NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول ابن الخادمة وسليلة العائلة | السلسلة الأولى | ـ خمسة وعشرون جزء 12/10/2023

ناقد بناء

مشرف قسم التعارف
طاقم الإدارة
مشرف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
17 ديسمبر 2021
المشاركات
8,853
مستوى التفاعل
2,851
الإقامة
بلاد واسعة
نقاط
14,725
الجنس
ذكر
الدولة
كندا
توجه جنسي
أنجذب للإناث
الأول


مقدمة الرواية
, أحبته دون أن تراه ، مجرد سماعها أخلاقه تمنت أن يكون فارسها الذي لطالما حلمت به وتمنته في أحلامها، وعند التلاقي كانت الصعاب ولكن عزيمتها تحدت كل الصعاب لتتخطاها وتصل إلي مرادها رغم أنه إبن خادمه وهي سليلة عائله ، ولكن٣ نقطة
,
, ولكن هي لا تعرف أنها وقعت في براثنه ، ليذيقها العذاب ، ويمتلكها إمتلاك، ليجعلها تندم ألاف المرات أنها في يوم تحدت كل شئ في سبيله ولكن هل سيدوم العذاب ؟؟!
,
, الفصل الأول
,
, في قريه ريفيه بسيطه يتميز أهلها بالبساطه والكرم وعندما ننظر إلي الوجوه نري الإبتسامه رغم مافيهم من آلام ولكنهم دائما يسيرون علي حديث رسولنا الكريم أن الإبتسامه في وجه أخيك صدقه ومن بين بيوت هذه القريه يوجد منزل كبير فخم إلي حد ما يعتبر من أكبر منازل هذه المحافظه البسيطه حيث كان منعزلا عن البقيه به ثلاث طوابق وبه حديقه واسعه نجد فيها الزهور تتمايل مع بعضها البعض بشكل جذاب أثر مداعبة الهواء النقي لهم وحين ندقق النظر نجد فتاه جالسه يداعب الهواء خصلات شعرها الأسمر الحريري ويلفح وجهها ذو البشره البيضاء والعيون الخضراء الواسعه وأهدابها الكثيفه حيث كانت أميره حقاً فتاه جميله من عليها **** بنعمه الجمال..
,
, تغيرت قسمات وجهها للحزن عندما جاء مشهد مُحزن في تلك الروايه التي بيدها تقرءها بتركيز وشرود تتفاعل مع الأحداث حيث كان قلبها يخفق عندما يأتي مشهد رومانسي وعيناها تحزن عندما يأتي مشهد قاسي لأنها تكره القسوه ورومانسيه إلي حد كبير٣ نقطة
, ظلت شارده مع أحداث الروايه ولم تنتبه إلا عندما إقتربت منها شقيقتها أمل وهي تنتشل منها الروايه وتركض لتنهض أميره تركض خلفها وهي تضحك بعفويه ومن ثم قالت بغيظ:.
,
, -بقي كده يا أمل طب و**** ما هسيبك
, أمل من بين ضحكاتها: خلاص خلاص حرمت ياميرو
, ثم وقفت تلهث بشده وتلتقط أنفاسها بصعوبه وهي تقول: حرام عليكي ياشيخه قطعتي نفسي
, وكزتها أميره في ذراعها بخفه وتابعت قائله:
, -أحسن عشان تحرمي تقطعي عليا اللحظات الحلوه
, تنهدت أمل قائله: يابنتي إرحمي نفسك من الروايات الي هتبوظ نفوخك دي!
, عقدت أميره ما بين حاجبيها وهي تقول: ملكيش دعوه ياه نفسي أوي ألاقي واحد زي بطل الروايه دي.
,
, أمل بتساؤل: ليه عامل ازاي ياحبيبتي؟
, أميره بتنهيده: متدين أوي وحنين أوي أوي وراجل كده وحمش في نفس الوقت
, لوت أمل فمها لتقول ساخره: بلاش تحلمي كتير ياحبيبتي إنزلي علي أرض الواقع
, ضربتها أميره بخفه قائله بمزاح: رخمه أوي يلا ندخل عشان جوعت.
,
, سارت أمل معها ليدلفا الأختان معا إلي ذلك المنزل الكبير حيث كان به قطع أثاث فخمه مكون من صاله كبيره وأربع غرف كل منهن بها فراش وخزانه ملابس ومكتب المذاكره وكل هذا غير غرفه كبيره تخص الوالدين وهما نجيه و محمود.
,
, بينما كانت تقف الأم نجيه التي تكون قصيره القامه بملامح حنونه ذات عيون خضراء والتي ورثتها إلي أولادها الأربعه كانت في المطبخ ذو المساحه الكبيره تعد وجبه الغداء فيما هتفت قائله بصوت عال:
, - سمره سمره
, أسرعت سمره الخادمه إليها وهي تقول:
, - ايوه ياست نجيه
, نجيه وهي توضع الطعام في الصحون: روحي ياسمره نادي علي البنات واندهيلي ايمان عشان تغرف وأروح انا أصحي الحاج.
,
, أومأت سمره برأسها ومن ثم توجهت إلي الخارج بينما بعد قليل دلفت إيمان ذات القوام الرشيق والعيون الخضراء والتي تشبه إخواتها إلي حد كبير
, تحدثت نجيه وهي تقول: معلش يا ايمان تغرفي علي ما أصحي ابوكي
, إيمان بايجاب: حاضر ياماما
, نجيه بتساؤل: صحيح هو جوزك مش هيجي يتغدي معانا؟
, أومأت برأسها وقالت:
, اه ياماما زمانه جاي هو إتأخر بس عشان عنده شغل كتير.
,
, إبتسمت نجيه قائله: **** يعينه، ومن ثم إتجهت خارج المطبخ ودلفت إلي غرفه النوم وهي تقول بهدوء: محمود قوم ياحاج الغدا جاهز
, آفاق الحاج محمود من غفلته ونهض بتكاسل وهو يقول: تسلم ايديك يانجيه أنا جاي اهو.
,
, ومن ثم نهض حيث كان الحاج محمود رجل وقور شعره أشيب وعيناه واسعه باللون الأسمر وملامح رجوليه وقمحي البشره فهو يتخطي الخمسون عاما من عمره ويتمتع بالحاله الميسوره حيث يمتلك مصنع بلاستك وهذا المنزل الكبير، ولديه أربعه أبناء، ثلاث فتيات وولد واحد، يتقي **** في فتياته ولكن الولد له محبه خاصه في قلبه، ويميزه عن إخواته الفتيات كونه الولد الوحيد، كما يفعل الكثير من الرجال ويعتقدون أن الولد هو كل شئ والفتاه لا قيمه لها، ونسوا أنها هي التي تحمل الرجل في أحشائها وتنجبه فبأي منطق يتحدثون!
,
, بعد قليل جسلوا أفراد أسره الحاج محمود حول مائدة الطعام، ومن ضمنهم الدكتور مصطفي زوج إيمان، الذي كان يتميز بروح رياضيه أضاف جوا من المرح، وحيث كان مصطفي شاب في الثلاثون من عمره، يتميز بالوسامه فكان طويل القامه ونحيف الي حد ما ذو بشره بيضاء وعينان سمراء تتزين بنظاره طبيه تجعله أكثر وقار وأناقه، جلس يمزح معهم في حين كان سالم الأبن الأصغر للحاج محمود وهو الولد المدلل الذي كان أبيض الوجه وله أعين عسلي ممزوجه بالخضار وشعر أسمر قاتم فحقا كان وسيم للغايه، يبلغ من العمر خمسة عشر عاما، ٣ نقطة
,
, كان صامتا لا يتناول طعامه حتي قال الحاج محمود بتساؤل:
, - مالك يا سالم يابني مبتاكلش ليه؟
, عقد سالم ما بين حاجبيه ليقول بتذمر: مش عاجبني الأكل يا بابا أنا مبحبش البط والمحشي
, هتفت الست نجيه قائله بجديه: ماله المحشي يا سالم ما انت بتاكله علي طول و٣ نقطة
, الحاج محمود مقاطعا: اعمليله الي هو عايزو يا نجيه، ثم نظر لولده ليقول بهدوء: عاوز تاكل ايه يا سالم؟
, سالم بدلال: مكرونه وبانيه.
,
, هتفت أمل وهي ترمقه بنظرات مغتاظه: ما حنا بناكل اهو ولا هو سالم طلباته اوامر يا بابا مينفعش كده لازم يتعود ان مش كل حاجه مجابه ليه يا بابا
, الحاج محمود بحده: اسكتي يا أمل ده اخوكي الصغير يا بنتي
, تدخلت إيمان في الحوار وهي تقول: يا بابا أمل معاها حق سالم فعلا متدلع أوي.
,
, صر الحاج محمود علي أسنانه وقال: هو أنتوا هتغيرو من أخوكم الصغير ولا ايه وبعدين يا ايمان بدل ما تنحازي لاختك عرفيها ان ده اخوكم الوحيد الصبي الي هيكون سند ليكم من بعدي ويا تتكلمي كويس يا تسكتي تخليكي في حالك
, تجمعت الدموع في عين إيمان التي هبت واقفه قائله بهدوء وصوت مختنق: ماشي يا بابا
, بينما نهض مصطفي وهو يقول: صلوا علي النبي يا جماعه في ايه بس
, الحاج محمود بهدوء: عقل مراتك يا دكتور.
,
, بينما سارت إيمان سريعاً متجهه إلي الخارج واتبعها مصطفي وهو يهتف باسمها بينما نظرت الست هنيه إلي الحاج محمود بعتاب لتقول بجديه: كده ياحاج تزعلها وتمشيها معيطه
, نهض الحاج محمود وهو يقول بغضب: شوفي سالم ياكل ايه واعملهوله، بلاش تيجوا علي الواد الي حلتي، ثم سار باتجاه غرفه النوم مره اخري، وفيما نظرت أمل إلي أخيها بغيظ وكذلك أميره التي كانت تستمع إلي الحوار بصمت فهي هادئه وتحتفظ برأيها لذاتها دائما٣ نقطة
,
, بعد قليل قد اقنع مصطفي باسلوبه الرقيق ايمان ان تتجاوز عن ذلك الموقف وتقضي يومها مع الاسره بسلام
, دلفت مره أخري الي البيت وجلست تضحك مع شقيقاتها وامها وقضت وقت جميل معهن
, وفي المساء بعد عودتها مع زوجها الي مدينة المنصورة حيث يقيمون في شقه جميله علي المشايه وهو مكان مميز بالمنصوره
, جلست مع زوجها امام التلفاز في غرفه مريحه يتناقشان
, قالت ايمان، يعني عاجبك يا مصطفي تدليل بابا الزايد لسالم.
,
, مصطفي، طبعاً لا بس كلامك مش هيغير حاجه انت عارفه عقلية ابوكي وكلامه عن الولد ال بيشيل اسم الاب من بعده
, ايمان، واحنا يعني شايلين اسم مين و**** امل اختي لما بتكلم معاها بحس انها معقده بتقعد تقول بكره اي راجل في الدنيا علشان حب بابا لسالم ال كل ميزته انه ذكر بتصعب عليه قوي يا مصطفي
, مصطفي. بقولك ايه احنا هنقعد طول الليل نتكلم عن سالم
, ماتيجي ندخل ننام عاوزك في كلمه سر.
