها هرعت أحدي الخادمات تفتح الباب سريعا، ليدخل خالد كالسهم سريع غاضب منطلق دون توقف، صاحت الصغيرة بسعادة ما أن رأت والدها هرولت ناحيته دون معانقته كما تفعل دائما ليدوي صوت صفعة قاسية انتفضت لها حوائط البيت ذعرا، شهقت لينا بفزع هرولت تجثي جوار ابنتها الملقاه ارضا من عنف صفعة والدها، بينما تلك الملقاة ارضا عيناها على وشك الخروج من مكانه ألم بشع يحرق وجنتها والدها صفعها لأنها ارادت معانقته، تسمع صوت والدتها تصرخ بحرقة فيه:.
,
, - إنت اتجننت يا خالد بتضرب البنت
, بينما هو يقف عينيه حمراء كالدم كل ذرة فيه ترتجف من شدة غضبه انفاسه تغلي فوق صفيح ساخن كلما زيدان تدوي كالرصاص أصاب قلبه مباشرة، لم يشعر بنفسه سوي وهو ينحني يقبض على شعر ابنته بعنف لتقف امامها صرخت الصغيرة من الالم تشهق في بكاء عنيف تهمس له تستنجد به منه:
, - شعري يا بابا، ايدك بتوجعني
, كلمتها ضربت فجاءة أمام عينيه عدت ذكريات قديمة متتالية.
,
, تذكر حين كان يمشط شعرها وهي طفلة تلعب باحدي العابها حين سقطت منها بكت، فانتفض هو كالمفزوع يصرخ خوفا:
, - ايه في ايه بتعيط ليه المشط شد على شعرها وجعتها
, هو على أن يتم استعداد أن يحرق جسده حي وإلا تشعر فقط بالألم، اجفل على حركة لينا تحاول نزع ابنتها بعنف من يده تصرخ تبكي تنظر لابنتها بفزع جسد معاناتها القديمة:
, - سيبها يا خالد حرام عليك أنت بتعمل كدة ليه، سيب البنت يا خااالد سيب بنتي.
,
, كانت تحاول دفعه بعنف بعيدا عن ابنتهم تخليص يده من شعر ابنتها، الفتاة ترتجف في يديه كعصفور خائف مرتجف، القي ابنته على أحد المقاعد بعنف ليجذب يد لينا التي تحاول مقاومته بقوة تصرخ باسم ابنتها:
, - لينا، لينا سيبني يا خالد، إنت بتعمل ايه أنت اتجننت، افتح الباب
, صرخت بها بعنف تدق بيديها على باب مكتبه المغلق الذي القاها فيه ليغلق الباب عليها من الخارج٣ نقطة
,
, اتجه ناحية ابنته لتنكمش كقط خائف في مقعدها تنظر له بذعر لأول مرة تشعر بذلك الفزع من والدها انحني ناحيتها قليلا ليصرخ فيها بغضب افزعها:
, - اعمل فيكي ايه، قوليلي بنتي حبيبتي اللي مديها ثقتي، اللي عمري ما تخيلت حتى في ابشع الاحوال أنها تكسر ضهري كدة كدة اعمل فيكي ايييييييه.
,
, انتفض جسدها فزعا ترتجف دموعها تنهمر بعنف تحفر طريقها عبر وجنتيها لتحرك رأسها نفيا بقوة تحاول إيجاد صوتها الخائف لتهمس بصوت خفيض اشبه بموء قط خائف:
, - أنا ما عملتش حاجة
, صرخت حين قبض على شعرها بقوة ليقربها لوجهه يصرخ فيها:
, - يا بريئة تصدقي فعلا انتي بريئة وأنا ظالمك انطقي يا بت ايه علاقتك باللي اسمه معاذ دا.
,
, شخصت عينيها ذعرا وعقلها يربط الخيوط ببعضها اختفاء معاذ معرفة والدها بعلاقتهم، والدها اذي معاذ مستحيل انتفض فؤادها ذعرا لتصرخ فيه خوفا عليه:
, - إنت عملت فيه ايه، أنا بحبه ايوة بحبه، اوعي تكون اذيته يا بابا، اااااه
, صرخت ليصطدم رأسها بحافة الكرسي بقوة حين تلقت صفعة اخري من يد والدها ليقبض على شعرها، كلماتها اشعلت نيرانه لتستعر بعنف جذب شعرها لتقف أمامه يزمجر كليث غاضب:.
,
, - مقرطساني يا روح أمك، يا بجاحتك خايفة على حبيب القلب، ابقي قابليني لو طلعت عليه شمس بكرة
, ختم كلامه بصفعة قاسية كادت ان تسقط ارضا لو يده التي تقبض على شعرها يهمس متوعدا:
, - أما انتي ورحمة ابويا لهربيكي من اول وجديد.
,
, فجاءة دون سابق إنذار شعر بها تنتزع من بين يديه بعنف ليجد زيدان يخبئها خلف ظهره يقف هو أمامه يتحداه بنظراته ليصيح فيه حاول ان يأتي بأسرع ما يمكنه ولكنه للأسف تأخر كثيرا افزع قلبه منظرها وهي بين يدي خاله وجهها تكاد لا تظهر ملامحه من عنف صفعاته اندفع يخلصها من بين يديها يخفيها خلف ظهره يصرخ فيه تنصل عقله وقلبه عن دائرة الاحترام التي تلتف حول اسم خاله ليخرج صوته هادرا كالرعد:.
,
, - إنت بتضربها ليييه هي مش حيوانة عشان تضربها، طول عمرك امانها وحمايتها ما تخليهاش تكرهك وتخاف منك زي ما بتكرهني
, ارتسمت ابتسامة مريرة على شفتيه ارتجفت نبرته ليخرج صوته متألما يرتجف كطير ذبيح يلتقط أنفاسه الأخيرة:.
,
, - أنا عارف إنت حاسس بإيه مكسور مجروح حاسس أن في سيخ مولع في قلبك، كأن حد طنعك في ضهرك، بس هي ما غلطتش هي حبت يا خالي، والحب عمره ما كان غلط، لو حبها للي اسمه معاذ دا غلط يبقي حبي ليها غلط، أنا قدامك أهو أعمل فيا اللي أنت عايزه أنا السبب في اللي حصل بس ما تضربهاش.
,
, لم تهدئ أنفاسه ظلت كمرجل متشعل من نار يكاد يحرق تلك التي تختبئ خلف زيدان من عنف نظراته الغاضبة، لينا تصرخ تدق على باب المكتب بعنف تتوسله أن يفتح لها الباب، أراد وزيدان إن يتحرك ليفتح لها الباب ليشعر بلينا تقبض على ذراعه بعنف تهمس له بذعر:
, - ما تسبنيش.
,
, ابتسم، ابتسامته كانت جريحة متالمة ليمسك بكف يدها يتجه بها ناحية مكتب خالد فتح الباب للينا لتندفع للخارج اخفت ابنتها بين ذراعيها تشد عليها كأنها تحميها نظرت لخالد تصرخ وهي تبكي:
, - إنت مجنون وعمرك ما هتتغير٣ نقطة
, عادت تشد على جسد ابنتها بين ذراعيها لتشعر بجسدها يرتخي، كادت أن تسقط بها ارضا تصرخ باسمها فزعة ليلتقطها زيدان بين يديه.
,
, وقف هو يراقب فقط مجنون ربما لو كانت تلك الشخصية المريضة لازالت تسيطر عليه لما سمح لها بأن تتجرئ وتفعل لن تشعر ابدا بذلك الألم الذي يحرق اوصاله يكويه بنيران الخذلان
, انتفض حين رآها تتهاوي بتلك الطريقة ليهرول لها أخذها من بين ذراعي زيدان جلس ارضا وهي بين يديه ولينا جواره تحاول افاقتها ليصرخ في زيدان بفزع:
, - اطلب الدكتور بسرعة، لينا، لينا، فوقي يا ماما فوقي يا حبيبتي، أنتي بتعملي كدة ليه.
,
, اخفاها بين احضانه يشعر بجسدها يرتجف بعنف كأن كهرباء أصابته ليشدد على احتضانها يمسد على شعرها برفق يهمس لها بفزع:
, - خلاص يا لينا اهدي يا حبيبتي، انتي بتترعشي كدة ليه، ما فيش خروج ما فيش جامعة ما فيش جواز مش هخرجك من حضني تاني، طب هعملك كل اللي عايزاه بس يا حبيبتي، ما تعمليش في بابا كدة.
,
, دوامة من الذعر والخوف عليها عصفت به لم يفق منها الا وهو يقف خارج غرفة ابنته وزيدان يقف أمامه يتطلع كل منهما إلى باب الحجرة المغلق والقلق كمرض خبيث ينهش خلياهم٣ نقطة
,
, في داخل الغرفة جلست لينا جوار ابنتها تبكي في صمت تمسد على شعرها بحنان، وحسام يغرز برفق ابرة مهدئة في وريد ذراع ابنتها، سحب الابرة برفق من يدها، ليتطلع إلى وجهها المكدوم بشفقة صحيح أنه لم يحب تلك الفتاة يوما ولكن حالتها المذرية ارجفت قلبه تنهد بحسرة لينظر للينا يحاول أن يطمئنها:
, - ما تقلقيش يا دكتورة هي كويسة، ترتاح شوية وهتبقي زي الفل.
,
, حركت رأسها إيجابا دون أن تزيح عينيها عن صغيرتها الراقدة بلا حراك، لملم اغراضه يضعها داخل حقيبته وقف يلقي نظرة اخيرة على تلك الفتاة غصة عنيفة تعتصر قلبه، تنهد بألم ما ان فتح الباب هرول زيدان يسأله بلهفة:
, - خير يا حسام هي كويسة
, حرك رأسه إيجابا وجه نظره لزيدان يهتف فيه بحدة غاضبا:
, - اللي حاصل جوا دا قمة الهمجية البنت ملامح وشها مش باينة لولا أنك صاحبي كنت بلغت البوليس.
,
, مد يده بورقة طبية خط عليها أسماء الأدوية لحالتها يهتف بامتعاض:
, - اتفضل الروشتة ومفاتيح عربيتك وما تطلبنيش تاني، أنا دكتور نسا
, تحرك حسام خطوة واحدة ليشعر بيد تقبض على كتفه التفت ليجد خالد ينظر له بهدوء مخيف بلع لعابه متوترا حين همس خالد متوعدا:
, - لو تاني مرة صوتك على في بيتي هخرسك خالص
, وقف حسام ثابتا ينظر له دون ان يرف له جفن ليمد يده يزيح يد خالد من فوق كتفه يبتسم له ببرود اجاده:.
,
, - ما اعتقدش إن هيبقي في مرة تانية يا خالد باشا عشان أنا مش هدخل بيتك دا تاني، أنا جيت بس عشان زيدان وصدقني بنتك ما تستاهلش حب زيدان ليها عن اذنك يا باشا
, قالها ليغادر بثبات، ليزفر خالد غيظا ما به الجيل الجديد بات وقحا لتلك الدرجة، اتجه ناحية زيدان يهتف فيه بحدة:
, - إنت واقف عندك بتعمل ايه، أنا عايز اللي اسمه معاذ دا من تحت الارض ما ترجعش من غيره.
,
, اؤما برأسه إيجابا ليتركه ويغادر صحيح أنه من المستحيل عليه أن ياذي محبوبته بأي حال من الأحوال ولكنه يقسم أنه سيفرغ غضبه بأكمله في ذلك الفتي
, بينما اتجه خالد إلى غرفة ابنته ما كاد يخطو فقط خطوتين داخلها ليجد لينا تقف أمامه تمنعه من التقدم تنظر له بشراسة لتشير بسابتها إلى باب الغرفة تهمس له بحدة خوفا من إزعاج ابنتها:.
,
, - أطلع برة يا خالد مالكش دعوة لا بيا ولا ببنتي تاني، أنت تقدر تخلف غيرها لكن أنا ما اقدرش دي بنتي الوحيدة ومش هسمحلك تأذيها تاني إنت إيه يا أخي، شيطان عمرك ما هتتغير، عملتلك ايه البنت عشان تعمل فيها كدة.
,
, نظر لابنته الراقدة على الفراش القابع خلف لينا ليبتسم ساخرا تعتقد بجسدها الصغير انها تقف عائقا بينه وبين ابنته، أطال النظر لوجه ابنته اثار صفعاته القاسية انطبعت بعنف على وجنتيها المكدوم تظهر من تلك الكدمات الزرقاء المائلة للون الغامق، لم يشعر بدموعه التي أغرقت وجهه يهمس باختناق:.
,
, - أنا اذيت بنتي، ضربتها وأنا عمري ما مديت ايدي عليها، غضبي على اللي عملته كأن اقوي من اني اسيطر عليه، بنتك تعرف واحد من ورانا وبتحبه
, اتسعت عينيها في صدمة مما قال أكدت لينا لها صباحا انها لا تعرف احد، لا تحب لا احد يسكن حياتها، لم يدعها في صدمتها طويلا بل انهار يخرج كل ما يجيش في صدره انفعل يصيح بحرقة:.
,
, - اتصدمت دي كلمة قليلة على اللي حسيت بيه، أنا عمري ما حسيت اني مكسور وعاجز زي دلوقتي، ما تقوليش ما غلطتش، غلطت لما خانت ثقتي، أنا خايف، خايف يكون ضحك عليها وسلملته شرفي أنا ممكن اموت فيها، مش هستحمل الكسرة دي يا لينا، أنا ما اعرفش علاقتهم وصلت لحد فين، لأول مرة أنا ما اعرفش ومش بس كدة أنا خايف اعرف.
,
, ازاحها برفق ليقترب من فراش ابنته جلس يحرك يده على خصلات شعرها برفق يبتسم متألما، طال الوقت وهو يجلس مكانه دون أن ينطق بحرف، يحرك يده بحرص شديد على وجهها كأنه يحاول مداوتها مما جنته يداه
, اجفلا معا على صوت دقات على باب الغرفة قام هو ليجد زيدان يقف أمامه همس له بهدوء يحمل خلفه الكثير:
, - البيه مرمي تحت.
,
, خرج من الغرفة يغلق الباب خلفه ليتحرك بخطئ سريعة غاضبة نزل لأسفل ليجد ذلك الفتي ملقي ارضا في وضع اشبه بالمخطوفين ساقيه ويديه مقيدتان شفتيه مكممة، اقترب خالد منه لينزل إلى مستواه ينزع تلك القماشة من على فمه ابتسم في شر يهمس له متوعدا:
, - اهلا بدكتور معاذ شرفتنا، ونعم الضيف حقيقي، ولكل ضيف ليه كرم ضيافة ولا إيه يا زيدان
, بلع معاذ لعابه ذعرا ينظر للواقفين امامه بفزع صرخ في حدقتيه ليهمس بتلجلج:.
,
, - خالد باشا أنا حقيقي مش فاهم في إيه
, تعالت ضحكات خالد الساخرة نظر لزيدان يقول في تهكم:
, - لذيذ معاذ وهو عامل عبيط
, توقفت ضحكاته فجاءة حين عاد ينظر لمعاذ ليكسي الوجوم قسماته الحادة ربط على وجه معاذ بعنف يتشدق متهكما:
, - كان في مثل قديم بيقولك ايه اللي يلعب بالنار تحرقه وأنت بقي مش لعبت بيها دا أنت رميت نفسها جواها٣ نقطة
, مد يده يقبض على فك معاذ بعنف شد على اسنانه بقوة ليزمجر غاضبا:.
,
, - بتلف على بنتي دا أنا هندمك على اليوم اللي اتولدت فيه، اوعي تكون لمستها
, اتسعت عيني معاذ فزعا ليحرك رأسه نفيا يهمس متالما من قبضة خالد:
, - لا و**** ابدا أنا بحب لينا وعمري ما افكر اضحك عليها، أنا حتى طلبت منها اكتر من مرة تصارح حضرتك بعلاقتنا بس هي اللي رفضت
, اشتعلت عيني خالد من كلمات ذلك الفتي ليقبض على تلابيب ملابسه بعنف يهتف ساخرا:
, - يعني بنتي هي اللي غلطانة وأنت مالكش ذنب.
,
, حرك معاذ رأسه نفيا ينظر له بذعر ليهمس بتلجلج:
, - مش قصدي اااا
, وسكت يبدو أنها كان يحاول العثور على كذبة ما ولكنه لم ينجح، بعنف انتزع خالد الحبال التي تقيده جذبه خالد يلقيه على احد المقاعد وقف امامه يبتسم متوعدا:
, - بص يا موزو إنت قدامك حلين مالهمش تالت، تسمع الكلام وتنفذ اللي هقولك عليه مش هنبقي حبابيب بس هتنجني نفسك، هت
, قاطعه معاذ يصيح سريعا بقلق:
, - هعمل اللي حضرتك عايزه.
,
, ابتسم خالد ساخرا ينظر له باستنكار:
, - كان نفسي لينا تبقي موجودة عشان تشوف حبيب القلب متمسك بيها قد ايه..
,
, في غرفة مكتبه الظلام يكسي المكان فقط اضاءة خافتة تأتي من ذلك المصباح المجاور للمكتب، على مقعده الوثير القي جسده بإهمال، يشعر بالألم ينخر قلبه، رفع كف يديه أمام يحركها أمام عينيه، ليغمض عينيه يضغط عليهما بعنف يتذكر كيف صفعتها يداه ابنته الصغيرة، لترتسم ابتسامة صغيرة على شفتيه شعر بالقليل من الراحة حين هشم عظام وجه ذلك الفتي وتركه لزيدان ليكمل ما خططا، تنهد يشعر بالألم يشعل جسده ليتجه لخارج الغرفة مباشرة إلى غرفة ابنته، فتح الباب في هدوء ليجد ابنته على حالها نائمة مستسلمة، وجوار فراشها ارضا تجلس زوجته تمسك بيد ابنتها رأسها ملقي على حافة الفراش نائمة هي الأخري، اتجه ناحية زوجته ليحملها برفق بين ذراعيها، فتحت عينيها سريعا تهتف بهلع:.
,
, - لينا فين لينا، إنت بتعمل ايه نزلني يا خالد
, لم يجبها بل أخذ طريقه إلى غرفتهم همس بلامبلاة اجاد تمثيلها:
, - إنت ِ نايمة ولينا كمان نايمة مالهاش لزوم نومك على الأرض
, وضعها على الفراش بتروي ليجذب الغطاء عليها دني برأسه يلثم جبينها بقبلة صغيرة. يهمس لها بخفوت:
, - تصبحي على خير.
,
, التفت مغادرا أغلق الباب خلفه لتعتدل في جلستها تنظر للباب المغلق شاردة غاضبة منه ومشفقة عليه، قلبها يتفتت بينه وبين صغيرتها، نفضت عنها الغطاء لتتجه إلى غرفة ابنتها يعجز قلبها عن النوم بعيدا عنها خاصة في حالتها تلك
, جوار فراش ابنته جلس على ركبتيه بعدما ذهب بلينا إلى غرفتهم عاد لابنته يجلس جوار فراشها ممسكا أمسك بكف يدها الصغير يخفيه داخل راحة يده ليهمس بصوت ذبيح منكسر:.
,
, - سامحيني يا بنتي، أنا عمري ما مديت ومش عارف ازاي قلبي طاوعني أعمل فيكِ كدة، بس انتي كسرتيني يا لينا، شعور وحش اوي بنتي حبيبتي تطلع بتضحك عليا مستغفلاني، لما وقعتي قدامي على الأرض قلبي وقف من الخوف ما تحرقيش قلبي عليكِ زي ما اتحرق على أختك زمان، المرة دي بجد مش هستحمل.
,
, لم يُغلق باب الغرفة كاملا فقط شق صغير رأته خلسة من خلاله وضعت يدها على فمها تمنع صوت بكائها وهي تراه ينهار لتلك الدرجة تعرف خالد جيدا يأخذ كل شئ على محمل الجد، خاصة حين يتعلق الأمر بابنتهم خوفه من فقدانها كما فقد شقيقتها من قبل يجعله حريصا لأبعد حد في الحفاظ عليها، وقفت تراقبه في صمت حتى لا يشعر به تعرفه يكره إظهار ضعفه أمام اي من كان، عادت لغرفتها بهدوء حزينة ولكنها مطمئنة خالد جوار ابنتهم.
,
, على صعيد آخر في سيارة على٣ نقطة
, يستقل عثمان مقعد القيادة يجاوره أبيه ولبني تجلس على الأريكة الخلفية، صمت يطغي على الأجواء قاطعه عثمان حين غمغم بسخط يحاول حل رابطة عنقه:
, - اوووف بقي البتاعة دي خنيقة اوي هو اي حد بيروح يخطب يشنق نفسه كدة
, ابتسم على ساخرا التفت برأسه ناحيه ولده يحذره بحدة:.
,
, - أنا سمعت كلامك لما قولتلي أنا اتغيرت وعايز استقر وتعالا نخطب، انما تطلع يا عثمان بتلعب وعامل الخطوبة حجة عشان تتسلي بالبت أبوها مش هيرحمك دا مختار الزهاوي مش لعب عيال هو
, بلع عثمان لعابه مرتبكا، لا يعرف ما يقول لتنقذه والدته سريعا كما تفعل دائما تهتف بحدة تدافع عن طفلها:
, - جري ايه يا على هتنكد على الولد وهو رايح يخطب كمان ما قالك خلاص عايز يستقر وهيخطب وبعدين أنا ابني مش صغير عشان تقوله لعب عيال.
,
, التفت بجسده قليلا ناحية زوجته ليرد متهكما على ما تقول:
, - ماشي يا لبني، خلينا وراه الماية تكذب عثمان، صحيح
, عاد لابنه يتابع يحذره:
, - لما نروح هناك هتقعد بأدب ومش عايز استظراف وتنسي حكاية أنك فارس ولا خيال ولا اي كان اسمه، أنت مهندس كومبيوتر في شركة السويسي للمقاولات، مفهوم يا عثمان.
,
, حرك رأسه إيجابا دون أن ينطق بحرف كل ما يشغله الآن أن يقتنعوا بأنه تغير ويثبت حسن نيته حتى إذا اكتفي من تلك الفتاة وتركها لن يشكوا فيه
, وقفت السيارة امام قصر فخم ليفتح لهم الحرس الباب، توقفت في حديقة القصر نزل عثمان اولا يتطلع حوله حديقة واسعة فخمة بشكل مبالغ فيه، قصر كبير ارتفع برأسه لعنان السماء ليصل إلى نهايته اطلق صفيرا طويلا يهمس بذهول:
, - دا واكلها والعة ايه كل دا.
,
, لكزه على بمرفقه في ذراعه ينظر له بحدة يحذره من التمادي، اتجهوا إلى باب القصر لتفتح لهم أحدي الخادمات الباب تصطحبهم إلى غرفة الصالون جلس عثمان على أحد المقاعد ليجلس على جوار لبني على الاريكة المجاورة له، لحظات ونزل من السلم الضخم امامهم رجل طويل القامة يرتدي حلة فاخرة شعره رمادي مصفف بعناية الثراء الفاحش يظهر على مظهره من الطلة الأولي، يمسك سيجار كوبي بين أصابع يده اليسري، نظر له عثمان مستهجنا لم يستطع ان يلجم لسانه ليتمتم ساخرا:.
,
, - هو عامل فيها يوسف وهبي ليه كدا
, داس على بحذائه على قدم ذلك الاحمق ينظر له غاضبا من الجيد أنه كان فقط يهمس والا كان سمعهم ذلك الرجل، قام على يرحب به يبتسم برزانة ليرحب به الآخر بكلمات قليلة مقتضبة، بينما ظل عثمان مكانه دون حراك فقط ابتسم باتساع يقول بسماجة:
, - مساء الخير يا عمي.
,
, تجهم وجه مختار ينظر لذلك الفتي الوقح يكفي سمعته السيئة التي تسبقه بأميال، دخلت أحدي الخادمات تضع المشروبات، ابتسم على في هدوء ليبدء كلامه:
, - بص يا مختار بيه احنا جايين النهاردة عشان نطلب ايد ليلا بنت حضرتك لعثمان ابني ويكون لينا عظيم الشرف اننا ننسابكوا
, صمت مختار للحظات يخترز ذلك الفتي بنظراته الساخرة ليعاود النظر لعلي حمحم يردف في استهجان:.
,
, - بس يا على بيه سمعة إبن حضرتك سبقاه شاب لعبي فاسد فاشل ما فيش وراه غير الجري ورا البنات
, ما تصدقش يا عمي دي إشاعات مغرضة: صاح بها عثمان فجاءة ليحدقه على بنظرات حادة غاضبة ليحمحم بحرج يعود لصمته من جديد بينما تولي ابيه مهمة الدفاع عنه حتى وإن كان لا يرضي عن تصرفاته جميعا فيبقي ابنه هو فقط من له الحق أن ينعته بالفاشل الفاسق:.
,
, - مختار باشا، عثمان ابني لا فاشل ولا صايع عثمان خريج كلية هندسة تكنولوجيا بتقدير امتياز مشروع التخرج بتاعه لو كمل فيه هيبقي براءة اختراع باسمه، وهو حاليا بيتشغل فيه، اما حكاية صايع فاعتقد أن كلنا صعنا في شبابنا ولما قررنا نستقر ونبطل صياعة اخترنا صح وابني اختار صح، عشان عايز يستقر.
,
, انهي على كلامه ويحل الصمت وعثمان ينظر لابيه مندهشا والده يدافع عنه والده لم ينعته بالفاشل الفاسق كما يفعل دائما، قاطع تلك اللحظات دخول ليلا إلى الغرفة، بثوب قصير بالكاد يصل لنهاية ركبتيها فقط ربع كم يغطي ذراعيها، نظر على لها متضايقا من شكلها أهذه الفتاة هي من ستكون زوجة ابنته أم احفاده٣ نقطة
, خطت ليلا للداخل مبتسمة برقة لتبتهج لبني من منظر العروس الرائعة، قامت تود معانقتها تهتف في سعادة:.
,
, - اهلا يا عروسة
, اختفت ابتسامتها حين ابتعدت تلك الفتاة عنها تمد لها اطراف اصابعها تصافحها بغرور تبتسم باصفرار متمتة:
, - هاي يا انطي
, ضيقيت لبني عينيها تنظر لها بغيظ، تلك الوقحة لن تكون زوجة ابنها ابدا، بينما اتجهت ليلا ناحية والدها تجلس جواره بعد ما صافحت على وخجلت كثيرا! من أن تمد يدها تصافح عثمان
, قاطع على الصمت يتمتم برزانة:
, - ها يا مختار باشا محتاجين وقت تفكروا ولا نتكل على **** نقرأ الفاتحة.
,
, نظر مختار لابنته نظرة محددة لها مغزي هي فقط من فهمته لتحرك رأسها إيجابا كأنها تأكد له أنها تعرف ما تفعل، تنهد مختار حانقا من تصرفات ابنته الطائش ليرسم ابتسامة لبقة على شفتيه نظر لعلي مردفا:
, - نقرا الفاتحة
, رفع الجميع ايديهم يقرأون الفاتحة اختلس عثمان النظرات لليلا لتبادله بنظرات خجلة تخفض رأسها سريعا٣ نقطة
, انتهت قراءة الفاتحة لينهض على فقام مختار بدوره صافحه على يتمتم في مرح باهت:.
,
, - احنا الكبار دورنا خلص لحد هنا هما بعد يظبطوا مع نفسهم ميعاد الخطوبة، اتشرفت بمعرفتك يا مختار بيه
, ابتسم مختار بدبلوماسية يصافحه بهدوء متمتا:
, - الشرف ليا أنا يا على بيه بإذن **** يكون لينا لقاءات تانية عشان نتعرف على باقي العائلة
, حرك على رأسه إيجابا يرد بفتور:
, - اكيد، اكيد، نستأذن احنا بقي.
,
, اصطحب زوجته وابنه إلى الخارج كان عثمان آخر الراحلين، نظر للينا يلوح لها يبتسم بسهتنة لتنظر له بهيام خجلة منه، ما إن رحل تبدلت ابتسامته باخري خبيثة ماكرة بينما اختفت نظراتها الناعسة ليشعل الحقد عينيها كل منهما يسعي لايقاع الآخر في شباك انتقامه تري من منها سينجح اولا.
,
, حل صباح يوم جديد في منزل حمزة في دبي في أحدي ناطحات السحاب الفخمة يجلس حمزة وادهم على طاولة الافطار والخادمة الفلبينية تضع لهما الطعام بينما مايا المدللة لا تزال ترتدي ثيابها او بمعني تصرخ في دولاب ثيابها المكتظ بأنها لا تملك اي ملابس٣ نقطة
, ضحك حمزة بخفوت حين وصل له صراخ ابنته الساخط نظر لأدهم يتمتم ضاحكا:
, - أختك المجنونة
, ابتسم أدهم ساخرا يحرك رأسه نفيا ببطئ يتنهد بيآس من افعال تلك المدللة:.
,
, - 46 الف طقم وكل اليوم الصبح تصوت ما عنديش هدوم خالص، دي حاطة باقي هدومها في دولابي
, ابتسم حمزة في هدوء ليربط على كتف ادهم يغمغم برفق:
, - أختك وبتدلع عليك
, اختفت إبتسامة أدهم وتلك الحقيقة التي فرضوها عليه تعصر قلبه ألما شقيقته هي لن ولم تكن شقيقته يوما كيف يقنع قلبه الثائر بأن تلك الفتاة لا تراه سوي شقيقها الأكبر، كيف يتخلص من لعنة عشق محرم بتلك الأوراق الرسمية.
,
, اجفل على صوت مايا تصيح بمرح كعادتها ما أن حضرت إلى الطاولة وهي لا تتوقف عن الثرثرة المزعجة ولكن صدقا ذلك النابض يعشق ثرثتها المزعجة تنهد يبتسم بيآس:
, - حلو الطقم و**** حلو
, ابتسمت في دلال تصفق بحماس لتتجه ناحية والدها تجذبه من ذراعه تصيح فيه:
, - يلا يا بابي عشان توصلني هتأخر على المحاضرة
, أمسك حمزة بيدها يضحك بصخب قرص مقدمة انفها برفق يغمغم في مرح:.
,
, - يا بطلي اهمدي تعبتيني، ادهم اخوكي هيوصلك أنا مش رايح الشركة النهاردة
, تنهدت بضجر لتقترب من أدهم تجذبه من ذراعه بعنف إلى الخارج تصيح بغيظ:
, - قوووم، قوووم يا أدهم انت تقيل أوي
, ضحك حمزة يراقبهم بسعادة ليتحرك أدهم خلف مايا ما كاد يخرج من الباب سمع صوت والده يصدح خلفه:
, - خلي بالك من اختك يا أدهم.
,
, زفر بحنق ليحرك رأسه إيجابا جذب الباب خلفه يغلقه، استقلا معا المصعد لتقف مايا أمام المرآه تنظر لملابسها تتأكد من أناقة مظهرها ادهم يقف بعيدا يتصطنع اللامبلاة بينما عينيه لا تنزحان عن مرآه المصعد يتطلع إلى قسمات وجهها يلتهم بشغف ملامحها البريئة كور قبضته يشد عليها، يتنفس بحدة وقف المصعد فئ الطابق الخامس عشر لتحتد عيني أدهم غضبا حين رأي واصل جارهم ذلك الشاب صاحب النظرات الناعسة، يتمني دائمآ أن يغلق له عينيه تلك حتى لا ينظر لها ابدا.
,
, التفتت مايا لواصل تبتسم له كعادتها:
, - هاي واصل
, رمقها ذلك الواصل بنظرة حالمة ناعسة يهمس له بسهتنة:
, - هاي مايا أنتي كتير بتعقدي اليوم
, اشتعلت أنفاس أدهم غضبا خاصة مع ضحكات مايا الرقيقة اقترب المصعد من الطابق العاشر لينظر أدهم إلى ذلك الواصل نظرات متوعدة شرسة، ابتسم في خبث ليقترب من مايا يغمغم ببراءة:
, - مايا شوفتي ال
, في طريقه اليها مر جوار واصل ليهمس له بصوت خفيض يتوعد له:
, -انزل احسنلك بدل ما ارميك برة.
,
, ليكمل طريقه إلى مايا يبتسم في براءة:
, - الساعة بتاعتي لونها لايق مع القميص
, بلع واصل لعابه ذعرا دائما ما كان يخشي من ذلك الادهم الضخم ضغط بتوتر على زر الطابق العاشر لينتفتح الباب فر واصل خارج المصعد ينظر لادهم في خوف يبلع لعابه ليلوح له أدهم خلسه يبتسم ساخرا، اكمل المصعد طريقه ليأخذ مايا إلى سيارته متجها بها إلى جامعتها.
,
, ما إن استقلت مايا السيارة بدأت تبحث في حقيبتها بتوتر وسرعة لتبتسم براحة ما أن وجدت ضالتها أخرجته من الحقيبة، ما كادت تفتحه سمعت صوت ادهم يسألها بتعجب:
, - ايه يا مايا اللي في ايدك
, امسكت مرآه السيارة الامامية تحرك لتنعكس صورتها فيها فتحت ذلك القلم تغمغم بملل:
, - روچ يا أدهم نسيت احط قبل ما انزل
, قبل أن تقرب ذلك الشئ من فمها هتف أدهم سريعا ببراءة:
, - وريهولي كدا عايز اشوف حاجة عليه.
,
, تنهدت بضجر لتغلقه تعطيه اياه فما كان من أدهم الا أنه القاه من نافذة السيارة المجاورة له دون أن ينظر له حتى، صرخت مايا بغيظ من مفاجأة ما حدث:
, - إنت اتجننت يا أدهم
, حرك رأسه إيجابا يبتسم باستفزاز ليهتف بسماجة:
, - ايوة اتجننت وما فيش اي زفت هيتحط على وشك برة البيت واتفضلي يلا انزلي وصلنا.
,
, نفخت بغيظ لتنزل من السيارة تصفع الباب خلفها بعنف تعرف أن أدهم يحب سيارته كثيرا لذلك تعمدت أن تصفع بابها بحدة لتسمع صوته يصيح مغتاظا مما فعلت:
, - براحة على الباب
, ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيها لتقرر الانتقام منه لم يكن تحرك بعد عادت اليه فتحت باب السيارة الخاص نظرت لمقعدها للحظات كأنها تبحث عن شئ لتتمتم ببراءة:
, - لاء في الشنطة.
,
, صفعت الباب بعنف اكبر من سابقه، لتشتعل عينيه غضبا، عادت تفتح الباب نظرت له تبتسم ساخرة:
, - إنت ناديت يا أدهم
, ابتسمت متشفية منه أمام نظراته الحادة الغاضبة لتمط شفتيها تغمغم في براءة طفلة:
, - لاء شكل كان بيتهيئلي..
, لتعاود صفع الباب بعنف تلك المرة سمعته يزمجر باسمها لتهرول ناحية الجامعة تضحك متشفية عليه
, نزل سريعا من سيارته ليفتح بابها الثاني تنهد براحة يربط على باب السيارة برفق:.
,
, - المجنونة كانت هتضيع الباب، عربيتي حبيبتي دا أنا اروح فيها
, خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتيه مايا لا تترك ثأرها ابداا، صوت رنين هاتفه صدح ليلتقطه من جيب سروال حلته كان يظن أنه والده ليقطب جبينه في تعجب، الرقم ليس رقم والده وليس من داخل دبي، رقم من مصر وغريب غير مدون لديه ليس رقم اي فرد من العائلة
, فتح الخط يضع الهاتف على اذنه يهتف في ثقة:
, - ايوة أنا أدهم السويسي مين معايا.
,
, لحظات يستمع إلى الطرف الآخر ويديه تشتد على هاتفه حتى كاد ينكسر بين يديه ليصدح صوته قويا عاصفا:
, - بقولك ايه يا راجل يا مجنون إنت، لو اتصلت هنا تاني هنزل بنفسي امحيك من على وش الأرض مالكش دعوة بمايا ودا اعتبره تهديد، إنت ما تعرفش أنا اقدر اعمل ايه.
,
, اغلق الخط ليقبض على هاتفه يكاد يسحقه، صدره يعلو ويهبط بعنف ينظر لباب الجامعة التي دخلتها مايا للتو لن يسمح لهم بإبعادها عنه ابدا، انطلق بسيارته يشق الطريق إلى منزله عليه أن يخبر والده.
,
, في فيلا خالد السويسي.
,
, على وضعه ذاك من ليلة امس جسده يجلس على الأرض ورأسه مسطحة على الفراش يغط في النوم يد ابنته تخفيها كف يده، على الرغم من أن خالد من الصعب أن يستيقظ بسهولة ولكن خوفه وقلقه على ابنته جعله ينتفض ما أن شعر بحركة أصابعها داخل كفه بلع لعابها متوترا ينظر لها وهي تحرك رأسها تأن من الألم تحاول فتح عينيها، ترك كفها برفق ليخرج من الغرفة بخطي سريعة شبه مهرولة اتجه إلى غرفته ليجد لينا تغط في النوم جلس جوارها يوقظها بتلهف:.
,
, - لينا، لينا اصحي يا لينا
, انتفضت جالسة تنظر له بذعر تتلعثم بتوتر عقلها يعجز عن تكوين جملة مفيدة:
, - في ايه، ايه في ايه
, تعرق جبينه كور قبضته يشد عليها يحاول أن يبدو غير متأثرا ولكن رغم ذلك ارتجفت نبرته:
, - لينا فاقت او بتفوق وشكلها تعبانة قومي شوفيها
, هزت رأسها إيجابا سريعا نفضت الغطاء لتهب من فراشها متجهه إلى الخارج حين استوقفها جملته التي حاول أن يجعلها باردة قدر الامكان:.
,
, - ابقي خليها تاكل دي نايمة من امبارح
, تنهدت بأسي على حاله تعرف أنه يتألم فقط لالمها ولكنه يكابر تحركت سريعا إلى غرفة ابنتها لتجدها تجلس في منتصف الفراش تضم ركبتيها لصدرها تبكي في صمت، ابتلعت تلك الغصة التي تعصف بقلبها، اقتربت من ابنتها تعانقها بقوة لتنفجر كلتاهما في البكاء شدت لينا على جسد ابنتها تربط على ظهرها برفق تهمس لها بحنو:.
,
, - بس يا حبيبتي اهدي، يا لوليتا مش أنا سألتك أن كان في حد في حياتك ولا لاء ليه كذبتي عليا
, ابتعدت عن حضن والدتها الدموع تغرق وجهها المكدوم تهمس باختناق من عنف شهقاتها:
, - انتي سيبتيني وسافرتي بعدتي عني في الوقت اللي كنت محتاجة فيه بس حضنك..
, ما قدرتش احكيلك، ما قدرتش
, صدمة اخرست لينا بعد عتاب طفلتها انهمرت دموعها بعنف لتحاوط وجه صغيرتها بحذر خوفا من أن تؤذيها تشهق في بكاء عنيف:.
,
, - و**** يا بنتي ما كنت اعرف أن كل دا هيحصل أنا عمري ما اسيبك ابدا، يا رتني ما سافرت، سامحيني
, ابتعدت عن والدتها تحرك رأسها نفيا بعنف لتشرد عينيها في اللاشئ تتمتم بخواء:
, - أنا ما غلطتش لما حبيت الحب مش غلط، أنا ما غلطتش عشان يحصل فيا كدة
, التفتت لوالدتها حين شعرت بها تمسك ذراعيها برفق بين كفي يدها تتمتم بأسي:.
,
, - أنا ما غلطتيش لما حبيتي بس غلطتي لما خبيتي، ما قدرتش تحكيلي كنت احكي لبابا اعتقد انه اقرب ليكي مني، خالد متمسك بزيدان عشان شايف إن ما فيش حد في حياتك
, انما لو كنتي قولتيله من الأول عمره ابدا ما كان هيرفض، ولا هيفرض عليكِ زيدان
, اتسعت عيني الصغيرة بصدمة شلت تفكيرها بأكمله لتحرك رأسها نفيا بعنف تتمتم في ذهول:
, - يعني ايه ما كنش هيرفض، لا كان هيرفض صح، يعني بابا كان هيوافق على معاذ عادي.
,
, حركت لينا رأسها إيجابا تؤكد ما تقول لتكلم بحزم:
, - ايوة كان هيوافق لو كان شحات بس عارف أنك بتحبيه كان هيوافق، قالها قدامي هي تقولي بس أنها بتحب دا وأنا اجوزهولها الصبح، انما اللي انتي عملتيه كسرتيه، أنا أول في حياتي اشوف خالد منهار كدة.
,
, قاطع كلامهم حين انفتح الباب دخل خالد بصعوبة سيطر على انفعالته حتى لا يركض اليها يخفيها بين ذراعيه خاصة حين رآها تبكي بتلك الطريقة، تتحرك ببرود اقترب منهم ليمد كف يده أمام وجهها قائلا:
, - اقلعي دبلة زيدان خلاص هو نفسه مش عايز يكمل
, وكلمي اللي اسمه معاذ دا خليه يجي يقابلني.

الجزء الثاني عشر


صدمة كلمة قليلة عن ذلك الشعور الذي عصف بكيانها دوامة من المشاعر الغريبة عصفت بخلجات والدها لم يكن سيعارض، بتلك البساطة يوافق، وزيدان تنازل عنها حتى وإن كانت لم تكن له المشاعر كما تعتقد، فمن الرائع شعور أن أحدهم يحبك يرغب في قربك.
,
, نظرت لوالدها بجزع، تنساب دموعها كان سيوافق وهي خدعته ودمرت ثقته بها بهذه البساطة، اقترب منها أمسك كف يدها الأيمن لينزع خاتم خطبة زيدان برفق من يدها شعرت في لحظة بأن تلك الحلقة الغريبة التي طوقت قلبها انكسرت، استدار ليغادر لتهب سريعا امسكت بذراعه تستجديه باكية:
, - بابا أنا آسفة أنا٣ نقطة
, صمتت حين استدار لها يبسط كفه أمام وجهها، لينزع ذراعه من يدها يتمتم بخواء:.
,
, - ولا كلمة مش عايز اسمع منك حاجة، اتصلي بيه وخليه يجي يقابلني بس
, قالها ليستدير خرج من الغرفة بأكملها لتنهار على فراشها تبكي ندما تعنف نفسها ليتها استمعت إلى نصيحة صديقتها « سهيلة» وأخبرت والدها منذ البداية، والآن هي كبلهاء خسرت ثقة والدها، وزيدان تشعر بقلبها يتنفض بعنف تنظر لأصبعها الخاوي، حتى زيدان زهدها لم يعد يرغب فيها.
,
, ارتمت بين أحضان والدتها تشهق في بكاء عنيف تهمس بحرقة من بين شهقاتها:
, - أنا غبية، وآسفة و**** آسفة قولي لبابا يسامحني عشان خاطري يا ماما
, انفطر قلب لينا ألما على بكاء طفلتها تحاول تهدئتها قدر الإمكان لتهتف سريعا:
, - يا حبيبتي انتي عارفة بابا بيحبك قد ايه هو زعلان منك شوية وهيرجع يصالحك، كفاية عياط يا حبيبتي هتتعبي.
,
, ابعدتها عنها تمسح دموعها برفق لتجذب صينية الطعام تضعها امامها ربتت على رأسها برفق تهمس بحنو:
, - يلا يا حبيبتي كلي من امبارح ما كلتيش.
,
, حركت رأسها نفيا تتجه بعينها ناحية نافذة الغرفة تنظر للخارج لقطات سريعة متتالية من طفولتها تمر أمام عينيها لتبتسم وتتساقط دموعها تذكرت حين كانت فقط طفلة في الثامنة مزقت أوراق مشروع هام تذكرت نظرة والدها المفزوعة حين رأي الورق فتات امام عينيه لأنها كانت فقط تلعب جل ما فعله أنه جلس أمامها على ركبتيها يقرص وجنتها برفق يغمغم في مرح باهت:
, - فداكي يا شقية، يلا أجري العبي في الجنينة.
,
, ليتها أخبرته من البداية انسابت دموعها بغزارة، اجفلت على صوت دقات على باب الغرفة ظنت انه والدها لتنظر للباب سريعا، فتحت والدتها الباب تبتسم في وجه الواقف:
, - تعالا يا زيدان.
,
, توسعت عينيها بذهول، لتجده يدخل إلى الغرفة يحمل علبة الحلوي اللي تفضلها، استشفت من ملامحه المجهدة انه لم يذق النوم طعما، دخل إلى الغرفة يبتسم في هدوء وقف امام برأسها ليضع علبة الحلوي عليه لاحظات أنه يتفادى النظر اليها عينيه لم تقابل عينيه ولو للحظات منذ أن دخل إلى الغرفة حمحم يردف بجد:
, - أنا كنت جاي اطمن عليكي أنت ِ بنتي خالي أولا وآخرا وزي أختي ما احنا متربين مع بعض
, حمد لله على سلامتك، عن اذنكوا.
,
, قالها ليستدير يريد الرحيل حينما سمعها تهمس باسمه أغمض عينيه يشد عليها بعنف ذلك النابض في يسار صدره انتفض يدق بعنف اخذ نفسا عميقا يهدئ به نفسه ليلتفت لها يحاول الا ينظر إليها يهمس ببرود:
, - نعم يا بنت خالي.
,
, ممكن تخلي بابا يسامحني، همست بها برجاء تبكي بحرقة، لم يقاوم قلبه الثائر اكثر رفع وجهه ينظر إلى وجهها المكدوم ليشد على كفه بعنف يرغب وبشدة في تحطيم يد والدها التي فعلت بها ذلك بلع لعابها متوترا يحرك رأسه إيجابا، ليجدها تبتسم له ممتنة، لينا تبتسم له حدث تاريخي لم يحدث من قبل، فر سريعا من الغرفة قبل أن تنهار مشاعره أمامها.
,
, نزل إلى اسفل ليجد خالد يجلس على أحد المقاعد المقابل للسلم، انتفض ما أن رآه يسأله بتلهف:
, - هي عاملة ايه
, ابتسم بحالمية يتذكر نبرة صوتها وهي تنطق اسمه ابتسامتها التي وجهتها له، له هو فقط تنهد يهمس بحرارة:
, - مش كويسة!
, رفع خالد حاجبه الايسر باستجهان ليرمي زيدان بنظرة حادة يزمجر غاضبا:
, - وأنت مالك مبسوط كدة ليه أنها مش كويسة
, تدارك زيدان نفسه سريعا دوامة مشاعره طغت على إجابته ليقول سريعا مصححا:.
,
, - و**** مش قصدي، بس هي تعبانة اوي يا خالي إنت عمرك ما قسيت عليها سامحها المرة دي
, عاد يجلس على مقعده مرة اخري يحرك رأسه نفيا بعنف تهدجت أنفاسه ليهتف بانفعال:
, - عمري ما قسيت عليها وادي النتيجة، المهم عملت اللي قولتلك عليه
, ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتي زيدان يشعر بالانتشاء يغزو خلاياه بعدما هشم عظام ذلك الفتي حرك رأسه إيجابا يغمغم في مكر:
, - تمام كله تحت السيطرة.
,
, إنت قولتله على ايه، جاء صوت لينا المتعجب من خلف زيدان ليبتسم الأخير بارتباك حمحم يهتف متلعثما:
, - هاا ابدا يا ماما، دي قضية في الشغل ولا ايه يا خالي
, تبادل هو وخالد النظرات ليبتسم الأخير ساخرا يحرك رأسه إيجابا التفت للينا ينظر لها بهدوء يحادث زيدان:
, - روح إنت واستني مني تليفون
, حرك رأسه إيجابا ليغادر دون أن ينطق بحرف بينما اقتربت لينا منه أمسكت كف يده تترجاه:.
,
, - خالد عشان خاطري لينا مش عايزة تاكل اي حاجة أطلع حتى خليها تاكل عشان خاطري يا خالد
, نزع كفه من يدها وقف يوليها ظهره قلبه ثآر خائف على طفلته وعقله ثآر يكابر يصرخ فيه بأن تلك الطفلة هي من دهست ثقته زمجر بحدة دون ان يستدير:
, - عنها ما كلت هي غلطانة وكمان بتتدلع، خلاص ما عدتش هدلع تاني، تاكل ما تاكلش تخبط دماغها في الحيطة ما بقتش تفرق معايا.
,
, لا فائدة من المحاولة تعرف خالد حين يكون غاضبا لن يطاوع قلبه بتلك السهولة استدارت لترحل لتسمعه يهمس باسمها بخفوت، التفتت له سريعا ليشيح بوجهه ناحيه اليسار بلع لعابه يحاول أن يظهر البرود في نبرة صوته ولكن رغم عنه ظهر القلق جليا حين همس لها:
, - حاولي معاها تاني معلش دي من امبارح ما كلتش ولا لقمة واحنا داخلين على الليل اهو..
,
, ابتسمت يآسه لتقترب منه تعانقه بقوة وضع رأسه على كتفها يشد على عناقها يشعر بيدها تربط على رأسه حين سمعها تهمس بحذر:
, - لوليتا ما غلطتش يا خالد، أنت عارف بنتك أكتر من اي حد، هي ممكن تكون خافت لترفض معاذ وتصمم على زيدان فخبت عليك، إنما اكيد مش قصدها تخبي عليك
, رفع وجهه عن كتفها لتقابل زرقتيها غيوم عينيها الكدرة من الألم سمعته يهمس بصوت متألم مهموم:.
,
, - وكانت هتفضل مخبية عليا لحد امتي، لحد ما تتجوزه من ورايا
, شهقت واتسعت عينيها تحرك رأسها نفيا سريعا حاوطت وجهه بكفيها تهمس بتلهف:
, - لاء طبعا يا خالد، لينا عمرها ما تعمل كدة وبعدين هي قالتلي أنه جاي يتقدملك يوم عيد ميلادها لما أعلنت خطوبتها على زيدان يعني٣ نقطة
, قاطعها يتابع بخمول:
, - خلاص يا لينا مالوش لازمة الكلام دا، اطلعي وانا شوية وهطلع اشوفها.
,
, ابتسمت مطمئنة تعرف أن خالد لن يترك ابنته حزينة حركت رأسها إيجابا تربط على وجنته بحنو لتتركه متجهه إلى غرفة ابنتها تحاول اقناعها أن تاكل ولو قليلا.
,
, ها إيه رأيك، هتف بها عمر بحماس بعدما خرج من غرفة القياس في أحد محلات الملابس الشهيرة لتلمع عيني ناردين بإعجاب تصفق بشغف:
, - القميص تحفة عليك يا عمر، مش قولتلك فكك من البدل، شكلك بالكتير يدي 20 سنة
, ابتسم بسعادة تلمع عينيها بحماس وشغف كان قد نسي كيف يكون إحساس أن تعش تلك المشاعر من جديد ربما كانت تلك الفتاة هي النجدة التي بُعثت له لتحي رماد قلبه من جديد.
,
, يتصرف معها كأنه شاب طائش لا حساب على أفعاله يخرج يضحك يركض، تالا بحساسيتها الزائدة كانت ترفض كل ذلك، نظر لانعكاس صورته على سطح المرآه امامه عاد عمر الدنجوان بفضل تلك الفتاة
, اشتريا كمية كبيرة من الملابس لها وله ليجلسا في أحد المطاعم قبل الغروب بقليل ابتسم يغمغم في سعادة:
, - تعرفي أن أنا بقالي مدة كبيرة ما ضحكتش وحسيت بالانطلاق زي النهاردة
, رفعت حاجبيها لتسأله ببراءة تحمل سم الافعي:.
,
, - معقولة ليه ما كنتش بتروح مع مراتك وهي بتشتري هدومها، حقيقي إنت ذوقك هايل يا عمر
, اختفت ابتسامته ليحل مكانها اخري ساخرة خبي بريق عينيه يهمس في تهكم:
, - تالا ما كنتش بترضي، كنت ببقي عايز حتى اشتري لبس البنات كمان تقولي وأنت إيش فهمك في اللبس البناتي، طلبت منها مرة واتنين وبعد كدة بقت هي لما بتطلب مني انزل معاهم بقيت برفض وارد عليها بنفس جملتها.
,
, مدت كف يدها الايسر تشبك أصابعها بيسراه رفع رأسه ينظر لها ليجد تبتسم بنعومة لتمتم بدلال:
, - هي الخسرانة صدقني مين يكون معاها راجل زيك وتتبر على النعمة دي، صدقيني يا عمر إنت احسن راجل وأب في الدنيا كلها.
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه يشبك يده في يدها بقوة لتقع عينيه في تلك اللحظة على الدبلة الفضية طوق زواجه تنهد لينزع يده من يدها، قطبت جبينها مستنكرة ما فعل لتتسع ابتسامتها حين رأته يخلع تلك الدبلة من يدها يدسها في جيب بنطاله لتلمع عينيها في حماس خطتها تسير بأفضل حال.
,
, وقفت أمام فراش ابنتها تنظر لها بحزم لما يجب أن تكون تلك الصغيرة صلبة الرأس تماما كوالدها منذ ساعات وهي تحاول أن تقنعها بأن تأكل وهي لا تعطي اي رد فعل سوي الصمت
, والرفض، فاض بها الكيل وقفت أمامها تشهر سبابتها أمام وجهها تصيح بحزم:
, - ما هو بصي بقي يا لينا يا هتاكلي يا هعلقك جلوكوز ودا آخر اللي عندي أنا مش هفضل اتفرج عليكي وانتي بتموتي نفسك.
,
, نظرت لوالدتها بخواء للحظات لتعاود النظر تجاه الشرفة بلا حياة لا ترغب في فعل اي شئ حتى معاذ لم تفكر في الاتصال به كل ما يشغل بالها حاليا كيف تنال سماح والدها، اجفلت على صوت دقات تحفظها جيدا، اتجهت والدتها تفتح الباب، ابتهجت تبتسم بأمل حين سمعته يحادث والدتها قائلا:
, - انزلي يا لينا حضري العشا أنا هجيب لوليتا واحصلك.
,
, لحظات وخرجت والدتها ليدخل خالد إلى الغرفة اغلق الباب خلفه تقدم يجلس على حافة فراشها دقائق من الصمت ينظر لها دون كلام بينما هي تبتسم تنساب دموعها، وقفت على ركبتيها تلقي بنفسها بين ذراعيه تخبئ وجهها في صدره تنتحب تشهق في بكاء عنيف:
, - سامحني يا بابا أنا آسفة.
,
, انهارت جميع حصون عناده العتيدة ليلف ذراعيه حول ابنتها يخبئها داخل قلبه قبل صدره خرجت منه تنهيدة حارة طويلة مثقلة بالهموم يضم الصغيرة لصدره كأنها لا تزال طفلة رضيعة، ساعات ربما في دقائق هي لا تتوقف عن البكاء تطلب منه السماح وهو صامت تماما، ابعدها عنه اخيرا يمسح دموع وجهها بيديه، جلس امامها يربع ساقيه لتفعل المثل بالكاد أخفي ابتسامته حين قلدت جلسته.
,
, غص قلبه ألما من تلك العلامات التي تشوه وجهها من فعل يديه ليمد يده يمسد عليها برفق يهمس قلقا:
, - هو مش الدكتور كان كاتبلك مرهم للكدمات دي، ماما دهنتلك منه
, حركت رأسها إيجابا دون كلام لتخفض رأسها لأسفل تعاتبه بخفوت:
, - حضرتك عمرك ما ضربتني، أول مرة أحس أن أنا خايفة منك اوي كدة
, رفع وجهها برفق ينظر لها ابتسم في حزن ليتمتم بألم:.
,
, - وأنا اول مرة أحس اني مكسور منك اوي كدة، أنتي عارفة احساس أنك بتبني بيت كبير جميل عالي كل شوية تقف قدامه البيت تفتخر بيه البيت دا أنا اللي بنتيه وفجاءة البيت يقع وتكتشفت أن اساسته ما اتبنتش أنا عمري ما خوفتك مني ليه خبيتي عليا
, اغمضت عينيها لتنساب دمعتين منهما بلعت لعابها متألمة تهمس في خزي:
, - كنت خايفة مش من حضرتك، خايفة لحضرتك ترفضه وتصمم تجوزني زيدان غصب عني وأنا ما بحبوش.
,
, صمت للحظات يترفس تعابير وجهها ليربع ذراعيه أمام صدره يسألها فجاءة بحذر:
, - وايه بقي اللي شدك في اللي اسمه معاذ دا، حبيته ليه يعني
, شعرت بالخجل نظرت لوالدها نظرة سريعة خاطفة تفرك يديها متوترة تهمس بارتباك:
, - مم، يعني معاذ طيب وحنين بيحبني وبيخاف عليا، على طول جنبي في الكلية، كلامه يعني مش عارفة اقولها حضرتك ازاي بس بيحسسسني بإحساس غريب حلو
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يكمل مستهجنا:.
,
, - اقولك أنا كلامه بيحسسك انك طايرة كل كلمة غزل بتخرج منه قلبك بيدق بسرعة بتحسي، على طول بيقولك أنه بيحبك وأنك احلي بنت في الدنيا وأنه مستعد يعمل اي حاجة عشان تبقي معاه دايما
, توسعت عينيها في ذهول رفعت رأسها تنظر لوالدها في دهشة تفغر فاهها كيف علم بكل ذلك، ليبتسم خالد ساخرا يهمس في نفسه بغيظ:
, - كنت عارف أنه عيل، بتاع كلام
, رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه يربط على رأسها برفق ليكمل يحذرها بحدة:.
,
, - ماشي يا لينا، بس بردوا كان لازم تقوليلي
, دي أول وآخر تخبي عني حاجة اي كانت المرة الجاية رد فعلي هيبقي وحش أوي مفهوم
, بلعت لعابها خوفا تحرك رأسها إيجابا لتهمس في حذر:
, - طب ومعاذ
, قالتها سريعا بتلعثم ليزفر بغيظ فقط من ذكر اسم ذلك الفتي ارغم شفتيه على الابتسام يقول لها في مرح باهت:
, - قومي غيري هدومك وتعالي ننزل نتعشي وبعدها نكلمه، خلاص زيدان نفسه انسحب الطريق بقي مفتوح لمعاذ.
,
, ربت على وجهها ليدني مقبلا جبينها تركها وغادر يغلق الباب خلفه لتتنهد تبتسم براحة اخيرا نالت سماح والدها وفوق ذلك ايضا موافقته على معاذ، قامت سريعا تلتقط هاتفها الاسود الصغير تحاول الاتصال به كالعادة هاتفه أما مغلق او جرس متواصل بلا رد، زفرت بحنق تلقي الهاتف على الفراش بعنف:
, - إنت فين بس يا معاذ ما بتردش عليا بقالك أسبوع.
,
, في الأسفل اخذ طريقه إلى أسفل يفكر شارد يقنع نفسه بأن ما يفعله هو الصالح لابنته ستشكره قريبا على ما فعل دخل إلى غرفة الطعام ليجد زوجته تتحرك هنا وهناك بخفة تضع أطباق الطعام على الطاولة ليبتسم في خبث اقترب منها بخفة يمشي على أطراف أصابعه إلى أن صار خلفها ليلف ذراعيه حول خصرها انتفضت تشهق بخوف التفتت له تنظر له بغيظ:
, - حرام عليك خضتني مش هتبطل حراتك دي بقي.
,
, حرك رأسه نفيا ببطئ يبتسم باستمتاع يلاعب حاجبيه عبثا لتضحك بخفة تسأله سريعا:
, - صالحت لوليتا؟
, حرك رأسه إيجابا دون كلام لتعانقه بقوة تهمس بامتنان:
, - حبيبي يا خالد كنت عارفة أن لوليتا مش هتهون عليك أبدا
, ابتعد عن صدره تود إكمال ما تفعل لتشهق بقوة حين شعرت به يجذبها من جديد يطوقها بين ذراعيه يبتسم متلذذا:
, - طب وأم لوليتا
, احمرت وجنتيها خجلا لتهمس بصوت خفيض تتحاشي النظر لعينيه:
, - مالها.
,
, مال بوجهه ناحيتها ليداعب انفها بأنفه يبتسم في خبث غمز لها بطرف عينه اليسري يهمس باستمتاع:
, مش عيزاني اصالحها
, كادت وجنتيها تنفجر خجلا من عبثه الذي لا ينتهي ابدا ليجفلا معا على صوت ابنتهم تهتف في مكر:
, - بتعمل ايه يا بابي
, انتفضت لينا من بين ذراعيه سريعا ترتب طاولة الطعام بارتباك ليحمر وجه خالد غيظا يشتم الصغيرة في نفسه التفت لها يغمغم ساخرا:
, - بحط لماما قطرة، عيلة فصيلة زي أمها.
,
, ضحكت الصغيرة تغيظ والدها اتجهت إلى الطاولة تجلس على جانبه الأيسر ولينا على الايمن بينما هو يترأس الطاولة نظر لابنتع ليعقد جبينه متعجبا مما رأي مد يده يمسك وجهها برفق بين يديه يهتف في ذهول:
, - انتي وشك خف بسرعة كدة إزاي
, ضحكت ابنته بصخب لتشاركها والدتها في الضحك توقفت الصغيرة عن الضحك تهتف من بين ضحكاتها المتقطعة الخافتة:
, - دا الميكب آب يا بابا.
,
, اتسعت عيني خالد في ذهول ينظر لها بدهشة ليعقد جبينه في غضب زائف اجاد تمثيله يغمغم بحدة:
, - حطيتي مكياج يا سعدية، شربتي بانجو ولا لسه يا سعدية، شربتي بانجو ولا لسه
, ختم كلامه بصفعه خفيفة من يده على رقبتها من الخلف لتعقد جبينها غيظا تنفخ خديها تنظر له بحنق ليضحك هو ولينا عاليا على منظرها
, لتهتف لينا من بين ضحكاتها:
, - ابوكي بيهزر هزار بوابين يا حبيبتي معلش.
,
, التفت بوجهه لها يرفع حاجبه الايسر يبتسم في توعد مغمغما:
, - بتقولي حاجة يا حبيبتي
, أشارت إلى نفسها تسبل عينيها ببراءة تحرك رأسها نفيا ليضحك عاليا يقبل جبينها، بينما هي تنظر لوالديها تبتسم والديها رمز العشق الخالد الذي لم ولن يموت ابدها
, رن جرس الفيلا الخارجي في تلك اللحظة تحديدا لينظر خالد إلى ساعته يقطب جبينه متعجبا:
, - مين هيجيلنا دلوقتي احنا داخلين على نص الليل
, هتفت لينا زوجته بحيرة:
, - يمكن زيدان.
,
, ذهبت أحدي الخادمات لتفتح الباب لتطل من خلف الباب المغلق فتاة في أوائل الثلاثينات ترتدي تنورة سوداء واسعة وقميص اسود باكمام و**** رأسها من نفس اللون الاسود
, تجري الدموع على خديها لتلوث وجنتيها البيضاء الممتلئة
, تحمل طفلة صغيرة على ذراعها الايمن وحقيبة صغيرة فوق كتفها الايسر تمسك بكف يدها الايسر يد *** صغير في الخامسة تقريبا
, ابتسمت الخادمة ترحب بها بسعادة:
, - اهلا اهلا يا ست بدور اتفضلي.
,
, دخلت بدور إلى الداخل نظرت للخادمة تسألها بصوت خفيض بح من البكاء:
, -هو بابا فين
, اشارت الخادمة إلى غرفة الطعام المغلقة:
, - بيتعشي يا هانم
, حركت بدور رأسها إيجابا لتتحرك بخطي سريعة ناحية غرفة الطعام فتحت بابها، لتحل الصدمة فوق الجميع على رأسهم خالد الذي هب سريعا متجها إليها يسألها بقلق:
, - بدور مالك يا بنتي فيكي ايه
, لحظة وانفجرت تبكي بعنف تشهق في بكاء حاد مرير، اندفعت تعانقه بقوة تصيح بحرقة من بين دموعها:.
,
, - أسامة ضربني يا بابا
, اشتعلت عينيه غضبا ذلك الوغد سمح لنفسه أن يرفع يده على ابنته أقسم سيذقيه العذاب ألوان، هتف في حدة يتوعده:
, - ليلة إلى خلفوه مالهاش ملامح، أنا قايلك من زمان أنه عيل صايع وانتي ما سمعتيش كلامي
, ازدادت بكائها بعنف ليتنهد بضجر يربط على رأسها برفق يهمس بهدوء:
, - خلاص بطلي عياط ما يستاهلش تعيطي بسببه، انتي لو تسبيني أشد عليه هيمشي على العجين ما يلغبطوش.
,
, قبضت بيدها على سترته تهمس بحرقة من بين شهقاتها:
, - أنا بحبه يا بابا
, زفر بغيظ لما حظه سئ لتلك الدرجة ابنتيه واختيارهما السئ في الرجال ربط على ظهرها بهدوء يهتف في سخط:
, - خلاص يا بدور بتعيطي دلوقتي أنا قايلك من ساعة الخطوبة لما نكد عليكي يومها وقولتلك سيبيه قعدتي تقولي بيحبني يا بابا وهيتغير بعد الجواز، قولتلك ما فيش رجالة بتتغير بعد الجواز بردوا ما سمعتيش كلامي.
,
, زاد نشيجها الحارق لتهب لينا سريعا متجهه اليهم تنظر له بحدة لتقول بعتاب:
, - خلاص يا خالد دا وقت تقطيم أنت مش شايف حالتها
, حرك رأسه إيجابا يبعدها عنه يحاول أن يبتسم ليهدئها قائلا في فرق:
, - خلاص يا حبيبتي اهدي، هاتي حبابيب جدو دول واطلعي يلا اوضتك غيري هدومك وتعالي نتكلم
, حركت رأسها إيجابا تمسح دموعها بعنف لتأخذ لينا منها الطفلة الصغيرة بينما ركض الصغير إلى جده يحتضن ساقه يصيح فرحا:
, - تدوو.
,
, ضحك خالد في سعادة أن كان يحب بدور فهو يعشق هؤلاء الصغار كقطعة من قلبه مال يلتقط الصغير بين يديه يداعبه بوجهه ليضحك الصغير بسعادة، حملت بدور حقيبتها متجهه إلى اعلي، التفتت لينا له تسأله في قلق:
, - يا تري ايه إلى حصل
, انتفخت اوداجه غضبا ليشد على كف يده يهمس بهسيس نار مستعر:
, - مهما كان إلى حصل فأنا هخلي ليلة اللي خلفوه سودا بيضرب البنت لاء وكمان بيسيبها تخرج في نص الليل لوحدها.
,
, اعطي الصغير للينا ليخرج من الغرفة التقط هاتفه من جيب سرواله يطلب الرقم المدون عنده ( الحيوان أسامة) ضحك ساخرا ليضع الهاتف على إذنه لحظات من الرنين المتواصل ليسمع الطرف الآخر يهمس بارتعاش:
, - مساء الخير يا باشا
, زمجر هو غاضبا يصيح فيه:
, - مساء الزفت على دماغك أنت ازاي يا حيوان تمد ايدك على البنت وسايبها تنزل بليل في نص الليل لوحدها بالعيال
, هي خرجت من غير أذني ليلتها سودا، صاح بها أسامة بغيظ.
,
, لتنتفض عروق خالد تصرخ غضبا قبض على هاتفه يصرخ فيه:
, - دا أنت إلى ليلتك سودا بتمد ايدك على البنت وعايزها تقعد في بيتك كمان يا بجاحتك
, ابتلع اسامة لعابه خوفا ليهمس بصوت مرتجف:
, - خالد باشا ارجوك افهمني أنا مستعد اجي وافهم حضرتك اللي حصل
, دوي صدي ضحكات خالد الغاضبة ليزمجر فيه كليث غاضب:
, - دا غصب عنك مش بمزاجك مش اوبشن هو، من النجمة القيك مرمي على الباب برة ومن غير سلام.
,
, اغلق الخط في وجهه دون أن ينطق بحرف آخر ليجد بدور تقف عند نهاية السلم تنظر لع بأعين حمراء باكية ليشير لها أن تقترب منه مشت ناحيته ليجذب يدها يشدها خلفه برفق إلى غرفة الطعام يغمغم برفق:
, - مش هنتكلم ولا كلمة قبل ما تاكلي كلي وأنا معاكي للصبح.
,
, تجلس على فراشها ضامة ركبتيها لصدرها تنساب دموعها ذعرا تضع يديها على فمها تكبح صوت بكائها منذ أسبوع وهي تحاول التواصل معه بعد أن بعث لها بتلك الصور المخلة لها ومقطع فيديو بشع لم تستطع النظر اليه اكثر من ثانية، سبعة ليالي قضتهم في عذاب تركها تتقلب على النار تفكر في ابشع الاحتمالات اغلق هاتفه يري رسائلها ولا يرد، انتفض فؤادها خوفا حين رأت هاتفها يضئ برقمه لتلقتطه سريعا تفتح الخط لتسمعه يهتف في خبث:.
,
, - مساء الفل يا سرسورة ايه رأيك في الصور عجبتك
, خرجت شهقاتها الباكية رغما عنها ينتفض فؤادها ذعرا تهمس بارتعاش:
, - ليه يا تامر دا أنا وثقت فيك، أنا اذيتك في ايه
, سمعت صوت ضحكاته القذرة يعلو اكثر ليغمغم باستمتاع:
, - انتي غبية يا سارة صح، هو في حد بيعمل حاجة لوجه ****، كنتي أسهل مما أتخيل كل االي محتاجاه حد يسمع وأنا سمعت هفضل أسمع كتير كدة من غير مقابل
, وضعت يدها على فمها يرتجف جسدها بعنف تهمس بذعر:.
,
, - إنت عايز مني ايه
, صمت للحظات يتلاعب بأعصابها التالفة ليهمس اخيرا بتلذذ:
, - تجيلي البيت
, شهقت بعنف ما أن نطق تلك الجملة تهمس سريعا بذعر:
, - لالالا لا طبعا مستحيل
, انتفضت حين سمعته يصرخ فيها بحدة:.
,
, - ما هو اسمعي بقي يا حلوة يا هتنفذي اللي هقولك عليه بالحرف لهبعت صورك العريانة وفيديوهاتك لابوكي وعمك وانتي عارفة عيلة السويسي مش بعيد يدفنوكي حيه، خليكي شطرة كدة يا سرسورة هبعتلك عنوان البيت في رسالة بكرة تكوني عندي٣ نقطة

الجزء الثالث عشر


لاء **** يخيلك يا تامر ابوس ايدك بلاش بيتك، همست بها بذعر دموعها وشهقاتها سريعة عنيفة كأنها تغرق تقاوم الموت٣ نقطة
, صمتت للحظات لتدعو في نفسها أن يوافق لتجده يكمل في مكر:
, - ماشي يا سرسورة عشان خاطرك أنت ِ بس قابليني في مطعم (، ) الساعة 3 بالدقيقة الاقيكي قدامي
, حركت رأسها سريعا بتلهف تقبض على الهاتف بعنف لتهمس بقهر:
, - حاضر حاضر مش هتاخر حاضر.
,
, اغلق الخط دون كلمة اخري لتضم قبضتها الصغيرة إلى صدرها تبكي في صمت تنظر لشقيقتها النائمة بقهر تتمني لو توقظها وترمي عليها تلك الحمول التي تجثم على قلبها ولكن حتى سارين بها من الهموم ما يكفيها عشقها لعثمان من طرف واحد، مشاكل بيتهم التي لا تنتهي مؤخرا عرفت أن اختها تلجئ لأحد أنواع المنوم في الليل حتى تغيب عن تلك الشجرات التي لا تحدث سوي ليلا.
,
, على صعيد قريب من غرفتها، فتح عمر باب منزله بمفتاحه الخاص يصفر لحن باستمتاع، زفر بحنق ليتجهم وجهه حين رأي تالا تجلس على أحد المقاعد في انتظاره، اقترب منها يعقد ذراعيه أمام صدره ابتسم ساخرا ليقول متهكما:
, - ايه اللي مصحي جنابك لحد دلوقتي مش عوايدك يعني
, وقفت تنظر له شرزا نظرات نارية حادة غاضبة لتشير إلى الساعة القابعة على الحائط خلفه تصيح غاضبة:.
,
, - الساعة عدت نص الليل يا عمر، بقيت ترجع كل يوم في انصاص الليالي كأنك لا متجوز ولا عندك ***** ما بيشوفوش وشك خالص
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه طفقها بعينيه من أسفل لاعلي يتمتم بتهكم:
, - سوري يا ماما تالا اني طلعت ولد نوتي واتأخرت، بقي انتي بقي قاعدة مستنياني عشان الكلمتين التافهين زيك دول.
,
, قالها ليلتفت يود المغادرة، اشتعل قلبها قهرا من سخريته اللاذعة لتقبض على ذراعه قبل أن يتحرك وقفت امام تنظر له بقهر للحظات تلتها انسياب دموعها لتصيح بحرقة:
, - كلامي تافة يا عمر عشان بقولك وحشتنا، وحشت البنات ما بقوش بيشوفوك خالص، بقيت اسوء مما كنت اصلا، هو أنا مش عارفة أنت متغير ولا لاء.
,
, خرجت ضحكاته العالية الصاخبة تهز احباله الصوتية بقوة مد يده يزيح يدها من على ذراعه ليربط على وجنتها بجفاء يتمتم ساخرا:
, - أنتي مش عارفة اي حاجة في اي حاجة، تصبحي على خير يا بيبي
, قالها ليستدير مغادرا إلى غرفته يصفر ببرود تجمد مكانه يقبض على يده بعنف حينما سمعها تصيح بحرقة من خلفه:
, - قسما ب**** يا عمر لو فضلت على حالك دا أنا هشتكيك لاخوك.
,
, غضب عنيف دق في عقله هل تظنه *** تهدده التفتت لها حرق الأرض تحت خطواته اقترب منها يقبض على مرفق ذراعها الأيسر بعنف يزمجر غاضبا:
, - بتهدديني يا تالا هشتكيك لاخوك فكراني عيل صغير هخاف، روحي اشتكيله أعلي ما في خيلك اركبيه، أنا غلطان اني مستحمل العيشة دي اصلا بلا قرف
, لفظها من يده بعنف ليتجه ناحية باب منزلهم خرج ليصفع الباب خلفه بقوة.
,
, بينما سقطت تالا على ركبيتها تنظر للباب الموصد بقهر، تعزم في نفسها أن تعيد زوجها إليها مهما كلفها الأمر، وبينما وكالعادة سارة تقف هنا تنظر لهم تبكي تقهرا لما يجب أن تكون حياتها تعيسة لتلك الدرجة.
,
, على طاولة الطعام جلست بدور جوار لينا ابنه خالد، وكل عاد لمكانه خالد يحمل الطفل الصغير على احد ساقيه ولينا تضع الصغيرة في حضنها، مدت بدور يدها تربط على ذراع لينا تهمس له بهدوء:
, - وحشاني يا لوليتا عاملة ايه يا حبيبتي
, ابتسمت بارهاق تحرك رأسها إيجابا كأنها تخبرها أنها بخير، وضع خالد معلقة الطعام في فم الصغير الجالس بحضنه ابتسم له يحادث بدور:
, - سيبيها يا بدور هي تعبانة شوية.
,
, ابتسمت بدور بهدوء تحرك رأسها إيجابا، تنظر لوالدها الروحي، أبيها حتى لو لم يكن بالدم فيكفي حمايته مساعدته حنانه الذي يغدقها بها دوما، يقف سند ومدافع لها في اصعب الاوقات بعد سفر أخيها بصحبة زوجته إلى أحد دول الخليج وتوفي والدها بات هو سندها الوحيد الذي تتكأ عليه في احلك الاوقات، ارتسمت ابتسامة عذبة على شفتيها وهي تراه يلاعب صغيرها يقذفه لأعلي ويسرع لالتقاطه بين ذراعيه ليضحك الصغير عاليا، قطعت جلستهم الضاحكة تقول لصغيرها:.
,
, - خالد وبعدين معاك بطل دلع انزل يلا عشان ما تتعبش جدو
, زم الصغير شفتيه بغيظ يتعلق بعنف جده يغمغم ببراءة:
, - تدو بيبي
, ضحك خالد بصخب يعانق الصغير بقوة مقبلا جبينه:
, - دا أنت اللي حبيبي مش أختك الهبلة اللي بتخاف تجيلي دي
, نظرت لينا لزوجها تخرج له طرف لسانها تغيطه تضم الصغيرة بين ذراعيها:
, - سيلا حبيبة تيتا بس.
,
, كانت جلسة سعيدة الجميع فيها يضحك الا هي تحرك طعامها في طبقها شاردة، بدور وزوجها تتذكر جيدا أن والدها عارض وبشدة تلك الزيجة يخبرها أن ذلك الاسامة سئ الطباع والخلق وهي أبدا لم تستمع، هل يمكن أن تكون وجهه نظره في زيدان صحيحة ايضا هل هو الوحيد حقا القادر على اسعادها، تنهدت حائرة قلقة اختفاء معاذ المفاجئ يقلقها عليه وعلى قلبها الحائر خائفة من أن تنجرف خلف تلك المشاعر الغريبة التي تملكت قلبها فجاءت تجاه زيدان؟!
,
, زيدان كابوسها المرعب كيف تعشق من تكره
, خرجت من شردوها على صوت محبب يصيح بمرح من ناحية باب الغرفة:
, - وحشتوني وحشتوني وحشتوني
, نظرت لجاسر تضحك بخفوت ليتقدم هو لداخل الغرفة يفتح ذراعيه على اتساعهما يهتف بدراما مبالغ فيها:
, - عمي حبيبي وحشني يا غالي
, تجهم وجه خالد ليكسي البرود ملامحه نظر له بحدة يتمتم متهكما:
, - الساعة في ايدك كام يا بيه، كنت صايع فين لحد دلوقتي.
,
, ابتلع جاسر لعابه متوترا حمحم يحاول إيجاد كذبة مناسبة حتى لا يفضح أمره:
, - ابدا يا عمي أنا كنت في الأرض وخلصنا متأخر وخرجت قعدت مع صحابي شوية والوقت خدنا
, رماه خالد بنظرة خاوية باردة ليعاود إطعام الصغير، نظرت لينا لجاسر تهمس لها بحنانها الفائض:
, - اقعد يا حبيبي كل
, جذب المقعد المجاور لعمته يجلس عليه نظر لبدور يشاكسها كعادتها غمز لها بطرف عينيه يغمغم بمكر:.
,
, - جاسر رشيد راشد الشريف 25 سنة اعذب وعايز اغير حالتي الإجتماعية
, ضحكت بدور بخفة على أفعال جاسر التي لا تتغير ابدا، بينما اشار خالد لزوجته لتعود للخلف قليلا ليدوي بعدها صوت صفعة قاسية من يد خالد على رقبة جاسر من الخلف، امتعضت ملامح الاخير ألما ليسمع خالد يضحك ساخرا يزجره بحدة:
, - اتلم يا صايع
, اتجه جاسر برأسه ناحيه خالد يشهر سبابته أمام وجهه يدافع عن قضيته التافهة بحماس:.
,
, - لاء سوري، سوري، ما تلغبطش في القاب العيلة، عثمان هو الصايع، لينا برنسسية العيلة، زيدان براد بيت العيلة دا احلي من حياتي بعينيه الزرقا وشعره البني مش فاهم ازاي ظابط بالحلاوة دي
, رفع خالد حاجبه الايسر ينظر لجاسر في شك ليهتف فجاءة منفعلا:
, - ولا مالك يالا متنشف كدة الجو اصلا ملبش اليومين دول
, انتفض جاسر في جلسته ليعتدل بجسده ناحية خالد يصيح بانفعال كوميدي:.
,
, - لااااا أنا ميمي آه بس راجل اوي، الحكاية كلها إن هو احلي من حياتي فعلا٣ نقطة
, صمت للحظات ليكمل متفاخرا بحاله:
, - العبد لله بقي الجينيس بتاعت العيلة أنا اللي مشرفكوا في كل حتة
, بسط خالد كف يده يشير لجاسر أن يتقدم ناحيته ليقف الأخير بزهو يمشي متفاخرا، هبط برأسه قليلا ناحية مقعد خالد ليتفاجي بصفعة أخري تماثل سابقتها ليصيح متألما:
, - لا ضرب لا أنا ابن ناس على المرمطة دي سعادتك.
,
, قام خالد ليعطي الصغير لخالد يحذره بحدة:
, - خلي بالك من خالد الصغير
, ابتسم في خبث يضم الصغير بين ذراعيه مال ناحية لينا يهمس بمكر:
, - بحس بانتصار أوي وأنا بشتم الواد دا
, وضعت لينا يدها على فمها تكبت ضحكاتها، اتجه خالد ناحية بدور امسك يدها يجذبها خلفه ناحية باب الغرفة نظر لجاسر يتمتم متوعدا:
, - دا أنا هحسسك بالانتصار لما ارجعلك يا حيوان
, رسم ابتسامة هادئة على شفتيه ينظر للينا يحادثها برفق:.
,
, - لوليتا هتعبك يا بسبوسة كوباية قهوة على المكتب
, احمرت وجنتيها خجلا تحرك رأسها إيجابا ليخرج خالد بصحبة بدور لتعطي لينا الصغيرة لابنتها متجهه ناحية المطبخ التفتت جاسر ناحية اخته يهمس بهيام:
, - هيييح بسبوسة، لما اتجوز هقول لمراتي يا قلقاسة انا بحب القلقاس جدا
, ضحكت لينا تدفعه فئ كتفه امامها تهتف من بين ضحكاتها:
, - يلا نطلع الأوضة بتاعت اللعب بتاعتنا واحنا صغيرين نلاعب سيلا وخالد.
,
, جلس في سيارته أسفل منزله شارد يفكر يشعر بالاختناق يغزو خلاياه حل ازرار قميصه العليا يختنق يود لو ينفجر صائحا وجد يده تلقائيا دون وعي منه تطلب رقمها هي، لحظات تمني أنها لا تجيب سمع صوتها الناعم تهمس له بدلال:
, - لحقت اوحشك احنا طول النهار مع بعض
, زفر بحنق لا يعرف حتى ما الذي يفعله ليجد لها يهمس لها باختناق:
, - أنا محنوق وتعبان يا ناردين ممكن تنزلي تقابليني محتاج اتكلم معاكي أوي.
,
, سمع شهقتها الناعمة التي ارجفت اوصاله ليأتيه صوتها القلق بعد ذلك:
, - مالك يا عمر، مخنوق من ايه يا حبيبي
, زفر بحرارة ليهمس لها باختناق:
, - هحكيلك لما اقابلك هنتقابل فين وأنا اجيلك
, لحظات صمت من جهتها ليسمع بعدها صوتها الرقيق تهمس له بآسف:
, - سوري يا عمر، بس أنا حقيقي مش هقدر انزل دلوقتي، رجلي وجعاني أوي
, زفر في غيظ ليخلل أصابعه في شعره بقوة حين سمعها تهمس في تردد:
, - طب ما تجيلي أنت البيت.
,
, بلع لعابه لتتزايد دقات قلبه تعرق جبينه يهمس لها متوترا:
, - اجيلك البيت ازاي يعني
, صمتت كأنها تفكر فيما تقول لتعاتبه بدلال:
, - هقولك العنوان وتعالا، أنا مش هقدر انزل ومش هقدر اسيبك كدة، وبعدين يا عمر إحنا كبار وناضجين مش *****
, صراع حاد خاضه عقله وقلبه، قلبه ينساق خلف سحرها وعقله يرفض ذلك الفخ الظاهر، حرك رأسه إيجابا يقطع ذلك الصراع قائلا:
, - ابعتيلي العنوان.
,
, اغلق منها الخط ليجد بعدها بلحظات صوت رسالة منها بها عنوان المنزل دون أن يفكر مرتين ادار محرك السيارة متجها إليها، إلى فوهه بركان سيحرقه هو اولا.
,
, جلس في غرفة مكتبه على المقعد المقابل لبدور ينتظرها أن تبوح بكل ما يجيش في قلبها تنهيدة حارة متألمة خرجت من بين شفتيها لتهمس قائلة بألم:
, - كان عندك حق يا بابا طباعه عمرها ما هتتغير
, حضرتك أنا بصحي الساعة سبعة الصبح احضرلوا الحمام والفطارد.
,
, وبعدين اصحيه يفطر وينزل وبعدين اصحي خالد واحميه وافطره وواديه الحضانة واجيب طلبات السوق وأنا شيلة سيلا على دراعي وبعدين أرجع بسرعة انضف الشقة وأحضر الغدا وألم الغسيل واحطه في الغسالة وبعدين انزل اجيب خالد من الحضانة يكون هو جه احط الاكل واشيله وشاي ومواعين وعلى كدة كل يوم لما الليل بيجي ببقي مش قادرة أقف على رجليا هو بقي بيتلكك، انتي بتسبيني وتنامي انتي بقيتي مهملة في نفسك، انتي ما بقتيش تحبيني، بصي منظرك بقي عامل ازاي.
,
, حسنا حسنا يا هذا سأريك عقاب تلك الدموع التي تزرفها ابنتي وكنت إنت السبب فيها أخطأت قبض علئ يده يشد علييها يحاول الا ينفعل ليعطي لها الفرصة لتكمل كل ما حدث لذلك سألها برفق:
, - طب ايه إلى خلاه يضربك
, انفجرت باكية ما أن نطقت تلك الجملة تذكرت معاملته القاسية معها خاصة ما حدث اليوم لتهمس من بين شهقاتها العنيفة:.
,
, - يا بابا أنا تعبت من طلباته إلى ما بتخلصش وانا بني آدمه عندي طاقة احتمال النهاردة رجع من شغله بعد ما حطلته الأكل، عمال يتريق عليا، انتي مش شايفة انتي لابسه ايه
, الأكل طعمه يقرف، أمي جاية بكرة نضفي البيت، العيال شكلهم مش مستحمي واعلمي أكل ليه طعم عشان امي
, ما اقدرتش استحمل و**** ما قدرت صرخت في وشه حرام عليك بقي يا اخي ارحمني، انت مش شاري شغالة دا انا مراتك، نزل ضرب فيا وساب البيت ومشي.
,
, قام يجلس جوارها وضع رأسها على كتفه يربط على شعرها بحنو قبل قمة رأسها يهمس لها:
, - خلاص انتي قولتيلي وأنا هتصرف، قسمي بربي هخليهولك يزحف على ودانه، يلا يا حبيبتي اطلعي نامي وما تشليش هم طول ما أنا جنبك
, نظرت له بامتنان تحرك رأسها إيجابا قبلت جبينه لتتحرك لخارج الغرفة.
,
, أخذ طريقه عبر ذلك السلم الشقة السادسة الدور الرابع، وقف أمامها مد يده ناحية جرس الباب ليتراجع في اللحظة الأخيرة بلع لعابه متوترا ليعود للخلف خطوة يحرك رأسه نفيا يعنف نفسه بقوة يصيح عقله ثائرا:
, - لا يا عمر إنت ما تعملش كدة
, كاد أن يلتفت تجمد مكانه حين سمع صوتها الناعم يأتي من خلفه مباشرة:
, - رايح فين يا عمر.
,
, التفت لها برأسه لتتجمد عينيه ازدرد ريقه بصعوبة ينظر لكتلة الاثارة المشتعلة أمام عينيه بذلك القميص الاسود القصير، تحرك ناحيتها تلقائيا لتمسك بكف يده تجذبه للداخل، دخل خلفها كالمغيب لتجذب يده إلى اقرب اريكة القي جسده عليها يتنهد بحرارة لاهبة تعصف، ليجدها تجلس جواره تمسك بكاس نبيذ تمد يدها به اليه ليحرك رأسه نفيا يقول متوترا:
, - أنا بطلت شرب من زمان.
,
, جلست على ركبيته جواره تكاد تلتصق به تقرب الكأس ناحية فمه تسبل عينيها في دلال:
, - وعشان خاطري
, وقبل أن يبدي اي ردة فعل رفعت الكأس ليفتح فمه تلقائيا يتساقط المشروب في فمه وتلك كانت فقط البداية كأس يليه الآخر حتى غاب او غيب نفسه واعي يمثل دور المغيب، اقترب منها يطوقها بذراعيه يهمس بحرارة:
, - انتي عارفة أن أنا هندم اوي على اللي هعمله دا، بس مش قادر ابعد عنك، انتي بقيتي بتجري في دمي يا ناردين.
,
, ابتسمت في خبث سعيدة بما يحدث لتشهق بنعومة حين شعرت به يحملها بين ذراعيه اشارت لاحدي الغرف تهمس له بنعومة:
, - الأوضة أهي
, حرك رأسه إيجابا يبتسم بثمالة ليتحرك بها ناحية الغرفة يسطر صفحة أخري من دفتر ندمه الذي سيدفع ثمن غاليا.
,
, في غرفة الألعاب
, جلس جاسر يلاعب لينا الصغيرة ويقبل وجنتيها الصغيرتين الممتلئتين ليصيح الصغير غاضبا:
, - تيب تيلا اوتي
, ابتسم جاسر في حنو حين تذكر أن والدته دائما ما كان يقول جملة مشابهه حين يقترب أحد من لينا، اطلق العنان لضحكاته يغيظ الصغير:
, - بس ياض
, ركله الصغير في ساقه بقوته الضعيفة يصيح فيه مغتاظا:
, - اوتي يا رتم
, انفجر جاسر ضاحكا يقرص وجنة الصغير برفق:.
,
, - أنا اول مرة اشوف واحد الدغ في الخ وبيقولها ت، لوليتا، يا لوليتا، لوليتا
, فاقت من شرودها على صوته لتنبه قائلة: هااا في ايه يا جاسر
, ابتسم في مكر يلاعب حاجبيه بعبث: دا انتي في اللاللاند خالص، اللي واخد عقلك يا ست لوليتا
, تنهدت تزفر بحنق لتهمس له بحدة:
, - بس ياض بطل زن
, نظر لها باشمئزاز يهتف متهكما:.
,
, - ياض بيئة اقسم ب**** أنا مش عارف انتي مش طالعة لعمتي ليه ست كمل شبه عارضات الازياء ممثلات السيمنا، سكر محلي محطوط عليه كريمة
, ارتسمت ابتسامة ماكرة على شفتي لينا لتغني بصوتها العذب تقول في مرح:
, - بهوايا جاسر هيتحط على الشوايا وهيتعمل بوفتيك
, قطب جبينه ينظر لها مستفهما لتشير برأسها للواقف تكمل بنفس لحن النغمة:
, - بابا واقف ورااااااك.
,
, شحب وجه جاسر بات كالاموات لينتفض سريعا يختبئ خلف لينا التي وقفت في المنتصف بينه وبين والدها تحمي جاسر منه صاح جاسر فزعا يحاول الاحتماء بلينا:
, - حوشي ابوكي عني يا لينا
, زمجر خالد غاضبا يحاول الوصول إليه دون أن يؤذي ابنته:
, - سكر محلي هااا، دا أنا هخليهم يوزعوا سكر على قبرك يا حيوان
, تعالت ضحكات لينا تحاول الفصل بين جاسر ووالدها الغاضب لتقول من بين ضحكاتها:
, - خلاص يا بابا دي عمته و****.
,
, وقف للحظات ينظر لجاسر محتدا بغيظ ليصيح بحدة افزعتهم:
, - عمته، عمي في عينيه، أنا هبعته لابوه جثة ابن رشيد هخليه ما يعرفش يخيط فيه غرزة
, قبض جاسر على ذراعي لينا ليهمس لها برجاء متوسلا:
, - يا رب بابكي يبقي ظابط ما تتحركي من هنا ابوكي لو مسكني هيعمل مني كرسسين
, اكمل خالد متوعدا وهو يشمر عن ذراعيه:
, - وطرابيزة كرسيين وطرابيزة اوعي يا لينا.
,
, خالد خلاص بقي، جاء صوتها من ناحية باب الغرفة التفت برأسه ناحيتها ليجدها تقف عند باب الغرفة بصحبة بدور، كشر جبينه غاضبا لتنظر له بنعومة لم يقاومها خاصة وهي تسبل عينيها بتلك البراءة ليتنهد بغيظ يحرك رأسه إيجابا، نظر لجاسر شرزا يحرك كف يده على رقبته كأنها سكين ليهتف متوعدا قبل أن يخرج - دا أنا هعمل منك ورقة لحمة، اصبر عليا يا ابن رشيد.
,
, خرج من غرفة ابنته غاضبا لتضحك لينا بخفة على افعال زوجها الغيور الذي لم ولن يتغير ابدا، اخذت بدور طفليها تذهب إلى غرفتها لتلتفت لينا إلى جاسر تخبره بايجاز:
, - صحيح يا جاسر حمام اوضتك الماية فيه مش شغالة نام في أوضة زيدان النهاردة
, ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا:
, - حاضر يا عمتي
, ودعتهم متجهه إلى ذلك الغاضب تعرف جيدا كيف ستراضيه، ليجلس جاسر جوار اخته أرضا وضع يده على قلبه يتنهد براحة:
, - الحمد لله أنا لسه عايش.
,
, جلست لينا جواره تربع ساقيها تضحك ساخرة عليه لينظر لها بغيظ يقبض على خديها بقبضته يهمس لها حانقا:
, - اضحكي يا اختي، عسل زي ابوكي
, صرخت ملامحها ألما لتضم شفتيها تحاول كبت صرخاتها تهمس له في وجع:
, - جاسر شيل ايدك وشي بيوجعني
, قطب جبينه قلقا لم يكن يقصد أن يؤذيها ابعد يده سريعا ينظر لها بقلق اتسعت عيني حين رأي في اثر كف يده على وجهها علامات زرقاء غامقة اللون لتتسع عينيه فزعا عليها:.
,
, - هار ابيض وشك عامل كدة ليه دا من ايدي
, اخفضت رأسها ارضا تحركها نفيا ليقترب منها جلس أمامها مباشرة يرفع وجهها برفق بسط يده على وجنتها ينظر لها بحسرة يهمس لها قلقا:
, - مالك يا لوليتا وشك عامل كدة ليه، ايه حصل الفترة اللي فاتت احكيلي يا حبيبتي.
,
, انسابت دمعتين من عينيها لتميل ناحيته تعانقه تبكي على صدره لحظات صمت تشعر به يشد من ازرها، لتبدأ تحكي له كل ما حدث لها في الفترة الماضية، ظل صامتا رغم شعوره بالضيق يعتلي قلبه منذ متي وهي تخفي عليه شيئا لما لم تخبره بعلاقتها بذلك الفتي، ظب صامتا إلى أن انتهت ليبعدها عن صدره برفق يمسح دموعها مترفقا ليعاتبها:.
,
, - طب خوفتي تقولي لباباكي عشان خايفة ليغصبك على زيدان مع أن دا مستحيل يحصل، ليه ما قولتيش ليا يا لينا من امتي وحد فينا بيخبي حاجة على التاني
, حركت رأسها نفيا تتفادي النظر لمقلتيه المعاتبة تهمس بخزي:
, - كنت خايفة اي حد يعرف ما اعرفش ليه كنت خايفة على معاذ ليتأذي من بابا ولا زيدان لو اي حد عرف
, امسك كتفيها برفق لتنظر له تلقائيا في ارتباك بينما اكمل هو في حزم:.
,
, - حب وخوف في جملة واحدة ما ينفعش يا لينا، فين حب اللي اسمه معاذ دا ليكي، مختفي فين، رغم كرهك لزيدان اللي أنه بيحارب عشان وقف قدام ابوكي يحميكي منه، المهم مش هنعاتب دلوقتي بلغتي معاذ دا اللي بابكي موافق
, حركت رأسها نفيا لترفع مقلتيها الدامعة تنظر له قهرا تهمس بألم:
, - مش عارفه اوصله بقاله أسبوع مختفي موبايله يا مقفول يا ما بيردش حتى من قبل ما بابا يعرف وهو مختفي، أنا قلقانة عليه وعليا.
,
, قطب جبينه مستنكرا كلمتها الاخيرة ليجدها تفرك يدها بارتبام تهمس متوترة:
, - أنا مش عارفة مالي من ساعة ما بابا قالي أن زيدان قرر ينسحب من حياتي وأنا حاسة ان في حاجة نقصاني مش عارفة ايه هي
, ابتسم بسعادة ليحاوط وجنتيها بكفيه يهمس لها بمكر:
, - قلبك رافض حكم عقلك
, تنهدت ضجرة من كلام جاسر يرفضه عقلها وبشدة تلك الحلقة الغريبة التي تحاول باستماتة تطويق لتهب واقفة عقدت ذراعيها أمام صدرها تصيح معترضة:.
,
, - لا طبعا أنا ممكن بس اكون اتعودت عليه، أنا هتصل بمعاذ تاني هو اكيد مشغول هو في سنة الامتياز واكيد الشغل واخد وقته كله، تصبح على خير يا جاسر
, قالتها لتفر هاربة من الغرفة ليبتسم يآسا من أفعالها التي لا تتغير ابدا تنهد يهمس مع نفسه:
, - كل ما تتزنق في الرد تهرب مجنونة و****. أنا هقوم أنام.
,
, في صباح اليوم التالي في فيلا خالد السويسي
, تحديدا في غرفته
, حرك رأسه بضيق من صوت البكاء المتواصل القادم يأتي من جانبه مباشرة قطب جبينه يهمس بانزعاج بصوت ناعس اجش:
, - لينا مين اللي بيعيط، يا لينا عايز انام اقفلي الزفت دا.
,
, لا رد منها والصوت مستمر ويزيد زفر بغيظ ليفتح عينيه بكسل ليقع نظره على تلك الصغيرة التي ترقد بجانبه تبكي باستمرار تركل بقدميها في الهواء، انتصف في جلسته تلوح على شفتيه ابتسامة حنونة حمل الصغيرة بين يديه يهدهدها لتتوقف عن البكاء تنظر له بابتسامة بريئة تضحك بصوتها الطفولي البرئ ليضحك على ضحكاتها:
, - حبيبة جدو و****، قوليلي مين بقي اللي عمل المقلب دا وحطك جنبي وهرب.
,
, نظرت له بدهشة لا تعي ما يقول فقط تمص أصابع يدها ليكمل ضاحكا:
, - تعالي وأنا هشدلك ودانهم
, حملها على ذراعه نزل من الفراش يرتدي خفه المنزلي اتجه إلى أسفل ليسمع صوت ضحكات زوجته قادمة من المطبخ اتجه ناحية المطبخ ليجد لينا وبدور يعدان طعام الإفطار، حمحم ما ان دخل يبتسم برزانة:
, - صباح الفل
, التفتتا اليه لتبتسم بدور في سعادة ما أن رأته اقترب منه تقبل وجنته تتمتم في مرح:
, - صباح النور يا بابا.
,
, ابتسمت لينا خجلة كعادتها تهمس له برفق: -صباح النور يا حبيبي
, رفع حاجبه الايسر يناظرها بنظرات خبيثة ماكرة ليتمتم في خبث:
, - حاف كدة.
, تعالت ضحكات بدور الرنانة تنظر لخالد بمكر ومن ثم نظرت للينا تهمس في مكر:
, - صحيح يا انطي حاف كدة
, اقتربت منها تبتسم ماكرة لتدفعها برفق ناحية خالد تغمز له في مكر، بينما شبت لينا على أطراف اصابعها تقبل خد سيلا الصغيرة لتسمع خالد يهمس بعبث:
, - هعديها عشان بدور واقفة.
,
, كتفت بدور ذراعيها امام صدرها تبتسم ببراءة خبيثة تهمس لهم بمكر:
, - أنا ممكن اخرج عادي
, حدجها بنظرات غاضبة مغتاظة يتمتم ساخرا: - تعالي يا بدور خدي ودنك عشان نسيتها في بوئي
, ضحكت الفتاتين على مزاحه ليشير هو للصغيرة الساكنة على ذراعه تمد كفها الصغير تمسك بخده تجذبه إليها:
, - صحيح مين إلى حط العسل دي جنبي وأنا نايم
, ابتسمت بدور حرجا لتحمحم بتوتر:.
,
, - بصراحة أنا كنت عايزة انزل اساعد ابلة لينا في المطبخ وخفت لتصحي وتفضل تعيط وماحدش يسمعها
, بحث عن الصغير الآخر في محيط المطبخ بعينيه ليهمس متسالا:
, - طب وخالد الصغير فين
, ابتسمت لينا بمكر حين تذكرت ما فعلت قبل قليل لتضحك ساخرة:
, - نايم عند جاسر.
,
, في غرفة زيدان، حيث كان جاسر يغط في نوم عميق، شعر بصفعة قوية على وجنته فتح عينيه غاضبا ليجد ذلك الصغير نائم بجانبه ويضع يده على وجهه، فابعد يده بغضب يهتف بغيظ: ايه إلى جاب الواد دا جنبي.
,
, اولاه ظهره وعاد للنوم مرة اخري، لم يلبث أن غط في النوم، حتى شعر بشئ على رقبته يمنعه من التنفس، فتح عينيه فوجد ذلك الصغير يضع قدميه على رقبته قذف قدميه بعيدا بحنق يهتف مغتاظا: لاء بقي الواد دا مستقصدني، انت ايه إلى جابك هنا يااض
, فتح الصغير عينيه يبتسم بمكر *** لم يتعدي الخامسة ليغمغم ببراءة:
, - تيتا لينا قالتلي روت نام تنب عمو تاسر
, ضيف عينيه غيظا من ذلك الصغير يهمس ساخرا:.
,
, - في الاخر بقي اسمي تاسر، قوم ياض من جنبي
, جلس الصغير على الفراش يكتف ذراعيه القصيرين يصيح فيه مغتاظا:
, - أنت رتم وتمار وتروف
, جلس جاسر على الفراش مد يده يحك فروة رأسه يفكر بعمق:
, - لو قولنا انه بينطق الجيم والح والخ، ت
, تبقي انت رخم وحمار وخروف..
, اتسعت عينيه من الصدمة ليتنفض يصرخ بغيظ:
, - خد هنا ياض.
,
, قفز الصغير سريعا من على الفراش يركض لاسفل وجاسر خلفه، امسكه من ملابسه من الخلف كالارنب اكمل طريقه لأسفل وهو يمسكه بتلك الطريقة سمع اصواتهم من المطبخ فذهب لهم
, رفع يده التي يحمل بها الصغير يردق بغيظ: مين جاب الواد دا جنبي
, رفس الصغير بيديه وقدميه يصيح بغضب: اوعي يا تمار اوعي
, هزه جاسر بعنف يصيح فيه:
, - ياض بطل شتيمة
, نظر الصغير لجده بتلك العيون الواسعة البريئة يهمس ببراءة:
, - تدو تليه يسبني.
,
, تعالت ضحكات خالد ينظر للصغير بعطف ليشير لجاسر:
, - سيبه يا جاسر
, على مضض أنزله جاسر ارضا ليفاجئه الصغير حين قطم باسنانه الصغيرة ركبته بعنف ليفر هاربا يختبي خلف خالد يمسك بساقه يحتمي به ليصيح جاسر متألما:
, - اااه يا فار يا عضاض.
,
, صباح الخير يا جماعة، هتف بها زيدان في هدوء لتبتسم لينا بسعادة ما أن رأت طفلها الصغير حتى وإن صار اطول منها بمراحل عديدة سيظل طفلها الصغير، اقترب منه كم ودت أن تضمه بين ذراعيها ولكن خالد يمنع ذلك وبشدة، لذلك امسكت كفيه بين يديها تسأله بتلهف:
, - زيدان يا حبيبي مالك وشك مرهق ليه كدة أنت ما بتنامش
, ابتسم لها برفق ليرفع كفي يدها يقبلهما بامتنان:
, - أنا زي الفل يا ست الكل ما تشغليش بالك.
,
, صاح جاسر معترضا يمسك بركبته متألما:
, - اضربه زي ما ضربتني اشمعني بقي، آه ركبتي دي دبابيس مش سنان
, تحرك إلى اعلي يعرج قليلا في مشيته ليسأله زيدان ساخرا:
, - مالك يا جاسوره
, غمغم جاسر ساحظا وهو يعلو بخطواته ببطئ إلي أعلي:
, - اصابة حرب يا أخويا، أنا اقعد اطبل له وفي الآخر يجي على دماغي ادي آخرة الكذب.
,
, ضحك زيدان بخفة لتختفي أنفاسه فجاءة حين رآها تتهادي برفق تنزل بخفة كمهرة جامحة فتية شعرها البني الطويل يتطاير خلفها يطيح بثباته الزائف من الأساس لمعت زرقاء عينيه بشغف ينظر لها بسعادة لم يستطع إخفائها تدارك نفسه سريعا متذكرا كلام خاله حمحم يستعيد أنفاسه المسلوبة ليشيح بوجهه بعيدا عنها، اقتربت منهم تبتسم باشراق لتشعر بدقات قلبها تتسارع ما أن رأته، لتحمحم بنعومة تهمس برقة:
, - صباح الخير.
,
, رد الجميع التحية حتى هو ردها بهدوء تام ليتجهوا جميعا إلى غرفة الطعام، جلسوا جميعا على الطاولة ليكن هو أمامها زفرت بغيظ منه ومن نفسها، لا هدايا لا حلوي لا ورود لما تشعر بالضيق إذا اليست هي من رفضت جميع هداياه الم تلقي الورود في وجهه مرارا وتكرارا الم تلقي علبة الحلوي في القمامة أمام عينيه لما تغضب إذا لعدم جلبه ايا منها، نظرت لوالدها تهتف فجاءة بانفعال:
, - بابا أنا عايزة الشوكولاتة اللي بحبها.
,
, نظر لها خالد مستنكرا ليست طفلة لتصيح فجاءة بتلك الطريقة ابتسم ساخرا يغمغم مستنكرا:
, - محسساني أنك في تانية ابتدائي هبقي اجبلك وأنا جاي
, صمت للحظات لينظر لزيدان في مكر يسأله ببراءة:
, - ما جبتش شوكولاتة يا زيدان
, مضع ما في فمه ببطء ليحرك رأسه نفيا وجه أنظاره لخاله يقول بهدوء:
, - لا يا خالي، لينا آخر مرة قالت انها ما بقتش تحب الشوكولاتة دي فما جبتش.
,
, شدت على أسنانها تقبض على المعلقة في يدها بعنف، لتبتسم في نفسها بخبث نظرت لوالدها تهتف ببراءة:
, - صحيح يا بابا حضرتك فاضي امتي عشان معاذ يجي يقابل حضرتك
, نظرت له بطرف عينيها متوقعة أن تجده يشتعل غضبا ولكنها هي من اشتعلت غضبا حين رأته يشمر كمي قميصه يمسك بأحد ارغفة الخبز يأكل باستمتاع وكأن الامر بأكمله لا يعينه، لتجفل على جملة والدها، :
, - خليه يجي في اي وقت اما نشوف آخرتها.
,
, قاطع جلستهم دخول الخادمة تهتف باحترام:
, - خالد باشا أستاذ اسامة مستني حضرتك في الصالون
, احتدت عينيه غضبا ليقم من مكانه يشير لزيدان فقط بعينيه ليقف هو الآخر ليخرج كلاهما من باب الغرفة، ما أن خرجا من الغرفة همس خالد لزيدان بمكر:
, - النهاردة بليل تنفذ
, اتسعت ابتسامة زيدان يحرك رأسه إيجابا بحماس اللعبة ستبدأ وستنتهي الآن وهو الفائز.
,
, حرارة الشمس اللاهبة احرقت وجهه فتح تململ بضيق يهمس تلقائيا:
, - تالا اقفلي الشباك عايز أنام.
,
, شعر بجسد يتحرك جواره ليستفيق عقله من حاله الخدر تلك فتح عينيه بكسل ينظر امامه ناعسا لحظات فقط استوعب عقله أنه ليس في غرفته ذلك ليس فراشه ابداا انتفض جالسا ينظر حوله بذهول لتقع عينيه على تلك النائمة جواره، لحظات وبدأ عقله يسترجع كل ما حدث بالأمس ليصل لنتيجة فاصلة أنه بات خائنا، سلم عقله وقلبه قبل جسده لاحضان اخري تالا من تسببت بذلك تهدده لا تتوقف عن انتقاده انساق وراء نذوة شيطانية عاش في لذة محرمة احبها، نظر جواره حين شعر بتلك النائمة تتململ بنعومة جواره فتحت عينيها لتبتسم بدلال ما أن رأته لتشد الغطاء تداري ما يظهر جلست جواره تقبل جبينه بنعومة لتزيح خصلاتها الحمراء الغجرية خلف أذنيها تهمس ناعسة:.
,
, - صباح الخير يا موري
, ابتسمت شفتيه بلا حياة يبحث عن ثيابه بين الملابس لتجدها تطوق عنقه بذراعيها تهمس متدللة بنعومة:
, - أنا هروح احضر الفطار على ما أنت تاخد شاور، ولا اقولك أنا هروح اخد شاور والبس وننزل نفطر ونقضي باقي اليوم برة
, بلع لعابه يشعر بغصة قاسية تعتصر احشائه حرك رأسه إيجابا دون أن ينظر لها ليشعر به تبسط كفها على وجنته تدير وجهه ناحيتها ابتسمت برقة ما أن نظر لها تهمس به برفق:.
,
, - أنا بحبك اوي يا عمر، صدقني هحاول أعوضك عن كل اللي شوفته مع اللي اسمها تالا دي، أنا مش عايزة غير انت وبس حتى لو من غير جواز، أهم حاجة اكون جنبك.
,
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يسخر من حاله وجد فتاة احلامه في فوهه الجحيم، الذي سيبلعهم سويا، حرك رأسه إيجابا لتقبل وجنته لتتجه إلى خارج الغرفة، جلس مكانه ينظر للساعة تجاوزت الواحدة والنصف لم يفعلها قبلا، منذ أيام وهو لا يذهب إلى الشركة، وقعت عينيه على دبلته الفضية التي عاود ارتداءها من جديد فقط بالأمس، تلك المرة خلعها يمسكها بين اصبعيه السبابة والابهام ينظر لاسم تالا المنقوش على إطارها الداخلي لتمر امام عينيه ضحكتها السعيدة حين البسها خاتم زوجهم قبل سنوات، ابتسم ساخرا يلقي الدبلة بعنف لتضيع بين اثاث الغرفة٣ نقطة
,
, دخل خالد بصحبة زيدان إلى داخل غرفة الصالون ليقف ذلك الشاب تقريبا في منتصف الثلاثينات نحيف قليلا ملامحه لا لافت فيها مميزة شرقية أصيلة، دخل خالد إلى الغرفة جلس على أحد المقاعد ليجلس زيدان على المقعد المجاور له، جلس أسامة أمامها لينظر خالد له بتهكم يهتف بحدة:
, - هو أنا قولتلك اقعد فز اقف
, بلع الأخير لعابه خوفا ليتنفض واقفا يقبض على يده بعنف ظل واقفا لدقائق طويلة الئ أن سمع صوت خالد يهتف ساخرا:.
,
, - اترمي اقعد
, جلس مكانه مرة اخري يزفر بحنق يحاول تمالك أعصابه ظل هكذا للحظات دون أن ينطق بحرف ليجلس خالد باسترخاء يضع ساق فوق اخري حرك سبابته وابهامه اسفل ذقنه يتمتم ساخرا:
, - أنت جاي تصورني، ما تتكلم
, بلع أسامة لعابه متوترا يهمس بارتباك:
, - هقول ايه بس
, ضحك خالد ساخرا يردف بتهكم لاذع:
, - عرفني بنفسك مين أسامة بإيجاز
, اختفت ضحكاته فجاءة ليزمجر:
, - إنت جاي تستظرف يا ظريف مديت ايدك على البنت ليه.
,
, انتفض أسامة في جلسته يكره ذلك الرجل يرتعد منه ذعرا بدور الغبية لاول مرة تشتكي منه بعد الزواج، اقسم سيرسها على ما فعلت حرك رأسه إيجابا سريعا يهمس بتلجلج:
, - يا افندم، بدور بقت مهملة جدا في نفسها كل يوم ارجع من شغلي القيها بعباية البيت المبقعة بتاعت الطبيخ، لا بقت بتهتم بنفسها ولا بشكلها ولا بأي حاجة خالص، أهم حاجة البيت والعيال وأنا في آخر اهتمامتها
, دا غير انها بقت عصبية على طول بتزعق.
,
, على طول تعبانة ونايمة، دي ما بقتش عيشة أنا زهقت
, هتف بحدة يدافع عن ابنته:
, - وهي بتعمل كدة عند يعني، مش بتتعب طول النهار في الشقة، مش من حقها تستريح هي مش بني آدمه وعندها طاقة زيها زيك
, هب أسامة واقفا ينظر لخالد بخنق ليصيح مغتاظا:
, - أنا بتعب اكتر منها أنا طول النهار في الشغل ومن حقي لما ارجع الاقي مراتي تريحني مش هي كمان تعبانة
, تنهد خالد يزفر بملل نظر لزيدان يبتسم ساخرا:.
,
, - ايدي بتاكلني عايز اضرب حد وشكلي كدة هبدا بيه، تترزع تقعد ولو صوتك على تاني هخليه يوحشك٣ نقطة
, نظر لأسامة بعد أن جلس الأخير سريعا ليتمتم في رزانة:
, - هنمسك العصاية من النص قبل ما افتح بيها دماغك، هبعتلكوا شغالة مضمونة تاخد بالها من شغل البيت وتساعد بدور رعاية الأولاد
, ابتسم أسامة باتساع يحرك رأسه إيجابا ليهتف سريعا بتلهف:
, - خلاص يبقي كدة المشكلة اتحلت، وبدور تقدر ترجع معايا.
,
, رفع خالد سبابته يحركها نفيا كبندول الساعة يكمل ساخرا:
, - تؤتؤتؤ مشكلة ايه اللي اتحلت أنت مديت ايدك على بنتي، أنت عارف يعني ايه تمد ايدك على بنت خالد السويسي
, نفخ أسامة حانقا من ذلك الرجل المتسلط ليصيح فيه محتدا:
, - على فكرة هي مش بنتك على اللي أنت عمال تقوله دا
, اشتعلت عيني خالد غضبا رآه زيدان جيدا فهب يمسك بتلابيب ثياب ذلك الاسامة يجذبه من كرسيه يربت على وجهه بعنف:.
,
, - لما تتكلم مع خالد باشا السويسي تتكلم بأدب، لهقطعلك لسانك واعيشك اخرس طول عمرك أنت فاهم
, لفظه من يده بعنف ناحية باب الصالون يهتف بحدة:
, - يلا يالا برة يلا لما تتربي وتعرف قيمة مراتك وتيجي تبوس القدم وتبدي الندم تبقي نفكر نرجعهالك
, خرج أسامة من باب الصالون يصيح غاضبا:
, -خليهالكوا اشبعوا بيها٣ نقطة
, قالها ليخرج سريعا من البيت خوفا من ان يلحقه أحدهم.
,
, تحججت لوالدتها أنها ذاهبة إلى أحد الدروس الهامة لتأخذ طريقها إلى ذلك المطعم، الخوف خوف مطلق يعصف بكيانها كله تفكر ما سيفعله بها ماذا سيطلب منها وقفت أمام المطعم من الخارج تنظر لداخله بقلق، دفعت الباب برفق ودخلت تبحث عنه بين الحضور لتجده يلوح لها، اقتربت منها تمشي ببطئ تتمني الا ينتهي الطريق الفاصل بينهما، وقفت أمام طاولته لتري ابتسامته البشعة تعلو شفتيه:
, - اقعدي يا سرسورة واقفة ليه.
,
, نظرت له بقهر لتجذب مقعدها جلست عليه تنظر له بذعر تتوسله بنظراتها، ليبدأ هو في الحديث
, وقفت سيارة عمر أمام أحد المطاعم لتشير ناردين إلى ذلك المطعم تهتف في حماس:
, - ايه رأيك في المطعم دا، بيقولوا اكله حلو جدا
, ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا لينزلا سويا من السيارة متجهين إلى المطعم فتحت ناردين الباب، اشارت بيدها إلى لوحة جرانتية مرسومة على أحد الجدران تهمس له برقة:
, - بص دي اسمها لوحة العشاق شايف جميلة ازاي.
,
, ظلت عينيه معلقتين بتلك اللوحة يتأمل أدق تفاصيلها لم يكن يوما من محبي الفن ولكن تلك اللوحة بها شئ ساحر يشعر بيد ناردين تجذبه معها بينما هو عينيه معلقتين بتلك اللوحة ينظر لاشعة الغروب، صفحة الماء النقية يدا العشاق المتعانقة، جلس على أحد الطاولات عينيه لم تفرق تلكة اللوحة الا على صوت ناردين:
, - بيبي أنا هروح الحمام اطلبلنا انت آكل.
,
, حرك رأسه إيجابا يمسك قائمة الطعام جاء النادل فأملاه ما يريد، جلس باسترخاء يستند بظهره إلي ظهر الكرسي ليتناهي إلى اسماعه ذلك الحديث الجاري على تلك الطاولة البعيدة عنه قليلا
, - ما هو اسمعي بقي يا حلوة هتسمعي اللي هقولك عليه ولا هفضحك في كل حتة
, - ابوس ايدك لا يا تامر مش هقدر اعمل كدة
, - خلاص انتي حرة بس ما ترجعيش تعيطئ بقي لما انشر صورك العريانة وفيديوهاتك الجميلة فكل حتة
, - لا يا تامر ابوس إيدك.
,
, قطب جبينه يشعر بقلبه يعتصر ألما على صوت توسل تلك الفتاة ولكن ما يقلقه حقا ذلك الصوت ليس بغريب على أذنيه التفت برأسه لتلك الطاولة لتشخص عينيه فزعا توقف كل شئ امام عينيه حين رأي ابنته هي تلك الفتاة الباكية التي تتوسل لذلك الشاب صدمة صعقته لم يشعر بنفسه سوي وهو يصرخ باسمها باعلي صوته:
, - سااااااااااااااااارة.

الجزء الرابع عشر


ظلام لف قلبه بأكمله كأن صاعقة من السماء ضربت اوصاله تجمد مكانه يشعر بالدوار كأنها في دوامة تلتف به بعنف هو ثابت وقلبه يصرخ وعقله ثآر، عينيه مجمدة ثابتة عليها ابنته هي من كانت تتوسل لذلك الفتي، صور عارية لابنته بصحبة ذلك الفتي، مقاطع فيديو لها، ماذا كانت تفعل بها اي جرم بشع ارتكبته في حقه، ابنته اغرقت رأسه في التراب لوثت شرفه لم يشعر بنفسه سوي وهو يصرخ باسمها بعلو صوته:
, - ساااااااااااااارة.
,
, انتفضت تلك المسكينة فزعا نظرت لمصدر الصوت لتشخص عينيها ذعرا شهقة فزعة خائفة مرتعدة خرجت من بين شفتيها والدها هنا، انسابت دموعها تشق وجنتيها، تحرك رأسها نفيا كأنها تنفي لعلقها ما تراه عينيها، هب تامر سريعا يود الهرب ليلحق به عمر قبل أن يخرج من باب المطعم، امسكه من تلابيب ملابسه ينظر لها بغضب ادمي مقلتيه ليصرخ فيه:
, - بتساوم بنتي يا حيوان، صور وفيديوهات إيه.
,
, أنا ومن بعدي الطوفان تلك الجملة التي ترددت في عقل تامر لن يخسر بمفرده ذلك الرجل لن يتركه حيا ليهمس سريعا بتلجلج:
, - بنتك بتحبني ويا اما جاتلي البيت وأنا وهي على علاقة مع بعض.
,
, خنجر نصله مسموم شق قلبه تفتت إلى شظايا صغيرة ابنته البريئة منغمسة في علاقة محرمة مع ذلك الشاب أطاحت بشرفه، زمجر كاسد جريح لينفض على ذلك الفتي اسقطه ارضا يكيل له باللكمات، تجمع رواد المطعم يحاولون إبعاد عمر عن ذلك الفتي ليصرخ فيها غاضبا:
, - اللي هيقرب مني هموته، ابني وبربيه.
,
, وقف يجذب تامر من تلابيب ملابسه خلفه بعنف، متجها إلى سيارته فتح صندوق السيارة الخلفي ليلقيه بداخله، يغلقه عليه من الخارج، ليعود إلي المطعم وجدها كما هي تجلس على الكرسي متجمدة مكانها تنظر لها بذعر يصرخ في حدقتيها، تحرك رأسها نفيا فقط، اقترب منها إلى أن صار أمامها مباشرة لا تفصلهم فاصلة دماء تشتعل في اوردته نيران صارخة تحرق جسده بأكمله ينظر لها لا يصدق أنها تفعل ذلك، جذب حقيبتها ليقبض على كف يدها يجذبها خلفه بعنف، يهمس متوعدا:.
,
, - هقتلك ورحمة ابويا لاقتلك
, وصل بها إلى سيارته ليلقيها فيها على المقعد المجاور للسائق، سريعا استقل جوارها ما أن جلس مكانه صرخت متألمة من تلك الصفعة العنيفة التي سقطتت على وجهها من يده ليقبض على شعرها يصرخ فيها:
, - دي عينة من اللي هعمله فيكي لما نوصل ادي آخرة تربية أمك، لفظها من يده بعنف ينظر لها باشمئزاز ليدير محرك السيارة منطلقا إلى وجهته.
,
, في فيلا خالد السويسي
, في غرفة بدور
, تجلس على فراشها تبكي في صمت بينما يجلس هو جوارها يمسك بيدها يربط على رأسها تنهد قلقا عليها ليهمس لها في حنو:
, - بتعيطي ليه طيب..
, حركت رأسها نفيا تمسح دموعها بقوة لتهمس من بين شهاتقها المتتابعة:
, - دا مش متمسك بيا خالص يا بابا أنا سمعته وهو بيقول خاليهالكوا، أنا غلطت اني اتجوزته من الأول
, مسح على شعرها برفق يقبل قمة رأسها ليهمس له:.
,
, - إنت ما غلطتيش يا بدور هو اللي حيوان، انتي عيزاه ولا لاء
, صمتت للحظات تتحاشي النظر إلى عيني خالد فركت يديها بعنف تهمس بارتباك:
, - ااا، أنا لسه بحبه
, ابتسم يحرك رأسه إيجابا يربط على وجنتها برفق ليهمس في حزم:
, - يبقي تسبيني اربيه أنا هعرفه أنه كان عايش في نعمة واتبتر عليها، بس أنا عايز الفت نظرك لحاجة مهمة
, نظرت له باهتمام ليتنهد بحرج يحاول ان يبدو جادا وحازما:.
,
, - أنا عارف أنك بتتعبي طول النهار في البيت بس ما تنسيش جوزك، الراجل لما يبدأ يحس بالاهمال هيصورله عقله أنه بقي غير مرغوب فيه، هيبدا يدور على اللي تحسسه أنه مرغوب فيه، هو آه لو بص برة أنا هخلعلك عينيه بس بردوا ما تبدأيش انتي بالغلط فهماني يا حبيبتي
, ابتسمت تحرك رأسها إيجابا ليقم من جوارها ابتسم يسألها باهتمام:
, - أنا رايح شغلي عايزة ايه اجيبه وأنا أجي..
, ابتسمت بامتنان تربت على يده تهمس ف سعادة:.
,
, - عايزة سلامتك يا بابا خلي بالك من نفسك
, ودعها ليخرج من الغرفة متجها إلى أسفل حيث الجميع
, لينا زوجته تجلس سيلا ابنه بدور على قدميها تطعمها من زجاجة الحليب الصغيرة تعشق تلك الطفلة تعوضها عن شعور قديم كانت قد تناسته ولم تنساه ابدا.
,
, جاسر يقف أمام المرآه الضخمة يصفف شعره يصفر باندماج، زيدان عينيه معلقتين بهاتفه لا تنزاح عنها ولينا تختلش النظرات له بينما هو حقا لا يبالي يقتلها الفضول لتعرف ما يشاهد بذلك التركيز لم تكن تعرف أن كاميرا هاتفه الخلفية تركز عليها يصور مقطع فيديو لها ليحتفظ به في قلبه قبل هاتفه، وصل إلى أسفل ليراه جاسر من خلال انعكاس المرآه ليبتسم في خبث وضع يده على صدره ليصرخ يتصنع الألم:
, - ااه اه اه.
,
, هرع اليه الجميع، اقترب خالد منه يسند جسده يصيح فيه قلقا:
, - مالك يا جاسر في إيه، زيدان اطلب الإسعاف بسرعة
, قبض بكفه على صدره يهتف بقوة متألما:
, - اه اه اه، ابطال الجمهورية عدوا حدود العالمية عاملين فكرة جهنمية هنغليكوا تحت الماية
, نطق جملته الاخيرة بمرح ليضحك بصوت عالي
, جذبه خالد من تلابيب ملابسه من الخلف كالمجرمين يجز على اسنانه بغيظ ليصفعه على رقبته بعنف يصيح:
, - يا تافة يا اهبل، حد يعمل كدة.
,
, ابتسم جاسر باتساع ليحتضن خالد بقوة يغمغم بسعادة:
, - حبيبي يا عمي كنت خايف عليا صح
, لفظه خالد بعنف بعيدا عنه ينظر له بغيظ يتمتم حانقا:
, - عيل تافه اصبر عليا يا ابن رشيد اخلص من اللي أنا فيه وهفضالك٣ نقطة
, خرج من المنزل غاضبا ليتبعه زيدان بينما نظرت له للينا بغيظ للحظات قبل ان تبدأ في الغناء وهي ترقص بشكل مضحك:
, - هربانين من العباسية مريحين بعد العملية القطة بتاعتي مشمشية.
,
, اطلق جاسر صفيرا طويلا ليفتح هاتفه يشغل تلك الاغنية ليبدأ بالرقص هو الآخر لينضم اليهم خالد الصغير يرقص بشكل طفولي مضحك.
,
, في الخارج استقل خالد المقعد المجاور للسائق الذي احتله زيدان ليهتف في الأخير بهدوء:
, - اطلع على بيت خالك عمر
, قطب زيدان جبينه متعجبا ليسأله في تعجب:
, - خالي عمر ليه
, تنهد بارهاق يمسح وجهه بكف يده، استند برأسه لظهر الكرسي يغمغم ساخرا:
, - خالك شكله اتهطل على كبر، مراته كلمتني امبارح بتعيط وبتقول أنه بات برة وفي مشاكل وبتاع خلينا نروح نشوف في إيه.
,
, دون كلمة اخري ادار محرك السيارة متجها إلى بيت خاله الحماس يكاد يقتله يتمني أن يحل الليل في اسرع وقت حتى ينفذ الجزء الأخير من خطتهم تبقي فقط القليل وتصبح له٣ نقطة
,
, بينما كان عقل خالد مزدحم متكدس بالكثير والكثير من الافكار، مشكلة ابنته وما سيفعل سيحطم قلبها إن كانت تحبه فعلا وهو حقا يشك في ذلك، عمر اخيه وتدهور علاقته بزوجته، جاسر واختفاءه الغير مبرر أين يذهب لا يريد أن يراقبه ولكنه حقا يشعر بأنه يفتعل كارثة، حمزة وادهم ومايا، يعرف أن أدهم يحب مايا ليست كأخت له يري ذلك جيدا في عينيه، نظراته أكثر من واضحة، الكثير من الافكار تتزادحم، بدور وزوجها الاحمق، تنهد يشعر بالارهاق من كل تلك الاعباء٣ نقطة
,
, قبل قليل فقط وصلت سيارة عمر أمام منزله ما ان وقفت السيارة فتحت سارة الباب الخاص بها تركض تفر خوفا مما سيفعله والدها
, لينتفض عمر، ركض خلفها لتطال يدها خصلات شعرها جذبها بعنف لتصرخ باكية تنتفض بذعر كطير صغير وقع بين براثن الوحش، جذبها ناحيته بعنف يهمس لها بشر متوعدا:
, - بتهربي دا أنا هطلع البلا الازرق على جنتك.
,
, يقبض على خصلات يحركها معه بعنف كأنها دمية بلا مشاعر، وصل بها إلى منزله يطرق الباب بعنف لتفتح تالا سريعا، شخصت عينيها ذعرا حين رأت ابنتها بهذا المنظر، صرخت في عمر تضربه بشراسة ليبتعد عن ابنتها، ليدفعها ارضا ارتطمت رأسها بالأرض بقوة، دخل عمر ليلقي ابنته ارضا ينهال عليها بالضرب بيديه ليصرخ فيها غاضبا:
, - يا بنت ال، يا زبالة يا، أنا هموتك٣ نقطة
,
, خرجت سارين على صوت صرخات اختها لتركض ناحية اختها تعانقها بقوة تحاول أن تحميها من بطش والدها، فلم يفرق الأمر كثيرا عند عمر انهال على كلتاهما بالضرب، وقفت تالا تحاول أن تتزن تشعر برأسها تلتف بعنف، اقترب تحاول ان تركض لتدفع عمر بعيدا عن ابنتها تصرخ فيه
, دا صوت حد بيصرخ، هتف بها زيدان قلقا ليهرع كلاهما يركضان إلى اعلي، وصلا إلى باب منزل عمر ليصفعا الباب بقبضة كل منهما ليصرخ خالد:.
,
, - عمر افتح الباب، زيدان أكسر الباب
, حرك راسه إيجابا اخرج سلاحه رصاصة حذره ضربت مقبض الباب لينتفح على مصرعيه المنظر في الداخل كان بشعا عمر يمسك بطوق خصره الجلدي ينهال بالضرب على ابنته وزوجته ملقاه أرضا، تحاول الوقوف على قدميها، هرع ناحية اخيه بجذب الطوق من يده بعزم قوته صفعه على وجهه بعنق ليقبض على تلابيب ملابسه يصرخ فيه:
, - إنت اتجننت ايه اللي أنت عامله في مراتك والبنات دا.
,
, قبض على يده يدفعه بعيدا عنه يصرخ بجنون:
, - ابعد عني يا خالد أنا هقتلها، هقتلهم كلهم، ال، مرمطت شرفي في الأرض
, بعنف دفع خالد اخيه بعيدا عن زوجته وابنتيه إلى أحد المقاعد البعيدة ليتوعده غاضبا:
, - قسما بربي يا عمر لهربيك من اول وجديد على جنانك دا، زيدان قعد مرات خالك وهاتلها كوباية ماية
, اتجه ناحية ابنتي أخيه ليجد سارين تحتضن سارة بعنف تحاول أن تخفيها بين أحضانها، نظرت لخالد تهمس له برجاء:.
,
, - شيل سارة يا عمي بابا ضربها جامد
, حمل ابنه أخيه بين ذراعيه امتعضت ملامحه ألما ينظر لتلك العلامات الحمراء التي تغطي الظاهر من جسدها، لتقف سارين تتقدمه سريعا تحاول أن تتحامل على ما بها من ألم
, فتحت باب غرفتها سريعا ليدخل خالد إلى الغرفة وضع سارة برفق على الفراش ينظر
, لما فعله اخيه بتلك الصغيرة، نظر لسارين يسألها:
, - ايه اللي حصل
, حركت رأسها نفيا دمعت عينيها تحاول الا تبكي لتهتف سريعا بقهر:.
,
, - ما اعرفش أنا كنت في اوضتي وسارة في الدرس فجاءة لقينا بابا جاي وماسك سارة من شعرها ونازل ضرب فيها حاولت اخوشه عنها ضربني أنا كمان وزق ماما وقعها على الأرض دماغها اتخبطت مرتين
, قام متجها إلى خارج الغرفة ليجد تالا على أحد الكراسي تبدو تائهة ضائعة عينيها زائغة، زيدان يحاول أن يعطيها بعض الماء، وعمر يجلس هناك كليث ذبيح اقترب منها يجذبه من تلابيب ملابسه يصرخ فيه:.
,
, - بتضرب بناتك ومراتك يا قذر، عملولك ايه ولا خلاص ضربت، لو اتجننت قولي ارميك في اي مصحة لحد ما تعقل
, دفعه عمر في صدره بعنف ليرتد خطوة للخلفة ليصيح الأخير بحرقة تحرق قلبه:
, - ايوة اتجننت، اتجننت لما عرفت أن بنتي على علاقة زبالة مع واحد قذر ودلوقتي بيهددها بصورها وفيديوهاتها
, صدمة شلت الآخر ليحرك رأسه نفيا بعنف ينفي مجرد الفكرة سارة البريئة الحساسة لن تفعل ذلك ابدا ليردف منفعلا:.
,
, - لاء طبعا مستحيل، سارة عيلة في ثانوي ما تعملش كدة ابداا اكيد في حاجة غلط
, تهدجت أنفاسه حسرة وقهرا لهيب مستعر يحرق حشا قلبه، حديثها مع ذلك الفتي لا يفارق عقله ابدااا:
, - يا ريت في حاجة غلط دي بنتي يا خالد، صرخ بها عمر غاضبا وقف أمام اخيه عيناه حمراء غاضبة عروقه نافرة دموع حبيسة تحتل مقلتيه ليكمل صائحا بمرارة:.
,
, - بنتي اللي كسرت ضهري، خلت رأسي في التراب، أنا شوفتهم سمعتهم، فيديوهات وصور ق، لبنتي في حضن الحيوان دا وبتقولي ما تظلمهاش، اهدي دي لو لينا كنت زمانك قطعت رقبتها
, تفادي النظر إلى عيني أخيه لا يعرف ما يقول ليمد يده يضعها على كتف أخيه يهتف قائلا:
, - يا عمر اهدي ونفكر بالعقل نشوف هنتصرف ازاي
, دفع عمر يد خالد يصرخ غاضبا:
, - انهييييي عقل، عقل ايه اللي عايزني افكر بيه في الحالة، أنا عايز دكتورة نسا دلوقتي.
,
, اتجه خالد ناحية أخيه يجذبه من مرفقه بعنف يهتف فيه بحدة:
, - دكتورة نسا ليه يا عمر، اوعي تكون
, حرك رأسه ايجابا يشد على قبضته يهمس متوعدا:
, - بالظبط، قسما ب**** لو ما طلعت بنت هقتلها
, قبض خالد على تلابيب ملابس عمر يهزه بعنف يصيح فيه:
, - إنت ازاي تفكر في كدة أنت اتجننت، إزاي حتى تفكر أنك تعرض بنتك لموقف زي دا
, أمسك عمر بكفي خالد التي استقرت فوق سترته يهمس له بحدة:.
,
, - أنا مش لسه عمر العيل الصغير اللي بتمشي كلامك عليه وتعاقبه لما يغلط، أنا كبرت بما فيه الكفاية، وهجيب دكتورة هنا يا أما هجرها من شعرها لأقرب دكتورة ولو طلعت مش بنت هقتلها زي ما هقتل الكلب اللي ضيعت شرفي معاه
, اراد زيدان حل تلك المشكلة ليهتف سريعا:
, - أنا واحد صاحبي دكتور نسا لو ينفع يعني
, رماه خالد بنظرة حادة غاضبة لينظر له زيدان بثقة بمعني أنا اعرف ما افعل، بينما صاح عمر معترضا:.
,
, - أنا قولت دكتورة مش دكتور
, كتف خالد ذراعيه حدجه بنظرات نارية يزمجر بحدة:
, - بقولك ايه دا اللي موجود، مش كفاية القرف اللي عايز تعمله كمان بتتشرط، اتصل يا ابني بيه
, حرك زيدان رأسه إيجابا ليبتعد عنهم يتصل بصديقه لحظات وسمع حسام يهتف متحمسا كعادته:
, - زيزو لسه كنت هتصل بيه جبت حتة عربية بالتقسيط 128 آخر موديل
, اخفي ابتسامته بصعوبة على حديث صديقه المجنون ليخبره سريعا:.
,
, - حسام أنا محتاجلك ضروري هبعتلك العنوان في رسالة ما تتأخرش يا حسام دي مسألة حياة او موت
, انقبض قلب حسام خوفا على صديقه ليهتف سريعا دون تردد:
, - دقايق وهبقي عندك ابعت العنوان.
,
, اغلق منه الخط ليرسل له العنوان سريعا وقف في شرفة المنزل ينتظره ليخبره بما عليه أن يفعل بينما في الداخل، يجلس عمر على جمر النار يقسم في نفسه أنه سيريق دمائها أن أطاحت بشرفه، تالا لا تزال غير واعية صدمات رأسها لم تكن هينة ابدااا، أما في داخل الغرفة لطمت سارة خديها تهمس لاختها بفزع تبكي كعصفور صغير:
, - و**** أنا ما عملتش حاجة بابا عايز يجيب دكتور ليه يا سارين والنبي يا سارين ما تخليهوش يعملي حاجة.
,
, نظرت لاختها بألم لتربط على راسها تحرك رأسها إيجابا تنظر للفراغ بقهر، لتتحرك من جوار اختها خرجت من غرفتهم، تنظر للواقفين لحظات صمت تنقل انظارها بين الجميع لتطلق للسانها العنان تصيح بكل ما يجيش في قلبها:
, - حرااام عليك، حرام عليكوا انتوا مخلفينا عشان تعذبوا من ساعة ما اتولدنا في البيت دا وما فيش في حياتنا غير زعيق وخناق عمرنا ما فرحنا يوم كامل، أنا وسارة ذنبنا إيه٣ نقطة
,
, اقتربت من والدها وقفت بالقرب منه تصرخ بقهر:
, - احنا مالناش ذنب عشان تعملوا فينا كدة، طول عمرنا وانت بعيد عننا عمرك ما قعدت معانا، عمرك ما شاركتنا حياتنا لدرجة اننا اتعودنا على غيابك
, اقتربت من والدتها التي بدأت تستفيق قليلا لتصرخ فيها متألمة:.
,
, - وانتي كل اللي يفرق معاكي أن احنا ننجح في المدرسة في التدريبات نبقي شطار في دراستنا مش مهم احنا متدمرين نفسيا بسببكوا، أنا باخد منوم عشان أنام وما اسمعش خناقات كل يوم بليل، سارة كل ليلة بتفضل تعيط لحد ما تنام، سارة ما غلطتش انتوا اللي غلطانين انتوا اللي عملتوا فينا كدة٣ نقطة
,
, انهمرت دموع تالا ألما كانت تظن انها بحرصها الدائم على بناتها ستصبح الأم المثالية أن أصبح كل شئ منضبط بمواعيد محددة ليتها استمعت إلي نصيحة لينا من البداية٣ نقطة
, حمحم زيدان بخفوت يجذب انتباهم، :
, - حسام وصل أنا هنزل اجيبه
, اشتعلت عيني سارين بشراسة لتصيح بعنف:
, - اختي ما حدش هيجي جنبها مش هسمحلكوا تدمروها اكتر من كدة.
,
, اشار خالد لزيدان لينزل الاخير إلى أسفل، اتجه هو ناحية سارين ممسكا بكف يدها نظر لعمر وتالا بحدة يهتف في حدة:
, - ادي آخرة جواز العيال، تعالي معايا يا سارين
, اخذ بيدها متجها بها إلى غرفتهم اغلق الباب خلفه لينزل على ركبتيه أمامها يهمس لها برفق:
, - ما حدش هيجي جنب سارة دي لعبة اللي جاي صاحب زيدان، عشان ابوكي يسكت، نسكت ابوكي المجنون وبعدين هربيه هو وأمك من اول وجديد، خليكي جنب اختك
, في الأسفل.
,
, نزل زيدان سريعا ليهرع حسام اليه يسأله بقلق:
, - إنت كويس يا إبني، قلقتني
, جذبه إلى مدخل العمارة لحظات صمت لا يعرف كيف يبدأ تنهد مقررا أخباره بكل ما حدث، انتفض حسام كمن لدغه عقرب حين أخبره زيدان ما يريده عمر ليصيح بفزع:
, - نعم يا اخويا، أنت اتجننت أنا مستحيل أعمل كدة
, تنهد زيدان ضجرا من غباء صديقه الابلة أحيانا كثيرة يتسأل كيف ارتاد ذلك الاحمق كلية الطب تنهد يهمس في غيظ:.
,
, - اومال أنا متصل بيك ليه يا حمار، هتدخل تقف جنب الباب خمس دقايق وتخرج تقول لابوها انها تمام، تمام يا حسام
, حرك حسام رأسه نفيا يتمتم ساخرا:
, - وافرض ما طلعتش تمام، جوزها يلبس المشاريب
, شد زيدان على اسنانه بعنف يهمس بحدة:
, - يا سيدي وأنت مالك هو أنت اللي هتتجوزها، البت اهبل من انها تغلط اصلا، فين جدعنتك يا صاحبي.
,
, زفر حسام بضيق يحرك رأسه ليصعد خلف زيدان إلى تلك الشقة دخل إلى المنزل بلع لعابه مرتبكا، ليجد رجل لا يعرفه انتفض سريعا ما أن رآه يهتف بحدة:
, - إنت الدكتور
, حرك رأسه إيجابا يبلع لعابه متوترا، ليشير له إلى أحدي الغرف، تقدم حسام ناحية تلك الغرفة، ليجد امرأة تهرول ناحيته تتخبط في مشتيها تصيح فزعة:
, - لا لا لا أنا مش هسحملك تعمل كدة في بنتي
, اقترب خالد منها يمسك بيديها يسندها يهمس لها بخفوت:.
,
, - اهدي يا تالا ما فيش حاجة هتحصل.
,
, نظرت له بقلق ليحرك رأسه إيجابا يحاول طمئنتها، ادار حسام مقبض تلك الغرفة ليدخل إليها اغلق الباب خلفه التفت ينظر إلي الفتاة التي من المفترض أنه هنا لأجلها لتتسع عينيه في ذهول شعور بالألم غزا قلبه هي، تلك الجنية التي ندهته في الحفل، هي من يشك بها والدها أنها اخطئت، هل يمكن أن تكون اخطأت حقا، مجرد الفكرة ارعدت جسده غضبا، يعاني بشدة مع نوبات غضبه، ولكنه يستطيع السيطرة عليها لما يشعر الآن أنه غير قادر على تمالك أعصابه، ظل يقف مكانه بضع دقائق، ليجد نفسه يتحرك ناحية مكتب صغير في غرفتها فتح حقيبته الطبية اخرج قفزات طبية بيضا يرتديها في يديه بخفة وسرعة ينظر ناحيتها في حدة غاضبا؟!
,
, وقف خالد جوار زيدان دس يديه في جيبي بنطاله عينيه معلقتين على باب الغرفة المغلق مال ناحيه زيدان يهمس له بخفوت قلق:
, - إنت فهمت صاحبك هيعمل ايه
, حرك الأخير رأسه ايجابا يبلع لعابه مرتبكا، يشعر بشئ خاطئ يحدث ليهمس لخاله بقلق:
, - ايوة بس مش مطمن مش عارف ليه
, ما كاد ينهي جملته سمع صوت حسام الغاضب القادم من خلف الباب المغلق:
, - وبعدين معاكي بقي ما تخلصينا خليني اخلص من القرف دا.
,
, تلاه صوت بكاء سارة يعلو بعنف تصرخ باكية:
, - حرام عليك يا بابا مشيه برة.
,
, احتدت عيني خالد غضبا ينظر لزيدان بحدة بينما اصفر وجه زيدان خوفا ليس هذا ما اتفق عليه مع صديقه ماذا يفعل ذلك المجنون بالداخل، اتسعت عينيه ذعرا هل ممكن أن تكون أحد نوبات الغضب تلبست حسام، هرع خالد إلى الباب يحاول فتحه بعنف حين انفتح الباب من الداخل ظهر حسام وقف أمام خالد يناظره بنظرات هادئة فارغة لا خوف فيها ولا قلق، بينما رماه خالد بنظرة حادة قاتلة يتوعد له في نفسه أن يمزق عنقه أن كان مس الفتاة، خرج حسام من الغرفة وقف أمام عمر ليخلع قفزي يده الطبية القاها ارضا يغمغم في برود:.
,
, - البنت زي الفل!
, اقترب عمر منه سريعا وقف قريبا منه يسأله بتوتر:
, - انت متأكد
, ابتسم حسام ساخرا يرفع حاجبه الأيسر متهكما، ليشير بسبابته إلى نفسه يغمغم ساخرا:
, - انا لاء، تحب اروح اتأكد تاني
, امتعض وجه عمر غضبا من جراءة ذلك الشاب الوقح، اسرع زيدان يجذبه من يده بعيدا عنهم، نظر حوله بحذر ليهمس له بغيظ:
, - **** يخربيتك إنت نيلت ايه.
,
, اتسعت عيني حسام بدهشة مصطنعة يشير إلى نفسه ببراءة، بينما في الغرفة اختبئت سارة بين أحضان والدتها تبكي بعنف تتشنج من عنف شهاتقها، تشاركها والدتها في وصلة من البكاء الصامت تضمها بين ذراعيها بقوتها الضعيفة الواهية، بينما على جانب آخر من الغرفة اقترب خالد من سارين يسألها بصوت خفيض هامس:
, - هو الدكتور كشف عليها بجد
, رفعت وجهها تنظر لعمها لحظات صمت لتحرك رأسها نفيا تقص له ما حدث بصوت خفيض حذر
, Flash back.
,
, فتح حقيبته الطبية اخرج قفزات طبية بيضا يرتديها في يديه بخفة وسرعة ينظر ناحيتها في حدة غاضبا لا يعرف لما ولكنه يشعر بسيخ من نار يخترق قلبه يطعن كرامته، هو لم يرها سوي مرة واحدة لا يجد لنفسه مبرر لكل ذلك الغضب الذي اجتاح خلاياه كاعصار، اخذ نفسا قويا يزفره على مهل عله يهدئ قليلا اتجه ناحية فراشها، وقف بالقرب منها ينظر لها ارتجف قلبه شفقة عليها، منظرها كفأر صغير مذعور يرتجف تنظر ناحيته بذعر كأنه هو الوحش المخيف الذي يظهر في حكايا الأطفال قديما، رسم ابتسامة زائفة هادئة على شفتيه يهمس لها في مرح:.
,
, - ايه يا سرسورة مش فكراني ولا ايه، أنا الواد الرخم بتاع الصابون السايل
, مزحته السخيفة لم يكن لها ادني تأثير خاصة في حالتها المذعورة تلك، ولكنه حقا لم ييأس حافظ على ابتسامته يكمل كلامه المرح:
, - اهدي يا سارة أنا بعيد أهو، وبعدين أنا لو جيت جنبك عمك هيعملني بقايا بني آدم مش هيتبقي مني غير النضارة ودي غالية بصراحة.
,
, صمت للحظات يراقب ردة فعلها ولكنها لم تتجاوب، اخذ نفسا عميقا يشجع نفسه للخطوة القادمة ليقترب منها يصيح غاضبا فجاءة دون سابق انذار:
, - وبعدين معاكي بقي ما تخلصينا خليني اخلص من القرف دا
, انتفضت سارة ذعرا تتمسك بالغطاء ليقترب منها يهمس سريعا:
, - جريني جريني
, للحظات لم تفهم ما يفعل ذلك المجنون لتعلو بصوت بكائها بعنف تصرخ باكية:
, - حرام عليك يا بابا مشيه برة
, نظر حسام لها بضيق وضع يسراه على خصره يهمس ساخرا:.
,
, - تمثيلك فاشل جداا، انصحك تاخدي كورسات٣ نقطة
, ليقلدها ساخرا:
, - يا بابا مشيه برة، هو أنا جاي اغتصبك، اوفر act بصراحة
, ابتسمت ابتسامة أخيرة حزينة ليتلفت إلى باب الغرفة ليفتحه حين سمع تلك الدقات العنيفة، بارع في إخفاء تعابير وجهه حين فتح الباب لخالد لم يعطه اي مؤشر عما حدث
, Back
, ابتسم حسام في ثقة ليهمس بمكر:
, - ايه رأيك في تمثيلي.
,
, تجهم وجه زيدان غضبا ليقبض على تلابيب قميص صديقه من الامام شد على أسنانه يهمس له بغيظ:
, - يعني احنا واقفين هنا دمنا نشف وأنت بتستظرف جوا، اصبر عليا لما نخلص الليلة دي وأنا هغير خريطة وشك
, ارتسمت ابتسامة واسعة بلهاء على شفتي حسام، لتتجمد على شفتيه حين سمع صوت ذلك الرجل المرعب يأتي من خلفه:
, - زيدان خد حسام واستنوني تحت، حسام.
,
, اتسعت عينيه بذعر يشير لنفسه ليحرك زيدان رأسه إيجابا يبتسم ساخرا، التفت حسام ببطئ يتلو الشهادتين، بلع لعابه ينظر للواقف امامه ليجد شبح ابتسامة يلوح على شفتي خالد، مد يده يربت على كتف حسام يهمس في هدوء:
, - متشكر يا حسام أنك أنقذت الموقف، اه واعذرني أن كنت عنيف في ردي عليك قبل كدة
, اتسعت عيني حسام اليوم يوم المفاجئات العالمي حرك رأسه نفيا بعنف يهتف بتهلف:.
,
, - يا نهار ابيض حضرتك بتعتذرلي، ما حصلش حاجة طبعا يا باشا
, ابتسم في رزانة يحرك رأسه إيجابا ليتركهم سحب زيدان يد حسام إلى خارج المنزل، يعرف أن خاله على وشك القاء وصلة طويلة من التوبيخ لخاله وزوجته
, ما ان اغلق الباب خلفه من الخارج، التفت خالد لأخيه، اقترب منه جلس أمامه لحظات ينظر له بحدة غاضبا منه بينما يتفادي الاخير التلاقي بعيني اخيه، ابتسم خالد ساخرا يتمتم في تهكم:.
,
, - اطمنت أن بنتك سليمة، تفتكر أن هيجي يوم وسارة هتسامحك على اللي أنت عملته دا
, بلع عمر لعابه الجاف بصعوبة يختلس النظر إلى اخيه تنهد بحرقة يمسح وجهه بكفي يده يحرك رأسه نفيا خرج صوته ضعيفا متوترا:
, - ااا، ااانا كنت خايف لتكون غلطت مع الواد دا
, وجل ما حدث أن خرجت ضحكة صغيرة ساخرة من بين شفتي خالد ينظر لأخيه في برود ليعنفه بحدة:.
,
, - وهو مين اللي خلاها تغلط، بنتك اهبل من أنها تغلط لمجرد الغلط، إنت السبب، انت اللي غلطت فين دورك يا بيه
, انتفضت دقات قلبه ألما يعصف بخلجات قلبه يمزقها بلا رحمة لا يجد ما يقوله توترت انفاسه يغمغم بارتباك:
, - اا أنا، انا
, صمت تماما حين قاطعته صيحة اخيه الغاضبة، شعر بيده تقبض على تلابيب ملابسه يصرخ فيه:.
,
, - إنت اتعوجت ميلت عمود الخيمة طبعا لازم تقع على دماغك، كنت فاكرك كبرت وعقلت قولت عمر كبر وعقل عمر بقي أب، عمر بقي مسؤول، عمر لسه عيل تافة بيجري ورا دماغه وبس
, لفظ اخيه بعنف ليرتد في كرسيه بقوة، التفت برأسه ناحية تالا التي تقف امام غرفة ابنتيها، تستند على إطار الباب الخشبي تبكي في صمت ليصيح فيها:.
,
, - وأنت ِ يا استاذة، على عيني وراسي يا ستي انك خريجة كلية كبيرة بتحسبوا فيها كل حاجة بالدقيقة بس دول بناتك محتاجين تصاحبيهم تتكلمي معاهم تفهمي مشاكلهم مش يلا على الدروس يلا على التمرين يلا على المذاكرة
, اشار إلى كلاهما ينظر لكل منها بحدة شد على أسنانه بعنف يهتف بغيظ:.
,
, - انتوا الاتنين ضيعتوا بناتكوا، كل واحد فيكوا بيفكر في نفسه وبس، هي عايزة ثبت أنها أم مثالية وهو عايز يتسرمح براحته، ادي آخرة جواز العيال فعلا٣ نقطة
, وقف ينظر لهما بحدة نظرات خاوية لا معني لها سوي الغضب دس يديه في جيبي بنطاله يهتف في حزم:
, - سارة وسارين هيعيشوا عندي من النهاردة البنتين بس
, اتسعت عيني تالا في ذعر لتتقدم ناحيته تتحرك باضطراب حركت رأسها نفيا تهمس باكية:.
,
, - لا يا خالد دول بناتي مش هقدر أعيش من غيرهم كانت غلطة و**** مش هتتكرر أنا خلاص عرفت غلطتي وهصلحها، هعيش لبناتي وبس
, نظر لأخيه يود أن يستشف ردة فعله، هو حقا قال تلك الكلمات ليري ردة فعل اخيه وحدث عكس ما توقعه تماما عمر لا يبالي فقط يجلس مكانه ينظر ارضا وكأن ما يحدث لا يعينه، طرق الشك بابه هناك من يدفع عمر للابتعاد عن أسرته وقريبا سيعرف من هو!
,
, خرج من شروده على صوت تالا زوجة اخيه حين اقتربت منه تترجاه باكية:
, - طلقني يا عمر، أرجوك طلقني أنا مش عايزة غير بناتي وبس
, وقف صامتا لم يرد التدخل يراقب فقط يتمني فقط يتمني لو يرفض الاخير يتسمك بهم، يصيح كليث غاضب يطلب حقه فيهم ولكن جل ما حدث، رفع عمر رأسه ينظر لزوجته للحظات نظرات فارغة خالية من المشاعر ليهتف بهدوء:
, - أنتي طالق يا تالا.
,
, خرجت كلماته بسرعة كالبرق شلت جسد ذلك الواقف لم يكن يتوقع في أسوء الظروف أن يتخلي أخيه عن زوجته بتلك السهولة كور قبضته يشد عليها اقترب من تالا التي تقف كمن أصابها صاعقة تحملق في عمر بذهول ربت على كتفها برفق مردفا:
, - روحي حضري هدومك انتي والبنات، يلا
, التفتت له استطاع أن يري العجز والضياع يغزو مقلتيها ابتسم برفق يطمئنها لتحرك رأسها إيجابا تهرول إلى غرفتها، بينما وقف هو أمام أخيه يتمتم ساخرا:.
,
, - مش بقولك اتعوجت، إنت عارف عايز ايه يا عمر، علقة من بتوع زمان فاكرهم
, احتدت عيني عمر ينظر لخالد بغيظ هل يظنه ذلك الشاب المراهق الذي كان يخشاه حد الذعر، بينما انحني خالد قليلا ناحية أخيه يهمس متوعدا:
, - وربي يا عمر لو طلع اللي في دماغي صح ما هخلي الدكاترة تعرف تخيط فيك غرزة، هزعلك أوي
, استقام في وقفته التفت ليغادر ليسمع صوت عمر يهتف ساخرا:.
,
, - ماشي يا كبير العيلة، صحيح الواد اللي قفشته مع بنتي مرمي تحت في شنطة عربيتي
, القي مفاتيح سيارته على الطاولة المجاورة له، يكمل في سخرية:
, - المفاتيح اهي وريني شطارتك.
,
, دون أن يلتفت له التقط خالد مفاتيح سيارة عمر، ليكمل طريقه إلى غرفة سارة وسارين، وجد سارين تجمع ثيابها هي وشقيقتها في حقائبهم بينما تجلس سارة على الفراش تبكي في صمت قاتل، اقترب من فراشها يجلس أمامها ابتسم لها بحنو لتشهق في بكاء عنيف، احتواه بين ذراعيه يربت على رأسها برفق سمع صوتها المختنق تهمس بصعوبة من بين شهقاتها:
, - بابا، مش عاوزنا، ااا أنا ما غلطتش، هو ضحك عليا، و****، مش لمسني.
,
, أبعد سارة عنه يسمح وجهها برفق ليقرص مقدمة انفها في مرح يحاول التخفيف عنها ولو قليلا مسح على شعرها يهمس في رفق:
, - عارف يا حبيبتي أنك ما غلطتيش، وأنك اتضحك عليكي، والحمد لله أنك ما سمحتولش يلمسك، اللي حصل دا صفحة وهنقفلها ومش هنفتحها تاني خالص
, حركت رأسها نفيا تبكي في عنف تهمس بارتجاف:
, - الصور هو معاه صور وحشة دي مش أنا و****.
,
, فهم من كلامها أن ذلك الفتي قام بتركيب بعض الصور الزائفة وبالطبع ستكون مخلة لها، توعد له بالجحيم في داخله ولكن في الخارج حافظ على ابتسامته الهادئة ليربط على وجهها برفق:
, - ما فيش صور خلاص راحت ومش هترجع مش عايزك تخافي، وزي ما قولتلك اللي حصل دا انسيه نسي نفسك، هنفتح صفحة جديدة، قومي يلا اغسلي وشك عشان هنمشي.
,
, بلعت لعابها بارتباك تحرك رأسها إيجابا لتقم من فراشها تمشي ببطئ ناحية مرحاض غرفتها، وقفت أمام مرآته تنظر لانعاكس صورتها الشاحبة برغم كل ما حدث الا أن جزء منها سعيد بأنها انتهت من مشكلة ذلك التامر، وأنها اخيرا لن يكون هناك صراعات بين والديها من جديد، غص قلبها ألما حين دق في قلبها تلك الجملة التي قالها والدها لوالدتها بهدوء تام وكأنه يطلب كوب من الماء
, « انتي طالق يا تالا ».
,
, فتحت صنبور المياة لتندفع المياة بعنف من خلاله ضمت كفي يدها تحمل بينهما دفعات صغيرة من الماء تصفع بها وجهها بعنف
, في الخارج، ظلت عيني خالد معلقة بتلك الصغيرة سارين التي تتحرك بآلية تامة وكأن الأمر برمته لا يعينها وكأنها متلهفة لتتخلص أخيرا من قيد سجن ما، كان على وشك النطق باسمها حين سمع صوت تالا الضعيف يأتي من عند باب الغرفة:
, - احنا هنروح فين.
,
, التفت ينظر لكيسي الدم المسميان خطاءا عينيها، تنهد في حسرة يعلم أن تالا تعشق اخيه ولكن الأحمق يعشق نفسه اكثر، قام متجها إلى الخارج يتمتم برفق:
, - خلصي مع البنات وحصلوني
, لم يلقي نظرة واحدة على اخيه لأنه لو فعل لذهب وهشم وجهه، أخذ طريقه إلى أسفل ليجد زيدان وحسام يتنكفان كالأطفال، وقفا سريعا ما أن رآوه قادما، القي مفاتيح سيارة عمر لزيدان ليلتقطها الأخير بخفة، نظر خالد لسيارة أخيه يبتسم في شر:.
,
, - البيه اللي بيساوم بنت اخويا مرمي في شنطة عربية خالك، تاخده دلوقتي ترميه جنب حبيبك الاولاني
, حرك زيدان رأسه إيجابا يبتسم متوعدا، ليعاود النظر إلى خاله يسأله باهتمام:
, - طب و حضرتك هتروح ازاي
, نظر خالد إلى حسام يبتسم في هدوء مخيف، يحادث زيدان بحزم:
, - مالكش دعوة اعمل اللي قولتلك عليه.
,
, دون ادني اعتراض تحرك زيدان ناحية سيارة عمر فتح صندوق السيارة ينظر لذلك الفتي يتوعده في نفسه ليجذبه منها بعنف اتجه إلى سيارة خاله يلقيه داخلها كالقمامة يغلق عليه صندوق السيارة، اتجه إلى مقعد السائق ليأخذ طريقه إلى حيث هو فقط يعلم
, ربت خالد على كتف حسام يسأله بهدوء:
, - معاك عربية يا دكتور
, حرك حسام رأسه إيجابا سريعا، ليكمل خالد:
, - طب روح شغلها.
,
, سريعا اتجه حسام إلى سيارته يدير المحرك، خرج منها ليجد خالد يقف وجواره تالا والفتاتين، تعلقت انظاره بسارة لترتسم ابتسامة تلقائية حزينة على شفتيه، اتجه خالد إلى باب السيارة الخلفي يفتحه، يشير للفتيات بالدخول:
, - ادخلوا يلا يا بنات
, صعدت الثلاثة بينما جلس هو على المقعد المجاور للسائق كاد حسام أن يركب حين اوقفه خالد قائلا بإريحية:
, - حط الشنط في العربية قبل ما تركب.
,
, جز حسام على أسنانه بغيظ ليخرج من السيارة متجها إلى تلك الحقائب يهتف في نفسه مغتاظا:
, - أنا الخدامة الفلبينية، هل أنا الخدامة الفلبينية، كل دي شنط هما حاطين فيها النيش٣ نقطة
,
, وضع جميع الحقائب في صندوق سيارته الصغير ليعاود الصعود على مقعد السائق، بدأ يتحرك بهدوء بالسيارة تحركت يده بعفوية ليضبط وضع مرآه السيارة الامامية لتنعكس على وجهها الاحمر القاني من عنف بكائها، ترك المرآه على موضعها ذاك تعكس له وجهها، ليجد يد خالد تمتد تضبط وضع المرآه من جديد، يتمتم ساخرا:
, - مرايات العربيات دي غربية بتتحرك لوحدها ولا ايه يا دكتور.
,
, ابتسم في اصفرار يحرك رأسه إيجابا ثبت عينيه على الطريق يسأل المجاور له:
, - حضرتك عاوز تروح فين
, لحظات يفكر فيهم يود أن يأخذهم إلى كنفه ولكن هم حقا يحتاجون إلى بعضهم البعض أكثر من أي شئ آخر، زفر بحيرة يهمس بهدوء:
, -، شارع، في الزمالك.
,
, ادار حسام مقود السيارة متجها إلى الطريق الذي اختاره خال صديقه، في الطريق تذكر أنه نسي هاتفه مغلقا، أخرجه من جيب سرواله ما أن بدأ يعمل توالت المكالمات فوق رأسه من المرضي، وضع سماعة الرأس الجديدة التي اشتراها له زيدان هدية في عيد ميلاده ميزتها أنها بدون اسلاك يسهل التعامل معها وضع الاذن اليسري من السماعة في يسري إذنه، فتح الخط يهتف بجديته المعتادة:
, - السلام عليكم، ايوة مدام مني، خير يا افندم.
,
, صمت للحظات يستمع لها لتتشنج ملامح وجهه بامتعاض ساخرا يكرر في تهكم:
, - مش فاهم يعني أنا أعمل إيه، والدة حضرتك بتقولك أن حماتك عايزة تخرب عليكي عشان جابتلك قرفة بلبن فين بقي الخراب
, قطب جبينه يستمع لها بتركيز ليردف ضاحكا:
, - لا يا مدام مني حماتك كويسة وبتحبك والقرفة ما بتسقطش الجنين ولا حاجة، مع السلامة
, اغلق الجد ليضحك ساخرا على ما حدث لحظات ووردت له مكالمة اخري فتح الخط:.
,
, - السلام عليكم، ايوة يا مدام رشا٣ نقطة
, ايوة أنا فاكر أن اختك حضرتك هي اللي حامل
, فين المشكلة بقي
, صمت للحظات لينهد بيأس يكمل ساخرا:
, - هتطلق، طب وأنا مالي أنا دكتوا نسا مش مصلح اجتماعي
, ظل صامتا لدقائق يسمع مشكلتها ليهتف فجاءة بانفعال:
, - لا دي تطلق عشان دا عتة، يعني ايه غضبانة
, عشان عايزة تمسي الواد أحمد على إسم أبوها، مش على إسم ابو جوزها اللي هو بردوا إسمه أحمد، امسحي رقمي يا مدام رشا لو سمحتي.
,
, اغلق معها الخط لينفجر خالد في الضحك حتى ادمعت عينيه، حتى سارة وسارين وتالا سمع ضحكاتها الرقيقة وميز ضحكتها هي ليبتهج قلبه، وإلى الآن يتسأل لما يفرح فقط لضحكاتها.
,
, مرت ساعات طويلة وهي تأخذ غرفتها ملجئ لها، غادر جاسر قبل ساعات ووالدتها مشغولة مع بدور وطفليها، وهي حقا تغار من اهتمام والدها ببدور، القت بجسدها على الفراش تنظر لسقف حجرتها تتنهد بضجر، سهيلة منذ ايام وهي مختفية في رحلة طويلة مع والدها، ومعاذ التقطت هاتفها الاسود الصغير تطلب رقمه ليصلها الرسالة المعتادة
, « الهاتف الذي تحاول الاتصال به ربما يكون مغلق او غير متاح حاليا ».
,
, زفرت بعنف تلقي الهاتف على الفراش، تتطلع إلى الفراغ أغمضت عينيها ليمر امامها مشهد لطفلة صغيرة تقف بين ثلاثة سيدات وأربعة فتيات من نفس عمرها، ينظر الجميع إليها بكره كأنها هي القاتلة تسمع اصواتهم تصيح فيها:
, - انتي السبب
, - ابعدي عن بناتي عايزة تموتيهم
, - الرجل الغلبان دا مات بسببك، انتي اللي قتلتيه
, - انتي اللي قتلتيه
, تكررت الجملة في اذنيها بعنف وسرعة لتضع يديها على اذنيها تحرك رأسها بقوة تهمس باكية:.
,
, - أنا ما قتلتوش، و**** ماليش ذنب
, اجفلت من شرودها القاسي على صوت رنين هاتفها الصغير فتحت عينيها سريعا تمسح دموعها بعنف ابتسمت باتساع ما أن رأت اسمه يزين الشاشة لتفتح الخط سريعا تهتف بتلهف:
, - معاذ اخيرا اتصلت بيا، بقالي أسبوع بحاول اوصلك كنت فين يا معاذ
, لحظات صمت طويلة ثقيلة على قلبها خاصة، لتمسعه يحمحم بهدوء يردف بعد ذلك:
, - ابدا كنت في الغردقة كنت محتاج اقعد مع نفسي شوية افكر في علاقتنا.
,
, قطبت جبينها متعجبة من كلامه فيما يفكر علاقتهم وهل علاقتهم بحاجة إلى تفكير أرادت أن تبدد الخوف بداخله فهتفت سريعا بتلهف:
, - معاذ بابا عرف بعلاقتنا وهو موافق أنك تيجي تتقدملي وزيدان خلاص بعد عن حياتي٣ نقطة
, صمت آخر انطبق على الأجواء، صمت مقلق مخيف بلعت لعابها تسأله بقلق:
, - في إيه يا معاذ إنت كويس، أنا افتكرتك هتفرح
, وسمعت ما صدمها حين اكمل كلامه في هدوء تام:.
,
, - بصي يا لينا الفترة اللي فاتت كنت بفكر في علاقتنا، أنا بعد ما شوفت اللي اسمه زيدان دا عايز يخطبك في الحفلة ما حستش بأي مشاعر غير الفرحة ليكي حتى استغربت جدا من نفسي، ازاي أحس الاحساس دا، لما قعدت وفكرت اكتشفت إني علاقتنا ما كنتش حب، كانت صداقة وصداقة حلوة أوي، أنا عارف أنك مصدومة من كلامي بس حقيقي أنا مش حاسس في حاجة تربطنا، وحقيقي اتمنالك السعادة مع اي راجل يختاره قلبك، سلام يا لينا.
,
, قال ما قال واغلق الخط، بينما تجلس هي كتمثال نحت من حجر متجمدة مكانها عينيها متسعتين في صدمة يديه تقبض على الهاتف بعنف، قلبها يهدر كطير حمام ذبيح لوثته دمائه ريشه الأبيض النقي، أصدقاء كلمة تكرر نفسها داخل صدي روحها، حبهما كان فقط خدعة صداقة لم يحبها، حركت رأسها نفيا بعنف بالتأكيد تتوهم أمسكت الهاتف تعاود الاتصال برقمه لتجد هاتفه مغلق من جديد، ملئت الدموع مقلتيها لتحرك رأسها نفيا تشهق في البكاء عقلها يرفض تماما ما يحدث.
,
, بينما على صعيد آخر في غرفة صغيرة مظلمة في قبو منزل زيدان الحديدي، التقط زيدان الخط من يد معاذ يغلق الخط، بعنف صدم الهاتف في أحد الحوائط ليفتت إلى شظايا، اقترب يلتقط الخط الصغير يكسره بين اصبعيه، نظر لمعاذ يبتسم ساخرا:
, - كدة أنت كفاءة، وهسيبك تمشي بس حسك عينك تفكر تقرب من لينا المرة دي، هدفنك حي.
,
, حرك معاذ رأسه إيجابا ليتأوه متآلما جسده كله شبه محطم، خرج خلف زيدان زيدان يتحامل على آلمه يشعر بأن جسده بأكمله لم يعد فيع عظمة سليمة اتجه خلفه إلى خارج الفيلا، ما ان خرج صفع زيدان الباب الحديدي خلفه بعنف يلوح له ساخرا نظر للباب المغلق بحدة يتوعد في نفسه:
, - اقسم ب**** لهقلب الطرابيزة عليكوا كلكوا صبرك عليا يا ابن زيدان الحديدي.

الجزء الخامس عشر


وقفت سيارة حسام امام عمارة سكنية كبيرة رفيعة الطراز، نزل خالد ليتبعه حسام بعد أن فتح صندوق سيارته، ليخرج الحقائب، فتح خالد باب السيارة الخلفي لتخرج تالا والفتاتين، اتجه بهم إلى الداخل ليتبعهم حسام بالكاد يستطيع التحرك من كثرة تلك الحقائب التي يحملها، تحرك للمصعد الآخر ليخبره خالد برقم الطابق٣ نقطة
,
, في داخل الشقة فتح خالد باب الشقة بالمفتاح الخاص به ينير مفاتيح الكهرباء لتظهر شقة كبيرة ذات أثاث عصري فاخر
, ابتسم يفسح لهم المجال لتدخل الفتيات وخلفهم الذي وضع الحقائب في أحد الاركان نظر لخالد يردف بهدوء:
, - أنا هستني حضرتك تحت
, حرك خالد رأسه إيجابا ليغادر حسام مغلقا الباب خلفه، التفت خالد للفتيات يشير إلى ممر طويل يساره يبتسم له برفق:.
,
, - سارة، سارين، الأوض من هنا اختاروا اللي يعجبكوا، اسكتشفوا المكان بنفسكوا
, اخذت كل فتاة حقيبتها لتتجها إلى الممر الطويل، يبحثان بين الغرف، بينما اتجه هو ناحية تالا الغرفة القابعة على اريكة بعيدة عنهم، جلس على المقعد المجاور لها صامتا
, يراقب.
,
, عينيها شاردة ضائعة حائرة، دموع من دماء تحبسها بكبرياء داخل مقلتيها تود فقط الانفراد بذاتها لتخلع قناع قوتها الزائف وتنهار باكية تنعي حياتها البائسة، تخلي عنها ببساطة كأنها لا تعني له شيئا، عشرة سنواتةحب انتماء حياة ***** ضاعات في اللاشئ.
,
, اجفلت من شروطها البائس على حركة يد خالد جوارها حين التقط ورقة صغيرة من الطاولة امامها يخط عليها بقلمه رقم هاتف، رفع رأسه إليها يحاول ولو قليلا يطمئنها على ما سيحدث:
, - تالا، ركزي معايا أنا لو عليا عايز اخدكوا معايا، بس انتوا دلوقتي محتاجين بعض أكتر من اي حاجة تانية، ادفي ببناتك يا تالا، بناتك محتاجينك، اوعي تضعفي عشانهم هما.
,
, حركت رأسها إيجابا لتتبدل نظرة الضياع في عينيها إلي اخري حازمة جادة مسحت دمعاتها المتساقطة تردف بجد:
, - عندك حق، أنا مش هضعف عشان خاطر بناتي، أنا غلطت في حقهم وهعوضهم عن اللي فات
, صمتت للحظات لتفرك يديها متوترة خائفة من القادم تحاول أن تظهر ثبات غير موجود من الأساس بلعت لعابها تطلب منه بتوتر:
, - لو ينفع يعني تشوفلي شغل عشان يعني المصاريف.
,
, ما إن أنهت جملتها وجدت خالد ينفجر ضاحكا ظل يضحك كأنها اخبرته طرفة مضحكة للغاية، هدأت ضحكاته قليلا ليمسح وجهه بكف يده يكمل في مرح:
, - كملي بقي المسلسل ما فيش حد في ولادك يا شلبي هيجوع ولا هيسيب العلام أنا مش حافظ يا زينب
, اتسعت عينيها بذهول تنظر له بتعجب هي تعرف وجه خالد الوقور الرزين ولكن ما يفعله الآن، رغم حزنها الدفين ابتسامة صغيرة خافتة عرفت طريقها إلى شفتيها، لتجده يكمل كلامه بجد:.
,
, - بصي يا تالا مع كامل احترامي ليكي مش عايز اسمع الهبل دا تاني، مصاريف البيت والبنات عندي من النهاردة ودا مش كرم اخلاق مني دا حقكوا، ومش عايز لا نقاش ولا اعتراض، هتلاقي في المطبخ ورق كتير مطاعم صيدليات سوبر ماركت
, مد يده بالورقة التي خط عليها رقم ما يعطيها لها:.
,
, - دا رقم السواق في عربية هتكون تحت امركوا من النهاردة دروس البنات النادي اي مكان تحبوه، لو عوزتوا اي حاجة ما تترديش لحظة انك تكلميني تمام يا تالا
, ابتسمت له ممتنة تحرك رأسها إيجابا لتهمس بخفوت:
, - متشكرة اوي يا خالد على كل اللي عملته عشاني أنا والبنات
, خبت لمعة عينيه حزنا عليهم ليربط على يدها برفق يبتسم برفق:
, - أنا لسه ما عملتش حاجة يا تالا، دي حاجة بسيطة أنا لسه هعمل، خلوا بالكوا من نفسكوا، عن إذنك.
,
, ترك لها جميع النسخ الخاصة بمفاتيح المنزل ليودعهم غادر نظر إلى باب الشقة المغلق لتحتد عينيه غضبا يهمس في نفسه متوعدا:
, - صبرك عليا يا عمر يا سويسي
, ما إن استقل السيارة جوار حسام وجد هاتفه يدق برقم زوجته فتح الخط ليسمعها تصيح مذعورة:
, - خالد الحقني لينا مش عارفة مالها عمالة تعيط وتترعش
, حسنا يبدو أن زيدان نفذ الجزء الأخير من الخطة باكرا، هتف سريعا بتلهف:
, - أنا جاي حالا خليكي جنبها ما تسيبهاش.
,
, بعد مدة قصيرة قاد حسام سيارته بعنف ليصل إلى وجهته، في الطريق اتصل خالد بزيدان يطلب منه أن يوافيه إلى منزله فورا، وصل خالد إلى منزله شكر حسام ليهرول راكضا إلى غرفة ابنته، فتح الباب بتلهف ليراها كانت هناك تجلس على فراشها متكورة ضامة ركبتيها لصدرها تبكي في صمت رأسها على صدر والدتها بينما بدور تربت على كتفها تهدئهدها كأنها طفلة صغيرة لا أحد فيهن يفهم ما بها، رفعت وجهها ما أن رأت والدها لتنظر له بجزع تبكي بعنف قامت من برأسها بصمت اتجهت ناحيته وضعت رأسها على صدره تبكي دون كلام ليشير إلى لينا وبدور أن يخرجا من الغرفة، خرجت بدور بينما حركت زوجته رأسها نفيا ترفض إن تترك ابنتها في هذه الحال ليرميها بنظرة هادئة مطمئنة تنهدت الأخيرة بحيرة تحرك رأسها إيجابا، ما أن اغلقت لينا الباب خلفها اتجه بابنته يجلس جوارها على الفراش يمسح على شعرها بهدوء ارجع خلصة ثائرة خلف أذنها اليسري ابتسم يسألها برفق:.
,
, - أمك وقعت قلبي، مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه، مش كل حاجة خلاص بقت تمام، الكلية وتقدري تروحي من بكرة لو عايزة، زيدان وخلاص خرج من حياتك، واللي اسمه معاذ دا اتصلي بيه وأنا مستعد اقابله في اي وقت
, ما إن نطق اسمه ارتفعت شهقاتها ترتجف بعنف من ألم قلبها قبضت على كفيها تغرز اظافرها في كف يدها تحرك رأسها نفيا دون حديث، ليرفع خالد وجهها برفق قطب جبينه يسألها بحذر:
, - لاء ايه، انتي كلمتي معاذ دا.
,
, نظرت له بجزع للحظات لترمي بنفسها بين ذراعيه تقبض على سترته باظافرها تصيح باكية:
, - ما بيحبنيش، بيقولي احنا صحاب، ما بيحبنيش
, اصطنع الصدمة ببراعة ليبعد وجهها عن صدره يحاوطها بكفيه قطب جبينه متعجبا يسألها:
, - لينا اهدي وفهميني ما بيحبكيش ازاي يعني
, حركت رأسها إيجابا تقص له بتقطع بين شهقات قلبها الحزين، ظل جامدا ينظر لها بهدوء بداخله ابتسامة واسعة حمحم يستعيد جديته، ليربط على وجهها برفق:.
,
, - المشكلة مش عندك يا لينا، معاذ من اول مرة شوفته فيها وأنا عارف أنه عيل لعبي بيحب يتسلي، طالما الموضوع كان خروج وضحك من غير ما يخش في الإطار الرسمي يقولك أنا بحبك، اول ما قولتيله بابا موافق تيجي تتقدم يقولك لاء احنا صحاب، يا بنتي هو النوع دا كدة زي ما عمل كدة معاكي هتلاقيه عمل مع ألف غيرك، العيب مش فيكي اعرفي دا كويس.
,
, حركت رأسها نفيا بعنف تغمض عينيها تشد عليها بقوة تحمل نفسها ذنب تركه لها كما فعل الجميع قبلا، فتحت عينيها على وسعهما حين نطق والدها بقلة حيلة:
, - لو عيزاه يا لينا بعد ما باعك أنا مستعد اخلي يجي يطلب ايدك غصب عن عينه، عايزة تبقي رخيصة يا لينا
, اتسعت عينيها في صدمة يملئ الألم حدقتيها لتحرك رأسها نفيا، مسح خالد دموعها بإبهاميه يبتسم في هدوء مرح:.
,
, - حبيبتي دا ما يستاهلش دموعك و****، دا كبيره ساعة ونص زعل وزمانهم عدوا، قومي يا بنت اغسلي وشك يلا عشان ننزل
, حركت رأسها نفيا مرة أخري هي فقط تريد الاختلاء بنفسها لتعاتب نفسها بقسوة على تركه لها، لتشهق فجاءة بعنف حين شعرت بوالدها يحملها بين ذراعيه يضحك بصخب:
, - عشان تبقي تقولي لاء يا بنت السويسي٣ نقطة
, ضحكت عاليا كأنها طفلة صغيرة ةاتجه بها ناحية المرحاض، يبتسم بخبث مردفا:.
,
, - هتغسلي وشك وننزل ولا ارميكي في البانيو
, ابتسمت بسعادة تنظر لوالدها لتعانق رقبته بقوة تهمس في سعادة:
, - أنا بحبك اوي يا بابا
, أنزلها ارضا ابتسم بحنو ليقبل جبينها أمسك ذراعيها بين كفيه يهمس برفق:
, - وانتي حتة من قلبي يا لينا، أنا مستعد أعمل اي حاجة عشان سعادتك، صدقيني هو ما يستاهلكيش، اوعي تبكي على حد باعك فهماني يا حبيبتي.
,
, ابتسمت بحزن تحرك رأسها إيجابا عقلها شارد حائر ممزق، اما قلبها فيصرخ فرحا اخيرا انتصر على عقلها.
,
, في ظلام الليل الحالك، تحت استاره السوداء جريمة نكراء جثة لرجل مطعون بالسكين ملقاه على قارعة الطريق، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة نحت باظافره على الأرض اسم قاتله
, تعالت صيحات أحد الفلاحين حين رأي تلك الجثة:
, -جتيييل، جتيييل يا ولا يا حضرة يا كبرات البلد جتيل
, ، يصرخ يصيح في جوف الليل ليجمتع في دقائق جميع الرجال وعلى رأسهم كبار القرية.
,
, لحظات دقائق ساعات قبل أن يجتمع الرجال في مجلس عمدة البلد لفض النزاع تعالت صيحات الجميع
, - دا جتيل من عيلة المنشاوي
, - يبجي ابن اخت المنشاوي الكبير
, - اكدة هياخدوا تارهم من عيلة الرشيد
, - ايوة طبعا ما حسان كتب اسم الشريف على الأرض بدمه
, صوت صدمة قوية من عصا العمدة الضخمة صفعت الأرض بعنف لتتوقف الاقاويل من هنا وهناك صدح صوت العمدة حادا عنيفا:.
,
, - بس ما عايزش اسمع صوت واصل لحد ما يجي كبير عيلة الشريف وكبير عيلة المنشاوب ونشوف ايه هيحصل
, لحظات ودخل رجل تقريبا في نهاية السبعينيات من عمره جسده ضخم شعره ابيض خفيف ملامحه مجعدة قاسية يستند على عصا ابانوس من الخشب جواره ولده البكري، ليقف العمدة سريعا يرحب به:
, - يا اهلا بالحج وهدان المنشاوي اتفضل يا حج اجعد.
,
, جلس وهدان بوقار يستند بكفيه على رأس عصاه يناظر الجميع في هدوء لم تمر سوي دقائق ودخل رجل طويل القامة عيناه سوداء لامعة بوقار، شعره أغلبه أبيض كالفضة يتخلله بعض الشعر الاسود، بجلبابه الاسود لا شال ولا عمامة فقط جلباب اسود، دخل يحيهم بهدوء:
, - مساء الخير
, قام العمدة مرة أخري يحيه بهدوء:
, - اهلا اهلا يا داكتور رشيد اتفضل اجعد
, جلس رشيد مقابلا لهم ليبدأ العمدة كلامه:.
,
, - دلوجت يا دكتور رشيد حسان ابن اخت وهدان بيه اتجتل، واحنا كلنا عارفين إن كان في عداوة قديمة بينه وبين رحيم الشريف ابن عمتك المرحومة، دا غير اننا لجينا اسم الشريف على الأرض جنب حسان، احنا طبعا ما هندخلش الحكومة ما بينا، بس التار يا كبرات العيلة ما عيزنهاش حرب ددمم بين الشباب الصغار
, قاطعتهم رشيد حين هب واقفا يصيح بحدة في حزم:.
,
, - رحيم دا أنا ما اعرفش عنه حاجة ومن زمان وهو شارد برة العيلة وامه **** يرحمها اتبرت منه قبل ما تموت بسبب عمايله الشين، ليه دلوقتي نشيل مصيبته، ما نبلغ عنه أن هو اللي عملها والبوليس يتصرف معاه
, وقف العمدة سريعا يحاول تهدئه رشيد:
, - رحيم اللي عامل زي الزيبق وما حدش بيعرف يشوفه الحكومة هتلاجيه، دا مش الحل يا داكتور، احنا لازم نعمل صلح
, هدأت أنفاس رشيد ليحرك رأسه إيجابا يهتف بهدوء:.
,
, - إذا كان كدة ماشي، تقبلوا كام دية يا عيلة المنشاوي
, هب ذلك الرجل المجاور لكبير المنشاوي وقف يصيح غاضبا:
, - احنا ما هنقبلش الدية يا كبير عيلة الشريف
, اقترب رشيد منه تهجمت ملامحه يصيح بحدة - اومال عايز ايه يعني، اروح اصحيلك الميت، استغفر **** العظيم يا رب
, تدخل العمدة سريعا يقف بين الرجلين ليهتف مهدئا الأجواء:.
,
, - اهدوا بس يا جماعة الموضوع ما يتحلش اكدة، أنا رأيي النسب بين العيلتين هيحل الخلاف ويوقف بحر الدم، يعني واحد من عيلة المنشاوي يتجوز بتك يا دكتور رشيد
, انتفض رشيد كمن لدغة عقرب يصرخ بحدة غصبا:
, - بنت ميين دا أنا بنتي عيلة عندها 15 سنة أنا مش هجوزها في السن دا ابداا، عايزينها حرب ددمم أنا مستعد بس بنتي لاء٣ نقطة
, جذب العمدة رشيد من يده سريعا بعيدا عن الجمع يهمس له بقلق:.
,
, - يا رشيد يا ولدي اللي هتعمله دا ما ينفعش، حرب الدم هيموت فيها ناس كتير مالهمش ذنب، اعرض عليهم طيب إن ولدك هو اللي يتجوز واحدة من بناتهم يمكن يوافجوا
, قطب رشيد جبينه يفكر جاسر، يتجوز احدي بنات تلك العائلة فكرة راقت له كثيرا جاسر دائما يتهرب من موضوع الزواج سيضمن بذلك الحل ان يتزوج جاسر وإن تنتهي الحرب بين العائلتين قبل أن تبدأ من الأساس.
,
, حرك رأسه ايجابا ليتجه إلى الجمع وقف امام وهدان كبير العائلة يهتف في هدوء:
, - أنا موافق يا حج، وبطلب ايد اي بنت من عيلتكوا لولدي الباشمهندس جاسر موافق
, لحظات صمت من ناحية الجميع ليحرك وهدان رأسه إيجابا بهدوء يغمغم بكملة واحدة:
, - موافق
, اتسعت عيني ابنه يصيح غاضبا:
, - يا ابوي٣ نقطة
, رماه وهدان بنظرة حادة ليبتلع باقي كلماته يزفر بغيظ، قام وهدان منهيا المجلس:.
,
, - الموضوع خلاص انفض، بقي بيتي وبين الدكتور نسب ما عايزش حوار التار يتفتح تاني واصل
, خرج وهدان بصحبة ولده، متجهين إلى منزله التفت ماهر إلى أبيه يهمس بغيظ:
, - ازاي يا ابوي توافج على اكدة..
, نظر وهدان لولده يبتسم في خبث دفين يهمس بمكر:
, - واحنا هنكدبوا الكدبة ونصدقوها ولا ايه ايش حال أنك جاتل حسان بيدك، وناقش اسم الشريف عشان نلبسها فيهم
, ابتسم ماهر ابتسامة شيطانية واسعة يتمتم بمكر:.
,
, - **** يجحمه حسان قال إيه جاي يطالب بورثه وبيهددني ولد المركوب، بس دلوقت يا ابوي ما عندناش بنات في العيلة غير بنت اخويا عز الدين
, مرة أخري عادت الابتسامة الماكرة تشق شفتي وهدان ليهمس في خبث:
, - لاء فيه مايا بت اختك مايا اللي ماتت
, اتسعت عيني ماهر بصدمة ليصيح سريعا:
, - مايا يا ابوي، دا أنا اتصلت باخوها من يومين اخبره يجيبها اهنه زي ما طلبت، زعق في وشي لو كان طالني كان جتنلي..
,
, اتجه مندور ناحية سيارته يستقل مقعدها الخلفي يتمتم في مكر:
, - المرة دي أني هعرف زين كيف اجيبهم لحد عندي.
,
, انهي عمله مع العمال اخيرا انتهي يوم طويل شاق في العمل في تلك الأرض الزراعية التابعة لعائلتهم، استقل سيارته سيقضي اليلة في منزل عمته، وفي الغد سيسافر إلى قريتهم اشتاق لاخته الصغري كثيرا، في الطريق جق هاتفه نظر إلى المتصل ليتنهد حانقا فتح مكبر الصوت يلقي الهاتف على مقدمة السيارة يهتف في ملل:
, - ايوة يا شاهي خير
, لحظات وسمع صوت انثوي ناعم تهمس بدلال:
, - وحشتني يا جاسر مش ناوي تيجي بقي أنا ما وحشتكش.
,
, تنهد بغيظ ليهتف ببرود:
, - أنا كنت عندك من يومين يا شاهي مش شغلانة هي
, ما هي الا لحظة سمع صوتها تنتحب باكية كأنها في عزاء شخص عزيز عليها:
, - إنت بتعاملني كدا ليه يا جاسر أنا ذنبي ايه هاا، هو أنا اللي غلطت ولا أنت كل دا عشان بقولك وحشتني
, تنهد ضجرا نفس الاسطوانة تعاد كل يوم تقريبا نعم هو أخطأ ولكنه صحح ذلك الخطأ، أوقف سيارته في حديقة منزل خالد ليهتف بملل:.
,
, - خلاص يا شاهي أنا آسف هكون عندك في أقرب فرصة يا حبيبتي
, صاحت بسعادة:
, - بجد يا جاسر **** يخليك ليا يا رب
, تنهد بنفاذ صبر ليغلق مكبر الصوت وضع الهاتف على إذنه يهتف بضجر:
, - طب يا شاهي أنا هقفل دلوقتي عشان داخل
, على لجنة، سلام
, لم يعطيها فرصة للرد بل سريعا أغلق الخط وضع الهاتف في جيب سرواله ليتجه إلى داخل المنزل، وجد الجميع في غرفة الصالون يبتناولون الحلوي ليصيح يجيد تمثيله:
, - خووووونه بتاكلوا بسبوسة من غيري.
,
, اتجه ناحيتهم ليرتمي بجسده جوار زيدان الذي يحاول الا ينظر ناحية لينا الجالسة جوار أبيها
, التقط طبق الحلوي من يد زيدان ياكل منه بنهم:
, - أنا أنك بتحب البندق مش البسوسة
, غمز له بطرف عينيه بمكر ليتجهم وجه زيدان حانقا من ذلك الفتي، لا يصدق اخيرا أن خطتهم سارت على خير ما يرام لينا بالفعل صدقت أن معاذ كان فقط يتسلي بها، وها هو الآن سيسعي بكل السبل ليحاول التقرب منها.
,
, ليأتي ذلك الاحمق يضايقه، ولكن ذلك الأحمق كما يدعوه دوما هو الوحيد القادر على رسمة البسمة على شفتي حبيبته، لذلك اقترب برأسه منه يهمس بغيظ:
, - إنت يا عم ااطفس لينا متضايقة، قول اي نكتة لعبة اي حاجة تضحكها
, نظر جاسر له وفمه محشو بقطع البسبوسة ابتسم في خبث يحرك رأسه إيجابا بلع ما في فمه ليهتف بصوت عالي:
, - بقولكوا ايه ما بدل الصمت دا تعالوا نلعب أفلام
, ابتسم خالد في مكر ليحرك رأسه إيجابا يؤيد الفكرة:.
,
, - فكرة حلوة وأنا اللي هبدا
, تحمس الشباب اعتدلت لينا جالسة جوار والدها ليحرك يده إلى الخلف ليصيح الشباب معا:
, - فيلم قديم
, حرك رأسه إيجابا يبتسم في مكر، ليرفع سبابته فقط فصاحوا جميعا مرة اخري:
, - كلمة واحدة
, ابتسم في اتساع ليشير ناحية جاسر فقط دون أن يفعل شئ آخر لتهتف لينا سريعا:
, - اخ، اخويا، رجل٣ نقطة
, حرك خالد رأسه نفيا ليكمل زيدان:
, - الغبي العبيط
, نظر له جاسر بحدة ليضحك خالد يحرك رأسه نفيا ليهتف جاسر بفخر:.
,
, - العبقري، الجينيس
, مرة أخري عاد يهز رأسه نفيا وقف من مكانه يمسك يد زوجته متجها بها إلى اعلي التفت لهم يهتف باستمتاع:
, - فيلم العار!
, اصفر وجه جاسر من الصدمة بينما انفجر الحاضرين ضاحكين عليه.
,
, على صعيد آخر كان الحزن يخيم على تالا على فراش كبير احتضنت طفلتيها لم ترد ابعداهما عنها ابدا بعد الآن يكف خطاها في الماضي لن تكرره نظرت للفاتين يغطان في نوم عميق، لتدمع عينيها حزنا مالت تقبل جبين كل منهن تهمس بألم:
, - سامحوني أنا آسفة.
,
, يحترق قلبها يشتعل ألما هي لا تزال تحب ذلك الحامض لا تعرف كيف يطلقها بتلك البساطة، مسحت دموعها سريعا حين سمعت صوت دقات على باب منزلهم قطبت جبينها من الممكن أن يكون خالد ولكن لما يأتي في تلك الساعة المتأخرة، ارتدت مئزر قطني فوق ملابسها لتتجه إلى خارج الشقة نظرت من تلك الفتحة الصغيرة التي تتوسط باب المنزل لم تري سوي الظلام، اقتربت من الباب تهمس بقلق:
, - مين، مين برة.
,
, لم تلاقي اي رد بلعت لعابها بتوتر لتفتح الباب فقط فتحة صغيرة شهقت بعنف حين شعرت باحدهم يدفع الباب لترتد إلى الخلف ويظهر هو عمر ينظر لها كطفل ضائع دون سابق إنذار القي بجسده عليها يعانقها بعنف كطفل ضائع وجد امه اخيرا.

