NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول أشواك عشقك ـ اثنان وثلاثون جزء 18/10/2023

ناقد بناء

مشرف قسم التعارف
طاقم الإدارة
مشرف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
17 ديسمبر 2021
المشاركات
8,828
مستوى التفاعل
2,834
الإقامة
بلاد واسعة
نقاط
14,972
الجنس
ذكر
الدولة
كندا
توجه جنسي
أنجذب للإناث
1


الشخصيات
,
, فريدة
, فتاه في الخامسة والعشرون من عمرها
, ذات ملامح مريحه
, بعيون سوداء ذات لمحه حزينه كالليل دون قمر تبعث الدف لكل من ينظر لها
, بشوشه متفائلة
, قادرة علي تحويل اسوء لحظاتها الي سعادة
, كتومة جدا وحساسه
, وحيدة توفيت والدتها بعد صراع مع المرض ليلحق بها والدها بعد شهور قليله
, فقد كان شديد التعلق بزوجته
, لتعتمد علي ذاتها و وتحاول الصمود فيها دونهم
,
, شدوي
, صديقه فريدة الوحيدة وجارتها
, ذات ملامح جذابه ببشرتها الخمريه وعيونها السوداء الواسعه وجسدها الممشوق طفوليه جدا كما هي دراستها فهي خريجه كليه تربيه طفوله لا تعرف شي عن الحياه سوي ما علمه لها مروان
,
, مروان
, جار فريدة وشقيقها في الرضاعة
, توفت عنه والدته وهي تلدة ليتربي مع فريدة بحكم ترابط والدتهم وسفر والدة المستمر للعمل
, يتمتع بجسد رياضي وبشرة خمريه وعيون بنيه بنظرات حادة وثاقبه
, يعمل بالمحاماه
,
, الفصل الأول
,
, بقيت تتامل جدران غرفتها بحزن
, فقد أصبحت تجيد رسم الضحكة
, امام الناس لتختلي بنفسها
, و تخلع عنها هذا القناع
, ستترك هذا المنزل الذي تربت فيه غدا
, ستبدء من جديد في مكان غريب عليها
, فقد اعتادت هذا البيت
, لكن الفرصة لا تاتي لا مره واحدة
, هكذا اقنعت نفسها البائسه
, فالانتقال للفرع الرئيسي
, يعد شي خيالي لامثالها
, فهي خطوة ستامن مستقبلها
, الذي تعبت كثيرا فيه
, فقد بدءت من الصفر
, كما يقولون فمن متدربه
, لمحاسبه لتترقي اخيرا بعد عامين من المثابره والعمل الدؤب لتصل لهذا المنصب مساعدة لمدير الحسابات بالفرع الرئيسي فقد نجحت في اختبارات الوظيفه
, لتحصل عليها من بين انياب الاسد
, كما يقولوا
, افاقت من شرودها علي دقات خافته علي باب منزلها
, لتذهب بخطوات هادئه
, تعرف جيدا دقاته المميزة
, لتفتح الباب وقد رسمت بابتسامة علي وجهها المرهق
, وهي تردد
, -صباح الخير باليل يا باشا
, ضحك مروان علي مزاحها
, الذي يعرف جيدا انه يداري
, شروخ روحها البائسة
, - صباح النور والعسل والمربي علي احلي ديدو في المنطقة
, اة خلاص وضبطي الشنط
, ولا محتاج مساعدة العبد لله
, حاكم انا عارفك
, تغرقي في شبر مايه من غيري
, ضحكت فريدة
, -لا يا خفيف خلصت بس
, سيبالك حجات بسيطه معرفتش اعملها فقلت نصيبك بقي
, - ماشي يا ديدو سيبي الباب مفتوح عشان شدوي جايه هي وطنط كريمه
, ليتنهد بحزن واضح
, فترد عليه مشاكسة
, -ايه زعلان علي سفري ولا علي حبيبه القلب اللي مش حتعرف تغفل طنطك كريمه وتشوفها
, نظر لها باستنكار
, -تعرفي انك رخمه بجد
, زعلان عشان حتسافري طبعا
, البيت دة انا عشت فيه اجمل ايام حياتي
, دنا قعدت عندكم اكتر ماقعدت في بيتنا
, عارفة يا ديدو
, انا عمري محسيت اني يتيم
, غير لما ماما فاطمه ماتت
, مامتك **** يرحمها عوضتني عن امي اللي ملحقتش اشوفها واشبع من حنيتها
, يومها حسيت بوجع في قلبي وحسيت اني بقيت لوحدي وخفت اوي
, لولا كلام باباكي ليا يومها
, تحدثت بحنين واضح في نبره صوتها
, - انت عمرك ما حكيتلي علي الموضوع دة
, كلام ايه؟
, ابتسم مروان ابتسامة شاحبه
, -يومها بابكي قالي ان ماما فاطمه ربت راجل
, وانه مطمن انه سايب راجل من بعدة يحافظ علي بنته ويرد الجميل
, وان مهما حصل انا حفضل ضهر وسند ليكي
, تجمعت الدموع بعيونها لتنساب علي وجهها البريء
, ليضمها مروان اليه بحميميه
, -بلاش تسافري يا ديدوا خليكي معانا هنا
, احنا ملناش غير بعض
, ابعدت فريدة نفسها لتمسح دموعها
, وهي تتحدث
, - دة فرصه ترقيه
, وضعف مرتبي اللي باخدة
, وبعدين انا مش مهاجرة انا مسافرة القاهره
, يعني تيجوا تقضي اجازتك معايا دول هما ساعتين زمن يعني من قصة
, تامل مروان ملامحها بدقه
,
, -يعني كلام بابا مش هو السبب
, ارتبكت فريدة من كلام مروان
, فالحديث الذي دار بينها وبين والده
, لا يعرفه احد
, -كلام ايه يا مروان هو انا من امتي بخبي عنك حاجة
, وقف أمامها مباشره وهو يردد
, -لا بتخبي يا فريدة
, لما ابويا يجي و يعرض عليكي
, تسيبي الشقه وتاخدي بدالها فلوس
, عشان يوضبها ويجوزني وانتي توافقي
, وتقنعيني انا وشدوي انك نقلتي القاهره عشان ترقيه والكلام الفارغ دة
, يبقي بتخبي
, تلبكت وهي تدافع عن نفسها
, -مروان انا
, ليكمل حديثه بحذم واضح
, -انا عرفت كل حاجة
, عرفت انك رفضتي فلوسه يا فريدة
, فريدة دة شقتك وعمرك كله عشتيه هنا
, بلاش تسيبي كل حاجة
, بلاش تسيبيني انا محتاجلك معايا
, دارت حول نفسها بتخبط وهي تتحدث
, -مروان انا مش قادرة
, اعيش فيها من غير بابا وماما
, انا قربت اتجنن انا بشوفهم حوليا
, بفتكر كل حاجة كونا بنعملها سوا
, انا محتاجة ابعد وابدء من جديد
, بلاش تعمل مشاكل مع باباك يا مروان
, هو عايز مصلحتك بردة
, حاولت أن تلطف الأمور وهي تكمل حديثها
, وبعدين مش كفاية خطوبة بقي لحد كدة
, وننقل علي المستوي اللي بعدة
, ضحك مروان
, - عارفة يا بنت ياديدو لو مكناش رضعين علي بعض كان زماني اتجوزتك
, صرخت شدوي
, وهي تدخل من باب الشقه
, - الحمد لله انكوا اخوات
, عشان انت بتاعي انا يا قشطه
, ضربت فريدة كف علي كف
,
, -طب واللهي بتصعب عليا كل ما افتكر انك حتتجوزها وتلبس في الدماغ دة
, -بختي ونصيبي
,
, ليغمز لفريدة ويتجه لشدوي ليقرصها من خصرها
, -مش كدة يا اخره صبري
, انتفضت شدوي من مكانها وهي توجه له الكلام محذره
, -اوعا يامروان اتلم ماما جايه ورايا وحتعلقك اتلم
, ردد بثقه زائفه
, -مبخبفش علي فكرة
, لياتيه صوت كريمه من الخلف
, -بتقول حاجة يا مروان
, ابتلع مروان ريقة وهو ينظر لحماته في هيئتها الوقوره وجمالها الذي لم ياخذ الزمن منه الكثير رغم اعوامها التي تجاوزت الخمسين وهي تحمل الكثير من الطعام
, في صنيه كبيره وتدخل به
, ليسرع اليها وهو ياخذ ما بيدها ويتحدث
, -لا يا امي مبقولش حاجه
, عنك يا حبيبتي ايه بس دة كله
, كونتي خلي شدوي تشيل معاكي يا أمي
, مصمصت شفاتها بامتعاض وحسره
, -شدوي بلاش اتكلم أحسن
, خبطت قدميها بالأرض معترضه وهي تتحدث
, -ليه يعني وانا كونت عملت ايه يعني
, امسكت كريمة اذنها بين يديها لتعتصرهم بغيظ
, -هو انا مش قولتلك يا مطيورة
, انتي استني وشيلي معايا
, سيبتيني وجريتي
, عشان تلحقي حبيب القلب
, أيه ما تعقلي بقي شويه
, انا مش عارفة حتتجوزي
, وتشيلي مسئوليه إزاي-
, ردت شدوي وهي تحاول تخليص اذنها من يد والدتها
, -واشيلها ليه وانتي روحتي فين
, لم يستطيع مروان وفريدة
, ان يمنعا انفسهم من الضحك
, اكثر من هذا لينفجرا في نوبه ضحك علي مشاكسه شدوي المستمرة للجميع
, تقوست شفتيها وهي تحدث والدتها
, -عاجبك كدة حيقول عني ايه يعني
, اقترب مروان من شدوي
, ليضربها علي راسها برفق
, -حقول ايه يعني ما الكل عارف
, انك لاسعه ومطيورة
, ليغمز لها وهو يهمس باذنها
, -وبموت في جنانك وبعشقه ياشدوتي
, توردت ملامح شدوي من كلام مروان
, لتجحده كريمه بنظره معترضه وهي تحدثه
, بحذم
, -واد يا مروان اجيبلك الشبشب يا واد
, الظاهر انك نسيته
, تحدث مروان معترضا
, -في اية بس يا كريمة
, هو انا عملت حاجة
, وبعدين احنا مخطوبين
, وكتب كتابنا كمان اسبوعين
, مالك بس ما تهدي علينا شوية
, نظرت له بامتعاض
, -اهدي شويه ماشي
, وماله انا حروح اهدي
, وابعتكم ابو شدوي
, عشان يعرفكم مقامكم
, جري مروان علي كريمه ليحتضنها
, ويقبل يديها
, -لا خلاص والنبي الطيب احسن يا كوكب
, ضربته بخفه علي كتفه وهي تتحدث
, -واد مبحبش حد يدلعني كدة
, غمز لها مروان
, -ليه يعني ده حتي الحج
, مبيقلش غير يا كوكب
, -اختشي يا واد واحترم نفسك
, ابتعد مروان قليلا
, - خلاص بقي
, صافي يالبن
, -خلاص
, -لا انتي لسه زعلانه يا كوكب
, -خلاص
, حليب يا بقرة
, عيال مهزقه
, اقتربت منها فريده تتلمس دفئها وحنيتها
, لتتحدث اليها
, -خلاص يا امي عندي انا
, حقك عليا
, بس ايه كل الاكل دة
, دة كتير اوي
, ردت كريمه بحب
, -ولا كتير ولا حاجة
, دة شويه حاجات بسيطه لحد ما تظبطي امورك
, -تسلمي يا امي
, ضمتها اليها بود كبير وهي تردد
, -تسلمي من كل شر يا فريدة يا بنتي
, يعلم **** ان غلاوتك من غلاوه شدوي
, **** يحفظك ويحميكئ
, ويحفظك من كل شر
, ويوقفلك ولاد الحلال
, ويجعل نصيبك دايما في الطيب
, يا فريدة يا بنت فاطمه
, نظرت لها شدوي بمشاكسه وهي تردد
, -تصدقي انتي انك امي
, بقالك آكتر من 20سنه
, وعمري مسمعتك بتدعيلي كدة
, -بس يابت
, -حاضر
, احتضنت كريمه لفريدة بحنان واحتواء لتستكين فريدة بين يديها تلتمس حنانها وحبها
, -متغبيش يا فريدة
, وطمنيني عليكي دايما ياحبيبتي
, -حاضر يا امي
, -**** يحضرلك الخير يا غاليه يابنت الغاليه
, سقفت شدوي بيدها ليلتفت الجميع لها لتتحدث
, -لا اللة يكرمكم
, مش عايزين نكد نوفر طاقتنا لبكرة
, ضحكت فريدة من كلمات شدوي لتلتفت لها
, -حيوحشني هبلك وعبطك واللهي
, تحدثت بفخر
, -اكيد طبعا
, عشان كده انا استاذنت من الحج
, وحبات معاكي النهاردة
, عشان تشبعي مني
, ومن هبلي
, غمز لها مروان ليتحدث
, -مينفعش تبايتني معاكوا
, ردت عليه كريمه بحذم
, -اتلم يا واد
, يالا عشان توصلني
, مش حعدي الشارع لوحدي
, نظر لها مروان بزهول
, -شارع ايه يا كريمة
, انتي نسيتي ولا ايه
, دة بيتك في وش بيتنا
, ركزي كده يا حجه
, تحدثت بامتعاض
, -واد يا مروان انجر قدامي يلا
, تافف وهو يردد
, -حاضر اهو انجريت
, ديدو حصحيكي بدري بكره
, عشان تممي علي كل حاجه
, قبل السفر ومتنسيش حاجه يا حبيبتي
, هزت راسها بالموافقه وهي تردد
, -ماشي يا مارو متحرمش منك أبدا
, -تصبحوا علي خير
, أمسكت كريمة باب الشقة
, -يلا يابني
, -حاضر جي اهو
, نزل مروان مع كريمة
, -استني يا مروان عايزاك
, -خير يا امي
, - هو أبوك
, قصدي الحج محمود
, ليه دخل في سفر فريدة
, نظر لها بحزن ليتحدث
, -اه ولا
, لتتحدث هي بغيظ منه
, -اتعوج يا واد واتكلم عدل
, يعني ايه اة ولا دة
, قص مروان علي كريمه كل ما حدث
, لتتنهد كريمه بحزن
, -**** يصبرك يا فريدة يا بنتي
, ويجعل م نصيبك الطيب كله
, أمن مروان علي كلامها
, -يارب يا أمي
, انصرف مروان ليصعد لمنزله
, لينام ويستعد للسفر مع فريدة في الصباح
, بينما بقيت فريدة طوال الليل مع شدوي يتحدثوا
, -عارفة يا شدوي ان اكتر حاجة مزعلاني
, من سفري ده
, انا مليش صاحبة غيرك مع انك اصغر مني ب4سنين
, بس محدش بيفهمني ويحس بيا زيك
, نظرت لها شدوي بحزن حاولت مداراته
, لتتحدث
, -وانا كمان ياديدو مليش حد غيرك
, بس احنا اتفقنا تكلميني كل يوم ونرغي زي ما بنعمل دلوقتي
, عارفة يا ديدو
, نفسي في ايه
, ردت فريدة بثقه
, -تتجوزي مروان
, لتنظر لها الاخري وهي تتحدث
, -لا مهو انا حتجوز مروان
, يعني حتجوزة دة موضوع منتهي
, ضحكت فريدة علي شدوي
, -لا واقعة واقعة الصراحة
, بررت شدوي حديثها
, -انا معرفش في حياتي حد
, غير اخوكي يا فريدة
, انا اتربيت علي ايدة
, كل حاجة انا اعرفها هو اللي علمهالي
, دة حتي الكلية هو اللي اخترها
, -**** يخليكم لبعض ياشدوي
, مقولتيش بقي نفسك في ايه
, -نفسي في شقة صغيرة نفتحها انا وانتي حضانه صغيره
, رمت بنفسها علي السرير بحالميه
, وهي تردد
, -تعرفي اني انا كمان فكرت في المشروع ده
, ونفسي فيه أوي
, اعتدلت شدوي في جلستها لاتتحدث بحماس
, كبير
, -خلاص انا ححوش
, وانتي كمان كام شهر كدة
, وترجعي ونبدا انا مينفعش افضل بعيده عنك يا ديدو عشان خاطري فكري
, -ماشي يا شدوي حعمل مبلغ محترم كده وارجع اعيش هنا تاني معاكوا
, احتضنت شدوي فريدة بشده فهي ليس لها احد غيرها
, ربتت فريده علي ظهرها بحب لتردد
, -خلاص بقي ياشوشو
, مش قولنا حنوفر النكد لبكرة
, ابتسمت شدوي لفريدة ومسحت دموعها العالقه
, -رخمه علي فكرة بس بردة بحبك
, -وانا مليش غيرك يا شوشو انتي ومروان
, - **** يخليكي ليا يا ديدو
, استيقظت شدوي علي دقات مروان المتتاليه علي الباب فقد عجز عن ايقاظ فريده او حتي شدوي بالهاتف كما اتفقا بالامس
, لتذهب شدوي وهي تفرك عيونها الناعسه فهي لم تنام الا بعد شروق الشمس فقد بقيت مع فريدة يتحدثوا حتي صلوا الفجر وجلسوا ليتفقدوا أغراضها ويتمموا عليها
, ثم ناموا
, فتحت الباب وهي تتحدث بغضب
, -في ايه يا مروان
, ما براحة حد يصحي حد كدة
, ردد بغيظ من حديثها
, -ابو ام لسانك
, اللي حتجوزك واقطعهولك دة
, وضعت يدها بخصرها لاتتحدث بثقه
, -متقدرش
, تخطاها ليدخل وهي يحدثها باستفزاز
, -ايه المنظر دة
, حد يفتح لحد الباب
, وهو منعكش كدة
, انا كده ممكن
, اغير رأي فيكي علي فكره
, - متقدرش برده
, -ماشي يا عسل
, انجري يالا روحي البسي حاجه وغطي شعرك ده وصحيلي فريده الناس جايه تنقل العفش كمان نص ساعه
, تحسست شدوي راسها لتدرك انها لم ترتدي حجابها وهي ببجامه نوم فريده لتضرب الارض بقدميها بغضب من نفسها وتهرول للداخل وهي تبرطم بكلمات غير مفهومه تتوعد فيها مروان
, ليضحك الاخر علي تصرفاتها الطفوليه التي يعشقها منها
, فقد ادمن استفزازها ليجعلها تتزمر في كل مره بطفوله وبراءه لا تتصنعها
, دخلت شدوي الغرفه علي فريده لتغلق الباب بعنف كعادتها عندما تغضب فتفزع فريده من نومها
, -في ايه
, وقفت أمامها ووجهها احمر بشده من الغيظ
, -قومي شوفي اخوكي بره
, مسحت فريده وجهها بيدها
, لتتنهد بقله حيله من صديقتها
, -اخويا
, يبقي نرفزك واتخنقتوا
, سقفت لها شدوي وهي تتحدث
, -برافوا عليكي
, شاطره
, اطلعي بقي
, خديلي حقي منه
, -تمام تحبي اضربه
, ولا ازنبه واحرمه من المصروف
, تحدثت لها شدوي بغضب
, - فريده
, وبعدين معاكي انتي كمان
, مش نقصاكي
, -شوشو يا حبيبتي
, اعقلي شويه بقي انتي خلاص حتتجوزي بعد شهر بطلي شغل العيال ده
, -حتي انتي يافريده
, -شدوي
, حبيبتي انا خايفه عليكي وبنصحك انتي حتبقي مسؤوله عن بيت و ***** لازم تقدري تتحملي مسوليتهم
, تزمرت شدوي كعادتها
, وزمت شفتيها بطفوله وبدءت عيونها تمتلي بالدموع لتقترب منها فريده وتضمها اليها وتمسح عليها بحب
, -خلاص يا شوشو متزعليش
, حطلع اكدره
, قفزت شدوي من حضن فريده بفرح شديد وانتصار لتصفق بيديها وهي تقفز في الهواء
, -هيه احلي ديدو في الدنيا
, لتتمتم فريده بقله حيله
, -يعوض عليك يا مروان
, ويجعله في ميزان حسناتك
, -بتقولي حاجه يا فريده
, -اه
, لا يا حبي انا طالعه انكدلك عليه
, احتضنتها شدوي بشده ثم تركتها لتذهب لمروان بينما هي بقيت لتبدل ملابسها
, خرجت فريده لتبحث عن مروان لتجده بالمطبخ يصنع القهوه
, التفت اليها ليتحدث
, -صباح الجمال
, علي احلي فريده في المنطقه كلها
, -ما شاء ****
, ما انت بتعرف تقول كلا حلو اهو
, امال ليه بس كل شويه تغيظ في الهبله خطبيتك ده وتنرفزها
, -بزمتك مش منظرها بيبقي جميل وعايزه تتاكل كده وهي متنرفزه
, -مروان هدي اللعب شويه شدوي مش قدك
, انا سعات بحس نموها وقف عند قناه اسبيس تون
, ضحك مروان بشده من كلام فريده
, -لا متخفيش من يومين كانت بتفرجني علي فيلم كونغ فو باندا
, زهلت فريده من كلامه
, -وقعدت تتفرج
, -اينعم هو انا اقدر اعترض
, ده قعدت ساعه تحللي في الفيلم لما خلص
, -لا بجد مستقبلكوا مبشر مع بعض
, -طب اعمل ايه بحبها
, ومبعرفش ارفض لها طلب
, بس شكلها بيبقي قمر الصراحه لما بتتعصب
, ساعتها ببقي عايز اكلها كده وهي مسكره كده زي الفراوله
, -**** يصبرك عليها يا حبيبي
, ويفرحكوا ببعض
, -طب يالا بقي حضري معايا السندوتشات ده عشان نلحق نفطر قبل ما الناس تيجي
, اليوم النهارده طويل
, ونادي علي التحفه ده عشان تفطر معانا
, -ماشي يا حنين
, اجتمعت فريده مع مروان وشدوي ليتناولوا افطارهم معا
, في هدوء فقد كان الجميع حزين علي تشتتهم بعد ان عاشوا جميعا معا
, انقضي اليوم بسرعه فقد انشغل الجميع بالمساعده
, بقيت فريده تتامل الطريق في سياره مروان وبعيونها دمعه ترفض السقوط وهي تتذكر وداع شدوي لها ومدي حزن الجميع علي سفرها لتهون الامور كعادتها وتبعث الامل في قلوب الجميع بطيبتها المعهوده
, ليقطع شرودها حديث مروان معها وهو يتوقف بسيارته في الاستراحة
, - لو حابه تحكي انا دايما موجود
, ابتلعت فريده حزنها لتتعلق عيونها به
, -سعات الكلام بيوجع مبيريحش
, -فريده
, حبيبتي احنا لسه فيها
, نكلم العربيه بتاعت العفش
, ترجع وترجعي معايا
, مسحت فريده دموعها التي خانتها وفقدت السيطره عليها لتحاول ان تهدء قليلا
, -بابا كان دايما يقول لازم نجرب عشان نعرف قيمه نفسنا وناخد خطوه ونخاطر عشان اللي مجربش يبقي معاشي حياته
, -**** يرحمه يا حبيبتي
, -يالا عشان العربيه كده حتسبقنا ولسا قدمنا حاجات كتير تتعمل
, ادار مروان سيارته لتعود فريده للهدوء
, وتتابع الطريق بصمت
, اخيرا وصلت فريده لأحد الاحياء الهادئه بالقاهره لتنزل من السياره وهي تتفحص الحي للمره الثانيه لها
, فيشير لها مروان ان تتقدم معه لتصعد شقتها متنظره السياره التي تحمل اغراضها
, صعدت السلالم متوجهه للطابق السادس بالعمار لتقابل سيده عجوز في اثناء صعودها بشوشه الملامح
, - حمدا علي السلامه يا بنتي العماره نورت
, اسرع مروان يرحب بوالده صديقه فاروق الذي ساعده ليؤجر الشقه من صاحب العماره بعد ان اخبره انه يبحث عن شقه لتسكن بها شقيقته
, تحدث مروان بود
, -منوره بناسها يا ست الكل امال فين فاروق
, -واللهي يابني عنده شغل واضطر يسافر عشان يحضر جلسه مهمه بدل زميله
, بس انا وهدي مراته موجودين
, وحنساعد فريده متقلقش يا حبيبي
, -**** يبارك في صحتك يارب
, كانت فريده تتابع حديثهم وعلي وجهها أبتسامة خافته فدائما ما يضع **** في طريقها من يهون عليها وحدتها
, فهي تامل ان تتاقلم مع هدي زوجه فاروق فهي كما حكي عنها مروان في سن متقارب منها

2


كانت فريده تطرق علي الباب
, وهي متردده قليلا
, لتفتح لها هدي بوجهها البشوش
, وملامحها الجذابه فتتاملها
, فهي فتاه في مثل عمرها تقريبا
, ذات عيون بنيه براقه
, تبتسم لمن تنظر اليه قصيره قليلا لكن جسدها متناسق بدقه شديدة رغم شهور حملها الأول التي لم توثر علي جاذبيتها بل علي العكس أضافت اليها بريق من نوع خاص
, _صباح الخير يافريدة
, عرفتي تنامي كويس امبارح
, ولا لعب العيال في الشارع
, وصوتهم ضايقك
, انتبهت فريدة من شرودها لترد عليها بابتسامه بشوشه كعادته
, - لا ابدا انا متعوده انام في الدوشه عادي
,
, فتحت لها الباب مرحبه لتدعوها للدخول وهي تردد
,
, -طب ادخلي نفطر سوا
, -لا شكرا سابقتكم
, افطروا انتم بالهنا والشفا
, انا بس كونت عايزاك توصفيلي
, اوصل لشركتي ازاي ؟
, يعني اركب ايه
, وادفع التاكسي كام
, بصراحه انا مبحبش اركب
, وانا مش عارفه الطريق
, يعني بقلق شويه
, ابتسمت هدي علي تلقائية فريدة بالحديث
, -بصي احسن حاجه اركبي اوبر كدة حيبقي امان اكتر ليكي
, انا منزله الابلكيشن حطلوبه ليكي دلوقتى
, وانزلك الابلكيشن علي تليفونك
, عشان وانتي مروحه تكلميه
, واخذت منها هاتفها لتحمل لها الابلكيشن لتودعها فريدة برقه و هي تذهب لعملها
, بقيت للحظات تتأمل مبني الشركه الضخم لتأخذ نفسا عميقا لترتب افكارها وتدخل لتتسلم عملها
, اوقفها مكتب الأمن بالاستقبال
, لتعرفهم بنفسها ويذهب معها احد العاملين بالمكتب ليدلها علي مكتب شئون العاملين بالشركه لانهاء إجراءات استلام عملها مرت الأمور بروتينيه شديده
, لينتهي بهي المطاف وهي تطرق احد أبواب المكاتب الفخمه بالشركة فياتيها الأذن بالدخول
, فتفتحت الباب بهدوء ودخلت
, بقيت تتأمل الغرفه بهدوء كعادته
, فصاحبها منكب علي ملف يراجعه
, في صمت ليطول وقوفها
, ليرفع الاخر بصره اليها وهو يتكلم
, -حط القهوة عند١٢ نقطة
, تنحنحت لتجلي صوتها وتفيق من شرودها بصاحب العيون الزرقاء الوسيم
, -انا فريدة مؤنس الموظفه الجديدة في الإدارة عند حضرتك
, اخذ يتفحصها بنظراته الشموليه
, مما آثار ضيقها بشدة ليزيد الأمر سوءا
, وهو يتحدث اليها
, - الناموسيه كحلي يا استاذه حضرتك كان مفروض تبقي موجوده من بدي هنا عشان تستلمي شغلك
, مش تشرفي بعد الظهر
, احمر وجهها بغضب شديد فلم تستطيع تمالك نفسها وهي ترد عليه بنفور
, -حضرتك انا موجودة هنا من اكتر من 3ساعات وورقي هو اللي كان متعطل في شئون العاملين في الشركه
, يعني انا مش غلطانه
, وعموما انا اسفه عن التأخير اللي متاخرتوش واعتبر ان دة اخر مرة اتأخر فيها عن شغلي لاني بحترم مواعيدي جدا
, احس معتز انه انفعل عليها دون داعي فحاول احتواء الأمور
, -طيب حصل خير
, اتفضلي اقعدي
, جلست فريده علي مضض لتغلق عيونها وتحاول التنفس بهدوء لتسيطر علي غيظها فقد حاولت السيطرة علي نفسها بشتي الطرق في مكتب ذلك السمج مدير مكتب شئون العاملين المدعو فتحي وتحمل تلميحاته الوقاحه والمستفزه لياتي ذلك السمج٤ نقطة
, لا ليس بسمج انه وسيم ذو بشره قمحيه وعيون بلون البحر الذي تعشق النظر له والتواجد بقربه
, لم يمضي يوم عليها في القاهرة لتشتاق لعروس البحر
, معشوقتها الذي يحمل بحرها كل أسرارها واحلامها
, افاقت من شرودها علي صوته الهادي
, -تحبي تشربي ايه
, ردت بجديه
, -شكرا لحضرتك
, ياريت اعرف طبيعه الشغل بتاعي عشان الحق اروح مكتبي
, السكرتارية بره قالتلي اني لازم ادخل لحضرتك واستلم الملفات اللي حراجعها
, عادت لملامحه للبرود ليتحدث بعمليه شديدة
, -تمام
, انتي حتبقي مسئوله قدامي انتي وانسه سلوي عن ملفات المناقصات اللي الشركه بتقدمها وزي ماانتي عارفة الملفات دة بتبقي مهمه جدا
, والمعلومات اللي فيها حساسه عشان كدة بتراجع كويس اوي وتيجلي المكتب اول ما تخلص ومش محتاج اقول ان الكلام اللي فيها ميخرجش بره لان دة مفهوش هزار عندي
, ردت بتفهم
, -اكيد طبعا
, -تمام
, ممكن تروحي مكتبك وانا حكلم سلوي واعرفها انك معاها في المكتب
, انصرفت فريدة
, فقد بدئت تتافف من تعامله معها بهذه الطريقة المتعاليه واسلوبه الحاد في الكلام
, تنفست اخيرا وهي تجلس علي مكتبها وتتامل جوانبه بدقه
, فهو مريح للعين ذو طلاء هادي
, يحتوي علي مكتبين ومقاعده وثيرة
, و منعزل شي ما عن المكاتب فهو في آخر الرواق يتمتع بخصوصه لذيذه بالنسبه لها ليمنحها سلاما داخليا وهدوء تعشقه فهي لا تحب الاحتكاك الكثير مع زملائها الذين دائما ما يصفوها بالتعالي لعدم قدرتها علي تكوين صداقات معهم
, فهي لا تحب الاختلاط كتيرا
, ولا تحب الثرثره
, دخلت سلوي المكتب بعد دقائق تحنظر لفريده بنظره شمولية لترسم ابتسامه
, علي وجهها مرحبه بها وهي تمد يدها لتسلم عليها
, -انتي اكيد فريدة
, انا سلوي زمليتك في المكتب
, نورتي الشركه كلها
, كانت فريده تتفحصها بدقه فهي فتاه تكبرها قليلا في السن او ربما أصغر منها لا تعرف فهي تضع الكثير من مساحيق التجميل علي وجهها بطريقه منفره لفريدة كما أن ملابسها ضيقة بطريقه مستفزه جعلتها تتسائل كيف لبستها من الأساس
, ياربي ان وجودها قد قضي علي الهدوء بالمكتب
,
, - ميرسي ليكي
, مستر معتز قالي انك حتعرفيني الشغل
, - مستعجله علي ايه النهارده اول يوم ليكي
, خلي النهارده فري وتعالي اعرفك علي زميلنا في الإدارة خلاص البريك فاضله ١٠دقايق
, - ميرسي ليكي بس انا متأخرة النهارده عن الشغل خلي التعارف لوقت تاني ممكن بقي توريني شغلي ايه
, زمت سلوي شفاتها بامتعاض
, - تمام انتي حرة
, لترجع الي مكتبها وتحضر منه مجموعه ملفات وتضعهم علي مكتب فريده
, -راجعي دول ولو فيه حاجه وقفت معاكي نبقي نناقشها بعد البريك
, انا نازله تحبي اجيبلك حاجة من الكافتيريا
, -ميرسي يا سلوي
, انصرفت سلوى وتركت فريدة بالمكتب تراجع الملفات بتركيز شديد كمحاوله منها لفهم الامور
, رن هاتفها لتبتسم وهي تري اسم مروان علي الشاشة
, -صباح الخير يا مارو
, -صباح العسل والقشطه والمربي عليكي يا ديدو
, عامله ايه النهاردة٣ علامة التعجب
,
, -الحمد لله يا حبيبي انا في الشغل اهو وبكلمك من مكتبي اطمن
, -وحشتيني ياحبيبتي
, ابله شدوي امبارح عملت الواجب وزياده الصراحه صدعتني من كتر العياط
, ضحكت فريدة وهي ترد عليه
, -معلش يا مارو
, بس انت اكيد صالحتها يعني
, مش بتهون عليك
, - ايوة ياختي شايف الابتسامه الصفراء علي وشك
,
, ضحكت فريدة
, -اعترف عملت ايه؟؟
, - نزلت الساعة ٣باليل جبتيلها شوكلاته ومارشميلوا وطلعت ادهملها و اخدتلي كلمتين في جنابي من عمك ابو شدوي سمموا بدني والابله فاضلت تضحك علي منظري وتقولي انت ايه اللي جابك اصلا
, ولا كانها هي اللي طالبه الحاجه دة مني
, -معلش بقي يا مارو الحب بهدله
, وبعدين مش اول مرة يعني
, انت المفروض اتعودت
, - علي رايك
, الواحد خلاص اتعود علي جنانها
, ولسان عمي مع انه
, واللهي المفروض يعاملني احسن من كدة دة انا حرحمه من جنانها
, واتجوزها واضحي
, بشويه العقل الي حيلتي
, -معلش ياحبيبي **** يهديهالك
, ويجمعكم علي خير
, -يارب يا ديدو
, حقفل بقي عشان معطلكيش
, حكلمك بالليل نرغي شويه
, -ماشي يا حبيبي
, مع السلامه
, انهت فريدة مكالمتها مع مروان لتبتسم رغم الحزن بعيونها ولكنها سرعان ما طردت أفكارها السيئه لتغرق نفسها بالعمل كعادتها
, في كافتيريا الشركه
, -اسمحيلي اقعد يا مزتي
, -مش فايقالك يا أكرم اتعدل
, -مالك بس ياسوسو
, ماحنا كونا زي السكينه في الحلاوه
, امبارح ولا نسيتي
, غمز لها أكرم بوقاحه لتفهم الاخري كلامه وتبتسم باغراء
, -هي ده حاجه تتنسي بردة
, بس مزاجي مش رايق خالص
, -ليه في حاجه حصلت
, - اه ياسيدي في موظفه جديده جت معايا بدل محسن الزفت
, -طب دة مايتها ايه
, -مش عارفة
, بس شكلها حتتعبني معاها
, -لا لمي الدور دلوقتي
, وهدي اللعب شويه
, معتز اصلا مش سهل
, ولا طيب زي مجدي وبعدين من يوم حوار محسن وهو مصحصح اوي
, -طب والعمل
, -نهدي اللعب ونجس مايه البت براحه ولو مفتحتش دماغها معاكي
, يبقي نفكر لنا في صرفه نضبط بيها المناقصة من غير منعرفها
, اكيد حنلاقي حل ونعرف نتصرف
, -علي رايك هو انت حتغلب يعني
, -ايوة فتحي دماغك كدة
, وخليني اتكتك بمزاج
, -طب قوم بقي من جبني مش عايزة مستر معتز يجي ويلاقينا قاعدين مع بعض
, -جدعة احبك وانتي مركزه
, سلام يا مزة
, انصرف أكرم لتراجع سلوي كلامه بتركيز وتجد انها تحتاج للهدوء
, والتعامل بحذر مع فريده
, حتي تعرف كيف تتصرف
, بقيت فريدة بالمكتب تتفحص الأوراق بتركير لتشعر بحاجتها القهوه فقامت بطلب الكافتيريا وطلبت قهوتها المعتادة لعلها تخفف من ارهاقها
, فقد كانت الايام السابقه مرهقه لها جدا
, دق الباب لترفع عيونها من علي الملفات
, -شكرا ل٥ نقطة
, وقفت سريعا بذهول وهي تري معتز يحمل قهوتها ويضعها علي المكتب
, -منزلتش تشربينها تحت ليه
, -اسفه مكنتش اعرف
, انها ممنوعه في المكتب
, هي ممنوعه في المكتب
, ضحك معتز على برائتها وسذاجتها
, لتسرح هي في ابتسامته
, وملامحه الحادة والجذابه معا
, كيف يصنع ذلك ايعاني من الانفصال
, كيف يكون سمج وجذاب في نفس الوقت لتنتبه من شرودها علي كلام معتز
, -لا مش ممنوعة ولا حاجه
, بس انتي منزلتش الكافتيريا ليه
, -ابدء عادي يعني
, قولت بلاش اضيع وقت احسن
, وابدء في اشغل واعوض التأخير
, فهم معتز كلامها
, -اسف لو كونت قليل الذوق معاكي النهارده
, خجلت فريده من كلامه و اسلوبه معها لتتورد ملامحها وترجع خصلات شعرها الثائر ومن ربطتها المحكمه وراء اذنها
, -حصل خير
, - ايه بقي محتاجه مساعدة
, في اي حاجه واقفه معاكي في الملفات
, -لا ابدء الورق واضح جدا
, بس كان فيه ملاحظه بس لفتت نظري
, انتبه معتز بكلامها
, -خير
, -اكيد خير بس هو البرنامج الي احنا شغلين عليه في الفرع في اسكندريه أحدث من اللي مكتوب بيه الملفات هنا
, -بمعني
, -انا مش قصدي حاجه بس البرنامج القديم في اكتر من عيب يعني مثلا الورق دة ممكن يتلعب فيه بسهوله
, هو والسي دة الخاص بيه
, لان النسخه قابله للتعديل
, علي عكس التحديث الأخير للبرنامج
, واللي احنا اعتمدنا في الفرع
, يعني التحديث الجديد بيظلل كل الخانات الفاضيه دة غير انك لما بتطبعه علي الاسطوانه بيبقي نهائي
, مينفعش تعدله غير بالبسورد اللي انت كاتبه
, أعجب معتز بذكائها ودقه ملاحظتها
, -تمام انا حبعتلك مهندس من قسم البرمجيات والصيانه ينزلك البرنامج و يحدث الاجهزه في الاداره كلها
, ولو فيه اي ملاحظه تانيه لفتت نظرك في الملفات انا مكتبي مفتوح ليكي في اي وقت
, واضح ان مستر اشرف كان عنده حق لما رشحك للوظيفة دة
, رغم انك لسه مبتدئة في الشركه
, لم تدري اهو يستهين بها
, ام انه بتلك الكلمات يثني عليها
, لتكتفي هي بابتسامه دبلوماسي
, لتتخطي الموقف
, في تلك اللحظة دخلت سلوي لتجد معتز و فريدة يتحدثان فترتبك قليلا
, لكنها أسرعت للتحدث وانقاذ نفسها من توترها
, -مستر معتز بنفسه في مكتبي
, دة ايه النور دة
, اختفت الابتسامه من وجه معتز ليتحدث بعمليه
, -خلصي مراجعه الورق بتاع المناقصه الأخيرة يا سلوى
, في أسرع وقت وهاتيه علي مكتبي
, -اكيد طبعا
, وححاول مع فريدة اخلصه
, وراجعه وان شاء ****
, يكون على مكتبك بكرة
, -لما نشوف
, خرج معتز من المكتب وسط ذهول فريده من سرعه تحوله للنقيض
, لتتافف سلوي وهي تبرطم
, -جتك الارف في شكلك
, ليها حق تخونك
, دانت تطفش بلد ياشيخ ببوزك دة
, ظرت لها فريدة بفضول
, -انت بتقولي ايه
, لترد الاخيرة بغيظ
, -الاستاذ اللي بيتامر علينا
, ويتنطط ده خطيبته سابيته
, و هربت مع صاحبه
, طفشت من بوزه
, اللي يقطع الخميره من البيت
, يا ساتر علي دة بني آدم
, كانت فريده تتابع ثرثرة سلوي
, بدهشه علي كلامها
, وعلي نفسها فمنذ متي يا فريدة
, وانتي تستمعي لنميمه الآخرين
, اخذت تؤنب نفسها لتستغفر
, وترد علي سلوي بحذم
, -بلاش نجيب سيره حد
, وتعالي نكمل شغلنا احسن
,
, بدء الاثنان في العمل لينتهي الدوام اخيرا وتعود فريده لمنزلها وهي مرهقه تماما
, لم تستطيع قبول دعوه هدي والحاجه
, فردوس للغداء فقد كانت تحتاج النوم بشده فصعدت لشقتها وبدلت ملابسها بأخري مريحه لتستعد للنوم لكن اتتها مكالمه شدوي
, -ايوة يا شوشو
, -ايه يا ديدو اخبارك ايه
, -الحمد لله كويسه
, -مال صوتك انتي تعبانه؟؟
, -لا ياقلبي انا كويسه بس حموت وانام
, -معلش يا ديدو
, انا حقفل معاكي وانتي نامي ولما تصحي كلميني ان شاله الفجر
, -تثائبت فريدة وهي تنهي المكالمه وتغلق الهاتف وتنام
, استيقظت فريده في صباح اليوم التالي لتتعجب من كميه المكالمات من مروان وشدوي
, أمسكت هاتفها لتتصل بمروان
, - صباح الخير يا مارو
, - صباح النور يا قلبي
, انتي كويسه يا فريدة،؟
, - ايوه يا مارو بس كونت محتاجه انام جدا
, معلش يا حبيبي مسمعتش التليفون خالص
, -طب افتحي الباب يا فريده
, -باب ايه اللي افتحه
, -باب الشقه
, اتجهت فريده لباب شقتها لتفتحه فتجد مروان أمامها لتنظر له بزهول
, - ايه رأيك في المفاجأة دة
, ارتمت فريده باحضان مروان لتبكي
, ليقلق الاخر علي شقيقته
, -مالك يا ديدو
, في حاجه حصلت؟
, في حد زعلك يا قلبي؟
, انتبهت فريده لكلامه لتهز راسها بالنفي
, وهي تمسح دموعها كالاطفال
, -لا واللهي بس كونت واحشني اوي
, وحشتيني شدوي ووحشني البحر
, وحشتوني كلكم
, - حبيبتي احنا فيها
, ارجعي
, - ايه دة واقولهم ايه في الشركه
, معلش رجعوني اصلي
, مش عارفه اعيش في القاهرة
, وعايزة اروح بيتنا
, ضربها مروان بخفه علي راسها
, - ماشي يا فلحوسه
, يالا روحي اغسلي وشك
, والبسي انا عازمك علي الفطار بره وحوصلك الشركه
, يالا عشان متتاخريش
, قبلته علي وجنته ثم ركضت لغرفتها
, وهي تصرخ
, - احلي اخ في الدنيا
, تنهد مروان بقله حيله وهو يتمتم في سره
, -حبيبتي يا ديدو **** يحميكي ليا يارب
, ذهبت فريدة ومروان لاحد المطاعم للتناول طعامها مع القهوه
, -فريده
, -ايوة يا مارو
, -مستريحه في الشغل الجديد!
, -الحمد**** عادي يعني
, -ديدو
, -انا لسه اول يوم ليا امبارح صعب احكم علي الشغل حلو ولا لا
, بس الاكيد انها تجربه جديدة عليا
, ناس كتير وشغل اكتر ومجهود اكبر
, يعني
, - ماشي يا ديدو
, انا حسيبك براحتك بس في وقت٤ نقطة
, -عارفة يا مارو في اي وقت ححتاج في مساعدة صدقني حكلمك
, يابنى انا معدش ليا غيرك
, -ولا انا يا حبيبتي ليا غيرك
, -يا بكاش امال شدوي دة ايه!
, -لا دة تكفير ذنوب
, ضحكت فريدة من رد مروان
, -بس اوعي تقولها
, -لا يا حبيبي متقلقش سرك في بير
, -بير
, طب **** يستر
, يالا عشان متتاخريش علي الشغل
, وصلت فريده الشركه لتقبل مروان علي خدة بحب وتخرج من سيارته وتتوجه للشركه
, لكنها لم تري معتز الذي كان يدخل بسيارته لجراج الشركه ويراها مع مروان في السيارة
, لتتغير معالم وجهه
, في مكتب فريده
, -صباح الخير يا سلوي
, -صباح النور يا فريدة
, -راجعي الملف دة عشان حتدخلي تسلميه لمستر معتز بعد ساعة
, -طب ما تدخلي انتي
, اشمعنا انا!
, -عادي بس الصراحه
, مودي حلو النهارده مش طالبه خالص وبعدين هو اصلا حططني في دماغه مش عارفة ليه.
, -طيب
, بعد ساعه
, ذهبت فريدة الي مكتب معتز لتطرق الباب وتدخل بهدوء
, كانت نظراته له غريبة لم تشعرها أبد بالراحه فحاولت إنهاء حوارها سريع و تخرج
, - بعد اذن حضرتك
, - اتفضلي
, فريده
, -ايوه في حاجه يا مستر معتز
, -اه
, ايوه مهندس الصيانه جيه و حدث لي الأجهزة في المكتب عندي و عايز ابقي اقعد معاكي شويه لما اخلص شغلي لان فيه حاجات في التحديث الجديد عايز اعرفها منك لانه معقد اكتر من النموزج اللي عندي
, برطمت فريدة بصوت خافت
, _واللهي محد معقد غيرك
, لتأخذ نفس عميق وتبتسم بهدوء عكس ضيفها منه
, -حاضر يا فندم
, بعد اذن حضرتك
, انصرفت بسرعه دون أن تترك له مجالا للرد عليها لتتنفس بحريه فهي لا تدري لماذا تشعر بهذا الشعور معه احيانا تشعر بالراحه في الحديث معها لينقلب فجأه ودون مقدمات لشخصيه منفره لا تستطيع التواجد معه
, عادت فريده لمكتبه لنجد سلوي تتفحصها بفضول
, - مستر معتز علق علي حاجه
, ردت فريده بضيق
, - لا بس بعد كدة انا مش حروح مكتبه
, ابقي روحي انتي انا مليش فيه
, - خلاص أمري لله
, مر اليوم اخيرا لتخرج فريدة من مكتبها
, فتجد معتز أمامها ينظر لها بغيظ
, ابتلعت ريقها بتوتر
, - انتي كونتي مروحه
, هو انا مش قولت تيجي عشان البرنامج الزفت ده حيتسطب ونشتغل عليه
, -ايوه بس حضرتك متكلمتش
, و أكدت عليا عشان اجي لحضرتك
, زفر معتز بضيق اتفضلي ورايا يا استاذه
, انا عايز اخلص الشغل دة النهارده
, -حاضر
, توجهت فريدة مع معتز لمكتبه وهي في قمه ضيقها منه
, انه حقآ شخصيه مستفزة

3


في مكتب معتز
, مرت اكثر من ساعه علي فريدة وهي تقوم بادخال البيانات علي الحاسب الشخصي لمعتز وتشرح له عن التعديلات الموجوده بالبرنامج
, لتبدء في الشعور بالارهاق فترفع يديها من علي الحاسب قليلا لترتاح
, فشعر معتز بتعبها وارهاقها الواضح
, - تحبي نستريح شويه
, اطلبلك حاجه من الكافتيريا!!
, -ياريت
, لو ممكن يبقي اسبريسو دبل
, -سكرك ايه!
, -لا من غير سكر
, اتجه معتز لمكتبه ليطلب لهم الاسبريسو
, رن هاتف فريده اكتر من مرة لتستسلم لالحاح شدوي وترد عليها اخيرا
, -ايه يا بنتي مش بتردي ليه
, -معلش يا شوشو بس انا لسه في الشغل
, - لحد دلوقتي ليه يا بنتي
, - معلش بقي لما اروح حكلمك
, - تمام بس خليكي فاكرة نتكلم مش تختفي زي امبارح وتقلقيني عليكي كدة
, -لا وانتي الصراحة سكتي
, منتي عملتي الواجب
, و هويتي علي الفحم
, وقلقتي مروان عليا
, ولقيته في وشي الصبح
, -بس ايه رايك بذمتك مش مفاجأه حلو
, -احلي مفاجأة طبعا
, اول ما اروح حكلمك
, -لما نشوف
, - اقفلي يا شدوي **** يهديكي
, ضحكت شدوي
, -ماشي حقفل اهو
, اغلقت فريده
, و علي وجهها إبتسامه هادئه
, تفتحت لها ورود خدودها
, لكنها تنتبهت لوجودها بمكتب معتز
, فعادت لجديتها لتدير بصرها
, وتبحث عن ذلك المعقد
, صاحب العيون الزرقاء
, فوجدته يتاملها بتركيز
, وهو يتقدم ليجلس جوارها
, حاولت أن تسيطر علي ارتباكها
, فنظراته لها كثيرا ما تثير خوفها وقلقها
, -اختك
, -لا اكتر من اختي
, صاحبتي وحتبقي مرات اخويا
, -شكلك بتحبي اخوكي اوي
, ابتسمت فريده عند ذكر مروان
, فمجرد سيرته تشعرها بالطمانينه
, -مروان دة احلي حاجة
, حصلتلي في حياتي
, يمكن لو ليا اخ مكنش حيحبني زيه
, نظر لها بأستغراب ليتسائل
, -انتي مش بتقولي اخوكي
, -ايوه بس اخويا في الرضاعه
, -شكلك مرتبطه بيه اوي
, -معدش ليا غيره
, هو اللي فاضلي بعد ماما وبابا
, ولولا وجوده جنبي
, مكنتش حعرف اقف تاني
, علي رجلي بعد موتهم
, - **** يرحمهم
, نكست راسها بحزن وهي تردد
, -يارب
, دق باب المكتب ليدخل الساعي بالقهوة
, لتنتبه فريدة انها استرسلت
, اكثر من الازم في حديثها مع معتز
, لا تعرف ماذا يحدث لها في وجودة
, فاحيانا تشعر بالراحه في وجودة
, تشعر انها تعرفه منذ زمن
, ولكنه يتحول بسرعه شديده ليثير قلقها وريبتها من تصرفاته فهو متقلب المزاج بشكل غريب لكنها في النهاية قررت عدم التفكير في الأمر لتشرب قهوتها
, احسن لها فقد بدءت تشعر بالصداع
, اكملت فريده عملها علي الحاسب تحت نظرات معتز المتفحصه لها
, فقد بدءت تتوتر من طريقته
, معها في التعامل
, بعد مرور الساعتين تقريبا
, انهت فريدة عملها
, لتستاذن من معتز
, -بعد اذن حضرتك
, -استني يافريدة حوصلك الوقت متأخر
, -لا شكرا لحضرتك
, انا طلبت اوبر خلاص
, -الغي الطلب عادي
, -اسفه
, بعد اذن حضرتك
, كان معتز يحاول استفزازها
, -ايه مبتركبيش مع حد غريب
, لتبتسم ببرود عكس غيظها من تلميحات السخيفة
, -اه مبركبش مع حد غير مروان اخويا
, بعد اذن حضرتك
, انصرفت فريده وهي تبرطم في سرها من ذلك المستفز الأحمق
, غافله عن ابتسامه ارتسمت علي وجه معتز لتضي ملامحه بشكل جذاب فقد عرف ما كان يريد و أكثر
, وصلت فريدة لمنزلها لتصعد الي شقتها و تاخذ حمام دافئ وترتدي ملابسها المريحه وتكلم شدوي
, -مسا الخير عليكي يا ست الرغايه
, -مسا مسا عليكي يا ديدو
, -سوقيه
, -اي خدمه
, متاخدنيش في الكلام
, احكي
, -احكي ايه يا بنتي بس
, -اي حاجه وكل حاجه يا مزه
, من ساعة ما مروان سابك بعد ما ظبطي الشقه لحد دوقتي
, -دوقتي
, -اه ياست فريده دوقتي
, انا مقطوعالك النهارده
, مش ورايا غيرك
, وياريت متنسيش التفاصيل في الديتلس عشان بتفرق معايا معلش
, جلست فريدة علي السرير
, وهي تتحدث
, -يا بنتي ارحمي
, -حتحكي
, ولا اجي اكبس علي انفاسك بكرة
, واخليك تعترفي
, -لا وعلي ايه الطيب احسن
, يا ست شدوي
, -ايوة كده
, بدءت فريده تحكى لها كل ما مرت به خلال اليومين السابقين دون أن تغفل شي ومع ذلك كانت شدوي تستفسر عن كل شيء
, واستمرار يتحدثا لأكثر من 3ساعات حتي تثائبت فريده ونامت وهي تحكي لشدوي لتغلق شدوي المكالمه معها وتتحدث مع مروان لتطمئنه علي شقيقته
, صباح اليوم التالي
, استيقظت فريده علي طرقات رقيقة علي باب شقتها لتفتح الباب
, لتجد هدي تبتسم لها ببشاشه
, -صباح الخير ياهدي
, -صباح النور يا فريدة
, خبطت عليكي امبارح عشان تنزلي تتعشي معانا ونسهر شويه بس محدش رد
, ابتسمت فريده بود لتجيب
, -معلش بس اصلي
, جيت امبارح من الشركه متأخر
, وكونت مرهقه جدا فنمت محستش بنفسي دنا حتي نمت وانا بكلم صحبتي علي التليفون
, -يا خبر للدرجادي
, عموما يا ستي البسي هدومك
, وانزلي عشان ماما فردوس محضرة النهارده فطار ملوكي عشان فاروق رجع امبارح من سفره وقالتلي اطلع اناديك
, -لا معلش خليها فرصة تاني
, عشان تبقوا علي راحتكم
, -لا كدة انا ازعل فرمانات الحاجه فردوس تتنفذ مينفعش تقوليها لا
, يالا بسرعه بقي عشان تلحقي تفطري وتروحي شغلك
, انصرفت هدي وتركت فريده
, لتأخذ حمامها الصباحي وترتدي ملابسها بسرعه لتنزل الي شقته فاروق وهدي
, دقت الباب بحرج لتفتح لها هدي بوجهها البشوش وتستقبلها بحفاوه كبيره
, جعلت فريدة مرتاحه جدا
, لتواجدها وسط هذه العائله التي اعتطها احساس بدف العائله
, نظرت فريدة لفاروق بنظره تقيميه
, يبدو مثل مروان مريح الملامح
, يحمل نفس البشاشه التي تحتل ملامح هدي
, تحدثت بحرج
,
, -حمد لله علي سلامتك يا استاذ فاروق
, ابتسم لها بود وهو يجيبها
, -اله يسلمك يا فريده
, وبعدين ايه استاذ ده انا هنا زي مروان بالظبط يعني تقوليلي يا فاروق
, ولو احتاجت اي حاجه
, تطلبيها علي طول انتي متعرفش مروان يبقي بالنسبالي ايه دة
, مش صاحبي وبس دة اخويا كمان
, تنحنحت باحراج لترد
, -اكيد طبعا
, لو احتجت اي حاجه حقول لحضرتك
, -برده
, -معلش خليني براحتي
, -ماشي يا ستي برحتك
, خرجت فردوس من المطبخ تحمل الاطباق لتضعها علي السفره و توجه حديثها الي ابنها بمشاكسه كعادتها
, -بس يا واد يا فاروق
, متديقهاش
, صباح النور يا بنتي عامله ايه!
, -الحمد لله يا أمي
, -يزيدك من فضله يا ضنايا
, يالا عشان تفطري معانا يا حبيبتي
, وهو يبقي عيش وملح
, جلست فريده علي السفره
, مع هدي وفاروق و فردوس
, لتناول الإفطار في جو دافي
, كانت تفتقدة منذ ان غادرت بيتها
, يبدو ان دعوات كريمه مستجابه
, ابتسمت في ذاتها عند تلك المخاطرة
, لتنهي افطارها سريعا وهي تتلقي رساله بوصول السياره التي ستقلها للعمل
, كم كانت فكرة هدي مفيدة لها
, فقد وفرت عليها الكثير من التعب والخوف فهي لا تحب التعامل كثيرا مع الزحام
, وصلت الشركه وداخلها طاقه كبيره للعمل فجو الترابط الاسري الذي عاصرته منذ قليل كفيل ان يرطب جفاف روحها البائسه
, لفترة لا بأس بها
, دخلت مكتبها لتبدء تشغيل حاسبها
, فتجده قد تم تحديثه كما وعدها معتز حاولت عدم التفكير به لتبدء في إدخال البيانات بالملفات التي معها لتشغل نفسها بالعمل عن التفكير كعادتها
, لكن الأمور عاندتها ليدق باب المكتب ويدخل صاحب العيون الزرقاء
, بابتسامه الخلابه
, مهلا هل يبتسم مثلنا؟؟
, لا ان هذا الإنسان يعاني
, بالتأكيد من الانفصال
, فهو غير مستقر لدرجه
, سوف تذهب بعقلها
, قطع حبل أفكارها المسترسله به
, صوته الهادئ
, -صباح الخير يا فريده
, -صباح الخير يا مستر معتز
, -ايه النشاط دة يعني
, بدايها شغل كدة علي طول
, مش تشربي حاجه الأول وتفطري
, -انا متعوده افطر واشرب قهوتي
, قبل ما نزل
, وقت الشغل للشغل
, -تمام
, شوفتي الجهاز بتاعك ولا لسه
, اتحدث علي فكرة كدة
, تقدري تشتغلي احسن
, -ايوة كدة احسن بكتير انا كونت مستغربه الفرچن القديم وكونت نسيت الشغل عليه بيبقي ازاي
, كدة أحسن بكتير
, -ماشي يا ستي انا حستناكي في البريك في حاجات وقفت معايا إمبارح
, وعايزك تشوفيها
, -حاضر
, دخلت سلوي المكتب لتتفاجي بمعتز
, -صباح الخير يا مستر معتز
, تغيرت ملامح وجهه مرة اخري
, ليتكلم بتكبر واضح وجديه
, -صباح الخير يا استاذه
, الجهاز بتاعك اتحدث
, ونزلتلك برامج جديدة حتشتغلي عليها
, من النهاردة ولو وقفتي في حاجة فريدة ممكن تبقي تساعدك فيها هي كانت شغاله علي البرامج دة قبل كدة
, وتعرف كويس فيها
, -هه
, اه اكيد طبعا
, اللي تشوفه حضرتك
, ذهب معتز ليترك فريده و قد أصبحت متأكده انها يعاني شي ما بعقله
, جلست فريده مرة اخري
, لتعمل غافله عن سلوي
, التي كانت تشتعل من الغيظ منها
, فلم يبقي لها ايام وبدلت انظمت البرامج التي كانت تعمل عليها
, تلك الفتاه أصبحت خطر عليها
, فعلا لا يجب أن تبقي اكثر من ذلك
, لتتمتم في سرها وهي تتوعد لفريده
, -واللهى ما حسيبك تقعدي فيها يا بنت ال٦ نقطة
, بدءت سلوي تفتح الجهاز لتصاب بالصدمه اخري فالبرنامج الذي تحدث عنه معتز تعرفه جيدا
, لتمتم بصوت واضح
, -دة كارثه
, انتبهت لها فريدة
, لتحدثها
, - في حاجة يا سلوي
, انتبهت لها سلوي
, لاتحاول تمالك نفسها
, وهي تتحدث
, -اه
, لا ابدا انا حروح اجيبلي قهوة
, اصل
, اصل حاسه بصداع شويه
, -الف سلامه عليكي
, خرجت سلوي من المكتب
, لتتصل باكرم
, -ايوه يا عسل
, ايه لحقت اوحشك
, ردت عليه بعصبيه واضحه
, -وحش اما ياكلك
, انت كمان
, قابلني عند سلم الطواريء
, في كارثه حتحصل
, -ياساتر يارب علي ملافظك علي الصبح
, ثواني وتلاقيني قدامك
, وقف أكرم وقد بدء يتوتر بعد كلام سلوي ليستاذن ويذهب لها
, غافل عن معتز الذي كان يراقبه
, من آخر الرواق ليتبعه بهدوء
, -ايه يا سلوي قلقتيني
, -كارثه
, -متتكلمي يابنتي وقعتي قلبي
, في ايه؟؟؟
, -اللعبه الي بنعملها كل مرة مش حتنفع
, معتز نزل برنامج جديد مينفعش بتلعب فيه ولآ تغير الأرقام فيه زي كل مرة
, دة غير انه حيبقي محمي برقم سري
, يعني حتي مش حتعرف تسرب تفاصيل المناقصه زي كل مرة
, ضرب بكفه علي جبهته بغضب
, ليلتفت اليها وهو يتحدث
, - يا نهار مش فايت
, طب والعمل
, -مش عارفة
, -طب ومين الي اقترح
, عليه الاقتراح الزفت دة
, -انا شاكه في البت الجديدة اللي معايا
, -لادة كدة
, تبقي بتلعب في عداد عمرها بقي
, -تقصد ايه
, حاول أن يتمالك أعصابه ليتحدث بجديه
, -اه
, بعدين بعدين
, روحي انتي دلوقتى
, وسيبني افكر حنعمل ايه في الكارثه ده
, يالا مش عايز حد يحس بحاجه فاهمه
, تاففت وهي ترد عليه
, -طيب متزاقش بس
, كادت ان ترحل لكن ندائه اوقفها
, لاتلتفت له
, -سلوي
, افتحي مع البت ده سكه
, وحاولي تعرفي
, اي حاجه عنها
, -ماشي سلام
, انصرفت سلوي ليتبعها أكرم بعدها بقليل وقد
, رائهم معتز ليتاكد من شكوكه نحوهم
, توجه معتز لمكتبه
, وهو يحاول ان يفكر كيف يوقع بها فقد عهدها كافعي متلونه لا يمكن اصطيادها بسهوله
, في مكتب معتز
, رن هاتف مكتبه ليرفع السماعه بهدوء
, - الو صباح الخير علي حضرتك
, -اكيد طبعا حضرتك تنور المكتب
, ايوه مش فاضل غير شويه حاجات بسيطه حضبطها ونبقي خلصنا خلاص
, -تمام يا فندم
, مع السلامه
, انهي معتز المكالمه لينظر في الساعة
, بقي نص ساعه فقط علي موعد البريك
, اشرقت ملامحه عند تلك الخاطرة
, لا يصدق نفسه
, اخيرا احضرها لتعمل معه
, تنهد وهو يرجع راسه للخلف
, ويسترخي علي مقعده الوثير
, ويغمض عيناه بحالميه
, ليسترجع مع حدث
, (فلاش باك)
, -اشرف
, مليش فيه اتصرف
, انا عايز فريده تنجح
, في المقابلة باي شكل
, -بس يا معتز
, في ناس كتير متقدمين واحق منها
, الموضوع كدة حيبقي مكشوف اوي
, -اشرف زي ما اقنعتها تتقدم في الوظيفة
, انا عارف انك حتتصرف وتشيل اي عقبه في طريقها
, فاهمني يا اشرف
, انا عايزها في الفرع الرئيسي
, هنا باي شكل
, فاهم
, -ماشي يا صاحبي اللي تشوفه
, فتح معتز عيونه ولا يزال علي وجهه تلك الابتسامه
, يذكر جيدا ملامحها اول يوم رآها به منذ 3 أشهر عندما كان يزور اشرف بمكتبه
, لا يدري لم هي بالذات
, ولا كيف لكنه أصبح متعلق بها
, فقد اصبح يجمع المعلومات عنها
, ويتابع أخبارها المحدودة جدا
, فهي توقظ كثير من الاحاسيس بداخله ليعود مراهق يريد أن يسترضي فتاته باي شكل
, فتاته
, ان لوقع هذه الجمله نغمه مميزه يريد أن يسمعها منها هي
, هي فقط
, هل سيأتي يوم وتشعر به وتبادله مشاعرة تجاهه باخري مماثله
, تنهد بنفاذ صبر
, ليت هذا اليوم يكون قريبا يا فريده
, فالوصول لقلبك
, أصعب مما تخيلت بكثير ..
, دقات خفيفة علي باب مكتبه
, تبعها فتح الباب ليدخل منه مجدي
, صاحب الشركه
, فهو رجل وقور كبير في السن يتجاوز الخمسين من العمر ومع ذلك تبدو علي ملامحه الوسامه ببشرته الخمري وعيونه العسلي وقامته المشدودة له طله حازمه وحضوره الطاغي
, علي الرغم من بشاشه وجهه
, فهناك حزن كامن بعيونه
, يثير الشجن
, قام معتز علي الفور ليرحب بالقادم
, -احلي صباح واللهي
, ايه النور دة المكتب منور بحضرتك
, ربت مجدي علي كتفه
, وهو يتحدث إليه بنبره معاتبه
, -ماشي يا بكاش
, حعديها بمزاجي
, مع انك مبتسمعش الكلام
, بس يالا حعمل ايه بحبك وأمري لله
, - واللهي يا عمو انا يومها نسيت خالص وروحت من الشغل تعبان
, ونمت علي طول
, تحدث إليه بشك
, -نمت برده
, ولا مرضتش تيجي
, عشان عرفت ان باباك عندي
, معتز يابني انا زي ابوك بالظبط
, وخايف عليك الموضوع القديم
, انساه وعيش يابني
, انت لسه صغير بلاش
, تخلي العمر يضيع منك
, تنهد معتز
, -انا نسيت اللي فات خلاص يا عمي
, بس مش مستعد ارجع تاني دلوقت
, وبعدين يعني حسيبك
, وانت محتاجلي ميبفعش طبعا
, -ماشي يا معتز
, لولا الظروف اللي الشركه
, بتمر بيها انا كونت ضغطت عليك اكتر
, بس انا فعلا محتاجك الفتره دة معايا
, لحد ما نعدي الفترة الصعبه دة علي خير
, أشار اليه معتز ليجلس علي المقاعد الوثيره
, باحدي أركان المكتب
, -طيب تعالي نقعد
, ونراجع اخر التطورات في ورق اللي حنقدمه للمناقصه بعد يومين
, ولو عندك اي ملاحظه
, نبقي نشتغل عليها انا وفريده
, انتبه له ليتسائل
, -دة الموظفه الجديده بدل محسن
, -ايوة يا عمي
, -معتز انت واثق فيها
, -متخفش انا واثق فيها جدا
, هي جيه دلوقتي حتتعرف عليها وصدقني حتحبها
, -لا يا سيدي انا عايز اطمنها
, مش احبها
, ضحك معتز هو ومجدي
, ليتحدث اليه
, -ياه يا معتز
, من زمان مشوفتك بتضحك كده
, ابتسم معتز بود
, -صدقني يا عمي انا نسيت
, وقررت ابدء من جديد
, اللي فات خلاص اتقفل
, و عدي مش حرجع افكر فيه تاني
, -**** يروق بالك يا حبيبي
, ويجعل من نصيبك الطيب دايما
, -يارب
, بدء معتز يعرض علي مجدي الأمور والبيانات الخاصه بالمناقصه ليتناقشا فيها ويبدي مجدي إعجابه الشديد بالتطورات الجديدة
, طرقات ناعمة علي باب مكتب معتز جعلته يبتسم عندما فتحت الباب لتدخل فريدة
, بطلتها الهادئه والناعمه
, ليقف مجدي مذهولا
, من الفتاه الواقفه أمامه
, وقد شلت الصدمه تفكيره ليحس بدوار خفيف يتملكه ليمسك بمعصم معتز بشدة وقد بدء يتعرق ويظهر الشحوب علي ملامحه

4


- عمو مجدي انت كويس في حاجه
, حاسس بايه
, اقتربت فريده منهم وسط ذهول مجدي الشديد لينظر لفريده ثم يشير بيده عليها
, -مريم
, -مريم مين يا عمي
, فريده اطلبي الدكتور بسرعه
, توجهت فريده الي مكتب معتز وهي قلقه جدا لتطلب السكرتارية وتستدعي الطبيب بالشركه الذي جاء علي الفور ليقوم باسعاف مجدي
, بقيت تتأمل الموجودين بقلق
, نفس المشهد يعاد مرة اخري تكرة المرض تكره الفقد فهي أصبحت هشه للغايه لا تستطيع أن تري احد يعاني
, انتبهت علي صوت معتز الذي كان يتاملها بخوف من الهيئه التي أصبحت عليها
, -فريده انتي كويسه
, لم تستطع الكلام فاكتفت بأن تشير براسها بالموافقه وهي تتأمل مجدي الذي لولا الطبيب الذي احتوي الموقف واخضعه لجلسه تنفس ليحتوي الأمور قبل أن يصاب بازمه شديدة
, طلب له معتز سياره الإسعاف لكن مجدي رفض بشده و حاول أن يستجمع قوته ليشير لفريده ان تقترب
, -انتي مين؟؟؟؟؟
, تحدث معتز
, - ده فريده الموظفه الجديده
, اللي حكتلك عنها يا عمي
, تنحنحت فريدة لتجلي صوتها و
, -الف سلامة علي حضرتك
, أجابها مجدي وهو يحاول تمالك نفسه
, - **** يسلمك
, معتز تعالي وصلني مكتبي
, عرض عليه معتز المساعدة
, - تحب اروحك احسن
, انت تعبان ومحتاج راحه
, اعترض مجدي
, -لا انا عاوز اروح المكتب
, انا راحتي في الشغل
, معلش وصلني المكتب
, -حاضر
, انصرف معتز مع مجدي
, بينما حاولت فريده ان تذهب لمكتبها
, لكنها كانت مرهقه ومضطربه للغايه فاستسلمت لشعورها بالارهاق لترتمي بجسدها علي احدي المقاعد الوثيره
, بمكتب معتز وتحتضن راسها بكفيها
, وهي تحاول استجماع قوتها الزائفه
, كم أصبحت ضعيفه يا فريده
, لما لم تتحملي الموقف
, أين فريده
, التي كان الجميع يشهد علي قوتها
, ويعتمد عليها
, خاطبت روحها البائس
, وهي تجيبها مؤكدة هزيمتها
, فريده القوية التي كونتي تتغني بقوتها انكسرت يوم ماتت امك
, وادفنت يوم موت والدك
, فلا تبحثي عنها طويلا فلن تجدي سوي اخري هشه ضعيفه لا تتحمل المرض
, ولا تقدر علي الفراق
, لا تعرف كم بقيت علي هذا الوقت البائس لكنها انتفضت من مكانها علي لمسه معتز ليديها لترفع راسها فتتواجه عيونهم
, بحديث غريب علي طبيعه علاقتهم
, انتبهت علي وضعها القريب جدا منه لتبتعد عنه وهي تشيح بوجهها للجانب الاخر
, -انتي كويسة
, -حبقي كويسه
, انا ممكن استاذن
, - تحبي اوصلك
, -ياريت
, ركبت معه سيارته
, وسط ذهول من موقفها
, فقد رفضت الأمر بشدة بالامس
, هل كانت تتصنع البراءه معه بالأمس
, نفض الأمر عن مخيلته عندما نظر إليها
, فهي لم تنطق بحرف منذ أن ركبت معه وقالت له عنوانها
, تجلس منكمشه علي نفسها في المقعد
, وهي تحتضن نفسها بشرود حتي هاتفها لا تنتبه لرنينه المستمر
, -فريدة
, فريدة
, انتبهت لمعتز لتلتفت اليه
, - وصلنا
, انسحبت من سيارته بهدوء شديد
, فلم تتكلم او تلتفت اليه
, بل اتجهت لمنزلها باقدام مرتعشه
, تتحسس خطواتها
, طرقت علي باب شقه هدي لتفتح لها الباب الحاجه فردوس بوجهها البشوش
, - فريدة مالك يا ضنايا
, نظرت لها بوجه شاحب
, - هو انا ممكن أفضل مع حضرتك شويه
, حاسه نفسي تعبانه وخايفه اطلع شقتي وأفضل لوحدي
, رحبت بها الحاجه فردوس بود
, وأخذتها من يديها لتجلسها الي جوارها وهي تردد آيات من القرآن الكريم
, كانت تتحرك بطواعيه معها كطفله صغيره تتبع امها
, اردفت فردوس
, -قومي يا حبيبتي
, حجبلك بيجامه من بتوع هدي
, تغيري هدوك وناميلك شويه
, في الاوضه عندي
, وان شاء **** تصحي كويسه
, وزي الفل
, لم تجادلها فريده بل تبعتها كطفله صغيره تتبع خطوات امها خشيه ان تتعثر
, بعد فتره جاء فاروق وهدى من الخارج فحكت لهم الحاجه فردوس عن فريدة وانها نائمه في غرفتها منذ اكثر من ساعه
, وان هاتفها لا يمل الرنين
, ليرن هاتف فاروق ايضا
, -دة مروان اكيد قلقان عليها
, -طمنه يابنى
, - الو
, ايوة يا مارو
, -فاروق الحقني فريدة مبتردش عليا بقالي اكثر من ساعه بتصل بيها انا وشدوي مبتردش
, -بس بس
, براحه يابني فريدة عندنا هنا في البيت
, ماما بتقول انها هنا من ساعة واكتر ونايمه في اوضتها
, -هي تعبانه مالها يا فاروق!
, - يابني اهدي بقولك عندنا
, وبعدين تصحي كده وتفوق
, والحاجة حتقعدها علي كرسي الاعتراف وتعرفلك مالها وتضبطلك ادائها و تخليها تكلمك كمان تطمنك عليها
,
, -يعني
, -حبيبي فريده زي اختي متخفش عليها يا مروان وهي وسطنا وبعدين
, دة انا امي تنطق الجن متق٥ نقطة
, اه
, ضربته الحاجه فردوس علي راسه بخفه
, -هات يا واد التليفون انا معرفتش اربي
, جتك الارف
, - ايوة يا مروان اطمن يا ضنايا فريده حتبيت معايا الليله وان شاء اللة نطمن عليها ونطمنك
, المهم يا حبيبي مش ناقصك حاجه
, -لا يا أمي متحرمش منك
, ولا من دعواتك ليا
, -**** يوفقك يا بني ويوقفلك ولاد الحلال
, انت طيب وتستاهل كل خير يابني
, - ماشي يا أمي انتي طبعا مش عايزه عزومه علي كتب الكتاب والفرح
, حبقي مبسوط قوي لو قدرتي تيجي
, - طبعا يا حبيبي مش حاجي لأعز منك
, **** يتملك على خير يابني
, -حبيبتي **** يخليكي ليا يارب
, -يارب في رعايه **** يابني
, مع السلامه
, -مع السلامه
, اغلقت الهاتف مع مروان
, لتضعه جوارها و تبحث عن هدي
, -هدي
, هدي
, اجابتها هدي
, وهي تخرج من المطبخ
, -ايوة يا ماما
, -عملتو ايه ياحبيبتي عند الدكتوره
, طمنتك يا حبيبتي
, رد فاروق بمشاكسه كعادته
, -علي فكرة انا كونت معاها
, -بس يا واد
, ضحكت هدي علي حماتها فمنذ ان علمت بحملها وهي تدللها كثيرا وتهمش فاروق
, -الحمد لله طمني يا أمي
, وكتبتي علي فيتامينات وادويه امشي عليها لحد ما اروحها المرة اللي جايه
, الحاجه فردوس بالهفه
, -مقلتش نوع الجنين ايه
, -لا يا أمي مكنش باين علي الجهاز
, -يبقي بنت ان شاء ****
, -بس انا عايز ولد
, نظرت له بغيظ لتهتف قائله
, -تف من بوقك بعد الشر
, هي بنت حاسه **** حيراضيني وتبقي بنت
, زي ما رضاني بهدي حبيبتي
, -علي فكرة بقي انا اللي ابنك
, هة لو يعني نسيتي
, -وهو دة يتنسي
, بقالي ٣٠ سنه شايله همك ونكدك
, وهزارك السمج
, كفاية بقي خلي البيت تدخله الفرحه وحاجه كدة متدلعه بدل الغلاسه والنكد
, رد فاروق
, -اصيله يا ام فاروق
, مصمصت شفتيها بامتعاض
, وهي ترد
, -غصب عنك يا واد
, ثم وجهت حديثها لهدي
, -اول ما الدكتوره تأكد انها بنت
, عايزين ننزل نشتريها فساتين وهدوم
, هدوم كتيره اوي
, ضحكت هدي وهي تجيبها
, -حاضر يا أمي
, -ولو الواد دة دايقك في حاجه قوليلي وانا اظبطهولك
, رد فاروق بحسره
, -هو انا اقدر
, بعد البوقين دول
, الواحد يمشي أموره احسن
, -احسنلك برده
, انا داخله اطمن علي فريده
, رد فاروق بصوت عالي
, -تصحبكي السلامه يا ام فاروق
, جحدته بنظرتها تتوعده
, -اتلم يا واد احسنلك
, -حاضر اهو
, دخلت الحاجه فردوس الي غرفتها لتجد فريده لا تزال نائمه لتبتسم وهي تتأملها بحب صعدت علي طرف السرير لتتحسسها برفق لتوقظها
, -فريدة
, اصحي يا حبيبتي
, تململت في فراشها لتفتح عيونها وتجد الحاجه فردوس تبتسم لها بود
, - صباح الخير علي عيونك يا قمر
, -هي الساعه كام دلوقتي
, -تجيلها 4 كده
, -ياه انا نمت كتير اوي
, - فعلا انت نمتي كتير
, مش كفيانا بقي هروب
, فريده بعدم فهم
, -هروب
, هروب من ايه
, - بصي يا ضنايا انا مش حضغط عليكي عشان تحكي حاجة
, بس انا واحدة شافت وعاشت يامه اوي
, هروبك ونومك الكتير ده مش حل
, مروان كان دايما يحكي عنك وعن قوتك
, وانك خدتي صدمه موت امك وبعدها ابوكي وانتى واقفه علي رجلك وثابته
, ايه اللي جد عليكي يا ضنايا يخليني شايفه الكسره ده في عيونك الحلوين دول
, العنين ده اتخلقت للفرحه مش للدموع الي شيفاها محبوسه دة
, عارفه يابنت يافريده
, لما خلفت الواد فاروق وتعبت بعدها وشالولي الرحم وعرفت اني مش حخلف تاني
, خفت اوي وحسيت باحساس وحش
, **** ما يكتبه علي حد
, ساعتها عارفه عمك ابو فاروق **** يرحمه قالي كلمه فضلت العمر كله ترن في ودني
, اعتدلت علي السرير لتأخذ فريده في احضانه وهي تمرر اصابعها علي شعرها
, -قالي اوعي تزعلي **** عارف انك مكنتيش حتقدري تربي غير فاروق وبعدين بكرة يكبر ويتجوز و يجبلك عروسه زي القمر
, **** يرحمه كان دايما يشوف الحلو
, عمرة ما بص تحت رجله
, عارفه انا بقولك كده ليه يا بنتي
, انتبهت فريدة لها ورفعت راسها لتواجهها
, فنظرت فردوس في عيونها
, - **** شايلك الأحسن
, بس كل حاجه باوان يا حبيبتي متستعجليش ومتيأسيش من رحمته
, وبلاش يا فريده تسلمي نفسك للحزن
, عشان مش حتعرفي تطلعي منه
, النكد يا بنتي
, عامل زي البير اللي ملوش قرار لو وقعتي نفسك فيه حتضيعي بقيت عمرك
, وعمرك ما حتخرجي منه سليمه
, ابتسمت فريدة لها
, -هيه مش حتقولي بقي مالك
, ردت فريده
, -بعد الكلام دة
, انا بقيت كويسه حضرتك عندك حق
, انا مينفعش ابقي بالضعف ده
, -مبلاش حضرتك ده تقيله علي قلبي
, بتعملي حموضه كل ما تقوليها
, قوليلي يا دوسه
, ضحكت فريدة علي كلماتها بشده
, فعلي الرغم من عمرها
, الا ان روحها مرحه وملامحها تجعلك مسترخي أمامها
, فلديها قدره عجيبه علي النفاذ لروحها وقرائتها بدقه
, -خلاص يا دوسه
, -طب يالا بقي زمان هدي بتحضر الغداء بره تعالي نساعدها
, قومي يالا مفيناش من كسل
, -حاضر يا دوسه
, حضرت فريدة مع هدى الغداء ليجلس الجميع ويتناولوا طعامهم
, -الاكل حلو اوي يا دوسه
, تسلم ايدك
, علق فاروق مشاكسا
, -دوسه
, العب
, لا كدة كتير دنا ابنك مبتخلنيش اقولهالك
, اشمعنا بقي فريدة وهدى
, - واد يا فاروق هو انا كونت بربيك واعلمك عشان في الاخر تقوليي دوسه
, احترم نفسك ياواد انا امك تحترمني
, وهدي وفريدة يدلعوني انا بحب ادلع
, وبعدين منا سمعتها منك
, قبل كدة بتقولها وحش
, معجبتنيش
, - ماشي يا أمي
, جز فاروق علي أسنانه وهو ينطق كلمته الخير
, لتنظر له هدي وفريده وتحاول كل منهم النظر في طبقا لتكتم ضحكتها
, كم كانت تحتاج لهذا الجو الذي أصبحت تفتقده لتتذكر امها ومشاكستها معها ومع ابيها الذي كان دائم التدليل لها
, لتنتشلها فردوس من بئر ذكرياتها
, وهي تضع يدها علي كتفها
, - اطلبهم الرحمه
, تعجبت فريدة من تلك العجوز التي تقرأ أفكارها لتترحم علي والديها وتقرا لهم الفاتحه في سرها
, -اتفقنا يا بنتي
, نظرت لها فريده بعدم فهم
, لتكمل فردوس حديثها
, -كل ما تفتكريهم اقريلهم الفاتحة
, حيفرحوا بيها فرحيهم زي ما عاشوا
, عمرهم كلوا بيفرحوكي
, ابتسمت فريدة لها بينما
, بقيت دمعه حبيسه بعيونها
, ترفض النزول
, فقد اخذت قرارها اخيرا لن تترك نفسها للحزن فهي تستحق ان تعيش حياتها كما كانت تخطط لها
, انها تستحق ان تفرح
, فلا حزن بعد يومها هذا
, فلتنسي الحزن ليياس هو منها
, بعد الغداء صعدت فريدة لشقتها
, لتتكلم مع مروان
, -فريدة اني كويسه
, - متقلقش عليا يا مارو شويه كده
, بس انا دلوقتي احسن
, - مش حتحكيلي يعني
, حتسبيني قلقان عليكي
, -صدقني يا حبيبي
, موقف كدة حصلي
, مدير الشركه تعب اوي وطلبناله الدكتور لحقه واسعفه في الوقت المناسب
, - افتكرتني عمي صح
, - تخيل
, كل حاجة مرت قدامي
, كأنها شريط سينما
, فجأة لقيت نفسي مش قادره أقف علي رجلي واستاذنت وروحت
, -طب دلوقتي عامله ايه
, -انا احسن دلوقتي
, اتكلمت مع طنط فردوس
, وبقيت احسن بكتير
, -انتي حتقوليلي دة طنطك فردوس
, عامله زي السحر كدة
, -فعلا
, -طيب اسيبك انا بقي والحق مشواري
, ادعيلي بقي
, - تبقي خارج مع شدوي
, -لا وانتي الصادقه
, د انا خارج مع شدوي وأم شدوي
, حنختار ألوان الدهانات
, عشان العمال خلصوا وعايزين يبدوا من بكره في الشقه
, -لا دانا كده اكثف الدعوه بقي
, -ايوة والنبي ادعيلي ان طنطك كريمه ما تقفش عليا وتعكنن عليا زي عادتها
, -**** يستر
, -يارب
, يالا سلام ياديدو
, -مع السلامه يا مارو
, ٢٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في فيلا مجدي الألفي
, -حمد **** على السلامه يا استاذ مجدي
, احضرلك العشاء
, -يا ريت يا دادة
, وهاتيهولي في اوضه مريم
, -حاضر
, انصرفت داده محاسن
, وهي تتحصر علي رب عملها لقد مرت 3سنوات علي موت ابنته الوحيدة ولا يستطيع النسيان
, دق مجدي علي باب غرفه ابنته ليدخل ويتنفس عبيرها فعلي الرغم من موتها
, الا انه يحرص ان تظل الغرفة كما هي
, جلس علي سريرها يتلمسه بحب ابتسم وسط غيوم عينيه الحزينه ليتامل كل شبر في الغرفه ويتنهد بشوق طاغي للغائبه عن عالمنا الحاضره في قلبه وعقله
, جلس علي السرير
, ليتحدث
, -وحشتيني يا حبيبه بابي
, عارفه ايه حصلي النهارده
, حتصدقيني لو قولتلك اني شوفتك النهارده واتكلمت معاكي كمان
, ايه مش مصدقه
, لا انا بتكلم جد النهارده
, شوفت نسخه منك بنت حلوه
, زيك عينيها بتضحك نفس ضحكتك
, عارفة اسمها ايه
, اسمها فريدة
, عارفه كان نفسي في ايه؟؟
, كان نفسي اخدها في حضني
, اصلك وحشتيني اوي
, وحشني كلامك وتنطيطك في الفيلا
, ضحكتك اللي كانت بتنور المكان
, وحشتيني اوي **** يجمعنا سوا
, هانت
, هانت يا مريم
,
, طرقت خافته علي باب الغرفه تبعها
, دخول داده تدفع عربه الطعام بهدوء لتضع الطعام أمام مجدي
, وتنصرف وهي حزينه
, علي حالته التي وصل اليها
, بقي مجدي يتناول طعامه في الغرفة وهو يتكلم ويحدث نفسه و يقص لطيف ابنته ما مر به طوال اليوم
, بقي مجدي في غرفه مريم طويلا
, حتي بدء يشعر بالنعاس ليخرج من الغرفه ويتجه لغرفته لينام
, -في صباح اليوم التالي
, دخل مجدي شركته ليخبر الاستقبال بضروره توجه فريدة لمكتبه فور حضورها للشركه
, دخلت فريده الشركه ليوقفها موظف الاستقبال ويخبرها بأوامر مجدي
, توجست فريدة قليلا
, وبدء القلق ينتابها
, وهي تتجه لمكتب مجدي
, د قت الباب لتدخل لمكتب السكرتيرة
, لتدخل لتفوجي بسكرتيرا تقف وتبتسم لها وهي تردد اسمها
, -انسه فريدة
, هزت راسها بدهشه
, -مستر مجدي منتظر حضرتك من بدري
, قادتها الي مكتبه لتفتح لها الباب وسط دهشتها التي بدءت تتضاعف
, دخلت المكتب لتنبهر من مدي اتساعه وذوقه الفاخر واثاثه الحديث
, ابتسم لها مجدي ابتسامة ودوده بثت في روحها الأمان لتتلاشي رهبتها ودهشتها
, لكن الأمر قد آثار فضولها اكثر واكثر
, تنحنحت لتجلي صوتها
, -حضرتك كونت عايزني
,
, -طب قولي الأول صباح الخير
, -صباح الخير
, ضحك مجدي علي تلقائيتها
, -تعالي اقعدي يا فريدة
, تحبي تشربي ايه
, -شكرا لحضرتك
, مش عايزة حاجه
, -عامله ايه يا فريدة
, ابتلعت ريقها لتتحدث بصوت مهزوز
, -الحمد لله
, -طبعا انتي مستغربه وجودك هنا
, بس انا كونت عايز اطمن عليكي انتي شكلك كان تعبان امبارح
, -بس حضرتك اللي كونت تعبان مش انا
, -لا لو علي الازمه اللي جتلي امبارح انا اتعودت عليها خلاص
, فريده انا ممكن اطلب منك طلب
, -اتفضل
, -ممكن تخليني اشوفك كل يوم وتيجي تصبحي عليا قبل ما تروحي مكتبك
, بقيت صامته فلم تعرف بما تجيب
, ليدرك مجدي غرابه طلبه
, فيفتح احد ادراج مكتبه
, وسط صمت فريده واقترب منها ليضع برواز يحمل صورتها بين يديها
, لتشهق فريده
, وقد بداءت تتأمل الصوره فهي التي في الصورة ولكنها ليست هي بدءت تصاب بالتشوش
, ليمسك مجدي بيدها وهو يجلس جوارها
, -ده مش انتي
, دة مريم بنتي **** يرحمها
, فزعت فريدة من كلمته الأخيرة لتمتلي عيونها بالدموع
, وتبدء في النزول دون ارادتها
, -ممكن تخليني اشوفك كل يوم
, اصل
, أصلها وحشتني اوي
, دمعت عيون مجدي
, ودون سيطرة منه بدء بالبكاء كالاطفال لتربط فريدة علي يده
, - ممكن ابقي اقولك يا بابا
, ابتسم مجدي وسط دموعه
, لتمسحها فريده برفق
, وهي تردد داخلها
, انها وجدت ضالتها اخيرا
, - موافق يا بنتي
, كانت كلمته الأخيرة كبلسم لروحها المهترئه تحتاج اذنها بشدة لسماع تلك الكلمه تحتاجها علها تستعيد بها روحها الضائعة لا تعرف كيف لكلمة
, ان تحيي بستان قلبها اليابس
, وكيف لكلمة ان تروي جفاف أرضها البور لتزهر وتطرح ورود وياسمين
, لتعطر حياتها من جديد
, لا تعرف كم بقيت من الوقت في مكتب مجدي لكنها اخيرا استعادت نشاط عقلها وتأكدت من تعافي قلبها
, الذي كاد يضمر من الحزن
, دخلت مكتبها لتجد سلوي تتحدث في هاتف المكتب وتبدو علي ملامحها الامتعاض الشديد
, -لا يافندم لسه مجتش
, حاض٤ نقطة
, اها جت خلاص حبعتها لحضرتك
, اغلقت السماعه وهي تبرطم كعادتها
, لتتوجه ببصرها لفريده بشي من الضيق
, -مستر معتز قالب الدنيا عليكي
, من الصبح كونتي فين؟؟
, ابتسمت بدبلوماسية
, -حروح له المكتب
, بعد اذنك
, خرجت من المكتب لتتكلم سلوي
, بقهر
, -حتشلني بنت ال٨ نقطة