,
, ضحكت ايمان وقالت، لأ انا مش عاوزه اسرارك دي انا جايه من البلد هلكانه
, جذبها مصطفي من يدها وقال، انا هعلجك انتي ناسيه ان انا دكتور ولا ايه
, يلا قبل ما سلمي تصحي تنكد علينا.
,
, في صباح اليوم التاني
, خرجت امل من الغرفه وهي تصيح يا ماما يا ماما المسطره الهندسيه بتاعتي مش لا قيها
, نجيه، بتزعقي ليه يا امل
, امل، مش لا قيه المسطره
, نجيه ومين هياخدها
, امل، مش عارفه
, نادت نجيه على سمره الخادمه وسالتها ف
, قالت. كانت مع سالم
, امل، برده سالم
, خرجت امل الي الحديقه لتجد سالم مع صديق له يحاولا اسقاط اعشاش الطيور من الشجر بمسطرتها
, صاحت امل قائله بغضب، انت يا سالم ازاي تاخد حاجتي هات المسطره.
,
, اخذت تشد منه المسطره فاغتاظ وقسمها إلي نصفين لم تتمالك امل اعصابها فصفعته بقوه ليصرخ ويصيح ثم ركض سالم الي مصنع والده وهو يهدد ايمان
, و**** لاكون قايل لبابا.
,
, وبعد قليل٣ نقطة
, وقف سالم أمام مكتب والده وهو يبكي فيما إنتفض الحاج محمود وهب واقفاً قائلا بلهفه:
, ايه ياسالم يابني فيك ايه
, سالم من وسط بكاؤه:
, أمل يابابا أمل ضربتني بالقلم
, إتسعت عين محمود قائلا بصرامه:
, ايه ضربتك إزاي ده أنت عملتلها ايه
, سالم بنفي: ولا حاجه يا بابا
, صر الحاج محمود علي أسنانه وهو يتوعد لإبنته علي فعلتها ومن ثم أخذ ولده وتوجه إلي الخارج ليستقل سيارته هو وولده منطلقاً بها إلي منزلهم.
,
, جلست أميره جوار شقيقتها أمل وهي تقول:
, أمل بابا مش هيعديها علي خير أنا خايفه اوي
, أمل بلا مبالاه: ولا يهمني ده ولد قليل الادب ولازم يتربي
, تنهدت أميره قائله: **** يستر
, ثوانِ معدوده وسمعا صوت صياح والدهن وهو يهتف بغضب قائلا بصياح: أمل أمل تعالي هنا
, إنتفض كل من أمل وأميره علي صياح والدهن فيما قالت أميره بخوف: يالهوووي بابا جه
, تحدثت أمل بثبات وهي تتجه إلي الخارج وقالت: اهدي يا اميره.
,
, إقترب منها قائلا بصوت حاد:
, ايه الي عملتيه ده ازاي تمدي ايدك علي اخوكي؟
, أمل بجديه: أسأله عمل ايه يا بابا
, صاح الحاج محمود قائلا بغضب:
, مهما كان الي عمله أوعي تمدي ايدك عليه
, أمل باعتراض: لا كان لازم أعمل كده طالما قليل الادب
, قاطعها والدها وهو يقول بحزم:
, إخرسي يابت بلاش قله ادب اياكي تقولي علي أخوكي كده
, تدخلت أميره في الحوار وقالت: اهدي يا بابا بصراحه سالم غلط وأمل انفعلت من تصرفه
, الأب متجاهل حديث ابنته:.
,
, إتفضلي اعتذري لاخوكي
, إتسعت عين أمل قائله بزهول: نعم؟
, الأب مكرراً: إعتذري لاخوكي حالا والي عملتيه ده ميتكررش تاني
, أمل باعتراض: لا يمكن أبدا هو كل حاجه نطلع احنا الغلطانين ده حرام وظلم
, لم تتخيل أبدا أمل ذلك التصرف من والدها حين رفع يده للأعلي لتهبط علي وجنتها بصفعه قويه جعلتها تتراجع للخلف
, شهقت كل من نجيه وأميره وإقتربن من أمل لتقول نجيه بلهفه:
, يالهوي يابنتي ليه كده ياحاج حرام عليك.
,
, الحاج محمود بغضب: ولو قلت أدبها تاني علي أخوها هتضرب تاني أنتوا عايزين تعملوا راسكوا براس الواد الي طلعت بيه من الدنيا ولا ايه
, أميره بانفعال: يا بابا بجد حرام كده لازم سالم يعرف أنه غلطان أنت كده بت٣ نقطة
, قاطعها والدها وهو يتجه إلي الداخل ويقول: أسكتي أنتي التانيه واياك أسمع حس واحده فيكم تزعل أخوها بعد كده.
,
, أطلقت أمل المجال لدموعها أن تنهمر بغزاره فيما قالت نجيه محاوله التهوين علي ابنتها: معلش ياحبيبتي معلش أبوكي بس عصبي شويه أنتي عارفه
, أمل من بين دموعها: أسكتي ياماما كفايه كفايه بقا، ومن ثم ركضت إلي الداخل وهي تشهق بمراره فيما إبتسم ذاك المدلل سالم بانتصار مما جعل نجيه تستشاط غضبا وتقول:
, أنت ياواد مش كل حاجه تقولها لابوك عيب كده واحترم اخواتك الاكبر منك متبقاش قليل الادب.
,
, عبس سالم بوجه وهو يقول: ياماما هي الي ضربتني وانا كسرت المسطره غصب عني
, نجيه: وماله اختك الكبيره ولازم تحترمها برضو
, تأفف سالم وهو يقول: أووف متزهقونيش بقا
, وكزته نجيه في ذراعه وهي تقول بنفاذ صبر: أمشي ياواد أمشي أتنيل ذاكر بلا قله أدب
, ركض سالم إلي غرفته وهو يتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومه.
,
, بينما كانت أميره تهون علي شقيقتها وتمسد علي شعرها وهي تبكي بحرقه فيما قالت أميره بهدوء: معلش يا أمل أكيد بابا هيصالحك أنتي عارفه بس غلاوه سالم عنده قد ايه
, إنفعلت أمل وهي تقول ببكاء: الولد الولد يخربيت الولاد كلها ده ايه العنصريه دي واحنا يعني نبقي ايه لا وكمان عايزني اعتذر لحته العيل ده لا ده ظلم.
,
, أميره بتنهيده: معلش يا أموله حقك عليا أضحكي بقا عشان خاطري ولا أقولك ايه رأيك تقري روايه رومانسيه حلوه كده؟
, صرت أمل علي أسنانها قائله: أمشي يا أميره من قدامي
, ضحكت أميره قائله: طب اضحكي بقا
, إبتسمت أمل بحزن وهي تمسح دموعها متنهده بألم٣ نقطة
,
, دلفت الست نجيه إلي داخل غرفتهما وإقتربت من زوجها الجالس يزفر بضيق فيما قالت وهي تجلس قبالته:
, - ملكش حق يا حاج في الي عملته بقا هان عليك تمد ايدك علي بنتك ده أنت أول مره تعملها
, تنهد الحاج محمود وهو ينظر إلي زوجته قائلا: أنتي عارفه يانجيه إن مبحبش حد يجي علي سالم أنا معرفش هما حاطين نقرهم من نقره ليه
, نجيه بهدوء: مش معقوله ده أخوهم وبيحبوه بس أنت ديما محسسهم أنه أغلي منهم عندك وده مينفعش.
,
, محمود: لا يانجيه دول ولادي وبحبهم بس ده الولد ده الي إتمنيته من الدنيا وهو الي هيكون سندهم من بعدي
, نجيه: بس بالطريقه دي ياحاج لا هيطلع ميحبهمش ويبقي فاهم أنه الكل في الكل عشان خاطري ياحاج حاول تعدل بينهم وعامل بناتك كويس وزيهم زي سالم وبرضو تشد علي سالم لما يغلط مش معني انه الولد الوحيد يبقي ندلعه كده
, تنهد محمود قائلا: حاضر يانجيه٣ نقطة

الثاني


في عيادة الدكتور مصطفي
, كان منشغلا في عمله مع مرضاه بينما آتاه إتصال من زوجته ولكن وضع الهاتف علي الصامت، حتي ينتهي مما يفعله ومن ثم يهاتفها هو، بعد قليل من محاولة إيمان للإتصال عليه، زفرت بضيق ثم إتصلت علي الهاتف الخاص بالعياده، فأجابت عليها علا الممرضه وهي تقول بصوت أنثوي مائل للميوعه: ألو
, صرت إيمان علي أسنانها لتقول بنبره مغتاظه: هو الدكتور مصطفي فين؟
, علا بهدوء: معاه حاله جوه يا فندم.
,
, إيمان بغضب: ادخلي قوليله اني عاوزاه
, علا بنفاذ صبر: يا فندم خلينا نشوف شغلنا، لو حابه تحجزي ياريت تقولي انما لو عايزه الدكتر يبقي كلميه بعد الشغل
, صاحت ايمان بها قائله: انتي ازاي تكلميني كده أنتي٣ نقطة
, لم تكمل حديثها حيث أغلقت الهاتف في وجهها لتشتعل النيران بداخلها وتهب واقفه من مكانها متوعدا لهذه الفتاه و زوجها٣ نقطة
,
, بعد ما يقارب النصف ساعه، دلفت ايمان الي العياده، ونظرت إلي علا قائله بنبره قويه:
, - أنتي البتاعه الي كانت بتكلمني ف التلفون؟
, هبت علا واقفه لتقول بذهول: بتاعه؟ أنتي مين وازاي تكلميني كده
, صاحت بها ايمان وهي تقول بحده: أخرسي، أنا الدكتوره ايمان مرات الدكتور مصطفي ولما اتكلم تتكلمي معايا بأدب أنتي فاهمه ولا لاء؟
,
, إتسعت عين علا وتجمعت العبرات في عينيها بينما ذهل جميع الجالسين من مرضي من تلك الطريقه التي تتحدث بها ايمان وفيما فتح مصطفي الباب ليخرج قائلا بتساؤل: ايه ده في ايه يا إيمان؟ ايه الي جابك دلوقتي وبتزعقي ليه!
, رمقته إيمان بنظرات تحمل الغيره الشديده ثم قالت غاضبه:
, - شوف الي أنت مشغلها بتكلمني إزاي
, هتفت علا قائله من بين دموعها: و**** يا دكتر مكنت اعرف انها مرات حضرتك هي الي زعقت بطريقه غريبه.
,
, إيمان ناظره إليها بازدراء:
, ايوه اتمسكني و٣ نقطة
, قاطعها مصطفي وهو يجذبها من يدها إلي الداخل ومن ثم أغلق الباب بعد أن دفعها بقوه وهو يقول بعصبيه: أنتي إتجننتي يا إيمان صح؟ ايه الي أنتي بتعمليه ده.
