NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول أسير عينيها (للعشق قيوده الخاصة) | السلسلة الحادية عشر | ـ خمسة وعشرون جزء 11/10/2023

ناقد بناء

مشرف قسم التعارف
طاقم الإدارة
مشرف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
17 ديسمبر 2021
المشاركات
8,828
مستوى التفاعل
2,833
الإقامة
بلاد واسعة
نقاط
14,810
الجنس
ذكر
الدولة
كندا
توجه جنسي
أنجذب للإناث
➤السابقة




السادس والسبعون


في الحارة، تحديدا في منزل منيرة، في صالة المنزل مساءا، تجلس روحية علي أحدي الارائك، أمامها يجلس أدهم ومنيرة تتوسطهم صينية متوسطة الحجم موضوعة علي طاولة بها طعام العشاء، ربتت منيرة علي يد روحية تتمتم مبتسمة:
, - كلي يا حبيبتي
, تحدث أدهم في تلك الأثناء بابتسامة صغيرة هادئة:
, - كلي يا روحية ما تتكسفيش، البيت بقي بيتك خلاص
, إيدته منيرة سريعا تغمغم مبتسمة:
, - علي قولك يا ابني البيت بيتها، حد يتكسف في بيته.
,
, رفعت روحية وجهها تنظر لأدهم تشعر ببعض الارتياح، الأمان حين رأت ابتسامته الهادئة، قلبها لا زال ينتفض بين اضلاعها خوفا من تهديد مراد الصريح لها، منذ الصباح منذ أن القي تهديده بوجهها وهو مختفي تماما وتتمني حقا أن يظل مختفي إلي الأبد، اجفلت من شرودها علي جملة أدهم:
, - طب أنا هدخل أنام أحسن دماغي بتلف من العلاج، تصبحوا علي خير.
,
, توجه أدهم إلي غرفة جدته، صباحا قامت بإبدال فراشها الصغير الي آخر كبير يسع فردين، توجهت منيرة الي روحية تغمغم مبتسمة:
, - بت يا روحية أنا هروح اقفل الدكان وهطلع علي طول مش هتأخر، كلي انتي ولما تخلصي حطي الصينية في المطبخ.
,
, ابتلعت لعابها مرتبكة تحرك رأسها إيجابا لتلتقط منيرة حجابها الطويل تلفه حول رأسها إلي الأسفل توجهت أغلقت الباب خلفها، جلست روحية مكانها التقطت لقمة طعام صغيرة تقربها من فمها ما أن لامست شفتيها انفجرت تبكي، بكاء عنيف صامت، وضعت يديها علي شفتيها تتحرك للأمام وللخلف تنهمر دموعها بلا توقف، ترغب فقط في أن تعرف فيما أخطأت لتعاقبها الحياة بتلك المأساة، ماذا فعلت لتلاقي ما لاقت من عذاب لا ينسي، لينتهي بها الحال زوجة بالاجبار لوغد دنئ حاول اغتصابها، لم يكن لها الاختيار، سوي الموافقة، وافقت أن تعيش معه رغما عنها٣ نقطة
,
, خائفة بل مذعورة مما قد يفعله بها، ظلت تبكي لفترة لا تعرفها، إلي أن بدأت تشعر برأسها تثقل وجسدها يرتخي، قامت تتحامل علي روحها المنهكة حملت صينية الطعام الي المطبخ توجهت قبل أن تضعها علي الطاولة الصغيرة في المطبخ شهقت بعنف تسقط من يدها حين شعرت بيده تلتف حول خصرها وصوته البغيض يهمس جوار أذنيها بنبرة مقززة:
, - ايه يا عروسة صاحية مستنية عريسك، حقك طبعا ما الليلة ليلتك.
,
, مر شريط سريع لما فعله به ذلك الوعد حين اغتال برائتها لينتفض جسدها بعنف دفعته بعيدا عنها تنظر له مذعورة تتنفس بعنف من شدة خوفها، لتحتقن عيني مراد اقترب منها في لمحة يصفعها علي وجهها بعنف أمسك خصلات شعرها يهمس مغتاظا:
, - انتي عايزة ايه يا بت ما خلاص اتنيلت علي عيني واتجوزتك، أحسن انتي الشرف مقطع منك أوي، بقيتي مراتي، وحقي الشرعي هاخده منك يا عروسة سواء برضاكي أو غصب عنك.
,
, انتفض جسدها بعنف لتدفعه بكفيها بعيدا عنه تصرخ بحرقة:
, - لا لا لا، أبعد عني مش هسيبك تلمسني، مش هخليك تدبحني زيه
, أيقظ صراخها الخائف، أدهم الذي اندفع سريعا ناحية صوت الصراخ وقف عند باب المطبخ يهتف متعجبا:
, - هو في إيه
, هرولت روحية سريعا تقف خلفه تحتمي به ترتجف مذعورة تتوسله باكية:
, - ابعده عني، أبعده عني ابوس ايدك
, حرك أدهم رأسه إيجابا التفت برأسه لها يحاول طمئنتها:
, - اهدي حاضر ما تخافيش.
,
, عاد سريعا ينظر لمراد يرميه بنظرات حارقة غاضبة ليردف في حدة:
, - في ايه يا مراد، ما تخلي عندك ددمم يا أخي أنت مش شايفها مرعوبة ازاي
, ارتسمت ابتسامة ساخرة متوعدة علي شفتي مراد يتمتم متهكما:
, - وأنت بتصدق الشويتين دول، وبعدين إنت مالك اصلا، دي مراتي هما مش لبسوني فيها عافية، يبقي أنا حر فيها، اوعي بقي وسع من طريقي
, انتفضت روحية خائفة تحرك رأسها نفيا تتشبث.
,
, بذراع أدهم تحرك رأسها نفيا أن لا يفعل، زفر أدهم حزينا علي حال الفتاة ليعاود النظر لمراد يهتف في حدة:
, - مش هسيبك تأذيها يا مراد، هما ما لبسكش فيها أنت اللي كنت رايح تغتصبها، لو جينا للحق هي اللي لبست فيك٣ نقطة
, احتقنت عيني مراد بالدماء ليقبض علي تلابيب ملابس أدهم يزمجر غاضبا:
, - أبعد عن طريقي يا ابن سمية ما تخلنيش أسيح دمك.
,
, وإن ما بعدش يا أبن نعمات هتعمل إيه، خرج ذلك الصوت الحاد من فم منيرة التي دخلت توا لتهرع روحية إليها تحتمي بها تختبئ في حضنها ربتت منيرة علي رأس روحية تنظر لمراد بحدة:
, - انتي بتعيطي ليه يا بت، ما تخافيش، ما يقدرش يمس منك شعرة طول ما أنا علي وش الدنيا، هو فاكر نفسه مين، دا أنا انزل بشبشي علي وشه ما اخليش الناس تعرفله وش من قفا
, امسكت منيرة يد روحية تجذبها معها الي غرفتها تغمغم في حدة:.
,
, - تعالي يا بت انتي هتنامي عندي فئ الأوضة وابقي خليه يفتح بؤقه وأنا اديله بالشبشب علي بؤقه٣ نقطة
, اخذت منيرة روحية الي غرفتها، وقف أدهم ينظر لمراد يبتسم في شماتة، تثأب ناعسا يتوجه الي الغرفة الأخري نظر لمراد قبل أن يدلف يتمتم ساخرا:
, - ابقي خد بقي الوسادة الخالية في حضنك يا ميرو
, دخل أدهم إلي الغرفة ليوصد الباب من الداخل بالمفتاح، وقف مراد يكاد يتميز من شدة غيظه، يتوعد لروحية بأشد عقاب.
,
, أمام فيلا خالد السويسي وقفت السيارة ليلا أمام باب المنزل ليتنهد خالد حانقا نظر لزوجته القابعة جواره تتصفح هاتفها وكأن الأمر برمته لا يعينها منذ أن خرجوا من منزل والدها وهي تنظر لهاتفها لم توجه له نظرة واحدة حتي، طفح به الكيل ليجذب الهاتف من يدها رفعت وجهها تنظر له نظرات هادئة بينما هتف هو بنزق:.
,
, - في ايه يا لينا مالك من إمبارح مش فيكي حاجة مش مفهومة، امبارح تعيطي وتصرخي ودلوقتي بتتعاملي معايا بمنتهي البرود، احنا من ساعة ما ركبنا العربية ما بصتيش ليا ما نطقتيش بكلمة واحدة حتي
, وجهت له نظرات غامضة حقا لم يفهمها، إلا أنه شعر بالقلق منها، ابتلع لعابه قلقا بينما ابتسمت هي تردف في هدوء ناعم:
, - عادي يا لودي أنت بس اللي بقيت حساس زيادة اليومين دول، يلا ننزل أحسن دماغي هتنفجر وهموت وأنام.
,
, تنهد حائرا يحرك رأسه إيجابا نزل من الباب المجاور له ليجد سيارة حمزة أخيه تقف جواره نزل حمزة اولا يحمل خالد الصغير وهو نائم بينما نزلت بدور تحمل الصغيرة النائمة، عقد خالد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا:
, - كنتوا فين كدة يا حمزة بيه
, ابتسم حمزة في هدوء يحمل الصغير علي أحد ذراعيه ليلف ذراعه الآخر حول كتف بدور:
, - ابدا يا سيدي خدت بدور والاولاد نغير جو، عن إذنك عشان جايين من الملاهي هلكانين.
,
, تحرك حمزة بصحبة بدور للداخل وقف خالد ينظر لهم وهم يغادرون ليتمتم ساخرا:
, - العالم يحترق وحمزة لا يبالي، دماغ لوحده، لينا استني يا لينا
, أسرع في خطواته يحاول اللحاق بزوجته التي اندفعت للداخل، بخطي سريعة تهرب لغرفتهم وهو خلفها، لمح ابنته تجلس في الصالة، تنظر لهم مدهوشة، بينما هو يكمل طريقه الي اعلي دخل سريعا الي غرفته يعترض طريقها يصيح محتدا:
, - ما هو ما فيش نوم الليلة دي غير لما أفهم في ايه.
,
, وقفت أمامه ترميه بنظرات نافرة كارهة أحمر وجهها غضبا لتصرخ تقرر إخراج كل ما يجيش بقلبها:
, - عايز تعرف في ايييه، اقولك أنا في ايييه!
,
, علي صعيد حالمي هادئ بالقرب منهم في غرفة بدور وضع حمزة خالد الصغير علي الفراش يدثره بالغطاء بينما وضعت بدور سيلا في فراشها الصغير، اقترب حمزة من بدور يهمس لها بصوت خفيض:
, - ناموا
, حركت رأسها إيجابا تهمس بصوت خفيض وهي تبتسم:
, - ايوة بس انبسطوا اوي، اليوم كان جميل أوي، كان ناقصه مايا كان نفسي توافق وتيجي معانا
, ابتسم يربت علي وجهها برفق يهمس بخفوت بنبرة حنونة:
, - الجايات اكتر بإذن ****.
,
, توسعت ابتسامتها تحرك رأسها إيجابا ليميل يطبع قبلة علي جبينها يهمس بصوت خفيض:
, - صحيح أنا جايبلك هدية معايا في الأوضة تعالي عشان اديهالك
, حاولت الاعتراض ليمسك بكف يدها يجذبها خلفه برفق الي غرفته، دخل يجذبها خلفه يغلق الباب عليهم؟!
,
, ابتلعت لعابها متوترة دقات قلبها تتدافق بعنف تشعر بتوتر رهيب يغزو أطرافها، جسدها وكأنه ألقي في لوح ثلج في القطب الجنوبي، كان يقف هو أمامها يبتسم، ابتسامته حقا لغز هادئة مريحة مطمئنة ولكن في نفس الوقت بها من المكر ما بها، اخرج علبة زرقاء من جيب سرواله فتحها امام عينيها لتتوسع عينيها منبهرة، حين رأت قلادة من الالماس يتشابك في منتصفها كلمة درة، بشكل حقا خطف أنفاسها، تضاربت دقاتها حين شعرت به يقترب ناحيتها وقف خلفها تشعر بيده تلتف حول عنقها، يلبسها القلادة بترفق شديد، كأنه يخشي خدشها حتي، خرجت من بين شفتيها تنهيدة حالمة، معاملة حمزة الرقيقة ترفعها فوق غيمة وردية فوق السحاب استسلمت لسحابة مشاعره الجارفة، آخر ما تذكرته أنه همس جوار أذنيها بنبرة هامسة شغوفة عاشقة:.
,
, - موافقة؟
, ولا تعرف كيف حركت رأسها بالإيجاب وبعدها لا تدري كيف جذبها لغيمة مشاعره العاصفة كيف ومتي سلمت زمام مشاعرها لها ليطفو بها بعيدا، يعاملها برقة لم تعهدها من زوجها السابق قط، دوما ما كان يشعرها بأنها جماد لا تشعر، يعاملها اسوء معاملة حتي في تلك اللحظات، أما الآن فالوضع مختلف تماما، لم تستفق من حلمها الوردي الا صوته حين همس جوار أذنيها بخفوت عاشق:
, - مبروك يا مدام حمزة السويسي!
,
, في الغرفة المجاورة، غرفة خالد ولينا
, - عايز تعرف في ايييه، اقولك أنا في ايييه!
, تلك كانت آخر جملة سمعها تصرخ بها قبل أن يسود الصمت الغرفة، وقفت هي تنظر له، نظراتها حادة غاضبة تتنفس بعنف أنفاسها تتسارع بشكل أخافه عليها، عينيها حمراء، تكور قبضتها تشد عليها بعنف، زفرت فجاءة نفسا حارا قويا لتتركه وتهرع إلي المرحاض دخلت تهرول تصفع الباب خلفها، توصده بالمفتاح هرع خلفها، يدق الباب بعنف يصيح فيها قلقا:.
,
, - لينا افتحي يا لينااااا، لينااااا
, أرهف السمع للحظات ليتناهي الي اسماعه صوت بكائها العالي، صوت نحيب المتواصل، كور قبضته يدق علي الباب بعنف يصرخ فيهااا:
, - لينااااا، ليناااا افتحي الباب، قسما ب**** لو ما فتحتيه لهكسره يا لينا.
,
, لحظات أخري وسمع صوت المياة تندفع من خلال الصنبور بشدة، صمت بعدها وصوت خطواتها يقترب، فتحت الباب بعد ثواني قليلة تمسك بمنشفة صغيرة في يدها تجاوزته متوجهه الي الفراش جلست عند حافته تجفف وجهها بالمنشفة تنظر لنقطة ثابتة في الفراغ امامها، ابتلع لعابه متوترا قلقا، ليقترب منها جلس جوارها علي الفراش ليمد يده يمسح علي خصلات شعرها بحنو يسألها بهمس خافت قلق:
, - مالك يا حبيبتي فيكي ايه، أنا زعلتك في حاجة.
,
, حركت رأسها نفيا تتخاشي النظر إليه ليمد يده يبسطها أسفل ذقنها يحرك رأسها ناحيته لتتلاقي مقلتيها بعينيه ابتسم يغني بصوت خفيض عذب:
, - أنا زعلتك في حاجة طب ايه يا حبيبي هي، بتداري عينك ليه لما بتيجي في عينيا.
,
, ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها سرعان ما محتها لتتنهد حزينة، ابتعدت برأسها عنها تخفي وجهه بين كفيها، إن أرادت أن تكذب عليه فعليها أن تخبئ عينيها حتي لا يعرف أنها فقط تكذب، تنهد بحرقة تهمس بصوت خفيض حزين:
, - أنا ضميري هيموتني يا خالد، كان عندي عملية أول امبارح وللأسف المريض مات العملية ما نجحتش حالته كانت متدهورة جداا ما قدرتش أعمل حاجة، من ساعتها وأنا محملة نفسي ذنب موته، حاسة اني أنا السبب.
,
, تنهد بارتياح الآن فقط عرف سر حالتها الغريبة تلك، يكاد يسجد لله شكرا أنها لم تكتشف ما فعل، اقترب منها يأخذها بين ذراعيه يحتويها داخل صدره يمسح بكفيه علي شعرها، يهمس لها مترفقا:
, - حبيبتي ما تقوليش كدة، دا مش ذنبك دا عمره وأنا واثق أنك عملتي كل اللي تقدري عليه وزيادة عشان تنقذيه، صدقيني حتي لو كان مكانك أحسن دكتور في العالم كان المريض هيموت بردوا لأن دا عمره، أجله، فهماني.
,
, حركت رأسها إيجابا داخل صدره ليبتسم سعيدا دقاته تهدئ أعصابه ترتخي، ابعدها عنه قليلا يمسح علي وجنتها بخفة ابتسم يميل يقبل جبينها ليشعر بجسدها ينتفض، انتفاضة عنيفة ابتعد عنها يقطب جبينه يسألها متعجبا:
, - في ايه تاني يا لينا
, رسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تتمتم بخفوت ناعس:
, - أنا بس تعبانة وعايزة أنام٣ نقطة
, حركت رأسه نفيا بخفة لتنكمش ملامحه في ضيق، ابتسم يمسح علي وجهها برقة يحادثها بشغف عاشق:.
,
, - خليكي صاحية معايا شوية كمان، انتي وحشاني أوي٣ نقطة
, وضعت رأسها علي صدره لتتوسع ابتسامتها للحظات ومن ثم اندثرت حين سمعها تهمس بخفوت ناعس:
, - أنا عايزة أنام يا خالد
, تنهد حانقا ليرفع يديه يطوقها بهم يمسح علي شعرها بحنو يهمس لها:
, - نامي يا حبيبتي.
,
, أغمضت عينيها تشد بقبضتها علي قميصه بعنف، لحظة فقط فتحت مقلتيها تنظر للفراغ نظرات كارهة نافرة تشد علي أسنانها، صدره كالشوك ينغرز بعنف في الروح لا الجسد، أغمضت عينيها من جديد، تستلم الي أن يحين وقت المواجهة.
,
, مرت عدة أيام، بلا جديد لا حدث مهم فيها٣ نقطة
, في فيلا خالد السويسي، في غرفة مايا، كانت تقف أمام مرآه زينتها تمشط خصلات شعرها قبل أن تذهب الي العمل، حين سمعت دقات متتالية علي باب الغرفة من الخارج سمحت للطارق بالدخول ليدخل حمزة والدها علي شفتيه ابتساامة عررريضة، قسمات وجهه تصرخ فرحا وكأن عاد شابا في ريعان شبابه، دخل الي الغرفة يحادث ابنته برفق وابتسامة ساطعة:.
,
, - ميووش جهزي نفسك عشان مسافرين بكرة دبي، أنا كلمت عمك جاسر عشان ما يبقاش في اي إحراج ليكي، وبصراحة الراجل قدر جداا ظروف السفر.
,
, شخصت عينيها في صدمة تنظر لوالدها من خلال سطح مرآتها المصقول، عينيها شاخصة فمها مفتوح قلبها يكاد يتوقف من الصدمة، تسافر هكذا فجاءة دون أن يشورها والدها، أليس لرأيها أي قيمة ليضعه والدها في عين الإعتبار، التفتت بجسدها تنظر ناحية والدها نظرات حانقة مصدومة، خرجت من حالة الصدمة التي تملكتها لتصرخ في والدها محتدة:.
,
, - لاء طبعا أنا مش موافقة، حضرتك حتي ما خدتش رأيي أنت بس بتفرض عليا أمر واقع أنا مستحيل أرضي بيه بالشكل دا، مش موافقة ومش هسافر
, في تلك اللحظة اختفت ابتسامة حمزة اختفت ملامحه الضاحكة ليحل محلهم وجوم وغضب مخيف، تقدم ناحيتها يقف أمامها مباشرة يرميها بنظرات حادة قاتلة يزمجر غاضبا:.
,
, - اسمعي يا بنت حمزة اللي اقوله يتنفذ من غير نفاش، مش هعرف امشي كلامي عليكي ولا ايه، بكرة الصبح تكوني جاهزة بشنطك، بمزاجك، او رجلك فوق رقبتك هنمشي بكرة.
,
, قالها ليلتفت ويغادر صافعا الباب خلفه بعنف لينتفض جسدها قهرا، ارتمت جالسة علي حافة فراشها، تخفي وجهها بين كفيها تجهش في بكاء عنيف، كانت تظن أن الخلاف بين والدها وادهم سينتهي قريبا، ولكن برحيلهم، ستنقطع كل السبل بينهم، برحيلهم قتل والدها الأمل الذي نبت في قلبها أن تعد الحياة كما كانت.
,
, رفعت وجهها عن كفها تنظر للفراغ للحظات طويلة بعينيها الحمراء الباكية تلتقط حقيبة يدها تمسح دموعها بعنف، لن تذهب الي العمل ولكن إلي بيته ستتجه، ربما لتراه للمرة الأخيرة، قبل أن ترحل إلي اجل غير مسمي.
,
, أمام أحدي مراكز الدروس الخصوصية في محافظة أسيوط كان يجلس علي مقهي صغير أمام المركز ينتظرها بالطبع لم يكن ليحتسي اي من مشروبات تلك المقهي، لن يضع في فمه تلك الأكواب التي فقط يغرقونها بالماء، بالطبع ستكون مليئة بالبكتيريا والفيروسات هو فقط يعطي للعامل نقود ليجلس ينتظرها، أثناء جلوسه وصل الي هاتفه رسالة فتحها سريعا ليجدها من مراد إلي صبا، شريحة التجسس التي ادخلها الي هاتف صبا جعلت له السيطرة الكاملة علي هاتفها، فتح الرسالة يقرأ ما كتب فيها:.
,
, - وحشتيني اوي يا صبايا
, احتقنت عينيه غضبا دمائه الشرقية تثور تصرخ، ذلك الوغد يتلاعب بطفلة بريئة، سيريه مصير من يعبث مع عائلة الشريف، هو يعرف أنها بالطبع لن تجيب لأنها داخل محاضراتها الآن ولكن ما جعل الدماء حقا تنفجر في رأسه حين ردت الرسالة بأخري:
, - وأنت كمان وحشتني اوي يا مراد
, البلهاء تنساق كالحمير لفخ أحمق مثل من صنعه، ركز عينيه علي شاشة الهاتف يقرأ ما يرسلون
, - مش هترجع بقي يا مراد
, - قريب يا صبا، قريب.
,
, - أمتي بس إنت غايب بقالك كتير
, - معلش يا حبيبتي عندي شوية مشاكل لازم احلها قبل ما اجي
, - تفتكر جاسر وبابا هيوافقوا اننا نتخطب، بابا دايما بيقول اني لسه صغيرة
, - حتي لو ما وافقوش أنا هقنعهم وأنا واثق أنهم هيوافقوا
, - ازاي يا مراد
, - لاء ازاي أنا هشرحهالك بالتفصيل لما أجي
, - مراد أنا هقفل، عشان الحصة خلصت وخلاص همشي
, - ماشي يا حبيبتي خلي بالك من نفسك وطمنيني عليكي لما توصلي.
,
, يقرأ كل حرف تبعثه له وهو بالمقابل بأعين حمراء دامية منع نفسه بصعوبة من أن يدخل إلي المركز ويصفعها أمام الجميع، يبرر لها انها فقط طفلة مشاعرها غير مستقرة، طفلة انخدعت في فخ الثعلب وهو هنا لحمايتها لكي لا تسقط فريسة في الفخ، بعد عدة دقائق رآها تخرج من المركز تحتضن عدة كتب بين يديها، وضع النقود علي الطاولة الصغيرة جواره ليتحرك من مكانه متجها إليها، زفرت حانقة ما أن رأته، ذلك المتطفل والده يثق بن لدرجة أنه سمح له باصطحابها يوميا من ( دروسها ) إلي المنزل، تحركت تسير جواره هو وهي والصمت ثالثهم، كل منهما يفكر عقله مشغول، هي تفكر في مراد، وهو يفكر كيف ينقذها من مراد، حمحم يكسر الصمت يحادثها بهدوء:.
,
, - عارفة يا صبا، هحكيلك حكاية بدل الصمت دا، كان ليا واحد زميلي شبه ممثل تركي مش فاكر اسمه ايه بصراحة، المهم الولد دا كان فعلا وسيم جداا ما فيش بنت بتشوفه الا ولازم تعجب بيه، بس هو كان شخص سئ جداا، كانت هوايته الوحيدة، وانا اسف طبعا في اللي هقوله، أنه يعمل علاقات محرمة مع البنات وخصوصا الصغيرين، كان بيفرح اوي لما بيشوفهم مكسورين بعد ما ياخد برائتهم ويفضحهم، هو مات عامة من سنتين، بس بعد ما اذي بنات كتتتير، وسامته وطريقته كانوا بيجذبوا البنات ليه زي النار بتلمع في عيون الفراشات وأول ما بيقربوا منها بتحرقهم، فهماني يا صبا.
,
, ارتجف جسد صبا ذعرا شعرت وكأن تلك الحكاية التي يقولها مراد، موجهة لها بشكل غير مباشر، تسارعت دقات قلبها حين نظرت له، أما هو فابتسم ابتسامة بريئة للغاية وكأنه لم يكن يعني شيئا مما قاله، ازدردت لعابها الجاف كصحراء لم تمسها قطرة ماء تحرك رأسها إيجابا بصعوبة بالغة، سار معها في الطريق إلي أن وصلوا لمنزل عائلة الشريف، الي داخل البيت توجهت صبا يليها غيث٣ نقطة
,
, في الصالة الواسعة كانت شاهيناز تتحرك من الأريكة متوجهة إلي السلم، في لحظة نزول سهيلة من أعلي ابتسمت شاهيناز في خبث لتصطدم بكتف سهيلة وتتأوه هي من الألم، انكمشت ملامحها ألما تهمس بصوت خفيض:
, - مش تفتحي يا سهيلة، حرام عليكي أنا حامل، بتزقيني ليه أنا عملتك إيه.
,
, شخصت عيني سهيلة في غيظ يكفي ما لاقت طوال الفترة الماضية تلك الحية اخذت حبيبها الأول والأخير، بات يعاملها أسوء معاملة، حتي رشيد والده يرفض خروجها من البيت يمنع رحليها بحجة أنه سيعيد كل شئ كما كان وأفضل، حتي أنه اخبرها أن ما يفعله جاسر هو خارج إرادته، هل يظنها بلهاء لتلك الدرجة، انفجرت تصرخ تخرج بكل ما يجيش في قلبها من قهر:.
,
, - انتي ايييه يا شيحة حية، ولا حرباية، انتي مش بني آدمة انتي شيطانة، سرقتي مني جوزي، قهرتيني، ودلوقتي انتي اللي بتزقيني وكمان بتتبلي عليا، أنت حية هيجي يوم وديلها هيلف علي رقبتها يموتها.
,
, احمرت عيني شاهيناز في غضب حارق كادت أن تفتح فمها لتسمعها وصلة سباب لا نهاية لها، حين ظهر فجاءة دون سابق إنذار جاسر، وقف أمام شاهيناز ينظر لسهيلة بأعين سوداء نيران من جحيم اسود تستعر في مقلتيه، دون حتي أن تعي ما يحدث كان كف يده يهبط علي وجهها بصفعة عنيفة قاسية اسقطتها أرضا علي وجهها تنظر أمامها بأعين شاخصة يقتلها الألم والقهر، انتهي كل شئ، وكانت الشعرة التي قتلت حبه في قلبها للأبد، اندفع غيث سريعا ناحيته يجذبه بعيدا عن سهيلة يصرخ فيه محتدا:.
,
, - أنت اتجننت يا جاسر بتضرب مراتك، أنا كنت واقف وشايف كل حاجة شاهيناز هي اللي زقت سهيلة
, قبض جاسر علي تلابيب ملابس غبث بعنف يهزه بقوة يصرخ فيه بجنون:
, - ما تجبش سيرتها علي لسانك، انا مراتي ما غلطتش، مراتي ما بتغلطش
, لفظ غيث بعيدا عنه بحدة ليرتد الأخير للخلف ينظر لجاسر بذهول لا يفهم حقا ما به، التفت جاسر لسهيلة يصرخ فيها:
, - وانتي يا بت امشي اطلعي برة، يلا برة.
,
, اندفعت شروق من خارج المنزل علي صوت الشجار لتشهق بعنف ما أن رأت حالة سهيلة المذرية، وتسمع ما يقوله ابنها، هرولت ناحية الفتاة تنتشلها من علي الأرض تنظر لجاسر تصرخ فيه:
, - أنت فيييك ايييه، أنت خلاص اتجننت بتضرب مراتك وتطردها من بيتك، دي الأمانة اللي وصالهالك أبوها، منك لله يا ابن بطني
, احتدت عيني جاسر تسارعت أنفاسه بعنف مخيف، ليصيح في والدته بصوت غاضب كالرعد:
, - اسكتي مش عايز اسمع صوتك.
,
, كانت الصدمة تلك المرة قوية كثيرا علي شروق، ولدها التي تشهد البلد اجمعها بأخلاقه العالية تبدل حاله بين يوم وليلة، أمسكت بيد سهيلة توقفها جوارها، تتوعده صارخة:
, - لاء دا أنت اتجننت رسمي، حسابك مع ابوك لما يرجع يا ابن رشيد٣ نقطة
,
, نزعت سهيلة يدها من يد شروق تتحرك حركة آلية للغاية توجهت الي غرفتها توصد بابها بالمفتاح، بأعين دامعة وقلب يتفتت، بدأت تجمع ثيابها فئ حقيبة صغيرة اخفتها أسفل الفراش، في الليل ستهرب، في الليل سينتهي كل شيء، فقط حين يحل الليل، تسطحت علي الفراش تضم ركبتيها لصدرها تنخرط في بكاء عنيف مؤلم تنعي به حبها المقتول في مهده البرئ.
,
, في شركة السويسي للمقاولات
, جلست لينا أمام تلك السيدة التي تدعي أشرقت، تستمع لكل حرف تقوله بإنصات شديد، لا تنكر أنها في الفترة الماضية تعلمت منها الكثير والكثير، كان والدها محقا حين أخبرها أنها يجب أن تتعلم كل شئ من نقطة الصفر، اجفلت من شرودها علي جملة تلك السيدة:
, - بس انتي بجد ما شاء **** عليكي شاطرة مش بقولها مجاملة عشان انتي بنت خالد باشا، بس انتي حقيقي شاطرة وبتتعلمي بسرعة.
,
, ابتسمت لينا في حماس، تشعر بالفخر بذاتها، بأنها تتقدم للأمام تحقق شيئا أخرجها من دوامة فرحتها صوت رنين هاتفها استأذنت من أشرقت لتقم بعيدا، نظرت لاسم المتصل لتتنهد حائرة معاذ، معاذ الذي لم يتوقف عن الاتصال بها يسألها كل لحظة وأخري هل وافق والدها، وإلي الآن لا تعرف لما لا تخبره أن والدها قد وافق بالفعل، تنهد حائرة تغرز اظافرها في خصلات شعرها فتحت الخط تضع الهاتف علي أذنيها ليأتيها صوت معاذ الملتاع شوقا:.
,
, - ايه يا لينا فينك يا بنتي، انتي وحشاني أوي، إيه رأيك اعزمك علي الغدا في أي مكان تحبيه
, الفكرة لم تروق لها كثيرا كادت أن تعتذر له بأي حجة كانت لتسمعه يبادر متلهفا:
, - ارجوكي ما ترفضيش، انتي فعلا وحشاني ومحتاج اشوفك، أنا حاسس أنك بتتهربي مني يا لينا، أنا زعلتك طيب.
,
, زفرت مختنقة، تشعر بروحها تتشتت من جديد ارتمت علي اقرب مقعد مجاور للنافذة، ما ذنبه معاذ لتهمله أليست هي من اختارته بملئ إرادتها، أليس هو سندها في أصعب الأوقات، دائما جوارها لم يتخلي عنها ابداا، حكايتها مع زيدان أغلقت صفحاتها للأبد، هي بيدها من أغلقت حكايتها لتبدأ أخري جديدة من نقطة البداية، خرجت من حيرتها علي صوت معاذ ينادي باسمها:
, - الو، الو، يا لينا، روحتي فين يا بنتي.
,
, تنهدت تحسم قرارها لتحرك رأسها إيجابا:
, - ماشي يا معاذ موافقة
, سمعت صحيته الفرحة ليغمغم سريعا متلهفا فرحا:
, - مسافة السكة وهبقي قدام شركة والدك، ربع ساعة بالكتير مش هتأخر
, عقدت جبينها في لحظات، تتسأل في نفسها من أين له أن يعلم أنها في شركة والدها، سؤال لم تبقيه بداخلها بل سألته إياه مباشرة:
, - وأنت عرفت منين أن أنا في الشركة بتاعت بابا
, صمت للحظات لتسمعه يضحك متعجبا من سؤالها يغمغم في مرح:.
,
, - صباح الزهايمر أنتي اللي قيلالي من كام يوم أنك بدأتي تدريب في شركة باباكي، مسافة السكة يا حبيبتي مش هتأخر، سلام
, أغلقت معه الخط تنظر لاسمه الذي يعلو شاشة هاتفه تقطب جبينها مستفهمة تحاول أن تتذكر متي أخبرته بذلك الأمر، تنهدت مستسلمة ربما فعلت ذلك ونسيت!
,
, علي بعد آخر، بعيدا، كان في غرفة مكتبه يجلس خلف سطح مكتبه عينيه شاردة في الفراغ، منذ عدة أيام وهو هنا، أيامه تتشابه بحد ممل سخيف، العمل هنا قليل للغاية، يقضي معظم وقته يحادث الموج في موقع فارغ بعيدا عن الناس يشكي به همه يحدثه يخبره بكل ما يعتمر في صدره من لوعة وشوق، يحاول أن يتجب الاختلاط بباسل قدر الإمكان من الجيد أن تلك الفتاة التي تدعي انجليكا لم تظهر في طريقه مرة أخري، اقتربت بجزعه العلوي من سطح المكتب بمرفقيه علي سطح المكتب يخفي وجهه بين راحتيه يريد فقط أن يخبره أي من كان كيف السبيل للخلاص من طيفها الذي يلازم روحه باستمرار ترفض الخروج من عقله، مع كل محاولاته التي تبوء بالفشل ويزداد طيفها به التصاقا، تنهد يزفر أنفاسه الحارقة حين سمع صوت دقات علي باب المكتب سمح للطارق بالدخول، ليسمع صوت طرقات حذاء ذو كعب عالي علي سطح الأرضية رفع وجهه ينظر للطارق كان يظنه باسل الثرثار، ليجدها هي تلك الفتاة، تقف أمام مكتبه مباشرة تبتسم ابتسامة كبيرة، تنظر له بولة عينيها تلمع بإعجاب يراه الاعمي، أشار للمقعد المجاور لمكتبه يحادثها برسمية:.
,
, - who can l help you
, ( كيف يمكنني مساعدتك )
, ابتسمت انجليكا في توسع ممتزج بحماس اسبلت عينيها برقة تغمغ بوداعة:
, - أنت وهشتني كتير زيدان، أنا جيت اشان، استني أنا فاكر الكلمة، آه اشان، نروه ناكل سوا٣ نقطة
, حركت رأسه نفيا يضحك يآسا من محاولاتها البائسى للتحدث بالعربية، حمحم يستعيد جديته:
, - جاية تعزميني علي الغدا قصدك
, حركت رأسها إيجابا سريعا تؤيد ما لم تستطع قوله بشكل واضح، ليحرك هو رأسه نفيا بخفة يتمتم في هدوء:.
,
, - مش هقدر معلش، ورايا شغل كتير
, امتعضت ملامحها حزنا ولكنها لم تكن لتستسلم قامت من مكانها متجهه ناحيته تجذب كف يده تشده بعنف من فوق مكتبه تردف مُلِحة:
, - بليز زيدااان، بليييز، بليييز، بلييييز، أنا ايزة اهرج مع إنت بليزززز، say yes
, ضحك يآسا تلك الفتاة ليست سوي طفلة في جسد انثي لا يناسب عقلها تماما، تنهد يآسا من إلحاحها يتمتم علي مضض:
, - طيب خلاص ماشي موافق، اسكتي بقي صدعتيني.
,
, ابتسمت منتصرة لتجذب كفه بعنف اذهله هو نفسه، وقف عن مقعده لترتمي بين أحضانه تصيح سعيدة:
, - yes، yes، thank you zedan٣ نقطة
, ارتسمت ابتسامة حزينة علي شفتيه، حين اختفت انجليكا من أمامه عينيه وظهر طيفها هي من جديد، سحقا لقلبه الذي لم يعشق سواه برغم كل ما فعلت.
,
, عودة لشركة السويسي للمقاولات خرجت لينا من شركة والدها، متوجهة إلي سيارة معاذ التي تقف تنتظرها بالخارج، نزل سريعا ما أن رآها ليلتف حول سيارته يفتح الباب المجاور للسائق ينحني بحركة مسرحية مضحكة يتمتم فرحا:
, - تفضلي بالدخول مولاتي الأميرة
, أبتسمت ابتسامة صغيرة تدلف للسيارة ليعود هو الي مكانه سريعا جوارها، التفت لها يبتسم ابتسامة كبيرة مشتاقة، امسك يدها يقبل كفها برقة يتمتم ملتاعا:.
,
, - وحشتيني اوي، صدقيني كنت هموت لو ما شوفتكيش
, ابتسمت ولم تجب، لتسمعه يكمل مبتهجا:
, - ها يا ستي تحبي تروحي فين
, اي مكان يا زيدان!، نطقتها بعفوية لم تكن تقصد حتي أن تذكر اسمه، التفتت ناحية معاذ لتجد الإبتسامة التي علي وجهه انطفأت تماما وحل مكانها نظرات غاضبة، يديه تشد بعنف علي المقود رأت عروق يده تنفر من شدة غضبه، حمحمت تهمس بخفوت تعتذر له:
, - أنا آسفة يا معاذ ماكنش قصدي صدقني، أنا آسفة.
,
, أعطاها ابتسامة صغيرة يحرك رأسه إيجابا يغمغم:
, - ولا يهمك يا حبيبتي، بس ابقي خلي بالك بعد كدة، ها بقي يا ستي تحبي تروحي فين
, حركت رأسها بالإيجاب تمسح وجهها بكف يدها، تخبره باسم مطعم تعرفه ليأخذ طريقه لهناك مباشرة.
,
, علي صفيح ساخن، في شقة شهد التي تقطن فيها بصحبة حسام، منذ الصباح وهي تشعر، بشعور سئ ألم يزداد بشاعة يضرب بصدرها تحملت الأمر أمام حسام حتي لا يقلق، ولكن ما أن نزلت لعمله تركت لدموعها العنان تكمش يدها موضع قلبها تشعر بقلبها يتمزق مع كل دقة الألم بشع لا يوصف، تحركت لغرفة حسام، تتسطح علي فراشه، اخذت ادويتها عل الألم يسكت ولو قليلا ولكن لا شئ الألم يزداد بشاعة جسدها تشعر به بارد كالثلج ينصهر عرقا، شدت الغطاء ترتجف تحته من البرد والألم، لم تعد تتحمل أكثر جذبت هاتفها تطلب رقمه هو، انتظرت الي أن سمعت صوته لتبادرة قائلة بنبرة ضعيفة باكية:.
,
, - الحقني يا خالد، أنا بموت، الحقنئ ارجوك
, سمعت صوته يهتف متلهفا:
, - أنا جاي حالا مسافة السكة وهبقي عندك
, اغلق الخط، لتبدأ تشعر هي بأنفاسها تثقل، للحظات أيقنت انها علي شفي الموت، وهي لا تريد فئ تلك اللحظات سوي أن تري صغيرها للمرة الأخيرة قبل أن تخرج روحها من جسدها، بصعوبة طلبت رقم حسام، الذي أجاب من أول دقة تسمع صوته المرح:
, - اؤمريني يا ست الكل.
,
, انهمرت دموعها يتمزق قلبها ألما، وحزنا عليه بالكاد خرج صوتها ضعيفا:
, - حسام تعالا يا إبني أنا عايزة اشوفك
, سمعت صوت ابنها يصرخ ملتاعا خائفا:
, - مالك يا أمي فيكي ايه
, التقطت نفسا بشق الانفش تبلع لعابها الجاف كالصحراء تهمس له بصوت بالكاد سمعه:
, - ما تتأخرش يا حسام.
,
, في مستشفي الحياة، نزع حسام مئزره الأبيض يركض كالمجنون لخارج المستشفى إلي سيارته مباشرة ما كاد يصل إليها وجد لينا تنزل من سيارتها اقتربت منه تسأله متعجبة:
, - في ايه مالك يا حسام بتجري كدة ليه
, انهمرت دموعه فجاءة خوفا علي والدته لم يستطع كبح جماح مشاعره ابدااا ليهتف مذعورا كطفل صغير:
, - أمي، ماما، تعبانة أوي مش عارف فيها ايه.
,
, تركها وتوجه سريعا يستقل سيارته، ليجدها تهرع سريعا تجلس علي المقعد جواره، نظر لها مندهشا لتهتف هي سريعا:
, - اطلع بسرعة نشوف والدتك
, ابتلع لعابه قلقا من فكرة وجودها ولكن قلقه علي والدته لم يدع تلك الفكرة تشغل باله كثيرا، سحق الدعاسات تحت قدميه يشق غبار الطريق ينطلق بسرعة رهيبة يسابق الزمن ليصل
, علي جانب آخر وصلت سيارة خالد أسفل منزل شهد نزل من السيارة يركض ليستوقفه الحارس يغمغم في احترام:.
,
, - يا باشا الركنة هنا ممنوعة ممكن الونش يجي يشليها
, القي له خالد مفتاح السيارة يغمغم سريعا وهو يركض لأعلي:
, - خد اركنها وهديك اللي انت عاوزه
, صعد درجات يركض، يقتله شعوره بالذنب أهمل في حقها الفترة الماضية بأكملها، وها هي ستحمله ذنب آخر، وقف أمام باب منزلها ليخرج مفتاحه سريعا يدسه في قفل الباب دخل يركض الي المنزل يصيح باسمها يبحث بين الغرف، الي أن فتح باب غرفة حسام رآها مسطحة هناك هرع إليها، يصيح خائفا:.
,
, - شهد مالك يا شهد ردي عليا يا شهد
, فتحت عينيها بقدر بسيط تبتسم ابتسامة باهتة واهنة، بضعف شديد خرج صوتها:
, - خالد أنت جيت، كنت فكراك مش هتيجي
, امسك كف يدها داخل قبضته يشد عليه برفق يردف سريعا:
, - أنا هنا جنبك والإسعاف علي وصول، ما تخافيش، مش هيحصلك حاجة هتبقي زي الفل
, ابتسمت بوهن تحرك رأسها نفيا تهمس بخفوت مجهد:
, - مش هبقي، أنا عارفة، خلي بالك من حسام يا خالد، حسام بيحبك أوي، بيحبك حتي اكتر مني.
,
, ادمعت عينيه حزنا علي حالها ليحرك رأسه نفيا بعنف يردف منفعلا:
, - ما تقوليش كدة يا شهد انتي هتبقي كويسة صدقيني هتبقي كويسة
, توسعت ابتسامتها الشاحبة، لتمد يدها تبسطها علي وجهه تلتقط أنفاسها بصعوبة تهمس له:
, - احضني يا خالد، احضني اوي، ولو لمرة واحدة احضني علي اني شهد مش لينا.
,
, اندفع يطوقها بذراعيه يضم رأسها لصدره، يغرزها بين أحضانه يعوضها ولو قليلا عن ما عانت بسبب قديما والآن، لم يكن يفكر في أي شئ وهو يحتضنها بينما تتشبيث هي بقميصه تنساب دموعه ودموعها معا، قاطع تلك اللحظات صوت شهقة، يعرف صاحبة ذلك الصوت جيدا فتح عينيه، ينظر سريعا لمصدر الصوت لتشخص عينيه فزعا حين رآها، لينا تقف أمامه مباشرة في شقة شهد تراه وهو يحتضنها بتلك الطريقة، والألم الذي رآه في عينيها أبشع مما قد يُوصف، في تلك اللحظة تحديدا عرف أن النهاية التي ظل حذرا منها يخطط لها جيدا قد أتت دون أن يحسب لها حساب.

السابع والسبعون


- احضني يا خالد، احضني اوي، ولو لمرة واحدة احضني علي اني شهد مش لينا.
,
, اندفع يطوقها بذراعيه يضم رأسها لصدره، يغرزها بين أحضانه يعوضها ولو قليلا عن ما عانت بسبب قديما والآن، لم يكن يفكر في أي شئ وهو يحتضنها بينما تتشبيث هي بقميصه تنساب دموعه ودموعها معاّ، قاطع تلك اللحظات صوت شهقة، يعرف صاحبة ذلك الصوت جيدا فتح عينيه، ينظر سريعا لمصدر الصوت لتشخص عينيه فزعا حين رآها، لينا تقف أمامه مباشرة في شقة شهد تراه وهو يحتضنها بتلك الطريقة، والألم الذي رآه في عينيها أبشع مما قد يُوصف، في تلك اللحظة تحديدا عرف أن النهاية التي ظل حذرا منها يخطط لها جيدا قد أتت دون أن يحسب لها حساب.
,
, احترقت مقلتيها وهي تشاهد بعينها زوجها بين أحضان اخري، كانت تشك والآن تأكدت أنه طعنها بخنجر الخيانة مرة اخري٣ نقطة
,
, Flash back.
,
, سمعت صوت رسالة تصل لهاتف خالد الآخر، التقطته تفتحه تنظر لما أرسل له وكانت الصدمة التي صفعتها حين قرأت علي سطح الشاشة جملة قصيرة وقعت علي قلبها كوقع النار في الهشيم نظرت لاسم المرسل حسام، حسام هي حقا كانت تشك في علاقته بخالد يكفي الشبه الغريب بينهما، كانت تراقب تصرفات حسام في المستشفى لتلاحظ أنه تقريبا يتصرف مثل زوجها تماما اختلافات طفيفة، لا يمكن ملاحظة الفرق بينهما والآن فقط تأكدت جميع شكوكها من كلمة واحدة في تلك الجملة القصيرة.
,
, « بابا زيدان خلاص سافر ».
,
, بابا! أعادت قراءة الكلمة مئات المرات عقلها يحاول ترجمة تلك الكلمة المكونة من أربعة أحرف فقط ( ب، ا، ب، ا ) أبيه خالد والد حسام، زوجها لديه ابن آخر، ولكن للحظات عقدت جبينها تتذكر أنها قرأت تاريخ ميلاد حسام في ملفه الخاص، حسام أكبر من لينا عمرا، إذا كيف يمكن أن يحدث ذلك، توسعت عينيها فزعا وشهقة فزعة خرجت من بين شفتيها، خالد متزوج قبلها، كان كما تعرف رحاب وابنته منها ماتت وشهد واجهضت طفلها، إذا كيف، هل يمكن أن يكن جراب الساحر يحوي خدع لم تعرفها، طوال تلك السنوات وخالد متزوج ويخفي عليها، قضت عمرا كاملا في كذبة نسجها هو واحكمها جيدا فلم تعرف الحقيقة من الكذب، والدها، والدها هو الوحيد الذي يقدر علي مساعدتها، والدها سيعرف كل شئ وحينها فقط ستعرف ما تفعل.
,
, Back.
,
, عادت من شرودها القصير تنظر له للحظات طويلة كانت او قصيرة في تلك اللحظات تحديدا الوقت نفسه توقف من وقع الصدمة، رأي في عينيها انعاكس صورته وهو يحتضن شهد تلك المسكينة بين ذراعيه ومسكينة أخري تقف أمامه وهو الجاني في الحالتين، لم يعبئ بصراخ حسام باسم والدته، ولا بصفرات الإسعاف التي بدأت تدوي بعنف في المكان، كل شئ توقف وهو ينظر لمقلتيها يري العذاب ينهمر منهما، دون أن تنطق بحرف واحد تحركت من الغرفة ومن المنزل بأكمله، أسرع حسام يحمل والدته التي فقدت وعيها تماما يركض بها لأسفل حيث سيارة الإسعاف، وقف هو مكانه يغمض عينيه لا يقدر علي الإتيان بحركة واحدة حتي، جر قدميه جرا الي الخارج، الأفكار في رأسه تغرق في بحر موحل أسود، يتوقع أسوء ما يمكن أن يحدث، نزل لأسفل ليجد حسام يصيح في المسعفين أنه لن يترك والدته، استقل حسام قسرا سيارة الإسعاف بصحبة والدته تتحرك سريعا للمستشفي، وعلي مرمي بصره بعيدا رآها توقف سيارة أجري ترحل هي الاخري وهو يقف عند مفترق الطرق، الخسارة حليفته من جميع النواحي، لا لن يخسر ابدا، سيشرح للينا الوضع كاملا لينا ستتفهم لينا تحبه لن تبتعد عنه، هرع إلي سيارته يركض إلي المنزل تاركا كل شئ خلفه.
,
, في الحارة تحديدا في شقة منيرة، كانت تقف في المطبخ الكبير تمسك سكين كبير حاد تقطع به قطع البصل تعد الغداء، عقلها شارد سابح في كلمات السيدة منيرة التي تلقيها علي مسامعها كل ساعة تقريبا، إن تتحلي بالشجاعة، إلا تكن تلك الفتاة الضعيفة، ولكن كيف وهي فقط طفلة صغيرة انتزعت براءتها كزهرة انتزعوا رحقيها رغما عنها، انسابت دموعها رغما عنها لتمد يدها سريعا تمسح ما سقط من دموعها، شهقت بعنف مفزوعة حين شعرت بيد تلتف حول جسدها، أحد ما خلفها يضم ظهرها لصدرها، ارتجف جسدها ذعرا حين سمعت صوت مراد يهمس بخبث مقزز:.
,
, - بقولك إيه ما احنا خلاص كتبنا الكتاب بلاش بقي شغل الشرف دا، دا انتي حتي حلالي وبكرة تبقي أم العيال.
,
, انهمرت دموعها بعنف تحرك رأسها نفيا بقوة كادت أن تصرخ حين شعرت به يحط بكفه الغليظة فوق فمها يمنعها من الصراخ تشعر بيده الأخير تعتصر جسدها بغيظ يهمس لها محتدا:
, - مش هنخلص بقي من الشغل دا هو أنا كل ما اجي جنبك تصرخي٣ نقطة
,
, نظرت لباب المطبخ سريعا ستدفعه وتركض تهرب منه لتتوسع عينيها هلعا حين رأت الباب مغلق من اغلقه بالطبع هو، حركت جسدها بعنف تحاول إبعاده عنها بأي شكل كان، انتفض فؤادها حين سمعته يغمغم في مكر خبيث:
, - أنا قافل باب المطبخ بالمفتاح، مش هتعرفي تهربي مني، أوعدك هاخد منك اللي أنا عاوزه وبعدين اطلقك كفاية اوي إني ادبست فيكي، وخدتك علي عيبك.
,
, توقفت عن الحركة وكلماته السامة تنغرز في روحها كنخجر سام مشتغل يحرق روحها بنيران الظلم والقهر، استغل هو حالة الاستسلام التي أصابتها ليدفعها علي أرض الحجرة، يبتسم متشفيا يخلع قميصه ببطئ مخيف، بينما هي كحجر أصم تنظر للفراغ تتذكر وهي ابدا لم تنسي حادثة قديمة سلبت روحها، دفعت ثمنا ليس لها به ذنب٣ نقطة
,
, Flash back
, خرجت من غرفتها متأففة من رائحة تلك السجائر البغضية التي تملئ المكان، نظرت لشقيقها الذي بالكاد يفتح عينيه مستلقي علي الأريكة عقله يلهو في نشوة ذلك السم، وقفت روحية أمامه تصيح فيه:
, - حرام عليك يا سيد إنت إيه يا اخي ما بتحسش ما عندكش ددمم، الناس بقت بتقرف مننا بسبب القرف اللي أنت بتبيعه وبتشربه دا، اتقي **** بقي.
,
, جل ما حدث أنه أبتسم ابتسامة بلهاء مغيبة ولم يعقب بحرف واحد، زفرت حانقة من حاله ليصدح صوت دقات عنيفة في تلك اللحظة أصابها الذعر من تلك الدقات المخيفة وصوت اجش يصدح من خلف الباب المغلق:
, - افتح يا سيد، افتح لاكسر الباب فوق دماغك، أنا عايز فلوسي يا سيد.
,
, ازدردت لعابها خائفة من ذلك الصوت الأجش المخيف، وقفت للحظات في حيرة من أمرها لا تعرف أتتقدم للأمام أم تذهب للخلف تختبئ خلف باب غرفتها المهترئ القديم، لمحت بطرف عينيها اخيها يترنح واقفا يتوجه بخطوات مترنحة ثقيلة تجاه باب منزلهم لتتوجه هي إلي غرفتها تغلق الباب عليها، اقتربت من الباب المغلق تلصق اذنيها به تحاول أن تسترق السمع لتعرف ما يحدث بالخارج، سمعت ذلك الصوت الغليظ وهو يصيح في أخيها:.
,
, - بقولك ايه يا سيد أنا عايز فلوسي أنت واخد مني بضاعة بعشر تلاف جنية، لا جبت البضاعة ولا سددت تمنها، فتجيب فلوسي بالذوق احسنلك.
,
, سمعت صوت ضحكة تائهة تأتي من أخيها ليغمغم بعدها بهذيان مخيف:
, - فلوسك بح، طارت مع الحمام، ما فيش فلوس، اقولك حاجة حلوة، شايف الباب دا، وراه أختي خدها مكان فلوسك.
,
, توسعت عينيها في هلع كممت فمها بيمناها بينما تلطم خدها بيسراها، بما يهذي ذلك المجنون، لحظات وسمعت صوت ضحكات الرجل الآخر يتمتم بنبرة سوداء:
, - وماله بس عارف لو طلعت مش حلوة، هعلقك علي باب حارتكوا يا سبع الرجالة.
,
, تضاربت دقاتها ذعرا تستمع لخطوات من غرفتها لتعود هي للخلف تلقائيا تنظر ناحية الباب بهلع مفزوعة بل تكاد تموت خوفا، والباب القديم لم يحتاج سوي دفعة واحدة وانفتح علي مصرعيه لتجحظ عينيها في فزع شهقت تنظر لذلك الرجل ضخم الجثة بشكل مخيف ينظر له نظرات سوداء مقززة ابتسامة خبيثة تعلو ثغره تفرسته عينيه، ليغض علي شفتيه يغمغم في نهم:
, - لاء تستاهلي دا انتي مش حلوة بس، دا انتي حلوة اوي.
,
, حركت رأسها نفيا بذعر مرة تليها اخري واخري انهمرت دموعها تنظر له تتوسله بنظراتها الضعيفة الا يؤذيها، خرجت صرخة مستجيدة من بين شفتيها تصيح باسم أخيها:
, - سيد الحقني يا سيد، ابوس ايدك الحقني.
,
, تعالت ضحكات ذلك الواقف يتوجه ناحيتها بخطي واسعة يتمتم في خبث:
, - سيد خلاص مش في الدنيا أنا مديله صنف جديد يا هيعلي معاه يا هيجيب أجله٣ نقطة
,
, هرعت الي النافذة تود الصراخ عل أحدهم ينقذها، لم تكد تصل للنافذة الصغيرة شعرت به يقبض علي خصلات شعرها يكمم فمها بكفه الغليظة يهمس لها مستمتعا:
, - لا لا لا خلينا كدة حلوين مع بعض، ما هو اكيد أنا مش اول واحد اخوكي يبيعك ليه.
,
, حاولت بإستماتة مقاومته دفعه بعيدا عنها، ولكن كانت كصخرة صغيرة في وجه الجبل، صفعه قوية من يده الغليظة جعلتها تسقط أرضا تصطدم رأسها بالأرض تحتها بعنف قاسي، رفعت رأسها بضعف شديد لتراه يقف أمامها مباشرة يبتسم متشفيا يخلع قميصه ببطئ مخيف، ربما كان الموت أقل ألما من سلخ الروح حيا
, Back.
,
, تحركت مقلتيها بجنون تتذكر وتتذكر، الموقف يُعاد الحادثة تتكرر وهي الضحية في كلا الحالتين، نظرت لمراد بشراسة لتهب في لحظة تقف أمامه تمسك سكين المطبخ الكبيرة تشهرها أمام صدره العاري تصرخ بحرقة:
, - لو قربت مني هقتلك، إنت فاهم هقتلك..
,
, ضحك مراد ساخرا ينظر للسكين في يدها نظرات متهكمة، ليعاود النظر إليها باستخفاف يغمغم ساخرا:
, - ارمي يا ماما اللعبة اللي في ايدك دي وحاسبي لتعورك، أنا قولتلك نمشيها بالذوق بس واضح كدة أنك ما بتجيش غير بالغصب.
,
, احتدت عينيه غضبا ليندفع ناحيتها، فما كان منه الا ان صرخ بعنف متألما حين جرحت يده التي حاولت الإمساك بها جرح ليس بهين، قبض على ذراعه يصيح متألما بينما تصرخ هي بجنون:
, - مش هسيبك تدبحني زيه، لو قربت مني هقتلك.
,
, مع تلك الصرخات تعالت صيحات أدهم يدق علي باب الغرفة بعنف يصرخ في مراد غاضبا:
, - مراد أفتح يا مراد، مراد حرام عليك يا أخي ما تأذيهاش، افتح الباب يا مراد.
,
, حملق مراد بتلك الواقفة تمسك بالسكين بنظرات مصدومة فزعة لا يصدق أنها كادت تقتله جرحت ذراعه بذلك الجرح المخيف، بينما كانت تقف هي ترتجف بعنف تقبض بكفيها علي السكين تتساقط قطرات الدماء من نصلها، جسدها يرتعش تنهمر دموعها بعنف بلا توقف تهذي بحرقة:
, - مش هسيبك تدبحني زيه، لأ لأ.
,
, شهقت بعنف حين كسر أدهم باب المطبخ القديم دفعة وأخري كان سقط أرضا، ظهر عند باب الغرفة، توسعت عينيه مدهوشا حين رأي المشهد بالداخل، كان يتوقع شيئا آخر تماما، هرولت روحية ناحيته ما أن رأته وقفت خلف ظهره تقبض علي تلابيب ملابسه تهمس من بين شهقاتها العنيفة:
, - ابعده عني، أبعده عني٣ نقطة
,
, نظر أدهم مشفقا لتلك التي ترتجف بعنف تتمسك بملابسه كطفلة صغيرة مذعورة، ليعاود النظر لمراد بإشمئزاز يصيح فيه محتدا:
, - أنت ايه يا أخي شيطان، شايل قلبك وضميرك، دا الشيطان نفسه يصعب عليه يأذيها دي عيلة صغيرة ما كملتش 20 سنة، إيه ما فيش في دماغك غير القرف دا٣ نقطة
,
, اشتعلت عيني مراد بنيران غضب سوداء قاتمة يكفي ما فعلت تلك البلهاء منذ لحظات والآن أخيه الأحمق يعطيه درسا في الأخلاق اندفع ناحيته يطحن أسنانه بغيظ قبض علي تلابيب ملابس أدهم بعنف يصرخ فيه:
, - دي مراتي، أعمل فيها اللي أنا عاوزه، أبعد من طريقي، احسنلك يا أدهم.
,
, جل ما حدث أن ارتسمت ابتسامة صغيرة متهكمة علي شفتي أدهم نظر ليدي مراد التي تقبض علي تلابيب ملابسه نظرات باردة، رفع يده بهدوء تام يقبض بأصابعه علي الجرح النازف في يد مراد ليصرخ الأخير ألما بينما توسعت ابتسامة أدهم يتشدق مستمتعا:.
,
, - عارف يا مراد أنا تربية حمزة السويسي، ولو مش عارف مين هو حمزة السويسي دا واحد لما كان بيتكلم كان الشيطان بيجب ورقة وقلم ويقعد يتعلم منه، علمني كويس اوي اني ما اخدش حقي بدراعي لاء، اخده بدماغي، ادور علي نقط ضعف اللي قدامي وادوس عليها٣ نقطة
, انهي كلامه ليضعط بعنف علي يد مراد فصاح الأخير متألما، ترك أدهم ذراع مراد ليقبض بيمناه فقط علي تلابيب ملابس شقيقه يتمتم مبتسما:.
,
, - علمني ابقي ومحترم وحنين مع الناس اللي تستاهل، وابقي اسوء خلق **** مع اللي يفكر يدوسلي علي طرف ولا يجي علي حقي، فاهمني يا مارو.
,
, لفظه بعيدا عنه بعنف ليرتد مراد للخلف ينظر لأدهم مدهوشا لم يعتاد منه ذلك الوجه الإجرامي، لم يره منه فقط، تحرك أدهم يلف ذراعه حول كتفي روحية يصطحبها للخارج بعيدا عن مراد، خرج بها من المطبخ ناحية صالة المنزل لتتوسع عينيه في ذهول حين رآها، هي تقف أمامه عند باب المنزل الذي فُتح توا تقف جوار جدته، زاد وجيب قلبه، تسارعت أنفاسه ينظر لها مدهوشا، بينما غزا الألم مقلتيها حين رأته يلف ذراعه حول كتفي تلك الفتاة، تري من هي، ولما يحتضنها بذلك الشكل، بهذه السرعة نسيها وأحب وربما تزوج من اخري، فاض الألم من حدقتيها، شعور بشع نهش قلبها، التفتت تود الهروب والركض تندم لأنها جاءت إليه، كانت فقط تريد رؤيته للمرة الأخيرة قبل أن ترحل ويا ليتها لم تفعل، ها هو قد نسيتها بين ذراعيه داخل صدره استطونته غيرها، ما كادت تتحرك انتفض هو ابتعد عن روحية يركض ناحيتها يمسك برسغ يدها يهتف متلهفا مذعورا:.
,
, - مايا استني، أنتي فاهمة غلط و**** فاهمة غلط.
,
, التفت له ترميه بنظرات حاقدة كارهة، شدت علي أسنانها تحاول بعنف جذب يدها من يده، صرخت فيه باكية:
, - أبعد عني٣ نقطة
,
, دي مرات مراد اخويا و**** مرات اخويا، صاح بها متلهفا يتمسك بيدها كأنها طوق نجاته الأخير في هذه الدنيا، توقفت مايا عن الحركة تنظر لتلك الفتاة تقطي جبينها متشككة، لتتوسع مقلتيها في صدمة حين رأتها تمسك سكين غارقة في الدماء، وبالقرب منهم يقف شاب ذراعه الأيمن به جرح طويل ينزف بغزارة، ابتلعت لعابها خائفة، تنظر لما يحدث مدهوشة، لم تفق علي الا صوت شهقة قوية أتت من السيدة الواقفة جوارها، ضربت منيرة بيدها علي صدرها تغمغم مذعورة:.
,
, - في ايه يا أدهم، ايه الجرح اللي في ايد مراد دا.
,
, نظر أدهم لمراد الذي التقط قطعة قماش يلفها حول جرح يده، ليعاود النظر لمنيرة شد علي أسنانه يغمغم حانقا:
, - حادثة بسيطة مراد كان بيهزر مع روحية ويشد منها السكينة فعورت ايده٣ نقطة
,
, اقترب أدهم من روحية يجذب السكين من يدها أعطاها لجدته يبتسم في هدوء مغمغا:
, - كوباية عصير يا جدتي.
,
, جذب يد مايا خلفه إلي غرفته، لتجذب منيرة يد روحية تتوجه بها ناحية مراد تنظر له بشراسة تهمس له بصوت خفيض حانق:
, - اقطع دراعي، أنك كنت عايز تأذي البت، مش كدة، لو هي اللي عملت فيك كدة تستاهل ما عندكش ريحة الدم، كاتك الارف في شكلك.
,
, احتدت عيني مراد في غيظ يرمي روحية بنظرات قاتلة يتوعدها بالاسوء دفع جدته بعيدا عن طريقه بعنف لتشهق روحية مذعورة تسرع بإسنادها، تحرك مراد لخارج المنزل دون أن يلقي عليهم نظرة واحدة، أسرعت روحية بإسناد منيرة إلي اقرب مقعد اجلستها تسألها متلهفة:
, - انتي كويسة.
,
, ابتسمت منيرة في شحوب تحرك رأسها إيجابا ربطت علي الوسادة الخالية جلست روحية لتربت منيرة علي يدها تسألها بترفق:
, - انتي اللي عملتي فيه كدة.
,
, ادمعت عيني روحية اخفضت انظارها أرضا تؤمي برأسها إيجابا بخفة، همست بصوت خفيض مقهور:
, - هو ليه مؤذي كدة أنا ما اذيتوش، أنا عملتش حاجة عشان يحصل فيا كل دا.
,
, زفرت منيرة حزينة علي حال الفتاة وحال حفيدها قبلا عادت تربت علي يد روحية من جديد تهمس لها مشفقة:.
,
, - يعملوها الكبار ويقعوا فيها الصغار يا بنتي، وحيد لما طلق نعمات أم مراد ما كدبتش خبر وراحت اتجوزت ورمت ابنها، ووحيد راح اتجوز وسافر هو ومراته يشتغل في بلد عربي كان مراد عنده خمس سنين بالكتير، وانا كنت علي قد حلاتي أوي كنت يادوب بوفرله مصاريف المدرسة، مراد عاش محروم من حنية الأم وسند الأب، كنت بحاول و**** يا بنتي اعوضه، بس ما فيش فايدة، مراد بقي بيكره اي حد أحسن منه وممكن يعمل اي حاجة عشان يأذيه، وبيحس بنصر أنه اقوي من حد وإن في حد أضعف منه، شيطان نفسه يا بنتي هقول إيه بس حاولت معاه كتير وما فيش فايدة فيه.
,
, انهمرت دموع روحية بغزارة تنعي مأساتها هي وليست مأساة مراد فهي تعذبت إضعاف ذلك ولم تفكر أبدا في أذية من كان ولكن العكس تماما حدث، هي من يؤذيها الناس، هي من تقتل بكل نظرة، زاد نشيجها لتهمس من بين شهقاتها المختنقة:.
,
, - أنا ذنبي إيه، أنا شوفت عذاب وذل إضعاف ما هو شاف، ابويا وامي ماتوا وأنا عيلة صغيرة، وسيد أخويا كان بيضربني صبح وليل، وفي الآخر ادبحت وجه هو يكمل عليا، ليه الدنيا بتكرهني كدة أنا ما اذتش حد
, و**** عمري ما اذيت حد.
,
, جذبتها منيرة تعانقها تخبئها بين ثنايا أحضانها الدافئة، لتتسمك روحية بها تنخرط في البكاء.
,
, توقفت سيارته أمام أحدي المطاعم الحديثة التي تقدم الوجبات السريعة، نزل سريعا من السيارة ليلتف حولها فتح الباب المجاور لها ينحي للأمام قليلا يتمتم مبتسما:
, - تفضلي أميرتي.
,
, ابتسمت شبه ابتسامة تنزل من سيارته تلتقط حقيبتها سارت جواره إلي داخل المطعم، إلي اقرب طاولة فارغة اسرع يتقدمها يجذب لها المقعد جلست ليدفعه للأمام قليلا برفق، يفعل نفس الحركات التي كان يفعلها زيدان تقريبا، ابتلعت لعابها مرتبكة حين مر طيفه في عقلها حركت رأسها نفيا سريعا تزيح الصورة من رأسها، جلس معاذ علي المقعد المقابل لها يتمتم مبتسما في سعادة:.
,
, - ما تعرفيش أنا سعيد ازاي عشان خرجنا مع بعض، بجد كنتي وحشاني أوي، قوليلي بقي تحبي تاكلي ايه أنا عن نفسي واقع من الجوع.
,
, ابتسمت تمد يدها تفتح زجاجة المياة الموضوعة علي الطاولة ارتشفت منها القليل لتغلقها، حركت رأسها نفيا بخفة ترسم ابتسامة باهتة علي شفتيها:
, - لا يا معاذ شكرا أنا مش جعانة ممكن اخد عصير فراولة.
,
, ظهرت خيبة الأمل جلية علي قسمات وجهه إلا أنه ابتسم يومأ برأسه إيجابا، أشار للنادل يمليه ما يريدان، بينما وجهت هي انظارها لحائط الزجاج الكبير جوارها تنظر للشارع من خلاله توسعت عينيها في دهشة حين رأته يقف هناك عند إشارة المرور يبتسم يلوح لها، تسارعت دقات قلبها أغمضت عينيها سريعا وفتحتها لتراه اختفي، ابتلعت لعابها متوترة التفت برأسها لمعاذ الذي بادر يقول بابتسامة واسعة لا تغادر ثغره:.
,
, - قوليلي بقي، مبسوطة في الشغل عند باباكي في الشركة، لو مش مبسوطة أنا عندي علاقات كتير اقدر اجبلك شغل في اي مكان تحبيه.
,
, حركت رأسها نفيا ارتسمت ابتسامة متوترة علي شفتيها تغمغم في ثبات:
, - لا بالعكس أنا مبسوطة جدا بالشغل في شركة بابا٣ نقطة
,
, ابتسم لها كاد أن يقول شيئا ما هو فقط من يعرفه حين دق هاتفه أخرجه من جيب سرواله نظر لاسم المتصل ليعاود النظر للينا يتمتم مبتسما:
, - ثواني هرد علي الموبايل.
,
, قام من مكانه متجها لخارج المطعم وقف خارجا يتحدث في هاتفه لتسمع هي في تلك اللحظات أصوات ضحكات صاخبة لفت رأسها لمصدر الصوت لتجد فتاة شابة تجلس جوار رجل من خاتم الزواج الذي يطوق إصبع يد الفتاة اليسري عرفت أنه زوجها يجلسان متجاوران، كل منهن يرتدي قفازات بيضاء شفافة يمسكان شطائر كبيرة من اللحم يسيل منها الجبن يغرق قطع البطاطس التي تفترش الطاولة، يضحكان علي مشهد الفتاة والجبن يلطخ وجهها، ارتسمت ابتسامة حزينة علي شفتيها حين اخذها عقلها لمشهد مشابة.
,
, Flash back
, وقف بسيارته أمام أحدي المطاعم المتخصصة في المأكولات البحرية نزل منها ليلتف حول الباب فتح البا لها يشبك أصابعه في أصابعها يلتف الهواء البارد يتطاير معه خصلات شعرها، إلي داخل المطعم اتجها، مقعدين متجاورين جلست وجلس جواره ليلف ذراعه حول كتفيها خلع نظارته الشمسية لتقابل زرقاء عينيه القاتمة سمعت صوته يسألها مبتسما:
, - مبسوطة.
,
, أوي، كلمة واحدة نطقتها تعبر بها عن سعادتها في تلك اللحظة يكفي أنها ما عادت تخشي الناس باتت تتحرك بينهم كأنها جزء منهم، اكتشفت اخيرا حبها لزوجها العاشق، وقريبا ستفاجئه بحفلة مميزة لهما فقط تعترف له بحبها، اجفلت علي حركة يلبسها قفازات شفافة في يدها قطبت جبينها متعجبة ليغمغم هو مبتسما:
, - البسيها عشان ايدك ما تتوسخ وانتي بتاكلي، اكل السمك ما ينفعش معاه شوك وسكاكين.
,
, ضحكت بخفة تلتقط القفاز الآخر ترتديه هي تحرك أصابعها بخفة داخل القفازات صدم كتفه بكتفها برفق، التفتت له ليغمزها يتمتم مبتسما:
, - شبه الجوانتيات بتاعت الدكاترة، اكيد وحشتك الكلية مش كدة.
,
, اختفت الإبتسامة من فوق شفتيها تنهدت حزينة تحرك رأسها نفيا بلعت لعابها تغمغم باختناق:
, - بصراحة يا زيدان أنا ما بحبش الكلية دي وعايزة اسيبها.
,
, ظهرت الصدمة جلية علي قسمات وجهه ظنها فقط تمزح بالطبع تمزح، خرجت منه ضحكة غير مقصودة يسألها متعجبا:
, - انتي بتهزري يا لينا صح، جاية تكتشفي انك ما بتحبيش الكلية وعايزة تسيبيها بعد خمس سنين، اخترتيها ليه من الأول.
,
, خرجت من بين شفتيها تنهيدة حارة مثقلة قيد آخر من القيود التي لفها والدها حول معصميها رغما عنها همست بخفوت حزين:
, - بابا السبب٣ نقطة
,
, قاطعها قبل أن تكمل ما ستقول ليقول سريعا:
, - لاء معلش انا كنت حاضر الموقف كله، خالي سألك عايزة تدخلي كلية إيه يا لينا قولتيله مش عارفة، قالك سهيلة صاحبتك هتدخل طب تحبي تدخلي انتي كمان ولا في دماغك كلية تانية، قولتيله خلاص هبقيةمع سهيلة.
,
, حركت رأسها إيجابا تؤكد كل حرف يقوله اخفضت رأسها أرضا تزيح خصلات شعرها خلف أذنيها تكمل له الجزء الآخر من القصة الذي لا يعرفه هو:
, - فعلا دا حصل، بس بعدها بشهرين تقريبا ما قدرتش استحمل الدراسة في الكلية ما حبتهاش، روحت لبابا وقولتله أنا مش عايزة اكمل في الكلية دي، زعقلي وقالي دا اختيارك ولازم تتحملي نتيجته ورفض تماما اني انتقل من الكلية.
,
, قطب جبينه غاضبا لما يفعل خاله ذلك، نظر لتلك الجالسة جواره مد يده يرفع رأسها برفق ابتسم يحادثها بحنو:
, - أول ما نرجع القاهرة هننقل من ورقك من كلية الطب لأي كلية أنتي عيزاها.
,
, توسعت عينيها في دهشة لم تتوقع ذلك الرد منه ابدا كانت تظنه انه سيخبرها أن تتأقلم مع الوضع إلي أن تنتهي مع دراستها ولكنه حقا فاجئها وأسعدها توترت حدقتيها حين تذكرت والدها لتهمس له مرتبكة:
, - بس بابا
, رفع سبابته أمام فمها يمنعها من إكمال ما تقول
, يحادثها بحزم لين:.
,
, - أنتي مراتي يا لينا، يعني صاحب القرار الأول والأخير في اي حاجة تخصك، وأنا مش هسمح أنك تكملي في دراسة انتي مش عيزاها، أنا دايما جنبك وفي ضهرك، يلا يا حبيبتي بقي ناكل الأكل تلج.
,
, خرجت من شرودها السعيد فجاءة علي حركة يد معاذ أمام وجهها، تحركت عينيها ناحية وجهه لتختفي صورة زيدان ويحل محلها معاذ الذي يقف يبتسم لها يسألها قلقا:
, - لينا انتي كويسة.
,
, بصعوبة زيفت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا، تحاول إخراج قلبها من تلك الفقاعة الوردية التي تملكته فجاءة.
,
, علي صعيد آخر بعيد للغاية لم يكن حاله أفضل إطلاقا، يجلس علي المقعد في احدي المطاعم أمامه إنجيلكا التي تتحدث بإنطلاق بلا توقف تخبره بمدي سعادتها بوجودها في مصر وتعرفها عليه، هي تتحدث ومعه وهو في واد آخر عقله أخذ قلبه وفر في بوتقة أحلامه يذوب مع عشقه يتذكر سعادته القصيرة معها ضحكاتها ابتسامتها كلامها خجلها، يتلف معهم جميعا في حلم وردي جميل، حلم لم يدم طويلا استيقظ منه سريعا حين شعر بيد تحرك ذراعه بعنف، قطب جبينه غاضبا ليجد انجليكا تنظر له قلقة تحادثه متلهفة:.
,
, - zedan are you ok.
,
, رسم ابتسامة صفراء مجاملة علي شفتيه يومأ برأسه إيجابا، لا يعرف لما شعر في تلك اللحظة بقبضة قوية تعتصر قلبه يشعر بقلق لا يعرف له سبب علي صديقه حسام، لم ينتظر انتشل هاتفه من جيبه يطلب رقم حسام مرة تليها أخري وأخري وأخري، يشعر بالقلق يتفاقم عليه، اخيرا أجاب سمع صوت حسام الباكي ما أن فتح الخط:
, - أمي بتموت يا زيدان.
,
, انتفض من مكانه توسعت عينيه فزعا ليهدر سريعا:
, - أنا جايلك حالا مسافة السكة هبقي قدامك.
,
, اغلق الخط يخرج النقود من جيبه وضعها علي الطاولة ليأخذ طريقه ركضا لخارج المطعم، وصل إلي سيارته ليقفز فيها ما كاد يتحرك بها شعر بها تستقل المقعد المجاور له التفت برأسه لها يصيح فيها:
, - انجليكا انزلي، أنا نازل مصر.
,
, حركت رأسها نفيا بعنف تعقد ذراعيها أمام صدرها تقول في حزم:
, - نو أنا هاجي مآك مصر.
,
, لم يكن له الوقت ليجادلها يرغب فقط في أن يصل لصديقه بأسرع وقت ممكن، دهس مكابح السيارة بعنف يأخذ طريقه عائدا لدياره.
,
, اخيرا وصل بعد طول عناء حادث بشع علي الطريق ادي لوقف حركة المرور الوقت لا يمر ابدا، كاد أن ينزل من سيارته ويتحرك ركضا يود فقط أن يلحق بها، يشرح لها ما تجهله، سيشرح لها الوضع كاملا وهي ستتفهمه لينا تحبه لن تتركه، من المستحيل أن تفعل، توقف بسيارته في الحديقة لينزل من السيارة يتحرك بخطي سريعة متلهفة إلي باب منزله، فتح الباب بمفتاحه الخاص ليراها، وقعت عينيه عليها ما أن دخل تجلس هناك علي الأريكة تبتسم!، ابتسامة هادئة ابتلع لعابه مرتبكا حين رأي حقيبة ملابس كبيرة جوارها مباشرة، وقفت ما أن رأته تحركت خطوتين للأمام ابتسمت تحادثه بهدوء شديد:.
,
, - إتأخرت، بقالي كتير مستنياك، ما علينا، طلقني.
,
, توسعت عينيه مصدوما حين نطقتها بسلاسة شديدة كأنه تخبره بأن يحضر لها كوب ماء، حرك رأسه نفيا سريعا تقدم ناحيته يحاول أن يشرح لها ما رأت بعينيها:
, - لينا اسمعيني بس، الموضوع مش.
,
, رفعت كفها أمام وجهه لترفع كتفيها بعدم اهتمام، حقا لم يعد يهم ما سيقول بعد ما رأت وعرفت انتهي الحديث قبل أن يبدأ، حركت رأسها نفيا بخفة تردف مبتسمة:
, - مش، لاء هو مش مهم حقيقي اي الموضوع، المهم نتيجته، فلو سمحت بهدوء طلقني.
,
, قطب جبينه مدهوشا من طريقتها الغريبة في الحديث، يعرف أنها تتألم تنزف قلبها يدمي ولكنها حتي لم تزرف دمعة واحدة وربما فعلت قبل أن يأتي، أسرع في خطواته يقف أمامها مباشرة يردف منفعلا:
, - مش هطلقك يا لينا، ما فيش اي حاجة في الدنيا دي تجبرني إني اطلقك، انتي مراتي ولحد تخرج روحي من جسمي.
,
, ضحكت، الموقف لم يعد به ما يستدعي الضحك ولكنها ضحكت بخفة، علي ما يقول عادت تجلس مكانها علي الأريكة من جديد همهمت تردف ساخرة:
, - امممم، احنا هنرجع بقي لشغل الجنان بتاع زمان، بس للأسف لينا بتاعت زمان مش هي لينا بتاعت دلوقتي، لآخر مرة يا خالد بقولهالك بهدوء، طلقني كدة خلصت، خلاص، روح لمراتك وابنك هما أحق بيك دلوقتي، مراتك تعبانة شكلها.
,
, اشتعلت دمائه غضبا فما كان منه إلا أن اقترب منها قبض علي ذراعيها يجذبها لتقف أمامه يصيح فيها محتدا:
, - مالك يا لينا فيكي إيه، طلاق مش هطلق يا لينا وخروج من البيت دا مش هيحصل، أنا ما اتجوزتش شهد حبا في الجواز كنت اتجوزت من زمان، أنا بس ضميري كان هيموتني بسبب اللي حصل فيها زمان بسببي.
,
, رفعت يدها تشير لنفسها توسعت عينيها في صدمة، ابتسمت ابتسامة متألمة معذبة تصيح بحرقة:
, - وأنا، أنا فين، ضميرك ما بيأنبكش علي اللي عملته وبتعمله فيا، ما حطتنيش في حساباتك، قولت مش مهم هي كدة كدة بتسامحني.
,
, حركت رأسها نفيا سريعا يحاول امتصاص حالة الصدمة التي هي فيها ليردف سريعا:.
,
, -أنا ما حسبتهاش كدة، أنا شوفت شهد بعد سنين أنتي أكتر واحدة عارفة أنا قد ايه بتعذب بذنبها، طلبت منها تسامحني كان شرطها الوحيد أني اتجوزها، حاولت بكل الطرق اقنعها اني هقدر اعوضها بأي شكل تاني بس هي رفضت، ما كنش قدامي حل تاني صدقيني ما كنش قدامي حل تاني، لينا أنا بحبك والدنيا كلها عارفة اني عديت مرحلة الجنان بيكي، عمري ما افكر اجرحك او ااذيكي ابدا دي الحكاية كلها.
,
, ابتعدت عنه فكت حصار ذراعيه تعود للخلف تحرك رأسها نفيا مرة تليها أخري وأخري، عند ذلك الحد هطلت دموعها تصيح فيه:
, - حسيت بالذنب ناحيتها وما حستش بالذنب ناحيتي، بتحبني وأنت بتتجوز عليا، بتحبني وأنت بترمي نفسك في حضن واحدة تانية، حب ايه دا، أنت ما بتحبش غير نفسك يا خالد، ومستعد تعمل اي حاجة عشان خاطرها، بس لا خلاص يا خالد كل اللي بينا خلص، شوفتك بعيني واخدها في حضنك٣ نقطة
,
, أنا بكرهك يا خالد بكرهك اوي!، طلقني بقولك طلقني.
,
, حرك رأسه نفيا بعنف كور قبضته يشد عليها قلبه علي وشك أن ينفجر من حالتها البائسة علا صوته يصيح محتدا:
, - مش هطلقك يا لينا انتي فاهمة، هتفضلي مراتي علي ذمتي سواء وافقتي علي دا او لاء.
,
, - أنت مجنون٣ نقطة
, جملة واحدة صرخت بها بحرقة قلبها النازف مما عرفت روحها تصرخ وجعا مما عرفت ورأت بعينيها، لتراه يفتح ذراعيه علي آخرهما يصرخ بنبرة عالية حادة مختلة:
, - ايوة أنا مجنون، مجنون يا لينا، اطلبلي العباسية يحجزولي أوضة فيها، بس بسرير كبير عشان يوم ما هدخلها هاخدك معايا٣ نقطة
,
, تسارعت أنفاسها بحدة تنظر له بكرة نافرة كارهة لتصرخ بقهر:
, طلقني يا خالد، بقولك طلقني، طلقني لهخلعك.
,
, وقعت الكلمة بعنف علي نفسه، وقف متجمدا للحظات ينظر له مصدوما عينيه شاخصة تحرك ناحيتها وقف أمامها مباشرة يلف ذراعيه حول خصرها جذبها بعنف لترتطم بصدره رفعت وجهها تنظر له بقهر لتحتد قسماته يهمس بكلمة واحدة:
, - تخلعيني؟!
,
, أحمر وجهها غضبا تحاول الإفلات من بين يديه تدفعه بعيدا عنها بعنف تصرخ فيه:
, - ايوة هخلعك، طلقني بالذوق احسنلك بدل ما افضحك وتبقي خالد باشا المخلوع، وأنت عارف بابا يقدر يخلعك في لحظات.
,
, وقف صامتا للحظات قبل أن يقترب برأسه منها يهمس جوار اذنيها بنبرة جنون تعرفها عاصرتها قديما:
, - لينا هانم الشريف، بنت جاسم باشا الشريف، أنتي مراتي غصب عن عينك انتي وابوكي، وخلي جاسم باشا الشريف يجيب آخره، أنا لو عايز انسفه مش هتطلع عليه شمس بكرة٣ نقطة
,
, دفعته في صدره بعنف ليتركها بملئ ارادته عاد خطوتين للخلف لتتوجه هي ناحية حقيبة ملابسها قبضت علي ذراعها تجذبه بعنف ليخرج من مكانه شدته بقوة التفتت ناحية خالد تمسح ما سقط من دموعها بعنف تردف بثبات:
, - ما تزعلش من اللي هعمله.
,
, جذبت حقيبتها لتخرج بخطي سريعة من المنزل كان بين شقي الرحي أما أن يتركها تغادر او يجبرها علي البقاء، وهي حقا في حالة لا تسمح له بأن يجبرها علي أي شئ ربما من الافضل أن تبتعد قليلا حتي تهدئ، لم يمنع قدميه أن تتحرك ناحية الحديقة، رآها تتوجه الي سيارتها في لحظة وقوف سيارة ابنتهم في حديقة المنزل، نزلت لينا من سيارتها قطبت جبينها متعجبة تنظر لحالة والدتها وتلك الحقيبة فئ يدها توجهت لها سريعا تسألها قلقة:.
,
, - مالك يا ماما ايه الشنطة دي، وبتعيطي ليه.
,
, ابوكي طلع متجوز عليا، نطقتها لينا بسخرية مريرة لتتوسع عيني الأخيرة تنظر ناحية والدها في دهشة، كيف مستحيل أن يفعل والدها ذلك، اجفلت علي جملة والدتها:
, - هتيجي معايا عند جدك ولا هتفضلي هنا.
,
, ابتلعت لعابها مرتبكة لا تعلم كيف انقلب الحال فجاءة وتقف في موضوع اختيار بين والديها، والادهي من ذلك والدها متزوج من أخري، لما يفعل ذلك من الأساس الجميع يتغني بعشقه العظيم لوالدتها كيف يفعل بها ذلك، جاء صوت والدها قريبا منها:
, - روحي مع ماما يا لينا ما تسيبهاش لوحدها.
,
, ابتسمت لينا « الشريف » ساخرة تنظر لابنتها:
, - هستناكي في العربية هاتي شنطة هدومك.
,
, استقلت مقعد السيارة الخلفي تغلق بابها بعنف، بينما أسرعت الصغيرة للداخل لتجلب حقيبة ملابسها، وقف خالد بالقرب من سيارة زوجته لحظات قبل أن يتحرك ناحيتها فتح الباب المجاور لها يدني بجسده قليلا ناحيتها يحادثها نادما:
, - أنا عارف اني غلطان وانك مجروحة بس اديني فرصة افهمك الموضوع كله، زمان من سنين طويلة رفضتي تسمعيني فاكرة وصلنا لحارة سد وخدتي المسدس بتاعي وهددتيني أنك هتموتي نفسك لو ما طلقتكيش، فاكرة.
,
, رفعت وجهها تنظر لعينيه مباشرة، رأي نظراتها الصارخة داخل مقلتيها الصامتة، ارتسمت ابتسامة مريرة علي شفتيها تردف ساخرة:
, - كنت غلطانة، انت ما تستاهلش أموت نفسي بسببك.
,
, ويال سخرية القدر لينا كلامها بات أحد من الرصاص، جاء ابنتهم بعد لحظات صمت قاتلة، لتمد يدها تجذب الباب بعنف تغلقه ، اشارت للسائق بأن يتحرك، التفتت لينا لوالدتها تحاول أن تواسيها بأي شئ، ما إن فتحت فمها بادرت والدتها تقول:
, - مش عايزة اسمع حاجة.
,
, في الحارة تحديدا في غرفة أدهم، يجلس أمامها ينظر له بتلهف لا يصدق أنها هنا أمام عينيه يراها من جديد بعد طول غياب، كان يشبع شوقه أن يختلس النظرات إليها من خلال كاميرات المراقبة ولكنها ها هنا الآن أمام عينيه
, بصعوبة منع نفسه من أن ينتشلها ويجذبها لاحضانه يشبع روحه من شذي عبيرها الذي اشتاقه حد الموت يعشقها بل يذوب بها عشقا، تحرك لسانه تلقائيا يهمس لها بشغف عاشق:.
,
, - وحشتيني اوي يا مايا، أنا مش مصدق نفسي أنك قدام عينيا، اني شايفك، وحشتيني كلمة ما تعبرش عن شوقي ليكي.
,
, توترت حدقتيها خفق قلبها بجنون كلماته تذيب جليد قلبها العاصي، اختنقت نبرتها حين همست تعاتبه:
, - أنت كنت عايز تأذيني، كنت عايز تنتقم من بابا، فيا.
,
, حركت رأسه نفيا سريعا مد يده يمسك كف يدها يغمغم سريعا متلهفا:
, - ما قدرتش و**** ما قدرت، صدقيني أنا بكره نفسي في اليوم ألف مرة عشان فكرت بس اني ااذيكي.
,
, رفعت رأسها إليه، لتبدأ بينهما وصلة عتاب سيتغير بعدها الكثير.
,
, في مكان بعيد، بعيد للغاية قصر كبير ضخم بشكل مخيف، تحطيه حراسه كثيفة من جميع الجهات، خلف أحد ابوابه المغلقة يسمع صوت حديث اسود ملعون
, - تفتكر ايه هي نقط ضعف خالد السويسي
, - طبعا مراته وبنته
, - بس هما دول نقط ضعفه، لو قسمناهم هنلاقي في الأول خالص مراته وبنته وبعدين اخواته ومامته وبعدين باقي العيلة، لما نعوز ندمره نضرب مين الأول
, - مراته او بنته.
,
, - غلط، عشان ندمره نضربه من الابعد للاقرب، مين اقرب واحد لخالد في اخواته.
,
, - حمزة أخوه التؤام، الدون
, - بالظبط هو دا هدفنا الجاي، رصاصة واحدة وتخلصنا منه، وبعدين نشوف الاقرب والأقرب والاقرب لحد ما يتجنن من قهرته عليهم.

الثامن والسبعون


في الحارة، تحديدا في منزل السيدة منيرة
, أبعدت روحية منيرة عن أحضانها بعد أن هدأت من موجة بكائها العنيفة، مدت يدها تمسح دموع الفتاة بحنان يفيض من عينيها، امسكت ذراعيها تشد عليهما تتمتم في حزم:
, - خلاص يا روحية اللي راح، راح مش هتفضلي طول حياتك تبكي علي اللي فات، نبص لقدام، أنا لقيتلك شغل علي فكرة.
,
, توسعت عيني روحية في ذهول تنظر لمنيرة مندهشة لتحرك الأخيرة رأسها إيجابا تؤكد كل حرف قالت تردف:.
,
, - واحدة معرفة من زمان، بيتشتغل في عيادة دكتور بتدخل العيانين وتنظمهم بيقولوا عليها السكرتيرة دي، هتقعد من الشغل عشان عيالها التؤام في ثانوية عامة السنة دي وعايزة تركز معاهم في المذاكرة، جوزها ما شاء **** راجل كسيب وفاتح بيته ومكفيه وقالها كفاية كدة شغل مالوش لازمة، وقصدتني اشوف حد يجي مكانها، ها قولتي إيه.
,
, توترت حدقتي روحية في حيرة يأكلها الخوف والفزع، بعد ما حدث لها باتت ترتعب من الناس نظراتهم أحاديثهم حتي رؤيتهم باتت تخيفيها، لن تسلم من ألسنتهم الحادة التي تلقيها بأقذع الكلمات، حركت رأسها نفيا بعنف ترفض الفكرة من أساسها، لتشد منيرة علي يدها تحادثها بحدة:.
,
, - ما فيش حاجة اسمها لاء يا روحية، أنا مش هسيبك تدفني نفسك بالحيا، عيادة الدكتور أصلا في حتة بعيدة عن المنطقة دي بكل اللي فيها، ويبقي حد يفتح بوقه معاكي بربع كلمة.
,
, طب ومراد، همست بها روحية بنبرة خافتة مفزوعة، لتشيح منيرة بيدها بلامبلاة تتمتم ساخرة:
, - انتي فاكرة أنه هيجي تاني، أنا سمعته بيتكلم في التليفون بيقول أنه مسافر ودا لما بيغيب بيقول عدولي، المهم انتي الست هتسيب الشغل آخر الاسبوع دا، فكري كويس
, ماشي يا روحية.
,
, ابتلعت صحراء لعابها الجاف تؤمي برأسها إيجابا، تفكر.
,
, بالقرب منهم في غرفة أدهم علي فراشه يجلس هو يمد ساقه المكدومة، وتجلس هي علي مقعد يلتصق بالفراش وجهه مقابل لوجهها، مد يده يمسك بكف يدها يشبك أصابعه في أصابعها لترفع وجهها إليه ترميه بنظرات عتاب قاسية حزينة ليتنهد بحرقة يهمس لها بشغف:.
,
, - و**** بحبك، بحبك أكتر من روحي، سنين وأنا بتعذب بحب الناس كلها شيفاه حرام، يوم ورا يوم وانتي بتكبري قدام عينيا، وبيكبر عشقك في قلبي، بغير عليكي من روحي، أنا عارف اني غلطت، غلط كبير، خنت أبويا اللي رباني، لما حبيت بنته، بس غصب عني، باباكي لما اتبناني كان عندي 8 سنين كنت كبير وفاهم وعارف أن دا مش بابا، وانتي مش اختي، وغلطت تاني لما سمحت لشيطاني يتحكم فيا وكنت عايز انتقم من أبويا، أنا بتعذب كل لحظة بنار الندم كل ما بفتكر هو قدملي إيه وكنت هرد جميله بإيه، بحس إن أنا أسوء إنسان في الدنيا، بكره نفسي لأني فكرت حتي أني ااذيكي، سامحيني يا مايا، أنا ما فيش في ايدي اي حاجة غير اني اقولك سامحيني أنا آسف، أنا اقذر إنسان في الدنيا.
,
, أنا بحبك، قاطعت سيل اعترافته وندمه الفائض بتلك الجملة القصيرة، فقط كلمة وضمير اخرستا لسانه، تفجرت دقات قلبه تدق قفصه الصدري بعنف تطالب بتحريرها، ملئت الدموع عينيه ليشعر بأصابعها تشد علي كفه، انهمرت دموع مقلتيها تهمس له:.
,
, - من زمان وأنت كل حاجة ليا في الدنيا، من غيرك حاسة اني غريبة تايهة، حتي نفسي مش عرفاها، روحي بتدور علي اللي ضايع منها، عارف أنا دلوقتي عارفة أنا مين حاسة بروحي وكياني، لما بتبقي بعيد بحس إن أنا تايهة وسط الناس٣ نقطة
,
, خطت دموعه فوق وجهه ينظر لها متوترا همس مرتبكا خائفا:
, - يعني سامحتيني مش كدة.
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا لتنهار جميع حصونه الزائفة اسرع يجتذبها يعتصرها بين أحضانه، يشدد علي عناقها بقلبه لا بذراعيه، انهمرت دموعه انهارا
, لا يجد ما يقوله لسانه يعجز عن الكلام وقلبه يعجز عن التوقف عن الصراخ فرحا، حلقة ناعمة من المشاعر تحلق بقلبه، حلقة تفتت فجاءة حين سمعها جملتها الخافتة الباكية:
, - هتوحشني يا أدهم هتوحشني أوي.
,
, قطب جبينه متعجبا قلقا من جملتها ابعدها عنه ينظر لها يسألها متوترا:
, - ليه بتقولي كدة يا مايا، أنتي مش سامحتيني خلاص، كل حاجة هترجع زي ما كانت.
,
, حركت رأسها نفيا بعنف صاحبه دموعها الغزيرة خرجت منها شهقة عالية تهمس بحرقة:
, - دي آخر مرة هشوفك فيها، بابا مصمم اننا نرجع دبي بكرة، حاولت اعترض علي قراره زعقلي وقالي هتسافري بمزاجك، او رجلك فوق رقبتك، عشان كدة كان لازم اشوفك علي الأقل اودعك.
,
, أعطته الحياة السعادة للحظات قليلة لتعاود بقسوة سلبها منه ترحل تغادر بعيدا لن يراها مجددا بعد أن رآها أخيرا، قلبه بعد أن كان يصرخ فرحا، بات يصرخ ألما، قهرا، كمدا، حرك رأسه نفيا بعنف يحتضن وجهها بين كفيه يهمس لها ملتاعا:
, - ليه، أنا ما صدقت سامحتيني، ليه تبقي فرحتي عمرها قصير اوي كدة٣ نقطة
,
, اخفضت رأسها ألما ما باليد حيلة، اندفع يطوقها بين ذراعيه من جديد ربما للمرة الأخيرة قبل أن تغادر بلا عودة، خرجت من بين شفتيه أهه ملتاعة ممزقة يشعر بها جوار قلبه تحتضنه وهو يفعل المثل، لحظات قبل أن يُفتح باب الغرفة بهدوء تاااام لم ينتبه له اي منهما، لم يسرق تلك اللحظات منهما سوي صوت حاد ساخر يعرفه كلاهما جيدا:
, - دا إيه المبالغة في المشاعر دي٣ نقطة
,
, توسعت عيني مايا فزعا حين سمعت صوت والدها يأتي من خلفها مباشرة ابتعدت عن أدهم سريعا تنظر لوالدها بأعين حاجظة مذهولة، تنظر لعينيه الحادة المشتعلة غضبا، رفع يده يصفق ببطئ شديد يتمتم متهكما:
, - لاء برافو عليا حقيقي برافو، برافو يا حمزة عرفت تربي، بنتك في حضن راجل غريب علي سريره، معلش لو كنت قطعتكوا قبل ما تجيبوا آسر وياسمين٣ نقطة
,
, ارتجف جسد مايا ذعرا تفكر في أسوء ما يمكن أن يفعل والدها في تلك اللحظات، انتفضت واقفة من جوار أدهم وقفت جوار فراشه تنظر لوالدها متوترة بينما لا تتغير ابتسامة أدهم التي ظهرت فجاءة علي شفتيه، اشار للمقعد المجاور لفراشه التي كانت تحتله مايا قبلا يغمغم في هدوء:
, - اهلا اهلا حمزة باشا اتفضل اقعد أنت مش غريب بردوا.
,
, شد حمزة قبضته يرمي أدهم بنظرات قاتلة ذلك الفتي يطبق جيدا ما عمله هو، ولكن عذرا لن يتفوق التلميذ علي الأستاذ ابدااا، جذب حمزة المقعد يجلس فوقه يضع ساقا فوق أخري يرمي كلاهما بنظرات قاتلة شديدة الغضب يتمتم ساخرا:
, - ما غريب الا الشيطان يا راجل، دا أنا يا دوب، الراجل اللي رباك طول عمرك، أنا المغفل اللي بتقرطسه مع بنته٣ نقطة
,
, انتفض قلب مايا خوفا وابتسامة أدهم كما هي لم تهتز حتي، كتف ذراعيه أمام صدره يغمغم مبتسما:
, - ليه حضرتك بتقول كدة، يعني حضرتك شوفتني بحضن مايا قدامك أكتر من ألف مرة وما كنتش بتضايق يعني.
,
, انفجرت دماء حمزة غضبا لينتفض من مكانه يقبض علي تلابيب ملابس أدهم بقبضته اليمني فقط يصرخ فيه:
, - أنا اللي غلطان اني ربيت تعبان في بيته، اعتبرته إبني ما فرقتش بينه وبين بنتي، الغلطة غلطتي أنا، إني وثقت في عيل قذر زيك.
,
, أنت جاي تتجهم علي ابن ابني يا راجل إنت، امشي اطلع برة، برة قبل ما ارقع بالصوت وألم عليك رجالة الحتة كلها.
,
, صدر ذلك الصوت الحاد من منيرة الواقفة عند باب الغرفة تنظر لحفيدها مذعورة من هجوم ذلك الرجل عليه، التفت أدهم لجدته يتمتم في مرح:
, - بس بس اهدي يا جدتي، حمزة باشا أبويا اللي رباني من وأنا عيل صغير، يعمل اللي هو عايزه، روحي معلش اعمليله فنجان قهوة مظبوط.
,
, نظرت منيرة لحمزة شرزا، لتغادر علي مضض عينيها معلقتين بأدهم، التفت حمزة لأدهم يبتسم ساخرا، يتمتم متهكما:
, - لاء أنا كدة اتثبت، ونعمة التربية حقيقي.
,
, لفظ أدهم بعنف بعيدا عنه يتوجه ناحية مايا قبض على رسغ يدها يهمس لها بصوت خفيض حاد متوعد:
, - ورحمة أمك ما هتشوفي الشارع تاني بعد اللي عملتيه دا
, شدد كفه حول رسغ يدها يجذبها معه ما كاد يتحرك بها خطوة واحدة سمع صوت أدهم يردف سريعا:
, - ثواني يا حمزة باشا معلش في حاجة أنت كنت وعدتني بيها وما نفذهتهاش ودا عيب كبير في حقك.
,
, توقف حمزة عن الحركة ليلتف خلفه نظر لأدهم مستهجنا يرفع حاجبه الأيسر ساخرا:
, - حاجة ايه يا أدهم بيه.
,
, توسعت ابتسامة أدهم يتمتم بدهشة أجاد تصنعها:
, - نسيت يا باشا معقولة افكرك، يوم حادثة الأسانسير لما أنقذت مايا منه، قولتلي أنك مستعد تديني اي حاجة اطلبها مكفاءة لمسعدتي لبنتك.
,
, نظر حمزة لادهم باشمئزاز، ترك يد ابنته يضع يده في جيب سترته يخرج دفتر صغير للشيكات، فتحه يلتقط قلمه عاد ينظر لأدهم يتمتم ساخرا:
, - عايز كام.
,
, صمت للحظات طويلة رفع ادهم كف يده يشير لمايا الواقفة جوار الباب، ليعاود النظر لحمزة يتمتم مبتسما:
, - عايز مايا وقبل ما تفهمني غلط أنا عايز اتجوزها.
,
, خرجت ضحكة عالية ساخرة من بين شفتي حمزة مزق ورقة من دفتر الشيكات يضعه في جيبه من جديد، خط بضع الكلمات علي الورقة يلقيها جوار أدهم، نظر له باستخفاف ليرفع سبابة يمناه يشير له من أعلي لاسفل يتمتم ساخرا:.
,
, - أنت عايز تتجوز بنتي، بنت حمزة السويسي، أنت مين اصلا، حتة موظف لا راح ولا جه ساكن في حارة، أنت فين وهي فين ما تبصش فوق عشان رقبتك ما تتكسرش، خد القرشين دول، نظير مساعدتك لبنتي، غير كدة مش عايز اشوف خلقتك تاني.
,
, التفت لابنته ليراها تنظر له نظرات مصدومة حانقة دموعها تغطي وجهها بعنف حركت رأسها نفيا تصيح محتدة:
, - ليه، بتعمل كدة ليه، هو غلط، كلنا بنغلط، واكيد أنت نفسك غلطت، أدهم ندمان وعايزك بس تسامحه وأنت بتدمره بكلامك، أنا بحب أدهم ومش هتجوز غيره، ومش هسافر معاك، أنت خلاص اتجوزت وعايز تعيش حياتك أنت حر أعمل اللي أنت عايزه، سيبني أنا كمان أعيش حياتي٣ نقطة
,
, ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه ينظر لابنته ولأدهم ينقل انظاره بينهما بات هو شرير الحكاية الآن من يحاول التفريق بين عاشقين خاناه بسكين الثقة التي اسلمهم إياها، دون حرف آخر قبض علي يد ابنته يجذبها خلفه للخارج متوجها بها الي سيارته، دفعها إلى أريكة السيارة الخلفية ليستقل هو مقعد السائق
, ينطلق إلي وجهته لا يسمع سوي صوت بكائها ونشجيها الحار.
,
, في منزل خالد السويسي.
,
, تهاوي بجسده علي الأريكة يخفي وجهه بين كفيه، عقله متوقف يعجز عن تفسير ما حدث ويحدث الآن، لينا لم تتفهم طريقتها الغريبة، نظراتها حتي كلامها، كأنها أخري غير التي أحبها وتزوجها وهام بعشقها جنونا، يعذرها يعطيها كامل الحق لما تفعل، لن يتركها مهما حدث جاسم بالطبع سيفعل ما بوسعه ليفرقهم وهو حقا لن يسمح، في خضم موجة افكاره المبعثرة الحزينة، نسي شيئا، توسعت عينيه فزعا هب واقفا يصفع جبينه براحة يده يتمتم متلهفا:.
,
, - حسام!
,
, خرج يهرول إلي سيارته استقلها ينهش الطريق تحت عجلات السيارة، انتشل هاتفه يطلب رقم صديقه، لحظات وسمع صوت الخط يُفتح قبل أن ينطق بكلمة واحدة بادر خالد يتمتم بنبرة ممزقة:
, - محمد أنا محتاجلك يا محمد، أنا رايح على مستشفي (، ).
,
, قاطعه محمد قبل أن ينطق بحرف آخر يغمغم سريعا:
, - مسافة السكة وهبقي عندك، كل حاجة هتبقي تمام، اهدي، أنا جايلك.
,
, اغلق محمد الخط وخالد يلتهم الطريق إلي المستشفى، حسام لينا ابنته زيدان شهد صور كثيرة متداخلة تمر أمام عينيه، يشعر بالعجز بل هو والعجز سيان في تلك اللحظة اغشت طبقة حارقة من الدموع مقلتيه، صدم قبضته بعنف في المقود تنهمر دموعه قلبه يحترق مع دموع عينيه، تسارعت دقات قلبه يشعر بألم بشع يغزو صدره، جذب رابطة عنقه يرميها بعنف يفتح ازرار قميصه الأولي يحاول التقاط أنفاسه، لا يعرف حتي كيف وصل للمستشفي، اوقف السيارة نزل سريعا يسأل عن رقم الغرفة اخبرته بها موظفة الإستقبال، ليأخذ طريقه سريعا إلي الطابق الثاني الغرفة 234، لم يستمر البحث طويلا وجد حسام يجلس علي أحد المقاعد أمام أحدي الغرف هرع إليه يسأله متلهفا:.
,
, - حسام أنت كويس، طمني شهد عاملة إيه.
,
, لحظات صمت طويلة قبل آت يرفع حسام وجهه ويري خالد عينيه الحمراء ككرات ددمم انفجرت دموعه التي تغرق وجهه وجهه الشاحب، ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي حسام يتمتم متهكما:
, - أنت لسه فاكر تسأل٣ نقطة
,
, ابتلع خالد لعابه متوترا ينظر لحالة إبنه المذرية، بينما رفع حسام يده يشير إلي باب الغرفة المغلقة أمامه انهمرت دموعه يتمتم بحرقة:.
,
, - أمي لو حصلها حاجة أنا مش هسامحك عمري كله، امشي مش عايز اشوفك، روح للينا هانم، هي أغلي عندك من الكل، مستعد تدوس علي الكل عشانها، حتي أمي أنا اذيتها ودوست عليها عشانها، وأنا استحملت ورضيت اني ابقي ابنك في الدري عشان خاطر الهانم، سيبت أمي بتموت وجريت ورا الهانم، امشي من هنا روحلها، أنا مش عايز اشوفك.
,
, مد خالد يده يحاول أن يربت علي كتف إبنه عله يهدئ قليلا، ليدفع حسام يده بعنف هب يصرخ فيه بحدة:
, - بقولك امشي من هنا، أنت ما بتفهمش.
,
, تنفس خالد أنفاس عميقة يحاول بها السيطرة علي أعصابه الثائرة من وقع كلمات ذلك الارعن، تحرك يجلس علي المقعد المجاور له جذب كف يده بعنف ليعاود الجلوس، ابتسم يتمتم في هدوء:
, - لاء فاهم ومقدر الحالة اللي أنت فيها كويس، والا كنت رقدتك في سرير جنب أمك وكان زمانهم بيدوروا علي دكتور يعالجك يا دكتور٣ نقطة
,
, نظر حسام له نافرا ليعاود إخفاء وجهه بين كفيه يدعي لوالدته إن يمر الأمر دون أن يخسرها منذ ساعات طويلة وهي داخل الغرفة يكاد يموت خوفا عليها، اخيرا سمع صوت الباب يفتح هب يهرول ناحية الطبيب الذي خرج توا يسألها متلهفا كطفل صغير خائف:
, - طمني عليها، ماما كويسة ارجوك قولي آه.
,
, نظر الطبيب له مشفقا، تنهد يهمس في حذر:
, - للأسف حالة القلب صعبة ما ينفعش معاها علاج، لازم يتعملها عملية في أسرع وقت، وللأسف بردوا نسبة نجاحها قليلة.
,
, صدمة تليها أخري تقع علي رأس حسام عينيه علي وشك أن تخرج من مكانها قلبه توقف عن النبض صمتت جميع الأصوات من حوله حتي الطبيب ما عاد يسمع ما يقول اغمض عينيه تنهمر دموعه ليسمع صوت والده العزيز يحادث الطبيب قائلا:
, - بكرة الصبح هتسافر لمستشفى (، ) في لندن هما مجاهزين كل حاجة ومستعدين للعملية٣ نقطة
,
, اومأ الطبيب برأسه إيجابا يتمتم في هدوء:
, - يكون افضل بردوا، والمستشفى هتكون تحت امركوا بعربية إسعاف مجهزة لحد المطار٣ نقطة
, غادر الطبيب، ليلتفت حسام لخالد يسأله محتدا:
, - أنت كنت عارف أنها تعبانة؟!
, حرك رأسه إيجابا ببطئ تنهد بحرقة يحادثه بترفق مراعاة لحالته المتأزمة:
, - عرفت منها من فترة بسيطة، ووصتني ما اقولكش.
,
, ارتسمت ابتسامة ساخرة كبيرة علي شفتي حسام يقهقه متألما عاود ينظر لوالده انهمرت دموعه بعنف يصرخ حاقدا:
, - ولما عرفت عملت إيه ولا حااااااجة، قولت اسيبها تموت اهو بالمرة اخلص منها ومن الذنب اللي لافة رقبتي بيه، أنا بكرهك، بكرهك أكتر مما تتخيل.
,
, حسام اهدي يا حسام، اهدي يا صاحبي، اندفع زيدان سريعا يقف حاجزا بين حسام وخالد يمسك بذراعي حسام يحاول تهدئته، انهار حسام باكيا ما أن رأي صديقه ليرمي بما به من خوف وقلق وهم علي كتف صديقه رمي نفسه بين ذراعي زيدان يصيح بحرقة:
, - امي هتموت يا زيدان، أنا مش هعرف اعيش من غيرها، مشيه من هنا قوله يمشي، مش عايز اشوفه.
,
, اسرع زيدان يسند صديقه يربت علي رأسه برفق كأنه *** صغير، بينما يقف خالد بالقرب منهم قلبه يتفتت إلي شظايا تدمي روحه وصوت بكاء حسام يعلو، اقترب منهم خطوة واحدة ليحرك زيدان رأسه نفيا سريعا يخبره إلا يفعل، وقف يقبض كفه يمنع نفسه بصعوبة من انتشال طفله إلي أحضانه، اجفل علي يد وضعت علي كتفه نظر للفاعل ليجد محمد صديقه ابتسم ما أن رآه، ليمسك محمج كفه يجذبه ليتحرك معه دون ادني مقاومة، لمحت عينيه وهو يغادر فتاة تقف بالقرب منهم، تلك الفتاة رآها قبلا ولكنه حقا لا يتذكرها الآن تقف تنظر لهما مشفقة تحتضن سترة زيدان بين ذراعيها، تحرك بصحبة صديقه إلي حديقة المستشفي جلس جواره علي أحد مقاعد الإستراحة صامتا للحظات طويلة لا يجد ما يقوله عينيه ثابتة جافة من الحياة، مرتكزة في الفراغ السرمدي الي ما لا نهاية تصل معاناته، اجفل علي حركة يد صديقه يربت علي كتفه، ليضع رأسه علي كتف صديقه الجالس جواره، زفر نفس حار يحرق احشائه، سمع صوت محمد يسأله في رفق:.
,
, - إيه اللي حصل.
,
, دون جهد يذكر تحرك لسانه يخبر صديقه بكل ما حدث منذ أن رأته لينا في منزل شهد إلي تلك اللحظة، انهي ما يقول لترتسم علي شفتيه ابتسامة معاناة لا تعبر عن ذرة ألم واحدة بداخله يتمتم ساخرا من حاله:
, - لينا بقت بتكرهني، وحسام بقي بيكرهني، وشهد هتموت بسببي، يا ريت أنا اللي اموت واريح الكل.
,
, بعد الشر عليك يا خالد ما تقولش كدة، نطقها محمد سريعا ليمسك بذراعي صديقه يحادثه بحزم:
, - كل حاجة هترجع لمجراها الطبيعي، خليك جنب حسام ومعلش استحمل اي كلام هيقوله دي والدته بردوا، وأنا هروح للينا لو هي رافضة تسمع منك هتسمع مني أنا، اجمد كدة دا أنت شيخ الشباب يا راجل، مش عيل سيكي ميكي ولا ناسي.
,
, ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتي خالد يومأ برأسه إيجابا ليربت محمد علي كتفه بحزم، ومن ثم تحرك يغادر متجها الي منزل جاسم مباشرة، بينما عاد خالد إدراجه الي حيث يوجد حسام، اقترب منهم ليجد زيدان في المنتصف بين حسام وتلك الفتاة جلس علي أحد المقاعد المقابلة لهم يفصل بينهما الممر الطويل، ينظر ناحية إبنه نادما، بينما ينظر الأخير ناحية باب غرفة والدته المغلقة يدعو لها في كل لحظة.
,
, في مكان آخر يبعد كثيرا عن سابقه في منزل حقا ضخم، حديقة كبيرة، مسبح ضخم وفي الداخل منزل واسع يتكون من طابقين ( فيلا ) فاخرة فخمة بكل ما تعنيه الكلمة من معني تجلس بدور في الصالة الضخمة امام شاشة تلفاز عريضة تنام الصغيرة سيلا علي قدميها، بينما يلعب الصغير خالد ارضا بالكثير والكثير من الألعاب الغالية ، شردت عينيها لا تعرف أهي سعيدة أم لا هي حقا راضية، يكفي ما قدمه لها إلي الآن، ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها حين تذكرت ما حدث صباحا باكرا.
,
, Flash back
, - مبروك يا مدام حمزة السويسي٣ نقطة
,
, ترددت تلك الجملة في عقلها عدة مرات سريعة متتالية لتوقظها رغما عنها من ثباتها العميق، فتحت عينيها ببطئ شيئا فشئ، رفعت يدها تمسد جبينها تشعر بألم حاد يطرق في رأسها، لحظات وتوسعت عينيها حين بدأت تدرك أين هي، تلك ليست غرفتها ابداا، نظرت جوارها سريعا لتجد حمزة نائما جوارها، لحظات وبدأت ذكريات الليلة الماضية تقتحم عقلها تخبرها بحقيقة ثابتة لا تقبل مجالا للشك أنها باتت زوجة ذلك النائم جوارها بكل ما تعنيه الكلمة من معني، ابتلعت لعابها قلقة علي طفليها وخاصة سيلا الصغيرة كيف تنام بعيدا عنها، الصغيرة تستيقظ كثيرا ليلا، انقبض قلبها خوفا علي صغيرتها، رغبت في التحرك سريعا تتوجه إلي غرفتها، لتشعر بيده تمسك رسغ يدها شهقت متفاجئة تنظر له لتقابل ابتسامته الناعسة، اعتدل في جلسته يفرك عينيه ابتسم يتمتم ناعسا:.
,
, - رايحة فين احنا لسه بدري اوي٣ نقطة
,
, حمحمت تحاول إيجاد صوتها الهارب تهمس متوترة:
, - هقوم اشوف سيلا، اكيد عيطت كتير بليل.
,
, ابتسم من جديد يزيح خصلة كبيرة غطت وجهها عن عينيه يحادثها برفق:
, - ما تقلقيش علي سيلا، أنا روحت اطمن عليها بليل، لقيت لينا مرات خالد واخداها تبات معاها.
,
, ابتسمت مرتبكة تحرك رأسها إيجابا، أرادت ان تتحرك من جديد لتجده يسمك بيدها من جديد، التفتت له تلك المرة تناظرها بنظرات متعجبة ليبتسم ينطق بكلمة واحدة:
, - ندمانة؟
,
, قطبت جبينها متعجبة من سؤاله لتحرك رأسها نفيا تتمتم:
, - ليه حضرتك بتقول كدة.
,
, ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه تنهد يتمتم في تروي:
, - عشان كلمة حضرتك اللي أنتي لسه قيلاها دي، بدور أنا عارف إن لسه في بينا حواجز كتير وأنا تجاوزت كل دا باللي حصل بس٣ نقطة
,
, قاطعته حين ابتسمت ابتسامة متوترة مرتعشة تحرك رأسها نفيا تتمتم بخفوت مرتبكة:
, - ما حصلش حاجة لكل دا، دا حقك.
,
, قطب جبنيه غاضبا من تلك الكلمة التي نطقتها توا، ليمسك بكفيها بين كفيه رفعت وجهها له حين سمعته يهتف سريعا:
, - حتي لو يا درة، أنا ما ينفعش افرض نفسي عليكي بأي شكل من الأشكال، انتي بالنسبة لي درة يا درة، فهماني.
,
, ارتسمت ابتسامة خجولة علي شفتيها تؤما برأسها إيجابا حمحمت بخفوت تسأله:
, - هو احنا بردوا هنسافر.
,
, حرك رأسه نفيا، لتتوسع ابتسامتها مد كفه يبسطه علي وجنتها يغمغم مبتسما:
, - لا يا ستي مش هنسافر، أنا قررت اننا نستقر هنا، واشتريت بيت وجهزته من كله وبصفي شغلي عشان انقله هنا، عشان خاطر عيونك أنتي ومايا.
,
, توسعت ابتسامة لتسمك بكفيه تتمتم بتلهف سعيد:
, - بجد شكرا، شكرا اوي، أنا هروح افرح مايا.
,
, توسعت ابتسامة حمزة الخبيثة يحرك رأسه نفيا يغمغم في مكر:
, - لاء خليكي عايز اعمل فيها مقلب.
,
, ضحك بشر مضحك، ليتحرك من جوارها ارتدي خفيه ليتحرك إلي خارج الغرفة، قامت خلفه سريعا تقف عند باب الحجرة من الداخل تحاول أن تعرف ما سيفعل لحظات وسمعته يزمجر غاضبا:
, - اسمعي يا بنت حمزة اللي اقوله يتنفذ من غير نفاش، مش هعرف امشي كلامي عليكي ولا ايه، بكرة الصبح تكوني جاهزة بشنطك، بمزاجك، او رجلك فوق رقبتك هنمشي بكرة.
,
, رأته يخرج من غرفة ابنته يصفع بابها بعنف خلفه لتتوسع عينيها في صدمة لما فعل ذلك، وقفت مقابلة له ما أن دخل إلي الغرفة تسأله مدهوشة:
, - ليه زعقتلها كدة، وبعدين دا مقلب وحش جداا، لو سمحت روح قولها أننا مش هنسافر، او أنا هروح اقولها، مايا حساسة وبتتأثر بأي حاجة.
,
, ابتسم ينظر لها سعيدا، احسن الاختيار حقا بدور تحب ابنته وتخاف عليها، لحظات وانفتح باب غرفة مايا بعنف تخرج تهرول الي الخارج لتلتفت بدور إلي حمزة تردف سريعا:
, - شوفت اهي خرجت زعلانة، ألحقها بقي وقولها أنك بتهزر معاها، ما تزعلهاش عشان خاطري يا حمزة.
,
, توسعت ابتسامته الواسعة من الاساس ليلف ذراعه حول كتفيها يغمغم سعيدا:
, - قولي يا حمزة تاني كدة، حاضر يا ستي عشان خاطرك، البسي ولبسي الولاد، هوصلكوا علي البيت، وهروح لمايا الشغل افهمها اللي حصل٣ نقطة
,
, حركت رأسها إيجابا سريعا تتحرك بتلهف بدلت ثيابها هي والأولاد ضبت حقائبها أغلق آخر حقيبة تضعها أرضا في لحظة دخول حمزة الغرفة نظرت للحقائب نظرات حادة غير راضية رفع وجهه لها يتمتم:
, - هاتي سيلا اشيلها وامسكي خالد في إيدك وسيبي الشنط دي مش هناخد حاجة منها، أنا جايبلكوا هدومي ليكي وللولاد هناك.
,
, وقبل أن يعطيها فرصة للرد تقدم يحمل الصغيرة ليخرج من الغرفة، وقفت للحظات لا تعرف ما تفعل تنهدت تزفر أنفاسها الحائرة لتمسك بيد طفلها تلحقه، نزلت لأسفل لتجد خالد يبدو أنه استيقظ توا، ابتسم ناعسا ما أن رآها، ليقترب منها يقبل جبينها يتمتم مبتسما:
, - خلاص هتمشوا.
,
, حركت رأسها إيجابا تبتسم له ليميل يحمل خالد الصغير يقبل وجنته وجبينه يحتضنه، نظر لحمزة يتوعده قائلا:
, - حمزة نصيحة تخلي بالك منهم، عشان لو وزعلتها هنسي أنك اخويا وهزعلك أوي.
,
, ابتسم حمزة ساخرا يردف:
, - خلاص يا أبو البنات، يلا يا درة عشان ما نتأخرش.
,
, ودعت بدور خالد لتقترب من حمزة يتحركان للخارج لينظر خالد لحمزة يتمتم مشمئزا:
, - درة، رايح جاي يقول يا درة كاتك الأرف في دلعك اللي شبه وشك.
,
, سمع صوت حمزة يأتي من بعيد يصيح حانقا:
, - سمعتك علي فكرة.
,
, ضحك خالد ساخرا ليعلو بصوته هو الاخر:
, - ما أنا قاصد أنك تسمعني علي فكرة، يلا ياض غور من هنا مش عايز اشوف خلقتك تاني٣ نقطة
, ضحكت بدور علي ما يحدث بينهما جلست علي المقعد جوار حمزة تنطلق بهم السيارة الي وجهتهم، ساعة ويزيد إلي أن توقفت السيارة في تلك الحديقة الكبيرة، توسعت عينيها في دهشة، تنظر حولها تغزو ابتسامة واسعة ثغرها، ليلف هو ذراعه حول كتفيها يسألها مبتسما:
, - عجبتك الجنينة.
,
, حركت رأسها إيجابا سريعا، تتحرك معه للداخل، والداخل لم يكن أقل رقي بل أزيد
, المكان حقا أكثر من رائع، تقدمت للداخل في تلك اللحظات دق هاتف حمزة، أجاب سريعا كل إن وقعت عينيه علي اسم المتصل يغمغم متلهفا:
, - ايوة يا ماهر، أدهم كويس حصله حاجة.
,
, احمرت عينيه فجاءة بغضب اخافها لتسمعه يصيح غاضبا:
, - أنت متأكد أنها مايا، طيب خليك عندك أنا جاي حالا.
,
, ودون أن ينطق بحرف كان يهرول إلي سيارته ينطلق بها سريعا الي حيث لا تعلم هي.
,
, Back
, اجفلت من شرودها الطويل علي صوت باب المنزل يُفتح ويدخل حمزة يسبقه صوته الغاضب:
, - ادخلي يا هانم للدرجة دي ما عرفتش اربي..
,
, وضعت بدور سيلا علي الاريكة لتهرول ناحيتهم سريعا وقفت حاجزا بين مايا وحمزة تصيح سريعا قلقة علي الفتاة:
, - اهدي يا حمزة براحة عليها، حصل إيه.
,
, نظر حمزة لمايا نظرات قاتلة حادة، ليمد يده ينزع حقيبة أخرج هاتفها منها ليلقيه أرضا ليتهشم الأخير الي فتات نظر لها يصيح محتدا:
, - وادي الزفت شوفي بقي هتكلميه ازاي وحسك عينك اشوفك خارجة برة باب الفيلا أن شاء **** حتي للجنينة٣ نقطة
,
, نظرت مايا له كارهة لتصرخ بقهر:
, - أنت فاكر أنك كدة هتبعدني عنه، أنا بحب أدهم وهو كمان بيحبني، أنت اللي جمعتنا الأول، مش هخليك تبعدنا تاني.
,
, اشتعلت أنفاسه غضبا لينظر لزوجته يصيح فيها:
, - بدوور خديها من وشي عشان أنا لو فقدت أعصابي هموتها في أيدي.
,
, اسرعت بدور تجذب مايا بعيدا تهمس لها سريعا بتلهف قلقة:
, - تعالي يا مايا، تعالي يا حبيبتي، وكل حاجة هتتحل، سيبي بس بابا يهدي.
,
, جذبت بدور مايا تصعد معها إلي أعلي، تهاوي حمزة علي أحد المقاعد يتنفس بعنف يمسح وجهه يكفيه بعنف، اخفي وجهه بين كفيه يتذكر جملة ابنته التي اعادت فتح دفاتر ذكريات قديمة ( واكيد أنت نفسك غلطت ) نعم هو أخطأ حقا أخطأ وجاءت ابنته لتحاسبه علي ذلك الخطأ.
,
, في منزل جاسم الشريف، اسدل الليل استاره وهي كما هي منذ أن جاءت وهي تجلس علي مقعد صغير في الحديقة تنظر للفراغ نظراتها ثابتة جافة من الحياة يمر شريط حياتها أمام عينيها تنظر لكل لحظة فيه، منذ البداية إلي الآن، تبحث عن مقاطع سعادتها، لم تزرف دمعة واحدة، قلبها يبكي كمدا وعينيها ثابتة كالجليد، لا تذيبه حرارة قلبها الباكي، تزوج، متزوج، ذهب لاخري بعد كل ما حدث بينهما حب بل تعدوا تلك الكلمة، حياة سنوات، عشق، جنون، مرا سويا بالأسوء قبل الأسعد كانت جواره في كل لحظة، لم تتخلي عنه في أكثر لحظات حياتهم سوءً، كيف يفعل بها ذلك، كيف يسمح لها قلبه بأن يقتل قلبها وهو يلقي بعشقهما بعيدا ويذهب لاخري، لما فيما أخطأت ليفعل ذلك، لأنها نصف أنثي كما أخبرتها والدته مرارا وتكرارا، لا تقدر علي إنجاب ولي العهد الذي سيحمل إسم العائلة فاختار أن يتزوج، اختار أن يسحث قلبها بحذائه دون أن يرتف له جفن.
,
, اجفلت من عاصفة مشاعرها علي صوت والدها حين جذب المقعد المجاور لها جلس يتمتم ساخرا:
, - أنتي هتفضلي قاعدة كدة، أنا قولتلك من الاول أنه عامل مصيب وأنتي فضلتي تقوليلي حرام عليك يا بابا أنت دايما كدة ما بتحبش.
,
, ارتسمت ابتسامة متهكمة علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا، ليخرج والدها ورقة من جيب حلته يفتحها امامها يضع فوقها قلمه قطبت جبينها تنظر للورقة متعجبة لتعاود النظر لوالدها الذي بادر قائلا:
, - توكيل، امضي يلا عشان من بكرة هرفع عليه قضية خلع وحياتك عندي لالففهولك محاكم مصر كلها، اخليه يقول اريد حلا.
,
, ضحكت لينا ساخرة، قبل أن تحرك رأسها نفيا أزاحت القلم والورقة ناحية والدها تردف بنبرة خاوية:
, - أنا مش هرفع قضية علي خالد يا بابا أنا هخليه يطلقني.
,
, نظر جاسم لها محتدا غاضبا كور قبضاه يصيح فيها:
, - لاء يا لينا انتي مش هتخليه يطلقك، انتي هتستنيه يجي ياكل عقلك بكلمتين زي كل مرة عشان تسامحيه وتروحي معاه وكأن ما فيش حاجة حصلت مش كدة.
,
, حركت عينيها تعاود النظر لنقطة ما في الفراغ تهز رأسها نفيا تردف بذات النبرة الخاوية:
, - لاء مش كدة، لينا اللي كانت بتسامح وتغفر خلاص راحت، حاسة أنها ماتت جوايا، أنا حتي مش عارفة اعيط، حاسة أن قلبي مات منه اي شعور ناحيته، أنا مش هرفع قضية خلع عليه عشان بس العشرة والسنين الكتير اللي يينا، بس أنا مش هرجعله تاني ابداا٣ نقطة
,
, أغمضت عينيها تحاول حتي البكاء أن تزرف دمعة واحدة دون فائدة، تنهد جاسم حزينا علي حالها توعد لخالد بالانتقام علي ما فعل بابنته، تحرك من مكانه تنهد يتمتم:
, - أنا هجبلك كوباية عصير واخلي الخدامين يعملولك اكل انتي ما كلتيش حاجة من ساعة ما جيتي.
,
, تحرك جاسم لذلك المنزل مرت دقائق قبل أن تتوقف سيارة محمد في حديقة المنزل، ابتسمت ساخرة ما أن رأته بالطبع كان سيأتي، تقدم محمد يحتل المقعد مكان والدها ابتسم يحمحم في هدوء مردفا:
, - ازيك يا لينا عاملة إيه.
,
, اشاحت بوجهها بعيدا عنه ابتسمت تتمتم ساخرة:
, - أكيد أنت عارف أنا عاملة ايه زي ما أنا عارفة أنت جاي ليه، وريح نفسك عشان خلاص الموضوع خلص.
,
, نقر محمد بأصابعه علي سطح الطاولة امامهم ابتسم يردف في ثقة:
, - لاء يا لينا ما خلصش، لسه بدري أوي علي الموضوع يخلص، لينا تفتكري ليه ممكن واحد زي خالد بيعشقك ممكن يتجوز عليكي ايه السبب الرهيب اللي يخليه يقرر فجاءة بعد ما عدي الخمسين أنه يتجوز، اتجنن ما هو دا حلها الوحيد والحمد لله خالد عاقل لسه ما اتجننش.
,
, كورت قبضتها تغزر أصابعها في كفها تشد علي أسنانها تتنفس بعنف تتذكر مشهده في أحضان تلك السيدة، ليكمل محمد ما يقول:
, - يبقي اكيد في سبب قوي يخليه يعمل كدة٣ نقطة
,
, التفتت لمحمد تناظره بحدة لتصيح غاضبة:
, وأنا مش عايزة أعرف ايه هو سببه، المهم النتيجة أن صاحبك اتجوز عليا، رمي كل اللي بينا داس عليه بجزمته وراح اتجوز وأنت جاي تقولي أكيد ليه سبب قوي يولع هو وسببه خلاص صاحبك ما بقاش فارق معايا.
,
, تنهد محمد يآسا يتمتم في مرح:
, - خالد طبع عليكي، ايه يا بنتي العصبية دي كلها ما كنتيش كدة
, عادت تشيح بوجهها بعيدا، ليتنهد هو يكمل بهدوء:.
,
, - يا لينا انتي عارفة حكاية شهد واكتر واحدة عارفة احساس خالد بالذنب ناحيتها معذبه ازاي، شهد استغلت الموضوع دا اسوء استغلال، اشترطت عشان يسامحها انه يتجوزها، صدقيني أنا وهو حاولنا معاها كتير، بس هي رفضت كل الحلول، حتي جواز خالد منها كان علي الورق بس، خالد ما لمسهاش، يا لينا خالد بيحبك وانتي ادري واحدة بحبه ليكي٣ نقطة
,
, حركت رأسها نفيا بعنف تصيح بحرقة:
, - لاء يا محمد لينا اللي كانت بتسامح بح خلاص، أنت قولت زمان معلش يا لينا لكل جواد كبوة، وكبوة صاحبك عدت، رصيده في السماح خلص، خليه يطلقني بالذوق احسنله.
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتي محمد يتحدث بمرح يحاول تخفيف وقع ما يحدث:
, - طب ما ينفعش اشحنله أنا رصيد في السماح.
,
, ابتسمت لينا باصفرار علي مزحته السخيفة، ليأتي جاسم في تلك اللحظة يحمل كوب عصير من فاكهة البرتقال وضعه أمام ابنته نظر لمحمد يتمتم ساخرا:
, - هو دا اللي أنت فالح فيه يا محمد، تطبل لخالد، تطلعه ملاك ما بيغلطش، حتي لو هو الشيطان بذاته.
,
, نظر محمد محتدا لذلك العجوز الواقف أمامه يشد علي أسنانه، رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيه يكتف ذراعيه أمام صدره يتمتم في ثقة:
, - ايوة أنا صاحبي ملاك وما بيغلطش وما غلطش يا جاسم، وحاسب كدة أحسن أجنحته تدخل في عينيك.
,
, اشتعلت عيني جاسم غاضبا ليصيح في الجالس أمامه:
, - طب اسمع بقي يا أبو جناحات أنت وصاحبك، قوله يطلقها بالذوق بدل ما اخلي سيرته علي كل لسانه، خالد باشا المخلوع.
,
, تعالت ضحكات محمد، وقف من مقعده ينظر للواقف أمامه يتمتم ساخرا:
, - أنت سامع نفسك يا جاسم، أنت عارف أنت بتتكلم عن مين طيب، خالد باشا السويسي٣ نقطة
,
, مد محمد يده يربت علي كتف جاسم يبتسم في ثقة:
, - جاسم خالد مستحملك وبيحميك عشان لينا، فاكر آخر كذا قضية بتوع تجار المخدرات، اللي كانوا متفقين علي موتك لولا خالد كان زمانك **** يرحمك، ما تشعللهاش عشان أنت مش هتقدر تطفيها، سلام يا لينا، هجيلك تاني.
,
, قالها ليتوجه إلي سيارته وتشتعل عيني جاسم حقدا يعزم في نفسه علي تنفيذ ما نوي.
,
, تجاوزت الساعة الثانية عشر ليلا، الجميع نيام بالطبع نيام، فتحت باب غرفتها بهدوء شديد تتحرك علي اطراف أصابعها تنزل الي أسفل تحتضن حقيبة ملابسها، نزلت الي الطابق السفلي لتتوجه الي المطبخ، من الباب الخلفي ستهرب من الجيد أن الخدم رحلوا، فتحت باب المطبخ تركض للخارج خارج المنزل والمكان بأكمله تهرول بعيدا تهرب من عشق مؤلم قاتل فتت روحها، تسابقها دموعها في الهرب بعيدا بعيدا لن تعود من جديد، إلي أين لا تعرف ولا يهم لاقت ما يكفي ويفيض٣ نقطة
,
, بينما في احدي غرف المنزل في الشرفة تحديدا وقفت شاهيناز تراقب سهيلة وهي تفر بعيدا تقطم تفاحة في يدها تنظر لها مستمتعة متشفية، انتظرت الي أن اختفت تماما بعيدا من أمام عينيها، لترسم الفزع علي قسمات وجهها توجهت لفراش جاسر توقظه بتلهف تصيح فيه:
, - جاسر اصحي يا جاسر، اصحي يا جاسر في مصيبة.
,
, انتفض جاسر فزعا يسألها سريعا:
, - انتي كويسة فيكي حاجة، اللي في بطنك كويس.
,
, حركت رأسها إيجابا سريعا تغمغم فزعة:
, - الحق سهيلة، أنا شوفتها دلوقتي ماسكة ايد غريب كان بيبوسها في الجنينة وبعدين هربت معاه شوفتها بتجري هي وهو بيهربوا من البيت!
, منك لله يا شاهيناز الكلب.

