NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول أسيرة ظنونه ـ واحد وثلاثون جزء 18/10/2023

21


تمللت فجر بقلق وصوت هامس اجش في اذنيها يدعوها للاستيقاظ لتتقلب فوق الفراش تننهد بخفوت وهي تحتضن الوسادة بين ذراعيها قائلة برقة
, = سبينى شوية كمان وحياتك ياماما.
,
, وصل الى مسامعها ضحكة رجولية خافتة تدغدغ اذنيها بانفاس ساخنة لتسرع بفتح عينيها سريعا تدرك مكان وجودهاوصاحب ذلك الهمس لتجد انها لا تحتضن وسادتها بل تلف ذراعيها حول خصر عاصم المستلقى بجوارها تستند براسه فوق صدره العارى لترفع راسها سريعا وبارتباك تراه يستند براسه فوق مرفقه يبتسم لها بحنان ترى شغفا مماثل لما راته لليلة امس يرتسم فيه عينيه لتشعر بالخجل يلون جميع جسدها بالحمرةفاسرعت بالابتعاد عنه تلف الاغطية حولها بارتباك وخجل لكنه لم يعطيها تلك الفرصة لتحرك بعيدا عنه يجذبها اليها لترجع الى الفراش تستلقى مرة اخرى فوقه يحيطها هو بذراعيه يستند بمرفقيه فوق الوسادة بجوارهايخفض راسه الى وجهها يهمس بشغف امام شفتيها انفاسه تختلط بانفاسها.
,
, = رايحة فين هو انا كنت بصحيكى علشان تجرى تقومى من جنبى
, همهمت فجر بخجل تحاول النظر الى اى شيئ غيره لكنه كان يحيط بها بجسده الضخم حاجبا عنها اى شيئ اخر سواه لتحاول التحدث تلهى نفسها عن قربه الشديد منها قائلة بتلعثم
, = انا، يعنى، و
, انقطع حديثها تشهق حين انخفض بشفتيه يقبلها في حنايا عنقها يهمس
, = انتى ايه؟ اناسامعك كملى.
,
, لم تستطيع فجر التركيز على كلمة واحدة تستطيع ان تكمل حديثها بها وهو يصعد بشفتيه بقبلات رقيقة ناعمة يقبل عنقها ببطء ورقة حتى صعد الى وجهها يقبله هو الاخر بشغف وحنان لتحاول فجر الحديث بصوت لاهث متلعثم
, = عاصم. استنى. انامش عارفة اركز كده
, توقف عاصم عن تقبيلها ينظر في عينيها بعينين تلتمع بشغف ورغبة قائلا بانفاس لاهثة
, = وانا مش عاوزك تركزى في اى حاجة غير في اللى هقوله ليكى حالا.
,
, طلت من عينيها نظرة تساؤل تسأله بقلق=
, =وايه هو انا سمعاك؟
, لم يمهلها عاصم سوى ثانية لتلتقط فيها انفاسها قبل ان يكتسح شفتيها بقبلة عاصفة اذابتها واذابت كل الحواجز بينهم جعلتها تنسى اى حديث قد يقال بينهم في تلك اللحظة ليغيا سويا في عالم ليس به احد اخر سواهم وحديثهم الذي قيل بينهم دون النطق حرف واحد.
,
, هو عاصم اتاخر كده ليه في النزول
, نطق عبد الحميد بتلك الكلمات الى صفية الجالسة فقط معه فوق مائدة الافطار لتقول وهي تضع بعض الطعام في طبقه امامه = اكيد مرهق من سهرة امبارح وخصوصا اننا كلنا نمنا وش الصبح
, هز عبد الحميد راسه بتفهم قائلا
, = عندك حق كانت ليلة من اولها لاخرها غريبة
, بس كنت عاوز اتكلم معاه ومع صلاح على سفرية اليونان واشوف ناوى على ايه.
,
, لم يكد يكمل جملته حتى دخل صلاح الى الغرفة يرتسم االتجهم والارهاق على وجهه يلقى بتحية الصباح بجمود ثم يجلس فوق مقعده يتناول طعامه بصمت
, اخذ عبد الحميد يراقبه لعدة دقائق ثم قال بصوت هادئ
, = ايه يا صلاح مالك شكلك تعبان
, صلاح بجمود.
,
, = ماهو ده الموضوع اللى عاوزك فيه يا عمى انا بصراحة مرهق جدا اليومين دول ومش قادر اركز في حاجة فانا كنت بستاذن حضرتك اخد شهيرة ونروح فيلا الساحل كام يوم لانها هي كمان اعصابها تعبانة من بعد موضوع سيف واللى حصل
, عقد عبد الحميد حاجبيه بغضب
, = بتعاقبنى انت ومراتك يا صلاح
, اسرع صلاح ينحنى فوق يديه يقبلها قائلا بلهفة = ابدا و**** يا عمى انت عارف انا مش ممكن اعمل كده ابدا انت عارف انا بعتبرك والدى بالظبط.
,
, زفر عبد الحميد يحاول الهدوء يسأله
, = طب وسفرية اليونان مين هيطلعها مع صوفيا لما انت تااخد اجازة
, اسرع صلاح قائلا = عاصم يقدر يطلع هو السفرية دى وان كان على شغل الشركة في غيابه انا هتابعه ولو جد اى شيئ يحتاج وجودى لحظات واكون موجود بس اهو اكون موجود جنب شهيرة لحد ما الازمة دى تعدى.
,
, لم يجد عبد الحميد ما يستطيع به الحديث فهو يعلم يقينا ان من المؤكد سوء حالة ابنته بعد قراره المتعلق بابنها امس فلم يجد في نفسه ان يرفض ايضا وجود زوجها معها في تلك اللحظة ايضا لينتهد قائلا =
, خلاص يا صلاح لما ينزل عاصم نبقى نشوف هنعمل ايه في الحكاية دى
, هز صلاح راسه بالموافقة يتمنى موافقة عاصم حتى تنال صوفيا ما ارادت ويتخلصوا سريعا من تلك المعضلة المسماة زوجةعاصم.
,
, فجر مش هتقوم تجهزى علشان تنزلى معايا
, همس عاصم بتلك الكلمات الى فجر المستلقية فوق الفراش تهز راسهابضعف دافنة لوجهها اكثرفى الوسادة هامسة بأرهاق
, = لااا انا عاوزةانام كمان شوية جسمى كله بيوجعنى
, ضحك عاصم بمرح يجلس بجوارها فوق الفراش تعبث انامله بشعرها المتناثر بجنون حول وجهها وفوق الوسادة ليبعدا اياه خلف اذنيها لينحنى يقبل كتفيها الظاهر من الاغطية الملتفة بها قائلا بحنان.
,
, = طيب خليكى براحتك وانا هنزل اروح الشركةومش هتاخر علشان نخرج نتغدى سوا بره
, ما ان ان نطق بكلماته حتى هبت جالسة تركع بركبتيها فوق الفراش هاتفة بلهفة وفرح
, = بجد يا عاصم كلامك هنخرج سوا
, لم ينطق عاصم بحرف تتسمر عينيه فوق جسدها المكشوف امامه بعد ان سقطت الاغطية عنه اثر نهوضها السريع لتلاحظ فجر نظراته تلك لتسرع بجذب الاغطية حولها مرة اخرى وهي تتراجع الى الخلف بخجل وارتباك.
,
, ليبتلع عاصم لعابه بصعوبة قائلا بتلهف
, = شكلنا كده مش هنتحرك من الاوضة دى النهاردة خالص.
,
, لتقدم منها يلتهم شفتيها يقبلها بجنون فلم تجد في استطاعتها سوى مبادلته جنونه هذا خاطفا منهم انفاسهم حتى ابتعد عنها لكنه استمر في تقبيلها فوق وجهها تتنقل شفتيه برغبة عاصفة حتى وصل الى حنايا عنقها فاخذ يقبلها برقة وتمهل كما لو كانوا يمتلكون كل وقت العالم لهم تاخذهم عاطفتهم بعيدا عن كل ما حولهم حتى اتت المقاطعة فجاءة من خارج عالمهم على هيئة دقات متتالية لم يعيرها عاصم ادنى اهتمام في البداية وهو مغيب عما حوله تماما لتتعالى الدقات هذة المرة بقوة تتبعها صوت والدته قائلة باهتمام = عاصم فجر انتوا لسه مصحتوش يا ولاد.
,
, انتبهت فجر لصوت زوجة عمها الاتى من الخارج فاخذت تنبه عاصم تهتف باسمه بضعف لكنه تجاهل محاولاتها تلك غارقا في عالمه اخر لتتعال الدقات ولكن بقوة وشدة هذة المرة فلم تجد فجر حلا اخر سوى ان تحاول ابعاده عنها قائلة بخجل
, = عاصم طنط صفية وافقة بره رد عليها علشان خطرى.
,
, لم يعير عاصم حديثها انتباه لعدة لحظات لم تجد فجر خلالهم القدرة على الطلب مرة اخرى لكن ما ان همت بالحديث مرة اخرى حتى وجدته يريح راسه فوق صدرها يتنفس بسرعة وخشونة محاولا التقاط انفاسه لعدة لحظات قبل ان ينهض فوق قدمه يعدل من وضع ربطةعنقه و ملابسه يرجع خصلات شعره الى الخلف بعد ان عبثت بها اصابعها يغمض عينيه لعدة لحظات ثم يتوجه الى الباب بخطوات بطيئة يفتحه مواربا له حتى لاتصل الى انظارها الى فجر المستلقية فوق الفراش يحيى والدته بهدوء التي تقف بارتباك خلف الباب يلقى لهابتحية الصباح بصوت متحجرش لتسرع صفية باعتذار مرتبك.
,
, = معلش يا حبيبى بس جدك مستنيك من بدرى عاوزك حالا في اوضة المكتب وطلب انى اطلع بنفسى اصحيك
, انحنى عاصم مقبلا وجنتها بحنان قائلا
, = ولا يهمك يا حبيبتى انا صاحى من بدرى اسبقينى انتى وثوانى وهنزل وراكى احصلك
, هزت صفية راسها ترتب فوق وجنته بحنان ثم تتجه للنزول سريعا بينما عاصم يغلق الباب بهدوء يلتفت الى تلك الجالسة فوق الفراش تشتعل وجنتها بخجل ليتقدم منها مرة اخرى فتتراجع هي تهز سبابتها بخوف.
,
, = عاصم علشان خطرى كفاية اللى حصل انا اصلا مش عارفة هوريها وشى تانى ازاى
, اخذ عاصم يتقدم اليها دون ان يعير حديثها ادنى اهتمام ليقترب منها يهمس في اذنيها
, =لو حضرتك مش واخدة بالك فانتى مراتى يا مجنونة ودى اوضتنا لوناسية انا عندى استعداد حالا افكرك
, فجر برعب تهتف = لااا خلااص عارفة بس علشان خاطر ى ياعاصم انزلهم بسرعة ليبعتوا حد تانى وكفاية اوووى اللى حصل
, غمز عاصم لها بعينيه بخبث قائلا
, =خلاص موافق بس على شرط.
,
, فجر بتوجس وخوف = وايه هو؟
, اقترب عاصم منها اكثر ينظرالي شفتيها بشوق
, لتبتلع فجر ريقها بصعوبة تعلم ماهو ات لكنها فوجئت به يتراجع عنها قائلا بمرح
, = انا هنزل حالا بس مش فاطر اللى لما تنزلى ونفطر سوا اتفقنا
, تنهدت فجر براحة تسرع في هز رأسها بالموافقة ليبتسم هو بحنان قائلا برقة
, = متتاخريش عليا
, ثم تحرك بخطوات سريعا مغادرا يفتح الباب وقبلةخروجه التفت اليها مرةاخرى يلقى لها بقبلة في الهوا ثم يغلق الباب خلفه بهدوء.
,
, لتسرع فجر بالقاء نفسها فوق الفراش تهتف بسعادة
, = بحبه ااااوى يااااناس
, لتتسع عينيها تضع يدهافوق شفتيها بذهول وصدمة سرعان ما تحولت الى ضحكة فرحة وسعيدة تهمس
, = ايوه بحبه ومن اول يوم عنيا شافته فيه علشان يبقى كل دنيتى من بعدها
, لتنهض سريعا بعد ان جعلها اعترافها هذا تتحرك بخفة كما لو كانت فراشة لتستعد حتى تنزل اليه سريعا.
,
, جلست فجر بجوار والدتها وزوجة عمها امام مائدة الافطار في انتظار خروج عاصم لتناول كما طلب منها ليطول انتظارها له كثيرا لتزفر بقلق جعل صفية تلتفت اليها قائلة بحنان
, =شكلهم هتأخروا جوه افطرى انتى يا حبيتى وهو يبقى يجى يفطر براحته.
,
, هزت فجر راسها بالرفض تضع كفها اسفل وجنتها تستند عليها ليظلا على هذا الحال يسود الصمت الغرفة حتى تعالت فجاءة اصوات غاضبة استطاعت تميزها بانها تخص عاصم وجدها تقترب منهم ليدخل عاصم فجاءة الغرفة قائلا
, = استحالة اللى بتقولوه ده يحصل ولو لازم يبقى سيف هو اللى هيجى معايا
, تبادلت فجر النظرات بينها وبين والدتها وزوجة عمها بحيرة وهم يستمعون لحديث الجد قائلا لحدة.
,
, = جرى ايه ياعاصم مانت عارف ان سيف ساب القصر من امبارح بليل وقرارى انه يسيب الشركة مش هرجع فيه
, التفت اليه عاصم بغضب صارخا
, = وانا محدش يقدر يجبرنى اعمل حاجة مش داخلة دماغى حتى لو كان التمن نلغى الصفقة دى خالص
, شحبت ملامح عبد الحميد يترنح حتى كاد ان يسقط ارضا قائلا بألم وضعف
, = كده يا عاصم دى اخرتها بتزعق لجدك اللى رباك وخلاك راجل واخرتها تزعق في وشه.
,
, اسرع عاصم بالامساك به يقوم باسناده حتى احد المقاعد يجلسه عليه ثم يجلس على عقبيه امامه قائلا بأسف
, =سامحنى يا جدى ليكمل بحزم بس لازم تفهم ان اللى بتطلبه ده انا٣ نقطة
, قاطع عبد الحميد حديثه بلهفة
, = ده شغل ياعاصم مفيش حاجة اسمها مينفعش وانت عارف ان الصفقة دى اد ايه مهمة و صلاح فاهم ده و فاكر انى مش عارف هوبيعمل كده ليه بيضغط علياويلوى دراعى علشان خاطر ابنه فاكر انى هرجع في كلامى.
,
, زفر عاصم بقوة بقلة حيلة ثم قال هو يلتفت ناحية فجر الجالسة تنظر اليهم بحيرة
, = خلاص فجر هتيجى معانا
, عبد الحميد بغضب
, = جرى ايه ياعاصم هتاخد مراتك رحلة شغل وبعدين انت عارفة انها معندهاش جواز سفر وانكم لازم تكونوا في اليونان بكرة بالكتير
, انتبهت فجر لصيغة الجمع التي استخدمها جدها لتدرك فجاءة سبب كل هذة الجلبة ولتتأكد شكوكها حين قال جدها بلطف لتنزل كلماته فوقها كما لو كانت سكين يقطع احشائها بقوة.
,
, صوفيا هتفيدك هناك اكتر حتى من لو كان عمك صلاح معاك والموضوع كله اسبوع بالكتير يا عاصم
, اخفض عاصم راسه يزفر بقوة ثم نهض على على قدميه قائلا باستسلام
, = خلاص يا جدى تمام انا موافق
, ما ان نطق عاصم حتى شعرت برغبة شديدة في الصراخ لترفض هي هذا وبالفعل كادت ان تقف يشتعل وجهها بغصب لكن امدت ايدى امها خفية تضغط فوق ذراعيها لتتلتفت لها فجر بعنف لتهز عواطف راسها تهمس
, =اياكى تعملى اللى في دماغك.
,
, اتسعت عين فجر تمتلأ عينيها بالدموع لتنظر لها والدتها بعطف يستمعوا الى الجد قائلا بهدوء
, = تعال معايا علشان نجهز الورق ونشوف هتعمل ايه قبل ماتسافر
, وماان انهى كلماته حتى دخلت صوفيا تلقى بتحية الصباح بمرح ليقابلها عبد الحميد ناهضا من مكان قائلا دون مقدمات
, يلا يا صوفيا تعالى معانا على المكتب نشوف هنعمل ايه.
,
, ليغادر مسرعا تتبعه صوفيا بأبتسامة سعيدة بينما وقف عاصم مكانه ينظر الى فجر الجالسة تخفض راسها خوفا من رؤيته لدموعها ليقف عاصم لعدة لحظات بحيرة لايدرى كيفة التصرف ليزفر بقوة ثم يغادر الغرفة هو الاخر بخطوات سريعة تاركا الصمت والوجوم خلفه سيدا للموقف.
,
, جلس عاصم خلف المكتب يقلب في الاوراق الصفقة امامه تقف صوفيا بجواره بدعوة مساعدته تستغل الامر من حين الى اخر لتتلمس يد او كتف عاصم لتظهر كانها لمسات عرضية لكنها ادركت من نظرات عاصم العاصفة لها بانه ادرك نيتها لتقف بعدها بثبات وتكمل الحديث بعملية لاتريد المخاطرة الان بادراكه لنويها فيرفض الذهاب معها بينما عبد الحميد جلس في مقعده امام المكتب بتعب لينهض بعد حين يقف بضعف قائلا.
,
, = انا هقول انا ارتاح في اوضتى ولما تخلصوا ابقى اطلع يا عاصم عرفنى هتعمل ايه
, نهض عاصم سريعا من خلف مكتبه يتقدم منه يسنده من مرفقه قائلا بحنان
, = تحب اطلع اوصلك لجناحك؟
, هز عبد الحميد راسه يرتب فوق وجنته بحب قائلا
, = لا خليك انت انا هطلع لوحدى مش عاوز اعطلك
, لتتقدم بخطوات مرتعشة يغادر الغرفة تتابعه عين عاصم بقلق حتى غادر مغلقا الباب خلفه
, لتقول صوفيا بحنان تحاول تهدئة الاجواء بينهم.
,
, = شكلك بتحبه اووى يا بخته بجد ان عاصم السيوفى بنفسه بيحبه بالشكل ده
, التفت اليها عاصم ببطء قائلا ببرود وصرامة
, = مش نشوف شغلنا احسن من الكلام الفاضى ده
, لتتحرك باتجاه مكتبه تاركا ايها تنظر في اثره تصغط شفتيها بغيظ ثم تغمض عينيها لثوانى لتفتحهم بعدها ترسم ابتسامة فوق شفتيها وتعود لمكانها بجواره ما ان اقتربت حتى قال لها دون ان يرفع راسه عن اوراقه بجمود
, = اقعدى على الكرسى هناك.
,
, تجمدت مكانها لثوانى تشتعل عينيها بغضب ثم تحركت الى المقعد تلقى بنفسها فوقه بعنف تزفر بخشونة
, لم يمر وقت كثير حتى اندمجوا خلاله في ترتيب اوراق الصفقة حتى صوفيا اصبحت لا يشغل عقلها سوى امور العمل ليقاطع اندماجهم طرق رقيق فوق الباب ليجيب عاصم الطارق بالدخول دون ان يعرف عينيه عن اوراقه
, لتدخل فجر بخطوات مترددة تهمس باسمه بخجل ليلتف هو وصوفيا اليها ينهض سريعا يتجه اليها بلهفة يسألها بقلق.
,
, = في حاجة يا فجر؟ محتاجة حاجة؟
, هزت فحر راسها بالنفى تهمس برقة
, = لااا ابدا بس انت لسه مفطرتش وانا كنت مستنياك نفطر سوا زاى ما اتفقنا
, اقترب منها عاصم يحتضنها برقة بين ذراعيه يبتسم لهت بحنان
, = انتى لسه مستنيانى كل ده طيب مفطرتيش انتى ليه
, فجر بخجل تهز كتفهاقائلة = احنا اتفقنا نفطر سوا
, لم يشعر عاصم الا وهو يشدد من احتصانه لها ينحنى فوق اذنيها هامسا
, = بس انا في دماغى حاجة تانية احلى من الفطار بكتير.
,
, شهقت فجر بذهول تبتعد عنه قائلة هامسة
, = عاصم اعقل
, ثم تشير بعينها باتجاه صوفيا التي وقفت تتابع ما بحدث بقلب يشتعل بالغيرة والحقد
, ليلتفت لها عاصم قائلا بصوت اجش
, = صوفيا احنا هنروح نفطر تحبى تيحى معانا.
,
, هزت راسها بالرفض ببطء ليلتفت عاصم بجذب فجر لين ذراعيه يخرج من الغرفة وهو يهمس مرة اخرى لها بكلمات جعلت من وجنتيها تشتعل بالخجل مرة اخرى لتراقبهم صوفيا وهي تصغط فوق القلم بين يديها حتى تهشم متحطما من قسوة قبضتها تهمس بعد خروجهم بغل وغضب
, = ماشى يا عاصم اما نشوف انا ولا حتة اللعبة بتاعتك دى.
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
22


مع بزوغ فجر يوم جديد حاول عاصم النهوض من بجوارها بهدوء يحاول قدر الامكان ولا يتسبب في ازعاج نومها فهى لم تنم الا منذ وقت قليل بعد ان قضى طوال ليلة امس يبثها شغفه وجنونه بها حتى تسقطت بعدها في نوم قلق مرهق اما هو ظل الباقى من الليلة مستيقظا يتأملها بحنان عينيه لا تستطيع عينيه الابتعاد عنها لايدرى كيف له من قدرة أن يبتعد عنها لمدة اسبوع كامل بعد ان شعر بحلاوة قربها ودفئها تشعل كل حواسه بالاثارة بهذا القرب.
,
, وقف يتأمل وجهها بملامحه الرقيقة الناعمة لتتوقف فوق شفتيها الرائعة المنتفخة بشدة من جنون قبلاته لها طول االليل ليبتسم بعبث حين عادت به ذاكرته الى جنونها ليلة امس حين حاول معرفة رأيها فيما يخص بسفره بعد صعودهم الى جناحهم اخيرا لكنها صدمته حين قابلت اسئلته بهدوء وعقلانية قائلة انه عمله ومهم له وان صوفيا ماهى الا زميلة عمل وانها ليست بطفلة لتغضب لسفرها معه وتمنت له رحلة سعيدة ليشعر هو وقتها بالغضب والاحباط من اجابتها العقلانية لتلك ليوسوس له شيطانه بأثارة غيرتها قائلا لها بلامبالاة.
,
, = فعلا كلامك صح علشان كده بفكر بعد نبقى نخلص الشغل نبقى ننزل انا وصوفيا نتفرج على البلد سوا وهو نخرج شوية من جو الشغل مااحنا زمايلزاى ما بتقولى ومفهاش مشكلة.
,
, اشتعلت عينيها بالغضب تنهش الغيرة قبلها بعنف من كلماته تلك تشعر بالغباء في انها السبب في ادخال تلك الافكار الحمقاء الى عقله بعد محاولتها اظهار نفسها بأنها امراة عاقلة لا يهزها سفر زوجها مع امراة اخرى لكن محاولتها تلك بائت بالفشل فلم تستطع التظاهر طويلا لتصرخ بعنف
, = عاصم انت هتستهبل فسح ايه اللى عاوز تتفسحها مع ست صوفيا بتعتك دى طب و**** ياعاصم لو حصل لا، هااا٣ نقطة
,
, اخذت تتلعثم بباقى جملتها لاتسعفها كلماتها من شدة غضبها بينما وقف هو يتابعها بعينين تشتعل بنيران الشغف وهو يراها امامه بهذه الحالة من الغضب ليسرع بشدها من حصرها بقوة لتلتصق بجسده تشهق بذهول وهي تراه ينحنى فوق وجهها هامسا بتحجرش =
, انا مش قلتلك لوسمعتك بتقولى صوفيا بتعتك دى تانى هزعلك
, اخفضت فجر عينيها بخجل قائلا
, = مانت بتضايقنى وتقولى هخرج واتفسح معاها عاوزنى يعنى اقولك ايه.
,
, مد عاصم يده اسفل ذقنها يرفع وجهها اليه هامسا
, = طيب وانتى كمان متعمليش فيها ست العاقلة وتقوليلى كلام فارغ زاى اللى قولتيه من شويه ده
, اشتعلت عينيها بالغيرة مرةاخرى قائلة بحنق = يعنى عاوزنى اقول ايه يعنى اقولك انى انا نفسى اروحى اخنقها بيدى لحد ما روحها تطلع في ايدى
, لتكمل جملتها وهي بالفعل تضغط فوق اصابعها كما لو كانت تقوم بخنق شيئ بالفعل.
,
, لينفجر عاصم بضحكة رجولية صاخبة سعيدا برؤيتها غيرتها هذه لكنه توقف عن الضحك فجاءة تتغير ملامحه للحنان قائلا بأبتسامة وعينيه تمر بشوق فوق ملامحها
, = هتوحشينى يا فجر بجد انا مش عارف الاسبوع ده هيعدى عليا ازاى من غيرك
, اشرق وجهها بالسعادة من كلماته الرقيقة هذه تشعر بضربات قلبها تتسارع بفرحة لتهمس وهي تخفض عينيها بخجل
, = وانت كمان هتوحشنى اووى.
,
, بعد كلماتها الخجلة هذه ورأيته لوجنتيها المشتعلة بالاحمرار لم يستطع عاصم مقاومتها لفترة اطول من ذلك ليهبط فوق شفتيها يلتهمها بشغف وجنون لم يفيقا منه الا مع ساعات الصباح الاولى لتستلقى بعدها بين ذراعيه نائمة بهدوء بينما ظل هو يراقبها بشوق كما لو كان يتمنى حفر ملامحها بداخله.
,
, هز عاصم راسه يحاول ان يخرج من دوامة افكاره يزفر بقوة فهو ان ظل يقف امامها يتأملها كثيرا لن يتحرك من مكانه ابدا ليسير باتجاه الحمام يغلقه خلفه بهدوء
, فزعت فجر من نومها تنظر الى جهته في الفراش لتراها فارغة لتشعر بالحزن والالم يهاجم قلبها تلعن نفسها بعنف فا هي قد استغرقت في النوم ليغادر هو دون ان تراه وتودعه لتعنف نفسها بغضب
, = غبية يا فجر كده تنامى وتسبيه يمشى من قبل حتى ما تشوفيه.
,
, لتتسع عنييها بصدمة وهي تستمع الى صوته الاتى من امام طاولة الزينة تراه يقف امامها يعدل يرتدى ساعته ويضع متعلقاته بداخل البدلة قائلا بحنان
, = وتفتكرى هو يقدر يمشى من غير ما ياخدك في حضنه قبل ما يسافر
, تراه يتقدم منها بخطواته الواسعة الواثقة عينيه لا تفارق عينيها حتى وصل اليها ليجلس بجوارها يجذبها الى صدره بحنان لتضع راسها بسكينة فوق صدره تشعر بالدموع تحرق عينيها تصل الى مسامعها صوته الاجش.
,
, = عاوزك تخدى بالك من نفسك وانا كل يوم هتصل بيكى اكلمك واطمن عليكى اتفقنا
, هزت فجر راسها بضعف لا تقوى على الكلام خشية ان تخونها دموعها لكنه ادرك مابها ليرفع وجهها اليه يرى عينيها الممتلئة بدموعها تنساب ببطء فوقه لتنهد عاصم قائلا برقة
, = ليه الدموع دلوقت كلها اسبوع وهبقى معاكى بس علشان خاطرى بلاش اخر حاجة اشوفها هي دموعك
, رفعت ذراعيها تلفها حول رقبته تتضغط جسده اليها بقوة تهمس بصوت متحجرش باكى.
,
, = غصب عنى و**** اصل انت هتوحشنى اوووي
, ظل عاصم بين احضانها يتنمى ان يظلا هكذا لاطول وقت ممكن لكنه بعد حين ابعدها عن برقة يمرر انامله فوق جفونها برقة يهمس
, = عاوز قبل ما امشى اشوف ابتسامتك ليا ومش عاوز دموع خالص
, هزت فجر راسها بالموافقة تبتسم برقة اليه تلتمع عينيها بدموعها ليظل هو يراقبها لعدة لحظات قبل ان ينهض سريعا من فوق الفراش قائلا
, = انا نازل وزاى ما اتفقنا هكلمك كل يوم.