,
, أدمعت عين إيمان ثم قالت: أنت كمان هتزعقلي، ماشي يا مصطفي أنا ماشيه، ثم سارت في إتجاه الباب ولكنه لحق بها وأمسكها بقوه من ذراعها وهو يقول بجديه: راحه فين لما أكلمك تكلميني عدل والي حصل ده ميتكررش تاني، ده شغلي وعلا ممرضه هنا فقط لا غير، ياريت تهدي كده وتعقلي.
,
, تنهدت إيمان وهي تقول: أنا هروح عشان أجيب سلمي من المدرسه سلام، ثم تملصت منه لتركض في إتجاه الباب بينما هتف هو قائلا بعصبيه: ايمان، ايمان استني، ولكنها لم تجيب عليه بل ركضت إلي الخارج بينما دلفت علا علي الفور وهي تقول ورأسها منخفض: و**** ما كنت أعرف انها مرات حضرتك
, جلس مصطفي علي كرسيه ليقول بجديه: ولا يهمك حصل خير، دخليلي الكشف الي عليه الدور
, أومأت علا برأسها، ثم توجهت إلي الخارج٣ نقطة
,
, في منزل كبير مجاور لمنزل الحاج محمود والذي يكون ملك لأخيه الأصغر وعم أولاده، حيث كان فخم لا يقل عن منزل محمود شيئاً بحديقه واسعه وأثاث فخم به أربع غرف ومطبخ وحمامان وصاله كبيره واسعه٣ نقطة
, دق جرس المنزل فتوجهت الخادمه لتفتح الباب لتدلف تلك الفتاه ذات الأثني عشر عاما حيث كانت ساره ذات بشره ما بين الخمري والبيضاء بملامح هادئه وعيون سوداء واسعه وشعر باللون الأسمر أيضا قصيره القامه.
,
, إقتربت منها سهام والدتها وهي تقول: حمدلله علي السلامه يا سوسو
, إبتسمت ساره قائله: **** يسلمك ياماما عملتوا الأكل أصل أنا هموت من الجوع
, سهام: علي ما تغيري هدومك يكون الأكل جاهز وأبوكي كمان علي وصول ماشي
, أومأت ساره برأسها وتوجهت إلي الداخل بينما بعد قليل دق جرس المنزل مره ثانيه معلنا عن وصول سعيد
, دلف وهو يلقي التحيه قائلا: السلام عليكم
, ردت سهام قائله: عليكم السلام يا سعيد
, سعيد بتساؤل: الولاد جم يا سهام.
,
, سهام؛ ساره بس الي جت لسه هشام مجاش زمانه علي وصول
, أومأ برأسه قائلا وهو يتجه إلي الداخل: يجي بالسلامه
, ثوان وكان الطعام قد تجهز وطاوله الطعام أصبحت جاهزه وإلتف الجميع حولها وقد آتي هشام ذلك الشاب الوقور ذو البشره السمره رغم أنه أسمر إلا أنه يمتلك من الوسامه قدر كبير والطيبه أيضا فحقا هو شاب يحمل صفات حميده وأخلاق عاليه
, تحدث سعيد موجها حديثه لابنه:
, أخبارك ايه في الشغل يا هشام يابني.
,
, إبتلع هشام الطعام الذي بفمه. ومن ثم قال: الحمد**** ماشي الحال يا بابا
, سعيد: المصنع ماشي كويس والعمال وكله تمام
, هشام: اه الحمد**** كله ع ما يرام يا حاج
, (يعمل هشام في مصنع والده سعيد وهو الذي يدير هذا المصنع بأكمله بينما والده يدير مصنع آخر ومن ضمن أملاكه أيضا)
, تحدثت ساره قائله بدلال: أنا عايزه أشتغل في المصنع يابابا
, سعيد: معندناش بنات تشتغل يابت ياساره وبعدين أنتي صغيره لسه علي الشغل.
,
, ساره بتذمر: وايه يعني منا عندي صحباتي بتشتغل وبيدرسوا عادي ف نفس الوقت
, سعيد: صحابك دول محتاجين انما انتي طلباتك كلها مجابه وبعدين أما تكبري يحلها **** يلا كلي بقا
, سهام بجديه: لا كلام علي طعام يلا بقا كلوا وسموا ب****
, تناول الجميع طعامه بينما تحدث سعيد مره أخري قائلا: صحيح نسيت أقولكم أن عمكم عازمنا عنده يوم الجمعه!
, ساره بسعاده: بجد يا بابا طب كويس.
,
, سهام: يلا يا ساره عشان تلحقي تجهزي نفسك قبل ما الأستاذ بتاعك يجي.
,
, ساره: حاضر يا ماما، أنهت ساره طعامها ومن ثم نهضت وقد أبدلت ملابسها وبعد قليل دق جرس المنزل لتتوجه الخادمه لتفتح ويدلف ذلك الشاب الجادي ذو الشخصيه القويه حيث كان عاصم شاب في أواخر عقده الثالث بمعني أنه يبلغ من العمر تسعة وعشرون عاماً يتميز بطول القامه والجسد العريض وحيث البشره الخمريه والعينان السوداء الواسعه كما أن له شعر أسمر كثيف ولحيه خفيفه تزيده جمالا وإشراق، أنه عاصم معلم اللغه العربيه بالمدرسه الإعداديه بنات، والذي يكون إبن الخادمه التي كانت تعمل منذ زمن في هذا البيت الذي يخطو له قدميه الآن ليعلم إبنتهم اللغه العربيه٣ نقطة
,
, تحدث عاصم بصوت رجولي وهو يقول: السلام عليكم
, ردت سهام وهي تقول: وعليكم السلام أهلا يا عاصم إتفضل
, دلف عاصم ومن ثم إتبعه مجموعه من الفتيات ليدلفوا جميعا إلي الداخل حيث توجد ساره التي وقفت قائله: إتفضل يا مستر
, جلس عاصم ومن ثم جلسن الفتيات حول الطاوله ليقول بصوت جاد:
, كل واحده توريني ال واجب بتاعها عشان نبدأ في الجديد.
,
, بدأت الفتيات في عرض، ما فعلت من إجتهاد فيما بعد قليل، وهو يشرح بعد التفاصيل في اللغه العربيه وحيث جاء جزء عن الدين عن غض البصر للنساء والرجال فقالت إحدي الفتيات:
, - يعني المفروض غض البصر ده للرجاله بس يا مستر
, عاصم بهدوء: مين قال كده، غض البصر ينطبق علي البنات كمان، وزي ما الراجل يغض بصره، الست كمان
, تحدثت ساره قائله: طب يا مستر لو بنحب مطرب معين ونفضل نبصله كتير ده يبقي حرام.
,
, أومأ عاصم برأسه وهو يقول بتأكيد: حرام مش هو راجل زي أي راجل حرام نفضل نسبل ونسرح في شكله الحلو كنا هتلموا سيئات
, ردت فتاه أخري وقالت: يعني يا مستر لو انا بصالك دلوقتي حرام.
,
, ضحك عاصم ومن ثم قال: لا التسبيل والسرحان في الي قدامك هو الي حرام، إنما لما تتعاملي معايا عشان أنا بدرسلك بس وعشان تفهمي فده شئ طبيعي، وأي تعامل بين رجل وإمرآه، خالي من النظرات الغراميه وللعمل فقط فده مش حرام، زي ما قولت الحرام هو السرحان والتسبيل والهيام فهمتوني!
, أومأت الفتيات برأسها ليقولن: فهمنا يا مستر.
,
, انهي مصطفي عمله وعاد الي البيت ليكتشف عدم وجود ايمان و سلمي
, نزل مسرعا وركب سيارته وتوجه الي صيدلية ايمان التي تبعد شارع واحد عن سكنهم
, دخل الصيدليه ليجد ايمان تجلس علي مكتبها وهي تضع راسها بين يديها وكانها نائمه
, وسلمي جالسه بجوارها تكتب واجباتها
, رحب عماد مساعد ايمان بالدكتور مصطفي وهرع الي الخارج ليخضر له مشروب ليحيه احدثت سلمي ضجه وهي تصيح بابي حبيبي.
,
, رفعت ايمان راسها ببطئ ونظرت بحزن الي زوجها الذي اقترب منها وقال
, ينفع ال عملتيه ده يا ايمان
, ايمان: لو سمحت متكلمنيش
, مصطفي، يا ايمان انتي ازاي تقارني نفسك ببنت بتشتغل عندي وانتي مراتي انتي كده يا ايمان بتقللي من قيمتك يا حبيبتي
, ايمان بغضب، بس متقولش حبيبتي.
,
, مصطفي، بس انتي حبيبتي ومراتي بس عقلك صغير يا ايمان
, دخل عماد يحمل علبة عصير و يقدمها لمصطفي
, مصطفي، شكرا يا عماد ونظر الي زوجته وقال
, يلا يا دكتوره يلا يا سلومي
, همست ايمان، مش جايه معاك انت هنتني يا مصطفي
, مصطفي، انا اقدر
, ايمان، قدرت يا مصطفي
, مصطفي، حقك عليا مع انك غلطانه
, يلا علشان نروح نتعشي بره بما ان الهانم ما طبختش
, ابتسمت ايمان بمكر وقالت، تستاهل.
,
, جلس سعيد مع زوجته سهام يتحدثان
, سعيد، انا قابلت عاصم وهوا خارج شاب محترم قوي
, سهام، ومكافح يا سعيد كفايه انه كمل تعليمه رغم ان ابوه مات وهوا *** صغير وبعدموته بفتره قصيره اتجوزت امه وسافرت عاشت في بلد بعيده مع جوزها وسابته هوا و اخواته البنات في رعاية جدتهم المسنه
, عارف يا سعيد هوا جوز اخته من كفاحه وتعبه وبيجهز اخته التانيه دلوقتي بجد شاب مكافح.
,
, سعيد، بس تحسي الحزن في عنيه يا سهام اكيد مر بحاجات صعبه كتير
, سهام، اه مع انه في عز شبابه يا عيني
, سعيد، **** يكرمه.
,
, عاد مصطفي وزوجته و ابنتهم سلمي الي البيت بعد ان تناولوا طعام العشاء في احدي المطاعم
, مصطفي، اعمل لك ايه يا ايمان جيت لك وخدتكم تتعشوا وصالحتك وطول القاعده لاويه بوزك
, ايمان، ايوه متفتكرش تضحك عليه بعشوه لو سمحت مالكش دعوه بيه
, انا هنام مع سلمي
, مصطفي بغضب، انتي حره
, دخلت ايمان لتنام بجوار ابنتها في سريرها الصغير بغرفتها.
,
, شعر مصطفي بالضيق ودخل غرفته ليبدل ثيابه ويرتدي بيجامه من القماش الناعم ونام علي سريره وفجأة ابتسم وكانه لاحت له فكره
, قام من سريره وذهب لحجرة سلمي التي كانت امها تحتضنها، اقترب من السرير الصغير وانحني لينام بجوار ايمان ويحتضن ظهرها هامسا
, اظن من حقي انام في أوضة بنتي اصل سلمي وحشتني قوي بيني وبينك هيه مزوداها بس بحبها اعمل ايه
, ابتسمت ايمان رغما عنها علي مداعبة زوجها.