5


طرقت الباب برقه كعادتها
, لتدخل مكتب معتز
, الذي كان يشتعل من القلق والغيره عليها
, فقد عرف انها قد جاءت منذ ما يقارب الساعة وأكثر
, ليذهب لمكتبها ويطمئن عليها
, فلا يجدها هناك
, بحث عنها في كافتيريا الشركه
, لكنه لم يجدها أيضا ليثاوره الشكوك
, أثر اختفاءها الغريب
, كان قلق عليها بعد رؤيتها بالامس
, ليتفاجا بها تدخل مكتبه وعلي ملامحها ابتسامه مشرقه ليزداد غيظا منها
, - خير يا مستر معتز
, حضرتك كونت عايزني٣ علامة التعجب
, -اه
, ايوه ممكن اعرف كونتي فين
, انتي جيه من بدري الشركه
, وبعدين وقت الشغل للشغل يا استاذه
, مش لحاجه تانيه
, انا بقالي اكتر من ساعة بحاول اظبط البرنامج الزفت ده
, مش عارف و بيهنج برده
, احتقن وجه فريده
, من تلميحات معتز السخيفة
, وأفعاله الغير مبرر لها
, فهي تعلم انه يجيد العمل علي البرنامج
, و يتصنع معها عدم الفهم
, لكن الأمر أصبح لا يطاق ابدا
, نظرت اليه بضيق
, وهي تتخيل الكثير من الكلمات البزيئه
, التي يجب أن تقولها له
, وانه يحتاج للعديد من الصفعات ليلزم حدوده معها لكنها في النهاية أثرت البرود
, لتتنهد بنفاذ صبر
, و تتقدم الي مكتبه وتأخذ حاسبه الشخصي لتديرة اليها وتضغط بغيظ علي ازراره ثم تديره له
, تحدثت بضيق واضح
, -ياريت له فيه اي حاجه
, قابلت حضرتك بعد كده علي الجهاز
, تبقي تستعين بمهندس الصيانه
, حيفيد حضرتك اكتر مني
, بعد اذن حضرتك عشان عندي شغل
, خرجت من غرفته سريعا
, دون أن تترك له مجال للرد
, لتصفع الباب بشدة وهي خارجه
, احس معتز انه قد تسرع في كلامه معها وكان متحامل عليها ليزفر بضيق
, ليحدث نفسه بغيظ
, -اف بقي وبعدهالك يا زفت انت
, مش عارف تعامل معاها عدل يعنى
, اهي زعلت منك اهي
, ارتحت كدة
, بقيت فريدة طيله اليوم علي حالتها العصبيه تراجع نفسها لماذا لم تصفعه
, لم تركته يتحدث معها بهذا الأسلوب
, حتي جاء وقت الاستراحه
, لتنصرف سلوي كعادتها للكافتيريا
, وتبقي هي وحدها أخرجت هاتفها
, لتتحدث مع شدوي
, -احلي صباح دة والنعمه
, -فايقه ورايقه ولا في دماغك حاجه
, -ياختييي اهو نقك ده اللي جابني الأرض
, محضرتيش خناقه امبارح
, -خناقه ايه يا زفته هببتي ايه تاني
, - و انا مالي هي كل بلوه ترميها عليا
, دي ماما
, امبارح عكننت علي مارو حبيبي
, وكدرته وفي الاخر اتصالحوا
, -اشمعنا يعني
, - نزلنا ياسيدتي نختار الوان الدهانات
, وانتي عارفة زوق اختك
, اعتدلت فريدة في جلستها
, وهي تتحدث
, -نهارك مش فايت
, اوعي تكوني اخترتي الوان قوس قذح وعالم ديزني والهبل ده
, -حصل
, وبعدين متقوليش علي زوقي هبل
, ما مروان وافق عليها عادي يعنى
, تسالت فريدة بفضول
, - ومامتك
, -امي **** يباركلها
, هبت فيا وقالتلي ابطل هطل
, واختار الوان عدله
, وعينك ماتشوف الا النور
, قلبت ضلمه
, ومروان حبيبي اتنرفز
, و مخلهاش تهزئني
, واخد الطريحه كلها لوحده
, بذمتك مش عسل
, -انتي كتير عليا بجد
, صحيح اللي يشوف بلاوي الناس
, تهون عليه بلوته
, تجلي صوت معتز مرددا
, - دة اللي هيا ايه بقي
, وجدت فريده معتز أمامها يضع يده في جيبه ويتفحصها بابتسامه غريبه
, -حكلمك لما اروح يا شدوي
, اغلقت الخط دون أن تترك مجال للمسكينه شدوي وترضي فضولها
, استحضرت كل غضبها لترد عليه
, لكنه اسرع في التكلم معها
, - اسف علي اسلوبي معاكي الصبح
, معلش كونت متعصب شويه
, وجت فيكي
, بجد اسف
, بقيت فريده لبرهه لا تستوعب كلامه
, لابد انه يعاني شي ما بعقله
, لتستجمع نفسها
, وهي تهرب من نظراته التي تربكها بشده وعيونه التي تتابع تفاصيلها بدقه
, -لا ابدا محصلش حاجه
, - يعني مش زعلانه
, -لا خلاص
, -طب ممكن تقبلي عزومتي علي الغداء
, - اسفه بس انا
, معلش مش حقدر
, -تبقي لسه زعلانه مني
, ارتبكت فريده بشده أمام حصار عيونه لها
, -معلش خليها يوم تاني
, -ماشي يا فريدة براحتك
, انصرف معتز من مكتبها وعلي وجهه ابتسامه خلابه لقد أدرك ان له تأثير عليها وهذا جيد كبداية له
, بينما بقيت فريده تفكر
, فقد كادت تقتله قبل قليل
, لكنها فور اعتزار لها هدءت
, كان شي لم يكن ماذا يحدث لها
, لما ترتبك هكذا بقربه
, عندما تلين تصرفاته معها
, تشعر بشي غريب
, لم تجرب هذا الشعور من قبل هل يكون هذا٦ نقطة
, نفضت تلك الفكرة
, لا طبعا
, فهو متقلب المزاج ولا يوتمن
, وهل بيدك ان تختاري يا فريده من يميل قلبك اليه
, ولما لا.٣ علامة التعجب
, استطيع الاختيار طبعا.
, حمقاء انتي لو اعتقدت ذلك
, فالحب شعور لذيذ يتسرب الي قلبك
, كما يتسرب الماء من بين يديك
, لن تدركي الأمر
, الا عندما يجف حلقك
, فلا تجدي بين يديكي قطرة واحده
, لترتوي به
, فتنحني بمل ارادتك لتشربي من النهر
, لكني لا اضمن لكي النجاة
, فقليلون من يستطيعوا السباحة فيه
, تنهدت فريده بنفاذ صبر
, لتدع الأمور للوقت
, لا تتسرعي في شي
, لعل **** يحدث بعد ذلك أمرا٣ نقطة
, انقضي اليوم ومر الاخر لينتهي الاسبوع اخيرا وتجد نفسها في محطه القطار تركب الديزل لتتوجه اخيرا لمعشوقتها الإسكندرية كان لديها طاقه غريبه تدفعها للابتسامه والتفائل فوجود مجدي اضاف لروحها الكثير من الطمأنينه والأمان
, رن الهاتف لتنظر له برضا وهي تتأمل اسم مجدي
, أسرعت بالرد
, -ايوة يا بابا
, لا لسه متخافش
, اول ما اوصل حكلمك
, واطمنك
, اغلقت الهاتف
, ولا تزال الابتسامه تحاوط عالمها الوردي عالم لم يتلوث حتي الان باي شي
, كان مروان ينتظرها
, كما وعدها لترجع معه الي بيت شدوي
, فتجد الحاجه كريمه قد اعدت لها مالذ وطاب ويستقبلها الحاج منير والد شدوي بكثير من الود والالف
, جلسه فريدة وسطهم بعد اصرار منير علي بقاء مروان للغداء
, كانت الأجواء حميميه تبعث علي الدف لينصرف مروان بعد الغداء مباشره وتأخذ شدوي فريده لغرفتها
, اغلقت الباب لترتمي فريده علي السرير بارهاق شديد
, -ايه ده بقي
, لا مهو انا مش حسيبك الا لما تحكيلي علي كل حاجه
, احسن وكتاب **** اصوت والبسك بلوه دلوقتي فوقي كدة واحكي
, تاففت فريدة بارهاق لتتحدث
, -يا بنتي حرام عليكي بقي
, منا حكيتلك كل حاجه في التليفون
, ارحميني
, - محصلش
, لما سألتك حاسه بأيه
, عملتي نفسك هبله و زوغتي من الاجابه
, وبعدين شكله ايه معتز احكي بالتفاصيل
, م انا مش حسيبك النهاردة
, اعتدلت فريده بياس علي السرير
, فهي تعلم شدوي لن تتركها
, حتي تعرف كل شي
, لتبدء في الاجابه علي اسئلتها اللولبيه عن مصير الكوكب
, -بس كدة يا ستي
, هه في حاجه فاتتك
, -فريده انتي كل ده مقولتش بتحسي بأه معاه
, رفعت حواجبها بحركه مسرحيه
, -مش عارفة ببقي متلخبطه
, وبعدين هو مش مستقر ساعات
, بحس بحنيه وهدوء وهو بيتكلم معايا وساعات بحس نفسي عايزه اضربه علي وشه وببقي متغاظه من تصرفاته
, شدوي
, هو انتي بتحسي بأه وانتي مع مروان
, ابتسمت برقه و حالميه
, - ببقي مطمنه
, عارفه ان عمري ما حيحصلي حاجه
, وانا معاه
, عارفة انه حيحميني
, مش عارفه بجيب الثقه دة منين
, بس انا معرفتش حد غير مروان
, كل احساس حلو حسيته كان ليه ومعاه
, بحس نفسي تايهه
, وهو مش جنبي ومشغول في شغله
, وببقي مخنوقه وعايزه اعيط
, عارفه يا ديده
, مروان عمره ما اتنرفز عليا
, ولا شخط فيا
, دايما بيعاملني براحه
, ردت فريده سريعا
, -منتي معاكي شهاده معامله *****
, حيعاملك ازاي يعني
, -تصدقي بقي انك رخمه وفصلتيني
, وحلال فيكي اللي حعمله
, قفزت شدوي علي فريدة
, لتضربها بالوسادة
, ولكن فريده بعد أن تلقت ضربتها الاولي ركضت الي الخارج لتستنجد بكريمه
, فتوعدتها شدوي بحنق شديد
, -ماشي يا فريده
, وربنا م انا سايباكي
, دخلت فريدة المطبخ تضحك علي شدوي
, - اتخانقتوا صح
, - لا يا امي ابدا ده هزار عادي
, -**** يخليكو لبعض يا بنتي
, مش عارفه البنت ده حتعقل امتي وتركز
, واللهي لو حد غير مروان
, مكان استحمل جنانها وهبلها ده
, - **** يفرحهم يا أمي بكرة تعقل
, - يسمع منك **** يا بنتي
, انا قولت لما تتخرج وتشتغل حتعقل
, بس الحمد لله اتهطلت اكتر
, شغلها في الحضانه أثر علي عقلها
, حساها حتفضل هبله كده
, احتضنها فريده بحب
, - تصدقي أن أحلي حاجه فيها هبلها ده
, مش شايله هم الدنيا ولا عامله حساب لحاجه دايما فرحانه ومفرحه اللي حوليها
, سيبيها يا أمي
, هي كدة حلوة ومروان بيحبها زي ما هي عمرة ما حاول يغير حاجه فيها
, - واللهي بدعيله **** يقويه علي جنانها ويهدي سرهم
, -يارب
, اسيبك انا زمنها هدت شويه
, حدخل انام بقي لحس انا حموت من التعب
, مر يومين الاجازه مثل الحلم علي فريدة
, ما بين مشاكسات شدوي و مزاح مروان لتعود للقاهره
, دخلت مكتب مجدي كعادتها
, -صباح الخير
, -صباح النور علي احلي مر
, فريدة في الدنيا
, -**** يرحمها
, -**** يرحمنا جميعا يا بنتي
, -انا جيت أصبح عليك اهو
, اروح بقي علي مكتبي عشان عندي شغل كتير اوي النهاردة لازم اخلص ورق المناقصه
, عشان مستر معتز حيسلمها بكرة ان شاء اللة
, -ماشي يا حبيبتي
, بس اعملي حسابك انا عازمك النهارده علي الغداء بعد ما تخلصي شغلك
, -ماشي موافقة
, سلام
, -سلام
, ذهبت فريدة الي مكتبها
, فور وصول معتز للشركه
, لم يستطيع البقاء بمكتبه
, ليفكر في حجه ليري بها فريده كعادته
, كانت يفتقد ملامحها بشده في اليومين السابقين ليجد قدميه تقوداه دون ارادته لمكتبها لم يجدها فيه
, فامسك بالباب ليخرج
, في نفس الوقت التي عادت فيه لمكتبها
, اصطدم بها لتشهق من الصدمه
, وتترنح فليلتقطها بين يديه
, ويمنع سقوطها
, ثواني قليله قبل أن يتدارك كل منهم لوضعهم الغريب لتبتعد فريدة سريعا و قد تحول وجهها الي الوردي اللذيذ من كثره خجلها من ذلك الموقف المحرج لها
, بينما كان معتز في عالمه الخاص فقد اتيح له ان يعرف عطرها الهادي الذي طالما آثار فضوله كانت برائحه مميزه خليط من الياسمين والورد ناعم
, يثير في النفس الهدوء والراحه
, كانت عيناه تجبراها علي حديث لاتعرف نهايته لم يكن يحتاج ليتكلم
, لتعرف هي كم اشتاق اليها
, فقد كانت عيناه الزرقاء
, تتلكا علي ملامحها لتخبرها
, كم اشتاقت اليها
, شعور قوي يجتاح عقله ويشده اليها فقد أصبحت تحتل مساحه كبيرة من تفكيره
, بل صارت هي كل تفكيره
, لم يكن يتحكم بجوارحه وهو يقترب منها ليزيح تللك الخصلات الثاثره من محبسها لتحتضن وجهها الهادي بلونه المشتعل أثر تقاربهما اللذيذ
, شعور بخفقات قويه لا يعرف
, اهي له ام لها فقد انفصل عن واقعه للحظات اودت بثباته وهيبته
, لم تستطيع فريده ان تجاري عينيه الجريئه في حديثهما معها فخفضت راسها لتحاول استجماع مشاعرها المبعثر
, فقد أصبحت الان متأكدة من مشاعرها
, فتلك الرجفه بداخلها مع صوت دقات قلبها الذي كاد ان يصم اذنيها
, تعرف الان انه استطاع ان يتخطي أسوارها لينفذ لقلبها و يشغل عقلها به
, لكن هل سيكسب ثقتها به
, افاق معتز من تأثير عيونها السوداء التي باتت تثير فضوله ليكتشف أسرارها
, ويغوص في بئر روحها الغامض
, ليبتعد عنها ويغادر لمكتبه دون أن ينطق بكلمه واحده فتحمد هي **** انه اعطي لها فرصه لتلملم هي عقد اعصابها المفرط من ذلك التقارب بينهم
, حاولت وحاولت لكنها اخفقت بشدة لتجد نفسها تتذكر كيف اصتدمت به فتبتسم بتلقائيه شديدة
, كانت تعمل بنشاط شديد و قلب هائم في بحور احلام ورديه لم تختبرها من قبل
, غافله عن تلك العقربه
, التي كانت تتأكل من الغيظ
, فقد شهدت سلوي علي تقاربهما
, لتدرك انها لا تستطيع أن تمسها بسوء
, فهي الان أصبحت تحت حمايه معتز
, لن تستطيع الان ان تخاطر بنسج مصيبه لها قد تكشفها وتعرضها للخطر
, رن تليفون سلوي
, -الو
, حاضر
, اغلقت التليفون محاوله التركيز في تلك الأوراق الممله لتنهي عملها
, في نهايه اليوم استدعي معتز سلوي لتحضر هي كل أوراق المناقصه ليتم مراجعتها بشكل نهائي لتسليمها في الغد
, كانت فريده تستعد للانصراف عندما اتصل بها مجدي ليخبرها انه ينتظرها في السياره ليذهبا معا لتناول الغداء
, لملمت أغراضها بسرعه لتنزل حيث ينتظرها وتركب معه سيارته ليذهبوا
, بينما كانت سلوي تجلس مع أكرم بالسيارة
, -**** ****
, دة مش عاتقه حد
, -اسكت يا أكرم البت دة طلعت مش سهله الصبح انا شايفاها مع معتز
, ودلوقتي مع مجدي
, -العب
, دة شكلها حتحلو اوي
, -قصدك ايه بقي
, يا سي أكرم
, -هه
, لا ولا حاجه خلينا في موضوعنا
, انا معايا مفاتيح مكتب معتز
, اول ما ينزل تطلعي زي الشاطرة تصوري الملف النهائي بعد الباشا ما عدل عليه وتيجيلي
, خدي نسخه المفاتيح اهه
, ارتبكت سلوي وهي تجيبه
, -طب افرض حد شافني
, -ولا حاجه
, انتي كونتي ناسيه تليفونك في المكتب وطلعتي تجيبيه
, -تمام
, ٢٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في سياره مجدي
, تسائلت فريده بفضول
, -هه
, حتغديني فين بقي
, -بصي يا ستي
, انا واحد دقه قديمه شويه
, مبعرفش اكل بره
, حنروح الفيلا تدوقي بقي اكل دادة محاسن
, حاجه كدة ايه محصلتش
, ابتسمت فريده بود وهي ترد
, -تمام
, انا كده جوعت خالص
, دخلت فريدة الفيلا
, لتنبهر من ذوقها الراقي وشكل الجنينه المنسق والورود المزرعه بها بالوان مبهجه وتناسق رائع
, -الفيلا حلو اوي
, ما شاء ****
, -دة بس عشان عيونك حلو بتشوف كل حاجه جميله
, دخلوا للفيلا لتقابلهم دادة محاسن
, -احضر الغداء يا مج٦ نقطة
, صرخت محاسن بخوف عندما رأت فريده لتمسك في ملابس مجدي وهي ترتعش وتختبي خلفه وتردد
, بسم **** الرحمن الرحيم
, سلام قولا من رب رحيم
, لا تازونا ولا ناذيكوا
, لم يستطيع مجدي ان يمسك نفسه من الضحك ليتذكر اول مره رأي بها فريده
, وما فعله يومها
, لينظر لفريده التي صدمها رد الفعل
, تعرف انها تشبه ابنته ولكن الي هذا الحد الشبه مخيف للجميع
, -اهدي يا دادة
, دة الانسه فريدة
, محاسبه معايا في الشركة
, حاولت محاسن استيعاب الأمر لتقترب وتتلمس فريدة لتنفي خوفها وذعرها منها
,
, لتبتسم لها فريدة بعفويه
, تحدثت اخيرا محاسن بصوت مرتعش رغم محاولتها الثبات وتدارك الأمر
, - اهلا بيكي يا بنتي
, -داده
, انا جعان اوي وضبي السفره بسرعه
, انا حبقي في المكتب مع فريدة
, انصرف الاثنين الي المكتب
, بينما حاولت محاسن ان تتمالك نفسها
, لكن دون ارادتها انسابت دموعها
, وهي تتذكر مريم تلك الفراشة التي كانت تملي هذا البيت بالفرح والسعادة ليتحول بعدها البيت كئيب ملي بالحزن
, -بابا
, هو انا يعني
, اقصد كونت عايزه٤ نقطة
, - عايزه تعرفي ماتت ازاي
, - لاخلاص انت شكلك تعبان
, - لا يا حبيتي
, انا نفسي اتكلم مع حد
, تعبت من كتر ما بكلم نفسي
, تنهد مجدي وهو يجلس علي احد الكراسي بالصالون الملحق بالمكتب
, -كان يوم عادي
, وكان فاضل اسبوع علي فرحها
, كانت بتحب أدهم ابن خالتها اوي
, مع اني كونت عارف انه بيعتبرها زي إخوته ومش شايفها غير كده
, وكونت عارف ان ناهد هي الي ضغطت عليه عشان يخطبها وقولت عادي بكره لما يتجوزا حيحبوا بعض
, عملت نفسي مش عارف حاجه وقولت اسكت عشان مكسرهاش
, هي مكنتش شايفه حد غيره ولا حتي عايزه تشوف حد
, قبل فرحهم بأسبوع شافته مع واحده وحصلت خناقه كبيره بينهم واعترفلها انه طول عمرة شايفها زي اخته
, مستحملتش كلامه وسابته وركبت عربيتها وملحقهاش فكرها حتتمشي بيها شويه وترجع
, بس مرجعتش
, عملت حادثه كبيره علي الطريق ومحدش لحقها وماتت
, بعدها انا تعبت وناهد وادهم مقدروش يفضلوا في مصر بعد اللي حصل خصوصا اني حملتهم مسئوليه اللي حصل ومقدرتش اسامح وقتها حد فيهم
, هاجروا إنجلترا و من يومها انقطعت أخبارهم
, - طب دلوقتي
, -مش عارف يا فريدة
, ساعات بفكر اني لازم اسامح
, واكلم ناهد ترجع
, انا خايف اموت ومحدش يحس بيا
, انا مش خايف من الموت بالعكس
, انا ساعتها حروح لمريم
, انا خايف من الوحدة
, لمست كلماته قلب فريده فهي أصبحت تفكر مثله تماما لا تخشي الموت
, ولكنها أصبحت
, تكرة الوحده

6


مر الوقت سريعا علي فريدة
, -ياة انا كده اتاخرت اوي
, - ولا اتاخرت ولا حاجه
, انتي لسه مدوقتيش الحلو
, اللي داده عملاه
, مخصوص ليكي
, - لا بجد كدة كتير اوي
, دة من بعد الغداء وهي بتحول ليا حاجات كتيرة اوي انا مش متعوده علي ده كله
, وبعدين انا لازم امشي كده حيقلوا عليا
, وافق مجدي علي كلامها ليجيب
, -خلاص بس خلي السواق يوصلك
, مش حينفع تروحي لوحدك
, هزت راسها وهي ترد
, -موافقة
, ذهبت فريدة لمنزلها
, لترتمي اخيرا علي وسادتها وهي تراجع احداث يومها لتجد نفسها تبتسم
, وهي تتذكر تلك الثواني التي قضتها
, في أحضان معتز
, تتذكر عطره المميز فهو قوي ونفاذ
, تخلخل الي حواسها ليتملكها
, دون مجهود
, حاولت أن تفيق من أحلامها الورديه. به لكنها وجدت نفسها تحتضن وسادتها
, بسعاده وتتمني ان تحلم به
, ليكون لها ما تريد
, في الصباح
, استيقظت فريدة بنشاط كعادتها
, لترتدي ملابسها وتذهب لعملها
, وهي تأمل ان تراه أمامها
, جلست علي مكتبها بعد أن ألقت تحيه الصباح علي مجدي
, تنتظر قدومه
, ولكن دون جدوي
, لترمقهاسلوي بحقد
, حاولت أن تخفيه ببراعه
, -اليوم النهارده هادي
, ومفهوش شغل
, عشان مستر معتز مش في الشركة
, انتبهت فريده علي كلمات سلوي لترد بابنتباه
, - عندك حق اليوم هادي فعلا
, - مش عارفه اشمعنا المناقصة ده اللي راح يسلم ورقها بنفسه
, منا كل مرة اللي بروح اسلم الملف
, عادي يعني
, - ايه عادي يا سلوي
, بقيت فريدة تحاول أن تركز
, لتنتبه علي عملها لتكمل باقي اليوم
, تحت نظرات سلوي المتفحصه
, جاء معتز لمكتبه في نهايه اليوم
, -حضرتك تامرني بحاجه
, -لا يا ساره شكرا
, أكرم حاول يكلمك تاني
, -لا يا مستر معتز من ساعه
, ما اخد مفتاح المكتب
, واخدت منه الفلوس
, زي ما حضرتك عارف محصلش حاجه
, -طيب
, ابعتلي حد يغير مفتاح المكتب ومش عايز حد يحس بحاجه ولو كلمك تتعاملي معاه عادي
, - هو حضرتك حتسيبه بعد اللي عمله دة كله
, -لسه وقته مجاش ياساره
, خلصي شغلك وروحي انتي
, انا طالع لمستر مجدي
, ذهب معتز الي مكتب مجدي
, ليطرق الباب ويدخل
, -صباح الخير
, -لا قول مساء الخير
, دة الساعه داخله علي 4العصر
, عملت ايه؟؟؟؟
, طمني
, -كله تمام
, متقلقش
, - وأكرم وسلوي
, حتتصرف معاهم ازاي؟؟؟؟
, - حاليا مش حعمل حاجه
, اطمن علي نتيجه المناقصة الاول
, وبعدين ابقي اقدم الفيديوهات
, وكل بلويهم النيابه
, -وليه مش دلوقتي يا بني
, -انا لحد دلوقتى مش متأكد
, هما شغالين لحساب مين
, ومش عايز اخاطر اني اكشف ورقي كله قبل نتيجه المناقصة متبان
, معلش نستحملهم الأسبوعين الجايين
, -اللي تشوفه يا معتز اعمله
, انا واثق فيك
, -تمام
, انا حمشي دلوقتي
, -معتز
, -نعم
, -حتسافر الخميس الجاي اسكندريه
, مش كده
, تافف معتز وهو يجيب
, -هو بابا كلمك
, اقترب منه مجدي وهو يتحدث بلين
, -حبيبي
, مينفعش باباك يتفق علي خطوبه نيلي اختك وانت مش موجود
, ازعن معتز لحديثه ليردد
, -حاضر يا عمي
, -**** يريح بالك يابني
, ويعوضك خير
, -يارب
, انصرف معتز من مكتب مجدي
, لينظر لساعته ويتافف بغضب
, لقد مر الوقت سريعا
, وانصراف الموظفين لكنه مع ذلك ذهب لمكتبها علي امل ان يجدها فيه
, ليجده مغلق وقد انصرف الجميع
, غادر لمنزله ليزيل عنه إرهاق يومه
, وهو يعد نفسه ان يري فريده في الصباح
, فيومه لم يعد يكتمل بدونها
, عادت فريدة لمنزلها
, لتلتقي بفردوس وتبقي معها هي وهدي
, ثم تستاذن لتصعد لشقتها
, رمت أغراضها باهمال علي اول كرسي قابلها
, لتدخل وترمي بجسدها علي السرير بملل
, كانت فكرة واحده تسيطر عليها
, كل المشاعر التي تشعرين بها هي من وحي خيالك فأنتي بالتأكيد تتوهمين
, انتبهت فريده لنفسها فهي قد تجاوزت ال23سنه ولم تعرف ما هو الحب
, انها عديمه التجربه وليس لها أي خلفيه عن تلك الأمور
, -اكيد بيلعب بمشاعرك
, مهو مفيش حد حيحب حد في أسبوع
, فوقي يا فريدة
, شكله ابن ناس اوي
, واكيد عدي عليه بنات كتير
, اكيد بيتسلي بيكي
,
, رن هاتفها لترد بكسل
, - ايوه يا شدوي
, -عاااااا
, -مالك يا بنتي
, حصل ايه
, - عمو محمود أبو مروان
, شد مع بابا في الكلام
, وقلبوا الطربيزه علينا
, -طيب اهدي
, مروان ومامتك فين؟؟؟
, - بيحاولوا يهدوهم بره
, انا خايفه اوي يا فريده
, -خلاص يا شدوي اهدي
, انا حرتب شنطتي
, و حاجي علي طول
, -فريده
, هو عمو محمود ممكن يبوظ الجواز
, زي ما ماما بتقول؟؟؟
, -لا يا حبيبتي مفيش حاجه
, حتحصل من الكلام ده اهدي
, وانا حكون عندك في أسرع وقت
, اسرعت فريده تعد شنطتها لتسافر
, نزلت لتخبر هدي وفردوس
, فالح عليها فاروق ليوصلها للاسكندريه
, ولكنها اكتفت بأن يوصلها لمحطه القطار
, ٢٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في منزل مروان
, بالإسكندرية
, - يا بابا مش كدة انت كل حاجه تحط العقده في المنشار وتعمل مشكله
, -انا يا مروان ده جزاتي اني خايف عليك
, -يا عمي مروان ميقصدش حاجه
, حضرتك عارف انه بيحب شدوي
, يعني هو بس منفعل شويه
, مروان يا حبيبي
, انا تعبانه شويه
, معلش ممكن تنزل تجيبي
, اي مسكن من الصيدلية
, فهم مروان انها تريد التكلم مع والده بدونه ليأخذ مفاتيحه و يتركهم
, ويصفع الباب
, - شايفه عمايله
, -يا عمي هو مدايق شوية
, معلش
, -مدايق مني
, هو ده جزاتي يعني
, وبعدين قايمه ايه اللي نمضي عليها
, انا مش ماضي علي حاجه
, -طب ولو قولتلك
, وحياه طنط انصاف
, ارتبك محمود
, -وايه حيدخل انصاف
, في الموضوع ده
, - يا عمي انا واخده بالي علي فكرة
, وحاسه بكل حاجه
, حاول محمود إن يدافع عن نفسه
, -ايه يابنت الجنان
, اللي انت بتقوليه ده
, ابتسمت فريده بخبث وهي تجيبه
, - طب بالعقل كدة
, انت اصريت ان مروان يتجوز في شقه لوحده وميسكنش معاك
, مش عشان تزحلقه
, وتتجوز طنط انصاف
, نظر لها بزهول فقد كشف امره
, - انا
, اختشي يا فريدة
, عيب الكلام دة
, ضحكت فريدة وهي ترد
, - طيب انا كونت ناويه
, اعرفك يعني انها٦ نقطة
, ولا بلاش بقي مدام انا بيتهيلي
, تلهف محمود ليسمع حديثها
, -فريدة
, لتجيبه سريعا
, -بتحبها صح
, اشاح بنظره عنها وهو يتحدث
, -اختشي يا فريدة
, عيب الكلام ده
, انا كبرت علي اللي بتقوليه ده
, وبعدين الست في حالها وجارتنا
, استرسلت فريدة في حديثها
, -ايوه وواحدنيه
, و معجبه بيك
, وبعملك البصاره اللي بتحبها
, وأم علي
, و البسبوسه
, -حيللك حيلك
, دانتي مركزه معانا بقي
, ضحكت فريدة برقه و هي تجيب
, -عمي انت اللي مكشوف
, علي فكره بقي
, وبعدين انت مستني ايه
, -مستني اطمن علي مروان
, -ومروان خلاص حيكتب كتابه كمان كام يوم
, وفرحه بعد اسبوعين
, يعني نزحلقه بقي عشان نشوف نفسنا
, -يعني عايزني أوافق علي القايمه
, اللي ابوها عملها
, -يا سيدي صاحب الشأن موافق احنا حنعترض ليه بقي
, وبعدين ده العادي دلوقتي يا عمي
, خليك حلو بقي وما تكسرش فرحتهم
, مانت عارف مروان بيحب شدوي ازاي
, -خلاص يافريدة اللي تشوفيه
, -انا بقول نروح نزور طنط انصاف بكره
, -ايه لا طبعا
, مش وقتوا
, انتي عايزة الناس تاكل وشي
, -هي الناس حتنفعك لما تقعد لوحدك يعني وبعدين احنا مش حنعمل حاجه احنا حنتفق ولما مروان يتجوز نبقي نعمل كتب كتاب علي الدايق كده وخلاص
, -انتي شايفه كده
, -خير البر عاجله
, -بس مروان
, -لا ان كان علي مروان
, انا حظبطهولك متقلقش
, -فريدة انا٦ نقطة
, - متقولش حاجه يا عمي انا متربيه في البيت ده وحضرتك زي بابا **** يرحمه
, -لا يا بنتي مفيش حد زي ابوكي **** يرحمه
, **** يكتبلك الخير كله يا حبيبتي
, -يارب يا عمي
, نزلت فريده من منزل مروان لتجده يقف ينتظرها علي السلم
, -عملتي ايه؟؟؟
, -عيب عليك يا بني ظبطهولك
, -ايوه اللي هو ازاي يعني؟؟؟
, -لا دة سر المهنه بقي
, روح راضيه بكلمتين
, وانا حروح لشدوي
, احسن قلبناها مناحه هناك
, -طب ما اروح معاكي اطمن عليها
, ضربته بخفه علي كتفه لتزيحه من طريقها وهي تتحدث
, -اطلع يا مروان
, **** يهديك الساعه عدت 12
, انا خلاص حقع من طولي فرهدت
, مش حمل مناهده
, ولا هبل **** يكرمك
, صعد مروان لشقته بينما ذهبت فريده لشدوي
, في غرفه شدوي
, -يا بنتي بطلي عياط
, صدعتيني حرام عليكي
, خلاص عمك محمود
, حيجي بكره يمضي علي القايمه
, ونخلص ام الحوار ده
, مسحت شدوي دموعها وهي تتحدث
, -طب أحلفي
, -ورحمه ابويا ياشيخه
, خلاص الموضوع خلص
, وبعدين قايمه ايه اللي ابوكي عاملها
, ده مفروض يعمل لمروان جواب شكر انه حيرضي ياخدك ويمضيه علي ورقه ان البضاعه المباعة لا ترد ولا تستبدل
, ضربتها بالوساده في وجهها وهي تردد
, -بايخه علي فكرة
, وبعدين دانا عسل
, لترد عليها فريدة بمشاكسه
, -اسود
, عسل اسود يا ماما
, ضربتها شدوي بالوساده وهي تكلمها بغيظ
, -طب نامي بقي
, وخلي يومك يعدي بدل ما اعملها معاكي
, -انا اصلا نمت
, ابتسمت فريدة علي طيبه
, صديقتها لتغرق في نومها من كثره تعبها
, استيقظت في الصباح علي رنين هاتفها المتواصل لترد بنعاس
, -الو
, -ايه يا فريدة أنتي لسه نايمه يا حبيبتي
, -ايوة يا بابا معلش انا اضطريت اسافر اسكندريه امبارح كان في مشكله كدة ونسيت خالص اكلمك واقولك
, -خير يا فريدة
, اجيلك
, -لا يا بابا الحمد لله
, الموضوع اتحل خلاص
, وحرجع النهارده
, -طيب الحمد لله يا حبيبتي
, بصي خليكي احسن بدل ما تروحي وترجعي تاني كده تعب عليكي
, انا حكلم شئون العاملين واخليهم يعملولك اجازه اليومين دول
, -ماشي يا حبيبي متحرمش منك يارب
, -ولا منك يا بنتي
, مع انك حتوحشيني
, - وانت كمان يا حبيبي
, -طيب يالا سلام بقي
, وكملي نومك انتي
, صوتك تعبان
, -سلام
, تثائبت فريدة لتعود لنومها
, لكنها وجدت شدوي أمامها
, عاقده لحاجبيها بتفكير
, وهي تضع يديها علي وسطها وتنظر لها بتعجب
, -خير يا آخرة صبري
, هببيبتي ايه المرة ده؟؟؟
, -مين بابا ده اللي بتكلميه؟؟؟؟
, -اقعدي وانا احكيلك
, جلست شدوي لتحكي لها فريدة
, كل شي عن مجدي
, -بس يا سيتي ده كل الحكايه
, كانت الدموع تنساب بهدوء
, من عيون شدوي
, -انا صعبان عليا اوي الراجل ده
, -عارفه يا شدوي اكتر جمله وجعتني اوي
, لما قالي ان **** بعتني ليه عشان يبرد قلبه لحد ما يجي اليوم اللي يروح فيه لبنته
, ساعتها حاسيت روحي بتنسحب مني
, وصعب عليا قوي
, - **** يصبره يا فريده
, - يارب
, -انا مش متخيله انك ممكن تكوني
, شبه حد للدرجادي
, -ولا انا بس لما شوفت صورها مكنتش مصدقه انها حد غيري
, ده حتي داده محاسن افتكرتني عفريته وكانت مرعوبه مني
, لحد ما بابا مجدي فهمها
, عارفه يا بنت يا شدوي انا كل ما بفكرها بضحك وعيط
, -يا سلام
, -ايوه بفتكر رد فعلها اول ما شفتني ومبقدرش امسك نفسي من كتر الضحك
, وبعدين بفتكر لما جريت ورايا وانا ماشيه وقالتلي ممكن احضنك وحضنتني
, وطلبت مني ابقي اجي تاني
, ساعتها انا عيطت معرفتش امسك نفسي
, - ياه يا ديدو الدنيا ده فيها ياما اوي
, حاولت فريده ان تغير الموضوع فقد ارهقها التفكير به كثيرا
, - هو ايه الريحه اللي انا شماها ده؟؟؟
, ضربت شدوي راسها بذهول
, -يا لهوي
, ماما كانت باعتني اصحيكي
, عشان عملتلك الشكشوكه اللي بتحبيه
, -وسيادتك قاعده تتسايري معايا هنا
, وسايبه الاكل بره يبرد
, تصدقي حلال فيكي اللي بيحصل
, -كده يا فريده
, هي ده اخرتها
, -ايوه ده اخرتها
, ووسعي بقي خليني الحق
, اقوم أكلها قبل ما تبرد ومش حسيبلك حاجه منها ماما كريمه عملاها عشاني انا
, أخرجت فريدة لسانها لشدوي بغيظ لتركض خارج الغرفه
, بينما بقيت شدوي لثواني قبل أن تقفز من مكانها
, -استني هنا حاكل معاكي يا ديدو
, ٢٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في الشركه
, ذهب معتز لمكتب فريده ليراها لكنه فوجي بالمكتب فارغ لتتفحصه سلوي بخبث
, -صباح الخير يا مستر معتز
, -صباح الخير يا سلوي
, -حضرتك كونت عايز فريدة
, في حاجه ممكن اعملها لحضرتك٤ علامة التعجب
, -ايه لا شكرا
, لما فريدة تيجي خليها تجيلي المكتب
, -لا
, مهي اجازه اليومين الجايين
, -ليه خير.
, قصدي تمام
, ماشي يا سلوي
, -حضرتك مش محتاج حاجة اعملهالك؟؟؟؟
, -لا خلاص
, تركها وذهب لمكتبه وقد اصيب بخيبه امل كبيره بقي كثير في المكتب لا يستطيع
, التركيز علي شي ليزفر بضيق شديد
, رفع هاتفه ليستدعي السكرتيرا
, -ساره تعالي عايزه
, طرقت الباب لتدخل
, - حضرتك تأمر بحاجه؟؟؟
, -ايوه هاتيلي ملف فريده
, من شئون العاملين
, حالا
, -حاضر يا فندم
, انصرفت ليفكر بغضب
, - هو انا ازاي معنديش نمرتها
, ولا حتي اعرف عنوانها
, في اسكندريه إيه ده
, دقائق و طرقت ساره علي باب مكتبه لتضع الملف علي المكتب وتنصرف بهدوء
, ظل يتفحصه لدقائق ليحفظ كل حرف به
, في المساء
, ظل معتز يراقب هاتفه وتلك الفكرة المجنونه لاتزال تطرق براسه
, -انت اتجننت خلاص
, بطل شغل المراهقين ده
, اتعدل كده
, زفر بضيق ليترك هاتفه
, لكنه سرعان ما امسك به
, ليطلب رقمها وهو يعد نفسه انه سيسمع صوتهاويغلق سريعا
, -الو
, الو
, الو
, أغلق الهاتف ليغلق عينينه بغضب من نفسه
, لكنه ايضا لم يطفي بركان شوقه بتلك الكلمات القليله منها يحتاج للمزيد لكن صوت عقله يحذرة من التمادي في تلك الحركات الطفوليه
, حاول اخيرا ان يجبر نفسه للاستماع لصوت العقل وليترك الهاتف من يده فيشعر بضيق شديد والم
, - لا بقي منا مش حفضل كده
, امسك الهاتف ليحسم أمره
, ويتصل بها
, -الو
, -ازيك يا فريدة
, -مين معايا
, - ايه نسيتي صوتي
, - حضرتك حتقول مين
, ولا اقفل
, - معتز
, لحظات مرت لم تدري فريده
, بما ترد لكنها احست بدقات قلبها
, تعلو وترفعها الي السماء
, -فريده
, -ايوة
, - انتي تعبانه
, قصدي يعني انتي غبتي ليه؟؟
, اقصد٥ نقطة
, -مفيش
, انا بس اضطريت اسافر اسكندريه امبارح
, وحفضل هناك اليومين دول
, -خير ان شاء اللة
, -اصل كتب كتاب مروان يوم الجمعه
, -عقبالك
, حاولت أن تلملم شتات نفسها
, لتتكلم
, -حضرتك كونت متصل
, عشان حاجه
, -ممكن بلاش حضرتك دة
, ضحكت فريدة لكلمته
, فقد تذكرت كلام فردوس لها
, -شكلك حلو اوي وانتي بتضحكي
, صمتت فريدة وقد تورد وجهها
, -فريدة
, -نعم
, -هو انا ممكن اتصل بيكي
, يعني عشان اطمن عليكي يعني
, -اكيد حضرتك
, قصدي
, اكيد يا معتز
, -اول مرة اسمع اسمي بالحلاوة ده
, -تصبح علي خير
, -وانت من اهل الخير
, اغلقت فريدة الهاتف لتنظر له
, هي لم تكن تحلم.
, لا انها الحقيقه
, تحدث شدوي بهيام
, -وده اسمه ايه بقي ان شاء****
, انتفضت فريدة من مكانها لتضع يدها علي صدرها لتهدء وهي تتحدث بغيظ
, -يخربيت فصلانك يا شيخه
, في ايه
, اقتربت منها شدوي لتتحدث
, -هو ايه ده اللي في ايه
, انا واقفه من اول المكالمه بتفرج
, دة اسمه ايه بقي
, يكونش اسمه حب مثلا
, انتي بتحبيه يا ديدو
, لا دا انتي واقعه علي بوزك خالص
, تنهدت فريدة
, -معرفش بس اللي بحسه وانا قريبه منه عمري ما حسيته في حياتي
, ببقي ضعيفه اوي قدامه
, ومعرفش افكر
, احساس لذيذ اوي بحس نفسي بتوه لما ببص في عيونه اللي زي البحر تحسي نفسك بتغرقي بس وجوده جنبك مطمنك
, حاجه كدة متعرفش هي حلوة ولا لا
, - وايه كمان
, -شدوي
, -انتي وقعتي يا بيضه
, ومحدش سمي عليكي
, بس السؤال المهم بقي
, هو بيحبك ولا بيتسلي؟؟
, عبست ملامح فريدة لترفع كتفيها بتسائل
, -مش عارفه يا شدوي
, لحد دلوقتى مش قادره اعرف
, ساعات بحس انه بيحبني وساعات بيتصرف معايا بطريقه غريبه مبفهموش٤ نقطة
, -طيب انا معرفش المفروض انصحك بايه
, بس عموما خدي بالك من نفسك
, بلاش تبيني مشاعرك دلوقتي
, حاولي تسيطري علي مشاعرك
, لحد ما تعرفي هو عايز منك ايه٤ نقطة
, -حاضر
, يالا بقي ننام عشان بكرة اليوم طويل
, و عايزين نلحق نخلص اللي ورانا كله قبل كتب الكتاب
, -تصبحي علي خير يا ديدو
, -وانتي من اهل الخير يا حبيبتي
, نامت فريدة لتهرب من تفكيرها بمعتز

7


مر اليومين سريعا
, بين مشاوير شدوي التي لا تنتهي
, ومكالمات معتز لفريده
, كان يتساءل عن كل شئ عنها
, فهو يريد أن يعرف عنها المزيد
, والمزيد لكنه ومع ذلك لا يحب أن يتكلم عن حياته لتدرك فريدة انه لا يزال مجروحا
, تتذكر جيدا كلمات سلوي
, عندما حكت لها عن خطيبته السابقه وهروبها منه مما آثار فضيحه كبيره له
, ربما لا يزال يحبها
, او ربما لا يشعر بالثقه في احد
, انتبهت من شرودها علي صوت شدوي
, -فريدة
, انتي يا بنتي
, -اه
, في ايه!!
, كونتي بتقولي حاجة؟؟
, -يا بنتي انا بتكلم من ساعه وانتي ولا هنا
, البس الجذمه الفضي والا الكشمير
, -يا بنتي ارحميني بقي
, البسي الكشمير عشان لون الفستان
, وبعدين انتي مالك مش عارفه تختاري حاجه من الصبح ده حتي المناكير متردده تحطي انهي لون مش كده
, -اعملك ايه يعني هو انا كل يوم حبقي عروسه وبعدين انا اتعودت علي اللبس الكاجول وبقالي كتير ملبستش الحاجات ده
, -لا بس الصراحه مزه يعني
, -بجد يعني حعجبه
, -انتي اصلا عجباه من غير حاجه
, -عقبالك يا بطاطس
, -بت انتي عارفه لو قولتي الكلمه ده
, قدام حد حعلقك فاهمه
, كتفت يدها امام صدرها بتعنت وهي تردد
, -**** مش هو ده دلعك
, وبعدين اشمعنا مروان بيقولها عادي
, -محدش يعرف الدلع ده غير بابا **** يرحمه ومروان **** يسامحه بقي الي عرفه ليكي
, -بس انا لحد دلوقتي مش فاهمه يعني ايه
, -احسن برده يالا روحي خدي دوش عشان نلحق نلبس ونجهز نفسنا
, -ماشي بس الفستان بتاعك ايه
, -اتلمي بقي
, -هو مش قصير شويه
, نظرت لها فريدة بغيظ
, -لا يخفه ده بعد الركبه وبعدين انا كان نفسي فيه
, وبعدين وانتي مالك
, -عاندك حق
, هو صحيح مارو علق عليه بس الصراحة يعني مخليكي قمر
, زي نجوم السينما كده
, -بطلي نق بقي وارحميني
, -ياريتك عزمتي معتز
, كان حيجنن لو شافك بيه
, -اف بقي منك
, يالا بقي من هنا عشان حنرش ميه
, وشوفيلك حد غيري تظيطي عليه
, اقولك روحي كلمي مروان
, شوفيه حيجي امتي
, رن هاتف فريدة لتنظر له وقد رسمت ابتسامه عريضه علي وجهها
, -معتز صح
, ضربتها بالوساده لتركض شدوي من الغرفه وتحاول فريده تنظيم تنفسها
, وضربات قلبها المتسارعه
, -الو
, صباح الخير
, -صباح النور والجمال علي عيونك
, -احم
, صاحي بدري النهاردة يعني
, انا افتكرتك حتنام براحتك
, النهارده اجازه
, - لا انا صاحي من بدري علشان جي اسكندريه النهارده
, انتفضت فريدة من مكانها
, -بجد
, قصدي خير يعني
, -مفيش حاجه جاي عريس لاختي الصغيره وحنتفق علي معاد الخطوبه النهاردة
, -ايه ده هو انت من هنا
, -لا من هناك
, انتي متعرفش اني اسكندراني اصلا
, بس بشتغل مع عمو مجدي فتره
, وحرجع تاني اسكندريه
, - وأنا حعرف منين
, انت مقولتليش علي حاجه
, زي كده يعني
, بحسك مش بتحب تتكلم عن نفسك كتير
, -متستعجليش بكرة نقعد
, ونتكلم لحد ما تزهقي مني
, -مفتكرش
, ابتسم معتز من ردها
, -فريده
, -نعم
, -كان نفسي اشوفك النهارده
, بس مش حعرف
, - مش مشكله خلاص انا حسافر السبت وحنبقي نشوف بعض في الشغل
, -علي فكره بقي انتي مديونه ليا بعزومه
, وبعدين انا في الشغل و مش بعرف اتكلم معاكي براحتي
, ايه رايك يوم الأحد نخرج نتغدي سوا
, -ايوة بس
, -متبسبسيش
, مفيش اعتراض ماشي
, انا محتاج نتكلم مع بعض
, -طب ما احنا بنتكلم اهو
, -لا انا عايز اشوفك واحنا بنتكلم
, -طيب انا حقفل معاك عشان الحق اجهز
, عشان كتب الكتاب
, -صحيح حيتعمل فين؟؟؟؟
, -في جامع١٢ نقطة
, -ماشي تمام كان نفسي اجي بس للاسف مش حينفع
, يالا سلام
, -مع السلامه
, اغلقت فريدة هاتفها لتضع يديها علي قلبها لعله يهدء
, لتجد شدوي تستند علي الباب وهي تحدثها
, - مش قولنا نتقل
, اعسل
,
, رمقتها فريدة بغضب
, -تصدقي
, لولا أن كتب كتابك النهارده
, انا كونت شلفت وشك ده
, غوري من وشي خليني اروح لماما كريمه اساعدها جتك الارف
, -طب واللهي فرحانه ليكي
, زفرت فريده بقله حيله من مزاح شدوي لتذهب لكريمه وتساعدها
, ٢٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في فيلا المرشدي بالإسكندرية
, كانت تركض نيلي مرحبه بمعتز
, فهي فتاه لم تتجاوز العشرون عاما تحمل نفس عيون معتز الزرقاء ذات بشره بيضاء ناعمه وشعر بني يتخله خصلات ذهبيه
, لتحتضن معتز وهي تصرخ
, -وحشتني اوي يا ميزو
, ماما معتز وصل
, ابعدها معتز عنه قليلا
, -ودني حرام عليكي يا نيلي
, مش كدة
, لم تهتم لكلامه بل اخذت تقفز بفرحه وهي تردد
, -يا ماما
, معتز جه
, يا بشر
, امسكها من اذنها وهو يتحدث معها
, - وبعدين بقي
, مش حنعقل بقي انتي خلاص
, حتتخطبي اعقلي شويه
, -لما اتخطب حعقل حاضر
, -معتز
, كانت تنزل من سلم الفيلا سيده قد تجاوزت الخمسين لكنها لاتزال محتفظه بجمالها بشعرها الذهبي مع القليل من الخصلات الفضيه التي أضافت اليه جمال علي جمالها وبشرتها الورديه الناعمه
, لتفرد ذراعيها لمعتز فيركض عليها ويحتضنها بحنين وشوق جارف
, -وحشتني يا حبيبي
, ليه الغيبه ده كلها يا قلبي
, ابتعد معتز عنها ليمسح دموعها ويحتضنها مره اخري بحنان
, -انا اسف يا أمي
, بجد ححاول اجي اكتر من كدة
, ابتعدت عنه وقد بدءت ملامح الغضب تظهر عليها من عناد ابنها
, -مفيش حتحاول انت لازم ترجع تعيش معانا
, ابوك محتاجك ومينفعش تسيب شركتك وتشتغل عند حد غريب
, انا خلاص يا معتز تعبت ومش حمل قلق عليك يا حبيبي
, -حشوف يا أمي حاضر
, -مسمهاش حشوف اسمها حاضر
, نيلي خلاص حتتخطب وتتجوز
, ونيرة مشغوله مع عيالها ومش بتيجي غير فين وفين
, انت عايزني اقعد لوحدي وكمان افضل قلقانه عليك
, -لوحدك ايه بس يا امي
, وبعدين بابا راح فين
, دة لو سمعك حتي يزعل
, عايزاه يزعل يعني يا قمر انت
, ولا اقولك يا نوني
, -بس يا معتز بلاش هزارك البايخ ده
, -ماشي امال فين نيره؟؟؟
, وحشتني اوي
, -حتيجي باليل العيال مجننها
, -طيب انا حطلع اخد دش واروح مشوار علي السريع كده لحد ما بابا يجي
, -واللهي انا مش عارفه بيعمل ايه في الشركه يوم الاجازه
, -معلش يا ماما انا كلمته وقالي ساعة بالكتير وحيجي الحق انا بقي مشواري
, صعد سريعا الي غرفته ليستحم ويبدل ملابسه
, اخذ سيارته ليذهب وعد نفسه انه سوف يراها من بعيد
, يراها فقط
, بقي في السياره ينتظر
, ابتسم عندما نظر لنفسه في مرأه السياره
, -الي ماذا ستوصليني أيضا يا فريدتي
, التقط هاتفه ليكلمها
, -الو
, -الو ايه وصلت
, -ايوه حستريح شويه قبل معاد باليل
, -تمام ماشي واحنا خلاص حننزل
, صرخت شدوي وهي تفتح عليها غرفتهم
, - مروان جه يابطاطس
, نظرت لها فريده نظره كادت ان تقتلها
, -بطاطس
, -انا
, انا حقفل سلام
, اغلقت الهاتف لتلتفت لشدوي فتجدها تهرب ناحيه الباب
, زفرت فريده بضيق
, -اف
, منك لله يا شيخه
, فضحتيني
, نزلت فريده لتستقل احد السيارات التي احضرها مروان
, -عقبالك يا ديده
, -يس
, ازيك عامل ايه؟؟؟
, جيت امتي من الامارات؟؟؟؟
, -امبارح باليل
, اجازه شهر وحسافر
, -حمد**** على السلامه
, -**** يسلمك
, - بس ايه الجمال ده كله
, ابتسمت ابتسامه بارده
, -ميرسي
, اخذت تعبث بهاتفها حتي لا تضطر لمسايره يس في حديثه
, وصلوا اخيرا لقاعة المناسبات الملحقه بالجامع
, لتنزل فريدة من سياره يس وهي تتافف فقد سحب الاكسجين من السياره كلها
, زفر معتز بضيق وهو يراها
, بتلك الطله الملفت
, -دة اسمه ايه ان شاء **** بقي
, بدءت عينيه في الاشتعال
, عندما رائ فريدة تخرج من السياره بهذا الفستان فقد كان يحتوي جسدها بإتقان
, لينزل من بدايه خصرها باتساع مغوي
, ليقترب منها يس لكنها تبتعد عنه وتسرع الي شدوي
, -الفستان عامل شغل
, -اتلمي يا زفته انا مش طايقه نفسي
, انا اصلا مبحبش الواد الملزق ده
, رن هاتفها لتجده معتز
, -ردي ردي
, -الو ممكن افهم ايه اللي انتي لبساه ده
, تلفتت فريدة حولها لتجد معتز أمامها عيونه تتلكا علي تفاصيلها لترتبك
, - ايه الفستان ده
, -مالوا وحش
, -ياريت وحش
, ده حلو بزيادة
, تخضبت وجنتيها لتنظر لاسفل
, وترتبك من نظراته لها لينقذها مروان
, وهو يقترب منها
, ويأخذ يديها
, - مش تعرفينا يا ديدو
, احست فريدة باشتعال الامور فقد سلط معتز نظره علي يد مروان التي كانت تحتضن يديها باحتواء شديد
, -استاذ معتز مديري المباشر في الشركه
, مروان اخويا
, بدء معتز في السيطره علي نفسه ليمد يده لمروان ويسلم عليه ويبارك له
, ليبادله مروان السلام وهو يتفحصه بدقه
, -ماما كريمه وشدوي عايزينك
, -بعد اذنك
, انصرفت فريدة وقلبها يدق بشده
, لتقترب من شدوي التي كانت ترحب بالحضور وتمزح معهم لتميل شدوي علي اذن فريده
, -الواد مز الصراحة
, -واللهي لو ما اتلمتي لروح اقول لمروان
, -لا وعلي ايه
, الطيب احسن بس شكله واقع
, -شدوي
, -خلاص سكت اهو
, حاولت فريده ان تشغل نفسها وترحب بالحضور من الجيران والأقارب لتندمج مع صديقات شدوي
, فاخر ما تريده ان تنظر باتجاه معتز
, الذي لم يرفع عينيه من عليها
, ليقترب منه مروان بعد كتب الكتاب
, -عقبالك
, -قريب ان شاء ****
, -عايز منها ايه يابن المرشدي
, -مروان فريده متعرفش انا مين
, -مسيرها تعرف
, وبعدين لا انت من توبها ولا هي شبهك
, - بس انا بحبها
, -وبعدين
, -حتجوزها
, ضحك مروان وهو يتحدث
, -لا ضحكتني بجد
, عايز تقولي أن عيلتك حتوافق
, -ايوة حتوافق
, -طب مستني ايه
, -مستني اتاكد منها ومن مشاعرها قبل ما اقولها انا مين
, -عارف انا اختي لو اتاذت بسببك مش هيهمني عيلتك كلها
, -مروان انا بحبها وعمري ما حاذيها ولا حخلي حد ياذيها طول منا عايش
, -لما نشوف
, رن هاتف معتز بالحاح لينظر له بتافف
, -انا مضطر امشي دلوقتي
, اختي جايلها عريس مش حقدر اقعد اكتر من كده ممكن اخد تليفونك ونتقابل ونتفق
, اعطي مروان لمعتز رقم هاتفه ليذهب معتز لفريده ويودعها
, -فريده
, التفتت فريده الي مصدر الصوت لتجده هو
, -ايوة يا معتز
, في حاجه
, -انا
, انا مضطر امشي حبقي اكلمك باليل
, -ماشي
, انصرف معتز لتحاول فريده الهدوء والسيطره علي نفسها
, بدء الجميع في الانصراف لتركب شدوي وفريده مع مروان
, -مارو
, - نعم يا عيون مارو
, -هو احنا كده خلاص ينفع نخرج مع بعض
, من غير ماما
, يعني حنتفسح ونخرج ونتاخر براحتنا
, - اخيرا يا قلب مارو
, -طب يالا بقي في فيلم انيميشن جديد
, في السينما عايزة اشوفه
, وعايزه اكل ايس كريم من عند عزه
, وعايزه رز بالبن بالايس كريم و المكسرات من عند٤ نقطة
, لم تستطيع فريده تمالك نفسها لتنفجر بالضحك لينظر لها مروان بغضب
, -لا الصراحه مش حقدر مضحكش
, قابل يا عم
, - انتي بتضحكي علي ايه
, هو انا بقول حاجه تضحك
, نظر لها مروان بحسره
, -لا الصراحه يا شدوي
, فريده غلطانه
, دة انتي بتقولي درر
, زفر مروان بغل
, ليتمسك بالمقود يدير السياره
, -حنروح فين يا مارو
, -حنتنيل نروح ناكل آيس كريم
, وخلي السينما بعدين عشان مينفعش تروحي بالفستان اللي انتي لبساه ده في حته
, نظرت فريده لمروان في المرآه السياره ليبادله بنظره حارقه اسكتها
, لتكتم ضحكتها علي طفوله شدوي وصبر مروان عليها
, لتشرد بمعتز الذي فاجئها بحضورة
, لايزال يفاجئها بتصرفاته
, لا تعرف حتي الآن من هو؟؟؟
, اهو ذلك السمج الذي يضايقها في العمل
, ام المجنون الذي يذهلها بتصرفاته
, ام الهادي الذي يحتويها بكلمات الرقيقة
, ام هو ذلك الغامض الذي يصعب الوصول الي مكنونه وفهم تصرفاته
, تنهدت فهي لا تعرف حتي الآن مع من تتعامل
, تخاف السقوط فهي لن تتحمله
, افاقت علي يد حنونه تلمسها
, لتنظر لمروان فتبتسم له علي نعمه قد حباها **** اياها نعمه الأخ والسند
, .
, -طبقك يا ديدة
, -تسلم ايدك يا مارو
, -طب ما فيش شكرا يا شدوي مش ده اقتراحي برده
, -انتي تسكتي خالص وحسبنا لما نروح
, -طب وانا مالي يا لمبي
, -شدوي
, -حاضر اتكتمت اهو
, **** علي الظالم يا شيخه
, ٢٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في فيلا المرشدي
, كان أنور المرشدي يجلس مرحبا بالحضور
, فهو رجل قد تجاوز الخمسون عاما يبدوا علي وجهه ملامح الصرامه والشده علي الرغم من ملامحه الجذابة فهو بنفس عيون معتز الزرقاء ولكن فاتحه جدا وشعر بني وبشره بيضاء
, الا انه يتمتع بهيبه وحضور طاغي
, - منورنا يا سيادة الوزير
, -ده نورك يا أنور باشا
, امال فين عروستنا
, -ثواني وحتنزل انت عارف البنات
, -براحتها يا نرمين
, كانت نرمين و فاتن زوجه معالي الوزير أصدقاء مقربين ليتعلق ابنها نادر بنيلي ويحبها لكن ظروف عمله في السلك الدبلوماسي جعلته يتعجل بطلب يديها
, فهو سيضطر للسفر خلال الفتره القادمه لفرنسا ويستقر هناك
, دخلت نيلي بطلتها الجذابه وجمالها الناعم ومعها نيره شقيقته التي لا تختلف عنها كثيرا بل هي أكثر جمالا منها بشعرها الأشقر المموج
, ليقف نادر فور دخولها
, فعلي الرغم من جاذبيه نادر وعضلات البارز وحضوره الا انه يتحول أمام ملاكه البري كما يطلق عليها الي طفلا يقفز فرحا عند حضور امه
, ضحك أنور وسياده الوزير من رده فعل نادر ليحاول تدارك نفسه ويجلس بينما كانت نيلي في قمه خجلها
, -تعالي يا نانا اقعدي جنبي
, جلست نيلي بجوار فاتن لتتجاذب معها أطراف الحديث
, بينما تحدث معالي الوزير
, -طبعا انا يشرفني اني اطلب ايد بنتك الانسه نيلي لابني نادر
, -الشرف لينا سيادتك
, -زي ماانت عارف يا أنور
, نادر حيسافر فرنسا بعد 3اسابيع من النهارده فأنا بقترح بعد اذنك طبعا
, اننا نعمل خطوبه وكتب كتاب مع بعض كمان اسبوعين قبل ما يسافر
, وبعدين يسافر هو ويظبط أموره وشقته ويجي اجازه يعمل الفرح
, -عين العقل معاليك
, -تمام يبقي نقري الفاتحه
, سارت الأمور بسلاسه شديده
, فقد كان الجميع مرحبا بالخطبه
, خصوصا وهم يعلموا
, بحب نادر الشديد نيلي
, بعد انصراف الجميع
, أحضرت نرمين لانور قهوته في المكتب لتطرق الباب وتدخل فتجده يتفحص بعض الأوراق
, لتضع القهوة وتجلس أمامه بهدوء
, -بناتك الاتنين وقعوا واقفين يا نرمين
, عقبال ابنك بقي
, -الحمد لله الاثنين وقعوا في حد بيحبهم ويحافظ عليهم
, -لا وكمان مسنود اذا كان نيره اللي اتجوزت ابن السيوفي ولا نيلي اللي حتتجوز ابن الوزير
, نفسي بس معتز يطاوعني واخطبله
, -بلاش يا أنور كفايه المرة اللي فاتت
, متجبرهوش علي حاجه خلي قلبه هو اللي يختار
, -انا قولت حاجه يا نرمين وبعدين المرة اللي فاتت كلنا اتخدعنا فيها
, دة حتي انتي البت عارفة تنيمك كانت شيطانه اعوذ ب****
, نصبت عليا هي وابوها بنت ال٥ نقطة
, -خلاص يا أنور اللي حصل حصل
, وبعدين ما انت كمان مسكتش وسجنت ابوها وهي هربت
, -علي رايك **** يحرقها مطرح مهي قاعده
, -خلاص والنبي فضنا من السيره الزفت ده
, وقولي عملت ايه مع ابنك كلمته٤ علامة التعجب
, -ايوة يا ستي ووعدني انه حيرجع بس يطمن علي شغل مجدي وخلال اسبوعين تلاته بالكتير حيرجع يعيش معانا
, خلاص كده ارتاحي بقي
, -**** يخليك ليا يا أنور يارب
, -وميحرمنيش منك ابدا يا نوني

8


رنين الهاتف المتواصل
, ايقظها من نومها لتفتح عيونها بكسل
, فتجد ان الشمس تداعبها وتضي غرفتها تململت في فراشها
, محاوله تجاهل الهاتف
, لكنه عاد ليرن بالحاح لتلتقطه
, وهي تحاول أن تفيق لتنظر لشاشته
, -صباح الخير
, -صباح النور يا بطاطس
, ايه الكسل ده يالا قومي
, -معتز
, -عيون معتز
, -لسه بدري سيبني انام شويه
, ولما اصحي حكلمك
, -ليه معرفتش تنامي
, وكونتي بتفكري فيا مثلا
, قفزت من فراشها لتتلفت حولها
, وكأنه كشفها
, لتتكلم بتلعثم
, -ايه لا
, انا نايمه من بدري
, بس
, عاجلها قائلا
, -كذابه
, يالا فوقي والبسي
, انا مستنيكي نفطر سوي
, -مستنياني ازاي يعني
, -ايوة انا تحت البيت
, يالا بسرعه
, والاحطلع اجيبك بنفسي
, قفزت من السرير لتتافف شدوي
, -في ايه
, هو الواحد مش حيعرف ينام في البيت ده
, -شدوي معتز تحت
, اعتدلت شدوي جالسه وهي ترد عليها
, -بتهزري صح
, -لا واللهي
, انا حلبس وانزل
, ولو حد سأل عليا
, تبقي قوللهم اي حاجة
, انا مش عارفه افكر
, رفعت حاجبها محاوله التفكير
, -تدفعي كام
, -شدوي
, -اقولك هاتيلي الشكولاته اللي بحبها
, بس الكبيره متستعبطيش
, -ماشي يا طفسه
, - كدة طب غوري بقي
, عشان عايزة اكمل نوم
, ارتدت فريده ملابسها
, ونزلت لتجده يقف أمام السياره ينتظرها
, وقفت للحظات متررده ليحسم هو الأمور ويفتح لها الباب
, ركبت السياره ليدور ويركب هو
, وينطلق بها
, بدءت تشعر بتوتر لتفرك يديها ببعضهم
, فهي لم تكن قريبه منه الي هذا الحد
, الا مرة واحد
, ارتسمت بسمه علي وجهها
, عندما تذكرت هي تلك المره
, لكنها سرعان ما اخفتها وهي تحاول أن تسيطر علي مشاعرها واندفاعها و
, تتذكر كلمات شدوي جيدا
, فهو لم يصرح لها بشئ
, حتي تعترف له بحبها
, رغم كل تصرفاته معها
, الا انه لا يزال غامض
, تصرفاته لا يجب أن تعتمدي عليها ربما تكوني له صديقه ليس اكثر
, لا تبني أحلامك علي السراب
, فالسقوط وقتها سيكون مميتا
, افاقت من حديثها مع نفسها علي صوته الهادئ وهو يحدثها
, -وصلنا
, نزلت من السياره والأفكار تتقازف في ذهنها
, لكنها اقنعت نفسها اخيرا بالهدوء والانتظار
, كانت تجلس شاردة تقلب الطعام وتنظر له بين الحين والآخر
, تحاول قراءة أفكاره لكنها فشلت و بجداره فقد كان هادئ جدا يتناول طعامه باستمتاع وهو ينظر اليها ليتجرء ويلتقط يدها
, رفعت راسها اليه بذهول من حركته لتحاول ان تخلص يديها من قبضته لكنه رفض ان يفلتها لتحاول هي السيطره علي تلك الرعشه التي سارت بجسمها أثر لمسته الخشنه
, -فريدة
, انا اول مرة ابقي كده
, مش عارف
, ابدء منين بس انا ببقي مبسوط
, وانتي جنبي وبرتاح لما بتكلم معاكي
, يمكن يكون ده الحب اللي بنسمع عنه بس انا عمري ما حسيت في حياتي
, الاحساس اللي بحسه وانا معاكي
, مش عايزك تبعدي عني وفي نفس الوقت انا مش عارف أقرب ازاي
, كانت كلماته المبعثره تكشف مدي تخبطه وصراعه فهو لم يستطيع أن ينطق الكلمه التي تنتظرها منه رغم انه قالها لمروان دون تردد
, لما الكلمات صعبه في حضورها.٤ علامة التعجب
, لقد درب نفسه طوال الليل علي قولها لم
, الان لا يستطيع قولها
, فهي سهله فقد قل احبك يا فريده
, عجز لسانه عن النطق بها فهو يعرف انه يملك تأثيرا عليها ربما هي تحبه او حتي إعجاب تابي عليه كرامته ان يتعرض للرفض مرة أخرى فيكفيه مرته الاولي فهي لاتزال تشكل ندبا في أعماق نفسه
, انتشلته من صراعه مع نفسه وهي تضع كفها الرقيق علي يده التي تتمسك بيدها فقد احست انه يتشبس بها
, يطلب منها دون وعي منه أن تنقذه من تشتته لينجو
, رفع راسه ليري ابتسامه رقيقه علي وجهها فيطمئن هي تتفهم حجم الصراع الذي يعيشه معها فهي اكثر من تفهمه لأنها تعيشه هي الاخري ولكن كل منهم بمنظوره الخاص
, -خلي كل حاجه تاخد وقتها بلاش نتسرع ونحكم علي اللي بنحسه
, كيف تفعل هذا به كيف تستطيع أن تعرف بما يفكر لقد كاد ان ينطق نفس الكلمات لها
, ابتسم لها ليرفع يديها ويقبلها بحنان
, لتغمض هي عينيها علي أثر تلك الرجفه اللذيذه التي احتلتها أثر لمسته
, باتت تدرك كم هي تعشقه والي اي مدي يحبها هو لكن كل منهم يخشي ان يعترف بالأمر
, تنهدت برضا عند تلك الخاطرة
, حاولت أن تغير الأمور
, -ممكن نخلص فطار عشان منتاخرش
, -ممكن طبعا
, لا يعرف لم أصبح الطعام الذ
, لا بل يعرف لما
, لانه قد أدرك انها تحمل له نفس المشاعر الذي يحملها لها لكنه اصبح اكيدا انها لن تعترف له إلا إذا قالها هو اولا
, ليته يستطيع أن يتحرر من مخاوفه ليصرخ ويعلن حبها للجميع
, مر اليومين التاليين بهدوء علي الجميع ليصر معتز علي ان تسافر فريدة معه
, -علي فكرة بقي انا مش حينفع اعمل كده
, مروان لو عرف حيعمل مشكله ويزعل مني
, -مروان عارف
, جحظت عينيها أثر كلمته الاخيره
, -ازاي
, -انا اتصلت بيه واستاذنته عشان متتبهدليش في الموصلات
, ارتحتي كده
, يالا اركبي
, ركبت السياره وفي داخلها كلمه واحده
, مروان يعرف
, هربت من نظراته لها لتنظر للنافذه وقد بدء التوتر ينساب بين عروقها لتفرك يديها
, وهي تفكر فيما يمكن أن يكون قد دار بينه وبين مروان من حديث
, -عايزة تعرفي قولتله ايه صح؟؟
, التفتت له بفضول
, ليبتسم لها
, -مش حقولك
, تعرفي ان الكلام معاه أسهل
, بكتير من الكلام معاكي
, لترد بحده
, -ليه يعني
, -عشان كل ما ببص في عنيكي
, بنسي كونت حقول ايه
, تورد وجهها لتعود بنظرها
, للنظر علي الطريق وهي تتمتم
, - غلس
, ضحك وهو يلتقط يديها ليقربها من شفتيه ليقبل باطنها بتمهل فقد أصبح يدرك تأثيره عليها
, احس بتلك الرجفه التي احتلتها أثر لمسته
, لتنظر له بوجه محتقن
, -لو ما احترمتش نفسك حنزل علي فكره
, -عارفه ان شكلك عسل اوي وانتي متنرفزه يا بطاطس
, أمسكت مقبض لتدبره في عصبيه من تصرفاته معها التي تستنفذ كل طاقتها لتسيطر علي اعصابها
, ليركن هو السياره علي جانب الطريق بسرعه
, ويصرخ بها
, -انتي اتجننتي يا فريده
, انتفضت أثر صرخته بها لتهطل دموعها دون سيطره منها
, ليشعر هو بالندم من تصرفاته فهو يضغط عليها كثيرا بتصرفاته المتهوره
, لكنه لم يعد يستطيع السيطرة علي نفسه بقربها ليتحين الفرص ليقترب منها
, -انا اسف
, مسحت دموعها لتخرج من السياره بهدوء وتركب بالمقعد الخلفي دون أن تنظر اليه
, ليدير نظرة تجاهها
, -فريده انا اسف بجد
, مكنتش اقصد اتعصب عليكي
, - عايزة اروح لو سمحت
, انا تعبانه مش عايزة اتكلم
, التفت ليدير السياره ويقودها لم يتكلم طوال الطريق بل اكتفي بأن يطمئن عليها بين الحين والآخر ليجدها قد نامت في النهايه وقد تعلقت دمعه بعينيها ترفض النزول
, احس بالذنب تجاهها
, لم يكن يقصد ان يصرخ عليها لكن تهديدها قد افقده عقله في تلك اللحظه زفر بضيق ليكمل الطريق في صمت
, أوقف السياره أمام منزلها ليتلمسها برفق وهو يردد اسمها لتنتفض من نومها
, -وصلنا
, لم تنطق بكلمه خرجت بهدوء وهي تحمل حقيبتها وتتجه للمنزل
, صعدت السلم بضعف
, وفكرة واحده تدور في ذهنها
, فهي لم يعنفها احد او يصرخ عليها احد طوال حياتها
, تتردد كلمات شدوي علي سمعها
, وهي تصف شعورها بالطمانينه مع مروان فمهما تصرفت بجنون هو يحتويها لم يكن ليعنفها او يصرخ عليها يوما
, لتصل في النهايه
, انها هي من فعلت بنفسها هذا
, هو لم يتعب ليصل اليها
, بل انها هي من تختلق له الأعذار
, لتبقي أطول وقت بجانبه
, ولكن ليس بعد الآن فلو كانت ستختار بين الحب والكرامه
, فهي فلتختار كرامتها
, ولن يكسرها اي مخلوق
, لقد ولدت لتكون فريدة
, ارتمت علي السرير بارهاق لعل النوم يريح جسدها المشتت بين رغبات قلبها الحالم وعقلها الصلب الذي يرفض الخضوع
, استيقظت في صباح اليوم التالي
, لتأخذ حمام دافي وترتدي ملابسها لتنزل الي هدي فقد افتقدها كثيرا منذ كتب كتاب مروان
, دقات خفيفه علي الباب
, لتفتح لها هدي بوجهها البشوش
, وملامحها الجذابه
, -يا صباح السكر
, وحشتيني يا دودو
, -صباح الخير يا ديده
, ادخلي حماتك بتحبك
, انا لسه كونت حطلع اخبط عليكي
, عشان تفطري معانا
, دخلت فريده لتغلق هدي الباب
, تقدمت من الحاجه فردوس لتحتضنها الاخير بحنان وتقبل وجنتيها
, -صباح الخير علي احلي فريدة في الدنيا
, -صباح النور يا دوسه
, -كونتي زي القمر يا حبيبتي في كتب الكتاب **** يحميكي يارب
, -انتي بس اللي عينيكي حلو
, -صحيح يا فريدة
, حتلبسي ايه في الفرح
, -واللهي يا هدي لسه معرفش
, كونت ناويه انزل اشتري دريس وانا في اسكندرية بس مشاوير شدوي مبتخلصش والوقت سرقني
, ومعرفش اي حته هنا اشتري منها
, خرج فاروق من غرفته
, وقد قفزت فكره في عقله
, -طب واللي خلق الخلق
, انتي بت حلال مصفي
, انتي تتفقي مع اختك هدهود
, وتنزلوا تشتروا مع بعض دريسات
, عشان الفرح
, -فاروق
, -في ايه يا أمي هو انا قولت حاجه غلط
, اقتربت منه هدي وهي تتحدث بلين
, -لا يا حبيبي
, بس ماما تقصد انك حتوصلنا
, وتفضل معانا
, واحنا بنشتري
, مهو مينفعش نروح لوحدنا
, مش كده يا حبيبي
, زفر فاروق بضيق ليرسم علي وجهه ابتسامه لزجه فهو لن يستطيع الرفض
, -ماشي بس بلاش النهارده
, ولا بكرة اتفقي مع فريده
, علي اي يوم تاني انا عندي جلسات كتير اليومين دول وحخلص متاخر
, -بس كده
, دا انت تامر
, مال علي اذن هدي ليحدثها بخفوت
, -اضحكي عليا بكلمتين ما دة اللي انتي فالحه فيه وساعه الجد بتخلعي
, تورد وجه هدي من تلميحاته
, لتنظر لهم فردوس وتحدثه
, -بتقول حاجه يا فاروق
, - مفيش يا أمي
, مش حنفطر بقي
, جلس الجميع علي المائده لتناول الفطار
, رن هاتف فريده برساله تعلن عن وصول السياره لتذهب لعملها
, ودعت الجميع واسرعت لتنزل علي السلالم
, لتجد معتز ينتظرها بسيارته أمام المنزل
, زفرت بضيق لتتجاهله وتركب الاوبر سريعا لتامر سائقها بالاسراع فقد تأخرت علي عملها
, كان معتز مصدومة من رده فعلها
, هل تجاهلت لتوه!!
, الي هذا الحد هي غاضبه منه؟؟؟
, ركب سيارته وقد بدء الغضب يتملكه
, وهو يتوعدها في سره فهي من بدءت
, الأمر فالتتحمل اذن٤ نقطة
, دخلت الشركه لتتجه الي مكتب مجدي
, -صباح الخير
, -صباح النور يا فريده
, الواحد خلاص اتعود يبدء يومه علي صباحك الحلو ده
, -انت اللي عيونك حلوة يا بابا
, -ما شاء ****
, لا وكمان بتعرفي تعاكسي يا بكاشه
, ذمت فريده وجهها بطفوليه
, -**** يسامحك
, -ماشي يا ستي
, بقولك ايه اعملي حسابك دادا عامله حسابك النهارده علي الغدا
, -ماشي يا سيدي
, -طب يالا بقي علي مكتبك عشان متتاخريش
, -سلام
, -سلام
, دخلت المكتب لتجد سلوي تبتسم لها ابتسامه صفراء كعادتها لتلقي عليها التحيه وتجلس علي مكتبها لتبدء عملها
, مرت ساعة ليتصل معتز علي المكتب ويطلب من سلوي ان تبعث فريدة ببعض الملفات من صفقات قديمه
, لتنظر سلوي لفريده بغل
, حاولت أن تخفيه ببراعه
, وهي تبحث عن تلك الملفات لتضعها علي مكتب فريدة فترفع الاخير نظرها اليها بتساءل
, -مستر معتز عاوز الملفات ده وديهاله
, -حاضر
, اخذت الملفات وهي تتافف لتخرج من المكتب
, لتردد سلوي بشماته
, -شكلهم متخانقين مع بعض
, يالا احسن برده
, طرقت الباب لتدخل
, وجدته يجلس بهدوء علي مكتبه
, يراجع بعض الأوراق بتركيز
, - اتفضل حضرتك
, الملفات اللي حضرتك طلبتها
, رفع راسه لتتلاقي عيونهم وقد ازعجه ذلك التغير في تصرفاتها
, -ايه حضرتك ده
, يا فريدة
, -امال اقول لحضرتك ايه
, وقف ليدور حول المكتب ويقترب منها
, لكنها ظلت ثابته
, -فريدة انتي كل ده زعلانه مني
, حاولت أن تنظم تنفسها لتهدء
, -بعد اذن حضرتك
, استدارت لتخرج ليتمسك بيدها
, لكنها نفضت يديها من يده بقوه
, -سيبني
, انا مبحبش حد يلمسني
, اقترب منها بندم
, -بس انا مش حد يا فريدة
, انا معتز
, لم ترد عليه بل بقيت صامته
, وتنظر للارض
, لتعطيه فرصته الاخيره
, ليقترب هو أكثر ويتحرر لسانه اخيرا لينطق
, -فريده انا بحبك
, رفعت راسها لتنظر له
, وقد امتلأت عيونها بالدموع
, -انا عارف اني اتعصبت عليكي بس صدقيني مكنتش اقصد دة لما حاولتي تفتحي الباب
, انا خوفت ولقيت نفسي بوقف العربيه وبصرخ فيكي
, انا عارف انك تستاهلي حد احسن مني بس انا بحبك
, بحبك ومش عايز حد غيرك يا فريدة
, نظرت له بضعف
, لتدرك هي مدي تأثيره عليها لتجدها تعترف دون وعي بمشاعرها
, -وانا كمان
, بحبك
, احتضنها بشده
, كأنه يخشي ان تهرب منه
, لقد اعترفت بحبها له
, حاولت أن تبتعد عنه بهدوء فهي لن تتحمل ذلك التقارب منه لينظر لها بتساؤل وقد تحول وجهها للون حبات الكرز الشهيه
, باتت تدرك كم هي ضعيفه أمامه لكنها لن تستسلم لضعفها معه
, ارتبكت من حصار عينيه لها
, فهي كالبحر في ليله صافيه
, -انا
, انا
, حروح علي مكتبي
, ابتسم علي هروبها منه و خجلها
, -ماشي يا حبيبتي
, بس اعملي حسابك حنتغدي مع بعض النهارده
, ارتبكت اكثر من قوله لها حبيبتي
, لتعيد خصلات شعرها المتمرد خلف اذنيها
, -بلاش النهارده
, خلينا بكره احسن
, -ماشي يا فريدة
, خرجت من المكتب وهي تجاهد بشده لتبدوا طبيعيه وتسيطر علي اعصابها لتتجه للمرحاض وتغسل وجهها علها تهدء من نفسها
, وضربات قلبها المتلاحقه
, نظرت لنفسها في المراءه
, لتبتسم
, لقد تحرر لسانه ليعترف بحبها
, لكن هل تكتفي هي بالحب
, نعم تحتاج حبه وبشده
, لكنها تتطلع لشئ اكبر تحتاج ان تشعر معه بالأمان
, تحتاج ان تطمئن معه
, فهي لن تستطيع أن تتاقلم مع تقلباته المتناقضه
, فهي تحب الحياة الهادئة
, لتتنهد بصبر لتحدث نفسها الطماعه
, -لا تكوني عجوله
, فالتصبري لتجدي ما تريدين
, خرجت من الحمام لتتجه لمكتبها وتكمل عملها بينما كانت تلك العقربه سلوي تكاد تشتعل من الغيظ فلم تدم فرحتها من خصامهم
, فالابتسامه المرسوم علي وجه فريدة تضي ملامحها لتوكد لها انهم قد عادوا
, ربما افضل مما كان
, جاء وقت الاستراحه لتخرج الي الكافتيريا
, -مالك يا سلوي
, فضلك حبه وتطلعي نار من ودانك
, نظرت لاكرم نظره كادت ان تحرقه
, ليحاول امتصاص غضبها
, و معرفه ما يحدث
, -في ايه بس؟؟
, منا سايبك الصبح كويسه..
, -الزفته اللي اسمها فريده ده غيظاني
, ونفسي اعمل فيها حاجه
, -لا اهدي كده خلي اليومين
, دول يعدوا علي خير
, انا مش عايز مشاكل
, نصبر لحد ما نتيجه المناقصه تبان
, ونتلم علي باقي فلوسنا
, وبعدين لو عايزه تولعي فيها
, انا حروح اجبلك بنزين ساعتها بنفسي
, المهم نعدي اليومين دول
, -عندك حق
, وقتها لسه مجاش
, -ايوة كده تعجبيني
, اهدي بقي وفكري في خطه كده تليق بيها
, -انت صح
, -احبك وانت شريره
, ضحكت سلوي باغراء
, ليبتسم لها أكرم وقد نجح في تهدئتها
, فلابد للامور ان تسير كما يخطط لها فلن يسمح لمخلوق ان يقف في طريقه
, انتهي اليوم لتذهب فريدة مع مجدي للفيلا
, وقد كانت داده انصاف قد اعدت لها وليمه كبيرة كترحيب بها
, -ايه ده كله يا داده
, ده كتير اوي
, -ولا كتير ولا حاجه
, كلي انتي شكلك خسه
, ومش عجباني خالص
, ضحكت فريدة بإنطلاقه علي كلامها ليضحك مجدي هو الاخر من حوارهم معا
, التفتت داده اليه
, وهي تشعر بنوع من الرضا
, والسعاده علي رب عملها
, فمنذ ان دخلت فريدة لهذا البيت
, وقد عاد لطبيعته السابقه
, لتردد في سرها الكثير من الدعوات لفريده التي أعادت الفرح لهذا البيت