,
, ثم اسرع بحمل حقيبته يتجه الى الباب بخطوات سريعة مغادرا دون ان يلتفت خلفه ابدا يغلق الباب خلفه بهدوء
, لترتمى فجر فوق الفراش تبكى بقوة لمدى طويلةحتى غفت من مرة اخرى ودموعها ترتسم فوق وجهها من شدة ارهاقها.
,
, مر ثلاث ايام منذ سفر عاصم كانت الامور في القصر هادئة خاصة بعد سفر عمتها وزوجها معهم هنا الى فيلا الساحل للمكوث هناك لبضع ايام ولم يتبقى سوى ثريا ونادين معهم بالقصر لكنها استطاعت تجنبهم وتجنب تعليقاتهم الخبيثة المتعلقة بعاصم وسفره مع صوفيا بمفردهم تدرك محلولتهم لتعكير صفو علاقتها الحديثة بعاصم حتى اتى يوم كانوا جميعا مجتمعين داخل غرفة الاستقبال معهم الجد ليسأل صفية لكن كانت انظاره موجهه الى فجر كانه يسالها لكنه يستعلى سؤالها هي شخصيا.
,
, = هو عاصم ما تصلش النهاردة خالص
, لم تقوم فجر بالرد تاركة الامر لزوجة عمها التي اجابت بقلق
, =ابدا يا بابا مع انه متعود يكلمنا اكتر من مرة في اليوم
, هز عبد الحميد راسه قائلا بهدوء ومازالت عينيها فوق فجر يتابعها
, = متقلقيش تلاقى بس المفاوضات بدات والوقت سرقه معرفش يتكلم
, ليصمت قليلا يهمس بسؤال كانه شيئ عرضى
, = وانتى يا فجر ماكلمكيش النهاردة برضه
, اسرعت تهز راسها بالنفى هي الاخرى.
,
, ليعقد عبد الحميد حاجبيه بقلق وهنا اسرعت ثريا قائلة بخبث
, = **** يكون في عونه مشاغله كتير برضه
, انطلقت من نادين ضحكة ساخرة قائلة هي الاخرى
, = طبعا هيلاقيها من الصفقة ولا مين اللى بيساعدوه في الصفقة حاجة بصراحة متعبة جدا
, هبت فجر واقفة تسالها بغضب
, = انتى تقصدى ايه بكلامك ده
, نهضت نادين هي الاخرى تهتف بغل
, = اللى فهمتيه يا بنت عواطف ولو مش شايفة اللى بيحصل تبقى غبية.
,
, اسرعت عواطف هي الاخرى تقف على قدميها تحاول جذب ابنتها للخروج من الغرفة قائلا بخفوت
, = نادين ملوش لازمة كلامك ده
, ضحكة نادين مرة الاخرى قائلة بحقد
, =ليه خايفة بنتك تعرف اللى كلنا عرفينه و شيفينه بعنينا من ساعة ما صوفيا جات البيت فتزعل من سى عاصم
, لتكمل بحقد اكبر تضغط فوق حروفها بشدة
, = متخافيش مش هيحصل عارفة ليه علشان بنتك معندهاش كرامة زيك بالظبط ومش هتقدر تضيع فرصة عمرها من ايديها.
,
, لم تدرى فجر سوى وهي تهجم فوق نادين تحاول الفتك بها ونادين هي الاخرى اسرعت تحاول الامساك بيها لتقف كل من صفية وعواطف محاولة السيطرة على فجر والتي اصبحت كالوحش الهائج بيما ثريا اسرعت بجذب نادين تحاول ابعادها تصرخ
, = نادين خلاص كفاية لحد كده.
,
, اما عبد الحميد جلس فوق مقعده يحاول النهوض اكثر من مرة والهتاف بهم بغضب لكنه صوته خرج ضعيفا خافتا يشعر بالام في صدره تزحف بقوة داخله كما لو كان الالف الانياب تنهشه فاخذ بالمحاولة حتى خرج صوته اخيرا لكن مستغيثا بصفية قائلا بالم
, = الحقينى بسرعة يا صفية هموت.
,
, همدت الاصوات بعد صرخة عبد الحميد لتسرع اليه فجر وصفيه تلحقهم عواطف بينما وقفت نادين وثريا بتخشب يتابعان صفية وفجر وهم يوقفون عبد الحميد برقة مغادرين الغرفة قبل تلتفت اليهم صفية بقلق وخوف
, = ثريا اطلبى الدكتور خليه يجى حالا
, هزت ثريا راسها تسرع في اتجاه الهاتف تحدث الطبيب عدة لحظات ثم تغلق بعدها الهاتف لتسألها نادين بخفوت
, = تفتكرى هيحصل المرة دى
, هزت ثريا كتفيها بعدم المعرفة قائلة بخفوت هي الاخرى.
,
, = مش عارفة بس شكله تعبان اوى ياريت يحصل قبل ما يلحق يكتب اى حاجة لحد اهو نص البلى ولا البلى كله
, اسرعت نادين تهتف برجاء
, = ياااارب نخلص بقى بسرعة انا مليش في جو العيانين ده
, رفعت ثريا عينيها هي الاخرى الى السماء برجاء ثم تلتفت الى ابنتها قائلة بلهفة
, = ايه رايك احنا نستنى نشوف الدكتور هيقول ايه ونتحجج باى حجة ونخرج من هنا بدل ما يدخلونا في شغل تمريض وسهر جنبه والشغل ده.
,
, هزت نادين راسها بالموافقة سريعا لتسألها بعدها بحيرة
, = بس هنقول ليهم ايه؟
, عقدت ثريا حاجيبها بتفكر لعدة لحظات ثم هتفت
, = بس لقيتها هنقول ان جدتك هي كمان تعبت فجاءة ولازم نسافر لها لان خالك سافر وهي هناك لوحدها ايه رايك
, اسرعت نادين بالموافقة لتكمل ثريا بتفكير
, =بس نستنى نشوف الدكتور هيقول ايه وانا هكلم جدتك تكلمنى ادامهم ونظبط السيناريو صح مانا مش هقعد امرض فحد كفاية عليه الست صفية.
,
, لتهز راسها لابنتهابالموافقة ثم يسرعا بالمغادرة حتى يقوموا بتمثيل القلق والخوف امام الحميع قبل البدء بتنفيذ خطتهم.
,
, بعد خروج الطيب جلسوا جميعا بصمت يتابعوا بقلق عبد الحميد المستلقى فوق فراشه شاحب الوجه يبدو عليه التعب الشديد لتغمز ثريا نادين ثم تغادر الغرفة بخطوات هادئة تحاول عدم لفت الاتباه اليها لكن عينى صفية لمحتها لكنها فضلت الصمت عن سؤالها
, اقتربت عواطف من صفية تهمس بهدوء
, = مش كان الاحسن يروح المستشفى لحد ما نطمن على صحته
, هزت صفية راسها بقلة حيلة قائلة بخفوت.
,
, = مانت شوفتى بنفسك عمل ازاى لما الدكتور طلب يروح المستشفى اهو احنا جنبه لحد ما ماالدكتور يبعت الممرضة اللى قال عليها
, هزت عواطف راسها تعود الى مكانها مرة اخرى بصمت.
,
, اما فجر فظلت تنظر الى جدها المستلقى فوق الفراش بوجه لا تظهر اى شىئ من مشاعرها عليه لكن بداخلها تموج المشاعر بشكل عاصف لاتستطيع التصديق انه جدها بكل جبروته وقوته ينهار فجاءة امامهم بذلك الشكل لا تدرى هل ما تشعر به الان هل قلق وخوف عليه ام شىئ اخر لكن ما هي متأكدة منه انه رغم كل قسوته معها الا انها لا تحب رؤيته بهذا الضعف ابدا.
,
, دخلت ثريا بعد عدة لحظات الى داخل الغرفة تجلس بصمت حتى تعالى رنين هاتفها بعد نصف ساعة لتنظر الى المتصل وتنهض بقلق هاتفة
, = دى ماما ايه اللى هيخليها تتصل بيه متاخر اووى كده
, اسرعت نادين وصفية بالوقوف لتهتف الاخيرة
, = طيب ردى عليها الاول نطمن
, فتحت ثريا الهاتف ليشحب وجهها بتمثيل رائع تهتف برعب
, = يعنى انتى لوحدك في البيت طيب فين هشام
, لتصمت قليلا تستمع الى محدثها لتقول بعدها برعب.
,
, = مسافر طيب انا هعمل ايه دلوقت بابا عبد الحميد تعبان هو كمان جدا هو٣ نقطة
, لتقاطع صفية حديثها بجدية هامسة
, = احنا هنا مع بابا روحى انتى ليها بسرعة مدام لوحدها
, تلعثمت ثريا بكلامها تتدعى التردد
, = بس، يا صفية
, رتبت صفية فوق يديها برقة قائلة بهدوء
, = مفيش بس يلا روحى اجهزى على ما اكلم حسن السواق يجى يوصلكم
, هزت ثريا راسها بالموافقة بخنوع تلتفت الى نادين تهمس
, = هتيجى معايا يانادين ولا هتخليكى مع جدو.
,
, اسرعت نادين بلهفة مصتنعة
, = لا روحى انتى انا هقعد مع جدو لحد ما اطمن عليه
, صفية بهدوء
, = روحى مع ماما يا حبيبتى متسبهاش لوحدها واحنا معاه كلنا هنا واكيد هنطمنكم عليه
, نادين ببراءة وحيرة مصتنعان
, = يعنى انتى شايفة كده يا طنط
, هزت صفية راسها برقة لتسرع نادين قائلة
, = طيب يلا يا ماما نجهز علشان نلحق آنا
, لتغادر سريعا تتبعها ثريا.
,
, ليسود الصمت بعد خروجهم تدور الافكار بعقل صفية تدعو في نفسهاا الا يكون ما يدور في راسها صحيح و هو كل شكوكها.
,
, همست برقة تهز زوجة عمها النائمة فوق كرسيها بتعب بعد اصرارها ان تقوم هي بالسهر بجواره حتى حضور الممرضة لتجلس معها فجر هي الاخرى تصر بشدة بعد رفض صفية عدة مرات بينما ذهبت والدتها الى غرفتها بعد ان شعرت بالتعب والارهاق.
,
, لتستمر السهرة بينها وبين فجر حتى سقط راس صفية فوق صدرها تنام بتعب لتشعر فجر بالشفقة عليها وهي تراها بهذة الحالة لتطلب منها الذهاب الى غرفتها لتستريح وهي ستجلس هنا بجواره وبعدة محاولات منها لاقناعها نهضت صفية ببطء قائلة بهمس تعب
, = طيب يا حيبتى بس لو احتجتينى تعاليلى على طول
, هزت فجر راسها بالموافقة لترتب صفية فوق وجنتها برقة تبتسم لها بحنان ثم تغادر بخطوات متثاقلة من الارهاق.
,
, لتجلس فجر فوق المقعد الذي كانت تحتله منذ قليل صفيه بعد ان قامت بتقريبه من فراش جدها بهدوء تمسك بكفه المستريح فوق الفراش بحنان تقبله برقة هامسة
, = انا ماكنتش اعرف انى بحبك اووى كده رغم كله اللى عملته معايا انا وماما بس برضه بحبك مش متخيلة انه ممكن في يوم ما مش الاقيك معانا انا مستعدة اعمل اى حاجة بس تقوم لينا بالسلامة حتى ولو كنت هتزعقلى وتكرهنى كل يوم انا موافقة بس متسبنيش يا جدو.
,
, لتخفض راسها تقبل كفه مرة اخرى لكن هذه مرة شعرت بيد حنونة ترتب فوق شعرها تتلمسه بضعف لتشهق بذهول ترفع راسها سريعا ترى جدها فاتح لعينيه يرتسم فيها لاول مرة الحنان لها قائلا بلهاث وضعف
, = يااه يا بنت ماهر لاول مرة حد يحسسنى اد ايه انى ظالم وحش بعد كل اللى عملته فيكى وفي امك بتعيطى علشانى و خايفة عليا من الموت
, اسرعت فجر بمسح دموعها تبتسم بحنان
, = بعد الشر عنك ياجدو متقولش كده احنا من غيرك ولا حاجة.
,
, مد عبد الحميد يدا مرتعشة يرتب بها فوق وجنتيها برقة يتأملها لعدة لحظات يهمس بعدها
, =طيبة وقلبك ابيض زاى امك عمرها برضه معرفت تكره حد او تتمنى لحد الشر
, ثم اخذ نفسا عميق قائلا بعده بصوت اجش متسأل
, =اومال فين صفية مش شايفها لاهى ولا الباقين
, نهضت فجر بهدوء تعدل من وضع الغطاء فوقه قائلة
, = طنط صفية وماما راحوا جناحهم بعد ما تعبوا من السهر وانا قلت ليهم يروحوا يرتاحوا وانا هقعد معاك
, عبد الحميد بخشونة.
,
, =طيب ونادين وثريا
, قالت فجر بهدوء قدر المستطاع
, = مامت طنط ثريا تعبت واضطرت تروح ليها لان على ما اعتقد محدش معاها هناك
, التمعت عين عبدالحميد بمشاعر لم تستطيع فجر التعرف عليها هامسا بتفكير
, = بقى كده. فجر معلش ممكن تصحيلى طنط صفية وبعدين روحى انتى نامى
, شحبت ملامح فجر بشدة ظنا منها برفضه لمكوثها هي بجواره لتهز راسها بضعف قائلا هامسة بالم تغادر الغرفة بخطوات مثقلة
, = حاضر ثوانى وهروح اصحيها.
,
, ادرك عبد الحميد مايدور في افكارها ليناديها مرة اخرى بحنان لتلتفت اليها تراه يبتسم برقة لها قائلا
, = بس هستناكى الصبح بدرى بالفطار علشان نفطر سوا اتفقنا
, شعرت فجر بالفرحة لتهز راسها بتاكيد وهي تبتسم بسعادة ثم تغلق مغلقة الباب خلفها بهدوء
, ليعقد عبد تلحميد حاجبيه بتفكير قائلا بأسف
, = يا ترى يا عبد الحميد حسبتها غلط في ايه وظلمت مين تانى.
,
, ليغمض عينيه يتنهد بقوة يشعر بالم ينهش صدره لكنه لم يكون هذه المرة الم المرض بل شيئ اخر يخشى ان يتعرف عليه.
,
, مر يوم اخر ظلت فجر تتناوب فيه والدتها وزوجة عمها الاهتمام بجدها بعد ان رفض وجود الممرضة بجوار قائلا بصرامة انه يرفض ان يهتم به احد غير افراد اسرته وهو يشملها هي ووالدتها بنظراته بايحاء وصل للجميع ليمر اليوم سريعا دون اتصال من عاصم مرة اخرى ليدب القلق في قلوبهم وقلب فجر التي تمنت لو باستطاعتها الاتصال به لتطمئن عليه لكنها لاتجد الجراءة في نفسها لفعلها تشتاق بشدة الى صوته الاجش وهو يهمس باسمها لكنها فضلت الانتظتر لعله يقوم باتصال تلك الليلة ولكن اثناء جلوسهم جميعا في غرفة الجد و سؤاله صفية عنه لتهز راسها بالنفى ثم تنهض بقلق تمسك بهاتفها.
,
, = انا هتصل بيه وماهو مش هنفضل نستنى يتصل هو
, الجد بصرامة يحاول اخفاء قلقه بصرامته هذه
, = اقعدى يا صفية هو عيل صغير امه هتخاف عليه وبعدين احنا مش عارفين ايه ظروفه هناك احنا هنستنى لبكرة ولو متكلمش هنكلمه احنا
, جلست صفية مرة اخرى باحباط لا تجروء على مخالفة اوامره تنظر الى فجر الجالسة هي الاخرى يرتسم في عينيها القلق والاحبااط.
,
, لتتنهد باستسلام تجلس بجوار عواطف وفجر يتبادلوا اطراف الحديث بذهن شارد اما فجر فقد قررت الاتصال هي بيه ليلا بعد خلود الجميع الى النوم فهى لن تستطيع الانتظار حتى الصباح حتى تستمع الى صوته لتطمئن نفسها.
,
, دخلت فجر الى جناحها تغلق الباب خلفها بهدوء بعد خلود جدها الى النوم ومكوث زوجة عمها معه هذه اللية هي والدتها طالبين منها الخلود الى الراحة في غرفتهاهذه الليلة لتستغل فجر هذه الفرصة لتخرج هاتفها فورا تضغط زر الاتصال به تستمع الى الرنين في الطرف الاخر لفترة ليست بالقصيرة لكنها تعلم فرق التوقيت بينهم فاذا كانت الساعة الان التانية بعد منتصف الليل هنا فهناك الثالثة ومن المؤكد خلوده الى النوم لكنها لم تستطع غلق الاتصال ابدا تعلم انها لن تأتيها الفرصة لتفعلها مرة اخرى بسبب خجلها.
,
, انتبهت على صوت فتح الاتصال من الطرف الاخر لا تسمع الا صوت انفاس بطيئة ثم ساد الصمت لتتكلم فجر بصوت قلق ملهوف هاتفة باسمه ليقابلها الصمت عدة ثوانى ثم وصل الى مسامعها اخر صوت ظنت انها قد تسمعه في تلك اللحظة
, صوفيا بصوت ناعس اجش من اثر النوم قائلة ببطء
, = عاصم نايم دلوقت تقدرى تطلبيه بكرة لما يصحى او لو تحبى استنى وهو هيطلبك هو.
,
, ثم اغلقت الخط سريعا تاركة فجر العالم يدور من حولها بقوة تشعر بانسحاب الروح منها شيئا فشىئ تغلق عينيها بقوة تقاوم تلك الدوامة السودا التي اخذت تجذبها بقوة بداخلها لكنها لم تستطع المقاومة كثيرا ليسقط الهاتف من يدها بقوة تتبعه هي ايضا تسقط فوق السجادة بعنف مغشيا عليها مستسلمة لها لتبتلعها بداخلها سريعا.
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
23


تحركت فجر وهي تتأوه بألم تمسك برأسها تحاول النهوض لتعى لنفسها راقدة فوق ارضية الغرفة هاتفهابجوارها محطم لتندفع الى راسها بقوة لحظات ما قبل سقوطها لتشعر بالالام تنهش قلبها بعنف وهي تتذكر صوت صوفيا الناعس في اذنيها وهي تحدثها بكل ثقة لتنهار في بكاء مرير لعدة ساعات شعرت خلالها بأنسحاب الروح منها تتسأل بصدمة هل ماحدث وسمعته منذ قليل حقيقة احقا خانها عاصم احقا تحققت كل مخاوفها وفعلها
, ليجيبها عقلها.
,
, وهل مازلتى لا تصديق ماذا تنظرين اكثر من سماعك لصوتها الناعس على هاتفه في تلك الساعة المتأخرة فماذا تردين اثبات اكثر من هذا هل تريدين رؤيتك لهم معا حتى تستطيعين التصديق.
,
, اخذت تهز راسها بالنفى بألم حتى تستطيع طرد تلك الصور التي اخذ عقلها يصورها لها بلا رحمة كما لو حقيقة امامها بينما يحاول قلبها نفيها قائلا بامل =لاا من المستحيل ان يفعلها عاصم فهو ليس بتلك القسوة حتى يقوم بخيانتها بعد ان عشا معا اجمل لحظات حياتهم سوا واذا كان يريدصوفيا حقا لماذا طلب منها ان يتتموا زواجهم لماذا لم يدعها وشأنها ان كان يريد غيرها.
,
, اخدت الافكار تتصارع بين قلبها وعقلها لتشعر كما لو كانت في بحر هائج تتلاطمها امواجه بقسوة وعنف لتظل على حالتها هذة حتى بزغ فجر اليوم التالى وهي لاتعى شيئ تجلس فوق ارض الغرفة تضم ركبتيها اليها لتمر بها الساعات وهي على حالتها هذه حتى سمعت طرقا هادئ فوق باب الغرفة ليخرجها من حالة الذهول هذه تنهض سريعا لتقف فوق اقدامها تعدل من وضع ملابسها ثم تأذن للطارق بالدخول لتدلف ام جمال الغرفة قائلة بهدوء.
,
, = ست فجر سيدى الكبير عاوزك في اوضته بيقولك انه مستنيكى علشان الفطار
, هزت فجر راسها ببطء ووجه شاحب لتلاحظ ام جمال حالتها هذة للتقدم الى داخل الغرفة ببهدوء تسألها بعطف
, = مالك يا بنتى انتى تعبانة ولا حاجة
, هزت فجر راسها بالنفى ببطء لا تقوى على اخراج صوتها لتسالها ام جمال مرة اخرى
, = تحبى اندهلك ست عواطف او الست صفية
, اجابتها فجر تلك المرة برفض قائلة بلهفة.
,
, = لااا يا خالتى انا كويسة متقلقيش حد انا بس حاسة بصداع علشان سهرت شوية
, هزت ام جمال راسها بتفهم ثم تجيبها
, =طيب ياحبيبتى انا هنزل حالا اجيبلك حباية هضيع كل ده عما تحضري نفسك
, ثم التفتت لتخرج من الغرفة بخطوات متثاقلة انفجرت فجر في البكاء فور اغلاقها للباب خلفها تضع يدها فوق فمها تحاول كتم شهقاتها الباكية تشعر بالعجز لاتدرى كيف لها ان تتعامل وتتصرف بطبيعةوهى تشعر بكل هذا الالالم بداخلها.
,
, جلس عبد الحميد شارد الذهن يفكر في ما فعله في طوال ايام حياته السابقة وكم ظلم وكم اهان من لم يكن يستحق و كيف رفع واحب اشخاص لم يتصور يوم ان يكونوا بتلك الحقارة فازمة مرضه الاخيرة والتي كانت الاسوء منذ اصابته بالمرض التي ظن انه لن يستطيع النهوض منها بسلام كانت كفرصة اخيرة من **** حتى يستطيع اصلاح ما قد افسده طوال حياته فمن الان يجب البحث وبدقة عن كل الامور التي تركها دون بحث او اهتمام لانها كانت تسير على هوا افكاره وقتها فهو لن يترك تلك الحياة الا وقد قام باصالح كل اخطاءه هذه حتى يستطيع بعدها ان يقابل وجه كريم بقلب مطمئن.
,
, سمع دقات خافتة فوق غرفته ليأذن للطارق بدخول ليراها تدخل بخطواتها الهادئة تتقدم الى مكان جلوسه تقف بهدوء دون ان تحاول الحديث كما لوكانت تخاف ان يكون ماحدث منه امس ماهو الا طفر من المشاعر لن تعود مرة اخرى ليبتسم لها بحنان وهو يمد يده اليها يجذبها للجلوس بجواره قائلا بمرح
, = ايه يا بنت يا بكاشة انتى كده تخلينى استناكى من غير فطار كل ده
, ابتسم فجر ابتسامة شاحبة تجيبه بصوت منخفض.
,
, = سامحنى ياجدو اصل نمت متاخر وصحيت على صداع جامد
, ابتسم عبد الحميد بتفهم قائلا برقة
, =عارف اللى قلقك ومخلكيش تنامى بس اطمنى يا ستى هو كويس وكلها بكرة ولا بعده هينزل مصر
, رفعت فجر وجهها تسأله بلهفة
, = هو اتكلم طيب امتى ومكلمنيش ليه
, ابتسم عبد الحميد بحنان وهو يعى للهفتها تلك ليشعر بالفرح هو يجيبها
, = من شوية ولو كنتى جيتى بدرى زاى ما اتفقنا كنت كلمتيه انتى كمان.
,
, اخفضت راسها مرة اخرى ولكن تلك المرة باحباط ليسرع عبد الحميد قائلا محاولا طمئنتها
, = هو حاول يكلمك بس تليفونك كان مقفول عموما كلها بكرة و يوصل مش وقت كتير يعنى
, ليكمل بمرح
, = يلا علشان نفطر انا اصلى جعان جدا وتبقى صفية وامك يصحوا براحتهم يفطروا
, ثم اخذ يتناول من الطعام امامه بشهية غافلا عن تلك الشاردة بعالم اخر تتقاذفها افكارها بعنف وتبعث بالم الى قلبها لتمزقه اربا.
,
, بعد انقضاء اليوم وخلود جدها الى النوم استقلت فجر فوق الاريكة رافضة الاستلقاء فوق الفراش مرة اخرى لاتريد الشعور به ولا استنشاق رائحته العالقة فوق اغطية الفراش والتي كلما وصلت الى رئتيها شعرت بالحنين اليه يهاجمها وهي لا تريد الضعف تريد ان تكون قوية لا يهزها شوقها اليه فقد توصلت اخيرا انها ستاخذ الامور بعقلانية و ستجلس معه وتتحدث اليه عما سمعته في تلك الليلة فيجب انه يكون لديه تفسير له وهي على استعداد لاستماع حتى ولو كان ما سيقوله سيؤلمها لكن يجب ان ترتاح من دوامة افكارها هذه.
,
, اغمضت عينيها بأرهاق تتضافر عليها كل ما مرت به ليلة امس واليوم لتسقط في نوم مرهق عميق لعدة ساعات لم تعى فيهم لشيئ حتى شعرت بلمسات رقيقة تداعب وجهها بحنان وهمس اجش يناديها لتزفر بقوة تنادى باسمه وهي تمرمغ وجهها في وسادتها تتقلب بجسدها لتنحسر عنها بيجامتها تكشف عن جسدها لتشعر بيد دافئة تتلمس بشرتها ببطء ورقة
, لكنها ظلت على نومها تظن بانها داخل حلم جميل معه وهي تسمعه يهمس بصوته الاجش الممتليء بالرغبة.
,
, وحشتينى يا عيون عاصم
, هزت فجر راسها برفض تتمتم بكلمات غير مفهومة لتشعر بعدها بجسدها يطفو فوق سحابة متحركة ثم تحط بها فوق شيئ ناعم بين احضانه الدافئة لتهمس في نومها بارهاق تحدثه
, = عاصم وحشتنى اوى خلينى في حضنك ماتسبنيش ابدا
, شعرت به يضمها بقوة يهمس في حنايا عنقها برقة
, = نامى يا عيون عاصم وانا هنا جنبك مش هسيبك ثانية بعد كده.
,
, تنهدت بقوة تدفن نفسها اكثر واكثر بين احضانه تنعم بحلمها الجميل هذا لاتريد الاستيقاظ منه ابدا.
,
, فتحت فجر عينيها بصعوبة تحاول ازالة
, خصلات شعرها التي تحجب الرؤية عنها لتصدم عينيها بصدر عارى وذراعين تضمها اليه بقوة لتشهق برعب سرعان ما تحول لدهشة وهي ترى عاصم مستغرق بشدة في النوم بجوارها فشعرت بالحيرة فمتى حضر وكيف انتقلت هنا لتنام بجواره في الفراش حتى تذكرت حلمها ليلة امس وهمساته لها لخلاله لتدرك انه لم يكن حلم وانه قد اتى اليها يشتاقها ويضمها اليه فور وصوله ليخبرها قلبها.
,
, اوليس هذا دليلا اخر على براءته
, اسرعت تهز راسها ببطء تقرر انها تتحدث اليه عماحدث و تسمع منه تبريره وروايته هو عما حدث
, اخذت تحاول الخروج من بين زراعيه دون ان تحاول ازعاجه وقد كان مستغرق في النوم يبدو فوق وجهه الشحوب فامتدت يدها دون ارادة منها تتلمس تلك الملامح لكنها توقفت في منتصف الطريق خشية من استيقاظه وفهى لاتريد ذلك الان تحتاج اولا الى استجماع شجاعتها قبل تلك المواجهة الحتمية بينهم.
,
, فاستطاعت اخيرا الخروج من بين ذراعيه تنهض سريعا في اتجاه الحمام تغلقه خلفها بهدوء تستعد ليوم لا تدرى ماذا يحمل لها هل السعادة ام حزن وشقاء لن ينتهوا.
,
, خرجت من الغرفة بهدوء وهي تلقى نظرة اخيرة عليه تراه مازال نائم بعمق لتغلق الباب خلفها بهدوء تسرع في النزول الى بهو القصر تعلم انه مازال الوقت مبكرا على استيقاظ احد لكنها فوجئت بصوفيا تنزل هي ايضا الى البهو تحمل بيدها حقيبتها لتقف امام فجر تنظر اليها بدهشة اولا سرعان ما تحولت الى ابتسامة انتصار وتشفى قائلة بهدوء
, = صباح الخير يا فجر هانم ياارب تكونى
, كويسة
, نظرت فجر الى الحقيبة في يدها لتسالها دون مقدمات.