,
, فصاح مصطفي، ضحكتي و**** العظيم ضحكتي وشوفتك في المرايه ال علي الحيطه
, ايمان، بس يا مصطفي هتصحي البنت
, مصطفي، طب بصيلي بقي، وأدارها لتنظر اليه باسمه
, اقترب منها ليعانقها ثم قبلها بشوق وحب
, ولكنهما افاقا علي صوت سلمي وهي تقول
, انتوا بتعملوا ايه اصلا عيب ولد يبوس بنت
, انتفضت ايمان وابتعد مصطفي وقال مرتبكاً، اصل مامي كانت زعلانه وبصالحها يا سلومه
, ثم جذب ايمان من يدها وقال، يلا نامي يا سلمي. انا ومامي هنروح اوضتنا.
,
, اعترضت سلمي صارخه، لأ روح انت مامي هتنام جنبي هيه وعدتني
, احتضنت إيمان إبنتها وقالت ضاحكه: معلش هنام جنبها النهارده يا مصطفي
, زمجر مصطفي وهو يصر على أسنانه وتوجه إلى الخارج وهو يهمهم ويقول: نكدتي عليا يا سلمي ماشي يا بنت اللذين٣ نقطة

الثالث


ذهبت اسرة سعيد الي بيت اخيه محمود علي الميعاد المحدد للعزومه
, كانت ساره سعيده لانها ستري اميره ابنة عمها الاقرب لقلبها
, كذلك كان هشام الذي يحمل مشاعر خفيه لابنة عمه الصغيره ولكنها مشاعر لا يشعر بها احد سواه فما زالت اميره صغيره وفي الوقت المناسب سيبوح بما تكنه نفسه اليها
, جلست العائلتان علي مائده عامره بما لذ وطاب من الاطعمه
, وظلت نجيه ترحب بهم طوال الوقت.
,
, بعد تناول الطعام جلس محمود وشقيقه وهشام وسالم في حجرة الضيوف وجلست سهام مع نجيه في الصاله تحتسيان الشاي
, جلست معهن ساره التي شعرت بالملل وقالت انا داخله للبنات
, دخلت حجرة بنات عمها لتجد امل تقوم برسم هندسي فهي طالبه في الفرقه الثالثه بكلية الهندسة جامعة المنصوره ولا يشغلها سوي دراستها وتفوقها ولان امل قليلة الكلام كعادتها فقد شعرت ساره بالملل.
,
, بعد ان جلست فتره قصيره فقالت
, هيه اميره اختفت فين
, امل، تلاقيها في الجنينه قاعده تقرأ في روايه من ال هتلحس مخها
, ساره، طب انا نازله لها الجنينه
, رات ساره اميره تجلس وهي تسند ظهرها لجذع شجره كبيره وتقرأ روايه رومانسية
, ساره، امل كان عندها حق
, اميره، قصدك الشاويش امل
, ضحكت ساره وقالت، بتقرئي ايه
, اميره، روايه جميله قوي يا ساره ولا البطل يجنن اسمراني وطويل وتقيل قوي وكمان متدين
, ساره، كانك بتوصفي المستر عاصم.
,
, اميره، معقول
, ساره، اه و**** يا ميرو مستر عاصم طويل واسمراني وعيونه سمرا كحيله برموش طويله ومتدين وبيضحك بالاطاره كمان
, اميره، كلميني عنه يا ساره كمان
, اخذت ساره ببراءه تقص مواقف عاصم معهن في درسه وتحكي وتحكي واميره منصته
, انصرفت ساره ولم تدرك ان اميره اصبحت متعلقه بعاصم حتي من دون ان تراه هل يعقل ان الصغيره البريئه تحب شخصاً دون رؤ يته
, احبته اميره واخذت تتخيله كابطال رواياتها التي لم تعرف في الواقع غيرهم.
,
, شعرت انه بطلها الاوحد وبدلا من التفكير في ابطال الروايات اصبح كل تفكيرها في عاصم
, لدرجة انها راته في احلامها انها بريئه نقيه
, مثل الزهره البيضاء التي تعلوها قطرات الندي فتزيدها حسنا وجمالآ.
,
, في الصباح ارتدت اميره زي المدرسه الرسمي وهو بدله جميله باللون الرصاصي وحملت حقيبتها علي ظهرها
, ثم اتصلت بصديقتها المقربه نجمه والتي تدرس معها في الصف الثالث الثانوي وقالت.
,
, انا نازله يا نجمه استني عند الكوبري نمشي سوا، يلا سلام
, ثم اخذت ساندوتش اعدته لها والدتها ووضعته في حقيبتها واتجهت للباب ولكنها سمعت صوت والدها من خلفها يناديها
, نظرت للخلف وقالت، نعم يا بابا
, محمود، ما تمشيش خلي ادريس يوصلك
, اميره، انا همشي مع نجمه يابابا المدرسه قريبه مش محتاجه عربيه خلي عم ادريس يمكن امل تحتاجه يوصلها للكليه
, محمود، هيه لسه عامله زعلانه ومش عاوزه تيجي تعتذر.
,
, اميره، معرفش يا بابا بس هيه بتقول انها الكبيره وكدا
, محمود، طيب يلا علشان متتا خريش.
,
, صاحت نجيه. يا محمود تعالي شوف سالم مش راضي يصحي ولا يروح المدرسه
, محمود، ما تقلقيش يا نجيه انا جايب له مدرسين لكل المواد وهخليهم معاه لحد الامتحانات انا ماليش بركه ال سلومي
, خرجت امل من غرفتها وهي تحمل ادواتها الهندسيه ذاهبه الي جامعتها
, رات والدها فتجاهلته ومشت متجهه للباب
, صاح محمود، عامله نفسك مش شايفاني يا امل
, ، نظرت امل اليه بعتاب ولم تتكلم
, اقترب منها والدها واحتضنها ثم قال.
,
, ما تزعليش يا امل مني بس اخوكي يا بنتي ما ينفعش تضربيه وتهينيه انا عاوزكم تحبو بعض
, ردت امل، هنحب بعض يا بابا لما يحترمنا ويعرف ان فيه كبير وصغير
, محمود، اخرج مبلغ من النقود وقال
, طب خدي يا امل دول مصاريفك ومينفعش بنت تخاصم ابوها حتى لو مد ايده عليها
, امل بحزن، حاضر يا بابا عن اذنك.
,
, خرجت نجيه من المطبخ واستمعت لحوار محمود مع امل وقالت مبتسمه
, طب بتزعلها ليه بدال مش قادر علي خصامها
, محمود، امل جدعه وعندها شخصيه وبت راجل كده وما بتحبش المياعه وانا بحبها بس لم حد بيزعل سالم مببقاش في وعي يا نجيه دا ال كنت بتمناه من **** وال هيحمل. اسمي من بعدي وبعدين مالو ش اخ يا نجيه ولازم البنات يعرفو ان اخوهم دا ديك البرابر ال هيحميهم من بعدي
, هنيه، **** يديك الصحه يا حاج.
,
, فوجئت أميره بصديقتها نجمه ترتدي عباءه ه طويله وخمار علي غير عادتها فهي تلبس بدله مثل اميره
, اميره، **** **** شلاه يا حجه نجمه
, نجمه، الحمد لله يا اميره **** هداني والتزمت وبقيت احافظ على الصلوات واقرأ قرآن وجبت خمارات كل الالوان علشان دا هيبقي لبسي علي طول وممكن اتنقب في الجامعه كمان ان شاء ****.
,
, اميره، ايوه بس امتي حصل التغيير دا وايه السبب دا هوا اسبوع واحد ال مشفناش بعض فيه وقلنا هنقعد نذاكر في البيت
, نجمه، **** رزقنا بساكنه في شقه عندنا هيه من المنصوره واتجوزت مهندس متدين من عندنا وعايشين هنا في البلد
, بس ايه يا ميرو علامه في الدين لو شفتيها مش هتحبي تسيبيها ابدا بتدي دروس دين وكل بنات الشارع عندنا اتحجبوا بسببها
, اميره، للدرجه دي.
,
, نجمه، تعالي معا يا وانا اعرفك عليها ولو مش عارفه تفسير حاجه هيه بتدرس تفسير
, اميره، هيه دارسه ايه
, نجمه، معاها ليسانس حقوق ومعهد اعداد دعاه بس ما شاء **** عليها
, اميره، خلاص انا هقول لبابا وماما واجي عندها درس دين وتحفيظ قران
, نجمه، اتفقنا يا ميرو.
,
, خرجت امل مسرعه وهي تصيح يا عم ادريس يلا اتاخرت علي الجامعه
, ادريس السواق، حاضر يا ست امل اتفضلي اركبي
, صعدت امل الي السياره وحثته علي السير بسرعه
, اتصلت بصديقتها وفاء
, فقالت وفاء، اتاخرتي ليه يا امل السكيشن هيبد أ والدكتور عبد العزيز ما عندوش يلا ارحميني
, امل: انا في الطريق اهو يلا بسرعه يا عم ادريس
, وصلت امل لجامعة المنصوره ودخلت من بوابة كلية الهندسة واخذت تهرول مسرعه.
,
, ولاول مره تقصد الاسانسير لتقتصد في الوقت
, وصلت لباب الاسانسير فاذا بشاب يهم بغلقه فصاحت استني
, دخلت غاضبه، وقالت ايه دا مش شايفني
, عمر، و**** ال اعرفه ان الاسانسير ده مش للطلاب
, امل بغيظ، اه علي اساس انك عميد الكلية ولا علي راسك ريشه
, ولا تكون انت ال بل الندي طرطور ك ان شاء****
, عمر، ايه يا انسه السوقيه دي ريشة ايه وطرطور ايه اتكلمي باسلوب محترم احسن من كده.
,
, امل بغضب، انا محترمه واحسن منك ايه البلاوي ال ع الصبح دي
, وقف الاسانسير فخرجت مسرعه وهي تقول، عديني مش فاضيلك وجرت مسرعه
, دخلت امل القاعه بعد ان طرقت الباب وقالت، انا اسفه اصل
, لما تكمل عباراتها حيث صاح الدكتور، برررررررررااااااااا
, خرجت وهي تشعر بالحزن لتجد نفس الشاب الذي ركب معها الاسانسير
, يمر من امام القاعه وهو يحمل حقيبه وتعمد ان ينظر له نظرات شامته فقد سمع الدكتور وهو يطردها.
,
, اغتاظت امل من ابتسامته الماكره فصاحت وهي تشير بيدها اليه.، ما هو من وشك الفقر علي الصبح
, عمر وهو يسير متجاهلا لها، مجنونه.
,
, خرجت وفاء بعد انتهاء السيكشن لتجد امل غاصبه
, وفا ء، ايه يا امولا مالك واتاخرتي ليه
, امل، اصطبحت بوش انسان رزل فور دمي مش كده وبس دا سمع الدكتور بيطردني
, وفاء، واحد مين
, امل، واحد رخم تلاقيه في البكالوريوس فاكر نفسه كبير المهندسين وهوا حتت عيل
, مر عمر من امامهم فقالت امل وطي صوتك لحسن هوا ده بتقل دمه
, وفا ء، دا عسل يا امل حرام عليكي
, امل، وفاء انا بقول عليكي مؤ دبه بلا عسل بلا بصل.