الجزء السادس عشر


للحظات طويلة ظلت متجمدة صلبة كأنها قطعة من صخر صلب أصم وهو يضم جسدها له يدفن رأسه بين كتفها وعنقها كطفل صغير ضائع ينشد الأمان، رفعت يديها تحيط جسده بها لتتسع عينيها على آخرهما حين تبخر كالسراب من امام عينيها نظرت حولها بلهفة تبحث عنه لتصيح بصوتها كله:
, - عممممرررر.
,
, فتحت عينيها فجاءة تلهث بعنف تصببا عرقا تغرق فيه، بلعت لعابها الجاف تحاول التقاط أنفاسها المسلوبة، قلبها يطرق كطبول حرب دقها المحاربون بعنف يعلنون قدم غارة من العشق المؤلم، انتصفت تستند على مرفقيها لتجلس على الفراش تلهث بعنف، نظرت جوارها لتجد فقط سارة هي النائمة ولا أثر لسارين، غص قلبها ألما لتنهض من فراشها سريعا تبحث عن طفلتها، خرجت من الغرفة تبحث هنا وهناك، إلى ان جذبها ضوء الشرفة المضاء ذهبت ناحيته تمشي بهدوء لتجد سارين تجلس هناك على مقعد صغير ترفع قدميها تسندهما إلى صدرها تستند برأسها على حافة الشرفة تنظر لظلام الليل شاردة حزينة، اقتربت تالا منها حمحمت ترسم ابتسامة صغيرة على شفتيها لتلتفت سارين لها، جذبت تالا المقعد الآخر تضعه مقابل لابنتها جلست أمامها تسألها برفق:.
,
, - قاعدة هنا ليه يا حبيبتي
, ابتسمت بشحوب تحرك رأسها نفيا تتمتم شاردة:
, - ابدا يا ماما، ما جاليش نوم البيت قولت اقعد هنا شوية وهدخل أنام
, مدت تالا يدها تربت بها على وجه طفلتها برفق ابتسمت لها بشحوب لتتمتم بندم:
, - أنتِ زعلانة مني يا سارين، أنا
, قاطعتها حين امسكت كف يد والدتها المنبسط على وجنتها تبتسم لها برفق يكسو الألم نبرة صوتها:
, - لا يا ماما على الاقل أنتي اخترتينا ما اتخلتيش عنا عكس بابا.
,
, انسابت الدموع من عيني تالا لتحاوط وجهه ابنتيها بكفيها تهمس لها بارتعاش:
, - بابا مش وحش يا سارين صدقيني هو بيحبكوا اوي هو بس السكينة سرقاه وهيرجعلكوا تاني
, نظرت سارين لعيني والدتها الباكية لحظات من الصمت لا يسمع سوي صوت أنفاسهم لتفجائها قائلة:
, - طب وانتي هيرجعلك تاني
, اتسعت عيني تالا قليلا من كلمات ابنتها لتبعد يديها تمسح دموعها بقوة تحرك رأسها نفيا بكبرياء قالت:.
,
, - حتى لو رجع يا سارين أنا مش هرجعله، باباكي باع الحب والعشرة اللي بينا بالرخيص أوي
, ابتسمت برفق لتقترب بالمقعد تجلس جوار ابنتها تعانقه بحنو تقبل قمة رأسها:
, - أنا مش عايزة في الدنيا دي غيرك انتي وسارة، هو صحيح عمك خالد مش هيسيبنا بس لازم يكون في ددمم أنا معايا شهادات وكورسات كبيرة ومن بكرة هنزل اشوف شغل، هعوضكوا عن كل اللي فات.
,
, وقف في شرفة منزله يمتص سيجارته بعنف واحدة تليها الثانية والثالثة لم يعد العدد يهم يحرق عقله لا سجائره حائر مشتت ضائع هو فعل الصواب أم خدعه الخطأ بستار الصواب الزائف، القي سيجارته ارضا يدهسها بحذائه بقسوة ليمرر يده في خصلات شعره يشد عليها بعنف يصارع عقله وقلبه معا:.
,
, - أنا غلط، لاء صح، هي اللي طلبت الطلاق، أنا اصلا ما كنتش مبسوط معاها، مش دي تالا اللي أنا حبيتها، بس البنات هيكرهوني، من امتي أصلا وهي بتسحملي ابقي قريب من البنات على طول بعداهم عني، تقولي أنا هربيهم وادي آخرة تربيتها
, وبعدين هي ما تقدرش تمنعني اشوف بناتي
, زفر بقوة يمسح وجهه بكف يده ليتحرك إلى غرقة نومه، خلع حذائه ليلقي بجسده على الفراش يبتسم في سخرية يكمل صراعه المبتذل:.
,
, - وخالد جاي عاملي فيها كبير العيلة فاكرني لسه عمر العيل الصغير اللي بيقوله حاضر يا أبيه٣ نقطة
, اخرج هاتفه من جيب سرواله يعيد فتحه من جديد ليجد مئات المكالمات والرسائل من ناردين، لم تمض ِ سوي لحظات وجد هاتفه يدق برقمها فتح الخط يضع الهاتف على إذنه ليسمعها تصيح متلهفة:
, - عمر إنت كويس يا حبيبي، ايه حصل في المطعم وميين الواد والبنت دول وانت فين بتصل بيك من بدري موبايلك مقفول.
,
, والكثير والكثير من الاسئلة المتلهفة الخائفة والاجابة الصمت من تجاهه، ليتحدث اخيرا يقاطع سيل كلامها الغير منقطع:
, - أنا طلقت تالا يا ناردين
, سمع شهقتها المذهولة مما قال لتهتف سريعا بمسكنة افعي سامة:
, - طلقتها، يا حبيبي يا عمر اكيد تعبان ومخنوق دي عشرة بردوا، حبيبي ابعتلي العنوان وأنا اجيلك حالا
, ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه وقلبه يدق في دوامة من العشق المخادع الزائف حرك رأسه نفيا كأنها تراه ليهمس بخمول:.
,
, - لا يا حبيبتي مش عايزة، أنا اصلا هنام، اشوفك الصبح في الشركة، تصبحي على خير
, سمع صوتها اللعوب تهمس بنعومة دافئة:
, - وأنت من أهله يا بيبي، خد بالك من نفسك
, هتوحشني لحد بكرة باااي.
,
, اغلق معها ليعقد يسراه خلف رأسه يستند عليها بينما يمناه تعبث في الهاتف بشرود اخذته يداه إلى ملف الصور الخاص به ارتفع جانب فمه بابتسامة شاحبة، حين وقعت عينيه على صور ابنتيه حينما كانا فقط ***** تنهد حائرا ليغلق الهاتف يلقي جواره على الفراش إلى النوم يذهب.
,
, كانت فقط السادسة صباحا نسيم الهواء البارد كطير حر شارد من هنا لهناك، يركض يحلق يغتنم فرصته القليلة قبل أن تصحو الشمس، حلق جوار بعض الاشجار ليتجه ناحيتها هي تلك الفتاة الجالسة في حديقة منزلهم شاردة حزينة اقترب النسيم منها يحرك خصلات شعرها البندقية برفق كأنه يربت عليها يواسيها، ابتسمت بشحوب، ترتكز عينيها مع حركة اوراق الشجر حزينة على حالها حبها الاول خدعة وهي كالبلهاء صدقتها، ولكن ما يحيرها حقا بأنها ليست حزينة بالقدر الكافي، تحب معاذ ولكن بعدها عنه لم يؤذيها بقدر ما توقعت، أما أن حبه لم يصل إلى أعماق قلبها، او أنها لا تملك ادني مشاعر لتحب او تكره.
,
, بالقرب منها عند تلك الشرفة خلفه غرفته دق منبه الخاص عند السادسة صباحا ليهب من فراشه، يتمطي بجسده بنشاط يحب الاستيقاظ باكرا يكره الليل بارد صامت مخيف، هو ونسيم الفجر اعز اصدقاء حتى صمته آمن دافئ مريح، خرج إلى الشرفة يود أن يأخذ نفسا قويا يشبع رئتيه من اكسير الحياة الخاص بها لتتسع عينيه حين رآها تجلس هناك، يعرفها بل يحفظها تكره الاستيقاظ باكرا لما صحوت الآن، تشجع حان دوره ليأخذ الخطوة التالية إلى المرحاض سريعا اغتسل ليخرج يركض يرتدي زي رياضي مريح يضع عطره بغزارة، فتح باب غرفته ليركض إلى الخارج بتلهف يحاول أن يتحرك بخفة حتى لا يزعج أحدهم، وقف عند باب الفيلا من الداخل ليقف يستعيد أنفاسه التي سلبتها بندقة قلبه، رسم قناع الجد والهدوء ليفتح الباب ويخرج، مشي ناحيتها في هدوئ عكس تماما دقات قلبه التي تقيم احتفال في الداخل، وقف بالقرب منها يحمحم بخفوت حتى لا يفزعها ليجدها تلتفت برأسها ناحيته سريعا تسمح دموعها المتساقطة، جذب المقعد المقابل لها جلس عليه يبتسم برفق مردفا:.
,
, - صباح الخير، مش عادتك يعني تصحي بدري
, لاحظ انكماشها في كرسيها قلقا منه ليتنهد يآسا مد يده يلتقط مسدسه الخاص من غمده يمده إليها، اتسعت عينيها متفاجاءة تنظر له بذهول ليرفع كتفيه يردف ببساطة:
, - خديه أنا عملتلك زمان تضربي بيه، لو حسيتي إني ممكن آذيكي، رصاصة هتخلص كل حاجة، خديه
, بتردد ظاهر مدت يدها تلتقط منه سلاحه تضعه على الطاولة جوارها، لتراه يبتسم في هدوء يردف قائلا:.
,
, - صحيح الخطوبة أمتي، كنتي بتقولي لخالي فاضي امتي عشان معاذ تقريبا صح يجي يتقدم
, ارتفعت حاجبيها بذهول لتسبل عينيها تنظر له وهو فقط يبتسم دون أكثر، لتشيح بوجهها بعيدا عنه غاضبة منه لما يبتسم بتلك الطريقة قطبت جبينها تهمس مغتاظة:
, - مش هيجي أنا خلاص مش عيزاه، مش عايزة اتجوز خالص، غريب اوي رد فعلك ايه السعادة دي
, اجفلت حين شعرت به يقترب بجسده من الطاولة استند بمرفقيه على سطحها يبتسم برفق:.
,
, - أنا آه صحيح بحبك وعمري ما هبطل أحبك، بس أهم حاجة عندي أنك تكوني مبسوطة صدقيني أنا بحس بسعادة بس لما بشوفك مبسوطة
, اتسعت عينيها بدهشة من كلامه الغير عقلاني بالمرة لتلتفت له سريعا تسأله بذهول:
, - مش فاهمة حاجة ازاي تبقي سعيد لو شوفتني سعيدة مع واحد غيرك
, تنهيدة حارة طويلة خرجت من بين ثنايا قلبه المثقل بقيود العشق ابتسم بألم كور قبضته يربط على صدره موضع قلبه بقوة مردفا:.
,
, - They are the laws of love, my Nut
, ( أنها قوانين العشق يا بندقتي )
, اختفت ابتسامتها تبلع لعابها متوترة من كلامه شعور غريب يغزو كيانها الحائر٣ نقطة
,
, على مقربة منهم يقف أمام مرآه الزينة الخاصة به يضع من عطره الخاص عدل من تلابيب قميصه دون رابطة عنق، نظر لها من خلال المرآه لترتسم ابتسامة واسعة سعيدة على شفتيه، يتذكر كيف احتوته بالأمس كما تفعل دائما، بين ذراعيها يلقي كل ما به من هموم وهي تحتويه تشد من ازره تجد له حلول ربما لم تخطر على باله لتنتهي ليلتهم بأن يتحول حزنه فجاءة إلى وقاحة خاصة تتفجر على السطح من العدم.
,
, Flash back
, أخذ وصعد إلى غرفتهم ليرمي نفسه بين ذراعيها يضع رأسه على كتفها يبوح لها بما حدث في يومه كاملا، ليسمعها تشهق مرتعدة:
, - كل دا حصل النهاردة، عمر طلق تالا، وسارة وحسام إيه كل دا، طب أنت هتعمل ايه مع عمر، وتالا ليه ما جبتهمش هنا
, دفن رأسه بين ذراعيها كأنه *** صغير بين ذراعي والدته يشد من احتضانها يهمس متوعدا:.
,
, - هربيه من اول وجديد، وأنا عارف ايه الصح لتالا وبناتهما، سيبك بقي من كل الناس دي أنا تعبان خديني في حضنك
, انتصفت جالسة بصعوبة من ثقل جسده لترفع يدها تغوص بها بين خصلات شعره تمسدها برفق باصابعها تهمس له بحنو:
, - بعد الشر عنك من التعب، نام يا حبيبي.
,
, لحظات طويلة ويدها تسرح خصلاته برفق تشعر بأنفاسه المنتظمة يبدو أنه غط في نوم عميق، حاول ازاحته لتستلقي جواره لينزاح بسهولة لم تتوقعها تماما، جذبت الغطاء تدثره به جيدا لتقبل جبينه تربط على وجهه برفق اولته ظهرها ما أن وضعت رأسها على الوسادة شعرت بحركة غريبة على طول ذراعها التفتت سريعا لتجده يغط في نوم عميق بلعت لعابها خائفة مما حدث لتعاود النوم من جديد، لتسمع صوت اجش مخيف يهمس من خلفها:.
,
, - بسبوسة، بسبوسة
, اتسعت عينيها ذعرا لتهب جالسة تنظر حولها بخوف، قربت وجهها منه تنظر له بشك تحرك يدها امام وجهه ملامحه مسترخية هادئة بشكل برئ، بلعت لعابها قلقة، لتقترب من خالد تندث بين ذراعيه تهمس بخوف:
, - أنا مش خايفة على فكرة أنا ما بعرفش برا حضنك، كويس أنك نايم
, ما إن أغمضت عينيها سمعت صوته جوار أذنيها يهمس له بخبث:
, - بس أنا مش نايم يا بسبوسة٣ نقطة
,
, رفعت وجهها تقطب جبينها غاضبة لتكور قبضتها تصدمها بصدره بخفة تهمس في غيظ:
, - مش هتبطل رخامة صرعتني
, احتلت القسوة الزائفة ملامحه ليهب ممسكا بكفيها ابتسم يغمغم في خبث:
, - بتمدي يدك على جوزك يا بنت المستخبي، وتقوليلي اقول لابويا ايه، أنا اقولك تقوليله إيه
, اتسعت عينيها بذهول تشير لنفسها تحرك رأسها نفيا تتمتم سريعا بدهشة:
, - و**** ما قولت كدة
, ضحك في خبث ليمد يده تجاه اضاء الغرفة الصغيرة يغلقها يتمتم في مكر:.
,
, - لاء انتي قولتي بس ناسية، هو دا عيب البسبوسة
, Back.
,
, عاد من شروده ليضحك بخفة اقترب منها يقبل جبينها يمسد على شعرها بحنو، خرج من الغرفة متجها إلى الحديقة، ليجد زيدان يجلس على المقعد المقابل لابنته يتحدثان باندماج رفع حاجبه الأيسر متهكما يهمس في نفسه ساخرا:
, - الصايع مديها المسدس تحطه جنبها قال ايه زيادة أمان، التربية الزبالة دي أنا عارفها
, اقترب منهم يحمحم بصوته الاجش، ليجفلا معا على صوته، قامت لينا سريعا تقبل وجنة والدها تهمس له بخفوت:.
,
, - صباح الخير يا بابا
, ابتسم يحرك يده على رأسها يبعثر خصلات شعرها:
, - صباح الفل يا حبيبتي
, هب زيدان سريعا حمحم بجدية يردف بعملية:
, - هغير هدومي حالا ونروح أنا على الإدارة
, حرك رأسه نفيا لف ذراعيه حول كتف لينا يبتسم لها موجها حديثه لزيدان:
, - لاء أنا رايح الشركة النهاردة، خليك إنت وابقي وصل لينا جامعتها٣ نقطة
,
, ابتسم باتساع للحظات ليخفي ابتسامته سريعا يحرك رأسه إيجابا بهدوء تام، رحل خالد ليذهب كل منهما إلى غرفته يبدل ملابسه للذهاب للجامعة ربما!
,
, مرت ثلاث ساعات على الاقل، فئ منزل على قرابة التاسعة والنصف سمعت لبني دقات خافتة على باب منزلهم، اتجهت لتفتحه لتمعتض قسمات وجهها غيظا تلك الفتاة الوقحة خطيبة ولدها المستقبلية تقف أمامها تبتسم ببراءة، ترتدي فستان باهظ الثمن من احدث الاصدارات الصيفية الجديدة بلا اكمام بالكاد يغطي كتفيها، بالكاد يصل إلى ركبتيها يلتصق بها كجلد ثاني، اجفلت من تقيمها على صوت الفتاة تهمس ببراءة:.
,
, - صباح الخير يا انطي عثمان موجود
, ابتسمت لبني في اصفرار تحرك رأسها إيجابا افسحت المجال لتدخل ليلا إلى الداخل قابلت على في طريقها يجلس كعادته على تلك الأريكة يحتسي فنجان قهوته الخاصة يتصفح الجريدة، ابتسمت تلوح له:
, - صباح الخير يا انكل
, ابعد على الجريدة عن وجهه ينظر لها لتمعتض قسماته في ضيق الا يمكن لتلك الفتاة أن ترتدي شيئا يغطيها على الأقل سامحك **** يا عثمان، ابتسم لها مجاملا يحرك رأسه إيجابا:.
,
, - صباح الخير يا حبيبتي، اقعدي واقفة ليه، لبني صحي عثمان، ولا اقولك حضري الفطار أنا هروح اصحيه
, قام من مكانه متجها إلى غرفة ابنه فتح بابها ليدخل إلى ظلام الغرفة اتجه ناحية الشرفة يفتحها بعنف ليسمع صوت تأفف ابنه الحاد كأنه مصاص دماء تعرض للشمس للتو فحرقته حيا:
, - ماما اقفلي الزفت دا عايز أنام
, ابتسم على ساخرا يعقد ذراعيه أمام صدره يغمغم في تهكم:
, - أنا مش ماما يا حبيب ماما٣ نقطة
,
, صوت والده انتشله من بئر احلامه الخاص، فتح عينيه بصعوبة يمسد وجهه بكف يده يتثآب بقوة، انتصف جالسا يتمط عظام جسده المتيبسة يغمغم ناعسا:
, - صباح الخير يا بابا، غريبة يعني أول مرة تصحيني
, اقترب على من فراش ابنه ينظر له بصمت للحظات ليتنهد بضيق، اتجه يجلس على حافة الفراش جواره يردف قائلا:
, - خطيبتك برة، بص يا ابني أنا ماليش اني اتدخل بس لبس خطيبتك ملفت أوي ومفتح بشكل وحش، مش كدة يا ابني احنا مش عايشين برة٣ نقطة
,
, قلب عثمان عينيه بملل هل يظن والده حقا انه سيسمح لتلك الفتاة أن تصبح زوجة له هي فقط تسلية لبعض الوقت وما أن يحصل على ما يريد سيلقيها كغيرها، نظر لوالده يبتسم له في هدوء:
, - حاضر يا بابا أوعدك اني هتكلم معاها في الموضوع دا.
,
, ابتسم على برضا ليخرج من الغرفة التقط مفاتيح سيارته متجها إلى خارج المنزل، جلست ليلا في غرفة الصالون بمفردها لبني في المطبخ وعلى رحل، ابتسمت بخبث تلتقط تلك الحقيبة الصغيرة التي احضرتها معها متجهه تبحث عن غرفة عثمان، ابتسمت ما أن رأته يجلس على فراشه، لتدق الباب المفتوح تخفض عينيها باستحياء، اتسعت ابتسامته يهتف لها بعشق:
, - القمر بنفسه واقف على باب اوضتي، يا أما القمر على الباب نور قناديله.
,
, ضحكت بخفوت خجلة! من غزله الظريف، لتخطو إلى الداخل، تمشي باغواء كمهرة أصيلة تركض في حلبة السباق، اقتربت منه تجلس على حافة فراشه تهمس بخفوت:
, - صباح الخير يا عثمان
, ابتسم في مكر ليقترب منها مال يقبل وجنتها لتشهق بنعومة اصابتها الصدمة مما فعل لتسمعه يضحك باستمتاع:
, - ايه يا ليلتي ليه الكسوف، دا انتي هتبقي مراتي
, حركت رأسها إيجابا ترتب خصلات شعرها بارتباك لتنظر له تهمس فجاءة بتلهف:.
,
, - صحيح أنا عرفت من النادي صدفة يعني أن عندك بطولة سبق في الخيل بعد مدة دا صحيح
, حرك رأسه إيجابا اشار إلى نفسه يكملا مزهوا بحاله:
, - صحيح بس ما تقلقيش دا أنا الصياد يعني أنا اللي هكسب من غير منافس
, ابتسمت له تلمع عينيها بفخر رآه جيدا لتحرك رأسها إيجابا تهمس له بسعادة وهي تفتح تلك الحقيبة تخرج منها زجاجة ما:.
,
, - طبعا يا حبيبي، مش عايزة كلام، صحيح أنا سمعت أن عصير البرتقال مفيد جدا للرياضين جبتلك معايا عملاه بايدي
, فتحت الزجاجة تمدها له ليلتقط منها يبتسم لها في مكر تعرفه جيدا، رفع الزجاجة لفمه يرتشف منها وهي تراقبه تبتسم في سعادة ظاهرة وخبث افعي داخلا تهمس مع نفسها بتشفي:
, - اشرب يا عثمان، أنت لسه هتشرب.
,
, دون أن تتجه إلى مكتب السكرتيرة مشت بخطواتها المتغجنة كغانية محترفة ناحية مكتب عمر دون حتى أن تطرق الباب فتحته تصيح بتلهف:
, - عمر يا موري
, التفت الجالس على المكتب بكرسيه ينظر لها يبتسم في سخرية ليصفر وجهها من وقع الصدمة من ذلك الرجل الجالس مكان فريستها حمحمت بخفوت تهمس له باسف:
, - ااا، أنا آسفة واضح اني اتغلبطت في المكتب.
,
, اتسعت ابتسامة الجالس بشموخ على كرسيه ليتحرك من مكانه متجها إليها وقف أمامها يدس يديه في جيبي بنطاله يبتسم في خبث مردفا:
, - لا ابدا ما اتغلطبتيش ولا حاجة، خالد السويسي صاحب الشركة، تقريبا لو ما تخونيش الذاكرة مدام ناردين مندوب شركة السياحة.
,
, حركت رأسها ايجابا بارتباك تبلع لعابها الجاف ليشير لها إلى أحد المقاعد المجاورة للمكتب تحركت تجلس مكانها ليأخذ مكانه في المقعد المقابل له لحظات صمت خائفة ترتعد في نفسها أن يكون ذاك الرجل الذي سمعت عنه الكثير اكتشف حقيقتها، بينما هو يتفحصها بنظراته اسند مرفقه الايمن على سطح مكتبه يحرك سبابته وابهامه أسفل ذقنه يبتسم في مكر:
, - قالولي أن مندوبة شركة السياحة حلوة بس واضح انهم بيكذبوا.
,
, وكأي انثي شعرت بأحد ما يقلل من انوثتها نظرت له بشراسة لتشير إلى نفسها تشد على اسنانها تهمس بغيظ:
, - قصدك أن أنا مش حلوة
, ارتفع جانب فمه بابتسامة قاسية باردة حرك رأسه نفيا يهمس بخبث:
, - تؤ مش حلوة بس، حلوة أوي
, اتسعت عينيها في ذهول أهذا هو مالك الشركة القاسي المخيف الذي يخشي الجميع التحدث معه يجلس امامها يغازلها يبدو أن حسنها الفتاك فتت صخور ذلك القاسي ضحكت بنعومة تضع يدها امام فمها في خجل زائف مردفة:.
,
, - اعتبر دي مجاملة يا مستر خالد
, غمز لها بطرف عينه اليسري ليجلس باسترخاء واضعا ساقا فوق اخري يغمغم بمكر:
, - تؤ خالد السويسي ما بيجاملش.
,
, في تلك الاثناء خارج غرفة المكتب وصل عمر متأنقا كعادته وصل إلي مكتب السكرتيرة فتحت فمها تود التحدث لتعاود إغلاقه من جديد متذكرة حديث خالد أن يسمح لها بدخول ناردين وعمر دون حتى أن تخبرهم بأن أحد في الداخل، فتح عمر الباب خطي خطوة واحدة ليقطب جبينه متعجبا من وجود اخيه حمحم يهتف بذهول:
, - خالد إنت بتعمل ايه هنا
, ابتسامة واسعة ساخرة غزت شفتي خالد ينظر لاخيه متهكما ليهتف في استفزاز:.
,
, - دي شركتي ولا أنت ناسي، وتتفضل برة لحد ما اخلص اجتماعي مع مدام ناردين
, احتدت عيني عمر غضبا من تقليل اخيه منه بتلك الطريقة ليصيح محتدا بغضب:
, - ايوة بس مدام ناردين شغالة معايا أنا
, اشار خالد اليه ينظر له ساخرا يبتسم في غرور:
, - وأنت شغال عندي ولا ناسي، برة يا عمر ومرة تانية ما تدخلش من غير اذني.
,
, اشتعلت عيني عمر غضبا كور قبضته يشد عليها التفت يود المغادرة من الشركة بأكملها، حين سمع صوت أخيه يهتف في هدوء تام:
, - لو سيبت الشركة مشيت اعتبر نفسك مطرود
, اشتعلت أنفاسه غضبا ليخرج من الغرفة صافعا الباب خلفه بعنف ليبتسم خالد ساخرا الآن فقط تأكد من شكوكه من تلك النظرة النارية التي رمي بها اخيه تلك السيدة، عاود النظر إلى تلك الافعي يهمس بخبث:
, - كنا بنقول ايه بقي.
,
, على صعيد آخر، ارتدت ملابسها المكونة من سروال من الجينز اسود اللون واسع كثيرا قميص نسائي بنصف كم ابيض عليه بضع الرسومات الكارتونية، تحتضن بعض من كتبها تلقي معطفها الطبي الابيض على ذراعها الايمن، اتجهت إلى سيارته اخذت حذرها تلك المرة حتى لا تسقط، لتستقل المقعد الخلفي وهو في الأمام، نظر لها من خلال مرآه السيارة الامامية يبتسم في غموض لم تحبه، قبضت بيدها على حقيبتها هي تحمل عدة التشريح التي لم تستخدمها ابدا فيها أن سولت له لنفسه بالاقتراب منها ستغرز المشرط الخاص بها في عنقه، انطلق بالسيارة وخلفهم سيارة الحرس، لتجده يحمل جهاز اللاسلكي الخاص به يحادث الحرس:.
,
, - ارجعوا يا ابني الفيلا، خالد باشا اتصل وأنا رايحله وهو معاه حراسة
, لحظات وسمعت صوت أحد الحراس يهتف:
, - حاضر يا باشا
, نظرت بذعر من زجاج السيارة الخلفي لتجد عربة الحرس تقف ومن ثم استدارت وغادرت
, اتسعت عينيها بهلع بلعت لعابها لتعاود النظر له تهمس بارتجاف:
, - هو بابا اتصل بيك.
,
, اتسعت ابتسامته الغامضة يحرك رأسه نفيا ببطئ مخيف لتهرع دقاتها بعنف يكاد يحطم قفصها الصدري، مدت يدها سريعا تبحث في حقيبتها بذعر عن عدة التشريح الخاصة بها ليتوقف قلبها حين سمعته يهمس باستمتاع:
, - آه صحيح نسيت اقولك، أنا شيلت عدة التشريح من شنطتك.

الجزء السابع عشر


مدت يدها سريعا تبحث في حقيبتها بذعر عن عدة التشريح الخاصة بها ليتوقف قلبها حين سمعته يهمس باستمتاع:
, - آه صحيح نسيت اقولك، أنا شيلت عدة التشريح من شنطتك
, فزع، ذعر غزا اوصالها ينخر في جنبات قلبها، ارتجف جسدها بعنف اتسعت حدقتيها تنظر له بألم كأنها تترجاه الا يفعل بها ذلك، رأي حالتها تلك لحظات تقف على شفا الانهيار.
,
, ليوقف السيارة على جانب الطريق فتح « تابلو» السيارة يخرج منه علبة التشريح الصغيرة الخاصة بها، استدار بجسده يلقيها جوارها على الاريكة ليجذب مسدسه يضعه جوارها ومادية « مطوة » جذبها من جيب بنطاله اشار لتلك الاشياء ليعاود النظر اليها قائلا بهمس متألم:
, - عدة التشريح بتاعتك، المسدس بتاعي، مطوة الواد حسام كان جيبالي هدية في عيد بيقولي عشان تقلد كريم عبد العزيز في الباشا تلميذ.
,
, ابتسم بألم ركز عينيه على مقلتيها مكملا:
, - أنا عمري ما حتى افكر آذيكي، لو وقف موتي قصاد بس اني اخدش كف ايدك عندي اموت أهون، انتي ما تعرفيش انتي بالنسبة ليا إيه
, توقف جسدها الخائف عن الارتجاف ولكن دقات قلبها بدأت بالتصارع، شعور بالحزن والشفقة عليه لما يحبها لتلك الدرجة بلعت لعابها تلتقط تلك المادية تقبض عليها في كف يدها تسأله بارتباك:
, - إنت واخدني فين.
,
, نظر لكف يدها القابض على ذلك الشئ ليبتسم بلا حياة ابتسامة خاوية ليس بها سوي الألم لعدم ثقتها بها، اعاد تشغيل محرك السيارة
, ينطلق بها عبر الصحراء مردفا بهدوء:
, - هوديكي مكان هتحبيه أوي.
,
, تهدجت أنفاسها خوفا أين يأخذها، بلعت لعابها تود سؤاله او حتى أخباره انها لا ترغب في التواجد بين الناس، لتموت الكلمات على شفتيها، مدت يدها تلتقط علبة التشريح تضعها في حقيبتها، تحتفظ بتلك المادية داخل كف يدها، التقطت هاتفها بخفة تود الاتصال بوالدها تخبره بما فعل زيدان ليتوقف قلبها فزعا، هاتفها لا يلتقط اي إشارة بدأت تحرك يدها بالهاتف هنا وهناك عله يلتقط اي اشارة لتسمعه يردف في هدوء:.
,
, - ما تتعبيش نفسك الحتة اللي احنا فيها ما فيهاش اشارة موبايل، جوا شوية هتشتغل
, تنهدت قلقة حائرة تحاول إيجاد مخرج تشعر بالظمأ الشديد من شدة خوفها كأن علقم مر يسكن جوفها، لتهمس بصوت خفيض خائف:
, - أنا عطشانة
, تنهدت غيظا منها ومن حاله لما تشعره بأنه وغد دنئ يخطتفها ليغتصبها مثلا لما ذلك الذعر في نبرة صوتها، مد يده إلى المقعد المجاور له يلتقط حقيبة ورقية كبيرة يمد يده بها لها قائلا:.
,
, - عصير وماية واكل والحاجات كلها مغلفة لتفتكري أني حاطط فيهم حاجة
, ابتسمت بارتعاش تاخذ منه الحقيبة، فتحتها لتتسع عينيها بذهول كل تلك الاشياء لها هي، الحلوي التي تفضلها، عبلة متوسطة الحجم بها قطع سوشي، علب عصير الاناناس التي تحبه، كعكعة الشوكولاتة الصغيرة ( مولتن كيك )، بجانب زجاجات المياة وبعض الأطعمة المغلفة، ضيقيت عينيها بغيظ تهمس في نفسها بحنق:.
,
, - هو فاكرني فيل جايبلي الاكل دا كله، ليه يعني قصده أن أنا طفسة
, رفعت وجهها ترمقه بنظرات نارية مغتاظة لتتسع عينيه في ذهول كان يتوقع رد فعل مغاير تماما لما تنظر له بذلك الغيظ، تنهد يآسا مصيبة حياته ستصيبه بجلطة قبل أن تحبه، صب تركيزه على الطريق يود أن يصل في أسرع وقت ممكن.
,
, في شركة السويسي للمقاولات
, في مكتب عمر يجلس خارج مكتبه ينظر لبابه المغلق عاصفة من الغضب تجتاح جسده، يكور قبضته يشد عليها غاضبا يتمني لو يحترق المكتب بهم يسمع ضحكات ناردين الصاخبة تأتي من الداخل، لما تضحك ماذا يخبرها منذ مني وخالد يتحدث مع امراءة بتلك الطريقة، أليس هو عاشق زوجته مجنون لينا كما تلقبه العائلة.
,
, ساعة كاملة وهو يجلس هنا يستمع إلى ضحكاتها الرنانة يبدو أنها انسجمت للغاية مع أخيه، هب واقفا حين انفتح باب المكتب لتخرج ناردين خلفها مباشرة خالد واقفا قربها لا يفصلهم سوي خطوتين، وجد اخيه يمد يده يصافحها يبتسم بهدوء قائلا:
, - حقيقي كان لقاء لطيف مدام ناردين، اتمني يتكرر
, ابتسمت باتساع تكاد تتقافز لأعلي من سعادتها بدلا فقط من المدير وصلت لصحاب الشركة نفسه لتقول في غنج:.
,
, - اكيد مستر خالد، حضرتك هتبقي موجود تاني أمتي؟
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه ينظر لأخيه من جانب عينيه نظرة خاطفة ليشير بسبابة يسراه إلى أخيه الواقف بعيدا عنهم مردفا:
, - لاء انا ما بجبيش كتير، الشركة كلها بحسابتها وصفقاتها في أيد عمر اخويا.
,
, توترت ملامحها في حيرة كانت على وشك أن تترك عمر ولكن ما قاله ذلك الرجل جعلها تعيد حسابتها من جديد، نظرت لعمر لتجده يرمقها بنظرات نارية ساخطة بلعت لعابها تحاول تجميع اوراقها من جديد، لتبتسم لعمر بعشق اجادت تمثيله، عاودت النظر لخالد تبتسم:
, - فعلا مستر عمر شاطر جدا، طب أنا مضطرة امشي، باي مستر خالد.
,
, ودعها الدخول إلى مكتب عمر دون أن يلقي عليه نظرة واحدة، بينما اخذت ناردين طريقها إلى الخارج ليعترض عمر طريقها نظر لها غاضبا ود لو يصفعها امسك رسغ يدها يشد عليه بعنف يهمس متوعدا:
, - استنيني فئ عربيتي ما تمشيش يا ناردين
, ابتسمت بغنج تشعر بألم فظيع في رسغ يدها ومع ذلك لم تظهره فقط ابتسمت تحرك رأسها إيجابا تهمس بنعومة:
, - حاضر يا حبيبي.
,
, بلعت لعابه مرتبكا من دلال تلك المرآه على وشك أطاحة عقله ترك يدها متجها ناحية مكتبه الذي يحتله أخيه، لتنظر ناردين في أثره تبتسم في خبث عصفور في اليد أفضل من فهد أعلي الشجرة٣ نقطة
, اقتحم عمر غرفة مكتبه دون سابق إنذار صفع الباب خلفه ليقترب من مكتبه الذي يحتله خالد جالسا على كرسيه الاسود الضخم ليصيح محتدا:
, - ايه اللي جابك يا خالد وايه لزوم الشو اللي إنت عملته دا قدام مدام ناردين.
,
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي خالد الآن فقط عرف، تلك الحية لفت شباكها جيدا حول أخيه الاحمق الساذج عرفت كيف تبث سمها في عقله، اقترب بجسده من سطح المكتب يغمغم متهكما:
, - وأنت متضايق عشان جيت ولا عشان مدام ناردين، اقعد اقعد يا عمر
, تهاوي بعنف على المقعد المجاور لمكتبه ينظر لأخيه غاضبا نظراته محتدة مغتاظة شد على أسنانه بعنف يهمس في ضيق:.
,
, - إنت ايه اللي جابك يا خالد، من امتى وأنت بتيجي الشركة آخر مرة كنت هنا من سنين لما روحنا الغرفة التجارية عشان تغير اسمها عشان خاطر عيون ست الحس
, صمت يبتلع باقي كلماته حين رن في إذنه بعنف صوت تلك الصدمة القوية من يد أخيه على سطح المكتب يليها صوت زمجرته الغاضبة:
, - عمر ما تنساش نفسك وبعدين دي شركتي اجي وقت ما أحب، ولا مش عايز حد غيرك يشتغل مع مدام ناردين.
,
, توسعت عيني عمر متوترا من جملة أخيه الأخيرة هل اكتشف علاقته بها كاد ان يرد حين اكمل خالد بهمس متلذذ خبيث:
, - بس تصدق حلوة، حلوة اوي حقيقي، بفكر اجدد فراشي ولا إيه رأيك
, هب عمر واقفا كمن لدغة عقرب يصيح محتدا:
, - يعني ايه تجدد فراشك ما ينفعش طبعا ما ينفعش دي٣ نقطة
,
, صمت يضغط على شفتيه يمنع لسانه غصبا من الاسترسال لتختفي ابتسامة خالد وشعور سئ يطرق قلبه، أخيه أخطأ مرة أخري عمر عاد كما كان واسوء قديما كان يبرر بأنه شاب طائش يحتاج لتقويم ولكن الآن ما عذره وهو رجل ناضج أب مسؤول، تجهم وجهه يصيح غاضبا:
, - دي ايه يا عمر، دخلت فراشك أنت الأول ولا تكون بتفكر تتجوزها بعد ما طلقت تالا.
,
, صحيح فكرتني تالا والبنات فين يا خالد، زمجر بها عمر بحدة يكور قبضته يصفع بها سطح المكتب بعنف يحاول تغيير الموضوع بأي شكل كان فلم يجد سوي ذلك
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي خالد عاد بظهره إلى ظهر المقعد الوثير يضع ساقا فوق اخري يغمغم في تهكم:
, - وأنت مالك ومالهم
, احتدت عيني عمر غضبا نفرت عروق رقبته يصيح بحدة:
, - يعني ايه مالي ومالهم دول بناتي ومراتي
, حرك رأسه نفيا بعنف ببطئ يبتسم ساخرا:.
,
, - تؤ طلقيتك مش مراتك وبعدين هما اصلا مش عايزينك تعرف مكانهم
, شعور مؤلم غزا قلبه حاول الا يظهر ألمه من تلك الجملة ليلتفت يريد المغادرة حين سمع صوت أخيه يهتف من خلفه:
, - صحيح يا موري مش تباركلي
, قطب عمر جبينه متعجبا من جملة أخيه ليلتفت له ينظر له مستفهما ما يقول ليتجمد جسده حين وجد خالد يحرك رأسه إيجابا يبتسم في خبث:.
,
, - هو أنا نسيت اقولك انا قررت اتجوز تالا، بنات اخويا ما ينفعش بنات اخويا يتربوا في حضن راجل غريب، أنا أولي بلحم اخويا، البنات وتالا، وبعد ما كانت مراتك هتبقي مراتي باسمي في حضن
, بتر جملته حين انقض عمر ناحيته قبض على تلابيب ملابسه يجذبه بعنف ليقف خالد امامه فقط يبتسم ساخرا ليدوي صراخ عمر الغاضب:
, - إياك يا خالد حتى تفكر في مراتي بالشكل دا٣ نقطة
,
, رفع يده يزيح كفي يد أخيه من فوق سترته يعدل من سترته بهدوء وقف أمام تلك المرآه يعدل من وضع رابطة عنقه وتلابيب سترة حلته الفخمة نظر لأخيه من خلال انعكاس المرآه يبتسم ساخرا، التفت له يضع يده على كتف اخيه يغمغم في برود:
, - هبقي اقولك عشان تيجي تشهد على العقد، سلام يا اخويا
, تحرك خطوتين ليقف مكانه التفت له يبتسم يقول ساخرا:
, - آه صحيح في حاجة نسيتها.
,
, وقبل أن ينطق بحرف شعر عمر بألم بشع من قبضة اخيه التي عرفت طريقها إلى فكه، تأوه متألما يرتد للخلف خطوتين ليكمل خالد ساخرا:
, - **** يبارك فيك يا حبيبي
, قالها ليغادر بهدوء لا يناسب تماما تلك العاصفة التي أحدثها قبل قليل.
,
, الطريق لم يكن طويلا كما توقعت فقط ساعة قضتها في تلك الألعاب على هاتفها تأكل دون أن تنتبه لما تأخذ يديها، تختلس النظرات الحذرة له بين حين وآخر لتجده يقود باندماج شديد وكأنه منفصل عن الدنيا، وقفت السيارة اخيرا بالقرب من واحة كبيرة، اوقف محرك السيارة لينظر لها يبتسم:
, - وصلنا انزلي يلا.
,
, فتح باب السيارة الخاص بها، لتجده يقف خارجا يمد يده يريد مساعدتها بلعت لعابها مرتبكة متوترة، مدت يدها تضعها في يده لتجده يرفع كفه يلثمه برفق، لحظات شعرت بدوار طفيف يحتل كيانها ليشبك أصابعه في أصابعها انزلها بحذر من السيارة ولكن رغم ذلك تعثرت في رباط حذائها كادت أن تسقطت على وجهها حين التقطها بين ذراعيه لحظات قليلة تنظر له لتري عينيه تلمع بشغف عشقها ينير سماء زرقتيه، بلعت لعابها متوترة لتقفز بعيدا عنه حين سمعت ذلك الصوت قريبا منهم.
,
, - اهلا يا زيدان نورت يا ولدي
, نظرت للقائل لتقطب جبينها متعجبة حين رأت ما يرتدي ذلك الرجل العجوز، ملابس البدو يبدو كأنه من فيلم تاريخي لتوه، رمشت بعينها متعجبة لتجده يتقدم ناحية ذلك الرجل يصافحه بود شديد، اقتربت ناحيتهم ما أن وقفت جواره وجدته يمسك بكف يدها يعرفهم ببعضهم البعض:
, - لينا بنت خالي، الشيخ عبد الرحمن كبير الواحة دي.
,
, ابتسمت له خجلة تحرك رأسها ايجابا ليبتسم لها الرجل بهدوء اراح قلبها لم تشعر تجاه ذلك الرجل بالخوف ولو للحظة تحدث الشيخ قائلا بترحاب:
, - اتفضلوا، اتفضلي يا بنتي
, ابتسمت متوترة تقبض على يد زيدان ليتفهم خوفها نظر للشيخ قائلا بهدوء:
, - اتفضل يا شيخ واحنا هنحصلك
, رحل الرجل لتجده تنزع يدها من يده تنظر له بحدة تهمس مغتاظة:
, - ممكن افهم احنا فين وجايبني هنا ليه.
,
, ابتسم يآسا يحرك رأسه نفيا يكاد يجن من مزاجها المتقلب ذاك، دس يديه في جيبي بنطاله تنهد بحرارة يقول مبتسما في حزن:.
,
, - هقولك يا ستي، لما والدي مات **** يرحمه وأنا بقلب بالصدفة في الحاجة بتاعته لقيت صور ليه مع الشيخ عبد الرحمن، كنت هموت وأوصل للراجل دا بعد بحث طويل وصلت للواحة دي، وعرفت أن والدي زمان في القرية بتاعتهم جه مجموعة بدو يسكنوا فيها بس اهل البلد ما رضيوش وطردوهم، بس والدي صعب عليه حالهم وخصوصا أن كان معاهم ستات وأطفال كتير، اشتري لهم الأرض ورخصها واستاعن بمهدسين زراعة وماية وحفرلهم بير ماية والأرض خدت صحيح وقت كبير بس بدأت تطلع زرع واستقروا وعاشوا هنا، على فكرة خالي ساهم بجزء كبير من الفلوس في الموضوع دا، دا اللي قالهولي الشيخ عبد الرحمن.
,
, نظرت للمكان حولها أرض زراعية ليست بالكبيرة بعض المحلات الصغيرة والمنازل ذات الطابق الواحد قرية صغيرة جميلة دافئة بأهلها
, انتفضت من مكانها حين شعرت بشئ غريب يلامس قدميها نظرت للأسفل لتجد جرو صغير فراءه أبيض عينيه زرقاء، انحنت تلتقطه لينبح الجروب بخفوت يمرغ وجهه بين ذراعيها لتضحك بسعادة تربط على فرائه الابيض تبتسم فرحة:
, - حلو اوي ممكن أخده لو ينفع يعني.
,
, حرك رأسه إيجابا يبتسم لها مجرد رؤيته لابتسامتها ينعش قلبا فرحا، دخل معها إلى الواحة الصغيرة لتجد بعض الفتيات يتقدمن اتجاهها، وقفت خلف زيدان تنظر لهم بقلق
, التفت لها يهمس يطمئنها برفق:
, - ما تخافيش روحي معاهم صدقيني ما حدش هيأذيكي٣ نقطة
, اقتربت منها فتاة صغيرة تقريبا في السادسة عشر على الاكثر ابتسمت لها بفرح تجذب يدها برفق خلفها:
, - تعالي تعالي.
,
, ابتسمت بارتباك تتحرك خلف الفتاة عينيها ملعقتين على زيدان ليبتسم لها يحرك رأسه إيجابا، جلس أسفل نخلة طويلة تفرش ظلالها غطاء دافئ يحجب اشعة الشمس القاسية يشاهدها تضحك مع الفتيات، ليخرج هاتفه يبدأ في تصوريها، تتحرك هنا وهناك
, ليراها تتحرك ناحية بقعة بعيدة عن الجمع٣ نقطة
, عند لينا تحركت كالمسلوبة ناحية تلك السيدة الغريبة حين وصل لاسمعاها صوتها تشدو بلحن غريب
, -أنا الغجرية
, فتح وشوف يا عينيا
, اوعي تقع في عشقي.
,
, وتيجي تتهمها فيا
, امشي يا عين حسدوة
, ملعونة امشي هناك الطاحونة
, اوعي تجربي من زين الرجال
, لاقول على اللي جري واللي كان
, بيدي اغطسك في بحر غويط
, يبلعك في جوفه ما يبنالك رأس من خلخال
, مد يدك يا شابة اقرالك
, اللي كان واللي استخبي.
,
, اقتربت لينا من تلك السيدة الغريبة اليوم بأكمله غريب ذلك المكان ما فعل زيدان ثم تلك السيدة، جلست أمام تلك السيدة لتجد الأخيرة تمد يدها تجذب يد لينا برفق فتحته تنظر فيه تحرك سبابتها على خطوط يدها تكمل حديثها الغريب:
, - عشجاه وقلبك رافض يصدق، اديله الأمان هيحافظ على جلبك، ما تمشيش ورا الافعي بتلف سمها حواليكي، مش هو الحبيب، مش هو الحبيب، الحبيب ما بيآذيش هيأذويكي بيه، سامحيه مش هو الآذي مش هو.
,
, لينا قاعدة عندك ليه، صدر الصوت من خلفها لتجد زيدان يقف خلفها، حركت رأسها نفيا كلمات السيدة تدق في عقلها قبل رأسها، عادت تنظر للسيدة تحادث زيدان:
, - قاعدة مع الست
, بترت جملتها توسعت عينيها فزعا كانت هنا قبل لحظات سيدة عجوز مسنة مستحيل أن تختفي بتلك الطريقة، هدرت دقاتها خوفا عادت تنظر لزيدان تتلعثم خائفة:
, - كاااان، سسست قااااعدة هنا.
,
, نظر لما تشير ليقطب جبينه متعجبا، من البداية رأي لينا ذاهبة ناحية بقعة فارغة عن اي سيدة تتحدث
, عاود النظر لها يبتسم يقول متعجبا:
, - ست مين يا لينا أنا من البداية شايفك رايحة تقعدي هنا وما كنش حد قاعد هنا..
, قفزت واقفة تكاد تصرخ من الفزع لم تشعر سوي وهي ترمي بنفسها بين ذراعيه تحتضنه بقوة ترتجف خوفا بين ذراعيه تحرك رأسها نفيا بعنف تهمس بذعر:
, - و**** كان في واحدة قاعدة هنا وحتى قالتلي كلامك غريب ما فهمتوش.
,
, لا يهم ما تقول حتى لو أخبرته أنها رأت بطة بثلاثة رؤوس سيصدقها الأهم أنها الآن بين ذراعيه تحتضنه، رفع يديه يحاوطها بعنف يهمس لها بشغف:
, بحبك
, اتسعت عينيها بذهول حين ادركت ما فعلت لتحاول الابتعاد عنه لكنه رفض تماما يشدد عليها بين ذراعيه يهمس بشوق:
, - ارحمي قلبي، كفاية بعد أنا بحبك مهما حاولت ابعد ما بعرفش٣ نقطة
,
, فك ذراعيه من حول جسدها يحتضن وجهها بين كفيه لتستند بكفيها على صدره تشعر بقلبه تحت كفيها على وشك الانفجار يدق بعنف اخافها، بلعت لعابها تنظر له لتجده يهمس بعشق:
, - تتجوزيني يا لينا، لو قولتي لاء هخرج من حياتك وهسافر واسيب البلد كلها مش هقدر ابعد عنك ومش هقدر افرض نفسي عليكي.
,
, ظلت تنظر لمقلتيه دون كلام قلبها يهدر على وشك تحطيم قفصها الصدري والقفز خارجه شعور غريبة كأنها وسط فقاعة شفافة من المشاعر شعرت بلسانها يتحرك وعقلها يقف وقلبها ينفر بقوة حين همست دون وعي:
, - موافقة!
,
, يجلس في غرفته فوق فراشه أمامه جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به « اللاب توب» يراجع بعض الاوراق الهامة الخاصة بصفقة تابعة لشركة زفر بعنف يغلق الجهاز بعنف لما لا يمكنه التركيز تقفز صورتها أمامه في كل لحظة يسمع صوتها يدق فئ أذنيه، يري اسمها بدلا من تلك الأحرف الفارغة من الحياة، تنهد يزفر بحرقة يشد على شعره بعنف لو فقط يستطيع أن يخبرها بما يجيش به قلبه بما يؤرق نومه بما يفتت خلايا عقله، مسح وجهه يكفيه، ليسمع صوت دقات على باب الغرفة يليه صوتها الرقيق:.
,
, - أدهم ممكن أدخل
, بلع لعابه مرتبكا يأخذ نفسا قويا يسيطر به على مشاعره الجياشة ليحرك رأسه إيجابا يصيح بصوت اجش:
, - خشي يا مايا
, سحابة وردية غطت قلبه حين دخلت تلتف حول نفسها بذلك الفستان الاسود القصير ذو الأكمام القصيرة، تدور ويدور قلبه معها تنصل عقله من كل ذرة تعقل فيه تخترز عينيه
, جسدها وجهها عينيها ذلك الرداء اشتعلت أنفاسه حين وقفت أمامه تضع يدها على خصرها تبتسم في براءة الهبت مشاعره:.
,
, - إيه رأيك في فستاني جاي النهاردة من لندن
, قام من مكانه ليتحرك تجاهها دون أن ينطق بكلمة، يمشي ناحيتها يحترق قلبه مع كل خطوة يخطوها تجاهها ليقف أمامها مباشرة اختفي عقله وسيطرت عليه مشاعر قلبه المتأججة، ليمد يده ناحيتها يحاوط خصرها بذراعه جذبها بعنف لترتطم في صدره بعنف دفن رأسه بين عنقها وكتفها يهمس بشغف:
, - انتي ليه بتعملي فيا كدة، انتي ليه مش حاسة بيا، أنا بموت من عشقي ليكي.
,
, توسعت عينيها بذهول من كلامه لتحاول دفعه بعيدا عنه تهمس متعجبة من كلامه:
, - إنت بتقول ايه يا أدهم انت اخويا
, ابعدها عنه يقبض على ذراعيها يهزها بعنف صارخا بجنون:
, - أنا مش اخوكي بطلي تقولي الكلمة دي أنا مش اخوكي٣ نقطة
,
, اتسعت عينيها في فزع من حالته وكلامه لتجده يقترب منها ابتعدت عنه تتحرك للخلف مذعورة منه وهو يقترب والدها ليس هنا ليحميها منه صرخت حين تعثرت قدميها لتسقط على الأريكة خلفها حاولت القيام سريعا ليجذبها يديها يسطحها فوق الاريكة يهمس بجنون:
, - أنا استنيت كتير واستحملت اكتر لا هستني ولا هستحمل تاني
, كان ذلك آخر ما قاله لتصرخ فزعة حين شعرت به ي٣ نقطة

الجزء الثامن عشر


لا يا أدهم، لااااا أدهم، يا أدهم
, انتفض واقفا ينظر لها بذهول عينيه متسعتين من الصدمة ليراها تقف أمامه تضع يسراها على خصرها تصيح بنزق:
, - ايه يا أدهم بقالي ساعة بنادي يا أدهم يا أدهم.
,
, بلع لعابه يشعر بجسده يتفصد عرقا كان في الجنة قبل لحظات نعيم من الحجيم غرق فيه، تنهد يمسح وجهه بعنف حمد لله أنه كان فقط حلم يقظة لم يكن في أسوء كابوسيه يتصور أن يخون والده حتى لو لم يكن من دمه فيكفي أنه من رعاه طوال المدة، لولاه لما كان ما هو عليه اليوم، رجل ذو شأن
, مسح وجهه بكف يده نظر لها يهمس بارتباك:
, - هااا لا ابدا عايزة ايه يا مايا.
,
, اقتربت منه التفتت ليصبح ظهرها مقابلا لصدره رفعت خصلات شعرها القصيرة تبتسم ببراءة:
, - اقفلي سوستة البتاع دا مش طيلاها
, لف رأسه يشيح بوجهه بعيدا عنها بلع لعابه متوترا ليمسك بالسحاب يرفعه لأعلي بسرعة وعنف دون أن يلقي عليها نظرة واحدة، ليسمعها تصيح حانقة:
, - ايه يا أدهم هتقطع الفستان.
,
, أخذ نفسا يليه الثاني والثالث ليعاود الجلوس على فراشه وضع جهاز الكمبيوتر الخاص به على قديمه يشغل عقله به هتف ساخرا دون أن ينظر لها:
, - دا تاسع فستان تقريبا يجي الشهر دا ما زهقتيش من الفساتين
, جلست على حافة فراشه تضع ساقا فوق اخري تحرك ساقيها بدلال:
, - نو، أنا بحب الفساتين وبعدين دا أحدث موديل في لندن أنا جيباه مخصوص عشان عيد ميلاد سوزي
, رفع وجهه عن شاشة حاسبه يرميها بنظرات نارية غاضبة ليتشدق ساخرا:.
,
, - عيد ميلاد، ودا امتي وفين
, اتجهت ناحية مرآه الزينة في غرفته تتحرك أمامها تنظر لذلك الرداء بإعجاب شديد نظرت له من خلال سطح المرآه لتبتسم برقة تقول:
, - النهاردة الساعة 9 بليل في نايت كلاب في٣ نقطة
, امتعضت ملامح بحنق غاضبا ليترك الحاسب يكتف ذراعيه أمام صدره يغمغم في حزم صارم:
, - دا في المشمش يا مشمش ما فيش نايت كلاب وما فيش سهر برا البيت
, التفت له سريعا تضع يدها على خصرها تصيح غاضبة:.
,
, - يعني ايه لا طبعا أنا هروح عيد ميلاد صاحبتي٣ نقطة
, هب واقفا بخفة ينظر لها بحدة غاضبا من لسانها السليط كان على وشك آت يصرخ فيها حين انفتح باب الغرفة دخل حمزة ينظر لكليهما متعجبا، اتجه إلى داخل الغرفة يغلق الباب خلفه يغمغم في هدوء:
, - مساء الخير يا أولاد، في ايه بتتخانقوا ليه
, ابتسمت مايا في خبث لتركض ناحية والدها ارتمت في صدرها تبكي بنحيب زائف:
, - بابي دومي عمال يزعقلي ومش عايزني اروح عيد ميلاد سوزي صاحبتي.
,
, ربت حمزة على رأس مايا برفق ينظر لادهم بضيق ليزفر الأخير حانقا من تلك المدللة، جلس على فراشه ينظر لوالده يقول بحزم هادئ:
, - بابا لو سمحت كفاية دلع فيها، عايزة تروح عيد ميلاد في نايت كلاب لاء طبعا مستحيل
, حرك حمزة رأسه ايجابا يبتسم لولده بفخر ليبعد مايا عنه برفق يمسح دموعها الزائفة يغمغم:
, - اسمعي كلام اخوكي يا مايا أدهم خايف عليكي..
,
, نظرت لوالدها بحزن كجرو صغير عله يبدل رأيه ولكنه حقا لم يتأثر ابتعدت عن حمزة تنظر لادهم بغيظ لتصيح غاضبة:
, - ماشي يا بابا ما انت دايما بتسمع كلام أدهم..
, لو ماما كانت عايشة كانت على الاقل هتخاف على زعلي.
,
, قالتها لتنفجر باكية تركض إلى غرفتها تصفع بابها خلفها بقوة، نظر أدهم إلي ابيه يخفض رأسه حزنا على تلك الصغيرة هو فقط يخاف أن يصيبها مكروه عالم الليل خاصة في تلك الملاهي الليلة مرعب مخيف يفترس الصغيرات أمثالها، تنهد يشعر بقلبه ينفطر ألما عليها خاصة وصوت بكائها العالي يصل إلى اسماعه، اقترب حمزة منه جلس جواره يربت على كتفه مردفا بهدوء زائف:
, - قوم شوف أختك يا أدهم.
,
, حرك الأخير رأسه ايجابا ليتجه إلى غرفتها، لتنساب دمعة حارقة على خد حمزة يتمتم باسي:
, - **** يرحمك يا مايا، أنا ظالمتك كتير ورغم كل دا كنتي بتعملي اي حاجة عشان تسعديني٣ نقطة
, قاطع ذكراه الحزينة صوت رنين هاتفه المتكرر، التقطه ليجد رقم مدون عنده باسم « وهدان » قطب جبينه ينظر لاسم المتصل بحدة غاضبا، ليفتح الخط يضع الهاتف على أذنه.
,
, وافقت، وافقت، موافقة قالتها مرة واحدة لتتردد في صدي قلبه ألف مرة ومرة عينيه على وشك أن تخرج من مكانها دقات قلبه تتسارع بل تتسابق ايهم يسبق سرعة الضوء في الخفقان جسده بارد كالثلج يشعر بحرارة من نار تشعل قلبه العاشق المتيم شدد يديه حول جسدها يسأله بذهول:
, - أنا بحلم لا ما نمتش، ولا نمت لاء انتي وافقتي بجد، قولي آه ب**** عليكي.
,
, نظر له بذهول كل تلك الفرحة فقط لأنها قالت نعم أكانت حمقاء لتلك الدرجة لتبتعد عن عشق يغرقها كعشقه هو لتذهب لذلك المخادع الذي اسقطها في وهم عشقه الزائف، ابتسمت خجلة تحرك رأسها ايجابا لتشهق بقوة حين شعرت به يحملها من خصرها يدور بها يصرخ بقوة فرحا كأنه امتلك الدنيا وما فيها يصرخ بكل صوته من فرط سعادته:
, - ليناااااا وااااااافقت، ليناااااا وافقتتت اخيرااااااااااااا.
,
, ضحكت بقوة تتعلق برقبته لينزلها برفق ينظر لها بسعادة تشع من مقلتيه يتعلثم من شدة سعادته:
, - أنا مش مصدق نفسي يا لينا، لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة زي ما بيقولوا
, أسند جبينه إلى جبينها ينظر لمقلتيها يهمس بشغف:
, - بس حتى لو كنت استنيت العمر كله قصاد السعادة اللي أنا حاسس بيها دلوقتي مش كتير، بحبك، لآخر نفس فيا هفضل أحبك.
,
, اضطربت حدقتيها متوترة خجلة فرحة تشعر بهمسه الدافئ يسلب أنفاسها بلعت لعابها متوترة تغمض عينيها تسكت عقلها تطفو مع قلبها في تلك السحابة الوردية السعيدة تحلق معها في سماء عشقه الصافية
, فتحت عينيها بعد لحظات تنظر لزرقاء عينيه المشعة بلعت لعابها تهمس له بقلق:
, - زيدان اوعدني أنك مش هتأذيني أرجوك، أنا
, قاطعها حين وضع يده على فمها يهتف في حزم قاطع:.
,
, - أوعدك بحياتي اني عمري ما هأذيكي ولا عمري حتى هفكر في كدة، واني هعيش بس عشان اسعدك لآخر نفس فيا
, ابتسمت تضع يديها على يديه تزيح يديه من فوق جسدها عادت للخلف تهتف في هدوء:
, - طب عشان ما ابقاش بكذب عليك أنا مش حاسة اني بحبك أنا يمكن متعودة على وجودك اهتمامك بس مش حب، بس حاسة أنك تستاهل الفرصة دي، كلهم شايفين كدة حتى الست الغريبة اللي أنا ما اعرفهاش دي فاهمني.
,
, اختفت ابتسامته وشعور مؤلم يغزو قلبه الا يمكن لسعادته أن تكتمل ولو لمرة واحدة كان فقط يتمني وكالعادة امانيه صعبة التحقق، ظن من تعاملها السابق معه أنها أحبته ولو قليلا
, ابتسم في ألم يحرك رأسه إيجابا ليقول بشحوب:
, - وأنا هثبتلك اني فعلا استحق الفرصة دي، روحي البنات بينادوا عليكي.
,
, اولاها ظهره ليتحرك مغادرا المكان يتجه إلى أسفل تلك النخلة يجلس عليها يشعر بالسعادة والألم في آن واحد، سعيد أنها وافقت، حزين يشعر بالألم يغزو قلبه معني أنها لا تحبه أن قلبها لازال معلق بذلك المدعو معاذ
, زفر بحرقة يشعر باختناق يتذكر كلام حسام
, «أنت بالوضع دا عمرك ما هتفرح، يا بتحبك يا تسيبها، أنت كدة هتعذب نفسك وهتعذبها فكر بعقلك يا صاحبي».
,
, تنهد يزفر بحرقة يمرر يده في خصلات يشد عليها بعنف يهمس لنفسه:
, - المشكلة إن عقلي قبل قلبي عايزها يا صاحبي.
,
, اخذ طريقه إلى مستشفي الحياة إلى زوجته
, صف السائق السيارة في الجراح الخاص بالمستشفي لينزل منها متجها إلى الداخل اوقفه في منتصف الطريق صوت شجار ميز أحد الاصوات التي تتصارع اقترب اكثر من الشجار ليجد حسام يتشاجر مع أحد الرجال يقبض على تلابيب ملابسه يصرخ فيه:
, - إنت راجل مريض ومجنون جايب مراتك تسقطها غصب عنها يا حيوان يا مريض، دا أنا هوديك في ستين داهية.
,
, وقف بالقرب منهم يستند بيده إلى الحائط كلمات حسام وهو يصرخ في ذلك الرجل ذكره بتلك الجريمة التي فعلها قديما في حق زوجته المسكينة شهد
, انتزع ذلك الرجل نفسه من يد حسام دفعه في صدره بعنف ليرتد حسام للخلف، كاد ذلك الرجل أن يسدد لكمة قوية إلى وجه حسام حين شعر بمقبض يعتصر رسغ يده نظر للفاعل غاضبا ليقابله خالد بنظرات استهزاء باردة:.
,
, - تؤتؤتؤ اللي أنت بتعمله دا اسمه تعدي على موظف اثناء تأديه عمله، دا غير جريمة الإجهاض اللي الدكتور شاهد، عليها يعني هتقعد شوية حلوين خلف القضبان يا حلو
, جذب الرجل يده بعنف من يد خالد يصيح كثور هائج:
, - وأنت مين أنت كمان
, ابتسم خالد ساخرا على حين غرة صدم رأسه بعنف برأس ذلك الرجل نفض غبار غير موجود عن ثيابه يغمغم في ثقة:
, - خالد السويسي
, ترك الرجل متجها ناحية حسام ربت على كتفه برفق يبتسم ساخرا:.
,
, - اتعلم تدافع عن نفسك يا دكتور
, قالها وغادر إلى مكتب لينا، طرق الباب ودخل ليجدها خلف مكتبها تعمل بانهماك، ابتسمت دون أن تنظر له تهتف برقة:
, - وحشتني
, ابتسم يجلس على المقعد المجاور لمكتبها يغمغم في مرح:
, - وعرفتي منين أنه أنا
, رفعت وجهها عن الاوراق نظرت له بعشق للحظات لتغمغم بمرح:
, - علميا: أنا بشوفك بقلبي قبل عينيا
, عمليا: ريحة البيرفوم بتاعتك جايبة آخر المستشفي، دي Boss صح.
,
, حرك رأسه إيجابا يضحك عاليا لتشرد في ضحكاته تبتسم فقط تبتسم، ليقاطعهم صوت دقات على باب الغرفة وتبعها دخول حسام إلى يغمغم بعملية:
, - دكتورة أنا طلبت البوليس للحالة بتاعت واحد كان عايز يسقط مراته غصب عنه والأمن متحفظين عليه تحت
, أشارت للكرسي المقابل لخالد تبتسم في هدوء:
, - طب اقعد الأول وفهمني ايه اللي حصل
, جلس على المقعد تنهد يزفر بحنق يقول منفعلا:.
,
, - راجل حيوان مريض جايب معاه واحدة ست باين عليها خالص أنها مضروبة ومعيطة وعايزني اسقط اللي في بطنها غصب عنها، انسان معدوم المشاعر حيوان ازاي يفكر حتى يقتل إبنه بالشكل دا حتى لو إيه اللي حصل، المشكلة أنه حتى مش فقير نقول مش هيقدر يصرف عليه دا غني جدا والست يا عيني شكلها غلبانة اوي.
,
, كل كلمة تخرج من فم حسام كانت تسقط على قلبه مباشرة تذكر شهد وما فعله معها قديما نفس القصة تقريبا نفس جبروت ذلك الرجل، صدق حسام حين اسماه معدوم المشاعر بالفعل هو لم يكن يملك اي مشاعر ليحس بتلك المسكينة التي ذبحها اكثر من مرة دون رحمة ارتفعت دقات قلبه كور يده يشد عليها، ليصيح فجاءة مفنعلا:
, - خلاص يا حسام كفاية.
,
, اتسعت عيني حسام في ذهول لا يعرف لما هو غاضب حتى بينما غص قلب لينا ألما هي الوحيدة التي تعرف لما هو غاضب، نظرت لحسام تبتسم باقتضاب تقول في حزم:
, - حسام روح شوف شغلك
, حرم رأسه إيجابا ليذهب سريعا والفضول يكاد يقتله ليعرف لما هو غاضب، بينما التفت لينا حول مكتبها جذبت المقعد تضعه جوار مقعد خالد ليرمي برأسه بين ذراعيها يتنهد بحرقة يشعر بالحزن يأكل قلبه لتلف ذراعيها حول رقبته تهمس بحنو:.
,
, - خالد، خالد عشان خاطري ما تعملش في نفسك كدا، حبيبي كلنا بنغلط وشهد أكيد سامحتك
, حرك رأسه نفيا بعنف بين ذراعيه يهمس متألما:
, - عمرها ما هتسامحني اللي عملته فيها صعب، صعب اوي يا لينا
, تنهدت بحزن تشد على احتضانه كطفل صغير تربت على رأسه بحنو لا تجدد ما تقوله علها تخفف عنه ولو قليلا، لتقم من مكانها تجذب يده برفق تغمغم بحنو:
, - قوم يا حبيبي يلا نروح، زمان البت لوليتا رجعت من الجامعة.
,
, قام مكانها متجها إلى الخارج استقل سيارته في المقعد الخلفي لم تكن له القدرة حتى على القيادة شعوره بالحزن يجثم على قلبه، جلس في المقعد الخلفي ولينا جواره متجهين إلى المنزل، بينما يقف هو في أحد شرفات المستشفي ينظر لهم وهم يغادرون بداخله ألف سؤال وسؤال عما حدث قبل قليل.
,
, دق الباب مرة واثنتين وثلاث لا مجيب يسمع صوت بكائها العنيف، ادار المقبض ليدخل إلى الغرفة غص قلبه ألما حين رآها تحتضن أحدي صور والدتها تبكي بعنف تشهق في بكاء مرير مزق نياط قلبه، ليتقدم ناحيتها جلس جوارها يزفر بحرارة لا يعرف ما يفعل فقط وضع يده على كتفها يربط عليه برفق يهمس في حنو:.
,
, - مايا أنا و**** خايف عليكي الإمكان دي بتبقي وحشة وخصوصا بليل أنا عارفاها كويس، وسوزي صاحبتك دي اصلا مش مظبوطة وعلاقتها مش كويسة وأنا ما برتحلهاش
, نظرت له تعاتبه بتلك النظرات البريئة الباكية ليبتسم لها برفق يربت على وجنتها بحنو:
, - خلاص بقي ليكي عليا اوديكي اي مكان انتي عوزاه ما عدا النايت كلاب.
,
, ابتسمت له بشحوب ليمد يده يمسح دموعها برفق، ليجفل حين وضعت رأسها على كتف تقريبا على صدره نظرت لصورة والدتها لتعاود النظر إليه تهمس ببحة باكية:
, - احكيلي عن ماما يا أدهم
, بلع لعابه متوترا لا يجد ما يقوله هو لا يعرف عنها اي شئ من الأساس فحمزة تبناه بعد أن توفيت ليكون ذراعه الذي يرتكز عليه في كبره وحاميا لمايا أن حدث لحمزة اي مكروه، حمحم يحاول أن يختلق اي كذبه:.
,
, - كانت طيبة وبتحب الضحك والكلام وبتحب بردوا الفساتين زيك كدة، وكانت فرحانة أوي لما عرفت انها حامل فيكي
, انسابت دموعها بعنف تدفن وجهها في صدره تهمس بألم:
, - أنا السبب في موتها مش كدة، هي ماتت وهي بتولدني
, بلع لعابه مرتبكا من حركاتها البريئة التي تشعل نيران قلبه رغما عنه، ليرفع يده يضعها على رأسها يربت عليه برفق:.
,
, - لا يا حبيبتي دا عمرها وهي أكيد في مكان أحسن كتير، هي ما مامتش هي عايشة جوا روحك وقلبك انتي نسخة عنها شايفة حتى شبهها ازاي
, رفعت وجهها عن صدره تنظر له بتلك العينين الباكية تلك النظرات الناعمة التي تربك كيانه حمحم بعنف ينبه قلبه الا ينجرف خلف طوفان مشاعره ليمسك ذراعيها بين كفيه بحاول إخراجها من دوامة الحزن هذه ليغمغم:.
,
, - على فكرة بقي العياط بيعمل هالات سودا تحت العين وبيخلي الشيخوخة المبكرة تزحف على الوش، ايه دا يا مايا شكلك عجز اوي
, شهقت بذعر لتبتعد عنه تركض ناحية مرآه الزينة في غرفتها تنظر لقسمات وجهها بفزع لحظات لتتنهد براحة تهمس:
, - الحمد لله ما فيش شيخوخة زحفت على وشي.
,
, ضحك بملئ شدقيه على ما تقول هو الوحيد الذي يعرف جيدا كيف يخرجها من حزنها مهما بلغ بينما هناك عند باب الغرفة المفتوح يقف حمزة ينظر لهما يبتسم في سعادة، ليتجه لداخل الغرفة يقول مبتسما:
, - كويس أنك عرفت تسكتها، بدل ما الشيخوخة تزحف على وشها
, شهقت بفزع مرة أخري لتعاود النظر إلى وجهها في المرآه بتمعن تبحث عن تلك الشيخوخة ليضحك حمزة بخفة يقول بعدها:
, - صحيح اجهزوا، وجهزوا شنطكوا هناخد اول طيارة راجعة مصر.
,
, وصلا إلى الفيلا لينزلا معا ليجدا حارس البوابة الخارجي يركض ناحيته، مد يده له بظرف اصفر كبير يقول في ارتباك:
, - خالد باشا في موتوسيكل رمي الظرف دا قدام باب الفيلا وجري٣ نقطة
, حرك رأسه إيجابا لينظر للينا يحاول الابتسام حتى لا يقلقها ليقول لها بهدوء:
, - ادخلي يا حبيبتي وأنا هحصلك.
,
, تنهدت قلقة تحرك رأسها إيجابا تأخذ طريقها للداخل، ليلتقط خالد الظرف من ذلك الحارس يفتحه، يشير له بالانصراف لم يكن في الظرف سوي صورة واحدة زيدان يحمل ابنته في مشهد حميمي للغاية، غلت الدماء في عروقه غضبا يتوعد لهم ليحرك الصورة ليظهر الجزء الأبيض وجد بعض الكلمات المنقوشة بلغة إنجليزية ترجمتها:
, - دع العشاق يتمتعون قليلا فالقادم اسوء وحبال الانتقام ستلتف قريبا حول رقاب الجميع.
,
, كور قبضته يشد عليها، ليتجه ناحية غرفة المراقبة بخطي سريعة مهرولة، فتح شرايط التسجيل للكاميرا خارج الفيلا ليظهر ما حدث دراجة نارية مسرعة للغاية القي بخفة ذلك الظرف أمام باب منزله واكمل طريقه كأنه لم يفعل شيئا من الأساس، اوقف الفيديو يكبر محتوي الصورة الدارجة لا تحمل ارقاما السائق ملثت بشكل يصعب للغاية التعرف عليه حتى عينيه لا تظهر من أسفل خوذته السوداء القاتمة
, زفر يشد على شعره بعنف ينهر نفسه:.
,
, - ايه يا خالد إنت عجزت ولا ايه شوية عيال مش عارف تجيبهم الاغبية اللي برة مش عارفين يضربوا طلقة على الموتوسيكل، لازم اغير طقم الحرس وازود الحراسة على البيت وعلى لينا وحياة أمك يا زيدان لانفخك على الصور دي، عمر وحكايته مع ناردين لازم يبقي تحت عيني دايما، وتالا والبنات لازم ابقي قريب منهم اكتر من كدة اجيبهم يعيشوا هنا، انا هعمل ايه ولا إيه يا رب ساعدني.
,
, تنهد يزفر يشعر بالإرهاق من مجرد التفكير في كم الاعباء الجاثم فوق عاتقيه٣ نقطة
, بينما في الخارج جلست لينا على سطح الأريكة تخلع حذائها ذو الكعب الرفيع تمط أصابع قدميها تتأوه من الألم تشعر بقدميها وظهرها يكادان يتحطمان من الألم مدت يدها تسمد على ظهرها برفق تغمغم متألمة:
, - اااه يا ضهري، آه يا رجلي، يعني كان لازم الشغل اوي، كان لازم اقوله أنا
, Strong independent woman اشربي بقي يا لينا.
,
, وضع خالد يده على فمه يكبح ضحكاته خرج من الغرفة وبه هم الدنيا ليراها في تلك الحالة مع ذلك الكلام التي تقوله يكاد ينفجر من الضحك اقترب منها يهمس بتشفي متلذذا:
, - جري ايه ياللي قادرة على التحدي والمواجهة
, حملت حذائها الصغير في يدها اليسري يمنها انبسطت خلف ظهرها لتقم متجهه إلى غرفتها تغمغم بألم:
, - اللي قادرة بقي، سريري فين جيالك يا حبيبي جيالك.
,
, ضحك بصخب ينظر لها متسليا يتمني لو يصعد معها ولكن هناك قدرسا قاسيا عليه تلقينه للبعض.
,
, في طريق العودة جلست على المقعد المجاور له تحتضن ذلك الجرو الصغير بين ذراعيها ومعه نعجة صغيرة اخبرته أنها ترغب فيها وهو لم يقاوم أمام كلمة « ينفع اخدها يا زيدان ».
,
, اقسم أنه لو أخبرته أنها ترغب في قلبه لخلعه وأعطاه لها، طول الطريق يشعر بالغيظ رأسه يكاد ينفجر من صوت نباح الكلب وصوت تلك النعجة المزعج سيفونية حيوانية رائعة في سيارته بينما هي تغط في نوم عميق، نظر لها نظرة خاطفة ليبتسم بعشق يشوبه الألم، اعاد تركيزه إلى الطريق امامه يفكر هل يخبرها بأن تلك الواحة ما هي الا واحة سياحية قام بتأجريها وأنه اختلق تلك القصة حتى تشعر بالالفة بين أهل المكان، ولكن الغريب أنه سأل مدير الواحة عن تلك السيدة التي أخبرته لينا عنها، فأكد له من أنه لا يوجد سيدة بتلك المواصفات ضمن فريقهم، ليخبره بعدها بهدوء تام.
,
, « يا باشا الصحرا يا اما فيها »
, إذا لينا لم تري إنسانة من بني آدم، وهي حقا لا يجب أن تعلم تلك المعلومة ايضا حتى لا تصاب بالهلع، في الطريق شعر بها ترتجف يبدو أن مكيف السيارة مرتفع مد يده سريعا يغلقه، ليخلع سترة حلته يضعها عليها برفق ليري ابتسامتها الصغيرة جعلت ابتسامة واسعة تشق شفتيه اختفت بعد لحظات حين سمعها تهمس ناعسة:
, - شكرا يا معاذ فعلا الجو برد أوي.
,
, يبدو انها اعتادت أن تتدفئ بسترات معاذ، ابتلع غصته يشعر بشعور بشع يفتت قلبه يتمني فقط أن يجد حلا للعنته بها تمني في تلك اللحظة أن يتوقف قلبه عن حبها، رغب في أن يرحل بعيدا تاركا كل شئ خلفه، رغب في ضمها لجسده يوصمها بصك ملكيته حتى لا تفكر في غيره، اجفل من طوفان أفكاره على حركتها جواره تهمس ناعسة:
, - احنا وصلنا
, حرك رأسه نفيا ليجدها تمد يدها ناحيته تضعها على ذراعه تبتسم بتوتر:
, - إنت كويس.
,
, التفت برأسه لها يبتسم في شحوب يحرك رأسه إيجابا ليعاود تشغيل محرك السيارة عائدا إلى وجهته.
,
, وقف في احدي شرف منزلها يدخن سيجاره بعنف ينفث لهيب من الغضب بدلا من أنفاسه العادية، بينما تقف هي خلفه تعقد ذراعيها أمام صدرها تتافف حانقة لما يبدو غاضبا لتلك الدرجة لو لم أمر الشركة بيده لكانت القته دون رجعة ولكن للأسف هي حقا تحتاجه على الأقل الآن، اقتربت منه بتلك المنامة السوداء الفاضحة لفت ذراعيها حول ظهره تهمس بنعومة:.
,
, - مالك يا موري من ساعة ما جينا من برة وأنت غضبان مش عايز تكلمني، كل دا عشان اتكلمت مع اخوك شوية للدرجة دي بتغير عليا
, زفر حانقا يبعد يديها عنه، ليبتعد لداخل المنزل يتحرك غاضبا لتذهب خلفه تعاود احتضانه من جديد تهمس باغواء:
, - حبيبي شكلك تعبان، غير هدومك وأنا هحضرلك العشا وكاسين يرقوا دمك
, أبعد ذراعيها عنه بعنف تلك المرة خرج من المنزل غاضبا صافعا الباب خلفه بحدة لتقف تنظر في اثره بذهول تتمتم متعجبة:.
,
, - هو في ايه ماله دا؟!
,
, نزل هو إلى أسفل سريعا إلى سيارته، استقلها يشعر بالنيران تتأجج في صدي قلبه منذ كلمات خالد له صباحا يتجوزها، تالا ستصبح لأخيه لا وألف لا لن يسمح بذلك، هو انفصل لم يعد يهمه امرها ولكن لما ذلك الشعور القاسي بالألم ينهش قلبه بلا رحمة، آتاه اتصال في تلك اللحظة من ذلك الرجل الذي عينه ليبحث له عنهم، ابتسم بقوة ما أن عرف طريقهم، ليضعط على دواسة البنزين الخاصة بسيارته بعنف متجها اليهم عازما على تغيير كل شئ.

الجزء التاسع عشر


وقف بسيارته امام تلك العمارة السكنية الفاخرة لتحتد عينيه غضبا وتنفجر براكين شيطانيه المشتعلة من الأساس، في شقته خالد أحضر زوجته وابنتيه إلى شقته القديمة حتى تصير له حجة ذهاب إليهم كل حين وآخر كره اخيه من كل ذرة في قلبه وشعور بالغضب يسيطر على افكاره أخيه يرغب في انتزاع ما هو حقه هو، أخيه يرغب في الزواج من زوجته لن يسمح له أبدا بذلك، قفز من سيارته متجها إلى شقة أخيه، رآه الحارس وهو يصعد ليأخذ هاتفه سريعا يتصل بخالد لحظات من الصمت قبل أن يسمع صوت خالد يجيب:.
,
, - ايوة يا بيومي في إيه، حد من البنات حصله حاجة
, نفي الحارس سريعا تلك الفكرة ليقول بتلهف:
, - لاء يا باشا بس عمر باشا لسه طالع دلوقتي حالا شقة حضرتك
, ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتي خالد بالطبع لم يراها بيومي فكيف سيراها من خلال الهاتف، ليتشدق بتلذذ:
, - ماشي يا بيومي، سلام.
,
, اغلق الحارس الخط، لتتجه عدسة الكاميرا لمكتب خالد السويسي في فيلاته يجلس خلف مكتبه يتحرك بكرسيه الوثير ببطئ، وابتسامة ثعلبية ماكرة تعلو شفتيه اغلق الخط مع الحارس سريعا ليطلب رقم تالا لحظات وقبل أن تنطق بأي حرف بادر قائلا:
, - تالا اسمعيني ونفذي اللي هقولك عليه بالحرف عمر طالعلكوا دلوقتي
, قص عليها ما يرغب تحديدا في أن يقوله لتقاطعه تهمس في قلق:
, - خالد الباب بيخبط٣ نقطة
,
, طرق بأصابعه على سطح المكتب ببطئ يبتسم باستمتاع على عمر أن يدفع ثمن ما جنت يديه غاليا وهو على أتم استعداد أن يلقنه الدراسة كاملا من البداية لنقطة النهاية أردف متلذذا:
, - ما تفتحيش على طول سيبيه مرمي برة شوية، واسمعي اللي أنا قولتلك عليه أنا عايز مصلحتك انتي والبنات قبل اي شئ
, سمع صوتها المتردد المرتبك حين همست:
, - ححاضر، مع السلامة.
,
, ودعها وأغلق الخط لتشرد عينيه في الفراغ يبتسم باتساع كم تمني في تلك اللحظة ولو يملك ولو كاميرا واحدة يري بها تعابير وجه أخيه الآن.
,
, أغلقت الخط مع شقيق زوجها السابق لتأخذ نفسا عميقا يليه الثاني والثالث لن تضعف سيدفع ثمن تركه لها بتلك البساطة، التقطت **** رأسها تضعه فوق خصلات شعرها تحكمه أمام المرآه تنظر لملابسها الطويلة المحتشمة، اتجهت ناحية باب منزلها بلعت لعابها لتفتح الباب فتحة صغيرة يظهر منها وجهها فقط لتبصر وجه عمر أمامها يقف ينظر لها بحدة يبدو غاضبا من هيئته الشرسة المبعثرة، بلعت لعابها ودقاتها تزداد عنفا احساس غريب مؤلم يسيطر على خلجاته متألمة مجروحة حزينة من غدره، مشتاقة فقط لرؤيته ولكن جرح انوثتها اقوي بكثير من أن تجعل مشاعر الاشتياق تسيطر عليها، حمحمت بخفوت تحاول إيجاد صوتها الهارب لتهمس في هدوء:.
,
, - خير يا عمر في حاجة
, اشتاق لها لم يكن يتوقع أبدا انها اشتاق لها لتلك الدرجة أيام قليلة تركها فيها يشعر بالاشتياق، اللهفة، الحنين اشتاق لكل شئ فيها صوتها، عينيها، قسمات وجهها، شعرها.
,
, ولكن مهلا لما ترتدي ال**** هل اعتبرته غريبا بتلك السرعة، اشتعلت نيران غضبه هل تخلت عنه بتلك البساطة، خالد ماهر للغاية في إيقاع الجنس الناعم في شبكه فهل طالت شباكه زوجته أيضا، حاول السيطرة على انفاسه الهادرة ليقول في برود:
, - أنا من حقي اشوف البنات ولا ايه.
,
, كان يريدها أن تعترض بأي شكل حتى ينفجر ويخرج كل ما يجيش في قلبه ولكن ما حدث أنه وجدها تبتسم في هدوء حركت رأسها إيجابا لتفسح له المجال ليدخل، شد على كف يده ليدلف إلى المنزل، وقف للحظات جوار الباب يتطلع إلى أرجاء المنزل تغير كثيرا عن آخر مرة كان بها هنا يبدو أن أخاه جدد جميع الأثاث، رآها تتقدم أمامه تشير له ناحية أحدي الارائك تغمغم في هدوء ورتابة:
, - اتفضل استريح على ما انادي البنات.
,
, التفت برأسه ناحية باب المنزل الشبه مفتوح تقريبا ليعاود النظر إليها يسألها بحدة:
, - أنتي ما قفلتيش باب الشقة ليه
, أخفت ارتباكها بصعوبة ماذا تخبره عذرا يا عمر ولكنها تعليمات شقيقك الأكبر بلعت لعابها تهمس بخفوت:
, - ما بقاش ينفع يتقفل علينا باب تاني يا عمر، ما تنساش أنك طلقتني
, اختصر المسافة الفاصلة بينهما في خطوتين لتهمس لتجده يقبض على رسغ يدها يصيح محتدا غاضبا:
, - ما تنسيش أنك لسه في عدتي يا هانم.
,
, نزعت يدها من يده بعنف ضعيف وقفت تنظر له تتحداه بنظراتها لتهتف بقوة:
, - أنا مش هسمحلك تتعامل معايا بالأسلوب الهمجي دا وخصوصا دلوقتي ما بقاش في اي حاجة تربطنا ببعض غير البنات، بناتي اللي عمري ما هتخلي عنهم ابدا، عن إذنك اناديهملك
, تركته واقفا استدارت لترحل حين سمعته يهتف من خلفها بحدة مغتاظا:
, - انتي صحيح هتتجوزي خالد، اخويا
, شجعت نفسها لتلفت له تنظر في عينيه بحدة ابتسمت لتقول بمكر انثي:.
,
, - أعيش زوجة تانية لراجل بيفهم ويقدر الست ولا اني اعيش زوجة وحيدة لزوج مهمل عديم المسؤولية٣ نقطة
,
, استدارت ترحل بهدوء نسيم هواء عليل اشعل قبس صغير من النار، ليتهاوي هو على المقعد يفتح زر قميصه العلوي يشعر بالاختناق يطبق على أنفاسه، لحظات ووجد سارين تخرج من أحدي الغرف قادمة تجاهه، ابتسم متوترا ما أن رآها لأول مرة يشعر بالفخر من مجرد النظر لطفلته يتسآل متي كبرت بتلك السرعة كيف كان بعيدا عن طفلتيه وهما يكبران خارج احضانه، يحسد أخاه في نفسه رغم أنه يمتلك فقط ابنه واحدة ولكنه عرف جيدا كيف يتواجد في كل مرحلة من مراحل حياتها، اشار إلى وسادة الأريكة المجاورة له ينظر لها يبتسم في رفق:.
,
, - اقعدي يا سارين، وحشاني يا حبيبتي، عاملة إيه
, جلست جواره بعيدة عنه بمسافة كبيرة تنظر ارضا تفرك يديها في توتر ملحوظ، لتهمس بصوت خفيض مرتبك:
, - الحمد لله كويسة، ازاي حضرتك
, تنهد يشعر بمرارة ألم تعصف بقلبه ليمد يده يربط على رأس ابنته لترفع وجهها نظرت له للحظات كأنها تعاتبه لتعاود النظر أرضا فاكمل هو:
, - بقيت كويس لما شوفتك، اومال سارة فين مش شايفها.
,
, بلعت لعابها مرتبكة ماذا تخبره أنها صرخت مذعورة حين عرفت أنه قادم واختبئت في غرفتها حتى لا تراه، شدت بأظافرها على الوسادة جوارها تحاول أن تبدو هادئة:
, - سارة كويسة هي بس مش كويسة قصدي يعني أنها نايمة
, ضيق عينيه ينظر لها بريبة، قلبه انقبض ألما ابنته بها خطب ما تري أهي مريضة ويخفون عنه الأمر، اقترب من ابنته امسكها من ذراعيها يسألها فزعا:
, - مالها سارة يا سارين هي كويسة حصلها حاجة، تعبانة.
,
, حركت رأسها نفيا سريعا تنظر لوالدها مذهولة منذ متي ووالدها يخاف عليهم لتلك الدرجة ازدردت ريقها تهمس سريعا:
, - لا هي كويسة مش تعبانة، احنا بخير عمو خالد واخد باله منا كويس
, تجمدت نظرات وسهم نار مسموم اخترق قلبه مع جملة ابنته أفلت ذراعيها يتذكر جملة اخيه التي دوت كرصاص في رأسه
, « ما ينفعش بنات اخويا يتربوا في حضن راجل غريب، البنات بيحبو عمو خالد يا عمر ».
,
, بلع لعابه الجاف بصعوبة ليخفض رأسه أرضا يشعر بمرارة قاسية تقتحم قلبه، رفع وجهه قليلا ينظر لابنته حرك شفتيه يهمس بمرارة:
, - عمو خالد أحسن مني يا سارين.
,
, رأي في عيني ابنته نظرة غريبة مزيج من المشاعر، عتاب ألم حب فهي ابنته رغم كل شئ، ربطت على يديه بحنو لتبتسم في رفق قامت دون أن تنطق بحرف آخر إلى غرفتها، ظل يتابعها بعينيه إلى أن اختفت ليجد تالا تأتي ناحيته تحمل صينية فوقها كوب عصير، وضعته أمامه بهدوء لتجلس على أحد المقاعد البعيدة عنه تتحاشي النظر إليه، هب واقفا ليضع يده في جيب حلته يخرج بطاقته الائتمانية ليلقيها على الطاولة يهتف في هدوء:.
,
, - بناتي ما حدش يصرف عليهم غيري٣ نقطة
, اقترب من مقعدها ليميل ناحيته وضع ذراعيه على جانبي المقعد ليحتجزها بين ذراعيه بلعت لعابها تشعر بذلك النابض يكاد ينفجر ليقترب برأسه منها يهمس متوعدا:
, - لو فكرتي حتى تتجوزي يا تالا هاخد منك البنات، المحكمة هتحكملي بيهم، دا اعتبريه تهديد
, تركها متجها إلى الخارج صافعا الباب بعنف يكاد يشتعل من الغضب.
,
, وصلت السيارة اخيرا بعد رحلة طويلة إلى حديقة فيلا خالد طوال الطريق زيدان يلتزم الصمت بشكل غريب لم تفهمه، منذ أن استيقظت ووجدت سترته تدفئها وهو صامت واجم وكأن شيئا ما ازعجه، حين وقفت السيارة مدت يدها له بسترة حلته تبتسم ممتنة لتجده ينظر لها لمحت ألم غريب يغزو زرقاء عينيه، ليبتسم لها في شحوب مد يده يأخذ منها السترة ليميل يفتح لها باب السيارة، ابتسمت له لتأخذ الجرو والنعجة الصغيرة نزلت من السيارة تحتضنهم كأنهم اطفالها، التفتت لزيدان تهمس خجلة:.
,
, - زيدان ممكن تجيب شنطتي
, ابتسم يحرك رأسه إيجابا ليلتقط حقيبة يدها، سار قريبا منها ليتجها ناحية باب المنزل دس يده في جيب بنطاله يضعه في قفل الباب فتح لها الباب لتدخل وهو خلفها قريبا منها تقريبا، ما إن وصلا بالقرب من غرفة الصالون سمعا صوتا يقول في سخرية:
, - أسرة صغيرة سعيدة وكمان شيلاها الشنطة طبعا ما هي شايلة العيال.
,
, التفتا معا لذلك الصوت ليجدا خالد يجلس على مقعد خلفها مباشرة يضع ساقا فوق اخري يبتسم ساخرا، اقترب بجسده يستند بمرفقيه على فخذيه، بسط راحة يده أسفل ذقنه يردف ساخرا:
, - ايه يا حبابيب بابا كنتوا فين، وايه الحيوانات دي فتحناها جنينة خلاص مش كفاية الحيوانات اللي عندنا ولا ايه
, نظرت لوالدها تبتسم مرتبكة لا تعرف ما تقول حمحمت بتوتر تتعلثم قائلة:
, - بابا أنا أصل.
,
, أنا خدت لينا افسحها شوية عشان كانت متضايقة، هتف بها زيدان في هدوء ينظر لخاله بثقة يدس يديه في جيبي بنطاله، ليرميه خالد بنظرة حادة غاضبة وقف متجها ناحيته لتنكمش لينا مرتبكة من ردة فعل والدها لتجده يخرج صورة من جيب قميصه رفعها أمام أعينهم يردف منفعلا:
, - واضح أنها كانت فسحة حلوة أوي
, اقترب من ابنته ينظر لها بحدة غاضبا ليغمغم ساخرا:.
,
, - مش عيزاه يا بابا، ما بحبوش وعاملة روز في تاتينك اومال لو عيزاه يا روح قلب بابا
, ترك ابنته متجها ناحية زيدان قبض على تلابيب ملابسه من الأمام يجذبه ناحيته يغمغم في حدة:
, - ثق فيا يا خالي، لاء الثقة واضحة هفضل اثق فيك لحد ما تدخلوا عليا بعيلين صح
, هو يعرف أن خاله غاضب ولكن ما لا يفهمه فعلا كيف وصلت تلك الصورة ليديه، ابتسم يهمس في هدوء لا يرغب في إثارة غضبه أكثر:.
,
, - يا خالي أنا عارف اني غلطت بس دا من فرحتي، لينا اخيرا وافقت اننا نتجوز
, لفظه خالد من بين يديه بعنف ليرتد للخلف خطوة واحدة، ابتعد خالد عنهم وقف أمام كلاهما يهتف محتدا غاضبا:
, - أنا بقي مش موافق وما فيش جواز، انتي يا هانم على اوضتك مش عايز المح طيفك براها، وأنت يا بيه اطلع برة مش عايز اشوف خلقتك تاني، جواز ما فيش، يلا برة.
,
, نظر زيدان له للحظات نادما ليتنهد في ألم ترك المكان بأكمله وغادر لتنظر لينا لوالدها بذهول لا تصدق أنه طرد زيدان بتلك القسوة، اتجهت إلى غرفتها ليقف خالد في مكانه كور قبضته يشد عليها ليهمس متوعدا:
, - أما ربيتكوا يا كلاب ما ابقاش انا خالد السويسي.
,
, اجفل من موجه غضبه على صوت رنين هاتفه أخرجه لترتسم ابتسامة طفيفة على شفتيه حين أبصر رقم أخيه على سطح الشاشة، فتح الخط سريعا يضع الهاتف على أذنه يقطب جبينه قلقا حين سمع أخيه يقول:
, - خالد أنا جاي مصر بعد يومين عايزك تجهزلي رجالة وسلاح ضروري يا خالد
, انتفض قلبه ذعرا على ما يقول أخيه ليصيح فيه سريعا في قلق:
, - هتعمل ايه يا حمزة في ايه فهمني
, لحظات صمت يليه صوت اخيه يردف متوعدا:.
,
, - هاخد تار قديم أوي، جهزلي بس اللي قولتلك عليه عشان أنا هبقي عندك في اقرب وقت.
,
, استقل سيارته متجها إلى منزلها غاضبا كلمة قليلة عما يشعر به، الآن فقط تأكد من شكوكه خالد ينوي الزواج من زوجته لن يسمح له اقسم على ذلك لو وصل به الحال للقتل! لن يسمح بذلك ابدا، وقف بسيارته أسفل منزل ناردين نزل منها يصفر ببرود، تحرك متجها إلى شقتها فتح الباب بالمفتاح التي اعطته له، تحرك يبحث عنها هنا وهناك ليسمع صوت ضحكات لعوب غاوية قادمة من ناحية غرفة النوم، اتجه إلى الغرفة يرهف السمع ليسمعها تقول في غنج:.
,
, - حبيبي أنت و****، قلبي يا ناس
, احتدت عينيه غضبا فتح باب الغرفة ليجد ما لم يكن يتوقعه ابداا٣ نقطة
,
, مدد على فراشه في غرفته الصغيرة يفكر في لغز ذلك الرجل سر غضبه، دفاعه عنه شخصيته غريبة المتقلبة المهينة تثير فضوله لسبر أغوار ذلك الغريب الغامض، تنهد يشد على شعره بحيرة، وطيف سارة يلوح أمام عينيه كم يتمني أن يذهب إليها يراها من جديد لا يكفي فقط مراقبتها من جديد وهي تجلس في تلك السيارة الفخمة التي تقلها يوميا، مجنون سيقول عنه الناس ذلك ويزيد أن عرفوا أنه يحب فتاة تصغره بأربعة عشر عاما ولكن ماذا يفعل الحب سلطان لا سلطان عليه، اجفل على صوت دقات على باب غرفته بالطبع والدته ابتسم يهتف بصوت عالي:.
,
, - خشي يا ماما
, دخلت والدته تنظر له تبتسم في مكر لتضع يدها على خصرها تتمتم في خبث:
, - حسام يا دكتور في واحدة حلوة عيزاك برة.
,
, انتفض في جلسته واسم سارة يتردد في عقله تري أخرجت من عقله لتتجسد أمام عينيه، وقف أمام والدته يهتف سريعا بتلهف:
, - بنت مين يا ماما
, ارتسمت ابتسامة واسعة ماكرة على شفتي والدته لتضع يسراها على خصرها تغمغم في مكر:
, - ومالك انتفضت كدة ليه، بس عندك حق بصراحة، ما هو اصل رشا بنت خالتك قمر تقول للقمر قوم وأنا اقعد مكانك.
,
, اختفت الابتسامة من فوق شفتيه، يعلو الوجوم قسمات وجهه ليتسطح على الفراش وضع الوسادة فوق رأسه يوليها ظهره ليغمغم في ملل:
, - اخرجي يا ماما وشدي الباب وراكي، أنا تعبان وعندي مستشفي الصبح بدري
, اقتربت والدته منه تنزع الوسادة من فوق رأسه تهمس في غيظ:
, - قوم يا حسام ما تستهبلش، رشا جاية مخصوص عشان تشوفني وتقعد معايا
, هب جالسا ليتبعثر شعره الاسود الكثيف يغطي غرته اشار لها ليعاود الاشارة لنفسه يهمس في غيظ:.
,
, - اديكي قولتيها، جاية تشوفك مش تشوفني يبقي حضرتك اللي تقعدي معاها مش انا
, جذبته والدته من ذراعه بقوة واهية لتهمس فيه غاضبة حتى لا تسمعها تلك الجالسة بالخارج:
, - قسما ب**** يا حسام، لو ما خرجت تقعد مع رغدة لا تكون ابني ولا اعرفك
, هب واقفا أمامها كتف ذراعيها أمام صدرها يكمل ساخرا:.
,
, - ايوة ايوة كملي بقي الاسطوانة لا انت ابني ولا اعرفك وهمشي ومش هتعرفولي طريق ويا خسارة تربيتي فيك، دا أنا كنت أمك وأبوك من ساعة ما أبوك ما مات، حفظت خلاص بتسميعها كل يوم من ساعة ما بابا مات
, اكتسي الحزن والوجوم وجه والدته حسام تشعر بغصة مريرة تفتت قلبها، بلعت غصتها تهمس بخفوت:
, - خلاص يا حسام نام يا إبني عن إذنك.
,
, كادت ان تتحرك تغادر غرفته لتشعر بدوار يجتاحها استندت على اول مقعد قابلها لتجلس عليه، هرع إليها سريعا جلس على ركبتيه أمامها ينظر لها نادما على ما قال ليهتف بتلهف:
, - ماما مالك يا ماما، ماما أنا آسف يا ماما أنا مش عارف أنا قولت كدة إزاي٣ نقطة
, مد يده يجذب كف يدها يقبله كأنه يعبر عن أسفه على ما فعل لتبتسم والدته في رفق مدت يدها الأخري تربت على رأسه في رفق تهمس في حنو:.
,
, - أنا ما بزعلش منك يا حبيبي دا أنت حتة من قلبي
, بسطت كف يدها الآخر على وجنته تهمس بخفوت:
, - كفاية أنك الحاجة الوحيدة اللي بقيالي منه، بشوفه فيك يا حسام، عمري لا حبيت ولا هحب غيره ابدا
, ارتسمت ابتسامة واسعة خبيثة على شفتي حسام ليغمغم في مكر:
, - ايوة يا ست شادية مولعاها انتي وعبد الحليم في الوسادة الخالية
, ضحكت والدته بخفة على ما قال لتمد يدها تشد اذنه اليسري ببعض الحدة تهمس بغيظ:.
,
, - يا واد اتلم يا واد بقيت شحط معدي ال30 ولسه بنفس التفاهة يا أما نفسي اشوفك متجوز وعندك عيال
, سحب أذنه من بين كفها يمسدها باصابعه برفق يقول مغتاظا:
, - يا حجة ودني، ويكون في علمك قبل ما نخرج أنا مستعد اتجوز سلعوة ولا اتجوز رشا بنت أختك، دي حولة يا ماما
, جذبت يده معها تشده ليقف، اتجهت معه لخارج الغرفة تهمس له قبل أن يصلا إلى غرفت الصالون:
, - ولا مش عايزة حركات قرعة من بتوعك تعامل بنت خالتك كويس.
,
, علا ثغره ابتسامة واسعة خبيثة ليحرك رأسه إيجابا يهمس في مكر:
, - من عينيا يا ست الكل
, دخل معها إلى غرفة الصالون ليجد فتاة لا ينكر أنها جميلة ولكن تلك المستحضرات الغريبة التي تضعها فوق وجهها بتلك الكثافة تجعله ينفر منها، اتجه ناحية أحد المقاعد البعيدة عنها كاد أن يجلس عليها حين سمع والدته تقول:
, - حسام هتقعد بعيد ليه كدة تعالا اقعد هنا جنب بنت خالتك قصدي جنبنا يعني.
,
, زفر حانقا من أفعال والدته ليقترب منهم كاد أن يجلس جوار والدته ليجدها تجذبه ليجلس على المقعد المجاور لتلك الرغدة الملونة، نظر لرشا يبتسم باصفرار ليجدها تبتسم له بنعومة تسبل اهدابها الاصطناعية الكثيفة كأنها مراوح من ريش فوق عينيها فرغ فمه ينظر لها ببلاهة ليغمغم بذهول:
, - هو انتي ليه حاطة مقشات فوق عينيكي
, تأوه متألما حين لكزته والدته بمرفقها في ذراعه لينظر لها مستفهما يمسد ذراعه بكف يده الآخر يهمس:.
,
, - اييه في ايه
, رمته بنظرة غاضبة ساخطة لبيتسم باصفرار عاود النظر إلي تلك الفتاة يحافظ على ابتسامته السخيفة الواسعة مكملا كلامه:
, - أنا قصدي يعني أن المقشات قصدي عينيكي حلوة أوي
, ابتسمت الاخيرة خجلة تهمس في خفوت:
, - متثكرة يا حثام
, نظر لوالدته يغض على شفتيه بغيظ ليميل بجسده ناحيتها يهمس لها حانقا:
, - بقي أنا اثمي قصدي اسمي حثام، يا ماما ارحميني٣ نقطة
,
, دفعته والدته ليرتد عائدا إلى جلسته الاولي يبتسم في وجه تلك الفتاة باصفرار باهت:
, - منورة يا رثا قصدي يا رشا
, احمرت وجنتيها خجلا او ربما ذلك بفعل ذلك اللون الأحمر الغريب الذي تضعه في خديها لترفع وجهها له ابتسمت في هيام لتهمس بحالمية:
, - إنت صحيح بتغني
, ضيق عينيه ينظر لوالدته ليبتسم متوعدا عاود النظر لرشا حرك رأسه إيجابا يبتسم ساخرا:
, - حازم صوته حلو اوي يا انسة غاتة٣ نقطة
,
, حمحم بصوت اجش منفر ليبدا بالغناء بصوت منفر مزعج رفيع صاخب:
, - ايهاااااااا الراقدون تحت التراب جئت ابكي على هوي الاحبااااااااااااااااب
, وضعت والدته يديها فوق أذنيها تحجب صوته الشاذ المنفر بينما بسطت رشا يدها أسفل راحة ذقنها تنظر له بحالمية لتتنهد بحرارة بين حين وآخر إلى ان انهي لحنه الخاص، بدأت تصفق بحرارة تهتف بولة:
, - صوتك جميل اووووي.
,
, حدجها بنظرة غاضبة مغتاظة ليهب واقفا مال بجسده قليلا ناحية رشا يصيح بحنق:
, - يلا يا كدابة دا انتي هتولعي في جهنم، أنا ماشي
, هبت والدته تحاول اللحاق به خاصة حين رأته يلتقط هاتفه ومفاتيح سيارته الجديدة متجها ناحية باب المنزل لتلحق والدته به سريعا تصيح فيه قلقة:
, - حسام رايح فين يا ابني، يا حسام أنت بلبس البيت رايح فين بس
, اتجه ناحية باب المنزل فتحه نظر لوالدته قبل أن يخرج صافعا الباب خلفه يصيح في حدة:.
,
, - رايح في داهية
, نزل إلى أسفل غاضبا يشعر بنوبة عنيفة من الغضب تجتاح جسده خاصة حين كانت تلك الفتاة جالسة جواره لا يعرف لما ولكنه لم يكن يراها من الأساس صورة سارة كانت متجسده أمامه بدلا منها، ابتسامتها عينيها ضحكتها..
, يشعر برغبة ملحة في أن يذهب اليهم يريد فقط أن يراها زفر بعنف يخلل يديه في خصلات شعره، ليدير محرك السيارة متجها إلى منزل صديقه مقررا المبيت لديه الليلة.
,
, اتجهت لينا إلى غرفتها ما أن فتحت الباب حتى انتفضت من مكانها تصرخ فزعة، لتصدح ضحكات صديقتها الصاخبة، اقتربت منها تلاعب حاجبيها ساخرة لتهتف في مرح:
, - يلا يا جبانة
, ضيقيت لينا عينيها تنظر لها بغيظ لتقترب منها سريعا تقرص ذراعها بعنف تهمس له من بين اسنانها في حنق:
, - سهيلة يا حيوانة خضتني يا زفتة منك لله يا بعيدة
, سرعان ما اختفي غيظها ليحل محله ابتسامة سعيدة واسعة اسعرت تعانق صديقتها تصيح بفرح:.
,
, - سهيييلة وحشاني اوووء كل دا غياب، حصل حاجات كتير لازم احيكلك عليها بالتفصيل
, ضحكت سهيلة بخفة تعانق صديقتها بقوة:
, - وانتي كمان يا لينا وحشاني، اسكتي لندن تحفة ما صدقت بابا رايح يعمل صفقة هناك وروحت قفشة فيا، قوليلي صحيح لسه بتحبي المعيز
, اختفت ابتسامة لينا من فوق ثغرها لتبتعد عن صديقتها حركت رأسها نفيا تخفضها ارضا اختنقت نبرتها بغصة قاسية مؤلمة تهمس بمرارة:
, - ما عدش فيه معاذ خلاص يا سهيلة.
,
, اتسعت عيني سهيلة في ذهول لتسمك بذراعيها تسألها قلقة على صديقتها:
, - ايه حصل احكيلي
, تنهدت متألمة هي حقا لا تريد تذكر ما حدث ولكن كيف حتى ستخفي عن نصفها الآخر اي حرف مهما كان حركت رأسها إيجابا تقص عليها ما حدث خلال الفترة الماضية كاملا لتشهق سهيلة بعنف تصيح في غيظ:.
,
, - أنا قيلالك من الأول أنه عيل واطي وحيوان ومالوش قعدتي تقوليلي أنا قلبي لمعاذ، اهو طلع زبالة زي ما قولتلك، عارفة لو كنتي وافقتي على كلام باباكي لما قالك انه مستعد يجبهولك كنت قطعت علاقتي بيكي، ما أنا مش هصاحب واحدة معدومة الكرامة
, تنهدت سهيلة بارتياح بعدما اخرجت كل ما يجيش في صدرها لترتسم ابتسامة واسعة على شفتيها صاحت بسعادة لتهب تحتضنها بقوة:.
,
, - مبرررروك يا لوبيا اخيرا هتتجوزي زيزو المز ابو عيون زرقا، اوعدني يا رب بواحد مز زيه كدة
, ايه دا قلقاسة هنا هي مش كانت مسافرة، هتف بها جاسر بعبث وهو يدخل من باب الغرفة المفتوح، لتعقد سهيلة جبينها في غيظ نزلت من فراش لينا تقف أمام جاسر تشب على اطراف أصابعها قليلا اشهرت سبابته أمام وجهه تهتف ساخرة:
, - شوف مين بيتكلم أستاذ بسلة بجلالة قدرة.
,
, انتفخت اوداجه غضبا ليقترب منها خطوة واحدة فقط أشهر هو الآخر سبابته أمام وجهها:
, - أنا بسلة يا قلقاسة، شوفي يا ماما طولك وطولي
, هبت لينا سريعا تقف حائلا بينهما تفرد ذراعيها جوارها توقفهم قائلة:
, - بس بس خلاص ايه سوق الخضار اللي فتح في الأوضة دا، إنت رايح فين يا جاسر
, رمي سهيلة بنظرة غاضبة مغتاظة لينظر للينا يبتسم في رفق:
, - مسافر الجنوب عمك رشيد مش عارف عايزني في ايه بس قالي لازم اجي ضروري.
,
, اكتسئ الحزن قسمات وجهها لتقترب منها تعانقه بقوة ليلف ذراعيه حولها يضمها إليه بحنو خاصة حينما سمعها تهمس في حزن:
, - هتسافر دلوقتي دا في حاجات كتير حصلت وكنت عيزاك جنبي الفترة الجاية
, ابعدها عنه يمسك ذراعيها بين كفيه يشد عليها برفق نظر لها يبتسم في حنو:
, - يومين بالكتير وهرجع انتي عارفة ما بحبش قعدة البلد، لو احتجتيني في اي وقت، الو جاسر تعالا حالا هتلاقيني هنا قبل ما تقفلي السكة.
,
, ادمعت عينيها تنظر لأخيها بامتنان لتعاود عناقه من جديد تهمس برجاء:
, - **** يخليك ليا يا جاسر
, ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه ليقبل قمة رأسه مكملا:
, - وما يحرمني منك يا حبيبتي يلا اخلع أنا بقي عشان ما اتأخرش.
,
, ابتعد عن لينا، نظر لسهلية قبل أن يغادر ليجدها تنظر ناحيتهم، رأي نظرة غريبة مزيح من الحزن والحرمان تحتل عينيها، يقسم أنها رأي بعض الدموع تغزو مقلتيها، تنهد ليلوح لها وداعا ومن ثم غادر بهدوء تام متجها إلى العاصفة.
,
, بعدما انهي حديثه مع شقيقه التؤام، انهي بعض الأوراق الخاصة بعمله ليتجه ناحية صالة التدريبات حين سمع صوت أحد الآلات تعمل بداخلها وقف عند باب الغرفة يربع ذراعيه أمام صدره ينظر لزيدان الذي يركض بعنف على آلة الركض تلك يتصبب عرقا يغطيه ليبتسم ساخرا، تقدم لداخل الغرفة يقول في تهكم:
, - بيتهيئلي كدة أن أنت في صالة الرياضة اللي في بيتي، وبيتهيئلي بردوا اني طردتك ولا إيه.
,
, أوقف آلة الركض ليجلس على شريطها الاسود يلتقط أنفاسه، نظر ناحية خاله يبتسم في ثقة ليقم من مكانه اتجه ناحية البراد الصغير في الغرفة التقط زجاجة مياه باردة فتحها كاد أن يصبها كاملة فوق رأسه حين شعر بها تنزع بعنف من بين يديه وصوت خالد يصدح غاضبا:
, - ما ترميش عليك ماية متلجة وأنت في حالتك دي يا حيوان يجيلك حمي.
,
, ابتسم زيدان في اتساع هو فعل ذلك لأنه يعلم أنه سيعارضه اقترب منه يمسك بكف يده ليبتعد خالد عنه سريعا يصيح في غيظ:
, - زيدان ابعد عني الساعة دي أنا مش طايق اشوف خلقتك كفاية أوي اللي عملته
, أراد تصحيح الوضع يحاول افاهمه فقط أن ما فعل كان من فرط شعوره بالسعادة ليصيح سريعا:
, - يا خالي افهمني، لينا كانت فعلا متضايقة جدا فأنا قولت ارفه عنها شوية وروحنا الواحة
, ما صدقتش نفسي لما قالتلي انها موافقة، فشيلتها.
,
, اقترب خالد منه يدفعه في صدره بعنف يصيح محتدا:
, - وأنت من امتي بتعمل حاجة من غير ما تاخد رأيي، تاخد البنت من غير اذني ومن غير حراسة افرض حصلها حاجة لاء ومش كدة وبس قولت تكمل عرض المصايب رايح تشيل وتحضن ما كنت كتبت بالمرة٣ نقطة
, قاطعه زيدان سريعا يحاول تهوين الوضع ولو قليلا:
, - يا خالي اسمعني٣ نقطة
, قاطعه خالد يزمجر غاضبا:.
,
, - بلا خالي بلا زفت، ويكون في علمك ما فيش جواز، ايه رأيك بقي هجوزها للواد اللي اسمه معاذ بالعند فيك
, استدار خالد ليغادر حين سمع صوت زيدان يهتف من خلفه:.
,
, - إنت بتكرر نفس اللي عمله جدي جاسم لما بعدها عنك غصب عنك، بس أنت قصدي حضرتك كان عندك أهل وناس تحس أنك عايش وسطهم، انما أنا لاء ماليش في الدنيا غيرها وغيركوا، لو بعدتني عنها يبقي بتبعدني عنكوا، يبقي بتحكم عليا بالموت البطئ بتكمل حلقة ظلم الدنيا ليا، أنا غلطت وأنا آسف، أول مرة احس بفرحة زي دي فاتصرفت من غير عقل.
,
, التفت خالد له ينظر له مطولا للحظات لا يجد ما يقوله انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة يهتف متهكما:
, - تصدق هعيط وأنا دمعتي قريبة وقلبي رهيف، حلو فيلم المظلوم االي كنت بتمثله
, ضحك زيدان بخفة ليدس يديه في جيبي بنطاله يغمغم في مرح:
, - كان باين اني بمثل
, رماه خالد بنظرة ساخطة متهكمة ليردف متهكما:
, - جدا ادائك مصطنع واوفر وقديم، وما فيش جواز
, التفت يغادر لتتسع عيني زيدان بذهول يهرول خلفه يهتف بتلهف:.
,
, - استني بس يا حج إسماعيل، قصدي يا خالي، يا خالي
, ما كاد يقترب خالد من باب المنزل سمع صوت البوابة الخارجية تفتح بعنف لتدخل سيارة عمر كسهم منطلق حاد، وقفت في منتصف الحديقة لينزل عمر منها سريعا منظره بشع شعره مبعثر عينيه حمراء قميصه مجعد يديه عليها آثار دماء، فزع خالد من منظره ليقترب منه سريعا يسأله بتلهف:
, - في إيه يا عمر، إنت عامل كدة ليه.
,
, وقف عمر للحظات يرتجف بعنف من هول ما حدث نظر له بأعين زائغة مرتجفة ليهمس في صدمة:
, - أنا قتلت ناردين!
,
, بعد ثلاثة ساعات ويزيد وصل اخيرا إلى منزله بأسيوط، بعد ترحاب شديد من والدته التي ظلت تسأله بلا توقف:
, - إنت خاسس كدة ليه
, - بتاكل كويس
, - اوعي تكون بترمي الغطا وأنت نايم
, - لاء شكلك هفتان أنا هروح اعملك الوكل
, ليضحك بخفة يقبل جبينها ويديها يغمغم في مرح:
, - يعني رشيد باشا علمك المصري كله وجه عند الاكل وبقت الوكل ما كنا ماشيين حلو.
,
, ضحكت والدته بخفة لتتجه ناحية المطبخ سريعا، بينما وقف هو في بهو منزله ينظر حوله لطالما أحب ذلك المكان حين كان *** ولكن حين قتل والده حلمه ومنعه من دراستها التي يحبها بات يكره ذلك المكان يختنق فيه، تنهدت في ضيق لتتسع ابتسامته حين سمع ذلك الصوت الصاخب المحبب اليه يعلو صوت خطوات شقيقته الصغري تركض على سلم البيت تصيح باسمه بسعادة، ليقترب من السلم لأنه يعرف ما ستفعل بعد ذلك ستقفز من الدرجات الأخيرة اليه مباشرة، التقطها بين ذراعيه يدور بها حول نفسه تضحك ويضحك معها ربما صبا، هي الصبا الوحيد النسيم العليل الذي يدفعه للقدوم هنا مجددا شقيقته الصغري ذات الخمسة عشر عاما، جلست جواره على الأريكة نظرت حولها بحذر لتقترب منه تهمس في خفوت:.
,
, - جاسر هو أنا ينفع اتجوز
, قطب جبينه متعجبا من كلامها ليبتسم في رفق يحرك رأسه نفيا:
, - حبيبتي انتي لسه صغيرة خالص على الجواز، جواز ايه بس
, عادت تنظر حولها من جديد لتهمس في حذر:
, - اصل أنا سمعت بابا بيقول لماما أن لازم جاسر يوافق على الجواز والا صبا هي اللي هتتجوز
, قطب جبينه متعجبا من كلام شقيقته الغريب ليجد والدته تدخل في تلك اللحظة تحمل صينية طعام كبيرة ليتجه إليها يسألها مستفهما:.
,
, - ماما ايه الكلام اللي سهر بتقوله دا، جواز إيه
, نظرت شروق لابنتها بغيظ حذرتها قبل أن يأتي جاسر أن تخبره بأي شئ قبل أن تخبره بالأمر كاملا ولكنها كالعادة أخبرته بكل شئ
, نظرت لابنتها تبلع لعابها مرتبكة تحاول الحديث:
, - اصل يا ابني الموضوع
, الموضوع زي ما فهمته يا جاسر كان هيحصل تار وفي قعدة الصلح اتفقنا أنك تتجوز واحدة من بنات عيلة المنشاوي ولو رفضت راجل من عيلة المنشاوي هيتجوز اختك.
,
, قالها رشيد دفعة واحدة حين خرج من باب مكتبه، طرق الحديد وهو ساخن جاسر سيعرف اولا او آخرا، اشتعلت عيني جاسر غضبا على ما قال والده ليتقدم ناحيته وقف أمامه لا يفصله سوي بضع خطوات بسيطة ليفجر بركان احتبسه في صدره منذ سنوات وحان وقت انفجاره.

الجزء العشرون


اشتعل براكنه الخامد تحت وطأة كلامات والده أيظنه عبدا لديه يحركه كما يريد، لعبة ماريونت محكمة الخيوط يحركها بأصابعه كما يرغب، اشتعلت عينيه يقبض على كف يده ليفجر بركان غضبه:.
,
, - إنت ايييييه يا أخي، هو أنا شغال عندك العبد بتاعك عشان ينفذ بس من غير ما يعترض ادخل الكلية اللي على مزاجك واشتغل الشغل اللي على مزاجك ودلوقتي عايز بردوا تجوزني على مزاجك بتضحي بسعادتي ومستقبلي وحياتي عشان قعدة زفت ماليش دعوة بيها أنا ماشي ومش هدخل البيت دا حتى لو قولولي أنك مت.
,
, الجم لسانه بصعوبة بعد جملته الأخيرة كيف يقول ذلك لوالده بلع لعابه مرتبكا يشعر بالاشمئزاز من نفسه على ما تفوهت به شفتيه خاصة مع نظرات والدته الحزينة المعاتبة، زفر بحرقة يخلل أصابعه بين خصلات شعره يشد عليه بعنف اخفض رأسه ارضا يهمس في ارتباك:
, - بابا أنا.
,
, امشي يا جاسر، هتف بها رشيد بهدوء تام لا يمت لما حدث منذ قليل بصلة لتتسع عيني جاسر في ذهول، رفع وجهه ينظر لوالده متعجبا ليجد نظرة غريبة تكسو مقلتيه للحظات شعر أن والده نادم على ما فعل بحقه، بلع رشيد غصته القاسية ليردف قائلا في هدوء زائف:.
,
, - امشي يا جاسر، أنا لو كنت فرضت عليك دراستك فتبقي مهندس زراعي احسن ما تبقي حتة طباخ، اومال مين هياخد باله من اراضي العيلة، غيث ابن عمك فارس مسافر برة ويا عالم هيرجع ولا لاء، عايز تمشي امشي، بس أنا مش هسمح أن بحر ددمم يحصل بين العيلتين ويروح ناس مالهمش ذنب في الرجلين، حتى لو اضطريت أن أنا اجوز صبا.
,
, اتسعت عيني جاسر في صدمة، ليلتفت برأسه ينظر لشقيقته الصغري الذي شحب وجهها خوفا من كلمات والدها الأخيرة، للحظات شعر برغبة ملحة في الفرار من المكان بأكلمه، التقط حقيبة سفره الصغيرة متجها إلى خارج المنزل تحت نظرات والدته الفزعة الحزينة على ولدها ونظرات شقيقته المرتعبة من فكرة زواجها، وجاسر في طريقه إلى الخارج وقف فتح باب منزلهم يقف جواره، ليهتف بصوت اجش عالي دون أن يلتفت لهم:.
,
, - ما تدخلش صبا في الموضوع أنا مش هضحي بأختي، أنا موافق على الجوازة، لما ترتبوا الموضوع اتصلوا بيا عشان أجي
, قالها واكمل طريقه في هدوء تام، هدوء يتنافي تماما مع نزيف قلبه المثقل بالهموم والألم ليصدح صوت والدته الملتاع حزنا على صغيرها:
, - جاسر رايح فين يا إبني أنت لسه واصل
, التفت برأسها ينظر لوالدته وشقيقته الصغري بابتسامة صغيرة شاحبة، ركز عينيه على والدته يقول في هدوء:.
,
, - خلي بالك من صبا يا ماما، ركزي معاها في مدرستها ومذاكرتها.
,
, التفت ليغادر لتلقي عينيه بعيني أبيه فقط لمحة خاطفة رأي فيها انطفاء روح والده المنعكسة على زجاج عينيه الفارغ، خرج جاسر من المنزل متجها إلى سيارته، القي حقيبته على المقعد الخلفي ليستقل مقعد القيادة أدار المحرك يضغط على دواسة البنزين في عنف ليصدح صوت عجلات السيارة وهي تحتك بعنف مع أرض الطريق، يديه تشد بعنف على المقبض عروق يديه ورقبته تنفر، تصرخ، تثور، عينيه سوداء حادة مشتعلة كأن جمر نار يلتهب فيها، لما حُكم عليه أن يكون عبدا لوالده يحركه كما يشاء يفعل ما يرغب ابيه في فعله لا يتذكر أنه اختار شئ في حياته قررات والده مفروضه عليه منذ أن كان طفلا، حتى بعد أن صار رجلا عليه أن ينفذ أوامر والده دون أدني اعتراض لن يضحي ابدا بشقيقته الصغري في لعبة ثأر هكذه لازالت طفلة لا تعي من الدنيا شئ، اوقف السيارة على جانب الطريق، أخذ نفسا طويلا يزفره بحرقه يصرخ بصوت مكتوم يكره شعوره بالعجز كأنه يقف مكتوف اليدين لا حول له ولا قوة، التقط هاتفه من جيب سرواله يبحث عن رقمها ليطلبه لحظات وسمع صوتها الناعم:.
,
, - جاسر وحشتني بقالك كتير ما كلمتنيش
, زفر باختناق قيد آخر يطوق رقبته عاد برأسه إلى ظهر المقهد يهمس في خمول:
, - أنا جاي على اسكندرية يا شاهي
, سمع صرختها الفرحة يليها صوتها تصيح بسعادة:
, - بجددد يا حبيبي يا جاسر دا أنت وحشتني أوي، أنا هجهزلك احلي عشا على ما تيجي
, ما تتأخرش يا حبيبي.
,
, اغلق الخط يبتسم ساخرا، لا يعرف حقا لما سيذهب إليها من الأساس هو فقط يرغب في الشعور بأنه طير طليق خارج اسوار وقيود والده، ادار مقود السيارة متجها إلى عروس البحر الابيض المتوسط حيث يشعر بحريته بين أمواج البحر.
,
, جذب يد اخيه إلى صالة التدريبات لأنها بعيدة عن الفيلا وقف امامه ينظر لحالته المذعورة الدماء تغطي يديه وملابسه عينيه شاردة تتحرك بتوهان هنا وهناك يتمتم بكلمات غريبة فهم منها البعض:
, - قتلتها أنا قتلتها، بنتي كانت عيزاه يغتصب بنتي، بنتي كانت هتضيع بسببي، شيطانة
, قبض بيديه على ذراعي شقيقه يهزه يعنف عله يفيق من حالته تلك ليصرخ فيه بحدة:
, - عمررر فوق يا عمر وفهمني أنت عملت ايه.
,
, لم تهدئ حالة عمر الغريبة بل ظل يهذي كأنه مسا من الجنون أصابه، نظر خالد له قلقا من حالته الغريبة تلك لم يجد حلا أمامه سوي أنه رفع يده ليهبط بها بقوة على وجه أخيه عله يفيق من حالته تلك ليصرخ فيه قلقا:
, - عمر فووق
, توقف عمر عن الهذيان نظر لأخيه صامتا مذهولا للحظات، قبل ان يلقي برأسه على صدر شقيقه ينفجر في البكاء كطفل صغير خائف يصيح من بين شهقاتها:.
,
, - أنا غبي، غبي واستاهل كل اللي حرالي كنت هضيع بنتي بإيدي هي السبب يا خالد هي السبب
, ابعده خالد عنه يمسك بذراعي أخيه هذا ليس وقتا للمشاعر بأي حال من الأحوال، ليصيح فيه بحدة:
, - مش وقت عياط فهمني حصل ايه ويعني ايه قتلت ناردين
, حرك عمر رأسه إيجابا لتنهمر دموعه كسيل جارف وهو يقص على أخيه ما حدث
, Flash back.
,
, تحرك يبحث عنها هنا وهناك ليسمع صوت ضحكات لعوب غاوية قادمة من ناحية غرفة النوم، اتجه إلى الغرفة يرهف السمع ليسمعها تقول في غنج:
, - حبيبي أنت والله٣ نقطة
, احتدت عينيه غضبا فتح باب الغرفة ليجد ما لم يكن يتوقعه ابداا، ناردين تجلس على الفراش توليها ظهره أمامها جهاز اللاب توب تحادث أحد من خلال خاصية الفيديو اختبئ حتى لا تراه ليسمعها تكمل بغنج:.
,
, - رغم الغباء اللي عملته يا تيمو بس اعمل إيه ما اقدرش استغني عنك أبدا
, لحظات وسمع صوت مألوف شعر أنه حقا سمعه من قبل يتكلم بصوت ثقيل متألم:
, - الغباء مش مني يا نارا انتي بعيد عن مطاعم البلد كلها جيباه المطعم اللي متعودين نروحه اهو شافني مع بنته، اااه يا جسمي أنا متدغدغ اتنين شبه البوابة واحد اسمه زيدان والتاني حسام كانوا بيشقطوني لبعض
, تهدجت نبرتها بصوت حزين لتهتف بلوعة ممزوجة بعتاب:.
,
, - حبيبي ألف سلامة عليك بس أنت لو كنت سمعت كلامي من الأول ما كنش كل دا حصل، أنا قولتلك هددها تجيلك البيت واغتصبها وصورها
, عند تلك الجملة اشتعلت النيران تضرم جسد عمر، يود فقط الإنتقام تلك الحية هي السبب في تخريب حياته أرادت من ذلك الفتي أن يغتصب ابنته، دفع باب الغرفة بعنف اجفلت ناردين تشهق بذعر بينما اقترب هو منها قبض على خصلات شعرها يصفعها بجنون يصرخ فيها:.
,
, - آه يا بنت ال، يا، بقي انتي السبب في اللي حصل عايزاه يغتصب بنتي يا زبالة يا تربية الشوارع، أنا هموتك
, توقع كل شئ منها عدا أن تضحك بقوة، تعالت ضحكاتها الساخرة الصاخبة نظرت له في تهكم لتهتف قائلة:.
,
, - عمر حبيبي ما تعشيش في دور البرئ المظلوم، أنت كنت بتدور على وهم عايز واحدة فيها كل مواصفات تالا مراتك بس من غير مسؤولية واحدة حلوة، منطلقة ما بتقولش عيب ولا لاء، وانا اديتك دا فين بقي المقابل بتاعي فلوسك اللي مغرق بيها المدام والبنات فقولنا شوية ياخدهم تامر من سرسورة حبيبة بابا.
,
, انفجر بركان الغضب لتأجج حممه انهال عليها بالضرب، يصرخ يضرب يزمجر، ابنتيه وزوجته ابتعد عنهم باعهم بأرخص الأثمان لأجل حية تسعي لتخريب حياته، سارة ابنته الصغيرة بدلا من أن يحضتنها يطمئنها بين أحضانه بات كابوسا جديدا لها دمر ابنتيه بإهماله قديما وتركه لهما الآن، لم يشعر بنفسه سوي وهو يسمك برأس تلك الحية يصدمه بالحائط بعنف غضبه المشتعل ليشعر بها تسقط أرضا يسيل بحر دماء من رأسها، هبطت ناحيتها ينظر لجسدها في ذعر نزل لمستواها يمسك برأسها لتغطي الدماء يديه بدءا يصفعها على وجهها بحدة يحاول إيقاظها:.
,
, - ناردين، ناردين
, لا مجيب لا حياة لمن تنادي، ماتت تلك هي الكلمة الواحدة التي ترددت داخل عقله قتلها بات قاتلا، نظر لجسدها الملقي ارضا بإشمئزاز من نفسه قبلها بصق عليها ليخرج من المنزل استقل سيارته لا يعلم أين يذهب
, Back
, ما إن انهي عمر كلامه كور قبضته يصفع بها الحائط خلفه مرة تليها الثانية والثالثة يصرخ في قهر:
, - أنا السبب أنا اللي ضيعت بنتي يا خالد، كانت عيزاه يغتصبها، قتلتها ايوة قتلتها.
,
, اقترب خالد منه يقبض على تلابيب ملابسه يصيح فيه غاضبا:
, - إنت اتجننت هتودي نفسك في ستين داهية يا حيوان، عنوان شقتها ايه بسرعة
, نظر عمر له بضياع لينفجر في بكاء مرير ينعي ما جنته يداه على نفسه، ليحاوط خالد وجهه بكفيه يسأله سريعا بتلهف:
, - عمر مش وقته خالص، ركز معايا العنوان إيه وبعدين انهار براحتك.
,
, أخبره عمر بعنوانها من بين شهقاتها العنيفة ليدفعه خالد جانب خرج يهرول من للغرفة وجد زيدان يقف خارجا ينتظره سأله بفزع ما أن رآه:
, - خير يا خالي حصل ايه، هي مين دي اللي خالي عمر قت
, زمجر خالد كليث غاضب يقاطع زيدان صائحا:
, - مش وقت رغي، كلم صاحبك اللي اسمه حسام لو ميت مش نايم تصحيه وخليه يسبقنا على المستشفى بتاعت لينا وأنت حصلني بعربيتك.
,
, دون كلمة اخري كان زيدان يقفز في سيارته يحاول اللحاق بسيارة خالد في الطريق اتصل بحسام قبل أن ينطق بأي حرف وجد حسام يقول في نزق:
, - إنت يا عم الفامبير ما فيش اكل في بيتكوا أنت بتتغذي على الدم يلا، هاتلي
, قاطعه زيدان يصرخ في فزع:
, - حسام مش وقته تجري حالا على مستشفي الحياة في مصيبة وخالي قالي اتصل بيك
, كاد حسام ان يلطم خديه فزعا ليصيح في ذعر:.
,
, - **** يخربيتك أنت وخالك من ساعة ما عرفتك وأنا موحول في المصايب، مسافة السكة وهبقي هناك **** يخربيت دي صحوبية زبالة.
,
, وقفت سيارة زيدان بالقرب من سيارة خالد يحاول أن يلحق به ليصرخ فيه خالد أن يبقي مكانه، اتجه خالد إلى أعلي ناحية شقتها حرك الباب ليفتح بسهولة، باب المنزل لم يكن مغلقا بالكامل يبدو أن عمر نسي إغلاقه دخل خالد يبحث عن ناردين ليجدها ملقاه في غرفة النوم نزل على ركبتيه جوارها يتحسس بأصبعيه الوسطي والسبابة عرق رقبتها النابض ليزفر في راحة يحمد **** في نفسه يشعر بنبض قلبها، لا تزال حية، حملها بين ذراعيه إلى أسفل ليأخذها زيدان من بين يديه يضعها في سيارته هو، ليصيح فيه خالد بحدة:.
,
, - اطلع على مستشفي الحياة بسرعة انا وراك بالعربية.
,
, غرفة صغيرة في المستشفى فراش ومقعد وطبيب يقف بالقرب من المحلول الوريدي المعلق على حامل جوار فراش تلك الممدة رأسها يلتف بشاش أبيض، التفت حسام لخالد يطمئنه قائلا في هدوء:
, - هي بخير ما تقلقش عوضنا الدم اللي نزفته وخيطنا جرح رأسها، ما فيش خطر، هتفوق بعد دقايق.
,
, اخيرا استطاع التنفس في راحة لم تمت بخير، أخيه الأحمق كان على وشك أن يودي بنفسه إلى السجن وهو من كان سيزجه بيديه أن كانت ماتت فعلا، نظر لحسام يبتسم شبة ابتسامة شاحبة كأنه يشكره على ما فعل ليلتف إلى ناردين حين سمعت صوتها تتأوه بألم ليجدها تحاول فتح عينيها تضع يدها فوق رأسها، فتحت مقلتيها تنظر حولها في استفهام أين هي وكيف جاءت إلى هنا، شحصت عينيها في ذهول وفزع حين رأت ذلك الجالس في هدوء يضع ذلك السيجار الكوبي بين شفتيه ينفث منه بتلذذ، ابتسم لها ساخرا يقول في تهكم:.
,
, - حمد لله على السلامة يا مدام، معلش عمر ايده تقيلة شوية، وراثة في العيلة انتي مش غريبة ولا ايه
, بلعت لعابها متوترة لتنتصف قليلا بصعوبة جلست على الفراش تنظر لخالد في ارتباك تهمس بتلجلج:
, - ااا أنت هنا ليه، ااا أنا هبلغ البوليس هودي اخوك في ستين داهية
, صدحت صوت ضحكات خالد العالية ليمتص سيجاره ببطئ ينظر لحسام يقول في تهكم:
, - مع أننا المفروض في المستشفى وما ينفعش اشرب سجاير مش تنبهني يا دكتور.
,
, القي السيجار ارضا يدهسه بحذائه، قام متجها ناحية فراش ناردين جلس على حافته يبتسم ساخرا حين لاحظ انكماشها بذعر خائفة منه ليقول متفاخرا:
, - مستشفي الحياة، مستشفي كبيرة بتاعت مراتي حبيبتي يعني دفاترها بكاميرتها بعمالها بالدكتور اللي واقف ورا دا كلهم في ايدي، اسمعي كدة، دكتور حسام أنت فين دلوقتي
, لحظات وسمع صوت حسام يقول في هدوء ؛
, - في البيت بتفرج على مسرحية العيال كبرت.
,
, ابتسم في ثقة ينظر لناردين في توعد مخيف يكمل حديثه مع حسام:
, - يعني أنت ما جتش المستشفى خالص
, سمع صوت حسام من خلفه يقول في ثقة:
, - أنا شغلي بيخلص الساعة أربعة وماضي انصراف مع الموظف الساعة أربعة وخمسة روحت كلت وبتفرج على التلفزيون
, صدحت صوت ضحكات خالد العالية ليقترب برأسه منها يهمس متوعدا فئ شر:.
,
, - شوفتي بقي، يعني مثلا لو دكتور حسام الحليوة اللي واقف ورايا دا اداكي حقنة هوا واتكلتي على **** لا حد فينا شافك ولا يعرفك، أنتي ما دخلتيش المستشفى أساسا ولا ايه يا حس.
,
, وجه نظره لتلك الناردين ليجدها تنظر خلفه في ذعر يجدها جسدها يرتجف من شدة الخوف، نظر خلفه ليجد حسام ينظر لها غاضبا في حدة نظرات قاسية اقلقته هو نفسه، حمحم بحدة يطرقع بأصبعيه ليخرج حسام من الغرفة يغلق الباب خلفه، قبض خالد على فك ناردين يغرز أصابعه في خديها يهمس متوعدا:.
,
, - حية لفت على اخويا دمرت بيته وكانت عايزة تضيع بنته، بتلف على فلوسه وهو عشان أهبل، أنا فاهمك من اول لحظة شوفتك فيها يا ناردين، كنت ناوي الاعبك بس انتي نهيتي اللعبة بدري اوي، لو شوفت خلقتك تاني ولو صدفة هدفنك حية ماشي
, حركت رأسها إيجابا في ذعر تنظر له بفزع ليبتسم خالد في سخرية يربط على وجنتها بعنف
, بينما في الخارج وقف حسام جوار زيدان يلتقك أنفاسه يقول بهمس خائف:.
,
, - خالك دا مرعب اووووي، يا عم دا أنا كنت هموت من الخوف شبه بتوع المافيا اللي بيجيوا في الأفلام.
,
, ابتسم زيدان ساخرا دون أن يرفع وجهه ينظر ارضا يفكر يبتسم، ما حدث موافقتها، نزهتهم يمر كل ذلك امام عينيه شريط سريع لتغزو ابتسامة عذبة تغزو شفتيه يفكر فيها يحلم بها يتنفس عبقها، تحركت عينيه على سطح الأرض المصقول يري انعاكس صورتها في كل ركن فيه، اختفت ابتسامته حين وقعت عينيه على ذلك الشئ ليرفع عينيه إلى حسام يبتسم ساخرا يقول في تهكم:.
,
, - شبشب وبيجامة على بالطو، جاي المستشفى بالشبشب والبيجامة، دكتور دا يا ربي ولا سباك
, قلب حسام عينيه في ملل يحرك خفه المنزلي في قدمه يقول ساخرا:
, - دا كتر خيري إني ما جتش حافي، أنا يا دوب لحقت جاكت البيجامة، كنت جايبلك بطيخة وأنا جاي وكنت قاعد بالفنلة الحملات بأكل بطيخ قدام التلفزيون لما صرعتني بمكالمتك
, اشتعلت عيني زيدان غاضبا ليقترب منه قبض على تلابيب ملابسه يقربه منه يهمس له في حدة متوعدا:.
,
, - ولاااا اوعي تكون ما سبتليش بطيخ
, ضحك حسام ساخرا يبعد يد زيدان عن ملابسه يتشدق متهكما:
, - يا عم سايبلك نصها في تلاجتك الفاضية اوعي، يا ابني لو بتتغدي على ددمم الحيوانات قولي، تلاجتك ما فيهاش النص لمونة اللي بتبقي في كل باب تلاجة مصرية حتى
, استند زيدان على الحائط المقابل لحسام يدس في جيبي سرواله يبتسم شاردا:
, - واحنا مروحين نبقي ناخد اكل٣ نقطة
, اقترب حسام من زيدان يقف جواره ليدفعه بكتفه ابتسم يغمز لها في خبث:.
,
, - يا عم العاطفي سرحان في إيه
, رفع زيدان وجهه نظر لصديقه يبتسم باتساع عينيه تلمعان في شغف وعشق ليهمس فئ سعادة:
, - لينا وافقت اننا نتجوز
, اتسعت عيني حسام في ذهول تدلي فكه حتى كاد يلامس صدره ينظر لصديقه مدهوشا ليصيح فجاءة في فرحة كأنه مراهق أحمق فاز مبارته الخاصة عانق زيدان بقوة يصيح فيه فرحا:
, - اخيرررا يا عم الحمد لله البومة وافقت..
, بومة، هو قصده على لينا مش كدة.
,
, ، تصنم حسام ينظر لزيدان صديقه في صدمة شلت جسده حين سمع صوت خالد يأتي من خلفه مباشرة، شخصت عينيه في ذعر يبلع لعابه الجاف بصعوبة ليهمس لزيدان بصوت خفيض مذعور:
, - وصيتك الشبشب والنص بطيخة وابقي قول لأمي اني بحبها وما بحبش رثا قصدي رشا
, ابتسم زيدان يحاول إخفاء ضحكاته ليحرك رأسه إيجابا قرر التدخل لينقذ صديقه العزيز من يد خاله ليقول سريعا بثقة:.
,
, - يا خالي اصل حسام بيحب البوم وخصوصا الصغير فأي حد بيعزه بيقول عليه بومة
, حرك حسام رأسه إيجابا دون تردد ينظر لخالد يبتسم في بلاهة:
, - ايوة صح أنا بومة قصدي بحب البوم. ، دا حتى بنتي خالتي اسمها رثا البومة قصدي رشا البومة
, ابتسم خالد ساخرا ينظر لكلاهما في تهكم بالطبع لم يقتنع بكلمة واحدة مما قالها اي منهما، اقترب من زيدان يربط على كتفه يقول في هدوء قبل أن يغادر:.
,
, - بكرة بليل تجيب المأذون الساعة 9 بالظبط، 9 وخمسة ما فيش جواز وابقي هات محب البوم دا معاك يشهد على العقد.
,
, قالها ليغادر في هدوء بينما ظل زيدان واقفا مكانه ينظر لصديقه في دهشة، صدمة، ذهول لا يصدق عقله وقف عن العمل غدا ستصبح زوجته غدا بعد طول انتظار، غدا ستكتب على اسمه، سيصبح قادرا على ضمها بين ذراعيه متي يريد، دقات قلبه على وشك تحطيم صدره والقفز خارجا ترقص من شدة الفرح، ليجد حسام ينقض عليه يعانقه بقوة يصيح فرحا:
, - هتكتب على البومة بكرة يا معلم، حماك خالد باشا لا تقولي ورق ولا صحة ولا تحاليل..
,
, ادمعت عيني زيدان من شدة ما يعصف بقلبه من فرح ليعانق صديقه بقوة، يبتسم دون توقف بينما يغني حسام بصوت عالي في باحة المستشفئ ليلا:
, - يا ولاد بلادنا يوم الخميس زيدان هيكتب كتابه ويبقي عريس..
, ضحك زيدان عاليا بصخب على افعال صديقه المختلة، ليقبض على تلابيب ملابسه من الخلف يجره خلفه لخارج المستشفى بينما يصيح حسام في ضيق طفولي:.
,
, - إنت يلا سيب هدومي، الشااااكت الشااااكت، اقسم ب**** لو اتقطع لاخد الترنج الجديد بتاعك وأنا اصلا عيني فيه البسه بقي عشان تزور
, ضحك زيدان بلا توقف يجذب صديقه خلفه ما أن اقترب من سيارته وجد حسام يقف يبعد يده عن ملابسه يعدل من وضع تلابيب رفع رأسه قليلا للاعلي بإيباء يقول في دراما:.
,
, - لا يا باشا احنا شحاتين آه، مش لاقين اللقمة يمكن، بس ما نبعش شرفنا، عايزني اركب عربيتك ليه يا باشا، أنا ورد ورود محافظ على نفسي لبنت الحلال اللي هتصوني
, في موقف السيارات الفارغ يكاد زيدان يسقط على الأرض من الضحك اقترب من صديقه يصفعه على رقبته من الخلف بعنف ليرفع رأسه لأعلي يكمل في إيباء:
, - أنا مستنيك في العربية يا باشا.
,
, وصل أمام عمارة سكنية متوسطة الحال تطل مباشرة على امواج البحر تتلاطم امامه، ظل واقفا لدقائق ينظر لموج البحر أخذ نفسا قويا يشبع رأيته من نسيم البحر العليل، ابتسم له كأنه يودعه ليأخذ طريقه إلى أعلي، في الطابق الثالث الشقة السابعة، دس يده في جيب بنطاله يخرج مفتاحه قبل أن يضعه في قفل الباب وجده يفتح من الداخل سريعا ليشعر بجسدها يندفع ناحيته تلقي بنفسها بين ذراعيه تعانقه بقوة تهمس في سعادة وشوق:.
,
, - وحشتني يا جاسر وحشتني اوي أوي
, ظل جامدا لم يبدي لها اي رد فعل حتى لم يرفع يده ليعانقها ليشد على كف يده يدفعها لداخل الشقة مغلقا الباب خلفه حين شعر بها تقبل رقبته تود فتح ازرار قميصه، ارتدت للخلف تنظر له بذهول ترفرف بعينيها الخضراء في براءة اقترب هو منها قبض على رسغ يدها يصيح فيها:
, - انتي متخلفة احنا كنا على السلم
, اخفضت رأسها ارضا لتدمع عينيها تبكي في صمت تهمس في حرج:
, - أنا آسفة ما كنش قصدي.
,
, تنهد يزفر في حنق ليمسك ذراعيها بين كفيه رفعت وجهها الباكي له تنظر له حزينة باكية ليتغاضي هو عن منظرها الباكي يهتف في برود:
, - شاهيناز ما تنسيش أنا اتجوزتك ليه، تصليح غلطة، جوازنا مش هيستمر عايزك تعرفي دا كويس، أنا مش حابب يكون بينا ***** يتمرمطوا في النص
, غصت نبرتها في بكاء مرير لتهمس بقهر:.
,
, - عشان كدة بقي مش عايز تلمسني، عارفة أن جوازنا كان تصليح غلطة بس الغلطة دي مش أنا اللي غلطتها، أنت اغتصبتني يا جاسر ورغم دا أنا سامحتك، وعايزة نبدأ صفحة جديدة مع بعض ليه مش عايز تدي حياتنا فرصة واحدة٣ نقطة
, ابتعد عنها بضع خطوات ناحية باب المنزل اولاها ظهرها يفتح مقبض الباب يقول في هدوء:
, - ما بقاش ينفع يا شاهي، أنا خلاص هبني حياة جديدة وهتجوز وأنا مش عايز ابقي جوز الاتنين، في اقرب وقت هطلقك.
,
, قالها ليخرج من باب المنزل يغلقه خلفه بهدوء لتشتعل عينيها غضبا تبدلت نظراتها الغاضبة باخري خبيثة شيطانية حاقدة، اتجهت سريعا ناحية هاتفها التقتطه تطلب رقم واحد تحفظه عن ظهر قلب
, ايوة يا مراد الحقني جاسر عايز يطلقني، همست بها باضطراب تقضم أظافرها من التوتر، لتسمع صوت الطرف الآخر يصيح فيها غاضبا:
, - نعم يا اختي يعني إيه يطلقك، حصل ايه يا شاهيناز.
,
, صاحت غاضبة تشد على خصلات شعرها بأصابع يسراها النحيلة تتشدق ساخرة:
, - هيتجوز مش عايز يبقي جوز الاتنين فهيطلقني، بيقولي أنا خلاص صلحت غلطتي
, جلست على أحد المقاعد تهز ساقها اليسري من التوتر تقضم اظافر يدها لتسمع صوت ذلك المراد يصيح محتدا:
, - اتصرفي يا شاهيناز، انتي هتغلبي يا ماما، دا انتي رقاصة قديمة وتلفي مية زي جاسر على صوابع إيديك، ما تصدقيش دور الضحية اوي كدة ولا ايه يا شوشو.
,
, ارتسمت ابتسامة خبيثة واسعة على شفتيها وقفت متجهه ناحية مراءة كبيرة في صالة المنزل تنظر لقوامهت المنحوت شعرها الاسود الغجري عينيها الخضراء الناعسة تبتسم في مكر حية:
, - عندك حق، بس اسمعني أنا عيزاك٣ نقطة

الجزء الحادي والعشرون


خرج من منزلهم متجها إلى أسفل سيرا على الأقدام يتوجه إلى مطعمه الصغير حيث يشعر بروحه تعود لجسده من جديد أنه حي يتنفس بعيدا عن قيود والده، مشي على الرصيف الرملي الطويل ليصل قلبه قبل قدماه اللي ذلك المكان الذي يحفظه عن ظهر قلب، وقف أمام مطعم كبير ليس بفخم ولكنه أيضا ليس بصغير، مبني على شكل كوخ كبير كاللذي يظهر في الأفلام الأجنبية امامه بعض الطاولات الملتفة حول المطعم في شكل متناغم ارتسمت ابتسامة عذبة على شفتيه حين أبصر أمامه تلك السيدة العجوز بائعة القلائد المصنوعة من قواقع البحر، اقترب منها ليجثو على ركبتيه أمامها يبتسم لها ببشاشبة:.
,
, - يا مساء الفل يا ست حورية، ايه البحر اداكي ايه النهاردة
, ضحكت تلك السيدة العجوز ببشاشة تعكس روحها النقية الشفافة لتمد يدها تقرص خده برفق تقول ضاحكة:
, - ايوووه على لمضتك يا ابن البحر
, ضحك في صخب ليجلس على الرمال امامها يربع ساقيه امسك أحد الحيوط الثخينة وبعض القواقع ينظمهم في عقد ليقول مشاكسا:
, - ايووووه دي قدمت من ايام ريا وسكينة، وبعدين ايه إبن البحر دي، شيفاني بديل وخياشيم.
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتي تلك السيدة العجوز لتمد كف يدها المعجد تنظر له بزرقه عينيها التي توازي زرقه البحر صفاء، وضعت كفها على خدها تتمتم مبتسمة:
, - إنت عامل زي البحر يا جاسر، خيرك كتير، كريم، بتطبطب على المحتاج، بس يا ويل الصياد من قلبة موج البحر، الماية الهادية اللي بتطبطب تبقي موج يبلع، قلبة البحر يعني الموت، مش في مثل بيقولك اتقي شر الحليم إذا غضب.
,
, علا ثغره ابتسامة صغيرة بائسة رفع وجهه ينظر لتلك السيدة العجوز يبتسم لها برفق ليميل مقبلا جبينها، قام ينفض الرمال عن ملابسه ودعها ليغادر فسمعها تهتف من خلفه:
, - واد يا جاسر العيال اللي عندك بيعكوا ما حدش بيعرف يعمل طاجن الصيادية زيك
, غزا شفتيه ابتسامة واسعة ليلتفت لها يشير بسبابته إلى عينيه يقول مشاكسا:
, - بس كدة احلي طاجن صيادية لاحلي حورية بحر.
,
, تركها وغادر، دخل إلى مطعمه ليحيه العاملين في سعادة جاسر لم يكن ذلك المدير المتعجرف القاسي الذي نقرأ عنه بين صفحات الروايات بل هو شخصية بشوشة يعامل الجميع على انهم جزء من كل كبير، مطعهم عائلتهم الكبيرة، شمر عن ساعديه يتجه إلى المطبخ مباشرة، ليضحك رئيس الطباخين اتجه إلى جاسر يربط على كتفه يقول باسما:
, - طبعا الست حورية ما عجبهاش العك اللي بنطبخه وعايزة تاكل من إيدك.
,
, نظر جاسر له بزهو يرفع تلابيب ملابسه في غرور يقول مزهوا بحاله:
, - اتعلموا الطبيخ بقي عرتونا.
,
, انفجر طاقم الطباخين في الضحك ليتركهم متجها ناحية ركن صغير خاص به جذب سكينه الحاد ينظر لانعاكس صورته في نصلها اللامع المصقول ليلتقط حبة بصل مقشرة ويبدأ في سرعة وسهولة ومهارة فائقة صناعة طاجن السمك لتلك السيدة العجوز، ينظر له رئيس الطباخين يبتسم في فخر ذلك الشاب خير من قابل في حياته يكفي أنه يراعي سيدة عجوز مسكينة لا تقرب له بأي صلة كانت استأجر لها مسكن يكلفه كل يوم أن يعد طعامهم من أفخر ما يقدم للزبائن ليس البقايا كما يفعل الآخرين والعجيب في الأمر أن مطعم الحورية كما اسماه جاسر انتشر صيته وزادت مبيعاته بسرعة تشق الريح.
,
, بينما كان يقف جاسر بين ألحان اوتاره الخاصة يعشق الطبخ هوايته عشقه شغفه، كالفنان حين يرسم لوحة ويبدع فيها أخرجه من ألحانه المبدعة صوت صديقه بالقرب منه يقول ضاحكا:
, - مساء الفل يا عم جاسر، ايه يا عم لا سلام ولا كلام وداخل على المطبخ على طول
, التفت جاسر ينظر لصديقه المقرب يبتسم في شحوب، صديقه ذراعه الأيمن، مدير المطعم في غيابه التقط محرمة من القماش يجفف يديه من الماء تنهد يزفر باختناق:.
,
, - ابدا يا مراد أنا بس كنت مخنوق ومش قادر اتكلم
, اقترب مراد منه خطوة واحدة مد يده يربط على كتف جاسر يطالعه بنظرات قلقة متوترة خائف على صديقه:
, - مالك يا ابني شكلك مهموم ليه كدة
, انثني فقط جانب فم جاسر بابتسامة ساخرة، اشاح بوجهه بعيدا يمسح بعنف دمعة أرادت الفرار من أسر عينيه ليغمغم بصوت باهت حزين:
, - هقولك يا مراد استني بس اروح أودي الطاجن دا للست حورية وجاي.
,
, حرك مراد رأسه بالإيجاب ليخرج من المطبخ، بينما أخرج جاسر طاجن السمك من الفرن يضعه في علبة كبيرة ليأخذه متجها إلى خارج المطعم وصل بالقرب من تلك العجوز لينحني أمامها بحركة مسرحية يقول مبتسما:
, - طاجن سمك من مطعم الحورية لاحلي حورية، الحساب يا افندم أربعين دعوة وعقد قواقع للبت لينا عشان بتحبهم.
,
, ببشاشة تعالت ضحكات السيدة حورية لتربط على رأس جاسر برفق مدت يدها تختار عقده من القواقع البيضاء تتوسط صدفة زرقاء صغيرة تعطيه له تردف مبتسمة:
, - اديها دا وقولها من خالتك حورية٣ نقطة
,
, رفع العقد في كفه ينظر له مبتسما ليحرك رأسه إيجابا، ودعها مغادرا إلى مطعمه، اتجه إلى مكتب المدير، دخل يلقي بجسده على كرسي مكتبه بينما يجلس مراد شبه متمددا على الأريكة المجاورة لمكتب جاسر يقلب بين محطات التلفاز المختلفة، اطفئ جهاز التلفاز من أن رأي جاسر ليسأله قلقا:
, - مالك يا إبني حصل.
,
, استند بمرفقيه على سطح مكتبه يخفي وجهه بين كفيه تنهد يزفر أنفاسه الحارة المختنقة، ليبدأ في قص ما حدث على صديقه كاملا، يتكلم وهو يخفي وجهه بين كفيه لتتسع عيني مراد في صدمة يجز على أسنانه غاضبا يفكر بشر إن تزوج جاسر سيطلق شاهيناز وبالتالي سينقطع سيل المال الذي يغرق جاسر بها شاهيناز حتى تبقي صامتة والأكثر من ذلك كان يود ان يستغل شاهيناز في جعل جاسر يتنازل عن المطعم له، عمله في المطعم لا يتجاوز الإشراف، الحاسبات، الأرباح، النقود كلها بيد مدير الحسابات العجوز ذلك النزيه الذي لا يختلس ولو نصف جنية.
,
, استبدل نظراته الحاقدة الحاسدة لاخري قلقة حين وجد جاسر يرفع يديه عن وجهه ينظر له في جزع، يآس ينهش ليل عينيه الحائر، ليقم مراد من مكانه متجها ناحية جاسر أخرج سيجار اسود ملتف غريب الشكل يمده لجاسر يقول في خبث مسموم:
, - اشرب وانسي.
,
, نظر جاسر لتلك السيجارة في حيرة يبلع لعابه متوترا يرغب فيها بشدة، شعور السعادة التي تعطيها له ينسي همومه بأكملها، ولكن يكفي المرة الأخيرة التي تناولها اخطأ واغتصب تلك الفتاة البريئة، لم يسامح نفسه إلى الآن حتى بعد أن تزوجها أبعد عينيه بصعوبة عن تلك السيجارة يحرك رأسه نفيا بعنف يغمغم متوترا:.
,
, - لا يا عم مش عايز آخر مرة ضلمت واديك شوفت اللي حصل، اشرب واحدة تانية والاقي نفسي اغتصبت واحدة تانية وابقي جوز الاتنين ولا الثلاثة بقي
, نظر مراد له في حقد عازما على تدميره بأي سبب مكان ليدفع السيجارة إليه مرة أخري يغمغم في خبث:
, - يا عم خدلك نفسين ما تزدوش اهي حاجة تخفف عنك.
,
, كان يرغب وبشدة في أن يزين له مراد ما سيفعل دون كلمة أخري التقط تلك السيجارة يدسها بين شفتيه ليجد مراد يشعل قداحته يقربها منها اشتعلت السيجار في لحظة، لتغزو بما فيها من مواد عقل جاسر المثقل التعب!
,
, تجلس على طاولة الطعام بصحبة ابنتيها تتناولان كل منهن ما صنعت بيديها في تجربة قضوها معا، نظرت تالا لابنتها سارة تبتسم في حنو، سارة تتحسن شيئا فشئ حالتها النفسية تصبح أكثر استقرار فباتت أكثر مرحا وشقاوة، انتقلت بعينيها إلى ما يقلقها فعلا سارين، صامتة تشارك بكلمات قليلة في اي حديث تتصنع الابتسامات المجاملة دائما، مدت يدها تربط برفق على يد ابنتها تقول مبتسمة:.
,
, - بقولك ايه يا سارين انتي بكرة ما عندكيش دروس، لا انتي ولا سارة روحوا النادي شوية غيروا جو، وتعالوا
, تدخلت سارة في الحوار تقول مبتسمة في حماس:
, - لاء أنا مش هروح المستر عامل امتحان شامل آخر الأسبوع وأنا عايزة اقفل فيه
, رفعت سارين عينيها، زجاج بارد خاوي من المشاعر نظرت لسارة في صمت للحظات لتقول بعدها بلامبلاة:
, - هروح لوحدي لو ينفع.
,
, غص قلب تالا ألما على حالة ابنتها تنهد ترسم ابتسامة صغيرة على شفتيها تحرك رأسها إيجابا في هدوء لتعطيها سارين شبح ابتسامة شاحبة وتعود لتكمل طعامها من جديد، في بيدق الصمت قُرعت طبول الحرب، دقات عنيفة قوية قاسية دُقت على باب منزلهم، لتتسع أعينهن جميعا في فزع، قامت تالا تهرول ناحية باب المنزل، تنظر من الجزء الصغير في الباب لتتسع عينيها في صدمة حين أبصرت عمر واقفا بالخارج، لحظات وسمعت صوته يصيح محتدا:.
,
, - افتحي يا تالا الباب.
,
, وكانت تلك الشهقة الفزعة المرتعدة من نصيب سارة التي تحولت نظراتها السعيدة المتحسمة إلى فزعة مرتعبة حين سمعت صوت والدها، هرولت لغرفتها تختبئ غطاء فراشها كأنها طفلة صغيرة تختبئ من الوحش المختبئ أسفل الفراش، ترددت تالا في فتح الباب، لتقم سارين من مكانها في هدوء وبرود مدت يدها تفتح الباب ليدخل عمر مندفعا إلى الداخل ارتمي على ركبتيه ارضا يحتضن سارين بين ذراعيه يبكي كطفل صغير يقول متأوها من عنف ما يعصف بقلبه من ألم:.
,
, - سامحيني يا بنتي أنا آسف، أنا آسف يا سارة حقك على بابا يا حبيبتي، سامحيني أنا اللي كنت هضيعك بإيدي
, لم تبدي أي رد فعل سوي أنها ابتسمت في هدوء مردفة:
, - أنا سارين يا بابا، سارة جوا في اوضتها
, أبعد سارين عن ذراعيه ببطئ نظر لوجهه يبتسم، يبكي ليربط على وجهها برفق بكفه، يقبل جبينها، قام سريعا يبحث عن ابنته الاخري بلهفة بين الغرف..
,
, وكانت الصدمة من نصيب تالا منظر المذري لم يخفي عليها ابداا، ماذا حدث له ليصل لتلك الحالة وما تلك الدماء التي تغطي قميصه وكفي يده، هرعت إلى هاتفها تطلب رقم شقيق زوجها الكبير لحظات وسمعت صوت خالد لتبادر قائلة بتلهف:
, - في إيه يا خالد، عمر حصله إيه.
,
, بين الغرف ابنته الصغيرة، أحدي نزواته المقززة كادت أن تودي بها إلى فوهة الضياع هو المسؤول هو الجاني يبحث هنا وهناك بين الغرف يشتم شقيقه في نفسه لما يجب أن تكون شقته كبيرة لتلك الدرجة، فتح أحد الابواب بعنف، يبصر ابنته مختبئة تحت الغطاء، تقدم فقط خطوة واحدة يهمس باسمها بلوعة:
, - سارة يا حبيبتي.
,
, انتفض قلبه يتجمد مكانه حين رآها تصرخ من الفزع هبت جالسة على الفراش تبتعد لاخره تحتمي بغطائه منه تحرك رأسها نفيا تبكي فزعة:
, - و**** العظيم ما عملت حاجة ما تجبش الدكتور تاني والنبي و**** ما عملت حاجة غلط
, يا ماااااماااا.
,
, تفتت قلبه إلى شظايا تدمي روحه الحزينة ابنته مرتعبة منه حد الموت، خائفة من درع حمايتها الفطري الأول كور قبضته يشد عليها يغزر اظافره في كف يده يود خلع قلبه والقائه بعيدا، شعور بالذنب والألم كسيخ من نار يحرق روحه قبل جسده، اقترب فقط خطوة واحدة يحاول أن يهدئها ولو قليلا:
, - سارة ما تخافيش يا حبيبتي أنا٣ نقطة
,
, لم تدعه يكمل انتفضت من فراشها ترجع للخلف تختبئ في أحد أركان الغرفة البعيدة تبكي بانهيار وهستيريا فقط تحرك رأسها نفيا
, جسدها ينتفض ذعرا كأن كهرباء صعقته، اندفعت تالا إلى الحجرة تلقي الهاتف من يدها اتجهت إلى ابنتها تتطوقها بذراعيها تخبئها بين أحضانها تشد عليها بقوة لتنظر لعمر بشراسة تصرخ فيه:
, - إنت عايز مننا ايه يا عمر، جاي تموت بناتي أنا ما صدقت حالتها اتحسنت، امشي اطلع برة، ما تجيش هنا تاني.
,
, معها كل الحق بما تقول وتفعل لو صفعته تخرج غيظها كله بما فعل لن يعترض يعرف أن جرحها غائر، نازف تحاول إخفائه، التفت ليغادر ليسمع صوت تالا تصيح باسم ابنتهم فزعة:
, - سارة، سارة يا حبيبتي ردي عليا، عمر الحقني ساااارة يا سااارة.
,
, انتفض يركض ناحية ابنته جذبها من بين ذراعي والدتها يحملها بين ذراعيها وضعها على الفراش بتروي، رفق، جلس جوارها ملامحه خائفة مفزوعة قلقة التقط زجاجة المياه المجاورة لفراشها يرشها على وجهها حين بدأت تحرك مقلتيها أسفل جفنيها المغلقين تنهد يزفر أنفاسه الخائفة، وجه انظاره لتالا التي تجلس جوار ابنتها من الناحية الأخير تبكي في صمت، للحظات تقابلت عينيها مع عينيه ليري في نظراتها عتاب وكره على ما حدث، فتحت سارة عينيها قليلا، لتري وجه والدها ينظر لها يبتسم في شحوب، لتنتفض تختبئ بين أحضان والدتها تبكي فزعة:.
,
, - مشيه يا ماما عشان خاطري خليه يمشي
, خبئت تالا رأس ابنتها داخل أحضانها لتنظر لعمر في حدة تتبعها قائلة:
, - امشي يا عمر، ابعد عني وعن بناتي دي آخرة مرة تيجي هنا، امشي ارجع لحياتك وسيبنا في حالنا.
,
, لم تكن لديه القدرة على قول اي شئ كان فقط يود احتضان ابنته ويعتذر لها عما حدث بسببه هو، لم يكن يتوقع في أسوء كوابيسه أنه اذاها لذلك الحد السئ من الألم والكره، بلع لعابه الجاف بصعوبة يحرك رأسه إيجابا، مد يده أراد فقط ان يربط على رأس ابنته ليجد يد تالا تمنعه من ذلك، تناظره بحدة غاضبة، ليتحرك من مكانه متجها لخارج المنزل، في الصالة وجد سارين تجلس على أحد المقاعد صامتة متجهمة لا تنطق بحرف، تنظر ارضا حتى هي لا ترغب في رؤيته أخذ طريقه للباب ليسمع صوت ابنته من خلفه تقول بهدوء:.
,
, - على فكرة سارة بتحب حضرتك أوي، هي بس خايفة اصل سارة حساسة أوي
, ابنته الصغيرة تخفف عنه مثقال ذرة ما به من هموم، نادم يكاد يعض انامله من الندم كيف ترك جنة أسرته الصغيرة ليركض وراء سراب من وهم صوره له عقله الساذج٣ نقطة
, خرج من المنزل يغلق الباب خلفه بهدوء لا يعرف حتى أين سيذهب.
,
, عاشق آخر سقط في دوامة العشق هذا حقا ما كان ينقصه، وصل إلى منزله ليجد سيارة زيدان تتوقف خلفه نزل منها كل من زيدان وحسام ينزلان ابتسم حزينا على حال زيدان يصر أغلب الوقت أن يسير خلفه إلى ان يصل إلى منزله بأمان، كطفل خائف من أن يفقد ابيه الثاني، اقترب زيدان منه يود اخباره بشئ حين دق هاتفه برقم تالا، في ذلك الوقت المتأخر من الليل الأمر حقا مقلق، فتح الخط سريعا قبل أن ينطق بحرف سمعها تقول في تلهف:.
,
, - في إيه يا خالد، عمر حصله إيه
, اذا أخيه ذهب لزوجته وابنته يحاول تصليح ما هشمه بيدها يتمني حقا أن يقدر على ذلك، تالا ليست لينا طيبة مسامحة دائما، يعرف تالا عنيدة لن تلين بسهولة تنهد يخبرها:
, - عمر فاق يا تالا، فاق متأخر شوية صحيح، بس على قلم هيصحصحه عمره كله، عمر محتاجلكوا
, لحظات صمت لم يتلقي منها اي رد على ما قال ليشق الصمت صوت صرخات سارة ابنه أخيه انتفض في وقفته يقبض على هاتفه يصيح في تالا:.
,
, - تااالا في اايييه يا تالا ساارة بتصرخ ليه تالا ردي عليا
, سارة بتصرخ، غمغم بها حسام بذعر لم يستطع إخفاءه توترت قسمات وجهه حين نظر خالد إليه يرفع حاجبه الأيسر مستهجنا ما فعل ليبتلع لعابه بارتباك، لحظات وسمع خالد صوت سارين على الجانب الآخر تقول في هدوء:
, - ايوة يا عمو
, سألها خالد سريعا قلقا خائفا من ان يكون أخيه قد جن وذهب ليؤذي ابنته:
, - سارين، سارة بتصرخ ليه.
,
, صوت سارين كأنه قادم من الثلاجة هادئ بارد فارغ لا حياة فيه:
, - بابا عايز يعتذر لسارة، هي اول ما شافته صرخت وماما راحتلهم، بابا مش هيأذي سارة كان بيعيط عشان تسامحه
, ابتلع خالد غصته يقبض على كفه يشد عليه بعنف أخيه الأحمق دمر أسرته بالكامل وحين استفاق، كان الأوان قد فات تنهد يحاول ان يهدئ ليقول برفق:
, - طب يا حبيبتي لو حصل اي حاجة اتصلي بيا وأنا هكون عندكوا
, وبهدوء وبرود أجابت:
, - حاضر يا عمو.
,
, أغلق معها الخط يمسح وجهه بكفه يحاول أن يبعد آثار الارهاق عن وجهه المتعب يرغب فقط في النوم، دس الهاتف في جيب بنطاله ينظر لحسام في حدة كأنه يحاول اختراق عقله بنظراته ليجفل على صوت زيدان يقول:
, - طب يا خالي احنا هنروح وبكرة بإذن **** هاجي من بدري
, حرك خالد رأسه إيجابا يوجه نظراته لذلك الحسام الذي يحاول التهرب من نظراته التفت زيدان ليغادر هو وحسام ما كاد يقترب من السيارة سمع صوت قوي خلفه يهتف في حزم:.
,
, - صغيرة عليك يا دكتور، أنت مش قد زيدان بردوا يعني 32 سنة وهي 18 دي تقولك يا عمو
, التفت لخالد يبلع لعابه مرتبكا يقبض بيده على باب السيارة من الخارج، ليدس خالد يديه في جيبي سرواله ابتسم ساخرا يقول في تهكم:
, - لاء ومش كدة بس، دي كل ما تشوفك هتفتكر أنك الدكتور اللي كنت رايح تتأكد من شرفها، بينكوا سور مش هتعرف تكسره ما تعشمش نفسك على الفاضي.
,
, ختم كلامه بابتسامة صفراء صغيرة التفت ليدخل إلى منزله حين سمع صوت ذلك الشاب يهتف من خلفه:
, - غريبة مع أن حضرتك عشمت نفسك 12 سنة أن الدكتورة لينا هترجع وفعلا رجعت، ما فيش حاجة اسمها مستحيل وخصوصا في الحب وأنت سيد العارفين ولا إيه يا باشا
, التفت فقط برأسه يوجه لحسام ابتسامة صغيرة معجبة بثقته ليدخل إلى منزله صافعا الباب خلفه، ليجذب زيدان ذراع حسام بحدة يهمس له:.
,
, - خد هنا ياض إنت بتحب سارة بنت خالي عمر دي عيلة صغيرة يا اهبل
, ما ذنبه هو أنه وقع في حب تلك الصغيرة التي تصغره باربعة عشر عاما، رسم ابتسامة مرحة زائفة على شفتيه يغمغم ضاحكا:
, - يا عم أحب مين دي قد بنتي، بس خالك ضايقني بكلامه قولت اضايقه
, رغم أن زيدان لم يقتنع تقريبا بما قال صديقه الا أنه ابتسم فئ ارهاق يغمغم ناعسا:
, - طب يلا عشان هموت وأنام وهقوم بكرة بدري.
,
, توجها إلى سيارة زيدان ليغادرا الفيلا بينما في الأعلي توجه اولا إلى غرفة ابنته ظنا منه أنها نائمة ليجدها تجلس على فراشها تشاهد أحد افلام الاكشن على الشاشة المسطحة في غرفتها ابتسم، يحمحم بصوت عالي لتجفل على صوت والدها جلست معتدلة تغلق صوت الفيلم، عادت سهيلة إلى منزلها منذ عدة ساعات وهي تجلس تلاعب جروها الصغير وتلك النعجة تركها تركض وتلعب في الحديقة الخلفية بعيدا عن حوض السباحة، لم تكن تظن يوما انها ستشعر بكل تلك السعادة في رحلة دائما ما تخشي الرحلات، تخشي الناس والزحام ولكن رحلة اليوم حقا اثلجت بعض نيران قلبها المتفتت ألما على ما فعله بها معاذ من غدر لن تنساه ابداا، لم يزر النوم عينيها من كثرة التفكير تحب أفلام الاكشن والرعب والهندية عكس سهيلة التي تعشق الأفلام الرومانسية، اجفلت من تركيزها الكبير مع الفيلم على صوت حمحمة والدها، لتطفئ صوت الفيلم سريعا تعتدل في جلستها احتراما له دخل خالد إلى الغرفة يجلس جوارها على الفراش يبتسم في رفق يقول:.
,
, - حبيبة بابا صاحية لحد دلوقتي ليه
, ابتسمت تحرك رأسها نفيا بخفة تهمس مرتبكة:
, - ابدا يا بابا ما جاليش نوم فقولت اقعد اتفرج على الفيلم دا حلو اوي
, مد يده يقرص خدها بحدة طفيفة لتنكمش ملامحها ألما بينما قال هو بحزم:.
,
, - تعرفي أن أنا هاين عليا اولع فيكي ازاي تسيبيه يحضنك، قولتلك بدل المرة الف انتي اغلي من اغلي كنوز الدنيا، ما تسمحيش لحد ابدا انه يلمس ايدك حتى، بلاش عرق الطيبة الاهبل بتاع أمك ينقح عليكي انتي بنت خالد السويسي٣ نقطة
, رفع سبابته يصدم رأسها بسابته بخفة يكمل في حزم:
, - دا يشتغل، ما تمشيش ورا عواطفك بس، قبل ما تتعاملي مع اي من كان لازم تاخدي حرصك منه كويس، ما تأمنيش لأي جنس راجل الا أنا طبعا.
,
, ابتسمت في خفة تحرك رأسها إيجابا تهمس بخفوت:
, - حاضر يا بابا
, ابتسم يعبث بشعرها برفق، صمت للحظات ليحمحم يقول في هدوء:
, - بقولك إيه، ايه رأيك لو نعمل كتب كتابك انتي وزيدان بكرة بليل، كتب كتاب بس، لو موافقة ماشي مش موافقة وعايزة وقت اكتر ما فيش مشكلة
, زوجة زيدان طرقت تلك الفكرة عقلها لتتسارع دقات قلبها بعنف شعور سعيد مؤلم، هي تريد.
,
, ولا تريد، زيدان شخص رائع بكل المقاييس ولكن قلبها يأبي الاعتراف بذلك، تنهدت حائرة لا تعرف ماذا تقول لتسمع والدها يغمغم في مرح:
, - ها السكوت علامة الرضا ولا بتفكري
, حركت رأسها إيجابا حسنا ربما لو مشت وفق التيار الذي اختاره والدها ستكن سعيدة، تنهدت تهمس بتوتر:
, - ماشي موافقة
, اتسعت ابتسامة خالد ليميل يقبل جبينها يغمغم برفق:
, - حبيبة بابا كبرت وبقت عروسة، دا أنا هطلعلك عين زيدان اصبري عليا.
,
, ضحكت تنظر لوالدها لتري لمحة حزن عابرة عرفت طريقها لعينيه لتتسال في نفسها متعجبة لما يحزن والدها.
,
, في صباح اليوم التالي٣ نقطة
, حين بدأ يفتح عينيه على الدنيا من جديد يتأوه من شدة الصداع الذي يعصف برأسه لتمر أحداث البارحة امامه شريط سريع متلاحق، شجاره مع والده، سفره إلى الاسكندرية، شاهيناز، حورية، ميراد، السيجارة، انتفضت فزعا عند الكلمة الأخيرة لتشخص عينيه ذعرا حين وجد نفسه عاريا جوار فتاة ما، توقف عقله عن العمل يصرخ عقله فزعا مرة أخري يا جااااسر.
,
, حين خرج من غرفة ابنته أخذ الممر الطويل إلى غرفته يفكر شارد عقله مثقل بالهموم، عمر وما حدث معه، ابنته الصغيرة ستتزوج الكلمة نفسها ارعبته طفلته الصغيرة ستخرج بين أحضان، من داخل عرينه الأمن إلى الخارج ستبتعد عنه، زيدان سيصبح أقرب لها منه شعور قاسي بالغيرة ينهش قلبه، تنهد يزفر أنفاسه الحائرة، مر في طريقه على غرفة بدور المغلقة ليبتسم في هدوء، طفلته الاخري عادت لزوجها قبل بضعة أيام كيف لم يتصل ليطمئن عليها في خضم تلك القيود التي تحيط به من جميع الجوانب، تنهد يقرر في نفسه أن يتصل بها صباحا يطمئن على سير حياتها الزوجية، امسك مقبض باب غرفته بالطبع لينا نائمة، الساعة اقتربت من الثالثة فجرا، دخل إلى الغرفة ينظر ناحية الفراش لا أثر لها، ما كاد يلتفت وجدها تخرج من باب المرحاض، تجفف وجهها بمنشفة صغيرة رفعت وجهها عن المنشفة تنظر ناحية لتهرع إليه ما أن رأته تضمه لها بقوة تهمس بصوت ملتاع:.
,
, - حرام عليك رعبتني عليك، لولا رسالتك أنا هتأخر يا لينا كنت هموت من الخوف عليك
, ابتسم تعبا يضمها بقوة يشبع رئتيه من عبق رائحتها الشدية، وضع ثقل رأسه على كتفها
, زفر يهمس تعبا:
, - الحمل بيتقل اوي يا لينا
, رفعت يديها تمسد على شعره بترفق تربط على رأسه لتقول في ثقة:
, - إنت قدها يا حبيبي أنا واثقة من دا
, رسمت ابتسامة مرحة على شفتيها لتقول في مرح تحاول به التخفيف عنه:
, - ايه يا لودي عجزت ولا ايه يا شيخ الشباب.
,
, تراقصت ابتسامة خبيثة ثعلبية ماكرة على شفتيه، اخفاها سريعا ليتنهد يهمس بصوت ثقيل متعب:
, - تعبان يا لينا، خليني في حضنك
, تنهدت يكسي وجهها وجوم حزين على حالته المنهكة تلك لترفع يديها تطوق رقبته بهما تشد عليه بقوتها الواهية تهمس له برقة:
, - إنت في قلبي مش بس في حضني يا حبيبي.
,
, ابتسامة صغيرة طفت فوق سطح شفتيه يعشقها يكاد يقسم انها كلمة ضئيلة للغاية لا تعبر ولو حتى عن مثقال ذرة عشقها في قلبها لف ذراعيه حول خصرها ابتسم في شراسة ليغمغم بخبث:
, - مش عارف ليه أنا بنسي كل شوية طريقة عمل البسوسة.
,
, توسعت عينيها في ذهول تكاد تفقد النطق ذلك الرجل سنوات طوااال وهي تعيش بين ذراعيه تقرييا وإلي الآن لم تفهم كيف يصيح من حال لحال بتلك السرعة المدهشة، أبعدت ذراعيها عنه سريعا لتنتفض للخلف من بين ذراعيه تصيح في ذهول:
, - اوعي يا خالد، إنت بتتحول يا ابني هتجبلي انفصام، أنا ما بقاش عندي صحة لتقلباتك دي
, ضحك بشراسة مستمتعا ليقترب منها خطوة واحدة يدس يديه في جيبي بنطاله مال برأسه ناحيتها يهمس لها في عشق:.
,
, - أنا مع الدنيا كلها حاجة ومعاكي انتي حاجة تانية خالص، برمي همومي بين ايديكي، بجدد شباب روحي في حضنك، إنت عشق هيفضل في دمي لحد ما تخرج روحي من جسمي.
,
, لم ولن يشبع قلبها قط من كلامات التي تداعب اوتار قلبها في رفق، رقة يعزف الحان عشق لم ولن يموت ابد الدهر، ادمعت عينيها تنظر له بشغف عشقهما لتندفع ناحيته تعانقه بقوة بينما طوقها هو بقيود عشقهما الخاصة القلب قبل الذراع الروح قبل الجسد، روح واحدة انقسمت في جسدين، تهمس له بعشقها الجارف
, مال قليلا يحملها بين ذراعيها لتتسع ابتسامته العابثة لاعب حاجبيه يغمغم مشاكسا:.
,
, - ولو ولو بردوا هقولك ليه سموا البسبوسة بسبوسة يا بسبوسة
, تعالت ضحكاتها الصاخبة يغزو احمرار قاني وجنتيها.