,
, = انتى رايحة فين بالشطنة دى
, وضعت صوفيا حقيبتها ارضا ثم اعتدلت مرة اخرى تنظر الى اظافرها قائلة ببرود
, =مسافرة تانى زاى ما اتفقت مع عاصم
, فجر بتلعثم
, = اتفقتى، مع، عاصم
, وضعت صوفيا يدها فوق فمها باسلوب مسرحى تهتف برعب مصتنع
, =يا خبر هو لسه مقلكيش على اتفقنا
, لتكمل وهي تقترب من فجر بخطوات بطيئة =عموما هقولك انا اهو يكون عندك فكرة برضه بدل ما تتصدمى بعد كده
, لتنحنى فوق فجر تهمس في اذنيها بتشفى قائلة بفحيح.
,
, = عاصم قالى على ظروف جوازكم والفضيحة اللى اتعملت ليكى قبل ما يوافق وتجوزك
, ثم تراجعت الى الخلف تنظر الى وجه فجر كمن تريد رؤية وقع كلماتها التالية عليها ترى وجهها الشاحب بشدة لتكمل ببطء وتشفى
, = وقالى كمان على اااه٣ نقطة
, لتبتسم بخبث
, = على اتفاق جده معاه واللى من الواضح مقاليكيش حاجة عنه
, فجر وهي تحاول التظاهر بالتماسك امامها قائلة بهدوء يخفى ورائه الكثير من الخوف
, = اتفاق ايه اللى ممكن يكون بين عاصم وجدى.
,
, اقتربت منها صوفيا مرة اخرى قائلة بهمس
, = الحفيد اللى لو وصل في اول سنة جواز ليكم كل حاجة هتتكتب لعاصم اما لو محصلش تتطلقوا وتتطردى بره انتى والست ماما.
,
, اخذت فجر تهز راسها بقوة مع كل كلمة تخرج من فم صوفيا لترفض بها ما تسمعه لا تستطيع التصديق ان كل هذا من الممكن ان يكون حقيقة فاخذت تحرك شفتيها تحاول الحديث ترفض كل ما يقال لكنها لم تستطع اخراج حرفا واحدة لترى صوفيا حالتها هذه لتسرع بالترتب فوق وجنتها بقسوة قائلة بغل = فوقى ياماما وعرفى انتى بتلعبى مع مين واعرفى انه مهما طال الزمن او قصر بينك وبين عاصم فهو ليا وبتاعى واخره معايا انا.
,
, وقفت فجر تنظر اليها بجمود تشعر كانها مغيبة عما كل ما حولها لاتدرى بماذا تقول اوتفعل لتسرع فجاءة تغادر الى خارج القصر تاركة صوفيا تنظر في اثرها بغل وحقد تقف تتابعها لتقفز فجاءة الى عقلها ما حدث في تلك الرحلة المشئومة الى اليونان
, فلاش باك.
,
, بعد وصولهم الى فندقهم والاستراحة كل في غرفته قليلا اخذتهم دوامة الاجتماعات والمفاوضات حتى منتصف الليلة لتطلب صوفيا من عاصم الذهاب معها لتناول العشاء فهم لم يتناولوا شيئ طوال اليوم فوافقها عاصم بهزت راس رسمية منه وهذه كانت معاملته لها طوال اليوم الرسمية والتحفظ لكنها عقدت العزم بينهاو نفسها انها لن ترجع من تلك الرحلة خالية والوفاض ابدا ولن تكون صوفيا الا لم يكن عاصم لها في نهاية تلك الرحلة.
,
, اخذها الى مطعم الفندق لتناول طعاهم والذي ظلت خلاله تحاول التحدث اليها باغراء ورقة مستغلة كل اسلحة انوثتها قابلها هو بجفاء وجمود ليصيبها الاحباط وهي تراه ينهض متعلاا بتاخر الوقت وحاجتهم الى الراحة ولكن ما ان خرج من المصعد امام غرفة عاصم حتى راته يمسك ببطنه يتأوه بالم يسقط ارضا فوق ركبتيه من شدة الالم فاسرعت اليه صوفيا تنحنى جالسة بجواره تساله بقلق عما به لكنه لم يجيبها يغمض عينيه بشدة وهو مازال يتأوه.
,
, اسرعت الى داخل غرفتها تسرع في طلب خدمة الغرفة تطلب بلهفة سيارةالاسعاف ثم تسرع للخروج اليه مرة اخرى تجلس بجواره تراه ينحنى على نفسه من شدة الالم ليمر بهم الوقت بطيئ وهو تحاول التهوين تقوم بمسح عرقه الغزير حتى اتى اخيرا رجال الاسعاف ليحمل الى المشفى ليمضوا ليلة ويوم داخلها بعد ان اصابته حالة من التسمم الشديد من وجبة العشاء بعد تماثله الى حد ما الى الشفاء اصر على الخروج من المشفى ليصلا في وقت متاخر الى الفندق تساعده هي في الوصول الى فراشه ليسقط في النوم فجاءة بعد تناوله لتلك الادوية وظلت هي تجلس بجواره تتابعه من الحين والاخر لتسقط في النوم فجاءة لم تستقظ منه الا على اهتزار هاتفه معلنا عن اتصال فاسرعت بحمله تنظر الى المتصل عدة لحظات وعند رؤيتها لهاوية المتصل اشتعلت عينيها بالغيرة والحقد لتنظر الى الهاتف عدة لحظات ثم فتحت الاتصال ترد عليها بصوتها الناعس بكلمات ارادتها طبيعية لكنها توحى بالكثير ثم تغلق الخط تبتسم بحبور وسعادة من الواضح ان الحظ يخدمها دون اى مجهود منها رفعت نفسها لتستلقى بجواره تضع راسها فوق صدره تنحنى تقبله برقة تهمس له انه لها مهما حدث ثم تغرق في النوم مرة اخرى تضم نفسها اليه لكنها لم تحسب حساب ان بستقظ عاصم ليجدها على هذا الوضع فاخذت تحاول الشرح له انها كانت مرهقة من اعتنائها به طوال ليلة امس لتلين ملامحه يشكرها بخشونة فاخذت بالاقترتب منه ببطء تضع راسها فوق صدره تهمس بحبها له واحتياجها له ثم تقف على اطراف اصابعها تحاول تقبيله ليقوم فجاءة بابعادها عنه بعنف وخشونه واخذ يعنفها بعضب ثم يخرج من الغرفة تاركا لها تقف مكانها بصدمة وذهول ولم ترى وجه طوال الباقى من الرحلة بعد ان ارسل اليها بورقة انه لا يحتاج اليها في مفاوضات العمل وان تستعد للنزول فورا الى مصر وليصدمها وهم في رحلة العودة برغبته في تركها للقصر فورا الى احد الفنادق لتكمل الباقى من اجازتها هناك ويخبرهاايضا عن عدم احتاجه لها في العمل وان لها ان تفعل ما تريد في تبقى من رحلتها كما تريد طالما بعيدا عن قصر السيوفى وشركاته.
,
, وهاهى تنهض في الصباح الباكر للمغادرة حتى لا يراها احد تجنبا لاية اسئلة لكنها لم تكن تتخيل في اقصى طموحها اكون من حظها مقابلتها لتلك الحمقاء في هذا الصباح الباكر لتجدها فرصة لبث سمومها في اذنها في محاولة اخيرة منها للربح لم تخبرها خلالها طبعا ان مصدر ماعرفته عن ظروف زواجهم هو زوج العمة ولا ان خبر اتفاق عاصم مع الجد هو الجد نفسه بعد ان ارادة التباهى امامها بأنه مازال المتحكم في كل امور من يعيشون في هذا القصر لايدرى عن نوايها شيئ وبانها قد تستغل تلك المعلومة لصالحها يوما ما.
,
, لذلك هي قررت عدم السفر والمكوث في احدى الفنادق لترى نتيجة مافعلته اليوم وكم تتمنى ام يؤتى بثماره فتسرع هي بقطفها لتنعم بها اخيرا.
,
, بعد خروج فجر بخطوات متعثرة وقفت خارج ابواب القصر تلفحها ببرودة هواء الصباح بقوة لتبرد من سخونة وجهها ودموعها المتساقطة بعنف تنظر حولها بتيه وشرود لاتدرى ان يمكنها الذهاب فكل ما تريده الان هو الابتعاد وحالا عن هذا القصر وبكل ساكنيه فهى لم تعد تستطيع التحمل لم يعد بامكانها التظاهر بان شيئ لم يحدث يكفيها ما عانتيه على ايديهم جميعا من الالام ومهانة فحتى هو من ظنت انه الحامى لها من وجدت فيه الامان بعد الكثير من الظلم والذل لها لتصدم فيه هو الاخر بقوة تدرك بانها لم تكن سوى لعبة بين يديه طريق لابد له ان يسير به حتى يصل من خلاله الى هدفه كان اتمام زواجه هو هذا الطريق.
,
, ظلت تسير بغير هدى في ارجاء حديقة القصر حتى اخذها التعب لتجلس تحت احد الاشجار ارضا تبكى وتبكى على كل مامر بها في حياتها حتى لم تعد لديها القدرة على البكاء مرة اخرى تشعر بالفراغ بداخلها لتظل مكانها تضم ركبتيها الى صدرها تسند براسها عليها تنظر بشرود امامها تفكر فيما هو اتى ومايجب عليها فعله في القادم من ايامها لتظل على حالها هذا لفترة طويلة تعصف بها افكارها بقوة.
,
, لتنهض فجاءة سريعا يرتسم العزم في عينيها تدرك ان ليس امامها حلا سوى المواجهة وقد حان وقتها الان وحالا
, نعم ستبداء بمواجهته بكل شيئ وستضع جميع النقاط فوق الحروف لاول مرة في حياتها ولن تظل تتدارى خلف خوفها بعد الان.
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
24


دخلت الى جناحهم تسير بخطوات ضعيفة متثاقلة تنظر باتجاه الفراش لتجده خاليا لتعلم من صوت المياه الجارية في الحمام باستيقاظه لتجلس بضعف فوق احدى المقاعد في انتظار خروجه تشعر بضربات قلبها عاصفة تدوى بصوت عالى فوضعت يدها فوقه تحاول تهدئة تلك الضربات تخفض راسها باستسلام لتنسدل خصلات شعرها حول وجهها كستار تحجبها عن كل ما حولها في انتظار ما سيحدث.
,
, فجلست مكانها لبضع دقائق شاردة الذهن لا تعى شيئ حولها حتى سمعت صوت الباب يفتح فرفعت راسها سريعا تحاول رسم القوة والعزيمة في عينيها استعدادا لما هو ات فهى في اشد الاحتياج لهم في مواجهتم القادمة هذه.
,
, راته يخرج من الحمام يلف منشفة سوداء فوق خصره بينما بيده واحدة اخرى يضعها فوق راسه يقوم بتجفيه شعره بها غير واعى لوجودها يتحرك باتجاه الفراش يجلس فوقه فظلت تتابعه بعينيها تمررها فوقه باشتياق فهى و رغم كل ما عرفته مازالت تشتاقه تود لو ترتمى بين ذراعيه علها تنسى كل ما يوجعها ويألمها بينهم.
,
, شعرت بالم عاصف في قلبى وهي تعى ان سبب وجعها الان هو ما صنعه لها وانه لم يعد من الممكن لها ان تختبئ في احضانه بعد الان
, خرجت منها تنهيدة عميقة بصوت عالى وصل الى مسامعه ليرفع راسه فورا باتجاها يراها جالسة بجمود لينهض فورا يقترب منها سريعا ترتسم ابتسامه فرحة فوق شفتيه ويده تمدت تجذبها اليه بشوق فيضمها بقوة الى صدره هامسا بخشونة
, =كنتى فين بدرى كده صحيت ملقتكيش في حضنى.
,
, ظلت فجر تقف بجمود ذراعها متهدلة بجانبها لا تبادله عناقه بينما هو يقتل شوقه ولهفته اليها بقبلات رقيقة متفرقة فوق وجهها يهمس من بين كل قبلة واخرى بمدى شوقه وحنينه لها لتشعر هي بكل قبلة يضعها فوقها كوشم من نار يحرقها بعنف يدميها فلم تشعر سوى ويدها ترتفع لتدفعه بعنف صارخة بألم
, = ابعد عنى انا مش طايقة لمستك ولا انك حتى تقرب منى.
,
, ابتعد عاصم عنها ببطء ينظر اليها بجمود لكنه لم يتحدث بشيئ تشتعل عينيه بنيران عاصفة وهو يراها تقوم بمسح وجهها بعنف كانها تشمئز من لمساته لها قائلة بعنف
, = انت ازاى كده؟ ازاى قادر تكون مع واحدة وترجع تمثل اللهفة والحب لواحدة تانية
, ضاقت عينى عاصم بشدة قائلا ببرود
, = تقصدى ايه بالظبط
, صرخت فجر بهستريا
, اقصد انى.
,
, عرفت كل حاجة يا عاصم بيه عرفت عن علاقتك بصوفيا واتفقاكم سوا واللى هيتم طبعا بعد المغفلة ماتجيب ليك الابن اللى هيخليك تاخد كل حاجة ومن غير ولا مجهود ولا تعب. الخادمة بنت الخادمة اللى عملت فيها معروف واتجوزتها وهو بالمرة تستفيد منها بحاجة في مقابل ده.
,
, وقف عاصم ينظر اليها لعدة لحظات ترى في عينيه الكثير والكثير من المشاعرالمتلاحقة لكنها لم تستطيع قراءة اى شيئ منهم وهي في حالتها هذه تراه وهو يتراجع للجلوس فوق الاريكة خلفه يخفض راسه مستندا بمرفقيه فوق قدمه لاينطق بشيئ لوقت طويل.
,
, ظلت فجر تتابعه بعينيها تشعر برجاء ضعيف ان يقوم بنفى عنه كل ما قالته تتمنى ان يتحدث باى شيئ ينقذ به ما يمكن انقاذه لكنها فوجئت بصمت طويل منه جالسا بجمود لا يتحرك من مكانه كما لو اصبح تمثالا من حجر نحت على وضعه هذا
, لكنها لم تستطيع تحمل هذا الصمت طويلا لتهتف به بقوة وعنف
, = ايه مفيش حاجة تقولها مش عاوز تتكلم مش عاوز تقولى كلامى ده صح ولا غلط
, ارتفعت راسه بعنف عينيه تشتعل بعضب مكبوت قائلا بصوت ساخر.
,
, = وده هيفرق معاكى؟! انا شايف انك شاطرة وعرفتى كل حاجة من نفسك يبقى اى كلام تانى هتقال ملوش اى لازمة بين
, لينهض واقفا ببطء يتقدم منها قائلا بجمود
, = السؤال اللى مفروض اساله انا ايه اللى مفروض منى اعمله دلوقت.
,
, ابتلعت فجر لعابها بصعوبة تشعر بخيبة املها تصعد الى حلقها بغصة جعلت من الصعب عليها الحديث فهى تصورته و يحاول ان ينفى ماعلمته او حتى يطلب منها المغفرة والبدء من جديد اى شيئ الا ان يقابل كلامها بكل هذا البرود وعدم الاهتمام
, اخفضت راسها تهمس بصوت اجش من اثر محاولاتها عدم البكاء امامه
, = انا، مش هقدر اكمل بعد كل اللى عرفته فانا عاوزة٣ نقطة
,
, ظلت تحاول نطق تلك الكلمة مرات ومرات لتتصاعد الغصة لتخنقها مع كل محاولة منها لكنها لم تقدر على نطقها ابداط
, ليكمل هو بتساؤل خشن
, = الطلاق؟ هو ده اللى انتى عوزاه؟
, هز راسه بالموافقة يكمل بجمود وجدية
, وانا موافق بس زاى ما انتى طلبتى بنفسك في اول جوازنا مفيش طلاق الا بعد سنةلنفس الاسباب اللى قلناها قبل كده و بعدها تقدرى تعملى اللى يعجبك ومش هتلاقى منى اى اعتراض وقتها.
,
, ليكمل مقتربا منها يضعط على حروف كلماته بقوة قائلا بسخرية
, = وابقى بكده رديت ليكى تمن الايام اللى استحملتى فيها وجودى معاكى
, ثم تحرك في اتجاه خزانته يخرج منها ملابسه بهدوء وبطء شديد تاركت لها تقف مكانها دون حراك تشعر تشعر بالبرودة تزحف الى اوصالها وهي تعلم بخروجها من تلك المواجهة خاسرة بكل الاحوال.
,
, مرت بهم الايام بعد مواجهتهم هذه اصبح هو خلالها شديد البرودة في تعامله مع الكل حتى لاحظ الجميع معاملته تلك محاولين تبين حقيقةما حدث منها لكنها ادعت عدم معرفتها بما به تفضل الصمت عن اى حديث قد يجلب للجميع الاوجاع فهو يخرج في الصباح الباكر ولا يأتى الى القصر الا في ساعات الصباح الاولى يجدها وقد تظاهرت بالنوم تراقبه بعينين نصف مغمضة من تحت الاغطيةوهو يتحرك بهدوء في ارجاء الغرفة يبدل ثيابه تم يتجه الى الاريكة يستلقى فوقها دون كلمةاو نظرة يلقيها باتجاها فمن بعد ليلة مواجهتم اصبح هو من ينام فوقها بعد ان القى لها باغطية التي وضعتها لنفسها ارضا ثم نام هو فوقها تاركا لها الفراش باكمله يستلقى بهدوء لاتكاد تمر عدة دقائق حتى تسمع بعدها اصوات تنفسه الهادئة دليلا على استغراقه في النوم لتغمض هي الاخرى عينيها بارهاق تذهب في نوم متعب مضطرب.
,
, تدور ايامهم سويا في دوائر من نفس الاحداث
, وبعد عودة الجميع الى القصر مرة اخرى حتى سيف بعد اعتذاره وابدائه لندمه على ما فعله للجد وتدخل عاصم المباشر في تلك المصالحة اصبح من الصعب عليها التظاهر بان الامور طببيعية فيما بينهم بعد ان لاحظ الجميع جفائه الشديد في التعامل وغيابه المستمر عن المنزل ليدور الهمس بين الجميع ما بين قلق وشامت لنا يحدث بينهم.
,
, حتى اتت ليلة بعد تناولهم للعشاء وغيابه عنه كما العادة ليطلب جدها حضورها اليه في غرفته فصعدت اليه بخطوات متثاقلة تقف امام الباب لعدة لحظات تتنفس بقوة تحاول تهدئة ضربات قلبها قبل ان تطرق الباب برقة
, تدخل الى الغرفة لتراها مظلمة الا من ضوء شاحب يأتى من المصباح المجاور للفراش تجده مسلتقى فوق الفراش يشير اليها بالتقدم يرتب لها فوق الفراش بجواره فتقدمت منه ببطء تجلس وهي تخفض راسها ليسألها جدها بحنان.
,
, = مالك يا فجر حالك مش عجبنى ابدا بقالك كام يوم لا انتى ولا عاصم في حاجة حصلت بينكم
, رفعت فجر راسها تهزها بالنفى لا تجروء على محادثته عن معرفتها بحقيقة اتفاقه مع عاصم فيكفيها شعورها بالخزى لحظة اعترافها لعاصم بحقيقة معرفتها بهذا الاتفاق لا تريد تكرار تلك التجربة مرة اخرى
, اعتدل عبد الحميد فوق الفراش يمد يده للامساك بكفيها الباردة بينهم قائلا بنبرة مترددة.
,
, = انا عارف انك لسه مش قادرة تنسى كل اللى عملته فيكى وانتى ومامتك وتفتحيلى قلبك بس صدقينى يا حبيبتى انا نويت اعوضك عن كل اللى حصل منى انا خايف اقابل وجه كريم وانا شايل ذنبك وذنب كل اللى عملته فيكم
, اتسعت عين فجر بخوف تهز راسها برفض لكلماته قائلة بلهفة
, =ماتقلش كده يا جدو **** يخليك ليناوصدقنى انا مش زعلانة منك ابدا
, ابتسم عبد الحميد بحنان قائلا.
,
, =محدش بعيد عن الموت وانا مش خايف منه انا كل اللى خايف منه اسيبك وسط كل الكره والحقد ده كله واللى كنت انا السبب فيه بجبروتى وظلمى ليكى بس اللى مطمنى ان عاصم معاكى ومش هيسيبك ابدا مهما حصل
, شعرت فجر بطعنة عنيفة في قلبها من كلماته هذه لاتستطيع اخباره ان حتى هذا الامر اصبح من المستحيل استمراره هو الاخر
, ليكمل عبد الحميد حديثه بامل ورجاء.
,
, =عاوزك تسامحينى يافجر عاوز تحاولى تنسى كل حاجة وحشة حصلت ليكى بسببى في يوم وافتكرى دايما انى رغم كل اللى عملته معاكى انى ابقى جدك اللى ندم ندم عمره على كل حاجة قاسية عملها في حقك
, اندفعت فجر تر تمى فوق صدره تحتضنه بقوة وهي تبكى قائلة
, = انا عمرى ما زعلت منك ابدا صدقنى انا طول عمرى بعتبرك اب ليا حتى لما كنت بتقسى عليا بس ارجوك بلاش كلامك ده لانه بيخوفنى
, ابعدها عنه عبد الحميد يمسح دموعها قائلا بحنان.
,
, = متخافيش ياحبيبتى من النهاردة مش عاوزك تخافى ابدا من اللى جاى انا٣ نقطة
, قاطع حديثهم دقات سريعة فوق الباب لتدخل نادين فورا دون انتظار لاذن تنظر الى وضع جلوسهم بريبة وهي تقول بعصبية
, = انا كنت جاية اطمن عليك ياجدو قبل ماتنام بس مكنتش اعرف ان في حد معاك
, لتنهى كلماتها الاخيرة وهي تنظر الى فجر باستعلاء ليقول عبد الحميد بجمود
, = غريبة اووى يا نادين يعنى مفيش سهرة الليلة ولا حد تعبان محتاج تروحوا تقعدوا معاه.
,
, اهتزت نادين من سخرية جدها خاصة امام تلك الفتاة لتدخل الى الغرفة قائلة بمرح تحاول تمرير تلك الكلمات
, = يااا جدو لسه زعلان مانت عارف ان آنا كانت لوحدها ومكنش ينفع نسيبها وبعدين دى كلها اسبوع ورجعنا على طول
, ابتسم عبد الحميد بسخرية مريرة
, =فعلا اسبوع مفكرتيش فيه تتكلمى حتى تسألى فيه عليا لا ومن اول يوم رجعتى فيه لحد النهاردة كل يوم فسح وخروجات ولسه فاكرة تيجى تقعدى معايا.
,
, نادين وهي تنظر الى فجر بتوتر تنقل ثقلها من قدم الى اخرى
, = مانا جيت اهو علشان اصالحك بس الظاهر كده مش هينفع كلامنا دلوقت
, لتهب فجر واقفة قائلة بهدوء توجه حديثها الى عبد الحميد
, = انا هروح دلوقت يا جدو وهبقى اجيلك الصبح
, رتب عبد الحميد فوق يدها بحنان قائلا
, = طيب يا حبيبتى بس متتأخريش عليا.
,
, نهضت فجر تخرج من الغرفة تتابعها عين نادين بحقد واستعلاء حتى خرجت تغلق الباب خلفهابهدوء تنزل الى البهو مرة اخرى لتجد حالة من الهرج بداخل عرفة الاستقبال بينما عاصم يجلس بضعف فوق احد المقاعد وجه شديد الشحوب بجواره سيف وصفية القلقة بشدة لتسرع اليه تسال بلهفة
, = مالك يا عاصم ايه اللى حصلك؟
, اخذت يديها تجوب جسده بقلق ولهفة تحاول معرفة ما به لكنه امسك بيدها الوضوعة فوق
, صدره يضعطها بعنف يبعدها عنه قائلا بجمود.
,
, =مفيش حاجة شوية برد وهيروحوا لحالهم انا مش فاهم ليه كل الهيصة دى
, ابتعدت فجر عنه تعتدل في وقفتها بينما
, صفية تتحدث قائلة
, = برد ايه يا بنى دانت تقريبا كان مغمى عليك وسيف داخل بيك هنا وجسمك كله مولع ناار
, حاول عاصم النهوض لكنه تراجع مرة اخرى جالسا بعد شعوره بالدوار لكنه عاود المحاولة مرة اخرى لكن هذة المرة اسرع سيف باسناده قبل سقوطه مرة اخرى لتهتف صفية برعب.
,
, = لازم ناخده للمستشفى حالا انا مش مرتاحة استحالة يكون ده برد
, هز سيف راسه قائلا بجدية
, = حاولت معاه كتير واحنا جاين رافض تماما موضوع المستشفى انا هطلع بيه لجناحه وحد يطلب الدكتور يجى يشوفه هنا
, هزت صفية راسها تسرع في اتجاه الهاتف بينما التفت سيف الى فجر الواقفة تنظر الى عاصم بخوف وقلق لا تجروء على الاقتراب يسالها برسمية
, = لو ممكن يا مدام فجر تيجى معانا علشان تغيرى ليه هدومه قبل الدكتور ما يوصل.
,
, اسرعت فجر تهز راسها بالايجاب تسرع
, فى الامساك بعاصم من الجانب الاخر وقد وجدتها فرصة لن يستطيع فيها ابعادها مرة اخرى وهو لم يكن اساسا بحالة تسمح له بالرفض.
,
, اخذا يصعدا درجات الدرج ببطء وتعثر بعد ان كادت ان تسقط عدة مرات من ثقل وزن عاصم فوقها لكنها رفضت بشدة عرض سيف ان يقوم هو بمفرده بتلك المهمة فاستمرت رحلة صعودهم بصعوبة واجهاد حتى وصلا اخيرا الى الجناح ليستلقى عاصم بجسده فوق الفراش شبه مغشيا عليه فهمس سيف بصوت اجش وانفاس متعالية
, =انا هنزل استنى الدكتور تحت تكونى انتى غيرتى ليه هدومه.
,
, ثم اسرع بالمغادرة فورا لتلتفت فجر فور مغادرته الى عاصم تراه في عالم اخر وجهه شديد الشحوب والاحمرار يتنفس باجهاد فاسرعت باتجاه الخزينة تخرج منها ملابس خفيفة له ثم تقدمت منه لكنها توقفت حائرة لا تدرى من اين تبدء فقررت البدء فورا بقميصه تحل ازراره ببط ورهبة مهابة من استيقاظه فيقوم بنهرها لكنه لم يفعل بل ظل على وضعه دون حراك حتى استطاعت بصعوبة من تغير كل ملابسه تجلس بجواره تلمس باناملها فوق شعره الاسود المشعث فوق جبهته المشتعلة بالحرارة تتمنى لو استطاعت سحب كل الامه لداخلها هي ولاتراه بتلك الحالة فهى لم تتعود رؤيته ابدا بهذ الضعف ومهما كانت غاضبة منه تشعر بخداعه لها كسكين في احشاءها الا انها مازالت تحبه بل تعشقه و لاتستطيع ابدا رؤيته يتألم مهما كان.
,
, سمعت همسه باسمها فتنبهت حواسها كلها تظنه قد استيقظ طلبا لشيئ لكنها راته مازال على وضعه شبه عائب عن العالم فانحنت تقبل جبهته بحنان تهمس بكلمات مطمئنة له لا تعلم هل تصل اليه ام لا لكنها شعرت بحاجتها للتهوين عليه.
,
, مرت عدة دقائق وهي جالسة على وضعها هذا حتى سمعت طرق خفيف فوق الباب لتأذن للطارق بالدخول لتدلف صفيةمعها رجل في اوساط الاربعين من الواضح انه الطبيب والذي وقف بعدها ليسألها عدة اسئلة لم تعرف كيفية الاجابة عنها لتشعر بالحرج فتسرع صفية لاجابته بلهفة
, =اصل هو لسة راجع من السفر من كام يوم فامحدش فينا عارف حاجة.
,
, هز الطبيب راسه بتفهم ثم شرع في القاء الكشف عليه لعدة دقائق كان عاصم خلالها قد فاق وتنبه لما حوله ليسأله الطبيب اسئلته واخذ هو يجيب عنها بصوت ضعيف غير واضح النبرات وكلما اتسمر في حديثه شعرت هي كما لو كانت سيغشى عليها بما علمت به ينفجرفى عقلها كالعاب نارية شديدة الدوى لتفيق كما لو كانت في غيبوبة سوداء
, فور انتهاءه من الحديث قال الطبيب بعد حين.