,
, وفاء، فعلا ليها حق اميره تسميكي شاويش امل.
,
, في المساء حملت اميره التليفون واخذت تكلم صديقتها نجمه
, اميره، وبعدين يا نجمه البطل عمل ايه
, دخلت امل الحجره وقالت، لأ بقي انا مبحبش المياعه دي و**** ما انتو فالحين هي دي المذاكره
, قالت اميره، خلاص يا نجمه اقفلي دلوقتي لحسن امل اختي جت وقاعده تزعق ابقي كمليلي الصبح
, دخل سالم حجرة اخواته واخذ يضايقهن ويمسك ادوات امل للمره الثانيه
, صاحت امل، ولما اضربك تاني ابقي روح عيط لابوك.
,
, سالم وهو يغيظها، ما هو ضربك علشاني
, دخلت نجيه وصاحت، انت بتعمل ايه عندك يا سالم ما يصحش تكلم اختك الكبيرة كده
, امل، ما هو له حق يا ماما البيه فاكر ان معاه حصانه بس اقسم ب**** يا سالم لاكون ضرباك تاني فاهم انا بقي هربيك يا سالم
, سالم، سا معه يا ماما
, نجيه، يلا يا واد اطلع بره بلاش جرجره
, اقتربت امل من سالم وهي تحمل مسطرتها فخرج يجري من الحجره.
,
, ضحكت اميره ونجيه لخوف سالم من امل وقالت اميره، اشمعني انا مبيخفش مني كده
, قالت نجيه، امل ايدها طارشه
, ثم استئنفت انا خارجه عاوزين حاجه يا بنات
, ردت امل، اه يا ماما خلي سمره تعمل لنا شاي
, بعد خروج نجيه اخرجت اميره روايه من درج مكتبها وهمت بقرائتها
, ولكن امل اقتربت منها وشدتها من يدها بعنف وصاحت باميره
, دا وقت مذاكره يا اميره مش وقت قصص وروايات فهمتي، اتفضلي ذاكري لحسن اقطعهالك ميت حته.
,
, قالت اميره بتوسل، لأ خلاص يا امل هذاكر بس سبيها متقطعيهاش لحسن دي بتاعت نجمه
, قذفتها امل في الدرج وهي تهمهم، بنات ساذجه وتافهه، يا بنتي انتي ثانويه عامه حرام عليكي تضيعي وقتك يلا ذاكري.
,
, جلست امل مره اخري علي مكتبها تذاكر
, وكذلك فعلت اميره
, وبعد قليل قالت اميره بصوت منخفض لشقيقتها
, امل انتي عمرك ما قريتي روايه ابدا ولا حتي لما كنتي في ثانوي
, نظرت امل بحنان لاميره وقالت يا اميره دي حاجه بتعطلك عن دراستك ومستقبلك.
,
, يا حبيبتي اهم حاجه للبنت تعليمها وبعد تعليمها شغلها دا ال هيعمل لها قيمه وكيان فهمتي انما الحب والتفاهات دي بتعطل ثم انا عاوزه ابقي قويه ومعتمده علي **** ثم علي نفسي وانتي كمان افهمي ما فيش حاجة اسمها حب وهيام وغرام دا شغل روايات مثلا بابا وماما وعمو سعيد وطنط سهام عايشين كويس بس بتسمعيهم يقعدو يقولوكلام حب
, اميره بحزن، ابدا ما بيتكلموش غير جد عادي يعني.
,
, امل بابتسامه، بس كده هيه دي الحياه هات وخد مش زي الروايات فهمتي يلا ذاكري. ومتفكريش غير في مذاكرتك. ومستقبلك. وبس ثم استئنفت
, حتي صاحبتك نجمه مخها ضارب زيك
, اميره بغضب، متقوليش كده علي نجمه
, دخلت سمره تحمل صينيه عليها شاي وطبق به بعض الساندوتشات وقالت مبتسمه
, الشاي والاكل للعرايس الحلوين
, شكروها وما ان استدارت الا واخذت الفتيات تضحكا بشده فقد علق سالم لسمره ذيلا ورقيا علي جلبابها من الخلف يهتز كلما مشت.
,
, قالت امل وهي تضحك، شيلي الديل يا سمره دي اكيد عمايل سالم
, غضبت سمره وهي تشد الذيل الورقي وقالت
, و**** لاكون شاكياه للست نجيه هوا انا اده علشان يركب لي ديل و**** ما انا ساكته
, خرجت تهرول لتشكيه الي والدته
, سمره في الخامسه والثلاثون من عمرها ريفيه بسيطه هادئة الملامح تعمل منذ سنوات عديده في منزل الحاج محمود وافراد العائله بدورهم اعتبروها فردا منهم..

الرابع


في الجامعه التقت أمل وصديقتها وفاء التي قالت لها
, اسكتي يا اموله عندي خبر مش حلو
, املل بتساؤل: خير
, وفاء بهدوء، الدكتور عادل معيد مادة الرياضيات ال بتحبي شرحه قوي جت له بعثه ومسافر وهتكمل معانا الدكتوره الفت
, امل بغيظ، دا انتي وقعتي قلبي يا وفاء منك لله ما ال يمشي يمشي وال يجي يجي
, وفاء ضاحكه، وانا ال قلت هتزعلي
, امل بلا مبالاه، ازعل علي ايه يا هبله المهم نذاكر كويس وخلاص.
,
, دلفا الأثنان ثم جلست امل بجوار اميره في المدرج
, ينتظرا دخول الدكتوره الفت ولكن الذي دخل عميد الكلية بصحبة ذلك الشاب عمر الذي كان يحمل حقيبته وقال بعد ان حيي الطلاب وصمت الجميع
, انا جاي النهارده علشان اقول لكم ترحبو بالدكتور عمر عز الدين ان شاء**** هيدرس لكم بعد سفر الدكتور عادل عن اذنك يا دكتر
, ثم ترك عمر معهم في المدرج وانصرف.
,
, بهتت امل حينما راته وحمدت **** انها تجلس في الخلف وحاولت ان تخفض راسها حتي لاتراه ولا يراها
, حتي سمعت تهامس الفتيات
, منهن من تقول، واو دا قمر
, واخري تشيد بشياكته واناقته
, وهمست وفاء بت يا امل شوفتي المز دا
, امل بسخريه، بس يا وفاء متعمليش زي الهايفين دول دا دمه يلطش علي فكره
, وفاء بإستغراب، هو ال دمه يلطش ولا انتي ال معقده
, انتهت المحاضره وحمدت امل ربها انه لم يراها
, وعزمت علي ان تتجاهله تماما.
,
, وفي اليوم التالي
, ظنت امل انها ستنجو من مواجهة الدكتور عمر في كل مره
, وفي محاضرته الثانيه تعمدت ايضا الجلوس في اخر المدرج
, كانت تفكر انه من سوء الحظ ان يكون ذلك الشاب بالذات والذي اهانته اكثر من مره هو من يدرسها
, بالنسبه لعمر فقد جاب بنظره في المدرج في محاضرته الاولي ولم يراها فقد كانت تخفض راسها طوال المحاضره
, لكن تلك المره لم تكن كالسابقه فقد وقف الدكتور عمر. في البدايه امام مكتبه المخصص له وقال:.
,
, المره ال فاتت انتو اتعرفتوا عليه المره دي احب اتعرف عليكم
, كل طالب وطالبه يتفضل يقف ثواني يقول اسمه
, بدا الطلاب يفعلون وبدأ عمر يتجول في القاعه
, همست امل بضيق، **** يخرب بيتك
, سرحت قليلا الي ان سمعت وفاء وهي تقول اسمها بسعاده وابتسامه
, ولم تدرك الا ان عليها الدور الا حينما مال عليها وقال، والانسه
, نظرت له مرتبكه وقالت، امل محمود
, عمر رافعاً حاجبه، طب والباشمهندسه مبتقومش ليه زي زمايلها.
,
, ثم قال بصوت ساخر، والا والا انتي ال بل الندي طرطورك
, امل باحراج، ايه دا الكلام دا يادكتر
, عمر بجديه، دا الكلام ال اتعلمته من واحده لسانها طويل وعلي راسها ريشه
, ما ان اتم جملته حتي تعالت الضحكات وكادت الدموع تنهمر من عين امل٣ نقطة
, بينما قال عمر بتشفي: عموما اتفضلي اقعدي كفايه كده عليكي النهارده
, جلست وقد ازدادت كراهيتها لعمر لقد جعل جميع من في المدرج يسخرون منها.
,
, همست وفاء، فيه ايه يا امل بيعمل معاكي كده له انتي تعرفيه
, لم ترد امل وانما اشارت لها لتصمت.
,
, اخذت اميره رغما عنها كلما فتحت كتاب لتذاكر تذكرت كلام ساره عن عاصم ورسمت له صورة في مخيلتها وتمنت لقائه
, تمنت ان تلتقي بذلك المعلم الذي يدرس تلاميذه السلوكيات الدينيه ويبهرهم باسلوبه لا بل ويحكون عن وسامته.
,
, في شقة مصطفي وايمان
, صاحت ايمان قائله، دي مش عيشه يا مصطفي احنا بقينا زي الاغراب انت بتقعد في المستشفي من الصبح للضهر والعياده من الضهر لباقي النهار وتيجي مرهق وتنام انا مليت بجد انا بقيت بكلم الحيطان
, مصطفي بصوت عالِ بعض الشئ، اعمل ايه يا ايمان كله علشانكم انا بتعب علشان مين ثم عندك الصيدليه ما انتي فيها علي طول وبتزعلي لما اقولك بلاش تروحي.
,
, صرخت ايمان قائله: انا متجوزاك انت مش متجوزه الصيدليه انا عاوزه اخرج نسافر نغير جو
, مصطفي محاولا ضبط أعصابه، بصي يا ايمان روحي البلد عندكم غيري جو اقولك روحي زوري ابتهال اختي
, ايمان، مش هروح لوحدي ولا عاوز تفضل مع الزفته ال ف العياده
, احمرت اوداج مصطفي من الغضب وقال، زودتيها يا ايمان صبري عليكي خلاكي تتجاوزي حدودك وقسماً ب**** هزعلك جامد بعد كده٣ نقطة
,
, شعرت ايمان بخطئها فغيرت نبرة صوتها وقالت بدلال: ما انا بحبك يا درش وبغير عليك لازم تراعي مشاعري
, لم يجيب عليها مصطفي بل مسح وجهه بكفيه حتي يزول ذاك الغضب بداخله حتي همست له إيمان وهي تقول برقه: حبيبي أسفه
, سرعان ما إبتسم مصطفي وقال مازحاً: طب تعالي بقا أشوف حكايه مشاعيرك دي ايه!