الجزء الثاني والعشرون


في صباح اليوم التالي٣ نقطة
,
, حين بدأ يفتح عينيه على الدنيا من جديد يتأوه من شدة الصداع الذي يعصف برأسه لتمر أحداث البارحة امامه شريط سريع متلاحق، شجاره مع والده، سفره إلى الاسكندرية، شاهيناز، حورية، ميراد، السيجارة، انتفضت فزعا عند الكلمة الأخيرة لتشخص عينيه ذعرا حين وجد نفسه عاريا جوار فتاة ما، توقف عقله عن العمل يصرخ عقله فزعا مرة أخري يا جااااسر، دقق النظر لقسمات وجه تلك الفتاة لتتسع عينيه في ذهول وشعور خفيف بالراحة يغزو قلبه، حتى لو حدث ذلك بينهما دون وعي منه ولكنها تبقي زوجته أولا واخرا لم يخطئ مرة أخري وهذا جيد حقا جيد وسئ في آن واحد، لم يرد أن يقترب منها والآن ماذا يفعل زفر حانقا يخلل يديه في خصلات شعره يشد عليه بعنف، يحاول تذكر أي شئ بعد ذلك النفس الطويل الذي أخذه من السيجارة التي اعطاها له مراد وبعد ذلك لا شئ، مال ناحيتها يهزها بضيق يناديها حانقا:.
,
, - شاهي، شاهي اصحي يا شاهي انتي يا هانم
, تململت في نومها تتنهد بنعومة ورقة اغاظته، هز ذراعها في عنف ليجدها تستيقظ فزعة ما أن وقعت عينيها عليه اتسعت في ذعر لتبتعد عنه ناحية الحافة تنظر له خائفة مرتعدة تهمس بارتجاف:
, - لالالا حرام عليك يا جاسر ارحمني
, قطب جبينه ينظر لها في صدمة لما تبدو خائفة منه لتلك الدرجة مسح وجهه بكف يده بعنف تنهد يزفر أنفاسه الحارة ليقول فئ حدة من بين أسنانه:
, - هو ايه حصل إمبارح.
,
, حركت رأسها إيجابا في ذعر تتساقط دمعات قليلة من عينيها، لتنكمش اكثر على نفسها تهمس مرتجفة:
, - هقولك حاضر هقولك، صاحبك اللي اسمه مراد جابك بليل كان شكلك غريب، تقريبا شارب حاجة، حاولت اسندك عشان تنام شوية، روحت شادنني من شعري وحاولت تتهجم عليا، حاولت ازقك بس ضربتي بالقلم، واغتصبتني تاني يا جاسر حرام عليك أنت بتعمل فيا ليه كدة.
,
, أشفق عليها تفتت قلبه حزنا نبرتها الحزينة المعذبة نظرات الذعر والارتجاف التي تقتحم مقلتيها نهشت فؤاده الحائر، حمحم يخفض رأسه يشعر بالخزي من نفسه، مد يده يود أن يربط على كتفها عله يواسيها ولو قليلا ليشعر بانتفاض جسدها تحت يديه ليهمس لها بخزي:
, - أنا آسف يا شاهي، أنا، أنا حقيقي ما كنتش في وعيي، مش فاكر ولا عارف ازاي يوصل بيا الحال إني اعمل فيكي كدة سامحيني.
,
, رفعت عينيها الباكية تنظر له بعتاب صامت للحظات قبل أن تندفع تلقي بنفسها بين ذراعيه تشد على جسده بأظافرها لتهجش في بكاء مرير تغمغم له بقهر:
, - ما تعملش كدة تاني أنا بحبك حتى لو طلقتني هفضل أحبك، يارب بس ما اكونش حامل بعد اللي حصل.
,
, نطقت جملتها الأخيرة بهمس خبيث لتتسع عينيه في صدمة حامل!، هذا حقا ما كان ينقصه، شهور وهو متزوج لم يقترب منها ولو لمرة واحدة خوفا من ان تحمل والآن حين قرر الانفصال عنها يغتصبها عظيم يا جاسر عظيم، أغلقت جميع المنافذ ابوابها أمام وجهك أذهب إلى البحر وانتحر في سلام
, ابعدها عنه يبلع لعابه الجاف بصعوبة توترت قسماته يسألها في ارتباك:
, - هو انتي تقدري تعرفي انتي حامل ولا لاء بعد قد إيه.
,
, مسحت دموعها براحتي يديها لتضطرب حدقتيها بحيرة رائعة التمثيل قبضت على كفيها تغرز أسنانها في دفة شفتيها السفلي لتهمس بارتباك ظاهر:
, - اااا، تقريبا بعد شهر مش عارفة بالظبط
, زفر في حيرة ماذا يفعل أيبقيها زوجة له أم ينفصل عنها ماذا أن كانت تحمل طفله ولكن زواجه والتار مشتت ضائع حائر نظر لها يبتسم بلا حياة ليحرك رأسه إيجابا يميل مقبلا جبينها يغمغم في ندم:
, - حقك عليا و**** ما كنت وعيي.
,
, ابتسمت له في شحوب لتضع رأسها على صدره تلف ذراعيها حول عنقه تهمس بخفوت:
, - أنا بحبك أوي يا جاسر
, اتسعت ابتسامتها الخبيثة الثعبانية لتكرر بهمس خافت متلذذ:
, - اوي اوي يا جاسر.
,
, على طاولة صغيرة تراقب بأعين زجاجية فارغة من الحياة ما يحدث حولها، ترغب بشدة في العزلة والانطواء باتت تكره كل شئ حياتها احلامها والديها، ألم شديد اعتصر قلبها مع تلك الكلمة الاخيرة والديها حياتها التعيسة قديما والآن ليست كشقيقتها تخرج ما يجيش بها بالصراخ والبكاء، الصمت هو ملاذها علاجات المهدئات والمنوم التي باتت تدمنهم تقريبا باتوا جزءا لا يتجزء من حياتها تحب والدها وتكرهه، تشفق على والدتها وتود لو تصرخ في والدتها أنها من فعلت بهم ذلك، الجميع يرحل وتبقي هي واقفة في نهاية طابور طويل وحيدة منبوذة، صوت قريب منها انتشلها من شرودها، نظرت لأحد رواد النادي لتجده يحاور صديقه وهما يتحركان بسرعة ناحية اسطبل الخيول:.
,
, - عثمان بيتدرب عشان البطولة القريبة
, ليرد صديقه في ثقة:
, - دا الصياد يا جدع يعني هياخدها وش٣ نقطة
,
, عثمااااان اسم لم ولن تنساه ابدااا عثمان حبيب الطفولة والمراهقة، الفتي المغرور الذي يتجنبه افراد العائلة أجمع وقعت هي في عشقه، يكفي قلبها الصغير البرئ بضع لمحات برؤيته ولو من بعيد، بلعت لعابها لتقف من مكانها متجهه ناحية اسطبل الخيول، ستراه من بعيد وتعود للبيت، ما إن دخلت إلى الاسطبل بدأ رأسها يتحرك كبرج المراقبة يمشط المكان بحثا عنه، ارتسمت ابتسامة عاشقة على شفتيها حين رأته عثمان دائما يتدرب بستره بلا أكمام سوداء تعرفها يملك تقريبا عشر قطع من نفس اللون، اتسعت ابتسامتها تنظر له بعشق برئ اقتربت تود الحديث هي حقا لا تعرف ما ستقول ولكنها فقط تريد محادثته، ما أن خطت خطوتين رأت فتاة أقل ما يقال عنها أنها شعلة متفجرة الجمال وقفت جواره ليلف ذراعه حول خصرها يقبل وجنتها، لتتلاشي الابتسامة البريئة من فوق شفتي سارين تجمعت الدموع في مقلتيها تنظر لصورتهم المتناغمة معا بقلب تفتت إلى شظايا، شقت صفوف الحاضرين لتركض لخارج المكان بأكمله إلى اقرب مرحاض قابلها وقفت أمام صنبور المياة تنظر لانعاكس صورتها في المرآه لتري تلك الطبقة الشفافة من الدموع التي غزت مقلتيها لحظة اثنتين ثلاثة مع هطول اول دمعة فقدت السيطرة، وضعت يدها على فمها تبكي بعنف تكتم صوت بكائها، حتى لا يسمعه أحدا بالخارج من الجيد أن المرحاض كان فارغا، اعتصرت يسراها بينما يمناها تكمم فمها بعنف حتى لا يخرج صوتها، اقتربت من صنبور المياة تفتحه تحمل بين كفيها حفنة كبيرة من الماء صفعت بها وجهها مرة واثنتين وثلاثة، رفعت وجهها تنظر لانعاكس صورتها في المرآة لتري خلفها تلك الفتاة التي كانت بين أحضان عثمان من دقائق، تحركت مقلتي سارين تقارن بينها وبين تلك الفتاة، طفلة سارين جوارها ما هي الا طفلة بائسة كثيرة البكاء تحكمت في دموعها بصعوبة لتجد تلك الفتاة تلتقط زجاجة عصير برتقال أخرجت من حقيبة يدها شريط أقراص تضع منه قرصين في الزجاجة اغلقتها ترجها جيدا، لتنظر لسارين تبتسم باصفرار:.
,
, - دي فيتامينات الدكتور كاتبها ليه.
,
, لم تبدي سارين اي ردة فعل فقط ابتسمت في اصفرار تحرك رأسها إيجابا بخفة لتتحرك ليلا لخارج المرحاض لحظات وخرجت سارين تقرر العودة إلى منزلها، ولكن قلبها القلق رفض، أرادت أن تراه ولو للحظة قبل أن تغادر دخلت إلى الاسطبل مرة أخري، وقفت تبحث عنه بين الحضور لتجد تلك الفتاة تمد له زجاجة البرتقال اتسعت عينيها خوفا عليه ماذا وضعت له فيها، لم تشعر سوي وهي تندفع بعنف ناحية عثمان تدفع الزجاجة من يده ليسقط بعضها على ملابسه وتقع ارضا وتنكسر، انتفض عثمان غاضبا يقبض على ذراعي سارين قبل أن يري الفاعل يزمجر غاضبا:.
,
, - أنتي متخلفة، سااارين!
, نطقها بذهول ليترك يديها، بينما وقف يناظرها متعجبا لما تفعل سارين ذلك، اتسعت عينيه في دهشة حين وجد سارين تنطلق ناحية ليلا تقبض على ملابسها من الأمام تجذبها بعنف تصرخ فيها بشراسة:
, - انتي، انتي كنتي عايزة تأذيه مش كدة، حطتيله ايه في العصر
, سريعا جذب عثمان ليلا من يد سارين يوقفها خلف ظهره نظر لسارين ساخطا ليصيح فيها بحدة:
, - ايه يا سارين الجنان اللي بتقوليه دا.
,
, اشتعلت قسمات وجه سارين غضبا تلك الحية تود إيذاء حبيبها عشقها الاول والأخير، رفعت سبابة يمناها تصرخ بشراسة:
, - العقربة دي شوفتها بتحطلك حبوب غريبة في العصير
, توسعت عينيه في ذهول، جزء بداخله مقتنع بكلام سارين ذلك الدوار الغير مبرر الذي بات يلازمه مؤخرا ما من سبب له، ولكن ليلا لن تفعل ذلك، انتفض كمن لدغه عقرب جين سمع ليلا تقول من خلفه في هدوء:
, - ايوة فعلا هي شافتني وأنا بحلط حاجة في العصير.
,
, التفت لها سريعا ينظر لها مصدوما مما تقول ليجدها تمد يدها في جيب حقيبتها تخرج شريط اقراص مدت يدها تضعه في يد عثمان ليرفعه أمام عينيه يقرأ اسم ذلك الدواء للتتوسع عينيه في ذهول يردد بدهشة:
, - دا فيتامين
, كسي حزن عميق وجه ليلا لتحرك رأسها إيجابا اخفضت رأسها أرضا تحركها إيجابا لتقول بصوت خفيض حزين يتألم:.
,
, - ايوة يا عثمان فيتامين، أنت بقيت مهمل في اكلك الفترة اللي فاتت وعندك تدريبات كتير فسألت دكتور وهو قالي على الفيتامين دا
, لف رأسه ينظر لسارين في حدة ليقترب من ليلا رفع كف يدها يلثمه بقبلة حانية يتمتم بامتنان:
, - **** يخليكي ليا يا حبيبتي.
,
, ابتسمت خجلة تضع رأسها أرضا، بينما التفت عثمان لسارين التي تقف مدهوشة من قدرة تلك الحية على التمثيل بتلك البراعة اجفلت من شرودها على قبضة عثمان تقبض على رسغها يجرها خلفه لغرفة تبديل الثياب الخاصة به، دخل إلى الغرفة يدفعها داخلها مغلقا الباب عليهم، التفت لها يدس يديه في جيبي سرواله يقول في حدة:
, - ممكن افهم إيه الجنان اللي عملتيه برا دا، احرجتي نفسك واحرجتي ليلا، ليييه يا سارين.
,
, عشان بحبك!، صرخت بها بقهر تنظر له بجزع بينما توسعت عينيه هو في صدمة ارتخت قدميها لتسقط على المقعد الكبير خلفها تهمس مكملة بعذاب:
, - بحبك غصب عني لقيت قلبي بيحبك، ما اقدرش اشوف حد عايز يأذيك واقف اتفرج، أنا بحبك يا عثمان بحبك اوي.
,
, نطقت جملتها الأخيرة بهمس عاشق متيم، ليتنهد هو في حيرة تلك الصغيرة البريئة التي لا تعي من الدنيا شئ تحب زير النساء منحرف، بلع لعابه ليقترب منها يحاول أن يحدثها كأنها طفلة صغيرة:
, - سارين حبيبتي انتي لسه عيلة صغيرة المشاعر دي مش حب حقيقي ابدااا
, انتفضت من مكانها تقترب منه تدفعه في صدره تصيح بشراسة:
, - ما تقولش صغيرة أنا مش صغيرة، فاهم.
,
, ختمت جملتها بحركة غبية رعناء لا حساب لها سوي الانتقام لجرح انوثتها، شبت على أطراف أصابعها تقبله، لحظات تصنم جسد عثمان ليجئ دوره هو لم يبعدها بالعكس تلذذ بكل قطرة من نبيذ شفتيها الفاخر، لم يكن يعي بأي شئ لا قرابة، لا صلة ددمم، ولا حتى أنها طفلة صغيرة تصرفت برعونة، ليقبلها هو.
,
, اقتحم دماء حرمة شفتيها العذراء، لحظات ساعات دقائق لا يهم كل منهما لا يصدق ما يفعل ولا يقدر على الابتعاد عثمان يقبل طفلة وسارين مستكينة بين يديي عثمان، فقط صوت دقات الباب أعاده إلى رشده دفعها بعيدا بعنف لتسقط على المقعد خلفها تنظر له مصدومة مذهول عقدت الصدمة لسانها لا تصدق أن عثمان قبلها، لتجده يقترب منها اسند ذراعيها على ذراعي الكرسي مال ناحيتها:.
,
, - عاجبك اللي حصل دا أنا خونت ثقة ابوكي وابويا عشان خاطر الهانم اللي هي لسه عيلة صغيرة جاية تقولي أنا بحبك لاء وكمان جريئة وجاية تبوس، حقيقي أنا قرفان منك كنت فاكرك محترمة يا بنت عمي
, رفع جسده عن الكرسي ينظر لها باشمئزاز ليتفتت قلبها المحطم عثمان يراها رخيصة لتلك الدرجة، وقف هو يدس في جيبي سرواله ينظر لها ساخرا يريد جرحها حتى يثبت لها ولنفسه أنها لا تعنيه في شئ:.
,
, - وبعدين بصي لنفسك كويس، أنا يوم ما احب، احب طفلة فوقي يا سارين وركزي في مذاكرتك
, قالها وخرج بعد أن حطم شظايا قلبه إلى زجاج قتل روحها النازفة ليرحل ما تبقي منها دون عودة.
,
, في فيلا خالد السويسي التحضيرات لعقد القران الصغير تسير على خير ما يرام ابنته مع صديقتها بالاعلي يختاران ملابس خاصة للاحتفال، زوجته في المطبخ تشرف على نص هو وبعض الخدم يجهزون المكان للعرس
, في عز انشغاله وجد الباب يطرق بعنف كأن زلزال في الخارج واحدهم يهرب منه، اتجه سريعا ناحية الباب يفتحه لتتسع عينيه فزعا حين رأي من يقف بالخارج.
,
, توسعت عينيه فزعا حين فتح باب منزله وابصر بدور ابنته تقف امام بيته ترتدي جلباب اسود حجابها ملقي باهمال فوق شعرها عينيها حمراء باكية وجهها متورم تحمل ابنتها على احد ذراعيها، صرخت قسمات وجهه خوفا عليها ليجدها تندفع ناحيته ارتمت في صدره تبكي بعنف تنوح باكية:
, - ضربني وخد ابني مش عايز يرجعهولي، رجعلي ابني يا بابا.
,
, توحشت قسمات وجهه بغضب مخيف لف ذراعه حول جسد بدور يدخل معها لداخل الفيلا، اتجه معها إلى أحد المقاعد يجلسها عليها ليجلب لها كوب مياه، جذب مقعد يجلس امامها يعطيها الكوب ارتشفت منه رشفة صغيرة لتضعه جوارها، رفعت عينيها تنظر له تنساب دموعها قهرا ليغص قلبه ألما ينظر لكدمة زرقاء تعلو فكها، مد يده يربط على خدها برفق يتوعد بداخله لذلك الفتي بالموت بلع لعابه يهمس له في هدوء زائف لا يريد اخفاتها يكفي ما هي فيه:.
,
, - حصل ايه يا حبيبتي، مش الزفت دا، جه من كام يوم وقال مراتي ووحشاني وانتي قولتي هروح معاه يا بابا حصل ايه
, انكمشت قسمات وجهها ألما تبكي في قهر بعنف بدأت تمسح دموعها لتقص على أبيها كل ما حدث.
,
, Flash back
, يومين، مر يومين منذ مشادته مع أبيها حين أخبره بكل بساطة:
, - خلوها عندكوا أنا مش عايزها.
,
, بتلك البساطة تخلي عنها هو من أحبت منذ أيام الجامعة، رفضت أن تسافر مع والدتها حاربت كثيرا حتى تبقي هنا بالقرب منه بجانب قلبها النابض لتتزوج من حبيبها الأول والأخير، لتنتهي سعادتها المزيفة سريعا فقط شهر عسل قصير وعرفت شخصية لم تلاقيها من قبل عصبي، سريع الغضب، اناني لا يهتم سوي بنفسه ولكنها تبقي كالحمقاء تحبه
, تنهدت تمسح دموعها الخائنة حين سمعت صوت دقات على باب الغرفة حمحمت تقول بهدوء:
, - ادخل.
,
, انفتح الباب جزء صغير ليطل خالد برأسه ابتسم يقول في مرح:
, - بيرو حبيبة بابا زفت الطين اسامة تحت وبيقول أنه عايزك ترجعي ولا ارميه برة، أنا بقول ارميه برة
, التفت ليغادر قبل أن يسمع ردها لتتوسع عينيها في ذهول قامت تركض خلفه تصيح بتلهف:
, - بابا استني يا بابا، هرجع معاه
, التفت خالد لها يضحك في صخب لتحمر وجنتيها خجلا على ما قالت، بينما حرك رأسه إيجابا يقول بترفق:
, - البسي وجهزي نفسك على ما انزل اهزقه شوية.
,
, ضحكت بخفوت تحرك رأسها ايجابا لتهرع إلى غرفتها يكفي فرحة صغيرها حين اخبرته أن والده بالأسفل ينتظرهم بدلت ملابسها سريعا الإبتسامة لا تفارق شفتيها، فهي حمقاء تحبه اولا واخيرا
, نزلت لأسفل لتجد والدها يقبض تلابيب ملابسه من الأمام يزمجر فيه:
, - عارف يا حيوان لو زعلتها تاني هسحلك هقلبك محمد ابو سويلم في فيلم الأرض.
,
, أكتفي اسامة بتحريك رأسه إيجابا ينظر له في خوف ممتزج بكره، يكره ذلك الرجل جبروته وغروره وعجرفته، يكره شعوره بالعجز أمامه، ابتسم في اصفرار لينفضه خالد بعيدا عنه اتجه ناحية بدور مال يقبل جبينها يهمس لها:
, - لو ضايقك ولو بكلمة اتصلي بيا، مفهوم.
,
, ابتسمت تنظر لخالد بامتنان وسعادة تحرك رأسها إيجابا، لتتجه ناحية أسامة الذي ابتسم ابتسامة لم تعجبها اقلقتها، ابتسامة سوداء اكثر منها مشتاقة، سعيدة، بلعت لعابها تبتسم له خجلة، ودعت والدها لتجلس جواره في سيارته الصغيرة متجها إلى منزلهم عشهم السعيد، الصمت يغطي عليهم هو صامت متجهم وهي صامتة مرتبكة تشعر بالخوف الغير مبرر، لا تعرف لما سمعت صوته يقول في برود لم تحبه:
, - عاملة ايه والولاد اخبارهم إيه.
,
, حمحمت بخفوت تجلي صوتها لتقول بصوت هامس متوتر:
, - الحمد لله كلنا كويسين
, وحشتوني، البيت كان وحش اوي من غيركوا، همس بها بهدوء، لتتسع عينيها في ذهول التفتت برأسها ناحيته لتبتسم سعيدة تقول بعشق:
, - وأنت كمان وحشتنا أوي٣ نقطة
, ابتسم بلا حياة ليسود الصمت مرة أخري، يركز على الطريق أمامه بينما تختلس النظرات إليه تبتسم سعيدة بين حين وآخر، قطبت جبينها تنظر للطريق لتقول في دهشة:.
,
, - دا مش طريق البيت يا أسامة احنا رايحين فين
, انثني جانب فمه بابتسامة سوداء قاسية ليقول في هدوء:
, - اشتريت شقة جديدة هنقعد فيها، ايه رأيك يا حبيبتي في المفاجأة.
,
, لا تعرف حقا أتفرح أم تحزن ولكنها قلقة خائفة أسامة به شيئا غريب خبيث عما تعرف تنهدت تحتضن ابنتها بينما خالد الصغير على المقعد الخلفي يلهو بهاتف والده المحمول، بعد ساعة تقريبا وقفت السيارة أمام منزل والدته، نزلت من نافذة سيارتها للعمارة السكنية الصغيرة لتقطب جبينها متعجبة التفتت له تسأله متعجبة:
, - مش دا بيت مامتك.
,
, التفت برأسه ناحيتها ويا ليته لم يفعل رأت في حدقتيه نظرة سوداء قاسية متهكمة لتسمعه يقول متهكما:
, - اه هو أنا اصلي اشتريت الشقة اللي فوق والدتي عشان نبقي قريبين منها، متضايقة وهتروحي تشتكي لابوكي اللي هو اصلا مش ابوكي ولا ندخل
, ابتلعت إهانته وطريقته القاسية المتهكمة في الحديث لتحرك رأسها إيجابا تقول بخفوت:
, - ندخل يا أسامة.
,
, توسعت ابتسامته القاسية لينزل من السيارة نزلت لتفتح الباب لصغيرها، متجهين جميعا إلى شقتهم الجديدة في الطابق الثالث وقف يفتح باب المنزل لتخطو للداخل تنظر حولها جميع اغراضهم في الشقة القديمة نقلها لهنا، هذا جيدا حقا على الاقل ستشعر بالالفة في المكان، حضانة خالد يمكن أن تنتقل لحضانة قريبة من هنا، وقفت في منتصف الصالة تتأمل منزلها الجديد حين سمع صوت بغيض تكرهه يأتي من خلفها مباشرة:.
,
, - انتي جيتي يا غندورة حمد لله على سلامة المحروسة
, ابتلعت غيظها من طريقة والدته الساخرة لتلفت لها تبتسم في اصفرار:
, - اهلا يا ماما عاملة إيه
, تخصرت تلك السيدة البدينة ليدوي صدي اساور يدها الذهبية بشكل مزعج للآذان تقول في حدة:
, - بخير يا حبيبتي طول ما حس ابني في الدنيا، انتي هتفضلي واقفة عندك، غيري هدومك وحصليني على تحت يلا.
,
, بلعت لعابها تحرك رأسها ايجابا، وضعت سيلا على فراشها لتبدل ملابسها إلى جلباب منزلي بسيط بحثت عنه لتجده يجلس أمام التلفاز يدخن بشراهة بينما صغيرها يلعب على الأرض بالعابه اقتربت منه تقول سريعا بتلهف:
, - أسامة اطفي السيجارة خالد عنده حساسية على صدره ما بيستحملش الدخان
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه ليلقي ما تبقي من سيجارته من النافذة الصغيرة جواره يتشدق ساخرا:.
,
, - حاضر لازم اقول حاضر أحسن خالد باشا يزعل مننا واحنا مش قد زعله
, تنهدت مغتاظة منه تتمني لو أنها لم تعد معه، التفت لتنزل لأسفل دخلت شقة والدته لتجد الأرضية عارية من اي فراش جميع مفارش الأرض ملتفة ومستندة على الحائط، لحظات من الصمت تتعجب مما تري لتسمع صوت والدته تقول متهكمة:
, - ايه يا حبيبتي جاية سينما واقفة تتفرجي ما تشتغلي يلا عيزاكي تغسلي السجاد كله يلااااا
, Back.
,
, انتحبت بقوة ليرتعش جسدها يتنفض بعنف لتقول من بين شهقاتها العنيفة القاسية:
, - ست ساعات يا بابا ست ساعات وأنا بغسل في سجاد البيت واللي متعجبهاش تخليني اعيدها جسمي بيترعش من التلج لما خلصت، طلعت هدومي مبلولة بترعش عايزة أنام بس هو.
,
, Flash back
, اخيرا انتهت جسدها كتلة من الثلج البارد يترعش بعنف ملابسها عبارة عن بحر من المياة اخذت طريقها لمنزلها تصطك أسنانها من البرد ما ان دخلت إلى رأته يجلس كما هو يشاهد التلفاز اقتربت ناحيته تهمس بارتعاش من البرد:
, - انتي جايبني هنا عشان اخدم أمك
, ارتسمت ابتسامة سوداء متهكمة على شفتيه ليتحرك من مكانه متجها ناحيتها، مد ذراعه يلفه حول خصرها يقول في سخرية:.
,
, - معلش اعتبريها زي والدتك، ما كنتيش هتساعدي والدتك في البيت ولا ايه
, احتقنت دماء الغيظ في حدقتيها لتبعد ذراعه عنها بعنف تصيح غاضبة:
, - امي ما كنتش هتخليني اغسل سجاد البيت كله نص الليل في البرد، أنا مش خدامة عند أمك يا أسامة ودي آخر مرة هعمل لها حاجة بالشكل المهين دا.
,
, اقترب منها حتى بات لا يفصلهم فاصلة ابتسم ساخرا للحظات ليمد يده يمسك أحد خصلات شعرها المبتل قبل أن تعي ما يفعل صرخت من الألم حين شعرت به يقبض على خصلات شعرها يصرخ فيها محتدا:
, - هتخدميها ورجلك فوق رقبتك، وعلى فكرة أنا خدت موبايلك، لو فكرتي تشتكيني لبابا خالد بيه هاخد منك العيال يا بدور ومش هتشوفيهم تاني، فااااهمة
, صرخ بها بقوة ليشد على شعرها في عنف اكبر لتصرخ تحرك رأسها ايجابا تصيح باكية:
, - حاضر حاضر.
,
, ابتسم ساخرا يترك خصلات شعرها يربط على وجهها باستفزاز تركته متجهة إلى غرفتها سريعا ارتمت على فراشها تبكي بملابسها المبتلة تشعر بالخوف، البرد، النعاس، ما كادت تغمض عينيها حتى شعرت به خلفها حاولت تجاهله فقط تريد الهروب من كابوس الواقع المخيف، لتفتح عينيها فزعة حين سمعته يهمس ببرود:
, - أنا عايز حقي
, حركت رأسها نفيا بعنف تحتضن جسدها ترتجف باكية:
, - حرام عليك يا أسامة أنا تعبانة كفاية اللي ولدتك عملته فيا.
,
, لم يهتم بما يقول من الأساس جل ما سمعته هو صوته وهو يقول في حدة:
, - مش مشكلتي دا حقي وهاخده سواء برضاكي اوغصب عنك.
,
, لتتوالي ايامها على ذلك النسق الحزين البائس تتمني الموت كل لحظة، والدته تفتت في تهشيم جسدها من كثرة ما تلقي عليها من أعمال أما هو فتفنن في تهشيم بقايا روحها إلى أن جاء ذلك اليوم، كانت تنظف منزل والدته كالعادة وسيلا الصغيرة تجلس على الأريكة تلعب بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز، انتفضت على صوت تهشم لتجد سيلا القت الجهاز من يدها ارضا لينكسر بينما تنظر له الصغيرة تضحك في براءة اتسعت عينيها ذعرا حين وجدت حماتها تندفع ناحية ابنتها صفعتها بعنف تصرخ فيها:.
,
, - يا حيوانة يا بنت ال، كسرتي الريموت
, اشتعلت عينيها غضبا خاصة مع صرخات صغيرتها لتقترب من حماتها دفعتها بعيدا عن ابنتها بعنف لتسقط ارضا أمامها بينما صرخت بدور فيها:
, - اياكي تمدي ايدك على بنتي أنا مستحملة قرفك انتي وأبنك عشانهم
, احتدت عيني سماح والدة اسامة بغيظ، كانت على وشك أن تسمعها وصلة سباب متواصلة حين وجدت أسامة يدخل من باب المنزل لتنظر له سريعا تصيح محتدة:.
,
, - تعالا يا زينة الرجال شوف مراتك وهي بتتهجم على امك زقتني وضربتني ووقعتني على الأرض٣ نقطة
, التفت لزوجها سريعا تود اخباره بما حدث ولكنه لم يعطيها الفرصة لذلك انقض عليها يوسعها ضربا يصرخ فيها:
, - بتضربي امي يا، يا، يا٣ نقطة
, تركها ملقاة ارضا لا تقدر حتى على القيام جالسة من عنف ضرباته ليبثق عليها يهتف متوعدا:
, - ارجع من برة الاقيكي بتغسلي رجليها، فاهمة يا بنت الباشا.
,
, تركها وغادر لتتحامل على جسدها رغما عنها قامت تحمل صغيرتها نظرت لوالدته في حدة تهمس متألمة:
, - قسما ب**** لهاخد حقي منك انتي وابنك هدفعكوا التمن غالي أوي
, قالتها لتتحرك إلى شقتها سريعا وضعت جلباب اسود على ملابسها تلقي **** على شعرها لتتحرك لخارج المنزل تهرب إلى منزل خالد
, Back.
,
, أنهت ما حدث لها كاملا ليبتسم ارتسمت ابتسامة واسعة سوداء على شفتيه يفكر باستمتاع كيف سيهشم عظام ذلك الاسامة، هل يقتله دفعه واحدة أم يعذبه أولا٣ نقطة
, اقترب من بدور يضمها لها يربط على رأسها برفق ارتسمت ابتسامة سوداء على شفتيه يغمغم متوعدا:
, - يعز عليا يا بنتي اني ارملك وانتي لسه صغيرة
, شهقت بدور فزعة لتبتعد للخلف تنظر لوالدها خائفة عليه لتمسك بذراعه تقول بتهلف:.
,
, - لا يا بابا عشان خاطري هو ما يستحقش أنك تروح في داهية بسببه
, ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه ليربط على وجنتها برفق يقول ضاحكا:
, - حبيبة بابا ابوكي بيودي ما بيروحش، اهدي انتي خالص وأنا هجيبهولك زاحف
, وقف ينادي على زوجته بصوت عالي:
, - لينا يا لينااا
, لحظات وخرجت من المطبخ تجفف يدها بمنشفة صغيرة تقول مبتسمة:
, - ايوة يا خالد معلش مش سمعاك من دوشة المطبخ.
,
, اختفت ابتسامتها تشهق في خوف اتسعت عينيها ذعرا لتقترب من بدور تسألها قلقة مفزوعة:
, - بدور ايه اللي عمل فيكي كدا يا بنتي حصل ايه خالد
, دس يديه في جيبي سرواله ينظر للينا ومن ثم بدور ابتسم يقول بهدووووء تاااام:
, - بعيد عنك اصل في كلب مسعور حاول يعضها وانتي عارفة كويس الكلب لما يتسعر علاجه الوحيد الموت، فانتي خلي بالك منها على ما اروح اجيب رقبته واجي على طول مش هتأخر.
,
, قالها ليلتفت يغادر المكان بأكمله بينما احتضنت لينا بدور بحنو لتنفجر الأخيرة في البكاء.
,
, هرولت من غرفة الملابس ومن اسطبل الخيل تركض في شوارع النادي تود فقط الهرب، إن تصل للسيارة تعود لبيتها تختبئ تحت غطاء فراشها لا تصدق أنها فعلت ذلك كيف، تقبله وهو فعل أيضا، كلماته السامة تطرق عقلها بلا توقف تبكي تتساقط دموعها رغما عنها، اقتربت من أن تصل لتصطدم في أحد ما وقف ما وقف أمامها فجاءة رفعت وجهها للفاعل لتنكمش قسماتها تبكي بعنف بينما نزل هو على ركبتيه قليلا يسألها قلقا:.
,
, - مالك يا سارين بتعيطي ليه يا بنتي
, نزلت له تعاتبه للحظات بنظراتها الصامتة لتخبئ وجهها في صدره تهمس باكية:
, - بابا خرجني من هنا
, حرك رأسه إيجابا بتلهف ليأخذ بيدها متجها لسيارته من الجيد أنه رآها مصادفة حين اتي لهنا ليفكر بهدوء قليلا، حالتها الباكية افزعته تري ماذا حدث لها، جلست جواره في السيارة تبكي في صمت، ليلتفت لها يضمها لذراعيه حاولت الابتعاد عنه ليشدد عليها بين يديه يهمس لها بصوت حزين باكي:.
,
, - ب**** عليكي يا سارين ما تحسسنيش انكوا بقيتوا بتكرهوني، أنا بموت وأنا حاسس انكوا كارهني، أنا آسف يا بنتي، آسف ليكي ولمامتك ولسارة نفسي تسامحوني، حاسس إني منبوذ من غيركوا
, حركت رأسها نفيا بعنف كتمت صرخاتها الحزينة داخل صدره تهمس باكية:.
,
, - ااانت اللي عملت فينا كدااا، لييه اذيتونا كدة، أنا ما قولنلكوش خلفونا، بتعذبونا بذنب مالناش دعوة بيه ليه، أنا تعبت كرهت نفسي وحياتي، حتى هو طلع ما بيحبنيش، نفسي اموت بقي عشان ارتاح.
,
, بعد الشر عليكي، بعيد الشر: هتف بها سريعا بلوعة ليربط على رأسها بحنو يكاد يبكي على ما وصلت له ابنته بيديه، طفلته تكره حياتها تتمني الموت، مهلا مهلا من هو الذي لا يحبها قطب جبينه قلقا عليها لا شكا فيها، ان تكوت تلك الحية ناردين بعثت احدهم ليخدع ابنته الاخري لتؤذيها، ابعدها عنه سريعا يحتضن وجهها بين كفيه يسألها بتلهف:.
,
, - مين دا يا سارين اللي ما بيحبكش، حبيبتي أنا مش شاكك فيكي أنا خايف لتكون العقربة اللي حاولت توقع أختك عايزة توقعك انتي كمان
, ابتسمت ساخرة تحرك رأسها نفيا نظرت لعيني والدها للحظات لتقول متهكمة:
, - عثمان، أنا بحب عثمان ابن عمو على بس هو قالي أن أنا عيلة صغيرة، طفلة واروح اشوف مذاكرتي احسن.
,
, غص قلبه ألما على ابنته لم تجد الحب الامان في بيته فبحثت عنه خارجا وايضا لم تجده سيشكر عثمان لاحقا أنه لم يوهم ابنته بالحب ويخون ثقته، لا يصدق أنه احترم للتو عثمان الشاب المنحرف اللعوب
, لم يجد ما يقوله فقط وضع رأسها على صدره يربط على رأسها بحنو لا يجد ما يقول وهي أيضا، تشعر لأول مرة بالأمان.
,
, ازاي يا ماما تسيبيها تمشي، هتروح لابوها انتي ما تعرفهوش دا راجل مفتري
, صاح بها أسامة مذعورا لتمص سماح شفتيها متهكمة:
, - طب يبقي يفكر يجي هنا وأنا اقطع شبشي على دماغه هي سايبة ولا ايييييه، وبعدين احنا معانا الواد خالد يعني اكيد مش هتروحله هتخاف ناخده منها.
,
, ما كادت تنهي جملتها ليعلو صوت دقات عنيفة قاسية على وشك تحطيم الباب، نظر أسامة لوالدته مذعورا يكاد يبكي من الخوف، اقترب من الباب بأرجل ترتعش من الخوف ما كاد يفتحه صرخت والدته حين وجدت والدها يسقط ارضا بفعل لكمة عنيفة أتت من ناحية الباب، دخل خالد من الباب وقف في منتصف الصالة ينظر لوالدة اسمة يبتسم ساخرا للحظات ليصيح بصوته الاجش:
, - خالد، أنت فين يا خالد.
,
, خرج الصغير من أحدي الغرف يركض ناحية جده امسك بساقه كما يفعل دائما يصيح في سعادة:
, - تدوووو
, نزل خالد يحمله بين ذراعيه، التفت يعطيه إلى أحد حراسه ابتسم يقول الصغير بمرح:
, - حبيب تدو روح مع عمو استنوني في العربية عشان نروح لماما وسيلا.
,
, صفق الصغير بسعادة ليحمله الحارس يتجه به إلى سيارة خالد، ليغلق خالد الباب عليهم وهو في الداخل معهم، اقترب من أسامة ينظر له من أعلي ابتسم متوعدا دون أن ينطق بحرف اقترب من والدة اسامة وقف امامها يبتسم متسليا رفع سبابته وابهامه يحركهما على ذقنه يقول ساخرا:
, - سماح فتحي السيد، سابقة ضرب واحدة من الجيران واتراضت قبل ما تتحبسي، دا انتي قديمة بقي يا ست سماح، حمات بنتي بقي ولازم نحترمها.
,
, نظر للبساط المفروش أسفل قدميه يبتسم متوعدا ليعاود النظر اليها يقول ساخرا:
, - تؤتؤتؤ واضح أن ما ساعة ما بدور بطلت تغسل سجاد والسجاجيد اتوسخت خالص.
, جلس على الأريكة يضع ساقا فوق اخري يغمغم ساخرا:
, - ما تقوم تغسل السجاجيد يا أسامة وخلي ماما يا حبيب ماما تساعدك، يلاااا يالا دا أنا هطلع على جتت اللي خلفكوا كل اللي عملتوه في البت.
,
, ستتزوجه بعد بضعة ساعات بقي فقط القليل لا تعرف أين ذهب والدها اختفي فجاءة، وسهيلة ذهبت لتتجهز ووالدتها تداوي جروح بدور المسكينة جسدها ملئ بالكدمات وقفت، حتى صغيرتها سيلا وجهها متورم، من تلك القسوة المتوحشة ليضرب طفلة صغيرة وقفت أمام المرآة تضع ثوبها الأزرق فوق ملابسها تنظر لانعاكسها، لتبتسم متوترة زوجة زيدان، زوجته، زوجته، كلمة واحدة تتردد داخل قلبها وعقلها كيف وصل بها الحال إلى أن تصبح بعد قليل زوجة زيدان، للحظات فكرت في التراجع كيف استطاع زيدان أن ينسيها ما حدث قديما بتلك السهولة كيف تنسي أنه حاول اغتصابها، كاد ان يغتصبها، مجرد تذكر الامر جعل جسدها يرتجف خوفا جلست على فراشها تضع يديها على أذنيها ترتجف بعنف اغمضت عينيها ليمر امامها المشاهد بالتفصيل كما حدث قديما لم تنساه يوما.
,
, ممدة على فراش قديم في غرفة غريبة مخيفة تنظر حولها باستغراب طفلة في العاشرة لا تفهم ما يحدث، خائفة مذعورة التفتت ناحية باب الغرفة حين انفتح لتبتسم مطمئنة حين دخل من بابها، تشعر بثقل ودوار يمنعها من التحرك فقط نظرت له تبتسم لتهمس خائفة:
, - زيدان احنا ايه جابنا هنا وبابا فين، يلا نمشي.
,
, ظلت يتقدم ناحيتها ببطئ خطواته يعلو صداها في الغرفة الفارغة ابتسامة مخيفة تعلو شفتيه، لتصرخ خائفة حين شعرت به في لحظات ينفض عليها يمزق ملابسها حتى باتت شبه عارية يحاول يحاول يحاول، لم تستطع التذكر اكثر ارتجف جسدها تبكي ذعرا، لالالا لن تتزوجه يكفي ما فعله بها قديما كيف تسامحه بتلك السهولة، لن تتزوجه ابداا.
,
, اجفلت على صوت دقات هاتفها لتجد رقمه هو يضئ شاشة هاتفها، ارتجفت ما أن رأت رقم هاتفه قربت الهاتف بخوف من اذنها تفتح الخط لتسمعه يهمس بعشق:
, - وحشاني يا لينا أنا مش مصدق أن كلها كام ساعة وهتبقي مراتي، حاسس اني بحلم، بحبك بحبك اوي
, حركت رأسها نفيا بعنف كأنه سيراها من الأساس انهمرت دموعها لتهمس باختناق:
, - أنا عمري ما هتجوزك ابداا، أنا بكرهك.

الجزء الثالث والعشرون


- أنا عمري ما هتجوزك ابداا، أنا بكرهك
, تلك الجملة الوحيدة التي نطقتها ليسود بعدها صمت طووووويل من جهته وجهها، لا يُسمع سوي صوت بكائها الخافت، شهاتقها التي تتعالي شيئا فشئ، تختق روحه العاشقة، صدمه فتت قلبه، لما لا تتم فرحته تهاوي جالسا على الفراش يده تمسك بالهاتف ينظر للاشئ عينيه متسعتين من هول ما سمع، بلع لعابه ليخرج صوت هادئ حزين:
, - ليه!، أنتي كنتي موافقة، وافقتي تديني فرصة، ليه سحبتيها.
,
, سمع صراخها المصاحب له نحيبها العالي الحاد:
, -عشان أنا عمري ما هنسي، عمري ما هنسي اللي عملته وكنت عايز تعمله فيا٣ نقطة
, ارتفع جانب فمه بابتسامة حزينة ساخرة متألمة
, قبض على كفه الآخر ليهمس لها بهدوء:
, - لينا افتحي الكاميرا، عايز اشوفك لآخر مرة
, غص قلبها ألما مع جملته الأخيرة لتبعد الهاتف عن اذنها فتحت كاميرا هاتفها تنظر له بعينيها الحمراء المشتعلة، شهقاتها الحزينة المتتالية.
,
, يقابلها نظراته العاشقة المعذبة، رأته يبتسم متألما ابتسامة صغيرة معذبة اشار إلى قلبه بسبابته يكمل مبتسما:
, - انتي هنا لو اذيتك ابقي بأذي نفسي، قسما بربي أنا عمري ما لا اذيتك ولا حتى فكرت في كدا، انتي ما تعرفيش انتي عندي إيه
, انساب طفوان دموعها تشعر بغصة مؤلمة تعتصر قلبها من كلماته العاشقة تضرب بلا رحمة اوتار قلبها الخائفة لتثبته امانا، شهقت من عنف بكائها تكمل:
, - مش هقدر، صدقني مش هقدر.
,
, رسم ابتسامة حانية على شفتيه يصارع بها قلبه يخرس عقله ليهمس لها بحنو:
, - أنا مش هغصبك، أنا قولتلك بدل المرة الف اني ما عمري ما اذيتك، مستعدة تاخدي الخطوة دي معايا تخرجي برة دايرة خوفك، هكون عندكوا، مش مستعدة ومش عايزة هتصل بخالي واقوله يلغي كل حاجة، قولتي ايه
, بلعت لعابها تنظر له حدقتيها ترتجفان من الفزع.
,
, مسحت بيسراها دموعها بعنف لحظات صمت تنظر له في هدوء ظاهر وصراع خفي بين القلب والعقل، رافض ومؤيد، هالة غريبة تجذبها له وهالة اخري سوداء تجذبها عنه، حسمت امرها يكفي خوفا لتحرك رأسها إيجابا تهمس بارتعاش:
, - ااانا، اناااا خايفة
, اوعي تخافي، اي كان قرارك ما حدش يقدر يغصبك على حاجة، أنا مستعد أحارب الدنيا كلها عشانك: هتف بها بانفعال، قوة استمدتها منه لترتسم شبح ابتسامة باهتة على شفتيها تهمس متوترة:.
,
, - ممم، ماشي ممم، موافقة، بس أنت مش هتأذيني صح
, ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه لتتعالي قهاقته السعيدة نظر لها تدمع عينيه فرحا ليقول في مرح:
, - نحن رجال افعال لا رجال أقول، مسافة السكة وهتلاقيني قدامك، يا وردة مكانها في البستان انتي
, قالها بتلهف ليغلق الخط يهرول سريعا ليكمل ارتداء ملابسه، بينما ابتسمت هي تتنهد حائرة تكرر مع نفسها، زيدان جيد لن يؤذيني، حادثة قديمة لن تتكرر.
,
, التقطت فستانها تشرع في ارتداءه تفكر قلقة.
,
, صوت دقات على باب المنزل الصغير، قام من مكانه بخمول يفتح الباب ليطل حارسه الخاص ينظر ارضا احتراما يغمغم بأدب:
, - خالد باشا، الباشا الصغير وصل لبيت حضرتك، تؤمرني بحاجة تانية
, ابتسم خالد يربت على كتف حارسه ليتجه ناحية الاريكة جلس مرة اخري يضع ساقا فوق اخري ابتسم يغمغم ساخرا:
, - قولي يا حسن، ايه رأيك في غسيل السجاجيد دي حلو.
,
, نظر الحارس إلى قطع الفراش ليجد رجل وامرأة يحكانها بعنف اثار الصابون تغطي معالم البساط بلع لعابه يغمغم في ارتباك:
, - لاء طبعا يا باشا وحش جدا
, تعالت ضحكات خالد الساخرة، ليتحرك من مكانه متجها ناحية دلو ماء كبير حمله يلقيه بأكمله فوق أسامة الجاثي أرضا يغسل البساط، شهق أسامة بعنف من برودة المياة بينما ابتسم خالج يقول ساخرا:
, - غسيلك ما عجبش حسن، وأنا اهم حاجة عندي رأي رجالتي، عيد من الاول للمرة التاسعة.
,
, عند ذلك الحد وقفت والدة أسامة، ترفع فمها بحركة سوقية قديمة تصيح غاضبة:
, - هو ايه اللي عيد من الاول احنا ايدينا باشت، **** يخربيتها المخفية بدور، كان يوم اسود يوم ما ابني شافها
, اختفت الابتسامة من فوق شفتي لتتجهم ملامحه بطريقة ارعبت تلك الواقفة، وقف يشير بيده لحارسه ليخرج من المنزل مغلقا الباب خلفه، بينما اقترب خالد من سماح يدس يديه في جيبي بنطاله يفكر بسخرية:.
,
, - قوليلي يا ست سماح هو مين الاكبر أنا ولا أنتي، بيتهيئلي انتي، ابنك شحط داخل على الاربعين اهو، يعني أنا وافقت اجوز بنتي لواحد اكبر منها بعشر سنين، ابن أمه، أخلاقه نيلة، وفي الآخر كان يوم اسود، والمخفية بدور
, شهقت سماح متألمة تشعر بفكها تحطم من الألم حين هوي كف خالد على وجهها بعنف سقطت على الأريكة خلفها تضع يدها على خدها تنظر للواقف امامها، عينيه سوداء مخيفة ملامحه.
,
, قاسية باردة، متجهمة، دني برأسه ناحيتها قليلا يهمس بهسيس مرعب:
, - دا القلم اللي اديتيه لحفيتدي، ولو كانت ايدك اترفعت على بنتي كنت قطعتهالك، مش كل الطير اللي يتأكل لحمه
, التفت لذلك الاسامة الذي يقف بعيدا ينظر لخالد مذعورا ابتسم ساخرا كان محقا حين نعته بأنه شبه رجل، لو كان رجلا حقا ورأي والدته تضرب امامه لاقام الدنيا فوق رأسه، خلع خالد ساعته وسترة حلته الفخمة يشمر اكمام قميصه الاسود ابتسم يقول متوعدا:.
,
, - بقالي كتير اوي ما ضربتش حد، يلا اهي جت فيك، إنت مش غريب بردوا.
,
, في لحظة كان خالد يقبض على تلابيب ملابس أسامة والباقي لا داعي لذكره، صفعات ركلات لكمات، كل لكمة تنزل من قبضته على وجه أسامة تجدد شبابه الثائر من جديد، ابتسم مستمتعا ينظر لأسامة الملقي أرضا تقريبا ملامح وجهه لا تظهر من وجهه المغطي بالدماء، ولكن العقاب لم يتنهي بعد، قبض على تلابيب ملابسه يجره خلفه لخارج المنزل القاه إلى أحد الحراس يأمره بحدة:.
,
, - ارميه معاكوا في العربية واطلعوا ورايا بسرعة، هتأخر على كتب كتاب بنتي.
,
, توسعت عينيها في ذهول وضعت يدها على فمها تكبح شهقتها الفزعة هل أخبرت والدها للتو أنها تحب عثمان كيف فعلت ذلك، دون دوعي تحرك لسانها يصرخ بكل ما يجيش في صدرها المثقل انتفضت من حضن والدها تبعد رأسها عن صدره تنظر له بصدمة تحرك رأسها نفيا بعنف، لترتسم ابتسامة حانية على شفتيه يربط على وجنتها برفق يقول مطمئنا:.
,
, - ما تخافيش، أنا عارف أنك قولتي من غير وعي، انتي بتحبي عثمان، بس تفتكري عثمان يستحق الحب دا، عثمان كلنا عارفينه من دي لدي لدي، يستحق حب نقي وبرئ زي حبك، صدقيني قلبك يستحق واحد أحسن تكوني أول واحدة في قلبه، ما هو أول واحد في قلبك
, انسابت خيوط دموعها تغرق وجهها لتخفي وجهها بين كفيها تحرك رأسها نفيا بقوة تجهش باكية:
, - أنا بحبه، بحبه هو، كتير عليا اني الاقي حد يحبني.
,
, شعرت بيدي والدها تمسك كفيها برفق تبعدهما عن وجهها نظرت له تبكي من القهر لتجده يبتسم، صحيح أنه غاضب، دمائه الشرقية ثائرة وابنته تخبره انها تحب ولكن فقط ابتسم يحاول بهدوء لم يعهده من نفسه قبلا مداوة جراح ابنته، احتضن وجهها بين كفيها، يهمس لها بحنو:.
,
, - لاء مش كتير، انتي تستاهلي كل حاجة حلوة في الدنيا، بس ما يكفيش دلوقتي حب بابا، لحد ما نكبر شوية، أنا عارف اني غلطت في حقكوا كتير، بس هعوضكوا عن كل لحظة كنت بعيد فيها عنكوا، ودلوقتي هنروح المول، نتغدي ونشوف انتي عايزة تشتري إيه.
,
, ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتيها تحرك رأسها إيجابا ليقبل عمر جبينها، اعاد تشغيل سيارته ليتجه معها إلى ذلك المجمع التجاري القريب كثيرا من النادي، دقيقتين بالقرب منه، وقف في الجراش الخاص بالمجمع، لينزل من سيارته، فتح لها الباب ينحني بحركة مسرحية مضحكة لتضحك بخفة تنزل من السيارة، نزلت ليسمك يدها يشعر بكف يد ابنته الصغير داخل كفه جزء من الكل يجتمعان، دخلا معا إلي أحد المطاعم يطلبان الغداء لتبدأ وصلة مرح خاصة بهما.
,
, - البربجر بالجبنة بتاعي يا بابا
, - مين قال كدة البرجر بتاعي وانتي كلي سلطة عشان ما تتخنيش، قالها ليقضم قطعة كبيرة من تلك السيطرة يبتسم لها باتساع.
,
, - عااا مين دي اللي تتخن، هات يا بابا البرجر بتاعي، صرخت بها بغيظ لتنتزع من يده تلك الشيطرة تقضم منها ليضحك هو بقوة، أحمق هو، غبي أدرك في تلك اللحظة التي شاهد فيها ابنته تأكل وهي تبتسم أنه حرم نفسه من سعادة لم يعشها يوما، يركض خلف سعادة السراب الواهية، انتهيا من الاكل ليأخذها في جولة في ذلك المجمع لم يشتريا بقدر ما ضحكا نسيت اوجاعها واعاد هو روحه الضائعة بقربها.
,
, انهي دوام عمله في المستشفي منذ الأمس وهو لم يعد إلى منزله، جداله مع والدته يبدو تافها لا يستحق المبيت خارج المنزل ولكنه يكره حقا فرض والدته لتلك الفتاة عليه رغما عنه يشعر بأنه عاجز وهو يكره حقا ذلك وقف بسيارته الصغيرة أمام باب منزله من الخارج ليلتقط حلته الجديدة، اليوم زفاف صديقه المقرب، يكاد يطير فرحا، أخيرا زيدان سيتزوج من من أحب قلبه بلا منازع، حمل حلته متجها بها إلى منزله، يستعد لجدال أحر مع والدته ولكن على عكس المتوقع وجد المنزل هادئ تماما، تحرك يبحث عنها هنا وهناك، لتقع عينيه على اطباق الطعام الموضوعة على طاولة السفرة بجوارهم ورقة صغيرة خط عليها ( أنا في السوق بجيب طلبات للبيت ).
,
, ابتسم يتنهد يكشف عن الأطباق المغطاة ليجد أكثر شئ يكرهه في حياته امتعضت ملامحه يهتف مشمئزا:
, - يعععع سبانخ ايه القرف دا، ماشي يا ماما هو عشان متخانقة معايا تعملي سبانخ.
,
, ترك المطبخ بأكمله ليتجه إلى غرفته اغتسل سريعا ليرتدي حلته السوداء، وقف أمام مرآه زينته يمشط خصلاته السوداء الكثيفة، يعدل من وضع رابطة عنقه السوداء، التقط زجاجة عطره الصغيرة بضع رشات، ساعته السوداء نظر لانعاكسه في المرآه بضع لحظات وشعور غريب غزو كيانه، يشعر بأنه روح لجسد آخر شخص ليس هو، حائر مشتت ضائع، مد يده ناحية وجهه يود أن، ، لينفتح باب غرفته بلهفة، ظهرت والدته تنظر له للحظات تعاتبه بنظراتها الصامتة، لتعقد ذراعيها امام صدرها تصيح فيه غاضبة:.
,
, - حمد لله على سلامة البيت، كنت بايت فين يا حسام وحصل ايه يعني عشان تبات برة البيت، كل دا عشان رشا بنت
, قطمت كلامها حين التفت لها حسام هادئ مرح شخصية محببة بشوشة ولكن غضبه هو أسوء ما فيه نفرت عروق رقبته يزمجر غاضبا:
, - لاء مش عشان زفتة عشان طريقتك في فرضها عليا، عيزاني اتجوزها بأي أشكل قولتلك بدل المرة ألف ما بحبهاش، أنا مش عيل صغير عشان تفرضي عليا كفاية بقي، أنا زهقت.
,
, اكتسي الألم قسمات وجهه والدته تشعر بقبضة قاسية تعتصر قلبها، صراخه، صوته، غضبه، بلعت لعابها ابتسمت متألمة تهمس له بخفوت:
, - أنا بس كنت عايزة افرح بيك مش قصدي افرضها عليك، منين جبت قسوة القلب دي منين، ابوك **** يرحمه كان أحن بني آدم على وش الأرض، إنت ليه كدة
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي حسام ليعاود النظر إلى مرآه زينته ركز عينيه على انعكاس وجهه يبتسم بلا حياة يهمس في برود:.
,
, - أنا ليه كدة، مش عارف تفتكري ليه، سنين عايش وأنا حاسس اني واحد تاني، سنين ببص لصورتي في المرايه بحس اني ببص لواحد تاني، انتي عمرك ما عرفتي اللي جوايا وصدقيني ما تحبيش تعرفيه
, تعالت في تلك اللحظة دقات هاتفه الموضع على مكتبه اقترب من ليجد رقم زيدان صديقه اغلق المكالمة يضع الهاتف في جيب سرواله يغمغم بهدوء:
, - أنا نازل عن إذنك.
,
, قالها ليغادر بهدوء مغلقا الباب خلفه، بينما تقف والدته جامدة شاحبة تنظر في اثر ابنها لينساب دمعة واحدة من عينيها تهمس لنفسها متألمة:
, - ما تقلقش يا مختار حسام مش هيبقي، ابنك شبهك في طيبتك هو بس، هو بس، هو بس، مش عارفة حصله إيه، يا رب
, نزل حسام إلى صديقه بالأسفل ابتسم يحاول إستعادة تلك الشخصية المرحة، استقل السيارة جوار صديقه اطلق صفيرا طويلا يقول ضاحكا:.
,
, - ايه يا عم زيدان الحلاوة دي، لاء البدلة شياكة شياكة
, فقط ابتسامة صغيرة شاحبة لاحت على شفتي زيدان يحرك رأسه إيجابا ليقطب حسام جبينه متعجبا يسأله قلقا:
, - مالك يا زيدان أنت كويس، شكلك مهموم
, التفت برأسه ينظر لصديقه يرغب فقط في البوح عل صديقه يخفف عنه قليلا، اسند ذراعه على المقود ليسند رأسه على ذراعه تنهد يهمس في حزن:
, - هقولك
, قص له ما حدث خلال مكالمة لينا، انتهي ليغمض عينيه يهمس بثقل:.
,
, - هو أنا ما عنديش كرامة، أنا عايز ابعد عنها يا حسام بس مش عارف، كل ما ابعد الاقي نفسي بقرب أكتر وهي بتلعب بمشاعري شوية آه وشوية لاء، أعمل ايه يا صاحبي
, تنهد حسام ضجرا يود خنق تلك الفتاة لم يكذب حين نعتها بالبومة يقسم أن البومة نفسها أكثر مرحا منها، رسم ابتسامة زائفة على شفتيه يغمغم في مرح:.
,
, - ولا اي حاجة هتروح تحط ايدك في ايد خالك وبارك **** لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، ولما تبقي مراتك طلع على جتتها القديم والجديد أنا لو منك اصبحها بعلقة ومسيها بعلقة، علقها في النجفة، طفي السجاير تحت بطاها، هو صحيح خالك هيعمل منك بقايا فراخ بانية بس تبقي خدت حقي عشان أنا مبقوق منها البومة النكدية إله النكد عند القدماء المصريين.
,
, ضحك زيدان بصخب، ليصدم رأس صديقه بقوة، اعاد تشعيل محرك السيارة ينطلق لوجهته فقد سعادته التي طلما حلم بها.
,
, تأنقت أمام مرآه زينتها بفستان ازرق باكمام من الشيفون الابيض تغطي ذراعيها وضعت شعرها المجدول على أحد كتفيها، لم تكن بحاجة للكثير من مستحضرات التجميل ابنه لينا وخالد ورثت جمال والدتها ووسامة والدها الشرسة جدتها لبنانية والجدة الكبري من اصول تركية، ابتسمت متوترة تفرك يديها بقوة بقي القليل وتصبح زوجة زيدان، اجفلت حين انفتح باب الغرفة لتدخل لينا، نظرت لابنتها لتدمع عينيها تنظر لصغيرتها عروس ستتزوج بعد قليل، اقتربت منها تقبل جبينها أمسكت كفي يدها تتساقط دموعها تصاحبها ابتسامتها الواسعة:.
,
, - زي القمر، احلي من القمر نفسه، **** يسعدك يا حبيبتي، ما تبقيش ضعيفة، بلاش تبقي نسخة مني وأنا قدك، أنا كنت إنسانة سلبية جدا في حق نفسي، لو بابكي ما كنش اتعالج ما كنتش عارفة ايه هيحصلي، خلي كرامتك فوق كل اعتبار، اوعي تسمحي لقلبك أنه يلغي كرامتك، عشان خاطري اوعي تتكرري غلطتي، اوعديني.
,
, ادمعت عينيها تنظر لوالدتها تبتسم ممتنة لتحرك رأسها إيجابا تعانق والدتها بقوة لتلف لينا ذراعيها حول ابنتها تضمها لصدرها كأنها فقط طفلة صغيرة، قبلت جبينها تمسح دمعات ابنتها بيديها برفق تغمغم في مرح باهت:
, - اوعي تعيطي الميكب هيبوظ، اسيبك تجهزي، واشوف ابوكي اختفي فين تقريبا راح يقتل أسامة.
,
, خرجت ضحكة خافتة من بين شفتي لينا، التفتت لتغادر لتسمع كلتاهما صوت صراخ خالد الحاد باسم بدور، نزلت لينا تهرول وخلفها ابنتها إلى أسفل ليجدا خالد يقف وامامه ملقي أرضا أسامة يكاد لا يظهر وجهه، شهقت الابنه خوفا لتسرع لينا تضم ابنتها تخفي وجهها عن ذلك المشهد، نزلت بدور بعض لحظات تعرج في مشيتها البطيئة تحرك جسدها بصعوبة الألم يغزو بعنف روحها قبل جسدها، ما إن نزلت اقترب خالد منها يلف ذراعه حول كتفها نظر لها ابتسم بهدوء يغمغم في حدة ؛.
,
, - عشر سنين، متجوزة الحيوات دا بيغضبك في السنة اكتر من عشر مرات دي المرات اللي أنا بعرفها غير اللي بداريها عني، سابك بتموتي وانتي بتولدي خالد وقال ايه مسافر في شغل وهو كان مسافر يتفسح مع أصحابه، ومعلش يا بابا وعدتها، سابك في المستشفى لما ولدتي سيلا ما رضيش يسجلها عشان جت معلش يا بابا أصله كان عاوز يخاوي خالد بولد وعشان خاطرك عديتها، كام مرة ضربك وأنا ضربته بس نقول ايه جبلة ما بيحسش كان لازم اوصله للمنظر دا، لآخر مرة يا بدور، انتي لسه باقية عليه.
,
, اتجهت بعينيها لأسامة الملقي ارضا بالكاد يتنفس، لتتذكر يمر امام عينيها شريط سريع متتابع حياتها معه لم تكن سوي عذاب مغلف بلمحة من السعادة الباهتة، كرهته وكرهت الزواج كرهت حياتها إلى متي ستتحمل انسابت دموعها تنظر لوالدها تهمس باكية:
, - خليه يطلقني يا بابا عشان خاطري.
,
, فما كان منه الا أن ابتسم، قبل جبينها تركها متجها ناحية ذلك الاسامة ركله في معدته بقدمه بعنف ليتأوه الأخير من الالم بينما صدح صوت خالد الحاد:
, - سمعت يا حبيب ماما، ارمي اليمين يلا
, رفع أسامة وجهه قليلا ينظر لبدور حانقا نظرات كارهة مليئة بالغيظ ليقول ساخرا:
, - انتي طالق يا ست بدور هانم
, اتسعت ابتسامة خالد ليجلس على أحد المقاعد يضع ساقا فوق أخري يغمغم ساخرا:.
,
, - حلو كدة نخش في الجد، الشركة اللي كنت مشغلك فيها عشان خاطر بنتي اعتبر نفسك مطرود وابقي قابلني لو لقيت شغل تاني، الشقة التمليك اللي كنت شاريها وخليت بدور تتنازل عنها وبعتها يا حيوان، أحب اقولك أن بدور حاضنة يعني شقتك الحلوة اللي فوق امك من حقها، وابقي فكر ادخلها، ما تنساش طبعا النفقة والقايمة ووصل الأمانة ومصاريف العيال دا أنا همشيك في الشارع تغني ظلموه اصبر عليا يا حبيب امك، حسسسسن.
,
, دخل الحارس مسرعا، ليشير خالد باشمئزاز إلى الملقي ارضا يهتف بقرف:
, - ارمي الزبالة دي برة وعلى **** يقرب من باب الفيلا
, جذب الحارس أسامة يلقيه خارج الفيلا في لحظة دخول سيارة زيدان نظر حسام ينظر لذلك الشاب بفزع خاصة حين هتف زيدان بدهشة:
, - دا أسامة جوز بدور ايه اللي عمل فيه كدا، هتلاقيه ضايق خالي
, توسعت عيني حسام في فزع ينظر لبقايا ذلك الرجل اقترب من زيدان يهمس في خوف:.
,
, - هو اللي بيضايق خالك بيعمل منه ممسحة والنبي فكرني ما اضايقوش أنا مش مستغني عن زهرة شبابي
, ضحك زيدان بخفة ليتحرك للداخل هو وحسام الخائف ومعهم المأذون٣ نقطة
,
, بينما في الداخل وقفت بدور تنظر في اثر زوجها قلبها تحطم بل تفتت نادمة على كل لحظة اضاعتها من عمرها وهي زوجة له، كيف أحبت في يوم شخص معدوم المشاعر لاقت منه ما يكفي ويزيد وتحملت لأجل طفليها والآن ماذا انتهي كل شئ، اجفلت على حركة يد خالد يلف ذراعه حول كتفها نظرت له لتجده يبتسم بحنو:
, - في داهية راح كلب يجي سيد الرجال، مش دا اللي يتزعل عليه.
,
, سار معها يجلسها على أحد المقاعد يربت على رأسها برفق، دخل زيدان ومعه حسام، وقعت عيني زيدان على تلك الواقفة بعيدا طلتها سحرها الجذاب، أراد الابتعاد كاذب يود أن يضمها بين ذراعيه يخفيها داخل، ما حدث بعد ذلك كان شبه حاضر فيه، لم يقف سوي وهو يجلس على الاريكة الناحية الاخري من خاله في المنتصف المأذون وضع يده في يد خاله عينيه تبحث عنها، أذنيه عاجزة عن التصديق انها قالت موافقة أمام المأذون، يسمع كل كلمة تصدر من خاله ليأتي دوره للرد حين قال:.
,
, - قبلت زواج ابنتك البكر الرشيد على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان وعلى الصداق المسمي بينا
, وقعت وبصمت هي اولا لياتي دوره خط حروف اسمه بسرعة ليضع بصمته على الورقة، هب من مكانه يهرول ناحيتها دون أن تنطق بحرف كانت بين ذراعيه يضم جسدها لجسده يشد عليها يلهث من عنف مشاعره يهمس لها بلوعة:
, - اخيراااا، مراتي، بحبك مش هتبعدي عني ابدااا
, يا من سكنتي فؤادي اخيرا
, عدتي بين قلبي وروحي واحضاني.
,
, عاد ضلعي لمكانه ليدوي فيه صدي نبضي
, عادت روحي تنعش كياني
, اخيرا عدتي
, ابتسمت لينا والدتها تنظر لابنتها بسعادة تدمع لها عينيها، بينما اشتعلت عيني خالد غضبا وهو يري ذلك الأحمق يعانق ابنته يتوعد له!
,
, سعادة تلك الكلمة سمع عنها كثيرا ولكنه حقا لم يجرب شعورها لم يتذوق لذتها لم تتشبع خلاياه بها، الان فقط ذاق طعم السعادة حلو كماء عذب من نهر سلسبيل يروي ظمأ عابر السبيل المنهك التعب يروي جوفه الجاف وهي بين ذراعيه يعانقها يشعر بها يتنفس عبقها، زوجته كلمة ترددت في ثنايا روحه بسرعة لتنعش ما قتله الدهر منه، في خضم موجة مشاعره الهائلة شعور تسرب اليه يغص فرحته هو فقط من يعانقها هي حتى لم ترفع يدها تبادله العناق، تقف هادئة صامتة تماما كأنه يعانق تمثال من حجر، ابتعد عنها ينظر لها ليري حدقتيها المضطربة الشاردة تفكر، تري هل هي نادمة على زواجهم الآن، يعشقها ولا ينكر ولكنه لن يجبرها على العيش معه أن كانت لا ترغب، فقط فرصة يريدها لاثبات عشقه وإن لم تقتنع سينهار بملئ إرادته بعيدا عنها لن يؤذيها حتى لو دفع حياته الثمن، ابتسم في شحوب ليبسط يده برفق أسفل ذقنها يرفع وجهها برقة يسرق لحظات لهما نظر لمقلتيها يغمغم بوله عاشق:.
,
, - مبروك يا بندقتي
, ابتسامة طفيفة لاحت على شفتيها لتشهق مصدومة حين وجدته يُجذب من امامها بعنف، جذبه والدها يعانقه بحدة يربط على ظهره بعنف يهمس من بين أسنانه مغتاظا:
, - مبررروك يا حبيب خالك مبروك، نبطل أحضان بقي مش مولد هو
, لفظه خالد بعيدا عنه ليرتد ناحية حسام الذي اسنده يهمس له سريعا بذعر:
, - يا عم يلا نجري أنا خايف منه أوي و****.
,
, يفر وصل توا لغنيمة حربه القاسية ولن يتنازل عنها بتلك السهولة ابتسم في هدوء وهو يري خاله يعانق ابنته يشدد على عناقها للحظة شعر بأن رأي دمعة تسقط من عيني خاله، لم يراه يبكي أبدا، يعرف أنه يغار بشدة على زوجته وابنته، اتسعت ابتسامته حين وجد والدته ليس شرطا أن تكن والدته من انجبته، فحقا من انجبته لم تكن سوي عاهرة باعته بأرخص الأثمان، أما لينا زوجة خاله والدة روحه طبيبة قلبه الحزين، معه بخطوة منذ صغره حتى صار ما هو عليه اليوم، تمني فعلا ان تصبح هي والدته حين يلقي نفسه بين ذراعيه في اشد حالته يضع رأسه على قدميها يشكو لها همه، ولكن الآن باتت والدة زوجته من محارمه، ود وبشدة أن يعانق والدته للمرة الأولي تحرك ناحيتها بات قريبا منها ينظر لها وهي تبتسم لها ابتسامتها الحنونة الدافئة ليرفع كف يدها يلثمه بقبله ممتنة، رفع وجهه يقبل رأسها حين مدت يدها تبسطها على وجنته تهمس بسعادة باكية:.
,
, - مبروك يا حبيبي ألف مبروك مش أنا قولتلك هتكبر وهتنجح وهتبقي احلي عريس في الدنيا، صدقتني دلوقتي
, توترت ابتسامته لن يبكي لن يبكي لن يبكي خالد علمه أن دموع الرجل ليست عيبا ولكن ما لا تهبط في اصعب حالتها وليست هناك أصعب من حالته في تلك اللحظة انسابت دمعتين من عيونه يهمس لها ممتنا:
, - **** يخليكي ليا يا ماما وما يحرمني منك ابدااا.
,
, كانت على وشك أن تضم طفلها الصغير لحضنها لتشعر بأحد يجذبها من الخلف لترتطم بصدر تعرف صاحبه جيدا تنظر لخالد حانقة لتجده ذراعه اليسري حول كتف ابنته ويمناه حول خصرها هي ابتسم باصفرار ينظر لزيدان يقول ساخرا:
, - ايه مش البيه خلاص كتب الكتاب اتفضل بقي عشان بنام بدري ولا مستني تتعشي، مش عاملين عشا
, تعالت ضحكات الجميع حتى بدور الحزينة خرجت منها ضحكة صغيرة خفيفة ليميل حسام على إذن زيدان يهمس له:.
,
, - احنا بنطرد بالطريقة، قوم بينا نجمع اشلاء كرامتنا ونخلع
, التفت زيدان لحسام يبتسم في ثقة يحرك رأسه نفيا بعنف، حرك رأسه ينظر لخالد يقول مبتسما باتساع يود اغاظة خاله بأي شكل:
, - أنا عريس جديد ومن حقي أخد مراتي ها مراتي ونروح نتعشي برة
, تجهم وجه خالد لتقدح عينيه شررا غاضبا يتذكر ما كان يفعله في جاسم قديما
, « مراتي ها مراتي، يا مراتي يا حبيبتي يا مراتي يا قلبي، ها يا مراتي يا مررررراتي ».
,
, اهو دين سيوفي منه الآن، التفت برأسه ناحية زوجته حين صفقت تقول بحماس مبتسمة:
, - و**** فكرة هايلة في مطعم تحفة في الزمالك فاكرة يا خالد
, مش فاكر حاجة، هتف بها فجاءة بحدة ينظر لزيدان غاضبا يشدد على يده حول كتف ابنته بينما يبتسم الأخير في تلذذ مستمتعا بما يحدث٣ نقطة
, ابتسم خالد يحاول إخفاء غيظه يقول بمرح زائف:.
,
, - أنا رأيي اننا نتعشي كلنا هنا ونفرح مع بعض وبعدين الوقت أتأخر بقت تسعة ونص وأنا ما عنديش بنات تخرج بعد 3 العصر
, اتسعت ابتسامة زيدان ينظر لخاله ليدس يديه في جيبي بنطاله يغمغم ببراءة:
, - بس لسه حضرتك قايل أن ما فيش عشا
, جذب ابنته وزوجته ناحية غرفة المكتب يهتف ساخرا:
, - هناكل فول بقوطة
, ادخل ابنته وزوجته إلى غرفة المكتب وقف عند باب الغرفة من الخارج يهتف بحدة:
, - ما فيش واحدة منكوا تخرج لحد ما اجي.
,
, - فتتتحية حضري العشا
, - أنت والحيوان صاحبك محبي البوم، استنوني في اوضة السفرة على **** المح كلب فيكوا برا الأوضة مش هخلعك دا أنا هرملها
, ضحك زيدان متشفيا مستمتعا ليجذب حسام المذهول الفاغر فمه حتى آخره متجها به إلى غرفة الطعام ليتمتم حسام مدهوشا:
, - دا طلع مجنون٣ نقطة
, اتجه خالد ناحية بدور جلس على المقعد المقابل لها ابتسم يغمغم مرحا:.
,
, - اديني سربتهملك كلهم مالك بقي يا ست البنات، يا بنتي ما يتساهلش تزعلي عليه 3 دقايق، لو فازة اتكسرت ازعلي عليها بس ما تزعليش على دا
, ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها لتنساب دموعها على وجهها اختنقت بغصتها تتمتم باكية:.
,
, - أنا زعلانة على نفسي يا بابا، استحملت عشر سنين بهدلة وقرف كان بيضربني كل يوم تقريبا ويخاف لاقولك فيجي جري يصالحني كان دايما يقولي اوعي تقولي لابوكي، قد إيه كنت غبية عشان حبيت واستحملت واحد زيه
, رفعت وجهها لتنهمر فيضان دموعها تغمغم باكية:
, - أنا ما اذيتوش عمري ما اذيته ليه عمل فيا، كسرني وكرهني في حياتي، فكرت كتير في الانتحار، كرهت الرجالة كلهم بسببه، عمري ما هتجوز تاني، أنا هعيش عشان خاطر ولادي وبس.
,
, ابتسم في رفق ليقم من مكانه يجلس على المقعد المجاور لها يقول ضاحكا:
, -صبرك عليا دا أنا همشهولك في الشوارع يقلد محمود عبد العزيز وآه يا حوستي السودا يا أنا يا أما، أما انتي بقي عايز اسمع الهبل دا تاني، راح كلب يجي سيد الرجال زي ما قولتلك المرة دي أنا اللي هختاره، ثواني يا بدور
, قالها حين قاطع كلامه معها صوت رنين هاتفه التقطه من جيب سرواله أبتسم باتساع يفتح الخط سريعا:.
,
, - ايوة يا حمزة، وأنت كمان واحشني، بكررة، مستنيك طبعا، تيجي على هنا، محضرلك كل اللي قولت عليه ما تقلقش، صحيح في حتة مفاجأة لما تيجي هتعرفها، خلي بالك من نفسك، سلام يا حبيبي
, اغلق الخط مع شقيقه ينظر لابنته يبتسم ليمد كفه يمسح دموعها برفق يغمغم في مرح:
, - قومي يلا اغسلي وشك عشان نتعشي
, حركت رأسها نفيا وقفت تهمس له بخفوت:.
,
, - مش جعانة يا بابا، أبلة لينا قامت بالواجب كله لما جيت قعدت جنبي لحد ما خلصت الاكل كله، أنا هطلع أنام تصبح على خير
, قالتها لتميل تقبل رأسه ليربت على رأسها بحنو، تحركت متجهه لأعلي لتختفي ابتاسمته ينظر لغرفة الطعام في شر.
,
, وقفت سيارة والدها أمام عمارتهم السكنية، لا تصدق في أسعد احلامها أن تعش يوما كهذا مع والدها تخرج تضحك، سعيدة كانت تظن انها لن تشعر بذلك الشعور ابداااا ابداااا، نظرت لوالدها ما أن توقفت السيارة تحتضن الكثير والكثير من حقائب الشراء ابتسمت في سعادة تقول بحماس:
, -اشتريت حاجات كتير اوي وجبت لسارة معايا
, اقترب يقرص خد ابنته برفق يبتسم بحنو:
, - المرة الجاية بإذن **** سارة تبقي معانا وتجيب كل اللي هي عيزاه.
,
, اختفت ابتسامتها تبلع لعابها الجاف لتدير وجهها ناحية النافذة تغمغم بغصة حزينة متألمة:
, - وتفتكر سارة هترضي دي بتترعب بس من اسمك، حضرتك بتحبنا وخايف علينا وهي غلطت بس دا مش سبب عشان تعرضها لموقف بشع زي دا
, قبضة من حديد مشتعل امسكت قلبه اعتصر مقود السيارة في قبضته أحمق يستحق ما جري له، غامات عينيه بسحابة سوداء قاتمة ليغمغم في خفوت متألم:.
,
, - شيطان كان لابسني مش هقدر اسامح نفسي حتى لو اختك سامحتني في يوم، اطلعي يلا يا عشان ما تتأخريش
, ابتسمت تحرك رأسها إيجابا خرجت من السيارة رآها تغرق في بحر تلك الحقائب لا تقدر على حملها جميعا ابتسم ينزل سريعا من سيارته اقترب يأخذ منها الحقائب يقول مبتسما:
, - هاتي هاتي، هطلعك وامشي.
,
, ابتسمت باتساع تحرك رأسها ايجابا استقل معها المصعد إلى الطابق المحدد لهم لينزلا منه تقدمته إلى شقتهم، ما كادت تدق الجرس فتحت تالا الباب سريعا تنظر لعمر بأعين حمراء مشتعلة من الغضب، جذبت تالا لداخل المنزل بعنف لتنظر له تصيح غاضبة:
, - أنت عايز ايه تاني يا عمر أبعد عني وعن حياتي وعن بناتي إياك يا عمر تقرب من البنات تاني، كفاية سارة مش هتبقي سارة وسارين، مش عايزة اشوف خلقتك تاني.
,
, قالتلها لتصفع الباب في وجهه ابتسم متألما ليضع الحقائب جوار الباب المغلق نظر للباب للحظات ليستدير ويغادر في هدوء عكس قلبه العاصف من الألم٣ نقطة
,
, اتجه إلى غرفة المكتب فتح بابها بهدوء ليجد لينا وابنته يشاهدان احد الفيديوهات المضحكة على هاتف ابنته، تضحكان فقط ضحكاتهم تنعش قلبه، ما إن دخل إلى الغرفة هبت زوجته متجه إليه تعاتبه:
, - ايه يا خالد اللي عملته دا كنت سيب لينا تخرج مع زيدان
, ابتسم باتساع ساخرا يحرك رأسه نفيا اتجه ناحية ابنته يعانقها بقوة يقول بغيرة واضحة:
, - حبيبة بابا ما تبعدش عني ابداا.
,
, ضحكت لينا على افعاله لتقترب منه جذبته بعيدا قليلا عن ابنتهم تهمس له بخفوت:
, - لما نروح نتعشي سيب لينا تقعد جنب زيدان خلاص بقي جوزها مش غريب
, ابتسم ببراءة يحرك رأسه إيجابا كطفل مطيع، اخذهم متجها إلى غرفة الطعام ليجد زيدان وحسام يتعاركان بسكين المائدة الصغيرة كأنها حرب طاحنة بين جيشين، نظر لهما باشمئزاز ليعاود النظر لزوجته يقول ساخرا:
, - أنا اجوز بنتي الاهبل دا.
,
, لكزته لينا في ذراعه ليتوقف عما يقول، بينما جلس زيدان وحسام بعيدا عنه يفسح المكان للينا، ما كادت تخطو خطوتين وجدت يد والدها تجذبها يشدها لتجلس جواره على الجانب الآخر من الطاولة يبتسم ببراءة:
, - حبيبتي ما بتعرفش تاكل غير وهي قاعدة جنبي.
,
, نظرت لينا زوجته له حانقة أهذا ما اتفقت عليه مع قبل قليل، جلس في المنتصف بين زوجته وابنته ينظر لزيدان يبتسم باستفزاز لنتفجر أنفاس الأخير غيظا وضعت الخادمة الطعام ورحلت ليبدوا جميعا في الأكل، وزيدان يحاول اختلاس نظرات عاشقة لزوجته اصطدمت عينيها بعينيه في أحد المرات ليري وجنتيها تشتعل خجلا.
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة خبيثة على شفتيه ينظر لها، وهي تجلس على الجانب الآخر من الطاولة جوار والدها يحجبها عنه طاولة الطعام الكبيرة التي تحوي ما لذ وطاب، ضيق عينيه يرميها بنظرة خاطفة ماكرة فكرة خبيثة طرقت في رأسه ستجلعه يري تلك الحمرة القانية التي يعشقها تغزو وجنتيها النضرتين من جديد مد ساقه يحركها برفق وببطئ على طول ساقها ينظر في الطبق أمامه ياكل ببراءة وكأنه لا يفعل شيئا، توقفت لقمة الطعام في حلقه حينما سمع صوت خالد يهتف ببرود.
,
, :
, زيدان شيل رجلك من على رجلي يا حبيبي عيب يا بابا!

الجزء الرابع والعشرون


وقفت أمام مرآه زينتها تخلع اقراط أذنيها الزرقاء اللامعة ابتسامة صغيرة تشق شفتيها تنظر لانعاكسها في المرآه مبتسمة ضحكت بخفة تفك رباط شعرها لينساب بنعومة كالشوكولاتة الذائبة، تنهدت حائرة تنظر لانعاكس عينيها في المرآة، بين ذراعيه تشعر بالأمان حضنه القاسي بعد عقد قرانهما كان كنسيم هواء عليل اثلج قلبها، صحيح انها وقفت متجمدة بين يديه ولكن لا تنكر شعورها بالأمان افلتت منها ضحكة خافتة حين تذكرت جملة والدها.
,
, « زيدان شيل رجلك من على رجلي يا حبيبي عيب يا بابا!».
,
, حين إذا توسعت عينيها تنظر له مذهولة ماذا تفعل قدميه فوق قدمي والدها لحظات وبدأت تفهم الامر ذلك المنحرف كان يود التحرش بها الآن فهمت لما همس لها والدها أن تربع ساقيها على المقعد دون أن تظهر، حدجته بنظرة غاضبة حانقة، لتجد ذلك المدعو حسام صديقه يغص في طعامه يسعل بعنف، بينما زيدان مصفر الوجه لا يقدر على رفع عينيه من مكانهما، فما مكان من ذلك الحسام الا ان هب سريعا يجذب زيدان من ذراعه يجذبه للخارج ابتسم يقول ببلاهة:.
,
, - طب يا جماعة تصبحوا على خير الوقت اتأخر وأنا أمي عملالي جوافة بلبن الحق اشربها وأنام
, جذب زيدان حرفيا كانا يفران من الغرفة تحت أنظار والدها الحارقة٣ نقطة
, حسام صديق زيدان ذلك الغريب المرح الشبه في وجهه مخيف، سألت والدتها عنه لتقول لها ببساطة:
, - يخلق من الشبة أربعين يا حبيبتي.
,
, بالفعل تتذكر حين خرجت من الجامعة في أحد الأيام رأت شابا يشبه جاسر بشكل كبير حتى أنها راكضت ناحيته تعانقه كما تعودت أن تفعل، ليبعدها الرجل عنه يصيح فيها بأنها مجنونة او سارقة تود سرقة أمواله انتهي الموقف بتدخل حراس والدها وفض المشكلة
, تنهد تجلس على فراشه تهمس بحيرة:
, - على رأي ماما يخلق من الشبه أربعين.
,
, قطبت جبينها غاضبة حين تذكرت صديقتها سهيلة، التقطت هاتفها تطلب رقمها لحظات تسمع صوت رنين هاتفها ما أن فتح الخط صرخت فيها بحدة غاضبة:
, - تصدقي يا سهيلة إن أنا هقطع علاقتي بيكي نهائي، هروح ألبس واجي يا لينا وما شوفتش خلقتك، دي الصحوبية يا سهيلة
, صمت طااال من ناحية صديقتها قاطعه صوت شهقة باكية من طرف سهيلة توسعت عيني لينا فزعا على اثرها لتنتفض واقفة تسألها بذعر:.
,
, - سهيلة انتي بتعيطي، خلاص و**** مش زعلانة منك، في ايه يا سهيلة ما تقلقنيش عليكي
, وكانت القشة التي قطمت ظهر البعير انفجرت سهيلة باكية عبر الهاتف، جل ما سمعته من صديقتها من بين شهقاتها العنيفة:
, - الحقيني يا لينا أنا في مصيبة.
,
, على جانب آخر في شقة تالا، وقفت خلف الباب المغلق تستند بظهرها عليه تكور قبضتها تغرز اظافرها في لحم كفها تكاد تدميها من الغضب لا يحق له، لا يحق له بعد أن تركهم، بعد أن باعهم بأرخص الأثمان أن يأتي بكل بساطة يأخذ ابنتيها منها، رفعت وجهها تنظر لسارين الواقفة أمامها ليغص قلبها، نظرات عمر تتجسد في مقلتيها كأنها تري زوجها أمامها، طالعتها سارين بنظرات باردة لبضع لحظات قبل أن يعلو صوت هاتفها برسالة من رقم والدها محتواها.
,
, « سارين حبيبتي أنا حطتلك الشنط جنب بابا الشقة، تصبحي على خير يا حبيبتي خلي بالك من نفسك ».
,
, ابتسمت تقرأ محتويات الرسالة لتعاود النظر لتالا، اختفت ابتسامتها تتجه إلى باب منزلهم المغلق لتبتعد تالا عنه تنظر قلقة إلى ما تفعل ابنتها، هل ستتركها وتذهب لوالدها، تسارعت دقات قلبها حين فتحت سارين باب المنزل لتجدها تلتقط الكثير من الحقائب الموضوعة جوار الحائط، حملتهم متجهه إلى الداخل دون أن توجه لوالدتها نظرة واحدة عادت لصمتها من جديد لتنساب دموع تالا ألما راقبت ابنتها وهي ترحل تنظر لها بقسوة نفس نظرات عمر، تلك عينيه التي ورثتها ابنته وضعت يدها على فمها تكبح صوت بكائها، انتفضت حين علا صوت هاتفها اقتربت تفتح الخط تهمس بصوت متحشرج باكي:.
,
, -ايوة يا خالد٣ نقطة
, سمعت صوت شقيق زوجها الكبير يتحدث برزانة اعتادتها منه:
, - أنا لاقيتلك شغل، هعدي عليكي بكرة ونروح، تمام
, حركت رأسها إيجابا ربما العمل هو الوسيلة الوحيدة لتخرج مما هي فيه حمحمت تجلي صوتها لتهمس بهدوء:
, - تمام، شكرا يا خالد.
,
, ودعها يغلق معها الخط لتترك هاتفها اتجهت ناحية غرفة ابنتها لتجد الكثير والكثير من الملابس تغطي فراش ابنتها وسارين تقف أمام المرآه تنظر لانعاكسها بأحد ملابسها الجديدة تبتسم سعيدة، لتدهل تالا إلى الغرفة جلست على الفراش جوار تلك الملابس امتعضت ملامحها تهمس حانقة:
, سارين انتي لما قولتيلي أنا خارجة مع بابا قولتلك لاء تعالي، ممكن اعرف ما سمعتيش كلامي ليه.
,
, اختفت ابتسامة سارين لتلفت لوالدتها عقدت ذراعيها أمام صدرها تهتف في هدوء:
, - وأنا قولت لحضرتك أن أنا خارجة مع بابا مش مع راجل غريب
, هبت تالا واقفة تنظر لابنتها شرزا لتتجه ناحيتها قبضت على ذراعي ابنتها المعقدوين بكفيها تصيح غاضبة:
, - بابا، بابا اللي طول عمره ما بيسألش فيكوا، بابا اللي عمره ما راح مع واحدة فيكوا في اي مشوار، بابا اللي باعنا بالرخيص أوي.
,
, لم تتغير تعابير وجه سارين جل ما فعلت أنها انتزعت ذراعيها من كفي والدتها عادت للخلف خطوة تنظر لعيني والدتها تقول في هدوء صادم:
, - عشان حضرتك طول الوقت منعاه، رافضة أنه يتدخل في اي حاجة تخصنا، كل الهدوم اللي قدامك دي ذوق بابا، شوفتي ذوقه حلو إزاي، النهاردة بجد حسيت يعني إيه فرحة، لو حضرتك ما كنتيش منعتيه من الأول ما كانش كل دا حصل، بابا مش غلطان لوحده، عن إذنك هروح أذاكر مع سارة.
,
, قالتها لتغادر في هدوء تام تاركة خلفها عيني والدتها التي اتسعت في صدمة لا تصدق أن ابنتها تقول ذلك الكلام تهاوت على فراش ابنتها تنظر لقطع الملابس بغيظ شدت على أسنانها تهمس متوعدة:
, - مش هسمحلك تاخدهم مني يا عمر، مش هسمحلك ابداا.
,
, أنهت مكالمتها القصيرة مع صديقتها لترتمي بجسدها على الفراش تحدق في سقف حجرتها شاردة تفكر خائفة على صديقتها الوحيدة لن تسمح بحدوث ذلك ابداا ستخبر والدها وهو سيقوم بحل تلك المشكلة دون اي اضرار لصديقتها المقربة، قطبت جبينها قلقا ترفع رأسها قليلا حين وصل إلى اسماعها صوت حركة خفيفة قادمة من شرفة غرفتها المطلة على الحديقة بلعت لعابها لتهب من فراشها تتجه بخطي حذرة تمشي على أطراف أصابعها تجاه الشرفة دخلتها تنظر حولها هنا وهناك لتشهق بصوت مكتوم حين شعرت بأحدهم يلف ذراعه حول خصرها ويده الاخري انتفض فؤادها فزعا تلوت بين يديه بعنف تحاول الصراخ بصوت مكتوم قلبها كان على وشك التوقف من الخوف لتهدأ تماما حين سمعته يهمس لها بعشق:.
,
, - اهدي يا لينا أنا زيدان..
, هدأت حركتها بين يديه هدأت دقاتها المذعورة لتجده يبتعد عنها وقبل أن تقدم على النطق بحرف جذب يدها للداخل يغلف الشرفة خلفه، ابتعدت بقدر كافي تنظر له متوترة قلقة، لم تعتد على قربه بالقدر الكافي ليصبح في غرفتها لما آتي، بتلك الطريقة، في ذلك الوقت، بلعت لعابها متوترة حين رأته يجلس على طرف فراشها يربت على الجزء الفارغ جواره ينظر لها مبتسما لتسمع صوته يهمس بشغف:.
,
, - تعالي يا حبيبتي ما تخافيش مني
, بتوتر ظاهر تقدمت تجلس جواره بعيدة بقدر كافي عنه اتسعت عينيها فزعا تشهق ذعرا حين شعرت به يجلس ملتصقا بها حاولت القيام ليمسك يدها سريعا التفت له تنظر له بأعين جاحظة فزعة، ليمد هو يده يعيد خصلتها الثائرة خلف أذنها يهمس لها:.
,
, - بلاش البصة دي بتموتني، ما تخافيش مني أنا وعدتك اني مش هأذيكي أنا بس مش مصدق نفسي أنك اخيرا بقيتي مراتي، ابوكي من غيرته عليكي أنا عارف ما خلنيش اشبع من فرحتي بيكي فقولت لازم اشوفك.
,
, هدأت ارتجافة حدقتيها تتدفق مضختها الخاصة بعنف ليس خوفا او فزعا بل شعور رائع كلماته كموج هادئ يحرك مشاعرها، أطالت النظر لوجهه لأول مرة تنظر لزيدان بتلك النظرة تطالع قسماته عن ملامح وجهه وسيمة بشكل يعجز عن التغاضي عنه يكفي خصلات شعره البنية عينيه الزرقاء، رغبة غريبة لا تعرف لما تسربت إليها ترغب في عناق زيدان، قلبها يرغب وبشدة في طي صفحة معاذ للأبد والبدء من جديد بين ذراعي زوجها العاشق، لن تدع عقبة الماضي تقف في طريقها وعدها بحياته الا يؤذيها لم تفكر في اي شئ وهي تلقي بنفسها بين ذراعي زيدان تخبئ رأسها في صدره لتتوسع عينيه في ذهول للحظات جمدت الصدمة جسده بالكامل، ليسرع بضمها لذراعيه لن يضيع تلك الفرصة ابدااا، لينا تأتي لاحضانه بملئ ارادتها حدث يكتبه التاريخ، حرك يمناه على طول شعرها واليسري يضمها لها بها بقوة، زوجته حبيبته عشقه الأول والأخير بين ذراعيه، كيف يسيطر على زمام مشاعره وهي بين يديه القي حسابات العقل والمنطق وهو يدفعها ناحية الفراش وهو معها، تنصل عقله من العقل نفسه لا يرغب في اي في تلك اللحظة سوي بها حتى لو انتهت حياته بعد ذلك، كان على وشك أن تصبح زوجته قولا وفعلا ولكن دقات باب غرفتها ايقظهما من تلك الدوامة الغريبة التي جذبتها قبله، توسعت عينيها ذعرا تنظر لحالتها، لتدفعه بعيدا ابتعدت عنه تجذب الغطاء تحاول تغطيه ما يظهر من جسدها، تنظر له بذهول عينيها متسعتين من الصدمة لا تصدق أنها استسلمت لزيدان!، لولا دقات الباب لكان أكمل ما يفعل وهي لم تكن لتعترض بينما زيدان يحاول الا ينظر اليها خوفا من أن يري نظرة خوف او نفور في عينيها أحمق ولكنه أحمق عاشق التقط قميصه يرتديه يعدل هيئته جيدا، بلع لعابه يود قول شيئا ليسمع صوت باب الغرفة انفتح وصوت شهقة مصدومة يعرف صاحبتها، نظر سريعا للصوت ليجد لينا زوجة خاله تقف بالقرب منهم تنظر لهما في صدمة عينيها على وشك الخروج من مكانها تضع يدها على فمها، حركت رأسها نفيا ازاحت يدها تهمس لهما في ذهول:.
,
, - ايه اللي انتوا عملينه دا وقعتكوا سودا، دا لو خالد اللي كان دخل كان ضربكوا بالنار
, نظرت لابنتها لتجدها تنظر ارضا في خزي بينما زيدان لا يقدر على النظر إليها، لتبتسم ساخرة اشارت لزيدان تردف متهكمة:
, - تربية خالد السويسي
, اشارت لابنتها تكمل:
, - وبنته، الحمد لله اني قولت لخالد خليك وأنا هروح اشوف لينا
, قام زيدان متجها تاحيتها امسك بيديها يهمس في حذر:
, - ماما صدقيني ااا، ما حصلش حاجة، أنا.
,
, سحبت لينا يدها من يد زيدان تنظر له حانقة لتمتم في حدة:
, - أنت ايه يا زيدان، إنت عارف خالد بيثق فيك قد إيه، صح ولا لاء وأنت بكل بساطة بتلف من الشباك، هي آه مراتك بس لسه ما بقتش في بيتك، شهور وأنا قاعدة في بيت عم محمود **** يرحمه وبابا مسافر بس خالد كان قد الأمانة وما فكرش ابدا يخون ثقة لا والدي ولا والده.
,
, اخفض رأسه يشعر بالخزي مما فعل وكاد يفعل أحمق انجرف خلف مشاعره دون اي حساب تنهد في ألم ينظر لزوجته الصامتة ليعاود النظر لزوجة خاله يهمس في خزي:
, - أنا آسف واوعدك اني هكون قد الأمانة، بس ارجوكي ما تقوليش لخالي، أنا مش خايف منه أنا خايف على زعله.
,
, امتعضت ملامح لينا ضيقا منه وشفقة عليه، تعرف بحيرته، عشقه للينا من جهة واحترامه وتقديره لخالد من جهة، حركت رأسها إيجابا ليبتسم لها ممتنا، قبل جبينها ليتحرك بخفة يهبط من الشرفة راقبته لينا قلقة وهو يهبط لأسفل لتبتسم تتمتم ضاحكة:
, - خليفة الفهد بصحيح نفس حركات خالك المجنونة.
,
, أخفت ابتسامتها تعقد جبينها في حدة اتجهت لابنتها جلست جوارها على الفراش تربع ساعديها تنظر لها في حزم، لتبلع الصغيرة لعابها قلقا من نظرات والدتها، حمد لله أنه لم يكن والدها من دخل، الغريب في الأمر انها لم تشعر بالخوف من زيدان، أليس هو من حاول الاعتداء عليها قديما ولكن يد التي كانت تحتضنها تعزف على اوتار قلبها تختلف كل الاختلاف عن تلك اليد الآثمة التي حاولت اغتيال براءتها، اجفلت على صوت والدتها تعاتبها بحدة:.
,
, - ممكن افهم بقي ايه حصل زيدان حاول يغتصبك، هدوءك ما بيقولش كدة
, بلعت لعابها تحرك رأسها نفيا بعنف تهمس لوالدتها بارتباك:
, - لاء، ممم، مش عارفة
, ادمعت عينيها يليها انهيار دموعها لتلقي بنفسها بين ذراعي والدتها تبكي تخرج ما كل ما يجيش في قلبها:.
,
, - مش عارفة يا ماما أنا مش عارفة، لسه بفكر في معاذ قلبي ما قدرش ينساه بالسرعة دي، وزيدان مش عارفة ايه بيحصلي ما بقتش اخاف منه، اقولك الحقيقة أنا اصلا ما كنتش بخاف منه كنت بحاول اوهم نفسي قبلكوا بكدة، زيدان ما حاولش يغتصبني أنا اللي اترميت في حضنه، أنا آسفة.
,
, تنهدت لينا حزينة على حال ابنتها لترفع يديها تعانقها بحنو تربت على خصلات شعرها الطويل، تشعر بذلك الصراع الحاد الذي يدور داخلها، ابقتها بين أحضانها تربت على رأسها فقط دون كلام لدقائق طويلة لتهمس لها في حنو:.
,
, - شوية شوية وقلبك هيخرج معاذ براه خالص، لما تفتكري أنه باع حبك، زيدان بيحبك بس اللي حصل دا ما يتكررش تاني يا لينا انتي مش رخيصة هو آه جوزك بس انتي لسه في بيت بابكي، لسه ما عملناش فرح كبير، لسه ما اشهرناش يا لينا٣ نقطة
, حركت رأسها إيجابا لتبعدها لينا تمسح دموع ابنتها برفق، قبلت جبينها تقول مبتسمة:
, - يلا يا حبيبتي غيري هدومك ونامي.
,
, قامت لينا إلى غرفتها تفكر شاردة حائرة، اقتربت تفتح مقبض الباب لتجده ينفتح من الداخل ظهر خالد ابتسمت متوترة ما أن رأته ليبادر هو قائلا:
, - ايه يا لينا كل دا عند البنت أنا كنت لسه جايلك
, تنهد تحمد **** أنه لم يأتي، افسح لها المجال لتدلف إلى الغرفة وهو خلفها اغلق الباب ينظر إليها لتقترب منه تقول بابتسامة كاذبة:
, - ابدا يا حبيبي كنا بنرغي شوية، قولي اجبلك العشا.
,
, رفع حاجبه الايسر ينظر لها متهكما ليعقد ساعديه أمام صدره يتمتم ساخرا:
, - واللي لسه واكله تحت، اللي واخد عقلك يا قمر
, بلعت لعابه متوترة لما لا يجاريها فقط لما يجب أن تعش مع جهاز ردار يلتقط أدق الاشياء، ابتسمت ابتسامة مهتزة مرتبكة لتقول في مرح زائف:
, - ايوة صح معلش فرحتي بلوليتا خلاص كبرت وبقت عروسة واتجوزت ملغباطاني.
,
, اختفت الابتسامة من على وجه خالد لتري للحظات الحزن يسكن مقلتيه، تركها متجها ناحية الشرفة يقف فيها يتنفس الهواء القادم من الخارج بعنف عله يثلج نيران قلبه، لتقطب جبينها متعجبة من ردة فعله الغريبة، اقتربت من الشرفة تعانقه تضع رأسها على ظهره تلف ذراعيها حول بطنه تهمس له بحنو:
, - مالك يا حبيبي اتضايقت ليه فجاءة
, سمعت صوت زفرته الحادة لتسمعه يهمس حزينا:.
,
, - حاسس أن لينا راحت مني، انتي عارفة اني ماليش في الدنيا غيرك انتي وهي مش سهل انها تتجوز وتبعد
, التف لها ليصبح رأسها على صدره بينما يضم هو جسدها بين ذراعيه يكمل بهمس متألم حزين:
, - مش سهل افتح اوضتها ما القيهاش، ما تستنيش وأنا جاي من الشغل عشان تاخد الشوكولاتة، مش سهل يا لينا و**** ما سهل عليا.
,
, ادمعت عينيها ترفع وجهها تنظر له تبتسم باكية لتشب على أطراف أصابعها قبلت وجنته تلف ذراعيها حول عنقه تهمس له برفق:
, - بس هتبقي سعيدة، زيدان هيساعدها تكسر حاجز خوفها من الناس، هتعيش حياة طبيعي، مين قال انها هتمشي، بص أنا عندي فكرة لما يرجعوا من شهر العسل وتخلص من جلسات علاجها تقنع زيدان أنه يجي يعيش هنا هو ولينا وهو مش هيقولك لاء
, قطب جبينه غاضبا ليحرك رأسه نفيا بعنف يتمتم غاضبا:.
,
, - لاء طبعا، بقي أنا ابقي قاعد عادي وعارف أن الواد دا في اوضة بنتي دا أنا أقتله، هي تخلص جلسات علاجها وترجع بيتها وهو يبقي يجي يشوفها جمعة وسبت وساعة ويمشي
, توسعت عيني لينا في ذهول للحظات قبل أن تنفجر ضاحكة على ما يقول خالد هو خالد لن يتغير ابدااا، نظرت له بعمق تترقب لحظة تحوله من حال لآخر كما يفعل دائما لتجده يقبل جبينها يتمتم ناعسا:
, - تصبحئ على خير يا حبيبتي، أنا هنام عشان تعبان اليوم كان طويل اوي.
,
, تركها متجها ناحية الفراش القي بجسده لينام بعد دقائق بينما تقف هي مكانها متجمدة من الصدمة حين ظنت انها فهمت تقلبات مزاجه فاجئها من جديد، توجهت لفراشها اقتربت منه تندث بين ذراعيه، ركزت مقلتيها على وجهه لتبتسم عاشقة لا تعرف إلى متي ستظل تسقط في عشق ذلك الرجل كل يوم لحظة دقيقة ساعة، تقع في عشقه من جديد كأنها لا تزال تلك المراهقة التي عشقت ابن جارهم تنهدت بحرارة تهمس بوله:.
,
, - بحبك يا لودي، بحبك أوي، **** يخليك ليا وما يحرمني منك ابدااا، عمري ما هقدر انسي اللحظة اللي قالولي فيها أنك مت، بعد الشر عليك، كان إحساس بشع اوي يا رب ما يتعاد تاني
, كانت تبكي دون تشعر لتجفل على يده تتحرك على وجهها تمسح دموعها، نظرت له سريعا لتجده ينظر لها يبتسم كعادته، مال يقبل جبينها يهمس لها:
, - بحبك يا روح فؤادي، اوعي تعيطي اللي حصل زمان انسيه يا لينا عدي وقت طويل اوي.
,
, حركت رأسها نفيا بعنف تدفن رأسها في عنقه تبكي بعنف تتمتم من بين شهقاتها:
, - حاولت صدقني، ما تعرفش شعوري وقتها كان عامل ازاي مهما اوصفلك مش هيجي واحد في المية من وجعي ومحمد بيقولي وهو منهار البقاء لله يا لينا، شدي حيلك خالد بطل مات شهيد
, ابتسم متألما تلك الحادثة لن تنساها بتلك السهولة لا يعرف ماذا يفعل ليخفف عنها موجة حزنها تلك، فقط يحرك يده على شعرها قبل جبينها يهمس له عبثا:.
,
, - احكيلك حدوة الشاطر خالد والعيوطة لينا
, ضحكة صغيرة شقت دموعها، ليبدأ في سرد حكايته الخاصة.
,
, في صباح اليوم التالي كان لا يزال الوقت باكرا للغاية الساعة لم تتجاوز السادسة، كانت هي تجلس في الحديقة على أحد المقاعد تنظر للفراغ تبكي في صمت عشر سنوات من عمرها ضاعوا هباءا منثورا، مع زوج اناني قاسي لا يحب سوي نفسه، يتفنن في انتقادها وتجريحها وهي فقط تصمت لأجل حبها له ولكن ما تشعر به الآن هو الكره الخالص كره له ولقلبها الذي أحبه ولسنوات عمرها الضائعة في حبه الواهم، هي فقط خائفة من أن تكره اطفالها لأنهم منه٣ نقطة
,
, بينما على صعيد بالقرب من فيلا كانت سيارة حمزة التي يقودها أدهم تشق الطريق لمنزل عمه، مايا تجلس بالخلص تأخذ لنفسها العديد من الصور بوضع « السلفي » أدهم يقود بنصف عقل والنصف الآخر بتابع كل حركة من معشوقته المجنونة أما حمزة فشارد يفكر في تلك المكالمة التي تلقاها من وهدان يشعر أن خلفها شيئا لم يقتنع بما قال ابدااا لذلك عليه أن يأخذ حذره جيدا، وقفت السيارة أمام فيلا خالد لتصيح مايا في حماس:.
,
, - عمو خالد وانطي لينا وحشوني اوي، وهضايق عمو خالد وأنام في حضن انطي
, ضحكت في شر طفولي لينظر حمزة لها يبتسم حزنا مايا تحب زوجة أخيه لأنها تعاملها كأنها ابنتها، تحب المجئ إليهم حتى تنام فقط بين أحضانها كأنها تعوضها عن حضن والدتها التي لم تعرف حنانه قط، حرك رأسه نفيا يقول لها في حزم:
, - مايا خليكي مع أدهم احنا لسه هنسافر أسيوط، أنا هنزل لعمك خالد أخد منه حاجة وأرجع على طول، ولما نخلص أسيوط نبقي نرجع هنا.
,
, تقصلت ابتسامة مايا تحرك رأسها ايجابا لينظر حمزة إلى أدهم يحادثه بهدوء:
, - خلي بالك من اختك وما تخليهاش تيجي ورايا.
,
, حرك الأخير رأسه إيجابا لينزل حمزة من باب السيارة ازاح نظراته الشمسية لتظهر عينيه الخضراء كغابات الزيتون، اغلق زر حلته السوداء ذات القميص الرمادي ليتحرك لداخل الفيلا، فتح الحراس البوابة سريعا ما أن رأوه ليخطو إلى الداخل يتحرك بهدوء ورزانة في طريقه لمنزل أخيه، سمع صوت بكاء خفيض نظر حوله ليجد تلك الفتاة ابنه أخيه كما يقول خالد دائما بدور، وقف بعيدا ينظر لها ليقطب جبينه قلقا لما تبكي، تلك الصغيرة تنهد يبتسم ساخرا يسخر من حاله، لم يشعر بنفسه وسوي وهو يقترب منها احتل المقعد أمامها يبتسم لها في خفة:.
,
, - ايه يا درة بتعيطي ليه
, اجفلت تشهق من وجوده المفاجئ لتنتفض من مقعدها واقفة مسحت دموعها سريعا تتمتم متعلثمة:
, - أنا آسفة ما كنتش أعرف أن حضرتك هنا، ازاي حضرتك، على فكرة أنا أسمي بدور مش درة واضح أن حضرتك نسيت اسمي
, ضحك بخفة ينظر لها للحظات يشعر بشعور لا يفهمه هو فقط يحب مشاكستها، قام من مكانه وقف ينظر لها ليتمتم لها بابتسامته الجذابة وهو يرحل:
, - سلام يا درة!
,
, اخذ طريقه لمنزل أخيه دق الباب لتفتح الخادمة التي رحبت به أشد ترحيب، عرف منها أن أخيه في مكتبه فأخذ طريقه لمكتب اخيه فتح الباب يستند بجسده على إطاره ابتسم في شراسة يتمتم متوعدا:
, - جهزت اللي قولتلك عليه
, ترك خالد كوب القهوة من يده يبتسم نفس الابتسامة التي ارتسمت على وجه حمزة حرك رأسه إيجابا يقول في خبث:
, - جاهز يا دون ومستنيك.
,
, في الخارج حاول ادهم أن يشغل عقله عن تلك المصيبة الجالسة خلفه بهاتفه قدر الإمكان دون فائدة رفع وجهه عن هاتفه ليجدها كالعادة تلتقط الصور لنفسها حمحم يسألها:
, - بقولك يا مايا واحد صاحبي عايش برة بس هو عربي، المهم يعني هو بيحب بنت ابوة
, قطبت مايا جبينها متعجبة مما قال لترفع وجهها عن هاتفها تهتف باشمئزاز:
, - بيحب اخته يعني إيه القرف دا، دا مريض اقطع علاقتك بيه.
,
, اصابته كلماتها في مقتل، يشعر بقبضة من نار تعتصر قلبه ليحرك رأسه نفيا يضحك بزيف:
, - يا بنتي استني اكمل هو مش ابن الراجل دا متبنيه، هو يعرف انها مش اخته بس هي ما تعرفش يعمل ايه بقي عشان يوصلها أنه بيحبها هو سألني بس أنا ما عرفتش اقوله ايه فقولت اسألك
, التقطت مايا لنفسها صورة من هاتفها ومن ثم بدأت تعبث بهاتفها تقول بهدوء دون أن تنظر لادهم:.
,
, - بردوا شخص مريض لانهم المفروض متربيين مع بعض على انها أخته ليه بقي يحبها، خليه ينتحر أسهل
, ابتسم ساخرا ينظر لها من خلال مرآه السيارة يحرك رأسه نفيا يهمس في نفسه بعذاب:
, - هو فعلا مريض، يا ريت يقدر يعالج نفسه من المرض دا، يا أما ينتحر أسهل زي ما قولتي.
,
, بعد قليل خرج حمزة اشار لادهم بالتحرك، ترافقهم ثلاث سيارات دفع رباعي ضخمة، لا أحد يفهم ما يحدث سوي حمزة فقط، بعد قليل ملت مايا من هاتفها لتلقيها جوارها اقترب من مقعد والدها تستند عليه من الخلف ابتسمت تقول في حماس:
, - صحيح يا بابي احكيلك حكاية صاحب أدهم دا مجنون
, توسعت عيني أدهم ذعرا ينظر لها فزعا ليس من الصعب أن يفهم حمزة مغزي الحكاية انتهي كل شئ يا أدهم!

الجزء الخامس والعشرون


- صحيح يا بابي احكيلك حكاية صاحب أدهم دا مجنون
, توسعت عيني أدهم ذعرا ينظر لها فزعا ليس من الصعب أن يفهم حمزة مغزي الحكاية انتهي كل شئ يا أدهم، التفت حمزة برأسه لابنته يبتسم لها يردف بهدوء:
, - احكيلي يا ستي حكاية صاحب أدهم.
,
, في تلك اللحظة تحديدا توقفت دقات قلب أدهم اسودت الدنيا أمام عينيه، بينما اعتدلت مايا في جلستها تقترب من والدها ما كادت تفتح فمها تتحدث دق هاتفها بصوت اشعار مميز رسالة من احدي صديقاتها، لتلتقط هاتفها سريعا ا ابتسمت باتساع حين قرأت اسم صديقتها لتوجه انظارها إلى هاتفها تقول سريعا:
, - بابي هكلم سوزي الاول
, ضحك حمزة بخفة ليتنفس أدهم الصعداء لا يصدق أن الأمر على خير ما يرام بعد أن كاد يفضح أمره في ثانية.
,
, ساعات في الطريق مايا نامت فجاءة كالارنب الصغير، رفع وجهه ينظر لها من خلال مرآه السيارة الامامية ليبتسم على شكلها المبعثر المضحك وهي نائمة، المجنونة كادت أن تكشف أمره ولكن ماذا يفعل أن كان فؤاده لا ينبض سوي لعشقها، اجفل من شروده على صوت والده يقول في هدوء افزعه:
, - أنت مش ناوي تتجوز بقي يا أدهم.
,
, توسعت عينيه للحظات بذهول تسارعت دقات قلبه يشعر بصدمة قيد يعقد لسانه بلع لعابه الجاف لا يجد ما يقوله عذرا أبي ولكني أعشق ابنتك، بصعوبة رسم شبح ابتسامة باهتة على شفتيه يوجه انظاره للطريق كاد أن يرد ليجد حمزة يبادر قائلا بابتسامة صغيرة:
, - ولو بتحب قولي ما تخبيش عليا وأنا مستعد اروح اطلبهالك النهاردة قبل بكرة أنا عايز اشوف ولادك يا أدهم.
,
, أنا أعشق ابنتك واريد الزواج منها هل تسمح لي بذلك، جملة رددها داخل قلبه ولم يقدر لسانه على نطقها فقط ابتسم يحرك رأسه ايجابا يتمتم:
, - بإذن **** يا بابا لما نرجع دبي
, ابتسم حمزة ينظر لولده بفخر للحظات يحرك رأسه إيجابا يوجه انظاره للطريق من المرآه الجانبية رأي سيارات اخيه تتحرك خلفه لتسود خضراءه غضبا يقسم بالويلات.
,
, ساعات مرت قبل أن تقف سيارة حمزة في حديقة عزبة كبيرة الجحم، استيقظت مايا في تلك الأثناء تنظر للنخيل والزرع ومنظر البهائم حولها، نزل حمزة اولا تليه مايا التي قفزت من السيارة تنظر حولها تبتسم كطفلة صغيرة، ومن ثم نزل ادهم يغلق زر حلته، ازاح نظراته الشمسية يضعها في جيب حلته، مد يده يتأكد من وجود مسدسه الشخصي في غمده، صحيح أن حمزة لم يخبره لما هم هنا من الأساس ولكن يشم رائحة سيئة خلف ذلك الموضوع، تأكد منها حين نظر حمزة إليهم يهتف لمايا بحزم كأنها طفلة صغيرة:.
,
, - مايا تمسكي ايد أدهم ما تسبيش ايد اخوكي ابدااا فاهمة
, نظرت مايا لوالدها بتوتر تحرك رأسها إيجابا سريعا اتجهت ناحية أدهم ما أن لمس كفها كفه شعرت به يشدد على يدها بين كفه نظرت له تبتسم ليقابل ابتسامتها بآخري قوية، إلى الداخل تقدم حمزة يتبعه أدهم يقبض على كف مايا، دق الباب ليفتح لهم ذلك الرجل الذي يعرفه حمزة جيدا « ماهر » ابن وهدان الأكبر.
,
, افسح لهم دون أن ينطق حرف تقدم حمزة يتبعهم حمزة ومايا ارتجفت مايا تلتصق بذراع أدهم خوفا من نظرات ماهر الخبيثة٣ نقطة
, إلى الداخل في بهو السرايا الكبير مقعد ضخم يجلس عليه كبير العائلة وهدان في شموخ لم يؤثر به سنوات عمره الثمانين، يستند بكفيه على عصاه السوداء التي تعلوها رأس افعي يسند ذقنه إلى راحه يده، ابتسم في مكر حين رأي ثلاثهم يتقدمون ناحيته، وقف حمزة بالقرب منه دس يديه في جيبي سروال حلته يغمغم ساخرا:.
,
, - اومال ايه بموت وعايز اكفر عن غلطي في حق بنتي، ما أنت القرد اهو يا وهدان
, لم لسانك احسنلك يا حمزة يا سويسي، هدر بها ماهر بحدة يتقدم جوار أبيه، ابتسم حمزة ساخرا كاد ان يرد ليصدح صوت ادهم حادا عنيفا:
, - لم إنت لسانك بدل ما اقطعهولك مش حمزة السويسي اللي كلب زيك يتطاول عليه.
,
, وجه وهدان عينيه ينظر لادهم ولتلك الصغيرة التي تتعلق بيده، نسخة عن ابنته التي لم يراها سوي مرة واحدة، ابنته التي دفعت ثمن خطيئته نذوة مع احدي الخادمات، ليتخلص منها عن طريق القائها أمام احد الملاجئ الخاصة بالأطفال، اجفل من شروده المخزي على جملة حمزة:
, - اخلص يا وهدان عايز ايه مش فاضيلك
, رفع رأسه عن راحة يده يرفعها لاعلي ينظر لادهم يتحداه بنظراته القاسية ليردف:.
,
, - عايز بت بتي، تقعد معانا اهنه في بيتها وسط أهلها واعمامها
, شهقت مايا من الخوف تحتضن ذراع أدهم تحرك رأسها نفيا لينزع ادهم ذراعه من يدها سقط رأسها على صدره ليلف ذراعه حول كتفيها ينظر لوهدان يحرقه بنظراته، لتصدح ضحكات حمزة الساخرة:
, - بت بتك و**** ضحكتني يا وهدان
, تجهمت ملامح وجه حمزة اشتعلت غبات زيتونه ينظر لوهدان في حدة اقترب منه عدة خطوات إلى بات قريبا منه للغاية لتصدح زمجرته الغاضبة:.
,
, - بنتك اللي رميتها في مجلئ، وهي عندها يوم، بنتك اللي جت ضحية نذوة وقذارة البيه مع الخدامة، يرضي مزاجه آه انما يخلف من خدامة ازاي وهدان بيه، تقوم واخد البنت راميها في ملجئ، وتعيش حياتك كأن ما فيش حاجة حصلت، يا قذر دا بنتك لما جت تشوفك رغم اللي عملته فيها طردتها، ودلوقتي عايز بنتي، زمان مايا حاشتني عنكوا، انما دلوقتي أنا على اتم استعداد اني امحيكوا من على وش الارض، أنا غلطان أن قولت راجل كبير بيموت نفسه يشوف حفيدته خمس دقائق زي ما قالي وهو بيعيط زي النسوان، يلااا يا أدهم خد اختك واتحرك.
,
, التفت أدهم ليغادر ليجد مجموعة من الرجال يقف خلفه كسد يحول بينه وبين الباب كل منهم يحمل بندقية كبيرة الحجم، جذب ادهم مايا يخبئها خلف ظهره يجذب سلاحه من غمده يزمجر غاضبا:
, - ابعدوا عن الطريق٣ نقطة
, قاطعه صوت حمزة الذي صدح بهدوء تام:
, - اهدي يا أدهم، عمك وهدان راجل عاقل مش اوي وهيسيبنا نمشي ولا ايه يا وهدان
, قام وهدان من مكانه متجها ناحية حمزة يقبض عي عصاه وقف امام حمزة يبتسم ساخرا ليقول:.
,
, - هتمشوا يا حمزة خد ولدك وامشي وسيب مايا
, اتجه حمزة إلى أحد المقاعد يلقي بجسده عليه يضع ساقا فوق أخري يبتسم في ثقة:
, - هنمشي كلنا وأنت بنفسك اللي هتوصلنا لباب العربية
, ما كاد حمزة ينهي جملته حتى صدحت صوت صافرات عالية لسيارات الشرطة تدخل لمنزل وهدان، توترت قسمات الاخير ينظر لولده بقلق.
,
, بينما نظر حمزة لادهم ليخفض الاخير سلاحه يضعه في غمده، دقات عنيفة على باب المنزل جعلت رجال وهدان ينسحبون للخلف تثآب حمزة ناعسا ليتحرك من مكانه بهدوء اتجه ناحية الباب يفتحه على مصرعيه ليدخل كالطوفان الكثير من العساكر خلفهم أحد الظباط، الذي وقف للحظات ينظر لما يحدث حوله ليتقدم من حمزة يصافحه مبتسما:
, - حمزة باشا، خالد باشا تواصل معايا وقالي أن في حالة اختطاف بتحصل لحضرتك ووالدك٣ نقطة
,
, ابتسم حمزة ينظر لوهدان يضحك ضحكة خفيفة ساخرة ليعاود النظر إلى الظابط يقول مبتسما:
, - لاء ابدا واضح أن خالد فاهم الموضوع غلط، أنت عارف كرم وهدان بيه حلف طلاق تلاتة اننا لازم نقعد بالعافية كرم ضيافة بقي، دا حتى هيوصلنا بنفسه لحد العربية ولا ايه يا حمايا.
,
, احتقن وجه وهدان غضبا ابتسم في غيظ يأكله يحرك رأسه إيجابا، ليسير خلفهم رغما عنهم بينما يسير حمزة في الأمام بصحبه ولديه والظابط الذي هو في الأصل أحد اصدقاء خالد٣ نقطة
, وقف حمزة مع الظابط جوار سيارة الشرطة يقول مبتسما:
, - احنا آسفين جدا على الازعاج كان سوء تفاهم ليس الا
, ابتسم الظابط يقول في حبور:
, - يا باشا ما تقولش كدة، دي واحدة من جمايل خالد باشا علينا٣ نقطة
,
, ودع حمزة الظابط الذي اصر أن ترافق سيارة الشرطة سيارتهم إلى ان يخرجوا من البلد، اتجه حمزة إلى سيارته ليجد وهدان يقف جوارها يكاد يتميز من الغيظ اقترب منه يهمس ساخرا:
, - مش قولتلك هتوصلنا بنفسك، نصيحة مني ما تخلنيش اشوف وشك تاني، المرة الجاية هيبقوا بيوزعوا قرص على روحك، سلام.
,
, قالها ليبتسم متوعدا يلوح له وداعا، استقل مقعده جوار أدهم الذي يجلس على صفيح ساخن كان يريدون أخذ مايا منه بتلك البساطة، يستحقون ما فعل، اجفل من شروده على صوت حمزة يقول ضاحكا:
, - بتلعب من ورايا يا أدهم
, تعالت ضحكات أدهم تصدح في السيارة بقوة يحرك رأسه إيجابا يتشدق متلذذا:
, - يستاهل، نفسي اشوف وشه لما يدخل يلاقي السرايا بتنور.
,
, ما حدث حقا استغل أدهم انشغال الجميع في الحديقة مع حمزة والشرطة، ليخرج قداحته اشعلها يرميها على احد الارائك المصنوعة من القماش والقطن تاركا نور العلم يشتعل داخل قصرهم
, ربت حمزة على كتف أدهم يقول مبتسما في فخر:
, - من شابة اباه فما ظلم عارف لو عمك خالد كان زمانه نزل فيهم ضرب انما احنا بناخد حقنا بدماغنا.
,
, التفت ينظر لابنته ليجدها تجلس مستكينة صامتة عينيها حزينة دامعة، طلب من أدهم أن يوقف السيارة لينزل من مقعده يجلس جوارها وضع رأسها على صدره يربط على شعرها بحنو يهمس لها:
, - انتي خفتي لنسيبك بجد ولا ايه يا عبيطة، بابا كان هيسيبك بردوا
, حركت رأسها نفيا ببطئ ترفع يدها تمسح دموعها المتساقطة بعنف تهمس بخفوت:
, - أنا صعبان عليا ماما اوي يا بابا، ازاي باباها ما عندوش قلب ويعمل فيها كل دا.
,
, ابتسم حمزة متألما ليشدد من احتضان ابنته يهمس لها بحنو:
, - حبيبتي نامي وما تفكريش في حاجة
, حركت رأسها إيجابا تغمض عينيها دقائق لتغط في نوم عميق حزين على صدر حمزة، بينما أدهم يراقبهم من الأمام يتمني لو يصبح هو مكان ابيه.
,
, يجلس في سيارته الفخمة أسفل العمارة السكينة التي بها شقته ينتظر زوجة اخيه بين دقيقة وأخري، وجدها تخرج من العمارة متجهه ناحية سيارته فتحت بابها تستقل المقعد المجاور له تلقي عليه التحية ليدير السيارة متجها بها إلى حيث يريد بعد دقائق دون أن يلتفت إليها يغمغم في هدوء:.
,
, - اللي انتي بتعمليه دا مش صح، كونك غضبانة من عمر ودا حقك بعد اللي حصل، ما يدكيش الحق أنك تمعنيه عن بناته ولا تمنعي البنات عنه، عمر فاق وندم وبيحاول يصلح اللي باظ
, نظرت لشقيق طليقها بحدة للحظات لتقبض على حقيبتها تغزر فيها اظافرها تصيح غاضبة:
, - دول بنااااتي أنا، مش بناته هو، اخوك خلاص خرج من حياتنا بلا رجعة، قوله يبعد عني وعن البنات، ينساني وينساهم.
,
, اوقف خالد السيارة امام شركة السويسي للمقاولات، التفت لزوجة اخيه ينظر لها بحدة ارعبتها جلعت نابضها يرتجف خوفا منه لتسمع صوته يهمس بصوت حاد مخيف:
, - صوتك ما يعلاش قدامي تاني، ما فيش واحد ولا واحدة فيكوا صوته يعلي على صوتي
, وإياك يا تالا تمنعني عمر عن البنات والعكس، مش عايزة تشوفئ خلقته تاني حقك انما دول بناته مش بناتك انتي لوحدك، ما تخلنيش اخد صف عمر يا تالا، ساعتها مش هتشوفي بناتك تاني، مفهوم.
,
, نظرت له فزعة ترتجف ذعرا مما قال لتحرك رأسها إيجابا سريعا تبلع لعابها الجاف، الفكرة نفسها ترعبها، فتح خالد باب سيارته ينزل منها لتتبعه تالا في صمت، إلى أين لا تعرف فقط تمشي خلفه عينيه عن وجه واحد فقط بين جموع الناس، وصلت معه إلى باب اسود كبير، فتح دفتي الباب ليدلف للداخل وهي خلفه كالعادة بلعت لعابها تشعر بالنابض ايسرها يكاد ينفجر وهي تري كل ذلك الكم الكبير من الناس فئ الغرفة وهو بينهم، ينظر لها متعجبا لا يفهم ما يحدث كل ما يعرفه أنه اجتماع عاجل، ماذا تفعل هي هنا في الاجتماع، اتجه خالد إلى رأس الطاولة يشير لتالا بعينيه إلى مقعد قريب منه لتتقدم تجلس عليه، حمحم خالد بحدة ليوجه الجميع أنظارهم اليه عدا عمر!
,
, لحظات صمت وصدح صوت خالد يهتف في عجلة:
, - اجتماع قصير، كام قرار عايزهم يتنفذوا من النهاردة
, واحد مهندس الشبكات المسؤول عن كاميرات المراقبة وسيستم معاملات الشركة هيجيلك مندوب مهندس ممتاز من شركة H. A هيحدث السيستم، بواحد جديد صعب اختراقه
, اتنين، مدير قسم المهندسين فئ الشركة افتح باب تدريب حديثي التخرج بمرتبات كويسة٣ نقطة
,
, ثلاثة مدام نهال سكرتيرة باشمهندس على نائب رئيس مجلس الإدارة واخدة أجازة وضع طويلة، استاذة تالا هتشتغل مكانها لحد ما **** يكرم
, عند تلك النقطة انتفض عمر ينظر لأخيه بصدمة ممتزجة بغيظ مما يفعل٣ نقطة
, أربعة في زيادة عشرين في المية من الشهر الجاية للموظفين الصغيرين وعمال البوفية والنضافة انتوا بتاخدوا كل شهر على قلبكوا قد كدة
, وبس اللي عنده اي استفسار يرفع ايده.
,
, رفع معظم الجالسين ايديهم نظر خالد لهم يبتسم ساخرا ليلتقط سترة حلته يلقيها فوق ذراعه يغمغم متهكما:
, - طيب ولا كأني شوفت اي حاجة، سلام
, قالها ليترك المكان بأكمله يغادر إلى سيارته بدأ الجمع بالرحيل من غرفة الاجتماعات ليبقي هو ينظر اليها يترجاه بنظراته النادمة أن تسامحه، بينما كانت تنظر له ببرود تام لا تهتم حقا ما كسره في قلبها لا يعوض بسهولة متجهة للخارج حين سمعت صوت « على » يقول:.
,
, - تعالي ورايا يا تالا عشان اعرفك على الشغل.
,
, في الخارج استقل سيارته يدير محركها، التقط هاتفه من جيب حلته يطلب رقم أخيه لحظات سمع صوت اخيه ليسأله بترقب:
, - كل حاجة تمام
, سمع صوت حمزة يقول ببساطة:
, - تمام ما تقلقش احنا في الطريق على بيتك
, اتسعت ابتسامة خالد يحرك رأسه إيجابا يغمغم:
, - هكون في انتظارك يا دون يلا سلام
, اغلق مع اخيه الخط يبتسم في مكر يتذكر ما حدث صباح اليوم
, Flash back
, - جهزت اللي قولتلك عليه.
,
, ترك خالد كوب القهوة من يده يبتسم نفس الابتسامة التي ارتسمت على وجه حمزة حرك رأسه إيجابا يقول في خبث:
, - جاهز يا دون ومستنيك، بس اقعد واسمعني، تعالا نلعبها في الجديد
, قطب حمزة جبينه ينظر لاخيه متعجبا، ليجلس على المقعد المقابل له يسأله:
, - يعني ايه!
, ابتسم خالد في خبث اسود يعود بظهره إلى ظهر المقعد يضع ساقا فوق الأخري يكمل مبتسما:.
,
, - يعني أنا اقدر اجيبلك رجالة بعدد شعر راسك يهدودها عليها واطيها، وكدة كدة هتروح ومعاك حرس، بس باختلاف بسيط، يسري صلاح، زميل قديم في كلية الشرطة ليا عنده كام جميل، هتصل بيه يروحلكوا على هناك وهو مش هيرفض واحد زي وهدان ما يخفش من الرجالة والسلاح قد ما يخاف من الحكومة، الميري بردوا ليه هيبة، أنت بس كل اللي عليك ترن عليا اول ما توصل بيت وهدان وسيب الباقي عليا.
,
, بادله حمزة الابتسامة السوداء ذاتها، يحرك رأسه إيجابا
, وهذا بالظبط ما حصل اتصل هو بصديقه القديم يخبره بما يريد
, Back
, خرج من شروده يبتسم باستمتاع، يرتب اولوياته، لينا تزوجت
, تالا وعمر في خانة التأديب
, بدور وانتهت مشكلتها
, حسام، زيدان أخبره بكل شئ عنه سلفا.
,
, في سرايا وهدان بجهد شاق استطاعوا السيطرة على الحريق بعد أن اكل اثاث الطابق الاخري كله تقريبا٣ نقطة
, تهاوي وهدان على على أحد المقاعد قي الحديقة دمه يتشغل أكثر من اشتعال سرايته، حمزة ذلك الخبيث عرف جيدا كيف ينهي خطته قبل أن تبدأ من الأساس
, جز على أسنانه يكور قبضته يشد عليها، التفط هاتفه الصغير يطلب رقم ولده الاصغر، لحظات وانفتح الخط ليبارد عز الدين هاتفا بتلهف:
, - ها يا حج المشكلة اتحلت الحمد.
,
, شد وهدان يده على الهاتف ينظر للفراغ غاضبا من الجميع، ليهمس بصوت حاد:
, - المشكلة اتنيلت واتعقدت ما عدتش قدامنا غير بتك سهيلة، بكرة ولا بعده بالكتير تكون عندنا عشان نرتب فرحها على ابن دكتور رشيد، ومش عايز كلمة لاء يا عز الدين
, افضي كل ما يجيش في صدره ليغلق الخط في وجه ولده دون أن يسمع منه كلمة اعتراض واحدة.
,
, تململت في نومتها تمد يدها تبحث عنه هنا وهناك لا اثر له غادر الفراش باكرا او هي تأخرت في النوم، فتحت عينيها قليلا تتثآب ناعسة تتحسس بأصابعها موضع نومه تبتسم في حنو، رغما عنها دمعت عينيها تتذكر ما حدث قبل سنوات ولم يذهب من بالها ابدا
, Flash back
, ب**** عليك يا خالد ما تروحش، هتفت بها تتوسله تحاول اعتراض طريقه وهي متقدم لا شئ يوفقه اقتربت منه تعانقه بقوة تهمس باكية:.
,
, - عشان خاطري ما تروحش قلبي مقبوض اوي مش هتعدي على خير عشان بنتك مش عشاني لوليتا الصغيرة
, ابعدها عنه يمسح دموعها بكفي يده مال يقبل جبينها يغمغم بصوت دافئ حنون:
, - عشان خاطر لوليتا وامها أنا لازم اروح
, حركت رأسها نفيا تبكي بعنف تتعلق بعنقه تمنعه من القدم تصيح باكية:
, - وحياتي عندك يا خالد ما تروحش دا في سينا يا خالد لالالا مش هسمحلك تروح
, ابعدها عنه يحتضن وجهها بين كفيه يبتسم بفخر مغمغما:.
,
, - سينا أرض الشهدا يا لينا ولو اتروي ارضها بدمي دا يبقي شرف ليا، ادعيلي، وخلي بالك من نفسك كويس
, قالها ليغادر دون كلمة أخري، لتنهار هي ارضا سقطت على ركبيتها تشهق في بكاء عنيف خائف مرير، تتلمس روحه الغائبة يوم يليه الثاني والثالث عشرة ايام ولا خبر واحد عنه تكاد تموت ذعرا في كل لحظة٣ نقطة
,
, إلى أن جاء ذلك اليوم المشئووم كعادتها كانت تجلس تنتظره ليدق جرس الباب ابتسمت تهرول ناحية الباب تفتحه بقوة لتتسع ابتسامتها حين رأت محمد يقف أمامها يخفض رأسه أرضا ابتسمت تسأله:
, - محمد حمد **** على سلامتك خالد فين، هو عامل مقلب ومستخبي كالعادة
, طال صمت الأخير لتختفي ابتسامتها شئ فشئ، انتفض فؤادها ذعرا اقتربت منه تغرز اظافرها في ذراعيه تسأله فزعة:
, - بطلوا هزاركوا السخيف دا خالد فين.
,
, في تلك اللحظة رفع محمد وجهه لتفزع من مشهده عينيه حمراء كالجمر، دموعه لا تتوقف، ملامحه مكفهره حزينة مقهورة، مد كف يده المقبوض يبسطه أمام وجهها لتتسع عينيها فزعا حين رأت دبلة خالد الفضية عرفتها رغم كونها لا تظهر تقريبا من الدماء التي تغطيها لتسمع آخر ما يمكن أن يصدقه عقلها:
, - خالد مات يا لينا!
,
, نطقها محمد بصوت خفيض باكي ليجهش بعدها في بكاء عنيف، بينما تقف هي تنظر له ذاهبة عقلها يرفض استيعاب تلك الجملة التي نطقها صديقه للتو، اتسعت ابتسامتها المصدومة تنظر له بالطبع يمزح مقلب سخيف كما اعتاد خالد أن يفعل، لن يخدعها مجددا باتت تعرف مقالبه جيداا، ضحكت ضحكة خفيفة تقول مبتسمة:
, - بطل هزار يا محمد وقول لصاحبك الرخم اني قفشت المقلب بتاعه هو فين بقي، خالد فين بقي.
,
, لم يرد عليها بلسانه بل تعالت شهقاته كان حرفيا ينتحب كطفل صغير فقد أمه، لتتلاشي ابتسامتها تتصادم دقات قلبها اقتربت منه تقبض على ذراعيه بيديها تسأله في ذهول:
, - خالد فين يا محمد، رد عليا عشان خاطري هو جاي وراك طيب، اتأخر وهيجي بعد شوية، أنا مستنياه.
,
, لم يرد من جديد بل تهاوي ارضا على أحد درجات السلم يخفي وجهه بين كفيه ينكس رأسه لأسفل يبكي بلا توقف، ليبدأ عقلها قليلا فقط بإستيعاب ما يقول تقريبا خالد ربما يتأخر قليلا إلى متي، انطفئ قلبها عن العمل يعجز حتى عن النبض تنظر لمحمد فزعة عينيها متسعتين على وشك الخروج من مكانها لتصرخ بحدة في وجه صديقه:
, - خاااالد فين يا محمد رد عليا، خالد هيجي امتي أنت مش كنت معاه، هو فين عشان خاطري هو فين.
,
, بلا وعي بدأت انهار عينيها بالفيضان تغرق صفحة وجهها الملتاع تصرخ تنوح باكية:
, - خااالد فين يا محمد، عشان خاطري قولي هو فين، طب هيجي امتي، أنا هستناه أنا مستنياه، هو قالي انه راجع٣ نقطة
, سقطت على ركبتيها أمامه تقبض على ذراعيه تصرخ تبكي تنوح:.
,
, - أنت بتعيط ليييه بطل عياط، خالد فين، خالد فين، قوله الهزار دا وحش، قوله إنت وعدتني ترجع، لا لا يا محمد، هو جاي، هو جاي، قوله لوليتا مستنيه بابا، خالد فين يا محمد عشان خاطري وحياة بنتك قولي أنه راجع، هيتأخر شوية بس جاي، قولي اني هترمي في حضنه، قولي أنه لا لا لا يا محمد خالد عايش، خالد عايش أنت مش فاهم، هو وعدنننني اني هيرجع، قوله يرجع والنبي
, ياا خااااااالد.
,
, ظلت تصرخ تصرخ إلى أن فقدت الوعي سقطت أرضا تذهب إلى عالم خاص بها وبه هما فقط، أيام وعقلها يرفض الاستيقاظ، يرفض استيعاب تلك الحقيقة البشعة، حين بدأت تفتح عينيها من جديد، كانت على فراشها، نظرت حولها ذاهلة، ألم بشع ينخر قلبها قبل جسدها، لحظات فقط ليمر ما حدث أمام عينيها توسعت عينيها فزعا هبت جالسة لتشعر بوخزة قاسية تنخر يدها نظرت ليدها لتجد انها نزعت سن ابرة المحلول من يده ليجرح كفها بعنف وتتساقط الدماء تغمر الفراش، لم تهتم فقط تبحث عنه بعينيها هنا وهناك، حاولت التحرك لتعجز عن ذلك جسدها ثقيل متعب، انهمرت دموعها تصرخ باسمه:.
,
, - خالد أنت فين، خاااالد يا خاااالد، خالد عشان خاطري تعالا، خاااالد ما ينفعش تسيب لوليتا، ياااااااااااارب رجعهولي ياااااااارب
, دخلت فريدة سريعا على صوت صراخ ابنتها تبكي منهارة على موت خالد، ابنها الذي لم تنجبه وانهيار ابنتها بذلك الشكل، هرولت ناحيتها سريعا تعانقها تحاول تهدئتها قليلا، لتنتفض لينا عن حضنها تدفعها بعيدا عنها بعنف تصرخ فيها غاضبة:.
,
, - انتي لابسة اسود ليه، بتعيطي ليه، خالد عايش، خالد مش هيسيبني، انتي فاهمة، ولادي فين، ولادي فين
, دخل زيدان فقط على صوت لينا شاحب يبكي يرتجف *** صغير في التاسعة من عمره، فتحت لينا له ذراعيها ليهرول ناحيتها يبكي بين احضانها يهمس من بين شهقاته:
, - هو خالو مش هيرجع زي بابا يا ماما
, توسعت عيني لينا فزعا تبعد زيدان عن حضنها تبتسم في اتساع مؤلم تحرك رأسها نفيا بعنف:.
,
, - خالو عايش، خالو عايش يا حبيبي هو اتأخر شوية بس جاي، بس هو عايش ما تسمعش كلامهم
, هنا صرخت فريدة محتدة خائفة على ابنتها من حالتها تلك قبضت على ذراعيها تهزها بعنف:
, -فوقي يا لينا انتب كدة هتتجني خالد مات فاهمة يعني ايه مات يعني مش هيرجع
, نظرت لينا لها بخواء عينيها جليد مصمت روحها ليست هنا، روحها هناك معه حركت رأسها نفيا بعنف:
, - انتي كدابة، خالد عايش وهيرجع، امشي اطلعي برة، بررررررة.
,
, غص قلب فريدة ألما على حالة ابنتها لتأخذ زيدان معها وتخرج من الغرفة، وضعت لينا يديها على أذنيها تتجاهل كل ما سمعته تتحرك للأمام وللخلف تتمتم تبكي تنوح:
, - خالد عايش، خالد عايش، هما بيكذبوا، هيرجع، هيرجع، هيرجع
, بدأت تصرخ وتتعالي صرخاتها بجنون ليدفع جاسم باب الغرفة يهرول للداخل وخلفه الطبيب الخاص بحالتها ما أن اقتربت جاسم منها قبضت لينا على تلابيب ملابسه تصرخ فيه:.
,
, - والنبي يا بابا رجعلي خالد عشان خاطري مش أنت بتحبني رجعهولي والنبي مش هقدر اعيش من غيره
, بكي جاسم يرثي حالة طفلته الصغيرة يحرك رأسه إيجابا لعلها فقط تهدئ، لم يكن الطبيب بحاجة لحقنها لأي مهدئ فهي ذهبت بملئ إرادتها إلى عالم احلامها الخاص.
,
, شهر مر بعد تلك الحادثة شهر لا أحد يعلم كيف مر، اوقف محمد سيارته عند بوابة الفيلا الخارجية نزل منها يرتدي اسود في اسود ملامحه مجهدة شاحبة منطفئة عينيه كالجمر حمراء ملتهبة اتجه للداخل ليقف في الحديقة لينظر لتلك الجالسة على درجات السلم الخارجية اشبه بجثة حية، نحيفة للغاية شعرها اشعث، تبكي بلا توقف جسدها يرتجف تحتضن جسدها بذراعيها عينيها معلقتين ببوابة المنزل تبحث عنه بلهفة، خرج من شروده حين اقتربت فريدة منه ليسألها متألما:.
,
, - هي ما بتقومش من هنا
, نظرت فريدة لابنتها لتدمع عينيها ألما على حالتها عاودت النظر لمحمد تحرك رأسها نفيا تهمس بقهر:.
,
, - لاء ما بتتحركش لا بتاكل ولا بتشرب، أنا وديت لوليتا وزيدان عند شمس من كتر ما هي في دنيا غير الدنيا، ليل نهار قاعدة زي ما انت شايف لحد ما يغمي عليها من التعب يشيلها جاسم ويطلب الدكتور يجي يعلقلها محاليل واول ما تفوق تشيل المحاليل من ايدها وترجع تقعد زي ما انت شايف، أنا خايفة عليها اوي يا محمد كدة هتموت.
,
, حاول أن يقول اي شئ ليطمئنها ولكنه حقا لم يجد هو نفسه لم يعد كما كان انطفئت روحه للأبد بالكاد يحي يصمد، ترك فريدة ليتجه ناحية لينا جلس جوارها دون أن يتحدث بحرف فقط ينظر للطريق كما تفعل هي ليجدها تهمس في هدوء مؤلم:
, - هيرجع، صدقني هيرجع.
,
, على صعيد آخر في منطقة شمال سينا تحديدا في مستشفي صغيرة في بير العبد، فراش صغير يحوي جسده الضخم الملتف بالكثير من الضمادات الطبية جروح جسده بالغة خطيرة في غيبوبة لم يفق منها إلى الآن، اقترب طبيب شاب من فراشه يفحصه، لتقترب الممرضة منه تسأله:
, - هو حالته ايه يا دكتور
, ترك الطبيب رسغ يده بهدوء ينظر للممرضة يعدل من نظارته الطبية يتمتم بعملية:.
,
, - جراحه بتشفي بسرعة، بنيان جسمه قوي استحمل وبدأ يتعافي، كويس أن في ناس لحقته وجابته على هنا والا كان مات، والمفروض في اقرب وقت يفوق من الغيبوبة٣ نقطة
, قاطعت الممرضة كلام الطبيب تهمس سريعا في تلهف:
, - دكتور دا بيتكلم
, اقتربت الممرضة منه تقرب اذنها منه لتسمع فقط تمته خافضة متعبة باسم واحد:
, - لينا، لينا، لينا.
,
, ابتدي يفوق، قالها الطبيب بهدوء وعملية ليقف مترقبا ينظر لذلك وهو يبدأ بصعوبة بفتح بؤبؤ عينيه ليطل على الدنيا من جديد، حرك رأسه للجانبين ببطء ليتأوه من الألم، التفت برأسه لذلك الصوت حين سمعه يقول:
, - حمد **** على السلامة
, نظر لذلك الطبيب للحظات ليحرك لسانه يهمس بصوت ثقيل متحشرج:
, - أنا فين، أنت مين
, ابتسم الطبيب ببشاشة ليجلس على حافة الفراش جواره يفحص مؤشراته الحيوية يتمتم في عملية:.
,
, - أنا يا سيدي دكتور طارق، الدكتور المسؤول عن حالتك، السؤال الأهم بقي انت عارف أنت مين
, نظر خالد له بتعجب للحظات يقطب جبينه ليحرك رأسه إيجابا يتمتم بتعب:
, - آه أنا خالد السويسي، باقي الفريق فين
, ابتسم الطبيب يسأله بهدوء:
, - فريق ايه انت لاعيب كورة
, نظر خالد له بحدة يحرك رأسه نفيا يقول في حدة رغم صوته الضعيف:
, - أنا العقيد خالد السويسي يا ظريف، أنا عايز موبايل ولا تليفون.
,
, حرك الطبيب رأسه إيجابا سريعا ليخرج هاتفه الشخصي يعطيه له يكتب رقم محمد بصعوبة بما أنه الرقم الوحيد الذي يحفظه القي الهاتف جواره على الوسادة يفتح مكبر الصوت لحظات وأجاب صديقه ليسمعه يقول بصوت ثقيل مهموم:
, - السلام عليكم مين معايا
, بلع خالد لعابه الجاف يتمتم بصوت خفيض متعب:
, - أنا خالد يا محمد.
,
, خالد مين وازاي وفين أنت بتستظرف يا جدع أنت، كلمات متداخلة سريعة متلعثمة سمعها تخرج من صديقه ليقاطعه بصوت حاد متألم:
, - أخرس يا حيوان ايه راديو يخربيت رغيك عيل فقر
, عيل فقر يبقي خالد، انت فين يا خالد، أنا هجيلك حالا: صرخ بها محمد بتلهف ليسمع بعدها صوت شهقات بكائه وصوته يتمتم بكلمة واحدة « الحمد لله يا رب، الحمد لله ».
,
, ابتسم بخمول متعب ليسأل الطبيب على عنوان المستشفى املاه لصديقه، ليغلق معه الخط يريح رأسه على الوسادة ليغط في النوم رغما منه متعب للغاية مما حدث٣ نقطة
,
, ساعات مرت لتصل سيارة محمد إلى تلك المشفي البعيدة، نزل منها يركض كالمجنون يبحث عنه بين الغرف هنا وهناك، إلي أن وجده في أحدي الغرف، وقف للحظات متصمنا ينظر له يبكي من الفرح ليهرول ناحيته يعانقه بعنف، فتح خالد عينيه ينظر لصديقه يبتسم متعبا ليرفع يده يربط بها على رأس صديقه لينفجر الأخير في البكاء يهمس من بين شهقاته:
, - الحمد لله يا رب، خالد أنت عايش، لينا كان عندها حق.
,
, عند تلك النقطة ابتعد خالد عن محمد يسأله قلقا:
, - لينا يا محمد طمني عليها، هي عاملة أنا بقالي شهر هنا، أنت قولتلها ايه طمني عليها
, نكس محمد رأسه يقص عليه ما حدث، رفع رأسه حين انتهي ليجد عيني خالد تدمع حين مر بباله حالها من كلام صديقه ليهتف محمد سريعا:
, - ابوس ايدك حتى لو تعبان قوم معايا، لينا هتموت أنت مش متخيل حالتها عاملة ازاي، دي بتموت بالبطئ.
,
, حرك الأخير رأسه إيجابا ليسرع محمد باحضار الطبيب بعد مناقشات ومنواشات طويلة وافق الطبيب على خروجه احضر محمد له عصا طبية يستند عليها يتحرك ليستقل السيارة جوار صديقه قلبه ينتفض بين اضعله لا مجال لأي ألم جسدي الآن، شعوره بالذعر عليها يطغي على اي شعور آخر٣ نقطة
, على صعيد آخر تجلس كما هي تبكي الجو بارد جسدها يرتجف فقط تحرك رأسها نفيا تبحث عنه بعينيها، سمعت صوت والدتها تتوسلها باكية:.
,
, - يا لينا يا حبيبتي ابوس ايدك كفاية كدة هتموي يا بنتي، أرضي بالأمر الواقع خالد مات
, حركت رأسها نفيا بعنف تشدد من احتضان جسدها بذراعيها، تتنفس بثقل وبطئ من بروده، اقتربت فريدة تضع شال ثقيل على جسد ابنتها لتمد لينا يدها تنزعه تلقيه بعيدا تتمتم مع نفسها:
, - إن ما جاش أنا هروحله، أنا هروحله.
,
, ساعات وهي على حالتها تلك كادت رأسها أن تسقط نائمة من شدة البرد، ليصدم عينيها ضوء سيارة عالي وقفت في الحديقة ليلا، سيارة محمد، نزل منها محمد سريعا ينظر للينا يبتسم باتساع ليهرول ناحية الباب الآخر يفتحه، لتقطب جبينها متعجبة تراقب ما يفعل، عصي طبية حذاء أسود، رفعت وجهها ببطئ تنظر للذي نزا للتو يستند على صديقه لتتوسع عينيها بذهول أن كان حلما تمنت الا تستيقظ من جديد، تلتهم عينيها وجهه تنساب دموعها تغرق وجهها المتعب المريض، تتمتم في نفسها برجاء:.
,
, - يا رب ما يبقاش حلم زي كل مرة
, اجفلت على صوت محمد وهو يقول بتلهف:
, - خالد اهو، خالد عايش، كلامك كان صح يا لينا.
,
, عصفت الصدمة بكيانها لتقف بصعوبة جسدها يرتجف قدميها كالهلام، تتحرك ناحيته تمشي كطفلة صغيرة تخطو اولي خطواتها متعثرة سقطت في طريقها اليه ليترك هو صديقه يتحرك ناحيتها يحاول ان يسرع خطواته، ليجلس على ركبتيه ارضا أمامها، يرفع جسدها الملقي ارضا لتختفي انفاسها ترفع يديها تتحسس وجهه تبتسم تبكي تعجز عن النطق، لتلقي بنفسها بين ذراعيه تصرخ بعنف داخل صدره تخرج كل ما احتبست في صدرها طوال المدة الماضية تشد يديها حول رقبته تعيد روحها لمكانها من جديد.
,
, Back
, خرجت من بحر ذكراها السوداء على يده حين التفت بعبث حول جسدها يسقط رأسه على كتفها كما يفعل دائما يقول مشاكسا:
, - يا حلو صبح يا حلو طل يا حلو صبح نهارنا فل
, خرجت منها ضحكة خفيفة لتمد يدها تمسح دموعها المتساقطة، لاحظها هو ليلف جسدها ليصبح وجههر مواجها له يسألها قلقا:
, - بتعيطي ليه.
,
, حركت رأسها نفيا تضع رأسها على صدره تشد على جسده ليبتسم متألما ذكري سوداء لن تنساها ابدا، قضت سنة كاملة بعد ما حدث تستيقظ كل ليلة تصرخ باسمه ومع مرور كل تلك السنوات لم تنسي ابدااا
, ابعد رأسها عن صدره يشاكسها بمرح وهو يمسح دموعها:
, - يا منبع النكد يا برميل الكائبة، حد يعيط على الصبح كدة، يلا يا بسبوسة ننزل نفطر
, ضحكت تحرك رأسها إيجابا تهمس بصوت متحشرج من أثر البكاء:
, - اتصل بزيدان يجي يفطر معانا.
,
, اختفت ابتسامة خالد المرحة يقلب عينيه مللا يقول ساخرا:
, - جاي يا اختي من غير ما اتصل بيه، عيل سمج اقوله ما عندناش فطار يقولي هجيب فطاري وأنا جاي
, ضحكت بضحب تتعالي ثتلج قلبها من أثر تلك الذكري القاسية لتقول من بين ضحكاتها:
, - مش ممكن يا خالد أنت غلبت عادل إمام في عريس من جهة أمنية
, ابتسم بزهو يرفع تلابيب ملابسه بغرور يقول في مرح:
, - ايوة وأنا صغير كان بيقولولي يا محمود.
,
, عادت تضحك من جديد تنظر له تشبع عينيها من قسمات وجهه لا تعرف ستظل تعشق ذلك الرجل، دفعته في صدره تغمغم ضاحكة:
, - طب انزل يا عم خطاب انت على ما اغير هدومي
, تراقصت ابتسامة خبيثة على شفتيه يحرك رأسه إيجابا ينظر لها ببراءة الأطفال في عينيه، تحركت متجهه لغرفة الملابس، ليتحرك خلفها التفت خلفها تغلق باب غرفة الملابس لتجده يقف خلفها يود الدخول دفعته تحاول ابعاده تصيح مذهولة:
, - أنت رايح فين يا عم انت.
,
, اشار الى غرفة الملابس يسبل عينيه ببراءة مردفا:
, - هي للسيدات فقط I am so sorry
, حركت رأسها نفيا يآسه من أفعاله المجنونة تضحك بخفوت التفتت تغلق الباب لتجده يضع ساقه يمنعها من غلق الباب نظرت له متعجبة لتجده يغمز لها بطرف عينيه اليسري يغمغم بخبث:
, - بقولك ايه ما تيجي معايا وأنا بحلق دقني، أنا مش فاهم ايه قلة الأدب في الجملة، بس تعالي معايا وأنا بحلق دقني.
,
, حسنا كانت تبكي منذ قليل والآن تكاد تدمع من الضحك وهو كذئب ماكر استغل فرصة انها تضحك ليدخل إلى الغرفة يغلق الباب عليهم
, من الداخل، لنتحرك بالكاميرا من خارج غرفة الملابس ومن خارج غرفة النوم نغلق الباب عليهم تاركين خالد مع بسبوسته.
,
, في غرفة لينا السويسي استيقظت قبل قليل فقط تنظر من خلال من شرفة غرفتها المغلقة شاردة تفكر في ذلك الحلم الغريب ترقص بين ذراعي زيدان، ومعاذ يقف هناك ينظر لها يعاتبها بنظراته الصامتة، رغبت في التحرك والذهاب اليه تحركت خطوتين لتجد زيدان يقبض على يقبض رسغ يدها ملامحه مخيفة قاسية متوحشة، توسعت عينيها فزعا لتجد زيدان يقف هناك بعيدا ينظر لها يبكي في صمت، وزيدان يقف هنا مرة أخري يقبض على يدها كوحش ضاري.
,
, اجفلت من شرودها بذلك الحلم الغريب على يدي جاسر تضع على عينيها يغمغم مرحا:
, - صباحو يا لولا
, ضحكت بخفة تلتفت له تطوق عنقه بذراعيها تغمغم ضاحكة:
, - جوجو الرخم وحشتني أوي، اسكت عايزة احكيلك بلاوي
, في الاسفل وصلت سيارة حمزة لتقفز مايا منها تصفق بحماس تهتف مبتسمة كالاطفال:
, - هيييه في حضن انطي لينا، وهضايق عمو خالد.
,
, ضحك حمزة وادهم على ما تقول ليتوجهوا معا إلى داخل الفيلا، في تلك الأثناء كانت تنزل لينا بصحبة جاسر على سلم البيت، أسرعت لينا تعانق حمزة، بينما ضحك جاسر صافح ادهم اولا ليقترب من مايا يقرص وجنتها الحمراء يغمغم ضاحكا:
, - مايا باربي أم صوت مسرسع عندنا يا مرحبا
, نفخت مايا خديها بغيظ طفولي ليتجهم وجه ادهم ينظر لتلك النظرات الحاليمة التي يرميها جاسر تجاه مايا، لتشتعل دماءه غضبا.
,
, نزل خالد بصحبة لينا في هذه الاثناء لتركض مايا ناحية لينا تعانقها بقوة تصيح بسعادة:
, - انطي لينا وحشاااااني كتتتتييييير اووووي هنام في حضنك بليل صح
, ضحكت تقبل جبين الصغيرة تحرك رأسها إيجابا ليمسك خالد تلابيب ملابس مايا من الخلف كالارنب يرفعها عن الأرض قليلا لقصر قامتها:
, - بت انتي ابعدي عن مراتي٣ نقطة
, أخرجت مايا طرف لسانها تغيظ خالد عقدت ذراعيها أمام صدرها تبتسم في اتساع:.
,
, - لاء بردوا أنا اللي هنام في حضن انطي، ايام كتتتتتييييير وانت لاء
, ضيق خالد عينيه ينظر لها في غيظ طفولي لتبادله نفس النظرات، دفعها ناحية ابيها برفق يغمغم في حدة مصطنعة:
, - خد بنتك يا حمزة بعيد عني.
,
, توجهوا جميعا إلى غرفة الطعام عدا خالد كان يتحدث في هاتفه مع «على» يفهمه تحديدا ما عليه فعله، دخل زيدان في تلك الاثناء قميص ازرق غامق وسروال اسود رائحة عطره تفوح في الأجواء، يبدو كبطل أحد الأفلام السينمائية اغلق خالد الخط مع على ينظر لزيدان يبتسم ساخرا:
, - ايش ايش ايش، توم كروز داخل علينا ايه القرف دا
, ابتسم زيدان في ثقة يدس يديه في جيب سرواله يغمغم باستفزاز:.
,
, - أنا قولت اجي أفطر مع مراتي، اصلها وحشتني أوي، مراتي بقي
, تجهم وجه خالد غيظا ينظر له غاضبا يحاول إخفاء غيرته مما يقول ذلك الأحمق، ليتوجه إلى غرفة الطعام وزيدان يسير جواره، اقتربا من الغرفة لينظر خالد لزيدان يبتسم باستمتاع ينظر إلى ذلك الغيظ المتأجج في عيني زيدان، حين رأي لينا تجلس جوار جاسر يتشاكسان ليحملها جاسر على ظهره يتعاركان، تنهد خالد يهمس بتلذذ:
, - شكلك حلو وأنت متغاظ.
,
, ضحك عاليا متشفيا ليتجه للغرفة وزيدان خلفه، اتجه زيدان ناحية لينا وجاسر يجلسان متجاوران لا فراغ بينهما، يبحث عن حل فما كان منه الا أن حمل الكرسي بلينا الجالسة عليه لتشهق الاخيرة فزعا تتمسك بالمقعد جيداا، وضع كرسي بين لينا وجاسر ليجلس بينهما ينظر للاخير يبتسم باصفرار
, شعرت مايا بالغيرة مما حدث لتتجه إلى باب الغرفة تشد مقعدها تجلس عليه تعقد ذراعيها أمام صدرها تتمتم حانقة:.
,
, - ماليش دعوة أنا كمان عايزة حد يشلني زي لينا.
,
, كاد جاسر أن يقوم ليوجه له أدهم نظرة جمر مشتعلة لم تخفه ولكنه حقا لم يفهم سر تلك النظرة القاسية، قام ادهم من مكانه متجها إليها حمل الكرسي لتختل توازن الجالسة عليه تعلقت سريعا بعنق أدهم تلف ذراعيها حوله، الموقف لم يكن غريبا لدي الجميع الموقف ولكن كان هناك تلك العينين التي تراقب كالصفر كل ما يحدث وحقا لم يعجبه ما حدث عازما على اخبار اخيه كل شئ قبل ان يخرج الوضع عن السيطرة.

الجزء السادس والعشرون


قام ادهم من مكانه متجها إليها حمل الكرسي لتختل توازن الجالسة عليه تعلقت سريعا بعنقه تلف ذراعيها حوله، الموقف لم يكن غريبا لدي الجميع ولكن كان هناك تلك العينين التي تراقب كالصقر كل ما يحدث وحقا لم يعجبه ما حدث عازما على اخبار اخيه كل شئ قبل ان يخرج الوضع عن السيطرة، فعلاقة أدهم بمايا لم تكن ابدا علاقة أخوه، يري نيران العشق تشتعل في مقلتي الأخير، وضع ادهم كرسي مايا مكانه لتصفق الاخيرة بسعادة تطبع قبلة قوية على خد شقيقها كما تعرف تصيح بسعادة:.
,
, - حبيبي يا دومي
, تصلب جسد أدهم مما فعلت بلع لعابه الجاف بصعوبة يحاول رسم شبح ابتسامة باهتة على شفتيه يحرك رأسه إيجابا يعود لمقعده جوارها، لتحتد عيني خالد ضيقا مما فعلت يكاد يقسم أن عيني أدهم تشتعل من رغبته بها.
,
, تنهد يمسح وجهه بكف يده ينظر لزوجته التي تأكل بهدوء تحادث جاسر ابن رشيد، لترتسم على شفتيه ابتسامة خبيثة يمد يده في الخفاء يمسك بكفها الأيسر من تحت الطاولة يشبك أصابعه بأصابعها لتوجه انظارها له تبتسم خجلة توجه له نظرة عاشقة، بينما على صعيد آخر على الجانب الآخر من الطاولة تأكل وهي شاردة تبتسم تارة تتجهم ملامحها تارة اخري، حياتها تغيرت اختلفت باتت زوجة ذلك الوسيم الجالس جوارها بطرف عينيها نظرة خاطفة لتصدم بعينيه التي كانت تحاول اختلاس النظر إليها هو ايضا، حمحمت بخفوت تبتعد برأسها عنه تلتفت للطعام ليبتسم في مكر شربه من تربية خالد، عاد بظهره للخلف، تأكل كما تفعل والدتها ورثت تلك العادة منها تأكل باليمني واليسري تستقر على قدميها او تسند بها رأسها ولكنها الآن تستقر على قدميها، مد يمناه هو الآخر يقبض على يسراها برفق يشبك أصابعه بأصابعها، لتتسع عينيها في ذهول تنظر له سريعا لتجده ياكل باليسري بسلاسة وكأنه معتاد على ذلك والأهم تلك النظرة الهادئة التي تحتل عينيه وكأنه حقا يأكل فقط.
,
, حاولت سحب يدها من يده ولكنه ابي يشد باصأبعه على اصأبعها يكمل طعامه بهدوء توترت قسماتها تحاول التماسك ولو قليلا تحاول بين حين وآخر جذب يدها من يده، انتفض قلبها بين اضلعها حين اقترب بجسده من الطاولة يلتقط طبق الزيتون البعيد عنه والقريب منها لتسمعه يهمس في لمحة خاطفة:
, - بحبك يا بندقتي
, ليضع الطبق امامه يعاود الاكل من جديد توسعت عينيها فزعا حين سمعت صوت والدها يهتف في زيدان محتدا:.
,
, - زيدان سيب ايدها وكل يا حبيبي
, نظرت سريعا برأسها ناحية زيدان لتجده يبتسم في ثقة حرر كف يدها بهدوء ليرفع وجهه ينظر لخاله يغمز له بطرف عينه اليسري يغمغم بخبث:
, - طب ما تسيب ايد ماما أنت كمان يا كبير وتاكل
, غص جاسر في طعامه ليلتقط كأس الماء يرتشف منه ليرمي خالد زيدان بنظرة حادة مغتاظة بينما تعالت ضحكات حمزة يغمغم من بين ضحكاته:
, - من شابه خاله فما ظلم.
,
, وقف جاسر في تلك اللحظات يمسك بكوب الماء الزجاجي الخاص به، ومعلقة صغيرة جق بالمعلقة بخفة على سطح الكوب يقول مبتسما يغمغم في مرح باهت:
, - احم احم attention please
, بمناسبة الضحك والفرحة وجواز لينا، مبروك يا حبيبتي براد بيت العيلة والبرنسيسية اخيرا اتجوزوا، فأنا حابب اقول اني هتجوز، مين ما اعرفش بس دي اوامر رشيد باشا وما علينا سوي السمع والطاعة.
,
, ساد الصمت يطغي على الجالسين، الأغلب ينظر لجاسر ما بين ألم وشفقة ليترك خالد معلقة الطعام من يده ينظر لجاسر يبتسم في هدوء مكملا:
, - صدقني لما تعرف مين العروسة مش هيكون دا كلامك
, توسعت عيني جاسر ولينا ابنه خالد في ذهول لتبادر لينا قائلة بدهشة:
, - أنت عارف يا بابا
, غمز لها خالد بطرف عينيه يبتسم في مكر مردفا:
, - وانتي كمان ولا ايه
, حجظت عيني لينا في دهشة تتذكر ما قالته لها سهيلة
, - الحقيني يا لينا أنا في مصيبة.
,
, انتفضت واقفة ينتفض قلبها ذعرا على صديقتها لتبادر سريعا بتلهف:
, - مصيبة ايه يا سهيلة حصل ايه
, سمعت صوت شهقات صديقتها تزداد بعنف ليليها صوتها المتحشرج الباكي:.
,
, - تار في البلد عند جدو، واتفقوا بدل الدم يجوزوا واحدة من عيلتنا لواحد من عيلة الناس التانيين دول، بابا بيقولي أن المفروض بنت عمتي اللي أنا نا اعرفهاش اللي هتتجوز بس أنا سمعته بيكلم جدو وبيقول أن باباها مش هيسمح بدا أبدا، ولو جدو ما عرفش يقنعه بالجواز دا يبقي أنا اللي هتجوز يا لينا. انتي عارفة أنا بحب جاسر قد ايه مستحيل اتخيل نفسي حتى مرات حد غيره.
,
, لا تعرف حتى ما تقول ولكنها لن تسمح أن تصبح صديقتها كبش فدداء في زواج كهذا بلعت لعابها تحاول الا تبكي لتهتف سريعا بهدوء:
, - سهيلة اهدي، كل حاجة هتبقي تمام، أنا هقول لبابا وهو هيتصرف وبعدين مش يمكن بنت عمتك توافق ليه بتفكري في أسوء الاحتمالات، اهدي انتي بس
, خرجت من شرودها فجاءة على صوت جاسر يسألها متعجبا:
, - انتي تعرفيها يا لينا.
,
, رفعت وجهها لأخيها تبتسم باتساع اخيرا سهيلة ستنال سعادتها التي تمنت حركت رأسها إيجابا تغمغم بخبث:
, - دي أحلي عروسة و**** مبروك يا جاسر
, قطب جاسر جبينه متعجبا من ابتسامتها الواسعة، يرفع كتفيه بلا مبلاة لا يهم هي فقط عروس مفروضة عليه هناك ما يشغله أكثر
, شاهي يدعو **** أن الا تكون تحمل بطفل سيتعقد الأمر أكثر٣ نقطة
,
, انتهوا من طعامهم ليأخذ خالد حمزة إلى مكتبه، راقب زيدان خروج خاله بصحبه أخيه انتظر إلي أن اغلق باب المكتب خلفه ليهب سريعا يجذب يد لينا خلفه إلى الحديقة
, لينظر جاسر لمايا يغمغم في مرح باهت:
, - تلعبي كوتشينة
, ابتسمت باتساع تحرك رأسها إيجابا تقول في مكر:
, - على فلوس
, توسعت عيني جاسر بذهول يرفرف برموشه في دهشة يتمتم ذاهلا:
, - هاراحوس دي بلطجية.
,
, في شركة السويسي للمقاولات تحديدا امام مكتب نائب رئيس مجلس الإدارة، على مكتب ليس بصغير تجلس تالا ومعها أحد موظفات الشركة تشرح لها طبيعة العمل فهمته تالا بسرعة لتبدأ بالعمل تنظم المواعيد تراجع العقود، تكتبهم على الكومبيوتر، ترسل الرسائل التي يطلب على منها إرسالها.
,
, في خضم انشغالها اجفلت على صوت دقات على سطح المكتب رفعت وجهها لتجد عمر يقف امامها ينظر لها بهدوء تام، ملامح وجهه هادئة نظرات عينيه نادمة، بلعت لعابها تغمغم في هدوء:
, - خير يا أستاذ عمر
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي عمر ليقول مصححا:
, - عمر بيه أنا المدير التنفيذي ورئيس المهندسين في الشركة، على فاضي
, رسمت ابتسامة باردة صفراء على شفتيها تحرك رأسها إيجابا تلتقط سماعة هاتف مكتبها تغمغم في تهكم:.
,
, - حاضر يا عمر بيه ثواني اشوف مستر على فاضي ولا لاء
, تحدثت مع على من خلال الهاتف، لتغلق الخط تشير إلى باب الغرفة تتمتم باصفرار:
, - اتفضل يا عمر بيه
, ابتسم عمر بانتصار ليتحرك متجها إلى باب الغرفة قبل أن يفتحه التفت يغمز لها بطرف عينه اليسري بوقاحة لتتوسع عينيها في ذهول، فتح الباب ودخل ليغلقه في وجهها
, دخل عمر إلى غرفة على ليقترب من مكتبه صفع سطحه بكفيه يهمس بحدة:.
,
, - بقولك ايه يا على من غير كلام كتير، هنبدل تاخج سكرتيري وتجيب تالا عندي، يا أما و**** هتصل بلبني واقولها اي حاجة أنك بتخونها مثلا، شهر نكد بقي على ما تقنعها بالعكس
, توسعت عيني على في صدمة ليحرك رأسه إيجابا دون أن ينطق بحرف يفرغ فاهه بدهشة
, ليبتسم عمر منتصرا يعدل من وضع تلابيب قميصه٣ نقطة
,
, اتجه لخارج الغرفة يغلق الباب خلفه ليقترب من مكتب تالا وقف أمام مكتبها مباشرة يميل بجسده ناحيته لتتوسع عينيها ذاهلة خاصة حين همس بمكر:
, - مصيرك يا ملوخية ترجعي الحلة، سلام
, تركها وغادر في هدوء تام لتقطب جبينها متعجبة من كلامه لحظات ودق هاتف مكتبها فتحت الخط لتسمع صوت على يغمغم في توتر:
, - تالا تعالي لي حالا على المكتب.
,
, في غرفة مكتب خالد
, يجلس خلف مكتبه وحمزة على المقعد المقابل له نظر حمزة لأخيه يغمغم في مرح:
, - ايه يا عم المهم عايز ايه..
, ارتسمت في صغيرة هادئة على شفتي خالد ليقترب من سطح المكتبه يستند بمرفقيه عليه ينظر لأخيه يغمغم في هدوء:
, - اسمعني كويس يا حمزة، انتي مدي الأمان جامد وحاطط النار جنب البنزين، النار مش نيران صديقة يا حمزة وأنت فاهم وأنا فاهم.
,
, تلاشت الابتسامة تدريجيا من على شفتي الأخير ليعتدل في جلسته قطب جبينه يبلع لعابه حرك رأسه نفيا ينفي ما يقول أخيه:
, - لاء طبعا بيتهيئلك، أدهم ابني أخو مايا وأنا واثق فيه كويس، كلامك دا مجرد أوهام مش اكتر
, قام خالد من مكانه يجلس على المقعد المقابل لأخيه يعقد ذراعيه أمام صدره يغمغم في حزم:.
,
, - أدهم لا هو أبنك ولا اخو مايا، أنا عارضتك بدل المرة عشرة لما قولتلي على أنك عايز تتبني ولد بعد مايا ماتت من خوفك لتموت أنت كمان بعد الشر وتفضل مايا لوحدها، دا على أساس اني كنت هرمي لحم اخويا مثلا واسيب بنته بس أنت بردوا ما سمعتش كلامي وروحت اتبنيت أدهم وكتبته باسمك، فوق يا حمزة أدهم ومايا مش أخوات
, انتفض حمزة واقفا ينظر لأخيه محتدا ليكور قبضته يصفع بها سطح المكتب يصيح غاضبا:.
,
, - أنت شكلك كبرت وخرفت، دا أبني وهي اخته دايما تحت عيني، وواثق في أدهم زي ما بثق في نفسي، خلي نصايحك لنفسك أنا عيني عليهم وشايف كل حاجة كويس
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي خالد ليسند مرفقيه على فخذيه يبسط راحة يده أسفل ذقنه يغمغم ساخرا:
, - بجد شايف ولا مش عايز تشوف، أنا قولت اللي عندي طالما شايف اني كبرت وخرفت، يبقي انا ماليش دعوة ولما تتوحل على دماغك
, ساعتها هتعرف اني لا كبرت ولا خرفت.
,
, بهت وجه حمزة ندما من تلك الجملة الغبية التي قالها لأخيه ليحمحم يهتف بحرج:
, - أنا آسف يا خالد و**** مش قصدي، بس أنا عارف ايه اللي حاصل أنا اللي عايش معاهم
, ابتسم خالد متهكما يحرك رأسه إيجابا، ليندفع باب الغرفة في تلك الغرفة ويدخل خالد الصغير إلى الغرفة يصيح فرحا:
, - تدوووووو
, تعالت ضحكات خالد يلتقط الصغير يجلسه على قدميه يقرصه على وجنته برفق:
, - حبيب جدو، كل دا نوم، فين ماما.
,
, دخلت بدور سريعا تهرول خلف الصغير وقف بالقرب من خالد حمحمت تهمس بحرج:
, - و**** يا بابا فلت من ايدي وجري على هنا
, ابتسم لها برفق يحرك رأسه إيجابا يعطي للصغير قطعة حلوي من جيب حلته، ليعاود النظر لبدور يقول في مرح:
, - يا ستي سيبيه دا حبيبي دا، ايه نمسيتكوا كحلي ليه صاحيين متأخر ليه
, فتحت بدور فمها لتقول اي عذر ليبادر الصغير يقول ببراءة شديدة:.
,
, - لا يا تدو احنا تاحيين من كتتتييير اووووي بت ماما مت رتيت ننزل هنا عتان ما نعملت دوتة
, « لا يا جدو احنا صاحين من كتير اوي بس ماما مش رضيت ننزل هنا عشان ما نعملش دوشة »
, اختفت الابتسامة من على وجه خالد ينظر لبدور بحدة لتبلع الأخيرة لعابها متوترة، انزل
, خالد الصغير أرضا يكلمه بمرح:
, - اروح يا حبيب اضرب عمو جاسر.
,
, صفق الصغير فرحا ليركض لخارج الغرفة التفت بدور تود المغادرة لتسمع صوته يصيح باسمها بحدة:
, - استني يا بدور، اقفلي الباب وتعالي
, اصفر وجهها خوفا لتحرك رأسها إيجابا اتجهت تغلق باب غرفة المكتب لتعود للداخل تتحرك ناحيتهم تمشي ببطئ.
,
, قبل ذلك بقليل في فيلا خالد تحديدا، جذب زيدان لينا إلى غرفة الرياضية الخاصة بخالد، ادخلها الغرفة يغلق الباب عليهم من الداخل
, نظرت له سريعا بتوتر ليقف أمامها يرفع كفيه امام وجهها يردف قائلا:
, - اهدي اهدي، مش هغتصبك و**** وواخد إذن ابوكي على اللي هعلمه، أنا عايزك بس تثقي فيا٣ نقطة
,
, صمت للحظات يراقب ردة فعلها المتوترة حدقتيها المرتجفة تبلع لعابها الجاف يكاد يسمع دقات قلبها المتسارعة ابتسم برفق يهمس بصوت شغوف عاشق:
, - واثقة فيا.
,
, رفعت حدقتيها تقابل مقلتيه المنيرة بنران عشقهما بتردد حركت رأسها إيجابا، ليتركها ويدخل إلى غرفة صغيرة ملحقة بغرفة الرياضة وقفت هي تنظر مقطبة الجبين ليخرج بعد لحظات توسعت عينيها في ذهول تنظر له مدهوشة، للحظات سمعت صوت موسيقية تصويرية حماسية في الخلفية كالتي تظهر خلف البطل في الأفلام السينمائية، حين خرج هو يرتدي قيمص من القطن بدون أكمام وسروال اسود من القطن عضلات ذراعيه المكدسة يتخللها عروق يده النافرة، يحمل مسدس في يده، اقرب صورة لرجل المافيا.
,
, القي المسدس على أحد الطاولات ليقترب منها وقف أمامها مباشرة يبتسم يغمغم في زهو:
, - برنسيسة عيلة السويسي لازم تعرف ازاي تدافع عن نفسها كويس، مش عشان بنت زي القمر واحلي كمان هتحتاج حد يدافع عنها، ولا ايه
, نظرت له في توتر للحظات لتحرك رأسها إيجابا
, تحاول الابتسام، امسك يدها يجذبها لجهاز الجري، اشار لها لتصعد ليبدأ من الاخف للاصعب شيئا فشئ.
,
, في غرفة مكتب خالد، وقفت بدور أمام خالد مطرقة الرأس تفرك يديها بتوتر لتسمع صوت خالد يوبخها بقسوة:
, - ممكن اعرف ايه السبب اللي مخلي الهانم قاعدة في اوضتها حابسة العيال ومش عيزاهم ينزلوا عشان ما يعملوش دوشة في بيتهم، لو مش شايفة أن دا بيتك يا بدور قوليلي وأنا اسفرك دلوقتي حالا لاسلام
, حركت رأسها نفيا بعنف لتنساب دموعها رغما عنها شهقت تغمغم باكية:.
,
, - أنا آسفة و**** ما كنتش أقصد، أنا بس ما كنتش عايزة يعملوا ازعاج كفاية اننا بقينا عالة على حضرتك
, انتفض خالد من مكانه اتجه ناحيتها يقبض على رسغ يدها يهتف محتدا:
, - ولما اديكي بالقلم على وشك هتفرحي، عالة ايه يا متخلفة، من أمتي وانتي بتفكري بالشكل دا، هو في واحدة بتبقي عالة على أبوها
, قام حمزة سريعا يجذب اخيه بعيدا عن بدور ليهتف سريعا يحاول تهدئه الوضع:.
,
, - اهدي يا خالد، هي مش قصدها حاجة، اقعدي يا درة وبطلي عياط
, جلست على أحد المقاعد جوار مكتب خالد تنظر ارضا تبكي في صمت تفرك يديها ليتنهد خالد حانقا من نفسه ارتمي على المقعد المجاور لها زفر يغمغم بهدوء:
, - خلاص ما تعيطيش يا بدور ما كنش قصدي ازعقلك، ما تزعليش يا حبيبتي
, رفعت وجهها تنظر له بعينيها السوداء الباكية حركت رأسها نفيا تهمس بخفوت:.
,
, - أنا مش زعلانة منك يا بابا، أنا ما اقدرش اصلا ازعل منك، أنا آسفة اني زعلتك، بس أنا متلخبطة مش عارفة ايه اللي المفروض اعمله دلوقتي بعد ما طلقني
, توسعت عيني حمزة في ذهول ليهتف دون وعي:
, - اتطلقتي
, نظر خالد لأخيه لمحة خاطفة ليعاود النظر لبدور مد يده يمسح دموعها برفق يبتسم بحنو:.
,
, - هتعملي ايه يعني ولا اي حاجة هتقعدي هانم في بيت ابوكي، لحد ما يجي ابن او ما يجيش هتفضلي انتي وولادك جوا عينيا، انتي بنتي يا بدور حتى لو مش من دمي وأنا عمري ما افرط في لحمي ابداا
, ابتسمت تنظر لابيها تبتسم ممتنة، تحرك رأسها ايجابا لتقبل كف يده تهمس بسعادة:
, - **** يخليك ليا يا بابا
, ربط بكفه على وجهها يبتسم:
, - قومي يلا افطري وعلى **** إلى حصل دا يتكرر تاني.
,
, ابتسمت ببلاهة تحرك رأسها إيجابا سريعا لتخرج من الغرفة ليعاود خالد النظر إلى أخيه يرفع حاجبه الأيسر مستهجنا يغمغم ساخرا:
, - درة؟!
, بلع حمزة لعابه متوترا ليقول سريعا يحاول تبرير ما قال:
, - اتغلبطت في اسمها عادي يعني، أنت بتعمل ايه.
,
, قالها حين وجد اخيه يخرج هاتفه من جيب سترته يشاهد شيئا من خلال شاشته، قام حمزة يجلس على المقعد جواره ليجد فيديو للينا ابنه اخيه وزيدان لينا تركض على إله الجري وزيدان يركض على نفس الإله خلفها احتقنت عيني خالد غضبا ليفتح مكبرات الصوت في الغرفة يصيح في زيدان غاضبا:
, - انزل يا حيوان وابعد عنها لاجي اعلقك مكان شوال البوكس.
,
, شهقت لينا بذعر من صوت والدها ليختل توازنها وتسقط على زيدان خلفها التقفها بين ذراعيه ليسقطا معا أرضا، اشتعل وجه خالد غضبا خاصة حين رأي زيدان ينظر للكاميرا يغمز له كأن يغيظه، ليهب واقفا يصيح فيهم بحدة:
, - ثانية واحدة يا كلب إنت والمعزة اللي معاك والاقيكوا في الفيلا، يا كلاب اما ربيتكوا يا كلاب
, تعالت ضحكات حمزة الصاخبة على غيرة أخيه لينظر لخالد يلاعب حاجبيه يغمغم بخبث:.
,
, - ايه يا لود ما هو جوزها يا عم ما تبقاش قفوش، مش عايز تبقي جدو
, رماه خالد بنظرة غاضبة مغتاظة ليتجه لخارج المكتب وجد زيدان من الباب بصحبة لينا اتجه ناحيته بدون كلمة كانت قبضته تعرف طريقها لوجه الأخير شهقت لينا بذعر بينما ارتد زيدان للخلف خطوة واحدة يمسك بفكه، انتفضت لينا ناحية زيدان تتحسس فكه برفق تصيح فزعة:
, - أنت كويس يا زيدان، ليه كدة يا بابا.
,
, كور خالد قبضته يشد عليها ينظر لابنته وزيدان بحدة، تجمع كل من في البيت ينظر لما حدث مذهولا بينما ابتسم زيدان يقول في مرح باهت:
, - ايه يا جماعة في ايه، ايه اللمة دي دا خالد باشا السويسي ايديه مسلمة على ووشونا كلنا، تسلم ايدك يا باشا
, نظرت لينا لوالدها تعاتبه بصمت لتتجه ناحيته تعانقه بقوة تهمس له بخفوت:
, - أنا آسفة
, فك ذراعيها من حول رقبته يغمغم ببرود:
, - جوزك ومن حقك تخافي عليه، عن اذنكوا.
,
, تركهم وغادر إلى غرفة مكتبه يغلق الباب عليه
, ليعم الصمت المكان، اتجهت لينا زوجته إلى المكتب تغلق الباب خلفها، رأته على الأريكة جالسا يخفي وجهه بين كفيه، توجهت تجلس جواره ليضع رأسه على كتفها يغمض عينيه يتمتم بصوت خفيض:
, - أنا ما كنتش عايز اضربه، أنا بس غيران على بنتي مش من حقي، انتي عارفة أنا دلوقتي بس عرفت ابوكي كان بيكرهني ليه
, ابتسمت تحاوط رأسه بذراعيها قبلت جبينه تهمس بحنو:.
,
, - **** يخليك لينا وتفضل غيران علينا على طول، ما تزعلش من لوليتا هي بس اتخضت من الموقف
, آه و**** يا بابا أنا اتخضيت: همست بها لينا ابنته بعد ما دخلت إلى الغرفة ليرفع وجهه ينظر لها ليجدها تقترب منه جلست ارضا جواره تضع رأسها على ساقه تغمغم نادمة:
, - ما تزعلش مني يا بابا عشان خاطري، مش انت دايما تقولي أنا ما اقدرش ازعل منك ابداا.
,
, رفع يده يربط على شعرها برفق لتهب تحتضنه بقوة، ليعانقها هو ووالدتها يخفيهم داخل صدره يهمس بخفوت:
, - لو بأيدي ما خرجش واحدة منكوا من حضني ابدا.
,
, بعد قليل كانوا جميعا في غرفة الصالون مجمتعين، مايا تجلس جوار أدهم تحشر انفها في هاتفه تشاهده بحماس وهو يلعب تلك اللعبة « بابجي » جاسر يلعب مع الصغير خالد على الارض بالمكعبات الخاصة به، بدور تحمل صغيرتها ترضعها من زجاجة الحليب الصغيرة، شبعت الصغيرة لتبتعد بفمها عن الزجاجة، تتحرك بين يدي والدتها بضيق وضعتها بدور ارضا لتحبو على يديها وقدميها بعشوائية بينهم٣ نقطة
,
, زيدان يجلس جوار خالد يتصفحان اوراق خاصة بالعمل، لينا تجلس جوار والدتها يشاهدان فساتين خاصة بالزفاف، قطعت لينا الشريف تلك الجلسة لتقول بهدوء:
, - خالد أنت ما قولتناش فرح لينا وزيدان امتي
, نظر زيدان لخالد يبتسم في حماس ليتنهد الاخير بضجر يقول في حنق:
, - ومستعجلين ليه، اوووف طيب لوليتا زيدان بقاله ساعة يزن جنب ودني اننا نخلي الفرح بعد اسبوع موافقة ولا يولع.
,
, نكست لينا رأسها خجلا احمرت وجنتها تهمس بصوت خفيض متوتر:
, - مممش عارفة اللي حضرتك شايفه
, أنا شايف اننا نلغي الفرح ويطلقك: قالها في نفسه، ليوجه ابتسامة صفراء لزيدان يتمتم على مضض:
, - ماشي على خيره ****، بعد اسبوع
, وقفت لينا والدتها سريعا تغمغم في حماس:
, - من بكرة هننزل أنا ولينا ومايا وبدور نشتري حاجات لوليتا، وفساتين الفرح لينا.
,
, انقضي اليوم سريعا جاء الليل الجميع في غرفهم، خاصة هو يقف في شرفة غرفته ينظر للحديقة يبتسم في حنين يتذكر زوجته الراحلة، يكسو الحزن وجهه، لتمر صورة بدور امام عينيه ما يشعر به تجاه تلك الفتاة ليس حبا بكل تأكيد ربما هو الاحتياج شعور غريب لا يعرفه يجذبه إليها ولكن يخبر أخيه الذي يعتبر تلك الصغيرة أن يود الزواج منها، لا أحد سيوافق لا ابنته لا ولديه سيعتبرونه عجوز خرف يبحث عن عروس صبية يجدد بها شبابه.
,
, تنهد يخلل أصابعه في خصلات شعره، خرج من الغرفة مقررا الذهاب إلى الحديقة يجلس فيها قليلا ليمر في طريقه على غرفتها، ويسمع صوت بكاء سيلا الصغيرة تتعالي وصوتها تكاد تبكي:
, - يا سيلا نامي بقي ماما هتموت وتنام شوية
, ربما هي عاطفة الابوة داخله من دفعته ليطرق باب غرفتها لحظات وانفتح الباب لتنظر له بدهشة حمحمت تهمس بارتباك:
, - احم، خير حضرتك
, مد يده يأخذ الصغيرة منها يبتسم لها برفق:
, - هاتيها انا هعرف اسكتها.
,
, أخذها منها ليأخذ طريقه إلى غرفته بينما هي تحملق في أثره بذهول، مرت ساعة تقريبا وهو لم يعد قلقة على صغيرتها لم تستطع النوم وهي بعيدة عنها، اتجهت إلى غرفته وقفت امام بابها المغلق تدق الباب بخفوت مرة تليها الثانية والثالثة ولا اجابة استبد بها القلق لتفتح الباب بهدوء تبحث عن صغيرتها لتتوسع عينيها في ذهول حين رأتها تنام في هدوء ملائكي على صدر حمزة كما كانت تنام لينا أبنه خالد وهي صغيرة، ابتسمت بحنو اقتربت تريد اخذ الصغيرة لتجد طفلتها تقبض باصأبعها بقوة على ملابس حمزة لا تريد تركه حاولت نزع يدها برفق لتنكمش ملامح الصغيرة تبدأ في البكاء لم تصمت الا حين وضعتها على صدر حمزة من جديد نظرت لصغيرتها بحيرة، لتلتقط غطاء الفراش تضعه عليهما، نظرت لهم مرة أخيرة تتنهد قلقة لتخرج من الغرفة تغلق الباب عليهما، ليفتح حمزة عينيه يبتسم يربط على رأس الصغيرة يدثرها جيداا بالغطاء.
,
, في صباح اليوم التالي تفرق الجميع كل إلى وجهته
, حمزة وادهم ذهبا إلى شركة خالد لتحديث النظام الامني الخاص بها٣ نقطة
, جاسر سافر إلى أسيوط بعد اتصال من والده بسرعة حضوره
, بدور التزمت البيت ترفض الخروج
, خالد وزيدان ولينا ومايا ولينا في المول يشتريان ما يلزم العروس
, الفتيات يسرن فئ الأمام وهو وزيدان وخلفهم بعض الحرس في الخلف
, غمغم خالد متألما ينظر لزيدان ساخطا:.
,
, - أربع ساعات بنلف ليييه رجلي مش حاسس بيها منك لله يا بعيد، كانت جوازة سودا
, ابتسم زيدان متألما يرغب في خلع حذائه والسير فقط بالجوارب يتعجب من قدرة الفتيات على السير بتلك الحيوية بتلك الأحذية ذات الكعب الرفيع
, التفت لينا زوجة خالد تقول مبتسمة:
, - خالد حبيبي هنقعد في الكافية دا نشرب حاجة.
,
, ابتسم يحرك رأسه إيجابا يكاد يسجد لله شكرا اخيرا سيجلس قليلا، اتجهوا جميعا للمطعم جلست الفتيات على طاولة من اربعة مقاعد لهن ليجلس خالد وزيدان ليجلس خالد وزيدان على الطاولة المجاورة لهم٣ نقطة
, غمغم خالد يتأوه من الألم يهمس بصوت خفيض:
, - لولا برستيج خالد باشا السويسي كنت قلعت الجزمة رميتها في خلقة الزفت دا٣ نقطة
,
, ابتسم زيدان ببراءة يسبل عينيه، ليرفع يده يجذب انتباه ذلك الذي دخل للتو للمطعم ليتوجه إليهم نظر خالد للقادم يتمتم ساخرا:
, - ما هي اصل المشرحة ناقصة قتلة، محب البوم جاي
, جذب حسام المقعد يجلس مقابلا لخالد يغمغم في مرح:
, - صباحو يا رياسة
, نظر خالد له باشمئزاز ليشيح بوجهه بعيدا بقرف، ليقترب حسام من زيدان يهمس بمرح:
, - هو خالك بيكرهني ليه
, ضحك زيدان بخفة يهمس له هو الآخر:.
,
, -عشان أنت سرسجي حقير وبعدين هو مش طايقني أنا كمان، واسكت بقي عشان كلمة كمان هيقوم يمسح بينا المطعم
, التفت خالد على صوت زوجته تهمس برقة:
, - حبيبي احنا هنطلب بيتزا اطلبلك معانا
, حرك رأسه نفيا يبتسم لها بعشق، لتخجل هي كعادتها تخفي خجلها داخل قائمة الطعام، ليلتفت هو إلى الشابين يقول متلذذا:
, - انت عارف يا حيوان إنت وهو أنا نفسي أكل أكلة ممبار وكوارع بقالي كتير أوي ما كلتهاش
, اتسعت ابتسامة حسام يقول سريعا:.
,
, - و**** يا باشا أنت حماتك بتحبك، والدتي النهاردة عاملة ممبار وكوارع وحلويات بص اكلة عظمة أمي بتعملها عظمة، البيت بيتك طبعا
, حرك خالد رأسه نفيا يبتسم في هدوء، ليكمل حسام بدراما مبالغ فيها:
, - ليه بس يا باشا احنا مش قد المقام ولا ايه أنا عارف إن العين ما تعلاش عن الحاجب، بس
, قاطعه خالد يردف ساخرا:
, - بس يا اوفر، قديم واوفر و fake زي صاحبك
, ضحك حسام وزيدان ليرطم كل منهما كفه بالآخر ليلح حسام بتكرار مزعج:.
,
, - بس بردوا لازم تيجي باشا
, بااااشا، باااااشاااا. بااااااشااا، باااااشااا، باااااشااااا
, رماه خالد بنظرة حادة ليقذفه بزجاجة المياة امامه يهتف بحدة:
, - بس خلاص جاي يخربيت زنك، دا أنت لو ابني كنت قتلتك
, تناولت الفتيات الطعام لتهمس لينا ابنه خالد لوالدتها بخمول:
, - ماما أنا مش قادرة اقوم ألف تاني كفاية كدة النهاردة، وكمان عايزة سهيلة تكون معايا وأنا بشتري الفستان.
,
, لتؤيدها مايا تقول وهي تقضم قطعة كبيرة من البيتزا أمامها:
, - وأنا كمان تعبت خالص وعايزة أنام، وعلى فكرة النهاردة هنام في حضنك مش جنب لينا زي امبارح
, ابتسمت لينا بحنو تحرك رأسها إيجابا لتخبر اخيرا انهم اكتفوا لليوم
, اخذ خالد الفتيات في سيارته وزيدان وحسام معا في سيارة زيدان٣ نقطة
, في سيارة خالد لينا تجلس جواره تبتسم بحنو حين تذكرت ذلك المشهد القديم
, Flash back
, خالد: هاتيلي علبة المناديل من تحت الكرسي بتاعك.
,
, لينا ساخرة: وانت حاطط علبة المناديل تحت الكرسي ليه
, قلب عينيه بملل: خلصي يا لمضة
, انحنت بجسدها تمد يدها اسفل الكرسي لتجلب له العلبة ولكنها احست انها ثقيلة مدت يدها الاخري وسحبت العلبة لتتسع عينيها بسعادة علبة هدايا حمراء كبيرة وضعتها على قدميها تفتحها بلهفة لتُفاجئ بانواع مختلفة من الشكولاتة والمصاصات والورود واللعب الصغيرة
, نظرت اليه وابتسامة طفولية سعيدة تداعب شفتيها
, لينا بسعادة: هي الحجات دي عشاني.
,
, هز رأسه إيجابا دون ان يلتفت اليها
, رفع حاجبه الأيسر بدهشة عندما طلبت منه ان يقترب منها مال برأسه ناحيتها فقبلته على وجنته قبلة صغيرة بريئة
, Back
, عادت من ذكراها السعيدة تنظر له تبتسم عاشقة لولا وجود الفتيات في اليسارة لكانت مالت تقبله كما حدث في تلك الذكري، تنهد بحرارة لتجده يغمز لها بطرف عينيه بمكر لتتخضب وجنتيها بالدماء خجلا
, وصلت السيارة إلى فيلا خالد نزلت لينا ومايا لتنظر لينا له تسأله مبتسمة:.
,
, - ايه يا حبيبي مش هتنزل
, حرك رأسه نفيا يبتسم بعشق:
, - رايح مشوار مع حسام وزيدان مش هتأخر
, مالت تقبل وجنته تهمس له بشغف:
, - بحبك، خلي بالك من نفسك عشان خاطري
, تسارعت دقات قلبه المتيم بها ليحرك رأسه إيجابا تلقائيا يلحم روحه مع روحها بشغق قيود عشقهم قبلة شغوفة لا تعبر عن مدي عشقه لها اسند جبينه على جبينها يهمس له:
, - بعشقك.
,
, ودعته تنزل من السيارة ليأتي حسام وزيدان، ترك خالد المقود لزيدان يجلس على المقعد جواره بينمل جلس حسام بالخلف، في الطريق حاول حسام مغالبة فضوله ولكنه حقا لم يستطع نظر لخالد يسأله متوترا:
, - هو، هي، اصل يعني هي آنسة سارة عاملة ايه
, نظر خالد له من خلال مرآه السيارة الإمامية يغمغم ساخرا:
, - وأنت مالك ومال آنسة سارة خليك في حالك يا دكتور، قولتلك قبل كدة طلبك مرفوض من قبل ما تطلبه.
,
, ابتلع حسام اهانته حرك رأسه إيجابا يوجه نظره للطريق من النافذة جواره، بعد مدة ليست بقصيرة وقفت السيارة امام منزل حسام
, نزل ثلاثتهم منها ليتقدمهم حسام خلفه خالد وخلفه زيدان متجهين إلى شقة حسام الذي ظل يقول طوال طريقهم للاعلي:
, - اهلا وسهلا نورت يا باشا و**** البيت نور بوجود
, تنهد خالد حانقا ليدفعه في ظهره بحدة يهتف بغيظ:
, - يا ابني بطل تطبيل بقي واطلع..
,
, صمت حسام بحرج وصل إلى شقته ليدق الباب ما كادت والدته تفتحه رده بجسده قبل أن تظهر دون حجابها يقول مبتسما:
, - معايا ناس
, ابتسمت والدته تحرك رأسها إيجابا لتدخل وتختفي في داخل الشقة، دخل حسام يفسح لهم المجال يقول مبتسما بسعادة:
, - يا اهلا يا باشا اتفضل، اتفضل
, دخل خالد ومعه زيدان إلى المنزل سار حسام
, يرشدهم إلى غرفة الصالون ليجلس على أحد المقاعد يجاوره زيدان ليقول حسام سريعا:.
,
, - ثواني اجيبلكوا حاجة تشربوها على ما الغدا يجهز
, خرج حسام من الغرفة، ليجذب انتباه خالد صورة غريبة الشكل قام من مكانه ينظر لتلك الصورة يقف بالقرب من تلك الصورة يدقق النظر إلى ملامح من فيها، ليخترق اذنه من الخلف صوت انثوي يرحب بهم:
, - اهلا وسهلا نورتونا و****.
,
, التفت لصاحبة الصوت لتشخص عينيه في صدمة، وتشهق الأخيرة في فزع وضعت يدها على فمها تنظر له تحرك رأسها نفيا بينما شلت هو الصدمة جسده خطوة واحدة من استطاع تحركها تجاهها ينظر لها من أعلي لأسفل تخترز عينيه قسمات وجهها لم تتغير كثيرا فقط مازال يمكنه أن يعرفها كلمة واحدة هي من خرجت من بين شفتيه من هول الصدمة:
, - شهد!
,
, حركت هي رأسها نفيا بعنف تنظر له في فزع لن تنساه ابدا كيف تنساه وهي تحمل صورته إلى الآن هو، بعد كل تلك السنوات هو أمامها
, بجبروته وهيمنته، كبر وليت الشيب إثر به حتى بل زاده قوة وعظمة اخافتها أكثر من خوفها منه، نظرت له كارهة لتتمتم ساخرة ؛
, - خالد باشا بنفسه، الدنيا صغيرة أوي، مين يصدق أن بعد السنين دي كلها نتقابل تاني، نفتح صحفات ما اتقفلتش يا باشا.
,
, عصفت الصدمة بقلبه كان يخرس احساسه دائما بجملة واحدة « يخلق من الشبة اربعين »
, لم يقتنع بها ولكن ما قاله زيدان عنه أكد له أنه من المستحيل أن يعرفه، ولكن الآن تبدد المستحيل، اقترب منها وقف امامها مباشرة يطالعها بنظرات مدهوشة مذهولة يتمتم:
, - حسام، حسام مش كدة
, ابتسمت بتشفي تحرك رأسها إيجابا تنظر لعينيه تقول ساخرة:
, - ابنك يا باشا، حسام خالد محمود السويسي.