,
, = من الواضح اهملك لعلاجك في الفترة اللى فاتت من حالة التسمم اللى حصلتلك وانك مكملتش كورس العلاج خلى مناعة جسمك ضعيفة جدا علشان كده حصلت الانتكاسة تانى مع اول بوادر لبرد بسيط في معدتك
, عموما احنا هنبتدى كورس علاج من اول وجديد ويفضل لو يكون في المستشف٣ نقطة
, اخذ عاصم بهز راسه برفض لحديث الطبيب ليكمل الاخير بعملية.
,
, =خلاص مفيش مشكلة ممكن نبتدى فيه هنا بس المهم عندى نمشى على مواعيد الادوية مظبوط وان شاء **** الامور كلها هتبقى تمام
, ثم اخذ يكتب عدة اشياء ليعطيها الى صفية وموجها حديثه الى فجر
, =مش هكرر تانى اهم حاجة يا مدام الانتظام في مواعيد الادوية والاكل خفيف جداوانا هعدى عليه تانى علشان نشوف درجة تقبله لكورس العلاج والا هضطر احجزه في المستشفى
, هزت فجر تهز راسها بالايجاب وهي تؤكد على اهتمامها مراعتها له.
,
, خرج الطبيب يصحبه سيف المنتظر في الخارج بينما اخذت صفية فور مغادرته في البكاء تهمس
, =ياحبيبى يا بنى كل ده حصله وهو بعيد عنا ومش عاوز يقلقنا ويعرفنا بلى حصل ليه.
,
, لتسرع فجر في احتضانها برقة تشعر هي الاخرى برغبة شديدة في البكاء بعد كل ما حدث وعلمت به في الدقائق الاخيرة لا تستطيع تصديق ان عاصم كان قد تعرض للمرض الشديد وهو في رحلته تلك وليس كما صورت لها تلك الحية عن خيانته لها معها تشعر كما لو كان دلو من المياة الباردة تساقط فوقها وهي تقف تستمع الى تفاصيل مرضه منه تربط الاحداث في عقلها مرورابفترة غيابه الطويلة وعدم اتصاله بهم ثم صوت صوفيا الناعس والذي من المؤكد الان انها كانت تحمل هاتفه معها وقت مرضه مستغلة تلك الفرصة لصالحها احسن استغلال تساعدها هي بتصديقها لكل كلمة قالتها لها لتدرك الان كم هي بلهاء متسرعة لا تملك ادنى ثقة فيه او في نفسها.
,
, جلست بجواره بعد خروج صفية لاهتمام بطعامه تنظر اليه وقد عاد الى نومه الثقيل بانفاس متسارعةووجهه شديد الشحوب لتسمح لاول مرة لدموعها بالتساقط تخرج معها كل ما تشعر به من حمق وغباء لتزداد حدة بكاءها وهي تتذكر ليلة مواجهتها له وكيف لم تعطى له ادنى فرصة للحديث والتبرير بل اخذت بقذف اتهاماتها عليه تدفعها غيرتها الشديدة واحساسها بالنقص والتي استغلته تلك الحية احسن استغلال ليبرز في عقلها سؤال اخر خشيت الاجابة عليه هو كم من اشياء اخرى كاذبة قالتها صوفيا لتصدقها هي كما البلهاء.
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
25


ممكن اعرف حالك مقلوب ليه من يوم مارجعت؟
, وجه صلاح تلك الكلمات الى سيف المستلقى براحة على الاريكة الموجودة في غرفة الاخير بعد ان فتح الباب عنوة دون انتظار لاذنه وهو يتقدم الى الداخل بخطوات غاضبة ناظرا اليه بحدة ليجيبه سيف بلامبالاة دون ان يتحرك من مكانه
, = اهلا يا صلاح بيه لسه فاكر ان ليك ابن تسال عليه
, تقدم صلاح اليه يجلس في المقعد المقابل له يساله بمعرفة.
,
, = اااه هو ده بقى اللى قالب حالك وطب وكنت اعملك ايه هو حد كان يعرفلك مكان مانت مشيت وانا امك افتكرنا انك في فيلا الساحل
, اعتدل سيف في جلسته يهتف بخيبة امل
, = ورحتوا هناك وملقتوش انى موجود تفضلوا اكتر من اسبوع محدش يسال فيا ولا حتى بالتليفون ولا خلاص يا صلاح بيه بقيت ورقة محروقة عندك مينفعش يتلعب بيه
, هز صلاح راسه بعدم اهتمام قائلا.
,
, = انا قلت اكيد قاعد عند حد من اصحابك وعموما خلصنا واديك رجعت تانى للشركة وللقصر
, سيف بمرارة
, = وياترى ده حصل بفضل مين؟
, ليكمل عندما استمر صمت صلاح
, = اقولك انا بفضل مين بفضل عاصم اللى فضلت طول عمرى تفهمنى انه بيكرهنا ومش عاوزنا نشاركه في حاجة عاصم اللى فضل يدور عليا وقعد معايا وتكلمنا راجل لراجل لاول مرة في حياتى اتعامل كبنى ادم مش ورقة بتلعب بيها.
,
, عاصم يابابا اللى صمم ان جدى يسامحنى ورجعنى للشركة تانى عااصم مش ابوى ولا حتى امى اللى ولا حتى همهم انا فين
, نهض صلاح فوق قدميه بغضب قائلا
, =يعنى ايه يا ابن شهيرة خلاص هترمى ورقك كله لعاصم وهتلعب ضد ابوك
, ارتفعت ضحكة سيف الساخرة تهز ارجاء المكان قائلا بعدها
, = شوفت اديك خلتها ورق ولعب من تانى مش قلتلك احنا في حياتك مجرد ورق بتلعب بيه لصالحك الورقة اللى تتحرق تترمى وميبقاش ليها عازة.
,
, اخذ صلاح ينظر اليه بغيظ وغضب ثم نهض يتوجه ناحية الباب مغادرا بخطوات عنيفة ليتوقف فجاءة يلتفت الى سيف مرة اخرى قائلا بنرة تحذرية
, = اعمل اللى انت عاوزه يا سيف بس عقلك يقولك تلعب ضدى ساعتها هنسى اننا اب وابنه وانت عارف لما اخلى حد عدو ليا بيكون مصيره
, ثم غادر مرة اخرى يغلق الباب خلفه بعنف ارتجت له ارجاء القصر جميعها
, بينما سيف وقف يهمس بسخرية والم
, = مش بعيد عليك اى حاجة يا، بابا.
,
, ظلت فجر تتابع بعينيها زوجة عمها والتي اخذت رأسها بالتثاقل لتسقط بين الحين والاخر فوق راسها من شدة نعاسها لتنهض فجر بهدوء ترتب فوق يدها برقة لتفز صفية بفزع تتلفت حولهاتسال بلهفة
, = عاصم فيه حاجة؟ جرله حاجة اروح اجيب الدكتور
, فجر برقة وهمس حنون
, = عاصم بخير يا طنط متقلقيش بس قومى ارتاحى في اوضتك وانا هنا سهرانة معاه
, اسرعت صفية تهز راسها بأرهاق تهمس.
,
, = لا يا حبيبتى انا قاعد معاكى وبعدين ازاى نام وانا شيفاه بالحال ده
, اصرت فجر قائلة بحزم
, = متقلقيش انا معاه وبعدين انتى تعبانة من فترة سهرك مع جدو روحى نامى انتى وانا هسهر والصبح تبقى تاخدى مكانى
, ظهر التردد فوق وجهه صفية لتنهض بعد حين قائلة بألم وارهاق
, = عندك حق علشان نقدر نواصل بدل ما نتعب احنا الاتنين.
,
, هزت فجر راسها بالموافقة تدرك بانها استحالة ان تترك مكانها من جواره ابدا لكنها وجدتها حجة تستطيع بها اقناعها بها بعد ان رات شدة الارهاق التي اصبحت عليها
, نهضت صفية تتجه الى عاصم المستلقى بعالم اخر تنحنى فوقه طبع قبلة حنون فوق جبهته ثم تلتفت الى فجر قائلة بألم
, = وجعنى اووى انى اشوفه كده ومش قادرة اسيبه
, اقتربت منها فجر تحتضنها بحنان قائلة
, = اطمنى ان شاء **** هيبقى كويس وبعدين الدكتور طمنا
, صفية بهمس متحشرج.
,
, = يااارب يا فجر يابنتى
, ثم ابتعد عن فجر هامسة
, = انا هروح ارتاح في اوضتى بس مش هنام ولو احتاجنى اى حاجة ابعتيلى
, هزت فجر راسها بالموافقة وهي تراقبها تخرج من الغرفة بخطوات متثاقلة كمن زاد عمرها مائة عام لتتنهد بحرقة تلسع عينيها الدموع والتي ظلت تحبسها طول الوقت خوفا من انهيارها امام زوجة عمها فتنهار هي الاخرى.
,
, اقتربت بخطوات مرتعشة من الفراش تتابعه بعينيها وهي تراه على نفس حالته ان لم يكن اسوء تشعر بخوفها وقلقها عليه كالسكاكين تنهشها دون رحمة اوشفقة بها
, جلست بجواره تتلمس وجهه بحنان تهمس بداخلها بالف اعتذار له ولا تقدر شفتيها على نطقبواحد منهم فقط تعلم ان ذنبها عظيم وانها السبب في كل ماحدث له واهماله لنفسه ولصحته.
,
, انحنت تقبله فوق شفتيه تتلمسها برقة هامسة باسمه فوقهم لتفاجىء به هو الاخر يهمس بصوت متألم باسمها لترفع راسها تنظر اليه ظنا منها انه قد استيقظ لكنها وجدته مازال على وضعه لكنه اخذ يتحدث كما لو كان في بداخل حلم يهمس بكلمات متقطعة
, = فجر، انا تعبان اووى، فجر، متبعديش عنى، ابعدى عنى، انا، لااا تعالى، فجر.
,
, ظل طول هذيانه يتقلب في الفراش بعنف يبعد عنه الاغطية بغضب تجده وقد اخذ جسده يتصبب عرقا فلم تجد حلا امامها سوى بالاستلقاء في الفراش بجواره تضمه الى جسدها تحاول السيطرة على انتفاضة جسده العنيفة وهي تهمس بكلمات مطمئنة وتخبره بوجودها الى جواره ليظل على حالته هذه لعدة دقائق حتى همد جسده فجاءة هو يحتضنها اليه بقوة واضعا راسه فوق صدرها يغرق بعدها في النوم فاخذت تملس خصلات شعره المبعثرة تبعدها عن جبهته بحنان ورقة ليظلا على هذا الوضع لفترة طويلة تراه خلالها وقد عاد تنفسه لهدوءه فتظلت تتابعه بعينيها حتى اثقلها الناعس لتغمض عينيهابارهاق تحس بالدفء يتسلل اليها فتغرق في نوم عميق.
,
, استيقظت فجر منه على لمسات فوق وجهها رقيقة ويد تبعد خصلات شعرها عنه بحنان لتتنهد براحة وهي تمرمغ وجهها في ذلك الدفء تفتح عينيها ببطء لتجد نفسها هي من يستلقى فوق صدر عاصم تضع ذراعيها حوله بحماية ترفع وجهها سريعا اليه تجد مستيقظ هو الاخر فارتسمت السعادة فوق وجهها وهي تراه بحال افضل عن الامس تهتف بأبتسامة فرحة
, = صباح الخير. الحمد لله شكلك احسن عن امبارح كتير.
,
, لم يرد عليها تحيتها بل ارتفع فوق وجهه قناع البرودة والجمود قائلا بخشونة
, = ايه اللى نيمك جنبى كده اتفضلى قومى من هنا
, اسرعت فجر بالنهوض من مكانها تعتدل في الفراش قائلة وهي ترجع خصلاتها خلف اذنيها بحرج
, = اصل انت امبارح كنت تعبان وانا٣ نقطة
, قاطع عاصم كلماتها هاتفا بسخرية
, = فا قولتى تريحينى؟
, ليكمل بقسوة وهو يعتدل هو الاخر فوق الفراش يضع اكبر مسافة بينهم
, شكرا يا ستى بس ياريت ماتكررش تانى انا مستغنى عن خدماتك.
,
, شعرت فجر بألم من قسوة كلماته تلك تنهض سريعا من الفراش تحاول مدارات المها قائلة بهدوء
, = انا هنزل اجهزلك حاجة خفيفة علشان تاخد الدوا٣ نقطة
, قاطع عاصم حديثها وهو يتحرك للخروج من الفراش ببطء
, =مش عاوز حاجة
, ليسالها بغلظة بعدها هي الساعة كام دلوقت
, فجر وهي تنظر الى الساعة الموضوعة بجوار الفراش بصوت منخفض
, = الساعة داخلة على ستة الصبح.
,
, تأوه عاصم بألم فور ان استقام واقفا يمسك بمعدته لتسرع فجر اليه بلهفة تحاول تبين ماحدث له فحاول هو الابتعاد عنها رفضا لمساعدتها لتصتدم قدمه بالفراش خلفه ينهار فوقه يتأوه مرة اخرى لتقفز فجر فوق الفراش تحاول رفع جسده اليها فلم يقاومها هذه المرة بل اخذ يرفع جسده معها لتضع راسه فوق حجرها تساله برقه وهي تملس فوق خصلاته
, = قولى عاوز تعمل ايه وانا اعملهولك انت لسه جسمك ضعيف.
,
, اغمض عاصم عينيه مستسلما للمساتها الحنون قائلا باجهاد
, = عاوز اجهز علشان لازم انزل الشركة النهاردة في ورق لازم يتمضى
, كادت ان تصرخ فجر تعنفه على حديثه هذا لكنها تراجعت في اللحظة الاخيرة تفضل الحديث اليه بهدوء تعلم انه ليس من الافضل لهم الان تلك الطريقة في التعامل لاتريد ان تفقد لحظة هدوئه هذا معها لتقول بمداهنة كما لو كانت تحدث *** صغير.
,
, = خلااص سيبنى اساعدك علشان تقدر تخلص بسرعة انما لو كنت لوحدك انت شايف مش هتقدر ازاى
, صمت عاصم عدة لحظات كما لو كان كبريائه يأبى عليه بالموافقة لكنه استسلم لصوت العقل بداخله يهز راسه بالموافقة لها.
,
, لتنهض على ركبتيها ترفعه معها حتى استقام جالسا هو الاخر فتنهض سريعا امامه تجذب اليها برفق حتى استطاع ان يستقيم واقفا تضع يدها حوله ليسيرا باتجاه الحمام بخطوات بطيئة حتى وصلا اليه ليقف عاصم فجاءة قائلا بصوت حاول جعله حازما رغم ضعفه
, = خلاص انا هكمل بعد كده خليكى انتى.
,
, هزت فجر راسها بالموافقة تتركه ببطء لا تحاول مجادلته تراه يستند فوق اطار الباب يتقدم بضعف حتى اغلق الباب خلفه لتظل تنتظره خارجه بقلق لعدة لحظات كادت ان تفتح فيها الباب اكثر من مرة من شدة قلقها ثم تتراجع في اللحظة الاخيرةخشية من غضبه وتعنيفه لها.
,
, مرت دقائق طويلة حتى استمعت اخيرا الى صوت الباب وعاصم يخرج منه بصعوبة وضعف وجهه شديد الشحوب كما لو كان هذا المجهود البسيط استنزف كل الطاقة التي اكتسبها فهبت اليه تسرع في اسناده تتجه به الى الفراش مرة اخرى ليحتج بهمهمة ضعيفة تجاهلتها هي كما لو كانت لم تسمعها حتى وصلت به الى السرير لتجعله يستلقى فوقه براحة ليقول باحتجاج
, =عاوز اجهز علشان الشركة
, اسرعت فجر قائلة وهي تعدل من وضع جسده بهدوء.
,
, =طيب انا عندى اقتراح ايه رايك نكلم سيف او عمى صلاح وهما يشوفوا الورق ده ولو الموضوع محتاج وجودك يقدر سيف يجيبلك الورق لحد هنا
, ارتفعت عينيه ينظر اليها ترتسم الصرامة داخلهم رغم مرضه لتكمل هي بصوت حاولت جعله طبيعيا
, = ده مجرد اقتراح بس طبعا انت اللى تقرر ايه الانسب
, ثم وقفت بجواره صامتة تعدل الفراش من حوله لجعله يظن انه صاحب القرار الاول والاخير لتتنهد براحة خفية وهي تسمعه قائلا.
,
, = انا شايف ان سيف يقوم بلازم ولو احتجنى يقدر يجيلى هنا
, ابتسمت بفرحة اسرعت تداريها لترفع له وجه شديد الجدية
, = طيب وعما سيف يصحى تكون انت اخدت العلاج وارتحت شوية علشان تقدر تتكلم معاه
, هز راسه بالموافقة بضعف لتسرع هي في النزول لاسفل لتحضير افطار خفيف ليبتسم هو برقة فور مغادرتها الغرفة يدرك محاولاتها جيدا لكنه اراد ان يجاريها فيها يتابع بتسلية كل ما تفعله.
,
, مر اليوم بيهم ما بين شد وجذب كانت فيه الغلبة لها تعلن انتصارها بعد كل جولة بينهم حتى ولو ظن هو انه صاحب القرار في النهاية ليمر اليوم مابين حضور الطبيب لاطمئنان على استجابة عاصم للعلاج والذي ابدى استحسانا شديد لتقبله له وبين حضور الجميع لاطمئنان عليه حتى الجد الذي اتى متحاملا فوق عكازه يمضى وقتا طويلا معه تركتهم فيه لتنزل الى اسفل تتناول طعام العشاء مع الجميع في الاسفل لتهب نادين فور دخولها الغرفة تعلن عن انتهاءها من تناول طعامها وتسرع في المغادرة فورا ليظل الحديث من بعد خروجها هادىء لا يشوبه اى شائبة على غير العادة.
,
, انطلقت بعد انتهاءها تسرع بلهفة للمغادرة لتستوقفها زوجة عمها صفية قائلة لها بحنان
, = روحى يا حبيبتى انتى ارتاحى شوية وانا هطلع لعاصم انتى سهرانة طول الليل معاه
, اسرعت فجر ترفض قائلة
, = لا انا مش حاسة بتعب ابدا. انا هطلع اشوفه لو محتاج حاجة ولو احتاجت لحاجة هقول لحضرتك
, اسرعت امها قائلة بحنان وهي تبتسم لصفية
, = سبيها يا صفية هو استحالة هتسيبه لثانية دى بنتى وانا عرفاها.
,
, تبادلت ثريا وشهيرة نظرات الغيظ لتسرع ثريا قائلة بخبث
, =طبعا تربية امها عارفة امتى وازاى تظهر حنيتها وحبها
, ضحكت شهيرة بسخرية بصوت عالى لتهم فجر بالرد عليهم لكن اوقفتها نظرة عين من والدتها تنهيها عن هذه لكن ارتفع صوت صفية قائلة بغضب هادىء
, = فعلا ربتها كويس على الطيبة والحب مش مش ملت قلبها قسوة حتى على اقرب الناس ليها وفعلا هي بتبقى تربية الام.
,
, احتقن وجه ثريا بالغضب تدرك معنى حديث صفية لها والمقصود منه تلتفت سريعا الى شهيرة تلتمس منها العون لتهز الاخيرة كتفها بعدم اكتراث دليلا على عدم تدخلها
, التفتت صفية الى فجر قائلا بحنان
, = اطلعى انتى يا حبيبتى وحاولى ترتاحى شوية
, هزت فجر راسها تسرع في المغادرة تاركة للغرفة سريعا تصعد الدرج في اتجاه جناحهم تقف امام بابه عدة لحظات تحاول التهدئة ورسم ابتسامة فوق شفتيها تستعد لدخول.
,
, لكن ما ان فتحت الباب حتى تسمرت مكانها وهي ترى الغرفة فارغة الا من عاصم و، نادين.
,
, انت بتعمل ايه عندك لحد دلوقت
, تقدم صلاح الى داخل حجرة المكتب الموجودة بالقصر يرى سيف منهمك في الكتابة فوق عدة اوراق بسرعة واهتمام ولم يرد عليه ليقترب صلاح يضرب بعنف فوق المكتب قائلا
, = انت يا بنى مش بكلمك بتهبب ايه عندك
, رفع سيف راسه ببطء تاركا القلم من بين يديه قائلا بهدوء
, = بجهز اوراق المناقصة الجديدة علشان اطلع لعاصم بيهم
, التمعت عين صلاح بجشع قائلا بلهفة.
,
, = حلو اوووى قبل ما تتطلع بيهم ليه اعملى نسخة منهم علشان نشوف شغلنا احنا كمان
, نطق سيف بكلمة واحدة بكل حزم
, = لا
, صلاح بدهشة وصدمة =
, لا بتقولى انا لا ياسيف
, نهض سيف من خلف المكتب يقف في مواجهة والده
, = ايوه بقولك لا لان دى امانة واللى كان بيحصل زمان مش هكرره تانى
, ارتفعت ضحكة صلاح الساخرة تشق ارجاء الغرفة قائلا بعد ان توقف جاهدا عنها.
,
, = و**** عال وكانت فين الامانة لما كنت بتلهف منى على كل مناقصة بنسربها ربع العمولة هاااا ولا ده مش فاكره
, اعتدل سيف في وقفته قائلا بجدية وصرامة
, = مانا قلتلك يا صلاح بيه من هنا ورايح امور كتير اتغيرت واولهم انا سيف ابنك اللى كان طول عمره عايش في ضلك لحد ما بقاش عنده شخصية ولا عارف يبقى حاجة في حياته غير انه ابن صلاح العمرى
, التمعت عين صلاح بالشر وهو يستند بكفيه فوق المكتب مقتربا من سيف.
,
, = بقى كده يا سيف بيه طيب ماشى بس ما متنساش انت اللى اخترت ومترجعش تعيط لابوك لما الامانة تضيع يا بو امانة
, نطق بكلمته الاخيرة بسخرية ثم يتحرك مغادرا الغرفة بخطوات سريعة غاضبة تاركا سيف يفكر في حديثه يعرف ان والده لن يوقفه شيئ ان وضعه في عقله من المؤكد انه اصبح هذا الشيئ.
,
, كادت ان تتراجع الى خارج الغرفة مرة اخرى هربا مما تراه لكنها تراجعت ترسم ضحكة سعيدة لا تصل ابدا الى عينيها تتقدم الى داخل الغرفة وهي ترى نادين تجلس بجوار عاصم تمسك بيدها كوب للعصير تحاول ان تجعله يرتشف منه بدلع ودلال اما هو على وجهه يرتسم الجمود لكن ما ان رأها حتى انفرجت ملامحه يهمس الى نادين في اذنيها لتنفجر تلك الاخيرة بالضحك تهز كتفها بدلال قائلة.
,
, = لا يا سيدى كفاية عليك كده مراتك اهى وانا هنزل بقى
, نظر عاصم باتجاه فجر الواقفة تتابع ما يحدث دون ان يظهر على وجهها اى تعبير قائلا ببرود
, = لا بس انا عاوز اشرب العصير من ايدك انتى وبعدين فجر وراها حاجات تانية اهم
, تقدمت فجر سريعا منهم تهتف وهي تجذب نادين من ذراعيها بقسوة تنهضها من مكانها بابتسامة مصطنعة قائلة
, = لاا خالص انا مفيش حاجة ورايا روحى انتى يا نادين يا حبيبتى شوفى وراكى ايه.
,
, لتجلس هي مكانها سريعا تمسك بكوب العصير المتروك فوق الطاولة الصغيرة
, تقربه منه لترجع بانتباها مرة اخرى الى نادين الواقفة يكاد الشرر ان يتطاير من عينيها تكمل قائلة بادب مصطنع
, = روحى انتى يا نادين يا حبيبتى متعطليش نفسك اكيد ورراكى الاهم.
,
, ظلت نادين تنتظر اى ردة فعل من عاصم على وقاحة زوجته لكن وجدته وقد ارتسمت ضحكة فوق شفتيه حاول اخفاؤها بصعوبة لتدب الارض بقدميها قبل تغادر الغرفة بخطوات غاضبة تلاحقها شياطينها تغلق خلفها الباب بعنف
, ظلت فجر تنظر في اثرها عدة ثوانى قبل ان تلتفت اليه تقرب الكاس من فمه لكنه تجاهلها لتقربه اكثر بعنف منه وهي تهتف
, = اشرب العصير ولا من ايدى انا مابينفعش وبيبقى وحش.
,
, التفت عاصم ينظر اليها بصرامة وجدية لتسرع هي قائلة بطفولية
, = لا مانا مش هخاف من نظرة دى واسكت وبعدين براحتك مش عاوز تشرب انت حر.
,
, لتضع الكاس فوق المنضدة مرة اخرى بغضب تريق نص محتوياته فوقها تنهض بغضب وهي تتمتم بكلمات عاضبة غير مفهومة تتبعها حركات تمثيلية تحاكى حركات نادين فعلم منها انها تعيد تمثيل المشهد مرة اخرى ولكن بطريقتها هي فظل يتابعها بعينيه وهي تتحرك في ارجاء الجناح تحدث نفسها بطفولية كاد ان ينفجر بالضحك ليضيع معه كل ما شعر به من غضب وغيظ منها خلال الايام الماضية.
,
, لتألى له النجاة في صورة دقات هادئة فوق الباب لتتوقف هي مكانها بصمت لثوانى ثم تهتف بغضب وهي تتقدم لفتح الباب
, = عارف لو رجعت تانى هنا و**** ها٣ نقطة
, قطعت كلماتها وهي ترى سيف يقف امامها يشعر بالتوجس من الغضب المرتسم فوق وجهها قائلا بتلعثم
, = انا. كنت جاى، يعنى اطمن على عاصم ويشوف الشغل.
,
, اسرعت فجر ترسم ابتسامة مرحة سعيدة تهتف مرحبة بيه بطريقة مبالغ فيها تفسح له المجال ليتقدم الى الداخل فورا الى عاصم الجالس بتجهم فوق فراشه يتابع فجر بعينين يكاد ان يخرج منها النيران
, جلس سيف في المقعد المجاور الى الفراش بعد القاء التحية والاطمئنان على عاصم اخرج الملف يبدء الحديث ليقاطعه عاصم يوجه الحديث الى فجر والتي اقتربت من مكانهم تقف بجوار مقعد سيف تتابع عينيها باهتمام ما يحدث قائلا بجمود.
,
, = فجر انزلى اقعدى مع ماما ومامتك تحت لحد ما نخلص شغل
, هزت فجر كتفها بالرفض وهي مازالت تصوب نظراتها عليهم
, = لا انا هقعد معاكم يمكن تحتاجوا حاجة
, انفجر عاصم غاضبا قائلا بشدة
, = لا مش هنحتاج لحاجة واتفضلى انزلى بقى
, زفرت فجر بجنق ثم تحركت ببطء في اتجاه الباب تقدم قدم وتأخر الاخرى قائلا ببراءة مصطنعة
, = طيب اسال سيف الاول يمكن يحب يشرب هو من العصير اللى مش عجبك وابقى اعملك انت غيره.
,
, اسرع سيف بالرفض غافلا عن الجو المتوتر بينهم والحديث المزدوج المعنى ونظرات عاصم التي لو كانت تقتل لقتلتها في الحال وهو يضغط على حروف كلماته التي تخرج من فمه كحمم من شدة غضبه
, = انزلى يا فجر انزلى يا حبيبتى واحنا اول ما نخلص هبعتلك على طول علشان عاوزك في حاجة مهمة
, ضغط فوق حروف كلمته الاخيرة بقسوة لتدرك انها قد اوصلته للحافة لتترك الغرفة سريعا خوفا من ان يقوم بقتلها فعلا دون ذرة ندم.
,
, بعد مرور ساعة وبعد ان حاولت تأخير صعودها اليه قدر الامكان دخلت جناحهم بهدوء تتلفت حولها بتوجس لترى انواره مغلقة ويعم السكون ارجاءه فلتفتت الى الباب تغلقه تتنفس براحة وهي ترى انه قد خلد الى النوم ولن تضطر الى سماع تعنيفه لها على ماحدث اثناء زيارة نادين وسيف.
,
, لكن فجاءة شعرت ليد تجذبها تلفها تسندها الباب لينغلق بعنف بعد ان حصرت بينه وبين جسدا قوى يضغطها فوقه فاخذت تحاول التحرر من بين تلك الذراعين التي التفت حولها بهستريا وغضب ليزداد الضغط فوقها وهي تسمع انفاس لاهثه بجوار ها اذنيها تهمس بغضب
, = بقى عاوزة تعرفى رائى سيف في العصير بتاعك حاضر انا هعرفك رائه.
