NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

أسير عينيها للعشق قيوده الخاصة السلسلة الثانية عشر

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

ناقد بناء

معاون
طاقم الإدارة
معاون
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
17 ديسمبر 2021
المشاركات
8,873
مستوى التفاعل
2,904
نقاط
17,247
الجنس
ذكر
الدولة
كندا
توجه جنسي
أنجذب للإناث
صمت تام يطغي علي المكان بعد ما حدث الجميع ينظر في صمت، مشادة حادة بين حسام ووالده قامت في لحظات، هل حقا ضرب خالد حسام، توجهت أعين الجميع ناحية السلم حين شعروا بحركة تخطو متوجهة نحوههم، نزلت لينا زوجة خالد من أعلي لتسرع ابنتها إليها تسألها قلقة:
, - في إيه يا ماما، ايه الزعيق دا، هو بابا ضرب حسام فعلا.
,
, تنهدت لينا يأسة من أفعال زوجها، نظرت ناحية باب غرفة المكتب المغلقة لتشرد عينيها فيما حدث قبل دقائق فقط.
,
, Flash back.
,
, كانت تجلس جوار الشرفة في غرفتهم مكانها المفضل، تفضل الجلوس هناك، مع كوب قهوة بالحليب، وكتاب أدب إنجليزي بلغته الأصلية، نسمات الهواء المختلطة برائحة الأشجار تلتف حولها، حالة خاصة من الانسجام، أبصرت عينيها وهي جالسة دخول سيارة حسام، لتبتسم ما أن رأته، تنظر له حزينة، من المفترض كما تروي الحكايات أن زوجة الأب الشريرة تكره ابن زوجها ولكنها حقا تشعر بصلة غريبة تربطها بذلك الشاب، وكأنه من دمها هي، من الممكن لأنه شديد الشبه بأبيه، او هي وصية شهد التي رمتها فوق عاتقها أن تصبح هي مسؤولة عنه، رأته يتوجه للداخل، ولحظات أخري ووقفت سيارة خالد عندئذ ارتسمت ابتسامة كبيرة علي شفتيها حين رأته يهبط من سيارته مازال قلبها يدق بعنف في كل مرة تراه فيها وكأن سنوات العمر لم تتحرك لحظة، شعر بها هو دائما ما يفعل رفع رأسه لها يغمزها بطرف عينيه لتتورد وجنتيها خجلا، ذلك الرجل كم تحبه تعدت حدود الجنون في عشقه الخالد، لحظات فقط وسمعت صوت مقبض الباب يُفتح بالطبع هو من غيره يقتحم الغرفة وكأنها أحدي عمليات الضبط، ابتسمت تلتفت برأسها له، لتراه يخلع سترة حلته نظر لها يردف محتدا:.
,
, - حسام باشا عاملنا مشاكل مع عمر عشان سارة، أما نشوف البيه اللي عايش مراهقة متأخرة دا
, قالها ليجذب رابطة عنقه يزيح أكمام قميصه للخلف، عقدت هي جبينها قلقة من ردة فعله٣ نقطة
, تحرك خالد ناحية غرفة حسام يفتح بابها فجاءة دون سابق إنذار، دخل إلي الغرفة لتشخص عيني حسام في ذهول ضم ضفتي قميصه الذي كان علي وشك خلعه ينظر لوالده في ذهول يتمتم:.
,
, - ايه يا بابا في اي، خضتني، وبعدين خبط قبل ما تدخل، افرض قالع ولا بغير هدومي
, ضحك خالد ساخرا يرفع حاجبه الأيسر ينظر. لحسام نظرات متهكمة ساخرة:
, - ايه يا حبيبي أنت بنت هتتكسف، أوضة اختك الوحيدة اللي أنا بخبط عليها باقي الأوض بفتح واخش عادي اتعود علي كدة بقي
, زفر حسام حانقا ينظر لوالده في غيظ عقد ساعديه أمام صدره ابتسم في اصفرار يردف:
, - حضرتك عايز مني حاجة، ولا ادخل أغير هدومي في الحمام.
,
, - عمك عمر حكالي علي اللي بيه عمله النهاردة يا دكتور يا محترم٣ نقطة
, أردف بها خالد محتدا ينظر لحسام نظرات حادة غاضبة، ليبتسم الأخير بلامبلاة يتمتم في هدوء تام:
, - عملت ايه يعني هو اللي مش راضي يجوزني بنته، وبعدين أنا كنت بهزر
, اقترب خالد من حسام خطوتين إلي أن صار أمامه مباشرة ارتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة يتمتم متهكما:.
,
, - بنته اللي أصغر منك ب12 سنة علي الأقل عيلت اوي منك يا حسام، عيب عليك يا دكتور دا أنت لو كنت اتجوزت بدري كنت خلفت قدها
, اشتعلت عيني حسام بلهيب نيران كلمات والده الساخرة، تهدجت أنفاسه بعنف مخيف ينظر لوالده وشزرات نار تأكل قلبه ليصدح صوته عاليا:
, - أنا هتجوز سارة يعني هتجوزها يا خالد يا سويسي.
,
, اخفي خالد ابتسامة بسهولة هو يريد أن يعرف لأي مدي سيحارب ابنه للوصول الي ما من أحب رسم الغضب ببراعة علي قسمات وجهه ليدفعه في صدره بعنف يزمجر غاضبا :
, - دا بعدك يا ابن خالد إن كنت أنت دماغك ناشفة فأنت واخد صخرة من جبل، فاهم يا ابن خالد
, حرك حسام رأسه نفيا هو يعاني منذ زمن من مشاكل مع الغضب، تتلبسه حالات حادة تجعله لا يسيطر علي انفعالاته لم يشعر بنفسه سوي وهو يتحرك باضطراب يصرخ بقوة:.
,
, - لا مش فاهم، كل واحد فيكوا بيعمل اللي هو عايزه وعلي مزاجه، اشمعني أنا
, عقد خالد ما بين حاجبيه قلقا غاضبا في الآن، قلقا من تلك الحركات المضطربة التي يتحرك بها حسام، غاضبا من صوته وحدته في الكلام، تنهد يصيح بصوت مرتفع غاضب:
, - اللي اقوله هيتنفذ يا حسام مالكش دعوة بسارة خالص مفهوم
, وقف حسام للحظات ينظر للواقف أمامه ليرتعش جسده بعنف اضطربت حدقتيه يصيح محتدا وكأن شيطانا تلبسه:.
,
, - لاء مش مفهوم، وهتجوزها غصب عنكوا
, قلق خالد من ارتجافه حسام العنيفة، رفع يده يصفعه علي وجهه بعنف عله يهدئ قليلا، نطق تلك الجملة تبريرا لما فعله
, - أنت قليل الأدب٣ نقطة
, توقف حسام عن الارتجاف ينظر لوالده نظرات حادة غاضبة ليندفع لخارج الغرفة يهبط لأسفل سريعا، تحرك خالد خلفه ليجد لينا تقف هناك تنظر لحسام حزينة وهو يغادر التفتت برأسها لخالد تطالعه بنظرات عتاب للحظات تقدمت ناحيته تحادثه محتدة:.
,
, - في إيه يا خالد، ليه الزعيق دا كله، ما اعتقدش إن هو اجرم يعني عشان بيقولك أنه بيحب بنت عمه وعايز يتجوزها، اتفضل لو سمحت الحقه
, تنهد خالد قلقا يحرك رأسه إيجابا سريعا تحرك يلحق بولده
, Back.
,
, اجفلت لينا من شرودها، تنظر ناحية باب غرفة المكتب المغلقة، تود لو تعرف ما يحدث بالداخل
, وما كان يحدث هو، دخل خالدة إلي الغرفة، يجلس علي المقعد المجاور لمكتبه انتظر للحظات، قبل أن يدخل حسام إلي الغرفة ينظر بعيدا عنه حانقا، اشار خالد للمقعد المقابل له يتمتم حانقا:
, - اقفل الباب واترزع.
,
, زفر حسام في غيظ أغلق باب الغرفة ليتوجه للمقعد المقابل لأبيه تهاوي إليه ينظر بعيدا يشعر بالغضب، تلك ليست المرة الأولي التي يصفعه والده وهو ليس بطفل ليحدث ذلك، قبض خالد علي فك حسام يدير وجهه إليه قطب ما بين حاجبيه يسأله مترقبا:
, - أنت فيك إيه، جسمك كان بيترعش، أنا قولت هتدخل في حالة صرع، عشان كدة ضربتك بالقلم، مالك إنت كويس
, تنهد حسام يحرك رأسه إيجابا يتمتم بخواء ساخر:.
,
, - ما تقلقش دي مشكلة قديمة، أنا شخص عصبي طالعلك، ومختار والدي اللي رباني **** يرحمه كان شخص مسالم وهادي جداا، كان ممنوع أن أنا اتعصب حتي لو الموضوع بشع، فبقيت دايما يحاول اخبي عصبيتي وغضبي تجاه اي موقف وحش يحصل لحد ما بقتش اقدر اسيطر علي الحالة دي٣ نقطة
, اضطربت حدقتي خالد في قلق، قلبه ينبض خائفا ليتمتم سريعا فزعا:
, - من بكرة هنروح لدكتور مخ واعصاب ودكتور نفسي٣ نقطة
,
, ابتسم حسام في خواء دون أن يجيب، يتحرك بعينيه بعيدا عن والده، ابتسم الأخير يحادثه مترفقا:
, - أنت بتحبها أوي كدة
, ايمائه واحدة فقط صدرت من رأس حسام بالإيجاب دون أن ينظر ناحية أبيه، ظل خالد صامتا للحظات، ينظر لحسام يبتسم في هدوء ليزفر الأخير حانقا التفت برأسه ناحية أبيه يتمتم منفعلا:.
,
, - ايوة بحبها، مش ذنبي أنها أصغر مني بالشكل دا، مش ذنبي أن قلبي ما حبش غيرها، مش ذنبي بردوا اني مش شايف غيرها تنفع تكون مراتي، أنا بحبها صدقني، أنا٣ نقطة
,
, أنا موافق، نطقها خالد في هدوء تام تصاحبه ابتسامة صغيرة، لتتوسع عيني حسام في ذهول افقده النطق للحظات طووووويلة ينظر لوالده مدهوشا، حرك رأسه إيجابا ينظر لوالده يسأله بعينيه إن كان حقا ما سمعه صائب ليضحك خالد بخفة يومأ برأسه إيجابا، صاح حسام فرحا ليندفع ناحية والده يعانقه بقوة يصيح متلعثما من فرحته:
, - بجد، بجد موافق، يااااه اخيرا، الحمد لله يارب، اخيرا هنتجوز يا سوسو، بت يا سعدية يا سوسو.
,
, ضحك خالد عاليا ضحكات سمع صداها للواقفين خارجا ينظرون ناحية باب الغرفة يترقبون بحذر ما يحدث، رفع خالد كفيه يبعد حسام عنه يتمتم ساخرا:
, - اوعي ياض، كاتك الهم عيل عبيط، أنت خدت موافقتي فاضل موافقة عمك عمر، لو أنت ابن ابوك صح، خليه يوافق.
,
, قالها خالد يبتسم لحسام في خبث، ليربت علي كتف حسام بحزم، تركه وغادر المكتب ليقف حسام ينظر في أثر أبيه للحظات شاردا قبل أن تتوسع ابتسامته الخبيثة سيستمع كثيرا هو وعمه الحبيب.
,
, دقائق وكان الحشد يجتمع حول طاولة الطعام، لينا تجلس في المنتصف بين جاسر وحسام، زيدان يجلس علي الجانب الآخر في المنتصف بين لينا والدته وانجليكا، وخالد بالطبع علي رأس الطاولة، اختسلت لينا النظرات ناحية زيدان قلبها يطرق بعنف، تشعر بألم بشع، خاصة حين رأت تلك الشقراء المدللة تشد ذراع قميصه وهو يأكل ليميل برأسه ناحيتها شدت يدها علي السكين الصغيرة التي تمسكها، كم تود غرزها في رقبة الشقراء، ارهفت السمع تحاول أن تستمع إلي ما تهمس به تلك الشقراء له، لتراه تشير إلي أحد أطباق الطعام تهمس له بنعومة بالطبع تتصنعها الشقراء الماكرة:.
,
, - زيدان هو ايه دا!
, نظر لما تشير ليبتسم بخفة يحدثها برفق وكأنها طفلة صغيرة:
, - دا يا ستي حمام، اجبلك منه
, حركت رأسها إيجابا تبتسم برقة ليمد يده يأخذ واحدة يضعها في طبقها لتمسك انجليكا شوكتها تحاول غرزها فيه ليضحك زيدان بخفة علي ما تفعل، تلك الطفلة يقسم أنه يشعر أنها طفلة صغيرة تائهة، حرك رأسه نفيا يشير برأسه ناحية خالد الذي يأكل هناك دون أن يعيرهم انتباها ليهمس لها بصوت خفيض:.
,
, - ما بيتاكلش كدة، شايفة خالي بياكله ازاي كليه زيه.
,
, نظرت انجليكا عن كثب إلي خالد تحاول تقليده وهو يأكل تفعل نفس الحركات التي يفعلها خالد بالضبط، حين مد خالد يده ناحية لينا زوجته يطعمها، ابتسمت في حماس هي الاخري لتمد يدها ناحية زيدان تحاول اطعامه في فمه، توسعت عيني زيدان حرجا بينما تنحنح جاسر، وغص حسام في طعامه يلتقط كوب مياة سريعا نقلت لينا انظارها بين زيدان وتلك الشقراء التي تنظر لزيدان تسبل عينيها ببراءة تحادثه برقة:
, - كلها زيدان، زيهم.