التاسع والسبعون


- الحق سهيلة، أنا شوفتها دلوقتي ماسكة ايد غريب كان بيبوسها في الجنينة وبعدين هربت معاه شوفتها بتجري هي وهو بيهربوا من البيت
, احمرت مقلتيها سعير من نار الجحيم استوطن في حدقتيه نفرت عروقه توسعت عينيه ليهب من فوق فراشه كبركان انفجر فجاءة، توجه ناحية دولاب ملابسه يلتقط سلاحه، خرج نن الغرفة يهرول يزمجر بصوت حاد عالي كالرعد:
, - سهيلة، موتك علي ايدي.
,
, خرج غيث وصبا كل من غرفته علي صوت صراخه يتبعهم رشيد وشروق الجميع يصيح فيه متعجبين:
, - في ايه يا جاسر، حصل إيه يا ابني، بتصرخ ليه يا ابني
, اندفع بخطواته ناحية غرفة سهيلة يريد دخولها ليشعر بحرارة لاهبة تحرق جسده ما أن اقترب من غرفتها، لم يقدر علي الأقدام ولو حركة واحدة للامام، وقف مكانه وجه عينيه الي صبا يصيح فيها:
, - صبا خشي شوفي سهيلة في اوضتها ولا لاء.
,
, نظرت صبا لأخيها خائفة من عينيه الحمراء صراخه المخيف ابتلعت لعابها تحرك رأسها إيجابا هرولت سريعا ناحية غرفة سهيلة دخلتها، تهرول لتتوسع عينيها في فزع حين رأت الغرفة فارغة تماما، دولاب الملابس مفتوح علي مصراعيه خالي من اي ملابس، وورقة كبيرة ملقاه فوق سطح الفراش التقطتها تقرأ ما خط عليها لتتوسع عينيها فزعا لطمت خدها الأيسر بيسراها، لتغلق الورقة سريعا حين سمعت أخيها يصيح باسمها، هرولت إلي خارج الغرفة تقبض علي الورقة في يدها وقفت بالقرب من اخيها تمد يدها له بالورقة تغمغم متوترة:.
,
, - الحق يا جاسر، سهيلة هربت وسابتلك الورقة دي
, انتزع منها الورقة بعنف لم يهتم فيما بداخلها فقط دسها في جيب سرواله، لينزل الي أسفل سريعا خرج الي الحديقة يصيح باسماء غفراء والده:
, - يا أمام، يا عوض، يا حسين
, هرول إليه الغفراء وقفوا أمامهم ليصرخ فيهم:
, - سهيلة هربت تقلبوا البلد وتلاقوها، لو رجعتوا من غيرها هضربكوا انتوا بالنار، فاااااهمين.
,
, نظر الثلاث رجال الي بعضهم في توتر، ليتحركوا من أمامه سريعا، بينما عاد هو الي الداخل يتحرك في صالة بيته كليث حبيس غاضب، يتمتم بصوت حاد قاسي:
, - هقتلها، هموتها، هدفنها بالحي، بس احط ايدي عليكي يا سهيلة.
,
, الجميع ينظر له في صدمة عقدت ألسنتهم عن الحديث، عدا رشيد الذي تحرك بهدوء ينزل لأسفل وقف بالقرب من جهاز راديو قديم ورثه عن والده، فتح تردد إذاعة القرآن الكريم، يقطع شكه باليقين، حين رأي عيني جاسر اشتعلت غضبا، اقترب من جهاز الراديو يركض نزع المقبس من الكهربا يصرخ غاضبا:
, - مش عايز اسمع حاجة أنا في ايه ولا ايه، الراديو دا ما يشتغلش
, ابتسم رشيد في هدوء يحرك رأسه إيجابا ينتظر ما سيحدث.
,
, علي ذلك الحال يجلس منذ ساعات عينيه معلقتين بغرفة والدته يرفض الطعام حتي الماء لم يشربه، زيدان يجلس جواره يحاول التخفيف عنه ولكن بلا فائدة، حسام حاله كما هو، بل يزداد سوء، وخالد يجلس يراقب طفله الذي علي حافة الانهيار قلبه يتفتت عليه شظايا تقتل روحه المنهكة التعبة، لم يكن حال انجليكا افضل، بدأت تشعر بالدوار والنعاس معا، مالت تضع رأسها علي كتف زيدان تتمتم بخمول ناعس:.
,
, - زيدان أنا تآبنة زيدان، آيزة أنام
, التفت زيدان برأسه ينظر لتلك التي احتلت كتفه تنظر له، نظرات بريئة ناعسة، تنهد حانقا ما كان عليها أن تأتي معه ولكن ماذا يفعل بعندها طفلة صغيرة ذات رأس صلب، تنهد من جديد يحرك رأسه إيجابا، لا يعرف حتي ما يفعل، انقذه قدوم أحدي الممرضات وقفت تنظر لهم مدهوشة تتمتم في عجب:.
,
, - حضرتكوا قاعدين ليه، مالوش لزوم وجدكوا هنا خالص، المريضة في العناية المركزة وممنوع حد يدخلها، اتفضلوا روحوا أفضل
, حرك زيدان رأسه إيجابا يؤيد الفكرة بشدة التفت لصديقه يقبض علي كفه يحادثه برفق:
, - قوم يا حسام نروح، الممرضة عندها حق مالهاش لزوم قعدتنا كدة
, حرك حسام رأسه نفيا يتنفس بعنف يوجه انظاره الي غرفة والدته يتمتم رافضا:
, - أنا مش همشي من هنا، مش هسيب أمي، مش هتحرك من مكاني.
,
, تنهد زيدان يآسا ينظر لخاله يخبره بنظراته أن يجد حلا، حرك خالد رأسه إيجابا تحرك من مكانه وقف أمام حسام ربت علي كتفه برفق يحادثه:
, - قوم يا ابني نروح قعدتك هنا مالهاش لازمة٣ نقطة
,
, رفع حسام وجهه ينظر لخالد في حدة ليزيح يده بعنف من فوق كتفه عاد ينظر لغرفة والدته دون أن ينطق بحرف، ليتنهد خالد حانقا من عناد ذلك الطفل الكبير، مد يده يمسك كف يد حسام يجذب بعنف وقف الأخير رغما ينظر لأبيه غاضبا، جذب كفه من كف أبيه يصيح فيه:
, - قولتلك مش هتحرك من هنا، أنت ايييه ما بتفهمش، عايز تمشي امشي، أنت ايه اللي جايبك اصلا، يلا امشي.
,
, توسعت عيني حسام في ألم وشهقة فزعة خرجت من انجيلكا حين هوي كف خالد بعنف علي وجه حسام، اندفع زيدان يجذب خاله بعيدا عن حسام يهتف متلهفا:
, - ليه كدة بس يا خالي٣ نقطة
, ابعد خالد يد زيدان بعيدا عنه بعنف ليقترب من حسام قبض علي تلابيب ملابسه يقربه منه يصيح فيه:.
,
, - اسمع يلا، أنا سايبك تغلط من الصبح وبقول معذور ومقدر، لكن اللي بقوله ينتفذ ورجلك فوق رقبتك، هتقعد تهبب ايه أنت مش دكتور نسا زي ما فقلتنا، أنا دكتور نسا أنا دكتور نسا، قعدتك مالهاش اي ستين لازمة، قاعد بتدعي، ممكن تدعي وأنت في البيت عادي، يلا قدامي
, احمرت عيني حسام، ترقرقت الدموع فيها ينظر لخالد كارها نافرا، أسرع زيدان يجذب يده يجذبه للخارج:
, - تعالا بس يا حسام صدقني قعدتك مالهاش لزوم٣ نقطة
,
, تحرك حسام بصحبة زيدان يجر قدميه عينيه ملعقتين بغرفة والدته المغلقة، وخلفه خالد قامت انجليكا تهرول خلفهم، تحاول أن تكن بعيدة عن خالد قدر الامكان، في السيارة جلس زيدان في مقعد السائق، لتجلس انجليكا جواره، وخالد وحسام بالخلف، اشاح حسام بوجهه يرفض النظر ناحية ابيه حتي، ليتنهد خالد حزينا علي حاله، اجفل علي جملة زيدان:
, - هنروح فين
, ابتسم خالد ساخرا يتمتم متهكما:
, - هنروح فين الملاهي مثلا، اطلع علي الفيلا.
,
, التفت حسام ينظر لخالد حانقا عينيه حمراء كالجمر، فتح فمه يريد أن يعترض ليخرس خالد ما سيقول حين صاح ينهي اي اعتراض:
, - مش عايز اسمع كلمة لاء، واطلع يلا
, انتفض جسد انجليكا تقبض علي ذراع زيدان ليبتسم لها مطمئنا أدار محرك السيارة ينطلق الي وجهته، يفكر قلبه تتسارع دقاته لن يحتمل رؤيته وهو في أشد شوقه ليلمح فقط طيفها لن يراها، لن يدخل الي منزل خاله، سيوصله ويأخذ انجليكا ويذهبا الي اي فندق٣ نقطة
,
, حسام كان عقله مرتكز في فكرة واحدة سوداء مخيفة ماذا أن فقد والدته، رحلت، تركته، يرغب في أن يبكي بعنف كأنه *** صغير خائف، خالد يجلس جواره عقله سابح يفكر، في إبنه الجالس جواره من ناحية وفي زوجته معشوقة روحه من ناحية أخري، كم يرغب في أن يركض إليها، يختبئ بين أحضانها يطلب منها السماح، التفت برأسه بخفة ناحية حسام ليراه ينظر ناحية النافذة، تتساقط دموعه رغما عنه فيرفع يده سريعا يمسحها قبل أن يلاحظها أحد، اقترب بجسده من ولده جلس مجاورا له تماما، مد يده يربت علي رأسه برفق يهمس له بحنو:.
,
, - امك هتبقي كويسة صدقيني، أنا مجهز لها كل حاجة، لما عرفت ما قولتش اسيبها تموت زي ما أنت فاكر، بالعكس، اتفقت مع مستشفي في لندن وكنت في انتظار يلاقوا قلب مناسب لحالتها، هتبقي كويسة..
, التف حسام برأسه ناحية والده ينظر له كطفل صغير ضائع حرك خالد رأسه إيجابا يبتسم له لينفجر حسام في البكاء القي برأسه بين ذراعي والده يردف من بين شهقاته العنيفة:
, - مش هستحمل يجري لها حاجة، أنا آسف، آسف علي كل اللي قولته، آسف.
,
, ابتسم خالد في حنو يشدد علي عناق ذلك الباكي بين ذراعيه، يحرك يده علي خصلات شعره برفق، لتتوسع عيني انجليكا في ذهول، تنظر لخالد مدهوشة كيف تتحول شخصيته من شخص لنقيضه في لحظات، طبقة شفافة من الدموع غشت عيني زيدان، تصاحبها ابتسامة ساخرة تغزو شفتيه هو لن يزرف دمعة واحدة أن رأي والدته جثة أمام عينيه، كم يكرهها في عمره كله لم يكره أحد بقدرها، حرك رأسه نفيا يبعبد صورتها التي اقتحمت رأسه فجاءة، بلع لعابه الجاف، يدهس بعنف المكابح تحت قدميه لتسرع السيارة، بعد قليل وقفت السيارة في حديقة منزل خالد، نزل منها أولا يجذب يد حسام، نزل زيدان يقف جوار باب السيارة المفتوح حمحم يجذب انتباه خاله، التفت خالد له ليردف زيدان:.
,
, - أنا هاخد انجليكا احجزلها اوضة في اي اوتيل واروح البيت عندي او اشوفلي اوضة أسهل
, حرك خالد رأسه نفيا يردف برفض قاطع:
, - أنت هتجيب الحلوة اللي معاك وتحصلني وما تقلقش ما حدش جوا اصلا، لينا خدت البنت وراحت عند جاسم.
,
, توسعت عيني زيدان في ذهول، زوجة خاله تركت المنزل، تنهد تعبا ألن تتوقف مشاكل تلك العائلة ابدا، اشار لانجليكا أن تنزل من السيارة، بينما تحرك هو للداخل، لتهرول الأخيرة خلفه امسكت بكف يده تدخل بصحبته الي منزل خالد، جلس حسام جوار ابيه علي الأريكة وانجليكا وزيدان مقابلين لهم، صدح صوت خالد يهتف باسم احدي الخادمات:
, - فتحية حضري العشا
, ابتسمت انجليكا تقول بحماس طفلة صغيرة:
, Yes, please I m very hungry.
,
, صفع زيدان جبينه براحة يده أحضر طفلة صغيرة وياليته احضرها بإرادته، بينما ارتسمت ابتسامة طفيفة علي شفتي خالد اشار للطابق العلوي يحادث انجليكا:
, - طالما بتفهمي عربي اطلعي الدور التاني، آخر أوضة ناحية الشمال، هتلاقي فيها هدوم٣ نقطة
, ابتسمت انجليكا في سعادة تحرك رأسها إيجابا، تحركت من جوار زيدان تصعد لأعلي ليوجه خالد انظاره لحسام رفع حاجبه الأيسر يسأله ساخرا:.
,
, - مين دي يا زيدان بيه، دا أنت مسافر ما بقالكش يومين اومال لو كنت كملت اسبوع كنت رجعتلنا بجوني
, ضحك حسام رغما عنه بينما ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي زيدان، يقص لخالد تفاصيل لقائه بانجليكا، كتف خالد كتفيه أمام صدره يتمتم ساخرا:
, - وهي اي واحدة ننقذها من الغرق، تشبك في اللي ساعدها كدة، كان زمان سباحين مصر كلهم متجوزين أجانب.
,
, تنهد زيدان يآسا يعرف أن خالد لن يصدق وهو حقا لم يعد يهتم، رفع وجهه لخالد يبتسم في اصفرار مردفا:
, - بص يا خالي عايز تصدقني أنت حر مش عايز أنت بردوا حر، اقولك اعتبرها خطيبتي
, شهقت الخادمة مصدومة حين دخلت الي الغرفة وسمعت زيدات يتمتم بجملته الاخيرة، وضعت صينية الطعام من يدها تعتذر لهم عما فعلت لتهرول سريعا الي خارج الغرفة، دخلت الي المطبخ تطلب رقم لينا إبنه خالد، لحظات وسمعتها تجيب:.
,
, - ايوة يا فتحية في ايه بابا كويس
, بادرت فتحية تتمتم سريعا بصوت خفيض مرتبك:
, - ايوة يا هانم كويس، بس زيدان باشا هنا
, لحظات صمت من ناحية لينا، لحظات طويلة لا تعرف ما حدث لها، لتردف قائلة بقلق:
, - يا هانم انتي سمعاني
, حمحمت لينا تحاول إيجاد صوتها خرجت نبرتها مرتعشة تحاول إمساك زمامها دون فائدة:
, - ايوة سمعاكي، وبعدين أنا مالي هنا ولا مش هنا٣ نقطة
, قاطعتها فتحية سريعا قبل أن تكمل لتغمغم متلهفة:.
,
, - مش دي المشكلة، معاه بنت شكلها كدة خواجية، بس ما شاء **** جميلة اوي، وأنا داخلة الأوضة بحطلهم العشا سمعته بيقول لخالد باشا اعتبرها خطيبتي، الو لينا هانم، يا هانم انتي سمعاني
, صمت مؤلم من الناحية الاخري، سمعت منه صوت لينا من نبرتها المرتعشة تأكدت انها كانت تبكي، خرج صوتها متحشرجا خفيضا:
, - تعرفي تصوريهالي يا فتحية
, حركت فتحية رأسها إيجابا سريعا تغمغم بخفوت:.
,
, - حاضر يا هانم هصورهالك وهبعتلك الصورة علي الواتس، سلام قبل ما الباشا يسمعني
, اغلقت فتحية مع لينا، خرجت من المطبخ لتلمح انجليكا تنزل من أعلي ترتدي احدي منامات لينا، لتشتعل عيني فتحية غضبا تتمتم مع نفسها:
, - البجحة كمان لابسة هدوم الهانم
, وقفت في ركن بعيد حتي لا يراها أحد أخرجت هاتفها سريعا تلتقط مقطع فيديو قصير لتلك الأجنبية الملونة الجميلة، ترسله لرقم لينا، لتعاود إلي المطبخ وكأن شيئا لم يكن.
,
, في اسيوط، بعد ساعات من البحث عاد الحراس الثلاثة خالي الوفاض بحثوا في جميع الاماكن ولم يجدوا اي أثر لسهيلة زوجة جاسر، دخل ثلاثتهم الي المنزل ليتقدم أمام من جاسر بلع لعابه مرتبكا يغمغم متوترا:
, - جاسر بيه و**** احنا قلبنا البلد شرقها وغربها مالهاش أثر فص ملح وداب يا باشا
, نهض جاسر من مكانه يقبض علي عنق الرجل يصيح فيه:
, - ما أنا لو مشغل كلاب كانوا شمشموا ولقوها
, لفظ جاسر الرجل من يده يصيح فيهم بجنون:.
,
, - امشوا اطلعوا برة مش عايز اشوف خلقة حد فيكوا برة
, خرج ثلاثتهم من المنزل، جاسر يقف يكاد يحترق، شروق تنظر له بفزع ذلك ليس طفلها ليس جاسر أبدا، وكأن شيطانا تلبسه وما يثير عجبها هدوء رشيد الغير مفهوم بالمرة، تحرك رشيد من مكانه وقف أمام ولده عقد ذراعيه يقول محتدا:
, - هنعمل إيه يا جاسر، مراتك هربت وهتشيلنا كلنا العار، هنتفضح بسببها.
,
, شهقت شروق مفزوعة مما تسمعه يخرج من بين شفتي زوجها هبت واقفة تصدم صدرها براحة يدها تصيح مذهولة:
, - أنت بتقول ايه يا رشيد حرام عليك البت غلبانة واللي ابنك عمله فيها هو السبب، اتقي **** أنت عندك بنت٣ نقطة
, ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي رشيد ليعاود الحديث مع جاسر:.
,
, - سيبك من التخاريف اللي أمك بتقولها دي، أنا من رأيي اننا نروح لبيت عيلة المنشاوي ونقولهم علي اللي بنتهم عملته وتطلقها قدامهم هما يشيلوا فضيحتها، قولت إيه
, أعجبت تلك الكلمات جاسر كثيرا حرك رأسه إيجابا يؤيد كل حرف قاله والده التفت برأسه لوالده يردف:
, - عندك حق يلا بينا مش هنستني للصبح، قبل ما النهار يطلع مش هتبقي علي ذمتي
, ال، دي.
,
, حرك رشيد رأسه إيجابا في هدوء مخيف ينظر لجاسر متوعدا، التفت برأسه ناحية غيث يحادثه:
, - تعالا معانا يا غيث عشان تبقي شاهد علي اللي حصل
, توسعت عيني غيث في دهشة كاد أن يحرك رأسه نفيا يرفض الاشتراك في جريمة تشوية سمعة الفتاة حين غمزه رشيد بطرف عينيه خفية فحرك رأسه إيجابا سريعا يتحرك معهم، تحرك ثلاثتهم للخارج ليصدح صوت شروق الباكي:
, - جاسر لو خرجت من هنا وخوضت في عرض البت بالكلام دا، لا أنت ولا اعرفك.
,
, لم يلتفت جاسر حتي لكلام والدته بل أكمل سيره للخارج، لتتهاوي شروق علي الاريكة تبكي تضرب فخذيها بكفيها تنوح باكية:
, - اخوكي اتجننت وابوكي مطاوعه وذنب الغلبانة دي في رقبتنا كلنا
, في عتمة الليل الشوارع تضيئها مصابيح الإنارة، صوت نباح الكللابب تأتي من بعيد، تحرك رشيد يستند علي ذراع جاسر بينما يسير غيث بالقرب منهم، عقله شارد يفكر فيما حدث قبل ساعات
, Flash back.
,
, تمدد علي فراشه في غرفته يعقد ذراعيه خلف رأسه يتنهد في ملل وجوده هنا لهدف محدد، لا يرغب في استباق اي خطوات، صبا فقط طفلة صغيرة يلعب برأسها شيطان محترف، عليه أن يوقع به قبل أن يوقع هو بالصغيرة، ولكن منذ فترة ومراد لم يحادث صبا لم يخبرها بأي شئ هل يا تري مل، أم أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة، خرج من طوفان افكاره علي صوت هاتفه يدق، برقم مراد، يعني أن هاتف صبا يدق برقم مراد، اعتدل سريعا في جلسته ينتظرها أن ترد حتي يستمع هو لما سيقول، وقد لحظات وفتحت الخط ليضع الهاتف علي أذنه يحرص علي إلا يصدر ولو صوت طفيف، وسمع ما يقولا.
,
, - مساء الفل يا صبا قلبي ايه صحيتك
, - لاء انا كنت صحية كنت حاسة أنك هتكلمني
, اشتعلت أنفاسه يكور قبضته يشد عليها تلك الحمقاء ماذا تقول عاد يرهف السمع لما يقولان
, - وحشتيني يا صبا وحشتيني اوي اوي اوي
, - وأنت كمان يا مراد وحشتني، مش ناوي ترجع بقي غبيتك طالت.
,
, لما لا يغلق الخط ويذهب إليها يصفعها علي وجهها ويكسر الهاتف فوق رأسها لأن جاسم علمه أن يهدئ، إن يتحكم في أعصابه، إن يضعها في الجليد في مثل تلك الحالات واكمل سماع ما يقولان
, - هانت يا صبا، هكون عندك يوم (، ) الجاي علي بعد الضهر كدة
, سمع صوتها السعيد للغاية وهي تقول له:
, - بجد و****، أنا يومها هيكون عندي درس فئ (، ) دي بلد جنبنا هخلص الدرس واجي جري.
,
, - لا استني استني، انتي تقوليلي عنوان الدرس بالتفصيل وأنا هستناكي، أصلك وحشتيني اوي.
,
, والحمقاء لم تتردد اخبرته بالعنوان كاملا واغلقت معه الخط، لتنغلق المكالمة امامه، شردت عينيه في الفراغ يفكر يطرق باصابعه علي سطح شاشة هاتفه الخطوة القادمة، اقتحام هاتف مراد ليعرف فيما يدبر ولن ينتظر لحظة، أدهم ابن خاله حمزة علمه كيف يفعل ذلك في احدي لقائتهم سابقا وهو لا ينسي ابدا ما تعلمه من اي من كان، زيف رابط به جائزة شحن ماتنان جنية وبعث بالنقود حقا حتي لا يشك مراد وبعثه لرقم مراد من أحد البرامج، فقط عليه الانتظار إلي أن يبتلع مراد الطعم، وما هي الا لحظات وابتلع الأحمق الطعم وبات هاتف مراد تحت سيطرة غيث والآن فقط سيعلم فيما يفكر ويخطط ذلك الوغد.
,
, Back
, اجفل من شروده علي ابتسامة ماكرة تغزو شفتيه ذلك الأحمق يظن نفسه ذكيا سيريه مع من يتعامل، تحرك بصحبة عمه وجاسر ناحية بيت صغير قرب المسجد، وقف رشيد عنده
, ابتلع جاسر لعابه مرتبكا يشعر برجفة مخيفة تصعق جسده كتيار كهرباء حاد، توجهت مقلتيه ناحية والده يسأله بنبرة مرتعشة:
, - أنت وقفت هنا ليه٣ نقطة
, ابتسم رشيد في هدوء تام ليرفع قبضة يده يدق الباب الخشب بخفة، التفت برأسه ناحية جاسر يتمتم مبتسما:.
,
, - بقالي كذا يوم معايا أمانة للشيخ طاهر، وناسي ادهاله خالص وبما اننا قريبين من بيته قولت أعدي اديهاله
, زادت رجفة جسد جاسر حين انفتح الباب وظهر ذلك الشيخ المسن ذو اللحية البيضاء الإبتسامة الصافية البشوشة، مد رشيد يده يصافح الشيخ طاهر:
, - السلام عليكم يا شيخ طاهر معلش صحيناك من النوم
, ابتسم الرجل في بشاشة، يحرك رأسه نفيا افسح الطريق ليدخل الرجال:.
,
, - لا ابدا يا دكتور رشيد، أنا كنت صاحي بصلي قيام الليل، اتفضل، اتفضلوا يا شباب خشوا
, تقدم رشيد ومعه غيث بينما ظل جاسر يقف مكانه يبتلع لعابه الجاف قدميه تعدز عن التحرك خطوة واحدة للأمام يرغب فقط في الفرار بعيدا، يشعر بألم بشع في رأسه ورجفة جسده تزداد شراسة، حرك رأسه نفيا يبتسم ابتسامة مرتعشة يتمتم متوترا:
, - لا لا أنا هستناكوا هنا، بسرعة بس يا بابا عشان ما نتأخرش.
,
, لم تتغير ابتسامة رشيد الهادئة عاد ادراجه ناحية ولده يقبض علي كفه يشدد عليه قبضته يجذبه خلفه كأنه *** صغير يقول ضاحكا:
, - إيه يا جاسر أنت مكسوف ولا ايه، مش فاكر الشيخ طاهر دا هو اللي محفظك القرآن وأنت عيل صغير، خش خش تعالا هديله الأمانة وامشي علي طول.
,
, جذب رشيد جاسر بعنف الي داخل البيت ما أن دخل أغلق الباب عليهم من الداخل، زادت حدة ارتجافه جسد جاسر بدأت يشعر وكأن مطارق ضخمة تصدمه رأسه، ذراعه الأيسر به ألم بشع أوقفه عن الحركة تماما، دمائه تفور حين ينظر لذلك الرجل وابتسامته الهادئة، رغب ملحة تدفعه لأن ينقض عليه ويبرحه ضربا، نفرت عروق وجهه يصرخ دون وعي:
, - ما تخلص اديله الأمانة عشان نغور من هنا.
,
, ابتسم رشيد بهدوء ليتوجه يقف جوار جاسر وضع يده علي كتف ابنه يتمتم مبتسما:
, - أكيد يا ابني حاضر
, علي حين وقبل أن يعي ما يحدث، كان رشيد يدفع جاسر بأقصي ما فيه من قوة ناحية الرجل الواقف أمامه:
, - الأمانة يا شيخ طاهر
, سقط جاسر علي ركبتيه من عنف دفعه والده احمرت عينيه كالدماء ينظر لذلك الرجل بشراسة مخيفة، في هدوء تام مد طاهر يده يضعها علي رأس جاسر خرج صوته هادئ واثق
, حاد وقعه إذن جاسر في الوقت ذاته:.
,
, -أعوذ ب**** من الشيطان الرجيم، بسم **** الرحمن الرحيم.
,
, «وَاتّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشّيَاطِينُ عَلَىَ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنّ الشّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّىَ يَقُولاَ إِنّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلّمُونَ مَا يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ».
,
, صرخ جاسر بشراسة صرخات مخيفة شقت سكون الليل شعر وكأن نيران تتفجر في رأسه انتفض يود أن يتهجم علي طاهر ليصيح رشيد في غيث:
, - غيث امسكه معايا
, انتفض رشيد وغيث كل منهما يمسك بأحد ذراعي جاسر يمنعاه من أن يؤذي نفسه او يؤذي من يعالجه، ليعاود الشيخ طاهر قراءة القرآن من جديد آيات عدة من سور مختلفة:.
,
, «اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لّهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَن ذَا الّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مّنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيّهُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيّ الْعَظِيمُ * لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الْغَيّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * اللّهُ وَلِيّ الّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مّنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ وَالّذِينَ كَفَرُوَاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مّنَ النّورِ إِلَى الظّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ».
,
, زادت صرخات جاسر شراسة وبدأت يخرج من فمه رغوة سوداء قاتمة رائحتها كاريهة بشعة لا تحتمل، حاول جاسر بشراسة أن يضرب والده وغيث لينقض علي طاهر دون فائدة كل منهم كان يتشبث به بعنف يمنعه من التحرك حركة واحدة، ليعلو صوت طاهر بالقرآن والدعاء :.
,
, -« وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمّا جَآءَ السّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مّوسَىَ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مّلْقُونَ * فَلَمّآ أَلْقُواْ قَالَ مُوسَىَ مَا جِئْتُمْ بِهِ السّحْرُ إِنّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقّ اللّهُ الْحَقّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ » صدق **** العظيم.
,
, أعوذ بكلمات **** التامات من شر ما خلق
, أعوذ بكلمات **** التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة
, أعوذ بكلمات **** التامة التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن.
,
, أعوذ بكلمات **** التامة من غضبه وعقابه، ومن شر عباده ومن شر همزات الشياطين وأن يحضرون
, اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته
, اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم ، اللهم إنه لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك، سبحانك وبحمدك.
,
, أعوذ بوجه **** العظيم الذي لا شيئ أعظم منه، وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر وبأسماء **** الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق و ذرأ و برأ، ومن كل ذي شر لا أطيق شره، ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، إن ربي على صراط مستقيم
, حسبي **** لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
, وبدأت صرخات جاسر تخمد وجسده يثقل عينيه زاغت، اقترب طاهر منه يضع يده علي رأسه يتمتم بصوت خفيض هادي:.
,
, - « قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ * اللّهُ الصّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ».
, • « قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ * مِن شَرّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرّ النّفّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ»
, .
,
, • « قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ * مَلِكِ النّاسِ * إِلَهِ النّاسِ * مِن شَرّ الْوَسْوَاسِ الْخَنّاسِ * الّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ* * مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ »
, زاغت عيني جاسر يشعر بنعاس شديد حل فوق رأسه ليتقرب طاهر من طاولة صغيرة التقط كوب ماء صغير يصب منه القليل في راحة يده يرشه برفق علي وجهه ابتسم طاهر في وجه جاسر يتمتم:
, - حمد لله علي السلامة.
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة شاحبة علي شفتي جاسر قبل أن يسقط رأسه نائما اسنده رشيد وغيث إلي اقرب أريكة قابلتهم، ليسطح جاسر جسده عليها، يغط في نوم عميق لم يعرفه منذ مدة طويلة، جلس رشيد علي مقعد جوار الأريكة يربت علي رأس ابنه بحنو نظر لطاهر تنهد يتمتم حزينا:.
,
, - كنت شاكك أن حالته دي مش طبيعية دا مش إبني اللي ربيته، جاسر مهما كنا متخانقين كان اول ما يأذن يجي يقولي **** الجماعة هنتأخر، بقي بيهرب من الصلاة، بسمعه يعني بيرجع بليل ولما احاول اطمن عليه يقولي أنا كويس، ويزقني ويهرب، مين اللي عمل كدة يا طاهر مين اللي اذاه
, نظر طاهر مشفقا لذلك الشاب النائم ليعاود النظر لرشيد يتمتم حزينا:.
,
, - الطعنة ما بقتش تيجي غير من اقرب الناس، السواد بقي بيوصل لحد الكفر والعياذ ب****، فلانة بتكره فلانة تكفر عشان تأذيها، تدمر حياتها، عشان هي خلفت ولا اتجوزت قبلها، السواد ملا النفوس بشكل مرعب، مهما توصل درجة الكره ما يخليش اي حد يدمر حياة اللي بيكرهه، مرض كره، عجز، والعياذ ب**** في ناس بتوصل لمرحلة من الجنان انها تموت نفسها بسبب حد مؤذي، ما يعرفوش إن يوم القيامة هيقفوا قدام بعض وكل مؤذي هيقف قدام اللي اذاه وياخد منه حقه تالت ومتلت٣ نقطة
,
, تنهد طاهر حزينا يبدو أنه اسهب في الكلام كثيرا من بشاعة ما بات يراه في الآونة الأخيرة نظر للنائم يتمتم شاردا:
, - لما جاسر يصحي هعرفه مين اللي عمل كدة، صحيح من ستره ربه ما يفضحوش عبد، بس دي جواها طاقة غل وشر كبيرة اوي تخليها تاذي تاني وتالت ورابع.
,
, في منزل حمزة السويسي في غرفتها منذ ساعات، طويلة تجلس علي مقعد جوار تلك الشرفة المطلة علي الحديقة، تنساب دموعها في صمت قاتل، لم تعبئ بدقات الباب، الذي فُتح ودخلت بدور زوجة ابيها تحمل صينية طعام عليها بعض الشطائر وكوب حليب كبير اقتربت منها تضعه علي الطاولة امامها تردف في مرح:
, - الاكل واللبن لاحلي ميوش في الدنيا٣ نقطة
,
, لم تلتفت مايا لها حتي، لتتنهد بدور حزينة علي حالها جلست علي المقعد المقابل لها مدت يدها تربت علي ساقها برفق تحادثها بحنو:
, - طب وبعدين هتفضلي من غير أكل، دا مش هينفعك، يا مايا انتي عارفة بابا بيحبك قد ايه واكيد هيوافق علي جوازك من أدهم، اصبري عليه بس يومين وهتلاقيه جاي يقولك أنا موافق، حمزة طيب أوي.
,
, ابتسمت مايا ساخرة تحرك رأسها بلامبلاة، لمحت بطرف عينيها هاتف بدور التي تمسكه في يدها اعتدلت في جلستها تنظر له حمحمت تسألها مرتبكة:
, - هو أنا ممكن استخدم موبايلك
, ابتسمت بدور تحرك رأسها إيجابا سريعا اعطتها الهاتف تردف مبتسمة:
, - أكيد طبعا يا حبيبتي خدي اهو، أنا هروح اشوف سيلا وارجعلك علي طول.
,
, ابتسمت مايا لها باصفرار تاخذ منها الهاتف، راقبتها بعينيها الي أن خرجت من الغرفة لتفتح هاتف بدور، سريعا طلبت رقم تحفظه عن ظهر قلب وضعت الهاتف علي أذنها تنتظره إن يجيب تقطم اظافرها متوترة، لتتوسع ابتسامتها سريعا ما أن سمعت صوته:
, - أدهم أنا مايا، ما فيش وقت احنا مش هنسافر، ومش عند عمو خالد، هبعتلك اللوكشين علي واتس٣ نقطة
, سمعت يهتف سريعا:.
,
, - من النجمة هكون عندكوا انتي ليا يا مايا وما فيش اي حاجة في الدنيا هتقدر تبعدني عنك
, ابتسمت سعيدة لتغلق الخط سريعا ترسل لرقمه موقعها تحديدا، ما إن ارسلته دخلت بدور الي الغرفة تحمل سيلا الصغيرة معها، ابتسمت بدور لمايا تقول ضاحكة:
, - سيلا مش راضية تنام خالص خليها معلش معاكي لحد ما اعمل لابوكي فنجان قهوة مش عارفة مش عايز ينام هو كمان ليه، دا البيت اللي ما بينامش دا.
,
, ضحكت مايا ضحكة صغيرة علي مضض تجاريها، اخذت منها الفتاة لتخرج بدور من الغرفة لتحتضن مايا سيلا تلتف بها في الغرفة تتمتم سعيدة:
, - هيجي بكرة يا سيلا، مش هنسافر
, ضحكت الصغيرة وهي حقا لا تفهم ما يحدث لتشاركها مايا في الضحك تنتظر بحماس خيوط شمس غد.
,
, في فيلا خالد السويسي صعد كل لاحدي الغرف لينام، ولم يقدر هو علي أن يدخل غرفته وهي ليست، التقط احدي وسادات الأريكة اتجه الي غرفة مكتبه يتمدد بجسده علي الأريكة الكبيرة في الغرفة ينظر للحديقة خارجا حزين كلمة قليلة، التقط هاتفه يحاول الاتصال بها مرارا وتكرارا دون فائدة لا رد، ظنها قد نامت، اغمض عينيه هو الآخر يحلم بطيفها حين سمع صوت رسالة تصل لهاتفه التقطه سريعا يفتحها متلفها ليجدها هي بعثت له.
,
, « أنت فاكر أنك لما تبعتلي محمد أنا كدة هغير رأيي وارجعلك، أنسي خلاص كل اللي كان بينا انتهي، طلقني بكرامتك احسنلك، أنا لسه عاملة حساب العشرة »
, ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه ليخط جملة قصيرة يبعثها لها كتب فيها
, « معاكي فكة العشرة ولا افكهالك »
, ضحك وهو يتخيل ردة فعلها، ليغمض عينيه يحاول أن يريح عقله قبل أن يبدا صباحا جولة اخري من النزاعات.
,
, مع بداية خيوط الشمس الاولي الليل اختفي منذ قليل فقط، كان أدهم يخرج من منزله، جنون ما يفعله، ما العشق سوي جنون، إذا هو أعقل من يملك عقلا، في سيارة اجري أخذ طريقه الي منزل حمزة، في الاغلب سيرفضه كالعادة ولكنه لن يتوقف عن المحاولة، وصلت السيارة الي وجهتها لينزل منها خالي الوفاض لا محال مفتوحة الآن ليشتري اي شئ من الأساس، توجه إلي باب المنزل، لا حرس، حمزة لم يضع حرسا بعد كيف يفعل ذلك، دق علي الباب بسرعة متلهفا، دقائق طويلة قبل أن يسمع صوت حمزة يصيح من الداخل غاضبا:.
,
, - ايوة طيب من الزفت اللي جاي بدري كدة٣ نقطة
, فتح حمزة الباب بعنف ليجد أدهم يقف أمامه يبتسم في براءة *** صغير، امتعضت قسمات وجه حمزة يردف حانقا:
, - نعم خير، مأنسنا ليه بطلتك البهية الصبح كدة وفين الحارس الزفت اللي علي البوابة، إنت يا صبري الزفت.
,
, تحرك حمزة ناحية غرفة الحارس بينما يقف ادهم يضحك في خفوت، لمحت عينيه ما جعلت ابتسامته تتلاشي وعينيه تتسع فزعا، هناك مؤشر يتحرك مع حركة حمزة يننتظره أن يقف أحدهم يريد أن يقتل أبيه، ركض بعنف ناحية حمزة يلحق به ما أن وقف أمام غرفة الحارس وجد أدهم يعانقه بعنف صرخ حمزة فيه غاضبا:
, - اوعي يا حيوان أبعد عني.
,
, توسعت عيني أدهم فجاءة بألم يقبض بيديه علي ملابس بعنف، قطب حمزة جبينه قلقا تحول لفزع حين وجد الدماء تخرج من بين شفتي أدهم، ابتسم يتمتم بجملة صغيرة متقطعة:
, - سامحني يا بابا!

الثمانون


فزع كلمة هينة للغاية عن ذلك الشعور القاتل الذي أصاب قلبه فتت روحه بعثر شتات نفسه وهو يري صغيره يتهاوي ارضا يرتوي العشب تحته بدمائه المراقة غدرا، صدمت جمدت جسده ينظر بأعين شاخصة فزعة لكفي يديه التي تغرقهما دماء طفله الصغير، صرخة ابنته باسم كان ناقوس الخطر الذي انتشله من حالة الفزع تلك، ارتمي علي ركبتيه جوار جسد ادهم يحتضن رأسه بين احضانه يصرخ فيه فزعا:
, - أدهم، أدهم، أدهم فتح عينيك يا أدهم، أدهم.
,
, فتح الأخير مقلتيه بقدر ضعيف للغاية ابتسم لتنساب الدماء من بين شفتيه رفع كفه يمسك بأصابع يد والده يتمتم مبتسما بصوت خفيض بالكاد سمعه حمزة:
, - فاكر يا بابا لما قولتلي زمان واحنا بتدربني علي ضرب النار، ما تخافش من صوت الرصاص يا أدهم، الرصاصة اللي هتموتك مش هتسمع صوتها، كان دايما حق، أنت دايما عندك حق٣ نقطة
, بدأت نبرته تتقطع يخرج صوت هامس مرتجف:
, - اااا نن ااا، اااا سسس ف، سسسس ااا مح ن٣ نقطة
,
, ولم يستطيع أن يكمل حرف جملته الأخير اغمض عينيه لترتخي يده الممسكة بيد والده توسعت عيني حمزة فزعا تسكب الدموع بلا توقف يصرخ مرتعدا:
, - اااادهم، اادهم
, لحظات واندفعت مايا كسهم منطلق ناحيتهم قبضت علي تلابيب ملابس ادهم تهزه بعنف تصرخ بجنون:
, - اااااادهم، رد عليا يا ااااادهم، مش هتموت يا اااادهم.
,
, استجمع حمزة آخر ذرة ثبات باقية في روحه قام يحمل جسد ادهم بمشقة يتحرك به مهرولا الي سيارته تركض مايا خلفه تحاول مساعدة أبيها، بدور تقف هناك اصابتها الصدم بخرس تنظر لما يحدث بأعين مدهوشة فزعة، هرولت ناحية غرفة الحارس، تخبره أن يساعد حمزة، ما إن دخلت الي الغرفة وضعت يدها علي فمها تكبح صرختها الفزعة حين رأت الحارس ملقي أرضا تنساب الدماء من رأسه، التفت برأسها ناحية حمزة لتعاود النظر للحارس لا تجد ما تقوله، شلت الصدمة لسانها ارتجف جسدها بعنف من هول ما يحدث، لم تجفل سوي علي صوت سيارة حمزة التي اسرعت تشق غبار الطريق ووقفت هي أمام جسد الحارس الملقي أرضا لا تعرف حتي ما تفعل.
,
, علي صعيد آخر في منزل جاسم الشريف، في حديقة المنزل تحديدا، لم يزر النوم جفنيها سوي اقل القليل حين اغمضت عينيها ليلا رأت صورته تتجسد أمامها وهو يحتضن تلك السيدة مشهد لن يخرج من قلبها ابدا، شدت قبضتيها تحاول حتي البكاء لا شئ، عينيها ترفض أن تزرف دمعة واحدة، قلبها لا يتوقف عن الصراخ من الألم، بينما عقلها ساكن تماما متعب، لا يرغب حتي في أن يفكر فيما سيحدث قادما، والعجيب في الأمر أنها لم تشتاق إليه، وكأن عشقه بالكامل اُنتزع من جسدها بأكمله، ولكن لما يظل قلبها يصرخ، كلما مر ذلك المشهد أمامها ربما هو جرح انوثتها الذي لن يندمل، تكاد تجن، تشعر بمخالب حادة تمزق روحها كلما جاءت صورته أمام عينيها، شدت علي أسنانها بعنف لتنساب فقط دمعة واحدة من مقلتيها، دمعة تمردت علي الجميع ونزلت تروي خديها بنيران الخذلان والهزيمة.
,
, لم يكن الابنة أفضل إطلاقا من حال الأم، في غرفة لينا السويسي بالأعلي تحركت تزرع الغرفة ذهابا وايابا تقبض يسراها تشد علي خصلات شعرها باليمني، تكاد تمزق شفتيها من كثرة العض عليها غيظا، تلك الصفراء هي من رأتها من قبل، جاءت معه يقول أنها خطيبته والادهي ترتدي ملابسها تتحرك بإريحية وكأنها مالكة المنزل، ستبيت في نفس المنزل مع والدها وزيدان، خطيبته اذا تلتصق به كالغراء، لاء هي ليست كذلك بالطبع ليست، زيدان يقول تلك الكلمات حتي تصل إليها، يظن أنه سيغظيها بتلك الخدعة القديمة التي استخدمها والدها قبلا لن يحدث، لن تقع فريسة فخه بتلك السهولة، وقفت في منتصف الغرفة تتنفس بعنف تصيح بصوت حاد غاضب:.
,
, - انا هوريها ازاي تدخل اوضتي وتلبس هدومي، أكيد فيلم عامله زيدان باشا، فاكر أنه كدة هيخليني اغير عليه دا بعده، أنا هوريكوا
, هرعت إلي دولاب ملابسها انتشلت اول ما وقعت عينيها عليه، لتهرع الي المرحاض تبدل ثيابها، خرجت بعد لحظات تلملم خصلات شعرها في دائرة كبيرة فوق رأسها، التقطت حقيبة يدها تتحرك لأسفل سريعا نزلت درجات السلم تركض فتحت باب المنزل تمد بخطواتها الي الخارج، وقفت حين سمعت صوت والدتها تسألها:.
,
, - رايحة فين يا لينا، بتجري ليه كدة
, التفتت خلفها لتري والدتها، تنهدت حزينة تنظر لإنطفاء مقلتيها ابتسامتها الشاحبة قسمات وجهها المجهدة، تحركت للخلف بدلا من الأمام، جلست علي المقعد جوار والدتها تنهدت ألما تربت علي يد والدتها تسألها قلقة:
, - ماما انتي كويسة
, ابتسمت لينا ابتسامة شاحبة تحرك رأسها إيجابا، لتزفر الاخري حزنا تحرك رأسها نفيا بعنف تهمس لها:.
,
, - لا يا ماما مش كويسة، ماما انتي عارفة أن أنا اكتر واحدة رافضة معظم تصرفات بابا خصوصا تحكمه الزيادة في كل حاجة في حياتنا، بس دا ما ينفيش ابدا اني عارفة أنه بيحبنا اوي، وخصوصا أنتي أنا عارفة بابا بيحبك قد ايه، بابا بيحبك أكتر من الكل، أكتر مني أنا بنته اللي من دمه، انا ما ببررش ليه، بس أكيد في سبب بابا مستحيل يتجوز عليكي، الا لو في سبب قهري خلاه يعمل كدة٣ نقطة
,
, ارتسمت ابتسامة باهتة ساخرة علي شفتي لينا الشريف تحرك رأسها نفيا ابتعدت بعينيها عن ابنتها تنظر لنقطة ثابتة في الفراغ، تهمس بجملة واحدة:
, - انتي كنتي عارفة أن حسام اخوكي مش كدة
, حمحمت الاخري متوترة بلعت لعابها تحرك رأسها إيجابا تهمس مرتبكة:
, - ايوة
, توسعت عيني لينا في ألم التفت برأسها ناحية ابنتها تنظر لها مصدومة تهمس لها بحرقة:
, - وليه خبيتي عليا ليه ما قولتليش.
,
, ازدردت لينا لعابها مرة أخري، لا تعرف حقا ما تقول لتواسي والدتها تنهدت تسترسل بنبرة كسيرة خفيضة:
, - يا ماما أنا ما عرفتش غير بعد، أنا قصدي عرفت صدفة وأنا في المستشفى بعد اللي حصلي لي من زيدان
, اغمضت لينا « السويسي » عينيها بألم ليمر في رأسها تلك الذكري المريرة، ارتجفت نبرتها تعاود ما تقول:.
,
, - حسام هو اللي عالجني، لولا وجوده جنبي وقتها كنت أكيد هموت، كنت مرعوبة منه يقرب مني بعد اللي حصلي من زيدان، فقالي الحقيقة وأنه اخويا، وبعدين بابا طلب مني اني ما قولكيش لحد ما يمهد ليكي الموضوع
, ادمعت عيني لينا وهي تسمع من فم ابنتها حزنا عليها لتسارع تجذبها الي أحضانها تعانقها بقوة شدت لينا علي جسد والدتها تغمر رأسها بين أحضانها، لتسمع والدتها تتمتم بصوت خفيض باكي:.
,
, - أنا آسفة اني وافقت علي جوازك من زيدان وفضلت اقنعك توافقي، ما كنش اعرف اني كدة بكرر نفس اللي حصلي زمان معاكي، سامحيني يا بنتي أنا آسفة
, ابتسمت لينا ابتسامة باهتة تبتعد عن أحضان والدتها تمسح من سقط من دموعها برفق تغمغم بمرح باهت:
, - المكتوب علي الجبين يا ماما، أنا هروح مشوار سريع مش هتأخر، سلام
, قامت لينا تقبل جبين والدتها لتبتسم الأخيرة يآسه تتمتم مع نفسها يآسة:.
,
, - نسخة من أبوها لما يكون خارج يعمل مصيبة يقولي رايح مشوار سريع، ويبوس راسي، يا تري رايحة تعملي ايه يا لينا
, استقلت لينا سيارة اجري تملئ للسائق العنوان الذي لا يستغرق سوي دقائق قليلة من منزل جدها، ربما تعمد جاسم شراء منزل قريب من ابنته، حتي يكون جوارها بأكبر قدر ممكن٣ نقطة
,
, ما هي الا دقائق ووقفت سيارة الاجري أمام منزل والدها، نزلت تعطي للسائق، فتح لها الحراس الباب لتتوجه الي الداخل مشت عبر الحديقة الي باب المنزل الداخلي اخرجت مفتاحها تضعه في قفل الباب، فتحت بهدوء شديد ليقابها صمت مخيف، لا صوت لا حركة، ربما لأن الوقت لا يزال باكرا فالجميع نيام، تحركت بخفة تصعد إلي الأعلي، توحشت قسمات وجهها في شراسة، تبحث عن تلك الشقراء، توجهت مباشرة الي غرفتها فتحت بابها تخطو الي الداخل لتتوسع عينيها تتأجج غضبا، تلك الصفراء تنام بإريحية شديدة علي برأسها ترتدي أحدي منامتها الصيفية، شدت علي أسنانها بعنف لتقترب منها مندفعة قبضت علي خصلات شعرها تصيح فيها بشراسة:.
,
, - انتي يا بتاعة أنتي، أنتي مين ومين دخلك هنا، انتي كدة حرامية أنا هوديكي في ستين داهية
, استيقظت انجليكا فزعة تشعر بألم بشع جراء امساك لينا لخصلات شعرها صرخت من الآلم تصيح فيها بحدة:
, - What are you doing , are you crazy
, اشتعلت عيني لينا غضبا لتلقي حقيبتها أرضا تهمس متوعدة:
, - أنا هوريكي جنان عيلة السويسي علي أصوله.
,
, اندفعت لينا تحاول ضرب انجليكا كانت فقط كانت تظنها فتاة مدللة هشة كلعبة باربي صغيرة، توسعت عينيها في دهشة حين دفعتها انجليكا بعنف مخيف تصيح فيها محتدة:
, - Don t touch me
, دفعتها لينا بعنف لتسقط انجليكا علي الفراش تصيح فيها بشراسة:
, - انتي بتزقيني با بتاعة انتي، امشي اطلعي برة اوضتي برة.
,
, في اييه، ايييه اللي بيحصل هنا، صدح صوت خالد الغاضب من عند باب الغرفة المفتوح، ليأتي زيدان يتبعه حسام يركضان ناحية مصدر الصوت الجميع يتسأل:
, - في ايه يا خالي، ايه اللي حصل يا بابا
, وقبل أن ينطق أحدهم بحرف قفزت انجليكا من مكانها تهرول ناحية زيدان احتضنت ذراعه تخفي وجهها داخل صدره تغمغم مرتجفة:
, - زيدان، آبدها آني زيدان، ضربتني وشدت شآعري وأنا نايمة زيدان، أنا مش آملتلها هاجة.
,
, وحقا لم يصل لاذن زيدان حرف واحد مما قالت، خرجت عقله عن حيز الزمان والمكان، حين رآها تقف أمامه، فراق قصير أشبع قلبه شوقا إليها، عادت دقات قلبه تؤلمه من عنف طرقاتها تاهت عينيه يسبح في قسمات وجهها يرتوي حد الشبع وقلبه لا يعرف معني الشبع في عشقها، يظل شريد جائع لا يرتوي الا بها، كم رغب في تلك اللحظة أن يهرول إليها ينطفئ نيران قلبه بعناق قلبها، كور قبضته يشد عليها بعنف حين مر فجاءة في رأسه جملتها « بابا معاذ عايز يجي يتقدملي، أبلغه يجي أمت » كيف نسي قلبه الأحمق أنها قد نسيته من الأساس وعلي أعتاب الزواج من غيره بمنتهي البساطة وكأنها لم تحبه يوما، حمحم بعنف يبتعد بعينيه عنها رفع يده الاخري يربت علي رأس انجليكا برفق نظر لخالد يردف متضايقا:.
,
, - جري ايه يا خالي، أنا جايبها تضرب في بيتك
, نظر خالد لزيدان محتدا من التصاق تلك الفتاة به وعدم إبعاده لها عنه، ليعاود النظر لابنته حمحم يردف غاضبا:
, - ايه يا لينا اللي انتي عملتيه دا، وبعدين انتي جيتي امتي٣ نقطة
, توسعت عينيه فزعا في اللحظة التالية ليقترب منها سريعا أمسك بذراعيها يسألها قلقا:
, - لينا كويسة٣ نقطة
, حركت رأسها إيجابا تنظر لتلك التس تلتصق بذراع زيدان بغل شديد يكاد يحرقها، تنهد خالد براحة يتمتم محتدا:.
,
, - اللي خلاكي تضربيها بقي
, ابعدت لينا ذراعيه عن يدي والدها تكتفهم أمام صدرها نظرت لتلك الفتاة بشراسة لتعاود النظر لوالدها ابتسمت تردف ببساطة:
, - أنا دخلت اوضتي لقيتها لابسة هدومي ونايمة علي سريري وحضرتك عارف اني ما بحبش حد ياخد حاجتي
, شددت علي كلمتها الأخيرة ليبتسم خالد ساخرا فهم جيدا لما ترمي ابنته، كتف هو الآخر ذراعيه امام صدره العريض يتمتم ساخرا:.
,
, - تقومي ضرباها ونعمة التربية اللي ما عرفتش اربيها بصراحة، اعتذري منها حالا يلا
, توسعت عيني لينا في حدة تعتذر من تلك الصفراء لن يحدث أبدا، لن تسمح لها بالانتصار عليها ابداا، بعيدا يقف حسام يبتسم يآسا، شقيقته تغار يري ذلك جيدا في عينيها في نظراتها التي تحاول استراقها ناحية زيدان، في نظراته المشتعلة ناحية انجيلكا، تدخل لينقذها من ذلك الموقف اقترب منهم يلف ذراعه حول كتفي لينا ابتسم ابتسامة باهتة يتمتم:.
,
, - خلاص يا بابا حصل خير٣ نقطة
, التفت ناحية زيدان وانجيلكا يعتذر مبتسما:
, - أنا آسف يا انجليكا بالنيابة عن لينا..
, ابعدت انجليكا وجهها عن ذراع زيدان التفتت ناحية حسام تبتسم إبتسامة صغيرة ناعمة تحرك رأسها إيجابا، لتشتعل لينا غيظا كم أرادت أن تنقض عليها وتمزق تلك الابتسامة اللعوب من فوق شفتيها، حمحم خالد بخشونة يجذب انتباههم إليه:
, - خلاص كل واحد يروح اوضته
, انتفضت لينا من جوار حسام تصيح محتدة:.
,
, - البتاعة دي تخرج من اوضتي ما تفضلش فيها ثانية واحدة وتقلع هدومي أنا بتقرف
, شهقت ناعمة حزينة خرجت من بين شفتي انجليكا نظرت لزيدان بأعين دامعة واسعة كجرو صغير برئ غمغمت حزينة:
, - أنا بتآة، يآني إيه بتآة زيدان.
,
, انفجر خالد ضاحكا ليشاركه حسام في الضحك بينما تقف لينا تنصهر غيظا، ضم زيدان شفتيه يمنع نفسه بصعوبة من الضحك حمحم بقوة يحاول بشتئ الطرق الا يضحك، يتذكر أحد مشاهد المسلسل قديم شهير للغاية حمحم يتذكر رد البطل ليخبرها بهدوء وهو بالكاد يمنع ضحكاته:
, - something good.
,
, تعالت ضحكات خالد من جديد ليضرب حسام كفا فوق آخر يمسح دموعه التي تساقطت من شدة الضحك، اما انجليكا فابتسمت باتساع التفتت للينا تنظر لها تقول مبتسمة:
, - thank you أنتي كمان بتآة آلي فكرة
, وقع حسام علي ركبتيه ارضا تنساب دموعه مما قالت تلك الشقراء توا خاصة مع نظرات عيني لينا المشتعلة أما خالد فلولا كبريائه لسقط جوار ابنه ينفجر هو الآخر ضحكا علي ما يحدث غمغم حسام من بين ضحكات الصاخبة:.
,
, - يا عم ابقي هاتها كل يوم يا عم
, نظرت لينا لحسام في غيظ تشد علي أسنانها لتركله في ساقه بعنف تأوه ينظر لها متألما مسد قدمه يهمس حانقا:
, - طب هي متغاظة أنا مالي ما عرفتش تتشطر علي الحمار بتتشطر علي البردعة، يعني ايه بردعة اصلا.
,
, قاطع الصمت صوت رنين هاتف خالد التقطه من جيب بنطاله ليظهر رقم المستشفي نظر لحسام للحظات قلقلا يتمني أن يكن الأمر علي ما يرام حتي لا تختفي تلك الضحكات التي تزين ثغر صغيره، تنهد قلقا فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه يتمتم:
, - السلام عليكم
, سمع الطرف الآخر يجيب بلباقة:.
,
, - عليكم السلام خالد باشا، أنا دكتور منير. حضرتك مستشفي بتاعت لندن اتواصلت معانا وبلغتنا أن الطيارة هتبقي جاهزة لاستقبال الحالة بعد ساعتين في مطار القاهرة الدولي
, تنهد بارتياح يحرم رأسه إيجابا يردف:
, - تمام هكون عندك في أسرع وقت
, اغلق الخط يلتف لهم ليري حسام يقف أمامه مباشرة ينظر له قلقا حرك رأسه نفيا يبعد أي فكرة سيئة عن رأسه يهمس بصوت خفيض خائف:
, - دي المستشفى صح، ماما كويسة مش كدة هي كويسة.
,
, ابتسم خالد يحرك رأسه إيجابا مد يده يربت علي وجه صغيره قص له ما قاله الطبيب ليغمغم حسام متلهفا:
, - أنا هسافر مع والدتي مش هسيبها لوحدها
, جاء صوت زيدان من خلفهم يغمغم في حدة:
, - وأنا هسافر مع حسام
, التفت حسام لصديقه يحرك رأسه نفيا يرفض ما يقول:
, - أنت عبيط يا إبني تروح فين، هتوقف شغلك وحياتك عشان خاطري
, ترك زيدان انجليكا تقدم يقف أمام حسام أمسك بذراعيه يغمغم مبتسما:
, - واضحي بحياتي عشان خاطرك يا صاحبي.
,
, ادمعت عيني حسام ليعانق صديقه بقوة للحظة فقط قبل ان يجفل كلاهما علي صوت تصفيق بطئ تلاه صوت خالد الساخر:
, - تراني اتأثرت و****، حلو اوي فيلم سلام يا صاحبي الجزء الثاني دا بدل بركات ومرزق زيدان وحسام، لا انت ولا هو هينفع تسافروا، الباسبور والتأشيرة والطيارة كل دا راح فين يا باشا إنت وهو
, التفت حسام لأبيه اقترب منه يمسك بكف يده يترجاه متلهفا:.
,
, - بابا أنت تقدر تعمل كل دا بمكالمة تليفون، ارجوك أنا مش هينفع اسيب والدتي
, اقترب زيدان من صديقه وقف جواره يتمتم في هدوء:
, - وأنا مش هينفع اسيب حسام لوحده.
,
, زفر خالد حانقا من أفعالهم، كاد أن يصيح فيهم أن يتوقفوا عن أفعال ******* تلك، ليتوقف يتذكر محمد صديقه منذ ولادته تقريبا، لولا محمد لكان سقط كثيرا، محمد دائما كان الذراع التي يستند عليها في أصعب أوقاته وزيدان وحسام كل منهما ذراع الآخر الآن تنهد يحرك رأسه إيجابا:.
,
, - حسام هتطلع علي المستشفي، ادي الباسبور بتاعك لزيدان، زيدان هتاخد الباسبور بتاعك وبتاع حسام وهتطلع علي (، ) هيخلصلكوا الدنيا أنا هكلمه دلوقتي، بسرعة يلا الطيارة فاضل عليها أقل من ساعتين
, تحرك حسام سريعا من الغرفة، وزيدان خلفه قبل أن يخرج وجد أحدهم يمسك بيده نظر للفاعل لتتوسع عينيه في دهشة، انجليكا نسي أمرها تماما، قبضت علي ذراعه تسأله خائفة:
, - وأنا زيدان، أنت هتسيب أنا، أنا اايزة اسافر مآك.
,
, تنهد لا يعرف ما حل تلك الورطة التي وقع فيها
, دون إرادته، أمسك بكف يدها يجذبها خلفه يتمتم مبتسما:
, - تعالي معايا يا انجليكا
, تحرك زيدان بصحبة تلك الشقراء للخارج، تحت نظرات لينا القاتلة، التفتت لوالدها لتراه يتحدث في الهاتف تبدو أنها مكالمة مهمة جداا، تحركت ساقيها تبحث عنهم
, عند نهاية الممر الطويل وقف زيدان أمام انجليكا يحجبهم عن الرؤية عمود ضخم من الجرانيت الأبيض عقد زيدان ذراعيه امام صدره يغمغم متضايقا:.
,
, - انجليكا ما ينفعش تسافري معايا بأي حال من الأحوال
, قطبت جبينها حزينة ودمعات خفيفة نزلت من مقلتيها:
, - ليه زيدان أنا آيزة سافر مآك، أنت ليه قول لاء
, خرجت منه ضحكة خافتة يحرك رأسه يآسا من تلك الطفلة، حمحم في خشونة يردف بحزم:.
,
, - انجليكا إحنا هنا في مصر بلد شرقي ليه عادات وتقاليد، يعني سافرك معايا من الغردقة لهنا وكون تباتي في نفس المكان اللي أنا فيه، أو في رجالة غريبة عنك دا غلط، ما ينقعش يا انجليكا اخدك معايا وأنا مسافر، أنا آسف بس إحنا ما فيش بينا اي رابط
, قطبت جبينها تسأله متعجبة:
, - يآني ايه رابط زيدان
, ضحك بخفة تنهد يردف مبتسما:
, - يعني ما فيش بينا اي علاقة تربطنا يا انجليكا.
,
, حركت رأسها نفيا بعنف قطبت جبينها محتدة تمسك ذراعه بكفيه تغمغم سريعا بوله:
, - لا فيه، أنا بهبك، بهبك يا زيداني
, وضعت يدها علي فمها تمنع صوت شهقة حادة كادت أن تنبثق من بين شفتيها تلك الصفراء تحبه، اخيرا وجدتهم لما يقف بها هناك مختفيان عن الرؤية شدت علي يسراها تغرز أظافرها في كفها بعنف تتنفس بحدة، بالطبع زيدان سيرفض حبها، زيدان يحبها هي مهما حدث، هوي قلبها أرضا تفتت لشظايا قاتلة حين سمعته يهمس لها:.
,
, - وأنا كمان بحبك يا انجليكا بحبك اوووي
, حركت رأسها نفيا بعنف تنفي ما سمعت اذنيها توا، يحبها بتلك البساطة نسيها وأحب غيرها، وهي الحمقاء التي أكلها الندم علي عدم إعطائه فرصة أخري، كبحت دموعها بعنف لن تبكي من باعها ابدا، سمعت صوت صيحة الفتاة السعيدة، لتبتعد هي للخلف تهرب مما سمعت، من المكان بأكمله
, بينما صاحت انجليكا سعيدة حين سمعت اعترافه بعشقها رمت جسدها بين أحضانه تتمتم فرحة:
, - بجد زيدان أنت بتهب أنا.
,
, اختنق من عنف عناقها ليبعدها عنه يسعل بخفة حرك رأسه إيجابا يتمتم مبتسما:
, - ايوة يا انجليكا بحبك، بس زي أختي
, As my sister عشان تفهيمها بشكل اوضح، من ساعة ما شوفتك وأنا حاسس اني مسؤول عنك كأنك بنتي او أختي الصغيرة
, كسي الوجوم ملامحها مطت شفتيها بحركة حزينة حركت رأسها نفيا بعنف فتحت فمها تريد أن تتحدث ليبادر زيدان قائلا بتلهف:
, - انجليكا أنا كدة هتأخر في عربية بسواق تبع خالي هترجعك الغردقة، ماشي.
,
, اخفضت رأسها أرضا تحركها إيجابا بحزن طفي فوق قسمات وجهها، رفعت وجهها قليلا تهمس له حزينة:
, - أوادني أنك هتقولي أنت هتيجي امتي من السفر.
,
, ابتسم يحرك رأسه إيجابا، بعد قليل كانت انجليكا تجلس في احدي سيارات خالد، اخرجت رأسها من نافذة السيارة تلوح لزيدان بحرارة تبتسم له، ليعطيها شبح ابتسامة صغيرة يلوح لها وداعا بخفة، غادرت السيارة المكان التفت ليغادر هو ليراها تقف خلفه لا يفصلهم سوي خطوتين علي الأكثر، كور قبضتيه يشد عليها بعنف كأنها مكابح تكبح زمام مشاعره الجارفة تهدجت أنفاسه يبعد مقلتيه عنها رغما عنه قبل أن ينطق بحرف سمعها تتمتم ساخرة:.
,
, - واضح أنك بتحبها أوي
, قطب جبينه متعجبا للحظات لا يفهم عن من تتحدث، قبل أن ترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه، توجه بعينيه لها رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيه يردف:
, - ما اعتقدش إن دا شئ يفرق معاكي، أحبها او لاء، كل اللي بينا خلص خلاص
, رفعت رأسها لأعلي قليلا بإيباء تحركها إيجابا تبتسم متهكمة تردف بلامبلاة:
, - أكيد خلص، بس Really، ذوقك مش حلو
, حرك رأسه إيجابا يؤيد ما تقول يردف ساخرا:.
,
, - عندك حق هو فعلا مش حلو بس، دا حلو أوي، عن اذنك.
,
, تجاوزها مغادرا المكان بالكامل وقفت هي مكانها أنفاسها تغلي علي مرجل الغضب، وجهه اشتغل بنيران الغيرة قلبها ينفجر من الغيظ والألم!، رؤيته بعد طول غياب داعبت اوتار قلبها بلحن حاني حزين، لحن تقطعت اوتاره بما سمعته يقول، بتلك البساطة أحب اخري، ضحكت ساخرة علي حالها ولما لا يفعل، أليست تقريبا علي وشك الزواج من آخر، عادت ادراجها للداخل لتجد والدها يجلس علي احدي المقاعد أمامه كوب قهوة، البيت خلي من الجميع عداه هو والخدم، اقتربت تجلس علي مقعد قريب منه ليعتدل يستند بمرفقيه علي فخذيه يسألها قلقا:.
,
, - لينا عاملة إيه طمنيني عليها
, ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي لينا تغمغم متعجبة:
, - هتكون عاملة إيه يعني بعد ما عرفت أن حضرتك متجوز عليها اكيد متدمرة، ما اعتقدش أنها كلت او شربت اي حاجة من إمبارح، ليه يا بابا، ليه تعمل كدة فينا كلنا
, تسارعت دقات قلبه قلقا، أغمض عينيه يشد عليها، يتخيل حالها الآن بالطبع أبشع ما يكون، هب واقفا يغمغم سريعا:
, - قومي يلا هنروحلها.
,
, تحرك للخارج سريعا وخلفه ابنته ما أن فتح باب المنزل توسعت عينيه فزعا حين رأي بدور تقف أمامه، منظرها مروع بشع صاح فيها قلقا:
, - بدور في ايه انتي عاملة كدة ليه؟!
,
, عودة إلي أسيوط في منزل الشيخ طاهر، نظر رشيد في ساعة يده قلقا، الساعة اقتربت من الحادية عشر ظهرا، نظر لغيث النائم علي المقعد المجاور له، ليقترب من جاسر يهز جسده برفق يحاول إيقاظه بخفة:
, - جاسر، جاسر اصحي يا إبني، جاسر فوق.
,
, شيئا فشئ بدأت جاسر يحرك مقلتيه فتح عينيه بقدر ضئيل نظر لوالده يبتسم ابتسامة شاحبة متعبة، يشعر بألم بشع يطرق في رأسه استند علي مرفقيه يحاول أن يعتدل في جلسته، ليسنده رشيد سريعا الي أن اعتدل جالسا يقطب جبينه متعجبا ينظر حوله لذلك البيت يعرفه شكلا، عاد ينظر لوالده يسأله متعجبا:
, - في ايه يا بابا هو مش دا بيت الشيخ طاهر بردوا احنا هنا بنعمل إيه.
,
, استيقظ غيث علي صوت جاسر يحرك عظام رقبته المتيبسة نظر ناحية جاسر يغمغم بصوت مرِح ناعس:
, - حمد لله علي السلامة يا عم، حرام عليك دا أنت عيشتنا ليلة ولا افلام الرعب، أنا بقيت مرعوب يطلعلي عفريت من تحت الكرسي دا
, ضحك رشيد بخفة يصدم غيث برفق علي رأسه يغمغم:
, - هيطلعلك عفريت في بيت شيخ الجامع يا أهبل
, جاسر ينظر لهم متعجبا لا يفهم حقا ما يحدث حمحم يسألهم متضايقا:
, - ممكن تفهموني أنا هنا ليه، انا مش فاكر حاجة خالص.
,
, أنا هفهمك يا جاسر، حمد لله علي سلامتك الأول٣ نقطة
, جاء صوت الشيخ طاهر من عند باب الغرفة المفتوح من الداخل، التفت الجميع إليه ليبتسم طاهر دخل يحمل صينية طعام متوسطة الجحم وضعها علي الطاولة الصغيرة أمامهم يقول مبتسما:
, - يلا بسم **** لقمة هنية تكفي مية زي ما بيقولوا
, جلس طاهر جوار جاسر علي الأريكة ليلتفت جاسر له يغمغم في ضيق:
, - أنا مش عايز أكل أنا عايز افهم أنا مش فاكر حاجة خالص.
,
, ربت طاهر علي يد جاسر يغمغم مبتسما بصوت هادئ:
, - سمي **** وركز وحاول تفتكر
, قطب جاسر جبينه يحاول تذكر ما حدث لما ذاكرته بيضاء لتلك الدرجات شيئا فشئ بدأت الذكريات تتدافع الي رأسه، توسعت عينيه فزعا كيف حدث ذلك، كيف فعل بها ذلك، لم يتحكم في ذاته لم يكن يتحكم في أي شئ وكأنه آلة مسلوبة الإرادة تنفذ فقط، حرك رأسه نفيا بعنف التفت لطاهر يصيح مفزوعا:
, - في اييه، أنا ما عملتش كدة، مش أنا اللي كنت بعمل كدة٣ نقطة
,
, ابتسم طاهر حزينا علي حاله، حرك رأسه إيجابا تنهد يتمتم برفق:
, - مش إنت فعلا يا إبني، جاسر أنت كنت مسحور معمولك عمل، عشان يفرق بينك وبين مراتك ويخليك بالبلدي كدة خاتم في صباع مراتك الاولانية
, توسعت عيني جاسر في صدمة حرك رأسه نفيا
, يصيح مذهولا:
, - لاء طبعا الكلام دا مستحيل
, عقد طاهر جبينه يسأل جاسر متعجبا:.
,
, - ليه يا ابني مستحيل السحر مذكور في القرآن وفي ديانات تانية والحمد لله ربك قدر ولطف واتفك العمل، حصن نفسك بأذكار الصباح والمساء وما تكسلش في صلاتك تاني، هي اللي هتحميك من شر كل مؤذي
, شد جاسر قبضته تهدجت أنفاسه غضبا احمرت مقلتيه لا يفكر سوي في الإنتقام التفت جاسر لطاهر يغمغم محتدا:
, - شاهيناز اللي عملت كدة صح
, حرك طاهر رأسه إيجابا ينظر لجاسر حزينا، ليلتفت لوالده يهمس له راجيا:.
,
, - بابا احكيلي كل اللي أنا عملته الفترة اللي فاتت ارجوك عشان خاطري
, تنهد رشيد يحرك رأسه إيجابا ليقص له ما حدث منذ أن بدأ فجاءة دون سابق إنذار تتغير تصرفاته بالكامل، ادمعت عيني جاسر حزنا علي حبيبته التي كان اول من اذاها دون أن يدري، تذكر تلك الورقة التي دسها في جيب سرواله ليهب سريعا يبحث عنها اخرجها من جيب سرواله يفتحها يقرأ ما كتبت بأحرف نازفة:.
,
, - أنا حتي مش عارفة أنا بكتبلك الورقة دي ليه وأنا عارفة وواثقة أنك بتكرهني وإن وجودي من عدمه مش هيفرق في حياتك، أنا بكرهك اوي يا جاسر، رفعتني بحبك لسابع سما عشان ترميني في سابع، أنا بكرهك وهفضل أكرهك طول عمري، علي فكرة أنا حامل والجنين دا أنا هنزله عشان مش عايزة اي حاجة تفكرني بيك، طلقني.
,
, تهاوي علي الأريكة يخفي وجهه بين كفيه يشهق في بكاء عنيف قاسي، ينتفض جسده من عنف بكاءه، هرع رشيد إليه يعانقه ليرتمي جاسر بين ذراعيه يصيح بحرقة:
, - أنا اذيتها اوي يا بابا، اذيتها اوي، بتقولي انها حامل وهتسقط اللي في بطنها، مش عايزة حاجة تفكرها بيا
, توسعت عيني رشيد فزعا التقط الورقة من يد جاسر يقرأ ما فيها، ليبعد جاسر عنه بعنف يصيح فيه:.
,
, - أنت لسه هتقعد تعيط، قوم الحق مراته، أنا اللي هربتها، خليت السواق يوصلها عند ابوها في القاهرة، قوم اجري الحقها
, هب جاسر سريعا يحرك رأسه إيجابا، تحرك للخارج قبل أن يخرج التفت لابيه يغمغم سريعا:
, - بابا مش عايز حد يعرف خالص باللي حصل هنا خصوصا شاهيناز
, حرك رشيد رأسه إيجابا سريعا ليهرول جاسر الي الخارج يبحث عن اي سيارة اجري تقله إلي القاهرة.
,
, ضغط خالد مكابح السيارة بعنف تشق غبار الطريق يحاول الاتصال بصديقه مرارا وتكرارا، اجاب محمد اخيرا يغمغم متلهفا:
, - ايوة يا خالد عرفتلك هما في مستشفي ايه، مستشفي (، ) عارفها
, أدار خالد عجلة القيادة بعنف يلتف مع الطريق ليصيح في صديقه:
, - تجري علي فيلا حمزة بدور جاتلي منهارة تقولي انها شافت جثة الحارس في أوضته، عايزك تقلبلي الدنيا وتجبلي اللي حاول يقتل اخويا
, غمغم محمد سريعا:.
,
, - ما تقلقش أنا في طريقي ومعايا البحث الجنائي وهنوصل للي عمل كدة ما تقلقش
, اغلق خالد الخط مع صديقه يدهس المكابح تحت قدميه بعنف أمامه فقط صورة بدور وهي تخبره مرتجفة باكية:
, - ااادهم، حممزة، ادهم جري علي حمزة وقف قدامه وفجاءة وقع علي الأرض ودم كتير، والحارس كان في الأوضة علي الأرض ددمم، مات.
,
, من تلك الكلمات المبعثرة المرتجفة كون جمل مفيدة مرعبة، أهمها أن أحدهم حاول قتل أخيه وادهم ضحي بنفسه فداءا له، وثانيا حارس منزل أخيه قُتل هو الآخر، من الجيد أن بدور علي ما يرام هي والصغيرين
, وصل أخيرا الي عنوان المستشفي التي أخبره بها صديقه، نزل يركض، حقا تعب قلبه من الركض خلف مشاكل تلك العائلة، بعد طول ركض وصل اخيرا الي حيث رأي أخيه يقف أمام غرفة العمليات، هرع إليه يسأله فزعا:
, - حمزة طمني علي أدهم.
,
, انهارت آخر ذرة ثبات عند حمزة ما أن رأي أخيه ليرتمي بين ذراعيه ينوح باكيا كطفل باكيا:
, - ابني بيموت يا خالد بقالهم اكتر من خمس ساعات جوا، يا رب، يا رب خليهولي، أنا كنت هسامحه و**** كنت هسامحه، وهخليه يتجوز مايا، جري وقف قدامي وخد عني الرصاصة، ياريته ما كان جه، ياااارب٣ نقطة
, ربت خالد علي رأس أخيه يحاول تهدئته، يهمس لها بترفق:
, - بإذن **** هيبقي كويس اهدي إنت بس وادعيله.
,
, ياااارب، صاح بها حمزة برجاء يفتت قلبه، لم تمر سوي لحظات وانفتح باب غرفة العمليات ليهرع حمزة وخالد ومايا ناحيته، امسك حمزة بذراعي الطبيب يصيح فيه قلقا:
, - طمني ابني، ابني حالته ايه
, تنهد الطبيب حزينا ليردف مكملا:
, - أنا آسف!
,
, خلص الفصل ما تنسوش الدعم بلايك وكومنت برأيكوا بالتوفيق ومن نجاح لنجاح بإذن ****.

الحادي والثمانون


- أنا آسف
, جملة قصيرة حادة كصخرة قوية سقطت علي قلب الجبل ففتته، هوي قلب حمزة أرضا ينظر للطبيب مذعورا، ينفي برأسه فكرة أن يكن صغيره أصيب بأذي، أدهم حي، أدهم بخير، ترنح جسده بعنف ليشعر بيده خالد يشد عضده بقوة، ليكمل الطبيب سريعا:.
,
, - الرصاصة دخلت في صدره، ما جاتش ناحية القلب ودا شئ كويس، بس سببت إصابة خطيرة، أنا آسف المريض دخل في غيبوبة غير معلومة المدة، ممكن يفوق بعد يوم او اتنين، وممكن يقعد شهور وممكن سنين، وممكن للأسف قلبه يقف في اي لحظة، أنا حبيت اشرح لحضرتكوا الحالة كاملة عشان نبقي مدركين لأي تبعيات.
,
, ما بين صرخات ابنته التي بدأت تعم المكان، وصوت أخيه الذي يصدح يحادثه خائفا قلقا يأمره بالثبات، كان قلبه وعقله في مكان آخر، هناك عند المرة الأولي التي رآها فيها أدهم طفلا صغير سرق قلبه منذ اللحظة الأولي، أدهم طفله الذي شب يوما بعد يوم أمام عينيه، من *** لشاب لرجل يستند عليه، أخطأ ومن لم يخطئ هو نفسه أخطأ قديما، لما لم يسامحه، لما أبعده عن أحضانه، وهو الآن لا يرغب سوي أن يضمه بين ذراعيه، رأي ابنته تتحرك ناحيته وقفت أمامه تصرخ بحرقة قلبها الملتاع:.
,
, - أدهم لو جراله حاجة يبقي أنت السبب، فاهم أنت السبب.
,
, لولا أن خالد يمسك به جيدا لكان سقط ارضا قديمه لم تعد قادرة علي حمله، بعد لحظات خرج خرج سريري طبي من غرفة العمليات يتحرك جواره الاطباء والممرضات متوجهين سريعا ناحية أحدي الغرف، صاحت مايا باسم أدهم بلوعة لتهرول خلفهم، ووقف هو يراقب جسده طفله وهو مسطح على فراش من الحديد ساكن يغمض عينيه، جزعه العاري يلتف بضدمات كبيرة تغطيه، انسابت دموعه دون أن يدري، ينظر لطفله الذي يختفي أمام عينيه شيئا فشئ، ويحل مكانه ذكري قديمة تحققت الآن.
,
, Flash back
, اخرج أدهم وجهه من تحت سطح الماء لينفض رأسه بعنف يبعد المياه عن وجهه وخصلات شعره، تحرك يخرج من المياة ناحية أحدي المقاعد الخشبية المسطحة التي يتمدد ابيه علي أحدهم، خلع حمزة نظراته الشمسية، ينظر لادهم الذي يقترب منه ليتمتم ساخرا:
, - توم كروز خارج من الماية، حاسب عشان بتوقع قلوب العذراي يالا.
,
, ضحك أدهم عاليا ليجلس علي المقعد المجاوى لأبيه التقط منشفة كبيرة يجفف بها جسده وخصلات شعره يردف مبتسما بغرور:
, - أنا احلي طبعا٣ نقطة
, ضحك حمزة عاليا ليقف من مكانه نظر لادهم يردف ساخرا:
, - طب قوم يلا يا أحلي إنت، نطلع نشوف اختك زمانها صحيت عشان نروح نتغدا.
,
, التقط أدهم نظارته الشمسية يضعها علي عينيه ليتحرك جوار أبيه متجهين ناحية الفندق، في طريقهم تأوه حمزة متألما نظر أدهم مفزوعا لما حدث، ليجد كرة من كرات تنس الطاولة الصغيرة اصطدمت بظهره، التقط أدهم الكرة ينظر بأعين حمراء تشع جمرا يبحث عن الفاعل ليجد شاب تقريبا في مثل عمره يقترب منهم حمحم يتمتم معتذرا:
, - أنا آسف جداا علي اللي حصل ما كنش اقصد و****
, قبض أدهم علي تلابيب ملابس الشاب بعنف يصيح فيه:.
,
, - وأسف بتاعتك دي اصرفها منين، ااا
, قطم شفتيه قبل أن يكمل حين صدح صوت حمزة الحاد:
, - أدهم خلاص، هو ما كنش يقصد وبعدين اعتذر، اديله الكورة وحصلني يلا
, تحرك حمزة يغادر لينظر أدهم للشاب نظرات حانقة، امسك بالكرة الصغيرة يرميها تجاه البحر، ينظر للشاب باستحقار ليلحق بأبيه سريعا، اقترب منه ليسمع صوت ابيه يتمتم ساخرا:
, - ما حصلش حاجة للفيلم اللي أنت عملته دا كله، دي حتة كورة اومال لو كانت رصاصة كنت عملت ايه.
,
, ابتسم أدهم في هدوء يدس يديه في جيبي سرواله الجينز القصير يتمتم في هدوء:
, - كنت هاخدها عنك
, Back.
,
, وصدق صغيره ضحي بحياته لأجله اخذ الرصاصة بدلا منه فاضت دموع عينيه ينظر لأخيه يتمتم عاجزا:
, - خدني لادهم يا خالد وديني عند إبني
, نظر خالد لأخيه مشفقا يحرك رأسه إيجابا سريعا يتحرك معه برفق يبحثان عن غرفة أدهم الي أن وجدها سريعا ووجد مايا تقف تلتصق بزجاج الغرفة تنظر لمن في داخلها تبكي بعنف، ترك حمزة يد خالد يتحرك لداخل الغرفة، وقف الطبيب أمامه يمنعه من التقدم:
, - ما ينفعش حضرتك تدخل العناية.
,
, دفعه حمزة بعنف بعيدا عن طريقه يفتح باب غرفة العناية، دخل وأغلقه خلفه وقف جوار الباب المغلق ينظر لادهم لحظات طويلة، يجر ساقيه جرا ناحية فراشه، وصل ليتهاوي جالسا علي جزء صغير فارغ جواره علي الفراش، مد يده يمسك بيد ادهم بيمناه واليسري تمسد علي شعره برفق تسارعت دموعه تسبق شهقاته:.
,
, - أدهم، أدهم أنت سامعني مش كدة، أنا بابا يا حبيبي، حقك عليا يا إبني، قوم، قوم يا أدهم يلا وأنا اجوزك مايا مش إنت عاوز تتجوزها، قوم يلا يا إبني، انت حضنتي وأنا
, زقيتك، أنا دلوقتي اللي عايز احضنك ومش عارف، قوم يا أدهم..
, - حمزة كفاية كدة، الدكتور بيقول غلط اللي أنت بتعمله دا
, همس بها خالد بنبرة حزينة مثقلة ينظر لأخيه مشفقا، ليلتف حمزة برأسه ناحية أخيه انهمرت دموعه يتمتم بحرقة:.
,
, - أدهم ممكن ما يصحاش تاني يا خالد٣ نقطة
, حرك خالد رأسه نفيا بعنف وقف أمام أخيه يمسك بذراعيه يتمتم سريعا متلهفا:
, - هيبقي كويس و**** هيبقي كويس، اهدي إنت بس، المهم دلوقتي نعرف مين اللي عمل كدة ولا إيه.
,
, في لحظات عادت تلك الشخصية السوداء تتلبس جسد حمزة من جديد، إياد عاد ليفتح أبواب الجحيم يحرق بها من تجرأ وحاول إيذاء صغيره، في لحظة هي فقط لحظة تبدلت نظرات عيني حمزة الي أخري سوداء قاتمة، أبعد ذراعي أخيه عنه، ليميل يقبل جبين إبنه، تحرك من جوار فراش إبنه لخارج الغرفة ليجدا محمد بالخارج تقدم ناحيتهم يسألهم قلقا:
, - طمنوني أدهم عامل ايه
, حرك خالد رأسه إيجابا سريعا يردف:.
,
, - هيبقي كويس أن شاء ****، المهم أنت عملت ايه
, تنهد محمد حائرا لا يعرف ما يقول نظر لحمزة يتمتم:
, - المعمل الجنائي مالقاش اي بصمات غريبة، لاء علي البوابة ولا أوضة الحارس، المشكلة أن لا الفيلا ولا الشارع فيهم كاميرة مراقبة واحدة نقدر نوصل منها لحاجة
, خرجت ضحكة سوداء قاتمة من بين شفتي حمزة يردف متوعدا:.
,
, - مين قال ان الفيلا والمحيط بتاعها ما فيهمش كاميرات مراقبة، انتوا ما تشوفهاش، وربي لهدفعه التمن الغالي اللي عمل كدة.
,
, أخرج هاتفه من جيب سرواله يفتح نظام المراقبة الخاص بالمنزل، تم تفعيل النظام ببصمة عين حمزة لينتفتح، محمد وخالد يراقبان ما يفعل، توسعت عيني في دهشة كاميرات المراقبة تغطي الفيلا بأكملها من الداخل والخارج ولكنه يقسم أنه لم يري ولو واحدة فقط حتي، بسرعة تنقل حمزة بين الملفات ليصل لما لقطتت الكاميرا ليلة أمس، الحارس يجلس أمام البوابة يعطي ظهره للشارع من خلفه جاء رجل ضخم ملثم لا تظهر منه سوي عينيه أتي من خلفه ليحقنه بشئ في رقبته لحظات وارتمي الحارس أرضا، ليجذبه ذلك الضخم لداخل غرفته أخرج عصا من الحديد كبيرة يضرب بها الحارس علي رأسه بعنف عدة مرات، وقف للحظات يتنفس بعنف ليخرج قلم اسود من جيب سرواله تحرك ناحية احدي حوائط الغرفة يخط عليها بخط كبير عريض.
,
, ( The game is not over yet)
, اللعبة لم تنتهي بعد!
, توسعت عيني خالد في ذهول تلك الجملة رآها من قبل في المحزن، يعني أن من فعل ذلك كان يقصده، كان يريد إيذاءه هو فأراد قتل أخيه، شعر بدوار حاد يعصف بجسده هو السبب فيما حدث لابن أخيه، أخيه كان سيُقتل بسببه هو!
,
, بدأ حمزة يسرع حركة فيديو المراقبة الي أن أتي الصباح الباكر، تفتت قلبه وهو يري أدهم يدخل من بوابة المنزل علي شفتيه ابتسامة كبيرة واسعة، بدأ يسرع حركة الفيديو من جديد، للحظة التي ركض فيها أدهم ناحيته وقف أمامه، اغمض عينيه يشد عليها بعنف، التقطت الكاميرات المزروعة عند بوابة المنزل، شخص عند المبني المقابل المهجور، ضاعف حمزة حجم الصورة عدة مرات ليصل للفاعل، ورأي وجهه بوضوح، توحشت نظراته يتوعد له بأشد عذاب، اخذ محمد الهاتف من يد حمزة يصور بهاتفه صورة الرجل التي ظهرت، اعطي الهاتف لحمزة ليدس هاتفه في جيب سرواله يغمغم متلهفا:.
,
, - كدة احنا معانا الصورة، سهل نجيبه، أنا هطلع حالا علي الإدارة، هبلغك بالجديد أول بأول يا خالد
, تركهم ورحل مسرعا، بينما وقف خالد صامتا كالجماد كأن علي رأسه الطير، جسده يرتجف بعنف، فقط لو يضع يده علي من فعل ذلك يقسم بأنه سيذقيه الويلات.
,
, وصلت سيارة الاجري الخاصة بجاسر اخيرا أمام فيلا عز الدين، خرج يركض من السيارة بعد أن أعطي للسائق أجرته، خرج يهرول من السيارة، عبر حديقة المنزل مهرولا ليصل الي الباب دقه بسرعة وعنف، لحظات وفتحت احدي الخادمات الباب ليندفع جاسر الي الداخل يصيح باسم زوجته بلوعة:
, - سهييييلة، سهييييييلة انتي فين يا سهيلة، سهيلة
, خرج عز الدين من مكتبه علي صوت جاسر هرول ناحيته يسأله قلقا:.
,
, - أنتي بتنادي علي سهيلة ليه، هي مش سهيلة معاك
, أمسك جاسر يدي عز الدين يترجاه بنظراته يغمغم متلهفا:
, - يا عمي ارجوك، لو أنت مخبيها، أنا بس عايزة اشوفها دقيقة واحدة، افهمها بس اللي حصل، ارجوك يا عمي ارجوك
, توسعت عيني عز الدين فزعا نزع كفيه من يدي جاسر ليقبض علي ذراعي جاسر يصرخ فيه فزعا:
, - بنتي فين يا جاسر عملت فيها ودتها فين
, تنهد جاسر حانقا شد علي أسنانه يغمغم محتدا:.
,
, - يا عمي ما بلاش شغل الأفلام العربي دا، بابا قالي أنه بعتها ليك، هي فين، عايزة اشوفها هتكلم معاها دقيقة واحدة بس
, حرك عز الدين رأسه نفيا بعنف توسعت عينيه ذعرا يتمتم فزعا:
, - قسما ب**** سهيلة ما هنا ولا جت اصلا، بنتي فين يا جاسر عملت فيها ايييه
, انهي كلامه ليقبض علي عنق جاسر بعنف يصرخ فيه غاضبا خائفا علي ابنته:
, - انطق وديت بنتي فييييين.
,
, في تلك اللحظات دق هاتف جاسر برقم ابيه ابتعد عن عز الدين يلتقط هاتفه ما أن وضع الهاتف علي أذنه سمع والده يصيح قلقا:
, - ايوة يا جاسر لقيت سهيلة، السواق الحمار بيقولي أنه وصلها عند موقف عربيات مش عارف حتي إسمه وقالتله أنها ساكنة هناك
, حرك رأسه إيجابا الآن فقط فهم سهيلة هربت، منه اولا ومن الده ثانيا، كأنها كانت تعرف أن والده سيخبره بمكانها فخدعت السائق وهربت، اجفل علي جملة والده التي يصيح بها بعد ذلك:.
,
, - جاسر أنت سامعني، أنا في العربية دلوقتي، رايح علي الموقف ومعايا السواق، لو لقيتها هكلمك، وانت اتصل بيها
, اغمض جاسر عينيه متألما يحرك رأسه إيجابا حمخم يخرج صوته ضعيفا خفيضا:
, - حاضر يا بابا
, اغلق الخط التفت لعز الدين الذي ينظر له عاجزا يصرخ بلوعة:
, - بنتي فين يا جاسر ابوس ايدك طمني عليها
, زفر جاسر أنفاسه المثقلة يحرك رأسه نفيا يهمس بثقل يجثم علي قلبه:
, - مش عارف، هربت، ارجوك لو اتصلت بيك بلغني.
,
, ترك والدها قلبه يحترق ألما علي صغيرته، وخرج من منزله وقف في الشارع ينظر للسماء للحظات دمعت عينيه يهمس داخل قلبه راجيا:
, - يااااارب، يااااارب الاقيها يااارب
, رفع يده يمسح تلك الدمعات التي هطلت من عينيه، ليتحرك ناحية منزل خالد القريب للغاية من منزل عزالدين عله سهيلة هناك عند لينا، تحرك بخطي واسعة ناحية منزل خالد، دق الباب عدة مرات، فتحت له لينا الباب نظر لها للحظات كطفل ضائع يهمس لها راجيا:.
,
, - قوليلي أن سهيلة عندك يا لينا وحياتي عندك قوليلي انها عندك
, قطبت لينا جبينها متعجبة، سهيلة ماذا سيأتي بها الي هنا، حركت رأسها نفيا بعنف، لتنهمر دموع جاسر بعنف افزعها، توسعت عينيها مدهوشة لتقترب منه تطوقها بذراعيه تحتضنه ليرتمي بين أحضانها يشهق في بكاء عنيف يتمتم من بين شهقاته:
, - سهيلة هربت يا لينا، راحت، أنا أذيتها أوي اوي، بس و**** ما كنت مدرك أنا بعمل إيه.
,
, ابعدته لينا عنها تجذب يده لداخل المنزل، ما إن خطي للداخل وجد بدور تجلس علي أحدي المقاعد تحتضن طفليها بعنف تنظر للفراغ، نظرات خائفة فزعة، جذبت لينا جاسر الي غرفة مكتب والدها دخلت واغلقت الباب خلفها
, ارتمي جاسر علي أحد الارائك، يخفي وجهه بين كفيه، تقدمت تجلس جواره تربت علي رأسه برفق تسأله قلقة:
, - مالها سهيلة يا جاسر، ايه اللي حصل فهمني.
,
, رفع وجهه ينظر لها رأت العذاب يصرخ في عينيه، بدأ يقص عليها ما حدث طوال الفترة الماضية وهي تنظر له مدهوشة لا تصدق ما يقول سحر، أعمال كيف، أليست فقط تخاريف لا صحة لها، فغرت فاهها تنظر له مذهولة تتمتم:
, - سحر، هو في حاجة اسمها سحر فعلا، أنا فكراها تخاريف، طب سهيلة، سهيلة راحت فين
, رفع كتفيه لاعلي يحرك رأسه نفيا يتمتم بحرقة:.
,
, - ما اعرفش، ما اعرفش، أنا خايف عليها، خايف لتأذي نفسها، خايف تسقط اللي في بطنها، كلميها يا لينا، حاولي تتصلي بيها اكيد هترد عليكي انتي
, حركت رأسها إيجابا سريعا تخرج هاتفها من جيب حقيبتها، تحاول طلب رقم صديقتها مرة تليها اخري وأخري، الهاتف مغلق دائما، مرة واحدة دق جرس الهاتف لينظر جاسر للهاتف متلهفا، ولكن لا رد٣ نقطة
,
, مرت عدة دقائق في صمت لا تعرف ما تقول، وهو قلبه ينصهر خوفا عليها، إلي أن رن هاتفها برقم غريب، فتحت الخط سريعا تردف:
, - الو مين معايا
, -أنا سهيلة يا لينا
, توسعت ابتسامتها حين سمعت صوت صديقتها لتغمغم متلهفة:
, - سهيلة انتي فين يا سهيلة، جاسر قالب عليكي الدنيا
, جذب جاسر الهاتف من يدها يفتح مكبر الصوت ليسمع صوتها الضعيف الممزق:
, - مش عايزة اسمع اسمه يا لينا، خلاص كل اللي بينا انتهي، أنا في المستشفي، سقطت الجنين.
,
, شهقة فزعة خرجت من بين شفتي لينا، بينما تفتت قلب جاسر لفتتات توسعت مقلتيه ذعرا، لتكمل هي:
, - لو هو جنبك خليه يطلقني، كفاية اوي اللي عمله فيا، أنا موت ابني عشان ما يفكرنيش بالعذاب اللي شوفته معاه، سلام يا لينا.
,
, الو سهيلة استني، الو، غمغت بها لينا متلهفة ولكن بعد فوات الأوان اغلقت الخط حاولت الاتصال بها عدة مرات دون فائدة، رفعت وجهها تنظر لجاسر الذي يقف كالصنم عينيه متسعة حمراء تتهاوي منها دموعه مدت يدها تود أن تمسك بذراعه، ليبعد يدها عنه تحرك للخارج لتهرول خلفه تصيح باسمه:
, - جاسر استني يا جاسر، جاسر.
,
, تسارعت خطواته يخرج من المنزل بأكمله وهي خلفه تصيح باسمه، ابتعدت عن البيت تهرول خلفه تحاول اللحاق به، لتظهر فجاءة دون سابق إنذار سيارة سوداء كبيرة نزل منها رجلين ضخام الجثة، اندفع أحدهم ناحيتها يحاول الإمساك بها لتصرخ باسم جاسر تستجديه:
, - جااااااااسر.
,
, التفت خلفه سريعا لتتوسع عينيه صاح بها ليركض ناحيتها، كمم احد الرجلين فمها بيسراها ليحملها من خصرها بيمناه يدخلها قصرا الي السيارة، وهي تحاول باستماته تحرير جسدها منه، تصرخ بصوت مكتوم، اقترب جاسر منهم ليخرج الرجل الآخر مسدسه طلقة واحدة استقرت في ذراع جاسر جعلته يسقط أرضا يصرخ من الألم بينما تصرخ هي باسم جاسر صرخات مكتومة تحاول تحرير نفسها باستماتة لتصل لأخيها، ولكن ذلك الشئ الذي انغرز في رقبتها جعلها تصمت تماما ترحل عن الدنيا رغما عنها.
,
, عودة إلي المستشفي، حمزة يجلس امام غرفة أدهم، ومايا تقف أمام الزجاج ترفض التحرك انشا واحدا حتي، وخالد يجلس علي الناحية الأخري، من الممر ينظر لأخيه نادما لا يعرف كيف يخبره أنه السبب فيما حدث لابنه، في تلك اللحظات تحديدا دق هاتف حمزة بصوت رسالة فتح الرسالة ليجد مرسلة من رقم غريب، في البداية عنوان وتحته كُتب ( دا عنوان الواد اللي حاول يقتلك والرصاصة جت في ابنك، الحقه قبل ما يهرب ).
,
, شد علي الهاتف بعنف ينظر للعنوان عدة مرات نيران الإنتقام تحرق قلبه للأخذ بثأره، وضع الهاتف في جيبه، ليتحرك من مكانه اتجه ناحية أخيه يغمغم بهدوء يسبق العاصفة:
, - خالد خد مايا وديها عند لينا وبعدين ارجعي أنا هفضل مع أدهم لحد ما تيجي
, تنهد خالد متعبا يحرك رأسه إيجابا، قام متجها ناحية ابنه أخيه يمسك بيدها يتمتم برفق:
, - يلا يا ماما هنرجعله تاني يا حبيبتي.
,
, حركت رأسها نفيا تتساقط دموعها بعنف بسطت كفيها علي سطح الزجاج تغمغم بحرقة:
, - مش هسيبه مش هقدر اسيبه، أنا السبب يا ريتني ما قولتله تعالا، ولا بعتله العنوان
, جذبها خالد لاحضانه لتتمسك مايا به تنفجر في البكاء وهو يربت علي رأسها برفق يهمس لها بحنو:
, - صدقيني يا بنتي هيبقي كويس و**** هيبقي كويس بإذن ****، بس انتي محتاجة ترتاحي شوية، اقولك تعالي نروح تغيري هدومك وتاكلي لقمة سريعة وارجعك تاني، يلا بقي.
,
, حركت رأسها إيجابا تنظر لادهم نظرة خاطفة تودعه بعينيها، أمسك خالد بيدها يتحرك معها للخارج بينما يقف حمزة يراقب، انتظر الي أن رحلت سيارة أخيه، نظر للعساكر التي جاءت بصحبة محمد تقف عند باب غرفة أدهم فهي جناية قتل اولا واخرا يحادثهم:
, - خلوا بالكوا منوا
, ابتسم أحدهم يحرك رأسه إيجابا يتمتم بهدوء:
, - ما تقلقش حضرتك.
,
, حرك رأسه إيجابا ينظر للفراغ لتتبدل نظراته الي أخري سوداء قاتمة، تحرك الي سيارته سريعا يشق الطريق إلي العنوان الذي اُرسل إليه، لا يفكر سوي في الإنتقام٣ نقطة
, علي صعيد آخر في الطريق بينما يوصل خالد مايا، دق هاتفه برقم محمد صديقه ليفتح الخط سريعا يسأله:
, - ايوة يا محمد حصل جديد
, غمغم محمد سريعا بتلهف:
, - ايوة يا خالد عرفنا نوصل لعنوان الواد، أنا في طريقي لبيته ومعايا قوة٣ نقطة
, تنهد خالد بارتياح يتمتم سريعا:.
,
, - طب ابعتلي العنوان وأنا هوصل مايا واحصلك
, أغلق خالد الخط يبتسم متوعدا، يعد بأن يلقن من فعل ذلك درسا لا ينسي.
,
, أوقف حمزة سيارته عند مفترق طرق، الطريق القادم ضيق للغاية لن يسع لسيارته، نزل منها يضع مسدسه في جيب سرواله، تحرك ناحية العنوان، يبحث بين أرقام العمارات المتهدمة القديمة عن رقم العمارة الذي أرسل له إلي أن وجدته، قدحت عينيه شرا ينزل درجات السلم، حسب الوصف، الفتي يعيش في شقة صغيرة في بدروم تلك العمارة المتهدمة، تحركت قدميه ناحية البدروم، ليقابله باب أزرق، اخرج سلاحه يشد أجزائه، حرك بيده الباب ليفتح بسهولة، تحرك للداخل خطوة اثنتين ثلاثة ليقف متسمرا مكانه حين رأي ذلك الفتي ملقا أرضا مقتول بطلق ناري في رأسه، شلت الصدمة جسده للحظات، قبل أن يدوي صوت صافرات سيارات الشرطة، وتتسارع الأقدام تأتي ناحيته٣ نقطة
,
, حمزة ارمي السلاح من ايدك، ايه اللي أنت هببته دا
, نظر جواره ليجد محمد يقف هناك عند باب الغرفة ينظر له فزعا، لتخرج من بين شفتيه ضحكة عالية لم يظن يوما انه سيقع في ذلك الفخ الساذج ابدا حركت رأسه يتمتم ساخرا:
, - ما يقع الا الشاطر فعلا، برافو يا حمزة
, وقف محمد عاجزا لا يعرف ما يفعل أمام جثة وحمزة يقف بمسك بمسدسه، والكثير من الشهود من الجيران والعساكر معه، يقرون بواقعة أن حمزة هو من قتل ذلك الفتي.
,
, تنهد محمد حائرا ليقترب من حمزة يهمس لها متألما:
, - أنا آسف يا حمزة بس إنت مقبوض عليك بتهمة قتل
, ابتسم حمزة ابتسامة بلا حياة يمد يده لمحمد ابتلع الأخير لعابه مرتبكا ليخرج الأصفاد من جيبه يطوق بها رسغي حمزة، في تلك اللحظة سمعا صوت خالد يصيح مذهولا:
, - في ايه، ايه اللي حصل
, - أنت حمار **** يخربيتك ايه اللي خلاك تخدرها
, - يا عم ما هي كانت عمالة ترفس وتخربش بضوافرها بص ايدي عاملة إزاي.
,
, - يا غبي حاول تفوقها يلا ما ينفعش يغمي عليها٣ نقطة
, الكثير والكثير من الجمل تقتحم عقلها دون سابق إنذار، ليغزو أنفها فجاءة رائحة قوية حادة تطرق عقلها بعنف، حركت رأسها نفيا علها تبعد تلك الرائحة التي تصر بعنف علي طرق ثنايا عقلها النائمة، تأوهت بصوت منخفض ترفع يدها تضعها علي رأسها لتسمع صوت ساخر يردد من جوارها:
, - أهي البرنسيسة صحيت أهي.
,
, كانت جملته إشارة الخطر التي ايقظت عقلها فجاءة، فتحت عينيها سريعا تنظر حولها لتجد نفسها داخل سيارة تجلس في المنتصف بين رجلين ضخام الجثة، لا يُري منهم سوي العينين وجههم بالكامل ملثم، شهقت حين تذكرت جاسر وما فعلوه بقي لتلهب عينيها غضبا، لا تعرف لما ولكنها حقا لا تشعر بالخوف بل بالغضب، صرخت بشراسة لتحاول بعنف ضرب الرجل الجالس بجوارها بكفيها، تصرخ فيه:.
,
, - جاسر يا حيوانات، أنا هوديكوا في ستين داهية، بابا هيموتكوا، لاء هيدفنكوا عيشين، هتتمنوا الموت من اللي هيعمله فيكوا
, اندفع الرجل الآخر يمسك بيديها ليصفعها التي كانت تضربه علي وجهها بعنف، صفعة قوية قاسية جعلت شفتيها تتشقق وتنساب منها الدماء نظرت له بشراسة لتبصق في وجهه، كاد الرجل أن يصفعها مرة أخري حين صدح صوت السائق يصيح فيهم غاضبا:
, - في عربية ورانا.
,
, التفت الرجلين ينظران للخلف ليجدا سيارة سوداء ضخمة تلحق بهما، صاح احد الرجلين في السائق:
, - سيب الطريق وانزل في الصحرا
, حرك السائق رأسه إيجابا سريعا لينحرف بمقود السيارة بعنف لتبتعد عن الطريق بعنف تغوض داخل الصحراء، والسيارة السوداء الضخمة تسرع خلفهم توسعت ابتسامة لينا تنظر للرجلين بحقد ابتسمت تتمتم متشفية:
, - مش قولتلكوا هيخليكوا تتمنوا الموت
, قبض أحد الرجلين علي خصلات شعرها بعنف يصرخ فيها:.
,
, - اخرسي خالص مش عايز اسمع صوتك
, ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي لينا تنظر للرجل بتشفي، أسرعت السيارة السوداء بعنف كبير، تسير حذاهم، لتتوسع عيني لينا في دهشة حين رأت من في السيارة جاسر ومعه معاذ!، تسمع صوت الرجل يصرخ في السائق:
, - ما تخليهمش يقفلوا عليك، اخبط العربية حاول تبعدها.
,
, بدأ سائق السيارة التي هي فيها بعنف يصطدم بسيارة معاذ، لتشتعل عيني معاذ غضبا حاول بعنف أن يصطدم هو الآخر بالسيارة ليصيح جاسر فيه محتدا:
, - أنت بتعمل ايه يا مجنون؟ لينا في العربية٣ نقطة