,
, لتهبط شفتيه فوق عنقها يقبله بقسوة وعنف تتنقل فوق سريعا كما لو كان يربد ان يدمغها بوشمه كملكية خاصة بها لكل من يراها
, يبنما توقفت فجر عن المقاومة تغلق عينيها باستسلام يستكين جسدها براحة بين ذراعيه بعد ان علمت هوية مهاجمها ترتفع ذراعها دون ارادة منها تضمه اليها.
,
, تغيرت طبيعة قبلاته لها بعد حين لتصير ارق واعذب وهو يتنقل بشفاه محمومة فوق بشرتها برقة وشغف كاد ان تذوب معه حتى توقفت انفاسه فوق شفتيها تشعر بها برغم اغماضها لعينيها تسمعه يهمس بخشونة
, = انتى بتاعتى انا كلك على بعضك ليا
, طول مانتى مراتى اياك اسمعك تتكلمى معاه او مع غيره كده تانى فاهمة
, هزت راسها توافق برقة تنفرج شفتيها بتنهيدة في انتظار قبلته لها تشتاق اليه بشدة.
,
, ليطول انتظارها لها فتفتح عينيها ببطء تتطلع اليه تراه يجوب وجهها بعينين مشتعلتين بشغف نار قد تحرق الاخضر واليابس فابتسمت له برقة تبادله نظراته لعدة ثوانى زفر هو بعدها بقوة يخفض راسه بجوار عنقها يحاول بعث الهدوء في نفسه
, ثم تحرك مبتعدا عنها بعنف في اتجاه الفراش دون ان يوجه اليها كلمة اخرى.
,
, وقفت فجر تستند الى الباب عدة دقائق تتنفس بخشونة تعلم انه مازال يضع ماحدث منها في حقه منذ عدة ايام حاجزا بينه وبينها وهي لن تستطيع تخطى ذلك الحاجز بسهولة بعد ان كل ما اتهمته به لذلك يجب عليها التروى والتفكير جيدا في كيفية الاعتذار له
, افاقت من افكارها على صوته يهتف بها بغضب
, = هتفضلى واقفة عندك كتير ومش هنام
, هزت راسها بالايجاب وهي تتحرك من مكانها لتجده وقد استلقى فوق الفراش يضجع على جنبه استعدادا للنوم.
,
, اسرعت الى الحمام لتخرج منه بعد دقائق ترتدى احدى قمصانها البيتية القصيرة ترى الهدوء يعم المكان فعملت باستغراقه في النوم تقدمت ببطء وهدوء من الفراش تحاول سحب اغطية لها من فوقه ولكن ما ان امسكت بها حتى هبت فزعة وهي تسمع صوته الناعس يسالها دون ان يتحرك من مكانه
, =واخده ده ورايحة بيه على فين بالظبط
, تمسكت بالغطاء بقوة ظنا منها انه سيقوم بطردها نهائيا من الغرفة.
,
, لتحاول اظهار الشجاعة في صوتها تقول بتلعثم طفولى
, = هروح، علشان، هنام على الكنبة
, عاصم وهو مازال على وضعه مغمض العين
, = سيبى اللى فايدك ده مفيش نوم على الكنبة تانى
, صرخت فجر بحنق وصوتها على حافة البكاء
, = اومال هنام فين طيب
, نهض عاصم مرة واحدة من يتكأ على ذراعه يمد اليها يده ليجذبها بشدة اليه لتسقط فوق الفراش نائمة عليه بوجهها يهتف
, = هتنامى هنا من هنا ورايح واياكى تتحركى من مكانك تروحى في حتة تانية.
,
, ليتركها مكانهاثم يعتدل مرة اخرى يرجع الى مكانه يعطى ظهره لها دون كلمة اخرى
, اعتدلت فجر في مرقدها تحاول الاعتراض تفتح فمها ولكن قبل نطقها بكلمة واحدة هتف بها مرة اخرى كما لو كان يراها
, = نامى يا فجر خلى يومك يعدى كفاية اوووى لحد كده
, استلقت فوق الفراش تحدث نفسها بغضب انه لن تقبل منه بتلك معاملة وان لن تستمع ابدا اليه وستذهب من هذا الفراش اللعين فور استغراقه في النوم و، و٣ نقطة
,
, اغمضت عينيها بأرهاق وهي مازالت تحدث وتعدد لنفسها بكل ما ستفعله به ولكن ماهى ثوانى حتى سقطت في النوم سريعا عميق ولم تفعل شيئا واحدا بما حدثت به نفسها لاتدرى شيئ عن الذي التفت اليها بجسده واخذ يراقبها طوال الليل دون ان يغمض له جفن.
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
26


استيقظت فجر من نومها تفتقد الدفء الذي كان يحيط بها تتملل في الفراش وهي تمد احدى يدها الى الجهة المقابلة لها دون ادراك منها تطمئن الى وجوده بجوارها ليقابل يدها الفراغ والبرودة فوق الفراش فتفتح عينيها سريعا بادراك تسرع في النهوض بحثا عنه بعينيها في ارجاء الجناح لتجده قد وقف امام طاولة الزينة يرتدى بدلة رسمية سوداء اللون وقميص مماثل لها يعطى كل انتباه لساعتهالتى يحاول ارتداؤها دون معرفته بأستيقاظها.
,
, لتظل تتابعه بعينيها باهتمام لاتدرى هل تتحدث اليه تساله عن الى يذهب وهو مازال في حالة المرضية هذه ام تلتزم الصمت خوفا من رده الاذع وسخريته والتي اصبحبت تلازمه في كل اجابته عليها
, لكنها اختارت الحل الاول وليكون مايكون لتتنحنح تحاول اجلاء صوتها من بحة النوم قائلة
, = عاصم انت رايح فين دلوقت؟ الدكتور بيقول انك لسه محتاج للراحة فلو ممكن بس انك٣ نقطة
,
, التفت اليها ببطء تتطاير من عينيه الشرر لتصمت قبل انتهاء جملتها ليسأل هو بسخرية = فلو ممكن ايه كملى؟ اقعد هنا جنبك وتفضلى تعمليلى ممرضة مش كده
, ثم التفت مرة اخرى الى المرأة يولى مظهره اهتمامه قائلا بصرامة
, = خليكى في حالك وتانى مرة متدخليش في اللى ملكيش فيه مش على اخر الزمن هتقوليلى اعمل ايه ومعملش ايه.
,
, وضع فرشاة الشعر فوق الطاولة بدوى عالى ثم التفت ناحية الباب مغادرا يغلق خلفة الباب بعنف لتهب فجر فزعا من دويه العالى تجلس مكانها تسرى البرودة في انحاء جسدها تلتمع عنينها بدموع ابت عليها نفسها ان تخرجها من محبسها حتى ولو بينها وبين نفسها.
,
, ظلت مكانها عدة لحظات تجلس بتصلب ثم نهضت بأليه وجمود تستعد الى النزول الى اسفل تحاول بعث الشجاعة في نفسها تدرك بان طريق مسامحته لها طويل وممتلىء بالعقبات هي تعلم كم هو خصم عنيد لن يقبل بالتنازل بسهولة ابدا.
,
, نزلت الدرج بهدوء تعلم ان مازال الوقت مبكرا لاستيقاظ احد من اهل القصر ومن الاكيد خروج عاصم هو الاخر متجها الى الشركة لتقودها قدميها الى غرفة الاستقبال حتى تنتظر بها حتى استيقاظ باقى العائلة ولكن ما ان اقتربت حتى سمعت تعالى اصوات عالية بغضب تبينت منها صوت عاصم وجدها لتتسع عينيها بصدمة فور معرفتها عما يدور بينهم النقاش وهي تسمع عاصم يهتف بغضب.
,
, = قلت لا ياجدى الموضوع ده مرفوض وياريت بلاش كلام فيه تانى
, عبد الحميد بغضب هو الاخر وصوت حاد
, = جرى ايه يا عاصم ايه اللى حصل لكل ده انت بقى مالك كده ما بقتش مستحمل حد يتكلم معاك وعلى طول غضبان
, زفر عاصم بقوة يحاول تهدئة غضبه الشديد يضع اصابعه في شعره يتلفت حوله ثم يلتفت الى جده قائلا بصوت حاولى جعله هادئا
, = حقك عليا بس برضه الموضوع ده لا ومش هيحصل
, عبد الحميد باستعطاف لم يستطيع مدارته.
,
, = ليه ياحبيبي فيها ايه لو فجر تروح مع امك ومامتها للدكتورة تشوف موضوع الحمل ولو فيه حاجة مأخراه نبتدى فور العلاج انتم بقالكم اكتر من تلات شهور من تجوزين
, عاصم بعنف
, = لا قلت لا وبعدين انت قلتها بنفسك بقالنا تلات شهور يعنى مش عشر سنين مثلا
, صمت عاصم يقترب من جده بعد ان رأى شحوب وجهه بعد عنفه الشديد في الحديث معه ينحنى فوق جبهته يقبلها بحنان قائلا بأسف.
,
, = انا اسف يا جدى سامحنى بس انا اعصابى تعبانة بسبب المناقصة الجديدة واللى حصل معايا والشغل اللى اتعطل حقك عليا
, عبد الحميد بحزن وألم
, عارف يا بنى عارف بس كمان انت عارف انى نفسى اشوف ولادكم قبل ما قابل وجه كريم
, تكلم عاصم بصوت حاول فيه الهدوء والتعقل
, = عارف ياجدى بس بصراحة انا فجر اتفقنا على اننا نأجل موضوع الحمل ده شوية كده وبعدين **** يسهل بس تكون الامور بينا اتحسنت انت عارف ظروف جوازنا جات ازاى.
,
, هز عبد الحميد راسه بمعرفة قائلا بندم
, = عارف يا بنى عارف ليكمل بعدها بامل
, طيب اتفقتم على مدة اد ايه كده
, عاصم بجمود وصوته كانه الجليد بعث البرودة في جسد فجر الواقفة تستمع الى الحديث الدائر بينهم يصل اليها معنى حديثه كسكين بطرف بارد يدخل الى صدرها ببطء
, =سنة بالكتير يا جدى وبعدها كل حاجة هترجع زاى ما كانت والمفروض تمشى وهيحصل كل اللى انت عاوزه.
,
, عقد عبد الحميد حاجبيه بعدم فهم يكاد يسأله عما يقصده لكنه فضل الصمت فهو اعلم الناس به لن يتحدث بشيئ الا بما يريد هو بالافصاح عنه ليقول بحنان
, = خلاص يا حبيبى اللى اتشوفه بس سيبهم يروحوا للدكتورة نطمن على فجر ونشوف ايه٣ نقطة
, صرخ عاصم غاضبا يلتفت ناحية الباب يغادر بخطوات سريعة
, = تانى يا جدى يعنى بعد كل اللى قلته برضه مفيش فايد٣ نقطة
,
, لتتوقف خطواته يرى تلك الواقفة بجمود بوجهها الشاحب بشدة تتلتمع عينيها بالدموع ليدرك سماعها لكل حديثهم وخاصة الجزء الاخير ليتقدم دون ارادة منه بخطوة باتجاهها لكن توقف قبل اتمامها ينظر اليها لعدة ثوانى ثم يتحرك مغادرا تاركة لها تقف مكانها كتمثال نحت لتمثيل مدى المعاناة والالم التي قد يصل اليها انسان بالكلمات فقط.
,
, بعد عدة ساعات في شركة السيوفى
, دخل سيف الى مكتب والده بهدوء ليتابعه صلاح بعينيه وهو يتحدث بالهاتف بكلمات سريعة ثم ينهى الحديث يضع السماعة ببطء قائلا بسخرية
, = اهلا اهلا سيف بيه ياترى بنتشرف بالزيارة دى لاى سبب
, جلس سيف فوق المقعد قائلا بحدة
, = بابا مش طالبة تريقة على الصبح والا اقوم بس ساعتها انت الخسران
, صلاح بتساؤل وفضول
, = خسران ايه بالظبط؟
, نظر سيف الى اطراف اظافره باهتمام قائلا.
,
, = اكبر مناقصة هتعملها شركة السيوفى اللى
, هتجنن عليها ومش عارف توصلها من حصار عاصم عليها
, قفز صلاح من فوق مكتبه قائلا بجشع
, = بجد يا واد يا سيف دانت ساعتها هيبقى ليك عمولة عمرك ما تحلم بيها
, ثم جلس مرة اخرى قائلا بشك وتساؤل
, = بس ايه اللى غير رايك مانت من يوم واحد بس كنت عمال تقولى في شعارات امانة ومش عارف ايه ايه اللى حصل جديد يعنى
, وقف سيف من مكانه يتحرك الى النافذة ينظر خارجها قائلا بتفكير.
,
, =مانا مش هفضل عمرى كله تابع لغيرى شويه ليك وشويه لعاصم انا عاوز ابقى سيف وبس عاوز اعمل اسم ليا وبس ومش هبقى تابع لاخد بعد كده
, نظر صلاح اليه قائلا بسخرية وتهكم
, = وده هتعمله ازاى ان شاء **** ياسيف بيه
, التفت سيف اليه تلتمع عينيه بقوة قائلا بلهفة
, =ههاجر وهسيب هنا خالص بعيد عن كل حاجة هاخد العمولة اللى هتطلع ليا من المناقصة دى على كل اللى معايا وهسافر من هنا ومش هتشوفوا وشى تانى.
,
, التفت صلا ينظر الة الاوراق التي على مكتبه قائلا بلا مبالاة وعدم اهتمام
, = اعمل اللى يعجبك بس خلصنى وهات الورق المناقصة هتجنن عليها اكتر من حوت من حيتان السوق وانا عاوز اشوف هترسى على مين
, ظهر الالم في عينى سيف للمحة سريعة ثم عادت كما هي ترتسم فيها البرود قائلا
, = متقلقش بكرة بالكتير والورق هيبقى عند بس المرة دى هاخد التلت مش الربع زاى كل مرة
, نهض صلاح بغضب يصرخ.
,
, = نعم يا ابن شهير ليه ان شاء **** لااا مفيش الكلام ده
, هز سيف كتفه بلامبالاة قائلا =
, براحتك بس زاى ما قلت في كتير هتجننوا على المناقصة وانا مش صغير واقدر اتصرف بنفسى
, شحب وجه صلاح قائلا بغيظ
, = بقى كده ياسيف هي بقت كده
, سيف بقوة وحدة
, = ايوه كده يا صلاح بيه ومن هنا ورايح هتبقى كده.
,
, ثم التفت مغادرا بخطوات هادئة تاركا لصلا ح ينظر في اثره بغيظ شديد لم يجد امامه سوى احدى التماثيل الموضوعة لزينة ليقذفها وراه ليحاول تهدئة غيظه بها.
,
, ظلت فجر من بعد روية عاصم لها وخروجه بتلك الطريقة غير مبالى حبيسة غرفتها تستلقى فوق الفراش تشعر بالدوار الشديد لا تستطيع رفع راسها من فوق الوسادة لتتخذ من مرضها حجة حتى لا تغادر الغرفة فهى لا تستطيع التصرف بطبيعية بعد كل ماحدث وسمعته لاتستطيع الابتسام في وجه اى احد وهي ترى حياتها تنهار امامها دون ان تستطيع فعل شيئ تعلم جيدا ان لو باعتذارها ينحل الامر لفعلتها ومنذ وقت طويل لكنها تعلم بانه لن يقبل به ابدا وقد اصدر حكمه بالنسبة لحياتهم معا وانتهى الامر.
,
, تشعرت بدموعها ساخنة تسيل فوق وجنتها ببطء تترك لها المجال علها تريحها مما تشعر به من الم في قلبها لتظل تبكى وتبكى حتى جفت عينيها دموعها تسقط في نومها مرهق لم تفق منه الا على دقات هادئة فوق الباب لتنهض بأستقامة تحاول التعديل من مظهرها قبل ان تسمح لطارق بالدخول لتجدها والدتها تتبعها زوجة عمها تسالها امها بلهفة وقلق
, = فجر في ايه يا بنتى من الصبح حابسة نفسك هنا ومنزلتيش انتى تعبانة ولا ايه.
,
, فجر وهي تحاول الابتسام قائلة بهدوء
, ابدا يا ماما انا كويسة كل الحكاية حاسة بشوية صداع فقلت ارتاح شوية قبل ما عاصم يوصل
, جلست صفية ترتب فوق يدها بحنان قائلة بتفهم
, = اكيد يا حبيبتى من سهرك مع عاصم اليومين اللى فاتوا انتى لما تنامى شوية هترتاحى على طول بس على الاقل تاكلى اى حاجة وهنسيبك بعدها تستريحى.
,
, تضع فوق حجرها صنية كانت تحملها محملة بالطعام الذي ما ان نظرت اليه فجر حتى اسرعت بابعاده عنها تجرى في اتجاه الحمام تفرغ ما في جوفها تتاوه بالم تسرع اليها عواطف وصفية تراقبان ما يحدث بقلق حتى انتهت فجر لتسرع اليها عواطف لاسنادها حتى الفراش تساعدها لاستلقاء عليه براحة قائلة بقلق
, = انتى اخدتى برد ولا ايه يمكن تكونى اتعديتى من عاصم
, اسرعت صفية قائلة بلهفة
, = انا هروح اتصل بالدكتور يجى فور ويشوفها.
,
, فجر وهي تحاول النهوض لتجلس مرة اخرى قائلة بضعف لاسناها عن ذلك
, = لا ياا طنط انا كويسة هو بس يمكن علشان ماكلتش حاجة من الصبح وضغطى وطى شوية
, صفية باصرار
, = خلاص يبقى برضه الدكتور يشوفك ويطمنا
, هزت فجر راسها بالرفض قائلة
, = لا ملوش لازمة انا هاكل و دلوقت هبقى هي كويسة.
,
, لتتبع كلماتها باخذ الصنية مرة اخرى تاكل من محتوياتها دون شهية تجبر نفسها على الاكل تحت انظارهم المتابعة لها بأهتمام تشعر بكل لقمة تتناولها كقطعة نار تسرى في جوفها.
,
, دخل عاصم الى الجناح بهدوء ليجده يعمه الظلام و الهدوء فاخذت عينيه دون ارادة منه تبحث عنها في ارجاءه يجدها تستلقى فوق الفراش تغطى كامل جسدها بالغطاء ليعلم بخلودها للنوم ولما لا اكان ينتظر منها ان تظل في انتظاره كل هذا الوقت بعد ان تعدت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل او ان تشعر بالقلق عليه بعد تركه لها صباحا تقف في ردهة القصر تنظر اليه بكل هذا الالم المرتسم فوق وجهها بعد سماعها لحديثه مع جده صباحا وتركه لها دون ادنى اعتبار لها او لالمها.
,
, فلماذا اذا شعور بخيبة الامل الذي نمى بداخله منذ دخوله للجناح ورؤيته لها نائمة ولا تجلس في انتظاره
, اخذ يتجول في الجناح يحاول اصدار اكبر قدر من الضوضاء عله يقوم بأيقاظها من النوم ليس لشيئ سوى ان يقوم بتوبيخها على استماعها لحديث خاص بينه وبين جده خفية ولا شيئ اخر ابدا.
,
, بعد فشله في كل محاولاته تلك استسلم اخير يذهب الى الفراش يستلقى فوق بهدوء يغمض عينيه يحاول النوم لعدة دقائق ساد خلالها الهدوء ولكن تفشل كل محاولاته تلك ليقرر النهوض يمسك بالاغطية ليلقى بها لكنه تسمر مكانه عند سماعه لتنهيدة بكاء ضعيفة تخرج منها فيظل مكانه ينتظر بصمت سماعه شيئ اخر لكن ساد الصمت التام الغرفة لعدة دقائق ليظن خطأسماعه لها وما ان هم بالنهوض مرة اخرى صدرت شاهقة بكاء عالية منها الى حد ما ولكنها لم تدع مجالا لشك هذ المره لتجعله يعلم ببكاءها ظنا منها بخلوده الى النوم.
,
, زفر بقوة يلقى بالاغطية عنه ينهض جالسا فوق الفراش يشعر بتصلب جسدها فور علمها باستيقاظه بينما ظل هو يحدث نفسه انه لا يهمه ما تقوم به ولا يأثر بكاءها فيه بشيئ لعدة دقائق حاول خلالها ان يتجاهل علمه ببكاءها لكنه لم يستطع طويلا الاستمرار في تجاهله هذا ليسرع بمد يده اليها يتلمسها برقة يناديها لكنه لم يجد اى استجابة منها بل قابله الصمت ليعتدل في اتجاهها يمد يديه الاثنين يحيطها بهم يلفها اليه بشدة يجعل وجهها يقابله ليشعر بالصدمة والذهول من هول ما راى فعينيها مغلقةبشدة كما لو كانت انها بفعلها هذا لن تجعله يرى انهيارها فوجهها باكمله مغطى بدموعها شديد الاحمرار من محاولاتها كتم شهقات بكاءها عنه يعلم انها تبكى ومنذ مدة طويلة جدا.
,
, لم يشعر بنفسه سوى بجذبها اليها بشدة يحتضنها بقوة فوق صدره وهي تضع راسها فوقه وكانها كانت الاشارة لها لتطلق العنان لدموعها تشهق بقوة وهي تبكى بشدة ليتركها هو تفرغ كل ما يألمها فوق صدره اصابعه تتلمسه شعرها بحنان دون ان تصدره عنه كلمة واحدة يحاول بها ايقاف انهار الدموع تلك.
,
, فظلا على حالهم هذا حتى هدئت شهقات بكاءها لتصير تنهدات ناعمة خافتة بعد ان اغرقت دموعها صدره مبللة قميصه باكمله ليحاول مزاحها في محاولة تلطيف الاجواء بينهم
, = عجبك كده اهو التشيرت اتغرق لو جالى برد مرة تانية بسببك مش هعديهالك ابدا
, رفعت فجر راسها تنظر الى صدره ثم تسرع في النهوض قائلة بلهفة وقلق
, = ثوانى هروح اجيبلك واحد غيره حا٣ نقطة
, شهقت حين جذبها اليها بسرعة لتستلقى فوق صدره مرة اخرى يهمس لها.
,
, = رايحة فين مين قالك انى عاوز غيره
, ثم رفع انامله يبعد عن وجهها خصلات شعرها الملتصقة بوجهها قائلا بحنان
, = مش هتقوليلى كنتى بتعيطى بالشكل ده ليه
, اخفضت عينيها بعيدا عن عينيه ليرفع وجهها اليه ينظر اليها بجدية شديدة ليكمل
, انا عارف انك سمعتى كلامى مع جدى النهاردة
, بس اللى مش فاهمه انتى مضايقة ليه مش ده كان طلبك ليا من كام يوم اننا ننهى كل حاجة وان كل واحد يروح في طريقه بعد سنة.
,
, لم تستطيع فجر الحديث بكلمة لتخفض عينيها عنه مرة اخرى ليناديها هو بهمس فترفع عينيها اليه فيسألها بنفس الهمس
, = ردى يا فجر على سؤالى انتى زعلانة ليه
, انفجرت فجر مرة اخرى بالبكاء تلقى بنفسها فوق صدره تحتضنه بشدة قائلة بتلعثم وبكلمات غير واضحة
, = لانى، مش عاوزة كده، انا مش عاوزة ده يا عاصم
, زفر عاصم بهدوء يلمس فوق شعرها يسألها
, = حتى وانتى فاكرة انى خنتك وانى اتفقت عليكى مع جدك.
,
, هزت فجر راسها بقوة بالايجاب ليبتسم عاصم برقة
, = مااشى وانا ياستى مش هسيبك تفضلى واخدة الفكرة النيلة دى عنى ده مش كويس في حقى برضه وهقولك كل حاجة حصلت
, ضحكت فجر بمرح ترفع وجهها اليه تلتمع عينيها بدموعها ليقتله شوقه اليها في تلك اللحظة يود لو يلتهمها في قطمة واحدة لكنه حاول السيطرة على جوعه لها يبتلع لعابه بصعوبه يهمس بجدية.
,
, = بس زاى ما هقولك انتى كمان تقوليلى كل حاجة ومن اللى دخل الكلام الفاضى ده في دماغك
, هزت فجر راسها بالموافقة ليهمس لها يكمل بصعوبة
, وكمان عاوزك تقعدى مع جدى وهو هيفهمك كل حاجة حصلت بينا علشان اى غلط منك بعد كده مش هسامح فيه يا فجر موافقة على ده
, ابتسمت فجر تهمس له هي الاخرى برقة
, = موافقة ومهما كان اللى هيقوله جدو مش هيغير رائى ابدا.
,
, اخذ عاصم عينيه تجول فوق وجهها بأشتياق شديد فلم يستطع مقاومة شوق اليها ليهمس وهو ينحنى فوقها يأخذها معه ليجعلها تستلقى فوق الوسادة يدفن فمه عنقها هامسا بارتجاف
, = بس انسى كل ده في عندى كلام اهم لازم اقولهولك
, اغمضت فجر عيونها هامسة بشوق
, = وايه هو بقى الكلام ده
, اخذ عاصم يقبل عنقها قبلات ملهوفة وبشوق شديد قائلا من بين قبلاته بصوت لاهث
, = هقولك عليه حالا بس عاوزك تركزى معايا كويس اووووى.
,
, ليدخل معها في محادثة طويلة طال انتظارهم لها اخذت منهم الكثير والكثير من الوقت.
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
27


استلقت فجر تضع راسها فوق صدر عاصم المستلقى بسلام وهدوء بعد ليلتهم العاصفة تمرر اظافرها فوقه برقة هامسة بتوجس
, = عاصم
, همم عاصم رد عليها دون ان يفتح عينيه لترفع راسها اليه تسأله
, = هتعمل ايه مع صوفيا
, زفر عاصم بقوة قائلا بهدوء
, = هعمل اكتر حاجة ممكن توجعها اللى زاى صوفيا دى ملهاش عزيز غير اللى في دماغى
, رفعت فجر راسها تسأله بفضول
, = وايه هو بقى العزيز ده؟
,
, اضجع عاصم على جنبه ياخذها بين احضانه يدفن وجهه في عنقها مقبلا اياه بشغف ومتعة متجاهلا سؤالها تماما لعدة لحظات كادت فيها ان تنسى هي الاخرى ما كانوا يتحدثون عنه لكنها افاقت من دوامة المشاعر حين اخذت قبلاته منحنى اخر تعلم منه ان لا نية لديه لاجابتها لتهتف به بلهاث
, = عاصم احنا مش كنا بنتكلم وكنت هتقولى هتعمل ايه مع صوف.
, قطعت كلماتها حين رفع راسه اليها بعينين تشتعل بنيران رغبته لها يهتف بها هو الاخر.
,
, = طيب انتى شايفة ده وقت صوفيا ولا غيره ركزى معايا يافجر بقى
, ليدفن وجهه مرة اخرى في عنقها لكن فجر اخذت في ابعاده تهمس بدلال
, = علشان خاطرى يا عاصم قولى هتعمل معها ايه
, رفع وجهه اليها مرة اخرى ولكن تلك المرة لم تكن عينيه مشتعلة بالرغبة بل نيرانها هذة المرة تشتعل بالشراسة اسنانه تضغط على كل حرف يخرج من بين شفتيه.
,
, = هخليها تندم على اليوم اللى اتولدت فيه مش هتلاقى حتى لقمة يتحن بيها عليها هتبقى زى الكلب الشارد اللى ملهاش مأوى وملجأ علشان تعرف اللعب مع عاصم السيوفى نتيجته ايه.
,
, بلعت فجر لعابها بصعوبة رعبا وخشية من رؤيتها وجها لعاصم تراه لاول مرة ليدرك عاصم بخوفها هذا لتسرع يداه بضمها اليه بقوة يهمس بخفوت برقة
, = متخفيش كده يا فجرى بس لازم تعرفى اللى يفكر يأذيكى انا امحيه من على وش الدنيا
, اشتدت ذراعه حولها بقوة وتملك كما لو كان يريد دمجها بداخل روحه يحميها من اى اذى محتمل قد يمس بها تستكين هي في احضانه.
,
, ليظلا على هذا الحال عدة دقائق قبل ان تهمس فجر له تحاول طمئنته وهي تمرراناملها فوق راسه المستريح فوق صدرها
, = تعرف انى طول عمرى شيفاك الحامى ليا من وانا طفلة صغيرة
, رفع راسه ينظر اليها باستفهام وتساؤل لتهز راسها بالايجاب تقص عليه تلك الحادثة القديمة ما فعله معها ومع والدتها ودفاعه عنهم بتلك القوة لتراه من وقتها كفارسها المغوار حتى يومهم هذا وانها الى الان مازالت تحتفظ بتلك العروس باعتزاز ومحبة.