9


- صباح السكر
, شهقت فريده وهي تستدير لتجده أمامها بجاذبيته المعتادة وعيونه التي تتفرس بملامحها بشغف
, -خضتني يا معتز حرام عليك
, ابتسم لها وهو يرفع كتفيه ببرائه
, -اعمل ايه وحشتيني
, ومش عايزني اوصلك فقلت استناكي عشان اشوفك وبعدين اروح مكتبي
, تورد وجهها أثر كلماته ونظراته الجريئة
, -طب ممكن تتفضل بقي عشان محدش يشوفنا كده
, اقترب اكثر منها ليهمس لها
, -بس انا عايز الكل يشوفنا مع بعض
, -معتز
, -عيون معتز
, -عديني عايزه ادخل مكتبي
, -بشرط
, نظرت له باستفسار ليكمل هو كلامه
, - مفيش اعتذار
, حتتغدي معايا النهارده
, -ماشي
, عديني بقي بلاش غلاسه
, ابتعد عنها بهدوء لتنطلق هي عبر الردهه لمكتبها علها تحتمي به من غزوه لها
, تكاد تقسم انه يستمتع بما يفعله بها
, لتدرك انها الأول مرة لا تعرف كيف تتصرف
, هل تترك لقلبها التعامل معه؟
, ام تحتمي بعقلها الذي لا يعجبه تسرعها ويعنفها بشده
, فهذه الأمور لا تتناسب مع مبادئها وعقلها الذي كان راجحا حتي اتاه هذا المعتز٤ نقطة
, ابتسمت بفتور عندما وقعت عينها علي سلوي لترد لها الاخره نفس ابتسامتها
, ولكن بغيظ فلولا أكرم لكانت رتبت لها كارثه تليق بمدي حقدها الدفين عليها تلك الماجنه التي تتشح برداء البراءه علي حد قولها
, انقضي اليوم سريعا لتجد احد رسائل معتز التي لا تنقطع طوال اليوم لتخبرها
, انه ينتظرها
, يظل يحاصرها طوال اليوم لتجد نفسها تبتسم علي تصرفاته التي لا تتناسب مع اتزانه وهيبته التي بات الجميع يخشاه
, ليتحول معها لمراهق يتحين الفرص ليقترب من معشوقه
, أسرعت في النزول اليه بخطوات ملهوفه لا تعرف لم لا تستطيع أن تسيطر علي نفسها بالقرب منه
, أصبحت متردده
, لا تعرف كيف توقفه
, بل انها لاتريده ان يتوقف عما يفعل.
, ركبت السياره و لم تنظر اليه تشعر بالتوتر بالقرب منه
, كما انها تحس بالذنب تجاه أخيها الذي منحها ثقته لتحيي بمفردها
, التقط توترها طوال الطريق ليتنهد وهو يركن السياره أمام احد المطاعم علي النيل
, بقي ينظر لها
, توترها
, خجلها
, محاولتها المستمرة لوضع حدود معه ليعقد مقارنه بينها وبين تلك التي كانت
, يكرة نفسه كلما تذكر ما حدث له
, كيف كان ساذج بهذا الشكل
, فالفرق بينهما خيالي
, لم تكن مريهان تمانع ان يقبلها
, او حتي يقترب منها
, بل انها احيانا كانت تثيره و ترتمي في احضانه بدعوا انهم سيصبحوا أزواج
, لم تمنع نفسها يوما عنه
, لم تضع له حدود
, كانت سهله
, مبتزله
, رخيصه
, تحاول دائما استنزافه ماديا
, ليكتشف في النهايه انها تحاول الاحتيال عليه بمساعده احد أصدقائه المقربين
, كم كان ساذجا وقتها
, كم صدم عندما اكتشف الأمر
, عاد لواقعه
, لتلك الحوريه الجالسه معه
, يكاد يقسم انه اول تجربها في حياتها
, يعشق هذا الخجل في تصرفاتها
, وعفويتها في التعامل
, شخصيتها القويه
, هدوئها
, تنحنح ليجلي صوته
, لما الحديث معها صعب الي هذا الحد
, -فريدة
, انتبهت له ليكمل حديثه
, -انا استأذنت من مروان النهاردة
, عشان نتغدا سوا ونقعد مع بعض ونتكلم
, وكمان اتفقنا ان بعد فرحه حجيب اهلي
, ونجي نتقدملك رسمي
, ممكن بقي تبطلي تقلقي شويه
, نظرت له بذهول كيف له ان يقرئها بهذه البساطه
, فكلماته البسيطه اراحتها من جلد نفسها بذنب لم تعرف كيف تبرء منه
, -انتي حتفضلي بصالي كده كتير
, انزلي احسن يافريدة
, انا اصلا بتسلق
, لم تفهم كلماته ليقترب هو منها ويقبل خدها بتمهل وهو يتنفس رائحه الياسمين خاصتها
, ابتعد عنها بصعوبه ليري تلون وجهها النابض بخجل يذيب قلبه العاشق لتفاصيل روحها
, جلسا علي احد الموائد في ركن هادئ بالمطعم
, -عجبك المكان
, -هادي
, بس شكله غالي اوي
, كان ممكن نروح اي مطعم عادي
, -بس انا حابب المطعم هنا
, وبعدين يا ستي متقلقش
, -معتز انت ليه كده؟؟؟
, -كده ازاي يعني؟؟؟
, -يعني انا شايفاك
, غامض دايما مش بتحب تتكلم عن نفسك
, مع اني بحكي كل حاجه عني عادي
, -وانتي بقي يا ستي عايزه تعرفي ايه عني؟
, تلجلجت وهي تفرك يدها بخجل
, لكن فضولها غلبها في النهاية لتنطق
, - يعني كل حاجه
, انا بالصدفه
, عرفت انك من اسكندريه
, سكتت عندما احضر النادل الطعام
, ليلتقط معتز يديها بعد أن ذهب النادل فترتبك هي أثر لمسته لها
, لكنها لا تعرف انه يحتاجها
, لشده ليتغلب علي نفسه
, فدائما الاقتراب منها يمنحه الكثير من الثقه التي يحتاجها
, -بصي يا ستي انا اسمي
, معتز أنور المرشدي
, عندي 29سنه
, تحدثت بذهول
, -انت تعرف
, حد من عيله المرشدي
, ولا ده تشابه أسماء
, نظر اليها ليوكد لها ما فهمت
, نعم انه هو ابن أنور المرشدي
, صاحب الفضيحة الشهيره
, -ايوة انا
, ارتبكت بشده
, -معتز انا اسفه
, انا مقصدش حاجه
, واللهي
,
, -فريدة
, حتصدقيني لو قولتلك ان الموضوع ده مبقاش فارق معايا
, يمكن كان صعب عليا في الاول
, بس دلوقتي بحس
, ج ان **** كان شايلي الاحسن
, توردت ملامحها لتزيدها جمالا لتسحب هي يديها الساكنه بين راحته
, ليبتسم هو من تصرفاتها
, - يالا ناكل بقي قبل الأكل ما يبرد
, كان يستمتع بالأكل معها
, فدائما الاكل له مذاق خاص بقربها
, بقيا يتجاذبان الحديث طويلا
, ليوصلها في النهايه لمنزلها ويذهب هو لمنزله
, ارتمت علي فراشها بحالميه
, تتذكر أدق تفاصيل يومها معه
, لم تكن تحلم يوما بالحب لتجده يطرق بابها بالحاح لتدخل عالم غريب عليها ملي بالتناقضات تعشق التواجد بقربه لكن تجدها تبتعد لمسافه تظنها هي أمنه
, تثير تصرفاته و تلميحات غضبها لكنها مع ذلك باتت تنتظرها منه
, ضحكت علي نفسها لتردد
, -كونتي بتقولي عنده انفصام
, اديكي بقيتي شبهه
, تنهدت لتحتضن وسادتها وتنام لتحلم باميرها العاشق المجنون
, مر اليوم التالي سريعا لتجد نفسها تلملم أغراضها لتذهب
, فقد اتفقت مع هدي ان يذهبا لشراء فساتين ليحضرا بها فرح مروان
, انصرفت سلوي قبلها كالعاده لتتركها وحدها
, رن هاتفها بالحاح لتنظر له بابتسامه
, -ايوة
, -مستنيكي حنتغدي مع بعض
, -مينفعش
, -ليه بقي
, -انا حنزل مع هدي نشتري فساتين عشان فرح مروان
, -طب اوصلك
, -شكرا
, هي حتعدي عليا دلوقتي
, هي وفاروق جوزها
, يالا بقي سلام عشان بتتصل بيا
, اغلقت سريعا لترد علي هدي
, -ديده انا عند الشركه مع فاروق
, انتي فين يا بنتي
, -ثواني وحبقي عندك
, أسرعت بالنزول
, لتركب سياره فاروق
, غافله عن معتز الذي كان يتابعها بغيظ
, -ماشي يا فريده
, توقف فاروق عند أحد المولات الكبري ليركن سيارته ويخرج الجميع منها
, -انت واقف كده ليه مش حتيجي معانا
, -ايه معانا ده
, بصي يا دودو خدي الفيزا بتاعتي وانا روحي محوطكي ياقمر متقلقش
, -انت بتهزر صح
, -هدي انا اصلا مليش في الجو ده وبعدين انتي بتقعدي 5ساعات تختاري في حاجه واحد لحد ما بفرفر منك
, فريده معاكي
, الفيزا معاكي
, عيشي بقي
, انا حستناكي في الكافتيريا ولما تخلصوا كلموني عشان اطلب الاكل ونتغدي او نتعشي بقي علي حسب
, نظرت فريدة لفاروق لتتحدث
, -هو انا ليه حاسه اني ادبست يا فاروق
, -ابدا واللهي يا فريدة ده اشاعات
, فاروق بيطلعها عليا
, -ايوه فعلا إشاعات
, يالا بقي يادوب تلحقوا
, عشان نلحق نروح قبل نص الليل
, ضحكت فريده علي نقاشهم
, لتذهب مع هدي التي ظلت
, تتوعد له طوال سيرها
, بقيت فريدة مع هدي لأكثر من3ساعات من محل لآخر لتدرك ان هدي مترددة جدا في اختيارتها لتهتف بتعب
, -انا خلاص يا هدي
, بجد تعب مش قادرة
, ده سادس محل ندخله وبرده مش عاجبك حاجه
, -هو انتي شايفه كان في حاجه عدله يعني
, وانا قولت لا
, -لا يا شيخة
, اتقي ****
, بصي بقي ده اخر محل ندخله لو معجبكيش حاجه حنروح
, اقولك حاجه انا ححضر الفرح ببنطلون جينز
, منك لله يافاروق يابن فردوس
, لوت هدي شفتيها بحزن
, -انتي بتدعي علي روقه ليه دلوقتي
, -انا خلاص تعبت
, كونا اتغدينا الأول علي الاقل
, يبقي فيها صحه افرفر
, -ماشي يا فريده
, **** يسامحك علي فكره
, وانا اللي كونت بفكر اسمي بنتي علي اسمك
, -طب يالا ياختي
, انا مش قادره أقف علي رجلي
, بتثبتيني ياهدي
, ماشي
, دخلوا المحل لتختار هدي اخيرا
, فستان رقيق من الجوبير المطرز بالؤلؤ بينما فريده كانت تقف أمام فستان اسود بقماشه لامعه تعكس الوان الطيف بشكل جميل جدا رغم بساطه تفصيله
, -فريدة
, ادخلي قيسيه حيبقي تحفه عليكي
, دخلت فريدة لتجرب الفستان
, لتجدة يشكل مع حنايا جسمها تحفه فنيه فهو يظهر تناسق جسمها ويطفي اليه جاذبيه ونعومه
, لتخرج من البروفه لتريه لهدي
, وقد حسمت أمرها بشراءه
, -ايه رايك!
, تحفه مش كده.
, -جميل اوي يا ديده
, كأنه معمول عشانك
, شهقت فريده بذهول وهي تجد معتز
, أمامها يتفرس بها بغيظ
, -وحش جدا
, وادخلي غيريه احسنلك
, التفتت هدي لتنظر له باستفسار
, -مين حضرتك
, استدار معتز ليرسم ابتسامه هادئه علي عكس اشتغاله الداخلي
, -حضرتي يبقي جوز الاستاذه مستقبلا
, ليترك هدي مذهوله من جرائته بتعريف نفسه لها ويتجه لفريده التي كانت تنظر له بعند
, ويقترب من اذنيها ليهمس بها
, -الفستان ده يتلبس ليا انا بس
, محدش يشوفك بيه
, اتفضلي روحي غيريه بسرعه
, واختاري اي فستان تاني
, يكون واسع عشان يومك يعدي
, عشان انا مش ضامن نفسي لو فضلتي بالفستان اكتر من كده حعمل فيكي ايه
, نظرت له فريدة بغضب
, لتجده ينظر لها نظرة اخرستها
, لتركض الي البروفه وتحتمي بها
, خرجت البروفه وهي تتشبث بالفستان
, لتجد معتز يقترب منها وياخذه منها
, -انا حشتريه
, عشان تلبسينه في بيتنا يا بطاطس
, زفرت فريده بغيظ من تصرفاته لتمتم
, -قليل الادب
, -سمعتك علي فكرة
, اتفضلي يالا نقي حاجه تانيه
, انا تعبت من كتر اللف وراكي من الصبح
, تركته لتتجه لهدي التي مالت عليها لتحدثها
, -لينا قاعده لما نروح
, نظرت لها فريده بقله حيله
, - يالا ياهدي خلينا ننقي حاجه تانيه
, انا تعبت خلاص بقي
, اختارت فريده في النهايه فستان
, وافق عليه معتز فقد كادت تنفجر فيه من تعليقاته علي كل شئ تختاره
, ولكنها مع ذلك كانت تتراقص من الفرحه وهو تري غيرته عليها
, لتدرك مدي أهميتها لديه
, وتتأكد ان الامور بينهم
, قد تخطت حاجز الإعجاب بمراحل
, أصرت فريدة علي دفع ثمن فستانها
, ورفضت ان يقوم معتز بشراءه لها
, رفضا تاما
, -افهم بقي انتي رافضتي ليه ادفع تمنه
, انا حابب اجبهولك هديه.
, -لما ابقي خطبتك ابقي جبلي هدايا
, مش حعترض ياسيدي
, ويالا بقي هوينا
, مش اطمنت خلاص
, انا اشتريت ايه
, -كده ماشي يا فريدة
, هانت
, عارفه بقي انا حلغي فكره الخطوبه
, واتفق مع مروان علي كتب كتاب علي طول
, فهمت فريده تلميحاته الماجنه
, -انت قليل الأدب
, -**** يسامحك
, علي فكرة بقي شكلك عسل
, وانتي متنرفزة يا بطاطس
, -امشي يا معتز
, ضحك علي خجلها وعصبيتها من تصرفاته
, فهو حقا يستمتع باثاره غضبها
, -انا اصلا مشيت
, انصرف معتز لتضحك هدي عليهم
, - لا بس مز الصراحه يا ديده
, ده كفايه لون عينيه
, -هدي
, واللهي منا ناقصه استظرافك
, كفايا عليا معتز
, -خلاص يا ستي متزعليش
, يالا نروح لفاروق احسن انا خلاص
, حموت من الجوع
, -يالا يا آخرة صبري
, ومين سمعك
, ذهب الاثنين ليقابلا فاروق ويتناولا الطعام
, وسط مزاح فاروق الذي لا ينتهي
, لينتهي اليوم اخيرا بمكالمه معتز لها ليطمئن عليها ويستمتع لصوتها قبل أن ينام
, فقد أصبحت مكالمته لها احد طقوسه المقدسه
, ٢٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, مر الاسبوع سريعا
, ليعود معتز وفريده الي الإسكندرية
, في فيلا المرشدي
, حركت مقبض الباب دون أي صوت
, لتدخل علي أطراف اصابعها
, وتامر الفتاتان بالصمت حتي اقتربت من فراشه لتجده يغط في نومه العميق كعادته لتشير للفتاتان بحركه يديها ليقفزا معا علي سرير خالهم في أن واحد
, لينتفض الاخير من نومه وسط ضحكتها الرنانه ليمسك بالفتاتان الصغيرتان
, ويدغدغهم بحب وشوق كبير
, -احلي صباح ده
, -صباح الخير يا ميزو
, -صباح الخير يا قلب ميزو من جوه
, يالا انزلوا لنانا تحت عشان نفطر سوا
, انطلقت الفتاتان وسط تصفيق
, وتهليل منهم لتحاول هي الاستداره والهروب من الغرفه
, لكنها وجدت نفسها تتراجع للخلف أثر امساكه بها من ملابسها لتبتسم له بتوسل
,
, -صباح الخير يا ميزو
, -ميزو في عينك
, مش حتعقلي بقي يانيره
, في حد يصحي حد كده
, مش حتبطلي هزار البوابين ده
, -طب سيب هدومي طيب
, ترك ملابسها لتنظر له
, وهي تحاول السيطره علي نفسها من الضحك
, -شكلك كان عسل خالص
, المرة الجايه حبقي اصورك
, اقترب منها بتحذير
, -المره الجايه حقفل علي نفسي الاوضه بالمفتاح عشان هزارك البايخ ده
, اعقلي بقي انتي كبرتي علي الحركات ده
, -بس متقوليش كبرتي ده
, انا اللي قدي لسه متجوزوش لحد دلوقتي
, -ايوة ايوة اسطوانه نرمين المشروخه
, قولي كده بقي
, ارتبكت فقد اكتشفها توئمها دون مجهود
, -اقول ايه انا مقولتش حاجه
, -نيره
, -نعم يا ميزو
, -انجزي و جيبي من الاخر ماما بعتاكي ليا عشان تقولي ايه خلصي٣ علامة التعجب
, -ايه ده هو انا مفقوسه اوي كده
, -يابنتي انتي عبيطه ولا انتي كده
, احنا توئم يعني مينفعش تتخابسي علي اخوكي حبيبك
, امسكها معتز من يديها واجلسها لجواره ليحيط رقبتها بذراعه ويشدد عليه
, -حتتكلمي ولا نرجع للغلاسه بتاعه زمان
, -طب سيب طيب
, انا مبحبش التكتيفه ده
, تركها معتز لتبتعد لمسافه أمنه منه
, وتحاول ان تستجمع شجاعتها
, لتكمل حديثها
, -بص ماما جايبالك عروسه
, وكانت عايزني اقنعك عشان تبقي تشوفها وتقعدوا تتكلموا في خطوبه نيلي الاسبوع الجاي
, وقف معتز ليتحدث بضيق من إلحاح امه
, -لا ياستي شكرا
, انا اخترت خلاص
, قفزت نيره من مكانها لتصفق بيديها
, وتقترب من معتز بفرحه
, -بجد يا ميزو
, مين طيب؟؟؟؟
, حد نعرفه؟؟؟؟
, ضحك معتز من عفويه شقيقته وحبها له
, -حتفضلي طول عمرك هبله
, التوي وجهها بحزن ليضمها اليه بحب
, - بس اعمل ايه بحبك يا نيروا
, -طب ايه
, -ححكيلك كل حاجه بس نفطر الأول
, -لا مليش دعوه
, احكيلي دلوقتي
, -ماشي يا ستي ما انا عارفه مش حتحلي عني غير لما تعرفي كل حاجة
, ليجلس معتز ويحكي لشقيقته
, وتوائمه كل شي عن فريدة
, بقيت نيره صامته لفتره
, بعد أن انهي معتز كلامه ليتسائل معتز
, -مالك
, بتفكري في ايه؟؟؟
, -بابا حتقنعه ازاي يا معتز
, -بعد خطوبه نيلي
, حقعد واتكلم معاه وبعدين ابوكي اكيد مش حيعترض يعني لما يعرف اني بحبها
, -تفتكر
, مش ممكن يفكر انها يعني
, انا اقصد٣ نقطة
, قطع معتز كلامها الذي فهمه جيدا ليبدوا عليه علامات الغضب
, -فريدة مش مجال للمقارنه يا نيره
, ولما تعرفيها حتفهمي انها مش زي حد
, - انا اسفه يا ميزو
, انا مقصدتش حاجه يا حبيبي
, انا بس بتكلم من وجهه نظر بابا
, -انا عارف يا نيره
, -خلاص يا حبيبي
, يالا عشان نفطر
, وربنا يقدم اللي فيه الخير
, -نيره
, -نعم
, -ممكن متجبيش سيره لحد
, لغايه ما اتكلم انا مع بابا
, -طب وماما
, اقولها ايه
, -ولا حاجة
, قوليلها انك كلمتيني وانا قولتلك حفكر
, - ماشي
, انصرفت نيره وهي تشعر بالقلق من العاصفة القادمه علي هذا المنزل
, فالعروس المرشحه لمعتز هي ابنت احد اكبر رجال الأعمال في الإسكندرية
, لتجد ان وضعها في مقارنه مع تلك المسماه بفريده خاسره بكل المقاييس
, لتردد بخفوت
, -**** يسترها بقي في اللي جاي
, احسن حاجه الواحد يعمل نفسه ميت
, -بتكلمي نفسك يا نيره
, شهقت نيره لتهتف بضيق
, -حرام عليكي يا ماما
, خضتيني
, لتضيق عينيها بتسائل
, -هو انتي سايبه البنات مع مين
, -حسيبهم مع مين يعني
, مع اختك طبعا
, -يالهوي
, زمانها بتلعب بيهم
, ركضت نيره الي غرفه شقيقتها الصغرى
, لتجد الين وسيلين يلعبوا مع نيلي
, بالوان المكياج و قد تحولت كل منهم لما يشبه البلياتشو
, -**** يسامحك يا شيخه
, روحي اغسلي وشهم
, قبل ما يعملهم المكياج حساسيه
, عيله هبله انا مش عارفه نادر حيتعامل معاكي ازاي
, أخرجت نيلي لسانها لتغيظ شقيقته
, وهي تردد
, -مالكيش دعوه

10


- يعني حقعد 4ايام مشوفكيش
, بزمتك مش حرام عليكي
, -اعمل ايه مهو مينفعش مبقاش مع شدوي
, وهي بتحضر للفرح
, -حتوحشيني يا بطاطس
, تورد وجه فريدة من كلمات معتز لها
, لتنظر له فتهيم في تلك الزرقه الغائمه بعينيه كالبحر في ليله البدر
, فالدخول فيها خطير لكنك تجد نفسك ترغب في الغوص به وبشده دون وعي منها
, تحاول بشتي الطرق ان تتحكم في مشاعرها واندفاعها له لكنه يجيد إدخالها الي عالمه
, لا تعرف متي ولا كيف وقعت في حبه
, لكنها تجد نفسها يوما بعد يوم تتوه في تفاصيله
, اقترب منها ليطبع قبله متمهله تبعثر ما تبقي من ثباتها و تخدر عقلها
, ليتجرء ويتذوق ثمره الكريز خاصتها يطوق عقله و قلبه اليها يعرف انه يستغل استسلامها له
, ويعرف انها ستغضب منه
, لكنه سيتقبل اي عقاب منها
, فكل شي منها له طابع مميز
, حبها له
, خجلها
, غضبها
, حتي ثرثرتها
, لها طعم مختلف
, ابتعد عنها بهدوء ليري تلون وجهها وشفتيها أثر قبلته
, كان ينتظر منها توبيخه لكنها ظلت تفرك يديها بتوتر وقد اعتلت معالم الذنب علي وجهها
, ليتاملها بخوف
, -فريده
, انا اسف
, انا
, قطعت كلمته بصوت مختنق من البكاء المكتوم واحساسها بالذنب
, فهي من وافقت ان يوصلها الي الإسكندرية
, تعرف ان الاقتراب منه خطر
, ومع ذلك لم تعترض لم تمنعه
, ليتمادي معها تشعر بالغربه من نفسها
, عندما يكونا سويا
, ليست هي تلك الفتاه الجاده التي لا تسمح لاحد ان يتجرء عليها
, تحتفظ بنفسها لفارسها
, نعم هو فتي أحلامها
, لكنها لا يمكنها التساهل معه
, قبل أن تصبح ملكه أمام الجميع
, -معتز لو سمحت
, ممكن متعملش كده تاني
, نظر لدموعها التي لم تستطيع السيطرة عليها
, -انا مكنتش مفكر اني ح ضايقك بالشكل ده
, انا فكرتك بتحبيني وعايزاني
, زي ما انا عايزك يا فريدة
, - انا متضايقة من ضعفي قدامك
, اللي حصل ده مينفعش يحصل غير ما بين اثنين متجوزين انا متربتش علي كده
, يا معتز
, حاول تفهمني
, يمكن الوسط اللي انت عايش فيه
, يكون ده عادي
, بس ابويا رباني
, اني لازم احافظ علي نفسي
, عشان الإنسان اللي حتجوزه
, ومينفعش اتنازل عشان
, اللي بيتنازل مرة بيغرق بعد كده
, ارجوك يا معتز
, انا محتاجك تساعدني
, خلي في بينا دايما مسافه
, عشان منزلش في يوم لا من نظرك
, ولا من نظر نفسي
, لا يعرف كم مرة حيقع في غرامها
, ويعشقها فقد أعجب بجمال شكلها
, لينبهر بشخصيتها
, ويعشق تفاصيل روحها
, فهي حقا مختلفه عمن حولها
, -انا اسف بجد يا فريده
, انتي عندك حق في كل كلمه قولتيها
, بس انا
, فريده انا ساعات كتير بسأل نفسي
, هو ايه اللي عملته في حياتي عشان استاهل واحده جميله اوي زيك
, تنهد ليكمل كلامه
, **** يصبرني بقي لحد ما نكتب كتابنا وتبقي ملكي قدام الناس كلها
, صمتت فهي قد استنفذت كل طاقتها في حوارها معه لتكتفي بايماءه بسيطه من راسها ليعيد هو تشغيل سيارته ويقودها ليكمل طريقه
, ٢٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, وقفت تتأمل نفسها في المرآه باعجاب
, فذلك الفستان القصير الذي يبرز جمال جسمها الممشوق بلونه المدرج بين الذهبي والبني
, يجعل منها فاتنه بحق لتدور حول نفسها بزهو وكبرياء
, يعززه طرقات الكعب العالي مع الخلخال الناعم الذي يحتضن ساقيها
, و يرسم مع الحنه لوحه فنيه تسلب النفاس
, رن هاتفها لتنظر لشاشته بحالميه ثم
, تنظر لنفسها برضا في مرآتها
, - الو
, -وحشتيني
, -وانت كمان
, -الشغل وحش اوي من غيرك
, - اتحركت من عندك ولا لسه
, -ماشي اهربي اهربي
, ضحكت فريدة بإطلاق من فهمه لتصرفاته
, - طب ينفع تفتحي الكاميرا
, وحشتيني بجد ونفسي اشوفك
, -اه
, لا مينفعش
, -ليه
, فريدة
, انتي لبسه ايه؟؟؟؟؟
, -انا
, انا لبسه فستان
, -قصير صح!!
, -ايوة عادي ده
, حنه بنات بس يا معتز
, -طب افتحي الكاميرا ورهولي
, -لا طبعا مينفعش
, مستحيل
, - طب ينفع تصوري نفسك و ابقي اشوف الصور يوم كتب كتابنا
, -حفكر
, -ماشي يا فريدة
, خليكي فاكره عميلك فيا
, عشان لما نتجوز
, -معتز بطل بقي
, في تلك اللحظه فتحت شدوي
, الباب لتنطلق كالقاذيفه
, -ديدا الطبله اللي بتحبي ترقصي عليها ميا..
, .
, اغلقت فريدة عينيها لتزفر بضيق من تصرفات شدوي و ذلك الموقف المحرج
, لتنظر لها شدوي بعفويتها
, -بتكلمي معتز
, هزت راسها بقله حيله لتركض شدوي للخارج وتغلق الباب قبل أن تقتلها فريدة
, لحظات من الصمت والاحراج ليقطعها صوته
,
, -انتي بتعرفي ترقصي٤ علامة التعجب
, تلجلجت لا تعرف بما ترد
, ليعيد هو سؤاله عليها
, -فريدة انتي تعرفي ترقصي٣ علامة التعجب
, -يعني مش قوي
, -كدابه
, شدوي بتقول طبله يعني بتعرفي
, وبتعرفي اوي كمان
, -وبعدين بقي يا معتز
, عيب كده
, -ماشي يا فريدة
, نكتب كتابنا بس وحطلع كل اللي بتعمليه ده فيكي واللهي ما حسيب حقي
, -طب سلام بقي
, -سلام يا بطاطس
, أغلق الهاتف ليزفر بنفاذ صبر
, فهي تثيره دون أي مجهود منها
, فهو بالكاد يسيطر علي نفسه الان كي لا يتهور ويذهب اليها
, لا يستطيع إيقاف تخيلاته لها ولا٨ نقطة
, - اف منكي يا فريدة
, حتما سوف اجن بسببك
, خرجت هي من غرفه شدوي تبحث عنها بعينها تتوعدها
, لتجد من يجذبها من يديها لترقص
, -ميار
, اصبري مش عايزة ارقص دلوقتى
, -لا بقولك ايه
, الحنه اصلا شكلها مضروبه
, وشويه المقاطع قرايب مروان
, فردين نفسهم وهما اصلا بيتلوا من المغص
, ركزي كده وعايزاكي تمسحيهم
, وخصوصا البت الصفرا اللي اسمها نهي ده مش طايقاها
, -يخربيت عقلك دا انتي مسحتي بالبت الأرض المره اللي فاتت في الخطوبه
, -عايزني اعملها ايه اسيبها
, ترسم علي خطيبي واسكت
, لا طبعا
, يالا بقي عايزاها تعرفيها مقامها
, ضغطت ميار علي الاب لتختار الطبله المميزة لفريده لتتوسط فريده الحضور وتبدء في التمايل بجسدها
, لم تكن تلك الرقصه كغيرها
, فقد كانت تتذكر كلمات معتز لها
, وتهديده وتوعده لها لتبتسم بانتصار لانوثتها وتتمايل باغراء وحب
, كانت تتفاعل مع كل نغمه ليس بجسدها فقط إنما بروحها العاشقه
, لتثير الكثير من الغيره بين اقرانها
, وإعجاب الحضور من السيدات الموجودين
, انتهت من رقصتها وهي تتنفس بسرعه وتضحك علي احساس الزهو الذي اعتلي ملامح ميار لانتصارها علي تلك الصفراء
, -صحبتي اللي مشرفاني
, هتفت بها شدوي لترمقها فريدة بغيظ
, -ماشي يا آخره صبري حعديهالك عشان فرحك بكره
, قفزت شدوي لترتمي باحضان فريده وتحتضنها بشده
,
, -طب و **** انتي عسل يا مربي
, ضحكت فريدة وشدوي لتنضم لهم ميار وباقي اصدقاء شدوي
, لتمر الليله في جو من المرح والضحك
, صباح اليوم
, التالي
, -شدوي
, اصحي بقي حنتاخر
, تمتمت شدوي بكلمات غير مفهومه
, لتكمل نومها
, لتصرخ بها فريده
, -قومي يا زفته الساعه بقت 12
, حنتاخر علي معادنا في مركز التجميل
, قفزت شدوي من السرير
, لتصرخ
, - الفرح حنتاخر علي الفرح
, لم تستطيع فريدة تمالك نفسها لتنفجر من الضحك علي شدوي وتصرفاتها لتحاول تمالك نفسها لتتكلم
, -يالا يا آخرة صبري عشان نفطر ونحضر حاجتنا ونمشي
, استعدت الفتاتان ليذهبا لمركز التجميل لتستعد شدوي
, بينما أمسكت فريدة هاتفها بقلق
, فمعتز لم يتصل بها كعادته في الصباح لتحسم أمرها فهي تريد أن تطمئن عليه لتتصل هي به فياتيها صوته الناعس
, -دة احلي صباح في الدنيا
, -صباح الخير
, كل ده نوم قوم
, يالا عشان تلحق تجهز نفسك
, -ليه هو انا زيكم انا يادوب حاخد شور
, وانط في البدله ابقي جهزت
, -كده
, -وحشتيني
, -وانت كمان
, -وانا كمان ايه!!
, - وحشتيني
, -عارفه نفسي في ايه دلوقتي٣ علامة التعجب
, -اتلم
, -اكتر من كده
, د انتي لماني علي الاخر ومعلماني الادب
, وانا اصلا اموت في قله الادب
, -معتز وبعدين
, حقفل
, -لا خلاص
, -لا بجد عارفه نفسي في ايه٣ علامة التعجب
, -في ايه..
, -اشوفك بالفستان واحضر معاكي الفرح
, -معلش
, تتعوض وبعدين النهاردة كتب كتاب نيلي مينفعش متبقاش موجود
, تنهد معتز
, -عندك حق
, -طيب حقفل انا عشان شدوي بتشاورلي وشكلها عايزانى
, -انتوا نزلتوا
, -ايوه لسه وصلين١١ نقطة
, -ماشي سلام يا حبيبتي
, -سلام
, اغلقت الهاتف لتحتضنه بحالميه
, لتجد شدوي أمامها تكتف يديها.
, بضيق وتتافف
, -مالك يا زفته؟؟؟
, -الوليه ده عايزه تعملي مكياج تقيل
, وانا مش عايزه وبعدين مروان مبيحبنيش احط مكياج اصلا
, -شدوي النهارده فرحك يا حبيبتي يعني لازم تحطي مكياج وبعدين انا معاكي حتفق معاها تحطلك حجات بسيطه انتي اصلا جميله ومينفعش معاكي غير حاجه بسيطه خالص
, -ماشي
, ٢٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في فيلا المرشدي
, كانت الحديقه تمتلي بالضيوف من صفوت رجال المجتمع تلك الطبقه المخمليه
, بينما استقر أنور الرشيدي ونرمين في المقدمة للترحيب بالضيوف كان معتز يقف بجذبيته ووسامته يرسم ابتسامه مضطرا وهو يرحب بالضيوف مع والده
, فهو يتافف من هذا التملق والرياء والتصنع
, كان يشرد بين الحين والآخر في فريده
, ليضغط علي شفتيه من الغيط
, لتواجده بعيد عنها
, - مبروك يا أنور
, -**** يبارك فيك يا مجدي
, وحشني يا راجل
, نقول مبروك
, -هي لحقت الاخبار وصلتك
, -عيب عليك
, -اخبار ايه يا بابا٣ علامة التعجب
, - المناقصة يا معتز
, رست علينا **** ميحرمنيش منك ابدا
, مش عارف من غيرك كونت عملت ايه
, - معتز يبقي ابنك يا مجدي زي مهو ابني
, ارتسمت ابتسامه حرينه علي وجه مجدي ليفهمها أنور وقد حزن لحزن صاحبه
, - انا حروح ابارك لنيلي ونادر
, لتنظر له نرمين
, -ليه كده يا أنور
, -صدقيني يانرمين انا مقصدتش حاجه
, انا حروح اقعد معاه
, -المازون وصل يا عمي
, نطقها فادي زوج نيره ليتجهوا جميعا معه حيث الطاوله التي اعدت لكتب الكتاب وقد التف حولهم معتز وفادي ليكونوا شهودا
, بقي يتأمل شقيقته الصغير تبدوا كالملائكه في ثوبها الوردي وشعرها المنسدل الامع كم هي بسيطه فقد ذادها العشق جمالا علي جمالها
, ليقطع تامله صوت نيره
, - عقبالك يا قلبي
, ابتسم لها ليضمها بذراعه ويحتويها ليجد فادي أمامه ينظر له بغيظ من حركاتهم سويا
, -معلش ا كابتن لو سمحت
, ده بتاعتي
, -لا بقي معلش انتا
, ده توئمي وخدلك سكه بقي من هنا عشان حنرش مايه يالا طرقنا
, ضحكت نيره من تصرفاتهم معا
, لتزيح يد معتز من علي كتفها
, لتتحرك ناحيه نرمين
, -انا رايحه لماما عشان بتشاورلي
, خليكوا حلوين مع بعض متعملوش شقاوة
, نظر معتز لفادي ليضربا كفهم ببعض ويردد معا
, وينفجرا بالضحك
, -حاضر يا ماما
, -وحشتيني يا صحبي
, -انت كمان يا فادي اخبارك ايه؟؟؟
, -زي ما انت شايف
, اختك مطلعه عيني بغيرتها عليا
, ونفسي اقعد مع صحبي زي زمان
, ايه مش ان الأوان بقي ترجع
, ونرجع ايام الشقاوة
, -ان كان علي الرجوع
, فأنا ناوي ارجع قريب
, بس ايام الشقاوة ده بقي نيره تدبحني
, انا وانتا و تدفنا مكانا
, اتلم بقي انت بقي عندك بنتين
, -واللهي يابني انا تبت من يوم ما اتجوز اختك
, بس هي لحد دلوقتي مش عايزة ثتق فيا وكل يوم عملالي مشكله
, -واللهي يا فادي حقها
, منتا سبحان من هداك وهدك بقي
, -الحمد لله **** هداني
, واختك هدتني **** يسامحها بقي
, -اتلم ياض
, احسن انااصلا اختي تلزمني
, -لا وعلي ايه
, انا بقيت خلاص معرفش اعيش من غيرها
, ومن غير البنات
, -ايوة كدة اتعدل
, -منا معدول اهو
, نفسي اشمت فيك يا جدع
, ضحك معتز
, -شكلك حتشمت قريب
, - العب
, لا دحنا كده نقعد بقي
, وتحكيلي
, -ماشي يا خفه
, يالا عشان نروح نبارك لنادر
, ونغلس عليه شويه
, -احبك يا ميزو
, وانت شرير
, اتجه معتز ليبارك لشقيقته ونادر
, ليجد بجواره والدته مع احدي الفتيات التي كانت تبارك لنيلي
, حاول الانسحاب لكن نرمين
, نادت عليه لتمنع هروبه
, -معتز
, -ايوه يا حبيبتي
, -مش تسلم علي مايا بنت طنط فريال
, -نظر لتلك الفتاه المتكلفه
, فهي تضع الكثير من مساحيق التجميل وترتدي فستان مكشوف اكثر من الازم
, ليجدها هي من تمد يديها له وترحب به بمياعه إصابته بالغثيان
, -ازيك يا معتز
, طنط نرمين مبتبطلش كلام عنك
, بس الصراحة انت احلي من الوصف
, بتاعها بكتير
, انكمشت ملامحه بامتعاض ليترك يديها التي لا تزال ممسكه به
, ليقول بتافف و ضيق قد ظهر واضحا عليه
, -اهلا
, حاول التخلص من تلك الافه
, التي التصقت به بعد أن اختفت والدته
, فقد تركته مع تلك العلقه المقززة
, التي بدءت تصيبه بالغثيان
, ليتركها ويذهب من أمامها وهو يتوعد والدته بسره لهذا الموقف التي وضعته به
, ٢٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في احدي قاعات الأفراح
, كانت شدوي تبدوا كملكه يوم تتويجها بفستانها الأبيض بقماشته الرقيقة مثل صاحبتها وتطريزه الهادي والناعم بدت كاحدي أميرات القصص الخياليه التي تعشقها فقد ذادتها تلك اللمسات الهادئه سحرا
, كانت فريده تتأملها وهي تقطع كعكه زفافها بادوارها الخمس بفرحه شديده ورضا
, فقد نال اخيرا مروان محبوته التي ولدت وتربت علي يديه
, ليزداد تعلقا بها يوم بعد يوم
, كانت تتمتم في سرها بالكثير من الدعوات لهما بالعافيه والستر والذرية الصالحه
, لتجد يس أمامها فتبتسم ترحيبا به
, -عقبالنا
, اقصد عقبالك يا فريدة
, فهمت فريدة قصده فارادت ان تمنع عنه وعنها الاحراج فلو كان يس
, قد ظهر بحياتها قبل معتز
, لربما فكرت بالأمر علي انها زيجه مستقره ومناسبه لها
, لكن الأمور اختلفت و كفه قلبها أصبحت راجحه لشخص اخر
, -**** يرزقك ببنت الحلال
, اللي تستاهلها يا يس
, ويوفقك يارب
, انت عارف اني بعتبرك زي مروان بالظبط
, -اه
, ايوة طبعا
, وانتي كمان يافريدة غلاوتك عندي
, زي ميار اختي بالظبط
, انصرف من أمامها ليلملم قلبه المنكسر
, أثر ردها الدبلوماسي علي عرض لم يشئ القدر ان يكتب له ان يري النور ابدا
, تنفست الصعداء لتلوم نفسها
, علي احراجه لكن قلبها برر لعقلها الأمر
, انها لم تكن لتسمح لاحد ببناء قصور
, من الوهم ليعيش بها احدهم
, فدائما الحلول الجذريه
, هي الامثل لنزيف القلوب
, انتبهت علي مروان وهو يحتضن شدوي ويرقص معها علي تلك الموسيقي الهادئه لتسمع صوت منسق الاغاني وهو يدعو العاشقين للمشاركه العروسين ساحه الرقص
, لتقفز صوره معتز دون اراده منها لعقلها ويتمني قلبها لو كان موجودا لترقص معه
, -تسمحلي بالرقص ده يا بطاطس
, اغمضت عينيها بحالميه
, فقد بدءت تجن فعلا ليتوهم عقلها سماع صوته
, فتحت عينيها ببط لا تريد أن تصحوا من أحلام اليقظة التي تحيي بها
, لتشهق
, فهو أمامها فعلا
, هي لا تتوهم وجوده
, يبتسم لها تلك الابتسامة الساحره لتجد صورتها قد استقرت بعينيه الصافيه التي تذيب قلبها العاشق لتفاصيله
, -تسمحيلي بالرقص ده
, لم تستطيع الرفض لتذهب معه
, وقد وضع يديه علي خصرها بتملك
, فترمقه بعتاب لما يفعل
, نظرت لشقيقها وكانها تطلب الأذن
, لتجده يبتسم لها
, فمروان لن يرفض ابدا سعادتها لتعود ببصرها لذلك المجنون الذي ترك شقيقته ليكون معها
, لتتسائل اهي مهمه الي ذلك الحد لديه ؟؟؟
, لتجده يقترب منها اكثر ليهمس باذنها بنبره اذابت اوصالها
, -وحشتيني
, ومكنش ينفع مبقاش معاكي
, ونفسي الكل يعرف انك بتاعتي
, وعلي اسمي يا اجمل حاجه
, حصلتلي في حياتي كلها
, كيف له ان يقرئها بتلك البساطه
, - معتز
, انا
, -عنيكي فضحاكي يا فريدة
, من غير ما تنطقيها انا سمعها
, -وضعت راسها علي كتفه
, ليتنفس هو عطر الياسمين خاصتها ويحتضنها بتملك اكثر وهو يراقصها
, فقد بضعه ايام لتكتب علي اسمه وتصير له
, انتهي الفرح ليصر هو علي ايصالها بنفسه ليطمئن عليها
, ٢٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في شقه مروان
, أغلق الباب بعد أن امطرة اهله واصدقائه بالمباركات والتمنيات لحياة سعيده
, ليجد شدوي تقفز من السعادة
, وهي تغني
, -واخيرا اتجوزت
, ومعدش ناقصني حاجه
, محدش له كلمه عليا
, يس
, يس
, يس
, اقترب منها ليحتضنها بتملك ويقترب من وجنتيها التي طالما حلم بتذوقهما ليقبلها بتمهل وهيام
, لكنه وجد صفعه مدويه علي وجهه
, ليبتعد عنها بذهول
, -يا بت المجنونه
, ايه اللي عملتيه ده
, - اه بعمل زي ما قولتي
, مش انت قولتلي
, لو حد حاول يقرب منك ويبوسك
, اضربيه بالقلم علي وشه
, نظر اليها بصدمه ليتحدث
, - ده لما كونتي في اعدادي
, لتتحدث هي بعصبيه
, -ايوة يعني ايه
, مش فاهمه
, وبعدين ايه قله الأدب ده
, وانا اللي كونت محضرالك الأفلام الجديده بتاعه اميره الثلج و الأسد الملك عشان نتفرج عليها سوا وكونت حعملك الفشار اللي بتحبه
, تقوم تعمل كده
, نظر لها بذهول ليتحدث
, -ليه هو احنا كونا حنقضي الليله تنفرج علي افلام كارتون وناكل فشار
, هو ده مفهومك عن ليله الدخله
, لم ترد عليه إنما اتجهت لغرفته وصفعت الباب بغضب وهي تبرطم
, لتغلق علي نفسها
, وهي تتوعد ان تشاهد تلك الافلام وحدها علي الشاشه الموجودة بالغرفه ليقف هو مذهولا من رد فعلها
, ليدرك فجاءه ان كل شيء تفعله هي
, هو الذي علمه لها فهي لم تكن لها أي احتكاك مع الجنس الاخر
, -اشرب بقي ياعم
, هي ليلة مبصوص في امها

11


وقف يتاملها وهي تصنع الشاي بالبن
, تبرطم وتضرب الأرض بقدميها كعادتها
, وهي غاضبه ليبتسم علي مجنونته
, وهي ترتدي منامتها برسوم الكرتون الشهيره
, -صباح الخير يا شدوتي
, التفتت لتنظر اليه بغيظ
, فقد عكر مزاجها لتبيت ليلتها الاولي
, في منزلهم بقهر فهي
, لم تشاهد الأفلام معه
, أو حتي تتناول الفشار
, ليقترب منها مروان
, -حتفضلي مخصماني
, كتفت يديا بدفاعيه لتنطق بغيظ
, -ايوة عايزة حاجه
, نظر للشاي علي الموقد ليتحدث
, - اه عايز
, اعمليلي كوبيه معاكي
, -لا مش عامله حاجه
, اعمل لنفسك
, -طيب خلاص
, بس متجيش تاكلي معايا بقي
, من الشكولاته اللي جايبها
, تبدلت ملامح العبوس لاخري سعيدة
, - انت جبت شيكولاته من اللي بحبها
, نظر لها ببرائه
, -حتعمللي معاكي شاي بالبن
, ضيقت عينيها لتنظر له
, - الحجم الكبير صح
, انفجر مروان من الضحك على مجنونته
, فقد تناست كل شئ عند ذكره
, لحلوها المفضله
, ليحاول تهدئه نفسه ويتكلم
, -يالا اعملي الشاي
, وانا ححضر الشكولاته
, ونقعد نتفرج علي الأفلام اللي معاكي
, سقفت بيديها وهي تقفز من الفرحه
, لتهتف بانتصار
, -يس
, يس
, انصرف مروان من أمامها يحاول السيطرة علي نفسه كي لا يضمها الي احضانه
, فهو بالكاد يسيطر علي مشاعره
, التي بقي يتحكم فيها طويلا امامها
, فقد أصبح يتنفسها
, ليهدء نفسه وهو يعدها بالصبر
, فالامور بينهم تحتاج فقط للصبر لكي تستوعب هي طبيعه الأمور
, فهي كصفحه بيضاء
, يعشق كتابه التفاصيل بها
, بقيا سويا يشاهدا التلفاز
, لما يقارب الساعتين
, فقد كانت هي تتابع الفيلم الكرتوني
, بتركيز شديد غافله
, عن ذلك الهائم في تفاصيلها
, فقد كانت تتفاعل مع كل مشاهد الفيلم
, بكل حواسها ليجد نفسه يقربها له في الاخير لتلتصق به دون ادني مقاومه منها
, فهي غائبه في عالم آخر
, بينما كان مروان يصبر نفسه
, التواقه لتذوقها بالاقتراب منها
, والشعور بتلك الدقات المتذبذبه
, مع تتذبب احداث الفيلم
, انتهي الفيلم لتتدارك شدوي تقاربهما
, و تربكها نظرته اليها التي لا تفهم معناها
, لأول مرة تكون بهذا القرب منه
, مشاعر غريبه تجتاحها
, لا تريد الإبتعاد بل انها تريد أن تبقي هكذا طوال حياتها لكن شعورا ما بداخلها لا تعرف ماهيته تشعر بالتوتر والارتباك في اعماقها
, لا تعرف ماذا تفعل؟؟؟
, هل تبقي.؟ ام تبتعد؟
, اتوبخه علي اقترابه هذا منها؟؟
, ام تصمت وتستمتع بهذا الشعور الغريب لقربها منه بهذا الحد؟؟؟
, كانت عيناه تقرء تخبطها بوضوح
, وسلاسه شديدة فهي له كتاب
, يحب قراءته ليضفي عليه ملاحظته
, الخاصه علي هوامشه
, قطع هو صمتهم لكنه ابقي علي اتصال أعينهم
, - ده احلي صباح في حياتي كلها
, عارفه انا بحلم باليوم ده من امتي؟؟
, هزت راسها بجهل ليكمل هو ما بدءه
, -من يوم ما اتولدت
, من اول يوم شلتك فيه علي أيدي
, يومها باباكي شخط فيا وقالي انك لسه حته لحمه حمرا و حتوقعي من ايدي
, بس ساعتها رديت عليه
, وقولتلوا ان ده عمرة ما حيحصل
, واني حربيكي واتجوزك لما تكبري
, ساعتها كلهم ضحكوا عليا
, بس انا فضلت احلم باليوم اللي تكبري فيه ونتجوز وتبقي ملكي وعلي اسمي
, كونت دايما بتخيل ولادي منك
, انا بقيت عايش بس عشان اخليكي مبسوطه وفرحانه واشوف الضحكه اللي بتنور وشك وتحلي حياتي معاها
, اقترب منها ليقبل وجهها بتمهل
, وقد أحس بنفسها المتسارع بين يديه ليقترب لاذنيها وهو يهمس بهم
, - مفيش حاجه حتمنعني ابقي قريب منك
, لان ده الطبيعي
, مكانك جنبي
, وقربك مني ده حاجه طبيعيه
, مفيش حاجة بيننا اسمها عيب
, خليكي فاكره ده كويس
, لينسحب بهدوء وقد أدرك انه بدء يصيب هدفه فقد تركها شبه مغيبه
, لتغرق هي في مشاعر لم تجربها من قبل
, احست ببروده شديده بابتعاده
, بعد احساسها بدف لذيذ أثر تقاربهم
, عينيه كانت تحمل كلمات جديدة علي قاموسها الذي كتبه لها لتشعر بالتخبط والانزعاج من ابتعاده عنها
, ٢٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, -صباح الخير يا فريدة
, قالتها كريمه بعدم تركيز فهي لم تنم طوال الليل من قلقها علي شدوي وفضولها من معرفه ذلك الوسيم الذي ظهر فجاء في الفرح بالامس ليكون ماده خصبه لاحاديث النساء الجانبيه في الفرح
, -صباح الخير يا أمي
, انتبهت كريمه علي ملابس فريده واستعدادها للخروج فبدءت تتحفز كل خلاياها للتساءل عن وجهتها
, وهي تدعوا ان تخيب ظنونها
, -انتي لابسه وخارجه رايحه فين كده بدري؟
, تنهدت فريده لتحاول رسم ابتسامة
, حاولت أن تخفي به مشاعرها
, -حروح ازور بابا وماما
, وحشوني اوي وحلمت بيهم امبارح
, تجمعت الدموع في عيني كريمه
, لكنها سرعان ما مسحتها بكفيها
, لتضم فريده اليها بحنان
, وهي تدعوا لها
, -**** يرحمهم ويريح قلبك يا ضنايا
, ابتعدت عنها فريده وهي تجاهد نفسها لتبدوا متماسكه
, -طب استأذن انا بقي
, عشان الحق ارجع بدري
, اوقفها نداء كريمه لها
, -فريدة
, -ايوة يا أمي
, -هو مين الواد الحليوه اللي كونتي بترقصي معاه أمبارح في الفرح ده٤ علامة التعجب
, ابتسمت فريده علي وصف كريمه لمعتز
, فقد لاقي استحسانها اذن
, - ده معتز مديري المباشر في الشركه يا أمي
, نظرت لها كريمه نظره متفحصه لتحفزها علي الاسترسال في الكلام
, لتتنهد هي وتكمل
, - وطلب ايدي من مروان و اتفقوا يجي يتقدملي رسمي هو وأهله بعد الفرح
, همت كريمه برفع يديها لتزرغط
, لكن فريدة منعتها بحذم
, - بس يا أمي **** يكرمك
, حتلمي الناس علينا
, -ياختي خليهم يتلموا
, دنا فرحانه بيكي اكتر من فرحتي
, بجواز شدوي
, -**** يفرح قلبك يا أمي يارب
, انا حمشي بقي عشان كده حتاخر
, ذهبت فريده سريعا لتنزل من البيت وتوقف اول تاكسي وقعت عينيها عليه فقد جاهدت لتداري حزنها الدفين
, اخيرا وصلت لقبر والديها لتبدء بقراءه الفاتحه لهم والدعوا لهم
, كانت تحتاج وبشده للكلام معهم
, فالأول مرة منذ وفاتهم تشعر بهذا الخواء الشديد بروحها كانت تفتقدهم بشدة
, - وحشتوني اوي
, عارفه انكم في مكان احسن
, بس انا محتاجاك اوي يا بابا
, مش متخيله نفسي حبقي عروسه
, وانت مش معايا
, طب مين حيسلمني لعريسي
, فاكر لما كونت بتقولي اني خساره في اي حد وانك حطلع عين اللي حيتجوزني
, لو مره فكر انه يزعلني
, فاكرة يا ماما كونتي بتردي عليه تقولي ايه
, كونتي بتضحكي
, وتقوليله انك حتبقي حمي صعب يا مؤنس وان جوزي حيصعب عليكي
, المفروض ابقي فرحانه
, لما الاقي حد بيحبني زي معتز بس غصب بعني حاسه حاجه ناقصه
, علي فكرة يابابا معتز بيحبني اوي
, طبعا مش زيك انا عارفه
, ضحكت وسط دموعها المتساقطة
, حجيبه عشان تتعرف عليه متقلقش
, في أقرب وقت
, مهو لازم يطلبني منك
, مش كده
, انا جيت النهارده عشان اطمنك عليا
, أنا خلاص
, لاقيت اللي يحافظ عليا ويصوني
, علي فكرة انا كمان بحبه اوي
, تخيل
, مش كونت زمان نفسك تشوفني بحب واتحب
, كونت دايما بتدعيلي اعيش
, قصه حب زيك انت وماما
, شكل دعاك استجاب
, اطمن يا بابا
, اطمني يا أمي
, انا خلاص لاقيت اللي يستحقني
, ويحافظ عليا
, انا حمشي بقي علشان متأخر
, اطمنوا
, كففت دموعها لتنهض من مكانها وتعود للمنزل
, ٢٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, فيلا المرشدي
, فتح عينينه لترتسم علي شفتيه ابتسامه حالمه لا يريد أن يستيقظ
, بقي للحظات يتذكر رقصتهم بالامس يشعر باضطراب دقات قلبه لمجرد تذكرة لمشاعره
, هي تبعثر ثباته دون ادني مجهود منها
, فجمالها ليس ظاهريا فقط
, بل لديها هاله غريبه تجذبه اليها
, كلما تعامل معها
, لديها الكثير والكثير من الاحاسيس
, التي تختبي في ظلام عينيها
, فهي تحوي الكثير من الكلمات
, التي يتوق لسماعها منها
, أصبح متأكدا انها لن تتنازل عن حرصها معه واصرارها علي أقامه الحواجز لنفسها قبله
,
, امسك بهاتفه ليعبث به
, -صباح السكر
, - صباح الخير ايه بس
, انت تقول مساء الخير الساعه عدت 4
, كل ده نوم
, -وحشتيني
, توترت ملامحها لتاتيه ضحكته الرجوليه
, وهو يتخيلها قد تخضب وجهها بحمرة مهلكه له
, -فريدة
, -نعم
, -بحبك
, - معتز
, وبعدين معاك
, -علي فكره بقي
, عنيكي قالتهالي امبارح
, مش محتاج اسمعها خلاص
, -حعدي عليكي بالليل عشان نسافر سوا
, -لا مينفعش
, انا حرجع القاهره مع طنط فردوس وفاروق وهدي
, -طب ليه كده
, -معلش كده احسن
, -ماشي برحتك
, حسابك بيتقل معايا
, عموما انا حكلم بابا النهارده
, وحبقي اتصل بمروان عشان نشوف معاد مناسب نيجي فيه
, وساعتها بقي
, -معتز خليك مؤدب شويه
, بطل بقي
, -ماشي يا بطاطس
, علي فكرة بقي
, انا فهمت يعني ايه
, تحبي اقولك
, اغلقت الهاتف بوجهه
, لينفجر من الضحك عليها
, تذكر عندما سالها عن معني الكلمه
, لترد له انها تخص والدها كان دائما يقولها لها ولا احد سواهم يفهم معناها
, توردت عندما الح عليها
, لكنها أصرت علي السكوت
, ليرد عليها بضحكته الخلابه
, مسيري حفهمها
, أغلق عينيه وهو يبتسم
, يحلم باليوم التي ستصبح علي اسمه
, لم يعد يريد من الكون سواها
, ليأخذ نفسا عميقة
, وهو ينهض من السرير ليأخذ حمام منعشا وينزل لوالده
, فقد عزم علي محادثته اليوم ليحسم أموره
, نزل معتز الي البهو الكبير للفيلا ليجد نرمين تتأمله بغيظ من تصرفاته
, ليبتسم لها قبل أن تبدء وصلتها كاي ام مصريه أصيله
, -صباح الخير علي احلي نانا في الدنيا
, -مساء الخير يا بكاش
, اوعي تكون فاكر نفسك حتضحك عليا بالكلمتين دول
, -ليه بس يا حبيبتي انا عملت ايه لكل ده٣ علامة التعجب
, - غلبان اوي
, ال يعني متعرفش
, ابتسم لها معتز بوداعه
, -اعرف ايه بس
, -سيبت خطوبه اختك
, واختفيت فين يا معتز امبارح
, ابوك سألني عليك وشكلي كان وحش
, وانا معرفش انت فين
, - بابا بس اللي سئل ولا حد تاني
, ارتبكت نرمين لتتدارك نفسها سريعا
, -متغيرش الموضوع
, وتهرب زي عوايدك
, روحت فين امبارح ؟؟؟؟
, -طفشت من البت اللزقه
, اللي عايزة تخطبيها ليا
, يع بجد ذوقك
, بقي وحش اوي يا نانا
, تصنعت الجهل وهي تتكلم
, - اخطبهالك
, مين ده
, انا
, نظر لها بتدقيق ليتحدث
, -ماما ريحي نفسك
, وطلعيني من دماغك شويه
, وبعدين عشان تستريحي
, انا اخترت خلاص
, ونويت اتجوز
, خلاص كده
, هم ليذهب لمكتب والده ليعلو صوت نرمين
, -واد يا معتز
, تعالي هنا
, تكلم وهو لا يزال متجها للمكتب
, -حتكلم مع بابا
, واجي احكيلك يا نانا
, سلام
, تبع كلمته الاخيره
, بقبله في الهواء يرسلها لولدته
, لتتمتم الاخري بحنق
, -ماشي يابن أنور
, هو انت يعني حتجيبه من بره
, وادي قاعده اهو
, لما نشوف اخرتها معاكم
, عيال تشل
, جلست نرمين علي احدي كراسي الصالون العتيق بالبهو الرئيسي
, وهي تتابع معتز وهو يطرق باب المكتب ليدخل ويختفي عن نظرها بغيظ تحاول مراجعه احداث الخطوبه لعلها تعرف من الفتاه التي اختارها ابنها
, في مكتب انور
, رفع أنور نظره عن الملف الذي بين يديه
, لينظر لابنه نظره تقيميه
, فيدرك انه يريد شئ ما
, لكنه عاد ببصره للملف يتصنع الانشغال
, اقترب معتز من والده ليجلس علي كرسي المكتب و قد أثر ان ينتظره حتي ينتهي
, لكن أنور كان يتعمد عدم الالتفات له
, لتبدء أعصاب معتز في التوتر
, تنحنح ليجلي صوته
, -بابا
, رفع أنور نظره لمعتز
, ليأخذ الاخر نفس عميق
, و ليرتب أفكاره ويتحدث
, -كونت عايز اكلم حضرتك في موضوع
, بس لو حضرتك مش فاضي
, يبقي وقت تاني
, هم ليقف لكن صوت انور
, الصارم اوقفه
, - اقعد
, ابتلع لعابه ببطء
, -حاضر
, -عايز تقول ايه؟؟؟
, واوعا تقولي انك رجعت في كلامك
, ومش حترجع تعيش معانا
, وعايز تكون نفسك بعيد عني
, والحجج الفارغه ده عشان
, مش حسمحلك بيها يا معتز
, -لا ابدا يا بابا
, انا خلاص حافاتح اونكل مجدي
, واعرفه اني حرجع اشتغل معاك في الشركه
, انا بس
, كونت بفكر في موضوع الجواز
, اللي حضرتك وماما
, كونتوا نفسكم فيه
, تهللت اسارير أنور ليرد بفرحه
, -ايه حد عجبك في الحفله امبارح
, امتعض وجه معتز عند ذكر الحفله
, ليتذكر مايا لكنه سرعان ما تدارك الأمر ليستجمع شجاعته ويتكلم
, -لأ يا بابا
, انا بحب واحده زميلتي في الشركه
, وعايز اتقدملها
, حاول أنور السيطره علي تعابير وجهه باعجوبه كي لا يظهر شئ
, ليدع ابنه يخرج ما في جعبته للنهايه
, - عند مجدي
, -ايوه
, حد محترم جدا
, ومودبه وانا بحبها
, -طب
, اسمها ايه وأهلها مستواهم ايه
, يعني قصدي٣ نقطة
, اسرع بالرد
, -فريده
, اسمها فريدة مؤنس الراوي
, وأهلها متوفين
, -طيب
, ممكن تسيبني يومين تلاته اسأل عنها
, ونبقي نشوف حنطلب ايديها من مين
, انا مقدرش ارفضلك طلب
, واللي يفرحك انا حعمله
, تهللت أساريره وهو يردد
, -بجد يا بابا
, -بجد يا قلب بابا
, -بس اعمل حسابك ترجع الاسبوع ده
, فاهمني انا تعبت
, وبقتش قادر اتابع الشغل لوحدي
, ماشي يا معتز
, -حاضر يا بابا
, كل اللي انت عايزه حعمله
, انصرف معتز وقد اعتلته فرحه شديدة
, فقد كان يتوقع رد فعل اخر من والده
, لكنه تفاجأ من موافقته عل الامر بسهوله
,
, خرج من المكتب ليجد امه تجلس بترقب علي احد المقاعد بالصالون
, تنتظره ليقترب
, منها بفرحه ويحتضنها
, لكنها ابعدته عنها
, لتمسك اذنه وتقرصها بعتاب
, -بتتكلم مع ابوك قبلي
, ماشي يا معتز
, ضحك معتز ليتخلص من اصابعها علي اذنه ويمسك يديها بحب
, -طب تعالي نطلع نتكلم في الجنينه
, بره يا نانا وانا ححكيلك كل حاجة
,
, خرجت معه نرمين ليجلسها علي
, الارجوحه الخشبيه بالحديقة
, ويضع راسه علي قدميها وينام عليها
, احتضنت وجهه بحنين شديد
, -فاكر يا زيزو
, كونت دايما نقعد القعدة ده
, وتحكيلي كل حاجه بتحصل معاك
, وحشتيني اوي قعدتنا سوا
, ووحشني كلامنا سوا
, ضحكت بانطلاقه وهو يتذكر ليردد
, - فاكره بابا
, كان كل ما يشوفني كده
, يزعق ويقولي هو انت صغير علي القعدة ده
, بيغير عليكي مني
, اول مره احس الغيره ده معاها
, عارفه اني بغير عليها من اخوها
,
, -للدرجادي
, وتبقي مين بقي
, اللي وقعتك علي بوزك كده
, وانت مخبي علي نانا
, -ححكيلك علي كل حاجة
, اخذ معتز يقص لها كل شي يشعر بفرحه وهو يتكلم عنها بدء يسرد لها كل تفاصيلها التي بات يعشقها
, اصرارها لوضع حدود بينهم
, شخصيتها الفريدة وجمال روحها
, جمالها وهدوئها
, -ياه يا زيزو
, و**** وجه اللي يربيك
, بس هو أنور وافق علي طول كده
, من غير ما يعترض
, ولا يقولك علي الفروق الاجتماعية
, اعتدل معتز فقد آثار الموضوع ايضا ريبته
, -شكل بعدي عنكم غيره
, -انت بعدك الفتره اللي فاتت
, كان صعب علينا اوي يا معتز
, احتضنها بحب
, -خلاص يا قلب معتز
, حرجع واعيش معاكوا تاني
, بس لحد ما اتجوز
, نظرت له برجاء وهي تتحدث
, -انسي انت حتتجوز وتعيش معانا
, وانا اول ما اتعرف عليها
, حخليها تقابل مهندس الديكور
, وتغير اللي هيا عايزاه
, ولو يعني عايز حياه مستقله يا سيدي
, ابقي افصل الدور بتاعك عننا
, او خد الجناح الغربي للفيلا كله
, المهم تبقي جنبي انا خلاص يا معتز
, مش حقدر ابعد عنك تاني
,
, -خلاص يا قلب معتز
, في مكتب أنور
, كان يتابع حديثه مع والدته علي الارجوحه من شباك مكتبه ليتقط هاتفه الجوال
, ويجري مكالمه مع احدهم
, -الو
, اسمع اللي حقوله
, ويتنفذ بالحرف
, في بنت اسمها فريدة مؤنس الراوي
, بتشتغل فى الشركه عند مجدي
, عايز اعرف كل حاجه عنها
, من يوم ما اتولد لحد النهاردة
, فاهمني طبعا
, يومين
, وتكون المعلومات ده علي مكتبي
, فاهم

12


صباح الاحد
, كانت تدخل الشركه بتوجس
, تري سيارات الشرطه عند المدخل الرئيسي
, وقفت عند موظف الأمن يتاكلها الفضول لتعرف ما يحدث ٩ علامة التعجب
, - صباح الخير يا أستاذ صابر
, هو في ايه؟؟؟
, وايه العربيات اللي بره ده؟؟؟؟؟
, - الشركه مقلوبه من صبحيه ****
, الاستاذه سلوي والأستاذ اكرم
, الجيران لاقوهم مقتولين في شقه
, الاستاذ أكرم بعد ما شمو ريحه وحشه
, طالعه من الشقه
, لم تستوعب باقي كلمات صابر
, وهو يسترسل في الشرح
, لتتحرك بسرعة الي مكتبها
, حتما هي مزحه سخيفه
, ستجد سلوي بالمكتب بابتسامتها السخيفه
, وعلكتها التي تتلوي داخل فمها
, تتوسلها ان تنتهي منها لتبصقها
, وترحمها من هذا العذاب
, نعم هي لا تحبها
, لكن فكره الموت تزعجها بشده
, تشعر انه يقصدها ليحوم حول كل من يقترب منها لتبقي هي وحيده
, في هذا العالم المتوحش
, كانت يديها ترتعش وهي تفتح باب المكتب
,
, هي ليست مزحه
, ليست مزحه
, كانت ترتعش بشده تحاول أن تستعيد تمسكها ولكنها لا تستطيع لم تشعر بدخول معتز
, ليغلق الباب بهدوء و يقترب منها ليشعر برجفتها
, - فريده
, التفتت له لتجد عينيه توكد الأمر
, فلم يكن منها سوي ان ترمي نفسها
, باحضان لتترك لدموعها التحرر
, وهي لا تزال علي تلك الرجفه
, لا تستطيع أن تسيطر علي نفسها
, لم يكن يدري ايتكلم ام يبقي صامتا
, لكنه في النهايه أثر السكوت ليتركها تخرج كل مشاعرها السلبيه بين يديه
, احتوي النوبه بهدوء لتهدء فجاء
, وهي تستوعب ذلك العطر الذي تتنفسه رفعت راسها لتلتقي بامواج هائجه
, متلاحقه في بحر عينيه
, بقيت علي تواصلهم للحظات لدقائق لساعات
, لا تعرف
, فالوقت بالنسبه اليها قد فقد هيبته
, بدءت تتدارك الأمر عندما رمش بعينيه لتلهبها تلك التنهيده المشتعله الصادره منه
, لتبتعد عن احضانه
, وقد تحول وجهها وعيونها للون الأحمر القاني
, لتتكلم بتلعثم وتخبط واضح
, - اسفه يا معتز
, مكن٦ نقطة
, وضع أصبعه علي شفتيها لتزداد توترا
, -اللي زيك متخلقش عشان يعتذر
, مش عايز اسمع الكلمه ده تاني
, كان حازما معها غير ذلك الحنون منذ لحظات ليكمل كلماته بهدوء حاول تصنعه
, - اغسلي وشك و تعالي مكتب ا. مجدي
, وكيل النيابه عايزك يسألك عن سلوي
, فريده
, انا متعودتش عليكي ضعيفه كده
, انصرف مسرعة من المكان محاولا السيطره علي نفسه
, فهو إن يستغل ضعفها ابدا
, نظرت لطيفه بتيه
, بتسأل نفسها
, هل كان حقا هنا؟؟
, لماذا يريدها الجميع أن تكون قويه؟؟؟؟
, تحتاج ان تشعر احيانا بضعفها
, ولكن لا بأس
, فالتنهاري فقد عندما تكوني وحدك
, هو معه حق لا يجب أن يشهد
, احد غيرك هذا الضعف
, فلم يربيكي مؤنس لتكوني
, ضعيفه ابدا٩ نقطة
, دقات ثابته علي مكتب مجدي
, تبعها دخول فريدة
, نظر لها معتز بتفحص ليجدها ثابته علي عكس حالتها منذ دقائق
, -حضرتك كونت طالبني
, ابتسم لها مجدي ليبث في قلبها بعض من الطمأنينه والأمان
, -ايوة يا فريدة
, وكيل النيابه عايزك يدردش معاكي شويه
,
, هزت راسها بتفهم
, ليخرج معتز ومجدي لينتظرا بالخارج
, جلست بثبات أمام وكيل النيابه ليتفحصها بدقه وهو يتكلم
, -اسمك وسنك وعنوانك
, -فريده مؤنس الراوي
, 24 سنه
, ساكنه في١٣ نقطة
, -ايه علاقتك بسلوي
, -مجرد زمايل عمل
, انا لسه منقوله الفرع الرئيسي من أقل من شهر
, -واكرم
, -الصراحة معرفوش
, انا مبحبش احتك بحد في الشغل
, وعلاقتي بزمايلي محدوده جدا
, - كونتي فين يوم الخميس اللي فات
, الساعه 9
, -انا كونت في اجازة من الشغل من يوم الاثنين وسافرت اسكندرية لان فرح اخويا كان يوم الخميس اللي فات
, - تمام
, امضي علي اقوالك
, وتقدري تتفضلي
, - انسحبت بهدوء
, لتجد معتز بالخارج مع مجدي
, ليتاملها الأول بدقه
, كيف لها أن تكون بمثل هذه القوة والثبات
, حاول الاقتراب منها ليطمئن عليها
, لكنه وجد وكيل النيابه يستدعيه ليدخل وهو مشغول عليها
, وقف مجدي أمامها ينظر لها بقلق واضح ليتكلم
, -فريده
, حخلي السواق يوصلك البيت
, انتي شكلك تعبان خدي بكرة اجازة عشان حغيرلك مكتبك
, -شكرا بجد لحضرتك
, حاولت الحفاظ علي تركيزها ليبقي التعامل بينهم في اطاره الرسمي أمام الجميع
, كما تعودا
, لتحتفظ هي بكلمه بابا التي تحيي جفاف روحها الظمائى بينهم فقط
, في مكتب مجدي
, -اسمك وسنك وعنوانك
, -معتز أنور المرشدي
, 29سنه
, عنواني١٠ نقطة
, رفع وكيل النيابه بصره لمعتز ليتفحصه لينظر له معتز موكدا مافهم
, ابتلع الأول ريقه ليتمالك نفسه
, ويكمل ما بدء
, -تعرف ايه عن القتيله؟؟؟؟
, -سلوي كانت موظفه في الاداره عندي
, بس
, اخذ نفس طويل ليلفظه بهدوء
, وهو يرتب افكاره ويكمل
, - سلوي كانت بتسرب معلومات عن المناقصات اللي بتدخلها الشركه
, ثم بدء يسترسل ليحكي كل ما يعرف عن سلوي واكرم
, تسائل وكيل النيابه بشك
, -طيب لما انت عارف كل ده
, ليه مارفدتهاش أو بلغت عنها
, -انا فعلا كونت ناوي اعمل كده النهارده
, - وليه مش قبل كده
, -بصراحة انا لما اتكلمت مع سياده اللواء مهاب السيوفي في الموضوع وقدمتله الفيديو اللي صورته ليها وهي بتصور الملفات من مكتبي
, نصحني اني اجل الإجراءات ده
, لحد نتيجه المناقصة ما تظهر
, خصوصا اني بدلت المناقصه
, في آخر وقت يعني الورق اللي هي صورته من المكتب كان غير اللي اتسلم
,
, تنحنح وكيل النيابه
, -طبعا سياده اللواء استاذنا كلنا
, طيب انت شاكك في حد معين!!
, يعني شركه منافسه مثلا
, ليكو اعداء مثلا
, صمت معتز للحظات
, -لا
, مقدرش احدد حد معين
, لان التنافس موجود
, و طبيعي في مجال شغلنا
, -طيب كونت فين يوم الخميس الساعه 9
, - كانت خطوبه اختي علي ابن معالي الوزير
, طارق حربي
, توترت ملامح وكيل النيابه فالاشخاص مثل معتز لا يمكن التلاعب معهم
, - تمام
, امضي علي أقوالك
, وتقدر حضرتك تتفضل
, خرج معتز ليبحث عنها
, لكنها كانت اختفت
, أخبره مجدي انه احس بارهاقها ليصرفها و يعطيها اجازة ليوم اخر
, -معتز
, معلش انا حاسس اني تعبان شويه حروح
, عشان اعصابي مش حمل التوتر ده
, حاول انت تخلص وتروح تنهي الإجراءات الباقيه من المناقصه
, حتى ده ملحتش افرح بيها
, -معلش يا عمي
, -ماشي يا بني
, لعله خير
, انصرف مجدي وهو يحس ببدايه اعراض الازمه ليفضل ان يذهب للمشفي ليطمئن
, في المستشفى
, نزل بارهاق من علي سرير الكشف
, ليرمقه طبيبه بنظره عتاب شديده
, -انا حذرت حضرتك
, قبل كده من المجهود
, حضرتك كدة بتنتحر وده حرام
,
, ابتسم مجدي بضعف
, -يا دكتور محدش بيموت ناقص عمر
,
, -حضرتك حاله قلبك ضعيفه
, ده غير أن كفاءه القلب متسمحش انك تدخل عمليات لو لا قدر **** حصل حاجه
, يبقى ناخد بالنا من نفسنا
, وناخد بالاسباب
, لكن المجهود اللي حضرتك بتعمله ده بيعرضك لازمه ممكن لا قدر **** متقومش منها
, انا سبق وحذرت حضرتك من اي مجهود
, قاطعه مجدي برجاء
, -مش حتقولي برده فضلي اد ايه
, -حضرتك لسه قايل الأعمار بأيد ****
, ومحدش بيموت ناقص عمر
, -ونعم ب****
, طيب استأذن انا
, - طب ايه رايك النهارده تشرف معانا
, اهو يعني اعملك شويه تحاليل شامله
, -لا يا سيدي كفيانا شكشكه
, انا خلاص تعبت متبهدلنيش في آخر ايامي
, -زي ما تحب بس لو حسيت ب٦ نقطة
, -متقلقش حتصل بيك عشان تلحقني
, خلاص حفظت
, ذهب مجدي الي الفيلا وقد عزم علي إنهاء تلك الأمور العالقه فلم يعد الوقت في صالحه
, لاحظت داده محاسن ارهاقه وتعبه الواضح علي ملامحه لتسرع اليه
, - تحب اعمل لحضرتك حاجه يا أستاذ مجدي٣ علامة التعجب
, ابعت اجيب دكتور إيهاب
, انت شكلك تعبان؟؟؟؟
, -لا يا محاسن انا لسه جي من عنده
, اعمليلي فنجان قهوة٦ نقطة
, ولا اقولك خلاص
, متعمليش حاجه انا طالع انام
, تركها مجدي وهي تتحصر علي الحاله التي وصل اليها لتجد نفسها دون وعي تردد
, -منهم لله اللي كانوا السبب٦ نقطة
, انصرفت للمطبخ بحزن علي هذا المنزل واصحابه فقد كان ينبعث منه الفرح والضحك حتي هذا اليوم المشئوم
, تذكر جيدا تلك المشاهده التي حدثت بين مريم الرقيقه الناعمه وذلك السمج ابن امه ناهد
, زفرت بضيق لتعود وتردد مرة اخري
,
, -منك لله يا شيخه خربتيها و هربتي٤ نقطة
, لم تكن تعي ان ناهد تحتل افكار مجدي الان فقد حسم امره ان يكلمها لتعود فأكثر ما يخشاه ان يموت وحيدا
, ٢٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في لندن
, بأحد الشقق الفاخره
, كان الهاتف يرن بالحاح لتتافف سيده جميله لايبدو عليها سنها الذي تجاوز الخمسين
, تتهادي كنجمات السينما وهي تسير لتلتقطه سماعه الهاتف من علي المنضده الرخاميه القابعه وسط ذلك الصالون الذهبي العريق
, فكل قطعه اثاث بالمنزل اقل ما يقال عنها أنها تحفه فنيه في حد ذاتها
, ليتساءل المرء ما هذا المنزل الذي يشبه المتحف
, نظرت للهاتف ليعبس وجهها وهي تري الرقم
, لا تريد الرد لكن إلحاح الهاتف في الرنين جعلها تنتهي من ترددها وترد في النهاية
, - الو
, -ازيك يا ناهد
, عامله ايه؟؟؟؟
, -خير يا مجدي
, ايه افتكرت حاجه تانيه عايز تحرق دمي بيها مش خلاص خلصنا
, -ليه كده يا ناهد
, انتي جايبه القسوة ده كلها منين؟؟
, - انت ناسي انت اخر مره
, كلمتني قولت ايه؟؟؟
, ولا تحب افكرك٤ علامة التعجب
, -يا ناهد حرام عليكي
, انا معدش فاضلي غيرك
, انسي اللي اتقال
, زي انا ما سمحت في اللي اتعمل
, تاففت ناهد بضيق
, -بعدين بقي
, -خلاص يا ناهد
, انا محتاج ليكي انا تعبان اوي
, ومحتاجك جنبي
, معدش في العمر قد اللي فات
, -انسي يا مجدي انا مش حرجع مصر تاني
, عايز انت تيجي اهلا وسهلا
, انا مبسوطه هنا انا وادهم
, وحياته اخيرا ظبطت
, والشركه وقفت علي رجلها
, مش حهد كل دة وارجع
, -ماشي يا ناهد برحتك
, -طبعا براحتي
, سلام
, -سلام
, أغلق مجدي ليدرك ان قلب نحت من الصخر لن يعرف معني الحب أو الحنين
, فقد ولدت لتتشبع بالغيره والحقد والمظاهر
, لقد أصبح غير نادم الان علي ماهو عازم عليه فما توصل اليه يريح قلبه المثقل بالحزن
, ٢٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, ظل معتز يدور بالغرفة من القلق عليها
, لا ترد علي الهاتف المحمول
, كاد ان يقذفه ليصتدم بالحائط لولا انه قرر ان يحاول مرة اخري علها ترد عليه
, طلب رقمها لينتظر كثيرا ولكن دون جدوي ليستعد ليرميه بكل قوته لولا انه سمع صوتا ينبعث منه لقد ردت اخيرا
, -فريده انتي كويسه
, لم يقابل رد ليكرر كلامه
, -فريدة
, -ايوة يا أستاذ معتز
, انا هدي صاحبه فريدة
, هي
, كانت تعبانه شويه ونامت في اوضه الحاجه
, وسايبه تليفونها وحاجاتها بره
, -طب ممكن تدخلي التليفون ليها
, -أنا اسفه بس مروان حاول يكلمها
, وحاولنا نصحيها بس هي مش عايزه
, فماما طمنته انها حتبقي كويسه الصبح
, -طيب
, شكرا
, انا حبقي اطمن عليها بكره
, أغلق الهاتف
, لم يطمئن يعرف انها لا تحب المرض ولا الموت ترفض التفكير بهم
, أدرك هروبها للنوم
, كي لا تسمح لنفسها بالتفكير في شيء
, لا يدري كيف أصبحت تحتل حياته كلها
, كيف تستحوذ علي تفكيره
, ولا متي أصبحت بهذه المكانه
, كل ما يعلمه انه يريد أن يكون بجوارها في كل لحظه لا يريد أن تفارقه ابدا
, اخذ نفس عميق ليخرجه ببط عله يهدء
, ابتسم وهو يمني نفسه بها فقد تخطي الصعب وتحدث مع والده الذي وللغرابه لم يثور واو يعطيه محاضره في الفروق الاجتماعيه واهميه اختيار زوجه تكون من أصول عريقه ومناسبه لمكانتهم
, حمد **** كثيرا علي هذا
, معتقدا ان ابتعاد عنهم قد غير طريقه تفكيره وفهمه للامور فمعتز ابدا لم يكن ليعترف بمثل هذه الأمور او حتي يفكر بها
, ٢٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, - حضري فطار يا شدوي
, حضري عشا يا شدوي
, اعملي فشار
, هاتي لب
, كل حاجه زفته
, وانا كان مالي ومال الجواز
, مكنت قاعده
, معززة مكرمه
, صنيه الاكل بتجيلي لحد السرير
, ظلت تتافف كعادتها وهي تصنع طبق البيض بالسجق الذي يحبه مروان
, لتعود وتحدث نفسها مره اخري
, - مروان وعمايل مروان
, واللي٧ نقطة
, شهقت وهي تشعر بيده تحاوط خصرها ليسند براسه علي كتفها
, -وماله مروان
, عملك ايه ده كمان
, مش حتبطلي تبرطمي
, العاده ده مش حلوه علي فكره
, ابتعد عنها ليري اشتعالها من الغيظ منه
, وهي تلوح في وجهه بالمعلقه الخشبيه التي كانت تقلب بها السجق قبل أن تدفعه للطبق بغيظ
, -انت مش حتبطل تخضني
, -لما تبطلي تبرطمي
, حبقي افكر في الموضوع ده
, -وبعدين في عمايلك ده
, مش حبطل قله اد
, وضعت يديها علي فمها لتمنع نفسها من استكمال كلمتها حتي لا تتعرض لعقاب مروان
, ليبتسم الاخر بخبث وقد نجح في ما يريده
, اقترب منها ليطفي شعله الموقد التي تركتها مشتغله كحاله معها منذ أن تزوجها
, لينظر لها بطرف عينه ويقترب اكثر لتتراجع هي بتخبط وهي تردد
, -انا مقولتش حاجه
, -برده حعاقبك انا اصلا بتلكك
,
, احتجزها بين ذراعيه لينظر لها وهي تنظر للارض
, - انا قولت لو نطقتي كلمه قليل الادب ده حتعملي ايه٩ علامة التعجب
, -ح
, - ح ايه انطقي
, -حديلك بوسه
, -طيب يالا
, رفعت راسها بتوتر لتقترب من خده وتطبع قبله خاطفه عليه وتبتعد
, ليبتسم هو
, - الخد التاني حيزعل
, أسرعت لتضع قبله اخري علي خده الاخر ليحررها من بين ذراعيه
, لتركض هي وتحتمي بغرفتها
, سمعت صوت ضحكاته العاليه وهو يقول لها
, -مش حتاكلي معايا؟؟؟؟؟
, صفعت الباب المسكين الذي لم يكن لينجوا من نوبات توترها أثر كل مره يقترب منها لتصرخ
,
, -مش عايزه
, احتمت بجدران الغرفه فهو منذ زواجهم وهو لا يترك فرصه حتي يقترب منها
, لا تعرف ماذا يحدث لها في كل مرة يحتويها بين ذراعيه
, تشعر بشي غريب عليها
, لا تريده ان يبتعد لكنها ومع ذلك تشعر ان هذا الشي خاطيء
, ألم يكن يحذرها من اقتراب اي مذكر منها
, لم يفعل ذلك بها
, تكاد تجن فهو يربك تفكيرها
, والادهي انه أصبح يريد أن تتحكم في كلماتها التي تنطلق من لسانها دون أن تمر بعقلها
, كيف لها أن تفعل كل ذلك
, فالاقتراب منه أصبح يوترها ويوقف كل حواسها عن العمل فقد ذلك القلب التي لا تدري لما يتراقص بهذا الشكل بين ضلوعها
, يشجعه علي الاقتراب بل انه احيانا ما يخدر حواسها ليتواطي معه ضدها
,
, علي الجانب الاخر كان مروان يبتسم بفخر
, وهو يضع صنيه الطعام أمامه لتناول منها الطعام باستمتاع وهو يردد
, - و**** وعرفت تربي يا واد يا ميرو
, بس و اللي خلق الخلق منا سايبك يا شدوي
, واخدلك اجازة وقاعدلك
, اهو لما نشوف اخرتها معاكي بقي