,
, تنحنح زيدان في حرج يفتح فمه قليلا لتطعمه انجليكا، في تلك اللحظة هبت لينا واقفة ارتسمت في حدقتيها نظرات قتيلة تصرخ بعذاب، رسمت شبح ابتسامة باهتة علي شفتيها تغمغم سريعا:
, - أنا شبعت عن اذنكوا
, قالتها لتهرول في خطاها تركض إلي غرفتها بالاعلي، تبادل الجميع نظرات صامتة عدا زيدان الذي رفض مشاركتهم في تلك النظرات ووجه انظاره لطبق الطعام أمامه تنهد يبتسم ساخرا، دون أن ينطق بحرف واحد.
,
, علي صعيد آخر في منزل حمزة السويسي، وقفت في المطبخ أمام المقود عينيها تتباع حركة القهوة وهي تنضج ببطئ تحت النيران الهادئة الرقيقة، تلاطفها، تدفعها للأمام، تصنع من مرارتها مشروب حلو، يُنسي مرارة الذكريات، ارتسمت ابتسامة صغيرة اعلي ثغرها تنظر للفراغ شاردة، لو كان أخبرها احدا سابقا أنها ستتزوج من رجل يكبرها بكل تلك الأعوام لضحكت ساخرة واتهمته بالجنون، يبدو أن الجنون هو ما أصابها فعلا، هي فقط لم تتزوج رجلا يكبرها بأعوام واعوام بل تشعر أيضا انها سقطت في حبه، كيف لا تعرف، متي لا يهم، كل ما تعرفه أنها تشعر بسعادة من نوع غريب خاص حين تراه، ابتسامته كلحن هادئ ناضج يداعب اوتارها بتروي، حمزة باحتوائه وحنانه مراعاته لها في جميع الحالات، هو الزوج المثالي كما يجب أن يكون، فقط لو كان أصغر قليلا لكانت اكتملت المعادلة، ولكن المعتاد الا تكتمل المعادلة ابداا، اطفئت المقود سريعا قبل أن تحزن قطرات القهوة وتفور تعبر عن غضبها، صبتها في كوب صغير ابتسمت حين تذكرت جملته المعتادة « أنا بحب اشرب القهوة من ايديكي »، تحركت للخارج لتراه يجلس علي أحدي الارائك يضع جهاز « اللاب توب» علي قدميه، سيلا تلعب بين مجموعة ضخمة من الالعاب، أما خالد الصغير فيمسك بطائرة صغيرة يركض بها في أنحاء المكان يصدر أصواتا مزعجة وكأنها طائرة علي وشك السقوط، تحركت ناحية حمزة تضع القهوة علي الطاولة أمامه تنهدت تتمتم بعتاب لطيف:.
,
, - خالد حبيبي بطل دوشة، وألعب مع سيلا باللعب
, تهدل كتفي الصغير يمط شفتيه للامام علامة علي حزنه حرك رأسه إيجابا كاد أن يترك الطائرة حين صدح صوت حمزة يحادثه:
, - ألعب يا حبيبي بالطيارة، يلا طيرها زي ما كنت
, ضحك الصغير في مرح ليعاود الركض في أنحاء المكان يصدر تلك الأصوات المزعجة من جديد، نظرت بدور لحمزة تتمتم بصوت خفيض متوتر:
, - أنا قصدي عشان بس ما يضايقكش وأنت بتشتغل.
,
, ابتسم لها في رفق يحرك رأسه نفيا ترك جهاز الكمبيوتر من يده ليلتقط كوب القهوة ارتشف رشفة صغيرة منه يتمتم مبتسما:
, - أحسن واحدة بتعمل قهوة، وبعدين يا ستي هو مش مضايقني خليه يلعب دا ***، وأنا في سنه كدة، كان بيبقي نفسي ألعب بس مش عارف، خليه يلعب
, ابتسمت ابتسامة صغيرة متوترة لم تفهم ما يقول، ولم تكن تملك الجرئة لتسأل، فقط نظرت له تتمتم بخفوت خجول:.
,
, - أنت حنين أوي يا حمزة، عشان كدة ******* بتحبك، ******* بتحس بالشخص الحنين وتحب تروحله، تعرف سيلا اللي ما بتنامش غير في حضنك دي، كانت بتترعب وتفضل تعيط لو باباها فكر يشيلها، كانت شايفة جواه اللي ما عرفتش اشوفه
, وضع الكوب من يده ليمد ذراعه يلفها حول كتفيها يقربها من صدره قبل قمة رأسها يحادثها مترفقا:
, - مش قولنا مش هنجيب سيرة الموضوع دا تاني، انسيه لأنك مش هتشوفيه تاني ابدا.
,
, ابتسمت متوترة تحرك رأسها بالإيجاب، ليصدر من خلفهم صوت حمحمة جعلتها تنتفض بعيدا عنه تكاد تنصهر خجلا، قلبت مايا عينيها تنظر لزوجة أبيها في سخرية، تقدمت ناحية أبيها وقفت أمامه تردف في هدوء:
, - بابا لو سمحت أنا كنت عايزة اتكلم مع حضرتك في موضوع
, قامت بدور سريعا من جوار حمزة حمحمت تهمس متوترة:
, - طب أنا هقوم اشوف الأكل عن اذنكوا.
,
, تحركت بدور سريعا ناحية المطبخ لتجلس مايا مكانها التفت حمزة بجسده ينظر لابنته مبتسما يتمتم:
, - خير يا ست مايا، موضوع إيه اللي عيزاني
, - بابا أنا عايزة اتجوز أدهم٣ نقطة
, نطقتها هكذا فجاءة دون اي مقدمات لتتوسع عيني حمزة في صدمة، بما تهذي ابنته، هل جُنت لتخبره أنها ترغب في الزواج، أولم يكن يعلم قبلا، رفع حاجبيه ينظر لابنته ساخرا:.
,
, - ايه دا في اي، مين عكس الأدوار، هو مش المفروض اللي بيجي يقول الكلام دا الراجل مش البنت، هو أنا يعني عشان مش عايز اقسي عليكي تركبيلي قرون، ايه بحبه وعايزة اتجوزه دي، المفروض اخدك من أيدك ونروح نتقدمله يعني
, زفرت مايا حانقة من وصلة السخرية التي امطرها بها والدها للتو، رسمت ابتسامة لطيفة علي شفتيها تعرف جيدا أن العند لا ينفع تماما مع والدها لذلك ابتسمت تتمتم بهدوء:.
,
, - يا بابا يا حبيبي إنت عارف من زمان أن أنا وادهم بنحب بعض، وأنت اخيرا وافقت علي ارتباطنا وبعد ما أدهم كان هيجي هيتقدم قولت استنوا عشان المشكلة بتاعت لينا، واهي المشكلة بتاعت لينا اتحلت ورجعت يعني بقت كويسة، وادهم مستني بس مكالمة منك او مني عشان يجي يتقدم٣ نقطة
, زفر حمزة أنفاسه حانقا هو كان يريد أن يؤجل تلك الزيجة لأبعد وقت ممكن ولكن إلي متي سيفعل، ابتسم يتمتم ساخرا:.
,
, - بغض النظر عن الكلام اللي ما ينفعش اي بنت تقوله لابوها عادي ولا كأنها بتكلم صاحبتها، بس هنعمل ايه أنا ما عرفتش اربي، اتفضلي يا هانم روحي بلغيه أن أنا مستنيه يوم الخميس بعد بكرة في فيلا عمك خالد علي الساعة 8
, صاحت مايا فرحة لتلقي بنفسها بين أحضان والدها قبلته علي وجنته بقوة تصيح سعيدة:
, - ميرسي يا بابي أنت احلي بابي في الدنيا٣ نقطة
,
, قالتها لتهرع سريعا إلي غرفتها بالأعلي بينما ابتسم حمزة ساخرا يتمتم في تهكم:
, - حاسس اني اتقرطست.
,
, في الحارة تحديدا في منزل منيرة ، حيث تجلس منيرة في صالة المنزل تحمل الصغيرة ملك علي قدميها بعد أن استقروت علي تغيير اسمها من ياسمين الي ملك، تمسك زجاجة حليب صغيرة تطعمها بها، تنظر له تبتسم في حنان، علي الأريكة الأخري كان يجلس مراد يراقب طفلته الصغيرة وهي بين أحضان جدته يفكر في المستقبل البعيد، تعصف به الكثير من الأفكار السوداء القاحلة، هل ستصبح مثله حين تكبر، هل سيأتي شاب مثلما حاول هو أن يفعل مع شقيقة جاسر ويغوي ابنته، هل ستحمل الصغيرة ذنبه هو، الكثير من الافكار السيئة كان تتلاطم داخل روحه، لم يجفل منها سوي علي صوت صراخ أدهم وكأن مس أصابه اندفع من غرفته يصرخ كالمجنون:.
,
, - هتقدملها يوم الخميييييس، هتقدملها يوووووم الخميييييس، حمزة وافق، هتجوزها اخيرا هتجوزها، أنا مش مصدق نفسي٣ نقطة
, ضحك مراد عاليا علي ما يفعل أخيه، ليتحرك من مكانه وقف بالقرب من أخيه مد يده يربت علي كتفه يحادثه مبتهجا بصدق!:
, - ألف مبروك يا أدهم، ألف مبروك يا أخويا، **** يسعدك ويتم فرحك علي خير
, توسعت ابتسامة أدهم ليندفع يعانق أخيه بقوة يربت علي كتف مراد يتمتم سعيدا:.
,
, - **** يبارك فيك يا مراد، عقبال ما تفرح بملك٣ نقطة
, ابعده عنه قليلا يمسك بكتفيه يحادثه مبتسما بحماس:
, - المهم تفضيلي نفسك عشان هتروح معايا اتقدملها
, اختفت ابتسامة مراد ليحرك رأسه بالنفي ابتعد عن أخيه ارتجف جسده قليلا يشعر باحتقار ذاته ارتعشت حدقتيه توترت ابتسامته يهمس مرتبكا:
, - بلاش أنا يا أدهم، عشان بس شكلك، هيقولوا واخد أخوك رد السجون معاك، روح أنت وخد منيرة معاك.
,
, نظرت منيرة لهما صامتة كم ترغب في أن يصر أدهم علي رأيه ويأخذ مراد معه ولم يخيب ظنها ابداا، اقترب أدهم من مراد يضع يده علي كتفه ابتسم يتمتم في اصرار:
, - هتروح معايا بصفتك أخويا الكبير، أنا مش هروح من غيرك يا مراد، كلنا بنغلط، كل واحد ليه فرصة تانية، ودي فرصتك وأنا واثق أنك مش هتضيعها، وبعدين أنا مش هروح اتقدم من غيرك، انسي الموضوع دا خالص.
,
, نظر مراد لادهم لتدمع عينيه ممتنا، اندفع يعانق أخيه لتتساقط دموعه بعنف يهمس بصوت مرتعش باكي:
, - متشكر يا أدهم، أنا بجد مش عارف اشكرك ازاي علي كل اللي عملته عشاني.
,
, بعد عناق أخير توجه أدهم لغرفته من جديد بينما نزل مراد ليحضر علبة الحليب لابنته التي وصفتها له طبيبة الأطفال، وجلست منيرة علي الأريكة تهدهد الصغيرة، حين سمعت صوت دقات علي باب المنزل، قامت منيرة تحمل الصغيرة بين ذراعيها فتحت الباب لتبصر وجه روحية أمامها ابتسمت ببشاشة ما أن رأته تفسح له المجال لتدخل:
, - روحية تعالي يا حبيبتي ادخلي ما تقلقيش ما فيش حد غيري أنا وملك.
,
, ابتسمت روحية أول الامر سرعان ما اختفت ابتسامتها، عقدت جبينها تنظر لتلك الصغيرة نظرات متعجبة رفعت وجهها لمنيرة تسألها في عجب:
, - مين دي يا ست منيرة
, ضحكت منيرة في خفة جذبت يد روحية تُدخلها، تغلق الباب تتمتم ضاحكة:
, - طب خشي الأول
, ما إن دخلت روحية تقدمت منيرة منها تعطيها الصغيرة تحادثها مبتسمة:
, - خلي بالك منها علي ما أشوف الأكل اللي علي النار.
,
, توسعت عيني روحية للحظات في دهشة قبل أن توما برأسها إيجابا، تحركت تجلس علي أحدي الارائك تهدهد الصغيرة برفق تحادثها بحنو وكأنها ستفهم ما تقول:.
,
, - بسم **** ما شاء ****، ايه القمر دا، اسم علي مسمي فعلا، اسمك ملك وانتي زي الملاكية، انتي جعانة بتاكلي صوابعك، نظرت حولها لتجد زجاجة حليب الصغيرة قامت سريعا تجلبها، تطعمها برفق، تمسح بيدها الأخري علي رأسها برفق شديد، في تلك اللحظات كان يقف هو عند باب المنزل المفتوح يبدو أن جدته العزيزة لم تغلقه بالكامل، من حسن حظه وجد علبة الحليب في الصيدلية القريبة من المنزل صعد لأعلي ليتفاجئ بذلك المشهد أمامه روحية تحمل ابنته بين ذراعيها تطعمها، تهدهدها برفق، أدمعت عينيه ألما، ها هي ضحية أخري من ضحاياها، تخبره كم كان شخص معدوم المشاعر يملئ الحقد قلبه، تسيطر شهوته علي أفعاله، اغمض عينيه نادما، تحرك يغلق الباب برفق، انتفضت هي سمعت صوت الباب نظرت خلفها سريعا لتتوسع حدقتيها هلعا، رأته كان يقف هناك، بالقرب منها، زاد وجيب دقات قلبها تسارعت أنفاسها بحركة غريزية احتضنت الصغيرة لصدرها وكأنها تحميها معها، حركة بسيطة كانت كالسهم اشعل النيران في منتصف قلبه، تنهد يزفر أنفاسه نادما حين رأي نظرة الهلع تكسو عينيها لديها كامل الحق بأن ترتعد منه..