,
, ليبتسم هو بسعادة يغمز بعينه لها بشقاوة قائلا
, = ده حب قديم بقى وانا معرفش
, التهبت وجنتيها بخجل شديد تتخفض عينيها عنه خوفا من رؤيته لحبها له متجسدا في عينيها بوضوح
, ليعتدل فورا يسألها بذهول وعدم تصديق
, = بجد يا فجر؟ بجد انتى بتحبينى انا؟
,
, ليمسك بها يرفعها اليه يكرر سؤاله بعد ان ظلت على صمتها ولكن تلك المرة بلهفة شديدة لم تجد معها حلا سوى ان تجيبه بهزة رأس ضعيفة خجلة منها فلم تشعر سوى وهو ينهض من الفراش يجذبها معه يحملها بين ذراعيها يلف بها يصرخ بفرحة شديدة وهي تصرخ معه بنفس مقطوع وضحكة صاخبة
, = عاصم يا مجنون البيت كله هيسمعك اعقل والا هتلاقيهم كلهم على دماغنا دلوقت
, انزلها من بين ذراعيه وهو مازل يضمها اليه بشده يهمس بشغف.
,
, = خليهم يجوا كلهم دلوقت علشان يسمعونى وانا بقولك٣ نقطة
, ليصرخ بصوت عالى
, =بحبييييييك
, ثم اخذ يهمس بها يقبل كل انش من وجهها من بين كل همسة واخرى برقة وشغف
, ليرفع وجه بعد حين عينيه تلتمع بشدة قائلا بحنان
, = تعرفى انا بقى اتمنيتك ليا من امتى
, هزت راسها بالنفى ليكمل هو
, = من اول مرة شوفتك فيها من اول مرة شوفت حورية بشعر دهب نايمة على سريرى.
,
, اتسعت عينيها بذهول تشعر بضربات قلبها تتعالى بسرعة وصخب وهي تستمع الى كلماته تلك لها لاتستطيع التصديق انه هو من يقف امامها الان يتصرف معها كعاشق وله لم يذق للحب طعما الا معها
, تنهد عاصم ياخذها من يدهايتجه بها الاريكة يجلس فوقها ويجلسها فوق قدميه يزيح خصلات شعرها خلف اذنيها قائلا بحنان.
,
, = انا عمرى في حياتى ما قلت الكلمة دى لحد غيرك عمرى ما حسيت بكل اللى انا حسه دلوقت معاكى انتى بقيتى كل حياتى يا فجر بقيت مش متخيل يوم ابعد فيه عنك ولو لثوانى
, اسرعت فجر تحتضنه تلف ذراعيه خلف عنقه تهمس برقة له عينيها في عينيه
, واناعمرى ما حبيت ولا هحب الا انت يا عاصم انا اتعلقت بيك بقلب طفلة زمان بس دلوقت بقولها ليك بقلب ولسان شابة معرفتش للحب طريق الا معاك.
,
, لم يستطيع عاصم ان يسيطر على مشاعره هو يستمتع الى كل هذا منها لينحنى على شفتيها يقتنصها بين شفتيه يقبلها بجنون ولهفة لمدة لم يعلما مداها غرقا خلالها في بحور عشقهم الوليد ليفترقا بعدها بانفاس منقطعة لاهثة لعدة لحظات قال عاصم بعدها بشغف وهو يتلمس شفتيها بانامله بصوت لاهث.
,
, = عارفة لما قلت ليا انك مش طايقة لمستى ليكى و قلتلى انك عاوزة تسبينى انا حسيت بايه وقتها كانك كنت بتسحبى منى روحي ببطء وانا مش قادر حتى اقاوم واقولك لا
, هزت راسها بالم هامسة له بأسف
, = غصب عنى مقدرتش استحمل تكون مع غيرى وفي حضنها تعيش معها كل اللى كنت بحلم بيه لنفسى معاك انا كنت بموت لما٣ نقطة
, وضع عاصم يده فوق شفتيها يسكتها قائلا بحزم.
,
, = وحياتك عندى لهندمها على كل لحظة اتوجعتى فيها بسببها هخليها تجيلك لحد عندك تطلب منك السماح ومطلوش وبقاش عاصم السيوفى لو ده محصلش
, انحنت فجر عليه تقبله فوق شفتيه برقة تهمس فوقهم
, = وانا مبقاش يهمنى حاجة ولا عاوزة حد غير عاصم السيوفى وبس
, زفر عاصم بقوة يغلق عينيه يهمس بشغف
, = يخرب بيت عقلك يا فجر انتى عارفة كلامك ده بيعمل في قلبى ايه دلوقت
, ابتسمت فجر بدلال تنحنى هامسة في اذنه برقة.
,
, = لا مش عارفة يا عيون فجر فياريت تعرفني
, نهض عاصم سريعا يحملها بين ذراعيه يتجه بها الفراش مرة اخرى يزمجر في وجهها
, = شكلك هتتعبينى معاكى يابنت السيوفى بس مش مشكلة ادمنا الليل طويل هقولك فيه كل اللى عاوزة تعرفيه وبرااااحتنا خالص
, ليمضى ليلهم كله يخبرها بكل مايملك من خبرة وشغف وشوق لها ما تحتاج معرفته وجعلها تقتنع اقتناعا تام به ايضا.
,
, صباحا اجتمعت عائلة السيوفى جميعها حتى عاصم المندمج في حديث يخص الاعمال مع رجال العائلةبينما فجر والتي جلست بجواره بوجه شديد الشحوب بعد رؤيتها لمشهد الطعام المتراص امامها تقاوم رغبتها للنهوض سريعا والاستسلام لمعدتها الراغبة في التقئ حالا لكنها اخذت تحاول تجاهل الامر حتى لاحظت عواطف شحوبها هذا تسألها بقلق
, = مالك يا حبيبتى لسه برضه حاسة بالتعب.
,
, انتبه عاصم فورا لحديثها ليقطع الحديث الاعمال الدائر يلتفت اليها بلهفة وقلق يسألها
, = تعبانة ازاى فيكى ايه بيوجعك؟
, وبينما هو يتحدث اخذت يديه تجس جبهتها بقلق وحيرة لتسرع فجر لطمئنته بخفوت
, = مفيش حاجة يا عاصم متقلقش كده كل الموضوع كان شوية برد وراحوا
, ارتفع صوت نادين بلغظة وحقد ومن رؤيتها لهفة الشديد عاصم قائلة
, = لما هو راح وانتهينا كنتى بتوجعوا دماغنا ليه انتى وامك بكلامكم الفارغ ده.
,
, هب عاصم واقفا بغضب يصرخ بها بشراسة
, = انتى ايه دخلك اصلا باللى بيحصل انتى تقعدى مكانك تاكلى زيك زى الكرسى اللى قاعدة عليه مش عجبك يبقى ماشوفش وشك معانا على سفرة واحدة
, اتسعت عينيها بصدمة من شدة اهانته لها لكنها لم تجد امامها غير حل واحد تلجأ اليه دائما دموع التماسيح تلتفت الى جدها باكية تستغيث به
, = عجبك يا جدو كده عجبك يكلمنى بالشكل ده ادامك.
,
, رفع عبد الحميد راسه لها ليسود الصمت انتظارا لحديثه القادم لتتسع الاعين دهشة حين تحدث بكل هدوء دون ان يلتفت لها
, = اللى قاله عاصم صح مش عاجبك الكلام تقدرى تبقى تكلى لوحدك لو تحبى
, شعرت نادين برغبة حقيقة في البكاء هذه المرة تسعر بالاهانة الشديدة لكنها ظلت في مكانها تخفض راسها بخزى بينما امها اخذت ترتب خفية فوق يديها مواسية خوفا من تعنيفها هي الاخرى ان تمت رؤيتها.
,
, ظلت فجر تتابع ما يحدث باهتمام لكنها وعكس المتوقع لم تشعر بالسرور او الفرح وهي ترى نادين تسقى من نفس الكأس الذي ظلت تسقى هي منه لسنين طوال بل شعرت بالشفقة عليها فهى اعلم الناس جيدا بهذا الاحساس وما يكسره في النفس لتظل تجلس بصمت لعدة لحظات اعلنت خلالهم معدتها التمرد عليها تتصاعد الرغبة في التقىء لجوفها تسرع في النهوض سريعا تجرى في اتجاه الخارج تتعثر في خطواتها هربا في اتجاه الحمام٣ نقطة
,
, وقف عاصم خارج الحمام يستند بجهبته فوق اطار باب الحمام المغلق يستمع الى تهأوتها المتألمة من الداخل بينما الجميع ملتفين حوله ما بين قلق وغير مهتم وفضولى
, ليصرخ فجاءة يدق الباب بغضب
, = هما قافلين الباب ليه مس عاوزنى معاها ليه
, اقترب منه عبد الحميد بضعف قائلا بهمس
, = ماهو يا بنى مايصحش لينظر نظرة ذات مغزى الى شهيرة ونادين وثريا والوافقات يكاد الفضول والتساؤل ان يقفز من عينيهم قفزا ليكمل بهدوء.
,
, = وبعدين انا كلمت سيف يطلب الدكتور وزمانه جاى في السكة متقلقش كده
, زفر عاصم بقوة بنفاذ صبر لكنه ماان سمع تأوه اخر منها يصل الى مسامعه يضرب اخر حصونه من الصبر ليهتف
, = لا انا مش هفضل واقف مكانى كده.
,
, فتح الباب على اتساعه لتتسمر قدميه برعب وهو يراها تركع على ارضيه الحمام تفرغ كل ما في جوفها في الحمام تجاورها والدتها والدته تحاول التهوين عليها لتسرع قدميه اليها يركع هو الاخر بجوارها يراقبها بقلة حيلة حتى انتهت نوبة غثينها تتأوه بضعف فاخذها بين ذراعيه يضم جسدها الضعيف اليه راسها يستريح فوق صدره بينما اخذ هو يزيح خصلات شعرها عن وجهها المتعرق بشدة يهمس لها محاولا التهوين عليها.
,
, تقدم عبد الحميد اليهم قائلا بقلق
, = اطلع بيها يا عاصم على جناحكم لحد ما الدكتور يجى ويقولنا نعمل ايه
, هز عاصم راسه بالموافقة يقبل جبهتها بحنان وهو يرفعها بين ذراعيه تضع راسها فوق كتفه باعياء مغادر يتبعهم الجميع معاد تلاثى الشر
, والتى هتفت نادين فور مغادرتهم تتابع بغل قائلة
, = شوفتوا مرعوب عليها ازاى وكان هيموت علشانها من خوفه عليها
, التمعت عينى شهيرة بشر قائلة.
,
, =هو ده بس اللى اخدتى بالك ومختيش بالك من المصيبة التانية
, التفتت اليها نادين بتساؤل تهتف
, = مصيبة ايه انا مخدتش بالى من حاجة غير سى عاصم ولهفته عليها
, لم تعيرها شهيرة انتباهاتضيق عينيها بتفكير وشرود لتتلتفت نادين الى والدتها تراها شاحبة شاردة هي الاخرى لتسألها بفضول وقلق
, = عمتو بتقصد ايه ياماما مصيبة ايه اللى حصلت
, اجابتها ثريا بتوجس وخشية وهي مازالت تنظر امامها بشرود.
,
, = مصيبة يا نادين لو طلعت حقيقى هنروح كلنا في داهية.
,
, ابتسم الطبيب في وجه فجر المستلقية بضعف بعد انتهاءه من الكشف قائلا بعملية
, = مفيش اى داعى للقلق يا مدام فجر ده شيئ طبيعى وخصوصا في الشهور الاولة
, اتسعت عين فجر بذهول تساله بعينيها ليومأ الطبيب لها قائلا بمرح
, = ايوه يا ستى مبرووووك انتى حامل بس مش هقدر احدد في الكام بالظبط ده بقى تقولهولك الدكتور بتاعتك.
,
, ارتفعت صيحات الفرح من عواطف وصفيه فور انتهاء الطبيب من حديثه تسرع كل منهم في تقبيلها بسعادة تهتف عواطف ودموعها تسبقها
, =مبرووك يا حبيبتى ياارب يكمل حملك على خير ياارب
, ثم تحتضنها بين ذراعيها بقوة فتنهض صفية تسرع في اتجاه الباب تفتحه وهي تهتف بسعادة الى عاصم وعبد الحميد منتظرين ف الخارج بقلق
, = مبروووك يا حبيبى مبروك ياعاصم اخير فرح بولادك يا حبيبى.
,
, اسرعت تجذبه اليها تحتضنه بقوة وبينما ظل هو ينظر بجمود امامه اسرع عبد الحميد الى داخل الحجرة تتبعه صفية يهتف بسعادة شديدة كمن ملك السماء بين يديه
, = الف حمد وشكر لله اخير هشوف ولادكم وهفرح بيهم قبل ما اموت.
,
, فاخذ يتحدث الى الطبيب الواقف مكانه يسأله عن كل التفاصيل بفضول لهفة اجابه عنها بصبر غافلين عن عاصم والذي اخذ يتقدم الى الداخل ببطء عينيه مسلطة فوقها هي فقط لاغير تتابع عينيه كل تعبير يرتسم فوق وجهها تتقابل عينيهم بينهم حوار دائر باكثر من سؤال غافلين عن خروج الطبيب وثرثرة الجميع الفرحة حتى لاحظوا نظراتهم هذه لبعضهم وصمتهم الشديد لتنحنح عبد الحميد موجها حديثه لصفية وعواطف يغمز لهم خفية قائلا بهدوء.
,
, = طيب احنا نخرج دلوقت ونسيبهم مع بعض عما ترحوا تجهزوا اكلة كويس كده لفجر تعوض فطار الصبح
, اسرعت عواطف وصفية بالموافقة يسرعوا في المغادرة تاركين عاصم وفجر ومازالت عينيهم تتواصل غافلين عن كل ما يحدث حتى عن خروج الجميع مغلقين خلفهم الباب بهدوء شديدة.
,
, يادى المصيبة السودا اللى وقعت فوق دماغنا
, اخذت شهيرة تردد تلك الكلمات تجوب الغرفة بخطوات عصبيبة مجنونة منذ خروج الطيب واستفسرها منه عن حالة فجر ليقع الخبر فوقهم جميعا كصاقعة مميتة ومن وقتها وهي على هذا الحال ليسألها سيف ببرود شديد يجلس فوق الاريكة براحة
, = وانتى ايه اللى يزعلك في كده يا ماما ولا كنتى انتى كمان فاكرة انى جدك هيكتبلك كل املاكه.
,
, توقفت خطوات شهيرة تلتفت اليه ببطء تتطاير الشرار من عينيها لتصرخ به بغضب
, = انت تخرس خالص دلوقت مش طالبة غباءك ده دلوقت
, نهض صلاح فوق قدمه يقترب منها قائلا بلهفة
, = سيبك منه يا شهيرة دلوقت وخليكى معايا لازم نفكر هنعمل ايه دلوقت في المصيبة دى
, صرخت نادين بغل
, = ودى محتاجة تفكير يا اونكل هنخلص من الحمل ده طبعا ونخلص من بنت الخدامة كمان لو قدرنا معاه
, التفت صلاح اليها قائلا بعقلنية وهدوء.
,
, =مينفعش نقول اى كلام المرة دى مش مش متحملة اى غلطة هتودينا كلنا ورا الشمس نعقل كده ونهدى ونفكر كويس هنعمل ايه
, اسرعت ثريا تؤيد حديثه قائلة
, = صح كلامك يا صلاح المرة دى كلنا لازم نفكر كدماغ واحدة المصيبة المرة دى كبيرة علينا كلنا
, هم صلاح بالرد عليها لكن وصل الى مسامعه صوت خطوات قادمة ليصمت فور يشير الى الجميع بالصمت والتصرف بطبيعية ولم تكد تمر لحظات حتى دخل الى الغرفة تتبعه صفية يحدثها قائلا باهتمام.
,
, = كنتى روحتى معاها يا صفية علشان تساعديها
, صفيه وبهدوء
, = اطمن عليك بس وهروح ليها حالا
, ضحك عبدالحميد بفرحة وسرور
, = متقلقيش عليا انا حاسس كانى شاب في العشرين اخيرا يا ولاد اخيرا حلمى هتحقق وهقدر اطمن على مجهود وتعب السنين مع ابن عاصم اللى هيشيل اسم السيوفى اخيرا كل الثروة والشركات ده هسيبها وانا مرتاح ان اسم السيوفى هيفضل عليها اخيرا هي٣ نقطة
,
, قاطعت صفية حديثه المندفع بعد لرؤيتها لوجوه المحيطة بهم وقد انقلبت الى السواد بعد حديثه المندفع هذا قائلا بلهفة تحاول تغير مجرى الحوار بعيدا عن هذا الحديث الشائك
, = ايه رايك تطلع ترتاح في جناحك علشان لو حبيت تيجى معانا لما نروح لدكتورة
, نهض عبد الحميد فرح كطفل صغير تم وعده باخذه الى نزهته المفضلة يهتف غبطة شديدة
, = بجد يا صفية ممكن اجى معاكم زاى ما قلتى.
,
, ادارت صفية عينيها بقلق في كل تلك الوجوه المتابعة بحقد ونظرات سامة لحوارهم تجيبه بتلعثم راغبة تسرع في انهاضه من فوق مقعده ترغب في اخراجه من الغرفة حالا قبل ان يعود الى حديثه السابق مرة اخرى
, = ايوه يا بابا تعالى اساعدك توصل لجناحك ترتاح فيه لخد ما بجى الميعاد
, اطاعها عبد الحميد تسير معها بخطواته البطيئة بضعف حتى خرجوا من الغرفة لتصرخ نادين فور خروجهم بفترة اطمئنت خلالها عن ابتعادهم.
,
, = شوفتوا بيقول ايه لسه مستنين ايه لما يكتب كل حاجة لعاصم وابنه ونروح كلنا ورا الشمس
, ضيق صلاح ما بين عنينه قائلا باقتضاب
, عندك حق يا نادين الوضع كده مابقاش ينفع معه سكوت ولازم نتصرف فورا
, ثم اخذ الحديث يدور بيهم عما حدث وسيحدث غافلين عن ذلك الجالس بصمت يتابع حديثهم باهتمام دون ان بشارك بحرف واحد في الحوار.
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
28


وقف ينظر اليها بوجه خالى من التعبير لاترى اى لمحة من السعادة فوق وجهه بل كل ما تراه هو غموض يرتسم فوق ملامحه فاخذت ضربات قلبها تتقاذف بداخل صدرها تراقب تقدمه منها بعيون متسعة خائفة مما هو ات تهيئ نفسها لكلماته القادمةمهما كانت.
,
, تراه هو يجلس جوارها فوق الفراش بصمت يخفض راسه ليظلا على هذا الحال عدة لحظات لتشهق بصدمه حين اقترب منها عاصم فجاءة ينحنى فوق بطنها يقبلها قبلة طويلة ثم يتنهد بعمق قبل ان يرفع عينيه اليها تخطف نظرته تلك دقات قلبها منها فما رأته لم يكن تحلم به في اقصى احلامها طموحا فبداخلهم رأت اقصى درجات الفرح والسعادة مشاعره تتداخل بقوة وعنف بهم تسمعه يهمس لها بتوتر.
,
, =فجر اسمعينى كويس انا مكنتش عاوز ده يحصل دلوقت في الوقت الحالى على الاقل كنت عاوز الامور كلها تتحل مابينا قبلها
, صمت لبرهةتراه في حالة من التخبط لم تراه عليها من قبل ليهتف بعدها بلهفة
, = بس غصب عنى يا فجر مش قادر مفرحش مش قادر اعرف ان في حته منى جواكى بتكبر يوم ورايا يوم مش قادر ومفرحش يا فجر
, ليخفض راسه مرة اخرى يقبل بطنها ولكن تلك المرة برقة وحنان يضع راسه فوقها برفق يكمل بهمس.
,
, = انا عارف ان كلام صوفيا لسه ماثر فيكى بس اقسم لك يا فجر انى مش عاوز من الدنيا دى كلها غيرك انتى وابننا اللى جاى وبس ولو طلبتى حالا انى اتنازل عن كل حاجة ونسيب القصر ده كله مش هتردد ثانية واحدة انى اعملها بس مش عاوزك٣ نقطة
, قاطعت فجر حديثه تهمس باسمه برقة وحب ليرفع راسه اليها ببطء ينظر اليها بتساؤل قلق فرفعت اناملها تتلمس ملامحه برقة وحنان تهمس له.
,
, = ولو قلتلك انى اسعد واحدة في الدنيا في اللحظة دى لحظة معرفت انى شايلة حتة منك جوايا وان الدنيا مش سايعنى من الفرحة دلوقت
, اعتدلت فور تحتضنه بقوه اليها تهمس
, = انا مش عاوزك تفكر غير في ده وان اى كلام اتقال قبل كده اتمحى من عقلى لحظة ما اعترفت بحبك ليا وده كان كفاية عندى يا عاصم
, اخذ عاصم يقبل وجهها بجنون ولهفة ليهتف بعدها.
,
, = يعنى انتى مصدقة انى مش عاوز غيرك وبس وانى مستعد اهد الدنيا دى علشانك في ثانية وانك عيونى وحياتى وقلبى وكل اللى ليا بحبك يافجرى بعشقك
, ضحكت فجر بمرح ثم تهز كتفها بدلال
, = عارفة بس ده ميمنعش انى احب اسمعها كل شويه
, امسك عاصم بوجهها بين كفيه يقبلها بشغف هامسا
, = هقولها كل يوم وساعة ودقيقة وثانية من حياتنا قولها لحد ماتزهقى وتقوليلى كفاية
, همست هي الاخرى امام شفتيه بحنان ورقة
, = وانا استحالة هزهق منها ابدا.
,
, ابتسم لها بحنان ينحنى فوق شفتيها يقبلها برقة يهمس من بين كل قبلة واخرى بعشقه وحبه لها لوقت طويل لا يعلم مداه لم تمل خلاله من سماعها حتى ولو للحظة واحدة.
,
, فى مدينة نيويورك داخل احدى المقاهى جلست صوفيا بانهيار تنظر امامها بصدمة بينما صديقتها اخذت تحاول التهوين عليها قائلة
, = انتى متاكدة ان الموضوع مفيش فيه غلط ممكن يكون يعنى٣ نقطة
, قاطع صوفيا حديثها تصرخ بحدة جعلت جميع انظار رواد المقهى تلتفت لهم
, = غلط ايه ما انتى شوفتى الفاكس بعنيكى شالنى خالص من الشركة اتطردت بره فاهمة يعنى ايه شركات السيوفى تفصلنى من الشركة يعنى استحالة حد يشغلنى هنا تانى.
,
, صديقتها بقلق
, = ولا عند حد من منافسينهم تقدرى انك٣ نقطة
, قاطعتهاصوفيا بضحكة مريرة
, = انتى بتصدقى كلمة منافسين الكل عارف عاصم وبيخاف منه ومعنى انه استغنى عن حد بالطريقة اللى عملها معايا دى يبقى الخبر انتشر في كل سوق الاعمال وممنوع واستحالة انه حد يشتغلنى حتى ولو من منافسيه زاى ما بتقولى وياويله اللى يخالف الاوامر دى
, صديقتها بأسف وندم.
,
, = قلتلك بلاش تلعبى معاه اهو في الاخر خسرتى كل حاجة ادامه حتى اللى كنتى خايفة عليه
, انفجرت صوفيا في البكاء قائلة بمرارة
, = مكنتش اتخيل في اسوء كوابيسى ان دى تكون نهايتى انا مش عارفة اعمل ايه
, انحنت صديقتها ترتب فوق يدها قائلة بأمل
, = مش ممكن تسافرى تتفهمى معاه تحاولى على الاقل تقللى خسايرك وانه يسمحلك بشغل بره مجموعة السيوفى
, التمغت عينى صوفيا بأمل للحظة لينطفىء مرة اخرى.
,
, = ده في حالة لوكان سبب خروجى من المجموعة اللى حصل بينا في اليونان بس لو كان بسبب اللى عملته مع مراته اعتقد يبقى مستحيل ده ممكن يقتلنى لو شافنى ادامه
, حاولت صديقتها بث الامل فيها تسرع قائلة
, = بس اهو يبقى حاولتى وحاولى تدخلى السيوفى الكبير في الموضوع مش بتقولى صديق لوالدك انا لو منك مضيعش الفرصة دى ابدا
, عادت عينى صوفيا تلتمع بالامل تهتف قائلا.
,
, = صح عندك حق يبقى اروح للسيوفى الكبير على طول وعاصم استحالة يرفض له طلب مهما كان
, لتنهض واقفة تحمل حقيبتها هاتفة
, = يبقى مش لازم اضيع ثانية واحدة وانزل مصر فورا.
,
, تجمع ثلاثى الشر بعد خروج فجر وعاصم تصحبهم والدة كل منهم وعبدالحميد المتحمس كطفل صغير لذهاب الى الطبيبة لاطمئنان على فجر وحملها ليسود الصمت الشديد بينهم كل في افكاره ضائع بداخلها حتى هتفت ثريا بغل وعصبية
, = انتوا هتفضلوا ساكتين كده ما تقولوا حاجة
, تنهدت شهيرة بقلة حيلة وحزن
, = يعنى عوزانا نتكلم نقول ايه يا ثريا ما المصيبة حصلت واللى كان كان.
,
, تنهدت ثريا هي الاخرى تضع يدها تحت خدها صامتة وما ان رأت نادين حالة الاستسلام التي اصبحوا عليها حتى هبتمن مكانها قائلةبغضب
, = يعنى ايه خلاص هتسيبوا بنت الخدامة تاخد كل حاجة هي والمحروس ابنها انتوا مسمعتوش بيقول ايه هكتبله كل حاجة فاهمين كل حاجة لتصرخ بكلمتها الاخيرة
, لترفع شهيرة ملوحة بها بعدم اكتراث
, = مقلش كده وبعدين في اسوء الاحوال هيكتبله الشركات واحنا باقى الاملاك مش خسرانين كتير يعنى.
,
, =لاا خسرانين يا ست شهيرة
, هتف صلاح بتلك الكلمات بينما يدلف لداخل الغرفة عينيه تشتعل بنيران قادرة على احراق عالم باكمله من شدة توهجها وجهه شديد الاحمرار عروقه نافرة بشدة لتسرع شهيرة تساله بلهفة وقلق
, = مالك يا صلاح ايه اللى حصل يخليك بالشكل ده
, صرخ صلاح بجنون وهو يدور بداخل الحجرة كنمر حبيس متلهف لانقضاض على اى فريسة ينهش منها ليفرغ كل مايشعر به غضب في تلك اللحظة.
,
, =ابوكى كلم المحامى النهاردة الصبح يجهزله الورق علشان هيكتب نص املاكه لفجر والنص التانى نصه لعاصم والباقى لينا كلنا فاهمة ربع التركة علينا كلنا ابوكى خرف ياشهيرة عاوز يرضى ضميره من وحقى وتعبى كل السنين ده معاه
, ليتلفت لهم جميعا يدير عينيه بينهم بجنون
, = دانا اقتله واخلص منه قبل ما يعملها فاهمين هقتله ومحدش ليه حاجة عندى ساعتها.
,
, ثم التفت يغادرا الغرفة سريعا تتبعه شهيرة بخطوات سريعة متلهفة بينما وقفت نادين وثريا بصمت تتابعان مغادرتهم لعدة لحظات حتى همست ثريا بتوجس
, = تعتقدى فعلا ممكن يعملها
, نادين بخبث
, = وحتى لو معملهاش احنا نساعده يعملها
, ثريا برعب وهستريا
, = انتى اتجننتى يا نادين ايه اللى بتقوليه ده
, التمعت عينى نادين بحقد تضغط على كل حرف يخرج من فمها.
,
, = اللى سمعتيه مانا مش هستنى لما كل حاجة تضيع منى وتروح لبنت الخدامة كفاية اووى عاصم اللى سلمته لها على طبق من فضة مش هسيبلها ميراثى كمان.
,
, اخذت شهيرة تحاول تهدئة صلاح والذي اخذ يدور في انحاء الغرفة كثور هائج بيرطم بكلمات غير مفهمومة رافضا اى حديث معها حتى سمعت دقات فوق الباب ليدلف سيف داخلا يسأل بفضول
, = في ايه مالكم حال القصر مقلوب ليه
, لينظر في اتجاه والده يراه على تلك الحالة ليكمل ببرود وسخرية
, = خير يابابا حصل ايه تانى غير طبعا خبر حمل فجر
, انفجر صلاح كمن وجد الفرصة امامه لتفريغ كل غضبه واحباطه فيه صارخا.