13


استيقظت بهدوء من سرير الحاجه فردوس حتي لا توقظها لترفع الأخرى راسها
, -صباح الخير يافريدة
, -صباح الخير يا دوسه
, -عامله ايه يا ضنايا دلوقتى
, -الحمد لله احسن
, - **** يريح بالك يا بنتي ويرزقك الخير كله
, -يارب يا حبيبتي
, انا حطلع شقتي اغير هدومي واشوف اللي ورايا
, - ماشي يا فريده
, بس افطري معانا الأول
, انتي مكلتيش حاجه من امبارح
, -حاضر يا دوسه
, -حضرلك الخير يا قلب دوسه
, خرجت فريده من الغرفه تبحث عن حقيبتها
, لتأخذ منه الهاتف وتطمئن علي مروان
, لتجد هدي تلوح لها به وهي تبتسم
, -بتدوري علي ده يا ديدو
, حبيب القلب مبطلش رن من امبارح لحد ما ردت عليه و طمنته عليكي
, وكمان حطيته في الشاحن
, عدي الجمايل يا عسل
, -هو معتز اتصل٥ علامة التعجب
, قالك ايه.؟؟؟؟
, -كان عايزنى ادخلك التليفون
, عشان يكلمك بس انا قولتله اننا حاولنا نصحيكي عشان تكلمي مروان بس مكونتيش قادره تتكلمي وكملتي نوم
, علي فكره يا فريدة
, معتز بيحبك أوي
, صوته امبارح كان فاضحة ولهفته عليكي
, تورد وجه فريده بين مشاعر الخجل والعشق
, لتحاول التبرير لهدي لكن الاخري ابتسمت لها بحب لتحتضنها وهي تردد
, -**** يفرح قلبك يا ديدو
, ابتعدت هدي عن فريدة لتكسر هذه الحاله التي بدءت تسيطر عليها فقد أصبحت منذ حملها عاطفية بشكل مبالغ فيه لتمسح دموعها وهي تتكلم بمرح
, -يالا روحي اغسلي وشك
, وانا ححضر الفطار
, وكلمي مروان عشان مبطلش رن من الصبح
, -حاضر
, ٢٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, تنهد بضيق
, يعرف انها مستيقظه لكنها لم تخرج من غرفتها منذ الصباح
, بدء يلوم نفسه
, -انت زودتها برضه امبارح وخوفتها منك
, اعمل ايه يعني مهو الزفت اللي كانت لبساه إمبارح ده كان
, مسح علي وجهه بضيق وهو يستغفر لعله يهدء تقدم بخطوات مترددة ليطمئن عليها لكن رنين هاتفه ارجعه ليرد بقلق واضح
, حاول السيطره عليه قدر استطاعته
, - صباح الخير يا فريدة
, عامله ايه طمنيني عليكي٤ نقطة
, -آسفه يا مروان بجد
, بس
, - ممكن اعرف بقي ايه اللي حصل لكل ده
, انا كونت جاي اطمن عليكي امبارح لولا
, فاروق وطنط فردوس
, -بجد اسفه
, بس الموقف كان صعب عليا بجد
, بدءت فريده تحكي لمروان باستفاضه ما حدث لها بالامس لينتبهي لها الاخر بشده وقد بدء القلق يتسرب الي تفكيره
, -فريدة
, كفايه كده بقي غربه
, وارجعي اطلبي نقلك لفرع اسكندريه
, انا خايف عليكي
, -مينفعش يا مروان
, انا خلاص اتعودت علي الشغل هنا
, وبعدين ده حادثه ممكن تحصل في اي حته
, انا بس الأعصابي مبتتحملش اي حاجه
, متقلقش عليا
, شدوي عامله ايه معاك.؟؟؟؟؟
, فهم انها تريد تغير مجري الحديث ليجيبها
, -مجنناني معاها
, بحاول ابقي هادي معاها علي قد ما بقدر
, انا مكنتش متخيل ان الموضوع حيبقي صعب اوي كده
, ضحكت فريدة
, -معلش يا حبيبي
, انا سبق وقولتلك قبل كده
, يا مروان انها معتمده عليك فى كل حاجه
, لحد ما وقفت دماغها عشان معتمده انك بتفكرلها
, - انا بخاف عليها يافريدة بجد
, منتي شايفه جنانها
, -طب ادهالها اكلمها
, -حاضر
, تقدم نحو غرفتها بخطوات مستعجله فقد جاءته الفرصه ليطمئن عليها ويحافظ علي هيبته في نفس الوقت
, فتح باب الغرفه دون اذن
, ليقف مبهوتا من هيئتها المغريه
, فقد كانت تلبس منامه قصيره لا تتعدي ركبتها و تحاوط جسدها بحرفيه مميته وتدور حول نفسها أمام المراءة الكبيره بالغرفه كأنها تكتشف نفسها لأول مره
, وقفت تلعن نفسها التي وسوست لها
, لتجرب تلك الملابس الخليعه فقد كانت الأرض والسرير مغطاه بهذه الملابس التي كانت ترتدي واحده بعد اخري لتنظر لنفسها في المرايه بتيه لتكتشف لأول مره جمالها الذي لطالما خبئته وراء ملابسها الواسعه حتي في المنزل
, لتكتشف وجود انثي بداخلها
, تختبي في الظلام وراء تمثال كبير لطفله تطوق للخروج لتتعرف علي
, العالم من حولها حتي انها نسيت وجودها لتحررها فتبصر النور من حولها
, افاقه صوت فريدة من حاله الذهول التي تلبسته
, ليرد عليها محاولات استجماع تركيزه
, -اقفلي دلوقتى يا فريدة
, شدوي حتكلمك بعدين
, أغلق الهاتف ليلقي به علي الاريكه
, وقدميه تدفعه ناحيتها
, بينما كانت هي بحاله اسوء منه
, فعقلها يدفعها لتركض وتهرب من الغرفه
, لكن جسدها لا حول له ولا قوة يتشبث بارضيه الغرفه لا يقوي علي الحركه
, يجاهد ليبقي ثابت ولا ينهار وسط نظرات مروان له التي أصبحت غريبه عليها لا تعرف كيف تفسرها اهي غضب اما ماذا
, فلمعه في عينيه البنية غريبه تكاد تقسم انها تري نار تشتعل داخل مقلتيه
,
, -ايه اللي انتي مش لبساه ده
, -انا
, انا
, كونت بشوفهم مقاسي
, ولا لا
, اقترب اكثر ليتامل ملامح وجهها
, - انتي حاطة روج
, -انا
, اسفه يا مروان
, مش حعمل كده تاني
, واللهي
, بدءت ترتعش لتتساقط دموعها
, دون سيطره منها
, ليدرك هو أن تربيته الصارم لها جعلتها تتخبط كثيرا بين ماهي عليه و ما يريده منها
, ليتنهد بضيق من نفسه ويحتضنها برفق
, وهدوء محاولا السيطره علي نفسه
, لكن الاقتراب منها كانت له نتائج عكسيه
, فقد كان كمن مسته النار ليحترق فيها
, بدءت شفتاه دون وعي تتلمس طريقها لخاصتها لتعبر طرق وعره من الدموع بينما كانت يديه تتجول علي سائر جسدها بشوق كبير لتكتشف عوالم كثيره لم يكن ليسمح لنفسه يوما ان يفكر فيها
, بينما هي فلم تكن بالشجاعه لتقاوم اجتياحها بهذا الشكل
, لتستسلم لشعور غريب بالخدر
, بدء يسري بين اوصلها للتوه به
, حملها ليضعها برفق علي الفراش
, ليكمل ما بدءه
, فهو لم يعد يستطيع أن يسيطر علي نفسه أمام تلك الفتنه التي اطاحت بعقله
, لا يعي عقلها ما يحدث بينهم
, لتتشبث اكثر به وهي تدرك ان لا مجال للهروب منه الا اليه
, فهي لا تعرف غيره ليحميها حتي من نفسه
, تنهد برضا
, وهو ينظر لها ليطوق تلك الحوريه التي ستودي بعقله في احد الايام
, يريد حمايتها من العالم كله
, لو يستطيع أن يخبئها بين ضلوعه لما تردد للحظه ان يفعلها
, تنحنح ليجلي صوته
, -شدوي
, حاولت أن ترفع راسها اليه لكنها لا تعرف كيف تفعلها فمشاعر الخجل تسيطر عليها وتدفعها للاختباء من عينيه
, مد يديه ليرفع راسها اليه لتكون مواجهه له
, تجول بداخلها الكثير والكثير من المشاعر المتضاربه لا تعرف الي ايهم تستمع
, لكنها اختارت الهدوء
, لتسير الأمور كما يريدها هو أن تسير
, فهي تثق به اكثر من ثقتها بذاتها
, ٢٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, رنين الهاتف المتواصل
, جعلها تترك هدي وهم يحضروا السفره لتتجه لترد تحت نظرات هدي الحالمه
, -صباح الخير
, -اطلعي البلكونه
, -ايه
, -بقولك اطلعي البلكونه يافريدة
, حموت واشوفك
, خرجت الي البلكونه وقد تملكها ابتسامه من جنونه حيث كان يستند علي سيارته وينظر ناحيه البلكون
, -انت مجنون بجد
, -البركه فيكي
, جننتني معاكي
, - وحشتيني
, -كلمه كمان واقسم ب**** حتلاقيني عندك
, -لا خلاص الطيب احسن
, -انتي كويسة دلوقتى
, -الحمد للة
, -تمام
, انا حروح الشركه واكلمك بالليل
, ماشي
, -ماشي
, -فريدة
, -نعم
, -حتوحشيني
, أغلق الهاتف ليتاملها وهي بالشرفه يحاول التركيز ليعود لسيارته ويذهب الشركه بينما ظلت هي للحظات شارده فيه
, يستحوذ علي تفكيرها ويجبرها علي التيه في تفاصيله كلها
, -لا مز الصراحه
, وضعت فريدة يديها علي قلبها
, -خضطيني يا هدي حرام عليكي
, -سلامه قلبك يا عسل من الخضه
, يالا دوسه وفاروق بيسالوا عليكي عايزين نفطر احنا بموت من الجوع جوه وانتي بتحبي في البلكونه
, -طب يالا يا خفه
, -يالا
, كانت تجلس وسطهم باريحيه شديده
, تشبع روحها الطواقه لمثل هذا الجو العائلي الهادئ لا تشعر بالغربه بينهم بل علي العكس تشعر انها تنتمي لهذه الاسره
, كأنها تعيش بينهم من نعومه اظافرها
, تشبعت روحها بالدف الذي تحتاجه لتصعد الي شقتها وهي مفعمه بالنشاط والتفائل
, تذكرت مجدي فهو لم يطمئن عليها بالامس ولم يتصل بها حتي الان
, نظرت للساعة لتجدها قد قاربت علي الواحده ظهرا
, بدء القلق يساورها لكنها لم تستسلم لمشاعرها السلبيه
, لتلتمس له أعذار واهيه
, ولكنها رأت ان تحسم أمرها وتتصل به
, -الو
, -صباح الخير يافريدة
, -صباح الخير يا بابا
, -عامله ايه ياحبيبتي النهاردة
, معلش مكلمتكيش امبارح
, -انا الحمد للة كويسه
, -معلش يا فريدة حقفل معاكي
, عشان عندي شغل مهم بخلصه
, بصي انا لازم اشوفك النهارده ضروري
, حبعتلك العربيه علي الساعة خامسه
, ماشي
, -ماشى
, تعجبت من طريقته في الحوار معها
, يبدوا ان هنآك شي مهم فعلا
, لكنها اقنعت نفسها بالصبر حتي تراه في الخامسه كما وعدها ربما يكون الأمور علي ما يرام وهي فقد تضخم الأمر
, ٢٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في فيلا مجدي
, -لا طبعا يا بابا
, انا مينفعش اقبل بكده
, كده حضرتك بتظلم اختك
, -فريدة
, انا خدت قراري النهائي خلاص
, الورق اللي معاكي موثق في الشهر العقاري
, وانا مش حقبل اي كلام تاني
, فكري في عرضي
, ده عشان احافظ علي سمعتك مش عشاني
, انا عارف انها انانيه مني
, بس انا مبثقش غير فيكي
, ومش حسيب شقي عمري لناهد عشان تضيعه علي مراكز التجميل والمجوهرات
, -بس ده مش من حقي
, مينفعش اقبل بيه
, - فكري انا عارف ان كلامي فاجئك بس انا معنديش غيرك اثق فيه
, يمكن **** حطك في طريقي عشان كده
, وسواء وافقتي ولا لا
, انا مش حغير وصيتي مهما حصل
, لو كانت مريم عايشه كونت عملت كده
, فاهماني يا بنتي
, -انا
, -فكري بعقلك يا فريدة
, وانا مش مستعجل
, تركها وحدها فى المكتب ليذهب
, لقد فكر في انسب الحلول بالنسبه له
, لكن هي
, ماذا عنها
, كيف ستواجه معتز
, كيف ستشرح لمروان
, لا تعرف كم بقيت من الوقت هكذا
, تتصارع الأفكار في عقلها بشده
, فقد اختلط عليها كل شيء
, لا تعرف ماذا تقرر
, ٢٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بقيت تفكر كثيرا في الأمر
, حتي حسمت أمورها يجب أن تتحدث مع معتز لا تستطيع ان تاخذ قرار
, لماذا لم تتكلم مع مجدي وتقول انها بالفعل مرتبطه ولا يمكنها قبول عرضه.؟؟؟؟
, لماذا توقف عقلها عن العمل ؟؟؟؟؟؟
, هل هي المفاجأه٩ نقطة
, ذهبت لتحضر هاتفها لكنها توقفت في وسط الطريق عندما سمعت جرس الباب يدق
, استغربت فهدي لا تضرب الجرس
, تقدمت بخطوات ثابته لتفتح
, لتجد رجل وسيم يناهز الخمسين من عمرة
, يبدوا عليه الصرامه عيونه حاده كصقر
, اخافتها نظرته المتفحصه لها
, علي الرغم من جمال تلك العيون الزرقاء الا انها مخيفه تشبه عيون معتز لكن معتز شئ اخر
, -فريدة مونس الراوي
, مش كده
, ايقظها نبرته المستهزئه من تاملها به
, لكن من آثار حنقها انه اشاح بيدها الممسكه بالباب ليدخل باريحيه شديده وكأنه منزله
, وقفت بذهول امامه لتساله
, -مين حضرتك ؟؟؟؟؟
, نظر لها باستهزاء ليتحدث
, -حضرتي يبقي أنور المرشيدي
, اللي حضرتك لفيتي علي ابنه
, ووقعتيه في شباكك
, انا مش فاهم ازاي واحد زيك
, تفكر انها ممكن توقع معتز
, واني ممكن اسمح ان المهزله ده
, تتكرر تاني
, انتي مش عارفه مقامك كويس
, ولا تحب اعرفهولك بنفسي
, وقفت بثبات تنظر لعينيه بغضب واضح وهي تتحدث
, - انا مسمحلكش
, تتكلم معايا بالشكل ده
, -انا مش جي عشان تسمحلي او لا
, انا جي اقولك فوقي
, اللي بتخططي ليه مش حيحصل فلوسي وفلوس ابني مش لوحده زيك
, ولو خايفه علي نفسك
, ابعدي عن سكه ابني
, احسنلك فاهماني
, -فلوس ايه اللي بتتكلم عليها
, انا لما عرفت معتز مكنتش اعرف انه ابنك
, -وانا بقي مفروض أصدق كلامك ده مش كده
, -تصدق او لا
, ده حاجه تخصك
, -بصي بقي
, عشان انا مبحبش أكرر كلامي
, جواز من ابني مش حيحصل
, طول ما انا عايش
, ولو مش خايفة على نفسك
, خافي علي اخوكي
, الدنيا دلوقتي مش امان
, سهل اوي أنهى مستقبله
, ومستقبلك باشاره واحده مني
, توترت بشده لترد بصوت مهزوز
, -انت تقصد ايه؟؟
, ارتعاشتها جعلته يدرك انه اصاب هدفه وأثار خوفها فقد أدرك ان مثلها لا يخشي علي نفسه بل يخاف علي من حوله
, ليكمل هو بثقه
, -اقصد ان حياه اخوكي ومستقبله
, في كفه وجوازك من ابني في كفه تانيه
, شوفي انتي بقي عايزة تختاري ايه
, ابعدي عن معتز فاهماني
, والا تصرفي مش حيعجبك
, مش علي اخر الزمن
, ححط ايدي في ايد وحده زباله زيك
, وتبقي ام لحفيد المرشدي
, فكري كويس
, انتي بتتعاملي مع مين يا شاطرة
, عشان مندمكيش علي اليوم
, اللي اتولدت فيه
, فاهماني
, قال كلمته الاخيرة بصراخ جعلها تنتفض
, ليخرج ويصفع الباب من خلفه
, وكان شي لم يحدث
, نظرت لطيفه الذي كان موجود
, لتشعر لأول مرة بعمرها كله بالرخص
, لم يقم احد قط باهانتها
, فقد كان الجميع يعاملها كملكه
, ذات عقل راجح
, لم تعرف يوما طعم الاهانه
, لتجد نفسها تتجرعها كلها في يوم واحد
, كيف له ان يراها بهذا الشكل
, هي ليست بالساقطه لتوقع احد في شباكها
, ليست رخيصه لتقبل علي نفسها ذلك
, هل هددها بمروان فعلا ام انها تتوهم
, لماذا اتفق الكل عليها اليوم
, بينما كان هو ينزل الدرج
, يشعر انه قد ذاد من حده كلامه معها
, فهو لم يكن يوما شرير في حياه احد
, لكنه لن يتحمل ان يري ابنه الوحيد
, يتجرع من نفس الكأس مره اخري
, لن يجعل اي احد يستغله مره اخري
, لن يحدث هذا ما دام علي قيد الحياه
, لكن هذه الفتاه
, تبدوا مالوفه لديه
, لقد رآها في مكان ما
, من قبل لكن لا يتذكر أين او متي٦ علامة التعجب
, زفر بضيق وهو يركب سيارته ليامر السائق بالعودة للاسكندريه
, الان اكتمل ما ارد ان يفعل لم يبق سوي شيء واحد عليه فعله
, رفع هاتفه ليحدث معتز
, -ايوه يا حبيبي
, عامل ايه النهاردة.؟؟؟
, -الحمد لله يا بابا
, -بص عشان مطولش عليك
, ابقي كلم اخو البنت اللي عايز تتقدملها وحدد معاة معاد عشان نروح نخطبها
, -بجد
, انا
, -متتهتهش خلاص
, يالا اقفل عشان عندي شغل
, أغلق الهاتف هو يقنع نفسه بأنه قام بالصواب فهو لن يتحمل سقوط ابنه مره اخري بين يدي واحده اخري تستغله
, وتوهمه بالحب
, بقيت فريده جالسه علي الارض ترفض ان تبكي يعمل عقلها بكامل طاقته
, حتي انتهي بها الامر لتحسم امرها
, فالقلب لا ينفعه الا الحلول الجذريه
, أمسكت هاتفها الذي لم يمل من الرنين لتجد اسم معتز يزين شاشته
, كانت تنظر له بابتسامه باهته فقد خبت روحها
, فلا حاجه لها لحب يهدر كرامتها
, انتهي الرنين لتمسك هاتفها
, وتطلب رقم مجدي
, -ايوة يابابا
, انا موفقه

14


دخل معتز بلهفه للشركه يريد أن يراها فهي لا تجيب علي هاتفها منذ الامس
, توجه لمكتبها الجديد لكنه لم يجدها فذهب لمجدي في مكتبه لعله يعرف شيء عنها
, كما أنه قد نوي ان يفاتحه في أمر خطوبته من فريدة و عودته للعمل مع والده
, دق باب المكتب ليدخل فيجدها امامه
, نظر اليها بتدقيق يوجد بها شي مختلف
, لكن ما هو فهي تتهرب من مواجهه عينيه
, -صباح الخير يا عمي
, -صباح الخير يا معتز
, كويس انك جيت
, جلس معتز علي الكرسي المقابل لفريده لكنها كانت جامدة كالثلج
, -خير
, -عايزك تحضر كتب كتابي النهاردة
, علي فريده
, تحولت ملامح معتز للذهول وهو يجاهد عقله علي الاستيعاب
, -فريده مين
, ضحك مجدي من رده فعله بينما بقيت فريده تنظر للارض وتحاول الثبات
, -سلامه نظرك يا معتز
, فريدة اللي قدامك
, انت لسه مفطرتش ولا ايه٤ علامة التعجب
, حاول معتز ان يجاهد كثيرا ليرسم ابتسامه تحفظ كرامته المهدورة وقلبه النازف
, ليقول باقتضاب
, -مبروك
, رفعت فريده وجهها لتقابل عينيه التي كانت قد أظلمت بالفعل من وقع الصدمه
, كان يتاملها بخيبه فقد اطاحت بكل توقعات
, بها حاول أن يستجمع حطام كرامته ليبتسم لها وينظر لمجدي ويمد يده له ليصافحه
, -الف مبروك ياعمي
, بس للاسف انا كونت جي عشان اقول لحضرتك اني حرجع اسكندريه النهارده
, -طب احضر كتب الكتاب وسافر
, -معلش اعفيني يا عمي
, في بضاعه محجوزة في الجمرك ولازم اكون موجود بكره معي فادي عشان نطلعها
, - ماشي يا معتز
, ولو اني كونت عاوزك شاهد علي العقد
, بس انا مقدرش اعطلك عن أنور
, كفاية وقفتك جنبي الفتره اللي فاتت
, -بعد اذنك ياعمي عشان الحق احضر شنطتي
, -مع السلامه يا حبيبي
, انصرف معتز من المكتب و هو يحاول ان يرسم ملامح الجمود فقد عاهد نفسه سابقا علي الصمود و عدم الانهيار أمام احد
, -فريده
, -ايوة
, -مالك في أيه؟؟؟؟
, -لا ولا حاجة انا حروح مكتبي
, -طيب يا حبيبتي
, -بعد اذنك
, انصرفت فريده الي مكتبها تحتمي به
, اغلقت باب المكتب لتقف خلفه وهي تحاول استجماع شجاعتها
, لكنها وجدته أمامها ينظر لها
, كان البحر في عينيه قد تحول لرماد كان بركان قد فاض به فاطفي صفاء عينيه
, حاولت أن تجلي صوتها لتتكلم
, لكنه اقترب منها بخطوات مخيفه ليعاجلها بصفعه قويه جعلت راسها تدور في مكانها وقد ادمت شفاتها
, -انا عمري ما شفت ممثله اشطر منك
, بس انتي ليه استعجلتي
, مش يمكن كونت دفعت اكتر منه
, كانت كلماته مقترنه بتلك اللمسات المحرق من يديه علي جسدها
, لقد اشعرها بمدي رخصها ودنائتها بالنسبه له وكم هي حقيره
, كادت ان تدافع عن نفسها
, لكنها تذكرت كلمات والده عندما خيرها بين شقيقها و بينه
, ففضلت الصمت لتتجرع كاسها كاملا للنهايه علها تبرء من ذلك الحب الذي نبت علي حساب كرامتها
, بقي يتاملها للحظات كانت عيناه تترجاها ان تنطق لتدافع عن نفسها
, فقد ان قالت اي شيء
, اي شيء سيصدقها
, سوف يغفر لها
, يكاد يجن
, ماذا حدث منذ امس لليوم لتقبل ان تتزوج برجل اكبر منها بهذا الفارق
, لماذا تفضل عليه ذلك العجوز
, لماذا تقتل رجولته و تزعزع ثقته بذاته
, ماذا فعل ليتلقي منها هي بذات
, تلك الصفعه
, لقد كان علي استعداد ان يواجه العالم كله من أجلها لتاتي هي بكل بساطه وتطعنه من خلفه بدم بارد
, وقف يحفر ملامحها للمره الاخيره
, ليس كفريده التي احبها
, ولكن كفريده التي باعته
, خرج من المكتب بعد أن نعتها بالساقطه ليتركها وقد ازهق روحها للنهايه
, ٢٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بارك **** لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في الخير
, كلمات بسيطه اطفات روحها
, وذهبت بالبقيه من كرامتها الي حيث لا تدري
, ابتسمت لمجدي تحاول تخطي الموقف
, بثبات فهي لم يعد لها غيره تحتاج بشده ذلك الشعور بالطمانينه الذي يمنحه لها
, ذهب الجميع لتبقي وحدها مع مجدي
, تنحنح ليجلي صوته
, -فريدة
, انتبهت له ليكمل كلامه
, -انا خليت داده محاسن توضبلك اوضه مريم
, -بس يابابا انت مبتحبش حد يدخلها
, - بس انتي مش حد
, احنا اتفقنا ان جوازنا ده حبر علي ورق
, بس طبيعي تعيشي معايا في نفس الفيلا عشان كده حبعت معاكي السواق عشان تجيبي حاجتك من الشقه وتعيشي معايا
, ومن بكرة تبدئي تتابعي معايا كل حاجه
, مش عايز اسيبك وانتي محتاجه حاجه
, -بعد الشر عليك
, -فريدة احنا قولنا ايه
, ده مش شر انا حروح لمريم
, انا مش خايف اموت
, انا بس مش عايزك تحتاجي لحد من بعدي
, لازم تتعلمي كل حاجه عشان تعرفي تديري الشركه والمصنع من بعدي و تحافظي علي شقي عمري مش عايزه يضيع بعد موتي
, تجمعت الدموع في عينها ليقترب منها مجدي ويمسكها من ذراعيها برفق
, -انا مش عايز اشوفك ضعيفه
, انا لما اخترت فريده اخترت فريدة الجدعه اللي بميت راجل واللي عقلها يوزن بلد بحالها الدموع ده مش لاقيه عليكي
, فاهماني يا فريده
, مش عايزك في يوم تضعفي فاهماني
, مسحت دموعها بيديها لتهز راسها وهي تقول
, -حاضر يا بابا
, -من بكرة حنروح الشهر العقاري عشان نوثق التوكيل ويبقي ليكي حق اداره المجموعه
, -اللي تشوفه
, -طيب يالا السواق بره عشان تلحقي تروحي وترجعي بدري
, انا معنديش بنات يتأخروا
, وخدي بالك من النهارده انا اسمي مجدي
, بابا ده بيني وبينك بس فاهمه
, -فاهمه
, ٢٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, -معتز مبيرضش برده
, -اهدي يا نيره
, حاولي تاني طيب اكيد حيرد عليكي
, -لا يا فادي
, معتز تعبان صدقني انا حاسه ان حصله حاجه
, عشان خاطري تعالا نروحله نطمن عليه
, -يا حبيبتي الساعة 11 خلينا للصبح
, نامي دلوقتي والصبح بدري نسافر نطمن عليه
, نيره ببكاء شديد
, -عشان خاطري يا فادي لو بتحبني بجد
, انا مش قادرة اتنفس حاسه نفسي بموت
, معتز حصله حاجه عشان خاطري خلينا نسافر دلوقتى
, زفر فادي بقله حيله
, -ماشي
, غيري هدومك وانزلي خلي داده تطلع تبات في اوضه البنات عشان مايخافوش
, - حاضر ثواني وحكون لابسه
, تركها فادي ليتجه لغرفه تغير الملابس ويرتدي ملابسه سريعا و ينتظرها في سيارته حتي تطمئن علي البنات
, ركب سيارته وقد بدء القلق يحتل تفكيره
, علي صديق طفولته
, يتعجب كثيرا من ذلك الرابط بينهم فهو يتذكر جيدا يوم ولادة نيره والحاله التي كان عليها معتز فقد اضطروا ان يعطوه منوما فقد كان يشعر بوجع توئمه بشكل اخاف الجميع
, كان فادي ينهب الطريق فقد حصل علي عدد قياسي من مخالفات المرور ليصف السياره اخيرا أسفل العماره التي يسكنها معتز فتصدر الاخيره انين مكتوم يعبر عن حاله اصحابها
, لم تنتظر نيره المصعد لتركض علي السلالم وخلفها فادي الذي كان يتمني في سره ان تكون الأمور بخير
, كانت دقات نيره عنيفه علي الباب لينهرها فادي بصوت خافت
, -نيره اهدي الساعه 1بعد نص الليل
, الناس نايمه استني
, انا معايا نسخه من المفتاح يارب بس ميكونش غير المفاتيح
, اخرج فادي مفاتيحه ليحاول فتح الباب ولحسن حظه ان معتز لم يغير المفاتيح
, دخلت نيره الشقه لتجدها غارقه في الظلام
, أدارت مفتاح النور بجوار الباب
, لتصعق من المنظر فقد كان كل شي فيها قد تحول لحطام وكان إعصار توسونامي قد مر من خلالها
, وقف فادي مبهوتا من المنظر لكن نيره كانت الأسبق لتفيق من ذهولها وهي تتجه دون وعي حيث يقبع توئمها في احدي زوايه الشقة يتكور علي نفسه ويحيط وجهه بكلتي يديه منكسا راسه بعجز شديد
, كان حاله قد مزق قلبها لتنظر لفادي وكانها تامره بالتراجع ليفهم هو انها تريد أن يكونا وحدهم انسحب بهدوء ليخرج ويغلق الباب خلفه ويجلس علي احدي درجات السلم
, عاجز عن فهم الامر
, فما هو هذا الشيء الذي يجعل معتز بهذه الحاله التي وصل اليها ؟؟؟؟؟؟
, جلست نيره علي الارض بجوار معتز تتلمس ذراعه بخوف لتزيحه وتري وجهه الشارد
, لينظر لها هو بتيه فتقترب منه أكثر وتضمه اليها فهي لم تري توئمها بهذه الحاله من الانكسار من قبل
, ارتمي معتز باحضانها لينفجر في البكاء كطفل صغير قد أضاع لعبته المفضله فانفطر قلبه معها ظلت تملس علي ظهره بحب حتي خفت شهقاته قليلا
, لتسحبه من يده برفق فيسير هو معها بطاعه
, حتي دخلت به لغرفته ووضعته في سريره
, ودثرته كطفل صغير وبقيت معه تملس علي راسه حتي ذهب في سبات عميق
, لتتحرك بحذر شديد وتخرج من الغرفة وتتجه ناحيه الباب الشقة وتفتحه فتجد فادي يجلس علي السلم ويضع راسه بين راحتي
, جلست جواره بحزن
, -عامل ايه دلوقتي؟؟؟؟
, -نام
, - ايه اللي حصل لكل ده ؟؟؟
, -معرفش متكلمش ولا كلمه
, انا عمري ما شوفت معتز بالشكل ده
, -طيب تعالي ندخل جوه وبكره الصبح
, يكون هدي ونعرف نتكلم معاه
, -تفتكر
, -نيره مش مهم يتكلم
, المهم انه مينفعش يبقي لوحده بعد كده
, -عندك حق
, لازم نقنعه يرجع معانا بكره
, انا عمري ما شوفته بالحاله ده
, انا خايفه عليه اوي يا فادي
, -متخافيش معتز راجل
, ازمه واكيد حتعدي أن شاء ****
, -يارب
, ٢٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في الصباح
, استيقظ معتز علي صداع فظيع يمزق راسه لينظر حوله وقد بدءت الرؤية لديه مشوشه ليفرك راسه يبده وقد بدء يتذكر ماحدث له بالامس
, بقي بدقائق علي حالته لكنه قام في النهايه وهو يجر جسده ليتجه للحمام الملحق بغرفته ليأخذ حمام دافي عله يعيده لنشاطه ويفيق من ذلك الكابوس الذي يعيشه
, خرج من الحمام بعد فترة كبيره وهو يلف بشكير كبير حول خصره ويمسك بفوطه اخري ليجفف شعره لكنه التفت الي المراءه بغرفته ليتامل شكله بتمعن
, كيف اوصله قلبه الي هذا الوضع.؟؟؟؟
, لم يتعرف علي نفسه
, شخص مهزوم
, فاقد الثقه في كل شئ من حوله
, مهدور الكرامه بقلب ممزق
, لقد أصبح يكره نفسه
, كيف لم يتعلم من مرته الاولي
, ليعيدها مره اخري
, ولكن بشكل اكثر احترافيه مما سبق
, لم يشعر بنفسه وهو يقزف زجاجه عطره النفيس بالمراءه لتساقط الي أشلاء
, ثواني قليله وكانت نيره وفادي بداخل غرفته فقد ركض الاثنان لغرفته فور سماعهم لصوت التحطيم
, اقتربت منه نيره بقلق واضح
, شذ
, -حبيبي انت كويس
, اتعورت
, كانت تتفحص جسده بخوف
, -انا كويس يا نيره مفيش حاجه
, اخرجي لو سمحتي عشان عايز اغير هدومي و ارجع معاكوا اسكندريه
, -ماشي
, انا بره لو احتجت اي حاجه نادي عليا
, لم يرد عليها لتنسحب بهدوء
, وتاخد فادي الذي كان مصاب بحاله من الذهول وهو يري معتز بهذا الشكل
, فهو لم يعتد علي رفيق عمره أن ينكسر
, فهو في اسوء حالاته لم يكن ليصل لتلك الصوره التي يراها الان
, اغلقت نيره الباب بهدوء
, ليرمي معتز بنفسه علي السرير ويبقي مسلطا نظره للسقف لا يفكر لا بها
, كيف لها أن تفعل به هذا؟؟؟؟
, خطر بذهنه فكره مجنونه ليبحث عن هاتفه
, بقي للحظات ينظر اليه
, لكنه سريعا ما ضغط علي رقمها لياتيه رنين طويل
, طلب رقمها مرة اخري
, كانت فريدة لاتزال نائمه ليقلقها رنين الهاتف المتواصل فتحسست الكومود بيدها وهي لاتزال مغمضه العينين لتلتقط هاتفها وتفتحه بضعف فقد استنفذت كامل طاقتها فى البكاء بالامس ليضرب راسها الصداع لتنام وتستيقط وقد ابي ان يفارقها
, -الو
, -صباحيه مباركه يا عروسه
, انتفضت من مكانها لتبعد الهاتف عن اذنها وتنظر اليه بذهول لتعيده علي اذنها مره اخري وقد بدئت تفرك راسها من كثر الألم التي أصابها
, تنحنحت لتخرج صوتها الذي فر من حنجرتها
, -معتز
, -ايوة قولت اباركلك علي عريس الغفله
, واعزمك بالمره علي خطوبتي الخميس اللي جي اوعي متجيش احسن ازعل
, ولا اقولك بلاش تيجي
, اصل الخطوبه مش حتلاقي فيها حد زباله زيك فمش حتنبسطي
, أغلق هاتفه دون أن ينتظر الرد منها
, ليقسم بداخله ان تلك الصفحه سوف يقطعها من دفتره ليحرقها بيده
, حتي لو وصل به الأمر أن يحترق معها
, نهض من مكانه ليرتدي ملابسه وقد أظلمت عينيه بسواد لم يكن يريد أن يقاومه ليعيد بذهنه مشاهده معا يتذكر كل كلماتها له
, كل حركاته
, كل التفاته منها
, ليعد ويردد بداخله
, انها حيه تجيد التلون
, لتسقط فريستها
, ببراعه
, خرج من غرفته
, ليجد نيره وفادي يتحدثان معا
, ليصمت كل منهم عند رؤيته
, -نيره
, مش عايز مخلوق يعرف بالي حصل امبارح
, فاهمه
, ارتبكت نيره من نظرات معتز لها لترد بتلعثم
, -هو انت كان حصلك حاجه
, يا
, يالا عشان نلحق نرجع اسكندريه
, قبل ما البنات تصحى من النوم
, نظر معتز لفادي ليتكلم لكن الاخر عاجله بالكلام
, -انا عمري ما حقول حاجه
, يا صحبي
, -طب يالا
, -مش حتفطر
, -لا
, خرج الجميع ليحاول فادي ان يقنع معتز
, ان يركب معه لكنه رفض ليقود سيارته وسط نظرات ناريه لفادي ونيره
, فلم يستطيع اي منهم ان يعترض
, كان معتز يضغط علي عجله القياده ويسير بسرعه عاليه يحاول ان يخرج غضبه بالقياده
, ويتبعه فادي بسيارته بصحبه نيره
, التي كانت تموت من القلق والتوتر من حاله شقيقها و قيادته المتهور التي لم تعهدها منه ابدا فهو شخصيه متزنه الي ابعد الحدود كانت محاولات فادي ان يجاريه في السرعه حتي لا يغيب عن عينيه
, كمحاوله منه ليطمئن نيره
, -انا كده خلاص
, لو وصلت اسكندريه سليم
, حتوب وابطل سواقه خالص
, انا مسجل رقم قياسي من امبارح
, للنهارده فى المخلفات
, كان فادي يحاول التخفيف عن نيره لتغتصب الأخرى ابتسامه باهته وقد فهمت محاولات زوجها لتهدئتها وتشتيت تفكيرها لتخطي هذا التوتر الذي اصاب ملامحها دون رحمه
, -يارب بس نوصل كلنا بالسلامه
, ربت علي يدها بحب
, -ان شا **** مش حتحصل حاجة
, ومعتز حيبقي كويس
, -يارب يافادي
, لو اعرف بس فيه ايه خلاه بالحاله ده٤ علامة التعجب
, - متستعجليش حيهدي و يحكيلك علي كل حاجه بس اصبري انتي
, واطمني انا حفضل معاه مش حسيبه
, -**** ما يحرمني منك يا حبيبي
, لف ذراعه حولها ليقربها منه أكثر لتبتسم نيره علي ذلك العاشق الذي لم تخبوا شعله حب اضائت عالمها معه رغم سنوات زاوجهم الخمس فلايزال يحتوي حزنها وقلقها ويضفي لعالمها الكثير والكثير من الاحتواء
, لتجده دائما معها وحولها في كل وقت تحتاج اليه لتحمد **** علي وجوده بحياتها
, ٢٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بقيت لفترة مشدوهه من كلماته
, بهذه السرعه سيرتبط الي هذا الحد هي رخيصه لديه؟؟؟؟
, لم يعطي نفسه حتي فرصه ليحزن عليها
, لقد تجاوز حبها كأنه حجر تعثر به في الطريق ليتوازن وينفض عنه غبار عشق اعتقدت انه سيبقي ليوشم به
, ضحكت بهستريا وسط دموع لا تستطيع التحكم بها
, لتصاب بعدها بحاله من التبلد والسكون
, انتصبت لتري نفسها في المراءه لتحدثها بحذم
, -هو ميستهلكيش
, بكره حيجي اللي يقدرك ويعاملك زي ما تستحقي
, فاهمه يا بنت مؤنس
, انا مش حسمحلك توقعي
, ولا حد يحس في يوم انك ضعيفة
, كانت تردد لنفسها الكلمات التي تريد أن تسمعها لعلها تهون عليها نزيف قلبها
, فهي تدرك ان حبها له أصبح لعنتها التي ستتجرعها للنهايه

15


حاولت أن تلملم شتات نفسها الممزقه
, لترسم ابتسامه مفتعله
, وهي تنظر لنفسها في المراءه
, اقنعت نفسها انها بخير
, وان حبها له مرض ستشفي يوما ما
,
, تعرف في اعماقها انها كاذبه
, فدقات قلبها تكاد تنطق باسمه
, فهي تقسم لها انها لن تدخل غيره
, بين ثناياها
, فقد وشمت باسمه للابد
, فأصبح لها لعنه لن تشفي منها
, الا به وحده
, حاولت الهدوء لتردد
, -مش كل حاجة نفسك فيها حتبقي من نصيبك يا فريدة
, ابعدي احسن
, حاولي تنسي هو يستاهل حد شبهه
, حد احسن منك
, ابتسمت بحسره وهي تتذكر كلمات ابيه لها كسياط تجلد روحها
, كانت جمله واحده هي التي تدمي قلبها
, تكاد تصم اذنها
, تتكرر أمامها في كل لحظه
, (وحده زباله زيك
, تبقي ام لحفيد المرشدي)
, تمنت له ان يكون مع اخري تستحق
, ان تكون ام لاحفاد المرشدي
, مسحت تلك الدموع الخائنه
, لتعيد ابتسامة علي وجهها اجادت رسمها هذه المرة
, فإن لم تستطيع هي الحصول علي السعاده
, فالتمنحها لمن حولها
, فهم يستحقون السعاده التي حرمت منها
, نزلت الي غرفه المكتب حيث يوجد مجدي
, طرقت الباب بخفه لياذن لها مجدي بالدخول
, -صباح الخير يا بابا
, -صباح الخير علي احلي بنوته في الدنيا
, تعالي اقعدي
, -حاضر
, جلست فريدة لتتامله وهو يقوم بترتيب العديد من الملفات امامه لتتسائل
, -ايه كل ده
, -ده بقي اجازه شهر العسل
, بما اننا في اجازه ومينفعش نروح الشركه
, بعتبارنا عرسان جداد وكده
, فده بقي ملفات الشركة والمصنع
, وعقود الأراضي وكل حاجه حقعد معاكي افهمك كل حاجه فيهم عشان لما نرجع الشغل حتمسكي معايا كل حاجه
, عايزك الفتره اللي جايه تعرفي كل حاجه
, عن أي حاجه فى المجموعه
, عايز اموت وانا مطمن عليكي
, ربتت علي يديه وهي تحاول أن تمنع دموعها من النزول لتتحدث
, - عشان خاطري بلاش الكلام ده
, بلاش تفكرني كل شويه انك
, ماشي وحتسيبني لوحدي
, لو غاليه عندك زي ما بتقول
, بلاش تجيب سيره الموت
, -يعلم **** يا فريده انك في غلاوه مريم
, **** يرحمها واني بحمد **** كل يوم
, انه بعتك ليا عشان يبرد ناري
, لحد ما اروحلها
, بس انتي لازم تبقي عارفة
, إنا لو عشتلك النهارده مش حعيش لبكره
, مش عايزك ضعيفه يا بنتي
, عايزك دايما قويه الضربه متوقعكيش
, بالعكس عايزها تقويكي
, -حاضر
, ٢٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, أصر معتز علي نيره وفادي ان يذهبا لمنزلهم وقد استسلم الأخيرين له
, فهو لم يكن بحاله تسمح بالنقاش
, دخل معتز الفيلا ليرسم ابتسامه هادئه علي ملامحه المنكسره
, لتركض نيلي وهي تحدث فوضي كعادتها لترحب به
, كان لارتمائها باحضانه مذاق خاص
, فقد كان يريد أن يشعر بالاحتواء والألفة
, والمرح الذي تغرقه به ليتناسي ذلك الشرخ العميق بروحه المهترئه
, تنفس رائحتها باستمتاع
, ليردد في نفسه
, ما احلي الرجوع
, لكنه لم يعد كما خرج منه
, فقد خرج مكسورا ليعود مهزوما
, ومطعونا في كرامته
, ولكن لا بأس هو يستطيع أن يداوي تلك الروح التي ارهقتها الخيانه
, فقط مسأله وقت
, هكذا اقنع نفسه
, ليبعد نيلي عنه برفق وهو يتسائل عن مكان ابيه
, - امال بابا فين
, -في الشركه
, -طيب انا حروحله
, نظرت له بفضول لتتحدث
, - مش حتسلم علي ماما الاول
, التفت ليخرج مسرعة وهو يحدثها
, -لما أجي مش حتاخر
, تركها مذهوله فهو لم يفعل ذلك ابدا
, دائما يبحث عن امهم اولا
, افاقت من شرودها علي صوت نرمين
, -عامله دوشه ليه علي الصبح يا نيلي
, مش حتعقلي بقي
, - معتز جه يا ماما
, -بجد يا نيلي
, همت ان تصعد السلالم لتري ابنها الحبيب لكن نيلي اوقفها
, -مش هنا
, جه سئل علي بابا وراحله الشركه
, - غريبه
, مقلش حاجه
, -مش عارفه
, بس قالي انه حيرجع مش حيتاخر
, بدء القلق يتملكها فهي تشعر بانقباضه في صدرها منذ الصباح
, -طيب
, انا حروح لداده عشان تعمله الاكل اللي بيحبه
, لوت شفتيها بأعراض طفولي وهي تتحدث
, -ماشي يا ست ماما
, يا بختك يا ميزو حتعملك الاكل اللي بتحبه.
, وانا محدش معبرني في البيت ده
, التفتت لها نرمين وقد عقدت يديها أمام صدرها ورفعت لها احدي حواجبها باستنكار من أعمالها الطفوليه
, -ايوه يا دوبك تبدي تعددي علي نفسك
, عقبال ما اخلص تحضير الاكل
, تكوني خلصتي الوصله بتاعتك
, اف منك عيله كئيبه
, انصرفت من أمامها
, لتضرب الاخري قدميها في الأرض
, -ايه البيت ده
, ماشي يا ماما
, لكنها سريعا ما خبطت بيديها علي راسها وقد تذكرت لتوها شئ مهم
, -اوبس
, انا مكلمتش نادر
, يووه بقي
,
, ركضت لغرفته لتتصل به
, ٢٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في شركه المرشدي
, دخل معتز الشركه لوالده وسط همزات ولمزات الموظفين
, فقد عاد اخيرا لشركته حيث كانت تطلعه عيون الموظفات بالشركه بشغف
, فهو يعتبر صيد ثمين للكثيرات منهم
, بينما كانت العيون تراقبه كان هو يرمقهم بحقد يود لو يبيد كل ذلك الجنس الرخيص
, أصبح يراهم كلهم فريده
, تنهد بضيق عندما تذكر اسمها
, لا يريد أن ينساها
, يجب أن يذكر نفسه بها دائما
, حتي لا يقع في ذلك الفخ مره اخري
, لا وجود للحب في تلك الحياه
, فقد توجد افاعي تتلون لتلفت انتباهك
, فتبث سمها فيك وتستنزفك
, دخل المصعد ليتجه الطابق العاشر حيث مكتب والده
, نظر لنفسه ليجد شبح شخص يعرفه
, لقد أصبح صوره باهته من ذاته القديمه
, حتي البريق بعينيه انطفي
, ليري عيون بلون البحر في ليله مظلمه ليس بها أي حياة
, لم ينكسر في تجربته الاولي او يتأثر بمثل هذا الشكل فقط كان يهرب من نظرات الاشفاق التي كان يراها حوله و كلماتهم التي كانوا يواسوه بها
, كرة طيبته وعدم خبرته و عفويته التي أثارت حوله الطامعين
, لتصفعه فريده بتمثيلها
, هل كان كل ما بينهم تمثيل؟؟؟؟
, ايمكن ان يكون شخص بمثل هذه البراعه
, تنفس بصوت عالي
, وهو يخرج من المصعد
, ليعترف لنفسه انت لا تجيد الاختيار
, فالترضي بخيارات والدك اذن
, فبالتاكيد هو محق فيما يراه مناسب لك
, دخل المكتب وهو يرسم ابتسامه متكلفه
, ليثير فضول ابيه
, وقد مرت خاطره علي ذهنه
, أيعقل ان تخبره فريده بالحديث بينهم؟
, ابتلع ريقه ليحاول التركيز علي انفعالاته
, ويقف ويرحب بابنه
, -ايه النور ده
, الشركه نورت اخيرا بصحابها
, - صباح الخير يا بابا
, انا جيت من السفر على الشركه علي طول
, -خير
, ومتقولش الشغل وحشني
, انا عارفك كويس
, -هو فعلا الشغل وحشنى
, بس انا كونت عايز حضرتك في حاجه كمان
, نظر لأبيه ليجده قد استحوذ علي اهتمامه ليكمل
, - انا
, عايز حضرتك تكلم والد مايا وتحدد معاد معاه
, عشان نروح نتقدملها
, رفع أنور النظاره عن وجهه بدهشه
, -مايا بنت مهدي الزيني
, -ايوه
, -طب وزميلتك اللي كونت عايز تتقدملها
, تنغص وجه معتز لكنه حاول أن يسيطر علي نفسه وقد انحسرت دمعه في عينيه لتشاهد هذه المهزله التي يورط فيها نفسه الزبيحه
, - لا خلاص
, الموضوع دا مكنش صح من الاول
, -انت متأكد
, -ايوه
, -طيب اللي تشوفه
, عموما انا حكلم مهدي ونرتب معاه زياره
, -بابا
, انا عايزك تتفق معاه علي الخطوبه
, الخميس اللي جي
, -ازاي بالسرعه ده
, رد ببرود علي عكس حالته
, - عادي
, -طيب
, طيب
, حشوف
, انصرف معتز دون أن ينطق بكلمه اخري
, فقد استنفذ كل طاقته
, ولم يكن يتحمل علامات الاستفهام في عيون والده ليهرب سريعا قبل أن يشاهد احد انهيار
, قاد سيارته واتجه اللي مكانه المفضل
, حيث البحر
, ركن السياره علي الرمال وفتح نافذتها ليتخلل الي مسامعه صوت الأمواج
, و رائحه البحر
, أغلق عينيه يحاول ان يهدء
, مرت الأمور كلها امامه كشريط متصل
, لا يوجد بهم غلطه واحده
, كانت الأمور جميعها مثاليه لينقلب الأمر راسا علي عقب ولكن ما الذي حدث لكل هذا
, ضحك علي نفسه
, إصابته حاله هستيريا من الضحك لم يكن ليتمالك نفسه فيها بقي علي هذه الحاله لدقائق حتي دمعت عينيه ليجد نفسه يصرخ بقهر وهو يضرب بيده علي المقصود بعنف ظاهر ويردد كلمه واحده
, - ليه
, بقي علي تلك الحاله لدقائق قليله او كثيره لا يعرف فالوقت لم يعد لديه معني
, لينتبه علي كشاف سياره يقترب من سيارته
, ليدرك ان الظلام قد حل عليه وهو في مكانه
, أرخي راسه للخلف دون اكتراث للقادم
, ليركن فادي سيارته ويترجل منها بقلق ويتجه حيث سياره معتز
, فتح الباب بخوف وجلس بجواره يتفرس فيه
, يعلم انه غير قادر علي الكلام
, لكنه مع ذلك لن يتركه بقي جواره دون حديث يحاول ان يطمئن عليه
, ليقطع معتز ذلك الصمت ويتكلم وهو لا يزال علي حالته و مغمض العينين
, -حتفضل باصصلي كده كثير
, -وحشتيني
, -فادي انا مش فايق لهزارك
, -مش حسالك مالك
, بس لو احتجت تتكلم في اي وقت انا موجود وحسمعك
, -عارف
, -طيب ممكن بقي نتحرك من هنا
, حماتي قلقانه عليك جدا
, -طيب
, -تعالي معايا في عربيتي
, انا حسوق
, وخلي عربيتك السواق يرجع بيها
, لم يرد بل اكتفي باداره مقبض الباب ليخرج من سيارته بهدوء ويتجه لسياره فادي حيث خرج السائق لينفذ تعليمات فادي ويقود سياره معتز ليعيدها للفيلا
, بقي معتز طوال الطريق مسترخي علي المقعد بجوار فادي مغلق لعينيه
, لا يريد أن يري احد تلك الكسره بعينيه
, توقفت السياره امام بوابه الفيلا
, ليأخذ معتز نفس عميق ويجاهد ان يبدوا طبيعيا أمام والدتها فقد خرج من سياره فادى دون أن يلتفت حتي له
, ليدخل الي الفيلا فيجد نرمين ونيلي ونيره ووالده بانتظار
, جرت والدته عليه لتحتضنه وقد كان القلق يتاكلها عليه
, -حمد **** على سلامتك يا حبيبي
, كده تخضني عليك
, -اسف يا ماما
, البحر كان واحشني
, وتلفوني فصل شحن
, نظرت نرمين له بتوجس ليهرب هو من حصار عينيها وقد أدركت هي بحسها الغريزي وجود خطب جلل
, لكنها أثرت الصمت لتدع الأمر يمر الان
, حتي عندما يكونا بمفردهم
, التقط معتز قلقها ليطمئنها
, -انا كويس يا حبيبتي ما تخافيش
, تحدثت باعتراض
, -مهو باين عليك انك كويس
, اطلع خد دوش وغير هدومك
, وانزل عشان حنتعشي كلنا
, صعد معتز السلالم ليتجه لغرفته تحت نظرات نرمين لتعود ببصرها لفادي ونيره
, -حتتعشوا معانا مش كده
, تلجلج فادي ليرد بارتباك
, -اه
, طبعا
, طبعا
, -نيره
, ارتبكت نيره من نظرات والدتها النافذه فهي تجيد ثبر اغوارها لترد بتردد
, -ايوة يا ماما
, -مش حتقولي اخوكي ماله
, دافعت عن نفسها لترد سريعا
, - وانا حعرف منين
, اقترب منها نرمين بخطوات بطيئه
, -ماشي يا نيره
, انا حعرف لوحدي
, يالا علي السفره عشان نتعشى
, ركضت نيره الي أحضان زوجها وهي تخشي النظر الي والدتها ليحتويها الاخير بحمايه شديده ويقترب من اذنها ليهمس
, -طب واللهي انا خفت
, وكونت حعترف بالي معرفوش
, -طب اسكت بقي
, وخلي يومك يعدي
, -وحشتيني
, نظرت له بذهول وقد تخضب وجهها من الخجل
, -هو دة وقته
, قرص وجنتيها بخفه
, -ده هو ده وقته
, ضحكت بخفوت علي غزل زوجها لها لتمسك بيديه ويتجها ناحيه السفره حيث كان يجلس ابيها ونيلي
, دقائق وانضم معتز لهم ليبدء بتناول الطعام وهو يتجنب نظرات الآخرين له و التي كان يطغي عليها الفضول والقلق لتلك الحاله التي هو عليها
, حاول أنور تبديد هذا الصمت القاتل
, -صحيح يا نرمين
, حضري نفسك بكره عشان حنروح لمهدي الزيني في الفيلا بتاعته
, -خير
, - كل خير ان شاء ****
, استأذن معتز من علي الاكل
, -الحمد لله انا شبعت
, اعترضت نرمين لتتكلم
, -بس انت ماكلتش حاجه يا حبيبي
, طبقك زي ماهو
, -انا حطلع استريح
, انصرف معتز لتلتفت نرمين لانور
, - هو في ايه يا أنور معتز ماله
, -معرفش
, هو جالي النهاردة الشركه
, وعايز يروح لمهدي يطلب ايد بنته
, كانت علامات الصدمه علي وجه نيره واضحة لتعرف نرمين انها حقا لا تعرف شيء عن الأمر
, انسحبت نرمين بهدوء
, لتصعد لغرفه معتز وتطمئن عليه
, دقات خفيفه علي الباب لم تجد معها رد لتدخل الغرفه وقد بدء القلق يتملكها
, دارت بعينها في الغرفةفلم تجده
, لتسمع صوت الماء في الحمام
, جلست تنتظره والكثير من الأفكار تتضارب فى عقلها
, ليخرج هو اخيرا وقد لف خصره بشكير كبير ويجفف شعره بمنشفه
, وقف ينظر لنظرات امه المتفحصه
, ليدرك انها لن تمرر الأمر دون أن تعرف كل شي لكن للأسف هو ليس لديه طاقه للكلام
, فالكلام يمزق روحه اكثر مما يخفف عنها
, -معتز
, -ايوه يا حبيبتي
, -انت بجد عايز تتجوز مايا
, تقدم ناحيه غرفه الملابس ليخرج له بيجامه مريحه و هو يتكلم ليهرب من نظرات امه له
, -ايوه
, -طب وزميلتك في الشركه عند مجدي
, اسمها ف٦ نقطة
, تقدم منها بحزم وقد اشتعلت عينيه ببريق مخيف
, -بلاش توسخي لسانك باسمها
, نظرت له بدهشه شديده
, -للدرجادي يا معتز
, اشاح بوجه عنها كي لا تري دموعه.
, لتقترب هي منه
, -انا حسيبك تهدي ولما تبقي قادر تتكلم حتلاقيني بسمعك
, بس عايزه منك وعد
, مسح دموعه الخائن ليلتفت لها بفضول بينما هي نكست راسها كي لا تراه مهزوما بهذا الشكل اقتربت اكثر لتلتقطه يديه بين راحتيها
, -مش عايزاك ترتبط بحد مش بتحبه
, بلاش تاخد قرار في وقت غضبك
, فكر كويس
, ربتت علي يده
, لتتركه وحده فقد تأكدت انه يحتاج ان يبقي وحده ليعيد حساباته ويرتب أفكاره المشوشه

16


لما لا تكون الحياه منصفه دوما
, كلمات تتردد في عقلها البائس
, تعبت من التفكير طيله الليل
, فاليوم تعود الإسكندرية
, حيث حيجتمعوا في شقه مروان
, ليحتفلوا به ويباركوا له
, كعادتهم لزياره العريس والمباركه له بعد انقضاء اسبوع علي زواجه
, تخشي الأمر لكنها تثق في مروان
, تعرف انها مهما فعلت سوف يحتويها ليتفاهم معها ويطوقها بذراعيه
, فهو علي الرغم من كونه لا يحمل نفس دمائها لكنه يعرف جيدا من هي
, وكيف تفكر
, تطوق لتحكي له
, له وحده ما عانت
, كيف خذلها الحب
, كيف اهدرت الحياه كبريائها
, كيف تخلت عن قلبها له
, لا تعرف كيف تعود كما كانت
, فقد ضلت طريقها دون ارشادهص
, دون كلماته التي طالما دعمها به
, نظرته التي تخترق تفاصيل روحها لتكشف مكنونها المختبي تحت ستار قوه زائفه اجاده تمثيلها علي الجميع الا هو
, انتشلها من شرودها صوت مجدي بجوارها
, -حطلع معاكي
, -لا مينفعش
, انا حتكلم معاه وبعدين اكلمك في التليفون عشان تطلع ويتعرف عليك
, -اللي يريحك
, فتح لها السائق لتترجل هي من السياره بينما كان مجدي يدعوا لها في سره ان ينقضي الأمر بسلاسه و دون مشاكل فهو يدرك مدي تعلقها بمروان و ما يمثله لها
, صعدت السلالم علي مهل لتقف أمام باب الشقه وتضرب الجرس فيفتح لها مروان ببشاشه ويحتضنها بحب وشوق كبير
, -اتاخرتي ليه
, تعالي كلهم جوه من بدري بيسالوا عليكي
, ابتسمت له ليسحبها من يديها ويدخلها ويغلق الباب
, -مبروك يا مارو
, -عقبالك ياقلب مارو
, اغتصبت ابتسامه علي وجهها لتهرب من عيونه التى تتفحصها وهو يدرك بحدثه ان بها شي مختلف
, سلمت فريده علي الموجودين جميعا وتبادلوا التهاني
, -امال فين شدوي
, اجابتها كريمه وهي تغمز لها
, -بتغير هدومها جوه
, اصل مروان كب عليها العصير بالغلط
, مش كده يا مروان
, -ايوه يا أمي
, مكنش قصدي
, مالت فريدة علي اذن مروان لتسال
, -هو ايه اللى فاتني
, -مفيش ادخليلها جوه
, افهمي منها
, مقموصه ليه ومش عايزه تخرج
, -هببت ايه يا مروان
, -انا
, طب دحتي انا نسمه
, -انت حتقولي
, نهضت فريدة من مكانها لتتجه لغرفه شدوي
, دقت الباب برفق لتفتح وتدخل
, -بسم **** ماشاء ****
, ايه الجمال ده
, نظرت لها بوجه محتقن
, -عاجبك عمايل اخوكي
, يكب عليا العصير عشان اغير الفستان
, بتاعي لا وكمان مش عايزني اسلم علي ولاد خالتي ويقولي فستانك ضيق
, أمسكت فستانها الملطخ بالعصير وهي تكاد تبكي
, -بذمتك ده ضيق
, مش احنا جايبينه سوا
, كان ضيق
, مش كفايه قله أدبه وكلامه السافل
, انفجرت فريدة من الضحك علي حاله شدوي
, لتضرب الاخري بقدميها الارض
, -اهدي بس ياشدوي
, هو قل أدبه في ايه بالظبط
, تخضب وجهها بحمره لذيذه
, واشاحت بوجهها لناحيه الاخري
, لتحتضنها فريدة بحب وهي تهتف في اذنها
, -كبرتي يا شدوي وبقيتي عروسه
, وبتتكسفي زي البنات
, وبعدين اللي بيحصل بينك وبين مروان
, ده مش قله ادب ده عادي بيحصل بين اي اتنين متجوزين و مينفعش نتكلم فيه
, قدام حد حتي لو الحد ده انا أو طنط كريمه
, اما بقي بالنسبه بالفستان
, فأنا حخلي مروان يجبلك غيره
, ويالا بقي اغسلي وشك عشان نطلع نقعد معاهم بره
, نظرت لها شدوي بامتنان
, -**** يخليكي ليا يا ديده ومتحرمش منك ابدا
, مرت ساعة ليبدء الجميع في الانصراف
, لتبقي اخيرا فريدة مع مروان وشدوي
, فيقطع مروان حاجز الصمت بينهم
, -فريدة
, مالك فيكي حاجه متغيره؟؟
, ابتلعت فريدة ريقها لترد بتردد
, -مروان
, هو انت ممكن في يوم تزعل منى؟؟؟
, اندهش مروان من السوال ليرد عليها موكدا بالنفي
, -انا عمري
, لتتشجع هي و تعترف له
, -حتي لو قلتلك اني اتجوزت
, كأنه كان يتوقع ذلك
, -معتز مش كده
, لتنفي هي الأمر وتعترف بضعف
, -لا مجدي صاحب الشركه اللي بشتغل فيها
, حد كويس جدا و٨ نقطة
, فيسرع هو ويقول بلهجه قد فقد بها سيطرته علي نفسه
, -وبعتي نفسك بكام
, كان الذهول هو سيد الموقف
, -انت
, انت ازاي تفكر كده
, انا عمر الفلوس ما كانت من اهتماماتي
, ولا حتي فكرت فيها
, صرخ فيها بقهر وهو يحاول ان يفهم
, فقد توقف عقله عن العمل وقد اعماه الغضب
, فقد كان يتوعد لمعتز في سره معتقدا انه استغل شقيقته ليتزوجها بعيدا عن أهله ويستغلها ليفاجي بشخص اخر قد ظهر ليحتل البطوله شخص لم يسمع به من قبل علي الساحه
, سوي كلمات مبعثره من شقيقته تصفه بها انه يذكرها بوالديها
, فالي اي منحدر قد وطات قدميها الناعمه
, تقدم منها بجنون ليضربها علي وجهها علها تفيق من هذا الجنون الذي تردده
, ويتمسك بذراعيه وهو يهزها بعنف
, -امال عايزه تفهميني انك روحتي اتجوزتي واحد قد ابوكي وسيبتي الغني اللي كان بيحبك ليه
, مش قادر افهم انتي ازاي ترخصي نفسك بالشكل ده
, ازاي تتجوزي من غير ما تاخدي رأي حد
, ولا يكون معاكي حد
, ازاي تعملي في نفسك وفينا كدة
, نفضت يديه عنها بعنف
, لتنظر له بخيبه شديده
, ليكمل هو صراخه بها
, -من اللحظه ده
, لا عايز اشوفك ولا اعرفك
, انا حعتبرك ميته بالنسبالي
, انا مش عايز اعرفك
, اخرجي بره
, مش عايز اشوف وشك هنا
, تراجعت للخلف ليصدمها منظر شدوي الملتصقه بالحائط وهي تضع كلتا يديها علي اذنها وتنتفض من صوته وتهطل دموعها علي وجهها برهبه تخشي ان تتنفس فقد صدمها رده فعله
, فقد خرج مروان عن هدوءه واتزانه للمرة الاولي بحياته
, لأول مرة تراه بهذا الشكل
, وكان شيطان قد مسه ليخرجه من صومعه رشده ليرشده لدروب الجنون والهياج
, نظرت له للمرة الاخيرة لتجده يشيح بوجهه عنها و هو يتجه لشدوي التي كانت تنتفض اكثر كلما اقترب منها مروان
, لتركض هي للخارج و تغلق الباب بقوه لتخرج به شئ هينا من الألم الذي يعتصر روحها
, كانت نظرات محمود والد مروان تتبعها وهي تركض علي السلالم وتتعثر بها وهو لا يعرف ما الأمر الذي جعل ابنه يتشاجر مع فريدة
, وقف للحظات متردد هل يطرق بابه ليعرف الأمر ام لا لكنه أثر الرجوع لبيته وتاجيل الأمر حتي يهدء مروان
, ركبت فريدة بجوار مجدي في السياره
, وهي تجاهد للسيطره علي دموعها
, لينظر لها مجدي بشفقه علي الحاله التي وصلت لها وقد لاحظ آثار أصابع علي وجهها ليدرك هو ما حدث
, احتوي رجفتها بحذر لترفع هي عيونها له وقد جاهدت انهيارهم
, لتنكسها مره اخري و تستند براسها علي زجاج النافذه
, -عايزة اروح
, لم تنطق بغيرها
, ليامر مجدي السائق بالعوده
, فيمتثل الاخر الأوامر سريعا بينما هي اطبقت جفونها بشده وهي تحتضن نفسها لتجبر نفسها علي الهروب من مواجهة مجدي
, عادت اللي ما كانت تجيده من قبل
, فلم يعد عقلها يستوعب ردات فعل من حولها تجاهها لتهرب للنوم حتي لا تعيش هذا الألم المبرح الذي يمزق روحها البائسه
,
, وصلت اخيرا للمنزل
, لتخرج من السياره بضعف وانهزم تسحب نفسها بعجز تحت نظرات مجدي القلقه عليها
,
, -فريدة
, انتي كويسه
, اطلبلك دكتور
, ابتسمت بضعف
, -حبقي كويسه يا بابا
, متقلقش عليا
, انا بس محتاجه انام
, صعدت السلالم لتذهب لغرفتها وتحتمي بها
, من ظلم من حولها
, فلم يعد لها احد
, الجميع خذلوها
, ولم يعد لها احد سوي مجدي
, ٢٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, دقات هادئه علي الباب لتدخل داده محاسن وهي تحمل صينيه الطعام
, قد أمرها مجدي ان تحضر لها الطعام في غرفتها وتحاول ان تخرجها من هدوئها القاتل فهي ترفض الخروج من الغرفه منذ ذلك اليوم كما انها فقدت شهيتها للطعام ليومين الفائتين
, لتذبل بشكل ملحوظ
, بدءت داده محاسن تداعب وجهها برفق وهي تري نسخه اخري من مريم تذبل أمامها
, كان قلبها يتمزق للمره الثانيه فقد تعلقت هي الاخري بفريده واعتبرها ابنتها التي لم يسمح لها العمر بها
, -فريدة
, حبيبتي يالا قومي
, فتحت فريدة عيونها بثقل
, لتعود وتغمضها مره اخري
, -سيبيني يا داده عايزه انام
, -مش حسيبك غير لما تقومي وتاكلي انتي بقالك يومين محطتيش لقمه في بوقك ونايمه يالا قومي
, -مش عايزه اكل
, عايزه انام عشان خطري سيبيني
, وانا لما اصحي اكل
, -لا
, ويالا قومي
, نهضت محاسن من علي الفراش
, لتفتح نوافذ الغرفه وتدخل الشمس الغرفه لتنيرها فتتافف فريده وتجاهد لتفتح عيونها وتتعود علي هذا الضوء الساطع
, ابتسمت لها داده بطيبه وحنان
, -ايه رايك انا حاكلك بأيدي
, لتبادلها فريدة الابتسامه
, -موافقه
, بقيت داده معها حتي انهت مهمتها بنجاح
, لتأخذ صنيه الطعام وتخرج لتطمئن مجدي عليها
, -تمام
, فضلت معاها لحد ما اكلت
, -شكرا يا داده
, مر اليومين التاليين علي فريده وهي تجاهد لكي تكون بخير
, فقد أخبرها مجدي بالامس ان معتز قد اتصل به ليعزمه علي خطوبته علي بنت مهدي الزيني وأنهم سيقيموا الحفل في فيلا الزيني بالإسكندرية
, لتجد نفسها تعود للصفر مره اخري بعد أن كانت اقنعت نفسها بأن الأمور ستكون بخير
, لا تعرف ماذا حدث لها بعد ذلك
, فقد ضربتها حمي شديده
, تحمل صور مشوشه عن شاب وسيم يفحصها
, وعن مجدي وهو يضع لها الكمادات
, لتخبرها داده محاسن بعد ذلك أن مجدي كان قلقلا عليها وقد احضر لها دكتور إيهاب ليفحصها وانه بقي جوارها يمرضها حتي بدءت تتحسن وتنخفض حرارتها
, حاولت أن تنهض بمساعدة داده لتأخذ حمام دافي يعيد لها نشاطها
, لكنها اصطدمت بهيئتها في المراءه فشحوب وجهها وانخفاض وزنها وتلك الهالات تحت عينيها من أين جاءت
, هى لم تتعرف علي نفسها
, تذكرت كلمات مجدي لها
, (عايزك دايما قويه)
, لتدرك ان بكاءها علي ما فات هو درب من دروب الجنون فلن يعود اي شي مما فات
, يجب أن تحافظ علي وعدها لمجدي
, فهو كل ما بقي لها الآن
, خرجت من تحت الماء وقد عزمت ان تنسي
, فلم يعد في يدها شئ سوي النسيان
, ارتدت ملابسها وحاولت ان تداري تلك الهالات ببعض اللمسات من مساحيق التجميل خاصتها لتنزل وتجد مجدي يتناول افطاره قبل أن يذهب للشركة
, -صباح الخير يا بابا
, -فريدة
, ايه الجمال ده
, ابتسمت له
, -انت اللي عينك حلوه
, -انا كونت لسه حطلع اطمن عليكي
, قبل ما اروح الشركه
, -اهو انا نزلت بنفسي
, عشان نروح سوا
, -خليكي انتي لسه تعبانه
, -لا يا حبيبي انا الحمد لله بقيت كويسه
, وبعدين انا علاجي الشغل
, نظر لها مجدي بقلق
, لتوكد هي كلامها
, -صدقني بقيت كويسه
, - ماشي يالا افطري عشان نروح الشركه
, نظرت له لتعترض فقد فقدت شهيتها للأكل
, ليتحدث هو بحذم
, -لو مفطرتيش مش حتروحي معايا
, ابتسمت علي حنانه الذي يغمرها به
, لتجلس وتناول طعامها تحت نظراته الحنونه
, دخلت فريدة الشركه مع مجدي
, وقد بدءت تشعر بنظرات من حولها لكن مجدي لم يدع لها مجال للتفكير في الأمر
, ليتحدث معها وهم بالمصعد
, -فريدة
, عايزك تعملي جرد لكل المناقصات اللي عملتها الشركه خلال الخمس سنين اللي فاتوا
, ده حتبقي شركتك وعايزك تبقي عارفه كل كبيره وصغيره فيها
, -حاضر
, -بصي انا خلتهم يوضبولك مكتب معتز
, مكتب كبير وليه سكرتيرة
, حاجه كده تليق بنائب رئيس مجلس الإدارة
, اغتصبت ابتسامه باهته لترسمها علي شفتيها وهي تردد بداخلها
, ان لعنه حبه ستظل تلاحقها للابد
, بقيت تتامل الغرفه لدقائق كثيره
, تتحسس مواضع اقدامه علي السجاده الوثيره لتضع اقدامه عليها وهي تخطوا بوجل لتتقدم ناحيه المكتب حيث كان يجلس
, تنفست بعمق لتتخلل رائحته مسامها فتجعلها بحاله من النشوه
, تشعر بوجوده في المكان وكأنه لم يغادرة قط
, جلست علي كرسي المكتب لتمتلي رئتيها برائحته النفاذ لتغوص في دوامه من الذكريات اللذيذه بينهم
, تمسكت بلقلم الذي كان يمضي به الأوراق بين يديها وهي تتحسس جهاز الحاسب باليد الاخري الذي كان يعمل عليه معها تشعر بوجوده بملس انامله علي كل شئ
, بقيت علي تلك الحاله المشتته كثيرا وهي تتذكر كلماته لها
, نظراته الشغوفه
, اعتراف بحبها
, قبلتهم الاولي
, الكثير من المشاعر اختبرتها معه لأول مره
, لتدرك انه حبها الأول والأخير
, اغمضت عينيها وهي تحتضن نفسها
, وتتوه في ذكرياتهم معا
,
, افاقت من شرودها علي صوت طرقات رقيقه علي الباب لتدخل السكرتير وهي تبتسم ببشاشه وهي تحمل الكثير من الملفات
, لتتقدم منها بحذر تخشي ان تتعثر وتضع الملفات أمامها علي المكتب
, - دي كل الملفات اللي حضرتك طلبتها
, -شكرا
, اسمك ايه؟؟؟
, - ساره
, -عاشت الأسامي يا ساره
, ياريت نبقي أصحاب عشان انا مبحبش التعاملات الرسميه ده
, وبلاش حضرتك ده خليها لما يبقي في حد لكن غير كده قوليلي فريدة
, ابتسمت لها ساره لموده لتبادلها فريدة الابتسامه بحب
, ٢٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, مرت 3شهور علي الجميع
, فقد اقتنعت فريدة ان العمل في الشركه واداره المصنع هما السبيل الوحيد لتنسي
, فلم تضيع فرصه دون أن تغرق نفسها في الشغل فقد أصبحت خلال تلك الشهور البسيطه تعلم كل شي عن المجموعه كما أن العمال في المصنع ابوها كثيرا لبساطتها وتعاملها معهم بكل ود فقد عكفت علي حل كل المشاكل المتراكمة في المصنع الذي لم يكن مجدي يستطيع متابعته بشكل جيد نظرا للمشاكل الكثيره التي كانت تواجهه في الشركه لتثبت لمجدي ان اختياره لها لتخلفه في اداره المجموعه هو قرار صحيح من كل الجوانب
, ٢٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في احد المولات الكبري بالإسكندرية
, -تشربي ايه
, -اسبريسو دبل
, عايزه افوق
, حاسه نفسي مصدعة جدا
, ابتسم بامتعاض ليبدء بتقريعها كعادته
, -طبعا ما الحفله كانت صباحي امبارح ياهانم
, -اف بقي
, واللهي بقي يا استاذ معتز انا كده وده عشتي
, وبعدين بطل اسلوبك المستفز ده
, هو احنا مينفعش نخرج من غير ما نتخانق
, نظر الي يديها حيث كانت ترتدي الاسطوره الالماظ التي أرسلها لهم مجدي كهديه للخطوبه وهو يخبر والده عن اعتزار عن الحضور لمرض زوجته الشديد ليشرد في معذبته وهو يلعن ذلك القلب المتعلق بتلك الخائنه
, يتذكر انقباض قلبه يومها عندما علم بمرضها
, تري كيف هي الآن؟؟؟
, يطوق لرويتها فقد حفر ملامحها في قلبه البائس الذي لايزال يعذبه وهو ينفر من تلك العلاقه التي تشبثت به لا يستطيع أن يستوعب انه تورط معها في علاقه ليربط نفسه بها للأبد يحاول بشتي الطرق ان يجعلها تنفر منه لكنها ملتصقه به بشكل أصبح يثير تقززه ونفوره اكثر
, آفاق علي صوتها
, -معتز
, سرحت في ايه
, تجعدت ملامحه بغضب شديد وهو يمسكها من يديها التي ترتري فيها الاسوره
, -هو انا قولت كام مره متلبسيش الزفت ده
, مبحبش اشوفها
, -يواااااه
, سيب ايدي
, وبعدين هي عجباني لو مش عاجبك ابقي غمض عينك ويالا بقي
, عشان منتاخرش علي نيلي ونيره
, زمانهم خلصوا شوبنج
, نهضت من مكانها لينهض هو الاخر ويرافقها حيث شقيقته ليسمعها وهي تبرطم
, -مش كونت روحت معاهم احسن
, قال وانا اللي قولت اقعد معاك
, ونتصالح بعد خناقه امبارح
, حاجه زفت
, -بطلي تبرطمي سامعك
, لم تنطق مايا بل اكتفت بأن تنظر اليه بقهر لتشيح بنظرها للناحيه الاخري وقد لمحت نيره ونيلي فتسرع بخطواتها ناحيته
, نظرت نيره لها ولتوئمها لتعرف انهم لم يتصالحوا
, اقتربت نيره من معتز لتميل علي اذنه
, -برضه ما اتصالحتوش
, -سيبيني في حالي دلوقتي
, انا فضلي تكه وحرتكب جنايه
, - طب ما نفضها سيره وكل واحد يروح لحال سبيله
, -مهو علي يدك كل ما احاول اخلع
, بتلاقيها لزقه اكتر بنت معندهاش ذره كرامه
, حاجه تقرف
, لم تستطيع نيره كتم ضحكتها ليرمقها معتز بغيظ ويبتعد عنهم لينتظرهم بالسياره قبل أن يرتكب جريمه