,
, لم تعرف ما تفعل فقط تقف تتخبط في وقفتها تنظر حولها خائفة أن تترك الصغيرة مع ذلك الرجل هي خير من تعرفه هو شخص سئ، سئ للغاية لا يؤتمن ابداا، لمحت عينيها منيرة تخرج من المطبخ لتهرول ناحيتها تعطيها الصغيرة تغمغم سريعا بتلهف:
, - عن اذنك يا ست منيرة
, اعطتها الصغيرة لتهرول حرفيا خارج المكان بأكمله مرت من جواره بسرعة البرق، لترتسم ابتسامة شاحبة علي شفتيه، وضع علبة الحليب من يده يغمغم في هدوء مثقل:.
,
, - أنا نازل المحل.
,
, تحرك ناحية دكان جدته الصغيرة يفكر يعيد حساباته من جديد، أول ما يشغل رأسه حقا، ابنته كيف سيستخرج لها شهادة ميلاد، طرقت في رأسه فكرة شيطانية ليحرك رأسه نفيا سريعا روحية لا ذنب لها، لتعاود الفكرة تطرق رأسه من جديد، هو لن يطالبها بأي شئ فقط اسمها سيكون في وثيقة رسمية لاستخراج شهادة ميلاد لابنته، قسمية الزواج الشرعية الوحيدة التي يمتلكها باسم روحية، انشغل ما تبقي من سويعات قليلة من النهار حتي حل الليل في المحل يعيد ترتيب الأغراض من جديد ينظفه، يبيع للزبائن، حتي باتت العاشرة مساءا الآن، ارتمي بجسده علي مقعد صغير من الخشب يستند بمرفقيه علي فخذيه ينظر لأسفل حياته بالكامل تمر أمام عينيه هو من اختار طريق الشر، ورغم ذلك عادت الحياة لتعطيه فرصة جديدة، فرصة تتمثل في ملك الصغيرة، تناهي إلي اسماعه صوت شجار حاد يأتي من مقدمة الشارع، ترك المحل يتحرك ناحية الشجار يستمع الي ما يقال، في الاغلب صوت صياح سيدات.
,
, - ما تتلمي بقي يا بت مش كفاية معيشينك معانا في الحتة بعد المصيبة بتاعتك، كمان جايلنا في عز الليل
, - علي رأيك يا اختي البت ال٣ العلامة النجمية مش لاقية راجل يلمها ماشية علي حل شعرها
, ليسمع صوت أحد الرجال يصدح يعنفهم:
, - يا ست أنتي وهي اتقوا ****، احنا ما شوفناش عليها حاجة واحشة
, سمع صوت شهقة سوقية تأتي من أحدي السيدات لتصيح ساخرة:.
,
, - حاجة واحشة، هي حاجة واحدة دا احنا شوفنا حاجات ومحتاجات، الأول اللي عمله صاحب أخوها، واهي قاعدة دلوقتي في بيت الست منيرة وهي عارفة أن عندها اتنين رجالة، وتقولئ حاجة وحشة.
,
, عند تلك النقطة توسعت عينيه فزعا يتحدثون عنها، تلك المنطقة السوداء سيريهم، اندفع يركض ناحيتها ليجدها أرضا تبكي تنظر للسيدات التي دفعنها في فزع فقط تحرك رأسها نفيا، اندفع ناحيتها يقبض علي كف يدها يجذبها لتقف علي قدميها وقف للسيدات أمامه نظرات حارقة، نظرات سوداء، جميع من في المنطقة يخشون مراد صاحب اللسان السليط، نظرت السيدات لبعضن البعض في توتر، وقف مراد في منتصف حارتهم الشعبية يصدح بصوت جهوري يقبض علي رسغ يدها بقوة:.
,
, - اسمعوا بقي كويس لكل راجل وست وعيل صغير، الست دي مراتي، علي سنة **** ورسوله، أي حد هيخوض في سمعتها بحرف مش بكلمة هقطعله لسانه، اي واحدة هيوزها شيطانها تقولك ألقح عليها، أصل مش هيمد أيده علي ست، لاء أنا مش متربي اصلا، التربية دي ما عدتش قدام بيتي، هترمي عليها هزفك بفضيحة من أول الشارع لآخره، اي دكر يفكر يمده ايده ولا لسانه بكلمه هقطلعه ايديه ورجليه وامشيه يزحف زيه زي البرص، لو كلمة واحدة اتقالت في حقها، هحرقلكوا الشارع عاليه واطيه، مفوم، يلا غوروا في ستين داهية، اللي هلمحها هكسحها.
,
, فر الجميع من أمامه سريعا، ليبتسم هو، بينما صدحت زغرودة منيرة التي وقفت تراقب من البداية من شرفة منزلهم ورأت كيف دافع مراد عن روحية، للحظات فقط التقت عيني روحية بعيني مراد، هل يحلم أم أنه رأي شبح نظرة امتنان في عينيها قبل أن تسحب يدها من يده وتفر سريعا إلي منزلها٣ نقطة
,
, مر يومين أنه يوم الخميس المنتظر، في منزل خالد السويسي يبدو أن جميع الأمور تسير علي خير ما يرام المكان يبرق من النظافة كعادته، مايا في غرفتها تستعد بصحبة لينا زوجة خالد ومعها بدور، لينا الأخري في غرفتها لا ترغب في مقابلة اي أحد بعد آخر موقف حدث، حمزة يجلس في غرفة الصالون يضع الهاتف علي أذنه يحادث شقيقه:
, - يعني مش هتيجي يا عمر
, اعتذر عمر أن زوجته مريضة بسبب حملها ولا يستطيع تركها ليردف حمزة بنزق:.
,
, - طب إبعت سارة بالعربية او ابعتلها أنا العربية
, تردد عمر للحظات خوفا من أن يبعث ابنته في مكان بالطبع سيكون فيه ابن أخيه المنحرف الا أنه خاف أن يظن حمزة أنه لا يرغب أن تحضر ابنته خطبة إبنة عمها تنهد يهمس مترددا:
, - ماشي هبعتلكوا سارة بس خلي منها يا حمزة ب**** عليك ما تخليش الواد اللي اسمه حسام دا يجي جنبها
, ضحك حمزة عاليا يحادث أخيه يغمغم في سخرية:.
,
, - عشان كدة خايف تبعت البنت، ما تخافش يا سيدي هنحط بينهم حدود دولية اخلص بقي العريس قرب يوصل
, أغلق الخط مع شقيقه لينظر لخالد الذي يقف عند باب الغرفة يغمغم ضاحكا:
, - عمر خايف يبعت سارة عشان حسام، هو الواد دا عمل إيه
, ضحك خالد يقص عليه سريعا ما حدث لينفجر حمزة فئ الضحك حتي ادمعت عينيه اقترب من أخيه يهتف من بين ضحكاته:
, - طب و**** دمه عسل، ما تجوزهالوا يا عم.
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة ماكرة على شفتي خالد ينظر لحمزة في خبث يغمغم:
, - هيحصل، أنا بس عايز اشوف حسام هيعمل إيه
, دقائق ووقفت سيارة أدهم داخل حديقة منزل خالد، نظر أدهم لمراد متوترا يغمغم قلقا:
, - شكلي حلو
, ضحك مراد عاليا يعدل من وضع رابطة عنق أخيه يتمتم ساخرا:
, - قمر، أحلي من توم كروز.
,
, زفر أدهم أنفاسه حانقا متوترا، لتضحك منيرة علي مشاكستهم، نزل ادهم اولا يفتح الباب لتنزل منيرة جدته ومن ثم نزل مراد يحمل ابنته الصغيرة، تحركوا جميعا الي الداخل، دق أدهم الباب، فتحت الخادمة افسحت لهم المجال ترشدهم الي غرفة استقبال الضيوف، ما إن دخلوا الي الغرفة قام حمزة سريعا متوجها ناحية أدهم يعانقه، بينما وقف خالد بعيدا قليلا ينظر لهم مبتسما، خاصة لمراد، ما وصل له عن مراد في الآونة الأخيرة ليس بسار تماما، ولكنهم ضيوف في بيته، تقدم ناحيتهم يعانق أدهم هو الآخر صافح مراد ينظر له يبتسم في هدوء قاتل لتتوتر حدقتي مراد من نظرات خالد المخيفة، أخذ الجميع مقاعدهم، يجلس أدهم متوترا، كاد أن يفتح فمه ليبادر بقول اي شئ ولكن جملة خالد أوقفته:.
,
, - أنت بتشتغل ايه يا مراد
, توتر مراد من نبرة خالد علي الرغم من كونها هادئة ولكنها حادة كالنصل بلع لعابه يغمغم متوترا:
, - هاا، ااا، ااانا خريج كلية تجارة، بس بشتغل في محل بقالة بتاع جدتي
, ابتسم خالد في هدوء يحرك رأسه بالإيجاب دون أن ينطق بحرف٣ نقطة
,
, علي صعيد آخر في غرفة لينا السويسي القريبة للغاية من غرفة مايا، وقفت لينا أمام المراءة تنظر لفستانها الازرق اللامع داكن اللون هو يحب اللون الأزرق وهي تحبه هو، ادمعت عينيها تشد علي قبضتها، حين عاد في رأسها ذلك المشهد للمرة الألف تقريبا، الشقراء سرقته بالكامل لم يعد لها ادني حق فيه، رفعت وجهها تنظر لانعكاس صورتها في المرآة للحظات قبل أن تبتسم في خبث، سثبت له قبل نفسها أنه لا يزال يعشقها، سمعت صوت صياح مايا المزعجة يأتي من الغرفة المجاورة لها:.
,
, - يا انطي بقولك أدهم جه أنا شوفت عربيته في الجنينة يلا بسرعة بقي
, ضحكت لينا علي ما تفعل الصغيرة لتزجرها برفق:
, - يا بنتي اهمدي بقي بدل ما يقولوا عليكي مدلوقة
, - يا ستي أنا مدلوقة، حلو كدة، خليني انزل بقي.
,
, صاحت بها مايا بنزق لتضحك لينا السويسي في سخرية مما قالت تلك الصغيرة التي لا تزال تري الحياة بوجه واردي حالم كالأطفال، تنهدت تنظر لصورتها للمرة الأخيرة، قبل ان تتحرك لخارج الغرفة قابلت حسام في طريقها يتوجه لأسفل اقترب منها يشبك يده في يدها يتوجهان إلي أسفل في لحظة ظهور زيدان بصحبة سارة التي التقاها مصدافة في الحديقة، دخلت سارة ومن خلفها زيدان توسعت ابتسامة حسام الخبيثة ما أن رآها ترك يد لينا يتوجه ناحيتها، سريعا اختطف يدها يختفي بها بعيدا، ابتسمت لينا ساخرة تنظر لشقيقها لتعاود النظر لزيدان ابتسمت له ابتسامة صغيرة عاشقة تحركت ناحيته ببطئ تري عينيه التي لا تنزحان عن عينيها، اقترب منه صارت أمامه أمسكت بكف يده، نظر لها في ذهول ساخر لتبتسم هي دون أن ترد، لفت يديه حولها تتمايل معه دون موسيقي علي الحان قلبها العاشق، استندت برأسها لصدره تهمس له بشغف عاشقة:.
,
, - أنا بحبك، بحبك اوي يا زيدان!الواحد بعد المئة الثاني بعد المئة


- أنا بحبك، بحبك اوي يا زيدان!
,
, نطقتها ليلتحم زرقاء عينيه الهادرة ببندق عينيها المحلي بعشقهم، لحظات طويلة توقف فيها الزمن، توقفت عقارب الساعة ثبتت حركة الكرة الأرضية حين التقت السماء بالأرض واندمج موجه الهادر بنعومة عينيها الذائبة كالقهوة مرة في البداية ذات نكهة خاصة تجعلك مدمن لها رغم أنفك ستقع في النهاية صريع عشق رشفة واحدة منها، عناق حار جمعهما في عقلها فقط!، هي لا تزال تقف عند نهاية السلم تنظر له بعد أن اخذ شقيقها سارة الصغيرة وغادر وهي تقف هناك فقط تتخيل ما يمكن أن يحدث، ما أرادت أن تفعل ولكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة خوفا من الرفض! تهربت بمقلتيها بعيدا للحظات لتختلس النظر إليه، تراه إن كان ينظر إليها كعادته، وكانت الصدمة كان ينظر في ساعة يده قبل أن يتوجه إلي غرفة الضيوف، دون أن يلقي عليها نظرة واحدة، توسعت عينيها ألما تشعر بخنجر قاسي وصمه جفاءه في قلبها، وقفت للحظات تستعيد شتات ثباتها المبعثر، تحركت هي الأخري تجاه غرفة الضيوف حيت الجميع بابتسامة صغيرة، تبحث بين المقاعد عن مقعد فارغ لها، توجهت لذلك المقعد الفارغ والذي للمصادفة الغريبة! قريبا منه للغاية، جلست علي المقعد تنظر للجمع أمامها تراقب في صمت ضحكات والدها وعمها مع أدهم، تلك السيدة العجوز تشاركهم في الضحك، أما ذلك الشاب الجالس هناك علي قدميه طفلة صغيرة يجلس صامتا ينظر لهم متوترا وكأن علي رأسه الطير، توجهت عينيها مباشرة صوب الطفلة الصغيرة تنظر لها عن كثب تراقب حركاتها الطفولية البريئة، لم تشعر بتلك الدموع التي غزت مقلتيها، رفعت كف يدها تلقائيا تضعه علي بطنها برفق، تتذكر هنا كان لديها *** صغير، *** قتله غبائها، عنادها وذلك الشيطان نائل، رفعت يدها سريعا تمسح قطرات دموعها قبل أن يراها أحد، لم تشعر بما تفعل وهي تتحرك من مكانها تتوجه صوب مراد مباشرة، تنظر للطفلة تبتسم في توتر:.