الثاني والثمانون


بدأ سائق السيارة التي هي فيها بعنف يصطدم بسيارة معاذ، لتشتعل عيني معاذ غضبا حاول بعنف أن يصطدم هو الآخر بالسيارة ليصيح جاسر فيه محتدا:
, - أنت بتعمل ايه يا مجنون؟ لينا في العربية٣ نقطة
,
, ابتسم معاذ ابتسامة واسعة قاتمة التف برأسه ناحية لينا يغمزها بطرف عينيه لتتوسع عينيها في دهشة ماذا سيفعل، دهس معاذ المكابح بعنف لتنطلق السيارة بقوة كبيرة سبق سيارة الخاطفين، ليقف بسيارته بالعرض أمامهم يجبر السائق علي التوقف، وبالفعل توقفت السيارة نزل السائق اولا يحمل في يده مسدس، لينزل معاذ سريعا، في اقل من لحظة رصاصة خرجت من فوهة مسدس الأخير ليسقط السائق ارضا يصرخ من ألم تلك الرصاصة التي استقرت بساقه، في تلك اللحظة نزل أحد الرجلين يلف ذراعه حول عنق لينا يوجه مسدس ناحية رأسها مباشرة يصيح في صديقه:.
,
, - أنت مستني ايه خلص عليهم، خلينا ناخدها ونغور٣ نقطة
,
, تحرك جاسر منحني الظهر ينزل من باب السيارة الآخر حتي لا يراه اي منهم، في تبادل الرصاص بين معاذ والرجل الآخر، رفع جاسر رأسه ببطئ يحاول تحديد مكان الرجل الآخر، ليهب فجاءة يطلق عدة رصاصات ناحيته مباشرة اصابت أحدها صدره ليسقط أرضا، لم يبقي سوي لينا وذلك الرجل الذي يقيد حركتها، خرج جاسر من مكانه، يتحرك ناحيتهم ببطئ يمسك بسلاح في يسراه يمناه يلتف حولها قطعة من قميصه الممزق، شدد الرجل ذراعه حول عنق لينا يصرخ في جاسر بشراسة:.
,
, - اللي هيقرب خطوة واحدة هفجر دماغها انتوا فاهمين، ارموا المسدسات، ارموها
, نظر معاذ لجاسر ليلقي كل منهما سلاحه ارضا أمامه، توسعت عيني لينا فزعا تحركها نفيا تصيح فيهم:
, - انتوا بتعملوا ايه، اضربوا عليه
, تأوهت متألمة حين جذب الرجل خصلات شعرها يصيح فيها متهكما:
, - اخرسي يا بت، وبعدين يضربوا عليا نار، الرصاص هيجي فيكي يا مزة.
,
, توسعت عينيها علي آخرهما وعقلها يأخذها لذكري بعيدة، بعيدة جدااا، منذ سنوات طوال في عيد ميلادها العاشر تقريبا، تلك الطفلة الصغيرة في غرفتها ترتدي فستان جميل اشبه بفستان اميرات الحكايات القديمة، وتاج صغير فوق رأسه تقف فوق فراشها تعقد ذراعيها أمام صدرها ترفض النزول لحفلة عيد ميلادها، تنهد زيدان متعجبا من رفضها يسألها متعجبا:
, - يا لوليتا دا عيد ميلادك يعني ايه مش عايزة تنزلي، يا حبيبتي ما ينفعش.
,
, اشاحت بوجهها بعيدا تحرك رأسها نفيا تتمتم حانقة:
, - مش هنزل يعني مش هنزل، كلهم هيبقوا معاهم ماما بتاعتهم وأنا ماما سابتني وسافرت، أنا مش هحب ماما ومش هكلمها تاني ابداا
, ضحك زيدان رغما عنه يحاول أن يسترضيها ليغمغم مبتسما:
, - طب مش عايزة تعرفي الهدية اللي جبتهالك
, حركت رأسها نفيا بعنف ليدخل خالد الي الغرفة في تلك اللحظات نظر لهم يتمتم متعجبا:
, - ايه يا لينا اللي موفقك كدة، وما نزلتيش ليه.
,
, ابتسم زيدان تنهد يردف يآسا:
, - لينا رافضة تنزل، عشان ماما سافرت ومش هتحضر معاها عيد ميلادها
, نظر خالد لابنته ليضحك يآسا ابنته العنيدة ذات الرأس الصلبة تشبهة تماما، ربت علي كتف زيدان الذي بات الآن فتي في الثامنة عشر من عمره يغمغم بهدوء:
, - طب انزل شوف الدنيا تحت وأنا هجيب لينا واجي
, حرك رأسه إيجابا ليتحرك ويخرج من الغرفة، ليتحرك خالد يجلس علي فراش ابنته يغمغم مبتسما:.
,
, - ينفع نعمل عيد ميلاد لينا من غير ما لينا تكون موجودة، اقعدي يا حبيبتي
, جلست جوار أبيها تعقد ذراعيها تنظر بعيدا ليضحك خالد رغما عنه يقرص وجنتها برفق يغمغم في مرح:
, - يا ست المقموصة، ماما كان لازم تسافر، انتي عارفة ماما بتحبك قد إيه، صح، بس لو ما كنتش سافرت كانت هتزعل وتقعد تعيط، يرضيكي ماما تزعل
, اخفضت الصغيرة رأسها أرضا تحركها نفيا لتتساقط بعض الدموع من مقلتيها تهمس في حزن:.
,
, - بس ماما وحشتني، هي كانت بتقف جنبي وأنا بنفخ في الشمع كل مرة
, بسط يده برفق أسفل ذقنها ليرفع وجهها إليه يغمغم مبتسما بمرح:
, - زي القطط تاكلي وتنكري، ما أنا ببقي جنبك انتي وماما، هنوقف الواد زيدان المرة دي مكان ماما، واوعدك لما ماما ترجع هعملك عيد ميلاد تاني ايه رايك
, توسعت ابتسامتها البريئة تحرك رأسها إيجابا سريعا ليحملها خالد علي ذراعه يتمتم ضاحكا:.
,
, - يلا يا برنسيس ننزل نطفي الشمع، جبتلك هدية حلوة اوي، وماما بعتتلك من لندن بيت باربي الكبير اللي كنتي عايزاه.
,
, صفقت الصغيرة فرحة، ليأخذها خالد وينزل لأسفل، وسط جموع العائلة التي جاءت لحضور حفل مدللة أبيها الوحيدة، طاولة كبيرة في منتصفها كعكة كبيرة للغاية طُبع عليها صورة لينا يحوطها الكثير من الحلوي بمختلف أنواعها، وقفت لينا عند رأس الطاولة فوق مقعد جوارها والدها من ناحية وزيدان من الناحية الأخري والباقي يلتف الطاولة يغنون احدي أغاني عيد الميلاد، ينظر زيدان لها يبتسم ابتسامة واسعة سعيدة، صدح صوت خالد يحادث منظمي الحفل:.
,
, - اطفوا النار يلا عشان تتطفي الشمع بدأت الاضاءة تخبو، شيئا الي ان اظلم المكان تماما لم تعد هناك إضاءة سوي أنوار الشموع مالت لينا برأسها لتطفئ شمعات عيد ميلادها، واحدة الثانية الثالثة، الرابعة، الخامسة، السادسة، السابعة، وقبل أن تطفئ الثامنة صدحت صرختها العالية، صرخة جعلت الجميع يصيح وبدأ خالد يصرخ فيهم أن يشعلوا الاضواء، يحرك يديه بعنف يبحث عن ابنته التي كانت تقف جواره قبل لحظات.
,
, حين عادت الإضاءة، شخصت عيني خالد فزعا حين رأي رحاب تحمل ابنته توجه سكين ناحية رقبتها مباشرة تبتسم ابتسامة واسعة مختلة تصيح بجنون:
, - مش قولتلك هحرق قلبك عليها، اللي هيقرب خطوة واحدة هقتلها
, أحمر وجه خالد من الغضب والخوف ينظر حوله الجميع يتراجع خوفا من أن تؤذي تلك المختلة الصغيرة، بينما صرخ خالد في حرسه:
, - ازاي دخلت أنا هوديكوا ورا الشمس
, صدحت صوت ضحكة رحاب العالية المختلة تتمتم ساخرة:.
,
, - أنت مشغل عندك شوية بهايم يا باشا، أنا مجرد ما قولتلهم اني تبع الخدامين اللي جايين لحفلة السنيورة دخلوني، شهور وأنا مستنية اليوم دا، واهو جه، هحرق قلبك يا خالد يا سويسي
, تحرك تلقائيا للامام يصرخ فيها:
, - رحاب، أنا قدامك اهو اعملي فيا اللي انتي عوزاه ابعدي عن البنت، هي مالهاش ذنب
, اشتعلت عيني رحاب غضبا لتصرخ بشراسة:
, - وبنتي أنا كان ليها ذنب، بنتك لازم تموت زي ما بنتي ماتت.
,
, قبض زيدان علي ذراع خالد قبل أن يتحرك حركة اخري وتؤذي رحاب لينا ليصدح صوت خالد عاليا:
, - هي بنتك لوحدك كانت بنتي أنا كمان، بنتي اللي قلبي اتحرق عليها، اللي يوم ما شوفتها كانت جثة، سيبي البنت يا رحاب
, توسعت ابتسامة رحاب المختلة تحرك رأسها نفيا ببطئ تتمتم متلذذة:
, - مش هسيبها يا خالد، هموتها، هحرق قلبك، هجننك زي ما أنا اتجننت
, - وليه انتي تموتيها، هموتها انا.
,
, صدحت تلك الجملة بهدوء تام من الواقف جوار خالد، لتتوسع أعين الجميع فزعا واولهم لينا التي نظرت له مذعورة تحرك رأسها نفيا تبكي بعنف طفلة صغيرة مرتعدة، أخرج زيدان مسدسه من جيب سرواله وفي اقل من لحظة كان صوت رصاص قوي يدوي في المكان، وصوت لينا تصرخ، صرخت رحاب بذعر لتلقي لينا من يدها ارضا، فاندفع خالد ناحيتها يقيد يديها وهرول زيدان ناحية لينا التي تكاد عينيها تخرج من مكانها من الفزع، تنظر لجسدها مذعورة ألم يقتلها زيدان للتو، انتشلها زيدان بعيدا عن رحاب وضعها علي أحد المقاعد يسألها فزعا:.
,
, - انتي كويسة
, حركت رأسها نفيا بعنف تنظر له مذعورة تتمتم بفزع:
, - انت قتلتني، ددمم فين الدم، ماما أنا عايزة ماما
, كانت آخر كلماتها قبل أن تفقد الوعي تلقائها بين أحضانه يمسح علي رأسها برفق، ينظر لخاله الذي يصرخ في الحرس غاضبا
, Back
, عادت من شرودها فجاءة علي صوت معاذ يصرخ في الرجل:
, - سيبها واحنا نسيبك تمشي حي علي رجليك.
,
, توترت حدقتي الرجل، ينظر للسائق الذي يجثو ارضا يصيح من ألم ساقه، حرك السائق رأسه إيجابا، ليعاود الرجل الآخر النظر لمعاذ وجاسر يصيح فيهم:
, - ماشي أنا موافق دوروا العربية وخلوا السواق يركب، وحطوا جثة مدبولي فيها، يلا لو عايزها تفضل عايشة.
,
, حرك معاذ رأسه إيجابا سريعا ليستقل سيارتهم يدير محرك السيارة، نزل منها وترك المحرك يعمل، ليستند السائق علي ساقه السليمة يجلس في مقعده، هرول سريعا يحمل جسد الرجل الآخر فتح باب السيارة الخلفي يضع جسده فيها يغلق الباب، مد الخاطف يده يفتح باب السيارة الخلفي المجاور له بحذر ينظر لهما، بينما لينا كانت في عالم آخر جسدها بارد يرتجف ذكريات متداخلة تمر في رأسها، نظرت ليد السائق التي تحاوط عنقها لتتذكر ما حدث قديما كيف كانت ولا زالت طفلة ضعيفة، اشتعلت عينيها في غضب، لتقطم باسنانها يده بعنف شديد، ترغب في تمزيق لحمه بين أسنانه قضمه عنيفة ليست بهينة إطلاقا، صرخ الرجل متآلما ليدفعها بعيدا عنه بعنف سقطت علي وجهها ارضا، ليلتقط جاسر مسدسه يحاول إطلاق النار، ولكن ذلك الرجل سبقه فقط بخطوة واحدة دخل الي السيارة التي انطلقت بهم مسرعة تشق الصحراء، اندفع جاسر يركض خلفهم يحاول أصابه عجلات السيارة ليجد المسدس قد فرع من الرصاصات، صرخ في غيظ ليلقي المسدس ارضا بعنف، عاد يهرول ناحية لينا الذي يحاول معاذ إسنادها لتقف أرضا، التقطها جاسر بين ذراعيه يعانقها بقوة يغمغم متلهفا:.
,
, - انتي كويسة يا حبيبتي، عملولك حاجة، حد فيهم اذاكي
, حركت رأسها نفيا تحاول التقاط أنفاسها تلهث بعنف، لحظات تحاول إستجماع شتات نفسها مما حدث قبل قليل، عادت تنظر لجاسر تسأله متعجبة:
, - أنت جيت ورايا ازاي، وازاي اتقابلت انت ومعاذ أصلا، ودراعك أنا شوفته بيضربك بالرصاص
, مسح علي رأسها برفق يغمغم لها بتروي:
, - هفهمك كل حاجة في العربية يلا نروح، كان المفروض نبلغ البوليس علي فكرة يا معاذ.
,
, تحرك مع شقيقته ليجلس جوارها علي الأريكة الخلفية في سيارة معاذ، بينما استقل معاذ مقعد السائق تحرك بالسيارة يخرج من الصحراء، نظرت لينا لجاسر تسأله بعينيها ليبارد معاذ قائلا:.
,
, - هقولك أنا يا لينا، أنا كنت جاي لولدك عشان اتفق معاه علي ميعاد كتب الكتاب، لما قربت شوفت جاسر بيقع علي الأرض وفي عربية بتجري بعيد، أنا عارف شكل جاسر من الصور اللي ورتهالي بس مش عارف مين اللي في العربية قربت بسرعة وهو قالي أنك انتي اللي اتخطفتي، الطلقة اللي في دراع جاسر رش علي فكرة فمش خطيرة، ركب معايا وحاولنا نلحقكوا، والحمد لله انتي بخير.
,
, ابتسمت لينا لجاسر ابتسامة صغيرة شاحبة لتريح رأسها علي صدره رفع يده السليمة يحركها علي شعرها برفق ينظر لمعاذ في شك يغمغم:
, - مش غريبة شوية أن يكون معاك مسدسين مرخصين مش مسدس واحد
, ابتسم معاذ في هدوء يرفع كتفيه لأعلي يغمغم ببساطة:
, - لا أبدا واحد منهم بتاع والدي **** يرحمه أنا ما كنتش بستخدمه خالص، بس محتفظ بيه كذكري والحمد لله أنه كان شغال.
,
, حرك جاسر رأسه لم تتبدل نظرات عينيه المتشككة فقط ضحك باصفرار يتمتم:
, - والبوليس أنا قولتلك بدل المرة عشرة اتصل بيه لأن موبايلي وقع اتكسر، وما اتصلتش
, نظر معاذ لجاسر من خلال مرأه السيارة الامامية بدهشة تجلت علي قسماته يتمتم مذهولا:
, - أنت ما اتصلتش أنا افتكرتك بتقول أنا اتصلت بالبوليس ما خدتش باللي خالص و****.
,
, حرك جاسر رأسه إيجابا ينظر لمعاذ يحاول الابتسام، ليقابله الأخير بابتسامة واسعة، ليتمتم جاسر في نفسه قلقا:
, - الواد دا نظراته مريبة ومش مريح ابداا!
,
, في أحدي الأقسام التابعة للمنطقة التي عُثر فيها علي جثة القتيل، يتحرك خالد أمام غرفة التحقيق ذهابا وإيابا يكاد يحرق الأرض تحت أقدامه وقف فجاءة أمام محمد يصيح فيه قلقا:
, - أنا اخويا ما قتلش أكيد في حاجة غلط
, حرك محمد رأسه إيجابا سريعا ليهب واقفا جوار صديقه يربت علي كتفه يحاول تهدئته:
, - أكيد طبعا يا خالد اهدي بس وكل حاجة هتبان.
,
, في داخل الغرفة وقف حمزة أمام مكتب الضابط الذي يُجري له التحقيق حمحم الضابط يهتف محتدا:
, - أستاذ حمزة كونك اخو سيادة اللوا خالد باشا السويسي دا علي عيني وراسي بس أنت هنا متهم ودي جريمة قتل مش سرقة موبايل، س: ممكن اعرف سبب وجودك في مكان الحادثة
, ابتسم حمزة بهدوء يخرج هاتفه من جيب سرواله يضعه علي المكتب امام الضابط يتمتم مبتسما في هدوء:
, - الرسالة قدامك اهي هتعرفك أنا ايه وداني هناك.
,
, التقط الضابط الهاتف ينظر لمحتوي الرسالة للحظات قبل أن يرفع رأسه لحمزة يغمغم ساخرا:
, - قصدك أنه فخ وحد حاول يوقعك، بس الشهود قالوا انك كنت ماسك مسدس كاتم للصوت اما البوليس دخل، يعني أنت متلبس
, ابتسم حمزة في هدوء يحرك رأسه إيجابا يتمتم متهكما:
, - هو علميا أنا فعلا متلبس، بشهادة الشهود٣ نقطة
, انما الحقيقة أنا خزنة مسدسي كاملة ما ضربتش منها رصاصة واحدة٣ نقطة
, ابتسم الضابط ابتسامة صفراء يحرك رأسه إيجابا يتمتم:.
,
, - علي العموم أنت هتفضل مشرف معانا لحد ما تقرير الطب الشرعي يطلع..
, دق باب المكتب في تلك اللحظات، ليدخل العكسري ادي التحية للضابط يردف:
, - خالد باشا برة يا افندم، وعايز يدخل
, حرك الضابط رأسه إيجابا ليتحرك العسكري خرج ليدخل خالد بعد لحظات وقف الضابط يصافحه يتمتم مبتسما:
, - باشا نورت المكتب
, رسم خالد ابتسامة زائفة على شفتيه يصافح الواقف أمامه تنهد يغمغم قلقا:
, - متشكر، وصلتوا ايه تقرير الطب الشرعي جه.
,
, حرك الضابط رأسه نفيا يتمتم سريعا:
, - لسه يا باشا و****، دلوقتي أستاذ حمزة لازم يفضل معانا لحد ما التقرير يظهر وساعتها نقرر٣ نقطة
, تنهد خالد متعبا يحرك رأسه إيجابا يمسح وجهه بكفه بعنف، ليصدح صوت الضابط ينادي العسكري الواقف خارجا، لحظات ودخل ليغمغم الضابط:
, - خد أستاذ حمزة الحجز
, رفع خالد وجهه ينظر للواقف أمامه نظرات حادة مشتعلة، ليقبض علي يد حمزة الواقف جواره يغمغم مبتسما في قتامة:.
,
, - حمزة مش هينزل الحجز، اعتبره في عهدتي لحد ما التقرير يجي، ولو هو القاتل أنا بايدي اللي هسلمه، مش هخرج بيه من القسم، عن إذنك يا اسمك ايه٣ نقطة
, نظر خالد للعارضة الخشبية الصغيرة علي سطح مكتبه، ليعاود النظر للضابط يتمتم مبتسما:
, - عن إذنك يا مصطفي باشا.
,
, قبض خالد علي يد حمزة يخرج به من الغرفة حيث محمد الذي ينتظرهم خارجا تحرك خالد يقبض علي يد حمزة يتحرك به ناحية احدي الغرف وقف أمامها ينظر للعسكري الواقف أمامها:
, - حاتم باشا جوا يا إبني
, اوما العسكري بالإيجاب ليردف خالد:
, - قوله خالد السويسي.
,
, غاب الفتي للحظات قبل أن يخرج يفسح لهم الطريق، دخل خالد يقبض علي يد حمزة كأنه طفله الصغير الخائف عليه من أن يتوه في الزحام، الي الداخل توجه به وقف حاتم يبتسم فتح ذراعيه يغمغم ضاحكا:
, - صديق الزملاه القديم واحشني و**** يا كبير
, ضحك خالد يتمتم متهكما وهو يحتضن صديقه:
, - حاتم عدنان يا سرسجي يا قديم ما فيش وسط يا إبني.
,
, بعد عناق حار بين الأصدقاء، امسك خالد يد حاتم يبتعد به عن أخيه ومحمد الواقف ينظر لهم مبتسما، تنهد يشرح له الوضع ليهمس له بصوت خفيض:
, - أنا لازم اروح اشوف تقرير الطب الشرعي، خايف لاحد يلعب فيه عشان يلبسها لحمزة، حمزة مش هينفع ينزل الحجز، أنا خايف للي عمل كدة يبعت حد يآذيه في الحجز٣ نقطة
, ابتسم حاتم يربت علي كتف صديقه يغمغم مترفقا:
, - روح وما تقلقش.
,
, ابتسم خالد لصديقه ممتنا ليتحرك سريعا ناحية محمد يغمغم له علي عجل:
, - تعالا معايا يا محمد، حمزة ما تتحركش من هنا مهما حصل
, تحرك خالد يهرول للخارج ومن خلفه محمد ليتهاوي حمزة علي الأريكة يبتسم ساخرا من أفعال أخيه الغريبة هل يظنه طفلا، نظر ناحية ذلك الحاتم حين سأله مبتسما:
, - تحب حضرتك تشرب حاجة
, نفي برأسه ينظر للأمام يفكر في كل ما حدث.
,
, علي صعيد آخر في فيلا جاسم الشريف، ارتمت مايا بين أحضان لينا تبكي بلا توقف، ولينا فقط تحاول أن تهدئها:
, - يا حبيبتي أدهم هيبقي كويس و****، الدكتور دا شكله ما بيفهمش حاجة، طب ايه رأيك أنا أعرف دكتور شاطر جداا، هكلمه يتابع حالة أدهم وهيطمنا ما تقلقيش.
,
, رفعت مايا وجهها تنظر للينا متلهفة تتوسلها بعينيها أن يكن ما تقوله صحيحا لتحرك لينا رأسها إيجابا، تؤكد لها ما تقول تمسح دموعها برفق، في اللحظات التالية كان يدق جرس الباب، توجهت احدي الخادمات تفتح الباب لتشهق فزعة ما أن رأت ذلك المشهد أمامها، هبت لينا واقفة تنظر للثلاثة الذين دخلوا توا بذعر:
, - انتوا ايه اللي عمل فيكوا كدة
, تحركت لينا تسند جاسر الي اقرب اريكة نظرت لوالدتها تغمغم متلهفة:.
,
, - مش وقته يا ماما، جاسر دخل في دراعه طلقة، اللي هي رش دي، هتعرفي تخرجيها ولا نكلم دكتور
, حركت رأسها إيجابا سريعا لتهرول تجلب حقيبة يدها التي نادرا ما تستخدم ما فيها، الطلقة لم تكن عميقة فأخرجتها ببساطة عقمت جرح ذراعه، ولفته جسدا بالشاش الأبيض٣ نقطة
, لتقترب من ابنتها تمسح الدماء المجلطة علي جرح شفتيها تستلهم قلقة:
, - في أيه، ايه اللي حصل لكوا.
,
, شرحت لينا بإيجاز لوالدتها ما حصل، لتشهق الأخيرة مذعورة ابنتها كانت علي وشك الاختطاف، صدح صوت جاسم في تلك اللحظات يتمتم متهكما:
, - اقطع دراعي لو ما كنش خالد هو اللي عامل الفيلم دا كله عشان يجبرك ترجعيله
, حركت لينا السويسي رأسها بعنف تتمتم سريعا:
, - لاء يا جدو مش بابا أنا واثقة من دا، اللي عمل كدة كان عايز يقتلني ومستحيل بابا يبعت حد يقتلني
, تحرك جاسم يجلس جوار ابنته ينظر لحفيدته يغمغم محتدا:.
,
, - يبقي حد من أعدائه ما انتي ابوكي ليه اعداء في كل حتة، كنتي هتموتي بسببه
, تنهدت لينا وابنتها يآستان من المستحيل أن يتوقف جاسم عن كرهه لخالد، حمحم معاذ في تلك اللحظات بحرج يتمتم متوترا:
, - حمد لله علي سلامتك يا لينا هستأذن أنا بقي، عن اذنكوا
, التفت ليغادر لتصيح لينا باسمه سريعا:
, - استني يا معاذ، أنت مش هتمشي قبل ما بابا يجي ونقوله علي كل اللي حصل.
,
, التفت معاذ لها يبتسم مرتبكا ليحرك رأسه إيجابا، عاد لمقعده يجلس عليه، لتأخذ لينا هاتف والدتها سريعا تحاول الاتصال بوالدها.
,
, علي صعيد آخر بعيد كثيرا عن سابقه، في غرفة صغيرة تطل شرفتها علي أمواج البحر المتلاطمة، جلست علي مقعد خشاب قديم تستند بيمناه الي اطار الشرفة تنظر من خلالها لمشهد أمواج البحر وهي تصارع بعضها بعضا، تتذكر وتتذكر وتتذكر كل ما مر بها، ادمعت عينيها ينساب لؤلؤ حدقتيها يسقي خديها، خرجت من شرودها علي صوت يردف من جوارها معاتبا:
, - بردوا عملتي اللي في دماغك وقولتيله أنك سقطتي الجنين.
,
, مسحت سهيلة دموعها المتساقطة براحة يدها تنظر للسيدة حورية تغمغم بصوت ثقيل مختنق:
, - صدقيني لا أنا ولا اللي في بطني نفرق معاه، انتي مش عارفة حاجة
, جلست حورية علي المقعد أمام سهيلة ابتسمت تربت علي ساقها تتمتم مترفقة:
, - أنا عارفة جاسر اكتر مما تتصوري وعارفة أنه مستحيل يستقوي علي واحدة ست، وشوفت فرحته بيكي في عينيه لما جيتوا هنا اول مرة، جاسر طيب والطيب ما يأذيش أكيد في حاجة غلط حصلت.
,
, حركت سهيلة رأسها نفيا بعنف تشيح بوجهها ناحية النافذة تغمغم مختنقة:
, - حصلت بقي ما حصلتش خلاص احنا كل اللي بينا انتهي، أنا بقيت ما بكرهش في حياتي حد قده، علي قد ما حبيتش في حياتي حد قده
, التفتت سريعا ناحية حورية تمسك بيديها تتوسلها راجية:
, - انتي حلفتيلي أنك مش هتقوليله إني عندك صح
, ابتسمت حورية حزينة مشفقة علي حالها وحال جاسر ولدها الذي لم تحمل به تنهدت تحرك رأسها إيجابا تربت علي يد سهيلة:.
,
, - صح يا بنتي قومي يلا ناكل لقمة، انتي ما كلتيش حاجة من ساعة ما جيتي عشان خاطر اللي في بطنك حتي
, جذبت حورية يد سهيلة تتحرك بها ناحية صالة المنزل الصغيرة، جلست جوارها ارضا حول طاولة من الخشب ذات أقدام قصيرة للغاية، ارتص عليها وجبة فاخرة من المأكولات البحرية، مدت سهيلة يدها تلتقط معلقة ارز صغيرة تضعها في فمها لتنهمر دموعها بعنف تدوي في رأسها جملته وهو يغمغم.
,
, « احلي طبق رز صيادية لاحلي سهيلة في الدنيا، الحساب يا افندم عشرين بوسة ويا ريت يبقي فيه تبس للطباخ الغلبان »
, انفجرت دموعها تبكي بحرقة لتحاوطها حرية تضمها لأحضانها برفق تحاول فقط أن تهدئها.
,
, في غرفة مكتب حاتم مرت ساعة تقريبا قبل ان يُفتح الباب فجاءة بعنف ودخل خالد إلي الغرفة هرول ناحية أخيه يعانقه بقوة يشدد عليه بين أحضانه يهمس بصوت خفيض شبه باكي:
, - الحمد لله يا رب، الحمد لله
, أبعد حمزة عنه ينظر له بابتسامة واسعة تشق شفتيه تنهد يغمغم بارتياح:.
,
, - الحمد لله تقرير الطب الشرعي أثبت الرصاص اللي في جسمه مختلف عن الرصاص اللي في مسدسك، وإن وقت الوفاة حوالي الساعة 12 والوقت دا احنا كنا في المستشفى اصلا، جبت شهادة الدكتور والممرضات وكاميرات مراقبة المستشفي، كل الادلة اللي تثبت أنك بعيد، والحمد لله إنت برة الجريمة دي كلها٣ نقطة
,
, عاد يعانق أخيه من جديد يكاد يبكي من الفرح منذ ساعة فقط كاد يموت ذعرا من أن يكون هو المتورط في جريمة القتل، انهيا سريعا الأوراق لخروجه ليودع خالد محمد، استقل هو وحمزة سيارته، اراح حمزة رأسه للخلف يغمض عينيه ليغمغم خالد برفق:
, - ارتاح علي ما نوصل، اليوم كان صعب أوي
, فتح حمزة عينيه يبتسم ابتسامة ذبيحة متألمة يغمغم:
, - ارتاح وابني بين الحياة والموت، والخيط الوحيد اتقتل.
,
, مسح خالد وجهه بكف يده كور قبضته يشد عليها بعنف قلبه بل جسده بالكامل أشتعل غضبا فقط لو يضع يده علي من يفعل ذلك شد علي أسنانه يغمغم متوعدا:
, - احنا بندور ورا الرقم اللي بعتلك الرسالة ما تشلش هم، أنا بعت حراسة كبيرة عند أدهم٣ نقطة
,
, دق هاتفه يمنعه من ان يكمل ما كان يقول نظر للاسم ليجد اسم لينا زوجته تسارعت دقات قلبه قلقا في حقيقة الأمر، خائفا من أن يكون أصابها مكروة، فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه سريعا يغمغم متلهفا:
, - ايوة يا لينا انتي كويسة
, قطب جينيه متعجبا حين سمع صوت ابنته تطلب منه الحضور في الحال، تنهد يغمغم سريعا:
, - أنا في طريقي ليكوا كدة كدة دقائق وهكون عندكوا.
,
, اغلق معها الخط ليضع المكابح بعنف يزيد سرعة الزيادة، دقائق وكان أمام منزل جاسم نزل من السيارة يتبعه حمزة الي الداخل دق باب المنزل لتفتح ابنته له قطب جبينه قلقا ينظر لجرح شفتيها المتورم:
, - انتي كويسة ايه اللي حصل
, ادخل يا بابا بس الأول، غمغمت بها لينا تبتسم في هدوء، ليدخل خالد خلفه حمزة، وقعت عيني خالد علي معاذ الجالس علي أحد المقاعد يبتسم في بلاهة ليصيح محتدا:
, - ايه اللي جاب الواد دا هنا.
,
, لتقع عينيه في اللحظة التالية علي جاسر الذي يجلس علي الاريكة ذراعه عاري يلتف بالضدمات، لينا زوجته تجلس جواره تطعمه في فمه ليصيح غاضبا:
, - ودا قاعد كدة ليه ودراعه ماله، وانتي بتأكليه ليه هو اتشل
, لم تنظر ناحية زوجها الغاضب ولو لمحة خاطفة فقط اكملت ما كانت تفعل في هدوء تام، لتمسك لينا بيد والدها جلست جواره تقص عليه ما حدث، احتقنت عينيه بلهيب مستعر هب واقفا يصيح بجنون:.
,
, - يعني ايه اتخطفتي من عند الفيلا والبهايم اللي هناك واقفين يعملوا ايه٣ نقطة
, وقفت لينا أمام والدها تغمغم سريعا:
, - يا بابا بقول لحضرتك أنا طلعت اجري ورا جاسر وكنت بعيدة جداا عن الفيلا، فطبيعي هما ما شافونيش
, تحرك خالد يلتف حول نفسه يكاد رأسه ينفجر من يلف الحبال عليه بتلك الطريقة من يحاول إيذاء عائلته كاملة، وقف أمام احدي المقاعد يشد بيديه علي خشب المقعد يتنفس بعنف يصرخ داخل نفسه:.
,
, - اهدا يا خالد، اهدا، هتلاقيهم وربي لهلاقيهم، بس احطي ايدي عليهم، دلوقتي الأهم فالمهم
, رفع وجهه ينظر لهم جميعا وخاصة لجاسم الذي ينظر له يبتسم ساخرا متشفيا، حرك رأسه إيجابا يرتب ما سيفعل داخل رأسه، ليصدح بصوت حاد:.
,
, - طيب واضح أن اللي بيعمل كدة عايز يأذيني أنا، فبيدور علي اغلي ما عندي ويضربه وعشان أنا ما عنديش اي استعداد اخسر حد فيكوا، من هنا ورايح هنعيش كلنا في البيت بتاعي الكبير، وهزود الحراسة علي الفيلا والعربيات ما حدش هيخرج من باب البيت غير لما يكون معاه عربيتن حرس ويفضل ما حدش يخرج الفترة الجاية لحد ما اوصل للي عمل كدة، يلا كلكوا علي العربيات.
,
, حركت لينا رأسها إيجابا تري فكرة ابيها حقا صائبة في الظرف الحالي، تحركت تسند جاسر الي الخارج، لتتحرك مايا تلحق بهم، معاذ خرج خلف لينا مباشرة، ليبقي جاسم ولينا ابنته، وحمزة وبالطبع خالد، نظر خالد لجاسم يتمتم ساخرا:
, - أنا ما سمعتش أنا قولت ايه، أنت آه مش من ضمن الغاليين عندي، بس لو حصلك حاجة لينا هتزعل وأنا ما احبش ازعل مراتي
, ضحك جاسم عاليا متهكما يضع ساقا فوق أخري يتمتم ساخرا:.
,
, - كفي نفسك يا حبيبي أنا اعرف احمي نفسي وبنتي كويس اوي
, زفر خالد حانقا يمسح وجهه بكف يده نظر ناحية أخيه يتمتم مبتسما:
, - حمزة معلش هتعبك، خد الراجل دا معاك في اي عربية
, ابتسم حمزة في هدوء خبيث يحرك رأسه ايجايا بينما احتقن وجه جاسم غاضبا يصيح فيهم:
, - أنت اتجننت إنت واخوك ولا ايه، دا أنا اوديكوا في ستين داهية لو حد قرب بس مني.
,
, بهدوء تام تحرك حمزة متجها ناحية جاسم جذبه من ذراعه ليقف بعنف، شهقت لينا غاضبة مما فعلت كادت ان تندفع ناحية أبيها لتشعر بخالد يلف ذراعه حول خصرها من الخلف يثبتها داخل أحضانه يصيح في أخيه:
, - يلا يا حمزة
, حرفيا حمل حمزة جاسم بجهد شاق إلي السيارة والأخير يصرخ فيه أن يتركه، حاولت لينا بعنف دفع خالد بعيدا عنها تصرخ فيه بشراسة:.
,
, - أبعد عني بقولك ابعد أنا مش هروح معاك في حتة أنت فاهم أنا عندي اموت ولا إني افضل اعيش معاك تاني تحت سقف واحد
, لف جسدها عنوة ليواجه وجهها وجهه ثبتها بذراعه يبتسم في عشق يغمغم بوله:
, - وحشتيني أوي، لولا المصايب اللي كنت فيها طول النهار، كنت جتلك جري، ياااه يا لينا حاسس إني ما شوفتكيش بقالي سنين
, نظرت له حاقدة لتحاول بعنف تضرب قبضتيها في صدره تصرخ بشراسة:.
,
, - ابعد عني بقولك ابعد خلي عندك ددمم، أنا ما بقتش طيقاك خلاص
, ارتسمت ابتسامة عابثة علي شفتيه، ليميل فجاءة يحملها عنوة بين ذراعيه يتحرك بها للخارج وهي تصرخ بين ذراعيه تركل بساقيها:
, - نزلني يا حيوان أنت اتجننت بقولك نزلني، اللي أنت بتعمله دا اسمه خطف وأنا هوديك في ستين داهية، نزلني بقولك يا نااااس الحقوني، حد يلحقني، الحقووووووووني.
,
, ضحك خالد عاليا ليتحرك بها ناحية السيارة، تحرك حمزة سريعا يفتح باب السيارة الخلفي لينحني خالد يضعها في السيارة يجلس جوارها سريعا، حاولت فتح الباب الآخر ليمسك بها خالد سريعا يكبلها بذراعيه بين أحضانه وهي تصرخ بشراسة تحاول دفعه وخدشه بأظافرها والسيارة تنطلق بهم، تمكنت من امساك كف يده بأسنانها تضعه بعنف ليصيح متألما:
, - اه يا بنت العضاضة٣ نقطة
,
, نزلني بقولك نزلني يا حيوان، بابا انت قاعد ساكت ليه كدة، صرخت بها لينا بغيظ
, ليبتسم جاسر متوترا لا يعرف ما يقوله هل يخبرها أن ذلك المختل الجالس جواره شقيقه زوجها المختل يمسك في يده مسدس، يحذره من أن ينطق بحرف، وجاسم خير من يعرف إياد الكامن داخل حمزة
, حاولت لينا مرة اخري فتح باب السيارة ليجذبها خالد ناحيته ارتطمت في صدره بعنف توسعت عينيها تشهق مصدومة حين سمعته يهمس في عبث:.
,
, - اقسم ب**** لو ما بطلتي جنان ما هيهمني إن ابوكي واخويا قاعدين قدام وهقولك طريقة عمل البسبوسة يا بسبوسة
, توسعت عينيها علي آخرهما تنظر له مذهولة في فزع حركت رأسها إيجابا رغما عنها لتتوسع ابتسامته الخبيثة يلاعب لها حاجييه عبثا.

الثالث والثمانون


حين وصلت السيارات الي المنزل أخيرا كان الليل قد بدأ يسدل استاره تغطي العتمة المكان بعد يوم شاق طووويل متعب، الجميع لا يرغب سوي في النوم، الراحة القصيرة بعد كل ما حدث، وقفت السيارات في حديقة الفيلا نزل خالد أولا يسرع في خطاه ناحية الحرس يصيح فيهم بعدم السماح لأي مخلوق بالاقتراب حتي من باب المنزل، عاد إدراجه إلي حيث تقف السيارات ليجد ذلك المعاذ يقف بسيارته خرجت لينا بصحبة مايا وجاسر، نظر خالد لمعاذ يرميه بنظرات حادة قاتمة، كتف ذراعيه أمام صدره ابتسم يغمغم ساخرا:.
,
, - تعباناك يا دكتور النهاردة اعتقد محتاج تروح تستريح ولا ايه
, ابتلع معاذ لعابه في جرح من كلمات خالد الساخرة رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيه يحرك رأسه إيجابا حمحم يتمتم مرتبكا:
, - ااه اكيد طبعا، هبقي اكلم حضرتك وقت تاني، مع السلامة، سلام يا لينا، ابقي طمنيني عليكي.
,
, وجه جملته الأخيرة ناحية لينا لتبتسم له تحرك رأسها إيجابا، عاد معاذ لسيارته يغادر بها المكان بأكمله، نظر حمزة لجاسم يبتسم في شر يشير له بعينيه لباب السيارة المجاور له، ابتلع جاسم لعابه خائفا يحرك رأسه إيجابا رغما عنه، فتح باب السيارة المجاور له ينزل منها في هدوء تام، لتتوسع عيني لينا في دهشة مما يحدث، نزل حمزة هو الآخر لتراه يتجه ناحية والدها شبك ذراع في ذراعه والدها يتحركان نحو المنزل، مال حمزة علي إذن والدها يهمس له بكلمات لم تسمعها ولكنها رأت حمزة وهو يبتسم ابتسامة واسعة، في الحقيقة كان حمزة يهمس لجاسم بشر.
,
, « ايوة كدة احبك وأنت مطيع، دلوقتي تطلع علي اوضتك وتبعد عن أوضة اخويا، ومالكش دعوة بلينا الليلة دي خالص، والا إنت عارف ».
,
, بهت وجه جاسم يحرك رأسه إيجابا سريعا، لتقطب لينا جبينها متعجبة فيما يتحدث مع والدها وعلي ما هو موافق لتلك الدرجة، الجميع يتحرك للداخل الا هي لازالت تجلس في السيارة ترفض التحرك من مكانها دمائها تغلي تفور من الغيظ ها هو يثبت لها أنه قادر علي فرض هيمنته عليها دون جهد يذكر يحملها كأنها لعبة صغيرة رغما عنها يأتي بها، وكأنه لم يفعل شيئا لم يتزوج عليها قبل أيام، لم يقتل انوثتها بسكين خيانته المسموم اشتعلت أنفاسها غضبا، اجفلت من شرودها الغاضب علي حركة باب السيارة الآخر البعيد عنها ليطل هو برأسه ينحني بجسده قليلا يسألها مبتسما:.
,
, - انتي حبيتي القعدة في العربية، مش هتنزلي
, اشاحت بوجهها بعيدا عنه تصيح محتدة:
, - لاء مش هنزل أنت مش جبتني هنا غصب عني مالكش دعوة بيا تاني، إن شاء **** ابات في العربية أنا حرة
, تنهد يمسح وجهه اليوم كان حقا شاق جسده يصرخ من الألم عقله يطرق بعنف لايرغب فقط سوي في النوم بين أحضانها، دخل الي السيارة يجلس جوارها ملتصقا بها، يغمغم في خبث:
, - وماله دا العربية دي حتي العربية واسعة وتسيع من الحبابيب الف٣ نقطة
,
, التفتت له تنظر لابتسامته نظرات حاقدة غاضبة رفعت يدها تدفعه في صدره بعنف عله تصيح فيه:
, - وأنت مش من الحبايب دول، واتفضل انزل مش عايزة اشوف وشك، هي عافية وخلاص.
,
, حرك رأسه نفيا يبتسم في هدوء تاام هدوء لا يبشر بخير إطلاقا، تحرك يخرج من السيارة لتبتسم منتصرة تعقد ذراعيها أمام صدرها، انتصار لم يدم سوي لحظات صرخت بعنف من المفاجاءة حين وجدته فجاءة يفتح الباب المجاور لها مباشرة، نظرت له في صدمة حين رأته يخلع سترته يزيح اكمام قميصه للخلف مال بجسده يتمتم متوعدا:
, - أنا عارف أنك هتتعبيني يا بنت جاسم.
,
, حملها عنوة رغما عنها لتضربه في صدره بعنف تعض كتفه بأسنانه بغيظ شد علي أسنانه يتحرك بها للداخل يحاول الا يصرخ من الالم، ابعدت أسنانها عنه تصيح فيه:
, - نزلني يا حيوان ياللي ما عندكش ددمم، يا بجح، بكررررهك، بقولك نزلني
, ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه يكمل طريقه لأعلي، استوقفه حمزة قبل أن يصعد بها إلي اعلي وضع يده علي كتفه قطب جبينه يغمغم محتدا:
, - ايه يا خالد اللي أنت عامله دا.
,
, ابتسمت لينا تنظر لحمزة ممتنة، لتختفي ابتسامتها فجاءة حين سمعته يزفر حانقا يكمل منفعلا:
, - يا ابني خلي ايدك تحت رقبتها عشان تعرف تحط كفك علي بوقها دي صدعتني يا عم كل دا صويت
, ضحك خالد عاليا بينما تنظر لينا لهما في صدمة ممتزجة بغيظ لتحاول بيديها أن تصل لحمزة تحاول خدش وجهه باظافرها تصيح فيه هو الآخر:
, - يا حيوانات أنت وأخوك يا رب تموتوا٣ نقطة
,
, ضحك حمزة يلاعب للينا حاجبيه بعبث، أمسك كتف خالد يهمس لها بدراما حزينة مبالغ فيها:
, - شرف العيلة بين ايديك يا ولدي..
, ضحك خالد بخفة يجاري أخيه في الحوار نظر للينا في خبث يغمز لها بطرف عينيه ليعاود النظر لأخيه نفخ صدره يقول مزهوا بحاله:
, - ما تجلجش يا أبوي، العيلة في يد أمنية.
,
, اندفعت الضحكات من كل منهما بعد يوم صعب شاق احتاجت ارواحهم لتلك الضحكات لتكن مسكن يدفعهم قدما، أخذ خالد لينا متوجها لأعلي، في الممر المؤدي للغرف توجه الي غرفتهم ليجد لينا ابنته تنادي باسمه من خلفه، التفت لها يبتسم مرهقا لتزفر هي تردف في ضيق:
, - بابا أنا كنت عاوزة اكلم حضرتك في موضع مهم
, فتح فمه ليرد لتبادر لينا تتمتم ساخرة وهي تنظر لابنتها:
, - بالنسبة لماما اللي متشعلقة بين السما والأرض دي مش شيفاها.
,
, وضعت لينا يدها علي فمها تمنع ضحكاتها حتي لا تغضب والدتها اكثر، بينما ضم خالد شفتيه يمنع ضحكاته بصعوبة حمحم بحدة يردف:
, - طب اسبقيني علي مكتبي وأنا جاي وراكي
, حركت رأسها إيجابا سريعا التفتت تبتعد عنه تسرع في خطاها متوجهة الي مكتبه ليكمل خالد طريقه إلي غرفتهم دفع الباب بساقه ليدخل انزلها برفق علي ساقيها يحتزجها بين ذراعيه يمنعها من الابتعاد عنه، اقترب بوجهه يداعب أنفها بانفه يتمتم مبتسما:.
,
, - تعرفي أن ما دخلتش الأوضة دي من ساعة ما مشيتي ، ما قدرتش ادخلها وانتي مش فيها، لينا صدقيني انتي أكتر واحدة عارفة أنا بحبك قد ايه، جوازي منها كان
, قاطعته حين دفعت بجسدها بعنف بعيدا عنه ليضطر أن يتركها ابتعدت عنه، تنظر له بحقد جسدها ترتجف بعنف تصرخ بقهر:.
,
, - الكلام دا تضحك بيه علي لينا الهبلة، وهي صغيرة انما دلوقتي لاء، لينا اللي كانت بتعشقك مش بس بتحبك، بس خلاص كل شئ انتهي، حبك اتشال من قلبي لحظة ما شوفتك حاضنها، وعرفت أنها مراتك، أنا بكرهك يا خالد فاهم، بكرهك.
,
, تنهد حزينا ينظر لها نادما بآسف وتلك الكلمة التي نطقتها اخيرا تنغرز في روحه بعنف تدمي قلبه تستنزف عقله، تثخن جسده بالطعنات الغائرة، تحرك يخرج من الغرفة يجذب الباب الغرفة خلفه، وقف خلف الباب المغلق يستند بجسده عليه يتنفس بعنف قبض يده يصدمها بالحائط جواره بعنف، تحرك ينزل لأسفل حيث ابنته٣ نقطة
,
, علي صعيد آخر في مكان قريب منهم وضع حمزة رأس بدور علي صدره يستمع لها وهي تخبره بنبرة باكية وجسد يرتجف بعنف ما رأته صباحا بعد رحيله، مسح علي خصلات شعرها برفق يقبل قمة رأسها شردت عينيه في صورة أدهم وهو مسطح علي فراش المستشفي، انسابت دموعه في صمت ليهمس بصوت خفيض خاوي من الحياة:
, - حقك عليا.
,
, لا يعرف إلي من كان يقولها إليها هي، ام لابنته، أم لصغيره الملقي علي فراش المستشفي يصارع الموت، ابتعدت بدور عنه فجاءة قبل أن يحذف دموعه التي تمردت تتهاوي من مقلتيه، نظرت له متفاجئة من بكائه العنيف الصامت، للحظات طويلة لم تعرف ما تفعل وهو يغمض عينيه يشد عليهما بعنف لا يرغب في أن يراها وهي تري ضعفه دموعه، اضطربت حدقتي بدور تسارعت دقات قلبها، قلبها يحثها لأن تقدم علي تلك الخطوة، تمد يديها ناحيته وتعاود إبعادها سريعا حسمت قرارها فجاءة لتجذبه ناحيتها برفق تعانقه هي، تمسح علي رأسه كما كان يفعل هو قبل قليل، لحظات وسمعت صوت بكاءه يعلو وصوته يتمتم:.
,
, - أدهم لو جراله حاجة هبقي أنا السبب، يا ريت الرصاصة كانت جت فيا، ااااااه يا بدور قلبي بيتحرق، ابني بين الحيا والموت، ممكن ما يقومش تاني، دا أنا اموت فيها من قهرتي عليه
, - بعد الشر عليك
, همست بها سريعا بلوعة صرخت في نبرتها، لا تجد ما تقوله لتواسيه به، فقط تمسح علي رأسه عله يهدئ قليلا، ابعدته عنها قليلا رسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تمسح بكفيها برفق ما ينزل من دموعه، تهمس له بحنو:.
,
, - ممكن اقولك حاجة، في آخر مرة رجعت فيها بيت أسامة طليقي، من أول ليلة فيه وأنا شوفت عذاب كتير اوي، تاني يوم لما راح الشغل كنت بنضف البيت قبل ما انزل انضف بيت أمه، بالصدفة بقلب في قنوات التلفزيون لقيت شيخ بيتكلم عن قيام الليل وعن أن الدعوة فيه مستجابة بإذن **** لو دعيتها من قلبك، لو الدعاء بتاعك ما كنش فيه شر، هيستجاب، حستها رسالة ليا، لما جه الليل وهو نزل يسهر مع أصحابه جريت جبت سجادة **** وصليت ركعتين وفضلت ادعي واعيط أن **** يخلصني منه، بعدها علي طول اتطلقت منه، قوم صلي وادعيله يا حمزة، لو كل الدكاترة قالوا حالته ميؤوس منه، **** قادر أن هو يشفيه.
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة مطمئنة علي شفتيه كلامتها تدخل مباشرة إلي قلبه تبعث فيه الامل من جديد، ابتسمت تربت علي يده:
, - أنا هقوم اشوف مايا وهسيبك تصلي.
,
, تركته وغادرت لينظر مكان ما كانت جالسة يبتسم في شرود، كاد أن يتحرك حين دق هاتفه برقم منيرة جدة أدهم ابتلع لعابه لا يعرف ما يقول لها خاصة وهي سيدة مسنة لن تحتمل مثل ذلك الخبر أخذ نفسا قويا يهدئ به نفسه، فتح الخط يضع الهاتف علي اذنه ما كاد ينطق بحرف سمعها تبادر بلهفة أم خائفة:.
,
, - السلام عليكم، ازيك يا بيه، ب**** عليك أدهم عندك صح خرج من الصبح بدري ولسه ما رجعش وموبايله مقفول، انا ناقص انزل ادور عليه في الشوارع
, اغمض عينيه متألما يكور قبضته يضرب بها ساقه بعنف مرة تليها أخري هو حتي لا يعرف ما يقول لها هداه تفكيره فئ تلك اللحظة الي كذبة ربما تكون بيضاء رأفة بحالة تلك العجوز تنهد يهمس بصوت هادئ مزيف:.
,
, - ايوة أدهم كان عندي، وأنا طلبت منه يسافر دبي عشان يخلص شغل مهم، موبايله للأسف اتسرق، وأنا هتواصل معاكي اطمنك عليك
, سمع صوتها يأتيه من الجانب الآخر يبدو أنها لم تقتنع بكلامه تمام الاقتناع:
, - سافر ازاي فجاءة وازاي يسافر من غير ما يقولي، وبعدين سافر ازاي كمان وهدومه وورقه كله هنا
, يبدو أنه استهان بذكاء تلك العجوز كثيرا، عاد يغمغم بنفس النبرة الهادئة الواثقة حتي لا تشك في أمره:.
,
, - واضح أنك ناسية أن أنا اللي مربي أدهم، انا أبوه حتي لو مش بالدم، ورقه وهدومه كلهم عندي زي ما عندك، وأنا لو طلبت منه يسافر حتي لو الفجر ما يقدرش يقولي لاء
, صمتت منيرة للحظات طويلة قبل أن تلين نبرتها تغمغم قلقة:
, - الحمد لله أنه بخير، أنا كنت هموت من القلق عليه، ابقي طمني عليه يا بيه وسلملي عليه كتير وقوله يتغطي كويس وهو نايم عشان دايما بينطر الغطا.
,
, ارتسمت ابتسامة شاحبة حزينة علي شفتي حمزة ليسمعها تكمل متلهفة:
, - ممكن استسحمك في حاجة يا بيه
, قطب جبينه متعجبا يردف سريعا بلا تردد:
, - آه طبعا
, سمعت نبرتها الراجية المتوسلة:
, - سامح أدهم أنا عارفة أنك زعلان منه عشان غلطة عملها، بس هو و**** بيحبك أوي، ووافق علي جوازه من بنتك، أدهم إبن حلال وهيصونها ويشيلها فوق رأسه وجوا عينيه
, وقف من مكانه يتوجه ناحية المرحاض يريد أن يتوضأمن يحادثه في طريقه:.
,
, - حاضر يا حجة ادعيله هو بس يرجع بالسلامة
, أغلق معها الخط يمسك الهاتف في يده تحركت يده تلقائيا تفتح الصور الخاصة به، ثبتت عينيه علي أحدي الصور له هو وادهم ومايا في أحدي النزهات، ادمعت عينيه ينظر لابتسامة ولده الواسعة، يتحسس صورته بأصابعه يتمتم في نفسه راجيا:
, - يااااارب.
,
, علي صعيد آخر في غرفة مكتب وقفت لينا أمام والدها تصيح محتدة:
, - أنا عايزة اعرف حضرتك بتعامل معاذ كدة ليه، أنت تقريبا طردته بعد كل اللي عمله عشاني النهاردة
, ابتسم خالد ساخرا يعقد ذراعيه أمام صدره يتمتم متهكما:
, - وعايزاني اعامل جنابه ازاي افرشله الأرض ورد ولا ارمي علي رأسه ياسمين، انقذك وقولناه شكرا مش فيلم هو.
,
, اشتعلت أنفاسها غضبا كم تكره تسفيه والدها من اي شئ يفعله معاذ حتي لو كان ضخما جللا، شدت علي كفيها يدوي في رأسها كلمات زيدان واعترافه بحبه لتلك الشقراء. لتصرخ بقهر:.
,
, - ريح نفسك هو خلاص خرج من حياتي وشاف حياته، أنا كمان من حقي اشوف حياتي، أنت عايزني أبكي علي اطلاله عشان يرجعلي هو اللي باعني، وأنت اللي قايلي بنفسك اللي باعك بعييه، ومعاذ اشتري حبي وثقتي ومش هبعد عنه، عاجلا او اجلا أنا ومعاذ هتجوز، فارجوك حاول تتقبله، وتشوف حد تاني غير زيدان اللي بتحبه اكتر من بنتك حتي، عن إذن حضرتك.
,
, قالتها لتندفع الي خارج الغرفة تهرول الي غرفتها، ليفك ذراعيه يخلل أصابعه في خصلات شعره بعنف يزفر أنفاسه حانقا يشد علي خصلات شعره، ابنته العنيدة وذوقها المتدني، ذلك الشاب المريب، ما جمع عنه من معلومات لا يشوبها شائبة تقلقه أكثر، ملف الفتي نظيف أكثر من اللازم، شتم زيدان في سره لو لم يحضر تلك الفتاة معه لكانت فرصة عودتهم الآن أكبر، تحرك يصعد لغرفته حيث زوجته الغاضبة، فتح الباب برفق دخل يغلق الباب خلفه، التفت حين سمع باب المرحاض ينتفتح خرجت هي تجفف خصلات شعرها بمنشفة صغيرة، تدندن لحن قديم، رفعت وجهها ناحيته ترميه بنظرات حادة رمت المنشفة من يدها بعنف تصيح في غيظ:.
,
, - أنت ايه اللي دخلك هنا
, رفع يده يمسد جبينه براحة يده انثني جانب فمه بابتسامة صغيرة يتمتم ساخرة:
, - انتي زورك ما وجعكيش من الصريخ بقالك 3 ساعات بتصوتي، كفاية نفوخي ضرب من صوتك أنتي وبنتك
, ضحكت ساخرة تحرك يديها بدراما مبالغ فيها تتمتم متهكمة:
, - احنا آسفين لجلالتك يا خالد باشا، ازاي طبعا نرفع صوتنا في حضور فخامتك.
,
, زفر حانقا ما بال نساء البيت تلك الأيام، ضيق عينيه قليلا يفكر في نفسه غاضبا لأنه دللهم، عليه أن يعقد الخناق من جديد، زفر بصوت عالي يصيح محتدا:
, - لينا وبعدين
, اقتربت منه بخطي سريعة وقفت امامه تنظر في عينيه مباشرة تصيح بشراسة:
, - عايز تعرف وبعدين، وبعدين أنا مش هفضل علي ذمتك دقيقة كمان، وبعدين أنا ما بقتش طيقاك، وبعدين طلقني وخلي عندك ددمم، وبعدين أنت اكتر راجل بجح في الدنيا.
,
, مسح وجهه بكف يده عدة مرات يستعيذ من الشيطان الرجيم قبل أن يصفعها علي فمها الذي لا يتوقف عن رميه بطلقات حادة عنيفة، قبض علي رسغ يدها الأيسر ابتسم ابتسامة سوداء شد علس أسنانه بعنف يتمتم علي مضض:
, - لينا، أنا لحد ماسك أعصابي وبقول مصدومة، فكفاية كدة عشان أنا مش عايز ااذيكي، خلي الليلة دي تعدي علي خير.
,
, شدت رسغها من يده بعنف عادت للخلف عدة خطوات تنظر له لا تحيد بعينيها عنه تتنفس بعنف قلبها يغلي علي مرجل نار متقدة لا تنطفئ:
, - أنت فاكر أن أنا خايفة من تهديدك، حلو اوي ضحكتني أنا مش عايز ااذيكي أنت ما بتعملش حاجة في حياتك غير أنك بتأذيني، كل ما بتقفل جرح ترجع تفتح واحد اسوء منه ألف مرة
, لم يشعر بنفسه سوي وهو يصيح بجنون تحرك في الغرفة حركات مضطربة سريعة يصرخ غاضبا:.
,
, - كفاية بقي حررررام عليكي أنا هلاقيها منين ولا منين، اموت نفسي عشان ترتاحوا كلكوا، أنا تعبت و**** العظيم تعبت.
,
, قالها ليتركها ويندفع ناحية المرحاض يصفع الباب خلفه بقوة جعلت جسدها ينتفض وقفت جوار الفراش تغمض عينيها تعتصر قبضتها هو الجاني لمل يتصرف بأنه المجني عليه، لما دائما يقلب الحقائق ضدها، لحظات وسمعت الباب ينتفح فتحت عينيها تختلس النظر له لتجد ملابسه مبتلة تغرق في المياة، قطبت جبينها مدهوشة هل استحم بملابسه، دخل الي غرفة ملابسهم، غاب للحظات ليخرج من الغرفة يمسك منشفة صغيرة في يده يجفف خصلات شعره، مر من جوارها ليقبض علي رسغ يدها يجذبها خلفه رغما عنها نظرت له في غيظ حين دفعها برفق لتجلس على احد المقاعد في الغرفة وهو مقابل لها، استند بمرفقيه علي فخذيه يسألها تعبا:.
,
, - هنفضل علي الحال دا لحد امتي
, ابتسمت ساخرة تشيح بوجهها بعيدا عنه تتمتم بنبرة قاطعة:
, - لحد ما تطلقني
, مد يده يمسك فكها برفق تام يدير وجهها ناحيته حرك رأسه نفيا يتمتم مبتسما في سخرية:
, - للأسف مش هطلقك، شوفيلك حل تاني
, مدت يدها تدفع يده بعنف تنظر له بشراسة فتحت فمها قبل أن تنطق بحرف وضع كفه علي فمها يمنعها من الحديث نظر لمقلتيها يبتسم مجهدا، تنهد يردف باشتياق:.
,
, - ما تحاوليش تعيشي في شخصية مش بتاعتك يا لينا، الموضوع بيأفور منك، لينا انتي عارفة وواثقة اني عمري ما اخونك، وعارفة كمان إني بعشقك بجنون، أنا عارف اني غلطت لما اتجوزتها بس ما كنش في قدامي حل تاني، و**** يا لينا ما لمستها، ما قدرش اصلا ألمس واحدة غيرك، أنا كنت ناوي اطلقها اول ما تعمل عملية قلبها سواء سامحتني او لاء، ابقي علي الأقل كفرت عن جزء من ذنبي في حقها، سامحيني يا لينا، قلبك عمره ما قسي يا لينا.
,
, ازاح يده من علي فمها ببطئ لتظل هي صامتة للحظات طويلة، ارتسمت ابتسامة أمل علي شفتيه ينظر لها يرجوها بعينيه أن تغفر خطأه، حركت مقلتيها لتصطدم بعينيه ابتسمت تقول متهكمة:
, - خلصت، طلقني.
,
, زفر حانقا لتختفي ابتسامته، يشد علي أسنانه بعنف لينا لا تسمتع له لا فائدة من الحديث معها، تركته وقامت متجهة ناحية الفراش تسطحت عليه، بعيدا عند الجانب الآخر، قام هو الآخر يكفي ما حدث، تسطح جوارها، كان يظنها ستصرخ تغضب كحالها في الآونة الأخيرة ليتفاجئ من صمتها الغريب، اراد مشاكستها فتمتم ساخرا:
, - ما صوتيش ليه، البعبع جه ينام جنبك.
,
, ظلت صامتة للحظات، قبل ان تلتفت له بالكامل ووجهها صار مقابل وجهه ابتسمت ابتسامة باهتة تتمتم متهكمة:
, - يعني أنا لو صرخت أنت هتقوم أنت بتعمل اللي عاي مزاجك دايما، حتي لو غصب عني، جبتني من بيت بابا لهنا غصب عني، قعدتني معاك في اوضة واحدة غصب عني، مش هستغرب دلوقتي يعني.
,
, تبطأت أنفاسه لحد كبير الغضب بات يؤلمه، وهو غاضب أغلب الوقت، قام سريعا من الفراش يغرق رأسه تحت صنبور المياة علها تطفئ غضبه، عاد الي الفراش من جديد المياة تقطر من رأسه بغزارة، وضع رأسه علي الوسادة جوارها يوليها ظهره ليسمعها تتمتم ساخرة:
, - كدة هتتعب علي فكرة
, - يا ريت يمكن ترتاحي وتحسي أنك خدتي حقك مني ساعتها٣ نقطة
,
, تمتم بها بنبرة ساخرة خاوية من الحياة، لتتنهد هي حانقة القت برأسها علي الفراش تنظر للسقف شاردة، هو المخطئ والآن هو الغاضب، تنهدت قلقة عضت علي شفتيها تنظر ناحيته بطرف عينيها لتجد الوسادة غارقة في المياة، زفرت حانقة من نفسها، لتهب سريعا التقطت منشفة صغيرة التفتت تقف أمامه تمد يديها بالمنشفة له اشاحت بوجهها تتمتم بتعالي وكأن الأمر حقا لا يعينها:
, - نشف شعرك هتتعب.
,
, لم يمد يده حتي ليأخذها لتزفر حانقة جلست عند الجزء الفارغ جواره تجفف له شعره كأنه *** صغير، ابعدت الوسادة من تحت رأسه تلقيها بعيدا، حين انتهت رأته ينظر لها، رأت في عينيه نظرة شاردة مضطربة زفرت تسأله علي مضض:
, - مالك
, حرك رأسه نفيا يثبت عينيه علي نقطة في الفراغ يتمتم شاردا:
, - تفتكري مين اللي عايز يأذينا
, رفعت كتفيها لأعلي كأنها تخبره بأنها لا تعلم، ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه يتمتم:.
,
, - لو بس اعرف هو مين، عايز يأذيني، يجي يأذيني أنا، مالوش دعوة ، أنا عايش في رعب ليأذي حد فيكوا
, لانت نظراتها قليلا فقط تنظر له مشفقة حزينة علي حاله مما يقول، تنهد يكمل مبتسما:
, - أنا مستعد و**** اروح اسلم نفسي ليه
, توسعت عينيها في فزع تنظر له مذعورة لتحرك رأسها نفيا بعنف تتمتم فزعة:
, - كدة ممكن يموتك
, انتصف جالسا يمسك بكف يدها اطال النظر لمقلتيها يتمتم مبتسما برضا:.
,
, - لو موتي هيمنع عنكوا الاذي، فأنا هبقي اكتر من سعيد أن ما حدش فيكوا هيتأذي
, شهقت بذعر مما يقول لتحرك رأسها نفيا بعنف قبضت بكفيها علي تلابيب ملابسه انهمرت دموعها تصيح بحرقة:
, - اسمعني كويس، أنا صحيح مش طيقاك ومش عايزة احبك تاني، بس ما تجبش سيرة الموت تاني ابداا، أنت هتفضل عايش وكويس وهتلاقي اللي عمل كدة وتقتله، حتي لو بعدنا عن بعض أنت فاهم.
,
, لم يعطيها فرصة النطق بحرف آخر جذبها لأحضانه يعانقها بشدة يزرعها بين دمه ولحمه حتي لا تهرب من جديد، حاولت دفعه بعيدا عنها تتمتم حانقة:
, - خلاص إنت استحلتها أبعد عايزة أنام.
,
, لم يبتعد فقط ابتسم واغمض عينيه ليغط في نوم عميق لم يعرفه منذ أن رحلت، قطبت جبينها متعجبة حين شعرت بحركة أنفاسه المنتظمة، حاولت الابتعاد عنه لتشعر بيده تشدد على احتضانه خائف أن تهرب وهو نائم، زفرت أنفاسها حانقة تحاول إبعاده من جديد لتسمعه يهذي وهو نائم:
, - ما حدش هيأذيكوا، ما حدش ابدا
, انقبض قلبها ألما علي حاله، رفعت يدها تمسح علي رأسه برفق.
,
, - يا غبي
, صوت حاد تلاه صوت صفعة قوية دوي من ذلك البيت الضخم البعيد٣ نقطة
, - أنا عملت ايه غلط
, - أنا قولتلك ابعت رسالة لحد بتتصرف من دماغك ليه
, - أنا قولت لما يتقبض علي أخوه اكيد هيتشتت اكتر
, - وما فكرتش أنهم بالرقم اللي بعت منه هيعرفوا يوصلولنا
, - دا لو الرقم متسجل دا خط مضروب من اللي بيتباع في الشارع، بعت منه الرسالة وكسرته.
,
, - أول وأخر مرة تتصرف من دماغك انت فاهم وتنفذ علي طول الخطوة الجاية مش لازم نستني اكتر من كدة..
, - حاضر.
,
, ها هو الصباح يشرق بخيوطه الأولي يبدد ظلام الخوف والقلق والوحدة، علي الرغم من جسدها الشبه محطم بعد ما حدث لها، الا أنها استيقظت باكرا علي غير العادة، نفضت عنها الغطاء توجهت الي المرحاض تغتسل فتحت نافذة غرفتها علي مصرعيها اغمضت عينيها تسمح لهواء الصباح العليل بأن يدخل رئيتها ليتسلل لعقلها صوته وهو يقول:
, - صاحية بدري يعني مش من عواديك.
,
, توسعت عينيها فزعا التفتت حولها سريعا تبحث عنه لا أحد فقط هي وصوته الذي يقتحم رأسها كل حين وآخر، تنهدت متعبة، تحركت بقدميها تود دخول الشرفة لتقف حركتها لو دخلت ستقع عينيها علي شرفة غرفته المجاورة لغرفتها وسيعود سيل من الذكريات المؤلمة لاقتحام عقلها من جديد، تحركت للخلف بحذر تنظر للشرفة بارتباك كأنها شبح مخيف، تحركت لخارج الغرفة بأكملها حيث غرفة جاسر كانت تظنه نائما فتحت الباب بخفة حتي لا تزعجه لتقطب جبينها متعجبة حين رأته يقف أمام شرفة غرفته حمحمت بخفة ليلتفت لها يبتسم ابتسامة شاحبة يتمتم:.
,
, - ادخلي يا لينا
, دخلت الي الغرفة توصد الباب خلفها اقتربت منه لتسعل بعنف من دخان السجائر الكثيف الذي يلتف حوله، سعلت عدة مرات تحاول إلتقاط أنفاسها، اخذت السيجار من يده تطفئها بعنف نظرت له حانقة تتمتم محتدة:
, - من امتي وأنت بتشرب سجاير يا جاسر
, ضحك ضحكة ساخرة طويلة حرك رأسه يتمتم شاردا:
, - مش فاكر، أنا اصلا ما بحبهاش بشربها بس لما ببقي مخنوق عشان اتخنق زيادة.
,
, نظرت له حزينة مشفقة وقفت جواره مباشرة ربتت علي ذراعه السليم برفق تتمتم:
, - جاسر أنا واثقة أن سهيلة ما سقطتش اللي في بطنها
, توسعت عينيه في دهشة مما تقول التفت لها برأسه سريعا ينظر لها راجيا أن ما تقول صحيحا لتحرك رأسها إيجابا تؤكد كل حرف تقول:.
,
, - سهيلة بتحبك اوي يا جاسر من واحنا في ثانوي، مستحيل تسقط ابنك حتي لو مجروحة منك، بلس أن سهيلة بتعشق الأطفال دي لو شافت *** بيعيط في الشارع هتعيط معاه، مستحيل ابدا تقتل أبنها، أنا عارفة أنا بقولك إيه كويس، سهيلة ما سقطتش الجنين وبكرة تقول لينا قالت
, رقص قلبه فرحا من كلماتها التي بثت له الامل من جديد، سعادة لم تدم سوي لحظات وتبددت حين بدت الحقيقة المرة تهدل كتفيه حين عاد يهمس في ألم:.
,
, - انتي كدة قلقت اكتر راحت فين وهي حامل، أنا خايف ليحصلها حاجة او حد يأذيها، أنا هتجنن من التفكير
, عقدت جبينها تفكر للحظات قبل أن تتوسع عينيها تتمتم سريعا بلهفة:
, - الرقم، الرقم اللي سهيلة اتصلت منه لسه عندي علي الموبايل، اكيد بابا يقدر يوصل لمكانه
, ابتسم جاسر في سعادة يعانقها بقوة ابعدها عنه يتمتم فرحا:.
,
, - انتي أحسن اخت في الدنيا ابتسمت لأنها اسعدته سرعان ما اختفت ابتسامتها حين تذكرت أن هاتفها انكسر حين دفعها المجرم أرضا، شدت علي أسنانها لن تخبره لن تبدد فرحته، يمكنها إصلاح الهاتف عند اي مركز صيانة، وتنحل المشكلة، اجفلت من شرودها علي صوته يغمغم متلهفا:
, - أنا لازم أسافر دلوقتي لأني سايب الحية في البيت، أول ما عمي يعرف المكان ارجوكي قوليلي
, ابتسمت تطمئنه تحرك رأسها إيجابا٣ نقطة
,
, - تاتا خطي العتبة، تاتا واحدة واحدة
, تمتمت بها سارين وهي تضحك في مرح لينظر عثمان لها مغتاظا يتمتم حانقا كطفل صغير:
, - ايه تاتا دي يا ست سارين، انتي بتكلمي عيل صغير
, ضحكت سارين بخفة تقرص خد عثمان تتمتم ضاحكة:
, - انت حبيب قلب ماما يا عثعث يا صغنن.
,
, احتقن وجهه غضبا لتنفجر هي ضاحكة، المشهد الآن كالتالي عثمان يقف جوار مقعده المتحرك يستند علي عكاز طبي في يده اليسري واليمني تلتف حول رقبة سارين يتحرك خطوات ثقيلة للغاية يجر قدميه جرا، يلهث بعنف يتعرق بغزارة، فقط بضعت خطوات قليلة ووقف يتمتم لهاثا:
, - كفاية يا سارين مش قادر حاسس اني بجر جبل، كفاية
, حركت رأسها إيجابا سريعا نظرت حولها سريعا تبحث عن المقعد لتجده هناك بعيدا، ابعدت ذراعه عنها تتمتم سريعا:.
,
, - ثانية واحدة
, هرولت تشد مقعده بلهفة تحركت ناحيته تساعده علي الجلوس علي مقعده جذبت مقعد تجلس امامه تتمتم مفتخرة به:
, - أنا حقيقي فخورة بيك، بدأت تتحرك اهو يا عثمان
, رفع وجهه ينظر لها بيأس اطفي حدقتيه ليتمتم:
, - تفتكري في أمل
, هزت رأسها إيجابا سريعا تنظر لعينيه امسكت بكفيه تشد عليهما تتمتم سريعا:
, - طبعا، كنا فين وبقينا فين، عثمان أنت بدأت تتحرك تاني، الباقي كله مسألة وقت وهيرجع الصياد الساحة، ثق في كلامي.
,
, ابتسم لها ممتنا لا يعرف حقا كيف يمكن أن يشكرها علي كل ما فعلت لاجله فتح ذراعيه علي اتساعهما لترتمي بين أحضانه تعانقه بقوة ويختبئ هو بين أحضانها، ابعدها عنه قليلا يحتضن وجهها بين كفيه يتمتم مبتسما:
, - نتيجتك هتطلع النهاردة خليني اقولك، إن مهما كان مجموعك، هتدخلي الكلية اللي نفسك فيها، حتي لو ما جبتيش مجموعها٣ نقطة
, بس أنا واثق أنك هتجيبي مجموع كبير.
,
, ابتسمت فرحة تعانقه من جديد ليشدد علي عناقها قلبه يطرق بعنف باسمها هي فقط.
,
, علي صعيد آخر بعيدا جدااا عن سابقه فرق التوقيت بينهما ساعة واحدة، هي الآن العاشرة في مصر والتاسعة في لندن، وقف حسام ومعه زيدان أمام غرفة العمليات اليوم الموعد المحدد لاجراء عملية والدته، يدعو كل منهما أن يمر الأمر علي خير وتنجح العملية، هرول الطبيب ناحية المختص بحالة والدته ما أن رآه قادما من بعيد يسأله متلهفا:
, - ستكون بخير أليس كذلك
, ابتسم الطبيب يحاول أن يطمئنه ربت علي كتفه يقول مبتسما:.
,
, - سنبذل قصاري جهدنا لا تقلق٣ نقطة
, تحرك الطبيب ناحية غرفة العمليات ليتهاوي حسام علي المقعد يخفي وجهه بين كفيه يدعو بلا توقف، جلس زيدان جوار ربت على ساقه يشد من ازره:
, - هتبقي بخير يا حسام اطمن بإذن **** هتنجح العملية
, حرك حسام رأسه إيجابا يحاول الأبتسام، مرت نصف ساعة تقريبا، قبل أن تعلو أصوات صيحات قادمة من الناحية الاخري وصوت رجل يصيح قلقا مذعورا:
, - ارجوكم انقذوا زوجتي أنها تلد، تنزف الدماء بغزارة.
,
, وصوت الممرضة تحاول تهدئة الرجل:
, - اهدي، اهدي سننقل زوجتك لغرفة العمليات حالا
, رفع حسام وجهه بعد أن التقطت أذنيه الصوت قاومت رغبته الطبية في أن يعرف حالة السيدة فالنزيف ليس بالشئ الجيد إطلاقا، تنهد حائرا نظر لغرفة العمليات للحظات، ليتحرك يتجه الي مصدر الصوت، سمع صوت صياح الطبيبة يبدو أن هناك شيئا خاطئ يحدث:
, - بسرعة حضروا غرفة العمليات الجنين سيختنق
, تقدم ناحيتهم يتمتم في هدوء:.
,
, - يمكنني المساعدة أنا طبيب٣ نقطة
,
, نظرت له الطبيبة في ريبة ليخرج جواز السفر الخاص به، يريه إياها، تنهدت الطبيبة قلقة تحرك رأسها إيجابا، دخل حسام إلي غرفة التعقيم، وسريعا الي غرفة العمليات، حرفيا كان كمن يركض في سباق لأجل أن ينقذ حياة كل من آلام والطفل مع كثرة النزيف وانقطاع الحبل السري عن الجنين الوضع كان اسوء مما يكون ولكنه في النهاية نجح حمل طفلة صغيرة علي يده تصرخ للحياة أنها جاءت، نظرت لوالدتها يبتسم يتمتم:
, - أنها فتاة.
,
, ابتسمت المريضة مرهقة تحرك رأسها بإيماءة بسيطة ضعيفة، اخذت منه الممرضات الفتاة، خرج هو من غرفة العمليات ليجد الزوج يهرول إليه يسأله متلهفا:
, - ارجوك زوجتي وابنتي. بخير أليس كذلك
, حرك حسام رأسه إيجابا يبتسم في هدوء يتمتم:
, - مبارك لك رزقت بفتاة جميلة٣ نقطة
, تحرك ليغادر ليجد الرجل يهرول خلفه سريعا يستوقفه:
, - انتظر انتظر إنت من انقذت حياة ابنتي وزوجتي، تيمنا بما فعلت أنت من ستختار اسم الفتاة.
,
, غزت ابتسامة صغيرة شفتي حسام وطيف سارة يتجسد امام عينيه ليتمتم شاردا:
, - سارة
, اعجب الرجل بالاسم كثيرا وتركه يهرول الي زوجته، اسرع حسام الخطي الي غرفة العمليات لا يرغب سوي في الاطمئنان علي والدته ليجد زيدان يهرول إليه يعانقه بعنف يصيح فرحا:
, - مبروك يا صاحبي العملية نجحت.

الرابع والثمانون


- مبروك يا صاحبي العملية نجحت.
,
, ابتسامة واسعة سعيدة شقت شفتي حسام تدافعت دقات قلبه كأنها دفوف تزف إليه الفرح، انسابت دموعه تسقي روحه فرحا، ترك صديقه ليكمل طريقه راكضا الي حيث غرفة الجراحة وجد الطبيب يقف هناك جواره أحدي الممرضات، ابتسم له الطبيب ما أن رآه يحرك رأسه بالإيجاب بأن والدته بخير والعملية تمت علي خير ما يرام، هرول حسام ناحية الطبيب يعانقه بقوة كأنه ابيه انسابت دموعه يتمتم بصوت لاهث ممتن:.
,
, - أشكرك، حقا أشكرك، لا أعرف كيف يمكنني شكرك
, ضحك الطبيب العجوز بخفة يبعد حسام عنه ربت بكفهه علي وجهه يقول مبتسما:.
,
, - أتعلم تذكرني برجل رأيته منذ سنوات طوال، كنت في بداية حياتي المهنية، وكنت اعمل كطبيب للنساء، جاء بزوجته المسكينة كانت حالتها متدهورة، اضطررنا لإزالة الرحم لتحيا، كنت أراه دائما يقف أمام غرفتها يبكي، يقول لي دائما، انقذها لا اريد ***** هي طفلتي ولا ارغب في سواها، مازلت أتذكر لمعة عينيه حين تحسنت وباتت علي ما يرام عانقني بقوة وظل يصرخ أن زوجته باتت بخير، ولكني أصبت بالاكتئاب بعدها، وعزمت علي تغيير تخصصي، حين أتذكر ذلك الرجل ادعو ****، إن يحفظ عشقه لزوجته.
,
, ابتسم حسام ينظر للطبيب يبتسم في سعادة، ليربت الاخير علي كتفه يتمتم برفق:
, - العملية نجحت ولكن يجب أن تبقي والدتك تحت الملاحظة حتي نطمأن عليها خوفا من حدوث مضاعفات، لا تقلق ستصبح علي ما يرام، والدتك تم نقلها الي غرفة (980).
,
, قالها ليترك حسام ويغادر متوجها الي عمله وقف حسام في مكانه للحظات يبتسم تتسارع أنفاسه في سعادة تحي قلبه، تحرك يبحث بين أرقام الغرف سريعا الي أن وصل لغرفة والدته وقف خارجا ينظر لها يبسط كفيه علي سطح الزجاج ادمعت عينيه كطفل صغير يتمتم مع نفسه:
, - هتبقي كويسة يا ماما، خلاص العملية نجحت كلها كام يوم وهتبقي أحسن من الأول، أنا عارف أنك خبيتي عليا عشان ما تزعلنيش، بس لو كنتي.
,
, قطم شفتيه لم يستطع أن يذكر كلمة موت واسمها في جملة واحدة حرك رأسه نفيا بعنف يتمتم:
, - بعد الشر عليكي، أنا مش هستحمل يجرالك حاجة، دا انتي دنيتي كلها، ياااارب.
,
, نظر لوالدته نظرة أخيرة يودعها مؤقتا، التفت برأسه يقطب جبينه متعجبا أين زيدان كان معه قبل قليل، مسح دموعه بكفه يخرج هاتفه حاول الاتصال به ليجد هاتفه مشغول، تحرك يبحث عنه يسأل الممرضات أن كانوا رأوه لتخبره أحدي الممرضات أنه توجه لحديقة المستشفي شكرها ليتحرك يبحث عن صديقه.
,
, في الحديقة تحرك زيدان يجلس علي مقعد جوار شجرة كبيرة يحتمي بظلها، يستنشق الهواء بعنف يحاول أن يرخي أعصابه المتوترة علي اوتار مشدودة بعنف، الأيام الماضية كان القلق يقتله خوفا علي صديقه، والآن انتهي كل شئ، ابتسم يستند برأسه لظهر المقعد يبتسم في ألم يغمض عينيه، مر طيفها أمامه ليتنهد بحرقة، لما لا تترك رأسه، لعنة عشق شربها كأسا لتقيده عمرا٣ نقطة
,
, شعر بحركة جواره وقبل أن يفتح عينيه سمع صوت صديقه يتمتم متعجبا:
, - ايه يا ابني اللي جابك هنا، قلقتني عليك لما اختفيت فجاءة، مالك يا زيدان، أنت كويس
, تنهد الاخير بحرقة يخرج أنفاسه المشتعلة ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه تحرك يستند برأسه علي كتف حسام فتح عينيه قليلا يتمتم ساخرا:.
,
, - وأنا من امتي كنت كويس، من ساعة ما وقعت في عشق اختك، وأنا ما بقتش كويس، مش عايزة تخرج من دماغي بشوفها في كل حتة، حتي وأنا نايم بشوفها في كل أحلامي
, أراد حسام أن يخفف عن صديقه ولو قليلا، فأبعده عنه بعنف يقبض علي تلابيب ملابسه بعنف قطب ما بين حاجيه يتمتم محتدا:
, - يا ليلة اللي خلفوك مش فايته، بتحلم بأختي ازاي يعني، بتحلم بيها ازااااااي، العااااار ولا التاااار.
,
, ضحك زيدان رغما عنها يحرك رأسه نفيا ينظر لصديقه يآسا، حمحم بخجل مصطنع يجاري صديقه يتمتم في حرج:
, - ما اقدرش اقولك اصلها احلام للكبار فقط
, توسعت حدقتي حسام في حدة قاتمة افلت صديقه ينظر حوله ليجد حجر متوسط الحجم جوار أحدي الاشجار مال سريعا ينظر لزيدان متوعدا في شر:
, - دا أنا هفتح دماغك عشان ما تحلمش بيها تاني.
,
, اندفع حسام ناحية صديقه، ليدفعه زيدان بعيدا عنه، يركض في ارجاء الحديقة وحسام خلفه كأنهم ***** وحسام يصيح فيه:
, - ولااا و**** لاضربك، وأنت اللي كنت فاكرك صاحبي طلعت تعرفني عشان خاطر اختي٣ نقطة
, صاح زيدان من بين ضحكاته العالية وهو يركض بعيدا:
, - يا ابني اهمد **** يخربيتك، الناس تقول علينا مجانين، هتفتح دماغي هقول لسارة بنت خالي عمر أنك كنت بتعاكس بنت طنط منال اللي في الرابع.
,
, وقف حسام للحظات ينظر للحجر في يده بينما زيدان يقف علي مقربة ينحني للامام قليلا يلهث بعنف، ليصيح من الألم حين اصطدم الحجر فئ ساقه بعنف طفيف مسد ساقه بكف يده ينظر لحسام مغتاظا ليبتسم الأخير في فخر، ارتمي كل منهما جوار الآخر علي أحد مقاعد الإستراحة يلهثان وبقايا ضحكات خافتة تخرج من بين شفتي كل منهم، نظر حسام لصديقه للحظات قبل أن تتغير نبرته إلي الجدية حين اردف:.
,
, - طالما لسه بتحبها اوي كدة حاول تاني يا زيدان، ما تسيبهاش تضيع من إيدك، ما تخليهاش تتجوز اللي اسمه معاذ دا
, ارتسمت ابتسامة ألم مريرة علي شفتي زيدان، يحرك رأسه بالنفي، زفر أنفاسه الحارقة تشرد عينيه في الفراغ ليتمتم بنبرة عذاب تتألم:.
,
, - أختك ما حبتنيش يا حسام، هي ممكن تكون اتعودت علي وجودي، شالت لي جميل اني رجعتها تعيش حياتها تاني، بس ما حبتنيش، ما قدرتش تشوف الحب اللي في قلبي ناحيتها، فكرك أنا مش بتعذب كل لحظة وأنا بفكر انها بتشوفه بتكلمه، بتضحكله، نار بتكوي قلبي، بس واضح انها بتحبه هو، وأنا اللي كنت عايش في وهم كبير، أنا اللي عارف إن اللي حصلها مني مش سهل تنساه بس
, ادمعت عينيه ليحرك كفيه بانفعال يكمل بحرقة:.
,
, - بس أنا يا اما قولتلها شوفي ايه يرضيكي وأنا اعمله، أنا مستعد اعمل اي حاجة عشان تسامحيني، حاولت وحاولت وحاولت، بس هي رفضت ما لانش قلبها ولو دقيقة واحدة، اعمل إيه تاني يا حسام، أنا تعبت حبي لأختك استنزفني، وياريتني عارف اخلص منه
, مسح وجهه بكف يده مرة تليها أخري وأخري وأخري رفع وجهه ينظر لحسام يبتسم في ألم يحاول تغير دفة الحوار:.
,
, - ماما وحشتني أوي، نفسي اروح احط رأسي علي رجليها زي ما كنت بعمل وأنا عيل صغير وتفضل تلعب في شعري لحد ما أنام، كان بيبقي اعمق نوم أنا بنامه في حياتي
, قطب حسام جبينه متعجبا ظنا منه أن زيدان يشتاق لوالدته الحقيقة، قرأ زيدان في عيني صديقه تعجبه مما قال لترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه يتمتم:
, - لاء أنت فهمت غلط، مرات خالي هي اللي وحشتني، مش حد تاني.
,
, ابتلع حسام لعابه مرتكبا، يريد أن يسأله سؤالا ولكن بداخله شعور قوي يمنعه من أن يفعل ذلك زفر أنفاسه الحارقة يحسم قراره، فغمغم يسأله متوترا:
, - طب ومامتك اللي ولدتك ما بتوحشكش، ما بتفكرهاش خالص، أنا آسف لو سؤالي هيضايقك، مش عاوز تجاوب عليه بلاش
, ارتفعت شفتي زيدان بابتسامة قاتمة مزيج من السخرية والألم انحني بجسده قليلا للأمام يستند بمرفقيه علي فخذيه يتمتم متهكما:.
,
, - طب قولي افتكرلها ايه حلو، او حتي توحشني ليه، يا جدع دا ما كنتش بتسأل فيا اصلا، من ساعة ما اتجوزت، بس **** عوضني بجد و****، بمرات خالي، في الدنيا كلها ما فيش ست بحنتيها وطيبة قلبها، عارف زمان أوي من الحاجات اللي مش ناسيها ابدا، لما كان عندي 12 سنة تقريبا كان في المدرسة، مدرسة بتضايقني ما كنتش بحب اروح المدرسة بسببها وطبعا لو كنت قولت لخالي كان راح هد المدرسة علي دماغ الكل فما رضتش بصراحة، قولتلها هي، مرات خالي شخصية كيوت جداا، بس فجاءة لقيتها اتحولت و**** أنا نفسي خوفت منها، خدتني من ايدي وراحت علي مكتب المدير بتاع المدرسة.
,
, Flash back
, وقفت لينا أمام المدير المرتجف خوفها ينظر لها قلقلا حين علم هويتها او بالادق هوية زوجها صفعت لينا سطح المكتب امامه بعنف تصيح بشراسة:
, - أنت عارف أنا لو قولت لخالد هيعمل فيكوا اييييه، أنا جايبة ابني يتعلم ولا يتعقد، يعني ايه المدرسة بتضربه وبتسلط زمايله يضايقوه، أنا عايزة المدرسة دي قدامي حالا.
,
, حرك المدير رأسه إيجابا سريعا امسك هاتفه يطلب من السكرتيرة استعداء المدرسة لحظات ودخلت فتاة طويلة القامة ترتدي حذاء ذو كعب رفيع جعلها أطول ترتدي جيبة سوداء تصل لمنتصف فخذيها وقميص من اللون الأحمر، تلطخ وجهها بمساحيق بكثيرة مبالغ فيها وقفت في منتصف الحجرة تعقد ذراعيها تردف متشدقة في تعالي:
, - خير يا سيادة المدير حضرتك عايزني وأنا عندي حصة ليه.
,
, كاد المدير أن يتحدث حين قاطعته لينا توجه حديثها لتلك الواقفة أمامها:
, - أنا اللي عيزاكي يا أستاذة، اقدر أعرف الهانم بتضرب ابني ليه
, ابتسمت المدرسة ساخرة تنظر للينا باستخفاف تتمتم في براءة:
, - أنا ضربته لا طبعا ما حصلش، ابنك اللي انطوائي وعصبي وبيكلمش حد خالص والاولاد بتخاف منه.
,
, ابتسمت لينا في شر ابتسامة هادئة اكتسبتها من خالد، ان تهدي تماما قبل أن تمزق لحم فريستها، اقتربت لينا من الواقفة بعيدا عنها بخطوات هادئة منتظمة، علي حين غفلة صفعتها بعزم ما تملك من قوة شهقت الفتاة بعنف من ألم الصفعة لتقبض لينا علي تلابيب ملابس الواقفة امامها تصيح بشراسة:.
,
, - أنا ابني مش كداب، أنا ما ربيتهوش علي الكدب لو عمل مصيبة بيجي يقولئ عليها، انتي بتضربيه وبتخلي زمايله يتنمروا عليه، يا دي عقدة نقص عندك يا حد مسلطك عليه
, نفضتها لينا بعيدا عنها تنفض يدها بإيباء كأنها كانت تمسك بقمامة ابتسمت تتمتم في هدوء:
, - علي العموم أنا كلمت جوزي وهو قدامه دقايق ويبقي هنا وهو هيعرف دي عقدة نقص ولا حد مسلطك عليه.
,
, جوزك جه يا حبيبتي خلاص، اردف بها خالد بهدوء يبتسم في توعد قاسي، دخل إلي الغرفة ينظر لزيدان الصغير يبتسم له يطمئنه، ليعاود النظر لزوجته يقول مبتسما:
, - حبيبتي خدي زيدان واستنوني برة شوية
, نظرت لينا للفتاة تبتسم، لتسمك بيد زيدان تأخذه معها للخارج تغلق الباب عليهم
, Back
, خرجت ضحكات عالية من بين شفتي زيدان يحرك رأسه نفيا يبتسم فئ حنين:.
,
, - طلع معتز هو اللي مسلطها واداها فلوس عشان تعمل كدة، بس لو تشوف شكلها وهي خارجة من المكتب، ماسكة جزمتها في ايدها مسخرة، لسه فاكر منظر مرات خالي وهي واقفة تزعق وتقولهم أنا ابني ما بيكذبش٣ نقطة
, ابتسم حسام ذكرياته مع والده كانت سعيدة ولكنها مسالمة أكثر من اللازم، اجفل الإثنين معا علي صوت يعرفه زيدان جيدا وسمعه حسام قبلا يصيح فرحا:
, - زيداااان.
,
, رفع الاثنين وجهيهما معا ينظران لتلك القادمة تركض ناحية زيدان في دهشة ليصيحا معا في ذهول:
, - انجليكا!
,
, في مصر، في منزل خالد السويسي، تحديدا في غرفة نومه بالأعلي، بعد ليلة نوم عميييقة رغم كل ما حدث الا أنه غط في سبات عميق، يكفي أنه بين أحضانها ذلك أكثر من كافي، فتح عينيه قليلا يتثأب ناعسا ليبصر وجهها أمام تنظر له ترميه بنظرات حانقة مغتاظة، زفرت تتمتم ساخرة:
, - اخيرا صحيت، اوعي بقي سيبني مش كفاية ما عرفتش أنام بسببك امبارح ودلوقتي مش عارفة اتحرك.
,
, نظر لوضعهم ليجد الحال كما هو عليه ذراعيه تلتفان حولها بعنف ينام علي كتفها، فك وثاق ذراعيه لتعتدل في جلستها تتأوه متألمة تتمتم حانقة:
, - مش معقول كنت حاسة أن عضمي هيتكسر، أنت فاكر نفسك خفيف، وطول الليل تحلم وعمال تتكلم وتترعش وتحضن فيا زيادة٣ نقطة
, انتصف جالسا يمسح وجهه بكفيه من أثر النوم يحرك رأسه عله يستفيق، قطب جبينه من جملتها الأخيرة نظر لها يسألها متعجبا:.
,
, - أنا ما بتكلمش ولا نايم ولا بترعش، امتي حصل الكلام دا، وكنت بقول إيه
, رفعت كتفيها لأعلي بلامبلاة تتمتم ساخرة:
, - ما اعرفش ما كنتش مركزة، كنت عايزة أنام ومش عارفة.
,
, ابتسم في شحوب مد يده يمسك بكف يدها الموضوع جوارها، رفعت وجهها إليه حين فعل التحمت مقلتيها في مقلتيه، يبحث عن عشقها له في عينيه ابتسم حين رآه، صحيح أنه كان يختبئ خلف أمواج غضبها منه ولكنه هناك لم يمت، تسارعت أنفاسها تنظر له تعاتبه، ليفيض الندم موجا من حدقتيه، ابتسم ابتسامة صغيرة يتمتم:.
,
, - زعلك وحش اوي يا لينا، زمان مش زمان اوي يعني لما كنت بتزعلي مني، فين الاخطبوط بتاعك صحيح، اللي بتروح قالبة وشه فيبان شكله زعلان وأنا افضل اراضي فيكي لحد ما تقلبي شكله ويرجع مبسوط تاني٣ نقطة
, ادمعت عينيها تتذكر كم كانت ساذجة حتي في غضبها منه كانت تسامحه ببساطة، ببضع قطع حلوي، ولعبتها الغاضبة، مسحت دموعها سريعا بيدها الاخري قبل أن يراها اختنق صوتها وهي تتمتم:.
,
, - عشان كنت عبيطة، وكانت خناقتنا بتبقي تافهة علي حاجات بسيطة، كنت فاكرة أنك مش هتجرحني تاني يا خالد خلاص، بس كالعادة كنت غلطانة، المرة دي انت قهرتني مش بس جرحتني، اتجوزت عليا كتبت واحدة تانية علي اسمك، رميت نفسك في حضنها
, حرك رأسه نفيا سريعا يغمغم متلهفا:
, - و**** يا لينا ما لمستها، اقسملك اني جوزنا بس علي ورق
, نزعت يدها من يده بعنف تضع كفيها علي اذنيها انهمرت دموعها بحرقة تتمتم بقهر:.
,
, - بس، بس، ما تكملش، مش عايزة اسمع ولا اعرف حاجة، ارجوك اخرج، سبني أنا عايزة أنام.
,
, نظر لها للحظات تنهد عاجزا عن فعل اي شئ، تحرك من جوارها، لترتمي علي الفراش توليه ظهرها تضم ركبيتها لصدرها تبكي بعنف لم تعرفه في الأيام الفائتة، لم يحتمل تركها في حالتها تلك التف سريعا حول الفراش يجلس علي ركبتيه امامها، افزعه وجهها الشاحب عينيها الحمراء دموعها المهراقة بلا توقف، تحتضن ركبتيها بذراعيها بعنف، حاول احتضانها لتدفعه بعنف ابتعدت تنظر له كارهة أمسك بذراعيها يشد عليهما برفق يهمس راجيا:.
,
, - عشان خاطري كفاية يا لينا، ما تعمليش في نفسك كدة، أنا هو قدامك، خدي حقك مني، زي ما أنتي عاوزة، وحياة اغلي حاجة عندك كفاية، أنا مش هستحمل اشوفك في حالتك دي، طب قومي صرخي اعملي اللي انتي عيزاه، كفاية ب**** عليكي يا لينا
, مدت يدها تجذب الغطاء بعنف تختبئ أسفله يسمع صوت بكائها العنيف أسفله، لحظات صمت قبل أن تصيح فيه بقهر:
, - اخرج، اخرج مش عايزة احس بوجودك معايا حتي، امشي.
,
, ابتلع لعابه قلبه تتدافق دقاته بعنف خوفا عليها من حالها الغريب تلك، تحرك رغما عنه يجر ساقيه لخارج الغرفة القي عليها نظرة اخيرة تنهد بحرقة قبل أن يخرج يغلق الباب خلفه، التفت خلفه ليجد لينا ابنته تهرول ناحيته تمسك هاتفها في يده مدته له ما أن رأته تتمتم مبتسمة:
, - بابا معاذ علي الموبايل عايز يكلم حضرتك..
, زفر أنفاسه حانقا، التقط الهاتف من يدها يضعه علي اذنه زفر حانقا يتمتم بتعالي:
, - نعم، خير.
,
, حمحم الأخير حرجا تلعثم قليلا يحاول تجميع جملة مفيدة:
, - اااا، ااا حضرتك أنا ككنت ععايز اخد من حضرتك ممم، ميعاد كتب الكتاب، بما أن لينا مش حابة فكرة الفرح، ففف ايه رأي حضرتك نعمل حفلة بسيطة في اي مكان يعجب حضرتك، ونكتب الكتاب واخد لينا
, - تاخد مين يا روح امك
, صاح بها خالد فجاءة بشراسة مفزعة، لتشهق لينا في صدمة مما قال والدها توا، نظرت له غاضبة لتصيح محتدة تدافع عن قرارها:.
,
, - في ايه يا بابا، ازاي تشتمه كدة، أنا موافقة علي اللي معاذ بيقوله، ويا ريت حضرتك تحدد ميعاد كتب الكتاب
, رمي ابنته بنظرة حارقة غاضبة شد يده التي تمسك الهاتف بعنف يجز على أسنانه يطحنها بضراوة قبل أن يزمجر غاضبا:
, - طالما الهانم واخدة قرارها جاية تقولي ليييه، عايزة تتجوزيه، اتجوزيه، بكرة تعرفي أن الندم مش هينفعك
, وجه حديثه للطرف الآخر يصيح محتدا:
, - أنت يا إبني آخر الاسبوع تجيب معاك المأذون٣ نقطة
,
, دون كلمة أخري أغلق في وجهه الخط ابعد الهاتف عن أذنه ينظر لابنته نظرات حادة قاتمة لتقابله بنظرات تحدي ثابتة، أعطاها ذلك الهاتف الاسود الصغير مرة أخري، ليتركها ويغادر نظرت في اثره تتنفس بعنف للحظات لتهرول عائدة لغرفتها، ارتمت علي فراشها تلهث بعنف لتقع عينيها علي جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها « اللاب توب » تلك الصورة التي بعثها لها ايميل مجهول صورة لزيدان وهو في لندن، وتلك الانجليكا ترتمي بين ذراعيها وهو بالطبع يحتضنها، والدها يريدها أن تحيي علي اطلاله تبكي والاخير في شهر عسل مع الشقراء لا يهتم بها من الاساس، شدت علي أسنانها بعنف تنظر للصورة نظرات حارقة غاضبة تتمتم متوعدة:.
,
, - زي ما نسيتني أنا كمان هنساك٣ نقطة
,
, علي صعيد آخر، انتظرت بفارغ الصبر الطريق الفاصل بين منزل عمها والمستشفي المحتجز فيها قلبها، طوال الطريق في السيارة مع والدها وهي تدعو له أن يكون بخير علي ما يرام، تتمني فقط تتمني أن يكن استفاق من ثباته المخيف، كم اشتاقت له، نظرة عينيه ابتسامته، كلاماته، صمته يقتلها، وقفت سيارة ابيها اخيرا هي وسيارات الحراسة المكثفة التي تلحقهم، نزلت سريعا من السيارة تتحرك بتلهف تسبق والدها الي غرفته كل خطوة يزيد الأمل في قلبها أن تراه مستيقظا، تبدد أملها بالكامل ادمعت عينيها حين رأته من خلال زجاج غرفته كما هو نائم في ثباته الخاص، جواره طبيب وممرضة، تحركا للخارج في لحظة قدوم والدها الذي هرول ناحية الطبيب يسأله قلقا:.
,
, - طمني يا دكتور أدهم حالته ايه دلوقتي
, نظر له الطبيب مشفقا حرك رأسه نفيا كأنه يخبره أن لا جديد كما هو اغمض حمزة عينيه متألما يدعو داخل قلبه يصيح راجيا:
, - ياااارب
, تجاوز الطبيب يدخل الي الغرفة لتتبعه مايا سريعا جلس جوار فراش إبنه يمسك بكف يده ينظر له للحظات طويلة لم يجد ما يقوله فبدأ يحادثه غاضبا:.
,
, - أدهم إنت يا ولد، فتح عينيك بقي وبطل رخامة، خلاص يا سيدي عرفت أنك غالي عندنا كلنا، قوم يا أدهم بقي كفاية دلع
, انسابت دموع مايا تنظر لوالدها مشفقة قلبها يتمزق بين حالة والدها الحزينة البائسة، وحالة قسيم روحها الحرجة، تقدمت من الفراش تجلس من الناحية الأخرى تمسح علي خصلات شعره بخفة تهمس له بصوت خفيض ينزف ألما:.
,
, - قوم يا أدهم، عشان خاطري، طب عشان خاطر بابا يا أدهم، صعبان عليا أوي، أنت مش عارف حالته عاملة إزاي، قوم يا أدهم٣ نقطة
, ابعد حمزة يده عن يد أدهم يمسح بها دموعه التي تساقطت رغما عنه لتتوسع عيني مايا في دهشة شهقت من الفرحة لتتمتم سريعا بتلهف:
, - الحق يا بابا أدهم بيحرك صوابعه
, نظر حمزة سريعا ناحية ادهم وقلبه يدق فرحا ليجد يده كما هي ساكنة لا تتحرك قطب جبينه ينظر لابنته متعجبا لتغمغم سريعا بتلهف:.
,
, - و**** العظيم لما حضرتك كنت ماسك ايده وسيبتها كان بيحرك صوابعه كأنه بيدور علي ايدك
, نظر لابنته مشفقا ربما هي فقط تتوهم ولكن لا مانع من التجربة عاد يمسك بيد أدهم من جديد يحادثه بحنو كأنه *** صغير:.
,
, - أدهم إنت سامعني يا حبيبي مش كدة، أدهم، أدهم فاكر لما خدت عربيتي وأنت في ثانوي ودمرتها خالص، وعملت فيها ناصح ورحت فاكك جزء من السقف الحديد بتاع الجراش وقعته عليها كأنه هو اللي وقع قضاء وقدر مش أنت اللي كسرتها
, ابعد يده من جديد يتابع بتلهف عن كثب لحظة اثنتين ثلاثة، الي أن بدأت أصابع الأخير تتحرك من جديد حركات خفيفة للأمام وللخلف كأنه يبحث عن يد والده، صاحت مايا فرحة:
, - مش قولتلك بيحرك صوابعه.
,
, انسابت دموع حمزة فرحا ليهب سريعا من مكانه يتمتم متلهفا وهو يهرول للخارج:
, - أنا هنادي الدكتور.
,
, أما علي اتجاه آخر لم نزره منذ وقت طويل في منزل عمر وتالا، فتح عمر الباب باب المنزل بعنف لتدخل تالا وخلفها عمر الذي صاح فيها حانقا:
, - خشي يا تالا هانم عجبك الفضايح اللي عملتيها في الاجتماع دي
, اسبلت تالا عينيها في براءة تشير لنفسها متفاجائة تتمتم مدهوشة:
, - أنا؟!، هو أنا يعني عشان شديتها من شعرها ودلقت عليها العصير ابقي عملت فضايح، كانت بتتلزق فيك ولا لاء.
,
, خرجت سارة علي صوت شجارهم من الخارج تدعو في نفسها الا يعودا لما كانا عليه قبلا فسارين ليست هنا الآن لتؤازرها، حمحمت ما أن دخلت الي الغرفة تسألهم متوترة:
, - انتوا بتتخانقوا ليه
, قرأ عمر خوف ابنته من نظرات عينيها القلقة المضطربة، فتقدم ناحيتها سريعا امسك بيدها برفق يجذبها إلي اقرب مقعد جلست وجلس جوارها يشير ناحية تالا التي تجلس على المقعد لهم بإريحية شديدة وكأنها لم تفعل شيئا ليغمغم عمر مغتاظا:.
,
, -اشهدي يا سارة مامتك ضربت العملية في الاجتماع النهاردة
, صاحت تالا معترضة تدافع عن نفسها:
, - أنا ما ضربتهاش أنا شديتها من شعرها ودلقت عليها العصير
, شهقت سارة في فزع، تنظر لوالدتها مدهوشة ليصفع عمر جبينه براحة يده ابتسم يتمتم ساخرا:
, - اتفضلي يا ستي، وكدة ما ضربتهاش، خلت الشركة خسرت الصفقة، لأن عندها اعتقاد أن الست كانت بتحاول تعاكسني
, أحمر وجه تالا في غيظ لتهب واقفة تصيح بشراسة:.
,
, - لا يا حبيبي دي كانت بتتحرش بيك وأنت عامل عبيط، كل شوية تخبط فيك وكأنها مش قاصدة وعمالة تنعملي في صوتها، وعمالة فيك ومسيو عمر، مسيو عمر، ما أنا بعرف اتكلم فرنساوي أنا كمان
, ضحك عمر ساخرا يشير لوقفتها يتمتم متهكما:
, - دا مش منظر واحدة بتتكلم فرنساوي دا منظر واحدة خارجة من تهمة قتل مع سبق الإصرار.
,
, ضحكت سارة رغما عنها وضعت يدها علي فمها سريعا تمنع ضحكاتها حتي لا تغضب والدتها، ليغمز لها عمر بطرف عينيه يشاكسها، انتفخت ادواج تالا غضبا اقتربت تود الإنتقام حين شعرت فجاءة بدوار يعصف برأسها دون سابق إنذار ترنح جسدها بعنف قبل أن تسقط أرضا في لحظة غائبة عن الوعي؟!
,
, ومن هنا لهناك وقفت احدي الطائرات في مطار القاهرة الدولي، لينزل ثلاثتهم رجلين وامراءة، تحركا للخارج انهي أحد الرجلين كافة الإجراءات ليتوجها الي اول سيارة اجري تقابلهم جلس رجل وامراءة علي الاريكة الخلفية والشاب جوار السائق، تحركت السيارة بهم الي حيث عنوان محدد، التفت الشاب ينظر للجالسين يتمتم مبتسما:
, - هو جدو جاسم هنا صح
, ابتسمت السيدة بخفة تحرك رأسها إيجابا تضيف مبتسمة:.
,
, - ايوة يا حبيبي أنا لما كلمته امبارح قالي أنه في بيتك خالتك
, نظرت بعدها لذلك الجالس جوارها شارد عينيه يصرخ فيهم القلق تعجبت من قلقه تسأله:
, - مالك يا إسلام
, تنهد يزفر انفاسه القلقة يتمتم شاردا:
, - قلقان علي بدور، كل ما أما اكلمها تقولي أنا كويسة وبخير ما تقلقش، وجوزها بقالي مدة طويلة بحاول اكلمه موبايله دايما مقفول، أنا هوصلك عند اختك واطلع علي بيتها علي طول
, ابتسمت تحاول طمئنته ربتت علي يده تردف تطمئنه:.
,
, - ما تقلقش بإذن **** هي بخير وكويسة أنت بس بتقلق عليها زيادة
, التفت لها يحاول الابتسام يتمني فقط ان تكن حقا بخير، دقائق اخري ووصلت السيارة الي منزل خالد، تعجب إسلام من حالة التفتيش المكثفة التي قام بها الحراس لسيارة التاكسي، قبل دخولها، ما إن دخلا صاح السائق حانقا:
, - بقولك ايه يا عم عايز تكمل مشوارك شوفلك سواق غيري، هو دا بيت وزير ولا ايه، دا ناقص يخلعوا عجل العربية ودي عليها أقساط.
,
, زفر إسلام حانقا اعطي للسائق نقوده، ليتركهم الأخير ويرحل تقدمت شمس سريعا من باب المنزل وخلفها إسلام وجاسم الشاب علي اسم جده، دقت شمس الباب عدة مرات ليُفتح الباب بعد دقائق، وظهرت بدور من خلف الباب توسعت عينيها في صدمة ما أن رأت أخيها، بينما شقت هو الابتسامة شفتيه هرول ناحيتها يعانقها بقوة يتمتم متلهفا فرحا:.
,
, - بدور حبيبتي طب كويس إني لقيتك هنا، أنا كنت لسه هروحلك البيت وحشاني يا قلبي، اومال يا أسامة جوزك الرخم وخالد وسيلا الصغيرين
, تجمدت بدور بين ذراعي اخيها تنظر للفراغ في فزع لا تعرف حقا ما يجب عليها أن تقوله.
,
, بعد بحث مضني في شوارع القاهرة حل الليل دون ان يصل لشئ، فقرر العودة إلي منزله ليضع حدا فاصلا لكل شئ، ليأخذ بثأره، لينتقم مما فعلت به، وقفت سيارة الاجري امام منزله نزل حاسب السائق ليتجه بخطي سريعة غاضبة الي داخل المنزل دق الباب بعنف لتفتح له الخادمة سريعا، صدح صوته الغاضب الحاد ما أن وطأ بقدميه إلي المنزل:
, - شاهيناااااااااز.