الجزء السابع والعشرون


حين يفتح الماضي صفحاته من جديد، صفحات لم تغلقها الايام، خيط رفيع يربط بعنف بين الماضي والحاضر والمستقبل، خيط ددمم يجمع الروح والجسد.
,
, صدمة كلمة حقا قليلة عن ذلك الشعور الذي عصف بقلبه لا يصدق من سابع المستحيلات أن يصدق أن تلك الواقفة امامها بعد كل تلك السنوات هي شهد زوجته، شهد المظلومة الذبيحة، وحسام ذلك الفتي ابنه طفله من صلبه، صوت تحطم قوي جعل الجميع ينظر للخلف حيث يقف حسام وارضا صينية الكاسات التي كان يحملها ينظر لهم عينيه شاخصة مفزوعة، تقدم كالمغيب ناحية والدته وقف أمامها ينظر لها ضائعا للحظات طوال يحرك رأسه نفيا يتمتم بذهول:.
,
, - ايه يا ماما اللي انتي بتقولي دا، انتي تعرفي خالد باشا منين، أنا مش فاهم حاجة، انتي ليه بتقولئ اني ابنه، ما تنطقي يا ماما، أنا ابويا مختار، حسام مختار عادل، ما تفهميني٣ نقطة
, صرخ بكلمته الاخيرة لتخفض شهد رأسها أرضا
, تحرك رأسها نفيا انسابت دموع عينيها تهمس بتشتت:
, - دي الحقيقة يا حسام، عايز تعرف الحكاية كلها أسأل ابوك، واقف قدامك أهو.
,
, رفعت وجهها إليه تنظر له بحدة كارهة غاضبة نافرة عينيها يقدح فيها شرر الانتقام للماضي البعيد شدت على اسنانها تهمس بحدة:.
,
, - ما تقوله يا باشا احكي لابنك ازاي كنت عايز تموته قبل ما يشوف الدنيا، قوله ازاي إنت إنسان معدوم القلب والمشاعر، اتجوزت عيلة صغيرة ولما حملت منك قررت أنك مش عايز تخلف منها ووديتها غصب عنها عشان تسقط اللي في بطنها، لولا اني بوست رجل الدكتور وصعبت عليه كان زمانه نفذ جريمتك، فاكر يا باشا ولا نسيت زي ما نسيت الماضي ورميته من حياتك.
,
, كل كلمة تخرج من فمها كسكين يمزق جزء من قلبه محقة هي حقا محقة كان مسخ ليس ببشر مجرد من المشاعر والأحاسيس، يتذكر كل ما مضي جيدا كشريط عرض سريع يمر أمام عينيه.
,
, Flash back
, « حكاية شهد»
, في منزل محمود السويسي
, يووووووه بقي يا أمي مش هنخلص قولتلك مش هتجوز مش هتنيل: صاح بها خالد بنزق امام سيل إلحاح والدته
, لتقترب زينب منه وقفت امامه تقطب جبينها تنظر له محتدة تصيح غاضبة:
, - لحد أمتي يا ابن زينب، ما كنتش واحدة زبالة ما تستاهلكش أنا ما كنتش حباها البت دي وأنت اللي صممت عليها عشان شبه لينا.
,
, تهدجت أنفاس خالد غضبا يكور قبضته يشد عليها بعنف ليترك والدته يتجه ناحية أحدي الارائك يلقي بجسده عليها، يخرج سيجار من علبته يشغلها بالقداحة أخذ نفسا قويا يزفره بحدة يغمغم بغيظ:
, - بقولك ايه يا أمي من الآخر جواز مش هتجوز، أنا اللي غلطان من الاول كنت بدور على اي مسكن يعوضني على غياب لينا، إنما دلوقتي أنا مش هتجوز غيرها لو استنتها 100 سنة.
,
, اتجهت زينب ناحيته تجذب السيجارة بعنف من يده تطفئها بغيظ في الطبق الزجاجي الصغير تخصرت تصيح بحدة:
, - بطل تحرق في صدرك بالقرف دا، افرض لينا رجعت بعد عشرة ولا عشرين سنة، وافرض رجعت متجوزة ومخلفة هتعمل ايه هتطلقها من جوزها، فوق يا خالد لينا مش هترجع، أنت عارف جاسم بيكرهك قد ايه وما صدق بعدك عن لينا.
,
, قبض على علبه سجائره بعنف ليسحقها بين أصابعه بقوة، هب واقفا يتنفس بعنف وكلام والدته يخترق جسده كالرصاص مؤلم قاسي عنيف، شد على شعره بقبضة يده يغمغم بحدة:
, - بردوا لاء يا أمي أنا مش هتجوز غير لينا، مش مستعد لصدمة تانية من نسخة كمان زي رحاب
, اقتربت زينب منه تقف امامه ابتسمت باتساع تتمتم بثقة:
, - المرة دي أنا اللي هنقيلك العروسة، نقاوة أمك بقي مش هتختارلك اي كلام.
,
, حرك رأسه نفيا بعنق ليتجه ناحية باب المنزل يغمغم حانقا:
, - ما فيش فايدة أنا غلطان اني جيت اساسا سلام
, ما كاد يقترب من الباب سمع صوت اصطدام قوي، نظر خلفه سريعا بذعر ليجد والدته ارضا فاقدة للوعي هرول ناحيتها يصرخ باسمها ليحملها بين ذراعيه يضعها في غرفتها يتصل بالطبيب، الذي حضر بعد قليل، وقف ينتظره في الخارج اعصابه تغلي فوق صفيح ساخن إلى أن خرج الطبيب من غرفة والدته ليهرع اليه يسأله فزعا:.
,
, - خير يا دكتور طمني عليها هي كويسة
, حرك الطبيب رأسه نفيا ينظر له بأسي ليتمتم بصوت حزين ملكوم:
, - لا يا بنتي مش كويسة والدتك كانت شبه هتدخل في ازمة قلبية بس الحمد لله لحقناها، والدتك مش حمل اي زعل اي كان، وياريت تهتموا بالاكل والادوية كويس عن اذنك.
,
, أوصل خالد الطبيب إلى باب المنزل ليبعث احدي الخادمات تحضر الدواء صعد سريعا إلى غرفة والدته يفتح بابها بهدوء ليدخل إلى الغرفة، يمشي برفق حتى لا يزعجها جلس جوارها على الفراش يمسك بكف يدها وهي نائمة يلثمه بقبلة صغيرة يتمتم نادما:
, - حقك عليا يا أمي ما كانش قصدي ازعلك قومي انتي بس وأنا هعملك كل اللي انتي عيزاه.
,
, في تلك الاثناء بدأت زينب تتأوه بصوت خفيض تفتح عينيها شيئا فشئ بصعوبة ليقع عينيها على وجه خالد المبتسم ينظر لها نادما نظرت له بعتاب صامت للحظات لتشيح بوجهها بعيدا
, لتسمعه يهمس سريعا بندم:
, - أنا آسف يا امي حقك عليا، وحياتي عندك ما تزعلي مني، اللي انتي عيزاه كله أنا هعمله
, عايزاني اتجوز، حاضر هتجوز واختاري العروسة اللي تعجبك.
,
, لفت وجهها تنظر لوجه ابنها رأت بوضوح الألم والحسرة تقتل لمعة عينيه بلعت غصتها تقنع نفسها أن ذلك هو الصالح له لتهمس بشحوب:
, - يعني خلاص هتسمع كلامي وتتجوز
, اغمض عينيه يشد عليها ألما ليحرك رأسه إيجابا بخفة قلبه يرفض وعقله يرفض حكم قلبه، همس بصوت خفيض متألم:
, - موافق يا أمي، بس لا شبكة ولا خطوبة كتب كتاب وفرح على طول، ويكون في أسيوط عند عمي.
,
, عقدت زينب ما بين حاجبها لا تفهم سر رغبة والدها من ذلك الأمر ليتحرك رأسها ايجابا بلا تردد، اخيرا واقف على اي حال
, مر اسبوع على تلك المناقشة بينهم، كان يجلس في مكتبه يكتب فقط اسمها على صفحات الأوراق امامه يتمني بحرقة قلبه الملتاع أن تتخرج من عقله وتتجسد امام عينيه ولو لدقائق تروي فيهم عطش قلبه لها
, أخرجه من شروده صوت دقات هاتفه، نظر للمتصل والدته فتح الخط يضع الهاتف على أذنه ليجدها تبادر قائلة بسعادة:.
,
, - لقيتلك حتة عروسة قمر يا خالد تقول للقمر قوم وأنا اقعد مكانك وبنت كويسة وطيبة و٣ نقطة
, قاطعها وصلة مدحها المتواصلة بتلك العروس يغمغم مبتسما بألم لم تراه:
, - خلاص يا أمي اي واحدة والسلام، حددوا ميعاد تسافروا فيه عشان اخد اجازة واجيلكوا
, سمع صوت شهقة والدته المذهولة لتمتم بعدها بتعجب:
, - طب تعالا حتى شوفها يمكن ما تعجبكش
, غص فؤاده ألما لن ترضيه أي اثني طالما ليست هي، تنهد يزفر لهيب حرقة قلبه يغمغم بلامبلاة:.
,
, - كفاية أنها عجبتك بلغوني بس الميعاد امتي عشان اجي، سلام
, ودع والدته يغلق معها الخط ليخفي وجهه بين كفيه يشد على شعره بعنف قلبه يرفض يصرخ يثور، قلبه في كفة ووالدته المريضة في كفة اخري لن يكون ابدا سببا في إيذائها يكفي ما قاله له الطبيب.
,
, مرت أيام طويلة كئيبة عليه هو خاصة تتجسد له في كل لحظة من لحظات عشقها مؤلم مرض ينهشه بلا رحمة، ( نهاية الشهر ) رسالة وصلته من والدته أنهم سيسافروا جميعا مع عروسه المنتظر نهاية الشهر الحالي اي بعد أيام فقط، لم يهتم حتى لمعرفة شكل العروس، سنها، اسمها، اي معلومة عنها لم تكن لتهمه ابدا٣ نقطة
,
, شريط سريع يمر أمام عينيه وصل لاسيوط قبل الزفاف بعدة ساعات قليلة عتاب وصراخ من والدته أن ما فعله لا يصح، مر وقت قصير ليجد حاله يرتدي جلباب ابيض يضع فوق كتفيه عباءة من الصوف الاسود لا يعرف حتى متي ارتداهم، يجلس على يمين اريكة في المنتصف المأذون رجل عرف مصادفة أنه خال العروس وحقا لم يهتم، وضع يده في يد ذلك الرجل لتتبدل الصورة امام عينيه، جاسم أمامه يضع يده فئ يده يردد كلاهما خلف المأذون، لتتوسع ابتسامته يهتف بتلهف:.
,
, - قبلت زواج موكلتك لينا جاسم الشريف
, اجفل من شروده السعيد على صوت المأذون يقول متعجبا:
, - لينا مين يا ابني شهد، شهد محروس
, اختفت ابتسامته، انطفأت لمعة عينيه يردد بصوت باهت خامل ما قاله المأذون، وقع على عقد زواجه من أخري بأحرف حزينة متألمة، انتهي فقام متجها إلى أعلي خلفه صوت أعيره نارية تتصاعد صوت جده يهتف فيه:
, - ما تنساش المنديل يا ولدي.
,
, حرك رأسه ايجابا ينظر له بخواء، اتجه ناحية غرفته يفتح بابها ليجد على الفراش جسد صغير يوليه ظهره بفستان زفاف، ابتسم ساخرا وقلبه يعتصر ألما يا ليتها هي، اقترب يجلس جوارها لتبتعد عنه قليلا خجلة ابتسم متهكما يرفع « طرحة » الزفاف من فوق وجهها ليقطب جبينه متعجبا ينظر لقسمات تلك الفتاة جميلة لا ينكر بشرتها سمراء عينيها خضراء قسماتها بريئة إلى حد انها تشبه *******، هب واقفا امامها يسألها مذهولا:.
,
, - انتي عندك كام سنة
, رفعت وجهها له تنظر لعينيه تبتسم خجلة لتمتم بصوت خفيض:
, - 17
, توسعت عينيه فزعا ليهرول من الغرفة كمن رأي وحشا فيها نزل يركض لأسفل لينظر الجميع له بذهول اقترب من والدته يصيح فيها غاضبا:
, -17 سنة، جيبالي طفلة صغيرة وتقوليلي نقتلك عروسة، انتي ازاي حتى تعملي كدة دي عيلة صغيرة
, كان غاضبا ثائرا مغتاظا ولكن ما اشعله أكثر نظرة البرود واللامبلاة التي ارتسمت على وجه والدته ابتسمت تتمتم بهدوء:.
,
, - وفيها ايه يعني ما أنا متجوزة وأنا قدها لا عيب ولا حرام، وبعدين البنت كويسة ومحترمة وأهلها ناس غلابة
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي خالد ينظر لوالدته يتمتم باشمئزاز:
, - فاشترتيها مش كدة، الجوازة دي لا يمكن تتم
, شهقت زينب مصدومة تنظر له بذهول ليسمع صوت جده يصيح من خلفه بحزم:
, - أنت ادبيت ولا ايه يا ابن محمود، العيلة كلها مستنية البشارة وأنت تقولئ الجوازة لا يمكن تتم.
,
, وبما انها باتت مسرحية هزلية بنكهة الكوميديا السوداء تدخلت عمته أيضا تحاول إقناعه بتلك الجريمة:
, - فيها ايه بس يا ولدي اصغر منيها وبيتجوزوا ويخلفوا كمان، اخزي يا حبيبي واطلع لعروستك
, نظر لهم جميعا باشمئزاز ليتجه ناحية أحد المقاعد جلس عليه يضع ساقا فوق اخري يتمتم ساخرا:
, - مش طالع انا حابب القعدة هنا، ومش هشارك في الجريمة دي، واعلي ما في خيلكوا اركبوا.
,
, صمت قاتم حلق فوق رؤوس الجميع لينظر مندور لحفيده بحدة غاضبا من تصرفه الارعن كما يري، ليدق بعصاه الأرض يصيح غاضبا:
, - بقي اكدة يا خالد، ومالوا خليك، رسمية وزينب خدوا معاكوا اتنين من نسوان العيلة ونخليها دخلة بلدي
, توسعت عينيه فزعا ليهب سريعا وقف امام السلم يمنعهم من الصعود يصيح فيهم غاضبا خاصة حين وجد عمته بصحبة امه يشرعان في الذهاب:.
,
, - انتوووا اييييه مش بني آدمين دي عيلة صغيرة، عمري ما هسامحك يا أمي على اللي عملتيه دا، دي مراتي ما حدش هيقربلها، أنا هجبلكوا اللي انتوا عايزينه
, تركهم واتجه سريعا لأعلي يدخل غرفته يغلق الباب عليه من الداخل يبحث عنها ليجدها تقف في نهاية الغرفة تنظر له تبكي ترتجف خوفا ليكور قبضته يشد عليها يحاول إسكات صوت ضميره ولو قليلا اتجه ناحيته يغمغم بكلمة واحدة:
, - أنا آسف يا شهد.
,
, في نهاية تلك الليلة الطويلة بعدما اعطاهم ما ارادوا، تسطح على الفراش يحاول النوم قلبه يتفتت ألما خاصة وهو يسمع صوت بكائها الضعيف الخائف، مذنب شارك معهم في جريمة ذبح براءة تلك الصغيرة بلع لعابه الجاف ينظر لها نادما للحظات ليغمض عينيه يجبر نفسه على أن يغط في نوم عميق، لحظات ربما ساعات لتلتفت تلك النائمة جواره تنظر لقسمات وجهه وهو نائم بعينيها الحمراء الباكية نظرة غريبة مزيج من الخوف والعتاب والحب، تحبه وهو لا يعلم تراقبه منذ سنوات، تعشقه بقلب طفلة بريئة.
,
, في صباح اليوم التالي سافر خالد لمؤمرية عاجلة لم تره العروس سوي بضع ساعات يوم زفافهم وسافر، شهر كامل وهي تمكث في منزل والدته تمنعها زينب حتى من الخروج للحديقة متحججة بأنها اوامر زوجها٣ نقطة
,
, إلى أن جاء ذلك اليوم كانت في غرفته تجلس على فراشه تمسك صورته تنظر لها مبتسمة تتحسس بأصابعها ملامح وجهه لا تصدق حقا أنها تزوجته، لتجفل على صوت زغاريد عالية قادمة من أسفل وصوت زينب ترحب به بسعادة وصوته هو، أصفر وجهها تسارعت دقات قلبها تكاد تخترق صدرها وضعت صورته من يدها سريعا أرادت الهبوط لأسفل ولكنها حقا لم تجرؤ، لم تمر سوي دقائق وشعرت بحركة باب الغرفة نظرت سريعا ناحية الباب لتجده يدخل من الباب، اضطربت دقاتها خوفا تنظر له تبتسم متوترة لتقف سريعا جوار الفراش تهمس بصوت متلعثم خجول:.
,
, - حححمد لله على السسلامة
, ابتسم في جفاء يحرك رأسه إيجابا ليتوجه إلى دولاب ملابسه يفتحه لتتوسع عينيه غضبا حين رأي ما حل به، تقدم ناحيتها يقبض على رسغ يدها يصيح فيها غاضبا:
, - كان في هدوم محطوطة جنب هدومي راحت فين
, اصفر وجهها ذعرا بلعت لعابها تحاول السيطرة على دقات قلبها الهادرة تهمس مرتجفة:
, - دي هدوم بنات، أنا شيلتها وحطتها في كيس تحت السرير.
,
, دفعها بعيدا عنه بعنف لينحني أسفل الفراش يجذب تلك الحقيبة، أخرج الملابس منها يقربها من انفه يشمها بعنف كأنها جرعة هيروين فاخرة، وضع الملابس مكانه ليلتقط ثيابه متجها ناحية المرحاض، التفت لها قبلا يهتف بحدة:
, - الهدوم دي ما تتشالش من مكانها تاني فاهمة.
,
, حركت رأسها إيجابا سريعا بخوف تنساب دموعها رغما عنها ليزفر حانقا يدخل إلى المرحاض، تقدمت هي ناحية دولاب ملابسه تلتقط قطعة من تلك الملابس تنظر لها مغتاظة غاضبة تنساب دموعها تهمس في نفسها كارهة:
, - طبعا دي هدومك لينا، بكرهك يا لينا وهفضل اكرهك طول عمري
, مسحت دموعها سريعا حين سمعت دقات على باب الغرفة لتتقدم تفتح الباب طلت زينب تحمل صينية طعام كبيرة عليها ما لذ وطاب نظرت لشهد تبتسم باتساع:.
,
, - الاكل، اكليه كويس بقاله شهر مسافر هتلاقي معدته نشفت من قلة الاكل
, حركت رأسها إيجابا سريعا تأخذ من زينب صينية الطعام دخلت تضعها على الفراش تجلس على حافته تبكي في صمت من المؤلم أن تحب رجل قلبه مع أخري، خرج خالد بعد دقائق نظر ناحيتها ليجدها تبكي في صمت زفر حانقا يتمتم في نفسه بسخط:
, - متجوز طفلة، **** يسامحك يا أمي
, تقدم يجلس جوارها على الفراش بالقرب منها حمحم يضع يده على كتفها يتمتم بترفق:.
,
, - ما تزعليش ما كنش قصدي ازعقلك
, رفعت وجهها تنظر له تبتسم في عشق تحرك رأسها إيجابا تغمغم بخفوت ناعم:
, - أنا ما اقدرش ازعل منك، الاكل بقالك كتير مسافر اكيد وحشك اكل البيت.
,
, ابتسم بلا حياة ابتسامة جافة باردة ليقرب صينية الطعام منه يلتقط منها بعض اللقيمات وهي تجلس تراقبه مبتسمة بحب، دون وعي بحركة غير محسوبة مدت يدها تبسطها على جانب وجهه الأيسر تتحسه بنعومة تبتسم بحالمية ليلتوي جانب فمه بابتسامة ساخرة يتمتم متهكما:
, - ايه يا شهد وحشتك، دا انتي ما شوفتنيش غير ساعتين ما لحقتيش تحبيني يعني عشان اوحشك.
,
, سحبت يدها سريعا تنظر له متوترة مرتبكة ليبتسم ساخرا دون أن ينطق بحرف عاد يكمل طعامه اردف دون أن ينظر لها حتى:
, - جهزي شنطة هدومك عشان هنمشي نروح شقتنا.
,
, ابتمست بتوسع وكلمة ( شقتنا ) تدق في قلبها قبل أذنيها، منزل خاص منفرد لهما هما فقط دون تحكمات والدته شئ أكثر من رائع قامت سريعا تضب حقائبها ترغب في الهروب من ذلك السجن بأي شكل كان، ولكنها حقا خرجت من زنانة لاخري شقة خالد لم تكن سوي سجن حصين مخيف بارد، يغلق الباب عليها من الخارج بالمفتاح، لا هاتف لا خروج لا يسمح لها حتى بالحديث مع الجيران، تقضي يومها بأكمله تشاهد التلفاز حتى يأتي ليلا يتناول طعامه وينام.
,
, كانت كالعادة تنتظره على الاريكة المقابلة لباب شقتهم تشاهد التلفاز انتفضت حين انفتح الباب بعنف ليدخل خالد نظرت ناحيته متعجبة خاصة حين رأته يترنح في مشيته غير متزن يتحرك بتوهان يحمل علبة كعكعة كبيرة في يده، وضع العلبة على الطاولة لينظر لها يبتسم باتساع ليقترب منها يعانقها بقوة انكمشت ملامحها مشمئزة من رائحة الخمر المنبعثة منه لتجده يتمتم بثقل:.
,
, - كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتى، عيد ميلاد سعيد يا لوليتا، وحشتيني اوي كل دا بعد، تعالي تعالي نطفي الشمع
, جذب يدها خلفه رغما عنها يتجه بها ناحية قالب الكعكعة الكبير لتنظر له بألم تجسد بدموع حارقة تغطي وجهها ليخرج قداحته يشعل تلك الشموع، يغني بصوت ثقيل مبعثر:.
,
, - يلا حلا بلا بلا حيوا ابو الفصااااد هيييه هيكون عيد ميلاده الليلة أسعد الاعياد، فليحي ابو الفصاد، هيييه، اخيرا رجعتي لحضنئ يا لوليتا، جبتلك الكيكة بالشوكولاتة زي ما بتحبيها
, قطع جزء صغير يقربه من فمها لتغيم حدقتيها ألما تنظر له بجزع ليضع القطعة فئ فمها يبتسم باتساع، يعانقها بقوة يشتم رائحتها يقول بثمالة:
, - رحيتك اتغيرت ليه، اوعي تغيري البرفن بتاعك، وحشتيني وحشتيني اوي.
,
, انتحبت وعلا بكائها تحاول ابعاده عنها لتشهق فزعة حين حملها بين ذراعيه يتحرك بها ناحية غرفة النوم لتنتفض بين يديه تحاول تحرير نفسها تصيح باكية:
, - فوق يا خالد أنا مش لينا، أنا شهد مش لينا
, ألقاها على الفراش ينظر لها يبتسم باتساع يتمتم ضاحكا غائبا عن العقل:
, - هششش انتي بتقولي كدة عشان تمشي زي كل مرة، المرة دي مش هسمحلك تسبيني ابداااااااااااا.
,
, وكانت تلك. هي آخر كلمات سمعتها منه، حين حل الصباح وبدأ يستفيق ويفتح عينيه شيئا فشئ، يحرك رأسه للجانبين وقعت عينيه عليها تجلس بعيدا تضم ركبتيها لصدرها تبكي تضع يدها على فمها، مد يده يفرك رأسه صداع قاتل يفتك به، اعتدل بصعوبة ينظر لها متعجبا يحاول تذكر ما حدث، آخر ما يتذكره حقا هو أن بالأمس عيد ميلاد لينا، وأنه ظل يحتسي الشراب بكثرة ولا يتذكر اي شئ بعد ذلك، نظر لحالتها الخائفة، مد يده يلتقط عباءتها المنزلية الممزقة لم يكن من الصعب تخمين ما فعل، التفت برأسه لها لا يجد ما يقوله مد يده يسمك بكف يدها حاولت نزعه ليشدد عليه نظر لمقلتيها الخائفة يهمس بصوت خفيض يقطر ندما:.
,
, - أنا آسف أنا ما كنتش في وعيي و**** يا شهد، أوعدك أن دي هتبقئ آخر مرة اشرب فيها بالمنظر دا، حقك عليا
, قالها ليخرج من الغرفة دون أن يسمع ردها حتى، ليمر اسبوعين بعدهما الحياة بينهما فاترة لا روح فيها تراقبه ليل نهار تنظر له خلسة بين كل لحظة واخري وهو حقا لا يبالي
, في صباح يوم جمعة يجلس أمام التلفاز يتناول كوب قهوته حين رآها جاءت من العدم تقف امامه تحجب عنه الرؤية ليزفر يتمتم حانقا:
, - اوعي يا شهد مش شايف.
,
, وضعت علبة من البلاستيك صغيرة الحجم امامه على الطاولة لتتنحي جانبا، بينما قطب هو جبينه ينظر لتلك العلبة يقطب جبينه ينظر لها مستفهما خطين من اللون الأحمر ماذا يعنيان هو حقا لا يعرف تمتم مستفهما:
, - ايه دا يا لينا، قصدي يا شهد
, زفرت حانقة يناديها باسم لينا مئة مرة في اليوم نظرت له تبتسم ساخرة:
, - دا اختبار حمل، مبروك هتبقي بابا.
,
, توسعت عينيه فزعا ليهب واقفا يمسك بذلك الشئ ينظر له للحظات مذهولا مما تقول شلت الصدمة حواسه ينقل انظارها بين ذلك الشئ في يده وهي!، تحمل *** منه لالالا لن يسمح بذلك لينا فقط من لها أن تحمل بطفل منه، قبض على ذراعها يسألها مذهولا:
, - انتي متأكدة
, ابتسمت متألمة من ضغط يده على ذراعها لتتمتم متهكمة:
, - عندك الاختبار اهو اتأكد يا بابا
, ساد غضب أعمي عينيه لتسود حدقتيه، غرز أصابعه في ذراعها يهزها بعنف يصرخ غاضبا:.
,
, - دا على جثتي اللي في بطنك دا لازم ينزل، انتي فاهمة٣ نقطة
, شهقت مذعورة مما يقول لتحرك رأسها نفيا تبكي بعنف تضع يديها على بطنها كأنها تحمي رضيعها من بطش والده تهمس متوسلة:
, - لا يا خالد ابوس ايدك دا ابنك، ازاي عايز تموت ابنك٣ نقطة
, القاها على المقعد خلفها مال ناحيتها يتمتم متوعدا:
, - ابني مش ابني اللي في بطنك هينزل يعني هينزل، ودا آخر اللي عندي.
,
, اعتدل واقفا يلتقط هاتفه استطاعت أن تعرف من مكالمته القصيرة أنه يتفق مع طبيب يعرفه على إجراء عملية إجهاض لها، اغلق الخط ينظر لها يبتسم متهكما ليتجه للداخل احضر جلباب اسود و**** من نفس اللون يلبسها إياهم قصرا، بينما هي تصيح فيه تتوسله باكية:
, - لا يا خالد، والنبي يا خالد عشان خاطري ما تموش ابني، وحياة لينا عندك، حرام عليك أنت مش بني آدم.
,
, لم يحرك قلبه كلمة واحدة مما قالت اركبها رغما عنها سيارته طوال الطريق تبكي تتوسله وهو يغض الطرف عنها كأنها غير موجودة من الأساس يفكر في شئ واحد أن عادت لينا ووجدت لديه *** سترفض الزواج منه، وهو لن يسمح بذلك ابدا، وصل لعيادة الطبيب في منطقة شبه فارغة لينزل منها يجذبها رغما عنها إلى غرفة الطبيب القاها بداخلها ينظر للطبيب يتمتم ببرود قاسي:
, - شوف شغلك وزي ما اتفقنا هديك اللي تطلبه.
,
, تركها وخرج من الغرفة لتميل على قدمي الطبيب تقبلها تصيح باكية:
, - ابوس رجلك، بلاش ابني، **** يخليلك عيالك
, رفعت جسدها تمسك بيد الطبيب تقبلها تنتحب تتوسله باكية:
, - ابوس ايدك، وحياة اغلي ما عندك ما تاخده مني٣ نقطة
, رق قلب الطبيب العجوز لمشهد تلك الفتاة الباكية ليساعدها تقف نظر لها مشفقا على حالها يتمتم بصوت خفيض حذر:
, - طب اهدي، وحياة ولادي ما هاخده منك، بس ساعديني نقنعه ان فعلا الموضوع تم.
,
, حركت رأسها إيجابا سريعا تنظر له ممتنة تبتسم، تبكي أخذتها الممرضة تلبسها الثوب الخاص بالجراحة لتتسطح على الفراش، بدأ الطبيب يجهز الغرفة حولها كأنه اجري العملية بالفعل، مرت ساعة وهي تجلس تنظر حولها ليخبرها الطبيب بما عليها فعله تتصنع انها تفق من المخدر، لتجده جوارها ينظر لها بخواء بلا اي مشاعر بكت بحرقة صحيح انها لم تفقد الجنين ولكن فقدت قلبها للتو نظرت له بكره تتمتم كارهة:.
,
, - طلقني مش عملت اللي إنت عايزه طلقني وابعد عني
, تنهد يرفع كتفيه بلامبلاة ليقم من مكانه وقف بالقرب منها ينظر لها للحظات ليتمتم بهدوء قاسي:
, - انتي طالق
, ومن ثم غادر، رحل ولم يعد
, Back.
,
, تهاوي على الأريكة ذكرياته تمر أمام عينيه يراها جيدا يشعر بالخزي والاشمئزاز لما كان عليه، اخفي وجهه بين كفيه يغمض عينيه ألما ليشعر بيد تقبض على تلابيب ملابسه بقوة نظر للفاعل ليجد حسام يقبض على ملابسه ينظر له بكره يصيح فيه غاضبا:
, - أنتي احقر بني آدم على وجه الارض!
,
, توسعت عيني زيدان غضبا على ما قاله حسام للتو كاد أن يقترب منه ليشير له خالد بيده ليبقي مكانه، دقيقة اثنتات ثلاثة لتصدح صوت شهقة شهد الفزعة على ابنها حين هوي بعنف وقسوة يد خالد على وجه حسام، صفعة قاسية مدوية، توسعت عيني حسام في صدمة على إثرها ليقبض خالد بيسراه فقط على تلابيب ملابس حسام جذبه ناحيته ينظر لعينيه بقوة ابتسم يتمتم اسمه بتلذذ:.
,
, - حسام خالد محمود السويسي، ايدك لو اترفعت تاني هقطعالهت ماشي يا ابن خالد!
,
, يصفعه، بعد كل ما فعله بعد جرائمه التي لا تحصي في حق والدته يصفعه بتلك البساطة، ألم قوي يحرق فكه ولكنه لا يضاهي ذرة ألم واحدة من التي تحرق روحه
, رفع وجهه بنظر له غاضبا عينيه كجمر نار متقد على مرجل قلبه المشتعل، تنفس بعنف يبتعد عنه خطوة للخلف ينظر له كارها ساخطا حاقدا، كور قبضته يشد عليها شد على اسنانه يردف بهسيس غاضب:.
,
, - أنا مش ابنك ولا عمري هكون انت فاهم، كنت حاجة كبيرة اوي في عينيا، أنت مش متخيل أنا شايفك ازاي دلوقتي لولا بس أنك خال زيدان أنا كنت دفعتك تمن القلم دا غالي
, قالها ليتركهم مندفعا إلى غرفته يصفع الباب خلفه بعنف وقوة.
,
, صمت يطغي على المكان زيدان يقف مذهولا لا يصدق ما يحدث يشعر بأنه داخل أحد الأفلام الهندية، لا يجد ما يقوله فقط ينظر إلى خاله حزينا متألما، عقد جبينه يعقد الخيوط القديمة لتنفك العقد الجديدة حين رأي حسام لأول مرة.
,
, كان كالعادة امام قبر والده يبكي تنساب دموعه كطفل صغير يشتاق لبعض الأمان، قام يقرأ الفاتحة لأبيه ليخرج من المقابر، يمشي بين طرقاتها ليلا الحزن يفتك قلبه، حين سمع صوت بكاء خفيض يأتي بالقرب منه، فضوله اخذه ناحية الصوت المكان مظلم ولكن أعمدة الإنارة أرته من يقف عند أحد القبور خاله! يقف هناك لما وما الذي جاء به إلى هنا، قرأ الاسم المكتوب على الشاهد ليقطب جبينه متعجبا يردد مع نفسه: ( مختار عادل )، مين دا وخالي يعرفه منين.
,
, اقترب منه تلقائيا يسأله بدهشة:
, - خالي إنت بتعمل ايه هنا
, التفت الشاب بوجهه ليقطب زيدان جبينه متعجبا في دهشة اذهلته ملامح خاله بنسبة اكثر من تسعين في المئة تختلف عيني الشاب السوداء، ذقنه الحليق ملامحه الشابة، فغر فاهه ينظر لذلك الشاب حين بادر يسأله:
, - خالك مين حضرتك.
,
, اقترب زيدان اكثر يقف أمام ذلك الشاب بالقرب منه للغاية، ينظر لملامح الشاب أمامه مذهولا، ليحرك رأسه نفيا يغمض عينيه ويفتحهما بلع لعابه يسأله مذهولا:
, - أنت مين، يا نهار ابيض على الشبه لولا اني عارف اني خالي ما عندوش غير بنت واحدة كنت قولت أنك ابنه
, ابتسم الشاب ابتسامة باهتة ليمد يده يود مصافحة الواقف امامه يقول ببساطة:
, - أنا حسام مختار، دكتور نسا وأنت.
,
, لم يفق من صدمته حتى الان مد يده يضعها في كف الشاب يغمغم مذهولا:
, - زيدان الحديدي، ظابط شرطة، أنت متأكد أنك ما تعرفش خالد السويسي
, ضحك حسام بخفة يحرك رأسه نفيا يقول بمرح باهت:
, - لا يا سيدي ما اعرفش خالد السويسي، أنا حسام مختار عادل، والدي كان بيشتغل مدرس في السعودية ورجعنا مصر من حوالي سنتين، والدي توفي بعد رجوعنا على طول، وعلى فكرة يخلق من الشبة اربعين، اي معلومات تانية يا حضرة الظابط.
,
, حرك زيدان رأسه نفيا ليتركه ويخرج من المكان بأكمله، عقله يعجز عن تفسير ذلك الشبه العجيب، ترك سيارته على الجانب الآخر، اتجه يسير شاردا يفكر في كل شئ لينا حبيبته العصية، خاله ذلك الشاب والشبه الغريب بينه وبين خاله، اجفل على صوت زامور شاحنة التفت جواره ليجد شاحنة نقل كبيرة تتحرك مسرعة على وشك الاصطدام به، ربما الموت هو خير خيار لينتهي من حيرته يشتاق لابيه ويرغب فقط في أن يكون جواره اغمض عينيه يستقبل الموت برحابة، ليشعر فجاءة بيد تجذبه للخلف بعنف ليسقط على ظهره ارضا بعيدا عن الشاحنة، فتح عينيه ينظر جواره ليجد ذلك الشاب ملقي جواره ارضا يلهث بعنف نظر له يصيح حانقا:.
,
, - **** يخربيتك أنت مجنون، كنت هتموت يا اهبل
, ظل الاثنان ينظران لبعضهما البعض فترة قصيرة لينفجرا في الضحك هما حتى لا يعرفا لما يضحكان ولكن كل منهما يشعر بحاجة ماسة لتلك الضحكات، مد زيدان يده يود مصافحته تلك المرة كاصدقاء:
, - زيدان
, توسعت ابتسامة حسام ليصافحه سريعا بحرارة يقول مبتهجا:
, - حسام.
,
, عاد من ذكراه القصيرة ينظر لخاله لم يكن ابدا يظن في ابعد أفكاره أن حسام سيكون ابن خاله وشقيق زوجته يال السخرية حسام لم يطق لينا يوما وها هو اليوم اخاها!
, نظر لخاله يبلع لعابه الجاف، ليقم من مكانه متجها إلى غرفة حسام٣ نقطة
, ليبقي شهد وخالد معا كل منهما صامت متجهم، نظر خالد لشهد الجالسة على مقعد بعيد عنه لحظات صمت ليردف بعدها:
, - ليه، ليه خبيتي عليا أن عندي إبن ازاي تكتبيه باسم راجل تاني.
,
, توجهت شهد بمقلتيها لذلك الجالس امامها لتبتسم ساخرة تقول في تهكم:
, - تصدق فعلا أنا غلطانة ازاي اعمل كدة، ايه القسوة دي، احرم ابن من ابوة كان عايز يقتله قبل ما يشوف النور قمة الجحود
, ابتلع غصته القاسية يضم قبضته يحرص يجبر فمه على الصمت ليسمع ضحكاتها المريرة ضحكات متألمة ذبيحة تلاها صوتها المسفوح ألما:.
,
, - أبشع شعور في الدنيا أن تحب واحد ما عندوش قلب، أنا حبيتك، حبيتك حتى من قبل ما اتجوز، طبعا أنت ما تعرفش وما يفرقش معاك أنا كنت ساكنة في نفس الشارع اللي كنت ساكنين فيه زمااان كنت بشوفك كل يوم وأنت ماسك ايد لينا، بتخرجها بتفسحها كتير اتمنيت اني اكون مكانها اتعلقت حبيت ضحكتك وحنيتك اللي دايما بشوفك بتغرقها بيها، بس يا ريت الامنية دي ما تحققت ما هو اصل أنا مش لينا.
,
, انا شهد البنت الغلبانة اللي ابوها مات وخالها باعها لجوازه غنية مهرها كتير
, شهد اللي حبت واتجرحت.
,
, العيلة الصغيرة اللي عندها 17 سنة اللي جوزها اغتصبها يوم فرحها وحماتها حبستها في بيتها أحسن تخرج وتخون ابنها، من سجن لسجن اترميت، لما عرفت اني حامل فرحت رغم كل اللي حصل وكل اللي عملته فرحت، تعرف يعني ايه ابقي في حضن جوزي وهو بيتكلم معايا على اني واحدة تانية، قولت يمكن يفرح لما يعرف أنه هيكون ليه ابن، بس كنت غلطانة، أنت ما بتشوفش غير نفسك ولينا وبس انما شهد تدوس عليها، شهد تدبحها، شهد مالهاش لازمة، ودلوقتي جاي تقولي ازاي اخبي عليك، ازاي اكتبه باسم راجل تاني، كنت عايزني اقولك عشان تموته، زي ما كنت عايز تموته وهو لسه ما شافش الدنيا٣ نقطة
,
, وصمتت أخرجت كل ما يجيش في قلبها اعباء سنوات وسنوات ارتكزت فوق سطح قلبها المريض المتعب، انسابت دموعها في الأخير تنعي مآساتها ببكاء صامت، رفع وجهه اليها يغمض عينيه ألما يشعر بالاشمئزاز من نفسه، قام من مكانه يتجه اليها بخطي بطيئة جذب مقعد يجلس امامها اسند مرفقيه لفخذيه حين جلس لتبتسم ساخرة، حسام دائما ما يفعل تلك الحركة مين يجلس من شابه أباه فما ظلم كما يقولون الا يكفي أنه تقريبا نسخة تشبه في الملامح يتصرف الطباع ذاته دون أن يتطبع بها، تنهد خالد ألما ينظر لوجهه ليهمس بصوت مثقل قاتم:.
,
, - أنا مش هبرر اللي عملتله يا شهد ما فيش اي حاجة تبرر بشاعة اللي تعرضتيله بسببي، بس صدقيني أنا اتغيرت وندمت دورت عليكي كتير عشان بس اطلب منك تسامحيني، **** خد حقك مني تالت ومتلت يا شهد بنتي الصغيرة ماتت وهي عندها 7 سنين، مراتي شالت الرحم وما بقتش تقدر تخلف، دي بس حاجات بسيطة من اللي حصلت، أنا اهو قدامك يا شهد مستعد اعمل اي حاجة عشان تسامحيني، اطلبي اي مبلغ مليون عشرة، لو عايزة ثروتي كلها أنا مستعد اتنازلك عنها، اي طلب كان أنا مستعد احققه.
,
, أطالت النظر لقسمات وجهه وسيم لم تتغير ملامحه وكأن العمر يزيده تألقا لا ينقص منه شيئا، ولكن نيران الغضب والانتقام التي اشعلتها رؤيته من جديد، تريد فقط الثأر لما فعله بها قديما تثأر لشهد القديمة من شهد الآن
, ركزت مقلتيها لمقلتيه تنظر لجوف عينيه العميق بئر لا نهاية له بلعت لعابها الجاف تتمتم بجفاء:
, - عايزني اسامحك فعلا.
,
, حرك رأسه ايجابا بهدوء ينظر لها قلبه مرتاب ولكنه بالطبع لن يظهر، لحظات صمت طووووويلة ليسمعها تقول بعد ذلك في هدوء اصابه بالصدمة:
, - اتجوزني!
,
, في داخل غرفة حسام يجلس على فراشه يخفي وجهه بين كفيه لا يعرف أيفرح يحزن يبكي، كذبة حياته باكملها ليست سوي كذبة
, مصدوم مذهول مما عرف لتوه الآن فقط فهم سر تشتت مشاعره لما يشعر بأنه شخص وآخر مختار والده الذي رباه كان شخص مسالم هادئ سلبي في بعض الأحيان كان دائما يزرع فيه قيم لم تعجبه ابدا
, - حسام ما تتخانقش مع حد
, - حسام لو حد اتخانق معاك ما تضربوش
, - حسام ما تعملش مشاكل من اي نوع.
,
, - حسام خليك دايما جنب الحيط
, - حتى لو حقك يا حسام سيبه
, قيم يحاول والده زرعها في أرض ثائرة حانقة لا تهدئ لا تترك ثأرها، كرامتها فوق الجميع، كان الشئ ونقيضه في آن واحد.
,
, وقف متجها إلى مرآة غرفته ينظر لملامح وجهه لتسود عينيه غضبا، يرغب في تشويه قسمات وجهه، بينما يجلس زيدان على احد المقاعد لا يجد ما يقوله هو إلى الآن على اتم يقين أنه نام وإن ما يحدث ليس سوي حلم غريب من نوعه، بلع لعابه يبتسم متوترا ليردف قائلا بمرح باهت:
, - شوفت يا عم اديك طلعت اخو البومة، يعني أنت كمان بومة.
,
, مزحة سخيفة هو يعلم ولكنه حاول فقط أن يخفف عن صديقه، اجفل على صوت الباب يفتح ليدخل خالد إلى الغرفة اشار بعينيه لزيدان ليخرج الأخير يغلق الباب خلفه، تقدم خالد إلى الداخل خطوة واحدة ليلتف حسام له يصرخ غاضبا:
, - انت ايه اللي دخلك اوضتي، هتعيشلي بقي في دور الأب اطلع برة، برة
, رماه خالد بنظرة ساخرة متهكمة ليتجه ناحية فراش حسام يجلس عليه ربت بيده على الفراش جواره ينظر للواقف بهدوء مغمغما بتهكم:.
,
, - تعالا اقعد يا حسام، من ساعتين كنت بقولك لو كنت ابني كنت قتلتك وتطلع ابني فعلا، سخرية القدر أن محب البوم يطلع ابني
, لم تتغير تعابير وجه حسام الكارهة الباردة فقط عقد ذراعيه امام وجهه يتمتم ساخرا:
, - هو إنت ما بتسمعش ولا السن بقي امشي اطلع برة اوضتي وبيتي وحياتي، يا ريتني ما قابلتك يا أخي.
,
, تجهم وجه خالد اشتعلت مقلتيه غضبا هو نفسه لا يصدق أن اصبح أب للمرة الثانية والاولي والثالثة مشاعره ثائرة حائرة مضطربة، ذلك الشاب اليافع الواقف امامه هو ابنه من صلبه يسهل للاعمي أن يلاحظ الشبه الكبير بينهما، ليضحك في نفسه ساخرا الشبه ليس في الشكل فقط، ذلك الاحمق سليط اللسان تماما كوالده، اسودت حدقتي خالد غضبا ليزمجر غاضبا:
, - ولاااا اتزرع اقعد لقوم ارزع دماغك في الحيطة.
,
, حسنا مهما علا زئير الشبل لا يعلو فوق زمجرة الأسد، انتفض قلب حسام مرتبكا لا كذب في قول خائفا من صوت خالد الغاضب اقترب من الفراش ينظر لخالد ساحظا ليجلس على حافته بعيدا عنه يشيح بوجهه للاتجاه الآخر، ليبتسم خالد شبح ابتسامة دقات قلبه تتقافز فرحا ولده طفله ابنه يجلس جواره، اقترب منه يجلس بالقرب منه مد يده يقبض على فك حسام يدير وجه الأخير اليه ينظر لقسمات وجهه يبتسم شبح ابتسامة صغيرة يغمغم:.
,
, - شايف آخره الكوارع، أنت كنت باصص في اللقمة اللي ما كلنهاش صح، أنت ليه عينيك سودا مش عينيا ولا عينين شهد، غريبة دي.
,
, ابتسم حسام ساخرا ليبعد يد خالد عن فكه قام متجها ناحية المرآة، يفتح الدرج الاول ليخرج علبة صغيرة بيضاء فتحها ليمد يده إلى عينيه ينزع عداسته الطبية اللاصقة يضعها في حافظتها الخاصة التفت إليه لتتوسع عيني خالد في ذهول، عينيه البنية لمعتها الخاصة قتامتها وهو غاضب نسخة هي الاصل تماما تتجسد في حدقتي ابنه، اجفل على صوت حسام يغمغم ساخرا:.
,
, - دي عدسات طبية اصلي نظري ضعيف وما بحبش النضرات، اتأكدت اني ابنك ولا كنت شاكك عادي متوقعها منك
, هب خالد واقفا يتجه ناحية حسام قبض على تلابيب ملابسه يهزه بعنف يصيح فيه بحدة غاضبا:
, - بص يالا واسمعني أنا عارف انك مصدوم ومش مصدق حقك، وأنا ما اعترضتش، انما تطول لسانك اقطعهولك، هخليك اول دكتور أخرس في مصر، برضاك غصب عنك ورجلك فوق رقبتك أنا أبوك، ماشي يا دكتور يا حليوة يالي بتحط ليسنز أنت.
,
, رماه حسام بنظرة غاضبة ساخطة كارهة التفت خالد ليغادر ليسمع صوت حسام يصيح من خلفه:
, - أنا عمري ما هسامحك.
, التفت خالد برأسه إليه يبتسم في تهكم دس يديه في جيبي سرواله يردف:
, - أنت فعلا ابن أبوك٣ نقطة
, في تلك الاثناء دخلت شهد إلى الغرفة تنظر له مستفهمة تبتسم في هدوء وكأن شيئا لم يحدث من الأساس اقتربت من خالد تقول مبتسمة:
, - خالد أنا سخنت الأكل، يلا قبل ما يبرد يلا حسام، حصلني أنا وأبوك.
,
, امسكت يد خالد تخرج معه لخارج الغرفة بينما توسعت عيني حسام في ذهول لا يصدق ما حدث توا.
,
, حسنا حسنا حسنا هي الآن حقا على وشك الانفجار، أرادت اغظته ليتنهي بها الحال تكاد تنفجر من الغيظ، مساعدته الشخصية ( سكرتيرته ) الخاصة بأمر مباشر من ( على ) نائب رئيس مجلس إدارة الشركة تم نقلها لمكتب عمر تكاد تنصهر من الغيظ من معاملته معها يكاد يطلبها كل ثانية تقريبا لأجل اي سبب تافة لا أهمية له، اجفلت على صوت دقات هاتف مكتبها زفرت حانقة ترفع السماعة تهتف باصفرار من بين اسنانها ؛.
,
, - خير يا مستر عمر
, سمعت صوته المستفز يقول بغرور مصححا:
, - عمر بيه أنا المدير التنفيذي ورئيس المهندسين في الشركة، تعالي مكتبي ضروري
, ستصرخ في وجهه تشتمه بافظع الالفاظ وتغلق الخط في وجهه وتستقيل من العمل، اخذت نفسا عميقا تحاول أن تهدئ ولو قليلا لتقول على مضض:
, - حاضر يا عمر بيه.
,
, اغلقت الخط تلتقط دفتر الملاحظات الخاص بها لتتجه إلى غرفة عمر، دقت الباب لتدخل تغلق الباب خلفها تقدمت من مكتبه تقف بالقرب منه ترسم ابتسامة صفراء على شفتيها تغمغم بهدوء زائف:
, - خير يا عمر بيه
, نظر إلى ساعة يده الرقمية الحديثة يدقق النظر اليها يقول باهتمام شديد:
, - أنا الساعة معايا خمسة و14 دقيقة، مش عارفة حاسسها مقدمة الساعة معاكي كام بالظبط.
,
, توسعت عينيها في صدمة يأتي بها ليسألها على الساعة شدت على أسنانها تحاول الا تقتله:
, - لا يا افندم ساعة حضرتك أي اوامر تانية
, حرك رأسه نفيا يبتسم باتساع يغمغم ببراءة حمل وديع:
, - لا يا مدام تالا اتفضلي على مكتبك
, عقدت ذراعيها أمام صدرها تتمتم حانقة بجملة غبية ارادت بها فقط اغاظته:
, - آنسة لو سمحت
, رفع حاجبه الايسر ينظر لها متهكما لترتفع ضحكاته الساخرة ينظر لها يغمغم متهكما:.
,
, - دا على أساس أن سارة وسارين دول ولاد خالتك صح
, اصفر وجهها حرجا من سخريته اللاذعة، تنظر له حاقدة لتتوه للحظات في ضحكاته ترتسم ابتسامة صغيرة على شفتيها لا تنكر انها قلبها اشتاق لذلك الأحمق وافعاله تلك، قاطع تلك اللحظات صوت دقات على باب الغرفة حمحم يستعيد جديته ليسمح للطارق بالدخول تقدم شادي أحد موظفي فرع الهندسة في الشركة ابتسم ابتسامة واسعة بلهاء ما أن راي تالا ليقترب يصافحها بحرارة يغمغم بابتهاج:.
,
, - مدام تالا ازيك عاملة ايه، أنا استغربت بردوا لما ما لقتكيش برة
, ابتسمت مجاملة لتلمح بطرف عينيها وجه عمر يكاد ينفجر من الغيظ لتتسع ابتسامتها، بينما حمحم عمر بحدة يصدم كفه بسطح المكتب يهتف حانقا:
, - خير يا أستاذ شادي في ايه٣ نقطة
, حمحم شادي حرجا ليقترب من مكتب عمر يضع أمامه ملف به بضع الأوراق يقول بجدية:
, - حضرتك دا ملف مساحات الفندق والرسم المبدئي للهيكل الخارجي.
,
, حرك عمر رأسه إيجابا يأخذ منه الملف رفع وجهه له يبتسم باصفرار مردفا:
, - مش ادتهولي خلاص اتفضل على مكتبك
, توترت ابتسامة شادي حرجا ليتجه لخارج الغرفة مر جوار تالا ليقول مبتسما:
, - اشوفك بعد دقايق في البريك
, قالها ليغادر مغلقا الباب خلفه بينما كور عمر قبضته يشد عليها ينظر لتالا غاضبا بينما تبتسم الأخيرة في مكر انثي وجدت نقطة ضعف ذلك المتعجرف الجالس امامها، نظرت لساعة يدها تبتسم تتمتم ببراءة:.
,
, - عن إذن حضرتك ميعاد البريك
, التفتت لتغادر لتسمع صوت عمر يصيح غاضبا:
, - مع استاذ شادي مش كدة، أنا وشادي غنينا معا
, التفتت تالا له تبتسم في خبث لتتمتم بمكر يقطر من بين شفتيها:
, - أظن حضرتك كمالدير التنفيذي للشركة ورئيس قسم المهندسين مالكش دعوة ببريك الموظفين عن اذنك
, قالتها لتغادر تغلق الباب خلفها لتسود عينيه غضبا يقسم أن يعيدها اليه مهما كلفه الأمر.
,
, في غرفة أدهم في منزل عمها تقف أمام مرآه زينتها تلتف حول نفسها تنظر لفستانها الاسود القصير ذو الحمالات الرفيعة للغاية ينحت قوام جسدها برقة متناهية يتماشي مع شعرها الاشقر القصير عينيها الزيتونية تلتف حول نفسها تبتسم بسعادة، لتسمع صوت الباب يفتح التفت خلفها لتجد أدهم يقف عند باب الغرفة يبدو متعبا للغاية يحمل سترة حلته على ذراعه، تجمدت عينيه عليها ترفض تماما أن تنزاح عن صورة هي الفتنة بعينها، فتنة صحت من جديد لتبعثر ثوابته، ماذا تفعل في غرفته بذلك الثوب اقتربت منه تتحرك كالفراشة تلتف حول نفسها لتتباطئ الصورة امام عينيها كحركة غزالة امام أسد ضاري يشتاق لالتهامها، سمع أنغام صوتها تزقزق بسعادة:.
,
, - أدهم ايه رايك في الفستان أنت عارف أنا بحب أخد رأيك اول حد في هدومي
, بلع لعابه الجاف كالصحراء يحاول إبعاد مقلتيه عنها يتجنب النظر اليها بأي شكل يغمغم متوترا:
, - كويس حلو اوي يا مايا٣ نقطة
, تخضرت تضع يسراها على خصرها تتمتم حانقة كطفلة:
, - أنت ما بتبصليش اصلا يا أدهم، في ايه، ايه رايك في الفستان.
,
, كور قبضته يشد عليها، عقله يدور في محور افكار غير بريئة بالمرة جسده ينصهر في مرجل عشق تلك الفاتنة تجاوزها يود اغراق رأسه تحت الماء عله يطفئ نيران قلبه المتآججة، ليشعر بها تقبض على ذراعه باظافرها تصيح سريعا على عجل:
, - استني يا أدهم رايح فين.
,
, التفت وما كان قد كان اغتصب عذرية شفتيها نبيذه المحرم الذي طالما حلم به تلك المرة لم يكن حلما حقيقة والحقيقة الأكبر أنه كسر روابط الأخوة بينهما اجفل على من نشوته المحرمة حين شعر بها تتهاوي بين يديه فاقدة للوعي توسعت عينيه فزعا ينظر لجسدها الساكن بين ذراعيه يتمتم فزعا:
, - نهار اسود أنا عملت ايه، مايا!
,
, في غرفتها، تجلس على فراشها تمسك هاتفها تتصفح صور لفساتين الزفاف تبتسم بين حين وآخر هذا جيد، هذا أفضل، هذا يعجبها بكل المقاييس، تحتار في الاختيار بينهم، زوجته في نهاية الأسبوع ستصبح زوجته، لو أخبرها أحد تلك المعلومة قبلا لانهارت من الضحك، ولكنها الآن ستصبح زوجته، سعيدة ربما، مضطربة حائرة قلقة ولكنها سعيدة قطبت جبينها حين وجدت هاتفها يدق برقم غريب ليس مدون لديها فتحت الخط تجيب:
, - ايوة مين معايا.
,
, صمت قصير من الطرف الآخر لتسمع صوته الذي كادت على وشك نسيانه يغمغم في هدوء ما قبل العاصفة:
, - ايوة يا لينا، أنا معاذ!

الجزء الثامن والعشرون


- ايوة يا لينا، أنا معاذ!
, هو عاد من جديد، صوته المميز بحته الساحرة خيوط عشقه التي تلفها كلماته حول قلبها لما عاد الآن، بعد أن كانت نسته، نزعت عشقها من قلبه قصرا، عاد ليرميها في دوامة من العشق الزائف من جديد تتذكر كل حرف قاله كطلقة رصاص تركت اثرها في جسدها البرئ.
,
, «علاقتنا ما كنتش حب، كانت صداقة وصداقة حلوة أوي، أنا عارف أنك مصدومة من كلامي بس حقيقي أنا مش حاسس في حاجة تربطنا، وحقيقي اتمنالك السعادة مع اي راجل يختاره قلبك»
, اشتعلت الدماء في اوردتها غضبا وجملة والدها تتردد في اسماعها « انتي مش رخيصة يا لينا، شدت على الهاتف بقبضة يدها لتهمس غاضبة من بين اسنانها:.
,
, - أظن يا دكتور معاذ ما بقاش في اي سبب يخليك تتصل بيا أنا واحدة متجوزة ومجرد كلامي معاك يعتبر خيانة لجوزي، واتمني ما اسمعش صوتك تاني، سلام
, قالتها لتغلق الخط قبل أن تسمع رده حتى، هو من باع وهي لن تشتري من جديد، تنفست بعنف تنظر لهاتفها غاضبة حاقدة لتضع رقمه فئ القائمة السوداء تكمل ما كانت تفعل.
,
, فقدت الوعي، لها كامل الحق أن تفقد الوعي كيف تتحمل صدمة أن اخيها يقبلها توسعت عينيه ذعرا عليها ومنها، خائف من ردة فعلها حين تستيقظ ماذا ستفعل، والدهم بالتأكيد ستخبره بكل شئ، وضعها على الفراش يقف جواره ينظر حوله مذعورا يحاول إيجاد حل لتلك الورطة، وضع يديه فوق رأسه يفكر، لتقع عينيه على حقيبة قميصه الجديد وفكرة ماكرة طرقت في رأسه، اتجه سريعا ناحية البراد الصغير في غرفته يخرج علبة عصير برتقال ليسكبها فوق قميصه، خلعه يضعه في الحقيبة ليخرج القميص الجديد يرتديه سريعا على عجل، يغلق ازراره بسرعة قلقا متوترا اتجه ناحيتها حملها بين ذراعيه يضعها بالقرب من مرآه الزينة التي كانت تقف أمامها، ليصدم رأسها برأسه بخفة يحاول الا يؤذيها، بلع لعابه يدعو ان يمر الأمر على خير، سريعا جلب زجاجة عطره، ليجثو جوارها يحاول ايقاظاها يربت على وجنتها برفق يصيح متوترا:.
,
, - ماايااا، مااايااا فوقي يا مااياا
, شئ فشئ بدأت تفتح مقلتيها لتتلاقي عينيها مع عينيه، لحظات صمت ينظر لها متوترا بينما هي تحاول جاهدة فتح مقلتيها رأي الفزع يقتل عينيها ما أن وقعت عينيها عليه، شهقت تحاوب الابتعاد عنه لتنكمش ملامحها ألما تمسك برأسها تتأوه بعنف ليهرع اليها يسألها متلهفا:
, - مالك يا مايا، انتي كويسة.
,
, توسعت عينيها فزعا تحرك رأسها نفيا تحاول الابتعاد عنها لتنساب دموعها تغرق وجهها ضمت قدميها لصدرها تهمس بصوت متلعثم خائف:
, - ازاي تعمل كدة يا أدهم، ازاي تبوسني أنا أختك، حرام
, قطب جبينه في تعجب أجاد تمثيله ينظر لها كأنها قطة بثلاثة رؤوس يغمغم متعجبا:
, - ابوسك؟! ايه يا مايا الجنان اللي انتي بتقوليه دا أنا لسه جاي حالا من برة لقيتك مرمية جنب التسريحة مغمي عليكي.
,
, توسعت عينيها تنظر له متعجبة ترفرف باهدابها مذهولة للحظات دقائق ساعات تنظر حولها في الغرفة جوار مرآه الزينة كان يقبلها جوار فراشه بعيدا عن هنا، قطبت جبينها تنظر لقميصه الاسود متعجبة أدهم رحل صباحا بقميض أبيض حين دخل إلى الغرفة قبل أن يقبلها كان يرتدي قميص أبيض، اشارت لقميصه تسأله متعلثمة:
, - هههو أنت مش كنت لابس قميص أبيض.
,
, ابتسم نصف ابتسامة يحاول اقناعها أن ما حدث لم يحدث من الاساس حرك رأسه إيجابا يخرج قميصه من الحقيبة جواره يخرج منها القميص المتسخ يكمل مبتسما:
, - ايوة فعلا، بس وأنا في الشركة مع بابا، وقع على القميص عصير برتقال واشتريت واحد وأنا جاي في السكة دا أنا حتى غيرت في المحل٣ نقطة
,
, التقطت القميص منه تنظر لبقعة العصير الكبيرة تقطب جبينها مذهولة مدهوشة تحلم، كانت تحلم احقأ ما حدث كان حلما من وحي خيالها المريض ربما قصة صديقه التي اخبرها بها اثرت على عقلها فتخيلت أن أدهم هو من يقبلها، بلعت لعابها بذلك التفسير المنطقي رفعت وجهها تنظر لادهم تحاول الابتسام بلعت لعابها تهمس متوترة:.
,
, - االظاهر أن حكاية صاحبك دي اثرت على دماغي شوية، أنا مش عارفة ازاي اغمي عليا، يمكن دوخت، ممكن توديني اوضتي
, ابتسم بحنو يحرك رأسه إيجابا ليمد يديه يحملها بين ذراعيه يتحرك بها الس غرفتها لتريح رأسها على صدره تستمع دقات قلبه الهادرة، وصل بها إلى غرفتها ليضعها على فراشها، ابتسم يقبل جبينها برفق التف ليغادر ليجدها تتمسك بكف يده بلع لعابه يلتفت لها ليجدها تنظر له متوترة خائفة حائرة سمعها تهمس بخفوت:.
,
, - أنا خايفة يا أدهم مش عارفة ليه، حاسة اني خايفة اوي، خليك جنبي عشان خاطري
, نظر لها ألما يفيض الندم من حدقتيه هو السبب في ذلك الخوف حرك رأسه إيجابا ليعود اليها جلس جوارها على الفراش ليجدها تقترب منه، تضع رأسها على فخذه وهو جالس ليربط على رأسها بيده يسرح خصلات شعرها بحنو ليسمعها تتمتم ناعسة:
, - أنا بحبك اوي يا أدهم
, ابتسم متألما يحرك رأسه ايجابا تحبه، كأخ لها وهو مشاعره ابعد ما تكون عن ذلك.
,
, في اسيوط
, وقف أمام مرآه زينته يلف عمامته البيضاء فوق رأسه يضع شاله الأسود فوق كتفه ينظر لانعكاس صورته في المرآه يبتسم ساخرا اليوم زفافه هو ليس زفاف بالمعني الحرفي فقط عقد قران وتصبح تلك الفتاة التي لا يعرفها زوجة له، سبية ثأر يفعل بها ما يريد، توسعت ابتسامته الساخرة تري كيف سيكون شكل تلك العروس المنتظرة، حتى ميعاد الزفاف لم يعرف به سوي بالأمس فقط حين اخبره والده بكل بساطة.
,
, « دي جوازة صلح يا جاسر ولازم تتم في اسرع وقت، العروسة وابوها هيجيوا بكرة من السفر، هنروح نكتب الكتاب وتجيبها هنا، وبعدين لو حابب تعمل فرح إنت حر ».
,
, وهل في يده الاختيار منذ متي وكان الاختيار بيده، والده يقرر كل شئ وهو فقط عليه السمع والطاعة، نظر خلفه حين رأي والدته تقف عند باب الغرفة تنظر له تبتسم تنساب دموعها، ليلتفت لها يتقدم ناحيتها قبل جبينها ويديها يمسح دموعها بيديه يحاول أن يبتسم يهتف بحنو:
, - بتعيطي ليه بس يا ماما، في ام تعيط يوم جواز ابنها برضوا، ولا دي دموع الفرحة.
,
, رفعت وجهها تنظر لصغيرها تري الحزن يسكن مقلتيه رغم أنه يحاول إخفائه لتبسط يدها على وجنته تقبل جبنيه تهمس باكية:
, - يا ريته كان بإيدي يا إبني، صدقني ابوك بيحبك أوي، ما تزعلش منه يا جاسر.
,
, ابتسم بخواء يردد في نفسه احقا يحبه!، فعلا حرك رأسه إيجابا يعطي لوالدته ابتسامة صغيرة لتعدل بيديها وضع شاله الاسود فوق كتفه تربط على وجهه، التفت هو يعقد ازرار جلبابه الأبيض، يرتدي ساعته الفضية يضع بضع من عطره المميز، التفت ليجد والده يقف عند باب الغرفة ينظر له يبتسم ابتسامة صغيرة فخورة بولده، اقترب من والده يبتسم بجفاء يغمغم متهكما:
, - أنا جاهز يا رشيد بيه مش يلا بينا.
,
, تنهد والده حزنا عليه، ليحرك رأسه إيجابا خرج من الغرفة بصحبة والده نزلا لأسفل لتهرع صبا الصغيرة اليهم تتعلق بذراع جاسر تهتف ملحة:
, - جاسر حبيبي ب**** عليك خدني معاك عايزة اشوف العروسة
, ابتسم لها بحنو، ابتسامة صبا هي سلواه الوحيد لما يلقي به نفسه، لم يكن ليضحي بها ابدا حتى لو ضحي بحياته، اجفل على صوت والده يهتف في حزم:
, - صبا وبعدين معاكي.
,
, اخفضت شقيقته رأسها حزنا تحرك رأسها إيجابا لينظر لوالده حاقدا غاضبا منه، بسط كف يده أسفل ذقن شقيقته يرفع وجهها له يبتسم برفق:
, - حبيبتي ما تزعليش، هجيب العروسة واجي مش هتأخر وابقي شوفيها زي ما انتي عاوزة
, ابتسمت الصغيرة بسعادة تحرك رأسها إيجابا ليطبع على رأسها يطبع قبلة صغيرة على جبينها، اتجه مع والده يستقل مقعد السائق ووالده جواره ليغمغم بجفاء ما أن جلس:.
,
, - أنا وافقت على الجنازة دي عشان خاطر صبا، هي ما عملتش حاجة عشان تزعقلها مش لازم تكسر بخاطرها زي ما دايما كاسر بخاطري
, قالها ليضع المفتاح يشغل محرك السيارة التفت رشيد برأسه ينظر لولده للحظات، فقط لو يعلم أنه لم يحب أحدا بقدره هو وشقيقته.
,
, على صعيد قريب في منزل وهدان تحديدا في غرفة عز الدين والد سهيلة، تجلس سهيلة على فراش والدها تبكي بهيستريا تتحرك للامام وللخلف تنوح تبكي تحاول كبح صرخاتها اقترب والدها منها يحاول تهدئتها قليلا لتصيح في وجهه باكية:
, - بابا عشان خاطري مش عايزة الجوازة دي وحياتي عندك لو بتحبني، أنا مش عايزة اتجوز الراجل دا، أنا حتى ما اعرفش اسمه اييييه، ازاي اهون عليك تعمل فيا كدة.
,
, تجمعت الدموع في عيني عز الدين ليضم طفلته لصدره يربط على رأسها لا يجد ما يقوله، أبعدها عنه يمسح دموعها برفق يحاول محاولة اخيرة يعرف انها في الاغلب بلا جدوي:
, - اهدي يا بنتي، أنا هنزل لجدك هحاول اخليه يأجل حتى الموضوع شوية يكون لقينا حل، بطلي انتي بس عياط عشان خاطري.
,
, حركت رأسها إيجابا بتلهف تمسح دموعها سريعا، ليتحرك عز الدين اتجه إلى أسفل حيث والده بينما اتجهت سهيلة إلى باب الغرفة تحاول استراق السمع تدعو أن ينجح والدها في ترقيق قلب جدها القاسي
, نزل عز الدين إلى أسفل ليجد المكان على اتم استعداد لعقد القران حتى المأذون قد حضر، والده والشهود وأخيه الخادمات يتحركن بكاسات العصير، بعض الطعام الفاخر يرتص على مائدة كبيرة، اتجه إلى والده يهمس له بخفوت:
, - ابوي ممكن كلمة.
,
, نظر وهدان لولده بحدة للحظات ليحرك رأسه إيجابا، صعد كل منهما إلى غرفة وهدان القريبة من غرفة عز الدين، ليقف الأخير امام والده يحاول متوسلا إثناءه عن رأيه:
, - يا ابوي أنا قبلت بحكمك، لما قولتي أنك ما عرفتش تقنع جوز مايا أن بنته هي اللي هتتجوز وأنه كان هيولعلكوا في السرايا، بس يا ابوي احب على يدك، نأجل الموضوع شوية، سهيلة عمالة تعيط حالها يقطع القلب.
,
, علت السخرية وجه وهدان، ينظر لولده للحظات متهكما ليدق بالعصي على الأرض بعنف يهتف بحدة:
, - وه عليك يا ابن وهدان عيشة البندر رققت قلبك خلته كيف الحريم، ما تبكي ولا تخبط دماغها في الحيط، العريس وابوه على وصول وأنت تقولي نأجل الموضوع عايزنا ننفضح في البلد، روح خلي بتك تجهز وما عايزش اسمع كلام ماسخ من ده تاني.
,
, قالها ليخرج من الغرفة بعنف بينما تهاوي عز الدين على فراش والده لا حول له ولا قوة، لا يجرؤ على عصيان اوامر والده
, قام سريعا متجها إلى غرفته يمسح دموعه، دخل إلى غرفته ليجد ابنته تنظر له متلهفة اعتصرت غصة عنيفة قلبه اخفي وجهه حزنه ليهتف بجمود:
, - اجهزي العريس قرب يوصل
, قالها ليغادر يغلق الباب خلفه لتتهاوي ارضا على ركبتيها وضعت يدها على قلبها تصرخ صرخة طويلة ذبيحة:
, - يااااااااااارب.
,
, كان يقف هو خارج الغرفة يستند بظهره على باب الغرفة المغلق، ازاح نظراته الطبية يسمح دمعته الحزينة يغمغم متألما:
, - سامحيني يا بنتي
, وصل العريس، عرفت تلك المعلومة من صون اعيرة النيران التي بدأت تتصاعد بقوة وصوت الزغاريد التي علا يشق المكان٣ نقطة
,
, في الأسفل دخل رشيد اولا ليتبعه جاسر، كان عز الدين في طريقه لأسفل لتتوسع عيني عز الدين ما ان رأي جاسر ليتجه اليه سريعا وقف امامه ينظر له مذهولا ابتسامة واسعة تشق شفتيه يسأله متلهفا:
, - هو إنت العريس
, قطب جاسر جبينه متعجبا ماذا يفعل عز الدين والد سهيلة حرك رأسه إيجابا ليجد عز الدين يعانقه بقوة سمعه يغمغم بصوت خفيض مرتاح:
, - الحمد لله يا رب الحمد لله، اللهم لك الحمد.
,
, ابتعد عن جاسر يمسك ذراعيه بين كفيه يشد على ذراعيه يخبره مترجيا:
, - سهيلة أمانة في رقبتك يا جاسر، أنا لحد قبل ما تيجي كنت مرعوب مين هسلمه بنتي، بس لما شوفتك خلاص اطمنت، سهيلة امانة بين ايديك، دي طيبة اوي و**** حافظ عليها يا ابني.
,
, توسعت عينيه في ذهول ينظر للواقف امامه مذهولا، سهيلة اذا هي العروس المنتظرة، القلقاسة هي العروس ابتسم شبح ابتسامة يحرك رأسه إيجابا، ليعانقه عز الدين من جديد وضع يده في يد عز الدين يردد خلف المأذون بذهن شارد يتمني، فقط يتمني الا تحمل شاهي بطفلا منه، انتهت اجراءات عقد القران بجملة المأذون « بارك **** لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، أمضي يا عريس ».
,
, نظر للحاضرين من حوله ليعاود النظر لعز الدين اقترب منه يهمس له في أذنه بصوت خفيض بضع كلمات ليبتسم عز الدين يحرك رأسه إيجابا، حمل الدفتر بين يديه اتجه إلى غرفة ابنته، وقف امامها وجهه خالي من الملامح وضع امامها الدفتر والقلم يغمغم بخفوت:
, - امضي يا سهيلة يلا العريس مستعجل.
,
, رفعت وجهها تنظر لوالدها، تترجاه بنظراتها ولكن للأسف وجدت وجه خالي من اي مشاعر، التقطت القلم تخط اسمها بأصابع مرتجفة، تودع جاسر من قلبها للأبد، نزل والدها غاب للحظات ليعود بعد قليل يحمل غطاء للرأس وضعه فوق ملابسها حرفيا كانت لا تري سوي صورة مشوشة غير ظاهرة الملامح، امسك والدها يدها يعقدها في ذراعه، ينزل بها إلى أسفل تتحرك مع حركة والدها نزلت لأسفل لتتعالي أصوات الزغاريد، نظرت لأسفل تنساي دموعها بصمت، لتري بصورة مشوشة وهي تنظر جلباب ابيض عباءة سوداء حذاء اسود يقترب منها بلعت لعابها خائفة لتخرج منها شهقة فزعة حين شعرت به يحملها بين ذراعيه، تلقائيا بحركة لا ارادية لفت ذراعيها حول عنقه خوفا من أن تسقط، تتسارعت دقات قلبها حين شعرت به يتحرك بها نحو الخارج إلى سيارته مال وهو يحملها يفتح بابها الخلفي ليضعها في السيارة ومن ثم جلس جوارها، يغلق الباب عليهم بقوة لتنتفض في جلستها تحاول الابتعاد عنه، ضمت كفيها تضعهم في جرحها تنظر ارضا تبكي بصمت تتسأل في نفسها خائفة لما لم ينطق ذلك الرجل بكلمة واحدة هل تزوجت من رجل أخرس، حقا لا يهم فهو ليس حبيبها بل هو قبر ستدفن فيه بقية عمرها، لم يكن الطريق طويلا فقط دقائق وشعرت بأن السيارة تقف، نزل منها لتفتح هي بابها الآخر ما كادت تنزل شعرت به يحملها مرة اخري بين ذراعيه، يتجه بها إلى داخل المنزل فتحت والدته الباب لتطلق الزغاريد العالية بينما صفقت صبا بحماس، أخذ هو طريقه إلى غرفته، ما كاد يدخلها سمع صوت وهدان يصدح من الأسفل وضع سهيلة في الغرفة ليغلق عليها باب الغرفة نزل لأسفل سريعا ليجد وهدان وخلفه ماهر ولده الكبير وبجانبهم عز الدين الذي يصيح غاضبا:.
,
, - ايه يا ابوي اللي بتقوله دا يلا نشمي٣ نقطة
, حرك وهدان رأسه نفيا يغمغم بحزم:
, - ما هنمشيش قبل ما الجوازة تتم، عشان الصلح يكمل دي عوايد من زمان
, وقف رشيد يراقب يبتسم ساخرا دون أن ينطق بكلمة ليتجه جاسر اليهم يشق الطريق وقف أمام وهدان مباشرة عقد ذراعيه امام صدره ابتسم يغمغم في حدة:.
,
, - بص يا حج وهدان، البنت الحلوة اللي فوق دي مراتي وأنا حر فيها، دا كان اتفقنا مجرد ما اكتب الكتاب تبقي مراتي، اكمل جوازنا ما اكملوش، اسقيها في شاي بلبن، مراتي وأنا حر فيها، شرفت يا حج وهدان، معلش اصلنا بنام بدري
, اشتعل وجه وهدان غاضبا ينظر لجاسر بحدة ليخرج من المنزل وخلفه ماهر، بينما ابتسم عز الدين لجاسر بامتنان، امسك يده يخبره مترجيا:
, - خلي بالك منها يا ابني عشان خاطري.
,
, ابتسم جاسر يحرك رأسه إيجابا ليرحل عز الدين مطمئنا على ابنته، اخذ جاسر طريقه إلى أعلي ليتوقف في منتصف الطريق، حين سمع صوت والده يهتف باسمه التفت فقط برأسه ينظر لوالده بجفاء ليجد رشيد يبتسم له ابتسامة صغيرة يقول:
, - مبروك يا ابني، أنا حقيقي فخور بيك
, ابتسم جاسر ساخرا دون ان ينطق بحرف ليأخذ طريقه إلى غرفته.
,
, بينما في الاعلي في غرفة جاسر تنظر أزاحت غطاء رأسها تنظر للغرفة حولها خائفة مرتعدة من الخوف من ذلك العريس الذي لم تري وجهه حتى كيف سيكون وجهه، كيف ستكون معاملته معها، هل سيأخذ حقه منها غصبا، مجرد الفكرة قتلتها خوفا، ارتعد نابضها حين سمعت صوت الباب ينفتح، رفعت وجهها تنظر لزوجها للمرة الاولي لتتوسع عينيها في صدمة، ذهول، دهشة، تحلم بالتأكيد تحلم، زوجها هو جاسر!
,
, لا تصدق فغرت فاهها تنظر له تغمض عينيها تفتحهما سريعا تتمني فقط الا يكن حلما شهقت مندهشة حين سمعته يغمغم بمرحه المعتاد:
, - و**** وبقيتي مراتي يا قلقاسة، قلقاسة وبسلة دا احنا هنعمل احلي طبق شوربة خضار
, لحظة اثنتان ثلاثة لتسقط ارضا فاقدة للوعي توسعت عينيه فزعا ليهرع اليها يغمغم دون وعي:
, - هار احوش الشوربة فارت، البت ماتت، يا مااااامااااا
, خلع عبائته التي تقطن فوق كتفيه يهرع اليها يحاول إيقظاها بلهفة:.
,
, - قلقاسة قصدي يا سهيلة فوقي يا بنتي
, هرعت شروق وخلفها رشيد إلى غرفة جاسر لتشهق شروق فزعا ما أن رأت العروس فاقدة للوعي، بينما نظر رشيد لابنه بحدة كأنه وغد دني حاول اغتصاب تلك البرئية، لاحظ جاسر نظرات والده ليصيح سريعا يدافع عن نفسه:
, - ايه يا حج بتبصلي كدة ليه، ما اغتصبتهاش و****، ما الحقش اساسا.
,
, اتجه رشيد ناحية سهيلة يمسك رسغ يده ليجد دقات قلبها منتظمة في معدلها الطبيعي فتح عينيها بأصابعه ينظر لمقلتيها، إلى حين احضرت له صبا حقيبته الطبية، اخرجت سماعته وبدأ بفحصها، ليدخل معداته إلى الحقيبة، نظر لوالده يهتف بهدوء:
, - مغمي عليها ما فيهاش حاجة فوقها واكلها، يلا يا شروق هاتي صبا وتعالي
, خرج من الغرفة لتتبعه زوجته وابنته بينما اقتربت هو من سهيلة الراقدة على الفراش مسح على شعرها يبتسم يآسا.
,
, نزلت إلى الحديقة تقف في جانب بعيد تستنشق هواء الليل البارد عله يطفئ نيران قلبها التي اشعلتها مكالمته القصيرة جدااا، تشعر بالغضب لما لا تعرف، هي فقط ثأئرة غاضبة، من هو ليتلاعب بمشاعرها والآن يتصل بها ماذا كان يريد، اجفلت تشهق حين شعرت باحدهم يلف ذراعيه حول خصرها من الخلف، يضع رأسه على كتفها يهمس بمرح باهت:
, - بوو، وحشتيني.
,
, اجفلت من حركته الجريئة تحاول الابتعاد عنه لتجده يشدد عليها بين ذراعيه يهمس لها بشغف:
, - انتي ليه على طول بتهربي من حضني، صدقيني أنا أسعد إنسان في الدنيا وأنا حاسس بيكي جوا قلبي مش بس جوا حضني
, ابتسم شبح ابتسامة باهتة لتستند برأسها على صدره تنظر للفراغ شاردة في القادم، هو ايضا شارد أيخبرها بحقيقة حسام ام لاء، تنهد يسند رأسه لكتفها حين سمعها تسأله بفضول:.
,
, - صحيح يا زيدان أنا عمري ما سألتك، هي مامتك فين، وليه سيبتها من زمان كدة؟!
,
, اخذ طريقه إلى غرفته شارد يفكر، كلمات شهد تدق في رأسه بعنف جملة واحدة تنخر رأسه كالرصاص
, « الظلم ظلمات يوم القيامة يا باشا »
, تنهد بألم ليتجه إلى غرفته، فتح بابها يبحث عنها ليجدها في الشرفة تقف تستند إلى سورها.
,
, تنظر لظلام الحديقة جوارها مشغل الاقراص المدمجة تسمع احدي الاغاني، اقترب منها ما كاد يدخل إلى الشرفة بدأت الأغنية لم يشعر بنفسه سوي وهو يجذبها شهقت بنعومة تلف ذراعيها حول عنقه ليلف ذراعيه حول خصرها يقربها منه للغاية يتمايل معها على ألحان الاغنية
, أصابك عشقٌ أم رميت بأسهم فما هذه إلا سجيّة مغرمِ
, ألا فاسقني كاسات وغني لي بذكر سُليمى والكمان ونغّم
, أيا داعياً بذكر العامرية أنني أغار عليها من فم المتكلم.
,
, أغار عليها من ثيابها إذا لبستها فوق جسم منعّم
, ليل يا ليل ليلي ليل يا ليل يا ليل
, يا ليل، يا ليل، يا ليل
, يا ليل، يا ليل، يا ليل، يا ليل
, أغار عليها من أبيها وأمها إذا حدثاها بالكلام المغمغمِ آه
, وأحسد كاسات تقبلن ثغرها إذا وضعتها موضع اللثم في الفم
, أغار عليها من أبيها وأمها إذا حدثاها بالكلام المغمغمِ آه
, وأحسد كاسات تقبلن ثغرها إذا وضعتها موضع اللثم في الفم.
,
, أغار عليها من أبيها وأمها إذا حدثاها بالكلام المغمغمِ آه
, وأحسد كاسات تقبلن ثغرها إذا وضعتها موضع اللثم في الفم
, ليل يا ليل، يا ليل، يا ليل، يا ليل، يا ليل
, آه، آه
, وضع رأسه على كتفها يشدد من عناقها يتحرك معها على كلمات الاغنية تنساب دمعة حزينة من عينيه، حين سمعها تهمس:
, - مالك يا خالد، فيك ايه يا حبيبي
, شدد من عناقها يدفن وجهه بين خصلات شعرها يهمس متألما:.
,
, - هقولك هحيلك كل حاجة بس اوعديني أنك مش هتسبيني ابدا أنا ما اقدرش اعيش من غيرك.
,
, أنا هتجوز: نطقها بهمس خافت علها لا تسمعها ولكنه حقا كان مخطئا سمع شهقتها الفزعة ابتعدت عنه تنظر له عينيها متسعتين من الصدمة تنظر له فزعة خائفة مرتعدة تعجز عن نطق كلمة واحدة فقط تحرك رأسها نفيا تنظر له ذاهلة يمزح بالطبع يمزح مزحة سخيفة كما اعتاد أن يضايقها، تجمعت شلالات الدموع تغشي زرقاء عينيها، نظرات ذبيحة مزقت قلبه لن يقدر ابدا على قتل قبلها بتلك الطريقة.
,
, البشعة، تراجع لم يملك سوي ذلك بروده جسدها وارتعاشه تحت يديه ارجف قلبه
, رسم ابتسامة واسعة على شفتيه يحاول أن يتحدث بمرح:
, - يا نهار ابيض ايه اللي حصل دا بهزر يا حبيبي بهزر
, لم تهدئ بالعكس انفجرت تشهق في بكاء عنيف
, ارتمت في صدره تلف ذراعيها حول عنقه تبكي وتتعالي شهقاتها العنيفة سمع صوتها المختنق تتحدث بصعوبة:
, - عشان خاطري ما تهزرش كدا تاني، أنا مش هقدر اعيش من غيرك، مش بعد السنين دي كلها عايزني اسيبك.
,
, قطب جبينه متفاجئا من جملتها الأخيرة، جملة افزعته ارجفت قلبه ابعدها عنه قليلا يحتضن وجهها بين كفيه يسألها مدهوشا:
, - تسبيني يعني ايه تسبيني مش فاهم
, حركت رأسها إيجابا تنهمر دموع عينيها ليحمر وجهها بالكامل من أثر بكائها العنيف، همست بتألم من بين شهقاتها:.
,
, - يعني أنا مش هستحمل يا خالد، مش هستحمل تجرح قلبي وكرامتي تاني، زمان كنت مريض واتعالجت، دلوقتي لو عملت كدة، هتطلقني يا خالد وعمري ما هرجع ليك تاني، حتى لو فيها موتي.
,
, بلع لعابه الجاف شعور بشع مؤلم يفتك بقلبه أثر كلماتها تلك، تتركه بعد كل تلك الأعوام لن يسمح لها، لم يؤذيها يكفي ما فعله قديما كان أبشع مما يكون في تعاملها معها وهي لأجله فقط تحملت والآن لن تتحمل ولها كامل الحق، هو نفسه لا يتخيل نفسه بين أحضان اخري، لو أراد الزواج لفعل ذلك منذ سنوات.
,
, على خلاف مع والدته منذ سنوات لرفضه القاطع من رغبتها بأن يتزوج باخري لينجب وهو يرفض رفض قاطع جعل والدته تغضب عليه وترفض المجئ للعيش في منزله حتى بعد وفاة والده ليأخذه عقله سريعا لذلك المشهد القصير الذي دار بينه وبين شهد
, - اتجوزني!
, كلمة واحدة نطقتها بهدوء تام زعزعت ثبات الجبل توسعت عينيه ينظر لها ذاهلا مصدوما عقله يعجز عن استيعاب ما قالته للتو، بلع لعابه يغمغم مدهوشا:.
,
, - اتجوزك!، بس أنا متجوز وبحب مراتي يا شهد، اطلبي اي حاجة تانية وأنا على اتم استعداد اني اعملها أنا عرضت عليكي ثروتي كلها
, هبت واقفة تنظر له بحقد كارهة لتعقد ذراعيها امام صدرها نظرت لحدقتيه بقوة تغمغم بهدوء تام:.
,
, - فلوسك ما تلزمنيش مش بتقول ندمان ومستعد تعوضني عن اللي فات، دا اللي عندي، الا عمري ما هسامحك ولما نقف أنا وانت يوم القيامة هاخد حقي منك على اللي عملته تالت ومتلت، الظلم ظلمات يوم القيامة يا باشا.
,
, ارتجف كيانه أثر كلماتها ارعدت قلبه ورغم ذلك احتفظ بهدوء ملامحه قام من مكانه بلع لعابه الجاف اقترب منها خطوة واحدة ينظر لها يحاول تخمين حتى فيما تفكر، لماذا تطلب ذلك الطلب الغريب، تريده أن يتجوزها بعد كله ما فعله بها هو حقا لا يفهم كيف تفكر او فيما تفكر، تنهد يردف في هدوء:
, - اديني وقت افكر
, ابتسمت نصف ابتسامة ساخرة يال سخرية القدر هي من تعرض وهو من يفكر رفعت كتفيها بلامبلاة تردف مبتسمة:.
,
, - براحتك خد الوقت اللي يعجبك، بس أعرف أني مش بغير كلامي ودا آخر اللي عندي، عن إذنك هروح اسخن الاكل اكيد جوعت
, قالتها لترحل من امامه تختفي داخل الشقة ليزفر أنفاسه الحارة الغاضبة يعنف نفسه ليته لم يشتهي ذلك الطعام
, عاد من شروده فجاءه ينظر للينا الساكنة بين ذراعيه تبكي بصمت ليمد كفي يده يمسح وجهها من الدموع مال يقبل جبينها يهمس لها مترفقا:.
,
, - يا بت بطلي عبط قولتلك كنت بهزر معاكي، خلاص مش ههزر تاني طيب، بس ما تقوليش اسيبك دي، عايزة تموتيني ناقص عمر يا ولية
, خرجت ضحكة خفيفة للغاية من بين شفتيها، تنظر له بعينيها الباكية ليقبل ما بين عينيها يتنهد في نفسه حائرا لا يجد حلا لتلك المعضلة
, يكاد يقسم أنها أصعب شئ مر في حياته٣ نقطة
,
, لم يشعر بنفسه سوي وهو يعتصر لينا بين ذراعيها يخفيها داخل صدره خائف من مجرد فكرة انها يمكن أن تتركه لتبلع لينا لعابها خائفة قلقة، اعتصار خالد لها بتلك الطريقة الغريبة ذكرها بطريقته القديمة حين كان يحتضنها بقيد جنونه ليس عشقه.
,
, طال الصمت لم تحصل على إجابة، جل ما حدث أنها شعرت بجسده يتصلب خلفها دقات قلبه تتسارع رجفة قوية عصفت بجسده، التفتت برأسها تنظر لوجهه ليغص قلبها ألما رأت في عينيه مزيج مؤلم من العذاب والغضب، انتفض شريان صدغه يطرق بعنف يخبر بشراسة أن صاحبه يحاول بإستماتة السيطرة على بركان غضبه بلعت لعابها متوترة من ردة فعله الغريبة بالنسبة لها، لتراه يلتهم الهواء بشراسة يأخذ نفسا قويا يليه الثاني والثالث والرابع وكأن نيران اضرمت في قلبه وهو يحاول إطفائها، اتجه بعينيها اليها ينظر لوجهه الساكن على صدره ترفعه قليلا لتري وجهه لتري غيوم سوادء تعكر مقلتيه، ابتسم نصف ابتسامة باهتة يغمغم:.
,
, - ما تجبيش سيرة الموضوع تاني، هحكيلك كل حاجة بس مش دلوقتي
, صحيح أن فضولها يكاد يقتلها لمعرفة الحقيقة ولكن ولكن ولكن زيدان بالفعل يبدو متألما حزينا من مجرد فكرة الحديث عن والدته!
,
, ابتسمت متوترة تحرك رأسها إيجابا، كحركة مواسية مشفقة مدت يدها تضعها فوق يده التي تحاوط خصرها تربط على كفه برفق ليزداد الأمر سوءا دقات قلب زيدان تسارعت بشكل مخيف، تشعر بحرارة لاهبة تخرج من جسده تحرق جسدها، بلعت لعابها الجاف تنظر له متوترة خائفة ارتجفت حدقتيها تحاول أن تقول شيئا ما ليخرج صوتها مبعثر غير متزن:
, - عععلي فكرة أنا اخترت فستان الفرح عايز تشوفه، هاااااااا.
,
, شهقة قوية خرجت من بين شفتيها حين جذبها دون سابق إنذار خلفه لركن بعيد مظلم في الحديقة تسارعت دقات قلبها تنظر له فزعة تفكر في اسوء الاحتمالات على الاطلاق، نظرت لعينيه من خلال الإضاءة الخافتة القادمة من الحديقة لتري نيران عشقها تتوهج في زرقاءه، لتبتسم رغما عنها ابتسامة صغيرة ماكرة، رفعت يديها تحاوط بها عنقها
, تسبل عينيها بدلال مردفة:
, - انتي بتحبني يا زيزو.
,
, بلع لعابه الجاف كصحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء لعنة عشقه أمامه تتدلل عليه، حرك رأسه ايجابا كالمغيب منوم مغناطيسيا، لتقرب رأسها من أذنه تهمس بصوت خفيض مغوي:
, - جايبني هنا ليه
, ابتعد بوجهه عنها قليلا ينظر لحدقتيها الماكرة، هو يعرف انها تزيف ذلك الدلال، تريد أن تفعل به أحد مقالبها القديمة لم تغير اسلوبها منذ أن كانت طفلة وهو دوما يجاريها، مال برأسه ناحية اذنها يهمس بخبث:.
,
, - عشان اخطفك واهرب بيكي لمكان بعيد فوق السحاب على بساط علاء الدين، بساط الريح، فاكرة يا أميرة
, ابتعدت عنه لتبعد تلك الشخصية الماكرة التي تتصعنها لتفعل به أحد مقالبها السخيفة، ليكسو الحنين مقلتيها يمر أمام عينيها مشهد لها هي وزيدان ووالدها تجلس فوق قطعة سجاد صغيرة ووالدها يحمل من ناحية وزيدان من الأخري يحملناها كأنها تطير فوق السحاب صوت ضحكاتها يملئ المكان وهي تردد:.
,
, - أنا الاميرة ياسمين فوق بساط علاء الدين وزمزوم هو الجني
, بضع دمعات خفيفة شقت عينيها تسبح فوق سطح مقلتيها تنظر له تبكي على ذكريات تدمرت باتت رفات تحمله الرياح لأرض الخراب، ليمسح هو دموعها ابتسم يغمغم بمرح باهت:
, - يعني أنا جايبك هنا بعيد عن ابوكي اللي بيراقب كل نفس عشان عايز قلة أدب بصراحة، أنا راجل صريح، تقومي معيطة، نكدتي عليا يا شيخة، منك لله أنا هروح آكل.
,
, ابتعد عنها متجها ناحية الفيلا يصيح بصوت عالي مضحك:
, - مااااااماااا عاملة طبيخ ايه النهاردة.
,
, احضر زجاجة عطره الثمينة هدية لينا شقيقته في عيد ميلاده السابق ذات الرائحة النفاذة تذكر يومها أنه أخبرها وهو يضحك كعادته المرحة:
, - دي ريحيتها احلي من حياتي
, ابتسم بضع رشات على يده يقربها من أنفها علها تستفيق، هو حقا لا يفهم لما فقدت الوعي هل رأت شبحا، تنهد حين رآها تتأوه تحاول فتح مقلتيها، لحظات وفتحت عينيها ابتسم بينما قطبت هي جبينها تنظر له متعجبة للحظات لم يكن حلما
, تزوجت جاسر!
,
, عند تلك النقطة هبت جالسة على الفراش تنظر لها عينيها متسعتين بذهول تفغر فاهها بدهشة
, تزوجت من من أحبت، لا تصدق أن القدر ابتسم لها بتلك الطريقة أسعد قلبها، رمم روحها الخائفة، صدمة عقدت لسانها عن نطق ولو حرف واحد فقط تجمعت الدموع في عينيها تنساب على خدها ليهرع قلبه قلقا من حالتها يسألها بتلهف:
, - سهيلة مالك بتعيطي ليه، يا بنتي دا أنا عريس لقطة ألف مين تتمناني، انتي بس مش مقدرة قيمتي.
,
, رغبت بشدة ان تخبرها بأنها اول من تمنته في حياتها وانها تعشقه كما لم تحب احدااا من قبل
, ولكن تشعر بلسانها يعجز حتى عن الحركة
, ليحمحم هو حرجا اقترب منها يمسك كف يدها يحدثها برفق:.
,
, - بصي يا سهيلة أنا عارف إن فكرة جوازك بالطريقة دي طبعا مضايقك، وخصوصا لما يطلع العريس أخو صاحبتك اللي متربية معاه زي اخوكي، وممكن كمان تكوني معجبة بحد تاني وارد، فأنا بقترح عليكي نتجوز شهرين تلاثة على الورق ونتطلق، بس بطلي عياط و**** أنا فاهم ومقدر حالتك كويس، انتي زي لينا يا سهلية أن كنا بنتخانق وبنتقانر دا من باب الهزار أنما ما يخلنيش افرض نفسي عليكي بأي شكل من الأشكال.
,
, تجمدت الدموع في مقلتيها تنظر له مصدومة أحمق تقسم انها تزوجت من رجل أحمق كيف بعد كل ما قاله تخبره أنها تحبه تعشقه، دموعها ليست سوي دموع فرحة مصدومة من شدة فرحتها، أخوة هي على وشك أن تتحرش به من الأساس، لم تري في حياتها من هو اوسم منه يكفي روحه المرحة ابتسامته التي لا تفارق شفتيه، حنانه الدافئ الذي يغمر به شقيقته، ماذا تقول حقا لا تعلم لن تتنازل عن كرامتها وتخبره بأنها تحبه بعد ما قاله فقط حركت رأسها إيجابا تنظر أرضا ليبتسم هو برفق يربت على رأسها بكفه يردف:.
,
, - قومي غيري الكوشة اللي انتي لابساها كل دا فستان، وتعالي يلا عشان ناكل
, ابتسمت شبح ابتسامة باهتة لتحرك رأسها إيجابا نزلت من الفراش تأخذ حقيبتها متجهه ناحية مرحاض الغرفة، دخلته تغلق الباب خلفها، ليدق هاتفه في ذلك الوقت التقطه ليجد رقم زوج عمته الذي سجله باسم
, « باشا مصر »
, فتح الخط سريعا يضع الهاتف على أذنه يغمغم بمرح:
, - عمي حبيبي وجد عيالي، دا التليفون بيزغرط من الفرحة.
,
, لحظات وسمع صوت خالد يتمتم ببرود كعادته:
, - بس يا حيوان، أنا كنت متصل بيك ليه، آه مبروك يا عريس، ابوك قالي أن كتب كتابك كان النهاردة، مش قولتلك هتعجبك العروسة
, ابتسم جاسر يزفر انفاسه المختنقة يغمغم حائرا:
, - و**** يا عمي ما عارف أنا فرحان ولا زعلان، مش عارف٣ نقطة
, جلست على الفراش يسند يسراه إلى فخذه بينما يمناه تقبض على الهاتف ليسمع خالد بعد لحظات يتمتم في هدوء ساخر:.
,
, - من امتي وأنت بتعرف حاجة يا جينيس العيلة أنت، خلينا في المهم، هتعمل فرح ولا لاء، فرح لينا وزيدان آخر الاسبوع لو هتعمل قولي اعمل حسابك معاهم
, قطب جبينه للحظات يفكر سهيلة من حقها أن يقام لها زفاف مثلها مثل غيرها من الفتيات لا ذنب لها بأنها تزوجت في ظرف كهذا، حرك رأسه ايجابا يتمتم بهدوء:
, - ماشي هعمل فرح سهيلة من حقها تفرح هي مالهاش ذنب.
,
, ابتسم خالد ابتسامة صغيرة لم يرها جاسر من خلال الهاتف بالطبع، ليردف مبتسما:
, - ماشي يا سيدي فرحك إنت وسهيلة عليا يلا أدينا بنزكي عن صحتنا، غور بقي شوف ليلتك، موكوس وهيفضحنا أنا عارف
, اغلق خالد الخط في وجه جاسر ليضحك الأخير يقهقه عاليا بخفة، خرجت سهيلة في تلك الاثناء بعد أن بدلت ملابسها عينيها منتفخة حمراء من البكاء، اعتصر قلبه غصه مؤلمة اثر رؤيتها حمحم يسألها بحنو:
, - مش هتاكلي.
,
, حركت رأسها تتحاشي بكل السبل النظر إليها، اتجهت ناحية الفراش جلسة عليه تغمغم بخفوت:
, - لاء عايزة أنام، هو إنت هتنام فين
, فسر جملتها على أنها تخشي النوم جواره قام يلتقط وسادة واحدي اغطية الفراش نظر لها ليقول مبتسما:
, - ما تقلقيش أنا هنام على الكنبة اللي هناك دي، متعود انام عليها في الصيف، تصبحي على خير
, اتجه إلى الاريكة القي الوسادة يتسطح عليها وضع ذراعه خلف رأسه ينظر لسقف الحجرة يغمغم مبتسما يردف بغرور:.
,
, - انتي عارفة يا سهيلة انتي اكتر انسانة محظوظة فئ الدنيا صدقيني حقيقي كفاية أنك اتجوزتيني، تخيلي كدة كان طلع العريس عتريس في نفسه، اللي هو بتاع عتريس محكم رأسه وحالف ما اخرج تاني من الدار دا، يا اختي عليكي كان زمانوا مديكي بالبتاعة دي اسمها ايه، آه بالمركوب على وشك، شوفي حظك بقي أنا بلبس كوتشيهات
, هيييح اهم حاجة في الدنيا دي التواضع، أنا هنام بقي، غدا القاكي يا سعددددية لا سوري دا فيلم تاني.
,
, صمت تماما بعد ذلك بينما كانت تختبئ هي تحت غطاء الفراش تضع يدها على فمها تكبح ضحكاتها تنساب دموعها الحزينة تتزامن مع ضحكاتها السعيدة لا تعرف أتحزن أم تفرح.
,
, اغلق الخط مع جاسر، ليدخل من الشرفة إلى الغرفة يبحث عن زوجته، سمع صوت المياة قادمة من المرحاض يبتسم يآسا زوجته عاشقة للنظافة
, تحرك يخرج من الغرفة يبحث عن ابنته، ليسمع صوت ضحكات قادمة من اسفل تأجحت مقلتيه غضبا، نزل لأسفل ليجد زيدان ولينا كل منهما يحمل زجاجة « كاتشب » يرش منها على طعام الآخر قصرا، وقف بالقرب منهم يربع ذراعيه امام صدره يتمتم ساخرا:.
,
, - هترشوا على بعض دقيق امتي ابقي هاتلها ورد يا ابراهيم
, توقف كلاهما عن الحركة ينظر كل منهما للآخر ليتقدم خالد منهم وقف امام زيدان يغمغم ساخرا:
, - البيه بيعمل ايه هنا
, بلع زيدان ما في فمه ينظر لخاله يبتسم ببراءة اشار لنفسه يتمتم ببراءة *** صغير:
, - أنا، باكل
, تجهم وجه خالد غضبا من التصاق مقعد لينا بمقعد زيدان بذلك الشكل ليقترب منها يجذب مقعدها بعيدا عن مقعد الأخير يبعده عنه ابتسم يردف ساخرا:.
,
, - وماطفحتش في بيتكوا ليه، حد قالك اننا فاتحنها سبيل
, ابتسم زيدان في خبث ليستند بساعده الايمن على الطاولة بسط راحته بسند ذقنه عليها يتمتم في مكر:
, - ابدا اصل لينا مراتي حبيبتي أم عيالي إن شاء **** مسكت فيا وحلفت اني لازم اتعشي قبل ما امشي يرضيك يعني اكسر بخاطرها.
,
, احمرت عيني خالد ينظر لابنته ولذلك الفتي بشر يكاد يحرقهم، كان يقف في المنتصف بين ابنته وزيدان امسك رأس كل منهما يغمسه في طبق الحساء أمامه يغمغم متهكما:
, - بالهنا والشفا يا حبايب بابا٣ نقطة
, تركهم وخرج من غرفة الطعام ليجد حمزة يدخل من باب الفيلا يحمل العديد من الحقائب اقترب خالد منه يسأله قلقا:
, - ايه يا عم قلقتني عليك كنت فين طول النهار وايه كل دا
, ابتسم حمزة بحرج يحاول إخفاء توتره ليقول بهدوء:.
,
, - ابدا روحت الشركة عندك وبعدين لفيت شوية في البلد وروحت عند ماما، حاول و**** اقنعها يا خالد تيجي تعيش معاك زي ما قولتلي بردوا رافضة رفض قاطع، اطمنت عليها وفضلت معاها لحد ما نامت وجيت
, نظر خالد إلى الحقائب يرفع حاجبه الايسر ليعاود النظر لحمزة كأنه يقول له اكمل بقية الاجابة حمحم حمزة بتوتر يردف:
, - دي لعب وهدايا جايبهم لخالد الصغير وسيلا.
,
, هل يخبره أن بينهم هدية صغيرة لدرته الغالية لا ربما لا يجب أن يعلم أخيه، ابتسم خالد يقترب من حمزة يربط على كتفه يردف:
, - ومالوا ما انت زي جدو خالد بردوا، اعتقد لسه ما ناموش الحقهم بقي قبل ما يناموا
, ابتسم حمزة يتنهد مرتاحا حمد لله أن أخيه لم يكتشف توتره، او ربما اكتشف ولم يظهر!
,
, قبض على الحقائب متجها لاعلي لغرفة بدور اقترب من الغرفة ليسمع صوتها كالعادة تكاد تبكي من بكاء صغيرتها، ابتسم ليقترب يدق على باب الغرفة لحظات وفتحت بدور تنظر له مستفهمة، ليبتسم هو متوترا كأنه فتي مراهق، وضع الحقائب جوار باب الغرفة من الداخل يقول مرتبكا:
, - دول لعب لخالد الصغير وسيلا٣ نقطة
,
, ابتسمت بدور بحرج لا تجد ما تقوله خاصة وأن تلك الصغيرة الساكنة فوق ذراعها تشب بعنف ناحية حمزة تمد يديها الصغيرة اليه تريده أن يحملها، لم تري ابنتها ابدا تتلهف لأن يحملها أحد مهما كان، سيلا كانت تخاف من والدها نفسه لأنه يصرخ عليها دائما، حتى خالد بحنانه الفائض عليها كانت دوما تخاف أن تذهب إليه، لما الآن تتلهف لأن يحملها ذلك الغريب، وجدت حمزة يقترب يحمل الصغيرة منها لتضحك الاخيرة بقوة تحاول لف ذراعيها الصغيرين حول عنقه لتبتسم بدور بحنو على تلك الصورة، اجفلت على جملة حمزة:.
,
, - ما تخافيش عليها، سيلا هتنام في حضني.
,
, رفعت وجهها تنظر اليه لتجد ابتسامة دافئة لفت كيانها، اشعرتها بالأمان حركت رأسها إيجابا تلقائيا ليأخذ حمزة سيلا متجها إلى غرفته بينما اخذت هي الحقائب تشاهد ما فيهم بدافع الفضول ألعاب الكثير والكثير من الالعاب الباهظة بين تلك الحقائب حقيبة صغيرة للهدايا قطبت جبينها، تفتحها لتجد علبة رفيعة مستطيلة سوداء من الخارج، قطبت جبينها تفتحها لتتوسع عينيها في ذهول حين رأت ما بالداخل، سوار يد من الذهب منقوش عليه اسم « درة » الاسم منحوت بشكل يسلب الانفاس اخرجته من علبته تنظر له عن كثب للحظات لتقطب جبينها متعجبة لما يحضر لها شقيق والدها هدية هكذه.
,
, الأيام التالية هي تلك الأيام التي تسبق اي زفاف تشعر بها سريعة تمر كالبرق، كل منهم منشغل بتحضيرات الزفاف الكثير والكثير من الأمور يجب أن تنتهي٣ نقطة
,
, خلال تلك الايام رأي خالد حسام مصادفة حين ذهب للينا في المستشفى، ابتسم بفخر ما أن رآه بمئزره الابيض الطبي يقف بين مجموعة من الاطباء يتحدث بطلاقة اسعدته هو، شعور رائع احتل قلبه، ليقترب منه، استأذن الواقفين ليبقي خالد وحسام فقط ابتسم خالد ابتسامة صغيرة يدس يديه في جيبي بنطاله يقول مبتسما:
, - آخر الاسبوع فرح لينا وزيدان
, نظر حسام لخالد بجفاء ليدس هو الآخر يديه في جيبي بنطاله يغمغم بقسوة:.
,
, - أنا إن كنت هاجي الفرح دا فأنا هاجي عشان خاطر زيدان صاحبي مش عشانك، عن إذنك يا باشا٣ نقطة
, ثم تركه وغادر، اليوم، هو اليوم الموعود.
,
, زفاف لينا وزيدان بعد طول انتظار ستصبح زوجته حبيبته بين أحضانه في غرفة لينا وقفت لينا وابنتها ومعهم سهيلة ومايا يتضاحكون، ليدق باب الغرفة، اتجهت لينا الشريف لتفتح الباب لتظهر فتاة صغيرة في العشرينات تقريبا جوارها سيدة ترتدي ****، رفعت السيدة ال**** عن وجهها المبتسم لتتسع ابتسامة لينا تقول بفرحة:
, - رؤؤؤي!
,
, في الأسفل يقف في الحديقة يشرف بنفسه هو وحمزة ورشيد على تجهيزات الزفاف، التفت خلفه حين وقفت سيارة دفع رباعية سوداء نزل قطب جبينه ينظر متعجبا لمن ينزل لترتسم ابتسامة واسعة على شفتيه، حين نزل ذلك الرجل بحلته السوداء الفاخرة قميصه الاسود خصلات شعره ما بين الاسود وبعض الخصلات البيضاء، خلع نظراته لتظهر عينيه الرمادية، اقترب خالد منه يقول مرحبا:
, - شيطان الاقتصاد بنفسه، جاسر مهران!

الجزء التاسع والعشرون


في الأسفل يقف في الحديقة يشرف بنفسه هو وحمزة ورشيد علي تجهيزات الزفاف ٣ نقطة التفت خلفه حين وقفت سيارة دفع رباعية سوداء نزل قطب جبينه ينظر متعجبا لمن ينزل لترتسم ابتسامة واسعة علي شفتيه ٣ نقطة حين نزل ذلك الرجل بحلته السوداء الفاخرة قميصه الاسود خصلات شعره ما بين الاسود وبعض الخصلات البيضاء ٣ نقطة خلع نظراته لتظهر عينيه الرمادية ٣ نقطة اقترب خالد منه يقول مرحبا :
, - شيطان الاقتصاد بنفسه ٣ نقطة جاسر مهران ٣ علامة التعجب
,
, ابتسم جاسر ابتسامة صغيرة هادئة ليقترب من خالد يعانقه ربط خالد علي كتفه يقول مبتسما :
, - واحشني و**** يا جاسر ٣ نقطة كويس أنك جيت دلوقتي
,
, ابتعد جاسر عنه يقول مبتسما في حبور :
, - رؤي أصرت اننا نيجي دلوقتي عشان تكون مع المدام والعروسة ٣ نقطة قولي الدنيا مظبطة ناقص اي حاجة رجالتي تحت امرك
,
, ابتسم خالد يحرك رأسه نفيا ليأخذ بيده يتحرك به ناحية الجمع الصغير يعرفه عليهم :
, - لا يا سيدي مش ناقص بس تعالا اعرفك علي العيلة
,
, اقترب منهم يعرف كل منهم علي الآخر :
, - دا حمزة اخويا التؤام ٣ نقطة دا رشيد ابو جاسر العريس التاني ما النهاردة فرحين ٣ نقطة قولي صحيح الواد رعد فين
,
, تجهم وجه جاسر اختفت ابتسامته ليتنهد حانقا يهمس بصوت خفيض :
, - متلقح في الشركة هيجي بليل ٣ نقطة سايبة يعمل اي حاجة عدلة في حياته
,
, نظر خالد لجاسر في حدة ليأخذه بعيدا عن الجمع وقف امامه يهمس له بحدة :
, - أنت شادد علي الواد جامد يا جاسر ودا غلط ٣ نقطة اللي بتعملوا دا هيجيب نتيجة عكسية ابنك ما شاء **** عليه شاب ناجح ومحترم .. ليه علي طول بتعامله كدة
,
, تنهد جاسر حائرا لا يعرف ماذا يقول عذرا أنا فقط مرتعد من أن يصبح نسخة مني حين كنت فتي بلا أدني أخلاق بلع لعابه يحاول تبرير ما يفعل :
, - أنا خايف يا خالد أنا كنت إنسان وحش أوي زمان ٣ نقطة خايف ليبقي نسخة من مسخ ٣ نقطة
,
, تنهد خالد حانقا علي ما يفعل ذلك الاحمق ابتسم نصف ابتسامة يقول باقتضاب :
, - اللي إنت بتعملوا ده هو اللي هيخيله فعلا مسخ ٣ نقطة اهدي علي الواد شوية مش كدة ٣ نقطة تعالا يلا نشرب حاجة
,
, في الأعلي
, توسعت ابتسامة لينا ما أن رأت تلك الواقفة لتسارع بضمها بقوة تتمتم بسعادة :
, - رؤي حبيبتي وحشاني اوووي ٣ نقطة حقيقي مبسوطة اوي انك جيتي تعالي ادخلي .. ادخلي يا جوري
,
, اخذت لينا يد رؤي وجوري لداخل الغرفة تعرفهم علي البقية بابتسامة واسعة :
, - دي طنط رؤي ودي جوري بنتها .. دي لينا العروسة طبعا عرفاها .. سهيلة صاحبتها والعروسة بردوا ٣ نقطة مايا بنت عم لينا وشروق مامت جاسر عريس سهيلة
,
, رحبت رؤي بهم ببشاشتها المعهودة .. تطيل النظر الي تلك الصغيرة مايا التي تقف أمام المراءة تقيس فستان زفافها لتقترب من لينا تهمس لها بخفوت :
, - بقولك يا لينا هي مايا متجوزة ولا مخطوبة
,
, نظرت لينا لمايا تبتسم بحنو لتعاود النظر لرؤي تحرك رأسها نفيا ، فاتسعت ابتسامة رؤي تنظر لبراءة الفتاة المرتسمة علي قسمات وجهها الظاهرة من لمعة عينيها تعقد في نفسها أمرا
,
, علي صعيد آخر جوارهم في الشرفة تقف سهيلة ولينا ٣ نقطةكل منهن تضع قناع للبشرة غريب الشكل علي وجهها ٣ نقطة التفت سهيلة للينا شدت علي اسنانها تهمس مغتاظة :
, - اخوكي دا حمار اقسم ب**** ما بيفهم ٣ نقطة دا أنا اقوله بحبك يا حمار ٣ نقطة اتحرش بيه يعني ٣ نقطة كل اللي علي لسانه انتي زي لينا .. يا اخي يخربيت اللي تحبك ٣ نقطة لاء والا اللي حصل تاني يوم جوازنا
,
, Flash back
,
, فتحت عينيها صباحا انتفصت جالسة تفرك جبينها تنظر حولها تقطب جبينها متعجبة لحظات وبدأت احداث الليلة الماضية تمر بشكل سريع أمام عينيها شخصت عينيها ذاهلة لتنظر تجاه الاريكة سريعا وضعت يدها تكبح شهقتها المذهولة جاسر هنا نائم ٣ نقطة لم يكن حلما إذا ٣ نقطة توسعت ابتسامتها تنظر له بابتسامة بلهاء عاشقة ٤ نقطة اندثرت شيئا فشئ حتي اختفت تماما ٣ نقطة حين تذكرت كلماته بالأمس لا تلومه ٤ نقطةعريس يجد زوجته تبكي بتلك الطريقة ليلة زفافهم بالطبع سيتفهم الوضع بشكل خاطئ ٤ نقطة لم تمنع ساقيها حين تحركت متجهه إليه جثت علي ركبتيها جواره أرضا مدت يدها برفق تغوص بها بين خصلات شعره الأسود الكثيف تلتهم عينيها كل جزء من قسمات وجهه قلبها دق طبول حرب عشقه الكامن فيه ٣ نقطة ابتسمت تهمس بصوت خفيض عاشق :
, - مش مصدقة ٣ نقطة حاسة اني بحلم ٣ نقطة أنت عارف أنا دعيت قد ايه أنك تكون من نصيبي ٣ نقطة طب عارف أنا بحبك قد ايه ٤ نقطة بحب حنيتك وطبيتك وخفة دمك حتل كلامك ٣ نقطة عارف أنا احيانا ساعات يعني كنت بغير عليك من لينا خصوصا لما كنت بتحضنها كان نفسي اوي تكون بتحضني أنا ٣ نقطةأنا بحبك اوي يا جاسر
,
, اجفلت علي صوت رنين هاتفه لتشهق مفزوعة هرولت ناحية فراشها سريعا كأنها تستيقظ من النوم الآن نظرت له لتجده يتأفف حانقا فئ نومه مد يده يلتقط هاتفه بنصف عين مفتوحة بصعوبة فتح الخط يجيب ناعسا :
, - أيوة مين علي الصبح آه .. خير يا زيدان ٣ نقطة
, خرجت منه ضحكة خافتة ليتثأب ناعسا انتصف يجلس يحرك عظام رقبته اليابسة يقول مبتسما بخفة :
, - **** يبارك فيك يا سيدي مردودلك في الأفراح ٣ نقطة سلام
,
, اغلق الخط يمد يده يمسد رقبته برفق ليلتفت لها حين سألته متعجبة :
, - مين بيتصل علي الصبح كدة
, ابتسم يتحرك من مكانه جلس أمامها علي الفراش يقول مبتسما :
, - دا زيدان بيرخم ٣ نقطة صباح الخير
,
, ابتسمت خجلة تنظر ارضا تحرك رأسها إيجابا تهمس متلعثمة :
, - صباح النور ٣ نقطة علي فكرة أنا عايزة اقولك حاجة
, رفعت وجهها اليه لتراه ينظر لها يبتسم كأنها يشجعها ان تكمل عقد ذراعيه امام صدره يحرك رأسه إيجابا يحثها علي الاكمال لتبلع لعابها تهمس متوترة :
, - علي فكرة ٣ نقطة ااانا ما كنتش بعيط عشان خايفة منك او يعني أنا بس كنت خايفة ليطلع حد يأذيني إنت فاهمني بس لما شوفتك اطمنت ٤ نقطة بس من التوتر والخوف اللي كنت فيه ما عرفتش أوقف دموعي
,
, نظرت لمقلتيه لتجده يبتسم حرك رأسه إيجابا ليحتضن وجهها يين كفيه يقرص وجنتها برفق يقول مبتسما :
, - لازم تتطمني يا قلقاسة انتي ٣ نقطة اخوكي اللي مربيكي ٣ نقطة تخافي ازاي لما تشوفيه
,
, تجهم وجهها تنظر له حانقة مغتاظة أهو أحمق غبي لتلك الدرجة ٣ نقطةكيف تخبره انها تحبه ماذا تفعل ٣ نقطة هل تقولها له صريحة جاسر أنا أحبك قالتها وهو نائم ولكنها حقا لا تمتلك الجراءة لتقولها أمام عينيه ٣ نقطة مر اليوم بمباركات من الجميع مساءا قررت إيصال فكرة أنها لا ترفضه بشكل غير مباشر ومباشر في الوقت ذاته ٤ نقطة اخذت منامة منزلية قصيرة بحملتين رفيعتين ٣ نقطة تصل لقرب ركبتيها ٣ نقطة وقفت امام مرآه المرحاض تشجع نفسها علي تلك الخطوة ٣ نقطة وجنتيها تشعان احمرار من الارتباك والخوف والخجل .. بلعت لعابها تخرج من المرحاض تجلس علي الأريكة تعبث في هاتفها وكأنها لم تفعل شيئا ٣ نقطة دقائق ودخل جاسر الي الغرفة التفت اليها لتشخص عينيه في ذهول ينظر لها متعجبا مدهوشا ٤ نقطة متي أصبحت سهيلة بكل هذا الجمال ٣ نقطة بلع لعابه يشيح بوجهه بعيدا عنها يستغفر بصوت خفيض ليتجه سريعا ناحية الفراش حمل الغطاء من عليه يلقيه فوقها حمحم يقول مرتبكا :
, - سهيلة أنا عارف إن من حقك تلبسي اللي انتي عيزاه جوا اوضة نومك بس راعي انك عايشة مع بني آدم لحم ودم ٤ نقطة
, اكمل يضحك بخفة متوترا :
, - يرضيكي يعني اغتصبك يا قلقاسة انتي
,
, قالها ليتجه الي المرحاض ليبدل ملابسه لتنظر في اثره تفغر فاهها بذهول مما فعل
, Back
, قلبت عينيها تقلده ساخرة :
, - انا بني آدم من لحم ودم وممكن اغتصبك ٣ نقطةيا عم انا قولتلك لاء ٣ نقطة اخوكي دا لوح تلج
,
, تعالت ضحكات لينا علي غيظ صديقتها من أفعال شقيقها سعيدة للغاية لاجلهما ٣ نقطة جاسر يظن أنه يظلم سهيلة بزواجه منها يظن أنها ممكن أن تكون تحب آخر ٣ نقطة عليه اذا ان يعرف الحقيقة
, نظرت لصديقتها تقول مبتسمة :
, - سيبك من جاسر دلوقتي وتعالي نكمل اللبس عشان نلحق نخلص الميكب ارتست علي وصول
,
, في مرحاض غرفة لينا تقف تنظر لانعاكس صورتها في المرآه باتت تراه قليلا بل أقل القليل تشعر بأنه يتهرب منها يبتعد عنها ٤ نقطةتنهدت تتذكر حين استيقظت في صباح اليوم التالي وجدت نفسها غافية بين أحضان آخر ما تتذكره أنها كانت تضع رأسها علي فخذه وهو جالس ليربط علي رأسها بيده يسرح خصلات شعرها بحنو لتتمتم ناعسة :
, - أنا بحبك اوي يا أدهم
,
, حين استيقظت كان لا يزال جوارها وهي بين أحضانه ربما غفي رغما عنه ٣ نقطة رفعت وجهها تمد يدها تتلمس لحيته النامية لترتسم شبح ابتسامة صغيرة علي شفتيها تنهدت تقول شاردة :
, - واضح أن مش صاحبك بس هو المجنون يا أدهم
, اطالت النظر لوجهه تبتسم كيف تخبره انها تعرف منذ زمن ٣ نقطة منذ أعوام أنه ليس شقيقها كانت دائما تشعر بأن هناك حاجز بينهما نظراته الغريبة ٣ نقطة غيرته المبالغ فيها ٤ نقطة قلب المنتفض بين اضلاعه ٣ نقطة اهتمامه الذي يلف قلبها به ٤ نقطة يظنها مدللة بلهاء ولا تعرف يظنها فقط حمقاء تفعل ما تفعل بعفوية ٣ نقطة لا يعرف انها نصيحة صديقتها سوزي ذات الخبرة العالية في علاقات الحب حين اخبرتها مايا مرتبكة :
, - بقولك يا سوزي لينا بنت عمي بابا متبني ولد عشان يبقي اخوها ٣ نقطة بس هي عارفة من مدة طويلة أنه مش اخوها ٣ نقطة وبصراحة يعني هي حاسة أنه معجب بيها وهي كمان بتحش ناحيته حاجة غريبة ٤ نقطة فسألتني بس أنا بصراحة ما عرفتش اقولها ايه قولت اسألك يمكن تعرفي
,
, ابتسمت تلك الفتاة ذات الشعر الأحمر المجعد لتمضع علكة فمها تنفخها بالون لفت خصلة حول اصبعها تتمتم بمكر :
, - أنا اقولك تقوليلها تعمل ايه ٣ نقطة بصي يا ستي ..لو حاسة أنه معجب بيها بس متردد خليه ينفجر ٣ نقطةمن اللي هتعمله
,
, تنهدت تنظر له متألمة ما تفعله بالكامل هو انها تنفذ نصائح صديقتها ذات الخبرة علها ينفجر ويصيح بما في قلبه ولكن أدهم قلبه كصخر عنيد لا يلين برصاص ولا قنابل ٣ نقطة فقط بركان العشق قادر علي اذابة صخور قلبه ٤ نقطة لحظات وشعرت به يستيقظ لتغمض عينيها سريعا تتصنع النوم ٣ نقطة لتشعر به ينتفض من جوارها كمن صعقه الكهربا يتمتم فزعا صوته مرتجف متألم :
, - يا نهارك مش فايت يا أدهم ايه اللي أنا نيلته دا ٤ نقطة أنا ازاي انام جنبها ٣ نقطة ارحميني بقي يا مايا لا عارف ابعد عنك ولا عارف اقرب منك
,
, قالها لتسمع صوت خطواته تبتعد عنها صوت الباب انفتح واغلق لتفتح عينيها بقدر بسيط ادمعت عينيها تبكي في صمت
,
, Back
, عادت من ذكراها تدمع عينيها تنظر لانعاكسها الباكي بعد تلك الليلة بات تعامل أدهم معها شبه معدوم لا تراه سوي لحظات ٣ نقطة يتجنبها بأي شكل كان ٤ نقطة ملئت كفيها بالمياة تصفع بها وجهها ٣ نقطةجففته بمنشفة صغيرة لتخرج تكمل ارتدائ ملابسها ما أن خرجت وجدت تلك السيدة تقترب منها تبتسم ابتسامة واسعة جذبتها برفق تجلس جوارها لتسألها مبتسمة :
, - انتي في كلية ايه يا مايا
, ابتسمت الاخيرة بتوتر لتحمحم تهمس بخفوت :
, - فنون جميلة يا طنط
, توسعت ابتسامة رؤي تربط علي رأس مايا تردف :
, - ماشاء **** عليكي ٣ نقطة **** يوفقك يا حبيبتي ٣ نقطة روحي يلا كملي لبسك يا حبيبتي
,
, ابتسمت مايا بارتباك لتتحرك من مكانها اخذت فستانها لتذهب لغرفة الملابس ترتديه اقتربت جوري من والدتها ترفع حاجبها الأيسر تنظر لها بمكر لتغمغم بخبث :
, - بتفكري في ايه يا ماماو
,
, ضحكت رؤي بخفة تلكز ابنتها في ذراعها تهمس بخفة :
, - بطلي طريقة كلامك المتخلفة دي ٣ نقطة البنت قمورة ماشاء **** عليها ٣ نقطة وفي كلية حلوة ومن عيلة ٣ نقطة ملامحها كيوت خالص ٣ نقطة بزمتك مش هتبقي عروسة هايلة لرعد
,
, توسعت عيني جوري في دهشة لتتمتم ذاهلة بصوت خفيض :
, - رعد المعقد انتي بتهزري يا ماما دا هيطفشها من اول كلمتين
,
, تنهدت رؤي حزينة علي حال ابنها الصغير ابتلعت غصتها تهمس بحزن :
,
, - هو أنا بقولك هجوزهاله غصب عنه يا جوري يشوفها حتي ويتعرف عليها يمكن يحصل بينهم قبول ما حصلش خلاص ٣ نقطةوبعدين رعد مش معقد ما تقوليش كدة علي اخوكي
,
, مر اليوم سريعا في غرفة زيدان القريبة من غرفة لينا يقف زيدان امام مرآه الزينة يتأنق في حلته السوداء الفاخرة ٣ نقطة قميصه الابيض رابطة عنقه الصغيرة ما يمسي « بابيون » وقف ينظر لانعاكس صورته في المرآه يتمني حقا لو كان حسام معه الآن ٣ نقطة يمازحه كالعادة يضحكان معا هو دائما وحيد يعشق العزلة ولكنه حقا رغب في تواجد صديقه الآن تحديدا الآن ٣ نقطة اجفل علي صوت دقات علي باب الغرفة لينفتح الباب دون سابق إنذار ٣ نقطة وصوت دقات تعلو علي باب الغرفة كأنه طبلة كبيرة وصوته المميز يصدح بلحنه الخاص :
, - يا عريس يا عريس يا عريس ٣ نقطة لابس ومغير يا عريس ٣ نقطةايش ايش ايه يا عم زيزو الحلاوة دي ما تتجوزني أنا
,
, تعالت ضحكات زيدان ٣ نقطة صديقه المجنون خرج من افكاره ليقف أمامه .. حسام جاء لأجله رغم كل ما حدث لم يستطع أن يترك صديقه في يوم كهذا ٣ نقطة اقترب زيدان منه يعانقه بقوة ليربط حسام علي ظهره يقول مبتسما سعيدا :
, - الف مبروك يا صاحبي ٣ نقطة **** يتملك علي خير ٣ نقطة اوعي تكسفنا ياض ٣ نقطة ساعتها هتبري منك واموت وأنا غضبان عليك وهحرمك من الميراث ولا مليم هتطوله من ثروتي ٣ نقطة الخمسة وستين جنية اللي حلتي جيبي اولي بيهم
,
, لم يستطع سوي أن يضحك من اعماق قلبه ليدخل حسام الي الغرفة يحمل حقيبة حلة مغلقة ٣ نقطة القاها علي الفراش يشرع في خلع قميصه يقول سريعا :
, - خلصت شغلي وجيتلك جري ٣ نقطة ارميلي فرشة الشعر والجيل والبرفن ٣ نقطة
,
, ضحك زيدان يلقي عليه ما يريد ليفتح حسام حقيبة الحلة صفع جبينه براحة يده يهمس مغتاظا :
, - يا ادي النحس نسيت القميص ٣ نقطةهنتصرف ازاي دلوقتي ٣ نقطة القميص اللي كنت لابسة لا يمت للبدلة بصلة
,
, وقعت عيني حسام علي قميص مغلف ملقي علي الفراش حوار حقيبة حلة ٣ نقطة ليلتقطه سريعا يفتحه يشرع في ارتداءه ٣ نقطة لتتوسع عيني زيدان نظر لحسام ليلتفت له يقول سريعا :
, - **** يحرقك اقلع يالا القميص
, ابتسم حسام في بلاهة يتمسك بدفتي القميص كأنه فتاة علي وشك اغتصباها ليقول مقلدا صوت انثوي مائع :
, - ابعد عني يا سافل يا حيوان
,
, بصعوبة شديدة منع زيدان ضحكاته من الخروج ليتقدم ناحية حسام يقبض علي تلابيب ملابسه يقول في ضيق :
, - اقلع ياض القميص لاقلعهولك
,
, كسي الصمت المكان أصفر وجه كليهما حين سمعا صوت المكان حين سمعا صوت خالد يقول محتدا :
, - و**** عال .. علي آخر الزمن اجوز بنتي لعيل سيكي ميكي
,
, انتفض زيدان بعيدا عن حسام نظر لخالد الذي يقف يرتدي « تيشرت » رياضي اسود بدون اكمام وسروال قطن من اللون الاسود ٣ نقطة بلع لعابه ليقول سريعا يبرر موقفه :
, - طبعا لو حلفتلك أنك فاهم غلط مش هتصدقني ٤ نقطة
,
, ابتسم خالد ساخرا ينظر لكل منهما باشمئزاز ٣ نقطة
, ليتجه ناحية فراش زيدان التقط حقيبة حلته ٤ نقطة قطب جبينه يبحث عن القميص لم يحتج الأمر سوي لحظات ليفهم ما حدث انثني جانب فمه بابتسامة صغيرة ليأخذ حلته متجها لغرفته حين سمع زيدان يقول :
, - بس ال٣ نقطة
, قاطعه يقول في برود وهو يكمل طريقه :
, - عندي غيره .. كمل لبسك
,
, بينما وقف حسام ينظر في أثر ذلك الذي رحل توا في صمت ٣ نقطة صورته وهو يقف بتلك الهيبة ٤ نقطة ترجف شيئا فيه جزء من كل تشعره حقا أنه ينتمي إليه ٣ نقطة تنهد يحاول الابتسام لولا زيدان ما كان جاء الي هنا من الأساس سعادة صديقه هي الأهم عنده ٣ نقطة اكمل ارتداء القميص ليرتدي الحلة وقف أمام المرآه يمشط شعره يقول مبتسما في سخرية :
, - قميص مين بقي اللي هتموت عليه اوي كدة
,
, نظر زيدان لحسام من خلال انعاكس المرآه تنهد يقول بهدوء حذر :
, - قميص خالي
,
, قطب حسام جبينه غاضبا يشعر برغبة ملحة في خلع القميص وتمزقيه ٤ نقطة اجفل علي صوت الباب ينفتح ٣ نقطة ليدخل خالد حلة سوداء قميص أبيض ٣ نقطة بلا رابطة عنق ٣ نقطة يحمل علبة سوداء صغيرة في يده اقترب من زيدان الواقف بالقرب من حسام ٣ نقطةمد يده يخلع رابطة العنق الصغيرة التي تلتف حول رقبة زيدان ليخرج من العلبة رابطة عنق سوداء مخملية طوق بها رقبة زيدان يعقدها له ابتسم يقول في هدوء:
, - رغم اني نفسي الطشك بالقلم عشان هتاخد البنت مني ٤ نقطة بس أنا حقيقي فرحان عشان شايف الفرحة بتلمع في عينيك ٤ نقطة فرحان عشان ابني اللي ربيته كبر واهو بيتجوز ٤ نقطة اني اشوفك بتكبر وبتبقي عريس قدام عينيا فرحة خاصة أنا مش بس خالك أنا ابوك ولا إيه
,
, ختم كلامه وهو يعدل من وضع رابطة العنق الخاصة بزيدان ٤ نقطة لتدمع عيني الأخير اندفع يعانق خالد ليربط الأخير علي كتفه برفق يهمس بحنو :
, - مبروك يا ابني ٣ نقطة **** يسعدك
,
, بينما كان يقف حسام بالقرب منهم ينظر لخالد بخواء وكأن الأمر برمته لا يعنيه ولكنه لا ينكر أنه يشعر بنيران الغيرة تشتعل في قلبه ٣ نقطة قبض علي يده يشد عليها يتنفس بعمق يحاول أن يهدئ قليلا
, خرج خالد من الغرفة متجها الي غرفة ابنته
, ليلتفت زيدان لحسام يقول مبتسما في مكر :
, - أنت غيران مش كدة
,
, تجهم وجه حسام ليشيح بوجهه يتمتم متهكما :
, - غيران !! وهغير من ايه يعني
,
, اقترب زيدان من حسام يضع يده علي كتف صديقه يحاول برفق ترقيق قلبه ليقول بهدوء :
, - دا ابوك يا حسام
, التفت حسام له يرميه بتلك النظرة الغاضبة التي يراها دائما في عيني خاله حين يغضب ليقاطعه قائلا في حدة :
, - خلاص يا زيدان يلا ننزل بقي خلينا نخلص
,
, ابتسم زيدان يحرك رأسه إيجابا لينزلا هو وحسام لأسفل
,
, ودقت الدفوف وعلا صوت الموسيقي في أسفل السلم يقف جاسر متأنقا في حلة سوداء ٤ نقطة بينما في الاعلي تتأبط سهيلة ذراع والدها ينزل بها برفق الي أسفل سلمها الي جاسر نظر له يقول ممتنا :
, - أنا مش عارف اشكرك ازاي يا جاسر **** يسعدك يا ابني .. خلي بالك منها
,
, ابتسم جاسر بهدوء يحرك رأسه إيجابا ليغمغم بخفوت يطمئن والدها :
, - في عينيا
, وقف أمامها ليدنو برأسه يقبل جبينها ينظر لها يبتسم في حنو ليدنو برأسه يهمس جوار أذنها بخفة :
, - تعرفي أنك زي القمر يا قلقاسة ٣ نقطة الميكب عامل شغل عالي
,
, نظرت له مغتاظة منه لتتعلي ضحكاته شبك ذراعها في يده يتجه بها ناحية كوشتهم الخاصة ٤ نقطةأين العروس الأخري لينا لا تقف مكانها
, أين هي ٣ نقطة أين ٣ نقطة أين ٣ نقطة ها هي
, تقف في غرفتها معها والدتها ووالدها تنظر لنفسها في المرآه جميلة بل فاتنة ٤ نقطة ولكنها خائفة زفاف ٣ نقطة ملئ بالناس ٣ نقطة ستنتقل للعيش بمفردها مع زيدان ٤ نقطة مجرد الفكرة تقتل قلبها قلقا وخوفا ٤ نقطة التفتت لوالدها تحاول التقاط أنفاسها المسلوبة تقول متلعثمة :
, - لا أنا خلاص مش عايزة اتجوز ٣ نقطة مش عايزة انزل ٣ نقطة مش عايزة اسيب البيت
,
, ابتسمت لينا بحنو تنظر لتقترب من ابنتها قبلت جبينها تقول ضاحكة بخفة :
, - تعرفي أن أنا يوم فرحي فضلت اعيط ساعتين عشان مش عايزة اروح مع ابوكي ٣ نقطة وبعدين ما بقتش عايزة اي حاجة في الدنيا غير اني اكون مع ابوكي
,
, ابتسم خالد ينظر لها بعشق ليحرك رأسه إيجابا يؤيد ما تقول بمرح :
, - فعلا أمك فضحتنا في الشارع قدام القاعة ٣ نقطة انا عايزة اروح لبابا وتقوق تقوليش خاطفها ٣ نقطة وبعدين ما بقتش تقدر تبعد عني ابدا يا عمري
,
, ضحكت لينا علي ذلك الحوار الكوميدي بين والديها لتندثر ضحكتها تهز ساقها متوترة اقترب خالد منها امسك ذراعيها برفق يقول مبتسما في حزن :
, - بصي يا لينا أنا علي ثانية وهقعدك والغي الفرح أنا اصلا ما هصدق ٣ نقطة هقولهالك لآخر مرة عايزة تنزلي ولا تفضلي
,
, نظرت لينا زوجته له مدهوشة مما يقول لتبلع ابنته لعابها اضطربت حدقتيها تهمس حائرة :
, - ننننزل
,
, ابتسم خالد يلثم جبين ابنته بقبلة حانية ليشبك يدها في يده ٣ نقطة ينزل بها الي أسفل ٤ نقطة توسعت ابتسامة زيدان ما أن رأي طلتها التي خطفت انفاسها كان قلقا للغاية من تأخرا وقف منتصبا علي اتم استعداد لاستقبالها اقتربت اكثر واكثر واكثر نزلت الي اسفل بصحبة والدها الذي تخطاه واتجه بها الي الكوشة بينما وقف هو ينظر لما حدث مدهوشا يفتح فاهه ٣ نقطة ليجفل علي يد زيدان يدفعه بعنف ناحية العروس :
, - اجري يا عم اقعد جنب مراتك ٣ نقطة دا هيتنح
,
, سريعا هرول ليلحق بهم وجد خاله يجلس ابنه علي الكوشهظة ليأخذ زيدان مكانه سريعا جواره نظر لخالد يقول مبتسما في براءة :
, - شكرا يا خالي يا حبيبي
,
, تجهم وجه خالد ليتركهم وينزل يتحرك وسط الحضور ٤ نقطة وقف حسام من بعيد ينظر لصديقه وشقيقته ٣ نقطة لينا شقيقته ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه حين نطق الكلمة في عقله ٣ نقطة ينظر لها يبتسم في حنو ٣ نقطة ليأخذ طريقه اليهم ٣ نقطة اتجه الي زيدان يعانقه بقوة يقول مبتسما :
, - مبروك يا صاحبي الف الف مبروك
, شدد زيدان علي عناقه يقول مبتسما في سعادة :
, - عقبالك يا حس ٣ نقطة اوعي تمشي يلا
,
, ابتعد حسام عنه يقول مبتسما :
, - حاضر يا سيدي مش همشي ٤ نقطة
, تنهد يآخذ نفسا قويا ليتجه ناحية لينا وقف أمامها للحظات ٣ نقطة مد يده يصاحفها لتصافحه بابتسامة صغيرة ٣ نقطة لتشعر به يشد يدها برفق الي ان وقفت امامه ابتسم يغمغم في رفق :
,
, - مبروك يا لينا ٣ نقطة مبروك الف مبروك
,
, قالها بحنو عينيه ترتكز علي مقلتيها لتنجرف مشاعره الاخوية تجاهها رغما عنه ليعانقها بين ذراعيه يشدد علي احتضانها ابعدها عنه يطبع قبلة حانية علي جبينها بينما هي تنظر له متعجبة لا تفهم لما يحضتنها صديق زيدان ولما الأخير لا يعترض ووالدها أين هو ٣ نقطة لو رآه لاقام الدنيا فوق رأسه ٣ نقطة ابعدها عنه يربت بكفه برفق علي وجنتها ٣ نقطة يبتسم شبح ابتسامة شاحبة ٣ نقطة ليتركهم يأخذ طريقة للخارج يمشي بين الحضور لا ينظر لهم يشعر بالاختناق يود فقط المغادرة ليسمع صوت قريب منه صوت يعرفه يبعضه ويحبه في آن واحد نظر يمينه ليجد خالد يقترب منه وقف بالقرب منه يبتسم له شبح ابتسامة صغيرة يتمتم في هدوء :
, - شكرا أنك جيت يا حسام
,
, انثني جانب فم الاخير بابتسامة ساخرة متهكمة ليدس يديه في جيبي سرواله يتمتم ببرود :
, - أنا جاي عشان خاطر زيدان صاحبي ٣ نقطة مش جاي ليك ٤ نقطة عن إذنك
,
, تركه متجها ناحية اركان الحديقة ليقف خالد ينظر في اثره يتنهد حائرا لا يعرف ماذا يفعل ٣ نقطة اجفل علي يد توضع علي كتفه من الخلف التفت للفاعل لترتسم ابتسامة واسعة علي شفتيه كطفل صغير رأي والده قال بسعادة:
, - يعني لازم تيجي متأخر ٣ نقطة جاسر اجدع منك و**** جاي من بدري ٣ نقطة وحشني يا كبير
,
, اتسعت ابتسامة الواقف يتمتم بهدوء ورزانة :
, - معلش يا سيدي الطريق أنا جايلك سفر بردوا ٣ نقطة وانت كمان ياض واحشني ٣ نقطة مبروك عجزت اهو وهتبقي جدو
,
, تعالت ضحكات خالد يقول في مكر :
, - لا يا بابا أنا لسه شباب وبصحتي الدور والباقي علي اللي عجز وشعره أبيض فعلا ٣ نقطة ولا ايه يا جسور بيه السيوفي
,
, وقفت تنظر لانعاكس صورتها في المرآه تبتسم باتساع ٤ نقطةتنظر لفستانها الاسود الطويل يغطي ساقيها بالكامل ٣ نقطة حتي ذراعيها يغطيها طبق من ( الدانتيل ) الاسود تخفي ما تخفي قدر المستطاع ٣ نقطة تخففت كثيرا من مساحيق التجميل ٣ نقطة ابتسمت تلتف حول نفسها بسعادة ٣ نقطة أدهم يكره فساتينها القصيرة لذلك حرصت علي اقتناء فستان طويل أنيق يغطيها بالكامل ٣ نقطة أخذت طريقها الي أسفل تتهادي في خطواتها بحذائها الاسود ذو الكعب الرفيع ٣ نقطة رأته يقف هناك لازال في داخل الفيلا لم يخرج للحديقة بعد ، يتحدث في الهاتف تبدو مكالمة هامة للغاية يضع سيجار بين دفتي شفتيه يمصها بعنف ٣ نقطة منذ متي وادهم يدخن سجائر وبتلك الشراسة ٤ نقطة وقفت في منتصف السلم تنظر إليه تعجز عن إزاحة عينيها عنه ٣ نقطة وسيم حد أثار الفتنة بحلته السوداء قميصه الأسود بدون رابطة عنق ٤ نقطة التفت ينهي مكالمته لتقع عينيه عليها تجمدت حدقتيه ينظر لشعلة الفتنة المتأججة امام عينيه ٣ نقطةبلع لعابه الجاف ينظر لها مدهوشا بسرحها الفاتن كأنها لعنة نزلت من الجحيم لتلقيه فيه ٣ نقطة بينما اكملت هي طريقها الي أسفل وقفت بالقرب منه ٣ نقطة وضعت يدها علي خصرها تميل لليسار قليلا تهمس بنعومة مغوية :
, - إيه رأيك يا أدهم في الفستان
,
, رائع ٣ نقطة يخطف الانفاس ٣ نقطة مثير حد الفتنة ٣ نقطة سلبت أنفاسه بجمالها الآخاذ ٣ نقطة بلع لعابه يشيح بوجهه ٣ نقطة يتمتم بهدوء :
, - كويس يا مايا ٣ نقطة يلا عشان نخرج للفرح
, انتفض كمن لدغة عقرب حين شعر بها تلف ذراعه حول ذراعه كأنها عروس وهو عريسها المنتظر ٣ نقطة نظر لها بدهشة ليجدها تبتسم بنعومة تقول :
, - يلا يا أدهم واقف ليه
, التقط انفاسه الضائعة بصعوبة يحرك رأسه إيجابا ٣ نقطة يأخذ بيدها متجها الي الخارج ٤ نقطة يبحث عن أبيه لا أثر له ربما لم ينزل بعد ٣ نقطة ولكن لما تأخر ٣ نقطة اتجه بها ناحية احدي الطاولات جذب المقعد يجلسها عليه ليشد المقعد جوارها حل زر حلته يجلس جوارها ٤ نقطة ينظر لابتسامتها الواسعة التي تزين شفتيها حين نظرت لكوشة العروسين ٣ نقطة
,
, علي صعيد قريب منهم للغاية ٤ نقطة علي طاولة صغيرة يجلس جاسر بصحبة رؤي وابنته جوري ٤ نقطة يمازح جاسر ابنته كأنها لا تزال طفلة لتنظر رؤي له حزينة مما يفعل ٣ نقطة جاسر يدلل جوري لاقصي حد وفي المقابل قاسي بارد علي رعد لأبعد حد ممكن ٣ نقطة هي لا تعترض علي دلاله لابنتهم ولكنه فقط لو يعدل باتت تشعر بأن رعد يغير من شقيقته بسبب دلال والدها لهم منذ الصغر .. تتذكر ولم تنسي ابدا ذلك اليوم ٣ نقطة حين كانت تقف كالعادة تستقبل أطفالها عند باب منزلهم الداخلي ٣ نقطة شهقت مرتعدة حين رأت هيئة رعد ملابسه المبعثرة وجهه المكدوم ٣ نقطة التراب يغطي جسده بالكامل يحمل في يده ورقة يقبض عليها بعنف .. جلست سريعا علي ركبتيها أمامه تسأله فزعة.:
, - رعد يا حبيبي مالك ايه اللي حصل ٣ نقطة حصل ايه يا جوري
,
, اخفضت جوري رأسها ارضا دون أن تنطق بحرف ٣ نقطة ليخرج جاسر في تلك اللحظة من غرفة مكتبه احتدت عينيه غضبا حين رأي مشهد ابنه ليقترب منه يصيح فيه غاضبا :
, - أنت عاامل كدة ليه يا بيه ٣ نقطة اوعي تكون ضربت حد
,
, بلع الصغير لعابه مذعورا ٣ نقطة ينظر لوالده يحاول أن يخبره بما حدث ٣ نقطة لم يجد ما يقول ليمد يده بذلك الظرف ناحية والده اخذه جاسر منه بحدة يفتحه يقرأ ما فيه لتشخص عينيه في غضب احتقنت الدماء في مقلتيه كور الورقة في يده ينظر لابنه للحظات غاضبا الدماء تفور في رأسه ليسقط رعد أرضا دون سابق إنذار أثر صفعة عنيفة قوية من يد والده. ٣ نقطة لن تنسي ابدا ردة فعل طفلها لم يبكي لم ينطق بحرف فقط وضع يده علي وجهه ينظر لوالده بحقد ٣ نقطة بينما صاح جاسر غاضبا :
, - البيه ابنك بلطجي ضرب زميله وفتحله دماغه واترفد من المدرسة ٤ نقطة
,
, هنا تحديدا تدخلت جوري وقفت أمام والدها تنظر له تبكي تعاتبه بنظراتها ٤ نقطةلتهمس بصوت باكي من بين شهقاتها :
, - بابا إنت ضربت رعد ظلم ٣ نقطة اخت شهاب واحنا بنلعب في الفسحي زقنتي جامد ووقعني علي ضهري روحت أنا زقتها ووقعتها وكنت هضربها ٣ نقطة جه رعد وبعدني عنها ٣ نقطة راح شهاب جايب أصحابه وضربوا رعد ..رعد كان بيزقهم بعيد عنهم فشهاب وقع اتعور ٣ نقطة
,
, صحيح أن جاسر اغلق المدرسة بأكملها لأنه عرف أن ذلك الفتي هو ابن مدير المدرسة لذلك رفد ابنه هو فأغلق جاسر له المدرسة ومن يعترض ٣ نقطة ولكن رعد لن ولم ينسي ابدا صفعة والده ٣ نقطة التي هوت علي قلبه ظلما
,
, يجلس في سيارته يضع يده علي وجنته لتمتلئ حدقتيه بالدموع ٣ نقطة لا يعرف حقا يود أن يعرف سبب كره والده له بتلك الطريقة لما لا يعامله بتلك الطريقة ٣ نقطة صحيح أنه لم يرفع يده عليه بعد تلك الحادثة ولكن يكفي فقط كلماته تقتله ٣ نقطة لن ينسي تلك الصفعة ابدااا .. ابتلع غصته المريرة يمسح دموعه بعنف لينزل من السيارة يغلقها يتجه لداخل الزفاف لم يرد حتي الحضور ولكنها اوامر والده ٣ نقطة دخل يمشي بين الحضور الي ان وصل الي طاولة والديه ٣ نقطة جذب المقعد المجاور لوالدته يقول بابتسامة صغيرة مقتضبة :
, - السلام عليكم
,
, ابتسمت رؤي بحنو تربط علي يد ابنها تقول :
, - وعليكم السلام يا حبيبي ٤ نقطة كويس ما اتأخرتش
,
, لاء اتأخر ٣ نقطة هتف بها جاسر بحدة ليلتفق لابنه يناظره بحدة يهمس غاضبا:
, - كان المفروض تبقي هنا من نص ساعة يا بيه ٣ نقطة كنت صايع فين ٣ نقطة وبعدين ايه القرف اللي إنت لابسه دا ٣ نقطة أنا مش قايلك البس بدلة ٣ نقطة إنت فاكر نفسك رايح ديسكو ولا كبارية ولا شوف بتسهر بقي فين
,
, نظرت رؤي لجاسر بحدة بينما بصعوبة شاقة حافظ جاسر علي ابتسامته يقول في هدوء :
,
, - اتأخرت لاني كنت بقفل حسابات آخر صفقة ٤ نقطة ما بلستش بدلة لأن حضرتك عارف اني ما بحبش البدل بتخنق منها ٣ نقطة وفي شباب كتير عادي لابسين كجول ٤ نقطة و حضرتك عارف وواثق كويس اني لا بسهر لا في ديسكوهات ولا في كباريهات ٣ نقطةعن اذنكوا هقوم اجيب حاجة اشربها
,
, اتجه ناحية طاولة المشروبات الكبيرة يلتقط كأس عصير ٣ نقطة ليبتعد عن الجميع وقف في ركن بعيد مظلم لحظات يقف ساكنا يشعر بجسده يهتز بعنف يشعر بالألم والقهر والظلم وهو أشبع ما يمكن أن يشعر به أحد يوما ٣ نقطة لا يعرف ما هو خطئه لا يعرف فيما أذنب ليعامله والده بتلك الطريقة ٤ نقطةلم يشعر بشئ سوي بدموعه تغرق وجهه ينظر لوالده من بعيد بحرمان ٣ علامة التعجب
, علي طاولة أدهم ومايا ٣ نقطة دق هاتف ادهم ليلتقطه سريعا يبتعد عن طاولة مايا بينما تجلس هي تنظر في اثره متعجبة ما سر تلهفه علي الهاتف اليوم بتلك الطريقة ٣ نقطة رفعت كتفيها بلا مبلاة امور تخص العمل بالطبع ٣ نقطة قامت متجهه ناحية طاولة المشروبات تلتقط كأس عصير كانت في طريقها للطاولة حين سمعت صوت أنات مكتومة ٣ نقطة بكاء خفيض حزين ٣ نقطة فضول هو فقط فضول اتجهت ناحية الصوت لتجد فتي يقف يوليها ظهره يستند بيسراه علي الشجرة جواره اقتربت منه تربط
, علي ذراعه من الخلف ٣ نقطة لتشعر به ينتفض التفت لها سريعا ينظر لها بحدة ارعبتها عادت خطوة للخلف تنظر له فزعة بلعت لعابها تهمس بتلجلج :
, - اااا ٣ نقطةااانا آسفة .. أنا بس سمعت صوت حد بيعيط ٣ نقطة إنت كويس مش عايز مساعدة
,
, اشاح بوجهه يمسح دموعه المتساقطة براحة يده بعنف حرك رأسه نفيا يهمس بصوت متحشرج :
, - لا شكرا مش عايز ٣ نقطة
,
, ابتسمت له ابتسامة صغيرة ٣ نقطة لتمد يدها له بكوب العصير تعطيه إياه تهمس برقة فطرية :
, - عارف كنت دايما بسمع من بابا وعمي بيقولوا إن دموع الراجل مش عيب بس ما تنزلش غير بعد ما بيكون فاض بيه الحمل
,
, رفع وجه ينظر لتلك الفتاة الغريبة بألم يصرخ في حدقتيه ٣ نقطة هو حقا فاض به الحال واغرقه في قاعه الأسود .. تنهد يزفر أنفاسه الحارة يبتسم لها شبح ابتسامة صغيرة ٣ نقطة ليقرب كأس العصير من فمه .. يرتشف منه بضع رشفات يبلع بيهم غصته المختنقة ٣ نقطة ليسمعها تكمل برقة :
, - أنا صحيح ما اعرفكش ولا أنت تعرفني ٣ نقطة بس اكيد مش صدفة اني اشوفك ٣ نقطة مهما الدنيا اسودت في وشك هترجع تنور تاني .. صدقني ما بتبصش لنص الكوباية الاسود الفاضي ٣ نقطة حاول تشوف مميزات تبص من زاوية تانية للموضوع اكيد هتلاقي في اللي بيحصلك جانب إيجابي بس أنت مش شايفه
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه ينظر لتلك الفتاة كلامها العفوي كنسيم هواء أثلج نيران قلبه المشتعلة ٤ نقطة
,
, بينما علي صعيد آخر ٤ نقطةيقف في جانب الحديقة يضع هاتفه علي أذنه يتحدث مع الطرف الآخر بحدة غاضبا :
, - قولتلك هديك اللي انت عاوزه بس تقلبلي الدنيا لحد ما تلاقيه ٣ نقطة ماشي ٣ نقطة ماشي ٣ نقطة سلام
,
, اغلق الخط يدس الهاتف في جيب بنطاله تنهد يزفر بحرقة يخلل أصابعه في خصلات شعره الأسود الكثيف ٤ نقطة ليعود لطاولته ما أن اقترب منها وقف يقطب جبينه ينظر هنا وهناك أين ذهبت ٣ نقطةبدأ يتحرك هنا وهناك يبحث عنها بين الحضور أين هي ٣ نقطةاقترب من طاولة المشروبات عله يراها ٣ نقطة قرر الابتعاد عن الجمع اتجه ناحية تلك البقعة الفارغة ليطلب رقمها من هاتفه ما كاد يقترب رآها تقف هنا بصحبة شاب ٥ علامة التعجب ٤ نقطة احتقنت الدماء في عينيه
, كور قبضته يشد عليها يرهف السمع عله يسمع ما يقولون وجد ذلك الشاب يمد يده لها يقول مبتسما :
, - شكرا يااا ٣ نقطة انتي اسمك ايه صحيح
,
, ابتسمت مايا بتوسع يدها في يده تقول :
, - مايا ٣ نقطة مايا السويسي وأنت
,
, قالتها بطريقة لطيفة مضحكة ليضحك بخفة يقول مبتسما :
, - رعد ..رعد مهران
,
, توسعت عينيها قليلا بشكل مضحك لتقول بدراما مرحة :
, - واااو You know you have a scary name
, تعالت ضحكات رعد علي ما قالت تلك الفتاة هي من اظرف من قابل لم يكن من الأساس له تعامل مع اي فتاة من قبل ٤ نقطة
,
, هنا فاض الكيل بأدهم اندفع ناحيتها كطلقة رصاص عنيفة جذب مايا بعيدا عن رعد قبض علي ذراعها يهزها بعنف يصرخ فيها :
, - مييين دا وازاي تسمحيله يتكلم معاكي بالشكل دا
,
, وقفت أمامه بثبات عقدت ذراعيها أمام صدرها تنظر له بحدة لتصيح هي الأخري :
, - أنت ازاي تشدني بالمنظر دا ٣ نقطة أنا ما عملتش حاجة غلط
,
, قبض علي ذراعيها يشد عليها بكفيه بعنف يصرخ تنصل عقله من اي منطق في تلك اللحظة جل ما جاء في عقله أن آخر سيأخذها منه :
, - ما عملتيش حاجة غلط واقفة مع الحيوان دا في حتة بعيد عن الفرح في الضلمة وتقولي ما عملتيش حاجة غلط
,
, في تلك اللحظة وجد أدهم يد عنيفة تقبض علي تلابيب ملابسه نظر للفاعل بحدة كبركان غاضب ليجد ذلك الفتي يقبض علي ملابسه يصرخ فيه بشراسة :
, - هو مين دا اللي حيوان يا حيوان ٣ نقطة مش ذنبها ولا ذنبي أنك تفكيرك زبالة وشمال
,
, ما إن انهي رعد كلامه وجد لكمة عنيفة من يد ذلك الغاضب تقتحم وجهه ارتد علي اثرها للخلف يسيل الدماء من جانب فمه مسح الدماء براحة يده بعنف ليندفع ناحية أدهم يلكمه بعنف والآخر يصد ليبدأ شجار عنيف بينهما ٣ نقطة تقف فيه مايا تنظر لهما تصرخ بصوت عالي
,
, في هذه الاثناء كان خالد يقف جوار جسور يرحب به ٤ نقطةقطب جبينه يسأله مستفهما :
, - ايه دا اومال مدام جميلة ولا حد من الأولاد جه معاك ليه
,
, ابتسم جسور ساخرا يضحك ضحكة خفيفة حرك رأسه نفيا يقول متهكما :
, - جميلة قاعدة دولي بتفض النزاعات الدولية اللي عندي في البيت ٣ نقطة ما ينفعش أنا وهي نسيب أرض المعركة
,
, تعالت ضحكات خالد علي يقول صديقه ليقول من بين ضحكاته :
, - جميلة وزين بردوا
,
, قلب جسور عينيه ينظر لصديقه يآسا تنهد يقول حانقا :
, - الزفت والنيلة ٣ نقطة أنا زهقت منهم و**** يا خالد دول لو عيال مش هيعملوا كدة
,
, ابتسم خالد بهدوء كاد أن يقول شيئا يواسي به صديقه لتتعالي صرخات مايا انقبضت ملامحه قلقا ليهرع راكضا ناحية مصدر الصوت خلفه جسور وجاسر هب هو الآخر يركض ومعهم بعض الرجال ٣ نقطة احتقنت عيني خالد غضبا حين رأي أدهم يجثو فوق رعد يكيل له باللكمات ليصدمه الأخير في ساقه بعنف ليسقط أدهم ارضا ويجثو رعد فوقه يكيل له باللكمات هو الآخر ٣ نقطة في لحظات خرج زئير خالد غاضب يصاحب زمجره جاسر :
, - ادهم / رعد
,
, توقف الشابان عن تلك المصارعة العنيفة ليبتعد رعد عن أدهم ٣ نقطة وقف كل منهما ينفض الغبار عن ملابسه ٣ نقطةلتندفع مايا ناحية عمها طوقها خالد بذراعه ينظر لكلاهما بحدة غاضبا ليصدح صوته الغاضب :
, - في ايه يا بهوات بتتطحنوا بعض ليه
, تقدم رعد خطوة واحدة بلع لعابه مرتبكا امام نظرات والده الحادة حمحم يهتف بهدوء :
, - حضرتك أنا كنت واقف اتكلم مع الآنسة مايا بمنتهي الاحترام والأدب ولو تجاوزت حدودي هي موجودة اهي تقول لحضرتك ٣ نقطة لقينا الأستاذ دا .. جاي وعمال يهزق فيها وكلام مهين جدا ليها وليا وبيتهجم عليا ٣ نقطةرد فعل طبيعي كنت بدافع عن نفسي
,
, نظر خالد لمايا ما أن انهي رعد حديثه يسألها بعينيه أهذا ما حدث فعلا ٣ نقطة لتحرك رأسها إيجابا تخبئ وجهها في صدره من جديد ٣ نقطة نظر خالد لادهم بحدة ٣ نقطة ليعاود النظر الي رعد يقول بابتسامة طفيفة :
, - معلش يا رعد ٣ نقطةأدهم بس فهم الوضع بشكل غلط ٣ نقطةأخته وبيخاف عليها زيادة شوية
,
, ابتسم رعد في هدوء يحرك رأسه إيجابا ٣ نقطة ليعود مع والده الي طاولتهم ٣ نقطة ابعد خالد مايا عنه يبتسم لها برفق :
, - روحي يا حبيبتي اقعدي
, حركت مايا رأسها إيجابا التفت لادهم تنظر له نظرة خاطفة معاتبة ٣ نقطة ليرحل كل من كان واقفا لم يبقي سوي أدهم وخالد فقط ٣ نقطة اقترب خالد من أدهم يناظره بحدة للحظات دس يديه في جيبي سرواله يردف هامسا بحدة :
, - ما تتخطاش حدود الأخوة اللي بينك وبين مايا يا أدهم ٣ نقطة فاهمني طبعا
,
, رفع أدهم رأسه إيجابا سريعا ينظر لخالد بأعين جاحظة مدهوشة مما يقول توقفت دقاته عن العمل من الصدمة ليجد خالد ينظر له بحدة اقترب منه للغاية وقف امامه قبض علي تلابيب ملابسه يهمس بحدة :
, - ابوك عامل مش واخد باله بس أنا واخد بالي كويس اوي ٣ نقطة اياك يا أدهم تفكر تكسر ثقة حمزة اللي حاططها فيك ٣ نقطة مايا أختك وعمرها ما هتكون غير كدة فاهم .. دا آخر كلام عندي
,
, قالها ليربت علي صدره بحدة ٣ نقطة تركه ورحل لينظر ادهم في أثره بغيظ غاضبا مايا لم ولن تكن شقيقته يوما ٣ نقطة وسيثبت لهم ذلك قريبا جداااا ٣ علامة التعجب