,
, - ممكن اشيلها.
,
, قطب مراد جبينه في عجب شعر بالقلق علي ابنته من تلك الفتاة ولكنها تبدو من أهل البيت ابتسم لها مرتبكا يحرك رأسه بالإيجاب لتسرع لينا بحمل الفتاة برفق بين أحضانها، تعود بها إلي مقعدها من جديد، تمسد علي وجنتيها الناعمة تقبل جبينها بحنان فطري، أسرت قلبها، ساد الصمت للحظات الجميع ينظر للينا، نظرات تتراوح بين التعجب والشفقة والحزن والألم!، نظر خالد لابنته وهي تحمل الصغيرة علي المقعد المجاور لها يجلس زيدان الصورة مكتملة، أب وأم وطفلتهما، صورة من يراها من بعيد يظن انهما أسرة صغيرة سعيدة، ومن يعرف ما خلف فلاش الكاميرا سوي صاحب الابتسامة الزائفة، أبعد خالد عينيه عن ابنته حين ربت حمزة علي كتفه يبتسم له برفق كأنه يخبره بأن كل شئ سيصبح علي خير ما يرام، الجميع انشغل في الحديث من جديد عداه هو، كان يراقب كل حركة همسة، نفس صغير يصدر منها يختلس النظرات إليها من البداية، رأي دمعات عينيها التي تغزو مقلتيها حين ظنت أن لن يراها أحد، يشعر بما تشعر به وهي تحمل تلك الصغيرة، فذلك الملعون نائل حين سقط تحت يديه تفاخر أمامه أنه السبب هو من قتل طفله الصغير قبل أن يري نور الدنيا صحيح أنه ظل يضربه الي أن ادمي جسده كاملا، ولكن نيران الانتقام لم تنطفئ بعد، تنهد يستعيد سيطرته الواهية، اجفل علي جملة حمزة التي وجهها له مباشرة:.
,
, - وأنت بقي يا عم زيدان مش ناوي تتجوز ولا ايه
, نطق حمزة الجملة بمكر هادئ يوجه انظاره ناحية لينا، ذلك الثنائي يحتاج الي من يشعل شرارة العشق بينهم من جديد وهو سيكون أكثر من سعيد لفعل ذلك، ابتسم زيدان ببساطة يتمتم بهدوء تام:
, - إن شاء **** يا خالي قريب، انا سني بيجري زي ما أنت عارف.
,
, لم تتغير ابتسامة حمزة الواثقة يراقب بهدوء شديد رد فعل لينا، كفيها المنقبضة جبينها المعقود، تنفسها السريع، لينا تشبه والدها لا تستطيع إخفاء غضبها، خالد حين يغضب ينفجر وابنته تشبهه، عاد ينظر لزيدان يحادثه مبتسما:
, - كلامك دا بيقول أنك حاطط عينك علي واحدة بعينيها، ها يا سيدي حد نعرفه.
,
, انتظرت إجابته بفارغ الصبر قلبها يتلظي بلهيب عشقهم القاتل، انتظرت أن تستمع الإجابة ولكن بدلا من أن تستمع الي إجابته صدح صوت زغاريد عالية تأتي من ناحية باب الغرفة رفعت وجهها سريعا تنظر لهم لتري مايا ابنه عمها تدخل إلي الغرفة تحمل صينية كبيرة عليها قطع الحلوي، وبدور زوجة عمها تحمل صينية أخري عليها المشروبات، تطلق الزغاريد العالية، ووالدتها تدخل خلفهم تحمل صينية أخري عليها قطع شوكولاتة، ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها حين رأت سعادة مايا، ونظرات أدهم الحالمة الذي هب واقفا يلتقط الصينية من يد مايا يضعها علي الطاولة.
,
, يبتسم إبتسامة واسعة بلهاء تغطي وجهه بالكامل، ينظر لها بعشق جارف قبل أن يجذبها حمزة لتجلس جواره ينظر لادهم يرفع حاجبه الأيسر يرميه نظرة ساخرة تحمل معني « الا تراني »، ضحك ادهم بخفة يعبث في شعره يشعر بالحرج كأنه *** صغير عاد يجلس مكانه من جديد، بينما لينا الشريف تجلس جوار زوجها، ليسمك خالد كفها يشبكه في كفه برفق، نظرت له وابتسمت ليقابلها بابتسامة عاشقة لن تتغير ابدا، جلست بدور علي مقعد قريب منهم، حين جاءت العروس نظر أدهم لأخيه متوترا يخبره بعينيه أن يتحدث ليبتسم مراد في توتر خائف من أن يفسد سعادة أخيه، حمحم بخشونة يجلي صوته يستعد للحديث، وجه انظاره ناحية حمزة يتمتم في رزانة غير معهودة بالمرة:.
,
, - حمزة باشا، طبعا حضرتك عارف احنا جايين ليه النهاردة
, مد يده يربت علي ساق أخيه يكمل حديثه مبتسما:
, - وطبعا أدهم إنت أدري بيه من أي حد تاني، اللي أنا عايزة اقوله في الفترة اللي عيشتها مع أدهم عرفت بجد هو بيحب بنتك قد ايه ومستعد يعمل أي حاجة عشانها واحنا طبعا تحت امركوا في أي طلبات٣ نقطة
,
, حرك حمزة رأسه إيجابا حقا أعجب بطريقة شقيق أدهم في الحديث ذلك الفتي يبدو ذكيا ربما يكون هناك تعاون قادم بينهما، يستعين به فيما بعد، نظر حمزة لابنته ليراها تبتسم كلعبة بلهاء تنظر لادهم تسلط مقلتيها عليه، امسك بذقنها برفق يبعد وجهها عنه قرب رأسه منها يغمغم ساخرا بصوت خفيض:
, - ما تتقومي تتحرشي بيه أحسن، أنا كنت المفروض هسألك موافقة ولا لاء، بس واضح أن المفروض اسأله هو.
,
, زمت مايا شفتيها بضيق تنظر لوالدها في غيظ أحمق، رفع حمزة وجهه ينظر لادهم يغمغم مبتسما في حبور:
, - رغم رفضي الأول لفكرة الجوازة دي، بس أنا واثق أن أدهم هيحافظ علي مايا، ويا سيدي احنا مالناش طلبات، هي بس الشبكة و الشقة والعفش والادوات الكهربائية، واوض النوم والسفرة والضيوف والليفنج واحنا علينا الباقي.
,
, - مش عايز تنازل عن كليته بالمرة، نطقتها منيرة في سخرية لاذعة، لتتعالي ضحكات حمزة ينظر لادهم في مرح، مال بجسده ناحيته يربت علي كتفه يغمغم ضاحكا:
, - أنت شكلك هتبقي حما صعبة اوي يا ست منيرة ولا ايه يا ادهم
, نظر أدهم لجدته يبتسم في سعادة ليعاود النظر لحمزة حرك رأسه نفيا يغمغم:
, - ابدأ و**** دي ما فيش أطيب منها٣ نقطة
, ابتسم حمزة متفاخرا وهو ينظر لادهم ابتسم يربت علي وجه أدهم برفق:.
,
, - وأنا يا سيدي بهزر، وبعدين أنت ابني، يعني لما تتجوز، حقك عليا أن أنا اللي اجهزلك دنيتك، يعني بالبلدي كدة أنا بجهز فرح ولادي هي صحيح جوازة مريبة شوية، بس انتوا ولاد كلب بتحبوا بعض اعمل إيه
, تعالت ضحكات كل من في الغرفة بينما ادمعت عيني أدهم، حرك رأسه نفيا بخفة يغمغم في اصرار:.
,
, - أنا ابنك دي ما فيهاش نقاش، بس أنا اللي هجهز كل حاجة اديني شهر واحد وهتكون الشقة جاهزة من كله ونعمل شبكة وكتب كتاب وفرح مع بعض
, ضحك حمزة بخفة يحرك رأسه إيجابا دون تردد:
, - ماشي يا سيدي معاك شهر، عارفة لو اتأخرت عن شهر، هنستناك عادي بردوا وتتعالي الضحكات من هنا وهناك، الجميع سعيد، او ربما يحاول أن يكون كذلك٣ نقطة
, - طب نقرا الفاتحة بقي ولا ايه.
,
, خرجت تلك الجملة من بين شفتي خالد ليرفع الجميع أيديهم يقرأون الفاتحة، أدهم يحاول اختلاس النظرات لمايا وهي تفعل المثل، ابتسامة واسعة تزين ثغر كل منهم، سعيدة كلمة قليلة عن ذلك الشعور المخملي الذي يجتاح قلوبهم٣ نقطة
,
, بينما هناك بعيدا تجلس هي تنظر للسعادة الصارخة علي وجوههم بأعين حزينة مشتاقة، كانت السعادة بين يديها ولكنها اضاعتها رغما عنها، كانت ضحية خدعة كبيرة، حاولت اختلاس النظرات إليه لتري عينيه الشاردة ينظر لوجه أدهم بابتسامة شاحبة ربما يتذكر ليلة عقد قرانهم وسعادته التي تشبه سعادة أدهم الآن، وسط تلك اللحظات الجميلة الملئية بالسعادة، قطبت لينا الشريف ما بين حاجبيها تنظر للحاضرين في عجب تسألهم :.
,
, - هو حسام فين؟!
, توسعت عيني خالد وحمزة ينظران لبعضهما البعض نظرات مرتعبة فزعة ليصحيا معا:
, - حسام / سارة
, تحرك حمزة يهرول لخارج الغرفة وخلفه خالد التفت حمزة لأخيه يصيح فيه:
, - عمر هيولع في أبنك، تفتكر عملها حاجة
, توسعت عيني خالد في فزع يهدر قلقا:
, - عملها حاجة!، دا زمانه جاب منها عيلين، ابن الكلب لما أشوفه هقتله، حسام إنت فين يا زفت.
,
, صعد حمزة يبحث بين الغرف في الأعلي بينما خرج خالد إلي الحديقة يبحث عن ابنه يتوعد لحسام بأن يمزق عنقه أن مسها بسوء، خرج إلي الحديقة لينتفس الصعداء حين رأي حسام يجلس علي مقعد حول طاولة وسارة تجلس علي الإتجاه الآخر أمامها كوب عصير وقطعة كعكعة كبيرة، توجه إلي إن بات بالقرب منهم جذب المقعد الفارغ المجاور لسارة جلس عليه يرمي حسام بنظرات سوداء قاتلة، التفتت بوجه ناحية سارة ابتسم لها برفق يردف:.
,
, - ايه يا حبيبتي اللي مقعدك هنا، ما دخلتيش جوا ليه
, مال برأسه قليلا ناحيتها صك أسنانه يهمس لها بصوت خفيض:
, - الواد دا عملك حاجة
, نظرت ناحية حسام نظرة خاطفة لتعاود النظر لخالد ابتسمت متوترة تحرك رأسها نفيا حمحمت تجلي صوتها لتهمس في توتر ظاهر:
, - ااانا كنت مخنوقة فقولت اقعد هنا في الجنينة شوية، دكتور حسام لما لاقني هنا جه يقعد معايا.
,
, ابتسم حسام في براءة شديدة ينظر لوالده ليقابله الأخيرة بنظرة حادة، سارة تكذب وحسام يعلم أن خالد سيعلم أنها تكذب، ذلك الفتي يكره كونه يشبه في التصرفات لتلك الدرجة، قام من مكانه يجذب يد إبنة أخيه يحادثها مبتسما:
, - طب تعالي يا حبيبتي نقعد جوا الجنينة برد دلوقتي.
,
, ابتسمت سارة مرتبكة تتحرك بصحبة خالد للداخل ما أن ابتعدوا بضع خطوات التفت خالد برأسه ينظر لحسام يرميه بنظرات قاتلة يتوعد له بالأسوء في حين لم تتغير ابتسامة حسام درجة واحدة، يتذكر ما حدث قبل قليل
, Flash back.
,
, لم يصدق حقا أنه يراها أمام عينيه أشتاق لها لدرجة مؤلمة وهو قد رآها قبل قليل فقط كيف يحدث ذلك، بات لا يرغب سوي في رؤيتها، لم يشعر بنفسه سوي وهو يتحرك من جوار شقيقته يجذبها لخارج المكان بأكمله، متوجها بها إلي صالة الرياضة الملحقة بالمنزل، ادخلها ودخل خلفها، ترك باب الصالة مفتوح حتي لا تُفزع منه، التفت ينظر لها، ليري حدقتئ عينيها المضطربة قلقا، لما تخافه لذلك الحد صحيح أن تصرفاته غريبة مندفعة ولكنه ليس مبرر لأن تخافه كما يري هو!، ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه يتذكر كلام لينا زوجة والده، حين علمت بعشقه لتلك الماثلة أمامه.