الخامس والثمانون


- شاهينااااااااااز
, صدح صوته الحاد الغاضب يرج ارجاء البيت رجا يقف في منتصف صالة منزلهم الواسعة الفارغة، كليث غاضب ينتظر فريسته ليفتك بها، تدافع جميع من في البيت علي صوت صياحه والدته التي خرجت من المطبخ شقيقه التي نزلت تهرول إلي أسفل، لحظات وظهر والده من عند باب المنزل الغربي، اندفعت شروق ناحية ولدها تقبض علي تلابيب ملابسه تصيح فيه بقهر:.
,
, - سهيلة فين عملت فيها ايييه، حرام عليك ذنب البنت دي في رقبتك علي اللي قولته عليها إنت وأبوك منكوا لله
, نظر لجاسر لوالده متعجبا كأنه يسأله بعينيه ألم تخبرها، ليحرك رشيد رأسه نفيا، في تلك اللحظات نزلت شاهيناز من اعلي تمشي الهوينة تبسط يدها خلف ظهرها والأخري تضعها علي بطنها المنتفخ اسبلت عينيها بنعومة ما لم رأته لتقترب منه تتمتم:
, - ايه يا حبيبي بتزعق ليه، مين ضايقك بس.
,
, لحظة اثنتين ثلاثة، هو يقف صامت تماما يشتعل قبس من شرار غاضب في قلبه شيئا فشئ ليتأجج يفور ويغلي، توسعت حدقتيه تنصهر ببركان غضبه في لحظة كان كفه يهوي بعزم ما فيه من قوة علي وجهها شهقة متألمة خرجت من بين شفتيها كادت أن تسقط أرضا ولكن قبضته التي احكمها حول رسغ يدها، جذبها بعنف لتنظر ناحيته بأعين شاخصة مصدومة، اندفعت والدته ناحيته من جديد تصرخ فيه:.
,
, - أنت خلاص اتجننت، طفشت سهيلة ودلوقتي بتضرب الحامل، اوعي سيبها، يا حيوان، سيبها يا جاسر لا هتبقي ابني ولا اعرفك
, جذب جاسر يد شاهيناز يجذبها خلفه بعنف لأعلى حيث غرفتهم حاولت شروق اللحاق به ليمنعها رشيد سريعا حين وقف أمامها يمنعها من التحرك صاحت شروق بحرقة تبكي:
, - في ايه مالكوا، جرالكوا إيه، ازاي سايبه يبهدل من بنات الناس كدة، سهيلة اللي يا حبة عيني هربت، وشاهيناز حامل دا ممكن يموتها٣ نقطة
,
, ابتسم رشيد في هدوء ساخر يحرك رأسه نفيا بتروي يردف:
, - ما تصعبش عليكي اوي كدة ما تقلقيش ابنك مش هيموتها، مرات ابنك اللي بتعيطي عشانها دي، هي السبب في اللي حصله كله، كانت عملاله سحر عشان تفرق بينه وبين مراته وتخليه خاتم في صباعها.
,
, شهقت شروق بهلع تنظر لرشيد مرتعدة تحرك رأسها نفيا تنفي تلك الكلمات الغريبة التي خرجت من فم زوجها توا، ليحرك رشيد رأسه بالإيجاب يؤكد علي كل كلمة قالها، امسك بيدها يجذبها خلفه إلي اقرب مقعد يتمتم في تروي:
, - أنا ما رضتش اتكلم وجاسر مش موجود احسن هي تسمع، بس طالما جاسر جه اقعدي وهحكيلك، وغيث اهو واقف يشهد علي كلمة بقولها.
,
, في الأعلي جذب جاسر شاهيناز إلي غرفتها دفعها للداخل بعنف لتسقط علي فراشها تأوهت متألمة من أثر الدفعة رفعت وجهها تصرخ فيه متألمة:
, - أنت اتجننت يا جاسر، حرام عليك أنا حامل
, أوصد الباب جيدا بالمفتاح نزعه من قفله يدسه في جيب سرواله التفت لها يرسم ابتسامة قاتمة علي شفتيه يتمتم ضاحكا:
, - حامل؟!، بجد، من مين بقي.
,
, شخصت عيني شاهيناز في هلع تنظر لجاسر مذعورة للحظات تسارعت أنفاسها يأكل القلق قلبها هل انتهي مفعول العمل بتلك السرعة، ابتلعت لعابها تستعيد ثباتها تتمتم محتدة:
, - لاء دا أنت اتجننت فعلا يعني ايه من مين، منك أنت طبعا، ما يوصلش بيك الحال أنك تتهمني إتهام زي دا يا جاسر، أنا أشرف من الشرف نفسه.
,
, انهت كلامها لتصدح ضحكات جاسر العالية تهز ارجاء الغرفة، ظل يضحك حتي ادمعت اقترب منها قليلا ليدني بجسده حرك كفه علي وجهه يتمتم ساخرا:
, - ايه يا روحي كنتي بترقصي بشرفك
, سطل ماء بارد كالثلج سقط فوق رأسها في يوم اشد بروده منه، شحب لون وجهها فجاءة، لتصرخ متألمة حين قبض علي خصلات شعرها بكفه بعنف رفع رأسها قليلا ينظر لوجهها يصرخ بشراسة:.
,
, - أنا هدفنك زيك زي اي كلبة لما بتموت بنحفر في الجنينة برة ونرمي جثتها وانتي اصلا مالكيش أهل يسألوا عليكي، ولا ايه يا شوشو مش دا لقبك في الكبارية بردوا
, انخلع قلبها فزعا وهي تري وجه آخر لجاسر لم تره قبلا وجه مخيف قاسي مرعب حاولت تقبيل كف بيده التي تقبض علي خصلات شعرها تصيح بحرقة:
, - ابوس ايدك سامحني، مراد السبب صدقني هو السبب، هو اللي اتفق معايا أعمل كدة، عشان اخد منك فلوس وادهاله.
,
, كان يعلم ولكن ما أن خرج اسم صديقه الوحيد من بين شفتيها شعر بنصل مسموم يخترق قلبه، صديقه الوحيد مأمن أسراره الأول خائن، التفت بعينيه ناحية شاهيناز ليدفعها بعنف لترتد إلي الفراش استند بأحد ساقيه علي أحد الفراش يتمتم ساخرا:
, - أنا بحب الحكايات اوي احكيلي بقي كل اللي حصل
, حركت رأسها إيجابا بهلع تقص عليه ما حدث قديما
, Flash back.
,
, في أحدي الملاهي الليلية الرخيصة علي خشبة مسرح يعج أمامها السكاري والمخمورين ومغيبي العقل، يصفقون بحرارة لتلك التي تتمايل ببراعة في حلة رقص شرقية تستر سنتيمترات معدودة من جسدها والباقي تلتهمه أعين الرجال، صيحات باسمها من جميع الانحاء ضاحكات ماجنة من هنا وهناك، التفت هي حول نفسها مرة واثنتين وثلاثة لتنهي رقصتها مع صياح وتهليل حاد عالي، رفع وجهه ترسل للجميع قبلاتها لتتجه بخطي رشيقة خفيفة إلي غرفة ملابسها جلست أمام مرأه غرفتها تنظر لانعاكس صورتها في المرآه تتمتم بزهو:.
,
, - يا سلام عليكي يا بت يا شوشو كنتي مولعة الصالة النهاردة
, دقات منتظمة علي باب الغرفة، دقات تعرف صاحبها جيدا قامت سريعا تفتح الباب لترتمي بين أحضان الطارق تغمغم بخلاعة:
, - مررراد، وحشتني يا مارو ايه كل الغيبة دي، شوشو ما وحشتكش.
,
, ادخلها الي الغرفة ليدخل خلفها سريعا يد تغلق الباب عليهم والأخري تفتح ازرار قميصه سريعا، بعد ما فعلوا ما فعلوا، استند مراد بظهره إلي ظهر فراش الغرفة الصغيرة يدس سيجارة بين شفتيه اخرج قدحاته يشعلها بها، نفث دخانها الابيض السام ليلتفت برأسه لتلك الجالسة جواره غمز لها بطرف عينيه يغمغم في خبث:
, - بقولك ايه يا شوشو، نيجي نلعب لعبة حلوة.
,
, ضحكت ضحكة عالية رقيعة لتأخذ السيجارة منه تدسها بين شفتيها تمصها هي الاخري بشراهة تتمتم ضاحكة:
, - نلعب بس لعبة ايه بقي
, عاد يأخذ سيجارته منها ليقترب لف ذراعه حول كتفيها يقربها منه يغمغم في هدوء خبيث:.
,
, - بصي يا ستي جاسر رشيد الشريف، صاحبي أنا وهو أصدقاء من الجامعة، ابوه غني جداا، عنده مطعم سمك هنا في اسكندرية فاتحه من ورا أبوه، المطعم من ساعة ما اتفتح والزباين فيه ما بتخلصش، كلها سنة ولا اتنين بالكثير ويبقي اكبر مطعم في إسكندرية كلها، جاسر نقطه ضعفه ابوه دايما في مشاكل بينهم، مخليه كل يوم والتاني هنا في اسكندرية٣ نقطة
,
, التقطت شاهيناز علبة السجائر بأكملها من جوار مراد تشعلها بالقداحة بعد أنفاس طويلة نظرت لمراد تردف ساخرة:
, - ايه يا عم حيلك حيلك وأنا مالي ومال الحدوتة دي كلها، هو أنا قريبته
, صدمها مراد علي رأسها برفق يتمتم ساخرا:.
,
, - افهمي يا غبية، جاسر جاي بكرة وواضح أنه متخانق خناقة كبيرة اوي مع ابوه، أنا بقي هكيفله دماغه، لحد ما يتعمي وبعدين نلعب، هنعمل قال إيه أن جاسر اغتصبك يا زينة البنات انتي، وطبعا جاسر ابو قلب طيب، لازم هيصلح غلطته، ويتجوزك
, شهقت شاهيناز بحدة بحركة سوقية مقززة لتردف محتدة:
, - نعععم يا اخويا أنت عايزني اتجوزه واسيب الرقص، لاء طبعا مش موافقة
, قبض مراد علي ذراع شاهيناز انتصف جالسا يصيح فيها محتدا:.
,
, - ما تتظبطي يا شاهيناز هو انتي بتاخدي يعني كام من المخروبة دي، جاسر دا بنك فلوس هتسحبي منه زي ما انتي عايزة مقابل سكوتك يا حمارة افهمي، ويوم والتاني هخليه تمضيه علي بيع المطعم بتاعه من غير ما ياخد باله والارباح بالنص قولتي إيه
, لانت قسمات وجهها قليلا لتستند برأسها علي صدره تبسط كفيها عليه تغمغم بنبلة لعوب:
, - طب افرض أنا وافقتك، كدة إحنا مش هنعرف نتقابل تاني خالص يا مارو٣ نقطة
,
, قتمت عينيه بشهوة سوداء يقربه إليه يهمس يهمس بصوت قاتم:
, - مين قال كدة جاسر بيقعد يوم بالكتير، اسمعني كلامي يا شاهيناز وهتعيشي ملكة، قولتي ايه
, Back
, نظرت له مذعورة ما أن أنهت كلامها، لتراه اشتعال حدقتيه بلهيب من نار الغضب والانتقام اندفع ناحيتها يصفعها بكفيه علي وجهها يصيح بحرقة نار قلبه:
, - يا بنت ال، يا زبالة، أنا تلعبوا بيا، أنا هموتك
, تعالت صرخاتها من الألم لتصيح باكية تتوسله:.
,
, - ابوس ايدك يا جاسر ارحمني أنا آسفة، و**** أنا كنت هقولك صدقني كنت هقولك
, قبض علي خصلات شعرها من جديد يجذبها بعنف لتقف من مكانها تكاد تتهاوي أرضا من الألم الذي يطحن عظام وجهها، رفع وجهها له بثق عليها يصرخ غاضبا:
, - كنتي هتقوليلي، قبل العمل ولا بعده
, شهقت مرتعدة تنظر له مذعورة يبدو أنه علم جرائمها أجمع، صرخت متألمة حين هوي علي وجهها بصعفة تليها أخري:.
,
, - أنا تمشيني وراكي زي الكلب تخليني اشك في مراتي، وجاية في الآخر تخوضي في شرفها، مين ساعدك تعملي الزفت دا
, زاعت عينيها من الألم خرجت نبرتها خافتة مرتعشة تتوسله باكية:
, - سنية الخدامة و**** هي اللي قعدت تقنعني بحكاية العمل دي، ابوس ايدك ارحمني، أنا حامل
, ضحكت بقتامة ضحكة سوداء قاسية اشار الي بطنها ليرفع حدقتيه لها يتمتم متوعدا:
, - دا إبن مراد مش كدة، اوعي تكدبي لادفنك بيه.
,
, حركت رأسها إيجابا حركة خفيفة سريعة مذعورة تنظر له برهبة تقتلها خوفا، شد هو يده حول شعرها متجها ناحية باب الغرفة اخرج المفتاح يفتح به قفل الباب، تحرك بها ناحية للخارج للتوسله هي تصيح باكية:
, - حرام عليك يا جاسر ارحمني، ااااااه
, صرخت من الألم لتنحني للأمام قليلا تمسك ببطنها جذبها بعنف يكمل طريقه لأسفل دفعها
, ناحية باب المنزل امامهم جميعا يصرخ:.
,
, - انتي طالق، طالق، امشي اطلعي برة للشوارع اللي جيتي منها برررررررة
, نظرت لهم جميعا تحاول أن تتوسلهم، رأي الاشمئزاز والقرف في وجوه الجميع، تحركت خطوتين للامام لتغادر، لتسقط أرضا فاقدة للوعي فجاءة!
,
, وقف أمام باب غرفته بالخارج يتحرك مضطربا ذهابا وإيابا قلبه يأكله قلقا، يفكر في أسوء الاحتمالات لسقطوها المفاجئ ذاك يدعو في نفسه أن تكن فقط بخير، التفت سريعا حين انفتح باب الغرفة ليظهر الطبيب ومن خلفه سارة، اقترب عمر من الطبيب يسأله عجزا
, - طمني يا دكتور تالا عاملة إيه هي كويسة
, ابتسم الطبيب في هدءو يحرك رأسه إيجابا ربت علي كتف عمر يتمتم مبتسما:.
,
, - مبروك بنسبة كبيرة المدام حامل، بس بردوا نتأكد خليها تعمل الاختبار دا، ولو طلع مظبوط أنا كاتبلك فيتامينات وادوية مناسبة ليها والافضل تتباعوا مع دكتور متخصص
, شخصت عينيه في ذهول يقف مكانه متجمدا وكلمة حامل! تتردد في قلبه قبل أذنيه تالا تحمل طفله بعد كل تلك السنوات، لا يصدق حقا، قلبه ينتفض يرتجف فرحا، جسده بالكامل يرتعش، اجفل من شروده علي يد الطبيب تتحرك أمام وجهه يسأله متعجبا:
, - أستاذ عمر أنت كويس.
,
, حرك رأسه إيجابا سريعا يحاول عقله ترجمة جملة واحدة مفيدة لا يجد، بدأ يتعلثم قائلا:
, - اااه، ااه اننننا كووويس، اتفضل يا بشهمندس، يا دكتور آسف، قصدي حامد أنا آسف، اتفضل اتفضل
, ضحك الطبيب بخفوت يتحرك بصحبة عمر للخارج نزل معه الي أسفل التفت له قبل أن يغادر يسأله قلقا:
, - أنت متأكد فعلا انها حامل
, ابتسم الطبيب بهدوء يحرك رأسه إيجابا يتمتم بتروي:
, - بنسبة كبيرة آه، بس بردوا نتأكد بالتحاليل٣ نقطة
,
, ابتهج قلب عمر فرحا حاسب الطبيب يعطيه نقوده ليهرع إلي أقرب صيدلية قريبة من البيت، يشتري الدوا، عاد الي البيت يكاد يركض في الشارع، اسرع في خطواته، يتجه سريعا لأعلي، فتح الباب يدخل مهرولا الي غرفته وجد تالا استعادت وعيها تجلس جوارها سارة تعطيها لها كوب عصير، نظرت تالا لزوجها ما أن دخل تسأله بصوت خفيض متعب:.
,
, - في ايه يا عمر، حصل أيه، سارة بتقولي اني اغمي عليا، وعمالة تقولي مفاجأة مفاجأة بابا هيقولك عليها
, نظر عمر لابنته يبتسم في ابتهاج يغمز لها بطرف عينيه حركت رأسها تحمحم تردف:
, - طيب أنا هروح اسخن الغدا في ناس لازم تتغدي كويس٣ نقطة
, ضحك عمر عاليا قبل أن تخرج سارة من الغرفة تجذب الباب خلفها توجه عمر يجلس مكان ابنته جوار زوجته التفتت تالا له برأسها تسأله متعجبة:.
,
, - في ايه يا عمر، ومين دا اللي لازم يتغذي كويس، ومفاجاءة ايه ما تفهمني
, عبث في محتويات الحقيبة الصغيرة في يده ليخرج لها علبة صغيرة مد يده لها به يتمتم مبتسما:
, - دا هيفهمك
, مدت يدها تأخذه من يده لتشهق مدهوشة التفتت له سريعا تتمتم في ذهول:
, - أنا حامل!
, رفع كتفيه لأعلي كأنه لا يعلم تنهد يقرص مقدمه انفها باصبعيه برفق يتمتم مبتسما:.
,
, - الدكتور بيقول شاكك، وقالي الاختبار هيأكد، فأنا هروح اجيبلك الغدا، وانتي ادري طبعا بالحاجات دي.
,
, تركها وغادر خرج من الغرفة لتنظر لما في يدها للحظات طويلة مذهولة، كيف بعد سنوات كانت فقدت الأمل تماما بعد انجابها لسارين وسارة أن تحمل من جديد، ادمعت عينيها تتحرك سريعا ناحية المرحاض مرت عدة دقائق قبل أن يدخل عمر الي الغرفة يحمل صينية طعام صغيرة نظر حوله ليجد الغرفة فارغة، دفع الباب بقدمه ليغلقه خلفه، وضع الصينية علي طاولة صغيرة، جلس علي حافة الفراش يحرك ساقه اليسري بسرعة متوترا يخفي وجهه بين كفيه، لحظات طوووووويلة قبل ان يسمع صوت باب المرحاض يفتح هب سريعا ينظر لتالا التي خرجت توا من باب المرحاض تمسك جهاز التحليل الصغير بين يديها تنظر له مصدومة، اقترب منها سريعا يغمغم متلهفا:.
,
, - ها طمنيني
, اغرقت الدموع عينيها حين رفعت وجهها له تشق ابتسامة مرتعشة شفتيها تغمغم برعشة احتلت نبرتها:
, - أنا حامل يا عمر، أنا مش مصدقة، أنا حامل
, انهمرت الدموع من مقلتيه ليندفع يحتضنها بعنف يخبئها بين ذراعيه يشدد علي عناقها لتتشبث هي بقميصه تشهق في بكاء عنيف سعيد سمع صوتها المبعثر بين موجة بكائها:.
,
, - أنا مش مصدقة يا عمر سنين بعد ما خلفنا سارة وسارين، ما كنش بيحصل حمل ابداا حتي العمليات فشلت، مش مصدقة أنا حامل يا عمر، حامل بجد
, أبعد وجهها عنه يحتضنه بين كفيه يمسح ما يسقط من دموعها بإبهاميه، تنهمر دموعه هو الآخر يغمغم بصوت خفيض حاني:.
,
, - يمكن لو كان الطفل دا جه زمان كان هيبعدنا مش هيقربنا، إنما دلوقتي أنا مستنية بفارغ الصبر عشان أعيش معاه اللي ما عرفتش اعيشه زمان، يا رب يطلعوا تؤام زي سارة وسارين، حقك عليا لو في يوم زعلتك يا تالا
, شقت ابتسامة واسعة شفتيها تنظر له بحب ليميل هو يقبل جبينها، يشدد علي عناقها.
,
, علي صعيد قريب منهم في غرفة سارة وقفت في شرفة غرفتها تبتسم سعيدة الفكرة نفسها غريبة أن يصبح لها شقيق أو شقيقة بعد كل تلك السنوات، ابتسمت شاردة باتت وحيدة بعد زواج سارين، كم اشتاقت لشقيقتها توجهت ناحية هاتفها تريد الاتصال بها حين وجدته يدق برقم غريب، ظلت تنظر له للحظات قبل أن تنتهي دقاته، تنهد بارتياح ليعاود الدق من جديد من نفس الرقم ابتلعت لعابها قلقة ربما هو فقط رقم خاطئ، وضعت الهاتف علي أذنيها تهمس مرتبكة:.
,
, - ممين، مين معايا
, لحظات صمت لا تسمع سوي صوت أنفاس ليدق قلبها بعنف حين استمعت إلي صوت حاول قلبها إنكار انها حقا اشتاقت له:
, - أنا حسام يا سارة، آسف لو كنت ازعجتك، أنا بس عرفت ان نتجيتك هتطلع النهاردة، فحبيت اتصل اطمن عليكي، النتيجة ظهرت ولا لسه
, تسارعت دقات قلبها تطرق في قفصها الصدري بعنف مخيف، جسدها ارتجف بعنف بلعت لعابها تحاول أن تُخرج صوتها:
, - لسسسه
, لحظات صمت لتسمعه يردف مبتهجا يحفزها:.
,
, - بإذن **** خير أنا متفائل أنك هتجيبي المجموع اللي نفسك فيه، أنا قولت اطمن عليكي وأنا آسف لو ازعجتك٣ نقطة
, صمت للحظات طويلة قبل أن تسمعه يغمغم بنبرة خافتة رخيمة مترددة:
, - سارة، أنا، أنا، أنا بحبك
, توسعت عينيها في ذهول لتجده أغلق ابعدت هاتفها عن اذنها تنظر لسطح شاشته في ذهول، هل قال أنه يحبها توا، أم انها فقط كانت تتوهم، لحظة فقط لما يطرق قلبها بذلك العنف، لما تشعر بتلك السعادة الغريبة.
,
, اجفلت علي صوت رسالة تأتي من نفس الرقم فتحتها سريعا لتجده كتب لها
, «تعرفي أن في بنوتة اتولدت علي ايدي النهاردة وسميتها سارة، انتي احلي صدفة سارة قابلتها يا سارة »
, اختفت أنفاسها تقرأ ما أرسل مرة وأخري وأخري، بقلب صغير يرتجف فرحا.
,
, في منزل خالد السويسي، جلس إسلام أمام شقيقته في غرفة الصالون بينما صعدت شمس لشقيقتها، وخالد يجلس قريبا منهم يعمل علي حاسبهم المحمول، أمسك إسلام يدي بدور متلهفا:
, - عاملة ايه يا بدور طمنيني عليكي، اومال جوزك فين، كل ما أسألك عليه تتهربي من الإجابة.
,
, نظرت بدور ناحية خالد، لمحة خاطفة تستجديه بعينيها أن ينقذها من ذلك الموقف، لاحظ خالد نظرات بدور المتوسلة ليتحرك من مكانه توجه إليهم جلس جوار بدور علي الأريكة تنهد يحادث إسلام بهدوء:
, - بدور اتطلقت يا إسلام من حوالي خمس شهور
, توسعت عيني إسلام فزعا ينظر لشقيقته ليعاود النظر لخالد يقطب ما بين حاجبيه يصيح محتدا:.
,
, - اتطلقت ازاي ولييييه وازاي ما حدش يقولي، هي مش اختي دي، وطالما اتطلقتي ما اتصلتيش بيا لييه وأنا كنت هاجي اخدك تعيشي معانا ايه اللي مقعدك هنا
, ارتجف جسد بدور خوفا من صياح أخيها الغاضب، لا تعرف ما تقوله أنها متزوجة الآن مدت يدها تقبض علي كف يد خالد الجالس جوارها ليعطيها شبح ابتسامة مجهدة عاود النظر لاسلام يتمتم ساخرا:.
,
, - وفيها ايه لما تفضل هنا هو دا مش بيتها بردوا، وبعدين بدور ما ينفعش تسافر في سبب قوي يمنعها من السفر
, ازداد شعور إسلام بالغضب وهو يشعر أنه مُهمش في حياة شقيقته لتلك الدرجة لا قيمة لوجوده هب واقفا يصيح غاضبا:
, -سبب ايه دا ما تفهموني، هي دي مش أختي
, زفر خالد حانقا رأسه سينفجر من الصداع والاحمق لا يتوقف عن الصراخ، رفع وجهه ينظر لاسلام الواقف يغلي من الغضب ابتسم يتمتم في هدوء:
, - لانها اتجوزت.
,
, جملة بسيطة وقعت فوق رأس إسلام كصاعقة صاخبة مخيفة ارتج جسده بعنف ينظر لشقيقه نظرات قاتلة سوداء، يتمني فقط أن تكن مزحة، ولكنها حقيقة رآها في عيني بدور التي خافت أن ترفع وجهها وتنظر إليه، اندفع يقبض علي رسغ يد بدور بعنف جذبها لتقف أمامه رفع يده يود صفعها ليهب خالد سريعا يدفعه بعيدا عنها يزمجر بصوت حاد عالي:
, - لو ايدك اترفعت تاني يا إسلام هكسرهالك، انت بأي حق تمد ايدك عليها.
,
, طفح الكيل بإسلام ليصرخ بجنون يعبر عن غضبه:
, - بأنهي حق، بحق أنها أختي، أختي اللي اتطلقت من غير ما أعرف واتجوزت بردوا من غير ما أعرف، للدرجة دي أنا هوا ماليش اي لازمة في حياتها
, - مين دا اللي بيزعق يا خالد
, تمتم بها حمزة بهدوء تام وهو يدخل من باب المنزل تقدم خالد ناحيته يسأله:
, - طمني الأول أدهم عامل إيه
, ابتسم حمزة يحرك رأسه إيجابا يتمتم مبتهجا:.
,
, - حرك ايده الدكتور بيقول دي إشارة كويسة وأنه مخه بيستجيب، مايا اصرت تفضل معاه شوية كمان، المهم
, أشار لاسلام الواقف بعيدا هناك يرميهم بنظرات قاتلة لينظر له حمزة ساخرا يردف:
, - مين دا وبيزعق له٣ نقطة
, اقترب حمزة متجها للداخل ليري وجه بدور القاني دموعها المراقة بلا توقف، توجه ناحيتها سريعا يحتضن وجهها بين كفيه يسألها جزعا:
, - درة مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه
, مين اللي زعلك في ايه يا خالد.
,
, صفع خالد جبينه براحة يده ينظر لاخيه ساخطا يتمتم في نفسه حانقا:
, - مش وقت نحنحة أنت كمان
, التهب وجه إسلام غضبا ليقترب منهم سريعا قبض علي تلابيب ملابس حمزة يصيح فيه:
, - أنت مالك ومال اختي أبعد عنها
, رفع حمزة حاجبه الأيسر ينظر ليد ذلك الرجل التي تقبض علي ملابسه ليلتفت لبدور يتمتم مبتسما:
, - دا اخوكي
, حركت رأسها إيجابا تتحاشي النظر تماما ناحية إسلام، ليرفع حمزة يده يزيح يد أسامة عن قميصه يتمتم مبتسما في توعد:.
,
, - طب عشان خاطر درة بس أنا مش هحاسبك علي المسكة دي، صدقني اي حد تاني كنت قطعت ايده
, التفت بجسده ناحيته بدور يمسح علي وجهها برفق يقول مبتسما:
, - حبيبتي حضريلي الحمام وقوليلي لحد من الخدامين يحضرولي الأكل احسن واقع من الجوع
, - اييييه اييييه حيلك ما تاخدها وتطلع أوضة النوم بالمرة
, زمجر بها إسلام بغضب يكاد يحرق ذلك الواقف أمامه
, ليلتفت حمزة له ابتسم يتمتم في هدوء ساخر:.
,
, - أنت مالك متضايق ليه واحد ومراته دا بدل ما تباركلنا
, توسعت عيني إسلام في صدمة يشير بسباته ناحية حمزة اقترب من بدور يمسك ذراعيها بعنف يصيح فيها:
, - انتي اتجوزتي الراجل دا ما تنطقي٣ نقطة
, شهقت باكية تحرك رأسها إيجابا دون أن ترفع وجهها تنظر لأخيها، ليهزها إسلام بعنف يصرخ فيها:
, - دا قد ابوكي ازاي تعملي كدة، ومين وافقك علي الجنان دا، ااااااه.
,
, صرخ إسلام متألما حين امسك حمزة إصبعه السبابة التي يشير بها ثناه بعنف حتي كسره في يده، توسعت عيني بدور فزعا تنظر لأخيها بهلع، ليقترب حمزة من إسلام قبض علي تلابيب ملابسه بينماه فقط يشد خناقه حور رقبته ابتسم يتمتم في هدوء تام:
, - دا اللي مش عاجبك إسمه حمزة بيه السويسي.، إياك عارف إياك كدة ترفع إيدك او تعلي صوتك علي مراتي لو مش عايزنا نعزي فيك٣ نقطة
,
, وقف خالد للحظات يراقبهم بصمت والوضع خرج عن السيطرة للأسف اقترب من أخيه يغمغم محتدا:
, - حمزة ابعد عنه وبطل جنان
, نظر حمزة ناحية خالد يبتسم في براءة يتمتم:
, - يا ابني ما أنا كنت بعيد وهو اللي جر شكلي، وعمال يزعق لمراتي ويقول اني قد أبوها، أنا بربيه بس عشان يتعلم يحترم الكبير.
,
, - عشان خاطري سيبه: همست بها بدور بصوت خفيض باكي مرتجف نظر حمزة ناحيتها حزينا علي حالها، ليلفظه حمزة بعيدا عنه يلقيه أرضا توجه ناحية بدور يحضتنها يتمتم بحنو:
, - بس يا حبيبتي اهدي لا عاش ولا كان اللي يزعلك
, وقف أسلام يتحامل علي ما به من ألم نظر ناحية شقيقته ينظر لها باشمئزاز يحادثها بقرف:
, - من اللحظة دي تنسي خالص أن ليكي أخ اسمه إسلام اعتقد الموضوع مش هيفرق معاكي كتير، سلام.
,
, قالها ليندفع لخارج المنزل، انهمرت دموع بدور بعنف تنظر لشقيقها بألم تحرك رأسها نفيا بعنف تستجديه بعينيها قبل أن تشعر بدوار بشع يقتحم رأسها تلتف بعنف لتتهاوي فجاءة فاقدة للوعي بين ذراعي حمزة.
,
, في الاعلي جلست شمس جوار لينا، تتنهد حزينة علي حالها منذ أن دخلت الي غرفتها وهي علي ذلك الحال شاردة عينيها تسبح في الفراغ عينيها حمراء كالجمر، تنهدت حزينة على حالها تسألها قلقة:
, - مالك بس يا لينا ايه اللي حصل
, شردت عينيها في الفراغ تغوص فيه تحرك رأسها نفيا بشرود تتمتم بخواء:
, - أنا كويسة، بس عندي برد وتعبانة
, لم تقتنع شمس بإجابتها تماما ولكن ماذا تفعل، ابتسمت تقول في مرح علها تخرجها من تلك الحالة:.
,
, - انتي عارفة أنا كنت مرعوبة احسن إسلام وبدور يتخانقوا اصلهم كل مرة بيتخانقوا بسبب أسامة جوزها، بس الحمد لله مش سامعة صوت خناق
, ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي لينا تتمتم بنبرة باهتة:
, - حتي لو الحرب قامت تحت مش هتسمعي حاجة، خالد من كام يوم غير باب الأوضة خلاه عازل للصوت، مستحيل هتسمعي، هو بيعمل كدة عشان يخليني وعامية يعمل كل اللي هو عايزه من غير لا اشوف ولا أسمع.
,
, نظرت شمس لاختها حزينة لتمد ذراعيها تجذبها لأحضانها لحظات وشعرت بها تنفجر باكية بين ذراعيها تشهق في بكاء عنيف٣ نقطة
,
, في الأسفل تحديدا وقف خالد في منتصف البيت يبتسم ساخرا، بدور وحمزة اخذها وصعد يركض إلي غرفتهم، وإسلام رحل غاضبا، بدور دائما ماتفقد الوعي حين تحزن اعتاد هو علي ذلك ليس بالأمر الجديد عليه، الآن عليه أن يجد إسلام ويشرح له الوضع كاملا، تحرك ناحية باب المنزل ما أن فتحه وجد موظف من محكمة يقف أمامه حمحم الرجل يتمتم في رتابة:
, - دا بيت خالد السويسي
, حرك خالد رأسه إيجابا ينظر للرجل في شك يردف:
, - أنا خالد السويسي.
,
, أخرج الموظف ورقة من بين الدفتر الكبير في يده يردف بنفس النبرة الرتيبة:
, - طب كويس امضيلي هنا، دي قضية خلع رفعاها زوجتك مدام لينا جاسم الشريف!

السادس والثمانون


- دي قضية خلع رفعاها زوجتك مدام لينا جاسم الشريف.
,
, جملة رتيبة خرجت من بين شفتي الموظف بإيقاع هابط بائس، كان لها أثر النار في قلبه يقف مكانه في ثبات أجاد تزييفه أمام الجميع، وهو يتحطم جزء يليه آخر وآخر تتفتت روحه كالزجاج حين يتهشم إلي شظايا، اندفعت الدماء تنفجر في أوردته، ألم بشع جعل رجفة عنيفة تضرب جسده، مد يده يأخذ القلم من يد الموظف خط توقيعه علي الورقة ليأخذها، طواها يضعها في جيب سرواله، ليرحل إلي سيارته، استقل السيارة جلس علي مقعد السائق يغلق الباب عليه، فتح ازرار قميصه الأولي يشعر بألم بشع وكأن وحش مخيف يقبض بمخالبه علي صدره، ينهش قلبه، الورقة المطوية في جيب قميصه تكوي لحمه، رفع عينيه للقلادة المعلقة امامه في السيارة تحوي صورتها، مد يده يلتقط القلادة ينظر لضحكتها العالية يستطيع سماعها فقط من صورتها، تهدجت أنفاسه شعور بالألم الموحش يأكله بالكامل، والغضب يزحف لقلبه، يتسرب ببطئ خبيث، يتملك منه، شعور قاسي كان قد نسيته منذ سنوات، عاد إليه من جديد، أدار محرك السيارة يتحرك بها خارج المنزل بالكامل، التقط هاتفه يطلب رقم إسلام لحظات إلي أن اجاب الأخير:.
,
, - أنت فين
, استمع الي رده الموجز ليتمتم يقتضب الحديث:
, - طب أنا جايلك.
,
, اغلق الخط ليسحق مكابح السيارة صورة لينا لا تغيب عن عينيه ضحكات ابتسامات الحان صوتها كلماتها كل ذكري لهما معا، تفتت كل ذاك الآن بسببها هي، شهد، يا ليته لم يرها من جديد، دمرت حياته بأكملها، أخذت انتقامها كاملا منه الآن، اجفل من أمواج شروده فجاءة علي صوت زامور سيارة تأتي بالاتجاه المعاكس علي وشك الاصطدام به، ادار المقود بعنف يتجنب الاصطدام بها في اللحظة الأخيرة التفت بالسيارة عدة مرات قبل أن تصطدم جانب السيارة في عمود إنارة كبيرة، ووقفت ترك المقود يستند برأسه إلي ظهر المقعد يغمض عينيه، لحظات يحاول إلتقاط أنفاسه قبل أن يسمع صوت يسأله:.
,
, - أنت كويس يا استاذ تحب نوديك مستشفي
, فتح عينيه ينظر للقائل ليجد أحد المارة، ابتسم له بشحوب يحرك رأسه نفيا، أدار محرك السيارة من جديد واتجه إلي المستشفي التي بها إسلام، نزل يبحث عنه، اتصل به ليدله علي مكانه صعد إلي طابق الطعام، وجد إسلام في أحدي الغرف، يجلس علي الفراش وهناك طبيب أمامه يلف ضمادات بيضاء حول إصبعه، دخل يصافح الطبيب يتمتم مبتسما:
, - أخباره ايه.
,
, انتهي الطبيب ليلم حاجيته التفت لخالد يتمتم في عملية:
, - واضح كدة أن الكسر دا في خناقة، وإن اللي عمل كدة خبير يأذي من غير ما يسبب اذي ضخم، علي العموم أسبوعين تقريبا ويقدر يحرك صوباعه تاني عن اذنكوا
, خرج الطبيب من الغرفة ليتقدم خالد جلس أمام إسلام ابتسم يربت علي ساقه يتمتم:
, - حمد لله علي السلامة، معلش حقك عليا أنا.
,
, ابتسم إسلام ساخرا يشيح بوجهه بعيدا يشعر بنيران تحرق قلبه وتد مسموم يدق روحه حرك يده السليمة يتمتم ساخرا:
, - الحق مش عندك يا باشا الحق عند أختي اللي همشتني في حياتها، اللي اعتبرت وجودي زي عدمه، اللي كل ما كنت اتصل بيها كانت تقولي أنا كويسة، اللي عرفت صدفة انها اتطلقت واتجوزت.
,
, حرك خالد رأسه إيجابا يتفهم غضب إسلام هن حقا محق في غضبه للغاية لو كانت ياسمين بدلا من بدور وهو بدلا من إسلام كان ليدق عنق ياسمين دون تردد، تحرك من مكانه يجلس جوار إسلام رفع يده يربت علي كتفه يردف:.
,
, - معاك حق معاك كل الحق، بس أنت وأنا عارف بدور كتومة قد ايه، وآخر مرة اتخقنت مع جوزها وضربتوا بعض ووصل الحال للقسم، هي بقت تخاف تقولك، حتي أنا ما عرفتش أنها متخانقة معاه غير لما طردها في نص الليل مرة وخد منها خالد الصغير وضربها مرة تانية٣ نقطة
,
, توسعت عيني إسلام في فزع يشعر بشرخ حاد في كرامته ورجولته حين علم بما مرت به شقيقته، هو المخطئ لأنه تركها وسافر وكان فقط يتواصل معها بالهاتف كانت تعاني وتخبره بأنها علي اتم ما يرام، انحدرت دموعه، احمرت عينيه، كور قبضته يشد عليها هب واقفا يصيح متوعدا:
, - ورحمة أبويا لهدفعه تمن اللي عمله فيها غالي
, تحرك بخطوات غاضبة ناحية باب الغرفة ما أن كاد يقبض علي مقبض الباب سمع صوت خالد يتمتم من خلفه ساخرا:.
,
, - ما تدورش عليه عشان مش هتلاقيه، أنا نفسي مش عارف هو فين، كل اللي اعرفه أن حمزة علم عليه جامد
, وقف إسلام مكانه للحظات التفت لخالد ليقترب منه وقف أمامه يناظره بنظرات قهر عاجزة انسابت دموعه يصيح مقهورا:.
,
, - أنا السبب ذنبها في رقبتي أنا اللي سيبت الحيوان دا يعمل فيها كدة، وكنت بريح ضميري إني اكلمها في التيلفون، يا ريتني ما سافرت، وأنت ازاي ما تبلغنيش علي الأقل عرفني كنت نزلت خدت اختي تعيش معايا في حضني تحت جناحي٣ نقطة
, أشفق حقا علي حاله البائس ونبرته النادمة الحزينة المعذبة، جذب كف يده ليجلس جواره من جديد، لحظات صمت قبل أن يتنهد إسلام يهمس في خفوت حزين ممزق:.
,
, - علي الأقل كنت عرفني، هي بتعتبرك زي ابوها من زمان، إزاي توافق علي جوازها من اخوك، ازاي ما تمنعهاش
, بما يجيبه أيخبره أنه رفض وحاول إقناعها بالرفض ولكن كل محاولاته بائت بالفشل زفر أنفاسه المختنقة يتمتم يآسا:.
,
, - صدقيني حاولت، رفضت مجرد الفكرة وحاولت حتي اضغط عليها نفسيا انها لو اتجوزته مش هينفع تبقي بنتي تاني، مع ذلك ما قدرتش اقنعها، بس يعني احقاقا للحق حمزة بيحاول بجد، يعوضها عن اللي شافته مع الحيوان طليقها، أنا مش بشهدله بس أنا عارف إن حمزة قادر يعوضها عن اللي فات كله، قوم معايا يلا
, التفت له إسلام يقطب جبينه متعجبا ليبتسم خالد في هدوء يجذبه من يده السليمة مردفا:.
,
, - قوم صالح أختك ما ينفعش اللي أنت قولته ليها دا، اختك مالهاش حد في الدنيا غيرك، مهما كانت متجوزة مين هتفضل أنت سندها الأول قوم يلا
, ارتسمت ابتسامة حزينة بائسة علي شفتي إسلام يحرك رأسه بالإيجاب وضع يده في خالد ليجذبه الأخير يتحركان للخارج، استقل المقعد المجاور لخالد يتمتم متعجبا:
, - العربية متطبقة من الجنب
, ابتسم خالد في هدوء يدير محرك السيارة يغمغم بلامبلاة:.
,
, - حادثة بسيطة علي الطريق، هبقي اوديها لميكانيكي
, ضحك إسلام رغما عنه يتذكر أيام قضوها في شباب كل منهم في الحارة في ورشة تصليح السيارات، زاغت عينيه وارتسمت ابتسامة حنين علي شفتيه تنهد يغمغم مبتسما:
, - كانت أيام حلوة، رغم الشقا اللي كنا فيه، بس كانت جميلة علي قد بساطتها
, ابتسم خالد هو الآخر يحرك رأسه إيجابا يؤيد ما يقول إسلام محق اشتاق لذكريات تلك الايام بصحبتها، كانت حقا إيام لا تُنسي٣ نقطة
,
, بعيدا في أحدي الفنادق في لندن وقف زيدان غاضبا حانقا ينظر لقطعة الحلوي الشقراء الواقفة أمامه تبتسم في براءة علي وشك أن تصيبه بجلطة دماغية تنهد يزفر حانقا:
, - ممكن أعرف ايه اللي جايبك ورايا من مصر للندت، مش طبيعي يا انجليكا اللي بتعمليه دي
, قوست شفتيها بحركة دلال تعبرها عن حزنها مما قال، اقتربت منه اكثر إلي أن وقفت امامه شبت على أطراف أصابعها تلف ذراعيها حول عنقه تتمتم بنعومة:.
,
, - أنت وهشت أنا كتير زيدان، أنا كنت آيزة اشوفك
, زفر غاضبا ليفك ذراعيها من حول عنقه ابتعد خطوتين للخلف ينظر لها محتدا في غيظ قبل أن يصيح فيها يزجرها بعنف:
, - يا انجليكا اللي بتعمليه دا ما ينفعش، اقتحامك حياتي فجاءة بالشكل دا، مش مقبول، ووجودك هنا مالوش اي داعي٣ نقطة
, - أنا بهبك زيدان.
,
, همست بها بصوت خفيض ناعم حزين صاحبته تساقطت بعض القطرات من عينيها، ليتنهد يآسا طفلة باكية اقتحمت حياتها المبعثرة من الأساس، اقترب منها يقف علي بعد خطوة واحدة منها ابتسم يتمتم مترفقا:
, - يا انجليكا صدقيني انتي تستاهلي حد يحبك بجد، أنا قلبي ما عدش فيه طاقة للحب، انجليكا أنا لولا احساسي ناحيتك بالمسؤولية حاسس أنك طفلة صغيرة، أنا كنت اتصرفت معاكي بشكل تاني خالص.
,
, اخفضت رأسها أرضا تتساقط دموعها في صمت، ليزفر حانقا من نفسه الآن هو الشرير الذي جعلها تبكي مد يده يمسك ذراعيها يتمتم
, برفق:
, - انجليكا أنا مش قصدي ازعلك بس أنا مش عاوز اضحك عليكي واوهمك بحبي
, - بتهبها هي مش كدة
, تمتمت بها بنبرتها الحزينة أحرف كلامها المكسرة رفعت وجهها له تنظر لعينيه مباشرة ليقطب جبينه متعجبا، من تقصد، ابتسمت هي إبتسامة حزينة بائسة لتتمتم:
, - لينا، البنت اللي شدت شآري.
,
, ابتسم رغما عنه من طريقة كلامها ليهرب بمقلتيه بعيدا عنها يحاول الا ينظر لعينيها لا يعرف ما يقوله لها، هو لا يحبها فقط هو مقيد رغما عنه بقانون قلبه في قيد عشقها الخاص، تنهد يحرك رأسه بالإيجاب، ليغزو الألم مقلتيها للحظات قبل أن تسمعه يتمتم ساخرا:
, - حتي لو أنا بحبها هي ما بتحبنيش، ما عدش ينفع نتجمع تاني يا انجليكا.
,
, ابتسمت ما أن سمعت تلك الكلمات، يبدو انهم علاقة تلك الفتاة وزيدان قد انتهت، هي ستصبر ستبقي جواره ستنسيه حبه لتلك الفتاة ليحبها هي فقط، مسحت دموعها سريعا حمحمت تتمتم بمرح باهت:
, - أنا جآنة زيدان، جآنة اوي، اكل الطيارة Very bad
, ضحك يآسا طفلة كما قال قبلا حرك رأسه إيجابا ليتحرك ناحية هاتف غرفتها يطلب لها الغداء، عاد إليها يتمتم مبتسما:.
,
, - أنا طلبتلك الغدا هروح اوضتي، لإني محتاج أنام، لو احتاجتي حاجة كلميني
, ابتسمت بسعادة تحرك رأسها إيجابا ليخرج من غرفتها يوصد الباب خلفه ابتسمت هي بسعادة تلتف حول نفسها عدة مرات، ارتمت بجسدها علي الفراش تنظر لسقف الحجرة يعلو ثغرها ابتسامة واسعة تنظر بتحدي للسقف كأنها تنظر لشخص ما تتمتم متوعدة:
, - زيدان ليا أنا لينا!
,
, وصلت سيارة خالد بعد مدة قصيرة إلي منزله مرة أخري، نزل منها بصحبة إسلام الي الداخل توجها، في تلك اللحظات في الأعلي في غرفة حمزة منذ أن استيقظت من غفلتها القصيرة وهي تجلس تنظر للفراغ تنساب دموعها رغما عنها تغرق وجنتيها حمزة يجلس أمامها لا يعرف ما يفعل ترفض حتي الحديث معه مد يده يمسك بكفها برفق يهمس باسمها:
, - بدور.
,
, نزعت يدها من يده تضم قبضتها إليها تنساب دموعها بغزارة دموع صامته كئيبة نادمة، تنهد حزينا يهمس لها نادما:
, - أنتي زعلانة مني طيب أنا آسف بس ما كنتش هقدر اشوفه بيزعقلك بالشكل دا، بدور وحياة سيلا عندك ما تزعليش
, التفت بوجهها ناحيته ليري عينيها الباكية وجهها الأحمر القاني شفتيها المرتجفة فتحت فمها تهمس له بقهر:.
,
, - أنت ضربت اخويا، خليته يمشي زعلان مني، أنا كنت بخاف اقوله علي اللي بيعمله أسامة فيا، عشان ما يأذوهوش آخر مرة إسلام اتاذي جامد من أسامة، انت ما تفرقش عنه حاجة اذيت اخويا٣ نقطة
,
, رفعت كفيها تخفي وجهها خلفهم تنتحب باكية ليعتصر قبضته قلب يتفتت من ناحية من صوت بكائها المتزايد، ورجولته تفتت من تشبهيها له بذلك الحيوان شبه الرجل زوجها السابق، لحظات من الحيرة لا يعرف ما يفعل قبل أن يسمع دقات علي باب الغرفة الخاصة بهم، تركها وتوجه ناحية الباب فتحه ليجد إسلام يقف جوار خالد، حمحم خالد يبادر مبتسما:
, - إسلام عاوز يتكلم مع بدور، تعالا أنت برة شوية.
,
, لم يعترض إطلاقا، نظر لاسلام للحظات كأنه يعتذر له بنظراته عما فعل ليتحرك للخارج بصحبة أخيه، دخل إسلام إلي الغرفة يغلق الباب عليهم، تقدم من فراش شقيقته جلس جوارها يهمس باسمها بصوت خفيض حاني:
, - بدور
, توسعت عينيها حين استمعت إلي صوت شقيقها، كالغريق حين وجد طوق نجاته الأخير، رفعت وجهها سريعا لتخرج منها شهقة متفاجئة سعيدة حين رأته أمامها ابتسمت كطفلة صغيرة لترني نفسها بين ذراعيها تشهق في بكاء نادم:.
,
, - إسلام أنت هنا، أنا آسفة سامحني، سامحني، ورحمة بابا ما تزعلش مني، أنا خوفت اقولك علي اللي اسامة بيعملوا فيه، أحسن يأذيك او أنت تقتله وتخش السجن، و**** كنت خايفة عليك اوي
, ادمعت عينيه حزينا علي حالها كم عانت شقيقه خوفا فقط عليه، ابعدها عنه قليلا يحتضن وجهها بين كفيه يمسح دموعها بإبهاميه يهمس لها:.
,
, - خوفك دا بيعذبني، يا ريتك كنتي قولتيلي، اومال مين يحميكي يا بدور، لما تخافي تقوليلي، هو أنا مش اخوكي، مش انا سيمو حبيبك
, ابتسمت واغرقت عينيها الدموع تحرك رأسها إيجابا ترتمي بين ذراعيه من جديد، تشدد علي عناقه تهمس له باكية:
, - أنا آسفة سامحني، أنا آسفة
, مسح علي رأسها برفق يحرك رأسه إيجابا تنهد يهمس حزينا:.
,
, - مش عارف اقولك مسامحك ولا حقيقي زعلان منك ازاي توافقي علي جوازة زي دي يا بدور، ازاي توافقي تتجوزي واحد أكبر منك بالشكل دا
, خرجت من بين أحضانه سريعا أمسكت بكفيه تغمغم متلهفة:
, - صدقني حمزة طيب اوي وحنين اوي اوي، كفاية حنيته عليا وعلي خالد وسيلا، حنية ما شوفوهاش مع ابوهم نفسها، سيلا ما بترضاش تنام غير في حضنه٣ نقطة
,
, تنهد حزينا يآسا من كلامات شقيقه التي لا تمس للمنطق بصلة كيف توافق علي ذلك الأمر لا وتحاول إقناعه بأنها سعيدة أيضا احتضن كفيها بين قبضتيه برفق:
, - يا ستي علي عيني وراسي أنه طيب وحنين بس فرق السن بينكوا يا بدور انتي من جيل وهو من جيل تاني خالص، ما تحاوليش تقنعيني أنك بتحبيه مثلا
, ابتسمت رغما عنها ابتسامة شاحبة باهتة حركت رأسها نفيا تهمس له بهدوء حزين:.
,
, - صدقني أنا اكتشفت بعد جوازتي الاولانية واللي شوفته مع أسامة اللي كنت بحبه حب كبير أوي، إن الحب مش أهم حاجة في الجواز الأهم الاحترام الود، حمزة بيحترمني بيعاملني كبني آدمة ليها مشاعر بتحس، بيحاول يعوضني ويرضيني، مش مجرد خدامة آلة مالهاش مشاعر، صدقني يا إسلام و**** أنا سعيدة اوي معاه٣ نقطة
,
, زفر حانقا كم رغب في أن يحطم رأس شقيقته ليري عقلها الاحمق ويعرف بأي عقل تفكر ولكنه لا ينكر أن بداخله جزء صغير للغاية مطمئن لأجلها، تنهد محترا قبل أن يحتضن وجهها بين كفيه من جديد يهمس لها في صرامة:
, - احلفي ب**** يا بدور، أنا لو حصل ليكي اي حاجة تاني مهما كانت أنك هتبلغيني ارجوكي ما تلغنيش من حياتك بالشكل دا، أنا ماليش غيرك
, ابتسمت تحرك رأسها إيجابا سريعا تتمتم:
, - و**** ما هيحصل تاني ابدا.
,
, قبل جبينها ليتركها ويغادر خرج من الغرفة ليجد حمزة وخالد يقفان عند سور الطابق الثاني يتحدثان، التفتا له معا ما أن خرج من الغرفة ليبتسم ابتسامة هادئة تحرك ناحيتهم ليحمحم خالد يردف مبتسما:
, - طب أنا هروح اريح شوية، البيت بيتك طبعا يا إسلام
, تحرك يغادر إلي غرفته، وقف إسلام أمام حمزة بضع لحظات يتحاشي النظر ناحيته إطلاقا، تنهد يزفر أنفاسه الحارة يتمتم حانقا:.
,
, - بص يا أستاذة او يا حمزة بيه السويسي، لو جينا للحق أنا مش طايقك، مش عشان ضربتني يمكن دي الحاجة اللي خلتني بلعتك أنك ما سمحتش لحد أنه ياذي مراتك حتي لو كان أخوها، بس أنت مش شايف أنك كدة ظلمتها لما تتجوز واحد اكبر منها بكتير
, ابتسم حمزة في هدوء ليتنسد بمرفقيه إلي سطح السور التف برأسه ناحية اسلام يبتسم ابتسامة هادئة يتمتم برزانة:.
,
, - صدقني أنا ما اجبرتهاش، أنا آخر حاجة اعملها اني افرض نفسي علي واحدة ست، أنت شايفها أنانية، أنا شايفها احتياج، كل واحد مننا محتاج التاني، أنا عارف أنك خايف علي اختك ودا حقك، بس أنا احلفك اني طول ما أنا عايش علي وش الدنيا عمري ما هجرحها ولا هزعلها وما تقلقش عليها بعد موتي هسيبلها فلوس كتتتييير اووووي، تأمن حياتها هي والولاد لباقي عمرهم، أنا مش عايزك تقلق مع اختك معايا٣ نقطة
,
, ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتي إسلام يحرك رأسه إيجابا يحاول أن يقنع عقله بما قال ذلك الواقف امامه، ابتسم حمزة يربت علي كتف إسلام:
, - البيت بيتك عن إذنك
, تركه حمزة وتوجه إلي غرفته، ليتنهد إسلام حائرا توجه الي الغرفة التي يقطن فيها بصحبة شمس ابنته فتح بابها ليجد شمس تجلس علي الفراش تبكي بعنف مخيف هرع ناحيتها يسألها قلقا:
, - شمس مالك يا شمس، في اي يا حبيبتي ايه اللي حصل.
,
, دفنت وجهها في صدره تشهق في بكاء عنيف لم يسمع منه سوي بضع كلمات مبعثرة:
, - ليينا، لييينا، صعبانة عليا اوووي.
,
, دخل إلي غرفته قبل قليل ليراها علي حالها منذ أن تركها صباحا تجلس علي الفراش ترفع ركبيتها تحضتنهم بذراعيها تنظر أمامها للفراغ نظرات ثابتة جامدة، صينية الطعام موضوعة جوارها لم تُمس، نظر لها بضع لحظات ليخرج الي الشرفة يطحن سيجارة بين شفتيه يعتصرها بعنف باصابعه، القاها أرضا بعد لحظات ليعود للغرفة، وقف أمامها للحظات ليخرج الورقة من جيبه امسك كف يدها رغما عنها يضع الورقة داخله نظرت له محتدة ليبتسم هو متألما يهمس لها:.
,
, - خلع يا لينا للدرجة دي
, قطبت جبينها متفاجئة مما يقول امسكت الورقة تفتحها سريعا لتشخص عينيها في ذهول خرج منها شهقة فزعة تحرك رأسها نفيا نظرت له مدهوشة تتمتم في ذهول:
, -مين عمل كدة، مش انا صدقني مش٣ نقطة
, قطمت كلامتها وتوحشت مقلتيها، قبضت علي الورقة بعنف لتنفض الغطاء عنها تحركت ترغب في الخروج من الغرفة ليمسك بذراعها سريعا قبل أن تفعل دفعته بشراسة تصيح فيه:
, - اوعي سيبني.
,
, تأوه متألما بعنف من دفعتها، لتقطب جبينها مدهوشة مما حدث، هي ليست بتلك القوة لتؤذيه حتي، رمت الورقة من يدها لتتجه ناحيته، وقفت أمامه للحظات تنظر له قلقة، لتمد يدها تفتح ازرار قميصه قبض علي يديها يمنعها من أن تفعل شد علي أسنانه يتمتم محتدا:
, - أنا كويس انتي هتخرجي ازاي من الأوضة بقميص النوم..
,
, دفعت يديه بعيدا عنها لتكمل حل ازرار قميصه رغما عنه تنهد حانقا من عنادها نزعت عنه القميص لتشهق فزعة حين رأت كدمة زرقاء كبيرة في ذراعه الايمن وجزء منها يمتد لصدره وبطنه نظرت له مذهولة تصيح فيه فزعة:
, - حصل ايه، أنت كويس، رد عليا
, ابتسم في ألم يلتقط قميصه يرتديه، يتمتم في خواء:
, - حادثة بالعربية.
,
, قال ما قال ليتوجه إلي المرحاض، بينما اندفعت هي التقطت مئزر قطن كبير من فوق علاقة ملابسها، توجهت لخارج الغرفة حيث غرفة والدها، دقت الباب بعنف دخلت لتجد جاسم ابن شمس يجلس بصحبة والدها يضحكان بصخب توجهت لداخل الغرفة القت الورقة أمام والدها تصرخ فيه:
, - أنت ازززززاري تعمل كدة، اززززاي
, ابتسم جاسم في هدوء وضع ساق فوق آخر يتمتم في هدوء ساخر:.
,
, - عشان اخلصك منه، توكيل قديم عليه امضتك، أنا مش هسمحله يغسل مخك تاني ويعيشك معاه غصب عنك
, أحمر وجهها غضبا فارت الدماء تصرخ في رأسها تندفع بعنف إلي أوردتها، لم تعي بنفسها سوي وهي تصرخ بكل ما يعتمر في قلبها من قهر وألم:.
,
, - حررررررام عليك يا أخي، حررررام عليكوا كلكوا، اموت ناس عشان ارتاح منكوا، دا جوزي، عارف يعني ايه جوزي، كان جنبي في الصعب قبل الحلو، عايزني بعد كل السنين دي اقف قصاده في المحكمة، يا اما ادمر كل اللي فات واهد عشرة سنين يا اما تقول عليا سلبية بيضحك علي عقلي بكلمتين ارحمني بقي.
,
, انهارت أرضا علي ركبتيها تصرخ في بكاء قاسي، بكاء لم ينتشلها منه الا هو حاوط جسدها بذراعيه يحتضنها يرفعها عن الأرض يخبئها بين أحضانه، نظر لجاسم نظرة سوداء متوعدة ليخرج بها من الغرفة، توجه بها سريعا إلي غرفتهم وضعها علي الفراش وهو لا يزال يحتضنها بعنف، لتصرخ هي بشراسة تحاول ضربه:
, - أبعد عني ابعد عني بقي، أنت السبب، أنت
, اللي عملت فينا كدة، أنا بكرهك، بكرهك.
,
, ظلت تصرخ وهو يحاول احتواء حركاتها المنفعلة الهاجئة بين ذراعيه إلي أن استسلمت رغما عنها وسقطت علي صدره تبكي دون توقف.
,
, حل الليل في منزل عثمان وسارين تحديدا في غرفة نومهما، يجلس عثمان علي الفراش يمد ساقيه أمامه يضع جهاز كمبيوتر محمول علي قدميه وسارين تتحرك حركات مضطربة سريعة أمام الفراش، زفر عثمان قلقا علي حالها ليردف متذمرا:
, - يا سارين اهدي وترتيني يا بنتي مش كدة
, جلست علي مقعد قريب من الفراش تهز ساقها اليسري بعصبية جلية رفعت رأسها له تتمتم متوترة:
, - شوف كدة الموقف فتح.
,
, حرك أصابعه بسرعة علي لوحة المفاتيح أمامه ليبتسم داخله حين فتحت الصفحة أمامه اخيرا، هو يحفظ الرقم الخاص بها، سيري النتيجة اولا، خوفا من أن تكن سيئة فتصدمها، كتب سريعا الرقم الخاص بها، لتنفتح صفحة النتيجة أمام عينيه، توسعت ابتسامته، تشق شفتيه ينظر لمجموعها العالي، رفع وجهه ينظر لها ليراها تنظر له فزعة صاحت فيه قلقة:
, - ها فتح، أنت ما بتردش عليا لييييه.
,
, حرك جهاز الكمبيوتر لتصبح الشاشة مقابلة لوجهها بعد أن كبر حجم اسمها بجواره مجموعها، توسعت عينيها في دهشة تفغر فاهها حتي آخره اغمضت عينيها وفتحتها عدة مرات سريعة متتالية تنظر للشاشة اشارت لنفسها تنظر لعثمان تتمتم ذاهلة:
, - دا مجموعي أنا؟!، ال97 ونص دول كلهم بتوعي
, خرجت ضحكان عثمان العالية ليردف ساخرا:
, - لاء بتوعك انتي والجيران، ايوة يا بنتي، انتي جبتي 97 ونص، مبروك يا سيرو.
,
, صرخة سعيدة خرجت من بين شفتي سارين لتبدأ بالضحك بقوة والالتفاف حول نفسها تصرخ من سعادتها وهو يجلس يراقب تغزو شفتيه ابتسامة واسعة سعيدة كم اراد أن يتحرك هو الآخر يشاركها سعادتها، تحرك بجسده، يجذب عصاه وقف بجهد شاق يجر ساقيه ناحيتها يشد ساقيه شدا بعنف كبير، اقترب منها ليسقط أرضا رغما عنه، تأوه بصوت عالي لتصيح سارين باسمه هرعت إليه ترتمي علي ركبتيها جواره تصرخ فزعة:
, - عثمان أنت كويس يا عثمان، عثمان.
,
, اعتدل بجسده قليلا يرتمي بظهره يستند الي الفراش من اسفله ابتسم لها ابتسامة مرهقة يمسح علي وجهها برفق يتمتم محرجا:
, - كان نفسي اقوم اشاركك فرحتك بس ما قدرتش أنا آسف
, حركت رأسها نفيا سريعا لترتمي بين ذراعيه تعانقه بقوة تهمس له بحنو:
, - اوعي تعتذر، ابدااا، وجودك جنبي اكبر فرحة يا عثمان، أنت ما تعرفش أنا سعيدة قد إيه، أنا بحبك اوي يا عثمان.
,
, رفع يده يمسح علي خصلات شعرها برفق حين ابتعدت هي عنه تنظر لعينيه مباشرة ابتسمت تسأله بهمس شغوف:
, - وأنت بقي، بتحبني
, ابتسم يرفع يده يزيح خصلات شعرها المدلاة تحجب صفحة وجهها الناعمة داعب أنفها بإبهامه برفق يهمس لها بصوت خفيض تملئه المشاعر:.
,
, - كنت اعمي واطرش، اعمي ما شوفتش أنا قد ايه بحبك، واطرش اني ما سمعتش دق قلبي وانتي جنبي، عارفة لما بوستك في النادي وبعدها زعقتلك، كنت بفوق نفسي، ازاي مشاعري تنجذب ناحيتك، ازاي افكر حتي اني الوث براءتك مع واحد زيي، انما دلوقتي رغم اللي أنا فيه، حاسس اني بني آدم نضيف بجد، واقدر اقولك اني بحبك يا سارين، بحبك اوي، وإن كان نفسي اقف علي رجليا تاني، عشان اعوضك عن صبرك معايا واحققلك كل اللي نفسك فيه.
,
, تسارعت دقات قلبها تشعر به سينفجر من السعادة، ظلت تنظر له تبتسم وهو المثل الي أن شعرت به يجذب رأسها ناحيته أغمضت عينيها وتبطأت انفاسها تشعر بأنفاسه المتسارعة تتصادم في وجهها تبعثر شتات مشاعرها بلا رحمة، كان هو يقترب أكثر فأكثر لا يرغب في تلك اللحظة سوي في أن يلحم مشاعره بمشاعرها علها تعلم بأي قدر بات يدمنها، في لحظة تبدل الوضع انتفضت من بين ذراعيه حين دق هاتفه يصدح بصوته المزعج يبعثر لحظتهم الخاصة زفر حانقا يلتقط هاتفه من جيب سرواله وجد عمر أبيها يتصل شتمه في نفسه ليفتح الخط يضع الهاتف علي اذنه يتمتم مغتاظا:.
,
, - ايوة يا عمي خيييير
, سمع صوت عمر يصيح فرحا:
, - انت بترد ليه دلوقتي فين سارين حبيبة بابا جابت 97 ونص، أنا جاي حالا وجايبلها هدية نجاحها، صحيح قولها أن سارة كمان نجحت وجابت 98 ونص، سلام يلا
, اغلق الخط ينظر لسارين لتنفجر الآخيرة في الضحك.
,
, في الحارة تحديدا في منزل السيدة منيرة
, دخلت منيرة حجرة مراد تنظر له متعجبة حين رأته يضب ملابسه فئ حقائب للسفر لتنظر له تردف متعجبة:
, - بتعمل ايه يا مراد
, ابتسم الأخير سارخا اوقف ما كان يعمل نظر لجدته يتمتم متهكما:
, - سلامة الشوف يا منيرة بحضر شنطتي هسافر كمان ساعة
, شهقت منيرة متفاجئة لتساله سريعا قلقة:
, - هتسافر بليل كدة، ما تخليك للصبح يا ابني، النهار ليه عيون.
,
, ضحك مراد ساخرا يكمل ما يفعل سريعا لتتنهد منيرة يآسة منذ متي ومراد يستمع الي ما تقول دائما ما يفعل ما يحلو له هو فقط، اقتربت منه تسأله:
, - طب هترجع امتي طيب
, توجه مراد ناحية دولاب الملابس يخرج ما تبقي من ثيابه يتمتم بلامبلاة:
, - لاء أنا احتمال كبير ما اجيش تاني اصلا، خليوا انتوا عايشين في الحارة الفقر دي أنا هخرج لوش الدنيا هبقي باشا زي البشوات اللي بيضربوا ليهم تعظيم سلام ويركبوا احسن عربيات.
,
, توجهت منيرة ناحية الفراش جلست علي حافته تنظر لحفيدتها نظرات حزينة يملئها الندم لتهمس له:
, - وبعد ما تبقي باشا وتركب احسن عربيات بعد ما تبيع روحك للشيطان يلعب بيك، هتاخد ايه معاك قبرك، فوق يا مراد، فوق يا إبني..
, فوق يا مراد، فوق يا ابني
, أعاد هو جملتها بطريقة ساخرة متهكمة، التفت لها ينظر له نظرات ساخرة يملئها الألم ليصيح بانفعال:.
,
, - الشيطان هو اللي قال لابويا وامي يطلقوا هو اللي قالهم يرموني، اعيش وأنا حاسس دايما اني اقل من زمايلي اقل من الكل، لا يعني لا أنا هعيش هوصل للي أنا عايزه حلال بقي حرام، أنا اللي هتحاسب مش انتي يا منيرة
, جذب حقيبة ثيابه يود الخروج من الغرفة لتستوقفه سريعا حين هرولت ناحيته أمسكت بكف يده تترجاه باكية:.
,
, - أبوس ايدك يا ابني ما تسلمش لشيطانك أنا ما اعرفش أنت رايح تعمل ايه بس اكيد رايح تعمل كارثة، ورحمة ابوك يا مراد ما تاذي حد الدنيا مش مستاهلة يا ابني
, جذب يده من يدها يرميها بنظرات باردة خاوية من اي مشاعر ليخرج صوته كالجليد بارد لا يشعر بشئ:
, - فات الأوان خلاص يا منيرة.
,
, تحرك للخارج ليبصر روحية الجالسة علي أحد المقاعد بعيدا انكمشت علي نفسها ما أن رأته ليبتسم ساخرا توجه ناحية باب المنزل فتحه وقبل أن يغادر التفت لها ابتسم ساخرا يردف:
, - أنتي طالق يا روحية
, ومن ثم غادر اخذ شيطان نفسه ورحل يخطط للاسوء.
,
, مرت عدة أيام.
,
, اليوم هو اليوم المحدد لعقد قران لينا ومعاذ، صباحا في مطار القاهرة الدولي، هبطت طائرة خاصة بسلام تام علي أرض المطار، تحركت عربة إسعاف مجهزة اقترب المسعفون سريعا ينقلون شهد من الطائرة إلي سيارة الإسعاف متوجهين بها إلي المستشفى بصحبة حسام أما زيدان خرج من بوابة المطار وانجليكا تقبض علي كفه تلتصق به كالعلقة من يراهما يظن انهما زوجين في غاية السعادة عائدين من شهر عسل سعيد، توجها معا إلي خارج المطار، يستقلان سيارة اجري، وهناك بعيدا عدسات تصور ذلك المشهد ليتم الإنتقام كاملا!

السابع والثمانون


وقفت سيارة الاجري أمام احدي الفنادق الفاخرة القريبة من المطار نزل زيدان اولا يعطي للسائق نقوده لتلحق به انجليكا سريعا، وقفت جواره تشبك أصابع كفها تحتضن أصابع كفه ليزفر يآسا من تلك العلكة التي تلتصق به كاسمه، توجه معها للداخل الي حيث موظف الاستقبال يحجز لها غرفة، أخذ الورقة من موظفة الإستقبال يملئ ما فيها من بيانات فارغة من خلال جواز سفرها الذي بيده، أعطاها الورقة ليخرج من حافطته الجلدية بطاقته الإئتمان الخاص به دفع أعطاها للموظفة لتناولها له بعد لحظات ومعها مفتاح الغرفة، التفت لانجليكا يتمتم بفتور:.
,
, - أنا حجزلتك أوضة في الفندق هنا، مفتاحها اهو، عن إذنك
, وضع المفتاح في كف يدها تجاوزها ليغادر لتشهق هي سريعا هرولت خلفه سريعا تتعلق بذراعه تسأله مذعورة:
, - أنت روح فين زيدان٣ نقطة
, تأفف حانقا من تلك الكماشة التي احكمت حصارها حول حياته بأكملها ليبعد يدها عن ذراعه ابتسم دون مرح يغمغم في جفاء:.
,
, - عندي مشواير مهمة يا انجليكا ومش هينفع اخدك معايا، وعشان تكوني عارفة، العلاقة الغريبة اللي بينا دي هتنتهي مجرد ما نرجع الغردقة، عن إذنك
, دون كلمة أخري استدار وغادر دون أن يعطيها حتي فرصة للحديث، وقفت تنظر في اثره لحظات تكسو مقلتيها الألم، هبطت دمعة صغيرة من عينيها تتحرك إلي غرفتها يدوي في رأسها صوت حبيبها السابق وهو يصيح فيها.
,
, « stop doing that angelica you re sticking to me like a gum I can t even breathe away from you، i m really bored of it، i finally want ang»
, -توقفي عن فعل ذلك انجليكا أنتي تلتصقين بي كالعلكة لا أستطيع حتي التنفس بعيدا عنك، لقد مللت حقا من ذلك، أنا أرغب في النهاية انج-.
,
, فتحت باب غرفتها بمفتاحها الخاص دخلت الي الغرفة تجر قدميها ارتمت بجسدها إلي الفراش تنظر إلي سقف الحجرة لتتساقط قطرات دموعها تغرق وجهها اشتاقت حقا لحبيبها الأول «ماكس» حنانه الذي كان يغرقها به، ضحكاته، كلامه، علاقتهم الرائعة، كانوا اسعد حبيبن إلي أن بدأ الأخير يمل منها بسبب شدة تعلقها به، وهجرها!، كمن طعن بخنجر في قلبها ظلت تبكي أيام عدة علي فراقه، إلي أن قررت الهروب من طيف عشقها له وجاءت لزيارة صديقتها، ربما هذا ما جعلها تتعلق بزيدان، معاملته الرقيقة، عينيه الزرقاء تشبه عيني ماكس لحد كبير، ولكنه هو الآخر بدأ اختضنت كفيها إلي صدرها تهمس باكية:.
,
, -l miss you max!
,
, علي صعيد آخر في منزل خالد السويسي، في غرفة مكتبه يجلس يستند برأسه إلي ظهر مقعده يغمض عينيه، الأجواء في البيت تلك الأيام صعبة بشكل لا يُحتمل، الجميع حزين كئيب، لا يتذكر أنهم تناولوا الطعام سويا منذ أكثر من أسبوع، لينا ابنته وعنادها الذي لا ينتهي تذهب صباحا إلي العمل في شركته وتعود لتغلق علي حالها باب غرفتها باقي اليوم، حمزة لم يعد يراه، أغلب الوقت في المشفي عند أدهم ومعه مايا، وبدور كعادتها لا تخرج من غرفتها الا قليلا، والأهم من ذاك كله لينا زوجته الغاضبة، ترفض اي محاولة منه للصلح خرجت من بين شفتيه ضحكة يآسه في أحدي محاولاته البائسة لنيل سامحها أحضر لها دمية صغيرة ظريفة الشكل علي شكل دب صغير، فما كان منها الا أن القته من النافذة جوارها دون أن تنظر إليه حتي، الدب المسكين سقط في قاع المسبح، تنهد تعبا ليتحرك من مكانه يأخذ طريقه إلي غرفتهم، هو لن يتوقف عن المحاولة ابدا حتي تستلم هي وتسامحه، دخل إلي الغرفة ليجدها تجلس علي الفراش كعادتها توجه أنظارها للشرفة الكبيرة في غرفتهم سمع صوتها الحانق ما أن دخل إلي الغرفة:.
,
, - مش في باب المفروض تخبط عليه قبل ما تدخل
, ابتسم عبثا ليقترب في خطواته جلس جوارها علي الفراش مد يده يقربها من رأسها يتمتم مشاكسا:
, - ايوة اخبط الباب ليه يعني وأنا داخل اوضتي اللي فيها مراتي
, ما إن لامس كفه خصلات شعرها التفتت له بعنف تشهر سبابتها أمام وجهه تطالعه بأعين قاتمة غاضبة تصرخ بشراسة:
, - اسمع بقي يا خالد يا سويسي ايدك ما تتحطش عليا خالص، والافضل ما تتكلمش معايا اصلا، كفاية اوي انك حابسني هنا.
,
, توسعت عينيه قليلا في ذهول نظر خلفه للحظات كأنه يبحث عن شخص آخر ليعاود النظر إليها أشار الي نفسه مدهوشا ليتمتم ببراءة:
, - أنا حابسك؟!، ما حصلش انتي اللي حابسة نفسك، انتي ممكن تنزلي الجنينة، تروحي شغلك، تروحي النادي، بس معاكي الحراسة، وترجعي علي هنا تاني، فين بقي الحبس دا.
,
, طحنت أسنانها بشراسة تنظر له بضراوة وهو يتصرف بتل البراءة وكأنها هي الشريرة هنا اشاحت بوجهها بعيدا عنه تعتصر قبضتيها تتنفس بعنف، ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها وهي تقول:
, - ايه خايف مني أحسن أهرب.
,
, لحظات من الصمت لم تسمع فيها اي صوت غاضب حتي أنفاسه كانت هادئة للغاية، ارتجف جسدها بعنف حين شعرت بأنامله تمسك بذقنها الصغير، لتشتم نفسها في سرها سحقا لجسدها الخائن الذي يشتاق حتي لعناقه، أدار وجهها ناحيته برفق شديد، حطت عينيها علي وجهه لتراه يبتسم مسح علي وجنتها بأصابعه يتمتم مبتسما:
, - خايف عليكي أحسن حد يأذيكي، أنا عندي أموت ولا يمسك اذي.
,
, تنهدت رغما عنها من وقع صوته الخشن العميق، ابتلعت لعابها تخفض عينيها أرضا تبتعد بنافذة قلبها عن وجهه، ولكنه لم يكن ليستسلم وخاصة وهو يشعر بسكونها، رفع وجهها من جديد يحتضنه بين كفيه يتمتم متنهدا في آسي:.
,
, - وبعدين يا لينا، انتي بتنطفي يوم بعد يوم، أنا مش هقدر اشوفك في الحال دا، اطلبي اي حاجة في الدنيا احققهالك أن كانت هتسعدك، إلا أني اطلقك، اقولك تعالي نسافر، نسيب كل المشاكل دي ونسافر بعيد أنا وانتي بس، حتي لو مش عايزة تفضلي معايا في نفس الأوضة او نفس الفندق كله حتي، أعمل إيه طيب عشان تسامحيني..
,
, حركت رأسها نفيا تغمض جفنيها تشد عليهما بعنف لتنهمر دموعها تسقي وجنتيها بسيول دموعها، فما كان منه إلا أن ضم رأسها لصدره يحاوطها بذراعيه يهدهدها كما كان يفعل وهو صغيرة، شعر بزيادة نشيج بكائها الحارق ويتناهي الي أسماعه صوت صراخها المكتوم داخل صدره جسدها الذي يرتجف بعنف بين خلجات صدره، نشبت اظافرها تشد علي ملابسه بعنف، لتهبط دمعة يتيمة من بين جفنيه المغلقين يده علي رأسها والاخري تربت علي ظهرها برفق ولين، سمعت همسه النادم بعد لحظات طويلة:.
,
, - أنا آسف، حقك عليا
, نطقهم وسكت تماما بينما هي لم تهدأ ظلت تبكي وترتجف بين ذراعيه ابعدها عنه برفق يمسك ذراعيها بين كفيه ينظر لعينيها الحمراء المنتفخة من أثر البكاء، شفتيها المرتجفة، وجهها الشاحب، كانت كوردة تبذل حتي الموت، اغمض عينيه بعنف عدة لحظات قبل أن يفتحها ينظر لمقلتيها ترتسم ابتسامة ذبيحة علي شفتيه حين همس:.
,
, - لو قربي منك هو اللي بيعذبك بالشكل دا، فأنا هبعد، ولو عايزاني، اا، اا، ااطلقلك، حاضر، بس أنت ما توصليش للحالة دي، مش هستحمل اشوف وردتي الصغيرة بتدبل بسببي.
,
, توسعت عينيها في هلع تنظر له مذعورة، تسارعت دقات قلبها تشق قصفها الصدري ألم خالص ينخر روحها، يشطرها نصفين، لما وقع الكلمة صعب مرير لتلك الدرجة، يعصر قلبها كقبضة من نار، نظرت له للحظات نظراتها مزيج جمع جميع المشاعر ما بين الألم والعشق، النفور والهيام، مشاعره عدة عصفت في مقلتيها.
,
, ليميل هو قبل قمة رأسها قبلة طووووويلة وكأنه يودعها بها، تحرك من مكانه ناحية دولاب الملابس أخذ العديد من ملابسه، ليتحرك للخارج التفت لها قبل أن يخرج يتمتم بابتسامة صغيرة:
, - هبعت فتحية تاخد باقي حاجتي من الأوضة عشان ما اضايقكيش تاني، عن إذنك.
,
, فتح الباب ورحل، وقف بضع لحظات خلف الباب المغلق يستند برأسه عليه، يحاول سماعها ليتذكر بعد لحظات أن الباب عازل للصوت، تنهد حانقا من نفسه لما فعل ذلك، أحمق ياله من أحمق كبير، التفت ليغادر في اللحظة التي انفتح بها باب الحجرة من الداخل بعنف ورآها وهي تنظر حولهر بهلع كأنها تبحث عن أحد ما، تراجعت نظراتها المتلهفة المذعورة حين رأته يقف أمامها، كانت تظن أنه سيغادر المنزل بأكمله، تنهدت حائرة تشعر بأنها الشئ ونقيضه في آن واحد تكرهه بعد ما فعل ولا ترغب سوي في قربه، لا ترغب في أن تراه من جديد، وتخشي حد الذعر أن يبتعد، حمحمت في ارتباك تشد بأصابعها علي كفها رفعت رأسها قليلا تتمتم بإيباء:.
,
, - كنت فاكرة فتحية بتخبط، عن إذنك
, قالتها لتستدير تغلق الباب سريعا كأنها لص ضبط بجرم الحب المشهود، خرجت من بين شفتيه ضحكة خافتة ليتحرك إلي الغرفة الملاصقة لغرفتهم تماما يلقي بملابسه على الفراش بإهمال٣ نقطة
,
, هناك علي صعيد بعيد عنهم، كان يقود سيارته بعد أن اطمئن علي صحة والدته، أكد له الطبيب أن صحتها في تقدم مستمر والوضع الآن علي خير ما يرام، أخذ سيارته متجها إليها، يشتاقها صورتها لم تغب عن باله طوال فترة سفره وطيفها يلازمه في كل حين، ابتسم حين توقف بالسيارة بالقرب من منزلها، جلست يراقب شرفة غرفتها من سيارته يتمني أن تظهر أن يلمح حتي طيفها من بعيد، تنهد حانقا منذ نصف ساعة وهو يقف هنا دون جديد، قرر بتهور أن يذهب إليها سينزل من سيارته يعبر الشارع، يصعد إلي الطابق الثالث، يدق الباب يعرفهم بنفسه، وهم في الأساس يعرفونه جيدا، والآن باتت صلته يقرب والجميع بات يعلم من هو، ما إن مد يده لمقبض الباب ليفتحه توسعت عينيه حين رآها هي تنزل من مدخل منزلهم، تأوه ينظر لها بشوق ينهش قلبه، ها هي تتحرك كعصفور صغير يلحق للخارج بنعومة ساحرة تجذبه لها، ضاحكا ساخرا من حاله الطبيب الناضج يقع في عشق مراهقة صغيرة، الفرق في العمر بينهما ليس بهين علي الإطلاق، ابتلع لعابه مرتبكا خائفا، من أن يكون عشقه لها ما هو الا مرض خبيث يتسلل إلي قلبه ليهدم حياته وحياة تلك الصغيرة، لا عقل ولا منطق يقول بأن رجل تجاوز الثلاثين يحب مراهقة في التاسعة عشر، تنهد حائرا، انتفض قلبه، حين رآها تبتعد عند نهاية الشارع علي وشك أن تختفي من أمام عينيه سحقا للعقل والمنطق في تلك اللحظات، أدار محرك السيارة سريعا يلحق بها يتحرك بعينيه متلهفا، ليراها هناك تقف عند محل لبيع الحلوي والمثلجات، علي وشك أن تخطو لداخله، اوقف السيارة جواره لينزل منها سريعا التف حول السيارة وقف أمامها يمنعها من التحرك، نظرت غاضبة مقطبة الجبين لذلك الوغد الذي سد طريقها توا لتتوسع مقلتي عينيها حين رأته يقف أمامها يبتسم تلك الابتسامة التي لا يعرف كيف يمكن أن يكن بها كل ذلك القدر من السحر تسارعت مضخة قلبها تكاد تنفجر خاصة حين سمعته يتمتم مبتسما:.
,
, - ازيك يا سارة
, علقت الكلمات داخل جوفها تنظر له مدهوشة ترفرف بجفنيها بلا توقف، هل هو حقا يقف أمامها بعد ما قاله لها في الهاتف لا زالت تتذكر همسه لها بتلك الكلمة التي لن تنساها، يحبها هو يحبها، انفرجت شفتيها عن شبة ابتسامة صغيرة دقت ناقوس السعادة في قلبه، لتتوسع ابتسامته هو كالابلة، صوت حمحمة غاضبة أتت من خلفهم مباشرة يتبعها صوت أحد المارة:
, - يا استاذ لو سمحت عايز اعدي.
,
, تنحنح حرجا ليقترب منها سريعا التقط كف يدها في غمر موجه استسلامها ليتوجه بها إلي سيارته فتح لها الباب لتصعد، التفت ليجلس جوارها حين سمع ذلك الرجل يتمتم ساخرا:
, - بنات آخر زمن فين أهلها دي.
,
, نظر سريعا ناحية سارة لتنظر له متعجبة، تنهد فئ ارتياح من الجيد أن سارة لم تسمع ما قال ذلك الأحمق، ابتسم هو ليعود لذلك الرجل، اقترب منه يحجب ما يحدث بظهره العريض عن رؤيته سارة قبض علي تلابيب ملابس الرجل يهمس له بشراسة قاتلة:
, - اللي كنت بتجيب في سيرتها دي مراتي، أنا اقدر اخليك تزحف علي رجليك تبوس الأرض تحت رجليها عشان تسامحك
, نظر الرجل بهلع لحسام ليحرك رأسه نفيا سريعا يغمغم نادما معتذرا راجيا:.
,
, - أنا آسف يا بيه، وأسف للمدام و**** ما كنت اعرف
, دفعه حسام بعيدا عنه ينظر له باشمئزاز ليبصق ناحيته ويتركه ويغادر إلي سيارته، استقل المقعد جوار سارة يبتعد قليلا عن الشارع، لتتوسع هي عينيها هلعا وقد ادركت ما فعلت توا، حمحمت تهمس مرتعشة:
, - هو احنا رايحين فين، أنا لازم ارجع، بابا عارف اني نازلة اجيب حاجة من المحل، ارجوك يا حسام.
,
, لحظة واحدة سمع اسمه أكثر من مئة مليون مرة من قبل ولكنه بتلك النغمة الرنانة الدافئة التي اخترقت قلبه مباشرة لم يحدث قبلا، اوقف السيارة بعيدا قليلا يبتسم في توسع كالابلة، ابتلعت هي لعابها تنظر له مرتبكة لتهمس:
, - ما ينفعش صدقني ما ينفعش، أنا غلطت مرة ما ينفعش اكررها تاني، أنا آسفة، عن إذنك.
,
, وضعت يدها علي المقبض تود فتحه ليسرع هو بإغلاق السيارة من الزر المقابل له يمنعها من فتح الباب، تسارعت دقات قلبها في هلع تنظر له مذعورة دقاتها تتصارع بعنف حين التفتت له أشهر سبابته أمام وجهها برفق حازما:
, - أولا ما تشبهيش علاقتنا بالحيوان اللي كنتي تعرفيه دا
, ثانيا، أنا مش خاطفك فما تبصليش بالرعب دا
, ثالثا، أنا بس كنت عايز اديكي هدية نجاحك
, تبدلت نبرته الحازمة إلي أخري لينة هادئة واتسعت ابتسامته يخرج علبة.
,
, علي شكل مكعب متوسطة الحجم من علي الأريكة الخلفية للسيارة، يمد يده لها بتلك العلبة، نظرت لها للحظات مرتبكة لتحرك رأسها نفيا تهمس مرتجفة:
, - ما ينفعش اخدها صدقني ما ينفعش، بأي صفة اخدها منك
, - ابن عمك وخطيبك وقربب جوزك.
,
, نطق سلسلة كاملة من القرابة في أقل من ثانيتين بهدوء تام كأنه يخبرها بعنوان أحدي المحال، توسعت حدقتيها تنظر له مصعوقة مما قال، تدلي فمها تنظر له في صدمة ممتزجة بالفزع، تنهد هو يبتسم ساخرا علي حالة الصدمة التي أصابتها ليمسك بيدها يضع داخلها الهدية يردف مبتسما:.
,
, - أنا حسام خالد محمود السويسي ابن عمك وتقدري تسألي باباكي لو مش مصدقاني، وتقوليله أن أنا اللي جايبلك الهدية دي بمناسبة نجاحك وتقوليله تاني، إني هجيلكوا في أقرب وقت عشان نشرب الشربات، مع اني ما بحبوش بس اشربه عشان خاطر عيونك
, التفت تنظر حولها، كم كبير من الصدمات ألقاه في هدوء تام علي عقلها الصغير الذي بعث لها بعدة رسائل أنه يعجز عن فهم ما يحدث، رفعت سبابتها المرتجفة تشير له مصعوقة:.
,
, - ااانت، ابن عمي إزاي، أنا مش فاهمة حاجة
, ضحك بصوته كله علي مشهدها وهي مصعوقة تشير له بتلك الطريقة ليحرك رأسه إيجابا، كتف ذراعيه أمام صدره يلاعب حاجبيه عبثا يقول في خيلاء:
, - ايوة يا ستي أنا ابن عمو خالد اللي كنتي بتتصلي بيه تشتكيله مني، مش واخدة بالك من الشبة بينا، إسألي باباكي وهو هيقولك الحكاية كلها، المهم انتي كنتي نازلة ليه.
,
, برزت في يدها ورقة نقدية من فئة العشرين جنية، نظر للورقة في يدها متعجبا لتبرز ضحكة لم يتسطع إخفائها حين سمعها تهمس متوترة:
, - كنت رايجة اجيب شيبسي وعصير
, تصاعدت ضحكاته تملئ السيارة، خفضت ضحكاته شيئا فشئ تبقت بقايا علي شفتيه سعل في نهايتها وهو يدير محرك السيارة يتمتم مبتسما:
, - تعالي نجيب عصير وشيبسي.
,
, اوقف السيارة أمام ذلك المحل من جديد ليخبرها بأن تنتظره في السيارة وهو سيأتي بعد دقائق، جلست بمفردها صدمة ما قال تعصف برأسها بعنف توسعت حدقتيها تحاول إعادة ما قاله أمامها من جديد « ابن عمها، خطيب، زوج » العديد من الكلمات ذات الوقع الغريب والجديد علي نفسها، شهقت بعنف حين فتح باب السيارة فجاءة عاد يجلس جوارها لتتوسع عينيها في ذهول حين مد لها حقيبة كبيرة منتفخة بما تحوي نظرت للحقيبة لتعاود النظر إليه تتمتم ذاهلة:.
,
, - ايه دا كله، لا طبعا ما ينفعش اخدها
, تنهد حسام في ملل يقلب عينيه عقد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا:
, - ما هو حل من اتنين يا تاخدي الحاجة يا هتنزلي من غيرها وساعتها أنا هطلع وراكي واديكي الحاجة.
,
, مجنون هي تعرف جيدا أنه مجنون يكفي تصرفاته الغريبة التي تخيفيها تارة وتحبها تارة اخري تنهدت محتارة تلتقط منه الحقيبة، تمد يده لها بالنقود ليرفع حاجبه الأيسر ساخرا يشيح بوجهه إلي الطريق، تحرك من السيارة يقف بالقرب من منزلها، تحركت تود الهروب من قلبها الذي لا يتوقف عن الخفقان، التفتت تفتح الباب فتحته بالفعل كادت أن تنزل حين سمعته يهمس باسمها التفتت لها لينظر لها للحظات قبل أن يهمس بصوت منخفض شغوف:.
,
, - أنا بحبك!
,
, تخضبت وجنتيها بالدماء سرت قشعريرة باردة في أنحاء قلبها تلف روحها، لم تجد ما تفعله سوي أنها هرولت من خارج السيارة تحمل في يدها علبة الهدية وحقيبة المشتريات الكبيرة والعشرون جنيها، أسرعت في خطاها تشعر به يتحرك خلفها بسيارته حانت منها التفاته خاطفة نحوه حين وصلت لمدخل منزلها لتراه يبتسم يلوح لها وداعا، ابتسمت له خجلا لتهرول إلي اعلي سريعا، بينما خرجت تنهيدة طويلة حارة من بين شفتيه يعبث في خصلات شعره كمراهق طائش يختلس النظر لمعشوقته الصغيرة.
,
, هرولت سارة سريعا إلي أعلي حيث منزلها ما أن دق الباب فتح لها عمر نظر لها محتدا غاضبا للحظات ابتلعت لعابها وقلبها ينتفض هل يا تري رآها بصحبة حسام، افسح عمر لها الطريق لتدخل، دخلت ليصفع عمر الباب بعنف جعل جسدها يرتجف بعنف خاصة حين أتاها صوته الغاضب:
, - كنتي فين يا سارة، أنا نزلت اشوفك عند المحل اللي قولتي هتجيبي من عنده لما اتأخرتي كل دا ومالقتكيش، وايه كل اللي انتي مسكاه دا.
,
, التفتت لوالدها تبلع لعابها خائفة ذكري عنفه وضربه لها تجسدت أمام عينيها الآن خاصة وهي تري نظراته الغاضبة المتجهمة نحوها، التقطت أنفاسها بصعوبة تحاول إيجاد خيوط من الشجاعة الواهية لتتمسك بها:
, - أنا ممكن اقول لحضرتك اني روحت محل تاني، بس هبقي بكذب، أنا قابلت دكتور حسام تحت، شوفته صدفة و****.
,
, توسعت عيني عمر في غضب حسام لن يتوقف ذلك الفتي عن التسلل إلي حياة ابنته كلما حاول إبعاده يعود من جديد، اقترب من ابنته وقف علي بعد خطوتين منها رأي خوفها منه يصرخ جليا في حدقتيها عليه أن يهدئ صارحته سارين أنها تحب عثمان من قبل، سارة أكثر حساسية هشة أكثر من سارين بمراحل يكفي تلك الذكري السيئة بينهما لا يرغب في أن يزيد الأمر سوءا، ابتسم اجبر شفتيه علي الابتسام حتي لا تخافه، توجه إلي الأريكة يجلس عليها يسير إلي الجزء الفارغ جواره ارتجفت سارة خائفة تحتضن الأشياء في يدها وكأنها ستحميها تحركت بخطي مرتجفة تجلس بعيدة عن والدها الذي ابتسم ربت علي رأسها برفق يسألها:.
,
, - كان عايزك في إيه في حبيبتي
, هدأت دقاتها المرتجفة شيئا فشئ تحاول التقاط أنفاسها لتمد يدها بالعلبة ناحية والدها تتلعثم خائفة:
, - اداني دي وقالي هدية نجاحك، رفضت اخدها بس هو قالي أنه ابن عمي وحضرتك عارف الحكاية كلها، وكمان قالي اني أبلغ حضرتك أنه يعني هيجي لحضرتك عشان يطلب أيدي.
,
, حافظ عمر علي ابتسامته بمعجزة بينما اييضت مفاصله من شدة ضغطه علي كفه يطحن أسنانه يتوعد لذلك الاحمق، سيتصل بأخيه ويخبره بأفعال ولده المشينة، تنهد حانقا التقط العلبة من سارة يفتحها ليجد كرة من الزجاج داخله لعبتين لعريس وعروس يتحركان حين تدير المقبض كأنهم يرقصان لها قاعدة من الخشب نُحت عليه بالإنجليزية اسم حسام واسم سارة، نظر عمر للهدية حانقا كم أراد أن يدفعها ارضا لتتهشم إلي قطع صغيرة ولكن نظرة الانبهار التي لمعت في عيني ابنته منعته من فعل ذلك أعاد لها الهدية من جديد، ابتسم لايجد ما يقوله هو بالكاد يمسك زمام غضبه حين حمحمت سارة تسأله متوترة:.
,
, - هو صحيح دكتور حسام يبقي ابن عمو خالد
, شردت عيني عمر في الفراغ يحرك رأسه إيجابا شاردا تنهد يغمغم في إيجاز:
, - عمك خالد كان متجوز واحدة قبل طنط لينا مراته، وحصل بينهم مشاكل وكنا فاكرين انها سقطت الجنين بس عمك خالد عرف من قريب أنه عايش، حسام ابن عمك خالد
, شهقة مدهوشة جاءت من خلفهم مباشرة نظرا معا ليجدا تالا تقف هناك تنظر لهما في دهشة، لا تصدق ما سمعته اذنيها توا.
,
, عودة لمنزل خالد السويسي، طرقات علي باب المنزل جعلت الخادمة تتجه سريعا لتفتحه ابتسمت ما أن رأت ذلك الواقف أمام الباب افسحت له المجال تتمتم مبتسمة:
, - اهلا اهلا يا زيدان باشا.
,
, أعطاها زيدان ابتسامة جافة ليتحرك للداخل في نفس توقيت نزول خالد من أعلي، ابتسم مبتهجا ما أن رأي زيدان، سعيد لرؤيته من جديد وقلبه اعتصر ألما في لحظة خوفا من أن زيدان علم بزواج لينا اليوم، التقت عينيه بعيني زيدان يبتسم له ليتقدم الأخير منه وقف بالقرب منه ينظر له مبتسما بأعين مجهدة حزينة، قطع خالد المسافة التي تفصلهم يضم ولده بين ذراعيه يهمس له بحنو:
, - حمد لله علي السلامة.
,
, ابتسم زيدان في هدوء يبتعد عن خالد قليلا تنهد يتمتم:
, - **** يسلمك أنا قولت اجي اشوفك واسلم علي ماما قبل ما ارجع الغردقة، أنا عارف لولاك كان زماني متحول للتحقيق بسبب الغياب دا كله، بس أنا لازم ارجع وجودي هنا ما بقاش ليه لازمة، ماما فين عايز اسلم عليها.
,
, هو حقا يريده أن يرحل الآن قبل أن يتفتت الباقي من قلبه، ابتسم له متوترا يربت علي كتفه امسك بيده يأخذه معه لأعلي حيث غرفتهم، دق الباب يدخل اولا حمحم يجذب انتباهها:
, - زيدان برة وعايز يشوفك قبل ما يسافر، البسي حاجة طويلة.
,
, اشرقت عينيها وتوسعت ابتسامتها وقلبها يدق شوقا لرؤية طفلها الصغير قامت سريعا تهرول ترتدي أحد فستاينها فوق ملابس نومها التي باتت لا تبدلها تقريبا، انتهت تنظر لخالد متلهفة تحرك رأسها إيجابا سريعا، ليفسح المجال، ما إن خطي زيدان إلي الغرفة ادمعت عينيه ينظر لوالدته لتنهمر دموعها هي هرول ناحيتها لتجذب رأسه سريعا تعانقه تغمغم متلهفة مشتاقة:
, - زيدان يا حبيبي وحشتني، وحشتني أوي.
,
, حمحمة غاضبة صدرت من خالد ينظر لزيدان يرميه بنظرة نارية قاتلة، لتنظر له لينا حانقة مما يفعل، رفعت كفيها تبسطهما علي وجه زيدان تسأله بلوعة:
, - وحشتني كل دا ما تسألش عني هو أنا ما وحشتكش
, انسابت دموعه ليقبل جبينها وكف يدها يعتذر لها:
, - حقك عليا، كنت ضايع مش عارف أنا بعمل إيه
, تنهد خالد حزينا علي حالهم لينسحب من الغرفة تاركا الباب مفتوحا خلفه.
,
, بالقرب منهم وقفت سيارة معاذ وخلفها سيارة الحرس الخاصة بوالد لينا في حديقة المنزل، التفتت لينا تنظر لمعاذ تنهدت تغمغم في فتور:
, - ما كنش ليه لزوم خالص يا معاذ تيجي تاخدني من الشغل، مش عاجبك كل الحراسة دي
, ابتسمت في عشق يلتفت برأسه ناحيتها يغمغم في هيام:
, - وحشتيني يا لينا ما قدرتش ما اجيش اشوفك ٣ نقطة
, تبدلت نبرته الي أخري مرحة حين مال يفتح لها باب السيارة يقول:.
,
, - وبعدين انزلي ما تعطلنيش أنا النهاردة عريس وورايا حاجات قد كدة
, ابتسمت دون حياة في ابتسامتها، لتنزل من السيارة ودعته، تتجه لداخل البيت فتحت الباب بالمفتاح الخاص بها، لتجد فتحية تهرول إليها تحمل هاتف لينا في يدها تبتسم ابتسامة واسعة تغمغم في زهو:
, - لينا هانم الواد دقدق اللي عندنا عرف يصلحلك الموبايل مش أنا قولتلك أنه أشطر من الجن، دا كان طاير كدة طير بال200 جنية ما ردتش اديله الفلوس كلها أحسن يطمع.
,
, التقطت لينا الهاتف سريعا من فتحية تفتحه بتلهف تبحث بين المكالمات الأخيرة الواردة لها لتتنهد مرتاحة وابتسامة واسعة تشق شفتيها، حين وجدت الرقم هو توسعت ابتسامتها تنظر لفتحية بفرحة تتمتم:
, - خلي الباقي عشانك يا فتحية
, قالتها لتهرول سريعا ناحية مكتب والدها دقت الباب لتسمع صوته يأذن لها بالدخول، ولجت للداخل تمسك الهاتف في يدها اقتربت من مكتب والدها تغمغم سريعا بتلهف:.
,
, - بابا أنت عارف إن جاسر بيدور علي سهيلة صح
, حرك خالد رأسه إيجابا في هدوء اعتدل يميل بجسده قليلا ناحية سطح مكتبه يطرق بسن قلمه علي سطح المكتب يردف:
, - ايوة عارف رشيد حكالي الموضوع كله، وأنا مش ساكت بس لسه لحد دلوقتي ما فيش أثر ليها، وخصوصا أنها وقفت في موقف عربيات وقطارات كمان، يعني الوضع صعب
, حركت لينا رأسها إيجابا سريعا تمد هاتفها ناحية والدها تغمغم سريعا بتلهف:.
,
, - ايوة عارفة، سهيلة كانت اتصلت بيا بعد ما هربت من الرقم دا، حضرتك تقدر تعرف فين الرقم دا مش كدة
, التقط الهاتف من يدها ينظر لذلك الرقم ليلتقط ورقة وقلم يدونه علي الورقة أمامه رفع وجهه لابنته يتمتم مبتسما:
, - سهلة دي، اديني ساعتين واجبلك تاريخ حياة الرقم.
,
, ضحكت بخفة لتأخذ الهاتف من والدها تشكره مبتسمة التفتت لتغادر لتسمعه ينادي باسمها عادت تنظر إليه مرة أخري لتري في عينيه نظرة حنان ممتزجة برجاء حين همس يخبرها:
, - لينا فكري تاني يا بنتي، بلاش عِند وخلاص، أنا مش عايزك تندمي بعد كدة.
,
, احتفظت بابتسامة صغيرة علي شفتيها حركت رأسها إيجابا تنظر لوالدها في هدوء، تحركت للخارج، تأخذ طريقها لأعلي، في تلك الأوقات كان زيدان خرج من غرفة والدته مبتسما كم كان في أشد حالاته شوقا إليها قربها منه يعيد إنعاش روحه من جديد، يشعره بأنه ذلك الطفل الصغير المدلل، اخذ طريقه إلي أسفل حان وقت الرحيل، هو يتجه لأسفل وهي تصعد لأعلي تقابلت نظراتهم فجاءة كل منهم ينظر للآخر يجذبه إليه وينفر منه في الوقت ذاته، تسارعت دقات قلبه بينما علت أنفاسها، جف لعابها تنظر له دون كلام لتتذكر في تلك اللحظات تلك الصور التي كان تُرسل لها طوال الفترة الماضية الشقراء تلازمه فئ كل مكان، يبدو أنه سريع الاستبدال، قلبه يتداوي سريعا، شدت علي أسنانها تتحرك لأعلي وقفت بالقرب منه ترسم إبتسامة باهتة علي شفتيها تغمغم ساخرة:.
,
, - واضح أنك بتحب الأشقر اوي
, قالت لتفلت منها ضحكة ساخرة تتألم تحركت لتصعد لتشعر به يقبض علي رسغ يدها توسعت عينيها في ذهول حين جذبها لتعود إليه تنظر له في ذهول ودقاتها تتصارع حرفيا حين التوت شفتيه بابتسامة قاسية سلط زرقاء عينيه علي بندق عينيها ذو اللون البني الغامق وسمعت صوته يتمتم:
, - طول عمري بحب البندق البُني!
,
, ومن ثم ترك يدها وتركها وغادر ينزل إلي أسفل بخفة كفهد يهرب من الصياد، ابتسمت ساخرة تنظر في أثره بمن يخدع بكلماته تلك، وهي قد رأت الحقيقة كاملة.
,
, انها الثالثة ظهرا موعد انتهاء درسها، خرجت منه تحتضن حقيبتها الصغيرة تبتسم في إشراق ستقابله اليوم، اليوم هو يوم مقابلتهم الخاص، صحيح أنها كذبت علي والدتها واخبرتها أن المدرس سيُجري امتحان لهم بعد الدرس وأنها ستنتهي في الرابعة ولكن لما فعلت ذلك هي فقط تريد أن تراه، تحركت خارج المركز تبحث عنه بعينيها لمحته يقف بعيدا يبتسم تلك الابتسامة التي أسرت قلبها الصغير البرئ، تحركت ناحيته بخطي سريعة تنظر حولها متوترة خوفا من أن يراهم أحد، إلي أن وصلت إليه وقفت أمامه تبتسم كطفلة بريئة لا يصور لها عقلها الصغير العاشق اي نوايا دنيئة يحملها ذلك الرجل تجاهها ارتجف قلبها حين سمعته يهمس في عشق:.
,
, - وحشتيني يا صبا وحشتيني اوي
, نيران من الخجل ألهبت وجنتيها نظرت لأسفل تحرك رأسها إيجابا بخفة تهمس بصوت خفيض خجول:
, - وأنت كمان يا مراد
, انتفضت حين شعرت بيده تمسك بكف يدها نظرت له سريعا في توتر ليبتسم رفع كتفيه لأعلي يغمغم في مرح باهت:
, - ايه يا بنتي مالك ما تخافيش مش هاكلك، تعالي معايا ما ينفعش نقف في الشارع كدة.
,
, بالرغم من أن شروق والدتها حذرتها مرارا وتكرارا مع الرحيل مع الغرباء إلا أن البلهاء انصاعت وراء قلبها الأحمق وتحركت تمشي بصحبة ذلك الحمل البرئي ذو الانياب المدنسة، تنظر حولها كل لحظة وأخري خوفا من ان يراها أحد ويخبر والدها او أخيها، قطبت جبينها متعجبة حين رأت مراد يصطحبها الي مدخل أحدي العمارات القديمة، وقفت عن الحركة تقطب جبينها قلقة خائفة لينظر لها في براءة متعجبا رمش بعينيه يسألها:.
,
, - في أيه يا صبا وقفتي ليه
, ابتلعت لعابها في ارتباك تنظر له قلقة تهمس بخفوت خائف:
, - هو احنا رايحين فين
, ضحك مراد في مرح يحاول تبديد خوفها حرك يديه بحركة مسرحية درامية يتمتم في مرح:
, - يعني بذمتك بلدكوا مفتحة علي بعض، لو روحنا قعدنا في حتة اكيد حد هيعرف، حتي لو اتمشينا في الشوارع بردوا هيعرفوكي، ما تخافيش أنا ما باكلش البنات الصغيرين
, ارتسم الحزن جليا علي قسمات وجهه ينظر لها حزينا يائسا:.
,
, - وبعدين يا صبا انتي مش واثقة فيا، أنتي بس وحشاني اوي وعايز أقعد اتكلم معاكي ونمشي علي طول، لو مش واثقة فيا يا صبا خلاص، يبقي بتنهي علاقتنا، وأنا مش همنعك، يلا روحي عشان ما تتأخريش.
,
, وقفت في حيرة للحظات لا تعلم ما تفعل، لا يمكنها إنهاء علاقتها به هي تحيه بقلبها الساذج تنهدت تبعد الافكال السيئة عن رأسها مراد لن يؤذيها بالطبع، اقتربت منه تبتسم متوترة تحرك رأسها إيجابا ليبتسم لها في ولة، امسك بيدها يصعد بها إلي الشقة التي استأجرها في الطابق الثاني، ادخلها اولا وهو بعدها ينظر حوله جيدا خوفا من أن يراهم أحد.
,
, دخل يوصد الباب بالمفتاح، ليراها تقف في منتصف الصالة الصغيرة تبتسم مرتبكة سمعت صوته يهتف من خلفها بمرح:
, - ايه رأيك في الشقة، تعالي اقعدي واقفة ليه
, ابتسمت مرتبكة تحرك رأسها إيجابا لتتقدم منه جلست علي الاريكة بعيدة عنه ليقم هو من مكانه اعطاها كوب عصير ليجلس علي الأريكة المقابلة لها يغمغم ضاحكا:
, - أنا قاعد بعيد اهو، عشان ما تفتكرنيش هاكلك ولا حاجة، اشربي يا حبيبتي العصير.
,
, ابتسمت خجلة علي كلمة حبيبتى لترفع الكوب لفمها، ترتشف منه وهو بدأ يتحدث معها يضحك عاليا يسألها عن ما مضي في فترة غيابه، وهي انسجمت معه في الحديث ونسيت خوفها، لتشعر فجاءة بدوار عنيف يجتاح رأسها، بدأت الدنيا تلتف بعنف، والرؤية تهتز أمام عينيها، لتلمح ابتسامة مراد التي تبدلت بأخري مخيفة يتحرك من مكانه يقترب منها ببطئ، يبدو أن أحدهم تأخر كثيرا او ربما ضل الطريق؟!