, أنهي جملته وهو يجذبها إليه لتستقر في أحضانه ويحلقا معا في سماء العشق٣ نقطة
,
, انتهت المحاضره في كليه الهندسه حتي قالت امل لوفاء: يا بت ما هو دا ال ورتهولك وقلت لك انه ركب معايا الاسانسير
, وفاء، اه معرفتوش اصله بصراحه النهارده شيك قوي كده ويجنن المره ال فاتت كان لابس نظاره مخبيه وشه
, امل بغيظ، يا ريته يخبيه علي طول دا وشه عكر اصلا.
,
, في المساء، عم ظلام الليل، فعاود مصطفي إلي عيادته ليتابع مرضاه ما ان دخل حتي هبت علا واقفه للترحيب به وتحمل عنه حقيبته
, دخل مصطفي المكتب ليجد باقه من الزهور الطبيعيه علي مكتبه فتعجب وقال:
, مين جاب الورد دا يا علا
, علا، انا مش حضرتك بتحب الورد
, مصطفي، اه بحبه طبعا بس ما فيش داعي تكرريها لما احب اجيب ورد هشتريه
, خرجت علا وهي مكتئبه، و جلست علي مكتبها وقالت، ماشي يا دكتور مصطفى انا وانت والزمن طويل.
,
, لاحظ مصطفي التغير الملحوظ في علا لقد اصبحت اكثر اناقه من قبل وملابسها اصبحت ضيقه تحدد تفاصيل جسدها الملفوف بشكل مبالغ فيه لم تكن علا جميله بمعني الكلمة ولكنها وضعت الكثير من المساحيق لتبدو اجمل مع العطور الرخيصه التي تستطيع شرائها
, لقد تعمدت ابراز مفاتنها
, ظن مصطفي ان تكون علا قد ارتبطت بشخص ما وان ذلك سبب تغيرها وتجاهلها ولكنه كان في بعض الأحيان ينصحها بالاحتشام.
,
, ومرت الأيام
, وفي ذات يوم تأخر مصطفي في العياده حيث كانت مزدحمه بالمرضي وتفاجئ بعلا تدخل له وهي تحمل صينيه عليها ساندوتشات اعدتها في منزلها وزجاجه من العصير الطازج..
, نظر لها مستغربا وقال: ايه ده؟
, علا بدلال: أكل ليك يا دوك عملته بايدي
, مصطفي بحديه، لأ يا علا انا هروح اكل في البيت متشكر
, علا، بس انا عملت الاكل ده علشان حضرتك
, مصطفى بخشونه، لأ ما تعمليش كده تاني يا علا.
,
, خرجت علا تحمل الصينيه وهي تشعر بالاسف و
, عاد مصطفي من عمله وهو يشعر بالتعب والانهاك والجوع فوجد ايمان تغط في النوم فهزها برفق وهو يقول:
, ايمان، ايمان قومي حطي العشا انا جعان
, قالت ايمان ولازالت عيناها مغمضتين بكسل، معلهش يا حبيبي انا مجهزه الاكل في المطبخ
, سخن وكل يا حبيبي عشان مش قادره
, مصطفي بغيظ، وانا ال مرضتش اكل ال علشان ناكل سوا
, وجلس ياكل الطعام بدون اي شهيه.
,
, في صبيحة اليوم التالي
, دخل محمود علي زوجته نجيه ومعه احد العمال يحمل خروف كبيروضعه في الحديقه الداخلية وانصرف
, نجيه بتساؤل: ايه دا يا حاج
, محمود، خروف واحد جه يبيعه ليه في المصنع قلت اجيبه ندبحه ونوزعه علشان **** يحمي سالم ويبارك فيه
, نجيه، ويحمي البنات كمان.
,
, محمود، انا قلت جايبه علشان **** يحمي سالم فاهمه سالم دا حته من قلبي ونور عيني وولد وحيد لو راح مش هعوضه لكن انا عندي بدال البنت تلاته يا نجيه فهمتي سالم دا الحيله
, انا راجع المصنع وهبعت لك الجزاز والعمال يدبحه ويوزعوه ماشي
, نجيه، ماشي وابعتلي اكياس يا حاج محمود
, محمود، ما تسبيش منه ولا حتت لحمه للبيت يا نجيه
, نجيه، اللحمه ماليه التلاجه يا حاج.
,
, فعلا حضر العمال وتم تقطيع اللحم وتكيسه واخذها العمال ليوزعوها علي زملائهم في المصنع
, قالت نجيه: هاتو كيس كويس نبعته لبيت سعيد
, سمعت اميره فهبت مسرعه، هاتي يا ماما انا هوديه لعيلة عمي
, نجيه، **** يجازيكي خير يا بنتي خدي وسلمي لي علي سهام
, اميره، حاضر يا ماما.
,
, ذهبت اميره الي بيت عمها وهي تتمني ان يكون هذا الوقت هو ميعاد درس ساره
, رحبت سهام باميره وشكرتها علي الهديه
, قالت اميره، امال فين هشام وساره يا طنط
, سهام، هشام مع ابوه في المصنع وسارة جوا بتاخد الدرس
, فرحت اميره وقالت طيب يا طنط انا هقعد استناها
, تعجبت سهام فاميره عادة تاتي علي عجل وتمشي بسرعه
, انصتت اميره لتسمع شرح مستر عاصم للفتيات وتمنت ان تدخل عليهم الغرفه ولكنها خجلت ان تفعل ذلك.
,
, وسمعته يهم بالانصراف فسلطت عيناها علي باب الغرفه لتراه
, لكنها رات ساره تدخل وترحب بها وتصيح
, ميرو، انتي هنا
, اميره، اه امال زميلاتك ما خرجوش ليه
, ساره، لأ ما هو مستر عاصم وزميلاتي بيطلعو من الباب التاني
, شعرت اميره بخيبة الامل وحاولت ان تداري فقالت
, ماشي انا ماشيه انتو بقي خدتو ايه النهارده في الدرس
, ساره، نحو كان عندنا حصة نحو علي فكره المستر عنده مكتبه صغيره اسلاميه فيها كتب وسديهات.
,
, اميره، طب خدي يا ساره واخرجت من جيبها مبلغ صغير من المال
, هاتي لي منه كتاب ففروا الي **** سمعت انه حلو قوي وانا بحب كتب الرقائق دي ال بترقق القلب
, ساره، هتبقي رقيقه اكتر من كده يا ميرا دا انتي عسل
, اميره، تسلمي يا ساره انا ماشيه.
,
, دخل عمر القاعه وجلست امل في مكانها المعتاد في الدرج الاخير وتمنت الا يستهزأ بها هذه المره ايضا لكنه القي محاضرته وهو يتجاهلها تماما
, وفي نهاية المحاضره قال، ودلوقتي الورق ده فيه اسمائكم
, انا قسمتكم مجموعات كل مجموعه تعمل البحث المطلوب منهم وكمان مشروع مشترك
, وبناء علي شغل المجموعه في اديكم الدرجات
, دا بيعلمكم ازاي تشتغلو بشكل جماعي مفهوم
, رد الطلاب، مفهوم يا دكتر.
,
, بعد ان انصرف ألقت امل الورقه من يدها وهي تصيح:
, لا انا مبشتغلش مع ولاد
, قال زميلها، الدكتور عمر مقسمنا كل مجموعه تلت ولاد وبنتين
, امل، لأ ما ليش دعوه دا ظلم
, زميلها، انتي كده هتعطلينا يا انسه
, مش عاجبك تعالي نروح للدكتور مكتبه
, قالت امل، ايوه نروح انا ما بخفش من حد
, طرق طالب من الطلاب باب المكتب واذن لهم عمر بالدخول
, لتدخل امل ووفاء وثلاثه من الشباب مشتركين معهن
, عمر بوقار: خير.
,
, نظرت امل الي الارض واخذت تدعك كفا يديها بتوتر
, قال احد الشباب، الباشمهندسه رافضه تشتغل معانا وكده هنتعطل يا دكتر عن زمايلنا
, نظر عمر لامل بتحدي وقال، في الحاله دي اعملو انتو الاربعه الشغل والانسه اكيد هتشيل الماده ونظر الي وفاء وقال، ولا انتي معترضه انتي كمان
, وفاء، لأ لأ طبعا يا دكتر انا معاهم ان شاء ****
, نظر الي امل وقال، انتي تقديرك ايه السنين اللي فاتت يا انسه
, امل بفخر، امتياز والاولي علي الدفعه.
,
, عمر باستغراب، مش باين عليكي
, امل، ولا حضرتك كان باين عليك انك معيد
, عمر بحده وقد هب واقفاً: إلزمي حدودك يا طالبه وأعرفي انك بتتكلمي مع الدكتر بتاعك
, صمتت أمل مذهوله بإحراج بينما تابع عمر بعد ذلك بهدوء، اتفضلو اخرجو انا قلت ال عندي
, خرجو جميعا وبدات وفاء مع الشباب يتباحثون في كيفية اعداد المطلوب
, وشعرت امل بالوحده والظلم فقررت ان تدخل مره اخري لتحاول اقناع الدكتور عمر
, اقتربت من الباب لتطرقه بتردد.
,
, كان الدكتور عمر يحمل حقيبته وعلي وشك الانصراف
, فتحت الباب ليجد امل في وجهه
, عمر بجديه، خير يا انسه
, امل برجاء، عاوزه اتكلم معاك
, دخل ليجلس علي مكتبه مره اخري وقالت امل
, يا دكتر انا مبقدرش اشتغل مع ولاد بجد انا مش بدلع و****
, عمر بتعجب، يعني عمرك ما كلمتي ولد بلسانك المترين دا
, امل ببراءه، و**** ما كلمت حد الا لو كنت بوبخه بس لو حاول يضايقني.
,
, ابتسم عمر وقال، اه بس بوبخه دي رقيقه قوي عليكي قولي بهزئه، بشتمه، بمسح بكرامته الارض
, امل، لو سمحت خليني في مجموعه بنات
, عمر، ما ينفعش اغير النظام بس
, امل، بس ايه
, عمر: بس في حل تاني
, امل، حل ايه
, عمر، الشغل ال هيعمله خمسه سوا تعمليه لوحدك وتقدمي بحثك في نفس الوقت معاهم
, امل، ايوه لكن
, عمر، ما عنديش حل تاني
, امل، موافقه.
,
, اخرج عمر ورقه ثم اخذ يكتب عليها الطلبات المتفرقه ويحاول ان يصعب عليها العمل اكثر من زملائها وقال، اتفضلي.