,
, = ااه وانت بقى يهمك حاجة ولا حد خلاص بقيت شارى دماغك وسيبنا احنا للبلاوى والقرف جتكم الهم خلفة تعر
, اسرعت شهيرة تهتف
, = جرى ايه باصلاح هو الولد عمل ايه لكل ده ولا انت مش لاقى حد تطلع فيه غلبك
, ثم التفتت الى سيف تاخده من يده تتجه به في اتجاه الاريكة تجلس وتجلسه بجوارها واخذت تقص عليه كل ماحدث ليظل سيف يستمع اليها بأهتمام لبضع لحظات ثم التفت الى ابيه يسأله.
,
, = وانت متاكد من كلام المحامى مش ممكن يكون عاوزه لسبب تانى
, زفر صلاح بغيظ قائلا
, = لا يا ابن امك متاكد من كلامه مان بقالى فترة مظبطه هدايا وعمولات علشان لما احتاجه القاه وبصراحة الراجل متاخرش اول ما جدك كلمه اتصل بيه على طول يبلغنى
, هز سيف راسه بتفهم فهم بسؤال اخر ليقاطعه صوت دقات سريعة فوق باب الغرفة فاسرعت شهيرة بفتح الباب فترى نادين الواقفة امامه لتسألها شهيرة بقلق.
,
, = في ايه يا نادين جدك رجع مع اللى ما يتسموا؟
, هزت نادين راسها بالنفى تدخل الى الداخل بخطوات سريعة تهتف
, = لا بس كان عندى اقتراح كده وحبيت اخد رايكم فيه
, ضيق الجميع مابين عينيهم بتوجس ينظروا اليها في انتظار باقى كلماتها لكنها وقفت تدير عينيها في الغرفة تتأملها بفضول ليصرخ بها صلاح بغضب
, = ما تنطقى يا نادين عاوزة ايه ولا هو ده وقت تتأملى فيه ديكور الجناح.
,
, ابتسمت نادين بمرح تتجه الى الاريكة تجلس بجوار سيف قائلة بغموض
, = انا لقيت الحل لكل اللى احنا فيه حل لو اتنفذ صح وتوقيت صح كل حاجة هتبقى بتاعتنا وبس لحد ما يقابل جدو وجه كريم وساعتها التركة هتتقسم بالمظبوط
, التمعت عينى صلاح يتجه اليها يسألها بلهفة
, = وايه هو الحل ده الحقينى بيه.
,
, اخذت نادين تتلاعب بخصلات شعرهاتضع قدما فوق الاخرى تهزها براحة لعدة ثوانى مرت كدهر على الموجودين قبل تتحدث بصوت خفيض وببطء حتى تصل كلماتها اليهم جيدا
, = حجر هنرفع على جدو قضية حجر واعتقد مفيش اى محكمة هتشوف اللى هو عاوز يعمله ده طبيعى وخصوصا انه خلاص كبر في السن وبمعنى تانى بدء يخرف
, التمعت عينى صلاح بالجشع يهتف هو الاخر.
,
, = برافو عليكى يا بت يا نادين واوقات كنت بتمنى بنت زيك مش خيبة الامل اللى قاعدة جنبك
, اشتعل وجهه سيف لاحمرار من قسوة كلمات والده عليه لكنه فضل الصمت فليس الان هو وقت الحديث ليظل جالس يحاول رسم الهدوء على وجهه كمن اعتاد الاهانات دائما
, لكن جاء الانفجار من شهيرة تهتف بغضب ورفض
, = لا طبعا انتوا بتقولوا ايه عاوزنى اقف ادام ابويا في المحاكم وقول عليه خرف ده كان يموت فيها.
,
, تبادل صلاح ونادين النظرات فيما يبنهم بامل ان تتحقق كلماتها ولكن لم ينطقوا بها اذ اسرع صلاح يجلس بجوارها قائلا بصوت ضعيف متألم.
,
, = لا انا اللى اموت يا شهيرة بحسرتى وانا شايف ابوكى بيرمى شقى عمرى في حجر بنت عواطف عواطف اللى كانت عاوزة تسرقنى منك زمان وانا رفضت علشان حبى ليكى وبيتى اللى مرضتش اخربه رغم انك عارف اد ايه عواطف جميلة وتغرى اى راجل بجمالها علشان تيحى دلوقت انتى يا حب عمرى وترفضى تضحى علشانى بتضحية صغيرة
, اخفض راسه بهزيمة واستسلام فلم تتحمل شهيرة رؤيته على هذا الحال فاسرعت بضمه هاتفة بحب.
,
, = ابدا يا حبيبى دانا اضحى علشانك بنفسى مش بابويا اللى تشوفه صح انا موافقة عليه ومعاك فيه مهما كان
, رفع صلاح راسه من فوق كتف سهيرة يغمز بانتصار الى نادين وسيف الجالسين يشاهدان مايحدث بعيون متسعة بانبهار من تلك القدرة العالية عند صلاح في قلب الباطل حقا في بحركة واحدة لم تستغرق منه ثوانى
, لكن لم يعلق اخد منهم لشيئ لتنهض نادين قائلة بحماس.
,
, = كويس اووى يبقى يا اونكل تشوف محامى بسرعة وطبعا مش محتاج توصيه يبقى بعيد تماما عن شركات السيوفى يغنى محامى اول مرة تتعامل معاه وتخليه يبدء الاجراءات فورا
, نهض صلاح هو الاخر قائلا بهدوء
, = تماما وانا هكلم محامى جدك يحاول يماطل شوية في الاجراءات لحد مانا نرفع القضية ونوقف بيها كل حاجة
, هزت نادين راسها بالموافقة ثم القت بتحية المساء مغادرة ليظل بعد خروجها الصمت سادا في الغرفة كل في افكاره الخاصة.
,
, ١١ علامة الدولار
, =على فكرة الدكتورة دى بستعبط
, همس عاصم بتلك الكلمات في اذن فجر الجالسة بجواره يمسك بيدها بين كفيه اثناء استماعهم لحديث الطبيبة فيما يخص المحظور والممنوع خلال شهور الحمل الاولى
, اشتعلت وجنتيها بشدة فور نطقه لهمسه هذا
, تدير بصرها بين الحضور بخجل وهي تضغط على يده بتوتر تراهم مندمجين في حديث الطبيبة اكثرهم منهم شخصيا ليهمس لها مرة اخرى.
,
, = طب بذمتك اقوم اخنقها دلوقت بتقولى ابعد عنك لحد ماهى تقول هو حملك ده هيجى على دماغى انا ولا ايه
, التفتت اليه تهمس له باستعطاف باسمه حتى يصمت خوفا ان يسمعه الاخرون لكنه تجاهلها تماما يرفع صوته موجها حديثه لطبيبة مقاطعا سيل تعليماتها قائلا بحزم
, = معلش سؤال يعنى استنى اذنك بخصوصنا انا وفجر ليه؟
,
, ساد الصمت ارجاء الغرفة فور نطقه لسؤاله هذا تمنت فجر وقتها لو تنشق الارض وتبتلعلها من شدة خجلآ لكن الطبيبة كان لها رأى اخر اذا اسرعت تخبره بصوت عملى سريع كمن اعتادت الاجابة عن هذا السؤال
, = في شهور الحمل الاولى بنحب ناخد احتياطنا في كل حاجة علشان كده طلبت منكم الطلب ده لتبتسم وهي تكمل انا عارفة انكم لسه عرسان جداد بس الاحتياط لازم في الوقت ده.
,
, هز عاصم راسه موافقا على مضض ليظل يسألها بعدها في كل ما يخصها ويخص تعليمات الغذائية والدواء الخاصة بها حتى مرت الزيارة شعرت فجر ان الطبيبة على حافة الصراخ من كثرة اسئلة عاصم كانه ينتقم منها كما قال سابقا
, وجهت الطبيبة الحديث الى فجر قائلة بصبر
, = وانتى يا مدام فجر ياريت اشوفك كمان اسبوعين بس لو حسيتى باى مشكلة اى عارض تجيلى فورا
, ليهب عبد الحميد هاتفا بلهفة
, = ليه يا دكتور انتى شايفة في مشكلة او حاجة.
,
, هزت الطبيبة راسها بالنفى قائلة
, = ابدا ده اجراء طبيعى مع اى حمل ومع تقدم الحمل بتزيد المدة اللى بين كل متابعة وتانية يعنى مفيش قلق ابدا
, عبد الحميد بلهفة
, = طيب وهنقدر نعرف نوع الجنين امتى علشان٣ نقطة
, قاطع عاصم حديثه يهتف عاصم بقوة وحزم
, = مش هنعرف نوع الجنين دلوقت ياجدى انا وفجر عوزة مفاجئة وقت الولادة
, التفت الى فجر يسألها ضاغطا فوق يدها يهمس لها برقة وحنان
, = مش كده يا فجرى.
,
, نظرت فجر في عينيه ترى نظرة الحنان والحب الموجهة لها هي فقط لتهز راسها بالايجاب ببطء تبتسم له بحب لكن عبد الحميد لم يستسلم قائلا بأمل
, = ليه يا عاصم خلينا نعرف٣ نقطة
, قاطعت صفية الجالسة بجوار بصمت حتى استدعى الموقف حديثها حديثه قائلة بهدوء
, = سيبهم براحتهم يا بابا وبعدين ولد ولا بنت هتبقى فرحتنا بيهم واحدة ولا ايه
, اسرع عبد الحميد يهز راسه بالتأكيد يهتف بلهفة.
,
, = طبعا. طبعا يا يا بنتى انا كل منايا اشوف ولادهم وبس
, نهضت فجر تقف على قدميها تتجه اليه تقبله بحب وسعادة
, = **** يخليك لينا يا جدو ياارب
, ابتسم عبد الحميد لها بحب يرتب فوق وجنتها بحنان
, = ويخليكى ليا انتى وعاصم ياارب.
,
, بعد انتهاء زيارة الطبيبة مرت رحلة العودة سريعا ليدخلوا جميعا من باب القصر باتجاه غرفة الاستقبال بينما اخذ عاصم يؤخر في خطواته حتى ضمن دخول الجميع وما ان همت فجر ان تتبعهم هي الاخرى حتى مد يده يشدها اليه فوق صدره يلف ذراعيه حول خصرها يضمها له لتصرخ فجر من المفاجئة فوضع يده فوق فمها برقة يهمس
, = وطى صوتك هتلمى عليا البيت كله ايه هتبقى انتى والدكتورة المفترية دى عليا النهاردة.
,
, رفعت فجر عينيها اليه ترتسم الضحكة بيهم تحرك حاجبيها بمرح فانزل عاصم كفه عن فمها يتظاهر بالحزن قائلا
, = يعنى انا مش صعبان عليكى خالص
, ارتفعت فجر فوق رؤوس اصابعه حتى تقبله على وجنته برقة قائلة بمرح
, = لا ازاى ده انت صعبان عليا جداا وبصالحك اهو
, اخفض عاصم عينيه لها يسألها باستهجان
, = هو انتى كده بتصالحينى انتى هستعبطى يا فجر
, ابتسمت فجر له تساله بدلال
, =اومال عاوزنى اصالحك ازاى.
,
, شدد عاصم من احتضانه اليها يخفض شفتيه الى شفتيها يلتهمهم بلذة وشغف يقتل شوقه اليها بقبلته المجنونة تلك تبادله هي اياها بنفس الشوق والشغف غائبين عن كل ما حولهم
, حتى تصاعد صوت حاد يهتف من اعلى الدرج
, اعتقد ان ليكم جناح تعملوا فيه المسخرة دى.
,
, رفع عاصم وجهه ببطء ينظر باتجاه صاحبة الصوت والتي لم تكن غير نادين الواقفة اعلى الدرج ترتسم كل الوان الغيرة والحقد فوق وجهها ليظل ينظر اليها عدة لحظات ببرودة ولا مبالاة ثم يلتفت الى فجر الواقفة بتوتر وخوف من تصاعد الموقف قائلا لها بصوت عالى مرح متجاهلا نادين تماما
, = تعالى يلا ندخل ليهم وبلاش وقفتنا هنا اصل هبت فجاءة علينا ريحة مش كويسة كده مش عارف جت منين.
,
, ليضمها اليه بين ذراعيه مغادرا معها البهو بأتجاه غرفة المعيشة تاركين نادين خلفهم تشتعل بنيرانها اكثر مما كانت حتى كادت ان تتفحم من داخلها من شدة غيظها وحقدها.
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
29


عاصم
, قامت فجر بالنداء على عاصم المستلقى فوق الاريكة بعيد عن فراشهم فهو منذ صعودهم الى جناحهم اصدر فرمان غير قابل للنقاش بنومه فوق الاريكة تاركا لها الفراش باكمله لها فاخذت تحاول اسناءه عن قراره هذا لكنه رفض بشدة يبرطم بخفوت بكلمات فهمت منها احدى الشتائم التي خص بها الطبيبة لتقرر الصمت في الوقت الحالى لكنها لم تستسلم فبعد خلودهم للنوم بعدة لحظات قامت بالنداء عليه بدلال ورقة ولكن بمجرد نطقها به.
,
, حتى هب عاصم جالسا يلقى الاغطية ارضا يهتف بحنق
, = يادى الليلة اللى مش عاوزة تفوت في ايه فجر نامى بقى وارحمينى
, اعتدلت فجر هي الاخرى قائلة بنفاذ صبر
, = مش عارفة انام خالص
, قفز عاصم من فوق الاريكة يسرع لها يسألها بقلق
, = ليه مالك في حاجة بتوجعك؟ حاسة باى حاجة؟
, يتبع حديثه بجلوسه بجوارها يمسك يدها لتجذبه باتجاهها تهمس بلوم لطيف
, = مش عارفة انام وانت مش جنبى اخدت على نومى في حضنك.
,
, طاوعها عاصم في جذبها له عينيه لا تفارقها حتى كاد ان يستلقى بجوارها لكنه فجاءة توقف يجذب يده من يدها ينهض واقفا وهو يهتف
, = اعمل ايه هو ده الحل الوحيد علشان ننفذ كلام الدكتورةال، ولا بلاش ليكمل باستعطاف ساعدينى يافجر علشان خاطرى مش هيبقى انتى وهي عليا
, تصنعت فجر الحزن تهز كتفها باستسلام هامسة
, = خلاص يا عاصم خليك على راحتك.
,
, تلقى بنفسها فوق الفراش تستلقى عليه تعطى له ظهرها لتظل ساكنه عدة لحظات حتى اتت حركة بجوارها تتدل على استلقاءه بجوارها لتبتسم خفية بسعادة وهي تشعر به يلفها باتجاهه هامسا بحب
, = طب خلاص متزعليش هنام هنا جنبك
, يرفع عينيه للسماء يهتف
, = وربنا يصبرنى لحد الصبح.
,
, ضحكت فجر بمرح تندس في احضانه تغمض عينيها براحة ليضمها هو بشدة يقبلها فوق شعرها يستنشق رائحته بعمق ثم يغمض عينيه هو الاخر يستند بذقنه فوق راسها بلطف ليسود الصمت ارجاء الغرفة لعدة دقائق لتعلم فجر المستيقظة من هدوء انفاسه استغراقه في النوم لتقبله فوق صدره بحنان تغلق عينيها براحة وسلام ولكن تلك المرة اخذها سلطان النوم سريعا في نوم عميق لم تستيقظ منه الا على صوت فتح الخزينة بهدوء لتفتح عينيها بنصف اغماضة ترى عاصم يخرج احدى بدلات العمل حتى يرتديها فظلت تتابعه باهتمام حتى انتهاءه واتجاهه ناحية طاولة الزينة ولكنه توقف يلتفت براسه في اتجاهها كما لو كان احس بمراقبتها له يبتسم لها بحنان لتنهض ببطء تستند فوق الوسائد وهي تبتسم له هي الاخرى فاسرع اليها يجلس بجوارها يبعد خصلاتها عن وجهها بحب يهمس.
,
, = صباح الخير على احلى فجر
, ردت تحيته الصبحية بصوت هامس ضعيف ليسألها بقلق
, = حاسة بحاجة تحبى اساعدك تروحى الحمام
, هزت راسها بالرفض سريعا وهي تعبس بشدة ليضحك هو بمرح يسألها
, = طب و مالك زعلانة كده وانتى بتقوليها
, فجر بصوت خفيض خجل
, = اقولك بس مش هتضحك عليا
, عقد عاصم ما بين حاجبيه بشدة قائلا باهتمام
, = لااا ده شكل الموضوع كبير اووووى
, اسرعت فحر بهز راسها بتأكيد تهتف.
,
, = جدا بس عارف يا عاصم لو ضحكت عليا و**** ما هكلمك تانى ابدا
, رفع عاصم كفه كمن يدلى بقسم قائلا بجدية شديدة
, = اوعدك انى مش هضحك بس قولى بقى قلقتينى
, زفرت فجر بحنق تهتف
, = كل ما ادخل الحمام بيبقى نفسى امسك الصابونة انزل عليها اكل لحد ما اخلصها كلها
, لتلتفت اليه تكمل بقلق
, = عاصم هو انا كده طبيعية ولا ايه الحكاية بالظبط.
,
, ظل عاصم ينظر اليها بصمت متسع العينين بصدمة وذهول لعدة لحظات حتى هتفت باسمه بقوة ليهز راسه يحاول الخروج من ذهوله ترتعش شفتيه بشدة يقاوم رغبته الشديدة بالضحك لكنه لم يستطع المقاومة طويلا لينفجر بالضحك بصوت عالى يلقى بجسده فوق الفراش خلفه لتضربه فوق ذراعه بحنق ثم اخذت تحاول النهوض من الفراش هي تبرطم بكلمات حانقة ولكن قبل ان تتحرك جذبها من يدها اليه لتسقط فوق صدره تستلقى فوقه فاخذت تضربه بحنق تحاول الابتعاد عنه فاسرع يمسك هو بيديها مقيدا لهم فوق صدره يهمس باسف وهو مازل يضحك.
,
, = طب متزعليش خلاص بس و**** غصب عنى اتخيلتك وانتى بتاكلى الصابونة ومقدرتش انى مضحكش
, لتتوقف فجر عن حركتها للحظات تنظر اليه قبل ان تنفجر هي الاخرى بالضحك تضع راسها فوق صدره قائلة
, = عندك حق بس اعمل ايه هتجنن واكلها ياعاصم
, مد عاصم يده اسفل ذقنها يرفع راسها اليها ينظر الى عينيها بحنان يهمس
, = خلاص كليها مش خسارة فيكى انا ميهونش عليا جنانك يا قلب عاصم.
,
, اخذت تنظر اليه بحب تبتسم بحنان ثم اخفضت راسها اليه تقبله فوق شفاه ببطء شديد بينما ظل عاصم مغمض العينين مستسلما لها تاركا لها المبادرة لاول مرة لعدة لحظات لكنه لم يستطع الصمود طويلا امام شوقه لها يضع انامله في شعرها يثبت راسها في مقابل وجهه يبادلها قبلتها بشغف شديد ليهمس بعدها برقة في مقابل شفتيها
, = بحبك يا فجر بعشق وجودك في حياتى.
,
, لتعبث انامله في خصلاتها برقة تتعالى دقات قلبه بعنف وهو يسمعها تهمس له هي الاخرى
, = وانا روحى فيك وحياتى كلها ملك ليك يا عيون فجر.
,
, فى مقر شركة السيوفى
, دخل سيف ببطء الى مكتب والده ليهب الاخر فيه بغضب
, = ما لسه بدرى يا سيف بيه اعتقد ان اقتراح اننا نخرج قبل عاصم للشركة كان اقتراحك انت وادينى ملطوع لجنابك من ساعتها
, جلس سيف فوق المقعد يلقى الى والده بملف قائلا بهدوء
, = بس الانتظار كان يستاهل ملف المناقصة كامل اهو انا بقى حقى هيوصلنى امتى
, اخذ صلاح الملف بلهفة وقائلا بجشع.
,
, = برافو عليك ياواد يا سيف انك عرفت توصله ده عاصم عامل عليه حصار ولا كانه داخل حرب مش مناقصة
, ابتسم سيف بزهو وغرور
, = انت ناسى انه بقى بيثق فيا ثقة عمية من بعد رجوعى للقصر
, ضحك صلاح بسخرية قائلا بتهكم
, = وهو اخد اكبر مقلب في حياته علشان بعد كده مايثقش في عيال
, عقد سيف ما بين حاجبيه بغضب ليسرع صلاح هاتفا بمرح
, = معلش ياسيف مش معنى انك ابنى انى اكدب عليك واغشك.
,
, نهض سيف يتجه الى الباب مغادرا ثم توقف فجاءة يلتفت الى والده قائلا بجمود
, = طيب العيل عاوز حقه ويااريت في اقرب وقت يا صلاح بيه
, اسرع صلاح بهز راسه يهتف بتقة
, = طبعا طبعا متقلقش اخر اليوم وفلوسك هتوصلك.
,
, بينما جلست عائلة السيوفى حول مائدة الافطار دخلت ام جمال الى الغرفة قائلا باحترام
, = سيدى الكبير الست صوفيا طالبة تقابل حضرتك
, ساد الصمت فجاءة ارجاء الغرفة لتنظر فجر الى عاصم بتساؤل لكنه ظل على حالته يتناول طعامه بهدوء دون ان يعير ماسمعه ادنى اهتمام يسمع جده يسال بفضول وتعجب
, = صوفيا! ودى عوزانى في ايه
, ثم يلتفت الى عاصم يسأله بأهتمام
, = تعرف هي عوزانى في ايه يا عاصم؟
,
, هز عاصم كتفه بعدم اكتراث قائلا بجمود
, = علشان طردتها بره المجموعة اكيد جايه تستعطفك
, عبد الحميد بقلق واستغراب
, = طيب وليه كده يابنى انت عارف ان ابوها كان اقرب الناس ليا عملت ايه لكل ده
, نهض عاصم ببطء قائلا بحزم
, = فكرت تلعب من ورا ضهرى واللى زى دى ملهاش دية عندى
, زفر عبد الحميد بقلة حيلة قائلا
, = طب اتصرف معاها ازاى واقولها ايه دلوقت
, عاصم بحزم
, = خليك انت انا اعرف اتصرف مع الاشكال اللى زي دى ازاي.
,
, ثم التفت لام جمال قائلا
, = ام جمال خديها اوضة المكتب خليها تستنى هناك
, هزت ام جمال راسها تسرع في تنفيذ كلامه ليجلس عاصم بجوار فجر والتي كانت تراقب كل مايحدث بخوف وتوجس يهمس لها
, = خلصى فطارك علشان عاوزك معايا هنقابلها سوا
, هزت فجر راسها ببطء تخشى من تلك المقابلة بشدة لكنها لم تستطيع النطق بكلمة عن ذلك له وهي ترى نظرات الجميع المسلطة فوقهم بفضول واهتمام شديد.
,
, ظلت صوفيا تجوب ارجاء الغرفة بعد ان ظلت جالسة لاكثر من نصف الساعة في انتظار عبد الحميد السيوفى فقد اختارت ذلك التوقيت تحديدا لعلمها بخروج عاصم للشركة كما المعتاد واستحالة عودته في هذا التوقيت
, لكنها ها هي تجلس منذ مدة طويلة حتى اصابها القلق والاحباط يصل اليها الشك من امكانية علم السيوفى الكبير بما حدث وتركه لها هنا هربا من مقابلتها حتى تمل وتغادر دون مقابلته لكنها لن تستسلم بسهولة ابدا.
,
, جلست مرة اخرى فوق المقعد تهز ساقيها بعصبية لعدة لحظات حتى سمعت صوت فتح الباب من خلفها فنهضت سريعا تلتفت له بابتسامة عصبية بهتت تماما حين رات عاصم يدخل الى الغرفة يصطحب معه زوجته تراقبه وهو يجلسها فوق الاريكة باهتمام يبتسم لها بحنان دون ان يعير صوفيا ادنى اهتمام ويتجه هو الى مكتبه يجلس خلفه بهدوء ينظر اليها بتقيم صامت لعدة دقائق صامتة ليجعلها تشعر بالتوتر تنقل ثقلها من قدم الى اخرى بعصبية حتى تحدث اخيرا بحزم.
,
, = افندم صوفيا هانم بلغنى انك طالبة مقابلتى
, اخذت صوفيا تتلعثم بالكلمات لاتدرى ما تقول فهى توقعت اى شيئ الا لن تقف في مواجهته هو شخصيا ليوقف عاصم تلعثمها هذا قائلا بقوة
, = ولا كنت طالبة مقابلة حد تانى بس احب اعرفك ان الموضوع اللى جايه علشانه في ايدى انا مش فأيد حد تانى
, جلست صوفيا فوق مقعدها تشعر بهزيمتها تهمس
, = طالباتك ايه؟ اى حاجة هتقولها موافقة عليها لو عاوزنى ابوسك ايدك انا مستعدة.
,
, تراجع عاصم فوق مقعده قائلا بهدوء
, = مش انا اللى هتبوسى ايده يا صوفيا واعتقد انتى عارفة مين اللى المفروض تبوسى ايده بالظبط
, شحبت ملامح صوفيا بشدة تلتفت الى فجر الجالسة تتسع عينيها بصدمةوذهول من الحديث الدائر امامها ثم اخذت تهز رأسها برفض وهي تراقب صوفيا تنهض من فوق مقعدها تتجه اليها بخطوات بطيئة تقف امامها تنحنى عليها لتسرع فجر بالنهوض تبتعد عنها تصرخ بحدة
, = لااا يا عاصم انا مش عاوزها تعمل كده.
,
, وقفت تنظر اليه ترى الجمود يكسو وجهه وعينيه مشتعلة بعنف فاسرعت باتجاهه تاركة صوفيا الواقفة تخفض راسها بذل ومهانة تهتف به برجاء
, = علشان خاطرى يا عاصم بلاش كده انا سامحتها خلاص من غير ما تعمل كده
, عاصم بقسوة وعينيه لاتفارق صوفيا
, = وانا قلتلك هجيبها تحت رجلك تعتذرلك وده اللى لازم يحصل
, التفتت فجر الى صوفيا تشعر بالشفقة عليها قائلة برجاء.
,
, = هي هتعتذر وانا هقبل اعتذارها بس من غير حاجة تانية لتلفت اليه مرة اخرى تهمس
, = علشان خاطرى يا عاصم
, زفر عاصم بحدة قائلا باستسلام يجلس فوق مقعده
, = ده حقك تاخديه بالطريقة اللى تريحك
, اسرعت فجر قائلة بحزم
, = وانا مش طالبة غير اعتذار
, رفعت صوفيا راسها تنظر الى فجر نظرة امتنان تقترب منها حتى وقفت امامها تهمس بخجل شديد.
,
, = انا اسفة يا مدام فجر مش على اللى عملته لاا على كل كلمة او حتى فكرة غلط في حقك جات حتى ولو في تفكيرى بجد اسفة انى فكرت أذى انسانة نبيلة زيك
, ثم التفتت الى عاصم قائلة بحزم
, = وصدقنى يا عاصم بيه لو قلتلك انى اعتذارى ده علشان كل غلط غلطته في حقها مش لاى شيئ تانى حتى ولو كان رجوعى للشركة عن اذنكم
, اسرعت تتجه ناحية الباب تنتوى المغادرة ليهتف عاصم بها فتوقفت خطواتها دون ان تدير نفسها اليه ليحدثها قائلا بحزم.
,
, = انتى عارفة ان رجوعك مجموعات السيوفى صعب بعد كل اللى حصل بس اتمنى ليكى التوفيق مع اى شركة تانية
, هزت صوفيا وراسها بالموافقة ببطء ثم اسرعت تغادر تغلق الباب خلفها بهدوء وما ان غادرت حتى صرخ عاصم بلوم في فجر
, = ليه مخلتيهاش تبوس ايدك ورجلك كمان ده كان حقك ووعدى ليكى انا بصراحة مش قادر افهمك
, رفعت فجر عينيها اليه تنظر اليها بحب تخاطبه بهدوء.
,
, = مانا قلتلك انا مش عاوزة حاجة غير انت وكفاية عليا انك معايا و ليه لوحدى وبس
, اغمض عاصم عينيه بقوة يهتف
, = ياااا فجر هيجى وقت وقلبى هيقف بسبب بكلامك ده
, ثم اسرع يجذبها له يهمس
, = انا مستعد اعمل اى حاجة علشان افضل اسمع منك كلامك اللى بيقتلنى ده
, اسرعت فجر تحتضنه هامسة
, = بلاش الكلام ده يا عاصم بيخوفنى حتى ولو بهزار
, ضمها عاصم اكثر اليه يتنهد في عنقها همسا
, = هتقتلينى بحبك يا بنت السيوفى.