,
, « حسام سارة حساسة جدا ومرت في حياتها بموقف بشع أكيد مأثر فيها، فما تبقاش عصبي ولا مندفع في تعاملك معاها، ما تعملش زي خالد، أبوك مرة زمان عشان يقنعني اني اتدرب عشان أعرف ادافع عن نفسي قفل علينا الصالة وفيلم رعب عمله جوا، لو كان قالي أنا عايزك تتدربي و**** ما كنت هقوله لاء، اتناقش مع سارة في اي، ما تاخدش قرار كدة وتفاجئها بيه، ما تجبش للبت صرع ».
,
, تعالت ضحكات حين تذكر جملتها الأخيرة لينا حقا سيدة مثالية، لا يعرف كم يمكنها أن تحب الجميع بذلك القدر الفائض، هي حقا مميزة، عاد ينظر للواقفة أمامه يهمس مع نفسه:
, - دكتورة لينا عندها حق، هي شكلها مخضوض مني فعلا.
,
, حمحم بخفة يشير لها لمقعد قريب يخبرها مبتسما أن تجلس، حركت رأسها إيجابا سريعا في توتر، تحركت تجلس علي المقعد، ليجذب هو مقعد آخر جذبه ليصبح بالقرب منها بعيدا عنها بالقدر الكافي لكي لا تفزع منه، ابتسم ينظر لقسمات وجهها للحظات طويلة قبل أن يتشجع ويخبرها بما يريد أن يقول:.
,
, - سارة، أنا بحبك، اعتقد أنا قولتلك دا قبل كدة، وهقولهالك تاني وتالت وعاشر، بس مش في الضلمة، حبي ليكي مش غلط، أنا هاجي اتقدملك، بس قبل كدة، عايز اعرف أنتي كمان بتحبيني ولا أنا فارض نفسي علي حياتك
, رفعت وجهها له ليري حدقتيها تضطرب بسرعة وجنتيها تشتغل بلهيب نيران خجولة اخفضت رأسها سريعا تنظر أرضا، تفرك يديها بعنف، التقطت أذنيه نبرة صوتها الضعيفة المتوترة:.
,
, - اااناا، ككنت الأول بخاف منك، عشان كنت علي طول متعصب، بس بعد كدة يعني
, - حبتيني صح صح، قولي صح
, قاطعها يغمغم بها بتلهف لتضحك خجلة تشيح بوجهها بعيدا عنه، هبت واقفة تتحاشي النظر لعينيه تغمغم مرتبكة:
, - عن إذنك أنا جاية لمايا.
,
, تحركت لتغادر لتجده يقف سريعا يقف حاجزا بينها وبين الباب توسعت حدقتيها تنظر له مذعورة ليتذكر هو سريعا جملة لينا وهي تصرخ فيه « ما تجبش للبت صرع »، تنحنح ينتحي سريعا عن الباب يغمغم مبتسما:
, - ايه رايك نقعد في الجنينة الجو حلو دلوقتي وهنبقي قريبين منهم، نتكلم في اي حاجة.
,
, ابتسمت مرتبكة توما برأسها في خجل، لتتوسع ابتسامته يعبث في شعره كمراهق أحمق رأي معشوقته خلسة دون أن يعلم والدها، تحركت هي أولا وهو خلفها وصلا إلي الطاولة ليجذب لها مقعدها جلست عليه ليبتسم لها يغمغم سريعا:
, - ثواني وجاي.
,
, تحرك بخطي سريعة مهرولة ناحية المنزل غاب تحرك بخفة حين وصل لغرفة الصالون مرورا بالمطبخ كي لا يراه أحد، جلب كأس عصير وقطعة كعك ووضع قطعة أخري في فمه، تحرك من باب المطبخ الخلفي المطل علي الحديقة عائدا إليها وضعهم أمامها يغمغم مبتسما:
, - اتفضلي.
,
, جلس علي المقعد المقابل لها، ليلاحظ انها تحاول إخفاء ضحكاتها قطب جبينه مستنكرا ما تفعل لتشير بأصبعها إلي فمه، اخرج هاتفه ينظر في الكاميرا الامامية لتتوسع عينيه للحظات سرعات ما انفجر هو الآخر في الضحك الكثير من صلصلة الشوكولاتة تتنشر حول فمه ويصعد منها القليل الي أنفه، مدت يدها في حقيبتها تخرج منديل ورقي تعطيه له، التقطه منها ليخرج قلم من جيب سترته امسك المنديل يخط عليه بضع جمل يثنيه أعطاها لها يغمغم مبتسما:.
,
, - افتحيه لما تروحي، ممكن واحد تاني معلش
, ابتسمت تحرك رأسها بالإيجاب تعطيه منديل آخر تأخذ منه المنديل في يده تدسه في حقيبتها سريعا، وكان ذلك آخر ما حدث قبل أن يخرج خالد الي الحديقة
, Back.
,
, حين عاد من شروده رأي أدهم ومن ومعه يخرجون من المنزل صافح أدهم يودعهم، دقائق أخري وخرجت سارة هي الأخري يمسك حمزة يدها كأنها طفلة صغيرة ستهرب، نظر حسام لحمزة في غيظ ليقابله حمزة بابتسامة واسعة، اقترب حسام منهم سريعا يغمغم متلهفا:
, - أنت مروح يا عمي، طب عنك سارة أنا هروحها بدل ما تروح مع السواق
, كاد حسام أن يمسك بيد سارة ليمسك حمزة بيده يمنعه من فعل ذلك نظر حسام له ليبتسم حمزة في اصفرار يردف:.
,
, - هروحها في طريقي ما تتعبش نفسك يا دكتور٣ نقطة
, زفر حسام حانقا ينظر لحمزة في غيظ ليقابله الأخير بنظرات ثابتة ساخرة، رفع يده يطوق كتفي سارة بذراعه يغمغم مبتسما:
, - يلا يا حبيبة عمك عشان اتأخرنا
, تحرك بصحبة سارة للخارج ووقف حسام يشتعل بنيران غيرته هنا، توجه للداخل بعد أن انفض الجمع، ارتمي بجسده علي الأريكة يحرك ساقه اليسري في سرعة متوترا يغمغم في نفسه حانقا:.
,
, - ما أنا هتجوزها يعني هتجوزها ما فيهاش نقاش دي، يا حبيبة عمك نينيني، هتنقط، طب أروح اخطفها واكتب عليها، وبعدين بقي في العيلة بنت المجانين دي، ما فيش جوازة فيها بتم سلكة ابداااااا
, اجفل حين شعر باحدهم يتهاوي جواره نظر للفاعل ليجده زيدان، التفت حسام بوجهه ناحيةة زيدان حين غمغم الأخير بنزق:.
,
, - أنا مسافر رايح البلد، عمي عمال يتصل بيا كل يوم يقولي ستك تعبانة وعايزة تشوفك، ما تيجي معايا أنا ما بحبش أشوف خلقهم
, ولما لا حرك حسام رأسه إيجابا سريعا يغمغم مبتسما:
, - اشطة، اهو منها نغير جو، واحرق ددمم عمك اللي شبه فزاعة الغيطان دا، حبيبي دا بحبه حب الأرملة السوداء لجوزها وهي بتقتله.
,
, ضحك زيدان عاليا يتذكر قديما اخذ حسام معه في زيارة سريعة لمنزله هناك، كاد عمه إن يطلق عليه الرصاص من كلمات حسام المستفزة فقط، تعالت ضحكات حسام هو الآخر قبل أن يصمت تماما حين تهاوي كف والده علي رقبته من الخلف تاوه متالما ليغمغم خالد في حدة:
, - بتضحك يا بيه دا أنا هولع فيك، فكراني قرطاس، عارف لو كنت قربت من البت في الصالة كنت سحلتك.
,
, الأحمق لا يعرف أن صالة الرياضة بها كاميرات مراقبة رأي خالد ما فعله ولده العزيز، تحرك خالد يجلس علي الأريكة المقابلة لهم نظر ناحية زيدان يحادثه:
, - هتسافر بكرة بليل مش كدة
, حرك زيدان رأسه بالإيجاب يشير لحسام الجالس جواره:
, - وحسام هيجي معايا
, ابتسم حسام في براءة يلوح لأبيه ليبتسم خالد ساخرا:
, - أحسن اهو يبعدنا عن مشاكله هو وعمر يومين٣ نقطة
,
, - ايه دا حسام رايح فين، جاء الصوت من خلفهم مباشرة من لينا ابنه خالد، تقدمت تجلس جوار والدها تنظر لحسام تسأله بعينيها توتر الأخير لم يعرف بما يجيب، تولي خالد مهمة الرد بهدوء تام:
, - حسام مسافر مع زيدان، جدة زيدان تعبانة وهيروح يشوفها
, ابتسمت لينا متوترة تنظر لوالدها مرتبكة اقتربت منه تهمس له بخفوت:
, - هو أنا ممكن أسافر مع حسام أغير جو.
,
, رفع خالد حاجبه الأيسر ساخرا، هل تظن لينا حقا أنه بتلك السذاجة، ولكن ذلك لا يهم الآن، لن يوافق بالطبع لينا، إن ذهبت لهناك ستعرف أن ما حدث لم يكن حلما كما حاول اقناعها قبلا هو وزيدان حرك رأسه نفيا بخفة يغمغم بنبرة قاطعة:
, - لاء ما ينفعش انتي لسه جاية من سفر، خليكي هنا وغيري جو زي ما انتي عايزة
, ابتسمت لينا يآسة تقترب برأسه أكثر لتهمس جوار إذن والدها بخفوت:.
,
, - أنا عارفة أن اللي حصل هناك ما كنش حلم زي ما اتفقت مع زيدان تقنعوني
, شخصت عيني خالد في ذهول كيف عرفت ابنته بتلك الحكاية، لتندفع الأحرف من بين شفتيه بلا وعي:
, - عرفتي إزاي
, نظرت بطرف عينيها ناحية زيدان لتعاود النظر لوالدها، هل تخبره أن زيدان هو من أخبرها في شهر عسلهم القصير، تنهدت تتمتم:
, - عرفت يا بابا وخلاص، لو دا الموضوع اللي قلقك من السفر، فأنا عارفة، ينفع بقي اسافر.
,
, - ما فيش مشكلة يا خالي، كدة كدة انجيلكا جاية هي كمان لو لينا حابة تيجي عشان ما تبقاش قلقان عليها
, نطقها بهدوء تام قاتل للأعصاب، اشتعلت أنفاسها غضبا الشقراء قادمة، ستغرقها داخل المياة وتخبرهم أن نداهة الحقول هي من فعلت ذلك لأنها تقززت من لطافتها المفرطة، ابتسمت في شر، ستستمع كثيرا وهي تقتل الشقراء وتنتقم من سيدات المنزل علي ما فعلوه بها قديما، تقسم أنها ستسمتع.
,
, في صباح اليوم التالي علي صعيد بعيد، بعيد للغاية في الجونة
, تحديدا في غرفة الفندق الخاصة بعثمان وسارين، وقفت سارين أمام مرآة الزينة تنظر لملابسها التي ارتدها استعداد لقضاء اليوم بأكمله علي الشاطئ بصحبة عثمان كما كان في الأيام الماضية كانت حقا نعيما لم يقلقه سوي تذمر عثمان الدائم علي ملابسها، يراها جميعا قصيرة وهي تغطي كاحلها، وضيقة وشفافة وعدة مسالب تشعرها بأنه ينظر لاخري وهو ينتقد ملابسها٣ نقطة
,
, خرج عثمان من مرحاض الغرفة يجفف خصلات شعره بمنشفة صغيرة، ابتسمت سارين ما أن رأته أبعد هو المنشفة عن رأسه ينظر لها لتختفي ابتسامته فتنهدت هي ضجرة عثمان لن يعجبه ما ترتدي تعرف تلك النظرة جيدا، تقدم ناحيتها ينظر لملابسها نظرة شاملة يغمغم محتدا:
, - البنطلون ضيق والبلوزة ضيقة والجاكيت اللي عليهم قصير، البسي فستان احسن يا سارين.
,
, تخصرت تزفر أنفاسها في ضيق ما باله عثمان بات متحكما بشكل لا يحتمل، عادت تنظر للمرأة تحادثه من خلال انعاكسها بنزق:
, - البنطلون واسع، البلوزة طويلة، واكبر من مقاسي كمان أنت اللي مختارها، والجاكت معدي البلوزة، حقيقي يا عثمان أنا زهقت مش كل يوم خناق علي اللبس اومال لما اروح الجامعة هتعمل ايه٣ نقطة
, رأته من خلال المراءة يتقدم ناحيتها الي أن صار خلفها مباشرة ابتسم لها يغمغم بحنو:.
,
, - يا حبيبتي، أنا بحبك وبغير عليكي ومش عايز اي حد يبصلك بصة مش كويسة، ويكون في علمك لما نرجع هنعمل فرز كامل لدولاب هدومك، وفي فيديوهات أنا نزلتها علي موبايلي لما نرجع بليل ابقي شوفيها هتغير فكرتك في حاجات مهمة أوي
, ابتسمت له تحرك رأسها بالإيجاب، لتلتقط حقيبة يدها تحادثه:
, - طب يلا بقي ننزل.
,
, شبك كفه بكفها ينزلان لأسفل توجها مباشرة إلي المطعم جلست امامه يطلبان الطعام يتحدثان عن خططهم اليوم، إلي أن جاء الطعام بدأ يأكل وهي معه إلي أن توقف فجاءة عن الطعام حين رآها تأتي من خلف سارين تتقدم ناحيتهم، اقتربت منهم مباشرة مالت تقبل وجنته برقة تنظر لعينيه مباشرة تغمغم بنعومة قديمة يعرفها:
, - وحشتني يا صياد، وحشتني أوي، كدة تتجوز واحنا لسه مخطوبين!