الثامن والثمانون


يبدو أن أحدهم تأخر كثيرا أو ربما ضل الطريق وربما لم يفعل وهو فقط ينتظر اللحظة المناسبة كالليث يتربص بفريسته الحمقاء فريسة ظنت نفسها ذكية لتلاعب أسدي عائلة الشريف٣ نقطة
,
, عصف دوار حاد برأس الصغيرة صبا، تشعر بجسدها يرتخي وكأن جسدها نائم تماما يغرق في ثبات عميق وعقلها فقط هو المستيقظ حتي صحتوه مشوشة ثقيلة عينيها زائعة لسانها ثقيل كأنه جبل من حجارة، سقط الكوب من يدها أرضا ليتهشم الي بقايا وينكسب منه ما بقي من العصير، لتسمع في تلك اللحظة صوت ضحكات مراد العالية، ضحكات مخيفة شرسة وكأنها قادمة من جوف الجحيم الأسود، وجهت مقلتيها إليه بصعوبة بالغة لتراه يقف هناك علي الناحية الاخري من الطاولة ينظر لها يعقد ذراعيه امام صدره يتأملها، يميل برأسه قليلا لليمين يخترزها بعينيه، ابتسامة سوداء قاتمة تعلو جانب ثغره، سمعته يتأتأ ليردف بعدها بنبرة سوداء ساخرة:.
,
, - تؤتؤتؤ، هي ماما ما قالتكيش ما تشربيش حاجة من ايد حد غريب، طب ماما ما قالتلكيش اوعي يا صبا حد يضحك عليكي ويقولك تعالي اوديكي لماما وتروحي معاه.
,
, ختم كلامه بضحكة عالية مجلجلة، بعثت فيها رجفة سقيع خائفة كعصفور ينظر لقط شرس ذو أنياب يتلاعب بها يمينا ويسارا، بالكاد خرج صوتها الضعيف من بين شفتيها:
, - اااا، ااانت، بتعمل كدة ليه، أنت، بتحبني٣ نقطة
,
, لم تزده كلماتها إلا ضحكا وكأنها تخبره بطرفة ظريفة قديمة مضحكة للغاية، هدأت ضحكاته لتبقي ابتسامة واسعة تسحق شفتيه تظهر أنيابه الغاصبة، مال بجزعه العلوي ناحيتها يستند بكفيه علي سطح الطاولة قتمت عينيه يتمتم ساخرا:
, - أنا بحبك، يا حرام، انتي عارفة ايه مشكلتك يا صبا أنك طيبة اوي وبريئة اوي وساذجة أوي اوي، انتي عيلة في أولي ثانوي يا صبا، ايه اللي ممكن يكون يشد أي حد ليكي، غير عبطك يا صبا.
,
, ازدادت قطرات دموعها شيئا فشئ مع كلمة سامة تخرج من بين شفتيه إلي أن كسح طوفان دموعها وجهها، تبكي دون تنظر له فزعة مذعورة كارهة ليس هذا هو مراد الذي عرفته واحبته بقلبها الساذج البرئ كما قال، بل شيطان تلبسه، ارتجف قلبها فزعا، خاصة حين لمعت عينيها يكمل بنبرة سوداء قاسية:.
,
, - أما بقي أنا عايز منك إيه، عايزك تبقي الشوكة اللي هغرزها في ضهر جاسر، عشان يفضل صباعه تحت ضرسي، يمشي مكسور مذلول ما يقدرش يرفع وشه فيا، والا هفضحه٣ نقطة
,
, تسارعت دقات قلبها تنظر له فزعة مذعورة ارتجف جسدها يرتعش بلا توقف ارتجفت شفتيها اضطربت عينيها، هي فقط جملة صغيرة التي خرجت من بين شفتيها المرتجفة:
, - دا صاحبك!
,
, جملة صغيرة كانت كفتيل نار أشعل غضبه قتمت عينيه زيادة، حتي باتت سوداء كاليل مخيفة اعتدل واقفا ينظر لها بشراسة عروقه تنفر بعنف، يصرخ بغضب أعمي يخرج كل ما في قلبه الأسود من كره وحقد:.
,
, - صاحبي، هو احسن طول عمره أحسن في الدراسة في حياته في كل حاااااجة، هو عند أهل يحبوه ويخافوا عليه وأنا لاء، آخر مرة شوفت فيها أبويا وامي كنت عيل صغير عندي اربع سنين وبعدها رموني كأني كيس زبالة مش عيزينه في حياتهم، هو معاه فلوس فلوس كتير، وأنا شحات فقير، زيه زي كلب السكك بيلقط فلوس من هنا وهنا، هو خد كل حاجة حلوة في الدنيا، وأنا ادتني الدنيا علي وشي من وأنا عيل صغير، عيل مالوش ذنب في اي حاجة، هو مش احسن مني أنا أحسن منه، جه الوقت اللي اعيش مذلول مكسور وانتي يا صبا، سهلتي دا سهيلته اوي.
,
, ختم كلامه بابتسامة واسعة قاتمة يقترب منها خطوة وأخري، تصلب جسده علي بعد خطوة واحدة منها حين سمع صوت يأتي من خلفه مباشرة يتمتم في هدوء ساخر:
, - ما كنتش أعرف أنك بتحبني أوي كدة يا صاحبي.
,
, توسعت عيني مراد علي اخرهما في ذهول ممتزج بصدمة التفت خلفه سريعا ليجد جاسر يقف داخل المنزل، كيف ومتي، كيف علم ومن أوصله لطريقه، صدمة عنيفة زعزعت كيانه الشيطاني الأسود، ابتسم جاسر في هدوء ساخر يدس يديه في جيبي سرواله يبتعد بانظاره تماما عن صبا حتي لا يذهب ويقتلها في تلك اللحظة هو في اوج حالاته غضبا منها، ركز مقلتيه علي عيني مراد القاسية الحمراء يتمتم في تهكم:.
,
, - طول عمري بعتبرك صاحب عمري ودراعي اليمين، طول عمري شايفك اخويا اللي برمي عنده كل أسراري، عشان اكتشف في الاخر أن صاحبي هو اللي بيطعني في ضهري، أنا اذيتك في ايه يا مراد، عملتلك ايه مخليك بتكرهني الكره دا كله، وبلاش أسطوانة إنت احسن مني، أنا طول عمري بعاملك علي أنك اخويا، عمري ما قليت ابدا، ليه يا مراد، ليه الكره دا.
,
, تهدجت أنفاس مراد بعنف صدره يعلو ويهبط بسرعة قاسية ينظر لجاسر مكروه ممتزج بحقد قاسي، ليصيح بشراسة:
, - عشان أنت أحسن، احسن في كل حاجة وأنا ما بحبش حد يبقي احسن مني، اللي عندك دا لازم يبقي بتاعي، أنا اللي لازم ابقي أحسن، أنا اللي لازم ابقي معايا فلوس كتير مش أنت، أنا اللي لازم الناس تحبني مش أنت، حتي المطعم لازم يبقي بتاعي أنا هخليه أحسن مطعم في الدنيا بس وهو ملكي٣ نقطة
,
, نظر جاسر لصديق شبابه سنوات وهما معا يشاركه كل تفاصيل حياته، ضحكات لم تعرفه الشفتين بقدر ما عرفها القلب، مر أمام عينيه لقطات كثيرة من مواقف حياتهم معا، صديق عمره ما هو الا خائن كبير يسعي لتدمير حياته، جرح غائر في قلبه، يفتت روحه..
, رسم ابتسامة ساخرة متهكمة علي شفتيه يتمتم بقسوة:
, - ورغم كل اللي حاولت تعمله عشان تدمرني الا أنك فشلت عارف ليه يا مراد، عشان أنا أحسن منك وهفضل دايما أحسن منك.
,
, اشتعلت عيني مراد كره مخيف ينظر لجاسر حاقدا ليخرج ماديته من جيبه اندفع ناحية جاسر يصرخ كارها:
, - هقتلك يا جاسر.
,
, انحني جاسر سريعا يتفادي مادية مراد ليصدمه في ساقه بعنف سقط مراد أرضا يصرخ بشراسة متألما، يحاول الأنقاض علي جاسر من جديد دارت معركة عنيفة بين صديقين كانا يوما اعز صديقين وصبا تجلس مكانها لا تقدر علي الإتيان بحركة واحدة فقط تبكي من الذعر، شهقت بعنف حين سمعت صوت صافرة سيارات الشرطة، وقبل أن تعي ما يحدث شعرت بأحدهم يحملها سريعا بين ذراعيه، نظرت له مذعورة لتجده غيث!
,
, ينظر لها في هدوء قاتل، حملها غيث يتجه بها لداخل الشقة توجه بها ناحية المطبخ، ذلك الباب المفتوح الذي يؤدي إلي سلم الخدم القديم وضعها هناك واغلق الباب عليهم وهما في الخارج نظرت له مذعورة خائفة علي أخيها بينما ابتسم هو في قتامة، رفع سبابته أمام شفتيه:
, - هششش
, همس بها ليتركها وينزل الي أسفل سريعا راكضا، نزل يلتف حول العمارة يصعد سلمها يدق علي باب شقة مراد يصيح مذعورا:.
,
, - افتح يا مراد، جاسر أنت سامعني، جاسر أنت كويس
, لحظات وبدأت خطوات عنيفة تصعد إلي السلم بعنف وقف الضابط أمام غيث المذعور ليصيح غيث سريعا يتوسله:
, - ارجوك يا حضرة الضابط بسرعة الحقه هيموت جاسر.
,
, اكسروا الباب، صاح بها الضابط بحدة الي العساكر الواقفة خلفه، ليندفعوا سريعا يصدمون باب الشقة بعنف الي أن انفتح علي مصرعيه في ظل المعركة الطاحنة التي تدور بالداخل، جرح مراد جاسر في صدره جرح ليس بهين، اندفع العساكر ناحية مراد الذي يمسك بالمادية الغارقة بالدماء يصرخ كالمجنون:
, - هقتلك يا جاسر هموتك، اوعوا ابعدوا عني٣ نقطة
,
, تكالب العساكر علي مراد يقيدون حركته يجذوبه للخارج وهو يصرخ بشراسة مجنون:
, - مش هسيبك يا جاسر، هقتلك لو آخر يوم في عمري هموتك.
,
, اندفع غيث ناحية جاسر يصيح فيه بلوعة:
, - أنت كويس يا جاسر.
,
, انخفض صوته إلي أن بات همسا ينظر لجاسر حانقا يهمس له:
, - مش قولتلك تاخد بالك
, ابتسم جاسر متألما يحاول أن يلمس جرح صدره النازف، اقترب الضابط منهم يردف في عملية:
, - حمد لله علي سلامتك يا جاسر
, ابتسم جاسر في ألم يحرك رأسه إيجابا مد يده يصافح الضابط يتمتم ممتنا:
, - متشكر لحضرتك لولا انكوا لحقتوني كان زمانه قتلني.
,
, ابتسم الضابط يحرك رأسه إيجابا يتمتم في هدوء:
, - الحمد لله، وبعدين ما تشكرنيش أنا، اشكر جاسم باشا الشريف، واضح أن أستاذ غيث تواصل معاه وهو كلمني يبلغني.
,
, عقد جاسر جبينه في جهل أجاد تزييفه جيدا يسأل الضابط متعجبا:
, - هو حضرتك تعرف جاسم الشريف منين.
,
, ضحك الضابط في خفة يرفع يده يمرر يده في خصلات شعره الاشيب يتمتم مبتسما:
, - تلميذه، أنا أعرف جدك من زمان، من أيام ما كنت في الكلية وكان بيساعدني جدا في دراسة القانون تحديدا، صحيح أنا ما عرفتكش بنفسي، أنا حاتم عدنان!، حمد لله علي سلامتك، بس لازم تتفضل معانا عشان نقفل المحضر في القسم، دا شروع في قتل.
,
, حرك جاسر رأسه إيجابا في هدوء، ينظر لغيث نظرات ذات مغزي، ليحرك الأخير رأسه إيجابا نظر للضابط يبتسم يتمتم في حرج:
, - معلش اعذروني أنا هدخل الحمام خمس دقايق وهحصلكوا.
,
, تحرك جاسر بصحبة الضابط لأسفل، ليندفع غيث إلي الخارج، ناحية باب المطبخ المغلق، فتحه ليجد صبا قد فقدت وعيها تماما تستند برأسها إلي الحائط خلفها ترتجف بعنف، تنهد حانقا منها ومشفقا عليها، ليحملها بين ذراعيه إلي الداخل وضعها في أحدي غرف النوم يغلق عليها الباب من الخارج، ليخرج من الشقة يغلقها بالقفل من الخارج، وينزل سريعا خلفهم، جلس في سيارة جاسر خلف المقود يبتسم في هدوء خبيث أدار محرك السيارة يتوجهان لقسم الشرطة.
,
, Flash back
, - انتي طالق، طالق، امشي اطلعي برة للشوارع اللي جيتي منها برررررررة.
,
, نظرت لهم جميعا تحاول أن تتوسلهم، رأي الاشمئزاز والقرف في وجوه الجميع، تحركت خطوتين للامام لتغادر، لتسقط أرضا فاقدة للوعي فجاءة نظر جاسر لها باشمئزاز ممتزج بقرف، يصيح في الخدم:
, - يا آمين يا حسين٣ نقطة
,
, تحرك رشيد في تلك اللحظات انحني علي ركبتيه جوار تلك المقاة أرضا، يتفقد نبضها ينظر داخل حدقتيها المغلقة، حين سمع صوت جاسر يصيح ساخرا:
, - ايه يا بابا أنت صدقتها ولا إيه دي بتمثل، أنا هجيب الغفر يرميوها برة.
,
, رفع رشيد وجهه ينظر لجاسر للحظات تنهد حائرا ضميره المنهي لن يسمح له ابدا هب واقفا يتمتم بنبرة حادة قاطعة:
, - بس هي مغمي عليها فعلا، ومش هتخرج من بيتي وهي بالمنظر دا، سنية جملات، شيلوها طلعوها أوضة الضيوف.
,
, شهقت شروق بعنف تضرب بيدها علي صدرها تصيح مذهولة:
, - بعد كل اللي عملته يا رشيد هتسيبها في بيتك.
,
, ضرب رشيد الارض بعصاه التي تخص والده قبلا بعنف يهدر في حدة:
, - وهجبلها دكتورة الوحدة كمان، مش رشيد الشريف اللي يسيب واحدة ست حامل تخرج من بيته في انصاص الليالي وكمان في حالتها دي، طلعوها يلا.
,
, اضطرت الخادمات صاغرات اطاعة اوامر سيد البيت، تحركن يحملن شاهيناز تنظر كل واحد منهن إليها يقرف واشمئزاز شديد، تحركن يضعنها إلي غرفة الضيوف، ليغيب رشيد بعض الوقت عاد ومعه طبيبة، تحرك بها لأعلي يرشدها لغرفة شاهيناز، وقف هو خارجا، تقدم جاسر منه يصرخ كالليث غاضب:
, - بعد كل اللي عملتوه رايح تجبلها دكتورة، اللي في بطنها دا مش ابني اصلا.
,
, نظر رشيد لولده في هدوء تام ابتسم يغمغم في رفق:
, - واللي في بطنها دا روح مالهاش ذنب في اي حاجة، حرام نسيبها تموت.
,
, اشتعلت أنفاس جاسر يحاول السيطرة علي زمام غضبه القاتل قبل أن يذهب ويخنقها بين يديه، لحظات وخرجت الطبيبة من الغرفة نظرت لرشيد تعدل من وضع نظارتها الطيبة فوق عينيها حمحت تتمتم في هدوء:
, - دكتور رشيد حالة المدام اللي جوا غير مطمئنة بالمرة يستحسن ليها الراحة التامة، وتنام علي ضهرها وما تقومش بأي حركة عنيفة غير كدة أنا مش مسؤولة عن اللي هيحصل للجنين، دي ادوية ومثبتات من الافضل تمشي عليها.
,
, شكر رشيد الطبيبة واعطاها نقودها يعطي ورقة الدواء إلي احد غفرائه ليحضرها، نظر جاسر لوالده في حنق، ليندفع ناحية الغرفة التي بها شاهيناز رآها وهي ممدة العرق يغطي وجهها الشاحب شفتيها ترتجف، رأي ضعف قاسي يأكل مقلتيها، اقترب منها يدني بوجهه ناحية يهمس لها بشراسة:
, - فين العقد، عقد المطعم اللي خلتيني امضي عليه وأنا مش حاسس بالدنيا انطقي والا **** هطلع روحك في ايدي.
,
, ارتجفت حدقتيها تحرك رأسها ايطاليا بهلع مذعورة بالكاد همست له بنبرة مرتجفة:
, - في الدولاب تحت هدومي.
,
, تركها جاسر وخرج من الغرفة اندفع الي غرفتها يخرج ملابسها من الدولاب يلقيها أرضا، إلي أن وجد ضالته فتح الورقة ينظر لتوقيعه الذي خطه وهو غائب العقل أثر سحرها عليه، ليخرج قداحة من جيبه يشعل الورقة لتتحول لرماد في لحظات٣ نقطة
, تهاوي علي أحد المقاعد يخفي وجهه بين كفيه يتنفس بعنف قلبه ينتفض شوقا وغضبا، لحظات وسمع صوت يتمتم في هدوء:
, - هو عاش يا صاحبي وكل حاجة بس احنا لسه عندنا مصيبة أكبر.
,
, رفع جاسر وجهه ليجد غيث أمامه يبتسم، اقترب غيث منه، يجذبه من يده يخرج به من الغرفة دخل به إلي غرفة الأخير عقد جاسر جبينه قلقا ينظر لغيث تنهد يردف حائرا:
, - في أيه يا غيث مصيبة ايه قلقتني.
,
, اغمض غيث عينيه للحظات يتمني فقط أن يمر الأمر بخير حين يخبر جاسر بما لديه من معلومات، اقترب يقف جواره ربت علي كتفه يهمس متوترا:
, - هقولك بس توعدني أنك مش هنعمل اي تصرف يأذي صبا، أنا بس محتاج مساعدتك، عشان انفذ اللي في دماغي.
,
, انتفض قلب جاسر خوفا حين سمع اسم شقيقته وكلمة مصيبة لا تزال عالقة في رأسه ابتلع لعابه بصعوبة بالغة يحرك رأسه إيجابا في سرعة، ليقص عليه غيث الحكاية من البداية، منذ أن سمع صبا مصادفة وهي تحادث مراد وسبب قدومه لهنا، والمكالمة الأخيرة التي دارت بينهما، وغضب جاسر يزداد مع كل كلمة تخرج من بين شفتي غيث، عينيه تشتعل تقدح شررا كالنار، تلتهب، نفر عرق صدغه ينفر يعنف عروقه تصرخ من الغضب دمائه تفور، لا يفكر في تلك اللحظة سوي في القتل، شد علي أسنانه بعنف يصيح غاضبا:.
,
, - أنا هقتلها!
,
, تحرك يخرج من الغرفة ليقف غيث في وجهة يمنعه من الحركة، دفعه في صدره بعنف ليرتد جاسر إلي الوراء ينظر لغيث غاضبا، تقدم غيث يهمس له محتدا:
, - ما تزعقش، وأنا مش بقولك عشان تقولي اقتلها، صبا صغيرة وساذجة أنت أكتر واحد عارف اختك، أنا بس عايزك تساعدني.
,
, ابتعد جاسر عن غيث يتجه إلي نهاية الغرفة عند الشرفة تحديدا وقف كور قبضته يضرب بها سور الشرفة بعنف، اقترب غيث منه يقف جواره ليجد دمعات حارقة تمردت تهطل من عيني جاسر وقف للحظات يشعر بالشفقة عليه قبل أن يسمع جاسر يهمس بصوت حزين يتألم:
, - أنا ما اذيتوش عمري ما اذيته، بالعكس دا.
,
, صاحب عمري كنت دايما بعتبره اخويا وسندني وسري، بس واضح إني كنت أعمي ما بشوفش، يطلع جواه كل الكره دا ناحيتي، وربي لدفعه التمن غالي.
,
, ابتسم غيث في هدوء مخيف يقف جوار جاسر مباشرة وضع يده علي كتفه يتمتم في خبث:
, - وأنا هساعدك، مراد ذكي لحد دلوقتي ما فيش في ايدينا دليل نمسكه عليه، ولو فكرت تثبت أن اللي في بطن شاهيناز دا مش ابنك، هتبقي فضيحة كبيرة للعيلة، ولو اتجهت للحل التقليدي بتاع الأفلام أنك تعذبه او تضربه، دا هيزيد من شره أكتر، هيدور علي اي طريق يأذيك بيه، الحل الامثل أننا نرميه بعيد خلف القضبان.
,
, ارتسمت ابتسامة باردة ساخرة علي شفتي جاسر التفت بوجه لغيث ينظر لعينيه الماكرة للحظات قبل أن يتمتم متهكما:
, - بتهمة ايه بقي أن اللي في بطن شاهيناز ابنه ولا أنه بيستدرج اختي من ورانا.
,
, حرك غيث رأسه نفيا في هدوء تام، اقترب برأسه من جاسر يغمغم جوار أذنه بخبث مخيف:
, - شروع في قتلك!
, عقد جاسر جبينه متعجبا من تلك الجملة الغريبة التي نطقها غيث توا، يسأله في حذر:
, - مش فاهم.
,
, توسعت ابتسامة غيث يعقد ساعديه امام صدره يتمتم في لؤم:
, - أنا هفهمك احنا هنمشي خطة مراد زي ما هو راسمها بالظبط، أنا عرفت عنوان الشقة اللي هو مأجرها وعرفت أن العمارة ليها سلم خدامين قديم ما حدش بيستخدمه خالص، هو هيروح يجيب صبا واحنا هنكون في انتظاره، هوووب، تخرج أنت، أنا عايزك تستفزه لحد ما تضربوا بعض بس خد بالك ليعورك، والباقي علي جاسم الشريف.
,
, حرك جاسر رأسه نفيا يقطب جبينه متعجبا من تلك الخطة الغريبة يهمس محتدا:
, - أنا مش فاهم حاجة، ومش هضحي بأختي، وايه علاقة جدي بالموضوع أنا مش فاهم.
,
, تنهد غيث حانقا من عناد جاسر ليقترب منه فك يديه يمسك بهما ذراعي جاسر يهمس له محتدا:.
,
, - صبا هي الطعم اللي هتجيب مراد، أنا عمري ما هضحي بيها أنا نازل عشانها، أنا هبقي وراهم لحد ما يوصلوا، صبا لازم تفوق وواحد في نرجسية وغرور مراد، هيتفاخر جدا بانتصاره علي الكل، مجرد ما يدخلوا أنت هتخرج وهتستفزه، لحد ما تخليه يضربك، في الوقت دا جدي جاسم هيكلم تلميذ قديم ليه اسمه حاتم عدنان اللي سمعته أنه كان في القاهرة واتنقل من حوالي يومين ومن حظنا حقيقي أنه اتنقل في الوقت دا، جدي جاسم هيبلغه أن في شروع في قتل لواحد من أحفاده، حد بيحاول يتهجم عليه ويقتله، هتيجي الشرطة وأنا هاخد صبا اخرج بيها من الشقة عشان ما تظهرش في الصورة، وبكدة نكون ضربنا عصافير كتير بحجر واحد، إيه رأيك.
,
, Back
, صحيح أنه قضي ساعات طويلة في إقناع جاسر بالموافقة علي دخول صبا في خطتهم الا أنه وافق اخيرا علي مضض، نظر بجانب عينيه الي جاسر الجالس جواره يبدو شاردا، عينيه قد قتمت انطفئت تماما، توجهوا اخيرا الي قسم الشرطة، الي داخل غرفة الشرطي توجهوا جلس جاسر وغيث علي المقاعد جوار مكتب الضابط، وكانت اقوال جاسر كالتالي.
,
, « كنت خارج أنا وغيث لما جالي تليفون من مراد بيطلب مني اني اروحله الشقة دي عشان في حاجة مهمة عايزني فيها، لما وصلت غيث كان مستنيني تحت وأنا طلعت مجرد ما دخلت لقيت مراد بيتهجم عليا بمطوة وعايز يقتلني، والحمد لله أن غيث سمع صوتي واتصل بيكوا.
,
, حرك غيث رأسه إيجابا يؤكد كل كلمة قالها جاسر، امسك حاتم هاتف مراد ليجد بالفعل مكالمة صادرة منه لهاتف جاسر لعدة ثواني قليلة، توسعت ابتسامة غيث الواثقة الخبيثة من الرائع أن تكن عبقري في التكنولوجيا شكرا لك حقا يا أدهم، خرج جاسر وغيث من القسم بعد أن تم حبس مراد أربعة ايام علي ذمة التحقيق ويراعي التجديد له في الميعاد.
,
, حين خرج جاسر وجد مراد يقف هناك تقيد يديه اصفاد الشرطة، رغم النغزة القوية التي اقتحمت صدر جاسر وهو ينظر لحالة صديقه المزرية، الا أن شعور الخيانة كان أصعب من أن يغفر له ما فعل، اقترب جاسر من مراد وقف أمامه بضع لحظات صامتا ينظر لعينيه مباشرة قبل أن ترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتي جاسر مال برأسه ناحية مراد يهمس له بنبرة ساخرة:
, - أنا أحسن.
,
, توحشت عيني مراد في كره صاح بشراسة يحاول الانقضاض علي جاسر ليسرع العساكر بالامساك به بينما هو يصيح :
, - هقتلك يا جاسر، هقتلك.
,
, في الطريق وقف جاسر ومراد أمام أحدي الصيدليات ليضمد جاسر جرح صدره، ليأخذوا الطريق سريعا إلي الشقة المغلقة حيث تركوا صبا هناك فاقدة الوعي لا تشعر بشئ مما يحدث.
,
, في فيلا خالد السويسي تحديدا في غرفة ابنته وقفت أمام مرأه غرفتها الكبيرة، مرأة طويلة تظهر لها قوامها كاملا، رفعت رأسها قليلا تنظر لصورتها الجديدة امراءة حرة رغبت في التخلص من جميع القيود حتي قيد الحب لم تعد ترغب فيه، هي الآن سعيدة عليها أن تظل تكرر تلك الكلمة مرارا وتكرارا حتي تنتقع هي الآن سعيدة ستصبح سعيدة بصحبة معاذ.
,
, الذي سيأتي بعد قليل بصحبة المأذون كي تصبح زوجة له، معاذ يحبها أكثر مما تتخيل، نقطة البداية دائما عنده كما هي النهاية، شط الأمان بعد أن كادت تغرق، معاذ دائما جوارها يساندها يستمع إليها دون كلل أو ملل كأنها معزوفة خاصة لفنان عالمي قام بتلحينها له هو فقط، علي من تكذب، هي لا تري معاذ ابدا، وجه زيدان معاها دائما، ضحكات معاذ تتبدل بضحكاته، يحيطها من الجوانب حتي دون أن يكن حاضرا يلفها بالكامل، يتغلل كيانها، تهدجت أنفاسها تنظر لفستانها الأسود اللامع يحتضن جسدها برقة كما كان يفعل هو، تتذكر حتي أحضانه لم تنساها أبدا، اغمضت عينيها بقوة تحرك رأسها نفيا بعنف حين فتحت عينيها أبصرت وجه والدتها القلق أمامها مباشرة، تسألها متلهفة:.
,
, - لينا انتي كويسة يا حبيبتي.
,
, أخذت انفاسها بصعوبة بالغة تؤمأ برأسها إيجابا، وقفت لينا أمامها تحتضن وجهها بين كفيه تنظر لعيني ابنتها الشبيهة كثيرا بعيني والدها تسألها قلقة:
, - أنتي متأكدة يا لينا من اللي هتعمليه دا.
,
, ابتسمت الأخيرة ببساطة تحرك رأسها إيجابا في هدوء، تنفي إعادة التفكير في قرارها من جديد، هو ذهب لاخري وهي لن تقف تبكي علي الأطلال، احتضنها والدتها بقوة لتسمع نبرتها الباكية وهي تهمس لها:
, - يارب تكوني فعلا عارفة انتي بتعملي ايه في نفسك، يا رب يبقي فعلا يستاهلك.
,
, ابتعدت والدتها عنها بعد لحظات تربت علي وجنتها برفق تحاول أن تبتسم تهمس لها:
, - هسيبك تكملي لبسك.
,
, تركتها وخرجت من الغرفة لتصطدم في ذلك الواقف أمامها مباشرة يرتدي حلة سوداء بقميص يماثلها سوادا رفعت وجهها له تنظر لوجهه للحظات استطاعت أن تري القلق والألم في عينيه، هو أيضا خائف قلق علي ابنته من اختيارها رغم أن ما حصل عليه من معلومات تؤكد بأنه شاب عادي حياته خالية من المخاطر، مستقيم ذو خلق عالية!، نظر للحظات لعيني زوجته لتتهرب هي بعينيها بعيدا حتي لا تفضحها نظرات الشوق، ليبتسم هو شبح ابتسامة صغيرة، تركته هي سريعا وغادرت لينزل الي مكتبه بالأسفل، ارتمي بجسده علي أقرب أريكة، يتنهد في ارتياح بعض الشئ يحمد **** أن زيدان سافر اليوم، اخرج هاتفه يحادث حسام، يطمئن عليه، لحظات وسمع صوت حسام يتمتم في هدوء:.
,
, - ازاي حضرتك يا بابا
, ضحك خالد ساخرا يمسح علي شعره بكف يده الحرة يتمتم متهكما:
, - من امتي الأدب دا، يا حبيب بابا، ولا القلم اللي خدته علي وشك رباك، لو أعرف كدة كنت رزعتك بالقلم من زمان.
,
, سمع صوت أنفاس إبنه الحانقة يليها صوته يغمغم بكلام خفيض لم يتبين ماهيته ليردف حانقا بعد لحظات:
, - أنا مش هرد عليك علي فكرة عشان أنت راجل كبير وزي أبويا.
,
, عاد خالد يضحك من جديد ارتمي بجسده للخلف يريح ظهره الي ظهر الاريكة خلفه يغمغم ساخرا:
, - لا يا حبيب ابوك إنت مش هترد عليا عشان ما اجيش اقطعلك لسانك.
,
, ضحك حسام في الجانب الآخر، قبل أن يسمع خالد صوت دقات علي باب المكتب سمح للطارق بالدخول لتدخل الخادمة تتمتم سريعا في فرحة:
, - خالد باشا، العريس وصل.
,
, صرفها بإشارة من يده دون أن يهتم بما قالت، ليسمع صوت حسام يتمتم في ذهول:
, - عريس، مين عندكوا هيتجوز يا بابا.
,
, صمت خالد للحظات يزفر أنفاسه الخانقة فتح ازرار قميصه الأولي يتمتم في خواء:
, - لينا أختك.
,
, سمع صوت شهقة فزعة تأتي من ناحية حسام تلاها صوته يهمس في صدمة:
, - يا نهار أسود ازاي طب وزيدان لا ما ينفعش.
,
, وقف خالد من مكانه يتحرك في الغرفة اتجه ناحية الحائط الزجاجي الضخم ينظر من خلاله الي الحديقة بالخارج حين تنهد خالد يهتف في ارتياح قليل:
, - هعمل ايه بس يا حسام، الحمد لله أن زيدان سافر قبل.
,
, - زيدان ما سافرش، زيدان بايت عندي النهاردة
, همس بها حسام بصوت خفيض حذر يقاطع والده، لتنتفض خلايا جسد خالد أجمع أثر ما سمع، خرج قلبه من مكانه يركض بعيدا عن جسده، شد قبضته علي الهاتف يصيح في ولده:
, - حسام اسمعني اوعي تجبله سيرة أنت فاهم، اوعي يا حسام٣ نقطة
,
, طمأن حسام والده أنه من المستحيل أن يفعل ذلك، بعد لحظات أغلق معه الخط، وقف مكانه يستند بكفيه علي سطح المكتب يلهث بعنف عينيه شاردة تسبح في الفراغ ضرب سطح المكتب بقبضته بعنف يهمس متألما:
, - ليه يا لينا، ليه استخسرتي في حياتكوا فرصة.
,
, وقف للحظات يحاول أن يهدئ مسح وجهة بكف يده عدة مرات، مرت عدة دقائق قبل أن يخرج إليهم، وقعت عينيه علي معاذ الجالس يتأنق بحلة فاخرة وجواره المأذون، وحمزة شقيقه يجلس معهم، توجه إليهم ليهب معاذ سريعا يمد يده يود أن يصافح خالد يتمتم سريعا يبتسم في توسع:
, - خالد باشا ازاي حضرتك أنا سعيد جدا اني حضرتك قبلتني فرد في العيلة.
,
, نظر خالد ليده الممدودة للحظات قبل أن يتجاوزه دون حتي أن يمد يده جلس جوار أخيه، حمحم معاذ في حرج يعاود الجلوس جوار المأذون ينظر أرضا في حرج، لحظات واطلقت احدي الخادمات زغرودة طويلة عالية جعلت الجميع ينظر للسلم حيث تنزل لينا ابنه خالد أولا، وخلفها زوجة وبدور زوجة حمزة، ابتسمت لينا بتكلف لمعاذ، نزل الجميع لأسفل في صمت طويل مطبق، صمت لم يكسره سوي جملة المأذون التي نطقها بتوتر:.
,
, - احم يا جماعة مش هنكتب الكتاب ولا ايه، أنا لسه عندي كتب كتاب وطلاق
, نظرت لينا لوالدها ليتفادي خالد النظر إليها مال ناحية أخيه الجالس جواره يهمس له بصوت خفيض متألم:
, - حمزة أنا مش قادر احط ايدي في ايد الواد، مش هقدر يا حمزة.
,
, ابتسم حمزة في رفق يربت علي كتف أخيه لينظر ناحية الجميع يرسم ابتسامة مرحة واسعة علي شفتيه يغمغم في مرح:
, - و**** ما حد هيبقي وكيل العروسة غيري أنا ما بقتش وكيل قبل كدة يا جماعة ادوني فرصتي، خالد خد فرصته قبل كدة.
,
, قام حمزة من مكانه يجلس علي الاتجاه الآخر منه، لتنظر لينا لوالدها نظرات طويلة تملاءها الصدمة والخذلان، لا تصدق أن رفض للتو أن يزوجها وترك تلك المهمة لأخيه، وضع حمزة يده في يد معاذ ليقبض خالد علي كفه بعنف يشد علي أسنانه بقوة، في اللحظة التالية قامت لينا زوجته تجلس علي المقعد المجاور له ليمد يده سريعا يمسك بكفها يشد عليه ليشعر بأصابعها تعانق كفه برفق كأنها تهون وانتهي كل شئ كما بدأ فجاءة مع جملة المأذون « بارك **** لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير »٣ نقطة
,
, توسعت ابتسامة معاذ الفرحة ما أن نطق المأذون تلك الجملة، التقط منه القلم سريعا يخط توقيعه ليلمح حمزة شيئا لم يره من قبل جزء صغير من وشم لمحه لمحة خاطفة موسوم علي باطن يد معاذ عند عروقه تحديدا، لمحة لم تتعدي اللحظات، ليأتي دور لينا خطت اسمها بأحرف مرتجفة علي الورقة وكأن يديها ترفض أن تفعل ذلك، ما إن انتهت هب خالد فجاءة يصيح في ابنته محتدا:.
,
, - اتجوزتيه خلاص، عملتي اللي في دماغك، ما ترجعيش تندمي بعد كدة.
,
, واندفع إلي أعلي دون أن ينظر خلفه من جديد، حمحمت لينا في حرج مما فعل خالد للتو، حاولت أن تبتسم وتمرء ذلك الموقف الغريب اقتربت من ابنتها تتمتم ضاحكة:
, - ايه يا لوليتا انتي عارفة بابا بيغير عليكي قد ايه٣ نقطة
,
, حاولت لينا رسم ابتسامة ولو مزيفة علي شفتيها تنظر لمعاذ لتراه يبتسم في توسع وكأن ما حدث بالكامل لم يزعجه ابدا، نظرت ناحية سلم البيت علها تلمح طيف والدها، اقترب معاذ يلتقط حقيبة ملابسها يتمم مبتسما في سعادة:
, - يلا يا حبيبتي.
,
, توجهت ناحية والدتها تعانقها بقوة لتبادلها لينا العناق تهمس لها قلقة:
, - خلي بالك من نفسك يا لينا، لو حصل اي حاجة بلغيني، أنا هكلمك علي طول وهجيلك دايما.
,
, حركت رأسها إيجابا تعانق والدتها ليقترب حمزة منه يفتح ذراعيه علي اتساعمها يغمغم ضاحكا:
, - وما فيش حضن لعمو حمزة ولا ايه.
,
, اقترب يعانقها بقوة لتختبئ داخل صدره تبحث عن ابيه بين أحضانه، حين سمعت صوت حمزة يهمس لها قلقا:
, - خلي بالك من نفسك يا لينا ولو حسيتي بأي حاجة مريبة حتي لو مجرد إحساس اتصلي بينا فورا.
,
, ابتسمت لعمها ابتسامة خفيفة تحرك ليقبل جبينها يربت علي وجهها برفق، تركها متجها ناحية معاذ قبض علي تلابيب ملابسه ابتسم ابتسامة مجنونة شرسة يغمغم بنبرة شيطانية:
, - مبروك يا صهر عائلة السويسي الجديد، أنت عارف طبعا إنت دخلت عيلة مين وعارف هما يقدروا يعملوا ايه، فنصحية مني ما تخليناش نزعلك، ماشي يا معاذ.
,
, لم تتغير ابتسامة معاذ فقط رفع كتفيه لأعلي بلامبلاة يحرك رأسه إيجابا بعد وداع مع الجميع، توجهت لينا الي سيارة معاذ، وقفت جوار السيارة ترفع رأسها لأعلي لتجد والدها يقف هناك في شرفة غرفته ينظر لها مباشرة للحظات شعرت أنها تراه يبكي، قبل أن يلتفت ويغادر، اجفلت علي جملة معاذ:
, - مش يلا يا حبيبتي.
,
, ابتسمت في خواء تحرك رأسها إيجابا، لتستقل المقعد المجاور له، جلس هو جوارها مباشرة يضعط مكابح السيارة بقوة لتنطلق بهم تشق الغبار
, في منزل شهد.
,
, علي طاولة الطعام يجلس حسام يقابله زيدان، يشعر بقلق غير مبرر في قلبه وكأن خنجر مسموم يطعن قلبه لا يعرف حتي لما يشعر بذلك الشعور ولكنه قلق خائف يشعر بأن حلقات قلبه تتكسر واحد تلو الآخر تنهد حانقا، يحاول أن يهدئ رفع وجهه ليجد حسام ينظر للفراغ يقطب جبينه غاضبا نظراته حادة غاضبة قاتمة يكور كف يده يشد عليه بعنف، قطب جبينه يسأله متعجبا:.
,
, - مالك يا حسام من ساعة ما كنت بتتكلم في التليفون وشكلك مش مظبوط أنت كنت بتكلم مين.
,
, وجه حسام مقلتيه ناحية زيدان يحاول أن يبتسم حرك رأسه نفيا يتمتم متلعثما:
, - هاا، لا لا ابدا دا تليفون شغل.
,
, رفع زيدان حاجبه الأيسر ساخرا حسام يكذب وواضح للغاية للاعمي أنه يفعل، ولكن لما يكذب حسام ما الذي يحاول أن يخبئه عنه، مد يده سريعا يلتقط هاتف حسام الموضوع علي الطاولة، كونه صديقه فهو يعرف كلمة السر الخاصة بالهاتف، صاح حسام غاضبا ما أن امسك زيدان هاتفه:
, - زيدان سيب الموبايل.
,
, ولكن زيدان لم يستمع له في لحظات كان قد فتح هاتفه، ينظر لآخر مكالمة ليجدها من رقم خاله، توسعت عيني زيدان في قلق خوفا من أن يكون أصاب أحدهم مكروها، هب واقفا يصيح في حسام محتدا:
, - هي دي اللي مكالمة شغل اكيد حد حصله حاجة، أنا رايحلهم.
,
, اندفع زيدان متجها ناحية باب المنزل ما أن امسك القميص سمع صديقه يصيح باسمه التفت له ليسمع آخر جملة تمني سماعها يوما:
, - زيدان، لينا اتجوزت!
, علي صعيد أخر أمام منزل معاذ وقفت السيارة اخيرا بعد مسافة ليست بطويلة، وقفت أمام عمارة سكنية راقية للغاية نزل معاذ اولا ليلتف حول السيارة فتح الباب لها لينحني بحركة مسرحية يتمتم سعيدا:
, - اتفضلي مولاتي.
,
, ابتسمت ابتسامة متكلفة تحرك رأسها إيجابا نزلت من السيارة ليسير معاذ من جوارها يرشدها للطريق، يخبرها بمدي سعادته في تلك اللحظات بوجودها معه، توجها معا الي المصعد الي الطابق الخامس تحديدا، وقف المصعد ليخرجا منه معا تقدمها سريعا يفتح باب الشقة دخل اولا يفسح لها المجال، لتدخل هي الاخري صفع الباب بعنف مخيف ما أن دخلت لتنظر له تقطب جبينها متعجبة مما فعل، التفت برأسها تنظر للمنزل امامها لتتوسع عينيها حين رأت٣ نقطة

التاسع والثمانون


في مدينة أسيوط، في حديقة منزل رشيد الشريف، وقفت سيارة جاسر في الحديقة، أطفأ المحرك يقبض بيده علي المقبض للحظات طويلة قبل أن يلتفت برأسه لتلك الجالسة علي الأريكة الخلفية تبكي في صمت، دموع شقيقته الغالية تحرق قلبه تفتته تسلخ روحه، ولكن خطأها الفادح سيظل شوكة عالقة في قلبه لن يتخلص من ألمها قريبا، تنهد يزفر أنفاسه الحارة المختنقة، قبل أن يلتفت برأسه لشقيقته ينظر لوجهها الاحمر عينيها القاتمة الباكية الحزينة شفتيها المرتجفة، صبا ليست سوي طفلة ساذجة سقطت في شباك صياد ماهر، كم أراد أن يطوقها بذراعيه يخبئها في صدره يخبرها إلا تخف ولا تحزن هو جوارها ولن يتركها ابدا، تنهد يمسك زمام أعصابه يشد علي أسنانه بعنف حين تمتم بجفاء:.
,
, - امسحي دموعك واياكي تعيطي جوا، أنا قولتلهم إني كنت عايز اغير جو فخدتك انتي وغيث وكنا بنتفسح، مفهوم
, ارتعش جسدها بعنف أثر نبرة أخيها الغاضبة الجافة لتحرك رأسها إيجابا سريعا، تمسح وجهها بكفي يدها بدت كطفلة صغيرة حزينة تحاول إخفاء دموعها، مسح جاسر وجهه بكف يده بعنف ليلتف ناحية غيث الجالس جواره ملامح وجه الأخير غامضة خاوية من اي مشاعر، وربما كثرة ما بها من مشاعر جعلها صعبة القراءة، حمحم يهمس له بخفوت:.
,
, - هات الحاجة من شنطة العربية
, حرك غيث رأسه إيجابا في آلية تامة، نزل غيث من السيارة تحرك يفتح صندوقها ليخرج منها عدة بالونات كبيرة الحجم ومعها دمية علي شكل ارنب كبير وعدة حقائب بها قطع حلوي كثيرة اخرجهم من الصندوق يتحرك بهم ناحية جاسر الذي نزل توا هو الآخر، التقط منه تلك الأشياء ليفتح الباب المجاور لصبا مال بجسده يعطيه ما في يده دون حتي أن يبتسم يتمتم بقسوة:.
,
, - امسكي دول، هدايا من اخوكي يا حبيبة اخوكي، يلا انزلي، وعلي **** يا صبا عينيك تنزل دمعة واحدة جوا فاهمة.
,
, ارتعش جسدها بعنف تحرك رأسها بالإيجاب بلا توقف، مدت يدها المرتعشة تمسك بتلك الهدايا من يده، نزلت تسير أمام الإثنين قدميها بالكاد تحملها، تقدمت تدق الباب لحظات وفتحت لهم أحدي الخادمات ليخطو جميعا إلي الداخل، ما إن دخلوا بدأت ضحكات جاسر وغيث تعلو بشكل مرح للغاية يتحادثان بطلاقة وكأنهم كانوا حقا في نزهة:
, - بس كان يوم عظمة
, - جامد جداا، أنا اول مرة اعرف أن بلدكوا حلوة كدة
, - اومال ايه يا عم، أم الدنيا.
,
, ومن ثم بدآ يضحكان من جديد في لحظة قدوم شروق ناحيتهم اجبرت صبا شفتيها علي الابتسام، ابتسامة صغيرة اخذت جهد شاق لتخرج للنور، توسعت ابتسامة شروق تتقدم ناحيتهم وقفت جوار صبا تحادثهم ببهجة:
, - دا لو الفسحة هترجعكوا مبسوطين كدة، دا انتوا تخرجوا تتفسحوا كل يوم
, تعالت ضحكات الشباب من جديد، نظرت شروق لولدها للحظات تقطب جبينها في حيرة تسأله:
, - جاسر مش دا القميص اللي إنت كنت لابسه الصبح وأنت خارج.
,
, ابتسم جاسر في اتساع ينظر لقميصه الأسود بحاول الا يجعل والدته تشك في اي شئ نفض غبار وهمي من علي اكتاف قميصه يبتسم في زهو:
, - بس إيه رأيك في القميص حلو مش كدة، القميص التاني اتقطع، وكان شكلي عار فيه، فجبت دا، ب250 جنية ايه رأيك
, اقتربت شروق تمسك أحد أكمام القميص تتفحص خامته بين أصابعها الخبيرة كأم، زمت شفتيها تتمتم بامتعاض:.
,
, - خامته وحشة كتير عليه اوي ال250 جنية، لو كنت قولتلي كنت جبتلك خمسة بال250 دول٣ نقطة
, ضحك جاسر في اصطناع يجبر شفتيه علي الضحك، ليشاركه غيث الحديث العابث:
, - حضرتك عاملة زي ماما بالظبط، أنا عندي ترنج من خمسة ابتدائي لسه لحد دلوقتي بيجي علي قدي، اقولها يا ماما كبير تقولي عشان يعيش معاك اسكت أنت مش فاهم حاجة.
,
, الجميع يقف تتعالي ضحكاتهم عداها هي بالكاد تجبر شفتيها علي الابتسام تمنع دموعها بأعجوبة، نظرت شروق ناحيتها لتختفي ابتسامتها شيئا فشئ، مدت يديها تحتضن بهما وجه ابنتها بين كفيها تسألها قلقة:
, - مالك يا حبيبتي وشك أحمر ليه كدة، انتي سخنة
, مدت يدها تبسطها علي جبين ابنتها قلقة لتتنهد بارتياح تتمتم:
, - الحمد لله مش سخنة، اومال مالك يا صبا، أنت زعلتها يا جاسر ولا إيه.
,
, اقترب جاسر منهم يطوق كتفي شقيقته بذراعه نظر لوالدته مبتسما يتمتم في مرح:
, - زعلتها، كل الحجات دي وزعلتها، الجوا برة برد، وانتي عارفة صبا لما الجو بيبرد وشها بيحمر، علي رأي ابو تهاني حمار رباني
, شد جاسر علي كتف صبا خفية لتضحك في مرح باهت تحرك رأسها إيجابا سريعا تثأبت تتمتم ناعسة:
, - أنا هطلع انام تصبحوا علي خير
, تركتهم تهرول لأعلي سريعا إلي حيث غرفتها، نظر جاسر حوله ليعاود النظر لوالدته
, يسألها متعجبا:.
,
, - اومال بابا فين مش شايفه٣ نقطة
, - ابوك في المستشفى عنده حالة حرجة **** يعينه
, تتمت بها شروق في هدوء تبتسم لولدها، ودعهم غيث يتوجه الي غرفته ليلحق به جاسر، استوقفهم شروق تسألهم:
, - مش هتتعشوا يا ولاد
, حرك كل من جاسر وغيث رأسيهم نفيا التفت جاسر لوالدته قبل أن يصعد يعطيها شبح إبتسامة يتمتم بخمول:
, - لا يا ماما احنا كلنا لما شبعنا برة، تصبحي علي خير٣ نقطة
,
, ودع والدته واتجه إلي اعلي حيث غرفته وقف للحظات أمام غرفة صبا قلبه يحثه للدخول إليه وعقله يرفض يثور عليه، ابتلع لعابه مرتبكا غاضبا في الآن ذاته، تنهد في حرقة ليسرع بخطاه ناحية غرفته يدخلها سريعا يغلق عليه الباب، أما في غرفة صبا الصغيرة، ما إن دخلت إلي غرفتها القت ما في يدها أرضا تلك الهدايا ما هي الا واجهة حتي يكملوا عرضهم المسرحي المبتذل، اندفعت الي فراشها تبكي بعنف وتتعالي شهقات بكائها وضعت يدها علي فمها تمنع صوت بكائها، جسدها يرتجف بعنف تزيد من احتضان ذراعيها لجسدها علها تشعرها ببعض الأمان الزائف، ساذجة بريئة غبية، كادت أن تطيح بكل شئ بتهورها الغير محسوب، شرف العائلة، اخيها، سمعة والدها، كل شئ كان سيضيع لولا مجئ جاسر وغيث، كم كانن غبية وقعت في شباك العشق الزائف المحرم الممنوع، عشق كاد يلقيها في النار حية وحمدا لله أنها الآن بخير، نزعت **** رأسها لتتحسس برفق وجنتيها الحمراء أثر صفعات جاسر لها!
,
, Flash back
, - أنا بكره اخوكي وانتي يا صبا هتبقي الشوكة اللي اغرزها في ضهره، انتي يا صبا
, ترددت كلماته السامة في عقلها بعنف مخيف يصاحبها رائحة قوية تتحرك أمام أنفها تغزو خلاياها تجبرها علي الاستيقاظ، فتحت عينيها فجاءة تشهق بعنف تصيح باسم اخيها مذعورة:
, - جاااااااااسر.
,
, انتفضت في جلستها تستند بكفيها علي الفراش تلهث بعنف جبينها يتفصد عرقا، رؤية مشوشة ضبابية شيئا فشئ بدأت تتضحك الرؤية، رأت جاسر يقف هناك أمام الفراش ملامح وجهه مظلمة غاضبة فزعة وكأنها تري وحشا وليس جاسر اخيها، توسعت عينيها في فزع تحول لألم حين هوي بكفه علي وجهها بعنف، صاح غيث فيه، اندفع ناحيته يبعده ولكن قبل أن يفعل كان كف جاسر الآخر يعرف طريقه لوجنتها الاخري، ارتمت علي فراشها تشهق في البكاء، بينما قبض غيث علي ذراعي جاسر يجذبه بعيدا عنها يصرخ فيه:.
,
, - أنت اتجننت، ابعد عنها يا جاسر
, نظرت بأعين جاحظة مذعورة لشقيقها وهو يتشاجر مع غيث بضراوة يصرخ فيه:
, - ابعد عني يا غيث، لولا بس زعل ابويا وامي أنا كنت دفنتها، دا جاية معاه شقته، أنت عارف كان هيعمل فيها ايه
, دفعه غيث بعيدا بعنف قاسي يقف في المنتصف بينه وبين صبا التي ترتجف باكية يصيح هو الآخر محتدا:.
,
, - عارف، بس مش هبعد يا جاسر، مش هسيبك تأذيها، آه صبا غلطت، بس دي أختك إنت أكتر واحد عارفها وعارف تربيتها، صبا اتضحك عليها، الحيوان اللي اسمه مراد لعب بعقلها، ودي مهما كانت لسه عيلة مراهقة مش عارفة حاجة، بدل ما تضربها فهمها أن اللي عملته دا غلط٣ نقطة
,
, توقف صياح غيث ولم يعد يسمع في الغرفة سوي صوت بكاء صبا العالي، وصوت أنفاس غيث وجاسر العالية الغاضبة، التفت غيث ناحية صبا، ينظارها بعتاب صامت للحظات تنهد بعنف، يحاول أن يبتسم يتمتم في رفق:
, - غلط يا صبا، سلمتي مشاعرك للشخص الغلط، مشيتي وراه زي العامية، كان ممكن يضع مستقبلك وحياتك
, انهي كلامه بابتسامة صغيرة شاحبة يحرك رأسه إيجابا متمتا:
, - بس أنا واثق أنك اتعلمتي من الغلط دا.
,
, هنا تحديدا صدح صوت جاسر الغاضب حين زمجر يصيح:
, - وهي مش عارفة أنه غلط ماما ما قالتلهاش بدل المرة ألف، ولا الهانم خلاص كبرت وقررت تدور علي حل شعرها
, شهقت صبا بعنف تضع يديها علي فمها تحرك رأسها نفيا مرة تليها اخري واخري واخري بهستريا تبكي تنظر لاخيها فزعة لا تصدق أن تلك الكلمات خرجت من فمه هو، نكست رأسها ارضا تشهق في بكاء عنيف، لتسمع صوت خطوات غيث تبتعد استطاعت أن تسمع صوته الخفيض وهو يعاتب جاسر:.
,
, - اللي إنت بتقوله دا ما ينفعش، أختك عيلة صغيرة واتضحك عليها، بلاش العرق الصعيدي ينطر دلوقتي أنت عايش عمرك كله في القاهرة أصلا
, رفعت وجهها ببطي جسدها يرتعش لتضطرب حدقتيها حين وجدت جاسر يقترب ناحيتها رفعت يديها تحتمي بهما خوفا منه، لتري عيني جاسر الحمراء كالنار تبكي، رأت اخيها يبكي تنهمر دموعه بعنف وقف أمامها مباشرة يصرخ بحرقة:.
,
, - أنا عمري ما هسامحك يا صبا، انتي كنتي انضف حاجة في حياتي، كنت مستعد اضحي بنفسي وبمستقبلي بكل حاجة عشانك، بس لما اعرف أنك مش بس بتحبي واحد من ورانا لاء دا انتي جاية معاه شقته، عارفة احنا لو ما كناش لحقناكي كان ايه هيحصل، كان هيغتصبك يا صبا، عارفة يعني ايه هيغتصبك
, - جاسر كفاية بقي.
,
, صاح بها غيث محتدا عليه يُسكت ذلك المدفع الذي انطلق ينفجر في الجميع، التفت جاسر برأسه ناحية غيث ليعاود النظر لصبا يصيح محتدا:
, - كفاية ليييه خلي الهانم تعرفك كان هيحصل فيها ايه
, عاود النظر لشقيقته يصرخ بحرقة:.
,
, - كان هينش في لحمك زي الكلب المسعور، ابوكي ما كنش هيستحمل قهرة زي دي، وماما، ماما يا صبا، فكرتي فيها لما تعرف هتموت فيها، وانتي بقي، هتعيشي بعار غبائك عمرك كله، ما حدش بقي بيتجوز مطلقة عشان يتجوز مغتصبة يا صبا!
, انهي كلامه ليندفع إليها يجذبها لاحضانه يعانقها بقوة وعنف يغرزها بين ذراعيه، يتأوه من ألم قلبه المحطم انسابت دموعه بعنف وهو يتمتم في حرقة:
, - ليه يا صبا، ليه تعملي كدة فيا، ليييه.
,
, ظل يضمها لاحضانه بعنف للحظات طويلة قبل ان يبعدها عنه بجفاء ابتعد عنه يمسح وجهه بكفيه بعنف يتمتم في جفاء:
, - قومي اغسلي وشك واعدلي طرحتك يلا احنا اتأخرنا اوي
, Back
, عادت من شرودها الطويل تغمض عينيها بأسي، تنعي ببكائها غبائها الذي اوصلها إلي هنا.
,
, وقفت لينا السويسي في منتصف غرفة المعيشة في شقة زوجها تنظر بأعين متسعة مذهولة للصالة المزينة بالورود والبالونات التي تحمل أحرف إسمها، وعلب الهدايا هنا وهناك وكعكعة كبيرة عليها صورتها علي الطاولة القريبة منها، ابتسمت دون حياة ابتسامة صغيرة تنظر للسعادة حولها ولكن ماذا تفعل وإن كان قلبها بات يكره السعادة، ادمعت عينيها تنزلق دموعها علي خديها، تحرك رأسها هنا وهناك لا تنظر لتلك الأشياء هي فقط تبحث عنه كم تمنت في تلك اللحظات أن يخرج من أحدي الغرف، يتقدم ناحيتها يعانقها لتخبره كم تحبه، لتعاتبه علي ابتعاده عنه، اجفلت من شرودها علي جملة معاذ التي قالها ضاحكا:.
,
, - دي دموع الفرحة للدرجة دي عجبتك المفاجأة
, حركت رأسها إيجابا عدة مرات، وجهت انظارها لمعاذ الذي يقف قريبا منها يبتسم ابتسامة سعيدة واسعة ها قد حقق انتصاره وظفر بها أخيرا، نظرت هي ناحية باب المنزل لتعاود النظر اليه تسأله متعجبة:
, - أنت ليه رزعت الباب لما دخلت
, ضحك في حرج ليرفع يده يعبث في خصلات شعره كأنه مراهق خجول ابتسم يتمتم مرتبكا:.
,
, - بصراحة دي عادة عندي أنا بحب ازرع اي باب وأنا بقفله، أنا آسف لو كنت خضيتك
, وجهت له ابتسامة صغيرة تحرك رأسها نفيا، ليلتقط هو حقيبتها يشير لها إلي أحدي الغرف المواجهة لها يتمتم مبتسما في سعادة:
, - تعالي، الأوضة من هنا، تعالي، تعالي ما تتكسفيش، البيت بيتك، اعتبريني ضيف عندك.
,
, رغم خفة ظل معاذ التي تعرفها جيدا الا أنها لم تكن في حالة تسمح لها حتي بالابتسام يكفي ما فعل والدها لتزداد بؤسأ، فتح معاذ لها باب الغرفة لتخطو للداخل تنظر لتلك الغرفة الكبيرة معظم ألوانها باللون الأسود القاتم واللون الفضي وهي حقا تكره هذين اللولين، الا أنها لم تجد امامها سوي أن تبتسم حين سألها معاذ بابتسامة واسعة سعيدة:
, - ها ايه رايك في اوضتنا.
,
, انتفض قلبها مع آخر أحرف كلمته، غرفة تجمعهم هي وهو، في غرفة واحدة، توترت قسمات وجهها اضطربت حدقتيها في فزع تحاول التماسك قدر الامكان قبض علي كفها بعنف تتنفس بقوة مرة تليها أخري واخري، الي أن سمعته يقول مبتسما:
, - أنا هروح اغير هدومي في الحمام اللي برة خدي راحتك٣ نقطة
, تنفست الصعداء ما أن خرج وضعت يدها علي صدرها تتنفس بقوة مرة بعد أخري، جلست مكانها تقبض علي قماش فستانها بكفيها بعنف تحادث نفسها:.
,
, - اهدي يا لينا، اهدي، معاذ مش هيأذيكي، معاذ كويس وطيب، ايوة، معاذ بيحبني ودايما جنبي، مستحيل هيفرض عليا حاجة٣ نقطة
,
, تسارعت دقات قلبها تحاول أن تهدئ، لمحت بطرف عينيها قميص أسود من الحرير ناعم موضوع جوارها علي الفراش، وجواره المئز الخاص به، ارتعشت يديها حين امسكته بين أصابعها، تتحرك به إلي مرحاض غرفتهم، مرت عدة دقائق قبل أن تخرج، وقفت أمام مرآة غرفتها تنظر لانعكاس صورتها تبتسم ابتسامة مرتجفة خائفة، أغمضت عينيها لتشعر بيدين تحاول جسدها وقبلة شغوفة طُبعت علي وجنتها وصوته المميز يهمس لها:
, - أنا بحبك.
,
, شهقت بعنف فتحت عينيها تلتفت برأسها تبحث عنها تلهث مرتجفة لا أحد في الغرفة هي فقط وضعت يدها علي قلبها عله يهدي قليلا، لتنتفض بعنف حين سمعت صوت دقات علي باب غرفتها بلعت لعابها متربكة خائفة لا ترغب في خوض في تلك التجربة مرة اخري يكفي ما لاقت ويزيد، التقطت المئزر الخاص بقصميها الاسود الطويل ذو الحمالتين الرفيعتين ارتدته تنظر لنفسها لتزفر بتوتر تقدمت ناحية باب لتفتحه بهدوء لتقابل وجهه المبتسم امامها اطلق صفيرا طويلا بإعجاب ليقول في مرح:.
,
, - ايه القمر دا يا ناس، cupcakes بالشوكولاتة يا اخواتي
, خرجت منها ضحكة صغيرة متوترة دقات قلبها سريعة غير منتظمة خائفة لتشعر بيديه تحاوط وجهها بحنو رفعت عينيها له لتجده يبتسم في عشق ليهمس لها:
, - لينا أنا عارف أنك قلقانة وخايفة ومتوترة بسبب اللي حصل، حبيبتي أنا عمري ما هفرض وعلي هغصبك علي حاجة انتي مش عيزاها كفاية أنك قدام عينيا، يلا بقي ابتسمي وما تشليش هم حاجة وأنا جنبك.
,
, علت شفتيها ابتسامة وتلك الغصة تعصف بقلبها بعنف ليضمها إليه يحاوطها بذراعيه برفق لتهمس له بامتنان:
, - شكرا اوي يا معاذ
, او هكذا مني نفسه أنه سيحصل حتي علي عناق، أنه عانقها بالفعل، الا أنه ظلت واقفة مكانها بعد أن قال ما قال تحرص عليي مسافة بينهما ابتسمت تهمس بنفس الجملة ولكن تلك المرة وهي بعيدة:
, - شكرا اوي يا معاذ.
,
, ابتسم في خيبة يحرك رأسه إيجابا ليوجه انظاره لها سريعا حين تمتمت باسمه بنبرة خائفة مرتبكة، نظر لها باهتمام يحثها بنظراته علي قول ما تريد، لتتهدج أنفاسه بدأت تحرك يديها حركات عصبية متوترة تتمتم بتلعثم:
, - ااانا، قصدي يعني، إنت عارف، أنا قصدي، اوضتنا، مش هقدر، انااا آسفة
, ابتسم لها في رفق يحرك رأسه إيجابا بسط كفه أمام وجههل يهمس لها بترفق:.
,
, - هشش اهدي خلاص، أنا فهمت، انتي عايزة تقولي أنك مش هتقدري نفضل أنا وانتي في اوضة واحدة
, نكست رأسها ارضا تحركها إيجابا ليزفر هو حانقا للحظات، عاود الابتسام يتمتم في حنو:
, - خلاص يا حبيبتي ما فيش مشكلة، أنا عارف إن اللي عملوا فيكي الحيوان دا مش سهل تنسيه، بس هنحاول مع بعض.
,
, شدت علي أسنانها بعنف تشعر بغضب مفاجئ يستبد بها ما أن سب معاذ زيدان امامها، قبضت علي قماش قميصه بعنف، رفعت وجهها له تبتسم في اصفرار تحرك رأسها إيجابا، ليعطيها هو ابتسامة كبيرة يتمتم في مرح:
, - اوامرك مطاعة يا مولاتي طبعا، يلا نتعشي أنا واقع من الجوع
, انقبضت معدتها بعنف تعصر امعائها ما أن ذكر اسم طعام حالتها النفسية السيئة جعلتها تزهد الطعام تماما، حركت رأسها نفيا بخفة تتمتم معتذرة:.
,
, - معلش يا معاذ أنا مش جعانة خالص
, رأت قسمات وجهه تتشنج يبدو غاضبا، نظراته حقا ارعبتها، سرعان ما تبدلت تلك النظرات بأخري حزينة محبطة يتمتم حزينا:
, - ماشي يا لينا، أنا بس كنت حابب ناكل مع بعض، بس المهم عندي راحتك طبعا، وبعدين احنا هنروح من بعض فين، هنفطر سوا بكرة.
,
, ابتسمت في هدوء تحرك رأسها إيجابا ليودعها يخرج من الغرفة عينيه مسلطة عليها، الي أن اختفئ من امامها هرعت إلي باب الغرفة تغلقه بالمفتاح تضع يدها علي صدرها تتنفس الصعداء٣ نقطة
,
, في منزل خالد السويسي، في الغرفة المجاورة لغرفة نومه الرئيسية، وقف خالد في منتصف الغرفة ينتفس بعنف يلهث من شدة غضبه، صدره يعلو ويهبط بجنون، يقبض علي يسراه بينما اليمني يشد بها علي خصلات شعره بقسوة يتحرك ذهابا وايابا كالليث الغاضب يحادث نفسه غاضبا:
, - غبية وهتندم، أنا مش مرتاح للواد دا، هتندم وأنا اللي هتعذب علي زعلها، قسما ب**** لو مس شعرة منها لهدفنه٣ نقطة
,
, وقف للحظات يضع يديه الاثنين علي رأسه يتأوه من الالم يتمتم:
, - **** يسامحك يا بنت خالد دماغي هتنفجر من التفكير والقلق
, تحرك ناحية باب الغرفة سريعا فتحه ليتوجه الي باب الغرفة المجاورة له مباشرة، كاد أن يفتح المقبض كعادته ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة، كور قبضته يدق الباب بخفة عدة مرات، الي أن سمع صوتها الناعم وهي تقول:
, - ايوة ثواني.
,
, لحظات وهو يقف يرتقب ظهورها علي جمر النار إلي أن أطلت من الباب، قطبت جبينها توسعت عينيها خالد يدق الباب!، لم يدع لها الفرصة لتندهش لحظة أخري، حين اندفع الي الداخل، يخبئ نفسه بين أحضانها، يشدد علي عناقها بعنف يتمتم بحرقة:.
,
, - أنا هتجنن من التفكير يا لينا، خايف قلقان مرعوب، مش عارف حتي اغمض عيني عشان أنام، خايف علي لينا أوي، دا كنت مرعوب وهي مع زيدان اللي أنا مربيه علي ايدي، اومال الواد دا اللي اعرف عنه كله معلومات علي ورق، بنتك هتجيب أجلي باللي بتعمله دا و****
, لحظات من الصمت بينهما قبل أن يشعر ترفع يدها تحطها علي رأسه برفق تمسح علي خصلات شعره تهمس تعاتبه:.
,
, - اللي عملته دا ما ينفعش، لينا زعلت اوي عشان ما رضتش تكون وكيلها
, رفع وجهه عن أحضانها ينظر لها، نظرات مليئة بالألم والعجز والحسرة، حرك رأسه نفيا أدمعت عينيه رغما عنه يهمس لها بنبرة حزينة ممزقة:
, - ما قدرتش يا لينا، ما قدرتش احط ايدي في ايده، ما قدرتش اسلمه بنتي، و**** ما قدرت.
,
, انسابت قطرات دموعه علي وجهه، تنهدت لينا حزينة علي حاله، صحيح أنها غاضبة حقا منه ولكنها لن تتحمل ابدا أن تراه بتلك الحالة، رفعت كفها تمسح ما سقطت من دموعه علي وجهه تهمس له بحنو بجملته الخالدة التي يقولها دائما في أحلك الاوقات:
, - كل حاجة هتبقي كويسة ما تشلش هم، تعالا نام انت شكلك تعبان أوي.
,
, اصطحبته الي الفراش، ليضع رأسه بين أحضانها يتمسك بها كطفل صغير يحتضن والدته وهي تمسح بيدها علي شعره بحنان ارتسمت ابتسامة مطمئنة صغيرة علي شفتيه ربما اخيرا نال سماحها، بعد طول خصام، رفع وجهه لها يبتسم بشحوب يتمتم:
, - اخيرا سامحتيني
, قطبت ما بين حاجبيها في عجب، لحظات وحركت رأسها نفيا ، تفاجئ به، ابتسمت ببساطة ترفع كتفيها لأعلي تتمتم بجفاء قاسي:.
,
, - الموضوع مالوش علاقة باني سامحتك يا خالد دا واجبي والعشرة الكبيرة اللي بينا ما تسمحليش اسيبك في حالتك دي ابدا.
,
, اندثرت الابتسامة من فوق ثغره شيئا فشئ إلي أن ماتت تماما ولم يبقي لها أثر، ظل ينظر لها للحظات وبريق عينيه يخبو، ظهرت الحسرة جلية علي قسمات وجهه، قبل أن يتنهد يحرك رأسه بالإيجاب، عاد يضع رأسه بين أحضانها من جديد يغمض عينيه كاد أن يضيع في دوامة النوم قبل أن يسمع صوت دقات علي باب غرفته تلاها صوت أخيه:
, - خالد إنت هنا
, لم تكن له القدرة علي القيام جسده خامل متعب فقط علا بصوته قليلا يتمتم ناعسا:.
,
, - ايوة يا حمزة خير، معلش يا حبيبي مش قادر اقوم
, سمع صوت حمزة يتمتم سريعا من خلف الباب المغلق:
, - لا ابدا ولا يهمك، هو موبايلك معاك ولا أنت سايبه فين، اصل أنا عايزه ضروري
, قطب خالد جبينه للحظات يحاول تذكر أين هاتفه، آخر مرة كان يحادث حسام منه في غرفة مكتبه بالطابق السفلي، علا بصوته من جديد يحادث أخيه بحزم:
, - في المكتب اللي تحت يا حمزة، الباسورد لينا، واياك تفتح الصور
, سمع صوت ضحكات أخيه تعلو يردف ساخرا:.
,
, - خلاص يا عم الحمش، تصبح الي خير، سلام
, قالها لتبتعد خطوات حمزة قبل حتي أن يستمع إلي رد أخيه، بينما عاد خالد يغمض عينيه تحت وطأة لمساتها الحانية يهرب من كل شئ في دوامة النوم الناعمة.
,
, علي صعيد آخر بعيد للغاية توقفت سيارته عند منطقة نائية فارغة عند كورنيش النيل الفارغ في تلك الاوقات تقرييا، اوقف حسام سيارته نزل منها يركض ناحية تلك المنطقة الفارغة القريبة من سطح الماء يعلو بصوته ينادي علي صديقه منذ ساعات وهو يبحث عنه ويجب أن يكون هنا الآن، وقف في تلك المنطقة الفارغة يصيح بصوت عالي:
, - زيدااااان، يا زيداااااان، زيداااان
, - هششش، اخرس بقي.
,
, نظر سريعا ناحية مصدر الصوت ليجد زيدان يجلس هناك علي صخرة قريب من الماء استطاع أن يراه تحت الإضاءة الضعيفة ملابسه وجسده يغرقان في الماء، هرع ناحيته يركض وقف بالقرب منه يسأله فزعا:
, - أنت هنا يا أخي حرام عليك بقالي أزيد من ساعتين بدور عليك، وبعدين ايه الماية دي كلها أنت كنت في الماية ولا إيه.
,
, رفع زيدان وجهه يتطلع إلى وجه صديقه بأعين انطفئ بريقها تماما وغام الموج يقتلها ما بقي فيها من حياة، اشار بيده الي المكان حوله لترتسم ابتسامة حزينة علي شفتيه يتمتم بسخرية قاتلة:
, - شايف المكان، آخر ذكري ليا مع أبويا كانت هنا، لما بتقفل في وشي باجي هنا، كان بيقول وأنا صغير مش فاهم بس عمري ما نسيت كلامه، أنا بحب النيل اوي يا زيدان طيب بيطبطب علينا، لما بكون مخنوق بحس أنه بيطبطب علي وجعي٣ نقطة
,
, وقف زيدان ينظر ينظر للمكان حوله بحرقة ليصيح بقهر:
, - وأنا بقالي هنا اكتر من ساعتين وجعي بيزيد ما بيقلش، ما بيطبطبش علي وجعي، في سيخ مولع في قلبي مش عارف اشيله٣ نقطة
, التفت ناحية حسام سريعا يمسك بذراعيه بعنف يصيح بجنون:
, - قولي يا حسام مش الماية بتطفي النار صح، صح، أنا قعدت ساعة فئ الماية والنار اللي في قلبي بتزيد، اعمل ايه يا دكتور، هاتلي علاج أنا هموت من الألم.
,
, ادمعت عيني حسام علي حال صديقه حاول أن يعانقه ليدفعه زيدان بعيدا عنه وقف يلهث بعنف عينيه حمراء جسده يرتجف من القهر والغضب ليصيح بشراسة:
, - خلاص اتجوزت، اتجوزته، رمتني برة حياتها خالص، كدة حققت انتقامها مني، كدة خدت حقي علي غلطة عملتها وأنا حتي مش في وعي
, اقترب من حسام يقبض علي كفي يده توسعت عينيه بجنون ارتسمت ابتسامة سوداء معذبة علي شفتيه يصيح بحرقة:.
,
, - قولي يا حسام زمانهم بيعملوا ايه دلوقتي، لمسها صح، بقت مراته، بقت من حقه هو، هتنام في حضنه، طب وأنا، أنا، أنا ذنبي ايه، ذنبي اني حبيتها، ذنبي اني كنت *** ضعيف حاول يغتصب طفولته بس و**** يا حسام أنا قاومته وضربته وهربت، أنا ذنبي ايه، حبيتك ليه يا لينا، ليه.
,
, لم يقدر حسام علي تركه أكثر بحالته تلك طوقه بين ذراعيه يشدد علي احتضانه كأنه *** صغير، رفع يده يضغط علي عرق معين في رقبة زيدان عدة ثواني قبل أن يشعر بجسد الأخير يرتخي تماما ويفقد الوعي، اسنده حسام الي السيارة يضعه علي المقعد يسند رأسه برفق الي ظهر المقعد، أدمعت عينيه يهمس له نادما:
, - أنا آسف يا صاحبي.
,
, عاد ذلك الكابوس يتجسد من جديد تشعر بجسدها بالكامل مقيد وكأن اصفاد من نار تمعنها من الحركة
, جسدها مقيد فمها مكمم، فتحت عينيها لتتوسع في ذعر جسدها بالكامل مقيد فمها مكمم بقطعة قماش، يديها وقدميها مقيدتان باصفاد من حديد.
,
, في غرفة غريبة لا تعرفها، حاولت الصراخ دون فائدة ادمعت عينيها تحاول جذب تلك الاصفاد بعنف علها تفك قيد يديها ولكن دون جدوي، لحظات ووجدت باب الغرفة يُفتح ودخل رجل غريب، رجل لا تعرفه يغطي وجهه بقناع اسود، تقدم ناحية فراشها يبتسم في خبث مرعب، جلس جوارها علي الفراش يتحسس وجهها يسير بأنامله علي وجنتها اقترب من أذنيها يهمس متلذذا:.
,
, - صغيرة، حلوة، حلوة اوي، ما تعرفيش أنا دفعت قد ايه عشان اخدك، هو كان عايزك ليه، بس ما كنش ينفعش اسيبك، دخلتي دماغي من اول مرة شوفتك فيها، دفعت كتير اااه، بس انتي تستاهلي، سمعيني صوتك، اااه أنا آسف
, مد يده يزيح قطعة القماش التي تكمم فمها لتسأله بصوت مرتجف مذعور:
, - ااانت ممميين
, تعالت ضحكاته، ضحكات بشعة عالية، ضحكات شرسة تبنئ عن سوء نية صاحبها وقف أمامها ينظر لوجهها مد يده يزيح قناع وجهه يتمتم متوعدا:.
,
, - أنا
, وللمرة الثانية قبل أن تعرف من هو استيقظت من كابوسها المخيف علي صوت دقات عالية سريعة خائفة علي باب غرفتها، انتفضت جالسة علي الفراش تلهث بعنف جسدها يتصبب عرقا يغرقها، تسمع صوت معاذ وهو يصرخ خائفا قلقا:
, - لينا افتحي يا لينا، لينا مالك يا حبيبتي بتصرخي ليييه، لينااااا افتحي لي الباب
, حاولت أن تهدئ شيئا فشئ حتي تجيبه خرج صوتها ضعيفا مرتعشا:
, - ما فيش يا معاذ دا كابوس، ما تقلقش عليا أنا كويسة.
,
, رأت مقبض الباب وهو يتحرك بعنف تلاه صوته القلق المذعور:
, - طب افتحي أنا هطمن عليكي وامشي علي طول ارجوكي
, اغمضت عينيها تلتقط أنفاسها السريعة اللاهثة مسحت علي رأسها تزيح خصلات شعرها التي تغطي وجهها تتمتم ناعسة:
, - صدقني يا معاذ أنا كويسة، كان كابوس، ارجوك أنا كويسة
, لحظات وسمعته يتمتم بنبرة متهدلة خائبة:
, - ماشي يا لينا تصبحي علي خير.
,
, ومن ثم سمعت خطواته لتبتعد لتضم هي ركبتيها بذراعيها تحتضن جسدها جيدا، تتحرك للأمام وللخلف دقات قلبها علي وشك التوقف من الخوف لما عاد ذلك الكابوس البشع من جديد ومن ذلك الرجل ولما لا تري وجهه وماذا يريد منها، عادت ترتمي علي الفراش من جديد تحتضن جسدها ترتجف بعنف إلي أن سقطت في شباك النوم رغما عنها.
,
, اخيرا اتي الصباح بعد ليلة عصيبة علي الجميع طل بنوره اخيرا يمحي بقدر الإمكان ما سببته تلك الليلة من ألم، في المستشفى حيث يوجد أدهم ومعه مايا التي تجلس علي مقعد جواره علي الفراش تمسك بكف يده تتحدث معه دون كلل او ملل عما يمر بالعائلة في تلك الفترة حديث طويل لا ينتهي، عينيها تراقبان وجهه جيدا تبحث عن اي اشارة ولو ضئيلة علي أنه يستمع إليها، تنهد يآسه تشبك أصابعها في أصابعه تهمس له راجية وقد ادمعت عينيها:.
,
, - ادهم قوم بقي كفاية كدة، أنت وحشتني أوي، ووحشت بابا اوي اوي، علي فكرة هو سامحك، أنت مش عارف هو قلقان عليك قد ايه، قوم يا أدهم عشان خاطري٣ نقطة
, انسابت دموعها تبكي في صمت، لحظات وسمعت دقات علي باب الغرفة مسحت دموعها سريعا حمحمت تسمح للطارق بالدخول لحظات وطل عليهم وجه رعد مهران، وهو يبتسم في توسع يحمل باقة ورود كبيرة في يده، دخل إلي الغرفة يضع الباقة علي أقرب طاولة، اقترب من مايا يردف مبتسما:.
,
, - ازيك يا مايا عاملة ايه وأخبار ادهم ايه
, ابتسمت مايا في شحوب تحرك رأسها بالإيجاب تنهدت تتمتم بخواء:
, - الحمد لله عايشة، أدهم ما فيش جديد لحالته ما بيستجبش
, توسعت ابتسامة رعد الماكرة ليقترب اكتر من رأس ادهم وقف جواره مباشرة يحادث مايا بنبرة تملئها العشق الزائف:.
,
, - عشان كدة أنا جيت النهاردة يا مايا، مايا أدهم ممكن ما يفوقش من الغيبوبة دي ابدا، مايا أنا لسه بحبك وشاريكي ومستعد اكتب كتابنا النهاردة قبل بكرة، النهاردة ايه، دلوقتي لو عايزة
, توسعت عيني مايا في ذهول مما يقول ليشير لها رعد بيده أن تجاريه فيما يقول فهمت مايا ما يحدث وماذا يحاول رعد أن يفعل فابتسمت بتوسع حمحمت تتمتم بنبرة مترددة خجولة:.
,
, - مممش عارفة يا رعد، أنت عندك حق الدكاترة بيقولوا أنه ممكن ما يصحاش تاني، بص اديني فرصة افكر بس في الأغلب لو ما حصلش جديد أنا موافقة
, توسعت ابتسامة رعد الماكرة يتمتم بحالمية زائفة:
, - وأنا مستني ردك علي آحر من الجمر يا مايا
, في تلك اللحظات تسارعت دقات أدهم بدأت أصابعه تنقبض وتنبسط حركات خفيفة تكاد تكون بالكاد ملحوظة، توسعت ابتسامة مايا بينما عاد رعد يهمس لها من جديد في عشق:.
,
, - بقولك ايه أنا هكلم عمي حمزة والمأذون ونكتب الكتاب النهاردة قولتي ايه
, في اللحظة التالية تحديدا انفتح جفني ادهم المغلقين منذ أيام وأيام، بالكاد حرك رأسه ببطئ شديد ناحية رعد الذي يقف تأكل الابتسامة وجهة يتمتم بصوت خفيض مجهد:
, - دا أنا هطلع عين اهلك!
,
, رنين هاتفه المتواصل ايقظه رغما عنه، فتح عينيه بصعوبة مد يده يبحث عن الهاتف يطالعه بنصف عين مغلقة شاشة الهاتف المضيئة لينتفض كمن لدغه عقرب حين أبصر رقم طبيب والدته هب في جلسته يفتح الخط يتمتم سريعا متلهفا:
, - ايوة يا دكتور خير، ماما كويسة
, اسمتع للحظات للطرف الآخر ليهب من فراشه يتمتم سريعا بتلهف:
, - أنا جاي حالا.
,
, انتفض يبحث عن ملابسه يلتقطها من الدولاب بخفة زيدان نائم بعد أن حقنه بمهدئ قوي، خرج من الغرفة بخفة تاركا صديقه ينزل يهرول إلي سيارته قادها بتلهف إلي حيث المستشفي، الطبيب أخبره أن والدته استفاقت وترغب في رؤيته، قلبه يكاد يتوقف من السعادة، اخيرا وصل بعد دقائق طويلة، نزل من السيارة يركض هو يعلم جيدا رقم غرفة والدته، فتح الباب بتلهف ليجدها تجلس علي الفراش تبتسم بإجهاد واضح، ركض ناحيتها يقبل يديها ورأسها يبكي بعنف تتصارع ابتسامته وبكائه معا، يتمتم متلعثما من فرحته:.
,
, - حمد لله علي السلامة يا ماما، أنا مش مصدق نفسي، الحمد لله يا رب الحمد لله
, ابتسمت شهد في ارهاق تعانق صغيرها برفق تمسح علي شعره، ابعدته عنه بعد لحظات تمسح دموع وجهه بكفيها بحنو، ظلت تنظر له للحظات صامتة قبل أن تهمس له بخفوت متعب:
, - حسام اسمعني كويس، أنا عايزاك تخلي ابوك ولينا مراته يجيوا هنا، أنا لو كنت اقدر اروح ليهم كنت روحت، ارجوك يا حسام أنا محتاجة اتكلم مع لينا ضروري!

التسعون


في غرفة أدهم في المستشفى، حيث الدهشة والفرحة صرخت في وجة مايا حين فتح عينيه من جديد، صدمة سعيدة أصابتها بحالة شلل مؤقتة للحظات وهي فقط تنظر له تنهمر دموعها بلا توقف، جسدها يرتجف وكأنه يُصعق، ابتسامة كبيرة واسعة تأكل وجهها، همست باسمه بضعف شديد لتقترب منه وقفت بالقرب منه تخاف أن تقترب فيتألم وإن تبتعد فيكون حلما، مدت يديها تلمس وجهه بكفيها تتحسسه تحرك رأسها إيجابا تؤكد لقلبها أنه هنا حقا، حي عاد لها من جديد بعد طول فراق بجسد حاضر وعقل غائب وروح تائهة، حركت رأسها إيجابا تنظر لعينيه ليعطيها ابتسامة مجهدة يومأ برأسه مرة واحدة في خفة، رفع كفه يده يرغب في إزالة تلك الدمعات التي تغرق وجهها، لينتفض قلبها ما أن شعرت بكفه يلامس وجنتها شهقت في بكاء مشتاق تهمس باسمه مرة بعد أخري، قاطع تلك اللحظات صوت حمحمة قوية من رعد، جعلت مايا تنتفض تبتعد عن أدهم بينما وجه أدهم له نظرة نارية، ابتسم رعد في هدوء كتف ذراعيه أمام صدره يتمتم في تعقل:.
,
, - ما خدتوش بالكوا ليه كل ما بتتجمعوا بترجعوا تتفرقوا تاني، بسبب اللي إنت بتعملوه دا، انتوا تقريبا بتتعاملوا كأنكوا متزوجين وانتوا ما فيش بينكوا اي رابط، دا غلط ويغضب ربنا٣ نقطة
, وجه انظاره الأخيرة ناحية أدهم مباشرة ابتسم يقول ببساطة:
, - حافظ عليها عشان **** يجمعك، شايف السجع يا ابني، **** عليا دا أنا عليا جُمل، أنا هروح اشوف الدكتور بتاعك، عن اذنكوا.
,
, خرج رعد من الغرفة في هدوء تاركا خلفه عاصفة هوجاء من الافكار كل منهم ينظر للآخر، يفكر تقريبا في نفس الفكرة، كلاهما كان يعلم أنهم ليسوا أشقاء ومع ذلك كانا يعيشان في كهف الوهم، عضت مايا علي شفتيها ندما حين تذكرت ما كانت تفعل في السابق، اغمض أدهم عينيه في ضيق، كان حقا يتمادي ويقنع نفسه بأن ضحية عشق محرم، تنهد يزفر أنفاسه النادمة، بينما عادت مايا للمقعد تبتعد عنه كل منهما يفكر بكثرة في تلك الكلمات التي قالها رعد قبل لحظات، لحظات فقط وسمعا دقات علي باب الغرفة، دخل الطبيب مبتسما يتمتم في مرح:.
,
, - ها يا سيدي انا ما رضتش اقول اهو، عملتلهم المفاجأة
, قطبت مايا جبينها في عجب مما يقول الطبيب وجهت انظارها له تسأله:
, - مفاجأة ايه
, توسعت ابتسامة الطبيب أكثر ينظر ناحية مايا يتمتم مبتهجا:
, - استاذ أدهم فاق من الغيبوبة النهاردة الصبح قبل ما حضرتك تيجي بحوالي 3 ساعات ونص وعملناله الفحوصات والاشعة اللازمة والحمد لله صحته في تحسن مستمر، بس رفض تماما أن المستشفى تبلغكوا وقال عايز يعملها مفاجأة.
,
, نظر رعد لمايا كل منهما في دهشة أعينهم متسعة مما سمعوا ليلتفت رعد ناحية ادهم يتمتم مدهوشا:
, - يعني مش خطتي هي اللي صحتك
, خرجت ضحكة ساخرة ضعيفة من بين شفتي أدهم، استند علي كفيه ينتصف جالسا ببطئ اراح جسده نظر لادهم ساخرا يتمتم في تهكم:
, - خطتك دي يا حبيبي كبيرها تحصل في الأفلام الهندي، أنت كنت مطبق علي قناة ايه إمبارح عشان تطلع لنا بالفكرة الجهنمية.
,
, ضحك رعد عاليا رفع يده يعبث في خصلات شعره بخفة ينظر لادهم في حرج يتمتم:
, - ماشي يا سيدي مقبولة منك، المهم دلوقتي حمد لله علي سلامتك
, اقترب رعد من أدهم يعانقه بخفة مراعاة لحالته الصحية همس جوار اذنه يصوت خفيض معاتب:
, - كفاية كدة يا أدهم، انتوا تجاوزتوا كل الحدود بينكوا، يا عم اكتبوا الكتاب وابقي اعمل اللي إنت عايزه
, ابتسم أدهم حين ابتعد رعد عنه ينظر له ممتنا يتمتم في خفوت:
, - شكرا يا رعد.
,
, ودعهم رعد وغادر، ليخرج الطبيب بعده قد تم بالفعل كافة الفحوصات الخاصة به بعد أن أستيقظ من الغيبوبة فلا داعي لوجوده الآن، تنهد أدهم في ضيق يشعر به يقيد أنفاسه، نظر ناحية مايا لتراها تنظر ناحيته نظراتها مزيج من العتاب والغضب تتنفس بسرعة وعنف، ظلت صامتة للحظات قبل أن تصيح فيه غاضبة:
, - يعني إنت صاحي وفايق وسايبني هموت من القلق عليك وعمالة اتحايل عليك عشان تصحي
, وأنت اصلا صاحي.
,
, ارتسمت ابتسامة كبيرة علي شفتيه ينظر لها مبتهجا في مرح، خرجت ضحكة صغيرة من بين شفتيه يتمتم معتذرا:
, - أنا كنت نايم و**** لما جيتي العلاج اللي بيدهولي بيخليني مش حاسس بحاجة خالص ولما بدأت اركز مع صوتك عشان اصحي، جه أستاذ رعد يمثل مسرحيته فقولت اشترك معاكوا أنا من زمان بحب التمثيل انتي عارفة..
,
, خرجت ضحكة خفيفة مرحة من بين شفتيها رفعت وجهها تنظر لعينيه مباشرة شدت بيديها علي المقعد تمنع جسدها العاصي من أن يركض ناحيته يرتمي بين أحضانه تنهدت تهمس في شوق:
, - نفسي احضنك اوي يا أدهم
, لم يقل شوقه بل يزيد فاضت عينيه بانهار من الشوق المصفي كالعسل، حرك رأسه إيجابا يهمس في حالمية عاشق:
, - وأنا هموت واشدك لحضني اوي يا مايا، بس رعد عنده حق، احنا غلطنا اوي.
,
, اخفضت رأسها ارضا في حرج بلعت لعابها تحرك رأسها إيجابا كأنها طفلة صغيرة مذنبة، لتسمعه يكمل بعذاب:
, - احنا الاتنين كنا عارفين اننا مش اخوات ومع ذلك كنا بنستهبل، كل مرة كانت الدنيا بتحاول تفوقنا من الي كنا فيه ومع ذلك ما كناش بنتعلم الدرس
, رفعت وجهها إليه مرة اخري تؤيد برأسها ما يقول هو حقا محق، ابتسم هو ينظر لها باشتياق حمحم يقول في جد:.
,
, - أنا بحبك يا مايا وانتي عارفة أنا بحبك قد ايه، بس لحد ما نكتب الكتاب لو قربتي مني هلطشك بالقلم علي وشك
, توسعت عينيها في دهشة ترمش بعينيها في ذهول، بينما اكمل هو بنفس النبرة الحادة الضعيفة:
, - وأنا بردوا نفس الحكاية لو جيت جنبك صوتي وقولي متحرش.
,
, خرجت ضحكاتها ما أن نطق تلك الجملة تحرك رأسها إيجابا، ظلا ينظران لبعضهما البعض للحظات طويلة صامتة ابتسامة واسعة جميلة تعرف طريقها لثغر كل منهما، كادت أن تتوه عيني أدهم في حسنها الناعم، ليحمحم سريعا يحاول أن يستفيق من حالة الخدر التي تسلب لبه ما أن يراها، ابتسمت مايا في نعومة تهمس له:
, - أنا هروح اكلم بابا أبلغه، حمد لله علي سلامتك.
,
, تحركت تخرج من غرفة تتحرك عيني أدهم معها تنهد بحرارة ما أن خرجت ليرفع يده يخللها في خصلات شعره يتمتم بولة:
, - امتي بقي!
,
, علي صعيد آخر في منزل خالد السويسي توقفت سيارة حسام في حديقة المنزل، نزل منها سريعا يتحرك بخطي سريعة متعجلة ناحية باب المنزل، رفع يده يدق الباب عدة مرات ينظر لساعة يده يحرك ساقه اليسري في توتر، في تلك اللحظات كان حمزة لا يزال مستيقظا يعمل علي حاسبه المحمول، مد ذراعيه يتثأب ناعسا قضي ساعات مع تلك البرامج يحاول فقط أن يحكم خيوط الأمان حول ابنة شقيقه، قطب جبينه متعجبا ما أن سمع صوت دقات علي باب المنزل، تُري من الطارق، تحرك من مكانه قبل أن تخرج احدي الخادمات اقترب من الباب فتحه لترتسم ابتسامة صغيرة حانية علي شفتيه، ذلك هو الابن البكر لشقيقه اسمه حسام علي ما يتذكر، هو حقا يشبه أخيه، توسعت ابتسامة حمزة يردف مرحبا:.
,
, - اهلا اهلا، خش يا حسام مش حسام بردوا تعالا يا ابني البيت بيتك ما تتكسفش
, حمحم حسام في خفوت يومأ برأسه إيجابا خطي للداخل، ليجد ذلك الرجل يلف ذراعه حول كتفيه نظر حسام له متعجبا ليتمتم حمزة مبتسما:
, - بس ايه ياض دا، نسخة من أبوك، أنا من اول مرة شوفتك فيها و**** كنت شاكك فيك، ساعات عيد ميلاد لينا، اقعد يا ابني دا بيتك.
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة قلقة علي شفتي حسام فتح فمه يريد أن يقول شيئا هاما ولكن منعه حماس حمزة المبالغ فيه حين بادر يقول مبتسما:
, - أنا بقي يا دكتور عمك حمزة ابقي تؤام ابوك، أنا احلي طبعا
, ابتسم حسام في اصفرار يحرك رأسه إيجابا تنهد يزفر حانقا حين بادر حمزة من جديد:
, - أنت دكتور ايه بقي.
,
, ابتسم حسام ساخرا لا يعرف ما يقول كان طبيب في قسم النساء قبل أن يدخل هذه العائلة ولكن بعد أن دخلها بات طبيب في جميع التخصصات الخاصة بالعائة عامة وبسارة خاصة!، حمحم حسام يحادث عمه:
, - نسا وتوليد، معلش أنا كنت عايز بابا في موضوع مهم جداا ما ينفعش يتأخر
, اومأ حمزة برأسه إيجابا رفع يده يربت علي كتف حسام يحادثه مبتسما:
, - طب اقعد يا حبيبي وأنا هطلع اصحي أبوك.
,
, ابتسم حسام له ممتنا، ليأخذ حمزة طريقه لأعلي حيث غرفة أخيه يفكر قلقا أي مصيبة يحمل حسام الآن، خالد لم يعد يملك طاقة لحمل المزيد من المصائب تنهد قلقا ما أن وصل لغرفة أخيه، ليرفع يده يحرك ذلك المقبض الصغير المحفور داخل الحائط ليتحرك الحاجز العازل الزجاجي للرصاص والصوت ويظهر باب الغرفة خلفه ابتسم حين تذكر آخر محادثة له مع أخيه بشأن ذلك العازل.
,
, « بقولك يا حمزة أنا بفكر أخلي باب أوضة عازل مش عايز دوشة
, - وافرض حصل مصيبة، او اتخانقت مع لينا، او لينا تعبت مثلا في الأوضة وحبت تنادي علي حد
, - خلاص يا عم مش هعمله
, - ركب العازل لوحده
, - هو ينفع!
, - التكنولوجيا اتغيرت عن زمان يا خالد »
, عاد حمزة من شروده القصير ليرفع يده يدق علي الباب بخفة، طرقة اثتنين، ثلاثة، الي أن سمع صوت أخيه الناعس يتمتم من الداخل:
, - ايوة طيب.
,
, لحظات وفتح خالد باب الغرفة ليظهر وجهه الناعس شعره المبعثر عينيه الحمراء من أثر النوم، تثأب ينظر لأخيه ناعسا:
, - ايه يا حمزة في ايه علي الصبح، كان عندي حق لما كنت عايز اعمل الباب عازل
, ضحك حمزة ساخرا ليمد يده يضعها علي كتف أخيه اخفض صوته قليلا ليهمس له بصوت خفيض:
, - حسام تحت وبيقول عايزك في حاجة مهمة.
,
, توسعت عيني خالد قلقا، حسام هنا، شهد أصابها مكروة بالطبع، او الاسوء زيدان حدث له شئ، تحرك يود النزول لأسفل، ليجد كف حمزة يقبض علي يده يمنعه من التقدم خطوة واحدة نظر خالد لأخيه متعجبا، ليشير حمزة الي مظهره المزري يتمتم مشمئزا:
, - هتنزل بمنظرك دا، شكلك ولا المتسولين٣ نقطة
,
, نظر خالد لحالته المزرية ليبتسم دون مرح ابتسامة جافة قلقة، حرك رأسه إيجابا سريعا ليعود لغرفته، بينما أخذ حمزة طريقه إلي غرفته، دق الباب كعادته، ليسمع صوت درته الغالية يأذن بالدخول، ابتسم يدير مقبض الباب دخل ليراها هناك جالسة فوق الفراش تفرك عينيها تتثأب ناعسة، ابتسم يقترب منها جلس جوارها يغمغم ببهجة:
, - واضح اني بقيت منبة ماشي اصحي البيت كله.
,
, نظرت بدور ناحيته دون أن تبتسم حتي، رمته بنظرة عتاب قاسية لتشيح بوجهها بعيدا عنه، ارتفع جانب فمه بابتسامة متعجبة قطب جبينه، لحظات فقط وصدم جبينه براحة يده حين تذكر ما حدث بالأمس، حمحم يبتسم في ببشاشة ليقترب منها لف ذراعه حول كتفيها يتمتم مبتسما:
, - ياااه انتي لسه زعلانة من امبارح، يا حبيبتي أنا قولتلك ما بعرفش اشتغل وحد بيتكلم جنبي، وأنا كنت بعمل شغل مهم امبارح جدا٣ نقطة
,
, عادت تنظر له من جديد تنهدت تهمس له بتوتر:
, - ايوة بس أنت زعقت جامد وسيبت الأوضة وخرجت٣ نقطة
, تنهد يأسا ليقترب طبع قبلة صغيرة علي جبينها يهمس له معتذرا:
, - حقك عليا يا درة خلاص بقي ما تقفشيش.
,
, ابتسمت ساخرة من حالها باتت تغضب وهو يراضيها لانه فقط ترك الغرفة لأجل عمله ولو كان أسامة لكان أقام الدنيا فوق رأسها، ابتسمت تنظر له تشعر بارتياح، أمان، قاطع تلك اللحظات صوت رنين هاتفه، جذبه من جيب سرواله ليجده يضئ باسم ابنته، فتح الخط وضع الهاتف علي أذنه:
, - ايوة يا مايا، خير يا حبيبتي
, لحظات صمت قصيرة سمع بعدها صوت ابنته المرتعش الباكي وهي تهمس له:
, - أدهم فاق يا بابا!
,
, شخصت عينيه في ذهول توقف نابضه للحظات أدهم طفله الصغير عاد من جديد، ادمعت عينيه تسارعت دقات قلبه تكاد تفجر صدره، فقط جملة واحدة هي من استطاع التفوة بها:
, - أنا جاي حالا
, اغلق مع ابنته الخط ليهب واقفا يلتف حول نفسه يهذئ من شدة فرحته:
, - أدهم فاق، ابني، ابني، فين هدومي، هدومي فين، ابني.
,
, تحرك خالد لأسفل سريعا بعد أن هندم هيئته المبعثرة، نزل بخطي سريعة لأسفل ليجد حسام هناك يجلس علي أحد المقاعد يبدو متوترا من حركه ساقه المتوترة السريعة، اقترب منه سريعا يسأله قلقا:
, - حسام، في ايه يا ابني طمني، زيدان كويس، امك حصلها حاجة
, حرك حسام رأسه نفيا تنهد يخرج أنفاسه القلقة نظر لوالده للحظات ليتمتم راجيا:.
,
, - بابا، ارجوك ماما عايزة تشوفك إنت ودكتورة لينا ضروري، أرجوك يا بابا، دي كانت عايزة تيجي هي ليكوا بس حالتها ما تسمحش خالص، أنا مش عارف هي عايزة ايه، بس هي قالتلي ما ترجعش من غيرهم.
,
, انتاب خالد القلق من كلمات حسام، ماذا تريد شهد من لينا، لما ترغب في رؤيتهما معا وبذلك الإلحاح، لينا لن توافق بالطبع علي ذلك، تنهد حائرا رفع رأسه ينظر لأعلي السلم، ليحرك رأسه إيجابا، ترك حسام يقف مكانه ليتحرك لأعلي حيث غرفته ما أن دخلها واغلق الباب، انفتح باب غرفة حمزة يخرج منها مهرولا خلفه بدور يمسك بيدها يجذبها معه بعد أن أوصت تلك المربية الإنجليزية التي جلبها حمزة لتخفف عنها أعباء الصغار، تحركت معه هي من اصرت علي الذهاب معه وهو لم يعترض، تحركا معا لأسفل، ليقابلا حسام في طريقهما، اقترب حمزة منه يعانقه بقوة وحسام ينظر له مدهوشا مما فعل ابعده حمزة عنه قبض علي ذراعيه يبتسم فرحا:.
,
, - وشك حلو يا حسام!
, قالها ثم غادر سريعا وخلفه تلك السيدة، وقف حسام ينظر في اثرهم مدهوشا ليصدم كف بآخر يتمتم متعجبا:
, - دا العيلة المجنونة دي.
,
, في الأعلي ما أن دخل خالد إلي غرفته سمع صوت صنبور المياة يأتي من المرحاض، لينا تستحم بالطبع وقف للحظات يدس يديه في جيبي بنطاله يفكر، ان أخبرها بأنه يريد منها الذهاب لشهد سترفض بالطبع وينتهي الأمر بانهيارها باكية كما يعرفها إذا فهي الحيلة!، تنهد يحاول أن يرتب كذبة سريعة في رأسه، حرك رأسه إيجابا يحكم خيوط كذبته، في لحظة خروجها من المرحاض ترتدي ثياب عملية يبدو أنها علي وشك الخروج، نظرت لوقفته الغريبة للحظات لتتوجه ناحية مرأة الزينة تحركت تجفف خصلات شعرها بمنشفة لتراه من خلال المرأة عينيه مصوبة ناحيتها، ابتسمت في اصفرار لتلتقط فرشاة شعرها تمشطه حين سمعته حين سمعته يسألها:.
,
, - انتي رايحة فين
, وضعت الفراشة من يدها لتلتفت له عقدت ذراعيها أمام صدرها ابتسمت دون حياة تتمتم ساخرة:
, - ايوة رايحة شغلي عندك مانع
, رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيه ينظر لعينيها يقول مبتسما:
, - وأنا من امتي منعتك من شغلك!
, ارتسمت ابتسامة واسعة متهكمة علي شفتيها لتعاود النظر للمرأة ترتدي حجابها نظرت له بواسطة سطح المرأه تتمتم ساخرة:
, - نص عمرك بس!
,
, تنهد حانقا لينا باتت سليطة اللسان بشكل يجعله يود أن يعود لتلك الشخصية المريضة التي كانت تسيطر عليه قديما ليتخلص من شفرات لسانها الحادة، تنهد حانقا يحاول أن يهدئ، تحرك ناحية للأمام يقف خلفها ابتسم يتمتم في تروي:
, - أنا عايزك تيجي معايا مشوار مهم وضروري أوي
, رفعت حاجبيها في سخرية اكملت ارتداء حجابها دون أن تلتفت له تتمتم بخواء:
, - فين.
,
, نظر لتلابيب قميص بدلتها النسائية ليثني «ياقته» المرتفعة، ابتسم يتمتم في هدوء:
, - هقولك لما نوصل
, وضعت الدبوس الأخير في حجابها لتلتفت له تنظر له بقسوة تتمتم في تهكم:
, - عيزاني اروح معاك مكان أنا مش عرفاه
, تحركت تود تجاوزه ليقبض علي كفها جذبها لتعود إلي ما كانت واقفة تنظر للمرأة تري وجهه من خلال سطحها، بلعت لعابها مرتبكة حين سمعته يغمغم بصوت خفيض عينيه تأسر مقلتيها رغما عنها:.
,
, - ما انتي يا أما روحتي معايا من غير ما تعرفي هنروح فين او هنعمل ايه، لما خرجنا من البيت دا زمان، كنا ماشيين في طريق المجهول مش عارفين حتي الدنيا هتاخدنا علي فين ومع ذلك عمرك ما سبتيني، كنتي بتقولي دايما كفاية اننا مع بعض، لآخر مرة يا لينا تعالي معايا من غير ما تكوني عارفة احنا رايحين فين.
,
, ادمعت عينيها رغما عنها كم أرادت أن ترفض قلبها لا زال يصرخ من ألم ما فعله بها الا أنها حركت رأسها بإيجاب مسلوب الإرادة دقائق وكانت تتقدمه ينزلان لأسفل، توسعت إبتسامة حسام ما أن رآها ليهب سريعا يحادثها ممتنا:
, - متشكر يا دكتورة، متشكر اوي.
,
, قطبت جبينها متعجبة علي ما يشكرها ذلك الفتي تنهدت تنظر لخالد تسأله بعينيها ليبتسم لها في هدوء يتحركان سويا للخارج، تحرك حسام لسيارته، بينما استقلت هي السيارة جواره يتجهوا جميعا الي حيث هي فقط لا تعلم٣ نقطة
,
, صباح يوم جديد مختلف، في مكان جديد عرفته بالأمس فقط، غرفة نوم في شقة زوجها معاذ!، باتت زوجة معاذ كما كانت تريد، تخلصت من لعنة زيدان نهائيا، إذا لما ليست سعيدة لما تشعر بألم بشع ينخر قلبها، وكان سوطا من نار يجلد روحها، اعتدلت في جلستها تخفي وجهها بين كفيها تتنفس بعنف، بعد ذلك الكابوس الذي حلمت به ليلة أمس، رأته هو بعدها في حلم سعيد، رفع يدها تخلل أصابعها في خصلات شعرها بعنف تزفر بحرقة لما تلك الحيرة هي من ارادت واختارت هي من، قاطع سيل افكارها صوت رنين هاتفها برقم والدتها، ابتسمت بشحوب التقطته تجيبها بصوت هامس ناعس:.
,
, - صباح الخير يا ماما
, سمعت صوت والدتها المتلهف يسألها:
, - صباح النور يا حبيبتي، عاملة ايه يا لوليتا، اوعي يكون الواد دا زعلك او فرض نفسه عليكي
, ضحكت لينا في خفوت شاحب تحرك رأسها نفيا بخفة تحدثت بهدوء تطمأن والدتها:
, - أنا كويسة يا ماما ما تقلقيش معاذ كويس وطيب ومقدر حالتي النفسية كويس، ما تقلقيش عليا.
,
, بعد حديث ليس بطويل مع والدتها طمأنتها عليها وودعتها تغلق الخط، القت الهاتف علي فراشها، قامت من الفراش وقفت جواره تأخذ أنفاس قوية تطفي بها نيران قلبها القلق تحادث نفسها بحزم:
, - كل حاجة هتبقي كويسة، معاذ كويس وبيحبني، هتتأقلمي يا لينا٣ نقطة
,
, قلبها رفض وبشدة تلك الكذبات التي تخرج من فمها، تحركت ناحية حقيبة ملابسها التي لم تسنح لها الفرصة لإخلاء محتوياتها بعض اختارت احدي ملابسها البسيطة العملية التي تستخدمها في الخروجان العاجلة، تحركت للمرحاض اغتسلت تبدل ثيابها خرجت، تمشط خصلات شعرها، لتتجه ناحية باب الغرفة فتح قفل المفتاح لتطل برأسها للخارج المكان هادئ بشكل مخيف، في وسط ذلك الهدوء اخترق انفها رائحة طعام حقا شهية، تحركت من الغرفة تنظر حولها، منزله حقا الكثير من الغرف التي لا تعرف حقا ماذا يوجد خلف أبوابها المغلقة تحركت ناحية الخارج، تتلفت حولها كأنها طفلة ضائعة.
,
, - بووو
, صاحت حين جاء الصوت من خلفها مباشرة انتفضت من مكانها تنظر خلفها لتجد معاذ يقف خلفها يضحك عاليا علي منظرها الخائف، نظرت له حانقة تتمتم:
, - حرام عليك خضتني
, تعالت ضحكاته أكثر يشير لها يردف من بين ضحكاته:
, - كان لازم تشوفي شكلك لما اتفزعتي
, كشرت جبينها تنظر له بحدة، ليحمحم هو بحرج ينظر لها معترزا:
, - أنا آسف و****، أنا بس كنت بهزر معاكي.
,
, مزحة سخيفة لم تحبها ابتسمت في خواء تحرك رأسها إيجابا، ليقترب هو خطوة اخري منها يسألها قلقا:
, - رعبتيني امبارح عليكي انتي كويسة
, اومأت برأسها بالإيجاب من جديد تتهرب بعينيها بعيدا عنه، لترتسم ابتسامة واسعة علي شفتيه، اقترب يمسك بكف يدها يجذبها خلفه يحادثها بفخر مبتسما:
, - تعالي تعالي هتلاقيكي واقعة من الجوع أنا عملك اكل عظمة، وبصراحة أنا واقع من الجوع ومش هاكل من غيرك.
,
, تحركت معه دون اعتراض يمر أمام عينيها وهي تسير معه مشهد قديم لزيدان وهو يعد لها الطعام في اليوم التالي لزفافهم
, «- علي فكرة يا زيدان أنا عارفة أنك مش جعان وأنك عملت الاكل عشاني، ».
,
, ادمعت عينيها ما أن وصلت لتلك الجملة، مدت يدها تمسح دموعها سريعا قبل أن يلتفت معاذ ويراها تبكي ويمطرها بوابل من الأسئلة التي لن تنتهي، وصلا معا الي طاولة الطعام الممتلئة بكل بالكثير والكثير من الانواع الشهية جذب لها المقعد لتعطيه ابتسامة صغيرة جلست علي المقعد ليدفعه بها إلي الإمام قليلا، ليجلس جوارها، نظرت هي ناحيته في لمحة خاطفة لتقطب جبينها في عجب، تنظر لذلك الوشم الغريب الذي يحتل باطن ذراع معاذ رفعت وجهها إليه تسأله مستنكرة:.
,
, - ايه يا معاذ الوشم الغريب دا حد يعمل وشم تعبان!، وبعدين الوشم حرام اصلا!
,
, تحرك متلهفا إلي غرفة ولده، فتح الباب سريعا ينظر للداخل ليراه تسارعت دقات قلبه حين رآه يجلس يتحرك، عاد للحياة من جديد بعد سبات طويل اجهد قلبه هو، نظر أدهم لأبيه لتدمع عيني كل منهما، اقترب حمزة بخطئ بطيئة يجر ساقيه ناحية أدهم، إلي أن وصل لفراشه جلس ينظر لأدهم مشتاقا للحظات طويلة قبل أن يرتمي كل منهما بين أحضان الآخر، شدد حمزة علي عناق أدهم بينما انهمرت دموع الأخير يهمس له نادما:.
,
, -سامحني يا بابا أنا آسف، سامحني
, لحظات فقط وأبعد حمزة ادهم عنه قليلا احتضن وجهه بين كفيه يمسح بإبهاميه دموع ولده المنسابة ابتسم له يهمس نادما:
, - أنا اللي مفروض اقولك سامحني، اقولك حقك عليا، وحشتني اوي يا أدهم، وحشتني اوي يا ابني
, انهمرت دموع ادهم تصاحبها دموع حمزة ليعود لعناقه من جديد، يربت علي رأسه برفق، بعد دقائق طويلة ابعده عنه ينظر له مبتسما، ليقبل جبين ابنه يهمس فخورا:
, - **** يخليك ليا يا إبني.
,
, دقات علي باب الغرفة تلاها دخول الممرضة الي الحجرة، ابتسمت تردف:
, - صباح الخير يا جماعة، ميعاد الدوا
, ابتعد حمزة عن الفراش لتقترب الممرضة منه تعطي لادهم ادويته، أخرجت سرنجة فارغة تقترب من ذراع ادهم، ليصفر وجه الأخير حرجا هل يخبرهم بأن يعاني رهاب شديد من الحقن، حمزة فقط من يعلم، نظر أدهم لوالده خائفا لتتعالي ضحكات حمزة ينظر للممرضة:
, - ليه الحقنة دي
, نظرت له الممرضة تبتسم في هدوء تتمتم بعملية:.
,
, - الدكتور طلب تحليل ددمم
, أبتعد ادهم للخلف ينظر للممرضة مرتبكا ابتسم يغمغم متوترا:
, - لالالا أنا كويس صدقيني مش محتاج تحليل ولا حاجة، أنا كويس جداا
, نظرت له الممرضة متعجبة بينما انفجر حمزة في الضحك أدهم لم يتغير منذ إن كان طفلا يخشي « الحقن »، تقدم حمزة يقف أمام فراش ادهم يحادثه بحزم:
, - افرد دراعك ياض، وبعدين حد يبقي قدامه ممرضة قمر زي كدا ويخاف من شكة.
,
, ابتسمت الفتاة في خجل، تعاود النظر ناحية أدهم بينما نظرت مايا وبدور في غيظ شديد إلي حمزة، بدور زوجها يغازل اخري أمامها أما مايا، فوالدها العزيز يخبر حمزة بأن هناك فتاة جميلة أمامه وربما اجمل منها أيضا، نقل حمزة عينيه بينهما قلقا ليهمس في نفسه بخوف:
, - هو في ايه، بيبصولي كدة ليه!
,
, ومن مشفي لاخري وقفت سيارة حسام وخلفها مباشرة سيارة خالد ولينا أمام المشفي التي تقطنها شهد، تحرك حسام ناحية خالد يهمس له برقم غرفة والدته الجديدة، ليحرك خالد رأسه إيجابا، تحرك حسام يسبقهم، امسك خالد بيد لينا يتحرك معها للداخل، هي حقا لا تفهم ما يحدث قلبها يدق بسرعة البرق بشكل غريب غير مفهوم، توجه معها الي احدي الغرف دق بابها، قبل أن يدخل، ما إن وطأت قدميها للداخل توسعت عينيها في صدمة حين رأتها شهد بالطبع عرفتها تلك التي كانت بين أحضان زوجها قبل أيام، نظرت لخالد ترميه بنظرة نارية قاتلة، تحركت ترغب في الفرار حين سمعت صوتها يناديها بصوت ضعيف مجهد:.
,
, - ارجوكي يا لينا استني ما تمشيش ارجوكي
, وقفت لينا مكانها للحظات قبل أن تلتفت لها زفرت حانقة تحادثها بضيق:
, - نعم خير، عايزة ايه
, نظرت شهد لها تبتسم في شحوب لتعاود النظر لحسام تحادثه:
, - خد ابوك واستنوا برة شوية معلش
, وقفت مكانها تهز ساقها اليسري بعنف تنظر لغريمتها تتوعد لخالد ما أن تغادر، عاودت النظر لشهد التي تنهدت تهمس لها بشحوب واضح:.
,
, - أنا عارفة أنك مش طيقاني واكيد مش طايقة خالد، وانا لحد قبل ما اعمل العملية ما كنتش بكره حد في حياتي قدك
, توسعت عيني لينا تنظر لها في غيظ لتبتسم شهد تكمل ما تقول:
, - بس لما قربت من الموت اوي كدة، اكتشفت أن الدنيا دي مش مستاهلة يا لينا، مش مستاهلة انتقام وحقد، اقعدي وأنا هحكيلك كل حاجة.
,
, زفرت لينا حانقة رغما عنها اطاعت فضول الاثني داخلها لتتوجه الي اقرب مقعد من فراش شهد جلست عليه تنظر لها لتبتسم الأخيرة تهمس بخفوت نادم:.
,
, - من زمان وانا عيلة صغيرة كنت بشوفك دايما وانتي ماسكة في ايد خالد بيوديكي ويجيبك، كنت بشوف ابتسامتك وفرحتك واتمني اني ابقي مكانك، لحد ما حصلت المعجزة وجت زينب هانم تطلب ايدي لابنها، قد ايه كنت سعيدة اوي، اخيرا كل الحب والحنية اللي كنت بشوفه وهو بيعاملك، هيعاملني أنا اكيد كدة، بس كنت غلطانة خالد عمره ما حبني، خالد مهووس بيكي، عمره ما نطق اسمي من غير ما يغلط وينطق اسمك قبله، قد ايه كنت بتكوي وهو في حضني وبينطق اسمك، بيقولك قد ايه هو بيحبك، حتي لما عرف اني حامل، كان خايف اوي، احسن ترفضيه لما ترجعي لو عرفتي أنه مخلف، علي قد حبه ليه علي قد ما اتقهرت منه وكرهته وكنت عايزة بس انتقم منه، بعد ما خالد طلقني، جه مختار ابن عمي وطلب ايدي، مختار كان أحن إنسان فئ الدنيا حقيقي، كان بيحبني اوي، كتير سألته أنت ليه بتحبني اوي كدة، كان دايما يقولي القلب ليه أحكام، عوضني أنا عن كل حاجة وحشة حصلتلي، لحد ما مات.
,
, بدأت عيني شهد تزرف الدموع بكثرة نظرت للينا تهمس بحرقة ممتزجة بقهر:.
,
, - مات وخد معاه كل حاجة حلوة، ورجع خالد ظهر تاني، ورجع احساسي بالقهر والكرة والانتقام، كنت عايزة اخد حقي منه بأي شكل، وأنا عارفة أنه بيحبك، بيحبك اوي وأكتر حاجة ترعبه أنك تضيعي منه، عشان كدة عرضت عليه يتجوزني، كنت بحس إن انتقامي بيتحقق وأنا شيفاه قدامي بيتعذب خايف قلقان، أنا عمري ما كنت هسمحله أن هو يلمسني ابدا، بس كنت بحب اشوف عذابه في عينيه وهو متوتر ومش عارف يعمل ايه.
,
, نظرت شهد ناحية لينا لتراها ترميها بنظرات حادة نارية ابتسمت شهد في خفة تردف:
, - ما تبصليش كدة الانتقام واللي شوفته من جوزك زمان يخليني اعمل اكتر من كدة، بس لما قربت اوي من الموت، اكتشفت ان كلها حاجات تافهة فارغة، الدنيا عرض سينما وهيخلص، عشان كدة انا حبيت اشوفك، لينا خالد مش بيحبك بس دا بيعشقك، أنا آسفة سامحيني بس صدقيني أنا كنت موجوعة أوي وكنت عايزة انتقم بأي شكل، ممكن تنادي خالد ارجوكي.
,
, تنهدت لينا حزينة علي حالها، غاضبة منها تحركت ناحية باب الغرفة تهمس باسم خالد، دخل الأخير للغرفة يقترب من فراش شهد بصحبة لينا، ابتسمت شهد لهما معا تردف بنبرة حزينة مجهدة:
, - أنا مسمحاك يا خالد وفهمت لينا علي كل حال، بس عايزة منك طلب أخير، طلقني مش عايزة اموت وأنا علي ذمتك، ارجوك يا خالد
, تنهد خالد ينظر لها نادما ليهمس لها بنبرة مثقلة:
, - انتي طالق يا شهد.
,
, توسعت ابتسامتها تشكره بامتنان، نظرت ناحية لينا تشير لها لجانب الفراش الفارغ لكي تقترب منها، تحركت لينا بخطي بطيئة جلست جوارها لتمسك شهد بيد لينا تحادثها بلهفة:
, - وصيتك حسام يا لينا، أنا عارفة انك طيبة وهو و**** بيحبك أوي، خلي بالك منه هو صحيح دكتور معدي ال30 بس ما بيعرفش يعمل لنفسه كوباية شاي، خلي بالك منه وحياة خالد، هسألك عنه يا لينا لما اقابلك.
,
, أدمعت عيني لينا تنظر لشهد مشفقة حزينة، حركت رأسها إيجابا تهمس لها برفق:
, - انتي هتبقي كويسة وهتاخدئ انتي بالك منه
, ابتسمت شهد بشحوب تحرك رأسها إيجابا، تهمس لها:
, - معلش عايزة افضل مع حسام لوحدنا، ممكن تناديهولي.
,
, حركت لينا رأسها إيجابا سريعا، تحركت للخارج التفت خالد لشهد يبتسم لها ممتنا لترد له الابتسامة باخري شاحبة تحرك رأسها إيجابا، تحرك للخارج في لحظة دخول ولده، وقف بالخارج أمام لينا ينظر لها يبتسم في عشق لن ينتهي لترتسم علي شفتيها ابتسامة صغيرة أغمضت عينيها تقترب منه ليفتح ذراعيه سريعا يضمها لاحضانه، لحظات طويلة هادئة، لم يكسرها سوي تلك الصرخة الفزعة:
, - ماااامااا، ماما ردي عليا، ماااااماااا.