17


تدور كفراشه في أنحاء غرفتها فمنذ ان أخبرها مجدي انهم مدعويين علي حفل زفاف نيلي شقيقه معتز وهي لا تعرف ماذا اصابها
, تشعر بحنين شديد له تريد أن تتواجد في نفس المكان معه
, تتنفس نفس الهواء
, تمتع عينيها بالنظر اليه
, تعلم انه قد ارتبط بغيرها
, تتمنى له السعاده التي لم تنعم بها معه
, ربما كان هذا أفضل لهما
, لكنها مع ذلك لا تزال تحتفظ بحبه في أعماق قلبها فهو اول من دق له القلب
, واول كل احساس جميل تملكها
, واول من احيي براعم أنوثتها التي تناستها وهي تجاهد لتبني نفسها
, واول من اقتحم محراب شفتيها
, ليغزوها باكتساح
, لتعرف معه معني الشغف
, واول من اشعرها بالرخص
, لا بل هو الثاني
, فقد سبقه أنور عندما اشعرها بالرخيص وامتهن كرامتها
, تبغض هذا الرجل
, بل انها تلعنه في سرها كثيرا
, فهي تحمله كل ما حدث لها
, ابتسمت برضا وهي تتأمل فستانها الاسود
, الذي يحتضن جسدها بنعومه
, تبدوا حقا فاتنه فقد استعادت رونقها من جديد
, فقط بعض اللمسات من مساحيق التجميل خاصتها لتصبح جاهزه
, نزلت السلم
, لتقابلها عيون داده محاسن
, وهي تتأمللها بحب
, -بسم **** ماشاء ****
, قمر يا حبيبتي **** يحفظك
, ايه الجمال ده
, -بجد طلعه حلو يا داده
, نظر لها مجدي بحنين وهو يتذكر جمله ابنته الاثيره كلما ارتدت فستان جديد
, كانت دائما تسأل داده عن طلتها
, احسن ان الزمن يعيد نفسه
, فهو يري طفلته التي عوضه الزمن بها تعيد له كل تفاصيل الراحله
, لمعت عينيه بدمعه حبيسه وهو يمسكها من يديها ليجعلها تدور حول نفسها كفراشه
, -حلوه بس دأنتي تجنني
, انا مش متعود علي الحلاوه ده
, اللي يشوفك دلوقتي
, ميشوفكيش في المصنع مع العمال
, ضحكتها الرائقه اثلجت صدره لتطفي حزن كاد يعشش في صدره ويمتص روحه لولا ظهورها في حياته
, -يالا عشان منتاخرش
, تنهدت برضا وهي تتابطا زراعيه لتخرج معه
, ودقات قلبها تسبق خطواتها المتهاديه برقه
, فهي اخيرا سوف تراه
, لتنعم بالقرب منه
, لا تعرف انها اصبحت الفراشه
, التي تقترب من النار لتحترق فيها
, اخيرا وصلوا الي فيلا المرشدي
, تشبثت بذراع مجدي كقطه تتمسح بصاحبه لتحتمي به
, تخشي رؤيه أنور بنفس القدر الذي تتوق فيه لرؤيه ملامح معتز
, دخلت القصر بوجل فهو ضخم بشكل ارهبها
, لا يجوز أن يطلق عليه فيلا فهذا ظلم في حقه
, وجدت سيده بشوشه تتوسط أنور ومعتز
, الذين وقفوا ليستقبلوا الضيوف ويرحبوا بهم
, لتدرك انها نرمين والده معتز و زوجه سليط اللسان أنور
, وقف مجدي يرحب بهم لكن الذهول كان من نصيب نرمين وانور
, فهي تري مريم بكل تفاصيلها
, ليعرف أنور أين رآها من قبل فهي تشبه ابنت صديقه الراحله بشكل يشوش العقل
, بينما كان معتز ينظر لها وعينيه تتلكا علي ملامح وجهها التي يفتقدها بشده غائب عمن حوله يحضنها بعينيه التي فاضت كشلال من حنين دافي لكل تفاصيلها
, ابتسمت فريدة باشفاق علي الحاله التي أصابت نرمين
, لتمد يديها ببشاشه وهي تحاول أن تدير الأمور لصالحه
, -الف مبروووك يا مدام نرمين
, انا فريدة مرات مجدي
, ابتسمت لها نرمين وهي ترد عليها بتشتت
, -بس
, لتقاطعها فريدة بود
, -يخلق من الشبه أربعين
, مدت نرمين يديها بتخبط
, لتحتضنها فريدة بود شديد
, وقد حاولت أن تتناسي وجود أنور الذي أظهر امتعاضه من وجودها
, كما كانت تجاهد بشده وهي تسيطر علي ضربات قلبها التي تتراقص وقد روت ظمائها برؤيته
, -ازيك يا فريده
, زلزل صوته ثباتها المتداعي لتلتفت اليه وقد فاضت جوارحها بالحنين الي معذبها
, - الحمد لله
, مبروك على الخطوبه
, معلش بقي متأخره شويه
, حاولت الهروب من حصار عينيه لها لتداري توترها الذي لاحظه الجميع
, لتدرك نرمين بحدثها انها هي الفتاه التي احبها معتز ليتغير فجاءه بين ليله وضحاها
, حاولت تدارك الموقف بذكائها المعهود فقد لاحظت نظرات مجدي التي كانت تنتقل بين معتز وفريدة الذين انفصلوا عمن حولهم بحديث طويل لعيونهم يحمل الكثير من الشوق والندم والعتاب والخزلان
, لتدعوا مجدي للدخول
, وتقوم بتوجيهم بنفسها ناحيه المقاعد المخصص لهم
, لتنظر لها فريدة بامتنان
, ابتلعت فريدة ريقها وهي تجد الكثير من الاسئله تكاد تقفز من عينين مجدي
, لتحاول الهروب من هذا الحصار
, وهي تجد منسق الحفل يدعوا الحضور للرقص
, -عايزه ارقص
, -تعالي
, كلمه مجدي المبتوره انبئتها انه فهم الامر
, لياخذها اتجه بها ليرقصوا
, كانت تختبي فيه من عيون احست انها مسلطه عليها تكاد تشعر بنيران التي تنبعث منها لتتشبث بمجدي اكثر ليحتويها الاخر بحميه شديده وهو يشعر ان هناك أمور تخفيها عنه
, لكن أثر الصبر حتي يعودا للمنزل ويتكلم معها
, انتهت الرقصه ليعودا لمكانهم
, اقترب منهم أنور فقد كان يريد أن يتكلم مع مجدي
, -مجدي
, -ايوة يا انور
, -فكرت ولا لسه في الموضوع اللي اتكلمنا فيه
,
, - فكرت
, -طيب تمام
, انا الورق محضره في المكتب جوه
, تعالا راجعه ولو موافق امضيه و نخلي المحامين يخلصوا الإجراءات من بكره
, لترد فريدة وقد أرادت ان تظهر نفسها فقد ضايقها تجاهل أنور لها واعتبرها غير موجوده
, فهو منذ مجيئها وهو يتعامل معها علي كونها متطفله علي المكان مما آثار ضيقها
, -بالسرعة ده
, نظر أنور لفريده أثر جملتها الاخيرة ليعيد نظره لمجدي الذي ابتسم بدوره وهو يتحدث بفخر
, -فريدة تعرف كل حاجه عن شغلنا
, وبعدين هي اللي شجعتني ابيعلك ارض المنصوريه يعني مفروض تشكرها هي
, نظر لها أنور بتكبر فقد ترسخت لديه فكره كونها استغلت صاحبه ليتزوجها كي لا تعود خاويه اليدين
, -شكرا يا مدام
, ممكن تيجي معايا يا مجدي
, عشان نتكلم شويه
, حاولت فريدة تصنع الابتسامه ليربت مجدي علي يديها ويستاذن منها ويبتعد مع صديقه
, غافل تماما عن ذلك المشتعل الذي كاد يحطم يد خطيبته الذي يعتصرها بقهر وهو يري فريدة بين ذراعين مجدي
, نفضت مايا يدها من يد معتز بعد أن كاد يكسرها وهو لا يشعر لينتبه لها وهي تكلمه
, -معتز حاسب ايدي
, انت اتجننت حتكسرها
, -ياريتها تتكسر
, ويتقطع معاها لسانك الطويل ده
, نظرت له مايا بامتعاض
, -اف منك بجد
, انت بقيت لا تطاق انا ماشيه
, - في داهيه
, غادرت مايا القصر
, وهي تتوعده في سيرها لمعتز
, لكنها ومع ذلك كانت سعيده وهي تتصل بأحد رفيقاتها تعرف مكان سهرهم و تذهب اليها
, كانت فريده تتأمل نيلي بغصه في قلبها
, وهي تتخيل نفسها مكانها
, فهي تبدو رقيقه جدا تحمل نفس عيون معتز
, ونفس ابتسامته الدافئه
, يبدوا عليها هي وزوجها انهم عاشقان فهي تكاد تقسم انهم في عالم آخر لا يشعرون بمن حولهم
, اقتربت نيره من فريده لترحب بها
, -منوره الحفله يا ديده
, نظرت لها فريدة باستغراب
, لتمد نيره يديها مرحبه بها ومعرفه نفسها
, -انا نيره أنور المرشدي
, بجد الشبه فظيع
, انا مش متخيله ان في حد ممكن يبقي كده
, -خوفتي وفكرتيني مريم
, - لا بس
, -لا ولا يهمك انا عارفه اني شبه بنته **** يرحمها مجدي مبيخبيش عنى حاجه
, وبعدين فرق السن بينا مش مدايقني
, وهو مش محسسني بيه
, كان بداخلها شعور قوي تريد أن توصله
, للجميع فهي تريد أن تثبت انها زوجته فعلا
, انتفضت علي صوت معتز وهو ينطق اسمها بتلك الطريقه التي لا تبشر بالخير
, -فريدة
, نظرت اليه وقد بدء الخوف يتسرب لقلبها فتلك النبره المشتعله ونظرات عينيه لها التي تتوعدها لا تبشر بالخير
, ليكمل هو كلامه
, -تعالي ارقصي معايا
, حاولت أن تبدوا هادئه وهي تداري تلك الرعشه التي تخللت جوفها وهي تنظر للظلام القابع في عينيه
, -شكرا
, مش عايزه
, امسك يديها ليسحبها منها وسط ذهول نيره ليجز علي أسنانه بغضب مكتوم وهو يقترب منها اكتر ليصل صوته لأذنها و هو يقول
, -مش بمزاجك علي فكره
, سارت معه وهي تحاول أن تداري إحراجها و فقد كان يتعمد ان يبدوا الأمر كأنه يسحبها وهو لايزال يقبض علي معصمها بطريقه تولمها
, وقف لتقف هي بالمقابل له ليتامل كل تفاصيلها بنظرات اربكتها لم يعطيها الفرصه لتهرب فقد احس بترددها ليحيط خصرها بيديه وهو يدفعها للاقتراب اكثر لتخفض عينيها حتي لا تري تلك العينين التي ترهبها
, تخللت رائحته مسامها لتخدرها وتستسلم لاقترابه منها فتميل براسها علي صدره بتلقائيه لتستشعر تلك الثوره التي بداخله فقد كانت دقاته مضطربه لتزداد اضطرابات اكثر أثر قربها منه
, للحظات استعاد كل منهم شغفه بالاخر
, فقد تاه معتز في رائحة الياسمين خاصتها التي افتقدها بشده طوال الشهور الماضيه ليخفف ضغطه علي خصرها ويداعب يديها بين يديه بحميميه أثارت رعشه بداخلها اشعرته بالرضا لانه لايزال يملك ذلك التأثيرا عليها
, لكنه آفاق من تلك الحاله الحالمه التي تلبسته عندما اصطدمت اصابعه بخاتم زواجها
, ليستعيد حاله الثوره والغضب بداخله احست فريدة باضطراب نبضه لترفع عينيها لتقابل عيونه المظلمه
, ليقطع هو هذه الحاله التي وصلوا اليها
, -حلو الفستان والعقد
, ابتعد قليلا ليري أثر كلمته عليها ليجد ابتسامه تعلو ثغرها لتضي وجهها بوهج يعشقه
, لكنه اكمل جملته
, -بس برده معرفتيش تداري رخصك
, تشنج جسدها أثر كلمته الاخيره ليغرز هو اصابعه بخصرها بشكل المها كثيرا فتخرج منها تاوه ضعيف التقطته اذنه لتثيره اكثر فيميل علي اذنها بشكل مغوي وهو يحاول ازلالها اكثر لينتقم لرجولته التي اهدرتها بتفضيلها لذلك العجوز عليه
, -ياتري جوزك بقي
, قادر يوفيكي حقك ولا لا
, عموما انا موجود
, لو يعني
, انتفض جسدها بشده لتبتعد عنه وهي تنظر اليه بذهول أثر كلماته المبتوره ولمساته التي اشعرتها بالتقزز من نفسها
, الي هذه الدرجه يراها رخيصة ابتعدت اكثر فقد اصابتها حاله من الغثيان الشديد والتقزز من نفسها ومنه لتحاول ان تخطوا بخطوات ثابته علي عكس ارتجافها الداخلي
, أوقفت احد الخدم بالحفل لتسال عن مكان الحمام ليدلها بأدب علي مكانه
, فتجد نفسها تسرع بخطواتها اليه لتفرغ ما في جوفها
, في مكتب أنور
, كان مجدي يتفحص العقود بدقه ليضعها اخيرا علي المكتب وقد وقع عليها لتظهر معالم الرضا علي وجهه
, -كله تمام حخلي المحامي يتواصل معاك عشان نكمل الإجراءات ونوثق العقود
, نظرا له أنور وهو لا يدري هل يتحدث ام لا
, ليفهم مجدي ما بداخله من كلمات
, -مالك يا أنور؟
, عايز تقول ايه؟
, ابتسم أنور علي صديق عمره
, -مجدي انت لما قولتي انك اتجوزت
, قولت لنفسي الحمد **** انك اخيرا بدءت تعيش حياتك ودعيت **** يرزقك بولد يشيل اسمك
, و يعوضك عن بنتك ومراتك **** يرحمهم
, بس
, توقف عن الحديث يحاول انتقاء كلماته حتي لا يزعج صاحبه
, -بس ايه كمل سامعك
, ليكمل أنور
, - ده قد بنتك
, لا وكمان واضح انها استغلت الشبه اللي بينها وبين مريم عشان تستغلك
, اكيد طمعانه في فلوسك يا مجدي
, ده واحده متعرفش أصلها ايه و٥ نقطة
, قاطعه مجدي بحده
, -عمرك ما حتتغير
, دايما بتبص علي النص الفاضى من الكوبايه
, ومش بتعرف تقري الناس صح
, و دايما مخون اللي حوليك
, -امال عايزني اعمل ايه امان للناس لحد ما يسرقوني وبعدين اخد موقف
, -مفيش فايده فيك
, عموما بلاش فريدة
, عشان منخسرش بعض يا انور
, -للدرجادي مسحتلك دماغك
, -أنور
, حاسب علي كلامك
, واوعا تجيب سيره فريدة علي لسانك تانى
, عشان بجد حخسرك
, هدر بها مجدي ليخرج من غرفه المكتب بينما كان الذهول مسيطر علي أنور ليتمتم
, -البت ده مس سهله
, ده ضحكت علي الواد و
, بلفت الراجل الكبير
, خرج مجدي من المكتب وهو يحاول السيطره علي غضبه من نفسه فهو يعلم انه المذنب الوحيد في تلك النظره التي ينظر الجميع بها لفريده فقد فكر بانانيه ليحافظ علي تعب عمره ليقحمها فى الامر
, اصطدم بها وهي تخرج من باب الفيلا
, لينظر لها بخوف من الحاله التي اصابها
, فقد كان وجهها شاحب بدرجه مخيفه و
, جسدها ينتفض وعيونها مشتته
, ليحتويها بخوف وهو يسالها
, -فريدة انتي كويسة؟؟؟؟؟
, هزت راسها بضعف لتحاول استجماع الكلمات
, -حاسه نفسي تعبانه اوي
, عايزه امشي من هنا
, -طيب يالا
, كانت نظرات معتز تتابع الموقف من بعيد فقد احس باختفائها المفاجي بعد كلماته الازعه لها ليبحث عنها في القصر ليجدها في الاخير بين أحضان مجدي وقد شعر برجفه جسدها بين يديه ليرفع نظرة لوجهها ويدرك هذا الشحوب
, كاد يلوم نفسه علي ما قال لها
, لكن نظره واحده ليد مجدي وهو يحتويها لتلتف حول جسدها احرقته ليزداد سخطا عليها وهو يقنع نفسه انها تستحق المزيد من التوبيخ بل انه يريد في تلك اللحظه ان ينتزعها من بين يديه ليحتويها هو
, فهي حقه هو
, رغم كل ذلك الجنون يريدها
, يلعن قلبه الضعيف الذي تعلق بما ليس له
, يلعن عقله الذي يصورها له كل ليله وهي في أحضان غيره
, حاول السيطره علي نفسه
, لكنه فشل كالعادة
, ليجد جسده الخائن يقترب منهم و عينيه تتلكا علي تفاصيلها تتوسلها ان تكون بخير
, وقف أمامهم صامتا لا يقوي علي الكلام وهو يجدها بهذه الحاله لتخترق رائحته انفها
, فتشعرها بالرخص مره اخري وتصيبها بالغثيان مره اخري فتضع يديها علي وجهها وهي تقاوم ذلك الشعور بشده لكنها لم تستطيع
, فتفلتت من بين يدي مجدي لتركض للحمام مره اخري وتفرغ ما في جوفها
, كان مجدي ينظر لمعتز بتفحص شديد بينما الاخر كان يسيطر علي وجهه علامات القلق الشديد عليها ليستدعي شقيقته لتدخل وتطمئن عليها وقد تأخرت بالداخل ليخرجوا اخيرا بعد فتره وهي تحاول أن تبدوا بخير
, اقتربت من مجدي لتدفن وجهها به وهي تحاول الابتعاد عن معتز اكبر مسافه ممكنه ليخرج صوتها مهزوز
, - عايزه اروح
, احتواها مجدي بقوه لياخذها ويذهب وسط قلق معتز الشديد عليها ونظرات نيره التي باتت تفهم الأمر
, لترمي كلمتها وهي تريد التأكد مما وصل اليه عقلها
, -شكلها حامل
, لينظر لها معتز بتيه
, - انت بتقولي ايه؟
, لتكمل هي ما بدءت
, -بقول شكلها حامل
, انا في حملي كونت زيها
, كلماتها البسيطه أثارت اشتعال معتز ليختفي من أمامها وقد أظلمت الدنيا امامه فجاءه
, لتدرك هي فداحه ما قامت به وهي تري وجه توئمها وقد اشتعل من الغضب ونفرت عروقه من مكانها خرجت تحاول البحث عنه فلم تجده لتحاول الاتصال به ولكن دون جدوي لتركض لفادي الذي اثاره تعابير وجهها القلق
, -نيره مالك يا حبيبتي؟؟
, بدءت الدموع تتجمع في عينيها و تشوش رويتها لكنها حاولت التماسك حتي لأ يشعر
, بها احد لتمسك بيد فادي وتتجه معه لاحد الأركان المنعزله في الفيلا وتحكي له ما حدث
, -عشان خاطري يا فادي روح دور عليه
, انا قلبت الفيلا ومش لاقياه خالص
, احتضنها فادي بخوف وهو يهددها برفق
, - هشششش
, متقلقش انا عارف حلاقيه فين
, اهدي بس مش عايز حد يحس بحاجه
, عشان خاطري متبوظيش فرحه نيلي
, نظرت لشقيقتها من بعيد فقد كانت تبدوا كملاك في ثوبها الأبيض
, يحوم حولها صديقاتها لتنير ابتسامتها السماء فقد كانت الفرحه تتراقص حولها وحول نادر الذي لا يصدق انه اخيرا حصل علي حب عمره
, مسحت دموعها لتنظر لفادي الذي بادلها بنظره مطمئنه
, -يالا روحي لطنط مش عايزها تحس بحاجه وانا حروح لمعتز واطمنك متقلقش
, -حاضر
, اسرع فادي ليأخذ سيارته وقد لاحظ اختفاء سياره معتز ليدرك انه قد هرب لمكانه المفضل
, ٢٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, احاطها مجدي بذراعيه وقد تملكه القلق عليها وهي بهذه الحاله الغريبه
, يكاد يجذم ان الامر له علاقة بمعتز
, ولكن أيعقل ان يكون ما وصل لتفكيره صحيح
, لكن ان كان صحيحا فلما وافقت علي الزواج به من الأساس
, يعرف ان هناك شي ما وقد عزم علي معرفته
, فور وصولهم للفيلا
, أسرعت فريده لتصعد لغرفتها لتحتمي بها
, لكن صوت مجدي اوقفها
, -فريده
, تعالي هنا
, تقدمت منه بضعف
, -ايوه
, -في ايه بينك وبين معتز؟؟؟
, نظرت له بتيه فهو يضغط علي جرحها الحي الذي لا تستطيع أن توقف نزيفه
, لتنهار هي باكيه وترتمي باحضانه
, فيضمها اليه اكثر بحنان ابوي وهو يري فيها مريم للمره الثانيه يتكرر الأمر امامه ليشهد
, وجع ابنته التي أرهق الحب قلبها
, -للدرجادي بتحبيه
, طب ليه متجوزتوش.؟
, ليه وافقتي علي جوزك مني؟
, ليه يا فريده؟
, اللي شوفته في عينين معتز النهاردة كان غيره عليكي مني
, ليه يافريده مدام بتحبوا بعض؟
, ابتعدت فريدة لتصرخ بقهر
, -عشان واحده واطيه زي
, مينفعش تتمرمغ في فلوس المرشدي
, واحده رخيصه زي
, مينفعش ابقي ام لاحفاده
, عشان هو يستاهل حد من مقامه
, مش انا واحده طمعانه في فلوسه
, عشان أنور باشا فاكر ان اللي زي
, ميستحقش يعيش مع ابنه
, ولا يتنفس نفس الهوا اللي بيتنفسه
, اتجوزتك عشان تحميني من أنور
, كونت فاكره نفسي حقدر انسي معتز
, كونت فاكره نفسي بحمي اخويا
, اللي باعني لما عرف اني اتجوزت من وراه
, ميعرفش اني اخترت حياته وبعدت عن معتز
, عشان أنور باشا العظيم قالي اختار
, ياحياه اخويا يا معتز
, في الاخر
, حاولت أن تلتقط أنفاسها المتسارعه لتكمل سيل اعترافاتها وسط ذهول مجدي
, - في الاخر
, يقول عليا انا رخيصه
, انا مش كده
, ليه الكل شايفني كده
, ليه محدش عايز يسبني في حالي
, ليه دايما مفروض ادافع عن نفسي أقدام الكل
, انتو ليه مش قابلني زي منا
, ليه
, أطلقت كلمتها الاخيره ببكاء هستيري
, ليقترب منها مجدي بحذر
, وياخذها في احضانه لتكمل هي بكائها
, فقد فاض بها الكيل لتخرج كل ما في جعبتها
, دفعه واحده
, احتواها مجدي برفق لييربت علي ظهرها بحنان بالغ وهو يتحدث اليها
, -هششش
, كل حاجه حتتصلح صدقيني
, وبعدين مش يمكن **** شايلك الخير
, رفعت نظرها اليه لتواجه فيض حنان لم تشعر به يوما سوي من والدها
, الذي كان يمثل درعا حاميا لها
, ليأخذ مجدي نفس المكانه لديها
, حاولت أن تغتصب ابتسامه لترسمها علي وجهها الذي شقت الدموع اخاديد به
, لكنها فشلت لتعود وتدفن راسها بصدره تتلمس ذلك الحب الذي يمنحه لها دون مقابل
, ملس مجدي علي شعرها وهو يردد
, -تعالي يالا اغسلي وشك واتوضي وصلي
, وارمي حمولك علي اللي خلقك
, تبات نار تصبح رماد
, بقي معها حتي انهت صلاتها ليضعها في سريرها ويدثرها بغطاءها برفق شديد
, فقد كان يري فيها انكسار ابنته
, ابتسم وهو يشاهدها تحتضن وسادتها وتتكور حول نفسها ليتذكر كيف كان يشاكس فتاته عندما تغضب منه وتنام علي هذا الوضع ليبقي جوارها حتي ترضي
, أغلق النور عليها ليغلق الباب بهدوء وينزل الي أسفل حيث وجد داده محاسن تنظر له بحزن فقد شهدت علي انهيارها لتعود لذاكرتها
, تلك الذكري المشئومه التي تبعتها موت زهره البيت مريم ليتشح البيت بالسواد بعدها
, - داده خدي بالك منها ياداد
, لحد ما ارجع
, توترت داده لترد سريعا
, - حتروح فين بس الساعه ده؟؟؟؟؟
, -مشوار
, كونت مأجله من مده
, بس بقي لازم يتعمل

18


ظل يتاملها وهي نائمه
, فقد بني الحزن فوق وجهها مدن ليحجب ملامحها الدافئة التي كانت تنير حياته
, لعن غباءه وتهوره
, فمنذ ان جاءه مجدي
, وهو في حاله جلد لذاته
, كيف له ان يتركها كل تلك الفترة وحدها
, كيف لم يستمع لمبرارتها
, اي جنون تلبسه وقتها ليطردها من جنته
, لتبقي مع غريب يحتوي ضعفها وتتلمس منه الأمان الذي كان دائما ما يمنحه لها
, يعلم انها بقيت علي تواصل مع شدوي
, فقد كان يتنصت عليها ليطمن عليها
, فلاول مرة تخبي عنه شدوي شي وتخالف اوامره عندمآ أمرها في وقت جنونه بعدم التواصل معها او حتي ان تذكر اسمها له
, لا ينسي ابدا انهيار شدوي نتيجه ثورته وغضبه وقتها
, كم كانت مبررات مجدي منطقيه وهو
, يعلن له انه عندما تقدم ليتزوجها
, لم يكن يعلم أن لها اهل
, كما أنه علم منها انها وافقت علي الزواج منه
, ليس حبا او طمعا فيه إنما طلبا لامان
, التي تفتقدة بشده
, ليكتشف بعد ذلك بتهديد أنور لها
, أقنعه انه لا يحملها ذنب فقد أراد أن يتمتع بشبابها وهي أرادت ان تحتمي به ليلتقيا في منتصف الطريق
, يعلم أن هناك شئ ناقص في تلك القصه
, ولكن ليتركه للوقت ليكشفه له
, فقد أدرك ان مجدي لم يكن ليبوح بشي اكثر من ذلك
, تململت في فراشها لترمش بعيون ملئها الحزن والتشتت وهي تلوم نفسها علي انفجارها في مجدي بالامس فهو ليس له ذنب فيما يحدث لها
, بل انه الوحيد الذي وقف بجانبها عندما تخلي عنها الجميع
, نعم لقد تخلي عنها الجميع
, حتي مروان
, تفتقدة بشدة حتي انها تتخيله جالس أمامها
, اغمضت عيونها تحاول أن تحتفظ بصورته
, احست بيد تداعب يديها لتشعر بدف يسري بين دمائها وقد تخللت تلك الرائحه مسامها لتشعر بالحنين
, ابتسمت بتلقائيه وهى لا تزال مغمضة لعينيها لا تريد أن تفيق من هذا الشعور الذي تعيشه ليعوضها قليلا عن ليلتها البائسه بالامس
, سحبت تلك اليد بين احضانه للحظات
, قبل أن تفتح عينيها ببط
, وقد أدركت وجود احد معها بالغرفه لتجد مروان يبتسم لها بحب
, وهو يتأمل ذهولها وصدمتها بوجوده
, -وحشتيني يا ديده
, الجمت الصدمه لسانها لتجلس علي السرير وهي تتحسس وجهه لتاكد لنفسها انها لا تتوهم وجوده
, لم تتمالك نفسها وهي ترتمي باحضانه وتنخرط في بكاء كان يمزق قلبه ليحتويها هو ويعتذر لها عما فعله بها
, لم تستطع السيطره علي دموعها كما لو كانت تشتكي له كل ما تعرضت له من ظلم وقهر
, طوال تلك الفتره حاول أن يبعدها عنه ليتحدث لكنها تشبثت اكثر به
, وقد ذادت من نوبه بكائها ليتركها
, تخرج كل ما في صدرها
, وهو يملس علي ظهرها برفق حتي بدءت تخفف
, من نوبه بكائها شيء فشئ
, ابعدها عن احضانه برفق ليحتضن وجهها براحتي وهو يمسح دموعها
, -كلمه اسف عمرها ما حتكون كفايه
, انا معرفتش احافظ عليكي ولا اصون الامانه اللي أمني عليها ابوكي
, ولا حتي رديت التربيه اللي ربتهالي امك **** يرحمها
, بس لو ينفع تسامحيني و٥ نقطة
, ارتمت في احضانه مره اخري وهي تردد
, -وحشتيني اوي يا مروان
, بلاش تسيبني لنفسي تاني
, انا محتاجاك جنبي
, انا بقوي بوجودك معايا
, شدد من احتضنها وهو يوكد لها
, -عمري ما حسيبك يا قلب مروان
, يالا قومي بقي
, كفايه دراما
, يالا قومي واغسلي وشك
, مش عايز اشوف دموعك ده تاني
, نظرت له بتساءل
, - انت ازاي جيت؟؟؟
, -جوزك اللي جابني
, انا حخرج بقي عشان تظبطي نفسك
, وتنزلي تحت مستنيكي
, وحبعتلك شدوي احسن حتموت وتشوفك
, وتقولك جوزك عمل ايه عشان يجبنا هنا
, خرج من الغرفة وتركها لفضولها يتأكلها
, ايعقل ان يكون مجدي هو من احضرهم
, تري ماذا قال لمروان لياتي و يسامحها
, بل و يعتذر لها
, لحظات ودخلت شدوي بضيجها التي كانت تفتقدة
, -ديدا
, قفزت علي السرير حيث تجلس فريده لتمطرها بسيل من القبلات والاحضان فقد افتقدتها كثيرا رغم مكالماتهم السريه الا انها لم تبتعد عنها كل تلك الفترة
, لم تعطي لها شدوي فرصة لتسال فقد جلست القرفصاء علي السرير لتقص لها كل ما حدث
, منذ أن دق زوجها الجرس عليهم في الصباح الباكر حتي اصراره لاحضارهم الي القاهره
, -بجد يا ديده جوزك محترم اوي
, وبيحبك انا صحيح كونت مش بحبه
, عشان هو السبب في بعدك عننا
, بس الصراحه احترمته اوي بعد اللي عمله
, وإصرار اننا نيجي معاه عشان نشوفك
, همت ان ترد عليها لكن طرقات دادده قطعت حديثهم
, -مساء الخير علي الكسلانين
, كل ده نوم
, يالا قومي احسن الغداء جاهز
, والناس تحت جاعوا مش كده
, عيب
, تسائلت فريده باستغراب
, -ناس مين؟؟؟
, ضربت شدوي راسها بكفهاوكانها تذكرت شي مهم للتو لتتحدث سريعا
, -جوزك عازم طنط فردوس وهدي وفاروق
, علي الغداء النهاردة
, الكلام اخدنا ونسيت اقولك
, قفزت فريده من علي السرير تحمل الوسادة لتضرب بها شدوي بينما كانت الاخري تركض بكل طاقتها لتتفادي الضربه وتصفع الباب وتهرول علي السلالم لتحتمي بمروان كعادتها
, ابتسمت داده علي هيئه فريده
, -بلاش تخبي الضحكه الحلوه ده تاني
, **** يفرح قلبك ويسعدك دايما يا بنتي
, احتضنها فريده بحب فقد أصبحت داده تمثل لها الكثير والكثير
, -**** ميحرمنيش منك ياداده
, -يالا ادخلي خدي دوش سريع عشان متتاخريش انا حنزل احضر السفره
, -حاضر
, -يحضرلك الخير كله يارب
, تركتها داده ولا يزال لسانها يردد لها الكثير من الدعاء بالسعاده والفرح
, جلست فريده بجوار مجدي تنظر له بامتنان شديد علي ما يفعله لها فقد عرف كيف يضمد جراح روحها المهترئه ليعيدها كما كانت
, فقد أدرك مجدي انها تبحث عن الدف والأمان فهي تحتاجهم بشده لترطب صحراء حياتها القاحله
, ليربت هو علي يدها وقد تلاقت عينيهم ليوكد لها انه دائماً سيكون موجود من اجلها
, احس كل الموجودين برابط قوي بين مجدي وفريده
, ليتذكر مروان كلمات مجدي وقد بدء يقتنع ان بينهم رابط قوي فكل منهم يقدم للآخر الكثير
, ليلتقيا في منتصف الطريق وقد الف كل منهم صاحبه
, استأذن مجدي بعد الغداء ليصعد ويستريح فهو لم ينم منذ امس وقد بانت علي ملامحه علامات الإرهاق الشديد
, كما أنه أراد أن تبقي فريده معهم براحتها لاطول وقت ممكن
, انسحبت فريده من جلستها لتطمئن علي مجدي وتشكره فلم تتح لها الفرصه للحديث معه منذ أن راته
, طرقت علي الباب برفق لتسمع صوته يأذن لها بالدخول كما لو انه يتوقع حضورها
, دخلت الغرفه واغلقت الباب
, تشعر بالذنب فقد افرغت هي كامل غضبها وانهيارها امامه ليرد لها هو الأمر بكامل التفاهم والاحتواء
, اقتربت منه وهي تخفض راسها بذنبها
, -انا اسفه
, مكنش ينفع اعلي صوتي عليك ولا اقول اللي قولته إمبارح
, انا٥ نقطة
, جذبها من يديها ليجلسها بجواره
, - اول حاجة مفيش اعتذار بين الاب وبنته
, وبعدين يعني لو انا مش حستحملك مين اللي حيعمل كده
, فريدة
, رفعت راسها لتنظر اليه فتجد عينيه قد فاضت ببحار من حنان لا ينضب
, ليكمل هو كلامه
, -كل يوم بشوفك فيه بتعيدي قدامي حياه عشتها بكل تفاصيلها وبصلح انا غلط عملته زمان لما كونت سلبي ومبعملش حاجه
, يوم ما سيبت مريم ترتبط بادهم ابن خالتها وانا عارف انه ميحبهاش بس هي كانت بتتنفسه ومش قادره تشوف غيره
, كان حب من طرف واحد ساعتها اقنعت نفسي انه حيحبها مع العشره والوقت
, بس اللي حصل اني اديته سكينه يموتها بيها بالبطي
, اسمعيني يا فريده اللي شوفته في عيون معتز إمبارح مكنش حب بس ده جنون
, معتز مهوس بيكي وانتي اكيد بعدتي من غير اسباب ولا مبررات وده جننه اكتر
, انتي وهو ضحيه غباء أنور اللي انا عارفه كويس
, مش حقولك ان أنور حد كويس ولا حدافع عنه لان انتي لما تتعاملي معاه حتتاكدي من ده
, بس عايزك تعرفي ان أنور عامل ذي الدبه
, اللي قتلت صاحبها من كتر ما بتخاف عليها
, اللي مر بيه معتز في تجربته الاولنيه مكنش سهل وده خلي أنور يبقي دايما مخون اللي حوليه
, انا متأكد انك حتفهمي كلامي وتوزنيه كويس في دماغك
, بس انا عايز افهمك انك زي مانتي اتظلمتي
, معتز كمان اتظلم
, بلاش تيجي عليه
, بس سيبي الزمن هو اللي يداوي كل ده
, ولو ليكي نصيب معاه اكيد حترجعوا لبعض
, تنفس بثقل ليكمل حديثه
, انا حاسس ان اجلي قرب
, عشان كده انا بفكرك باتفاقنا
, اوعي تنسيه يا فريده
, عايزك دايما قويه تاخدي الضربه وانتي واقفه علي رجلك متديش فرصه لنفسك توقعي وبعدين طول ما اهلك حوليكي اتقوي بيهم واتسندي عليهم
, ارتمت فريده في احضانه ليهدهدها برفق ويبعدها عنه قليلا ليكمل كلماته
, -يالا بقي سيبيني ارتاح شويه انا منمتش من امبارح وانزلي انتي لضيوفك
, ابتعدت عنه فريدة ببط وهي تتأمل ملامحه المجهده لتطفي النور و تدعه يستريح
, وقد جاهدت ان تحبس دموعها وتتماسك كما وعدته فهو يري بها قوه أصبحت تشك هي في وجودها
, نزلت السلالم بتمهل وهي تفكر فيما قاله لها
, تعرف انها ضحيه
, كما انها رغم كل شي تلتمس العزر لمعتز فهي تشعر بانكساره التي تعيش مثله
, كانت تعتقد أن ذلك الحب سيزول
, وينسي كل منهم الاخر مع الوقت
, لكن العكس هو الذي حدث
, فجرح كل منهم غائر ينزف اكثر ليرهق صاحبه يحاول كل منهم ان يشفي جرحه بنفسه
, لكن كل لقاء بينهم يزيد الأمور سوء
, ابتسمت وهي تجد الجميع ملتف حول هدي التي انهت شهرها السادس لتبدء في
, شهورها الاخيره بصبر
, لتنضم للجلسه المرحه التي تفقدها بشده
, - خلاص هانت يا دودو وحتبقي مامي زي العسل
, - يارب يا ديدو
, انا خلاص مش قادره اصبر نفسي اشوفها واشيلها بين ايدي
, -**** يقومك بالسلامه ياهدي
, -عقبالك يا شدوي
, -احم احم
, قريب ان شاء اللة
, نظرت فريده بعتاب لمروان
, -يا مجرم وساكت من الصبح
, -كونتي وحشاني واللهي
, ومجتش فرصة خالص اقولك
, -وانتي يا زفته
, دانتي مبطلتش تنطيق وجري من الصبح
, مش تهدي شويه
, -اهدي ليه
, هو انا عيانه
, انا حامل عادي وبعدين لازم يتعود علي مامته من اولها انا مش حتكتف عشانه
, -لا مسيطره
, -يا بنتي ده أقل حاجة عندي
, ضحك الجميع علي كلام شدوي
, لتتنحنح الحاجه فردوس
, -لازم ياشدوي يا بنتي تاخدي بالك من نفسك
, انتي لسه في الأول عشان متتعبيش بعد كده وربنا يكملك على خير يا ضنايا
, -يارب يا دوسه
, -واضح ان في اجماع علي دوسه معاد
, انا اللي اقول يا أمي
, -بس يا واد احترمني شويه
, مش كده
, -مش فاهم يعني اه العلاقه
, - واد يا فاروق
, -خلاص يا حجه
, مالت الحاجه فردوس علي اذن فريده
, لتحدث معها
, -بنت يا فريده هو جوزك
, ده ملوش اخوات
, نظرت لها فريده بذهول للحظات قبل أن تنفجر في نوبه ضحك حتي دمعت عيونها
, -لا يا دوسه
, معلش بقي
, - انا بهزر معاكي يابت
, هو انا عمري يملا عيني غير ابو فاروق
, مش عارفة المخفي ده مطلعلوش ليه لية
, جته الارف في شكله
, واللهي البت هدهد خساره في جتته
, بس يالا اكمنه ابني استحمله
, بقي وأمري لله
, -لا طيبه يا دوسه
, -طول عمري يا بت
, -ياحاجه بطلي تجيبي سيرتي انا سامعك علي فكره
, -متسمع هو انا حخاف
, -واللهي يا دوسه انتي عسل خالص
, ما تيجي تقعدي مع ماما يمكن تتعدي منك
, -مش حينفع يا شدوي انا نسخه واحده
, مفيش زي
, -امااااال
, -فاروق
, -يقطع فاروق
, وسنين فاروق
, شوفي انا ابنك من امتي بس الصراحة
, اول ما تقعدي مع حد بتبيعيني في أول محطه يا أمي أنا اللي ابنك مش هما ركزي بقي ابوس ايدك
, مدت يديها في وجهه وهي تردد
, -بوس
, - يوووه بقي
, - واد يا مروان خد صاحبك وهوينا شويه
, عايزه اقعد مع البنات براحتي
, متقعدوش علي نفسنا كده
, يالا حنرش مايه
, -يالا يابني نقعد بره في الجنينه بدل ما نسمع كلمتين كمان
, اخذ مروان فاروق ليخرجا معا بينما انشغلت فريده مع البقيه في احاديثهم التي لم تخلو من الضحك والمزاح لتتناسي كل شي في هذا الجو الذي تعشقه
, انقضى الوقت سريعا ليذهب الجميع وتودعهم فريده علي وعد ان يلتقيا مره اخري
, صعدت لغرفه مجدي لتطمئن عليه
, لتجده ما يزال نائما فدثرته جيدا وذهبت لغرفته
, اخذت حمام دافي
, لتخرج من الحمام علي رنين الهاتف المتواصل
, التقطت لتجد رقم غريب لم ترد عليه لكن الرنين تكرر مره اخري
, -الو
, -الو ازيك يا فريده
, انا نيره
, اسفه لو كونت بتصل بيكي في وقت متأخر
, -لا ابدا ولا يهمك انتي تتصلي في اي وقت
, حبيبتي
, -بس كونت حابه اطمن عليكي
, اصلك كونت تعبانه اوى امبارح
, وكمان ملحقتش اباركلك علي الحمل
, -حمل
, حمل ايه مش فاهمه
, اه
, لا انا مش حامل
, انا بس تعبت من السفر مش اكتر
, -اه
, طيب
, انا اسفه
, اصلك فكرتيني بحملي عشان يعني كونت تعبانه علطول وارفه فادي
, ضحكت فريده بصخب
, لتطرب اذن معتز وهو يستمع لصوتها عبر مكبر الصوت الذي أصر علي فتحه بحجه الاستماع للحوار بينما كان هو يمني نفسه بسماع صوتها الذي عشق بحته المميزه ليطفي شوقه اليها يعرف ان ما يقوم به ضرب من الجنون ولكن ما فائده العقل معها
, كان لنفيها امر الحمل يشكل له الكثير
, لتكمل نيره حديثها
, -انا كونت حابه اعزمك انتي واونكل مجدي علي الغذاء في اي يوم تحبيه
, حابه اتعرف عليكي اكتر
, -ام
, يا تري العزومة ده لفريده ولا لمريم
, -الصراحه الاثنين
, انا لما شوفتك امبارح رجعتيني عمر بحاله
, كأني شايفه مريم قدامي
, -**** يرحمها
, اغلقت نيره السماعه لتنفرد بالهاتف وتبتعد عن معتز الذي احس بدمعه في عين توأمه ترفض النزول لتنسحب بهدوء وهي تتابع حديثها مع فريدة
, غابت لدقائق ثم عادت لمعتز الذي تردد اسم مريم امامه اكثر من مره ليسيطر عليه الفضول
, -نيره هي مين مريم ده؟؟؟
, - مريم تبقي بنت اونكل مجدي
, اه وانت حتفتكرها ازاي ما انتا كونت بتاخد المحترم اللي جنبك وتصيعوا مش عارفه فين
, كل ما ننزل مصيف مع عمو
, ومعرفش عنكوا حاجه
, -شوفت
, سبحان **** لازم تجيب سيرتي
, وتلبسين مصيبه من اي حاجة والسلام
, يا بنتي هو انا اتكلمت
, وبعدين كونت بتاع بنات و توبت علي يدك
, ورحمه سيتي توبت
, هو اللي يعرفك يا نيره ينفع يبص لوحده تانيه
, -ايوه
, مهو ده اللي بخده منك
, اضحك عليا بكلمتين
, -بزمتك ده بس اللي بتاخديه
, انتي بقيتي زي القطط بتاكلي وتنكري
, لكزته نيره في كتفه بغيظ ليتصنع الألم ويتاوه
, -ما تتألم يازفت منك ليها
, انا واقف
, ما تحترموا نفسكوا شويه
, - هو انت لسه واقف
, ليه اصلا مش اطمنت
, علي حبيبت القلب يالا بقي
, نظر لهم معتز بغيظ ليتركهم ويذهب
, دون أن ينطق بكلمه واحده
, قاد سيارته بارهاق
, فلم يرمش له جفن منذ ماحدث بينه وبين فريده وقد كاد يقدم علي شي احمق للغايه لولا تدخل فادي
, ليخطر علي ذهن الاخير تلك الفكرة بعد أن حاول اقناعه ان كلمات شقيقته كانت محض تخمين وليست حقيقة موكده
, يعرف ان ما يقوم به جنون
, لكن الأمر ليس بيده يكاد يفقد عقله كلما تخيلها مع غيره يشعر بنيران تحتل كيانه يقسم انه قادر علي تدمير الكون لو ترك لنفسه العنان لذلك
, تعب من عشقه لها الذي لا يجني منه سوي الوجع لكن ليس له حكم علي قلب اختار ان يتلظي بنيرانها علي ان ينساها ويبدء من جديد
, تنهد وهو يصل الي منزله اخيرا
, ليجد امه تنتظره بقلق واضح لكنها أثرت الصمت فقد اغلقت الهاتف لتوها مع نيره لتطمئنها عليه وتخبرها انه في الطريق اليها
, اكتفي بنظره مطمئنه لها كأنه يمنحها وعد انه سيكون بخير قبل أن يصعد لغرفته لتدعوا له هي براحه البال
, لعله يجد من تعوضه عن تلك الحوريه التي استحوزت علي قلبها هي الاخري
, انتبهت علي رنين هاتفها لتنظر لشاشته وترد سريعا
, -ازيك يا ناهد
, -الحمد لله يا نرمين معلش حبيبتي
, معرفتش انزل خالص عشان احضر فرح نيلي حبيبه قلبي
, بس ملحوقه حبقي اكلمها وانزل اباركلها في بارس اول ما توصل
, -لا يا حبيبتي ولا يهمك
, مهو مجدي ومراته قاموا بالواجب
, حتي الهديه بتاعته٤ نقطة
, -مجدي ومراته مين٦ علامة التعجب
, -في ايه يا ناهد٦ علامة التعجب
, انتي متعرفش ان اخوكي اتجوز
, هو انتوا مبتكلموش بعض٧ علامة التعجب
, -هه
, اه قصدي لا طبعا
, بنكلم بعض بس
, معلش الخط بيقطع عندي
, هي شكلها ايه؟؟؟؟؟
, اصل الصور اللي بعتالي لسه ما شوفتهاش
, -زي القمر ماشاء**** عليها
, وهو فرحان بيها اوي
, -طيب حبيبتي سلملي علي نيره بقي
, وباركي لنيلي لحد ما اباركلها بنفسي
, -ماشي حبيبتي متحرمش منك
, سلام
, -سلام
, اغلقت نرمين الهاتف وقد احست ان ناهد لم تكون تعرف بأمر زواج مجدي لتتعجب الأمر
, علي الجانب الاخر
, لم تتمالك نفسها
, لتغلق مع نرمين المكالمه وتقذف الهاتف بكل غل فيصطدم بالمزهريه الكريستال التي تزين الصالون الابيسون بكل هيبه
, فتترنح أمامها ثم تسقط على الارضيه البورسلين محدثه دوي كبير
, جعل أدهم ينتفض من علي كرسي مكتبه ويركض الي الخارج لتبين ما يحدث
, ليجد امه تنظر له بكل قهر وهي تصرخ
, -احجزلنا علي اول طياره راجعه مصر
, خالك اتجوز

19


-صباح الخير على الكسلانين
, ضحكت بانطلاقه وهي تقترب منه لتقبل وجنته برقه وتجلس الي جوارها علي السفره العريقه بالغرفة حيث وضعت داده محاسن الافطار
, -صباح الخير يااحلي بابا في الدنيا
, عامل ايه النهاردة
, -طول ما انتي بتضحكي كده
, انا كويس وبخير
, بس ايه سر المقدمة ده؟؟؟؟؟
, -الصراحة عايزاك تيجي معايا
, النهارده المصنع
, وجودك حيفرق كتير خصوصا ان
, خط الإنتاج الجديد حيشتغل
, ولازم تبقي واقف مع العمال
, وتصرفلهم مكافئه كمان تشجعهم بيها
, - ماشي يا ديده
, اللي انتي عايزاه حيحصل
, مش خساره فيهم
, مانتي طحنطيهم معاكي الشهرين اللي فاتوا
, نظرت له باستغراب مصطنع
, -انا
, - لا خالص
, ضحكت بانطلاقه وهي تحتضنه بعفويتها
, -علي فكره بقي انا طيبه خالص
, وبعدين يعني هما كانوا لوحدهم اللي مطحونين مانا كونت معاهم
, -أنا عارف ياحبيبتي
, بس لازم تستريحي شويه
, كده تعب عليكي
, -متخفش عليا انا راحتي في الشغل
, وكمان انا بلاقي نفسي في المصنع اكتر
, من الشركه
, -بمناسبة الشركه
, انا عرضت علي فاروق إمبارح يشتغل في الشركه معايا ويبقي المستشار القانوني ليها
, انا محتاج حد اثق فيه
, وكمان كلمت مروان عشان فرع اسكندريه
, ياريت يافريدة تكلميهم وتقنعيهم يشتغلوا معانا انا حبقي مطمن عليكي اكتر
, وهما جنبك في كل حاجة
, اتسعت ابتسامتها لتضي وجهها
, - بجد يابابا
, **** ميحرمنيش منك يا رب
, انا حكلمهم واقنعهم يوافقوا
, - ماشي بس ياريت يكون في أسرع وقت
, وقفت لتردد بعجل
, -طب يالا
, -لا افطري الأول
, ابتسمت فريدة وهي تعود لتجلس
, -ماشي
, تناولت فريده فطورها علي عجل لتذهب للمصنع مع مجدي
, فقد كان لوجود مجدي في المصنع أثر كبير على كل الموجودين
, في مكتب مجدي بالمصنع
, تحدث سيد رئيس العمال بترحاب شديد
, -واللهي يا باشا المصنع نور النهاردة
, - شكرا يا سيد
, فريده بتشكر في شغلك وشطارتك
, وانا مبسوط اوي من جدعنتك معاها
, -انا معملتش حاجه ياباشا
, واللهي هي اللي جدعه وتدخل القلب
, ده العمال كلهم في المصنع
, بيتمنوا لها الرضا بس
, ده كفايه وقفتها مع شاكر و عياله بعد ما تعب
, ده حتي ما بتتاخرش علي اصغر عامل وبتقضيله كل طلباته
, **** يباركلك فيها
, - **** يخليك يا راجل يا طيب
, بص بقي تابع مع مستر ايمن في الحسابات عشان مكافاة العمال اللي حتتصرف
, واستعجل مدام منال عشان الدكاتره اللي حيتعينوا جداد في العياده اللي فريده عملتها
, -طب والصيدلة يا باشا
, -اه فريده كلمتني عليها
, خلي منال تعمل عليها اعلان هي كمان
, بس أكد عليها ان كل الدكاترة يبقوا من
, ولاد العمال والموظفين في المصنع
, مش عايز حد من بره
, حتي لو حتعينهم حديثي التخرج
, المهم متشغلش حد غريب
, - **** يجبر بخاطرك يا باشا
, -ادعي لفريده
, ده فكرتها
, -واللهي يا باشا ده بلسم
, من ساعه ما مسكت الاداره
, والكل بيدعي ليها بالخير
, -طيب يالا يا راجل يا طيب
, الحق روح لمستر ايمن في الحسابات
, عشان يصرف المكافآت للعمال النهاردة
, قبل ما يمشوا
, انصرف سيد ولايزال لسانه يردد الدعاء لفريده ومجدي بالخير
, كان حقا يوم شاقا لفريده فلم تسترح قط وظلت تتابع العمال بالمصنع و لم تتركهم
, حتي قام احد السعاه بتبليغها باستداع مجدي لها لتنتبه لهاتفها الذي كان يأن من كثرة المكالمات التي به
, أسرعت بالتوجيه لمكتب مجدي
, لتطرق علي الباب وتدخل وهي تتحدث
, - واللهي ما سمعت الفون
, كان الصوت عالي و٦ نقطة
, قطعت كلامها عندما ابصرته أمامها يجلس بهدوء أمام مجدي علي عكس اشتعال عينيه
, التي تتاملها
, -ازيك يا فريده
, خفضت راسها كي تتحاشي النظر لعينيه لتجلس امامه تحت نظرات مجدي الذي كان يتابعهم
, -الحمد لله
, -معتز جي بنفسه عشان يديني فلوس ارض المنصوريه
, -اه
, اهلا
, كلماتها المقتضبه اشعرته كم هي حانقه عليه
, فهي لم تنسي كلماته لها ولا لمساته التي اشعرتها بالرخص لتلين لهجته وهو يحاول ان لا يثير غضبها
, - التغيرات في المصنع باينه اوي
, تسلم ايديك
, -شكرا
, انا اسفه مضطره استأذن
, حروح امضي علي كشوف المكافآت عند مستر ايمن و حاجي عشان نروح مع بعض
, وقفت لتنصرف لكنه التقط يديها دون أن يشعر ليسلم عليها فتتلاقي عينيها بعينيه والتي كانت تحمل الكثير من الاعتذار
, لكنها سحبت يديها بسرعة لتشيح بنظرها بعيد عنه وتذهب ولكن كلمات مجدي اوقفتها لتشعرها بمزيد من الضيق
, - فريده
, انا عازم معتز علي الغداء
, زفرت بضيق لترد دون أن تلتفت
, -طيب
, انصرفت ليعود معتز لحديثه مع مجدي
, وهو يجاهد لكي يبدوا طبيعيا ويسيطر علي دقات قلبه اللعوب التي كانت تتراقص في صدره لقربه منها
, مرت الساعه تقريبا لتعود فريده ببرود وتلتقط حقيبته وتذهب مع مجدي
, نظر مجدي للسياره ليتعجب عدم وجود الشوفير
, -امال فين مصطفي
, -انا خليته يمشي بنته تعبانه اوي
, وبعدين انا اللي حسوق عادي
, نظر لها معتز باعجاب ليدير دفه الحوار لصالحه ممكن تركبوا معايا واي حد ي٦ نقطة
, -شكرا انا بعرف اسوق كويس
, اتجهت فريده للسياره وهي تحاول أن تهدء
, لتديرها وتنتظر مجدي ليركب
, بينما كان معتز قد أدرك انه ايقظ الشرسه النائمه بداخلها ليبدء حربا بارده
, لا يدرك اي منهم عواقبها
, في السياره
, كانت فريده تتمسك بالمقود بعصبيه تحاول أن تهدء من غضبها لتجد يد مجدي تربت علي يدها بحنو
, -عجبتيني
, اتعلمي دايما تاخدي حقك
, بس براحه
, نظرت له بتيه
, ليكمل هو كلماته
, -عارف انه ضايقك في فرح نيلي
, ولازم تربيه
, متستغربيش كلامي
, انتي بتحبيه يا فريده متكابريش
, وهو مهوس بيكي
, وانا مش حعيشلك العمر كله
, وعارف اني ظلمتك لما عرضت عليكي الجواز
, سيبي دايما بابك متوارب
, بلاش العند يموت الحب اللي بينكم
, اسمعي كلامي يافريده
, عايزك تربيه بس من غير ماتخسريه
, وانا واثق انك حتعرفي تعملي كده كويس
, قادت السياره وهي تفكر في كلماته
, لتصل اخيرا للفيلا
, ركنت سيارتها وخرجت من السياره مع مجدي ليترجل هو من سيارته لتردد في سرها
, - خلينا نشوف حنعرف نربيك ازاي
, يا ابن انور المرشدي
, نظر لها معتز بحقد وهو يري مجدي يحتويها ليضع يده بكل اريحيه علي كتفها ويميل علي اذنها بشي جعلها تضحك لتضع يدها علي فمها
, وهي تحاول كتم تلك الضحكة التي كانت تنير عالمه في السابق لكنها الان تكاد تصيبه بازمه قلبيه وهو يراها في هذا الوضع
, حاول السيطره علي تعابير وجهه لينجح اخيرا وهو يرسم وجها جليديا يخبي به غيرته التي بدءت تنهش في روحه بقوه
, اجتمع الثلاثه علي السفره العريقة
, حيث كانت فريده تتحاشي النظر لمعتز
, بينما كان مجدي يدير الحوار معه ويضغط اكثر علي جرحه
, خاصه عندما بدء يشرح له التغيرات التي اضافتها فريده علي المصنع
, فقد كان مجدي يتحدث عنها بكلمات تحمل الكثير من الفخر والتقدير
, -مش عارف يا معتز اشكرك ازاي
, انت السبب في معرفتي بيها
, لولا اصرارك انها تيجي الشركه
, انا مكنتش قابلتها
, - حبيبي بس معتز مكنش يعرف اني حكسب في المسابقه اللي اتعملت
, لتنظر لمعتز بعدم فهم وتكمل حديثها
, -انت كونت تعرف٥ علامة التعجب
, اشاح معتز بنظره عنها
, وسط استغرابها الشديد من كلام مجدي الغير مفهوم
, بينما كان معتز يضغط علي المعلقة التي بيده بقهر شديد
, ابتسم مجدي بعد أن وصل لتلك النقطه
, انهي الجميع طعامه الذي لم يتناولوه ليستاذن مجدي ويصعد لاعلي بحجه ارهاقه ويتابع ما يحدث
, كان عقل فريدة يعمل بلا توقف
, تتذكر اصرار اشرف مديرها علي ان تتقدم لتلك الوظيفة كيف تخطت العقبات واحده تلو الاخري لتخرج في الاخير وقد حصلت علي الوظيفة
, كان معتز يتاملها بندم فقد عمل الكثير ليحصل علي حبها لكنها في النهاية أصبحت لغيره
, كانت هي اول من قطع ذلك الصمت
, - معتز
, الكلام اللي قاله مجدي ده بجد؟؟؟؟؟
, نكس راسه وهو يردد
, -تخيلي بقي
, اجيبك لحد عنده عشان ياخدك مني
, نظرت اليه بتساءل ليكمل هو ما بدء
, - فريده
, انا لسه بحبك
, وعارف انك بتحبيني
, اطلقي منه ونتجوز
, -بس انا مش عايزه اطلق
, اقترب منها اكثر لتلتصق بالحائط
, كان يحاول ان يفهم ما يدور في عقلها
, لتكمل هي اعترافها
, - انا حابه احساس الأمان اللي بحسه مع مجدي عارفة اني طول ما انا جنبه حبقي مطمنه
, واثقه فيه وعارفه ان عمره ما حيسمح لحد ياذيني ولا يمسني حتي بكلمه
, حابه الاحترام والتقدير اللي بشوفه في عينه ليا في كل مره بيبصلي فيها
, يمكن اكون بحبك زي ما بتقول
, ويمكن اكون بعشقك كمان
, بس حب من غير كرامه زي *** مشوه كل ما تبصله بتسأل نفسك حيموت امتي
, -فريده انا عمري ما اذيتك
, ابتسمت باستخفاف لترد
, -يمكن انت ما عملتهاش بس غيرك عملها
, ابعد عني يا معتز
, مش كل حاجة حلوة الواحد بيحبها بيعرف ياخدها
, وضعت يديها بينهم برفق لتمنع التصاق جسديهم وتحاول الفرار من حصاره لها
, ليدرك هو اللي اي مدي تعاني لتخرج تلك الكلمات وهي تحاول السيطرة على خروج صوتها ثابت رغم انتفاضه جسدها الملحوظ
, ابتعد عنها ببطء وقد بدء يدرك ان هناك شئ ترفض البوح به
, فنظره عينيها له تحمل الكثير من الانكسار والضعف والعشق
, جملتها الاخيره تحمل الكثير من المعاني
, والالغاز
, تركها وذهب لتسمح هي لجسدها بالتهاوي لتجلس علي الارض ملتصقه بالحائط تحتضن جسدها الذي ينتفض بشده ترفض ان تسمح لعيونها ان تدمع
, وجدت ظله يحيطها بحزن لترفع راسها لمجدي وهي تري ذلك الدرع الواقي لها يمد لها يده لتقف
, أخذها بين ذراعيه ليحتويها برفق
, - بكره يعرف الحقيقه ويرجع
, انتوا الاثنين بتحبوا بعض
, سيبي الزمن يداوي الشرخ ده
, -حتي لو عرف
, مش حينفع نرجع لبعض
, عمري ما حقدر اعيش معاه مطمنه
, حفضل دايما فاكره كلام أنور ليا
, مش حعرف اتعامل عادي
, كانت ملامح الإرهاق باديه علي وجه مجدي
, لتدقق فريده النظر ليه وقد بدءت تقلق عليه
, - انا تعبتك معايا النهارده يا بابا
, انا اسفه
, -بالعكس انا مبسوط اوي النهاردة
, عشان اطمنت عليكي وعرفت اني كونت صح لما اخترتك تكملي بعدي
, خدي بالك من نفسك يا فريده
, وخلي دايما فاروق ومروان حوليكي
, انا عارف انك٥ نقطة
, توترت فريده اكثر وهي تدفعه برفق نحو السلم
, -بلاش تتكلم كده عشان خاطري
, متخوفنيش عليك
, - بالعكس انتي لازم تفرحي
, عشان حروح لمريم
, انتي عارفة اني حلمت بيها امبارح
, كانت لبسه فستان فرحها كانت حلو اوي وكانت مبسوطه اوي يا فريده
, انقبض قلبها بالخوف لتتجمع الدموع بعينها وهي تنظر له وهي تردد بداخلها
, ليس الآن ارجوك
, قطع سيل أفكارها السوداء رنين جرس الفيلا المحموم لتهرول داده محاسن ناحيه الباب لتفتح الباب وتصاب بحاله من الصدمه وهي تري ناهد وادهم بابتسامته السمجه امامها
, -ازيك يا داده
,
, رددت بصدمه
, -ناهد هانم
, ايه اللي جابك؟؟؟؟
, قصدي حمد**** على السلامه
, أشارت ناهد لعم فوزي البواب ان يضع الشنط بالداخل لينظر لمحاسن بقهر
, وهو يزفر بضيق
, فلم تكن ناهد تتمتع بمحبه احد لتكبرها وتسلطها الشديد
, التفت مجدي اثر سماعه لصوتها
, وهو يعد نفسه انها بالتأكيد تخيلات
, لكن الأمر صحيح
, فلم تكن حالته احسن من الجميع فقد ظهر الامتعاض جليا علي وجهه
, وخصوصاً عندما التقطت عينيه أدهم وهو يقف بجوار شقيقته ليتمسك بيد فريده بعفويه ويضغط عليها وسط جهلها بما يحدث
, نظر للشنط بتفحص ليتكلم
, -ناهد
, ايه اللي جابك؟؟؟؟
, -ده بدل ما تقولي حمد**** على السلامه
, يا اختي يا حبيبتي
, ولا العروس٨ نقطة
, الجمت الصدمه لسانها وهي تبصر تلك الفتاه التي تقف خلف مجدي
, -مريم
, اعتادت فريده علي ذلك الموقف لكن رده فعل مجدي صدمتها فقد تشبث بها اكثر ليعتصر يدها بخوف وقد بدء يعلو صوته ويزداد حده
, -ده فريده مراتي
, افاقت ناهد من صدمتها سريعا لتتحدث بغل شديد
, -ده قد بنتك
, وكمان شبها
, انت اكيد اتجننت
, صرخ مجدي بها
, -جن لما يلخبطتك
, احترمي نفسك وانتي بتكلمي اخوكي الكبير
, وبعدين وانتي مالك
, ده شي يخصني ملكيش فيه
, احتد النقاش بينهم بينما كان أدهم يقف جانبا يتفحص فريده بذهول فهي تشبه مريم كثيرا لكن تلك اللمعه بعينيها والقوه بعيده تماما عن ابنت خاله الخانعه
, شهيه جدا وقد بدءت أفكاره تنحرف به بعيدا عن ذلك النقاش الحامي
, لكنه افاق من شروده علي صراخ امه وهي تخاطب شقيقها بقهر
, -لا ليا فيه لما تتجوز واحده قد عيالك
, وتضيع عليها فلوسك
, -ليه وانا زيك رايح جي اصرف علي عمليات التجميل واعند في الزمن و ابعتر فلوسي علي المزادات والتحف
, -واللهى عال
, ده كمان قوه قلبك علي اختك
, -اختي
, لا بجد باماره إيه
, باماره ما اتحايلت عليكي تيجي وقولتك محتاجك جنبي
, وتعالي ننسي اللي فات
, ونبدء صفحه جديده
, وانتي رفضتي
, امسك صدره بتعب ليلتقط أنفاسه ويكمل حديثه بحزن
, - باماره ايه قوليلي
, من صغرك بتستكتري عليا كل حاجه
, حتي مراتي فضلتي تعمليها وحش
, وهي من طيبتها كانت بتسكت
, وما بتشتكيش
, لحد ما موتيها بحسرتها
, حتي بنتي مسلمتش منك
, زقيتي ابنك عليها
, لحد ما علقها في حباله
, وكانت النتيجة ايه ماتت
, وسبيتني لوحدي
, انتي السبب في كل حاجة وحشه
, حصلتلي في حياتي
, جايه عايزه ايه دلوقتي
, مش كفايه بقي
, تقدم أدهم منهم يحاول ان يهدئ الامور
, -يا خالي
, -انت تخرس خالص
, انا لا طايق اسمع صوتك
, ولا حتي اشوف وشك
, اخرجوا بره
, انسوني بقي كفايه اللي شوفته منكم زمان
, تقدمت منه ناهد وهي تشير لفريدة
, -انت بتطردني عشان ده
, اوقفها مجدي خلفه بحميه وهو يدفع ناهد لتبتعد عنها
, -اللي مش عاجباكي ده
, ضفرها برقبتك
, كانت فريدة خائفة جدا ليس من شجارهم فقد كانت تتوقع حدوثه لكن علامات الاعياء التي بدت واضحه علي مجدي الذي بدء يمسك بصدره وهو يصرخ بوجع
, بدءت ترعبها
, لتردد في نفسها
, ليس الآن
, لكن الأمر حدث بالفعل
, ليسقط مجدي أمامها وهو يصرخ بألم في ناهد ويطردها هي وادهم
, لتمنع هي سقوطه علي الارض وتطلق صرخه مدويه وهي تستنجد بداده محاسن
, -اطلبي دكتور بسرعة يا داده
, نظرت ناهد إليهم بشماته واضحة لتجحدها فريده بتلك النظره المشتعله
, وهي تلعنها بشده

20


أسرعت داده محاسن لطلب دكتور إيهاب لتخبره بتعب مجدي
, لكن فريده لم تستطيع ان تنتظر احد
, فاستنجدت بعم فوزي ليسنده معها ويحملانه الي سيارتها ولتلتف هي مسرعه وتجلس بمقعد السائق لتقود سيارتها بسرعه لحقت بها داده وركبت السياره معها وهي تردد
, -سترك يارب
, يارب جيب العواقب سليمه
, يارب
, بينما تاففت ناهد وهي تامر فوزي بإحضار السياره الاخري من الجراج ليقودها أدهم ويلحقوا بهم
, في المستشفى
, كانت فريده تقف بترقب أمام غرفه العنايه المركزه حيث يوجد مجدي تنتظر خروج اي احد ليطمئنها عليه
, _ مدام فريده
, التفتت لتجد شاب يحمل ملامح مالوفه لديها فتلك العينين العميقتين بلون القهوه
, والبشره القمحيه الصافيه ذات الابتسامه الزينه الهادئه و طابع الحسن علي الذقن المنحوته
, يشكلوا ملامح رجوليه بشكل مميز
, من الصعب أن تنسي
, وقفت تتأمله
, وهي تجاهد ان تتذكر
, من هو ذلك الوسيم
, ليريحها هو من حيرتها
, وهو يبتسم لها برزانه
, -دكتور إيهاب
, احنا اتقبلنا قبل كده
, تذكرته لتمد يديها و تقابل يده الممدوده اليها بود
, - ايوه
, اتشرفت بحضرتك
, - ان شاء **** خير
, متقلقش ازمه وحتعدي
, انا حدخل اطمن عليه
, واطمن حضرتك
, سحبت يدها بتشتت وهي تومي براسها بتيه
, غافله عن عيون أدهم التي كانت تتفحصها بجوع ورغبه
, ليردد لنفسه باستخفاف
, - حلو اوي الراجل لسه بيطلع في الروح
, و الاستاذه بتظبط عريس لا و بتسبل كمان
, دخل إيهاب لغرفة العنايه لتعود فريدة لترقبها
, ذهنها يرفض الأمر
, تردد بداخلها انه سيكون بخير
, لن يتركها الان
, فهي لا تزال تحتاجه
, اطبقت علي كف يدها بقوه
, لتجبر نفسها علي الثبات
, فليس هذا هو وقت مناسب لتنهار فيه
, فهي كانت تعلم بمرضه
, لم يخفي عنها مجدي شي
, كان يعدها لتكون مكانه وتحافظ علي ما بناه طوال عمره
, حاولت أن تنظم تنفسها لعلها تستعيد ثباتها وتفكيرها السليم لتحسن التصرف
, كما وعدته ان تفعل
, اقترب منها ادهم ليميل عليها و يهمس بخبث بجوار اذنها
, - مش تستني طيب لما يموت وبعدين تبقي تظبطيلك حد تاني
, وبعدين ليه تبصي لبره
, م انا موجود
, واهو يبقي زيتنا في١٠ نقطة
, صفعه قويه أصابت راسه
, لتخرسه عن استكمال جملته
, و بث سمه الخبيث بها
, فتشتعل عينيه بجمرات من غضب حارق ويتحفز كل جسده للرد
, وقد بدء يستعد ليهجم عليها ويرد اعتباره
, ارتفعت يده بحقد لترد لها صفعتها بأخرى أقوى منها
, لولا أن يد اخري كبلت يده لتثبتها فى الهواء قبل أن تدفع به ناحيه الحائط ليبتعد عنها نظرتها تحولت للذهول
, لتجد معتز يهدر به
, -انت اتجننت يا أدهم حتمد ايدك عليها
, ليعود أدهم محاولات التهجم عليها وقد بدء صوته يعلو
, -انت ماشوفتش عملت ايه الو٦ نقطة
, امسكه معتز من قميصه ليدفعه مره اخري للحائط قبل أن يتلفظ كلمته النابئه
, -فريدة خط أحمر يا أدهم
, بلاش عمايلك الزباله ده
, عشان منخسرش بعض
, احترم نفسك بقي
, كانت فريده تنظر لمعتز الذي ظهر لها من اللامكان ليدفع عنها ذلك القذر بتشتت
, لتنتبه لصوت صرير باب غرفة العنايه وهو يفتح ويخرج منه إيهاب يحاول ان يبدوا طبيعيا
, لم تسأله عن شئ فقد عرفت الاجابه من ملامحه الباهته لتتجمد لثواني
, ثم تمسكت بيده متوسل
, -عايزه ادخل
, صدقني مش حعمل حاجه
, بس عايزه ابقي جنبه
, ارجوك
, لم يتمكن إيهاب من ردعها ليدلها علي غرفه التعقيم ثم وجهها نحو العنايه
, كان معتز واقف ينظر لها بحزن لينتبه لانصراف أدهم الذي لم يهتم حتي ليسال حتي عن خاله
, تقدم معتز بتردد ليتسال عن حاله مجدي
, -دكتور لو سمحت ممكن اعرف حالته ايه دلوقتى؟؟؟؟؟
, -للأسف المره ده غير
, و الموضوع كله مسأله وقت
, انا سبق وحذرته ان المجهود اللي بيعمله ده خطر عليه وانه كده بينتحر
, تجهم وجه معتز لا يعرف ماذا يقول
, او حتي كيف يتصرف
, القي بجسده المنهك علي احد المقاعد بالممر لينكس راسه ويغرز اصابعه بها يكاد يقتلعها من مكانها
, فمنذ ان اتصل به والده ليعود ادراجه
, ويطمئن علي مجدي ليكون موجوده حتي يحضر هو ونرمين
, التي ابلغتها ناهد بوصولها وتعب مجدي
, يشعر باحساس قوي بالذنب
, نظر حوله فلم يري ناهد او حتي أدهم
, لم يجد سوي داده محاسن التي انزوت علي نفسها لتجلس علي احدي المقاعد البعيده لسانها لا ينفك عن الدعاء
, هل يمكن أن يكون السبب؟؟؟؟؟
, فقد تمني موته٥ نقطة
, لكنه عاد ليستغفر وهو يردد الكثير من الادعيه له عله ينجو
, يشعر بالتخبط مما يحدث حوله فما الذي يدفع فريدة للخروج عن هدوئها واتزانها لتقوم بصفع أدهم
, لكنه يعرف الاخير فبالتاكيد ضايقها بكلامه الخارج او احدي تصرفاته الماجنه
, ظل نظره معلق بغرفه العنايه
, ليدفعه فضوله للاطمئنان عليها
, اقترب كأنه يخشي ان يري
, نظر اليها من خلف الزجاج ليجدها تجلس بجواره ملتصقه بالسرير الذي يرقد عليه مجدي
, حيث كان متصلا بالكثير من الأسلاك
, تتحرك شفتيها بارتعاش وهي تتشبث بكف يده
, كأنها تتوسله البقاء
, لتطوف كلماتها الاخيره عن الحب والأمان
, والتقدير والفخر
, معاني كثيره لم يستطيع هو أن يوفرها لها ليقتنع انها ليست امراءه عاديه تذوب مع كلمات رقيقه مغمسه بالسكر عن الحب
, هي امراءه تحتاج ان تشعر بالأمان
, وليس فقد الحب
, فقد تحول حبها دون شعور منه لادمان
, فهي لغز كبير كلما ظن انه توصل لمفاتيحه يجد نفسه قد عاد لبدايته خاوي اليدين
, كيف لها أن أفعل كل هذا به
, وكيف لقلب ان يتمسك بها رغم كل ما فعلت
, به ورغم كل ما عاني بسببها!!
, بقي علي وقفته تلك لفتره كبيره ليفيق من تامله بها علي صوت امه التي كانت تواسي ناهد وهي تبكي وتنتحب لينظر لها وهو يتسائل أين كانت
, فمنذ ان جاء لم يري سوي أدهم
, حتي أدهم انسحب من المكان بعد مشادتهم
, اقترب من والديه
, -حمدلله على السلامه
, كان القلق واضح علي أنور
, ليقترب اكثر من معتز وهو يرد عليه
, - **** يسلمك
, طمني مجدي عامل ايه؟؟؟
, ظهرت علامات التوتر علي معتز وهو يتذكر كلمات إيهاب له
, - في العنايه
, والدكتور اللي متابع حالته
, بيقول ان الازمه المرة ده جامدة
, وربنا يستر
, تقلصت ملامح أنور من الحزن ليدور بعينيه بالمكان متفحصا له وهو يسأل
, -امال فين الهانم مراته
, ولا رمته في المستشفى ومشيت
, تعجب معتز من هجوم والده الغير مبرر علي فريده ليرد مدافعا
, - فريدة جوه معاه
, اتحيلت علي الدكتور لحد ما رضي يدخلها وتفضل جنبه
, ظهرت علامات الدهشة علي الجميع بعد كلمات معتز
, فقد كان ذلك عكس ادعاء ناهد
, التي لم تهتم باخيها من الأساس بل بقيت بالكافتيريا تحتسي قهوتها وهي تحاول أن تجد مخرجا من تلك الكارثه التي ارتكبها أخيها
, غير عابئه بمرضه
, اتجه أنور ناحية العنايه ليتاكد من كلام معتز ليجدها علي حالها تتمسك بيده وتتحدث بجوار اذنه بهمس ويبدوا علي ملامحها التعب
, والارهاق ليتذكر كلام صاحبه ودفاعه المستميت عنها
, كان أنور يجاهد ان يكون ثابتا
, حتي يستطيع التفكير بحكمه اذا ما تدهورت الأمور
, بينما كانت داده تتابع الجميع وهي تتمسك بالمصحف الصغير بيدها ولا تكف عن القراءه به والدعاء
, نظرت لساعتها وهي بدءت تترقب وصول مروان فقد حادثته من هاتف فريدة ليحضر ويوازرها في تلك المحنه
, لتجد فاروق بعدها يتصل ليطمئن عليها
, ويخبرها انه قادم هو الاخر
, لحظات وكان مروان وفاروق أمامها لتنهض من جلستها وتقترب منهم
, - طمنيني يا داده
, مجدي اخباره ايه؟
, وفين فريدة؟؟؟؟؟
, تنهدت بضعف وهي ترد عليه
, - مجدي باشا **** يخفف عنه ويتولاه برحمته
, وفريده مش راضيه تسيبه وقاعده معاه في العنايه حتى د. إيهاب حاول يخرجها معرفش ولسه قاعده معاه **** يصبرها
, ويعديها على خير
, -هو ايه اللى حصل يا داده
, انا كلمتهم الصبح
, كان ا. مجدي كويس
, مكنش فيه حاجه؟؟؟؟
, - بلوه واتحدفت علينا يابني
, **** يزيحها بقي على خير
, نظر لها مروان بعدم فهم ليقول
, - مش فاهم
, لترد عليه داده بحزن واضح
, -حفهمك
, ٨ نقطة ٧ نقطة
, قصت عليه داده كل ما حدث حتي وصلوا للمستشفي
, -بس والنبي يابني روح لفريده حاول تخرجها
, من جوه انا قلبي مقبوض من الصبح
, انا خايفه عليها
, ولو حصل لمجدي باشا٧ نقطة
, لم تستطع ان تكمل جملتها لتبكي بوجع وخوف مما قد يحدث
, تقدم مروان وفاروق ليعبرا لآخر الرواق ليجد أنور ومعتز وسيدتان أحدهم تواسي الاخري ويجلس معهم شاب اخر
, أصوات كثيره خرجت من العنايه ليركض الطبيب المختص مع الممرضه للداخل
, اسرع مروان ليري ماذا يحدث
, ليجد فريده ملتصقه بالحائط وعيونها علي مجدي دخل مسرعا ليسحبها برفق للخارج حتي لا تشاهد الطبيب وهو يقوم بانعاشه بجهاز النبضات الكهربائيه
, كان يتوقع منها ان ترفض وتثور لكنه لم يجد منها اي رده فعل أطرافها بارده وعينها مثبته علي الاشي لم تبدي اي رده فعل او حتي تنطق
, حاول أن يهزها برفق حتي تنتبه له
, لكنها رفعت راسها لتنظر له ثم ابتعدت عنه بهدوء لتجلس علي احد الكراسي الموجوده
, بالممر وتسند راسها علي الحائط مغمضة لعينيها
, خرج الطبيب المسئول مع إيهاب ليبلغوا الجميع بانتهاء الأمر
, -البقاء لله
, اقترب مروان من فريدة ويحاول التحدث معها ففتحت عينيها له لتقطع جملته التي لم ينطقها
, -خلص كل الإجراءات في المستشفي
, عايزه مجدي يلحق يدفن الظهر
, وقفت لتنظر اليه بثبات وتكمل حديثها
, - والعزاء في الفيلا
, حاول الاقتراب منها لتعلوا نبره صوتها قليلا
, -مش عايزه حد يلمسني
, ابتعدت عن مروان وسط صدمته وذهول الجميع لتترك المكان بل المستشفي كلها
, خرجت من المستشفي
, وركبت سيارتها بقيت بها كثيرا تعجر عن إدارتها يدها ترتعش حاولت أن تصرخ لكنها لم تعرف وكان جسدها قد عاندها لأول مره بحياتها وقد تحجرت الدموع بعينها ولم يطاوعها صوتها لتبقى علي تلك الحاله
, فينتهي بها الحال ان تحتضن نفسها بقوه وهي تحاول أن تبث الدف لنفسها
, بقي معتز يتابعها بحزن مما وصلت اليه حالتها
, حاول أن يقترب ليجد يد مروان تمنعه
, -ابعد عنها يابن المرشدي
, -مروان انا
, -مش وقت حساب وكلام دلوقتي
, هي اختارت تبقي لوحدها
, سيبها في حالها
, هي حتعرف تقوم لوحدها مش محتاجه مساعده من حد
, حاول معتز ان يتحدث لكن مروان ابتعد عنه واتجه ناحيه سيارتها ليدق علي الزجاج برفق
, فتنتبه له فريدة
, وتفتح الباب له ليدخل ويجلس بجواره
, -محتاج ورق ضروري عشان اخلص تصريح الدفن وإجراءات المستشفي
, فتحت تابلوه السياره لتخرج له الأوراق التي يحتاجها لينظر لها مروان باستغراب
, -كان قلبه حاسس
, خد خلص كل حاجه
, خرج مروان بهدوء وقد بدء يقلق من ذلك الثبات التي تتصنعه
, اغلقت فريدة عينيها لتتذكر كلمات مجدي لها
, فلاش باك
, الأوراق ده حتحتجيها لما اموت
, بلاش تقاطعيني يا فريده
, انا اجلي قرب
, خلاص انا حاسس بده
, مش عايزك ضعيفه
, خليكي دايما فريدة الجدعه اللي اعرفها وابقي افتكري دايما اني حروح لمريم
, انا مش خايف من الموت يا حبيبتي
, ده انا حبقي معاها متزعليش
, وعارف انك مش حتبقي لوحدك
, انا مطمن عليكي وعارف اني اخترت صح
, كان اليوم كئيب بكل تفاصيله
, فقد تفوقت ناهد علي نفسها في أداء تمثيلي مبتزل لتستعرض حزن لم تشعر به
, ليحاوطها الجميع بالتعاطف والمواساة
, بينما كانت هي تراقب العرض ببرود اجادت ان تتصنعه
, حرمت علي نفسها الارتماء في أحضان كريمه او حتي فردوس التي كانت تراقبها بخوف واضح من تلك الحاله التي اصابتها
, ( ليس هذا وقتا مناسبا لانهيارها)
, كلمات ظلت تكررها بداخلها
, لتضغط علي اعصابها اكتر
, وتجبر نفسها علي التماسك
, كي تمر الأمور كما تريد
, انتبهت الي الخواء من حولها لتدرك انتهاء العزاء وذهاب الجميع
, بقي أنور ومعتز الذي كان يتطلع اليها
, كانت عينيه تحمل الكثير من كلمات
, لكنها اشاحت بوجهها بعيد عنه
, لتقطع تواصلهم
, بينما بقيت نرمين بجوار ناهد تواسيها
, ابتعدت ناهد قليلا مدعيه التعب لتنهض وتتجه ناحيه السلالم لتصعد وتستريح
, كان ذلك بمثابه إشارة لفريده لتتحرك
, فلم يكن لها طاقه لتحمل
, تلك المسرحية اكثر من ذلك
, تقدمت فريدة نحوها بخطوات ثابته
, لتقترب اكثر منها
, وتتحدث بصوت هادي عكس ذلك البركان داخلها
, -انت رايحه فين يا هانم
, ردت عليها ناهد ببرود
, -طالعه استريح في اوضتي
, اه عندك مانع
, بدئت نبره صوتها تعلو قليلا لينتبه من حولها لما يحدث بينهم
, - اكيد عندي
, اخوكي اللي كونتي سبب في موته
, طردك من بيته وهو عايش
, وانا مش حسيبك تقعدي في بيتي لحظه واحده بعد ما مات
, صرخت ناهد بها بكره واضح
, -انت بتقولي ايه
, -بقول قدامك نص ساعه تلمي شنطك
, وتطلعي بره
, لترد ناهد بحقد
, - انت اكيد اتجننتي
, اقتربت منها فريدة لتهمس لها
, بصوت اخافها فعلا
, -متستعجليش علي الجنان
, حتشوفي الجنان علي اصوله
, قريب
, قريب اوي كمان
, اقترب أدهم وقد طفح الكيل
, ليمسك بذراعها ويديرها اليه وهو يتحدث لها بعنف
, -انتي ازاي تتكلمي معها كده
, نفضت يده من عليها باشمئزاز واضح ليعلو صوتها به
, -ابعد عني ياحيوان
, استدارت لترفع اصبعها في وجه ناهد
, وهي تكمل كلامها وتهددها
, - وعزه وجلاله ****
, لو ماخدي ابنك ومشيتي من بيتي
, لاكون طلبكم البوليس
, وحالبسكم مصيبه انتي وهو
, ردت ناهد عليها بصراخ
, -انتي مجنونه
, - ايوه مجنونه جربي بقي
, تقعدي و حشوفي الجنان علي اصوله
, اهتزت ناهد قليلا أثر تهديد فريدة لها
, خرجت فريدة من باب الفيلا وسط ذهول الجميع من حولها
, فلم يستوعب احد ان تتصرف فريده بذلك الشكل
, حتي مروان كان في حاله صدمه من تصرفاتها
, لينتبه لصرير اطارات السياره خاصتها
, فيركض مسرعا ليلحق بها
, وقد بدء عقله ينسج له الأسوء
, فالتي كانت امامه الان ابعد ما تكون عن فريدة الرزينه المسألمه
, علا صوت أنور ليحسم الأمر
, -ناهد اطلعي وضبي شنطك انتي و ادهم
, عشان حترجعوا معانا اسكندرية
, - يعني ايه يا أنور
, حسيب ليها بيت اخويا
, -ناهد مش وقت الكلام ده دلوقتي
, اطلعي يالا ونبقي نتكلم بعدين
, وافقه نرمين علي كلامه لتزعن ناهد للأمر
, وقد أيقنت انه بالتأكيد هناك أمور تجهلها
, تجعل فريدة تتحدث بتلك الثقه الكبيرة
, كان معتز مشتت بين اللحاق بمروان وفريده وبين البقاء بجوار ابيه
, لكن نظرات أنور له كانت تحذيريه جعلته يبقي في مكانه
, مر بعض الوقت
, ليميل فاروق علي امه
, تحدث اليها وقد بأن علي ملامحها الارهاق
, -يالا يا أمي عشان اوصلك انتي وهدى شكلكم تعبان
, -لا انا حستني فريدة
, خد انت هدي روحها
, نظرت له فردوس بتفحص لتكمل كلامها
, - انت كلمت مروان اطمنت عليه٤ علامة التعجب
, لحقها يا بني؟؟؟؟
, -ايوة لحقها
, هي عند مجدي دلوقتي
, شهقت فردوس وهي تضرب صدرها بكفها بهلع
, - في المقابر
, -ايوه يا أمي مروان حاول معاها كتير
, بس هي مصره تفضل هناك وبتقوله
, مش حتسيبه يقضي اول ليلة ليه لوحده
, يالا عشان اوصلك انتي وهدي واروحلهم
, مش حينفع اسيبهم هناك لوحدهم
, نطق معتز دون وعي
, -انا جي معاك
, لم يكن لدي فاروق الطاقه علي الاعتراض ليومي براسه بالموافقه
, بينما كان أنور في حاله ذهول
, ليبتعد عنهم و قد أصر علي فهم ما يحدث
, بحث عن داده محاسن ليجدها منزويه علي نفسها في المطبخ تبكي بصمت علي حال التي وصل له اهل البيت
, اقترب منها
, -داده
, رفعت راسها لتنتبه للواقف أمامها فمسحت عينيها ونفضت ملابسها وهي تقف
, -ايوه يا أنور باشا
, حضرتك محتاج حاجه؟؟؟
, -ايه اللي خلي فريدة
, تتهم ناهد بأنها قتلت مجدي
, ايه اللي حصل بينهم؟؟؟
, -هه
, انا
, رفع صوته قليلا بلهجه تحذيريه
, - ايه اللي حصل يا داده؟؟؟؟
, -حقولك يا باشا
, بس امانه عليك ما تقول لسيده ناهد
, انا مش عايزه مشاكل
, -احكيلي يا داده
, متخافيش
, قصت محاسن كل ما حدث من شجار بين ناهد ومجدي
, ليدرك ان فريدة لم تبالغ في رده فعلها مع ناهد
, تشوشت الأمور لديه لا يعرف كيف يصنف فريدة ففي كل موقف يحتك بها يوكد له انه كان مخطئ في حكمه عليها
, ليتذكر كلام مجدي عنها
, فتهرب دمعه من عينيه
, وهو يردد دعائه بالرحمه لصاحبه
, خرج من المطبخ بخطوات ثقيله
, ليجلس علي أقرب كرسي امامه وقد احس بتشوش عقله من كثره التفكير
, نزلت ناهد بعد فتره وخلفها عم فوزي يحمل حقائبها ليضعها في احدي السيارات الخاصه بانور لينظر لها أنور بحزن شديد
, فقد خدع فيها للمره الثانيه
, وقد ظن ان الزمن غيرها
, لكنها هي نفس المتبلده التي كانت السبب في بلاء صاحبه في الماضي لتعود
, وتقتله ببرودها وكبريائها الان