,
, استيقظت اخيرا تشعر بثقل مؤلم في قدميها حسام أخبرها بأنه أمر طبيعي والا تقلق، ما إن كادت تتحرك من فراشها شعرت بدوار حاد ورغبة ملحة في التقئ تحركت تهرول ناحية المرحاض لتتقئ جسدها يرتجف بعنف مخيف، شعرت بأنها علي وشك أن تسقط حين سمعت باب الغرفة يفتح سريعا وسمعت خطوات سريعة تهرول ناحيتها ظنته والدها، ولكن تلك الرائحة التي تسللت لانفها أخبرتها بالعكس تماما، تقدم جاسر منها سريعا يسند جسدها بذراعه يعيدها للفراش، ما إن جلست عليه دفعت يده بعيدا عنها بضعف قطب جبينها تسأله محتدة:.
,
, - أنت إيه اللي جابك هنا
, ارتسمت ابتسامة واسعة بريئة علي شفتيه اشار لنفسه تنهد بحرارة يغمغم مبتسما:
, -هقولك يا ستي، اتخانقت مع عمك راشد فراح طردني من البيت، جيت عند عمك خالد راح طردني من البيت، لسه همشي اعيط واقول جئت لا أعرف من أين جئت ولكني أتيت لقيت بيتكوا في وشي، قومت داخل، ابوكي راجل عسلية صراحة قرر يستضفني عنده المدة البسيطة الجاية يعني حوالي خمس ست سبع تمن سنين مش كتير يعني.
,
, توسعت عينيها في دهشة، خاصة حين ارتمئ بظهره علي فراشها يغمغم ناعسا:
, - سريرك مريح اوي يا سهيلة، اطفي النور بقي عشان عايز أنام وشدي الباب وراكي وأنتي خارجة، آه علي فكرة أنا رصيت هدومي في دولابك، حسيته مريح بردوا، ارتحتله نفسيا جداا، يلا يا حبيبتي تصبحي علي خير! الواحد بعد المئة


صمت تام يطغي علي المكان بعد ما حدث الجميع ينظر في صمت، مشادة حادة بين حسام ووالده قامت في لحظات، هل حقا ضرب خالد حسام، توجهت أعين الجميع ناحية السلم حين شعروا بحركة تخطو متوجهة نحوههم، نزلت لينا زوجة خالد من أعلي لتسرع ابنتها إليها تسألها قلقة:
, - في إيه يا ماما، ايه الزعيق دا، هو بابا ضرب حسام فعلا.
,
, تنهدت لينا يأسة من أفعال زوجها، نظرت ناحية باب غرفة المكتب المغلقة لتشرد عينيها فيما حدث قبل دقائق فقط.
,
, Flash back.
,
, كانت تجلس جوار الشرفة في غرفتهم مكانها المفضل، تفضل الجلوس هناك، مع كوب قهوة بالحليب، وكتاب أدب إنجليزي بلغته الأصلية، نسمات الهواء المختلطة برائحة الأشجار تلتف حولها، حالة خاصة من الانسجام، أبصرت عينيها وهي جالسة دخول سيارة حسام، لتبتسم ما أن رأته، تنظر له حزينة، من المفترض كما تروي الحكايات أن زوجة الأب الشريرة تكره ابن زوجها ولكنها حقا تشعر بصلة غريبة تربطها بذلك الشاب، وكأنه من دمها هي، من الممكن لأنه شديد الشبه بأبيه، او هي وصية شهد التي رمتها فوق عاتقها أن تصبح هي مسؤولة عنه، رأته يتوجه للداخل، ولحظات أخري ووقفت سيارة خالد عندئذ ارتسمت ابتسامة كبيرة علي شفتيها حين رأته يهبط من سيارته مازال قلبها يدق بعنف في كل مرة تراه فيها وكأن سنوات العمر لم تتحرك لحظة، شعر بها هو دائما ما يفعل رفع رأسه لها يغمزها بطرف عينيه لتتورد وجنتيها خجلا، ذلك الرجل كم تحبه تعدت حدود الجنون في عشقه الخالد، لحظات فقط وسمعت صوت مقبض الباب يُفتح بالطبع هو من غيره يقتحم الغرفة وكأنها أحدي عمليات الضبط، ابتسمت تلتفت برأسها له، لتراه يخلع سترة حلته نظر لها يردف محتدا:.
,
, - حسام باشا عاملنا مشاكل مع عمر عشان سارة، أما نشوف البيه اللي عايش مراهقة متأخرة دا
, قالها ليجذب رابطة عنقه يزيح أكمام قميصه للخلف، عقدت هي جبينها قلقة من ردة فعله٣ نقطة
, تحرك خالد ناحية غرفة حسام يفتح بابها فجاءة دون سابق إنذار، دخل إلي الغرفة لتشخص عيني حسام في ذهول ضم ضفتي قميصه الذي كان علي وشك خلعه ينظر لوالده في ذهول يتمتم:.
,
, - ايه يا بابا في اي، خضتني، وبعدين خبط قبل ما تدخل، افرض قالع ولا بغير هدومي
, ضحك خالد ساخرا يرفع حاجبه الأيسر ينظر. لحسام نظرات متهكمة ساخرة:
, - ايه يا حبيبي أنت بنت هتتكسف، أوضة اختك الوحيدة اللي أنا بخبط عليها باقي الأوض بفتح واخش عادي اتعود علي كدة بقي
, زفر حسام حانقا ينظر لوالده في غيظ عقد ساعديه أمام صدره ابتسم في اصفرار يردف:
, - حضرتك عايز مني حاجة، ولا ادخل أغير هدومي في الحمام.
,
, - عمك عمر حكالي علي اللي بيه عمله النهاردة يا دكتور يا محترم٣ نقطة
, أردف بها خالد محتدا ينظر لحسام نظرات حادة غاضبة، ليبتسم الأخير بلامبلاة يتمتم في هدوء تام:
, - عملت ايه يعني هو اللي مش راضي يجوزني بنته، وبعدين أنا كنت بهزر
, اقترب خالد من حسام خطوتين إلي أن صار أمامه مباشرة ارتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة يتمتم متهكما:.
,
, - بنته اللي أصغر منك ب12 سنة علي الأقل عيلت اوي منك يا حسام، عيب عليك يا دكتور دا أنت لو كنت اتجوزت بدري كنت خلفت قدها
, اشتعلت عيني حسام بلهيب نيران كلمات والده الساخرة، تهدجت أنفاسه بعنف مخيف ينظر لوالده وشزرات نار تأكل قلبه ليصدح صوته عاليا:
, - أنا هتجوز سارة يعني هتجوزها يا خالد يا سويسي.
,
, اخفي خالد ابتسامة بسهولة هو يريد أن يعرف لأي مدي سيحارب ابنه للوصول الي ما من أحب رسم الغضب ببراعة علي قسمات وجهه ليدفعه في صدره بعنف يزمجر غاضبا :
, - دا بعدك يا ابن خالد إن كنت أنت دماغك ناشفة فأنت واخد صخرة من جبل، فاهم يا ابن خالد
, حرك حسام رأسه نفيا هو يعاني منذ زمن من مشاكل مع الغضب، تتلبسه حالات حادة تجعله لا يسيطر علي انفعالاته لم يشعر بنفسه سوي وهو يتحرك باضطراب يصرخ بقوة:.
,
, - لا مش فاهم، كل واحد فيكوا بيعمل اللي هو عايزه وعلي مزاجه، اشمعني أنا
, عقد خالد ما بين حاجبيه قلقا غاضبا في الآن، قلقا من تلك الحركات المضطربة التي يتحرك بها حسام، غاضبا من صوته وحدته في الكلام، تنهد يصيح بصوت مرتفع غاضب:
, - اللي اقوله هيتنفذ يا حسام مالكش دعوة بسارة خالص مفهوم
, وقف حسام للحظات ينظر للواقف أمامه ليرتعش جسده بعنف اضطربت حدقتيه يصيح محتدا وكأن شيطانا تلبسه:.
,
, - لاء مش مفهوم، وهتجوزها غصب عنكوا
, قلق خالد من ارتجافه حسام العنيفة، رفع يده يصفعه علي وجهه بعنف عله يهدئ قليلا، نطق تلك الجملة تبريرا لما فعله
, - أنت قليل الأدب٣ نقطة
, توقف حسام عن الارتجاف ينظر لوالده نظرات حادة غاضبة ليندفع لخارج الغرفة يهبط لأسفل سريعا، تحرك خالد خلفه ليجد لينا تقف هناك تنظر لحسام حزينة وهو يغادر التفتت برأسها لخالد تطالعه بنظرات عتاب للحظات تقدمت ناحيته تحادثه محتدة:.
,
, - في إيه يا خالد، ليه الزعيق دا كله، ما اعتقدش إن هو اجرم يعني عشان بيقولك أنه بيحب بنت عمه وعايز يتجوزها، اتفضل لو سمحت الحقه
, تنهد خالد قلقا يحرك رأسه إيجابا سريعا تحرك يلحق بولده
, Back.
,
, اجفلت لينا من شرودها، تنظر ناحية باب غرفة المكتب المغلقة، تود لو تعرف ما يحدث بالداخل
, وما كان يحدث هو، دخل خالدة إلي الغرفة، يجلس علي المقعد المجاور لمكتبه انتظر للحظات، قبل أن يدخل حسام إلي الغرفة ينظر بعيدا عنه حانقا، اشار خالد للمقعد المقابل له يتمتم حانقا:
, - اقفل الباب واترزع.
,
, زفر حسام في غيظ أغلق باب الغرفة ليتوجه للمقعد المقابل لأبيه تهاوي إليه ينظر بعيدا يشعر بالغضب، تلك ليست المرة الأولي التي يصفعه والده وهو ليس بطفل ليحدث ذلك، قبض خالد علي فك حسام يدير وجهه إليه قطب ما بين حاجبيه يسأله مترقبا:
, - أنت فيك إيه، جسمك كان بيترعش، أنا قولت هتدخل في حالة صرع، عشان كدة ضربتك بالقلم، مالك إنت كويس
, تنهد حسام يحرك رأسه إيجابا يتمتم بخواء ساخر:.
,
, - ما تقلقش دي مشكلة قديمة، أنا شخص عصبي طالعلك، ومختار والدي اللي رباني **** يرحمه كان شخص مسالم وهادي جداا، كان ممنوع أن أنا اتعصب حتي لو الموضوع بشع، فبقيت دايما يحاول اخبي عصبيتي وغضبي تجاه اي موقف وحش يحصل لحد ما بقتش اقدر اسيطر علي الحالة دي٣ نقطة
, اضطربت حدقتي خالد في قلق، قلبه ينبض خائفا ليتمتم سريعا فزعا:
, - من بكرة هنروح لدكتور مخ واعصاب ودكتور نفسي٣ نقطة
,
, ابتسم حسام في خواء دون أن يجيب، يتحرك بعينيه بعيدا عن والده، ابتسم الأخير يحادثه مترفقا:
, - أنت بتحبها أوي كدة
, ايمائه واحدة فقط صدرت من رأس حسام بالإيجاب دون أن ينظر ناحية أبيه، ظل خالد صامتا للحظات، ينظر لحسام يبتسم في هدوء ليزفر الأخير حانقا التفت برأسه ناحية أبيه يتمتم منفعلا:.
,
, - ايوة بحبها، مش ذنبي أنها أصغر مني بالشكل دا، مش ذنبي أن قلبي ما حبش غيرها، مش ذنبي بردوا اني مش شايف غيرها تنفع تكون مراتي، أنا بحبها صدقني، أنا٣ نقطة
,
, أنا موافق، نطقها خالد في هدوء تام تصاحبه ابتسامة صغيرة، لتتوسع عيني حسام في ذهول افقده النطق للحظات طووووويلة ينظر لوالده مدهوشا، حرك رأسه إيجابا ينظر لوالده يسأله بعينيه إن كان حقا ما سمعه صائب ليضحك خالد بخفة يومأ برأسه إيجابا، صاح حسام فرحا ليندفع ناحية والده يعانقه بقوة يصيح متلعثما من فرحته:
, - بجد، بجد موافق، يااااه اخيرا، الحمد لله يارب، اخيرا هنتجوز يا سوسو، بت يا سعدية يا سوسو.
,
, ضحك خالد عاليا ضحكات سمع صداها للواقفين خارجا ينظرون ناحية باب الغرفة يترقبون بحذر ما يحدث، رفع خالد كفيه يبعد حسام عنه يتمتم ساخرا:
, - اوعي ياض، كاتك الهم عيل عبيط، أنت خدت موافقتي فاضل موافقة عمك عمر، لو أنت ابن ابوك صح، خليه يوافق.
,
, قالها خالد يبتسم لحسام في خبث، ليربت علي كتف حسام بحزم، تركه وغادر المكتب ليقف حسام ينظر في أثر أبيه للحظات شاردا قبل أن تتوسع ابتسامته الخبيثة سيستمع كثيرا هو وعمه الحبيب.