الحادي والتسعون


في أسيوط تحديدا في منزل رشيد الشريف٣ نقطة
,
, كابوس بشع رأت نفسها فيه مقيدة علي ذلك المقعد، مراد أمامها بهيئة مخيفة مفزعة أعين حمراء كالدماء أنياب طويلة وكأنه وحش هارب من احدي حكايا الرعب القديمة، يقترب منها ببطئ يديه بها مخالب طويلة حادة مدببة، هي فقط تبكي تحاول تحرير نفسها من تلك القيود التي تلفها كأفعي تعتصر جسدها، وهو يقترب اكثر وأكثر، ما كادت مخالبه الحادة تلامسها صرخت بصوت عالي وهي تنتفض من مكانها تلهث بعنف جسدها يتفصد عرقا، وضعت يدها علي قلبها تحاول تنظيم دقات قلبها السريعة المتضاربة، ليدق الباب في تلك اللحظة، خرج صوتها ضعيفا مرتجفا:.
,
, - مممين
, - أنا جاسر يا صبا، ينفع ادخل
, قالها جاسر بنبرة جافة قاسية، لتؤمأ برأسها بالإيجاب وكأنه يقف حقا يراها، حاولت أن ترفع صوتها قليلا تهمس له بنبرة خافتة مرتعشة:
, - ايوة ايوة
, أدار جاسر مقبض الباب دخل يغلق الباب خلفه اقترب منها لتضطرب حدقتيها خائفة من أن يضربها من جديد، وقف جاسر جوار الفراش ينظر لها في جفاء قاسي حاول إخفاء نبرة القلق من صوته حين قال:
, - أنا كنت معدي من جنب اوضتك سمعتك بتصرخي في ايه!
,
, حركت رأسها بالنفي مرة تليها أخري تنظر له بهلع نظرات لم تعرفها عينيها يوما خاصة وهي تنظر له جاسر أخيها الذي كان ولا يزال يعاملها كطفلة مدللة، باتت الآن ترتعد منه بالكاد همست:
, - كااابوس!
, زفر جاسر أنفاسه يشعر بالأسي يقتل قلبه لم تكن صبا يوما شقيقته بل ابنته الصغيرة الذي لم يحب أحد بقدرها، نظرة الذعر التي تنظر له بها تقتله، تنهد بحرقة يلويها ظهره سريعا يغمغم بصوت جاف مختنق:.
,
, - انزلي يلا عشان تفطري، وزي ما قولتلك اللي حصل يتنسي واياكي بابا او ماما يحسوا بحاجة
, دون حتي أن يسمع لها ردا ترك الغرفة يتوجه إلي الخارج ما أن امسك مقبض الباب سمعها تهمس باسمه بنبرة حزينة راجية، شد علي المقبض بيده يزفر أنفاسه بسرعة وعنف ليمسعها تتمتم هامسة بنبرة بكاء حارقة:.
,
, - جاسر أنا آسفة سامحني، هو ضحك عليا، كنت فكراه يبحبني، هو قالي أنك هتفرح أوي، لما تعرف وهتوافق علي اننا نتجوز، أنا آسفة يا جاسر.
,
, طحن اسنانه بعنف يشعر بغضب عارم يجتاح جسده الوغد عرف جيدا كيف يخدع شقيقه البريئة الساذجة، يشعر بروحه تقطر دما وهو يستمع لصوت نحيبها القاسي، اغمض عينيه يحاول أن يبني جدار من الجليد حول قلبه، ولكن نيران شهقات شقيقته اذابت الجليد القاسي، ترك مقبض الباب يتجه ناحيته سريعا في لحظات كان يجذبها إليه يخفيها بين ذراعيه يغزرها داخل روحه، بكت وتعالت شهقاتها، بينما هو فقط يمسح علي رأسها سمعها تهمس من بين شهقاتها العنيفة:.
,
, - سامحني يا جاسر، أنا آسفة، و**** ما كنت أعرف، أنا غبية، أنا آسفة، آسفة أوي
, ظل يحرك رأسه بالإيجاب مع كل كلمة يقولها يسكت صوت عقله الغاضب يستمع لدقات قلبه الهادرة، شقيقته ليست سوي طفلة صغيرة، وهو إيضا يحمل جزءا من الخطأ نا كان يجب أن يسمح له بأن يأتي لهنا، أبعد شقيقته عنه يمسح وجهها بكفيه يبتسم في رفق يحادثها:
, - خلاص يا صبا اللي حصل دا هننساه مش هنتكلم عنه ولا حتي نفتكره تاني ابداا.
,
, ابتسمت في ضعف، صاحب نزول قطرات دموعها بلا توقف تحرك رأسها إيجابا سريعا تؤيد ما يقول، نظرت لوجهه نظرات مرتبكة بها أمل ضعيف متوتر تهمس له:
, - يعني إنت خلاص سامحتني
, ابتسم لها برفق ظل صامتا للحظات قبل أن يومأ برأسه إيجابا، رفع سبابته أمام وجهها يحادثها بلهجة حادة حازمة:.
,
, - سامحتك عشان أنا عارف تربية أختي كويس، اللي حصل دا يعتبر درس ما تنهسيهوش عمرك كله، بس قسما ب**** يا صبا، لو عرفت أنك بتكلمي واحد تاني من ورانا مش هيبقي في سماح، هيبقي في قتل علي طول، فاهمة
, توسعت عينيها فزعا للحظات تحرك رأسها إيجابا بلا توقف هي ليست غبية لتقع في نفس الفخ مرة اخري، مد جاسر يده يمسح دموعها المراقة ابتسم يغمغم لها بترفق:.
,
, -قومي يلا اغسلي وشك ويلا عشان نفطر، وزي ما قولتلك اللي حصل دا لا بابا ولا ماما ياخدوا خبر بيه
, ابتسمت ابتسامة صغيرة شاحبة تحرك رأسها إيجابا، ليدني برأسه يقبل جبينها ربت علي وجنتها برفق ليتركها ويغادر الغرفة، قامت هي من مكانها تجاه المرحاض دخلت توصد الباب عليها وقفت أمام المرأه تنظر لانعاكس صورتها باشمئزاز واضح تحادث نفسها بقهر:.
,
, - قد ايه كنتي عبيطة وغبية يا صبا، صدقتي أنه فعلا حبك، لولا جاسر وغيث كنت خلاص ضعت، ما فيش حاجة إسمها، مش هسمح لنفسي إني أحب اي حد تاني، اكيد هيبقي اذي زيه، مش هضيع ثقة جاسر تاني، ما فيش حاجة اسمها حب ابداا.
,
, قالتها في نفسها بقوة لتفتح صنبور المياة تصفع وجهها بقطرات المياة بدلت ثيابها بأخري تضع **** رأسها لوجود غيث معهم بالأسفل، تحركت لأسفل تفكر، غيث حقا تمتن له لكل ما فعل، عليها أن تشكره، غيث انقذها من مستقبل مظلم، ما إن اقتربت من أسفل سمعت صوت شجار حاد بين جاسر وابيها، صدح صوت جاسر يصيح حانقا:
, - أنا عايز أعرف احنا هنسيب الحية دي في البيت لحد امتي، ما تغور في ستين في داهية
, رد والدها بهدوء رزين حاد:.
,
, - صوتك ما يعلاش قدامي، وشاهيناز مش هتخرج من البيت دا وهي في حالتها دي، دي حامل وحالتها خطيرة، بدل ما انت واقف تزعق كدة روح دور علي مراتك٣ نقطة
, حين نزلت إلي أسفل رأت جاسر يقف أمام طاولة الطعام ينظر لوالدهم نظرات تملئها الغضب والألم حرك رأسه إيجابا يشير بسبابته للطابق العلوي:
, - عندك حق أنا هروح أدور علي مراتي، بس لو الحية اللي فوق دي اذت حد هيبقي ذنبه في رقبتك أنت، سلام يا رشيد بيه.
,
, قالها ليتوجه الي أعلي سريعا نظر رشيد في أثره تنهد يلقي المعلقة الفارغة يتمتم حانقا:
, - غبي وهيفضل طول عمره غبي، أنا رايح المستشفى سلام
, غادر رشيد نظرت صبا لوالدته لتري دمعات حزينة تقطر من مقلتيها اقتربت صبا من تحاول التخفيف عنها ربتت بيدها برفق علي يد والدتها تهمس لها في مرح باهت:
, - مالك بس يا ماما يعني هي دي اول مرة بابا وجاسر يتخانقوا.
,
, وضعت شروق صحن الطعام من يدها علي سطح الطاولة تنهدت بحرقة رفعت يدها تزيل دموعها الحزينة تهمس لابنتها:
, - لاء مش اول بس جاسر عنده حق خايف من وجود البت دي وسطينا، وابوكي بردوا عنده حق دي حالتها تصعب علي الكافر، وسهيلة قلبي واكلني عليها اوي، يارب تعدي الفترة علي خير بقي
, صمتت للحظات تنظر لابنتها تحاول رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيها تهمس لها بحنو:.
,
, - قعدي يا حبيبتي افطري يلا عشان تشوفي مذاكراتك، أنا هدخل اعمل الغدا
, تحركت شروق ناحية المطبخ بينما وقفت صبا للحظات تنظر للطاولة الممتلئة لم يكن لها الشهية حقا ولو للقمة واحدة زفرت أنفاسها لتتوجه الي الحديقة جلست للحظات علي أحد المقاعد تنظر للفراغ في شرود طوووويل، شرود لم يقطعه سوي حركة غيث حين خرج من المنزل يجذب خلفه حقيبة سفره يتوجه إلي سيارة جاسر، نظرت له للحظات مرتبكة لتصيح باسمه فجاءة:
, - غيث!
,
, التفت لها يرسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه ازاح نظراته الشمسية ينظر لها مستفهما، للتنهد هي متوترة، اقتربت منه تقف علي بعد مسافة صغيرة منه تتهرب بمقلتيها بعيدا عن عينيه تشعر بدقات قلبها تتقافز تشعر بالحرج الشديد منه، زفرت اخيرا تهمس له مرتبكة:
, - شكرا يا غيث بجد شكرا لكل حاجة عملتها عشاني
, طرقع غيث بأصبعيه لتنظر هي له ضحك بخفة يغمغم في مرح:
, - طب اللي بيشكر حد مش بيصله علي الاقل.
,
, صمت للحظات ليعاود الحديث من جديد بنبرة هادئة:
, - مالوش داعي الشكر يا صبا انتي زي جوري بالظبط، لما سمعت كلامك مع مراد صدفة وأنا بكلمك تخيلت جوري مكانك، وقد ايه الموقف هيبقي صعب لو ما حدش اتدخل، وانقذ براءة طفلة
, ابتسمت له في حرج تومأ برأسها إيجابا اخفضت رأسها أرضا تهمس له بخفوت:
, - شكرا مرة تانية وأنا بجد آسفة لو كنت اتكلمت معاك بطريقة سخيفة قبل كدة، عن إذنك.
,
, قالتها لتستدير وتغادر المكان بأكمله سريعا إلي الداخل وقف هو ينظر لمكان وقوفها الفارغ تنهد يبتسم يآسا يتمتم مع نفسه:
, - صغيرة اوي يا صبا، يمكن بعد سنين نتجمع تاني!
, دقائق وخرج جاسر من الداخل يحمل حقيبة سفر صغيرة هو الآخر توجه ناحية غيث يسأله:
, - بردوا مصمم تسافر
, حرك غيث رأسه إيجابا يبتسم في هدوء مردفا:
, - ايوة، أنا خلاص خلصت مهمتي، وبعدين ماما بتتصل حوالي خمسين مرة في اليوم، بتسأل هرجع امتي٣ نقطة
,
, ابتسم جاسر له ممتنا يربت علي كتفه ليتحرك الرجلين ناحية سيارة الأخير، بينما تقف صبا في شرفة غرفتها تراقب ما يحدث تبتسم في حزن لن يزول قريبا!
,
, في شقة حسام الخاوية من اي حياة الا منه هو، حتي هو الآخر جسد خالي من الحياة نائم كالميت لا يرغب في الاستيقاظ من جديد فتح عينيه فجاءة يشهق يأخذ نفس عميق ينظم به أنفاسه الغارقة بين أمواج كوابيس لن تنتهي، نظر حوله ما أن فتح عينيه يقطب جبينه أين هو، لحظات وبدأ يعي كل شئ لم يكن حلما بشعا كما يحدث له بل حقيقة أبشع مما قد يتحملها، حبيبته تزوجت بآخر الفكرة نفسها تقتله تمزق لحمه حي، كيف تفعل به ذلك، كيف تكن بتلك القسوة، فيما أخطأ بحبه لها، شعر بحرارة جسده تلتهب، تحرك من مكانه يشعر بدوار عنيف يحطم رأسه، مشي للخارج يستند علي الحائط يهمس باسم صديقه:.
,
, - حسام، حسام أنت فين، حسام.
,
, خرج لصالة المنزل الفارغة، لا أحد المكان هادئ كالقبر، تحرك ينتفس بصعوبة ارتمي بجسده علي اول مقعد قريب منه يعود برأسه للخلف يغمض عينيه، الألم يأكل وجهه، غام عقله تحت غيمات الماضي البعيدة يتذكر كل شئ كل ما حدث له، حياته تمر كشريط سريع تتسابق مع أنفاسه السريعة الهاجئة، صورتها تضئ مع كل ذكري في حياته شد علي أسنانه بعنف جسده يرتجف، والألم يتحول لغضب قاسي يجلد جسده، فتح عينيه الحمراء فجاءة يلهث استند بمرفقيه إلي فخذيه يخفي وجهه بين كفيه يتنفس بعنف يهذئ بجنون:.
,
, - اتجوزته، خلاص اتجوزته، بقت مراته، لمسها، هتحمل منه، يعني خلاص بقت ليه هو، اتجوزته.
,
, صرخة من نار خرجت من بين شفتيه تعبر عن جزء صغير من جسده المحترق، تحرك من مكانه الي المرحاض يرمي رأسه تحت صنبور المياة لمدة طويلة لم يحسبها ابدا، يود لو يصمد رأسه بالحائط، علها تخرج منه تبتعد عن رأسه ولو للحظات، تحرك للخارج من جديد بعد مدة طويلة، امسك هاتفه يود الاتصال برقم حسام ليعلم أين هو، امسكه ليجد يرن برقم انجليكا، تنهد متعبا ارتمي بجسده علي المقعد فتح الخط تنهد يهمس تعبا:
, - ايوة يا انجليكا.
,
, سمع صوتها من الاتجاه الآخر تحادثه بتلهف:
, - زيدان إنت فين، أنت وهشت أنا كتير زيدان، تآلا
, ارتسمت ابتسامة حزينة علي شفتيه تنهد يحادثها ساخرا:
, - انجليكا ارجعي بلدك شوفي حياتك صدقيني أنا لا أصلح للحب
, لم تصمت لحظة بل تلهفت تقول بشوق حالم:
, - نو زيدان مش تقول كدة، - you are handsome, daring, brave man، you stole my heart at first sight, zedan.
,
, ارتسمت ابتسامة تهكمية ساخرة علي شفتيه اعتدل في جلسته يحادثها بقسوة علها تستفيق:
, قلبك دا غبي عشان حب واحد زيي قلبه ملعون بُحب واحدة تانية، حب استنزفه لحد ما بقي فاضي خاوي من اي مشاعر، أنا عارف أنك مش هتفهمي نص كلامي، بس اللي عايزك تفهيمه كويس، أنك بتحبي شخص ميت٣ نقطة
, ظلت صامتة للحظات بينما هو ينتفس بعنف قلبه يحرقه توسعت عينيه في دهشة حينما سمعها تهمس له بنبرة رقيقة حانية:.
,
, - but you are still alive and I will still love you forever، في يوم قلب هيدق آشاني زيدان، باي.
,
, اغلقت معه الخط ليعود هو لحاله من جديد يبتسم ساخرا علي حاله، لينا القت به بعيدا وتزوجت بآخر بدم بارد دون أن يرتف لها جفن وهو يرفض عشق تلك الفتاة بكل السبل، كم هو أحمق مغفل كبير مثير للشفقة، يستحق ما يحدث له، تنهد يمسح وجهه بكف يده حين دق هاتفه من جديد تلك المرة برقم خالد، فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه قبل أن ينطق بحرف، توسعت عينيه فزعا هب من مكانه يصيح مذعورا:
, - أنا جاي حالا!
,
, في شقة معاذ، جلست لينا علي الأريكة في غرفة المعيشة أمامها طاولة سطحها من الزجاج تضع عليها كتب الجامعة فتحت أحد الكتب لتبدأ المذاكرة ولكن بدلا من أن تقرأ الحروف اخذتها ذاكرتها لذكري بعيدة حين كانت في المرحلة الثانوية.
,
, Flash back
, نزلت من غرفتها حين سمعت صوت والدتها يصدح باسمها للعشاء وضعت الكتب من يدها زفرت قلقة غدا اولي امتحاناتها الثانوية، نزلت لأسفل ما أن جلست علي مقعدها علي الطاولة دق جرس الباب توجهت الخادمة لتفتح لحظات وظهر زيدان عند باب غرفة الطعام صاحت لينا والدتها باسمه فرحة لتهرول ناحيته تعانقه تبكي تحادثه بتلهف:.
,
, - زيدان، يا حبيبي حمد لله علي السلامة أنا كنت هموت من الخوف عليك، الحمد لله يا رب أنك رجعت بالسلامة
, رأته وهو يبتسم لوالدته يقبل يديها وجبينها، تحرك والدها ناحيتهم يجذبه بعيدا عن والدتها يحادثهم ساخرا:
, - ما هو زي البغل قدامك اهو، اترزع ياض كل
, جلس زيدان جوار والدتها مقابل لها، يبتسم ابتسامة واسعة سعيدة ينظر لقسمات وجهها أشتاق لها حد الجنون لم يمنع لسانه من أن يسألها قلقا:.
,
, - عاملة ايه يا لينا، بكرة اول امتحانات الثانوية مش عايزك تخافي أنا واثق أنك هتحلي كويس، لو محتاجة اي مساعدة أنا اقدر
, وقفت عن مقعدها في تلك اللحظات ترميه بنظرات غاضبة حادة كارهة لتصيح بغيظ:
, - مالكش دعوة أنت أنا عاملة ايه، ومش عايزة منك مساعدة في اي حاجة٣ نقطة
, هتف خالد محتدا باسم ابنته:
, - لينااااا
, نظرت للجميع حانقة في غيظ، لتتحرك لأعلي، انهي الجميع عشائهم، توجه خالد لمكتبه ولينا لأعلي تجهز غرفة زيدان بينما.
,
, تهاوي علي الاريكة يخفي وجهه بين كفيه يغمض عينيه ، يفكر فيها، هل يفكر في غيرها اصلا ليل نهار هي بطلة افكاره، رفع وجهه حينما شعر بحركة حوله ليجدها تنزل بخفة علي سلم البيت الضخم شعرها البني الطويل يتهادي خلفها برفق.
,
, راقبها بشغف وهي تنزل ليجدها تتجه ناحية المطبخ، لم يشعر بقدميه الا وهو يتحرك ناحيتها يمشي ناحيتها، وجدها تخرج زجاجة مياه تحتسي القليل منها ومن ثم تركتها، التفتت لتخرج لتجده يقف أمامها يحاول الابتسام لتنظر له ببرود عقدت ذراعيها تهتف بضيق:
, - خير عاوز ايه
, نظر حوله بحيرة يحاول إيجاد شئ يخرجه من ذلك المأزق ماذا يقول لها، اريد دائما ان ارائكي هتف سريعا:
, - ااا، آه أنا جعان
, رفعت كتفيها بلامبلاة تتمتم ساخرة:.
,
, - طب ما تأكل وأنا مالي
, حك شعره بحرج كالمراهقين ليبتسم بهدوء: ما بحبش آكل لوحدى ممكن تاكلي معاي
, تحركت لتخرج من المطبخ دون أن تعيره انتباها تتمتم في جفاء:
, - لاء عن اذنك عشان عندي إمتحان الصبح
, هتف سريعا يوقفها قبل أن تغادر:
, - انا كنت هطلب بيتزا لو بتحبيها
, اكملت طريقها ببرود دون ان تعيره انتباها ليلحق بها سريعا امسك رسغ يدها برفق لتلتفت له تنظر له في هلع ممتزج بغضب تهمس بنبرة مرتجفة:
, - سيب ايدي.
,
, أبعد يده سريعا يرفع كفيه باستسلام يغمغم سريعا بتلهف:
, - اهو سيبتها، طب ايه رايك اراجعلك المادة بتاعت بكرة، أنا ذاكرتهالك قبل كدة كتير يا لينا وكنتي بتقفلي فيها
, ضيقت عينيها بضيق مستغل بالفعل المادة التي ستمتحنها غدا صعبة للغاية وهو أيضا محق، طريقة شرحه سلسلة بشكل يجعل المعلومات تتقافز لعقلها دون مجهود يذكر، هزت رأسها علي مضض:
, - هروح أجيب كتبي
, توسعت ابتسامته يهز رأسه إيجابا.
,
, ذهبت لينا لاحضار الكتب بينما امسك زيدان هاتفه واتصل بأحد المطاعم يطلب الطعام جلس ينتظرها علي نيران قلبه، لتنزل بعد قليل تحتضن كتبها نظرت ناحية مكتب والدها تتأكد أنه بالداخل تنهدت بارتياح لتتوجه إليه.
,
, جلست على الأريكة التي امام التلفاز ووضعت كتبها علي المنضدة الرخامية العريضة ليجلس جوارها، نظرت له بغضب لتمسك احدي وسائد الاريكة الكبيرة تضعها فاصل بينهما، ابتسم حزينا ليلتقط احد كتبها ومن ثم بدأ يشرح لها تلك المادة بسهولة ويسر كما اعتاد أن يفعل، اجفلت علي صوت دقات علي باب المنزل بينما قام هو، غاب لدقائق ليعود ومعه علبتي من الطعام:
, -الاكل
, اشاحت بوجهها في الاتجاه الآخر تتمتم بخواء:
, - مش جعانة.
,
, ، توجه يجلس جوارها قابل ابتسامتها الباردة بابتسامة دافئة يفتح علبة الطعام الخاصة به يأكل باستمتاع:
, - لاء بجد لذيذة جدا
, زفرت بضيق تنظر له بحنق تبلع لعابها فهي أيضا جائعة التقطت كتبها تهتف بضيق:
, - انا طالعة أوضتي
, اوقفها يتمتم سريعا بتلهف:
, - استني بس لسه ما خلصتش شرح
, زمت شفتيها بضيق تزفر حانقة:
, -هتشرح ولا هتاكل
, ابتسم يرفع تلابيب ملابسه بزهو يتمتم ضاحكا:
, -الاتنين دا أنا زيدان الحديدي.
,
, ابتسمت ساخرة علي غروره المبالغ فيه، بدأ يشرح قليلا ويأكل قطعة يهتف بخبث يعرف انها جائعة طبقها كان كاملا حين قامت من العشاء:
, - لا حقيقي طعمها تحفة المطعم دا هايل بفكر اشتريه
, نظرت له بغيظ معدتها تموء جوعا خاصة مع تلك الرائحة الشهية:
, - لو سمحت ركز في الشرح
, اؤمأ برأسه إيجابا يدفع اليها احدي العلب يتمتم مبتسما:
, - حاضر بس بجد البيتزا تحفة وهي سخنة حرام اسيبها تبرد.
,
, اغلق الكتاب الذي امامها يضعه جانبا ليفتح علبة الطعام الاخري يبتسم بحنان:
, - يلا كلي
, اشاحت بوجهها بعيدا تكتف بذراعيها أمام صدرها تتمتم ببرود:
, - لاء!
, امسك كف يدها برفق يتمتم بحنو:
, - عشان خاطري كلي أنتي عندك امتحان بكرة
, قزف قلبها هلعا ما أن لامس كفه يدها، انتفض سريعل تنزع يدها من يده بعنف لتهب واقفة امامه تصرخ بقسوة ممتزجة بذعر:
, - أنت مالكش خاطر عندي يا زيدان أنت فاهم انت أكتر واحد أنا بكرهه في الدنيا دي!
,
, Back.
,
, عادت من شرودها الطويل علي دمعات حزينة تساقطت من مقلتيها، هل كانت حقا قاسية أم هو السبب في ذلك، في تلك الفترة كانت تخاف النوم ليلا بسبب ما كاد يفعله بها، كاد أن يغتصبها قديما، وحين فشل نجح الآن، تشعر بالحيرة تمزقها لما تشتاق إليه الآن، لما فقط ترغب في رؤيته بأي شكل، هي من أخبرته مرارا وتكرارا انها لم تحبه لن تسامحه إذا لما قلبه يطرق باسمه فكل لحظة مسحت وجهها بكفيها، لتنتفض فزعة حين شعرت بأحد ما يجلس جوارها فجاءة شهقت فجاءة حين رأته معاذ نظرت له بغيظ تتمتم حانقة:.
,
, - جري ايه يا معاذ أنت كل شوية تخضني
, ابتسم في مرح يضع صينية عليها كوب حليب بالشوكولاتة وبضع قطع كعك علي الطاولة أمامها جلس جوارها يتمتم مبتسما:
, - ما كنش قصدي و**** أنا بس قولت اجبلك حاجة تاكليها وانتي بتذاكري، تحبي اساعدك في حاجة
, حركت رأسها نفيا تنهدت تحاول أن ترسم ابتسامة مجاملة علي شفتيها تتمتم:
, - شكرا يا معاذ أنا بعرف اذاكر مع نفسي.
,
, ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا جلس جوارها يراقبها عن كثب وهي تحرك اوراق الكتاب أمامها ينظر لوجهها عينيها يتحرك بمقلتيه علي قسمات وجهها المتوترة كما يري، ارتسمت ابتسامة لطيفة علي شفتيه مد يده يبسطها علي وجنتها لتنتفض كمن لدغها عقرب تنظر له فزعا لتري ابتسامته التي لم تتغير مد يده يزيح خصلات شعرها التي تغطي غرة وجهها الجميل ابتسم لها يغمغم بولة:
, - انتي جميلة اوي يا لينا بجد جميلة بشكل مبالغ فيه.
,
, ابتسمت ابتسامة مرتعشة دقات قلبها تتقافز مع حركة عينيه النهمة علي قسمات وجهها حاولت استجماع جزء من شجاعتها الواهية تحادثه بحدة:
, - في ايه يا معاذ، أنت بتبصلي كدة
, - أنت مراتي ولا ناسية
, هتف بها محتدا من طريقتها لتتوسع مقلتيها في هلع، قامت سريعا من جواره تنظر له مذعورة، لالالا ليس من الممكن أن تُغتصب مرة أخري علي يد زوجها، حركت رأسها نفيا مرة بعد أخري قبل أن تصيح فيه غاضبة:
, - زيدان أنت وعدتني!
,
, توسعت عينيها هلعا حين نطقت اسم زيدان لتضع كفيها فوق فمها، زادت حدقتيها اتساعا ما الذي تفوهت به للتو، ازداد نابضها ذعرا وهي تري حدقتيه تسود من شدة غضبه، تحرك من مكانه علي الأريكة يقترب منها كوحش ضاري رأي فريسة سهلة المنال، في لمحة رأته يقف أمامها يغرز أصابعه في ذراعيها يهزها بعنف مخيف يصرخ فيها:
, - زيداااان تااااني، انتي مراتي دلوقتي لا تجيبي اسمه ولا حتي تفكري فيه، انتي فاهمة.
,
, انهمرت دموعها ارتجف جسدها بعنف تنظر به مذعورة شعورها بالخوف يقتلها ارتجفت حدقتيها بالكاد انبثقت الأحرف من بين شفتيها:
, - ااا، أنت بتعمل كدة ليه..
, تعالت ضحكاته المخيفة ينظر لها نظرة سوداء قاتمة لم تعهدها منه قبلا، ليحاوط جسدها بذراعيه توسعت ابتسامته المجنونة يهمس لها بجنون مخيف:.
,
, - صغيرة، حلوة، حلوة اوي، ما تعرفيش أنا دفعت قد ايه عشان اخدك، هو كان عايزك ليه، بس ما كنش ينفعش اسيبك، دخلتي دماغي من اول مرة شوفتك فيها، دفعت كتير اااه، بس انتي تستاهلي
, توسعت عينيها ذعرا أكان هو، هو الذي تحلم به، شخصت عينيها يكاد قلبها يخرج من مكانه بينما تعالت ضحكاته الشيطانية العالية!
,
, قبل ما لاقي ألف كومنت بيقول الفصل قصير عارفة و**** إن الفصل قصير، هيتعوض بإذن ****، خلاص احنا بنفنش، كل كابل هياخد حقه ما تقلقوش.

الثاني والتسعون


توسعت عينيها ذعرا أكان هو، هو الذي تحلم به، شخصت عينيها يكاد قلبها يخرج من مكانه بينما تعالت ضحكاته الشيطانية العالية يقبض بأصابع كالمخالب علي علي ذراعيها عينيه مخيفة وكأنه شيطان تلبسه، تسارعت طبول قلبها تعلن حرب الخوف حين مال برأسه ناحيتها يهمس لها بفحيح شيطاني مخيف:
, - اللي خده زيدان من حقي أنا، من حقي قبله.
,
, لم تسطير علي شهقاتها الفزعة مستحيل بالطبع حلم بل كابوس بشع مخيف، ماذا يحدث ليس بحقيقي اطلاقا بل هو أبشع من خيال مريض نفسي في حجرة العزل، انهمرت دموعها تغرق وجهها تحرك رأسها نفيا بجنون هل كتب عليها أن تُغتصب مرتين، لا لا أبدا لن تتذوق تلك المرارة مرة اخري، لمحت مقلتيها المضطربة بجنون سكين كبيرة علي سطح الطاولة لا تعرف حتي من أحضرها، نظرت لمعاذ الذي يبتسم كذئب خبيث ابتسامة مرعبة مخيفة، في لمحة استجمعت ما تبقي من روحها لتدفع معاذ بعنف بعيدا عنها، وبالاحري يبتسم ساخرا يلهو بها كالقط حين يلهو بالفأر الصغير قبل أن يلتهمه، اندفعت لينا ناحية الطاولة تمسك السكين التفتت في لحظة ناحية معاذ ترفع يدها المرتجفة القابضة علي سطح السكين، تنظر لمعاذ حدقتيها تتحركان بجنون دموعها لا تتوقف جسدها يرتجف بعنف صرخت بجنون وهي تشهر السكين ناحيته:.
,
, - هقتلك لو قربت مني هقتلك، هقتلك
, تعالت ضحكات معاذ المخيفة الشرسة، اقترب ناحيتها يفتح ذراعيه علي اتساعهما يقول في شراسة ساخرة:
, - اقتلني يا حبيبتي، اقتليني يلا قبل ما اقتلك أنا.
,
, شهقت بعنف تنظر له في هلع ليس ذلك هو معاذ من أحبت وتزوجت من كان دوما يساندها في كل خطوة هو من يريد قتل روحها الآن، تحركت قدميها للخلف وهي تراه يقترب أكثر وأكثر ضحكاته تملئ المكان، نظراته المخيفة تجردها من كل شئ، اقترب أكثر ونظراته تزداد وحشية، هي تعود للخلف أكثر وأكثر الى أن سقطت علي الأريكة رغما عنها شهقت بذعر في حين ضحك هو ضحكة شرسة حين انقض عليها كفهد جائع انغرز نصل السكين في صدره لتتوسع عينيه للحظات في ألم قبل أن يغمض عينيه للأبد ويغرق دمه وجهها، صرخت وصرخت وصرخت، قاطع صرخاتها، صياح آخر، صياح قلق خائف باسمها، وملمس بارد يصفع وجهها، شهقت بعنف تسعل بقوة، في لحظات تبدلت الصورة لا تزال جالسة علي الأريكة مكانها، معاذ يجلس علي ركبتيه علي الأريكة جوارها يمسك بكوب ماء يرش منه علي وجهها سعلت بعنف هبت من مكانها تنظر حولها نظرات ضائعة منهار بالكاد تتنفس سقطت أرضا بعيدا عن الأريكة تلهث بعنف، تنظر له فزعة بينما ينظر هو لها قلقا، تحرك من مكانه سريعا ناحيتها جلس علي ركبيته أمامها يسألها فزعا:.
,
, - لينا حرام عليكي ردي عليا ما تعمليش فيا كدة
, نظرت له نظرات متوجسة ضمت ساقيها لصدرها تحاوطهم بذراعيها تنظر له مذعورة، ماذا حدث لها، ألم تقتله قبل لحظات أين السكين أين الدماء ماذا حدث، ملئت الدموع مقلتيها بالكاد خرج صوتها الضعيف تسأله مذعورة:
, - هو اييه اللي حصل
, ظل ينظر لها للحظات نظرات حزينة متألمة تنهد حزينا قبل أن يهمس لها برفق:.
,
, - لينا أنتي، ااانتي، بدأ يجيلك هلاوس، أنا كنت جايبلك عصير لقيتك فجاءة بتصرخي وبتتصرفي تصرفات غريبة، وعمالة تصرخي وتعيطي٣ نقطة
, شخصت عينيها في ذهول ممتزج بفزع هل جنت، باتت تري هلاوس غير موجودة من الأساس، شردت عينيها في فراغ روحها المتعبة تسمع صوت معاذ يأتيها من بعيد يحاول التخفيف عنها:
, - لينا اهدي وما تتوتريش، احنا هنروح لدكتور نفسي، انتي هتبقي كويسة، عشان خاطري اهدي.
,
, انهمرت دموعها تغرق وجهها رفعت كفيها تغطي وجهها تبكي بحرقة، اقترب معاذ يحاول عناقها لتدفعه بعيدا عنها قامت من مكانها تهرول الي غرفتها دخلت توصد الباب عليها بالمفتاح جلست خلف الباب المغلق تضم ساقيها إليها تبكي بانهيار، تسمع طرقات معاذ السريعة المذعورة علي باب الغرفة يصيح قلقا:
, - لينا، لينا، لينا افتحيلي الباب يا حبيبتي، لينا عشان خاطري ما تعمليش في نفسك كدة، لينا ردي عليا يا لينا.
,
, اسندت رأسها إلي الباب المغلق تنساب دموعها في صمت وابتسامة ساخرة ممزقة تؤتسم علي شفتيها، جُنت، وربما هي في طريقها للجنون، باتت تري هلاوس لا وجود لها من الأساس، صوت رنين هاتفها انتشلها من حالتها تلك تحركت تجر جسدها ناحية فراشها لتبصر اسم والدتها علي سطح الشاشة، فتحت الخط تضع الهاتف علي اذنها، توسعت عينيها في ذهول مع كل كلمة تخرج من فم والدتها الي أن انتهت لتتمتم لينا بذهول:
, - حاضر هاجي!
,
, مرت عدة ساعات هنا في منزل خالد السويسي.
,
, « صوان » عزاء كبير في الحديقة مقاعد كثيرة تتراص جوار بعضها البعض، وعند المقدمة يجلس شيخ وقور بجبة وقفطان يجلس علي مقعد مرتفع أمام مكبر صوت يصدح بصوته العذب بآيات القرآن الكريم، والخدم يتحركون هنا وهناك يحملوا اكواب من مشروب القهوة، يقف عند بداية « الصوان » خالد وزيدان وبينهما حسام الذي بالكاد يقف علي ساقيه، يحاول مسح دموعه التي تهرب من أسر مقلتيه قلبه يحترق، جسده لم يعد يقوي علي الصمود لا يرغب في تلك اللحظات سوي أن ينهار أرضا يبكي بلا توقف، شعر بأصابع تشد علي كتفه نظر للفاعل ليجد والده ينظر له نظرات حزينة عميقة، يحاول تشجيعه علي الصمود، وقف خالد جوار طفله قلبه يتمزق حزنا عليه، يعرف حسام كان يحب والدته للغاية، اغمض عينيه حزينا نادما، يتمني فقط لو كان ما فعله يغفر له ذنب قديم، لحظات وتوقفت سيارة عمر في حديقة منزل خالد نزل عمر ومعه سارة وتالا، أمسكت تالا يد ابنتها تتحرك لداخل المنزل بينما توجه عمر إليهم، اقترب منهم وقف أمام خالد يصافحه يهمس له بصوت خفيض حزين:.
,
, - البقاء لله يا خالد
, حرك خالد رأسه إيجابا يصافح أخيه يهمس له باختناق:
, - ونعم ب****، خش يا عمر
, تحرك عمر يتوجه ناحية حسام الواقف جوار اخيه مد يده يربت علي كتفه يهمس له بحنو:
, - شد حيلك يا حسام
, حرك الأخير رأسه إيجابا بخواء تام دون أن يوجه نظرة واحدة للواقف أمامه، تحرك عمر لداخل الصوان بعد أن صافح زيدان يجلس علي أحد المقاعد، لحظات وجاء حمزة جلس جوار عمر، مال حمزة علي أخيه يهمس له محتدا:.
,
, - اهلا بالبيه اللي ما بنشفهوش غير في المناسبات، مكبر دماغك أنت من كل حاجة يا عمر
, ابتلع عمر لعابه مرتبكا صحيح أنه يعتبر بعيد للغاية عن اخويه تقريبا لا يشاركهما في شء ولكن ذلك لم ينتج من فراغ تنهد عمر غاضبا مال علي إذن حمزة يهمس له متضايقا:.
,
, - ما تجيش تعاتب دلوقتي يا حمزة من سنين وخالد الاول وبعدين إنت وهو شايفني الصغير كل ما كنت احاول اساعد او اشارك في اي حاجة تقولولي خليك في بيتك ومراتك احنا عارفين احنا بنعمل إيه، انتوا اللي عودتوني علي كدة
, تنحنح حمزة في حرج عمر محق دائما ما كانوا يروا أن عمر شقيقهم الصغير الطائش، ربما ذلك ما جعله بعيدا عنهم الآن بذلك القدر الكبير، تنهد حمزة متعبا رفع يده يربت علي كتف شقيقه يهمس له:.
,
, - خلاص يا سيدي ما تزعلش اوي كدة
, ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتي عمر يحرك رأسه إيجابا تنهد يهمس لأخيه بخفوت حذر:
, - مش زعلان يا حمزة، أنا بس بفهمك، المهم دلوقتي أنت فهمني، هو ازاي خالد يعمل عزا مراته التانية في بيت مراته الاولانية، لاء وكمان عرفت أنها اتدفنت في مقابر العيلة.
,
, رفع حمزة كتفيه لأعلي دلالة منه علي أنه لا يعلم هو حقا لا يعلم كل ما تلاقه هو اتصال من خالد يخبره بأن يأتي للعزاء غير ذلك هو لا يعلم اي شئ، ولكن الارجح خالد يفعل ذلك لأجل حسام.
,
, في داخل المنزل، القليل من السيدات بينهم لينا بالطبع يجلسون علي مقاعد متراصة في داخل المنزل يصدح صوت القرآن من أحد اجهزة الكمبيوتر الحديثة، وبعض الخادمات يتحركن باكواب القهوة، تحركت تالا زوجة عمر تجلس علي الأريكة جوار لينا مالت عليها تهمس له بذهول:
, - و**** كنت فاكرة عمر بيهزر لما قالي أن خالد عامل عزا مراته التانية هنا في بيته، انتي ازاي توافقي بحاجة زي دي اصلا!
,
, تنهدت لينا متعبة اليوم حقا كان شاقا علي جميع الجوانب يكفي انهيار حسام وبكائه الذي فتت قلبها، التفتت برأسها ناحية تالا تطالعه بنظرة هادئة متعبة تهمس لها بخواء مثقل:
, - خالد طلق شهد قبل ما تموت يا تالا، وبعدين دي واحدة ماتت خلاص، هتخانق وارفض نعمل عزا واحدة ماتت!، لا يا تالا أنا مستحيل اعمل كدة٣ نقطة
,
, تنهدت تالا في ضيق تنظر للينا يآسة كم هي طيبة القلب بشكل مبالغ فيه، عادت مكانها من جديد في صمت جوار ابنتها سارة التي تجلس صامتة من الخارج وعقلها يصرخ من كثرة ما به من افكار حزينة مبعثرة، حسام في اللحظات القليلة التي لمحته عينيها رأت ما جعل قلبها ينفطر كم يبدو حزينا متألما يتعذب، يقف في ثبات واهي علي وشك السقوط أرضا تشعر بحزنه العميق، تنهدت حزينة علي حاله، كم تمنت في تلك اللحظة أنها كانت حقا زوجته لتخفف عنه كما تفعل سارين مع عثمان، تنهدت حزينة تدعو له بصوت خفيض هامس أن يرزقه **** الصبر علي فراق والدته٣ نقطة
,
, في الخارج وقفت سيارة معاذ في حديقة المنزل، نزل منها هو أولا، ليتابع ذلك الواقف هناك علي مرمي بصره يراه وهو يتحرك لجانب السيارة الآخر يفتح الباب، تسارعت دقات قلبه ألم بشع يحرق روحه وهو يراها تنزل من سيارة زوجها!، الذي كان هو يوما، نزلت هي ليكن هو أول من وقعت عينيها عليه للحظات فقط التقطت نظراتهم ليشيح هو بوجهه بعيدا عنها رؤيتها باتت تؤلمه وقلبه لم يعد يتحمل مزيدا من الألم، تحركت لينا إلي داخل المنزل ليتقدم هو ناحية الرجال، صافح خالد ليرد الأخير مصافحته بجفاء واضح، وحسام عقله بعيدا عن هنا فقط يحرك يده بخواء، تحرك معاذ ناحية زيدان وقف امامه ينظر لعينيه مباشرة، تصادمت نظرات كل منهما، نظرة انتصار وشماتة من معاذ كأنه يخبره أنظر من انتصر في النهاية، ونظرات قاتلة نارية من ناحية زيدان، رفع معاذ يده ليصافح زيدان يحادثه بهدوء تام:.
,
, - شد حيلك
, ارتسمت ابتسامة سوداء علي شفتي زيدان ليمد يده هو الآخر يصافح معاذ يرد بهدوء ساخر:
, - أنت ايه اللي جايبك هنا عزا الستات جوا!
, احمرت عيني معاذ في غضب قاتل نزع يده بعنف من يد زيدان يرميه بنظرات حاقدة يكاد ينفجر من تلك الكلمات التي القاها زيدان توا تحرك للداخل يرتمي بجسده علي أحد المقاعد يتوعد لزيدان بالكثير.
,
, مرت ربع ساعة تقريبا، قبل أن تقف سيارة اجري امام منزل خالد نزلت تلك الفتاة منها تعطي للسائق نقوده، تحركت للداخل رآها الحرس من قبل بصحبة زيدان فسمحوا لها بالدخول، توسعت عيني زيدان في دهشة حين رآها ها هي هناك تقف أمامه في منزل خاله، لما جائت، تركهم يتوجه ناحيته بخطي سريعة وقف أمامها يسألها محتدا:
, - انتي ايه اللي جابك هنا
, لمعت عينيها ببريق مشتاق لرؤيته ابتسمت تهمس له بتلهف:.
,
, - مش أنت قولت أنك هتروح بيت هالك عشان في هد مات، أنا هوفت آليك كتير، آشان كدة جيت اشوفك
, تنهد زيدان في غيظ يمسح وجهه بكفيه ليته لم يخبرها أنه هنا في بيت خاله، كان يحاول التخلص من الحاحها لمقابلته فأخبرها بأن عليه الذهاب لبيت خاله لوجود حالة وفاة لديهم، ظن بأنه كذلك تخلص منها، لتأتي هي إليه!، عاد ينظر إليها يتنهد يآسا يهمس لها:
, - تعالي ورايا تدخلي عند الستات جوا وما تخرجيش غير لما اجيلك.
,
, تحرك ناحية الداخل وهي تسير خلفه سريعا تحاول اللحاق به، وقف عند باب غرفة السيدات من الخارج حمحم بصوت عالي ليجذب انتباه لينا والدته، ولكنه جذب انتباه لينا أخري معها، تحرك لينا الشريف ناحية الخارج بينما شبت ابنتها برأسها تحاول اختلاس النظر لتعرف ما يحدث بالخارج اشتعل قلبها حين رأت تلك الشقراء تقف جوار زيدان سمعت بعض الكلمات التي يقولها لوالدتها وفهمت أنه يوصيها عليها، تحرك هو للخارج بينما ابتسمت لينا بشحوب واضح للفتاة، تحركت بصحبتها تجلسها علي أحد المقاعد، جلست انجليكا مرتبكة تنظر حولها لتلاحظ الكثير من الأعين التي ترمقها بنظرات فضولية مترقبة عدا عينين فقط كانتا ينظران لها نظرات سوداء غاضبة، نظرت انجليكا للينا تبتسم في هدوء لتقابلها الأخيرة بابتسامة شرسة لولا ما يحدث الآن لكانت انقضت عليها ترغب تمزق وجهها باظافرها.
,
, مرت ساعة ويزيد تقريبا حين انتهي الشيخ من القراءة، وبدأ الجمع يرحل والثلاث رجال يقفون مكانهم يتلقون التعازي، عانق عمر خالد يربت علي كتفه ليبتسم الأخير بخواء، خرجت تالا بصحبة ابنتها الي الخارج حين وصلتها رسالة عمر بأن عليهم الرحيل الآن، تحركت بصحبة والدتها لسيارة أبيها عينيها تبحث عنه، تريد فقط أن تراه قبل أن تغادر وقد كان رأته، لأول مرة تراه يبكي كان هناك خطي من الدموع تمردا علي ثباته الزائف من الأساس، ادمعت عينيها حزنا علي حالته، في لحظة غير مقصودة ابدا تلاقت عينيه بعينيها، نظرت له تواسيه بعينيها بينما اغمض هو عينيه في ألم وكانت النظرة الأخيرة قبل أن تسمع صوت والدتها يصيح تطلب منها دخول السيارة، رحل الجميع ولم يبقي سوي اهل البيت، أمسك خالد بيد حسام يجذبه معه للداخل وزيدان خلفهم، جلس الجميع في صالون المنزل الكبير، في صمت مخيف لا أحد ينطق بحرف واحد، كان حسام هو اول من تكلم بالكاد خرج صوته المختنق:.
,
, - أنا هروح، تعبان وعايز أنام عن اذنكوا
, قام من مكانه يود المغادرة ليقف خالد سريعا امسك ذراعه يردف بلهجة قاطعة:
, - أنت رايح فين مش هتتحرك من هنا، زيدان خد حسام وريله أوضتك ينام عليها لحد ما أوضته تجهز
, لم تكن لديه القدرة علي الجدال ولو بحرف واحد تحرك زيدان سريعا يسند جسد صديقه يجذبه معه لأعلي يحادثه برفق:
, - تعالي معايا يا حسام٣ نقطة
,
, تحرك حسام في سكون مخيف بصحبة زيدان دون أن ينطق بحرف، وعاد الصمت من جديد معاذ ينظر للينا بعينيه كأنه يخبرها هيا لنغادر والأخيرة تتصنع عدم الفهم لن تغادر وتلك الشقراء هنا ابدا٣ نقطة
, في تلك اللحظات صدح صوت متعجب يعرفه معظم الموجودين يأتي مباشرة من ناحية باب المنزل المفتوح:
, - انتوا عندكوا عزا ولا ايه، في ايه
, ابتسمت لينا رغما عنها حين رأت جاسر لتتحرك من مكانها سريعا ارتمت بين أحضانه تهمس له بصوت خفيض سعيد:.
,
, - جاسر وحشتني اوي٣ نقطة
, ابتسم يعانقه برفق يمسح علي رأسها قبل قمة رأسها يهمس لها:
, - وانتي كمان يا حبيبتي عاملة ايه، جوزك المريب فين
, ضحكت بخفة تضع يدها علي فمها سريعا تخفي ضحكاتها، هي لم تكن لتتزوج معاذ دون أن تخبره حين اتصلت به تخبره ليلة عقد قرانها اخبرها محتدا:
, - و**** العظيم الواد دا مريب ونظراته مش مريحة٣ نقطة
, لتلين نبرته بعد ذلك يهمس له يآسا:
, - بس هعمل ايه في دماغك المجنونة، مبروك يا حبيبتي.
,
, رفعت وجهها تنظر لجاسر مبتسمة تهمس له بخفوت حذر:
, - تعالا معايا مكتب بابا
, حرك رأسه إيجابا يتحرك بصحبتها لمكتب والدها، بعد قليل كان كل يتوجه إلي غرفته لم يبقي سوي لينا وخالد ومعاذ وانجيلكا
, في غرفة مكتب خالد وقف جاسر أمام لينا يسألها قلقا:
, - طمنيني عليكي، انتي كويسة، جوزك المريب دا بيعاملك كويس
, ابتسمت لينا يآسه تهز رأسها بالإيجاب قلبت عينيها تحادثه:.
,
, - آه يا جاسر كويسة، وعلي فكرة هو شخص عادي جدا مش مريب ولا حاجة أنت بس عشان ما بتحبوش شايفه مريب
, تنهد جاسر قلقا يحرك رأسه إيجابا، ذلك الفتي لا يثق به نظراته مخيفة مرعبة بها شئ خبيث يراه جيدا، لا يعرف كيف لا تراه شقيقته، بينما تحركت لينا فتحت حقيبة يدها تخرج ورقة صغيرة مطوية من الحقيبة، مدت يدها لها به تهمس له مبتسمة:.
,
, - إسكندرية، دا الرقم اللي سهيلة اتصلت بيا منه، بابا عرف أن الرقم دا في إسكندرية بس فين بالظبط ما قدروش يحددوا عشان المكالمة كانت قصيرة جدا
, أخذ جاسر الورقة بتلهف من لينا تسارعت دقاته الهادرة يغمغم متلهفا:
, - أنا اكتر واحد يعرف إسكندرية هقلبها حتة حتة لحد ما اوصلها
, دون أن ينطق بحرف آخر اندفع خارج الغرفة، تحرك ناحية باب المنزل ليستوقفه صوت خالد:
, - رايح فين يا جاسر.
,
, التفت جاسر سريعا ينظر لخالد نظرات متلهفة قلقة يتمتم علي عجل:
, - رايح ادور علي مراتي يا عمي
, تدخلت لينا سريعا تحادثه بعجب:
, - دلوقتي يا ابني الساعة داخلة علي 12
, ابتسم خالد بشحوب ربت علي كتف زوجته ينظر ناحية جاسر يحادثه مشجعا :
, - سيبيه يا لينا جاسر مش صغير، روح يا جاسر.
,
, ابتسم الأخير ابتسامة صغيرة ممتنة يحرك رأسه بالإيجاب تحرك للخارج ومنها إلي سيارته ينطلق إلي محافظة الإسكندرية، لحظات وخرجت لينا من المكتب ليهب معاذ واقف حمحم يتمتم بخفوت:
, - مش يلا نمشي بقي يا لينا الوقت اتأخر
, نقلت لينا انظارها بين معاذ وانجليكا، تلك الشقراء لما لم ترحل بعد، تنهدت حانقة تحرك رأسها إيجابا، توجهت ناحية والدتها لتعانقها الأخيرة للحظات طويلة تهمس لها قلقة:
, - انتي كويسة يا حبيبتي.
,
, ابتسمت تحرك رأسها بإيجاب صامت، تغمض عينيها هي حقا لا تعلم أهي بخير أم لا، تنهدت تبتعد عن والدتها تبتسم لتطمئنها تهمس لها:
, - صدقيني يا ماما انا كويسة ما تخافيش عليا..
,
, تنهدت لينا تشعر بقليل فقط القليل من الارتياح قبلت جبين ابنتها تربت علي خدها برفق، تحركت لينا من أمام والدتها لتقع عينيها علي أبيها الواقف بالقرب منهم، نظرت له للحظات نظرات ضيق معاتبة لن تنسي ما فعله خاصة بالأمس حين رفض أن يزوجها، تنهدت حانقة تعدل من حقيبة يدها فوق كتفها نظرت ناحية زوجها مباشرة تتمتم في ضيق:
, - يلا يا معاذ.
,
, تحركت للخارج تهرول في خطاها لخارج المنزل تحرك معاذ خلفها ليشعر بألم بشع يجتاح كتفه نظر خلفه سريعا ليجد خالد يقبض علي كتفه يرميه بنظرات سوداء قاتلة مال برأسه ناحيته يهمس له متوعدا:
, - احسنلك ما تفكرش حتي تزعلها، مفهوم.
,
, ابتسم معاذ في خواء ساخر ليتحرك للخارج يلحق بزوجته، لم يبقي سوي ثلاثتهم لينا وخالد وانجليكا، حمحمت لينا مرتبكة تنظر لتلك الفتاة قبل أن تتحرك تجذب يد خالد بعيد عنها قليلا، ما إن ابتعدا عن ناظري الفتاة ارتمي خالد بين أحضان زوجته يعانقها بقوة تهدلت قواه يهمس لها بخفوت متعب:
, - أنا تعبان اوي يا لينا، تعبان وعايز أنام.
,
, رفعت يديها تطوقه بهما، مسحت علي شعره برفق عدة لحظات طويلة قبل أن تبعده عنها امسكت ذراعيه تنظر لعينيه تحادثه بحزم حاني:
, - خالد، لما لينا كانت بتعيط تتعب وبيبقي جنبها مايا وبدور وسهيلة كانت بتجري في حضني أو حضنك، حسام محتاجك جنبك خصوصا الليلة دي، ما تسيبهوش النهاردة.
,
, ظل ينظر لها دون كلام مع تلك السنوات لازال يعجز عن فهم كيف يمكن أن تكون بمثل ذلك النقاء والرقي، الطيبة الخالصة، حرك رأسه إيجابا سريعا لتبتسم له برفق تكمل:
, - وابعتلي الواد زيدان عيزاه في حاجة مهمة.
,
, حرك رأسه بالإيجاب ليتركها ويصعد إلي أعلي يأخذ طريقه إلي غرفة زيدان، لحظات ووصل للغرفة ادار المقبص ودخل ليجد حسام يرتمي بجسده علي عارضة الفراش يغمض عينيه دموعه تنساب من عينيه المغلقة، زيدان جواره يحاول التخفيف عنه بقدر استطاعته دون فائدة، تنهد خالد ينظر لوالده حزينا علي حاله، اشار لزيدان أن يخرج من الغرفة، تحرك الأخير في هدوء وقف أمام خالد جوار باب الغرفة من الخارج ليبادر خالد بصوت خفيض هامس:.
,
, - انزل للينا عايزاك وأنا هفضل مع حسام
, ابتسم متألما والدته هي من تريده بالطبع لا يعرف لما ظن للحظات أن، لا لا لم يعد هناك مجال لأي ظن، اومأ برأسه لينزل لأسفل، وقف خالد للحظات يلتقط أنفاسه، يشجع نفسه دخل للغرفة يغلق الباب عليهم اقترب بتروي من فراش حسام، جلس علي جزء صغير من حافة الفراش نظر لحسام يحادثه بمرح باهت:
, - يا عم خش جوا شوية.
,
, تحرك حسام بهدوء صامت لمنتصف الفراش تاركا حافته فارغة، استند خالد بجسده الي عارضة الفراش جوار حسام نظر له للحظات طويلة لا يجد ما يقوله ليواسيه بها، حالته تلك، تذكره بيوم وفاة والده لولا وجود لينا جواره لكان جُن من حزنه في تلك الليلة، تنهد يهمس لطفله بصوت خفيض حزين حاني:.
,
, - عارف بتفكرني بنفسي يوم ما جدك **** يرحمه مات كنت حاسس أن الدنيا اتهدت خلاص، كنت هموت يومها، كنت واقف في العزا بتاعه ثابت وأنا جوايا بنهار، ما صدقت العزا خلص وفضلت اعيط ولا كأني *** صغير عنده خمس سنين مش راجل عدي الأربعين، حزني ساعتها كان بشع ما يتوصفش، حسيت اني ضهري اتكسر، بس رحمة **** بينا أن الحزن بيقل مع الأيام، وبتفضل الذكريات التي تخلي الشخص مهما بعد عايش جوا قلبك.
,
, ما إن انهي خالد كلامه شهقة بكاء عالية خرجت من بين شفتي حسام، ليسرع خالد يشده إلي أحضانه، تمسك حسام بوالده يخبئ رأسه بين أحضانه يبكي وتتعالي شهقاته الذبيحة لف خالد يديه يربت علي رأسه ولده دون كلام يسمع نحيب حسام العنيف كلماته المبعثرة التي تخرج من بين شفتيه دون إرادة منه تصرخ بوجعه:.
,
, - سابنتي ليييه، أنا ماليش غيرها، مش هي عملت العملية خلاص، وحشتني، وحشتني أوي، مش هقدر اعيش من غيرها، يارب، يارب خدني أنا عايز اروحلها٣ نقطة
, لم يقدر علي الثبات أكثر انهمرت دموعه يشدد علي احتضان ولده يهمس داخل قلبه:
, - بعد الشر عليك يا حبيبي، **** ما يحرمني منك ابدا.
,
, علي جانب آخر وقف زيدان أمام لينا لتخبره بما تريده أن يفعل:
, - بص يا زيدان هتروح شقة حسام اللي كان عايش فيها مع والدته **** يرحمها، هتجيب منها هدومه واي متعلقات ليه مهما كانت صغيرة وتقفلهل، أنا مش عايزة حسام يدخلها الفترة الجاية خالص.
,
, ارتسمت ابتسامة حنونة حزينة علي شفتي زيدان ينظر لوالدته ليحرك رأسه بالإيجاب دون كلام، تحرك ليغادر ليسمع لينا تهمس باسمه من جديد، التفت لها ينظر ناحيتها مستفهما لتقترب هي خطوة اخري منه كتفت ذراعيها تضيق عينيها تسأله:
, - مين البنت اللي قاعدة برة دي يا زيدان وايه علاقتك بيها.
,
, ابتسم ساخرا تحركت مقلتيه ينظر للفراغ هو حقا لا يعرف ما هي علاقته بتلك الفتاة من الأساس، ولكنها مسكن بسيط ضعيف الأثر يعمل باقصي جهده لتخفيف آلام قلبه ولو قليلا، فقط قليلا، تنهد حائرا يتمتم في خواء:
, - هقولك لما اجي عن إذنك يا ماما.
,
, تركها وغادر توجه ناحية انجليكا ابتسمت برقة طفلة صغيرة ما أن رأته، ابتسامتها جعلت شعور قاسي بالذنب يهاجمه بالرغم من كل الكلمات القاسية التي يلقيها علي اسماعها الا أنها لا تزال له كطفلة صغيرة تري والدها، رسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه يحادثها برفق:
, - يلا يا انجليكا
, ابتسمت لتهب سريعا تتحرك بصحبته للخارج يذهبان٣ نقطة
, في غرفة حمزة السويسي.
,
, اضجع بجسده الي سطح الفراش يغمض عينيه يتنهد بارتياح، أدهم بات بخير الآن، ولده العنيد صاحب الرأس الصلب كان يود مغادرة المشفي اليوم، بعد طول جدال اقتناع بالبقاء الليلة علي شرط أن يغادر في الصباح، يكفي أنه بخير هو لا يرغب في شئ آخر غير ذلك، فتح عينيه علي صوت باب المرحاض يفتح خرجت بدور تجفف خصلات شعرها بمنشفة صغيرة ترتدي جلباب بيتي مريح للنوم، ابتسم لها لتشيح هي بوجهها بعيدا تتحرك ناحية مرأه الزينة، قطب جبينه متعجبا لما هي غاضبة، ظل يتابعها بعينيه وهي تمشط خصلات شعرها لتجدلهم في جديلة طويلة، تحركت ناحية الفراش تأخذ الجانب الآخر الفارغ اولته ظهرها تجذب الغطاء تختبئ بجسدها كاملا أسفله، ظل حمزة يتابعها بعينيه، رفع حاجبه الايسر متعجبا مما فعلت، مد يده يزيح الغطاء من فوق رأسها يسأله متعجبا:.
,
, - مالك يا درة في ايه
, نفخت في غيظ ظاهر لتمد يدها تجذب الغطاء من جديد تختفئ تحته تتمتم حانقة:
, - ما فيش أنا تعبانة وعايزة أنام، تصبح علي خير
, توسعت عينيه في اندهاش من طريقتها الغريبة في الحديث ليجذب الغطاء عن رأسها امسك ذراعها يجذبها لتعتدل جالسة رمته بنظرة مغتاظة تشيح بوجهها بعيدا حين سمعته يتمتم مدهوشا:
, - في ايه يا درة ما تفهميني
, ارتسمت ابتسامة ساخرة متهكمة علي شفتيها تتمتم بنزق:.
,
, - يا تري كلمة درة دي بتقولها ليا لوحدي ولا لكل واحدة حلوة قمر! بتشوفها
, تلك الفتاة جُنت بالطبع ماذا حدث لها، لما تتحدث بتلك الطريقة، هو ليس بشخص سريع الغضب، لأنه حقا سئ حين يغضب، لم تري تلك الفتاة وجهه الغاضب بعد، وهو حقا لا يريدها أن تراه، تنفس بعمق يهدئ من نفسه ليعاود النظر إليها يتمتم من بين أسنانه:
, - درة، انا ما بحبش شغل اللف والدوران دا، في أي.
,
, التفتت برأسها له ترميه بنظرة معاتبة حزينة زفرت أنفاسها الحانقة، نكست رأسها لأسفل قليلا تهمس بصوت حزين ممزق:
, - ما فيش حاجة، ما فيش حاجة خالص، أنا بس اللي اديت لنفسي اكتر من قيمتي، أنا اللي٣ نقطة
, قطعت كلامها حين قبض علي ذراعيها رفعت وجهها له تلقائيا تتسع حدقتيها في هلع، حين رأت نظراته الغاضبة جبينه المنعقد، زفر محتدا يهمس لها:.
,
, - درة أنا لحد دلوقتي بحاول افهم مالك، بدأتي تخرفي وتقولي كلام أهبل، ايه اللي حصل
, انسابت دموع مقلتيها ليرفع عينيه لأعلي يتنهد يآسا لما تبكي الآن، حاولت نزع ذراعيها من كفيه تهمس له بحرقة:
, - اوعي سيبني، إنت كنت بتعاكس الممرضة قولت عليها حلوة، عجبتك مش كدة، هي حلوة مش كدة اي ست احلي مني وأنا ما فييش اي أنوثة.
,
, جحظت مقلتيه في ذهول من أين جاءت بتلك الكلمات الغريبة ضحك يآسا النساء!، جذبها يحتضنها برفق ضحك رغم عنه يتمتم في مرح:
, - بقي يا عبيطة كل الفيلم دا عشان كلمة قولتلها، أنا كنت بهزر بنكش أدهم، ما قصديش اصلا اعاكسها، وبعدين ايه التخلف اللي انتي بتقوليه دا، ازاي تفكري في كدة، انتي احلي من القمر نفسه
, اغمضت عينيها بمرارة تشعر بغصة قاسية تعتصر قلبها انسابت دموعها تهمس له بخزي:.
,
, - أسامة كان دايما بيفضل يعاكس اي ست حلوة يشوفها حتي لو قدامي، ولما كنت ازعل واتخانق معاه كان يقولي بصي لنفسك اي ست أحلي منك انتي اصلا ما فكييش اي انوثة
, اغمض حمزة عينيه غاضبا يكور قبضته يشد عليها، شدد ذراعيه عليها اشتعلت أنفاسه يهمس محتدا:
, - أنا مش فاهم انتي ازاي ما اتطلقيش من الحيوان دا من زمان، دماغك دي فيها طبق لوبيا مش مخ علي رأي خالد.
,
, خرجت ضحكة بائسة من فمها ليبعدها عنه قليلا يحتضن وجهها بين كفيه طبع قبلة صغيرة علي قمة رأسها يبتسم لها برفق يتمتم:
, - شيلي الهبل دا من دماغك انتي أحلي ست في الدنيا، هو اللي كان شبه راجل، بيعوض نقصه بجرحك، أنا آسف لو اللي قولته للمرضة ضايقك بس صدقيني ما كنش قصدي خالص، لسه زعلانة
, ابتسمت تحرك رأسها نفيا ليعاود ضمها من جديد ينظر للفراغ يفكر لما لا يدفن أسامة حيا فكرة جيدة راقت له كثيرا!
,
, في صباح اليوم التالي باكراا، في غرفة زيدان فتح خالد عينيه فجاءة ليري حسام ينام علي ذراعه كما لو كان *** صغير بقايا دموع تغرق وجهه تنهد حزينا علي حاله ليجذب ذراعه برفق شديد يضع الوسادة تحت رأس حسام، مد يده يمسح بخفة آثار تلك الدموع عن وجهه، ليتحرك علي أطراف أصابعه إلي خارج الغرفة، يشد الباب ببطئ، الي أن اغلقه، تحرك يخطو للخارج يتوجه مباشرة إلي غرفته، فتح بابها بهدوء الوقت لا يزال باكرا وبالطبع لينا نائمة اطل برأسه، للداخل ينظر لها لترتسم ابتسامة حانية علي شفتيه ها هي هنا، تحرك ناحيتها سريعا إلي أن بات جوارها جلس علي ركبيته جوار فراشها ينظر لوجهها وهي نائمة يبتسم في عشق يقيده بها، مد يده يمسح بانامله برفق علي وجهها يهمس لها بعشق يقطر من بين شفتيه:.
,
, - أنا بحبك اوي يا لينا، بحبك لدرجة ما بقتش قادر حتي اوصفها، انتي كل حاجة في حياتي، حياتي من غيرك عذاب، ما تسبينش ابدا يا لينا، و**** ما هقدر أعيش من غيرك.
,
, مد يده يلتقط كف يدها يطبعه عليه قبلة صغيرة ليشعر بيدها الاخري تتحرك علي خصلات شعره رفع عينيه لها ليراها تنظر له تبتسم دون كلام، استندت علي كف يده الذي يمسك كفها لتنصف جالسة، تنظر له صامتة دون أن تحرك شفتيها بينما لم تكف عينيها عن الثرثرة تخبره بكلمات هو فقط من سيفهما أنها لن تعشق سواه أبدا، اندفع يحتضنها لتشدد علي عناقه تتلاحم أرواحهم كل نصف يكمل الآخر، قيد هو يملك نصفه وهي تملك، يقيد كل منهما بالآخر للأبد، تهمس له بعشق خالص:.
,
, - أنا بحبك، بحبك اوي أوي يا خالد
, تأوه يشدد علي عناقها يغزرها في صدره يهمس لها بشغف جارف:
, - أنا ما اعرف من الحب غير أربع حروف
, ابتسمت تبتعد عنه قليلا عنه تسأله مبتسمة:
, - ايه هما بقي
, جذب كفها يقبل باطنه ينظر لمقلتيها، سماء عشقه الزرقاء البلورية، تحركت شفتيه يهمس بصوت عميق اجش عاشق:
, - لينا!
, ادمعت عينيها ترتمي بين أحضانه من جديد، للحظات طويلة لا تعد ولا تحصى، ابتعدت عنه قليلا تمسك بكفي يده تهمس له بخفوت:.
,
, - خالد الفترة دي حسام محتاجلك، محتاجلك اوي، خليك جنبه علي قد ما تقدر، ماشي يا حبيبي
, ابتسم لها في امتنان يومأ برأسه إيجابا لتقبل هي جبينه، تحركت تدفعه للخارج تتمتم مبتسمة:
, - يلا روحله وأنا هحضرلكوا الفطار
, ابتسم يحرك رأسه إيجابا، تحرك لخارج الغرفة ليجد زيدان يخرج من غرفة جاسر، يبدو أنه قضي ليلته هنا بالأمس، تحرك يقف أمام خالد تنهد يحادثه مرتبكا:
, - خالي لو سمحت عايزك في حاجة مهمة.
,
, حرك رأسه بالإيجاب مرة أخري، رأسه بدأت تؤلمه تحرك خلف زيدان إلي غرفة جاسر، ليتهاوي جالسا علي الفراش بينما وقف زيدان أمامه ظل صامتا للحظات قبل أن يحمحم في توتر يقول:
, - بصراحة يا خالي، أنا عايز ارجع القاهرة تاني، مش هقدر اسيب حسام في الظرف دا وبعدين خلاص اللي كنت عايز ابعد بسببها بعدت هي واتجوزت مالوش لزوم وجودي هناك
, نظر خالد له حانقا عدة دقائق قبل أن يهب واقفا يصيح فيه محتدا:.
,
, - مش لعب عيال هو، شوية عايز اتنقل، وشوية عايز ارجع، وبعدين الغلطة غلطتك أنت اللي هربت، طلعت جبان يا خسارة، سنين ما اتعلمتش مني حاجة
, وقف زيدان مكانه يقبض علي كفه واسنانه يتنفس بعنف يحاول أن يهدئ، يذكر نفسها أن من يقف أمامه هو خاله، أبيه، جل ما فعله الا أنه حرك رأسه يتمتم:
, - أنا مش جبان يا خالي وأنت عارف كدة كويس، حضرتك هتساعدني، ولا لاء.
,
, عاد خالد يجلس مكانه علي الفراش يستند بمرفقيه علي فخذيه نظر لزيدان يبتسم ساخرا قبل أن يومأ برأسه بالإيجاب تنهد يتمتم متهكما:
, - من عينيا يا زيدان باشا، بس دي آخر مرة، تطلب فيها نقل، مش شغالين عندك احنا، واعمل حسابك ما عندكش إجازات لآخر السنة، لو عسكري جاله برد هجيبك تقف مكانه
, ابتسم زيدان ساخرا، تحرك هو للخارج ليغادر الغرفة وقف عند باب الغرفة المفتوح التفت لخالد يتمتم مبتسما بشحوب:.
,
, - علي فكرة أنا هخطب قريب!
,
, ليس من عادتها ابدا الاستيقاظ باكرا ولكنها لم تذق للنوم طعما تقريبا خرجت من غرفتها تنظر حولها باب غرفة معاذ مغلقة والمنزل هادئ تماما، معاذ لا يزال نائما، تحركت بحذر ناحية تلك الاريكة الوثيرة، ارتمت بجسدها عليها تحدق في سقف الغرفة، تتصارع الافكار داخل رأسها، معاذ يبدو غاضبا منذ الأمس، دخل إلي غرفته مباشرة ما أن عدا، وهي حقا لم تهتم لتعرف لما هو غاضب، ما يزعجها فعلا تلك الشقراء التي تظهر في كل مكان يظهر فيه زيدان تقريبا، تري الي مدي وصلت العلاقة بينهما لتلازمه بذلك الشكل، ولما هي تهتم من الأساس، ألم تنتهي علاقتهم، انتهي كل شئ بزواجها من معاذ، لما يرفض قلبها تصديق تلك الحقيقة، زفرت أنفاسها المختنقة في اللحظة التالية سمعت صوت جرس الباب، قامت من مكانها تتحرك ناحيته، فتحت مقبض الباب لتقطب جبينها مستفهمة حين رأت امراءة جميلة بكل ما تعنيه الكلمة من معني، عينيها سوداء، بشرة بيضاء، انف شامخ، ملابس راقية، مظهرها اشعرها وكأنها أمام سيدات المجتمع المخملي الراقي ابتسمت لينا تسألها: - مين حضرتك.
,
, في اللحظة التالية وجدت عيني السيدة تتحركان عليها وكأنها تقيمها بنظراتها، انثني جانب فمها الصغير المطلي بشبه ابتسامة تتمتم بترفع:
, - أنا مامت معاذ!

الثالث والتسعون


رمشت عينيها في ذهول تنظر للسيدة الواقفة امامها نظرات مدهوشة لا تصدق هي حقا لم ترها من قبل ولكنها تبدو علي الارجح في منتصف الثلاثينات من غير المعقول أن تكون هي والدة معاذ أبدا، حمحمت متوترة حين طال صمتها، لتفسح المجال لها دخلت الأخيرة تسير بخطي مترفعة كأنها عارضة أزياء محترفة اقتربت من احدي المقاعد جلست تضع ساقا فوق أخري بينما تقف لينا أمامها متوترة لا تعرف ما تفعل، ماذا عليها أن تقول، فتحت فمها تريد أن تتحدث لتبادر تلك السيدة تتمتم بنبرة مخملية رفيعة:.
,
, - where is moaz
, فتحت لينا فمها تنظر للسيدة مدهوشة وكأنها أحدي ارباب السجون لا تفهم ما تقول، حمحمت متوترة تنظر للسيدة مرتبكة:
, - هاا، ثواني هصحيه
, تحركت سريعا بخطي متوترة سريعة متلهفة ناحية باب غرفته تدق بابها عدة مرات، لحظات قبل أن تشعر بحركة الباب يُفتح ظهر معاذ في تلك اللحظة يفرك عينيه بكف يده يتثأب ناعسا نظر له بنصف عين يهمس ناعسا:
, - خير يا لينا، في إيه.
,
, حمحمت متوترة تشير بأصبعها السبابة ناحية الصالة البعيدة عن غرفته، خفضت صوتها تهمس له مرتبكة:
, - في واحدة قاعدة برة بتقول أنها مامتك
, قطب جبينه في عجب والدته!، ترك لينا يتحرك للصالة خارجا وقفت للحظات أمام تلك السيدة قبل أن ترتسم ابتسامة واسعة سعيدة علي شفتيه، تحرك ناحيتها يفتح ذراعيه علي اتساعهما يتمتم فرحا:
, - ماما وحشتيني، وحشتيني اوي.
,
, قامت السيدة من مكانها تتجه نحو معاذ ضمته لذراعيها تتمتم بصوت حنون مشتاق:
, - oh moaz my sweet hurt , l miss you too much my baby.
,
, وقفت لينا من بعيد تختلس النظر لتلك السيدة وهي تعانق معاذ بتلهف شوق يبدو أنها لم تره منذ مدة طويلة، وقفت جوار غرفة معاذ المفتوحة تفكر عليها أن تفعل شيئا، والدة زوجها عندهم، ماذا كانت تفعل والدتها حينها، المشروبات والحلوي تذكرت، توجهت سريعا تبحث عن المطبخ ابتسمت ساخرة علي حالها، هي حتي لا تعرف أين هو معاذ دائما هو ما يتكفل بأمر الطعام ، بعد دقائق من البحث وصلت إليه توجهت سريعا تفتح الإدراج جميع الإدراج تبحث عن الكؤوس والأطباق بعد عناء شاق وجدت ضالتها اخيرا، أحضرت صينية كبيرة، تضع عليها ثلاثة كؤوس ومثلهم من الاطباق، توجهت تفتح البراد لتتوسع عينيها في دهشة، لما كل تلك المشروبات الباردة والحلوي، الثلاجة مليئة بشكل مبالغ فيه، اخرجت بعض قطع الكعك، تضعهم فوق سطح الأطباق علي الصينية، توجهت تبحث بين زجاجات المشروبات الباردة، لتقطب جبينها في عجب، بعض الزجاجات عليها اسمها، والبعض الآخر عليه اسم معاذ، نظرت للزجاجتين في يدها الاثنتين أحدهما من نوع والآخر من نوع أخري، احدهما تحمل اسمها والاخري تحمل اسم معاذ، اجفلت تشهق خائفة حين سمعت صوت معاذ يأتي من خلفها:.
,
, - واقفة عندك كدة ليه يا لينا
, حركت رأسها نفيا تحاول الابتسام، لتضع الزجاجة التي تحمل اسمها في البراد من جديد امسكت الزجاجة الاخري توجهت تصب ما بها داخل الكؤوس بينما معاذ يقف جوارها يراقبها مبتسما، التفتت برأسها له تسأله مبتسمة في هدوء:
, - معاذ، ليه في ازازيز عصير عليها اسمي وازايز عليها اسمك، مش غريبة دي
, ابتسم ببساطة شديدة رفع كتفيه لاعلي يتمتم مبتسما:.
,
, - لا أبدا مش غريبة، انتي ذوقك في العصير في العصير مختلف عن ذوقي، تقريبا ما تحبيش اي نوع أنا بشربه الا الأناناس، وأنا بعمل الاوردر طلبت منهم يكتبوا اسمك علي الأنواع اللي بتحبيها وأنا بردوا
, ابتسمت قلقة علي الرغم من أن كلامه أكثر من مقنع الا أنها حقا تشعر بالقلق شديد غير مبرر، اومأت برأسها بالإيجاب لتجد معاذ يتقدم هو يحمل الصينية بدلا منها يحادثها:
, - هاتيها أنا هشيلها هتلاقيها تقيلة عليكي٣ نقطة
,
, ابتسمت له متوترة تفسح له المجال اخذ صينية المشروبات يتحرك للخارج وهي خلفه وضع الصينية علي طاولة صغيرة امام والدته، وقفت هي مرتبكة لا تعرف ما تفعل قبل أن تشعر بيد معاذ تمسك بكفها، يجذبها برفق لتجلس جواره، للحظات طويلة تجلس صامتة فقط تستمتع لتلك الأحاديث الاعتيادية بين معاذ ووالدته، اجفلت حين وجهت والدة معاذ الحديث لها تلك المرة:
, - أنتي جميلة أوي يا لينا، حقيقي معاذ محظوظ أنه اتجوز بنت في جمالك.
,
, ابتسمت متوترة تنظر لوالدته، حركت رأسها إيجابا تشكرها بصوت هامس خجول منخفض، لتعاود والدة معاذ الحديث من جديد:
, - تعرفي، معاذ بيحبك أوي، أنا حقيقي مبسوطة انكوا اخيرا اتجمعتوا، اوعي يكون معاذ بيزعلك
, عادت تبتسم من جديد تحرك رأسها نفيا بخفة، تحاول أن تشارك في ذلك الحديث الودي الهادئ بكلمات قليلة مقتضبة، مرت ساعة تقريبا قبل أن تقف تلك السيدة نظرت.
,
, لساعة يدها لتعاود النظر لمعاذ مالت ناحيته تقبل وجنته تتمتم مبتسمة:
, - أنا لازم امشي ، يا حبيبي، ما تتأخرش عليا، مستنياك
, ثم اقتربت من لينا، وقفت الأخيرة لتصافحها لتجد تلك السيدة الغريبة تقترب منها تعانقها شعرت بها تمشط خصلات شعرها باصابعها الطويلة تحادثه في نعومة:
, - مستنياكي يا لينا، باي يا حبيبتي.
,
, قام معاذ يتجه مع والدته الي الخارج يودعها بينما وقفت هي مكانها تعقد حاجبيها في قلق، شعور مخيف يغزو قلبها تلك السيدة بها شئ خاطي حقا لا تفهم ما هو.
,
, علي صعيد آخر في سيارة حمزة السويسي، حرك حمزة مرأة السيارة الأمامية ينظر لولده الجالس علي الأريكة الخلفية، زفر يتمتم حانقا:
, - كان هيحصلك حاجة يعني لو فضلت يومين كمان في المستشفي، هو اي عند وخلاص
, ابتسم أدهم في خمول يشعر برغبة ملحة في النوم نظر لوالده من خلال سطح المرأة يتمتم ناعسا:
, - اتخنقت من القعدة في المستشفي، عايز ارجع البيت.
,
, زفر حمزة حانقا من جديد ليلتف برأسه ينظر لادهم يشد علي أسنانه بعنف يحادثه محتدا:
, - وفيها ايه لو جيت قعدت معانا في الفيلا، علي الأقل عشان تبقي تحت عينيا
, ابتسم أدهم في هدوء واثق، ينظر لوجه أبيه يتمتم مجهدا:
, - أنا دايما تحت عينيك يا بابا، ولا افتكرت اني مش هاخد بالي من الراجل اللي قاعد علي القهوة أربعة وعشرين ساعة.
,
, ضحك حمزة عاليا ذلك الفتي يثبت كل يوم أنه إبن أبيه حتي لو لم يكن من دمه، كاد أن يتحدث حين بادر أدهم يتمتم في ارهاق واضح:
, - وبعدين أنا مش عاوز ابقي في مكان واحد مع مايا، لحد ما اقدر أقف علي رجلي واجي اطلبها منك يا حمايا
, نطق كلمته الاخيرة بابتسامة عابثة ليتجهم وجه حمزة مسح وجهه بكفي يده ينظر للجالس بالخلف نظرات سوداء حانقة يتمتم في وعيد:.
,
, - تدري يا وجه الجزمة أنت، لولا أنك تعبان ومش قادر تقف علي رجلك، أنا كنت اديتك علقة رجعتك المستشفى تاني، أنا مش فاهم أنا ازاي المفروض اوافق علي جوازك من مايا، بص اتجوزها من ورايا، هتبقي مبلوعة اكتر من كدا
, ضحك أدهم بخفوت متعب للغاية عاود النظر لحمزة يلاعب حاجبيه عبثا يتمتم مستمتعا:
, - ااه اتجوزتها من وراك عشان تقولي التار ولا العار وتروح قاتلنا سوا، هو أنا مش عارفك..
,
, ضحك حمزة في شر، هو حقا كان يفكر في تلك الفكرة الشيطانية الخبيثة، ويبدو أن ولده الأحمق قرأ أفكاره، زفر حانقا يرمي أدهم بنظرة غاضبة ليأخذ طريقه الي منزل جدة أدهم٣ نقطة
,
, بعد نصف ساعة تقريبا، وقفت سيارة حمزة أمام تلك العمارة السكنية القديمة، نزل حمزة من مكانه توجه سريعا يفتح باب السيارة الخلفي يساعد أدهم علي النزول، شهقت منيرة تضرب بيدها علي صدرها ما أن رأت أدهم بحالته تلك من باب السيارة الخلفي، صاحت باسمه مذعورة لتهرول ناحيته تبكي:
, - أدهم مالك يا ابني، حصلك ايه يا ضنايا.
,
, ابتسم أدهم لها مجهدا يحاول طمئنتها ببضعة كلمات، تعاون حمزة وبعض الرجال من المنطقة في الصعود بأدهم إلي شقة جدته، اسندوه الي الفراش، ليبدأ الجمع في الرحيل، هرولت منيرة ناحيته تبكي، ترغب في احتضانه وتخاف أن تؤذيه امسكت بكف يده تسأله خائفة:
, - مالك يا أدهم، ما تحرقش قلب ستك يا حبيبي
, ابتسم أدهم مرهقا يجذب يدها يقبلها بحنو يهمس لها برفق:
, - أنا كويس يا جدتي ما تخافيش.
,
, حركت رأسها نفيا حالته تقول عكس ما ينطق بلسانه تماما تحركت بمقلتيها الي حمزة تسأله قلقة:
, - ايه اللي حصل يا بيه، ايه اللي حصله
, ابتسم حمزة برفق ينظر لتلك السيدة العجوز نظرات حانية، ربت علي كتف ادهم بخفة يحادثها مبتسما:
, - ما حصلوش حاجة زي القرد قدامك اهو، حادثة بسيطة والحمد لله **** لطف بينا٣ نقطة
, تحرك من مكانه يضع حقيبة الدواء جوار جدته يتمتم مبتسما:.
,
, - أنا هبعتله ممرضة كويسة تاخد بالها منه، حمد لله علي سلامتك يا أدهم، هكلمك دايما.
,
, ابتسم أدهم يومأ برأسه إيجابا، ودعه حمزة ونزل الي أسفل، استقل سيارته يخرج من الشارع ما أن وصل لبداية الشارع وجد فتاة تتحرك سريعا لداخل الشارع من نظرة عينيها استطاع أن يري أنها علي وشك البكاء، يتحرك خلفها ثلاثة رجال اوقف السيارة لتلتقط أذنيه تلم الكلمات الوقحة التي تخرج من افواههم القذرة، كلمات بشعة تصف جسدها بشكل فج، علي الرغم من أن ثياب الفتاة كان حقا فضفاضة للغاية رأي أحدهم يمد يده يلتمس بها ذراعها لتشهق الفتاى مذعورة تسرع في خطاها تنهمر دموعها خوفا ، غلت الدماء في عروقه، فتح باب السيارة يتحرك ناحيتهم قبض علي ذراع ذلك الفتي بعنف يكاد يهشمه بين يديه يصيح فيه:.
,
, - الراجل يا شبه راجل منك ليه، هو اللي يحامي علي عرض الست اللي قدامه حتي لو ما يعرفهاش مش ماشي ينهش فيه زيه زي الكلب
, اندفع احدهم ناحية حمزة يدفعه في صدره بعنف يصيح فيه:
, - وأنت مالك يا عمى ما تروح تشوف طريقك
, ابتسم حمزة في هدوء تام دفع ذلك الفتي الذي كان يقبض علي ذراعه دفعه بعيدا ليعيد النظر للشاب الآخر ابتسم في خبث شيطاني يخلع سترته القاها أرضا شمر عن ساعديه يتمتم ساخرا:.
,
, - واضح كدة أنك عايز عمك يربيك يا حبيب عمك
, توجه حمزة يلتقط عصا من الخشب غليظة ملقاه ارضا جوار متجر احد النجارين توجه ناحيتهم يلقن اولائك الشباب درسا لن ينسوه ابدااا، تجمع بعض سكان الحي في حلقة يشاهدون حمزة وهو يهبط بعصاه الغليظة علي أجساد اولائك الشباب ليعلو صراخهم، يتوسلون له أن يرحمهم، لتبدأ همهمات من حوله
, - تسلم ايده و****
, - **** يديله الصحة
, - دول عيال زبالة رايحين جايين مش سايبين بت في حالها.
,
, - هو مين دا يا جماعة
, - دا قريب الست منيرة تقريبا، أنا شوفته طالع عندهم كذا مرة
, وقف حمزة يلهث بعنف ينظر للشباب الملقي ارضا امامه يصرخون من الألم، وقف معتدلا يمسح العرق عن جبينه يحرك يديه الي خصلات شعره، بصق عليهم متقززا، لتلمح عينيه تلك الفتاة التي تقف هناك تبكي، يعرفها، أخبره جاسوسه أنها زوجة مراد شقيق أدهم، ابتسم لها مطمئنا إياها، ليلقي بالعصا بعيدا وقف في منتصف الجمع ينظر لهم مشمئزا ليصيح فيهم:.
,
, - دا اللي انتوا دايما بتعملوا بتتقفوا تتفرجوا، بينهشوا في لحم بنت من منطقتكوا وكل واحد بيقول يلا نفسي أنا مالي طالما مش بنتي ولا اختي، صدقني الدور هيجي علي بنتك واختك وساعتها بردوا هتقول وأنا مالي، ما هو اللي بيسكت في الأول بيسكت في الآخر
, تحرك يلتقط سترته ناحية روحية توجه، وقف أمامها ينظر لنظراتها الخائفة دموعها المراقة ارتجافتها الواضحة قطب جبينه يحادثها محتدا:.
,
, - أنتي بتعيطي ليه، أنتي ما غلطتيش في حاجة، شيلي ايدي الناس من علي بوقك واللي يمس كرامتك بكلمة رديها بعشرة، روحية مش كدة.
,
, نظرت له مندهشة كيف عرف من تكون، قطبت جبينها تنظر لوجهه للحظات لتتذكر ذلك هو الرجل الذي جاء لمنزلهم قبل أيام وتشاجر مع أدهم، نظر حمزة لها مشفقا الفتاة تبدو في عمر ابنته وربما أصغر، طلب منها أن تنتظره ليتوجه الي السيارة سريعا اخذ منها شيئا ليعاود إليها يعطيها جهاز غريب الشكل نظرت له متعجبة، ليبتسم هو يتمتم في مرح باهت:.
,
, - دا صاعق كهربا كان بتاع مايا بنتي بس هي نسيته في العربية من مدة طويلة، خديه خليه معاكي، لو حد ضايقك، علي عليه الفولت
, ابتسمت مرتبكة لتمد يدها بتردد تأخذ منه تلك الآلة شكرته بهمس خائف لتسرع في خطاها، ظل هو يراقب بعينيه الي أن دخلت الي مدخل العمارة السكنية، ليعود إلي سيارته ادار المحرك سريعا ليأخذ طريقه مغادرا.
,
, صعدت روحية بخطي مرتجفة درجات السلم ما كادت تصل الى شقة منيرة وجدت بابها يُفتح من الداخل ومنيرة علي وشك الهبوط ركضا، تنهدت بارتياح ما أن رأتها لتحادثها قلقة:
, - بت يا روحية انتي كويسة الواحد حمادة طلع قالي ان كان في عيال بيرخموا عليكي وفي واحد ضربهم، أنا يا دوب حطيت الطرحة علي دماغي وكنت نازلة اشوفك
, ابتسمت روحية في ارتعاش خائف، اندفعت ناحية منيرة تعانقها بقوة تصيح بنحيب حارق:.
,
, - أنا قولتلك مش هيرحموني، قولتلك هينهشوا في لحمي زيادة، تعبت، تعبت وعايزة أموت يمكن اخلص من العذاب دا بقي
, ادمعت عيني منيرة حزنا علي حالها لتجذبها للداخل، اجلستها علي أقرب أريكة جلست جوارها تضمها الي أحضانها برفق تمسح علي حجابها تحاول تهدئتها، ابعدتها عنها بعد لحظات طويلة تحادثها بحزم:.
,
, - وأنا قولتلك لازم تبقي انشف من كدة، يا بنتي الدنيا دي مش عايزة الغلبان، هتفرمه، انشفي يا روحية، ما تخليهمش يموتوكي بكلامهم انتي لسه في عز شبابك يا بنتي، هو ايه اللي حصل تحت
, تنهدت روحية بحرقة تقص عليها ما حدث، لتعاود منيرة احتضان روحية من جديد تربت علي رأسها برفق تحادثها:.
,
, - طب يا عبيطة ما هو **** جابلك حقك اهو، تفتكري ايه اللي هيخلي واحد زي حمزة بيه يقف فجاءة كدة بعربيته دي تدابير، اهو سمعهم ونزل اداهم العلقة التمام، علقة هيتوب عليها الشارع كله هيخافوا يجيبوا سيرتك، أنا عارفة الناس اللي احنا عايشين وسطهم، ناس تخاف ما تختشيش يا بنتي، المهم عملتي ايه في العيادة النهاردة
, ابتعدت روحية عن منيرة ارتسمت برضا تتمتم في خفوت:.
,
, - الحمد لله الدكتور راجل طيب ومحترم وبيعاملني كويس، دا حتي بيعلمني الإسعافات الأولية وازاي ادي حقن واقيس الحرارة، وبنته كمان سكرة اوي فاتحة عيادة أسنان في الشقة اللي في وشنا، **** يباركلهم و****
, ابتسمت منيرة تربت علي وجنتها برفق تحادثها بحنو:
, - **** يرضي عنك يا بنتي ويجبر بخاطرك، يلا أنا هقوم احضر الغدا لادهم
, توسعت عيني روحية في دهشة ممتزجة بألم تتمتم:
, - هو أدهم رجع.
,
, كسي الوجوم الحزين وجه منيرة تنهدت بحسرة تتمتم حزينة:
, - حسرة قلبي عليك يا ابني، راجع مدغدغ وبيقولولي حادثة بسيطة٣ نقطة
, ارتسمت ابتسامة باهتة للغاية علي شفتي روحية قامت من مكانها وقفت أمام الاريكة التي تجلس عليها منيرة نظرت لها للحظات قبل أن تدمع عينيها تهمس لها يصوت خفيض مختنق:.
,
, - حمد لله علي سلامته، بس سامحيني أنا مش هينفع أفضل هنا بعد النهاردة، الاول كنت مراته، وبعد كدة كنتي لوحدك فما رضتش اسيبك، انما دلوقتي ما ينفعش، ما هيصدقوا يخوضوا في سمعتي تاني بالباطل، عن إذنك
, قالتها لتتوجه سريعا إلي باب المنزل فتحته ترغب في الفرار بعيدا، ابعد مما قد يصل عقلها، إلي حيث لن يعرفها أحد، لن تتحرق بألسنة كالسوط لا ترحم، وقفت مكانها حين سمعت صوت منيرة تحادثها بقوة:.
,
, - استني عندك اياكي يا روحية تتحركي خطوة واحدة
, وقفت روحية مكانها استدارت تواجه منيرة التي ترميها بنظرة ثابتة واثقة:
, - انتي عندك حق في كل كلمة قولتيها بس أنا عندي الحل، هيخلصنا من المشكلة دي!
,
, مر اسبوع سبعة ايام كاملة لم يحدث فيهم جديد علي جميع المستويات، زيدان عاد لعمله في الإدارة في القاهرة يغرق نفسه في العمل ليل نهار، يتطوع للذهاب لأي عملية مهما كانت ربما تنتهي حياته في أحدهم وينتهي من عذابه للأبد، حسام حبيس غرفته لم يخرج منها ابداا، خالد جواره أغلب الوقت، لينا فقط تحاول التخفيف عن الجميع٣ نقطة
,
, بعد أن انتصف الليل، تحديدا ليل الليلة السابعة، في غرفة حسام فتح الأخير عينيه فجاءة ينظر لسقف الحجرة، للحظات طووويلة يري صورة والدته تنطبع أمامه انسابت الدموع من مقلتيه يحادثها داخل قلبه يعاتبها علي رحليها:
, - كدة تسبيني وتمشي مش انتي قولتيلي أنك هتفضلي جنبي دايما، انتي وحشتيني أوي، نفسي ارمي نفسي في حضنك، نفسئ اسمع صوتك تاني، هنت عليكي يا ماما، هنت عليكي تسبيني وتمشي٣ نقطة
,
, اغمض عينيه متألما لتنهمر الدموع من مقلتيه في صامت يقتل قلبه، فتح عينيه الحمراء من أثر الدموع بعد لحظات ينظر للنائم جواره، أبيه لم يتركه لحظة واحدة منذ ما حدث يعامله كأنه *** صغير، يحاول حتي اطعامه كالأطفال، ابتسم متألما ليتحرك من مكانه يشعر بالاختناق يقبض علي صدره نزل لأسفل، لا يعلم إلي أين يذهب، فقط تحرك ينزل لأسفل خرج من باب المنزل الي الحديقة، يجلس علي مقعد من الخشب جوار شجرة كبيرة يستنده برأسه إلي ساقها يغمض عينيه تنساب دموعه في صمت، رأته تلك الجالسة في شرفة غرفتها تقرأ أحد الكتب القديمة، بعد أن جافها النوم لساعات، نظرت له مشفقة، كم يبدو حزينا وكأن الحياة انتزعت، حسام ذلك الشاب الذي لم يكن يتوقف عن الضحك، باتت الدموع رفيقته الآن، حاولت منع نفسها من الذهاب إليه ولكنها لم تقدر قلبها لم يسمح لها بذلك، تحركت سريعا تبدل ثيابها وضعت **** رأسها، لتنزل لأسفل، في طريقها مرت علي غرفة زيدان لتجد إضاءة الغرفة مضائة وبابها مفتوح اطلت برأسها تنظر لداخل الغرفة لتتنهد تهز رأسها نفيا يأسة حين رأته زيدان يرتمي بجسده علي فراشه بملابس العمل يغط في نوم عميق متعب، تقدمت لداخل الغرفة تنزع الحذاء من قدميه تشد رابطة عنقه، جذبت الغطاء تدثره به مسحت علي شعره بحنو ، تحركت للخارج تغلق الإضاءة تشد عليه الباب برفق، لتكمل طريقها إلي أسفل، فتحت باب المنزل تتجه لحيث يجلس حسام، اقتربت منه تحمحم بخفوت تتمتم:.
,
, - مساء الخير
, فتح حسام عينيه سريعا يرفع كفيه يمسح دموعه حمحم يبعد غصته الباكية عن صوته يتمتم شاردا:
, - مساء النور يا دكتورة
, - ممكن اقعد معاك لو هضايقك بلاش.
,
, همست بها بابتسامة صغيرة عذبة تنظر له بحنو كأنه *** صغير ، تنهد حسام يحرك رأسه إيجابا لتجلس عليه المقعد الصغير المقابل له، ظلت للحظات صامتة لا تعرف بأي جملة تحديدا عليها أن تبدأ، نظرت لحسام لتتذكر حالتها حين ماتت والدتها، كم حطمها ذلك الخبر وقتها، تنهدت تهمس بشرود حزين:.
,
, - صدقيني يا حسام أنا عارفة أنت حاسس بايه، شعور مهما مر عليه الزمن مش هنساه، حاسة بالنار اللي قلبك، روحك بتصرخ من الوجع مش مصدقة اللي حصل، بتصحي كل يوم من النوم ونفسك يبقي اللي حصل دا كابوس أنا عيشت العذاب دا مرتين مرة لما قالولي أن خالد بعد الشر عنه مات، ومرة تانية لما والدتي توفت، حسام الحزن بيبقي في اوله بشع مؤلم، ولكن رحمة **** بينا النسيان والحزن مع الوقت بيقل بتفضل الذكري اللي ما بتسحمش لحد يموت بيفضل دايما عايش جوا قلوبنا.
,
, ارتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة يشيح بوجهه بعيدا عنها تلك الكلمات سمع نفسها قبل أيام من أبيه، يبدوا انهما حفظا نفس الكلمات ليقولاها معا، نزلت دمعة من عينيه يتمتم:
, - أنا سمعت نفس الكلام دا بالظبط من بابا٣ نقطة
, توسعت عينيها في حرج، حسام سيظن انهم يقولان تلك الكلمات المحفوظة فقط للتخفيف عنه بشكل مسرحي، هي حقا لم تكن تعرف أن خالد قال مثلها قبلا حمحمت تبتسم متوترة:.
,
, - ودا ما يخلكش تلاحظ حاجة، احنا حاسين بيك يا حسام، عارفين وجعك كويس اوي، بس مش عايزين تغرق جواه عشان ما يدمركش يا ابني٣ نقطة
, انكمشت قسمات وجهه من الألم ليشهق في بكاء عنيف قاسي، بكائه اخافها وهي تجلس أمامه عاجزة لا تعرف ما تفعل، تحركت تتقدم ناحيته تربت علي رأسه برفق كأنها تعامل *** صغير يبكي، تهمس له بحنو:
, - خلاص يا حسام ب**** عليك كفاية، يا ابني ما تعملش كدة في نفسك.
,
, رفع وجهه لها ما أن نطقت تلك الكلمة، لتتوتر هي من نظراته، ارتبكت تبتعد خطوة للخلف حين هب هو واقفا يصيح بحرقة:
, - أنا هسيب الطب مش هرجعله تاني، أنا ما عرفتش اساعدها، انا دكتور فاشل
, شخصت عينيها مصدومة تحرك رأسها نفيا بعنف تحركت ناحيته تقف أمامه سريعا ما أن تجاوزها وقفت أمامه تشهر سبابته أمام وجهه تحادثه بحزم:.
,
, - اياك تقول كدة تاني، ما تحملش نفسك ذنب إنت مالكش دعوة بيه وتدمر بيه حياتك، قضاء **** فوق كل شئ، أنت لو أحسن دكتور في العالم مش هتمنع قدر، ثانيا أنت دكتور نسا يا دكتور مالكش دعوة بأمراض القلب اصلا، **** اختارلك تكون السبب في وجود أرواح طاهرة نقية كام *** اتولد علي ايدك كام أم انقذتها من الموت كام فرحة شوفتها في عينين أب، اوعي تدمر دا يا حسام، والدتك **** يرحمها ما كنتش أبدا هتسحملك تعمل كدة وهي وصتني عليك، هتسألني عنك لما اروحلها، ويكون في علمك أنا مش هسحملك تدمر حياتك.
,
, وقفت للحظات ينظر لها عاجزا عن النطق بحرف فقط يبكي تغرق الدموع وجهه هي محقة، محقة في كل حرف قالته، طالته صمته لترسم هي إبتسامة حانية علي شفتيها امسكت كف يده تجذبه خلفها للداخل تتمتم في صرامة بشكل مرح:
, - أكيد جعان أنا واقعة من الجوع خالد بيقولي أنك ما بتاكلش، بتعمل دايت يا حسام.
,
, لم يبتسم حتي فقط سار خلفها مستسلمة جذبته إلي أن دخلت الي المطبخ توجه هو يجلس علي أحد المقاعد الملتفة حول طاولة المطبخ، لتتحرك هي سريعا تعد له الطعام، وضعت أمامه عدة أطباق لتسمك زجاجة « الكاتشب » ترسم وجه مبتسم علي طبقه الفارغ ارتسمت ابتسامة حزينة علي شفته لتدفع إليه الشوكة وقفت أمام الطاولة تحادثه مبتسمة:.
,
, - دوق بقي اكلي وقولي رأيك، أنت عارف أنا ما بقتش بدخل المطبخ اصلا، بقالي كتير ما طبختش، فلو طلع وحش قولي حلو، عشان هيجيلي اكتئاب
, لم يستطيع حسام أن يمنع تلك الابتسامة الحزينة التي تسللت بخفة إلي شفتيه، ما كاد يقرب الطعام من فمه سمع صوت غاضب يتمتم حانقا:
, - دي خيااااانة، دي اييييه خياااانة، من ساعة ما حسام جه وانتي منفضالي، هو أنا مش ابنك ولا هو الواد دا خد مني الدلع كله.
,
, ضحكت لينا بخفة تنظر لزيدان يآسه كم يبدو كطفل صغير غاضب، توجهت ناحيته تجذب يده ليجلس علي المقعد المجاور له تضع الطعام هو الآخر، لتجده يرفع طبقه الفارغ إليها يضيق عينيه قليلا يتحدث كطفل غاضب:
, - ارسميلي وش بيضحك زيه.
,
, ضحكت رغما عنها تنظر للجالس يآسة من عناده، بدأ زيدان يشاغب زيدان وهو يأكل عله يخفف عنه قليلا بينما لينا تقق تراقبهما مبتسمة، خرجت من بين شفتيها شهقة مدهوشة حين شعرت باحدهم يحتضنها نظرت خلفها سريعا لتجد خالد ينظر لها يبتسم ممتنا لكزته بمرفقها في صدره تهمس له حانقة:
, - خالد وبعدين ابعد ما ينفعش كدة
, حرك رأسه نفيا يهمس لها بصوت خفيض حانق:
, - لاء ولاد الكلب دول خدوكي مني، سيبيهم يولعوا في بعض، وتعالي معايا.
,
, ابعدته عنها تنظر له في غيظ من أفعاله الصيباينية جذبت يده ليجلس جوارهم علي الطاولة، زم شفتيه حانقا ليرفع طبقا إليها يتمتم بنزق:
, - هي جت عليا أنا ارسميلي وش بيضحك زيهم
, تعالت ضحكاتهم جميعا حتي حسام خرجت من بين شفتيه ضحكات خفيضة حزينة تنبأ بغد أفضل.
,
, في صباح اليوم التالي وقفت سيارة معاذ أمام شركة والدها، التفت لها يقول مبتسما في عشق:
, - مش هتأخر عليكي، أنا هستلم شغلي في المستشفى، هخلص واجيلك علي طول
, ابتسمت له تومأ برأسها إيجابا، اقتربت منها يود تقبيل وجنتها لتبتعد هي للخلف تنظر به متوترة، تنهد حانقا مما حدث بينما ارتجفت هي حدقتيها متوترة، زفر بقوة ليعاود النظر إليها يتمتم مبتسما:
, - ولا يهمك يا حبيبتي، يلا انزلي عشان ما تتأخريش.
,
, فتحت الباب السيارة نزلت لتراه يلوح لها رفعت يدها تلوح له بخمول، تحركت لداخل الشركة عقلها شارد مغيب، أسبوع مر علي وجودها في منزل معاذ، العلاقة بينهما محدودة لأبعد حد، لا تراه تقريبا الا علي طاولة الطعام مرة او اثنتين يوما، الكاوبيس البشعة زادت بشكل مزعج في الفترة الأخيرة، توجهت الي مكتبها التي تشاركه مع السيدة أشرقت، لتري المكتب فارغا، قطبت جبينها متعجبة أين ذهبت، خرجت من المكتب تسأل أحد عمال البوفية، ليخبرها بأن اجازتها الاسبوعية اليوم، تنهدت لتعاود الجلوس علي مقعد مكتبها تنظر لجدول المهام الأسبوعي التي تعده السيدة أشرقت مع بداية كل اسبوع وبدأت العمل، مرت ساعة تقريبا وهي تجهز بعض أوراق العملاء، قبل أن تلتقط هاتفها تتصل برقم أخيها، لحظات وسمعت صوته الخامل يحادثها:.
,
, - ايوة يا لينا
, تمتمت سريعا تسأله متلهفة:
, - ها يا جاسر عملت إيه لسه ما لقتهاش
, سمعت زفرة طووووويلة منهكة تخرق من بين شفتيه، لتشعر بغصة صوته الباكية:
, - لسه يا لينا، قلبت عليها إسكندرية كلها، ما سيبتش مكان ما دروتش فيه، أنا دورت حتي في المستشفيات والأقسام مالهاش اي أثر ، أنا هتجنن عليها٣ نقطة
,
, ادمعت عينيها حزنا علي شقيقها وصديقتها، كم تتمني أن يعثر جاسر عليها قريبا ويشرح لها الوضع وما حدث كاملا حاولت مرارا وتكرارا الاتصال بنفس الرقم الذي حادثتها سهيلة منه من عدة أرقام مختلفة ولكن النتيجة واحدة دائما « الهاتف الذي تحاول الاتصال به ربما يكون مغلق او غير متاح حاليا »، لا فائدة سهيلة اختفت بلا أثر، تنهدت بحرقة تحاول التخفيف عن أخيها قليلا:.
,
, - هتلاقيها يا جاسر أنا واثقة أنك هتلاقيها٣ نقطة
,
, في الأسفل وقفت سيارة خالد السويسي امام شركته، عمر أخيه يريد منه التوقيع علي صفقة هامة لذلك هو هنا الآن، ما كاد ينزل من السيارة وجد هاتفه يدق برقم محمد فتح الخط سريعا ليجد صديقه يحادثه متعجلا:
, - خالد إنت فين الملف بتاع آخر عملية معاك، أنا محتاجه ضروري
, صدم جبينه براحة يده ينظر لاريكة السيارة الخلفية تنهدت يزفر حانقا:.
,
, - ايوة يا محمد معايا بس أنا مش هاجي الادارة النهاردة عندي شغل كتير في الشركة، اقولك هبعتهولك مع زيدان
, اغلق الخط مع صديقه، ليعاود الاتصال بزيدان يخبره بأن يأتي له إلي الشركة في الحال، التقط الملف يأخذه معه للداخل مر في طريقه علي مكتب عمر، ليقطب جبينه متعجبا حين وجد مساعدته القديمة تجلس علي مكتب تالا، كاد أن يسألها عنها حين سمع صوت أخيه يهتف من خلفه بمرح:
, - أبو الخلد.
,
, التفت خالد خلفه ليجد عمر أخيه يبدو أنه قد اتي توا نظر خالد لساعة يده ليعاود النظر لأخيه يتمتم ساخرا:
, - أنت متأخر يا بيه، ايه خدت علي الانتخة
, ضحك عمر في مرح ليتقدم يعانق أخيه يتمتم ساخرا:
, - هو اللي يشتغل معاك يعرف الانتخة، دا أنت ساحلنا سحل الفراخ في المجزر يا مفتري
, ضحك خالد في تهكم يبعد شقيقه عنه ينظر له يبتسم فئ استفزاز يسأله:
, - اومال تالا فين مش شايفها يعني، ما صدقش أنك اقنتعها تقعد من الشغل.
,
, ابتسم عمر في زهو يرفع تلابيب ملابسه بافتخار يتمتم:
, - مش أنا اللي اقنعتها محروس اللي اقنعها
, قطب خالد جبنيه مستنكرا من ذلك المحروس الذي يتفاخر به أخيه لتلك الدرجة نظر لعمر باشمئزاز يتمتم:
, - محروس مين، أنت بقيت قرني ياض ولا ايه
, ضحك عمر صاخبا يلكز أخيه في كتفه يتمتم ضاحكا:
, - عيب عليك أنا ميمي آه بس راجل أوي، محروس دا يبقي ابن اخوك، تالا حامل يا خالد.
,
, توسعت حدقتي خالد في دهشة للحظات قبل أن تغزو شفتيه ابتسامة واسعة تقدم يعانق أخيه يهنئه:
, - بجد الف مبروك يا حبيبي، بس ايه محروس دا يا حيوان البرك، أنت عايز تطلع الواد معقد، مش كفاية انه هتبقي ابوه، يعني تبقي أنت ابوه وتمسيه محروس دا ممكن ينتحر اصلا.
,
, تعالت ضحكات الشقيقين قبل، هنئ خالد أخيه من جديد قبل أن يأخذ طريقه إلي مكتبه، حين وصل لم يجد لينا ولكنه وجد حقيبتها، ابتسم للحظات قبل أن يأخذ طريقه للمكتب، خرجت لينا من المرحاض تعود لمكتبها لتري غرفة مكتب ابيها مضاءة لتعلم أنه أتي، ظلت تباشر عملها لفترة كبيرة من الوقت، قبل أن تسمع والدها وهو يحادث زيدان، هدوء المكان جعلها تسمع ما يقول بوضوح:
, - ايوة يا زيدان، أنت تحت، طب اطلعلي أنا مستنيك.
,
, شعرت بدقات قلبها تتقافز ما أن علمت أنه علي وشك القدوم، ارتسمت ابتسامة واسعة خبيثة علي شفتيها تنظر للجيبة السوداء الواسعة التي ترتديها تعقد في نفسها أمرا خبيثا٣ نقطة
,
, تحرك زيدان يصعد الي أعلي يدعو في نفسه الا يراها اليوم وصل الي مكتب السكرتيرة ليجدها هي، ها هي تجلس امامه وقف أمام باب مكتبها المفتوح يستند بجسده علي إطار الباب ينظر لها ترتسم على شفتيه ابتسامة صغيرة هادئة حزينة، ظل يتأملها وهي تعمل بتركيز علي تلك الأوراق أمامها، ليقف معتدل دق باب غرفة مكتبها، لتلتفت ناحيته نظرة سريعة عادت بها تنظر للأوراق أمامها بتركيز، ليسمعها تهتف بتلك النبرة الباردة: - اتفضل يا زيدان بيه استريح هدي خبر للباشا أنك هنا.
,
, تنهد حانقا لما جاء لما رآها لم يكن يرغب في رؤيتها، قلبها ما عاد له القدرة علي تحمل اي ألم، اتجه ناحية مكتبها جلس علي الكرسي المجاور لمكتبها الزجاجي الفخم، ليجدها تمسك بهاتف مكتبها الصغير، رفعت سماعته تضعها علي اذنها تهتف برسمية:
, - خالد باشا زيدان باشا وصل، حاضر يا باشا
, وضعت السماعة مكانها لتنظر له تبتسم علي مضض ابتسامة صفراء باردة، لترفع يدها تشير للباب الغرفة المغلق امامهم:
, - الباشا في انتظارك.
,
, وقف يعقد زر حلته الفخمة لتلمح عينيه شيئا لا يعرف كيف لم يراها منذ البداية تلك المجنونة التي ستصيبه بالجنون يوما، وربما حدث ذلك وهو لم يدري، ترتدي جيبة قصيرة للغاية بالكاد تصل لمنتصف قدميها، عقد جبينه بحدة مكتبها زجاجي شفاف بالطبع رآها الكثيرون بتلك الصورة، كور قبضة يده يشد عليها٣ نقطة
, نظر لها يبتسم ساخرا ينظر لها من أعلي لأسفل يتفحصها بنظراته:.
,
, - هي الجيبة دي مش قصيرة شويتين والمفروض أننا في شركة محترمة
, وضعت قدما فوق اخري تنظر له تبتسم ابتسامة انثاوية ماكرة لتتشدق بتهكم:
, - و**** جوزي شافني وأنا خارجة وما اعترضش. أعتقد مالكش اي صفة عشان تعترض علي لبسي ولا إيه يا زيدان باشا
, حدقها بنظرة نارية مشتعلة الكلمة أصابت قلبه في مقتل، رماها بنظرة أخيه قاسية
, ليتجه ناحية ذلك المكتب دق الباب ودخل ليصيح كإعصار هائج ما أن وطئت قدميه الغرفة:.
,
, - عجبك المسخرة اللي بنتك عملاها دي، أنت شوفتها لابسة إيه، أنت ازاي تسمحلها بالمسخرة دي
, رفع نظره من علي الأوراق ينظر للواقف أمامه عاقدا جبينه بتعجب ماذا يقول ذلك الأحمق ليردد بفتور:
, - مسخرة ايه ولبس إيه، إيه الهبل اللي أنت بتقوله دا.
, اشار بسبابته ناحية الباب المغلق يصيح بحنق كلما تذكر أن الجميع رآها بذلك الشكل يشعر بالدماء تشتعل في رأسه:.
,
, - الست لينا هانم بنتك جاية بجيبة فوق الركبة رجلها كلها باينة للي رايح واللي جاي
, عقد جبينه محتدا صحيح أنه لم يري لينا صباحا ولكنها من المستحيل أن تفعل ذلك، رفع سماعة هاتف مكتبه مرددا بلهجة حازمة حادة:
, - لينا تكوني قدامي حالا
, سمع صوتها المرتبك تهمس بتوتر:
, - حاضر يا افندم.
,
, وضع السماعة مكانها ما هي إلا لحظات حتي سمعا صوت دقاتها علي باب الغرفة إذن لها بالدخول لتفتح الباب وتدخل اقتربت من مكتب والدها تطرق رأسها بأدب تهمس بخفوت:
, -خير يا باشا
, اتسعت عيني زيدان لسانه التجم من الصدمة ليوجه له خالد نظرة نارية مشتعلة حينما رأي ما ترتدي جيبة طويلة سوداء تصل لنهاية كاحلها متسعة للغاية، عاود النظر الي ابنته حمحم يهتف بهدوء:.
,
, - لاء ابدا ما فيش كنت بدور علي ملف صفقة وخلاص لقيته، روحي انتي وخلي البوفية يعملنا قهوة مظبوط
, هزت رأسها إيجابا دون أن تنطق التفتت لتخرج لتراه يقف في حالته تلك عاجز عن الكلام ينظر لها بذهول لتلقي عليه نظرة ساخرة امسكت مقبض الباب تفتحه قبل أن تخرج وجهت له ابتسامة خبيثة شامتة ومن ثم خرجت بهدوء.
,
, والابتسامة لا تزال تزين ثغرها، عادت لمكتبها، لحظات قليلة وخرج زيدان يحمل ملف في يده، اقترب من مكتبها يستند بكفيه علي سطحه ابتسم يتمتم ساخرا:
, - حلوة الحركة دي هو دا اللي بيعلمهولك جوزك٣ نقطة
, اشتعلت أنفاسها ترميه بنظرات حاقدة مشتاقة كارهة، ابتسم هو ابتسامة سوداء ممزقة:
, - صحيح مش تباركلي انا نويت اتجوز، طبعا اول دعوة هتبقي ليكي، سلام يا بنت خالي.
,
, رماها بنظرة اخيرة ساخرة ليغادر المكتب بينما اشتعلت هي أنفاسها تشعر بألم بشع يغزو قلبها، إحساس بشع لا يمكن وصفه، ما إن استعادت ثباتها التقطت حقيبتها تخرج سريعا من المكتب دون حتي أن تخبر والدها أنها ستغادر، نزلت تهرول خارج الشركة بأكملها لتجد معاذ يقف بسيارته في تلك اللحظة ابتسم باتساع يحادثها ضاحكا:
, - بنت حلال و**** كنت لسه هتصل بيكي.
,
, لم تقدر حتي علي الابتسام، جلست جواره سريعا تصفع الباب خلفها، تحاول أن تبدو هادئة وقلبها يصرخ من الألم تسمع صوت معاذ يحادثها من بعيد ولكنها حقا لا تعي ما يقول عقلها هناك عنده، سيتزوج كما فعلت، سيزيقها من نفس الكأس التي اذاقته منها، تلك نهاية الطريق لكلاهما، الكثير من الأفكار العاصفة ضربت عقلها، افكار لم تفق منها الا حين لاحظت أن الطريق التي تسير فيه السيارة مختلف عن طريق العودة لمنزلهم نظرت لمعاذ تقطب جبنيها متعجبة تسأله:.
,
, - احنا رايحين فين
, توسعت عينيه ينظر لها مدهوشا ليتمتم في ذهول:
, - بقالي ساعة بقولك أن أنا عاملك مفاجأة وهنسافر أنا وانتي، كل دا ما سمعتنيش.
,
, زفرت في حيرة تمزقها تخفي وجهها بين كفاية الي متي ستظل في تلك الحلقة المفرغة من الحيرة والألم تنهدت ترجع برأسها لنهاية المقعد اغمضت عينيها ما هي الا دقائق وانسحب عقلها، كم مر عليها لا تدري هي فقط استيقظت فجاءة علي صوت معاذ يوقظها، فتحت عينيها لتراه أمامها يخبرها مبتسما انهما قد وصلا، نزلت من سيارته لتتوسع عينيها مدهوشة حين رأت قصر ضخم كبير للغاية، قصر يبدو أثري قديم، تحركت خلف معاذ للداخل تنظر للحديقة الواسعة حولها المكان أكثر من رائع نظرت لمعاذ لتراه يبتسم لها، تحركا معا لداخل القصر، ما إن دخلا سمعت صوت طرقات حذاء تأتي من خلفها نظرت سريعا لتجد سيدة في غاية الجمال تنزل من فوق سلم البيت الضخم، تبتسم ابتسامة واسعة عينيها زرقاء لامعة بشرتها بيضاء ناصعة، نظرت لينا لها متعجبة من تلك السيدة، توسعت ابتسامة معاذ اقترب منها يتمتم مبتسما:.
,
, - ماما وحشتيني اوي
, توسعت عينيها في اندهاش والدته ولكن تلك ليست هي السيدة التي رأتها من قبل كيف يمكن أن تكون تلك والدته، سمعت ضحكات تلك السيدة ومعها معاذ لتتمتم السيدة ضاحكة:
, - مش قولتلك مش هتعرفني
, ضحك معاذ هو الآخر يحرك رأسه إيجابا تحرك ناحية لينا يحادثها مبتسما:
, - دي ماما يا لينا مش عرفاها.
,
, نظرت لهما في ريبة تلك السيدة ليست من رأت من قبل، حركت رأسها نفيا لتتعالي ضحكات معاذ، امسك بيدها يجذبها لأقرب أريكة، التقط دفتر كبير للصور جلس جوارها يفتحه، أشار الي صورة تلك السيدة بهيئتها كما رأتها الآن، ليعاود الإشارة للكثير من الصور لعدة سيدات أخري يتمتم مبتسما:.
,
, - دا يا ستي شكل امي الحقيقي، بس ماما ومن هي صغيرة عندها شغف كبير بالمكياج وأنه ازاي يقدر يغير الملامح للشكل اللي إنت عاوزه، كل الصور دي ماما بردوا، شوفتي هي فنانة قد ايه
, توسعت عينيها في اندهاش، الصور لا تتشابه مع بعضها البعض ولا مع ملامحها الأساسية في شئ، ولكنها حقا قلقة، الأمر برمته مقلق، عادت تنظر لوالدة معاذ متوترة لتقترب الأخيرة منها جلست جوارها تحادثها بحنو:.
,
, - حبيبتي انا ما كنش قصدي اخوفك، l was joking with you، بس واضح انها كانت joke سخيفة شوية٣ نقطة
, حاولت لينا أن تبتسم ولكن شفتيها لم تقدر حتي علي فعل ذلك، فقط حركت رأسها بالإيجاب، تنظر لها بريبة، تنهدت والدة معاذ، تحادثها مبتسمة:
, - اوكي بما انك قلقانة مني ممكن تاخدي جولة في الجنينة تهدي بيها أعصابك وأنا هتكلم مع معاذ.
,
, شعرت بأنها تطردها بطريقة اكثر شياكة، حركت رأسها إيجابا سريعا خرجت للحديقة تتحرك علي غير هدي تشعر بقلق بشع يتسرب إليها شئ سي سيحدث او ربما حدث بالفعل تنهدت قلقة تتحرك هنا وهناك، الي لمحت عينيها باب ضخم عند نهاية الحديقة، نظرت حولها لا أحد ربما هو الفضول الذي يدفعها للذهاب لهناك، تحركت بخفة ناحيته، ربما هو الجراش، او شئ تسلي به وقتها ينسيها قلقها، او ربما شئ سي لا يجب عليها الاقتراب منه، تنهدت حائرة حين وقفت أمام باب الغرفة، لتجد مزلاج ضخم يغلقها، غضت علي شفتيها لحظات تفكر، فتحت المزلاج بخفة تنهدت حين لم يصدر صوتا عاليا، تحركت للداخل بخطي مترددة رأت من خلال ضوء الحديقة عدة مفاتيح للكهرباء، ضغطت عليها ليكسو الضوء الغرفة رأت حين اضاءت الغرفة، شاب تقريبا في أواخر العشرينات، ابتسم ساخرا ما أن رآها ليتمتم متهكما:.
,
, - وانتي مين بقي، تبع البيه ولا الهانم.
, قطبت جبينها متعجبة من طريقته الساخرة نظرت له عن كثب تسأله:
, - أنت مين وبتعمل ايه هنا
, قلب ذلك الشاب عينيه في ملل ابتسم يتمتم ساخرا:
, - أنا معاذ الحسيني!