الجزء الثلاثون


يقف أمام مرآه الزينة في غرفته يعدل من وضع رابطة عنقه لا يعلم كيف غفي رغما عنه سريعا مشط شعره يضع عطره الخاص ٣ نقطة خرج من الغرفة يرتدي ساعته ليشعر بشئ صغير يرتطم بقدمه صاحبه صوتها المميز تصرخ خائفة :
, - واد يا خالد تعالا ما تجريش هتقع من علي السلم
,
, انحني يمسك بالصغير يحمله علي ذراعه قرص وجنته بخفة يقول مبتسما :
, - مش تسمع كلام ماما يا عم خالد ولا تقع وتتعور
,
, عقد الصغير جبينه يفكر بعمق يبتسم باتساع برئ يغمغم بحماس :
, - أنا مش بقع ٣ نقطة
,
, ضحك حمزة يربط علي وجه الصغير بخفة لمحت عينيه تلك الواقفة بعيدا تحمل صغيرتها بين ذراعيها ٣ نقطة فستانها الفضي اللامع حجابها الذي لا يعرف لونه ولكنه يتماشي حقا مع فستانها وجهها الهادئ لا يخلو من مساحيق التجميل الخفيفة ٣ نقطة ابتسامتها الخجلة التي تظهر غمازتيها ٣ نقطة السوار ٣ علامة التعجب توسعت عينيه في دهشة فرحة حين رأي السوار الذي اشتراه لها يلف معصمها ٣ نقطة اقترب ناحيتها بضع خطوات يبتسم لها بحنو يردف بهدوء :
, - هتنزلي
,
, حركت رأسها إيجابا تبتسم بتوتر ليجد الصغيرة سيلا كالعادة تشب ناحيته تريده أن يحملها ابعدتها بدور للخلف لتنفجر الصغيرة في البكاء ظلت تبكي الي احمر وجهها واختقنت انفاسها لتتوسع عيني حمزة فزعا انزل خالد سريعا ليهرول يأخذ الصغيرة من والدتها يضمها لصدره يربط علي رأسه الصغير برفق الي أن بدأت تهدئ شيئا فشئ ٣ نقطة ليجد بدور تحمحم تهمس بحرج :
, - أنا و**** مش عارفة سيلا اول ما بتشوف حضرتك لازم تعمل كدة ٣ نقطة أنا آسفة
,
, رفع وجهه ينظر لها بعتاب يهتف بحدة طفيفة:
, - وأنا يا ستي اعترضت ٣ نقطة البنت كانت هتتخنق من العياط ٣ نقطة
,
, اخفضت بدور رأسها ارضا تدمع عينيها حزنا علي حال صغيرتها لتهمس بصوت باكي مرتجف :
, - باباها السبب لما اتولدت كان دايما بيشرب سجاير كتير في الأوضة وهي نايمة وكنت بفضل اتحايل عليه عشان يبطل يعمل كدة ٣ نقطة لحد ما سيلا بقي نفسها ضيق وبتتخنق علي طول
,
, نظر للصغيرة بشفقة قلبه يرق لها أكثر وأكثر ابتسم يقبل جبين الصغيرة بحنان رفع وجهه لبدور يبتسم مترفقا :
, - يلا ننزل
, حركت رأسها إيجابا تمسك بيد خالد الصغير بينما هو يحمل سيلا الصغيرة خرجوا جميعا من باب الفيلا اتجه حمزة بهم الي طاولة مايا ٣ نقطة بينما كانت تراقبهم تلك الأعين من بعيد بحدة ٣ نقطة
,
, علي طاولة جاسر
, نظر جاسر لرعد بحدة ليهمس له غاضبا :
, - وأنت يعني عايزه يلاقي البيه واقف عمال يضحك ويهزر مع اخته ويجي يطبطب عليك ٣ نقطة إنت اللي غلطت يا بيه
,
, قلب رعد عينيه ساخرا يشيح بوجهه في الاتجاه الآخر مهما حدث سيجده والده المخطئ لا فائدة من تبرير موقفه ففضل الصمت ليسمع والدته تقول سريعا تدافع عنه :
, - ما خلاص يا جاسر موقف وعدي ٣ نقطة بقولك ايه يا رعد شايف البنوتة الحلوة اللي قاعدة هناك دي
,
, نظر رعد لما تشير والدته لتنفرج قسمات وجهه بذهول بينما اكمل جاسر ساخرا :
, - طبعا شايفها ما هي البنت دي اللي اخوها ضرب البيه
, تغاضت رؤي عما يقول جاسر لتقترب من رعد تهمس له بحماس مبتسمة :
, - ايه رايك ٣ نقطة البنت عسولة اوي كيوت وتحسها طيبة أوي ٣ نقطة ومن عيلة ، أنا عرفت انها في كلية فنون جميلة ومش متربطة ٣ نقطة عايشة مع باباها واخوها في دبي وبينزلوا هنا إجازات ٣ نقطة ايه رأيك وهما في هنا في الاجازة نخطبهالك
,
, اتجه رعد بانظاره ناحية طاولة مايا البعيدة عنهم قليلا ٣ نقطة ينظر لها للحظات ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه رفع كتفيه يتنهد حائرا :
, - مش عارف
, ابتسمت رؤي باتساع تربط علي ذراع طفلها برفق تردف بسعادة :
, - خلي الموضوع في دماغك وفكر فيها وصلي استخارة ٤ نقطةإن كان خير ابوك يكلم عمها وعمها يبلغ باباها ونيجي نتقدملها حصل بينكوا قبول نعمل خطوبة ما حصلش خلاص
,
, ابتسم رعد لوالدته يحرك رأسه إيجابا ليميل يقبل رأسها ٣ نقطة يفكر جيدا بتلك القناة ذات الابتسامة الساحرة كقطرة ماء عذبة في بجة قلبه المالح
,
, اتسعت ابتسامة خالد يتجه ناحية ذلك الذي نزل توا من سيارته ليتقدم ناحيته يعانقه سريعا ليبادله الآخر العناق ٣ نقطة يشدد كل منهما علي جسد الآخر ليتنهد خالد بحرقة يهمس حائرا:
, - اخيرا اجازتك السنوية خلصت في مصايب حصلت يا محمد ٣ نقطة
, ابتعد محمد عنه قليلا قطب جبينه خوفا علي صديقه يهمس له قلقا :
, - في ايه يا خالد حصل ايه ٣ نقطة قلقتني ٣ نقطة وما اتصلتش بيا ليه كنت قطعت الاجازة ونزلت
,
, ابتسم خالد له بتوتر ربط علي ذراعه يبتسم له بخفة :
, - روح أنت دلوقتي سلم علي جسور وانا هجيلك ٣ نقطة
, نظر خلف صديقه يتمتم بابتسامة خفيفة :
, - ازيك يا رانيا ٣ نقطة اهلا فراس بيه
,
, ابتسمت رانيا ترد تحيته تسأله :
, - بخير يا خالد ٣ نقطة الف مبروك .. اومال لينا فين مش شيفاها
,
, اشار الي كوشة ابنته حيث تقف لينا جوار ابنتها عاود النظر الي رانيا يقول مبتسما :
, - اهي هناك اهي جنب لينا .. مامت العروسة بقي ٣ نقطة عقبال فراس اللي مش عايز يرفع وشه عن الموبايل ويبصلنا دا
,
, أصفر وجه رانيا حرجا لتلكز ابنها في ذراعها ليرفع وجهه لحظة واحدة يبتسم باصفرار مردفا :
, - ازيك يا عمي
,
, ومن ثم عاود النظر الي هاتفه يركز علي ما كان يفعل ٣ نقطةرفع خالد حاجبه الايسر متوعدا ليقترب ناحية ذلك الفتي يجذب الهاتف من يده فجاءة يضعه في جيب حلته لتجحظ عيني فراس بدهشة بينما ربت خالد علي وجهه بعنف طفيف يبتسم له باصفرار:
, - منور يا حبيب ٣ نقطة غور ياض خش وابقي خد الموبايل من القسم ٣ نقطةيا عم بابجي
,
, ضحك محمد ورانيا ينظران لابنهما بشماتة ٣ نقطة دخل ثلاثتهم ٣ نقطة لتقف في تلك الاثناء سيارة علي ولبني خلفهما سيارة عثمان ومعه ليلا خطبيته ٣ نقطة امتعضت ملامح خالد باشمئزاز ينظر لبقايا الفتسان التي ترتديه تلك الفتاة فستان فاضح بكل ما تعنيه الكلمة من معني ٣ نقطة هو حقا لا يعرف كيف يرضي عثمان عن ثياب خطيبته الفاضحة ٣ نقطةحين صافح علي اخبره بكل صراحة :
, - ايه يا علي القرف اللي خطيبة ابنك لابساه دا ٣ نقطة هو احنا هنا في في كبارية في بنات صغيرين وشباب كتير ما ينفعش المنظر
,
, تنهد علي يآسا من حال ابنه ليردف بسأم :
, - أنت تعبت وقرفت منه يا خالد ٣ نقطة كنت فاكر لما يخطب حاله يمكن ينصلح اتنيل اكتر ٣ نقطة نبهته ألف مرة علي موضوع خطيبته دا ٣ نقطة ولا فارق معاه ٣ نقطة ماية بتجري في عروقه مش ددمم ٣ نقطةأنا لحد دلوقتي مش فاهم هو عايز يعمل ايه ٣ نقطة دا حتي مش راضي يعمل خطوبة يقولي بعد البطولة هقولك ٣ نقطة اهي البطولة بكرة اما نشوف عثمان بيه
,
, ابتسم خالد بهدوء يحرك رأسه إيجابا يوجه انظاره لعثمان ٣ نقطة وعقله يترجم ما قاله علي ٤ نقطة عثمان لا يرغب في علاقة جدية هو فقط يلهو مع تلك الفتاة بضعة ايام وفي الاغلب سيتركها غدا بعد نهاية مسابقة الخيل ٣ نقطة
,
, دخلي علي واسرته متجهين الي أحد الطاولات
,
, كاد ان يلتفت ليدخل ليجد سيارة اخري تقف فئ المدخل تنهد يهتف فئ نفسه حانقا :
,
, - ما انا بقيت بواب **** يحرقك يا زيدان الزفت
,
, ولكن سرعان ما اتسعت ابتسامته حين رأي ابنتي عمر تنزلان من السيارة بصحبة والدتهم ٤ نقطة اقترب منهز يبتسم في توسع يقول مرحبا بمرح :
, - يا اهلا يا اهلا باميرات عيلة السويسي ٣ نقطة ايه الجمال ٣ نقطة دا الجمال عدي الكلام بجد يعني
,
, ضحكت الفتاتين ليقتربان يعانقان عمهما طوقهما خالد بذراعيه يبتسم بحنو يسألهما مبتسما :
, - عقبال ما اشوفكوا عرايس حلوين كدة وبابا يسلمكوا لعرسانكم ..
, قال جملته الاخيرة وهو ينظر لتالا ليراها تبتسم متهكمة تقلب عينيها متهكمة ٤ نقطة اصطحبهم الي احدي الطاولات يجلسهم عليها ٣ نقطة ليبحث عن محمد ٣ نقطة اشار له أن يأتي ليعتذر من جسور ٣ نقطة يتجه إليه ما أن اقترب منه همس له سريعا بتلهف :
, - احكيلي مصايب ايه وحصل ايه
,
, تنهد يفتح زر قميصه الاول يحاول إبعاده عن إزاحة القميص قليلا عن جسده لتمتعض ملامحه ألما يهمس حانقا :
, - القميص دا تنح قافش علي الجسم مع انه لسه جديد بكيسه
,
, ضحك محمد يآسا خالد هو خالد لن يتغير ابدااا ٤ نقطة ضحك خالد هو الآخر عينيه لم تتوقف لحظة عن البحث عنه .. ابنه حسام رآه يقف هناك بعيدا ٣ نقطة للحظات شعر انه رآه قلقا حين امتعضت ملامحه ألما من ذلك القميص
, لتطرق في رأسه وهو يعشق الخطط الخبيثة ٣ نقطةنظر لصديقه يتمتم بصوت خفيض ماكر :
, - بقولك ايه يا محمد .. سد مكاني علي ما الحق الفيلم من اوله
,
, قطب محمد جبينه متعجبا ليمسك بذراع صديقه قبل ان يغادر يسأله سريعا :
, - فيلم ايه يا عم إنت في فرح بنتك
,
, ابتسم خالد في مكر يتمتم بخبث :
, - فرار ابن ٣ نقطة عن إذنك
, قالها ليغادر .. بينما وقف محمد متعجبا يضرب كفا فوق آخر يتمتم ذاهلا :
, - مجنون علي الطلاق مجنون أنا هروح اقعد مع جسور
,
, علي صعيد قريب ماكر خبيث ٣ نقطة ابتعد خالد عن الفرح يقف في ركن بعيد ٣ نقطة لتمتعض ملامحه ألما وضع يده علي صدره والاخري يكورها بشد عليها بعنف يضم شفتيه يكبح صرخاته ٤ نقطة وقف يستند بظهره علي احدي الأشجار البعيدة يتنفس بصعوبة ٣ نقطة يغمض عينيه كأنه سيفقد الوعي ٣ نقطة ليشعر سريعا بيد تسنده فتح عينيه بقدر بسيط ينظر للفاعل ٣ نقطة ليجد وجه حسام امام يطالعه بنظرات خائفة فزعة يتمتم مذعورا :
, - أنت كويس .. في إيه ٣ نقطة حاسس بايه بيوجعك ٤ نقطة
,
, طال الصمت من ناحية خالد ينظر لحسام بأعين شبه مفتوحة لتدمع عيني حسام يهمس سريعا مرتجفا خائفة :
, - ارجوك رد عليا ٣ نقطة بابا ٣ علامة التعجب إنت كويس
,
, بجهد شاق منع ابتسامته الواسعة من أن تشق شفتيه قلبه يدق كالمضخة حرك رأسه إيجابا بخفة يهمس بصوت خفيض :
, - افتح الاوضة اللي وراك دي وقعدني فيها مش عايز حد من الفرح يقلق
,
, حرك حسام رأسه إيجابا ليشد بقوة علي جسد خالد يسنده الي تلك الغرفة فتحها يبحث عن الأضواء سريعا الي أن وجدها انار الغرفة ٣ نقطة ليذهب بخالد الي أحد المقاعد ٣ نقطة يجلسه عليه ينتشل هاتفه سريعا من جيبه يقول متلعثما :
, - أنا هطلب الإسعاف دقايق وهيبقوا هنا
,
, حرك خالد رأسه نفيا يشير إلي براد صغير في الغرفة يهمس بصوت خفيض متعب :
, - أنا هبقي كويس ٣ نقطة هاتلي شوية ماية اخد العلاج الظاهر اني نسيت اخده ٣ نقطة عشان كدة تعبت
,
, هرول حسام سريعا ناحية البراد ٣ نقطة ليلتقط زجاجة مياة عاد لخالد جلس علي ركبتيه أمامه يفتح زجاجة المياة يناولها له سريعا بتوتر ٣ نقطة ابتسم خالد بارهاق يلتقط قرص من شريط اقراص المعدة الخاص به دون أن يريه لحسام يضعه في فمه يرتشف بعض الماء من الزجاجة
,
, عاد برأسه للخلف قليلا يهمس بصوت خفيض :
, - شكرا يا حسام ٣ نقطة لولا أنك شوفتي كنت مت
,
, توسعت عيني حسام فزعا من مجرد الفكرة ليهتف سريعا دون وعي من عناده :
, - بعد الشر عليك
,
, ابتسم خالد ابتسامة كبيرة لم يستطع إخفائها ٣ نقطة ينظر لابنه بفخر للحظات طويلة ليتمتم اخيرا :
, - أنا عارف إن ليك حق تكرهني وما تقبلش حتي تبص في وشي ٣ نقطة ويمكن كلامي دا ما يفرقش معاك ٣ نقطة بس أنا حقيقي فخور بيك اكتر مما تتخيل .. فخور بأن ابني دكتور ليه اسم ٣ نقطة فخور بأنك دايما سند لصاحبك في موافقك الكتير اللي قبل كدة ٣ نقطة بعد اللي حصل كان ممكن ما تجيش بس أنت ما سبتش صاحبك لوحده ٣ نقطة رغم انك مش طايقني بس لما شوفتني تعبان جريت عليا ٣ نقطةليا الحق ابقي فخور بيك بقي ولا لاء
,
, تنهد حسام الما يشيح بوجهه بعيدا ٣ نقطة يهمس بصوت خفيض باكي به نبرة تهكم واضحة :
, - آه واضح انك فخور بيا من كتر فخرك بيا كنت عايز تموتني قبل ما اجي علي وش الدنيا حتي ونعم الفخر بصراحة
,
, قام خالد من مكانه ينظر لابنه حزينا يآسا ٣ نقطةابتسم يتمتم متهكما :
, - لأني كنت مريض نفسي يا دكتور ٣ نقطة انا هحكيلك كل حاجة
,
, أتعلمون ما الغريب في الأمر أن عدستنا جابت بأكمله ولم تذهب للعروسين ٣ نقطة اقتربت العدسة من جاسر الذي يجلس جوار سهيلة ٣ نقطة يبتسم يلوح للحضور كأنه فنان مشهور .. ابتسمت سهيلة ساخرة تتمتم بتهكم :
, - أنت يا عم رشدي أباظة .. بتعمل ايه ٣ نقطة بتحيي الجمهور ٣ نقطة دا فرح يا بسلة بيه
,
, نظر جاسر لها باشمئزاز ليعدل من تلابيب ملابسه بزهو يقول مغترا :
, - جمهوري ٣ نقطةفرحي ٣ نقطة معازيمي ٣ نقطة اخواتي ٣ نقطة اخواتي ٣ نقطة اخرسي خالص يا قلقاسة ٣ نقطةعالم حقودة ٣ نقطةاهم حاجة في الدنيا دي حب الناس
,
, ضيقت سهيلة عينيها تنظر له بغيظ ليقابلها بابتسامة واسعة يلاعب حاجبيه مشاكسا ٣ نقطة لتضحك بخفة علي ما يفعل مجنون تعشقه !!
,
, بالقرب منهم ٣ نقطة تجلس لينا جوار زيدان الذي لم يزح عينيه عنها ولو لحظة واحدة تلمع زرقاء عينيه بشرار عشقه لها ٣ نقطة لا يصدق أنها الآن جواره بعد قليل ستذهب معه الي بيته ٣ نقطة حلم تحقق بعد أعوام ٣ نقطة بينما كانت هي في عالم آخر ٣ نقطة جوار زيدان بعد قليل في بيته كيف ستكون حياتها معه ٣ نقطةسعيدة ، حزينة ٣ نقطة بعيدة عن والديها كيف ستعيش ٣ نقطة دراستها هل ستكملها هي حقا لا تريدها لا تحبها ٣ نقطة هل تخبره انها ترغب فئ دراسة إدارة الأعمال وهل سيوافق ٣ نقطة بلعت لعابها تتنهد حائرة لتجفل علي جملة منظم الحفل وهو يقول في مكبر الصوت :
, - نبدأ برقصة ال slow بين العروسين
, التفت سريعا لزيدان لتراه يبتسم في اتساع مد يده يجذب يدها برفق يذهب بها لتلك الباحة المخصصة من قبل منظم الحفل للرقص فيها ٣ نقطة بلعت لعابها الجاف ارتجف جسدها حين طوقها بذراعيه لتلف يديها حول عنقه تلقائيا ٣ نقطة تبتسم له متوترة ٣ نقطة بينما مال هو علي أذنيها يهمس بصوت خفيض عاشق لذيذ :
,
, - بأحبك ٣ نقطة وهفضل أحبك لآخر يوم في عمري ٣ نقطة مش مصدق انك اخيرا في حضني وهتبقئ في بيتي ٣ نقطة لو دا حلم يا رب ما اصحاش منه ابدا
,
, ارتجفت من همسه العاشق لتميل برأسها تلقائيا تضع رأسها علي صدره لتتوسع ابتسامته يقبل قمة رأسها
,
, جوارهم تأوه جاسر ألما المرة حين دهست سهيلة قدمه بكعب حذائها الرفيع شد علي اسنانه يهمس بغيظ متأوه من الألم :
, - يا بنتي بقي حرام عليكي رجلي ضاعت ٣ نقطة هبقي ابو رجل مسلوخة بسببك
, ابتسمت سهيلة باتساع تنظر له بشماته لتسبل عينيها ببراءة تردف :
, - سوري يا جاسر ما خدتش بالي
,
, ابتسم جاسر في خبث قرب رأسه من رأسها للغاية حتي بات لا يفصلهم فاصلة نظر لحدقتيها لتختفي أنفاسها تنظر له بعشق بينما اقترب هو أكثر واكثر ليهمس له جوار اذنيها يهمس خفيض :
, - سهيلة أنا كنت عايز اقولك
, وصمت للحظات ليصور لها عقلها قصائد عشقا سيقولها لها لتفتح عينيها علي اتساعها حين أردف بغيظ :
, - منه لله اللي جابلك جزمة كعب انتي اخرك شبشب وزحافي
,
, قعدت جبينها تنظر له بغيظ لتدهس قدمه بعنف بحذائها
,
, اخذ عثمان يد ليلا الي باحة الرقص لف ذراعيه حول خضرها لتلف يديها حول عنقه تضع رأسها علي صدره تغمغم بنعومة :
, - عثمان ٣ نقطةعندك بطولة بكرة لازم تنام كويس أنا عيزاك تكسب
,
, شدد علي عناقها يغرق رأسه بين رقبتها وكتفها يهمس لها بصوت عاشق مغوي :
, - ما تقلقيش أنا واثق اني هكسب السبق طالما انتي معايا ٣ نقطة جنبي .. ناقص بس تبقي في خضني لو بس تسمعي كلامي .. يا حبيبتي دي شقتنا اللي هنتجوز فيها ازاي مش عايزة تيجي تشوفيها
,
, احتدت عيني ليلا حقدا عليها يظنها بلهاء ستنخدع بتلك الخدعة القديمة ابتسمت تتمتم ببراءة :
, - حاضر يا حبيبي اكسب إنت السبق بكرا وأنا اعملك اللي انت عايزه
,
, ابعدها عنه قليلا ينظر لها بمكر يبتسم في خبث ثعلب برئ :
, - بجد با ليلا ، أنا بحبك اوي يا حبيبتي .. اوي اوي
,
, عادت تعانقه من جديد اسودت عينيها حقدا تتمتم بصوت ناعم سام :
, - وأنا بموت فيك يا قلب ليلا
,
, تلك الصغيرة تجلس علي طاولتهم تنظر له وهو يعانق خطيبته بألم يصرخ في حدقتيها .. شعور بشع ينهش قلبها ادمعت عينيها رغما عنها حاولت ان توقف دموعها دون فائدة بما ستبرر لهم أنها تبكي ٣ نقطة اغرقت الدموع وجهها بعنف ٣ نقطة لتشعر في لحظة انها تنتزع وجهها اختفي داخل صدر والدها ٣ نقطة لا تعلم متي جاء او كيف ظهر بتلك السرعة ولكنها حقا تشكره ٣ نقطة ابتسم عمر ربت علي رأسها يهمس لها بصوت خفيض مرح :
, - وحشتيني يا سيرو ٣ نقطةاوعي ترفعي وشك لحد ما تخلصي عياط خالص يقطع الحب وسنينه .. حاسس اني اريل
,
, ضحكت سارين بخفة تمرغ رأسها في صدر والدها ٣ نقطة بينما وجه عمر انظاره الي سارة التي اشاحت بوجهها لا ترغب في رؤيته وتالا التي تنظر له حاقدة غاضبة ابتسم في اتساع ينظر لها بثقة ٣ نقطة بينما قلبه يعتصر ألما علي كره ابنته الاخري له .. حمحم يسألها بحنو :
, - عاملة ايه يا سارة ٣ نقطة وحشتيني مش عارف اشوفك خالص
,
, التفت سارة له تنظر له كارهة لتدمع عينيها مسحت دموعها بعنف تنظر له بقوة تهمس حاقدة :
, - وأنا مش عايزة اشوفك اصلا ٣ نقطة ابعد عن حياتي ٣ نقطة أنت عمرك ما كنت جواها ولا هتكون في يوم
,
, انتفض قلبه بين اضلعه ينظر لابنته نادما معاتبا ٣ نقطة تنهد بحرقة ليلف ذراعيه حول كتف سارين يهمس لها بثقل :
, - تعالي نرقص
,
, اتجه معها ناحية باحة الرقص يطوقها بذراعيه يتمايل معها علي انغام الموسيقي
,
,
, هي ليست شقيقته ولن تكون سيثبت لهم جميعا قريبا جداا ..لن يسمح لذلك الشاب أن يقترب منها يقتله قبل أن يفعل .. جلس علي طاولة بعيدة يراقبها ٣ نقطةوهي تجلس تلاعب ***** بدور بابتسامتها الساحرة التي سرقت قلبه ٣ نقطة رآها وهي تنظر ناحية العروسين وهم يرقصون دون تردد أخذ طريقه إليها وقف أمامها يميل ناحيتها بحركة مسرحية يقول مبتسما كأن شيئا لم يكن :
, - تسمحيلي يا اختي يا حبيبتي بالرقصة دي
,
, رفعت حاجبها الايسر تنظر له بشك لتحرك رأسها إيجابا وضعت يدها في يده ليتجه بها هو الآخر ناحية باحة الرقص يضمها لاحضانه لم ينطق بحرف ولكن عينيه قالت الكثير ٣ نقطة قالت أحبك ، اعشقك ، يا ضلعي المفقود عد الي فأنا الميت الحي ..
,
, بينما هي تنظر له تود أن تصرخ فيه انطقها فقط قل أنك تحبني .. انا اعلم لا تخف ٣ نقطة
,
, تنهدت جوري تبسط راحتها أسفل ذقنها تتمتم بحالمية :
, - هييييح الواحد عايز يتجوز
,
, رماها جاسر بنظرة غاضبة ٣ نقطة ليقرص وجنتها بعنف طفيف يهمس غاضبا :
, - عايزة ايه يا حبيبة ابوكي
,
, ابتسمت جوري ببلاهة تشير لنفسها ببراءة لتقول :
, - مين أنا ٣ نقطة عايز همبرجر بالجبنة
,
, ضحك رعد ورؤي علي ماحدث ٣ نقطة لتتعلق عيني رعد بأدهم وهو يراقص مايا قطب جبينه متعجبا يتمتم في نفسه :
, - الواد دا مستحيل يكون اخوها .. اكيد في حاجة غلط
,
, وبدأ كل زوج يأخذ زوجته ويصعد الي باحة الرقص ٣ نقطة وجدت لينا نفسها فجاءة بالكثير والكثير من الناس ليرتجف جسدها لفت ذراعيها حول عنق زيدان كانت حرفيا تتعلق به كالغريق الذي وجد طوق نجاته اخيرا ٣ نقطة تنظر حولها لجموع الناس بتوتر تبلع لعابها بين الحين والآخر تحاول أن تسيطر علي دقات قلبها الهادرة من الخوف ٣ نقطة شعر بارتجافه جسدها بين ذراعيه ليهمس لها برفق :
, - مالك يا حبيبتي بتترعشي ليه كدة
,
, رفعت وجهها تنظر له مرتبكة خائفة تتعرق بقوة اقتربت تهمس له بتوتر :
, - في ناس كتير حولينا ، كلهم بيبصوا عليا
,
, مد يده يبسطها علي وجنتها برفق ركز مقلتيه علي عينيها يهمس لها في عشق :
, - غريبة مع إني مش شايف في الدنيا دي غيرك ٣ نقطة ركزي معايا وانسي الناس اللي حواليكي
,
, ابتسمت في ارتباك تحرك رأسها إيجابا لتحاول التركيز مع قسمات وجهه حتي لا تري من خلفه ٤ نقطة
, في تلك اللحظة من العدم لا أحد يعلم ما حدث في الغرفة ظهر خالد خلف زيدان يصيح بحدة جعلت لينا تنتفض بين ذراعي زيدان حين سمعت والدها يهتف من خلفهم بضيق :
, - إنت يا عم النحنوح مش كفاية رقص بقي .. شيل ايدك ياض من عليها
,
, ابتسم زيدان باتساع ينظر لأخيه في مكر يلاعب حاجبيه بعبث ليشد علي احتضان لينا بين ذراعيها يغمغم في مكر :
, - جري ايه يا خالي ولا اقولك يا عمي بقي ٣ نقطة مراتي يا عم الناس مش كدة
,
, احتقنت عيني خالد غضبا ليشد ابنته من بين ذراعي زيدان يراقصها هو ينظر لزيدان شرزا بينما يبتسم الأخير في هدوء يعرف غيرة خاله علي ابنته ٣ نقطة
,
, نظر خالد لابنته تبتسم عينيه قبل شفتيه ٣ نقطة سعادته وغيظه في تلك اللحظة لا وصف لهما ، مال يقبل جبينها برفق ٣ نقطة دمعت عينيه يهمس لها في مرح زائف :
, - اوعي تحبي الواد دا اكتر مني ، أنا حبيبك الأول
,
, ادمعت عينيها ليسيل خطي من الماس يغزو وجنتها ارتمت بين احضانه تعانقه بقوة تهمس له بصوت ضعيف باكي :
, - والأخير ، **** يخليك ليا يا بابا
,
, لف ذراعيه حولها يقبل جبينها عقله وقبله يرفضان فكرة بأن صغيرته كبرت وستترك العش بعد قليل شدد علي احتضانها يهمس في مرح حزين باهت :
, - ويخليكي ليا يا قلب بابا ٣ نقطة بقولك ايه خليكي هنا والواد دا يغور في داهية أنا ما بحبوش الواد دا
,
, ضحكت بخفة لترفع وجهها تنظر لوالدها رأت دمعة فقط دمعة واحدة تدمرت علي أوامره ونزلت من مقلتيه لتمد يدها تمسحها بحنو تبتسم له في سعادة ٤ نقطة اقتربت لينا زوجته من خالد ليترك خالد متجها اليها ٣ نقطة ضمها لاحضانه يراقصها وضعت رأسها علي صدره تهمس له بعتاب ناعم :
, - من اول الفرح وأنت سايبني ينفع كدة يعني ٣ نقطة ما وحشتكش
,
, شدد علي عناقها يلثم رأسها بقبلة عاشقة شغوفة يهمس بأحرف تقطر عشقا :
, - ما وحشتنيش دا انتي بتوحشيني وانتي جوا حضني ٣ نقطة قال ما وحشتكش ٣ نقطة
,
, لفت ذراعيها حول عنقه تقبل موضع قلبه ٣ نقطة تهمس له بعشق :
, - بعشق قلبك اللي بيعشقني .. بعشق لمعة عينيك اللي بتحسسني دايما كأنك اول مرة تشوفني فيها ٣ نقطة بكل اللي مر علينا ما قدرتش غير اني احبك بدل المرة ألف ٣ نقطة
,
, شدد علي عناقها يحاول اداخلها الي قلبه التي هي فيه من الأساس لتحتد عينيه حين تذكر شهد لن يوافق لن يتزوجها لن يؤذي لينا مهما حدث
,
, بعد انتهاء الرقصة ٣ نقطة اقترب جسور من خالد عانقه يبارك له يقول سريعا بتلهف :
, - الف مبروك يا صاحبي عقبال ما تشوف ولادهم ٣ نقطة اعذرني لازم امشي دلوقتي في أمر طارئ حصل
,
, قطب خالد جبينه قلقا يحرك رأسه إيجابا يسأله سريعا :
, - مش محتاج اي حاجة رجالتي في الخدمة ٣ نقطة اسيب الفرح واجي معاك .. في ايه طمني
,
, ابتسم جسور يربط علي ذراع خالد يقول فس ثقة :
, - عيب عليك دا أنا الكبير كله تحت السيطرة ٣ نقطة يلا سلام مؤقت
,
, ودع خالد جسور ٤ نقطة ليجد الجميع منضم لالتقاط الصور .. اقترب من أحد المصورين ٣ نقطة لفت نظره ذلك الفتي صاحب الشعر الاشقر والاعين الزرقاء الفاتحة .. اقترب منه يضع يده علي كتفه يغمغم بلهجة آمره :
, - كارنيهك
, ابتسم الفتي في هدوء حذر يضع يخرج بطاقته التعريفية من جيب سرواله يعطيها لخالد ..رفعها الأخير امام عينيه يقطب جبينه يقرأ الاسم :
, - تميم مختار ٣ علامة التعجب ٣ نقطة صحفي ٣ نقطة وأنت بتعمل ايه هنا يا عم الصفحي
,
, ابتسم تميم في هدوء بها من الثقة ما به ليردف بهدوء تام :
,
, - حضرتك دا فرح بنت خالد السويسي ٣ نقطة أشهر من النار علي العلم فلازم الفرح وصوره ينزلوا عندنا في الجرنان ٣ نقطة كان المفروض مصور يجي بس تعب ٣ نقطة فأنا معايا دورة في التصوير الفوتوغرافي فجيت مكانه
,
, حرك خالد رأسه إيجابا ليعطي البطاقة التعريفية للصحفي ويعود ليكمل ما يفعل ٣ نقطة بعد ساعات انتهي الزفاف ٣ نقطة اخذ جاسر سهيلة الي أحد الفنادق بينما في سيارة ركب خالد بصحبة زوجته ولينا وزيدان في الخلف متجهين الي منزل زيدان ٣ نقطة طوال الطريق لم تنزح عيني خالد عن ابنته يحفر ملامحها في وجهه كأنه لن يراها من جديد لا يصدق أن صغيرته كبرت بتلك السرعة .. وترحل من عرينه وهو بيده من يخرجها ٣ نقطة تنهد حائرا متألما ٣ نقطة بينما لينا لا تتوقف عن الكلام مع ابنتها وزيدان يتحدثان عن كل ما حدث في الزفاف ٤ نقطة وصلوا اخيرا الي المنزل .. نزلوا جميعا وهو آخرهم يحاول إقناع نفسه أنه بعد دقائق سيترك ابنته ويرحل شد علي يده يلحق بهم الي الداخل ٣ نقطة ليجد لينا تعانق ابنتها تودعها تبكي من فرحتها تتمتم بسعادة :
, - مبروك يا حبيبتي ٣ نقطة خلي بالك من نفسك لما تسافرو أنا عارفة أن زيدان هياخد باله منك كويس
,
, اشتعلت أنفاس خالد غضبا لالالا لن يترك ابنته ويرحل بتلك البساطة ٣ نقطة أنها طفلته الوحيدة
, اقترب منهم يحاول رسم ابتسامة زائفة علي شفتيه يقول بمرح :
, - لاء أنا رأيي اننا نبات كلنا هنا ٣ نقطة أنا ولوليتا ولينا
,
, توسعت عيني زيدان بذهول ليتمتم سريعا بصدمة :
, - **** طب وأنا هنام فين يا خالي ٤ نقطة
,
, قبض علي يد ابنته يرفض بشدة أن تبتعد عنه نظر لزيدان يقول ساخرا :
, - ما تنام في اي داهية إن شاء **** في البانيو
,
, فغر زيدان فاهه في دهشة ينتقل بانظاره بين لينا وابيها ٤ نقطة ضبط انفعالاته بصعوبة ليقول مبتسما في سخرية :
, - البانيو صغير مش هياخدني
,
, اااه ٣ نقطة قول كدة بقي ،صاح بها خالد منفعلا ليترك كف ابنته وقف أمامها يعقد ذراعيه أمام صدره يقول محتدا :
, - بسترخص وجايب اي كلام طيب إيه رأيك بقي الجوازة دي مش هتم غير لما تجبلي بانيو 2 متر ٣ نقطة
,
, خفض صوته حتي بات هامسا يتمتم مع نفسه في حيرة :
, -يكون لونه اسود لا الاسود سهل يجيبه ٣ نقطة هي البت اللي كانت بتشتري في المحل قالت لون غريب كدة ٣ نقطة اااه افتكرت
,
, رفع وجهه لزيدان يقول في حدة :
, - ما يقلش عن اتنين متر ويكون فحلقي مسخسخ ٣ نقطة
,
, اتجه ناحية ابنتع يقبض علي كف يدها يجرها خلفه بفستان زفافها الي خارج فيلا زيدان يقول في حدة :
, - ولحد ما تجيبه واجي اشوفه بنفسي أنا هاخد بنتي معايا ٣ نقطة أنا مش هجوز بنتي لواحد بيستخسر ٣ نقطة سلام
,
, اتجه بابنته ناحية باب المنزل كاد ان يفتحه ليسمع صوت لينا يصدح من خلفه بحزم :
, - خالد سيب البنت ٣ نقطة وبطل حركاتك دي
,
, شد علي اسنانه ينظر للينا كأنه *** صغير غاضب لتقترب لينا منه تجذب ابنتها من يده تدفعها ناحية زوجها برفق تقول مبتسمة :
, - يلا يا حبايبي تصبحوا علي خير
,
, اتجهت للخارج تجذب كف خالد معها حرفيا تشده للخارج بينما تعلقت عينيه بابنته يرفض ابتعاده عنه او ابتعادها عنه ٣ نقطة توجه الي سيارته خلف المقود يجلس ينظر للباب المغلق ليجد يد لينا تربط علي يده برفق تبتسم له بحنو :
, - يلا يا حبيبي نروح أنا تعبانة وعايزة انام
,
, تنهد يزفر انفاسه المعذبة بلع لعابه الجاف يحرك رأسه إيجابا ليدير محرك السيارة ٣ نقطة ليغادر ٣ علامة التعجب
,
, بينما في الداخل ٣ نقطةابتسمت لينا متوترة الموقف بأكمله مربك لاعاصابها المرتبكة من الأساس ٣ نقطة رفعت وجهها تنظر لزيدان لتجده يقترب منها يبتسم كما عهدته طوقها بذراعيه يحتضنها بقوة يهمس لها بصوت خفيض عاشق :
, - بحبك .. بعشقك ٣ نقطة اخيرا يا لينا أخيرا في حضني
,
, ابتسمت خجلة تحاول الابتعاد عنه قليلا ليحدث العكس شدد علي عناقها لتبدأ تشعر بشئ غريب ٣ نقطة زيدان يحاول نزع فستانها برفق اولا ثم بعنف ٣ نقطة انتفضت بين ذراعيه تحاول الابتعاد عنه ٤ نقطة لتسمعه يهمس بحدة متنصلا عن عقل وعاطفة زيدان التي تعرفهم :
, - لا يا لينا مش هتبعدي تاني .. كفاية بقي أنا صبرت كتير اوووووي ٣ نقطة زيدان طيب وبيستحمل ٣ نقطةكل إهانة قولتيلهالي لسه فاكرة عمري ما نسيت كل كلمة قولتيلها حبك للي اسمه معاذ ٣ نقطة كل دا ما نستوش بس كنت مستني اللحظة واهي جت ٣ نقطة دوري اخد حقي من كل اللي عملتيه ٣ نقطة
,
, توسعت عينيها ذعرا تبكي تحاول الابتعاد عنه بعنف لا تصدق انها انخدعت فيه للمرة الثانية ٣ علامة التعجب

الجزء الحادي والثلاثون


صرخت توسلت بكت كان فقط تحاول دفعه بعيدا عنها تتوسله بنشيج حار :
, - لا يا زيداااان حرام عليك ٣ نقطة ابعد عني ٣ نقطة يا باااااابااااااا ٣ نقطة يا بااااااباااااااا
,
, فما كان منه الا أن دفعها أرضا يجثو فوقها يحاول تمزيق ما بقي من فستانها ٣ نقطةلتصرخ بعنف وتفقد الوعي
,
, ليناااااا ٣ نقطة انتفض خالد يصرخ بها بخوف ٣ نقطة التفت سريعا ينظر حوله أين هو ٣ نقطة يتعرق يتنفس بعنف ليجد لينا تمسك بذراعه تسأله بذعر :
, - يا خالد مالك يا حبيبي ٣ نقطة أنا هنزل انادي زيدان
,
, بدأ الي حد ما يفهم ما يحدث مازال يجلس في سيارته أمام فيلا زيدان ما رآه الآن لم يكن سوي كابوس بشع جسده خوفه علي ابنته من ناحية وخوفه من أن يصبح زيدان نسخة مريضة منه من ناحية اخري ٣ نقطة امسك بيد لينا قبل أن تنزل يهمس لها بصوت خفيض متعب :
, - أنا كويس يا لينا ما تخافيش ٣ نقطة ما تناديش حد
,
, نظرت له بقلق للحظات لترتمي في صدره تنوح باكية ٣ نقطة تتشبث بقميصه تهمس من بين شهقاتها :
, - حرام عليك كنت هموت من الخوف عليك ٣ نقطة جسمك كان متخشب وعمال تترعش ٣ نقطة افتكرت أن النوبة بتاعت زمان رجعتلك تاني
,
, ابتسم شبح ابتسامة مرهقة ليميل برأسه يقبل قمة رأسها يهمس لها بخفوت تعب يحاول أن يكون مرحا في كلامه :
, - ما تخافيش أنا كويس ٣ نقطة انا بس كنت بمثل بصراحة عشان أخد البت لينا معايا
,
, انتفضت زوجته من صدره تنظر له مذهولة ولما تكن مذهولة خالد هو خالد لن يتغير أبدا ٣ نقطة تنهدت يآسه مما يقول لتربط بذراعه تبتسم بارهاق :
, - مش هستغرب عادي ٣ نقطة يلا نروح عشان تعبت اوي النهاردة وعايزة انام
,
, حرك رأسه إيجابا ينظر للباب المغلق لمرة أخيه عينيه ملعقتين به ٣ نقطة يحاول إختراقه والنظر خلفه فقط ليري ابنته بلع لعابه خائفا من أن يتحقق ذلك الكابوس ٣ نقطة ليدير محرك السيارة تلك المرة غادر فعلا
,
,
, داخل فيلا زيدان حملت لينا طيات فستانها بين كفيها تتجول هنا وهناك تشاهد غرف الطابق السفلي ٣ نقطة تبتسم شاردة ، حائرة قلقة تنهد تعد لحيث يقف زيدان تاركا لها الحرية لتتحرك كما تريد ٣ نقطة اقتربت منه لتجده يبتسم في اتساع يغمغم في حماس :
, - ها عجبك المكان ٣ نقطةفي حاجة حباها تتغير
,
, حركت رأسها نفيا .. تبتسم في توتر لتنظر للسلم المؤدي للطابق العلوي ٣ نقطة قطبت جبينها في ضيق لما سلم المنزل طويل لذلك الحد ٣ نقطة لوت شفتيها تغمغم بسخط :
, - ايه السلم دا ٣ نقطة دا أطول من السلم اللي في فيلم Chinai express
,
, ضحك زيدان بخفة مجنونة الافلام الهندية ٣ نقطة يتذكر أنه شاهد مشهد تقريبا من نفس الفيلم ٣ نقطة حين حمل البطل البطلة بين ذراعيه يصعد بها درجات طويلة للغاية ٣ نقطة لما فعل ذلك هو حقا لا يعرف ولكن لما لاء ٣ نقطة اقترب من لينا ليباغتها يرفعها بين ذراعيه شهقت تنظر له مذهولة تلف ذراعيها حول عنقه ليغمز لها بطرف عينيه يردف بمكر :
, - بشيلك زي الفيلم
,
, ابتسمت خجلة تحاول الا تنظر له ليبدأ هو بالتحرك والصعود لأعلي مع كل درجة يخطوها تسمع دقات قلبه تتسارع تتزايد ٣ نقطة شعرت بطوفان عنيف من المشاعر يهاجمها والغريب في الأمر أن الخوف لم يكن منهم رفعت وجهها تنظر له وهو يحملها لتري عينيه تلمع في عشق تعرفه جيدا ٤ نقطةوصل زيدان بها الي الطابق العلوي ٣ نقطة لينزلها أرضا ٣ نقطة وقفت تنظر للمر من الجانبين الكثير والكثير من الغرف وجهت انظارها له تسأله بخفوت :
, - هي فين اوضتي
,
, قطب جبينه مستنكرا جملتها ٣ نقطة غرفتها بل غرفتهم ربما اخطأت بحكم عادة عادة مكوثها في غرفة بمفردها ابتسم في هدوء يصحح ما تقول :
, - قصدك اوضتنا
,
, حركت رأسها نفيا ببطئ رفعت وجهها تنظر اليه بلعت لعابها تردف متوترة :
, - أنا ما غلطتش يا زيدان ٣ نقطة أنا عارفة اننا خلاص اتجوزنا بس أنا لسه في حاجز بيني وبينك
,
, زفر انفاسه الحانقة صبره ينهار لا فقط ينفذ ٣ نقطة اغمض عينيه يضغط عليهما بأصابعيه السبابة والابهام تنهد يزفر انفاسه الحارة يغمغم ساخطا :
, - يا لينا أنا عمري ما هلمسك غصب عنك ٣ نقطةاتأكدي من دا كويس ٣ نقطة بس نامي حتي معايا في نفس الأوضة احس علي الأقل اني اتجوزت
,
, رفعت وجهها تنظر له ببراءة ناعمة إن كان شيئا ما يضعفه حقا هو برائتها الناعسة التي تسلب لبه بلع لعابه متوترا يحرك رأسه إيجابا يغمغم في خفوت :
, - انتي حرة يا لينا
, اشار الي احدي الغرف ليعاود النظر إليها يغمغم في ضيق :
, - دي اوضتنا ٣ نقطة أنا هاخد هدومي واروح أنام في اي اوضة تانية ٣ نقطة
,
, حركت رأسها إيجابا تبتسم شبح ابتسامة باهتة لتتحرك الي غرفتهم وهي خلفها ٤ نقطةوقفت عند باب الغرفة تنظر لها لتبتسم في راحة وشعور باطمئنان غريب يسري اليها ٥ نقطة زيدان كان حريصا للغاية أن يجعل غرفتهم نسخة طبق الاصل من غرفتها في منزل باختلاف بعض الأشياء حجم دولاب الملابس اكبر وكذلك الفراش ٣ نقطةأرادها أن تشعر بالاطمئنان كما كنت تشعر به في منزلهم بل ويزيد ٣ نقطةدخلت الي الغرفة تفسح له المجال لتجده يلتقط بضع قطع من الملابس ٣ نقطة يتجه الي خارج الغرفة لتستوقفه حين اشارت الي طاولة الطعام في غرفتهم تسأله بخفوت :
, - مش هتتعشي
,
, حرك رأسه نفيا يتمتم باقتباض وهو يخرج من الغرفة :
, - ماليش نفس ٤ نقطةكلي انتي اكيد ما كلتيش من الصبح
,
, قالها ليخرج يجذب الباب خلفه لتجلس علي فراشها تبتسم ساخرة لم تأكل منذ الصباح ٣ علامة التعجب هل تخبره أنها أكلت بيتزا من الحجم الكبير وقطعتي كعك ٣ نقطة وعلبتي من المشروبات الغازية ٣ نقطة هي وسهيلة ومايا اقتسموا الوليمة التي سرقوها من المطبخ ٣ نقطةقامت تتجه ناحية دولابها فتحته تلتقط منه منامة منزلية من اللون الاسود دخلت الي المرحاض تبدل ملابسها ٣ نقطة وقفت أمام مرآه زينتها تنظر لفستانها المعلق علي حمالة كبيرة خلفها لتبتسم ساخرة تتذكر مشهد من رواية قرائته مصادفة علي احد صفحات التواصل الاجتماعي .. حين مشهد أشبه بمشهدها الآن عروسها مع زوجها في ليلة زفافهم ٣ نقطة طلبت العروس بخجل من زوجها أن يفتح سحاب فستانها ٣ نقطة بعدها تحول المهشد ٣ نقطة تذكرت انها خرجت من الصفحة سريعا ما أن وقعت عينيها علي ما حدث بعد ذلك ٣ نقطة مشهد خارج بكل ما تعنيه الكلمة من معني حينها تعجبت كثيرا كيف يمكن لفتاة او حتي سيدة أن تكتب مشهد بتلك التفاصيل الحميمية ٤ نقطة من الجيد إذا أن مشهدها مناسب لجميع الفئات العمرية
,
, توجهت انظارها ناحية طاولة الطعام لتبتسم بشراهة تموء معدتها كقط جائع أكل منذ دقائق ولكنه حقا لا يتذكر ٣ نقطةاتجهت سريعا إلي طاولة الطعام تنظر لما وضع عليها لتبلع لعابها باشتهاء ٤ نقطة تغوص في الطعام
,
, في غرفة قريبة من غرفتها ٣ نقطة بدل زيدان ملابسه الي « بيجامة » سوداء من القطن ٣ نقطة وقف في شرفة غرفته يستند بمرفقيه علي سور الغرفة ينظر للحديقة المظلمة يزفر انفاسه حانقا غاضبا لما لا تثق به ٣ نقطة ليحاول تخفيف الأمر علي نفسه صبرا يا زيدان ٣ نقطة قد قطعت شوط طويل معها لم يبقي سوي القليل ٣ نقطة حرك رأسه ايجابا يقنع نفسه بتلك الفكرة غمغم مع نفسه بهدوء وتروي :
, - اصبر يا زيدان فات الكتير ٣ نقطة وبعدين يعني كان لازم ازعلها اكيد جعانة وما كلتش ٣ نقطة انا هروح اخليها تاكل
,
, خرج من الغرفة متجها الي غرفتها دق الباب مرة تليها الثانية ٣ نقطة لا رد استبد به القلق ٣ نقطة الكثير من الافكار السيئة تزاحمت في رأسه فتح الباب يبحث عنها بتلهف ٤ نقطةلتجحظ عينيه في ذهول حين وجدها جالسة أمام الطاولة تمسك نصف قطعة بيتزا والنصف الآخر تقريبا في فمه بأكمله ٣ نقطة هل قال انها ستنام حزينة دون أن تأكل ظل يطالعها للحظات بذهول لتبلع ما في فمها بصعوبة ٣ نقطة ابتسمت تقول في براءة :
, - في حاجة يا زيدان .. معلش معرفتش ارد عليك كان في اكل كتير في بوئي
,
, تجهم وجهه ينظر لها كأنها كائن غريب من كوكب آخر ليبتسم لها في اصفرار ضرب كف فوق آخر ليرفع كتفيه ينظر للسماء يدعو في نفسه جذب الباب يغلقه خلفه دون أن ينطق بحرف ٣ نقطة لتقطب لينا جبينها متعجبة تتمتم في دهشة :
, - مالوا دا ٣ نقطة زيدان دا غريب جدا
, رفعت كتفيها بلامبلاة لتعاود التهام طعامها من جديد
,
, اوصلهم والده بسيارته الي أحد الفنادق الفاخرة ليقضوا ليلتهم الاولي بعد الزفاف ٣ نقطة وغدا سيأخذها ويسافر الي شهر عسلهم الخاص ٣ نقطة فتح الغرفة بالمفتاح الإلكتروني دخل يضي إنارة الغرفة ليفتح لها الباب علي آخره ابتسم في شر مضحك يقول بنبرة ضخمة مخيفة :
, - خشي برجلك اليمين يا شابة نورتي سويتك يا قلقاسة ٣ نقطة ما تقلقيش ما فيش حد غريب دا حسب **** جوزي
,
, حسنا ليس من المنطقي تماما أن تقف عروس أمام غرفتها تضحك بذلك الانهيار ولكنه جاسر ماذا تفعل ٣ نقطةخطت لداخل الغرفة لتجده يغلق باب الغرفة ٣ نقطة ومن ثم اتجه الي مفتاح الإنارة يغلقه ويفتحه عدة مرات متتالية يغمغم بصوت شرير مخيف كأنه يغني :
, - حسرة عليها يا حسرة عليها .. حسرررررة عليهاااااا ٣ نقطة جت رجليها ما جت رجليها ٣ نقطة جت رجليهااااااا
,
, ضحكت بشدة تنظر له تدمع عينيها من الضحك بالتأكيد هي فعلت شيئا جيد جدا في حياتها ليكافئها **** بحب حياتها رجل مثل جاسر نسخة واحدة فقط لا تكرر ٣ نقطة شردت عينيها تخترز قسمات وجهه تبتسم بحالمية تتنهد بعمق ٣ نقطة اقترب جاسر منها يبتسم ابتسامة هادئة رفرفرت بقلبها بعيدا لتجده يغمغم في رفق يسألها :
, - انتي ليه دايما بتبصيلي البصة دي ٤ نقطة بحس أنك زي الغريق اللي لاقي طوق نجاه بشوفها دايما في عينيكي
,
, اخفضت رأسها لأسفل سريعا تنفجر وجنتيها خجلا ٣ نقطة هل تخبره ، تسمع نصيحة لينا وتخبره بصراحة ولما لاء ٣ نقطة لالالا لن تقدر ٣ نقطة لن يقدر لسانها علي نطقها حتي كيف تخبره ٣ نقطة جاسر أنا أحبك ٣ نقطة منذ زمن وأنا أفعل ٣ نقطة بلعت لعابها تشجع نفسها علي ما ستقول لترفع وجهها تركز عينيها علي مقلتيه تهمس بصوت خفيض مرتعش :
, - جججااسر .. اااانا
,
, وصمتت حين دق الباب 3 دقات منتظمة رتيبة تلاها صوت يهتف بلباقة :
, - Room service
,
, ابتسم لها ابتسامة خفيفة يربت علي رأسها بخقة يردف مبتسما :
, - هشوف اللي علي الباب
,
, اتجه لباب الغرفة يفتحه ليدخل الرجل يدفع طاولة الطعام الحديدية أمامه ٣ نقطة حياه جاسر بابتسامة صغيرة أخذ منه الطعام يعطيه ( بقشيشا ) جيدا للغاية ٤ نقطة ليعود اليها يردف مبتسما في مرح كعادته :
, - طالبلك بقي شوية أكل ٣ نقطة مش عارف ايه هو بصراحة ٤ نقطةالكلام كله كان بالانجليزي أنا عجبتني الصور
,
, ضحكت بخفة علي ما يقول لتجده يقترب منها يمسك بشريحة جزر صغيرة وضعها في فمه يلكها ببطئ يردف مبتسما :
, - ها يا ستي انتي ايه ٣ نقطة
,
, حركت رأسها نفيا كأنها تقول لا شئ كانت فقط لحظة شجاعة وذهبت لحال سبيلها ٤ نقطة حملت طيات فستانها لتدخل الي غرفة نومهما في غرفة الفندق ٣ نقطة دخل جاسر خلفها اتجه ناحية المرحاض مباشرة غاب بضع دقائق لتجده يخرج بعد أن بدل ملابسه اشار للغرفة بالخارج
, يقول مبتسما :
, - أنا هنام علي الكنبة اللي برة خدي راحتك
,
, قالها ليلتفت ويغادر تصنم مكانه حين سمعها تصيح بصوت عالي :
, - لاااااااا
,
, التفت لها يقطب جبينه ينظر لها متعجبا مما تقول لتحمحم في حرج لا تجد ما تقوله بلعت لعابها الجاف تتلعثم متوترة
, - اااا٣ نقطة اااا أنا قصدي يعني ٣ نقطة الجو برد ٣ نقطة خد معاك غطا
,
, ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا ليلتقط أحد اغطية الفراش اتجه لخارج الغرفة يغلق الباب عليها بهدوء لتشد علي أسنانها بغيظ تدبدب حانقة تهمس مغتاظة :
, - عااااا ٣ نقطة غبي و**** غبي وأنا حمارة لا حقيقي كابل هايل ٣ نقطة
,
, بدلت ملابسها لمنامة منزلية بسيطة تخرج له لتجده يجلس علي طاولة صغيرة عليها أطباق الطعام يمسك بكأس عصير برتقال يرتشف منه ابتسم ما أن رآها ٣ نقطة ليشير لها الي المقعد القريب منه يردف :
, - كنت مستنيكي يلا مش جعانة
,
, اتجهت ناحيته تجلس علي المقعد القريب له تعبث في طبق طعامها لا شهية لها يكفي ما اكلته بصحبة لينا ٣ نقطة اجفلت علي يد جاسر تتحرك أمام وجهها وجهت انظارها حين سألها بابتسامة واسعة :
, - اييه روحتي فين
,
, حركت رأسها نفيا توجه انظارها لطبق طعامها بسطت يسراها اسفل وجنتها تغمغم بخفوت :
, - ابدا ٣ نقطةهو احنا صحيح هنسافر شهر عسل
,
, لم ترفع وجهها إليه فقط ظلت تنظر في طبقها لتسمعه يغمغم بهدوء :
, - اكيد طبعا انتي عروسة ومن حقك شهر عسل
,
, قطبت جبينها متعجبة من جملته الأخيرة لترفع وجهها إليه تنظر له مستفهمة للحظات لتغمغم متلعثمة :
, - ايوة بس .. أنت يعني قولت أن جوازنا مؤقت فعادي يعني لو مش حابب نسافر شهر عسل
,
, مد يده يمسك ذقنها برفق يبتسم بحنو مردفا :
, - دا مالوش علاقة دا ٣ نقطة انتي عروسة اولا واخرا ومن حقك شهر عسل ٤ نقطة وانا متأكد أنك هتحبي إسكندرية جدااا
,
, عقدت ما بين حاجبيها متعجبة ٣ نقطة إسكندرية لم تذهب إليها يوما ولا تعرف حقا لما اختارها ولكن لما لاء ٣ نقطة يكفي أنه سيكون جوارها ابتسمت ابتسامة صغيرة تحرك رأسها إيجابا ٣ نقطة تكمل طعامها شاردة
,
,
, ربعت ساقيها فوق فراسها تستند بمرفقها الايمن فوق ساقها تبسط راحتها اسفل وجنتها تنظر له تزفر يآسه منه ٣ نقطة يتحرك ذهابا وايابا في الغرفة منذ مجيئهم ٣ نقطة كبكركان نار مشتعل ينتظر فرصة انفجاره ٣ نقطة زفرت حانقة تسأله للمرة الخمسين تقريبا :
, - حبيبي مش هتنام
,
, ليحرك رأسه نفيا يخلل أصابعه في خصلات شعره بعنف ٣ نقطة يزفر بحرارة لاهبة تكاد تحرق الغرفة لتجده يتوقف فجاءة في منتصف الغرفة يهتف سريعا بتوتر :
, - لالالا أنا كدة هتجنن ٣ نقطة أنا هروح اجيب بنتي تنام في حضني ٤ نقطةكان فين عقلي وأنا بجوزهالوا اصلا
,
, توسعت عينيها في صدمة حين رأته يلتقط مفاتيح سيارته يشرع في الخروج من الغرفة لتهرول سريعا تقف امامه تمنعه من التقدم فردت ذراعيها تحرك رأسها نفيا تهتف في ذهول :
, - أنت اتجننت يا خالد هتروح تجيب البنت من بيت جوزها ٣ نقطة حبيبي مش دا زيدان اللي إنت بتثق فيه زي ما بتثق في نفسك
,
, حرك رأسه ايجابا يشد علي قبضة يده ينفجر صائحا غاضبا من خوفه :
, - ايوة عارف وواثق أن زيدان لا يمكن يأذيها بس دي بنتي يا لينا ٣ نقطة مش مطمن ٣ نقطة خايف مرعوب ٤ نقطة افرضي حصلها حاجة ٤ نقطة افرضي وهي نازلة من علي السلم اتكعبلت وقعت وسلم زيدان طويل اوي ٤ نقطة ولا افرضي دخلت المطبخ تعمل حاجة عورتها السكينة ٣ نقطة لينا ابعدي من طريقي انا هروح اجيب بنتي ٣ نقطة أنا اللي غلطان ٣ نقطة بلا علاج بلا زفت ٣ نقطة
,
, ادمعت عينيها تنظر له لتندفع هي ناحيته تعانقه بقوة تتشبث به بعنف بكت دون صوت تهمس بصوت خفيض باكي :
, - أنا كمان بنتك علي فكرة ٣ نقطة صدقني لوليتا كويسة مش هيحصلها حاجة ٣ نقطة عشان خاطري سيبلها الفرصة دي ٣ نقطة مش عايزة بنتي تبقي نسخة مني يا خالد ٣ نقطة عشان خاطري لو بتحبني ٣ نقطة خليها تعيش حياتها بني آدمه مش مجرد ضل زيي
,
, للحظات نسي ابنته ليرجف قلبه تلك الباكية بين ذراعيه تتشبث به كطفلة صغيرة في تلك اللحظة تحديدا أدرك أن لينا خائفة علي ابنتهم اضعاف خوفه هو ٣ نقطة خائفة من أن تصبح مثلها ضعيفة سلبية في حق نفسها ٣ نقطة طوقها بذراعيه يشدد عليها قبل قمة رأسها يهمس لها بصوت خفيض عاشق :
, - انتي عمرك ما كنتي ضل يا لينا ٤ نقطة قولتلهالك وهفضل اقولهالك بدل المرة مليون ٣ نقطة انتي روحي وقلبي وكياني ٣ نقطة مش ضلي لا عمرك كنتي ولا هتكوني ٣ نقطة مش هروح حاضر ٤ نقطة بس عشان خاطري بطلي عياط ٣ نقطة
,
, ابعدت رأسها عن صدره تمسح دموعها براحتي يدها برفق تحرك رأسها إيجابا ليدنو مقبلا رأسها ٤ نقطة وقف للحظات ينظر لعشقه الأول والأخير والازلي ٣ نقطة لعنته التي قيدت قلبه وعقله وروحه بقيودها الناعمة تنهدت بحرارة غمز لها بطرف عينيه يغمغم في خبث :
, - الا قوليلي يا بسبوسة هما ليه سموا البسبوسة بسبوسة
,
, ضحكت بخفة ضحكة ناعمة تداعب احد ازرار قميصه تغمغم في مرح :
, - عشان خالد السويسي يقل أدبه
,
, تعالت ضحكاته الصاخبة يباغتها ، يحملها بين ذراعيه لاعب حاجبيه مشاكسا يغمغم في خبث :
, - اجابة نموذجية تاخدي عليها الدرجة النهائية
, ومش كدة وبس خالد السويسي بيضحي ٣ نقطة عرض مجاني لكورس كيفية البسبوسة ٣ نقطة
,
, ضحكت عاليا ٣ نقطةلتندمج ضحكاته مع ضحكاتها ٣ نقطة لتخرج الكاميرا من الغرفة تغلق الباب عليهم ..وهم يضحكون ونحن فقط نصور انها حظوظ الدنيا يا سادة
,
, ابعدهم طريقا للوصول هو منزل خالد التي تقطن فيه تالا مع ابنتيها لذلك اصر عمر علي ايصالهم بنفسه بعد انتهاء الزفاف وحين اعترضت تالا وسارة صاح فيهم كالليث الغاضب :
, - اللي اقوله يتسمع يا هوانم ٣ نقطة علي العربية يلاااا
, ليتجهوا قصرا الي سيارة عمر ٣ نقطةعدا سارين التي كانت تجلس جوار والدها ٣ نقطةتنظر للفراغ شاردة ليمد عمر يده يقرص وجنتها برفق يغمغم مرحا :
, - ايه يا سيرو ٣ نقطة فين ضحكتك الحلوة
,
, ابتسمت لوالدها ابتسامة صغيرة حزينة ليمد يده في جيب سترته يعطيها قطعة حلوي كبيرة ابتسمت تأخذها بسعادة طفلة صغيرة ٣ نقطة نظرت
, لابنته الاخري من خلال مرآه السيارة الامامية يبتسم في حنو مردفا :
, - مش عايزة يا سارة معايا ٤ نقطة
,
, قاطعته حين رفعت وجهها تنظر لعينيه من خلال مرآه السيارة حاقدة كارهة ٣ نقطة لتغمغم في حدة :
, - مش عايزة منك حاجة خالص ٣ نقطة اوعي تكون فاكر أنك لما تيجي وتقول أنا بابا يا حبايبي وتجبلنا شوكولاتة ولعب كأننا عيال صغيرين أن أنا هنسي اللي عملته فيا ٣ نقطة أنا عمري ما هسامحك ابدا
,
, اختفت الابتسامة من علي وجهه يشعر بنيران بشعة تأجج قلبه ٣ نقطة كلام ابنته كسيخ من نار يحرق أوردته ٣ نقطة اغمض عينيه يشد علي قبضته بعنف ٣ نقطة اوصلهم الي منزلهم ليخرج من السيارة وقف جوار سارين يحاوط كتفيها بذراعه يقول في هدوء :
, - استني يا تالا ٣ نقطةأنا عايز سارين تيجي تعيش معايا
,
, توسعت عيني تالا في فزع لتتجه ناحية ابنتها تجذبها من رسغها بحدة توقفها جوارها تشد علي يدها تصيح في عمر بغيظ :
,
, - عايز ايه ..دا في المشمش مستحيل طبعا ٣ نقطةبنتي ما تبعدش عني ٤ نقطةاوعي تكون فاكرنا صدقنا وش الحنان دا ٣ نقطة عمر هو عمر عمره ما هيتغير ٣ نقطةهتفضل إنسان أناني ما بتحبش غير نفسك أنت بس عايز تاخد بنتي مني عشان تجبرني ارجع اعيش معاك ٣ نقطة بس دا بعدك يا عمر
,
, انثني جانب فمه بابتسامة صغيرة متألمة ليلتف يود المغادرة حين سمعت صوت سارين ابنته تقول في ثبات ورثته منه :
, - أنا عايزة اروح اعيش مع بابا
,
, التفت ينظر سريعا ناحية سارين يبتسم في سعادة كأنه *** صغير ٣ نقطة ليجد تالا تقبض علي ذراعي ابنتها تهزها بعنف تصرخ فيها :
, - عايزة تروحي معاه .. بعد كل اللي عمله ٣ نقطة بعد ما باعنا بكل سهولة جاية انتي عايزة تروحي معاه
,
, اندفع عمر ناحيتهم سريعا جذب سارين من يد تالا يقف امامها ٣ نقطة احتقنت عينيه غضبا أشهر سبابته أمام وجهها :
, - ابعدي عن البنت يا تالا ٣ نقطةأنا ساكت عن كلامك وافعالك عشان عارف اني غلطان ٣ نقطة بنتي وعايزة تيجي تعيش معايا ٤ نقطة فهتيجي براضكي او غصب عنك ٣ نقطة والا و**** هاخد البنتين ومش هتشوفيهم تاني ابدا ٣ نقطة انا عمر السويسي يا تالا هانم لتكوني ناسية ٣ نقطة يلا يا سارين
,
, امسك يد ابنته يجذبها خلفه برفق الي سيارته فتح سيارته لتجلس ابنته جوار مقعد السائق القي نظرة أخيرة علي تالا لتجده تنظر له كارهة تبكي في صمت ليستقل مقعد السائق جوار ابنته ٣ نقطة ادار محرك السيارة ينطلق بها الي شقته ٣ نقطة جواره سارين الصامتة لمدة طويلة لم تنطق سوي جملة واحدة :
, - البطولة بتاعت عثمان بكرة
,
, حرك رأسه نفيا يغمغم في جدية :
, - مش هتروحيها يا سارين
, اشار الي قلبه يردف في هدوء :
, - عشان تشيليه من هنا
, اشار بعدها الي عقله يكمل بنفس النبرة الهادئة :
, - لازم تشيليه من هنا ٣ نقطة فهماني يا حبيبتي
,
, حركت رأسها إيجابا لتدمع عينيها رغما عنها تهمس بصوت خفيض :
, - حاضر يا بابا
,
, كسي الحزن قلبه ٣ نقطة ينظر بجانب عينيه لابنته ليجدها تبكي ليرق قلبه عليها ٣ نقطةاوقف سيارته جوار الطريق جذب رأس ابنته يضعها علي صدره يربط علي رأسها للحظات ليغمغم في مرح :
, - اسكتي صحيح جالك 3 عرسان النهاردة في الفرح ٣ نقطة مش بقولك حاسس اني أريل
,
, ضحكت سارين بخفوت ليمسح عمر علي شعرها يغمغم بحنو :
, - صدقيني يا سارين انا بعمل كدة عشان مصلحتك يا بنتي ٣ نقطة لما تكبري شوية وتفتكري
, الايام دي هتضحكي ٤ نقطةوتقولي يااااه قد ايه كنت عبيطة
,
, عادت تضحك من جديد تحرك رأسها ايجابا لتبتعد عن عمر تمسح دموعها ٣ نقطة ليردف هو ضاحكا في مرح :
, - بما أن ما فيش اكل في البيت وابوكي ما بيعرفش يقلي بيضة حتي ، تاكلي شاورما ولا نضرب فول وطعمية ٤ نقطةعلي اي عربية
,
, عقدت سارين جبينها تفكر للحظات لتغمغم بمرح باهت :
, - نضرب فول وطعمية علي اي عربية٣ نقطة بس عربيات ايه اللي فاتحة الفجر دي
,
, أعاد تشغيل محرك السيارة ضحك يغمغم :
, - علي رأيك ٣ نقطة خلاص نضرب كبدة وسجق ٣ نقطة أنا عارف ما بتقفلش شغالة اربعة وعشرين ساعة ومش عايز اقولك الراجل نضيف نضافة ما تلقيش قدام عربيته لا قطة ولا كلب
,
, قطب جبينه يغمغم متعجبا :
, - مش عارف بيروحوا فين
,
, توسعت عيني سارين في فزع تنظر لوالدها ذاهلة لتتعالي ضحكات عمر الصاخبة يكمل طريقه الي وجهته
,
, انتظر الي أن نامت زوجته ليترك الفراش بهدوء حتي لا يزعجها التقط هاتفه ينزل الي الحديقة ٣ نقطة يطلب رقم زيدان بإلحاح مرة تليها الأخري الي أن سمع صوت الأخير يهتف ناعسا :
, - أيوة مين
,
, قطب خالد جبينه غاضبا ٣ نقطة يهمس له بحدة :
, - هيكون مين يعني أنا خالك يا حيوان ٣ نقطة البت لينا فين
,
, سمع صوت زيدان يتثآب بعنف ليهمس متعلمثا :
, - لينا ٣ نقطة اااه .. لينا مين ٣ نقطة اه لينا ٣ نقطة مش عارف
,
, صاح خالد بحدة افزعت الطيور من فوق اشجار الحديقة يصيح غاضبا :
, - مش عارف ايه يا حيوان البنت فين ٣ نقطة دا أنا اقتلك فيها دي
,
, انتفض زيدان جالسا يفرك عينيه ٣ نقطة يسمح وجهه من آثار النوم يغمغم سريعا :
, - نايمة يا خالي نايمة و**** العظيم نايمة .. وأنا نايم والناس كلها نايمة
,
, ضحك خالد ضحكة صغيرة بسماجة يكمل ساخرا :
, - تصدق ضحكت .. هاهاها دمك سكر .. خلي بالك من البت يلا ٣ نقطة رقبتك قصاد انها تتخدش حتي ٣ نقطة
,
, طمأنه زيدان جيدا أن كل شئ يسير علي ما يرام ليغلق خالد معه الخط تنهد يزفر انفاسه الحارة ليلتفت خلفه سريعا حين سمع صوت أخيه يأتي من خلفه يغمغم ضاحكا :
, - يا ابني أنت ناقص جنان ٣ نقطة ما تقلقش زيدان نسخة منك ..من شابة خاله ٣ نقطة هياخد باله منها كويس
,
, التفت خالد لأخيه يبتسم له متوترا ٣ نقطة ليتجه الي الطاولة التي يجلس عليها حمزة جلس أمامه ينظر له للحظات مسح وجهه بكف يده يغمغم فجاءة :
, - مش عاجبني حالك يا اخويا ٣ نقطة ايه الاسورة اللي علي ايد بدور ٣ نقطة مش غريبة شوية اني أسمعك اكتر من مرة بتقولها يا درة وبعدين الاقي علي ايديها اسورة مكتوب عليها درة ٣ نقطة معقولة صدفة وتصادف
,
, بلع حمزة لعابه مرتبكا حمحم عدة مرات يلتقط كأس الماء المجاور لكوب قهوته يرتشف نصفه ابتسم يغمغم في مرح :
, - ما يمكن فعلا صدفة ، عجبها اسم درة فجابت سوار بنفس الاسم
,
, نظر خالد لكوب الماء رفع حاجبه الأيسر يغمغم ساخرا :
, - هقولك معلومة تفيدك للزمن .. لو عايز تاخد معلومة صح من حد ما تديلوش ماية الا بعد ما يقول كل اللي عنده خالص ٣ نقطة ليه عشان كل كوباية ماية بيشربها بيخترع وراها كدبة جديدة ٤ نقطة ولا ايه يا حمزة يا سويسي
,
, بلع حمزة لعابه الذي جف فجاءة ليمد يده تلقائيا ناحية كوب الماء ليجده فارغا بعد أن شرب خالد ما بقي فيه ٣ نقطة ليتلعثم مرتبكا :
, - ففي إيه يا خالد ٤ نقطةعادي يعني ٣ نقطة بدور زي مايا
,
, اتسعت ابتسامة خالد ليكتف ذراعيه امام صدره يسأله ساخرا :
, - انهي مايا
,
, أصفر وجه حمزة حين ادرك أن أخيه اوقعه بين المطرقة والسندان والآن فقط عليه البوح بكل ما يجول في خاطره
,
, في صباح اليوم التالي السادسة صباحا ٣ نقطة
, نزلت من عمارتهم السكنية لم ترد أن تستقل السيارة لتأخذ طريقها علي قدميها رغم أن الطريق بعيد والآن هو تقريبا شبه فارغ ولكنها حقا أرادت ذلك ٣ نقطة التحرك التفكير ٣ نقطة إن تشعر بنسمات الهواء أن تصفع وجهها بعنف ٣ نقطة كيف يطلب والدها منها مسامحتها بتلك السهولة ٣ نقطة لم ولن تنسي ابدا ما فعله من ضرب وإهانة ولولا أن الطبيب كان ذلك الفتي الغريب صديق زيدان لكان أكمل جريمته في حقها لن تسامحه ابدا وسارين لن تسامحها كيف تتركهم وترحل بتلك السهولة ٣ نقطة لم تشعر بدموعها التي اغرقت وجهها ٣ نقطة لتجفل فجاءة حين وجدت احدهم يعترض طريقها ٣ نقطة رفعت وجهها سريعا لتجد شاب غريب لا تعرفه ينظر لها يبتسم ابتسامة خبيثة مفزعة يغمغم في مكر :
, - ايه يا قمر بتعيطي ليه ٣ نقطة بقي القمر دا يعيط ..تؤتؤ اخس علي اللي زعلك تعالي اشربك عصير يروق دمك
,
, توسعت عينيها فزعا تحرك رأسها نفيا تعود للخلف تحاول الفرار منه تبحث حولها عن أحد ما ينجدها ولكن لا احد الشارع فارغ تماما ٣ نقطة عادت للخلف تنظر له مذعورة تحرك رأسها نفيا تبكي بعنف اقترب ذلك الشاب منها أكثر وأكثر ما كاد يضع يده عليها صوت إطارات سيارة تقف بعنف نظرا معا للقادم للتوسع عينيها في ذهول .. ذلك الشاب ما كان اسمه حسام ماذا يفعل هنا وكيف عرف طريقها ولما يبدو كسفاح محترف بعينيه الحمراء تلك ٣ نقطة اندفع حسام ناحيتهم ليقبض علي يد سارة يدفعها ناحية سيارته يصيح فيها غاضبا :
, - اركبي العربية يلاااا
,
, هرولت ناحية سيارته تفتح بابها تجلس فيها ترتجف خائفة ٤ نقطة ليتجه حسام ناحية ذلك الشاب الذي حاول الفرار ليقبض حسام سريعا علي تلابيب ملابسه نظر له بشر يبتسم في اتساع :
, - كنت زمان ببقي هموت واضرب اللي يضايقني بس ارجع افتكر كلام ابويا اني ما اضربش حد بس ابويا ما طلعش ابويا ٣ نقطة فاضرب بقي براحتي
,
, انقض حسام علي ذلك الرجل يكيل له باللكمات العنيفة تركه ملقي ارضا بثق عليه ٣ نقطة ليتجه بخطي غاضبة ناحية سيارته استقل مقعد القيادة يضعط دعاسات البنزين بعنف لتشق السيارة غبار الطريق
, التفت سارة الي حسام تبكي في صمت تسأله باكية :
, - أنت واخدني علي فين
,
, التفت بوجهه لها لتنتفض في مكانها فزعة حين رأت عينيه السوداء القاتمة من شدة غضبه ليصيح فيها غاضبا :
, - مش عايز اسمع صوتك خالص ٣ نقطة يا بنت ع ٣ نقطة ولا بلاش
,
,
, حان الآن موعد البطولة النهائية لمباراة الخيل ٤ نقطةكل متسابق يستعد جيدا لبدئ البطولة ٣ نقطة وعلي رأسهم من تتوجه له عدسات جميع المصورين٣ نقطة عثمان الصياد الرابح قبل حتي أن يبدأ السباق ٤ نقطة اتجهت ليلا الي عثمان تحمل في يدها زجاجة عصير تفاح ٣ نقطة فتحتها تمدها له تحادثه بتلهف :
, - حبيبي خد اشرب ٤ نقطة دا هيديك طاقة ٣ نقطةخد بالك كويس عثمان اهم حاجة عندي إنت ولازم تكسب البطولة ٣ نقطة حبيبي دايما رقم واحد
,
, ابتسم لها في غرور ليلتقط منها زجاجة العصير يلثم وجنتها بقبلة قوية يغمغم في خبث :
, - طبعا هكسب البطولة عشان ميعادنا اللي بعدها مش قادر أنا متلهف ليه ازاي يمكن اكتر من البطولة
,
, ابتسمت في براءة سامة تسبل عينيها تحرك رأسها ايجابا ليفتح عثمان الزجاجة يرتشف منها قطب جبينه يسألها متعجبا :
, - غريبة كل مرة بيبقي برتقال اشمعني المرة دي تفاح
,
, ابتسمت في براءة هل تخبره أن الطبيب الذي وصف لها الاقراص أخبرها أن عصير البرتقال يضعف من مفعول الإقراص ولكنه يجعل الجسد يعتاد عليها ٣ نقطة واذا زادت جرعة الاقراص في اي عصير آخر ٣ نقطة سيختل الجسد وسيصاب بدوار حاد يجعله غير قادر علي الاتزان ٣ نقطة شبت علي أطراف أصابعها تقبل وجنته تهمس بنعومة :
, - ابدا يا حبيبي أنا بس مالقتش برتقال يلا اجهز بسرعة عشان البطولة
,
, بعد قليل كان كلا علي فرسه ٣ نقطة عند خط البداية ٤ نقطة أطلق أحد المنظمين رصاصة الانطلاق لتبدأ الخيل في الركض ويبدأ المعلق في الحديث :
, - سيداتي انساتي سادتي اهلا ومرحبا بيكوا في المبارة السنوية لبطولة الخيل ٣ نقطة
, الخيول تركض ٥ نقطة الجماهير تشجع الجميع متحمس بينما
, يصدح صوت المعلق الخاص ببطولة الخيل يكمل ما يقول :
, - وكالعادة الصياد سابق ٣ نقطة عثمان علي خيله الجبار بيشق الطريق ناحية خط النهاية ٣ نقطة نط الحواجز دي لعبة الصياد
,
, كالعادة هو سيفوز ما من احد يقدر علي هزيمته هو وفرسه بينهما سيمفونية خاصة كل منهم يعزف فيها وتر خاص حتي يكمل اللحن الي النهاية
,
, الحاجز الأول ٣ نقطة بطل قفز الحواجز هو ، ارتفع جسده قليلا عن ظهر فرسه يستعد للقفز مع فرسه ٣ نقطة ليشعر فجاءة بدوار عاصف يقتحم رأسها جسده بارد كالثلج يرتجف لا يستطع أن يتوازن حتي ٤ نقطة اقترب جبار من الجاحز ليرتفع بقامتيه يقفز بعنف من فوقه ليختل توازن عثمان فجاءة ، سقط من فوق الفرس وهو يقفز علي أحد اعمده الحاجز بعنف وقوة .. صرخ صرخة عالية ليفقد بعدها الوعي ويهرع إليه الجميع
,
, صراخ ، صراخ ، صراخ ٤ نقطة هرج حركة مبعثرة الجميع يركض ناحية ذلك الملقي ارضا يصرخ خائفا من تلك السقطة ٣ نقطة توقف الصراخ امام احدي الغرف في احدي المستشفيات الكبيرة تجلس لبني علي احد المقاعد علي احد المقاعد تبكي تنوح تدعو أن يخرج صغيرها سالما ٣ نقطة جوارها ليلا التي تبكي في تصنع
, بينما يقف علي يرتجف من شدة خوفه يدعو فقط يدعو أن يمر الامر علي خير ٣ نقطةهرع راكضا حين انفتح باب الغرفة يسأل الطبيب متلهفا مذعورا :
, - ها يا دكتور طمني ابوس ايدك ابني ٣ نقطة ابني كويس مش كدة
,
, اكتسي الحزن وجه الطبيب الشاب ليضع يده علي كتف علي تنهد يهمس بأسي :
, - بص يا أستاذ علي ٣ نقطة أنت عارف ان كل شئ في الدنيا مقدر ومكتوب ٣ نقطة الواقعة كانت شديدة اوي علي عموده الفقري ٣ نقطة للاسف ابن حضرتك جاله شلل نصفي ٥ علامة التعجب

الجزء الثاني والثلاثون


وكلمات الطبيب التي نطقها بحزن علي ذلك الشاب الصغير أصابت الجميع بالصاعقة :
, - بص يا أستاذ علي ٣ نقطة أنت عارف ان كل شئ في الدنيا مقدر ومكتوب ٣ نقطة الواقعة كانت شديدة اوي علي عموده الفقري ٣ نقطة للاسف ابن حضرتك جاله شلل نصفي
,
, صرخت قوية خرجت من لبني عقب تلك الجملة لتسقط بعدها فاقدة للوعي ٤ نقطة اما علي فلم تقدر ساقيه علي حمله بعد ما سمع وقع ارضا جالسا ينظر للامام في ذهول .. صدمة عنيفة زعزعت كيانه ٣ نقطة ابنه ، طفله ، حتي وإن كان يغضب منه معظم الوقت تقريبا لا يرضي عن تصرفاته ابدا يعنفه ليل نهار ولكنه يبقي طفله الصغير ٣ نقطةهرع الممرضين مع أحد الاطباء ناحية لبني الملقاة ارضا يتجهون بها الي أحدي الغرف سريعا ٣ نقطة بينما انهمرت دموع علي بعنف تغرق وجنتيه ٣ نقطة يردد بهذيان بلا توقف :
, - عثمان اتشل ، ابني ، ابني، ابني اتشل
,
, تقدم الطبيب سريعا من علي يحاول مواساته قدر المتسطاع ٤ نقطة ربت الطبيب علي كتف علي يهتف سريعا بهدوء :
, - وحد **** يا أستاذ علي ٣ نقطةحالة عثمان مش خطيرة او ميؤوس منها ٣ نقطة بالعكس مع العلاج الطبي والطبيعي هيرجع زي الأول وافضل
,
, والامل انار قلب علي ما أن سمع تلك الكلمات من فم الطبيب ٣ نقطة امسك يد الطبيب كغريق علي وشك الموت وجد طوق نجاته نظر له بتلهف يسأله سريعا :
, - بجد يا دكتور ٣ نقطة بجددد ٣ نقطة يعني ابني هيرجع يمشي تاني ٣ نقطة بجددد
,
, ابتسم الطبيب يحرك رأسه إيجابا يطمئن علي بأن كل شئ سيكون علي ما يرام :
, - ما تقلقش و**** يا أستاذ علي ٣ نقطة صدقني حالة ابنك مش صعبة خالص ٣ نقطة المهم دلوقتي لازم تكون جنبه لما يفوق ٣ نقطةلازم تحاول تهون عليه الخبر ٣ نقطة
, حرك علي رأسه إيجابا يحاول فقط أن يتماسك ٤ نقطة تسند علي الحائط وذراع الطبيب ليقف يحاول إقامة عمود الخيمة من جديد ٣ نقطة اتجه خلف الطبيب الي غرفة عثمان ليري ابنه ما أن اقترب من الغرفة مد يده يفتح مقبض الباب لتتجمع الدموع في مقلتيه اغمض عينيه بعنف يشد عليها .. تمردت دموعه تنساب علي وجهه ليرفع يده يمسحها بعنف ليدير مقبض الباب يدخل الي غرفة عثمان
,
, في تلك الاثناء تحديدا اختفت ليلا من المستشفي ٣ نقطة اختفاء تام وكأنها لم تكن موجودة من الأساس
,
, سيارته بعنف تشق غبار الطريق ٣ نقطةغاضب بل يشتعل غضبا .. منها ومن نفسه كيف تسمح لنفسها بالخروج في ذلك الوقت الباكر ٣ نقطة وكيف يسمح لنفسه بأن يراقبها منذ أن علم انها ابنه عمه ٣ نقطة الفتاة التي أحب قريبته من الدرجة الأولي وهو يشعر بلغبة حارقة تكوي اوصاله بالبحث عن ذلك الشاب الذي كان يساومها قبلا وقتله بأبشع الطرق الممكنة ٣ نقطة شد قبضته علي المقود يسحق دعاسة البنزين تحت قدمه ٣ نقطة وهي علي الكرسي المجاور له تبكي فزعة مذعورة ٣ نقطة تفكر في اسوء ما يمكن أن يحدث ، يقتلها ، والاسوء يغتصبها ٣ نقطة لما جاء ، هل ارسله والدها ليفعل ما لم يفعله من قبل ٤ نقطة عن تلك النقطة انتفض قلبها يدق بجنون التفت له بعينيها الحمراء الباكية تسأله بصوت خفيض مرتجف :
, - اااا أنت ٣ نقطة واخدني فين
,
, التفت لها برأسه لتنتفض مذعورة حين رأت عينيه السوداء القاتمة المشتعلة من غضبه ٣ نقطة حدجها للحظات بنظراته القاتلة ٣ نقطة لتنكمش تنظر له مذعورة تضم ذراعيها لجسدها قاطع تلك اللحظات صوت رنين هاتفه التقط الهاتف غاضبا ليشتغل غضبه أكثر مما هو عليه ٣ نقطة فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه ليسمع صوت يغمغم بحدة :
, - واخد بنت عمك فين يا حسام بيه يا سويسي
,
, تهدجت أنفاسه غضبا نظر لسارة بطرف عينيه يشدد قبضته علي الهاتف يصيح غاضبا :
, - وأنت مالك ، أنت بتراقبني
,
, سمع ضحكات الطرف الآخر تليها لحظات صمت ومن ثم صوت والده يهتف بحدة :
, - وأنا هراقبك ليه يا بيه قاصر خايف عليها تتخطف ٣ نقطة السواق بتاع سارة كان وراها بالعربية وهو اللي بلغني باللي حصل ٣ نقطة واخد بنت عمك فين يا حسام
,
, ارتسمت ابتسامة خبيثة علي شفتي حسام يغمغم في خبث افزع الآخر :
, - هتأكد من اللي ما عرفتش اتأكد منه قبل كدة وأنت أكيد مش هتقتل اب٣ نقطة ولا بلاش اصل سوسو لسه ما تعرفش سلام يا باشا
,
, ابعد الهاتف عن أذنه ليسمع صوت والده يصيح فيه :
, - حساااام اياك تأذيها يا حسااااام الو ٤ نقطة
,
, اغلق الهاتف يعيده لجيب سرواله .. يبتسم في خبث ٤ نقطة يشعر بارتياح غريب يسري في اوصاله فقط حين ضايق ذلك المغرور كبير عائلة السويسي والده ٣ نقطةاوقف السيارة علي جانب الطريق ليعود برأسه يستند علي ظهر مقعده يبتسم في سخرية يسخر من حاله قبل الجميع ٣ نقطةلحظات طويلة مرت علي سارة لتجده يلتفت برأسه ناحيتها رماها بنظرة حادة يغمغم بعدها بهدوء لا يمت لما حدث بصلة :
, - أول وآخر مرة تخرجي فيها من غير السواق مفهوم يا سارة
,
, توسعت عينيها في ذهول ممتزج بصدمة تأكدت حقا أن ذلك الجالس جوارها مجنون يشبه عمها شكلا وطباعا ٣ نقطة حركت رأسها إيجابا سريعا خوفا من تقلباته الغريبة تلك ٣ نقطة ليبتسم حسام شبح ابتسامة صغيرة يربط علي وجنتها بكفه لتجفل من حركته تعود للخلف تنظر له مذعورة ٣ نقطةعاد حسام يدير محرك السيارة اتجه بها ناحية المركز الخاص بدرسها ٣ نقطة توسعت عينيها في ذهول حين وقف كيف عرف مكان درسها ٣ نقطة كل درس تقريبا في مكان مختلف عن الثاني تماما ٣ نقطة ارادت الفرار سريعا لتجده يجذب رسغها لتنظر له سريعا تحرك اهدابها بسرعة خائفة بل مرتعدة منه لتجده يردف بهسيس متوعد :
, - الواد الملزق اللي اسمه أحمد دا ما شوفكيش واقفة معاه تاني .. وما تضحكيش بصوت عالي تاني في الشارع ..تخلصي الدرس وجري علي عربيتك علي البيت ٣ نقطة والا هيبقي حسابك معايا وحش اوي يا سارة
,
, انتفض قلبها تتسارع دقاته خوفا تحرك رأسها إيجابا بلا توقف عله فقط يتركها ٣ نقطة ليترك رسغها فما كان منها الا أن نزلت تهرول سريعا من السيارة ٣ نقطة دخلت الي مركز المحاضرات ٣ نقطةلتتجه الي المرحاض ٣ نقطة تبحث عن هاتفها بين اغراضها بسرعة وتهلف ٣ نقطة وجدته ٣ نقطة ووجدته يدق للمرة العاشرة تقريبا التقطته تجيب بصوت مرتجف باكي :
, - أيوة يا عمو
, انتفض خالد خوفا حين سمعها تبكي ابنه المجنون وريث ابيه حتي في جنونه ٣ نقطة هو نفسه لا أحد يتوقع افعاله فما باله بنسخة اخري منه ٣ نقطةصاح يسألها مذعورا :
, - سارة انتي كويسة يا بنتي ٣ نقطةحسام دا عملك حاجة آذاكي
,
, حركت رأسها نفيا تحاول السيطرة علي دموعها لتقص عليه ما حدث كاملا بصوت خفيض باكي مرتعب ٣ نقطة قابلها خالد بالصمت للحظات من جهته ليهتف بهدوء يحمل خلفه الكثير والكثير من الغضب :
, - ماشي يا سارة ٣ نقطة ركزي في درسك وأنا اوعدك انه مش هيتعرضلك تاني ٣ نقطة
,
, اغلق معها الخط ليتجه الي شرفة مكتبه الكبيرة وقف أمامها يعقد ذراعيه امام صدره ينظر للحديقة غاضبا احتدت عينيه خاصة حين اعاد مع نفسه كلمات سارة لترتسم شبح ابتسامة خبيثة علي شفتيه يغمغم متهكما :
, - السويسي الصغير بدأ يلعب ٣ نقطة صبرك عليا يا ابن خالد أنا هوريك اللعب علي اصوله
,
, تنهد قلقا يتصل بزيدان للمرة العاشرة تقريبا ٣ نقطة والاخير فقط نائم لا ذنب له ان خاله يحاول الاتصال به منذ الخامسة فجرا ٣ نقطة أجاب زيدان بعد لحظات بصوت خفيض ناعس :
, - صحيت يا خالي و**** صحيت .. هقوم اشوف لينا صحيت ولا لسه
,
, قطب خالد جبينه دس يسراه في جيب سرواله يسأل زيدان متعجبا :
, - هتقوم تشوف لينا ٣ نقطةليه هي لينا مش نايمة معاك في نفس الأوضة
,
, أصفر وجه زيدان لينتفض جالسا لا يجد ما يقوله حمحم يبلع لعابه الجاف يهتف سريعا بهدوء يتصطنعه :
, - هااا ٣ نقطة لاء هي شكلها في الحمام عشان مش لاقيها ٣ نقطة ليناااا، لينااااا ٣ نقطة اهي في الحمام
,
, ضحك خالد بشدة ليغتاظ زيدان من رد فعله ليردف خالد من بين ضحكاته بمكر :
, - في الحمام بردوا ٣ نقطةلينا فين يا زيدان
,
, تأفف زيدان حانقا الا احد يستطيع الكذب علي ذلك الرجل أ لديه جهاز لاستشعار الكذب عن بعد تنهد بضجر مردفا :
, - في الأوضة اللي جنبي يا خالي ٣ نقطة لينا حاسة أن في حاجز بينا مش عارفة تتجاوزه وأنا أكيد مش هجبرها علي اي حاجة
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة مطمئنة علي شفتي خالد يشعر بالارتياح يتسرب الي كيانه حقا أحسن الاختيار لصغيرته اردف ممتنا :
, - متشكر يا زيدان ٤ نقطة انا كنت واثق أنك الوحيد اللي اقدر آمنه علي البنت ٣ نقطة قبل ما تتحركوا علي الطريق اتصل بيا عرفني
,
, ابتسم زيدان يمط ذراعيه في الهواء يحرك عظام رقبته المتيبسة تثآب يردف بخمول :
, - حاضر يا خالي هقوم أنا اشوف لينا ٣ نقطة سلام
,
, اغلق خالد معه الخط ليتجه الي غرفته يستعد لما سيفعل
,
, علي صعيد آخر في منزل زيدان الحديدي ٣ نقطة نزل زيدان من فراشه اغتسل سريعا ليتجه الي الغرفة المجاورة له دق الباب بالطبع نائمة كاد أن يدير المقبض ليدخل حين وجده انفتح من الداخل وظهرت لينا أمامه علي ثغرها إرق ابتسامة رآها يوما ٣ نقطة تجمع شعرها في حلقة صغيرة فوق راسها تضع قليلا من مستحضرات التجميل وعطرها النفاذ يضرب في قلبه بعنف كالعادة وككل مرة خطفت أنفاسه وقف أمامها لا يجد ما يقوله جميلة كلمة حقا قليلة عما يراه أمامه الان .. اجفل من شروده اللذيذ علي صوتها تقول برقة :
, - صباح الخير يا زيدان
,
, لم يفق من صدمته الأولي ليجد صدمة أخري اعنف حلت فوق حين رأسه حين شبت علي أطراف اصابعها قليلا تقبل وجنته قبلة طويلة ناعمة تهمس بصوت خفيض هامس دغدغ حواسه :
, - صباح الخير
,
, انحبست أنفاسه داخل صدره ينظر لها مذهولا هل قبلته للتو ٣ نقطة وضع يده علي وجنته للحظات ينظر لها مصدوما .. تلك الفتاة ستلقيه في فوهه الجنون بأفعالها الغريبة تلك ٣ نقطة أليست هي من رفضت حتي المبيت معه في نفس الغرفة والآن تقبله كعاشقه التقت بحبيبها بعد طول غياب ٤ نقطة هل تحاول اللعب علي اوتار مشاعره لتثبت له أنه مكبل دوما بقيود عشقها ٣ نقطةحمحم بحدة ليخرج من تلك الفقاعة الناعمة التي قيدته في لحظات ٣ نقطة رسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه يتمتم في رتابة :
, - كويس انك صاحية ٣ نقطة باباكي لسه قافل معايا
, بيسأل عليكي ٤ نقطةجهزي نفسك عشان هنسافر ونبقي نفطر في اي استراحة علي الطريق
,
, ولكن ما أثار استغرابه حقا انها ابتسمت بنفس الرقة ٤ نقطة وحركت رأسها إيجابا ، تنهد حائرا هل تلك الفتاة مصابة بانفصام ٣ نقطة تركها وعاد الي غرفته ٣ نقطة بدل ملابسه الي قميص ازرق قاني اللون وسروال اسود ٣ نقطة جمع ما يحتاج في حقيبة صغيرة ٣ نقطة لينزل الي أسفل ينتظرها ٣ نقطة جلس علي احد المقاعد يفكر ٣ نقطة ليقطب جبينه فجاءة يتمتم مع نفسه بقلق :
, - طب افرض هي جعانة واتكسفت تقولي ٣ نقطة لما قولتلها هنمشي ٣ نقطة انا هقوم اعملها حاجة تاكلها
, اتجه ناحية المطبخ شمر عن ساعديه ليتوجه الي البراد اخرج منه بعض علب الجبن والمعلبات السريعة ٣ نقطة وقف أمام المقود يطقهو بعض البيض المقلي حين نزلت هي تتهادي بخطواتها ترتدي سروال من خامة الجينز لا يلتصق بالجسد فوقه قميص نسائي ٣ نقطة تعقد شعرها ديل حصان ٣ نقطة شمت رائحة طعام طيبة لتسير خلفها لتصل الي المطبخ توسعت عينيها في دهشة وابتسامة صغيرة نمت علي شفتيها حمحمت بصوت خفيض ناعم تجذب انتباهه ٣ نقطة التفت لها يناظرها للحظات طويلة ليجفل علي صوتها تقول مبتسمة :
, - أنت مش قولت هنفطر في الطريق
,
, ابتسم ابتسامة خفيفة التقط منشفة صغيرة يجفف يده رفع كتفيه يقول بهدوء :
, - ابدا أنا بس جوعت قولت اعمل حاجة سريعة ٤ نقطة جعانة ؟
,
, ابتسمت تحرك رأسها إيجابا بخفة لتتجه اليه تحمل بعض الصحون تضعها على طاولة المطبخ الصغيرة رائحة الطعام الطيبة جعلت لعابها الجائع يسيل ٣ نقطة جلست علي أحد المقاعد وهو جوارها تتناول الطعام بتلذذ ٣ نقطة نظرت له مبتسمة ابتسامة واسعة تقول بمرح :
, - إنت بتعمل اكل حلو اوي حقيقي .. تسلم ايدك ٣ نقطة شكرا يا زيدان
, قالتها لتميل ناحيته تقبل وجنته كما فعلت قبل قليل ٣ نقطة ليشد علي قبضته بعنف تعالت أنفاسه الثائرة رفع وجهه ينظر لعينيها بحدة غاضبا :
, - في ايه يا لينا أنا ما بقتش فاهمك امبارح رفضتي حتي أنك تباتي معايا في نفس الأوضة والنهاردة رايحة جاية تبوسي فيا
,
, اخفضت رأسها حزنا بلعت لعابها تفرك كتفيها تهمس بصوت خفيض متوتر :
, - ودي حاجة مضيقاك
,
, طال الصمت من ناحيته لترفع وجهها له فتراه ينظر بعيدا عنها يشد علي قبضته بعنف لحظات وسمعته يزفر بحرارة ليغمغم بضيق :
, - آه يا لينا تضايقني ٣ نقطة انتي بتلعبي بمشاعري شوية ابعد وشوية تقربي ٣ نقطة أنا ما بقتش فاهم انتي عايزة ايه بالظبط ٣ نقطة أنا إنسان من لحم ودم ما ينفعش تدخليني الجنة وبعدين ترميني بعدها في النار
,
, مدت يدها تمسك سبابة يده اليسري الموضوعة علي الطاولة كأنها فقط طفلة صغيرة لتهمس بصوت خفيض متوتر :
, - أنا بس متلغبطة يا زيدان ٣ نقطة كنت فاكرة حاجة وطلعت حاجة تانية وامبارح اتأكدت من الحاجة دي ٣ نقطة متلغبطة مش عارفة احدد مشاعري ولا تصرفاتي أنت فاهمني
,
, ارتسمت ابتسامة حانية علي شفتيه ينظر ليدها ليتذكر أنه الي الان لم يعطيها خاتم زواجهم ليخرجه من جيب سرواله يلبسه إياها رفع كفها يقبله ابتسم يغمغم في هدوء :
, - فاهمك ومعاكي خطوة بخطوة لحد ما اللغبطة دي تروح ٣ نقطةلو كلتي اسبقيني علي العربية هقفل الدنيا واحصلك
,
, حركت رأسها إيجابا لتخرج الي سيارته التفت قبلا تنظر له تبتسم له ممتنة :
, - علي فكرة يا زيدان أنا عارفة أنك مش جعان وأنك عملت الاكل عشاني ٣ نقطة
, انهت كلامها تعطيه ابتسامة واسعة كهدية صغيرة منها علي ما فعل ٣ نقطة لتهرول الي الخارج ليتنهد هو بحرارة يتمتم مع نفسه :
, - طب اغتصبها دي ولا اعمل ايه ٣ نقطةكاتك الارف في حلاوتك يا شيخة ٣ نقطة
,
, منذ مدة وهو يجلس علي حالته تلك ينظر لوالده يحاول الا يبكي ولكن تخونه دموعه رغما عنه انتفض قلبا خوفا من ردة فعله خاصة حين رآه يحرك رأسه يتأوه متألما يحاول جاهدا فتح عينيه ٤ نقطة لحظات وبدأت الرؤية تتضح أمامه غرفة ٣ نقطة فراش يشعر بألم قاتل في جميع اعضاء جسده يحاول تذكر آخر ما حدث لحظات وبدأت لقطات سريعة تنير أمام عينيه ٣ نقطة سقط من فوق الحصان وهو يقفز علي العارضة الخشبية الضخمة حرك رأسه ينظر جواره ليجد والده الذي اقترب منه سريعا جلس جواره علي الفراش يحاول أن يبتسم ولو ابتسامة صغيرة :
, - حمد لله علي السلامة يا حبيبي الحمد لله جات سليمة
,
, عقد جبينه متعجبا من طريقة كلام والده معه ليبتسم له كطفل صغير مرهق .. اسند كفيه الي سطح الفراش يحاول أن ينتصف ولو قليلا في جلسته حاول سحب ساقه بهدوء ٣ نقطة لا استجابة ٣ نقطة قطب جبينه متعجبا يحاول مرة والثانية والثالثة ٣ نقطة قدمه لا تتحرك للحظات شك أنه بتروا ساقيه لا يشعر بهما تماما ٣ نقطة شد الغطاء عن جسده يلقيه ارضا ليطمئن قليلا ساقيه في مكانهما ماذا يحدث اذا ٣ نقطة بعنف حاول تحريك ولو احد أصابع قدمه لا مجيب ٣ نقطة توسعت عينيه فزعا نظر لوالده يصيح مذعورا :
, - أنا مش حاسس برجلي ٣ نقطة بابا أنا مش حاسس برجلي في ايه يا بابا ٣ نقطة هي اتكسرت طيب ٤ نقطة بابا رد عليا إنت ساكت ليه بقولك مش عارف احرك رجلي
,
, كنت تلك النقطة انفجر علي في البكاء اقترب من صغيره يعانقه بقوة يحاول إخراج صوته المختنق :
, - هتعرف و**** العظيم هتعرف ٣ نقطة هتتعالج وهترجع زي الأول وأحسن
,
, توسعت عينيه في فزع حين بدأ يدرك قليلا ما يحدث ابعد والده عنه ينظر له عينيه متسعتين في ذهول يسأله مفزوعا :
, - هتعالج من ايه ٣ نقطة هي رجالي ٣ نقطة أنا ٣ نقطة أنا مش فاهم .. ايه اللي حصل ٣ نقطة انا اتشليت
,
, صاح بها بصدمة ليعاود النظر لوالده يحرك رأسه نفيا بعنف ينفي مجرد الفكرة من المجئ برأسه احمرت عينيه تتجمع فيها الدموع ليصرخ بهياج :
, - لالالا ما حصلش أنا الصياد أنا مش عيل هاوي ما بيعرفش يركب خيل فيقع من علي حصانه ٣ نقطة الصياد ما بيخسرش ٣ نقطة الصياد ما ينفعش تشل ٤ نقطة يعني ايه أنا مش هعرف اركب خيل تاني ٣ نقطة مش هعرف حتي امشي ٣ نقطة بقيت عاجز ٣ نقطة لا انتوا كذابين ابعد عني
,
, صرخ بها في والده الذي اقترب يحاول اختضانه ليدفعه عثمان بعيدا عنه بعنف ليرتد علي بضع خطوات للخلف توسعت عينيه فزعا حين سمع ابنه يهذي بجنون :
, - أنا ما اتشلتش أنا بعرف امشي ٤ نقطة حتي بص بص
,
, قالها ليدفع بجسده من فوق الفراش فما كان منه الا أن صرخ بصوت عالي حين ارتطم جسده بعنف بأرض الغرفة ليهرول علي إليه يعانقه بعنف يحاول إخفاءه داخل صدره يشد علي جسده بقبضتيه ٣ نقطة ليسمع صوت ابنه يصرخ يبكي ينوح داخل صدره كأنه *** صغير :
, - أنا اتشليت يا بابا بقيت عاجز مش عارف احرك رجلي ٤ نقطة ليه ليه ياااااارب ليه
,
, انهمرت دموع علي تغرق وجهه يهتف سريعا بلا توقف :
, - هترجع تمشي و**** هترجع تمشي
,
, منذ أن رأته سقطته العنيفة علي التلفاز صرخت باسمه تبكي بصوت عالي تتحرك مكانها تقف وتجلس تجوب انحاء شقتهم ذهابا وايابا تبكي بلا توقف تدعو له أن يمر الأمر علي خير ساعات مرت عليها وهي في تلك الحالة والخوف وحش مخيف ينهش روحها ببطئ ٣ نقطة انتفضت حين سمعت صوت مفتاح والدها لتهرول سريعا ناحية باب الشقة تنظر لوالدها بتلهف تسأله سريعا بذعر :
, - عثمان يا بابا ٣ نقطة عثمان كويس وقع وقعة بشعة أوي ٣ نقطة ارجوك طمني عليه أنا لما كلمتك قولتي أنك رايحلهم المستشفي ٣ نقطة فاق بقي كويس
,
, لم يجد عمر ما يقوله خاصة امام حالة ابنته المنهارة تلك اقترب منها يعانقها لحظات يشعر بها تنتفض بين يديه من عنف شهقاتها وقف صامت ليقرر تفجير القنبلة فجاءة :
, - عثمان اتشل يا سارين جاله شلل نصفي
,
, شهقة عنيفة قوية مذعورة خرجت من بين شفتي ابنته لتبتعد عنه للخلف بعنف تنظر له مذعورة تحرك رأسها نفيا بعنف أمسكت بكفيه تصيح من بين شهقاتها العنيفة :
, - لا يا بابا ب**** عليك لو بتقول كدة عشان عايزني ما افكرش فيه ٣ نقطة فأنا مش هفكر فيه تاني ٥ نقطة مش هحبه مش عايزة اعرفه خالص ٣ نقطة بس قولي أنه هو كويس ٣ نقطة قولي أنك بتكذب عليا عشان خاطري يا بابا ٣ نقطة قولي أن عثمان كويس
,
, رأت من خلال عيني والدها الباكية أن ما يقوله هو الحقيقة القاسية بعينها ٣ نقطة انتفض قلبها بين اضلاعها لتصرخ باسمه تركض الي باب الشقة تحاول فتحه:
, - عثمااااااااااان ٤ نقطة ابعد عني يا بابا عشان خاطري سيبني اروحله ٣ نقطة
,
, قالتها حين لف عمر ذراعه سريعا حول بطنها يحملها يحاول أبعادها عن باب الشقة لتتخبط بين يديه بعنف تصرخ باسم عثمان وتصرخ في والدها أن يتركها ٣ نقطة توقفت عن الحركة للحظات حين صدح صوت والدها الحاد :
, - اهدي وأنا هسيبك تروحي
,
, توسعت عينيها تلتفت برأسها لوالدها لتراه يحرك رأسه إيجابا يحاول تهدئتها :
, - هسيبك تروحي تشوفيه بس لما يهدي شوية حالته النفسية صعبة ٣ نقطة
,
, اجشهت في بكاء عنيف عقب جملة والدها الأخيرة لتفلت من بين ذراعيه ترتمي في صدره تنوح بلا توقف
,
, وصل بها الي عروس البحر الأبيض المتوسط منذ ساعة تقريبا لتجده استأجر شقة صغيرة مجهزة تطل علي البحر مباشرة فتح شبابيك الشقة ليدخل الهواء المحمل برائحة يود البحر الي الشقة ٣ نقطة اخذت نفسا قويا لتبتسم ابتسامة واسعة مرحة تنظر لجاسر الجالس علي الأريكة يشاهد التلفاز الصغير يبدو شاردا عينيه تتحرك بلا هدف ٣ نقطة شيئا ما يشغل باله بكل تأكيد ٣ نقطةاطالت النظر له لتبتسم بحالمية عاشقة تحب وتهوي ٤ نقطة تحركت ناحيته تجلس جواره علي الأريكة تبتسم دون كلام ليشعر بها بجانبه نفض افكاره السيئة عن رأسه في المساء سيذهب لشاهي وللمطعم ولكن الآن وقت العروس ٣ نقطة التف لها برأسه يحاول رسم ابتسامة مرحة علي شفتيه يغمغم :
, - ها يا ست قلقاسة تحبي ننزل نتغدي ولا نطلب دليفري
,
, ضحكت بخفة تحرك رأسها نفيا اعتدلت فئ جلستها تربع ساقيها حين تذكرت ما قرأته عن ذلك المكان الشهير علي صفحات الإنترنت لتهتف سريعا بتلهف :
, - أنا دخلت علي النت ٣ نقطةوعرفت أن في مطعم هنا اسمه الحورية تقييمات الناس كلها عنه أنه مطعم ممتاز والناس في منتهي الاحترام والذوق معاهم من اصغر فرد لحد صاحب المطعم عارف دا حتي اسمه جاسر علي اسمك الناس كلها في الكومنتات كاتبين اسمه وسط كلامهم
,
, تلاشت الابتسامة من علي شفتي جاسر ينظر لها مذهولا كأنه يقول احستني الاختيار السئ يا سهيلة ٣ نقطة حرك رأسه نفيا يقول بحدة :
, - لا نروح اي مطعم تاني بلاش دا
,
, قطبت سهيلة جبينها في ضيق لتمسك يده سريعا تقول بإلحاح :
, - ليه يا جاسر دي الناس كلها بتشكر فيه وصور المكان جميلة جدااا عشان خاطري يا جاسر عشان خاطري
, ابعد يدها عنه بحدة ليقم من مكانه وقف بعيدا عنها حرك رأسه نفيا يقول محتدا غاضبا :
, - أنا قولت لا يا سهيلة لاء يعني لاء مش هنروح المطعم دا .. خلصت خلاص
,
, لأول مرة تري جاسر غاضب لتلك الدرجة عقدت ما بين حاجبيها لتقف هي الاخري امامه تهتف في حدة متعجبة :
, - في ايه يا جاسر أنا قولت ايه للعصبية دي كلها ٣ نقطة ويعني ايه لاء يعني لاء احنا مش في عصر سي السيد وأمينة لازم يكون في سبب ٣ نقطة أنت مش عايزنا نروح المطعم دا ليه
,
, في موجة اندافعه وغضبه صاح دون أن يشعر :
, - عشان أنا جاسر صاحب المطعم .. مطعم الحورية دي بتاعي ٣ نقطة ارتحتي دلوقتي
,
, توسعت عينيها في ذهول تنظر له متعجبة ٣ نقطة اقتربت تقف أمامه مباشرة تسأله مدهوشة :
, - بتاعك ازاي مش فاهمة ٣ نقطة انت صاحب المطعم ازاي
,
, ارتسمت ابتسامة ساخرة متهكمة علي شفتيه ليتهاوي علي الأريكة يمسح وجهه بكفيه تنهد يغمغم بهدوء :
, - اقعدي وأنا هحكيلك كل حاجة ٣ نقطة
,
, طوال الطريق وهي تضع سماعات الإذن في أذنيها تحرك رأسها للامام وللخلف بتناغم مع ايقاع ما تسمع ٣ نقطة وهو يختلس لها النظرات بين حين وآخر يبتسم عاشقا ٣ نقطة اوقف السيارة جوار الطريق بالقرب من استراحة مطعم مشهور يعرفه الجميع ٣ نقطة بلع لعابه يشجع نفسه عليه أن يأخذ معها الخطوة التالية .. التف لها ينزع برفق احد سماعتي أذنيها يردف بهدوء :
, - لينا اسمعيني
,
, نزعت هي السماعة الأخري تغلق ما كانت تسمع نظرت له تبتسم في هدوء بلع لعابه ليشير الي المطعم القريب يغمغم بحذر :
, - يلا هننزل ارتاح شوية من السواقة واخد فنجان قهوة دماغي هتنفجر
,
, توسعت عينيها في فزع تنظر لما يشير للحظات لتعاود بذعر النظر إليه تتمتم فزعة :
, - دا دا دا مطعم .. فيه ناس .. بابا مش هنا .. لالالالا مش هنزل وأنت مش هتنزل مش هتسيبني هنا لوحدي ٣ نقطة
,
, سريعا امسك ذراعيها برفق يسيطر علي حركتها يقول متلهفا برفق :
, - لينا اهدي ما حدش هيأذيكي ٣ نقطةما حدش يقدر يأذيكي ٣ نقطة بلاش تخلي الخوف حاجز وهي يحبسك وراه
,
, تجمعت الدموع في مقلتيها تحرك رأسها نفيا تهمس بصوت ضعيف خائف :
, - مش هقدر يا زيدان و**** ما هقدر ٣ نقطة عشان خاطري لو بتحبني خلينا نمشي ٣ نقطة
,
, تنهد حزينا من حالتها ليتركها وينزل التف حول السيارة يفتح بابها مد يده لها يجذب كفها يشدها من السيارة يقول في رفق :
, - يلا يا لينا ٣ نقطة انزلي
, شدها من السيارة حرفيا يتحرك بها الي داخل المطعم ما أن اقتربت من بابه تمسكت في ذراعه بكلتا يديها تحرك رأسها نفيا تهمس مذعورة :
, - لا والنبي يا زيدان عشان خاطري نرجع
, شد علي يدها يبتسم لها يحاول طمئنتها تحرك معها لداخل المطعم كانت حرفيا علي وشك الدخول في جيب قميصه من شدة التصقاها بها عينيه تراقبها وهي تنظر لجميع الناس بفزع كأنهم وحوش يودون نهشها ٣ نقطة يتمني فقط أن يمر الأمر علي خير ٣ نقطة جذبها الي احد الطاولات يجلس امامها لا جوارها ليشعر بها تنكمش حول جسدها كأنها طفلة صغيرة ٣ نقطة طلب زيدان له قهوة وهي طلبت عصير اناناس كما تحب ٤ نقطة بلعت لعابها تحرك قدميها بتوتر لتجفل علي جملة زيدان المرعبة :
, - لينا شكلك مرهق اوي ٣ نقطة قومي اغسلي وشك ٣ نقطة
,
, توسعت عينيها فزعا تحرك رأسها نفيا بعنف تكاد أن تبكي من الخوف ٣ نقطة لتجد زيدان يناظرها بحدة يهمس :
, - قومي يا لينا ٣ نقطة شوفي الحمام فين واغسلي وشك
,
, حركت رأسها إيجابا رغما عنها قامت تحركت خطوة واحدة لتعود اليه سريعا قبضت علي ذراعه تنظر له تتوسله بصوت ضعيف :
, - طب تعالا معايا
,
, بصعوبة ارتدي قناع البرود يحرك رأسه نفيا بهدوء تام لتعاتبه بنظراتها فقط .. تحركت خطوة واثنتين ٣ نقطة تنظر حولها مع كل خطوة كأنها تبحث عن والدها لينقذها ٣ نقطة بينما عيني زيدان لم تفارقها ٥ نقطة حبيبته علي وشك البكاء في اي لحظة ولكنها تعليمات الطبيب ماذا يفعل
, تتحرك بخطوة كأنها *** صغير يتعلم المشي حالا ليراها تقترب من باب المرحاض الخاص بالسيدات دخلت تغلق الباب خلفها ٣ نقطة وقفت في المرحاض الفارغ تنظر لانعاكس صورتها في المرآه تستند علي حوض الغسيل تتنفس بعنف لا تصدق انها تحركت تلك الخطوات بين جموع الناس قدميها بالكاد تحملها .. فتحت صنبور الماء تصفع وجهها بالماء بعنف ٣ نقطة رفعت وجهها تنظر لانعاكاس صورتها في المرآه لتجد في تلك اللحظة سيدة تدخل الي المرحاض نظرت لينا لها بريبة ٣ نقطة بينما أخرجت تلك السيدة أحمر شفاه من حقيبتها تضع منه باحترافيه شديدة علي شفتيها لحظات وسمعتها تسألها :
, - أنتي لينا خالد السويسي
,
, توسعت عيني لينا في ذهول تحرك رأسها ايجابا ليتحول الذهول الي فزع حين وجدت تلك السيدة تن٣ نقطة

الجزء الثالث والثلاثون



,
, أخرجت تلك السيدة أحمر شفاه من حقيبتها تضع منه باحترافيه شديدة علي شفتيها لحظات وسمعتها تسألها :
, - أنتي لينا خالد السويسي
,
, توسعت عيني لينا في ذهول تحرك رأسها ايجابا ليتحول الذهول الي فزع حين وجدت تلك السيدة تن.قض عليها تعانقها بقوة تهتف بحماس مبتسمة :
, - ايه يا لينا مش فكراني ٣ نقطة أنا موني كنا مع بعض في دروس ال biology في ثانوي
,
, قطبت جبينها متعجبة تنظر لتلك الفتاة مستفهمة ٣ نقطة عادت للخلف قليلا تنظر لها تبلع لعابها متوترة ٣ نقطة درس الاحياء في الصف الثالث الثانوي كانت تأخذه في منزلها بصحبة سهيلة وقريبة المدرس كان اسمها منار علي ما تتذكر ٣ نقطةتلك الفتاة كانت تأتي مع المدرس وتغادر معه لم يكن بينهما تعامل ٣ نقطةرفعت لينا وجهها قطبت جبينها تسألها :
, - منار قريبة مستر حسين
,
, ابتسمت الفتاة باتساع تحرك رأسها إيجابا ٣ نقطة لتقترب من لينا تثرثر بابتسامة واسعة :
, - أيوة بجد مبسوطة أنك فكراني ٣ نقطة اصلنا ما كناش بنتكلم مع بعض خالص ٣ نقطة انتي دخلتي كلية ايه ٣ نقطة أنا دخلت كلية تجارة واتجوزت رجل الاعمال مهاب المالكي وانتي
,
, توسعت عيني لينا في ذهول وتلك الفتاة تثرثر بلا توقف ابتسمت بحرج تحاول الخروج من ذلك الموقف لتبتسم تعتذر تتقدم ناحية الباب تود الفرار :
, - آه congratulations عن اذنك عشان جوزي مستنيني
,
, ما كادت تتحرك وجدت تلك الفتاة تتحرك وقفت امامها تمنعها من التقدم تكمل وصلة كلامها الغير متناهية :
, - أيوة صح ازاي نسيت ، دي صور فرحك مالية المجلات والسوشيال ميديا ٣ نقطة مبروك ٣ نقطة
, لفت خصلات شعرها حول سبابتها تقربها كثيرا من لينا تسألها بابتسامة واسعة :
, - صحيح ايه رايك في لون شعري ٣ نقطة الاحمر حلو صح ٣ نقطة كنت عايزة اعمله بني زي ما انتي عاملة شعرك كدة
,
, صمتت اخيرا حين دق باب المرحاض من الخارج تلاه صوت زيدان :
, - لينا انتي كويسة اتأخرتي كدة ليه ٣ نقطة لوليا انتي بخير
,
, ابتسمت لينا بحرج تعتذر من تلك الفتاة تهرول ناحية باب المرحاض تفتحه تنفست الصعداء تتمسك بذراع زيدان تهمس له سريعا :
, - كويس أنك خبطت مشيني من هنا مش عايزة تبطل رغي
,
, قطب جبينه متعجبا من كلامها ليسحبها بعيدا عن المرحاض قليلا امسك ذراعيها يفحصها بعينيه ليسألها متلهفها قلقا :
, - في ايه يا لينا انتي كويسة يا حبيبتي
,
, تنفست بعمق تحرك رأسها إيجابا ابتسمت ابتسامة صغيرة تضع يدها علي رأسها تشعر بصداع حاد يكاد يقسم رأسها من ثرثرة تلك الفتاة :
, - أيوة كويسة .. فاكر درس ال bio وأنا في تلتة ثانوي
,
, قطب جبينه للحظات يتذكر ليعاود النظر اليها يحرك رأسه إيجابا يردف حين تذكر :
, - أيوة ايوة افتكرت مستر حسين بيومي .. كان معاه قريبته اسمها منار عبد الواحد ٣ نقطة دي تقريبا دخلت تجارة واتجوزت مهاب المالكي ٣ نقطةرجل اعمال سمعته مش تمام
,
, توسعت عينيها علي آخرها تفعر فاهها تنظر لزيدان باندهاش بلعت لعابها تغمغم بحسرة :
, - كان نفسي اعيش مع بني آدمين طبعيين مش ردارات ٣ نقطة المهم هي منار دي اللي شوفتها جوا ونازلة رغي بقي كلت دماغي
,
, ضحك بخفة يصدمها علي رأسها برفق ليلف ذراعيه حول كتفيها يغمغم مبتسما :
, - طب تعالي يا ستي اطلبلك نسكافية يظبط دماغك اللي كلتها وبعدين نمشي
,
, ابتسمت لينا تحرك رأسها بخفة لتتجه مع زيدان الي الطاولة من جديد بينما عند باب المرحاض كانت تقف تلك الفتاة تراقبهم حاقدة كارهة ربعت ذراعيها تنظر لهما شزرا بحقد تغمغم مع نفسها بكراهية :
, -لينا السويسي طبعا لازم تاخد كل حاجة ٣ نقطة حتي زيدان كنت بحاول بأي طريقة الفت نظره ليا بس ازاي مسحور بالست لينا ٣ نقطة هي تتجوز المز ده٣ نقطة وأنا ألبس في رجل عجوز مكحكح .. ماشي يا لينا صبرك عليا
,
, في منزل شهد ٣ نقطة دق جرس الباب لتلتقط حجابها فتحت الباب تنظر للطارق تقطب جبينها مستفهمة تسأله :
, - أنت مين
,
, ابتسم ذلك الواقف بهدوء يخلع نظارته الشمسية ٤ نقطة نظر لها للحظات صامتا ليردف بهدوء :
, - محمد محفوظ ٣ نقطةاخو خالد ٣ نقطة ممكن اتكلم معاكي كلمتين يا مدام شهد
,
, لوت شهد شفتيها بامتعاض هل يظنها ستتراجع عن قرارها أن بعث لها شقيقه ٣ نقطة ابتسمت بتكلف تحرك رأسها إيجابا تفسح المجال ليدخل محمد الي الشقة .. تركت باب الشقة مفتوحا لتتوجه إليه ٣ نقطة تصحبه الي اقرب مقعد في غرفة المعيشة جلست أمامه تقول بابتسامة صفراء :
, - تشرب ايه
,
, حرك محمد رأسه نفيا يبتسم في هدوء شبك كفيه يردف بهدوء :
, - لا ابدا ولا حاجة أنا بس جايلك في كلمتين ٣ نقطة اتمني منك تسمعيني كويس ٣ نقطة طبعا اللي خالد عمله في حقك جريمة لا تغتفر ٣ نقطة بس هو ندمان وخصوصا أن خالد زمان كان مريض والمرض النفسي مش عيب ٣ نقطة فأكيد يقدر يعوضك عن اللي حصل زمان من غير جواز ٣ نقطة يعني اعذريني مش بعد العمر دا كله نقوله بكل سهولة اتجوز علي مراتك ٣ نقطة اكيد لازم يكون في حل تاني ولا ايه
,
, انتظرت شهد الي أن انهي محمد كلامه بالكامل لم تتغير تعابير وجهها الهادئة فقط ابتسمت ساخرة وقفت تعقد ذراعيها أمام صدرها تغمغم متهكمة :
, - خلصت اللي عندك ٣ نقطة وأنا قولت اللي عندي وكلامي مش هيتغير أنا ما طلبتش من صاحبك يتجوزني ٣ نقطة الا لو عايزني اسامحه مش عايز بقي هو حر
,
, احتقنت عيني محمد غضبا تلك السيدة تسعي كحية لتخريب حياة أخيه هب واقفا يردف محتدا :
, - انتي بتلعبي علي احساسه بالذنب ناحيتك عشان تدمري حياته ٣ نقطة ما قالك هيعملك اللي تحملي بيه هتستفادي ايه لما يتجوزك
,
, التفت شهد له تنظر له بعيني حمراء كالجمر انهمرت دموعها بعنف اشارت لنفسها تصيح بقهر :
, - هاخد حقي ٣ نقطة حق قهرتي وهو بيناديني باسم حبيبته ٣ نقطة حق شهد اللي اخوك دمرها وهي عيلة عندها 17 سنة اغتصبها وكان عايز يسقطها ٤ نقطة هاخد حق عذابي بعد كدة من معاملة خالي الزفت ليا ٣ نقطة لحد ما اتجوزت وهربت بابني ٣ نقطة هو اللي جه وقالي سامحيني أنا مستعد اعمل اي حاجة عشان تسامحيني ٣ نقطة أنا بقي عيزاه يتجوزني ودا آخر ما عندي
,
, لا ينكر محمد أنه حقا علي شهد ولكنه اولا وثانيا واخيرا مع صديقه وأخيه ابتسم يغمغم متهكما :
, - يعني انتي ما خدتيش حقك لما كتبتي ابنه باسم راجل تاني ٣ نقطة ما خدتيش حقك لما يعرف أن عنده ابن بعد 30 سنة وزيادة ٣ نقطة في حين أن مراته ما بتخلفش وعايش طول عمره نفسه في سند ليه ٣ نقطة ما خدتيش حقك لما اخوكي اتجوز ياسمين أخته ووراها أيام عذاب وهي مالهاش ذنب في اي حاجة ٤ نقطة انتي خدتي حقك وزيادة يا شهد ٣ نقطة كفاية بقي نقفل الحلقة دي
,
, ارتجفت شفتيها تضطرب حدقتيها حركت رأسها نفيا تهتف متعلثمة :
, - أنا ما عرفتش إن أنور اذي أخته غير بعد قريب ومن ساعتها وأنا قطعت علاقتي بيه .. عشان دخل واحدة مالهاش ذنب في انتقامي
,
, تقدم محمد منها خطوة واحدة بعد أن نفذ صبره يصيح غاضبا :
, - وانتي كدة بردوا بتدخلي واحدة مالهاش ذنب في انتقامك ٣ نقطة لينا ذنبها ايه تعيش الوجع دا ٣ نقطة انتي ما تعرفيش خالد كان بيعاملها ازاي زمان ٣ نقطة صدقيني اللي حصلك ارحم منها .. خالد كان مريض افهمي بقي
,
, ما كاد محمد ينهي جملته وجد يد عنيفة تقبض علي تلابيب وصوت يصدح كرعد عنيف غاضب :
, - أنت مين وايه دخلك هنا وازاي تتكلم مع والدتي بالشكل دا
,
, نظر محمد لذلك الواقف امامه ليرتفع جانب فمه بابتسامة صغيرة يردف في نفسه ضاحكا :
, - لا ابن خالد فعلا ٣ نقطة نسخة منه حتي في عصيبته .
,
, توسعت ابتسامة محمد ليرفع يديه يبعد يدي حسام عن ملابسه يردف متفاخرا :
, - ابوك عمره ما رفع ايده على حد اكبر منه
,
, ابعد يدي حسام ليباغته بلكمة قوية ارتد حسام علي إثرها خطوة للخلف ينظر لمحمد غاضبا لتهرع شهد الي ابنها تصرخ باسمه مفزوعة:
, - حسام ٣ نقطة أنت كويس يا ابني ٣ نقطة امشي اطلع برة قول لاخوك دا آخر اللي عندي يلا برة
,
, نظر محمد لها بحدة غاضبا ليعدل من وضع تلابيب ملابسه خرج من الشقة يصفع الباب خلفه ٣ نقطةلتحتد عيني شهد حقدا ستنقتم مهما كلفها الأمر
,
, لا يصدق حقا لا يصدق أنه يفعل ذلك ٣ نقطة يوقف السيارة أسفل منزل علي ٤ نقطة بعد أن علم أنه عثمان رفض المكوث في المستشفي وعاد الي منزله ٣ نقطة وطبعا سارين ظلت تبكي وتبكي وتبكي تتوسله أن تذهب للاطمئنان عليه ولو للحظات ٣ نقطة التفت برأسه ينظر لابنته القابعة علي المقعد المجاور له تنساب دموعها بلا توقف ٣ نقطة حمحم بصوت عالي لتلفت برأسها لوالدها الذي حدجها بنظرة متضايقة تنهد يردف بحنق :
, - سارين وبعدين معاكي انتي وعدتيني أنك مش هتعيطي ٤ نقطة وخصوصا لما نطلع فوق مش عايز اي اندافع يا سارين
,
, حركت رأسها إيجابا سريعا تمسح دموعها المتساقطة بكف يدها بعنف نظر عمر لها مشفقا علي حالها ٣ نقطة لينزل بصحبتها الي داخل العمارة السكنية ٤ نقطة صعدا الي منزل علي ليدق عمر الباب لحزات وفتح علي له الباب وجهه حزين شاحب مرهق ٣ نقطة ابتسم علي لعمر شبح ابتسامة صغيرة باهتة لا يجد ما يقوله فقط افسح له المجال ليدخل هو وسارين ٣ نقطة دخلت سارين تبحث عنه بعينيها في كل ركن ٣ نقطة لم تري سوي لبني التي تجلس علي أحد المقاعد تبكي بلا توقف ٣ نقطة ما إن وقعت عيني لبني علي سارين وقفت سريعا متجهه إليها تعانقها بقوة تشعر بحاجة ماسة بأن تشعر بأحد يشد من ازرها يربط علي قلبها يطمئنها (علي) فيه ما يكفيه ويزيد ٣ نقطة انفجرت لبني في البكاء تشد علي جسد سارين تصيح من بين شهقاتها :
, - عثمان اتشل ٣ نقطة ابني اتشل ٣ نقطة أنا السبب .. أنا السبب ٣ نقطة أنا اللي اهملته طول عمري ٣ نقطة بجري ورا شغلي ٣ نقطةاااااااااه يا حبيبي يا ابني ٣ نقطة أنا السبب سامحني
,
, في الداخل علي كرسي متحرك يجلس عثمان جسده بأكمله يؤلمه ٣ نقطة ألم بشع يفتت عظامه ولكن الابشع شعوره أنه متسلقي كالميت لا يقدر علي القيام والتحرك لذلك رفض أن يبقي في المستشفي أن يتمدد حتي علي سريره يجلس كهذا منذ ساعات ٣ نقطة في يده ورقة يقبض عليها بعنف ٣ نقطة ورقة سيجعل صاحبتها تدفع ثمن ما فعلت غاليا ٣ نقطة غاليا جدااا ..سمع صوت دقات علي باب الغرفة خلفه ٣ نقطة يليها صوت الباب انفتح وصوت والده يردف بثقل من الحزن :
, - عثمان يا ابني ارتاح شوية ٣ نقطة الوقعة كانت شديدة اوي علي جسمك
,
, تعالت ضحكات عثمان الساخرة صاحبتها دموعه حرك عجلات مقعده التفت لوالده ليصيح ساخرا متهكما من حاله :
, - ما أنا مرتاح اهو ٣ نقطة مرتاح خالص علي طول ٣ نقطة اكتر من كدة راحة ما فيش
,
, بجهد شاق منع علي دموعه من الهبوط اخذ نفسا قويا يغمغم بهدوء :
, - عمك عمر وسارين هنا عايزين يطمنوا عليك
,
, احتدت عيني عثمان غضبا ليحرك عجلات المقعد بعنف اقترب من والده يصرخ فيه غاضبا :
, - جايين ليه .. جايين يشوفوا عثمان بعد ما بقي عاجز .. سارين جاية تشمت فيا مش كدة .. مش عايز اشوف حد ٣ نقطة طلعهم برة
,
, في تلك اللحظة لم تقدر سارين علي الوقوف اكتر وهي تسمعه يقول ذلك الكلام هرولت ناحية غرفة عثمان تتبعها نظرات عمر المصدومة الغاضبة ٣ نقطة اقتربت تدخل الي الغرفة والصورة كانت ابشع مما تخيلت ٣ نقطة لم يكن من السهل تماما أن تري حبيبها الأول والأخير في ذلك المشهد علي مقعد متحرك يبكي كطفل صغير ضماد يلتف حول رأسه عينيه حمراء ٣ نقطة وضعت يدها علي فمها تبكي بعنف حاولت الاقتراب منه لتراه يعود بمقعده للخلف ينظر لها بحدة يحرك رأسه نفيا يصرخ فيها:
, - امشي اطلعي برة ٣ نقطة برررررة جاية ليه جاية تشمتي مش كدة ٣ نقطة جاية تشوفي عثمان بعد ما اتشل ٣ نقطة
,
, حركت رأسها نفيا تنهمر دموعها كفضيان ليزداد تدفق دموعه يصيح بقهر :
, - كان عندك حق يا ريتني صدقتك ٣ نقطة ياريتني صدقتك ٣ نقطة امشي يا سارين ٣ نقطة ابعدي عني ..
,
, حركت سارين رأسها نفيا بعنف لتقترب منه أكثر جلست علي ركبيتها جواره ٣ نقطة بسطت يدها علي وجنته تغمغم بصوت خفيض من البكاء :
, - أنا عمري ما هبعد يا عثمان ٣ نقطة هفضل جنبك لحد ما تقف علي رجلك تاني ٣ نقطة ساعتها بس لو عايزني اسيبك هسيبك
,
, ارتسمت ابتسامة ساخرة متألمة علي شفتي عثمان يحرك رأسه نفيا ٣ نقطة بينما علي باب الغرفة يقف عمر ينظر لابنته غاضبا مما تفعل وتقول ليردف مع نفسه :
, - آه يا متخلفة يا هبلة ٣ نقطة دا أنا هولع فيكي لما نروح ٣ نقطة كدة بقيت اريل
,
, تقدم لداخل الغرفة سريعا يشد سارين يجعلها تقف على ساقيها ٤ نقطة شد علي رسغها بين قبضته يرميها بنظرة غاضبة لينظر لعثمان يرسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه :
, - حمد **** علي سلامتك يا عثمان ٣ نقطة معلش مضطرين نمشي ٣ نقطة
,
, دفع ابنته لخارج الغرفة ودع علي لتعانق لبني سارين بقوة تهمس لها برجاء :
, - سارين ارجوكي ما تسيبهوش
,
, وقبل أن تجيب الأخيرة كان عمر يشدها الي الخارج بصحبته نزل معها الي سيارته ٣ نقطة جلس جوارها ينظر لها غاضبا ليصيح فيها :
, - انتي عارفة لو واحد تاني هو اللي قاعد مكاني كان كسر عضمك ٣ نقطة ايه اللي انتي نيلتيه فوق دا ٣ نقطة آخر مرة هتشوفي فيها عثمان يا سارين ٣ نقطة ودا آخر اللي عندي ٤ نقطة
,
, توسعت عينيها بألم تحرك رأسها نفيا تترجاه بنظراتها ليقابلها عمر بنظرات جافة غاضبة ادار محرك السيارة يرحل غاضبا ٣ نقطة يقرر قرار نهائي
, بأن تتبعد ابنته عن عثمان ولكن ربما للقدر رأي آخر
,
, حسنا ٣ نقطة حسنا الآن فهمت كل شئ ٣ نقطة وحقا هي ليست غاضبة بل زدات اعجابا به وبشخصيته ٤ نقطة جاسر شخصية فريدة حقا محظوظة هي به ٣ نقطة درس ما يرغب والده فيه وحقق حلمه هو في آن واحد ٣ نقطة توسعت ابتسامتها تنظر له بفخر يمتزج بعشق لتجده يتنهد يردف بخفوت :
, - بس دا سر يا سهيلة أنا مش عايز اي حد في العيلة يعرفه ٣ نقطة اوعديني
,
, حركت رأسها إيجابا سريعا تبتسم لها لتغمغم بخفوت :
, - اوعدك ٣ نقطة ممكن بقي نروح نشوف مطعم الحورية ٣ نقطة يا صاحب مطعم الحورية
,
, ابتسم جاسر بخفة يحرك رأسه إيجابا لتصفق سهيلة بحماس هرولت سريعا الي غرفتها تبدل ثيابها الي فستان ازرق فاتح بلون البحر فردت خصلات شعرها ٣ نقطة نظر جاسر لها حين خرجت من الغرفة تنهد يبتسم برفق ٣ نقطة الفتاة حقا تزداد جمالا بشكل مؤلم لاعصابه ٣ نقطة اقتربت منه تمسك بكفه ابتسمت ليبادلها ابتسامتها باخري حنونة أخذها في سيارته متجها بها الي مطعمه القريب للغاية من شقتهم لم تكن تتخيل أن المطعم قريب لتلك الدرجة وقفت السيارة لتجد جاسر ينزل منها نزلت بعده لتراه يتركها يتحرك بخطي سريعة ناحية سيدة عجوز جميلة رغم ملامحها المسنة ٤ نقطة تفترش فراش متوسط الحجم عليه حلي من الأصداف البحرية ٣ نقطة رفعت حاجبيها متعجبة حين رأت جاسر يجلس علي ركبتيه أمامها قبل يدها وجبينها ٣ نقطة اقتربت منه تشعر بالفضول يأكلها لتمسعه يغمغم مبتسما :
, - وحشاني اوي يا حورية البحر و**** .. قوليلي العيال اللي عندي لسه بيعكوا ولا بقي يعرفوا يطبخوا
,
, تعالت ضحكات تلك السيدة برقة فطرية لتشاكس ذلك الجالس امامها :
, - لاء لسه بيعكوا أنا عارفة وقعت عليهم فين دول ٤ نقطة هتفلس يا موكوس
,
, والعجيب أن جاسر لم يغضب بل تعالت ضحكاته ٣ نقطة من تلك السيدة ولما يتعامل معها بتلك الاريحية ٤ نقطة توسعت عينيها في دهشة حين وجدت تلك السيدة تشد إذن جاسر كأنه *** صغير تسأله :
, - واد يا جاسر ٣ نقطة مين البنت الحلوة اللي واقفة وراك دي
,
, التفت جاسر لسهيلة يمد يده لها وضعت كفها في يده تبتسم متوترة ليشدها برفق يجلسها جواره يعرف كل بالاخري :
, - سهيلة دي حوريتي ٣ نقطة قلبي اللي واخدة قلبي عرضت عليها الجواز تسع مرات بس هي شيفاني مش قد المقام
,
, تعالت ضحكات حورية تصدم جاسر علي رأسه بخفة بينما ضحكت سهيلة بخفوت ٣ نقطة فاكمل جاسر مبتسما :
, - حوريتي دي سهيلة ٣ نقطة مراتي ٣ نقطة لسه متجوزين امبارح
,
, توسعت ابتسامة حورية تنظر لسهيلة باعجاب وسعادة لتقترب من جاسر تهمس له بسعادة :
, - حلوة يا واد مش بقولك أنت صياد بتقع دايما واقف ٣ نقطة مبروك يا حبيبي **** يهينك
,
, ابتسم جاسر لها يقبل جبينها ٣ نقطة ليقم ينفض الرمال عن ملابسه شد سهيلة لتقف هي الاخري ليغمز لحورية بطرف عينيه مغمغما بمرح :
, - طيب أنا هروح اعملك احلي طاجن صيادية ٣ نقطة سلام يا حوريتي
,
, القي لها قبلة في الهواء ليمسك يد سهيلة يتجه بها الي المطعم نظرت سهيلة له تسأله متعجبة :
, - مين الست دي يا جاسر
,
, فتح جاسر باب المطعم التفت لها ليجيب عن سؤالها لتلمح عينيه من بعيد ٣ نقطة شاهي تخرج من مكتب مراد تتلفت حولها كاللصوص لتخرج سريعا من باب المطعم الخلفي ٣ نقطة ماذا تفعل زوجته في مكتب صديقه ٣ نقطة ولما تخرج بذلك الشكل المريب ٤ نقطة شعور بشع بالشك تسرب الي قلبه ٤ نقطة الوضع برمته مريب وعليه أن يكتشف ما يحدث خلف ظهره ٤ نقطة عاود النظر لسهيلة يبتسم لها بزيف ليأخذ يدها يوصلها الي أحدي الطاولات .. يخبرها :
, - خليكي هنا وهشوف حاجة وجاي
,
, تركها ليتجه مباشرة الي مكتب مراد دق الباب ليسمع صوت صديقه يخبره بالدخول ٣ نقطةرسم جاسر ابتسامة واسعة مرحة علي شفتيه يدخل الي الغرفة يهتف ضاحكا :
, - ابو الامراض كلها عامل ايه يا صاحبي
,
, ابتسامة واسعة احتلت شفتي مراد ليهب من مكانه يعانق جاسر بقوة ٣ نقطة يقول ضاحكا :
, - ابو الاجسار إيه يا عم الغيبة دي كلها وحشتنا
,
, ابتعد جاسر قليلا عن مراد يربت علي كتفه يقول مبتسما :
, - ابدا يا سيدي شوية مشاغل ٣ نقطة أنا سايب مطعمي فئ ايد أمينة .. يعني ما اخفش عليه ابدا
,
, صمت للحظات ينظر لوجه صديقه المبتسم ليقترب منه اكثر يغمغم بصوت خفيض:
, - صحيح يا مراد ما تعرفش حاجة عن شاهي اصل أنا كنت قافل موبايلي الفترة اللي فاتت وما كلمتهاش ٣ نقطة ما اتصلتش تسأل عليا ما شوفتهاش جت مثلا تسألك أو حد من العمال عني
,
, حافظ مراد علي ابتسامته الهادئة الواثقة حرك رأسه نفيا يقول بهدوء :
, - لا أبدأ أنا ما شوفتش مراتك خالص ٣ نقطة ولا اتصلت ولا مرة ٣ نقطة
,
, تنهد جاسر يبتنفس الصعداء ابتسم يغمغم بارتياح :
, - طب كويس الحمد لله الواحد مش ناقص صداع ومشاكل ٣ نقطة هروح أنا اشوف المطعم ٣ نقطة سلام يا صاحبي
,
, خرج جاسر من غرفة مكتب مراد يغلق الباب خلفه لتحتد عينيه غضبا كور قبضته يشد عليها ٣ نقطة هنا حقا تأكد أن شيئا ما يدور من خلف ظهره
,
, خرجا من المطعم ليستقلا سيارة زيدان متجهين الي الساحل ٣ نقطة الطريق طويل صامت فارغ لا سيارات تمر جوارهم بشكل مقلق ٣ نقطة كادت لينا أن تسقط في النوم حين سمعت صوت انفجار قوي وترنحت بهم السيارة توسعت عينيها فزعا لتجد زيدان يحكم قبضته علي السيارة يقف علي جانب الطريق ٣ نقطة التفت له تسأله مذعورة :
, - في ايه يا زيدان ايه الصوت دا
,
, ابتسم لها شبح ابتسامة يآسه ٤ نقطة تنهد يقول حانقا :
, - الكاوتش فرقع وأنا مش عامل حسابي في استبن وجاي يفرقع في نص الصحرا
,
, شهقت مذعورة تنظر له بهلع لتتحرك في مكانها باضطراب تسأله بخوف :
, - ططططب هنعمل ايه ٣ نقطة هنفضل محبوسين هنا
,
, تنهد يحرك رأسه نفيا ينظر حوله عله يجد شئ يساعده وقعت عينيه علي تلك اللافتة الكبيرة التي تخبرهم في اي كيلو متر هم ٣ نقطة تنهد حائرا يملك حل سهل مباشر ولكنه سئ يكرهه نظر للينا تنهد يقول في حيرة :
, - في حل احنا في الكيلو (ّ٦ نقطة ) وعلي بعد خمسة كيلو من هنا في قرية ٣ نقطة
,
, تأفف يكمل علي مضض :
, - عمامي وجدتي عايشين هناك ٣ نقطة نقدر نكلم حد منهم يجي يساعدنا ٣ نقطة او ننزل نشوف اي محل او ورشة قريبة
,
, نظرت حولها برعب لتعاود النظر النظر إليه تقول في هلع :
, - لالالا أنا خايفة مش هنزل
,
, تنهد حانقا لا يرغب فئ التواصل مع اي منهم ٣ نقطة ولكن ما باليد حيلة ٤ نقطة هل كان يجب أن تتوقف السيارة هنا تحديدا ياله من حظ عثر ٤ نقطة تأفف يلتقط هاتفه يطلب أحد الأرقام شعرت به متضايقا وهو يجري تلك المكالمة :
, - ايوة يا عمي ٤ نقطة أنا زيدان ٣ نقطة العربية بتاعتي عطلت عند الكليو (٤ نقطة) طيب مستنيك ٣ نقطةسلام
,
, اغلق الخط يتأفف بضيق لتسأله لينا متعجبة :
, - أنت متضايق ليه مش دول قرايبك
,
, ضحك زيدان ساخرا يردف بنبرة تهكم متألمة :
, - قرايب عقارب ٣ نقطة جدي **** يرحمه قبل ما يموت كتب البيت باسم ابويا ٣ نقطة والدي **** يرحمه كتبه بعدها علي طول باسمي ٣ نقطة كل واحد فيهم خد ورثه كامل علي فكرة جدي ما ظلمش حد ٣ نقطة بس ازاي ابن زيدان حتة عيل صغير يورث بيت علي مساحة خمسين فدان بالأرض بتاعته ٣ نقطة حاولوا بأي شكل بعد موت ابويا ياخدوا البيت ٣ نقطة لولا ابوكي ٣ نقطة وقفلهم وهددهم أنه هيحبسهم ٣ نقطة تخيلي عيل صغير يسمع من عمته يا رب تموت عشان ورثنا يرجعلنا ٣ نقطة مع اني سايبلهم البيت يعيشوا فيه ٣ نقطة ما بروحش هناك خالص تقريبا ٣ نقطة حتي لما كبرت كان ممكن اطردهم وابيع البيت هيجيب ملايين بس ما رضتش اكراما بس لوالدي انهم أهله
,
, انهي ما يقول لتشعر بقلبها يعتصر ألما عليه لاقي الكثير من العذاب في حياته ٣ نقطة كم رغبت في تلك اللحظة بأن تعانقه فقط ٤ نقطة دقائق صمت قبل أن تقف سيارة سوداء كبيرة ٣ نقطة نزل منها رجل تقريبا في الستينات ٣ نقطة ذكرها بمسلسل قديم للفنان جمال سليمان حدائق الشيطان تقريبا ٤ نقطة زفر زيدان غاضبا ما أن رأي ذلك الرجل ٣ نقطة لينزل من السيارة تقدم منه يصافحه بجفاء يبتسم بتكلف :
, - اهلا يا عمي ٣ نقطة
,
, ابتسم الرجل ابتسامة جافة يربط علي كتف زيدان :
, - اهلا بولد اخوي الغالي ٣ نقطة هات مرتك يلا وتعالا معايا ٣ نقطة والرجالة هيصحلوا عربيتك ٣ نقطة جدتك تعبانة وعايزة تشوفك ٣ نقطة أنت الباقئ من ريحة الغالي
,
, زفر يحرك رأسه علي مضض يقول بتعالي :
, - طيب بس مش هقدر اطول أنا مش فاضي عريس وعايز الحق شهر عسلي ٣ نقطة علي ما الرجالة يعملوا العربية
,
, نظر حسان لزيدان شزرا يحرك رأسه إيجابا علي مضض ٣ نقطة ليتجه زيدان اخذ لينا من سيارته يجلس جوارها في سيارة عمه التي انطلقت لبلدتهم ٣ نقطة خلفهم سيارة اخري تشد سيارة زيدان ٣ نقطة طوال الطريق وزيدان وعمه ينظران لبعضمها البعض نظرات جافة غاضبة ولينا حقا خائفة منهما معا ٣ نقطة وصلت السيارة بعد دقائق معدودة الي سرايا ضخمة كبيرة الحجم نظرت لينا لها قبل أن تنزل تسأله بذهول :
, - دا بيتك ٣ نقطة كل دا بيت
,
, ضحك زيدان بخفة علي ما تقول ٣ نقطة نزل حسان لينزل زيدان بصحبة لينا دخلا معا الي غرفة الاستقبال الكبيرة ولينا مدهوشة حرفيا من فخامة البيت وضخامته ٣ نقطة في غرفة الاستقبال للينا يهمس لها بصوت خفيض :
, - بقولك يا لينا صحيح احنا متجوزين قلبا وقالبا يعني ما حدش يعرف اني نمت في أوضة وانتي في أوضة ٣ نقطة عشان هتلاقي الستات اللي هنا بتسأل اسئلة سخيفة شوية ٣ نقطة اعملي مكسوفة وما ترديش ٣ نقطة هي نص ساعة ولا ساعة بالكتير وهنمشي
,
, ابتسمت متوترة تحرك رأسها إيجابا ٣ نقطة اقتربت تقبض علي ذراع زيدان حين لمحت بطرف عينيها سيدة تقف بالقرب من باب الغرفة تسترق السمع لتهمس لينا بخوف :
, - ففي حد كان واقف في حد كان بيتصنت علينا يا زيدان أنا شوفتها و****
,
, حقا لن يستبعد ذلك ٤ نقطة قام متجها الي باب الغرفة القريب منهم ينظر هنا وهناك ولكن لا احد التفت للينا يبتسم :
, - ما فيش حد ٣ نقطة يمكن بيتهيئلك
,
, حركت رأسها إيجابا ٣ نقطة ليسمعوا صوت زغاريد عالية وفجاءة امتلئت الغرفة بثلاث رجال واربع سيدات ٣ نقطة نظرت لينا لهم بهلع .. ليقترب زيدان منها لف ذراعه حول كتفيها يهمس لها برفق :
, - حبيبتي ما تخافيش دول اعمامي ومراتتهم ٣ نقطة خليكي جنبي
,
, اقترب بها منهم يعرفها عليهم :
, - دا عمي حسان عمي الكبير ودي مراته مدام تحسين ٤ نقطة دا عمي فاروق ومراته مدام رانيا ٣ نقطة دا عمي نجيب ومراته مدام حسنة ، ودي عمتي إلهام ٣ نقطةارملة جوزها مات من النكد
,
, نطق جملته الأخيرة وهو ينظر لعمته نظرة ساخرة كارهة لن ينسي ابدا ما قالت له لتقابله إلهام بنظرة غاضبة شرسة تنظر ناحية لينا بكره شديد ٤ نقطة لف ذراعه حول جسدها يضمها لجسده اكثر يبتسم في اتساع :
, - لينا السويسي مراتي ٣ نقطةوتقدروا تقولوا صاحبة السرايا ٣ نقطة
,
, تبادل الجميع النظرات الحاقدة فيما بينهم ٣ نقطة لينظر زيدان لحسان يبتسم بسماجة :
, - اومال جدتي فين ٣ نقطة خلينا نخلص
,
, حسنا حسان الآن علي وشك الانفجار ولكنه يلجم لسانه بصعوبة ٣ نقطة اشار له الي أحد الغرف ليأخذ لينا معه متجها الي تلك الغرفة دق الباب فقط دقتين ٣ نقطة ليدخل رأت لينا سيدة عجوز تجلس علي مقعد هزاز جوار الشرفة تمسك كوب قهوة في يدها ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي زيدان يردف متهكما :
, - قالولي أنك تعبانة يا جدتي ٣ نقطة بس ما شاء **** يعني صحتك أحسن مني
,
, التفت تلك السيدة لهم لتتوسع عيني لينا في ذهول الآن فقط عرفت من أين أخذ زيدان عينيه الزرقاء ٣ نقطة من تلك السيدة ٣ نقطة ابتسمت توحيد بهدوء تردف معاتبة :
, - طول عمرك قاسي يا زيدان ٣ نقطة مش زي ابوك ٣ نقطة واخد ددمم خيلانك ٣ نقطة واخد قسوتهم ٣ نقطة قسوة أمك ٣ نقطة لما اتجوزت بعد ابوك
,
, تجهم وجه زيدان غاضبا مما تقول تلك السيدة ليردف ساخرا:
, - اخد قسوتهم احسن ما اخد حقدكم وكرهكم لولا ابويا **** يرحمه كنت رميتكوا برة ..
,
, ابتسمت تلك السيدة ساخرة تتغاضي عما يقول لتنظر للفتاة جواره تبتسم بمكر :
, - مش تفرجني العروسة يا زيدان
,
, احتدت عيني زيدان غضبا ٣ نقطة ليخرج صوته الغاضب :
, - أنا مش داخل بعروسة حلاوة ولا مراتي فترينة عرض عايزة تتفرجي عليها ٣ نقطة
,
, وللمرة الثانية تغاضت توحيد عما قال زيدان ٣ نقطة قامت تتحرك بهدوء ناحيتهم ٣ نقطة وقفت أمام لينا
,
, تبسط كفها علي وجه الاخيرة لتجفل لينا خوفا من حركتها تتمسك بزيدان مذعورة لتبتسم توحيد تقول بخفوت :
, - ما شاء **** عروسة زي القمر
, تركتهم تتحرك لخارج الغرفة ٣ نقطةليخرج زيدان بصحبة لينا ٣ نقطة فما كان منها الا انها امسكت بيد لينا التي نظرت لزيدان بهلع ٣ نقطة بينما ابتسمت توحيد تقول في هدوء تام :
, - روح اقعد مع اعمامك ٣ نقطة مراتك معايا ما تخفش مش هناكلها ٣ نقطة ولما عربيتك تخلص خدها وشوف طريقك
,
, ودون أن تنطق بكلمة اخري ٣ نقطة سحبت لينا خلفها التي ظلت تنظر لزيدان تتوسله بنظراتها الا يتركها ٣ نقطة تنهد هو حائرا علي اي حال دقائق وسيغادرون
,
, اخذت لينا توحيد الي غرفة الضيوف لتجلس منكمشة حول نفسها تنظر عمات زيدان لها شرزا بكره خاصة بعد جملة زيدان التي قالها٣ نقطة يخبرها بصراحة أن مصير مكوثهم في ذلك البيت في يدي تلك الصغيرة ٣ نقطةابتعلت لينا لعابها لتجد رانيا زوجة عمه لا تتذكر ما اسمه تقترب من توحيد مالت علي أذنيها تهمس لها ببضع كلمات لتحتد عيني توحيد غضبا ٣ نقطة التفت برأسها تنظر للينا للحظات لتعاود النظر لرانيا تسارعت بحدة :
, - انتي متوكدة يا بت
,
, حركت رانيا راسها إيجابا سريعا تهتف بتلهف :
, - و**** يا مرت عم سمعاهم بودني دي اللي هتاكلهم الدود
,
, لتقترب إلهام عمة زيدان من والدتها تهمس لها هي الاخري :
, - من الآخر اكدة احنا عايزين نكسر عينين البت دي واهي جتلنا علي الطبطباب دا بيجولنا بالمفتشر أنها ست السرايا ٣ نقطة بعد ما كنتي انتي يا اما ست السرايا كلها ٣ نقطة ممكن البت دي تطردك منها في اي وقت .. شكلها كدة مش سهلة .. وزيدان بيمشي بشورتها وامرها
,
, وهنا بلغ الغضب بتوحيد مبلغه كلام ابنتها كنيران اشعلت حقدها ٣ نقطة همست لابنتها متوعدة :
, - خدي ستات إخواتك واستنوني في الأوضة اللي فوق يلا
,
, ابتسمت الهام بانتصار تنظر للينا بشماتة ٣ نقطة لتجذب رانيا والبقية معها للخارج انتظرت توحيد بعض دقائق لتقم من مكانها جذبت يد لينا ٣ نقطة تسحبها خلفها بعنف لتحاول لينا سحب يدها من قبضتها تسألها بذعر :
, - انتي وخداني علي فين
, التفتت توحيد لها تبتسم متوعدة تقول بمكر :
, - ما تقلقيش يا عروسة هفرجك علي باقي سرايتك يا ست السرايا
,
, تلك السيدة مخيفة ٣ نقطة تشعر برغبة جارفة في أن تصرخ بصوت عالي تنادي زيدان ٣ نقطة صوتها من الخوف يخرج ضعيف مرتجف ٣ نقطة صعدت خلف السيدة تنظر حولها خائفة ٣ نقطة لتجدها تشدها ناحية احدي الغرف تغلق الباب عليهم من الداخل ٤ نقطة لتنفتض لينا تحاول الهرب او الصراخ لتشعر بايادي عدة تجذبها وتكمم فمها ٤ نقطة ومن ثم شعرت بنفسها تجذب بعنف تلقي علي الفراش تلوت بين ايديهم بعنف ٣ نقطة تبكي ذعرا جسدها يرتجف بارد كالثلج ٣ نقطة غت تلك اليد التي تكمم فمها لتصرخ بصوتها كله :
, - زيداااااااااااااااااااااااااااااااااان
,
, صرخة عالية جعلت الرجال في الغرفة يلتفون حولهم بينما ركض هو كالمجنون يبحث عنها ليست في غرفة المعيشة صعد الي اعلي يركض يبحث بين الغرف يتوعد لهم بالعذاب إذا ما مسوها حاول فتح احد الابواب بعنف ليجده مغلقا من الداخل دون تردد دفعه بقدمه ولقدم الباب انكسر من أول دفعة دخل زيدان الي الغرفة لتشخص عينيه ذعرا جسده متجمد من هول صدمة ما يري ٤ نقطة وهي أمامه تصرخ تبكي تتلوي بضعف يديها وقدميها مقديتان باذرعة بشرية متمثلة في سيدات عائلته ٣ نقطة ليجد توحيد جدته تقترب منه دون سابق إنذار جذبت كف يده بعنف تضع فيه قماشة بيضاء متوسطة الجحم حجدته بنظرات قاسية حادة لتهتف من بين أسنانها بحدة
, :
, - شرف مرتك يبقي قدامنا اهنه علي المنديل هم يلا وعماتك مكتفينها ٣ نقطة اللي كنا هنعمله احنا اعمله أنت يلا
,
, وقف للحظات ينظر لهم في حدة الغضب كلمة قليلة للغاية عما يشعر به ابتسم يهتف متوعدا :
, - طيب عشان ما تقولوش زيدان ازاي يمد ايده علي ستات العيلة ٣ نقطة ابعدوا عنها لاقطع ايديكوا اللي مساكها دي
,
, خافت السيدات من نبرة زيدان السوداء عدا جدته التي نظرت لهم بحدة الا يتحركوا ٣ نقطة نظرت لزيدان تتحداه بنظراتها :
, - مش هيبعدوا يا زيدان مد يدك علي جدتك وعماتك عشان خاطر مراتك ويا عالم إنت بتداري عنها ايه
,
, ابتسم زيدان ابتسامة سوداء مرعبة دس يديه في جيبي سرواله يهتف متوعدا :
, - طيب بلاها ستات٣ نقطة رجالتكوا اللي تحت ابقوا انزلوا ودعوا جثثهم
,
, تحرك ليغادر ليسمع صوت طلقات رصاص عالية تأتي من الحديقة وصوت سيارات تتوقف بكثرة ٣ نقطةالتفت زيدان لهم يحاول ابعاد السيدات عنها بعنف ..لتعترض جدته طريقه تصيح فيه :
, - مش هيبعدوا يا زيدان .. اضرب جدتك وابعدني أنا الأول ٣ نقطة اوعي تكون فاكرني خايفة من تهديدك فوق يا ابن الحديدي ٣ نقطة يا تدخل دلوقتي يا اما سيبنا احنا نتصرف زي ما كنا هنتصرف قبل ما الهانم تصوت
,
, في تلك اللحظة تحديدا انكسر باب المنزل الكبير دخل خالد يحمل سلاحه وخلفه الكثير من الرجال ٣ نقطة ما إن دخل سمع زيدان يضرخ غاضبا وصوت طلقات نيران أطلقها زيدان من مسدسه يحاول بها اخافة توحيد ولكنها لم تهتز حتي كأنها معتادة علي ذلك ٤ نقطة اتجه خالد سريعا الي اعلي الي مصدر الصوت لتتوسع عينيه في هلع حين رأي ابنته في ذلك المنظر زيدان حرفيا كان وصل به الغضب مبلغه كان علي وشك ضرب الرصاص عليهم جميعا ليمسك خالد يده ٣ نقطة نظر زيدان لخالد بذهول متي وكيف جاء بتلك السرعة ٣ نقطة نظر لابنته يبتسم بتوسع :
, - حبيبة بابا وحشاني ٣ نقطة ايه يا حبيبتي خايفة ليه انا عارف بتتقرفي من الحشرات
,
, نظر للسيدات يقول بابتسامة لطيفة للغاية :
, - طيب الحلويات لو ما سابوش البت حالا هيباتوا الليلة في أحضان رجالتي وهندبح الخرفان اللي تحت
,
, توحيد كانت علي اتم ثقة أن زيدان لن يؤذيها فهي جدته اولا واخرا ولكن ذلك الرجل يبدو مختلا بكل ما تعنيه الكلمة هي اول من هربت من الغرفة ٣ نقطة لتفر السيدات للخارج خلفها جلس خالد جوار ابنته يضمها لاحضانه ٣ نقطة يهمس لها بحنو :
, - حبيبة بابا ٣ نقطة دا أنا كنت اموتهم قبل ما يفكروا يؤذوكي ٣ نقطة
,
, لينا حقا لم تتحمل ما حدث فقدت الوعي ظلت تتمتم بفزع قبلها تبكي بلا توقف :
, - هما وزيدان وهما .. بابا
,
, اتجه زيدان الي أسفل تحديدا الي الباب المكسور وقف جواره يصيح فيهم :
, - يلا بررررررة ٣ نقطة بررررررة دا بيتي مش عايز كلب فيكوا هنا ٣ نقطة أنا اللي غلطان اني سيبتكوا تعيشوا فيه كل السنين دي ٥ نقطة برة ٣ نقطة حسن تفضل هنا لحد ما تخرج الزبالة كلها
,
, حرك الحارس رأسه إيجابا يتمتم بطاعة :
, - امرك يا زيدان باشا
,
, اتجه زيدان الي غرفته من جديد ليجد إلهام عمته تقترب منه تود تقبيل يده تتوسله :
, - أحب علي يدك يا ولدي هنروح فين
,
, نظر زيدان لها باشمئزاز يهتف ساخرا :
, - في مقلب الزبالة مكانكوا
,
, قالها ليصعد الي غرفته ٣ نقطة ساء الوضع وعادت لينا لنقطة الصفر من جديد

الجزء الرابع والثلاثون


حين فتحت عينيها من جديد ٣ نقطة رفرفت باهدابها تنظر حولها لحظة اثنتان ثلاثة الي أن بدأت تعي أين هي ٣ نقطة تميز صوته المميز ٣ نقطة تشعر براحة يده تهز كتفها برفق :
, - لينا لوليا يا ماما اصحي كفاية نوم بقي
,
, لحظة اخري وبدأت تعي أين هي في سيارة زيدان علي المقعد المجاور له هبت تعتدل في جلستها تنظر حولها عينيها متسعتين بهلع ٤ نقطة تتنفس بعنف خائفة مفزوعة ٣ نقطة تتحرك برأسها تنظر هنا وهناك كالمجانين افزعه منظرها ليمسك كف يدها سريعا يسألها قلقا :
, - لينا مالك يا حبيبتي انتي كويسة
,
, نظرت له بذهول ممتزج بعتاب للحظات لتنفجر في البكاء كطفلة صغيرة ٤ نقطةوضعت يدها علي وجهها تنتحب بالمعني الحرفي أسرع هو يخفيها بين ذراعيه لتصرخ بشراسة تتخبط بين يده بعنف تصرخ خائفة وهي تبكي :
, - ابعد عني .. ابعد عني ٣ نقطةإنت سبتني ليهم ٣ نقطة سيبتهم يعلموا فيا كدة
,
, بصعوبة استطاع السيطرة علي حركتها العنيفة حرفيا كان يقيد جسدها بين ذراعيه .. وهي تصرخ فيه أنها تكرهه وإن يبعتد عنها ٣ نقطةليصدح صوته القوي الذي اخرسها تماما :
, - اهددددي ٤ نقطة ايه شغل الجنان دا ٤ نقطة سيبتك لمين يا هبلة انتي احنا ما اتحركنااش من العربية اصلا ٣ نقطة عشان تقولي سيبتني ويعملوا فيكي ٣ نقطة هما مين دول
,
, توسعت عينيها علي آخرها تنظر له مذهولة فزعة ٤ نقطة تحرك رأسها نفيا بعنف جذبت نفسها من بين ذراعيه تصرخ فيه تصرخ فيه بكل ما اوتيت من قوة :
, - أنت كذااااب ٣ نقطةكذااااب ٣ نقطة انتي ودتني ليهم
,
, وضع يده يكمم فمها نظر لها بحدة ليهمس لها بصوت غاضب حانق من بين أسنانه :
, - بطلي صريخ يا لينا حولينا عربيات الناس تقول بهبب فيكي ايه في العربية ٣ نقطة افهمي احنا ما اتحركناش من العربية انتي من ساعة ما خرجنا من المطعم وانتي نايمة اصلا
,
, اتسعت عينيها حتي آخرها تنظر له بذهول عاجزة عن النطق بحرف واحد حركت رأسها نفيا بقوة تموء بصوت عالي ليبعد يده عن فمها ٤ نقطة التقطت أنفاسها تلهث بعنف تسأله ذاهلة :
, - ازززاي ، يعني ايه لاء طبعا اللي حصل دا حصل ٣ نقطة أنا ما اتجننتش
,
, هاله منظرها الخائف المتخبط .. بلع لعابه يحاول أن يبدو ثابتا هادئا أمامها لاقصي حدا ممكن ٣ نقطة امسك ذراعيها بين كفيه يسألها مترفقا بحالها :
, - لينا اهدي يا حبيبتي فهميني طيب ايه حصل
,
, لم تهدئ ولكن العكس تماما ما حدث دفعته بعيدا عنها عنها بعنف تنظر له بشراسة كارهة ٣ نقطة تصيح فيه :
, - مش ههدي إنت سيبتني معاهم ٣ نقطة سيبتهم يعملوا فيا كدة ٤ نقطة وجاي دلوقتي تعيش في دور البرئ ٤ نقطة وعايز تقنعني أن اللي حصل دا كان حلم
,
, فما كان منه الا أن ابتسم ابتسامة هادئة ربع رأسه إيجابا يقول بنبرة ساخرة :
, - هتفضلي تصرخي كدة كتير ٤ نقطة زورك هيوجعك ٣ نقطة أنا بحاول اقولك اللي حصل مش عايزة تصدقي خلاص انتي حرة
,
, رمشت بعينيها عدة مرات تنظر له متعجبة لتجده يدير محرك السيارة ينطلق في طريقه من جديد ٣ نقطة بلعت هي لعابها تخبئ جسدها في كرسيها تفكر بحيرة تقتلها ٤ نقطة والدها جاء نعم هذا ما سيثبت انها لم تكن تحلم ٣ نقطة فتحت حقيبتها سريعا تلتقط هاتفها تطلب رقم والدها لحظات وسمعت صوته يقول في مرح :
, - حبيبة بابا وحشاني و**** ٣ نقطة ها وصلته ولا لسه ٣ نقطة اوعي يكون الواد زيدان زعلك اجي اقطع رقبته
,
, بلعت لعابها تنظر لزيدان بجانب عينيها حمحمت تسأل والدها بتوتر :
, - بابا هو إنت ما جتليش عند أهل زيدان لما كانوا عايزين يأذوني وأنت هددتهم
,
, لحظات صمت من تجاه والدها لتسمعه يسألها بعدها متعجبا :
, - ايه الكلام دا يا لوليتا عيلة زيدان وأنا جيت ٣ نقطة حبيبتي أنا مع عمك علي من الصبح في المستشفي ٣ نقطة ابنه عثمان وقع من علي الحصان في المسابقة وحالته حرجة
,
, شخصت عينيها ذعرا وذهولا في آن واحد ٣ نقطة عثمان سقط من علي حصانه صياد العائلة الأول لا يسقط الأول ٣ نقطة ماذا يعني والدها أنه لم يأتي ٣ نقطة هي رأته ٥ نقطة طوفان من الحيرة يبعثر أفكارها لا تعي شيئا ٣ نقطة اجفلت علي صوت والدها يسألها قلقا :
, - لينا مالك يا حبيبتي انتي كويسة تحبي اجيلك ٣ نقطة
,
, حركت رأسها نفيا بلعت لعابها تهمس مضطربة :
, - ها لالالا يا بابا أنا كويسة ٣ نقطة ابقي طمني علي عثمان ٣ نقطة سلام
,
, اغلقت الخط مع والدها تضع يدها فوق راسها هي واثقة اتم الثقة من أن ما حدث قد حدث فعلا ٣ نقطة ولكن كيف هنا وهناك في آن واحد ٣ نقطة تذكرت يدها عماته كانوا يقبضن عليها بعنف بالطبع تؤلمها ٣ نقطة امسكت رسغ يمناها بيسراها والعكس لا تشعر بأي ألم ٣ نقطة توسعت عينيها علي آخرهما تنظر ليديها فزعة ٣ نقطة لحظات والصمت والتعجب والحيرة قطعتها حين صرخت فجاءة :
, - زيداااان ٣ نقطة انتي عندك استبن في العربية
,
, التف لها برأسه يقطب جبينه متعجبا ليحرك رأسه إيجابا يغمغم في هدوء :
, - آه عندي اتنين كمان مش واحد احتياطي لأي ظرف
,
, قطبت جبينها تنظر له في شك بالطبع يكذب اطالت النظر له لتهتف محتدة :
, - طب وريهملي أنا عايزة اشوفهم
,
, دون اعتراض رفع كتفيه بلامبلاة حرك رأسه ايجابا ليقف بالسيارة علي جانب الطريق ٣ نقطة نزل منها لتنزل خلفه سريعا فتح صندوق سيارته الخلفي يريه لها نظرت له لتتوسع عينيها في دهشة حين رأت اطارين من إطارات سيارته يأخذان مكانها في صندوق السيارة ٣ نقطة بلعت لعابها تحرك رأسها نفيا بعنف وضعت يديها علي رأسها تتحرك باضطراب تتمتم بهذيان :
, - يعني ايه ٣ نقطةأنا كل دا كنت بحلم ٣ نقطة أنا خلاص اتجننت وبقي بيتهيئلي حاجات ما حصلتش ٣ نقطة بقيت مجنونة زي ما كانوا بيقولوا عني ٣ نقطة
,
, تحرك زيدان ناحيتها سريعا وقف أمامها يمنعها من المزيد من الحركة رفع يديها امام صدره يحاول تهدئتها ليهتف سريعا بحنو :
, - يا لينا اهدي يا حبيبتي ٣ نقطة حلم كنتي بتحلمي كلنا بنحلم احلام وحشة كتير واكيد كلامي معاكي عن أهل ابويا خلاكي تحلمي بكابوس ولا حلمتي بحاجة تانية
,
, نظرت له سريعا بتلهف لتقترب منه تمسك بذراعيه تنظر له بدهشة تتمتم سريعا :
, - كلامك معايا عنهم ازاي مش فاهمة ٤ نقطة
,
, صدقا انفجر قلبه حزنا علي حالتها اليآسة تلك ٣ نقطة ولكن ماذا في يده ابتسم شبح ابتسامة حزينة يتمتم في رفق :
, - حبيبتي اهدي ، احنا لما خرجنا من المطعم٣ نقطة كنت بكلمك عن اهل ابويا وانهم ازاي كانوا عايزين ياخدوا بيتي ورثي ليهم ٣ نقطة وكنت بحكيلك عن كل واحد فيهم ٣ نقطة وانتي كنتي بتسمعي وانتي ساكتة ٣ نقطة ببص عليكي لقيتك نمتي ٣ نقطة قولت اسيبك نايمة لحد ما نوصل .. بس لما بدأتي تصرخي وانتي نايمة قولت بتحلمي بكابوس اصحيكي ٣ نقطة فهمتي بقي
,
, حركت رأسها إيجابا تنظر للفراغ شاردة كل الدلائل تشير إلي أن كلامه صحيح مئة بالمئة ولكن قلبها يرفض تصديق ذلك ٣ نقطة شئ ما حدث لا تعرف ما هو ولكنها علي اتم ثقة أن شئ ما حدث ٣ نقطة في خضم موجة تفكيرها شعرت به يجذبها لداخل السيارة اجلسها ٣ نقطة ليلتف هو يجلس خلف مقعد السائق ٣ نقطة اعادة تشغيل المحرك ٣ نقطة ينطلق بسرعة معتدلة ينظر لها بين حين وآخر ليجدها شاردة عينيها مضطربة حائرة تحتاج فقط بعض الوقت وستهدأ ٣ نقطة حيرتها افضل بكثير من أن تعود لنقطة الصفر بعد ما جري ٣ نقطة ابتسم ابتسامة جانبية صغيرة يتذكر ما حدث قبل ساعات
, Flash back
, أخذ طريقه الي اعلي من جديد متوترا خائفا ليس من خاله ولكن من فكرة عودتها لنقطة الصفر لم يكتسب ثقتها القليلة تلك بسهولة بل بشق الأنفس لن يخسرها بتلك البساطة ٤ نقطة دخل الي الغرفة والكثير من الأسئلة تتردد في رأسه اهمهم كيف وصل خالد لهم بتلك السرعة دخل الي الغرفة ليجد خاله يحتضن ابنته بشدة يمسد علي شعرها وهي غائبة تماما عن الوعي ٤ نقطة اقترب منه يقطب جبينه يسأله متعجبا :
, - أنت ازاي جيت هنا أنا مش فاهم حاجة
,
, تنهد خالد تنهيدة حارة مثقلة خائف هو الآخر من أن تسوء حالة ابنته ٣ نقطة القي نظرة خاطفة علي طفلته ليرفع وجهه لزيدان يقول متنهدا :
, - أنا مش قايلك ترن عليا لما تيجوا تتحركوا ٤ نقطةكنت وراكوا من ساعة ما اتحركتوا ٣ نقطة مش شك فيك ٣ نقطة أنا عارف أنك تقدر تحميها ٣ نقطة بس ما قدرتش ٣ نقطة لما العجلة فرقعت منعت نفسي بالعافية اني اظهر واساعدكوا ٣ نقطة عشان لو كنت شوفت لينا كنت هاخدها غصب عنك وارجع بيها ٣ نقطة المهم دلوقتي لينا ٣ نقطةهنعمل ايه
,
, وقف زيدان للحظات ينظر للينا يقطب جبينه يفكر ٤ نقطة نظر لخالد يقول :
, - أنا عندي فكرة بس مش عارف هتنفع ولا لاء ٣ نقطة المهم دلوقتي الوقت ننزل بلينا من هنا وأنا هشرحلك كل حاجة تحت
,
, حرك خالد رأسه إيجابا ليقترب زيدان كان يود حمل زوجته بين ذراعيه ليجد عيني خالد تشتعل كجمر نار متقد ٣ نقطة ليتقدمه يحمل ابنته بين ذراعيه ٣ نقطة خاله وغيرته العمياء ما الجديد ٣ نقطة تحرك ينزل بصحبة خالد الي أسفل عند نهاية السلم كانت تقف عائلة زيدان اعمامه وزوجاتهم وعمته وجدته والكثير من ******* ٣ نقطة اولاد اعمامه الصغار ٣ نقطة يقفون عند باب المنزل الداخلي ٤ نقطة حسنا أن كان شيئا ما يحرك قلب خالد حقا فهم ******* الصغار هال قلبه مشهد ******* الصغار لم يفكر سوي فيهم أين سيذهبون ٣ نقطة يشعر بالغضب حقا يود سفك دماء جميع من في المنزل عدا الأطفال ٤ نقطة بلع غصته خاصة حين سمع صوت زيدان الغاضب :
, - انتوا لسه واقفين عندكوا ما تغوروا برة
,
, خلاص يا زيدان ٣ نقطة نطقها خالد بهدوء تام لتتوسع عيني زيدان التف برأسه سريعا ينظر لخالد ليحرك الاخير رأسه إيجابا يردف :
, - العيال الصغيرين مالهمش ذنب في السودا اللي جوا اهاليهم يا ريت بس لما يكبروا ما يشربوش السودا منهم ٣ نقطة يلا احنا
,
, رماهم زيدان بنظرة كارهة مشمئزة ٣ نقطة بينما أخذ خالد طريقه الي الخارج وهو يحمل شعر بشئ يمسك قدمه ٣ نقطة نظر لأسفل سريعا ليجد طفلة صغيرة عينيها سوداء واسعة جميلة تشبة الدمي الصغيرة ابتسمت لخالد ابتسامة واسعة تقول بصوتها الصغير :
, - ثكرا يا عمو
,
, ابتسم لها بحنو ٣ نقطة يحرك رأسه إيجابا ليتركها ويخرج من المنزل ٤ نقطة وضع ابنته في سيارته لحظات وخرج زيدان ٣ نقطة اقترب سريعا من خاله يتمتم بتلهف :
, - بص يا خالي أنا عندي فكرة غريبة شوية ٣ نقطةاحنا هنحاول نقنع لينا أن اللي حصل دا ما حصلش اصلا ٣ نقطةأنا هتصل بحسام اطلب منه اسم حقنة مسكنة واكيد انت معاك استبن
, وبدأ زيدان يقص عليه خطته ٣ نقطة سيحقنون لينا بالمسكن حتي ما أن تذكرت انهم كانوا يقبضون علي يديها لا تشعر بألم ٣ نقطة إطارات السيارات وخاصة اثنين ستثبت للينا أن ما حدث كان حلما فقبل مجئيهم أخبرها هو أنه لا يملك أي اطار إضافي للسيارة ٣ نقطة وربما هي تدابير القدر سقوط عثمان من فوق حصانه سيقنع لينا أن والدها حقا عند ( علي) تعرف والدها جيدا لا يترك أحد من العائلة في مأزق بمفرده وهذا تماما ما حدث ويتمني أن تقتنع لينا بخدعتهم
,
, Back
, خرج من شرود فجاءة حين توقفت السيارة في كراج احدي القري السياحية الفخمة التف لها يبتسم ابتسامة دافئة يردف :
, - يا لوليا خلاص يا حبيبتي كان حلم ما تخليهوش يعكنن عليكي ٣ نقطة صدقيني هننبسط اوي هنا ٣ نقطة
,
, التفت له تتنهد حائرة حقا لا تقتنع بما يحدث ولكن ما في يدها ابتسمت شبح ابتسامة تحرك رأسها إيجابا لينزل هو أولا التف حول سيارته يفتح لها الباب يمسك بيدها نزلت ٣ نقطة تتعلق بيده ٣ نقطة الي داخل القرية اتجها معا
,
, علي صعيد آخر في مطعم الحورية
, أحدي طقوس جاسر الغريبة انه يتجه الي غرفة الملابس ويرتدي زي نادل كباقي العمال يتحرك بينهم كأنه واحد منهم ٣ نقطة وقف أمام المرآة الصغيرة في غرفة الملابس عينيه سوداء حادة غاضبة يفكر في ابعد الاحتمالات وأكثرها سوءا ٣ نقطة لما ينكر مراد رؤيته لشاهي ولما رآها تخرج بتلك الطريقة من المطعم ٣ نقطة الامر ليس بجيد علي الإطلاق وسيعرفه في اقرب وقت ممكن
, عدلت من وضع رابطة عنقه التي تأخذ شكل انشوطة ( فيونكة ) ٣ نقطة ابتسم ليخرج من الغرفة يتحرك في صالة المطعم الكبيرة يبحث بعينيه عن سهيلة ليجدها تجلس هناك صامتة يري في عينيها انها تبحث عنه بين وجوه الحاضرين ٤ نقطة ابتسم من جديد ليقترب منها يحمل قائمة الطعام ودفتر صغير وضع القائمة أمامها يتمتم بلباقة :
, - اهلا بيكي في مطعم الحورية ٣ نقطةسامحينا لو سرقنا اسمك وحطيناه اسم للمطعم ما كناش متخيلين ابدا أن حورية البحر نفسها تخرج من الماية وتيجي مطعمنا المتواضع
,
, كانت تلك جملة جاسر المعتادة التي يقولها لأي زبونة في المطعم بطريقته اللبقة الخالية من اي وقاحة تجعل الزبائن تسعد ٤ نقطة رفع سهيلة وجهها تنظر للنادل لتتوسع عينيها في دهشة بينما ابتسم هو ابتسامة مشاكسة يغمز لها بطرف عينيه حمحم يستعيد لباقته :
, - عندنا يا افندم أصناف بحرية ممتازة لو أنتي من محبي البحر وأصناف برية ممتازة بردوا لو انتي من محبي البر واصناف جوية ممتازة لو انتي من محبي الجو
,
, ضحكت سهيلة بخفة تضع يدها علي فمها تنظر لحبيبها المجنون قطعت ضحكاتها تسأله في مرح :
, - طب بحرية وفمهناها انما ايه بقي برية وجوية دي ٣ نقطة
,
, ابتسم ابتسامة واسعة يمسك الدفتر الصغير يخط عليه بضع كلمات قليلة ليغمغم في مرح :
, - بط ، حمام ، فراخ ، لحوم ، هطلبلك علي ذوقي
,
, انحني قليلا بحركة مسرحية يغمغم مرحا :
, - دقايق والاكل هيبقي جاهز يا افندم
,
, تركها وبدأ يتحرك هنا وهناك بين الزبائن يأخذ ما يطلبون ٤ نقطة وهي تراقبه تبتسم في فخر الي أن رأته يتجه الي طاولة بعيدة عنها قليلا عليها رجل وامراءة كبار في السن
,
, بابتسامته البشوشة اتجه الي الرجل وقف امامه يبتسم يغمغم في رفق :
, - ترمؤني بأي حاجة يا افندم
, ابتسم الرجل لبشاشة الفتي يحرك رأسه نفيا ٣ نقطة لكبر سن الرجل ارتعشت المعلقة في يده لتسقط علي حافة طبق الحساء ليسقط الحساء علي الطاولة بأكملها ٣ نقطة شهقت السيدة فزعة ٣ نقطة ليسيطر جاسر علي الوضع حين قال بهدوء :
, - ما فيش اي حاجة نغير الطبق وننضف الترابيزة ٣ نقطة ولا يهمك يا أستاذ دا بيتك
,
, ابتسم الرجل بحرج ٣ نقطةعلي ما حدث ..ليصدح صوت رجل في الطاولة المقابلة لطاولة العجوز يصيح بنزق :
, - ايه القرف دا ٣ نقطة ذنبي ايه وأنا باكل اشوف المنظر دا ٣ نقطة مش عارف تمسك المعلقة تقعد في بيتكوا مش تيجي تقرف الناس
,
, التفت جاسر للمتحدث ليجد شاب تقريبا في الثلاثينات ٤ نقطة ترك جاسر طاولة العجوز ليتجه ناحية طاولة الشاب ربع ذراعيه امام صدره يهتف مبتسما في برود :
, - اظن ان في مسافة كبيرة بين الترابيزتين ٣ نقطة يعني ما فيش اي حاجة وصلت عندك ٣ نقطة واظن تاني ان مش من الذوق والأدب أنك تتكلم مع رجل كبير بالمنظر دا ٣ نقطة يا أستاذ يا معدوم الذوق والأدب
,
, اشتعلت عيني الزبون غضبا ليمسك جاسر من تلابيب ملابسه يصيح فيه :
, - أنت اتجننت يا جدع إنت ٣ نقطة دا أنا هوديك في ستين داهية فين المدير بتاع المخروبة دي٣ نقطة اما رميتك في الشارع
,
, ابتسم جاسر ساخرا ينفض يدي الرجل عن ملابسه .. عدل من تلابيب ملابسه يقول في برود مبتسما باتساع:
, - أنا المدير بتاع المخروبة دي ٣ نقطة الباب من هناك زيارتك ما شرفتناش ابدا .. اتمني ما تتكررش
,
, قالها ليترك الرجل وينادي احد العمال يطلب منه تنظيف طاولة العجوز وابدال الطعام بآخر علي
, نفقة المطعم ٣ نقطة ومن اتجه الي المطبخ ليصنع لحوريته في الخارج طعامها ٣ نقطةاما سهيلة كانت علي وشك ان تقف وتصفق بحرارة علي ما فعل قبل قليل ٣ نقطة لم تحب ذلك الرجل من فراغ ، جاسر يبدو مرحا لأبعد حدا هزلي ساخر ، لا يأخذ الامور علي محمل الجد ولكنه العكس تماما هو رجل بكل ما تعنيه الكلمة من معني ٣ نقطة فضولها اخذها الي ان تدخل الي المطبخ لتري ماذا يفعل هناك ٣ نقطة حاول أحد الطباخين منعها ليسمع صوت جاسر يهتف فيه :
, - سيبها يا عم حامد
,
, ابتسمت للرجل بحرج لتتحرك بين مطبخه هنا وهناك تبحث عنه لتجده يقف هناك في ركن بعيد صغير يقطع الخضروات بسرعة واحترافية اقتربت منه اكثر تفغر فاهه مما يفعل لتقول ذاهلة :
, - ايه دا ٣ نقطةعامل زي الشيف بتاع مسابقات الطبخ ٣ نقطة
, ضحك جاسر بخفة يكمل ما يفعل وهي تراقب بانبهار شديد ٣ نقطة هل تخبره أنها حتي لا تعرف كيف تسلق بيضة اما تجلعها مفاجاءة ٣ نقطة قاطع انبهارها صوت يأتي من خلفها مباشرة انتفضت علي اثره تتمسك بذراع جاسر بقوة :
, - جاسر مين دي
,
, نظر جاسر لها يبتسم ليعاود النظر للواقف امامه يقول بابتسامة ساخرة :
, - دي سهيلة مراتي يا مراد ٣ نقطة سهيلة دا مراد صديق عمري ودراعي اليمين
,
, رفعت سهيلة عينيها تنظر لذلك المراد لتشعر بالخوف يدق قلبها ذلك المراد عينيها بها شئ خبيث لم تحبه بلعت لعابها تحرك رأسها إيجابا تبتسم مرتبكة ٤ نقطة للحظات شعر مراد بأن صاعقة ضربت رأسه جاسر تزوج ٣ نقطةهو اخبره بذلك من قبل ولكن لم يكن يظنه سيتزوج بتلك السرعة ٣ نقطة عليه اذا أن يخبر شاهي بأن تجعل بخطتهم لا وقت لم يعد هناك متسعا منه ٣ نقطة رسم ابتسامة واسعة مرحة يعانق جاسر بقوة حين ابتعدت سهيلة عنه يقول فرحا :
, - ألف ألف مبروك يا ابو الصحاب ولو اني زعلان اني ما اتعزمتش علي الفرح بس يلا اهم حاجة أنك دخلت القفص ٣ نقطة
,
, ابتسم جاسر يعانقه يغمغم متهكما :
, - **** يبارك فيك يا صاحبي عقبالك
,
, انهي إجراءات الوصول ٤ نقطة طوال الطريق من باحة استقبال الفندق الي ما يشبه شالية خاص بهم ملتحق بالفندق يتكون من غرفة واحدة للنوم وصالة واسعة ومرحاض له باب زجاجي كبير يطل علي حديقة صغيرة بها مسبح خاص بها
, كانت لينا متعلقة بذراعه الي أن وصلا فتح الغرفة بالمفتاح الإليكتروني لتدخل تنظر حولها ٣ نقطة المرة الاولي في حياتها التي تسافر دون والديها ٣ نقطة الأمر ليس بسهل علي الإطلاق ٣ نقطة والأمر الأكثر قلقلا لا يوجد سوي غرفة واحدة للنوم ٣ نقطة وهي ابدا لن تسمح لزيدان بأن يشاركها الغرفة ٤ نقطة اجفلت علي يد زيدان تتحرك أمام وجهها نظرت له تبتسم متوترة ليردف هو :
, - ايه يا بنتي روحتي فين بقالي ساعة بكلمك ها ٣ نقطة ايه رأيك في المكان
,
, ابتلعت لعابها تحرك رأسها إيجابا تردد متعلثمة :
, - ححلو ٣ نقطة بس ليه ما فيش غير أوضة نوم واحدة
,
, ابتسم ساخرا يلقي بجسده على الأريكة التقط تفاحة يقطمها يغمغم متهكما :
, - اصل دا بعيد عنك بيقولوا عليه جناح عرسان في شهر عسل ٣ نقطة روحي يا لينا غيري هدومك عشان نتعشي ٣ نقطة ما تخافيش أنا هبقئ أنام في الحمام
,
, نظرت له حانقة تقطب جبينها تقسم أنها ستخبر والدها بما قال لتحمل حقيبتها متجهه الي غرفة النوم تصفع الباب خلفها بعنف ٤ نقطة بينما ابتسم هو ساخرا يتمتم مع نفسه :
, - قال أنام في الحمام قال دا أنا قتيل الأوضة
,
, دقائق قليلة وسمع صوت الباب يفتح وصوت خطواتها تقترب ليلتف برأسه ببطئ يمني نفسه أن يري صورة حالمة لعروسه ابتسم بهيام لتختفي ابتسامته حين رآها ترتدي منامة زهرية لها اذني ارنب كبيرة عليها صورة كرتونية بالحجم الكبير فغر فاهه ينظر لها عينيه متسعتين بذهول :
, - هار اسوح انتي مين يا بت انتي ٣ نقطة روحي يا حبيبتي شوفي انتي تايهة من انهي سويت هتلاقي بابا وماما قلقنين عليكي
, نفخت خديها بغيظ من كلامه السخيف بالنسبة لها تأفتت بضجر تغمغم بحنق :
, - يوووه يا زيدان ما ترخمش انا لينا مراتك
,
, ارتسمت علي شفتيه أوسع ابتسامة عرفتها شفتيه في حياته كلها حتي أن عضلات فكه تشنجت منها .. . وقد أصاب ما أراد تنهد بحرارة هامسا بولة :
, - مراتي ٣ علامة التعجب احلي كلمة سمعتها في عمري كله
,
, قلبت عينيها بملل تزفر عقدت ساعديها امام صدرها تمط شفتيها بضيق :
, - لو سمحت بس بقي ٣ نقطة وبعدين أنا جعانة فين الاكل
,
, تزامنت كلمتها الأخيرة مع صوت دقات خافتة منتظمة علي باب الغرفة اتجه زيدان يفتح الباب ليدخل أحد عمال الفندق يجر عربة الطعام ٣ نقطة اوقفها في منتصف الغرفة ٣ نقطة شكره زيدان بابتسامة صغيرة ليمد يده في جيب بنطاله أخرج بعض العملات الورقية أعطاها كإكرامية للعامل ٣ نقطة اخذها الاخير بسعادة ورحل ٣ نقطة بينما حرك زيدان عربة الطعام لداخل الغرفة ليجدها تجلس علي أحد المقاعد تضم قدميها تنظر لنقطة علي الأرض بشرود حزين ٣ نقطة تنهد بيأس ليحمحم مبتسما بمرح :
, - العشا يا مراتي
,
, زفرت بغيظ تهمس من بين أسنانها ساخطة عليه :
, - مش هنخلص بقي
, ضحك ضحكة قوية عالية ليستفزها نظر لها يلاعب حاجبيه بمكر يبتسم بسماجة :
, - بتقولي حاجه يا مراتي
,
, شدت علي أسنانها بغيظ لتصيح فجاءة بغل :
, - جعانة
,
, اتجه ناحيتها ممسكا بيدها ليشعر بارتجافة كفها الصغير داخل كفه الضخم بالنسبة لها ٣ نقطة كعصفور يطبق عليها برفق داخل راحة يده ٣ نقطة اتجه بها ناحية طاولة صغيرة تتوسط غرفة الفندق الضخمة ٣ نقطة بحركة رسمية رآها في الأفلام القديمة شد كرسيها قليلا ينظر لها يبتسم بدفء لتقلب عينيها بملل جلست علي الكرسي بشموخ ترفع رأسها بغرور ٣ نقطة ليبتسم بيأس يحاول إخفاء ضحكاته .. دفع الكرسي برفق لتقترب من الطاولة التقط طبق الطعام مال بجذعه يضعه أمامها علي الطاولة غمزها بطرف عينيه يهمس بابتسامة واسعة :
, - بالهنا والشفا يا مراتي يا قمر انتي
,
, هبت واقفة تشهر سبابتها في وجهه تقطب جبينها تصيح حانقة :
, - لو سمحت أنا ما اسمحلكش
,
, رفع حاجبه الأيسر بمكر ليقترب منها خطوتين عادتهم هي للخلف لترتطم ساقيها بحافة الطاولة خلفها نظرت خلفها سريعا بتوتر لتعاود النظر له لتجده يقف امامها مباشرة مال قليلا بجذعه لتغمض عينيها توترا وخوفا يديها تقبض علي مفرش الطاولة التي تستند عليها لترتسم علي شفتيه ابتسامة واسعة يهمس بمكر مغوي :
, - هو عيب اني اعاكس مراتي ٣ نقطة يا مراتي اومال لو ٣ نقطة ولا بلاش عشان الرقابة
,
, فتحت عينيها بحذر حين شعرت به يبتعد عنه ترميه بنظرة غاضبة مغتاظة لتجلس علي الطاولة بعنف تنظر له بغل بينما اخذ هو مكانه في المقعد المقابل لها ابتسم حين رآها غاضبة يلاعب لها حاجبيه بشكل مضحك لتخرج منها ضحكة خافتة رغما عنها لتبتسم بعدها بعذوبة فقط ابتسامة صغيرة جعلت تنهيدة حارة تخرج من بين خلجات قلبه العاشق تلاها
, ابتسامة حانية مشرقة علت شفتيه يهمس بعشق :
, - انتي عارفة انا مستعد اعمل اي حاجة في الدنيا عشان اشوف الابتسامة الحلوة دي
,
, تناول كف يدها يرفعه امام فمه يلثمه بقبلة رقيقة حانية :
, - تسمحيلي بالرقصة دي
,
, اخفضت رأسها خجلا وجنتها علي وشك الاشتعال لتهمس بصوت بالكاد خرج من بين شفتيها :
, - بس يا زيدان أنا بتكسف
,
, نظر لها بسهتنة عينيه علي وشك أن تخرج قلوب منها تنهد تنهيدة طويلة حارة يهتف في نفسه :
, - يالهوي علي زيدان انا بتكسف هيييح اعقل يا زيدان مش كدة
,
, قام من مكانها التف لها يجذبها لتقوم ليصبح أمامها مباشرة مد يده يلتقط كف يدها يحتضنها برفق داخل كف يده ويده الأخير لفها حول خصرها برفق
, يراقصها ببطئ دون موسيقي
, رفعت وجهها له تقطب جبينها باستفهام تهمس بخجل :
, - بس ما فيش موسيقي
,
, اشرقت نظراته الحانية ينظر لها بسعادة تغمر كيانه ليبتسم بعشق :
, - غني !! عايز اسمع صوتك خالي بيقول ان صوتك حلو اوي
,
, اخفضت رأسها قليلا تبتسم بخجل لتهز رأسها إيجابا وتبدأ في غناء تلك الأغنية المحببة إليها
,
, اغنية ( كل ما في القلب )
,
, انتهت من الغناء وهو واقف متجمد مكانه تغزو شفتيه ابتسامة واسعة عاشقة سعيدة كلمات الاغنية تصف حاله ٣ نقطة حقا تصفه ابعد يديه عنها ليبدأ في التصفيق بحرارة هاتفا بحماس : - تحفة بجد ٣ نقطة صوتك جميل اوي
,
, شعرت بتثاقل أنفاسها من الخجل لم تقوي علي رفع عينيها لتنظر له تشعر بنظراته العاشقة تخترقها بقوة شغف عشقه همست بصوت ضعيف متوتر :
, - شكرا
,
, اجفلت تتسارع دقات قلبها حينما شعرت بكف يده ينبسط برفق أسفل ذقنها يرفع وجهها بحنو شديد لتعلو نظراتها الي ابتسامته العاشقة نظرات عينيه الشغوفة المحبة سلط عينيه الزرقاء مقلتيها يهمس ببطئ لذيذ يدغدغ حواسها:
, - بحبك
,
, اقترب بوجهه منها يدغدغ وجهها بأنفاسه العذبة أدركت نيته حينما رأت نظراته المسلطة علي شفتيها لتقطب جبينها بغضب كاد أن يحصل علي قبلته التي طالما تمناها ١٠ نقطة