21


ظلت تتململ بسريرها تشعر بوجع شديد في كل أنحاء جسدها
, فتحت عينيها وهي تتاوه بخفوت و تمسك براسها لتسنده برفق لعلها تخفف من وطاءه الألم الذي يدق في ارجاءه
, حاولت جاهده ان تسند نفسها لتجلس بهدوء
, علي فراشها
, لتتذكر ما الذي جاء بها الي هنا
, اخر ما تتذكره انها كانت تجلس بجوار قبره تقرء القرآن
, اتسع ابتسامتها وهي تتذكر حلمها به
, فقد رأت اخري تشبهها تماما بفستان زفاف يخطف الأنفاس من شده جماله ورقته تقف و تلوح لها بابتسامه رقيقه لتحييها وتأخذ بيد مجدي ليذهب معها وقد أشرقت الابتسامه وجهه ليختفيا معا
, دقات خافته علي باب غرفتها تبعها دخول الحاجه فردوس ومعها داده محاسن تحمل صنيه كبير من الطعام
, ابتسمت لهم فريده لترد الاخري لها ابتسامتها بسماحه وحب
, -صباح الخير علي اجمل فريدة في الدنيا
, -صباح الخير يا دوسه
, صباح الخير يا داده
, - انا جيه افطر معاكي
, و متقوليش مليش نفس
, ابتسمت فريده بخفوت لتشير لها لتجلس بجوارها
, -طب ينفع نفطر علي السرير
, حاسه نفسي تعبانه مش عايزه اقوم
, اعتدلت فريدة في جلستها لتتمطا برفق وهي تشعر بوجع في كافه أجزاء جسدها
, جلست الحاجه فردوس بجواره علي السرير
, لتنظر لها بتدقيق وخوف واضح
, -ايه اللي في ايدك ده يا فريده
, نظرت لهم فريده بعدم فهم
, لتمسكها فردوس من يدها وترفعها اليها لتجد فريدة كدمه كبيره علي ذراعها بدءت فردوس تتفحصها بقلق لتجد اكثر من واحده في ذراعها الاخر لتكشف عنها غطائها التي كانت تتدثر به ليصدق حدثها فجسدها ملي بالكدمات
, -انتي ليه مش مستغربه يا فريده
, ايه اللي في جسمك ده
, أعادت فريدة الغطاء الي وضعه لتخفي جسدها عنهم
, -عادي يا دوسه متشغليش بالك
, يومين وحتروح
, -هو انتي حصلك٥ نقطة
, - متشغليش بالك انا لما بزعل بيحصلي كده
, انا خلاص اتعودت
, تحاملت علي نفسها لتنهض وهي تحاول أن تخفي ملامح الألم من علي وجهها
, لكن الأمر كان واضحا عليها
, لتهرب للحمام
, وقد اقنعت نفسها ان حمام دافي سوف يخفف من ذلك الألم الذي يضرب جسدها كله
, نظرت فردوس لداده وهي تجدها تهرب للحمام
, - روحي اطلبي دكتور بسرعة
, عشان يشوفها
, انا مش حسيبها تهمل في روحها كده
, انا نازله اقول لمروان
, تنهدت فريدة وهي تتفحص نفسها بخوف من كم الكدمات التي في جسدها
, نعم هي ليست المره الاولي التي يعلن فيها جسدها ان ما تمارسه علي نفسها من كبت لمشاعرها ليس بالأمر الصواب
, لكن هذه المره هي الأصعب بينهم
, ملئت المغطس بماء دافي
, لتتمدد به قليلا عله يخفف من ذلك الألم
, الذي يضرب كافه جسدها بقوه
, خرجت بعد مده طويله لتجد مروان بالغرفه ينتظرها بقلق واضح
, حاولت أن تداري جسدها اكثر ببرنس الحمام الذي ترتديه ليتحدث معها مروان بحزم
, - البسي هدومك
, عشان دكتور إيهاب يطلع يكشف عليكي
, حاولت أن تبدي أعتراضها لتجد مروان يقترب منها بحزم وهو يرفع أصبعه محذرا
, - لحد صحتك واقفي
, مش حسيبك لدماغك ده
, فاهمه يافريدة
, خرج من غرفتها ليصفع الباب بغضب شديد من اهمالها لنفسها الذي تخطي الحدود
, ارتبكت فلم يكن مروان معها ابدا بهذا الشكل من قبل لتضحك لنفسها وهي تردد
,
, - لم يعد احد منا كما كان
, حاولت أن تنظم تنفسها لتضع يدها برفق علي صدرها كأنها تشجع ذاتها علي التنفس
, حتي التنفس يولمها
, ارتدت ملابسها ببطء وهي تحاول أن تكون رحيمه بذلك الجسد الذي أصبح يئن من الكتمان
, لترقد بهدوء علي السرير
, دقائق قليله
, طرق مروان الباب بهدوء ليدخل وهو يمسك بالباب نظر لها بتفحص ليترك الباب ويدخل منه د. إيهاب وهو يبتسم بشاشه
, -صباح الخير يا مدام فريدة
, الف سلامة علي حضرتك
, -**** يسلمك يا دكتور
, معلش تعبنا حضرتك معانا
, ابتسم لها إيهاب برزانه ثم بدء يتفحصها بدقه لتظهر ملامح الجديه علي وجهه و قد بدء يفهم الأمر بشكل كبير
, - مش أول مره يحصلك كده صح
, - تاني مره
, او تالت مره
, مش فاكره الصراحه
, بس المره ده أصعب
, - بصي يا مدام فريدة
, انا ححاول ابسط لحضرتك الموضوع
, مش جدعنه انك تفضلي ثابته
, وتكتمي جواكي كل الحزن اللي واضح علي جسمك دلوقتي
, عادي ممكن تعيطي
, تصرخي
, تشتمي
, تزعقي
, كل الانفعالات اللي حضرتك بتكبتيها جواكي ده بتظهر علي جسمك زي ما انتي شايفه
, دلوقتى
, وممكن لا قدر **** تتسبب في حاجه احنا في غني عنها
, انا حكتب لحضرتك علي حقن سيوله حتمشي عليها لمده اسبوع وبعد كده تستبدليها بالبرشام الموجود في الروشته
, وحكتب لحضرتك علي استشاري نفسي
, شاطره جدا ياريت حضرتك تتابعي معاها
, صدقيني انتي محتاجه تفضفضي مع حد
, نظرت له وقد عشش الحزن في صوتها
, ليخرج مهزوزا
, -ساعات الفضفضة ده بتوجع اكتر
,
, نظر لها بتفهم
, ليربت علي كفها برفق
, - يمكن يكون الكلام لما بيتقال بيوجع
, بس لما مايتقالش بيموت
, ساعتها بيبقي الوجع اهون كتير
, استعد ليغادر المكان لتوقفه كلمات فريدة
, وهي تتحدث بامتنان كبير
, -شكراً لحضرتك
, تطلع اليها ليرد عليها بود
, -الشكر لله
, انصرف بهدوء يتبعه مروان الذي لم يستطع ان يداري قلقه عليها ليتساءل بخوف واضح
, في صوته
, - طمني يا دكتور
, - خير ان شاء ****
, انا قولت اللي عندي كله قدمها
, هي لازم تخاف علي نفسها اكتر من كده
, و لازم تقنعها تتكلم وتفضفض لحد
, اكيد في حد بترتاح فى الكلام معاه
, لازم تخرج اللي جوها مينفعش تفضل ساكته
, المرد ده **** سترها بس للاسف
, لازم تمشي علي العلاج اللي انا كاتبه لفتره
, ولازم كمان تيجي المستشفى عشان حتحتاج شويه اشعه وتحاليل عشان نطمن اكتر
, بس خليها لما تتحسن شويه
, و ممنوع الانفعال نهائي
, لان جسمها مش حيتحمله
, -**** يستر
, -يارب
, انصرف إيهاب بهدوء لتزداد ملامح القلق علي وجه مروان
, -حتبقي كويسه متخافش
, التفت ليجد شدوي تقترب منه أكثر لترمي بنفسها في احضانه فهي تشعر بقلقه وتخبطه
, رفعت راسها لتنظر اليه لتتحدث بجديه
, -خليها ترجع اسكندرية معانا علي الاقل لحد متبقي كويسه
, ولو موافقتش نفضل احنا معاها هنا
, المهم متبقاش لوحدها
, ربت علي ظهرها بحنان ليردد.
, - عندك حق
, مينفعش اسيبها لوحدها
, ٢٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, طرقات خافته علي الباب
, تبعها دخول داده محاسن بصنيه الفطار
, مره اخري لتغلق الباب من خلفها وتتجه للسرير حيث كانت ترقد فريده
, ملست علي جبهتها برفق لتفيق من غفوتها
, لتبتسم لها بامتنان
, -يالا يا ضنايا
, قومي انتي محطتيش لقمه في بوقك من إمبارح
, - مليش نفس يا داده
, -ومين فينا ليه نفس
, بس لازم تاكلي
, عشان تعرفي تقفي علي رجلك
, ورحمه الغالي ما تكسفي ايدي
, تجمعت الدموع في عيون فريدة
, لتساقط علي وجهها وتكوي قلبها
, -هو انا خلاص كده
, حترحم عليه
, -**** يرحمه
, راح للي احسن مني ومنك
, مسحت داده دموعها بحنان
, لتضمها اليها بحذر وهي تخشي ان ترفض كما فعلت بالامس
, لكن فريدة لم تستطع الاعتراض هذه المره
, بقيت تنتفض بين يديها وتبكي كالاطفال
, ولم تنتبه لمروان الذي كان يتابعها بحزن ليعود ويغلق الباب بحذر ويترك لها فرصة لتخرج ما بداخلها
, ابتعدت بعد فتره لتمسح دموعها بيدها وقد طفي سوال الي ذهنها فجاءه
, -داده
, هو انا مين اللي جبني في الاوضة ده؟؟؟
, - استاذ مروان امبارح
, جه الفجر شايلك وانتي نايمه مش حاسه بحاجه وسأل عن اوضه مجدي بيه **** يرحمه
, كان فاكر يعني
, انها اوضتك فانا دليته علي الأوضه
, وجبتلك هدوم من اوضك من غير ماحد ياخد باله وقفلت الأوضه بالمفتاح
, ده حتي سي مروان سألني
, قولتله ان ده اوضه ست مريم ومحدش بيدخلها من يوم ما ماتت
, -شكرا ياداد
, انتي انصرفت صح
, -حتعملي ايه دلوقتي
, - حعمل المفروض يتعمل يا داده
, انا وعدته و **** يقويني وانفذ وعدي ليه
, بس انا محتاجه ارجع اسكندرية
, الوصيه حتتفتح كمان اسبوع
, و عايزه اعرف افكر كويس في اللي جي
, ناهد مش حتسكت ولا حتعديها بالساهل
, وضبي الشنط عشان حنسافر اسكندريه
, بكره انا مش حقدر افضل هنا
, -**** يسترها معاكي ياحبيبتي
, ويحميكي من كل شر
, يالا عشان تاكلي
, وانا حنزل اطمن سي مروان عليكي
, - ابعتيه يا داده
, عشان اتكلم معاه
, -حاضر
, ٢٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد اسبوع
, في احدي مكاتب المحاماه الكبري بالقاهره
, كانت تجلس ناهد مع أدهم الذي احتلت الصدمه ملامحهم بشكل مخيف بينما كانت فريدة تجلس بهدوء مستمتعه بالنظر لتعابير وجههم و المحامي يتلوا عليهم الوصيه
, لينتهي اخيرا
, بقيت ناهد للحظات صامته تحاول استيعاب الأمور
, رفعت عينيها لتري فريدة تنظر لها بشماته
, لتنتفض من مكانها وتصرخ بقهر
, - يعني ايه٥ علامة التعجب
, ده تزوير
, انا مش حسكت
, انتصبت فريدة في وقفتها بشموخ لتقابل ناهد
, وتقترب منها بتحدي
, - اهدي يا ناهد هانم
, ليحصلك حاجه لاقدر ****
, الوصيه واضحه ومتوثقه في الشهر العقاري
, لتشير بيدها وهي تتحدث
, -ومش من يوم ولا اثنين
, تؤ تؤ ده من أربع شهور
, يعني تعيشي وتاخذي غيرها
, -يعني ايه
, -يعني تحمدي ****
, ان اخوكي طلع جدع معاكي للآخر
, ساب ليكي 30٪ من أسهم الشركه والمصنع
, بس متخليش فرحتك بالورث
, تنسيكي ان ليا حق الاداره
, و اوعي تنسي الشرط اللي في الوصيه
, عشان مزعلش منك
, وانا زعلي وحش
, بس تعرفي انا حطلع كريمه معاكي
, يعني لو حابه تبيعي نصيبك انا موجوده
, لتنظر لادهم وقد بدءت تعلوا نبره صوتها لتتكلم بتحدي واضح
, - واهو انا اولي من الغريب
, وهو يبقي زيتنا في دقيقنا ولا ايه يا ادهوم
, -دنا اولع فيه ولا اني ابعهولك
, -براحتك
, انا كونت حكرمك في السعر
, بس يالا مفيش نصيب
, اتفضلي
, أمسكت بيدها لتفتح راحتها المتشنجه أثر انفعالها وعصبيتها وتضع بها قداحه وهي تبتسم لها ببرود
, -عشان ما يبقاش عندك حجه
, ابتعدت عنها لتخرج من المكتب ولكنها استدارت لترمقها بتسليه
, أدارت مقبض الباب لتخرج لكنها عادت بخطواتها للخلف خطوه واحده كأنها تذكرت شئ ما لتقوله
, -هو صحيح انتي قاعدة فين دلوقتى
, نظرت لها ناهد باستغراب من سوالها
, لتكمل فريدة حديثها باستمتاع
, -اصلي نسيت اقولك
, ان المحامي بتاعي بيعمل فيكي انتي والمحروس محضر بعدم التعرض
, برده الاحتياط واجب
, نظرت لحاله الذهول التي تلبست ناهد وادهم
, لتكمل بانتصار
, - ولا اقولك مش مهم ابقي روحي استلمي المحضر من القسم
, سلام يا ناهد
, خرجت لتصفع الباب من خلفها بقوه
, جعلت الجميع يجفل من تصرفها
, فقد اعتقدها أدهم لقمه سائغه
, سيتسلي عليها
, بعدما اقنعته والدته ان يوقعها بشباكه
, ليحصل علي نصيبها في الورث
, لكنها خلفت توقعاته لتثبت انها ليست بالسهوله التي كان يعتقدها الجميع
, يشعر بقوتها امامه ليدرك مدي ضاله تفكيره بها لم يصادف ابدا امراءه تجمع بين القوه والجمال
, نعم ملامحها ليست بالجمال الصارخ لكنها تتمتع بجمال ناعم يجعل من حولها يحب النظر اليها
, نظرت ناهد للمحامي بتسائل
, -انت كونت تعرف بالوصيه صح؟؟؟؟
, -مدام ناهد
, انا محامي مجدي بيه
, وبعدين الوصيه مفيهاش اي ثغرات
, ممكن لحضرتك تدخلي منها
, لان انا اللي عاملها
, -يعني إيه؟؟؟؟
, -يعني حضرتك لازم تحترمي رغبه اخوكي
, وتن١٠ نقطة
, -رغبه ايه
, عايزني استاذنها قبل ما ابيع حقي
, ده جنان رسمي
, -حضرتك كده يبقي مفهمتش اخوكي يقصد ايه مجدي بيه لما عمل الشرط ده كان يقصد يحافظ علي الشركه والمصنع
, وبعدين حضرتك لو فكرتي تبيعي نصيبك فيهم ليكي مطلق الحريه تبيعيه ليها
, او لأي حد بس لازم تخطريها بده
, مستر مجدي لما عمل كده كان همه المصلحه العامه مكنش بيعند معاكي
, -طيب فين الأراضي والحسابات اللي في البنوك
, -مجدي بيه باع كل حاجه واخرهم ارض المنصوريه وحطهم في حساب مدام فريدة
, وكمان حول كل حساباته باسمها
, حتي الودايع المتجمد فكها وحولها علي حسابها
, - والفيلا؟؟؟؟؟
, -فيلا اسكندرية والقصر اتكتبوا باسم مدام فريدة يوم كتب كتابهم
, -يعني كده كل حاجه راحت
, -حضرتك ليكي نصيبك في المصنع والشركه ودول مش شويه
, - لا شويه وانا مش حسكت
, انا حطعن في الوصيه ده وحقلب الدنيا.
, لملم الأوراق الموجوده علي مكتبه
, ليقف وقد ارتسمت ملامح الجديه علي وجهه
, -برحتك
, عموما انا ببلغ حضرتك
, أن لو فيه محامي قبل بالقضية يبقي بيضحك عليكي لأنها حتترفض من اول جلسه
, و حضرتك تشرفي المكتب في اي وقت
, اخذت حقيبتها لتخرج من المكتب بعصبيه يتبعها أدهم الذي حاول الاعتذار للمحامي قبل أن يخرج
, ركبت السياره بجوار أدهم ليعودا للاسكندريه وهو يتجنب خوض حديث معها
, حتي لا تلقي عليه جام غضبها الذي بدء يطوف في حلقات حول راسها
, لتحيطها هاله ملتهبه من الحقد تكاد تحرق كل من يقترب منها
, وصلا بعد فتره للاسكندريه
, لكنها طلبت من أدهم ان تذهب لشركه المرشدي
, في مكتب أنور المرشدي
, -اهدي يا ناهد
, -اهدي ازاي وانا شايفه كل حاجه ضاعت مني
, انا مش عارفه اهدي
, ولو شفت الزفت ده تاني قدامي حقتلها بأيدي
, -طب ما تبيعي نصيبك
, -لا طبعا مستحيل
, ابيع ليها حاجه
, دانا اولع في الشركه والمصنع
, وما ابعش ليها حاجه
, -طب ما تبعيه ليا انا
, وانا حعرف اخدلك حقك منها
, -يعني ايه
, - يعني كده كده انتي مش حتفضلي في مصر كتير واصلا كونتي ناويه تبيعي نصيبك وترجعي إنجلترا
, يبقي انا اولي بالشركه والمصنع
, من اي حد تاني
, - وحقي
, -ارفعي قضيه واطعني في الوصيه وانا حبقي اتابع معي المحامي كل حاجه
, رن هاتف انور
, -الو
, - ايوه يا انور باشا
, -ازيك يا هادي خير
, -حضرتك بلغتني ان لو مدام فريدة
, قامت باي حاجة في حسابها أبلغ حضرتك
, - هي جت عندك
, -ايوة يا فندم من ساعه ما جت
, والبنك مقلوب
, -ليه
, - بتحول كل رصيدها اللي في الحساب لصالح الجمعيات الخيريه والمستشفيات
, ده غير انها عملت ودايع يتصرف ربحها الشهري لصالح المستشفيات
, -يعني ايه؟؟؟؟
, - يا فندم ده تقريبا صفت حسابها
, وسحبت الشيك اللي باسم حضرتك
, و حولته لوديعه باسمها
, ومفضلش حاجه في حسابها
, جلس أنور وقد ظهرت الصدمه علي ملامحه
, بعد أن أغلق الهاتف مع هادي
, لتنظر له ناهد بتساءل
, -في ايه يا أنور؟؟
, - فريدة صفت حسابها في البنك
, واتبرعت بكل الفلوس للجمعيات الخيرية والمستشفيات
, - اه
, اتبرعت باكتر من 100مليون جنيه للمستشفيات
, اتبرعت بفلوسي
, فلوسي انا
, حاول أدهم الاقتراب منها لتهدئتها
, -اهدي يا ماما
, عشان نعرف نفكر
, صرخت ناهد بقهر وغل واضح
, -محدش يقولي اهدي
, محدش٥ نقطة
, لكنها توقفت عن الكلام فجاءه لتسقط مغشي عليها

٢٢


في احدي المستشفيات الخاصه بالإسكندرية
, كان أدهم يزرع الممر بتوتر بالغ فمنذ ان سقطت والدته مغشي عليها وهو يتاكله القلق عليها
, ربت معتز علي كتفه يحاول ان يطمئنه
, -حتبقي كويسه متقلقش
, -يارب يا معتز
, ده من ساعه ما عرفت الوصيه
, و هي مش طبيعيه
, بس بعد ما عرفت اللي عملته الزفت فريدة ده وهي بدءت تصرخ وتزعق ووقعت من طولها انا عمري ما شفتها بالشكل ده
, دايما هاديه وبتفكر في كل حاجه
, عمرها ما انتزفزت ولا ثارت بالشكل ده
, تشنجت ملامح معتز بعد كلام أدهم عن فريدة ليحاول ان يرسم البرود ليداري فضوله الذي يتاكله وغضبه من أدهم لكلامه عنها بهذا الشكل
, -هي فريدة عملت ايه؟؟؟؟؟؟
, -اتبرعت بكل الورث للجمعيات الخيريه والمستشفيات
, ابتسم معتز لتتسع ابتسامته اكثر ويضحك لي
, نظر له أدهم بتساءل
, -انت بتضحك على ايه؟؟؟؟؟
, - اصلي مش مستغرب من تصرفاتها
, فريدة عمرها ما اهتمت بالفلوس
, - امال اتجوزت واحد أكبر من ابوها ليه؟؟
, ايه عايز تقولي حبته٤ علامة التعجب
, تذكر معتز كلمات فريدة له لينظر الي أدهم
, وهو يردد له
, - مش حتفهم
, تعجب أدهم من دفاع معتز المستمر عنها ليتساءل
, -انت بتدافع عنها كده ليه
, سكت معتز وهو يشيح بوجهه للجهه الاخري
, ليعيد أدهم سؤاله بشكل اخر
, -معتز
, اوعا يكون اللي في بالي صح
, انت بتحبها يا معتز
, -مش وقت الكلام ده يا أدهم
, بعدين حبقي احكيلك كل حاجه
, خرج الطبيب من غرفه ناهد في الوقت المناسب لينقذ معتز من فضول أدهم
, اسرع أدهم الي الطبيب ليتساءل بلهفه
, -خير يا دكتور
, - عندها انهيار عصبي شديد
, انا اديتها مهدي عشان تستريح
, و طبعا ممنوع الانفعال
, -اكيد طبعا
, ممكن ادخل اطمن عليها
, اومي الطبيب براسه بالموافقه
, لينصرف بعدها بينما دخل أدهم ليطمئن علي والدته
, نظر معتز لوالده الذي بقي علي مكانه منذ أن جاؤا للمستشفي
, ليقترب منه معتز ويطمئنه
, -بابا
, بابا
, رفع أنور راسه بتشتت
, -هه
, ايوه يا معتز
, لينظر حوله
, - امال فين أدهم
, -دخل لطنط ناهد يطمن عليها
, قوم روح انت شكلك تعبان
, انا حفضل معاه
, وفادي كمان اتصلت بيه و جي في الطريق متقلقش
, -ماشي يابني
, ليقوم من جلسته و يخرج من المستشفى وقد بدء التفكير يسيطر عليه
, ركب أنور سيارته ليامر السائق بالذهاب للقصر
, كان شارد طوال الطريق فاللمره الثانيه
, تبهره تلك الفتاه بتصرفها
, لقد تخلت عن ملايين مجدي بسهوله
, لتتبرع بها
, هل هو حقا كما كان مجدي دائما يقول له
, لا يستطيع أن يقرء الناس
, تؤرقه فكره واحدة انه ظلمها
, ظلمها وظلم ابنه
, ابنه الذي تحول بعد أن تركتها
, لرجل عجوز يحمل هم لكل شئ حوله
, يرهق نفسه بالعمل
, لايذكر انه قد راه يبتسم حتي
, فمنذ عاد
, وقد اصبح يتجنب الجميع
, حتي عندما خطب بنت مهدي الزيني
, لم يكن سعيدا
, لم يري تلك اللمعه
, التي يراها في عينيه عندما ينظر لفريده
, كلما اتقاها
, لا يستطيع أن ينسي كيف كان ينظر لها
, في المستشفى يوم موت مجدي
, يشغر بغصه في قلبه مما فعله لهم
, ففي كل مره توكد له فريده انه تسرع بالحكم عليها
, تنهد بضيق وهو يري السائق قد أوقف سيارته امام باب الفيلا ليترجل من السياره
, ويدخل الفيلا
, أسرعت اليه نرمين لتساله بلهفه
, -ناهد عامله ايه دلوقتي؟؟؟؟
, -احسن
, ده بسبع أرواح متخافيش عليها
, انهيار عصبي شديد شويه
, بس عتعيش عادي
, -وده جالها من ايه
, - فريدة اتبرعت بفلوس مجدي كلها للجمعيات الخيرية والمستشفيات
, ومجدي كتبلها في الوصيه 30٪ بس من أسهم الشركه والمصنع
, فطبعا مستحملتش
, - **** يهديها
, بس واللهي البت ده جدعه
, انها تعمل حاجه زي كده
, - اظاهر ان كلكم متفقين علي كده
, وانا الوحيد اللي غلطان
, -قصدك ايه مش فاهمة
, -ولا حاجه متشغليش بالك
, انا طالع استريح شويه مش قادر
, -مش حتاكل
, -لا مليش نفس
, ٢٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد 3ايام
, كانت فريدة تجلس مع مروان في فيلا الاسكندريه
, - بس يا فريدة
, قاطعته فريدة بحزم
, - مفيش بس
, انا مش حقدر اخد بالي من كل ده
, وبعدين فيها ايه لما تمسك فرع الشركه هنا
, ويبقي معاك توكيل عام
,
, -فيها كتير
, تعملي ليا توكيل بالاداره ماشي
, بس افهم ليه عايزاه توكيل عام
, -عشان يبقي من حقك تبيع وتشتري
, وتتصرف بالشكل اللي انت شايفه حتي لو انا مش موجوده
, -فريدة
, انتي ناويه علي ايه بضبط
, انا لأول مرة مبقاش فاهمك
, - مش ناويه علي حاجة
, بس انا تعبت
, نفسي بس الشركه والمصنع تبقي زي ما انا عايزه
, واعدي المرحله ده من غير مشاكل
, وارجع لحياتي الهادية
, -ايوه اللي هي ايه بقي
, -عايزه اعمل الفيلا ده حضانه
, واسيب الدور الاخير ليا اعيش فيه
, واديرها أنا وشدوي زي ما كونا بنحلم
, -ياه يا ديده
, انتي لسه فاكرة
, حلم الحضانه ده
, -انا عمري ما نسيت حلمي يامروان
, انا بس كونت ماجلاه للوقت المناسب
, المهم خلينا في الجد
, انتبه لها مروان اكثر لتكمل كلامها
, -انا عايزك تحضر بكره بدالي
, انا مش عايزه اشوف ناهد ولا احتك بيها
, وبعدين الموافقة علي البيع انا خليت فاروق يعملها يعني مش حتحتاجني في حاجه
, -انتي قصدك مش عايزه تشوفي معتز
, مش ناهد صح
, -لا طبعاً
, انا
, انا
, -فريدة
, بلاش عند
, انتي بتحبيه وهو بيحبك
, وبعدين دلوقتى خلاص الروس اتساوت
, ومبقاش حد احسن من حد
, وانور٥ نقطة
, قاطعته فريدة بضيق واضح
, -حتي لو اللي انت بتقوله ده صح
, انا وهو مينفعش نبقي لبعض
, لا انا حقدر انسي كلام ابوه
, ولا هو حيسامحني اني فضلت مجدي عليه
, و فضلت ساكته
, -طب وبعدين
, - انا حابه افضل في اسكندرية
, الفتره اللي جايه واركز علي حلمي
, ولو في حاجه ضروري ابقي احضرها
, معلش يا مروان
, استحملني الفتره ده
, اقترب منها مروان اكثر ليضمها اليه بحنان اخوي بالغ
, -حبيبتي انا استحملك العمر كله
, بس انا شايفك مش مرتاحة
, و بعدين انتي وهو اتظلمتوا
, انتي ما شفتهوش يوم ما كونتي في المقابر
, كانت حالته ازاي
, انا اول مره اتعاطف معاه
, بالشكل ده
, ابتعدت نفسها عنه لاتحاول التماس وتسيطر علي دموعها لتستجمع شجاعتها الزائفه
, - مروان ارجوك
, كفايه
, ده مش وقت الكلام ده
, انا لسه عدتي مخلصتش
, سيب الموضوع ده لوقته
, -ماشي يا ديده
, اللي يريحك
, تنهدت فريدة بوجع
, لتصعد لغرفتها لعلها تهدء قليلا
, فقد أصبحت تتنفس الألم
, كلما تذكرت معتز
, تشعر بحنين غريب لملامحه
, لتفاصيل ضحكته
, لحديثه معها
, حتي كلامه الاذع لها تشتاقه منه
, تلعن في سرها ذلك القلب الذي سيتسبب في قتلها وهو يتشبث بهذا الحب الذي لا يجلب لها سوي الحزن
, فهي عالقه في المنتصف
, فقلبها لا يستطيع نسيانه
, و كرامتها لا تسمح لها بالاقتراب منه
, ليتمزق ما بقي من روحها
, ٢٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, صباح اليوم التالي
, بمكتب الشركه بالإسكندرية
, كان أنور ومعتز وناهد وادهم يجلسون مع المحامي الخاص بمجموعة شركات المرشدي لينهوا كافه الإجراءات الخاصه بشراء أنور لنصيب ناهد
, بينما كان معتز ينتظرها بترقب
, فقد اشتاق اليها رغم كل شئ
, لايزال قلبه متعلق بها
, فلم تجتاح انثي غيرها كيانه
, بذلك الشكل وتلك الطريقه
, فقد تسللت خفيه بين طيات روحه
, لتتسرب بين خلاياه وتختفي بها
, يطوق لرائحه الياسمين خاصتها
, التي تذهب بروحه لرحله الي عالم خاص تتربع هي فقد علي عرشه
, انفتح الباب اخيرا ليظهر مروان مع فاروق
, ليصاب هو بخيبه امل تجلت علي قسمات وجهه ولم يستطع مدارتها
, قدم مروان التوكيل وجلس مع المحامي الخاص بهم ليقدم نفسه
, كمسئول عن الفرع
, ومستشارا للشئون القانونيه بالشركه
, قدم الأوراق الخاصه بموافقه فريدة علي البيع
, لينهي المحامي باقي التفاصيل وتحصل ناهد اخيرا علي شيك مقابل نصيبها.
, يحمل رقم كان يمكن أن يكون مرضيا
, لأي شخص فيما عادها هي
, لتتمتم بسخط واضح
, وهي تلعن وتسب فريدة بسرها
, بعد ان أكد لها اكثر من محامي ان الوصيه واجبه وانه لاجدوي من اي اجراء قانوني سوف تقدم عليه
, لتسقط كل أحلامها في بئر سحيق من القهر و السخط علي أخيها الخائن وزوجته الفاجره كما اعتادت ان تنعتها
, خرجت ناهد من المكتب
, ليلحق بها أدهم
, استاذن بعد ذلك المحامي
, ليكمل باقي الأوراق الخاصه بتوثق العقود بالشهر العقاري ويتم باقي إجراءاته
, ليبقي فاروق ومروان الذي كان ينظر لانور نظرات متحفزه لاحظها معتز
, ليدرك ان هناك شي غريب يحدث
, قطع أنور الصمت الموجود بالمكان
, وهو يتحدث لمروان
, -عايزين نحدد معاد عشان
, نعمل اجتماع مجلس إدارة
, نناقش فيه سياسه الشركه
, فى الفتره اللي جايه
, وياريت فريدة هانم تبقي تحضره المره ده
, - اكيد طبعا
, واكيد كمان حنتقابل كثير من هنا ورايح عشان اي تعامل حكون انا طرف فيه
, ومش حسمح باي تجاوز يحصل بعد كدة
, وياريت كل واحد يبقي عارف ان الاوضاع اتغيرت
, عشان كل واحد يلزم حدوده كويس يا أنور
, تشنجت عضله في وجه أنور لينظر لمروان بغضب
, لكن الاخير كان يقف بثبات وهو يتحداه
, بشكل واضح
, محاولا ان يوصل اليه فكره انه لن يستطيع أن يوذي اي شخص بعد الآن
, كان معتز يتابع حرب النظرات بينهم وهو لا يستوعب ماذا يحدث فعلي حد علمه
, تلك هي المره الاولى التي يتعرف كل منهم علي الآخر
, وقف أنور متحفزا لمروان وهو يجز علي أسنانه ليردف
, - تمام
, يالا يا معتز
, حاول معتز ان يخرج من المكتب دون أن يطرح ذلك السوال الذي أصبح يحتل تفكيره
, لكنه في النهايه لم يستطع سوي ان يطيع سلطان قلبه الذي أراد الاطمئنان عليها
, لينظر لمروان وينطلق لسانه
, - مروان
, هي فريدة عامله ايه دلوقتى؟؟؟
, ابتسم له مروان بهدوء ليرد وهو يتجاهل وجود أنور
, - حتبقي كويسه
, متقلقش عليها
, نكس أنور راسه بحزن علي الحاله التي اوصل الجميع لها وهو يردد في سره ان كل هذا بسبب تسرعه وغبائه
, فقد المته الحاله التي وصل لها ابنه الوحيد
, ٢٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد يومين بفيلا المرشدي
, كان صوت صراخ مايا يعلو بالمكان وهي تتشاجر مع معتز
, فقد اعتاد الجميع شجارتهم في الاونه الاخيره لكن هذه المره كانت الاسوء علي الاطلاق
, فقد ادخلها معتز الي غرفه المكتب ليحاول السيطره علي صراخها لكن دون فائده
, ليعلو صوتها اكثر
, -انا اتخنقت
, مش ممكن عقدك ده
, انا مش جاريه عندك
, عشان استأذن وانا نازله اسهر مع اصحابي
, -اصحابك الزباله اللي زيك
, قولتلك ميت مره انا مش بطقهم
, - احترم نفسك يا معتز
, بعدين يعنى ايه كل شوية
, اقولك رايحه فين وجي منين
, انا اروح مكان منا عايزه
, وارجع وقت محب
, وانت مش حتختاري اروح مع مين
, ولا اروح فين
, انا حره
, امسكها معتز من ذراعها بعنف وهو يهدر بها
, -لا الكلام ده
, ميمشيش معايا انا يا هانم
, وبعدين لو مش عاجبك اسلوبي
, نفضها سيره
, نفضت مايا ذراعها بعنف اكثر لتصرخ به
, -يكون احسن بردو
, انا قرفت منك
, ومن طريقتك اللوكل ده
, لتخرج من المكتب بينما اخذ معتز احدي الانتيكات الموضوع علي المنضده القابعه امام المكتب بوقار ليقزفها خلفها فتتفتت الي شظايا وهو يردد
, -قرف لما يقرفك
, في ستين داهية
, ركضت نرمين خلف مايا وهي تحاول أن تتحدث معها
, -يا مايا
, مايا
, توقفت مايا وهي تعدل من هندمتها
, وهي توجه لها الكلام
, -معلش يا طنط انا بحبك جدا
, بس ده انسان ده لا يطاق بجد
, اقتربت منها نرمين اكثر لتقول برزانه
, -طيب بس
, اهدي ونتفاهم
, ابتعدت عنها مايا لتتجه ناحيه الباب
, -سوري يا طنط
, بس كده كفايه اوي
, تركتها مايا لتركب سيارتها وتنطلق الي خارج الفيلا غير عابئه بتوسلات نرمين وكلامها
, لتتجه نرمين لغرفة المكتب و قد بدءت تقلق من تصرفات معتز العصبيه في الفتره الاخيره
, فقد أصبح الأمر ملحوظ للجميع
, حيث أصبح معتز متحفزا بشكل مخيف
, ليفرغ جام غضبه علي مايا
, او اي احد يعترضه
, اقتربت منه بحذر
, لتجده جالس يسند راسه بيده وكأنه يحمل هموم الدنيا كلها
, ربتت علي كتفه بحنو شديد ليرفع راسه ويقابل عينيها
, كان حديث العيون بينهم أبلغ ان يساق في كلمات لتعرف نرمين مدي الصراع الذي يدور داخل ابنها لتأخذ يده بهدوء
, ليقف هو بطواعيه ويرتمي باحضان امه ويبكي كما كان يفعل وهو صغير
, يبكي قلبه الممزقه
, وروحه المهزومه
, وحبه البائس
, واختيار الفاشل
, ليخرج مكنون روحه الضائعه
, كان أنور يتابع المشهد بقهر وحزن علي حاله معتز
, وقد عزم ان يصوب الأمور
, ويتحمل نتيجه غباءه
, وحكمه الخاطي وتسرعه
, ٢٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد اسبوع
, فيلا فريده بالقاهرة
, استيقظت فريدة من نومها
, تشعر بثقل أنفاسها كعادتها موخرا
, لتتفاجي بقطرات من الدماء متجلطه علي وجهها تحسست وجهها بجزع لتركض للحمام
, وتغسل وجهها الذي اخافها شحوبه بشده
, ضغظت بيدها علي صدرها وهي تحاول التنفس بصعوبه شديده
, تأملت نفسها مره اخري لتحدث ذاتها بالمراءه
, تحاول أن تشجعها علي الصمود اكثر
, -مش وقت تعب خالص
, عدي اجتماع النهاردة وبعدين ابقي اتعبي براحتك مش لازم يشوفك ضعيفه
, فاهماني
, توجهت ناحيه المغطس لتاملئه بالماء الدافي وهي تعد نفسها بحمام منعش يقلل من توترها
, تتلهف لرؤيته لكن شئ ما بداخلها يخشي الأمر تشعر بانقباضه في صدرها
, لا تعرف لماذا
, هونت الأمور كعادتها
, لتنهي حمامها وتخرج وترتدي ملابسها السوداء وتحاول ان تضيف الي وجهها بعض الرتوش الخفيفه لتخفي علامات الإرهاق الواضح علي وجهها الباهت
, خرجت من غرفتها لتنزل حيث كان مروان ينتظرها مع شدوي
, لتتظاهر بتناول الطعام معهم
, بينما كانت هي تقلب الاكل في طبقها
, لا تستسيغ طعمه
, و قد بدءت تشعر بمراره في مذاقه
, وصعوبه في بلع الطعام
, كان مروان ينظر الي توترها
, و عذوفها عن الطعام
, ليرجع الأمر لاجتماع اليوم بالمصنع
, ليتحدث اليها
, - فريدة
, شكلك تعبان
, استريحي انتي النهاردة
, وانا ححضر الاجتماع ب٦ نقطة
, وقفت فريده بحذم لترسم ابتسامه باهته علي شفتيها وهي تتحدث بعمليه
, -انا الحمد لله كويسه
, يالا عشان منتاخرش
, نظرت لها شدوي بخوف لا تدري سببه لتقترب منها وتحتضنها بقوه المتها لكنها حاولت تغير الأمور لتبعدها عن احضانها وتلكزها في كتفها برفق وهي تحدثها
, -مش انا يا هبله
, احضنيه هو
, مش انا
, ضحكت شدوي لترمي بنفسها في أحضان مروان ليضحك الاخير علي تصرفاتها العفويه
, ويستفزها كعادته ليري اشتعال وجهها الذي يعشق النظر اليه
, ليميل علي اذنها وهو يهمس لها
, - الايرحم يا شوشو
, عيب يا مروان
, بلاش قله ادب يا مروان
, بقيتي بتحضني قدام الناس عادي اهو
, ابتعدت عنه شدوي لتنظر له بحنق شديد
, وتضرب بقدميها قدميه ليتاوه الاخير بألم
, وهو يتوعدها بصوت واضح
, -ماشي يا شدوي
, بس لو مكنتش حتاخر علي الاجتماع كونت رديتهالك
, أخرجت شدوي لسانها له لتركض خارجه من غرفه الطعام هاربه الي غرفتها
, ليعلو صوت مروان محذرا
, -اجري بالراحه ياهبله
, بطلي ترجي في الواد
, حرام عليكي
, ضحكت فريدة بانطلاقه لتتاوه بخفوت
, وهي تضغط علي صدرها
, لتسعل بقوة من كثره الضحك
, لكنها توقفت فجاءه عن الضحك
, وهي تنظر ليديها وقد تلوثت بالدماء
, ابتعدت بهدؤء كي لا يلحظها مروان
, لتتجه للحمام وتغسل يدها
, وتتفحص ملابسها لتتاكد انها ليس بها شي
, حاولت أن تطمئن نفسها
, لتعد نفسها بزياره دكتور إيهاب لإجراء الفحوصات التي يلح عليها مروان منذ فترة
, وهي تكرر في سرها ان الامر هين
, خرجت من الحمام لتلحق بمروان في السياره و يتجها للمصنع
, في قاعه الاجتماعات الملحقه بمكتب فريدة
, (مكتب مجدي سابقا)
, كان فاروق يقري سياسه المجموعه الجديده وسط انبهار أنور بكل التحديثات التي قامت بها فريده بينما كان معتز يتاملها بدقه شديده
, يشبع عينيه بملامحها التي كان يفتقدها
, يعشق ذلك اللون الوري الذي يكسو وجهها
, وهو يحاصرها بنظرات المشتاقه لتفاصيلها
, بينما كانت هي تتجنب النظر باتجاهه لتشعل نفسها بقراءه النسخه التي بين يديها وكانها لا تعرف منها شي
, كان مروان يتابع ما يحدث بين معتز وفريده وقد ايقن بداخله ان الاثنان عاشقان حد الجنون رغم عناد شقيقته وتعنتها الا ان حبها لمعتز يتجلي في كل تفصيله تقوم بها
, يكره راسها الصلب و عنادها
, وقد بدء يتعاطف مع معتز و خصوصا وهو يري هذا الشغف الواضح في تصرفاته تجاهها
, انهي فاروق البنود الواجب الموافقه عليها وتوقيعها ليظهر أنور بفخر لفريده
, - برافوا بجد
, انا مكنتش متخيل كل المجهود ده
, في الفتره القليله ده
, نظرت له فريدة بامتعاض واضح
, لترد عليه ببرود
, -ميرسي
, ياريت حضرتك توقع علي النسخه اللي معاك
, عشان نخلص
, ابتلع أنور ريقه بعد احراج فريدة له
, وسط ذهول معتز من تصرفاتها
, ليمضي علي الأوراق بجديه ليقوم فاروق بجمع كل النسخ و الانصراف
, وقفت فريدة بشموخ كاشاره منها لانور بعدم الترحيب به
, ليقف أنور وقد أصر اكثر علي تنفيذ ما كأن ينتويه ليتحدث اليها
, -فريدة
, ممكن نتكلم علي انفراد لو سمحتي
, رسمت فريدة البرود علي ملامحها وهي تتحدث بثقه عكس رجفتها الداخليه لتجد يد مروان تقبض علي كف يدها بدعم واضح وهو يرد عنها
, -وليه انفراد
, ولا هتهدها تاني يا أنور باشا
, تكلم معتز بذهول من كميه التحفز في النقاش وكلمات مروان
, - يهددها ليه يا مروان ايه الكلام ده
, -انا اسف يا فريده
, بجد انا كونت فاهمك غلط
, وحكمت علي٧ نقطة
, ضحكت فريدة لاتتحدث
, -اسف
, ليه
, هو انت كونت دوست علي رجلي لا سمح **** وانت ماشي فانا اتكعبلت مثلا
, تكلم معتز بعدم فهم
, -في ايه يا بابا
, انا مش فاهم حاجه
, لتوجه فريدة له الكلام وقد بدت نبره صوتها تختنق قليلا
, - افهمك انا والد سياتك المحترم
, هددني بين حياه اخويا وجوازي منك
, وجي دلوقتي
, يقولي! Sorry يا فريده
, فانا المفروض بقي اقوله ايه
, don't worey okel
, Take care
, مش كده
, اصل فريدة اللي كانت زباله زمان
, وميشرفكش انها تبقي ام لاحفاد المرشدي
, ورثت وبقت قد المقام دلوقتي
, وينفع تنول شرف نسبكم العظيم
, مش كده يا أنور باشا
, تحدث معتز بصدمه واضحه
, - بابا
, انت معملتش كده
, صح
, نكس أنور راسه غير قادر على مواجهة ابنه بفعلته ليقترب معتز منها وهو يحاول استيعاب الأمر
, -يعني انتي اتجوزت مجدي
, عشا٦ نقطة
, لتقاطعه هي بحده
, وتكمل سيل اعترافاتها
, -عشان يحميني من ابوك
, حاول أن يقترب منها اكثر لتنفض يديه من عليها بحده وقد بدء تنفسها يضعف
, لتلتقطه أنفاسها بصعوبه فتضع يدها علي صدرها الذي كان يتمزق من الألم
, تحاول أن تحث نفسها علي التماسك
, اقترب منها مروان وقد بدء وجهها يشحب
, لتملكه القلق عليها
, -فريدة اهدي
, انتي شكلك تعبانه
, تعالي نروح للدكتور
, وضعت يديها كحاجز بينها وبين مروان لتتراجع للخلف لخطوتين وقد بدء يصيبها نوبه من السعال
, فتضع يديها علي فمها
, وقد بدءت الدماء تخرج من انفها وفمها
, لتنظر هي لكف يدها الغارق بالدماء بخوف
, شاركها فيه معتز ومروان الذي حاول الاقتراب منها مرة اخري
, لتصرخ هي بوهن فيهم
, - مش عايزه حد يقربلي
, ابعدوا بقي وسيبوني في حالي
, كفايه بقي
, بدءت تنفسها يضعف لتتداخل الصور امام عينيها وهي تتراجع للخلف بتعب
, وقد بدءت تضغط اكثر بيدها علي صدرها
, محاوله التنفس لكن دون جدوي
, ليغلفها الظلام من كل جانب فتنهار وتسقط مغشي عليها
, لكن معتز كان الأسرع اليها ليمنع جسدها من الارتطام بالأرض ويلتقطها بين ذراعيه بهلع
, واضح وهو يردد اسمها بخوف

٢٣


بقي معتز علي جلسته في احدي الزوايا بعيدا عن غرفه الطواري حيث تتواجد فريدة
, يتأمل يديه وملابسه التي تناثرت عليها دمائها
, يشعر بذلك الوخز في قلبه المريض بها
, وقد بدء عقله يعيد ترتيب كل المواقف
, التي كان يجهل تفسيرها
, ليجدها واضحه امامه
, بات يفهم تلك النظرات
, التي كان تنظرها له فريدة
, وصمتها الذي كان يطيح بهدؤه وتعقله
, بات يفهم كلماتها له التي كانت يراها الغاز في السابق لتظهر له بوضوح الان
, لا يستوعب ان كل هذا بسبب ابيه
, كيف يفعل به هذا؟؟؟؟
, كيف يمكن أن يوذيه بهذا الشكل؟؟؟؟
, لحظات مرت ثقيله عليه
, وعلي مروان الذي كان يرميه بنظرات حارقه
, لولا وجود فاروق الذي حاول أن يدير الأمر بتعقل ويفصل بينهم ويهدء مروان بعد أن ظهر الخوف والتوتر علي ملامحه
, خروج د. إيهاب من الغرفة انقذ الموقف
, ليركض اليه مروان
, بينما كان معتز يتابع الأمر وقد تغلغل اليه احساسه بالذنب
, تسائل مروان
, -خير يا دكتور
, أجاب إيهاب وهو يحاول رسم الجديه علي ملامحه المضطربه
, - جلطه على الرئه
, وكان ممكن توصل للقلب بس هي جت في الوقت المناسب وقدرنا نتعامل مع الجلطه وندوب جزء كبير منها
, لازم تتحجز في العنايه المركزه
, ال24ساعه اللي جايين
, عشان حتحتاج جهاز التنفس الصناعي
, وبعد كده نشوف استجابتها للعلاج
, سأله مروان بخوف
, - حتبقي كويسه صح
, ليجيب ايهاب
, -استاذ مروان
, انا سبق وحذرتك
, وكلمتها ان اللي هي بتعمله ده غلط علي صحتها
, ده غير انها اكيد وقفت العلاج من نفسها
, فكانت ده النتيجه الطبيعه
, المره اللي فاتت انا مرضتش اخوفها بس
, هي لازم تهتم بصحتها اكتر من كده
, مدام فريده حتحتاج تتابع معانا الفتره اللي جايه عشان نتأكد ان الجلطه دابت
, ومش حتتكون مره تانيه
, لان المرة التانيه مبتتلحقش
, كانت كلمات إيهاب التحذيريه لها وقعها الشديد علي معتز لينظر لمروان وقد احتلت معالم الذنب والانكسار تفاصيل وجهه
, وهو يقترب منه محاولات مواساته
, - مروان انا
, صرخ فيه مروان
, - انت السبب
, انت وابوك السبب
, انا سبق وحذرتك انك لو اذيتها مش حرحمك
, يابن المرشدي
, اختي لو حصلها حاجه مش حرحمكم
, تدخل فاروق وإيهاب ليفصلا بينهم بعد أن هجم مروان علي معتز الذي لم يبدي اي ردة فعل ليدافع بها عن نفسه بل كان مستسلما لمروان الذي بدء يكيل له الضربات
, ابعد فاروق معتز اخير عن يد مروان ليحاول تهدءه الأمور
, - معلش يا معتز
, هو بردو خايف علي اخته
, ومش في وعيه ولا في حالته الطبيعيه
, مسح معتز الدماء من علي أنفه ليرد بانكسار
, -هو مش غلطان يا فاروق
, انا السبب في كل اللي حصلها
, انا حمشي دلوقتى
, وحكلمك عشان اطمن عليها
, قادته قدميه للخارج ليركب سيارته ويتمسك بالمقود بغضب وهو بالكاد يسيطر علي نفسه
, بعد فتره
, كان مروان يقف مدعي الثبات وهو يتاملها
, بوجهها الشاحب موصوله بالاجهزه في العنايه
, حاولت فريده رسم ابتسامه علي وجهها لتطمئنه ليمسك هو بيدها البارده المرتعشه بين يديه يحاول ان يبعث فيها بعض الدف
, لم يكن يستطيع أن يصيغ كلمات
, فقد فرت جميعها من مخيلته وهو يراها بهذا الشكل المنهك
, هي التي كانت دائما تمثل له الدرع الداعم
, التي طالما دفعته ليستمر
, سقطت بين براثن الحزن ليلتقطها المرض
, و يتسلي علي جسدها المنهك
, ٢٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, كان يجمع ملابسه بعصبيه لتعيدها نرمين لمكانها مره اخري
, أعاد الملابس مره اخري للشنطه ليقف أمامها بغضب واضح لتصرخ فيه نرمين
, -مش حسيبك تمشي
, -انا مش حقعد في مكان هو فيه
, ارجوكي يا أمي
, ابعدي عني دلوقتي
, انا مش عايز اغلط
, - معتز ابوك كان خايف عليك
, كان مفكر نفسه كده بيحميك
, كانت امه تحاول تهدئته وتمتص ذلك الغضب الكامن بداخله لكنها بتلك الكلمات أطلقت بركان غضبه الذي كان يحاول السيطره عليه كي لا ينفجر في امه المسكينه ليصرخ بها بقهر
, - خايف عليا
, وبيحميني
, من مين
, من الانسانه الوحيدة النضيفه في حياتي
, من الوحيده اللي حبيتها
, خلاها بدل ما تجري تتحامي فيا
, ترمي نفسها لواحد اكبر من ابوها عشان
, يحميها مني ومن ابويا
, محسش بكسرتي وضعفي من غيرها
, محدش فكر اني كونت بموت كل ليله وانا بتخيلها في حضن واحد غيري
, وانا بسائل نفسي كل يوم هي ليه بعدت عني
, ليه راحه لواحد اكبر من ابوها وسابتني
, خلاني افكر انها رخيصة
, وبتجري ورا الفلوس
, خلاني اذيها زي ما هو اذاها
, انا وهو قتلناها بالبطئ يا امي
, عمري ما حسامحه علي اللي عمله معاها
, واللي خلاني اعمله فيها
, هو كسرها وانا دبحتها ياامي
, دبحتها بدل ما احميها
, انا بكرهه
, مش قادر الاقي سبب واحد
, يخليني اسامحه
, التقط أنفاسه ليكمل وهو يشير لملابسه
, -شايفه دمها اللي علي هدومي
, جوزك خلاني بدل ما اشيل عروستي بفستان فرحها وافرح بيها
, خلاني اشيلها غرقانه في دمها واجري بيها علي المستشفى عشان الحقها
, انا مش حفضل في مكان هو فيه
,
, التقط حقيبته بعنف واضح وسط دموع نرمين التي لم تتوقف لحظه منذ أن بدء يلقي علي مسامعها سيل اعترافاته
, اشفقت علي تلك الحاله التي وصل اليها الجميع رفعت عينيها لتنظر لظل ابنها المنكسر
, لتتفاجا بوجود أنور علي باب الغرفه
, و قد سمع كل شي
, حاول أنور ان يدافع عن نفسه امام معتز
, لكن الاخير رفع يده محذرا اياه من التحدث
, ليتكلم هو
, - من اللحظه ده
, اعتبر ان ابنك مات
, أخذ حقيبته وخرج بعد أن رمقه بنظره وادت الكلمات علي لسانه
, خرج معتز من باب الفيلا ليفتح سيارته ويقزف بالحقيبه المسكينه التي افرغ عليها جام غضبه ويصفع باب السياره بعدها بقوه تهشم الزجاج علي اثرها
, قاد سيارته بسرعه ليتجه مره اخري للقاهره ليطمئن عليها
, ٢٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, - حاضر يا معتز
, اقترب فاروق من مروان مره اخري ليربت علي كتف صاحبه
, -ممكن تقوم معايا
, انت ما اكلتش حاجه من الصبح
, تعالي نشوف اي حاجه ناكلها في الكافتيريا ونشرب فنجان قهوه عشان نفوق
, رفع مروان راسه لينظر لفاروق بضعف
, لياخذه الاخر من يده كطفل تائه ليعيده لأمه
, بينما كان معتز يتابع حديثهم من بعيد
, لينتظر حتي ابتعد مروان مع فاروق
, ليقترب من العنايه ويدخل بسرعه دون سابق إنذار مما جعل الممرضه تهرول اليه
, لتنهره
, -مينفعش كده يا استاذ
, اطبق هو علي يديها ليعطيها حفنه كبيره من الأوراق الماليه وهو ينظر لها متوسلا
, -حطمن عليها وأخرج
, محدش حيحس بيا
, ارجوكي عايز اشوفها بس
, مش حفضل كتير
, استسلمت له الممرضه بعد أن لمعت عينيها لرويه ما بيدها لتشير له ان يمر عبر بوابه التعقيم ليدخل
, نفذ تعليماتها ليتجه الي الداخل بلهفه
, اقترب منها بخطوات متردده وهو يتاملها وهي طريحه الفراش
, موصولة بجهاز الاكسجين الذي كان يدعم تنفسها ليغمض عينيه بقوه محاولات السيطره
, علي الدموع في عينيه
, ابتلع تلك الغصه في حلقه ليفتح عينيه فتهرب الدموع التي اطبق عليها داخل مقلتيه
, دني من اذنها ليهمس لها بصوت مهزوز وهو يتحسس يديها التي لم تشفي من آثار الكدمات السابقة
, - عمري ما حسامح نفسي علي اللي حصل ليكي
, بس صدقيني يا فريده
, حعوضك عن كل حاجه حصلتلك بسببي
, وحاخد حقك من كل حد ظلمك
, وانا اولهم
, وعد
, انا عارف انك كتير عليا
, بس انا ولا حاجة من غيرك
, حقبل منك اي حاجة
, اي حاجة يا فريده
, الا البعد
, مش حستحمله
, ابتعد عنها وهو يشعر باهتزاز هاتفه
, ليتطلع اليه ويجد رقم فاروق
, مسح دموعه وهو يحفر ملامحها في عقله
, ويبتعد سريعا ليخرج من العنايه
, بل من المستشفي كلها
, بقي للحظات يجلس في سيارته
, ينازع رغبته بين البقاء معها والابتعاد عنها
, كان لوقع الكلمه الاخيره مؤلما في نفسه الي ابعد حد
, استسلم اخيرا لتوسلات قلبه
, ونام في السيارة
, بعد أن رفضت كل جوارحه الاستسلام لكلام العقل بالابتعاد عن المكان
, بعد عده ساعات او دقائق لا يعرف
, فرنين هاتفه المتواصل أصابه بالاضطراب
, ليفتح عينيه ويغلقها عده مرات يحاول ان يفيق ليلتقط هاتفه ويرد بعدم تركيز
, -الو
, اتاه صوت شقيقته
, -انت فين يا معتز
, كانت نيره تصرخ فيه بصوت امتلي بالبكاء
, ليرفع راسه ويفركها لعله يخفف من تلك الطرقات التي تدوي بها
, -في ايه يا نيره بتعيطي ليه
, - انت اللي فيك ايه؟؟؟
, انا تعبانه ومخنوقه
, وبعدين روحت شقه ادور عليك
, ملقتقش فيها
, انت فين يا معتز؟؟؟
, حاول تهدئتها ليتكلم
, -اهدي يا نيره
, انا كويس يا حبيبتي
, متقلقيش عليا
, سمع صوت بكاءها وانتحابها بشكل اقوي ليلتقط فادي الهاتف منها
, -معتز انت فين
, نيره منهاره
, وانا مش عارف اتعامل معاها خالص
, و مش مبطله عياط من ساعة ما مامتك كلمتها
, انت في بالظبط واحنا نجيلك
, مسح علي وجهه وهو يدرك ذلك الرابط بينه وبين توامه ليرد
, -انا في مستشفى١٠ نقطة
, عشان فريدة تعبانه
, حاول تهديها يا فادي
, واللهي انا كويس
, ليرد عليه فادي بقله حيله وهو يضمها اليه
, - مش حتهدي غير لما تشوفك
, منتا عارفها
, اذعن معتز اخيرا لهذا الضغط والالحاح منهم
, ليزفر بضيق وهو يرد علي فادي
, -طيب خلاص
, انا مسافه السكه
, وحبقي عندها
, قاد سيارته مغادرا المكان وهو ممزق بين الاثنين فهو يدرك تمام ان نيره لن تهدء حتي تطمئن عليه
, وقد صدق حدثه بها
, ففور وصوله ودخوله للشقه
, ركضت هي لترتمي في احضانه لتبتعد بعد لحظات وهي تمسح دموعها لتتامله بنظره شموليه لحالته قبل أن تلكزه بعنف
, وهي تصرخ به
, - قولتلك كام مره
, متعملش فيا كده
, متقلقنيش عليك بالشكل ده
, تاني يا زفت
, ابتسم لها بضعف ليفتح لها ذراعيه فترمي بنفسها به وهي تحاول أن تهدء من اضطرابها فالرابط بينهم لا يمكن شرحه ولا يعلم اي منهم كيف يفسره
, هي تشعر بكل شي يحدث له كأنه يخصها هي لا هو تعرف ما يشعر و بما يفكر
, لا يحتاج اي منهم ان يتحدث للآخر
, فكلاهما روح واحده انفصلت بجسدين
, حاول فادي ان يلطف الأمر
, -بالنسبة لكوز البطاطا اللي هو جوزك
, اللي هو انا
, معلش يعني
, لو ما يضايقكش حضرتك
, ممكن تسيب مراتي
, ده بعد اذن معاليك
, رمقته نيره بطرف عينها لتتمسك بمعتز اكثر
, ليبتسم له الاخير بسماجه وهو يخرج له لسانه
, وهو يردف بنبره يجيدها معه هو بذات
, -لا
, تقدم فادي بهدوء ليسحب نيره من حضن معتز وهو يحاول ان يتحكم في غيرته التي صبغها بالمزاح
, -اظن كده اطمنتي عليه
, اهو زي القطط
, بسبع أرواح
, نروح بقي
, نظرت له نيره بصدمه ليكمل هو كلامه
, - في ايه
, بتبصيلي كده ليه
, هو اصلا حيرجع المستشفى
, يطمن علي فريده
, نظر لمعتز ليتحدث معه
, -مش كده يابني
, اقترب معتز من نيره ليأخذ بكفيها مطمئنا
, -ارجعي مع فادي
, انا حبقي كويس
, صدقيني والهي
, اول ما فريده تتحسن وتقوم بالسلامة
, انا حبقي كويس
, متخافيش عليا
, يالا روحي مع فادي
, عشان البنات
, وخدي بالك من ماما
, وطمنيها عليا
, هزت راسها بحزن ليضع معتز يديها في يد فادي وهو يطمئنها بنظراته
, وكأنه يعدها وعد مبطن انه سوف يكون بخير
, لتنصرف نيره مع فادي الذي أخذها بين ذراعيه كأنه يأكد لنفسه ملكيته لها
, يكاد يجن من ذلك الرابط بينها وبين معتز
, فترابطهما الشديد يصيبه بالغيره الشديدة
, يعرف انه توامها ويدرك ترابطهما منذ أن عرفها لكنه لم يكن يعرف انه سوف يحبها للدرجه التي يشعر فيها بالغيره من شقيقها
, فهذا الأمر أصبح يثير ضيقه وجنونه
, ٢٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, مر اليومين التاليين ثقال علي الجميع
, ليسمح اخيرا دكتور إيهاب لفريده بلانتقال لاحدي الغرف العاديه بالمستشفي
, بعد أن تأكد من عدم احتياجها للاجهزه التنفس الصناعي
, ليهدء مروان قليلا بعد أن ساءت حالته النفسيه خلال اليومين السابقين علي الرغم من وجود فاروق الذي كان يحاول ابعاده عن الجميع
, فلم يسلم احد من نوبات عصبيته التي طالت الجميع حتي شدوي
, ٢٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, - بالشفاء أن شاء ****
, قالها ايهاب وهو يسحب الابره من كتف فريده ويمسح بالقطنه مكانها برفق
, ابتسمت له فريدة بعفويه لترد
, -تعبنا حضرتك معانا يا دكتور
, بس انا نفسي اروح
, انا مش بحب قاعده المستشفى ده
, ابتسم لها إيهاب ليرد برزانه
, - ولا تعب ولا حاجه
, بس خروج من هنا
, مش حينفع دلوقتي
, انتي مشرفنا لآخر الاسبوع
, وبعدين الواحد
, بيرد جزء بسيط من الدين اللي عليه
, ا. مجدي خيره عليا وعلي والدي
, وحضرتك كمان بقيتي مديرتي
, ولازم اخد بالي منك
, نظرت اليه بتعجب واضح من كلماته الغير مفهومه ليتدخل مروان وفي عينيه امتنان شديد لايهاب
, -دكتور إيهاب يا فريده يبقي ابن عم سيد
, رئيس العمال في المصنع
, وبعدين هو مسبناش لا هو ولا ابوه طول اليومين اللي فاتوا
, بصراحه
, انا مش عارف اشكره ازاي
, - الشكر لله يا استاذ مروان
, انا معملتش حاجة
, ده شغلي
, بعد اذنكم
, انصرف إيهاب من الغرفه ليبقي مروان
, وفريده التي تجلت علي ملامحها الإرهاق
, لتهتف بضيق
, - مروان
, بجد انا عايزه امشي من هنا ريحه
, المستشفى بتخنقني بجد مش مستحملاها
, -فريدة
, انتي سمعتي الدكتور قال ايه
, احنا قاعدين لآخر الأسبوع
, وبعدين لازم تعملي التحاليل والأشعة
, كلها عشان نطمن عليكى
, ولما نخرج من هنا
, انا اتفقت مع إيهاب يتابع حالتك
, ومفيش شغل لحد ما تبقي كويسه
, انا وفاروق حنتابع كل حاجة
, ممنوع الزعل
, ممنوع الشغل
, ممنوع الانفعال
, تاففت فريدة بضيق شديد
, فرحتها في الشغل وليس الراحه التي يفرضها عليها مروان
, ٢٠ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد يومين في شقه معتز
, رنين الباب المتواصل ايقظه من نومه فهو بالكاد غفي بعد أن عاد من المستشفي
, ليطمئن عليها كعادته في الليالي السابقه
, بات وجهه مألوف للمرضات المشرفين علي الدور التي تقيم به
, يتسلل في الليل ليراها ويطمئن عليها لينصرف قرب الفجر بعد أن يشبع عينيه من ملامحها المرهقه
, تافف وهو يفرك عينيه بغيظ
, وهو يكاد يقسم بداخله ان يقتل ذلك السمج الذي يطرق علي الباب بهذا الشكل
, فتح الباب وهو يصرخ
, -في ا٧ نقطة
, سقطت الكلمات عندما رائ نيره تلكزه بكتفه
, وهي تردد
, -ميت مره اقولك متقفلش القفل بتاع الباب
, ايه حتتخطف يعني
, ازاحته من أمامها لتدخل الشقه وتضع الاكياس التي بيدها علي السفره
, لتعود وتنظر له وقد تصلب في وقفته
, لتنهره
, -حتفضل واقف كده
, متقفل الباب وادخل
, نظر للخارج ليعود بنظره لها متسائلا
, -فين فادي
, -مستنيني تحت في العربية
, أغلق الباب ليتقدم منها وهو يتفحصها
, - استر يارب
, خير
, ارتبكت نيره وهي تنظر لمعتز الذي كان بتفحصها بدقه
, -في إيه
, بتبصيلي كده ليه
, كتف يديه امام صدره ليردف قائلا
, - مين اللي باعتك يا نيره
, بهتت نيره فهي مكشوفه امامه
, يقرئها دون مجهود يذكر
, -هه
, علت نبره صوته قليلا
, -نيره
, لترد هي سريعا
, -بابا
, وقبل ما تصرخ فيا
, اقعد واسمع الأول
, اشاح معتز بوجهه ليبتعد عنها ويتجه لغرفته
, وهو يردد
, -م عايز اسمع حاجه
, لحقته لتقف امامه
, -انت مش عايز ترجع لفريدة
, صرخ بها لتتوقف
, - نيره
, اقتربت منه لتقول بنبره حاولت أن تكون هادئه
, -اسمعني بس
, تعالي
, امسكته من يده لتجه معه لاحد المقاعد فتجلسه وتجلس الي جواره وهي تفرك يديها بتوتر لا تعرف من أين تبدء لكنها شجعت نفسها لتتكلم
, - بابا ندمان علي الي حصل يا معتز
, مش حقولك انه مغلطش
, هو غلطان
, بس هو تفكيره كده يا معتز
, تافف معتز وهم ان يتكلم لتسرع نيره باستكمال حديثها
, -بابا كتبلك نصيبه من المصنع والشركه
, باسمك
, اسرع لايتكلم بغضب
, -مش عايز حاجه منه يا نيره
, أمسكت يده وهي تحاول اقناعه
, -قبل ما تقبل او ترفض
, فكر
, انها فرصه انك تبقي مع فريده
, وتشوفها كل يوم
, وتحاول ترجعها
, وقفت لتعدل من هيئتها وهي تهم بالخروج
, محاوله الهروب لتكمل كلامها بعد أن لمست
, علامات التفكير علي ملامحه
, -العقود فادي حيسجلها بكره
, في الشهر العقاري
, فكر وكلم فادي
, هو اللي حيخلص كل حاجة
, أسرعت بالذهاب لتتركه يفكر
, في الأمر ليأخذ قراره
, فقد كان ابيها محقا عندما طلب منها ان تتكلم معه فهي الوحيده التي تستطيع التاثير عليه

٢٤


بقيت علي حالتها
, منذ ان تركها مروان وسافر
, تتامل الازهار بالحديقة
, جالسه علي الارجوحه
, خلعت حذائها لتترك لقدميها حريه ملامسه العشب ليداعب جلدها برفق
, تشعر بسكينه وهدوء غريب
, يغلف روحها
, التي تشبعت بالحزن
, تتعجبت من الحاله التي تصيبها
, ففي كل مره يضغط عليها الجميع
, تنفجر بهم بسيل من الاعترافات
, لتكشف أسرار استوطنت في أعماقها
, كادت ان تبقيها بداخلها لتنهش روحها بتمهل فما قامت به في الجلسة الواحد من الاعترافات يعادل ايام من الحكي والفضفضه
, لتغصب نفسها علي الابتسامة
, وقد عاهدت نفسها ان تلملم شظايا روحها لتضمدها كما اعتادت ان تفعل دائما
, تنهدت
, وهي تسترجع احلامها به في كل ليله
, قضتها بالمستشفى
, كانت رائحته تتخلل مسامها لتشبع روحها
, فتجبر عقلها الباطن ان يكون هو وحده بطل احلامها في كل ليله
, لم تصدق ثرثره الممرضه في آخر يوم لها وهي تضب أغراضها عندما قالت لها عن زائر كل ليله
, الذي يتسلل ليراها دون أن يشعر به احد ليخرج من غرفتها قبل الفجر
, فقد وصفته الممرضه بروميو المستشفي
, فمنذ أن تشاجر معه مروان
, وقد اختفى عن الجميع لم يراه احد
, لكنها كانت دائما تشعر بوجوده حولها
, طوال فتره بقاءها في المستشفى
, لا تجد تفسير لذلك
, حتي كادت تعتقد انها مريضه به
, تنهدت بتعب من كثره التفكير في تلك الأمور
, لتلتفت الناحية الاخري فتجد شدوي تتهادي في مشيتها و تتقدم اليها بصحبه داده يحملان الطعام ليتناولاه معا
, وضعت شدوي الطعام علي المائده القريبه منها لتقترب منها وقد اتسعت ابتسامتها
, -يالا يا ديده
, التفتت فريدة وهي تنظر للطعام بعدم رغبه
, -مليش نفس يا شدوي بجد
, ربتت شدوي علي كتفها
, لتلتصق بها وتنظر لها وقد لوت شفتيها بطفوله واضحه جعلت الاخري تبتسم
, - ديدة
, انا مش حاكل من غيره
, اوعي تكوني عمتو الحربايه
, وعايزه تجوعيني انا وابن اخوكي
, اللي مطلع عيني
, ضحكت لها فريده بحب لترد عليها
, -يا شيخه حرام عليكي
, ده الواد بيترج في بطنك
, ولا الميلك التشيك يا مفتريه
, واللهي صعبان عليا
, تقوس فم شدوي لتردف بامتعاض واضح
, -ايوه ايوه
, روح طنطك كريمه حتلبسك بقي
, كملي
, كملي
, ليرد الاثنان بنفس واحد
, -متخفش من الهابله
, خاف من خلفتها
, ضحكت شدوي وفريده بانطلاقه
, لتضغط الاخري علي صدرها من كثره الضحك
, وتحاول التكلم
, -واللهي يا شدوي انتي اللي مهونه عليا الحبسه ده
, من ساعة ماخرجت من المستشفى من اكتر من اسبوع وانا خلاص مش قادره
, ابتسمت لها شدوي
, -هانت يا ديدو
, فاضل كام يوم كمان وتخلصي الحقن اللي بتاخديها ونرجع اسكندريه
, تنهدت فريدة بفرحة عند ذكر الإسكندرية
, - وحشني البحر اوي يا شدوي
, -ومين سمعك
, الواحد من ساعة ما ساب اسكندريه
, وهو حاسس انه متغرب
, ابتسمت لها فريده
, -طب يالا يا مغتربه
, عشان ناكل
, -علي رايك
, مهو ميبقاش
, غربه وجوع
, تناولت فريدة الغداء مع شدوي
, في جو من المرح والحب
, توقفت فجأة عن البلع
, وهي تلمح طيفه يقترب
, للثواني اعتقدت نفسها تتوهم رويته
, لتجده يقترب منهم اكثر و تتسع تلك الابتسامه على وجهه
, ابتلعت الطعام ببطء
, وهي تشيح بنظرها في الجهه الاخري مما جعل شدوي تلتفت لترى ما الذي جعل ملامحها تتحول للبرود مره واحده
, وقفت شدوي لترحب به
, -اهلا يا معتز
, -ازيك يا شدوي
, رددها لسانه بينما نظره بقي معلقا بفريده
, يتلاكا علي ملامحها ليشبع عينيه من تفاصيلها التي وشمت روحه
, بينما هي بقيت تتصنع البرود وهي تلعب بالمعلقه في طبقها
, تتصنع الانشغال بالأكل لم ترفع عينيها اليه فقد بقيت تجاهد لتضبط انفعالاتها
, و لهفتها لرويه البحر في عينيه
, تشعر بالشوق واللهفه في نبرته
, وهو يحدث شدوي
, وكأنه يتوسلها لترفع عينيها ليراها
, حاولت شدوي تلطيف الجو فقد شعرت بشرارات من التوتر تغيم علي الهواء المحيط بهم
, لتتكلم
, -حماتك بتحب
, اتفضل
, ثواني اجيبلك طبق
, تركز ببصره علي فريده لينطق
, -**** يرحمها
, اكيد كانت حتحبني
, زي ما بنتها بتحبني
, هربت شدوي بعد أن رفعت فريدة
, راسها بغيظ لتقابل نظرات معتز المتسليه
, والذي نجح اخيرا في استفزازها
, لترفع عينيها اليه
, اربكها فيض الشوق في عينيه لها
, لتتورد بشكل أصبح يدمنه هو
, لم تعرف ماذا تقول
, فقد اعتقدت نفسها قادره علي مواجهته
, لتجد نظراته تحاصرها
, وتضغط علي تماسكها الذى تدعيه
, لا تعرف كم بقيا علي هذا التواصل بينهم
, لكنها انتفضت من مكانها
, عندما شعرت بيده تأثر يديها لتحسين باطن كفها بلمسات اصبحت علي اثرها اكثر هشاشه
, مما كانت
, حاولت أن تسحب يديها لكنه ضغط عليها برفق وهو يتكلم
,
, -وحشتيني
, ا
, اقصد
, عامله ايه دلوقتي؟؟
, الشركه وحشه اوي من غيرك
, سحبت يديها من يده بغيظ
, و هي تنهض لتحاول
, استجماع تركيزها
, - استاذ معتز
, ياريت حضرتك تلزم حدودك معايا
, وبعدين بيتهيئلي ان
, استاذ فاروق و مروان مش مقصرين
, وبيقوموا بالشغل كويس جدا
, اسفه
, مضطره استأذن
, من حضرتك
, نظر اليها وقد اتسعت ابتسامته
, ليتكلم بهدوء
, - براحتك يا أستاذه فريدة
, انا بس كونت جي عشان
, وحشتيني
, وكل ما حضرتك حتوحشيني
, حاجي اشوف حضرتك
, حلو الحدود ده
, ولا ازود حبه حدود
, حضرتك
, اشتعلت ملامحها بغضب
, ليعاجلها هو يشير اليها بالصمت
, -لسانك لو كدب عليا
, عينيكي فضحاكي
, علي فكره
, تركها لتضرب الأرض بقدميها
, بغيظ شديد من تصرفاته
, وغادر المكان و قبل أن يفقد اعصابه معها فهي لن تتحمل ما يدور بعقله
, فعزرها الوحيد له انها لم تتعافي بعد
, قابلته شدوي لتتسائل بطلقائيه شديده
, -رايح فين يا معتز
, مش حتتغدي معانا
, ابتسم علي عفويتها الواضحه
, ليرد عليها
, -معلش يا شدوي
, خليها مره تانيه
, بس تبقي شربات مش غداء
, ابقي سلملي على مروان
, ٢٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في المساء
, كان مروان يراقب فريدة وشدوي وهم يشاهدون التلفاز علي احدي افلام الكرتون الخاصة بشدوي وكل واحده تحتضن بوله ضخمه من الفشار
, وقد بدي علي ملامح شدوي و فريدة
, التأثر الشديد وهم يتابعوا الفيلم
, ليزفر بنفاذ صبر وهو يتحدث إليهم
, -ماشاء ****
, عدوي وانتشرت في المكان
, لم يلتفت له احد منهم
, ليتسائل بمكر
, -يعني محدش قالي
, ان معتز جه النهارده٤ علامة التعجب
, سعلت فريدة بشدة لتسرع شدوي وتمرر لها كوب من الماء وهي ترد علي مروان بعفويه كعادتها
, -اه جه بس مقعدش كتير يعني
, ده حتي متغداش
, رفع مروان حاجبه
, لكنه سرعان ما حاول السيطره علي انفعالاته ليسالها مستفسرا
, -ليه هو انتي كمان عزمتي عليه بالغداء
, ردت شدوي بثقه
, -ايوه طبعا
, مش جه والاكل محطوط وبناكل
, عايزه يقول علينا اه بخلاء يعني
, صحيح كونت حنسي
, قالي ابقي اسلم عليك
, لتتركه وقد ارتسمت علي وجهه
, علامات الذهول من ردها
, وتعود لجلستها وتكمل الفيلم
, كأنها لم تفعل شئ
, فيصرخ بها بقهر
, -سيبي الزفت اللي بتفرجي عليه ده
, وبصيلي حيجيلك عته اكتر مهو موجود
, ضحكت فريدة عليهم لتتحدث
, -الصراحه يا ميرو
, انت بقيت بتصعب عليا
, تقوس فم شدوي لتقف وتضع يديها بخصرها
, - ليه يعني يا ست فريده
, هو انا عملت حاجه
, رد مروان عليها وهو يرفع يده بحركه متعجبه
, - حبيبتي
, هو انتي بتعملي حاجه ابدا
, انا انتي حتي ملاك بجناحات
, اقتربت شدوي منه لتلتصق به وترفع راسها لفريده وتخرج لسانها
, -لا كفاية ملاك
, بلاش الجناحات
, مش عايزاها
, ضمها اليه مروان بقله حيله
, فشدوي ابدا لن تتغير
, ولا يردها ان تتغير لتبقى بتلك العفويه والطيبه التي يعشقها بها
, لحظات و دخلت داده محاسن
, لتنظر لفريده وتحدثها
, -دكتور ايهاب جه يافريدة
, يالا حبيبتي
, عشان معاد الحقنه
, تنغض وجهها بتعب لتتحدث
, -انا تعبت من الشكشكه ده
, مع ان واللهي ايده خفيفه
, بس شكل الحقنه بقي بيخوفني
, ربت مروان علي ظهرها بحنان
, -معلش يا حبيبتي
, كلها كام يوم وتخليصيها
, وتكملي بقيت علاجك بالبرشام
, هانت يا ديدو
, انصرفت فريدة لتنظر شدوي لمروان
, حاولت أن تكتم فضولها الذي كاد يقتلها لكنها فشلت بشده لتنطق
, -مروان
, قتل مروان سؤالها قبل أن تسألها
, لينظر لها محذرا
, -لا
, تقوست شفتيها لتتحدثه باعتراض
, -هو ايه اللى لا
, انا لحقت قولت حاجه
, - لا متقوليش
, عشان مش حرد
, ضربت قدميها في الأرض بعصبيه لتبتعد عنه وتمشي من امامه مسرعه كعادتها
, -كده
, طيب
, امسكها من ملابسها كالصوص لينظر لها محذرا
, وهو يزفر بضيق
, - هو انا قولتلك امبارح ايه
, نظرت اليه بوداعه وبله لترمش بعينها محاوله التركيز فيما يقصد
, -حاجات كتير الصراحه
, مش فاكره
, تقصد انهي فيهم؟؟؟؟؟
, تركها مروان وهو يمسح وجهه بيده عله يهدء قليلا من أفعاله ليحاول استعاده اتزانه
, وهو يتحدث معها
, -في بني آدم
, في بطنك
, ارحميه شويه
, وامشي براحه
, عشان متجلطنيش
, ابتسمت له ببرائه لتتحسس بطنها وهي تتكلم
, - بجد
, بدءت نبره صوته تعلو محذرا ايها
, -شدوي
, -خلاص
, خلاص متتعصبش كده
, حمشي براحه اهو
, تركته لتمشي بتمهل قليلا لتعود وتسرع الخطي مره اخري وتهرب من امامه
, - **** يهديكي يا شدوي
, قبل ما تشيليني
, ٢٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, - بالشفاء أن شاء اللة
, تنحنحت فريدة لتشكر دكتور إيهاب علي اهتمامه
, -شكرا جدا لحضرتك يا دكتور
, بس يعني
, هو انا كونت عايزه اعرف
, هو انا حفضل اخد الدواء ده علي طول
, قصدي يعني٣ نقطة
, -مدام فريدة
, انا بس حابب أوضح لحضرتك
, ان الدواء ده لازم تاخديه فتره مش قليله
, لاني سبق وحظرت حضرتك
, أن ده موشر خطر جدا
, أن واحده في سنك الصغير ده
, يجيلها جلطه علي الشريان الرئوي
, كان ممكن لا قدر **** متتلحقش
, وطبعا سبق وقولت لحضرتك
, ان السكوت وكبت الزعل ده مش جدعنه
, لازم تخرجي كل المشاعر السلبيه اللي بتتعرضي ليها باي شكل انتي تحبيه
, بس السكوت ده بيموت
, واظن حضرتك جربتي ده بنفسك
, اعملي حاجه بتحبيه تحولي بيها مشاعرك السلبية لحاجه تفرحك
, بلاش تفضلي دايما ساكته
, لان المره الجايه مش حتقومي منها
, انا اسف لو كان كلامي بيدايقك
, بس لازم تاخدي بالك من نفسك
, اكتر من كده
, - معاك حق يا دكتور
, انت صح
, التفتت فريدة لمروان الذي ظهرت علي ملامحه القلق
, ليتحدث اليه إيهاب بعمليه شديدة
, -انا حستاذن و حاجي بكره عشان اديكي اخر حقنه وبعد كده حبقي اتابع معاكي العلاج
, وطبعا لازم تشرفينا فى المستشفى عشان نعمل شويه تحاليل نطمن بيها علي حضرتك
, ابتسمت فريده بود
, -اكيد
, ان شاء اللة
, انصرف إيهاب ليتابع مروان فريدة بدقه وهو يتساءل
, -اه سرحتي في ايه يا ديده
, - ابدا
, بس عايزه ارجع اسكندريه
, وحشتني القعدة علي البحر
, و وحشني الهواء
, وبتاع الفريسكا
, و٦ نقطة
, ضمها اليه مروان
, - خلاص بكره بعد ما إيهاب يمشي نسافر علي
, طول ونسهر كمان على البحر زي زمان
, -بجد يا مروان
, -بجد يا قلب مروان
, ٢٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في الإسكندرية
, بعد اسبوع
, قامت فريدة بتحويل الفيلا الي خليه نحل
, و قد بدءت تغير كل ديكورات الطابقين الأول والثاني بالفيلا ليكونوا صالحين لإنشاء الحضانه التي لطالما حلمت بها هي وشدوي
, حاولت شدوي مساعدتها
, لكن رائحة الطلاء التي كانت تنتشر في الجو
, اصابتها بالاعياء الشديد
, لتلتقطه أنفاسها وهي تتحدث اليها
, -خلاص مش قادره يا فريدة
, انا تعبت بجد
, حاسه نفسي مخنوقه
, وتعبت من الترجيع كل شويه
, نظرت لها فريدة باشفاق علي حالتها
, -خلاص يا شدوي
, اطلعي استريحي فوق شويه
, وخلي داده تعملك حاجه دافيه
, -حاضر
, صعدت شدوي الي الطابق الثالث بالفيلا
, حيث كانت فريده قد جهزته ليمثل بيت دافئ لهم معا فقد شمل علي غرفه لها واخرى لمروان وشدوي كما كانت حريصة علي ان يكون مريحا ليضم كافه التجهيزات
, بقيت فريدة لفتره طويله
, تشرف علي العمال و تضيف لمساتها التي لطالما حلمت بها
, فمنذ ان فكرت في الحضانه
, وهي تحلم بكل تفصيله بها
, اندمجت في حديثها مع مهندس الديكور وهي تناقش معه بعض التعديلات
, لتمر عليها نسمه ناعمه تداعب شعرها الثائر من ربطته لتعيد ترتيبه مره اخري
, بينما هي تحاول أن تعدل من ربطه شعرها تسللت نسمه شقيه تحمل عطره
, الذي غزي خلاياها
, لتستدير بتلقائيه تبحث عن صاحبه
, لتجده خلفها مباشره يضع يده في جيبه ويتاملها بنظرات غريبة عليها
, حاول رسم البرود علي ملامحها لتستعيد ثباتها الذي بعثره بمفاجئته لها
, لتجده يتقدم اكثر منها
, لكنه هذه المره كانت عينيه مثبته علي ذلك الشخص بجواره
, التفتت اليه لتنتبه لمدى قرب الاخر منها
, لتفهم هي معني نظرات معتز لها
, ابتسمت بداخلها لتعيد نظرها الي مهندس الديكور وتكمل حديثها معه
, متجاهله اياه يتلظي بنيران غيرته
, حاول معتز قد الإمكان ان يتحكم في تلك النار المشتعله بداخله يتأمل ذلك السمج الذي كان يبتسم لها وهي تضيف تفاصيل الغرف الخاصه بالأطفال وألوان الدهانات
, و تختار الديكورات من الكتيب الذي بدء يقلب لها صفحاته حاول أن ينظم تنفسه كي يتحكم في نفسه اكثر من ذلك لكنه لم يستطيع تمالك اعصابه و هو يراه يقترب منها اكثر ليثني علي جمالها و يمتدح ذوقها الراقي والبسيط
, وجد نفسه بلحظه يقف بينهم لترتبك فريدة وتبتعد عنه فورا فقد كاد ان يلتصق بها وهو يفصل بينها وبين مهندس الديكور
, نظرت له بغيظ من تصرفاته ليقابلها بنظره اخرستها فقد وجدت عينيه قد أظلمت لتحمل بين طياتها الكثير والكثير من الأمواج الغاضبه
, التي كادت ان تغرقها لولا انه أغلق عينيه للحظات محاولات ان يهدء من نفسها
, ليستعيد وجهه الجامد وهو يمد يده لمهندس الديكور ويرحب به
, -اتشرفت بحضرتك يا باشمهندس اا
, هو اسم حضرتك اه
, - سراج
, -تشرفنا يا بشمهندس سراج
, معلش حستاذنك
, و حاخد خطيبتي
, اتكلم معاها
, بعد اذنك
, تراجع سراج قليلا وهو يحاول رسم ابتسامه ليحفظ ماء وجهه
, من هذا الموقف السخيف
, ليسحب معتز فريده من يديها و يدخل بها الي بإحدى الغرف وسط صدمتها من تصرفاته اغلق الباب من خلفه ولا يزال يحكم قبضته علي يديها
, لتفيق هي من ذهولها علي صوت الباب
, نفضت يديها من يده بعنف وقد تلبسها غضب شديد من جرائته معها
, - انت اكيد اتجننت
, ايه الي انت قولته بره ده
, نظر لها ببرود
, -قولت ايه
, صرخت به
, -معتز
, اظن اني قولتلك قبل كده ان في بينا حدود
, احترم نفسك بقي وحافظ عليها
, - انتي اللي قولتي
, وانا رديت يومها وقولتك انك كل ما حضرتك حتوحشيني حاجي واشوف حضرتك
, هي ده الحدود اللي عندي
, عايزه ايه تاني
, يافريدة
, -افهم بقي
, احنا
, -اوعي تنطقها حتي
, بينك وبين نفسك
, فاهمه
, انا بحبك وانتي بتحبيني
, بلاش دماغك الناشف ده
, يا فريدة
, اقترب منها اكثر
, ليهمس باذنها
, -بعاد عنك مش حبعد
, و حد تاني غيري في حياتك
, مش حيحصل يا فريده
, مش حقف اتفرج عليكي تاني
, وانتي بتضيعي مني
, ومش حسمح لمخلوق يقرب منك
, انتي ليا انا
, فاهمه
, ابتعد عنها بعد كلمته الاخيره لايغادر الغرفة
, لتنتفض فريده وهي تراه يصفع الباب بقوة
, أودع فيها كل غضبه منها