الؤابع والتسعون


الصدمة التي تلقتها توا اشبه بسقوط صاعقة كهرباء فوق رأسها تجمد جسدها تنظر له بأعين متسعة مذهولة، أغمضت عينيها للحظات تتنفس بعنف تحاول تهدئة دقات قلبها تهمس لنفسها:
, - هلاوس أكيد هلاوس لما افتح عينيا مش هلاقي حاجة، هي اكيد هلاوس.
,
, فتحت جزء بسيط من عينيها تنظر له لتجده كما هو شاب اسمر طويل القامة ذو لحية طويلة وابتسامة ساخرة، ينظر لها بخواء ساخر، تسارعت أنفاسها تبتلع لعابها الخائف ليست هلاوس هي لا تهذي ذلك الشاب يجلس أمامها علي فراش كبير، بعد لحظات حاولت استجماع شتات نفسها تخرج الأحرف من بين شفتيها مرتجفة:
, - اااا، ااززااي، اازاي إنت، ممعاذ، اوومال أنا متجوزة مين.
,
, ضحك ذلك الشاب متهكما، رفع كتفيه لأعلي بلامبلاة ساخرة، عاد ينظر إليها مباشرة يتمتم:
, - لاء ما اعرفش دي مشكلتك مش مشكلتي٣ نقطة
, اشار لنفسه ليعاود الحديث بابتسامة ساخرة متألمة:
, - أنا معاذ الحسيني، سنين وأنا محبوس هنا، بس بصراحة بيعاملوني أحسن معاملة، لاء دا حقيقي مش هزار، مسجون في فندق خمس نجوم، بس لحد دلوقتي مش عارف أنا مسجون ليه.
,
, تجمعت الدموع في مقلتيها تحرك رأسها نفيا مرة تليها أخري وأخري هو كاذب بالطبع يكذب او انها تهلوس، بح صوتها تصيح فيه مذعورة:
, - أنت كذاب، أنت بتكذب، أنت مش معاذ.
,
, عادت للخلف تنظر له مذعورة وكأنه وحش مخيف، لتشهق بقوة حين ارتم ظهرها بصدر احدا ما يقف خلفها، التفتت سريعا تنظر له لتجد معاذ الذي تعرفه زوجها، هو يقف أمامها ارتسمت ابتسامة مرتعشة علي شفتيها تنساب دموعها تحادثه مذعورة تشير بسبابته إلي ذلك الجالس علي فراشه:
, - معاذ أنا بهلوس مش كدة، ما فيش حد قاعد هناك، معاذ دا بيقولي أن هو معاذ، أنا اكيد اتجننت، ما فيش حد صح، صح يا معاذ.
,
, ظل ينظر لها للحظات طويلة في صمت نظرات حزينة مشفقة، نظرات تغيرت في لحظة إلي أخري سوداء شيطانية قاتلة، رأت ابتسامته تتسع تتحول تدريجيا إلي ضحكات عالية، ضحكات مخيفة ترجف الابدان فزعا، احتضنت جسدها بذراعيها تنظر له خائفة الي أن توقف عن الضحك يناظرها بنظرات ساخرة شيطانية مخيفة، لتهمس هي مرتجفة:
, - ففففي ايييه يا معاذ، اااا نت بتضحك ليه كدة.
,
, توسعت ابتسامته يتقرب منها أكثر اشار لنفسه ليحادثها بنبرة فخر قاتمة:
, - نائل، نائل يا حبيبتي، مش معاذ، اتعرفتي علي ضيفنا بدري أوي
, تركها تقف مكانها مذهولة تعقد الصدمة عقدها الكثيرة حول لسانها كخرساء فقدت النطق توا، راقبت بأعين جاحظة مذعورة، نائل او معاذ كما تعرف هي، يتحرك من أمامها يتحرك ناحية ذلك الشاب الجالس علي فراشه وقف في المنتصف بينهما عاود النظر للينا يشير ناحية الشاب يتمتم مبتسما في توسع:.
,
, - حبيبتي أعرفك، معاذ الحسيني..
, تنهد توسعت التفت لها بكامل يحادثها ساخرا وكأنه يقص احدي حكايا الأطفال القديمة:.
,
, - معاذ يا حبيبتي شاب مقطوع من شجرة والده ميت، والدته اجنبية عايشة عند أهلها في إسبانيا، سبته بعد الولادة علي طول فمتعرفش شكله أساسا، شاب انطوائي، مالوش أصحاب، كان عايش في الغردقة ولما جه يدخل كلية الطب، قرر يجي هنا، كان أنسب واحد، أخد مكانه، في مواصفات كتير ممتازة، انطوائي ما حدش يعرفه مالوش اهل يسألوا اهل، مامته نفسها ما تعرفش شكله، مالوش اوراق رسمية كتيرة، فاقدر اغير صورتي بصورته ببساطة، بلس أنه في كلية الطب، وأنا بردوا كنت كلية الطب، فخطفته وخدت شخصيته، ايه رأيك في دماغي.
,
, مجنون من يقف أمامها الآن ليس سوي مختل مريض نفسي لا تعرف حتي ماذا يريد منها ولما فعل كل ذلك، هربت الدماء من جسدها بأكمله خوفا ذلك المختل، عادت للخلف تنظر له مذعورة تصيح بحرقة:
, - أنت مين، وعايز مني اييييه، لييييه ليييه عملت كل دا، أنا هوديك في ستين داهية، بابا هيموتك.
,
, قالتها لتطلق لقدميها العنان تركض لخارج الغرفة منها إلي الحديقة تتلفت حولها مذعورة تبحث عن الباب الذي دخلت منه السيارة، تحركت تركض ناحيته تبكي ذعرا، كابوس ما هي فيه الآن كابوس اشبه بأفلام الرعب، حياتها بالكامل انقلبت رأسا علي عقب في لحظة، وصلت إلي البوابة تحاول فتحها بعنف دون فائدة، بدأت تصرخ بصوت عالي تدق بيديها علي سطح البوابة الحديدية الضخمة:
, - الحقوووني، حد يلححححقني، الحقوووني.
,
, انهمرت دموعها تغرق وجهها انتفضت مذعورة حين سمعت صوت معاذ او نائل يأتي من خلفها مباشرة يتشدق ساخرا:
, - مين هيلحقك هنا يا حبيبتي، إحنا بعيد، بعيد أوي، ما حدش هيعرف يوصلنا، لا بابا ولا ماما ولا حتي زيدان
, التفت له تلتصق بظهرها إلي سطح البوابة صدرها يعلو ويهبط بجنون تحاول التقاط أنفاسها المسلوبة دون فائدة، دموعها لا تتوقف عن الانهمار لحظة، صرخت فيه بشراسة:.
,
, - انتي عايز مني اييييه، أبعد عني، سيبني امشي من هنا
, تأتأ بصوت ساخر متهكم يحرك رأسه نفيا كتف ذراعيه أمام صدره يهمس ساخرا:
, - تمشي!، في مثل عندكوا في مصر، بيقول هو دخول الحمام زي الخروج منه يا قلبي٣ نقطة
,
, صرخت مذعورة حين امتدت يديه إليها يحملها عنوة صرخت بقوة تحاول ضربه عله يبتعد عنها، لتتعالي ضحكاته الشيطانية اخذها الي داخل القصر الكبير، انزلها ليدفعها أرضا بعنف سقطت علي وجهها أرضا، رفعت وجهها حين سمعت صوت حزين ساخر معاتب:
, - تؤتؤتؤ كدة يا نائل حد يعامل مراته حبيبته بالشكل دا، دي الغالية بنت الغالي.
,
, نظرت للينا للواقفة أمامها ليرتجف قلبها فزعا شعرت وكأنها تقف أمامها شيطانية من الحجيم بابتسامة المخيفة نظرات عينيها الجيليدية القاسية، تهدجت أنفاسها حين نزلت تلك السيدة علي ركبتيها جوارها نظرت لينا مذعورة تحاول الابتعاد عنها تهمس لها بصوت مرتجف خائف:
, - انتوا مين وعايزين مني ايه، أنا ما عملتكوش حاجة، أنا ما اذيتكيش حرام عليكوا.
,
, ضحكت تلك السيدة بخفة مخيفة، لتمد كف يدها تقبض علي فك بعنف اغمضت عينيها متألمة تشعر بأظافر تلك السيدة المخيفة تمزق وجهها تسمع صوتها كفحيف افعي تهمس جوار اذنيها:
, - أنتي مالكيش ذنب، الذنب ذنبه هو، ذنب بابا يا حبيبة بابا، بس للأسف انتي اللي هتدفعي.
,
, فتحت عينيها علي اتساعهما تنظر لتلك السيدة نظرات مرتعدة مزيج من الخوف والألم والتعجب، والدها!، ماذا فعل ولما يريدون الانتقام منه وما دخلها هي، خرج صوتها متألم من عنف قبضة تلك السيدة:
, - أنتي قصدك ايه
, ضحكت تلك السيدة بشر لتدفعها بعيدا، استقامت في وقفتها تنفض يديها تتحدث بدراما ساخرة:.
,
, - من سنين طويلة، قبل ما القمورة تتولد حتي، بابا خالد باشا، قتل جوزي، بدم بارد ضربه بالنار، اعتقد أنه حقي اني انتقم منه٣ نقطة
, اقتربت من ذلك الواقف بعيدا يتابع ما يحدث بابتسامة سوداء قاتلة تحركت ناحيته تدور حوله ببطئ تتشدق مستمتعة:
, - نائل عز نائد السيوطي!، سمعني عن عز نائد السيوطي يا حبيبة بابا
, حركت رأسها نفيا بذعر تنظر لهما معا دقات قلبها علي وشك أن تنفر خارج صدرها٣ نقطة
, - دي بنته!
,
, جاء ذلك الصوت الخفيض الضعيف، رغم ضعفه يحمل كم كبيره من القسوة والكره التفت برأسها لمصدر الصوت لتجد رجل كبير هرم، اكل الشيب جسده يجلس علي مقعد متحرك، ينظر لها نظرات قاسية كارهة قاتلة، ابتسمت تلك السيدة بنعومة افعي، لتقترب من لينا قبضت علي خصلات شعرها بعنف، صرخت الأخيرة تحاول أبعادها عنها دون فائدة، تلك السيدة كانت حقا قوية، جذبته رغما عنها لتلقيها ارضا تحت قدمي العجوز، لتتوجه هي تقف خلف كرسي ذلك العجوز، رفعت لينا وجهها بكره ممتزج بفزع، ليدني الرجل بجسده قليلا فقط ينظر لمقلتيها اطال النظر لها ليمد يده صفعها بقوة، ليقبض علي فكها ينظر لوجهها كارها:.
,
, - شايفه في عينيك، ابوكي بكل جبروته لما قتل إبني، زي ما حرق قلبي عليه، هحرق قلبه عليكي، نائل خدها من قدامي قبل ما اقتلها، احنا لسه عايزين عايزينه يشوفها عرض حي وهي بتحصل اختها بكل التفاصيل القديمة.
,
, ضحك نائل في شر اسود ليقترب منها جذبها من ذراعها بعنف صرخت تحاول الابتعاد عنه، ليصفعها بعنف جعلت رأسها يصطدم بالأرض بدأت الرؤية تصبح ضبابية مشوشة أمام عينيها، شعرت به يحملها بين ذراعيه، يصعد بها سلم طويل، سلم لا نهاية، الذعر يأكل روحها، لا تعرف حتي كيف ستكون النهاية، وصل بها إلي أحدي الغرف ليلقيها بداخلها علي الفراش بعنف، نظرت له كارهة لتبصق علي وجهه ابتسم هو ساخرا مد يده يمسح وجهه يتمتم:.
,
, - وماله أنا عاذرك، حبيبتي انا مقدر حالتك النفسية كويس اوي
, نطقها بنبرة تهكمية ساخرة ليرتجف جسدها يجاور الذعر غضب عنيف يرجف خلاياها، نظرت له ساخطة تصرخ بشراسة:
, - لييييه، أنا عملتلك ايييييييه٣ نقطة
, رفع كتفيه لأعلي يتمتم بنبرة ساخرة متهكمة ساخرة:.
,
, -come on لينا كان لازم تكوني اذكي من كدا، ما ينفعش واحد بيحب واحدة بالدرجة المهينة اللي كنت فاكرة معاذ بيحبك بيها، أنا ايه اللي كان بيخليني استحمل إهانت خالد باشا، وطريقته وطريقتك، أنا مش زيدان المهزء اللي مهما تعملي فيه لسه بيحبك.
,
, تسارعت أنفاسها في تلك اللحظات غضبا كم اردات أن تنقض عليه تمزق عنقه بيديها، وقد فعلت حاولت أن تضربه ليسرع هو بامساك ذراعيها، رماها علي الفراش يمسك بذراعيها فوق رأسها يحملق فيها بعيني جارجة كالصقر تجوب جسدها بلا رحمة، ابتسم في شر يتمتم ضاحكا:
, - تفتكري ايه اللي ممكن يخليني مالمسكيش لحد دلوقتي.
,
, صرخت بشراسة تحاول دفعه بعيدا عنها، لن تسمح له ابدا، ذلك المختل هو وعائلته اوقعاها في فخهم، صاحت فيه تحاول إبعاده:
, - اياك تفكر تلمسني، اقتلك، اقسم ب**** هقتلك
, ترك ذراعيها يبتعد عن الفراش وقف امامها يناظرها نظرات عابثة ساخرة للغاية، مال بجزعه العلوي يحرك أصابعه برفق علي خدها لتشيح بوجهها بعيدا حين سمعته يردف ضاحكا:.
,
, - صدقيني حبيبتي لو كان ينفع كنا وفرنا علي نفسنا لفة كبيرة اوي، ما كناش هنحتاج لشريك تالت، حبابيب بابا كتير اوي شكلهم، بس ما انكرش إن أنا كسبت من وراكي جامد وبعتك بصفقة بملايين٣ نقطة
, جحظت مقلتيها في فزع، باعها لمن، وكيف يفعل ذلك، لما تفعل بها الحياة ذلك فيما أخطأت ليكون ذاك هو عقابها القاسي، انهمرت دموعها بعنف تغرق وجهها جسدها يرتجف من الذعر، شعرت به يضع يده علي كتفها لتنتفض فزعة تصرخ فيه وهي تبكي:.
,
, - قولتلك ما تلمسنيش٣ نقطة
, ضحك ساخرا يرفع كفيه أمام وجهه يحادثها متهكما:
, - اهدي اهدي، ما تخافيش أنا كدة كدة مش ناوي اصل أنا وانتي ذوقنا مختلف، اوي، يعني مش عارف اشرحهالك ازاي، يعني انتي بتحبي، وأنا بحب الرجالة اللي زي زيدان.
,
, توسعت مقلتيها في ذهول وضعت يدها علي فمها تمنع شقهتها المذهولة، تشعر بأنها علي وشك التقئ، ربما هي مخطئة وهو يقصد شيئا آخر ولكنه كانت حقا محقة حين رأته يحرك رأسه بالإيجاب، يبتسم في شهوانية مقززة يردف ساخرا:
, - yes baby I m gay.
,
, توسعت مقلتيها حتي كادت تخرج من مكانها، تنظر له باشمئزاز، ليتحرك هو مكانه يتجه ناحية تلك الصور المعلقة في غرفته، وقف يعقد ذراعيه خلف ظهره ينظر لتلك الصور يتحدث بهدوء كأنه يحادث نفسه:
, - شايفة الصور دي كلهم لماما، قد ايه هي perfect في الميك آب، بتعرف تحط اي حد هي عيزاه فوق وشها، حتي أنا من سنين حطيت وش واحد تاني فوق وشي، في حادثة الاتوبيس والاوضة وزيدان فاكرة اللي حصل زمان.
,
, لم تمنع شهقتها الفزعة ولا أنفاسها التي خرجت تقاتل بعضهما بعضا شل الفزع حركتها حين التفت لها يرميها بنظرات ماكرة بالكاد خرجت الاحرف من بين شفتيها:
, - أنت قصدك ايه
, تعالت ضحكاته الشيطانية المخيفة ذلك الرجل الواقف امامها ليس معاذ الذي تعرفه ابدااا، اقترب بخطواته منها اكثر فاكتر، فاكثر، وقف أمامها ينظر لعينيها مباشرة توسعت ابتسامته الخبيثة يتشدق مستمتعا بخوفها:.
,
, - قصدي أن الحادثة القديمة، لما شوفتي زيدان عايز يغتصبك، ما كنش زيدان، كان أنا
, كلماته كصفعات متتالية بلا رحمة عقلها يعجز عن استيعاب ما قاله توا، ليأخذها في رحلة طويلة لما حدث في الماضي٣ نقطة
, Flash back
, في العاشرة من عمرها، بعد حفلة عيد مولدها بأسبوع تقريبا، وقفت جوار والدها خارج بوابة الحديقة ينتظران حافلة المدرسة نظر خالد لابنته مبتسما:
, - يا لوليتا، تعالي نروح بعريبة بابا أحسن.
,
, حركت رأسها نفيا بعناد ورثته منه امسكت ذراعي حقيبتها ترتديه تتمتم باصرار:
, - لاء أنا بحب اروح مع اصحابي
, ضحك يآسا ليمد يده يربت علي خصلات شعرها، لحظات وجاءت الحافلة، اخذت المشرفة لينا الي الداخل ليودعها خالد ملوحا لها، التفت برأسه لزيدان ما أن غادرت الحفلة ليحرك الأخير رأسه إيجابا في لحظات كان يستقل سيارة سوداء بصحبة رجلين من الحراسة كما اعتدا دائما كل يوم يتحركون خلف الحافلة إلي أن تصل إلي المدرسة٣ نقطة
,
, في الحافلة جلست جوار سهيلة صغيرتها منذ الصغر يضحكان في طريق مدرستهم الجديدة، في لحظات تبدل الوضع ثلاثة سيارات ضخمة وقفت أمام الحافلة، خرج منهم الكثير من الرجال يحملون الاسلحة بدأ صراخ الأطفال يعلو، خاصة حين بدأت إطلاق النار في الاسفل بين حرس والدها وهؤلاء الأشخاص، مشهد مرعب لاطفال في مثل عمرهم، صعد أحدهم الي السيارة، حاول السائق ليرفع المجرم سلاحه ويطلق عليه الكثير من الرصاصات، والصراخ يعلو، وذلك المجرم المخيف صاحب القناع الاسود يبحث بعينيه عن ضالته إلي أن وجدها، تقدم ناحية لينا يحملها من خصرها وهي تصرخ وتبكي، طفلة مذعورة، اخذها وتحرك لأسفل ما كاد يهرول بها ناحية السيارة توقف مكانه تجمد جسده ليبدأ بالترنح سقط أرضا وهي معه، صرخت من الألم، قبل أن تشعر بأحدهم يجذبها بعيدا يختبئ بها خلف الحافلة، رأت زيدان أمامها فاندفعت تختبئ بين أحضانه تبكي، تتمتم مذعورة:.
,
, -زيدااان، مات، كان عايز يخطفني
, شدد علي عناقها يشعر بألم بشع يجتاح كتفه من تلك الرصاصة التي تلقاها توااا، لحظات وابتعدت عنه تنظر له مذعورة حين رأت بقعة دماء ضخمة علي قميصه صرخت من الفزع ليضع يده علي فمها سريعا، يحادثها بصوت خفيض متالم:
, - هششش، أنا كويس يا لوليتا ما تخافيش، بابا هيجيب البوليس ويجيوا يقبضوا علي الناس الوحشين دول
, - أهم هناك اهم، هاتوها.
,
, جاء ذلك الصوت من خلفهم ليهب زيدان واقفا لم يتردد لحظة وهو يحملها بين ذراعيه ورأسها يختبئ في صدره يحاول الركض، يسمع أصوات الكثير من الأقدام تحاول اللحاق به، وأصوات الطلقات النارية من حوله، صاح متألما حين أصابت طلقة أخري ساقه ليقع علي ركبتيه ارضا، وهي تصرخ تتشبث به تخبئ رأسها في صدره، لم يعرف ما يفعل، لم تكن له القدرة علي الحركة فقط شدد علي أحضانها بين ذراعيه، وهم يحاولون انتزاعها منه وهو يرفض تماما يتشبث بها كما يتشبث المرء بحياته، وكانت الضربة الاخيرة التي تلقاها علي رأسه جعلت عينيه تزوع، تتشوش الرؤية أمامه انتزوعها منه رغما عنه آخر ما سمعه هو صوت صراخها باسمه وهو يبتعد، حين استيقظت تلك الصغيرة وجدت نفسها، ممدة علي فراش قديم في غرفة غريبة مخيفة تنظر حولها باستغراب طفلة في العاشرة لا تفهم ما يحدث، خائفة مذعورة التفتت ناحية باب الغرفة حين انفتح لتبتسم مطمئنة حين دخل من بابها، تشعر بثقل ودوار يمنعها من التحرك فقط نظرت له تبتسم لتهمس خائفة:.
,
, - زيدان احنا ايه جابنا هنا وبابا فين، يلا نمشي.
,
, ظلت يتقدم ناحيتها ببطئ خطواته يعلو صداها في الغرفة الفارغة ابتسامة مخيفة تعلو شفتيه، لتصرخ خائفة حين شعرت به في لحظات ينفض عليها يمزق ملابسها حتي باتت شبه عارية، هو يحاول سلب برائتها قبل أن يتركها فجاءة مع رنين هاتفه، توجه ناحية النافذة يقفز منها، ارتجف جسدها بذعر طفلة صغيرة خائفة، ملابسها ممزقة، جسدها يرتجف من الذعر، لحظات فقط وسمعت صوت والدها يصرخ من الخارج، ومن ثم صوت الباب يتحطم، دخل والدها في تلك اللحظة رأته نظرة ذعر تلتهم وجهه وهو ينظر لحالته تلك اندفع ناحيتها يخبئها بين ذراعيه يصيح قلقا:.
,
, - انتي كويسة، حبيبتي ردي علي بابا، لينا٣ نقطة
,
, لم يكن هناك سوي الصمت بعد أن اغلقت عينيها وفقدت الوعي، ما حدث بعد ذلك كانت تراه بأعين مشوشة وعقل شبه مخدر، كان في المستشفي، رأت طبيبة تقف أمام والدها تخبرها بأنها بخير وإن ما حدث محاولة اغتصاب فاشلة، رأت والدها يقترب منها يعانقها يبكي يطلب منها أن تسامحه لانه لم يقدر علي حمايتها، أيام وهي غائبة عن الدنيا، تحت تأثير الكثير من المهدئات، كلما فتحت مقلتيها خائفة تري وجه والدها أمامها لتعود للنوم من جديد، مر اسبوع كامل وهي في حالتها تلك، في ذلك اليوم استيقظت بعد أن أزال الأطباء، المهدئات، فتحت عينيها، تنظر حولها بضياع لا تفهم ما يحدث، لحظات فقط وبدأت الأحداث تصطدم بعقلها، انهمرت دموعها تصرخ بهستيريا، اندفع خالد إليها يطوقها بذراعيه يخفيها داخل أحضانه، يمسح علي خصلات شعرها برفق:.
,
, - لينا، اهدي يا حبيبتي، اهدي يا لينا، انتي في حضني، ما فيش حاجة في الدنيا هتأذيكي٣ نقطة
, ظلت تبكي لساعات طويلة ترفع الابتعاد عن أحضانه، الجملة الوحيدة التي نطقتها بعد تلك الساعات:
, - مش عايزة، مش عايزة اروح المدرسة تاني.
,
, لم تتوقف دموع خالد عن الانهمار يشعر بالاحتقار من نفسه، كيف لم يستطع أن يحمي طفلته، بعد عدة دقائق سمعوا صوت دقات خفيفة علي باب الغرفة انكمشت لينا بين أحضان والدها، خائفة من القادم دون أن تراه، سمح خالد للطارق بالدخول، دخل زيدان يستند علي عصا طبية يحمل علبة حلوي كبيرة، نظر ناحيتها يبتسم في رفق يحادثها بإجهاد:
, - حمد لله علي سلامتك يا لوليتا.
,
, التفتت له لتجحظ مقلتيها في هلع كأنها رأت وحشا مخيفا بدأت تتخبط بين ذراعي والديها تصرخ بلا توقف:
, - ابعده عني، ابعده عني، هو هو، هو كان بيقطع هدومي، هو اللي خطفني، هو السبب.
,
, جحظت عيني خالد في صدمة لم تقل عن صدمة زيدان ابداا، حاول خالد أن يهدئها دون فائدة بدأت تصرخ بشكل مخيف، هرع زيدان لخارج الغرفة يصرخ علي الأطباء، آخر ما شعرت به وغز إبرة في ذراعها وبعدها لم تشعر بشئ، حالة الذعر التي تملكت لينا من زيدان بعد ذلك كانت غير طبيعية بالمرة كانت تصرخ تنهار فزعة كلما رأته، مما جعل زيدان يترك المنزل خوفا أن تزداد حالتها سواءا، في أحد الأيام، قرر خالد أخذ ابنته خارج المنزل للنادي عل حالتها النفسية تتحسن قليلا، طوال الطريق وهي هادئة بشكل مخيف، ما إن توقفت السيارة بدأت تنظر حولها بهلع، نزل خالد من السيارة فتح لها الباب لتنزل هي الاخري تقبض علي كفه، تنظر حولها بهلع، مذعورة، تحركت تمسك بكفه تشدد عليها الي الداخل اتجها، جلس جوارها علي أحدي الطاولات، لاحظ انكماشاها مذعورة حين اتي النادل يأخذ الطلبات طلب لها المثلجات التي تحب، اشار بيده إلي مجموعة من الفتيات يلعبن يحادثها مبتسما:.
,
, - لوليتا مش دول أصحابك روحي يلا العبي معاهم
, حركت رأسها نفيا بذعر ليمسك خالد بيدها يجذبها معه إلي ذلك الجمع الصغير، تركها هناك لينزل علي ركبيته أمامها يحادثها مبتسما:
, - حبيبتي ما تخافيش أنا هنا مش همشي، العبي مع أصحابك وأنا واقف هناك اهو
, اشار الي منطقة قريبة منها، حركت رأسها إيجابا، ليقبل جبينها تركها وابتعد يراقبها، توجهت هي ناحية جمع الفتيات تبتسم متوترة:
, - ممكن ألعب معاكوا.
,
, ولكن ما لم تتوقعه تماما، رفض الفتيات القاطع وطريقتهم في الحديث معها
, - لاء ماما قالتلي مالعبش معاكي
, - ايوة ماما قالت بردوا أن انتي السبب في اللي حصل
, - بابا قال هينقلني من المدرسة اللي انتي فيها
, - انتي شريرة انتي السبب، خليتي عمو إبراهيم يموت.
,
, نظرت لهم فزعة تنهمر دموعها تحرك رأسها نفيا، تنفي عن نفسها ما يقولونه عليها، لتجد جمع من الأمهات يقتربن منها كل واحدة تجذب ابنتها ترميها بنظرة حادة قاتلة والبعض منهن بدأت تصرخ عليها
, - اياكي تقربي من بنتي تاني
, - انتي عايزة تموتيها
, - انتي لعنة
, - انتي اللي لازم تم.
,
, قطمت السيدة الأخيرة جملتها ينظرن خلفها بذعر شديد التفتة خلفها لتجد والدها يقف هناك جواره زيدان، هرولت تختبئ خلف والدها تمسك بساقه تبكي، بينما ابتسم هو في هدوء يتمتم:
, - حق بنتي مش هاخده من ستات، بس صدقوني، هجيب واحدة فيكوا تبوس رجلها عشان تسامحها.
,
, قالها لينحني يحمل ابنته بين ذراعيه، ما حدث في تلك اللحظات سبب لها عقدة بشعة باتت تخاف الناس جميعا، لم يمر سوي يومين ووجدت احدي هؤلاء السيدات أمامها تتوسلها باكية:
, - ابوس ايدك يا بنتي، سامحيني، ابوس رجلك، أنا آسفة، أنا آسفة، أنا بس كنت خايفة علي بنتي، قولي لباباكي كفاية خلاص، شركة جوزي فلست والديون هترميه في السجن٣ نقطة
,
, نظرت لينا لها نظرات جيليدية خالية من المشاعر وكأنها ليست طفلة في العاشرة، تحركت من مكانها تجاوزت تلك السيدة تصعد سلم بيتها تحادثها بقسوة لا تليق بطفلة:
, - أنا عمري ما هسامحك، احسن اللي حصل فيكوا، تستاهلي
, Back.
,
, لينا لم تكن شخصية تعرف السماح بسهولة إبنه أبيها، ولكن كل ذلك لا يهم الآن، الآن فقط كُشف الستار عن الحقيقة، زيدان برئ، زيدان الذي قضت عمرها كله تقريبا ترتعد منه برئ وذلك المختل الواقف أمامها هو السبب، هو الذي يجب أن تخاف منه، هو من دمر حياتها، الصدمة كانت اقوي من أن يتحملها عقلها جعلت جسدها شبه مخدر، لا تقوي علي الإتيان بأي حركة، لتسمعه ضحكاته الشيطانية من جديد يتشدق ساخرا:.
,
, - ايه يا حبيبتي اتصدمتي، اصدمك أكتر
, رفعت وجهها له تحرك رأسها نفيا، لم تعد لها القدرة علي تحمل المزيد من الصفعات، كلامه كأن أكثر ألما منها، ليتقدم هو منها وقف بالقرب منها يمط شفتيه بتصنع الحزن يتمتم ساخرا:.
,
, - تؤتؤتؤ، ليه كدة، دا لسه اللي جاي أحلي، أنا اللي بعت موني وجوزها منير الملكي وفهمتهم انهم يقدروا يستفيدوا من شراكة شركة السويسي، عشان عارف أسلوب منير الملكي، بس لما ما لقتش ليهم فايدة وجوزك المخلص ما انجذبش للبت، والحب بدأ بينكوا يولع في الدرة، قتلتهم.
,
, شهقت مذعورة مما تسمع يكفي حقا يكفي، ما يحدث لها الآن كفيل باصابتها بالجنون الدائم، ذلك المختل كانت اليد التي تربت عليها تشد من ازرها، هي نفسها من تدمر حياتها، اغمضت عينيها تضع يديها علي اذنيها لا ترغب في سماع المزيد، ليشعر به يشد يديها بعنف، ضحك بقوة يكمل ما يقول:.
,
, - استني لسه اللي جاي أحلي، فاكرة لما اتصلت بيكي في الفندق كانت ناوية اقولك بمنتهي الاسي أن زيدان ما بيحبكيش، بس كويس أن ماما اتدخلت كنت هبوظ خطة تانية احلي بكتير تدمر علاقتكوا للأبد، أنا اللي حطيت لزيدان حبوب الهلوسة في العصير، او مش أنا بشكل مباشر أنا اديتهم للجرسون، كانت كمية كبيرة كفيلة انها تجيب أجله، بس للأسف ليه عمر، اضحكك، زيدان لما كان ماشي يا عيني مش حاسس باللي بيحصل حواليه، جه عامل من الفندق يسنده، ويوصله لحد أوضته، كان أنا!، إيه رأيك في المفاجأة دي.
,
, زاغت عينيها لم تعد تقدر علي الاحتمال أكثر جسدها يصرخ من الألم، فقدت الوعي ارتمت أرضا غائبة عن الدنيا ليضحك الأخير ساخرا مال يحملها بين ذراعيه وضعها علي فراشها برفق شديد مد يده يمسح علي شعرها يحادثها مبتسما:
, - نامي كويس، المشتري قرب يوصل، هتوحشيني يا لوليا!
,
, هناك بعيدا عند عروس البحر الأبيض المتوسط، قرب غروب الشمس، يتحرك جاسر بين شوارع الإسكندرية يبحث بين وجوه المارة عنها عله يلمح طيفها ولو من بعيد حتي، لا أحد لا اشارة لا دليل واحد عليها، أيام من البحث المتواصل بلا فائدة، تحركت قدماه يأخذناه الي المطعم، لم تطئه قدميه منذ أن أتي، تحرك لهناك ليجد السيدة حورية تجلس في مكانها المعتاد أمامها القلائد المصنوعة من قواقع البحر الملونة، توجه ناحيتها يقف أمامها لترفع حورية وجهها تنظر للفاعل ابتسمت سعيدة حين رأته لتختفي ابتسامتها شيئا شئ، منظره المتهالك عينيه الحمراء شعره الاشعث، قميصه الشبه مهترئ منظره كأن اشبه بمتسول، تهاوي علي ركبتيه ارضا أمامها مال يقبل رأسها يهمس لها بنبرة خافتة:.
,
, - ازيك يا ست حورية عاملة ايه، حد من اللي في المطعم قصر معاكي في حاجة
, حركت رأسها نفيا تنظر لحالته الرثة الحزينة، رفعت يدها تربت علي رأسه تسأله قلقة:
, - مالك يا ابني عامل فئ نفسك كدة ليه
, رسم ابتسامة شاحبة علي شفتيه يحرك رأسها بالنفي يتمتم ساخرا:
, - ما فيش يا ست حورية، شر الإنسان ممكن يعمل أكتر من كدة
, حاول أن يتحرك ليجدها تقبض علي ذراعه نظر لها، ليراها تطالعه بنظرات حزينة مترفقة هسمت تسأله:.
,
, - في ايه يا جاسر احكيلي يا ابني
, ابتسم يربت علي كف يدها يتمتم ساخرا:
, - مش هتصدقيني
, شدت يدها علي ذراعه تمنعه من الرحيل تحادثه بابتسامة صغيرة حانية:
, - جربني
, تنهد بحرقة كان يريد أن يخرج ذلك الحمل الجاثم علي صدره بدأ يقص عليها ما حدث تغلبه دموعه حين يتذكر ما كان يفعله دون دراية منه بتلك المسكينة التي عشقها قلبه رفع وجهه لحورية ما أن انهي كلامه يحادثها باكيا:.
,
, - دا اللي حصل و**** ما كنت في وعيي لأي حاجة بعملها، أنا بس نفسي اطمن عليها، وحشاني أوي، أنا بحبها اوي اوي
, ارتسمت ابتسامة صغيرة حانية علي شفتي لتمد يدها تمسح دموعه عينيه تردف مبتسمة:
, - أنا قولتلها جاسر عمره ما يستقوي علي واحدة ست، اكيد في حاجة غلط، تعرف أن أنا بسببك هضطر اصوم 3 أيام، بس مش هقدر اسيبك تتعذب كدة.
,
, قطب جبينه في عجب من كلامها لا يفهم حقا ما تقول، وقفت تلم القلائد تضعهم في حقيبتها التفتت له تحادثه مبتسمة:
, - قوم يلا، أنا عارفة سهيلة فين!
,
, حل الليل في منزل خالد السويسي، دخل خالد من باب المنزل ليجد حسام يجلس هناك علي احدي الارائك، جاءت لينا تضع أمامه طبق كبير من الشطائر، وكوب من الحليب كأنه فقط *** صغير، ربتت علي كتفه تحادثه مبتسمة بحنو:
, - كل يا حبيبي، حسام أنت ماكلتش حاجة من الصبح، كل بقي.
,
, ارتسمت ابتسامة حانية علي شفتي خالد ينظر لزوجته الحنون نظرات ممتنة للغاية، توجه للداخل ليلحق به زيدان، جلس جوار حسام يجذب منه طبق الشطائر يخرج له طرف لسانه، التفتت لينا لزوجها تسأله قلقة:
, - خالد اتصلت بلينا النهاردة بكلمها من بدري موبايلها مقفول.
,
, قطب جبينه قلقا، ليلتقط هاتفه يبحث عن رقمها، هاتفها مغلق، بحث عن رقم معاذ يتصل به سريعا هو الآخر هاتفه مغلق، استبد القلق بقلبه، لينا الحمقاء لم تخبره أنها ستذهب من الأساس عرفت مصادفة أنها غادرت، السيارة نعم، سيارة الحراسة التي كلف حسن بها ليراقب سيارة معاذ زوج لينا ستخبره أين هم، ما كاد يطلب رقم حسن وجد هاتفه يدق برقمه، ما أن وضع الهاتف علي اذنه سمع الأخير يصيح فزعا:.
,
, - الحقنا يا خالد باشا، احنا كنا ورا عربية اللي اسمه معاذ هو وبنت حضرتك فجاءة من تقاطع دخلت عربية نقل حجبت الرؤية بينا وبينهم ولما عديناها وعرفنا نلحق العربية، فضلت تلف تدور بشكل مقلق، قطعنا علي العربية ووقفنا قدامها لقينا اللي فيها ناس تانيين خالص٣ نقطة
, هب خالد واقفا الصدمة زلزلت كيانه مصيبة حلت، ابنته، ماذا حل بها، ابنته ليست بخير إطلاقا، ذلك المختل، أين اخذها، شدد قبضته علي الهاتف يصيح فيه:.
,
, - هاتلي الكللابب اللي لقيتهم في العربية وتعلالي هنا علي الفيلا
, اغلق الخط يخلل أصابعه في خصلات شعره بعنف يسمح صياح زوجته القلق باسم ابنتهم:
, - مالها لينا يا خالد ايه اللي حصل
, اندفع زيدان ناحيتهم وقف امام خالد يصيح محتدا:
, - في ايه يا خالي
, قبض خالد علي ذراعي زيدان يصيح فيه سريعا بتلهف:
, - زيدان تاخد معاك عربية من رجالتنا وتجري علي بيت لينا.
,
, دون كلمة أخري اندفع زيدان يركض للخارج ليلحق به حسام دون أن ينطق بحرف، لتندفع لينا ناحية زوجها تصرخ فيه فزعة:
, - طمني بنتي فيها اييه، لينا مالها
, وقف للحظات يحاول السيطرة علي الوضع يطمأن نفسه قبل زوجته:
, - لينا كويسة، كل حاجة تمام ما تقلقيش
, حركت لينا رأسها نفيا تبكي بحرقة، ليأتي لخالد رسالة من رقم ابنته، فتحها سريعا بلهفة ليجد فيها جملة واحدة:
, - Game over!

الخامس والتسعون


بلهفة قلب ينبض شوقا لرؤية الحبيب الغائب، تحرك جاسر خلف حورية بين الطرقات يسير معها دقاته تتصارع بشكل جنوني كلما اقتربا، ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه قلقاسته الذكية، اختئبت في آخر مكان يمكن أن يتوقع أن تكن فيه، لما يشعر أن الطريق طويل شاق لا ينتهي، اخيرا، اخيرا وصل إلي باب المنزل، دق الباب هو دقات خفيفة تتعاكس مع دقات قلبه العنيفة المتضاربة انفاسه تتلاهث شوقا لرؤيتها، لحظات وسمع صوتها يأتي من الداخل:.
,
, - ايوة حاضر جاية.
,
, جسده بالكامل يرتجف أمام ألحان صوتها العذبة الذي اشتاقها حد الموت، انتظر بفارغ الصبر صوت الباب وهو يُفتح لتطل هي من خلفه، اخيرا هي، انفجرت دقاته ارتجف جسده انهمرت دموع عينيه ينظر لها، ارتجفت روحه برجفة لذيذة حين رأي بطنها المنتفخ قليلا، ي**** اشتاقها حد الجنون، نظرات عينيها قسمات وجهها كل شئ، اندفع متلهفا يطوقها بذراعيه يغرزها داخل صدره يتأوه من ألم شوقه لها، بينما وقفت هي جامدة كتمثال من حجر تنظر لحورية الواقفة خلف جاسر نظرات عتاب حزينة، أغمضت عينيها لتسقط دمعة واحدة منها رغم كل ما فعله به لازالت تشتاق له، سمعت صوته يغمغم بلهفة:.
,
, - وحشتيني يا سهيلة، وحشتيني أوي أوي يا قلقاسة
, ابعدت نفسها عن أحضانه رغما عنه ترميه بنظرات قاتلة كارهة تشعر بالنفور والاشتياق في الآن ذاته، في لحظة كان ترفع يدها تهبط بها علي وجهه بحرقة قلبها الحزين المحطم، توسعت حدقتيه في ذهول من فعلتها، لتتحرك هي من أمامه توجهت إلي غرفتها في منزل حورية صفعت الباب خلفها ليهرول هو خلفها، يحاول فتح باب غرفتها دون فائدة بدأ يدق بقوة علي سطح الباب يحادثها:.
,
, - سهيلة، سهيلة اسمعيني يا حبيبتي، و**** ما كنت واعي لأي حاجة بعملها، سهيلة ردي عليا، أنا عارف اني اذيتك كتير، بس و**** كان غصب عني، سهيلة، سهيلة ردي عليا يا حبيبتي
, تنهد ملتاعا نادما علي ذنب لم يشعر به وهو يرتكبه يصدم رأسه بعنف في باب غرفتها، شعر بيد حانية توضع علي كتفه، نظر للفاعل ليجد حورية تبتسم له في حزن، تنهد يبتعد عن الباب قليلا لتقترب هي تدق الباب برفق تحادث سهيلة:.
,
, - سهيلة افتحي يا بنتي، صدقيني جاسر بيحبك، فاكرة لما قولتلك جاسر عمره ما يستقوي علي واحدة، جاسر طيب يا بنتي، ايه اللي يخليه يرعي واحدة ست زيي لا يعرفها ولا تعرفه ويجيبلها بيت و٣ نقطة
, صمتت حين بسط جاسر يده أمام وجهه يمنعها من مواصلة ما تقول، علاقته بحورية ليست شفقة منه، هو يحب تلك السيدة كوالدته ولن يسمح حتي لها بأن تهين نفسها لأجله، ابتسمت حورية في شحوب تعاود دق الباب من جديد:.
,
, - طب عشان خاطري افتحي يا بنتي٣ نقطة
, دقائق من الصمت المخيف قبل أن يُفتح باب الغرفة وتظهر سهيلة ترتدي ثيابها تحمل في يدها حقيبة سفرها، عينيها حمراء دموعها لا تتوقف نظرت ناحية حورية تحادثها باكية:
, - أنا جيتلك عشان ابعد عنه وعن اي مكان ممكن يلاقيني فيه وانتي وعدتيني وحلفتي أنك عمرك ما هتقوليله، شكرا ليكي علي المدة اللي استضفيتني فيها عندك، عن إذنك.
,
, تحركت سريعا تود المغادر لتتوقف حين أمسك جاسر الحقيبة من يدها، التفتت له تنظر له بشراسة لا تناسب سيول دموعها تصرخ فيه:
, - سيب شنطتي٣ نقطة
,
, احكم قبضته علي حقيبتها يجذبها بخفة لتشهق سهيلة في ذهول حين تأرجحت مع حركة الحقيبة المباغتة لتسقط بين ذراعيه بعدما ترك الحقيبة تسقط أرضا، طوقها بذراعيه ينظر لها يبتسم سعيدا، لترفع مقلتيها إليه نظرت لعينيه في لحظة غضب كانت نسيت كم. اشتاقت لعينيه السوداء كليل ليلة خريفية حالمة دافئة، ما إن استعادت جزء قليل من ثبات نفسها دفعته بعيدا عنها تنظر له حانقة، حاولت أن تنحني بحركة عنيفة لتجذب حقيبتها لتتأوه من الألم، انتفض هو يسندها يضع ذراعه خلف ظهرها والاخري يبسطها علي انتفاخ بطنها الذي يحمل طفله يسألها مذعورا:.
,
, - مالك فيكي ايه، انتي كويسة، حاسة بإيه
, تجلدت نظراتها حين مر أمام عينيها مشهد مشابة له وهو يحتضن زوجته الاخري بتلك اللهفة، مدت يديها تزيح يديه، انحنت بحذر تجلب الحقيبة ليلتقطها هو سريعا قبل أن تفعل، نظر لها قلقا علي حالها، لتجذب الحقيبة من يده ابتسمت تتمتم ساخرة:
, - كنت كويسة قبل ما اشوفك٣ نقطة
, تحركت لتغادر من جديد ليهرول إليها وقف أمامها يمنعها من التحرك خطوة واحدة للأمام يصيح محتدا:.
,
, - مش هتمشي يا سهيلة مش هتتحركي حركة واحدة قبل ما تسمعيني وتعرفي الحكاية كلها
, وقفت مرغمة ترميه بنظرات قاتلة كارهة حانقة مشتاقة!، بينما تنهد هو تعبا يحاول أن يقص عليها ما حدث في الآونة الأخيرة وسبب تغيره البشع تجاهها يحكي ويحكي ويحكي علي أمل ان تصدقه، التقط أنفاسه في النهاية ينظر لمقلتيها يتحدث بهمس حزين لاهث:.
,
, - و**** دا اللي حصل، صدقيني يا سهيلة أنا ما كنتش واعي لأي حاجة بعملها، سامحيني و**** ما كنت واعي، أنا طلقت شاهيناز لما فوقت من الكابوس دا، اللي في بطنها مش ابني يا سهيلة، هي اللي عملت فينا كدة، كانت عيزاني ابقي خاتم في صباعها عشان اتنازلها عن المطعم، عشان تفرق بينا، سامحيني يا سهيلة.
,
, رفعت عينيها تنظر لمقلتيه مباشرة لتراه ينظر راجيا نادما مشتاقا، عقلها يحاول تكذيب تلك الكلمات التي قالها توا، وقلبها يشتاق إليه اشد الشوق، تنهد حائرة تشيح بوجهها بعيدا عنه ليقع عينيها علي حورية التي تقف هناك تنظر لها مبتسمة في حنو اقتربت منها تربت علي كتفها برفق تحادثها:.
,
, - يا بنتي السحر مذكور في القرآن، والناس المؤذية ما فيش اكتر منهم في الزمن دا، من قريب قبل ما تيجي واحدة في المنطقة هنا عملت عمل لبنت اختها عشان بتغير من أمها، البنت كانت جميلة ما شاء **** عليها في يوم وليلة اتقلب حالها، لحد ما انتحرت يا عيني من اللي جري لها، وما عرفوش غير بعد ما ماتت وهي رايحة بكل بحاجة تشمت في أختها أن بنتها ماتت، سامحيه يا سهيلة، جاسر بيحبك، بيحبك اوي.
,
, انهمرت دموعها بعنف تروي خديها فقط تحرك رأسها نفيا لا تستطيع مسامحته بتلك السرعة قلبها لم يندمل جراحه بعد القت الحقيبة من يدها تخفي وجهها بين كفيها تشهق في البكاء تصيح من بين شهقاتها:
, - مش قادرة و**** ما قادرة.
,
, اقتربت منها حورية تعانقها لتختبئ سهيلة بين أحضانها تكمل وصلة بكائها الحزين، وجاسر يقف هناك بالقرب منهم، ينظر لها مشفقا حزينا، يتمني لو يقتل الحية بيديه علي ما فعلته بهما، اقترب بخطواته بحذر منها، رفع يده يضعه علي رأسها ابتسم ينظر ل**** رأسها الابيض تبدو كالملاك فيه، حمحم يحادثها بتعقل:.
,
, - ماشي يا سهيلة ما تسامحنيش علي الأقل دلوقتي، بس ارجعي معايا، باباكي هيتجنن عليكي، وانتي عارفة أنه مريض قلب والزعل غلط عليه
, توسعت عينيها فزعا حين ظنت أن مكروة أصاب والدها، انتفضت من بين أحضان حورية التفتت له تمسك بذراعيه تصيح قلقة:
, - بابا كويس، حصله حاجة
, ابتسم يحاول طمئنتها حرك رأسه نفيا ابتسم يتمتم في مكر برئ:.
,
, - هو لحد دلوقتي كويس، بس انتي عارفة الزعل وحش عليه قد ايه، ارجعي ليه عشان خاطره هو حتي يا سهيلة.
,
, حركت رأسها إيجابا دون تردد هي لن تسامح جاسر ولكنها ستعود لوالدها، ففي كل الحالات جاسر بات يعلم أين هي، ودعت السيدة حورية بعناق حار، لتتوجه ناحية شقت ابتسامة واسعة شفتيه يحمل حقيبة ملابسه سار جوارها لتسبقه بخطواتها لتصبح هي بالإمام وهو بالخلف، تحركت لسيارته ليتقدم هو سريعا يفتح الباب المجاور للسائق نظرت له ساخرة لتتوجه ناحية الباب الخلفي فتحته تجلس هناك، ليتنهد في غيظ قلقاسته العنيدة، عض علي شفتيه مغتاظا يزفر بقوة، وهو يقف هناك كالاحمق يمسك بباب السيارة المفتوح، صفع الباب بعنف ليأخذ طريقه الي مقعد السائق، ما إن جلس عليه التفت له ابتسم يتمتم سعيدا:.
,
, - صحيح نسيتي اقولك مبروك علينا، لينا كان عندها حق لما قالتلي سهيلة مستحيل تسقط الجنين
, ختم كلامه بابتسامة واسعة ليعاود النظر أمامه يدير محرك السيارة بينما انكشمت ملامح سهيلة في ضيق تتوعد للينا ما أن تراها.
,
, مرت اكثر من نصف ساعة وهو يدور حول نفسه كليث حبيس ما أن وصلت إليه تلك الرسالة، يشعر بعقله سينفجر من الخوف والقلق علي ابنته، لينا ليست في شقتها تلك المعلومة حصل عليها من زيدان، رجاله يحاولون تتبع هاتف ابنته او حتي هاتف زوجها الأحمق بلا فائدة لاشئ يعجزون عن الوصول لأي شئ، ولينا لا تتوقف عن النواح ، لحظات وجاء حسن ومعه رجل وامراءة يجرهما جرا، دفعهما ليسقطا أرضا تحت قدمي خالد الواقف هناك كليث غاضب يبحث عن اي شئ ما ليفجر به غضبه، انحني بجذعه العلوي يقبض علي فك الرجل بقوة سحقته، جذب الرجل ليقف رغما عنه أمام ذلك الغاضب ارتجفت نظرات الرجل في حين صرخ خالد غاضبا:.
,
, - بنتي فين، بدل ما اطلع روحك في ايدي
, انتفض جسد الرجل ذعرا ابنته هو حقا لا يعرف عن ماذا يتحدث، ارتجفت حدقتيه ينظر للواقف أمامه نظراته فزعة خائفة يهمس بصوت خفيض مرتعش:.
,
, - و**** يا باشا ما أعرف، أنا شغال عامل في معرض عربيات، جه واحد اسمه معاذ اشتري عربية منه، وعرض عليا، اني اجيب واحدة معرفة تركب معايا العربية والعربية هتقف عند تقاطع لما تعدي عربية نقل كبيرة اتحرك بالعربية وأفضل ألف بيها، وهو هيديني 100 آلف جنية واداني نصهم و**** دا كل اللي أعرفه
, اندفعت لينا ناحية السيدة جلست أمامها أرضا تمسك بيديها تتوسلها باكية:
, - ابوس ايدك بنتي، حرام عليكوا٣ نقطة
,
, نظرت السيدة لها مشفقة علي حالها ادمعت عينيها تحرك رأسها نفيا تحادثها:
, - و**** ما نعرف حاجة عنها، اللي قاله إبراهيم دا بس اللي نعرفه
, دفع خالد الرجل بعنف ليسقط أرضا اقترب من زوجته يجذبها بعيدا عن تلك السيدة، صاح مزمجرا:
, - حسن تاخد البهوات تتحفظ عليهم عندك، قسما بربي لو كنتوا عارفين حاجة ومخبينها ما هيطلع عليكوا صبح بكرة.
,
, في تلك اللحظة تماما نزل حمزة من أعلي يرتدي حلة أنيقة للغاية، يتحرك مبتسما في هدوء تام، اقترب منهم يمشي برزانة، نظر للرجل والسيدة معه ليعاود النظر لخالد يحادثه مبتسما:
, - واضح أن عندك مشكلة كالعادة، يلا **** معاك، أنا رايح لادهم، وحشني أوي، الواد دا
, شخصت عيني خالد في ذهول مما يقول شقيقه لينفجر به صائحا:
, - أنت ما عندكش ددمم، مش شايف المصيبة اللي احنا فيها وأنت بكل بساطة رايح لأدهم.
,
, زفر حمزة حانقا نظر لخالد يتمتم ساخرا:
, - أنت دايما عندك مصايب يا خالد مش جديدة يعني، أنا خلاص زهقت من المصايب، أنا رايح لابني، ومن غير سلام.
,
, دون كلمة اخري تركهم حمزة وغادر المكان بأكمله في هدوء تام، وقف خالد ينظر في أثر أخيه مذهولا، لا يصدق أن حمزة ذهب بتلك البساطة في تلك اللحظات الحرجة، وقف يتنفس بعنف يحاول السيطرة علي دقات قلبه الهادرة، حين دق هاتفه برقم ابنته فتح الخط في لحظة يضع الهاتف علي اذنه يصيح متلهفا:
, - الو، لينا، انتي سمعاني، لينا، انتي فين، ردي عليا يا بنتي.
,
, صمت طويل من الناحية لحظات من الصمت قتلته ألف مرة وعقله يصور أبشع ما يمكن أن يسمع في اللحظات التالية، ولكن ما سمعه كان عكس ما توقع تماما صوت أنثوي ساخر:
, - تؤتؤتؤ حقيقي اتأثرت قد ايه أنت بتحب بنتك وبتخاف عليها
, شدد قبضته علي الهاتف صوت تلك المراءة غير مألوف بالنسبة له لا يعرفه، تسارعت أنفاسه يصيح متوعدا:
, - بنتي فين، قسما بربي لو اتلمس شعرة منها، هنسفكوا من علي وش الأرض.
,
, سمع صوت ضحكات ناقوسية ساخرة للغاية، ضحكات استمرت فترة ليست بقصيرة اطلاقا ليسمع بعدها صوت تلك السيدة يعاود الحديث من جديد:
, - يعجبني فيك يا خالد، أنك دايما بتهدد حتي وأنت في موقف ضعف مش قوة، المهم عايز تشوف بنتك، روح بنتك قصاد روحك، عايز بنتك، يبقي تموت مكانها
, لم يتردد لحظة واحدة حين هتف سريعا في حدة:
, - أنا موافق المهم بنتي، اجيلكوا إزاي
, سمعها صوتها تضحك في استمتاع حقيقي لتتشدق بعدها بسخرية قاتمة:.
,
, - SO cute، هقولك تيجي ازاي بس لو فكرت مجرد تفكير أنك تلعب معانا بأي شكل كان رصاصة في دماغ الأمورة
, حرك رأسه إيجابا سريعا يؤكد ما تقول هو لن يخاطر بابنته لو دفع حياته ثمنا لعودتها، شد علي أسنانه يتحدث في صلابة :
, - اجي ازاي.
,
, لحظات صمت سمعها تمليه عنوان طريق صحراوي أغلق معها الخط، ليتوجه ناحية زوجته يعانقها بشدة، وكأنه يعانقها للمرة الأخيرة، ابعدها عنه بعد لحظات طويلة ينظر لوجهها الشاحب عينيها الباكية، ارتسمت ابتسامة شاحبة علي شفتيه دني برأسه يقبل جبينها قبلة طويلة يهمس لها مطمئنا:
, - أنا بحبك اوي يا لينا، اعرفي دا، عمري ما حبيت غيرك ولو للحظة واحدة٣ نقطة
,
, تحرك سريعا يبتعد عنها ليسمعها صوتها تصيح باسمه بلوعة التفت لها يبتسم قبل أن يرفع يده يودعها، يهرول لسيارته، الي ذلك الطريق الصحراوي.
,
, علي صعيد آخر في ذلك القصر البعيد، في الغرفة المحتجزة لينا بها، فتحت عينيها فجاءة تتمني ان يكن ما حدث لها ليس سوي حلم بشع، لا نهاية له، ليته فقط كان ولكن الحقيقة المرة حين استيقظت في تلك الغرفة وبدأت الذكريات تعصف برأسها، بدأ جسدها يرتجف بعنف مخيف، ذلك المجنون يسعي بكل الطرق لتدميرها، كيف سيجدها احدا هنا، اخذوا هاتفها، مدت يدها سريعا تبحث عن قلادتها ليست هنا، اخذوها هي الأخري، ضمت ركبتيها لصدرها ترتجف بعنف تتحرك للامام وللخلف تفكر في تلك الكلمات البشعة التي قالها لها، يمر عليها كل ذكري دمر بها حياتها وهي ساعدت كثيرا بغبائها، وزيدان كان أول من ظلمت، ام نفسها هي الأولي، توسعت عينيها فجاءة حين تذكرت، قامت سريعا من فراشها تبحث عن حقيبة يدها ها هي او المتبقي منها يبدو أنهم فتشوها أيضا، أين، أين، ها هو، أمسكت به سريعا تفتحه تضعه في فمها، ما كادت تتنهد بارتياح سمعت صوته البغيض يحادثها من خلفها:.
,
, - انتي بتعملي ايه
, شهقت بعنف حين سمعت صوته لتلتفت له تنظر له بكرة ممتزج باشمئزاز رأي في يدها شريط كبير به أقراص، جذبه من يدها يحركه أمامه عينيها ابتسم ساخرا يعاود النظر إليه يتمتم بذهول ساخر:
, - ايه دا يا حبيبتي معقولة عايزة تنتحري، يرضيكي تموتي كافرة، تؤتؤتؤ اخس عليكي يا لوليا.
,
, اشتعلت أنفاسها غضبا ترغب فقط في قتله تدميره كم دمر حياتها بالكامل، لمحت عينيها مبرد اظافرها ذلك الشئ الحاد الوحيد الذي رأته قبضت عليه في كفها ترفعه لاعلي تصرخ بشراسة:
, - هقتلك، أنا هموتك زي ما دمرت حياتي
, دس جيبي في جيبي سرواله لتصدح ضحكاته العالية الساخرة بقوة في أرجاء الغرفة، أخرج يمناه من جيب سرواله ينظر لاظافره يتمتم متهكما:
, - ودي هتقتليني بيها ولا هتعميلي باديكر.
,
, تسارعت أنفاسها تلهث بعنف من شدة ما يعتمر في صدرها من لهيب مستعر صرخت بشراسة تحاول أن تغرز سن المبرد في صدره ليقبض علي يديها بعنف مخيف، لف جسدها ليصطدم ظهرها ويديه تحكم وثاقها علي ذراعيها وهي تصرخ تحاول التملص من بين ذراعيه ليدني برأسه جوار اذنيها يهمس لها بشر مخيف قاسي:
, - صدقيني أنا لحد دلوقتي مش عايز ازعلك، ما تخلنيش اخليكي تتمني الموت من اللي هعمله٣ نقطة
,
, صمتت للحظات قبل أن تعود نبرته المرحة السامة للظهور من جديد حين عاد يقول:
, - كويس أنك صحيتي يلا يا حبيبتي، الناس مستنينا٣ نقطة
,
, حاولت دفعه بكل ما تستطيع الا أنه كان يقبض علي ذراعيها بعنف مخيف ألم بشع تشعر به في ذراعيها لم تتوقف عن الصراخ شتمه بكل ما تعرف من سباب، لحظات وسمعت صوت الباب يُفتح دخلت تلك الحية الملونة إلي الغرفة تتهادي في خطواتها كأنها تزحف علي بطنها بنعومة ويسر، اقتربت من لينا تقف امام وجهها، نظرت لينا لها للحظات بمقت وقرف لتبصق علي وجهها، صرخت من الألم حين جذب معاذ ذراعيها بعنف تسمعه يسبها بسباب بشع، بينما ابتسمت الحية الواقفة أمامها في هدوء رفعت يدها تمسح وجهها لتري لينا في يدها الأخير منديل صغير، علي حين غرة وضعته علي أنف لينا، حاولت أن تقاوم تحبس أنفاسها رائحة المخدر القوية تتسلل رغما عنها إلي عقلها مقاومتها بدأت تختفي شيئا فشئ، شعرت به يترك ذراعيها لتسقط أرضا آخر ما سمعته كان جملة واحدة من تلك السيدة تحادثه بها:.
,
, - يلا بسرعة اتحرك خدها من هنا قبل ما ابوها يجي
, وبعدها كسي الظلام المكان حولها لم تعد تري، سقطت في بئر اللانهاية.
,
, وصل خالد بسيارته إلي منطقة صحراوية فارغة ليس بها اي شئ نزل سريعا من السيارة يلتفت حوله المكان فارغ لا أثر لأي أحد، رفع هاتفه يطلب رقم ابنته يحادث تلك الحية:
, - أنا وصلت بس ما فيش حد
, - ارمي الموبايل بتاعك في الصحرا، ما تقلقش في ناس جايلك حالا، بس بنتاكد ان ما فيش وراك حد.
,
, شتمها في نفسه ليغلق معها الخط يلقي الهاتف بعيدا بين فيافي الصحرا ما يفعله هو الغباء بعينيه ولكنه لن يسمح لأي من كان بإيذاء صغيرته حتي لو أستحق لقب أغبي رجل في العالم، وقف للحظات يلهث بعنف، ينظر حوله دقاته تنفجر قلقا قبل أن يجد سيارة سوداء ضخمة تقف جواره نزل منها ثلاثة رجال ملثمين، تقدم احدهم يفتش جيوبه، قبل أن يضعوا علي وجهه كيس من القماش اسود يجذبونه في عتمة الليل لداخل السيارة، يغوصون بها داخل الصحراء.
,
, كم من الوقت مر لا تعرف، عقلها يستقيظ ويعود ليغفو من جديد يري لمحات خاطفة مما يحدث، وضمات كلقطات كاميرا سريعة، تضئ وتطفئ، في السيارة، محمولة علي ذراعي معاذ او نائل كما عرفت مؤخراء، يضعها علي فراش، يضحك بملئ شدقيه، من ثم اختفي، امراءة مسنة تنظر لها مشفقة، تشعر بها تبدل ثيابها، تسمع صوتها يهمس بحرقة:
, - حسبي **** ونعم الوكيل فيهم٣ نقطة
,
, ومن ثم ألم بشع في خدها شعرت به ليخرج عقلها رغما عنه من كهف الخوف الذي هرب إليه خوفا مما يحدث، يبدو انها تلقت صفعة قوية، فتحت عينيها فجاءة لتري ذلك الشيطان نائل يقف امامه يبتسم ابتسامة سوداء اقترب برأسه منها يتشدق ساخرا:
, - سوري يا بيبي علي القلم بس انتي نومك تقيل اوي٣ نقطة
, استقام في وقفته يشير إلي الغرفة حولها يتمتم مستمتعا بخوفها:.
,
, - اهو وصلنا شوفتي الموضوع بسيط ازاي، اسيبك أنا بقي يا بيبي، هتوحشيني لا حقيقي هتوحشيني
, رفع يده يطبع قبلة علي كف يده يرسلها لها في الهواء يضحك عاليا التفت ناحية باب الغرفة ينظر لها للمرة الأخيرة، ليعود إليها من جديد دني برأسه جوار اذنيها يهمس لها بفحيح افعي:
, - صحيح، نسيت اقولك حاجة مهمة، او مش نسيت انتي اغمي عليكي، أنا حطيتلك حبوب عشان تسقطي اللي في بطنك ساعة عصير الاناناس يا بيبي.
,
, شخصت عينيها ذعرا، تنظر له، لما، لما كل ذلك الكرة، لما هي سلمت حياتها لشيطان دمرها، استقام هو واقفا يلوح لها بيده وداعا قبل أن يترك المكان ويغادر بلا عودة.
,
, انسابت دموعها بعنف تنعي مأساتها، حياتها بالكامل تدمرت وهو من فعل ذلك بدم بارد كان يواسيها وهو من قتل طفلها، ارتجف جسدها من عنف بكائها تنظر حولها مذعورة تلك المرة ليس حلما هي لا تحلم ليست هلاوس من عقلها الباطن، ما يحدث حقيقة بشعة أبشع مما يتحملها عقلها، مقيدة علي فراش كبير في غرفة لا تعرفها، اضائتها خافتة مخيفة كأنها مشتعلة بجمر من الجحيم، ترتدي قميص اسود للنوم، ذلك القميص تعرفه هو ما ارتدته في ليلة زواجها هي ومعاذ او نائل، اصفاد من حديد تقيد يديها قطعة قماش كبيرة تلتف حول فمها، هي والصمت والذعر فقط يلتهم قلبها ببطئ، لحظات وسمعت صوت خطوات تقترب، صوت الباب يُفتح، ليظهر من خلف الباب ما جعل عينيها تجحظ في فزع، ذلك الواقف هناك يرميها بنظرات شيطانية مخيفة، يضحك بجنون وهو ينظر اليها دخل الي الغرفة يصفع الباب خلفه يتقدم منها ببطئ و٣ نقطة
,
, وصلت السيارة بعد رحلة طويلة الي حيث هو يجهل، لم يكن خائفا سوي علي ابنته، ما يحدث بالكامل لم يخيفه، ربما لم يعد يخاف، ربما الموت في سبيل إنقاذ حياة ابنته هو السعادة بذاتها، شعر باحدهم يجذبه من السيارة بعنف، ليرفعوا الكيس القماش من علي وجهه، نظر حوله قصر كبير ذلك القصر يعرفه، يعرف صاحبه، شخصت حدقتيه مستحيل أن يكن هو، دفعه أحد الرجل بعنف ليسير أمامه كم كان يرغب في أن يلتفت ويفجر رأسه ولكن لأجل ابنته فقط لم يفعل، تحرك للداخل، لداخل القصر يري الكثير والكثير من الرجال يحوطون القصر من جميع الجوانب، خطي للداخل، اول ما وقع عينيه عليه، امراءة تجلس علي مقعد في منتصف الصالة تضع ساقا فوق اخري، ابتسامة خبيثة تعلو ثغرها، امراءة لم يرها قبلا، من هي وماذا تريد منه، اشارت بيدها للرجال خلفه ليغادروا للخارج، ويبقي هو وهي لحظات صمت يتأمل كل منهما الآخر، قبل أن تتحرك تلك المراءة من مكانها تخطو خطوات رشيقة تجاهه وقفت بالقرب منه تبتسم في لباقة شديدة مدت كف يدها تحادثه برقة:.
,
, - أعرفك بنفسي جوليا، السيوطي، ابقي ارملة عز نائد السيوطي اللي أنت قتلته!
, صدمة لم يكن يتوقعها تجمدت عينيه ينظر لها مدهوشا، كيف يمكن أن يحدث ذلك، عز، اسم قديم كان قد نسيه، ذلك المختل وابيه كانا السبب في مقتل ابنته واختطاف زوجته وقتله هو في النهاية، والآن عدت تلك الحية زوجته للانتقام لأجل قاتل مجنون، مد يده يقبض علي رقبتها بعنف يزمجر محتدا:.
,
, - بنتتتي فييييين، انا قدامك أهو، عايوة تنتقمي لجوزك المجنون تاخدي حقك مني، مش من بنتي، بنتي فين، قبل ما اطلع روحك في ايدي
, لم تهتز ابتسامة جوليا للحظة فقط حركت شفتيها يخرج صوتها ساخرا:
, - لو قتلتني لوليتا حبيبة بابا هتحصلني
, قتمت عينيه ليترك رقبتها رغما عنه، ابتسمت جوليا في خبث اسود تقترب هي منه تبسط كفيها علي صدره تحادثه بوعيد قاتم:.
,
, - قتلت جوزي، حرقت قلبي عليه، يتمت ابني وهو لسه ***، تفتكر مش من حقي انتقم، ومين أغلي حد عند خالد السويسي بنته حبيبته٣ نقطة
, تهدجت أنفاسه غضبا تتصارع دقات قلبه يحاول بصعوبة السيطرة علي سعير نيران غضبه، لتنكمش قسمات وجهها في سخرية تحادثه بشفقة:
, - تؤتؤتؤ قلبك بيدق بسرعة، دا زعل ولا ندم ولا خوف
, - خالد السويسي ما بيخافش
, نطقها بقوة جبارة يدفع تلك الحية بعيدا عنه، ليسمع صوت قاتم كاره يأتي من خلفه مباشرة:.
,
, - طول عمرك جبروت، فاكر لما كنت متربط وبينك وبين الموت شعرة، وبردوا رأسك في السما، و دلوقتي بنتك في ايدينا وحياتك كمان وبردوا مش خايف
, التفت خالد خلفه ينظر لذلك الجالس علي مقعد متحرك عرفه رغم ملامح وجهه التي أكلها الزمن، ارتسمت ابتسامة سوداء علي شفتي خالد ينظر لنائد والد عز في ثقة:.
,
, - أنا روحي في ايد اللي خلقني، لسه زي ما إنت يا نائد جبان، خايف تواجه فبتلف زي الحية، مرة تقتلوا بنتي ومرة تخطفوا مراتي، زيكوا زي الفيران اللي بيسختبوا في جحورهم
, عاد يلتفت برأسه ناحية تلك الحية ليعاود النظر لنائد فتح علي ذراعيه علي اتساعها في حركة درامية ساخرة يحادثهم محتدا:
, - أنا اهو قدامكوا، خدوا انتقامكوا مني، بس بنتي لاء، فييييييين بنتتتتتتي، ليناااااا، يا لينااااااااا.
,
, اقتربت جوليا منه من جديد تمسك في يدها جهاز تحكم صغير وقفت بالقرب منه تغمز له بطرف عينيها تهمس في عبث:
, - هوريهالك
, ضعطت زر التشغيل لتضئ الشاشة الكبيرة أمامه علي مشهد مرعب للغاية لينا مقيدة علي فراش، بقميص نوم، ابنته، انتفض يقبض علي عنق تلك السيدة دفعها بعنف ليصدم رأسها بعمود ضخم من الجرانيت خلفها يزمجر كليث جريح:
, - بنتي فيييييييييين، قسما ب**** لو اتمس منها شعرة لهدفنكوا بالحيا.
,
, ابتسمت جوليا في شر توسعت عينيها بجنون تحادثه بشماتة:
, - بنتك خلاص اتباعت لواحد حبيبك اوي، مش هتلاقيها، عايز تشوفها فعلا
, حرك رأسه إيجابا بجنون يشعر بقلبه يتفتت انسلت من بين ذراعيه تقف جوار مقعد نائد المتحرك تنظر له بشماتة تحادثه بلكنة انجليزية ساخرة:.
,
, - اركع علي ركبتيك أن كنت ترغب في رؤية ابنتك حية، هيا خالد اركع علي ركبيتك أمامنا تطلب السماح ابكي توسل، والا صدقني لن تراها مرة أخري، ستلحق بشقيقتها، سما المسكينة
, زمجر بشراسة وقلبه يحترق من كلمات تلك الافعي السامة، موضع بين شقئ الرحي، ابنته وهو، وبالطبع سيختار، اغمض عينيه بعنف، يشد علي قبضته، ليمر صورة قديمة لطفلته وهي تضحك، قبل أن يأتي بحركة واحدة سمع صوت ساخر، صوت حاد قاتل يأتي من خلفه مباشرة:.
,
, - انتهت اللعبة والدون هو من فاز، تصفيق حاد رجاءا
, نظر خالد خلفه سريعا يشتم حمزة في نفسه لما تأخر الاحمق لتلك الدرجة ليجد حمزة ينزل علي سلم البيت ببطئ شديد يمسك مسدس في يده، بهت وجه جوليا تنظر لنائد، لتعاود النظر لحمزة الواقف جوار خالد تصرخ فيهم بجنون:.
,
, - انتوا فاكرين انكوا هتخرجوا من هنا علي رجليكوا، أنا معايا رجالة وسلاح تقوم حرب، امبراطورية نائد السيوطي كلها في ايدي سنين وأنا وراك يا خالد عشان بس ادمرك، عشان انتقم لنفسي ولجوزي ولابني٣ نقطة
, انكمشت ملامح حمزة بتأثر حقيقي لما قالت اعطي المسدس لخالد رفع يده يصفق ببطئ:
, - شابو حوار هايل٣ نقطة
,
, تسارعت أنفاس جوليا غضبا احمرت عينيها بجنون تضعط علي زر آخر في جهاز التحكم في يدها، لتستدعي رجالها، ولكن لا شئ، لا أحد المكان هادئ، توسعت عيني حمزة في دهشة يحادثها مذهولا:
, - ايه دا اومال فين الجيش بتاعك اللي هيقوموا الحرب معقول يكون راح عليهم نومة.
,
, توترت قسمات وجه جوليا خوفا، لتركض سريعا ناحية باب القصر فتحت الباب تنظر خارجا لتجد دخان ابيض كثيف يملئ المكان وجميع الحراس ملقون أرضا، كان عليها فئ تلك اللحظة أن تلوذ بنفسها، تحركت تركض ليلحق بها خالد قبل أن تصل لباب القصر قبض علي خصلات شعرها بعنف يجرها لداخل القصر وهي تصرخ تحاول الابتعاد عنه دفعها أرضا اقترب منها وهي تزحف للخلف تنظر له كوحش مخيف، مال برأسه يقبض علي عنقها يصرخ بشراسة:.
,
, - سنين، سنين وأنا بدور علي اللي اذي بنتي، دمر حياتها من وهي طفلة، مالهاش ذنب في ائ حاجة، جوزك المجنون وأبوه قتلوا بنتي، جوزك المجنون كان يغتصب مراتي، لو رجع بيا الزمن هقتله ألف مرة، انما انتي مش هقتلك بسهولة كدة هخليكي تتمنئ الموت تشتهيه من اللي هعمله فيكي
, حركت رأسها نفيا بذعر تنظر حولها مذعورة لتعاود النظر إليه ضحكت بجنون:.
,
, - اقتلني، اقتلني، بس ساعتها بنتك هتموت ورايا، عارف بنتك في ايد مين دلوقتي في ايد (، ) وأنت عارف أنت غالي عنده قد ايه
, صفعة قوية نزلت من يد خالد علي وجهها جعلت رأسها تصطدم بالأرض بعنف ومعها تصدح ضحكاتها المجنونة، صدح رنين هاتفه في تلك اللحظة برقم زيدان فتح الخط سريعا ليجد زيدان يصيح فيه:
, - أنا عرفت لينا فين، هبعتلك العنوان٣ نقطة
,
, اغلق معه الخط ليبتسم خالد في وعيد قاتل ينظر للملقااة ارضا أمام عينيه، رفع وجهه ينظر لحمزة في اللحظة التالية ليحرك الأخير رأسه بمعني فهمت، خرج خالد يركض حيث مكان ابنته تاركا حمزة يبتسم بجنون!

السادس والتسعون


في تلك الغرفة حيث تلك الصغيرة مقيدة علي الفراش تنظر للواقف أمامها يتأملها بنظرات القاتلة يحرك رأسها للجانبين ينظر لها عن كثب، الفزع يقتل قلبها، جسدها يرتجف دموعها تهبط في صمت مخيف، انتفض جسدها حين تقدم ذلك الرجل جلس علي حافة الفراش يبتسم إبتسامة واسعة مختلة، مد يده يزيح رباط فمها، ارتجفت شفتيها بعنف بح صوتها بالكاد همست:
, - أنت؟!
,
, تعالت ضحكاته المجنونة تصدح في أرجاء الغرفة عاد ينظر إليها، نظراته خبيثة شيطانية مقززة، حرك رأسه إيجابا يتمتم متلذذا:
, - ايوة أنا، ايه رأيك في المفاجأة دي، فكراني، أنا معتز، معتز السروجي، ابقي ابو زيدان
, تذكرت في تلك اللحظات ما أخبرها به زيدان عن معاملة ذلك المجرم له، اشتعلت أنفاسها غضبا، تنظر له بأعين حمراء كالجمر لتصرخ فيه بشراسة:.
,
, - أنت مش أبوه، إنت مجرم حيوان مريض طلعت عقدك علي *** صغير، إنت جبان خايف تواجهه فاتفقت مع الحيوان التاني أنه يبعني ليك٣ نقطة
, أحمر وجه معتز في غضب من كلماتها ليرفع يده يهوي بها بعنف علي وجهها صفعة تلتها أخري وأخري الي أن بدأت تنزق الدماء من فمهى وانفها، قبض بأصابعه علي فكها نظرت له بكره، لتتوحش نظراته يصيح حاقدا:.
,
, - بنت خالد باشا السويسي، ما توقعتش هتكوني سهلة ابدا، بس انتي عارفة انتي حلوة، حلوة اوي، ما تعرفيش أنا دفعت قد ايه عشان اخدك، هو كان عايزك ليه، نائل كان عايزك ليه، بس ما كنش ينفعش اسيبك، دخلتي دماغي من اول مرة شوفتك فيها، دفعت كتير اااه، بس انتي تستاهلي، تستاهلي احرق بيكي قلب زيدان واقهر خالد.
,
, توسعت عينيها في هلع ذلك المختل المجنون أي فعل بشع قد يفعله بها فقط انتقاما من زيدان ووالدها، نظرت لمقلتيه لتري الشر بذاته يتوهج في حدقتيه، تسارعت أنفاسها تحاول إمضاء أطول وقت ممكن إلي أن يصل زيدان، تعرف أنه سيأتي، هي من ارشدته لطريقها، بالطبع سيأتي، نظرت لمعتز من جديد تسأله بلاهث خائف:
, - أنت ليه بتكرهه اوي كدة هو إذاك في ايه من وهو *** وأنت بتكرهه وتأذيه لييييه، اذاك هو في ايه.
,
, رأت عيني ذلك المختل تشرد في الفراغ لتزداد قتامة وتشتد قبضته علي فكها، لحظات وعاد ينظر إليها من جديد نظرات ساخرة ترك فكها ليتحرك من جوارها وقف جوار الفراش يبتسم في كره دفين يحرك رأسه إيجابا:
, - عايزة تعرفي، وانا مش هبخل عليكي، زيدان كان السبب في دمار حياتي، دمرني وسرق مني كل حاجة.
,
, قطبت ما بين حاجبيها تنظر له باستنكار ذلك الرجل مجنون زيدان لم يكن سوي *** كيف لطفل أن يدمر حياة اي من كان، وجهت مقلتيها إليه لتراه يضحك مرة أخري يبدو أنه قرأ سؤال عينيها لتسمعه يردف ساخرا:
, - مش قصدي علي زيدان جوزك، أنا قصدي علي أبوه، هحكيلك الحكاية من البداية، أنا يا ستي كنت ظابط شرطة وأنا وزيدان كنا أصحاب جداا علي فكرة.
,
, توسعت حدقتيها في صدمة كيف!، بينما ابتسم هو بدأ يتحرك في الغرفة بغير هدي يكمل قص حكايته القديمة:
, - مصدومة صح، بس دي الحقيقة أنا وهو كنا أصحاب، خالد أبوكي كان بيحاول يبعده عني دايما، بحجة اني شخص مش مريح ابداا، المهم كنت شغال مصلحة السجون٣ نقطة
,
, وفي يوم جالي واحد من طرف واحد من المساجين، يطلب مني أني ادخل كيس بودرة للمسجون دا كل مدة، وهيديني في كل مرة 100 آلف جنية، بصراحة المبلغ كان مغري، وافقت، زيدان عرف
, عاد يقترب منها من جديد دني منها قليلا يقبض علي خصلات شعرها بعنف يصيح كارها:
, - عارفة مين اللي قاله ابوكي، خالد باشا اللي ليه عيون في كل حتة٣ نقطة
,
, صرخت لينا من ألم شعرها تتلوي بين يديه عله يترك خصلات شعرها، ليعاود الجلوس جوارها قبض علي ذراعيها يرفعها قليلا عن الفراش شهقت مذعورة بينما توسعت عينيه في جنون يكمل صياحه الغاضب:.
,
, - زيدان بيه جه يهددني اني أبعد عن الموضوع دا، والا هيبلغ عني، أنا قولت صاحبي مستحيل يأذيني، وكملت وأنا واثق أن زيدان مستحيل يعمل حاجة، اتقبض عليا متلبس وأنا بدي المسجون المخدرات وبشهادة ابوكي وزيدان باشا، اتشلت الخدمة واتسجنت 6 سنين٣ نقطة
, دفعها بعنف للفراش من جديد، لتنظر له مذعورة بينما ملئ الحقد والألم حدقتيه احمرت عينيه تغزوهما الدموع ليصرخ فيها من جديد:.
,
, - في السجن حصل خناقة بيني وبين شوية عيال، بسببها بقيت عقيم، بعد ما خرجت، عرفت أن زيدان مات، ازاي يموت قبل اخد حقي مني، وخالد باشا بقي عقيد، كان لازم اخد حقي٣ نقطة
, التفت لها بوجهه لترتسم ابتسامة وااااسعة مختلة علي شفتيه اشبه بابتسامة الجوكر ليهذي بجنون:
, - عارفة عملت ايه، دورت علي المسجون دا عرفت أنه تاجر مخدرات كبير، واشتغلت معاه.
,
, ، لحد ما كبرت وبقي معايا فلوس كتير، ساعتها قررت اخد حقي، دورت علي أرملة زيدان، رغم اننا أصحاب لكنه كان بيرفض تمام اني اشوفها لما كانت لسه خطيبته، لحد ما وصلتلها، ما تتخيليش فرحتي كانت عاملة ازاي، لما لقيتها، لما عرفت أن عنده إبن، لوجين كانت اغبي مما تتخيلي، كلمتين حلوين وقعت، خدتها هي وزيدان وسافرت، رغم تحذيرات ابوكي الكتير ليها لكنها اصرت أنها تسافر معايا، لما روحنا هنا خليتها مدمنة مخدرات!
,
, جحظت عيني لينا في ذهول وشهقة قوية خرجت من بين شفتيها ليحرك هو رأسه إيجابا بإستمتاع يردف متفاخرا بشره:
, - ايوة، كنت بحطلها البودرة في العصير والأكل لحد ما أدمنت وبقت زي الخاتم في صباعي بتلف ورايا زي الكلبة عشان شمة واحدة، كان عندي مساحة كبيرة استفرد بزيدان، قد ايه كنت بستمتع وأنا شايفة بيعيط من الخوف والجوع والبرد، خصوصا أنه كان شبه ابوه اوووي٣ نقطة
,
, جذبت لينا الاصفاد التي تقيدها بعنف تحاول تحرير يديها تود قتل ذلك المجنون الجالس أمامها بأي شكل كان، لتعلو ضحكاته مد يده يمسح على خصلات شعرها يحادثها بصوت خفيض ساخر:
, - هشششش ما تبقيش حمقية كدة زي ابوكي، خليني اكملك الحدوتة، عارفة عملت ايه بعد كدة رميته في مدرسة داخلي وكنت بدفع فلوس كتير فيها عشان يضيقوه وما يدهوش أكل، عشان يترمي في اعفن أوضة في المدرسة.
,
, أنت مجننننووووووووون، صرخت لينا بها بشراسة تحاول الي وجهه بكفيها، وكان هو فقط يضحك، وكأنها تمدحه تخبره طرفات ظريفة حرك رأسه إيجابا يؤكد علي كلاهما:
, - ايوة أنا مجنون، مجنون جدااا، خليني اكملك بقئ بطلي كل شوية تقاطعيني، المهم يا ستي، وصلي معلومة أن في عامل نظافة في المدرسة زي نائل كدة بالظبط، قابلته ودفعلته فلوس كتير، عشان يغتصب زيدان!
, شهقة عنيفة خرجت من بين شفتيها بينما اكمل هو وكأن شيئا لم يحدث:.
,
, - وفعلا وافق، بس زيدان بيه ضربه وهرب منه، هرب من المدرسة كلها، تاني يوم لقيت ابوكي عندنا ما اعرفش وصله ازاي، خير لوجين بيني وبين أبنها، بس لوجين يا عيني ما كنتش هتقدر تعيش من غير الهيروين فاختارتني، اللي حصل بعد كدة انهم لقوا جثة فابيو مرمي من فوق عمارة 60 دور قالوا انتحار بس أنا واثق أن ابوكي هو اللي قتله، اما بقي لوجين هانم، كل ليلة تصحي تصرخ ابني، ابني ضاع مني، أنا ضيعت ابني، انتي عارفة هي فين دلوقتي، مرمية في السجن، خلتها كتبت شيك بمبلغ ضخم علي نفسها وهي مش دريانة بالدنيا ورميتها بيه في السجن، وكدة ابقي حققت انتقامي من زيدان، فاضل انتقامي من ابوكي وهحققه دلوقتي حالا.
,
, قبل قليل من الآن وقفت سيارة زيدان بالقرب من ذلك المنزل المهجور البعيد عن الانظار، التفت حسام ناحية صديقه يسأله متعجبا:
, - قولتلي بقي عرفت منين أن لينا هنا، أنا فجاءة لقيتك بتصرخ عرفت لينا فين، عرفت ازاي.
,
, نظر زيدان لصديقه حانقا، الوقت غير مناسب تماما لاسئلتة السخيفة، عاد ينظر حوله لبجد معاذ يجلس في سيارته امام مدخل ذلك البيت، تعجب لا حراسة، لا رجال، فقط معاذ، المكان فارغ تماما، نزل من السيارة بخفة يتبعه حسام يسير خلفه، رفع مسدسه يضع به كاتم الصوت رصاصة حذرة اصابت احد إطارات السيارة والإطار الآخر ليضمن عدم تحركه، شعر معاذ او نائل بتلك الحركة المفاجئة التي حدثت في سيارته اطفئ صوت الموسيقي الصاخب نزل من السيارة ينحني برأسه قليلا ينظر لإطار السيارة ليشعر بحركة جواره رفع رأسه سريعا لتفاجئه لكمة عنيفة في فكه من قبضته زيدان ترنح للخلف ينظر للفاعل لتسود حدقتيه غضبا، كيف وصل اليهم، وقبل أن يأتي بحركة اندفع زيدان يقبض علي عنق معاذ يهمس له بشراسة قاتلة:.
,
, - ما تعرفش أنا كان نفسي اضربك قد ايه.
,
, دفعه أرضا لينزل عليه بلكمات عنيفة قاسية غاضبة لم تدع للآخر فرصة واحدة ليدافع بها عن نفسه، اعتدل زيدان واقفا يلهث بعنف بصق علي ذلك الملقي ارضا لينظر لحسام يشير له بعينيه حرك الأخير رأسه إيجابا سريعا، ليتحرك زيدان بحذر إلي الداخل يرفع مسدسه أمامه، المكان فارغ بشكل غريب، منزل قديم ضخم به الكثير من الغرف، صوت صرخة ليناااا حين صاااحت ( أنت مجننننووووووووون) تأتي من أعلي صعد لأعلي يركض بخفة يحاول تتبع مصدر الصوت، إلي أن وصل إلي الغرفة سمع حديثهم الأخير، لحظات وسمع صوت صرخات لينا تعلو، ليدفع الباب بقدمه لحسن حظه انفتح اندفع للداخل لتسود عينيه حين رآه معتز ها هو أمامه علي الفراش يحاول تمزيق ملابس لينا، أصفر وجه معاذ ما أن رآه بينما ارتسمت ابتسامة شاحبة علي شفتي لينا الآن فقط يمكنها أن تشعر بالأمان، ذلك المختل كان علي وشك الاعتداء عليها، اخفض زيدان مسدسه يرمي معتز بنظرة قاتلة هي والموت سواء، التفت للباب خلفه يوصده عليهم، ليلقي مسدسه بعيدا، خلع سترته يلقيها هي الاخري يبتسم في هدوء مخيف تقدم خطوتين فقط منهما يحادثه في وعيد:.
,
, - تعرف أنا عايز اقتلك بقالي كام سنة، واديك جيت تحت ايدي، واحد فينا هيخرج عايش من الاوضة دي
, تعالت ضحكات معتز المجنونة يتحرك هو الآخر خطوتين ناحية زيدان يرميه بنظرة ماكرة يحادثه ساخرا:
, - يبقي أنا يا زيدان، وساعتها هكمل اللي قطعتني قبل ما اكمله مع الأمورة.
,
, لمحة خاطفة راحت من عيني زيدان إلي جسد لينا ليري ملابسها الشبه ممزقة علامات اصابع معتز علي ذراعيها، الدماء المتجلطة علي انفها وشفتيها، كان مظهرها هو شرار الغضب الذي اوقد نيران الحرب، علي حين بغته دفع زيدان معتز في صدره بعنف في ساقه ليسقط الأخير أرضا، رفع معتز وجهه يبصق الدماء يمسح شفتيه براحة يده صرخ غاضبا ليهب واقفا يحاول لكم زيدان عدة لكمات متتالية تفادها الأخير ببراعة، ليتحرك مباغتا يصدم معتز في ركبته بعنف بساقه تلك الحركة التي فعلها خالد قبلا، سقط الأخير علي ركبيته يصرخ من الألم، ليمسك زيدان برأس معتز يصدمها في ركبته بعنف، سقط معتز أرضا يصرخ من الألم، لينحني زيدان يقبض علي عنقه يجذبه ليقف رغما عنه يبتسم في وجهه:.
,
, - لسه، لسه ما خدتش حقي.
,
, لكمة اخري عاد علي اثرها معتز للخلف لتتوالي بعدها اللكلمات، قبض زيدان علي تلابيب ملابس معتز يكيل له باللكمات، الي أن دفعه الي الحائط يقبض علي عنقه بعنف، أزرق وجه معتز يشعر بأن الهواء ينسحب من رئتيه، ليمسك زيدان برأسه يصرخ بشراسة يصدمها بعنف بالحائط خلفه، سقط معتز ارضا بالكاد يري، جسده محطم الدماء تنفجر من وجهه بالكامل، رأي زيدان وهو يقف هناك أمامه مباشرة، ليس زيدان بل أبيه رأي أبيه بدلا منه وهو يبتسم ابتسامته المعتادة، لحظات لتتغير وتعود صورة الابن حين انحني يحادث ذلك الملقي بنبرة شامتة:.
,
, - أنا مش هقتلك تؤتؤتؤ، أنا هرميك زي الكلب في السجن ترجع لمكانك القديم٣ نقطة
, حرك معتز رأسه نفيا بضعف شديد، لن يعود هناك، لن ينتصر زيدان مرة أخري، التفت زيدان متلهفا، يتوجه ناحية لينا، قبل أن يخطو سوي خطوتين سمعها تصرخ فيه فزعة:
, - حاسب يا زيدان.
,
, التفت خلفه سريعا ليجد معتز يمسك سكين صغير لا يعلم من أين جاء بها، وهنا حقا قد بلغ الغضب بزيدان مبلغه امسك ذراعه التي تمسك بالسكين يثنيها بعنف إلي أن كسرها، علت صرخات معتز، ليدفعه زيدان بعنف من يده المكسورة لتصطدم رأسه بالحائط هناك ليسقط ارضا ميتا او فاقدا للوعي، هرول هو سريعا من فراشها، يجذب الاصفاد بعنف أن كسرها بكعب مسدسه، خلع قميصه سريعا يلبسه إياها يغطي جسدها، يرفعها عن الفراش، لترتمي في صدره تختبي فيه تبكي بعنف وحرقة جسدها يرتجف تتشبث به، مد يده يمسح علي خصلات شعرها يتمتم مترفقا بحالها:.
,
, - اهدي خلاص، كل حاجة خلصت، ما حدش هيأذيكي٣ نقطة
, رفعت عينيها تنظر لوجهه للحظات قصيرة قبل أن تشعر برأسها يدور بعنف والرؤية تصبح ضبابية، فقط كلمة واحدة همست بها قبل أن تفقد الوعي:
, - أنا آسفة!
, سقطت علي صدره فاقدة للوعي ليبتسم هو مد يده يفتخ فمها ليخرج ذلك الجهاز الذي يلتصق بأحد أسنانها، ابتسم ينظر له ليتذكر قديما وهو يعطيه لها
, Flash back.
,
, في غرفة الفندق تستند بظهرها علي صدره يشاهدان التلفاز فيلم انجليزي اكشن، التفتت له تتمتم مدهوشة:
, - معقولة في اجهزة Gps صغيرة كدة زي اللي في الفيلم
, ضحك بخفة يسرح خصلات شعرها بأصابعه حرك رأسه إيجابا ليتركها ويغادر، ليعود بعد لحظات ومعه قرص دواء مغلف، مد يده لها به قطبت جبينها متعجبة منه، ليضحك زيدان يخبرها مبتسما:.
,
, - دا قرص مسكن جواه GPS مجرد ما تاخديه الجهاز اللي فيه هيلزق في سنانك وهيدي اشارة خطر عندي، خليه معاكي يمكن تحتاجيه في يوم
, Back
, ابتسم حزينا يمسح علي رأسها، لولا أنها استخدمت القرص لما كان عرف مكانها ابدااا..
,
, ، في اللحظات التالية صدحت صوت صافرات الشرطة في المكان بأكمله، حمل زيدان لينا بين ذراعيه، ينزل بها لأسفل وسط صافرات الشرطة العالية صوت الأقدام ينتشر هنا وهناك، صرخ خالد مفزوعا ما أن رأي ابنته ليطمئنه زيدان أنها بخير٣ نقطة
,
, تحريات الشرطة وجدت جثة شاب في العشرينات، والكثير من الرجال يحملون سلاح غير مرخص ملقون ارضا فاقدي الوعي، وبالطبع معتز او بقياه، ولا أثر لنائد أو جوليا، او حتي نائل، ثلاثتهم اختفوا تماما وكأن الأرض ابتلعتهم دون رجعة٣ نقطة
, اخيرا يقف هو وزيدان وحمزة أمام باب غرفة لينا، بينما بدور ومايا ولينا مع لينا بالداخل وحسام يفحصها، خرج حسام من الغرفة يبتسم في شحوب يشعر بارهاق بشع:.
,
, - ما تقلقوش هي كويسة، جسمها بس اتعرض لكمية كبيرة من المخدر النهاردة، بس أهم حاجة لازم تبدأ تتعالج مع دكتور نفسي، نفسيتها متدمرة، طول الوقت عمالة تصرخ وتتشنج بشكل مقلق ودي إشارات مش كويسة.
,
, حرك خالد رأسه إيجابا في الصباح سيحضر افضل طبيب نفسي لها، نظر لابنته من خلال فتحة الباب الصغيرة، يأكل الندم قلبه هو السبب فيما حدث له، نزل الرجال لأسفل، ليتهاوا جميعا علي المقاعد، التعب أكل اجسادهم نظر حمزة لأخيه يبتسم في خبث لتخرج ضحكة ساخرة من بين شفتي خالد:
, - أنت شيطان يا حمزة، أنا كنت فعلا قربت أصدق أنك هتبيع القضية لولا الورقة اللي حطيتها في جيبي كاتبلي أنا وراك احنا متراقبين.
,
, اعتدل حمزة في جلسته يبتسم في زهو يتمتم متفاخرا بنفسه:
, - عيب عليك دا أنا حمزة السويسي٣ نقطة
, هنا جاء دور حسام ليسأل عمه:
, - بس إنت ازاي شكيت في معاذ
, نظر حمزة لحسام يبتسم في هدوء حرك رأسه إيجابا تنهد يغمغم:.
,
, - يوم كتاب كتابه علي لينا، لمحت جزء من الوشم اللي راسمه علي دراعه مش منطقي ابدا، إن طالب في كلية طب يرسم وشم تعبان، هنا بدأت اشك فيه، خدت رقم تليفونه من خالد حاولت اكتر من مرة اخترق تليفونه ما عرفتش، هنا زاد شكي، خصوصا أنا اللي بحط برامج الحماية مهما كانت صعبة أنا اعرف افك شفراتها، الا هو، بدأت اتتبع المكالمات اللي بتجيله علي موبايله، لقيته مكالمته متكررة جداا مع واحدة اسمها ميسون، المفروض أنها أمه، مكالمات عادية جداا بين اي أم وابنها، بس بما اني حمزة السويسي فدروت في تاريخ معاذ دا تاني، ما قلتكش اي حاجة غريبة، شاب عادي جدااا، لحد ما وصلت لطرف الخيط من صديق من إسبانيا يعرف ميسون الحقيقة، وعرفت أنها اتطلقت من ابو معاذ بعد ما ولدته علي طول وعلاقته بالولد اتقطعت، يبقي مين دي اللي بتكلمه، بدأت اتتبع مكان ميسون اللي بتكلم معاذ لحد ما وصلت للقصر اللي هي قاعدة فيه، بس للأسف وصلت للمعلومات دي متأخر، في نفس اليوم اللي لينا اتخطفت فيه٣ نقطة
,
, ارتسمت ابتسامة مغترة واسعة علي شفتيه يعاود النظر لأخيه يتمتم في خبث معروف لدي العائلة:.
,
, - بس يا سيدي بعت رجالتي حاوطوا المكان من بعيد، ونزلت علي اني رايح لأدهم كنت واثق انهم بيراقبوني، وصلت فعلا عند بيت أدهم وسيبت عربيتي هناك ونزلت من ضهر العمارة وخدت عربية تانية كانت مستنياني، وطلعت بيها علي المكان، كنت واقف بعيد وأنا شايف خالد بيعمل نفسه بيرمي الموبايل لمحته بعدها بيرميه جوه العربية من شباك العربية المفتوح، واستنيت لحد ما العربية خدته وبعدت مجرد ما دخلوا بيها، بدأوا رجالتي ينشروا دخان أبيض فيها مخدر علي محيط القصر كله، بس، شوفت بقي قيمة أن اخوك يبقي مجرم قديم.
,
, ضحك خالد ساخرا يحرك رأسه إيجابا، بينما توسعت عيني حسام في اندهاش رفع يديه يصفق لحمزة، لينحني الأخير برأسه بحركة مسرحية بينما هتف حسام منبهرا:
, - بص يا عمي أنا بقيت big fan ليك، أنت مش طبيعي، دي دماغك سفاحين
, ضحك حمزة حاليا كم يحب هو الاطراءات، اقترب خالد برأسه من أخيه يهمس له بصوت خفيض حذر:
, - هما فين!
, اقترب حمزة منه يبتسم في ثقة يخفض صوته يتمتم:
, - ما تقلقش جوليا وابنها في قبضة يدي.
,
, قطب خالد جبينه ليقبض علي تلابيب ملابس أخيه يقربه منه يهمس له محتدا من بين أسنانه:
, - نائد فين يا حمزة
, توترت قسمات وجه حمزة لترتسم ابتسامة واسعة بلهاء على شفتيه يتمتم ضاحكا:
, - بص بصراحة انا قتلته من غير قصد هو كان يلزمك في حاجة؟!
, احمرت عيني خالد غضبا ليكمش قبضته علي ملابس أخيه يصيح فيه غاضبا:
, - نعم، يعني ايه قتلته، ومن غير قصد، فين نائد يا حمزة.
,
, زفر حمزة حانقا يتمتم مع نفسه بصوت خفيض غاضب عاد ينظر لأخيه يتمتم مبتسما فئ اصفرار:
, - خلاص يا سيدي بهزر ما بتهزرش، مرمي معاهم ما تقلقش، كان نفسي اقتله.
,
, دفع خالد أخيه بعيدا عنه ليرتد الأخير الي الأريكة، في اللحظة سمع صوت لينا تصرخ باسم ابنتها، انتفض الجميع كانوا علي وشك الركض لأعلي حين رأوا لينا إبنة خالد تنزل علي سلم البيت ركضا، الجميع يقف ينظر لها مدهوشا قلقا وقفت هي للحظات تنقل انظارها الضائعة، كطفلة ضائعة تبحث عن والدها، تحركت تركض ناحية زيدان الواقف هناك بعيدا، تلقي بنفسها بين أحضانه وسط ذهول الجميع، بينما ظلت هي تهذي وكأنها قد جنت:.
,
, - قتله، هو اللي قتل ابننا، هو اللي كان عايز يغتصبني زمان، هو اللي دمر حياتي، اقتله، اقتله يا زيدان، اقتله٣ نقطة
, تركت والدها لتتوجه ناحية والدها امسكت بكفيه تتوسله باكية:
, - موته يا بابا، هو اللي كان نفسه زيدان زمان وعايز يغتصبني، هو اللي حط حبوب الهلوسة لزيدان، هو اللي اذاني، اقتله ما تسيبهوش عاااااايش.
,
, انهمرت دموع خالد ينظر لبقايا ابنته يحرك رأسه إيجابا بلا توقف لتزوغ عيني لينا تنظر لهم تائهة اغمضت عينيها ليسرع خالد بالتقاطها بين ذراعيه قبل أن تسقط أرضا فاقدة للوعي، نظر حمزة ناحية أخيه نظرات حادة قاتلة ليحرك الأخير رأسه إيجابا، سيستمع كثيرا بعودة إياد المجنون!

السابع والتسعون


الظلام الدامس يلف المكان بالكامل، مخزن قديم للأقمشة، كان تابعا لمصنع والده في منطقة نائية صحراوية، معلق من يديه لأعلي كل من نائل، أما جوليا يلتف بها الحبال حول عمود قديم، ونائد رفقا بحاله يجلس مقيدا علي مقعد ثابت في الأرض، ثلاثتهم في ثبات عميق من أثر ذلك المخدر، المكان مظلم الا من أضواء ضعيفة من مصابيح ضغيرة معلق، الحشرات والقوارض تتحرك هنا وهناك، بقايا قطع قماش تملئ المكان وعدة ماكينات قديمة ملقاه هنا وهناك، صوت البوابة الحديدية الضخمة تُفتح بعنف تشق سكون الليل، خطت قدميه للداخل يتحرك في هدوء خطير، اقترب من الغرفة يصفق بيديه للحراس ليسرعوا بإشعال المصابيح، كسي ضوء أصفر باهت يضئ المكان بأكمله، تقدم احد الحراس سريعا يحمل مقعد وضعه خلف ذلك الواقف ليجلس عليه يضع ساقا فوق أخري، يشير بإصبعيه للحراس يتمتم بابتسامة قاسية ملتوية:.
,
, - فوقوهم.
,
, توجه ثلاثة رجال كل واحد منهم يحمل سطل كبير من الماء يلقيه علي اولائك المقيدون، سمع شهقات عنيفة أثر اصطدام الماء القوي بجسد كل منهم، تحرك بمقلتيه يتفحص الثلاثة أجساد أمامه، بداية من جوليا لنائل وانتهي اخيرا بنائد الجالس علي مقعد بعيد، ينظر لحمزة كارها، تعالت ضحكات حمزة وفي تلك اللحظات تحديدا يُفضل أن نقول إياد، إياد الدهشوري، يعود من جديد بابتسامة السوداء المختلة، لمعة عينيه القاتلة شرسة حركاته العنيفة، أفكاره السامة، انزل حمزة ساقه من فوق الاخري تنهد ساخرا ليتحرك بخطوات رشيقة خفيفة ناحية نائد أولا، طفقه بنظرات قاتلة، ليتحرك ناحية جوليا، وقف أمامها يدس يديه في جيبي سرواله يبتسم في وعيد قاتم اسود، اخرج يمناه من جيبه رفعها يقبض برفق شديد علي فك جوليا، نظر ينظر لها للحظات قبل أن يصدم رأسها في العمود خلفها بعنف طفيف، تركها وتحرم ناحية بطل حفلة الليلة، ينظر لها يبتسم وهو يقف أرضا ساقيه مقيدة بسلاسل من حديد ذراعيه مرفوعين لأعلي يقيدهما سلسلة ضخمة من الحديد تعلو لتصل لسقف الغرفة، رفع حمزة سبابة يمناه يشير له بعلامة رائع، ليباغته بلكمة عنيفة ارتد نائل علي إثرها للخلف، سمع في تلك اللحظة خطوات حادة غاضبة تأتي من الخارج ابتسم بالتواء يتمتم ضاحكا قبل أن يلتفت للقادم:.
,
, - كويس أنك ما اتأخرتش عشان تلحق معايا الحفلة من أولها.
,
, التفت حمزة لأخيه ليجد خالد يقف هناك ينظر للجمع امامه بنظرات اخافته هو نفسه، تسارعت أنفاس خالد غضبا يتذكر كلمات ابنته التي ظلت تهذي بها بعد أن فقدت الوعي بين ذراعيه، تبكي وترتجف، يتشنج جسدها وكأنه يُصعق تصرخ بما فعلوه بها، لتزداد حمم بركانيه الغاضبة، خلع سترة حلته تلاها قميصه، يقبض به علي تلك العصا الحديدية الضخمة رياضة « البيس بول »، اقترب بخطي كالاعصار من جوليا يغرز أصابعه في فكها يصرخ بسعير ملتهب:.
,
, - سنيييين، سنيييين وأنا بدور علي اذي بنتي ومن هي طفلة، طفلة مالهاش ذنب في اي حاجة، خطفتوها، والحيوان ابنك حاول يغتصبها، عيشتوها سنين عمرها كله في رعب وخوف من الكل، هي اذيتك في ايييييييييييه
, استعرت عيني جوليا يعصف بها نيران الانتقام السوداء تشجنت عضلات وجهها لتصرخ فيه بشراسة:
, - كنت بنتقم باخد حق جوزي اللي انت قتلته..
,
, صرخت من الألم ما أن انهي كلامه لتصدح صرخات نائل الغاضبة حين هوي خالد بكفه علي وجه جوليا بعنف، التف وجهها من عنف صفعته، عاد خالد يقبض بكفه علي وجهها يدير وجهها إليه قصرا نفرت عروقه الثاثرة تغزو وجهه يخرج صوته كالرعد حاد صارخ غاضب:.
,
, - جوزك المجنون، خطف مراتي وضربها وحاول يغتصبها، جوزك المجنون جالي يوم فرحي جايبلي صور باوضاع مخلة لمراتي، وابوه خطف بنتي طفلة صغيرة مالهاش ذنب في اي حاجة وموتها، عايشني عمري كله بحسرتي عليها، لو رجع بيا الزمن ألف مرة هقتله، بدل المرة ألف.
,
, انهي كلامه لينزل بكفه علي وجهها مرة تليها أخري وأخري وأخري، إلي أن فقدت وعيها، بصق عليها ليتوجه ناحية نائد الجالس علي مقعد تلتف حوله الحبال، رفع ساقه يستند بقدمه علي جزء فارغ من المقعد ينظر لنائد نظرات قاتلة شيطانية قبض علي خصلات شعره بعنف يقربه من وجهه يبتسم:
, - أنت بقي، علي اللي عملته زمان وهربت وعملت مجنون، وعملته دلوقتي٣ نقطة
, نزل بكفه علي وجهه بعنف يرفع رأسه له يتمتم بنبرة قاتمة سوداء:.
,
, - ايدك القذرة اتمدت علي وش بنتي، ما كفكش اللي عملته زمان، جاي تكمله دلوقتي، أنا مش هقتلك تؤتؤتؤ أنا هديك للي اسوء من الشيطان هيخليك تتمني الموت ألف مرة
, تركه ينظر حمزة لتتوسع ابتسامة الاخير نظر لأخيه مبتسما يتمتم متفاخرا:
, - حبيبي تسلم و**** مش عارف اقولك ايه علي الاطراء الرائع دا، سيبهولي.
,
, اخيرا، توقفت رحلته الغاضبة أمام ذلك المعلق أمامه اشار بيده لرجال أخيه أن يفكوا قيدوه، لحظات وتحررت يديه وقدميه من القيد، ارتمي أرضا ينظر للواقف أمامه بهلع يخفيه خلف نظراته الكارهة ارتسمت ابتسامة واسعة ساخرة علي شفتي معاذ او نائل ينظر لخالد في تحدي ساخر تعالت ضحكاته يحادثه ساخرا:.
,
, - اوعي تكون فاكر أن أنا خايف منك، أنا خدت حقي انتقمت لابويا، كان لازم تشوف شكل لينا لوليا حبيبة لما عرفت الحقيقة، كان لازم تسمع صريخها وزيدان بيغتصبها بعد ما أنا حطيتله الحبوب في العصير، زيدااان ارحمني يا زيدرااان، يا بابا الحقني يا بابا٣ نقطة
,
, انهي كلامه بضحكة قوية رجت المكان لتنفجر الدماء في رأس خالد رفع يده الممسكة بالعصا لينزل بها علي جسد نائل بعنف، خرجت معها صرخة متألمة من بين شفتيه، ليعاود النظر لخالد يبتسم بجنون وكأنه مختل هارب من احدي المصحات النفسية:
, - أضرب كمان، بس تفتكر بالضرب دا هترجع اللي فات، هترجع سنين عمرها اللي عايشتلها في رعب، هترجع معاذ الغلبان اللي أنا موته، هترجع حفيدك اللي أنا قتلته بإيدي٣ نقطة
,
, صرخ خالد صرخة قوية شقت صمت المكان لينزل بعصاه علي جسد نائل مرة أخري وأخري واخري كل ضربة تُجسد أمام عينيه مشاهد صراخات ابنته، انهيارها، خوفها منذ أن كانت طفلة، فقدانها لطفلها، وصرخات ذلك الملقي أرضا تتعالي من الألم، كان حريصا للغاية الا تمس العصي رأسه حتي لا يموت لازال الوقت مبكرا لموته، القي العصا من يده، نظر لأحد الرجال يصرخ فيهم:
, - يتعلق زي الكلب زي ما كان٣ نقطة
,
, حرك الرجل رأسه إيجابا سريعا، ليلقي خالد العصا بعيدا من يده، يتحرك لخارج المخزن بأكمله يتوجه إلي سيارته يشق بها غبار الطريق.
,
, في منزل خالد السويسي، تحديدا في غرفة زيدان يتحرك في مكانه كليث حبيس، لا يصدق أن خاله اغلق عليه باب الغرفة من الخارج حتي يمنعه من الذهاب معه أو اللحاق به، كان يجب عليه هو أن يذهب، هو من يجب أن ينتقم، ماذا حدث، حدث له هو وزوجته، تحرك ناحية شرفة غرفته المغلقة يجذبها بعنف مرة تليها أخري أن كسر المقبض وفتحها، دخل إلي الشرفة يلتف برأسه حيث غرفتها هناك بالقرب منه، قلبه ينتفض شوقا لرؤيتها للاطمئنان علي حالها، خاصة بعد أن انهيارها بين ذراعيه، اغمض عينيه يتذكر ذلك الشعور اللذيذ من جديد حين هرولت إليه تحتمي بين ذراعيه، قلبه انفجر يتقافز حينها قبل أن يسمع ما قالت وينفجر حمم غضبه، تحرك بخفة من شرفة غرفته يحاول الوصول لشرفة غرفتها المسافة بينهما بعيدة إلي حد ما، ارتمي بجسده علي الشرفة الاخري ليتسمك بسورها الضخم قبل أن يسقط، رفع جسده بخفة لداخل الشرفة، وقف للحظات يلتقط أنفاسه، تحرك يختلس النظر لداخل الغرفة ليجد لينا والدته، تطمأن علي ابنتها، ربتت علي رأسها بحنو تقبل جبينها، لتتحرك إلي خارج الغرفة تركها نورها مضاءا تحسبا لاستيقاظها فجاءة خاصة مع حالتها النفسية الشبه مدمرة، تحرك زيدان لداخل الغرفة ما أن خرجت لينا، يتقدم من فراشها، جلس علي ركبيته جوار فراشها، ليمد يده برفق يزيل خصلات شعرها التي تغطي وجهها خرجت تنهيدة حارة من بين شفتيه كشظية صغيرة من حرب مندلعة تتأجج داخل قلبه، تحركت زرقاء عينيه علي قسمات وجهها يشعر بخنجر مؤلم يطنعه في قلبه ما أن ينظر إليها، ولكنه لم يكن يملك سوي أن ينظر إليها، يشبع مقلتيه المشتاقة القلقة، توترت قسمات وجهه حين رأي حاجبيها ينعقدان، قسمات وجهها تتشنج، جسدها بدأ يرتجف بعنف، لم يعرف ما يفعل خاصة وأنها بدأت تصرخ تصيح من بين صرخاتها بكلمات مبعثرة غير مفهومة، انتفض سريعا يمد يديه يمسح علي خصلات شعرها يهمس لها بنبرة حانية قلقة متلهفة:.
,
, - هششش، هششششش، اهدي، اهدي يا حبيبتي خلاص.
,
, لم تستجب بل زاد جسدها تشجنا انتفض خوفا عليها ليقترب منها سريعا يجلس علي حافة فراشها لا يعرف حتي كيف جذبها لصدرها يحاوطها بأحد ذراعيه والاخري تمسح علي خصلات شعرها علها تهدئ قليلا، يهمس لها بكلمات مترفقة حنونة جوار اذنيها، لحظات وكان كل من في المنزل في غرفتها ومعهم خالد الذي جاءا توا وتحرك يركض مع صرخات ابنته، بدأت صرخات تهدي وجسدها يتوقف عن الارتجاف شيئا فشئ تتشبث بكف يدها باستماته علي قميص زيدان، اندفع خالد لداخل الغرفة يحاول جذب ابنته برفق من بين أحضان زيدان لتزداد تشبثا به، بدت كطفلة صغيرة ترفض تركض أحضان والدها، لحظات طويلة إلي أن هدأت وارتخي جسدها، وخفت قبضتها عن قميص زيدان، ليضعها علي فراشها، جذب خالد الغطاء يدثر ابنته، تركوا لينا مع ابنتها ليتحركوا جميعا لخارج الغرفة، نظر خالد لحسام يحادثه قلقا:.
,
, - حسام ما ينفعش تديها مهدئ بدل حالتها دي
, تنهد الاخير حزينا يحرك رأسه نفيا، نظر لأبيه يحادثه قلقا:
, - أنا اديتها فعلا من مدة بسيطة ما اقدرش اديها مهدئ تاني، غلط عليها
, زفر خالد أنفاسه القاتلة من صدره المستعر، تحرك برأسه ناحية زيدان تقدم بضع خطوات منه يرميه بنظرات حادة قاتلة يحادثه بهمس غاضب:.
,
, - أنت خرجت من أوضتك ازاي، ودخلت اوضتها إزاي، أبعد عنها يا زيدان هي خلاص ما بقتش مراتك، أنت هربت وبعدت، سيبني ألم اللي باقي من بنتي.
,
, نظر زيدان ناحية خالد بضع لحظات طويلة بصمت غريب لم يبدي رفضه او قبوله فقط تحرك ينزل لأسفل، ليقترب حسام من أبيه يشد بيده علي كتفه نظر خالد لابنه ليبتسم الأخير ابتسامة باهتة، تحركوا جميعا لأسفل ليجدوا زيدان يجلس علي أحد المقاعد يخفي وجهه بين كفيه، جلس حسام جواره ليجلس خالد علي مقعد قريب منهم، لحظة فقط ورفع زيدان وجهه يتحدث فجاءة:
, - لينا لازم تبعد عن الكل!
,
, رحلة العودة للمنزل كانت صامتة، صمت تام ينسجم مع أنفاسها الهادئة وهي تغط في نووووم عميق هادئ، تختلس عينيه النظرات إليها بين حين وآخر يتطلع بشغف عاشق مشتاق إلي قسمات وجهها البرئية وهي نائمة، ينظر لانتفاخ بطنها سعيدا مبتهجا سهيلة تحمل بطفل منه، كم يشعر بالسعادة، يكاد يطير فرحا، حين وصلت السيارة كان الفجر قد أعلن عن خيوطه وبدأ الليل في الإنسحاب شيئا فشيئا، اوقف السيارة أمام منزل والدها، ليلتف لها بجسده ظل يتأملها دقائق طويلة، قبل أن يوقظها بصوت هادئ:.
,
, - سهيلة، سهيلة، اصحي، سهيلة اصحئ خلاص وصلنا.
,
, استجابت بعد لحظات رآها ترفع كف يدها، تفرك عينيها تتثأب كطفلة صغيرة ناعسة، فتحت مقلتيها تنظر لوجهه لتري تلك الابتسامة الواسعة تشق شفتيه سيطرت علي مشاعرها بصعوبة قبل أن ترتمي بين أحضانه، التفت برأسها تنظر لمنزل والدها لترتسم ابتسامة حزينة علي شفتيها نزلت سريعا من السيارة، ليلتقط هو حقيبة ثيابها يتحرك خلفها، توجهت لداخل المنزل، تدق الباب مرة تليها أخري وأخري الي أن سمعت صوت خطوات تتقدم تفتح الباب، ظنتها احدي الخادمات، لتري والدها يقف أمامها عينيه حمراء يبدو أنه كان يبكي، انهمرت دموعه ما أن رآها، ليسرع باختطافها بين ذراعيه يشدد علي عناقها تنهمر دموعه سيولا، يهمس شاكرا:.
,
, - الحمد لله يا رب، الحمد لله أنك هتقبل دعايا، الحمد لله، كدة يا سهيلة، تحرقي قلبي عليكي كدة، أنتي مش عارفة أن ماليش في الدنيا غيرك
, وقف جاسر بالقرب منهم يراقب لقائهم السعيد حتي أن عينيه دمعت من بكاء عزالدين، واعتذار سهيلة لوالدها، تحركت مع والدها للداخل ليلحق جاسر بهما، جلس عز الدين جوار ابنته يسألها:
, - ايه اللي حصل خلاكي تهربي٣ نقطة
,
, التفت برأسه ناحية جاسر الواقف بعيدا، ليتحرك إليه وقف أمامه ينظر له غاضبا قبل أن يصيح فيه:
, - أنت عملتلها إيه، اذيتها مش كدة، دا أنا آمنتك عليها، ليه، اذيتها ليه
, اخفض جاسر رأسه يحرك رأسه إيجابا تجلي الندم في حدقتيه حين رفع من جديد تنهد حزينا يهمس بصوت خفيض متعب:
, - هحكي لحضرتك كل حاجة وربنا شاهد علي كل كلمة بقولها.
,
, وبدأ يقص عليه ما قاله سهيلة دون أن يزيد حرفا واحدا، يحكي له ما حدث كاملا، انهي جاسر كلامه ليقترب من عز الدين أمسك كف يده يحادثه بانفعال صادق:
, - و**** يا عمي دا اللي حصل، أنا طلقت شاهيناز أنا محبتهاش و**** عمري ما حبيتها، أنا بحب بنتك، بحبها اوي اوي، ومستعد أعمل أي حاجة في الدنيا عشان تسامحني.
,
, عزالدين بشخصيته الهادئة اللينة المسامحة شعر بالشفقة علي ذلك الفتي الواقف أمامه يري الصدق يصرخ في حدقتيه، ابتسم له برفق يربت علي كتفه، التفت ينظر ناحية ابنته لتشيح بوجهها بعيدا ترفض تماما، زفرت أنفاسها المختنقة، ترغب فئ الذهاب لصديقتها بأي شكل كان، وقفت من مكانها تنظر لأبيها تحادثه:
, - بابا معلش أنا لينا وحشاني اوي، عن إذنك هروح اشوفها.
,
, تحركت للخارج مرت من جواره ليغمض عينيه بقوة يلتهم نسيم عطرها الهادئ حين مرت جواره توجهت للخارج مباشرة دون أن تلقي عليه نظرة واحدة، اقترب عزالدين منه يدفعه في كتفه يحادثه حانقا:
, - أنت مالك واقف زي التمثال كدة ليه، ما تروح وراها، حاول تصالحها، جيل اهبل صحيح
, ضحك جاسر بخفة يلوح لوالد سهيلة ليتحرك سريعا يهرول خلفها وصل إليها يمشي جوارها التفت برأسه لها يتمتم في مرح:.
,
, - أنا كمان وحشتني البت لينا اوي وعايز اشوفها واشكرها٣ نقطة
,
, نفخت سهيلة أنفاسها بضجر تحاول الإسراع فئ خطواتها أكثر ليصل إليها بسهولة في كل مرة بضع دقائق فقط ووصلت لمنزل لينا، خطت عبر الحديقة الي الداخل، كادت أن تدق الباب ليخرج جاسر نسخة من المفتاح من جيب سرواله، دخل اولا لتتبعه هي، كاد علي وشك أن يقول شيئا مرحا كعادته ليصمت تماما حين رأي خالد وزيدان وحسام كل منهم ملقئ علي أريكة ملامحهم مجهدة متعبة وكأنهم لم يذوقوا للنوم طعما، وكيف يفعلون ولينا لا تتوقف عن الصراخ بين وقت وآخر، فتح فمه يريد أن يقول شيئا، ليمنعه صرخات لينا التي علت تشق المكان من مكان، توسعت عيني جاسر فزعا يصيح فيهم:.
,
, - دي لينا اللي بتصرخ
, لم يعطيه احدا إجابة، بل صعد خالد يهرول لأعلي ومعه حسام وزيدان ليلحق بهم جاسر وسهيلة تركض بقدر استطاعتها، دخل جاسر إلي الغرفة مفزوعا ليجد لينا تصرخ بهستريا بين أحضان والدتها التي لا تتوقف عن البكاء٣ نقطة
, بينما تقدم خالد من حسام يصيح فيه:
, - اديها أي مهدئ كدة هتموت.
,
, حرك حسام رأسه إيجابا سريعا لم يكن يملك اي خيار آخر، اقترب سريعا منها يحقنها بمهدئ قوي لتصمت بعد لحظات صدمة ما يحدث عقدت لسان جاسر لا يفهم ما يحدث وقلبه ينتفض خوفا علي شقيقته، لم يجفل سوي علي شهقة سهيلة التي وصلت اخيرا الي الغرفة، اقتربت تهرول من فراش صديقتها، تحتضن رأسها المسطحة علي الفراش تنظر لهم تصيح مذعورة:
, - مالها لينا فيها إيه، مالها لينا يا طنط، حد يرد عليا.
,
, أهو سؤال بلا إجابة أم سؤال إجابته حقا مؤلمة لا أحد يرغب في ذكرها، تحرك جاسر للداخل ناحية خالد مباشرة توجه، وقف أمامه مباشرة يحرك رأسه نفيا، تسارعت أنفاسه يسأله قلقا:
, - ما اذاهاش مش كدة، أنا غلطان، أنا ما كنتش مرتحله، قولتلها، أنا قولتلها، قولي أنه ما اذاهاش.
,
, نظرة الألم والغضب التي رآها في عيني خالد تكفلت بالرد علي سؤاله، تسارعت الدماء تفور فئ رأسه نفر ذلك العرق الصغير المجاور لكفه قبض كفيه يهمس بهسيس قاسي متوعد:
, - هو فين
, انثني جانب فم خالد بابتسامة ساخرة شرسة تحمل قدرا كبيرا من الشر، رفع يده يضعط بها علي كتف جاسر يغمغم في هدوء قاتل:
, - وأنت فاكر اني هسيبه من غير حساب٣ نقطة
,
, تحرك يرتمي بجسده علي الاريكة في الغرفة، ليقترب زيدان منه يحاول أن يتحدث بصوت هادئ قدر الإمكان:
, - لينا لازم تبعد صدقني وجودها هنا غلط عليها، تروح مكان ما راحتهوش قبل كدة تبني نفسها فيه من اول وجديد٣ نقطة
, تحرك حسام يقف جوار صديقه يؤيد فكرته يحرك رأسه إيجابا يردف هو:.
,
, - زيدان عنده حق في كل كلمة، لينا لازم تبعد، في مكان هادئ، مكان قريب من بحر مثلا، او حقل، مكان صافي، أنا هكون معاها، أنا وهي ودكتور نفسي بس٣ نقطة
, - أنا مش هسيب بنتي، صاحت بها لينا بحرقة وهي تسمعهم يخططون لإبعاد ابنتها عنها وهي في حالتها تلك، التفت حسام بجسده يقترب من لينا زوجة والده وقف بالقرب منها يحادثها بتعقل:.
,
, - صدقيني يا دكتورة وجودك جنبها الفترة دي مش هيفيدها بالعكس هيأذيها، لينا محتاجة تلاقي نفسها من أول وجديد
, هنا تحدث خالد محتدا يري أن له كامل الحق بأن يكون جوار ابنته فئ حالته تلك:
, - وليه تكون أنت معاها، أنا هسافر معاها
, هنا ابتسم زيدان في هدوء يحرك رأسه نفيا يحاول إقناع ذو الرأس الصلب الجالس أمامه بتعديل فكرته:.
,
, - صدقني مش هينفع، مش هتتقدم خطوة وهي شايفة في عينيك الندم والحسرة علي اللي حصلها، لما تشوفك هتفتكر دايما أنهم اذاوها، أنا آسف يعني، عشان ينتقموا منك، حسام أنسب حد يفضل معاها، حسام كان جنب لينا قبل كدة وهي بتتجاوب معاه بشكل سلس، واخوها وأكيد هيحميها، ودكتور وهيعرف يتصرف في اي ظرف طارئ
, - أنا كمان، أنا كمان ارجوك لو ينفع أسافر معاها صدقني مش هضايقها خالص أنا وهي أصحاب من زمان اوي.
,
, همست بها سهيلة بنبرة خافتة باكية تنظر لحسام برجاء صامت، فكر الأخير للحظات قبل أن يحرك رأسه إيجابا، وجود سهيلة جوارها ربما يشد من ازرها قليلا، حاول جاسر إقناعهم بالذهاب معهم هو الآخر تنهد حسام حانقا يردف بنزق:
, - يا جماعة مش رحلة هي، المهم هنروح فين.
,
, نظر خالد للينا للحظات، شعرت أنها فهمت ما يرمي إليه حركت رأسها إيجابا سريعا دون تردد، ليقوم خالد من مكانه يخرج مفاتيحه يخرج منها مفتاح مد يده يعطيه لحسام تنهد يحادثه قلقا:
, - دا شالية في الساحل، هقولك عنوانه بالتفصيل، وهكلم حد ينضفه قبل ما توصلوا، قاسم هيسافرلكوا علي هناك، أنا عارف قاسم مش هيتأخر
, تنهد خالد تنهيدة طويلة حارة قلقة ينظر لابنته الممدة علي الفراش ليعاود النظر لحسام يحادثه قلقا:.
,
, - خلي بالك من اختك يا حسام، هتبقي عيني عليكوا دايما هناك، بس خلي بالك إنت منها
, ابتسم حسام في هدوء يطمئنه، ساعة مرت قبل أن تجهز لينا حقيبة ثياب ابنتها بأعين باكية لا تتوقف عن ذرف الدموع، بينما توجهت سهيلة سريعا تودع والدها، وقفت جوار سيارة حسام ليقترب جاسر منها وقف أمامها ينظر لها للحظات ليحادثها قلقا:
, - مش هقدر اقولك ما تروحيش، أنا عارف انتي بتحبي لينا وهي بتحبك قد ايه، خلي. بالك منها ومن نفسك.
,
, صمت للحظات قبل أن يمد يده يبسطها علي بطنها ارتسمت ابتسامة طفيفة علي شفتيه يردف بحنو:
, - ومن اللي في بطنك
, اقترب حسام منهم يحمل حقيبة شقيقته فتح صندوق السيارة يضع فيه حقيبة شقيقته وحقيبته ليضع جاسر جوارها حقيبة سهيلة، أغلق حسام صندوق السيارة بعنف يتنهد قلقا يتمني أن تمر الفترة القادمة فقط علي خير٣ نقطة
,
, تحرك حسام ليجلس خلف المقود حين استوقفه جاسر يوصيه علي سهيلة لكونها حامل، ليضحك حسام بخفة، من الجيد أن يتذكر المرء كل حين وآخر مجال اختصاصه الفعلئ ربت علي كتف جاسر يحادثه مبتسما:
, - ما تقلقش يا عم أنا دكتور نسا قديم.
,
, ابتسم جاسر ينظر لحسام ممتنا هو حقا لا يعرف كيف يكون ذلك الشاب شقيق لينا ولكنه ليس الوقت المناسب تماما لأي أسئلة، دقائق قبل أن يظهر خالد يحمل ابنته النائمة بين ذراعيه فتح جاسر له الباب سريعا ليضعها خالد علي الأريكة الخلفية، لتجلس سهيلة قوية، نظر لابنته يودعها بنظرات حزينة نادمة، أغلق باب السيارة عليها، لينظر لحسام يحادثه بإرهاق:.
,
, - قاسم في طريقه للساحل، وأنت معاك العنوان، في ناس راحت تنضف الشالية، خلي بالك منها كويس يا حسام
, ابتسم حسام يطمأن والده قبل أن يستقل السيارة يرحل سريعا تتحرك خلفه سيارات حراسة خالد، وقف خالد ينظر لسيارة حسام وهي تغادر، اغمض عينيه لتتساقط دمعتين منهما مد يده سريعا يمسح دموعه ليعود إدراجه لداخل المنزل، حيث تجلس لينا علي أحدي الارائك تبكي، اقترب خالد يجلس جوارها لتنظر له بأعين حمراء تصيح فيه بحرقة:.
,
, - ليه بيحصل فيها وفينا كل دا يا خالد ليه
, جذبها لاحضانه يطوقها بذراعيه عينيه تنظر للفراغ البعيد يهمس لها بنبرة قاطعة يؤكد بها ما تقول لنفسه قلبها هي:
, - هتبقي كويسة، هترجع كويسة، صدقيني هترجع كويسة.
,
, في الأعلي تحديدا في غرفة لينا يجلس زيدان علي فراشها الفارغ يلتهم الشوق قلبه وهي لم تغادر سوي قبل دقائق، هو من ابعدها لأجلها لن تصبح بخير وهئ هنا، تحتاج للعودة من نقطة الصفر، مد يده يتحسس الوسادة التي كانت تنام عليها ليشعر بها رطبة مبللة بدموعها، رفع الوسادة يضمها بين ذراعيه يغمض عينيه يستشعر وجودها هي بين أحضانها.
,
, شهر، شهر كامل مر علي ما حدث، شهر عادت تبني فيها بنيان محطم منذ سنوات، بنيان لم ينفع معه الترميم كان يجب أن يهدم لتعيد بنائه من جديد، ها هي تقف هناك خارج منزل الساحل، أمام أمواج البحار المتلاطمة تنظر إليها تبتسم ابتسامة شاحبة مجهدة، ابتسامة تشق طريقها للحياة من جديد، الأيام الماضية كانت ججيما بكل ما تعنيه الكلمة من معني، الكوابيس البشعة لم تتوقف تراه كلما اغمضت عينيها، تسمع كلماته السامة تعاد في اذنيها مئات المرات، عليها فعلا أن تكون ممتنة لحسام الذي ظل شهرا بأكمله ينام ليلا علي « مرتبة » أرضا جوار فراشها تحسبا لنوابة فزع مفاجاءة، ولسهيلة التي لم تكن تتركها تعاملها كطفلة صغيرة تطعمها تمشط شعرها، تفعل كل ما تقدر عليه، واخيرا قاسم، لم تكن تعرف أنه طبيب ماهر لتلك الدرجة، جلساته المكثفة التي تستمر لساعات بدأت تؤتي ثمارها بعد ثلاثة أسابيع، توقف السير، وقفت تواجه البحر تفرد ذراعيها جوارها تغمض عينيها تلك المرة لم تظهر صورة نائل منذ أيام واختفت صورته توقفت عن الظهور، حين أخبرها قاسم أن توجه تفكيرها سريعا لشئ آخر ما أن تظهر صورة نائل أمام عينيها، فاختارته هو، باتت تراه كلما أغمضت عينيها، انسابت دموعها خلف جفنيها المغلقين تشتاق له، تحبه، نادمة، هي فقط لم تكن تعرف، ذاك ليس ذنبها، أنها كانت ضحية لذئب ماكر ببرائته المدنسة ليسلب منها كل شئ، اجفلت من شرودها علي شئ دافئ وضع علي كتفيها وصوته الهادئ يحادثها:.
,
, - أنا حسام ما تخافيش
, نظرت له تبتسم في شحوب ليرفع كفه يمسح دموع عينيها برفق يسألها مترفقا:
, - ليه الدموع دي
, ابتسمت له بوهن تحرك رأسها نفيا اقتربت منه تستند برأسها علي صدره ليرفع يده يربت بها علي رأسها برفق يسألها ما بها مرة أخري، لحظات صمت لا تعرف ما تقول تحرك لسانها تلقائيا يعبر عما يجيش بقلبها:
, - زيدان وحشني أوي!
,
, توسعت عيني حسام في ذهول للحظات كان علي وشك أن يقول جملة حمقاء ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة حالتها النفسية علي المحك، جذبها لتجلس علي الرمال ليجلس أمامها أمسكت كتفيها بكفيه برفق يردف:
, - أنت حبيتي زيدان يا لينا.
,
, كان سؤاله غريبا، حقا غريب، رفعت وجهها تنظر لعينيه للحظات شعرت بأنها تحادث والدها خاصة وقد خلع عدساته الطبية واستبدلها بنظرات شفافة، حركت رأسها إيجابا بعد لحظة أخري، ليتنهد هو كان علي وشك أن يصرخ فيها، لما يا حمقاء لم تعطيه فرصة أخري طالما تحبينه ولكنه تراجع للمرة الثانية، زفر أنفاسه حائرا حانقا، ليراها تنظر له كطفلة صغيرة، لم يعرف ماذا يفعل جل ما فعله أنه عاد يعانقها من جديد يمشط خصلات شعرها بأصابعه يتمتم مبتسما:.
,
, - علي فكرة زيدان بيتصل بيا خمسين مرة كل يوم عشان يطمن عليكي
, ابتسمت حزينة تعرف، سمعته مرات عدة يحادثه يطمأنه عليها، شردت عينيها في الفراغ البعيد رفع مقلتيها تنظر لوجه حسام تسأله في توتر:
, - تفتكر هو لسه بيحبني، أنا جرحته أوي، بس و**** كان غصب عني، ما كنتش اعرف أن هو اللي بيعمل فيا كدة
, وضع حسام كفه علي فمها قبل أن تكمل ما تقول ليردف بنبرة قاطعة:.
,
, - ما تجبيش سيرة الموضوع دا تاني احنا اتفقنا هننسي اللي فات صح
, حركت رأسها بإيجاب يرفضه قلبها، ليدنو هو من اذنها ليهمس لها بمرح ونبرة عاشقة ولهةة:
, - اقولك أنا علي سر، أنا بحب البت سارة بنت عمك عمر، وشكلي كدة هخطفها واتجوزها عشان بابا وعمي رافضين.
,
, نظرت له مدهوشة ترمش بعينيها سريعا حسام جُن هو الآخر، ضحك الأخير بملئ شدقيه قبل أن يوقفهم دقات هاتف حسام، نظر للطارق لتتوسع عينيه في دهشة فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه يتمتم ضاحكا:
, - ايه يا عم صادق ليك وحشة و**** اخيرا قررت تتصل باصحاب زمان
, ضحك الأخر يتحدثان سويا بضع دقائق عن ذكريات الصداقة القديمة قبل أن يردف صادق:
, - بص يا عم حسام، أنا عايزك في خدمة، هتيجي انتداب شهر في جامعة (، ) تدرس لطلبة سنة أولي.
,
, تغنضت قسمات وجه حسام في ضيق يتمتم رافضا:
, - لا يا عم بطلناها الشغلانة دي، أنا درست سنتين لما كنت في السعودية، لالالا مش هعيد الفيلم دا تاني
, تنهد صادق يحاول إقناع صديقه بالموافقة:
, - عشان كدة اتصلت بيك يا حس، إنت دكتور شاطر ومعاك ماجستير ودرست قبل كدة، شهر واحد بس يا حس، عندي بحث مهم ولازم اسافر عمان يلا بقي فين جدعنتك يا صاحبي.
,
, تنهد حسام حانقا يحاول التملص من ذلك العرض دون جدوي صادق يسد جميع الثغرات أمامه، تنهد حسام حانقا يتمتم علي مضض:
, - ماشي يا صادق، لما ارجع القاهرة لينا كلام تاني، سلام يا صاحبي.
,
, أغلق معه الخط ينظر للينا في غيظ مضحك لتضحك الأخيرة بخفة عليه، لحظات وأخري ودق هاتفه تلك المرة برقم زيدان، عرفت لينا أنه هنا من توتر وجه حسام الذي ظهر فجاءة لتلتقط الهاتف من يده فتحت الخط تضع الهاتف علي اذنها لتستمع إلي صياح زيدان الغاضب:.
,
, - أنت يا حسام الزفت بقالي ربع ساعة بحاول اتصل بيك بترغي مع مين دا أنا هعلقك لما اشوفك صبرك عليا يا حيوان، لينا طمني علي لينا هي كويسة، بتتحسن، كلت، أنا اتصلت بمطعم سمك وخليتهم يتوصوا بشوربة السي فود اللي بتحبها بي ما تخليهاش تتقل منها عشان بطنها بتوجعها ، ما ترد عليا يلا، حيوان صحيح علي رأي خالي.
,
, انسابت دموعها وابتسامة صغيرة عرفت طريقها لشفتيها، بعد كل ما حدث لا زال يتذكر ادق التفاصيل خرجت شهقة من بين شفتيها لم تستطع حبسها طويلا، تهمس له بصوت خفيض حزين مشتاق:
, - زيدان!