الجزء الخامس والثلاثون


,
, صفعة ٣ نقطة لم يكسر ذلك الصمت العاشق سوي صوت صفعة قوية نزلت من يد لينا علي وجه زيدان حين احست به يقترب اكثر واكثر يرغب في تقليبها ٣ نقطة إن ندمت حقا علي شئ فهو انها كانت علي وشك تسليم نفسها له قبلا في لحظة ضعف مخزية ٤ نقطة توسعت عيني زيدان في ذهول اثر ما حدث وضع يده علي خده ينظر له عينيه اشتعلت كلهيب نار غاضب يكفي حقا يكفي ويزيد ٣ نقطة تحمل منها ما يكفي ويفيض به الكيل ٤ نقطة أحمر وجهه من شدة ما به من غضب ٣ نقطةلتشعر بالدماء تكاد تفر خوفا من جسدها نظرت له بهلع تحاول الحديث ٣ نقطة لتشعر به يقبض علي رسغ يدها يصيح غاضبا :
, - بتضربيني بالقلم عشان حاولت ابوسك ٣ نقطة حاولت ابوس مراتي ٣ نقطة كفاية بقي يا لينا كفاية اوي ٤ نقطة انتي ايه يا شيخة ما عندكيش مشاعر ٤ نقطة اعمل ايه اكتر من كدة عشان تحبيني ٣ نقطة مستحمل كل اللي بتعمليه وساكت بس ما توصلش لدرجة أنك تضربيني بالقلم ٣ نقطة
,
, اغرقت الدموع وجهها تنظر له بذعر لأول مرة تري زيدان ينفجر بتلك الطريقة رفعت وجهها تنظر لعينيه الحادة الغاضبة تهمس بتعلثم خائفة :
, - أنت وعدتني ٣ نقطة قولتلي انك مش هتقرب مني غصب عني وحاولت تبوسني دلوقتي
,
, لم تهدئ موجة غضبه ولكن عذرا فارت بعنف ينظر لها حانقا قلبه يغلي ألما وعشقا ابتسم يردف متهكما :
, - كنتي ارفضي ابعدي مش تضربيني بالقلم ولا انتي اتعودتي بقئ زيدان بيسامح بيعدي ما بيزعلش ٣ نقطة غريبة اوي أنك رافضة اوي اني حتي ابوسك ويوم كتب كتابنا كنتي موافقة وانتي بنفسك اترميتي في حضني ٣ نقطة والا تكوني تخيلتيني واحد تاني
,
, صعقتها الجملة توسعت عينيها تنظر له في ذهول لا تصدق ما خرج من فمه توا ٣ نقطة غضب زيدان نصله تماما عن عقله ٣ نقطة سحبت يدها من يده وقفت تعاتبه بنظراتها لتردف معاتبة :
, - يوم كتب كتابنا في لحظة ما كنت برمي نفسي فئ حضنك كنت برمي معاذ برة قلبي ٣ نقطة حتي لو كنت ما بحبكش يا زيدان كان لازم اثبت لنفسي اني ما ينفعش حتي افكر في معاذ تاني ٤ نقطة بس أنت استغليت ضغفي وحيرتي في اللحظة دي
,
, ابتلع لعابه مرتبكا يتحاشي النظر اليها نعم ٣ نقطة هو حقا استغل لحظة تشتتها وحيرتها ليقترب منها كان في أشد شوقه لها لا يصدق أنها اخيرا أصبحت زوجته ٣ نقطة كانت تحاول إبعاده عنها بضعف ٣ نقطة ربما دخول زوجة خاله انقذه من أن يجبرها علي ما كان يفعل ٣ نقطةزفر حانقا يخلل أصابعه في شعره بعنف اولاها ظهره يمسح وجهه بكف يده بعنف ليسمع تهمس من خلفه بصوت خفيض حزين :
, - أنا آسفة عشان ضربتك بالقلم تصبح علي خير
,
, و بعدها سمع صوت خطواتها تبتعد عنه دخلت الي الغرفة تغلق الباب عليها ٣ نقطة تنهد يزفر حانقا
, ليخرج من الباب الزجاجي جلس علي أحد المقاعد في الحديقة الصغيرة يدخن سيجارة بعنف ٣ نقطة ابتسم ساخرا ينظر للسيجارة في يده متهكما ٣ نقطة ورث من خاله كل شئ حتي السجائر امتصها بعنف ليخرج من بين شفتيه دخان ابيض مسمم يخفي الصورة من حوله
,
, عثمان ليس في المستشفى بل عاد الي بيته عرف تلك المعلومة من علي حين اتصل به ٣ نقطة وقف بسيارته أسفل منزل علي ٣ نقطة لينزل منها متجها الي اعلي ٣ نقطة دق الباب لحظات وفتح علي ٣ نقطة احزنه حقا مشهد أخيه عينيه الحمراء وجهه الشاحب ثباته الزائف الذي انهار ما أن رآه يقف أمامه انهار يلقي بنفسه علي صدره كطفل صغير رأي والده انسابت دموعه بعنف يهمس من بين شهقاته العنيفة :
, - عثمان اتشل يا خالد ٣ نقطة ابني ٣ نقطة ابني ٣ نقطةابني بقي عاجز ٤ نقطة حالته وحشة اوي ٣ نقطة
,
, شد علي جسد اخيه يحاول مواساته ٣ نقطة ربت علي رأسه يبعده عنه يمسك ذراعيه بين كفيه يشد من ازره قائلا في حزم :
, - اجمد يا علي ما ينفعش حالك دا ٣ نقطة عثمان هيرجع زي الأول واحسن بإذن **** ٣ نقطة اجمد ما تعملش في نفسك كدا
,
, حرك علي رأسه إيجابا يمسح دموعه بعنف ليتجه الي الداخل بصحبة اخيه البيت من الداخل حزين كئيب ٣ نقطة لبني تجلس هناك في أحد الاركان تبكي لا يعرف كيف منع ابتسامته الساخرة من الخروج الآن تبكي ألم يخبرها مرارا وتكرارا انها تجرم في حق ابنها باهتمامها الزائد بعملها واهمالها له ٤ نقطة طلب من علي أن يقابل عثمان بمفرده ليوافق الأخير علي الفور ٣ نقطة دخل الي غرفة عثمان فتح بابها يقطب جبينه الغرفة مظلمة يري من ضوء الشرفة القادم من الخارج عثمان يجلس علي مقعد متحرك في أحد أركان الغرفة ينظر للاشئ ٣ نقطة دخل الي الغرفة يغلق الباب خلفه ٣ نقطة اتجه الي زر الانارة يفتحه ليقطب عثمان جبينه غاضبا نظر للفاعل ليبتسم ساخرا عمه العزيز لما جاء الآن ٣ نقطة تقدم خالد ناحية عثمان حمل أحد المقاعد يضعه امامه جلس عليه يقول مبتسما : اهلا بعم العفريت ٣ نقطة قاعد في ركن بعيد في الضلمة ايه بتحضر عفاريت يا حبيبي
,
, ابتسم عثمان متهكما يشيح بوجهه بعيدا عن خالد يتمتم ساخرا :
, - أنت جاي ليه إنت كمان مش هنخلص بقي كل شوية الاقي واحد من العيلة الكريمة جاي ايه جايين كلكوا تتفرجوا علي عثمان بعد ما اتشل
,
, التوي جانب فم خالد بابتسامة صغيرة متهكمة كتف ذراعيه امام صدره يقول ساخرا :
, - حلو فيلم البؤساء دا ٣ نقطة ادائك لذيذ مبالغ فيه كتير الحقيقة بس كويس مش بطال ٣ نقطة لو كنت فاكر اننا جايين نشمت فيك ٣ نقطة تبقي حمار وأنت اساسا حمار من زمان
,
, احتدت عيني عثمان غضبا التف برأسه لخالد أحمر وجهه ينظر له لينفجر صائحا :
, - أنت جاااي ليه عايز مني اييه ٣ نقطة امشي اطلع برة خلاص ما بقاش عندي حاجة اخسرها خسرت كل حاجة ٣ نقطة أنا عملت ايه وحش في حياتي عشان ابقي مشلول عاجز مش عارف حتي اروح الحمام لوحدي ٣ نقطة عارف يعني ايه تبقي عاجز
,
, حرك خالد رأسه إيجابا تنهد يبتسم بلا حياة :
, - اقولك يعني ايه تبقي عاجز ٣ نقطة ولا اقولك أنت عملت ايه وحش في حياتك .. ولا اقولك أنك ما خسرتش اي حاجة غير شيطانك وبس ودا خسارته مكسب
,
, قطب عثمان جبينه متعجبا من كلام خالد ينظر له بحدة مستفهما ليعلو ثغر خالد ابتسامة ماكرة يردف في هدوء :
, - أنت مش ملاك يا عثمان أن كان علي الوحش فأنت عملت وحش كتير اوي ٣ نقطة لعبت ببنات بعدد شعر راسك ٣ نقطةكام واحدة فيهم عملت معاها علاقة في الحرام وسيبتها
,
, شد عثمان بيده علي طرفي المقعد بلع لعابه يصيح حانقا :
, - أنا ما ضربتش حد علي ايده كل واحدة فيهم كانت عارفة الصياد وأنه ما بيكملش في علاقة ومع ذلك كانوا بيتسابقوا عليا
,
, ارتسمت ضحكة ساخرة علي شفتي خالد يغمغم متهكما :
, - حلوة يتسابقوا عليا دي ٣ نقطةما هو بردوا في بنات ساذجة وأنت كنت بتضحك عليهم ما تنكرش دا وحتي اللي كانوا عارفين البيه كان بيزني ولا عامل مش واخد بالك ..
,
, اضطربت حدقتي عثمان بلع لعابه يشيح بوجهه بعيدا عن خالد اختنقت نبرته يردف :
, - مش أنا لوحدي في شباب كتير بيعملوا اكتر من كدة اشمعني أنا بس اللي يحصل فيا كدة ٤ نقطة
,
, قام خالد من مكانه اتجه ناحية عثمان ليميل برأسه يحادثه برفق :
, - وليه ما تقولش أنها اشارة ودرس ليك عشان تفوق يا عثمان قبل ما الأوان يفوت ٣ نقطة اقولك أنا يعني إيه عجز ٣ نقطة يعني راجل بيجري علي سبع عيال وبينام كل ليلة ومش عارف بكرة هيلاقي يأكلهم ٣ نقطة اقولك يعني عجز يعني أرملة ما حيلتهاش في الدنيا غير معاش جوزها الميت بتصرف بيه علي عيالها ٣ نقطة شايلة هم لو واحد منه تعب هتجيب فلوس تكشف عليه ولا لاء ٤ نقطة العجز كتير اوي يا عثمان ٣ نقطةاللي في رجلك دا مش عجز ٣ نقطة احنا نقدر نجبلك اكبر دكاترة في العالم هترجع تمشي تاني ما تخافش ٣ نقطةأنت ما خسرتش يا عثمان ٣ نقطة شيطانك هو اللي خسر ٣ نقطة لأنك المفروض بعد اللي حصلك دا ٣ نقطة تبعد عن كل القرف اللي كنت فيه وتنضف بقي ٣ نقطة قاعد في ركن في الأوضة وعمالة تعيط ومضلمها اللي هيجي يواسيك النهاردة هتشغله الدنيا بكرة ٣ نقطة أنت مش مهندس برمجيات بردوا ٣ نقطة شوف شغلك كمل علاجك ٤ نقطة بدل ما تقعد تندب ٣ نقطة الست الارملة اللي عندها خمس عيال بتقوم من الفجر تشتغل ما بتقعدش تبكي وتقول ليه يا رب أنا عملت ايه ٤ نقطة فوق الفرصة لما بتيجي ما بتكررش
,
, انهي خالد كلامه ليمد يده يربت علي كتف عثمان ومن ثم التف وغادر في هدوء تاركا خلفه عاصفة حائرة من التفكير في كل حرف قيل
,
, أنت بتقول ايه ٣ نقطة جاسر اتجوز وكمان جايب المحروسة هنا دا أنا هروح اطربقها فوق دماغهم ٤ نقطة هتفت بها شاهي بحقد بعد أن أخبرها مراد علي الهاتف ما حدث في المطعم ٤ نقطة
, ليهتف مراد سريعا يثنيها عما تنوي :
, - انتي عبيطة يا بت ..بقولك ايه يا شاهي ركزي ورحمة ابوكي مش ناقصين جنان ٤ نقطة لو روحتي لجاسر او عملتي اي حاجة هيعرف إن أنا اللي قايلك ما انتي اكيد ما بتشميش علي ضهر ايدك والدنيا كلها هتبوظ ٣ نقطة اعقلي كدة ونفذي اللي اتفقنا عليه ٣ نقطة
, كادت شاهي أن ترد حين سمعت صوت جرس الباب يدق ٣ نقطة قطبت جبينها مستفهمة تحادث مراد :
, - مراد خليك معايا هشوف مين علي الباب ٣ نقطةاتجهت الي الباب تفتحه ليصفر وجهها حين وجدت جاسر يقف امامه يبتسم ابتسامة واسعة هادئة ٣ نقطة ابتلعت لعابها تغمغم مرتبكة :
, - طب يا سوزي يا حبيبتي هكلمك بعدين اصل جاسر جه
,
, اغلقت الخط سريعا تبعد الهاتف عن اذنها تداركا سريعا وجوده لترتمي عليه تلف ذراعيها حول عنقه تغمغم بسعادة :
, - جاسر حبيبي وحشتني اوي ٣ نقطةكل دي غيبة قلقت عليك اوي ٣ نقطة تعالا تعالا ادخل واقف ليه
,
, دخل جاسر خلفها يغلق الباب خلفه لتشد هي يده تجلس علي أحد الارائك جلست جواره تلتصق به تغمغم بخفوت ناعم حزين :
, - وحشتني اوي يا جاسر ٣ نقطة كل دا ما تسأليش عني ٣ نقطة خلاص العروسة الجديدة خلتك نستني
,
, ما لم تتوقعه تماما أن جاسر يرفع ذراعه ليسقط رأسها علي صدره حاوطها بذراعه يغمغم ساخرا :
, - عروسة ايه بس يا شاهي دي عيلة نكد ٣ نقطة أنا متجوزها بس عشان أرضي ابويا انتي عارفة ٤ نقطةأنا بجد ما عرفتش قيمتك غير لما اتجوزت البت دي ٣ نقطة وحشني دلعك وحنيتك ٣ نقطة مش لوح التلج اللي متجوزه
,
, رفعت شاهي عينيها تنظر لجاسر تسبل عينيها ببراءة قطة بريئة وابتسامة واسعة تشق شفتيها ٣ نقطة ليرفع كف يدها يقبله بنعومة يهمس بنعومة :
, - قومي معلش اعمليلي لقمة من أيديكي الحلوين دول وهنسهر للصبح أنا عايز انسي النكد اللي شوفته الفترة اللي فاتت
,
, توسعت ابتسامة شاهي لتهب جالسة قبلت جاسر علي وجنته تغمغم سريعا بتلهف :
, - دقايق يا حبيبى والاكل هيبقي جاهز عشان محضرالك مفاجأة اتمني تعجبك
,
, قالتها لتهرول الي المطبخ بتلهف ٣ نقطة لتختفي ابتسامته هو ٣ نقطة يبثق مكانها ٣ نقطة سمعها وهي تحادث مراد وتخبره بكل هدوء ( مراد خليك معايا هشوف مين علي الباب)
, هو المغفل هنا إذا سيريهم كيف يخدعانه .. التقط هاتفها سريعا ليجد المكالمة الاخيرة باسم ( سوزي ) هل تظن انها هكذا ذكية ٤ نقطة دون الهاتف علي هاتفه الخاص سريعا ليخرج شريحة تجسس من جيبه صديقه الخبير في هذه الامور علمه جيدا كيف يستخدمها وضعها في هاتفها يعيده مكانه ليلتقط جهاز التحكم الخاص بالتلفاز ٣ نقطة يتحرك بين القنوات بملل ٣ نقطة دقائق ووجدها تخرج من المطبخ ٣ نقطةتحمل صينية طعام صغيرة بين يديها ابتسامتها الواسعة تشق شفتيها ٣ نقطة جلست جواره علي الأريكة تضع الطعام علي الطاولة امامه تهمس بصوت ناعم مغوي :
, - العشا يا حبيبي
,
, اعتدل في جلسته يلتقط بضع لقيمات من الطعام امامه دون أن ينطق بحرف لحظات وسمعها تحمحم بصوت متوتر تردف متلعثمة :
, - احم جاسر في حاجة حصلت وأنا عايزة اقولك عليها .. اصلك لازم تعرف
,
, التفت جاسر لها يبتسم شبح ابتسامة عاشقة حرك رأسه ايجابا يردف :
, - حاجة ايه يا شاهي
,
, قامت من مكانها بسهولة شديدة تصنعت الارتباك والخوف وقفت امامه تبلع لعابها ابتسمت بارتعاش ٣ نقطة وضعت يدها علي بطنها تهمس بصوت خفيض :
, - جاسر ٣ نقطة أنا ٣ نقطة أنا ٣ نقطة أنا حامل
,
, علي صعيد آخر انهي زيدان سيجارته الثالثة تقريبا ليأخذ طريقه الي غرفة النوم قبل أن يصل إليها وجد هاتفه يدق برقم خالد ابتسم يلتقط الهاتف يفتح الخط تنهد يقول :
, - ايوة يا خالي
, سمع صوت خالد يهتف متعجبا :
, - ايوة يا خالي ٣ نقطة مالك ياض في ايه ٣ نقطةلينا حصلها حاجة
,
, ابتسم يآسا يحرك رأسه نفيا ليهتف في هدوء يطمئنه :
, - و**** لينا كويسة يا خالي ونايمة كمان تحب اصحيهالك
,
, سمع صوت تنهيدة خاله المرتاحة ليردف بعدها مستفهما :
, - لا ما تصحيهاش سيبها نايمة ٣ نقطة بس أنت مالك صوتك مخنوق كدة ليه ٣ نقطة حصل حاجة
,
, ابتسم زيدان ساخرا لا يجد ما يقوله ليردف سريعا :
, - ما فيش يا خالي صدقني ٣ نقطة أنا بس تعبان من اللي حصل النهاردة ٤ نقطة هدخل اريح شوية
,
, ودع خاله ليكمل طريقه الي الغرفة ٤ نقطة فتح بابها ٣ نقطة ليجد لينا تنام علي احد اطراف الفراش ظهرها مواجها للباب ٣ نقطة تنهد حزينا مما حدث وقال هو ٣ نقطة ليتقدم ناحية الفراش تسطح بجسده عليه ..لتفتح لينا عينيها علي اتساعهما ٣ نقطة حين شعرت بحركة خلفها علي الفراش التفت بجسدها سريعا تنظر له قطبت جبينها تسأله في ضيق :
, - أنت ايه اللي جابك هنا ٣ نقطة
,
, أولاها ظهره يتسطح عند طرف الفراش الآخر يغمغم في هدوء :
, - لينا أنا تعبان وعايز انام مش عايزة تنامي جنبي روحي نامي برة
,
, قطبت جبينها تحتقن عينيها غضبا ماذا يقول هذا الأحمق ٤ نقطة تنهدت تهتف حانقة :
, - لاء طبعا دا سريري وبعدين إنت قولتلي انك هتنام في الحمام
,
, التفت لها بجسده ينظر لها غاضبا ليصيح متهكما :
, - ليه يعني حد قالك أن أنا خروف العيد
,
, نظرت له بذهول للحظات لتنفجر ضاحكة علي طريقته وهو يقول تلك الجملة ٤ نقطة تعالت ضحكاتها تضع يديها علي بطنها من شدة الضحك لترتسم تلقائيا ابتسامة صغيرة علي شفتيه ينظر لها بعشق يفتك بقلبه ٣ نقطة قطعت ضحكاتها جملتها وهي تقول من بين ضحكاتها :
, - خروف العيد أنت مسخرة
,
, ظل ينظر لها يبتسم في عشق دون أن ينطق تلاقت عينيها بعينيه مصادفة لتختفي ضحكاتها شئ فشئ ابتلعت لعابها متوترة وهي تنظر لذلك البريق اللامع في عينيه الزرقاء لتجده يمد يده يشبك كفه بكفها يهمس بشغف :
, - تعرفي كل مرة بشوفك بتضحكي فيها ٣ نقطة بحس وكأن الدنيا كلها بتضحكلي .. وكأني ما عشتش ولا لحظة وحشة في حياتي ٣ نقطة تعرفي تاني ٣ نقطة أنا نفسي اوي انام في حضنك ٣ نقطة أنا آخر حطيت راسي فيها في حضن الست اللي كانت امي كان عندي 8 سنين ومن بعدها ما اتكررتش ٣ نقطة ما تزعليش من الكلام اللي قولته برة كانت لحظة غضب
,
, ادمعت عينيها تحرك رأسها إيجابا مسكين زيدان ٣ نقطة حياته كانت بائسة بشكل موحش منذ أن كان طفلا همست هي الاخري بتوتر :
, - أنا آسفة عشان ضربتك بالقلم ٣ نقطة مش عارفة ازاي عملت كدة
,
, ابتسم يحرك رأسه إيجابا دون كلام ليغمض عينيه بعدها يغط في النوم بينما هي ظلت مستيقظة تنظر له وهو نائم بسكون كطفل صغير ٤ نقطة ابتلعت لعابها تسحب يدها من يده برفق ٤ نقطة تهمس بصوت خفيض :
, - زيدان أنت نمت خلاص ولا لسه صاحي
,
, لم تحصل علي اجابة لتقترب منه تشد رأسه برفق تحاول ضمه بين ذراعيه برفق حتي لا يستقظ كطفل صغير بين أحضان والدته توسعت عينيها حين سمعته يهمس ممتنا :
, - شكرا
,
, ابتسمت ابتسامة صغيرة تحرك يدها علي رأسه لتغفو هي الاخرب بعد دقائق قليله
,
, في منزل خالد السويسي في الصالة الكبيرة بالأسفل تجلس لينا تحاول الاتصال بخالد مرارا وتكرارا بينما تجلس بدور تطعم خالد الصغير وسيلا كعادتها تجلس علي قدمي حمزة ٤ نقطة مايا تجلس علي الأريكة أمام أدهم تنظر للهاتف تختلس النظر لادهم بين حين وآخر منذ ليلة أمس وهو يتحاشي الحديث معها ٣ نقطة يتحدث في الهاتف بكثرة بطريقة غريبة ٣ نقطة حمزة يجلس شاردا يتذكر حديثه الأخير مع أخيه بالأمس :
, - انهي مايا
,
, أصفر وجه حمزة حين ادرك أن أخيه اوقعه بين المطرقة والسندان والآن فقط عليه البوح بكل ما يجول في خاطره ٤ نقطة تنهد يشيح بوجهه في الاتجاه الآخر لا يعرف ماذا يقول ليسمع صوت خالد يعنفه بحدة :
, - أنت اتجننت يا حمزة بتحب بدور دي قد بنتك
,
, التفت برأسه ناحية اخيه سريعا ظل صامتا للحظات تنهد يقول في حيرة :
, - مش حب بالمعني اللي أنت عارفه يا خالد اللي حاسس بيه ناحية بدور ٣ نقطة مشاعر شبه الحب احتياج أكتر ٣ نقطة أنا محتاجها زي ما هي محتاجاني ٣ نقطة محتاجة سند يعوضها عن اللي شافته مع الحيوان جوزها ٣ نقطة أب لولادها ٣ نقطة وأنا محتاج اعوضها عن الظلم اللي شافته محتاج حد يشاركني اللي باقي من عمري ٣ نقطة عارف أنها أنانية مني فرق السن بينا كبير ٣ نقطة حاولت صدقني أبعد وما اعلقش نفسي بيها بس ما عرفتش
,
, توسعت عيني خالد في صدمة اخيه يفكر جيدا في الزواج من بدور كان فقط يظنها مشاعر مبعثرة ٤ نقطة رفع حاجبيه يهتف مدهوشا :
, - يا حمزة دي بتقولي يا بابا ٣ نقطة وأنا وأنت قد بعض في السن ٣ نقطة فكر تاني ٣ نقطة فرق السن اللي بينكوا هتقول ايه لمايا وادهم والأهم من دا كله بدور مستحيل توافق ٣ نقطة الموضوع معقد يا حمزة
,
, تنهد الأخير يحرك رأسه إيجابا ليستند بظهره الي ظهر المقعد يغمغم في ضيق :
, - من غير زعل يا خالد أنت مش ابوها ٣ نقطة وبعدين في ناس بيبقئ فرق السن بينهم اكبر وحياتهم ماشية عادي ٣ نقطة بدور أنا هسألها وافقت وافقت ما وافقتش خلاص
,
, ابتسم خالد متهكما ينظر لأخيه يآسا ليقم من مكانه يشرع في الرحيل :
, - اعمل اللي أنت عايزه يا حمزة أنا طالع أنام ٣ نقطة بس يكون في علمك أنا مش موافق علي الجوازة دي
,
, خرج حمزة من شروده ينظر ناحية بدور ٤ نقطة لا يعرف كيف حتي يحدثها في الأمر ٤ نقطةدخل خالد الي المنزل لتهب لينا واقفة هرولت ناحيته وقفت امامه تسأله قلقة :
, - كل دا يا خالد الوقت عدي نص الليل وأنت طول النهار برة .. كنت فين قلقتني
,
, ابتسم لها يربط علي وجهها برفق ليلف ذراعه حول كتفها يتحرك بها ناحية الجمع يحادثها مبتسما :
, - شغل شغل شغل ٣ نقطة وبعدين روحت عند علي اطمن علي عثمان ٣ نقطة وطلعت علي الحاجة زينب وبعدين جيت ٤ نقطة
,
, تهاوي علي الأريكة جوار بين مايا ولينا ٣ نقطة نظر لمايا التي توجه اهتمامها الكامل بهاتفها ليبتسم مشاكسا ٤ نقطةجذب الهاتف من يدها يردف متسليا :
, - الموبايل دا ٣ نقطة جيبي اولي بيه
,
, صرخت مايا كطفلة غاضبة تتصارع مع خالد بشكل مضحك كي تحصل علي هاتفها ٣ نقطةبينما تنظر لينا لهم تبتسم في سعادة ٤ نقطة قاطعهم صوت رنين هاتف لينا ٤ نقطة لتلتقطه ابتعدت عنهم قليلا ما أن رأت الاسم ٤ نقطة اعطي خالد الهاتف لمايا ٤ نقطةلتنظر له تضيق عينيها تسأله بغيظ :
, - فين الشوكولاتة حجي
,
, ضحك خالد بخفة يصدم رأسه برأسها يردف ضاحكا :
, - عند ابوكي يا حبيبتي يلا يا بت قومي من جنبي واخدة الكنبة كلها
,
, كان الجميع يضحك علي ما يحدث بين مايا وخالد ٤ نقطة الي ان جاءت لينا جلست جوار مايا من الناحية الأخرى تقول مبتسمة :
, - عندي ليكوا حتة مفاجاءة ٣ نقطة خالد أنت طبعا عارف جاسر مهران
,
, قطب خالد جبينه يحرك رأسه إيجابا ٣ نقطة لتكمل لينا مبتسمة :
, - ابنه رعد بقي انتي شوفتيه يا مايا في فرح لينا امبارح ٣ نقطة مامته لسه مكلماني وبتقولي أن رعد معجب جدا بشخصية مايا وعايز يجي يتقدملها ٣ نقطة
,
, ما إن انهت لينا حديثها هب ادهم ينظر لهم في صدمة ٣ نقطة بينما توجهت انظار خالد إليه للحظات شعر بالشفقة والحزن عليه ٣ نقطة ولكن الأمر ليس بيده من الأساس حمزة هو المسؤول عن ابنته ٣ نقطة وجه انظاره لحمزة ليبتسم الأخير ابتسامة صغيرة يردف بهدوء :
, - و**** أنا ما عنديش مانع ٣ نقطة جاسر مهران رجل أعمال معروف وسمعته الطيبة سبقاه ٤ نقطة انتي ايه رأيك يا مايا
,
, وجهت مايا انظارها ناحية أدهم تتوسله بعينيها فقط انطق وقل لا ٣ نقطة اخبرهم بالحقيقة لما أنت صامت ٣ نقطةارجوك انطق ٣ نقطة ولكن لا شئ هو فقط يقف يكور قبضته يشد عليها ليترك المكان بأكمله ويغادر ٤ نقطة تفتت قلب مايا علي ما حدث بلعت غصتها تكبح دموعها بصعوبة تهمس بصوت خفيض منخفض :
, - اللي تشوفه يا بابا ٣ نقطة عن إذنكوا
,
, قالتلها لتتركهم متجهه الي غرفتها تسمع صوت والدها يهتف خلفها :
, - علي خيره **** ٣ نقطة شوف مناسب معاهم امتي قبل ميعاد الطيارة
,
, دخلت الي غرفتها توصد الباب عليها بالمفتاح لتجلس علي فراشها تبكي في صمت لما لم تتحدث يا أدهم لما ٣ نقطة
,
, في الأسفل ٣ نقطة جذب خالد لينا متوجها معها الي غرفتهم ٣ نقطة بينما توجه حمزة لبدور يغمغم في هدوء :
, - احم ٣ نقطة در ٣ نقطة بدور ممكن اتكلم معاكي كلمتين لوحدنا
,
, اشارت لنفسها متفاجئة لتحرك رأسها إيجابا ابتلعت لعابها تهمس بارتباك:
, - هطلع الاولاد يناموا وانزل لحضرتك
,
, بينما في غرفة خالد تهاوي علي فراشه جالسا خلع ستره حلته يلقيها بعيدا ينظر امامه يفكر شاردا في تلك الكلمات التي قالتها امه عن شهد
, « و**** دا حقها أبسط حقوقها كمان بعد اللي عملناه فيها ٣ نقطة ما تشلش ذنب مش هتقدر عليه يا ابني »
,
, تنهد يمسح وجهه بكف يده حتي محاولة محمد مع شهد لم تفلح ٣ نقطة سيذهب لها غدا ٣ نقطة عليه أن يصل لحل نهائي يتمني فقط الا يكن ذلك الحل هو الزواج منها ٣ نقطة التوي جانب فمه بابتسامة لئيمة علي ما سيفعل غدا ٣ نقطة
,
, حركة جواره جعلته يخرج من شروده ينظر لها رفع رأسه لتتوقف انفاسه هناك لينا تقف أمامه ترتدي فستان اسود لامع ناعم تسدل شعرها الاشقر علي أحد كتفيها ٤ نقطة تمسك في يدها علبة هدايا صغيرة ٣ نقطة تحرك ناحيتها مسلوب الإرادة نداهته الخاصة تسحره كل مرة ٤ نقطة وقف امامها يحاول التقاط انفاسه ليجدها تفتح علبة الهدايا تخرج منها كرة سوداء صغيرة مطاطية نقش عليها اسمه ٣ نقطة نظر لها متعجبا من تلك الهدية الغريبة لتمسكها تضعها في كف يده ٣ نقطة تبتسم تقول في مرح :
, - دورت كتير اجبلك هدية ايه تقريبا أنت عندك كل حاجة وبما انك شخص عصبي جدا قولت اجبلك الكورة دي كل ما تتعصب تجز عليها ٣ نقطة أما مناسبة الهدية فزي النهاردة من سنين كتير ٣ نقطة جيت خطبتني وأنت عندك 18 سنة ..
, لم يجد سوي أن يضمها بين ذراعيه يخفيها بين ذراعيه تنهد بحرارة يشبع روحها بها ٤ نقطة ليردف قائلا في مرح :
, - جيبالي كورة اجز عليها يا جزمة ٤ نقطة أنا بصراحة دورت علي هدايا بس مالقتش اغلي مني اجيبه هدية فكفاية عليكي أنا
,
, ضحكت بخفة تغرق رأسها في صدره تهمس بشغف :
, - انت فعلا أغلي من اغلي حاجة عندي في الدنيا **** يخيلك ليا وما يحرمني منك ابدا
,
, تنهد يشد علي عناقها يغمغم بعشق :
, - ويخليكي ليا يا احلي بسبوسة في الدنيا ٣ نقطة بالمناسبة دي بقي اقولك مقطوعة شعرية تأليف خالد السويسي
,
, يا نجم الليل احفظ كلماتي ٤ نقطة
, فالجنية تسكن بين قلبي وخلجاتي
, ساحرة جذبتني عيناها
, اضرمت النار في قلبي
, اجتت جوا خلجاتي
, قالوا مجنون يعشقها
, قلت بل بعشقها جُنت كلماتي
, بحبك يا اغلي من قلبي وروحي وحياتي
,
, في صباح اليوم التالي باكرا تحديدا في مكتب حسام في مستشفي الحياة ما كاد يدخل مكتبه يجلس عليه ٣ نقطة وجد الكثير من العساكر يقتحمون المكتب تقدمهم ضابط يقول في هدوء :
, - دكتور حسام مختار مطلوب القبض عليك

الجزء السادس والثلاثون


لم يعي اي شئ صدمة حلت والظابط يخبره بأن هنا ليلقي القبض عليه توسعت عينيه في صدمة الجمت لسانه يناظر للواقف امامه في ذهول ٤ نقطة حمحم يردف اخيرا :
, - مطلوب القبض عليا أنا ٣ نقطة ليه أنا عملت ايه
,
, حمحم الضابط بحدة يشير للعساكر ليضعوا الاصفاد في يد حسام يغمغم في هدوء :
, - اشتباه في جريمة ٣ نقطة هتعرف باقي التفاصيل في القسم ٤ نقطة هاتوه
,
, غمغم بها بحدة للعساكر ٣ نقطة ليتحركوا بحسام وضعوه في سيارة الشرطة من الخلف وركب الضابط جوار السائق ٤ نقطةتحركت سيارة الشرطة ليخرج الضابط هاتفه يطلب ذلك الرقم :
, - أيوة يا باشا ٣ نقطة اللي امرت بيه تم
,
, ارتسمت ابتسامة خبيثة صغيرة علي شفتي الجانب الآخر ليتمتم في مكر :
, - حلو اوي ٤ نقطة حطوه في الحجز علي ما اجي ٣ نقطة وخلي كام عيل من اللي في الحجز يرازوه من غير ما يمدوا ايدهم عليه ٣ نقطة مفهوم يا شريف
,
, حرك الضابط رأسه إيجابا يقول متعجبا :
, - حاضر يا باشا اللي تشوفه
,
, أما حسام كان في عالم آخر يجلس ذاهلا كأن صاعقة حلت به ٣ نقطة متشبه به في قضية قتل ٣ نقطة سيتصل بزيدان هو الوحيد الذي يقدر علي مساعدته من ذلك المأزق ٣ نقطة ليعاود تحريك رأسه نفيا زيدان تزوج قبل يومين فقط ٣ نقطة وبشق الأنفس تم ذلك الزفاف لن يشغل صديقه الآن ٣ نقطة اخيرا بعد وقت طويل حصل علي السعادة التي تمناها ٤ نقطة لم يبقي له سوي والده ٤ علامة التعجب احمرت عينيه غضبا ما أن طرقت الكلمة رأسه ليحرك رأسه نفيا بعنف لن يطلب مساعدته ابدا ٤ نقطة حين خرج من دوامة كانت سيارة الشرطة توقفت امام أحد الأقسام جذبه العساكر لينزل ٣ نقطة سار خلف الضابط ينظر حوله متوترا قلقا ٣ نقطة وصل الضابط امام غرفة الحجز ٣ نقطة ليدخل اولا غاب لدقيقتين علي الأكثر حين خرج فك له العساكر الاصفاد ليدفعه الضابط لداخل الحجرة مردفا :
, - ادخل علي ما الباشا يجي
,
, دفعه الي الداخل يغلقون الباب عليه من الخارج ٤ نقطة وقف ينظر لغرفة الحجز بلع لعابه يحاول الا يظهر خوفه ليتجه ناحية ركن بعيد للغاية من الغرفة يجلس بعيدا الجميع ٣ نقطة لا يعرف لما هو هنا حتي واي قضية تلك التي هو متهم فيها ٣ نقطة اغمض عينيه يحاول أن يهدئ حتي يفكر كيف سيتصرف ليشعر بحركة بالقرب منه فتح عينيه ليجد ثلاث رجال يقتربون منه الإجرام واضح كالشمس علي قسمات وجوههم الشرسة ٣ نقطة التقط انفاسه يحاول أن يخفي خوفه ٤ نقطة لن يكن لقمة سائغة لهم ٤ نقطة اقترب منه الثلاثة ليغمغم احدهم ساخرا :
, - **** **** دا احنا عندنا عريس جديد في الحجز ٣ نقطة يا تري بقي تحرش ولا اغتصاب ولا مخدرات ولا سرقة
,
, لكزه زميله الواقف جواره يتمتم متهكما :
, - سرقة ايه يا حمار بقي الايافة دي كلها تقول حرامي ٣ نقطةالبيه اكيد اكيد خطف ***** او بيع اعضاء
,
, نظر الرجل الاول لحسام باشمئزاز يتمتم حانقا :
, - اخس ٣ نقطة كاتكوا الارف ماليتوا البلد
,
, توسعت عيني حسام في حدة بلغ منه الغضب مبلغه اشتعلت أنفاسه ليجد يده تتحرك تلقائيا بعنف قبض علي تلابيب اقربهم إليه يصيح فيه مزمجرا :
, - اوعي تكون فاكرني بيه هتتسلوا عليه لا يا حلو دا أنا جايبها من تحت أوي وشوفت امثالك كتير أوي ٤ نقطة فتتلم للعريس يقلب الفرح جنازة ويزفر بدمكوا بلاط الزنزانة
,
, نظر الرجال لبعضهم البعض في قلق دون إنكار شعروا بالقلق من لهجة الفتي الحادة ولكن الكثرة تغلب الشجاعة كانوا علي وشك التهجم عليه حين انفتح باب غرفة الحجز بعنف ليدخل العسكري يهتف بصوت عالي :
, - حسام مختار عادل
,
, نفض حسام الرجل من قبضته ٣ نقطة وقف ينفض الغبار عن ملابسه يقترب سريعا ناحية العكسري يغمغم بتلهف:
, - أنا ايوة
, امسك العسكري بذراعه يسحبه لخارج الغرفة يغلقها من الخارج ٤ نقطة يتجه معه الي غرفة المكتب ٣ نقطة دق الباب يفتحه ليجذب حسام للداخل رفع يده يؤدي التحية :
, - المتهم يا باشا
,
, اشار له ذلك الذي يوليهم ظهره بكف يده فخرج العسكري من الغرفة مغلقا الباب خلفه ٤ نقطة بينما وقف حسام مكانه يقطب جبينه متعجبا حمحم يهتف مستفهما :
, - ممكن اعرف أنا هنا ليه وجريمة ايه اللي أنا متهم فيها
,
, لحظات والتف الكرسي ليظهر الجالس عليه توسعت عيني حسام في ذهول بينما اكتسحت ابتسامة خبيثة شفتي خالد يغمغم في مكر :
, - حركة افلام كان نفسي اعملها من زمان ٣ نقطة ازيك يا حس وحشاني يا حبيب بابا
,
, حين بدأت تفتح عينيها صباحا كان وجهه اول ما قابلت قطبت جبينها تحاول تذكر ما حدث بالأمس ٤ نقطةآخر ما تذكرته انها ضمت زيدان بين ذراعيها ونامت اذا لما هي الآن علي صدره تريح رأسها عليه كأنه مهدها الواسع ٤ نقطة رفعت وجهها تنظر لملامحه الهادئة وهو نائم لتبتسم شاردة رفعت يدها تبسطها علي وجنته برفق تغمغم متنهدة :
, - ليه بتحبني اوي كدة ٣ نقطة أنا شخصية معقدة مش عارفة هي عايزة ايه ٣ نقطة أنا بخاف من الناس يا زيدان ٣ نقطة حتي أنت أوقات كتير بخاف منك ٣ نقطة اللي حصل زمان هيفضل حاجز بيني وبينك ٤ نقطة عارف لما اترميت في حضنك بعد الجواز ٣ نقطة وأنت حاولت تلمسني ما كنتش نفس الايد يا زيدان ٣ نقطة مش نفس الايد اللي حاولت تغتصب برائتي زمان أنا عمري ما انسي لمستها ابداا ما كنتش هي نفس اللمسة ٣ نقطة أنا حقيقي مش فاهمة حاجة ودا دايما مخليني متلغبطة ٣ نقطة
,
, مدت يدها تتلمس وجنته الاخري برفق لتنساب دمعات بسيطة من عينيها تهمس بتألم :
, - أنا آسفة حقك عليا ٣ نقطة أنت مستحمل مني كتير اوي
,
, ابعدت يديها سريعا عن وجهه تمسح دموعها تغلق عينيها حين شعرت به يقطب جبينه يحاول فتح عينيه ٥ نقطة اغمضت عينيها تتصنع انها لا تزال نائمة لحظات وفتح هو عينيه ابتسم فقط ابتسامة صغيرة ما أن رآها نائمة او تدعي النوم ٤ نقطة مسح علي رأسها حمقاء أن ظنت أنه كان نائما ولم يسمع ما قالت ٣ نقطة تنهد يعتدل في جلسته يضع رأسها علي الوسادة ليجدها تحرك جفنيها كأنها تستيقظ الآن ٣ نقطة ابتسم ما أن التقت عينيه بعينيها قرص مقدمة انفها برفق يغمغم وهو يبتسم :
, - صباح الخير
,
, ابتسمت ابتسامة صغيرة ناعمة ٣ نقطة انتصفت جالسة تعيد خصلاتها خلف أذنيها تهمس بخفوت :
, - صباح النور
,
, تحرك من الفراش متجها ناحية المرحاض بعد أن التقط بعضا من ثيابه التفت لها يقول مبتسما :
, - أنا هروح الحمام اللي برة ٣ نقطة البسي عشان نخرج
,
, وجهت له نظرة خاطفة تحرك رأسها إيجابا لتخرج حقيبة ملابسها تبحث بينها وقعت عينيها علي ذلك الشئ لتلتقطه تبتسم في توسع ٣ نقطة والدها لم يكن يسمح ربما زيدان سيسمح ٤ نقطة التقطته سريعا تتجه الي مرحاض الغرفة ٣ نقطة
, وقف زيدان في الخارج بعد أن انهي اغتساله يغلق ازارار قميصه الابيض يمشط شعره ابتسم ساخرا علي حاله ينظر لسروال الجينز الذي أصر حسام أن يشتريه له ٣ نقطة حسام وذوقه الغريب في الملابس ٣ نقطة اتجه لغرفته ليري ان كانت انتهت أم لاء ليجد الباب يُفتح من الداخل وظهرت هي
, اطال النظر لما ترتدي تفحصت عينيه تلك الملابس الغريبة التي ترتديها لتشتعل اوردته غضبا .. من تظنه لترتدي مثل تلك الملابس ٣ نقطة تنهد يأخذ نفسا قويا يطفئ به حمحم غضبه ٣ نقطة اقترب منها يعقد ذراعيه أمام صدره يغمغم في هدوء :
, - ايه اللي انتي لابساه دا
, رفعت عينيها إليه تقطب جبينها متعجبة من سؤاله الغريب الا يري انها ترتدي ملابس رفعت كتفيها تكمل بتلقائية :
, - سلوبتة
,
, رفع حاجبه الأيسر مستهجنا ما تقول ليرتفع جانب فمه بابتسامة صغيرة ساخرة يعلق متهكما :
, حقيقي ٤ نقطة سلوبتة فوق الركبة بحملات ٣ نقطةمعلش سؤال هو لو خالي اللي كان واقف قدامك دلوقتي كان هيسمحلك تخرجي بالمنظر دا
,
, اخفضت رأسها خزيا تحرك رأسها تبلع لعابها الجاف ٣ نقطة ليقترب منها خطوة اخري بسط كفه اسفل ذقنها يرفع وجهها لها يكمل في مرح باهت :
, - وايه الفرق بقي خالي راجل وأنا كيس جوافة مثلا
,
, اخفت ضحكة صغيرة حاولت التسلل لشفتيها تحرك رأسها نفيا لتجده يبتسم في حنو يردف برفق :
, - ممكن يتغير
, ابتسمت بتوسع تحرك رأسها إيجابا ابتعد يتحرك خطوة للخلف يفسح لها المجال لتعود للغرفة حين سمعها تهمس باسمه التفت لها لتتوسع عينيه في دهشة حين شبت قليلا تقبله علي وجنته تهمس بصوت خجول :
, - شكرا يا زيدان
,
, قالتها لترحل كالفراشة الي غرفتهم بينما اتسعت ابتسامته المذهولة يضع يده علي خده ينظر في اثرها مصدوما بلع لعابه يتمتم مع نفسه :
, - هو أنا لو اغتصبتها هتزعل مني ٣ علامة التعجب
,
, فتحت عينيها فجاءة تنظر حولها متعجبة آخر ما تتذكره انها نامت وهي جالسة علي الأريكة في انتظاره كيف وصلت الي غرفة النوم ٤ نقطة قطبت جبينها تنزل من الفراش خرجت من الغرفة لتجده يجلس علي مقعد في الشرفة امامه كوب قهوة يتصفح هاتفه ٤ نقطة دخلت الي الشرفة تحمحم بصوت خفيض ليرفع رأسه لها يبتسم في مرح :
, - صباح الخير يا قلقاسة ٣ نقطة صاحية متأخر نموسيتك بتنجاني
,
, ضحكت بخفة لتجلس علي المقعد الخشب المقابل له ٣ نقطة التقطت كوب قهوته ترتشف منه ليغزو شفتيه ابتسامة يآسه ٥ نقطة لتسأله هي متعجبة :
, - اتأخرت ليه إمبارح ٣ نقطة أنا كنت مستنياك بس نمت
,
, مال بجسده يلتقط كوب قهوته منها يرتشف الباقي منه وضعه علي الطاولة يستند بمرفقه علي فخذه يغمغم مبتسما :
, - ابدا يا ستي كان في مشكلة في حسابات المطعم الايردات والمرتبات بتاعت العمال ٤ نقطة اتأخرت علي ما حلتها ٣ نقطةرجعت لقيتك نايمة شيليتك علي ايديا الحونين دول ودخلتك أوضتك ٣ نقطة قوليلي مش جعانة أنا واقع من الجوع
,
, حركت رأسها إيجابا تبتسم بخفة ليمد يده يجذب كفها خلفه الي المطبخ ٤ نقطة وقف في منتصف المطبخ ترك كفها يعقد ذراعيه امام صدره يسألها مبتسما :
, - ها يا ستي هتفطرينا ايه ٣ نقطةشوفي انتي شاطرة في ايه واعمليه
,
, توسعت عينيها تبتسم ابتسامة واسعة بلهاء رفعت سبابتها أمام وجهها تقول في حماس :
, - لاء مش عايزة اقولك أنا شاطرة جدااا ٤ نقطة في الأكل ٣ نقطة وانما و**** ما بعرف اسلق بيضة حتي
,
, تعالت ضحكاته يدوي صداها لتبتسم هي ببلاهة ٣ نقطة شهقت تنفجر وجنتيها بركان من الدماء حين شعرت به يحملها يجلسها علي
, « رخامة » المطبخ ٤ نقطة توسعت عينيها تنظر له خجلة ٣ نقطة ليستند بذراعيه علي الرخامة بجانبها يغمز لها بطرف عينيه مشاكسا :
, - ايه يا سوسو مكسوفة من اخوكي تؤتؤ دا ينفع بردوا
,
, نظرت له متجهمة غاضبة تهمس في نفسها بغيظ :
, - ابو شكلك غبي !!
,
, بينما اتجه هو الي البراد اخرج ما فيها من طعام والكثير من حبات الطماطم والفلفل والبيض ٤ نقطة التقط حبة بصل يقشرها يقطعها بسرعة واحترافية ٣ نقطة بينما هي كالعادة تفغر فاهها مما يفعل تحدثت بذهول تسأله :
, - انت بتقطعها بسرعة كدة ازاي مش خايف لتتعور
,
, التف لها يبتسم في خفة يكمل ما يفعل قبل أن ينطق بحرف عقد جبينه متألما حين جرحت السكين إصبعه ٤ نقطة لتشهق سهيلة مذعورة تصيح باسمه ٣ نقطة قفزت من مكانها تهرول ناحيته امسكت بيده تصيح متلعثمة مذعورة :
, - جاسر أنت كويس ٣ نقطة ايدك بتجيب ددمم
,
, جذبته خلفها بعنف ناحيته صنبور المياة تفتحه بتلهف تضع يده تحت الصنبور تتمتم ، تبكي تحاول ايقاف قطرات الدماء البسيطة التي تراها هي شلالا :
, - أنا آسفة ٣ نقطة أنا آسفة ٣ نقطة يا ريتني ما كلمتك .. أنت اتعورت بسببي
,
, امسك بذراعها لترفع وجهها الباكي له رفع حاجييه متعجبا من حالتها يتمتم في ذهول :
, - ايه في ايه يا سهيلة اهدي يا ماما دا جرح بسيط أنا يا اما اتعورت من السكينة ٣ نقطة ليه الفزع دا كله
,
, رفعت وجهها تنظر لعينيه تغرف فيهما تنساب دموعها دون توقف تنظر له عاشقة لتجد لسانها يتحرك دون إرادة منها تهمس في هيام :
, - جاسر أنا بحبك ٣ نقطة بحبك أوي اوي
,
, لحظات طويلة من الصدمة ينظر للجالس أمامه في ذهول ٣ نقطة لا يصدق أن صاحب الأمر بالقبض عليه هو والده ٣ علامة التعجب
, توسعت عينيه اكثر يقترب من المكتب يصيح محتدا :
, - أنت ٤ نقطة أنت اللي خليتهم يقبضوا عليا ٣ نقطة ليه ٣ نقطة ولا هو عشان تثبت أنك جبروت
,
, تجهم وجه خالد من تلك الكلمات الغبية التي نطقها حسام ٤ نقطة أراد ان يذهب ويصفعه علي ما قاله ولكن بالعكس احتفظ بابتسامة ساخرة أعلي شفتيه يغمغم في تهكم :
, - عشان اوريك اللعب علي أصوله ٣ نقطة ميزة او عيب في عيلة السويسي بيأجلوا حقهم ما ينسهوش ٤ نقطة بردلك لعبة سارة ٣ نقطة أنت دلوقتي مشتبه وأنا بحقق معاك فتقف عدل وتتكلم باحترام احسنلك
,
, اقترب حسام من مكتب خالد يصفع كفيه علي سطح المكتب بعنف يصيح غاضبا :
, - لااااااا دا أنت باينلك كبرت وخرفت ٤ نقطة أنا همشي من هنا برضاك او غصب عنك ٤ نقطة وسارة هانم بنت أخوك ٣ نقطة أنا مش هسيبها دخلت دماغي هخليك جدو قريب
,
, عند ذلك الحد بلغ الغضب بخالد مبلغه قام من مكانه وقف بالقرب من حسام يدس يديه في جيبي سرواله لحظة اثنتان ثلاثة ٣ نقطة وكانت قبضة يده تعرف طريقها لوجه حسام في عنف ٣ نقطة جعله يرتد للخلف خطوتين يمسك بفكه متألما يمسح الدماء السائلة من جانب فمه ٣ نقطة ليزمجر في حدة كور قبضته يود أن يرد تلك اللكمة لتتوقف يده في الهواء شد علي أسنانه يهمس مغتاظا :
, - أنا مش عايز امد ايدي عليك أنت راجل كبير مش حمل بوكسين
,
, ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتي خالد ليخلع سترة حلته يلقيها أرضا تليها رابطة عنقه ٤ نقطة فك ازرار قميصه الاولي يشمر عن ساعديه ٤ نقطة لتتوسع عيني حسام ينظر لعضلات خالد في دهشة يتمتم في نفسه :
, - هار احوس ٤ نقطة هو عامل زي the rock كدة ليه
,
, أخرجه من شروده لكمة اخري عرفت طريقها لوجهه مرة أخري يليها صوت خالد الساخر :
, - لاء اضرب يا حبيب ابوك ما تخافش علي الراجل الكبير العجوز ٤ نقطة لسه بيعرف يدافع عن نفسه
, ابتلع حسام لعابه مرتبكا هو لم يكن ليمد يده علي والده حتي لو لم يسامحه ٤ نقطة نظر له بلامبلاة ليآخذ طريقه الي باب الغرفة يتمتم ساخرا:
, - أنا ماشي عايز تلبسني قضية تلبسني مصيبة اعمل اللي تعمله
,
, ما كاد يمسك باب الغرفة يفتحه سمع صوت خالد يأتي من خلفه يقول في هدوء :
, - كنت فاكر أن بعد آخر كلام بينا ٣ نقطة أنك هتصفي شوية
,
, ابتسم حسام متهكما يتذكر آخر حوار دار بينه وبين والده في غرفة التدريبات يوم زفاف لينا وزيدان
,
, Flash back
, قام خالد من مكانه ينظر لابنه حزينا يآسا ٣ نقطةابتسم يتمتم متهكما :
, - لأني كنت مريض نفسي يا دكتور ٣ نقطة انا هحكيلك كل حاجة
,
, قطب حسام جبينه في دهشة التف ينظر لخالد في صدمة ليحرك الاخير رأسه إيجابا يبتسم في سخرية ٣ نقطة يقص عليه ما حدث منذ أن وقعت عينيه علي لينا حتي مرحلة علاجه من مرضه النفسي الذي كان ينهش فيه كوحش قاتل وحسام يستمع بانصات ٣ نقطة للحظات شعر بأنه رأي دموع في عيني حسام مسحها بعنف حتي لا تنزل ٤ نقطة ليتهاوي علي المقعد المجاور له يخفي وجهه بين كفيه للحظات طويلة سمع خلالها صوت خالد يقول بتنهيدة حارة مثقلة :
, - أنا كنت إنسان وحش اوي واتعاقبت علي كل غلطة عملتها ٣ نقطة دفعت التمن غالي اوي ٤ نقطة أختك اللي يوم ما عيني عليها اول مرة كانت جثة ٤ نقطة فلوسي اللي راحت واشتغلت ميكانيكي ٤ نقطة حتي لينا اذيتها بابشع مما تتخيل ٣ نقطة وشالت الرحم ٣ نقطة ما بقاش عندي غير لينا وأنت يا حسام ٤ نقطة أنت مش عارف أنا فرحان قد ايه إن عندي ابن ٤ نقطة هيشيل اسمي هيفضل ورا اسم ولاده ٣ نقطة هيكون سند لاخته بعد ما أموت ٣ نقطة هيحافظ علي امبراطورية السويسي ويكبرها
,
, ابعد حسام كفيه عن وجهه ينظر لخالد للحظات متألما عاني والده كثيرا ولكنه لن ينسي ابدا ما فعله بوالده ٣ نقطة وأنه حاول قتله وهو جنين في رحم والدته ٤ نقطة تنهد بحرقة يحرك رأسه نفيا قام متجها لخارج الغرفة يتمتم في عتب :
, - مش قادر اسامحك ٣ نقطة رغم كل اللي قولته بس اللي شافته والدته عذاب لطفلة صغيرة عمرها 17 سنة ٤ نقطة عن إذنك
,
, قالها ليغادر بينما تنهد خالج يآسا ولده ورث كل شئ منه حتي عناده ومكابرته
, Back
, التفت حسام لوالده يدس يديه في جيبي بنطاله يغمغم متهكما :
, - عايزني اسامحك فقررت تحبسني ٣ نقطةلا حقيقي تفكير جبار
,
, حسنا الي هنا ويكفي ذلك الوقح نسخة مصغرة منه قديما ٣ نقطة اقترب خالد منه يقبض علي تلابيب ملابسه يصيح غاضبا :
, - لحد امتي يا حسام لحد امتي ٣ نقطة انتي ابني برضاك او غصب عنك ٣ نقطة
,
, اشاح حسام بوجهه بعيدا غاضبا نافرا كاد أن يرد ٣ نقطة ليصدح أصوات عراك عالية قادمة من خارج غرفة المكتب ٤ نقطة بفضول أراد حسام أن يخرج من الغرفة ليري ما يحدث ٣ نقطةليجد خالد يشده بعنف يبعده عن الباب يصيح فيه :
, - ابعد عن الباب لو في خناقة برة أنت هتتأذي
,
, دفعه حرفيا دفعه بعنف بعيدا عن الباب ليفتح هو الباب يندفع لخارج الغرفة فوجد مجموعة من البلطجية قادمون في عراك حاد يتنشابون فيما بينهم ٤ نقطة اندفع هو وبعض العساكر يفضون العراك يجذبونهم لغرفة الحجز ٣ نقطة احد فتح نصل مادية ( مطوة ) يرد طعن آخر ليقبض خالد علي نصل المادية بعنف لتجرح يده صدم الواقف برأسه بعنف ليتهاوي ٣ نقطة انفض الموضوع سريعا في لحظات ليعود خالد الي الغرفة يقبض علي قطعة قماش صغيرة يوقف بها الدماء وجد حسام ينظر له قلقلا خاصة لقطعة القماش التي استحال لونها أحمر في يده في لهفة هرع إليه دون أدني تفكير ٣ نقطة أسند يجلسه الي أحد المقاعد ليتمتم خالد ساخرا :
, - ما تقلقش يا دكتور دا جرح سطحي ٤ نقطة لسه مش هموت دلوقتي ٣ نقطة اتفضل امشي يا دكتور ضيعنا وقتك معانا
,
, حرك حسام رأسه ايجابا التفت ليغادر وصل الي منتصف الغرفة ومن ثم التفت ينظر لخالد يرفض المغادرة ٤ نقطة قدميه تعجزان عن اطاعة اوامر عقله العاصي ٤ نقطة ابتسم خالد يتمتم ساخرا :
, - ايه يا دكتور عايزني اوصلك بنفسي للباب حاضر
,
, قام من مكانه متجها اليه وقف حسام يبلع لعابه للحظات ينظر لخالد يشعر بحرارة تحرق عينيه انسابت دموعه ٤ نقطة رغما عنه ليندفع ناحية أبيه يعانقه بقوة يبكي بين ذراعيه كطفل صغير خائف من فقدان كل ما يملك ٣ نقطة ابتسم خالد يشعر بقلبه ينفجر فرحا طوق صغيره بذراعيه يشدد على احتضانه يغمغم في سعادة :
, - اخيرا يا أخي ٣ نقطة يا ابني انت تطول تبقي ابن خالد السويسي اصلا ٣ نقطة
,
, ضحك حسام بخفوت يمسح دموعه ابتعد عن والده ليمسح خالد بكفه النازل من دموع حسام يغمغم في مرح :
, - يعني دكتور وحليوة ولابس ليسنز وبتعيط ٣ نقطة عرتنا كاتك الارف
,
, مسح حسام الباقي من دموعه بعنف نظر لوالده يغمغم بصوت حزين باهت :
, - أنا لسه زعلان اوي ٤ نقطة زعلان علي حياتي اللي كانت كلها كدبة ٣ نقطة كدبة كنت حاسس بيها أنا مش شبه ابويا ولا امي ٣ نقطة شبه حد تالت مش بس في الشكل في الطباع والدي اللي رباني **** يرحمه كان شخص مسالم سلبي في حقه جدا ٣ نقطة أنا لاء كان جوايا طاقة غضب رهيبة لأي حد يحاول يجي علي حقي ٣ نقطةطول عمري حاسس أني عايش في غربة جوايا ٣ نقطة شخص اتولدت بيه وشخص تاني بيحاولوا يزرعوه فيا ٣ نقطة الغربة دي ما بدأتش اخرج منها غير لما شوفتك وعرفت أنا كدة ليه ٣ نقطة مش قادر اسامحك ٣ نقطة قلبي لسه شايل زعلان ٣ نقطة بس مش قادر غير اني ارمي نفسي فئ حضنك زي عيل صغير بيشوف ابوه بعد غياب طويل
,
, هو حقا لا يريد أكثر ٣ نقطة حتي لو لم ينل سماحه الآن سيحصل عليه يوما ٤ نقطة ابتسم يحرك رأسه ايجابا ليصدح صوت هاتفه ٣ نقطة التقطته ليقطب جبينه متعجبا لبني زوجة علي لم تتصل به يوما لما الآن ٣ نقطة فتح الخط سريعا ليسمع صوتها تصيح مذعورة :
, - الحقني يا خالد ٣ نقطة مصيبة الحقني
,
, توسعت عينيه في ذعر يفكر في اسوء ما يكون ٤ نقطة صاح سريعا بتلهف :
, - أنا جايلك حالا
,
, اغلق الخط ينظر لحسام يهتف سريعا :
, - حسام أنا لازم امشي في مصيبة عند عمك علي
,
, هرول للخارج لترتسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه حين راي حسام يلحق به يغمغم في تلهف هو الآخر :
, - أنا جاي معاك
,
, عند جاسر وسهيلة ٤ نقطة ظلت ينظر لها وهي تبكي تنظر لعينيه بلا حراك ٣ نقطة ابتسم يبسط يده علي وجنتها يتمتم مشاكسا :
, - طب ما أنا عارف
,
, توسعت عينيها تنظر له ذاهلة يعلم منذ متئ وهو يعلم ومن اخبره هل يمكن أن تكن لينا هي من فعلت هي الوحيدة اللي تعلم علاقتهم ٣ نقطة او اسوء سمعها وهي تتحدث إليه حين ظنته نائما في اليوم التالي لزفافهم ٣ نقطة شهقت تتمتم في ذهول :
, - عارف ازاي ٣ نقطة سمعتني وانا بكلمك كنت عامل نايم صح
,
, ابتسم في خبث يحرك رأسه نفيا قرص مقدمة انفها بخفة يغمغم ضاحكا :
, - هو أنا آه سمعتك وانتي بتتكلمي بس أنت عارف من قبلها بكتير ومش لينا اللي قالتلي علي فكرة ٤ نقطة سهيلة انتي بتحبيني ومن انتي في ثانوية عامة ٣ نقطة عينيكي بتطلع قلوب اول ما بتشوفني من زمان وأنا واخد بالي قولت يمكن عيلة صغيرة وحب مراهقة بس هي هي نفس النظرة ٤ نقطة كل مرة بتشوفيني فيها ٣ نقطة زي الغريق اللي لقي طوق نجاته ولا ايه
,
, اخفضت رأسها ارضا تبلع لعابها متوترة خجلة ٣ نقطة لتشعر به يرفع وجهه برفق قابلت عينيها عينيه لتحرك رأسها إيجابا تلقائيا تؤكد ما قال ٣ نقطة تتمتم بصوت خفيض خجول :
, - طب وأنت بتحبني ولا بردوا شايفني زي لينا
,
, ابتسم في عبث ليعاود حملها مرة اخري يتمتم ضاحكا :
, - شايل لعبة يا ناس ٣ نقطة بصي يا ست الكل ورقة و قلم واكتبي ورايا
, وضعها علي طاولة المطبخ من جديد يشير لقلبه يتمتم بابتسامة حانية :
, أنا قلبي عمره ما حب عمره ما عرف يعني ايه حب عمري ما حسيت اني بحب واحدة ولا بكراش عليها ولا كل الكلام دا ٣ نقطة فما اقدرش اقولك أنا آه بحبك ولا لاء ٣ نقطة بس أنا بحس إن أنا مبسوط اوي وأنا معاكي أنك مسؤولة مني ٣ نقطة بفرح بابتسامتك ٣ نقطة لو هو دا الحب فاعتقد أن أنا بحبك لو مش هو ٣ نقطة فاتمني نوصل ليه سوا
,
, ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتي سهيلة تنظر له بهيام كعادتها عينيها علي وشك ان تخرج قلوب ٤ نقطةليبتسم هو رفع حاجبيه متعجبا حين وجدها تلف ذراعيها حول عنقه تتمتم في مرح :
, - طب إيه ٣ نقطةاقول لابويا ايه يا خضر
,
, تعالت ضحكات جاسر الصاخبة مجنونة تزوج بها قرص خدها برفق يغمغم وهو يضحك :
,
, - قوليله الصبر يا سعدية ٣ نقطة الفرنجة دخلوا علي التتار بعد 14 يوم ٣ نقطة اوعي سيبني يا متحرشة الواحد يقعد بعد كدة بطويل ومقفل ٣ نقطة
,
, ابعد ذراعيها عن رقبته يعود ليكمل ما كان يفعل وهي تراقبه تبتسم في هيام تتنهد مع نفسها بحالمية :
, - هييييح مز اوي ٣ نقطة هيبقي شبهي وشبهك ٣ نقطة لا يا رب يبقي شبهك انت بس
,
, ذراعه اصاب بالخدر من شدة تعلقها به وضغطها عليه منذ أن خرجا من الغرفة وهي تتعلق به كسلطعون امسك فريسته يرفض تركها تنظر للجميع حولها في هلع ٣ نقطة منذ نصف ساعة وهما في الطريق الذي لا يستغرق سوي خمس دقائق فقط ٤ نقطة تنهد يقول تعبا :
, - يا لينا فرهدتيني بقي ٣ نقطة بقالنا نص ساعة بنتحرك ٣ نقطة دراعي وقف
,
, نظرت له متوترة تبلع لعابها تحرك رأسها إيجابا في خوف ليتنهد يآسا سحب ذراعه من يدها بمعجزة يلفه حول كتفيها يدفعها للسير الي ان وصلا الي أحدي الطاولات جلست منكمشة كعادتها تنظر للجميع علي انهم اشباح تقريبا ٤ نقطة لا يعرف كيف سيفعل ذلك ولكنها تعليمات الطبيب ويتمني الا يصل الامر لفيضحة ٣ نقطة هب فجاءة يلتقط هاتفه يغمغم في عجل وهو يرحل :
, - لينا أنا عندي تليفون مهم جدا كنت ناسيه اطلبلنا الفطار علي ما أجي
,
, توسعت عينيها ذعرا لم يعطيها الفرصة حتي لترد بل غادر للخارج اختفي من امام عينيها تسارعت انفاسها علت دقاتها ، جسدها بارد كالثلج يتفصد عرقا كأنه يغلي علي مرجل خوفها ٤ نقطة نظرت هنا وهناك تبحث عنه بعينيها تحاول إيجاده بين جموع الناس ٣ نقطة لتتسمر عينيه عند فتحت عينيها واغلقتها عدة مرات لتتأكد انها لا تحلم وهو حقا لم يكن حلما هناك بالقرب منها يقف ينظر ناحيتها مباشرة٣ نقطة معاذ ٣ علامة التعجب

الجزء السابع والثلاثون


توسعت عينيها تنظر له تفتح عينيها وتغقلها عدة مرات علها فقط تحلم او يهيئ لها ولكنه كان هناك يقف ٤ نقطة لم تره منذ أشهر تقريبا بعد أن أخبرها بكل بساطة أن علاقتهم ليست سوي صداقة بعد أن تركها تواجه غضب والدها بمفردها واختفي هو ٣ نقطة لما عاد الآن وهنا تحديدا هل يراقبها ٤ نقطة لما ينظر لها بذلك الغضب المشتعل في عينيه ٤ نقطة وقفت تود التحرك ناحيته خطوة اثنتين ثلاثة في طريقها إليه ٣ نقطة لتسمع صوت زيدان ينادي من خلفها متعجبا :
, - لينا رايحة فين
,
, التفت لزيدان تنظر له نظرة خاطفة لتعاود النظر لمعاذ لتراه يختفي وسط جموع الناس كأنه يذوب بينهم ٣ نقطة كانت تراه والآن لاء ٣ نقطة اختفي تماما من امام عينيها لفت رأسها بسرعة هنا وهناك تبحث عنه بذهول ٤ نقطة انتفضت حين شعرت بيد توضع علي كتفها برفق نظرت جوارها سريعا لتجد زيدان يبتسم لها كعادته يردف في رفق :
, - ايه يا لوليا بتدوري علي مين يا حبيبتي
, توجهت بعينيها له ابتسمت متوترة تحرك رأسها نفيا تردف متعلثمة :
, هااا لا ابدا انا اتهيئلي اني شوفت واحدة شبه سهيلة
,
, ابتسم لها برفق ليأخذ يدها عادا الي الطاولة ليلاحظ أنها تنظر حولها هنا وهناك كأنها تبحث عن أحد ما ٤ نقطة انتفضت حين شعرت بيد زيدان توضع علي يدها بمعني آخر أصابعه امسكت بأصابع يسراها يلبسها في بنصرها خاتم ٣ نقطة حين وجهت انظارها للخاتم توسعت مقلتيها تنظر له ذاهلة ٣ نقطة هي حقا لم تري في جماله والدها اغرقها طوال حياتها بالكثير والكثير من الحلي باهظة الثمن ٣ نقطةهي ووالدتها لم يبخل عليهم يوما ٣ نقطة ولكن حقا ذلك الحجر الازرق المستدير الذي يتوسط الخاتم سلب لبها ٣ نقطة ابتسمت ابتسامة صغيرة متوترة رفعت وجهها تنظر لعينيه لتراه ينظر لها كعاشق متيم كعادته مردفا بوله :
, - خاتم خطوبتنا كانت ذكراه مش كويسة ما احبش تفتكريها ٣ نقطة وكويس أنك قلعتيه ٣ نقطة اتمني دا يعجبك
,
, ابتسمت تحرك رأسها ايجابا تخبرها أنه حقا اعجبها ٣ نقطة إفطار خفيف تناولته بصحبته عقلها شارد تفكر هل حقا رأت معاذ أم فقط يهيئ لها ٣ نقطة ربما فقط هلاوس ولكن لاء رأته وهو يتحرك كأنه تعمد أن يراها ثم يختفي من أمامها ٤ نقطةولكن لما أليس هو من انهي علاقتهم بملئ إرادته هو من جعلها تتجعل كأس الخزلان بمفردها ٣ نقطة لما يظهر الآن ٣ نقطة اجفلت علي يد زيدان تتحرك أمام وجهها انتبهت له سريعا ليبتسم يردف :
, - يا اما نفسي ابقئ أنا اللي واخد عقلك ٣ نقطة ايه يا لوليا السرحان دا من الصبح وانتي علي الحال دا
,
, حاولت الابتسام تحرك رأسها نفيا بخفة ٤ نقطة قطبت جبينها فجاءة رفعت وجهها اليه تنظر في عينيه تسأله مستفهمة :
, - لوليا ؟!! ٣ نقطة دلع غريب اول مرة اسمعه
,
, رفع كتفيه بلامبلاة ركل حصي صغيرة امامه يردف مبتسما :
, - ابدا حاسه لايق عليكي .. مش اكتر
, هل يخبرها بمعني الاسم الحقيقي ربما لا ليس الآن علي اقل تقدير
,
, انتبهت لينا انهم يسيران علي الشاطئ وخاصة أن اعداد الناس بدأت تتزايد من حولها بشكل أصابها بالذعر ٤ نقطة لتقبض علي يد زيدان التصقت به تهمس له بصوت متوتر مرتعش :
, - زززيدان ككفاية كدة يلا نرجع السويت
,
, حرك رأسه نفيا بعنف ٣ نقطة ليتركها وقف امامها امسك بذراعيها بين كفيه يغمغم في حزم :
, - لاء طبعا ٤ نقطة احنا في شهر العسل ٣ نقطةهنخرج ونتفسح ونروح في كل حتة ٣ نقطة شيلي من مخك هاجس أن الناس هتأذيكي ٣ نقطة أنا وبابا وسهيلة وجاسر وماما من ضمن الناس عمرنا فكرنا حتي نأذيكي
,
, حركت رأسها نفيا تضطرب حدقتيها بشدة ليرفع وجهها يجعل مقلتيها تواجه عينيه يهمس لها بحنو :
, - كل إنسان فينا يا لينا فيه جانب كويس وجانب وحش بس في ناس جانبهم الوحش اكتر ٣ نقطة دا مش معناه أن كل الناس وحشين ..
,
, حركت رأسها نفيا بعنف لتنساب دموعها رغما عنها تغرق وجهها تهمس بصوت خفيض مضطرب :
, - اذوني يا كلهم اذوني اوي أنت مش عارف هما دمروني ازاي ٣ نقطة كلامهم عمري ما نسيته ٣ نقطة ولا عمري هنساه ٣ نقطة
,
, أغمضت عينيها ليمر امامها مشهد سريع لما حدث قديما .. لتنزل دموعها بغزارة لتشعر بيده تمتد تمسح دموعها بترفق ومن ثم سمعت صوته يهمس بهدوء :
, - طب افتحي عينيكي بصي علي المشهد دا كدة
, فتحت عينيها بتردد تنظر لما يشير بيده لتجد رجل وامرأة يسيران بينهما طفلة صغيرة تتعلق بايديهم تقفز ٣ نقطة تضحك مشهد متناغم سعيد جعل ابتسامة صغيرة تتسلل لشفتيها مشهد ذكرها بوالديها في طفولتها ادمعت عينيها تتمني لو أنها لم تكبر يوما ٣ نقطة اجفلت حين رأت يده تشير الي ناحية اخري يردف بنفس الابتسامة :
, - طب بصي دا
,
, تلك المرة كان شاب وفتاة يسيران متجهين ناحية رجل عجوز ٤ نقطة عانقت الفتاة الرجل ليساعده الشاب علي القيام ومن ثم تعلق كل منهما بأحد ذراعي الرجل يرحلون بعيدا ٤ نقطة ومن هنا لهنا تنظر عائلات صغيرة ٣ نقطة ضحكات سعيدة ٤ نقطة لأشخاص يشبهونها وهي تشبههم ..قلبا وقالبا
, شعرت بيد زيدان تجذبها يتحرك بها ناحية الشاطئ جلسا بالقرب من البحر علي الرمال ربع ساقيه أمامها يردف مبتسما :
, - تيجي نتكلم بالعقل ٣ نقطة افترضي معايا كدة انك فضلتي حابسة نفسك في وهم خوفك ٣ نقطة تبصي علي الناس من ورا ازاز عامله عقلك عشان يبعدك عنهم ٣ نقطة ايه هيحصل بعد كدة
,
, صمت للحظات يراقب ردة فعلها ليري حدقتيها تضطرب كعادتها تقطب جبينها كأنها تفكر فيما يقول ٤ نقطة اخذ نفسا قويا يتنهد يهمس في ترفق :
, - يا لينا مع ذعري بس مش بس خوفي من الفكرة ٤ نقطة بس خالي مش هيعيشلنا العمر كله ٣ نقطة مش هيعيشلك عمرك كله ٤ نقطة وأنا ، أنا حياتي متعلقة وارد جدا في عملية من العمليات اخد رصاصة في دماغي ولا في صدري خلاص الموضوع خلص .. هتعملي ايه بعد كدة ٣ نقطة عشان خاطري وأنا معاكي هاتي ايدك نحاول نخرج من حاجز الازاز اللي حابسة نفسك وراه دا
,
, كالعادة اضطربت حدقتيها ولكنها تلك المرة ٣ نقطة نظرت له رفعت وجهها تنظر له حائرة قلقة شاردة فابتسم له ابتسامة هادئة يحاول طمئنتها ولو قليلا ٤ نقطة لحظات ورآها تحرك رأسها إيجابا لتتوسع ابتسامته ٣ نقطة لتشهق متفاجئه حين رأته في لحظة يخفيها بين ذراعيه يشدد علي عناقها قبل جبينها يعدها بابتسامة واسعة :
, - اوعدك بحياتي يا اغلي من حياتي إني هعمل كل اللي اقدر عليه عشان تعيشي بس حياتك
,
, كلماته آه منها مسكن قوي ناسف للألم والخوف لفت ذراعيها تبادله عناقه تخبئ رأسها في صدره تهمس له ممتنة :
, - شكرا يا زيدان
,
, ابعدها عنه يلثم جبينها بقبلة طويلة حانية ابتعد عنها ينظر له يبتسم في اتساع ٤ نقطة لتبتسم له خجلة ٤ نقطة لتراه ينظر حوله يمينا ويسارا ليعاود النظر له يغمغم :
, - انتي مش ملاحظة أن الشط مش عليه حد ..
,
, لفت رأسها تنظر حولها لتقطب جبينها تنظر للفراغ حولها ٤ نقطة تعجب لم يدم طويلا فمعظم من كانوا حولهم اتجهوا الي تلك الباخرة السياحية الضخمة لرحلة سياحية في الماء ٤ نقطة عاودت النظر له لتتوسع عينيها حين حملها بين ذراعيها متجها بها ناحية الماء لتتعلق برقبته تصيح فيه متوترة :
, - أنت بتعمل ايه يا مجنون
,
, تعالت ضحكاته الصاخبة ليدخل بها الي الماء نظر لها يلاعب حاجبيه بعبث يردف مشاكسا :
, - بعملك وجبة لل Hungary fish
, قالها ليلقيها بخفة الي الماء ٣ نقطة هو يعرف أنها تعرف السباحة جيدا نظرت له مغتاظة مما فعل لتقذفه بالماء تخرج له لسانها ٤ نقطة عقد جبينه يضيق عينيه ينظر له بغيظ اجاد تصنعه ليقفز بخفة في بقعة فارغة جوارها ٤ نقطة رفع وجهه ينفض الماء عن شعره ينظر لها يبتسم في خبث ٤ نقطة ليقذفها هو الآخر بالماء وهكذا ظل الحال بينهما تتعالي ضحكاتهم علي شط الماء الفارغ ٤ نقطة بينما هناك من يراقب من بعيد الغضب يأكل قلبه هي من حقه هو ٣ نقطةهو من يجب أن يكن مكانه ٤ نقطة سيريه كيف يسلبه ما هو حقه
,
, علي صعيد آخر ٣ نقطة في سيارة خالد استقل حسام مقعد السائق وخالد جواره يشق الطريق لمنزل علي يسير كما يخبره خالد بالعنوان ٣ نقطة عينيه مرتكزتين علي الطريق وعيني الجالس جواره ترتكز عليه ٣ نقطة يبتسم رغما عنه رغم قلقه الشديد وخوفه من أن يكون أصاب اخيه او ابنه مكروها ٣ نقطة ولكن جلوس طفله جواره نسخته وهو في شبابه سعادة لها مذاق لا يوصف ٤ نقطة ما يشغل باله حقا في تلك اللحظات لينا ماذا سيكون رد فعلها حين تعلم أنه بات لديه إبن ظهر فجاءة ٤ نقطة وابنته بالطبع ستسعد لوجود شقيق لها ٤ نقطة في تلك اللحظات صدح صوت حسام بنغمة أشعار من رسائله التقط هاتفه يفتح الرسالة لتتوسع ابتسامته حين رأي صورة لزيدان وهو يعانق لينا يقفان جوار الحر يبتسمان من السعادة ملابسهم تكاد تغرق في الماء ٤ نقطة وأسفل الصورة من زيدان يغيظ فيها صديقه
, « أنا وأختك ٤ علامة استفهام »
, تعالت ضحكات حسام علي تصرفات صديقه .. ليمد يده بالهاتف تلقائيا ناحية خالد يردف ضاحكا :
, - مجنون و**** زيزو
,
, التقط خالد الهاتف من حسام ينظر للصورة ارتسمت ابتسامة صغيرة مطمئنة على شفتيه للحظات ٣ نقطة لتشتعل عينيه غضبا شد قبضته علي الهاتف يتمتم حانقا :
, - الحيوات لافف ايده عليها ازاي وكمان واقفة في الهواء وهدومها مبلولة عشان صاحبك المجنون ٤ نقطةلما تتعب افرح بيه دا أنا هولع فيه
,
, نظر حسام لوالده للحظات عينيه تتسع بذهول ليتمتم متعجبا :
, - ايه يا عمنا في ايه بس دا جوزها .. دا بنتك نشفت ريقه علي ما وافقت يتجوزها ٣ نقطة أنت مش عارف زيدان بيحبها ازاي
,
, في اللحظة التالية كان حسام يتأوه من الألم حين صدمه خالد في رأسه يردف حانقا :
, - في واد محترم يقول لابوه يا عمنا يا حيوان ما تقولي يا اسطا أحسن ٣ نقطة كاتكوا الارف عيال تعر ٤ نقطة
,
, تعالت ضحكات حسام مرة أخري يعاود النظر للطريق امامه ٤ نقطة صمت للحظات ليتنهد يهمس حائرا :
, - تفتكر هيكون شعور لينا ايه لما تعرف اني أخوها
,
, ابتسم خالد في هدوء ليعقد ذراعيه امام صدره يسأله مبتسما :
, - أنت كان شعورك ايه لما عرفت انها أختك
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة حانية علي شفتي حسام تلاها تنهيدة حارة يردف بتلقائية :
, - مش عارف ٣ نقطة أنا من ساعة ما عرفت زيدان وأنا عارف أنه بيموت فيها .. وكنت بتضايق منها ومن دلعها ٣ نقطة وكنت بردوا بديها العذر الحب مش بإيدينا ٣ نقطة لما جيت عندكوا يوم ما كانت تعبانة لما شوفت حالتها قلبي اتنفض في مكانه ٣ نقطة مش عارف ليه بس اتفزعت عليها ٤ نقطة أنا صحيح متلغبط بس مبسوط اني عندي أخت ٣ نقطة صحيح إنت ليه ضربتها يومها زيدان ما حكليش الموضوع دا خالص
,
, غص قلب خالد ألما كلما يتذكر أنه رفع يده علي ابنته بذلك الشكل المروع يحتقر نفسه زفر بمرارة يهمس نادما :
, - عرفت أن لينا كانت بتحب واحد من ورانا ٣ نقطة كانت علي علاقة بيه صداقة ، حب أنا مش عارف
,
, في اللحظة التالية كان حسام يدعس مكابح السيارة تحت قدمه اوقفها فجاءة يصيح فجاءة :
, - نعم ٧ علامة التعجب يعني ايه والحيوان دا فين ٣ نقطةدا أنا أقتله ٤ نقطةاوعي تكون سيبته
,
, ضحك خالد ساخرا يحرك رأسه نفيا يتمتم ساخرا :
, - خلاص يا حبيبي دا أنت شبهي جدا ٣ نقطة ما تقلقش زيدان قام معاه بالواجب ٣ نقطة اتفضل بقي اطلع يا ابن خالد
,
, زفر حسام انفاسه اللاهبة يحرك رأسه إيجابا ليعيد إدارة محرك السيارة ٤ نقطةتنهد يبلع لعابه متوترا نظر لابيه بجانب عينيه حمحم يهمس في هدوء :
, - بقولك ايه يا حج ٣ نقطة أنت عارف طبعا أن لكل عاشق وطن ولكل طير مرساه ولكل قلب حبيب مكتوب عليه يلقاه
, وعارف بردوا أن جحي اولي بلحم طوره ٣ نقطة وإن الزيت لازم يتحط في الدقيق
, وزمان من زمان يعني معروفة أن البنت مصيرها لابن عمها والواد مصيره لبنت عمه ٣ نقطة يعني يرضيك اسم العيلة يروح لحد غريب ٣ نقطة املاك العيلة تتقسم ويجي عيل صايع يضيع اللي ورانا واللي قدامنا ٣ نقطة طب هل يرضيك أنك تكسر قلب عاشق علي بابك غني وبيحلم يرجع للجنة هل يرضيك يعني
,
, انتظر خالد الي أنهي حسام كلامه بأكمله ليرميه بنظرة ساخرة يرفع حاجبه الأيسر مستهجنا ما يقول ليتمتم في برود :
, - آه يرضيني ٣ نقطة وما فيش جواز ٤ نقطةواخرس بقي خالص
,
, شد حسام علي أسنانه غاضبا ينظر لابيه مغتاظا يتمتم في نفسه متوعدا :
, - و**** لاتجوزها يا اما هغتصبها واتجوزها بردوا٤ نقطة يا أنا يا أنت يا خالد يا سويسي
,
, علي بعد عشرة امتار نظر حسام للصف المرتص أمامه يهتف فجأة :
, - اوووبا دا في لجنة وعطلة
,
, نظر خالد له مستهجنا من جديد ما يقوله يسأله ساخرا :
, - أنت معاك حشيش ٤ نقطة لو معاك حشيش قولي عادي أنا زي ابوك
,
, صمت حسام مغتاظا بدأت السيارات في التحرك وقفت امام الكمين الصغير ٣ نقطة ابتسم حسام يمد يده يلتقط الرخص يعطيها للضابط لتتوسع عيني الأخير نظر للجالس جوار حسام يؤدي التحية يقول سريعا باحترام :
, - باشا ٣ نقطة ازيك يا باشا اخبارك ٤ نقطةافتح يا ابني الكمين ٤ نقطة
,
, أعاد الرخص لحسام ليدير الاخير محرك السيارة يكمل طريقه بينما ينظر حسام لوالده في إعجاب ٣ نقطة يتذكر مختار والده حين كان يقترب من اي كمين للشرطة يرتجف ذعرا وكأنه يحمل جثة في حقيبة سيارته ٣ نقطة وهو حقا كان يكره ذلك ٣ نقطة
,
, علي صعيد آخر بالقرب من منزل علي في سيارة عمر يستقل مقعد السائق جواره سارين ابنته تنهد يغمغم مغتاظا من نفسه :
, - أنا مش مصدق اني طاوعتك ٣ نقطة قعدتي تعيطي طول الليل ورافضة الاكل مش عايزة الماية تشربيها عشان اجيبك تشوفي عثمان وأنا زي الاهبل وافقت ٤ نقطة
, التفت برأسه لابنته يحذرها بحدة :
, - بس قسما ب**** يا سارين لو قعدتي تعيطي وتعملي اللي عملتيه المرة اللي فاتت لهرجعك لأمك ومش هخليكي تشوفيه تاني لو حاولتي حتي تنتحري
,
, وجهت لابيها نظرة ممتنة تحرك رأسها إيجابا بتلهف ٣ نقطة فقط تراه لن تنطق بحرف ٣ نقطة تطمئن أنه بخير وهي ستصبح بخير ٣ نقطة لا يهم انها حقا تشعر بالوهن والدوار لانها لم تأكل منذ أمس لتضغط علي والدها ليوافق وهو اخيرا وافق ٣ نقطة اقتربت سيارة والدها من منزل علي ما أن وقفت وجدت سيارة عمها تقف هي الاخري نزل خالد منها ومعه ذلك الشاب ٤ نقطة قطب جبينها متعجبة أليس هو الطبيب صديق زيدان ماذا يفعل بصحبة عمها هنا والآن ٣ نقطة نزل عمر يصافح أخيه ليسأله خالد متعجبا :
, - هي لبني اتصلت بيك انت كمان
, حرك عمر رأسه نفيا يوجه انظاره للواقق خلف خالد بالقرب منه في اول مرة رآه فيها في خضم ما كان يحدث لم يهتم للشبه بينه وبين أخيه فما كان فيه كان يكفيه وي ويزيد ليتمتم مستفهما :
, - لاء دا أنا جاي اطمن علي عثمان ٤ نقطة خالد مين الواد دا ٣ نقطة مش دا الدكتور بردوا ٣ نقطة اللي ما يعرفش يقول أنه ابنك ٣ نقطة شبهك اوي بصراحة
,
, ابتسم حسام ساخرا بالطبع خالد لن يقول أنه ولده سيجد اي حجة يقنع بها اخيه لتتوسع عينيه حين هتف خالد بهدوء تام :
, - وهو فعلا كدة حسام ابني يا عمر
,
, توسعت عيني عمر فزعا ٣ نقطة ذهول ٣ نقطة صدمة ٣ نقطة ابن أخيه كيف ومتي نظر لسارين يبحث عنها ليجدها تقف بعيدا عن المصعد تنظر لوالدها برجاء أن يسرع ليرميها بنظرة حادة بأن تنتظر ٤ نقطة عاود النظر لأخيه يسأله مذهولا :
, - ابنك ازاي وامتي وفين قصدي من مين ٣ نقطة أنت اتجوزت
, بعد لينا بس دا شكله اصلا اكبر من بنتك .. فهمني يا خالد
,
, تنهد خالد حائرا لا يعرف ما يقول رفع يده يدفع أخيه امامه برفق يغمغم متعجلا :
, - مش وقته يا عمر ٤ نقطة المهم نطلع نطمن عليهم لبني كلمتني وهي بتصرخ .
,
, حرك عمر رأسه إيجابا يتوجه مع أخيه الي اعلي في المصعد يقف حسام بالقرب من سارين يكاد يحترق ويسألها عن حال سارة بصعوبة الجم لسانه حتي لا يقتله والده داخل المصعد ٣ نقطة وصلا الي الطابق ليتقدمهم خالد دق الباب ليجده ينتفح سريعا بعنف ظهرت لبني تنظر له كالغريق الذي وجد طوق نجاته تصيح متلهفة :
, - الحقني يا خالد ٤ نقطة عثمان عايز يسيب البيت وعلي موافقه علي الجنان دا ٤ نقطة وحياة لينا عندك اقنعه أنه يقعد ما تخليهوش يمشي
,
, توسعت عينيها سريعا حين وجدت سارين تقف بالخلف لتهرول إليها تعانقها بقوة تغمغم راجية :
, - سارين عشان خاطري يا بنتي قوليله يقعد مش هستحمل يبعد عني
,
, حركت سارين رأسها إيجابا لا تجد ما تقوله تنهد خالد يآسا من تصرف لبني هل كل هذا الصراخ لأجل ذلك السبب فقط ٤ نقطةتقدم الي الداخل ليجد علي يجلس علي أحد الارائك ولا أثر لعثمان ٤ نقطة رفع علي وجهه ينظر لهم ليغمغم حانقا :
, - بردوا اتصلت بيك اللي في دماغها في دماغها ٣ نقطة
,
, اقترب خالد يجلس علي الأريكة جواره يشير له بالجلوس يتمتم في هدوء :
, - اقعد يا علي فهمني بس حصل ايه
, جلس علي جواره وأخذ كل مقعده سارين تبحث بعينيها عنه في كل مكان ٣ نقطة حسام يجلس هادئا تماما ٣ نقطة عمر يجلس متوترا خائف من ردة فعل ابنته وان تنهار كالمرة السابقة ٤ نقطة كاد علي أن يتحدث حين سمعوا صوت عثمان يهتف في هدوء شديد :
, - أنا هفهمك يا عمي ٤ نقطة أنا عايز اسيب البيت ٣ نقطة هروح شقتي اللي بابا كان شريهالي عشان لما اتجوز ٤ نقطة
,
, توجهت أنظار الجميع الي عثمان الذي يجلس علي كرسيه المتحرك بالقرب من غرفته ليغص قلب سارين ألما بمعجزة منعت دموعها من الهطول تنظر له قلبها يشتعل حزنا عليه ٣ نقطة بينما توجه خالد بعينيه الي عثمان يسأله متعجبا :
, - ليه يا عثمان ٤ نقطة ايه السبب
,
, حرك عثمان إطارات مقعده يقترب منهم ينظر لهم نظرات فارغة من اي مشاعر يردف ببرود :
, - هشتغل علي مشروع التخرج بتاعي ٣ نقطة وأبدأ في جلسات العلاج الطبيعي ٤ نقطة مش هقعد اندب حظي كتير ٣ نقطة انا لازم أخد حقي ومش هعرف اخده طول ما أنا مرمي علي الكرسي دا
,
, لأول مرة يقتنع بكلام عثمان ولكن يبقي حلقة مفقودة لما لا يفعل ما يرغب فيه هنا في بيته لما يريد الانفراد بحاله ٣ نقطة لم يدع السؤال يشغل عقله أكثر بل اردف كلامه يسأله مستفهما :
, - عظيم جدا اللي أنت بتفكر فيه دا ٣ نقطة بس ليه ما تعملوش هنا في بيتك ليه عايز تقعد لوحدك
,
, التفت عثمان برأسه ناحية والدته التي تبكي بلا توقف تنظر له برجاء الا يتركها ليعاود النظر لخالد يغمغم متهكما :
, - مش هقدل صدقني ٣ نقطة شايف ماما ما بتبطلش عياط ٣ نقطة شايف عجزي في عينيها ٣ نقطة في كلامها اللي بتقوله من خوفها ٣ نقطة دي بتسألني كل خمس دقائق تقريبا عثمان يا حبيبي مش عايز تروح الحمام اناديلك باباك لو مكسوف مني ٤ نقطة بشوفه في نظرة الكسرة في عين بابا اللي بيحاول يداريها ٤ نقطة صدقني يا عمي أنا محتاج ابعد ٣ نقطة
,
, اقتنع ويري أن كلام عثمان منطقي مئة بالمئة قبل أن ينطق بحرف سمع سارين تهتف سريعا بفزع :
, - ازاي تقعد لوحدك مين هياخد باله منك افرض تعبت ولا حصلك حاجة ٣ نقطة لالالا افرض تعبت ولا وقعت من علي الكرسي ولا عوزت حاجة بليل ولا بالنهار لا يا عثمان ما ينفعش
,
, رفع حاجبه الايسر ينظر لابنه أخيه متعجبا من ردة فعلها المبالغ فيه من وجه نظره هو ٤ نقطة بينما احتقنت الدماء في عيني عمر ينظر لابنته متوعدا ٣ نقطة ليتحرك عثمان بمقعده ناحية سارين يبتسم لها ساخرا يتشدق متهكما :
, - سارين انتي تستاهلي واحد طبيعي نضيف مش أنا ٤ نقطة ابعدي يا سارين صدقيني طرقنا عمرها ما هتتقابل ٤ نقطة انتي انضف وابرء من أنك تعلقي حياتك بواحد زيي ٣ نقطة
,
, حسنا ٣ نقطة حسنا باتت الصورة واضحة امام عينيه الآن سارين تحب عثمان وابنه الاحمق يحب شقيقتها ٥ نقطة قبل أن ينطق بحرف وجد عمر اخيه الذي علي وشك أن يشتعل من غضبه يهب واقفا يجذب رسغ ابنته ينظر لها متوعدا ٣ نقطة عمر يبدو مشتعلا مما حدث نظر لهم يبتسم في اقتضاب :
, - طب يا جماعة عن اذنكوا احنا لازم نستأذن يلا يا سارين
,
, نظرت سارين لعثمان للمرة الاخيرة فوالدها لن يسمح لها برؤيته مرة أخري بعدما قالت ٣ نقطة نظرة طويلة حزينة عاشقة معاتبة لتشعر بيد والدها تجذبها خلفه الي باب المنزل ٣ نقطة ما كاد يقترب بها من الباب سمعت صوت عمها يصدح من خلفهم بقوة :
, - استني يا عمر ما تمشيش
,
, التفتت سريعا تنظر لعمها لتشعر بدوار حاد يهاجم رأسها والأرض تميد من تحتها كان هو آخر من وقعت عينيها عليه قبل أن تسقط ارضا فاقدة صرخ عمر باسمها فزعا ٣ نقطة ليعلو فوق صوت صرخاتها ٤ نقطة صوت صرخات عثمان الذي يحاول أن يدفع بجسده يحاول التحرك بأي شكل ليذهب دون فائدة لا مجيب ٤ نقطة نظر لها بضعف عاجزا يشعر بألم بشع يقتل جسده ٤ نقطة حمل عمر ابنته الغائبة عن الوعي يضعها علي الأريكة ٣ نقطة نظر خالد لحسام ليتنهد الأخير يآسا ٣ نقطة متي سيقنعهم أنه فقط طبيب في قسم ( النساء والولادة ) فقط ٤ علامة التعجب
, اقترب من سارين يفحص نبضها ٣ نقطة يفتح حدقتيها بأصابعه ينظر لبؤبؤ عينيها نظر لعمر يسأله متعجبا :
, - هي ما كلتش بقالها قد ايه ٣ نقطة واضح جدا انها اغمي عليها من التعب وقلة الأكل ٣ نقطة
, لحظات وبدأت سارين تستيقظ من جديد جلبت لها لبني كوب كبير من العصير ٣ نقطة ساعدها عمر علي الجلوس يسند جسدها بذراعه يساعدها علي شرب ما في الكوب ٣ نقطة ليقف خالد متجه ناحية عمر اخذ كوب العصير من يده ٣ نقطة نظر عمر له مستفهما مما فعل ليبتسم الأخير يغمغم في حزم :
, - أنا عايز اتكلم مع سارين كلمتين لوحدنا خدوا بعضكوا كدة وروحوا الصالون التاني ، السفرة ، الشقة واسعة قدامكوا
,
, نظر الجميع الي بعضهم في عجب لينسحبوا من الغرفة واحدا تلو الآخر عدا عمر الذي ظل جوار ابنته ينظر لأخيه مستنكرا ما يقول ليتنهد خالد يآسا يرمي عمر بنظرة حادة غاضبة ٣ نقطة تعب حقا من كثرة مشاكل تلك العائلة ٣ نقطة ترك عمر ابنته وخرج من الغرفة ليقترب خالد منها جلس جوارها يمد يده بكوب العصير لتأخذه منه ترتشف منه علي مهل متوترة توقف العصير في فمها تجحظ عينيها في صدمة حين سمعت عمها يتمتم بهدوء :
, - انتي بتحبي عثمان يا سارين مش كدة
,
, بصعوبة شاقة ابتلعت ما فمها ٣ نقطة حركت رأسها نفيا اول الامر ليرفع خالد حاجبه الايسر مستهجنا ما تقول ٤ نقطة ابتسم لها برفق يمسح على شعرها برفق مردفا :
, - ما تخافيش يا حبيبتي ٣ نقطة اوعدك اني هساعدك بس احكيلي
,
, بلعت لعابها متوترة تنظر ارضا تهمس بصوت خفيض مضطرب :
, - أنا دايما كنت مقررة اني عمري ما هتجوز بعد اللي شوفت بابا وماما بيعملوه ٣ نقطة قررت مع نفسي اني عمري ما هحب ولا هتجوز في يوم ٤ نقطة بس غصب عني أنا حبيت عثمان ..حبيته أوي ، عثمان إنسان كويس مش وحش زي ما بيقول علي نفسه ٣ نقطةهو بس محتاج يخرج من اللي هو فيه ٣ نقطة يقف علي رجليه ٣ نقطة أنا كنت هموت من الخوف لما عرفت أنه وقع واتشل ٣ نقطة
,
, ابتسم لها بخفة يربت علي رأسها بحنو ليقم من مكانه متجها لخارج الغرفة وقف أمام الجميع يتمتم في رزانة :
, - طيب نمسك العصاية من النص ٣ نقطة عثمان يتجوز سارين ويعيشوا سوا في شقته
,
, احتدت عيني عمر غضبا ليصيح في أخيه بحدة :
, - أنت بتقول ايه يا خالد أنت اتجننت أنا مستحيل اوافق علي العك دا ٤ نقطة سارين لسه صغيرة ٤ نقطة مشاعرها ناحية عثمان مشاعر مراهقة ٣ نقطة أنا هاخد بنتي وامشي ٣ نقطة سلام
,
, قالها ليتجه ناحية الغرفة حمل ابنته بين ذراعيه يخرج بها من المنزل غاضبا لينظر خالد لحسام يتنهد تعبا :
, - عيلة متعبة ٣ نقطة
,
, وجه نظرة لعثمان ليجده يرحل الي غرفته القي نظرة أخيرة علي باب شقتهم المغلق ليكسو الألم حدقتيه دخل الي غرفته يصفع الباب خلفه ليقطب خالد جبينه يعقد النية في نفسه تلك الزيجة ستتم رغما عن انف الجميع كل منهما يحتاج وهذا بالظبط ما سيفعله

الجزء الثامن والثلاثون


في غرفة عثمان يجلس علي مقعده المتحرك بالقرب من النافذة يشاهد بألم ٣ نقطة واعين دامعة يديه يشدان علي مقبض المقعد بعنف ٤ نقطة عمر يضع سارين في سيارته ويغادر ٣ نقطةاغمض عينيه يشد عليها سارين تستحق شخص مثلها تكن هي أول فتاة في حياته يحبها بكل قلبه ٣ نقطة شعوره ناحيتها في تلك اللحظات هو فقط احتياج نعم هو حقا اناني لا يحب سوي يرغب في أن تظل جواره الآن تحديدا لتساعده علي تجاوز حالته ٣ نقطة منذ حدث له ما حدث وهو يحلم بها تجذب يده فيقم بسهولة من علي مقعده المتحرك يتحرك يمشي علي قدميه ٣ نقطة ربما هي فقط هواجس سببتها صدمته مما حدث له ولكنه حقا في حاجة إليها أكثر مما تتخيل
,
, بعد قليل نزل خالد بصحبة حسام اتجها الي سيارته ما أن جلسا التفت حسام لخالد يسأله في غيظ ظاهر:
, - حضرتك تحب تروح فين
,
, التفت خالد لحسام يرفع حاجبه الايسر مستهجنا نبرة صوته ليتمتم في تعالي :
, - أطلع علي بيت عمك عمر .. اكيد فاكر العنوان
,
, ضيق حسام عينيه يركز للحظات ليحرك رأسه إيجابا حين تذكر ذلك العنوان ادار محرك السيارة ينطلق بها يشد بقبضته علي المقبض يتنفس بعنف ليصيح فجاءة حانقا :
, - لاء بقي ما أنا مش قادر ما اعترضش اشمعني موافق علي جواز عثمان من سارين ومش موافق علي جوازي من سارة ٣ نقطة
,
, اكتسح الجمود قسمات وجه خالد ينظر لولده للحظات بنظرات فارغة ليرفع يده فجاءة يصفعه علي رقبته من الخلف يتمتم في برود :
, - عشان عثمان اكبر من سارين ب3 سنين بس ٣ نقطة أنت اكبر من سارة ب13 سنة وزيادة ٤ نقطة هتعمل بيها ايه هتوديها الحضانة ٤ نقطة سوق وأنت ساكت يا حيوان
,
, مسد حسام رقبته من الخلف برفق يغمغم بصوت خفيض حانق :
, - ايه الظلم دا ٣ نقطةراجل ظالم مقتدر مفتري
,
, صمت تماما حين سمع صوت خالد يهتف متوعدا :
, -بتبرطم تقول ايه
,
, نظر حسام له يبتسم ابتسامة كبيرة صفراء يتمتم من بين أسنانه في غيظ :
, - بدعيلك يا بابا يا حبيبي
,
, ابتسم خالد ساخرا ينظر لابنه متهكما ليغمغم باستفزاز :
, - طب ادعي من قلبك عشان الدعوة تتقبل ٣ نقطة وشد شوية مش هنقضي اليوم كله في الطريق
,
, دقائق ووصلت السيارة الي بيت عمر ٤ نقطة
,
, في الاعلي ما أن دخل عمر التفت لابنته يقبض علي رسغ يدها يصيح فيها غاضبا :
, - عجبك اللي عملتيه هناك دا فضحتيني وخليتي رقبتي قد السمسمسة قدام الناس بكلامك وافعالك ٣ نقطة دا اللي اتفقنا عليه يا هانم ٣ نقطة اعملي حسابك أنا هرجعك لأمك ٣ نقطة أنا اللي غلطان قولت نبقي اصحاب واحاول اعوضك عن تقصيري في حقكوا قبل كدة بس ما توصلش للدرجة دي يا سارين
,
, اطرقت رأسها ارضا تتساقط دموعها الصامتة للحظات فقط ٣ نقطة لترفع وجهها تنظر لوالدها خرجت من بين شفتيها شهقة قوية لتهمس نادمة في رجاء :
, - أنا آسفة يا بابا عارفة اني غلطت كتير واني اللي عملته النهاردة غلط كبير اوي ٣ نقطة بس غصب عني أنا بحبه اوي يا بابا وأنت عارف ٣ نقطة عشان خاطري سامحني أنا خلاص مش هشوفه تاني ولا هقولك عايزة اروحله خالص ٣ نقطة بس عشان خاطري ما تزعلش مني
,
, كان يود حقا أن يقسو قلبه أكثر ولكن أمام عينيها الباكية ونظرات الرجاء الصارخة فيها ٣ نقطة تنهد حانقا من نفسه وقلبه الضعيف ٣ نقطة ليحاوطها بذراعيه يضمها لصدره يربط علي رأسها برفق ٣ نقطة لثم قمة رأسها بقبلة صغيرة يغمغم بصوت خفيض حنون مرح :
, - وبعدين في قلب الخصاية اللي عند ابوكي دا ٣ نقطة مش عارف اقفش عليكي خالص ٣ نقطة خلاص يا ستي مش زعلان منك ٣ نقطة بس اعملي حسابك لو وقفتي فوق راسك مش هتروحي تاني عند عثمان ولا هتشوفيه ولا حتي أسمعك بتجيبي اسمه ٣ نقطة مفهوم
,
, بلعت غصتها القاسية ٣ نقطة قلبها يعتصر ألما لتحرك رأسها إيجابا تتساقط دموعها من جديد ٣ نقطة ابعدها عمر عنه ابتسم في هدوء يمسح وجهه بكفيه من الدموع يردف مبتسما :
, - روحي يلا اعملي لي كوباية شاي من غير صابون يا سارين ب**** عليكي
,
, خرجت منها ضحكة صغيرة خفيفة تسمح ما ينزل من دموعها تحرك رأسها إيجابا تركت والدها تتجه الي المطبخ لينظر عمر في اثرها يتنهد حزينا علي حالها يهمس في نفسه متحسرا علي حالها :
, - صغيرة اوي علي أنك تحبي وتتجرحي ٣ نقطة بس صدقيني يا بنتي أنا بعمل كدة لمصلحتك عثمان ما ينفعكيش
,
, اجفل من شروده علي صوت دقات علي باب المنزل ٣ نقطة اتجه ناحية الباب يفتحه ليجد خالد وخلفه ذلك الشاب الذي حقا لا يتذكر ما هو اسمه ٤ نقطة ابتسم عمر ساخرا يعقد ذراعيه أمام صدره يتمتم متهكما :
, - اهلا بالكبير اللي صغرني بين الناس .. بتقرر جواز بنتي وأنا قاعد قفص جوافة
,
, نظر لخالد لعمر غاضبا ليبعده جانبا ويدخل الي المنزل هو وحسام ليغلق عمر الباب بعنف متجها الي اخيه جلس علي احد المقاعد امامه يهتف حانقا :
, - اوعي تكون جاي تقتنعني اني اوافق علي الكلام اللي حضرتك قولته واحنا في بيت علي ٣ نقطة خارج تقول بكل بساطة عثمان وسارين يتجوزوا ٤ نقطة طب خد رأيي قولي ٣ نقطة مش تقعدني زيي زي الكرسي اللي قاعد عليه ٣ نقطة عايز تجوز بنتي العيلة الصغيرة لواحد كل ليلة في علاقة مع واحدة شكل ٣ نقطة
,
, ابتسم خالد ساخرا ينظر لعمر في استخفاف كأنه يقول له انظر من يتحدث عقد ذراعيه أمام صدره يردف متهكما :
, - شوف مين بيتكلم ٤ نقطة ايه يا موري أنت ناسي أنا جايبك منين قبل كدة ولا ايه ولولا بس خاطري أنا كان زمانك محبوس في قضية محترمة في بوليس الآداب فاكر ولا ناسي
,
, اصفر وجه عمر يحمحم بحرج حين مرت امام عينيه سريعا تلك الذكري البعيدة حين جلبه خالد من احدي دور الدعارة من فراش احدي العاهرات ٣ نقطة بينما توسعت عيني حسام في صدمة ينظر لعمر في دهشة يتمتم مع نفسه :
, - دا انت قديم بقي يا عمي
,
, بلع عمر لعابه الذي جف فجاءة حمحم بحدة يتمتم في حرج :
, - كان طيش شباب يا خالد وكلنا غلطنا واحنا صغيرين
,
, رماه خالد بنظرة حادة غاضبة يصدح صوته الغاضب :
, - يبقي ما تحللش الحاجة لنفسك وتحرمها علي غيرك ٣ نقطة هي حرام عليك وعلي غيرك ٣ نقطة وبعدين عثمان بعد اللي حصله مستحيل يرجع للقرف دا تاني
,
, هب عمر واقفا ينظر لأخيه مغتاظا حانقا نفرت عروقه حين صدح صوته الغاضب :
, - دا مشلول يا خالد عايزني اجوز بنتي لواحد عاجز مشلول ٣ نقطة ويا عالم هيرجع يمشي تاني ولا لاء أنا مش هحكم علي بنتي بجوازه زي دي ابدا ..
,
, قام خالد من مكانه وقف امام أخيه يدس يديه في جيبي سرواله ٤ نقطة ليلمح بطرف عينيه سارين تقف بعيدا تنظر لوالدها تبكي في صمت ٤ نقطة تنهد يقترب من أخيه يهمس له بحدة متوعدا :
, - بنتك محتاجله زي ما هو محتجلها دي بنت أخويا اخاف عليها زي لينا بنتي .. عمري ما افكر ارميها ابدا ٤ نقطة بنتك بعد اللي شافته منك إنت وامها كرهت الرجالة والجواز ٣ نقطة كون أن قلبها اتعلق بعثمان دا في صالحك ٣ نقطة بكرة تشوف عثمان هيبقي ايه ٤ نقطة الخيل لما بيقع بيقوم اقوي من الأول ٣ نقطة صدقني بنتك محتاجله زي ما هو محتاجلها ٣ نقطةفكر كويس عشان في الآخر كلامي أنا بردوا اللي همشي ٤ نقطة
,
, انهي كلامه ليوجه لسارين ابتسامه صغيرة حانية ٤ نقطة التفت لحسام يحادثه :
, - يلا يا حسام ٤ نقطة مستني ردك يا عمر
,
, اتجه مع ابنه الي أسفل يستقل سيارته من جديد ٣ نقطة الآن فقط بقي لديه مكان واحد يذهب إليه شهد عليه اقناعها بأن تتخلي عن فكرة الزواج بأي شكل كان ٤ نقطة التفت برأسه ناحية حسام حمحم يغمغم في هدوء :
, - حسام بقولك ايه ٤ نقطة دلوقتي والدته شارطة عشان تسامحني علي اللي عملته في حقها اني لازم اتجوزها ٤ نقطة وأنا مش هقدر يا حسام بعد السنين دي كلها اتجوز علي لينا ٣ نقطةلو تقدر تقنعها تغير رأيها
,
, قطب حسام جبينه متعجبا ٤ نقطة لم يكن يعلم أن والدته اشترطت ذلك الشرط الغريب لما ترغب في أن يتجوزها والده من جديد ٤ نقطة من المفترض أن تكره النظر في وجهه بعد ما فعل لا أن تطلب منه إن يتزوجها هناك حلقة مفقودة تجعله عاجزا عن الفهم تنهد يحرك رأسه إيجابا يردف متعجبا :
, - أنا ما اعرفش أنها اشترطت الشرط الغريب دا ٤ نقطةومش فاهم ليه بصراحة ٤ نقطة بس حاضر هحاول اقنعها
,
, ابتسم خالد ابتسامة صغيرة ليصدح صوت هاتفه في تلك اللحظة التقطته لترتسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه ينظر لاسمها الذي يزين الشاشة فتح الخط سريعا يضع الهاتف علي اذنه ليسمعها تصيح حانقة :
, - أنت فين يا خالد من بدري بتصل بيك ٤ نقطة جاسر ورؤي ورعد علي وصول
,
, توسعت عينيه يصدم جبينه براحة يده يتمتم بصوت خفيض :
, - اوووبا دا أنا كنت ناسي انهم جايين النهاردة
, حمحم يهتف سريعا علي عجل :
, - معلش يا حبيبتي كان في مشكلة عند علي ولبني أنا جاي حالا مسافة السكة
,
, ودعها يغلق الخط ليلتفت الي حسام يهتف سريعا :
, - حسام ٤ نقطة لف وارجع الفيلا وابقي خد العربية وروح بيها ٣ نقطة كنت ناسي حكاية خطوبة مايا بنت عمك خالص ٣ نقطة
,
, هنا انفجر حسام غاضبا ضعط علي مكابح السيارة بعنف يصيح مغتاظا :
, - نعممممم يعني أنت موافق علي جوازة عثمان وسارين ٤ نقطة وجوازة مش عارف بنت عمي مين ومين وجاي علي جوازتي أنا و لاء يعني لاء هو أنا ابن البطة السودا ٤ نقطة طب ايه رأيك بقي هتجوزها يا هخطفها واتجوزها ٣ نقطة
,
, انتظر خالد أن انهي حسام كلامه ليصفق له ببطئ يتمتم ساخرا :
, - خلصت خلاص ٣ نقطة افتح باب العربية وانزل لافتح دماغك ٣ نقطة
,
, رماه حسام بنظرة غاضبة مغتاظة ليفتح باب السيارة وينزل منها صافعا الباب خلفه ٤ نقطة اتجه خالد الي مقعد السائق فتح نافذة السيارة المجاورة له يلوح لحسام بحافظة النقود التي تخص الأخير ابتسم يغمغم متهكما :
, - ابقي روح مشي بقي يا دكتور يا حليوة وحاسب علي نفسك من التحرش
,
, توسعت عيني حسام في صدمة يمد يديه سريعا يبحث عن حافظته الجلدية لتتوسع عينيه في دهشة ليلوح خالد له وداعا ٣ نقطة ضغط علي مكباح السيارة تاركا حسام يقف مكانه متصمنا ينظر في اثره ذاهلا
,
, في فيلا السويسي
, كانت لينا في غرفة مايا لم ترد أن تتركها ولو دقيقة حتي لا تشعرها بألم فقدان والدتها في تلك اللحظات تحديدا ٣ نقطة جلست علي الفراش خلف مايا تنظر لها وهي تقف أمام المرآه تلتف بفستانها الطويل المميز لذلك اليوم ٤ نقطة ابتسمت تقترب منها تلبسها قلادة تلائم لون الفستان قبلت جبينها تهمس لها بحنو :
, - زي القمر يا ميوش ٤ نقطة رعد شاب ممتاز وبإذن **** يحصل بينكوا قبول ونفرح بيكوا في اقرب وقت
,
, ابتسمت متألمة تمنع دموعها بصعوبة لا تعرف ما تقول هل تخبرها بأنها احب اخاها ٣ علامة التعجب ٣ نقطة من يملك سيصدق ما تقول سيظنها الجميع جنت ٤ نقطة ابتسمت لزوجة عمها تحرك رأسها إيجابا ٣ نقطة لتتوسع ابتسامة لينا تهتف سريعا :
, - أنا هروح ابص بصة اخيرة علي المطبخ وأشوف عمك اتأخر ليه وجاية علي طول
,
, تركتها لينا ونزلت سريعا الي أسفل تتأكد من كل شئ يسير علي ما يرام بينما جلست مايا علي الفراش تضم يديها تخفض رأسها ارضا تتساقط دموعها في صمت ٤ نقطة هي حقا لا تعرف ٥ نقطة رفعت رأسها سريعا حين اخترق أنفها رائحة عطره المميز لتجده يقف امامها بحلته السوداء القاتمة اطال النظر لها لتري مقلتيه تحترق بالكاد يحكم زمام غضبه ارتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة يتمتم متعجبا :
, - ايه يا عروسة بتعيطي ليه ٣ نقطة في عروسة تعيط بردوا ٤ نقطة الناس تقول غاصبينك علي العريس
,
, ابتلعت لعابها تنظر له ترجوه بنظراتها أن ينطق فقط قولها ٣ نقطةقامت تقف امامه لا يفصلهم فاصلة تذكر بسطت يديها صدره تنظر لعينيه لتشعر بنابضه يكاد ينفجر تحت كفها ٤ نقطة إن لم ينطق ستخبره هي لم يعد هناك مجال للتراجع ركزت مقلتيها علي سوداء عينيه بلعت لعابها تهمس بتلجلج:
, - ااا ٣ نقطة أدهم اانا ٤ نقطة اانا
,
, ولم تكمل بل صدح صوت قريب منه صوت والدها وهو يقول :
, - أدهم أنت هنا أنا بدور عليك ٣ نقطة انزل استقبل الضيوف علي ما اكمل لبسي وعمك خالد يجي
,
, نظر لوالده للحظات يبتعد عن مايا يحرك رأسه إيجابا ٤ نقطة ليتركها ويخرج من الغرفة دون أن يوجه لها ولو نظرة واحدة لتقف تنظر في أثره غاضبة متألمة حزينة ٤ نقطة
,
, نزل أدهم الي اسفل ليجد احدي الخادمات تفتح الباب للضيوف الاعزاء ٤ نقطة دخل جاسر مهران ومعه زوجته وخلفه اولاده رعد وجوري ٣ نقطة كل منهم يحمل هدية مغلفة ابتسم أدهم ساخرا ليقترب منهم سريعا يرحب بهم بحرارة ترغب في حرق ذلك الواقف في الخلف :
, - اهلا اهلا نورتوا ٤ نقطة اتفضلوا ، اتفضلوا الصالون من هنا
,
, اصطحبهم أدهم الي غرفة الصالون ٥ نقطةجاءت احدي الخادمات تضع الضيافة اتجه جاسر بالسؤال الي أدهم :
, - اومال خالد ولا استاذ حمزة فين
,
, أنا هنا اهو ٤ نقطة اهلا اهلا بشيطان الاقتصاد في منزلنا من جديد ٤ نقطة هتف بها خالد بمرح وهو يدخل من باب غرفة الصالون ليقترب يصافح جاسر بحرارة ٤ نقطة تلاه رعد الذي ربت علي كتفه بحزم يغمغم في مرح :
, - اهلا بعريسنا ٤ نقطة اقعدوا يا جماعة واقفين ليه ٤ نقطةأدهم اطلع شوف ابو العروسة فين ٣ نقطة
,
, جلس خالد يتحدث مع جاسر في امور العمل المختلفة الي أن نزل حمزة صافحهم يأخذ مقعده جوار أخيه ٣ نقطة ليحمحم جاسر بهدوء ابتسم يوجه حديثه الهادئ الرزين الي حمزة :
, - شوف يا استاذ حمزة ٣ نقطةيسعدني طبعا ويشرفني اني اطلب ايد بنتك مايا لابني رعد ٤ نقطة رعد خريج كلية تجارة انجلش ماسك شغلي كله ٣ نقطة شاب مستقيم من البيت للشغل مالوش في اي سرمحة ولا لف ولا دوران حتي السجاير ما بيشربهاش الحمد لله ٤ نقطة مش بشهدله عشان ابني و**** ٣ نقطة وطبعا هتلاقي خالد جابلك تاريخ حياته من يوم ما اتولد
,
, ابتسم خالد في ثقة يرفع تلابيب ملابسه في زهو ليضحك الرجلين ويقول حمزة :
, - جاسر مهران رجل اعمال سمعته الطيبة سبقاه واكيد ابنه زيه ٤ نقطة أنا عن نفسي ما عنديش اي مانع ٤ نقطة المهم رأي العروسة لو وافقت يتجوزوها بكرة لو عاوزين
,
, وادي العروسة جت اهي ٤ نقطة هتفت بها لينا وهي تدخل بصحبة مايا الي الغرفة تبتسم في سعادة بينما ابتسامة شاخبة تعلو ثغر مايا ٣ نقطة اتجهت مايا تجلس جوار والدها بينما جلست لينا علي احد المقاعد جوار رؤي ٤ نقطة التفت حمزة الي مايا ربت علي رأسها يسألها في رفق :
, - مايا حبيبتي ٤ نقطة رعد طالب ايدك ٣ نقطة واخدة قرارك ولا محتاجة وقت تفكري
,
, بلعت لعابها الجاف لترفع وجهها تبحث عنه بين الحضور أين هو ٤ نقطة لا اثر له عادت تخفض رأسها تفرك يديها بعنف تهمس بصوت خفيض مضطرب :
, - أنا محتاجة وقت افكر
,
, ساد الصمت لحظات ليقطعه جملة رعد انتي نطقها باريحية :
, - ومالوا خدي الوقت اللي تحبيه ٣ نقطة بس لو ينفع يعني بعد اذنكوا نقعد انا ومايا نتكلم ٣ نقطة نتعرف علي بعض اكتر
,
, نظر خالد وحمزة كل منهما للأخر للحظات كأن كل منهما يسأل الآخر ليحركا رأسيهما سويا بالإيجاب ٣ نقطة قام خالد يتمتم مبتسما :
, - ومالوا يا عريس٣ نقطة تعالوا نطلع الجنينة اللي جنبنا دي ٣ نقطة قومي يا مايا
,
, اتجه رعد خلف خالد وخلفهم تتحرك بخطي بطيئة متلكئة تتحرك مايا بالكاد تجر ساقيها تبحث بعينيها عنه طوال الطريق لتصل في الأخير الي أحدي الطاولات جذب لها خالد المقعد مال علي اذنها يتمتم بصوت خفيض :
, - ادي فرصة لرعد يا مايا
,
, لم تفهم مقصد كلام عمها قطبت جبينها تنظر له متعجبة لتراه يرحل بعيدا بعد أن قال ما قال ٤ نقطة جلست مقابل رعد صامتة لا تتحدث لا تنظر له حتي تفكيرها بأكمله يذهب إليه رغما عنها ٣ نقطة اين هو لما يختفي فجاءة ٣ نقطة مقابلها كان يجلس رعد يراقب حركاتها المضطربة لتتأكد شكوكه ٣ نقطة حمحم يهتف فجأة بهدوء افزعها :
, - أدهم مش اخوكي ٣ نقطة مش كدة
,
, توسعت عينيها فزعا تنظر له مذهولة ليبتسم يتمتم في هدوء :
, - علي فكرة باين جدا ٣ نقطة من نظراته ليكي ونظراتك ليه ٣ نقطة أنا صحيح مش عارف ايه الحكاية ٣ نقطة بس يمكن لو عرفت اقدر أساعدك
,
, نظرت له بحذر قلقة مما يقول لتجده يبتسم ابتسامة لطيفة طمئنتها يردف في هدوء :
, - ما تخافيش ٣ نقطة و**** أنا مش في نيتي آذيكي أنا بس عايز أساعدك ٣ نقطةلو حابة تحكيلي واساعدك تمام مش حابة مش هضغط عليكي
,
, للحظات شعرت بالاطمئنان لذلك الغريب بلعت لعابها تقص عليه معرفتها بأن أدهم ليس اخاها وشعورها بالحب ناحيتها وشعورها أيضا أن أدهم يبادلها المشاعر ولكنه فقط خائف من الافصاح بالأمر ٤ نقطة رفعت وجهها إليها ما أن انتهت تردف باضطراب :
, - رعد أنا مش عايزة استغلك ٤ نقطة بس أنا حقيقي بحبه هو ٣ نقطة بحبه اوي
,
, اتسعت ابتاسمة رعد يري بطرف عينيه ذلك الشاب يقف في احدي الشرفات يراقبهم ليوجه نظراته الي مايا يتمتم في خفوت :
, - أدهم واقف يراقبنا شكله بيغلي يبقي بيحبك وأنا هعرف اخليه ينطق ٣ نقطة اضحكي بصوت عالي
,
, توسعت عيني مايا في ذهول للحظات لتتعالي ضحكاتها الرقيقة تهتف بصوت تحاول جعله مرتفعا :
, - مش ممكن يا رعد دمك خفيف جدا
,
, دمه خفيف ٧ علامة التعجب ٤ نقطة سيريها أن دمه اسود قاتم اثقل من الطين حين يجز رقبته امام عينيها ٤ نقطة يقف في شرفه غرفته يراقبها بأعين حادة غاضبة كالصقر ٣ نقطة تجلس تضحك تبتسم تخجل ٤ نقطة ماذا يقول لها بما يتهامسان ٤ نقطة لما تتعالي ضحكاتها ٤ نقطة تعالت انفاسه الثائرة يقبض علي سور الشرفة يرغب في القفز منها وتهشيم وجهه الوسيم وتشويه ابتاسمته الواسعة ٤ نقطة وخطف تلك الصغيرة والزواج منها رغما عن انف الجميع ٤ نقطة اتجه الي مرحاضه يصفع وجهه بالماء بعنف ٣ نقطةعدل من وضع حلته ينزل الي أسفل ليجد مايا تدخل من باب الفيلا تسير جوار ذلك الرعد تضحك معه بتناغم افقده صوابه ٣ نقطة صوب نظراته النارية نحوهم لترتجف مايا خائفة منه بينما ابتسم رعد في ثقة يتحداه بنظراته أن يفعل شيئا ٤ نقطة تركهم أدهم متجها الي الغرفة جلس علي أحد المقاعد ينظر للجميع غاضبا ٤ نقطة نظر لمايا التي تجلس جوار ادهم متوعدا ٤ نقطة ليعاود النظر لجاسر يتمتم بصوت هادئ رزين :
, - احم لو سمحت يا عمي ٤ نقطة
, نظر جاسر له مبتسما في هدوء مردفا :
, - خير يا ابني ٣ نقطة أدهم مش كدة
,
, ابتسم أدهم في أدب أجاد تصنعه حرك رأسه ايجابا يردف مبتسما :
, - أنا طالب ايد جوري بنت حضرتك ٧ علامة التعجب

الجزء التاسع والثلاثون


صمت دوي في أرجاء المكان عقب جملة أدهم توسعت عيني مايا في صدمة تقبض علي كف يدها تشد عليها بعنف تغرز أظافرها في كف يدها تكاد تدميها من الضغط ٤ نقطة احمرت وجه جوري من الخجل والمفاجأة ٤ نقطة الجميع صامت زاهل ينظر للآخر في صدمة ٤ نقطة ليقطع الصمت صوت رعد حين قال فجاءة بهدوء :
, - وهو طبعا شرف لينا اننا ننساب فرد من أفراد عيلة السويسي ٤ نقطة بس أنا آسف اختي مقرئ فتحتها علي حسين ابن خالي عاصم ٤ نقطة مش كدة يا بابا
,
, نظر جاسر لرعد يقطب جبينه متعجبا مما يقول ابنه ٣ نقطة ولكنه لم يكن ليقلل من شأن كلمة ابنته أمام أي حد ٤ نقطة حرك رأسه إيجابا يؤيد ما يقول ابنه حمحم يردف بتروي :
, - و**** يا ابني إنت عريس لقطة وشاب هايل ٣ نقطة بس أنت عارف كل حاجة في الدنيا نصيب ٤ نقطة واكيد **** هيرزقك بنصيبك احسن
,
, ابتسم أدهم في اصفرار يحرك رأسه إيجابا ٤ نقطة ينظر لمايا بطرف عينيه ٣ نقطة يتنهد في نفسه براحة لا يعرف من الأساس لما نطق تلك الجملة ولكنه اراد ان يخرج قلب من أسر لعنتها وهداه تفكيره أن يرتبط بأخري عله فقط يحرر روحه من قيد عشقها المحرم ٥ نقطة ولكنه حتي القيد ابي إن ينحل ٣ نقطة عقد العزم علي أن يخنق ما بقي من ثباته الزائف داخل جدران عشق ليس له به حق ٥ نقطة اعتذر أدهم بأدب ليرحل من المجلس .. ظلت مايا تتابعه بعينيها ٤ نقطة تود فقط أن تفهم لما قال لذلك الا يحبها هي تشعر بغيرته حبه ، عشقه لها ٤ نقطة لما أراد الارتباط ٤ نقطة نظرت لرعد تبتسم ممتنة ٣ نقطة في نفس اللحظة التي التف فيها أدهم لينظر لها لمحة خاطفة قبل أن يغادر ورآها تبتسم لغيره ٣ نقطة تبدو سعيدة تفتت زجاج قلبه العاشق الي شظايا رمتها الرياح بعيدا ٣ نقطة بخطي سريعة شبه مهرولة اتجه الي سيارته يود فقط الهروب من المكان بأكمله الي أين لا يهم ٤ نقطة فقط يهرب
, من حجيم عشق مؤلم يستنزف روحه
,
, راقب خالد بحذر رد فعل أدهم يشعر بالشفقة والحزن عليه ٤ نقطة نظرة العذاب التي رآها في عينيه وهو ينظر لمايا ذكرته بعذابه القديم حين حرمه جاسم من لينا ٤ نقطة هو أكثر من يعرف عذابه ولكنه ولأول مرة يشعر بالعجز عن مساعدته ماذا سيقول لشقيقه عذرا ابنك المتبني يحب شقيقته ٤ نقطةحمزة يعتبر أدهم ابنه قلبا وقالبا لن يقبل بتلك الفكرة ابداا ٣ نقطة تنهد يزفر انفاسه الحارة يحاول الاختلاط مع الجمع ٤ نقطة ليقع عينيه علي لينا التي تنظر له قلقة تسأله بعينيها لما أنت شارد ٣ نقطة ابتسم يطمئنها يحرك رأسه نفيا بخفة ٤ نقطة يعاود الحديث معهم الي أن انتهي اللقاء وقف جاسر يصافح خالد وحمزة يردف مبتسما :
, - كانت سهرة سعيدة جدا و**** يا ابو الخلد ٣ نقطة هنستني ردكوا واي كان الرد احنا أهل ودا عمره ما هيتغير ٤ نقطة نستأذن احنا بقي
,
, عانقت رؤي مايا بشدة تشد علي جسدها تتمتم بسعادة :
, - حبيبتي يا ميوش ما تعرفيش هنبقي سعداء اد ايه لو وافقتي ٤ نقطةصدقيني مش هتلاقي لا طيبة ولا حنية رعد ٣ نقطة والرأي رأيك بردوا خدي وقتك كله
,
, اغمضت مايا عينيها تنساب منها دمعات بسيطة حضن تلك السيدة دافئ ٣ نقطة حنون وهي في اشد شوقها لتشعر بحنان والدتها التي افتقدتها طوال حياتها ٤ نقطة
,
, رحلت عائلة جاسر ٣ نقطة التفت حمزة لخالد يسأله متعجبا :
, - غريب أوي اللي أدهم عمله دا ٣ نقطة دا حتي ما خدش رأيي ولا قالي أنه عايز يخطب ٣ نقطة لما اتكلمت معاه في الموضوع دا من مدة قالي أنه ما بيفكرش في الموضوع دا خالص
,
, تنهد خالد بحرقة حزينا علي حال ذلك الفتي المسكين نظر لأخيه للحظات في عتاب صامت ليردف بعدها :
, - أنت اذيت أدهم اوي يا حمزة ٤ نقطة مش دلوقتي من زمان أوي
,
, قطب حمزة جبينه متعجبا مما يقول أخيه وقبل أن يسأله حتي عما يقول تركه خالد وغادر متجها لخارج الفيلا ٤ نقطة قاصدا بيت شهد لن تمر الليلة الا بعد أن يضع حدا نهائيا وفاصلا لذلك الموضوع ما كاد يقترب من سيارته سمع صوت لينا تنادي عليه ٤ نقطة التفت لها يبتسم ليترك سيارته عائدا إليها ٤ نقطة اقترب منها ليجدها تدفعه في صدره بعنف توسعت عينيه خاصة حين بدأت تبكي بصوت عالي تنظر له بقهر تصيح فيه :
, - أنت رايح فين يا خالد ٤ نقطة من الصبح وأنت برة وما قعدتش ساعة ودلوقتي بردوا خارج ٤ نقطة خلاص أنا ما بقتش افرق معاك اوي كدة ٣ نقطة إنت حتي ما كلمتنيش ولا كلمة النهاردة ٣ نقطة أنت زعلان مني
,
, ابتسم يآسا يحرك رأسه نفيا يحتوي نوبة بكائها داخل صدره لف ذراعيه حول جسدها يضمها ضحك يردف مشاكسا :
, - **** يخربيت الهرمونات اللي منكدة علينا عيشتنا ٤ نقطة الحكاية وما فيها يا ستي أن فعلا النهاردة اليوم كان مزحوم مشاكل كتير عند علي ولبني بسبب اللي حصل لعثمان بس .. وأنا دلوقتي عندي مشوار اخلصه واجيلك جري
,
, حركت رأسها نفيا بعنف داخل صدره تتمتم باكية :
, - لاء ما تمشيش أنت طول النهار برة ٣ نقطة او خدني معاك
,
, توسعت عينيه في صدمة يأخذها الي أين ٣ نقطة حرك رأسه نفيا بعنف يبعدها عنه يحاوط وجهها بين كفيه بمسح دموعها بإبهاميه ابتسم يردف بحنو :
, - ما بتكبريش ابدا يا لينا نفس العيلة الصغيرة اللي بتشبط فيا وأنا خارج ٣ نقطة سنين عمري بتمر وانتي بنفس نظرة العيلة الصغيرة اللي بتصحيني من النوم عشان اعملها ضفيرة ٤ نقطة
,
, لثم جبينها بقبلة حانية شغوفة عاشقة يهمس لها بترفق :
, - مش هتأخر عليكي ٣ نقطة ما تعيطيش بقي عشان خاطري
,
, حركت رأسها إيجابا تبتسم ابتسامتها الحانية المعتادة تمسح ما تبقي من دموعها ٣ نقطة تهمس له بصوت متحشرج باكي :
, - خلي بالك من نفسك ٣ نقطة وما تتأخرش مش هنام غير لما تيجي
,
, ابتسم يحرك رأسه إيجابا يشعر بغضة قاسية تعتصر قلبه قلق كلمة قليلة للغاية عن ذلك الشعور المؤلم الذي يهاجم كيانه يتمني فقط يتمني أن يستطع حسام إقناع والدته بأن تعدل عن رأيها ٤ نقطة نظر خالد نظرة اخيرة لزوجته ليري التردد يكسح مقلتيها ٣ نقطة ابتسم في خبث زائف ليميل علي أذنيها يهمس في عبث :
, - هتوحشني البسبوسة علي ما اجي يا بسبوسة
,
, ضحكت بصخب تدفعه في صدره تتمتم صائحة من الخجل :
, - امشي يا قليل الادب مش هتتغير ابدا
,
, ودعها متجها الي سيارته استقلها يلوح لها وهو يغادر بينما كانت هي تقف بعيدا تنظر له وهو يغادر ٣ نقطة شعور مؤلم ينهش قلبها لا تعرف لما ولكنها شعرت في تلك اللحظة أنه يغادر دون عودة
,
, علي صعيد آخر ٤ نقطة تقف أمام مرآه زينتها تلتف حول نفسها بذلك الفستان الأحمر القاني الطويل ٤ نقطة هديته لها ٣ نقطةاحبتها حقا احبتها ٣ نقطة التقطت فرشاه شعرها تمشط خصلاتها وابتسامة واسعة سعيدة تغزو شفتيها لم تكن تظن في ابعد خيالاتها أن تعش سعادة كهذة ومع من زيدان ٣ علامة التعجب ٤ نقطة قضيا اليوم بأكمله تقريبا بين الأمواج ٤ نقطة لم يعودا سوي من سويعات قليلة ٤ نقطة ليطلب منها أن ليتناولوا العشاء في الخارج ٣ نقطة ارتدت اقراطها تنظر لانعاكسها للمرة الأخيرة لتبتسم في رضي التقطت حقيبتها الصغيرة ٣ نقطة تخطو للخارج بخطوات متهملة واثقة ناعمة ٥ نقطة
,
, كان يقف هو في الخارج يرتدي حلة سوداء ، قميص أبيض ، رابطة عنق حمراء قانية ينتظرها أمام الغرفة يتأنق كعريس في ليلة زفافه ٣ نقطة ينتظرها بابتسامة صغيرة حانية لينا تتقدم بخطي سريعة في طريق علاجها وفي طريق عشقها له ٣ نقطة فقط بقي القليل وستصبح له قلبا وقالبا ٣ نقطة اجفل علي صوت الباب يفتح ليرفع وجهه سريعا فرآها تجمدت أنفاسه ينظر لها عينيه كجبل جليد يذوب من حرارة عشقها ٤ نقطة انفجر نابضه من شدة خفقاته تفصحتها عينيه ليشعر بلعابه يجف انفاسه تتباطئ دقاته تتصارع جسده يشتعل يديه باردة كالثلج ٤ نقطة بلع لجافه الجاف يخترزها بنظراته يهمس في ولة :
, - فتنة !! جمالك فتنة تغوي الراهب
,
, ابتسمت خجلة كلماته تعزف برفق علي أوتار انوثتها لتزيدها ثقة ٣ نقطةأعادت خصلة ثائرة خلف اذنها اليسري تهمس له بخفوت خجل :
, - احم شكرا ٣ نقطة مش هنروح نتعشي
,
, حرك رأسه ايجابا يحاول أن يفيق من حالة الخدر التي تملكت بأوصاله ينظر لها نظرة اخيرة ٣ نقطة علي الرغم من انها ترتدي فستان واسع لا يلتصق بجسدها بأي حال من الأحوال مغلق بالكامل ٣ نقطة وجهها يخلو من اي مساحيق تجميل ولكنها حقا فاتنة بشكل يجعل غيرته تمنع من أن تخرج بذلك الشكل ٤ نقطة اقترب منها يمسك كف يدها يتمتم بصوت خفيض حانق :
, - كان لازم يعني تبقي حلوة أوي كدة لو حد عاكسك هقلبها مجزرة تحت ٣ نقطة أنا لاسع وعندي برجين طايرين
,
, ضحكت بخفة علي ما يقول تشبك كفها في كفه تخطو معه لخارج غرفة الفندق الخاصة بهم متجهين الي المطعم ٣ نقطة اتجه معها الي أحدي الطاولات يجذب لها المقعد ابتسمت تجلس عليه ليدفعه قليلا للامام جلس أمامها ٣ نقطة ليراها تنظر لساحة الرقص تبتسم ٣ نقطةحمحم لتنظر له أخذ نفسا قويا ينظر لعينيها يهمس لها بخفوت عاشق :
, - تعرفي يا لينا أنا عمري حتي ما في أبعد احلامي تخيلت اني ممكن أعيش السعادة دي ابدا
,
, انطفئت ابتسامتها يكسو الالم مقلتيها مدت يدها تمسك بكف يده الموضوع علي الطاولة تسأله في حذر :
, - زيدان أنت ليه مش عايز تحكيلي عن حياتك اللي فاتت ٣ نقطة احنا الاتنين بنفتح صفح جديدة مع الدنيا لازم نقفل القديم ونبدأ من جديد
,
, رفع وجهه لها لتري العذاب بعينه يصرخ في عينيه للحظات انقبض قلبها ورغبتها في أن تعرف ما حدث معها تلاشي مع الرياح ٤ نقطة ابتسم متألما يحرك رأسه إيجابا :
, - هقولك يا لينا ٣ نقطة هحكيلك كل حاجة لما نطلع اوضتنا ٣ نقطة
,
, ابتسمت تحرك رأسها إيجابا ليمسك كل منهما قائمة الطعام الخاصة به ٣ نقطة يطلب العشاء ٣ نقطة جاء النادل ليمليه زيدان ما يريدان ٣ نقطة أخذ طلباتهم ورحل لتجلس هي تراقب ساحة الرقص تفكر في ماضي زيدان المجهول المخيف ٤ نقطة لتجفل فجاءة حين رأته أمامها ينحني للامام قليلا بحركة مسرحية يبتسم في لباقة مردفا :
, - تسمحيلي بالرقصة دي
,
, ابتسمت تحرك رأسها إيجابا تبسط كفها في كف يده الممدودة ليشدها برفق ٤ نقطة اتجها معا الي باحة الرقص يتناغمان علي إيقاع الموسيقي ٣ نقطة كانت تبسط كفيها علي كتفيه لتلمح عينيها هناك يقف بعيدا خلف زيدان ٤ نقطة معاذ !! من جديد هنا تلك المرة لم تنتظر لتتأكد هو أم لا تركت زيدان تتحرك ناحيته بخطي سريعة شبه مهرولة تريد فقط أن تعرف لما هو هنا لما يظهر لها بتلك الطريقة المريبة المخيفة ما أن اقتربت منه اختفي ٤ نقطة اختفي وكأنه سراب من وحي خيالها المريض ٤ نقطة وقفت تتلفت حولها تبحث عنه بفزع خوف توتر ٣ نقطة اجفلت تكاد تصرخ حين شعرت بيد توضع علي كتفها التفت سريعا تنظر للفاعل بأعين جاحظة لتجد زيدان يقف خلفها ينظر لها قلقا يسألها متعجبا :
, - في ايه يا لينا ٣ نقطة انتي كويسة رايحة فين بتدوري علي مين
,
, حركت رأسها نفيا تدور بعينيها في ارجاء المكان لتسخص عينيها في فزع حين رأته معاذ يخرج من باب المطعم رأته وهو ينظر لها بجانب عينيه رأته وهو يبتسم كأنه يتعمد أن تراه وقبل أن تشير له حتي كان قد غادر
, اشتعلت دقات قلبها خوفا ماذا يريد معاذ ولماذا يظهر لها بذلك الشكل هل تخبر زيدان ام فقط تتغاضي تصمت ربما هي فقك هلاوس وهو غير موجود من الأساس ٣ نقطةاجفلت علي يد زيدان تلتف حول كتفيها يردف في قلق :
, - لينا شكلك تعبان تعالي نطلع ونبقي نطلب العشا في الأوضة
,
, لفت وجهها له تبتسم شبح ابتسامة شاحبة تحرك رأسها نفيا تردف بخفوت :
, - لا أنا كويسة ٣ نقطة أنا بس شبهت علي حد شبه بابا ٤ نقطةفجريت عليه كنت فكراه هو
,
, لماذا تكذب لما تستمر في الكذب هي حقا لا تعلم ٤ نقطة الأمر بسيط تخبره انها رأت معاذ ٣ نقطة تنهدت حائرة تردف مبتسمة في قلق :
, - خلينا نتعشي وبعدين نطلع
,
, ابتسم يؤيد فكرتها ليعود بها الي الطاولة جلست أمامه مرة أخري ليحضر لهم النادل الطعام لأول مرة تشعر بفقدان شهيتها للطعام فقط تحرك الطعام في صحنها الخاص دون أن تسمه ٤ نقطة لاحظ زيدان شرودها وقبل أن يسألها صدح صوت انثوي يأتي من جانبهم :
, - ايه دا لينا انتي هنا ٣ نقطة مش معقول الصدفة بتتكرر ٣ نقطة دا نصيب اننا نتقابل
,
, نظر الاثنان معا لتتوسع عيني لينا في فزع تلك الفتاة الثرثارة من جديد تجلس علي الطاولة المجاورة لهم بصحبة رجل عجوز مسن ملامحه وسيمة رغم كبره في السن ٤ نقطة ترتدي ثوب اقل ما يقال عنه أنه فاضح ٤ نقطة نظرت لينا لزيدان تتوسله بنظراتها أن يهربا وقبل أن يقدمها علي اي فعل كانت تلك الفتاة تجلس علي المقعد الفارغ جوار لينا تعانقها بكعنف تلتصق بها كقنديل البحر حين يلتصق بضحيته ٣ نقطة ابتسمت لينا بحرج تشعر بالحرج من اعتصار تلك الفتاة لها ٣ نقطة لتسمع صوت ذلك الرجل يهتف بهدوء ورزانة :
, - موني وبعدين معاكي مش هتبطلي حركات العيال دي
,
, ابتعدت الفتاة عن لينا تنظر للرجل حانقة تبتسم في غيظ ليقترب الرجل منهم ابتسم يصافح زيدان يردف :
, - مهاب المالكي ٣ نقطةرجل أعمال أنا بعتذر جدا عن تصرف منار مراتي بس هي مندفعة شوية
,
, ابتسم زيدان ينظر للرجل باشمئزاز سمعة منير المالكي تسبقه بأميال ٤ نقطة صافحه يحرك رأسه إيجابا يغمغم مبتسما باصفرار :
, - لا ابدا ما فيش حاجة ٣ نقطة زيدان الحديدي ظابط شرطة
,
, للحظات رأي زيدان عيني ذلك الرجل تضطرب قلقا ٣ نقطة ومن ثم عقد جبينه يجذب مقعد يجلس جوار زيدان يغمغم في عملية :
, - أنت قريب خالد السويسي صاحب شركة السويسي للمقاولات ٤ نقطة جوز بنته علي ما اتذكر
,
, تنهد زيدان حانقا ليست الفتاة فقط هي العلكة بل زوجها ايضا عاود الابتسام باصفرار يحرك رأسه إيجابا ليحرك مهاب رأسه ناحية لينا تفرسها بنظرة سريعة ليقول مبتسما :
, - تشرفنا يا مدام مبروك
,
, ابتسمت لينا بحرج تود أن تضع يديها علي أذنيها وتصرخ بصوت عالي علها تتخلص من ثرثرة تلك الجالسة جوارها تتحدث بلا توقف كراديو قديم نسي احدهم اغلاقه ٤ نقطة رأي زيدان نظراتها المتوسلة فقام واقفا جذب لينا يلف ذراعه حول كتفيها يعتذر لهم بلباقة :
, - نستأذن احنا معلش ٣ نقطة عرسان جداد ومحتاجين نرتاح عن اذنكوا
,
, وقبل أن يجيب اي منهم سحب زيدان لينا وغادر ٤ نقطة ظل مهاب وزوجته يتباعانهم حتي اختفوا من أمامهم التفت مهاب لزوجته ابتسم في خبث يغمغم :
, - زيدان الحديدي دراع خالد السويسي اليمين والشمال ٣ نقطة خالد ما عندوش غير بنت واحدة فمعتمد علي زيدان في كل حاجة ٣ نقطة المطلوب منك يا نوني توقعي زيدان ٣ نقطة زيدان سلمنا لخالد لو وقعتي زيدان ٣ نقطة ساعتها زيدان هيقنع خاله أنه يشاركني في الشغل ٣ نقطة وهندخل كل الصفقات تحت اسم السويسي وطبعا اي صفقة تحت اسم خالد وشركته ما بتتفتش اصلا فهماني يا موني
,
, ابتسمت منار في خبث سعيدة هي حقا تكره استعمال مهاب لجسدها كصنارة صيد تجلب له الصفقات ولكنها حقا ترغب في تلك الصفقة حركت رأسها إيجابا تتوعد للينا أن تأخذ ما هو حقها هي
,
, في غرفتها تجلس علي فراشها تنظر لفراش شقيقتها الفارغ تبكي في صمت ٣ نقطة اشتاقت لسارة ولوالدتها ٣ نقطة ولعثمان منذ ما حدث له وهي لا ترغب سوي في أن تبقي جواره تشعر بالقلق عليه في كل لحظة ابتلعت لعابها بصعوبة تمسح دموعها المتساقطة رغما عنها تلتقط هاتفها ترغب في الاتصال بوالدتها ٤ نقطة ليصدح صوت هاتفها في تلك اللحظة قطبت جبينها حين رأت رقم غريب لا تعرفه ٣ نقطة فتحت الخط تضع الهاتف علي اذنها قبل أن تنطق بحرف سمعته ٤ نقطة هو صوته المميز نبرته الحزينة وهو يقول :
, - ايوة يا سارين أنا عثمان
,
, عثمان ٤ علامة التعجب يطلبها حلم بل أبعد من الحلم ٣ نقطة كيف ولما ومتي وكيف جاء برقم هاتفها من الأساس تسارعت دقاتها بعنف جحظت عينيها تهمس بصوت خفيض مضطرب متوتر متلعثم :
, - ععثمااان ٣ نقطة خيرر يا عثمان ااا ٣ نقطة إنت جبت رقمي منين
,
, مقعده المتحرم بالقرب من النافذة يمسك هاتفه في يده ينظر لسواد الليل ارتسمت ابتسامة خفيفة علي شفتيه ينظر لانعاكس صورته من خلال زجاج الشرفة الكبير المغلق ليردف متنهدا بألم :
, - مش دا المهم يا سارين ٤ نقطة أنا عايز اقولك حاجة وارجوكي اسمعيني كويس ٣ نقطة أنا اناني يا سارين ٣ نقطة اناني اكتر مما تتخيلي ٣ نقطة عيشت طول عمري اللي أنا عايزة بيحصل اللي بحلم بيه لازم يجي ٣ نقطةكانوا فاكرين انهم كدة بيعوضوني عن غيابهم ٣ نقطة ما كنوش يعرفوا انهم كدا بيدمروا اي اخلاق ومشاعر كويسة فيا ٤ نقطة حتي بعد اللي حصلي أنا لسه اناني بفكر في نفسي وبس ٣ نقطة أنا عايزك جنبي يا سارين عارفة ليه ٣ نقطة عشان تساعديني اقف علي رجلي تاني ٤ نقطة بعد اللي حصلي بقي طيفك انتي دايما معايا عايزك انتي بس ٣ نقطة دا مش حب أنا إنسان ما يعرفش يعني ايه حب دي انانيه مني ٣ نقطة أنا عايز ايدك تشد ايدي عشان اقوم من علي الكرسي وارجع امشي تاني ٤ نقطة فارجوكي ارفضيني ، ابعدي عني ، ما تعلقيش قلبك بواحد زيي ٤ نقطة انتي تستاهلي حد نضيف زيك يا سارين ٣ نقطة تكوني فرحته الأولي ٣ نقطة
,
, تجلس علي فراشها في غرفتها تتساقط دموعها بصمت تحرك رأسها نفيا تنفي كل كلمة يقولها اشتدت يدها علي هاتفها تصيح فيه باكية :
,
, - كفاية يا عثمان ٣ نقطة مش بإرادتي إني أحبك غصب عني ٤ نقطة حتي بعد اللي بتقوله دا ٤ نقطة إنت مش اناني يا عثمان ومش وحش زي ما انت فاكر ٤ نقطة أنا وأنت اتربينا في نفس الظروف الفرق أنك ولد مسموح يعمل اي حاجة وما حدش هيحاسبه وأنا بنت حتي النفس هيحاسبوني عليه ٥ نقطة عثمان أنا كنت باخد حبوب منوم كل ليلة عشان ما اسمعش خناقات ماما مع بابا ٣ نقطة من وقت ما بدأت افهم الدنيا وأنا شايفاهم بيتخانقوا بيزعقوا ٣ نقطة ماما بتعيط ٣ نقطة بابا علي طول مش في البيت ٣ نقطة حياتي ما كنتش وردي ٣ نقطة كرهت الجواز وقولت عمري في يوم ما هتجوز ٤ نقطة بس غصب عني و**** غصب عني قلبي حبك ٣ نقطة
,
, صمت ٤ نقطة صمت طويل ساد بعد إنفجار سارين بتلك الطريقة لا يسمع سوي صوت شهقات سارين العالية ٤ نقطةكسر الصمت بل فتت الي فتات جملة عثمان التي نطقها فجاءة :
, - تتجوزيني يا سارين
,
, توسعت عينيها في صدمة عقدت لسانها ٣ نقطة توقفت دقات قلبها ٣ نقطة شلت عقلها ٣ نقطةليكمل هو مبتسما في ألم :
, - تقبلي تتجوزيني أنا بني آدم وحش جدا عملت علاقات بعدد شعر رأسه ٤ نقطة ضحكات علي بنات كتير ، شخص اناني طماع ٣ نقطة مشلول ما فيهوش ميزة واحدة ٤ نقطة عايز يفتح صفحة جديدة من الدنيا معاكي ٣ نقطة صفحة نضيفة بعيد عن كل سواد الماضي ٣ نقطة موافقة
,
, دون تردد حركت رأسها إيجابا تبتسم وهي تبكي جسدها يرتجف من عنف تلك الصدمة لتهمس بصوت خفيض باكي :
, - موافقة بس بابا مش هيوافق
,
, بالطبع لن يوافق في الأساس لم يكن ليوافق علي عثمان زير النساء ٣ نقطة الآن سيوافق علي عثمان القعيد زير النساء ابتسم يسخر من حاله خرجت من بين شفتيه تنهيدة حارة يتمتم :
, - بصراحة عنده حق لو بنتي مستحيل اوافق علي واحد زيي بأي حال من الأحوال بس أنا بردوا هحاول معاه ٤ نقطة ما تقلقيش
,
, بالقرب من باب غرفة سارين يقف عمر يحمل كوب حليب كبير كان يود إدخاله إليها حين اقترب من الباب سمعها تصيح باكية تخرج كل ما يجيش في قلبها الصغير المهموم ليتذكر جملة أخيه في تلك اللحظة « بنتك محتاجله زي ما هو محتاجلها ٣ نقطة» انتفض قلبه حزنا علي صغيرته لم يكن يدري أن شجاراته مع زوجته ستحدث ذلك الشرخ العميق القاسي في نفس ابنته ٤ نقطة منوم تأخذ منوم حتي تهرب من الواقع ٣ نقطة أي معانة كانت تعاني وهو فقط لا يهتم سوي بحاله ونذواته ٣ نقطة مد يده يدق باب غرفتها سمعها تهمس بتعلثم :
, - ااا دخل يا بابا
,
, حاول تصنع الهدوء قدر المستطاع دخل الي الغرفة يبتسم في اتساع يبحث عن هاتفها بعينيه ليجده موضوع علي الطاولة الصغيرة جوار الفراش تنهد يقترب من فراشها يبتسم في حنو جلس امامها يمد يده لها بكوب الحليب يغمغم مبتسما :
, - اللبن ٥ نقطة انتي كنتي بتعيطي ولا ايه
,
, التقطت منه كوب الحليب تحرك رأسها نفيا سريعا تمسح وجهها بعنف ظلت عينيه تخترز قسمات وجهها الحزين المجهد البائس ليبتسم حزينا هو اقترب من جبينها يلثمه بقبلة حانية يتمتم برفق :
, - حاضر يا سارين ٤ نقطة
,
, قالها وقام يغادر الغرفة لتقطب هي جبينها متعجبة لا تفهم ما قال والدها للتو
,
, في شقة شهد
, يجلس حسام امام والدته يحاول اقناعها بشتي الطرق أن تعدل عن قرارها الغريب ذاك ٤ نقطة وقف امامها يصيح متعجبا :
, - أنا بجد مش فاهمك يا ماما ٤ نقطة المفروض ٣ نقطة المفروض يعني أن الضحية ما تبقاش طايقة تبص في وش الجاني ٤ نقطة وانتي عيزاه يتجوزك ٣ نقطة ليه طيب
,
, نظرت شهد لابنها حانقة لتكتف ذراعيها ترميه بنظرة عتاب قاسية تهتف محتدة :
, - انا حرة دا قراري وأنا مضربتش حد علي ايده ٣ نقطة وبعدين إنت مالك أنت ٣ نقطة ايه دخلك في الموضوع
,
, رفع كلا حاجبيه متفاجئا مما تقول ليقترب منها يتمتم ذاهلا :
, - يعني ايه أنا مالي ٤ نقطة مش دا ابويا وحضرتك امي ٣ نقطة وبعدين أنا شايف انه طلب غريب مش مفهوم ٤ نقطةمش بحامي لحد وأنا آسف في اللي هقوله بس حرفيا بابا بيعشق مراته ٣ نقطة
,
, اشتعلت عيني شهد حقدا بعد جملة حسام تلك ورغبتها الدفينة تزداد شراسة نظرت لحسام غاضبة تصيح فيه :
, - أنت اتصالحت مع ابوك وجاي تقلب عليا ٤ نقطة يا دكتور أنا بوست رجل الدكتور عشان يسيبك تعيش ٤ نقطة ابوك كان عايز يموتك قبل حتي ما تشوف الدنيا وفي الآخر بقي دا جزاتي يا حسام ٣ نقطة متشكرة يا ابن بطني
,
, قالت كلامها دفعة واحدة لتدخل الي غرفتها تصفع الباب خلفها ٤ نقطة تنهد حسام حائرا ساعتين واكثر وهو يحاول إقناع والدته بالعدول عن رأيها وهي لا تلين ابدااا ٤ نقطة تقدم يقترب من غرفتها حين دق الباب ٣ نقطة عاد اليه مرة أخري يفتحه ليجد والده يقف بالخارج ابتسم في تعب يفسح له المجال ٣ نقطةمغلقا الباب خلفه ٣ نقطة نظر خالد لحسام يسأله بعينيه عما حدث ٣ نقطة ليتنهد الأخير تعبا يردف بسأم :
, - ما فيش فايدة حاولت كتير مش راضية تسمع كلامي
,
, في تلك اللحظة تحديدا خرجت شهد مندفعة وقفت امام خالد تشهر سبابتها امام وجهه تصيح فيه :
, - بص يا خالد يا سويسي أنا ما ضربتكش علي ايدك وقولتلك تعالا اتجوزني بالعافية ٣ نقطة إنت قولتلي أنا مستعد اعمل اي حاجة عشان تسامحني وأنا قولتلك شرطي مش عايز خلاص أنت حر بيني وبينك حساب هنقف فيه قدام ****
,
, بلع خالد لعابه كلمتها الاخيرة ارجفت كيانه .. نظر لها غاضبا يشعر بالعجز وهو ليس بشخص عادي ليشعر بالعجز أمام امراءة ٤ نقطة دس يديه في جيبي بنطاله يغمغم في حدة :
, - أنا نفسي اعرف راسك فيها ايه هتستفادي ايه ٣ نقطة أنا قولتلك مستعد احققلك كل أحلامك ٤ نقطة اشمعني الطلب دا
,
, ابتسمت في غل تكتف ذراعيها امام صدرها تهتف بنبرة قاطعة :
, - و**** دا اللي عندي ٣ نقطة ومش هرجع في كلامي موافق أنت حر مش موافق أنت بردوا حر
,
, نظر خالد لها مطولا يحاول فقط استشفاف فيما تفكر تلك السيدة ولماذا تصر علي رأيها بتلك الطريقة ٤ نقطةشد علي اسنانه يتمتم بغيظ:
, - ماشي يا شهد وأنا موافق بس في السر ومن غير ما حد يعرف ٣ نقطة أنا راجل متجوز وما عنديش اي استعداد اني اخسر مراتي
,
, قصد جرحتها بتلك الكلمات القاسية علها فقط تتراجع عن قرارها كان متأكد انها بالطبع لن توافق ليراها ترفع رأسها قليلا تنظر لعينيه بتحدي تردف مبتسمة :
, - وأنا موافقة ٥ علامة التعجب

الجزء الأربعون


,
, منذ أن صعدا الي غرفتهم وهي تجلس بهذا الوضع علي الأريكة تربع ساقيها تعود برأسها للخلف تستند به علي مسند الأريكة الوثير تغوص فيه برأسها ٣ نقطة حتي ثيابها لم تبدلها ٤ نقطة ضحك بخفة علي ما تفعل ليجلب لها أحد الأقراص الطبية المسكنة وكوب ماء ٣ نقطة اقترب يجلس علي الأريكة جوارها يغمغم بصوت هادئ :
, - خدي دا هيدي الصداع شوية
,
, فتحت عينيها تتحرك برأسها ناحيته ابتسمت تتناول القرص من يده تبتلعه بالماء لتعاود إسناد رأسها علي الاريكة من جديد تغمض عينيها ابتسمت تهمس بخفوت تعب :
, - شكرا يا زيدان ٤ نقطة حقيقي دماغي هتنفجر مش فاهمة ازاي بني آدمة يبقي عندها قدرة الرغي دي ٣ نقطة دي بتتكلم الف كلمة في الثانية
,
, ضحك بخفة علي ما تقول لتتوه عينيه في قسمات وجهها الهادئة وهي تجلس بتلك الاريحية وابتسامة صغيرة تعلو ثغرة تاهت عينيه في صحراء عشقها الحارة لا يجد حتي عابر سبيل ينقذه منها ٤ نقطة فتحت عينيها حين شعرت به يطيل النظر إليها ابتسمت خجلة تهمس بخفوت :
, - بتبصلي كدة ليه
,
, حرك رأسه نفيا بخفة لا يجد ما يقوله ٣ نقطة فقط ابتسم اعتدل في جلسته يستند بظهره الي ظهر الاريكة يجذب رأسها بخفة لتسكن علي كتفه ٤ نقطةابتسمت تتنهد حائرة لتهمس له بعد لحظات :
, - خطك حلو أوي
, قطب جبينه متعجبا من جملتها لتتوسع عينيه فجاءو التفت برأسه لها يسألها مذهولا :
, - انتي لقيتي الدفتر بتاعي
,
, ابتعدت عنه مرتبكة اخفضت رأسها ارضا تحرك رأسها إيجابا تكاد تبكي ٣ نقطة هل تري سيغضب همست بصوت خفيض مرتعش :
, - ااا ٣ نقطة اانا ما كنش قصدي افتش في حاجتك ٣ نقطة أنا بس يوم فرحنا ما كنش جايلي نوم ٤ نقطة فضول بدأت افتش في المكتب الصغير اللي فئ الأوضة وشوفته
,
, الآن فقط وضح الأمر فهم سر تغير لينا من ناحيته اليوم التالي لزفافهم ٤ نقطة بينما ابتلعت لينا لعابها متوترة ٤ نقطة وقع الدفتر في طريقها مصدافة وحين فتحته توسعت عينيها صفحات الدفتر بأكمله لم يكن فيها سوي كلمتين
, ( لوليا ٥ نقطة بحبك )
, لم تكن فقط كلمات مكتوبة بل احرف مرسومة باحترافية ومهارة عالية ٤ نقطة زيدان يجيد رسم الخطوط العربية القديمة لم تكن تعرف ٣ نقطةلم يخبر بها احد ربما هي موهبته السرية يحب الاحتفاظ بها لنفسه أعادت خصلاتها خلف أذنيها حركة معتادة تفعلها دائما حين تتوتر او تخجل ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا يردف برفق :
, - عجبك خطي
, ابتسمت تحرك رأسها إيجابا فركت يديها تغمغم خجلة :
, - اوي ٣ نقطة ما كنتش اعرف اني شخص مهم اوي كدة في حياتك
,
, خرجت منه ضحكة خفيفة خافتة تحرك برأسه ينظر لقسمات وجهها الساكنة علي كتفه يهمس عاشقا :
, - حد مهم في حياتي ٣ نقطة انتي كل حياتي ٣ نقطة انتي روحي اللي من غيرها ميت
,
, رفعت عينيها لتتصادم بمقلتيه اتحدت زرقائه بغروب عينيها القاتم كسماء صافية تخللتها أشعة العشق الحمراء القانية ٤ نقطة لحظات طويلة نسيا الدنيا وما فيها ٣ نقطة لتهمس هي بحذر :
, - زيدان ٣ نقطة إنت قولتلي أنك هتحكيلي عن حياتك ..
,
, عاصفة هوجاء من الألم اكتسحت عينيه رأت عرق قاتم ينفر في فكه بعنف ٤ نقطة بلع لعابه تنهد بحرقة ليميل بجسده يضع رأسه فوق قدميها ٣ نقطة تنهد يهمس بحرقة يقص عليها معاناة ماض لم ينساه ابدا :
, - ابويا لما مات او استشهد كان عندي وقتها سبع سنين مالحقتش اشبع منه ٣ نقطة كنت لسه *** صغير كانت شايف أمي منهارة عياط ٤ نقطة لمدة طويلة سنة تقريبا كان حياتنا أنا وأمي هادية كانت أمي ما بتخرجنيش من حضنها كنت دايما اسمع منها أنت عوضك **** ٤ نقطة كل دا اتقلب في لحظة ٣ نقطة لحظة عمري ما هنساها ٤ نقطة يوم ولادتك كان نفس حفل تكريم ابويا ٤ نقطة واحنا راجعين في الطريق وقفت قدامنا عربية
, Flash back
, خرجت لوجين من المستشفي بصحبة زيدان الصغير ركبت سيارتها متجهه الي منزل والدها لتجد سيارة تسد عليها الطريق
, نزلت من سيارتها تنظر للفاعل بغضب لتجد رجل طويل القامة مفتول العضلات ذو نظرات حادة ثاقبة : لوجين رفعت محفوظ ٥ نقطةارملة المقدم زيدان الحديدي
, هزت رأسها ايجابا بدهشة ليمد الرجل يده ليصافحها مبتسما بخبث : معتز السروجي
, Back
, تنهد يزفر انفاسه الحارة بحرقة يكمل متألما :
, - معتز السروجي ٣ نقطة اسم ظهر فجاءة وبدأت يتكرر كتير في حياتي بقي بيجي عندنا كل يوم تقريبا ٣ نقطة دايما جايب معاه لعب وهدايا ٣ نقطة يقولي يا حبيبي أنا زي بابا ٣ نقطة كنت بخاف منه اوي نظرة عينيه كانت بترعبني ٣ نقطة امي اللي ما كنتش بتخرج من البيت ٣ نقطة ما بقتش بشوفها خالص ٣ نقطة علي طول برة او بتتكلم معاه في التيلفون وبتضحك ٣ نقطةلحد ما في يوم لقيتها جاية تقولي ٣ نقطة زيدان يا حبيبي أنا وعمو معتز اتجوزنا ٣ نقطة عمو معتز هيبقي بدل بابا
, لسه فاكر الابتسامة اللي كانت علي وشه ابتسامة شيطان ٤ نقطة شوفت ايام اسود مما تتخيلي ٣ نقطة كان دايما بيقولي أنا بكره ابوك وهطلع كرهي ليه فيك ٤ نقطةخدنا وسافر برة مصر عشان خيلاني ما يعرفوش يمعنوه من اذيتي ٣ نقطة لما سافرنا اقنع مراته أنه يرميني في مدرسة داخلي ٣ نقطةلما روحت المدرسة كان الكل بيعاملني معاملة بشعة ٣ نقطة اللي عرفت بعد كدة أنه كان بيدفع فلوس للمشرفين عشان يضربوني ٣ نقطة وما يدونيش اكل ٤ نقطة في عز التلج ما كنش عندي ادفي ٣ نقطةلحد لحد
,
, ارتجفت حدقتيها بعنف يتذكر تلك الحادثة البشعة التي مر بها لتنهمر دموع قاسية عنيفة من مقلتيه وصوت صرخات *** صغير يدوي في رأسه :
, - لااااا أبعد عني الحقوني حد يلحقني يا ماااامااا
,
, انتفض علي يد لينا تمسد علي شعره برفق تسأله بألم مشفقة علي حاله :
, - لحد ايه يا زيدان
,
, حرك رأسه نفيا يمسح دموعه بعنف لن يخبرها بتلك الحادثة البشعة ابدا ٣ نقطة لالا لن يفعل شد علي اسنانه يكمل ما يقول :
, - صعبت علي مشرف من المشرفين وعرف يوصل لابوكي ٣ نقطة وقاله علي اللي بيحصلي بعدها بيوم تقريبا لقيت ابوكي ٣ نقطة اللي فاكره كويس أن ابوكي خير لوجين هانم بين انها تختارني او تختار جوزها ٤ نقطة فاختارت جوزها ومن ساعتها وأنا عايش عندكوا ضيف رخم
,
, حركت رأسها نفيا بعنف تنساب دموعها تغرق وجهها تحرك يدها علي رأسه برفق تهمس له بنبرة خافتة حانية :
, - أنت عمرك ما كنت ضيف رخم يا زيدان أنت عارف بابا وماما بيحبوك قد ايه
,
, رفع رأسه يعتدل في جلسته ينظر لمقلتيها يتمتم مبتسما في ألم :
, - طب وانتي ٣ نقطة من ضمن اللي بيحبوني ٣ نقطة
,
, ابتسمت تفرك يديها متوترة تحاول الا تنظر لعينيه ماذا تقول تحبه تكرهه هي بذاتها لا تعلم مشاعرها مبعثرة كأنها في دوامة متاهةة لا مخرج تتخبط فيها بين عشق وخوف بلعت لعابها تهمس بصوت خفيض متوتر :
, - أنا ما بكرهكش يا زيدان ٣ نقطة أنا ليا ذكريات كتير حلوة معاك ٤ نقطة لولا بس اللي كنت عايز تعمله
,
, قطعت كلامها حين امسك بذراعيها نظرت له سريعا لتراه ينظر لمقلتيها يردف سريعا بتصميم :
, - و**** أنا ما عملت حاجة ٣ نقطة مش أنا يا لينا صدقيني ٣ نقطة أنا كنت متصاب اصلا من اللي حصل قبلها مش أنا ٣ نقطة و**** مش أنا
,
, قطبت جبينها تنظر لعينيه تري الصدق يصرخ فيها كأنها يخبرها فقط استمعي له ولكن كيف هو ليس هو ٣ نقطة لا تفهم شيئا ٣ نقطة ابتسمت متوترة تحرك رأسها إيجابا لتتملص من بين ذراعيه تهمس متوترة :
, - أنا هروح أنام تصبح علي خير
,
, تحركت تود الذهاب للداخل لتشعر بيده تقبض علي رسغها برفق نظرت له سريعا وقبل أن تعي ما يحدث كان يضمها له يدفنها بين اضلاعه ٣ نقطة يهمس لها بشغف :
, - أنا فتحتلك كل جروحي القديمة عشان عايز أبداء معاكي صفحة جديدة من الليلة نرمي اي ماضي مهما كان صعب بعيد عننا ٤ نقطة أنا وانتي بس صفحة بيضا مع الدنيا ٣ نقطة تقبلي تبقي مراتي وروحي وكل حياتي ٣ نقطة ونكمل جوازنا
,
, توسعت عينيها تشعر بخافقها يكاد ينفجر من عنف دقاتها المتوترة المرتبكة لم ترفض همست بصوت خفيض :
, - موافقة نفتح صفحة جديدة مع الدنيا ونرمي الماضي ورا ضهرنا
,
, توسعت ابتسامته لتشهق فجاءة حين حملها بين ذراعيه نظرت له متوترة وجله لتري ابتسامته تتسع يهمس في عبث :
, - نسيتي أهم جملة في كلامي ٣ نقطة ونكمل جوازنا
, قالها ليدخل بها الي غرفتهم صافعا في وجوهنا جميعا
,
, علي فراشه تنتظره تمسك بكوب قهوة ساخن وكتاب عن علم النفس تقرأ فيه ٣ نقطة تنظر للساعة بين حين وآخر لما تآخر كل تلك المدة ٣ نقطة صوت الباب حين انفتح جعلها تنظر سريعا ناحيته ابتسمت حين رأته يدخل الي الغرفة لتختفي ابتسامتها حين رأت ملامح وجهه المجهدة التعبة ٣ نقطة وقبل أن تنطق بحرف اقترب منها يهرول في خطواته يلقي نفسه بين احضانها يختبي في جوف قلبها يخبي في جوا روحها الحانية علها تحنو علي قلبه المجهد المثقل هما والصمت ثالثهم لحظات طويلة من الصمت المخيف أرادت أن تنطق بحرف لتكسره ٣ نقطة ولكن فجاءة توسعت عينيها في ذهول حين سمعت صوت بكائه ٣ نقطة خالد يبكي بين أحضانها يشدد علي عناقها كطفل صغير بين أحضان امه ٣ نقطة لحظات وبدأ صوت بكائه يعلو حرفيا كان ينتحب كطفل ضائع خائف مشتت ٣ نقطةضمت رأسه بعنف لصدرها تسأله بلوعة :
, - خالد أنت بتعيط ٤ نقطة خالد مالك يا خالد
, شعرت بيديه تعتصران جسدها يدفن روحه بين ثنايا روحها سمعت صوته المتألم من بين شهقاته العنيفة :
, - سامحيني يا لينا ٣ نقطة عشان خاطري سامحيني ٣ نقطة كنت فاكر أن الدنيا هيرحمني لما شعري يشيب ٣ نقطةبس كنت غلطان كل ما اكبر المصايب بتكبر ٣ نقطة أنا آسف حقك عليا ٣ نقطة آسف و**** آسف
,
, حركت رأسها إيجابا لا تفهم لما عليها ان تسامحه شددت علي عناقه تهمس له سريعا بولعة :
, - مسمحاك يا حبيبي و**** مسمحاك ٣ نقطة عشان خاطري ما تحرقش قلبي عليك يا خالد في اي
, مصايب ايه اللي حصلت طمني يا حبيبي
,
, لم يستجيب لاي امر بالكلام فقط يحرك رأسه نفيا ابتعد عنها يعتدل جالسا يميل ناحيتها يقبل جبينها قبلة طويلة تساقطت معها ما بقئ من دموعه المتمردة يهمس لها بألم :
, - آسف علي كل اللي عملته فيكي ٣ نقطة آسف علي كل جرح كنت السبب فيه ٤ نقطة لو بس تعرفي أنا بحبك قد أيه ٣ نقطة أنا تعبان يا لينا وحضنك هو دوايا الوحيد بحلفك بغلاوة كل لحظة حلوة بينا ما تخرجيني من حضنك ابدا
,
, خالد ينهار تلك الجملة الوحيدة التي تتردد في عقلها ٤ نقطة انتفض فؤادها ينبض ذعرا عليه انتفضت تقبض علي سترته تسأله فزعة متلهفة وجلة :
, - مالك يا خالد في اي يا حبيبي ٣ نقطة عشان خاطري ما تعملش كدة ٣ نقطة أنا مسمحاك مسمحاك من زمان بس ما تعيطش وحياتي عندك ما تعملش كدة
,
, نظر لها مطولا لتمد يديها تمسح وجهه بحنو تهمس له :
, - عشان خاطر بسبوستك حبيبتك اضحك ٣ نقطة
,
, ابتسم ابتسامة صغيرة ينظر لها ممتنا اراح رأسه علي صدرها يخرج تنهيدة حارة من بين طيات قلبه المثقل بالهموم يهمس لها عاشقا :
, - بحبك يا أحلي حاجة في عمري وهفضل احبك لحد ما يخلص عمري
,
, في غرفة مايا تتحرك هنا وهناك تنظر من شرفة غرفتها قلقة عليه منذ الصباح وهو لم يعد ٣ نقطة أين ذهبت ولما تأخر تكاد تموت قلقا عليه ٣ نقطة توسعت ابتسامته تنظر بتلهف لسيارته التي وقفت في حديقة منزل عمها ٤ نقطة خرجت سريعا من الغرفة تنتظره في الممر تبحث عنه بعينيها بتلهف ٤ نقطة لتراه يقترب يلقي سترة حلته فوق كتفه ازرار قميصه معظمها مفتوح ملامحه مجهدة حزينة شاحبة يتحرك بخطي متخبطة متعبة ٣ نقطة ابتسم ساخرا ما أن رآها وقف امامها يلقي سترته علي عضده يتمتم متهكما :
, - ايه يا عروسة صاحية لحد دلوقتي ليه كنتي بتكلمي العريس
,
, ألمتها نبرة السخرية في صوته ٣ نقطة يحبها وتري ذلك في عينيه نظرت لمقلتيه تتحداه بنظراتها الغاضبة تهمس له بغيظ :
, - في ايه يا أدهم ٣ نقطة أنت ليه بقيت بتعاملني بالطريقة دي
,
, احتقنت الدماء في عينيه وصورتها وهي تبتسم لذلك العريس تشتعل امام عينيه لم يشعر بنفسه سوي وهو يجذبها يدخل بها الي غرفتها يغلق الباب عليهم صدم ظهرها بعنف بالباب المغلق الذي اوصده جيدا بالمفتاح ٤ نقطة جسده يرتعد من شدة ما يعصف بروحه من غضب وقهر وعشق مؤلم يستنزفه ٤ نقطة شد علي قبضته يطحن أسنانه يهسهس حانقا :
, - عايزة تعرفي في ايه ٣ نقطة أنا بحبك ومن زمان ٣ نقطة من زمان اووووي ٤ نقطة أنا مش اخوكي يا مايا ولا عمرك كنت
,
, اتسعت ابتسامتها ليقطب جبينه متعجبا ذلك لم يكن رد الفعل الذي توقعه تماما لتفجأه حين ارتمت في صدره تحاوط عنقه بذراعيها تهمس في سعادة :
, - ياااااا اخيرا يا اخي نطقت دا أنا كنت قربت انتحر ٤ نقطة أنا عارفة انك مش اخويا ومن زمان اوي ٣ نقطةأنا كمان بحبك ٣ نقطة بحبك اوي يا أدهم
,
, توسعت عينيه تشتعل غضبا تعلم ٤ نقطة تعلم كانت تعلم طوال تلك المدة الماضية أنه ليس شقيقها ابعدها عنه يمسك ذراعيها يسألها مذهولا في حدة :
, - يعني ايه عارفة ومن امتي وازاي بتقولي انك بتحبيني أنا مش فاهم
,
, بلعت لعابها تنظر متوترة اخفضت عينيها تخبره بحقيقة مشاعرها ناحيته منذ القدم وتأكدت منها حين سمعت والدها مصادفة يتحدث مع عمها عن انه ليس شقيقها ٤ نقطة ونصائح صديقتها بأن تجعله ينفجر ويعترف لها ٤ نقطة صمتت ما أن انتهت لحظات طويلة لتسمع بعدها ضحكاته تعلو ٣ نقطة ضحكات خالية من الضحك مشبعة بالألم والغضب ٣ نقطة امتعضت ملامحها ألما حين شعرت بكفيه تكاد تعتصر ذراعيها رفعت وجهها تنظر له متألمة لتري ملامح وجهه تتوحش غضبا يهمس بصوت حاد غاضب مغتاظ حانق :
, - يعني عارفة ٤ نقطة من زمان وبتلعبي بمشاعري عاجبك العذاب اللي كنت فيه مش كدة ٣ نقطة لا ومش بس كدة رايحة تتخطبي لواحد تاني عشان تغظيني ٣ نقطة بتسمعي نصايح صاحبتك وعيزاني انفجر ٣ نقطة اديني انفجرت ٣ نقطة لو تعرفي أنا كنت بعمل ايه عشان ابعد نفسي عنك وأنا شايفك بتكبري قدام عينيا يوم ورا يوم ٤ نقطةعيزاني انفجر انتي حقي يا مايا ومش هسمح لحد ابدا ياخد حقي مني ٣ نقطة حق عذابي سنين هاخده منك دلوقتي حالا ٤ نقطة
,
, قالها بهسيس مرعب مخيف لتتوسع عينيها فزعا لم تفهم ماذا يقصد الا حين شعرت له يحملها فجاءة بين ذراعيه متجها بها الي الفراش ٤ نقطة حاولت الصراخ ليكمم فمها سريعا ينظر لها في غضب نظرة شيطانية تخبرها ان القادم أسوء
,
, في غرفته يتمدد علي فراشه في الظلام يبحث بين صوره عنها ٣ نقطة تلك الصور التي يلتقطها لها علي غفلة وهو يراقبها كل يوم وليلة أينما ذهبت هي حقه وهو لن يتنازل عنه مهما اعترض والده ٤ نقطة بحث في هاتفه عن صفحتها علي موقع التواصل الاجتماعي ليجد صورة لها وهي ترتدي فستان انيق ٣ نقطة تلك الصورة في عيد ميلاد لينا ٤ نقطة يتذكر فستانها جيدا ٤ نقطةاشتعلت دمائه الغاضبة من الأساس يشعر بالغيرة تنهش قلبه ليدخل علي المحادثات بعث لها رسالة غاضبة :
, - شيلي صورتك من علي الفيس احسنلك
,
, لحظات واتاه الرد شعر بارتجافة احرفها وهو يقرأه :
, - لو سمحت يا دكتور حسام مالكش دعوة بحياتي والا و**** هقول لعمي وهو هيتصرف معاك
,
, ابتسم حسام غاضبا يحرك يده علي الأحرف بعنف يرسل لها :
, - انتي فكراني هخاف شيلي صورتك لهتلاقيني تحت بيتكوا دلوقتي
,
, حظرته من المحادثة دون رد ٤ نقطة لتشتعل عينيه غضبا جعله يقفز من فراشه يلتقط مفاتيح سيارته وهاتفه عازما علي الذهاب إليها الآن وحالا ٤ نقطة
,
, انتهت مهلة ثباته الزائفة تنصل عقله من اي شئ لا منطق لا صلة لا تعقل لا يري امامه سوي شريط عذابه يوما بعد وهي تكبر امام عينيه من طفلة ساذجة صغيرة الي فتاة شابة بها من الانوثة ما يطيح بثبات القديس ٣ نقطة كانت تعرف إذا ٣ نقطة تعرف وتتلذذ بعذابه ٣ نقطة تراه ينهار وتقف هي تضحك في الزاوية ٣ نقطة لم يكن يفكر في شئ سوي في امتلاكها ٣ نقطة ان يشبع روحه بتلك الوجبة الدسمة التي طالما تمناها ٣ نقطة ثمرته المحرمة بين يديه وحان وقت التهامها ٣ نقطة عملت يسراها علي ابقاء فمها مغلقا ٣ نقطة بينما تحاول يمناه بوحشية تمزيق تلك الملابس ٣ نقطة وهي تتلوي بعنف تنظر له مذعورة تبكي تنهار دموعها بلا توقف ٤ نقطة لا تصدق أن أدهم يحاول اغتصابها ٤ نقطة توقفت عن المقاومة سكن جسدها تماما ليقطب جبينه يرفع وجهه اليها ليراها تترجاه بنظراتها ٤ نقطة أزاح يده ببطئ من فوق فمها ليسمعها تهمس بجملة واحدة :
, - عشان خاطر بابا يا أدهم
,
, جحظت عينيها وصورة حمزة تنفجر فجاءة أمام عينيه ٣ نقطة حمزة ابيه الشخص الذي انتشله من دار الأيام ٣ نقطة لم يقرف في معاملته يوما بينه وبين ابنته ٤ نقطة من جعل له اسم ومكانة وشأن يكن هذا رد جميله يحاول اغتصاب ابنته ٤ نقطة انتفض بعنف يرجع بظهره للخلف ٣ نقطة سقط علي ظهره ارضا بقسوة ينظر ناحيتها مذعورا خائفا كأنها وحش مخيف يعود للخلف يحاول الابتعاد عنها الي أن ارتطم ظهره بعنف بالحائط خلفه أخفي وجهه بين كفيه يتنفس بعنف ٣ نقطة اغمض عينيه يشد عليهما كاد أن يخون ثقة والده يطعنه في ظهره بعد ما كل ما فعله له ادمعت عينيه يشعر بالخزي والعار من نفسه ٤ نقطة لحظات ساعات دقائق قبل أن يرفع وجهه لها ٤ نقطة رماها بنظرة اشمئزاز واحتقار من حاله قبل حالها ٥ نقطة وقف يسمح دموعه بعنف نظر لها يتمتم في سخرية :
, - اللي حصل من شوية تنسيه ما حدش هيصدقك اصلا لو حكيتيه أنا لو ندمت علي حاجة في يوم ٣ نقطة يبقي أندم علي أن في يوم حبيتك ٤ نقطة انتي من اللحظة دي ٣ نقطة اختي حبيبتي وأنا بنفسي اللي هسلمك لعريسك ٣ نقطة تصبحي علي خير
,
, قالها ليخرج من الغرفة يغلق الباب خلفه في هدوء ٣ نقطة لتنكمش هي تضم ركبتيها لصدرها تضع يدها علي فمها تكبح صوت بكائها العنيف ٣ نقطة
,
, وقف بسيارته أسفل منزلها ٤ نقطة ابتسم في خبث يلتقط مجموعة الاوراق الموضوعة في السيارة
, عدل من وضع تلابيب قميصه الأسود ليأخذ طريقه عبر المصعد الي الأعلي لا يزال يحفظ رقم الطابق جيدا لحظات في المصعد الي ان وصل الي الطابق المحدد بخطي واثقة واسعة اخذ طريقه الي باب المنزل ٣ نقطة دق الباب ثلاث دقات متتالية وانتظر ٣ نقطة فقط دقيقة وابتسم في أدب حين رأي تلك السيدة «زوجة عمه » تفتح الباب ٣ نقطة قطبت جبينها متفاجأة ما أن رأته ليبتسم في هو لباقة حمحو يردف بتهذيب :
, - احم مدام تالا مش كدة ٣ نقطة
,
, حركت تالا رأسها إيجابا متعجبة حقا لا تفهم أليس هو الطبيب الذي احضره عمر لابنتهم دب القلق في قلبها لما هو الآن بلعت لعابها تسأله :
, - ايوة ٣ نقطة خير في إيه
,
, ابتسم في لباقة ابتسامة ساحرة صغيرة يقبض علي الاوراق في يده يغمغم في مرح باهت :
, - طب هنتكلم علي الباب دا أنا جاي من مشوار بعيد .. هما كلمتين مش أكتر
,
, ابتسمت تالا في حرج تفسح له المجال ليدخل .. دخل لتتحرك خلفه بعد أن تركت الباب مفتوحا تحسبا لاي حركة مباغتة منه ٣ نقطة ارشدته الي غرفة الصالون ليجلس ٣ نقطة جلس وجلست علي مقعد قريب منه ابتسمت تسأله متعجبة :
, - خير يا دكتور في ايه
,
, ابتسم حسام في بشاشة يشير لنفسه مردفا :
, - حسام .. اسمي حسام ٣ نقطة أنا كنت جاي ادي الآنسة سارة الورق بتاعها
,
, أوراق ٣ علامة التعجب رددتها تالا في عقلها متعجبة عن اي اوراق يتحدث حمحمت تعاود سؤاله مرة أخري :
, - ورق ايه معلش مش فاهمة
,
, وضع الأوراق علي الطاولة يحافظ علي ابتسامته اللبقة يردف في هدوء:
, - ابدا من كام يوم كنت معدي بالصدفة في شارع قابلت سارة بنت حضرتك وكان في شاب بيعاكسها ٣ نقطة موقف جدعنة ليس اكتر ٣ نقطة دافعت عنها ووصلتها الدرس ٣ نقطة وهي نسيت الملازم في العربية
,
, حركت تالا رأسها متفهمة سارة أخبرتها ما حدث أن الطبيب انقذها من شاب غازلها بوقاحة واوصلها لمحاضرتها ولكنها لم تسرد لها كافة تفاصيل ما حدث ٣ نقطة ابتسمت تالا في امتنان تحرك رأسها ايجابا مردفة :
, - ايوة صح ٣ نقطة سارة قالتلي علي اللي حصل ٣ نقطة انا متشكرة جداا يا دكتور ٣ نقطة دي تاني مرة تقريبا تساعد فيها سارة .. حقيقي احنا عاجزين عن الشكر ٣ نقطة ثواني اناديلك سارة تاخد الورق ٣ نقطة بس قولي الأول قهوتك ايه
,
, ابتسم في اتساع وعينيه تلمع بنظرة انتظار مظفرة ٤ نقطة يغمغم في رحابة :
, - مظبوط !
,
, ابتسمت تالا تحرك رأسها إيجابا لتخرج من غرفة الصالون بينما ظل حسام جالسا محله عينيه تتربصان بباب الغرفة ٣ نقطة كأسد ضاري يتربس بفريسته وها هي الفريسة جاءت بقدميها ٣ نقطة تقف امامه عند باب الغرفة تنظر ناحيته كأنه وحش مخيف سيأكلها في قطمة واحدة ٤ نقطة دخلت الي الغرفة تفرك يديها متوترة تحاول التقاط أنفاسها الضائعة ٣ نقطة بلعت لعابها الجاف تهمس متلجلجة :
, - مممساء الخير ٣ نقطة شششكرا علي الورق
,
, لم تسمع منه رد ولو بحرف واحد رفعت عينيها تحاول اختلاس النظر له لتشهق مفزوعة حين رأته في لحظة يقف امامها اشهر سبابته بالقرب من فمه يجذبها بعيدا عن باب الغرفة ابتسم في شر يهمس لها متوعدا :
, - هشششش ٣ نقطةمش قولتلك شيلي الصورة احسنلك ٣ نقطة فكراني هخاف من عمك ٣ نقطة بتعمليلي أنا بلوك ٣ نقطة اديني جوا بيتك ٣ نقطة صدقتي كلامي
,
, حركت رأسها إيجابا سريعا بلا توقف تضع يدها علي فمها تنظر له مذعورة لينظر هو في لمحة سريعة ناحية باب الغرفة ليتأكد أن المكان فارغ وزوجة عمه لا تزال في المطبخ ٣ نقطة ابتسم في خبث يعاود النظر لسارة يردف مستسمعا :
, - تشيلي البلوك ٣ نقطة وتشيلي صورتك الحلوة يا حلوة ٤ نقطة واللي اقوله يتنفذ بالحرف ٣ نقطة المرة الجاية مش أنا اللي هاجي ٣ نقطة انتي اللي هتجيلي فاهمة ٣ نقطة وابقي سلميلي علي عمك خالد
,
, قالها جملته الاخيرة في تحدي ساخر ليعود الي مكانه جلس علي الأريكة لحظات ووجد تالا
, تدخل الي الغرفة تحمل كوب قهوة وضعته امامه نظرت لابنتها التي تقف بعيدا لتقف جبينها متعجبة :
, - ايه يا سارة واقفة بعيد كدة ليه .. مش تسلمي علي دكتور حسام ٣ نقطة وتاخدي الورق بتاعك
,
, ظلت سارة واقفة مكانها كأن قدميها التصقت في الأرض بغراء حاد ٣ نقطة لتحمحم تالا في حرج نظرت لحسام تتمتم :
, - معلش يا دكتور اصل سارة خجولة شوية
,
, ابتسم حسام في لباقة يحرك رأسه إيجابا لتأخذ تالا الاوراق تعطيها لابنتها ٣ نقطة بينما التقط حسام كوب القهوة فقط رشفة واحدة ووضعه مكانه وقف مد يده يصافح تالا يردف مبتسما في حرج :
, - أنا طبعا بعتذر علي الزيارة المتأخرة دي بس يادوب خلصت شغل وجيت ٣ نقطة قولت يمكن آنسة سارة تبقي محتاجة الورق ٣ نقطة بعتذر مرة تانية ٣ نقطة
,
, صافحته تالا تبتسم بدورها محرجة تردف :
, - لا ابدا يا دكتور حضرتك شرفتنا .. وحقيقي شكرا علي مساعدتك لسارة اكتر من مرة
,
, استأذن حسام يغادر ٣ نقطة قبل أن يرحل وجه لها نظرة متوعدة تنذرها بالاسوء أن لم تنفذ ما يقول ٤ نقطة لتفر الي غرفتها توصد بابها ٣ نقطة استندت علي الباب المغلق تتنفس بعنف دقات قلبها علي وشك أن تنفجر خوفا من ذلك الشاب وحديثه الغريب ٣ نقطة والشبه المحير بينه وبين عمها ٤ نقطة التقطت أنفاسها الخائفة لتتوجه الي الفراش تندث تحت اغطيته كطفل صغير رأي شبحا مخيفا ويهرب منه ٣ نقطة ادمعت عينيها تحتضن جسدها تحاول أن تُشعر نفسها بالأمان تفتقد سارين دائما ما كانت تحنو عليها في تلك الأوقات العصيبة ولكنها الآن بمفردها !!
,
, في صباح اليوم التالي ٤ نقطة في شركة السويسي للمقاولات ٣ نقطة يجلس عمر خلف مكتبه من المفترض أنه يطالع اوراق الصفقة أمامه ولكن عقله في مكان آخر سافر بعيدا حيث المجهول عثمان اتصل به ليلة أمس يطلب منه ٣ نقطة يد ابنته للزواج التمس في نبرة صوته الرجاء ، الضغف ، الانهزام ٣ نقطة يتذكر آخر عبارة قالها عثمان قبل أن ينهيا المكالمة :
, - طبعا حضرتك ليك كامل الحق أنك تجوز حضرتك لشخص سليم مش عاجز مشلول ٣ نقطة صدقني هيبقي ليك كل الحق لو رفضت
,
, تنهد يزفر في حيرة ٣ نقطة سارين وعثمان علاقة معقدة هو حقا لا يفهمها ابنته طفلة كيف يخاطر بها ٣ نقطة ولكن ما فعلوه هو ووالدتها بالطفلة يحتاج لترميم لتعد كما كانت طفلة من جديد ٣ نقطةتنهد حائرا يخلل أصابعه في خصلات شعره بعنف ٣ نقطة ليرفع سماعة الهاتف يردف بجملة واحدة :
, - تعالي يا تالا عايزك
,
, قالها ليغلق الخط ٣ نقطة لحظات وسمع صوت الباب يدق ودخلت تالا وقفت بالقرب من المكتب ترفع رأسها قليلا في إيباء تردف في عملية جافة :
, - خير يا مستر عمر
,
, ابتسم عمر يآسا يشير بعينيه للمقعد المقابل لمكتبه يغمغم بحذر :
, - اقعدي يا تالا في موضوع مهم عايز اتكلم معاكي فيه بخصوص سارين
,
, توسعت عيني تالا ذعرا علي ابنتها ٣ نقطة الا يكفيها سارة التي بالكاد تتعافي حالتها تزداد غرابة ولا تعرف لما ٣ نقطة والآن سارين اقتربت بتلهف من المكتب تنظر لعمر بشراسة تصيح في حدة خوفا علي ابنتها :
, - مالها سارين يا عمر ٣ نقطةصدقني لو اذيت البنت او عرفت أن حصلها حاجة بسببك هقتلك
,
, ابتسم عمر معجبا بشراسة زوجته في الدفاع عن ابنتهم ليعود بظهره الي ظهر المقعد يكتف ذراعيه امام صدره يردف في سآم :
, - خلصتي خلاص اتفضلي بقي اقعدي ٣ نقطة عشان اقولك اللي حصل
,
, نظرت تالا لعمر في غيظ ٣ نقطة لتجلس علي المقعد تنظر له باهتمام تلك المرة حين بدأ يقص عليها جل ما حدث في الفترة الماضية ٣ نقطة لتتوسع عيني تالا في صدمة ابنتها تحب عثمان منذ متي وكيف لم تلاحظ !! ٤ نقطة لينا كانت محقة حين اخبرتها أن علاقتها بابنتيها علاقة رسمية تفتقر الي روح الصداقة والأمان ٤ نقطة بلعت لعابها الذي جف فجاءة من الصدمة تنظر لعمر مذهولة تحرك رأسها نفيا بعنف :
, - لا طبعا مستحيل اوافق علي الهبل دا سارة لسه صغيرة من ناحية ٣ نقطة ومن الناحية عثمان ٣ نقطة مش كفاية اخلاقه اللي ما يعلم بيها الا **** ٣ نقطة كمان بقي عاجز مشلول ٣ نقطة لالالا أنا مش موافقة ومستحيل اوافق
,
, قبل ان يجيب عمر صدح صوت هاتف تالا المحمول نظرت له لتعاود النظر لعمر حمحمت تبتسم في اصفرار :
, - هرد علي سارة ثواني عشان هتلاقيها جت برة
,
, توسعت ابتسامته تلمع عينيه بتلهف يسألها سريعا بشوق :
, - سارة برة بجد
,
, قلبت تالا عينيها في سخرية ٣ نقطة نظرت له تتمتم في جفاء قاسي :
, - ما البركة فيك ٣ نقطة عقدت سارة وخدت سارين ٣ نقطةالبنت بقت بتترعب تقعد لوحدها فس الشقة
,
, تأكد عمر في تلك اللحظة من تلك المقولة أن الكلمات لها مفعول الرصاص وربما أشد قسوة منه ٣ نقطة كور قبضته يشد عليها ليري تالا تخرج من الغرفة اتجه سريعا الي حائط الغرفة الزجاجي المطل علي غرفة تالا يزيح ستارة الأسود المخملي ٣ نقطة لتظهر ابنته سارة تقف بالقرب من والدتها تبتسم ابتسم في ألم ينظر لطفلته بحسرة ٣ نقطة لم يستطع كبح زمام قلبه ٣ نقطة خرج من الغرفة مهرولا اليها ٤ نقطة وقف خلف تالا لتجحظ عيني سارة في ذعر ما أن رأته وضعت يدها علي فمها تنساب دموعها في جزع ٣ نقطة لتنظر تالا خلفها سريعا احتدت عينيها غضبا ما أن رأت عمر لتصيح فيه بحدة :
, - عمر لو سمحت اتفضل ارجع مكتبك ٣ نقطة أنا كلها شوية وهاخد البنت وامشي ٣ نقطة
,
, وقف ينظر لابنته قي شوق يتخلله ألم يعتصر خلجات قلبه من مشهد طفلته المذعورة ٣ نقطةنظر لتالا في غيظ ليعاود النظر لابنته اشار الي بقعة فارغة علي الأرض امامه كتف ذراعيه يغمغم في حدة :
, - سارة تعالي هنا ٤ نقطة
,
, حركت رأسها نفيا تقف خلف والدتها تتعلق بذراعها من الخلف لتضطرب حدقتي تالا من غضب عمر المفاجئ ٤ نقطة وقبل أن تنطق بحرف صدح صوت عمر عنيفا مخيفا :
, - تعالي يا سارة
,
, نظرت سارة في ذعر تتوسل والدتها لتري القلق والتوتر يسود عيني والدتها ٤ نقطة اقترب بخطي مرتجفة من تلك البقعة الفارغة تتصارع دقات قلبها ذعرا الا يكفيها حسام والآن والدها ٣ نقطة ما إن وقفت في تلك البقعة ٣ نقطة شعرت بيد والدها تجذبها خلفه الي مكتبه يوصد الباب عليهم فء لمحة لتتوسع عيني تالا في فزع هرولت خلفه ٣ نقطة تحاول فتح الباب ٣ نقطة لتنظر سريعا من خلال زجاج الغرفة تراقب بفزع ما يحدث ٣ نقطة تالا تقف كجرذ مرتعد ليس فقط خائف أمام والدها ٣ نقطة تبكي ترتجف ٣ نقطة ليقترب عمر منها جذبها الي أن جلست علي أحد المقاعد ليجلس علي ركبتيه أمامها اتسعت عيني سارة تنظر لما يفعل والدها مذهولة ٣ نقطة جذب رأسها يقبل جبينها ٣ نقطة نادما حزينا ٣ نقطة لحظات هيئ لها أن رأت والدها يبكي ٤ علامة التعجب ٤ نقطة لالا بل انها حقيقة تأكدت منها بعينها حين رأت دموع تتساقط من عيني والدها ظل صامتا للحظات ليخرج صوته ذبيحا باكيا :
, - سامحيني يا بنتي أنا آسف حقك عليا يا سارة ٤ نقطةكنت معمي والسكينة سرقاني ٣ نقطة ومصدوم ٣ نقطة عارف إن الغلط كله غلطي ٣ نقطة أنا اللي اهملتكوا ٣ نقطة أنا اللي سمحت لعيل صايع دا يدخل حياتك ٣ نقطة أنا اللي دخلت الحية في حياتنا بإيدي ٣ نقطة سامحيني ٣ نقطة أنا عارف إن اللي عملته في حقك صعب ٣ نقطة ذنب لا يُغتفر ٣ نقطة أنا آسف و**** آسف سامحيني يا بنتي ٣ نقطة ما تبصليش بالرعب نظراتك بتكوي قلبي ٤ نقطةعشان خاطري يا سارة سامحيني يا بنتي
,
, ظلت تنظر لوالدها لحظات طويلة تبكي في صمت ٤ نقطة يمر امام عينيها مشهدها وهو يصفعها يجرها بعنف من خصلات شعرها ٣ نقطةاجهشت في بكاء مرير ٣ نقطة لتري دموع عمر تزداد انهمارا ينظر لها يرجوها فقط أن تسامحه ٣ نقطة الي هنا وبلغ بها الضغف مبلغه تحتاج الي من يشد من ازرها من يشعرها بالأمان ٣ نقطة من يخلصها من ذلك المدعو حسام وذلك الرعب الذي يحيطها به ٤ نقطة القت بنفسها في صدر عمر تبكي تنفجر باكية ليبتسم في سعادة تتخل دموعها شدد علي احتضانها لتلف ذراعيها حول رقبته بعنف تهمس من بين شهقاتها العنيفة :
, - أنا خايفة ٣ نقطة خايفة اوي
,
, كلمتها اغترزت في قلبه كوتد حاد النصل شدد بعنف علي احتضانها يمسد علي خصلات شعرها يهمس لها مترفقا :
, - اوعي تخافي لأي سبب يا سارة ٣ نقطة لاء مني ولا من اي من مكان ٣ نقطة ما تخافيش اي حد يحاول بس يدوسلك علي طرف ٣ نقطة قوليلي وأنا اشيلك اسمه من علي وش الأرض
,
, ابعدها عنه يمسح دموعها بكفيه لثم جبينها بقبلة حانية يبتسم في حنو :
, - مسمحاني
,
, بلعت لعابها تنظر له للحظات لتخفض رأسها إيجابا تهمس له بخفوت :
, - بس لسه خايفة منك
,
, علي الأقل سامحته وقريبا سيزيل حاجز الخوف بينهما ربط علي وجنتها برفق ٣ نقطة ليتحرك يفتح باب الغرفة دخلت تالا تنظر لابنتها ٣ نقطة لا تنكر تشعر بالغيرة لأنه استطاع أن يجعل سارة ايضا تسامحه ٣ نقطة والارتياح لتخطي ابنتها ذلك الحاجز ٣ نقطة جلست تالا علي المقعد المقابل لابنتها تبتسم لها ليجذب عمر مقعده يجلس بالقرب من ابنته لف ذراعه حول كتفها يسند رأسها علي صدره يحادث تالا في تروي :
, - دلوقتي هنقول ايه للعريس المتقدم لتالا
,
, ما إن انهي جملته سمع صوت شهقة قوية من سارة التي انتفضت تنظر لوالدها في صدمة تحرك رأسها نفيا بعنف تردف سريعا بتلعثم :
, - عريس ٣ نقطة لاء طبعا ماي ينفعش سارين مش هتوافق ٤ نقطة اصل سارين
,
, وصمتت لم تجرؤ أن تقول لوالدها تحب عثمان ٣ نقطة ابتسم عمر يعبث في خصلات شعرها برفق يردف مبتسما :
, - سارين بتحب عثمان ٣ نقطة أنا عارف كل حاجة يا سارة ٣ نقطة والعريس اللي متقدم لسارين هو نفسه عثمان
,
, توسعت ابتسامة سارة تلمع عينيها فرحة لأجل شقيقتها لتردف سريعا بتلهف :
, - بجد و**** ٣ نقطة دي سارين هتفرح اوي ٣ نقطة اصلا سارين كانت مقررة انها عمرها ما هتتجوز ابدا ٣ نقطة الا لو كان عثمان
,
, نظر عمر لتالا نظرة معناها اخبرتك من قبل ٣ نقطة عاود عمر النظر لابنته يردف مبتسما :
, - سيرو ٣ نقطة روحي يا حبيبتى الكافتريا هاتي عصير وكيك
,
, فهمت سارة أن والدها يرغب في التحدث مع والدتهم بمفردها حركت رأسها إيجابا لتخرج من الغرفة بهدوء تغلق الباب خلفها لينظر عمر لتالا يتنهد حائرا :
, - يا تالا أنا محتار أكتر منك سارين لسه صغيرة ٣ نقطة بس انتي ما تعرفيش حالتها من ساعة ما عثمان حصله اللي حصل منهارة كلمة قليلة ٣ نقطة أنا مش مقتنع بالجوازة دي ابدا ٣ نقطة تالا احنا آذينا البنات اكتر مما تتخيلي كل واحد فينا كان بيفكر بانانية وخصوصا أنا ٣ نقطة كنت بجري ورا سراب ٣ نقطة هي امتحانات الثانوية امتي
,
, تأثرت تالا بكلماته وخاصة حديثة عن ابنتيها تعلم أنها اخطأت وبشدة وها هي تدفع الثمن حمحمت تهمس بخفوت مخزي :
, - بعد بكرة وهتفضل 3 أسابيع
,
, جذب عمر مقعده ليصبح أمام تالا مباشرة نظر لها مطولا كأنه يراها للمرة الأولي ٣ نقطة احمق ضيع جوهرته الثمينة من بين يديه ٣ نقطة حمحم يهتف في جدية :
, - طيب نتفق اتفاق ٣ نقطة ارجعي أنتي وسارة البيت ٣ نقطةخليكي جنب سارين لو قدرت في الفترة دي تتجاوز صدمة عثمان وترجع لحياتها الطبيعية .. يبقي خلاص تمام ٣ نقطة ما تجوزتهاش ساعتها يحلها **** بقي ٣ نقطة وأنا اعتبريني ضيف مش هضايقك ابدا ٣ نقطة أنا بس مش عايز اشوف بناتي مدمرين كدة يا تالا
,
, اقتنعت بكلامه ولكن يبقي جرح أنوثتها فيه حي ينزف نظرت له تتمتم ساخرة :
, - هنقعد تحت سقف واحد واحنا مطلقين
,
, ابتسم عمر في هدوء ليردف باريحيه :
, - انتي لسه في عدتي يا تالا ولا ناسية ٣ نقطة أنا رديتك لعصمتي يا تالا
,
, انتفض قلبها بعنف اثر جملتها لتنظر له سريعا بحدة ٣ نقطةهبت واقفة تنظر له بغيظ ومقت تصيح فيه غاضبة :
, - أنا لو كنت هرجع بيتك تاني هيبقي عشان بناتي مش اكتر ٤ نقطة أنت خلاص خرجت من حياتي يا عمر ٣ نقطة واعمل حسابك أنك هتطلقني تاني ٤ نقطة ومش هيكون في بينا اي تعامل بأي شكل من الأشكال حتي الكلام ما فيش ٣ نقطة عن اذنك
,
, قالتها لتخرج من الغرفة تصفع الباب خلفها بحدة عنيفة لينثني جانب فمه بابتسامة صغيرة خبيثة يتمتم في مكر مشهور لدئ عائلته :
, - هنشوف يا مدام تالا ٣ نقطة حكاية التعامل دي لما ترجعي لحضني تاني
,
, في فيلا خالد السويسي تحديدا في غرفة خالد
, فتحت عينيها بتمهل شيئا فشئ تشعر بثقل يجثم فوق صدرها لتراه كما هو منذ الامس وهو يحتضنها بتلك الطريقة تشعر به خائف أن تهرب منه ٣ نقطة ابتسمت حزينة والقلق يأكل قلبها لما انهار بذلك الشكل ماذا جري لخالد السويسي بذاته حتي ينهار ٣ نقطة مسدت بيدها علي خصلات شعره بحنو مالت تطبع قبلة رقيقة علي جبينه لتري ابتسامة صغيرة ترتسم علي شفتيه ابتسمت تهتف مازحة :
, - أنت صاحي بقي وبتدلع
,
, حرك رأسه نفيا يشدد علي احتضانها يغمغم بصوت متحشرج ناعس :
, - مين قال كدة ٣ نقطة دا أنا حتي نايم وبحلم بالبسبوسة
,
, ضحكت بخفة لتراه يفتح عينيه ينظر لها مطولا بشوق يهمس في شغف :
, - وحشتيني ببقي مش عايز أنام ابدا .. عشان صورتك ما تتشالش من قدام عينيا
,
, ابتسمت خجلة تطبع قبلة صغيرة علي وجنته تهمس له بحنو :
, - أنا بحبك اوي يا خالد ٣ نقطة صدقيني ما عدش فيه كلمات توصف حبي ليك ٣ نقطة بس قولي كان مالك امبارح إنت رعبتني عليك
,
, ابتسم في حسرة يتهكم من حاله ٤ نقطة ليحرك رأسه نفيا يتمتم بشرود :
, - ابدا أنا بس افتكرت مرضي واللي كنت بعمله فيكي ٣ نقطة
,
, حسنا هي حقا لم تقتنع ولكنها لم ترد الضغط عليه اكثر ابتسمت تمسد علي وجنته برفق :
, - حبيبي انسي ٣ نقطة أنا نسيت عدي سنين طويلة ٣ نقطة الماضي خلاص فات بكل حلوه ومره ٥ نقطة ماشي يا حبيبي
,
, ابتسم يحرك رأسه إيجابا تشرد عينيه في الفراغ ٣ نقطة قبل أن ينطق بحرف سمع صوت دقات علي باب الغرفة يليها صوت الخادمة تردف بخفوت :
, - خالد باشا أنا آسفة علي الازعاج ٣ نقطة بس حمزة باشا تحت وعايز حضرتك ضروري عشان هيسافر ٤ نقطة
,
, توسعت عيني خالد في دهشة ليقفز سريعا من فراشه ٤ نقطة القي بضع صفعات قوية من الماء علي وجهه يجففه سريعا ليهبط الي أسفل مهرولا وجد حمزة بجواره كل من أدهم ومايا ٤ نقطة وعدة حقائب سفر ٣ نقطة اقترب من اخيه يسأله قلقا :
, - هتسافر فجاءة كدة يا حمزة في حاجة حصلت ولا ايه
,
, ابتسم حمزة في هدوء يعانق شقيقه يردف في هدوء :
, - ابدا يا سيدي في شغل مهم جدا في الشركة ما ينفعش يتأجل اكتر من كدة ٣ نقطة هنرجع تاني قريب
,
, عانق خالد اخيه بشدة يودعه ٣ نقطة ومن ثم ودع أدهم ومايا ٣ نقطة اتجه حمزة الي بدور التي تجلس علي احد المقاعد البعيدة مد يده يصافحها لتمد يدها متوترة لم تعد لها القدرة علي النظر لعينيه بعد أن قال لها ما قال ٣ نقطة انتفض فؤادها خاصة حين سمعته يردف في هدوء رزين :
, - أنا لسه مستني ردك يا درة سلمي لي علي سيلا وخالد الصغير
,
,
, في شقة جاسر وسهيلة في مدينة الاسكندرية يقف جاسر في منتصف الصالة يشمر عن ساقيه حتي المنتصف جواره سهيلة ترتدي عباءة منزلية ترفعها عند الخصر بمشبك غسيل ٣ نقطة تمسك مكنسة بينما يمسك جاسر ( شرشوبة ) تغرق في بحر من المياة
, يتحرك بها كأنه راقص بالية محترف يغرق الأرض في المياة الممتزجة بالصابون ٣ نقطة نظرت سهيلة له تصيح حانقة :
, - يا جاسر قولتلك استني لما اخلص تنضيف ٣ نقطة عشان الارض ما تبقش كلها طين
,
, ابتسم في اتساع كطفل صغير يلعب في المياة يلاعب حاجبيه مشاكسا ٣ نقطة لتصيح مغتاظة اقتربت منه تود لكمه بعنف لتصيح حين انزلقت في المياة وقبل أن تسقط كان يلف جاسر ذراعه حول خصرها يلتقطها بين احضانه نظرت لعينيه مطولا لتراه يبتسم ابتسامة صغيرة هادئة ٣ نقطة سرعان ما تحولت لاخري عابثة يهتف مشاكسا :
, - أنا شوفت المشهد دا في مسلسل هندي خمس مواسم كانت الحلقة بتبدا وتخلص وهما بيبصوا وتبدأ وتخلص وهما بيبصوا لبعض وتبدأ وتخلص وهما بيبصوا لبعض
,
, ضحكت سهيلة بخفة تحرك رأسها نفيا يآست من أفعال زوجها الغريبة ٣ نقطة صدح صوت هاتف جاسر فجاءة لينفضها من بين ذراعيه وقعت جالسة ارضا تنظر له مذهولة مما فعل ٣ نقطة تشد علي اسنانها مغتاظة ٤ نقطة ليلتقط جاسر هاتفه فتح الخط لتراه يقطب جبينه قلقا ليغمغم بجملة واحدة :
, - أنا جاي حالا
,
, قالها ليغلق الخط ويركض لخارج الشقة بأكملها ٣ نقطة اصابها القلق مما فعل ٤ نقطة حاولت الاتصال به بعد أن خرج مباشرة ولكنه لم يجب ٣ نقطة قررت أشغال عقلها الي أن يأتي أكملت تنظيف شقتهم ٣ نقطة ليصدح صوت الجرس هرولت تفتح الباب لتبتسم ما أن رأت جاسر سرعان ما اختفت ابتسامتها حين أبصرت فتاة تقف جواره يحمل عنها حقيبة ملابس قطبت جبينها تسأله متعجبة :
, - مين دي يا جاسر
,
, نظر جاسر للواقفة جواره ليعاود النظر لسهيلة يتمتم في هدوء تام :
, - شاهيناز مراتي ١٠ علامة التعجب