,
, عاود عمر إلي منزله وأخذ يتحدث مع والدته فاطمه
, فاطمه: حرام عليك يا عمر انت كده ظلمت البنت دي
, عمر، لو شفتي يا ماما طولت لسانها في الاسانسير ما تشوفهاش وهيه داخله تتحايل عليا بنت غريبه فعلا دي ما فيش ولد في الجامعه يقدر يقرب منها، شرسه قوي
, فاطمه، ايه يا دكتر عموره مش ملاحظ انك بتتكلم عن البنت دي كتير
, عمر، ابدا يا ماما بس نموذج عجيب مش اكتر٣ نقطة

الخامس



أي رجل مهما كانت مقاومته وجديته من الممكن يضعف أمام إغواء أنثي تحاول لفت نظره وتدليله فهل سيضعف مصطفي أمام علا تلك الفتاه الوصوليه التي تريد الهرب من بيئتها الفقيره والارتقاء الي مكانه اعلي في المجتمع
, اصبحت علا كالحرباء المتلونه تحاول ان تغير في ملابسها وصوتها وذاتها من اجل الوصول إلى حلمها المنشود٣ نقطة
,
, دلفت الي مكتب مصطفي وقالت بصوت أنثوي:
, هتكسفني تاني يا دكتر مصطفي ولا هتقبل تتغدي معايا
, ووضعت اصناف شهيه من الطعام امامه وقالت:
, دول ساندوتشات بانيه ومخ عملتهم بايديه علشان خاطري اجبر بخاطري وكل يا دكتر دا انا نضيفه و****
, ثم أخذت ساندوتش. ومدت يدها له ف اخذه منها وقال، ماشي ياعلا المرادي بس عشان خاطرك
, علا بإبتسامه، شكرا يا دوك.
,
, إسبوعان من العمل المتواصل امل لا تاكل ولا تنام الا قليلا
, همست تحدث نفسها: هتحداك ايها المتعجرف.
,
, في البيت اما تجلس علي حاسوبها لتنهي البحث او علي منضدتها لترسم المشروع الخاص بها
, وخارج البيت اما بالمكتبه او الجامعة
, تذهب إلى الجامعه وفوق عيناها منتفخ من السهر
, لا تتحدث مع احد فليس لديها وقت
, في الجامعه الجميع يعمل في مجموعات وهي وحيده عليها واجبات تفعلها وحدها في حين يجتمع خمسه من الاشخاص ليعملوا معا.
,
, وقف ادريس بالسياره امام الجامعه
, وحاولت امل ان تعبر الطريق الي البوابه وسارت وهي مرهقه من عدم النوم
, فاذا بسياره مسرعه كادت ان تصطدم بها وهي تسير مرهقه وشارده
, لم تشعر الا بايدي قويه تحيط خصرها وتجذبها ليسقطا ارضا وهو يصيح حاااااااسبي
, انه هوا الدكتور عمر فتحت عيناها لتكتشف انها نائمه علي الارض بين احضانه حيث يحيط خصرها بذراعيه
, ما ان إنتبهت لنفسها حتي صاحت قائله، شيل ايدك انت اتجننت.
,
, عمر بغيظ وهو يقف وينفض الغبار عن ملابسه، ايوه اتجننت اني ما سبتكيش تموتي وانتي ماشيه زي المسطوله
, امل بتأفف وإرهاق، كله بسببك فاهم
, اشفق عمر عليها ولكنه تركها وانصرف مسرعا ليدخل من البوابه وتقوم هي وهي تشعر بالالام في جميع انحاء جسدها
, لم تدخل الجامعه لكنها عادت الى البيت وهي ساخطه.
,
, بعد اسبوعين من العمل والمشقه بالنسبه لامل جلست في المدرج بجوار وفاء فقامت طالبه زميله لهن واقتربت من الميكرفون وقالت
, الزملا والزميلات، لو سمحتم كله يجمع الابحاث عندي هنا علشان النهارده اخر ميعاد والدكتور عمر طلبهم هنوديهم مكتبه
, قامت المجموعات بتسليم الملفات الخاصة بها وقامت امل لتضع ابحاثها وسط الملفات
, لتاخذهم الطالبه ومعها زميل الي مكتب الدكتور عمر
, قالت امل لوفاء، اكيد هيخسف بيه الارض.
,
, وفاء، لأ يا أمل اكيد الدكتور عمر ميعملش كده كل الطلبه بيحبوه ويشكرو فيه
, امل بغيظ، مخدوعين.
,
, ذهل عمر وهو يري ما فعلته امل لقد تفوقت علي الجميع
, وقدمت، بحثا علميا متميزا وكذلك ابدعت في المشروع الهندسي الخاص بها
, جلس الجميع في القاعه بانتظار دخول الدكتور عمر
, الذي دخل وحياهم
, ثم اخذ يعلن عن نتيجة كل طلب
, وانتهي ولم يذكر اسم امل..
, قامت امل وقالت، حضرتك مقولتش إسمي
, عمر، بحثك وشغلك من احسن ال شوفته بس للاسف هتنقصي درجات لانك رفضتي تشتغلي مع زمايلك
, صاحت امل، ظلم دا ظلم انا تعبت اكتر منهم.
,
, وخرجت غاضبه تاركه قاعة المحاضرات وسط همهمات الطلبه والطالبات.
,
, طوال طريق أمل وهي لم تتوقف لحظه عن البكاء، كانت تبكي بشده والدموع تتساقط فوق وجنتيها، حتي أصبحت عينيها منتفختان، وما ان دلفت إلي المنزل حتي هبت نجيه واقفه لتقول بلهفه:
, - يالهوي مالك يا أمل
, أمل ببكاء: مفيش يا ماما مفيش
, نجيه بحده: مفيش إزاي، انتي بتعيطي ليه
, ركضت أمل الي الغرفه، بينما اتبعتها نجيه وهي تقول بذعر: يابت انطقي في ايه
, إعتدلت أمل في جلستها ثم مسحت دموعها بأناملها وهي تقول بتشنج:.
,
, البحث الي فضلت سهرانه عليه كل يوم مبنمش ولا كأني عملت حاجه والدكتور مقليش النتيجه وقالي يعتبر ملغي عشان عملته لوحدي
, تنهدت نجيه بارتياح، ثم قالت: يوه خضتيني انا قولت حد اتعرضلك ولا حاجه.
,
, ظلت امل تبكي في حين قالت نجيه: ولا يهمك يا امل كله فداكي ياحبيبتي اما اروح احضر الأكل لحسن زمان الحاج علي وصول وكمان سالم وأميره، ومن ثم تركتها وتوجهت الي المطبخ في حين حدقت أمل بالفراغ وهي تقول بغضب: بكرهكم بكرهكم كلكم.
,
, علي جانب آخر بنفس القريه التي تقطن بها عائله الحاج محمود في أحد البيوت البسيطه التي تكون مبنيه بالطوب اللبني، نسمع صوته الرجولي العالِ وهو يقول بحده: كنتي فين لحد دلوقتي يا حنان؟
, إزدردت ريقها بخوف ثم تابعت قائله:
, - كان عندي درس يا عاصم و****
, اقترب عاصم منها ليقول بغضب جلي: من النهارده مفيش دروس من البيت للمدرسه ومن المدرسه للبيت
, عقدت حاجبيها لتقول باعتراض: مينفعش يا٣ نقطة
,
, قاطعها وهو يقبض علي ذراعها ليقول بعصبيه: لا هينفع ولا وقسما ب**** هخليكي تعدي في البيت لحد اما اجوزك انا مش ناقص وجع دماغ وكلام الناس مبيرحمش
, ادمعت عينا حنان من هذه الطريقه التي دوما يعاملها بها أخيها لتقول بصوت باكي ؛. ماشي يا عاصم.
,
, أرخي عاصم قبضته عن شقيقته ليقول بعد ذلك بصوت هادي: ياحنان متخلنيش اتعصب عليكي وأنتي عارفه غلاوتك عندي اد ايه، انا بشقي وبنحت في الصخر عشان احوش تمن جهازك واسترك زي أختك، أرجوكي إسمعي كلامي وبلاش تأخير تاني عشان انا بقلق عليكي
, أومأت برأسها بينما قال هو بجديه: يلا ادخلي اغسلي وشك وحضري الأكل عشان نتغدي.
,
, سارت حنان إلي المرحاض ومن ثم أبدلت ملابسها بينما خرج عاصم ليقف في شرفه هذا المنزل التي تطل علي الشارع وتكون بالدور الأرضي حيث كانت بالطوب اللبني أيضا وبها تشققات عديده،.
,
, (عاصم عبد الرحمن، توفي والده منذ أن كان *** صغير يبلغ من العمر ١٠ سنوات وكانت شقيقاته أصغر منه سناً ولم يمر عاما واحدا حتي تزوجت والدته وهاجرت إلي محافظه دمنهور، وتزوجت وأصبح لديها ولد وفتاه، وتأقلمت مع حياتها الجديده وتركت الأصفال الصغار برعاية جدتهم التي كانت خير معين لهم علي الحياه فكان عاصم يحبها بشده وكذلك الفتاتان شقيقاته حتي توفيت وأصبح عاصم هو المسؤول الوحيد عن شقيقاته حيث كان لهن أبا وأخا في آن واحد، شقي لأجلهم بدون سند أو معين، كما أنه حُرم من حنان الأب والأم أيضا في آن واحد، فلم يكن لديه الوقت في المزاح أو المرح فكان شاغله هن شقيقاته يدرس ويعمل في آن واحد حتي دخل كليه التربيه قسم اللغه العربيه، ومن ثم أصبح معلماً يحترمه الكثير له أخلاق جيده وحميده، ولكنه ٱذا غضب يتحول إلي شخص آخر، شخصا مرعبا للغايه من الممكن أن يكون بشخصيتان رغم أنه متدين ملتزم يصلي فروضه ويخشي خالقه، كما أنه زوج شقيقته منال، وحمد ربه أنها تزوجت ليكون لها إستقرار، والآن هو يجاهد حتي تنتهي حنان من دراستها ومن ثم تتزوج مثل شقيقتها، وأيضا عاصم ً يكن في قلبه حزن دفين لا يعلمه أحد فهو إنحرم من أشياء كثيره لم يقف بجانبه أحد ولم يساعده أحد ولكنه تحامل علي نفسه حقق ذاته رغم فقره ورغم أنه إبن خادمه جعل كل من يراه يحترمه ويهابه.
,
, مرت عدة أيام علي أبطالنا
, وفي ذات يوم، عاد مصطفي إلي منزله بعد إنتهاء يومه الشاق، دلف إلي غرفة النوم ليجد زوجته نائمه كعادتها في الأيام الأخيره، فزفر بضيق وأخذ يبدل ملابسه بحنق في حين شعرت إيمان بحركته ففتحت عينيها ببطئ شديد لتقول بصوت يتغلب عليه النعاس، :
, أنت جيت يا مصطفي
, أومأ مصطفي برأسه وهو يقول بضيق: ايوه جيت
, نهضت إيمان بتكاسل وهي تتثائب ثم قالت بخفوت:
, طيب ياحبيبي هحضرلك الأكل.