٢٥


- هو مثلك يشبك في كل شيء
, كلمات ظلت ترددها في عقلها وهي تتامل البحر امامها تشكو له حالها
, فقد غابت عنه فتره طويله لتعود بنفس الشوق والحنين اليه
, مهما غابت تعود لتبعثر أفكارها علي رماله فيعيد هو بامواجه ترتيبها
, ليتركها بذهن صاف وجسد سليم
, كانت تحتاج تلك الجلسه كثيرا
, فما بينهم لا يحتاج لكلمات
, علاقتها به قويه
, يمتص كل حمولها ليذيبها بين امواجه
, ويعيدها في كل مره تاتي اليه
, نابضه بالحياه متخمه بالفرح
, بقيت علي جلستها طويلا
, تنظر لتلك الأمواج الهادئه احيانا
, والثائره احيان اخري
, تداعب يديها الرمال برفق دون هدف واضح
, كانت احيانا تاتي موجه شقيه تدغدغ قدميها لتجعلها تبتسم
, وتذكره بمعتز ومشاكساته لها
, كم تفتقده
, لن تنكر انها اشتاقته
, لكن كرامتها اهدرت علي يده
, هو وابيه
, تنهدت وهي تخرج كل مشاعرها السلبيه
, تشكوا للبحر ظلمه لها
, لم تمنع دموعها من النزول
, فهي لم تعد تعلم
, هل تستطيع أن تنسي ما مرت به؟؟؟
, ام لا؟؟؟
, بقي نظرها متعلق بالبحر
, لتتسابق النسمات اليها تخفف من وطاءه
, الألم الذي يرقد في صدرها
, بينما هي علي تلك الوضعيه كان مروان وشدوي يراقبانها بصمت
, وقد أدرك مروان مدي احتياجها لتلك الجلسه ليترك لها مساحتها من الحريه للحديث مع البحر فهو يعلم كم ترتاح معه
, فهو بئر سحيق لاسرارها ومشاعرها
, تأمل مروان شدوي التي بقيت تثرثر بجانبه لتغفو في النهاية ببرائه علي كتفه
, حملها برفق ليضعها بالسياره ويدثرها بشال رقيق كانت تتشح به فريده
, أغلق السياره ليتجه حيث تجلس فريده ويجلس جوارها بصمت
, لم يتعدي علي مساحتها الخاصه
, حتي تأذن هي بذلك
, لحظات كثيره مرت
, لتنبه فريده لوجوده جوارها
, نظرت حولها تبحث عن شدوي
, ليجيبها هو عن سؤال لم يتخطى عقلها
, -نايمه في العربية
, حاولت أن تقف لترحل
, لكنه اوقفها لتعود وتجلس بجواره مره اخري
, وهو يشجعها علي البقاء
, -خلينا شويه
, القعدة معاكي وحشاني يا ديده
, ابتسمت له فريدة بحب ليقترب منها اكثر ويضمها اليه بحنان كبير
, -مش حبطل اقولك اسف
, طول ما انا عايش
, دايما بحس بالعجز لما ببصلك
, بدل ما احميكي
, انتي اللي كونتي بتحميني
, رفعت نظرها اليه
, - مروان
, انا معدش فاضلي غيرك في الدنيا ده
, بلاش كلام في اللي فات
, انسي
, عشان انا نفسي انسي كل اللي عدي
, ضمها اليه مره اخري وقد احس بالتردد فيما يريد ان يقول لكنه في النهاية حسم امره ليتحدث بهدوء
, -فريدة
, لم تتحرك من مكانها وهي تحادثه
, - نعم
, اكمل كلامه
, - معتز
, جالي الشركه انهارده
, و اتكلم معايا و كان ١١ نقطة
, اسمه جعلها تبتعد عنه قليلا لتلمع عينيها بغضب محذره اياه من التمادي بالحديث
, فهو الوحيد الذي تشعر بضعفها امامه
, اقترابه منها يبعثر ثباتها
, هي لم تكن قاسيه من قبل لكن تلك الندبه التي تسبب فيها ابوه لم تلتئم بعد
, تحدثت بانفعال واضح
, - عايز ايه
, - عايزك
, فاضل في عدتك ٣شهور
, وكان يعني٤ نقطة
, ردت دون تفكير لتقطع علي قلبها البائس
, التفكير والتعلق بالأمر
, -لا
, الحكايه ده اتقفلت خلاص
, مش عايزه٥ نقطة
, قاطعها مروان
, -ليه يا فريده
, انا عارف انك بتحبيه
, وهو باع الدنيا كلها عشانك
, كادت ان تصرخ به
, وتعترف انها لا تحبه بل
, هي تذوب به تعشق تفاصيله
, التي باتت تحفظها في قلبها
, وتطوق للاقتراب منه
, تدمن تلك الرعشه
, التي تحتل اوصلها عندما يهمس لها
, لكنها وجدت لسانها يتفوه بكلمات اخري
, لتبعد تلك الشبهات عنها
, حتي لا تتعرى روحها امام مروان
, جاهله هي أن مجرد ذكر احد لاسمه
, يجعل ملامح وجهها
, تكاد تضيئ من الفرحه
, - مروان حاول تفهمني
, انا مش محتاجه حبه بس
, انا نفسي احس بالأمان معاه
, انا بقيت بخاف من ردود أفعاله معايا
, مش عارفه اشرحها ازاي
, بس انا كونت متخيلاه حيبقي زى بابا
, يقدر يحتويني
, او حتي زيك في حنيتك عليا
, لما بشوف انت بتتعامل ازاي مع شدوي
, ازاي بتحتويها وبتطمنها مهما عملت
, ومهما اتجننت معاك
, أصابت كلماتها مروان بالذهول
, فالمقارنه التي تقوم بها ظالمه
, لنفسها قبل أي أحد ليرد عليها
, -فريدة
, انتي ازاي تقارني نفسك بشدوي
, انتي غيرها
, انتي بتعرفي تتصرفي
, وتسدي في اي موقف
, تقدي تعملي اللي انتي عايزاه
, في الوقت اللي يناسبك
, بتعرفي تفكري ليكي ولغيرك
, وتاخدي قرارت صح
, انتي غيرها
, شدوي طفله
, بتغرق في شبر ميه
, لا تعرف تفكر صح
, ولا عايزة تتعلم حتي تفكر
, ولو اتحطت في اي موقف بتتلخبط
, و مبتعرفش تعمل ايه
, عشآن كده **** خلقني ليها
, عشان نكمل بعض واسندها واحميها
, واحافظ عليها من نفسها
, صحيح معتز عصبي ومتسرع
, بس عنده استعداد يعمل عشانك المستحيل
, بيحبك و بيغير عليكي مني تخيلى
, تنهد عندما رآها تتطلع للبحر وهي تحاول أن تخفي وجهها عنه الذي كان واضح عليه الاقتناع بكلماته معها ولكن عقلها العنيد
, لا يريد أن يجعلها ترتاح ابدا
, ليكمل كلماته بمكر
, -فكري يا فريده
, لو حابه تديله فرصة ثانية
, انا شايف انه يستحقها
, ولو حابه تقبلي الصفحه ده
, وتبدئي حياتك مع حد تاني برده براحتك
, انا عمري ما حضغط عليكي في قرار زي ده
, وعموما انتي لسه فاضل في عدك وقت طويل
, يمكن تتغير فيهم الدنيا بلاش تستعجلي
, مش يمكن تقابلي حد تحبيه ويحبك
, كلماته الاخيره جعلت جسدها يتشنج وهو يرفض الفكره من الأساس
, لكن عقلها طغي عليه الفضول ليسال
, - تقصد مين؟؟؟؟
, اشاح بوجهه عنها ليدرك انه آثار فضولها
, بكلماته ليرد ببراءه ادقن ادعائها
, - مقصدش حد معين
, بس انا بفكر معاكي
, عادي
, حاولت فريدة التركيز علي ملامحه ليبتسم هو لها ويربت علي كتفها وهو يحدثها
, -يالا نروح
, الوقت اتأخر
, عشان شدوي متبردش
, التقط يديها ليعودا معا للسياره
, لاحظ مروان اضطراب ملامح شدوي
, كأنها تحلم بشئ مخيف ملس علي وجهها برفق ليطمئنها لكنها ظلت علي عبوسها وهي نائمه التقتت فريدة توتره
, -حاول تصحيها براحه يا مرون
, ممكن تكون تعبانه
, هزها مروان برفق لتتاوه شدوي بصوت مسموع وهي تلف يديها علي بطنها وقد انكمشت ملامح وجهها
, ظل مروان يردد اسمها حتي اسبلت عيونها بتعب
, - شدوي
, انتي كويسة؟؟
, حاسه بحاجه؟؟؟
, ردت دون تفكير
, -بطني بتوجعني اوي
, - طيب اهدي
, حنروح المستشفى نطمن
, تمسك بالمقود ليتجه لاقرب مستشفي
, حيث أوقف السيارة وحملها برفق ليضعها علي احدي الكراسي المتحركه وقد رفض ان تسير بعد أن وجدها بتلك الحاله تتاوه بخفوت
, وهي ممسكه لبطنها و منحيه علي ذاتها بضعف
, في غرفه الكشف
, نظرت الطبيبه لشدوي نظرات متفحصه وهي تسالها
, -المغص ده عندك من امتي؟؟
, توترت شدوي وهي تجيب
, -بقاله يومين
, بس
, بيروح ويرجع تاني
, -تمام
, تقدري تلبسي هدومك
, ارتدت شدوي ملابسها
, وهو تتهرب من نظرات فريدة لها المعاتبه
, ليتجها الي مروان الذي كان يتاكله الخوف
, بعد سماعه لاعترافها
, - خير يا دكتوره؟؟؟؟
, -ان شاء **** خير
, بس المدام ممنوع تتحرك نهائي
, وانا حكتبلها علي حقن تثبيت للحمل
, بس
, توقفت عن الكلام للحظات وهي تركز بصرها علي شدوي وتكمل حديثها
, - الحقن ده
, يا حتثبت الحمل وربنا يتمه علي خير
, يا اما تعمل إجهاض لو الحمل ضعيف
, وياريت تهتمي بنفسك اكتر من كده يا مدام وتاخدي بالك ان التقلصات والانقبضات اللي بتحصلك ده مؤشر خطر مش مجرد مغص
, عادي
, شحب وجه شدوي بعد كلمات الطبيبه لتعتصر بطنها بيديها كأنها تتوسل طفلها ان يبقي
, فهي لن تحتمل ابدا ذنب فقدانه
, ربت مروان علي ساقها برفق لترفع هي عينيها الممتلئه بالدموع وقد تشوشت الرويه امامها
, ليردد لها
, - ان شاء **** خير
, هزت شدوي راسها دون تفكير كأنها تؤيد كلماته فيتعلق بصرها بالطبيبه تتوسل اليها ان تطمئنها لتشفق الاخرى علي حالها
, - اول حمل ليكي
, صح
, هزت شدوي راسها بالموافقة
, لتكمل الاخري حديثها
, -بصي
, احنا دايما بننصح بالراحه
, وتجنب المجهود والحركه الزياده في الحمل وخصوصاً في الشهور الاولنيه
, ده غير انك لازم تهتمي بالأكل ونوعيته كويس جدا وتواظبي علي الفيتامينات مش عشان الجنين اللي في بطنك لا عشانك انتي
, البيبي كده كده بيأخذ كل احتياجات من جسمك وبالتالي انتي اللي بتتاثري بده
, فلازم تعوضي جسمك بكل اللي بيتسحب منه
, ١٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, خرج مروان من الغرفه يبحث عن دواء للصداع الذي يمزق راسه
, فمنذ عادوا للمنزل وشدوي لا تكف عن البكاء من شدة خوفها حتي غفت اخيرا من كثره تعبها التفت ليجد فريدة تتفحصه بدقه
, - مروان شدوي بقت كويسة
, -اخيرا نامت
, بس انا الصداع حيفرتك دماغي مش قادر
, -ثواني حجيبلك مسكن من معايا
, غابت للحظات لتعود وهي تحمل شريط الدواء والماء
, - اتفضل
, التقطها منها ليتناوله ثم بدء يفرك راسه لعله يخفف من حده الألم به
, بقيت تتامل فريدة وهي تحاول أن تسأله ليلتفت اليها هو متفحصا وقد أدرك ان هناك سؤال يختبئ بين طيات عقلها
, -عايزه تقولي ايه
, تنحنحت بحرج
, -هو انت ليه اصريت نرجع هنا
, -عشان اجبر شدوي علي الراحه
, انا اكتر واحد عارف شدوي
, اول ما تبقي كويسه وتشم نفسها حترجع تتنطط و مش حتريح نفسها
, لكن طول ما ماما كريمه
, هنا معاها حتاخد بالها منها
, ومش حتخليها تتحرك ولا تقوم من مكانها
, كفاية بس اقولها ان بنتها محتاجه راحه
, وان حملها في خطر
, حتفضل مقعدها في السرير لحد ما تولد بالسلامه
, نظر لها بخبث ليكمل
, -وكمان عشان سي معتز
, رجله خدت علي الفيلا
, ولا انتي رايك ايه
, تنحنحت بحرج لتتكلم
, -اللي انت شايفه صح اعمله
, عادي يعني انا مش فارق معايا
, نقعد في الفيلا والا في الشقه عندك
, تصبح على خير
, اختفت من امامه وهي تحاول أن تداري توترها فربما كان وجودها في بيت مروان فرصه جيده لتبتعد عنه وتعيد حساباتها
, ولكن هل يمكنها ان تخرجه من حياتها بتلك السهوله يبدوا الأمر صعبا
, بل هو مستحيل نعم هي تريد تاديبه لكنها لا تستطيع أن لا يكون بحياتها
, فهو بالأساس حياتها
, نظرت لنفسها بالمراءه لتلمع عينيها بفكره مجنونه فتبتسم وقد راقتها الفكره وهي تردد
, -لما نشوف حستحمل قد ايه يا معتز
, رمت بنفسها علي السرير لتحتضن وسعادتها وهي تتوعده ان تثير جنونه بها لتغفوا سريعا من كثره التعب
, ٢٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, رنين الهاتف المتواصل ايقظها من نومها لتفتح عيونها بكسل وهي تمد يدها لتبحث عنه بجواره فتحت المكالمه دون أن تنظر للشاشه لياتيها صوته الغاضب
, - ممكن اعرف انتي فين؟؟؟؟
, ضحكت بخفوت وهي تفرك عينيها فقد بدءت اللعبة معه اسرع مما كانت تنوي
, حاولت تمثيل الثبات وهي ترد
, - ميخصكش
, ومالكش فيه
, اغلقت الهاتف بوجهه لتضعه في الوضعيه الصامته وتعود هي لتنعم بالنوم والابتسامه تكاد تضي ملامحها من فرط السعاده
, لحظات مرت او ساعات لا تدرك من الوقت شي لتجد يد تهدهدها برفق تطلبها بأن تفيق
, فتحت عينيها واغلقتها عده مرات لتتثاءب وهي تردد
, -صباح الخير يا أمي
, -قولي مساء الخير يا ضنايا
, احنا بقينا العصر
, يالا يا حبيبتي قومي وصحصحي كده
, عشان نتغدى سوا
, -شدوي عامله ايه يا امي؟؟؟
, -الحمد لله يا ضنايا
, اخدت لها كلمتين من ابوها علي الصبح
, علي كلمتين منى
, بس يارب تعقل بقي و تاخد بالها من نفسها ومن اللي في بطنها
, - يارب
, انا حقوم اقعد معاها
, شويه
, ٢٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد اسبوع
, كان ياكل الممر في المصنع بغيظ
, فاخيرا ظهرت
, لا ترد علي مكالماته ولا رسائله
, بحث عنها في كل مكان
, حتي عرف اخيرا
, من فاروق بتعب شدوي
, وانتقالهم جميعا لمنزل مروان
, فتح الباب بعنف ليجدها تتناقش مع فاروق
, رفعت عينيها لتقابل نظره الغضب في عينيه بأخرى متحديه
, رسمت ابتسامة بارده علي ملامحها لتشير له بالدخول بينما استدارت لتكمل حوارها مع فاروق ولكن بصوت أصبح خافت
, ليفهم هو انها لا تريده ان يعرف عن ماذا يتحدثون
, جلس علي كرسي الانتريه بإحدى الزوايه بالمكتب يتابع كل تفاصيلها بشوق
, تبدوا مختلفه عما كانت
, يعرف انه ايقظ القطه المشاكسه من ثباتها ليعد نفسه بالكثير من التسليه ظل يتوعدها بسره حتي انهى فاروق حديثه معها وانصراف في هدوء
, بعد أن القي عليه نظره متفحصه وليردها له
, معتز وهو يعده ان يكون هادئ معها
, أغلق فاروق الباب لينهض هو من مكانه ويتجه اليها وهي تتجاهله تماما شعرت بوقوفه أمامها
, علي راس المكتب لترفع راسها اليه وقد أظهرت لنفسها ثبات اجادته
, -خير يا مستر معتز
, - مستر معتز
, ممكن يعرف
, حضرتك مبترديش ليه علي تليفونك
, - عادي
, -فريدة
, علت نبره صوتها وهي تكلمه بتحذير
, -اسمي مدام فريده
, وياريت حضرتك تلزم حدودك معايا
, احنا في الشغل
, التف حول المكتب ليقترب منها اكثر
, وعلي وجهه نظره متسليه
, لينحني ويهمس باذنها
, - طب
, بره الشغل تحبي
, الزم حدودي مع حضرتك
, برده ولا ايه
, لم تستطع ان ترفع عينيها
, اليه لتبتلع ريقها وهي تحاول السيطره علي تلك الذبذبات التي تبعثر ثباتها
, حاولت عده مرات ان تنظم تنفسها المتسارع
, ليرحمها هو ويبتعد عنها بهدوء
, وهو بالكاد يسيطر علي نفسه كي لا يقترب منها اكثر
, ابتعد ليشملها بنظره متفحصه اشعرته بالرضا
, فما ترفض ان يعترف به لسانها يصرخ بها جسدها مع كل رده فعل لها
, يدرك هو انها تحبه
, يود لو يكسر تلك الراس العنيده التي ترفض الخضوع له لكنه يعد نفسه بالصبر والهدوء لتمر عدتها علي خير
, ولن تفلت من قبضته بعد ذلك

٢٦


في الشركه
, كانت فريده تتناقش مع فاروق
, -انا عايزه التصاريح كلها تكون جاهزه اخر الاسبوع يا فاروق
, -واللهي يا فريده بحاول
, بس التراخيص والإجراءات كتير اوي
, وانا لوحدي
, -معلش انا عارفه اني تعباك معايا
, بس انا مبثقش في حد غيرك
, صحيح عملت ايه في موضوع الشقة
, -بصي يا ستي السمسار
, جايبلي شقه في عماره تحفه
, قريبه من الشركه ومساحتها معقوله
, وسعرها مناسب جدا
, حروح اشوفها معاكي النهاردة ولو عجبتك نمضي العقود و تنقلي ليها فى أقرب وقت
, -تمام
, كان نفسي ارجع اسكن في العماره
, مع دوسه وهدي
, بس يالا بقي مفيش نصيب
, - صحيح
, ماما كلمتك
, -ايوه
, عزمتني علي الغداء يا سيدي
, وعامله لي طاجن المسقعه باللحمه المفرومه
, -**** يسهلك
, و**** الواحد الحمد لله
, بقي متأكد اني مش ابنها
, بعد ما كونت شاكك
, ضحكت فريدة بانطلاقه لتجلل ضحكتها بارجاء المكان
, دخل معتز المكتب كعادته في الاونه الاخيرة دون استاذان
, كانت نظراته متفحصه
, لها لما أصبحت هكذا تعامل الجميع
, بدون تكليف
, وتتباسط مع فاروق وغيره
, و تتعمد ان تكون جافه معه
, كان يتوعد لها في سره
, اقترب منهم بثبات وعينيه لم تحيد عنها
, ليهتف
, -بتضحكوا علي ايه كده
, ما تضحكونا معاكوا
, - ولا حاجة يا سيدي
, امي **** يباركلها بتحايل عليها من اكتر من اسبوع تعملي مسقعة باللحمه المفرومه
, ولا عبرتي بس لما ست فريدة كلمتها النهاردة وعزمتها علي الغداء وطلبتها منها
, حتعملها عادي وعلي قلبها زي العسل
, تحدث معتز وعينيه علي فريدة
, - واللهي الواحد كان نفسه فيها
, وبيحبها اوي اوي
, ليرد فاروق
, - خلاص تعالي اتغدى معانا
, انتفضت فريدة أثر دعوه فاروق لمعتز لتتحدث بانفعال واضح
, -لا
, اقصد يعني
, مش تستأذن الأول من دوسه
, نظر لها معتز بتسليه
, -لا ان كان علي دوسه
, انا اكلمها واعزم نفسي بقي
, أصلها وحشتيني
, ضحك فاروق ليتحدث
, - كونت لسه بقول ايه
, صدقتيني
, بدت علامات الذهول علي ملامح فريدة وهو يتكلم مع فردوس بكل بساطه وعفويه ويبلغها بكل اريحيه بمجيئه علي الغداء
, أغلق الهاتف لينظر لفريده بتسليه وقد بدت لها عينيه رائقه مع ملامح وجهه المشرقه
, ارتبكت اكثر من نظراته لها التي كان يشملها بها لتشيح بنظرها للجهه الاخري كمحاوله منها للتركيز وضبط نفسها
, تحدث فاروق لينقذها من تخبطها
, - عربيتك لسه في التوكيل
, -ههه
, ايوه
, -تمام يبقي حتروحي معايا
, نروح مشوارنا وبعدين نروح
, -تمام
, -يالا يا معتز
, -يالا فين
, -يالا علي مكتبك
, في ورق عايزك ترجعه قبل ما فريدة تمضي عليه
, -ماشي
, سحبه من يده ليخرج به من المكتب
, لتضع فريده يديها علي قلبها علها تهدء من ضرباتها قليلا وهي تحدث نفسها
, - وبعدين معاكي يا فريدة
, اهدي كده وحاولي تركزي مش كده
, حاولت فريدة ان تشغل نفسها قدر الإمكان عن التفكير بمعتز لتدخل في دوامه العمل تود
, ان تنهي كل شي في موعده
, مر الوقت سريعا ليمر فاروق و يصحبها معه لترى الشقه التي تريد أن تنتقل بها
, كانت تدور في الشقه بانبهار فهي مرتبه بشكل جميل وهادئه للغايه تشعر بالاطمئنان منذ أن دخلتها ولا تعرف السبب
, اثاثها راقي جدا وكانها اختارت كل قطعه به فعلي الرغم من ذوقه الواضح الا انه بسيط يشعر المرء بالاستقرار والهدوء
, تحدث وقد ملئها الانبهار
, - فاروق
, انت متأكد من السعر
, اللي قولته
, الشقة تحفه
, وباين انها غاليه اوي
, -هه
, اه
, اصل اصحابها هاجروا
, ومضطرين يبيعوا الشقه
, ده حتي عاملين توكيل لمحامي
, عشان يبيع ليهم
, -تمام
, انا عايزاها
, هي عجباني اوي
, -خلاص
, حتصل بالمحامي دلوقتى
, هو مكتبه جنبنا
, يجي ونمضي العقود
, تهللت اسارير فريدة من الفرحة
, وهي تجد الأمور تسير بتلك السلاسه
, أنهوا كل شئ سريعا لتكتب هي شيك بالمبلغ المطلوب لحامله بعد اصرار المحامي علي ذلك
, لم تعر الأمر اهميه لتنهي الامضاءات وتعود مع فاروق لمنزله حيث كانت تنتظرهم فردوس وهدي
, فتح فاروق الباب لتدخل فريدة
, يتبعها معتز الذي كان ينتظر بالسياره
, أسفل المنزل
, ليصعد معهم
, ارتمت فريده باحضان فردوس تتلمس الدف
, لترحب بها فردوس بحفاوه
, -وحشتيني يا حبيبتي
, -انتى اكتر يا دوسه
, نظرت فردوس لمعتز نظره شموليه وهو يتأمل فريدة وباحضانها
, -ازيك يا معتز يا بني
, -الحمد لله
, ابتعدت فريدة قليلا لتبحث بعينها في الارجاء
, وتتساءل
, -امال فين هدي؟؟؟؟
, -في المطبخ
, -حدخل اساعدها
, نظر معتز لإخفاء فريدة ليميل علي فاروق ويهمس له بتساءل
, -عملتوا ايه؟؟؟
, - مش المحامي كلمك
, اهدي بقي
, مشافهومش وهما بيسرقوا
, رفعت فردوس احدي حاجبيها وهي تراهم يتهامسون
, - بتقولوا ايه!؟؟؟؟
, يا واد منك ليه.٤ علامة التعجب
, ابتسم معتز لها وهو يرد
, - ولا حاجه
, بنتكلم في الشغل
, مصمصت شفتيها لترد عليهم بامتعاض واضح
, -شغل بردوه
, ماشي حعديها
, روحوا يالا اغسلوا أيديكم
, عشان ححط الاكل
, ضحك معتز لينظر لفاروق الذي سار معه باتجاه الحمام
, - شايف مامتك
, ناقص تقولنا اغسلوا سنانكوا
, وحطوا فوطه علي رجليكم عشان متوسخش هدومكم
, لكزه فاروق وهو يرد عليه
, -طب اسكت بقي
, متديهاش افكار
, -ماشي
, جلس الجميع علي المائده
, في جو حميمي
, ليتنالوا الغداء وقد استاثرت فريدة بمقعدها بجوار فردوس التي ظلت تهتم بها
, فقد استشعرت مدي احتياجها لها
, نظرت فريدة لهدي لتسالها
, - حتروحي للدكتوره امتي عشان تحددي
, معاد الولادة يا دودو
, - اخر الاسبوع
, بس فاضلي شويه حاجات
, عايزه ابقي ننزل نشتريها
, هتف فاروق بزعر
, -لا
, حددي ننزل ده
, تقصدي بيها مين
, انتي وفريده
, صح يا هدهود
, ردت فردوس
, -لا يا خفيف
, اكيد تقصدني انا و فريدة
, نظرت لهم هدي بغضب
, وهي تسالهم
, -هو في ايه؟؟؟؟
, ابتسمت فريده وهي تربت علي كف هدي بحب
, -عادي يا دودو
, انتي شكلك تعبان
, شوفي انتي ناقصك ايه
, وانزل اجيبه انا و دوسه
, وبعدين انتي لو نزلتي معانا تشتري حاجه
, حتولدي من كتر اللف وحنحتاس بيكي
, ابتسم فاروق لهدي وهو يحدثها
, -ما شاء **** عليكي
, سمعتك سابقاكي
, ضربته هدي بقدمها علي قدميه ليتاوه بصوت مكتوم وهو ينظر لها
, لتكمل هى حديثها كأنها لم تفعل شئ
, -صحيح يا فريدة
, مبرووووك عليكي الشقة الجديده
, **** يجعلها فتحه خير عليكي يارب
, ابتسمت لها فريدة وهي ترد عليها
, -**** يبارك فيكي يا قلبي
, لينظر لها معتز وهو يبتسم ليهمس بصوت خافت لم يسمعه سواه
, -مبروك عليا
, احست فريدة بشي غريب في نظرات معتز لها
, فتلك اللمعه التي تتراقص بعينيه تعرفها
, ولكن تري ما سببها الان
, تساءلت فردوس
, - صحيح يا ديده انتي خلاص حتعملي الفيلا
, دار للمسنين
, -ايوه يا دوسه
, بس عايزاكي تشدي علي فاروق شويه
, متاخر في الترخيص
, وانا نفسي افتح الدار بعد شهر
, في عيد ميلاد مجدي
, كان رد فريدة عفويا ولم تنتبه لوجود معتز
, الذي كسا وجهه الاحمرار و قد وقفت الكلمات بحلقه ليسعل بشده
, ناوله فاروق كوب من الماء وقد شعر بالاشفاق علي صاحبه ليتناوله منه
, وهو يشيح بنظره بالاتجاه الاخر فقد وخزته كلماتها فهي لاتزال تذكره وتتحدث عنه بامتنان
, عنف نفسه كثيرا هل يشعر بالغيره من رجل
, ميت
, يعرف انها ممتنه لمجدي وتريد ان ترد له جميله لها فهو من قام بحمايتها ورعايتها
, في الوقت الذي قام هو وابيه باذيتها
, يعلم أن له قيمه كبيره لديها
, ولكنه يشعر بالغيره منه
, فذكر اسمه يذكره بأنها كانت له
, يذكره ان رجل غيره قد ملكها
, وهذا الشئ يثير جنونه
, حاول أن يهدء ليستاذن من علي المائدة
, ويدخل الحمام ليغسل وجهه لعله يهدء قليلا
, نكست فريدة راسها وقد شعرت بما اصابه
, فقد وأخذتها تلك الظلمه التي تشبعت بها عينيه بعد ذكرها لمجدي
, هو لا يعرف شئ
, يعتقد ان مجدي زوجها
, لا يدرك الحقيقة
, فمجدي يمثل لها اكثر من مجرد اب
, فهو الحائط الذي احتمت فيه
, عندما خذلها الجميع وتخلي عنها
, تعرف ان أمورها ستعود معه كما كانت
, لكنها لن تنسي ابدا ذلك الرجل الذي احتمت فيه من ظلم من حولها فهي ستبقى طوال عمرها تشعر نحوه بالامتنان لما فعله معها
, مر الوقت برتابه رغم تعليقات دوسه المرحه
, لكن تبقي في قلب كل منهم غصه
, ليحاول كل منهم مدارتها بابتسامه باهته
, انطفات معها بريق كان يشتعل في عيونهم
, وقفت فريدة تعدل من ثيابها لتستعيد للذهاب
, -انا حمشي بقي عشان متاخرش
, ليقف معتز بدوره ويوجه حديثه اليها بعد أن ظل يتجاهلها
, -استني حوصلك
, ابتلعت ريقها وهي تتحدث برسميه
, -شكرا
, مش عايزه اتعبك معايا
, انا طلبت اوبر
, ليصر هو علي رايه
, - مينفعش
, حوصلك
, تدخلت فردوس لتربت علي كتف فريدة وتحاول ان تهدء الأمور بينهم
, - خلاص يا فريدة
, خلي معتز يوصلك يا بنتي
, تاففت فريدة لترد
, -طيب
, بقي الإثنين علي صمتهم طوال الطريق
, فلم يكن معتز يريد أن يتحدث في شي فقد اكتفي بوجودها الي جواره لايزال يشعر بتلك الوخزه التي احتلت اوصاله مع ذكرها لمجدى
, يحاول ان يسيطر علي نفسه معها
, بينما فريدة كانت تائهه في عالم آخر
, ابتسمت عندما تذكرت ذكرياتها معا في تلك السياره
, اليوم الذي عنفها فيه وصرخ بها
, اليوم الذي اقتحم شفتيها فيه ليبعثر روحها
, ذكرياتها معا كثيره
, سؤال واحد كان يدور بعقلها
, هل من الممكن ان تصبح لهم
, ذكريات اخري معا؟؟؟
, هل سيكون معا مره اخري.٥ علامة التعجب
, وهل تستطيع هي أن تنسي اساءه والده؟؟؟
, اسأله كثيره كانت تتقاذف في مخيلتها لتغمض عينيها و تعود براسها للخلف تستند علي المقعد لعل تلك الاسئله تتساقط منها عند أول منعطف وتضل الطريق لعقلها
, توقف معتز امام الفيلا لينظر لنومها الهادئ حاول أن لا يزعجها لتتشبع عينيه بها وتحفظها روحه العاشقه لكل انش بها
, اقترب بحرص منها تتلمس انامله بحذر خصلات شعرها التي تخفي وجهها عنه ليعيدها لمكانها بهدوء
, بقي علي هذا الوضع لدقائق فلم يكن لديه الشجاعه ليوقظها وتبتعد عنه
, بينما تخلل عطره الي مسام روحها لترسم ابتسامه ناعمه علي وجهها
, لمساته لها جعلتها تفتح عينيها لترفف رموشها برفق وقد شعرت به قريب جدا منها
, تقابلت عيونهم لتتوه هي في صفاء عينيه التي تتاملها لم تستطيع الحديث فاقترابه منها يربكها ويفقدها تركيزها
, ابتعد عنها قليلا ليتحدث برزانه أجاد اصطناعها
, -وصلنا
, تأملت ملامحه الهادئه لتحاول هي السيطره علي مشاعرها المبعثره وتلتقط حقيبته
, وتخرج من سيارته
, فهي تدرك تماما ما يدور بعقله
, ومدي ضعفها امامه مهما ادعت العكس
, ٢٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد اسبوعين
, في المستشفى
, كانت هدي ترقد علي السرير وقد بدت علي ملامحها التعب بعد ولادتها
, بينما فردوس كادت تطير من الفرحه وهي تحمل حفيدتها وتتاملها وهي نائمه
, ابتعدت فريدة قليلا عن هدي لتعطي فرصه لفاروق لمساعدتها
, ليجدها معتز فرصه مناسبه للحديث
, -عقبالنا
, ارتبكت فريدة جدا من كلمته لها واقترابه
, فقد أصبح لا يترك اي فرصه للاقتراب منها دون أن يستغلها
, أسرعت بخطواتها باتجاه فردوس لتحتمي بها
, بينما كان هو يبتسم علي رده فعلها معه
, ارتباكها وخجلها منه في كل مره يقترب منها يثير جنونه بها
, بقي يتاملها وهي تاخذ الطفله من فردوس وقد بدءت متوتره وهي تحملها عنها
, ليقترب هو منها و يساعدها
, عدل من وضعيه يديها لتحمل الطفله بشكل صحيح وهو يكاد يقسم انه شعر بارتجافه جسدها أثر تلامس يديهما معا رفع عينيه لوجهها ليجدها قد تحول لحمره لذيذه تطالبه بتذوقها ليبتعد عنها وهو يحاول السيطره علي نفسه كي لا يتهور
, بارك لفاروق وهدى لينصرف سريعا
, و يهرب من تلك الأفكار الماجنه
, التي أصابت عقله
, لتتنفس فريدة اخيرا
, وتحاول السيطره علي نفسها
, شملتها نظرات فردوس المتفحصه لتدرك بخبرتها تعلقها الشديد بمعتز علي الرغم من عنادها واصرارها وتعمدها ان تبين عكس ذلك
, لتربت علي كتفها وهي تهمس لها
, -**** يعوضك بالخير كله
, ابتسمت لها فريدة وهي ترد
, -يارب يا دوسه
, ٢٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, شقه فريده الجديده
, ارتمت بتعب شديد علي احد المقاعد
, -خلاص مش قادره يا داده
, انا رصيت كل حاجه في مكانها
, - يا ضنايا
, انا قولتلك استريحي وانا حعمل كل حاجه
, وقفت بتعب وهي تمسك ظهرها
, -حبيبتي يا داده
, انا حدخل اخد دش دافي يفوقني
, عقبال ما تسخني الاكل وناكل سوا
, -**** يبارك في عمرك يا ضنايا
, بقيت داده تنظر لظلها بعد ان اختفت
, فقد أصبحت فريدة كل شي بحياتها
, فكل منهم يعوض الاخر عن ما يفتقده
, سارت ناحيه المطبخ لتعد الطعام ولا يزال لسانها يردد الكثير والكثير من الدعاء لها
, انهت فريدة حمامها لتشعر بالانتعاش يغلفها
, ارتدت احدي منامتها الورديه ومشطت شعرها لينسدل علي ظهرها بنعومه
, استمعت لرنين الباب المتواصل فأعتقدته البواب قد احضر لها باقي الطلبات التي يحتاجونها لتكمل هي تسريح شعرها
, وتصنع رابطين من الامام لتبدو كقطه مشاكسه
, تطلعت لهيئتها برضا لتخرج من غرفتها
, وهي تمني نفسها بطاجن الباميه الذي وصلها رائحته لتثور معدتها وتعلن الجوع
, -مين كان بي٧ نقطة
, الجمت الصدمة الكلمات علي شفتيها
, وهي تتطلع أمامها لتجد معتز وهو يقف يتفحصها بسعادة علي هيئتها الطفوليه بدايه من تسريحه شعرها حتي تلك المنامه التي تحمل رسوم كرتونيه و بقي نظره معلقا للحظات علي خفيها الذي يحملان
, الوان قوس قزح
, ليبتسم اكثر وهو يقترب منها وقد تلبسها حاله من الذهول لوجوده
, كيف علم بمكانها بهذه السرعه
, اقترب من اذنها ليهمس لها وقد علت الابتسامة وجهه فذادت من وسامته
, -مبروك علي الشقة
, يا جارتي
, ابتعد قليلا ليرمقها بنظره متسليه اكثر
, ليكمل حديثه
, -انا قولت
, لازم ابقي اول واحد اباركلك علي الشقه
, ده حتي النبي وصي علي سابع جار
, وانتي بقي اولهم
, ابتلعت ريقها وهي تنظر له وتحاول ان تستوعب ما يقول لترد بتيه
, - هو احنا جيران
, هز راسه بالايجاب ليرد
, -لو احتجتي اي حاجة
, هه
, اي حاجة
, رني علي باب الشقه
, اللي جنبك يا بطاطس
, غمز لها ليزداد توترها اكثر وهي تراه بهذه الطله المهلكه لها كيف لها أن تقاومه
, انها بالكاد تسيطر علي اعصابها في الشركه لتفاجي به بجواره أيضا في السكن
, ابتعد عنها ليترك لها مجال لتتنفس فقد اصابها بالتوتر اكثر بينما هو كان يشعر بإنتشاء شديد
, وهو يراها علي تلك الحاله
, ويتخيل رده فعلها عندما تفيق من ذهولها
, وتربط الأحداث ببعضها
, لتدرك ما قام به فاروق
, وتصب غضبها عليه
, فهي لن تستوعب ابدا ان شقيقها
, علي علم بهذا الأمر أيضا
, فهو لم يكن ليتركها تعيش بعيده عن عينيه
, ليوافق في الاخير علي اقتراح معتز
, بالسكن بالشقة المجاوره له
, دخل شقته وهو يشعر بفرحه شديده
, فمجرد وجودها بالقرب منه
, يشعره بالسعاده
, بدل ملابسه بأخرى مريحه
, ليدخل سريره وينام قرير العين
, يعد الايام
, ويمني نفسه بالقرب منها

٢٧


مرت الايام علي فريده
, وهي تتجنب معتز
, عادت لعادتها ترهق نفسها في العمل
, لكي لا تعطي عقلها فرصه للتفكير
, كم احست بالفخر من نفسها
, يوم افتتحت دار المسنين
, نعم انفقت عليا كثيرا
, لكنها حقا سعيده
, سعيدة بما وصلت اليه
, فلم يتبقى في رصيدها
, سوي نصيبها من المصنع والشركه
, فكان شغلها الشاغل ان تطورهم
, وقد بدءت الأعمال تزدهر بشكل غير متوقع خصوصا بعد أن اخذت الشركه احدي التوكيلات العالمية حصريا لها
, كان الأمر حقا يدعوا للفخر
, بعد كل ذلك التعب
, لا تنكر ان وجود معتز وعلاقاته المتشعبه خدمها كثيرا ويسر لها أمور كثيره
, لكنها أيضا تعبت جدا
, لتصل بالمجموعة لذلك المستوي
, بقيت تتطلع لنفسها بفخر
, فاليوم تحتفل بحفل توقيع الشراكه
, مع الوفد الفرنسي
, فتحت باب شقتها لتخرج وتغلقه برفق شديد كعادتها في الايام السابقة
, تتسحب وهي خارجه كي لا يشعر بها معتز ويفتح الباب و يبدء فيما أصبح يجيده
, التواجد بالقرب منه يوترها حقا
, تضايقت من نفسها كثيرا
, لم هي بهذا الضعف امامه
, شخصيتها القويه تفر في وجوده وتتبخر
, أصبحت تحب تحكماته ونظرات المتملكه
, يفرض نفسه عليها بحضوره الطاغي
, احساسها بجواره ليس ابدا شعور بالدونيه بل بالعكس فهو دائما ما يشعرها بالتميز والاختلاف عن غيرها
, لا تنكر انه تغير كثيرا
, ربما نضج لكن لاتزال تصرفاته تحمل نفس الطابع الطفولي المتملك
, تنهدت وقد وصلت لسيارتها اخيرا
, ركبت السياره بتعجل لتديرها وتسبقه للفندق حيث تقام الحفله
, لكن
, لماذا لا تدور؟؟
, زفرت بضيق وهي تحاول أن تكذب احساسها ليس ثانياً
, لا هو بالتأكيد لن يفعل بها ذلك
, دافع قلبها عنه كثيرا
, لكن عقلها امرها ان تنظر له وهو يتقدم ناحيتها بطئ
, لا يعقل كم البراءه التي ترتسم علي ملامحه
, لكن لمعه عينيه المتسليه تكاد تصرخ بأنه هو الفاعل
, حاولت أن تنظم من تنفسها لتهدء من غضبها المتنامي مع غيظها الشديد منه
, مال ناحيتها ليتساءل ببرائه مصطنعه
, -خير يا فريدة
, مستنيه حد؟؟؟
, اخذت نفس عميق ورسمت ابتسامه علي وجهها التي تقسم باشتعاله الان وهي تجيب
, ببرود حاولت جاهده ان تصنعه
, -العربيه مش راضيه تدور
, ومش عارفه في ايه؟؟
, -طيب استني كده اشوفها
, استدار ليتجه لمقدمه السياره
, بينما هي نطقت بصوت خافت
, -يا بجاحتك يا اخي
,
, خرجت من السياره لتتقدم منه ببطئ فقد رسم علي ملامحه التركيز وهو يتفحص الموتور والوصلات الداخليه للسياره
, رفع راسه اليها وقد اقتربت منه فريدة
, ليجدها تتفحصه بتركيز وقد ارتفع احدي حاجبيها وكتفت يديها بدفاعيه امام صدرها
, تغاضي عن فكره انها قد تكون اكتشفت ما فعل ليبتلع ريقه ببط ويتكلم
, -انا مش عارف فيها ايه
, بس ممكن تكون محتاجه تروح الصيانه
, ضيقت عينيها وقد ارتسمت ابتسامه علي وجهها فقد تأكدت من حدثها
, - تاني
, طيب
, تركته لتعود لسيارتها
, وتغلق الباب عليها بغيظ
, تناولت هاتفها لتجري اتصال ما
, لتجده يدق علي الزجاج السيارة
, الذي اغلقته على نفسها للتو
, زفرت بضيق لتفتح الزجاج مره اخري
, - بتعملي ايه
, ردت ببرود
, -حطلب اوبر
, لم يستطيع التحكم في ابتسامته التي طغت علي ملامحه وهو يتحدث
, -طيب ليه
, ما تركبي معايا اوصلك
, ما احنا رايحين نفس المكان
, عادي يعني
, ضغطت علي شفتيها بغيظ من تصرفاته
, -معاك حق
, اغلقت سيارتها واتجهت معه لسيارته
, فتح لها الباب الأمامي لتغلقه هي بهدوء
, وتفتح الباب الخلفي لتجلس وتغلق الباب
, تعلم أن تلك الطريقة تستفزه لذلك فعلتها متعمده
, استدار ليفتح باب السياره
, ويركب ليغلقه بعنف واضح
, نظر لها في المراءه لتبتسم له بسماجه وقد حاولت أن تسيطر علي نفسها كي لا تنفجر به
, ليتكلم هو بانفعال واضح
, -سواق حضرتك انا
, ردت ببرود
, -واللهي لو مضايقاك
, انا ممكن انزل
, واركب تاكسي او اطلب اوبر
, عادي يعني
, بس انت اللي اصريت توصلني
, أدار السياره بغيظ من تصرفاتها
, و لكنه أثر الصمت
, بعد أن أدرك انها اكتشفت فعلته
, قطعت هي الصمت بتسالها
, - معتز
, نظر لها في المراءه وهو يتابع القياده
, -نعم
, -مش غريبه ان العربيه بقت بتتعطل
, كتير اوي اليومين دول
, رد بتخبط
, -اه
, لا
, عادي بتحصل
, رفعت احدي حاجبيها لترد عليه وقد تخلل صوتها نوع من التحدي
, - انت شايف كده
, -هه
, ايوه
, اشاحت بوجهها للنافذه وهي ترد
, -طيب
, عاد بنظره علي الطريق وهو يحاول ان يداري ارتباكه فقد كشفته بالتأكيد
, وصلوا للفندق اخيرا لتسرع فريدة بالخروج من السيارة دون أن تعطي له مجال ليتبعها
, زفر هو بغيظ وهو يتوعدها بسره ليركن سيارته ويتجه اليهم
, وجدها تجلس مع فاروق و ادوارد صاحب الشركه الفرنسيه وتبتسم بسماجه لجوليا سكرتيره ادوارد ومديره مكتبه
, ليبتسم هو في داخله بانتصار
, وهو يري غيظها الواضح من جوليا
, اقترب منهم ليحيهم برزانه وتعمد ان يجلس بجوار جوليا ليري فريدة تنظر له بضيق من فعلته تجاهل النظر اليها وبدء حواره مع ادوارد في تفاصيل التعاقد
, -شرف لينا مسيو اداورد
, الشعل مع شركتك
, -الشرف لينا مسيو معتز
, مبسوط كتير
, بالتعرف عليك وعلي مدام فريده
, -الشرف لينا مسيو اداورد
, بس انت بتتكلم عربي
, كويس اوي
, - الماما كانت بتحب مصر كتير
, وكان لازم نزور مصر كل سنه
, في الاجازة
, وواحد واحده بقيت بتكلم مصري
, كتير كويس
, -طيب نتكلم في الجد شويه
, انا رجعت العقود مع محامي الشركه
, بس كان ليا ملحوظة صغيره
, مستر ادوارد
, -اتفضل متر فاروق
, -احنا محتاجين تمد مده احتكارنا للمنتج
, يعني ممكن تبقي خمس سنين قابله للتجديد
, ليه التجديد يبقي كل سنه
, - معايير الجوده عندنا لازم تتراجع كل سنه
, واي تقصير فيها احنا منتهاونش فيه
, -تمام مستر ادوارد
, ده حقك
, واحنا حلنتزم بالشروط الخاصه بالمنتج النهائي بس لازم حضرتك تبقي فاهم ان العقود بيبقي فيها ضمانات للطرفين
, -اكيد مش حنختلف في ده
, انا حابب اي تعامل لشركتي في مصر
, يبقي من خلالكم
, ردت فريدة بثقه
, -وده شرف لينا
, أثناء حديثها مع ادوارد مالت جوليا علي معتز بعنج لتحدثه بهمس في اذنه
, بينما توسعت حدقتي فريدة بذهول
, وهي تري تصرفات جوليا المبتذله
, شعر معتز بنظرات فريدة لهم فتجاوب مع جوليا اكثر في الحديث ليثير غيرتها
, لكنه لم يدرك انه يختبر جنونها معه
, وليس غيرتها فقط
, ضغطت فريدة علي شفتيها
, ليبدء تنفسها في التسارع
, وقد تلون وجهها ليكتسي بحمره الغضب تناولت كوب من العصير من أمامها
, لترتشفه ببط لعلها تهدء
, لتبتسم فجاءه وتضع الكوب علي حافه المنضده وتستدير لتتكلم مع فاروق
, فيسقط الكوب المسكين على جوليا
, ويتلطخ فستانها بالعصير
, نظرت لها فريدة ببرائه
, -اوه جوليا
, اسفه بجد
, تطلعت لها جوليا بغضب
, وكادت ان تتكلم
, لكنها ابتلعت كلماتها في جوفها
, واستأذنت لتصعد وتغير فستانها
, بينما كان معتز ينظر لتصرفها بانبهار
, وقد تفتح وجهها وهي تبتسم بانتصار لما فعلت للتو
, دقائق قليله واستأذنت فريدة مدعيه الشعور بالارهاق والتعب
, وقف معتز ليتحدث معها
, -استني حوصلك
, علت وجهها ابتسامه متسليه وهي ترد عليه
, -شكرا
, ابقي وصل انت فاروق
, عشان انا خدت عربيته
, سلام
, ابتعدت وقد كانت تشعر بالزهو الشديد من تصرفها معه بينما كان معتز مذهولا من ردات فعلها عاد ليجلس
, ليميل عليه فاروق وهو يهمس له
, وهو يحاول تمالك نفسه كي لا يضحك
, -ايامك اللي جايه
, كحلي
, نظر له معتز بصدمه وهو يدرك ان سكوتها
, لا يبشر بخير
, ٢٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد اسبوعين
, شقه معتز
, كان جالس علي المائده يقلب في طعامه
, بشرود وهو يفكر في رده فعلها
, ابتسم فجاءه عندما تذكر ما فعلت بسيارته ذلك اليوم عندما خرج مع فاروق ليجد اطارات سيارته قد ثقبت جميعا ليضحك عليه فاروق وقد أدرك انها كشفت تلاعبه بسيارتها كل مره ليرغمها علي الركوب معه بسيارته
, كان يعيش حاله من الفرحه الكبيره
, فاخيرا تنتهي عدتها غدا
, كما يصادف ايضا انه يوم مولودها
, اخذ ينقر باصابعه علي المائده
, وهو يراجع كل تفصيله خططها للغد
, لم يبقي شي سوي ان يرتب مع مروان
, التقط هاتفه ليتحدث معه
, -الو
, -ايوه يا معتز
, -مروان
, كونت عايز اعرف
, انت جي بكره امتي؟؟؟؟
, -بكره
, ليه في حاجة؟؟؟؟
, -ايه يا مروان
, بكره عيد ميلاد فريدة
, وكمان انا نا٧ نقطة
, قاطعه مروان بصوت عالي
, -يا نهار
, انا ازاي نسيت
, ده كان امبارح
, -إمبارح ازاي يعني
, انا بقولك بكره
, -لا احنا سجلناها بعدها بيومين عشان
, طنط كانت تعبانه اوي بعد الولادة
, انا ازاي انسي
, اقفل يا معتز
, انا مسافه السكه وحبقي عندكم
, أغلق مروان الهاتف في وجه معتز
, لينقبض قلبه وقد فهم سر تلك النظره
, في عينيها اليوم عندما حاول مشاكستها كعادته
, كانت باهته بشكل ازعجه
, وما ازعجه اكثر هو هروبها منه
, فهي لم تبقي طويلا اليوم
, بل انها انصرفت سريعا من الشركه
, اتجه ناحيه الباب ليأخذ مفاتيحه ويخرج
, من الشقه متجها اليها
, رن الباب
, لتفتح له داده ببشاشه مرحبه به
, - اهلا استاذ معتز
, اتفضل
, بدت علي وجهه علامات القلق
, وكانت عينيه تدور وتبحث عنها في الارجاء عاجلته داده بالكلام
, -اقعد
, ثواني
, اصحي فريدة
, نظر لساعته ليعود بنظره متساءل
, -هي نايمه من بدري كده
, هزت داده راسها بالايجاب وهى ترد عليه
, -ايوه
, من ساعه ما جت
, وهي نايمة
, تردد قليلا
, -طيب
, خلاص سيبيها نايمه
, ولا اقولك
, انا حدخل اصحيها
, أشارت له داده باتجاه غرفتها
, وهي لا تعرف كيف ترفض فقد شعرت بالقلق على فريدة فمنذ الصباح وهي بحاله غريبة
, اسرع هو في خطواته
, وقد شعر انها ليست نائمه
, فتح الباب بهدوء ودخل
, وقد صدق حدثه
, فقد وجدها جالسه علي السرير في الظلام
, منكمشه علي نفسها تضم ساقيها الي صدرها وتحتضنهم بذراعيها
, أضاء نور الغرفه
, ليجد عينيها مسلطه علي الفراغ
, اغلقت عينيها وفتحتها عده مرات
, لتعتاد علي اضائه الغرفه
, اقترب منها اكثر
, ليري هو وجهها المبلل بالدموع
, ابتلع ريقه وهو يقترب منها
, ويجلس علي حافه السرير
, كان يتطلع اليها بضيق من نفسه
, وضيق من مروان
, لم يكن ليدرك مدي هشاشه روحها
, علي الرغم من تصنعها القوه والحزم
, التي تحمي بها روحها الضعيفة من الظهور
, تكلمت دون النظر اليه كأنها تحدث الفراغ
, -مروان
, نساني
, نسي عيد ميلادي
, اول مره ينساه
, كلهم
, محدش افتكر
, عارفه ان
, هو مشغول
, بس
, عمر شغله ما نساه عيد ميلادي
, وضع يده علي كفيها ليحاول ان يعدل من جلستها تلك التي تمزق روحه
, -فريدة
, انا جنبك
, انا منستش
, رفعت عينيها اليه بتخبط لتكمل كلماتها بصوت خافت
, -انت ظلمتني
, وجعتني اوي يا معتز
, ودوست عليا بزيادة
, حاول الدفاع عن نفسه ليرد عليها
, -بعادك عني
, جنني يا فريدة
, كان كل حاجة كويسه بينا
, فجاءه
, بعدتي عني و اتجوزتي
, -خوفت
, لما باباك جه
, وهددني
, خوفت
, ومكنش ينفع اقولك
, مكنتش حتصدقني
, كانت عينيه تتطلع لها فهو لم يكن يتخيل ابدا انه سيراها بهذا الضعف يوما
, - فاكره
, يومها لما روحتلك مكتبك
, كان نفسي اسمع منك اي حاجة
, اي حاجة يا فريده
, صدقيني
, كونت حسيب الدنيا كلها
, وابقي معاكي
, بس
, انتي سكتي
, خليني افتكر انك بعتيني
, عشان الفلوس
, حاول ترتيب أفكاره سريعا فرؤيتها بهذا الشكل مزقه ليكمل
, -فريدة
, انا لسه بحبك
, خلينا ننسى كل اللي فات
, ونبدأ من جديد
, كفايه بعاد بقي
, انتبهت لكلمته لتعيدها
, -ننسي
, طيب ازاي
, -فريدة
, اديني فرصة
, وصدقيني مش حتندمي
, تعلق نظرها بعينيه التي كانت تتوسلها بالموافقة علي عرضه لتتشوش مره اخري الرؤيه لديها وعينها تنزف دمعا حارا
, لا يكاد يطفي نيران قلبها المشتعل
, انهمرت دموعها
, فهي لم تعد تريد أن تسيطر عليهم
, تركت نفسها لتبكي لعل البكاء يريحها
, لم يتمالك هو نفسه اكثر من ذلك
, لياخذها بين ذراعيه
, باحتواء شديد ليشعر بارتعاشه جسدها
, حاولت مقاومته والابتعاد عنه
, ليشدد هو قبضته عليها
, فتستسلم لاحساس بالامان
, الذي بدء يتسرب الي روحها المجهده
, لا يدري اي منهم كم بقي علي هذه الوضعيه لكنه شعر في النهاية بانتهاء نوبه بكائها وانتظام تنفسها ليحاول ابعدها عن احضانه ليدثرها وتنام
, لكنها كانت تتشبث به حتى وهي نائمه
, تشعر بالدف يتسرب الي جسدها المنهك
, حاول جاهدا ان يسيطر علي نفسه
, و يبتعد عنها بهدوء
, فهو يتوقع وصول مروان في اي وقت
, احكم الغطاء عليها اخيرا
, ليبتعد عنها ويخرج من الباب
, لكنه توقف فجاءة
, كأنه تذكر شي ما كان يجب فعله
, ليعود اليها ويدنوا من السرير
, اخرج من جيبه علبه صغيره
, فتحها وأخرج منها دبله مرصعه بفصوص من الألماس منقوش بداخلها اسمه
, ليلبسها لها
, ويقبل باطن يديها بتمهل
, وهو يردد لها كأنها تسمعه
, -اوعي تخلعيه من ايدك
, حتي لو مت
, اوعي يا فريدة
, نهض سريعا ليخرج من الغرفه
, ويغلق الباب برفق ويخرج لينتظر مروان
, لم يبق طويلا
, فقد فتح مروان الباب بلهفه ليدخل
, فيجد معتز امامه يرمقه بنظره متحفزه اشعرته بالذنب دارت عينيه في المكان ليتساءل
, -فين فريده؟؟؟
, رد عليه معتز بضيق واضح
, - خلصت عياط
, ونامت
, اسرع مروان بخطوات ناحيه غرفتها
, - انا حدخلها
, اوقفه صوت معتز وهويردد اسمه
, -مروان
, عايز اتكلم معاك
, نظر له بتشتت
, -بعدين
, بعدين يا معتز
, اشوف فريدة الاول
, وقف معتز امامه باصرار
, -لا حنتكلم الاول
, انفعل مروان معترضا
, -في ايه يا معتز مالك
, -في ان فريده عدتها تخلص بكره
, وانا عايز اكتب كتابي عليها ونتجوز
, عقد مروان يده امام صدره بتحفز
, - مش لما تتقدملها الاول
, -ما انا بتقدملها اهو
, اقترب منه أكثر ليرد عليه
, -لا مش هنا
, تيجي بيتي تطلبها
, وتجيب معاك عيلتك
, وابوك يطلبها مني
, وانا بقي
, افكر
, يا أوافق
, يا ارفض
, انفعل معتز عليه
, -مروان
, انت بتعقدها
, كان مروان هادئا بشكل مخيف وهو يتكلم
, -انا مبعقدهاش
, انا بتكلم بالاصول يابن المرشدي
, وهي ده الاصول
, اللي اتربينا عليها
, احتقن وجه معتز ليرد بتحدي
, - ماشي يا مروان
, اعمل حسابك بقي
, عشان حنيجي بكره نزوركم
, عشان نطلب ايد فريدة
, التف ليذهب لكن مروان ناداه
, -معتز
, استدار لتتقابل عيونهم بتحدي
, -نعم
, -ابوك يجي قبلك
, والا مفيش جواز
, فاهمني
, زفر معتز بضيق واضح وتركه ليغادر المكان ويغلق باب الشقه من خلفه بعنف واضح

٢٨


فتحت عينيها بتمهل لتجد مروان أمامها نائم علي مقعد وثير بجوار سريرها
, فركت راسها لعلها تخفف من الصداع الذي يتملكها لتصتدم عينيها بذلك الخاتم الذي يزين اصبعها
, للحظات بقيت تتامله بتركيز وهي تحاول أن تتذكر اي شي ولكن دون جدوى
, فاخر ما مر بذاكرتها
, كان بكائها بين ذراعي معتز
, تحسست الخاتم بوجل لتخلعه من اصبعها برفق و تتامله لتعلو ابتسامه علي وجهها وهي تري اسمه المحفور علي باطنه احتضنت هديتها بسعادة كبيره لتقبله بشغف وتعود لتضعه في اصبعها كما كان
, وقد عاهدت نفسها الا تخلعه ابدا
, نهضت من السرير لتقترب من مروان
, وتهزه برفق في محاوله منها لايقاظه
, -مروان
, مروان
, تتململ مروان ليفتح عينيه لها وهو يشعر بنظراتها المتفحصه له
, -جيت امتي؟
, اعتدل في جلسته ليدلك رقبته برفق وهو يتجنب النظر مباشره الي عينيها
, يشعر بالذنب تجاهها والتقصير فقد انشغل عنها في الفتره الاخيره
, -امبارح
, لاقيتك نايمه
, ومرضتش اصحيكي
, رفع راسه ليقابل عينيها ويكمل حديثه
, -فريده
, انا اسف
, بجد وال٦ نقطة
, ابتسمت له لتضع يدها علي فمه تمنع استرساله في الحديث
, -المهم انك جيت
, مروان
, انا معدش فاضلي غيرك
, ابتسم لها بمشاكسه
, -لا ليكي
, سي روميو
, نهرته فريده
, -مروان
, ليرد عليها بمشاكسه
, - بلا مروان
, بلا بتاع
, و يالا بقي عشان نفطر ونلحق نسافر
, عشان حبيب القلب جي بليل عشان يطلب
, ايد سياتك
, طغت علامات الذهول والصدمه علي ملامحها وهي تردد
, - معتز
, ليرد عليها مروان بامتعاض
, -ايوه سي زفت
, طب واللهي انتي خساره فيه
, الصراحه بقي
, انتي خساره في اي حد
, بس يالا
, ضحكت فريده بانطلاقه علي غيره مروان الواضحه عليها ليبتسم لها مروان ويحتضنها بحنان
, -علي فكره بقي شكلي حبقي حمي رخم اوي
, و اشلوحلك الواد ده
, تقوست شفتيها وهي تردد
, -ليه بس حرام عليك
, ده غلبان وطيوب
, نظر لها مروان بغيظ
, - وايه كمان يا عنيا
, قولي
, تورد وجهها لتخفضه من الخجل وقد تجمددت الكلمات في حلقها ليضحك مروان علي هيئتها وهو يردد
, - **** يفرح قلبك دايما يا ديده
, -يارب
, رن هاتف فريدة ليستقيم مروان ويسرع ليلتقطه وهو يبتسم بمكر ليردف
, - استعنا علي الشقئ ب****
, الو
, صباح الخير يا معتز
, خير في حاجة
, تافف معتز وهو يرد
, فقد توقع ان يسمع صوتها
, ليطمئن عليها ليتفاجي بمروان
, -صباح الخير يا مروان
, عايز اكلم فريده
, لو سمحت
, و اطمن عليها
, -لا اطمن
, هي كويسة
, انفعل معتز وهو يرد عليه
, -مروان
, اديني فريده اكلمها
, اخلص يا مروان
, أعطاها الهاتف ليقف أمامها ويكتف ذراعيه امام صدره ويبتسم لها مما أثارت غيظها منه
, -الو
, -مروان جانبك صح
, -ايوه
, - وحشتيني اوي
, توترت وقد اشتعلت ملامح وجهها بخجل الجم لسانها وهي تري مروان أمامها يتفحصها ويحاول ان يسترق السمع علي حديثهم
, -٦ نقطة
, -عجبك الخاتم
, -اوي
, -اوعي تخلعيه من ايدك
, فاهمه يا بطاطس
, ازداد توترها أثر كلماته لترد مسرعه
, -فاهمه
, سلام بقي
, انهت المكالمه لتنظر لمروان الذي كان يرفع لها
, احدي حاجبيه وهو يتطلع للخاتم الذي بيدها
, لتبتلع ريقها وتحاول ان تتصنع الغضب
, -ممكن تطلع بره بقي
, عايزه اغير هدومى
, -بس متزوقيش
, طالع اهو
, ٢٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, أغلق هاتفه لينظر امامه الي فيلا المرشدي
, فقد كان يحتاج لسماع صوتها قبل أن يدخل ويتكلم مع ابيه
, خطي بخطوات متردده
, يعلم أن مروان يريد أن يرد لها كرامتها
, التي اهدرها ابيه بتصرفاته
, كان متجها مباشره الي مكتب ابيه
, لكنه توقف فجاءه
, عندما وجد نرمين تسرع اليه
, لترمي بنفسها في احضانه
, وهي تعاتبه
, - حمدلله على السلامه يا حبيبي
, نورت بيتك
, شدد من احتضانها فقد افتقد شعور الأمان الذي تمنحه له دون مقابل
, -وحشتيني يا نانا
, ابتعدت عنه لتلكزه برفق في كتفه وهي تردف
, - لو كونت وحشتك
, كونت جيت تشوفني
, بدل ما انا حتجنن عليك كده
, امسك يديها ليقبلها بحب
, -بعد الشر عنك
, وبعدين ما انا بكلمك دايما
, انتبهت لوجوده المفاجي لتردد اسمه بتساؤل
, -معتز
, -ايوه
, تساءلت بحذر
, -انت جيت ليه؟؟؟؟؟
, أنور كلمك٥ علامة التعجب
, خفض راسه وهو يرد
, -لا
, ليأخذ نفس عميق ويتكلم
, -بس مروان مصمم علي وجوده النهاردة
, عشان يوافق علي جوازي من فريدة
, سمع صوت والده الذي كان يتأمل ملامحه بشوق شديد و يقف متردد يود لو كان بإمكانه ان ياخذه بين احضانه كما فعلت نرمين لكنه يخشي رده فعله
, -حتروح امتي
, لم ينظر اليه وهو يجيبه ببرود حاول تصنعه
, -النهاردة
, الساعة 7
, - تمام
, حجهز نفسي ونروح سوا
, كاد ان ينسحب من المكان لولا أن رائ نظره مشجعه من نرمين له وهي تحكم قبضتها علي يد معتز وتتكلم معه بنبره متوسله لا يرفض كلامها
, -تعالي افطر معانا يا معتز
, يالا يا أنور
, اجتمع الثلاثه علي المائدة
, كانت نرمين تحاول أن تلطف الجو وتتجاذب أطراف الحديث بينهم
, لكن الأمور كانت حقا متوترة بينهم
, ليشعر أنور بالخيبه من ما وصل به الحال
, مع وحيده فينسحب بانكسار
, وهو يحاول ان يحفظ ماء وجهه
, نظرت نرمين لمعتز ليعاجلها هو بالكلام
, -مش قادر انسي يا امي
, ان كان السبب في اللي حصل
, اخر حاجة كونت ممكن اتخيلها
, انه يكون هو السبب في كسرتي
, عارف
, انه كان خايف عليا
, بس اشمعنا المرة ده اللي عمل كده
, ما كل مرة
, بيقولي جرب واغلط واتعلم من غلطك
, دايما بيقولي
, الوقوع في الغلط بيعلم الواحد يمسك في الصح بايده وسنانه
, عارف كل اللي حتقوليه
, بس مش عارف انسي
, انها كانت حتموت بسببه
, مش عارف انسي
, ربتت نرمين علي يده بحنان بالغ وهي تحاول أن تعالج شتات روحه الممزقه
, -بكره تنسي وتسامح
, لما تبقي اب
, حتلاقي نفسك مستعد تهد الدنيا كلها
, لو حسيت ان ممكن حاجه تاذئ ابنك
, اطلع يالا
, استريح في اوضتك
, ونام
, انت شكلك منمتش
, هز راسه بالموافقه ليردد
, -حاضر
, صعد معتز الي غرفته
, لتتامله نرمين بحزن
, وتذهب الي أنور
, انكساره و ضعفه يؤلمها كثيرا
, طرقت باب المكتب بخفوت
, لتدخل بعد لحظات
, وقد أعطته فرصه
, ليستجمع شتات نفسه
, فاخر ما تريده أن تراه بهذا الضعف
, وهذه الهيئه المنطفاءة
, اقتربت منه بحذر
, لتجده جالس علي مقعد امام المكتب الضخم يحاول ان يبدوا متماسك
, تعرف انه يجلد ذاته من يوم موت مجدي لتزداد الأمور تعقيدات من بعدها
, تدرك انه هو من دفع شر ناهد عن فريدة
, ليعوضها بمبلغ ضخم ويجعلها تسافر للخارج ليامن شرها بعد أن عرف بنيتها للانتقام منها
, تعرف الكثير والكثير
, لكنها لا تريد أن تجرحه
, لم تستطيع أن تلومه علي غياب معتز
, حتي لا تزيد الأمور علي كاهله
, رسمت ابتسامه علي وجهها
, وهي تقترب منه
, لتربت علي يديه بحنان
, و تجلس امامه مباشرة
, رددت كلمات تعلم جيدا مدي احتاجه لسماعه منها هي بالذات
, -كل حاجه حتصلح
, صدقني
, رفع عينيه اليها كأنه يتوسلها
, ان تعيد الكلمات علي مسامعه مره اخري
, - حبيبي
, كلنا بنغلط
, وانت كفرت عن غلطك ده
, وحميته هو وفريده
, بكره يسامحك
, المسأله بس مسألة وقت
, بكرة ينسي
, صدقني
, احتضنها أنور بشده
, لتشعر هي بانتفاضه جسده
, وبكاءه بين يديها
, لينقبض قلبها من الخوف عليه
, ومن تلك الحاله التي هو عليها
, شددت من تمسكها به
, ليخرج هو كل انكسار
, وتتعري روحه الاثمه
, لتبكي علي ما فعلت في حق ابنه
, لم تتكلم بل بقيت صامته
, حتي انتهي من نوبه بكاءه
, و حاول أن يتمالك نفسه
, لكن راسه عادت للانخفاض
, وهو يشعر بالذنب
, لترفعها نرمين و ترسم ابتسامة علي وجهها
, وهي تردد
, - أنور
, انا بتقوي بيك
, صدقني
, ابنك حيرجع لحضنك تاني
, بس اصبر
, هز راسه موافقا على كلامها
, فلم يعد له قدرة علي الحديث
, وقد شعر بمدى ثقل الكلامات علي لسانه
, أمسكت نرمين بيده كطفل صغير تائهه
, لتتكلم بمرح حاولت تصنعه
, - تعالي معايا بقي
, عشان نختار هديه تليق
, بمرات معتز
, ابتسم لها أنور ليذهب معها بطواعيه
, ٢٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في المساء
, كانت تدور حول نفسها بفرحه كبيرة
, وهي تري كريمه لا تتوقف عن قراءه القرآن والدعاء لها تري الفرحة تفيض من عيونها وهي تقسم انها لم تكن سعيدة هكذا بشدوي
, فهي لم تتوقف منذ الصباح عن الزغاريت ليتجمع الجيران
, وقد ظنوا ان شدوي قد ولدت ولاده مبكره
, احتضنتها كريمه بحنان شديد لتبعدها عنها برفق وتتاملها بنظره راضيه وتفيض عينيها بالدموع فينقبض قلب فريدة
, أسرعت شدوي لتتكلم وقد علمت ما يدور بصدر امها فهي تفتقد لرفيقه عمرها والدته فريدة لتمزح معها بمشاكسه
, -بتعيطي ليه بس يا كوكب دلوقتي
, شايفه يا ديده
, امي المصرية الاصيله
, تزعل تعيط
, تفرح تنكد علي اللي جابونا
, نظرت لها كريمه بغيظ
, -اتلمي يا بت
, ولا عشان اتجوزتي
, وشيلتي عيل حتفتكري نفسك كبرتي عليا
, لا اصحي كده
, لو نسيتي الشبشب يفكرك
, وضعت شدوي يدها بخصرها لتتكلم
, - طب واللهي عيب عليكي
, يا كوكب لما ابني يسمع الكلام ده
, حيقول عليا ايه دلوقتي
, نظرت لها كريمه بامتعاض وهي تمصمص شفتيها وتردد
, -ولا حاجه
, بكره يكبر ويعرف الحقيقة
, ان امه هبله ومهزئه
, لوت شدوي شفتيها وهي تتصنع الحزن
, -شايفه يا ديده
, خليكي شاهده
, هه
, ضحكت فريدة علي مناقشته لتقترب من كريمه وتقبل جبينها بحب وهي تتكلم
, -في ايه بس يا أمي
, اهدي كده وصلي على النبي
, انتوا اكيد اتحسدوا
, ردت كريمه
, - اللهم صلي وسلم عليك يارسول ****
, انت مش شايف كلامها
, بتتريق عليا
, يا فريده
, ابتسمت فريده لتربت علي كتفها وهي تردد
, - ما انتي عارفه شدوي بتحب تهزر
, طرق مروان الباب ليدخل
, و قد تعلق نظره بفريده
, لتلمع دمعه في عينيه حاول السيطره عليها وهو يتأمل فرحتها بفخر
, امسك يديها ليجعلها تدور حول نفسها
, وهو يردد
, -ما شاء اللة
, ولا حول ولا قوة الا ب****
, عيني عليكي بارده
, يا قلب مروان
, كتفت شدوي يديها امام صدرها وهي تنظر لهم وتحدث مروان بنبره وضحت عليها الغيره
, - احم
, يا استاذ مروان
, ضحك مروان علي غيرتها وتصرفاته الطفوليه
, ليقترب منها وهو يتاملها ببطنها البارزه و ملامحها المراهقه التي باتت تقلقه كثيرا
, لينحني ويقبل بطنها بمشاكسه وهو يتحدث مع طفلته
, - عامله اه يا حبيبه بابي
, يا احلي سيدره في الدنيا
, خلي شاطره كده ومتتعبيش مامي
, ثم رفع راسه الي شدوي ليضمها اليه بحمايه
, وهو يهمس باذنها
, - ايه الجمال ده يا احلي شدوتي
, نظرت له بامتنان شديد وقد تورد وجهها وهي تري الحب يفيض من عينيه لتستشعر الأمان بجانبه فتلتصق به اكثر وقد غمرها شعور بالرضا
, نظر مروان لفريده بحنان وهو يخبرها
, -معتز و أنور بره
, مش عايز المح ظفرك لحد ما انده عليكي
, ثم وجه نظره ناحيه شدوي محذرا
, -فاهمه يا عصفورتي
, نظرت له شدوي ببراءه
, - هو انا عملت حاجة دلوقتي
, -لا هو انتي بتعملي حاجه
, ده انتي ملاك
, -يا ظلمني
, ضربها مروان برفق علي راسها ليعود ويضمها اليه ويقبل راسها بحب ويغادر الغرفه
, ٢٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في الصالون
, كان مروان يجلس بجوار ابيه وحماه
, مقابلا لانور ونرمين ومعتز الذي تعلقت عينيه بالباب ينتظر دخولها ليخيب ظنه بعدها بدخول كريمه وهي تحمل صينيه كبيره لتقدم لهم العصير والحلويات الشرقيه
, اسرع مروان ليحمل الصينيه عن كريمه لتربت هي علي كتفه بحنان بالغ وهي تدعوا في سرها له بالصحة والعافية
, جلست كريمه بجوار نرمين مرحبه بها لتجدها بشوشه تحمل ملامحها الكثير من الطيبه والحنان ليطمئن قلبها وقد شعرت بالتواضع في نبرتها مما جعل قلبها ينشرح لها
, ضغطت نرمين علي يد أنور مشجعه له ليتكلم
, ليقطع هو لحظات الصمت القصيره التي بدءت تطغي علي هذه الجلسه
, تنحنح أنور ليجلس صوته
, ثم بدء يتكلم بوقار وهدوء
, -احنا يشرفنا اننا نطلب ايد بنتكم فريدة لمعتز ابني و طبعا كل اللي تطلبه مش حنختلف فيه
, نظر له مروان بشموخ وهو يتحدث بفخر وثقه
, - احنا ملناش طلبات يا أنور باشا
, اللي يهمنا ان ابنكم يحافظ عليها ويصونها
, اسرع معتز بالتحدث
, -فريدة في عنيا يا مروان
, وانا اوعدك أن عمري ما ازعلها في يوم طول ما انا عايش
, تكلم محمود والد مروان بطيبه
, -وده العشم يا بني
, انت ابن أصول
, ولاد الصول بيصونوا العشره ويحفظوا عليها
, رد أنور علي كلامه
, -اكيد يا حج محمود
, ابتسمت نرمين وهي تتحدث
, -يبقي نقرئ الفاتحه
, تعلق نظر معتز بمروان ليبتسم له الاخر
, وهو يخاطب كريمه
, - علي بركه ****
, قومي يا أمي
, هاتي فريدة عشان نقري الفاتحة
, أسرعت كريمه لتخرج وتحضر فريده التي طغت علي ملامحها الخجل الممزوج بالتوتر فقد دخلت غرفه الصالون تتبعها شدوي
, وهي تحاول أن تتمالك نفسها فنظرات معتز كانت مثبته عليها تربكها
, جلست بعد أن رحبت بنرمين
, التي استقبلها بحنان وترحيب واضح
, لم تستطيع أن ترفع عينيها به وهي تشعر بنظراته المتفحصه لها اخذت تفرك يدها بتوتر واضح و هي تحاول أن تبدوا هادئه
, قرئ الجميع الفاتحه
, ليعلوا صوت كريمه بالزغاريط
, التي لم تنقطع
, رفعت عينيها اليه
, لتتوه في صفاء عينيه التي كانت تلمع بوهج ساحر يجبرها علي التواصل معه حرك شفتيه لتقرء هي ما يريد بوضوح وقد توردت ملامحها بشكل أصبح يدمنه كثيرا
, قطعت نرمين تواصلهما
, الذي بدء الجميع يلاحظه فقد انفصلا
, عما يدور حولهم ليدور بينهم حديث لم تعرف الكلمات كيف تصيغه
, ربتت علي ظهر فريده بحنان
, وهي تنظر لمعتز وتتحدث معه
, -مش حتلبس خطيبتك الشبكه يا معتز
, انتبه له معتز ليتحدث بتخبط
, وهو يحاول التركيز فيما قيل له
, -هه
, ايوه
, حاضر
, ابتسمت فريده علي رده فعله
, لكنها سرعان ما توترت
, وهي تجده يقترب منها
, لتنهض نرمين من مكانها
, لتتيح له الجلوس بجوارها
, لتبدء دقات قلبها في الاضطراب
, تشعر ان الجميع أصبح يستمع لضجيج قلبها
, لتتوتر اكثر وهو يتمسك بيدها ليلبسها الخاتم
, و الاسوره المطعمه بالالماس
, يبدوا انها باهظه الثمن
, اقترب اكثر ليبعد خصلات شعرها عن رقبتها وقد تعمد ملامسه رقبتها لتسري رعشه في كامل جسدها جعلته يشعر بالانتشاء
, وهو يقترب منها اكثر ليحكم إغلاق العقد المآسي حول رقبتها خفضت هي نظرها فلم يكن لها طاقه ان تواجه اشتعال عينيه التي بدءت تظلم برغبه اربكتها كثيرا
, لتبتلع ريقها وهي تضغط علي شفتيها بتوتر
, أعاد شعرها لمكانه ليرتبه بتمهل
, وكأنه يعاندها لتعلوا دقات قلبها بصخب
, اشعرها بمدى ضعفها بقربه
, ولكن الغرابه هي لم تكن منزعجه من ذلك فهي تستمتع بهذا الشعور بالضعف امامه
, لم يعد يضايقها كما كان في السابق
, فقد أصبحت له اخيرا
, احساس بالرضا والسكينه بدء يسري بين خلاياها وهي تراه ينتظرها ان تضع دبلتها في اصابعه
, أمسكت الدبله بانامل مرتعشه لتضعها في أصبعه بتوتر وتحاول ان تسحب يدها سريعا لكنه اسرع وقبض علي يدها وتشبث بها ليرفعها اليه ويقبل باطنها بتمهل
, اشعرها تصرفه بالخجل الشديد
, و هي تري مدي اضطرابها خاصه عندما وجدت نظرات مروان لها المحذره
, بينما هو كان في عالم آخر لا يستوعب انها اخيرا سوف تصبح زوجته
, كانت السعاده تفصله عن الشعور بمن حوله
, تشبث بيدها يخشى ان تنفلت من بين يديه وتهرب فما وصل اليه معها ليس بالهين
, تنحنح مروان ليتحدث وقد بدت نبرته محذرة
, لمعتز
, - مبروك يا معتز
, مبروك يا فريدة
, احست فريدة بالاحراج لتبتعد قليلا عن معتز الذي بدء ملتصقا بها لكن معتز ضغط علي كفها الذي لا يزال متشبسا به
, يمنع تحركها و ابتعادها عنه
, لينظر لمروان بثبات يحسد عليه وهو يتكلم
, -**** يبارك فيك يا مروان
, رفع مروان حاجبه وهو ينظر لمعتز الذي يرفض افلات يد فريده من يديه
, ليعود بنظره لفريده التي ابتلعت ريقها بتوتر وهي تحاول أن تفلت يديها من يد معتز ولكن دون جدوى
, كان مروان يشعر بالسعاده بداخله علي الرغم انه حاول تصنع الحزم والضيق الذي تجلي علي ملامحه من معتز
, انشغل الجميع عنهم بالاتفاق علي إتمام كتب الكتاب في احدي الجوامع العريقه بالإسكندرية
, علي ان يكون الفرح بعد اسبوعين في فيلا المرشدي فلم يستطيع احد الصمود طويلا وسط اصرار معتز
, علي إتمام الزفاف في أسرع وقت