الجزء الحادي والأربعون


اقتربت الساعة من الظهيرة وهي لا تزال نائمة تستند برأسها علي صدره بإريحيه كطفلة صغيرة بدأت تفتح مقلتيها بخمول ٣ نقطةتتثآب ناعسة وقعت عينيها عليه ينظر لها من اعلي يبتسم في عشق كعادته ٣ نقطة مال يقبل جبينها يهمس لها بصوت خفيض عاشق :
, - صباح الفل يا بندقتي
, ابتسمت خجلة تشتعل وجنتيها بالدماء خاصة حين ادركت انها كانت تنام بين أحضانه هبت جالسة ترتب خصلات شعرها المبعثرة تفرك عينيها من اثر النوم ٣ نقطة نظرت له تبتسم متوترة حمحمت تهمس مرتبكة :
, - صباااح الخير ٣ نقطة زيدااان ٣ نقطة ااااناا آسفة علي اللي حصل إمبارح ٤ نقطة أنا بس لسه محتاجة وقت أكتر
,
, رسم ابتسامة حانية علي شفتيه وقلبه يكاد يتميز من الغيظ ٣ نقطة ما إن تذكر ما حدث بالأمس ما كاد يدخل بها الي الغرفة ظلت تبكي كطفلة صغيرة مختطفة ٣ نقطةلتتنهي الليلة قبل أن تبدأ من الأساس ولكن يبقي سلواه الوحيد أنها لجئت لصدره بملئ إرادتها تختبئ بين أحضانه وتنام كالاطفال ٤ نقطة رسم ابتسامة واسعة علي شفتيه استند بكفيه علي الفراش ليجلس جوارها يغمغم في حنو :
, - حبيبي ما تعتذريش ٣ نقطة احنا مش حيوانات يا لوليا عشان اجبرك تعملي حاجة غصب عنك ٣ نقطة يلا يا حبيبتي قومي البسي عشان نخرج
,
, ابتسمت تنظر له ممتنة تتمني فقط لو تستطع تجاوز حاجز الخوف الذي يقف عائقا بينها وبينه ٤ نقطة قامت سريعا تبدل ثيابها ٣ نقطة نظرت لقطع الملابس القصيرة بحسرة لما لا يمسح والدها والآن زيدان بأن ترتدي تلك الملابس أنها حقا تجعلها فاتنة ٣ نقطة اخذت فستان طويل حتي كاحلها من اللون الزهري يعلوه سترة نسائية بيضاء ٣ نقطةتغطي ذراعيها عقدت شعرها تضع قبعة كبيرة فوق رأسها ٤ نقطة لتجد زيدان يخرج من الغرفة يرتدي ( تيشرت ) أبيض وبنطال من خامة الجينز يصل الي ركبتيه أسود اللون ٣ نقطة امسك يدها يبتسم لها لتبادله الإبتسامة اخذها متجها لأسفل الي أحدي الطاولات جلسا ٣ نقطة قام زيدان ينظر لها مبتسما ليميل علي أذنيها يهمس بحنو :
, - أنا هقوم اجيبلنا الفطار ٤ نقطة خمس دقايق مش هتأخر ٣ نقطةاللي حواليكي ناس زيهم زيك ما حدش منهم هيأذيكي
,
, ابتسمت له متوترة تحرك رأسها ايجابا تبلع لعابها مرتبكة ٣ نقطة راقبته بعينيها وهو يبتعد ويختفي عن عينيها شيئا فشئ ٣ نقطة ابتلعت لعابها تدور برأسها بين جموع الناس ..لتقع عينيها علي مشهد لطفلة صغيرة بين والديها تضحك في سعادة تذكرت طفولتها لتدمع عينيها ٣ نقطة للحظات شعرت بأنها تبتعد ٣ نقطة تميد الأرض بها لتصبح بعيدا عن الجمع هي بمفردها في نهاية نفق تنظر لجموع الناس من بعيد خلف حاجز زجاجي صنعته بنفسها ٤ نقطةتري الطفلة الصغيرة تنزل من بين والديها تركض تلتف في المكان تتعالي ضحكاتها ٣ نقطة تشعر بالحسرة تأكل قلبها ٣ نقطة الي متي .. الي متي ستظل حبيسة سجن عقلها ٣ نقطة خلف قضبان خوفها الزائف ٣ نقطة سنوات وهي تعش في صندوق من الخوف ٣ نقطة ألم يأن الأوان بعد لتحطم صندوقها ٣ نقطة تتعايش أن لم تستطع أن تعش ٣ نقطة تتكيف من جديد بين جموع الناس ٣ نقطة قامت واقفة ارتجفت ساقيها تشعر بقدميها ترتخي كالهلام انفجرت دقات قلبها ٣ نقطة لتقف للحظات تشجع نفسها تلتقط انفاس قوية حماسية ثأئرة ٣ نقطة تخطو خطواتها بين الجمع في اتجاه الطريق الذي ذهب منه زيدان ٣ نقطة كل ما شعرت بالخوف يأكل قلبها تغمض عينيها للحظات تتذكر صورة الطفلة الصغيرة وهي تركض ٣ نقطة لتعاود تشجيع حالها من جديد ٣ نقطة كانت خطواتها الاولي صعبة كطفلة صغيرة اتمت عامها الأول وتخطو اولي خطواتها في الحياة ٣ نقطة
,
, بينما علي صعيد آخر يحمل زيدان طبقين يقف أمام طاولة كبيرة ضخمة تتراص عليها أنواع الطعام التقط معلقة يضع القليل مما يعرف أنها تحب لها وله ٣ نقطة يتحرك بآلية يود الانتهاء سريعا ٣ نقطة ليشعر فجاءة بجسد يرتطم بجسده في عنف ناعم ٣ نقطة نظر جواره يقطب جبينه تحتد مقلتيه غضبا ليجد تلك الفتاة تستند علي ذراعه ترتدي ثوب ٣ نقطةثوب ؟٤ علامة التعجب بل بقايا ثوب يكاد لا تخفي شيئا ٣ نقطة ابتسمت في غواء ما أن التقت عينيها بعينيه تهمس في نعومة :
, زيدان هو أنا ٤ نقطة I'm so sorry لأني اتخبطت فيك ٣ نقطة بس كنت هتكعبل
,
, ابتسم في اصفرار ينظر لها باشمئزاز ليعاود ما كان يفعل ..يتمتم مع نفسه بقرف :
, - ما انتي متجوزة خروف .. كاتك الارف يا شيخة
,
, احتدت عينيه يقبض علي المعلقة في يده بعنف ٤ نقطة يشعر بها تحاول الاحتكاك بجسده وكأنها لا تقصد .. رماها بنظرة حادة ليبتعد عنها ٤ نقطة وهي لم تكن لتستلم تحركت تحاول إلصاق جسدها بجسده كأنها تأخذ أحد الاطباق القريبة منه ٣ نقطة وكلما ابتعد اقتربت ٣ نقطة وضع ما في يده بحدة ينظر لها في حنق شد علي أسنانه يهمس متوعدا :
, - انتي عايزة ايه يا بت انتي ٣ نقطةبحركاتك (٥ نقطة) دي
,
, ابتلعت اهانته ويا ليتها حقا إهانة هي حقيقة تصفها ٣ نقطة هو هدفها الجديد وستحصل عليه مهما كلفها الأمر ٤ نقطة ابتسمت في نعومة افعي تنظر حولها من الجيد أن المكان صار فارغا
, ليس فيه سواهم ٣ نقطة مدت يدها تحرك أصابعها علي صدره كأنها ترسم تهمس في غنج :
, - أنا مش عايزة حاجة غير سعادتك ٣ نقطة صدقني أنا اقدر أسعدك اوي ولا ايه رأيك
,
, نظر لها مشمئزا شعوره بالقرف ناحيتها يزداد خاصة وهو يفهم ما ترمي إليه بكلماتها تلك لم يعقب لم ينطق ولا بكلمة واحدة انتظرها لتكمل حديثها المقزز لنهايته ليسمعها تكمل في غنج :
, - يا زيدان أنت محتاج واحدة تسعدك ٣ نقطة لينا تحسها لسه عيلة صغيرة علي طول خايفة ومرعوبة من الناس ٣ نقطة وأنا محتاجة راجل مش عجوز مكحكح ٣ نقطة أنا محتاجاك زي ما إنت محتاجلي ٣ نقطة لا مراتك تعرف ولا جوزي يعرف ولا من شاف ولا من دري ٣ نقطة ها قولت ايه
,
, مد يديه يزيح يديه من علي ملابسه بقرف ينظر لها مشمئزا طفقها بنظرات احتقار ابتعد خطوة للخلف يغمغم متهكما :
, - اوعي تكوني فكراني عبيط وبريالة ٣ نقطة هريل اول ما تقوليلي الكلمتين دول ٤ نقطة أنا فاهمك انتي والخروف اللي محسوب علينا غلط اكتر مما تتخيلي ٣ نقطة فما تحلميش .. عشان ما اخلكيش تحلمي ورا الشمس ٣ نقطة أنا واحد بحب مراتي ٣ نقطة وبعدين أنا ماليش في الرمرمة والأكل المرمي علي ارصفة الشوارع ..
,
, ابتسمت تقف هناك عند باب الغرفة تراقب ما يحدث من البداية ٣ نقطة لا تنكر شعورها بنيران الغيرة تتأجج في خلجات قلبها وهي تراها تقترب منه بتلك الطريقة ظلت صامتة للبداية تكافح شعورها كأنثي أن تنقض عليها وتنزع شعرها من مكانه ٣ نقطة فقط ترغب في أن تعرف رد فعله وكان اكثر من رائع ٣ نقطة والآن حان دورها لتظهر في المشهد ٣ نقطة دخلت بخطي واثقة الي الغرفة تنظر لزيدان الذي توسعت عينيه في دهشة فرح بكونها جاءت تحركت بين الناس دون أن تخف ٣ نقطة ليراها تقترب منه وقفت جواره تشبك يدها في يده تبتسم في نعومة تردف :
, - ايه يا حبيبي اتأخرت ليه قلقتني عليك
,
, توسعت عينيه في دهشة سيطر عليها سريعا ليرسم ابتسامة لطيفة علي شفتيه قرص ذقنها بخفة يغمغم مبتسما :
, - ابدا يا حبيبتي ٣ نقطة يلا بينا
,
, حركت رأسها ايجابا ليتلقط زيدان طبقي الطعام الخاص بهما ٤ نقطة لتميل لينا في تلك اللحظة علي منار تنظر لها بشراسة ٣ نقطة جعلت بندق عينيها يشتعل نارا شدت علي أسنانها تهمس متوعدة بشراسة :
, - المرة الجاية اللي هتمدي ايدك فيها ناحية جوزي هكسرهالك ٣ نقطة فهماني يا موني
, انهت كلامها لتربط علي وجهها بعنف تلف ذراعها حول ذراعها حول ذراع زيدان تبتسم له ببراءة ٤ نقطة ليأخذها ويخرج من الغرفة تحت أنظار منار المتقدة من الغيظ ٣ نقطة توجه زيدان بصحبه لينا عائدا الي طاولتهم ابتسم يغمغم في فخر :
, - أنا بجد فخور بيكي مش مصدق ٣ نقطة انك اتحركتي وسط الناس
,
, ابتسمت شاردة كلامات منار كانت الشعرة التي تكسر بها حاجز خوفها للأبد ستحتاج للكثير من التدريب لتتعامل مع الجميع دون حواجز ولكنها لن تكن مذعورة تخشي الجميع كما نعتتها تلك المنار ٤ نقطة رفعت وجهها لزيدان ابتسمت تردف في هدوء :
, - أنا مش هعيش في صندوق خوفي تاني يا زيدان ٣ نقطة مش هسمح لأي من كان يتريق عليا ٣ نقطة لازم اخلص من الصندوق دا ٣ نقطة كفاية كدة سنين طويلة ضيعتها محبوسة جواه
,
, توسعت ابتسامته ليمد يده يقبض علي كفها يردف في مرح :
, - دا احنا ندشدش الصندوق دا
,
, توسعت ابتسامته يشعر براحة غريبة تغزو كيانه وهو السعادة تتراقص في عيني ابنتيه سارين وسارة وتالا !! ٤ نقطة صرخت سارين فرحة ما أن رأتهم يدخلوا جميعا الي المنزل لتركض تعانق والدتها وشقيقتها بينما كان يقف هو يراقب والابتسامة لا تفارق ثغره يعقد في نفسه النية سيعوضهم عما فات ٣ نقطة مهما بذل من الجهد ٤ نقطة اقترب عمر من الجمع الصغير يلف ذراعه حول كتف تالا يقربها منه نظرت له اول الامر في حدة لينظر لها في ببراءة يشير بعينه الي ابنتيه لتتنهد حانقة ترسم ابتسامة زائفة علي شفتيه ٣ نقطة نظر لابنتيه الجالستان علي الأريكة ليجذب تالا يجلس جوارها علي الأريكة المقابلة لهم حمحم يجذب انتباههم نظرت الفتيات إليه ليبتسم من يردف في هدوء :
, - اسمعيني يا سارة انتي وسارين ٣ نقطة أنا عارف بشاعة اللي وصلناكوا ليه بسبب انانيتنا ٣ نقطة كل واحد كان بيفكر ما كنش يعرف أنه كدة بيضيع الكل ٣ نقطة عشان كدة احنا عايزين نبدأ كلنا صفحة جديدة ٤ نقطة نرمي كل اللي فات ورا ضهرنا ٣ نقطة أنا وماما خلاص مش هيبقي في خناق بينا تاني ٣ نقطة هنعوضكوا عن كل اللي فات ٣ نقطةمش كدة يا حبيبتي
,
, وجه جملته الاخيرة لتالا يتبعها كونه لف ذراعه حول كتفيها يجذب رأسها يقبل جبينها لتنظر له تبتسم في اصفرار تحرك رأسها إيجابا تؤيد كلامه ٤ نقطة صرخات السعادة التي خرجت من طفلتيه كانت افضل سيمفونية سمعها يوما ٣ نقطة رأي السعادة تتراقص في أعينهن كأنهن فقط ***** صغار ٣ نقطة نظر لتالا نادما معاتبا ليتها لم تبني حاجز بينه وبين الأطفال من البداية لما كان وصل به الحال لهنا ٣ نقطة بعد قليل كان يأخذ تالا ويدخل بها الي غرفتهم ٤ نقطة ابتعدت تالا عنه تنظر له بغيظ تهمس من بين اسنانها حانقة :
, - بقولك ايه احنا اتفقنا ما يبقاش في بينا اي تعامل خالص ٣ نقطة مش زيطة هي رايح جاي تحضن فيا ٤ نقطة واعمل حسابك أنك مش هتبات هنا شوفلك أوضة تانية
,
, ابتسم في هدوء يقترب منها وقف علي بعد خطوتين منها يهمس بصوت خفيض :
, - احنا مش اتفقنا نمثل قدام البنات أن علاقتنا اتصلحت واننا عمرنا ما هنتخانق تاني ٣ نقطة شوفتي الفرحة اللي في عينيهم تستحق تستحملي تباتي معايا في أوضة واحدة أنا ممكن أمام علي الكنبة بس ارجوكي ٣ نقطة ما نحسسهمش اننا بنمثل ٣ نقطة عشان خاطر البنات يا تالا
,
, اضطربت حدقتيها وكلماته اصابت هدفها مباشرة تهاوت جالسة علي الفراش تنظر أرضا تبلع لعايها سعيدة لاجل ابنتيها ٣ نقطة متوترة قلقة من أن تنجرف مشاعرها نحوه من جديد .. لا لا لا وألف لا لن تسمح لمشاعرها بذلك ابدا ٣ نقطة عليها أن تذكر نفسها دائما أنه باعها بأرخص الاثمان ٣ نقطة حركت رأسها ايجابا لتقف امامه نظرت له تتحداه بنظراتها الحادة تردف في حزم :
, - العلاقة بينا هتبقي برة بس قدام البنات انما اول ما يتقفل علينا باب واحد لا سلام ولا حتي كلام ٣ نقطة أنا هعتبرك مش موجود معايا في الاوضة اصلا عن اذنك هروح اشوف البنات
,
, قالتها لتخرج من الغرفة تغلق الباب خلفها لترتسم علي شفتيه ابتسامة حزينة تهاوي علي الفراش يجلس مكان ما كانت جالسة يتحسس اثرها يفكر كيف يستعيد حبه في قلبها من جديد
,
,
, تجلس في غرفتها دموعها لا تتوقف عن الانهمار تبكي تنهار باكية تخفي وجهها بين كفيها تنتحب بلا توقف ٣ نقطة لا تصدق أن جاسر يفعل ذلك ٣ نقطة جاسر يخدعها ٤ نقطة جاسر متزوج من اخري ٣ نقطة بل تزوجها علي أخري
, Flash back
, صدح صوت الجرس هرولت تفتح الباب لتبتسم ما أن رأت جاسر سرعان ما اختفت ابتسامتها حين أبصرت فتاة تقف جواره يحمل عنها حقيبة ملابس قطبت جبينها تسأله متعجبة :
, - مين دي يا جاسر
,
, نظر جاسر للواقفة جواره ليعاود النظر لسهيلة يتمتم في هدوء تام :
, - شاهيناز مراتي
,
, ظنته يمزح جاسر كعادته يحب المزاح واحيانا تصبح مزحاته ثقيلة لا معني لها غير مضحكة بالمرة وهذه احداهم ابتسمت في اصفرار تردف متهكمة :
, - هزر ٣ نقطة هزر ٣ نقطة مين دي بقي بجد
,
, ظل ينظر لها دون أن ينطق بكلمة واحدة لتلاحظ في تلك اللحظة يد تلك الفتاة التي تقبع داخل كف يده ٤ نقطة لحظات وبدأ عقلها يترجم ببطئ من وقع الصدمة ما حدث جاسر ٤ نقطة متزوج من اخري ؟٤ علامة التعجب كيف ولماذا هي اخبرته بحبها له افصحت عما جاش في قلبها سنوات لما يفعل بها ذلك ٣ نقطة في ماذا اخطأت تعالت انفاسها تحرك رأسها نفيا عادت للخلف تنظر له مصدومة بالكاد خرج صوتها تتمتم مذهولة :
, - مراتك يعني ايه ٣ نقطة أنت اتجوزت عليا طب ليه أنا عملتلك ايه
,
, غصة قاسية مزقت قلبه وهو يراها بتلك الحالة سيفهما كل شئ سيفصح لها عن خطته بأكملها ما أن يختلي بها ولكن الآن عليه أن يقنع تلك الحية الواقفة جواره بما يفعل ابتسم يتمتم في هدوء :
, - تصحيح ٣ نقطة أنا متجوزك عليها ٣ نقطة شاهيناز مراتي قبلك ٣ نقطة انتي الزوجة التانية يا سهيلة
,
, شهقة عنيفة خرجت من بين شفتيها ارتدت علي اثرها للخلف كأن كهرباء احرقت جسدها تحرك رأسها نفيا في عنف تنفي تلك الكلمات السامة التي يقولها ٣ نقطة لتراه يتحرك بها الي داخل الشقة الي أحدي الغرف يدخل معها يغلق الباب عليهم وهي تقف في الخارج تنظر له في صدمة ٣ نقطة حلم بل كابوس ٣ نقطة من المستحيل أن يفعل جاسر بها ذلك ٣ نقطة تهاوت علي أحد المقاعد تحرك رأسها نفيا ٣ نقطة عقلها يعجز عن استيعاب تلك الصدمة ٣ نقطة التقطت هاتفها سريعا ستتصل بوالدها تخبرها أن يأتي يأخذها من هنا ٣ نقطة لتتراجع والدها مريض بأحد أمراض القلب المزمنة ٣ نقطة الانفعال سئ قد يقتله حركت رأسها نفيا ٤ نقطة تتساقط دموعها دون توقف لتقع عينيه علي رقم والده دون تردد كانت تطلبه ما ان سمعت صوته انفجرت باكية تخبره وهي تنتحب ما فعل بها جاسر ٣ نقطة فكان رده أنه قادم إليهم في الحال ٤ نقطة اغلق الخط تخفي وجهها بين كفيها تبكي بلا توقف لتسمع صوت باب الغرفة ينفتح لحظات وخرج هو رفعت وجهها تنظر له لتراه ينظر لها نادما فتح فمه يردف سريعا :
, - سهيلة اسمعيني بس أنا هشرحلك كل حاجة ٣ نقطة بس تعالي ندخل أوضتك
,
, وقفت تمسح دموعها براحتي يدها بعنف ترفع رأسها لاعلي في إيباء تردف في خواء :
, - ما بقاش في حاجة تتقال ٣ نقطة خلاص يا جاسر اللي بينا انتهي من قبل ما يبدأ من الأساس ٣ نقطة آه علي فكرة أنا كلمت باباك وهو جاي في السكة
,
, قالتها لتدخل الي غرفتها تصفع بابها بعنف توصده بالمفتاح من الداخل ٣ نقطة تهاوت خلف الباب المغلق تضم ركبتيها لصدرها تبكي بلا توقف ٤ نقطة
, Back
, كانت هي تجلس في غرفتها تبكي ٣ نقطة بينما في الخارج يقف رشيد أمام جاسر ينظر له في حدة ليصيح فيه :
, - يعني ايه يا بيه ٣ نقطة متجوز من ورانا ٤ نقطة ازاي تعمل كدة ازززززااااااي
,
, ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي جاسر وقف أمام والده يكتف ذراعيه امام صدره يردد ساخرا :
, - أنت اللي عملت كدة مش أنا ٣ نقطة أنت اللي وصلتني لهنا ٣ نقطة بتعاملني علي اني
,
, عروسة خشب بتحركها بصوابعك ٣ نقطة تعمل بس اللي أنت عايزه ٣ نقطة مش مهم أنا عايز ايه ٣ نقطة ولا حتي حابب ايه ٣ نقطة ادخل كلية مش عايزها عشان أنت عايزها ٣ نقطة اشتغل شغل مش عايزه عشان أنت عايزها ٣ نقطة خدام تحت امرك ٣ نقطة دا بس اللي أنا بعمله .. جوازتي منها كانت غلطة أنت السبب فيها ٣ نقطة كنت مخنوق هنفجر من تحكماتك من غير ما ادري شربت حشيش ٣ نقطة صحيت الصبح لقيتني اغتصبت بنت مالهاش اي ذنب ٣ نقطة كان لازم اصلح غلطتي ٣ نقطةولا ايه رأيك يا رشيد بيه
,
, تمكنت الحسرة من قلب رشيد ٣ نقطة حلمه ضاع سدي ابنه سنده عكازه في الكبر مال عن المسار ٤ نقطة يشرب يغتصب ٣ نقطة لم يشعر بنفسه سوي وهو يصفعه بكل ما يملك من قهر وحسرة وقف جاسر متجمدا فقط ابتسامة ساخرة عرفت طريقها لشفتيه ٣ نقطة تعالت أنفاس رشيد يهتف في حدة :
, - قدامك حل من الإتنين ٣ نقطة يا تطلق البت اللي أنت متجوزها دي يا تطلق سهيلة
,
, تركه جاسر متجها الي أحد المقاعد جلس عليه يردف مبتسما باريحيه :
, - أنا لا هطلق دي ٣ نقطة ولا هطلق دي ٤ نقطة طالما هعدل بينهم الشرع محللي أربعة ٣ نقطة يعني كمان يومين ممكن تلاقيني متجوز اتنين كمان ٣ نقطة فواز الصياد مش أحسن مني ٣ نقطةاااه علي فكرة مش تباركلي شهيناز حامل ٣ نقطة وقريب هتبقي جدو يا جدو
,
, اشتعلت أنفاس رشيد غضبا ينظر لابنه بحدة ليتمتم في حسرة :
, - يا خسارة يا ريتك بتفهم ٣ نقطة اعمل اللي أنت عايزه ٣ نقطة خلاص مش هقولك اعمل ولا ما تعملش ٣ نقطة أنت حر ٣ نقطة سلام يا ابني
,
, قالها ليغادر صافعا الباب خلفه ليبلع جاسر لعابه متوترا لا يعرف لما ولكن شعور سئ ينتابه ٣ نقطة زفر انفاسه الحارة ينظر لباب غرفة شيهناز المغلق بحدة ٣ نقطة ستدفع الثمن غاليا اقسم علي جعلها تفعل ذلك
,
, بينما علي صعيد قريب استقل رشيد سيارته عائدا الي بلدته كلمات ابنه تردد بوقع عنيف قاسي في قلبه قبل أذنيه ٣ نقطة أخطأ حين حاول محي شخصيته ٣ نقطة هو فقط كان يحاول مساعدته كما يري من وجهه نظره ابتلع غصته يغمض عينيه متألما للحظات ليفتح عينيه فجاءة وصوت زامور عالي مفزع يأتي من امامه ليجد شاحنة ضخمة تقترب منه حاول تفاديها ولكن دون فائدة انتهي الحال بالسيارة تسقط علي الرصيف بعد أن انقلبت عدة مرات
,
, في منزل شهد ٣ نقطة وقفت أمام مرآه زينتها تضع مساحيق التجميل ترسم عينيها ببراعة ترتدي رداء بيتي تصفف شعرها ابتسمت تنظر لانعاكسها في المراءة تبدو كسيدة ناضجة في اوائل الثلاثينات ٤ نقطة دقائق وسيأتي سمعت صوت الباب يدق لترتدي ( روب) من القطن فوق ملابسها هرولت سريعا تفتح الباب ابتسمت بتوسع ما أن رأته لتجذب يده الي الداخل شبت علي اطراف أصابعها تلف ذراعيها حول عنقه تغمغم في سعادة :
, - وحشتني ٣ نقطةعملالك كل الاكل اللي أنت بتحبه أنا لسه فكراه كويس
,
, ابتسم بلا حياة يحرك رأسه إيجابا ٣ نقطة لتجذب يده خلفها الي غرفة نومهم الآن ٣ نقطة ابتسم ساخرا ما أن رأي الغرفة الطعام ، الشموع ، روائح العطور المختلفة ٤ نقطة جذبته الي الطاولة جلس إلي الآن لم ينطق بحرف وهي لم تتوقف عن الكلام ٣ نقطة رمت ( الروب ) تقف امامها تلتف حول نفسها بالرداء ابتسمت تغمغم في سعادة :
, - ايه رأيك ٣ نقطة لسه جيباه جديد
,
, قلبه علي وشك أن يتوقف من الألم حرك رأسه إيجابا يعطيها ابتسامة خالية من اي حياة ٣ نقطة لتراه تقترب منه سريعا تجلس علي المقعد المجاور له تمد يدها بالطعام تقربه من فمه ليبتعد بوجهه يردف في خواء :
, - مش جعان كلي انتي ٣ نقطة أنا جيت اطمن عليكي وماشي علي طول عشان ورايا شغل مهم ٣ نقطة محتاجة حاجة
,
, ابتلع غصته القاسية حين شعر بها تلف ذراعيها حول عنقه يشعر بنيران مؤلمة تحرق روحه قبل جسده التفت بوجهه لها ليراها تسبل عينيها تهمس في نعومة :
, - محتاجاك انت ٣ نقطة مش معقول تمشي بالسرعة دي ٣ نقطة أنت مالحقتش تقعد
,
, فك ذراعيها من حول رقبته ابتعد عنها متجها الي باب الغرفة يغمغم سريعا يرغب فقط في الهرب :
, - معلش يا شهد المرة الجاية هقعد معاكي وقت اطول ٣ نقطة انما أنا مستعجل دلوقتي
,
, هرولت سريعا تقف امامه تمنعه من التقدم تحرك رأسها نفيا بعنف تهتف سريعا بتلهف :
, - لا يا خالد مش هتمشي بالسرعة دي ٣ نقطة أنا محتجالك عيزاك جنبي ٣ نقطة في حضنك
,
, اقتربت منه حتي بات لا يفصلهم فاصلة نظرت لعينيه تهمس في تهكم :
, - أنت عارف ٣ نقطة بعد ما طلقتني ما جاليش عرسان خالص غير مختار ابن عمي ٣ نقطة عشان عارف اني مستحيل ارفضه في وضعي دا ٣ نقطة لأن اي واحدة تانية ما كانتش هتقبل بيه ٤ نقطة عارف ليه ٣ نقطة عشان مختار كان عاجز ٣ نقطةعارف يعني ايه عاجز ٤ نقطة يعني أنت الراجل الوحيد اللي لمسني يا خالد ٣ نقطة
,
, نظر لانعاكسه في المرآه ليبتسم ساخرا يتآنق بحلة سوداء قميص ابيض ومقعده المتحرك ٣ نقطة سيذهب الآن لطلب يدها ٣ نقطة من عمه العزيز ٣ نقطة إن وافق او رفض وهو حقا يتمني ان يرفض ٣ نقطة سيكن وضع حدا للصراع القائم في عقله بلا توقف ٣ نقطة حرك عجلتي المقعد ليخرج من الغرفة وجد والديه في انتظاره ينظران له في حيرة ٣ نقطة اقترب علي منه يسأله :
, - أنت متأكد يا ابني من اللي عايز تعمله دا .
, ابتسم عثمان في ثقة يحرك رأسه إيجابا ليتنهد والده يآسا يردف متعجبا :
, - طب نديهم خبر علي الاقل
,
, حرك رأسه نفيا بعنف يريدها مفاجأة ٣ نقطة ساعده والده علي استقلال السيارة يتجهوا جميعا الي منزل عمر

الجزء الثاني والأربعون


وصلت سيارة علي أسفل العمارة السكنية التي يقطن فيها عمر ٤ نقطة نزل علي اولا يخرج من صندوق السيارة الخلفي المقعد المتحرك الخاص بعثمان ٣ نقطةفتح الباب المجاور للسائق يساعده علي الجلوس علي المقعد ٣ نقطة تجرع عثمان بصعوبة مرارة شعوره بالعجز خاصة في تلك اللحظات ليرسم شبح ابتسامة باهتة علي شفتيه ٤ نقطةيتحرك بصحبه والديه الي اعلي
,
, بينما في الأعلي في منزل ٤ نقطة تحديدا في غرفة الفتاتين
, جلست سارة جوار سارين علي فراشها ابتسامة واسعة تشق شفتيها تتحدث بسعادة :
, - أنا بجد مش مصدقة حاسة أنه حلم جميل ٣ نقطة بابا وماما اتصالحوا ومش هيتخانقوا تاني ٣ نقطة واحنا رجعنا كلنا تاني نعيش مع بعض ٣ نقطة وعثمان اتقدملك عشان تتجوزوا أنا بجد مبسوطة عشانك أوي يا سارين
,
, ارتسمت شبح ابتسامة حائرة علي شفتي تحرك رأسها إيجابا لا تنكر سعادتها بما آلت له الامور ٣ نقطة ولكنها سعادة شائبة ٣ نقطة تشعر بأن العلاقة بين والديها لم تصبح جيدة من الأساس تري نظرات والدتها المزيفة التي تنظر بها لأبيها ٣ نقطة تري ماذا يخبئان عنهما وعثمان ٣ نقطةلا تنفك عن التفكير فيه ٤ نقطة كيف حاله هل هو صادق في كلامه تري اسيحبها يوما ٣ نقطة ليلا ٣ علامة التعجب بالطبع هي السبب فيما حدث له ٣ نقطة أين هي الآن تري أعثمان يعلم بأنها المجرمة في حقه ٤ نقطة الكثير والكثير من الاسئلة تتصارع في عقلها بينما سارة منشغلة بالغناء علي أحد الألحان وهي تعيد ملابسها الي دولابها من جديد ٥ نقطة
, علي صعيد قريب منهم للغاية في غرفة عمر ٣ نقطة بعد أن اغتسلت وبدلت ثيابها الي رداء منزلي وقفت امام المرآه تجفف خصلات شعرها بمنشفة صغيرة تنظر لانعاكس صورتها في المرآة عينيها مضطربة مشتتة حائرة ٣ نقطة تفكر في القادم ٤ نقطة هي حقا لا تعرف إلي أين ستأخذها الموجة معه ولكنها علي أتم استعداد أن تفعل أي شئ فقط من أجل ابنتيها ٣ نقطة اجفلت من شرودها علي صوت الباب انفتح ودخل هو ٣ نقطة يبدو من خصلات شعره الندي ورائحة الصابون التي انتشرت ما أن دخل أنه اغتسل في الغرفة الاخري ٣ نقطةلا يهم ولما تهتم من الاساس ٣ نقطة تجاهلت النظر إليه تلتقط مشطها الخشبي تمشط خصلات شعرها بهدوء ٤ نقطة بينما وقف هو عند باب الغرفة .. ينظر لها يبتسم في عشق أحمق هو ليضيعها من بين يديه ٣ نقطة توجهت قدميه ناحيتها تلقائيا وقف بالقرب منها ٣ نقطة عاطفته الهادرة تسيطر علي تصرفاته ٣ نقطة وقف خلفها يضع رأسه علي كتفه يهمس لها بصوت عميق حاني :
, - تعرفي أنك حلوة اوي ٣ نقطة كل يوم بتحلوي اكتر عن اليوم اللي قبله
,
, ارتجف قلبها بأثر كلماته الحانية ولكنه ليس حبا ٣ نقطة حبه فتته هو حين طلقها بكل سهولة دون أن يرتف له جفن ٣ نقطة فقط كلماته لعبت علي وتر أنوثتها الحزين تعزف لحن هادئ حاني ٤ نقطة بلعت لعابها الجاف لتسمك بكفيها كفيه التي تحاوط خصرها تبعده عنها التفت تواجهه نظرات حادة غاضبة اشهرت سبابتها امام وجهه تردف في غيظ :
, - حركاتك دي خليها للهوانم الشمال اللي تعرفهم ٤ نقطة أنا قولتلك أنا قاعدة هنا عشان البنات ٣ نقطة بينا اتفاق هتكسره هسيبلك البيت وامشي دلوقتي حالا
,
, تهدل كتفيه ٤ نقطة انطفئ بريق عينيه ينظر لها حزينا نادما ٤ نقطة يعلم أن جرحها صعب مداواته ٣ نقطة قاطع سيل أفكاره صوت دقات علي باب المنزل ٣ نقطة القي عليها نظرة أخيرة حزينة ليخرج من الغرفة متوجها ناحية باب المنزل ما أن فتحه قطب جبينه متعجبا حين رأي علي ولبني ومعهم عثمان ٤ نقطة حمحم علي في حرج امام نظرات أخيه المتعجبة ليقترب منه يصافحه يردف في حرج :
, - أنا آسف يا عمر علي الزيارة المفاجأة دي بس٤ نقطة
,
, قاطعه عمر سريعا ٣ نقطةابتسم يردف بحبور وهو يعانق أخيه :
, - أنت بتقول ايه يا عم علي البيت بيتك طبعا ٥ نقطةانتوا مش ضيوف عشان تعتذر ٣ نقطة اتفضل ، اتفضلوا
,
, دخل ثلاثتهم ليصطحبهم عمر الي غرفة الصالون ٣ نقطة
,
, توسعت عيني سارين وسارة معا ينظران لبعضهم البعض في دهشة لتنقض سارة علي شقيقتها تعانقها في سعادة تهمس فرحة :
, - عثمان برة اكيد جاي يطلب ايدك ٤ نقطة بسرعة بسرعة يلا عشان تلبسي .
,
, هرولت سارة سريعا ناحية دولاب ملابسهم تبحث بين الملابس بتلهف عن افضل ما سيليق بشقيقتها ٣ نقطة بينما وقفت سارين متجمدة مكانها عقلها يردد كلمة واحدة ٣ نقطة عثمان هنا ٣ علامة التعجب
,
, في غرفة تالا سمعت صوت زوجها وهو يرحب بالجمع الآتي ٣ نقطة لتقوم سريعا التقطت أحد فستانيها ترديه علي عجل ٣ نقطةجذبت **** من القطن يتماشى مع لون الفستان ٣ نقطة خرجت من غرفتها سريعا ناحية المطبخ ٣ نقطة تحضر الضيافة المناسبة لهم ٣ نقطة وقفت تضع اطباق الحلوي الصغيرة علي الصينية واكواب العصير علي الصينية الأخري تفكر في سر الزيارة حين دخل عمر الي المطبخ لتبادر تسأله سريعا :
, - هما جايين ليه
,
, رفع عمر كتفيه لأعلي كأنه يخبرها أنه لا يعلم ٣ نقطة ليأخذ احدي الصنيتين وتحمل هي الأخري تتوجه خلفه الي غرفة الصالون وضعت ما في يدها علي الطاولة أمامهم تبتسم في هدوء تردف برحابة :
, - اهلا وسهلا منورين و****
,
, جذبها عمر برفق لتجلس جواره تنظر لهم علي يتحدث مع عمر ٤ نقطةلبني تجلس صامتة أكل الحزن قسمات وجهه احرق لمعة عينيها التي تراها دائما ٣ نقطة أما عثمان فيجلس صامتا ينظر ارضا بلعت لعابها ينقبض قلبها شفقة علي ما جري له ٣ نقطة لم تكن تتخيل أن الصياد التي طالما حذرت ابنتيها من الاقتراب منه، هنا الآن ليطلب يد ابنتها للزواج والادهي أن ابنته تحبه وهي لم تكن تعلم ٤ نقطة اجفلت من شرودها علي صوت عثمان حمحم يردف في مزاح باهت :
, - ايه يا بابا خلاص عرفنا أن الاسعار غليت وإن سوق البورصة مش مضمون اليومين دول ٣ نقطةمش نتكلم في الموضوع اللي جينا عشانه
,
, ابتسم علي ينظر لابنه يحرك رأسه إيجابا حمحم يردف مبتسما :
, - بص يا عمر أنا عارف ٥ نقطة
,
, وصمت حين بادر عثمان يقاطع والده يقول في هدوء حزين :
, - معلش يا بابا سيبني أنا اتكلم المرة دي
,
, حرك علي رأسه إيجابا ٤ نقطة ليتحرك عمر بعينيه صوب عثمان الذي التقط انفاسه يرسم ابتسامة باهتة بلا معني علي دفتي شفتيه يردف :
, - عمي ٣ نقطة أنا طالب منك ايد سارين ، أنا عارف اني مش العريس اللقطة اللي تتمناه لبنتك أكيد ٣ نقطة وعارف أنه كفايا ماضيا المشرف يخليك تطردني من هنا ٣ نقطة أنا بس كل اللي طالبة فرصة اثبت فيها أن لما اتغيرت وعمري ما هرجع زي ما كنت ٣ نقطة واوعدك اني هحط سارين جوا عينيا ٣ نقطة قولت ايه
,
, تنهد حائرا لا يعرف بما يجيب ٣ نقطة يشعر بالشفقة علي ذلك الجالس ولكن حتي الشفقة ليست دافعا بأن يوافق عليه ليوافق عليه كعريس لابنته ٣ نقطة نظر خلف عثمان ليري سارين تقف تحاول أن تختبئ خلف باب الغرفة الشبه مغلق رأي السعادة تصرخ في عينيها ٣ نقطة ليتنهد حائرا قلبه يوافق وعقله يرفض ٣ نقطة وهو بين هذا وذاك لا يعرف ما العمل ٤ نقطة تنهد يحسم قراره ليردف في هدوء حازم :
, - أنا موافق يا عثمان ٤ نقطة أنا كل اللي طالبه منك أنك تحافظ علي البنت ٣ نقطة لا هقولك هات شبكة بمليون جنية ولا مهر عشرة ٣ نقطةما تآذيهاش ٣ نقطةلو جرحتها ولا اذيتها صدقني هنسي اي صلة قرابة بينا وهقتلك ٣ نقطة أنا ما عنديش غير بناتي
,
, ابتسم عثمان في تلهف يحرك رأسه إيجابا سريعا ٣ نقطة يردف سريعا :
, - اوعدك يا عمي ٣ نقطة ها نقرا الفاتحة
,
, نظرت تالا لعمر في غيظ ٣ نقطة تجاهل عمر نظراتها عينيه مسلتطين علي سارين يبتسم لها يري تلك الابتسامة الكبيرة تحتل ثغرها فيطري قلبه لها ٤ نقطة حرك رأسه إيجابا ليرفع الجميع أيديهم لقراءة الفاتحة عدا تالا التي تركت الغرفة بأكملها وغادرت ٤ نقطة نظرت لبني فئ أثر تالا تبتسم حزينة ٤ نقطة لتنظر لعمر حمحمت تهمس بصوت ضعيف :
, - ممكن معلش ادخلها
,
, حرك عمر رأسه إيجابا سريعا لتتحرك لبني من مكانها متجهه الي غرفة تالا دقت الباب سمعت صوتها تأذن بالدخول دخلت ٤ نقطة تنظر لها تبتسم في شحوب ٣ نقطة بينما قطبت تالا جبينها متعجبة ٣ نقطة اغلقت لبني الباب تقترب من تالا جلست جوارها علي الفراش ابتسمت تلقائيا تساقطت دموعها امسكت بكف تالا تهمس لها راجية :
, - أنا عارفة أنك مش موافقة علي الجوازة بنتك تستحق واحد احسن ٤ نقطة بس عشان خاطري تالا وحياة بناتك ٤ نقطة عثمان محتاج سارين و**** عثمان طيب و**** بس اهمالي فيه هو اللي عمل فيه كدة ٤ نقطة أنا قلبي بيتحرق كل لحظة وأنا شيفاه في حالته دي ٣ نقطة
,
, أدمعت عيني تالا تنظر لحالة لبني المنهارة لتقترب تعانقها ٤ نقطة انفجرت لبني فئ البكاء بينما حركت تالا رأسها إيجابا كأنها تعطيها موافقة صامتة منها علي ما سيحدث
,
, في الخارج ٣ نقطة حمحم عثمان في حرج يحادث عمر بتهذيب لم يعهده قبلا :
, - معلش يا عمي ممكن اتكلم مع سارين كلمتين لوحدنا
,
, تردد عمر للحظات ليحرك رأسه إيجابا قام متجها الي الخارج يبحث عنها ليقطب جبينه متعجبا ألم تكن تقف هنا قبل لحظات توجه الي غرفتها دق الباب ليدخل رفع حاجبه الأيسر متهكما يردف مازحا :
, - بتفكريني بسالم المسلمي لما كان بيراقب البت شادية من ورا الباب وابو فياض دخل يشوفه لقاه فجاءة علي السرير ٤ نقطة ايه بتطيري يا حبيبتي
,
, تعالت ضحكات سارة بينما احمر وجه سارين بأكمله من الخجل ٣ نقطة اقترب عمر خطوتين منها يعقد ذراعيه أمام صدره يتلكأ قائلا :
, - عثمان عايز يتكلم معاكي كلمتين ٣ نقطة ها موافقة
,
, خجلت ولم ترد بل اخفضت رأسها ارضا لترتسم ابتسامة متسلية علي شفتي عمر يردف في عبث :
, - مش موافقة صح ٣ نقطة طيب أنا هروح اقوله
,
, توسعت عينيها في صدمة لترفع وجهها تصيح سريعا بتلهف :
, - لاء أنا موافقة ، موافقة
,
, التفت عمر ينظر لها يآسا ليقترب علي رأسها برفق يردف ساخرا :
, - لاء واقعة واقعة ما فيش كلام ٣ نقطة أنا عايز اعرف بس أنا كنت فين وانتي بتتربي ٣ نقطة يلا يا جوليت هانم
,
, قالها ليلف ذراعه حول كتفيها يصطحبها معه الي الغرفة ارتجف قلب سارين ما أن وقعت عينيها عليه لتخفض رأسها سريعا جذبها عمر الي ابعد اريكة من زاوية عثمان لتجلس عليها نظر لعلي يبتسم مردفا :
, - أبو علي تعالي اوريك قفص العصافير اللي لسه شاريه ٣ نقطة أنا صحيح لسه ما اشترتش عصافير .. بس جبت القفص
,
, ضحك علي يحرك رأسه إيجابا ليتحرك متجها ناحية عمر ٣ نقطة تحركا للخارج ليلتفت عمر لعثمان يردف في غيرة واضحة :
, - 3 دقايق بالظبط وهتلاقيني علي دماغك ٣ نقطة واياكي تتحرك سنتي من مكانك
,
, ضحك عثمان يحرك رأسه إيجابا سريعا بينما التفت عمر لعلي يحادثه وهما يرحلان :
, - قولي بقي اجيب عصافير ايه تليق مع لون باب القفص
,
, ظل عثمان يتابعهما بعينيه الي أن اختفيا من أمامه ليلتفت ينظر لسارين التي تنظر ارضا تضم كفيها تفركهما متوترة خجلة لترتسم ابتسامة باهتة علي شفتيه يقارن بينها وبين ليلا ٣ نقطة لا يعرف ما كان يجذبه في تلك الحية ٣ نقطة تلك الحية التي اقسم إن يذيقها العذاب ألوان ما أن يعد كما كان ٣ نقطةحمحم ليجذب انتباهها لتلفت منه ضحكة صغيرة حين رأسها إيجابا دون أن ترفع وجهها لتقابله ٣ نقطة ابتسم يردف في هدوء :
, - سارين ٣ نقطة طب بصيلي ٣ نقطة ماشي يا ست المكسوفة ٣ نقطة انا بس كنت عايز اشوفك ٣ نقطة أنا عرفت أن امتحانتك بعد بكرة وهتستمر 21 يوم تقريبا ٣ نقطة ايه رأيك نتجوز بعد امتحاناتك
,
, حركت رأسها ايجابا مرة اخري تهمس بصوت متوتر خجول :
, - اللي بابا يشوفه ٣ نقطة
,
, ابتسم ينظر لها رغب لو كان يقدر أن يقم من مكانه يتجه اليها يرفع وجهه ينظر لعينيها يخبرها كم هو احمق قبض علي مقبضي المقعد بعنف يتنفس بحرقة ٣ نقطة لترفع سارين عينيها نظرت له للحظات وابتسمت ليشعر بابتسامتها مسكن يهدئ من حرقة قلبه ولو قليلا ٤ علامة التعجب
,
, علي صعيد آخر ٤ نقطة في منزل شهد
, توسعت عيني خالد ينظر لشهد في صدمة مما قالت ٣ نقطة بلع لعابه الجاف يشعر بالاختناق والنفور من قربها حل زر قميصه الأول لتبتسم شهد في انتصار ظنا منها أنها ستنال ما تريد ٣ نقطة لتجده يتخطاها بهدوء يخرج من الغرفة ٣ نقطة توسعت عينيها تشد علي أسنانها تهرول خلفه تصيح فيه مغتاظة :
, - استني يا خالد رايح فين ٣ نقطة انت مالحقتش تقعد ٣ نقطة أنا مراتك زيي زي لينا هانم ٣ نقطة ودا حقي عليك ٣ نقطة اشمعني هي كل الدلع ليها وأنا لاء
,
, التفت ينظر لعينيها ليدرك في تلك اللحظة أن الحقد أكل قلب شهد عقد ذراعيه أمام صدره ارتفع جانب فمه بابتسامة حزينة يردف :
, - اتغيرتي يا شهد عن العيلة الصغيرة اللي عندها 17 سنة بتتكسف من خيالها ٣ نقطة انتي بجد عندك استعداد اني تخوضي علاقة مع واحد ما بيحبكيش ٣ نقطة أنا اتجوزتك عشان شعوري بالذنب ناحيتك وانتي عارفة كدة كويسة ٤ نقطة أنا ماليش ذنب أن جوزك كان عاجز ولا لاء
,
, توسعت عينيها علي آخرهما تعالت أنفاسها تنظر له حاقدة لتمر أمام عينيها شريط سريع من معاناتها القديمة انهمرت دموعها بغزارة تصيح فيه بكره احتبسته لسنوات :
,
, - لاء ليك الذنب كله ذنبك انت أصلا ٣ نقطة أنا حبيتك ٣ نقطة حبيتك اوي من قبل حتي ما تعرفني ولا تشوفني ٤ نقطة كنت بفضل ابص عليك وأنت معاك لينا هانم حبيبة القلب واتخيل نفسي مكانها ٥ نقطة سنين وأنا بس بتفرج ٣ نقطة لحد ما الدنيا ضحكتلي اخيرا لما مامتك زينب هانم جت تخطبني لابنها ما صدقتش نفسي كنت هطير من الفرحة اخيرا ٣ نقطة هكون معاك هشوف الحنية اللي كنت بشوفها وأنت مع لينا ٤ نقطة اغتصبتني بدل المرة اتنين ٣ نقطة ولا مرة نديت اسمي من غير ما تتلغبط وتنادي اسمها الاول ٣ نقطة كنت بتحرق كل مرة بتقولي فيها يا لينا ٤ نقطة حاطط هدومها في حضن هدومك ومش مسمحولي اقرب منها ٣ نقطة لما كنت بحاول اقرب منك حتي اقعد جنبك كنت بتبعد عني كأني جربانة وهعديك ٣ نقطة لما طلقتني ورجعت لأهلي ٣ نقطة شوفت ذل ما حدش شافه خالي اللي ما كان صدق باعني ٣ نقطة رجعتله تاني وحامل ٣ نقطة كنت بنزل اشتعل واخدمه في البيت عشان ما يرمنيش برة ٣ نقطة لحد ما ولدت ٣ نقطة ولدت عند داية تحت بير سلم يا باشا ٣ نقطة وأنت طبعا خدت مراتك في اكبر مستشفى في البلد عشان تولد ٤ نقطة جه مختار وقالي أنه عايز يتجوزوني ٤ نقطة واني محتجاه اكتر ما هو محتاجني ٣ نقطة هو هيربي الولد ٣ نقطة مقابل اني اعيش ساكتة وما فتحش بوقي بكلمة عن عجزه وافقت .. ما كنش عندي حل تاني غير اني أوافق ٣ نقطةكتب الولد باسمه وكتبنا الكتاب وخدني وسافر ٣ نقطة عيشت سنين علي هامش حياته ٤ نقطة مختار ما كانش يفرق معاه غير أنه يكون عنده *** ٣ نقطةحسام كان حياته كلها ٣ نقطة لحد ما مات ورجعت أنت تقولي سامحيني ٤ نقطة بتقولي ازاي عندي استعداد اني اخوض علاقة مع واحد ما بيحنيش .. ايوة أنا موافقة دا حقي وأنا اتنازلت عن حقي كتير اووي
,
, اخرجت كل ما يجيش في صدرها لتنهار أرضا علي ركبتيها تنفجر في البكاء ٣ نقطة وقف هو مكانه اغمض عينيه يردع دموعه بعنف ٣ نقطة مأساة كان سببها هو ٣ نقطة لينا وشهد وهو يقف في المنتصف هو بين قلبه العاشق لاولي وشعوره بالذنب القاتل ناحية الثانية يقف ممزق حائر مشتت ٣ نقطة انحني بجذعه العلوي يمسك ذراعيها بكفيه لتقف أمامه أبعد كفيها عن وجهها يمسح دموعها بكفيه برفق ابتلع غصته يهمس بصوت نادم معذب :
, - سامحيني يا شهد ٣ نقطة أنا عارف إن كلمة سامحيني ، أنا آسف مش هترجع اللي راح بس
,
, قاطعته حين ارتمت في صدره تلف ذراعيها حول عنقه تتمتم من بين نشيجها الحار :
, - عشان خاطري يا خالد خليك جنبي ما تسبينش ٣ نقطة أنا خلاص ما فضليش في الدنيا كتير
,
, نيران تحرق جسده ٣ نقطة جسده يرفض اي انثي أخري تحاول الاقتراب منه ٣ نقطة بلع لعابه يقطب جبينه خاصة مع جملتها الاخيرة أمسك ذراعيها يبعدها عنه يسألها :
, - يعني ايه ما فضلكيش في الدنيا
,
, ابتسمت ابتسامة باهتة لتنزع يديها من يده تمسح دموعها ٣ نقطة أتخبره أنها مريضة قلب في مراحل متأخرة تحيي بالأدوية حتي حسام لم تخبره بذلك ٣ نقطة حمحمت تهمس بخفوت :
, - أنا بس حاسة اني هموت قريب
,
, ابتسم يآسا ٣ نقطة ربما فقط تتوهم بسبب سوء حالتها النفسية ٣ نقطةتنهد يمسح علي رأسها برفق :
, - بيتهيئلك بس عشان نفسيتك اليومين دول ٣ نقطة
,
, مال يطبع قبلة علي جبينها في تلك اللحظة دخل حسام من باب المنزل يصفر بإندماج ٣ نقطة توقف عن الحركة توسعت عينيه في صدمة يردف في حدة :
, - ايه اللي أنا شايفه دا ٣ نقطةوفي الصالة كمان طبعا ما أنا رابطة بقدونس في البيت
,
, ضحكت شهد عاليا لتتجه ناحية ابنها تعانقه تهمس له بحنو :
, - حمد لله علي السلامة يا حبيبي ٤ نقطة احضرلك الغدا
,
, قلب عينيه يشيح بوجهه في الاتجاه الآخر عقد ذراعيه أمام صدره يتمتم حانقا :
, - لاء مش عايز منك حاجة
,
, ابتسمت شهد في مكر تحادثه كأنه *** صغير قرصته من خده تتمتم بعبث :
, - خلاص انت حر ٣ نقطة هاكل أنا المكرونة بالبشاميل
,
, نظر لها بطرف عينيه ليعاود النظر بعيدا يتمتم بكبرياء زائف :
, - يعني ايه مكرونة بالبشاميل يعني ٣ نقطة اللي بيبقي فيها مكرونة وبشاميل ولحمة مفرومة وبشاميل وجبنة موتزريلا كتير علي الوش بتشد كدة ٣ نقطة
,
, وجه انظاره لوالدته يردف مكملا بنفس النبرة المكابرة :
, - اتفضلي يا استاذة مش أنا اللي يغريني الكلام دا٣ نقطةطبق كبير بسرعة أنا بيغريني الكلام دا عادي
,
, ضحكت شهد بانطلاق علي مزاح طفلها لتقرص خدها تتوجه للمطبخ تعد الغداء ٣ نقطة اختفت ابتسامة حسام ينظر لوالده الذي يقف هناك صامتا ٤ نقطة اقترب منه وقف أمامه يهمس له بخفوت :
, - أنت كويس يا بابا
,
, رفع خالد وجهه ينظر لحسام يبتسم في شحوب يحرك رأسه إيجابا ٣ نقطة ربما حسام هو السلوي الوحيد لما في الأمر بأكمله ٣ نقطة قطب جبينه فجاءة حين تذكر مكالمة تالا لينظر لابنه بشراسة يردف متوعدا وهو ينزع طوق خصره الجلدي :
, - صحيح يا حوسو مش مرات عمك كلمتني بتشكرني علي اني عرفتهم علي دكتور شهم زيك ٣ نقطة ساعد سارة مرة واتنين وراحلهم لحد البيت يودي الملازم عشان ما تتعطلش سارة عن مذاكرتها يا حنين ٣ نقطة رايحلهم البيت من ورايا يا حيوان
,
, انهي كلام ليجذي طوقه بأكلمه يثينه فئ كفه بينما توسعت عيني حسام فزعا ٣ نقطةابتعد خطوة للخلف ابتسم في بلاهة يردف :
, - أنا هفهمك كل حاجة ٣ نقطة في الواقع البحر فيه قواقع
,
, قالها ليفر راكضا الي غرفته وخالد خلفه ما كاد حسام يدخل الي الغرفة حاول غلق الباب ليجد خالد يدفعه بعنف من الخارج قبل أن يغلقه دخل خلفه الي الغرفة يغلق الباب عليهم من الداخل ٤ نقطة توسعت عينيه حسام ذعرا ينظر لابيه متوجسا يسأله:
, - انت هتعمل ايه يا حج
,
, توسعت ابتسامة خالد الخبيثة شمر عن ساعديه ينظر لحسام متوعدا :
, - هنرقص Dance يا حبيب أبوك
,
, وقف في مكانه في الصالة ينظر لباب غرفة شاهيناز المغلق ليأخذ طريقه إلي غرفة شاهي ٣ نقطة يتوعد لها في نفسه خاصة حين تذكر ما جري قبل ساعات طويلة
, حين كان يحتضن سهيلة وصدح صوت هاتفه ألقاها من يده برفق مازحا التقط الهاتف ليري اسمها ٣ نقطة فتح الخط ليسمع صوتها تصرخ فزعة :
, - الحقني يا جاسر أنا بنزف ابنك هيموت يا جاسر
, كم رغب في أن يبصق عليها ويخبرها بأنها عاهرة رخيصة ولكن القصة لم تكتمل بعد ٤ نقطة اصطنع الفزع ببراعة حين صرخ :
, - ايه طب أنا جاي حالا
,
, قالها ليهرول للخارج عليه أن يحكم حبال خطته حولها ٣ نقطة عليها أن تصدق أنها بالفعل بدأ يحبها ٣ نقطة سريعا ذهب الي شقته فتح الباب ليجدها ملقاه علي ارض الصالة تغرق في بحر من الدماء نظر لها مشمئزا للحظات ليركض اليها رفعها بين أحضانه يسألها فزعا متلهفا خائفا :
, - شاهي ٣ نقطة شاهي مالك يا شاهي ٤ نقطة ايه الدم دا
,
, فتحت عينيها بقدر بسيط لتنساب دموعها تتمتم باكية :
, - الحقني يا جاسر ابنك هيموت ٣ نقطة اتزحلقت ووقعت علي ضهري مش قادرة اقوم وبقالي كتير بنزف
,
, حرك رأسه إيجابا سريعا بهلع ٣ نقطة ليهب سريعا أحضر عباءة سوداء يلبسها إياها ليحملها بين ذراعيه يهرول بها الي أسفل وضعها في سيارته يستقل مقعد السائق يتمتم سريعا بهلع :
, - انتي بتابعي مع دكتور ولا دكتورة مش كدا
,
, حركت رأسها إيجابا تنظر له بوهن ٣ نقطة ليردف سريعا وهو يدير محرك السيارة :
, - قوليلي عنوانه بسرعة
,
, رأي ابتسامتها المنتصرة حين ظنت أن خطتها تسير وفق هواها ٤ نقطة ارشدته الي الطريق ليصل بها بعد قليل ٣ نقطة حملها يصعد بها الي اعلي يصيح كعاشق خائف :
, - بسرررعة الحقوني مراااتي وابني
,
, هرع بها الي غرفة الكشف ٣ نقطة يضعها علي الفراش لتطلب منه الطبيبة الانتظار خارجا الي أن تنتهي ٣ نقطة ولأجل صالحها انصاع مرغما لطلب الطبيية خرج من الغرفة يقف يستند بظهره الي الحائط ينظر ارضا يبتسم ساخرا ٣ نقطة دقائق طويلة ووجد الطبيبة تخرج من الغرفة تخلع قفازيها عدلت من وضع نظارتها تردف قي عملية :
, - مدام شاهيناز قالتلي أن حضرتك اسمك جاسر ٣ نقطة بص يا أستاذ جاسر الواقعة حقيقي كانت صعبة علي الجنين والحمد لله اننا قدرنا نوقف النزيف ٤ نقطة بس لازم راحة تامة ما تتحركش تاني ٣ نقطة والا لقدر **** هنفقد الجنين
,
, اكتسي الحزن عينيه نظر للطبيبة للحظات ليردف بصوت مختنق حزين :
, - ممكن ادخل اشوفها
,
, حركت الطبيبة رأسها إيجابا تفسح له الطريق ٣ نقطة ليدخل الي الغرفة بخطي متلهفة ٣ نقطة اقترب منها سريعا جذب مقعد يجلس علي المقعد جوار فراشها امسك كفها يقبله يغمغم في ندم :
, - شاهي سامحيني يا حبيبتي علي اهمالي ليكي ٣ نقطة ابني كان هيموت بسبب اهمالي ٣ نقطة سامحيني يا حبيبتي ما عرفتش قيمتك الا بعد ما كنتي هتضيعي مني
,
, في تلك اللحظة حركت رأسها ناحيته ترفع يدها تبسطها علي وجهه تهمس بخفوت حاني :
, - ما تلومش نفسك يا جاسر ٣ نقطة أنت مالكش ذنب ٣ نقطة الحمد لله ابننا عايش
,
, حرك رأسه نفيا بعنف يقبل كف يدها يهمس باكيا :
, - لاء أنا السبب أنا اللي كنت هضيعك من أيدي محملك ذنب مالكيش ذنب فيه ٣ نقطة بس خلاص مش هسيبك لوحدك تاني ٣ نقطة انتي هتيجي تعيشي معايا ٣ نقطة عشان اخد بالي منك ومن ابني ٣ نقطة أنا هروح احضر شنطة هدومك واجي مش هتاخر يا حبيبتي
,
, وقد كان ذهب جاسر سريعا الي شقتهم يحضر حقيبة ملابسها ٣ نقطة وجد هاتفها فتحه ليجد رسالة من مراد ٣ نقطةفحواها
, « نفذي الخطة اللي اتفقنا عليها »
, ابتسم ساخرا يقبض علي الهاتف بعنف سيريهم كيف تكون الخطط بحق ٣ نقطة عاد اليها ليحملها برفق يضعها في سيارته متجها بها الي منزله الذي يقطنه بصحبة سهيلة ٣ نقطة يعرف انها ستكون صدمة لسهيلة ولكنه سيخبرها بكل شئ
, Back
, اجفل من شروده علي صوت رنين هاتفه عاد يلتقطه ٣ نقطةليجد رقم والده فتح الخط يضع الهاتف علي اذنه ليسمع صوت رجل غريب يردف بعملية :
, - حضرتك هنا مستشفي ( ٥ نقطة) صاحب التليفون دا عمل حادثة واتنقل المستشفي ودا آخر رقم اتسجل انه كلمه
,
, صدمة عصفت بكيانه بروده قارصة سرت في اوصاله شعور بالذعر تمكن منه صرخ باسم والده بصوت عالي لتنهمر دموعه ٣ نقطة خرج يركض من المنزل استقل سيارته يقودها بجنون يكاد لا يري من عنف دموعه التي تغطي عينيه ٣ نقطةلا يعرف حتي كيف وصل كل ما يعرفه أنه فجاءة وجد نفسه امام المستشفي ٤ نقطة
, خرج من السيارة يركض لداخل المستشفى وقف أمام مكتب موظف الاستقبال يصيح فيه خائفا:
, - رشيد الشريف ٣ نقطة بابا حد كلمني وقالي انه عمل حادثة هو فين هو كويس
,
, لم تتغير تعابير الموظف الهادئة فقط حرك عينيه للحاسب الآلي أمامه يحرك أصابعه علي لوحة المفاتيح بخفة وعملية أردف:
, - رشيد راشد الشريف في غرفة رقم (٣ نقطة) في الدور التاني
,
, ما إن انهي الرجل كلامه ركض جاسر كالمجانين يصعد للطابق الثاني ٣ نقطة يبحث بين أرقام الغرف بذعر الي ان وقعت عينيه علي رقم الغرفة وجد في تلك اللحظة طبيب يخرج من الغرفة ليهرع إليه يسأله مذعورا :
, - بابا ٣ نقطة بابا ٣ نقطة طمني يا دكتور
,
, حمحم الطبيب يردف في هدوء مترفقا بحال الشاب :
, - الحمد لله جات سلمية ٣ نقطة عنده كسر في رجله اليمين ودراعه الشمال وكدمات متفرقة خصوصا في منطقة الضهر يعني محتاج راحة تامة وانه ما يتحركش خالص ندعي بس إن الاربعة وعشرين ساعة الجايين يعدوا علي خير
,
, حرك جاسر رأسه إيجابا ليهرع الي غرفة والده فتح الباب وقف عنده ينظر لوالده ساقه في جبيرة وكذلك ذراعه وشاش ابيض يلتف حول رأسه وكدمات متفرقة في وجهه ٤ نقطة انهمرت دموعه بعنف ليقترب من فراش والده جلس علي ركبتيه جواره امسك كفه السليم يقبله يهمس باكيا :
, - سامحني يا بابا أنا غبي وحمار ومتخلف ٣ نقطة قوم إنت وأنا هعمل اللي أنت عاوزه هقفل المطعم هطلق شاهيناز وسهيلة ٤ نقطة هرجع الأرض تاني ٣ نقطة بس عشان خاطري ما تسبينش
,
, بصعوبة شديدة سحب رشيد يده من يد ابنه ليرفع جاسر وجهه له سريعا بتلهف ٣ نقطة بلع لعابه خاصة حين رأي تلك النظرة الجافة المعاتبة في عيني والده ليسمعه يهمس بصوت ضعيف متعب :
, - أنت ايه اللي جابك هنا ٣ نقطة امشي أنا مش عايز اشوفك ٤ نقطة اعمل اللي أنت عاوزه خلاص ما بقاش ليا علاقة بيك ٣ نقطة بس طلق سهيلة وسيبها ٣ نقطة صدمتي في البية نستني الغلبانة اللي اتصلت تستنجد بيا ٣ نقطة طلقها يا جاسر بالذوق احسنلك
,
, حرك جاسر رأسه إيجابا اخفض رأسه إيجابا يتمتم بخزي :
, - حاضر يا بابا هعملك كل اللي أنت عاوزه
,
, بعد يوم آخر اظهرت فيه تقدما ملحوظا في الاختلاط بالناس تتحرك تضحك تتسابق معه عادت معه الي غرفتهم القت بنفسها علي الأريكة تضحك تقول مبتسمة :
, - ااااااه يا اني تعبت اوي النهاردة ٣ نقطة بس شوفت سبقتك 3 مرات
,
, رفع حاجبه الأيسر متهكما هو من كان يتركها تسبقه حتي لا تبكي بلا توقف كالأطفال والآن تتباهي بإنجازاته هو ٣ نقطة ابتسم يردف مازحا :
, - ماشي يا ستي انتي كسبتيني ٣ نقطة هروح اخد دش ٣ نقطة وننزل نتغدي تحت
,
, ابتسمت تحرك رأسها ايجايا لتلقي بجسدها تتمدد علي الاريكة تتصفح صفحتها علي موقع التواصل الاجتماعي بينما دخل زيدان للاستحمام ٤ نقطة لحظات ورأت رقم غريب يضئ علي شاشة هاتفها رفعت كتفيها متسأله لتفتح الخط تضع الهاتف علي أذنيها سمعت صوته يهتف متلهفا :
, - الو يا لينا أنا معاذ ٣ نقطة المرة دي ما تقفليش السكة يا لينا اسمعيني أنا أنا هحكيلك كل حاجة ٣ نقطة زيدان هو ٥ نقطة

الجزء الثالث والأربعون


في غرفة حسام في منزل شهد ٣ نقطة اقترب خالد من حسام يشمر عن ساعديه يمسك بطوقه الجلدي يبتسم متوعدا ٣ نقطة لتضطرب حدقتي حسام قلقا من نظرات والده المتوعدة ٣ نقطة انتفض للخلف حين صفع خالد الأرض جواره بعنف ليدوي صدي الصفعة عاليا قويا مخيفا ٣ نقطةبلع حسام لعابه بسط كفيه امام صدره يهتف سريعا متعلثما :
, - اهدي بس يا حج أنا هفهمك كل حاجة أنا كنت رايح اديها الملازم ٤ نقطةااااااه
,
, صاح بها حسام متألما حين هوي بغتة طوق علي عجزه بعنف ليتنفض يبتعد عن ابيه تشجنت ملامحه الما يردف حانقا :
, - ليه الغدر دا يا حج طاه
,
, ابتسم خالد متوعدا يقترب منه ليقفز حسام بعيدا عنه يقف فوق فراشه ينظر له قلقا ٤ نقطة بينما صدح صوت خالد الغاضب :
, - كل يلا بعقلي حلاوة ما إنت شايف سوسن واقفة قدام ٣ نقطة أنا كلمت سارة يا حيوان وحكتلي عن اللي بيه عمله
,
, ضيق حسام عينيه بغيظ يتوعد لسارة في نفسه ليصيح مرة أخري حين هوي طوق خالد علي ذراعه تلاه صوته الحاد الغاضب :
, - تسلملك علي عمها ٣ نقطة عمها بنفسه هيسلم عليك يا حبيب عمها
,
, توجست عيني حسام وهو ينظر للشرر القادح في عيني والده ليقرر الفرار بنفسه سريعا كان ينزلق أسفل الفراش يختبئ تحته من بطش والده يصيح متألما :
, - أنا عمري ما اضربت كدة قبل كدة .
,
, ضم خالد شفتيه يكبح ضحكاته ليميل ينظر له يصيح محتدا :
, - اطلع يلا وخليك راجل ٣ نقطة شيلي صورتك من علي الفيس ٣ نقطة جري ايه يا ابو آدم
,
, عقد حسام جبينه يبسط راحته أسفل ذقنه يغمغم بحالمية يخطط للمستقبل :
, - لاء مش هسمي آدم ٣ نقطة اسم متداول جداا ٣ نقطة أنا بفكر اسمي اسم غريب جدا ٣ نقطة ايه رأيك في روهان ٣ نقطةروهان حسام خالد السويسي ٣ نقطة اسم وحش جدا ايه القرف دا
,
, توسعت عيني خالد في حدة ليلتفت حول الفراش امسك بساق حسام الظاهرة يجذبه للخارج ليتسمك حسام بأحد ارجل الفراش بعنف توسعت عينيه خاصة حين اردف ابيه متوعدا :
, - وكمان بتفكر في اسم العيال دا أنا مش هخلي فيك حيل حتي تتجوز مش تخلف
,
, حرك حسام رأسه نفيا بعنف يتسمك بقدم الفراش يحتضنها بعنف كأنها ملاذه الأخير يصيح بدراما مبالغ فيها :
, - الأرض لو عتشانة نرويها بدمانا
,
, تعالت ضحكات خالد المتهكمة يردد ساخرا وهو يجذبه بعنف ليخرج من أسفل الفراش :
, - عتشانة !! طب تعالي بقي عشان هروي الأرض بدمك يا محمد يا ابو سليم
,
, بعد دقائق معدودة خرج خالد من الغرفة وهو يعدل من وضع تلابيب قميصه يبتسم في زهو ٣ نقطة ليخرج حسام خلفه ينظر له مغتاظا وجهه به بعض الكدمات بالإضافة الي صفعات الطوق ٤ نقطة شهقت شهد فزعة ما أن رأت حسام لتهرع إليه تردف متلهفة :
, - نهار ابيض حسام ٤ نقطةانت عملت ايه في الواد
,
, نظر خالد لحسام من طرف عينيه يبتسم ساخرا بينما احتقن وجه حسام يتمتم مغتاظا :
, - ما فيش يا ماما دا أنا كنت بلاعب الحج مصارعة ٣ نقطة بس واضح ان الحج ايده تقيلة شوية
,
, نظرت شهد لخالد في ضيق لتعاود النظر لطفلها تردف بحنو :
, - هجبلك صندوق الاسعافات من الحمام وجاية
,
, انتظر خالد الي أن غادرت شهد ليقترب من حسام وقف امامه يدس يديه في جيبي سرواله يهمس محتدا :
, - نتكلم جد ٣ نقطة راجل لراجل ٣ نقطة صدقني المرة الجاية رد فعلي مش هيعجبك ٣ نقطة سارة بنت عمك حالتها النفسية اصلا زفت وخصوصا منك ٣ نقطة واللي أنت بتهببه دا بتضغط عليها اكتر ٣ نقطة ابعد عنها يا حسام .. البنت عندها امتحانات الايام الجاية ٣ نقطة سيبها تركز في امتحانتها ٣ نقطة ما تبقاش السبب في ضياع مستقبلها
,
, اخفض حسام رأسه ارضا كلمات والده تتضارب في عقله من ناحية وشوقه لأن يراها في كل دقيقة ينهش قلبه من ناحية أخري .. رفع وجهه ينظر لابيه ٣ نقطة استطاع خالد أن يري العشق يضي في حدقتئ ابنه ٣ نقطة حرك حسام رأسه إيجابا يردف بخفوت :
, - حاضر يا بابا
,
, ابتسم خالد يربت علي وجه حسام التفت يغادر ما أن اقترب من الباب سمع صوت شهد تردف سريعا بتلهف :
, - رايح فين يا خالد مش هتاكل
,
, اجبر شفتيه علي الابتسام التفت لها يحرك رأسه نفيا يردف سريعا قبل أن يغادر :
, - معلش مرة تانية ٣ نقطة أنا مستعجل دلوقتي ٣ نقطة سلام
,
, قالها ولم يعطيها فرصة للرد بل خرج سريعا يغلق الباب خلفه ٣ نقطة نظرت شهد في اثره تقبض علي كفها لتلقي ما في يدها علي الطاولة ٣ نقطة دخلت الي غرفتها تصفع الباب خلفها بعنف ٤ نقطة بينما وقف حسام مكانه يرفع حاجبيه مدهوشا مما حدث ضرب كف فوق آخر يتمتم متعجبا :
, - لا حول ولا قوة الا ب**** ٣ نقطة أنا هروح اكل
,
, قطبت جبينها متعجبة معاذ لما يتصل الآن وزيدان ماذا فعل ٣ نقطة انتظرت جملته التالية بفضول فقط لتفهم سر ظهوره الغريب أمامها ٣ نقطة وقبل أن ينطق بحرف سمعت صوت سيدة تصيح من جواره تبدو غاضبة تتحدث بلكنة انجليزية غريبة :
, - Moaz, what are you doing, are you mad?
, (معاذ ، ماذا تفعل هل جننت )
,
, لحظات صمت تلاها صوت تلك السيدة يبدو أنها اخذت الهاتف من معاذ وتحادثها هي بنبرة مخملية لبقة :
, - Hello baby, I am Moaz's mother ٣ نقطة he just wanted to tell you that your husband loves you so much ٣ نقطة Goodbye my dear
,
, ( اهلا بيكي حبيبتي أنا والدة معاذ ٣ نقطة هو فقط أراد اخبارك أن زوجك يحبك جدا ٣ نقطة وداعا عزيزتي )
,
, ودون كلمة أخري اغلقت الخط ٣ نقطة قطبت لينا جبينها متعجبة تنظر للهاتف في ذهول مما حدث توا ٣ نقطة ما هذا الجنون ٣ نقطة معاذ، والدته ٣ نقطة هو اخبرها من قبل أن والدته انجليزية من انجلترا لماذا تحادثها وماذا كان يريد أن يقول معاذ وقاطعته هي ٤ نقطة هي حقا لا تفهم تنهدت تفرك جبينها تفكر بحيرة ٣ نقطة لتجفل علي صوت زيدان يحادثها قلقا :
, - مالك يا لوليا انتي كويسة
,
, رفعت وجهها اليه لتتوسع عينيها في دهشة تدلي فمها يكاد يلامس الأرض تنظر له وهو يرتدي قميصه ٣ نقطة جسده المكدس بالعضلات الضخمة توسعت عينيها فزعا تهمس مع نفسها :
, - هاراحوس عليا دا أنا لو اتخانقت معاه هيعملني استيكر علي الأرض
,
, اجفلت مرة أخري علي نبرته العابثة وهو يردف في مكر :
, - ايه يا لوليا متنحة كدة ليه يا حبيبتي
,
, حركت رأسها نفيا سريعا تشيح بوجهها بعيدا بلعت لعابها في توتر تغمغم متلعثمة :
, - هااا ٣ نقطة لالا ابدا أنا كنت سرحانة مش اكتر
,
, توسعت ابتسامته توجه ناحيتها القي بجسده علي الأريكة يقرص وجنتها برفق يردف في خبث :
, - وهو اللي بيسرح بيفتح بوقه ستة متر كدة ٣ نقطة
, تخضبت وجنتيها تشعر بحرارة غريبة تغزو وجهها ٣ نقطة بلعت لعابها لتتحرك من جواره تريد المغادرة تردف سريعا :
, - أنا هروح البس
,
, ما كادت تتحرك ٣ نقطة خرجت منها شهقة قوية حين شعرت بيده تجذبها لتعود تجلس جواره من جديد ٣ نقطة تلك المرة زيدان تخطي المحظور مزق كل المسافات الفاصلة بينهما ٣ نقطة اقترب منها حتي بات لا يفصلهم سلط عينيه علي عينيها يهمس بنبرة عاشقة رخيمة :
, - مش كفاية بعد بقي ٣ نقطة سنين وأنا بحلم باليوم اللي هتكوني فيه في حضني ٣ نقطة ولما اخيرا اتجوزنا بردوا بتبعدي عن حضني ٣ نقطة اطلقي سراح قلبي العاشق بكلمة واحدة بس ٣ نقطة قولي أنك موافقة ٣ نقطة صبري بينهار قدام عينيكي ٣ نقطة وافقي تبقي جزء من كياني يا كل كياني
,
, بلعت لعابها تشعر بدقات قلبها تكاد تنفجر تعالت أنفاسها المتوترة ٣ نقطة تحاول الا تنظر لعينيه ٣ نقطة تحاول أن تسيطر علي سيل مشاعرها المنجرف نحوه ٣ نقطة لمحت بطرف عينيها جهاز الكمبيوتر المحمول التي تركته مفتوحا امامها ٣ نقطة كانت تتحدث مع والدتها قبل قليل واخبرتها انها ستحادثها بخاصية ( الفيديو ) لمحت بطرف عينيها مكالمة والدتها ترد الآن وعليها فقط أن تقبلها ٣ نقطة مدت يدها خفية تضغط زر القبول ٣ نقطة لحظة فقط وانتفض زيدان بعيدا عنها حين صدح صوت والدها الغاضب :
, - أنت يا حيوان ابعد عن البت
,
, توسعت عيني في صدمة ينظر لشاشة الحاسب في ذهول ٤ نقطةوجد خاله بصحبة زوجته يجلسان متجاورين ٥ نقطة خاله ينظر له شرزا لو كان أمامه في تلك اللحظة يقسم أنه كان سيقتله ٣ نقطة احتدت عيني زيدان بغيظ ينظر لزوجته القابعة جواره ليراها تبتسم تسبل عينيها في براءة كأنها لم تفعل شيئا من الأساس ٣ نقطة تردف سعيدة :
, - بابا إنت وماما وحشتوني كتير
,
, باردت لينا « الشريف » تحادث ابنتها تسألها بتلهف قلقة :
, - انتي كمان يا حبيبتي وحشتيني اوي ٣ نقطة انتي كويسة ، مبسوطة
,
, توسعت ابتسامتها تنظر لوالدتها تتحاشي النظر لزيدان الغاضب لتردف مبتسمة بتوسع :
, - كويسة جدا ومبسوطة جدا
,
, اطمأن قلب لينا وهي تري تلك الابتسامة الواسعة السعيدة تغزو شفتي ابنتها .. فتحت فمها لتحادثها ليبادر خالد كعادته يقول في حدة :
, - اوعي يكون الواد اللي قاعد فاتح صدره دا مزعلك وأنا اجي اعلقه
,
, وضعت لينا يدها علي فمها تكبح ضحكاتها لينظر زيدان بطرف عينيه الي خالد في غيظ ٣ نقطة بينما حركت لينا رأسها نفيا سريعا
, لكزت لينا ( الشريف ) زوجها بمرفقها في ذراعه تهمس له حانقة :
, - اي يا خالد اللي أنت بتقوله دا
,
, وجهت نظرها للشاشة تحادث ابنها بحنو كعادتها :
, - زيزو يا حبيبي عامل إيه ٣ نقطة أنا عارفة أن لينا اكيد مجنناك
,
, نظر لوالدته يبتسم في سعادة *** صغير اقترب من زوجته يلف ذراعه حول كتفها يقربها من صدره يردف مبتسما :
, - هي مجنناني ٣ نقطة بس علي قلبي زي العسل
,
, ابتسمت لينا ( السويسي ) خجلة تحاول الا تنظر للشاشة ٣ نقطة بينما توسعت ابتسامة والدتها تردف سريعا :
, - **** يخليكوا لبعض يا حبايبي وتفضلوا دايما مبسوطين ٣ نقطة
,
, في تلك الأثناء كان خالد يجلس جوار لينا يعقد ذراعيه أمام صدره ينظر لزيدان في غيظ ٣ نقطة حمحم بحدة يهتف فجاءة :
, - ايه يا بيه استحليت القعدة عندك مش ناويين ترجعوا بقي ولا ايه ٣ نقطة ما فيش شغل المفروض ترجعه
,
, توسعت ابتسامة زيدان المتسلية ينظر لخالد يتحداه بنظراتها ليردف مكملا ببراءة :
, - ارفدني لو عايز ٣ نقطة أنا لسه مش هنزل دلوقتي خالص
,
, احتقنت عيني خالد بالدماء ينظر لزيدان غاضبا ٣ نقطة بينما ابتسم الأخير في براءة مستسمعا بغضب خاله ٣ نقطة
,
, قامت لينا من جوار زيدان تلوح لوالديها تقول سريعا :
, - انا هقوم ألبس عشان هننزل نتغدي باااي
,
, قالتها لتتحرك سريعا تختفي من امام اعينيهم ينظر خالد في اثرها لا ينكر كونه سعيدا علي تقدم حالتها ٣ نقطة ولكن غيرته علي ابنته تأكل قلبه ٣ نقطة كانت لينا زوجته تحادث زيدان توصيه عليها بينما عينيه هو كانت تبحث عنها يحاول أن يراها مرة اخري ليرفع حاجبه الأيسر متعجبا حين رآها تأتي من الخلف تمشي علي أطراف أصابعها تمسك في يدها قطع ثلج ٣ نقطة أشارت له سريعا الا يفضح امرها .. لتقترب من زيدان تلقي الثلج في تلابيب قميصه من الخلف ليصيح فجاءة حين صفعت بروده الثلج جسده ٣ نقطة نظر لها شرزا قفز من فوق الاريكة يركض خلفها يردف متوعدا :
, - لينا ٣ نقطة خدي هنا و**** لعلقك علي باب الأوضة
,
, آخر ما سمعه هو صوت ضحكات ابنته الصاخبة ومن ثم اغلقت لينا المكالمة ٣ نقطة التفت زوجته له ابتسمت تردف في سعادة :
, - أنا مبسوطة عشانهم اوي ٣ نقطة **** يسعدهم دايما ٣ نقطة
,
, رسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه ٣ نقطة لتتحرك لينا من جواره تخلع حجابها لتسترسل خصلات شعرها الصفراء ٤ نقطة نظرت له تبتسم في توسع تردف :
, - صحيح يا خالد أنت كنت فين
,
, رسم ابتسامة هادئة علي شفتيه ليقترب منها وقف أمامها يمسك ذراعيها بين كفيه يردف مشاكسا :
, - هكون فين يعني يا اوزعة انتي ٣ نقطة في الشغل
,
, اختفت ابتسامتها شئ فشئ ٣ نقطة حتي اختفت تماما ٣ نقطة لما خالد يكذب ٣ نقطة منذ متي ٣ نقطة في العمل ، عمر اتصل بها يخبرها انهم بحاجة لتوقيعه علي صفقة هامة وهاتفه مغلق ٣ نقطة حاولت الاتصال به لتجد هاتفه مغلق ٣ نقطة طلبت رقم مكتبه في الإدارة ليخبرها أحد زملائه أنه لم يأتي اليوم من الأساس ٣ نقطة أين ذهب خالد ولما يخفي عليها ٣ نقطة خرجت من شرودها علي يد تربت علي وجهها يسألها قلقا :
, - لوليتا مالك يا حبيبتي انتي كويسة
,
, رسمت ابتسامة زائفة علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا ٣ نقطة لتميل تضع رأسها علي صدره تلف ذراعيها حول ظهره تهمس في خفوت :
, - أنت عمرك ما خبيت عليا حاجة ٣ نقطة
,
, قطب جبينه قلقا ليسمعها تكمل في ألم :
, - أنت ما روحتش الشغل يا خالد عمر اتصل بيا وقالي أنه محتاجلك ضروري وموبايلك كان مقفول كلمتك علي تليفون الإدارة قالولي أنك ما جتش اصلا النهاردة ٣ نقطة كنت فين يا خالد
,
, بلع لعابه مرتبكا لأول مرة يشعر بأنه يعجز عن الرد ٣ نقطة حمحم يلتقط انفاسه الهادرة يردف في هدوء :
, - كنت مع محمد يا لينا ٣ نقطة لو مش مصدقاني أنا هتصل بمحمد
,
, ابعدها عنه قليلا ليخرج هاتفه خط اسمها علي شاشته لينتفح ٣ نقطة جلب رقم صديقه يطلبه ٣ نقطة حركت رأسها نفيا الا يفعل انها تصدقه ولكن بداخلها أرادت حقا أن تتأكد مما يقول .. شعور القلق ينهش قلبها بلا رحمة ٣ نقطةلحظات واجاب محمد ببشاشة كعادته :
, -ابو الخلد يا غالي
, قاطعه خالد سريعا قبل أن يسترسل ليردف قائلا في هدوء :
, - محمد ٣ نقطةاحنا كنا فين النهاردة
,
, تعامل محمد مع الوضع سريعا هو يعلم أن خالد لم يذهب للعمل يبدو أن هناك شيئا خاطئا يحدث سيسأله عنه لاحقا ولكن الآن ٣ نقطة حمحم يردف متعجبا :
, - أنت جالك زهايمر يا حبيبي ما كنا في الوزارة يا ابني عشان الاجتماع ٣ نقطةلاء تروح تكشف قبل ما تنسي اسمك وتفضحنا
,
, ابتسم خالد في نفسه يشكر صديقه داخله ٣ نقطة محمد يفهمه دون أن ينطق ٣ نقطة نظر لزوجته ليجدها تنظر ارضا في توتر ٣ نقطة تشعر بالخزي من شكها فيه ٣ نقطةاعتصر قلبه ألما عليها أخذ نفسا قويا يحادث صديقه :
, - ماشي يا ظريف هكلمك بعدين
,
, اغلق الخط يدس الهاتف في جيب سرواله ٣ نقطةاقترب منها يرفع وجهها برفق ابتسم يردف :
, - عرفتي كنت فين
,
, حركت رأسها ايجابا سريعا تلقي بنفسها في صدره تغمر وجهها بين احضانها تتمتم بخفوت نادمة :
, - ما تزعلش مني يا حبيبي ٤ نقطة أنت عارف أنا بحبك وبثق فيك قد ايه ٣ نقطة أنا بس قلقت اول مرة ما تقوليش علي مكان أنت رايحه ٣ نقطة اوعي تزعل مني
,
, أيخبرها ويحطم قلبها ٣ نقطة بعد كل تلك السنوات لن يتحمل أن تبتعد عنه ٣ نقطةشهد أقسم الا يقترب منها مهما حدث ٣ نقطة رسم ابتسامة زائفة علي شفتيه يبعدها عنه ٤ نقطة نظر لها مشاكسا يردف في عبث :
, - لاء أنا زعلان ٣ نقطة زعلان ٣ نقطة ومحتاج اتصالح ..
, وانتي عارفة أنا بتصالح بالبسبوسة
,
, تعالت ضحكاتها تكلمه في صدره بخفة تغمغم من بين ضحكاتها :
, - يا ابني هيجيلك السكر من كتر ٣ نقطة كان يوم ما طلعتوش شمس يوم ما فكرت اعمل بسبوسة يا سي عبصمد
,
, تعالت ضحكاته الخشنة يتذكر بطلي القصة الوهمية التي اخترعها حين اخبرها باسم البسبوسة لأول مرة (عبد الصمد ٣ نقطة أمينة )
,
, قربها منه يلاعب حاجبيه مشاكسا يردف في خبث :
, - يا عيون عبصمد ٣ نقطة يا روح عبصمد ٣ نقطةيا قلب عبصمد .. يا بسبوسة عبصمد ٤ نقطة ما تيجي أفكرك بطريقة عمل البسبوسة
,
, انسلت من بين ذراعيه ابتسمت في دلال تغمغم ضاحكة :
, - اسكت مش أنا عاملة دايت والحلويات غلط عليا ٣ نقطة باي يا روحي
,
, قالتها لتنطلق ضحكاتها فرت من امامه تحاول الخروج من الغرفة ما أن كادت تفتح الباب وجدته خلفها يغلقه سمعته يهمس جوار اذنها في خبث :
, - احلي حاجة في الدايت أنك تبدأي باليوم الفري ونبقي نبدأ دايت من يوم السبت جامد جدا
,
, دخل الي شقته الصغيرة وقف في الصالة ينظر لغرفة سهيلة وغرفة شاهيناز ٣ نقطة تهاوي علي أحد المقاعد يخفي وجهه بين كفيه ٣ نقطة سيارة الاسعاف المجهزة التي ستنقل والده الي مستشفي والده التي بناها هو قبل سنوات في بلدتهم ستصل بعد ساعة تقريبا ٤ نقطة لن يبقئ هنا ووالده في تلك الحالة ٣ نقطة الطبيب حذره من القيام بأي حركة لمدة شهرين علي الأقل وهو لن يغامر بخسارة والده ابدا ٣ نقطة وقف في منتصف الصالة الواسعة يصدح بصوت خشن عالي :
, - سهيلة ، شاهيناز ٣ نقطة اخرجي انتي وهي
,
, لحظات فقط وخرجت شاهيناز من غرفتها تتهادي فئ خطواتها تتصنع الألم ببراعة نظرت له تهمس برقة :
, - خير يا جاسر حصل حاجة يا حبيبي
,
, اشار لها الي أحد المقاعد امسك بيدها يساعدها علي الجلوس عليه في لحظة خروج سهيلة من غرفتها وقفت عند باب غرفتها تنظر لهم بأعين دامعة قلب ينفطر ٣ نقطة عشق يتمزق من الألم ٣ نقطة رفع جاسر وجهه ينظر اليها ليبلع لعابه من تلك النظرة الممزقة التي رآها في عينيها ٤ نقطة تنهد يلتقط انفاسه يرسم الجدية علي قسمات وجهه عقد ذراعيه أمام صدره يردف فئ هدوء حازم :
, - طيب بما اننا اتجمعنا ٣ نقطة فنتفق علي الحياة هتمشي ازاي ٣ نقطة بالعدل انتي ليلة وهي ليلة واي حاجة محتاجها واحدة منكوا تقول من غير كسوف ٣ نقطة وأنا بإذن **** هعدل بينكوا حتي في الابتسامة تمام كدة
,
, ما إن انهي جاسر حديثه انفجرت سهيلة في الضحك ٣ نقطة تضحك بهستريا متألمة لا تصدق ما يخرج من بين شفتيه انهمرت دموعها تصاحب ضحكاتها ٣ نقطة ضاع كل شئ في لحظة ٣ نقطةنظرت له تردف من بين ضحكاتها :
, - هايل يا حج متولي ٣ نقطة هعدل بينكوا حتي في الابتسامة ٣ نقطة طبعا أنا همثل دور نعمة **** ٣ نقطة وهي ألفت اومال فين سميرة صاحبتك
,
, نظرت شاهيناز لها متعجبة مما تقول بالتأكيد تلك الفتاة مجنونة ٣ نقطة بينما كان جاسر ينظر لها في حسرة يشعر بها ٣ نقطة يحس بكسرتها ظل يراقبها دون أن ينطق بكلمة خاصة حين اندثرت ابتسامتها رفعت وجهها تنظر له تلاقت أعينهم للحظات ليري الغضب يشتعل في مقلتيها سمعها تصيح في قهر:
, - كلامك الاهبل دا ترميه في الزبالة ٣ نقطة أنت هتطلقني دلوقتي حالا ٣ نقطة أنا مش هقعد معاك ثانية واحدة كمان ٣ نقطة
,
, ابتسم جاسر ابتسامة سوداء خالية من اي مشاعر اقترب منها وقف امامها يعقد ذراعيها يتمتم ساخرا :
, - انتي هتعيشي معايا برضاكي او غصب عنك ٣ نقطة طلاق مش هطلق ٣ نقطة أنا مش متسعد اكسر الصلح اللي بين العيلتين عشان خاطر دلع الهانم ٤ نقطة
,
, نظرت له حاقدة كارهةة تنساب دموعها بلا توقف ٣ نقطة لتصرخ في وجهه بعنف :
, - أنا بكرهك .. قد ما حبيتك كرهتك ٣ نقطة عمري ما هسامحك يا جاسر .. لو انت راجل وعندك نخوة فعلا طلقني ٣ نقطة أنا مش عايزة اعيش معاك ٤ نقطة ااااه
,
, صرخت بها متالمة حين شعرت بيده تقبض علي خصلات شعرها بقسوة قرب وجهها من وجهه يصيح غاضبا :
, - اسمعي بقي ٣ نقطة انتي هتعيشي معايا برضاكي او غصب عنك ٣ نقطة واللي عندك اعمليه ٣ نقطةقدامك عشر دقائق تلمي شنطة هدومك عشان هنسافر اسيوط يلاااا
,
, قالها ليدفعها تجاه غرفتها نظرت له للمرة الأخيرة حاقدة عليه تنظر له بكراهية لتدخل الي غرفتها اوصدت بابها تبكي تجهش فئ بكاء عنيف مرير ٤ نقطة اخرجت حقيبتها تلقي ملابسها باهمال في الحقيبة .. نظرت لانعكاس صورتها الباكية في المراءة للحظات طويلة لتحتد عينيها تهمس مع نفسها بشراسة :
, - ماشي يا جاسر قسما ب**** لخليك تقول حقي برقبتي إنت والمحروسة مراتك يا أنا يا انتوا
,
, في صباح اليوم التالي تحديدا أمام احد مراكز الدروس الخصوصية كان يقف بسيارته ينتظرها يعرف أن اليوم مراجعتها النهائية قبل الامتحان غدا ٣ نقطة وقف ينظر للطلاب وهم يخرجون ليجدها تخرج وحيدة من المركز قطب جبينه متعجبا اين شقيقتها لما لم تأتي معها ٣ نقطة رفع كتفيها بلا مبلاة ليقترب منها بالسيارة وقف امامها يعترض طريقها ٣ نقطة ليميل يفتح لها باب السيارة ٣ نقطة توسعت عينيها فزعا ما أن رأته ٣ نقطة ابتسم هو يردف برفق :
, - اركبي يا سارة هتكلم معاكي كلمتين واوصلك
,
, حركت رأسها نفيا بعنف ٤ نقطة تبتعد عنه تود فقط الهروب ٣ نقطة ليتنهد بضجر لما يجب أن تكن عنيدة ٣ نقطة نزل من سيارته اعترض طريقها سريعا امسك بكف يدها نظرت له بهلع بينما ابتسم هو يردف من بين أسنانه :
, - قولتلك اركبي هتكلم معاكي كلمتين مش هاكل ما تخافيش
,
, دون أن تنطق كان يجذبها خلفه الي سيارته جعلها تجلس ٣ نقطة ليغلق الباب عليها التف يجلس خلف مقعد القيادة ٣ نقطة ليلتفت لها يغمغم بحذر :
, - اومال أختك ما حضرتش معاكي المراجعة ليه
,
, ابتلعت لعابها خائفة من ذلك الشاب الذي يستمر بالظهور في حياتها دون اي مبرر بل ويستمر في ارعابها همست بصوت خفيض متلجلج :
, - ممكن تسيبني امشي لو سمحت اللي أنت بتعمله دا ما ينفعش أنا عملتلك ايه هو أنا اذيتك في حاجة
,
, انقبض قلب حسام حزنا علي حالها تنهد ٣ نقطةتنهيدة طويلة حارة مد يده بحذر يرفع وجهه لتقابل عينيها عينيه نظرات طويلة صامتة يري رجفتها وذعرها منه في حدقتيها ٣ نقطة ابتسم يغمغم برفق :
, - سارة أنا عارف اني الفترة اللي فاتت كنت بني آدم سخيف وغتت .. بطلعلك كل شوية ٣ نقطة بضغط علي نفسيتك بشكل مستفز ٣ نقطة أنا نفسي كنت متلغبط فجاءة حياتي اتغيرت ٣ نقطة لقيت نفسي فجاءة عايش سنين في كذبة ٣ نقطة كنت بتصرف من غير حساب ٣ نقطة سارة أنا مش عايزك تخافي مني ٣ نقطة أنا خلاص مش هظهر في حياتك تاني ٣ نقطة بس اوعديني ٣ نقطة أنك تذاكري وتحلي كويس في الامتحانات
,
, ابتلعت لعابها تأثرت نفسها بكلماته الشاردة تشعر بها يشببها شارد في حيرة مثلها تماما ٣ نقطة ارتجفت حدقتيها تحرك رأسها إيجابا تهمس بخفوت :
, - اوعدك
,
, ابتسم ابتسامة صغيرة حزينة يحرك رأسه إيجابا ليميل يفتح باب سيارته لها لتنزل نظر لها لآخر مرة ابتسم يردف نادما :
, - أنا آسف يا سارة علي كل اللي عملته الفترة اللي فاتت اوعدك أنك مش هتشوفي وشي تاني ٣ نقطة بس ارجوكي ركزي في مذاكرتك وحياتك ٣ نقطة ما تخليش حد يضحك عليكي تاني يا سارة ٣ نقطة فهماني طبعا
,
, ابتلعت لعابها الجاف اخفضت رأسها ارضا لا تجرؤ علي النظر له لتمتم بخفوت :
, - حاضر ٣ نقطة عن اذنك
,
, قالتها لتلقي عليه نظرة أخيرة أعطته شبح ابتسامة صغيرة ستكون ذكري ٣ نقطة سلوي لنفسه طوال الفترة القادمة ٣ نقطة نزلت من السيارة لتوليه ظهرها وترحل غابت عن عينيه بعد قليل ليبتسم شبح ابتسامة باهتة ٣ نقطة يدير محرك سيارته ويغادر هو الآخر ٣ نقطةمقررا أن تكن هذه هي النهاية وربما لا ٣ علامة التعجب
,
, مر اسبوع سبعة ايام مرت بحلوها ومرها ٣ نقطة لينا في طريق علاجها بخطي سريعة تمسك بيد زيدان ٣ نقطة خالد لم يذهب عند شهد منذ ذلك اليوم ابداا
,
, كان في مكتبه حين دق هاتفه برسالة من رقمها الذي لم يسجله عنده من الأساس ولكنه يحفظه شكلا محتواها
, « خالد أنت ما ساعت ما جيتلي من اسبوع ما جتش تاني هو أنا مش مراتك بردوا ٣ نقطة أنت وحشتني اوي يا خالد ٣ نقطة ممكن تيجي النهاردة شوية »
, قرأ احرف الرسالة يشعر بالقرف من نفسه هو لم يمسها ولكن فكرة أن اخري تحمل اسمه تثير اشمئزازه من نفسه ٣ نقطة التقط هاتفه يرد عليها
, « حاضر جاي النهاردة »
, بعث لها بالرسالة ليحذف المحادثة بأكملها من هاتفه مد يده يلتقط شيئا من جيب حلته ٣ نقطة اخرج شريط الاقراص ينظر له يبتسم في سخرية ٣ نقطة بعض من الخدع القديمة ستكون أكثر من كافية الآن
,
, علي صعيد آخر بالقرب من البحر تسير جواره تشبك كفها في كفه لا تصدق أنها تعيش مثل تلك السعادة تمشي بين الناس بلا خوف ٣ نقطة تتحرك بحرية حلمت بها يوما وها هي اليوم تتحقق التفتت له تنظر له ممتنة لا تعرف حقا كيف تشكره علي ما فعل لها ٣ نقطة رآها وهي تنظر له ليلتفت بوجهه لها يبتسم في عشق ابتسامة واسعة اختفت فجاءة حين رآه ذلك الرجل يقف هناك يحوط خصر فتاة تردي ملابس للبحر فاضحة تهدجت انفاسه اشتعلت غضبا احتقنت عينيه بالدماء أصوات وصرخات وبكاء مرت سريعا أمام عينيه ٣ نقطة ليهرول ناحيته توسعت عيني لينا في صدمة وهي تري زيدان يتركها يتجه ناحية ذلك الرجل تحرق خطواته الرمال المشتعلة ٤ نقطة اقترب زيدان من الرجل دون سابق انذار كأن يلكمه بعنف اسقطه ارضا يجثو فوقه يصيح فيه وهو يضربه :
, - أنا هقتلك ٣ نقطة هموتك
,
, هرولت لينا ناحيته سريعا لا تفهم ما يحدث تجمع الكثير من الرواد ومعهم شرطة السياحية يحاولون إبعاد زيدان عن ذلك الرجل ليصرخ فيهم غاضبا :
, - أنا المقدم زيدان الحديدي اللي هيقرب مني هوديه في ستين داهية
,
, اقترب مدير المنتجع من زيدان يحادثه سريعا بقلق :
, - يا زيدان باشا اللي حضرتك بتعمله دا ما ينفعش كدة حضرتك بتعتدي علي سائح مش عارفين جنسيته ايه ممكن يجيبلنا مصيبة
,
, وهنا تحديدا قبل أن ينطق زيدان بكلمة تعالت ضحكات ذلك الملقي ارضا لينظر له الجميع في دهشة ٣ نقطة بصعوبة وقف ذلك الرجل بمساعدة بعض الأفراد ينظر للمدير يغمغم ضاحكا :
, - اعتداء ايه وسياح ايه بس يا حضرة المدير ٣ نقطة دا زيزو أنا اللي مربيه
,
, التفت الرجل لزيدان يفتح ذراعيه علي اتساعهما ابتسم في خبث تراقص في حدقتيه يردف ساخرا :
, - ايه يا زيزو مش تيجي في حضن بابا معتز ٥ علامة التعجب

الجزء الرابع والأربعون


شرارات من سعير نار حارقة التهمت حدقتي زيدان ما أن نطق ذلك الرجل تلك الجملة ٣ نقطة مر سريعا أمام عينيه مقاطع سريعة لما كان بعينيه معه ٣ نقطة صوت صرخات وبكاء ذلك الطفل الصغير لم تغب عن عقله يوما ولو لحظة واحدة ٣ نقطة نفرت عروقه تصرخ بالانتقام ٣ نقطةفي لحظة كان ينفض عليه كليث جريح قبض علي عنقه يشد خناقه يرغب فقط في قتله ٣ نقطة اسرع رجلين من الأمن يجذبان زيدان بعنف بعيدا عن معتز من الصدمة بدأت هي تصرخ خوفا عليه ومنه ٣ نقطة اندفعت ناحيته امسكت بذراعه من الخلف تصرخ خائفة :
, - زيداااان ٣ نقطة زيداااان ٣ نقطة عشان خاطري يا زيدان سيبه ٣ نقطة سيبه يا زيدان هيموت في ايدك ٤ نقطة زيدان أنا خايفة
,
, همست بها بصوت ضعيف مرتجف خائف ليلتفت لها سريعا برأسه ٣ نقطة انتفض قلبها حين رآها تنظر له مذعورة تتساقط الدموع من عينيها ليلقي معتز بعنف ارضا توجه ناحيتها يحتضنها يخفيها بين أحضانه يشدد علي عناقها ٣ نقطة بينما يجلس معتز ارضا يلهث بعنف ينظر لزيدان في حدة غاضبا يري صورة ابيه مكانه ٣ نقطة زيدان بعنفوانه وشموخه وكبريائه ٣ نقطة
, يتجسد أمام عينيه من جديد عمل جاهدا بكل السبل الخبيثة علي أن يقتل روح ذلك الصغير ٣ نقطة ولكن يبدو أن محاولاته بائت بالفشل ٣ نقطة خالد عمل جيدا علي ترميم ما حطمه هو ٣ نقطة استند بكفيه علي الرمال وقف ينظر لزيدان يبتسم متهكما ٤ نقطة ليصدح صوت أفراد شرطة السياحة :
, - زيدان باشا اللي حصل دا اعتداء وشروع في قتل سايح في مكان عام وفي شهود ولازم نعمل محضر بالواقعة ٣ نقطة استاذ معتز بقي حابب يتنازل او لاء هو حر
,
, حرك زيدان رأسه إيجابا يرمي معتز بنظرات حادة قاتلة لف ذراعه حول كتف لينا قبل جبينها يهمس لها بحنو :
, - حبيبتي اطلعي الاوضة وأنا شوية وجاي
,
, حركت رأسها نفيا بعنف تتعلق في ذراعه خائفة عليه من أن يفعل ما فعل قبل قليل امسكت بذراعه تهمس بصوت خفيض خائف :
, - لاء أنا هاجي معاك مش هقعد لوحدى ٣ نقطة
,
, تنهد يحرك رأسه إيجابا توجه بصحبة افراد الامن ومعتز الذي يستند علي بعض العمال من الفندق الي مكتب رئيس شرطة السياحة القريب منهم ٣ نقطة وقف مدير الفندق ينظر في أثرهم ليخرج هاتفه سريعا يطلب ذلك الرقم بلع لعابه يهتف سريعا بتلجلج :
, - خخالد بااااشا ٣ نقطة في مشكلة حصلت يا باشا
,
, علي صعيد قريب بعد دقائق وصل الجميع الي المكتب ٣ نقطة لينا تختلس النظرات الي ذلك الرجل بين حين وآخر ٣ نقطة تشعر بالغضب بمجرد النظر إليه كأن دمائها تفور ٣ نقطة رغبة ملحة تطرق عقلها في أن تخلع قلبه من مكانه ٣ نقطة
, الي داخل المكتب توجهوا جلس زيدان علي أحد المقاعد يضع ساقا فوق اخري ٣ نقطة جذب لينا تجلس جواره ٣ نقطة يجلس هادئا مسترخيا وكأنه لم يكن سيقتل رجلا قبل قليل ٣ نقطةجلس معتز امام زيدان ينظر له غاضبا يتوعد له الا يتنازل عن المحضر ٣ نقطة سيريه لحظات ودخل الضابط ما أن جلس ٣ نقطة دق هاتفه الشخصي ٣ نقطة فتح الخط يرد برتابة :
, - مين معايا
,
, هب واقفا بعد لحظة يردف باحترام :
, - باشا ٣ نقطة اوامر معاليك طبعا ٣ نقطة ثواني اديله التليفون
,
, نظر الضابط لمعتز يمد يده له بالهاتف قطب الأخير جبينه متعجبا امسك الهاتف يضعه علي اذنه يردف متسائلا :
, - مين معايا
, لحظات صمت سمع بعدها ضحكة ساخرة قوية تأتي من الطرف الآخر :
, - نفس الصوت القذر ٣ نقطة
,
, أصفر وجه معتز بلع لعابه الجاف ما أن ميز نبرة صاحب الصوت ٣ نقطة رسم البرود علي قسماته يردف ساخرا :
, - اهلا خالد باشا السويسي بنفسه عاش من سمع صوتك ٣ نقطةمعقول يا راجل لا سلام ولا كلام دا أنا حتي جوز أختك
,
, نفرت عروق زيدان ينظر لمعتز عينيه تصرخ غضبا كاد أن يقوم لتقبض لينا علي كفه تنظر لع متوسلة الا يفعل ٤ نقطة
,
, تعالت ضحكات خالد الساخرة يتشدق في تهكم :
, - هنقول ايه ما هو الدبان ما بيتلمش الا علي الزبالة ٣ نقطة أنا بقي ما احبش اوسخ نفسي ٣ نقطة اسمعي يا زوز ٣ نقطة عشان انا كلامي بيتقال مرة واحدة ٤ نقطة ساعة زمن وما المحش طيفك في البلد كلها تاخد اول طيارة رايحة اي داهية وتغور
,
, توسعت ابتاسمة معتز يتشدق متستمعا :
, - تؤتؤتؤ بتطردني يا ابو الخلد دا أنا حتي في مقام ابو جوز بنتك يعني حماها ٣ نقطة في مقام بنتي زيها زي زيزو بالظبط
,
, في تلك اللحظات تحديدا اشتغل الغضب يسري في أورده خالد كم رغب في أن يكن ذلك الرجل امامه ليخرج قلبه من مكانه يدهسه بحذائه ..بصعوبة سيطر علي غضبه ٣ نقطة يرسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه ٣ نقطة يغمغم متهكما :
, - ما هو في مثل قديم بيقولك الجعان يحلم بسوق العيش ٣ نقطة وأنت هتعيش وتموت جعان اصلك يا حرام عقيم ما بتخلفش ولا عمرك هتخلف ولا ايه يا زوز
,
, أصفر وجه معتز فرت الدماء من عروقه من أثر تلك الصدمة العنيفة تهدجت انفاسه غضبا هب واقفا يبتعد عن الجمع متجها ناحية النافذة يقبض علي الهاتف يهمس بحرقة مغتاظا :
, - هي بقت كدة يا ابن السويسي طب ايه رأيك مش هتنازل عن المحضر وابقي شوف زيزو حبيبك ، الغالي ابن الغالي وهو مرمي ورا القضبان
,
, ظن أنه بتلك الكلمات ربما يخيف خالد او حتي يضايقه علي ما قاله يكفي انه ذكره بجرحه الحي الذي لم يندمل ولكن علي العكس تماما صدحت ضحكات خالد الساخرة كأنه يتهكم منه ومما يقول ليردف قائلا :
, - بص يا زوز ٣ نقطة زي ما قولتلك قدامك ساعة واحدة وتغور برة البلد كلها ٣ نقطة وهتتنازل عن المحضر غصب عنك مش بمزاجك والا هتحصل فابيو ٣ نقطة فاكر فابيو يا زوز
,
, انتفض معتز ذعرا ما أن ذلك الاسم بلع لعابه يتمتم بصوت خفيض متوتر :
, - ماشي يا خالد أنا ماشي بس صدقني الجولات بينا لسه ما خلصتش
,
, كان فقط تهديد فهو أجبن من ان يعد الكرة آخر ما سمعه كان صوت خالد وهو يتشدق مستمتعا :
, - لاء خلصت اصل المرة الجاية اللي هعرف أن رجلك النجسة دي خطت هنا ٣ نقطة هروحك لمراتك في صندوق مش في طيارة ٣ نقطة من غير سلام
,
, قالها ليغلق الخط في وجهه احتدت عيني معتز ينظر للهاتف ٣ نقطة اتجه ناحية الضابط يتمتم سريعا باقتضاب :
, - أنا متنازل عن المحضر اللي حصل مجرد سوء تفاهم مش أكتر ٣ نقطة أرجوك لو في اي اوراق محتاجة توقيع لاني عندي طيارة كمان ساعة
,
, وسريعا انتهي الأمر وقع معتز علي اوراق تنازله عن المحضر ٣ نقطةوقف يوجه لزيدان نظرة اخيرة حاقدة كارهة ٣ نقطة ليخرج من الغرفة ومن المكان بأكمله فارا بنفسه
,
, قام زيدان يصافح الضابط ٣ نقطة اخذ لينا عائدين الي غرفتهم ما أن دخلاها تركها متجها الي غرفة النوم يوصد الباب عليه بالمفتاح من الداخل ٣ نقطة اقترب هي سريعا من الباب تدق عليه تحادثه من خلف الباب المغلق برفق :
, - زيدان ٣ نقطة زيدان عشان خاطري رد عليا ٣ نقطة زيدان أنت كويس ٣ نقطة وحياتي عندك طيب رد عليا
,
, لحظات صمت وسمعت صوته بالكاد سمعته يهمس متحشرجا :
, - سيبني يا لينا دلوقتي
,
, تنهدت متحسرة تنظر للباب المغلق في ألم لتتوجه الي أحد المقاعد المقابلة له تجلس تنتظره الي أن يخرج ٤ نقطة
,
, علي صعيد آخر علي بعد مئات الأميال تحديدا في منزل عائلة الشريف ٤ نقطة استيقظ جاسر في غرفته المنفصلة ٣ نقطة قام اغتسل بدل ملابسه ليتجه الي غرفة والديه ٣ نقطة دق الباب ليسمع صوت والده يأذن بدخول الطارق ٣ نقطة دخل الي الغرفة يقترب من فراش ابيه المسطح فوقه ٣ نقطة مال يقبل يده يغمغم في هدوء :
, - صباح الخير يا بابا ٣ نقطة اخبار صحتك ايه
,
, سحب رشيد يده من يد ابنه يشيح بوجهه بعيدا عنه يغمغم :
, - كويس ٣ نقطة جاي ليه يا ابن رشيد
,
, تنهد جاسر ينظر لابيه نادما يتمني فقط لو يسامحه بلع لعابه يغمغم في توتر :
, - أنا بس كنت جاي اطمن علي حضرتك ٣ نقطة أنا عايز اعرف ليه بس حضرتك ما فضلتش في المستشفي لحد ما صحتك تتحسن
,
, ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي رشيد يغمغم متهكما :
, - عايز اموت في بيتي عندك مانع يا جاسر بيه
,
, بعد الشر عليك يا بابا ٣ نقطة نطقها جاسر سريعا ليقترب من والده متلهفا ٣ نقطة يقبل جبينه امسك كف يده يقبله يغمغم :
, - بعد الشر عليك يا بابا **** يخليك لينا وما يحرمنا منك ابداا
,
, نظر رشيد لوالده لترتسم شبح ابتسامة باهتة حزينة علي شفتيه ٣ نقطة حمحم يهتف بجد :
, - في مشكلة كبيرة بين عيلتين والمفروض أنهم بيحكموا دكتور رشيد في مشاكلهم هتعرف تسد مكاني ولا يروحوا لشيخ البلد
,
, وقف جاسر جوار فراش والده ينفخ صدره في حماس ٣ نقطةرفع يده يؤدي التحية العسكرية يتمتم في حماس :
, - تمام اوامر معاليك يا افندم ٣ نقطة أنا عايزك تتطمن وتثق فيا
,
, قالها ليغادر الغرفة ٣ نقطة يغلق الباب خلفه لترتسم ابتسامة واسعة علي شفتي رشيد سرعان ما اختفت اتسعت عينيه يتمتم ذاهلا :
, - يا نهار اسود دا قال ثق فيا
,
, علي صعيد آخر نزل جاسر بخطي هادئة رزينة علي سلم البيت الخشبي الكبير ٣ نقطة يعدل من وضع تلابيب جلبابه ٣ نقطة رأي شقيقته تجلس بالأسفل بصحبة سهيلة ٣ نقطة اااه منها سهيلة منذ أن جاءوا وهي تتجاهله تماما كأنه غير موجود من الأساس ٣ نقطة نزل اليهم يجلس جوار صبا لتعانقه الأخيرة بقوة تردف مبتسمة :
, - صباح الفل يا جوجو
,
, قرص وجنتها بخفة يتمتم ضاحكا :
, - يا ادي جوجو انتي ولينا جوجو كرهتوني في اسمي
, اقتربت صبا منه لكزته بمرفقها في ذراعه مالت عليه تهمس بصوت خفيض :
, - علي فكرة سهيلة بتحبك اوي ٤ نقطة والبت اللي اسمها شاهيناز دي غتتة اوي ٣ نقطة
,
, ابتسم لها يربط علي شعرها بحنو حاول اختلاس النظر لسهيلة ليراها تنظر بعيدا تحاول الا تنظر اليه للحظات تقابلت عينيها مع عينيه ليري في نظراتها ٣ نقطة ألم رهيب فتت قلبه ٣ نقطة بلع لعابه قام يسأل شقيقته :
, - اومال ماما فين
,
, اشارت له ناحية مطبخ منزلهم الكبير ليتركهم متجها اليه وجد والدته تجلس علي مقعد صغير من الخشب بيدها صحن كبير به حبات الارز تقوم بإخراج الحصي الصغير منه ٤ نقطة اقترب منها يجلس ارضا علي ركبتيه امامه جذب كف يدها يقبله يتمتم بحنو :
, - صباح الفل يا ست الكل
,
, نظرت له شروق حزينة تعاتبه بنظراتها ٣ نقطة حزينة مما فعل ٣ نقطة مشفقة عليه أفعال رشيد هي من اوصلته الي ما هو عليه اليوم اشاحت بوجهها تهمس بنبرة حزينة خافتة :
, - صباح الخير
,
, ابتسم في حزن ٣ نقطة يضع رأسه علي قدميها كطفل صغير يهمس له نادما :
, - أنا عارف اني غلطت وأنك زعلانة مني ٣ نقطة أنا آسف كنت هتخنق من تحكماته هموت ٤ نقطةطب انتي عارفة أنا عندي مطعم سمك كبير في اسكندرية مطعم مشهور حققت حلمي اللي طول عمري كان نفسي فيه ٣ نقطةأنا عارف اني غلطت لما اتجوزت من وراكوا ٣ نقطة و**** كنت ناوي اطلقها بس طلعت حامل يرضيكي يعني ارمي ابني
,
, حركت شروق رأسها نفيا مدت يدها تمسد علي شعره بحنو تعاتبه :
, - بس أنت كدة ظلمت سهيلة كان لازم تعرفها قبل ما تتجوزوا ٣ نقطة البت شكلها بتحبك اوي ومقهورة أوي
,
, رفع جاسر رأسه ينظر لوالدته يتمتم متهكما :
, - اقولها امتي بس دا أنا فجاءة لقيت نفسي مجبر اني اتجوز ولا صبا الصغيرة هي اللي هتتجوز وأنا مستعد ارمي نفسي في النار ولا صبا تتأذي
,
, نظر لوالدته ما أن انهي كلامه ليراها تنظر خلفه بشفقة ممتزجة بحسرة قطب جبينه متعجبا لتتوسع عينيه حين بدأ يعي ما يحدث .. التفت خلفه سريعا يدعو الا ما يكن يفكر فيه صحيحا اخفض رأسه يسب نفسه بصوت خفيض حين رآها تقف خلفه عند باب المطبخ وجهها شاحب عينيها حمراء تحبس دموعها فيها بصعوبة قاسية ٤ نقطة وقف متجها ناحيتها يرغب في تبرير ما قال لتفر من امامه راكضة الي غرفتها ٣ نقطة تنهد في حيرة يخلل أصابعه في خصلان شعره بعنف لحظات ودق هاتفه ٣ نقطة ليبتعد عن والدته قليلا اخرج هاتفه من جيب جلبابه ٣ نقطة لتحتد عينيه ما أن رأي اسم مراد فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه يردف في ود :
, - حبيبي واخويا واحشني يا ابو الأمراض
,
, صمت للحظات يستمع الي الطرف الآخر ليبتسم متوعدا يردف :
, - طبعا بيتك ومطرحك يا جدع بيت اخوك خلاص اللي وراك وفي انتظارك في اي وقت
,
, اغلق معه الخط ليدس الهاتف في جيبه من جديد ٣ نقطة يأخذ طريقه الي غرفة سهيلة ٤ علامة التعجب
,
, في منزل شهد تقف أمام مرآه زينتها تتأكد من زينتها ٣ نقطة ابتسمت تشجع نفسها تلتف حول نفسها اليوم سيآتي ٣ نقطة اليوم ستصبح زوجته قولا وفعلا اليوم سيتغير كل شئ ٣ نقطة ابتسمت متحمسة ٣ نقطة نظرت الي رداء نومها لتبتسم خجلة ارتدت جلباب منزلي واسع فوق ملابسها لتخرج من غرفتها حسام يجلس أمام التلفاز يشاهد أحد الأفلام الأجنبية باندماج ٤ نقطة اتجهت تجلس علي اريكة قريبة منه تغمغم مبتسمة :
, - علي فكرة ابوك جاي
,
, توسعت عيني حسام في خوف مضحك ليقفز من مكانه يهدر سريعا فزعا :
, - هاراحوس ٣ نقطة تبقي بنت الجزمة قالتله اني روحلتلها عند الدرس ٤ نقطة اما وريتها ٣ نقطة بقولك ايه لو سأل عليا قوليله أنا في الشغل
,
, قالها ليفر الي غرفته ٣ نقطة اقترب منها يصيح جزعا :
, - ما اجهضتنيش ليييييه ٣ نقطة لييييييه ٣ نقطة
,
, قالها ليدخل غرفته يصفع بابها يوصدها عليه بالمفتاح لتتوسع عيني شهد في دهشة تضرب كفا فوق آخر تغمغم في صدمة :
, - لا حول ولا قوة الا ب**** الواد اتهبل ٣ نقطة خالد جه
,
, تمتمت بها بسعادة حين سمعت صوت دقاته المميزة علي باب المنزل ٣ نقطة اتجهت سريعا الي باب المنزل وقفت تنظر لنفسها في المراءة تتأكد من حسن منظرها ٣ نقطة لتفتح باب المنزل ارتمت في صدره ما أن رأته تلف ذراعيها حول عنقه تهمس بنعومة :
, - وحشتني وحشتني اوي اوي اوي
,
, رسم ابتسامة صغيرة باهتة علي شفتيه يحرك رأسه إيجابا يغمغم في ضيق :
, - شهد احنا يعتبر علي السلم ما ينفعش كدة
,
, جذبته للداخل تغلق الباب عليهم وضعت رأسها علي صدره تلف ذراعيها حول ظهره تغمغم في حالمية :
, - وحشتني ٣ نقطة كل دي غيبة ٣ نقطة هو أنا ما وحشتكش
,
, تنهد يزفر أنفاسه المختنقة ابعدها عنه يحاول فقط رسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه يغمغم يغير دفة الحديث :
, - اومال الواد حسام فين
,
, ضحكت بخفة ما أن ذكر اسم ابنها لتشير الي غرفته تردف في مرح :
, - لما عرف أنك جاي هرب راح اوضته وقفل الباب
,
, ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتي خالد ينظر لباب الغرفة المغلق سرعان ما اخفاها سريعا حين نظر لشهد غمغم في هدوء :
, - طب ادخلي اوضتك علي ما اشوفه
,
, ابتسمت خجلة تحرك رأسها إيجابا تحركت الي غرفتهم تغلق الباب خلفها ٣ نقطة ليتقدم هو الي غرفة حسام دق الباب مرة تليها اخري ليسمع صوت حسام يصدح من الداخل :
, - أنا مش هنا
,
, ضحك بخفة يدق الباب مرة اخري يردف ساخرا :
, - افتح يا حوسو بابا جاب موز
,
, لحظات وانفتح الباب خرج حسام ينظر حوله يهتف سريعا :
, - ايه دا موز فين الموز
,
, حبيب ابوك .. هتف بها خالد متوعدا وهو يجذب حسام من تلابيب ملابسه من الخلف متجها به الي الصالة ليبتعد حسام عنه يعدل من تلابيب ملابسه يردف بإيباء :
, - علي فكرة أنا دكتور محترم ليا اسمي وسمعتي وكرامتي وكبريائي ٣ نقطة ايه دا فين الموز
,
, ضحك خالد بخفة يدس يده في جيب بنطاله يخرج ورقة نفدية من فئة المئتين جنية يمد يده لها به يردف ساخرا :
, - خد يا حبيب بابا ال 200 جنية دول وانزل صيع مع اصحابك مش عايز اشوف خلقتك الساعتين الجاييين
,
, نظر حسام للنقود في استخفاف ليرفع وجهه لوالده يردف ساخرا :
, - 200 جنية ٣ نقطة الاسم خالد بيه باشا السويسي وتديني 200 جنية دا ما ادهمش للواد اللي بينقي العتس
,
, رفع خالد حاجبه الايسر مستهجنا ليأخذ النقود من يد حسام يدسها في جيب سرواله امسك بكتف حسام يدفعه امامه ناحية باب الشقة يغمغم ساخرا :
, - تصدق فعلا أنا اللي غلطان ولا مليم يا كلب ويلا ياض برة يلا
,
, فتح باب المنزل يلقي حسام خارجا يغلق الباب لتتوسع عيني الأخير اتجه ناحية الباب يدق عليه يردف سريعا بتلهف :
, - يا حج ما ينفعش كدة يا حج ٣ نقطة طب هات ال 200 جنية ٣ نقطة طب هاخد الكوتشي بتاعي .. و**** لاخد جزمتك
,
, نظر لحذاء ابيه الموضوع خارجا للتوسع ابتسامته يردف مع نفسه :
, - عظمة اوي الجزمة دي ٣ نقطة حاجة فخيمة يلا حلال عليا
,
, بينما في الداخل تنهد خالد يمسح وجهه بكف يده الخطوة القادمة اخرج زجاجة عطر صغيرة من جيبه يرش منها علي كف يده ٣ نقطة اتجه الي غرفة شهد يجر ساقيه حرفيا الي داخل الغرفة فتح بابها ليراها كعروس في ليلة زفافها تنهد يبعد انظاره عنها دخل الي الغرفة يغلق الباب خلفه ابتسم لها يقترب منها بسط كفه علي وجنتها لتميل بوجهها تقبل كفه تتنفس بعنف لحظات وهو يضمها له يهمس له بشغف :
, - اوعدك اني الليلة دي هعوضك عن كل اللي فات
,
, ابتسمت تشعر بخدر مفاجئ يسري في أوردتها لحظات وهي بين يديه رأسها يثقل ليرتخي جسدها تماما بين ذراعيه ابعدها عنه نظر لها يبتسم في حزن ٣ نقطة حملها بين ذراعيه يتجه بها الي فراشها وضعها إليه جلس بالقرب منها يهمس لها بخفوت :
, - سامحيني يا شهد بس أنا ما اقدرش اخونها ٣ نقطة أنا قلبي بيتحرق مرعوب لتعرف اني متجوزك عليها ٣ نقطة أنا مش هستحمل اخسرها تاني ٣ نقطة
,
, قبل ساعات من الآن في غرفة زيدان ٣ نقطة التقط هاتفه يتصل بخاله يصيح فيه غاضبا :
, - لازم تثبتلي اني ضعيف ٣ نقطة لازم تثبتلي أنك أنت اللي بتحل كل حاجة ٣ نقطة دا حقي أنا ٣ نقطة أنا هقتله ٣ نقطة
,
, سمع صوت خالد يردف في هدوء :
, - طب اهدي بس معتز دا قذر ٣ نقطة صدقني هو جاي بس عشان يضايقك يفكرك بالماضي من تاني ٣ نقطة لو اديتله الفرصة دي يبقي خليته ينتصر عليك يا غبي ٣ نقطة اهدي يا زيدان انت محتاج تنام ٣ نقطة افتح الباب للينا اتصلت بيا وقلقانة عليك ٣ نقطة خليها جنبك ٣ نقطة نام يا زيدان أنت محتاج تفصل شوية يا ابني
,
, حاضر يا خالي ٤ نقطة همس بها بخواء ليغلق معه الخط ٣ نقطة اتجه الي باب غرفته ما أن فتح الباب اندفعت لينا تعانقه بقوة تسأله قلقة :
, - أنت كويس يا زيدان
,
, حرك رأسه نفيا بعنف ٣ نقطة حملها بين ذراعيه يتجه بها الفراش يخبئ رأسه بين أحضانها طوقته بذراعيها كالطفل الصغير لتشعر بجسده يهتز ٣ نقطة زيدان يبكي بعنف كطفل صغير خائف ٣ نقطة شددت علي عناقه تحاول تهدئته تهمس له بحنو :
, - زيدان عشان خاطري لو بتحبني اهدي ٣ نقطة زيدان قلبي بيوجعني عليك وأنت في حالتك دي ٣ نقطة وحياة لوليا عندك اهدي
,
, سمعت صوته المتألم الذبيح يصرخ بين احضانها :
, - أنا تعبت يا لينا من وأنا عيل صغير والدنيا نازلة تلطيش فيا ٣ نقطة كفاية بقي ٣ نقطة رجع عشان يثبتلي اني لسه ضعيف ٣ نقطة اني لسه العيل الصغير اللي كان بيضربه وينامه في علي الأرض في البرد ٣ نقطة
,
, قالها لينهار باكيا بين أحضانها دقائق ساعات وهي علي نفس الوضع فقط تحاول تهدئته ما أن شعرت به يهدئ قليلا مدت يدها تمسد علي شعره تردف برفق :
, - اقولك حاجة ٣ نقطةوانا صغيرة إنت اكيد بعد ما اتخطفت من اتوبيس المدرسة وموتوا المشرف اللي في الاتوبيس ٣ نقطة الناس كلها بقت بتخاف مني ٣ نقطة وعارف البنات صحابي في النادي كانوا بيبعدوا عني واماتهم يزعقولي وساعتها ماما كانت مسافرة فما كنتش عارفة استخبي في حضنها زي ما هما بيستخبوا في حضن اماتهم ٣ نقطة لولاك أنت لما جيت وزعقتلهم ٣ نقطة أنت دايما كنت واقف في ضهري في زيدان رغم كلامي وطريقتي ٣ نقطة أنت عمرك ما كنت ضعيف ٣ نقطة من زمان وأنا بتحامي فيك ٣ نقطة اقولك علي حاجة تانية ٣ نقطة أنا حاسة اني بحبك ٤ علامة التعجب
,
, توسعت عينيه في صدمة ما أن نطقت تلك الكلمة لينتفض من بين ذراعيها ينظر لها في دهشة يردف :
, - انتي بتتكلمي بجدش
,
, مدت يدها تمسح ما بقي علي وجهه من دموع تبتسم في رقة تحرك رأسها إيجابا تردف :
, - واقولك علي حاجة كمان ٣ نقطة أنا مش خايفة منك ٣ نقطة أنا ما كنتش خايفة منك اصلا بس كنت بدلع بصراحة
,
, قالتها لتضحك ضحكة خفيفة ليضيق عينيه ينظر لها بغيظ يردف حانقا متوعدا :
, - بتشتغليني ما انتي بنت خالد السويسي ٣ نقطة
,
, انتفضت سريعا من الفراش تتوجه الي باب الغرفة تردف ضاحكة :
, - زمزوم اهدي يا قلبي
,
, لحقها سريعا قبل أن تصل الي باب الغرفة التقطها بين ذراعيه ابتسم فئ خبث يردف :
, - زمزوم مين والناس نايمين ..
,
, اتجه بها الي الفراش عند ذلك الحد أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

الجزء الخامس والأربعون


مد يده يزيح خصلات شعرها التي تغطي وجهها نظر لقسمات وجهها للحظات معدودة لتتبدل الصورة امامه رآها هي لينا بدلا عنها ٣ نقطة اشتاق لها يرغب في تلك اللحظات فقط في أن يهرب الي أحضانها كطفل صغير خائف ٣ نقطة عاود النظر لتلك النائمة ليتنهد حائرا مشفقا عليها ٣ نقطة ولكن ليس للقلب حيلة هو لم ولن يحبها أبدا ٣ نقطة أخطأ هو يعلم ٣ نقطة ليت الندم إفادة بعد تلك السنوات ٣ نقطة تنهد مد يده يحاول إيقاظها بخفة حمحم يهتف باسمها :
, - شهد .. شهد ٣ نقطة شهد فوقي يا شهد ٣ نقطة شهد
,
, لحظات وبدأت تحرك رأسها للجانبين تقطب جبينها تحاول فتح جفنيها تطلب الأمر دقائق الي أن بدأت تفتح عينيها .. قطبت جبينها متعجبة حين رأته يضطجع جوارها ٣ نقطة يستند علي ذراعه ٣ نقطةلحظات وبدأت المشاهد تتوالي امام عينيها آخر ما تتذكره انه احتضنها يهمس في أذنيها
, « اوعدك اني الليلة دي هعوضك عن كل اللي فات »
, وبعد ذلك لا شئ لا تتذكر شيئا ذاكرتها صفحة بيضاء ٣ نقطةحاولت الاعتدال في جلستها لتشهق فجاءة حين رأت وضعها تشبث بالغطاء تختفي تحته عينيها متسعتين في صدمة ٣ نقطة لفت رأسها سريعا نحوهه لتراه يتحرك يلتقط قميصه يرتديه ٣ نقطة بلعت لعابها تهمس بصوت خفيض مضطرب :
, - هو ايه اللي حصل
, التف لها يغلق ازرار قميصه بخفة اعطاها شبح ابتسامة باهتة يردف في هدوء :
, - اللي كان المفروض يحصل انتي مراتي ودا حقك عليا
,
, اعتدلت في جلستها تلف الغطاء حولها تخفي جسدها ٣ نقطة لملمت خصلات شعرها تهمس بخفوت خجل :
, - اااا ٣ نقطة اانا بس مش فاكرة حاجة خالص
,
, ارتفع جانب فمه بابتسامة صغيرة التقط رابطة عنقه يعقدها كما تفعل لينا ٣ نقطة توجه ناحيتها يربط علي وجنتها برفق قطب جبينه يردف متسائلا :
, - انتي بتنسي دايما كدة ٣ نقطة لو الموضوع بيتكرر كتير قوليلي عشان نلحق نكشف او اجيبلك دكتور
,
, بلعت لعابها لتضطرب حدقتيها ٣ نقطة تنسي !! هي تنسي لا لا لا هي لا تنسي ٣ نقطة ربما تنسي ٣ نقطة أدوية القلب الخاصة بها تؤثر علي ذاكرتها هل من الممكن ذلك ٣ نقطة بلعت لعابها رفعت وجهها له تحاول الابتسام حركت رأسها ايجابا تسأله:
, - أنت رايح فين ؟
,
, اعطاها ابتسامة صغيرة ليلتقط سترة حلته يرتديها يغمغم علي عجل :
, - عندي شغل كتير ما ينفعش اتأخر اكتر من كدة ٣ نقطة آه أنا سيبلك فلوس كتير في درج الكوميندو ٣ نقطة مش عايزة حاجة
,
, رفعت وجهها تنظر له للمرة الاخيرة قبل أن يغادر حمحمت تهمس بصوت خفيض :
, - عايزة اسافر ٣ نقطة معاك .. ممكن
,
, أولاها ظهره كور قبضته يشد عليها يشد علي اسنانه بعنف تعالت أنفاسه الحادة للحظات ٣ نقطة ليردف بخواء :
, - هشوف ظروفي لو ينفع ٣ نقطة عن إذنك
,
, قالها ليخرج من باب الغرفة ومن الشقة بأكملها فتح بابها يبحث عن حذائه ليقطب جبينه متعجبا اين ذهب حذائه ٣ نقطة احتدت عينيه يهمس متوعدا :
, - اما وريتك يا حسام الكلب
,
, اخرج هاتفه يطلب رقم حسام ٣ نقطة لحظات واتاه صوت ابنه وهو يحاول تقليد صوت انثوي :
, - الهاتف الذي تحاول الاتصال به بيصيع حاليا ٣ نقطة برجاء عدم الاتصال مرة اخري
,
, قاطعه خالد يهمس بنبرة خائفة مفزوعة :
, - حسام مش وقت هزار امك تعبانة جداا تعالا بسرعة
,
, قاطعه حسام يصيح مفزوعا :
, - ماما ٣ نقطةأنا جاي حالا ٣ نقطة
, قالها ليغلق الخط سريعا بينما ابتسم خالد في مكر يتوعد له بالاسوء ٣ نقطة لم تمر سوي دقائق وسمع خالد صوت خطوات حسام وهو يركض متجها الي أعلي .. لحظات وفتح حسام الباب بالمفتاح الخاص به دخل يهرول الي الداخل ينادي علي والدته ليجد خالد يجلس علي مقعد امام الباب يضع ساقا فوق اخري يعقد ذراعيه أمام صدره ٣ نقطة ازدرد ريقه يبتسم قلقا مردفا :
, - هي ماما كويسة
,
, ابتسم خالد ٣ نقطة ابتسامة سوداء غاضبة اشار بيده الي غرفة شهد يردف ساخرا :
, - ماما نايمة يا حبيب ماما ٣ نقطة البيه بقي واخد جزمتي ليه
,
, نظر حسام سريعا الي الحذاء ليعاود النظر لوالده ابتسم في اتساع يردف في دهشة :
, - هي دي جزمتك بجد يا سبحان **** شبه الجزمة اللي كان نفسي اجيبها الخالق الناطق ٣ نقطة نفس اللون ٣ نقطة
,
, ابتسم خالد ساخرا يحرك سبابته وابهامه علي ذقنه الملتحي يردف متهكما :
, - أنت عارف الجزمة اللي في رجلك دي بكام .. ب400 دولار
,
, توسعت عيني حسام في دهشة ليبدأ بصوت خفيض يجري تلك العملية الحسابية :
, - 400 دولار والدولار النهاردة ب 15,66
, يعني 400 × 15,66 هار احوس 6,264 ٤ نقطة هاراحوس الجزمة دي اغلي مني أنا شخصيا
,
, رفع حسام وجهه ينظر لابيه في ضيق خلع الحذاء من قدميه ضرب كف فوق آخر يتمتم مغتاظا :
, - ناس أغنية غني فاحش ليه يعني 6,264 جنية ليييه بتمشي لوحدها ٣ نقطة دي لو هتروح مشواريري بدالي مش هتبقي بالمبلغ دا كله ٣ نقطة جايب جزمة ب6 تلاف جنية وبتديني أنا 200 جنية دا أنا ما حصلتش رباط الجزمة ٤ نقطة علي رأي الأستاذ تامر حسني إن كنت مفلس خالص خالص وما حلتكش جنية قول علي الجزمة الباتا اللي أنت لابساها انها سينية
, ظل حسام يعبر عن غيظه الي ان دخل غرفته بمعني أصح فر الي غرفته يوصد الباب عليه لينظر خالد في اثره بدهشة يضرب كفا فوق آخر يتمتم متحسرا :
, - يا خيبتك في خلفتك الهطلة يا خالد يا سويسي
,
, في أسيوط تحديدا في منزل رشيد الشريف ٣ نقطة وقف جاسر أمام غرفة سهيلة أخذ نفسا قويا يستعد لاخبارها كل شئ كور قبضته يدق الباب ٣ نقطة لا مجيب فقط يسمع صوت بكائها العالي تنهد يحرك المقبض ليدخل الي الغرفة يغلق الباب خلفه كانت ترتمي بجسدها علي الفراش كجنين حزين خائف تبكي بحرقة ٣ نقطة اقترب منها حتي بات جوارها تماما نزل علي ركبتيه جوار رأسها يمسح بيده علي شعرها بحنان لترفع وجهها في تلك اللحظة رأي في عينيها الحمراء الباكية نظرة عتاب خذلان ألم ٣ نقطة كأنها تخبره أنا اعترفت بحبي آمنتك علي قلبي لما فعلت بي ذلك ٣ نقطة مد يده يمسح المتساقط من دموعها ابتسم لها يردف في مرح باهت :
, - وحشتني سهيلة الشقية قلقاستي اللي ما بتبطلش شقاوة وحركة ومقالب
,
, أغمضت عينيها لتنهمر سيول دموعها تضغط علي شفتيها بعنف لتكبح صوت بكائها ليردف هو :
, - أنا عارف أنك مصدومة فيا ٣ نقطة إنت آسف أول حاجة اني شديت شعرك بالغباء دا ٣ نقطة تتقطع ايدي قبل ما افكر اعملها تاني ٣ نقطة أنا ما بحبش شهيناز يا سهيلة
,
, فتحت عينيها سريعا ما أن نطق تلك الجملة لتقطب ما بين حاجبيها تنظر له متعجبة ٣ نقطة حرك هو رأسه إيجابا فتح فمه ليخبرها بكل شئ حين انفتح باب الغرفة فجاءة دون سابق إنذار وظهرت شاهيناز تقف عند الباب تبسط يسارها خلف ظهرها ٣ نقطة ابتسمت باتساع ما أن رأته وكأن سهيلة غير موجودة من الأساس :
, - جاسر أنت هنا أنا دورت عليك في البيت كله ٣ نقطة حبيبي انا نفسي في كيوي اوي وماما شروق بتقول أنا بتوحم ٣ نقطة ممكن تجبلي كيوي عشان خاطر ابنك حبيبك
,
, انتفضت سهيلة تقف فوق فراشها تنظر لشاهيناز تكاد تحرقها بنظراتها لتصرخ فيها بشراسة :
, - امشي اطلعي برة ٣ نقطة برة اياكي تدخلي اوضتي تاني ٣ نقطة يلا برة
,
, نظرت شاهيناز لجاسر في صدمة مما تقول تلك الفتاة بينما نظر جاسر لسهيلة في حزن يعلم أنها تتألم تحترق ٣ نقطة اتجه ناحية شاهيناز يجذب يدها يخرجها من الغرفة يغلق الباب لتصرخ سهيلة بحرقة تلقي الوسادة بعنف علي الباب المغلق ٣ نقطة
, في الخارج كتف جاسر ذراعيه أمام صدره رمي شاهيناز بنظرة باردة يردف في ضيق :
, - اللي انتي عملتيه دا قمة قلة الأدب والذوق يا شاهيناز ٣ نقطة كان ممكن تتصلي بيا مش تدخلي اوضتها بالشكل دا ٣ نقطة هي مراتي زيها زيك ٣ نقطة اتفضلي روحي اوضتك وأنا هبعتلك اللي انتي عايزاه
,
, نظرت له ببراءة القطط لتدمع عينيها تنظر له نادمة نكست رأسها أرضا ٣ نقطة لتتوجه إلي غرفتها
, دخلتها لتغلق الباب خلفها ٤ نقطة تنهد جاسر تعبا كاد أن يدخل لغرفة سهيلة مرة أخري حين وجد احدي الخادمات تأتي نحوه مسرعة وقفت امامه تقول في احترام :
, - سي جاسر بيه ٣ نقطة في ناس مستنينك في المندرة
,
, حرك رأسه إيجابا بالتأكيد أصحاب تلك المشكلة التي أخبره والده عنها ٣ نقطةتحرك يتجه الي تلك الغرفة الخارجية المنفصلة عن البيت حمحم بهدوء ما أن دخل يردف في رزانة :
, - السلام عليكم
,
, اتجه الي داخل الغرفة يجلس علي احد الوسائد الكبيرة علي الأرض بين رجلين فالغرفة لم يكن فيها مقاعد فقط وسائد كبيرة مصفوفة بشكل خاص فيما يسمي ( قعدة العرب ) ٣ نقطة جلس جاسر ليقطب احد الرجال جبينه نظر لجاسر يسأله :
, - اومال فين الداكتور رشيد
,
, ابتسم جاسر في هدوء نظر للرجال حوله اربع رجال تحديدا كل اثنان يجلسان علي كل جانب ٣ نقطة اردف في هدوء تام :
, - دكتور رشيد تعبان شوية ٣ نقطة وأنا ابنه الكبير ودراعه اليمين واسد مكانه ولا نا انفعش يا عم حامد
,
, ابتسم الرجل في حرج ليردف سريعا :
, - لا ازاي طبعا يا باشمهندس دا أنت زينة الشباب و****
,
, ربت جاسر بكفه علي صدره ابتسم يردف برحابة :
, - تعيش يا عم حامد ٣ نقطة خير ايه اللي حصل
,
, حمحم حامد الجالس جواره بخفة ليردف قائلا :
, - صلي علي النبي يا باشمهندس أنا والحج حسين اتفقنا اننا نشتري حتة أرض ونأجرها ودفعت التلت وهو دفع التلتين واتفقنا أن المكسب يكون أنا التلت وهو التلتين والخساير علينا بالنص تمام
,
, حرك جاسر رأسه إيجابا يستمع الي ما يقول حامد باهتمام ليكمل الأخير :
, - واتفقنا علي كدة بالبوق يا باشمهندس من غير ما نكتب عقود ٣ نقطة جاي دلوقتي الحج حسين عايز يشلني تلتين الخساير وهو التلت ٤ نقطة دا يرضيك يا باشمهندس
,
, تحرك جاسر برأسه متجها ناحية الرجل الذي يجلس علي يساره ابتسم له يردف في رزانة :
, - يا حج حسين العقد شريعة المتعاقدين أنت كتبت عقد بلسانك ومضيت عليه بايدك اللي سلمت علي ايد عم حامد ٣ نقطة ايدك اللي هتشد عليك يوم ما تقف قدام ربك ٣ نقطة ترضي بحكمي أنت كدة بتظلم الراجل اللي آمنك وبعدين تحسبها أنت بتاخد التلتين يعني خسارتك اقل ومكسبك انما عم حامد بياخد التلت يعني مكسبه أقل وخسارته اكتر ٣ نقطة لما تشيله التلتين يبقي مش هيكسب خالص ولا ايه يا حج حسين ٣ نقطة
,
, اضطربت حدقتي الاخير يكسو الندم قسمات وجهه ليحرك رأسه إيجابا يردف :
, - عداك العيب يا باشمهندس ٣ نقطة حقك علي رأسي يا عم حامد ٣ نقطة وهيمشي اتفاقنا زي ما كنا متفقين عليه من الأول ٣ نقطة ما تزعلش مني يا حامد احنا صحاب وعشرة عمر بس الشيطان شاطر
,
, ابتسم الرجل الآخر ليتصافح الرجلان تعلو البسمة ثغر كل منهما بينما ابتسم جاسر ٣ نقطة نظر حامد لجاسر يردف ممتنا :
, - الداكتور رشيد ربي زينة الرجال **** يباركلك يا ابني
,
, عند باب الغرفة تتخفي خلف الستائر صبا الصغيرة تمسك بهاتفها تسجل فيديو لكل ما حدث في الجلسة ٣ نقطة ابتسمت ما ان انتهت لتركض سريعا الي داخل البيت قبل أن يخرج الرجال تتوجه سريعا الي غرفة والدها ٣ نقطة دقت الباب تدخل سريعا قفزت جواره علي الفراش تصيح في حماس :
, - بابا بابا عايزة اوريك حاجة بص شوف
,
, نظر رشيد لها غاضبا علي افعالها الطفولية تلك ليلتقط بيده السليمة الهاتف منه يشاهد بالطبع فيديو سخيف كما ظن ٣ نقطة توسعت عينيه يشاهد الفيديو باهتمام وابتسامة واسعة تلوح علي ثغره ٣ نقطة ها هو ابنه يثبت له أنه قادر علي حل تلك المشاكل برزانة لم يعهدها منه قبلا ٣ نقطة ارتسمت ابتسامة فخورة علي شفتيه ٣ نقطة يعيد تشغيل ذلك الفيديو مرة اخري
, بينما في الأسفل وقف جاسر في الحديقة ينظر الي نافذة غرفة سهيلة المغلقة ٣ نقطة لا يعرف متي ستسنح له الفرصة لاخبارها بما يريد .. ما كاد يتحرك لداخل البيت سمع صوت يردد خلفه :
, - ابو الاجسار
,
, التفت خلفه ليجد مراد صديقه كما ظن يوما أنه صديقه يقف خلفه يحمل حقيبة سفر صغيرة٤ نقطة رسم جاسر ابتسامة واسعة علي شفتيه اقترب من مراد يعانقه بود يردف في سعادة :
, - ابو الأمراض حمد لله علي سلامتك يا جدع اوعي تكون جاي تعدينا
,
, ضحك مراد بخفة ليلف جاسر ذراعه حول كتف مراد يتجه به الي داخل المنزل ٣ نقطة كل منهما يفكر ٣ نقطة في لحظة تجمدت عيني مراد علي تلك الصغيرة التي تنزل سلم البيت ٤ نقطة بلع لعابه بإشتهاء ينظر لجسد الصغيرة صبا برغبة اشتعلت بين اوصاله ٣ علامة التعجب
,
, في فيلا خالد السويسي ٤ نقطةاوقف خالد سيارته في حديقة المنزل كما اعتاد أن يفعل نزل منها ليتجه الي منزله ٣ نقطة بينما كانت تقف هي تراقبه من شرفة غرفتها ٣ نقطة تشعر بقلق غير مبرر لا تعرف سببه قلبها يؤلمها ٣ نقطة في الساعات الفائتة كانت تشعر بألم بشع يخترق قلبها ٣ نقطة ألم لا سبب له ٣ نقطة خالد يرحل من بين أحضانها .. تشعر به مشتت حائر يخفي عنها شيئا ٣ نقطة ولكن تري ما يخفي ولماذا يخفيه من الأساس ٣ نقطة خرجت من أمواج أفكارها العاتية حين شعرت بيده تلتف حول خصرها يدفن رأسه في خصلات شعرها يستنشق عبيرها المسكر ٤ نقطة ابتسمت هي تهمس له برفق :
, - اتأخرت
,
, شعرت به يزيد من عصرها بين أحضانه كأنه يزرعها في قلبه تسمع همس نبرته المثقلة :
, - أنا ما اقدرش اتأخر عليكي ٣ نقطة انتي عارفة أنا بحبك قد ايه
,
, قطبت جبينها متعجبة من نبرة صوته الغريبة المتعبة حاولت أن تتحرر من بين يديه لتلتف له ولكن شدد علي عناقها بلعت لعابها تسأله قلقة :
, - مالك يا خالد أنت كويس
,
, شعر به يحرك رأسه نفيا يهمس لها بشغف :
, - أنا ما ببقاش كويس طول ما أنا بعيد عنك ٣ نقطة لما ببقي في حضنك ساعتها بس ببقي كويس ٣ نقطة انتي وحشاني اوي يا لينا ٣ نقطة حاسس اني بقالي سنين ما شوفتكيش
,
, تلك المرة خرجت من بين ذراعيه رغما عنه التفت له تقف علي اطراف أصابعها تحتضن وجهه بين كفيها ابتسمت تتمتم في حنو :
, - حبيبي ٣ نقطة أنا دايما جنبك ٣ نقطة مالك يا خالد حساك تعبان
,
, حرك رأسه نفيا يبتسم لها لتشهق حين حملها بين ذراعيها يعود بها الي داخل الغرفة يردف في اشتياق :
, - انتي بس وحشاني ٣ نقطة وحشاني اوي عايز أحس بيكي جوا حضني ٣ نقطة اتدفي بيكي .. أنا بحبك اوي يا لينا
,
, قطبت جبينها تنظر له متعجبة هي اعتادت علي كلمات العشق والغزل من خالد ولكن تلك المرة الأمر مختلف خالد به شئ لا تفهمه ٣ نقطة خالد يزرعها بين احضانه بعنف كانت قد نسته قبل سنوات وحقا الليلة كانت الليلة الاسوء التي جمعتهم سويا
,
, بالقرب من غرفتهم تحديدا في غرفة بدور نظرت لصغيرها النائم جوارها علي الفراش وصغيرتها النائمة في مهدها الصغير لتدمع عينيها ألما تتحسر علي حالها صحيح أن خالد لم يبخل عليها بشئ قط ولكن يبقي شعورها بأنها غير مرغوب فيها بسببه هو ٤ نقطة فتحت ( البوم ) الصور الخاص بها معه ٣ نقطة ادمعت عينيها وهي تنظر للصور التي جمعتها بزوجها السابق ٣ نقطة تشعر بألم قوي ينخر في قلبها كيف دق قلبها لمن لا قلب له ٣ نقطة رفعت عينيها عن الصور أمامها لتتذكر في تلك اللحظة مقابلة حمزة الاخيرة معها
, Flash back
, كانت في الحديقة تجلس علي العشب الأخضر في الليل تستند بظهرها علي أحدي الاشجار الكبيرة تنظر للنجوم شاردة حين شعرت فجاءة بأحد ما يجلس أمامها نظرت أمامها سريعا لتتوسع عينيها في دهشة حين رأت حمزة يجلس أمامها يعقد ساقيه ..بلعت لعابها متوترة ٣ نقطة ذلك الرجل غريب تصرفاته ناحيتها غير مفهومة ابداا ماذا يريد منها لماذا يستمر في الظهور أمامها بتلك الطريقة الغريبة بلعت لعابها مرة تليها اخري لتسمع صوته ذو البحة الخاصة يقول :
, - بدور أنا حابب اتكلم معاكي كلمتين ينفع
,
, رفعت وجهه له سريعا تحرك رأسها إيجابا بخفة ليبتسم هو يردف :
, - بصي يا بدور أنا عارف إن التجربة اللي مريتي بيها صعبة وعارف كمان أنك مش سهل تنسيها ٣ نقطة بس لو تبصي للموضوع من زاوية تانية هتلاقي نفسك كسبانة ٣ نقطة كنتي هتنطفي يا بدور لو فضلتي عايشة مع واحد يستنزف روحك ٣ نقطة هيكرهك فئ نفسك وفي ولادك
,
, اخفضت رأسها لتتجمع دموع حارقة تغزو مقلتيها قبضت علي كفها ليصمت هو للحظات اخذ نفسا قويا يستعد لتفجير القنبلة :
, - تتجوزيني يا بدور
,
, رفعت وجهها ناحيته عينيها متسعتين حتي آخرهما تنظر له في صدمة لا تصدق ما يتفوه به ٣ نقطة جمدت الصدمة دمائها لتراه يبتسم في هدوء حمحم يكمل كلامه :
, - أنا عارف طبعا أنك اتصدمتي من كلامي ٣ نقطة وعارف أنك ممكن تقولي عليا مجنون فرق السن بينا كبير ٣ نقطة دا غير انك بتقولي لاخويا يا بابا ٣ نقطة انا مش هقولك اني بحبك وواقع في غرامك ٣ نقطة أنا بس هقولك اني محتاجلك ٣ نقطة محتاج احس ان في واحدة بتشاركني حياتي أنا كان ممكن اتجوز من زمان بعد موت مراتي بس ما حستش اني انجذبت لاي واحدة ٣ نقطة غيرك ٤ نقطةمن ساعة ما شوفتك وأنا حاسس بحاجة غريبة بتجذبني ناحيتك ٣ نقطة عارف اني كلامي مش منطقي ولا يمت للعقل بصلة ٣ نقطة بس كان لازم اقوله ٣ نقطة صدقيني أنا هخلي بالي كويس اوي من خالد وسيلا هكون ليهم الأب ٣ نقطة انا مش بضغط عليكي ليكي كامل الحق أنك توافقي او ترفضي ٣ نقطة هستني ردك
,
, قالها ليقم من مكانه ينفض الغبار عن ملابسه تركها ورحل بينما تجلس هي كالصنم عقلها يرفض استيعاب حرف واحد مما قيل
, Back
, خرجت من طوفان أفكارها العاتية علي صوت رنين هاتفها اتجهت ناحيته تلتقطته لتجد رقم غريب ٣ نقطة فتحت الخط تضع الهاتف علي اذنها تهمس بخفوت :
, - السلام عليكم مين معايا
,
, لحظات صمت قصيرة وسمعت حمحمة تعرفها تلاها صوته الزرين الهادئ :
, - وعليكم السلام يا درة ٣ نقطة أنا حمزة
,
, توسعت عينيها اختفت أنفاسها لتقبض علي مفرش الفراش الجالسة عليه لا تجد ما تقوله سمعته هو يكمل :
, - أنا بعتذر لو ازعجتك ٣ نقطة أنا كنت متصل اطمن علي الولاد اخبار خالد وسيلا إيه
,
, بلعت لعابها الجاف تحاول إيجاد صوتها المبعثر لتهمس في ارتباك ظاهر :
, - كوويسين الحمد لله ٣ نقطةشكرا لسؤال حضرتك
,
, ومرة أخري عاد الصمت يطبق عليهم ٣ نقطة صمت طويل يعبث بقلبها انتفضت حين سمعت صوته يردف في هدوء :
, - أنا لسه مستني ردك يا درة ٣ نقطة كنتي موافقة او رافضة ٣ نقطة مش هزعجك اكتر من كدة ٣ نقطة سلام يا درة
,
, قالها ليغلق الخط لتبلع هي لعابها تنظر للهاتف هي حقا لا تعرف بما تجيب
,
, علي جانب آخر بعيد جدا عن ذلك الجانب خلف مكتبه الفاخر يجلس ابعد هاتفه عن أذنه يعلو ثغره ابتسامة صغيرة نظر لاسمها علي شاشة هاتفه تنهد يردف مع نفسه متمنيا :
, - يا أما نفسي توافقي يا درة حمزة السويسي
,
, علي صعيد قريب منه تحديدا غرفة المكتب المجاورة لمكتبه يجلس أدهم خلف مكتبه متأنقا بحلته السوداء قميصه الرمادي يعمل علي جهاز الحاسب امامه علي تطوير أحد برامج الحاسوب ٣ نقطة لتتحرك يده ناحية المجلد الخاص بصورها نقر عليه لينتفتح الكثير والكثير من الصور لها ارتسم علي ثغره ابتسامة حانية ينظر لصورها ٣ نقطة ابتسامة سرعان ما اختفت ٣ نقطة وقف من مكانه يتجه الي تلك.النافذة الضخمة التي تحتل حائط بأكمله وقف امامها يدس يديه في جيبي سرواله يزيح رابطة عنقه قبلا ٤ نقطة ينظر للخارج أيام منذ جاءوا منذ أن حطت الطائرة أرض دبي وهو لم يعد للبيت صباحا في العمل ٣ نقطة ومساءا يتجه الي أحد الفنادق ليقضي ليلته فيه ٣ نقطة لا يرغب في رؤيتها يعرف أن قلبه الاحمق سيضعف ما أن يراها يحاول تجنبها قدر الإمكان ٤ نقطة ولكن كيف وهو يراها في كل شئ تتجسد أمامه في لحظة بطلة أحلامه في كل ليلة ٤ نقطة تنهد بعنف يمسح وجهه بكف يده ليجفل علي صوت رنين هاتفه ٣ نقطة التقطه من جيب سرواله ينظر للرقم ( هاشم ) الحارس الذي عينه لمراقبه مايا حتي يحميها ويخبره بما تفعل تلك المجنونة ٣ نقطة فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه يردد في هدوء :
, - ايوة يا هاشم
,
, سمع صوت الطرف الآخر يهتف مترددا :
, - أدهم باشا ٣ نقطة في حاجة حصلت ٣ نقطة مايا هانم راحت نايت كلاب مع واحدة صاحبتها وعمالة تشرب وترقص
,
, اتسعت حدقتي ادهم غضبا احمرت عينيه تطلق شرر غاضب كور قبضته يشد عليها ليصيح فيه :
, - وأنت كنت فين يا حيوان دا أنا هطلع عينيك ٣ نقطةقولي العنوان بسرعة
,
, أخبره الحارس بعنوان الملهي ٣ نقطة ليركض مسرعا خارج الشركة قفز في سيارته يقود بجنون متجها للملهي بعد دقائق وصل للعنوان قفز من السيارة الي داخل الملهي اتجه ٣ نقطة وقف يبحث عنها بعينيه هنا وهناك لتشتعل عينيه غضبا حين رآها تتمايل علي ساحة الرقص بين أحضان شاب ٣ نقطة توجه ناحيتها يحرق الأرض تحت قدميه ٣ نقطةجذبها بعنف بعيدا عن الشاب ليلكم الأخير بعنف اسقطه أرضا يجثو فوقه يخرج شحنه غضبه فيه ٣ نقطة بينما تقف هي شبه واعية تمكن الخمر من عقلها ٣ نقطة قام أدهم عن الشاب قبض علي مرفقها يجذبها خلفه بعنف لخارج الملهي وهي تصرخ فيه أن يتركها توجه الي سيارته يلقيها فيها قفز جوارها خلف مقعد السائق يضعط علي دواسة البنزين بعنف لتنطلق بهم تشق غبار الطريق صرخت هي فيه تحاول ضربه :
, - أنت عايز مني ايييه ٣ نقطة إنت مش سبتني مش عايز حتي تشوفني جاي دلوقتي ليه
,
, اوقف السيارة فجاءة لترتد بعنف في كرسيها قبض علي ذراعيها يهزها بعنف يصرخ فيها :
, - جاي اشوف اختي وهي بترقص في احضان الرجالة
,
, احتدت عينيها لتصدمه في صدره بقوة تحاول دفعه بعيدا عنها تصرخ بقهر :
, - وأنت مالك مالكش دعوة بيا أنا مش اختك .. فاهم مش أختك ٣ نقطة مالكش اي دعوة بيا
,
, اسودت عينيه ينظر لها في حدة يتوعد لها في نفسه ابتسم ابتسامة سوداء غاضبة ليقترب من اذنيها يهمس في خبث ارعبها :
, - عندك حق انتي مش اختي بس طالما انتي بقي بتحبي ترقصي في حضن الرجالة يبقئ أنا اولي ولا ايه
,
, قالها لتنطلق ضحكاته العالية غمز لها بطرف عينيه يردف مغمغما في مكر :
, - اربطي حزام الامان يا روحي عشان طريقنا طويل ٣ نقطة وسهرتنا صباحي ٣ علامة التعجب
,
, كم الوقت الآن لا يعرف ولا يهم من الأساس لا يصدق من الأساس أن ما حدث قد حدث فعلا كان فقط يعتقد أنه حلم سعيد طالما حلم به وها هو أخيرا يتحقق منذ ساعة وهو ينظر لها وهي نائمة بين أحضانه تتعلق به ٣ نقطة مد يده يزيح خصلات شعرها التي تخفي قسمات وجهها التي تحرق قلبه عشقا ابتسم يطيل النظر لها ٣ نقطة لن يمل لو بقي الدهر كله ينظر لها بتلك الطريقة ولكنه حقا اشتاق لها بدأ يمسح بيده برفق علي وجهها يهمس باسمها بصوت خفيض لحظات وبدأ عقلها يستجيب لنداءه بتمهل بدأت تفتح عينيها ببطئ ٣ نقطة وقعت عينيها عليه لحظات تنظر له ببلاهة عقلها لازال يترجم ما يحدث لتتوسع عينيها فجاءة شهقت بقوة تبتعد تختبئ تحت غطاء الفراش تصيح فيه حانقة :
, - يا قليل الأدب يا منحرف يا أسفل
,
, تعالت ضحكاته الصاخبة يبعد الغطاء عن وجهها قبل جبينها قبلة طويلة يهمس بحنو :
, - صباحية مباركة يا عروسة ٣ نقطة قومي كفاية كسل الدنيا ليلت علينا ٤ نقطة تحبي ننزل نتعشا تحت ولا نطلب الاكل هنا
,
, غطت وجهها بالغطاء تصيح فيه من تحته :
, - احبك تطلع برررررة
, تعالت ضحكاته يقرر الخروج من الغرفة يغتسل في الحمام الخارجي رفعت وجهها بعد دقائق من أسفل الغطاء تبحث عنه في الغرفة تنهدت براحة حينما لم تجده جلست علي الفراش تلملم خصلات شعرها المبعثرة ٣ نقطة تبتسم ببلاهة ٣ نقطة قامت سريعا تغتسل وتبدل ثيابها الي احد فستانيها الرقيقة وقفت أمام مرآتها تنظر لانعكاس صورتها تبتسم خجلة بحالمية ٣ نقطة وضعت القليل من عطرها تخرج من الغرفة تبحث عن زيدان تحركت خطوتين تنظر لطاولة الطعام الشهية لتبلع لعابها باشتهاء اقتربت سريعا من الطعام تلتقط بعض لقيمات تأكلها سريعا تبحث بعينيها عنه لتنادي باسمه بصوت مختنق من كثرة ما في فمها من طعام :
, - زيدان أنت فين يا زيدان يا ابني الاكل هيبرد ٣ نقطة دا أنت غتت انت فين يا ابني
,
, شعرت بحركة خلفها لتصرخ فجاءة حين شعرت به يحملها خرج بها في اتجاه حمام السباحة يردد متوعدا :
, - أنا غتت هنا ٣ نقطة دا أنا هعملك وجبة لاسماك حمام السباحة
,
, وقف بها عند حافة الحوض لتتعلق برقبته اسبلت عينيها تهمس له بنعومة :
, - زيزو حبيبي أنا لوليا حبيبتك
,
, وكالعادة ضعف قلبه امامها لينزلها ارضا ينظر لعينيها يتوه فيها ليراها تقترب منها تعلقت برقبته ٣ نقطة تهمس جوار اذنه بنعومة :
, - زيزو غمض عينيك عايزة اوريك حاجة
,
, حرك رأسه إيجابا يغمض عينيه يمني نفسه بالكثير ليشعر بها تبتعد عنه قليلا ٣ نقطة لتختفس انفاسه فجاءة حين فعته تلك القصيرة من الخلف ليسقط في حمام السباحة خرج من تحت الماء ليراها تركض تجاه الغرفة تضحك شامتة :
, - تعيش وتاخد غيرها يا زيزو
,
, ابتسم متوعدا ليستند بيده علي حافة المسبح خرج من الخوض يركض خلفها يصيح ضاحكا :
, - اما وريتك يا اوزعة تعالي هنا يا بت
, قالها ليغلق باب الغرفة في وجوهنا بعنف ٣ نقطة يهرول خلف سعادته