,
, دقائق وكان الحشد يجتمع حول طاولة الطعام، لينا تجلس في المنتصف بين جاسر وحسام، زيدان يجلس علي الجانب الآخر في المنتصف بين لينا والدته وانجليكا، وخالد بالطبع علي رأس الطاولة، اختسلت لينا النظرات ناحية زيدان قلبها يطرق بعنف، تشعر بألم بشع، خاصة حين رأت تلك الشقراء المدللة تشد ذراع قميصه وهو يأكل ليميل برأسه ناحيتها شدت يدها علي السكين الصغيرة التي تمسكها، كم تود غرزها في رقبة الشقراء، ارهفت السمع تحاول أن تستمع إلي ما تهمس به تلك الشقراء له، لتراه تشير إلي أحد أطباق الطعام تهمس له بنعومة بالطبع تتصنعها الشقراء الماكرة:.
,
, - زيدان هو ايه دا!
, نظر لما تشير ليبتسم بخفة يحدثها برفق وكأنها طفلة صغيرة:
, - دا يا ستي حمام، اجبلك منه
, حركت رأسها إيجابا تبتسم برقة ليمد يده يأخذ واحدة يضعها في طبقها لتمسك انجليكا شوكتها تحاول غرزها فيه ليضحك زيدان بخفة علي ما تفعل، تلك الطفلة يقسم أنه يشعر أنها طفلة صغيرة تائهة، حرك رأسه نفيا يشير برأسه ناحية خالد الذي يأكل هناك دون أن يعيرهم انتباها ليهمس لها بصوت خفيض:.
,
, - ما بيتاكلش كدة، شايفة خالي بياكله ازاي كليه زيه.
,
, نظرت انجليكا عن كثب إلي خالد تحاول تقليده وهو يأكل تفعل نفس الحركات التي يفعلها خالد بالضبط، حين مد خالد يده ناحية لينا زوجته يطعمها، ابتسمت في حماس هي الاخري لتمد يدها ناحية زيدان تحاول اطعامه في فمه، توسعت عيني زيدان حرجا بينما تنحنح جاسر، وغص حسام في طعامه يلتقط كوب مياة سريعا نقلت لينا انظارها بين زيدان وتلك الشقراء التي تنظر لزيدان تسبل عينيها ببراءة تحادثه برقة:
, - كلها زيدان، زيهم.
,
, تنحنح زيدان في حرج يفتح فمه قليلا لتطعمه انجليكا، في تلك اللحظة هبت لينا واقفة ارتسمت في حدقتيها نظرات قتيلة تصرخ بعذاب، رسمت شبح ابتسامة باهتة علي شفتيها تغمغم سريعا:
, - أنا شبعت عن اذنكوا
, قالتها لتهرول في خطاها تركض إلي غرفتها بالاعلي، تبادل الجميع نظرات صامتة عدا زيدان الذي رفض مشاركتهم في تلك النظرات ووجه انظاره لطبق الطعام أمامه تنهد يبتسم ساخرا، دون أن ينطق بحرف واحد.
,
, علي صعيد آخر في منزل حمزة السويسي، وقفت في المطبخ أمام المقود عينيها تتباع حركة القهوة وهي تنضج ببطئ تحت النيران الهادئة الرقيقة، تلاطفها، تدفعها للأمام، تصنع من مرارتها مشروب حلو، يُنسي مرارة الذكريات، ارتسمت ابتسامة صغيرة اعلي ثغرها تنظر للفراغ شاردة، لو كان أخبرها احدا سابقا أنها ستتزوج من رجل يكبرها بكل تلك الأعوام لضحكت ساخرة واتهمته بالجنون، يبدو أن الجنون هو ما أصابها فعلا، هي فقط لم تتزوج رجلا يكبرها بأعوام واعوام بل تشعر أيضا انها سقطت في حبه، كيف لا تعرف، متي لا يهم، كل ما تعرفه أنها تشعر بسعادة من نوع غريب خاص حين تراه، ابتسامته كلحن هادئ ناضج يداعب اوتارها بتروي، حمزة باحتوائه وحنانه مراعاته لها في جميع الحالات، هو الزوج المثالي كما يجب أن يكون، فقط لو كان أصغر قليلا لكانت اكتملت المعادلة، ولكن المعتاد الا تكتمل المعادلة ابداا، اطفئت المقود سريعا قبل أن تحزن قطرات القهوة وتفور تعبر عن غضبها، صبتها في كوب صغير ابتسمت حين تذكرت جملته المعتادة « أنا بحب اشرب القهوة من ايديكي »، تحركت للخارج لتراه يجلس علي أحدي الارائك يضع جهاز « اللاب توب» علي قدميه، سيلا تلعب بين مجموعة ضخمة من الالعاب، أما خالد الصغير فيمسك بطائرة صغيرة يركض بها في أنحاء المكان يصدر أصواتا مزعجة وكأنها طائرة علي وشك السقوط، تحركت ناحية حمزة تضع القهوة علي الطاولة أمامه تنهدت تتمتم بعتاب لطيف:.
,
, - خالد حبيبي بطل دوشة، وألعب مع سيلا باللعب
, تهدل كتفي الصغير يمط شفتيه للامام علامة علي حزنه حرك رأسه إيجابا كاد أن يترك الطائرة حين صدح صوت حمزة يحادثه:
, - ألعب يا حبيبي بالطيارة، يلا طيرها زي ما كنت
, ضحك الصغير في مرح ليعاود الركض في أنحاء المكان يصدر تلك الأصوات المزعجة من جديد، نظرت بدور لحمزة تتمتم بصوت خفيض متوتر:
, - أنا قصدي عشان بس ما يضايقكش وأنت بتشتغل.
,
, ابتسم لها في رفق يحرك رأسه نفيا ترك جهاز الكمبيوتر من يده ليلتقط كوب القهوة ارتشف رشفة صغيرة منه يتمتم مبتسما:
, - أحسن واحدة بتعمل قهوة، وبعدين يا ستي هو مش مضايقني خليه يلعب دا ***، وأنا في سنه كدة، كان بيبقي نفسي ألعب بس مش عارف، خليه يلعب
, ابتسمت ابتسامة صغيرة متوترة لم تفهم ما يقول، ولم تكن تملك الجرئة لتسأل، فقط نظرت له تتمتم بخفوت خجول:.
,
, - أنت حنين أوي يا حمزة، عشان كدة ******* بتحبك، ******* بتحس بالشخص الحنين وتحب تروحله، تعرف سيلا اللي ما بتنامش غير في حضنك دي، كانت بتترعب وتفضل تعيط لو باباها فكر يشيلها، كانت شايفة جواه اللي ما عرفتش اشوفه
, وضع الكوب من يده ليمد ذراعه يلفها حول كتفيها يقربها من صدره قبل قمة رأسها يحادثها مترفقا:
, - مش قولنا مش هنجيب سيرة الموضوع دا تاني، انسيه لأنك مش هتشوفيه تاني ابدا.
,
, ابتسمت متوترة تحرك رأسها بالإيجاب، ليصدر من خلفهم صوت حمحمة جعلتها تنتفض بعيدا عنه تكاد تنصهر خجلا، قلبت مايا عينيها تنظر لزوجة أبيها في سخرية، تقدمت ناحية أبيها وقفت أمامه تردف في هدوء:
, - بابا لو سمحت أنا كنت عايزة اتكلم مع حضرتك في موضوع
, قامت بدور سريعا من جوار حمزة حمحمت تهمس متوترة:
, - طب أنا هقوم اشوف الأكل عن اذنكوا.
,
, تحركت بدور سريعا ناحية المطبخ لتجلس مايا مكانها التفت حمزة بجسده ينظر لابنته مبتسما يتمتم:
, - خير يا ست مايا، موضوع إيه اللي عيزاني
, - بابا أنا عايزة اتجوز أدهم٣ نقطة
, نطقتها هكذا فجاءة دون اي مقدمات لتتوسع عيني حمزة في صدمة، بما تهذي ابنته، هل جُنت لتخبره أنها ترغب في الزواج، أولم يكن يعلم قبلا، رفع حاجبيه ينظر لابنته ساخرا:.
,
, - ايه دا في اي، مين عكس الأدوار، هو مش المفروض اللي بيجي يقول الكلام دا الراجل مش البنت، هو أنا يعني عشان مش عايز اقسي عليكي تركبيلي قرون، ايه بحبه وعايزة اتجوزه دي، المفروض اخدك من أيدك ونروح نتقدمله يعني
, زفرت مايا حانقة من وصلة السخرية التي امطرها بها والدها للتو، رسمت ابتسامة لطيفة علي شفتيها تعرف جيدا أن العند لا ينفع تماما مع والدها لذلك ابتسمت تتمتم بهدوء:.
,
, - يا بابا يا حبيبي إنت عارف من زمان أن أنا وادهم بنحب بعض، وأنت اخيرا وافقت علي ارتباطنا وبعد ما أدهم كان هيجي هيتقدم قولت استنوا عشان المشكلة بتاعت لينا، واهي المشكلة بتاعت لينا اتحلت ورجعت يعني بقت كويسة، وادهم مستني بس مكالمة منك او مني عشان يجي يتقدم٣ نقطة
, زفر حمزة أنفاسه حانقا هو كان يريد أن يؤجل تلك الزيجة لأبعد وقت ممكن ولكن إلي متي سيفعل، ابتسم يتمتم ساخرا:.
,
, - بغض النظر عن الكلام اللي ما ينفعش اي بنت تقوله لابوها عادي ولا كأنها بتكلم صاحبتها، بس هنعمل ايه أنا ما عرفتش اربي، اتفضلي يا هانم روحي بلغيه أن أنا مستنيه يوم الخميس بعد بكرة في فيلا عمك خالد علي الساعة 8
, صاحت مايا فرحة لتلقي بنفسها بين أحضان والدها قبلته علي وجنته بقوة تصيح سعيدة:
, - ميرسي يا بابي أنت احلي بابي في الدنيا٣ نقطة
,
, قالتها لتهرع سريعا إلي غرفتها بالأعلي بينما ابتسم حمزة ساخرا يتمتم في تهكم:
, - حاسس اني اتقرطست.
,
, في الحارة تحديدا في منزل منيرة ، حيث تجلس منيرة في صالة المنزل تحمل الصغيرة ملك علي قدميها بعد أن استقروت علي تغيير اسمها من ياسمين الي ملك، تمسك زجاجة حليب صغيرة تطعمها بها، تنظر له تبتسم في حنان، علي الأريكة الأخري كان يجلس مراد يراقب طفلته الصغيرة وهي بين أحضان جدته يفكر في المستقبل البعيد، تعصف به الكثير من الأفكار السوداء القاحلة، هل ستصبح مثله حين تكبر، هل سيأتي شاب مثلما حاول هو أن يفعل مع شقيقة جاسر ويغوي ابنته، هل ستحمل الصغيرة ذنبه هو، الكثير من الافكار السيئة كان تتلاطم داخل روحه، لم يجفل منها سوي علي صوت صراخ أدهم وكأن مس أصابه اندفع من غرفته يصرخ كالمجنون:.
,
, - هتقدملها يوم الخميييييس، هتقدملها يوووووم الخميييييس، حمزة وافق، هتجوزها اخيرا هتجوزها، أنا مش مصدق نفسي٣ نقطة
, ضحك مراد عاليا علي ما يفعل أخيه، ليتحرك من مكانه وقف بالقرب من أخيه مد يده يربت علي كتفه يحادثه مبتهجا بصدق!:
, - ألف مبروك يا أدهم، ألف مبروك يا أخويا، **** يسعدك ويتم فرحك علي خير
, توسعت ابتسامة أدهم ليندفع يعانق أخيه بقوة يربت علي كتف مراد يتمتم سعيدا:.
,
, - **** يبارك فيك يا مراد، عقبال ما تفرح بملك٣ نقطة
, ابعده عنه قليلا يمسك بكتفيه يحادثه مبتسما بحماس:
, - المهم تفضيلي نفسك عشان هتروح معايا اتقدملها
, اختفت ابتسامة مراد ليحرك رأسه بالنفي ابتعد عن أخيه ارتجف جسده قليلا يشعر باحتقار ذاته ارتعشت حدقتيه توترت ابتسامته يهمس مرتبكا:
, - بلاش أنا يا أدهم، عشان بس شكلك، هيقولوا واخد أخوك رد السجون معاك، روح أنت وخد منيرة معاك.
,
, نظرت منيرة لهما صامتة كم ترغب في أن يصر أدهم علي رأيه ويأخذ مراد معه ولم يخيب ظنها ابداا، اقترب أدهم من مراد يضع يده علي كتفه ابتسم يتمتم في اصرار:
, - هتروح معايا بصفتك أخويا الكبير، أنا مش هروح من غيرك يا مراد، كلنا بنغلط، كل واحد ليه فرصة تانية، ودي فرصتك وأنا واثق أنك مش هتضيعها، وبعدين أنا مش هروح اتقدم من غيرك، انسي الموضوع دا خالص.
,
, نظر مراد لادهم لتدمع عينيه ممتنا، اندفع يعانق أخيه لتتساقط دموعه بعنف يهمس بصوت مرتعش باكي:
, - متشكر يا أدهم، أنا بجد مش عارف اشكرك ازاي علي كل اللي عملته عشاني.
,
, بعد عناق أخير توجه أدهم لغرفته من جديد بينما نزل مراد ليحضر علبة الحليب لابنته التي وصفتها له طبيبة الأطفال، وجلست منيرة علي الأريكة تهدهد الصغيرة، حين سمعت صوت دقات علي باب المنزل، قامت منيرة تحمل الصغيرة بين ذراعيها فتحت الباب لتبصر وجه روحية أمامها ابتسمت ببشاشة ما أن رأته تفسح له المجال لتدخل:
, - روحية تعالي يا حبيبتي ادخلي ما تقلقيش ما فيش حد غيري أنا وملك.