الثامن والتسعون


- زيدان!
, همس ضعيف خافت مشتاق صدر منه تهمس بأحرف اسمه، لتتوقف دقات قلبه برودة قارصة تغزو خلاياه، صوتها هي، لم يكن يعرف أن اسمه أكثر عذوبة من الماء إلا الآن٣ نقطة
, اغمض يديه يشد قبضته يلتقط أنفاسه السبية من همسة واحدة، مهلا يا زيدان مهلا لن تعود لتلك الدوامة من العشق المؤلم من جديد، تمالك نفسك، التقط أنفاسه بصعوبة بالغة، حمحم يحاول إظهار الثبات في نبرة صوته:.
,
, - ازيك يا لينا، يا رب تكوني أحسن، أنا كنت متصل عايز حسام هو جنبك ولا اطلبه في وقت تاني.
,
, أغمضت مقلتيها لتنساب دموعها تغرق وجهها آه من نبرته الجافة التي اصابت شتات قلبها المبعثر وماذا تنتظر منه إن يأخذها بين ذراعيه يغرقها في طوفان عشقه بعد كل ما حدث، بعد أن جرحت كرامته كبريائه عشقه لها، شدت قبضتها علي الهاتف تغمض عينيها تنهمر دموعها في صمت قاتل، ليسارع حسام باختطاف الهاتف من يدها، وضعه علي أذنه سمعت حديث متوتر من جهة أخيها يحادثه به، ينظر لها بين حين وآخر بينما هي عينيها شاردة في الفراغ البعيد في خدعة قضت فيها عمرا كاملا، كيف كانت بتلك السذاجة لتقع فريسة فخ لافعي دمرت حياتها بالكامل، رفعت يدها تزيل دموعها تنظر للفراغ البعيد، زيدان يحبها، تعرف أنه لازال يفعل، زيدان حقها هي، وهي ستسترد حقها، التفتت لأخيها لتراه يبتسم لها ابتسامة هادئة حنون، مد كف يده لها، لتبسط كفها داخل كفه قامت بصحبته تنفض حبات الرمال عن ثيابها، تحركت بصحبته للداخل حيث سهيلة تجلس علي أحدي الارائك تمد قدميها المتورمة من أثر الحمل أمامها، جلست لينا بالقرب منها ترسم ابتسامة مرحة علي شفتيها بسطت يدها برفق علي بطن صديقتها المنتفخ تغمغم:.
,
, - قوليلي بقي يا سوسو تفتكري البيبي هيبقي ولد ولا بنت
, عند تلك النقطة انفجر حسام الجالس بالقرب منهم في الضحك ظل يضحك الي أن أدمعت عينيه، نظرت لينا لسهيلة في عجب لترد لها الأخيرة نفس النظرات لا تفهمان علي ما يضحك لتلك الدرجة هدأت ضحكات حسام شيئا فشئ بقيت بقايا ضحكات بسيطة تخرج بين لحظة وأخري من بين شفتيه، نظر لهما يمسح دموعه الساقطة من الضحك:.
,
, - معلش اصل الموقف فكرني بموقف مريضة كانت جاية تعمل سونار هي ووالدتها، طلعت علي جتتي السبع سنين بتوع طب، مقتنعة أن بنتها حامل في بنت من مناخيرها، بعد الكشف بتاعها كنت مقرر اقفل العيادة واسرح بعربية ترمس.
,
, ضحكت لينا وسهيلة علي ما يقول هو، ليتحرك حسام من مكانه، يجلس علي مقعد بالقرب من سهيلة يسألها عدة أسئلة طبية معتادة ليطمئن علي حالتها، بينما لينا تنظر له تبتسم في امتنان كم تحب حسام كم هي سعيدة لوجوده في حياتهم، حسام علي الرغم من الشبة الكبير بينه وبين والدها الا أن طباعهم مختلفة تماما، حسام أكثر مرحا سهل الحديث، سلس في المعاملة، عكس والدها تماما، يكفي روحه المرحة التي دائما ما تطغي علي اي مجلس يكون فيه، اجفلت من شرودها علي صوت دقات هاتفه من جديد تلك المرة برقم جاسر، نظر حسام لسهيلة يغمغم:.
,
, - اتفضلي يا ستي جوزك، ما هو اصل أنا شغال سنترال، كل شوية واحد يتصل يسأل علي مراته
, أغمضت لينا عينيها ما أن نطق جملته الأخيرة ليشد حسام قبضته ندما نطقها تلقائيا لم يكن يقصد تماما أن يجرحها، حمحم بخفوت يفتح الخط يضع الهاتف علي أذنه ليقابله صوت جاسر الملتاع:
, - أيوة يا حسام، طمني علي لينا وسهيلة اخبرهم ايه، والجنين بخير، اوعي يكون حصلهم حاجة ومخبي عليا.
,
, ابتسم حسام في هدوء زوج عاشق يبدو أن زوجته غاضبة منه لسبب هو يجهله، ابتسم يحادث جاسر يطمأنه علي الجميع ليبادر قائلا بتلهف:
, - هي سهيلة جنبك، لو جنبك خليني اكلمها ب**** عليك
, نظر حسام لسهيلة يشير للهاتف في يده لتحرك رأسها نفيا تشيح بوجهها بعيدا، تنهد حسام حانقا النساء!، حمحم بخفة يحادث جاسر:
, - لا يا جاسر مش جنبي مع لينا.
,
, ابتسم جاسر ابتسامة حزينة لم يراها حسام بالطبع، سهيلة لا ترغب فئ الحديث معه حسام فاشل في الكذب تنهد تنهدية حارة ملتاعة يحرقها جوي الشوق ليغمغم في هدوء حزين:
, - أنا عارف انها جنبك ومش عايزة تكلمني، قولها تخلي بالها من نفسها كويس، وأنا هتصل دايما اتطمن عليها، سلام يا حسام.
,
, اغلق حسام الخط مع جاسر ينظر لسهيلة يضيق عينيه ينظر لها مغتاظا كأنه *** صغير غاضب، لتنظر سهيلة له حانقة قطبت ما بين حاجبيها تصيح بحرقة:
, - ما تبصليش كدة، أنت ما تعرفش هو عمل فيا ايه
, تنهدت لينا حزينة علي حال صديقتها لتتحرك من مكانها جلست جوار سهيلة علي الاريكة تمسك بكفي يدها ابتسمت في حنو تحاول ترقيق قلبها قليلا:.
,
, - بس أنا عارفة يا سهيلة جاسر حكالي، صدقيني جاسر ما كنش فئ وعيه، ما كنش مدرك لأي حاجة بيعملها أنا عارفة جاسر بيحبك قد ايه، وشوفت حالته من غيرك عاملة ازاي
, ارتسمت ابتسامة واسعة ساخرة علي شفتي حسام ينظر لشقيقته حقا، ما تقولين، هل رأيتي حالة زيدان في غيابك الرجل كان يحتضر تقريبا، تنهد حسام يزفر أنفاسه حانقا، حين نظر لشقيقته مرة أخري رآها ترميه بنظرات نارية قاتلة رفع حاجبه الأيسر ساخرا يتمتم متهكما:.
,
, - تبتصيلي كدة ليه، مش كلنا مصطفي أبو حجر علي فكرة
, ضحكت سهيلة بخفة تمسح دموعها المتساقطة، لتبتسم لينا في سماجة تتمتم ساخرة:
, - لاء وأنت الصادق كلكوا مجانين وعندكوا كام برج ضارب، عايز تتجوز سارة البسكوتة اللي بتخاف من ضلها يا ذكر التور إنت
, شهقة متفاجاءة خرجت من بين شفتي سهيلة تنظر لحسام في ذهول رفعت يدها تشير إليه إشارة شاملة تتمتم بذهول:.
,
, - يا نهار اسوح بقي سارة الكتكوتة تتجوزك أنت، دا أنت لو سلمت عليها بس هتكسر ايديها
, ضيق حسام عينيه حانقا يرمي شقيقته وصديقتها بنظرات سوداء قاتلة، رفع كف يده يبسطه أمام وجه سهيلة يتمتم في غيظ:
, - **** أكبر، أهو القر دا هو اللي جايبنا ورا، ولا هعرف اتجوزها في سنتي البيضا دي، أنا طالع اوضتي وعلي **** اسمع نفس واحدة فيكوا، هبلعها!
,
, تعالت ضحكات لينا وسهيلة من جديد يراقبان حسام وهو يأخذ طريقه لغرفته، التفتت لينا لسهيلة تحادثها مبتسمة بحنو:
, - سهيلة، جاسر بيحبك زي ما أنا واثقة أنك بتحبيه، يا سهيلة صدقيني جاسر ما كنش في وعيه!
, حركت سهيلة رأسها نفيا مرة تليها أخري وأخري أحمر وجهها وعينيها نزلت قطرات الدموع تغطي وجنتيها لتصيح بحرقة قلبها الملتاع ألما وشوقا:.
,
, - مش قادرة يا لينا، افهميني، أنا حبيت جاسر حبيته اوي هو اول وآخر حب في حياتي، بس اللي عمله فيا صعب، صعب اوي بجد، صعب اني اسامحه عليه، ما تقوليش ما كانش في وعيه لأن زيدان بردوا ما كنش في وعيه وانتي ما سمحتيهوش
, قطمت شفتيها تنظر لصديقتها نادمة لا تعرف كيف اوجعتها بتلك الكلمات دون قصد منها، بينما تحجرت عيني لينا تنظر للفراغ نظرات متألمة تتعذب، مدت سهيلة يديها سريعا تمسك بكفي لينا تحادثها بحرقة:.
,
, - لينا سامحيني أنا بجد آسفة ما كنش قصدي افكرك باللي فات، أنا آسفة
, لا تعرف كيف رسمت ابتسامة، فقط ابتسامة خالية من الحالية، ابتسامة بالكاد وصلت لشفتيها ولم يعرفها قلبها تحركت مقلتيها ناحية سهيلة لتري الأخيرة دمعات حبيسة داخلها، دمعات قوية ترفض الهبوط، وصوت هادئ كالجليد خرج من بين شفتي لينا:.
,
, - عشان كدة عيزاكي تسامحيه ما تكرريش غلطتي يا سهيلة، ما تضيعيش من أيدك حب كان كل كياني، أمان وحياة وعشق، ما صدقتوش وما سامحتوش، ومشيت ورا الشيطان اللي دمرلي حياتي، ما تغلطتيش غلطتي ارجوكي.
,
, ابتسمت لينا لصديقتها ابتسامة صغيرة لتتركها وتأخذ طريقها لأعلي عبر السلم تسير، وصلت لغرفة حسام لترفع يدها تدق الباب، سمعت صوته يأذن لها بالدخول لتدير المقبض رأته جالس علي فراشه يمسك بهاتفه يتصفحه ابتسم ما أن رآها بينما ظلت تعابيرها جامدة جملة واحدة فقط هي ما نطقتها:
, - أنا عايزة ارجع بيتنا يا حسام.
,
, شهر كامل لا يصدق أن الأيام تمر بهذه السرعة الرهيبة تحسنت صحته كثيرا عن السابق، قاب قوسين أو أدنى من التعافي تماما، وقف في شرفة غرفته في منزل جدته ينظر للشارع امامه تحديدا تلك القهوة التي اعتاد مراد أن يجلس هناك، تنهد يغمض عينيه يبتسم ساخرا، هو حقا أشتاق له، أشتاق لشقيقه المتسول، ذو الأخلاق الفاسدة واللسان السليط ولكنه يبقي شقيقه اولا واخرا، اختفائه الغريب يقلقه، أحلام او الارجخظح كوابيس جدته عنه كل ليلة دفعته للبحث عنه، في خضم موجة شروده الهادئة قاطعة صوت رنين هاتفه، توجه الي الفراش يلتقطه، فتح الخط سريعا ما أن أبصر اسم المتصل:.
,
, - ايوة يا كارم عرفت هو فين
, صمت للحظات يستمع إلي الطرف الآخر لتتوسع عيني أدهم في ذهول يتمتم فزعا:
, - محبوس، ليه وفي قضية ايه ولمين.
,
, صمتت للحظات أخري عينيه تزداد دهشة مراد شقيقه في السجن علي ذمة قضية شروع في قتل وقتل من تحديدا، قتل جاسر رشيد الشريف، جاسر!، كيف لا يعقل، أخذ كافة التفاصيل من صديقه ليشكره ويغلق معه الخط، ظل للحظات جالسا ينظر أمامه في ذهول، جاسر ومراد، ما علاقة مراد بجاسر ولما قد يحاول شقيقه قتل جاسر، الكثير من الأسئلة تدور في رأسه بلا إجابة واحدة، جاسر من يملك كل تلك الإجابات هو يملك رقم جاسر، بحث في هاتفه سريعا الي أن وجد الرقم، سريعا كان يتصل بجاسر ينتظر أن يجيب دقة اثنتين ثلاثة إلي أن اجاب اخيرا:.
,
, - اهلا اهلا ازيك يا ابو الاداهيم واحشني يا جدع فينك مختفي
, حمحم أدهم يحاول إيجاد أيسر طريق لسؤال جاسر لم يجد سوي الطريق المباشر:
, - جاسر أنت هنا ولا في بلدكوا
, تعجب جاسر من سؤال أدهم ليجيبه سريعا في عجب:
, - لاء في أسيوط في حاجة يا أدهم خير
, تنفس أدهم بعمق يرد بإيجاز:
, - هفهمك كل حاجة لما اجيلك مسافة السكة وهبقي عندك، سلام.
,
, قام سريعا يبدل ثيابه، أخذ هاتفه ومحفظته ونقوده ابتسم حين تذكر سيارته الفاخرة التي كان يعشقها أكثر من حياته، مفتاحها الخاص الذي نقش عليه اسمه، تغير الوضع كثيرا الآن عن السابق ولكنه سعيد رغم ذلك، تحرك للخارج ليجد جدته تخرج من غرفتها، ابتسم ما أن رآها ليقترب منها يقبل رأسها يحادثها بحنو:
, - أنا عرفت أدهم فين، مش هرجع غير وهو معايا.
,
, اشرق وجه جدته الحزين، تنظر للماثل امامها بابتسامة كبيرة ممتنة، قلبها يقتلها خوفا علي ذلك الارعن التي لا تعلم أين هو او ماذا حل به، ربتت علي يده تدعو، تحرك ليغادر لتستوقفه سريعا:
, - أدهم استني، خد المفتاح علي الترابيزة قبل ما تمشي.
,
, قطب جبينه متعجبا اي مفتاح تحرك ناحية الطاولة لتشخص عينيه في ذهول حين رآه مفتاح سيارته هو بنفسه كيف حدث ذلك، أمسك المفتاح في يده يرفعه امام عينيه ينظر له في دهشة، ليسمع صوت جدته يأتي من خلفه:
, - الراجل اللي اسمه حمزة بعتلك المفتاح دا امبارح وبيقولك العربية جت من الجمرك ومستنياك تحت البيت.
,
, ارتسمت ابتسامة كبيرة علي شفتيه ادمعت عينيه ليرفع كفه يمسح دموعه سريعا، أمسك المفتاح في قبضته يشدد عليه، تحرك يودع جدته، خرج من المنزل ليجد روحية تنزل من أعلي ابتسمت علي استحياء ما أن رأته ليعطيها ابتسامة صغيرة، من الجيد أن جدته اعطتها الشقة الفارغة في الطابق الثالث حتي تصبح قريبة منهم وحتي لا تنالها ألسنة الناس بالباطل، لوح لها وداعا ليأخذ طريقه إلي أسيوط حيث سيجد إجابات جميع الاسئلة التي تشغل عقله.
,
, مسابقة الخيل السنوية ها قد جاء موعدها من جديد، عمار بطل الساحة الآن فوق صهوة جواده الاسود، الخيول علي اهبه الاستعداد، تبقي فقط دقائق وتبدأ مسابقة الخيول السنوية، الكثير من الأصوات تأتي من مدرجات المشاهدين، كل منهم يتوقع بطل السباق الجديد، من سيفوز اليوم، لحظات وفقط وخيم الصمت علي المكان الجميع ينظر لما يحدث في دهشة بأعين جاحظة، مذهولة، يرون ذلك المشهد العجيب عثمان، الصياد هنا، علي مقعد متحرك جواره جواده الذي يصهل بصوت عالي همهمات من كل مكان علي أن الصياد جُن وأنه بالطبع سيخسر وأنه سيسقط من فوق خيله ما أن يمطته، بينما هو فقط يبتسم في هدوء وثقة الصياد، ساعده أحد العمال ليمتطي صهوة جواده، رفع يده يغللها في خصلات شعره الاسود الكثيف، ليسمع صوت ضحكة سمجة سخيفة تأتي من الجالس علي الجواد المحاذي له:.
,
, - ايه يا عثمان إنت ضربت ولا ايه جاي تعمل نفسك مسخة الكل
, التفت عثمان برأسه لذلك العامر يعطيه فقط ابتسامة ساخرة، قبل أن يتوجه بعينيه إلي الطريق امامه، رفع يده يربت علي رأس جواده ليصهل الأخير عاليا، انطلقت الاعيرة النارية تعلن عن بداية السبق، ليبدأ المذيع بحماس عرض تفاصيل المبارة:.
,
, - سيداتي وسادتي اهلا ومرحبا بكم في مسابقة الخيل السنوية زي ما احنا شايفين قدامنا الخيول والمتسابقين في طريقهم للأمام، ولكن مفاجاءة السبق السنة دي الصياد رجع تاني، رغم حالته، إدارة المسابقة بلغتنا أن الصياد كتب علي نفسه تعهد عشان يدخل المسابقة، **** يستر بصراحة وتعدي المسابقة دي علي خير، عمار متقدم لحد دلوقتي، الصياد ما بيحركش رحله الفرس بتاعه بس هو اللي بيجري بيحاول يسبق خيل عمار، قربنا من اول حاجز، مش عارف بصراحة الصياد هيعمل ايه، ايه دا في ايه؟!، أنها احدي ألعاب الصياد يا سادة.
,
, ما حدث تحديدا الخيول تركض تثير حولها حمم من الغبار الأصفر عمار يبتسم في ثقة هو من سيفوز، من سيغلبه عثمان بعد أن بات عاجزا، اقترب اول حاجز، كم اراد أن يري الصياد وهو يسقط من جديد من فوق خيله ليصبح اضحوكة للناس، شد سرج حسانه بطريقة معينة ليهدئ من سرعته قليلا الي أن اصبح محاذيا لخيل عثمان، ابتسم عمار في سخرية قبل ان يصل الخيل للحاجز بقليل ارتفع عثمان بجسده يحرك ساقيه بسهولة، صدمة اذهلت الجميع وخاصة عمار، صاح فرس عثمان بقوة يقفز من فوق الحاجز بمهارة في لقطة فريدة التقطها جميع العدسات، ليصبح هو المتقدم، غلت الدماء في عروق عمار يحاول بشتي السبل اللحاق به ولكن عثمان كان ولازال بطل أي سباق يدخل فيه، ها هو الصياد يستعيد مكانه من جديد خلف خط النهاية هو اول من وصل، قام من في المدرجات جميعا يصفقون للصياد بحرارة بينما يقف هو خلف خط النهاية يبتسم في ثقة يصعب تقليدها، نظر ناحية عمار الذي يكاد يتميز من الغيظ، لتتعالي ضحكاته، عينيه تمشط المكان بأكمله تبحث عنها لتجدها هناك جوار والديه تقف مع الجماهير تصفق له بحرارة، قفز بسهولة من فوق صهوة جواده ليتحرك إليها راكضا، امسك بكف يدها يجذبها بعيدا عن الأضواء وعدسات الكاميرا التي لا تتوقف عن إلتقاط كل حركة يفعلها ليضمها بين ذراعيه، بكت وعلا نشجيها تلف ذراعيها حول رقبته تدفن رأسها في صدره تغمغم من بين نشجيها الحار:.
,
, - نجحت يا عثمان، الصياد رجع تاني
, أبعدها عنه قليلا يحتضن وجهها بين كفيه يمسح دموعها بإبهاميه، مال يقبل جبينها قبلة شغوفة ممتنة محبة يهمس لها بولة عاشق:
, - نجحت بيكي يا سارين، لولا وجودك جنبي ما كنتش زماني بقيت هنا تاني، انتي معجزتي، اللي جت عشان ترجعني للحياة تاني، بحبك يا سارين، بحبك اوي اوي.
,
, ختم كلامه ليعاود ضمها إليه من جديد لتلف هي ذراعيها حول عنقه تشدد علي عناقه، لحظات طويلة قبل أن تبعده عنها مدت يدها تمسح ما سقط من دموعه تدفعه ناحية الخارج:
, - يلا اخرج، روح عشان تاخد جايزتك
, حرك رأسه إيجابا يبتسم لها في اتساع امسك بكف يدها يجذبها معه للخارج لتتوسع حدقتيها تسأله في دهشة:
, - أنت بتعمل ايه يا مجنون
, التفت لها برأسه يطالعها بنظرات متيمة عاشقة غمز لها بطرف عينيه يغمغم مبتسما:
, - انتي جايزتي!
,
, جذبها معه للخارج لتبدأ عدسات الكاميرا تتوجه ناحيتهم، لف يده حول كتفيها يتحرك بها ناحية منصة استلام الجوائز كم شعرت بالحرج الخجل يكاد يغزوها خاصة وهو يرفض ترك يدها ولو للحظة واحدة، وضع رئيس المسابقة القلادة الذهبية حول رقبته ليسلمونه كأس الفائز، تحرك يلقي كلمته كما اعتاد في كل مسابقة يفوز فيها وقف أمام مكبر الصوت يحمحم بهدوء يردف:.
,
, - مساء الخير يا جماعة، طبعا كلكوت عارفين الأخبار الفظيعة اللي حصلت من شهور طويلة وازاي الصياد وقع واتشل وخلاص مات الصياد وماتت اسطورته، اتعودت بعد كل سبق افوزه اطلع اشكر في نفسي وفي ذكائي وفي اجتهادي، إنما النهاردة عايز اشكر اكتر من حد، عايز اشكر رب العالمين علي أنه حطني في الإختبار دا، عشان اشوف الدنيا علي حقيقتها، عشان أراجع حساباتي من اول وجديد، عشان اعرف أن كل شر بيحصل لنا وراه خير عظيم، عايز اشكر والدي ووالدتي، وعايز اعتذرلهم علي اني كنت عثمان الشاب الصايع اللي علي طول جايبلهم المشاكل، في نهاية كلامي عايز اوجه شكري لاحب إنسانة علي قلبي، صديقتي وحبيبتي ومراتي وعكازي اللي لولاه ما كنتش هبقي هنا النهاردة، مش أنا اللي استحق الجايزة دي لاء، هي البطلة هي اللي عملت المعجزة، هي استحق جوايز العالم كله، بحبك، بحبك اوي يا سارين.
,
, تستمع إلي كلماته الجديدة عثمان تغير جذريا تغير، قلبها ينبض بعنف يصيح باسمه يصفق له، عينيها تملئها دموع الفرح، إلي أن وصل الي كلماته الأخيرة زاد وجيب دقات قلبها اختفت أنفاسها برودة قارصة غزت اطرافها، عثمان يقول تلك الكلمات لها يعترف بحبه لها أمام الجميع دون خجل، الوقح يخجلها أمام الناس أجمع، أحمر وجهها من شدة الخجل تكاد تبكي، تحرك هو من مكانه وقف أمامها.
,
, يطالعها بنظرات عاشقة متيمة ليخلع القلادة من رقبته يلبسها إياها ليصفق له الجميع بحرارة، علا هتاف الجماهير باسم الصياد، وهناك من يقف يغلي غضبا، بعد قليل كان يقف معها بصحبة والديه، في دائرة صغيرة، اقترب علي يعانق عثمان بفخر يغمغم:
, - قد ايه أنا فخور بيك يا عثمان
, عانق عثمان والده يبتسم لم يشعر بسعادة قط بقدر ما شعر بها الآن مع كلمات والده، عانقت لبني سارين بقوة دمعت عينيها تهمس لها ممتنة:.
,
, - أنا بجد مش عارفة أشكرك ازاي يا سارين، انتي قدمتي لعثمان في فترة قصيرة اللي أنا ما عرفتش اقدمه ليه في عمري كله، **** يسعدكوا يا بنتي، ويخليكوا لبعض.
,
, ابتسمت سارين في خجل تعانق والدة زوجها لم تشعر بالسعادة بقدر ما تشعر بها الآن تكاد تغرق فيها، تنظر لعثمان وهو يقف علي قدميه يتحدث مع هذا وذاك ضحكاته تصدح في المكان، يتشاكس مع والده وكأنهما طفلين يلعبان، اجفلت علي يده تمسك بيدها يجذبها معه لخارج المكان بأكمله يتوجهان الي السيارة، وهي تصيح فيه مدهوشة:
, - عثمان براحة يا عثمان، في اي يا عثمان بتجري بيا كدة، انت يا ابني هقع مش كدة.
,
, تعالت ضحكاته وصل بها إلي سيارته ليجلسها جوار مقعد السائق ليجلس هو خلف المقود يشق الطريق بسرعة جبارة نظرت له مدهوشة تصيح في عجب:
, - في ايه يا عثمان، شدتني وجريت بين الناس هو دا ينفع بردوا
, ضحكت بخشونة ضحكات قوية شرسة، التفت لها برأسه، يغمز بطرف عينيه يغمغم في خبث:
, - فاكرة أنا وعدتك بإيه يوم جوازنا، إن جوازنا هيفضل علي ورق لحد ما اقوم علي رجلي واثبتلك حسن نيتي وإني مش بستغلك.
,
, توسعت عينيها في خجل اغرق وجهها بماء الورد الجوري يكسيه بالكامل ليضحك هو من جديد، يغمز لها من جديد:
, - واديني اثبت حسن نيتي وقومت علي رجلي.
,
, وضعت يديها علي وجهها من الخجل، ذلك الوقح هو عثمان الذي تعرفه قديما، كانت تظن أن كل شئ تغير فيه حتي وقاحته ولكنه أثبت العكس تماما، اوقف السيارة في جراش منزلهم تحرك يفتح لها باب السيارة، يحملها بين ذراعيه يتجه بها الي طابقهم نظرت للمصعد لتعاود النظر إليه رمشت بعينيها تهمس بصوت مبحوح من الخجل:
, - الأسانسير اهو
, حرك رأسه نفيا قاطعا دني بمقلتيه ينظر لعينيها نظرات طويلة عاشقة مال يهمس جوار اذنيها بشغف:.
,
, - ما شلتكيش يوم جوازنا، وانتي لسه عروسة بالفستان، بس هشيلك دلوقتي، وهعوضك عن كل اللي صبرتي عليه معايا..
, ابتسمت في سعادة تخفض رأسها خجلا، توجه ناحية باب منزلهم بصعوبة بالغة فتح الباب وهو يحملها يرفض تماما أن ينزلها من بين ذراعيه، تحرك بها الي الداخل يصفع الباب خلفه بعنف يسطر معها اولي صفحات عشق الصياد!
,
, بعد رحلة طويلة، وصلت سيارته اخيرا الي المكان المتفق عليه أن يقابل جاسر هناك نزل من السيارة يصافح جاسر، اتجها معا الي مقهي قريب جلس أدهم أمام جاسر الذي بادر يسأله قلقا:
, - في ايه يا أدهم قلقتني، حصل حاجة
, تنهد أدهم يحاول تجميع ما سيقوله الآن سيكون صادما حقا خاصة وأن لا أحد في العائلة يعلم سوي عمه خالد، ابتسم في هدوء حمحم يردف:.
,
, - أنا عارف إن اللي هقولهولك يبان صادم بس ارجوك ما تقاطعنيش، مراد أنا ومراد اخوات
, في لحظة شخصت عيني جاسر في ذهول حتي شعر أدهم أنها علي وشك أن تخرج من مكانها، ابتسم اجهزة في بساطة يحرك رأسه إيجابا يؤكد ما يقول يردف:.
,
, - أنا عارف أنك مصدوم بس دي الحقيقة، ما حدش في العيلة يعرف بس الحقيقة أن أنا مش ابن حمزة السويسي بالدم، بالتبني، ولما كبرت، وقررت اعرف مين هما أهلي الحقيقين، غلطت غلطة كبيرة اوي بدفع تمنها لحد دلوقتي، بس مش دا موضوعنا، أنا عرفت أن مراد محبوس علي ذمة قضية شروع في قتلك دا صحيح.
,
, كم الصدمات التي ألقاها أدهم في وجه جاسر الآن وضعته في موقف لا يحسد عليه، مراد صديق عمره الخائن شقيق قريبه ادهم، هي حقا حلقة مغلقة من العلاقات المتشابكة تبدأ حينما تظن انها انتهت اخيرا، تنهد جاسر حائرا يحرك رأسه إيجابا، تجلدت بنبرته بجفاء قاسي يتمتم في خواء:
, - زي ما أنت حكتلي، أنا بردوا هقولك الحقيقة أنا ومراد كنا اصدقاء عمر كامل، كنت بعتبره اخويا وصاحبي ودراعي اليمين، و.
,
, وبدأ يقص علي أدهم كل ما فعله مراد به شاهيناز المطعم، محاولته لاختطاف شقيقته، يحكي في صلابة فارغة من الحياة لازال قلبه يتمزق كلما تذكر أن من فعل به كل تلك الأشياء هو صديق عمره، انهي جاسر كلامه ينظر لادهم الذي بانت إمارات الغضب والحزن علي وجهه شقيقه الأحمق خائن، دمه اسود قاتم ملئ بالحقد، تنهد حائرا يمسح وجهه بكفي يده، عاد ينظر لجاسر لا يجد ما يقوله إطلاقا، تنهد يغمغم في حرج:.
,
, - جاسر أنا عارف اني ماليش وش زي ما بيقولوا اني اقولك خرجه، بس دا أخويا، وجدتي ست كبيرة، خبر زي دا ممكن يدمرها مش هتستحمله، جاسر أنا يعني عشمان في كرم أخلاقك وأنا اوعدك و**** أنه مش هيتعرضلك تاني ابداا، لا إنت ولا اي حد من طرفك، من حقك ترفض طبعا، بس أنا عارفك يا جاسر أنت قلبك طيب، وصدقني و**** مش هتشوف وشه تاني ابدا لآخر عمره.
,
, صمت جاسر للحظات ينظر لادهم الجالس أمامه اضطربت حدقتيه يفكر أيعفو ويصفح، ام يترك ذلك الخائن ينال جزائه، يري نظرة الرجاء المختبئة في عيني أدهم، هو لم يكن يوما بالشخص القاسي ولكن ما فعله به مراد اسوء من ان يسامحه عليه، تنهد بحرقة يعزم أمره نظر ناحية أدهم يبتسم في هدوء يحرك رأسه إيجابا!

التاسع والتسعون


ارتسمت ابتسامة سعيدة ممتنة علي شفتي أدهم ينظر لجاسر الجالس أمامه في امتنان يبتسم له سعيدا، مد يده يقبض علي كف جاسر يغمغم متلهفا:
, - متشكر يا جاسر متشكر اوي٣ نقطة
, قاطعه جاسر بإشارة من يده جذب يده من يد أدهم تجلدت نظرات عينيه يغمغم في جفاء قاسي:.
,
, - العقل والمنطق يقول إن أنا ما اسامحش اخوك واسيبه مرمي في السجن زيه زي الكلب، دا حتي الكلب ما بيعضش الأيد اللي اتمدتله، وأنا دايما واقف جنب أخوك، أنا عارف إن مالكش ذنب، وعشان خاطرك أنت بس أنا هخرجه بس صدقني لو لمحته تاني في حياتي او في حياة اي حد قريب مني، مش هسجنه لاء هقتله، واضح يا أدهم
, حرك أدهم رأسه في هدوء تام مد يده يصافح جاسر يغمغم في ثقة:.
,
, - اوعدك أنه مش هيتعرضلك تاني ابدا لا إنت ولا اي حد يقربلك.
,
, قام جاسر يتحرك لخارج المكان ليلحق به أدهم كل في سيارته أدهم يتحرك خلف سيارة جاسر، إلي أن وصلوا إلي قسم شرطة بعيد عنهم كثيرا، اوقف جاسر سيارته يترجل منها ليلحق به أدهم نظر أدهم في ساعة يده ليجدها الثانية والنصف صباحا، قطب جبينه متعجبا، هل سيستطيع إخراج شقيقه في تلك الساعة المتأخرة، تحرك للداخل يسير جوار جاسر إلي أن وصلوا إلي غرفة رئيس المباحث، تحدث جاسر مع العسكري، دخل الأخير لغرفة الضابط غاب للحظات ليخرج يسمح لهم بالدخول، دخل جاسر يتبعه أدهم اقترب جاسر من الضابط يصافحه ليقوم الأخير من مكانه يبتسم في توسع يصافحه يغمغم:.
,
, - اهلا اهلا ازيك يا جاسر اخبارك واخبار جاسم باشا الشريف ايه، اقعد، اقعدوا يا شباب
, جلست أدهم وجاسر متجاورين، نظر جاسر لحاتم ابتسم له يسأله مازحا:
, - أنت بتطبق في الشغل ولا ايه، دي الساعة داخلة علي 3
, ضحك حاتم بخشونة ضحكات عالية اقترب بجسده يستند بذقنه الي راحة يده زفر يغمغم يآسا:.
,
, - اسكت دا الواحد اتنفخ من ساعة ما جه عندكوا الصعيد، خصوصا موضوع التار دا، في اي لحظة تلاقي الدنيا اتقلبت، الواحد بقي يخاف يتلفت كدة يلاقي مصيبة حصلت
, ابتسم جاسر مجاملا يردف في هدوء نسبي:
, - **** يعينك، بصراحة يا حاتم باشا أنا كنت جايلك في موضوع
, حرك حاتم رأسه إيجابا سريعا ينظر له مهتما ليحمحم جاسر في فتور يردف:
, - الواد اللي كان جاي هنا في القضية إياها حصل معاه إيه.
,
, قام حاتم من مكانه ليجلس علي المقعد المقابل لجاسر، ابتسم يغمغم متهكما:
, - اهو مرمي في الزنزانة، بجدلله 15 فئ 15 علي ما ترفع القضية، شهل شوية يا جاسر، دي قضية شروع في قتل مش سرقة موبايل
, نظر جاسر لادهم ليراه ينظر ناحية حاتم نظرات غامضة غاضبة في آن واحد، تنهد حائرا عقله يرفض بكل المقاييس ما سيفعله، عاد ينظر لحاتم من جديد يغمغم في هدوء حذر:.
,
, - لاء أنا هتنازل عن المحضر، ويا ريت لو تعرف تخلص إجراءات خروجه في أسرع وقت
, نظر حاتم لجاسر متفاجاءً، بعد جدال طويل يحاول حاتم إثناء جاسر عن رأيه بينما أدهم يجلس صامتا يتابع ما يحدث في هدوء تام، انتهت المفاوضات اخيرا حين زفر حاتم يتمتم مستاءا:
, - أنت يا جاسر أنا نصحتك وأنت مش عايز تسمع كلامي، النوع اللي زي الواد بيكره أي حد أحسن منه مش بعيد يإذيك تاني.
,
, تحرك حاتم من مكانه ناحية مكتبه يضغط الجرس الصغير ليدخل العكسري ادي التحية لحاتم ليردف الأخير آمرا:
, - هاتلي مراد وحيد مختار من الحجز يا ابني.
,
, حركت العسكري رأسه إيجابا يؤدي التحية خرج من الغرفة يوصد الباب خلفه غاب بضع دقائق، ليصدر بعدها صوت دقات منظمة علي باب الغرفة سمح حاتم للطارق، دخل العسكري يمسك أدهم من ذراعه الأيسر دفعه للداخل يؤدي لحاتم التحية مرة أخري قبل أن يخرج من الغرفة يوصد الباب خلفه، في اللحظة التي دخل فيها مراد إلي الغرفة توقفت عقارب الساعة عن الدوران، توسعت عينيه الذابلة في دهشة لم يستطع إخفائها أدهم أخيه هنا، يجلس جوار من، جاسر، جاسر الذي القي به بين غياهب السجون، وها هو يجلس كملك ينظر له باحتقار كأنه خادم ذليل إليه، أما أدهم فكست الشفقة نظرات عينيه، ينظر لوجه مراد الشاحب عينيه الذابلة جسده الهزيل، لحيته التي طالت، أما السهم المسموم كان من نصيب جاسر، ها هو يقف أمام صديق عمر سنوات طوال مرت امام عينيه ذكريات كثيرة اغلبها ضحكات يركضان كالأطفال بين الأزقة، يتسابقان في العوم في عرض البحر، يتذكر أنه كاد يغرق في مرة حين اصر أن ينزل للمياه بعد منتصف الليل، وحين بدأ يغرق هرع مراد إليه هو من أنقذه من الغرق في تلك الليلة، كيف وصل بهم الحال لهنا، يشعر بألم بشع يجتاح صدره، صديق العمر ماهو الا خائن يسعي لطعنه في ظهره بكافة السبل، حتي شقيقته لم تسلم من أذاه لولا وجود غيث، عند تلك النقطة شعر بالدماء تفور في خلاياه كم رغب في أن ينقض عليه يمزق رقبته ثم يحتضنه ويبكي، خرج من أمواج ذكرياته العاتية علي صوت حاتم يصدح حادا:.
,
, - تعالا هنا يالا
, اقترب مراد من مكتب حاتم ليدفع حاتم له ورقة فوقها قلم يحادثه ساخرا:
, - جاسر اتنازل عن المحضر فللأسف البيه هيغور، بس قبل ما تمشي تمضي علي عدم التعرض دا، عشان لو فكرت تتعرضله تاني هجيبك من تحت الأرض٣ نقطة
,
, لم يفعل مراد شيئا سوي أنه امسك القلم بأصابع ترتجف من الضعف في المدة التي قضاها بالداخل لم يكن أحد يعرف أين هو لم يكن يزوره احدا، كان المساجين يعطفون عليه ويعطونه بعض الطعام، خط اسمه علي سطح الورقة، ما حدث بعدها شعر بيد أدهم تجذبه، وقام جاسر يصافح الضابط، جذبه أدهم للخارج وقف أمام سيارته ينظر لجاسر مد يده يصافحه ممتنا:
, - متشكر يا جاسر حقيقي مش عارف أشكرك ازاي.
,
, لم تتغير تعابير وجه جاسر الحادة فقط مد يده يصافح أدهم، في نفس اللحظة التي دق فيها هاتفه برقم والده فتح الخط يجيب ليسمع والده يصيح فيه:
, - جاسر، شاهيناز بتولد، انا خدتها وطالع علي المستشفى اللي في البلد، حصلني
, زفر جاسر حانقا يصيح محتدا:
, - ما تولد ولا تغور في ستين داهية، لا هي مراتي ولا اللي في بطنها ابني٣ نقطة
, اغلق الخط مع ابيه نظر لادهم يصيح ساخرا:
, - عشيقة البيه بتولد، مبروك هيبقي أب٣ نقطة
,
, قطب أدهم حاجبيه مستنكرا ما يحدث لا يفهم حقا ما يقول جاسر، ليخبره جاسر أن يتبعه بسيارته، وقد فعل استقل سيارته يتحرك خلف سيارة جاسر، التفت برأسه ينظر ناحية مراد ليراه ينظر للفراغ شاردا، عينيه منطفئة ذابلة لا يري فيهما نظرة السخرية الدائمة، تنهد يزفر أنفاسه تعبا ليسمع صوت ضعيف خرج من بين شفتي مراد فقط كلمة واحدة:
, - شكرا.
,
, وبعدها صمت ظل صامتا، لا ينطق بحرف وادهم ما يجد يقوله هو حقا لا يفهم ما يحدث من الأساس، وصلت سيارة جاسر إمام مدخل مستشفي نزل منها ليوقف أدهم سيارته، تحرك لينزل ليتحرك مراد معه، سارا معا خلف جاسر لاحظ أدهم أن مراد ينظر أرضا دائما، وكأنه لا يرغب في رؤية العالم من حوله، وصلت الخطوات أمام غرفة العمليات وقف جاسر يبتسم ساخرا الأمر برمته لا يهمه ولكنها اوامر أبيه، دقائق طويلة قبل أن يصدح صوت صياح *** قادم من داخل الغرفة، صوت صياح الطفل جعل مراد يرفع عينيه ينظر لباب الغرفة المغلق ليجده يُفتح من الداخل وظهرت ممرضة تحمل *** او طفلة صغيرة نظرت للثلاث رجال نظرة حزينة تغمغم بخفوت:.
,
, - مين والد الطفلة
, ابتسم جاسر ساخرا يشير بيده ناحية مراد لتتقدم الممرضة منه تعطيه الطفلة حملها بين ذراعيه ينظر لها مدهوشا، توسعت حدقتيه الذابلة ينظر لقسمات وجهها البريئة، نقاء العالم كله يحمله بين يديه، بينما في داخله السواد والشر والغيرة، اجفل علي صوت الممرضة تتمتم حزينة:
, - البقاء لله والدة الطفلة تعيش أنت، **** يخليك ليها.
,
, شخصت عينيه من جديد تلك المرة في فزع شاهيناز ماتت، ماتت هكذا فجاءة، شعر بقدميه ترتخي تمسك بذراعيه جيدا بتلك الصغيرة التي يحملها، ليتهاوي علي المقعد خلفه ينظر للفراغ ذاهلا، شاهيناز ماتت، ماتت في لحظات، ماتت دون أن تصبح تلك الثرية التي حلمت أن تكون، ماتت بعد أن أخطأت مئات المرات، ولم تسنح لها الفرصة للتوبة، لم يكن هناك وقت، انتشلها الموت فجاءة، صدق من قال أن الحياة ليست سوي ومضة، الحياة بكل زيفها عقدها تلك الحكبات الغريبة التي نتشابك ونتصارع فيها ما هي إلا ومضة سريعة تُجبرك علي فتح عينيك أو غلقهما، تصل بك للنهاية او تدفعك للبداية٣ نقطة
,
, ومضة تري فيها حياتك كاملة عرض مسرحي سريع الحركة تراقب من بعيد تشاهد نفسك وأنت بطل الحكاية.
,
, ، ومضة تلفك بالكامل داخل نفق سرمدي تعلو بك لتطفو بعيدا بين الماضي والحاضر والمستقبل المجهول، أنت هنا الآن وربما غدا لا، انهمرت الدموع من مقلتيه بعنف، لا يعرف ايبكي عليها ام علي حاله، ام علي الزمان الذي أوصله لما هو عليه الآن، شهق يبكي بعنف يتمسك بتلك الرضيعة بين يديه، نظر أدهم له مشفقا، ليتحرك سريعا يجلس جواره يربت علي كتفه برفق، بينما توجه جاسر ناحية مراد وقف أمام مباشرة يطالعه بنظرات قاسية حادة:.
,
, - مش عارف اقولك مبروك ولا البقية في حياتك، أنا مش عايز اشوف خلقتك تاني يا مراد، صدقني أنا طلعتك بس عشان أدهم، انما لو لمحتك تاني هنسفك٣ نقطة
, اشار للطفلة الساكنة بين ذراعي مراد يحادثه ساخرا:
, - ابقي ربيها كويس يا مراد وخد بالها عليها كويس، أحسن يجي عيل صيع يضحك عليها ويضيع شرفك، خد بالك الدنيا دوارة.
,
, خفق قلب مراد هلعا ما أن جالت الفكرة برأسه، ليضم الطفلة لصدره يحرك رأسه نفيا سمع صوت بكائها الجائع في تلك اللحظات ليبعدها عنه يبسط كفه تحت رأسها الصغير ينظر لوجهها بأعين تنهمر منها الدموع بلا توقف يغمغم:
, - ما تخافيش أنا مش هسيبك زي ما هما عملوا فيا زمان، هربيكي كويس، كويس أوي.
,
, أدمعت عيني أدهم ينظر لشقيقه حزينا مشفقا وكانت فقط نظرة أخيرة التي ألقاها جاسر علي مراد قبل أن يغادر المكان بأكمله مع بداية شروق الشمس.
,
, لا يصدق حقا لا يصدق أنه يقود سيارته الآن الرابعة فجرا عائدا الي منزل والدهم لأن شقيقته الحبيبة التي يود خنقها حالا أصرت علي السفر وهو لقلبه الطيب لم يكن ليرفض، سحقا لقلبه الطيب، التفت برأسه ينظر للجالسة جواره نظرة سريعة خاطفة ليراها تنظر من خلال نافذة السيارة المفتوحة عينيها شاردة تسبح في الفراغ البعيد، رأي دمعة تهبط من مقلتيها لترفع يدها سريعا تمسحها قبل أن يراها، تنهد حزينا علي حالها، لينا مرت حقا بفترة بشعة ولكنها الآن تتحسن، يعرف ما يؤلمها الآن، شعورها بالذنب والألم، قلبها الجريح، يعرف أنه من المستحيل أن يتجاوز زيدان بسهولة ما حدث ويعودا ولكنه فقط يتمني، رسم ابتسامة حانية علي شفتيه، ليمد يده يخرج قطعة حلوي من جيب سترته يعطيها لها ابتسمت له ابتسامة شاحبة تأخذها منه، ليسمع صوت يغمغم ساخطا:.
,
, - وأنا فين الشوكولاتة بتاعتي، انا بتوحم وعايزة شوكولاتة
, ضحكت لينا بخفة بينما حسام لسهيلة من خلال مرآة السيارة الأمامية رفع حاجبه الأيسر يردف ساخرا:
, - لاء حضرتك أنا الدكتور مش جوزك، بتفكريني بواحدة بعتتلي رسالة قبل كدة علي الواتس بتسأل سؤال متخلف، دكتور معلش هو أنا ممكن ابلع شامبو عشان اغسل شعر البيبي، انا شوفت الرسالة وقومت اخد حباية الضغط، رجعت لقيتها بعتالي.
,
, إنت ازاي تشوف الرسالة وما تردش عليا، أنا الدكتور يا امي مش جوزك
, انفجرت لينا وسهيلة في الضحك حتي أدمعت أعينهم حسام حقا يملك حس فكاهي يُحسد عليه، قذف حسام قطعة حلوي ناحية سهيلة لتبتسم سعيدة فتحتها تأكلها بنهم، استمر الطريق ضاحكا خاصة مع حكايات حسام مع المرضي التي لا تنتهي ابداا٣ نقطة
,
, علي صعيد آخر تتحرك هنا وهناك، حركتها مضطربة سريعة بين المطبخ وغرفة الطعام تخرج للصالة تنظر أن جاء أحدهم أم لا، نزل هو من أعلي في تلك اللحظات ليجدها تطل برأسها من غرفة الطعام تنظر ناحية باب المنزل المغلق تحرك بخفة يسير علي أطراف أصابعه الي أن صار خلفها ليغمغم فجاءة:
, - بتعملي ايه يا لينا!
, قفزت من مكانها تشهق مذعورة التفتت له ترميه بنظرة حانقة مغتاظة كورت قبضتها تصدمه علي صدره بعنف تصيح غاضبة:.
,
, - مش هتبطل حركاتك دي جبتلي صرع
, ضحك بملئ شدقيه علي منظرها الغاضب خاصة وجنتيها الحمراء، جبينها المعقود تشبه طفلة غاضبة، كتف ذراعيه أمام صدره يحرك حاجبيه عبثا:
, - بصراحة ما قدرتش ما اخضكيش وانتي واقفة عاملة زي الجواسيس كدة، كنتي بتبصي علي الباب ليه
, تنهدت حانقة من كلماته السخيفة كتفت هي الأخري ساعديها تحرك ساقها اليسري بسرعة متوترة:.
,
, - كنت بشوف لينا جت ولا لسه، وحشتني اوي يا خالد مش مصدقة أن شهر كامل عدي من غير ما اشوفها وخصوصا وهي في حالتها دي
, ابتسم لها برفق ليمد يديه يحتضن وجهها بين كفيها نظر لزرقائها الساحرة يغمغم مترفقا:
, - بقت كويسة، صدقيني بقت كويسة، أنا متابع قاسم خطوة بخطوة، دلوقتي هتشوفيها.
,
, اطمأن قلبها قليلا فقط قليلا لن تهدئ إلا حين تري ابنتها أمام عينيها، ارتسمت ابتسامة متوترة علي شفتيها تحرك رأسها بالإيجاب، ليميل هو برأسه يقبل قمة رأسها، ابتعدت عنه سريعا خجلة حين سمعا معا صوت زيدان يغمغم بصوت خبيث ماكر عند أسفل درجات السلم:
, - جري ايه يا خالي، صباح التحرش.
,
, نظر خالد لزيدان محتدا بينما ابتسم الأخير ابتسامة واسعة بريئة استفزازية للغاية، حين اقترب زيدان من خالد صفعه الأخير علي رقبته من الخلف يغمغم حانقا:
, - عيل رخم
, مسد زيدان رقبته من الخلف ينظر لخالد كطفل صغير غاضب ولينا تقف تضحك علي مشاحنتهم معا، قاطع تلك اللحظات صوت جرس باب المنزل، شهقت لينا فرحة لتهرول ناحية الباب تفتحه صرخت سعيدة باسم ابنتها لتضمها إلي أحضانها تبكي بلا توقف٣ نقطة
,
, يقف هو كان كتمثال من حجر له قلب من نار!
, ، دقات قلبه تتصارع تفور كحمم بركانية تأكل صدره، لما لم يخبره أحد أنها ستأتي، كان سيرحل قبل أن تأتي، يكفي ذلك الشعور الذي يسلب لبه يسيطر علي كيانه كاملا ما أن يراها كأنها جنية خرجت من أعماق الجحيم لتؤرجحه علي لهيب العشق، يحبها بل يعشقها ولا يكره أحد في الدنيا سواها.
,
, بعد عناق حار مع والدتها تركتها تنظر له، يقف بعيدا عنهم بضع خطوات فتح لها ذراعيه ما أن رآها لتهرول إليه ترتمي بين أحضانه تبكي بلا توقف:
, - سامحني يا بابا أنا آسفة٣ نقطة
, قاطعها قبل أن تكمل ما تقول حين ابعدها عنه احتضن وجهها بين راحتيه ينظر لها مبتسما يغمغم في ترفق:
, - هششش، خلاص اللي فات هننساه مش هنتكلم عنه ولا هنتفكره حتي، كلنا بنفتح صفحة جديدة، خلاص.
,
, صفحة جديدة ابتسم ساخرا ما أن خاله تلك الجملة، كيف يبدأ صفحة جديدة وصفحاته القديمة لا زالت تحرق جوا روحه كل حرف فيها كتبه بدماء عشقه، دماء ترفض الاحتراق تتجدد من جديد مثل العنقاء تحيي كلما احترقت، شعر بحرارة جسده تزداد حين رآها تتقدم ناحيته بصحبة والدها، يشعر بالاختناق انفاسه تحتضر داخل رئتيه وكأنه كان يركض في صحراء لاهبة شمسها كجمر في كبد السماء، توقفت أنفاسه في اللحظة التي وقفت فيها أمامه وتلاقت مقلتيها بعينيه للحظات بسيطة، قبل أن يشيح هو بوجهه يلتقط بأنفه إعصار هواء يخمد نيران قلبه، يمسك به زمام مشاعره، التفت لها يبتسم في هدوء مد يده ليصافحها يتمتم مبتسما:.
,
, - حمد لله علي سلامتك يا لينا ، حسام اخيرا يا جدع رجعت.
,
, تلك الجملة الصغيرة فقط هي من نطقها قبل أن يتركها ويغادر مهرولا ناحية حسام يعانقه بقوة، اختفت الابتسامة التي نبتت علي شفتيها، كان يرحب بها برسمية شديدة حتي ابتسامته كان فقط من باب المجاملة، نغز حاد مؤلم عصف بقلبها، شعرت بيد والدها تجذبها خلفه ببطئ ليتحرك بها ناحية غرفة أخري تلك ليست غرفتها فتح الباب دخل إلي الغرفة يجذبها معه نظرت للغرفة حولها في دهشة، الغرفة تشبه غرف ******* يكفي رسومات ديزني التي تملئ الحوائط، دولاب الملابس يشبه دولاب الملابس المتكلم في فيلم الجميلة والوحش، غرفة لطفلة لا تتعدي الخامسة، عادت تنظر لوالدها تسأله بعينيها عما يحدث، ليبتسم هو في حنو اقترب منها يمسك ذراعيها بكفيه يحادثها مبتسما:.
,
, - احنا قولنا هننسي اللي فات كله حتي اوضتك القديمة أنا قفلتها علي كل الذكريات الوحشة اللي فيها ومش هتتفتح تاني ابدا٣ نقطة
, ابتسمت للحظة واحدة فقط قبل أن تندثر ابتسامتها تختفي شيئا فشيئا توترت حدقتيها سؤال يتردد في عقلها تود النطق ويرفض لسانها فعل ذلك قرأ خالد حيرتها المضطربة في مقلتيها ليجذبه جلست علي حافة الفراش وهو جلس جوارها يسألها مترفقا:
, - عايزة تقولي حاجة؟
,
, حركت رأسها إيجابا تنهدت بحرقة قلبها الرافض لذكر ذلك الاسم من جديد رفعت حدقتيها المضطربة تنظر لوالدها تسأله بتوتر ظاهر:
, - ههو فيين
, استشف عن من تسأل ذلك الثعلب الخبيث الذي كاد يودي بحياة ابنته إلي الهاوية، بسط يده أسفل ذقنها ابتسم يردف بتروي:
, - احنا مش قولنا مش هنجيب السيرة دي تاني، هو مش هيظهر تاني في حياتك خلاص، مرمي في السجن هو وامه تحت حراسة مشددة تحت عينيا، ما تخافيش.
,
, أبيها ذكر فقط اثنين ذلك الرجل العجوز أين هو، قطبت ما بين حاجبيها تغمغم في عجب:
, - والراجل اللي كان قاعد علي كرسي راح فين
, رفع خالد كتفيه لأعلي علامة علي جهله ابتسم ساخرا يتمتم يآسا:
, - و**** يا بنتي ما اعرف، عمك حمزة خفاه تقريبا ما تفهميش عمل إيه، بس هو ما قتلوش دا اللي أنا أعرفه، عمل فيه ايه بقي، عمك حمزة دا عدي توب السفاحين فأنا حقيقي مش عارف.
,
, خرجت ضحكة صغيرة للغاية من بين شفتي لينا سرعان ما تلاشت، ويحل محلها غضب قاسي ينخر في قلبها بعنف نظرت ناحية والدها تغمغم في شرود قاسي:
, - أنا عايزة أشوفه يا بابا
, حرك خالد رأسه نفيا بعنف يرفض مجرد الفكرة لن يجعلها تفعلها ذلك قريبا او بعيدا حتي، مد يده يقبض علي كف يدها يحادثها بصرامة:.
,
, - لا يا لينا انتي لسه ما وصلتيش للمرحلة اللي تخليكي تشوفيه تاني، انتي لسه في اول العلاج وهو كائن مستفز كلامه هيرجعك لنقطة الصفر تاني، لما احس أنك هتقدري أنا بنفسي هخدك من أيدك، عشان تشوفيه مرمي زي الكلب، عشان يعرف أن بنت خالد السويسي ما فيش حاجة تقدر تكسرها، انما دلوقتي لا بكل المقاييس.
,
, ابتسمت شاردة تحرك رأسها إيجابا، في لحظة دخول والدتها تحمل صينية كبيرة عليها الكثير والكثير من الأطعمة ابتسمت تنظر لابنتها تحادثها في حماس مشتاق:
, - ايه رأيك في الأوضة أنا اللي مختارة كل حاجة فيها، يلا كلي، الواد حسام ما رديش ياكل وطلع ينام و**** لاصحيه يروح العيادة بتاعته، وزيدان مشي بس قولتله لازم يجي علي الغدا، و جاسر جاي كمان لما عرف انكوا جيتوا اتصل وقال ج. مممممم.
,
, صمتت تماما حين قام خالد سريعا يضع كفه علي فمها يمنعها من الاسترسال في حديث لا نهاية له، نظر لها مدهوشا يتمتم في ذهول:
, - بسسسس، ايه كل الرغي، هي لينا اللي كانت وحشاكي ولا الرغي اللي كان وحشك٣ نقطة
, نظر لابنته يردف مازحا:
, - معلش يا حبيبتي ماما شكلها هنجت من الفرحة، كلي انتي وارتاحي من السفر٣ نقطة
,
, لف ذراعه حول خصر لينا يجذبها لخارج الغرفة يسير بظهره بينما هي تحاول عض كفه باسنانها ليبعد يده عن فمها، خرج بها من الغرفة ليجذب الباب سريعا يغلقه خلفه، ضيقت لينا عينيها تنظر لزوجها حانقة رفعت حاجبيها في توعد تغمغم:
, - بقي أنا رغاية وهنجت، طب اعمل حسابك بقي أنك هتنام في الأوضة التانية
, قالتها لترفع رأسها بغرور انثي ومن ثم تركته ورحلت سريعا من أمامه لتتوسع عينيه في فزع مضحك يتمتم متحسرا:.
,
, - يعني كان لازم اقول رغاية البس يا ابن السويسي!
,
, مرت عدة ساعات طويلة الساعة الآن الثانية عشر ظهرا في منزل عمر، تحديدا في غرفة نومه هرولت تالا للمرة الخامسة تقريبا خلال عشر دقائق الي المرحاض تخرج كل ما في جوفها حتي لم يعد يسكن احشائها شي، اقترب عمر منها يسند جسدها برفق إلي الفراش ينظر لحالة الهذال التي تملكتها فجاءة مد يده يمسح علي خصلات شعرها يغمغم قلقا:
, - مالك بس يا تالا من الصبح وانتي وشك أصفر وشكلك تعبان بجد.
,
, حركت رأسها إيجابا تمسد بكفها علي بطنها انكمشت قسمات وجهها ألما تهمس بصوت ضعيف متألم:
, - مش عارفة يا عمر تعبانة أوي، حاسة بوجع جامد
, دقت سارة باب الغرفة في تلك الأثناء سمح لها عمر بالدخول لتدخل تمسك في يدها كوب عصير اقتربت من والدتها تنظر لها قلقة تحادثها بتلهف:
, - أنا عملتلك عصير، يا ماما قومي نروح نكشف مش هينفع حالتك دي بجد.
,
, حرك عمر رأسه إيجابا سريعا يؤيد فكرة ابنته بينما حركت تالا رأسها نفيا تهمس بنبرة خاملة:
, - ما فيش دكاترة نسا بيبقوا فاتحين دلوقتي يا سارة، كلهم بيفتحوا بليل
, تحرك عمر من مكانه يخرج ثيابه من الدولاب يغمغم سريعا في قلق:
, - يا ستي هندور مش هنخسر حاجة، أنا هروح اغير في الاوضة التانية، سارة ساعدي ماما تلبس.
,
, حركت سارة رأسها إيجابا سريعا بينما تحرك عمر لخارج الغرفة ارتسمت ابتسامة شاحبة علي شفتي تالا، ها هو عمر الذي أحبت قديما يعود من جديد، قامت ببطئ تستند علي يد ابنتها لتبدل ثيابها بأخري.
,
, تذمر حسام حانقا مع صياح زوجة أبيه الشريرة التي ظلت جوار رأسه ما يقارب نصف ساعة تصيح بجملتين فقط:
, - اصحي يا حسام، و**** لهتقوم تروح العيادة.
,
, زفر حانقا يضحك ساخرا لينا الشريرة، اسم لا يليق عليها تماما، زوجة أبيه تحاول جاهدة أن تعامله كوالدته الراحلة ولكنه لن يسمح بذلك بالطبع، صحيح أنها قصيرة ولكن صوتها المزعج يفوق منزل أبيه في الارتفاع، لم يجد حلا آخر سوي أنه استيقظ ينظر لها حانقا كطفل صغير، لتبتسم هي ابتسامة لطيفة قرصت وجنته برفق تغمغم مبتسمة:
, - شطور يا حسام صحصح بقي علي ما اعملك الفطار عشان تروح تفتح العيادة اللي مقفولة بقالها قرن دي.
,
, ثم خرجت في هدوء تام وكأنها لم تحدث إعصار للتو، قام حانقا من فراشه يضرب الأرض تحت قدميه لا يرغب سوي في النوم، التقط هاتفه يحادث الممرضة يخبرها أن تذهب إلي العيادة وتخبر المرضي بأنه سيأتي اليوم، تثأب ناعسا يمط ذراعيه في الهواء تحرك الي المرحاض اغتسل وبدل ثيابه بقميص أسود وسروال من نفس اللون وضع نظارته الطبية علي عينيه يلتقط حقيبة جهاز « اللاب توب »، نظر لصورته في المرآة ليصدح في رأسه جملة والدته التي تقولها له دائما.
,
, « بسم **** ما شاء ****، **** يحرسك يا ابني»
, ادمعت عينيه حين تذكرها وهو لم ينساها أبدا، ازاح نظارته يمسح دموعه ليخرج سريعا من الغرفة توجه الي أسفل ليجد لينا زوجة ابيه تضع الطعام علي الطاولة، تحرك هو ناحية باب المنزل ليلحق به صوتها تغمغم متلهفة:
, - مش هتفطر يا حسام٣ نقطة
, التفت برأسه لها يرسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه يحرك رأسه نفيا:
, - معلش ماليش نفس مش جعان.
,
, تنهدت حزينة علي حاله، ابتسمت تحرك رأسها إيجابا تحادثه برفق:
, - طب يا سيدي ممكن ما تتأخرش عن الساعة 5 عشان هنتغدي كلنا مع بعض.
,
, ابتسم لها من جديد يحرك رأسه إيجابا، تحرك للخارج منها الي سيارته يأخذ طريقه الي عيادته الخاصة، كان ينهي عمله في مستشفي الحياة ويذهب إليه ليلا مرتين او ثلاث علي الأكثر في الأسبوع، مر بعض الوقت إلي أن وقف بسيارته أمام العمارة السكنية التي تقع فيها عيادته، نزل من السيارة يلتقط حقيبته الخاصة، توجه الي اعلي لتتوسع عينيه في دهشة حين رأي العيادة مزدحمة لا موضع لقدم فيها تحرك بصعوبة بين الناس يلج الي غرفته الخاصة، نظر للمرضة قبلا يحادثها:.
,
, - عشر دقايق وهاتيلي ورقة الكشوفات
, حركت رأسها إيجابا سريعا، تنفذ ما يقول
, بينما في الأسفل وللصدفة البحتة الغير مقصودة بالمرة!، وقفت سيارة عمر بعد بحث طويل عن عيادة لطبيب النساء تعمل الآن لم يجد للأسف سوي تلك، نظر لاسم الطبيب الذي يعلو لافتة العيادة ليبلع لعابه يغمغم في نفسه:
, - يارب يكون تشابه أسماء.
,
, نزل سريعا من السيارة يسند تالا يصعد بها إلي العيادة نظر مدهوشا لاعداد الناس الضخمة ليقترب من الممرضة سريعا يغمغم متلهفا:
, - لو سمحتي معلش أنا مراتي تعبانة جدا ومش هتقدر تستني، لو في كشف مستعجل عاجل، حتي لو بعشر اضعاف السعر
, حركت الممرضة رأسها بالإيجاب تأخذ منه البيانات تملئ بها الاستمارة أمامها، تحركت تأخذ الأوراق لمكتب حسام دقت الباب تدخل الي المكتب وضعت الأوراق أمام حسام علي المكتب تغمغم سريعا:.
,
, - دكتور في واحد برة بيقول أن مراته تعبانة جدا، استمارته عندك اهي، ادخله الأول اصله جاي آخر واحد
, نظر حسام للاستمارة الماثلة امام عينيه ليرتفع جانب فمه بابتسامة خبيثة عمه الحبيب هنا، يلا فرحته العارمة، رفع وجهه ينظر للممرضة يتمتم في هدوء تام:
, - دخليه أول واحد، وما تستقبليش كشوفات تاني عشان أنا مش هطول النهاردة.
,
, تحركت الممرضة للخارج لحظات فقط وسمع دقات علي باب الغرفة سمح للطارق بالدخول دخل عمر يُسند تالا زوجته، توسعت عينيه في دهشة حين أبصر حسام يجلس أمامه بينما ارتسمت ابتسامة كبيرة واسعة علي شفتي حسام يغمغم مرحبا:
, - عمي حبيبي وجد عيالي، دا ايه الطلة البهية دي
, احتقن وجه عمر غضبا الوقح ابن ابيه هنا، مال برأسه علي إذن تالا يهمس لها حانقا:
, - تعالي نشوف دكتور تاني بدل الواد دا.
,
, حركت تالا رأسها نفيا تهمس بصوت خفيض مرهق:
, - يا عمر أنا تعبانة مش قادرة حقيقي.
,
, زفر حانقا يحرك رأسه إيجابا التفت خلفه ليجد سارة تدخل إلي الغرفة تغلق الباب خلفه، نظر ناحية حسام سريعا ليجد عينيه علي وشك أن تخرج قلوب حمراء، حمحم عمر حانقا يتجه بزوجته جلست تالا علي المقعد المجاور لمكتب حسام وقف عمر مواجها لها لأن الكرسي الآخر مكسور، ذلك الطبيب المهمل لم يكلف خاطره ويصلح الكرسي المكسور، تحركت سارة بقلب يسمع صدي نبضاته في المكان ناحية والديها تحاول بشتئ الطرق أن تبعد عينيها عن ذلك الوسيم الذي يجلس هناك، لا مقاعد أخري لها وقفت جوار والدتها لتسمع صوته يحادث والدتها:.
,
, - قوليلي بقي يا مدام تالا حضرتك بتشتكي من ايه
, قطبت تالا جبينها متعجبة حين رأته يقوم من مكانه حمل مقعده الكبير يضع جوارها نظر لسارة للحظات يبتسم في ولة في ولة:
, - اقعدي.
,
, ليعاود النظر لتالا ينظر لها باهتمام بمعني اكملي أنا أستمع، بدأت تالا تقص عليه ما تشعر به من آلام هو يقف خلف مكتبه يحاول اختلاس النظرات بين حين وآخر لتلك التي تجلس تكاد تنصهر خجلا، عاد ينظر لتالا ما أن انهت ما تقول ليشير لها لفراش الكشف يغمغم مبتسما:
, - طب اتفضلي حضرتك نعمل سونار نطمن علي الجنين
, استندت تالا علي يد سارة تساعدها للتوجه إلي الفراش تحرك حسام يتجه ناحيتهم ليجد عمر يقف أمامه يحادثه حانقا:.
,
, - أنت رايح فين يالا
, ابتسم حسام في استفزاز يكتف ذراعيه أمام صدره يغمغم:
, - رايح اعمل سونار
, لكزه عمر في صدره بحدة يردف في غيظ:
, - ما هي قالتلك ايه اللي تاعبها لزمتها ايه السونار، يا دكتور علي ما تفرج إنت
, لم تتغير ابتسامة حسام الاستفزازية السخيفة فقط مال برأسه علي إذن عمر يهمس له مستمتعا:.
,
, - ما تقلقش لما بيجي راجل غيران علي مراته بقوله ما تقلقش زي اختي، أمي، إنما مرات حضرتك أنا هعتبرها زي حماتي بالظبط، وبالعدين أنا البيبي دا يهمني جدا، دا هيبقي خال العيال
, اشتعلت أنفاس عمر غضبا كم ود لو يمسك في عنق ذلك المستفز شبيه أبيه يخنقه حتي الموت، بينما توسعت ابتسامة حسام تحرك ناحية فراش الكشف، يوجه عينيه للشاشة أمامه يحرك رأسه إيجابا يهمهم في هدوء:.
,
, - لاء تمام، تمام ما فيش اي مشاكل، هي عامة الأعراض دي طبيعية جدا بس ممكن عشان حضرتك ما حملتيش من مدة طويلة فحاسة الموضوع جديد عليكي
, حركت تالا رأسها إيجابا بوهن تغمغم بخفوت:
, - ايوة فعلا عندك حق ما حملتش من بعد سارة وسارين
, وجدها حسام فرصة ذهبية ليلتفت برأسه ناحية سارة يبتسم في وله مراهق يغمغم لها:
, - ينفع كدة يا سارة ماما تخضنا عليها وهي زي الفل.
,
, خرجت ضحكة خافتة من بين شفتي سارة تشيح بوجهها بعيدا في خجل ليقبض عمر علي وجه حسام يدير وجهه بعنف ناحيته هو يصيح فيه:
, - أنت مالك ومال سارة خليك في اللي بتعمله
, حمحم حسام في حرج يعدل من وضع تلابيب ملابسه يغمغم مبتسما:
, - عامة احنا محتاجين نعمل صورة ددمم كاملة، أنا ممكن اخليك تلف علي المعامل، بس أنا هاخد بنفسي العينة وابعتهى للمعمل
, التفت برأسه مرة أخري ناحية سارة يغمغم مبتسما:
, - شوفتي أنا حنين ازاي.
,
, جذب عمر رأسه بعنف مرة أخري بعيدا عن ابنته، اعتدلت تالا في جلستها بينما قام حسام ناحية صيدلية غرفته الصغيرة يخرج ( سرنجة فارغة )، اقترب من تالا لتنكمش قسمات وجهها خوفا تختبئ بين أحضان زوجها:
, - لا انا بخاف من الحقن
, رفع حسام حاجبيه ساخرا ينظر للمشهد المبتذل أمامه، ليلتفت برأسه ناحية سارة من جديد يسألها بنفس النبرة الحالمة:
, - انتي بتخافي من الحقن يا سارة.
,
, عند ذلك الحد ترك عمر زوجته ليندفع ناحية حسام قبض علي تلابيب ملابسه يصيح فيه:
, - لا بقئ ما أنا مش قرني قدامك اتلم يا ابن خالد بدل ما اطلعك في صفحة الحوادث، عم يقتل ابن أخيه ويمثل بجثته
, ابتسم حسام في براءة يلتفت برأسه ناحية سارة يغمغم بحالمية:
, - طب ما تيجي نغير عنوان الخبر، ويبقي عم يزوج ابنته لابن أخيه الطيب الغلبان وأنا أكشف عليكوا بالمجان، **** عليا في الشعر!
,
, لما عادت، لما رآها من الأساس لما عاد ذلك الشعور البشع ينخر بقلبه، رؤيتها تقتله عشقا تحييه عذابا، لكم الجوال امامه بعنف لكمة اخيرة ليقف مكانه يلهث بعنف يحرك رأسه نفيا لا وألف لا لن يعود لتلك الدوامة المفرغة من الألم من جديد يكفي ما فعلته به، توجه سريعا إلي هاتفه يبحث عن رقمها لحظات فقط واجابت ليبادر هو يغمغم سريعا قبل أن يغير رأيه:.
,
, - ايوة يا انجليكا، أنا عازمك علي الغدا النهاردة في بيت خالي، هعدي عليكي، سلام.

المئة


عشقهما معا حقق المعجزات، سطرت معه اولي صفحات عشق الصياد لمعجزته!
,
, كانت نائمة بين طيات غيمة وردية تلحق بها في اقاصي السحاب، حين شعرت بلساعات من أشعة الشمس تحرق وجهها، قطبت ما بين حاجبيها تحاول الابتعاد بوجهها عن تلك الحرارة تأفتت حانقة تفتح مقلتيها بصعوبة لتبصر شرفة غرفته مفتوحة علي مصراعيها ومن أشعة الشمس الحارقة يبدو أن الوقت قد تعدي الظهيرة، تمطت بذراعيها تشعر بالخمول كم ترغب في العودة للنوم من جديد، لحظات فقط وبدأت تتدفق ذكريات عدة الي رأسها عثمان السباق الجائزة كلمات عشقه التي نطقها بلا خجل بين جموع الناس في السباق، السيارة، عثمان يحملها، الباب يصفع، ومن ثم.
,
, اجفلت فجاءة علي حركة جوارها لتجد عثمان يدخل إلي الغرفة يحمل صينية طعام متوسطة الحجم يحمل عليها أصناف عدة تفوح رائحتها الشهية في الغرفة بأكملها تجعل معدتها تموء جوعا، نظرت لساقيه وهو يتحرك بسهولة لترتسم علي شفتيها تلقائيا إبتسامة صغيرة عاشقة، كم كانت الفترة السابقة صعبة بكل ما تعنيه الكلمة من معني، إلي أن بدأ يتحرك الخطي الثقيلة صارت اخف، إن استغني عن العكاز وباتت هي عكازه وها هو الآن يكمل طريق نجاحه للنهاية، يتحرك متوجها إليها، رمشت بعينيها عدة مرات حين اقترب منها يمسك بوردة بيضاء صغيرة امسكها بين يديه يضعها برفق بين خصلات شعرها يتمتم مبتسما في عشق خالص:.
,
, - صباح الفل يا مدام عثمان الصياد
, ابتسمت خجلة تشيح بعينيها بعيدا عنه نظرت لاصناف الطعام الموضوعة علي الصينية تقطب جبينها في عجب، رفعت رأسها تنظر له تسأله بخفوت:
, - أنت اللي عملت الاكل دا؟
, ضحك بخفة يحرك رأسه نفيا مد يده يقرص مقدمة أنفها برفق يغمغم عابثا:.
,
, - لاء طبعا أنا ما بعرفش اعمل كوباية شاي، طلبته جاهز، قولت لازم لما سارين تصحي تلاقي فطارها جاهز، عشان تاكل وتقوم تاخد شاور وتجهز عشان هنسفر الجونة بعد ساعتين
, توسعت عينيها في دهشة من كم الكلمات التي ألقاها فئ دهشة، من سيسافر وإلي أين ولماذااا، فغرت فاهها تسأله مدهوشة:
, - حيلك حيلك مين اللي هيسافر الجونة وساعتين ايه، أنا مش فاهمة حاجة.
,
, تنهد عثمان يآسا لما يجب أن تري النساء كل شئ بذلك القدر من التعقيد والدته تفعل نفس الشئ لما لا يتصرفون فقط بسلاسة، وما الغريب فيما قال، ابتسم يلتقط قطعة بسكويت صغيرة من فوق الصينية يدسها داخل فمها برفق يغمغم ضاحكا:
, - هنسافر الجونة شهر عسل، دراستك هتبدأ بعد اسبوعين، فاحنا نلحق نخطف الأسبوعين دول بدل شهر العسل اللي ما عرفناش نسافره، يلا بقي افطري، أنا حضرت الشنط بتاعتنا وحجزت الاوتيل.
,
, ابتسمت في سعادة تدق قلبها بعنف لا تصدق أن ما يحدث، يحدث فعلا ادمعت عينيها فرحا تهمس بنبرة مختنقة باكية:
, - مش عارفة اقول إيه يا عثمان، بس بجد أنا مبسوطة أوي، اللي بتعمله دا كتير أوي
, أبعد الصينية الفاصلة بينهما ليقترب منها احتضن وجهها بين كفيه يمسح دموعها الساقطة بإبهاميه ابتسم يهمس بنبرة حانية شغوفة:.
,
, - كتير، لا سارين، اللي عملتيه عشاني، ما يعوضهوش دلع الدنيا كلها ليكي، أنا هعيش اللي جاي من حياتي عشان بس اعوضك عن كل لحظة وقفتي فيها جنب عثمان العاجز، أنا بحبك يا سارين، بحبك أوي
, كلماته لم تزد دموعها سوي انهمارا، ضمها يعانقها بين ذراعيه لتطوق عنقه بذراعيها تبكي فرحا تشدد علي عناقه زوجها وحبيب القلب الذي لم يعرف نابضها البرئ سواه، خرجت من بين شفتيها ضحكة خجولة حين سمعته يغمغم عابثا:.
,
, - أنا رأيي أنك تقومي تجهزي، قبل ما اعمل حاجات هموت واعملها.
,
, دفعته بعيدا عنها تصدمه في كتفه بخجل تحركت ناحية المرحاض توصد الباب خلفها، توسعت عينيها في دهشة حين رأت المرحاض معد سلفا المغطس ملي بالماء الدافئ يغطي سطحه فقاقيع الصابون مناشف نظيفة، حتي ملابس السفر معلقة خلف علي حامل بعيدا عن المغطس حتي لا تبتل، ابتسمت في عشق كم تعشق ذلك الرجل، اغتسلت وبدلت ثيابها بأخري نظيفة، خرجت من المرحاض تبحث عنه بعينيها لا أثر له، الفراش نظيف مرتب يبدو أنه قد رتبه للتو، توجهت ناحية مرآة الزينة تجفف خصلات شعرها بمجفف الشعر الكهربائي، دقائق إلي أن انتهت ابتسمت تعقد خصلات شعرها علي شكل جديلة متوسطة الطول، وقفت تنظر لانعاكسها مبتسمة، شردت في حياتها السابقة وفيما هو قادم لتشهق فجاءة حين ظهر خلفها في سطح المرآة شهفت بخفة تغمغم:.
,
, - خضتني يا عثمان
, ضحك هو بخفة يسقط برأسه برفق علي كتفه ابتسم يغمغم:
, - ما انتي اللي كنتي في دنيا غير الدنيا، مين اللي واخد عقلك اكيد أنا صح
, ابتسمت تحرك رأسها بالإيجاب نظرت لانعاكسهما معا في المرآة للحظات طويلة قبل أن تختفي ابتسامتها سلطت مقلتيها علي عينيه تسأله دون أن تلتف له:
, - عثمان هو إنت فعلا بتحبني بجد!
,
, قطب ما بين حاجبيه مستنكرا ما تقول بما تهذي تلك الحمقاء، نظر لها متعجبا لتبلع هي لعابها تغمغم بصوت خفيض متردد:
, - يعني أنت هتفضل تحبني عشاني أنا، عشان بتحب سارين، ولا عشان سارين هي اللي وقفت جنبك ومع الوقت هتمل من حب الامتنان دا.
,
, زفر أنفاسه حانقا صدق حين قال إن النساء تعقد جميع الأمور ها هي حبيبته الحمقاء تفسد لحظاتهم السعيدة بأوهام غريبة لا توجد سوي في عقلها فقط، امسك بذراعيها من الخلف يلف جسدها إلي أن باتت مواجهة له، بسط يده أسفل ذقنها يرفع وجهها له نظر لمقلتيها حرك رأسه نفيا بخفة يهمس لها بهدوء:.
,
, - شيلي اي فكرة وحشة من دماغك عثمان بتاع زمان مش هو عثمان اللي واقف قدامك دلوقتي، عثمان القديم كان شخص تافة بيجري ورا دماغه حياته كلها غلط في غلط، إنما دلوقتي لاء، أنا اتغيرت يا سارين، بمجرد ما نرجع من شهر العسل هنزل شركة السويسي وهتسلم شغلي فيها مهندس برمجة، ومشروع التخرج بتاعي أنا خلاص قربت اخلصه، سارين أنا ببدأ معاكي أول خطوة ليا في كل حاجة حلوة، بكرة الأيام تثبتلك أن أنا فعلا بحبك أوي يا سارين.
,
, اندفعت تعانقه بعنف تغرز رأسها في صدره تطوق ظهره بذراعيها انهمرت دموعها بين أحضانه تهمس بصوت خفيض باكي:
, - وأنا كمان بحبك، بحبك اوي يا عثمان.
,
, في منزل خالد السويسي، تحديدا في غرفته هو، فتح عينيه يتمطي بذراعيه، انتصف جالسا يعبث في خصلات شعره قطب ما بين حاجبيه يحاول أن يتذكر كيف انتهي به الوضع نائما آخر ما يتذكره أنه كان يعمل علي جهاز « اللاب توب» الخاص به وجاءت لينا جلست جواره علي الفراش، ليترك هو الجهاز بعيدا قليلا ويسقط برأسه علي قدميها لتضحك هي بخفة مدت يدها تعبث في خصلات شعره وبعدها لا يتذكر شيئا سوي أنه شعر بثقل في جفنيه مع حركة يديها الحنون، تحرك ينزل ساقيه عن الفراش ليسمع صوت المياة تتدفق داخل المرحاض، ابتسم في خبث لينا في المرحاض في الاغلب تستحم، لينا عاشقة النظافة تستحم ما يزيد عن عشر مرات يوميا، تحرك بهدوء حافي ناحية باب المرحاض وقف خلفه حتي إذا فتحته يختفي هو خلفه ولا يظهر لحظات وسمع صوت المياة تتوقف لتتوسع ابتسامته الخبيثة، سمع الصوت يُفتح ليصبح هو خلفه سمعها تغمغم متعجبة:.
,
, - ايه دا هو راح فين، دا أنا سيباه من عشر دقايق نايم، معقول يكون راح عند لينا ممكن
, خرج هو من خلف الباب المغلق في هذه اللحظة يطوق خصرها من الخلف يحملها عن الأرض صرخت من المفاجأة بينما ضحك هو بخشونة قرب فمه من اذنيها يهمس لها بصوت خفيض ضاحك:
, - مش معقول يا لينا بتستحمي كل عشر دقايق أنا بحس جنبك اني معفن
, ضحكت بخفة لتصدمه علي كف يده الممسكة بخفة تغمغم في ضيق:.
,
, - اوعي يا خالد ما تهزرش، وبطل حركاتك دي بقي، هتجبلي القلب
, ضحك عاليا بخشونة ليحملها بين ذراعيه يتوجه بها إلي مرآة الزينة، انزلها أرضا لتهز رأسها يآسة من أفعاله الصيبانية التي لا تتغير، مدت يدها تلتقط فرشاة شعرها ليدني برأسه يقربها من رأسها ابتسم يغمغم ببراءة *** صغير:
, - سرحيلي شعري.
,
, ضحكت بخفة تحرك رأسها بالإيجاب التفتت له ترفع يدها بالفراشه تحاول تمشيط خصلات شعره بينما هو ينظر لها يبتسم في وله عاشق مراهق يري معشوقته سرا، رفعت حدقتيها تنظر لعينيه حين شعرت به يطيل النظر لتهمس له بصوت خفيض مبتسم:
, - بتبصلي كدة ليه
, حرك رأسه نفيا بخفة أخذ الفراشة من يدها يلقيها بعيدا علي سطح الطاولة يغمغم لها بصوت ببحته الخاصة في تلك اللحظات:.
,
, - مش عارف هعشقك أكتر من كدة إيه، عارفة مجرد ما بصحي من النوم ابص جنبي والاقيكي نايمة دي السعادة في حد ذاتها، لينا أنا عارف أنك سمعتي منك كتير بحبك بعشقك، بس صدقيني لو في كلمات تانية وجودها توصف الحب، كان هتبقي موجودة عشان توصف عشقي ليكِ٣ نقطة
, أحبك يا من تربي فؤادي فقط علي عشقك
, أحبك يا من ازهرتي صحراء قلبي بربيع عشقك.
,
, أحبك يا من اخرجتي فؤادي من حجيم فراقك إلي جنة عشقك، أحبك قبل أن تُخلق أنفاسي وحتي تتوقف نبضاتي، فأنا قد حييت حين سقط فؤادي صريع عشقك.
,
, ادمعت مقلتيها وكالعادة عجز لسانها عن النطق بحرف أمام طوفان عشقه الجارف، طوقها بذراعيه لتلحم جسدها بجسده تخبره كم تعشقه، لحظات طويلة وهي تتمسك به وكأن حياتها تنبض داخل صدره، لحظات كانت تعرف أنها لن تمر هكذا، سيختمها بطريقة أخري هي خير من يعرفه، وقد صدقت حين سمعته يغمغم جواار اذنيها بصوت خفيض عابث:
, - ايوة يعني بعد العشق والشعر دا كله، ماوحشتكيش البسبوسة.
,
, ضحكت يأسة كانت تعرف أنه لن يتغير، ابتعدت عنه قليلا تصدم صدره بكفها تضحك وتنساب دموعها السعيدة فئ ان واحد تزجره بدلال:
, - يا ابني بقي، هو إنت لو كملت جملتين من غير قلة أدب، هيقولوا اللي ما قالش أدبه أهو
, ضحك عاليا قبل أن يميل يحملها بين ذراعيه يلاعب حاجبيه عبثا، يغمغم لها في خبث:
, - سوري دي ثوابت٣ نقطة
,
, قاطع ضحكاتهم صوت رنين هاتفه ليقطب جبينه غاضبا يشتم المتصل في سره انزلها أرضا برفق ليتوجه ناحية الهاتف قطب جبينه قلقا ما أن رأي اسم المتصل فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه سريعا يستمع الي الطرف الآخر عدة لحظات قبل أن ترتسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه يغمغم في هدوء:
, - أنا جايلك مسافة السكة
, أغلق الخط بنظر له يضيق حدقتيه بغيظ يتمتم حانقا:
, - قريتي يا أختي، مش مسامحك، شعر راسي غضبان عليكي.
,
, ظل يتمتم حانقا وهو يتوجه الي المرحاض ليغتسل ويبدل ثيابه بينما هي تضحك علي ضيقه، خالد هو خالد لن يتغير.
,
, في الغرفة القريبة منهم، فتحت عينيها بهدوء تنظر لسقف الحجرة ترتسم على شفتيها شبح ابتسامة صغيرة، فارقتها الكوابيس منذ مدة، ليحل هو مكانها باتت تراه في جميع احلامها، تارة يرقصان، وتارة اخري في زفاف كبير لهما، وأحيانا تري مشاهد سعيدة من شهر عسلهما القصير، أغمضت عينيها متألمة حين ادركت هي أنها لا تعشق غيره، يبدو أنه توقف عن عشقها، إلي متي سيظلان في تلك الدوامة احدهما يركض خلف الآخر لما لا يلتقيان وينتهي الأمر، زيدان غاضب وربما توقف عن عشقها، ابتسامته باتت فاترة، كلماته مجاملة بلا اي حياة، من الاهون عليها أن يتوقف عن محادثتها من الأساس كانت وقتها ستتأكد أنه لازال يعشقها هو فقط غاضب ولكنه يتصرف بشكل طبيعي مؤلم لاعصابها، وكأن أمرها لم يعد يعينه، قامت من فراشها تنفض عنها الغطاء الخفيف، توجهت الي مرآه زينتها تنظر لنفسها في المرآة تبتسم في شحوب، لازالت جميلة ولكن تلك الشقراء تفوقها جمالا، هل انجذب زيدان للشقراء ونسيها، هي لا تملك ادني حق لتلومه بعدما حدث ولكنها تتألم بشدة، قلبها ينخر من الألم عقلها يصرخ فيها وقلبها لا يتوقف عن البكاء، تحركت إلي المرحاض تغتسل بدلت ثيابها بأخري، خرجت من غرفتها لتجد والدها يخرج هو الآخر من غرفته ابتسم ما أن رآها ليقترب منها يطوق كتفيها بذراعيه مال يقبل جبينها يسأله بحنو:.
,
, - عاملة ايه دلوقتي يا حبيبتي
, ابتسمت في شحوب تحرك رأسها بالإيجاب ليربط علي وجهها برفق يغمغم بترفق:
, - طب أنا عندي مشوار سريع وهجيلكوا علي الغدا، عايزة حاجة وأنا جاي
, حركت رأسها نفيا تبتسم، ليودعها خالد ويرحل، توجهت هي تنزل لأسفل، حيث غرفة المعيشة تشاهد التلفاز وقعت عينيها علي ذلك المقعد البعيد تتذكر ذكري بعيدة قريبة في الوقت ذاته حين كان يهمس لها عاشقا.
,
, « - وحشتيني يا حبة البندق، صورتك ما بتغبش عن عيني طول الوقت بس الصورة
, ما تغنيش عن جمال الأصل يا بندقتي
, كلماته عاشقة محبة لطيفة ولكنها تنزل كالحمحم علي قلبها تجعله يزداد
, سخطا عليه وخوفا منه تكرهه تمقته تخافه وهو مستمر بالالتصاق بها كالعلكة صعب التخلص منه، ترقرقت دمعتين في عينيها تنظر له بمقت شديد:
, بكرهك.
,
, مد يده ممسكا بخصلة ناعمة من شعرها الطويل الناعم كشلالات من الشكولاتة الذائبة، ابتسم بثقة يحرك رأسه إيجابا:
, عارف انك بتكرهيني بس وعد مني اني هخليكي مش تحبيني لاء، تعشقيني، تعشقي كلامي صوتي لمستي، وعد من زيدان الحديدي وأنا عمري ما اكسر وعدي يا بنت خالي ».
,
, وقد صدق في وعده كم تشتاق في تلك اللحظة لتسمع صوته يمطرها بكلمات عشقه اللامتناهي، كم تطوق لاحتضانه، لتخبره أنه كان الأمان وهي فقط لم تكن تري، أغمضت عينيها تشعر بسائل ساخن يجري علي وجنتيها، كيف خسرت عشقه بتلك الطريقة، فتحت مقلتيها سريعا حين شعرت بلمسة يد حنونة تمسح كم تمنت أن يكون هو، ولكنه لم يكن رسمت ابتسامة زائفة علي شفتيه حين رأت جاسر أمامها ينظر لها قلقا يسألها:.
,
, - مالك يا لينا بتعيطي ليه يا حبيبتي
, حركت رأسها نفيا تحاول إيجاد عذر تبرر به بكائها له ولكنه لم يقتنع فقط ضحك يغمغم يآسا:
, - كدابة كدب الإبل، ما تحاوليش، أنا عارف أنتي بتعيطي ليه بس صدقيني كل حاجة هتتصلح٣ نقطة
, رفع عدة حقائب من الأرض جواره يفتحهم أمام وجهها يغمغم ضاحكا:
, - تعالي بقي اوريكي أنا جايبلك كمية حلويات معايا يكفوكي 3 قرون قدام.
,
, ضحكت رغما عنها تنظر للحقائب الكثيرة أمامها قبل أن ترفع وجهها له تسأله سريعا:
, - روحت لسهيلة
, تنهد حزينا يحرك رأسه إيجابا عبث بأحدي الحقائي يتمتم شاردا:
, - ايوة روحتلها، حاولت اشوفها، بس أبوها قالي أنها نايمة، هي مش عايزة تشوفني يا لينا وأنا مش عارف اعمل ايه عشان أراضيها..
, شردت عيني لينا تنظر في الفراغ بحزم لن تسمح لصديقتها أن تتمادي في عنادها فتضيع عشقها كما فعلت هي قبلا.
,
, علي صعيد آخر وقفت سيارة خالد بعد مدة أمام احدي المستشفيات نزل منها يتحرك لداخل المستشفى، حيث يعرف جيدا اين سيذهب، الي الطابق الثاني الغرفة 234، هناك حيث يوجد هدفه، توجه إلي الغرفة ليجد الطبيب يخرج منها اقترب خالد منه يسأله باهتمام:
, - اخباره ايه
, حرك الطبيب رأسه إيجابا يغمغم بلهجة عملية مطمئنة:.
,
, - الحمد لله حالته بدأت تتحسن كتير عن الأول الرصاصة كانت قريبة جدا من القلب، ولولا أنه اتلحق كان مات، تقدر تشوفه بس ما تطولش
, ابتسم خالد في هدوء تحرك ناحية الغرفة يدق بابها، حرك المقبض ودخل ليجد شاب في منتصف العشرينات تقريبا ينتصف جالسا علي الفراش يلف شاش أبيض كبير صدره بالكامل ابتسم يخلع نظارته الشمسية اقترب خالد من فراشه يتمتم مبتسما:
, - حمد لله علي سلامتك يا معاذ!
,
, ابتسم الفتي ابتسامة شاحبة مرهقة ينظر للواقف أمامه ممتنا، لولا انقاذه السريع له لكان مات بالفعل، ذلك المختل الذي اختطفه اطلق عليه الرصاص ولكن حمدا لله أن الرصاصة لم تقتله، عرف بعد أن آفاق أن خالد اشاع خبر موته حتي يبعده عن اي مؤامرات قادمة قد تقلته، جذب خالد مقعد يجلس جوار فراش معاذ ظل صامتا للحظات قبل أن يتنهد يغمغم مبتسما:.
,
, - أنا مش عارف اقولك ايه و**** يا إبني، أهم حاجة دلوقتي أنك بخير، حظك معلش أنك وقعت مع عالم مجانين، قوم أنت بس بالسلامة وأنا هفضل جنبك، صدقني مش هسيبك
, ابتسم معاذ ابتسامة شاحبة متعبة للغاية نظر لخالد يحادثه بصوت بالكاد يُسمع:
, - أنت بتعمل معايا كدة ليه، المفروض تكون بتكرهني، هما خدعوا بنتك بشخصيتي أنا٣ نقطة
, ابتسم خالد مد يده يربت علي يد معاذ ذلك الشاب المسكين، تنهد يحادثه مبتسما:.
,
, - أنت مالكش ذنب في حاجة، ودي أقل حاجة اعوضك بيها عن سنين عمرك اللي سرقوها منك عشان ينتقموا مني، اتحسن إنت بس، ومالكش دعوة بأي حاجة تانية، أنا مضطر امشي، بس هجيلك تاني، عايز المرة الجاية الاقيك احسن من كدة
, ابتسم معاذ له ممتما لتدمع عينيه يحرك رأسه إيجابا، قام خالد يودعه يتحرك عائدا لبيته، ما إن نزل إلي السيارة دق هاتفه برقم عمر أخيه ما أن فتح الخط اندفع أخيه يصرخ حانقا:.
,
, - بقولك ايه يا خالد أنت تبعد ابنك عن بنتي بدل ما و**** هزعلهولك، أبنك ما شافش بجنية ونص تربية بيعاكسها قدامي، وعمال يتنحنح بشكل سخيف ولا عاملي اي اعتبار
, زفر خالد حانقا يزمجر غاضبا يقاطع سيل صياح أخيه:
, - بس يا حيوان، ودني في ايه، فهمني براحة ايه اللي حصل، وشوفت حسام فين اصلا.
,
, صمت عمر حانقا يقص علي أخيه ما حدث كاملا، علت ابتسامة صغيرة شفتي خالد، ذلك الشاب يثبت كل يوم أنه ابن ابيه حقا، حمحم يتمتم بصوت جاد غاضب:
, - لاء طبعا ما يرضينيش اللي عمله دا، أنا هتصرف معاه لما أروح، ما تقلقش
, اغلق الخط مع أخيه لينفجر ضاحكا يردد داخل نفسه:
, - هذا الشبل من ذاك الأسد.
,
, وقفت السيارة بعد رحلة طويلة من أسيوط إلي القاهرة، أدهم يوجه تركيزه كاملا للطريق، بينما مراد عينيه لا تنزحان عن تلك الصغيرة النائمة بين احضانه، يحمل في يده زجاجة حليب صغيرة اعطتها له الممرضة بعد أن قامت باطعامها مرة، الصغيرة تنام في هدوء كملاك نزل إلي الأرض خطاءً، كيف يمكن أن تكن بذلك النقاء، هل كان يوما مثلها، هو حقا لا يتذكر، منذ أن بدأ يكبر وهو يشعر بالحقد والكرة علي الجميع، لن يدعها تشعر بما عاني هو، لن يبدد هالة النقاء التي تحيط بها ابدا، صغيرته طفلته، ابنته، رفع وجهه ينظر لأخيه بأعين دامعة يسأله متلجلجا:.
,
, - تفتكر لما تكبر هتبقي زيي يا أدهم
, تعجب أدهم حقا من نبرة مراد الباكية، يشعر بالشفقة تأكل قلبه عليه، حرك رأسه نفيا يحاول التخفيف عنه قليلا يهمس له مترفقا:
, - هتبقي احسن منك ومني ومن الكل يا مراد..
,
, ابتسم الأخير في سعادة كطفل صغير يحرك رأسه بالإيجاب اخيرا وقفت السيارة نزل ادهم ومن خلفه مراد يحمل الصغيرة بين ذراعيه بحرص شديد، وكأنه قطعة غالية من الألماس يخشي فقدها، نظر لدكان جدته ليجده مغلقا، قلق أدهم كثيرا من أن يكون أصاب جدته مكروها، وذلك نفس الشعور الذي تسرب لقلب مراد، تحرك الرجلين لأعلي يدق أدهم الباب سريعا، هو حتي لا يتذكر أين مفاتيحه في تلك اللحظة، لحظات ووجد جدته تفتح الباب ليندفع أدهم الي الداخل يعانقها بقوة يغمغم متلهفا:.
,
, - انتي كويسة يا جدتي، المحل مقفول و
, قاطعته منيرة تغمغم ضاحكة:
, - ما تقلقش يا واد أنا بخير، بس قولت أريح النهاردة شوية..
, أبعدها عنه يتنهد بارتياح، ليخطو مراد إلي داخل المنزل في تلك اللحظات يحمل الصغيرة النائمة بين ذراعيه نظرت له منيرة لتدمع عينيها شوقا، خاصة وهي تري حاله البائسة، قطبت جبينها تنظر للرضيعة التي يحملها مراد بين ذراعيه اقتربت منه تسأله سريعا بتلهف:.
,
, - مراد كنت فين يا ابني حرام عليك حرقت قلبي عليك من الخوف ومين اللي انت شايله ولا شايلها علي دراعك دي
, نظر مراد أدهم ليقترب الأخير منه يأخذ الطفلة من بين يديه برفق، اقترب مراد سريعا من منيرة يرتمي بين أحضانها يعانقها كطفل صغير خائف يجهش في بكاء احتبسه لأيام وأيام:
, - أنا آسف يا ستي، آسف، كنت غبي مغيب، بجري ورا شيطاني، ما سمعتش كلامك، بس خلاص فوقت و**** فوقت، سامحيني.
,
, انسابت دموع منيرة لتشدد علي احتضانه تغمغم له سريعا:
, - أنا مسمحاك يا قلب ستك، أنا عارفة انهم السبب هما اللي عملوا فيك كدة، ما تعيطش يا مراد عشان خاطري يا إبني
, ابعدته عنها تسمح وجهها بكفيها ليمسك كفي يدها يقبلهما، ادمعت عيني أدهم علي ما يحدث، قبل أن يصدح صوت بكاء الصغيرة من جديد، انتفض أدهم مفزوعا ينظر لتلك الباكية بين ذراعيه لا يعرف ما يفعل نظر لشقيقه يصيح مفزوعا:
, - مراد، دي بتعيط، خدها، خدها اهي.
,
, تحرك مراد يود أن يأخذ ابنته من بين ذراعي أخيه، ليشعر بيد منيرة تقبض علي كف يده التفت له لتسأله محتدة:
, - ما تفهموني أنت وهو مين البنت دي
, ابتسم مراد في شحوب معذب اقترب من أدهم يأخذ الصغيرة من بين يديه، اقترب بها من منيرة مد يده لها بها لترفع يديها سريعا تحمل الصغيرة الباكية، نظرت لها للحظات لتعاود النظر لمراد تسأله بعينيها عن هويتها ليبتسم الأخير في شحوب يتمتم:
, - ياسمين حفيدتك، بنتي يا ستي.
,
, توسعت عيني منيرة في دهشة تنظر للصغيرة بين يديها في ذهول، ابنه حفيدها من من، وكيف حدث ذلك ومتي؟!
,
, في منزل خالد السويسي.
,
, جلس جاسر مع لينا في غرفة الصالون، دقات الباب فتحت الخادمة كان حسام الذي توجه مباشرة إلي غرفته دون أن ينطق بحرف، دقات الباب مرة أخري، تلك المرة والدها الذي ابتسم لهم يحي جاسر وتوجه مباشرة إلي غرفته هو الآخر، ودقات الباب للمرة الأخيرة خلعت قلبها، حين رأته يدخل من الباب بمفرده، تقسم أن دقات قلبها تكاد تصل إليه من سرعتها، كم اشتاقت إليه وقد رأته فقط قبل ساعات، ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها ما أن رأته، ابتسامة سرعان ما تلاشت حين لحقت به تلك الشقراء تمسك بكف يده تبتسم في سعادة وكأنها تملك العالم أجمع تفتت قلب وهي تري يدها تعانق كف يدها، تسارعت أنفاسها تنظر له نظرات مقتولة يائسة لها بنيران تكاد تحرقها، الشقراء تسعي لسرقته منها، تقدم بصحبتها للداخل، اقترب من جاسر يصافحه، ومن ثم توجه إليها مد يده لها يبتسم في هدوء قاسي يحطم القلب مد كف يده لها يغمغم مبتسما:.
,
, - ازيك يا لينا، اتمني تكوني أفضل دلوقتي
, مدت يدها تضعها في كفها تكاد تقسم انها شعرت بكهرباء تصعق جسدها ارتعش جسدها بعنف، لتسحب يدها من يده سريعا، بينما ابتسم هو في هدوء ما أن جذبت يدها من يده أسرعت تلك الشقراء تمسك كفه من جديد أخذها وخرج من الغرفة يجلسان في الغرفة الخارجية بينما لينا تراقب بأعين كالجمر اقتربت برأسها من جاسر.
,
, - هطق يا جاسر همووووت أنت ما شوفتهاش بتتلزق فيه ازاي، دا مجرد ما ساب ايدي جريت مسكت ايده
, شدت علي أسنانها تهمس بها بغيظ شديد، ليبتسم جاسر في إعجاب اطلق صفيرا عاليا يغمغم بولة:
, - بس بصراحة البت صاروخ اوربي علي ابوه، يا بختك يا زوز
, احتقنت عيني لينا غيظا لتمد يدها تقرص ذراع جاسر بعنف تأوه الأخير متألما نظر لها حانقا يمسد بكفه ذراعه يتمتم حانقا:
, - ايه يا لينا الغباء دا٣ نقطة
,
, قبضت لينا علي تلابيب ملابس شقيقها تجذبه ناحيتها قليلا تهمس في غيظ:
, - جاسر نتشقلب كدا وتبعد اللزقة الامريكاني دي عن زيدان قبل ما اقتلها
, ارتسمت ابتسامة متشفية علي شفتي زيدان يلاعب لها حاجبيه يتمتم ساخرا:
, - جرب نار الغيرة، صحيح ما يكدش المزة الا مزة امز منها
, اشتعلت النيران في عيني لينا تنظر لأخيها نظرات قاتلة ليحمحم متوترا ابتعد عنها يعدل من تلابيب ملابسه ابتسم يغمغم في ثقة:.
,
, - اتفرجي وشوفي چينيس العيلة هيعمل ايه
, راقبت بأعين فضولية متمنية أن يحرقها جاسر حية، ابتعد جاسر عن الغرفة يتوجه إليهم، في نفس اللحظات التي صدح فيها صوت عراك حاد يأتي من الأعلي، تناهي الي الجميع صوت خالد الغاضب، يناطحه صوت حسام
, - أنا هتجوز سارة يعني هتجوزها يا خالد يا سويسي
, - دا بعدك يا ابن خالد إن كنت أنت دماغك ناشفة فأنت واخد صخرة من جبل، فاهم يا ابن خالد.
,
, - لا مش فاهم، كل واحد فيكوا بيعمل اللي هو عايزه وعلي مزاجه، اشمعني أنا
, - اللي اقوله هيتنفذ يا حسام مالكش دعوة بسارة خالص مفهوم
, - لاء مش مفهوم، وهتجوزها غصب عنكوا
, - أنت قليل الأدب، بعدها صدحت صوت صفعة قوية ساد بعدها صمت تام، لحظات وسمعوا صوت خطوات تنزل مهرولة علي سلم البيت ليجدوا حسام ينزل سريعا من أعلي بخطي سريعة غاضبة عينيه حمراء كالجمر٣ نقطة
,
, تحرك ناحية باب المنزل كاد يفتحه ليخرج ليصدح صوت خالد من أعلي السلم يصيح فيه:
, - حسام قسما ب**** لو رجلك عدت الباب دا لهكسرهالك
, اشتعلت عيني حسام غضبا، التفت ينظر لخالد نظرات سوداء حانقة، لينزل خالد من اعلي بهدوء تام تحرك خالد ناحية غرفة مكتبه نظر لحسام يتمتم في هدوء قاتل:
, - ورايا يا بيه!




 
  • عجبني
التفاعلات: ☠️ B̷A̷D̷ M̷A̷N̷ ☠️
للمراجعة تعديل العنوان والبادئة وربطها مع ما سبقها @مشرفين قصص
 
انتظروني في السلسلة الاخيرة
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
هذا رابط السابقة @مشرفين قصص

 
لم يتم ربطها بالتالية @BASM17 اسطورة القصص
وهذا رابط التالية

 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%