الجزء السادس والأربعون


سيارته تشق الطريق تخترقه بعنف كسهم نار غاضب ٣ نقطة يقبض بعنف علي مقود سيارته عينيه السوداء الغاضبة لا تحيد عن الطريق امامه ٣ نقطة عروقه يديه تصيح غاضبة ٣ نقطة صورتها وهي ترقص في أحضان ذلك الشاب لا تحيد من أمام عينيه ٣ نقطة هو من ابعد نفسه رغما عنه تحمل صراخ قلبه العاشق كل ليلة فقط حتي لا يؤذيها حتي لا يخون ثقة ابيه وها هي الآن تتمايل بين أحضان رجل آخر ٤ نقطة علي المقعد المجاور له كانت شبه واعية لما يحدث خوفها من نبرة أدهم المميتة كان كصفعة ايقظت جزء من عقلها بينما ظل الباقي تحت تأثير الخمر نائم ٤ نقطة التفت لادهم تبتسم بثمالة للحظات تعالت ضحكاتها بهستيريا ليسمعها تتشدق متهكمة منه :
, - لاء حقيقي هايل برافو ٣ نقطة خوفتني جدا جدا يعني ٣ نقطة هتعمل ايه يعني هتغتصبني ٣ نقطة go ahead أنا كدة كدة بقيت بكرهك ٣ نقطة مش محتاج تعمل كدة عشان تزود كرهك جوا قلبي
,
, أوقف السيارة فجاءة علي جانب الطريق ٣ نقطة ضغط المكابح بعنف لتقف في منطقة صحراوية شبه فارغة التفت لها برأسه يرميها بنظرات حادة غاضبة ٣ نقطة رأي الدموع تتساقط من مقلتيها تبتسم ٣ نقطة ابتسامة واسعة متألمة التفتت أن برأسها تنظر لعينيه :
, - أنا عارفة أنك بتراقبني ٣ نقطة الجاسوس بتاعك مكشوف أوي ٣ نقطة أنا اللي عملت كدة عشان تيجي ٤ نقطة انت كنت واحشني اوي يا أدهم ٣ نقطة من ساعة ما جينا ما شوفتكش ٣ نقطة أنا ما وحشتكش
,
, اشاح بوجهه في الاتجاه الآخر يخفي لهفة عينيه التي تصرخ بحبها ٣ نقطةانتفض جسده يُصعق بموجات عشقها المحرم للجميع حين مدت كفها تمسك كف يده تضغط عليه بقوتها الضعيفة ٣ نقطة التفت لها تحركت رأسه تعاند عقله تحركت مقلتيه تمتزج مع مقلتيها للحظات طووويلة اختفي فيها الزمن سمعها بقلبه قبل أذنيه تهمس بصوتها الناعم :
, - أنت وحشتني اوي ٣ نقطة اوي .. يا أدهم ٣ نقطة كنت غبية عشان سمعت نصيحة سوزي ٣ نقطة بس ما كنتش عارفة اعمل إيه ٣ نقطة أجي اقولك أدهم أنا بحبك ٣ نقطة أدهم أنا بحبك ٣ علامة التعجب
,
, انفجرت دقات قلبه داخل صدي صدره تطرق بعنف ناعم ٣ نقطة اختفت أنفاسه وعينيه ترفضان الابتعاد عن غابات عينيها المشتعلة بعشقه ٣ نقطة
, اقترب منها حتي امتزجت انفاسه بعبق أنفاسها كان يرغب فقط أن يعبر لها عن عشقه بطريقته هو ٣ نقطة لحظات لم تكتمل صوت رنين هاتفه اوقفه في منتصف الطريق ٣ نقطة ابتعد عنها يسب المتصل في نفسه ٣ نقطة التقط هاتفه ليقطب جبينه في تعجب ٣ نقطة تركها سريعا ونزل من السيارة وابتعد يختفي في ظلمة الصحراء بينما تجلس هي تبحث عنه بعينيها ٣ نقطة ظلام صمت لا يسمع سوي صوت أنفاسها الهادرة حتي صوته وهو يتحدث في الهاتف اختفي ٤ نقطة فتحت باب السيارة تلتفت حولها بلعت لعابها تصيح باسمه بنبرة مرتعشة خائفة :
, - ااادهم ٣ نقطة يا ااادهم ٣ نقطة اادهم انت فين
,
, تحركت في اتجاه الطريق الذي سار منه بالكاد تري علي إضاءة الأعمدة التي تنير الطريق الرئيسي ٤ نقطة وهو في الداخل المكان مظلم معتم ٤ نقطة تحركت بضع خطوات لتشهق بعنف حين اصطدمت بأحد ما يقف أمامها لتصرخ باسم أدهم :
, - اااااااادهم
, هدأ جسدها حين سمعت صوته :
, -اهدي يا مايا دا أنا
,
, تنهدت براحة تلتقط أنفاسها لتشعر بيده تلتف حول كتفيها يعود بها الي السيارة ٣ نقطة التفت له تسأله ما أن جلست في السيارة :
, - أنت روحت فين يا أدهم ومين كان بيكلمك
,
, حرك رأسه نفيا مزيج من العواصف الهائجة يشتعل في رأسه التفت برأسه لها يعطيها شبح ابتسامة باهتة :
, - تليفون شغل .. هرجعك البيت واروح عندي مشوار مهم
,
, حركت رأسها نفيا بعنف تمسك ذراعه تهمس بنبرة حزينة شبه باكية :
, - أدهم ٣ نقطة ممكن تبطل تقفل في موضوعنا أنت بتحبني ولا لاء ٤ نقطة
,
, ابتسم لها ليميل يقبل جبينها أمسك كف يدها يرفعه أمام فمه يلثمه بقبلة حانية :
, - بحبك ٣ نقطة بس أنا دلوقتي عندي مشوار مهم لما ارجع منه هتوضح حاجات كتير ٣ نقطة
,
, ابتسمت ابتسامة صغيرة تحرك رأسها إيجابا ليدير هو محرك السيارة وفف أسفل عمارتهم السكنية الفاخرة نظرت له تبتسم سعيدة لوحت له وداعا ليعيطيها ابتسامة صغيرة ما أن اختفت من أمام عينيه ادار محرك سيارته يشق غبار الطريق تلك الجملة التي قالها المحقق الخاص الذي استأجره لمعرفة من هو والده وأين يعيش
, « والد حضرتك اتقتل من سنين ٣ نقطة وفي معلومات بتأكد أن حمزة السويسي ليه ايد في قتله »١١ علامة التعجب
,
, جلست علي فراشها سارحة عينيها شاردة في الفراغ ٣ نقطة لما عاد لتلك الشخصية المتملكة القاسية ٤ نقطة ماذا حدث ٣ نقطة لما تشعر به حائر مشتت ضائع يخفي عنها شيئا ٣ نقطة تعرفه اكثر مما يظن ٣ نقطة توجهت بعينيها ناحية باب المرحاض حين سمعت صوته يُفتح ٣ نقطة لتجده يخرج من المرحاض يجفف شعره بمنشفة صغيرة ٤ نقطة ابعد المنشفة عن وجهه يبتسم له ٣ نقطةاعتاد أن تبتسم له ما أن تراه ولكن تجهم وجهها حزين عينيها اخافه ٤ نقطة اقترب منها سريعا يجلس أمامها علي الفراش مسح بيده علي وجهها يسألها قلقا :
, - مالك يا لوليتا
,
, نظرت له تقطب جبينها متعجبة أحقا لا يعلم ٣ نقطة بلعت لعابها تحرك رأسها نفيا مسحت وجهها بكفيها ٣ نقطة تمشط شعرها بأصابعها تحاول تصفية عقلها من اي فكرة بائسة مقلقة تطرقه بعنف ٣ نقطةلتراه يتحرك من مكانه اتجه الي مرآه الزينة التقط مشطها الخاص عاد لها ابتسم يجلس بالقرب منها بمشط خصلات شعرها برفق يغمغم في هدوء :
, - يا لينا أنا اتعالجت وعمري ما هرجع زي ما كنت ابدا ٤ نقطة مش عايزك تخافي
,
, التفت لها برأسها تنظر له للحظات لتخفض رأسها تنهدت تهمس بخفوت حزين :
, - أنا مش خايفة ٣ نقطة لاء خايفة ٣ نقطة حضنك كان قاسي يا خالد .. فكرني لما كنت بتحضني زمان ٤ نقطة عشان تقولي انتي بتاعتي
,
, رسم ابتسامة مرحة مزيفة علي شفتيه يعبث في خصلات شعرها برفق :
, - دا خيالك يا حبيبتي من كتر قراية الروايات البطل فيها قاسي شرير ٣ نقطة بيضحك علي البطلة ويطلع قاسي شرير وبعد ما بيتعالج بيكتشفوا أن هو بردوا لسه قاسي شرير
,
, خرجت من بين شفتيها ضحكات خفيفة مرحة رفعت وجهها تنظر له مبتسمة ليطبع قبلة حانية علي جبينها عانقها يهمس لها بشغف :
, - بحبك ٣ نقطة اوعي تخافي مني ابدا
,
, حركت رأسها ايجابا تغمر وجهها في صدره لتحتل أنفها رائحة عطره الهادئة التي بثت لها احساس رائع بالامان ابتسمت تشدد علي عناقه :
, - **** يخليك ليا يا حبيبي وما يحرمني منك ابداا ٣ نقطة خالد أنا عايزة اسافر معاك
,
, رفع حاجبيه متعجبا للحظات شعر بالقلق تلك الجملة سمعها قبل ساعات من شهد والآن يسمعها من لينا تري أهي فقط صدفة ٣ نقطة أم أنها تعلم شيئا حرك رأسه إيجابا يهمس لها :
, - حاضر يا حبيبتي ٣ نقطةهاخد اجازة من شغلي ونسافر
,
, علي صعيد آخر في أسيوط تحديدا ٤ نقطة جلس مراد وجاسر في غرفة الضيوف ٣ نقطة متجاورين ربت جاسر علي ساق مراد يردف ببشاشة مبتسما :
, - نورت بيت اخوك يا صاحبي
,
, ابتسم مراد يربت علي ذراع جاسر يردف :
, - منور بأصحابه يا صاحبي ٣ نقطة أنا كنت جايلك زهقان بصراحة من اسكندرية قولت اجرب عيشة الريف ٣ نقطة وفي مشكلة في حسابات المطعم جبتلك الورق معايا وأنا جاي
,
, قام جاسر يجذب مراد من كفه يتحرك به لخارج الغرفة يقول في مرح :
, - بقولك يا عم مراد احنا مش هنروح من بعض في حتة .. تعالي نتعشي الأول وبعدين اعمل اللي تحبه
,
, علي طاولة العشاء جلس مراد جوار جاسر ٣ نقطة ليجلس امامهم شاهيناز وشروق وصبا ٣ نقطة نظر جاسر يبحث عن سهيلة لا اثر لها ٣ نقطة وجه انظاره لصبا يسألها :
, - اومال سهيلة فين يا صبا
,
, رفعت الأخيرة رأسها عن الطبق أمامها ٣ نقطة تنظر لجاسر تردف بخفوت :
, - مش عايزة تاكل يا ابيه بتقول مالهاش نفس
,
, حرك رأسه إيجابا يتنهد يآسا من أفعالها ليجفل علي جملة والدته حين اردفت بطيبة كعادتها تحادث مراد :
, - منورنا و**** يا ابني
,
, ابتسم مراد في تهذيب يقول بنبرة خافتة :
, - دا نورك و**** يا ست الكل ٤ نقطة
,
, ابعد عينيه عن والدة شقيقه ليتجه بها ناحية صبا الصغيرة التقت عينيه بعينيها للحظات لتحمر وجنتي صبا خجلا تخفض رأسها سريعا بينما ابتسم هو في توسع عقله ينسج الكثير من الخطط الشيطانية
,
, في اليوم التالي تحديدا بعد الظهيرة ٣ نقطة كان خالد يتجه الي مستشفي الحياة يحمل مجلد كبير نوعا اتجه تلقائيا الي مكتب حسام دق الباب ليدخل ٣ نقطة ابتسم حسام ما أن رأي والده ليقم سريعا يعانقه يقول في مرح :
, - الا قولي يا بابا صحيح لما الجزمة ب6000 جنية البدلة دي بكام
,
, ضحكت خالد بخفة يصدمه علي رأسه من الخلف برفق يقول مبتسما :
, - يا واد بطل لماضة أنا مستعجل أصلا ٣ نقطةكنت جاي اديك حاجة مهمة
,
, وضع المجلد امامه علي المكتب ٣ نقطة كتف ذراعيه أمام صدره يردف في هدوء:
, - دي أوراقك يا بيه ٣ نقطة من النهاردة اسمك في كل الاوراق الرسمية والحكومية حسام خالد محمود السويسي ٣ نقطة وهتلاقي بطاقتك وشهادة ميلادك ٣ نقطة وفيزا باسمك في الظرف
,
, ابتسم حسام يفتح الظرف ينظر للأوراق ليعاود النظر لابيه شعر من نظرة عينيه أنه يود قول شيئا آخر واستشف ما هو ٣ نقطة ابتسم يقول في هدوء :
, - عارف يا بابا إنت عايز تقول ايه ٣ نقطة انا في كل حتة حسام خالد السويسي ٣ نقطة ما عدا هنا هفضل حسام مختار عادل
,
, ابتسم خالد لذكاء ابنه يحرك رأسه إيجابا سريعا تنهد يقول :
, - لحد بس ما امهدليها الموضوع يا حسام ٣ نقطة لينا حساسة جدا وأنا ما اقدرش اقولها الحكاية خبط لزق كدة
,
, ابتسم حسام يحرك رأسه إيجابا يعطي لوالده نظرة هادئة تطمئه :
, - عارف يا بابا زيدان يا اما حكالي عن قصة حبكوا الكبيرة ٣ نقطة بس قولي الأول الفيزا فيها كام
,
, قال جملته الاخيرة بنبرة مرح ضاحكة ليضحك خالد بخفة يتجه لخارج الغرفة يقول ساخرا :
, - 200 جنية يا خفيف سلام يلا
,
, خرج خالد ليمسك حسام بالمجلد اخرج بطاقته الجديدة ينظر لاسمه الجديد ٣ نقطة هوية جديدة استند بجسده علي حافة مكتبه يطالع البطاقة في يده للحظات طويلة ٣ نقطة مد يده في المجلد ليجد مفتاح سيارة داخل تتعلق به ورقة صغيرة كتب فيها ( عربية عدلة بدل زوبة اللي أنت راكبها دي عرتنا )
,
, ضحك بخفة لتدمع عينيه لو كانت اخبرته والدته بالحقيقة منذ سنوات لكان تربي بين أحضان والده وليس كغريب يتعرف علي نفسه يوما بعد يوم ٤ نقطةاجفل من شروده حين هرعت احدي الممرضات الي غرفته تصيح بهلع :
, - دكتور حسام بسرعة حالة ولادة متعسرة ٣ نقطة المريضة بتنزف بشكل بشع
,
, القي البطاقة من يده ليهرع الي خارج الغرفة يقوم بواجبه
,
, بينما علي صعيد آخر ٣ نقطة خرجت لينا من غرفة العمليات بعد إجرائها جراحة عاجلة ٣ نقطة تحركت تمشي في الممر الي غرفتها ٣ نقطة لتلمح طيف خالد يرحل بعيدا ٣ نقطة قطبت جبينها متعجبة لما يرحل ٣ نقطة دائما ما ينتظرها حين يأتي هرولت خلفه تنادي باسمه ولكنه قد رحل بالفعل ٣ نقطة توجهت الي موظف الاستقبال تسأله علها فقط تتوهم :
, - هو خالد باشا جه من شوية
,
, حرك الموظف رأسه إيجابا ينظر لها متعجبا أليست هي زوجته حمحم يقول في هدوء :
, - ايوة يا دكتورة سأل علي مكتب دكتور حسام واعتقد راحله هناك
,
, ابتعدت عن مكتب موظف الاستقبال تقطب جبينها تتساءل في نفسها ٣ نقطة حسام لما آتي لحسام ٣ نقطة ولما لم ينتظرها ٣ نقطة دون تفكير مرة اخري توجهت لمكتب حسام تفكر طوال الطريق سر زيارة خالد الغريبة لحسام ٣ نقطة وقفت امام مكتب حسام دقت الباب عدة مرات لا مجيب ٣ نقطة حركت مقبض الباب لتدخل الي الغرفة لا أحد الغرفة فارغة ٣ نقطة تنهدت في حيرة تكاد تأكل عقلها ٣ نقطة التفت لتغادر لتلمح عينيها شئ غريب لافت حقا للنظر ملقي علي مكتب حسام ٤ نقطة مفتاح سيارة لامع تتعلق به ورقة امسكتها تفتحها لتقراء تلك الجملة قطبت جبينها تبتسم في عجب الخط ليس بغريب عليها ٣ نقطةالكثير من الاوراق الفوضوية فوق المكتب لمحت تحت بعض الاوراق طرف بطاقة ربما هو الفضول الذي دفعها لالتقاط تلك البطاقة ٣ نقطة مدت يدها تود امساكها لتنتفض سريعا حين جاء صوت حسام من خلفها مباشرة يسألها بتلهف :
, - دكتورة لينا في حاجة
,
, التفت له سريعا تبتسم في حرج بما تبرر له أنه كانت تبحث بين أغراضه ٣ نقطة وقفت تحمحم لتردف فئ توتر :
, - ها لا ابدا ٣ نقطة اصل موظف الاستقبال قالي أن خالد عندك فكنت جاية اشوفه
,
, ابتسم حسام في هدوء ليتقدم سريعا من المكتب يلملم الاوراق الخاصة بالمستشفى يخفي البطاقة خلفها وضعها في درجه الشخصي معها المجلد ليغلق عليهم بالمفتاح يردف مبتسما :
, - هو كان جاي لحضرتك ولما مالقكيش جه يستني حضرتك هنا ٣ نقطة بس جاله تليفون مستعجل ٣ نقطةعن إذن حضرتك عشان في حالة مستعجلة أنا كنت جاي اجيب التقرير بتاعها
,
, قالها ليخرج من الغرفة يحمد **** في نفسه أنه وصل في الوقت المناسب ٣ نقطة بينما ظلت لينا تقف مكانها تفكر ٣ نقطة شئ ما خاطئ تشعر به خالد يخفي شيئا وحسام يساعده لما أخفي الاوراق بتلك السرعة وذلك الظرف والعبارة علي مفتاح السيارة حلقة مفرغة تدور فيها بلا توقف ٣ نقطة تنهدت تخرج من غرفة حسام تفكر فقط تفكر
,
, في شقة عمر تحديدا في غرفة سارة وسارين كل منهن تجلس علي فراشها أمامها الكثير والكثير من الكتب الخاصة بالمادة القادمة التي ستمتحن فيها ٣ نقطةسارة تنظر للاوراق امامها شاردة فيه لم تتكن تتخيل أبدا ٣ نقطة إن يحتل جزء من تفكيرها ٤ نقطة بل ربما تفكيرها كله ٣ نقطة تراه تقريبا بعد كل امتحان يقف بسيارته بعيدا يبحث عنها بعينيه كأنه فقط يود أن يطمئن أنها أجابت بشكل صحيح ابتسامة صغيرة احتلت شفتيها اجفلت علي صوت دقات رسالة قادمة الي هاتفها فتحتها لتجد عدة رسائل منه هو ٣ نقطة فضول هو فقط فضول فتحتها لتجد الكثير من الصور صفحات بها الكثير من الكلمات في نهاية تلك الصور الكثيرة رسالة قصيرة منه
, ( دي ملخصات ساهلة لمادة الأحياء .. دي المادة الوحيدة اللي قدرت افهما بما دكتور وكنت فاشل في العربي )
,
, توسعت عينيها في دهشة لتعيد فتح تلك الصور من جديد هل قام بعمل تلخيص للمادة بأكملها لأجلها ٣ نقطة لم تعرف بما تردف صدمة قوية الجمت تفكيرها ٣ نقطة لتجد يدها تتحرك تلقائيا تكتب كلمة واحدة ( شكرا )
, رأي رسالتها ولم يرد ٣ نقطة وكأي انثي تعشق النكد اغتاظت من تلك الحركة لتشد علي أسنانها تهمس في حنق :
, - دا ما بيردش عليا ٣ نقطة أنا غلطانة اني عبرته ورديت عليه الأول
,
, فتحت الصور من جديد تنظر للصفحات لتتنهد تهمس بكبرياء :
, - عارف لولا عامل ملخصات سهلة أنا كنت عملتلك بلوك وقولت لعمو خالد
,
, بينما بالقرب منها علي فراش سارين تجلس علي فراشها تركيزها بأكمله منصب علي الأوراق امامها تود لو تنتهي الامتحانات اليوم قبل الغد ٣ نقطة حتي تجتمع معه لا تصدق كأنه فقط حلم جميل تتمني الا تستيقظ منه ابدا ٣ نقطة اجفلت علي صوت رنين هاتفه لتجده هو التقطت أنفاسه التي تهرب ما أن يضئ اسمه علي شاشة الهاتف ٣ نقطة وضعت الهاتف علي اذنها حمحمت تهمس خجلة :
, - احم السلام عليكم ازيك يا عثمان
,
, سمعت ضحكة خفيفة تصدر منه ليرد عليها بصوت ضعيف مجهد :
, - وعليكم السلام ٣ نقطة أنا بخير الحمد لله
,
, انقبض قلبها من صوته الضعيف نبرته المتهكالة لتتحرك من الفراش اتجهت الي الشرفة وقفت فيها تسأله سريعا قلقة :
, - مالك يا عثمان صوتك تعبان اوي
,
, ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه تنهد يهمس لها :
, - الجلسة بتاعت العلاج الطبيعي كانت مرهقة شوية ما تقلقيش
,
, هي لم تكن فقط مرهقة بل كانت بشعة صعبة لدرجة أنه بكي ما أن انتهي الطبيب وخرج عاد يسألها :
, - المهم انتي طمنيني ٣ نقطة عاملة ايه في امتحاناتك
,
, ارتسمت ابتسامة حزينة مشفقة علي شفتيها قلبها يكاد يتفتت من حزنها عليه ٣ نقطة ادمعت عينيها تحاول أن تتحكم في نبرة صوتها الباكية :
, - تمام الحمد لله ٣ نقطة بس بجد كويس أنك بدأت جلساتك
,
, سمعت ضحكته الساخرة ليردف بعدها متهكما :
, - هي جلسة واحدة وحلفت ما هي متكررة تاني ٤ نقطة انا مش لاقي صحتي في الشارع ٣ نقطة المهم انا كنت متصل اطمن عليكي ٣ نقطة بما أن كله تمام ٣ نقطةهنام لأني مش قادر افتح عينيا من التعب
,
, ودعته تغلق معه الخط تنهدت حزينة تنظر لشاشة هاتفه ابتسمت تردف بخفوت :
, - تصبح علي خير يا حبيبي
,
, عادت تكمل ما كانت تفعل لتجد والدتها في الغرفة تجلس علي فراشها ٣ نقطة وسارة امامها طبق كبير به بعض الشطائر وكوب حليب كبير ٤ نقطة ومثله علي فراشه جلست علي فراشها لتقترب والدتها منها تسرح شعرها بأصابعها برفق تسألها بحنو :
, - كنتي بتكلمي مين يا حبيبتي
,
, نظرت لوالدتها للحظات في صمت لتعاود النظر في الأوراق أمامها حمحمت تردف متوترة :
, - عثمان كان بيطمن عملت ايه في الامتحان
,
, تنهدت تالا حانقة هي غير راضية تماما عن علاقة ذلك الشاب بابنتها ٣ نقطة مدت يدها برفق تبسطها أسفل ذقن سارين ترفع وجه ابنتها ليواجهها ابتسمت تردف في هدوء :
, - سارين انتي فعلا شايفة أن عثمان هو الشاب المناسب ليكي ٣ نقطة عثمان اللي كنا بنشوفه كل يوم والتاني مع بنت شكل ٣ نقطة هتقوليلي تاب ومش هيعمل كدة تاني ٣ نقطة طب ما هو يمكن لما يرجع يمشي تاني يرجع زي الاول وساعتها هيركنك علي الرف ٣ نقطة
,
, حركت سارين رأسها نفيا بعنف تنفي ما تقول والدتها لتكمل تالا كلامها :
, - هيبقي شكلك حلو وهو قاعد جنبك علي الكوشة بالكرسي ابو عجل ٣ نقطة حبيبتي **** يشفيه بس دا عاجز يا سارين ٣ نقطة هيعرف ياخدك وتتفسحوا في شهر العسل مثلا دا ابسط مثال ٣ نقطة يا سارين صدقيني في ألف شاب أحسن من عثمان ألف مرة ٣ نقطة عثمان ما ينفعكيش يا سارين الناس هتتريق عليكي يا بنتي ٤ نقطة فكري في كلامي من هنا لحد ما تخلصي امتحاناتك ٤ نقطة وانتي حرة يا سارين
,
, ربت تالا علي رأسها برفق لتتركها وتخرج من الغرفة تاركة خلفها عاصفة افكار قوية زرعتها في عقل ابنتها تزعزع ثبات قلبها الصغير العاشق
,
, في الحمام الخاص الملحق بغرفتهم في الفندق وقفت أمام المرآه تنظر لانعاكس صورتها بذلك الفستان الرقيق تلتف حول نفسها ابتسمت تشجع نفسها لتلتقط مئزر المرحاض القطني ترتديه فوق ملابسها ٣ نقطة تفكر فئ شئ ما تقوله له ليخرج عدة ساعات من الغرفة لتكمل هي تجهيز مفاجئتها الخاصة ٣ نقطة خرجت من المرحاض لتراه يأخذ الطعام من خدمة الغرف ٣ نقطة جاء بصحبة الطعام ورقة دعوة لحفلة ستقام بعد قليل ٣ نقطة ابتسمت هي تمسك بالورقة ٣ نقطة اقتربت منه تقبل خده تحرك الورقة امام وجهه :
, - في حفلة كمان نص ساعة
,
, ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا يقبل وجنتها يهمس لها بحنو :
, - تحبي ننزل
,
, حركت رأسها نفيا لفت ذراعيها حول عنقه تلاعب خصلات شعره برفق تردف مبتسمة :
, - احبك أنت تنزل شوية ٣ نقطة
,
, قطب جبينه متعجبا من كلامها لتقف علي اطراف أصابعها تهمس جوار أذنه بخفوت :
, - اصلي بصراحة عايزة اجهز حاجة ومش هتنفع وأنت هنا فممكن تنزل شوية علي ما اخلص
,
, ابتسم لها في عشق يحرك رأسه إيجابا لتعانقه بسعادة أمسكت بيده تدفعه الي الغرفة تردف بتلهف :
, - يلا غير هدومك بسرعة وانزل ولما ارن عليك اطلع
,
, ضحك عاليا توجه لداخل الغرفة بينما تقف تنتظره بالخارج خرج بعد دقائق يرتدي قميص اسود وسروال من نفس اللون من خامة الجينيز قضمت اظافرها في غيظ توجهت ناحيته تمسكه من تلابيب ملابسه تهمس حانقة :
, - عارف لو بصيت لواحدة من السياح وأنت مز كدة ٣ نقطةهطلع جينات عيلة السويسي كلها تخيل بقي هعمل ايه
,
, ضحك يقرص أرنبة أنفها برفق لتدفعه ناحية باب الغرفة تهتف بتلهف :
, - ما تطلعش قبل ما ارن عليك ٣ نقطة وما تبصش لواحدة غيري لاقتلك ٤ نقطة
,
, ابتسم يآسا يتحرك لأسفل ٣ نقطة بينما هرولت هي سريعا خلعت المئزر القطني ليظهر فستانها تحته ابتسمت في حماس ٣ نقطة لتتوجه سريعا تعد المفاجأة
,
, بينما اتجه هو لأسفل جلس على احدي الطاولات يراقب الحاضرين بملل معظمهم رجال اعمال بصحبة سدياته تفنن في اظهار اجسادهن من تحت تلك الملابس التي تعري ولا تستر
, وجد نفسه يقارن بينهن وبين معشوقته
, نظراتهن الجريئة المغوية مقابل نظرة عينيها الخجولة
, ملابسهن الفاضحة مقابل ملابسها البرئية التي تشببها
, ضحكات عالية رقيعة .. ضحكات خفيفة لطيفة تمس اوتار قلبه .. لم يفتن بأي منهن هي فقط
, من رجحت كفة عشقها في قلبه لتتغلل في كل خلية في جسده لتقيده بقيود عشقها الخاصة ٣ نقطة اجفل علي صوت النادل جواره يسأله باحترام :
, - مساء الخير يا افندم تحب حضرتك تشرب ايه ٣ نقطة عندنا wine هايل في فودكا وفي ٣ نقطة
,
, قاطعه زيدان قبل أن يكمل سيل ما يقول :
, - عصير أناناس
,
, قطب النادل جبينه متعجبا مما قال ليرد في دهشة :
, - عصير أناناس ٤ علامة التعجب
,
, رفع زيدان حاجبه الأيسر مستهجنا ما فعل ابتسم يردف ساخرا :
, - اه ٣ نقطة عندك مانع
,
, حرك النادل رأسه نفيا سريعا حمحم في حرج يهتف سريعا :
, - لاء طبعا ٣ نقطة ثواني يا افندم
,
, قالها ليرحل من امامه بينما ظل زيدان يجوب المكان بعينيه ينظر للحضور باشمئزاز ٣ نقطة ينظر لهاتفه بين لحظة واخري ينتظر مكالمتها ٣ نقطة فتح هاتفه يشاهد الصور التي التقطاها معا ٣ نقطة ليضع له النادل كوب العصير جواره علي الطاولة ٣ نقطة التقطته يشكر النادل يرتشف منه وهو يشاهد تلك الصور وابتسامة واسعة تغزو شفتيه ٣ نقطة دقائق هي فقط دقائق وبدأ يشعر برأسه يثقل وحرارة لاهبة تنبعث من جسده ٣ نقطة دقاته سريعة تتضارب بعنف جسده يتعرق كأنه يقف تحت أشعة الشمس الحارقة ٣ نقطة حرك رأسه نفيا بعنف يحاول أن يستيقظ من تلك الحالة التي تملكته ٣ نقطة لحظات وبدأ يشعر بجسده يترنح بعنف ٣ نقطة قام يحاول التحرك ٣ نقطة بدأ يضحك بصوت عالي بهستيريا ينظر له الجميع ببرود ذلك المشهد معتاد في مثل تلك الحفلات ٣ نقطة توجه الي غرفته بالكاد يستطيع التحرك لحق به أحد العمال يسنده يسأله :
, - حضرتك كويس يا بيه
,
, دفعه زيدان بعنف نظر له يضحك بصخب ليهتف فيه بحدة :
, - أنا رايح للوليا حبيبتي ٣ نقطة ابعد عني
,
, بدأ يتحرك يستند علي الجدران عقله انسحب تماما خاصة مع تلك الحرارة اللاهبة التي تحرق كسجده كالنيران ٤ نقطة وقف أمام غرفتهم بالكاد عرفها ٣ نقطة قضي عشر دقائق كاملة يحاول فتح الباب ٣ نقطة وأخيرا فتحه ٣ نقطة دخل يترنح في مشيته يصيح باسمها بصوت عالي :
, - لولياااااااااااا ٤ نقطة لولياااااااا
,
, خرجت لينا فزعة علي صوته الغاضب كانت تشمط خصلات شعرها تركت المشط من يدها تهرول الخارج قطبت جبينها قلقة ما أن راته بلعت لعابها تسأله بحذر :
, - زيدان أنت طلعت ليه أنا لسه ما اتصلتش بيك ٤ نقطة زيدان مالك يا زيدان أنت كويس
,
, انتفض قلبها خوفا تعود للخلف بحذر حين رأته ينظر لها بتلك الطريقة كأنه حيوان مفترس وجد فريسته للتو ٤ نقطةتأكدت في تلك اللحظة أن به شئ خاطي هرولت الي الغرفة تحاول إغلاق بابها لتصرخ فزعة حين دفع الباب من الخارج بعنف ٣ نقطة دخل الي الغرفة يقف حائلا بينها وبين الباب ابتسم في توسع إبتسامة شيطانية يردف بتلذذ :
, - لوليا ٥ نقطة بحبك ٤ علامة التعجب

الجزء السابع والأربعون


وقف بسيارته أسفل البرج السكني الفاخر الذي يسكن فيه بصحبة والده وشقيقته ٤ نقطة أليس هو والده الذي انتشله من مستقبل موحش في دار الأيتام ٣ نقطة يكن له بالفضل والجميل منذ أن كان طفلا هو من تولي تربيته وتعليمه الي ان صار ما هو عليه اليوم أدهم السويسي مهندس البرمجيات الأول في شركة والده !!
, قبض علي المقود بعنف تسود حدقتيه غاضبا يكاد ينفجر كلمات ذلك المحقق تدوي كالرصاص في رأسه
, « والد حضرتك كان شغال عامل في شركة حمزة باشا السويسي ٣ نقطة حصل ملابسات كتير في قضية موته واتقفلت من كل حتة وخرج حمزة براءة من القضية عشان علاقاته الكتير ٣ نقطة واللي عرفته أن والدة حضرتك اتوفت لما اتولدت ٤ نقطة فالناس ودتك دار ايتام وحمزة اتبناك من هناك »
,
, توسعت ابتسامته السوداء قتل والده كان السبب في البداية في تدمير حياته ليوهمه بعدها أنه الحمل البرئ الذي انتشله من ضياع صبه هو نفسه فوق رأسه ٤ نقطة تهدجت انفاسه يشد علي قبضته سيأخذ بثأره, علي حمزة أن يدفع الثمن غاليا ٤ نقطةوهل يملك اغلي من مايا طفلته الحبيبة ٣ نقطة للحظات اضطربت دقات قلبه مايا عشقه الاول .. نبتة حبه البريئة كيف يؤذيها لتعد روح الانتقام تسيطر علي عقله ٤ نقطة سيأخذ مايا ويجعل حمزة يعاني ٤ نقطة نزل من سيارته متجها الي منزله بالاعلي وقف أمام الباب المغلق ليأخذ نفسا قويا يسيطر به علي سيل مشاعره الغاضبة وضع مفتاحه يفتح الباب دخل ليري حمزة يجلس علي مقعد في الصالة الواسعة أمامه الكثير من الأوراق ٣ نقطة رفع حمزة وجهه له ما أن رآه لترتسم إبتسامة حانية علي شفتيه :
, - اخيرا قررت تيجي البيت بقالك اسبوع بتبات برة
,
, غصبا رسم ابتسامة باهتة علي شفتيه تنهد يردف في هدوء :
, - ابدا أنا بس كنت مخنوق قولت ابعد شوية
,
, قطب حمزة جبينه قلقا قام من مكانه متجها ناحيته ربت علي كتفه يردف في حنو :
, - من ايه يا ابني ٣ نقطة لو متضايق عشان البنت اللي اسمها جوري طلعت مخطوبة حبيبي في ألف بنت تتمناك ٣ نقطة دا أنت أدهم السويسي مش اي حد
,
, تهدجت أنفاس أدهم غضبا ينظر لقاتل والده يقف أمامه يتباهي به للحظة تمني ان ينقض عليه يمزق عنقه ٣ نقطة دمائه اشتعلت تغلي فوق مرجل الانتقام لا يعرف كيف ابتسم هو فقط رسم جاسر لا حياة فيها فوق ثغره يحرك رأسه إيجابا ٣ نقطة ليترك حمزة ويصعد الي الطابق العلوي اخذ طريقه إلي غرفته ٣ نقطة دخلها يغلق الباب وقف في منتصف الغرفة التي تربي فيها حياته كذبة ٣ نقطة تربي بين أحضان القاتل ٤ نقطة وضع يده علي فمه يصرخ بلا صوت ٣ نقطة قلبه يتمزق شعور قاتل بالألم ينهش كل ذرة فيه سقط علي ركبيته أرضا يبكي بعنف جسده يحترق من الألم ٣ نقطة التفت ناحية باب الغرفة حين سمع صوت دقات خافتة تلاها صوت مايا الهامس :
, - أدهم إنت جوا ٣ نقطة أدهم إنت صاحي
,
, توسعت ابتسامته ليمحي بعنف تلك الدموع التي سقطت من عينيه ليهب سريعا فتح باب الغرفة يجذبها للداخل ٣ نقطة دفعها بعنف علي باب الغرفة المغلق ينظر لها يبتسم ابتسامة مختلة واسعة ٤ نقطة بلعت هي لعابها تقطب جبينها متألمة من تلك الدفعة العنيفة نظرت له لتبتسم تهمس خجلة :
, - أنا فرحت أوي لما سمعت صوتك ٣ نقطة انت جيت ٣ نقطة
,
, حرك رأسه إيجابا ينظر لها يقيمها بنظراته دون أن يعطيها اي فرصة لتكمل ما تقول كان يستبيح حرمة ثغرها تلك المرة وهي واعية في كامل وعيها ٤ نقطة تصمنت هي مكانها تنظر له في صدمة عينيها متسعتين في ذهول لا تصدق أن أدهم يفعل ذلك ٣ نقطة ابتعد هو عنها يلهث بعنف يشعر بالغضب منها ومن نفسه ومن حمزة قبل الجميع احتضن وجهها بين كفيه ليراها تنظر له حزينة مصدومة لما فعل ذلك ٤ نقطة انسابت دموع عينيها تنظر له في ألم ٣ نقطة بكل ما كانت تفعل قبلا كانت علي اتم ثقة أن أدهم لن يؤديها لن يقترب منها أبدا ٤ نقطة مسح هو دموعها بيديه ليهمس بصوت اجش :
, - بحبك يا مايا ٣ نقطة بحبك وهفضل أحبك لآخر نفس فيا
,
, حركت رأسها ايجابا لتشعر به يضمها بين أحضانه تشبثت بقميصه بقوة تهمس بصوت باكي ضعيف :
, - أنا بحبك اوي يا أدهم ٣ نقطة عشان خاطري ما تسبينش تاني ابدا
,
, ابعدها عنه يكوب وجهها من جديد لتلمح في عيني أدهم نظرة خبيثة اخافتها كثيرا أقترب من أذنيها يهمس بصوت خفيض نبرة بها من الوعيد ما بها :
, - اسيبك ٣ نقطة أنا عمري ما هسيبك ابدا يا مايا ما تقلقيش يا حبيبتي ٣ نقطة لا انتي ولا ابوكي
,
, لينااااااا ٤ نقطة صرخت بها لينا الشريف لتهب فزعة من نومها تصرخ باسم ابنتها بعلو صوتها انتفض خالد علي صوت صراخها ليهب جالسا جوارها يسألها فزعا :
, - في ايه يا لينا مالك يا حبيبتي
,
, حركت رأسها نفيا بعنف تبكي تتساقط دموعها بعنف امسكت بتلابيب ملابسه تصيح بتلهف باكية :
, - لينا يا خالد .. لينا بنتي مش كويسة ٣ نقطة لينا فيها حاجة ٤ نقطةصدقني يا خالد لينا مش كويسة
,
, تنهد يسكت تلك الغصة التي طرقت في قلبه من صراخ زوجتها الفزع ٣ نقطة ليضمها لصدره يطوقها بذراعيه اسند رأسه بذقنه يهمس بحنو :
, - حبيبتي اهدي ٣ نقطة لينا كويسة ٣ نقطة مع زيدان هتلاقيهم نايمين اصلا ٣ نقطة اهدي انتي بس
,
, حركت رأسها نفيا بعنف لتنتفض من بين ذراعيه امسكت ذراعيه تغرز أظافرها في ثنايا ملابسه تصيح باكية :
, - بقولك بنتي مش كويسة ٣ نقطة أنا حاسة بيها ٣ نقطة اتصلي بيها ٣ نقطة يا اما نسافرلها دلوقتي بنتي فيها حاجة
,
, توسعت عيني خالد في ذهول من شراسة لينا الغير معتادة بالمرة بالنسبة له ٣ نقطة حرك رأسه إيجابا يلتقط هاتفه يحاول طلب رقم زيدان مرة واثنين وثلاثة ٣ نقطة لتمسك هي هاتفها تحاول الاتصال بابنتها ولا رد ٣ نقطة تنهد هو ينظر لها يهتف فئ نزق :
, - ما بيردوش يا لينا ٣ نقطة الساعة 3 الفجر اكيد نايمين ٣ نقطةاهدي يا حبيبتي دا اكيد كابوس ٣ نقطة أنا جاي قبل العشا كنتي انتي نايمة واكيد ما صلتيش فأكيد دا كابوس
,
, بدأت تهدئ قليلا حركت رأسها ايجابا لتضطرب حدقتيها تشعر بغصة مؤلمة تخنق قلبها ٣ نقطة ابنتها ليست علي ما يرام ٤ نقطة رفعت رأسها تنظر لخالد حين شعرت به يسمح بيده علي شعرها لتسأله :
, - أنت جيت أمتي
,
, ابتسم لها يبعد خصلات شعرها عن وجهها اسند رأسه علي صدره يغمغم برفق :
, - ما أنا لسه قايلك قبل العشا بنص ساعة لقيتك نايمة علي غير عادتك ٣ نقطة شكلك كان مجهد جدا فمارضتش اصحيكي ٣ نقطة
,
, حركت رأسها ايجابا لتنتفض من بين ذراعيه فجاءة بعنف تنظر له في شك تسأله دون مقدمات :
, - أنت جيت النهاردة المستشفي
,
, رفع حاجبه الأيسر مستهجنا طريقتها العنيفة ٣ نقطة ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه ٣ نقطة يتذكر رسالة حسام التي ارسلها له
,
, « بابا صحيح ٣ نقطة دكتورة لينا جت مكتبي سألت عليك ٤ نقطة أنا قولتلها أنك جاي ليها بس لما مالقيتهاش قولت تستناها عندي وجالك تليفون مستعجل فمشيت ٣ نقطة محسوبك حسام في الخدمة دايما »
,
, خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتيه ٣ نقطة ليعاود النظر للينا ابتسم يحرك رأسه إيجابا يردف :
, - ايوة جيت ٣ نقطة كنت جاي اشوفك ٣ نقطة بس مالقتكيش ٣ نقطة قولت استناكي في مكتب الواد اللي اسمه حسام ، صاحب زيدان ٣ نقطة بس محمد كلمني كان في اجتماع مهم في الإدارة فكان لازم امشي علي طول ٣ نقطة
,
, كلامه لم يطمئنها بالعكس زادها شكا ٣ نقطة فهو يقول نفس الكلمات التي قالها حسام لدرجة أنها شعرت أن الاثنين حفظا نفس الكلام ليقولاه لها ٤ نقطة او أن ذلك ما حدث فعلا وهي فقط تتوهم الشك ٣ نقطة نظرت لعيني خالد لتراه يبتسم نظرات هادئة ابتسامته الواثقة لا تغادر ثغره ٣ نقطة تنهدت يآسه تحرك رأسها إيجابا لتعاود إسناد رأسها علي صدره ليربت علي ظهرها برفق كالطفلة الصغيرة :
, - نامي يا حبيتي ٣ نقطة
,
, أغمضت عينيها دقائق وبدأ عقلها ينسحب من الواقع من جديد ابتسم هو حين رآها قد غطت في النوم ليمسح بيده علي وجهها قبل جبينها ٥ نقطة جذب الغطاء يدثرها به جيدا ليذهب عقله لتلك المشادة التي حدثت بينه وبين صديقه كلمات وجمل تتضارب داخل رأسه قبل أذنيه ٤ نقطة بدأت بصراخ صديقه الغاضب حين علم أنه تزوج بشهد توسعت عيني محمد في دهشة ليهب واقفا يصيح فيه غاضبا :
, - نهارك اسود ٣ نقطةاتجوزتها طب ولينا ٣ نقطة لينا عرفت
, تنهد في ألم يحرك رأسه نفيا يردف بنبرة حزينة مثقلة :
, - لا يا محمد ما عرفتش ٣ نقطة أنا متجوزها في السر ٣ نقطة وجوازنا علي ورق بس
,
, ضحك محمد ساخرا ليعقد ساعديه أمام صدره يردف متهكما :
, - يا سلام صدقت أنا كدة وشهد بقي موافقة علي كدة ٣ نقطة شهد بنتنقم منك بجوازها منك ٣ نقطة مستحيل توافق علي الكلام دا
,
, ابتلع هو لعابه الجاف نظر لصديقه تنهد يردف حائرا :
, - شهد موافقة علي أن الجواز يكون في السر ٣ نقطة أنا يعني ضحكت عليها وفهمتها اني لمستها ٣ نقطة بس دا ما حصلش
,
, شد محمد علي اسنانه يتنهد حانقا من أفعال صديقه ليقترب من مكتبه يصيح فيه بحدة :
, - ما شاء **** عليك جيت تكحلها عميتها خالص ٤ نقطة طالما اتجوزتها يا بيه يبقي لازم تعدل بينهم ٣ نقطة ما ينفعش تدي لواحدة حقها والتانية لاء ٣ نقطة طلقها يا خالد أنت بستنزف نفسك يا ابني ٤ نقطة شهد بس عايزة تنتقم منك علي اللي حصل زمان
,
, عاد من شروده علي حركة لينا بين ذراعيها تنادي بصوت خائف علي ابنتها وهي نائمة ٣ نقطة ظل يمسح علي شعرها الي أن نامت مرة اخري بينما هو يفكر في كلمات محمد لا يعرف ماذا عليه أن يفعل لأول مرة يشعر بذلك العجز ٣ نقطة
,
, في صباح اليوم التالي ٤ نقطة باكرا قرابة الساعة السادسة ٣ نقطة في أحدي غرف الضيوف ٣ نقطة فتح مراد عينيه فجاءة متأففا من ذلك البعوض الذي تغذي علي دمه طوال الليل ٣ نقطة انتفض من فراشه يصيح حانقا :
, - ايه القرف دا أنا عارف بيناموا في الناموس دا إزاي ٣ نقطة ناموس وحر وقرف
,
, قالها ليتوجه الي شرفة غرفته يفتحها علي مصرعيها بعنف ٤ نقطةوقعت عينيه عليها صبا الصغيرة تقف في حديقة البيت تطعم الدجاج توسعت ابتسامته كذئب وجد حمل وديع كوجبة غداء شهية ٣ نقطة سريعا اتجه الي المرحاض الملحق بغرفته اغتسل وبدل ملابسه وقف أمام المرآة في غرفته ينظر لانعاكس صورته يبتسم في زهو شاب بمثل وسامته سيكون فخ رائع لمثل تلك الصغيرة التقط زجاجة عطره يضع منها بغزارة ٣ نقطة خرج من غرفته ينظر هنا وهناك الممر فارغ هادئ ٣ نقطة ابتسم لينزل بخفة الي أسفل ينظر هنا وهناك ٣ نقطة سمع اصوات قادمة من ناحية المطبخ ٤ نقطة ليسرع إلي الخارج أغلق باب المنزل خلفه سريعا توجه الي ذلك الجانب البعيد في الحديقة وقف خلف صبا يردف بصوت هادئ :
, - صباح الخير
,
, شهقت الفتاة فزعة ما أن سمعت صوته قادما من خلفها فجاءة التفت سريعا تضع يدها علي قلبها تتنفس بعنف تهمس في ارتباك :
, - صصباح النور حضرتك
,
, ضحك بخفة ليجلب مقعد صغير من الخشب رآه ملقي في احد الجوانب جلس عليه ابتسم يغمغم في مرح :
, - حضرتك ٣ نقطة بذمتك دا منظر حضرتك ٣ نقطة مراد اسمي مراد يا آنسة صبا ٣ نقطة احنا نتفق تقوليلي مراد من غير حضرتك وأنا اقولك آنسة من غير صبا
,
, ضحكت صبا خفية لتضع يدها علي فمها تتجنل النظر لذلك الغريب المرح ٣ نقطة حركت رأسها ايجابا تعدل من وضع **** رأسها بارتباك ٣ نقطة لتكمل وضع الطعام للدجاج والافراخ الصغيرة ٣ نقطة سمعته يهتف من خلفها بهدوء :
, - قوليلي يا صبا انتي في سنة كام ٣ نقطة
,
, التفت له ابتسمت مرتبكة لتحمر وجنتيها كعادتها حين ترتبك او تخجل حمحمت تهمس بصوت خفيض :
, - أنا خلصت 3 اعدادي ورايحة اولي ثانوي
,
, توسعت ابتسامة مراد يخترزها بعينيه شبر بشر بينما هي تنظر ناحية الدجاج خجلة منه ٣ نقطة تنهد في حرارة يزدرد ريقه يراقبها الي أن انتهت لتستأذن منه وترحل وقف هو يراقبها وهي تغادر ليهمس بصوت خفيض ولكنه مسموع :
, - تحل من علي حبل المشنقة بنت الايه ٣ نقطة
,
, مش صغيرة اوي يا مراد انك تبصلها ٤ نقطة جاء صوت شاهي الساخر من خلفه مباشرة لتختفي ابتسامته التفت لها يبتسم في خبث مردفا بتهكم :
, - ايه يا شاهي اللي مصحيكي بدري قايمة تحلبي الجاموسة
,
, ضحكت شاهي بخفوت ساخرة مما يقول لتجذب يده في ركن بعيد عن الأنظار ٣ نقطة لفت ذراعيها حول رقبته تهمس بغنج :
, - وحشتني يا روميو ٣ نقطة وحشتني أوي ٣ نقطة ابنك ما بيبطلش خبط ليل ونهار عايز بابا
,
, توسعت ابتسامة مراد يلف ذراعيه حول خصرها يهمس في خبث :
, - حبيب ابوه اللي هيأكلنا الشهد ٣ نقطة أنا جبت معايا ورق التنازل عن المطعم ٣ نقطة في سهرة حلوة مع جاسر تخليه يمضي عليها ونخلع ولا من شاف ولا من دري
,
, عقدت شاهيناز ذراعيها أمام صدره تنظر له حانقة لتهمس في غيظ :
, - وست صبا اللي بتلف وراها مش هتخلع معانا
,
, ضحك مراد ساخرا ليقبض علي رسغ شاهيناز يغمغم في مكر :
, - يا حمارة افهمي صبا كتكوت صغير سهل يتلعب في دماغها ٣ نقطةونقضي ليلة حلوة اصورها تبقي كارت إرهاب لو جاسر فكر يغدر بعد حوار المطعم نبقي ماسكينوا من ايده اللي بتوجعه
,
, توسعت عيني شاهي في ذهول لتهمس في إعجاب :
, - شيطان يا روميو إبليس يتعلم منك
,
, تعالت ضحكاته الشيطانية الساخرة ٤ نقطة بينما في الأعلي ٣ نقطة في غرفة سهيلة تحديدا ٣ نقطة بين أحضانها تنام براحة تتوسد صدره ما مر بالأمس لم يكن سوي حلم سعيد بالطبع حلم ٣ نقطة صوته هو أخرجها بعنف من فقاعة المشاعر التي اغرقتها فيها بدأت تفتح عينيها شيئا فشئ قطبت جبينها للحظات طويلة تحاول استيعاب أنها تنام بين أحضان جاسر ٣ نقطة توسعت عينيها علي آخرهما حين اقترب منها قبل جبينها يهمس لها بشغف :
, - صباحية مباركة يا عروسة ٣ نقطة مبروك يا حرم جاشر رشيد الشريف ٩ علامة التعجب
,
, حين بدأ يفتح عينيه من جديد ٣ نقطة ألم شديد ينهش عقله ٣ نقطة كأن مطارق من حديد تدق في رأسه ٣ نقطة تقرع طبول الألم تنهش جسده ولكن رنين هاتفه المتواصل يرغمه علي الاستيقاظ .. مد يده يبحث عن هاتفه الي أن التقط ٣ نقطة رؤيته المشوشة رأي اسم خاله يضئ علس سطح الشاشة فتح الخط يلقي الهاتف علي اذنه يهمس بنبرة ضعيفة متعبة :
, - أيوة يا خالي
, ضحك خالد ساخرا يردف متهكما :
, - ايوة يا خالي ٣ نقطة أنت لسه نايم يا بيه .. احنا داخلين علي الضهر ٣ نقطة ما شبعتش من دور العريس ٣ نقطة فين لينا
,
, مسح وجهه بكف يده عقله لا يزال مشوش لا يتذكر ما يحدث تنهد يهمس بنزق :
, - اكيد نايمة يا خالي ٣ نقطة هفوق واكلمك ٣ نقطة سلام
,
, اغلق الخط مع خالد ليتأوه بألم حين حاول القيام ألم بشع ينهش رأسه استند بكفيه علي سطح الفراش يستند جالسا ٣ نقطة لتتوسع عينيه في صدمة حين رأي صدره العاري ٣ نقطة ماذا حدث هو حقا لا يتذكر قطب جبينه يحاول تذكر آخر ما يطرق رأسه أنه كان يرتشف كآس عصيره وبدأ يشعر برأسه تثقل ٣ نقطة بعد ذلك لا شئ ذاكرته بيضاء ٣ نقطة كيف وصل لهنا وأين لينا ٣ نقطة بحث عنها جواره علي الفراش لا احد ٤ نقطة قام سريعا يترنح في مشيته يهتف باسمها قلقا :
, - لينا انتي فين يا لينا ٣ نقطة لينا
,
, اخذ طريقه لخارج الغرفة ما كاد يتحرك خطوتين تجمدت ساقيه كأنها التصقت بالأرض توسعت عينيه تكاد تخرج من مكانها كانت أمامه ملقاه ارضا جوار فراشها اشبه بجثة مليئة بالكدمات تغرق في دمائها ٤ نقطة للحظات ظن أنه يحلم اغمض عينيه يعاود فتحها سريعا يدعو فقط أن يكن حلما ٣ نقطة فتح عينيه ليجد الحقيقة القاسية تتجسد أمام عينيه صرخ باسمها ليركض اليها يخبئها داخل صدره يصيح باسمها فزعا انهمرت دموعه يصرخ :
, - لينا .. لينا ٣ نقطة لينا ردي عليا يا حبيبتي لا يا لينا مش حقيقي ٣ نقطة لاء انا ما عملتش فيكي كدة ردي عليا يا حبيبتي ٦ نقطة لا يا لينا دا انتي الحاجة الوحيده الحلوة اللي في حياتي مستحيل اكون وسختك اااااااااااه ياااااارب ٣ نقطة ردي عليا يا لينا
,
, منظر دمائها افزعه قام يبحث عن اي شئ يستر بها جسدها ملابسها الممزقة لا نفع منها ٣ نقطة احضر فستان ابيض اللون كان اول ما وقعت يده عليه يبكي يكاد يراها بصعوبة من عنف بكائه ٣ نقطة يحاول ستر جسدها به الي أن انتهي حملها يركض من الغرفة ومن الفندق بأكمله وضعها في سيارته ٤ نقطة يشق غبار الطريق وجد هاتفه الآخر يدق مرة تليها أخري برقم حسام ٣ نقطة صديقه ٣ نقطة شقيق لينا ٣ نقطة فتح الخط يريده فقط بجانبه في تلك اللحظات ما أن كاد يرد سمع صوت صديقه يهتف في مرح كعادته :
,
, ايه يا عم موبايلك التاني ما بتردش ليه اسكت أنا جايلك في الطريق قدامي ربع ساعة وابقي عندك جاي ارخم علي٣ نقطة
,
, قاطعه يصرخ بحرقة :
, - لينا بتموت يا حسام ٣ نقطة لينا بتموت
,
, صرخ حسام فزعا :
, - يعني ايه بتموت ٣ نقطة أنت فين وأنا اجيلك
,
, انهمرت دموع زيدان في عنف اختنقت نبرته يحاول اخبار صديقه باسم المستشفى :
, - أنا طالع علي مستشفي (٦ نقطة)
,
, صاح حسام فيه بحدة :
, - هسبقك علي هناك ٣ نقطة ما تتأخرش
,
, اغلق كل منهما الخط نظرة اخيرة القاها زيدان علي لينا قبل أن يدهس مكابح السيارة بعنف وصل امام المستشفى ليجد حسام ينتظره في الباحة هرول الأخير الي سيارته فتح باب السيارة المجاور لشقيقته لتتوسع عينيه في فزع حين رأي فستانها الابيض الملوث بالدماء نظر لزيدان يصرخ فيه :
, - أنت عملت فيها ايه هقتلك يا زيدان لو كنت اذيتها
,
, حمل شقيقته بين ذراعيه ليركض بها الي داخل المستشفى لتقابله أحدي الممرضات التي ابتسمت بغنج ما أن رأته تردف بترحاب حار :
, - ايه دا دكتور حسام دي المستشفي نورت عاش من شافك يا دكتور
,
, صاح حسام فيها وهو يركض ومعه زيدان :
, - افتحيلي أوضة الطوارئ بسرعة
,
, هرولت الممرضة تفتح له الغرفة بينما انهار زيدان ارضا يخفي وجهه بين كفيه ٣ نقطة اقترب احدي الممرضات تسأل زميلتها :
, - هو مين دكتور حسام يا بت
,
, ابتسمت الممرضة بولة تردف بحالمية :
, - دكتور حسام دا احسن دكتور اتعين في المستشفى ٣ نقطة كان عايش في السعودية ولما جه اشتغل هنا سنة ونص تقريبا بس ساب الشغل لما والده مات ٣ نقطة ورجع القاهرة بس دكتور سكر ٤ نقطة يا نهار اسوح احنا واقفين نرغي ادخلي بسرعة ساعديه وأنا هروح ابلغ المدير
,
, دخلت أحدي الممرضات الي غرفة الطوارئ لتهرول الاخري الي مكتب المدير وزيدان حاله كما هو يجلس جوار الغرفة يستند برأسه الي الحائط حائر ضائع مشتت خائف ٣ نقطة في كابوس نهاية له يتمني فقط أن يكن يحلم ٣ نقطة صدم رأسه في الحائط خلفه بعنف لتنهمر دموعه تغرق وجهه رأي رجل يهرول الي غرفة الطوارئ ومعه فتاة اخري والممرضة ٣ نقطة دخلا الي غرفة الطوارئ ٤ نقطة لحظات وخرج الرجل فقط ٦ نقطة مرت دقائق طويلة ثقيلة قبل ان يخرج حسام يبحث عن زيدان عينيه حمراء قانية يبحث عن زيدان ما أن رآه جالسا انقض عليه يقبض علي تلابيب ملابسه يصرخ فيه غاضبا :
, - بتغتصب اختي يا حيوان أنا هموتك ٣ نقطة علي اللي عملتوا فيها
,
, حرك زيدان رأسه نفيا بعنف يحاول أن يراها من زجاج الغرفة صرخت دموعه يكبح صرخات قلبه نظر لحسام يهمس بضياع :
, - أنا مش فاكر حاجة ٤ نقطة موتني حقك ٣ نقطة بس طمني عليها الأول
,
, ضحك حسام في سخرية مريرة نفض زيدان من يده يهتف متهكما :
, - اطمنك عليها ابدا يا سيدي شوية برد ٣ نقطةعندها نزيف ٣ نقطة اصلها بعيد عنك جوزها الحيوان اغتصبها ٣ نقطة عايزين نقل ددمم جسمها شبه اتصفي ٣ نقطة لولا اننا لحقنا النزيف كانت ماتت
,
, نظر حسام لزيدان في حسام يتوعده بالويلات ليتوجه الي بنك الدم في المستشفى ٣ نقطة كيس واحد لن يكفي يحتاج للمزيد ٣ نقطة توجه سريعا لغرفة الطوارئ ٣ نقطة وقف أمام زيدان يحادثه بغلظة :
, - فصيلة ددمم لينا O وأنا فصيلتي B ما اقدرش اديها ددمم ٤ نقطة التور بقي المرمي قدامي فصيلته ايه
,
, استند زيدان علي الحائط وقف أمام حسام يهتف سريعا بتلهف :
, - خد دمي كلوا أنا ينفع اتبرعها
,
, ابتسم حسام ساخرا يقبض علي يده يجذبه خلفه بعنف يردد متهكما :
, - كتر خيرك و**** هنتعبك
,
, جلس زيدان علي مقعد في معمل التحاليل عقله يسرح في مدي بعيد يراها وهي تضحك تركض تعانقه تغني ٣ نقطة ابتسم في حرقة ليحترق فؤاده ألما يكوي جسده حين صفعته صورتها الأخيرة غارقة في الدماء ٤ نقطة تشنج جسده بألم يغزو اوصاله لم يشعر بحسام وهو يأخذ منه الدماء ٤ نقطة هو وهي في عقله اجفل من شروده علي مجموعة من الأوراق ارتمت علي وجهه ليجد حسام يقف امام يصيح محتدا :
, - ددمم البيه في منشطات وحبوب هلوسة ٣ نقطة ماشاء **** واخد كمية حبوب محترمة كانت كفيلة انها تجيب اجلك ٣ نقطة مش كانت موتتك أحسن ٣ نقطة لولا اننا لقينا ممرضة تتبرعلها بالدم بدل دمك ال٤ نقطة كان زمانها ماتت
,
, التفت زيدان برأسه ينظر لصديقه ٣ نقطة رأي حسام الألم والحسرة ينهشان عيني زيدان لتتسارع أمام عينيه مشاهد قديمة سريعة كل مشهد فيهم زيدان وهو يقر له بعشقه الذي لا ينتهي للينا ٣ نقطة كيف يؤذيها كيف هو أكثر من يعرف كم يعشقها ٣ نقطة ابتلع حسام لعابه الجاف ليجذب مقعد يجلس أمام صديقه مد يده يمسك بكتفه يهمس له متعجبا :
, - أنت ما تآذيهاش يا زيدان ٣ نقطة أنا اكتر واحد إنت بتحبها قد إيه ٣ نقطة ايه اللي حصل
,
, التفت زيدان لحسام ينظر له كطفل شريد ضائع رفع كتفيه يهتف فئ خواء نبرة خالية من اي حياة :
, - مش فاكر ٣ نقطة مش عارف ٣ نقطة الحاجة الوحيدة اللي عارفها أن ابوك هياخدها مني ٣ نقطة لاء مش هسمحله ياخدها مني ابدا ٣ نقطة أنا ما أذيتهاش و**** ما اذيتها ٣ نقطة
,
, ادمعت عيني حسام علي حالة صديقه وشقيقته جذب زيدان يعانقه لينفجر الأخير في البكاء شد علي جسد صديقه ٣ نقطة يصيح من بين شهقاتها :
, - مش اذيتهاش أنا مستحيل أاذيها يا حسام ٣ نقطة دي روحي حد يأذي روحه ٣ نقطة
,
, ابعده حسام عنه قبض علي ذراعيه يهتف فيه بحزم :
, - زيدان اهدي واحكيلي اللي حصل
,
, حرك الأخير رأسه إيجابا سريعا ليحكي لصديقه أخر ما يتذكره اخفي وجهه بين كفيه يردف في ألم :
, - دا اللي حصل مش فاكر اي حاجة تانية ٣ نقطةلاء استني
,
, رفع زيدان رأسه سريعا يقطب جبينه يعيد ما حدث بالأمس في رأسه هب واقفا يهتف سريعا :
, - أنا بدأت اتعب بعد ما شربت العصير ٣ نقطة أنا فاكر شكل الواد اللي جابلي العصير كويس ٤ نقطة ورحمة ابويا ما هرحمه
,
, قالها ليندفع خارج المستشفى يركض وحسام خلفه يحاول اللحاق به ٣ نقطة قفز في سيارته نظر لصديقه يصيح فيه :
, - خليك مع لينا
, استقل حسام المقعد جوار زيدان يهتف محتدا :
, - لينا معاها ناس هياخدوا بالهم منها ٣ نقطة ويلا اطلع
,
, ادار زيدان محرك السيارة يقود بجنون عائدا الي الفندق ٣ نقطة مقسما أن يهده فوق رؤوسهم جميعا ٣ نقطة اندفع الي غرفة المدير ما أن وصل توجه ناحيته يقبض علي عنقه يريد قتله ٣ نقطة توسعت عيني المدير فزعا ليصيح زيدان فيه :
, - أنا هطلع روحك في ايدي ٣ نقطة خلاص ما بقاش عندي حاجة اخسرها ٣ نقطة هاتلي كل الكللابب اللي كانوا بيخدموا في الحفلة إمبارح
,
, حرك المدير رأسه إيجابا سريعا يحاول تخليص نفسه من يد زيدان لينفضه الاخير بعنف ٣ نقطة طلب المدير جميع العاملين في الفندق دقائق وكانوا كلهم يقفون صفا أمامه في غرفة المدير ٤ نقطة وقف زيدان يبحث بينهم عن ذلك الشاب لا اثر له ٣ نقطة احتقنت عينيه عاود النظر للمدير تلك المرة قبض علي تلابيب ملابسه يجذبه يصرخ فيه :
, - أنت هتصيع عليا يلا ٣ نقطة الواد اللي جابلي العصير امبارح فين ٣ نقطة شعره أسود اكرت وبشرته سودا
,
, دا حامد ٣ نقطة هتف بها أحد العمال لينفض زيدان المدير توجه الي ذلك العامل ٣ نقطة ليهتف الأخير بتلجلج :
, - في عامل جديد بقاله أسبوع بس في الفندق اسمه حامد ٣ نقطة كان موجود لحد امبارح بليل وبعدين فجاءة اختفي فص ملح وداب
,
, في تلك اللحظة تحديدا دق هاتف حسام التقطه يفتح الخط حين رأي أحد أرقام المشفي ٣ نقطة توسعت عينيه فزعا ما أن فتح الخط ليهدر بتلهف :
, - يا ادي المصيبة أنا جاي حالا ٦ علامة التعجب

الجزء الثامن والأربعون


دق هاتف حسام التقطه يفتح الخط حين رأي أحد أرقام المشفي ٣ نقطة توسعت عينيه فزعا ما أن فتح الخط ليهدر بتلهف :
, - يا ادي المصيبة أنا جاي حالا
, التفت لزيدان يصيح فزعا قبل أن يركض خارج الغرفة :
, - لينا وعندها انهيار وعمالة تصرخ بسرعة حصلني
,
, انخلع قلب زيدان مما فعل سمع خوفا عليها في اللحظة التالية كان يقبض علي رقبة مدير الفندق يغرز أصابعه في رقبته يصرخ فيه كليث جريح :
, - قسما بعزه جلالة **** ٤ نقطة لو رجعت وما لقيتش الواد لهخليلك تبوس رجلي عشان ماموتكش
,
, صرخ بها ليلقيه ارضا ليركض هو خلف حسام سريعا ٣ نقطة خرج الي سيارته ليجد حسام يستقل مقعد السائق علي وشك الرحيل ٣ نقطة قفز جواره يصيح في الجالس جواره كل لحظة :
, - بسسسرعة يا حسام
,
, كل منهما خائف كلمة قليلة عن ذلك الشعور القاتل الذي ينهش قلب زيدان تحديدا ٣ نقطة يكاد يموت ذعرا عليها عينيها حمراء آثار الدموع لم تجف من فوق صفحة وجهه قميصه ملطخ بدمائها ٤ نقطة قلبه يدوي كالرصاص داخل صدره بوقع مؤلم عنيف ٤ نقطة أما حسام ٣ نقطة الغضب كلمة قليلة عما يشعر به .. شقيقته مغتصبة ومن من ٣ نقطة من صديقه ٣ نقطة زوجها الذي هو ادري الناس بعشقه لها ولكن شعور الغضب الذي يتآجج داخله يحثه بشدة علي قتل زيدان للأخذ بثأر شقيقته ٣ نقطة والخوف علي والده حين يعلم ٣ نقطة يعرف من زيدان أن والده حياته بأكملها متعلقة بابنته ٣ نقطة تري ما سيكون رد فعله حين يعلم ٤ نقطة بالطبع لن يكون هين هو حقا خائف علي زيدان من غضب والده ٤ نقطة بعد لحظات مخيفة صامتة وصلت السيارة الي المستشفي ٣ نقطة حرفيا كان يتسابق الاثنين للركض الي غرفتها ٤ نقطة وضع زيدان يده علي مقبض الباب كاد أن يفتحه ليجد حسام يمسك بيده ٣ نقطة نظر زيدان له غاضبا ليرميه حسام بنظرة حادة يهمس حانقا :
, - أنت رايح فين ما ينفعش تشوفك إنت خالص ٣ نقطة ما تدخلش يا زيدان حتي بعد ما أنا ادخل
,
, تنحي قصرا عن الباب يستمع بقلب يتفتت الي صراخها المدوي من داخل الغرفة ٣ نقطة نظر حسام لزيدان في ألم ٣ نقطة تنهد يلتقط أنفاسه يتسعيد هدوءه ٤ نقطة فتح مقبض الباب ودخل يغلق الباب خلفه ٣ نقطة التفت يبحث عنها ليراها هناك تجلس تلتصق بظهرها الي الحائط خلف الفراش تضم ركبتيها تحاوطهم بذراعيها ٤ نقطة الطبيبة تحاول بحذر الاقتراب منها لتصرخ بحرقة تصاحبها دموعها :
, - ابعدي عننننني ٣ نقطة ابعدوا عنننني .. يا باااااباااا
,
, ادمعت عيني حسام ألما ليقترب من الطبيبة يحادثها بصوت خفيض هامس :
, - لو سمحتي اخرجي
,
, نظرت الطبيبة بشفقة للينا لتعاود النظر لحسام حركت رأسها ايجابا تلقي علي تلك المسكينة نظرة أخيرة ومن ثم خرجت ٣ نقطة تقدم حسام خطوة واحدة فقط تجاهها يرفع كفيه لأعلي يهتف بترفق :
, - لينا ٣ نقطة اهدي ٣ نقطة كل حاجة هتبقي كويسة ٣ نقطة انتي بس اهدي
,
, حركت رأسها نفيا بعنف تنكمش علي نفسها تزيد من ضم ذراعيها لساقيها تصرخ بحرقة :
, - ابعددد عني ٤ نقطة ابعدوا عني ما فيش حاجة هتبقي كويسة ٣ نقطة أنت ما تعرفش ..هو٣ نقطة هو دبحني ٤ نقطة أنا عايزة بابا ٣ نقطة ب**** عليك ٣ نقطة كلمه خليه يجي ٤ نقطة أنا عايزة بابا
,
, ظلت تصرخ بأنها فقط تريد والدها كأنها طفلة صغيرة في يومها الدراسي الأول ٣ نقطة في تلك اللحظات كان زيدان يصارع قلبه الذي يصرخ معذبا حين يتناهي إليه صوت صراخها لم يعد يتحمل كل صرخة منها كسوط يجلد روحه ٣ نقطة اندفع في لحظة يأس الي داخل غرفتها ٣ نقطة سقط قلبه صريعا ما أن رأي تلك الحالة التي وصلت لها بسببه دون أن يدري ٣ نقطة شبح شبه جثة
, انتشله من دوامته الحزينة صوتها تصرخ بهستريا مذعورة منه :
, - ابعد عني ٣ نقطة ابعد عني ٤ نقطة لا لا ما تلمسنيش لا لا ابعد عني
,
, التفت حسام له في تلك اللحظة يصيح فيه غاضبا :
, - أنت ايه اللي دخلك أنا مش قولتلك خليك برة ٤ نقطةاطلع برة ٣ نقطة برة يا زيدان
,
, تحركت قدميه للأمام بدلا من الخلف اقترب من فراشها خطوتين تنهمر دموعه علي وجهه يهمس بصوت حزين معذب :
, - لينا ٣ نقطة أنا آسف ٤ نقطة أنا و**** ما كنت في وعيي ٣ نقطة هما حطولي حاجة في العصير ٣ نقطة ما اعرفش مين .. بس هعرفه وربي هاخدلك حقك منهم ٣ نقطة أنا عمري ما آذيكي صدقيني
,
, حركت رأسها نفيا بعنف نزلت عن الفراش تحاول الابتعاد عن مسرح جريمة يشبه مسرح جريمة اغتال روحها عليها تعود بظهرها للخلف وقفت في أحد اركان الغرفة بعيدا عنه تضم يديها أمام صدرها خرجت صرخاتها الذبيحة المقهورة :
, - أنت حيوااااااان ٣ نقطة ما عرفتش تنفذ جريمتك ٣ نقطة ضحكت عليا عشان تنفذها دلوقتي ٤ نقطة طب ليه دا أنا سلمتك قلبي قبل نفسي ٥ نقطة ليه ترجعني للدنيا تحسسني اني انسانة مش مجرد لعبة مقفول في علبة ازاز ٣ نقطة تديني الحياة والأمان وترجع تدفني تاني ٣ نقطة لييييييييه ٥ نقطة أنا اذيتك في ايييييه ٤ نقطة أنا بس كنت عايزة اعملك مفاجأة ٤ نقطة كنت عايزة اقولك اني بح ٣ نقطة
,
, وسكتت قطمت شفتيها قبل أن تنطق ولو بحرف آخر انهارت علي ركبتيها ارضا تنظر له بكره ممتزج بذعر لتكمل في حرقة :
, - أنا بكرهك يا زيدان وهفضل أكرهك لآخر يوم في عمري
,
, أخفت وجهها بين كفيها تنوح في بكاء مرير وهو يقف كالصنم القتيل تنساب دمائه تختلط بدموعه ٣ نقطة هو قتلها ولم يفعل اذاها بذنب ليس له فيه يد ٣ نقطة ود أن يتحرك ناحيتها فقط يريد أن يخفيها داخل قلبه يربت علي قلبها بروحه ٣ نقطة يخبرها أنه كان مغيب سلبوا عقله العاشق قتلوا روحه المحبة والا ما كان فعل بها ذلك ابدا ٣ نقطة تحرك فقط خطوة واحدة ليجد حسام يقبض علي ذراعه يهمس له في حدة من بين أسنانه :
, - اخرج يا زيدان كفاية كدة ٣ نقطة اخرج
,
, دون كلمة أخري دفعه حسام حرفيا ناحية باب الغرفة يخرجه منها اغلق الباب في وجهه ليعاود النظر الي شقيقته يكاد يبكي ٣ نقطة لا يعرف حتي ما يفعل أليس هو طبيب النساء الماهر الذي يتعامل مع جميع الحالات وصل إليها ونسي كل ما تعلمه يقف أمامها عاجزا عن التفكير ٣ نقطة يخشي أن يقترب ولو خطوة واحدة ولا يستطيع الابتعاد ٣ نقطة حمحم يهمس بصوت خفيض :
, - لينا
,
, لحظات وهي علي حالتها رفعت وجهها له عينيها حمراء تكاد الدماء تنفجر منها تحتضن جسدها بذراعيها ترتجف بعنف توسلته بصوت ضعيف :
, - ممكن تتصل ببابا او ماما او حتي جاسر ارجوك أنا محتاجهم اوي ٣ نقطة عايزة استخبي في حضن بابا ٣ نقطة ارجوك وحياة ولادك ٣ نقطة أنا هموت من الوجع !!
,
, انتفض في وقفته يسألها سريعا بتلهف خائف :
, - ايه اللي واجعك وأنا اجيبلك علاجه
,
, ضربت علي قلبها بعنف لتصيح بحرقة باكية :
, - قلبي واجعني أوي ٣ نقطة روحي بتصرخ من الوجع ٣ نقطة هاتلي ليهم علاج ٣ نقطة مش أنت دكتور هاتلي ليهم علاج ٣ نقطة ارجوك كلم بابا أرجوك
,
, حسنا إلي هنا ويكفي خرجت زمام مشاعره عن السيطرة هرول إليها ارتمي علي ركبتيه علي الارض امامها يجذبها لصدره بعنف يطوقها بذراعيه يشد عليها ٣ نقطة لتصرخ هي خائفة تحاول إبعاده عنها ٣ نقطة هذا لم يدرسه تماما في التعامل مع مثل تلك الحالات ٤ نقطة ولكنه شقيقته طغت مشاعره رغما عنه علي قواعد مهنته اخفي رأسها في صدره يسنده بذقنه ليهمس لها بصوت خفيض ممزق :
, - حسام خالد محمود السويسي ٣ نقطة انا وانتي أخوات يا لينا ما تخافيش وانتي في حضن اخوكي
,
, توسعت عينيها في صدمة الا يكفيها ما تلاقي من صدمات وألم ليكمل هو عليها انتفضت من بين ذراعيه تسأله فزعة :
, - اخخخويا ازاي ٣ نقطة أنت كذاب ٣ نقطة مش كدة
,
, مد يده في جيب سرواله يخرج بطاقته الشخصية وضعها في يدها لتشخص عينيها فزعا وضعت يدها علي فمها تكبح شهقتها الفزعة ٣ نقطة رفعت وجهها تنظر له مذهولة لتجده يمسك بهاتفه صورة تعرض علي سطح الشاشة له هو ووالدها يعانقه بعنف ووالدها يضحك ٣ نقطة تركت البطاقة من يدها تمسك بالهاتف تنظر للصورة تنساب دموعها في حرقة ٤ نقطة لحظات ورفعت عينيها له تنهمر دموعها بقسوة ٣ نقطة تغرق وجهها ٤ نقطة كانت تحتاج أن تسكن فراغ روحها المؤلم ٣ نقطة قسمات وجهه التي تشبهه والدها اشعرتها ببعض الامان تجاهه خاصة مع الصورة البطاقة ٣ نقطة فلم تعترض حين عاد يضمها بين ذراعيها بل اختبئت فيه تحتمي به تخرج صرخاتها في صدره ٤ نقطة ظلت تبكي تهذي بالكثير الي أن انسحب عقلها عن الواقع ٤ نقطة شعر هو باسكانتها بعد طول صراخ مسح دموعه يبعدها عنه في حذر تنهد يشعر بالقليل من الراحة حين نامت ٤ نقطة حملها في رفق يضعها علي فراش المشفي ٣ نقطة غرز برفق سن إبرة محلول به مهدئ في يدها جذب الغطاء يدثرها به ليسمعها تتمتم فزعة :
, - لا يا زيدان عشان خاطري ابعد عني
,
, اغمض عينيه في ألم يشد علي قبضة ٣ نقطة دثرها بالغطاء يقبل جبينها قبلة طويلة ٣ نقطة ليخرج من الغرفة يغلق الباب عليها ٣ نقطة بحث بعينيه عن زيدان ليجده كما هو يجلس ارضا جوار غرفتها يستند برأسه علي الحائط الدموع حرفت طريقها علي وجهه .. نهش الألم قلبه اطفئ روحه ٣ نقطة تنهد يتحسر علي حاله هو الآخر كل منهما ضحية والجاني مجهول الي الآن ٤ نقطة تهاوي يجلس ارضا جوار صديقه ليفتح زيدان عينيه رأي حسام نظرة عينيه الخاوية وكأن الحياة انُتزعت منه سأله بصوت ضعيف :
, - هي عاملة إيه دلوقتي
,
, تنهد حسام في آسي مد يده يربط علي كتف صديقه يحاول طمئنته ولو قليلا :
, - كويسة هتبقي أحسن .. هي نايمة دلوقتي
,
, حرك زيدان رأسه إيجابا يبتعد بعينيه عن صديقه ينظر الي الفراغ الموحش يتمتم في خواء :
, - تفتكر هتسامحني
,
, ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه حين سمع صديقه يحاول مواساته :
, - هتسامحك يا زيدان ٣ نقطة أنت ضحية زيك زيها .. لما تهدئ شوية هحاول افهمها اللي حصل وأكيد هتسامحك
,
, عاد زيدان يحرك رأسه إيجابا من جديد استند علي الحائط ليقف التفت يغادر يحادث صديقه قبلا :
, - أنا راجع الفندق
,
, فقط جملة واحدة تحمل خلفها الكثير قالها ليرجل يجر قدميه يغادر المستشفى بينما ظل حسام ينظر في اثره حزينا متألما الي أن اختفي من أمامه
,
, في أسيوط ٣ نقطة في منزل عائلة الشريف ٣ نقطة
, في غرفة سهيلة تحديدا
,
, كيف حدث ذلك اعتدلت جالسة علي فراشها تنظر للأمام في ذهول لا تصدق ان ما حدث قد حدث فعلا كانت تظنه حلما وسينتهي ٣ نقطة
, Flash back
, كانت في غرفتها تتكاد تتميز من الغيظ منذ أن أتت تلك الشاهي تتدلل علي حبيبها هي حقها هي .. هي من أحبته اولا ٣ نقطة عشق مراهقاتها حبيب شبابها ٣ نقطة زوجها هي ليس لها الحق لتتدلل عليه بتلك الطريقة سمعته وهو يحادث والده بأنه تزوجها فقط تصحيح لخطأ فعله وهو مخمور ٣ نقطة إذا هو لا يحبها ولكنه تحمل منه كيف لا يحبها وهي تحمل بطفله ٣ نقطة تكاد تجن قضت ساعات في غرفتها تتحرك هنا وهناك ٤ نقطة رفضت تماما أن تشاركهم في الطعام ٤ نقطة خرجت من طفوان أفكارها الغاضبة علي صوت الباب يدق فردت تلقائيا :
, - تعالي يا ماما شروق
,
, فُتح الباب ليطل هو برأسه يردف في مرح كعادته :
, - طب ما ينفعش ابن ماما شروق
,
, اخفت ابتسامتها تشيح بوجهها بعيدا عنه هي غاضبا .. حقا غاضبة لن يراضيها بطريقته المضحكة ولا ابتسامته الرائعة ولا غمازتيه التي تتوهم فيهم ٣ نقطة ولا لمعة عينيه التي تسلب لبها ٣ نقطة او بشرته الحنطية التي تطير بجوي قلبها ٤ نقطة لالالا هي لن تتأثر بكل ذلك ٣ نقطة هي غاضبة وستظل غاضبة ٤ نقطة ابتسم جاسر في هدوء ليدخل الغرفة يغلق الباب عليهم بالمفتاح ليضمن عدم اقتحام شاهيناز لغرفتها مرة أخري ٤ نقطة ابتسم ينظر لتلك الغاضبة ليخطو خطاه الي داخل الغرفة ٣ نقطة جلس أمامها علي الأريكة ٣ نقطة نظر للشرفة جوارها تنهد يردف في حالمية :
, - المنظر من الشباك يجنن ٣ نقطة بتبصي علي ايه بقي ٤ نقطة علي الجاموسة دي ٣ نقطة
,
, نظرت له بطرف عينيه لتمتم ساخرة :
, - لاء علي الحمار دا
,
, رفع حاجبه يتوعدها هو يعرف انها تقصده بكلامها ليمد يده يصفعها علي ذراعه نظرت به غاضبة ليتمتم ببراءة :
, - ناموسة
,
, ضيقت عينيها تنظر له في غيظ تشد علي اسنانها غاضبة منه لتتركه وتتوجه ناحية فراشها شدت الغطاء الوثير تختبئ تحته لا ترغب في رؤيته ٣ نقطة اعتلت شفتيه ابتسامة ماكرة ليتجه ناحيتها ابعد طرف الغطاء عن وجهه يستند بمرفقه الأيمن علي الوسادة بجانبها لتصيح فيه غاضبة :
, - لو سمحت يا جاسر اتفضل روح لمراتك وسيبني في حالي
,
, مسح علي وجنتها بكفه يهمس لها بحنو :
, - طب ما أنا عندها اهو ٣ نقطة بس هي واخدة السرير كله ومش عارف أنام فين
,
, ادمعت عينيها قلبها حزين منه لن تسامحه ابدا كيف يحطم حبها له بتلك البساطة ٣ نقطة اشاحت بوجهها بعيدا لتسمع يكمل ضاحكا :
, - أنتِ عارفة بتفكريني بمسلسل الوتد لما عبد العزيز الغلبان يا عيني كل ما يدخل قاعته يلاقي زينب مستغطية باللحاف الأحمر لما جالوا فوبيا من اللون الأحمر يا عيني
,
, لم تستطع أن تمنع ضحكة خافتة تسللت في خبث الي شفتيها فطريقة جاسر المرحة لا تقاوم امتزجت ضحكتها مع دموعها المناسبة اعتدلت تجلس علي فراشها تبتعد برأسها بعيدا عنه لتسمعه يهتف ضاحكا :
, - ايوة كدة اضحكي يا شيخة يخربيت اللي يزعلك
,
, التفت برأسها لها لتختفي ابتسامته ينظر لعينيها الباكية ٣ نقطة غص قلبه ألما وهو يراها تنظر له بتلك الطريقة ٣ نقطة دائما ما كانت تنظر له علي أنه طوق نجاتها ٣ نقطة أما الآن فعتابها الصامت له يصرخ في عينيها ٣ نقطة مدت يدها تسمح دموعها ليسمعها تتحدث بصوت خفيض مختنق :
, - جاسر وحياة اغلي حاجة عندك طلقني ٣ نقطة أنا بترجاك أهو
,
, توسعت عينيه ينظر لها في صدمة لتتقابل حدقيتها مع عينيه امسكت بكفي يده تترجاه باكية :
, - جاسر أنا حبيتك و**** حبيتك أوي ٣ نقطة كنت طوق النجاة بتاعي ٣ نقطة كنت بشوف حنيتك علي لينا ونفسي احس بيها ٣ نقطة انت عارف انا ماما ماتت وأنا صغيرة وبابا لما اتجوز بعدها ٣ نقطة مراته لا كانت بتحبني ولا بتكرهني ما كنتش بتتكلم معايا خالص ٣ نقطة لحد ما بابا طلقها ٣ نقطة بس **** عوضني ٣ نقطة عوضني بلينا وعمو خالد ومامتها ٤ نقطة وأنت ٤ نقطة بس أنت مش من حقي يا جاسر ٣ نقطة أنت من حق مراتك وابنك ٣ نقطة طلقني جاسر عشان خاطري ٣ نقطة أنا مش هستحمل واحدة تانية تشاركني فيك ٣ نقطة ولا هقدر اخدك من مراتك وابنك ٣ نقطة
,
, قبض علي ذراعيها بكفيه يجبرها علي النظر رفعت حدقتيها الباكية اللي عينيه تترجاه بنظراتها الصامتة أن يفعل ولا يفعل معا ٣ نقطة ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه يهمس بشغف :
, - أنا بحبك ٣ نقطة بحبك يا قلقاسة ٣ نقطة أنا بس ما كنتش حابب اظلمك معايا لحد ما اعرف حقيقة مشاعري ناحيتك ٣ نقطة بس اتأكدت اني بحبك .. في الكام اللي بعدتي فيهم عني ٣ نقطة كنت حاسس بقلبي بيتحرق وأنا عارف أنك زعلانة وانتي بعداني عنك وأنا مش شايفك قدامي وانتي بتضحكي ٣ نقطة وبتجننيني بشقاوتك ٣ نقطة طلع هو دا الحب يا قلقاسة ٣ نقطة يا احلي قلقاسة شافتها عيني في يوم
,
, انفجرت دقات قلبها كالمضخات تطرق بعنف داخل صدي روحها جاسر يصارحها بحبه ولكن بعد فوات الأوان ٣ نقطة لا فائدة من اعترافه الآن هي لن تتقاسمه مع زوجة أخري ابدا ٣ نقطة أرادت التحدث ليبادرها هو قائلا :
, - أنا عمري ما حبيت شاهيناز يا سهيلة وجودها في حياتنا مؤقت ٣ نقطة أنا لولا عارفك مجنونة وممكن في لحظة عصبية تبهدلي كل حاجة كنت قولتلك الحكاية كلها ٣ نقطةأنا عايزك تتأكدي بس من حاجة واحدة اني بحبك وعمري ما عرفت يعني ايه حب غير معاكي أنتِ بس يا قلقاستي
,
, ارتسمت إبتسامة صغيرة علي شفتيها ليمسح دموعها يقبل جبينها يهمس لها :
, - و**** بحبك
,
, ابتعدت برأسها عنه بلعت لعابها تسأله في غيظ :
, - طب ومراتك
,
, تنهد يآسا كان محقا حين قرر بعدم اخباره بخطته سهيلة سريعة الغضب ولسانها لا يمكن التحكم فيه بسهولة ٣ نقطة ابتسم لها يقرص وجنتها برفق :
, - ما قولتلك ٣ نقطة وجودها في حياتنا مؤقت ٣ نقطة وما تسأليش علي اللي في بطنها خالص ٣ نقطة لاني حاسس أنه انتفاخ اصلا
,
, ضحكت سهيلة رغما عنها لتتوسع ابتسامته يلاعب حاجبيه في مكر يردف مشاكسا :
, - فاكرة لما قولتيلي ٣ نقطة اقول لابويا ايه يا سي خضر ٤ نقطة أنا اجولك تقولي لابوكي ايه يا بنت المستخبي ٤ نقطة
,
, تعالت ضحكاتها تنظر له في ذهول آخر ما عرفته أن جاسر مد يده واغلق إنارة الغرفة ٣ نقطة وحينذ ادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح ٤ نقطة مولااااااااي
,
, Back
, عادت من بحر ذكرياتها لتتنهد حائرة لا تنكر انها سعيدة لاعتراف جاسر لها بحبه ولكنها حقا قلقة ماذا سيحدث بعد ذلك ٣ نقطة اجفلت علي يد جاسر تقرص وجنتها برفق كعادته يسألها :
, - سرحانة في ايه يا قلقاسة
,
, ابتسمت في حيرة تحرك رأسها نفيا تهندم خصلات شعرها المبعثرة من أثر النوم ليطبع قبلة علي جبينها يردف :
, - يلا ننزل نفطر
,
, حركت رأسها ايجابا تتمتم بخفوت :
, - هغير هدومي الأول
,
, قام يتجه لخارج الغرفة يقصد غرفته ليغتسل ويبدل ثيابه ما أن دخلها قطب جبينه متعجبا حين وجد شاهيناز تقف امامه اسرعت إليه تعانقه تهمس باشتياق :
, - وحشتني اوي يا جاسر ٣ نقطة ما جاتش امبارح ليه ٣ نقطة علي فكرة امبارح كانت ليلتي أنا ٤ نقطة وبعدين ابنك ما نيمنيش طول الليل نازل خبط خبط ٣ نقطة عايز بابا ٤ نقطة وبابا مطنشنا خالص
,
, فك ذراعيها من حول عنقه يبعدها عنه اتجه الي دولاب ملابسه يخرج ثيابه يتمتم فئ برود :
, - أنا حر يا شاهيناز ٣ نقطة ما تطلعيش هرمونات الحمل عليا ٣ نقطة وامبارح كانت ليلة سهيلة مش ليلتك واتفضلي بقئ عشان عايز اخد دش
,
, اقتربت منه تعانقه من الخلف تلف ذراعيها حول صدره تهمس بنعومة سامة :
, - جاسر أنت زعلت مني أنا آسفة ٣ نقطة أنت بس بتوحشني اوي وعيزاك علي طول جنبي ٣ نقطة ما تزعلش مني يا حبيبي أنا ما اقدرش علي زعلك ابدا
,
, تأفف حانقا بالكاد يمنع نفسه من دق عنقها وها هي هنا تتمايل كالحية ٣ نقطة ابعدها عنه يلقي بملابسه علي الفراش وقف أمامه يعقد ذراعيه أمام صدره يردف في حدة :
, - شاهيناز أنا مش فايق لدلعك علي الصبح ..
,
, امتعضت ملامحها في حزن كالهرة الصغيرة اقتربت منه تتمسح برأسها على صدره بطريقة مقززة أثارت اشمئزازاه ليسمعها تهمس بنبرة باكية :
, - أنا آسفة ما تزعلش مني ٤ نقطةأنا بس بحبك ٣ نقطة بحبك أوي
,
, قالتها لتندفع ناحيته تقبله ٣ نقطةتوسعت عينيه يدفعها عنه بعنف خاصة مع تلك الشهقة الفزعة التي سمعها تأتي من خلفه رأي سهيلة تقف عند باب الغرفة تنظر له في صدمة ٣ نقطة تمسك هاتفه يبدو أنه كان يدق وهي احضرته له لتري ذلك المشهد الرائع ٣ نقطة دفع شاهيناز بعيدا عنها يركض خلفها يصيح باسمها لتدخل الي غرفتها تصفع الباب في وجهه تغلقه بالمفتاح عليها من الداخل ليشد علي أسنانها يهمس في غيظ :
, - يخربيت الأفلام العربي كان لازم يعني تيجي فئ آخر مشهد ما أنا بقالي ساعة بزق في الزفتة
,
, وصل الي الفندق ليتوجه مباشرة الي غرفة المدير الذي هوي قلبه ما أن رآها توجه اليه يكاد يخر صريعا من الخوف ارتجف يتلجلج قائلا :
, - و**** يا باشا قلبنا عليه الدنيا كلها ٣ نقطة ما لقيناش غير صورة بطاقة ليه ٣ نقطة بس الولد عنده حاجة عايز يقولها لحضرتك
,
, توجه زيدان بعينيه الي ذلك الشاب ليري شاب نحيف قصير اقصر منه الي حد ما نحيف للغاية عرف أنه احد عمال الفندق اقترب منه الشاب يهمس بصوت متلجلج خائف :
, - حضرتك هنا كل مجموعة بيباتوا في أوضة وأنا كنت بايت أنا وحامد في أوضة واحدة ٣ نقطة قرب الفجر النهاردة صحيت علي صوت حد بيتكلم بصوت براحة كدة فتحت عينيا نص فتحة لقيت حامد بيلبس هدومه وبيكلم واحدة في التليفون بيقولها :
, -أنا نفذت المطلوب ٣ نقطة حطتله اللي قولتيلي عليه ٣ نقطة فلوسي كاملة ٣ نقطة طيب انا هرجع
, القاهرة دلوقتي .. سلام
,
, بعدها بدأ يلم هدومه بسرعة وهو بيلم هدومه وقع منه الموبايل وخرج من باب الفندق اللي ورا وكان في عربية مستنياه بس وهو بيلم حاجته وقع منه الموبايل ٣ نقطة اهو يا باشا
,
, مدت الشاب يده بالهاتف الي زيدان ليأخذه الأخير منه قبض عليه بعنف يتوعد لها بأن يسلخ روحه حيا ما أن يضع يده عليه ٣ نقطة عليه أن يتحرك بسرعة قبل أن يختفي او يُقتل ٣ علامة التعجب
,
, تحرك الي غرفته ما أن فتح بابها غصة عنيفة خنقت قلبه ٣ نقطة دخل بخطي بطيئة يشعر بالألم يحرق اوصاله مع كل خطوة ٣ نقطة مائدة العشاء عليها ورقة مطوية ٣ نقطة مد يده يفتحها ليجد فيها ما فتت شظايا روحه المنهكة
, « من لوليا لزيدان ٣ نقطة تعرف اني حبيت الدلع دا
,
, منك اوي ٤ نقطة شكرا لكل حاجة حلوة عملتها عشاني ٣ نقطة شكرا عشان رجعتني انسانة تعيش من جديد ٣ نقطة شكرا عشان استحملت من اللي ما حدش يستحمله بصراحة وكنت صابر عليا ٣ نقطة لو فضلت اقولك شكرا مش هتكفي من هنا لسنة جاية ٤ نقطة زيدان أنا بحبك ٣ نقطة بحبك أوي
, لوليا »
,
, صرخ قلبه حين ضم تلك الورقة لصدره يقبض عليها بعنف آخر ما تبقي له منها ٣ نقطة خطي لداخل غرفة نومهم ٣ نقطة الغرفة التي جمعت عشقهم ٣ نقطة المنظر كان مروعا الغرفة وكأن اعصار ضربها ٣ نقطة الكثير من الفوضى ودمائها هناك علي الأرض لمح بطرف عينيه شئ يلمع مد يده يلتقطه ٣ نقطة يرفعه بين أصابعه ٣ نقطة القلادة التي جلبها خالد لابنته تحمل اسمها ٣ نقطة كلمة لينا كانت تلطخها الدماء ٣ نقطة وضع القلادة في جيبه ليجفل علي صوت رنين هاتفه بحث عنه ليراه ملقي أسفل الفراش واكثر من تسعين مكالمة من رقم خاله ٣ نقطة التقطه ليجده يدق.من جديد خاله مرة أخري ٣ نقطة ابتسم ساخرا يسخر من حاله قبل الجميع فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه ليهاجمه اعصار غاضب يصيح فيه :
, - أنت فين يا زفت ٣ نقطة دا أنا هطلع عينك اربع ساعات يا حيوان بتصل بيك وبلينا وبنمرتك الزفت الفندق ما بتردش ٤ نقطة دا أنا لو ميت مش نايم كنت صحيت ٤ نقطة لينا فين عايز اكلمها
,
, ارتسمت ابتسامة مريرة علي شفتيه يكاد يقسم أن خالد أن طاله الآن سيدق عنقه لأنه فقط لم يرد علي الهاتف ٣ نقطة تري ما سيفعل حين يعلم ما حدث بابنته هو علي اتم استعداد أن يتحمل منه اي شئ إلا أن يأخذها منه لن يسمح له من الأساس ٤ نقطة اجفل علي صوت خالد يصيح فيه :
, - روحت فين يا زفت ٣ نقطة ما تنطق لينا فين
,
, تنهد يهتف في هدوء خاوي من اي مشاعر :
, - لينا نايمة يا خالي ٣ نقطة بكرة الصبح بدري هنكون عندكوا ٤ نقطة سلام
,
, قالها ليغلق معه الخط توجه يضب ملابسه وملابسها مقسما أن يذيق ذلك الفتي الويلات هو ومن خلفه
,
, في مكتب خالد السويسي ٤ نقطة اغلق الخط مع زيدان ليعتصر القلق قلبه شئ ما خاطئ يحدث ٣ نقطة نبرة زيدان اختفائهم الغير مبرر ٣ نقطة تهرب مدير الفندق من أن يخبره أين ذهبوا يؤكد له ذلك ٣ نقطة شئ سئ حدث لابنته أن صدق حدسه سيقيم الدنيا فوق رأس زيدان ٣ نقطة اجفل علي صوت الباب فتح بعنف لتدخل لينا تصيح بلوعة تكاد تبكي من خوفها علي ابنتها :
, - ردوا عليك يا خالد لينا ما بتردش عليا أنا خايفة علي البنت أوي
,
, رسم ابتسامة واسعة علي شفتيه ليقترب منها لف ذراعه حول كتفها يغمغم ضاحكا ليطمئنها :
, - آه يا ستي ردوا عليا الجزم ٣ نقطة كانوا بايتين في كامب وموبايا لينا ضاع لسه مكلمني دلوقتي خارجين يتعذوا برة ٣ نقطة
,
, تنفست الصعداء صحيح أنها لا تزال تشعر بالقلق ينهش قلبها ولكن كلام خالد طمئنها علي الأقل ٣ نقطة رفعت رأسها إليه تسأله قلقة :
, - طب زيدان ما قالش ليك هيجوا أمتي
,
, ابتسم في توسع يردف مبتهجا :
, - بعد بكرة الصبح بدري هيكونوا عندنا يعني كلها بكرة بس وهتشوفي لوليتا
,
, اتسعت ابتسامة لينا تصفق في حماس هي حقا مشتاقة لرؤية ابنتها علي اقل تقدير لتسكت ذلك الصوت القلق الذي ينهش قلبها بلا رحمة ٤ نقطة خرجت من الغرفة لتعد الغداء لتختفي ابتسامة خالد ٣ نقطة هناك شئ سئ حدث لذلك هو لم يخبر لينا بموعد وصولهم حتي يطمئن بنفسه
,
,
, علي صعيد آخر وصل زيدان الي المستشفى ٣ نقطة توجه الي غرفتها ينظر لها من خلال زجاج الغرفة لم يري شيئا بفعل ذلك الستار الذي يحجبها عنه رأي احدي الممرضات تمر ليوقفها سريعا دس في يده 200 جنية يهمس لها :
, - ادخلي الاوضة وشدي بس الستارة جزء صغير ٣ نقطة دي مراتي اللي جوا و****
,
, حركت الممرضة رأسها إيجابا لتدخل الي الغرفة وجدت حسام يجلس جوار تلك المريضة ابتسمت تقول في احترام :
, - حضرتك محتاج حاجة يا دكتور
,
, حرك حسام رأسه نفيا لتقترب الممرضة من الستار شدت جزء صغير يسمح لزيدان برؤية ما يحدث في الغرفة لتأخذ علبة دواء فارغة وترحل ٣ نقطة ابتسمت لزيدان ما أن خرجت من الغرفة لم يعرها الأخير انتباها فقط توجه ينظر لها يشتاق حقا لرؤيتها ٣ نقطةوكانت هناك تضع رأسها علي كتف حسام تنساب دموعها في صمت وجهها النضر بات هزيل شاحب متعب .. شفتيها شبه زرقاء ٣ نقطة حسام يتحدث هو لا يسمع ما يقول ولا يهم هو فقط يريد رؤيتها
,
, في الداخل ما أن استفاقت من غفلتها القصيرة تمنت أن يكن ما حدث حلم ليس سوي حلم وستصحو منه ولكنه حقيقة واقع انهمرت دموعها تشد بيديها علي الفراش جوارها تتذكر أحداث ما مر بها بالأمس فيما اخطئت ليفعل بها ذلك ٣ نقطة هي أحبته أهذا هو خطئها أنها أحبته وهو ماذا فعل قتلها هي وحبها معا ٤ نقطة صوت باب الغرفة جعلها تنظر بذعر للفاعل كان هو حسام ٣ نقطة شقيقها كما قال وتلك صدمة أخري لديها شقيق ٣ علامة التعجب كيف لا تعرف ٣ نقطة ابتسم حسام لها ليقترب يجلس جوارها علي الفراس اسندها تجلس علي الفراش ليشعر بجسدها يميل اسند رأسها علي كتفه يهمس لها بحنو :
, - لينا أنت جسمك ضعيف ولازم تاكلي اي حاجة
,
, شعر بحركة رأسها البسيطة ترفض ما يقول ليسمع نبرة صوتها الخافتة :
, - مش هقدر ٣ نقطة صدقني ٣ نقطة أنا عايزة امشي ارجوك ما تخليهوش ياخدني رجعني لبابا
,
, مد يده يمسح بكفه علي شعرها يهمس لها بحنو :
, - حبيبتي زيدان ما كنش
,
, قاطعته تصيح بنبرة ضعيفة منهارة :
, - مش عايزة اسمع اسمه أرجوك لاء
,
, تنهد حزينا ليضمها لصدره ظل يربت علي رأسها الي أن نامت ٤ نقطة وضعها علي الفراش من جديد ليخرج الي زيدان وقف يناظره بنظرات احباط يآسه ليمد يده يربط علي كتفه قبل أن ينطق بأي حرف سمع زيدان يهتف في هدوء مُقلقِ :
, - احنا لازم نكون الصبح في القاهرة ما اقدرش اسافر واسيبها هنا .. اديها مهدئ عشان تفضل نايمة لحد ما نوصل
,
, تنهد قلقا يحرك رأسه إيجابا ليعاود الدخول الي غرفة لينا ٤ نقطة ينفذ ما قاله زيدان
,
, بعد أن انتصف الليل بساعات قرابة الثالثة فجرا كانت سيارة زيدان تشق طريقها عائدا الي القاهرة يتذكر ملامح ذلك الفتي جيدا ملامحه مطبوعة أمام وجهه ٣ نقطة سيفتك به فقط يجده ٣ نقطة معه صورة له وهاتفه وصورة من بطاقته ٣ نقطة ماذا يريد أكثر ليجده ويدق عنقه حتي الموت ٤ نقطة بين لحظة واخري يوجه نظرة الي تلك النائمة علي الأريكة الخلفية شتان ما ذهبوا عليه وما جائوا به ٣ نقطة بينما حسام كان نائما من شعوره بالارهاق بعد مجهود ذلك اليوم
,
, بعد الفجر بساعتين وصلت السيارة ٣ نقطة وقفت في حديقة منزل زيدان ايقظ حسام لينظر له الأخير تعبا يردف قلقا :
, - هتعمل ايه يا زيدان
,
, ابتسم زيدان في خواء يحرك رأسه نفيا :
, - مش عارف زي ما تيجي تيجي بقي ٣ نقطة أنا اهم حاجة عندي دلوقتي أن لينا تبقي كويسة ٣ نقطة غير كدة مش مهم ٣ نقطة انا عارف حظي من زمان مش جديدة يعني
,
, نظر حسام لصديقه في شفقة ليربط علي كتفه يحاول مواساته بأي شئ تنهد يقول تعبا :
, - أنا هروح اطمن علي والدتي وارجعلك علي طول ٣ نقطة
,
, تحرك زيدان ينزل من السيارة حمل لينا بين ذراعيه ليترك السيارة لحسام بعد أن ترك الأخير سيارته في المشفي ٤ نقطة حمل زيدان لينا يتوجه بها الي غرفتهم وضعها فيها ليجلس جوارها يمسح علي وجهها برفق يحادثها بتعب مؤلم :
, - ما تمشيش ٤ نقطة ما تبعديش عني تاني دا أنا ما صدقت !! ٤ نقطة كان حلم واتحقق .. كتير عليا انه يكمل ٣ نقطة لازم يبقي الحلم قصير اوي كدة ٤ نقطة اوعي تكرهيني يا لينا ٣ نقطة أنا عيشت عمري كله عشان أحبك ٤ نقطة صدقيني لما الاقي اللي كان السبب في اللي حصل هطلعلك روحه هجيبه تحت رجلك يبوس رجلك عشان ارحمه ٣ نقطة
,
, ابتعد عن الفراش بحذر حين رآها بدأت تفتح عينيها شيئا فشئ بدأت تطل علي الدنيا من جديد لتتوسع عينيها فزعا حين رأته يقف أمامها تجمد جسدها لتزحف للخلف تضم ركبتيها لصدرها تنهمر دموعها تحرك رأسها نفيا بعنف كالمجانين ليتحدث هو :
, - ما تعمليش كدة أنا همشي بس ارجوكي ما ترجعيش زي الأول ٣ نقطة عشانك مش عشان اي حد في الدنيا ٣ نقطة
,
, قاطعهم صوت دقات عالية علي باب المنزل نظر لها يبتسم فئ ألم :
, - بابا جه
,
, اتجه الي خارج الغرفة ليلقي عليها نظرة اخيرة طويلة ٤ نقطة توجه الي أسفل يفتح الباب ليندفع خالد الي الداخل ينادي علي ابنته بصوت عالي ٣ نقطة حارسه الذي يقف خارجا اخبره انهم وصلوا فجاء هو راكضا ٣ نقطة قاطع صياحه باسم ابنته صوت زيدان يهتف :
, - لينا فوق في اوضتها
,
, نظر خالد لزيدان ليشعر بالقلق يتسرب لقلبه ٣ نقطة زيدان مجهد متعب نظرة عينيه منطفئة ٣ نقطة قسمات وجهه تصرخ من الألم أراد أن يسأله عما حدث ولكن لسانه رفض قلبه ينتفض علي ابنته ٣ نقطة أخذ طريقه الي غرفة ابنته يركض ٣ نقطة وصل الي الغرفة فتح بابها بعنف لتشخص عينيه فزعا حين رآها بحالتها تلك ٣ نقطة نهش الخوف عينيه ليقترب دخل الي الغرفة يصيح فزعا :
, - مالك في ايه ٣ نقطة أنتِ عاملة كدة ليه ٣ علامة التعجب

الجزء التاسع والاربعون


أخذ طريقه الي غرفة ابنته يركض ٣ نقطة وصل الي الغرفة فتح بابها بعنف لتشخص عينيه فزعا حين رآها بحالتها تلك ٣ نقطة نهش الخوف عينيه ليقترب دخل الي الغرفة يصيح فزعا :
, - مالك في ايه ٣ نقطة أنتِ عاملة كدة ليه ٣ علامة التعجب
,
, اندفع ناحيتها ما أن اقترب منها ارتمت في صدره تتعلق بعنقه تخرج صياحتها الجريحة بين أحضانه ليقتل خوفه عليها ما بقي من ثباته ٤ نقطة شدد علي احتضانها يصيح فزعا :
, - في ايه يا لينا ٣ نقطة يا حبيبتي طب بتعيطي ليه ٤ نقطة يا حبيبتي طب ردي علي بابا ٤ نقطة في اييييييه يا لينا ٤ نقطة انتي بتصرخي كدا ليه
, زيييييييييدااااااان
, صاح بها بصوت عالي غاضب مرعب لتنتفض بين ذراعيه تصرخ فزعة :
, - لالالا ما تناديش ٣ نقطة ما تخليهوش يجي ٣ نقطة مش عايزة اشوفه ٣ نقطة
,
, بلغ الحد بخوفه خاصة مع صراخها مبلغه .. قبض علي ذراعيها بكفيها يبعدها عنه ٤ نقطةعقله ينسج الكثير من المشاهد البشعة القاتلة يصيح فيها جزعا خائفا :
, - في اييييه ٤ نقطة هو عمل فيكي ايه ٤ نقطة ما تنطقي يا لينا ٣ نقطة حصل ايه يا بنتي ما تحرقيش قلبي عليكي
,
, انحدرت دموعها تغرق وجهها مجرد مرور الفكرة برأسها يصعق جسدها بكهرباء عنيفة مخيفة قاسية ٤ نقطة لم تجرؤ علي النظر في وجه والدها لتنحدر رأسها لاسفل تهدر شهقاتها في عنف ٣ نقطة مد يده يبسطها اسفل ذقنها يرفع وجهها له يحاول مسح تلك الدموع التي لا تتوقف عن الانهمار اختفت أنفاسه رأي في عينيها ما يرفض لسانها قوله ٣ نقطة تمني فقط لو كان فقط يُهيئ له ٤ نقطة أنها فقط افكار سوداء تحاول اقتحام عقله ٣ نقطة نظر لها يحاول رسم البرود علي قسماته ليهتف فيها محتدا :
, - هتفضلي ساكتة تعيطي كدة ٣ نقطة طب خليكي أنا ماشي
, قالها ليهم فعلا بالقيام ليرحل ٤ نقطة انتفضت سريعا كمن يركض خلفها وحش ضارب تتمسك بطوق ناجتها الأخير تصرخ فيه بحرقة :
, - خلاص و**** ما تمشيش هقولك بس ما تمشيش ما تسبينش معاه تاني ٣ نقطة ما تخليهوش يدبحني تاني
,
, التفت لها في لحظة عينيه متسعتين من الفزع ما رآه من رعب علي قسمات وجهها جعله يرجو ويدعو في نفسه أن يكن زيدان خان ابنته مع امراءة أخري ٤ نقطة فالخيانة ذبح للروح أليست كذلك ٣ نقطة عاد لها سريعا كوب وجهها ين كفيه يسألها فزعا :
, - دبحك ٣ نقطة خانك صح ٣ نقطة همسحلك بيه وبيها الأرض .
,
, حركت رأسها نفيا بعنف بين كفيه لينتفض قلبه خاصة حين بدأت شهقاتها تعلو ٣ نقطة تصرخ بحرقة :
, - دبح روحي ٤ نقطة موت قلبي ٣ نقطة أنا بس كنت عايزة اقولكوا ٣ نقطة أني حبيته ٣ نقطة حبيته أوي ٣ نقطة كنت عايزة أشكره عشان اللي عملوا عشاني .. بس هو كان شكله غريب ٣ نقطة خوفت منه ومن بصته ليا ٥ نقطة جريت علي اوضتي حاولت اقفل الباب اهرب منه ٣ نقطة بس هو زق الباب ٣ نقطة قالي هو بيضحك زي المجانين ( لوليا ٤ نقطة بحبك )
,
, لم تستطع أن تكمل لم يجرؤ لسانها علي قول حرف واحد مما فعل ٣ نقطة الباقي حذفته الرقابة لا يمكن بثه او حتي الحديث عنه ٣ نقطة وقد فهم هو ما عجزت عن قوله وشعوره بالألم في تلك اللحظة كان ابشع من أن يوصف ٣ نقطة شعر في تلك اللحظة تحديدا أنه بات كهلا عجوزا لا يقدر علي شئ ٣ نقطة عقله علي وشك أن يفر راكضا من رأسه قلبه تفتت الي شظايا تدمي صدره ٤ نقطة بركان من نار مشتغل ثارت حممه بين اوصاله ٤ نقطة زيدان ابنه الذي لم ينجبه ، ابنه الذي عمل جيدا علي أن يأسس بنيانه جيدا يرمم ما فعله معتز به ٣ نقطة كان هذا جزائه منه ٤ نقطة احمرت عينيه باتت كجمر ملتهب من الحسرة والغضب ٣ نقطة تسارعت أنفاسه تغلي فوق روحه الثائرة الغاضبة ٤ نقطة هب واقفا ينظر لابنته للحظات ابتسم رسم بجهد شاق شبح ابتسامة علي شفتيه يحادثها برفق :
, - غيري هدومك عشان نمشي ٣ نقطة يلا
,
, قالها ليخرج من الغرفة اخذ طريقه الي اسفل شريط عرض سريع يمر أمام عينيه منذ أن احضر ذلك الصغير طفلا وهو يراه يكبر أمام عينيه يوما بعد يوم ٣ نقطة شب بين أحضانه هو ٣ نقطة من علمه رباه ٣ نقطة هو ما عليه اليوم بسببه هو ٣ نقطة يغتصب ابنته ٣ علامة التعجب ٤ نقطة نيران من لهيب مستعر تحرق جسده ٣ نقطة وصل الي أسفل ليراه هناك يقف في منتصف باحة المنزل الكبيرة ٤ نقطة حرق الخطي تحت اقدامه وصل اليه في لحظات ليقبض علي تلابيب وقبل أن ينطق كلمة كانت قبضة يده تعرف طريقها لوجه زيدان ٣ نقطة لكمة مع ضغف الأخير جسده بالكاد يصمد لم ينم منذ يومين حتي الماء لم يرتشفه ٣ نقطة لم يدخل جوفه شئ ليصمد به ٣ نقطة التفت بوجه ينظر لخاله من جديد ارتسمت علي شفتيه شبح ابتسامة حزينة جانب فمه ينزف بغزارة ٣ نقطة قبض خالد بقبضتيه علي ملابسه يصرخ فيه :
, - كلب ٣ نقطة دا حتي الكلب ما بيعض الايد اللي اتمدتله بالخير ٣ نقطة أنا اذيتك في اييييييه ٤ نقطة اديتك عمري كله ويبقي دا جزاتي يا ابن زيدان ٣ نقطة تغتصب بنتي ٣ نقطة ليييييييييييه ٤ نقطة لييييييه لازم ادفع التمن في بنتي ٣ نقطة ليه تكرر ماسائتي أنا ندمت وتوبت ٣ نقطة
,
, انهي كلامه بلكمة اخري جعلت الاخير يسقط ارضا علي ركبتيه ابتعد خالد عنه ٣ نقطة يخلع سترته القاها بعيدا ليشد بعنف رابطة عنقه نظر له يصرخ فيه غاضبا :
, - قوم يلا اقف علي رجليك زي الرجالة ولا أنت ما تعرفش تبقي راجل غير عليها هي ٣ نقطة يا ٣ العلامة النجمية
,
, ما كنتش في وعي ٣ نقطة تلك الجملة الوحيدة التي نطقها حين وقف علي قدميه من جديد ٣ نقطة استفزت تلك الجملة خالد بشكل جعله يهوي بكفه بعنف علي وجه زيدان ٣ نقطة صفعة تردد صداها في ارجاء تلاها اهه عنيفة متألمة خرجت من بين شفتي زيدان ٤ نقطة حين بعنف كان حذاء خالد يصدم ركبة الاخير بقسوة ليسقط ارضا علي ركبيته رغما عنه قبض علي خصلات شعرها يرجع رأسه للخلف ضحك متوعدا ليردف في حدة :
, - أنت لسه شوفت حاجة استني عليا دا أنا لسه هخليك تصوت زي الحريم ٣ نقطة وربي لدفعك تمن كل صرخة خرجت من البنت بسببك ٤ نقطة
,
, ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتي زيدان يردف في هدوء متألم :
, - حضرتك عارف كويس إني مش ضعيف واني اقدر ادافع عن نفسي كويس دا أنا تلميذك ٤ نقطة بس أنا ما اقدرش ارفع ايدي قدامك ٣ نقطة إنت خالي اللي رباني
,
, تعالت ضحكات خالد الساخرة ليفتح ذراعيها علي اتساعهما يردد متهكما :
, - فقولت ترد لخالك اللي رباك الجميل فروحت مغتصب بنته ونعم التربية ال٤ العلامة النجمية
,
, عند ذلك الحد استند زيدان بكفيه علي الأرض ليهب واقفا يستند علي ساقه السليمة يشعر بأن الأخري قد كسرت ٣ نقطة يشعر بألم بشع يفتتها
, ولكنه حقا لا يضاهي ألم شظية واحدة من شظايا كلمات خاله ٣ نقطة من نظرات الاحتقار والكره التي يرميه بها صاح ٣ نقطة صرخ يخرج كل ما يجيش بصدره من ألم لما هو الجاني دائما ٣ نقطة هو الضحية مثلها نفرت عروقه يصرخ بحرقة :
, - أنا مش خاين ولا عمري عضيت الايد اللي اتمدتلي عشان أعمل كدة ٤ نقطة سنين وأنا عايش تحت سقف بيتك عمري ما خونت ثقتك فيا ٣ نقطة كنت بتسافر شغل بالشهور وأنا شاب عندي 18 سنة عمري ما رفعت عيني في بنتك ولا بصلتها بصة مش كويسة ٣ نقطة كان جميلك دايما قدام عينيا ٤ نقطة ابويا اللي ما اقدرش اخونه ابدا ٣ نقطة إنت اكتر واحد عارف أنا بحب بنتك قد ايه ٣ نقطة عارف اني مستعد اموت نفسي ولا انها تتخدش ٣ نقطة تفتكر هغتصبها لييييه حبا في اني اعمل كدة ٣ نقطة ما هي مراتي قلبا وقالبا ٣ نقطة تفتكر ليه هعمل كدة أنا مش مريض ولا عمري هكون نسخة منك زمان ٣ نقطة قولتلك غصب عني
,
, احتدت عيني خالد ينظر لزيدان كارها يشعر بالغضب فقط من النظر له ارتسمت ابتسامة سوداء علي شفتيه يغمغم متهكما :
, - وأنا المفروض بقي اصدقك واصقفلك علي المسرحية دي ٣ نقطة حلوة غصب عني دي اغتصبها غصب عني ٣ نقطة طبعا ما أنت واخد علي الغصب من زمان
,
, رفع زيدان وجهه ينظر لخالد عينيه متسعتين من الصدمة وجهه اصفر ذكري سريعة مرت أمام عينيه جعلت دقات قلبه تتسارع ٣ نقطة بصعوبة حرك ساقيه ناحية خالد قبض علي تلابيب ملابسه يصرخ فيه :
, - أنت عارف أنه ما عمليش حاجة أنا هربت منه ٣ نقطة ما تقولش كدة ٤ نقطة فضلت سنين تبني في اللي عملوا فيا ٣ نقطة ما تهدنيش أنت ٤ نقطة ساعتها مش هقدر اقوم تاني ٣ نقطة أنا ما اذيتهاش ٣ نقطة إنت اكتر واحد عارف أنا بحبها قد ايه
,
, ترك ملابس خالد يعود للخلف ٣ نقطةلم يستطع الوقوف أكثر تحرك يعرج علي ساقه السليمة الي ان وصل الي اقرب مقعد وقف يستند بكفيه علي ظهر المقعد ٣ نقطة رفع وجهه لخاله يلهث بعنف من جراء ما يعصف به من ألم روحه ليكمل في قهر :
, - دا أنا ما صدقت قالتلي بحبك عايزة اعملك مفاجاءة ٣ نقطة ممكن تنزل شوية ٣ نقطة نزلت وطلبت عصير و**** العظيم عصير مش حاجة تانية ٣ نقطة بعدها بدأت دماغي تتقل وما حستش بنفسي غير تاني يوم
,
, كلام زيدان صح يا بابا ٣ نقطة صدح صوت حسام من عند باب المنزل المفتوح التفت خالد برأسه ليجد ابنه يقف هناك ٣ نقطة يمسك بمجموعة أوراق هرول حسام ناحية حسام اسنده يجلسه علي المقعد ٣ نقطة تقدم ناحية ابيه يمد يده له بالأوراق يردف سريعا :
, - دي تحاليل عينة من ددمم زيدان ٣ نقطة زيدان اتحطله حبوب هلوسة ومنشطات بكمية كبيرة كانت ممكن توقف قلبه اصلا ويموت ٣ نقطة زيدان ما كنش مدرك لأي حاجة
,
, امسك خالد بالاوراق يتهاوي بها علي اقرب مقعد قابله ليبدأ حسام في اخباره بكل ما حدث في الفندق وذلك الفتي وهاتفه الذي بحوزة زيدان ٤ نقطة القي خالد الاوراق بعيدا يخفي وجهه بين كفيه ٣ نقطة عقله يعجز عن اتخاذ اي قرار ٣ نقطة زيدان تلك الكلمات التي نطقها في لحظة غضب ذبحته ٣ نقطة ودموع ابنته ذبحته هو ٣ نقطة لا يعرف ما يفعل ٤ نقطة شد علي خصلات شعره بعنف ٣ نقطة ليهب واقفا تحرك لأعلي قاصدا غرفة ابنته مد يده يمسك مقبض الباب ليجد يد اخري تعيق يده ٤ نقطة رفع وجهه للفاعل ليجد حسام يقف امامه يتوسله بنظراته الا يفعل :
, - بابا عشان خاطري ٤ نقطة ما تاخدهاش ٣ نقطة زيدان هيتدمر لو لينا بعدت تاني ٣ نقطة و**** يا بابا كان غصب عنه ٣ نقطة زيدان بيحبها أوي
,
, ابعد خالد يد ابنه تنهد يربط علي وجه حسام :
, - ما اقدرش اسيبها وهي في حالتها دي ٣ نقطة لما تهدي خالص ساعتها هي تقرر هي عايزة ايه
,
, فتح خالد مقبض الباب ليجد ابنته علي وضعها تجلس هناك خائفة فقط بدلت ملابسها لاخري ٤ نقطة حاول الابتسام ولكن شفتيه رفضت تماما ٣ نقطة تحرك ناحيتها أمسك برسغ يدها يجذبها لخارج الغرفة ٤ نقطة لتجد حسام يقف هناك ينظر لها حزينا رأت في عينيه رجاءا لم تفهمه ٣ نقطة تحركت بصحبة والدها الي أسفل تحاول الا ترفع وجهها عن الأرض لا ترغب فئ أن تراه ٣ نقطة ما إن نزلت لأسفل أخفت وجهها سريعا في صدر والدها ليطوقها بذراعه ٣ نقطة يتحرك بها للخارج ٣ نقطة ليهب زيدان سريعا وقف امامهم يعترض طريق خالد وقف علي مقربة خطوتين فقط منهم الألم ينهش قسمات وجهه بعنف ٤ نقطة وقف للحظات يحاول أن ينظر لوجهها المختفي في صدره والدها يصيح في لوعة :
, - رايح فين يا خالي .. دي مراتي ، قانونا يا رجل القانون مش من حقك تاخدها من بيتي ٣ نقطة أنا غلطت ٣ نقطة غلطة غصب عني ٣ نقطة هي هتسامحني ٣ نقطة هي عارفة انا بحبها قد إيه ٣ نقطة عارفة اني مستيحل ااذيها سيبها يا خالي ٣ نقطة مش كدة يا لوليا ٣ نقطة مش انتي كتبت لي انك بقيتي بتحبي الدلع دا مني
,
, رفعت وجهها عن صدر والدها قبضت بيديها علي قميصه تتشبث به فقط التفت برأسها قليلا ناحية زيدان ادمعت عينيها تهمس بصوت خفيض خائف :
, - كنت ٣ نقطة دلوقتي بخاف منه وبكرهه وبكرهك ٣ نقطة سيبني امشي ٤ نقطة لو قعدت معاك لحظة كمان هموت نفسي ٤ نقطة أنا بكرهك علي ما قد ما حبيتك كرهتك ٣ نقطة سيبني امشي
,
, وقف خالد صامتا يتابع ما يحدث قلبه يؤلمه متمزق بين الاثنين حقا الوضع اسوء مما يكون ٣ نقطة صرخت قسمات وجه زيدان ليصيح منفعلا :
, - غلطة ٣ نقطة غلطة حصلت غصب عني ٣ نقطة افتكريلي اي حاجة حلوة عملتها ٤ نقطة أنا طول عمري بحبك ٤ نقطة صدقيني غصب عني و**** غصب عني ٤ نقطة اعمل ايه عشان تصدقيني اهو اهو
,
, توجه سريعا يتحرك بخطي عرجاء ناحية الاوراق التقطها سريعا يمد يده لها يردف بتلهف :
, - اهو اهو ٣ نقطة بصي كان حاطنلي حبوب هلوسة في العصير ٣ نقطة
,
, حركت رأسها نفيا تعاود إخفاء وجهها في صدر والدها تهمس من بين دموعها :
, - يلا يا بابا
,
, وقد كان حمل خالد ابنته بين ذراعيه يتوجه بها لخارج المنزل بأكمله ٤ نقطة بينما وقف زيدان ينظر لهم وهي تغادر ترحل للابد ٤ نقطة تعالت ضحكاته المتألمة ينعي نفسه قبل الجميع ٤ نقطة تساقطت دموعه تصاحب ضحكاته ٤ نقطة رأي حسام يقف هناك ينظر له مشفقا لتتعالي ضحكات زيدان اعلي يصيح متهكما من بين ضحكاته المتألمة :
, - أنا عشت عمري كله أحب أختك ٣ نقطة شوف ، بص بص
,
, خلع قميصه يلقيه بعيدا يريه التف يريه ظهره ليري حسام اثر طلق ناري يعلو كتفه من الخلف ٤ نقطة لحظات وسمع صوت زيدان يضحك عاليا يردف في سخرية مريرة :
, - كانوا عايزين يخطوفها وهي صغيرة ٤ نقطةعايزين يموتوها ما همنيش خدتها في حضني في وسط ضرب النار ٣ نقطة الرصاصة اللي كانت هتيجي فيها جت فيا ٤ نقطة فضلت تصرخ جوا حضني ٣ نقطة لما شافت الدم ٣ نقطة وأنا اطبطب عليها وأقولها ما تخافيش أنا كويس ٤ نقطة فضل ماسك فيها واكني ماسك في روحي ٤ نقطة ما كنش عندي اي اعتراض اني يغربلوا جسمي بالرصاص ولا رصاصة واحدة تيجي فيها ٣ نقطة
,
, التفت لحسام يكمل بسخرية مريرة :
, - غلطة واحدة غصب عني ومش راضية تسمعني حتي ٣ نقطة مش عايزة تسامحني ٣ نقطة سنين بحبها من طرف واحد ٣ نقطةسنين وأنا راضي بحبي ليها ٤ نقطة مستني اللحظة اللي هتحبني فيها ٣ نقطة
,
, تحرك يلتقط قميصه يرتديه ٣ نقطة ليتحرك لخارج المنزل يريد استقلال سيارته ليلحقه حسام سريعا ٣ نقطة استقل المقعد المجاور له يسأله فزعا :
, - أنت رايح فين يا زيدان
,
, التفت زيدان له يبتسم في توسع ليردف بنبرة متوعدة مخيفة :
, - هجيب حقي الأول ٣ نقطة وبعد كدة هسيبلكوا البلد كلها واسافر خلاص ما بقاش ليا مكان هنا
, هفضل اعذب في نفسي لحد أمتي
,
, علي صعيد آخر علي الاريكة الخلفية في سيارة خالد ٤ نقطة تجلس تضع رأسها علي صدر والدها بينما أحد الحراس في الامام يقود السيارة ٣ نقطة تنظر للامام عينيها شاردة مضطربة حزينة ٣ نقطة قلبها يتفتت ألما ٣ نقطة لن تسامحه ابدا اغمضت عينيها لتنساب دموعها تشهق في البكاء حين مر أمامها ذلك المشهد
, « زيدان لا يا زيدان ٤ نقطة ارحمني أنا لينا ٣ نقطة لينا حبيبتك
, صفعة قوية نزلت علي وجهها من كف يدها ٣ نقطة ليقبض علي خصلات شعرها يضحك كالمجانين :
, - حبيبتي تؤتؤتؤ انتي جارية عندي ٣ نقطة عشان مزاجي ٣ نقطة اعمل فيكي اللي أنا عاوزه ٤ نقطة صرخي زي ما تحبي ٤ نقطة ما حدش هياخدك من ايدي ابدا »
,
, انتفضت تشهق في البكاء تتمسك بأحضان والدها ٣ نقطة ليمد خالد يده يمسح علي شعرها انسابت دموعه رغما عنه ينظر لحالتها المذرية قلبه ينفطر ٣ نقطة ليحادث نفسه بعذاب :
, - داين تدان يا خالد يا سويسي اللي عملتوا في لينا بيتعمل في بنتي ٣ نقطة أنا السبب سامحيني يا بنتي ٣ نقطة انتي ضحية وزيدان ضحية ٣ نقطة قسما بربي تقع ايدي علي اللي عمل كدة وأنا هخليه يتمني الموت
,
, مسح دموعه بعنف يحمحم بخفوت عله يجذب انتباهها ولو قليلا رفعت وجهها له ليمد يده يمسح دموع وجهها يحادثها بخفوت حذر :
, - لينا ٤ نقطة اللي حصل مش لازم ماما تعرفه ٣ نقطة احنا هنقولها انكوا اتخانقتوا او اي سبب كان .. ماشي يا حبيبتي
, اومأت برأسها إيجابا تحاول السيطرة علي دموعها ما تبقي من الطريق وصلت السيارة لمنزل السويسي لينزل جذب يدها يحاوط كتفها بذراعه يحثها علي التحرك للداخل .. ما إن دخلا سمعا صوت لينا تهتف باسم ابنتهم بسعادة لتهرول ناحيتهم جذبت ابنتهم من بين ذراعي خالد تعانقها بقوة ٤ نقطة انفجرت لينا في البكاء من جديد بين أحضان والدتها لتتوسع عيني والدتها فزعة ابعدتها عنها تحتضن وجهها تسألها بتلهف :
, - مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه ٣ نقطة في ايه يا خالد ٣ نقطةوفين زيدان ٣ نقطة هو كويس حصلوا حاجة
,
, رسم خالد ابتسامة صغيرة علي شفتيه حرك رأسه إيجابا يردف في حدة :
, - البيه مرمي في بيتهم ما تخافيش عليه ٣ نقطة وهما جايين في الطريق اتخانقوا بسبب تافة وضربها بالقلم ٣ نقطة كسرت ايده وجبتها وجيت
,
, قطبت لينا جبينها لا تصدق حرفا مما قال تلك الكذبة التي اخترعها خالد لم تقنعها ابدا ٣ نقطة عاودت النظر لابنتها امسكت كفي يدها تسألها بحنو :
, - لوليتا ايه اللي حصل يا حبيبتي ٣ نقطة أنا مش مصدقة الكلام اللي ابوكي قالوا دا زيدان ما يضربكيش ابدا
,
, نزعت لينا يدها من يد والدتها تمسح دموعها بلعت لعابها الجاف تهمس باكية تحاول إقناع والدتها بتلك الكذبة :
, - لاء ضربني يا ماما ٣ نقطة اتخانقنا في الطريق وأنا عصبته وضربني ٣ نقطة فكلمت بابا قولتله علي اللي حصل ٤ نقطة أنا عايزة أنام ٣ نقطة عن إذنك
,
, قالتها لتتحرك الي غرفتها دخلتها سريعا لتصفع بابها خلفها جلست علي ركبيتها خلف الباب المغلق تبكي ٤ علامة التعجب
,
, ما حدث بعد ذلك لم يكن مفهوما 3 أيام مرت الأحداث فيها غريبة متشابكة ٣ نقطة خالد اغلب الوقت في غرفته لا يرغب فئ الخروج منها ٣ نقطة لينا تشعر بالذهول مما يحدث خالد يرفض الذهاب لعمله ٣ نقطة سمعته مرة يبكي داخل المرحاض وحين سألت ابتسم اخبرها أنها كانت فقط تتوهم ٣ نقطة ابنتها انطفئت تماما ٤ نقطة لا تأكل سوي اقل القليل ٣ نقطة تصرخ ليلا باسم زيدان لا تقول سوي كلمة واحدة ( لا يا زيدان )
,
, زيدان مختفي تماما ولا أحد يعلم أين هو وحسام يحاول الوصول له بشتي الطرق بدون اي أثر
,
, في صباح اليوم الرابع تحديدا ٤ نقطة في غرفة خالد السويسي ٣ نقطة كان هناك يجلس جوار النافذة ربما هو لم يزر النوم جفنيه سوي ساعة علي الأكثر يحرق سجائره الواحدة تليها الاخري ٤ نقطة عينيه مرتكزين علي الحديقة جسده صامت ساكن ٣ نقطة روحه تصرخ ، عقله يثور ، قلبه يتفتت الف مرة في الدقيقة ٣ نقطة استيقظت لينا من نومها لتجده كما هو ٣ نقطة لحيته طالت شعره مبعثر جفني عينيه حمراء كالدماء ٣ نقطة التبغ لا يفارق فمه ٤ نقطة قامت سريعا جذبت السيجارة من فمه تلقيها ارضا ٣ نقطة التفت لها ينظر لوجهها نظرات باردة خالية من اي حياة ٤ نقطة لحظات طويلة قبل أن يخرج سيجار آخر ٣ نقطة تلك المرة امسكت لينا العلبة والقداحة الخاصة به تلقيهم من النافذة ٣ نقطة لتصرخ فيه :
,
, - في ايييييه يا خالد 3 أيام وأنت علي الحال دا ٣ نقطة لا عايز تاكل ولا تشرب ولا عايز حتي تروح شغلك ٣ نقطة السجاير ما بتشلش من بؤئك ٣ نقطة بسمع بتعيط وتقولي بيتهيئلك ٤ نقطة حصل ايه ٣ نقطة ولينا ٣ نقطة لينا حالتها من سئ لاسوء ٤ نقطة بتاكل بالعافية بتصرخ طول الليل ٤ نقطة انتوا مخبيين عليا ايه ٤ نقطة مستحيل اصدق أن اللي انتوا فيه دا كلوا بسبب ضربة قلم ٣ نقطة
,
, نظر ناحيتها ولم يرد فقط التفت برأسه يعاود النظر للحديقة من جديد ٤ نقطة ليلمح سيارة حسام تدخل من بوابة المنزل ٣ نقطة قام من مكانه يربط علي وجهها برفق :
, - أنا كويس ٣ نقطة شوية ورايح الشغل ٣ نقطة ما تقلقيش نفسك علي الفاضي ٣ نقطة هاتي للينا الفطار أحسن
,
, قالها ليخرج من الغرفة متجها الي أسفل وجد حسام يقف في منتصف الصالة ٣ نقطة هرول ناحيته سريعا يسأله متلهفا :
, - عرفت عنه حاجة
,
, حرك حسام رأسه نفيا يمسح وجهه المتعب يهمس بخفوت :
, - لاء يا بابا قلبت عليه الدنيا مش موجود في اي مكان ٣ نقطة مالوش أثر ٣ نقطة أنا خايف يكون عمل في نفسه حاجة
,
, اغمض خالد عينيه متألما يشد علي قبضة يده القلق ينهش قلبه خوفا عليه أين يمكن أن يكون ذهب ٤ نقطة حمحم حسام يكمل بخفوت :
, - أنا عايز اشوف لينا ينفع
,
, ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتي خالد يحرك رأسه إيجابا ليتحرك وخلفه حسام الي أعلي
,
, في غرفة لينا تجلس هي الاخري جوار النافذة تبكي شوقا وكرها لا تصدق كل ما يقول .. ولا يصدق قلبها ما فعل ٣ نقطة ايامها جحيم في تلك الغرفة تقدمت والدتها منها تمسح دموعها المتساقطة تمسد علي شعرها بحنان تسألها :
, - يا لينا مالك يا حبيبتي ٣ نقطة طب احكيلي يمكن ترتاحي ٣ نقطة زيدان واحشك طيب ٣ نقطة أنا عارفة أنك زعلانة منه بس مش للدرجة دي انتي بتموتي نفسك يا بنتي ٣ نقطة وحياة بابا عندك أنا عارفة انتي بتحبي قد ايه ٣ نقطة كفاية اللي بتعمليه فئ نفسك دا ٤ نقطةارجعي كليتك طيب ٣ نقطة اخرجي من الحبس دا ٣ نقطة دا أنا ما صدقت لما قولتيلي خلاص ما بقتيش بتخافئ من الناس ٣ نقطة كنت خايفة اوي لتبقي نسخة مني ٣ نقطة اخرجي من الزنزانة دي ٣ نقطة عيشي حياتك ٣ نقطة ما تدفنيش نفسك بالحيا
,
, نظرت لوالدتها بنظرات فارغة خاوية من اي مشاعر لتبتسم تسخر من حالها قبل الجميع ٣ نقطة عادت تنظر للحديقة ٣ نقطة سمعتا معا صوت دقات علي باب الغرفة ٣ نقطة دخل خالد يوجه حديثه مباشرة الي زوجته يحاول الا ينظر ناحية ابنته قلبه لم يعد يتحمل :
, - لينا معلش تعالي حسام عايزة يوصل للينا رسالة من زيدان ٣ نقطة يمكن حالتها تتحسن شوية
,
, تنهدت تحرك رأسها إيجابا خرجت رحبت بزيدان بابتسامة باهتة ليدخل الأخير الي الغرفة ٣ نقطة بينما جذب خالد لينا الي أسفل يخبرها بخمول :
, - أنا جعان يا لينا
,
, حركت رأسها ايجابا سريعا لتهرول إلي المطبخ تعد له الطعام سريعا
,
, في الأعلي ٤ نقطة اقترب حسام يجلس جوار لينا لترتمي الأخيرة في صدره عانقها يشدد علي احتضانها يهمس لها في شوق :
, - وحشتيني يا حبيبتي ٣ نقطة وحشتيني اوي ٣ نقطة عاملة ايه دلوقتي ٣ نقطة بتاخدي علاجك بانتظام
,
, حركت رأسها نفيا تشدد علي احتضانه تهمس له بصوت خفيض باكي :
, - أنا تعبت يا حسام وحشني ٣ نقطة وحشني اوي ٣ نقطة بس مش قادرة اسامح مش هقدر اشوفه تاني ٣ نقطة
,
, ابعدها عنه يمسك ذراعيها يحادثها بحزم :
, - لينا اللي انتي عملاه دا ما ينفعش انتي عارفة وواثقة زيدان بيحبك قد إيه ٣ نقطة و**** اللي حصل دا كان لعبة وانتوا الاتنين ضحايا ٣ نقطة زيدان مظلوم زيه زيك ٤ نقطة قومي قومي يلا
,
, جذب يدها لتقف رغما عنها قطبت جبينها تسأله قلقة :
, - هنروح فين
,
, توجه ناحية دولاب ملابسها يخرج ثياب لها يهتف في مرح :
, - تخيلي امك تدخل تلاقيني بقلب في هدومك ٣ نقطة طبعا لو حلفتلها أنك اختي مش هتصدق
,
, بسمة باهتة عرفت طريقها لشفتي لينا ٣ نقطة ليخرج لها حسام ملابس تنساب نزهتهم ٤ نقطة وضعهم بين يديهم ليشير إلي باب المرحاض المغلق يسألها مبتسما :
, - هو دا الحمام
,
, حركت رأسها ايجابا ليكمل هو بنفس النبرة المرحة :
, - ناس اغنيا غني فاحش طب يلا ياللي قادرة على التحدي والمواجهة خمس دقائق الاقيكي لابسة هدومك عشان هنخرج ٤ نقطة يلا يا بت
,
, دفعها برفق ناحية باب المرحاض ٤ نقطة ووقف ينتظرها بالخارج عشر دقائق مرت قبل أن تخرج ٤ نقطة ابتسم لها يردف بمرح :
, - قمر يا اخواتي
, توجه لمرآه الزينة الخاصة بها جلب مشط خشب عاد لها يمشط خلاص شعرها المبعثرة ٣ نقطة قبل جبينها يجذب يدها يحثها علي السير :
, - يلا يا حبيبتي
,
, وجهت له ابتسامة مرتعشة تحرك رأسها إيجابا ٤ نقطة نزل هو اولا وهي خلفه ٤ نقطة وجد خالد يجلس هناك علي أحد المقاعد ٣ نقطة ابتسم حسام توجه ناحية ابيه يهمس له بخفوت :
, - أنا هاخد لينا ونخرج شوية ٣ نقطة هستناها برة في العربية
,
, ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتي خالد حرك رأسه إيجابا يتنهد في حسرة :
, - اومال مرة احس اني كبرت اوي كدة ٣ نقطة خلي بالك من أختك
,
, رفع حسام كف يد خالد يقبله سريعا يغمغم بتلهف :
, - ما تقولش كدا يا بابا ٤ نقطة هتعدي صدقني ٣ نقطة لينا وزيدان هيرجعوا لبعض والدنيا هتبقي كويسة ٤ نقطة
,
, تحرم سريعا ليغادر قبل أن تخرج لينا من المطبخ ٣ نقطة لحظات ونزلت ابنته ما أن اقتربت منه ضمها لصدره بقوة ضم شفتيه يكبح اهة حزينة كادت أن تخرج من داخل جوي قلبه المحترق ليهمس لها نادما :
, - سامحيني يا بنتي ٣ نقطة بتحاسبي علي مشاريبي أنا ٤ نقطة
,
, ابتعدت عنه مدت يدها تسمح دموعها شبت قليلا تقبل جبين والدها تهمس له بنبرة حانية :
,
, - أنا بحبك اوي يا بابا ٣ نقطة أنت دايما قوتي اللي بتحامي فيها ٣ نقطة عمرك ما كنت ضعيف ومش هتبقي دلوقتي حتي لو عشاني
,
, ارتسمت ابتسامة صادقة علي شفتي خالد يردد بنبرة قوية حازمة :
, - أنا مستعد أبيع عمري عشانك !! ٣ نقطة خلي بالك من نفسك ٣ نقطة اخوكي هياخد باله منك كويس
,
, حركت رأسها ايجابا توجهت الي باب المنزل ما أن فتحته خطت خطوة واحدة للخارج ٤ نقطة تصنمت قدميها بلعت لعابها خائفة من الخطوة القادمة لتتذكر جملته ( ما تحبسيش نفسك جوا صندوق ازاز تتفرجي علي الناس من برة )
,
, تنهدت تلتقط أنفاسها ٣ نقطة لتتوجه إلي سيارة حسام الذي فتح بابها سريعا ما أن اقتربت .. جلست جواره في السيارة ليبتسم لها مد يده في جيب قميصه يخرج قطعة حلوي يعطيها لها :
, - شوكولاتة
,
, أخذتها منه تمسك تشعر بيدها ترتجف من لا شئ ٤ نقطة ادار حسام محرك السيارة متجها بها الي نادي العائلة الذي بات عضوا فيه ٣ نقطة طوال الطريق تحاول فقط أن تشجع نفسها لتمضي قدما ٣ نقطة هي ليست اسيرة شجاعته هو ٣ نقطة بعد ما حدث بات هو كابوسها الذي ستعمل جاهدة علي التخلص منه ٤ نقطة وصلت السيارة الي داخل النادي ٤ نقطة نزل حسام منها ليلتف حولها يمد يده لها لتنزل ٤ نقطة ارتعش كفها تبلع لعابها ٤ نقطة وضعت يدها في يد حسام ليجذبها للخارج ٣ نقطة مشت جواره لداخل النادي ارتجفت تلتصق به حين مرت جوار مجموعة كبيرة من الناس ليدوي فئ رأسها جملته وهو يقول ( اللي حواليكي ناس زيهم زيك ٣ نقطة عمرهم ما هيأذوكي )
,
, عادت تلتقط أنفاسها من جديد تضحك ساخرة من حالها ٣ نقطة تتذكر كلماته في كل لحظة بعد كل ما فعل لازالت تتذكر كل حرف قاله ٣ نقطة توجهت مع زيدان الي احدي الطاولات جلست دقائق تغمض عينيها تسترخي ٤ نقطة تحاول أن ترخي اوتار أعصاب جسدها المشدودة بعنف ٣ نقطة تنهدت تأخذ اكبر قدر من الهواء يمكن أن تحصل عليه رئتيها ٤ نقطة اجفلت علي جملة حسام :
, - أنا هقوم اجيب حاجة واجي
,
, فتحت عينيها تعقد جبينها كلنا تود أن تسأله ماذا سيحضر ولكنه قد غادر بالفعل ٤ نقطة ابتسمت يآساه من أفعاله عادت تغمض عينيها من جديد ٤ نقطة دقائق فقط وشعرت بحركة المقعد امامها ٣ نقطة فتحت عينيها ظنا منها أنه حسام لتتوسع عينيها حين رأته هو ..معاذ ٣ علامة التعجب يجلس أمامها من جديد بعد تلك المدة الطويلة لا يزال ينظر لها بتلك الطريقة عينيه تلمع بحبه لها ٤ نقطة احتقنت عينيها غضبا ما أن رأته لتهب واقفة شدت علي اسنانها تصيح فيه :
, - أنت !! ٣ نقطة أنت بتعمل ايه هنا ٣ نقطة وجاي ليه
,
, امسك سريعا بكف يدها يجذبها لتجلس من جديد ابتسم متوترا يردف في هدوء :
, - اقعدي يا لينا ٣ نقطة انتي لازم تعرفي الحكاية كلها ٤ نقطة زيدان السبب في بعدي عنك ٣ نقطة هو السبب في كل اللي حصل
,
, قطبت جبينها متعجبة ٣ نقطة زيدان ٣ علامة التعجب ٣ نقطة عادت تجلس من جديد تنظر له حذرة ليبلع هو لعابه الجاف التقط كوب الماء من أمامها يرتشف معظمه ٣ نقطة نظر لها باشتياق يردف بلوعة :
, - اخيرا عرفت اشوفك ولازم اقولك ٣ نقطة اسمعيني زيدان السبب ٣ نقطةيوم والدك عرف بعلاقتنا هو اللي قاله كان بيراقبك وهو اكيد اللي شعلل في دماغ باباكي أنك بتخوني ثقته والكلام دا ٤ نقطة زيدان خطفني وهددني اني لازم اسمع كل كلمة هيقولها والدك والا هيخطفك ويغتصبك ويقتلك ٣ نقطة انتي متخيلة بشاعة تفكيره دا بني آدم مريض مش طبيعي ٤ نقطةخوفت عليكي لينفذ اللي قاله ٣ نقطة والدك اول ما قالي أبعد قولتله حاضر حاضر ٣ نقطة والدك ساعتها افتكرني جبان ٣ نقطة انا فعلا كنت جبان لأني كنت خايف عليكي ٣ نقطة بعدها زيدان رماني في بدروم فيلته كان بيعذبني ٣ نقطة واتفق هو وباباكي اني اتصل بيكي واقولك اني مش بحبك واننا أصحاب ٣ نقطة يوم ما كلمتك و**** كان هو جنبي ٣ نقطة وأول ما خلصت معاكي المكالمة خد الموبايل وكسّره وهددني اني اقرب منك ٣ نقطة أنا كنت مرعوب عليكي .. حاولت اكلمك قبل الفرح لما عرفت صدفة من سهيلة صاحبتك انكوا هتتجوزوا ٤ نقطة بس انتي ما ادتنيش فرصة اتكلم وقفلتي السكة ٣ نقطة سافرت وراكوا الساحل كنت بحاول ادور علي اي فرصة اكملك فيها واقولك بس للأسف والدتي تعبت وكان لازم ارجع ٣ نقطة لينا أنا لسه بحبك ٣ نقطة بحبك اوي ٤ نقطة هو السبب هو اللي بعدني عنك ٣ نقطة سامحيني أنا كنت خايف عليكي
,
, ارتسمت علي شفتيها ابتسامة ساخرة ٣ نقطة تضحك بشدة علي حالها كانت لعبة في أيديهم طوال تلك المدة ٣ نقطة لعبة فقط لعبة يحركون خيوطها ينسجون الحكايا وهي تؤديها بكل سذاجة ٤ نقطة قبضت علي يدها بعنف لتحتد عينيها في غيظ اكل قلبها ٣ نقطة في تلك اللحظات آتي حسام ينظر لمعاذ بريبة لينظر لشقيقته يسألها :
, - مين دا يا لينا
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتي لينا تنظر لحسام تردد :
, - زميلي في الجامعة ٣ نقطةبيسلم عليا .. حسام أنا لازم اروح
,
, حرك رأسه إيجابا ليصطحب لينا ويغادر بينما ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتي معاذ عقد ذراعيه أمام صدره ينظر لها وهي تغادر
,
, في فيلا خالد السويسي
,
, تنهد يصعد الي غرفته ٣ نقطة سيجد هو زيدان دخل الي مرحاضه ٣ نقطة اغتسل يهندم لحيته يمشط خصلات شعره ارتدي حلة سوداء خرج من المرحاض يقف أمام المرآه يعقد رابطة عنقه ليجدها تدخل من باب الغرفة تحمل صينية طعام وضعتها علي الطاولة لتقترب منه جذب المقعد الخشبي لتقف فوقه تعقد رابطة عنقه ٣ نقطة انهت عقدها لتلف ذراعيها حول عنقه تتمتم معاتبة :
, - سنين طويلة بطلت اعدها واحنا متجوزين ٣ نقطة اتعودت منك تشاركني في كل صغيرة وكبيرة في حياتك ٣ نقطة فجاءة قررت تهمشني من حياتك ٤ نقطة لينا مش متخانقة مع زيدان ٣ نقطة لينا زيدان اغتصبها مش كدة
,
, توسعت عينيه في ذهول ينظر لها بصدمة كيف عرفت ٤ نقطة ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيها تردف متهكمة :
, - أنت ناسي أن أنا دكتورة واعرف كويس اوي الاعراض اللي بتظهر علي الضحية ٣ نقطة اللي كلها ظهرت علي لينا ٤ نقطة طب ليه عمل كدة ليه ٣ نقطة مش دا زيدان اللي بيحبها
,
, بلع لعابها يخبئ وجهه في أحضانها يقص عليها ما عرف ادمعت عينيها تهمس بحسرة :
, - يعني هو ضحيتهم وبنتي ضحيته ٣ نقطة لينا بتتدمر وزيدان مختفي ويا عالم حاله ايه ٣ نقطة معتز اللي عمل كدة
,
, حرك رأسه نفيا ليخرج من بين ذراعيها احتدت عينيه يردف متوعدا :
, - معتز اجبن من انه يعمل كدة ٣ نقطة اللي عمل كدة حد قاصد يضربني أنا ٣ نقطة عارف إن الضربة في بنتي هتموتني أنا ٣ نقطة لو اعرف زيدان فين هو الوحيد اللي معاه صورة بطاقة الزفت وتليفونه ٣ نقطة أنا بس احط ايدي عليه
,
, شردت عينيها في طريق آخر مصير ابنتها وزوجها زيدان ٣ نقطة لما تتكرر الحوادث ما الهدف ٣ نقطة من فعل ذلك ٣ نقطة اجفلا معا علي صوت سيارة وقفت بعنف في حديقة منزلهم وصوت زيدان يصدح بعنف من الخارج ينادي علي زوجته ٣ نقطة وخاله ٣ علامة التعجب

الجزء الخمسون


اجفلا كل من خالد ولينا علي صوت سيارة وقفت بعنف في حديقة منزلهم وصوت زيدان يصدح بقوة من الخارج ينادي علي زوجته ٣ نقطة وخاله
, هرعت لينا ناحية النافذة لتري زيدان يقف هناك ٣ نقطة يجذب شخصا من ملابسه لا يظهر وجهه فقط دماء تسيل من كل أنش فيه ٤ نقطة بينما هرع خالد يركض الي أسفل ٣ نقطةتوجه الي الباب يفتحه سريعا ليندفع زيدان الي الداخل يمسك في يسراه عصا يتسند عليها ويده اليمني تقبض علي ملابس شخص يسحله ارضا ٣ نقطة القي الرجل تحت قدمي خالد رفع وجهه له ٣ نقطة يناظره بنظرات حادة بها من العتاب ما بها ٣ نقطة يلهث بعنف عينيه حمراء دموية مخيفة ٤ نقطة تحرك خطوتين للداخل يصدح بصوته العالي في ارجاء المكان :
, - لينااااااا ٤ نقطة يا لولياااااا أنتِ فيييييين ٣ نقطة
,
, لم يعر خالد انتباها توجه الي سلم البيت يستند علي كعازه يصعد بخطي سريعة لأعلي توجه الي غرفتها ليجد لينا زوجة خاله تقف هناك كانت علي وشك النزول ٤ نقطة ابتسمت، ابتسامتها مزيج من العتاب والشوق ٣ نقطة اقتربت منه تبسط كفها علي وجنته ادمعت عينيها تنظر لساقه وذلك العجاز الذي يستند عليه لتجذب رأسه تعانقه تربت علي شعرها ليشعر للحظة أنه عاد ذلك الطفل الصغير كم رغب في أن يظل بين أحضانها يبكي بلا توقف يخبرها بكل ما يجثم علي صدره من ألم ٣ نقطة بجفاء ابعدها عنه يعطيها شبح ابتسامة شاحبة ٣ نقطة ليتحرك الي غرفة زوجته ٣ نقطة فتح بابها دون سابق إنذار بحث عنها هنا وهناك لا اثر لها احتدت عينيه غضبا ٣ نقطة لينزل الي أسفل اقترب من خالد يصيح فيه محتدا :
, - بنتك فين يا خالد يا سويسي
,
, ارتسمت ابتسامة مريرة علي شفتي خالد ليردد في سخرية متألمة :
, - خالد يا سويسي ٣ نقطة ونعم التربية فعلا
,
, تعالت ضحكات زيدان الساخرة ليتحرك ناحية ذلك الملقي ارضا لكمة بساقة السليمة في بطنه بعنف ليتأوه الأخير متألما تكور حول نفسه ينزف الدماء من فمه بغزارة ٣ نقطة التفت زيدان برأسه ناحية خالد ليردف متهكما :
, - ما أنا تربيتك بقي ٣ نقطة صدمتك فيا معلش .. أنا بردوا اتصدمت فيك ٣ نقطة
,
, تحرك زيدان ناحية خالد ليصبح أمامه مباشرة التحمت عيني خالد بعيني زيدان ليبتسم زيدان متألما يردف ساخرا :
, - يا خالي اللي رباني وعارف سري ٣ نقطة هو نفسه اللي عايرني بيه ٣ نقطة عايرني بضعف *** صغير ٣ نقطة فضل يدافع عن نفسه لآخر نفس فيه ٣ نقطة كان عنده يموت ولا يعيش موطي راسه بسبب كلب
,
, امسك خالد زيدان من ذراعيه بقوة يشد عليه شد علي أسنانه قلبه يكاد ينفجر وهو يري تلك الحالة التي وصل لها زيدان بسببه ٣ نقطة أدرك بعد أن قال ما قال إن كلماته ذبحت زيدان .. قتله ، آلمته اكثر بكثير من لكماته تجمعت الدموع في عيني خالد يهمس من بين اسنانه محتدا :
, - والكلب دا أنا طلعتلك روحه في ايدي خليته يتمني الموت وما يطلوش ٣ نقطة يعيش زيه زي الكلب .. دا حتي الكلب عايش بكرامة عنه ٣ نقطة ااااا
,
, وسكت لم يجد ما يقوله يعرف انه اذاه قتله بما قال اختنقت نبرته يحاول أن يستعيد ثباته يردف محتدا غاضبا :
, - أنا عارف اني دبحتك بكلامي ٣ نقطة بس دي بنتي لما اعرف أن بنتي حصل فيها كدة ٤ نقطةمستني مني ايييييه اخدك في حضني واقولك ولا يهمك يا حبيبي اطلع اغتصبها تاني ٣ نقطة دا أنت تحمد ربك اني ما طلعتش روحك في ايدي
,
, ارتسمت ابتسامة ساخرة علي جانب فم زيدان ينظر لخاله للحظات في تهكم :
, - حماك جاسم باشا الشريف بكل جبروته وهيلمانه قدر ياخد مراتك من بيتك رغم كل اللي عملته فيها
,
, ابتلع خالد لعابه يحاول الا تلتقط عينيه بعيني زيدان شد علي قبضته يحرك رأسه نفيا ٣ نقطة ليصدم زيدان الأرض من تحته بعصاه الحديدية يصيح محتدا :
, - وأنت بكل بساطة خدت مراتي من جوا بيتي علي غلطة حصلت غصب عني ٤ نقطة لولا أنك خالي يا خالي ٣ نقطة كنت قطعت رجلك قبل ما تفكر تاخدها وتمشي ٣ نقطة دلوقتي الهانم فييين بنتك فييين ٣ نقطة دا أنا جايبلها مفاجأة حلوة أوي
,
, توجه ناحية ذلك الرجل الملقي ارضا لينحني ناحيته بجذعه العلوي قبض علي خصلات شعره يجذب رأسه بعنف ليظهر وجهه الذي لا يظهر فقط آثار عنف زيدان هو ما يظهر عليه ٤ نقطة وجهه لا تظهر ملامحه فقط تغطيه بأكمله شد زيدان رأسه بعنف ليصيح الأخير خرج صوته ضعيفا متألما بينما اكمل زيدان فئ شراسة :
, - دا أنا حتي جايبلها مفاجأة حلوة أوي ٣ نقطة حامد بيه ٣ نقطة البيه اللي حطلي حبوب الهلوسة في العصير ٣ نقطة
,
, اشتعلت عيني خالد غضبا ينظر لذلك الشاب ليندفع ناحيته قبض علي تلابيب ملابسه يجذبه بعنف بالكاد وقف علي قدميه من عنف ما به من ألم بينما زمجر خالد كالليث الذبيح :
, - قسما بربي ٣ نقطة لو ما قولت مين ال ٤ العلامة النجمية اللي قالك تعمل كدة لكون مطلع روحك في ايدي
,
, توسعت عيني الشاب في هلع ليحرك رأسه نفيا يردف بصوت خفيض متألم :
, - ما اعرفش ما اعرفش ٣ نقطة ما شوفتهاش ما اعرفش ٤ نقطة قبض خالد علي عنق ذلك الرجل حتي اختنقت أنفاس الاخير .. استحال وجهه للون الازرق جحظت عينيه اختقنت انفاسه بالكاد يلتقطها بينما زيدان يشاهد في برود تام ٣ نقطة همس الرجل اخيرا بصوت بالكاد يسمع :
, - هقول ٣ نقطة هموت
,
, لفظه خالد من بين يديه ليلقيه أرضا بعنف ارتطم جسده بالأرض يسعل بقوة يحراول التقاط انفاسه المهدورة ٤ نقطة انتفض حين سمع صوت خالد يصدح من جديد :
, - ما تنطق يلا
,
, حرك الشاب رأسه إيجابا سريعا بهلع سيطر علي جسده بأكلمه ليرتجف بعنف ابتلع لعابه الجاف يهمس متأوها من الألم :
, - مااا اعرفهاش ٣ نقطة ااانا كنت شغال في الفندق دا من بسيطة ومن حوالي أسبوعين وأنا راجع من الشغل فجاءة طلع عليا مجموعة رجالة شكلهم ضخم جداا ٣ نقطة رشوا حاجة في وشي ما حستش بنفسي لما فوقت ٣ نقطة كنت مرمي في أوضة علي أرض وقدامي واحدة ست ما شوفتش وشها كانت لابسة ماسك او قناع زي اللي بيجي في الافلام الاجنبي دا ٣ نقطة اللي كان باين منها عينيها الزرقا ٣ نقطة قربت مني وكانت ماسكة في ايديها صورة واحد وواحدة ٣ نقطة خيرتني ما بين اني احط للراجل دا حاجات في العصير وأخد مبلغ كبير ٣ نقطة قالتلي هموتك وما حدش هيسأل عليك ٣ نقطة خوفت و**** خوفت ما كنش قدامي حل تاني أنا مش عايز اموت ٣ نقطة وهي اللي قالتلي علي ميعاد التنفيذ بالظبط ٤ نقطة وادتني موبايل مش مسمحولي اكلمها هي كانت بتكلمني منه ٣ نقطة لما خلصت كلمتني وقالتلي اسيب الفندق الفلوس اللي هتدهالي هتعيشني ملك ٣ نقطة رجعت بيتي لقيت فلوس كتير ٤ نقطة قولت اكن يومين عند واحد صاحبي علي ما الحكاية تخلص وابقي اسافر ٣ نقطة و**** هو دا كل اللي حصل ٣ نقطة أنا كنت خايف أموت
,
, تعالت ضحكات زيدان القاسية ليركله بقدمه السليمة في ظهره بعنف ليسقط الشاب علي وجهه أرضا ليردف زيدان متوعدا :
, - وأنت دلوقتي مش هتموت ٤ نقطة دا أنا هوريك العذاب ألوان هخليك تتحايل عليا عشان اموتك
,
, انحدرت الدموع من عيني ذلك الشاب لتختلط بدمائه نظر لخالد يتوسله بنظراته أن ينقذه ليهمس بصوت ضعيف متألم :
, - ااا ٣ نقطة اانا عارف العنوان ٣ نقطة عارف عنوان المكان اللي خطفوني فيه ٣ نقطة ابوس ايدك ارحمني وأنا هقولك علي المكان ٣ نقطة
,
, اقترب خالد من الرجل يجذبه ليجلس شد علي اسنانه يهسهس غاضبا :
, - فين !
,
, حرك الرجل رأسه إيجابا سريعا يمسك يد خالد يود تقبيلها يردف بنحيب متوسلا :
, - هقولك هقولك ٣ نقطة بس ابوس ايدك اديني الأمان
,
, رمي خالد الرجل بنظرة حادة ليحرك رأسه إيجابا يعطيه موافقة صامتة علي حمايته ليلهث الرجل بعنف يلتقط أنفاسه يخبر خالد بالمكان الذي قابل تلك السيدة فيه ٣ نقطة ما إن انتهي اقترب زيدان من الرجل يقبض علي عنقه ابتسم في شراسة يقول متوعدا :
, - أنت خدت منه اللي أنت عاوزه دوري أنا بقي اخد حقي
,
, صاح خالد بعنف باسم زيدان يقترب منه يحاول تخليص عنق الرجل من يده ٣ نقطة زيدان يتشبث بعنق الراجل وكأن حياته تعتمد علي موت الاخير عينيه حمراء كالجمر انفاسه سريعة ٣ نقطة لم يجد خالد بدا سوي انه صدم قدم زيدان محاولا عدم إيذائه ٤ نقطة ليتأوه الأخير من الالم ترك عنق الرجل ارتد للخلف يصرخ وجهه من الألم ٣ نقطة وقف خالد أمام الرجل يصيح في أحد رجاله الذي جاء مسرعا ليأمره الاخير في حزم :
, - حسن تاخد الواد دا وتتحفظ عليه ما تخليش حد يقرب منه حتي زيدان باشا نفسه
,
, سريعا كان ينفذ حسن الأمر جذب الرجل سريعا خارج المنزل ، في لحظة دخول لينا الي منزل تري رجل وجهه لا يكاد يري من الدماء يُسحب للخارج ٣ نقطة آثار الدماء واضحة للغاية علي يد زيدان التي يقبضها ٣ نقطة اندفعت للداخل نظرات لكلاهما للحظات في كره ومقت شديد لتصيح فجاءة :
, - دا انتوا عصابة بقي ٥ نقطة ايييييه اي حد مش علي مزاجكوا تموته
,
, وجهت انظارها ناحية زيدان تنظر له باشمئزاز لتعود بظهرها للخلف ترغب فقط أن تبتعد عنه قدر الإمكان ٤ نقطة نقلت انظارها بين والدها وزيدان امتعضت ملامحها تهتف في غيظ :
, - انتوا ايه للدرجة دي شايفيني لعبة في ايديكوا ٣ نقطة تحركوها عشان تعمل بس اللي انتوا عايزينه ٣ نقطة للدرجة دي مشاعري وجودي كياني مالهمش اي قيمة ٣ نقطة المهم تنفذوا اللي انتوا عايزينه وبس
,
, في تلك اللحظات نزلت لينا تهرول الي أسفل خاصة حين سمعت صوت ابنتها تصرخ بتلك الطريقة ٤ نقطة هرولت ناحيتها تسألها قلقة :
, - في اي يا لينا بتصرخي كدة ليه ٣ نقطة حصل ايه
,
, ارتسمت ابتسامة واسعة ساخرة علي شفتي لينا لتشير الي والدها وزيدان ضحكت عاليا تردف متهكمة من بين ضحكاتها المتقطعة :
, - تعالي يا ماما اتفرجي علي الفيلم دا ٣ نقطة بابا كان بيتريق عليا عشان بحب الأفلام الهندي .. وطلع هو اللي بيخرجها ٤ نقطة
,
, ليناااا .. زمجر بها خالد بحدة يرمي ابنته بنظرات غاضبة قاسية
,
, لترفع حاجبيها لأعلي تنظر له ببراءة إجادت تمثيلها أليست ابنته اشارت لنفسه تردف متهكمة :
, - ايه يا بابا ٣ نقطة أنا قولت ايه غلط ٣ نقطةمش دا اللي حصل مش انتي يا ماما قولتيلي بالنص كدا أن بابا قالك ( هي بس تقول أنا بحب دا وأنا اجوزهولها ) ٣ نقطة أنتِ عارفة بابا عمل ايه لما عرف اني بحب معاذ ٣ نقطة طبعا بعد ما اداني العلقة التمام
,
, وجهت انظارها ناحية زيدان ترميه بنظرات غاضبة كارهة تردف :
, - زيداااان بيه راح خطفه ٣ نقطة وهدده أنه لازم يسمع كل كلمة خالد باشا بيقولها ٤ نقطة وعملوا علينا فيلم جميل ٤ نقطة خلوا معاذ يكلمني ويقولي سوري يا لينا احنا بس أصحاب ٣ نقطة ما عندوش اي مانع أنه يدوس علي قلبي بجزمته المهم أنه ينفذ وصية صاحبه ٤ نقطة انتوا اييييه مش بني آدمين
,
, اقتربت من والدها وقفت امامه ترميه بنظرات قهر ، غضب ، ألم تسارعت أنفاسها لتنساب دموع عينيها رغما عنها وهي تصرخ من ألم روحها :
, - ليه يا بابا ٤ نقطةلييييه تعمل فيا كدة ٥ نقطة تكسر قلبي كدة ٤ نقطة مين قال إن معاذ وحش ٣ نقطة هو اللي هدده ٤ نقطة أنت عارف هو عمل فيا ايه ٣ نقطة قتلني ٣ نقطة ٣ نقطة تخيل كدة وهو بيقولي انتي عاهرة جارية موجودة عشان مزاجي ٤ نقطة مبسوط ٣ نقطة اتمني تكون مبسوط ٣ نقطةوراضي عن اللي عملته فيا
,
, لم يجد خالد ما يقوله فقط ينظر لعيني ابنته وهي تبكي بلا توقف ٤ نقطة يري الألم ، العتاب ، الكراهية ٤ نقطة ليتجمد جسده من أثر الصدمة ابنته تكرهه !!
,
, بخطي ثقيلة ابتعدت لينا عن والدها لتتوجه ناحية زيدان وقفت علي مقربة منه تنظر له بشراسة ٣ نقطة قلبها ينفطر ٣ نقطة رغما عنها احبته يوما ٣ نقطة أحبت حنانه معاملته كلماته ٣ نقطة دفعها لها لتتقدم تقضي علي خوفها اضطربت حدقتيها حين مر أمامها ذكري سعيدة من شهر عسلهم القصير ٤ نقطة انهمرت دموعها تصرخ بشراسة ممتزجة بكراهية :
, - أنت اكتر شخص كرهته وبكرهه في الدنيا أنت تستاهل كل حاجة وحشة حصلتلك وأكتر ٣ نقطة أنت شيطان لابس وش الملاك قدامهم ٣ نقطة تعرف أنا بكره قلبي وروحي وجسمي عشان في يوم سلمتهم لشيطان زيك ٥ نقطة طلقني أنا مش هقعد علي ذمتك دقيقة واحدة
,
, قالت ما قالت القت ما في جوفها كله ليحل بعدها صمت مخيف كصمت القبور ٣ نقطة لينا تنظر لخالد زوجها في صدمة عقلها يرفض استيعاب أن خالد كان يلعب بحياة ابنته كما كان يلعب بحياتها هي قديما ٣ نقطة خالد هو خالد لم يتغير .. مازال يعشق السيطرة علي جميع من حوله ٣ نقطة وقف خالد هناك بعيدا عنهم ينظر للفراغ عينيه حادة يقبض علي كف يده يبتسم داخله ساخرا ابنته لم تفهم أبدا ٤ نقطة أنه فقط أب !! ٣ نقطة أب علي استعداد تام أن يضحي بحياته لأجلها ٣ نقطة أب خاف أن يسلم ابنته لفتي خاف منه من اول لقاء فتي لم يدافع عن حبه لها ٣ نقطة عكس زيدان تماما سنوات وهو متمسك لا يرغب في غيرها ٣ نقطة حبه لها سلاح يدافع عنها به ٤ نقطة
,
, لم يكسر الصمت سوي صوت ضحكات زيدان العالية التي صدحت فجاءة تهشم حاجز الصمت الوهمي الذي احاط بهم ٣ نقطة عقد ذراعيه أمام صدره يردف متهكما :
, - مش عارف ليه حسيت فجاءة كدة أن أنا الجوكر في فيلم باتمان ٣ نقطة اللي لما الناس عرفت قصة حياته حبته وكرهت باتمان ٤ نقطة بس يا تري بقي المعلومات القيمة دي عرفتيها لوحدك ولا حمامة طايرة هي اللي قالتلهالك
,
, نظرت له بمقت شديد بعد كل ما فعل وعرفت عنه لا يزال يسخر منها ٣ نقطة تهدجت أنفاسها من الغضب ليتقدم ناحيتها خطوة واحدة دني برأسه بضع إنشات قليلة لحظات رأت في عينيه نظرة ألم صارخة لتتبدل في ثواني الي نظرة اخري ساخرة متسلية توسعت ابتسامته الخبيثة يردف مستمتعا :
, - عيزاني اطلقك ٣ نقطة عشان تروحي تتجوزي البيه ٣ نقطة بقي بذمتك حد يسيب الأسد ويروح للمعزة ٤ نقطةأنا كنت جاي جايبلك دليل برائتي بس يلا مش مهم ٣ نقطةطلاق مش هطلق ٣ نقطة أنا كنت ناوي بصراحة اطلقك بس رجعت في كلمي ٣ نقطة هسيبك براحتك خالص تهدي وترجعي بيتك بمزاجك كان او غصب عنك ٣ نقطة والا هطلبك في بيت الطاعة ٤ نقطةوابقي خلي خالد باشا السويسي يجبلك عيش وحلاوة خلف القضبان ٤ نقطة سلام يا زوجتي العزيزة
,
, قالها ليغادر المكان في هدوء تام يعاكس تماما تلك العاصفة التي دخل بها ٤ نقطة لتلتفت لينا برأسها تنظر لوالدها في غيظ ٤ نقطة تركتهم لتسرع الي غرفتها تصفع بابها توصده بالمفتاح ٣ نقطة تشعر بالغضب والقهر ، الألم ينهش قلبها ٤ نقطة كانت فقط لعبة ٣ نقطة أحبت مالكها !! وهو حين مل منها قرر تدميرها ببساطة ٣ نقطة وقفت في منتصف الغرفة تتنفس بعنف قبضت كف يدها تشد عليه بعنف ليقطر منه الدماء ٣ نقطة احتدت عينيها نفرت عروقها تشعر بالدماء تشتعل في رأسها اقتربت من أحدي التحف التي تملئ غرفتها لتليقها ارضا بعنف تصرخ من الغضب ٣ نقطة تحركت في الغرفة تهشم ما تقابل تصرخ بكل ما تملك من جهد علها فقط تستريح ولو قليلا
,
, في الأسفل سمعت لينا تلك الأصوات لتهمس باسم ابنتها فزعة التفتت لتصعد اليها حين سمعت صوته يهتف من خلفها :
, - سيبيها يا لينا ٣ نقطة هي محتاجة تبقي لوحدها ٣ نقطة ما تخافيش مش هتأذي نفسها
,
, التفتت لينا تنظر لخالد في غيظ نزلت درجات السلم التي صعدتهم لتتوجه إليه وقفت امامه تصك اسنانها تهتف حانقة :
, - أنا بجد مش مصدقة كنت بقول ما حدش في الدنيا بيحب بنته قد خالد ٣ نقطة مش كفاية بقي زمان كانت حياتي لعبة في إيدك ٣ نقطة ودلوقتي بقت حياة بنتي وسعادتها ٣ نقطة عمرك ما هتتغير يا خالد ٣ نقطة السنين بتعدي علي الكل الا إنت جبروتك بيزيد ما بيقلش ٣ نقطة
,
, انهت ما تقول لتصعد سريعا الي غرفة ابنتها بينما وقف هو مكانه ابتسم يدس يديه في جيبي بنطاله ظل ينظر في اثرها الي أن غادرت من أمامه ليتنهد حانقا ليخرج من المنزل بأكمله يتمتم مع نفسه :
, - الأهم فالمهم يا ابن السويسي
,
, قالها ليستقل سيارته يستعيد سريعا ذلك العنوان الذي أخبره به الشاب يتوجه إليه ٣ نقطة
,
, في منزل خالد السويسي في غرفة بدور ٤ نقطة جلست علي فراشها تبكي في صمت وجودها هنا بات عبئا عليها قبل الجميع ٣ نقطة الكوارث في المنزل تتفاقم ٣ نقطة هي تحاول تجنب الخروج من غرفتها قدر الإمكان ٣ نقطة يكفي خالد ليس بوالدها من الأساس ليتحمل عبئها فوق اعبائه ٣ نقطة شردت عينيها تفكر مع نفسها حائرة :
, - اسافر لاسلام ٣ نقطة لاء بلاش أنا عارفة أن إسلام مش هيرميني بس هو في الأول وفي الآخر موظف كفاية عليه مصاريف عياله ومصاريف علاج أمي ٣ نقطة مش هبقي عبئ زيادة عليه ٣ نقطة يا رب أنا عبئ علي الكل ٣ نقطة منك لله يا اسامة يا رتني ما سبتش شغلي ٣ نقطة يا ريت سمعت كلام بابا من الأول وما اتجوزوتوش ٣ نقطة
,
, ليطرق عقلها فجاءة حمزة ٣ نقطة عرض الزواج ٣ نقطة بلعت لعابها تفكر متوترة قلقة توافق ترفض ٣ نقطةفرق السن بينهما ليس بهين ٣ نقطة تتعجب كثيرا أن السن لا يظهر عليه من الأساس ولكنها تلك من شيم الأثرياء ربما ٣ نقطة ولكن كيف توافق هو اخو والدها .. لتعد تسخر من حالها هل خالد والدها من الأساس ٣ نقطة تنهدت حائرة تحاور نفسها :
, - أوافق ٣ نقطة طب لو وافقت الناس هتقول عليا ايه ٣ نقطة اتجوزت واحد أكبر منها عشان فلوسه ٤ نقطة يا رب ٤ نقطة هو طيب وحنين والولاد بيحبوه ٣ نقطة هو قالي هيكون ليهم الأب ٤ نقطة يااارب أعمل ايه
,
, اغمضت عينيها لتنساب دموعها شعور مؤلم بالعجز يغزو كيانها أجمع دقائق طويلة مرت قبل أن تسمع صوت دقات هاتفها يصدح بصوته العالي ٥ نقطة فتحت مقلتيها لتبصر اسم حمزة علي الشاشة ٣ نقطة لم تتعجب فهو يتصل بها كثيرا منذ أن سافر مكالمة لا تتعدي دقيقة فقط يسأل علي حالها وحال الأولاد ويغلق ٤ نقطة تنهدت تفتح الخط ما أن وضعت الهاتف علي اذنها تمتمت بجملة واحدة :
, - أنا موافقة اتجوزك
,
, قالتها ليدوي بعدها الصمت للحظات كانت تتوقع أن تسمع صوته يصرخ فرحا علي موافقتها ٣ نقطة الا أنه فقط صمت لدقائق لتسمع صوته الهادئ الرزين يردف :
, - أنتِ متأكدة من قرارك
,
, أحست أنها فرصة منه للتراجع ربما هي فقط لحظة طيش منها ليس اكثر ٤ نقطة الا أنها عادت تلتقط أنفاسها حركت رأسها ايجابا تتمتم بهدوء :
, - ايوة ٣ نقطة متأكدة !
,
, لحظات اخري من الصمت لتسمعه يردف في هدوء تام :
, - مبروك يا درة ٣ نقطة سلميلي علي خالد وسيلا .. وأنا هاجي في اقرب وقت يسمح بعد العدة عشان نكتب الكتاب
,
, قالها ليغلق معها الخط جلست هي تربع ساقيها علي الفراش وضعت يدها علي قلبها الذي يطرق بعنف تلهث من اللاشئ ٣ نقطة كلماته لم يكن بها شئ غريب الا انها ارجفتها ٤ نقطة شردت عينيها في الفراغ تفكر مع نفسها بهلع هل فعلا اتخذت القرار الصحيح
,
, علي صعيد بعيد للغاية ٣ نقطة في دبي ٤ نقطة منزل حمزة السويسي قبل مكالمة بدور بنصف ساعة تقريبا ٣ نقطة دخل أدهم من باب المنزل وهو يصفر باستمتاع ترتسم علي محياه ابتسامة واسعة متشفية ٣ نقطة لماذا ٤ نقطة لاشئ هو فقط فسخ عقد صفقة بملايين بين شركة والده المزعوم وشركة اخري للبرمجة ٣ نقطة والشرط الجزائي كفيل لأن يجعل والده يشهر إفلاسه ٣ نقطة ماذا فعل ٥ نقطة عطل دون ان يدري أحد تلك البرامج الجديدة التي قام والده بتصميماتها والتي كانت ستباع بملايين الدولارات ٤ نقطة ما إن دخل الي المنزل سمع صوت والده يصرخ في الهاتف :
, - يعني ايه البرامج فجاءة دخل عليها فيرس نسف ال Data بتاعها ٣ نقطة دي صفقة بملايين هنروح في داهية ٤ نقطة
,
, توجه الي غرفة حمزة الابتسامة تشق ثغره بجهد شاق اخفي تلك الابتسامة يرسم الحزن دمعا علي محياه اتجه الي غرفة مكتب والده دق الباب ليدخل ينظر لأسفل حزينا مهموما الصفقة ضاعت من بين ايديهم ٣ نقطة تقدم ناحية مكتب والده ليصيح الأخير غاضبا :
, - اهلا بأدهم بيه ٣ نقطة كنت فين يا باشا ٤ نقطة من بكرة الصبح تفتح تحقيق وتعرفلي مين المسؤول عن اللي حصل ٣ نقطة قسما بربي ما هرحمه
,
, حرك أدهم رأسه إيجابا سريعا يردف بخفوت حزين :
, - حاضر يا بابا ٣ نقطة اهدي بس حضرتك عشان صحة حضرتك ما ينفعش كدة
,
, صمت للحظات ليرفع وجهه لوالده اضطربت حدقتيه خوفا ليردف بعدها قلقا :
, - المشكلة دلوقتي في الشرط الجزائي دي مصيبة ٤ نقطة احنا كدة هنفلس ٤ نقطة هنعمل ايه يا بابا
,
, ما إن انتهي قطب جبينه متعجبا حين وجد حمزة يجلس علي مقعده مرة اخري في استرخاء يبتسم في هدوء وكأن شيئا لم يكن :
, - شرط جزائي ليه
,
, رفع أدهم حاجبيه متعجبا ألم يخسروا صفقة العمر منذ قليل لما تلك الابتسامة التي تغزو شفتي والدها توسعت عينيه في دهشة حين وجد حمزة يشير له ليجلس ٣ نقطة ما إن جلس مد يده له بورقة بنكية ( شيك ) بمبلغ ليس بهين علي الاطلاق ٤ نقطة توسعت عينيه ينظر لتلك الأصفار علي الورقة ليعاود النظر لوالده يسأله متعجبا :
, - بتاع ايه الشيك دا
,
, ابتسم حمزة في هدوء تام ٣ نقطة ينظر لادهم مكملا :
, - عمولتك في الصفقة إنت ناسي أنك أنت اللي عرفتني علي الشركة وكنت الوسيط في الصفقة ٣ نقطة واهي عمولتك اهي
,
, قطب أدهم جبينه متفأجاءا ٤ نقطة عجز عن بلع لعابه الذي جف فجاءة ليتتمتم مدهوشا :
, - صفقة ايه هي مش الصفقة باظت
,
, ضحك حمزة بثقة ليستند بمرفقيه علي سطح المكتب يقترب قليلا من ادهم يردف في ثقة :
, - أنت عبيط يلا ولا ايه صفقة ايه دي اللي تضيع ٤ نقطة أنا عامل حسابي كويس ومعايا نسخ اصلية ما حدش يقدر يعملها غيري ٣ نقطة بدل النسخة اتنين وتلاتة احتياطي ٤ نقطة سلمتهم البرامج واستملنا الفلوس وادي عمولتك ٣ نقطةأنا لو كنت متضايق دا بسبب الاهمال اللي حصل وأنا أبدا ما اسمحش إن يحصل إهمال في شركتي ٤ نقطة
,
, اشتعلت أنفاس أدهم غضبا بعد كل ما فعل نجح حمزة ونفذ من تحت يديه ٤ نقطة ولكنها فقط البداية لن يتركه قبل أن يأخذ بثأر والده مهما كلفه الثمن ٣ نقطة سريعا رسم ابتسامة واسعة سعيدة علي شفتيه ٣ نقطة قام سريعا يعانق حمزة يتمتم في سعادة :
, - مبروك يا بابا ألف مبروك الحمد لله **** سترها ، مش اي حد يبقي حمزة السويسي بردوا ولا ايه يا دون
,
, ضحك حمزة بخفة يصدم ابنه بخفة علي رأسه ٣ نقطة ينظر له مفتخرا به ٣ نقطة استأذن بعدها أدهم ليغادر متحججا أنه يرغب في الاحتفال ٣ نقطة توجه حمزة الي هاتفه يحادث بدور ٤ نقطة لتعصف الصدمة كيانه حين سمع جملتها الأولي ٤ نقطة أراد فقط أن يتأكد من أنه لا يحلم فعاد يسألها مجددا عله فقط يهيئ له لتؤكد ما تقول ٣ نقطة اليوم يوم سعده علي الارجح الصفقة صباحا والآن بدور وافقت ٣ نقطة
,
, علي صعيد ساخن حار يغلي ٣ نقطة خرج أدهم من غرفة حمزة يكاد يتميز من الغيظ ٤ نقطة ضاع الفخ سدي منذ أيام وهو يعد عدته للضربة القاضية ٣ نقطة لتقضي عليه هو ٣ نقطة توجه الي غرفته ليمر في طريقه علي غرفة مايا ٤ نقطة سمع من خلال بابها الشبه مغلق صوتها تتحدث مع أحدهم في الهاتف ليقف يرهف السمع فسمعها تقول :
, - ايوة و**** يا رعد ٣ نقطة أدهم اعترفلي أنه بيحبني ٣ نقطة وأنا كمان قولتله ٤ نقطة فاضل بس يقول لبابا ٣ نقطة مش عارفة امتي بصراحة ٣ نقطة حقيقي شكرا يا رعد ٤ نقطة وبجد أنت تستاهل انسانة تحبك حب الدنيا دي كلها ٤ نقطة ماشي مع السلامة
,
, اغلقت معه الخط ٤ نقطة ليدفع هو الباب بخفة دخل الي الغرفة يوصد الباب خلفه بالمفتاح ٣ نقطة ابتسمت هي لتقف من فراشه توجهت اليه تردف فرحة :
, - أدهم وحشتني ٣ نقطة مبروك صحيح عرفت انكوا كسبتوا صفقة كبيرة ٤ نقطة
,
, رسم ابتسامة زائفة علي شفتيه يحرك رأسه إيجابا ليتوجه الي فراشها ارتمي بجسده عليه نظر لها يردف مبتسما :
, - كنتي بتكلمي رعد ليه
,
, ارتسمت على شفتيها ابتسامة رقيقة لتجلس أمامه تحادثه :
, - رعد عمره ما حبني ولا أنا حبيته يا أدهم ٣ نقطةرعد عارف اني بحبك انت ٣ نقطة وهو اللي قالي اصارحك وما امشيش ورا نصايح صاحبتي اللي هتوديني في داهية دي
,
, توسعت بسمته الخبيثة ليعتدل في جلسته مد يده يمسح علي وجنتها بكفه بلطف يردف :
, - دا علي كدة لازم اتصل اشكره واعتذره علي الضرب اللي ضربهولي دا
,
, ضحكت بخفة تعيد خصلاتها الثائرة خلف أذنيها ٣ نقطة لتتوتر ابتسامتها حين شعرت به يقترب منها للغاية يسحق الخطوط الحمراء الفاصلة بينهما ٣ نقطة ابتلعت لعابها مرتبكة تشعر به يحط يده علي خصرها لتنتفض تعد تلقائيا للخلف تردف متوترة :
, - ففي اي يا أدهم ٣ نقطة أنت بتقرب كدة ليه
,
, عاد يقترب من جديد يبتسم في خبث اخافها ٣ نقطة ليهسهس في خبث ناعم :
, - وحشتيني يا مايا وحشتيني اوي ٣ نقطة عايز اخدك في حضني ٣ نقطة ابقي ملكك وانتي ملكي ٤ نقطة نبقي كيان واحد
,
, توسعت عينيها في دهشة ما أن فهمت ما يرمي إليه أدهم بكلامه لتنتفض بعيدا عن الفراش عادت بظهرها للخلف تنظر له في فزع :
, - أنت بتهزر يا أدهم ايه اللي أنت بتقوله دا ٤ نقطة أنا بحبك آه ٣ نقطة وبحبك اوي كمان ٣ نقطة بس مستحيل اوافق علي اللي أنت عايزه دا ٣ نقطة دا بابا ممكن يموت فيها لو عرف اني عملت كدة
,
, شد علي أسنانه يغتاظ قلبه يطرق بعنف كأنه يعاقبه يرفض كل ما يفعل ولكن عقله شيطانيه هي فقط من تحركه ناحية الهاوية ٤ نقطة قام يتجه ناحيتها ليسمعا معا صوت حمزة يصدح من الاسفل ينادي عليهم ٤ نقطة نظرت مايا له نظرة طويلة حزينة لتلتفت وتغادر ٣ نقطة بينما وقف أدهم مكانه يتوعد له :
, - وربي لاحسرك عليها يا حمزة يا سويسي زي ما حسرتني علي ابويا
,
, قالها ليصدم صدره موقع قلبه بعنف يردد بصوت حاد غاضب :
, - وأنت أخرس بقي ٣ نقطة فرحان أنه كسب الصفقة يا مهزق ٣ نقطة لاء يعني لاء هاخد حقي يعني هاخده !!
,
, وصل الي العنوان المطلوب الطريق بالفعل كان طويل ٤ نقطة ولكنه في النهاية وصل إليه ٣ نقطةاوقف السيارة بعيدا عن ذلك المبني القديم المهجور ٣ نقطة ليكمل طريقه في حذر سيرا علي الاقدام اخرج سلاحه يشد أجزائه ليكن في وضع الاطلاق في اي لحظة ٣ نقطة بخطي خفيفة وصل الي الباب اطل برأسه من الباب ليشعر بحركة من الداخل ٤ نقطة اشهر سلاحه أمامه يدخل من الباب ٤ نقطة ليتنهد ساخرا ينزل سلاحه ارضا ينظر لذلك الواقف يتمتم متهكما :
, - هو أنت ٥ علامة التعجب
,
, التفت زيدان يستند علي عكازه نظر لخالد للحظات يبتسم ساخرا ليشير الي حائط كبير فارغ كتب عليه بخط أحمر عريض جملة بعرض الحائط بالكامل
, ( The game is not over yet)
, اللعبة لم تنتهي بعد ٤ علامة التعجب
,
, اقترب خالد من الحائط ينظر لتلك الكلمات ليمد يده يتحسس ذلك الطلاء ليشعر به لزج حديث ٣ نقطة قبل أن ينطق بكلمة نطق زيدان متهكما :
, - الكلام لسه مكتوب جديد البويا لسه طرية ٣ نقطة
, معني كدة أن اللي عمل كدة قصد أنه يعرف حامد مكان المخزن عشان عارف اننا هنلاقيه ويجينا هنا عشان يوصلنا الرسالة دي ٣ نقطة دا احنا بنلعب مع مافيا بقي
,
, كور خالد قبضته ليصدم الحائط بعنف ٤ نقطة تحرك هنا وهناك بسرعة عله يعثر علي دليل آخر بينما وقف زيدان مكانه عقد ذراعيه أمام صدره ٣ نقطة يردف ساخرا :
, - ما تتعبش نفسك أنا هنا بقالي ساعة ما فيش اي حاجة تدل علي اللي كانوا موجودين هنا
,
, زمجر خالد غاضبا ليلتفت بجسده ناحية زيدان دون سابق إنذار كان يلكمه بعنف في وجهه ارتد زيدان للخلف ينظر لخالد غاضبا يردف حانقا :
, - عايز تطلب البنت في بيت الطاعة
, اشتعلت عيني زيدان غضبا ليكور قبضته كاد أن يسقط بها علي وجه خالد لتتعلق في الهواء شد علي أسنانه يردف في غيظ :
, - أنا مش عايز امد ايدي عليك
,
, طحن خالد اسنانه غاضبا ليدفع زيدان في صدره بعنف يردف ساخرا :
, - لاء ياض مد ايدك عليا ٣ نقطة ما أنت تربية زبالة
,
, ابتسم زيدان ساخرا يعقد ذراعيه يتمتم متهكما :
, - و**** دي تربيتك أنا مش جايب حاجة من برا
,
, احتقنت الدماء في عيني خالد ليصدح صوته غاضبا :
, - تصدق صح أنا اللي غلطان
,
, رفع زيدان كتفيه لأعلي يتمتم في براءة زائفة :
, - دي بقي تبقي مشكلتك مش مشكلتي ٣ نقطة انت جاتلك الفرصة تربيني وما عرفتش ٣ نقطة
,
, رفع خالد حاجبه الأيسر ابتسم يردف متوعدا :
, - ومالوا يا حبيبي نعديها من اول وجديد احنا ورانا حاجة ٣ نقطةقدامك نص ساعة وتبقي في الإدارة والا تعتبر نفسك متحول للتحقيق ٣ نقطة هو كدة افتري ٣ نقطة سلام
,
, قالها ليخرج من ذلك المبني القديم ٣ نقطة بينما ابتسم زيدان ساخرا متجها الي سيارته ٣ نقطة
,
, مر ساعة علي الأقل حين وصل خالد الي الإدارة توجه مباشرة الي مكتبه ما أن فتح بابه وجد زيدان يجلس علي المقعد المقابل ٣ نقطة نظر زيدان لخالد ما أن دخل ليعاود النظر في ساعته ابتسم يتمتم في براءة :
, - اتأخرت ليه يا سيادة اللواء أنا هنا بقالي 38 دقيقة بالظبط ٣ نقطة وتقدر تسألهم تحت
,
, نظر خالد لزيدان في حدة لتتوسع ابتسامة الأخير ٣ نقطة هب واقفا يؤدي له التحية يردف:
, - اوامر معاليك يا افندم ٤ نقطة تؤمرني بحاجة
,
, حرك خالد رأسه نفيا ليتحرك زيدان الي الخارج ما أن اغلق الباب خلفه صدحت ضحكات خالد الساخرة ٣ نقطة ظل يضحك حتي ادمعت عينيه ليردف متهكما :
, - لاء تربيتي فعلا ٤ نقطة
,
, في غرفة لينا ٤ نقطة جلست علي فراشها بعد أن حطمت تقريبا كل ما يمكنها تحطيمه في غرفتها ٤ نقطة جلست علي فراشها تلهث بعنف ٣ نقطة احتدت عينيها غاضبة لتلتقط هاتفها سريعا تفك الحظر عن رقم معاذ ٣ نقطة تتصل هي به لحظات وسمعت صوته القلق يقول متلهفا :
, - لينا أنتِ كويسة بحاول اتصل بيكي من بدري موبايلك مقفول
,
, التقطت أنفاسها الهادرة تهتف في حدة :
, - معاذ اسمعني ٣ نقطة أنا عيزاك تسحبلي الملف بتاعي من كلية الطب ٣ نقطة بليز يا معاذ من غير ليه
,
, سمعت يقول بترفق حاني :
, - اكيد طبعا حاضر اللي تحبيه
, ش
, صمتت للحظات تستعيد ثباتها لتردف بتلك الجملة :
, - وعايزاك تتفق مع محامي كويس ٣ نقطة عايزة ارفع قضية خلع علي زيدان ٥ علامة التعجب




 
هذا رابط السابقة @مشرفين قصص
 
هذا رابط السابقة @مشرفين قصص
@مشرفين قصص
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%