,
, في مقر احدى الشركات المنافسة
, جلس صلاح بداخل احدى المكاتب والتي يرتسم عليها البذخ والترف امام رجل من الواضح انه من حيتان السوق يسأل صلاح بصوت اجش عميق
, = متاكد يا صلاح من الورق ده انت عارف المرة دى مش زى اى مرة المناقصة دى بالذات لازم ترسى علينا والا هخرب بيتك ومش هيكفينى فيها عمرك
, ابتلع عاصم لعابه بصعوبة قائلا بتحشرج
, = متقلقش يا سليمان بيه هي دى اول مرة هنتعامل فيها سوا.
,
, هز سليمان راسه بالنفى قائلا بحزم
, = لا يا صلاح مش اول مرة بس برضه دى اول مناقصة تكون بالحجم ده ولو خسرتها بعد ما لميت فلوسى من السوق هيتخرب بيتى وبيتك قبل منى فاهم ياصلاح
, هز صلاح راسه بالايجاب وهو ينهض من مقعده يهتف
, = متقلقش ابدا ابدا الحق انا امشى قبل ما يلاحظوا غيابى في الشركة
, فتح سليمان احدى الادارج يخرج منه شيكا يمد به باتجاه صلاح ليسرع الاخير باختطافه يهتف بجشع.
,
, = خلى يا سليمان بيه خيرك مغرقنا و****
, تراجع سليمان في مقعده ينظر الى لهفته تلك باحتقار قائلا بحزم
, = مع السلامة ياصلاح واقفل الباب وراك
, اخذ يراقب خروجه من الغرفة ما ان اغلق خلفه حتى بصق عليه قائلا بأحتقار
, = بنى ادم حقير انا مش عارف السيوفى وافق يجوز بنته لكلب فلوس زى ده ازاى
, ثم مد يده الى الهاتف يطلب رقم بسرعة قائلا لطرف الاخر.
,
, = ايوه يا حازم ورق المناقصة وصلنا عاوزك تقعد تظبط مناقصتنا على اساسه وتقدمها بكرة بالكتير مبقاش فاضل وقت ادمنا كتير
, ثم يغلق الهاتف فور ينظر امامه شارد يفكر في اهمية تلك المناقصة له ولشركته في الوقت الحالى ويجب عدم ترك فرصة واحدة لكسبها مهما كانت.
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
30


انت بتقول ايه! رسيت علينا ازاااى؟
, جلس صلاح فوق مقعده يشعر بانسحاب روحه من جسده بعد ان وصل اليه هذا الخبر من احدى اعوانه وهو يغلق الهاتف بايدى مرتعشة يهمس
, = يا خراب بيتك يا صلاح ياخراب بيتك
, ماان اتم جملته حتى على صوت الهاتف مرة اخرى فاخذ ينظر اليه برعب كما لو كان تحول الافعى عملاقة امامه تستعد لانقصاض عليه في اى وقت.
,
, ظل ينظر اليه عدة لحظات قبل ان يمد يده اليه يرفعه ببطء يسأل عن هوية المتصل بصوت متحشرج خائف ليزداد شحوب وجهه هو يستمع الى صوت سليمان يصرخ بغضب وجنون
, = بقى كده يا صلاح بتلعب معايا انا اللعب الوسخ ده وطب حياة دقنى ماطالع عليك صبح تانى وهعرفك مين هو سليمان العشرى.
,
, حاول صلاح اثناء حديثه ان يجعله يستمع اليه لكنه اغلق الخط في وجهه قبل نطقه بحرف واحد فظل يضع الهاتف لحظات فوق اذنيه زائغ العينين قبل ان يضعه بايدى مرتعشة وجهه شديد الشحوب يهمس
, = وقعت في ايد اللى ما بيرحمش يا صلاح.
,
, نهض من فوق مقعده واخذ يجوب الغرفة بخطوات مرتعشة خائفة ثم توقف فجاءة يذهب بأتجاه مكتبه مرة يفتح احدى الادراج المغلقة بقفل يخرج منه عدة ملفات يضعها سريعا بداخل حقيبته يسرع في المغادرة دون انتظار ثانية واحدة يعلم انه الان في عداد الموتى ويجب عليه الفرار سريعا دون لحظة تردد واحدة ولكن مان ان هم بفتح الباب حتى وجد رجل ضخم الجثة يرت امامه سادا باب الخروج يسأله بصوت اجش هادىء.
,
, = صلاح بيه لو سمحت اتفضل معانا
, نظر له صلاح برهبه يهتف
, = انت مين وعاوز منى ايه
, الرجل بهدوء
, = ياريت تتفضل معايا من غير شوشرة وكل حاجة هتعرفها في الطريق
, ظل صلاح يقف عدة لحظات متسمرا مكانه ثم تقدم يسير بجواره باستسلام يشعر بقدوم النهاية وانكشاف كل شيئ وحتما سيدفع الثمن غاليا.
,
, جلست شهيرة تجاورها نادين وثريا في طرف الغرفة اما في الطرف الاخر جلست كل من فجر وصفية وعواطف وينما عبد الحميد جلس خلف المكتب بجسده الواهن ينظر الى الجميع بتفكير وشرود
, اخذت نادين تهز قدميها بتوتر تميل على والدتها هامسة
, = هو ايه حكايته معطلنا و جيبنا نتفرج عليه
, انتبه عبد الحميد لهمسها ليسالها ببرود
, = بتقولى حاجة يا نادين
, اسرعت نادين ترسم ابتسامة زائفة فوق شفتيها قائلة.
,
, = ابدا يا حبيبى بس انا كنت بسال عن سبب اجتماعنا ده
, اخذ عبد الحميد ينظر اليها عدة لحظات بوجه خالى من التعبير شعرت خلالها نادين بتوتر والقلق حتى نطق عبد الحميد اخيرا
, = هتعرفى كل حاجة اول ما عاصم يوصل
, ماان اتم كلماته حتى دخل عاصم يصحبه سيف ورجل في اوساط الاربعين يحمل بيده حقيبة جلدية و ماان راته نادين حتى اصبح وجهها في شحوب الموتى تنظر الى شهيرة والتي تحاكيها رعبا وشحوب وهي تنظر اليه.
,
, ليبدء عصام في تقديمه الى الحضورقائلا بهدوء
, = اقدم ليكم الاستاذ عبد الجليل الاسعد المحامى
, ثم يلتفت في اتجاههم يكمل بسخرية
, =المحامى المسئول عن قضية الحجر اللى عاوزين ترفعوها على جدى يا هوانم
, تكهرب الجو حالا داخل الغرفة فور نطقه لتلك الكلمات لتهب نادين صارخة بعنف
, = حجر ايه وكلام فارغ ايه انت اجننت وهتهبل باى كلام.
,
, اقترب منها عاصم بخطوات ثابتة بطيئة حتى وقف امامها يتطلع الى عينيها ببرود بينما اخذت هي تبادله نظراته هذه بشجاعة حاولت اظهارها امامه قبل تهوى صفعة مدوية قوية فوق وجنتها امتزجت بعدها صرختها بشهقة صدرت عنها حين قبض فوق خصلات شعرها يشدها بعنف هاتفا
, = ولسه ليكى عين تنطقى بعد اللى عملتيه عارفة لولا الدم اللى بينا انا كنت خنقتك حالا بأديه الاتنين دول ودفتنك مكانك.
,
, دفعها بقوة وعنف لتسقط صارخة فوق والدتها الجالسة بتجشب تراقب ما يحدث بعينين متسعة بذهول ليلتفت عاصم اليها قائلا بسخرية
, = ايه يا ثريا هانم كلامى صدمك بس مش اكبر من صدمتى لماعرفت انى عمتى هي كمان كانت موافقة على اللى حصل ده ومشتركة فيه
, اسرعت شهيرة تنهض من فوق مقعدها تهتف برجاء
, = صدقنى ياعاصم انا مكنتش موافقة ابدا على اللى هيعملوه.
,
, ثم تلتفت الى والدها الجالس بصدمة يراقب ما يحدث بوجه شاحب تظهر ملامحه اكبر من سنوات عمره بمراحل ليظهر بمظهر عجوز طاعن السن ضعيف لتسرع اليه تبكى هاتفة
, = سامحنى يا بابا غصب عنى مش عارفة انا عملت كده ازاى وسمعت كلام صلاح وخلانى اعمل كده
, ادار عبد الحميد وجه عنها صامتا لتلتفت مرة اخرى لعاصم تصرخ برجاء
, = كلمه يا عاصم فهمه انه غصب عنى وصلاح السبب في كل حاجة
, نظر اليها عاصم قائلا بهدوء.
,
, = وهو اخد جزاءه على كل الى عمله
, بهتت ملامحها تسأله بقلق وعصبية
, = تقصد ايه بكلامك! صلاح حصله ايه
, لم يجيبها عاصم يلتفت الى المحامى الواقف بقلق مراقبا ما يحدث بحرج يحدثه بهدوء شاكرا له مساعدته وتعاونه معه ليهز الرجل راسه بلا معنى يتمتم بكلمات متلعثمة ثم يسرع في المغادرة فورا
, فور خروجه هتفت شهيرة بخوف ورجاء
, = كلمنى يا عاصم صلاح حصله ايه وايه اللى جراله.
,
, لم تأتى الاجابة من عاصم بل من سيف الواقف في احدى زوايا الغرفة يتقدم اليها قائلا ببطء
, = بابا اتقبض عليا بتهمة الاختلاس وبيع معلومات تخص معاملات الشركة وهو دلوقت في بيتحقق معاه
, نهض عبد الحميد يهتف
, = ازاى ده وحصل امتى يا عاصم ومين اللى بلغ عنه
, اتت اجابة عاصم حادة جازمة.
,
, = انا اللى بلغت عنه البيه طول السنين اللى فاتت هو اللى كان المسئول عن كل المناقصات اللى خسرناها والفلوس اللى كانت بتتسحب من غير ما نقدر نحدد الجهة اللى راحت فيها ولولا ان سيف فاق اخيرا وقالى على كل حاجة كان زمانا عايشين على عمانا العمر كله
, جلس عبد الحميد بحدة فوق مقعده قائلا بصدمة
, = بس ازاى صلاح يعمل كده دانا طول عمرى معتبره ابنى ليه يخون
, عاصم بهدوء.
,
, = لنفس السبب اللى خلاه يأجر ناس من بلد فجر علشان يشوهوا سمعتهم بعد ما الست عواطف رفضت انها تكون زوجة ليه في السر وهددت انها هتبلغك عن مضايقته ليها وطبعا خاف وراح وسبق وخلاها تبان الست اللى سمعتها مشبوهة علشان اى كلام هتقوله استحالة يتصدق بعد كده
, اتسعت عينى فجر تنظر الى والدتها التي اخفضت راسها صامتة لا تريد التفتيح في جراح قديمة لكن شهيرة لم تستطيع الصمت لتصرخ بعدم تصديق وصدمة.
,
, = كدب اللى بتقوله كدب دى هي اللى كانت بترسم عليه تتجوزه عمر صلاح ما يفكر في واحدة تانية غيرى
, التفت عاصم الى سيف يشير اليه ليبدء سيف في قص كل ما فعله صلاح من البداية حتى يومنا هذا ما ان انتهى حتى صرخت شهيرة بألم قائلة
, =مستحيل صلاح يعمل كل ده ازاى انا كنت عامية كل السنين دى عنه.
,
, شعرت شهيرة بالغرفة تدور من حولها فاهذت تقاوم تلك الدوامة لكنها لم تستطع الصمود طويلا امامها لتسقط ارضا مغشيا عليها ليهب الجميع لنجدتها يرفعها عاصم بين ذراعيه يهتف في سيف
, = اطلب الدكتور حالا يا سيف
, ثم يغادر الغرفة حاملة لها يتبعه جميع الحضور عادا نادين وثريا والتي اسرعت تجذبها من يديها تنهضها سريعا
, = قومى انتى لسه هتقعدى خلينا ننفد بجلدنا من هنا قبل ما يخدوا بالهم.
,
, نادين وهي تتحرك معها بتخبط تصرخ بحقد وجنون
, = وهنسيب كل حاجة لبنت الخدامة وامها
, ثريا بمرارة واستسلام
, = ما خلاص يا نادين احنا خسرنا كل حاجة من زمان وكفاية علينا نخرج من هنا ومش عاوزة اكتر من كده.
,
, بعد مرور اسبوع
, لاسف المدام عندها انهيار عصبى حاد وانا افضل انها تتنقل المستشفى لان حالتها حرجة جدا وكل يوم بتسوء
, نطق الطبيب تلك الكلمات باسف ليسود الصمت ارجاء المكتب يخفض عبد الحميد راسه بانهزام وهي يستمع الى تلك الكلمات القاسية توصف حالة ابنته الوحيدة اما عاصم فقد سأله باهتمام
, = وايه الافضل لحالتها نقدر نعمله ليها
, اجابه الطبيب.
,
, = في مصحة في الخارج متخصصة في حالتها وهتكون افضل ليها عن اى مصحة موجودة هنا وانا برجح انها تكمل فترة علاجها هناك
, هتف سيف بلهفة وتأكيد
, = واحنا مستعدين لاى حاجة تطلبها بس امى ترجع زاى الاول
, الطبيب بعملية
, = تماما وانا هعمل اتصالاتى معاهم وارتب الامور هناك وابلغكم
, هز عبد الحميد راسه بالموافقة لينهض الطبيب مغادرا فانتظر سيف لحظة اغلاقه لباب خلفه حتى هتف
, = انا اللى سافر معاها ياجدى وهاخد هنا معانا.
,
, عاصم في محاولة تهدئته
, = محدش فينا هيسبها لازم كلنا نكون معاها
, اخفض سيف راسه يهمس بندم وبصوت باكى
, = انا السبب في كل اللى حصل انا اللى عملت فيها كده
, اسرع عبد الحميد ينهره بشده هاتفا
, = اوعى اسمعك تقول كده تانى ده قضاء **** وبعدين انت اتصرفت صح واخترت الطريق الخير والصح اما عن شهيرة فهى قبل ما تكون امك هي بنتى وان شاء **** محدش فينا هيسيبها لحد ما ترجع زاى الاول واحسن
, ثم التفت الى عاصم يساله.
,
, = الامور وصلت لفين مع صلاح والمحامى قالك ايه؟
, زفر عاصم بقوة قائلا
, = الموضوع طلع اكبر من الاختلاسات واللعب باسرار الشركة صلاح طلع متورط مع حيتان كبيرة اووى الموضوع داخل في تجارة في حاجة ممنوعة يعنى الامر خرج من ايدينا خلاص
, حدث سيف بصوت يحمل الكثير من الندم
, = انا عمرى ما كنت اتخيل ان الامور هتوصل لدرجة دى وانه يطلع متورط بالشكل ده
, عبد الحميد محاولا التهوين عليه.
,
, = هو اللى اختار طريقه يابنى وما فكرش وهو ماشى فيه هيدوس على حياة كام واحد علشان هو يوصل
, هز سيف راسه بالموافقة يهمس بألم
, = صح يا جدى واول اللى داس عليهم كان انا ابنه الوحيد.
,
, ساد الصمت حاد ارجاء الغرفة بعد حديثه هذا غرق خلاله سيف بداخل افكاره يتذكر كل مافعله والده معه من اهانات وعدم تحمل مسئوليته كأب له حتى كاد ان يسقط في طريق الضياع ليأتى النجاة عن طريق عاصم لينتشله سريعا منه ودون لحظة تردد رغم كل ما فعله سابقا في حق زوجته الا انه لم يترد للحظة واحدة لياتى لمساعدته حين طلبها منه لحظة القاء القبض عليه في احدى السهرات المشبوهة التي تورط فيها ليسعى عاصم بكل جهده لاخراج من تلك الورطة ويجلس معه يحدثه حديث رجلا رجل لاول مرة في حياته غير له الكثير من المفاهيم بداخله.
,
, تنهد سيف بقوة يخرج نفسه من حديث الذكريات هذا ينهض واقفا قائلا بهدوء
, = عن اذنكم هطلع اشوف ماما واطمن عليها وبعدين اروح للمحامى نشوف هنعمل ايه في اللى جاى
, هز عبد الحميد براسه موافقا يتابعه بعينيه هو وعاصم حتى لحظة خروجه من الغرفة ليلتفت عبد الحميد الى عاصم يسأله بلهفة
, = عملت ايه في اللى اتفاقنا عليه
, عاصم بهدوء قائلا
, = زاى مانت اتوقعت وافقت هي وامها والسواق راح يوصلهم من ساعة وزمانهم وصلوا.
,
, هز عبد الحميد راسه يساله مجددا بلهفة اشد
, = وسيبت البيت زاى ما قلتلك؟
, ابتسم عاصم بمرح قائلا
, = طبعا محدش مد ايده في حاجة ورفضت حتى ان حد يجى يساعدهم في تنضيفه بس كان نفسى اشوف شكلهم لحظة ما دخلوا البيت وشافوه بحالته دى
, ضحك عبد الحميد بمرح شديد
, = وانا كمان كان نفسى اشوف نادين وهي وثريا وهما داخلين يعيشوا في نفس البيت الا عاشت فيه البنت اللى دايما يقولها عليها هي او امها خدامة
, عاصم باهتمام شديد.
,
, = بس انت كنت متاكد اوى من انهم هيوافقوا على طلبك الثروة والميراث قصاد انهم يعيشوا في بيت فجر القديم
, التمعت عين بعد الحميد بندم واسف
, = صدقنى يا عاصم اللى زاى نادين وامها يعملوا اى حاجة علشان الفلوس وانا لاسف معرفتش الحقيقة دى الا متاخر اووى وظلمت علشانهم ناس مكنتش تستحق ده منى
, نهض عاصم ليلتف اليه حول المكتب يقف بجوار يحنى راسه مقبلا راسه بتقدير واجلال قائلا بفخر.
,
, = بس مهما كان هتفضل السيوفى الكبير الا عمره ما يرضى غير بالحق حتى ولو عدى الف سنه ولازم يرجع الحق لصحابهم
, رتب عبد الحميد فوق يده قائلا بحنان
, = واللى مطمنه انه سايب سيوفى صغير هيكمل من بعده كل اللى بناه وهيكبره ويرفعه و هيفضل طولةعمره فخور انه حفيده.
,
, دخل عاصم الى جناحهم بخطوات هادئة يرى الظلام والهدوء سائدا بداخله فحاول عدم اصدار اى صوت حتى لايقلقها في نومها ولكنه ما ان تقدم خطوتين الى الداخل حتى اسرعت هي في النهوض تلقى بالاغطية عنها تسرع اليه تحتضنه بشدة هامسة
, = وحشتنى اوووى كنت فين كل ده.
,
, شدد عاصم من احتضانه لها هو الاخر يزفر بقوة دون ان ينطق بكلمة لترفع فجر راسها عن صدره تنظر اليه بقلق ترى الارهاق مرسوم فوق محياه فاخذت بيده بين يدها تتجه به الى الفراش تجلسه فوقه بعد قامت بخلع عنه جاكيت بدلته وربطة عنقه وحين امتدت انامله الى ازرار قميصه تحاول حلها حتى هتف بها بضعف وشك
, = انتى ناوية على ايه بالظبط؟
, ضحكت فجر برقة تهمس له بدلال
, = متخفش مش اللى في دماغك.
,
, لتستمر اناملها في حل تلك الازرار واحد تلو الاخرض تخلعه عنه ثم تستدير تجلس خلفه فوق الفراش تستند بركبتيها عليه تمد اناملها الى حنايا عنقه تدلكها ببطء ورقة لتصدر عنه اه عميقة متألمة بلذة لتستمر في عملها بصمت حتى شعرت باسترخاء عضلاته تحت يديها لتجد ان الوقت مناسب لسؤاله عما صار فاخذ يقص عليها كل ما حدث الى ان وصل لنقطة سكن نادين وثريا في منزلهم السابق تهتف بصدمة
, = وهي بجد وافقت تروح تعيش هناك.
,
, هز عاصم راسه بالايجاب ليسود الصمت ارجاء المكان كانت اناملها خلاله تعمل بشرود فوق بشرة كتف عاصم بينما ذاكرتها تعود بها الى سنين طفولتها في هذا المكان وكم قاست في حياتها ليلاحظ عاصم شرودها هذا ليمسك بيدها يوقفها عما تفعل يلفها في اتجاهه حتى اجلسها فوق ساقيه ينحنى يقبلها فوق جبهتها هامسا لها
, = بتفكرى في يا عيون عاصم و سرحتى فيه بعيد عنى
, تنهدت فجر تهمس هي الاخرى بخفوت.
,
, = في الزمان اللى في لحظة اتغير وبقت كل حاجة بالمقلوب
, ارجع عاصم خصلات شعرها خلف اذنيها قائلا بعقلانية
, = اقصدك كل حاجة رجعت لاصلها وكل واحد اخد جزاءه واللى يستحقه بالمظبوط
, ثم انحنى فوق اذنيها يهمس بحب
, = بس تعرفى ان نصيبى مفيش احسن منه عندى اغلى هدية **** هدانى بها بعد طول انتظار
, احنت فجر راسها تهمس بخجل
, = وايه بقى هي الهدية دى؟
, عاصم وفي عينيه نظرة مرحة قائلا بخبث
, = ودى عاوزة كلام جدى عبد الحميد طبعا.
,
, رفعت فجر عينيها بصدمة تضربه فوق صدره بقوة تحاول النهوض من فوق ساقه
, = بقى كده يا سى عاصم طب خلى جدى بقى يبقى ينفعك
, التفت ذراع عاصم حولها يحاول تثبيتها في مكانه يضحك بشدة قائلا بصعوبة من شدة ضحكه
, = طب خلاص حقك عليا ميبقاش زعلك وحش كده
, اخذت تحاول الافلات منه فما كان منه الا ان يحملها يضعها فوق الفراش يستلقى هو الاخر فوقها ذراعيه تحيط براسها من الجانبين يهمس بخفوت في حنايا عنقها.
,
, = مانتى اللى بتسالى اسئلة غريبة ياقلب عاصم هو في عندى اغلى واحلى والذ من فجرى واللى عندى بالدنيا كلها
, سكنت فجر تحت جسده تهمس له هي الاخرى
, بحب ترد كلماته لها
, = ولا في عند فجرك اغلى ولا احلى والا الذ منك يا فارس وحلم عمرها
, اشتعلت عينيه بالنيران عشقه وشغفه وبها يهبط فوق شفتيها يقبلها بجنون قبلة خطفت منهم انفاسهم لوقت طويل ليرفع راسه بعدها يسالها بصوت متحشرج عاقدا حاجبيه بعبوس.
,
, = هو الحصار هتفك عنى امتى انا خلاص شوقى ليكى هيقتلنى
, ضحكت فجر بدلال قائلة
, = مش كتير خلاص كلها بكرة بالكتير وهنروح لدكتورة
, تنهد عاصم باحباط يتدحرج فوق الفراش لينام فوق ظهره اخذا لها معه بين احضانه يهتف
, = ادينى هصبر وبس عارفة لو قالت حاجة تانى مش على هوايا و**** محد هيرحمها من ايدى
, رفعت فجر يدها تتلمس وجهه بحنان ورقة تهمس له بحب
, = لا سيب المرة دى عليا دانا اللى هقتلها لو قالت حاجة تبعدنى عنك تانى.
,
, زفر عاصم يغمض عينيه بنشوة هامسا بصوت اجش
, = مش بقولك هتموتينى في مرة بكلامك اللى بيقتل ده
, اخذت فجر دون ادراك منها تشدد من احتضانه له بحماية تدعو **** حتى يحفظه لها الى ابد الدهر لا ترى فيه مكروها ابدا من اعاد لها الحياة وجعل لكل لحظة تعيشها معه بالعمر كله يحيطها بحبه وحنانه وحمايته.
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
31
الاخير


تعالى صوت بكاء الصغير بقوة تهز ارجاء الجناح ليهب عاصم فزعا من نومه يتسال بفزع عما حدث ليهدء قليلا فور علمه مصدر فزعه ليتنهد باستسلام يلتفت الى فجر حتى يقوم بايقاظها له لكن قبل ان تصل يده اليها وجدها تنام بعمق وارهاق تحيط عينيها هالات سوداء من عدم نومها براحة لعدة ايام كانت خلالها تقوم اكثر من عدة مرات ليلا لاهتمام بصغيرهم كلما تعالا صراخه وحين عرض عليها احضار مربية تقوم هي عنها بتلك المهمة الشاقة رفضت رفضا قاطعا ذلك الاقتراح لتعانى من بعدها بسبب رفضها هذا.
,
, زفر عاصم بقوة حين اخذ الصراخ يتعالا ليتاخذ قراره دون لحظة تردد يسحب ذراعه برفق من خلف راسها المستند عليه براحة مغادرا الفراش بخطوات سريعة في اتجاه مهد الصغير والذي ما ان راه حتى توقف فجاءة عن الصراخ ينظر اليه بفضول لينحنى عاصم يحمله بين يديه برفق وحنان هامسا له
, = مالك بقى يا اسر بيه لو عاوز تنام جبنا قول وبلاش الدوشة بتعتك دى.
,
, اخذ صغيره ينظر اليه بأهتمام كما لو كان يدرك ويعى حديثه هذا ليتحرك عاصم به بأتجاه الفراش يستلقى فوقه بهدوء يضع الصغير فوق صدره براحة واخذ يحدثه بخفوت
, = انت عارف ان ماما تعبانة بسببك اد ايه؟
, رفعه الصغير راسه باتجاهه ينظر اليه يصدر صوت خافت كانه موافقة ليكمل عاصم بجدية
, = طيب يبقى لازم تبقى اد المسئولية وتسيبها ترتاح شوية والا و****
, لينحنى راسه يقبل وجنتيه المكتنزة بحب هاتفا.
,
, =هاكل خدوك الحلوين دول في قطمة واحدة ايه رايك بقى
, ارجح الطفل ذراعيه وارجله بفرح وسعادة ليظل عاصم يحدث بهدوء وهو يقص عليه كل ما مر به في حياته حتى وصل في حديثه الى لحظة رؤيته لفجر قائلا بشوق وحب
, = عارف يا واد يا اسر حسيت بايه اول ما شوفتها كانت زاى الشمس اللى ظهرت ليا فجاءة علشان تنور كل الضلمة في حياتى تعرف كمان انى مقدرش اتخيل حياتى من غيرها للحظة واحدة
, تنهد برقة يكمل.
,
, = وتكمل حياتى لحظة ما هديتنى بيك علشان تملا حياتنا بالفرحة انا وجدك عبدالحميد وتيتا عواطف وصفية
, ليهمس بحب في اذنيه
, بس اقولك سر بينى وبينك هتفضل هي اكبر فرحة في حياتى كلها وكفاية عندى انها كون جنبى علسان احس كأنى ملكت الدنيا كلها
, لاحظ عاصم سكون الصغير فوق صدره ليراه وقد ذهب في نوم هادىء يتنفس براحة ليهمس له بحب
, = انت نمت مش تستنى نخلص كلامنا سوا
, ارتفع صوتها يهمس من جانبه قائلا.
,
, = نام من بدرى من ساعة ما كنت بتقوله عن الشمس اللى نورت حياتك
, ضحك عاصم يهمس بمرح
, = شوفتى العبيط جاى ينام في اهم جزء في الحكاية
, اندست فجر فيه تضع راسها فوق كتفه تهمس
, = متقلقش اكيد وصلت ليه كل كلمة زاى ما وصلت ليا ولقلبى يا عمرى
, لترفع راسها تحيط وجنته بكفها تديره لها تقبله فوق شفتيه برقة وحب لعدة لحظات تهمس فوقهم
, = ان كنت انا شمسك فانت عمرى كله اللى فات واللى جاى
, لتقبله مرة اخرى طويلا تهمس بعدها.
,
, = بحبك يا عاصم
, غمض عاصم عينيه يتنهد بقوة يشدد من احتضانه لها كمن يريد دسها بين بين ضلوعه هامسا لها
, = وانا بعشقك ياعيون وقلب عاصم
, لتمضى بهم رحلة الحياة تزدهر مع ايامها زهور حبهم وعشقهم حتى ترعرعت عالية.
,
,
, تمت،،،
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih و ابو زوبر جنانن

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%