,
, ابتسمت روحية أول الامر سرعان ما اختفت ابتسامتها، عقدت جبينها تنظر لتلك الصغيرة نظرات متعجبة رفعت وجهها لمنيرة تسألها في عجب:
, - مين دي يا ست منيرة
, ضحكت منيرة في خفة جذبت يد روحية تُدخلها، تغلق الباب تتمتم ضاحكة:
, - طب خشي الأول
, ما إن دخلت روحية تقدمت منيرة منها تعطيها الصغيرة تحادثها مبتسمة:
, - خلي بالك منها علي ما أشوف الأكل اللي علي النار.
,
, توسعت عيني روحية للحظات في دهشة قبل أن توما برأسها إيجابا، تحركت تجلس علي أحدي الارائك تهدهد الصغيرة برفق تحادثها بحنو وكأنها ستفهم ما تقول:.
,
, - بسم **** ما شاء ****، ايه القمر دا، اسم علي مسمي فعلا، اسمك ملك وانتي زي الملاكية، انتي جعانة بتاكلي صوابعك، نظرت حولها لتجد زجاجة حليب الصغيرة قامت سريعا تجلبها، تطعمها برفق، تمسح بيدها الأخري علي رأسها برفق شديد، في تلك اللحظات كان يقف هو عند باب المنزل المفتوح يبدو أن جدته العزيزة لم تغلقه بالكامل، من حسن حظه وجد علبة الحليب في الصيدلية القريبة من المنزل صعد لأعلي ليتفاجئ بذلك المشهد أمامه روحية تحمل ابنته بين ذراعيها تطعمها، تهدهدها برفق، أدمعت عينيه ألما، ها هي ضحية أخري من ضحاياها، تخبره كم كان شخص معدوم المشاعر يملئ الحقد قلبه، تسيطر شهوته علي أفعاله، اغمض عينيه نادما، تحرك يغلق الباب برفق، انتفضت هي سمعت صوت الباب نظرت خلفها سريعا لتتوسع حدقتيها هلعا، رأته كان يقف هناك، بالقرب منها، زاد وجيب دقات قلبها تسارعت أنفاسها بحركة غريزية احتضنت الصغيرة لصدرها وكأنها تحميها معها، حركة بسيطة كانت كالسهم اشعل النيران في منتصف قلبه، تنهد يزفر أنفاسه نادما حين رأي نظرة الهلع تكسو عينيها لديها كامل الحق بأن ترتعد منه..
,
, لم تعرف ما تفعل فقط تقف تتخبط في وقفتها تنظر حولها خائفة أن تترك الصغيرة مع ذلك الرجل هي خير من تعرفه هو شخص سئ، سئ للغاية لا يؤتمن ابداا، لمحت عينيها منيرة تخرج من المطبخ لتهرول ناحيتها تعطيها الصغيرة تغمغم سريعا بتلهف:
, - عن اذنك يا ست منيرة
, اعطتها الصغيرة لتهرول حرفيا خارج المكان بأكمله مرت من جواره بسرعة البرق، لترتسم ابتسامة شاحبة علي شفتيه، وضع علبة الحليب من يده يغمغم في هدوء مثقل:.
,
, - أنا نازل المحل.
,
, تحرك ناحية دكان جدته الصغيرة يفكر يعيد حساباته من جديد، أول ما يشغل رأسه حقا، ابنته كيف سيستخرج لها شهادة ميلاد، طرقت في رأسه فكرة شيطانية ليحرك رأسه نفيا سريعا روحية لا ذنب لها، لتعاود الفكرة تطرق رأسه من جديد، هو لن يطالبها بأي شئ فقط اسمها سيكون في وثيقة رسمية لاستخراج شهادة ميلاد لابنته، قسمية الزواج الشرعية الوحيدة التي يمتلكها باسم روحية، انشغل ما تبقي من سويعات قليلة من النهار حتي حل الليل في المحل يعيد ترتيب الأغراض من جديد ينظفه، يبيع للزبائن، حتي باتت العاشرة مساءا الآن، ارتمي بجسده علي مقعد صغير من الخشب يستند بمرفقيه علي فخذيه ينظر لأسفل حياته بالكامل تمر أمام عينيه هو من اختار طريق الشر، ورغم ذلك عادت الحياة لتعطيه فرصة جديدة، فرصة تتمثل في ملك الصغيرة، تناهي إلي اسماعه صوت شجار حاد يأتي من مقدمة الشارع، ترك المحل يتحرك ناحية الشجار يستمع الي ما يقال، في الاغلب صوت صياح سيدات.
,
, - ما تتلمي بقي يا بت مش كفاية معيشينك معانا في الحتة بعد المصيبة بتاعتك، كمان جايلنا في عز الليل
, - علي رأيك يا اختي البت ال٣ العلامة النجمية مش لاقية راجل يلمها ماشية علي حل شعرها
, ليسمع صوت أحد الرجال يصدح يعنفهم:
, - يا ست أنتي وهي اتقوا ****، احنا ما شوفناش عليها حاجة واحشة
, سمع صوت شهقة سوقية تأتي من أحدي السيدات لتصيح ساخرة:.
,
, - حاجة واحشة، هي حاجة واحدة دا احنا شوفنا حاجات ومحتاجات، الأول اللي عمله صاحب أخوها، واهي قاعدة دلوقتي في بيت الست منيرة وهي عارفة أن عندها اتنين رجالة، وتقولئ حاجة وحشة.
,
, عند تلك النقطة توسعت عينيه فزعا يتحدثون عنها، تلك المنطقة السوداء سيريهم، اندفع يركض ناحيتها ليجدها أرضا تبكي تنظر للسيدات التي دفعنها في فزع فقط تحرك رأسها نفيا، اندفع ناحيتها يقبض علي كف يدها يجذبها لتقف علي قدميها وقف للسيدات أمامه نظرات حارقة، نظرات سوداء، جميع من في المنطقة يخشون مراد صاحب اللسان السليط، نظرت السيدات لبعضن البعض في توتر، وقف مراد في منتصف حارتهم الشعبية يصدح بصوت جهوري يقبض علي رسغ يدها بقوة:.
,
, - اسمعوا بقي كويس لكل راجل وست وعيل صغير، الست دي مراتي، علي سنة **** ورسوله، أي حد هيخوض في سمعتها بحرف مش بكلمة هقطعله لسانه، اي واحدة هيوزها شيطانها تقولك ألقح عليها، أصل مش هيمد أيده علي ست، لاء أنا مش متربي اصلا، التربية دي ما عدتش قدام بيتي، هترمي عليها هزفك بفضيحة من أول الشارع لآخره، اي دكر يفكر يمده ايده ولا لسانه بكلمه هقطلعه ايديه ورجليه وامشيه يزحف زيه زي البرص، لو كلمة واحدة اتقالت في حقها، هحرقلكوا الشارع عاليه واطيه، مفوم، يلا غوروا في ستين داهية، اللي هلمحها هكسحها.
,
, فر الجميع من أمامه سريعا، ليبتسم هو، بينما صدحت زغرودة منيرة التي وقفت تراقب من البداية من شرفة منزلهم ورأت كيف دافع مراد عن روحية، للحظات فقط التقت عيني روحية بعيني مراد، هل يحلم أم أنه رأي شبح نظرة امتنان في عينيها قبل أن تسحب يدها من يده وتفر سريعا إلي منزلها٣ نقطة
,
, مر يومين أنه يوم الخميس المنتظر، في منزل خالد السويسي يبدو أن جميع الأمور تسير علي خير ما يرام المكان يبرق من النظافة كعادته، مايا في غرفتها تستعد بصحبة لينا زوجة خالد ومعها بدور، لينا الأخري في غرفتها لا ترغب في مقابلة اي أحد بعد آخر موقف حدث، حمزة يجلس في غرفة الصالون يضع الهاتف علي أذنه يحادث شقيقه:
, - يعني مش هتيجي يا عمر
, اعتذر عمر أن زوجته مريضة بسبب حملها ولا يستطيع تركها ليردف حمزة بنزق:.
,
, - طب إبعت سارة بالعربية او ابعتلها أنا العربية
, تردد عمر للحظات خوفا من أن يبعث ابنته في مكان بالطبع سيكون فيه ابن أخيه المنحرف الا أنه خاف أن يظن حمزة أنه لا يرغب أن تحضر ابنته خطبة إبنة عمها تنهد يهمس مترددا:
, - ماشي هبعتلكوا سارة بس خلي منها يا حمزة ب**** عليك ما تخليش الواد اللي اسمه حسام دا يجي جنبها
, ضحك حمزة عاليا يحادث أخيه يغمغم في سخرية:.
,
, - عشان كدة خايف تبعت البنت، ما تخافش يا سيدي هنحط بينهم حدود دولية اخلص بقي العريس قرب يوصل
, أغلق الخط مع شقيقه لينظر لخالد الذي يقف عند باب الغرفة يغمغم ضاحكا:
, - عمر خايف يبعت سارة عشان حسام، هو الواد دا عمل إيه
, ضحك خالد يقص عليه سريعا ما حدث لينفجر حمزة فئ الضحك حتي ادمعت عينيه اقترب من أخيه يهتف من بين ضحكاته:
, - طب و**** دمه عسل، ما تجوزهالوا يا عم.
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة ماكرة على شفتي خالد ينظر لحمزة في خبث يغمغم:
, - هيحصل، أنا بس عايز اشوف حسام هيعمل إيه
, دقائق ووقفت سيارة أدهم داخل حديقة منزل خالد، نظر أدهم لمراد متوترا يغمغم قلقا:
, - شكلي حلو
, ضحك مراد عاليا يعدل من وضع رابطة عنق أخيه يتمتم ساخرا:
, - قمر، أحلي من توم كروز.
,
, زفر أدهم أنفاسه حانقا متوترا، لتضحك منيرة علي مشاكستهم، نزل ادهم اولا يفتح الباب لتنزل منيرة جدته ومن ثم نزل مراد يحمل ابنته الصغيرة، تحركوا جميعا الي الداخل، دق أدهم الباب، فتحت الخادمة افسحت لهم المجال ترشدهم الي غرفة استقبال الضيوف، ما إن دخلوا الي الغرفة قام حمزة سريعا متوجها ناحية أدهم يعانقه، بينما وقف خالد بعيدا قليلا ينظر لهم مبتسما، خاصة لمراد، ما وصل له عن مراد في الآونة الأخيرة ليس بسار تماما، ولكنهم ضيوف في بيته، تقدم ناحيتهم يعانق أدهم هو الآخر صافح مراد ينظر له يبتسم في هدوء قاتل لتتوتر حدقتي مراد من نظرات خالد المخيفة، أخذ الجميع مقاعدهم، يجلس أدهم متوترا، كاد أن يفتح فمه ليبادر بقول اي شئ ولكن جملة خالد أوقفته:.
,
, - أنت بتشتغل ايه يا مراد
, توتر مراد من نبرة خالد علي الرغم من كونها هادئة ولكنها حادة كالنصل بلع لعابه يغمغم متوترا:
, - هاا، ااا، ااانا خريج كلية تجارة، بس بشتغل في محل بقالة بتاع جدتي
, ابتسم خالد في هدوء يحرك رأسه بالإيجاب دون أن ينطق بحرف٣ نقطة
,
, علي صعيد آخر في غرفة لينا السويسي القريبة للغاية من غرفة مايا، وقفت لينا أمام المراءة تنظر لفستانها الازرق اللامع داكن اللون هو يحب اللون الأزرق وهي تحبه هو، ادمعت عينيها تشد علي قبضتها، حين عاد في رأسها ذلك المشهد للمرة الألف تقريبا، الشقراء سرقته بالكامل لم يعد لها ادني حق فيه، رفعت وجهها تنظر لانعكاس صورتها في المرآة للحظات قبل أن تبتسم في خبث، سثبت له قبل نفسها أنه لا يزال يعشقها، سمعت صوت صياح مايا المزعجة يأتي من الغرفة المجاورة لها:.
,
, - يا انطي بقولك أدهم جه أنا شوفت عربيته في الجنينة يلا بسرعة بقي
, ضحكت لينا علي ما تفعل الصغيرة لتزجرها برفق:
, - يا بنتي اهمدي بقي بدل ما يقولوا عليكي مدلوقة
, - يا ستي أنا مدلوقة، حلو كدة، خليني انزل بقي.
,
, صاحت بها مايا بنزق لتضحك لينا السويسي في سخرية مما قالت تلك الصغيرة التي لا تزال تري الحياة بوجه واردي حالم كالأطفال، تنهدت تنظر لصورتها للمرة الأخيرة، قبل ان تتحرك لخارج الغرفة قابلت حسام في طريقها يتوجه لأسفل اقترب منها يشبك يده في يدها يتوجهان إلي أسفل في لحظة ظهور زيدان بصحبة سارة التي التقاها مصدافة في الحديقة، دخلت سارة ومن خلفها زيدان توسعت ابتسامة حسام الخبيثة ما أن رآها ترك يد لينا يتوجه ناحيتها، سريعا اختطف يدها يختفي بها بعيدا، ابتسمت لينا ساخرة تنظر لشقيقها لتعاود النظر لزيدان ابتسمت له ابتسامة صغيرة عاشقة تحركت ناحيته ببطئ تري عينيه التي لا تنزحان عن عينيها، اقترب منه صارت أمامه أمسكت بكف يده، نظر لها في ذهول ساخر لتبتسم هي دون أن ترد، لفت يديه حولها تتمايل معه دون موسيقي علي الحان قلبها العاشق، استندت برأسها لصدره تهمس له بشغف عاشقة:.
,
, - أنا بحبك، بحبك اوي يا زيدان!
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%