٢٩


رنين الهاتف المتواصل ازعجها لتتافف وهي تسحبه من علي الكومود لترد دون أن تنظر للشاشه
, -الو
, - صباح السكر
, تتخلل صوته اذنها لتبتسم وهي تفتح عينيها
, وترد عليه
, - صباح الخير يا معتز
, -يالا اصحى
, عشان نفطر مع بعض
, ونلفلف شويه
, ونشوف ايه الحاجه اللي ناقصكي
, تذمرت بكسل وهي تتوسله بصوت ناعس
, - عشان خاطري
, سيبني انام شويه كمان
, اثاره صوتها الناعم لياخذ نفس عميق حاول أن يهدء به دقات قلبه المتلاحقه وهو يتكلم معها
, -لو ما قومتيش دلوقتي حالا
, حطلع اصحيكي بنفسي
, وانا اساسا بتسلق
, يالا بسرعه
, انا مستنيكي في العربية تحت
, لوت شفتيها وهي تنهض من علي السرير
, لترد بضيق واضح
, - ممم
, حاضر
, ليسرع هو ويتكلم
, -فريدة
, - نعم
, -بحبك
, ابتسمت لتتفتح تفاصيل وجهها باشراقه وتلمع عينيها وهي تجيبه
, - وانا بحبك اوي
, اغلقت الهاتف دون أن تنتظر رده
, لتركض علي الحمام
, وتاخذ حمامها الصباحي
, صوته يرن باذنها يجعلها تبتسم دون سبب
, ملامح وجهها تغيرت لا تكاد تتعرف
, عليها فقد أصبحت متورده تشع بالفرحه والتفائل غادر منها ذلك الوجوم والجديه المصطنعه تشعر بالقرب منه
, انها طفله تغرق في دلال
, و فيض من الأمان لا ينضب
, فعلي الرغم من مشاكساته
, ووعيده المبطن لها
, إلا انها تستمتع بضعفها امام تسلطه عليها
, أصبح يعرف كيف يحتوي ضعفها
, ادمنت تغير لون عينيه
, حين ينظر لها فهي تتحول
, من بحر هادي الي موج هائج
, ولكنها للغرابه لا تخشي الغوص فيه
, تنهدت برضا و هي تنظر لنفسها
, لتسرع في خطواتها وتهبط السلالم بعجل
, فتجده بالفعل ينتظرها في سيارته
, فتحت الباب الخلفي للسياره لتركب بهدوء وتحاول عدم النظر له
, لينظر لها هو بغيظ
, وهو يرفع احدي حاجبيه
, علي الرغم من حالته الا انه يبدوا وسيم
, ارتسمت ابتسامه علي وجهها
, حاولت مدارتها حتي لا تستفزه اكثر
, ليتكلم هو وقد بأن علي نبره صوته الضيق
, - وده اسمه ايه
, بقي ان شاء اللة؟؟؟؟؟
, لم تستطيع كتم ضحكتها
, لتشير باصبعها الي اعلي وهي تتكلم
, -اسمه مروان
, ولو مش عاجبك انزل اركب عربيتي
, ترجل من السياره ليجد مروان
, يقف بالشرفه وهو يكتف يديه ويبتسم له بسماجه
, ليكتم الاخر غيظه منه ويتمتم
, -بقي كده
, عموما هانت
, يا سي مروان
, ركب السياره ليديرها وينطلق
, لكنه نظر لفريده وهو يخرج من بوابه الفيلا
, وهو يبتسم لها
, - اه بالحق
, عربيتك باظت
, وودتها التوكيل
, نظرت له بغيظ
, لتتكلم
, -تاني يا معتز
, ليبتسم لها هو بوداعه
, وهو يرفع نظره للمراه و يقابل نظرتها المشتعله من الغيظ
, -نعم
, ياقلب معتز
, أدارت وجهها ناحيه النافذه
, هي تتافف بضيق واضح من تصرفاته
, ليبتسم هو بانتصار وهو يتمتم في سره
, -واللهي لاطلعه عليكي
, واربيكي زي ما بتربيني
, يا فريدة
, قاد سيارته
, ليتنالا الافطار في احدي المطاعم علي البحر
, -عاجبك المكان
, نظرت للبحر أمامها لتتحدث
, -عاجبني البحر اوي
, ابتسم لها معتز ليتناول يديها و هو ينظر لخاتم الخطوبه الذي يزين يديها ويردد
, - بحبك
, لم تستطيع أن تنظر له فقد شعرت بتلك الرجفه التي تحتلها عندما يلمسها
, تكاد تقسم ان وجهها قد تحول للاحمر فهذه السخونه التي تشعر بها تخرج من وجنتيها تنبئها بحالتها
, سرحت للحظات وهي لا تعرف
, هل من الصواب ان يعرف
, بحقيقة زواجها من مجدي ام لا
, لكنها لن تستطيع أن تتحدث معه
, في أمر كهذا ابدا
, فحيائها يمنعها ان تتطرق لمثل ذلك الأمور
, بدءت تتوتر لتبتلع ريقها و هي تخشي رده فعله ان علم بالأمر
, اخرجها معتز من حديثها مع نفسها
, لتنتبه له وهو يردد اسمها
, - فريدة
, مالك؟؟؟؟
, سرحتي في ايه؟؟؟؟؟
, توترت اكثر وهي تنظر له لتجيب
, - هه
, ابدا ولا حاجه
, انقذها النادل وهو يضع الطعام علي المائدة ليقطع تواصلهم البصري ونظرات معتز المتفحصه لها التي كانت تربكها كثيرا
, تجاذبوا الحديث بعدها
, وقد حاولت فريدة ان لا تفكر في هذا الأمر كي لا تتوتر اكثر
, مر الوقت سريعا عليهم
, خرج معتز وفريده من المطعم
, لتتقدم فريدة نحو جهه القياده لتنظر لمعتز
, وتطلب منه بخجل
, -معتز ممكن اسوق انا
, نظر لها معتز باستغراب من طلبها لتكمل هي كلامها بمزاح
, -تسمحلي اخطفك
, رفع لها مفاتيح السياره ليضعهم بيدها
, - اتفضلي اخطفيني
, دانا حتي حبقي طيوب معاكي خالص
, مش عمل مشاكل
, ضحكت فريدة بانطلاقه
, فاثلجت ضحكتها صدره وهو يراها بهذه الفرحه والاشراقه
, يعرف ان كل الحدود التي كانت
, ترغمه وترغم نفسها قبله علي الالتزام بها سوف تذوب بالتدريج ليكتشف فريدة اخري
, بعد أن يتفتت ذلك الحاجز الذي كانت تصر
, ان تضعه بينهم كي لا يتخطاه اي منهم
, ركب سيارته بجواره وهو مثقل بشعور بالسعاده و الانتشاء لما وصلت اليه علاقتهم
, وما حققاه اخيرا من قرب
,
, قادت هي السياره ليتعجب هو من الطريق الذي تسلكه لكنه أثر الصمت والصبر واكتفي بمراقبتها و هي تقود
, أوقفت السياره لتنظر له وقد احتلت ملامحه
, الذهول من المكان الذي وصلا اليه
, -يالا
, رد عليها بذهول
, -هو ايه اللي يالا
, انتي جايباني هنا ليه
, ضحكت فريدة وهي تجيبه
, -مش قولتلك حخطفك
, استغرب اكثر من رده فعلها
, -فريده
, احنا بنعمل ايه هنا
, نظرت اليه لتتكلم بوداعه
, -حتتقدملي
, تبدلت ملامح الذهول بأخرى متفهمه وهو يري محاولتها لتصنع الثبات
, - هو هنا
, قبر باباكي
, ابتلعت ريقها وهي تحاول أن تبقي علي الابتسامه التي اجادت رسمها
, -ايوه
, يالا
, نزلت من السياره لتتقدم ببط
, اخذت نفس عميق لتهدء وهي تحاول أن تكون متماسكه
, -السلام عليكم ورحمة **** وبركاته
, انا جيت اهو
, زي ما وعدتك يا حبيبي
, وجبت معايا معتز
, وقف بجواره وهو يشعر برجفتها
, ليشبك اصابعها مع اصابعه
, ويضغط عليها برفق
, جعلها تشعر بالأمان
, الذي تفتقده يتسرب الي روحها
, لتزول عنها تلك الرجفه التي ظهرت
, واضحه في صوتها عندما
, بدءت تتحدث الي معتز وتعرفه
, علي ابيها كأنه لايزال حي بينهم
, ليدرك هو تلك الندبه الذي تركها ابيها في روحها برحيله عنها
, وضع يده علي خصرها
, ليضمها اليه بحنان بالغ
, وكأنه يغشي عليها من الكسر
, لترخي هي راسها علي صدرة بتلقائيه
, و كأنها اخيرا وجدت من تحتمي به
, ليشعر هو بالمسؤولية تجاهها اكثر
, وقد بدء يدرك ان وجودها في حياته هي مكافئه الدنيا له
, أدار معتز الموقف بذكاء ليخرجها من تلك الحاله التي تلبسها يتكلم بمرح أجاد ادعائه
, -تسمحلي يا عمى اخد فريدة
, ونروح نختار فستان عشان كتب كتابنا
, بعد بكره
, ضحكت فريدة رغم دموعها التي كانت تتسرب من عينيها بصمت شديد
, ليقترب معتز منها ويمسح دموعها بحنان بالغ ويضمها الي صدره وهو يمنحها وعد مبطن ان تكون تلك الدموع هي الاخيره وان لا يزور الحزن روحها ابدا طالما هو موجود
, لتبتسم له هي بامتنان وقد شعرت بحنانه الذي يغمرها به لتتوه هي في بحر عينيه الصافية
, الذي صارت تدمن النظر اليه
, -طب مش يالا نمشي بقي
, علشان ده يعتبر فعل فاضح في المقابر
, و ميصحش عمي يشوفنا كده
, حيقول عليا ايه دلوقتي
, ابتعدت عنه فريدة لتضربه برفق علي كتفه
, - حيقول عليك
, قليل الأدب طبعا
, ضحك معتز بانطلاقه فقد شعر بالفخر من نفسه وهو يخرجها من حزنها
, عاد كليهما للسياره لينطلق بها الي احدي أشهر الاتيليهات بالإسكندرية
, لتختار فستان مناسب لكتب الكتاب
, بقيت فريدة طويلا في المكان
, فقد كانت مستمتعه جدا باشتعال عينيه وغيرته الواضحه وهو يجدها تتعمد اختيار الفساتين القصيره وتصر عليها
, لم يتحمل ابدا هذا الفستان الأحمر القاني الذي أصرت علي قياسه
, يكاد يقسم انه قد صمم لها هي ولكن في احلامها ان يراها احد غيره وهي ترتديه
, دارت عينيه في المكان ليتاكد من أن أحد لم يراها بهذا الشكل المثير
, ليقترب منها وقد اشتعلت ملامحه
, -لفي بسرعه و روحي غيريه
, احسن و **** ما حيحصلك طيب
, كادت ان تعترض لكن نظره عينيه
, حقا اخافتها لتركض من امامه
, وتتجه ناحيه البروفه
, لتغير هذه الفستان الذي ترتديه فهو رغم جماله الا انه يعد كارثه بكل المقاييس
, لحظات وسمعت صوته وهو ينطق اسمها
, ليزيح الباب قليلا فتشهق هي بفزع
, وتحاول ان تغلق الباب لكنه كان اسرع منها وهو يمد يده بفستان و يبعد نظره عنها وهو يقول
, -قيسي ده
, تاففت وهي تاخذ الفستان من يده
, وتغلق عليها باب البروفه بغضب
, من تصرفاته ولكن بداخلها كان يتراقص
, وهي تشعر بغيرته عليها
, فقد وجدت متعه كبيره في نفسها وهي تراه علي هذه الحاله
, أرتدت الفستان لتنظر له وقد علت وجهها نظر فخر وهي تجده يحتوي أنوثتها باتقان ولكنه مع ذلك يخفيها فقد اشعرها حقا بالرضا عن شكلها تنهدت وهي تردد لنفسها بحالميه
, -كفايه انه لون عينيك
, لكنها مع ذلك ارادت استفزازه لتتصنع الضيق وهي تخرج لمشاكسته
, لكن نظرات عينيه المبهوره بجمالها
, الذي طغي علي الفستان جعلتها
, ترتبك لتنسي توعدها له
, امسكها من يدها ليجعلها تدور حول نفسها
, لتضحك هي علي تصرفاته ونظراته لها التي كانت ترضي أنوثتها وتشعرها بالفخر من نفسها
, ليضمها اليه غير عابئ بالمكان
, ولا بمن حولهم
, ويضع قبله متمهله علي جبهتها
, شعرت بالارتباك الشديد من رده فعله
, لتحاول هي الابتعاد عنه
, لكنه شدد علي احتوائها وقد غابت عنه تفاصيل العالم من حوله
, عندما تخللت رائحة الياسمين خاصتها الي صدره
, استسلمت هي لمشاعرها
, لتتوقف عن محاولتها
, الهروب من بين ذراعيه
, لينتبه هو لوضعهم فيبتعد عنها
, وهو يري تلون وجهها من الخجل وهروب عينيها من مواجهه عينيه
, انسحبت بسرعه لتعود وتغير الفستان
, وتحاول السيطره علي دقات قلبها المتلاحقه
, اغلقت باب البروفه عليها
, لتضع يديها علي قلبها
, علها تهدء من صخبه
, ابتلعت ريقها وهي تنظر لتورد وجهها الشديد فتضع يديها علي وجنتيها وتشعر بمدى اشتعالهم
, مما جعلها تتوتر اكثر
, فاقترابه منها يبعثر ثباتها ويرهقها كثيرا
, كيف لها أن تكون الأمور عندما يتزوجها
, ارتعشت اوصالها عند ذكر عقلها
, للفكره لتتوتر اكثر
, حاولت كثيرا ان تلملم شتات نفسها
, المبعثره لتخرج له
, لكنها وجدت نفسها في النهاية تتجنب النظر اليه ليحاول هو أن يكتم ضحكته
, من هيئتها التي تكون عليها
, كلما اقترب منها
, يشعر بالرضا من نفسه
, وهو يراها بهذه الحاله
, لا يريد أن يتذكر انه ليس الأول في حياتها
, يرغب ان ينسي هذا الأمر بالذات
, فهو يثير جنونه عندما يتذكر
, ان احد اخر قد اقترب منها
, ولمسها قبله
, ردات فعلها معه تجعله يشعر انه الأول بحياتها ليتناسي الأمر
, و يحاول ان يقنع نفسه بما يريد
, فهي ليس لها ذنب فيما حدث في الماضي
, سوي انها كانت خائفة
, تنهد وهو يحاول ان ينسي ما مروا به
, ليقنع نفسه انهم اخيرا
, اصبحا معا وهذا هو المهم في الأمر
, شاركته هي في اختيار بدلته
, فقد شعر بفرحة كبيره
, وهي تدور معه في المكان
, لتختار بدلته ولم يفوتها أدق التفاصيل المتعلقه به
, لتختار معه عطر مميز له
, ورابطه عنق تناسب لون فستانها
, اهتمامها به جعله يشعر انه معها
, كطفل صغير بين يدي امه
, تهتم به بحنان ودف كبير
, لم يشعر بهذا الشعور من قبل ذلك
, فهي تركيبه مميزه حقا
, تعرف متي تتدلل عليه
, وكيف تشاكسه
, و ما يثير جنونه
, وكيف ترضيه
, اوصلها اخيرا للفيلا
, بعد أنهوا كل الأشياء العالقه
, ليتكدس المقعد الخلفي بالاشياء
, فتركب هي معه في المقعد المجاور
, يتخيل مروان ومدي غيرته الواضحة عليها ليبتسم بخبث وهو يتوقع نظرته له
, عندما يدخلا الفيلا في ذلك الوقت المتأخر وهي تركب السيارة بجواره
, ٢٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد يومين
, بإحدى المساجد العريقه
, كانت عينيه متعلقه بها و تدور كفراشه علي من حولها ترحب بالجميع
, تزين الابتسامه وجهها الملائكي
, الذي كاد يضي من الفرحه
, حاول الاقتراب منها لتلتف الفتاتان حول قدميه يمنعانه من الحركه
, لتدور عينيه تبحث عن نيره
, لتنقذه لكنه لم يجدها في مرمي بصره
, انحني الي الفتاتان يحملهما لتنظر له سيلين
, بفضول طفولي
, -ميزو
, هو انت مش حتحبني تاني
, تفاجأ من كلماتها
, ليرد عليها بتساءل
, -مين قال كده يا قلب ميزو
, ردت سيلين بعفوية
, -سمعت نانا
, بتقول انك بتحب فريدة اوي
, يعني انتا مش بتحبنا
, نفي الأمر فقد ازعجه ما توصل اليه عقلها
, -لا طبعا بحبك
, انتي وليلو كثير اوي
, بس بحب فريدة
, حبه صغيرين
, قد الفرفوته
, أشار الي أصبعه بعلامه صغيره
, أشرقت ملامح الطفلتين
, ليروا معا
, -يعني بتحبنا احنا اكثر
, رد معتز سريعا
, - طبعا
, قفذت الفتاتان بفرحه كبيره
, وقد اثلجت كلماته صدرهم
, ليلعبوا في المكان وكان شيء لم يكن
, التفت ليجد فريدة امامه مباشره
, لينظر لها بتركيز و قد أدرك انها استمعت لحديثه مع الفتاتان
, ابتسمت له بتفهم لتتكلم
, -البنات متعلقه بيك اوي
, -فعلا
, ساعات بحسهم بيحبوني اكتر من فادي
, ضحكت بانطلاقه لتضع يديها علي فمها وتحاول السيطره علي ضحكتها لتتكلم
, - **** يستر
, و يعاملوني كويس
, - متخافيش
, طول ما انا بحبك قد الفرفوته
, يبقي انتي في امان
, ضحكوا معا ليظهر مروان فجاءه بينهم
, ينظر لمعتز بغيره واضحه تمسك بيد فريده
, و هو ينظر لمعتز و يتكلم
, - الماذون وصل
, يالا بلاش مرقعه
, كتمت فريدة ضحكتها وهي تتجه مع مروان
, ناحيه شدوي
, بينما بقي معتز مكانه
, حيث ظل يتوعد لمروان بسره
, -ماشي يا مروان
, __ بارك **** لهما وبارك عليهما
, وجمع بينهم في الخير ٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, نظر لها ليجدها بين فردوس
, وكريمه و قد فاضت عيونهم بدموع الفرحه من أجلها
, تلاقت عينيهما اخيرا ليحرك شفتيه بكلمه قرأتها هي جيدا ليتورد وجهها
, وتهرب بعينيها من حصار عينيه
, الذي باتت تربكها كثيرا
, ترك المجال للجميع ليبارك لهم
, ليقترب هو منها اخيرا
, و يمسك يديها لتتوتر هي من نظراته لها
, وتخشي ان يقدم علي شئ مجنون
, لكنه اكتفي بتشبثه بيديها
, ليقودها الي الخارج
, اوقفه مروان
, -رايح فين يا معتز
, وقف معتز بتحدي وهو ينظر لمروان
, ليتكلم وقد علت الابتسامه وجهه
, -واخد مراتي
, و حنخرج سوا
, في مشكله
, تدخلت شدوي لتتحدث بعفويه كعادتها
, -سيبهم يا مروان
, اكيد حيروحوا سينما
, في فيلم ايموشن حلو اوي يا ديده
, في سينما٤ نقطة
, لم تستطيع فريدة ان تمسك نفسها
, لتنظر لمعتز وتنفجر من الضحك
, وهي تحتضن شدوي بينما الاخري لم تكن تفهم سبب ضحكها هي ومعتز
, ابعدها مروان عن شدوي
, لينظر لها بغيظ
, - خد مراتك وامشي
, وخلينا انا مع فيلم الكرتون ده
, اخذ معتز فريدة ليتركا مروان وشدوي
, وهي لا تزال لا تفهم ما الذي اضحكهم هكذا
, بينما تذكر مروان يوم عقد قرانه
, علي شدوي ليبتسم علي تصرفاتها الطفوله التي يعشقها منها
, ركبت فريده مع معتز سيارته الرياضيه المكشوفه لتتلاعب نسمات الهواء بخصلات شعراه
, نظرت له بفضول
, -حتوديني فين
, ابتسم لها وهو يراها بهذا الشكل الخلاب
, - حنسهر علي البحر
, سفقت بيديها بفرحه كبيره
, ليقود هو السياره مسرعا
, وهو يحاول السيطره علي نفسه معها
, كانت تقف مبهوره
, لا تقوي قدميها علي الحركه
, تنظر الي الممر الطويل علي الرمال
, أمامها والمزين بالشموع لينتهي الطريق بخيمه بلون السماء بها مائده صغيره لهم
, عادت بنظرها له
, تتأكد انها لا تحلم
, لتجده يبتسم لها
, ابتسامه اذابت اوصالها
, امسك يدها برفق
, ليقودها الي حيث الخيمه
, سحب لها المقعد لتجلس
, ثم استدار ليجلس هو في المقابل لها
, لم تستطيع أن تنطق بكلمه واحده
, فقد خشيت هي ان تكلمت
, ان تفيق من هذا الحلم الذي تحلمه
, تعلق بصرها به وهو يتاملها بشغف واضح
, لم تكن الكلمات تستطيع أن تصيغ الحوار بينهم فقد كانت لغه العيون بينهم
, أبلغ من الكلام
, انتبهت لصوت موسيقي
, تقترب من مسامعها
, ليتقط هو يديها وهو يقف ليرقصوا معا
, ترددت قليلا ليلتقط هو ارتعاشه حدقتها
, فيشعر بالندم و قد أدرك انها تذكرت رقصتهم الاخيره اقترب منها اكثر ليضمها اليه و يقبل جبينها باعتذار وندم واضح
, ارتبكت من قربها الشديد منه
, لتتسرب رائحه عطره بين خلاياها
, فتشعرها بذلك الخدر اللذيذة
, فتستسلم لذلك الشعور
, و تستند براسها علي صدره
, تستمع لضجيج قلبه
, الذي اشعرها بالرضا عن مدى تأثيرها عليه
, استكانت بين ذراعيه ليتمسك هو بها اكثر
, كأنه يخشى ان تنفلت من بين يديه
, ليتشبث كل منهم بالاخر

٣٠


بقي يداعب وجهها بيديه
, يتأمل ملامحها وهي نائمه
, تبدو كالاطفال
, وهي تحتضن وسادتها وتنكمش علي نفسها بهذه الوضعيه بقي علي تتامله للحظات
, وهو يحاول ان يضبط من تلك الأفكار المجنونه التي تقفز تباعا في مخيلته
, ليبتلع ريقه وهو يحاول ان ينظم تنفسه ويهزها برفق لتفيق من ثباتها
, تاففت لتهمس بنعاس واضح
, وكانها ترفض ان تفيق من نومها
, -سيبيني والنبي يا داده
, اكمل الحلم ده واقوم
, اقترب منها ليهمس بمكر في اذنها
, -طب ما تقومي تحكهولي
, يمكن اعرف احققهولك
, فتحت عينيها بفزع غير مستوعبه
, ما يحدث هل هذا صوته حقا؟؟؟؟
, لتتفاجا باقترابه الشديد منها
, وعينيه تقابل عينيها الذي فر منهما النعاس لينعكس بداخلهما الذهول و الصدمه
, لم تفهم ما يحدث ولم تصدق عينيها
, وهي تراه أمامها بهذه الطله المهلكه
, يتاملها بتدقيق واضح
, ورغبه فاضت من عينيه
, حاولت أن تهدء من تنفسها المتسارع لتتشبث بالغطاء وتنسحب للخلف كي تبتعد عنه
, وهو لا يزال على نظرته المتسليه من حالتها
, استجمعت شجاعتها لتلملم الحروف المبعثره داخل عقلها الذي طغي عليه الذهول
, -هو
, ان
, انت
, دخلت هنا ازاي يا معتز؟؟؟
, رد بثبات و هو لا يزال ليطلع اليها بتسليه
, - عادي جيت
, داده قالتلي انك لسه نايمه
, قولت اطلع اصحيكي
, كان يتحدث ببراءه مستفزه لتدرك هي
, ان هناك شيئ خلف تلك البراءه
, ليطفوا الي عقلها فجاه شخص لتهتف بفزع واضح
, - و
, مروان
, ضحك علي هيئتها وهو يتحدث بثقه
, - قولتله طالع اصحي مراتي
, مش آنتي مش مراتي برضه
, صرخت بغيظ
, - معتز بطل غلاسه
, انت جي اوضتي عشان تغيظ مروان
, مش حتبطلوا لعب العيال ده
, تحولت ملامحه وهو يردف باستفزاز
, -هو اللي بدء
, يبقي يستحمل
, حاولت أن تبعده عنها و هي تحاول أن تتصنع الحزم معه
, -طيب اطلع بره
, لو سمحت عايزه اقوم اغير هدومي
, رفع يديه امام وجهها ليرد ببرود
, - اه
, ما تقومي
, هو انا ماسك فيكي مثلا
, تاففت بضيق
, -معتز
, اقترب منها اكثر وهو يهمس
, -عيون معتز
, نعم يا زوجتي العزيزه
, تراجعت للخلف وهي لا تزال متشبثه بالغطاء
, لتصرخ فيه
, -عيب كده بقي
, اقترب اكثر منها ليتكلم
, -طيب مش حتقولي كونتي بتحلمي بايه
, ده انا حتي بعرف افسر الأحلام
, حلو اوي
, حتي جربي
, لم تستطيع السيطره علي اشتعال وجهها و أنفاسها المضطربه لتضع كل طاقتها في الوساده وهي تقذفه بها ليتراجع قليلا مما سمح لها بالهرب من حصاره لها
, لتجلجل ضحكته في الغرفه
, بينما كانت هي تركض بكل طاقتها
, وتدخل الحمام الملحق بالغرفه
, وتوصد باب الحمام عليها لتحتمي بين جدرانه من تصرفاته التي يبعثر بها روحها
, استندت علي الباب لتضع كلتا يديها علي صدرها الذي كان يعلو ويهبط من شده الخجل لتهتف بضيق
, -منحرف
, اتاها صوته من خلف الباب وهو يتحدث اليها
, وكأنه سمعها لتفزع
, -**** يسامحك
, حستناكي تحت يا بطاطس
, بس متتاخريش
, احسن تلاقيني انا ومروان ضاربين بعض
, ضربت بقدميها الأرض بقهر لتخرج فيها كل غيظها منه
, ساعدها حمامها المنعش علي ان تخفف قليلا من حده توترها لتسرع بارتداء ملابسها
, وتمشط شعرها لتصنع جديله تنسدل علي كتفها برفه نظرت لفستانها الصيفي ذو الألوان الناعمه برضا لتخرج من غرفتها وتتجه الي أسفل وهي تتوعد لمعتز ومروان
, ان وجدتهم يتشاكسون كعادتهم في الاونه الاخيره
, تقدمت من مروان لتشمله بنظره متفحصه وهي تجده يكاد يتصاعد الدخان من اذنه لتنظر بتوعد لمعتز ليرمقها هو بنظراته المتسليه
, اقتربت من مروان لتطبع قبله رقيقه علي وجنته وهي تعرف ان مثل تلك الحركه تفقد معتز رشده لتبتسم ببرائه وهي تتكلم
, -صباح الخير يا مارو
, ابتسم لها مروان بحب وهو يجيبها
, -صباح الخير
, يا قلب مارو
, تحدث معتز بغيظ من تجاهلها له
, -ومفيش صباح الخير يا معتز
, ولا انتي مش شايفاني
, نظرت له ببرائه لتتكلم
, - صباح الخير يا معتز
, ليرد عليها هو ونظره معلق علي مروان
, -صباح الخير يا معتز
, حاف كده
, اشتعلت ملامح مروان من الغضب
, ومن تصرفاته التي يتعمد بها استفزازه ليتحدث بصوت عالي
, - ماتتلم يازفت انت
, ابتسم له معتز وهو يرفع احدي حاجبيه ليقترب من فريدة وهو يتحدث لها
, متجاهلا مروان تماما
, -طب ما انا ملموم اهو
, والا انتي رايك ايه يا بطاطس
, ضربته فريدة بقدمها علي قدمه بغيظ من تصرفاته التي يتعمد بها اثاره اعصابها
, ليتاوه هو بصوت التقطه مروان لتعلو علي وجهه نظرات الشماته به
, بينما صرخت فريدة وقد طفح الكيل
, -بطلو شغل العيال ده
, انتوا الاثنين واتعلموا تحترموا بعض
, اه ده
, انا حاسه اني في حضانه
, انصرفت من وسطهم ليتساءل مروان
, -رايحه فين؟؟؟؟
, التفتت له وهي تنظر لمعتز بتوعد
, -حروح اساعد داده
, بدل ما بتفرج علي شغل العيال
, تباعكوا ده
, اختفت من أمامهم وهي تحاول السيطره علي ضيقها منهم فهم لا يكفوا عن الشجار مع بعضهم
, التفت مروان بغيظ لمعتز ليقذفه بإحدى النتيكات الموجوده بجواره
, ليتقتها معتز بمهاره ويبتسم له بينما تحدث مروان اليه بغيظ اكبر
, -هو انت ايه اللي جابك من الصبح كده ؟؟؟؟
, انا عازم نيره و فادي علي الغداء
, محدش جاب سيرتك
, ايه الرخامة ده
, رد معتز بثبات وهو يضع يده بجيبه
, -اي خدمه يا صاحبي
, - استغفر**** العظيم
, صبرني يارب
, انصرف مروان من امامه بينما وجدها معتز فرصه ليتجول في الفيلا بحريه
, مر الوقت علي فريده سريعا وهي تساعد داده في إعداد الطعام لتلتفت اخيرا لاصناف الطعام تنظر اليها وهي تشعر بالرضا والفخر من نفسها
, غافله عن معتز الذي كان يراقبها وقد اتسعت ابتسامته وهي يراها بهذه الهيئه المبعثره
, تمسح وجهها بإحدى المناديل الورقيه لتجفف
, حبات العرق من علي جبهتها
, انسحبت داده من المطبخ وهي حامله كوب العصير الخاص بشدوي حتي تاخذ دواءها
, لتصبح هي وحدها بالمطبخ لتضع اللمسات الاخيره قبل أن تذهب هي الاخرى وتبدل ثيابها
, لم يستطيع السيطره على نفسه طويلا
, ليقترب منها و يحتضنها من الخلف
, لتشهق هي
, -معتز
, تنفس رائحة الياسمين خاصتها التي ادمنها
, ليهمس بجوار اذنها
, -اخيرا حاكل من ايديك يا بطاطس
, تعالت دقات قلبها من أثر هذا القرب حاولت أن تتفلت منه لكنه كان قد احكم قبضته عليها
, تشعر بانفاسه الساخنه علي بشرتها ليرتجف
, جسدها بينما كان هو في عالم آخر وهو يتحدث معها
, -اسبوع واحد
, وتبقي معايا في بيت واحد
, ابتلعت ريقها وهي تحاول أن تسيطر علي قدميها التي بدءت تفقد قدرتها علي الثبات في ظل هذا القرب المهلك بينهم
, ليديرها هو اليه لينظر لملامحها المتورده وهي تخفض عينيها وتحاول الابتعاد عنه
, لكن كل محاولتها باءت بالفشل ليقترب منها اكثر و يطبع قبله متمهله علي وجنتيها
, جعلت تلك الرجفه تهز اوصالها ليشعر بها هو مما جعله ينظر لها ليري محاولتها للسيطره علي ارتعاشه شفتيها لتثير جنونه اكثر
, ويلتقطهم بين شفتيه ليغيب كل منهم عن العالم من حوله
, ابتعد عنها و هو يحاول ان يسيطر علي نفسه
, فردات فعلها نحوه تذهب بتعقله وهي تبدوا كعذراء تختبر الحب لأول مره
, ابتسم وهو يجدها تركض من امامه بعد أن ارخي يديه من حول خصرها
, لتختفي من امامه بينما بقي هو علي وضعه يتحسس بيديه شفتيه ليضحك علي نفسه و قد جعلته يبدوا كمراهق يتذكر قبلته الاولي
, فهي ليست كاي انثي قابلها في حياته
, لها مذاق خاص فريد من نوعه
, فالاقتراب منها متعه خالصه
, ردات فعلها منه تثير جنونه
, لم يعرف معني الجنون الا معها
, فهي مختلفه في كل شئ
, حتي عنادها وكبريائها
, وثورتها
, حاول أن يفيق من تلك الحاله الحالمه
, التي تلبسته فشقيقته علي وصول
, هي وزوجها و أن راه فادي بهذا الشكل
, لن يسلم من مزاحه السمج
, ٢٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, ينتظر بجوار سيارته منذ نصف ساعه
, او اكثر يتافف بضيق واضح
, نظر لساعه يده للمره التي لا يعرف عددها وهو يتوعدها بنفاذ صبر
, -ماشي يا نيره الزفت
, ساعتين بتلبسي
, نزلت هي بصحبه الفتاتين الذين ما أن راه حتي ركضوا اليه ليهبط لهم وياخذهم بين ذراعيه ليمطرانه بالقبلات
, لتضحك هي علي هيئته بصخب
, -طبعا انت لو حلفت لفريده
, دلوقتي ان الروج اللي في وشك
, ده من البنات
, عمرها ما حتصدقك
, نظر لها بعدم اكترث
, -مالكيش فيه
, اقترب منها ليتقط اذنها بين يديه
, ليعتصرهم بغيظ
, -وبعدين تعالي هنا
, ساعة بتلبسي
, مش حتبطلي المواعيد الزفت ده
, ضربت قدميها في الأرض وهي تتاوه و
, -سيب وداني
, مواعيد ايه اللي بتتكلم عليها
, إحنا رايحين حنه
, وبعدين انا مقولتلكش وصلني
, انا كونت حروح بعربيتي
, نظر لفتاتان اللذان اعتادا مزاحهم
, - سيلا
, ليلو
, يالا يا حبايبي اركبو العربية
, ليتاكد من ركوبهم السياره ثم يلتفت لها
, -بصي يا زفته
, وضعت يديها حول خصرها لتتحدث بثقه
, -لا
, ليقترب منها وهو لا يفهم عن ما تتحدث
, -هو ايه اللي لا
, لتشبك يديها امام صدرها وهي تتحدث بهجوم واضح من نبره صوتها
, -مهو انت مش سايب
, السهرة اللي مرتبهالك فادي وشويه المقاطع
, اصحابك وجي توصل اختك كده
, جدعنه مثلا
, اكيد عايز حاجة مني
, وانا بقولك عليها لا
, اقترب منها بغيظ ليلف ذراعه حول رقبتها ويضغط عليه
, للتاوه هي و تصرخ به
, -معتز بطل هزار البوابين ده
, خلاص حعمل اللي انت عاوزه
, بس سيبني
, بلاش رخامه
, تركها ليضحك علي هيئتها
, وهو يردد
, -مكان من الاول
, لازم اتغابي يعني
, صرخت بقهر من مزاحه السئ معها
, - رخم
, ٢٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في غرفه نيلي بقصر المرشدي
, كانت تقف تتامل نفسها بالمراءه
, بهذا الفستان القصير بلون القهوه الذي يحتضن جسدها بنعومه واغراء
, نظرت لنفسها بثقه فعلي الرغم
, من أن مكياجها هادي
, لكنه جعلها ملفته اكثر
, خاصه مع تلك اللمعه التي تشع من عينيها وتطفي علي وجهها جاذبيه محببه
, تنهدت وهي تنظر للخلخال والحنه التي تزين
, كتفها وقدمها لتخرج من الغرفه بثقه تحتاجها كثيرا
, وخاصه ان الفيلا كانت ممتلئه بالفتيات من أصدقاء فريدة وشدوي و أقارب معتز فقد أصرت نريمان علي ان تكون حفله الحنه خاصتهم بالقصر لتتعرف فريدة علي أقارب معتز
, وها هي تجذب الانظار اليها
, فقد اختلطت النظرات من حولها ما بين فرحه وحب وغيظ و حقد
, فهي قد فازت بابن المرشدي الذي حاولت الكثيرات من فتيات العائله ان توقعه بشباكها ليصبح في النهاية من نصيبها هي
, بدءت تتوتر لتتلاقاها يد نرمين وهي تنظر لها بحب و فرحه واضحين و تأخذها بين احضانها وهي تردد بصوت مسموع
, -ما شاء **** عليكي
, قمر يا ديده
, توردت اكثر لتقبلها علي وجنتيها وهي ترد عليها
, - شكرا يا نانا
, انتي بس اللي عيونك حلوه
, اقتربت منها فردوس لتتحدث بود
, -**** اكبر عليكي يا قلبي
, قمر ما شاء اللة
, -حبيبتي يا دوسه تسلميلي
, حاولت فريدة الاندماج بين الموجودين لكنها أثرت في النهايه ان تلجأ للمعسكر أصدقائها هي وشدوي
, لتحتمي من العيون التي كانت تأكلها بحقد من أقارب معتز
, انحنت شدوي علي اذنها لتتكلم
, -البت الصفرا اللي هناك ده مشالتش عينها من عليكي
, لم تنظر فريدة بالاتجاه الذي تشير له شدوي لكنها ردت
, - مالكيش دعوه بيها
, مصمصت شفتيها بامتعاض لتصمت
, بينما كانت نيره تقترب منهم
, -ديدو
, مش حترقصي
, ردت شدوي
, -بلاش عشان الحنه متولعش
, نظر ت لها نيره بعدم فهم
, - مش فاهمه
, لتشرح لها شدوي
, -اصل فريدة لو رقصت
, حتمسح اللي موجودين وبعدين
, تعالي يا نيره هنا قوليلي
, هي مين البت الصفرا إللي هناك ده
, نظرت لها فريدة بتحذير
, -شدوي
, لترتسم ملامح الفضول علي وجهها
, وهي ترد
, -ايه بسأل
, بلاش اعرف يعني
, عايزه فضولي يقتلني
, ضحكت نيره علي عفويتها وصراحتها
, -لا ازاي
, ده بقي يا ستي
, نهله بنت عمه بابي
, ابتسمت شدوي وهي تستنتج
, -كان عينها علي معتز
, صح
, تاففت فريدة بضيق وهي تشعر بالغيره
, -وبعدين معاكي يا شدوي
, ما تتلمي بقي
, لتضحك نيره وهي تجيب
, -ايوه يا ستي
, هو باين اوي
, -عيب عليكي
, طب قومي بقي يا فريدة
, ارقصي علشان القاعده مسخت
, الصراحه
, لازمها شويه اكشن
, ضحكت فريدة ونيره علي كلمات شدوي لتذهب مع نيره حيث وضعت لها الاخيره احدي الاغاني التي تعشق الرقص عليها
, اغمضت عينيها تستشعر كل نغمه لتتوه بها كانت ابتسامتها مع لمعه عينيها
, يجعلان منها
, فاتنه بحق و قد أنساب جسدها مع الموسيقى
, ليجعلا من رقصها تفاعلات مغوي و ناعم
, في الوقت ذاته آثار رقصها انبهار الجميع
, لتنهي رقصتها اخيرا وهي تضع يديها علي صدرها لتنظم من تنفسها وهي تقترب من شدوي التي كانت تبتسم لها
, -**** عليكي
, البت الصفرا ما استحملت تكمل
, فرجه عليكي
, وخلعت في نص الاغنيه
, ضحكت فريدة بانتصار وهي ترد عليها
, - يابنتي احدي علي نفسك شويه
, انتي مش سايبه حد من ساعه ما جيتي
, الا ومركزه معاه
, نظرت لها شدوي وهي تدافع عن نفسها
, -ايه بتسلي
, مش كفايه اني قاعده مبتحركش
, بسبب بنت اخوكي
, ضحكت فريده وهي تربت علي كتفها
, - لا خلاص
, عيشي بس براحه
, عشان كده الناس حتاخد بالها
, وشكلك حيبقي وحش
, مرت الحفله بصخبها وجنونها
, لتذهب فريدة مع شدوي
, بصحبه مروان الي الفيلا
, بينما خابت تطلعات فريدة برؤيه معتز
, حيث اختبرتها نيره انه يسهر مع أصدقائه وفادي الذي يقيم له حفله لوداع العزوبيه
, تضايقت فريدة
, فهي لا تعلم ماهيه تلك السهره
, واخذت تتوعده بسرها
, ان صح شكها به
, تحولت حاله الفرحه
, التي كانت تحيطها بأخرى
, فقد بدءت الغيره تأكلها
, وهي تنظر لهاتفها طوال الطريق
, شارده عما يدور حولها من ثرثره شدوي
, مع مروان وهي تحكي أدق التفاصيل
, عن اليوم بينما الاخر كان ينصت لها بتركيز كعادته وهو يتساءل و يضحك علي بعض المواقف المضحكه التي كانت تحكيها له
, وصلوا اخيرا للفيلا
, لتستاذن فريدة بهدوء
, وتصعد لغرفتها لتستريح
, دخلت الغرفه لتخلع حذائها بضيق
, وتقذف بحقيبتها فتستقر علي السرير
, اتجهت للحمام لتأخذ دش سريع
, لعلها تهدء
, وتخفف من غضبها منه
, لتخرج بعد فتره و هي تستمع لرنين الهاتف المتواصل
, نظرت للشاشه ولم تجيب
, بل اتجهت للدولاب لتختار احدي منامتها وهي تستمع الي الرنين المتواصل
, وهي تتخيل حالته
, تعرف جيدا ان عدم ردها يثير غضبه
, لتبتسم بانتصار وهي تهتف
, -خلي اصحابك ينفعوك بقي
, بعد أن انتهت من ارتداء منامتها وصففت شعرها تناولت الهاتف لتجيب
, وهي تتوقع ثورته
, لكنه خيب ظنها ليجيب بهدوء
, - مش عايزة تكلميني،
, ايه موحشتكيش؟؟؟
, -افندم
, -لاده القمر زعلان كمان
, - و انا ايه حيزعلني يعني
, هو انت عمله حاجة تزعلني مثلا٤ علامة التعجب
, ضحكت بصخب
, لتغضب هي من رده فعله وتصرخ به.
, -معتز
, -عيون معتز
, -كونت سهران معي فادي فين
, -اه هي العصفورة بقي حكتلك
, -رد عليا كونتوا سهرانين فين؟؟؟؟
, ومع مين؟؟؟؟؟؟
, وإياك تكدب.
, تنهد وهو يستشعر غيرتها عليه
, فيبتسم وهو يجيبها
, -ابدا يا سيتي
, مكنش معايا حد غير فادي
, اما بقي سهرانين فين
, فده بقي مفاجأه
, حتعرفيها بكره
, بعد الفرح مش حقول دلوقتي
, - معتز
, وبعدين معاك بقي
, بلاش الغاز
, -اصبري
, اه مش عارفة تصبري
, لبكره
, وبعدين تعالي هنا
, ايه الفستان اللي كونتي لبساه ده
, مش اتفقنا مش حنلبس حاجه قصيره كده
, ارتسمت علي ملامحها الصدمه وهي تتحدث
, -هه
, ليكمل هو بتسليه
, -بس الصراحة
, مكنتش متخيل
, انك بتعرفي ترقصي حلو اوي كده
, شهقت لتبعد الهاتف عن اذنها
, وهي تستمع لصوت ضحكته الرائقه
, التي بعثره روحها لتمسك
, بالهاتف سريعا وتغلقه
, فهي لن تستطيع أن تكمل الحديث
, معه بعد تلك النقطه
, لتتوعد بصوت مسموع
, - ماشي يا نيره الكلب
, كده بتبعيني
, واللهي لاوريكي
, ضحكت بصخب علي حالتها
, فهي لا تدري بما تشعر
, فيتملكها شعور بالغيظ منه
, لانه دفع نيره لتصويرها
, ولكنها مع ذلك تشعر بالسعادة
, لا تدري لماذا

٣١


كانت تستمع لاصوات الزغاريد
, من حولها و هي تدور حول نفسها
, بفستانها الأبيض تبدو كالحوريات بسحرها وطلتها الخلابه تلمع العيون من حولها
, وهي تفيض بالحب والفرحه
, وقفت لتنظر لمروان الذي بقي ثابتا أمامها يتطلع للفرحه التي تقفز من عيونها المتلالائه
, يحاول ان يسيطر علي دموع فرحته
, وهو يراها بهذه الطله الملائكيه بفستانها الابيض والطرح الطويله التي تشكل مع ذيل فستانها الطويل لوحه فنيه متكامله الاركان
, كإحدى الاميرات من القصص الخياليه
, ركضت نحوه لترتمي باحضانه
, ليحتويها هو بفرحه و شوق
, فاليوم سوف يسلمها لعريسها
, ويتم رسالته معها
, و هو يوفي بوعده الذي وعده لوالديها
, رفعت راسها تطلع اليه لترى الدمع
, يتسرب من مقلتيه لتمسحه هي
, بيديها الناعمتين وتقبله على وجنتيه
, وامتنان وفخر فهي تدرك تماما
, ما يدور بعقله ليشدد هو من احتضانها
, في وعد مبطن انه فسيكون دائما
, موجود حين تحتاجه
, حاول أن يشاكسها كعادته وهو يهمس لها
, -يالا ننزل احسن ابن المرشدي
, حيخلل كده
, ضحكت بصخب وهي تبتعد من بين ذراعيه وتضربه برفق علي صدره وهي تدافع عنه
, -متقولش عليه كده
, ده كيوت
, رد بامتعاض علي دفاعها عنه
, - لا مهو واضح
, انتي حتقوليلي
, منا مجربه سماجته الكيوت ده
, وضعت يديها علي فمها تحاول السيطرة على ضحكتها ليمد لها مروان يده و تتعلق هي بذراعيه وتخرج معه
, كانت تتهادي في خطوتها وهي تنزل علي الدرج متابطه ذراع مروان
, عينيها مثبته عليه وهو يقف ينتظرها ممسكا بباقه الورد الأحمر الذي تكاد تقسم في تلك اللحظة ان وجهها صار يماثلها في اللون
, كم يبدوا جذاب بتلك الطله المهلكه
, و عينيه التي تحكي لها أسرار عشقه لها
, بدءت ضربات قلبها تعلو بصخب لتشوش علي سمعها وهي تقترب منه
, ليأخذ يديها من بين يدي مروان
, وهو يبتسم له بامتنان شديد
, قبل باطن يديها بتمهل امام الجميع لتهرب هي من حصار عينيه لكنه عاد ليجبرها علي النظر اليه وهو يرفع راسها إليه لتري انعكاس صورتها بين أمواج عينيه الثائره
, ليحرك لها شفتيه بكلمه الاثيره
, بتقراها بوضوح و تبعثر روحها
, كان الزفاف اسطوريا بكل معاني الكلمه فقد حضره الكثير من رجال الطبقه المخمليه
, فاسم المرشدي ليس بالهين في المجتمع
, ولكنها للعجب لم تشعر باي ممن حولها
, فقد اكتفت به هو فقط
, كانت عينيها متعلقه به هو
, لا تعرف هل ما تشعر به الآن هو حقيقه ام حلم
, فقد تعثر كل منهم كثيرا في الطريق
, ليصلا اخيرا الي هذه النتيجه
, كان يتطلع لها معتز بحب واضح وهو يجلس بجواره في الكوشه يتشبث بيديها لا يفلتها
, وكأنه هو الاخر يخشى ان يكون ما يعيشه معها حلم
, اقترب من اذنها ليهمس لها
, -اخيرا
, بقيتي حرم معتز المرشدي
, تعلقت عينيها به وهي تردد
, - انا مش بحلم صح
, -لا
, يا احلي حقيقه في حياتي كلها
, بعشقك يا فريدتي انا وبس
, -وانا كمان
, بحبك اوي
, رفع يديها الي وجهه ليقبل دبلته التي ترتديها وهو يثبت لنفسه ان ما يعيشه معها واقع وليس خيال
, انتهي الحفل اخيرا وسط مباركات الحضور ووداعهم للعروسين فقد آثار رفض معتز الإفصاح عن مكان شهر العسل
, فضول مروان كثيرا
, ودعا الجميع ليفتح لها معتز باب سيارته
, الرياضيه لتركب فريده ويقومها بسرعه
, تمسك بيدها ليقبلها و هو يغمز لها
, -تسمحيلي اخطفك
, يا بطاطس
, لتتذكر هي كلمتها له قبلا فتضحك بصخب
, وهي تحاول أن تتناسب ارتباكها ورهبتها التي تجلت واضحة في بروده أصابعها
, ليتشبث بها معتز اكثر فيتسرب اليها الدفء
, تدريجيا وهو يرفع يدها إليه كل فتره ليقبلها بتمهل يعصف باعصابها ويزعزع إيصالها
, بارتعاشه يلتقطها هو بوضوح
, كان ملامح الذهول واضحة علي وجهها وهي
, عندما توقفت السياره امام المينا لتجد يخت
, مزين بالاضواء يحمل اسمها
, المكتوب بلون الذهب يكاد يضي من نفسه
, ترجلت من السياره وهي تسحب ذيل فستانها الطويل لتقف مقهوره امام اليخت
, وسط الالعاب الناريه التي انطلقت لتوها
, لتضع يديها علي شفتيها تحاول أن تكتم شهقه عاليه خرجت منها بانبهار مما يحدث أمامها
, لم تستطيع أن تتكلم فقد كان المفاجأة أكبر من قدرتها علي الاستيعاب
, نظر لها معتز وهو يتأمل كل تعابير وجهها
, المنبهره بما يحدث حولها فيشعر بالرضا
, فقد نالت مفاجاته استحسانها
, ليقترب منها
, -عجبك
, التفتت له لترتمي باحضانه وهي تهتف
, بفرحة كبيره
, - عجبني اوي اوي
, انا بحبك اوي
, حاول أن يسيطر علي نفسه ليهمس لها
, -طب أنا بقول نخلي الاحضان والبوس
, فوق بدل ما نقضي الدخله في القسم
, ابتعدت عنه بذعر من كلماته لتنتبه لوضعهم
, وهي تنظر له بتوعد لكنه لم يمهلها ليحملها سريعا وقد فقد صبره ليتجه ناحية اليخت
, ويصعدا إليه
, كانت تدروا في المكان بانبهار شديد
, فالمكان مجهز بكل شي فعلا
, انتبهت علي صوت المحرك لينتابها شعور بالخوف وهي تدرك عدم وجوده بجوارها
, لكن أين اختفي
, لقد كان هنا منذ لحظات
, وهو يستعرض لها غرف اليخت
, حاولت أن تبحث عنه
, لتجده اخيرا في قمره القياده
, ليعلو ملامحها الانبهار
, و هي تجده يقود اليخت
, انتبه هو لوقوفها
, لينظر لها ويشجعها علي التقدم
, تقدمت بخطوات متردده
, وقد بدءت متوتره
, لتتساءل
,
, -هو إحنا حنروح فين؟؟؟
, امسك بيدها يشجعها
, علي الاقتراب منه أكثر
, وعينيه متعلقه بعينيها
, ليلمح ارتعاشه حدقيها
, ليبتسم هو من رده فعلها
, ليضمها اليه وهو يتحدث
, -مش حنروح في حته
, حنقضي شهر العسل بتاعنا
, في عرض البحر
, أنا وإنتي وبس
, مش عايز حاجة في الدنيا ده غيرك
, آنتي وأنا وبس
, ابتلعت ريقها وقد بدءت تتوتر
, لكنه شدد من احتضنها لتردد هي في سرها
, ( انه أبدا لن يوذيها)
, تنهدت وهي تحاول أن تهدء في احضانه تتنفس عطره الذي كان كفيلا إن يبعثر روحها لتغمض عينيها بحالميه
, وهي تستشعر إحساس لذيذ
, بالامان والاحتواء
, يتخلل إلي روحها المتعبه
, بقيت علي وضعها هذا لفتره
, غافله عن ذلك الصراع الذي يتاكله
, شعورا جارف بالرغبه في امتلاكها
, ووخز شديد يهاجم قلبه
, وهو يدرك انه ليس الأول بحياتها
, يشدد في ضمها اليه وهو يحاول ان
, يثبت لعقله إنها ملكه هو فقط
, لكن صوت عقله وهو يخبر بالحقيقه يثير جنونه
, ولكنه لا يقوي علي لومها علي شي
, فكل اللوم علي ابيه
, نعم سامحه
, لكن لا يزال في القلب غصه
, تنزف ببطء دون أن يعلم بها احد
, احس بانتظام أنفاسها ليدرك هو من ارتخاء قبضتها التي كانت تتشبث به نومها
, حملها برفق و هو يتشبع من ملامحها
, تبدوا كملاك وهي نائمه
, ليبتسم لنفسه وهو يتذكر قطته المشاكس
, التي تتلون خجلا كلما اقترب منها
, وضعها برفق علي السرير ليدثرها بأحكام
, ويذهب ليغير ملابسه ويرقد بجواره يتاملها وهي نائمة يحفر ملامحها التي تغلغلت بين طيات روحه لتستحوذ عليها
, غلبه النعاس في الاخير
, ليجد نفسه يتشبث بها حتي في ثباته
, ٢٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, تململت من نومها لتصتدم يديها بجسد صلب
, تتحسسه لتشعر بالدف الذي يتسرب اليها منه
, لتفتح عينيها وتغلقها عده مرات
, لتجد عينين بلون البحر الهادي تتامله بحب
, يكاد يلتصق بها وهو يرسم تلك الابتسامه المهلكه علي ثغره
, لم يكن منها سوي ان ترد له ابتسامته باخري
, وجدها هو ساحره
, لم تعرف من أين جلبت الشجاعه
, لتقترب منه و تضع قبله رقيقه علي وجنته
, وتردد بوداعه وإغواء
, -صباح الخير
, فقد هو علي إثر حركتها هذا التعقل
, فقد إصابته فعلتها بالذهول
, من تلك الجراءه التي تلبستها
, فلمعه عينيها تحمل شقاوه ومشاكسه
, ليري قطته المشاكسه ذات الطباع الناعمه
, أسرعت لتهرب بعد أن أحست بمدي فداحه
, ما فعلت فقد تحولت الأمواج الناعمه بعينين الي عاصفه هوجاء
, كادت تخرج من الغرفه لكن يده التي تشبثت بها منعت تحركها
, لتهرب عينيها منه
, لا تقوي علي مواجهه عينيه المشتعله
, اقترب منها بتسليه من هيئتها
, ليهمس باذنها بصوت ناعم وهو
, يدرك مدي تأثيره عليها
, - انا مش قولتلك حبقي اشرحلك
, يعني إيه بطاطس
, ارتعشت اثر كلمته التي تفهم معناها
, ليكمل هو حديثه
, -قشره ناشفه
, بس لما تتقشر و تستوي
, بتبقي ناعمه من جوه
, تدوبي معاها وإنتي بتاكليه
, مش أنا كده
, فهمت صح
, يا بطاطس
, ابتلعت ريقها وهي تشعر بيده تتحرك علي ظهرها لتفتح سحاب فستانها
, لم تقوي علي النظر إليه ليقترب هو أكثر
, ويرفع راسها بيده لتتلاقي عينيها بعينيه
, في حوار طويل
, لا تشعر بشئ مما حولها
, فدقات قلبها كادت تصيبها بالصمم
, وهي تجده بهذا القرب المهلك منها
, يدغدغ مشاعرها بقبلاته الناعمه علي
, وجهها ونحرها
, ليكتشفها للمره الاولي
, شعرت به وهو يحملها برفق ليعيدها
, الي السرير ويكمل ما بدء
, وهو يهمس باذنها
, - افسرلك أنا بقي حلمك
, هل يمكن أن يتحول حلمها به لكابوس؟؟؟
, ٢٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, لم يكن يفهم شي للحظات بقي مذهولا
, بعد ما حدث بينهم
, لا يفهم
, لا إنه يفهم
, هو فقد لا يستوعب المفاجأه
, بدءت الامور تتضح ليربط الأمور ببعضها
, الوصيه
, الزواج
, ارتباطها بمجدي
, انهياره يوم موته الذي أصابه بالوخز
, يدرك الان انه لم يكن لها سوي اب ثاني
, اب احتمت فيه من ظلم وبطش من حولها
, نظر لها بصدمه من حالها
, كانت تنتفض حرفيا
, جسدها بالكامل يرتعش
, لا تقوي علي النظر إليه
, فقد صدمها تعامله معها
, فعنفه تجاهها لم يكن مبررا
, شعورة آخر بالوخز يتملكه
, فقد تعامل معها بغباء
, عندما فقد السيطره علي نفسه معها
, ليصبح عنيفا وعقله يردد له
, إنها ليست مرتها الاولي
, الأمر الذي جعله يفقد عقله وهو معها
, فردات فعلها معه وتجاوبها الخجول
, كاد يصيبه بالجنون
, اقترب منها بهدوء فيجدها تتشبث أكثر بالغطاء تداري جسدها منه بخوف
, خشيه إن يكرر عنفه معها التي لا تستطيع أن تفهم لم فعل معها هذا
, فقد فاقت من حلمها منه علي كابوس
, لم تتوقعه منه
, تشعر بألم يهاجم كل جسدها
, تشعر باقترابه الحذر منها لكنها أصبحت تخشي إن تصدر أي رده فعل
, فتزيد الامور سوءا
, أخذها بين ذراعيه
, لتنتفض بذعر المه كثيرا
, فقد أصبحت تخشاه
, ليبتلع ريقه وهو لا يعرف كيف يدافع عن نفسه أمامها فكل كلمات الاعتزار لا تبرر ما فعل معها من عنف
, يشعر بدموعها تحرقه ليشدد من احتضانها
, حتي بدئت نوبه بكائها بالهدوء تدريجيا
, رفع راسها اليه ليقابل عينيها المتورمه من كثره البكاء ليتحدث
, -ليه
, ليه فضلتي ساكته
, ليه سيبتيني اتعذب كل يوم
, وانا بتخيلك مع حد غيري
, ليه يا فريدة
, كلمتك كانت ممكن تطفي نار
, بتكبر جوايا كل مره
, كونت بقرب منك
, كل مره بلمسك فيها
, حتي كلمه
, أسف
, مش حتنفع تبرر غبائى
, لو فضلت أقولها لك عمري كله
, مش حتغفرلي غبائى
, ولا حتنسيني إني بدل
, ما افرحك اذيتك
, فريدة انا
, لم يعرف
, ماذا يقول
, او كيف يدافع عن نفسه أمامها
, أطبقت علي جفونها بوجع
, وهي تحاول أن تستوعب كلماته المبعثره
, التي يلقيها عليها
, لم تكن تستوعب ان الامر
, سيكون صعبا لهذا الحد
, هي لم تكن تدرك حجم الصراع
, الذي يعيشه معها منذ البدايه
, لتفهم تصرفاته العنيفه معها التي ظهرت فجاءه بعدما كانت لمساته لها رقيقه متفهمه
, أدركت فداحه فعلتها
, عندما لم تخبره انها لا تزال عذراء
, منعها حيائها عن التحدث
, غافله عن البركان الذي كان يموج في صدره
, وهو يقترب منها
, عرفت أخيرا سبب جنونه
, وهو يمتلكها ويردد لها
, إنها له
, له وحده
, لمساته التي اصابتها بالاشمئزاز من نفسها
, لتقاومه
, فتزيد من ردات فعله العنيفه معها
, تدرك الان سبب تصرفاته التي صدمتها
, لتدفن راسها في صدره
, تبحث عن إحساسها بالامان
, الذي كان يحيطها به قبل أن يفعل ما فعله بها
, فلا مفر منه إلا إليه
, يكفي شعوره بالذنب تجاهها
, لكنها لن تستطيع أن تعيد
, هذه التجربه مره اخري
, فالالم النفسي الذي يعتصر روحها
, اقوي كثيرا من ذلك الألم
, الذي يضرب جسدهابقوه
, لتجد نفسها تضغط علي شفتيها
, وهي تحاول أن تستقيم في وقفتها
, بعد أن ابتعدت عنه لتنفرد بنفسها
, وتغلق باب الحمام عليها
, تقنع نفسها ان حمام دافئا
, كفيل بتضميد تلك الكدمات
, المنتشره علي كأفه جسدها
, ٢٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد اسبوع
, لم يمل الاعتزار
, لم يترك فرصه الا وحاول تشديد ذلك الشرخ الذي حدث بينهم
, لكن لا يزال يري تلك الكسره في نظرتها إليه
, علي الرغم من كونها لم تلومه
, علي ماحدث
, لكن هناك حاجز قد بنته حول ذاتها لتمشي ان تتخطاه
, تفزع كلما اقترب منها
, علي الرغم مما حدث بينهم بالامس
, الا انه يشعر بذلك الشرخ الذي طال روحها
, يحاول ان يجذبها لعالمه وينسينا ما حدث
, لا إنها باتت تخشي الأمر
, وقف ينظر لها وهي تتمدد بجسدها
, علي احدي الكرسي الموجود علي سطح اليخت تتامل البحر
, في احدي جلساتها
, فقد أصبحت تتحجج باي شي لتنفرد بنفسها
, لتبقي علي جلستها هذه لساعات
, بقيت تتامل البحر
, لا تعرف ماذا تفعل ؟؟؟
, نعم تشعر بفارق كبير
, تشعر ان ما حدث بينهم بالامس
, هو الفطره السليمه
, لكنها للأسف لم تستطيع أن تنسي
, ما حدث سابقا
, صراع قوي تخوضه مع نفسها
, قبل ان تعيشه معه
, تعرف إن مشكلتها
, في المقارنه
, لتتذكر كلمات مروان لها
, انها ليست كشدوي
, فلم تريده ان يصبح مثل مروان
, نظرت الأصابع يدها
, وهي تقتنع ان لكل منهم شكل
, و هيئه مختلفه
, لا يمكن أن يكونا جميعا
, بنفس الشكل والهيئة
, اخذت نفس عميق
, وهي تعد نفسها ان تنسي
, لتترك ما حدث للماضي
, فقد اكتفيت من الألم
, تريد أن تاخد حقها من السعاده
, لتترك له حق ان يكفر عن ذنبه معها
, و تستمتع هي بكل شيء يحدث بينهم فهي
, تكاد تقسم انه لن يكرر فعلته معها
, مره اخري
, فما عاشته معه بالامس
, يعد حلما ناعما لا تكن تريد أن تفيق منه
, نظرت خلفها لتجده يتأمل حديثها مع نفسها
, كطفل مذنب ينتظر صفح امه له
, رسمت بسمه رقيقه علي ثغرها
, ليركض هو اليها و يحتويها بين ذراعيه
, بوجع يخشي ان تتسرب من بين يديه
, فهي جوهره نادره
, لا يجود بها الزمن كثيرا
, ولن تتكرر ابدا
, كان يمطرها وعودا بالامان
, والحب لتغمض هي عينيها
, وهي تتنفس عطره الذي صار إدمان
, لروحها المتعلقة بجحيمه قبل نعيمه

٣٢
الاخير



كان يحضتنها بين ذراعيه
, يتاملا الشروق سويا من علي سطح اليخت
, وهي تتوسد صدره تستمع لصخب دقات قلبه التي تشعرها بمدي تأثيرها عليه
, فترضي أنوثتها
, تتمتع بشعور بالامان الذي تشعر به
, كلما اقتربت منه
, يحتويها بكل جوارحه
, يعاملها كملكه متوجه
, بقيت تتامل البحر حيث تمازج الازرق مع البرتقالي ليملأ المكان بالدف
, يتماثلا مع لون عينيه
, حينما ينظر اليها
, ابتسمت في داخلها علي ذلك المهوس الذي تسكن باحضانه
, تنحنح ليجلي صوته و يتكلم
, -مش حبطل اقولك اسف
, طول ما انا عايش
, رفعت راسها اليه لتقابل عينيه الصافيه
, وهي تبتسم بوداعه
, فهو لا يكف عن الاعتذار عما حدث منه
, لتتحدث بود
, - انسي يا معتز
, أنا خلاص نسيت
, مش عايزه إفتكر أي حاجه وحشه
, حصلت لينا
, كفايه اننا بقينا مع بعض
, مش عايزه إفتكر حاجه غير إني أخيرا
, بقيت معاك وفي حضنك
, وانا عارفه انك عمرك ما حتاذيني تاني
, رفع كفها إليه ليقبل باطنه بشغف
, لا يعرف من أين تاتي بتلك الطاقه التي
, تستوعب بها تصرفاته الهوجاء
, يدرك إنها تجيد ترويض طيشه وتهوره
, تملك مفاتيح قلبه وعقله معا
, لتوجهه لما يجب أن يفعل
, يحب الاستماع الي نظرتها
, التي تحلل بها كل شي فهي تلجم تسرعه وحكمه المسبق علي الاشياء
, تنهد برضا لما وصلا إليه
, فكلاهما يكمل الاخر
, ليشكلا توليفه متكامله
, أصبح الكلام بينهم قليل
, فحديث عيونهم يغنيهم عن أي شي
, ابتسم وهو يري عينيها متعلقه بالبحر
, ليقترب من اذنها
, وقد أدمن الحديث اليها بتلك الطريقه
, -ايه رايك ننزل شويه الميه
, تلالات الفرحه في مقلتيها
, وهي تحتضنه بشده وتهتف بالموافقه
, ليشدد هو الاخر من احتواءها وهو يردف
, -طيب انزلي غيري هدومك
, وأنا ححضر عده الغطس
, عشان اعلمك و نغطس سوا
, هزت راسها بالموافقه لتقفز من بين احضانه وتركض الي أسفل لتبدل ملابسها
, بينما هو كان ينظر لظلها الذي اختفي
, يشعر بقلبه متخم من الفرحه
, فما عاناه سابقا بحياته
, قد تلاشي فقد بوجودها
, ٢٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, كان صوت ضحكتها الرائق يجلجل صداه
, في الارجاء
, فيشعره إنه امتلك العالم
, وهي تركض امامه بثوب سباحتها
, الذي كان يماثل لون عينيه قبل أن يريها في ذلك الثوب الكارثي الذي ترتديه
, حاول أن يمسك بها
, لكنها هربت منه برشاقه لتقفز في البحر
, لم يتردد لحظه ليقفز خلفها
, غير عابئ بارتداء لملابسه
, ولا بعده الغطس الذي كان قد أعدها
, قبل أن يراها بتلك الطله المهلكه
, لم تستطيع بروده الماء إن تطفي اشتعاله
, لم يكن يعرف انها تجيد السباحه
, ليتوه وهو يكتشف حوريته
, التي تذهله كل يوم بكشف اسرارها الدفينه
, لا يعرف الي اي مدي سوف يتحمل قلبه المتخم بحبها هذا الحب الذي يفيض من جنبات قلبه لتتشبع بها روحه
, وتسيطر علي تفكيره
, لم يعرف معني الحب لا بوجودها
, لم يتعلم الصبر
, لا بعد أن عرفها
, لم يدرك معني الشغف
, لا بعد تذوقها
, هي اول كل شي
, وينتهي عندها كل شي
, كان يلهث وهو يعوم خلفها الي إن إدراكها أخيرا ليجذبها إليه فتستقر بين احضانه
, يشعر بدقات قلبها المتلاحقة ليرددها قلبه بطواعيه كأنهم واحد
, اخفضت راسها
, وهي تتشبث بصدره لا تقوي علي مواجهه عينيه
, - طب مش إللي يعمل حاجه
, يبقي قدها
, رفعت راسها بعدم فهم لتري تعابير وجهه المشتعل لتفهم ما يرمي إليه
, ليعاجلها هو بكلامه
, - يعني ينفع نخدش حياء السمك
, بالي حعمله دلوقتي
, شهقت بصدمه
, ليلتقط هو شفتيها بشغف
, ويغيب معها في عالم مسكر
, لا يعرفه سواهم
, ٣٠ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في شقه معتز بالقاهره
, تداعب بيديها خصلات شعره
, ليتافف هو بنعاس
, يرفض الانصياع لرغبتها
, كطفل مشاكس يرفض الاستيقاظ للذهاب للمدرسه
, استمرت في محاولاته لايقاظه
, ليسحبها هو بغته الي الفراش ويجبرها علي النوم باحضانه
, فتتذمر هي بضيق من تصرفاته
, وهي تخاطبه بمشاكسه
, - حبيبي
, إحنا اتفقنا حننزل الشركه النهاردة
, يالا بقي عشان كده حنتاخر
, دفن وجهه في نحرها يدغدغها
, وهو يرد عليها بكسل
, -بكره حنروح
, بكره
, حاولت أن تتفلت منه لتتحدث بحذم
, -قوم يا معتز
, والا حروح الشركه لوحدي
, فتح عينيه بضيق من اصرارها ليتحدث
, بغيظ
, -في إيه يا فريده
, هو في عرسان في شهر العسل
, يروحوا الشغل
, ضحكت علي حديثه
, -شهر العسل
, خلص يا أستاذ
, إحنا راجعين من اليخت
, بقالنا أسبوعين
, وإنت حابسني هنا في البيت
, يامعتز بلاش كسل بقي
, فاروق خلاص جاب أخره
, تافف بضيق ليتكلم
, -يوووه بقي
, ضربته بالوساده لتستقر علي راسه
, وهي تردد بغيظ من تصرفاته الطفولية
, -كده
, خلاص براحتك
, نام بقي
, قفزت من علي السرير بخفه
, لتركض ناحية الحمام
, وتغلق الباب عليها بالمفتاح
, استندت علي الباب لتعد علي اصابعه
, حتي وصلت بالعد لرقم اربعه
, لتتنهد بانتصار وهي تستمع لصوت خطواته تقترب من الباب
, لتجده يطرق علي الباب بغضب
, -افتحي يافريدة
, وقفت تكتم ضحكتها
, علي تصرفاته الطفوليه
, وهي تحاول التكلم بحذم
, اجاده تصنعه
, -لا مش حفتح
, أرخي نبرته متوسلا اياها
, - خلاص بقي
, بلاش رخامه
, أنا قومت أهو
, افتحي الباب
, ابتسمت وهي تتكلم
, - لا كده حنتاخر علي الشغل
, تكلم برجاء اكثر
, -افتحي بقي
, حناخد دش ونروح علي طول
, مش حعمل حاجه
, -احلف
, -واللهي
, افتحي بقي
, أدارت المفتاح وهي لا تستطيع أن تكتم ضحكتها التي أطلقتها
, وهي تشعر بالزهو من نفسها
, وهو لا يكف عن تدليلها والالتصاق بها
, ٢٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في الشركه
, فتح فاروق باب مكتب معتز
, ليجد معتز يجلس علي مكتبه
, وأمامه فريده تجلس باريحيه
, ليتحدث بغيظ
, -واللهي الشركه منوره
, أستاذ معتز بجلاله قدره مشرفنا
, لا وكمان مدام فريده
, لا كده كتير واللهي
, ضحكت فريده علي كلام فاروق
, لينظر لها معتز بضيق
, -ايه عجبك آوي الكلام
, نعم يا سي زفت
, في إيه من حق اي واحد
, ياخد أجازه جواز
, عادي يعني
, رد فاروق باستنكار
, -ايوه عادي
, بس هو مش كان شهر عسل
, باين جه عاندك وربنا بارك فيه بزياده
, مش كده يا لذيذ
, رد عليه معتز ببرود
, -ايه يا خفيف
, **** أكبر في عينك
, وضع فاروق ورقه مطويه كانت في جيبه امام معتز علي المكتب ليتحدث
, -طيب امسك بقي
, أنا أجازه الأسبوع إللي جاي كله
, عندك مانع
, امسكها معتز باستنكار
, -وده اسمه ايه بقي ان شاء الله٥ علامة التعجب
, -اسمه زهقت
, عايز الحق البحر قبل ما يشطب
, حرام عليكوا بقي
, مفيش في قلوبكم رحمه
, منك لله يا شيخ
, كشفت راسي ودعيت عليك يا معتز
, يا إبن
, هي أمك إسمها إيه ؟؟؟؟؟
, -غور يا فاروق من وشي بدل ما أعملها معاك
, -انا غورت أصلا
, خرج فاروق من المكتب ليصفع الباب خلفه
, ليبحث هو عن فريده
, فيجدها تكتم ضحكاتها وهي تضع يد علي فمها والأخرى علي بطنها
, التي المتها من كثره كتمانها للضحك
, اقترب منها بغيظ
, -بتضحكي
, حاولت أن تهدي من نفسها لتمسح الدموع التي كانت تهبط من عينيها من كثره الضحك
, لتضع يديها الإثنين علي صدرها تنظم تنفسها المتسارع لتتحدث
, -الصراحه
, أنتوا الإثنين
, ملكمش حل
, مش قادره
, حاول الاقتراب منها اكثر
, وعينيه تلمع ببريق تعرفه جيدا
, لتتفلت منه برشاقه
, وهي تهتف
, -معتز احترم نفسك
, إحنا في الشركه
, مش كده
, عيب
, ضحك هو علي تصرفها
, وهو يتحدث ببراءه
, -في إيه
, أنا لسه عملت حاجه
, جرت من امامه بسرعه خشيه تصرفاته
, المجنونه معها لتهرب من المكتب وتصفع الباب ورائها ليضحك هو من رده فعلها
, بصوت وصل اليها بوضوح وهي تهرب منه لتحتمي لمكتبها
, كاد إن يخرج خلفها لكن رنين هاتف المكتب
, أوقفه ليزفر بضيق وهو يعود للمكتب ويلتقط السماعه ليرد بضيق واضح
, اتاه صوت السكرتير تخبره بتحويلها لمكالمه خارجيه اتيه من لندن
, تحمل اسم أدهم
, تجلت علامات التعجب علي وجهه
, وهو يتسائل عن الأمر
, ليرد
, -الو
, -الو
, ازيك اصاحبي
, -عايز إيه يازفت
, وبعدين صحبك باماره ايه
, -مقبوله منك يا سيدي
, بس واللهي ما عرفت انزل احضر الفرح
, وبعدين بقي الصراحه
, خفت من عمي أنور ليزعل
, ويفتكر اني خلفت بالاتفاق
, - متبررش
, إنت أصلا عيل واطي
, وبعدين بابا ماله ومال فرحي
, أنا باعتك الدعوه
, وخليت فادي يكلمك
, واتفاق إيه ده كمان؟؟؟
, - معتز
, هو إنت متعرفش ان باباك
, دفع فلوس لماما
, عشان تطلع فريده من دماغها
, بعد إللي حصل
, ده حتي ممضيها علي وصل امانه
, وهددها انه لو حصل حاجه لفريده
, حيقدمه للنيابه
, وإن الوصل حيفضل في
, امان طول ما احنا بعاد عنها
, تجلت علامات الزهول علي وجهه
, وهو يردد
, - أبويا أنا عمل كده
, -ايوه
, انا لحد دلوقتي مش متخيل الطريقة
, اللي كان بيهدد بيها أمي لو فكرت تاذيها
, خصوصا بعد ما قدر يوقف البلطجيه
, اللي كانت بعتاهم ليها عشان ياذوها
, بعد ما قولتله يلحقها
, معتز.
, إنت يابني
, سامعني
, كانت مشاعره متضاربه
, بين الخوف والذهول
, ليرد بتشتت
, -ههه
, ايوه
, ايوه
, سامعك
, -عموما
, الف مبروووك يا سيدي
, وربنا يهنيك
, -**** يبارك فيك
, يا أدهم عقبالك
, - لا ياعم انا كده تمام
, سلملي علي فادي
, وخليه يرد عليا
, من يوم فرحك وهو مقموص
, ومش بيرد
, ومقاطعني
, -تمام
, سلام يا صاحبي
, -سلام
, بقي علي حاله الذهول
, التي تلبسته للحظات
, يعيد كلمات أدهم مرارا وتكرار في عقله
, نعم فقد كان اختفاء ناهد غريبا في وقتها
, ليدرك الأمور بوضوح الان
, تنهد بضيق
, وهو يعي تماما ضروره العوده
, لمكانه وسط اهله
, لكنه أصبح يخشي رده فعلها
, فهي لا تزال متحفزه في التعامل مع ابيه
, نعم تحب الحديث الي والدته
, وعلاقتها جيده جدا معها
, ومع نيره والبنات
, فقد اجادت التعامل مع الجميع
, لكنها تبقي الامور رسميه
, عندما يخص الأمر والده
, وكأنها لا تزال تخشاه
, أدرك انه يجب أن يعمل علي
, ازاله رهبتها من ابيه
, وتصليح الأمور بينهم
, فما مرت به ليس سهلا
, رفع سماعه الهاتف ليتحدث مع ابيه
, لكنه عاد وأعادها مره اخري
, فهو يحتاج لرؤيته وليس لمجرد مكالمه
, ٢٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد اسبوع
, في المصنع
, تجلس امامه تحاول تتصنع الانشغال
, بالاوراق التي تراجعها لتمضي عليها وهي تحاول ان تخفي ربكتها
, فهي ليست علي ما يرام منذ امس
, يشعر بها
, فهناك شي تخفيه عنه
, شي تريد أن تتحدث عنه
, لكنها متردده
, كان يتفحصها بصبر
, وهو يحاول أن يعرف ما يدور بعقلها
, الذي يحيره
, وقف من جلسته ليدور حول المكتب
, تحت نظراتها المترقبه ليتاكد إنها تريد أن
, تحكي شي لكنها تخشاه
, امسك بهاتف المكتب ليطلب ساره
, مديره مكتبه
, ويطالبها بعدم ازعاجه
, فتتحرج هي من الامر
, وهو يثير خجلها
, امسك بيدها ليجبرها علي الوقوف
, ليوجهها معه حيث الاريكه الوثيره باحدي الاركان بالمكتب
, ليجلسها بجواره ويلتصق بها
, وهو يبحث في عينيها عن ما تخفيه
, كان يشعر ببروده يديها ليتوتر هو أكثر وقد بدء يخشي عليها
, فتحدث بحنان ليطمئنها
, -مالك٩ علامة التعجب
, في إيه عايزه تكلميني فيه
, و متردده آوي كده ؟؟؟؟؟
, فركت أصابع يدها بتردد لتخفض بصرها
, كي لا تقابل عينيه وهي تتحدث بقلق
, ظاهر علي صوتها
, - هو أنا لو قولت
, إني عايزه أروح
, يعني
, أزور قبر بابا مجدي
, ممكن تزعل مني
, رفعت عينيها لتري تعبير وجهه الجامده
, فيضطرب تنفسها اكثر
, وقد بدئت تخشي رده فعله
, لتبتلع ريقها وتحاول تبرير الأمر
, -أصل النهاردة سنويه مريم
, وأنا وعدته إني
, وضع يده علي شفتيها ليسكت حديثها المسترسل ويضمها الي صدره
, فتتشوش من ضجيج قلبه وتدرك
, محاولاته السيطره علي نفسه معها
, بدءت دقات قلبه تنتظم قليلا
, ليتحدث وهو لا يزال متشبثا بها باحضانه
, -مش مطلوب منك
, تبرري تصرفاتك
, قدام أي حد
, ولا حتي انا
, أنا عمري
, ما حسامح نفسي علي نظره الخوف اللي شوفتها في عينيكي دلوقتي ده يافريدة
, بتجلدني وتفكرني باللي عملته زمان معاكي
, مش حبطل اعتذر عن غبائي
, فريدة
, أنا
, ينفع أروح معاكي
, رفعت راسها إليه
, وقد امتلئت تعابير وجهها بالفرحه
, فبدت مشرقه متورده
, لتحتضنه وتشدد علي احتواءه
, ليه مش هو اليها بخبث
, - هو لازم نروح دلوقتي يعني
, ولا نأجلها شويه
, كان همسه مقترن بلمسات
, يده علي ظهرها
, لتنتفض هي بفزع
, عندما فهمت ما ينوي ان يفعل بها
, فيضحك هو علي رده فعلها
, وهو يتحدث
, -علي فكره بقي آنتي مراتي
, ضربته بخفه علي صدره
, وهي تتحدث بحذم
, -في البيت
, مراتك في البيت يا معتز
, بطل قله أدبك ده
, إحنا في الشغل
, عيب كده
, غمز لها بمشاكسه وهو يتحدث
, -طب ما تيجي نروح البيت
, اهو بالمره نكمل كلامنا
, وقفت بصدمه من تلميحات وقد تورد وجهها
, لتتحدث وهي تحاول مداراه خجلها
, -لا نروح نزور بابا مجدي ومريم الاول
, وقف ليحدثها بمشاكسه
, -ماشي يا بطاطس
, نزورهم الأول
, و بعدين نروح البيت
, ضحكت علي كلماته وتصرفاته
, معها التي يصر ان يخجلها بها
, لتهز برأسها بقله حيله علي ما يفعله
, معها تمسك بيدها لتخلل اصابعه أصابع يدها الرقيقه فتتعلق بها كطفل تائه
, يتلمس الدف
, ليخرجا معا من المكتب
, فتنظر لهم ساره بحالميه
, وهي تراهم بهذا الشكل
, وتردد في سرها لهم الكثير من الدعاء
, فهي لن تنسي أبدا أفضال فريدة عليها
, ووقوفها بجوارها بعد تعب والدتها الاخير
, وإنتقالها للعمل في المصنع
, فقد زاد ضغط الشغل عليها بالشركه
, و عجزت عن التوفيق بين عملها و مراعاه والدتها المريضه لتامر فريدة بضم والده ساره
, لنظام العلاج التابع للمصنع لتتمتع بكافه المميزات التي إضافتها فريدة حديثا
, ٢٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, اشتري لها باقه ورد كبيره لتاخدها معها
, وذهبا سويا حيث قبر مجدي
, توقفت للحظات امام باب المدفن وهي تراه مفتوحا لتشعر بالخوف
, فتجد يده تضغط علي يديها لتشجعها
, كانت خائفه فلا يمتلك احد المفتاح سواها
, او هكذا اعتقدت لتدخل بتوجس
, و عينيها تتامل المكان بتركيز
, فتجد احد يجلس باريحيه علي الارض
, امام قبر مريم موجها ظهره إليهم
, وجسده ينتفض يبدوا انه يبكي
, بشده نظرت لمعتز بقلق
, ليطمئنها هو ويتنحنح ليصدر صوتا
, فينتبه ذلك الجالس علي الارض
, ويمسح دموعه وينتصب واقفا
, و لا يزال يعطيهم ظهره
, لينفض عنه غبار الأرض
, الذي التصق بملابسه
, ويعطي نفسه لحظات
, ليرتب شتات نفسه
, ويستدير إليهم
, كانت علامات الصدمه جليه
, علي وجهها
, وهي تردد الاسم ولا تستوعب الامر
, -دكتور إيهاب
, بتعمل ايه هنا
, نكس راسه ليداري آثار الدموع التي بوجهه ليتحدث وهو يخرج من المكان
, - ولا حاجة
, بعد اذنكم
, حاول أن يهرب
, ليلحق به معتز وقد شعر بالغيره
, منه وإنه قد يمكن أن يكون٥ نقطة
, تبعه ليتحدث معه خارج المدفن
, بينما تركا فريدة وحدها بالداخل
, لتستوعب الأمر
, وقف يردد اسمه
, -إيهاب
, نظر له إيهاب وقد أدرك ما يدور براسه
, ليقطع هو خيط ظنونه بالحديث
, -متخفش إللي يعرف مريم
, كويس حيلاقي فرق كبير آوي
, بينهم يمكن نفس الملامح
, بس روحهم مختلفه وبعيده عن بعض
, أنا كونت جي النهاردة
, عشان أستاذنها اني اخطب ساره
, مديره مكتبك
, صحيح مريم عمرها ما حست بيا ولا كان عندها حتي إستعداد تشوف حد غير أدهم
, بس أنا عمري ما حبيت حد غيرها
, بس تعرف إن ساره فيها كتير
, من روحها الحلو
, عشان كده حدي نفسي فرصه
, يمكن ألاقي معاها الفرح إللي سابني من زمان
, خد بالك من فريدة يا معتز
, ده كانت وصيه مجدي
, اني ابلغها ليك
, حافظ عليها واوعي تضيعها من ايدك
, تركه إيهاب ليذهب
, وهو يحاول أن يستوعب
, ما قاله له
, ٢٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد اسبوع
, في الاسكندريه
, دخل معتز بسيارته لحديقه فيلا المرشدي
, يشعر بتوترها طوال الطريق
, ان كتنت تحاول أن تخفيه كي لا يتضايق
, يدرك انه يضغط عليها باقتراحه
, بالبقاء بالفيلا مع ابويه
, فهو يعرف مدي نفورها من البقاء مع أنور في مكان واحد لكنه للعجب
, لم يحاول أن يحسن صورته أمامها
, فبالرغم من كل ما عرفه من أدهم
, وبعد أن عرف بعد ذلك إنه هو من رشح
, المجموعه للتعامل مع الشركه الفرنسيه وادواردو وقام بدعمهم الي أقصي درجه
, الا انه لايزال يشعر انها تحتاج وقت لتصفح
, يعرف انها لا تستطيع المبادره بالصفحة
, لذلك أصر علي السفر والبقاء بالإسكندرية
, خاصه بعد عوده فاروق ليدير هو الامور بالقاهرة ويتحجج هو باعمال الشركه
, في الاسكندريه واقتراب ولاده شدوي
, امسك بيدها ليجدها بارده ليقرص وجنتيها بشقاوه وهو يردف
, -متخافيش بابا
, مش حياكلك
, دانا بس يا بطاطس
, تصاعدت الدماء في وجهها لتشعر بكلماته
, وتضربه بغيظ علي صدره لتمنع اقترابه
, منها و هو يغمز لها
, -سافل
, مش ممكن
, مفيش فايدة فيك
, خرجت من السياره وقد اختلط غضبها مع خجلها وتوترها ليجعل منها شهيه بحق
, بينما هو فقد انفجر من الضحك علي هيئتها
, لتزداد اشتعالا وهي تتوعده في سرها
, زفرت بضيق من تصرفاته الطفوليه المتملكه
, معها لاتحاول ضبط تنفسها وهي تدخل من باب الفيلا لتجد نرمين تستقبلها بلهفه
, وترحيب كبير بث الدف لروحها لتطمئن قليلا
, وهي تحاول تجنب النظر لانور الذي كان يتفحصها بتدقيق و هي يجد علامات السعاده علي وجهها ووجه معتز الذي بدء مختلفا عن ذلك الوجه العبوس الذي اعتقاده في الماضي
, فقد كانت الفرحه ترقص علي وجهه لتشرق عينيه بوهج جديد علي ملامحه المعتاده
, -نورتي بيتك يا ديده
, وحشتني آوي
, هتف معتز بمشاكسه
, - طب بالنسبة لابنك
, فلذه كبده إيه
, حفضل واقف كده
, ولا أفوت عليكي بكره
, ولا إيه نظامك يعني يا نانا
, أخرجت نرمين فريدة من احضانه لتنظر له بتحفذ وهي تقترب منه لتمسك اذنه وتشدد عليها وهي توبخه
, -هو أنا كلمتك كام مره
, عشان تيجي وتشوفني
, هو أنا حشحتك يا زفت انت
, مش احنا اتفقنا
, تقضي شهر العسل وتيجوا
, تعيشوا معانا هنا
, ولا إنت كونت بتضحك عليا
, حاول أن يتفلت منها وهو ينظر لفريده التي حاولت أن تكتم ضحكتها من هيئته
, ليتافف قائلا
, - يا نانا عيب كده
, متهزئنيش قدام مراتي طيب
, خلينا لما نبقي لوحدنا طيب
, نظرت نرمين لفريده لتترك اذن معتز
, وهي تتحدث إليه
, -عندك حق
, بعدين نتحاسب
, خد مراتك واطلعوا استريحوا
, شويه لحد ما الغداء يجهز
, كاد ان ينصرف لكن كلمه أنور اوقفتهم
, -فريدة يا بنتي
, التفتت بكامل جسدها اليه فقد هزت كلمته الاخيره كيانها بشده
, لتلمح دمعه في عينيه تكابر إن تسقط
, لتقترب منه وهي تتنحنح لتجلي صوتها
, -ايوه
, ابتسم لها وهو يرد عليها بود
, -نورتي بيتك
, حاولت أن ترد دون تحفز فقد لمستها كلمته الاخيره معها
, -منور باصحابه
, حضرتك
, تكلم برجاء واضح
, -ممكن طلب
, -نعم
, -ممكن بلاش
, حضرتك ده
, قوليلي يا بابا
, نفسي تسامحيني و
, اسمعها منك قبل ما اموت
, لم تاخذ وقت في التفكير وهي ترد عليه بخوف واضح فقد لامس عقده حياتها
, المزمنه
, -بعد الشر عنك يابابا
, اقترب منها لياخذها باحضانه وهو يقبل جبهتها باعتذار ضمني
, فقد استشعرت ذلك الحنان الابوي
, والدف الذي افتقده بعد موت مجدي
, تذكرت كلمات مجدي لها عن طيبه أنور
, غباءه وتسرعه
, لتدرك مدي ندمه
, وهي تشعر بتلك الدمعه علي جبهتها لتخفض راسها و تبتعد قليلا لتترك له مجال ليعيد شتات نفسه
, كي لا تراه بتلك الهيئه المنكسره
, اقترب منها معتز ليضمها اليه ويذهب بها لغرفته كي يترك لوالدته المجال لتهدء أبيه
, فهو لا يقوى علي رؤيته
, بهذا الشكل المنكسره
, ابدا
,
, ٢٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد يومين
, بالمستشفي
, كان مروان يقف بتوتر وخوف ظاهر
, وهو يتطلع لباب غرفه العمليات
, يحاول ان يبدوا متماسك
, لكن قلقه علي شدوي
, كان بأديا علي كل خلاياه
, اقتربت منه فريدة
, لتربت علي كتفه برفق
, وهي تردد
, -حيبقوا كويسين
, صدقني
, نظر لها بتشتت كطفل
, فقد امه يشعر بالبرد
, وهي بعيده عنه حاول أن يقنع نفسه انه قادر ان يرافقها أثناء الولاده
, لكن الأمر كان أكبر من قوه تحمله
, لم يتحمل ملامح الألم والخوف
, الذي بدت واضحه علي وجهها وهي تاخذ حقنه المخدر ليطمن عليها ويخرج سريعا
, لا يريد أن يري شي
, لا يريد أن يتذكرها
, في مثل تلك الهيئه
, لا يريد لعقله إن يتذكرها
, إلا في ابهي صورها
, تمسكت فريدة بيده لتدفعه برفق الي احد المقاعد بالممر امام غرفه العمليات
, لتجعله يستند براسه علي كتفها
, وتملس علي شعره برفق
, وهي تقرأ آيات من القرآن
, وتردد الكثير من الدعاء لها
, اخيرا سمع الجميع صوت صراخ الصغيره
, لينتصب مروان واقفا بترقب
, وهو ينتظر
, خروج شدوي مع صغيرته
, بفارغ الصبر
, ٢٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في غرفه شدوي بالمشفي
, بقي مروان ملتصقة بشدوي
, وهو يمسك بيدها
, يردد الكثير من الحمد لله علي سلامتها
, فعلي الرغم من ثباتها بعد أن اخذت حقنه مسكنه لتغفوا كالملائكه
, ليبقي هو بجواره يرفض إن يتركها حتي تفتح عيونها وتشرق شمس حياته من جديد
, كانت هي تحتضن الصغيره
, بحنان بالغ تتامل ملامحها المنمنمه وهي تتحسس بيديها المرتعشه كف يدها لتتمسك الصغيره بأحدي اصابعها
, فتتفتح ملامح وجهها باشراقه
, وهي تراها تتمسك بها
, اقترب منها معتز
, ليحتضنها من الخلف
, ويسند براسه علي كتفها
, فتردد هي
, -أخيرا بقيت عمتو
, رد عليها بمشاكسه
, -احلي عمتو الحربايه في الدنيا
, استدارت إليه لترد عليه بتحفز
, وهي تحتضن الصغيره بخوف
, -**** يسامحك
, رفع راسها لتقابل عينيه لتتوه هي في بحر عينيه الغارق بحبها
, ليتحدث بامل
, - عقبالنا
, ابتسمت هي بمشاكسه
, لتتحدث بخفوت
, -قريب
, ان شاء ****
, تعلقت عينيه بعينيها ليتأكد هو مما فهم
, ليتوه في تفاصيل تلك العيون التي لا تزال تدهشه باسرارها الكامنه
, ❤️❤️❤️تمت❤️❤️❤️
 
  • عجبني
التفاعلات: pop44 و ☠️ B̷A̷D̷ M̷A̷N̷ ☠️
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%