,
, ذهل مصطفي من هذه الطريقه فدوما كانت تهمله ف الايام الاخيره، ولكنه تنهد بارتياح وظن بأنها شعرت باهمالها له، بينما توجهت إيمان إلي المطبخ، ودلف مصطفي إلي المرحاض ليغسل يديه، ثم خرج بعد ذلك ليجففها بالمنشفه، ثم ذهب إلي غرفة إبنته الصغيره لينحني إلي فراشها الصغير ويقبلها بعاطفه أبويه، ثم دثرها جيدا بالغطاء وخرج عائدا إلي غرفته ليجلس علي الفراش بإنهاك شديد أغمض عينيه ليأخذ نفسا ومن ثم زفره علي مهل، وبينما دلفت إيمان وهي ممسكه بالطعام ووضعت الصينيه أمامه، لتنتصب في وقفتها بعد ذلك، فنظر لها مصطفي بذهول وتابع قائلا: هو أنا هاكل لوحدي؟
,
, أومأت إيمان برأسها ثم قالت بلا مبالاه: أصل أنا كلت من بدري أنا وسلمي، كل أنت بقي
, صر مصطفي علي أسنانه ليقول بحزم: علي طول كنتي بتستني يا ايمان ناكل مع بعض ايه الي جري؟
, إيمان مبتسمه: معلش ياحبيبي عشان بس تعبانه اليومين دول في الشغل حقك عليا ما بصدق أكل وأنام
, تنهد مصطفي وقال: طيب يا ايمان اعدي معايا علي الأقل.
,
, إبتسمت وجلست بجواره وبدأ مصطفي في تناول الطعام بينما كانت ايمان تتثائب بكسل غير مباليه بزوجها وغير مهتمه به، مما جعل مصطفي يحزن لإهمالها، فبعد قليل إنتهي من الطعام وقامت ايمان بجذب الصحون إلي المطبخ ومن ثم عادت سريعا لتلقي بجسدها علي الفراش، فتسطح مصطفي جوارها وجذبها من خصرها باشتياق ولكنها قالت سريعاً: معلش يا مصطفي أنا تعبانه وعايزه أنام.
,
, صر مصطفي علي أسنانه ومن ثم نهض جالسا ليقول بغضب: لا دي مبقتش عيشه أبدا أنتي جرالك ايه علي طول تعبانه علي طول مهمله فيا، أنتي مبقتيش ايمان مراتي الي بتحبني
, زفرت ايمان بضيق لتقول بحنق: يا مصطفي بليز عاوزه أنام عندي شغل الصبح تصبح علي خير وبكره نتكلم.
,
, ومن ثم أولته ظهرها متجاهله اياه تماما، في حين ظل مصطفي ينظر إليها بحزن وغضب شديد فنهض متجها إلي الشرفه، ليستنشق ذلك الهواء الرباني لعله يريح ما في صدره٣ نقطة

السادس


في صباح اليوم التالي..
,
, ذهبت أمل إلي جامعتها، ودلفت إلي المدرج وجلست بهدوء بينما دلف خلفها الدكتور عمر ليقف ينظر لها لبرهه، ثم تنحنح ووقف يشرح بتشتت تاره يشرح وتاره يشرد في وجهها الحزين دائما ما يشعر بتأنيب الضمير فحقا كانت تستحق الفوز بما فعلته من إجتهاد ولكن لم يكن عادلا معها وكان سبب في هذا الحزن الذي يرتسم علي ملامحها التي أصبحت باهته وشاحبه، ومما جعلها تزداد كرها له وتنظر له نظرات إستحقاريه، كانت نظرتها قادره علي إشتعال الغضب بداخله لا يعلم لماذا يشعر بهذا الشعور! ولماذا مهتم بتغيرها إلي هذا الحد!
,
, ما ان إنتهت المحاضره حتي خرج الطلاب جميعا وكادت أمل أن تخرج ولكن استوقفه صوتها وهو يقول بجديه: أمل
, إلتفتت له بدهشه تمتزج بالغضب لتقول بثبات: نعم؟
, ٱتجه إليها ليقول بهدوء: أنا هعيد النتيجه من تاني لأن الظاهر ان حدث خطأ
, رمقته بنظرات حاده لتتابع بعد ذلك: وليه ما هو أنت الي عامل الخطأ ده عموما متعدش حاجه المهم يكون ضميرك مرتاح يا دكتور.
,
, صر علي أسنانه ليقول بحده: أنتي ازاي بتكلمني بالاسلوب ده؟ يا ريت تلزمي حدودك يا آنسه وتعرفي اني الدكتور بتاعك مش زميلك
, لوت أمل فمها ورمقته بازدراء ثم خرجت دون أن تنطق بكلمه واحده ليزداد غضب عمر ويصر علي أسنانه بشده فمن هذه لتتعامل بكل هذا الغرور!
,
, عادت أميره إلي المنزل بعد يوم دراسي طويل، وما ان دلفت حتي توجهت إلي المطبخ لتبحث عن والدتها ولكن لم تجدها فعقدت حاجبيها باستغراب ومن ثم تجولت في أنحاء المنزل لكن لم تجدها فدلفت إلي غرفة سالم الجالس يلعب بالبيلستيشن دون إكتراث، فسألته بجديه وهي تقول: فين ماما؟
, سالم وهو منتبه لما يفعله: راحت السوق
, تنهدت أميره وأمأت برأسها ولكنها قالت باهتمام: وانت موراكش مذاكره؟ علي طول قاعد بتلعب كده.
,
, سالم بلا مبالاه: وأنتي مالك، بابا هيجبلي مدرسين وهينجحوني
, أميره بغضب: انت قليل الادب اصلا، جتك البلي، ثم خرجت من الغرفه بعد ان صفعت الباب، ثم حدثت نفسها لتقول بحنق: و**** يا بابا هتبوظوا بالدلع بتاعك ده
, ثم وقفت لثانيه لتري هاتفها يرن فأجابت علي الفور قائله بلهفه:
, - ايوه يا ماما أنتي فين
, نجيه: أنا عند بيت عمك يا اميره معلش ياحبيبتي اصل جبت حاجات كتيره من السوق تعالي شيلي معايا.
,
, أومأت أميره برأسها قائله: حاضر يا ماما جايه علي طول، ومن ثم أغلقت الخط متجهه إلي الخارج، حتي وصلت إلي بيت عمها وما ان اقتربت من مدخل المنزل حتي إصطدمت بجسده الضخم فجعلها تشهق وهي تضع يدها علي فمها وتبتعد عنه،
, رفع عاصم نظره اليها كاد أن يغرق في عينيها الخضراويتين، ولكن سرعان ما أخفض بصره وهو يقول بصوت رجولي: أسف!
,
, ابتلعت ريقها بصعوبه بالغه وهي تنظر له بعدم تصديق: ما هذا بالطبع قد يكون من أبطال تلك الروايات التي تقرأها دوما، ولكنها أخفضت بصرها سريعا هي الآخري، لتتجه إلي مدخل المنزل سريعا وقلبها يخفق بشده فتفاجئت به يدلف خلفها، فازداد خفقان قلبها بشده ومن ثم دقت الجرس سريعا لتفتح ساره ومن ثم ترحب بها وما ان وجدت عاصم حتي قالت: اتفضل يا مستر
, دلف عاصم علي استيحاء ليقول: السلام عليكم.
,
, رمشت أميره بعينيها غير مصدقه هل هذا ما حكت عنه ساره! يا إلهي هذا هو الذي تمنته، وما هذه الأخلاق أيضا إنه لم يرفع عيناه وينظر إليهن، في حين قالت ساره بابتسامه: أميره بنت عمي يا مستر
, إبتسم عاصم بخفه ليقول ولا زال مخفض عينيه: اهلا وسهلا
, ثم سار مع ساره إلي حيث توجد الفتيات ليبدأ في الدرس والشرح لتستمع أميره إلي صوته الرجولي ولا زالت في حاله من الهيمان.
,
, ، بينما توجهت نجيه إليها وهي تقول بتساؤل: ايه يا اميره مالك واقفه كده ليه؟
, تنحنحت أميره لتجيب عليها باحراج: ها لا ابدا يا ماما انا لسه داخله
, تحدثت سهام وهي تقول بابتسامه: ازيك ياحبيبتي
, ابتسمت أميره قائله: الحمد**** يا طنط
, تابعت نجيه وهي تقول: يلا ياحبيبتي شيلي معايا
, عقدت أميره حاجبيها وهي تقول بتذمر: ليه يا ماما مش بتبعتي سمره تجبلك كل حاجه بدل ما تتعبي نفسك كده.
,
, نجيه بهدوء: سمره روحت النهارده تشوف عيالها يا بنتي، وانا مبحبش القعده اروح اجيب حاجتي بنفسي يلا بينا بقا
, تنهدت أميره ثم ألقت نظره أخيره علي تلك الغرفه المنبعث منها صوته الرجولي وكأنها تحبسه بداخلها حتي يظل يتردد دائما إلي مسامعها بينما قالت نجيه مكرره: يابت يا اميره انتي مالك النهارده يلا شيلي.
,
, رمشت أميره بعينيها ومن ثم إنحنت لتجذب الأشياء التي قامت والدتها بشرائها، ومن ثم ساعدتها نجيه وهي تقول بابتسامه: يلا سلام عليكم
, ردت عليها سهام: وعليكم السلام نورتيني يانجيه
, إبتسمت لها وهي تقول: تعيشي
, ثم إنصرفت هي وإبنتها متجهن إلي المنزل.
,
, بينما وعاصم يشرح لتلاميذه شرد قليلا عندما نظر إلي عينيها الساحرتين بخضارها الجذاب، إبتلع ريقه ولقد إنتبه إلي نفسه وأكمل شرحه للفتيات٣ نقطة
,
, ألقت أميره بجسدها علي الفراش بعد أن عادت إلي منزلها، بصحبة والدتها، ثم حدقت في الفراغ مبتسمه، وهي تتذكر ملامحه الرجوليه وذقنه النابته، وبشرته القمحيه المائله إلي السمار، وفوق كل هذا الأخلاق التي لطالما تمنتها وتقرأ عنها في عالم الروايات، كما تمنت، تجد فيه كل ما تمنته شكلا وموضعاً، ها هي قد أخذت بالمظهر هل تعلم هي ما يختبئ بداخله! بالطبع لا فهي مثل الكثير، ينخدعن دائما في المظاهر٣ نقطة
,
, في المساء٣ نقطة
, تحديدا في عيادة الدكتور مصطفي، جلس علي مقعده بعد إنتهاء أخر كشف، بإنهاك شديد، ليغلق عينيه لبضع دقائق وما ان فتحهما بعد ذلك تفاجئ بعلا تقترب منه، ببطئ ورائحتها تفوح المكان، ليعقد حاجبيه باستغراب وهو يقول بجديه: في حاجه يا علا؟
, علا بهدوء وقد تحدثت بصوت أنثوي مائل للميوعه: أنت شكلك تعبان أوي النهارده، يا دكتر
, تنهد بقوه ثم تابع مغلقاً عيناه: اه فعلا مرهق جدا.
,
, صمت، صمت ساد المكان، إنتفض فزعاً بعد ذلك حين شعر بلمستها، تمرر أصابعها علي ذراعه بإغراء بينما هب واقفا وهو يقول بغضب: أنتي اتجننتي ولا ايه
, إبتسمت علا بلا مبالاه لتجيب عليه قائله:
, كنت عاوزه أعملك مساج يا دكتور
, مصطفي بصرامه: ابعدي عني أنا مش ناقص بلا مساج بلا زفت
, ترقرقت الدموع الخادعه في عينيها المزينتان بالكحل، لتقول بدلال خادع: آسفه أنا مقصدش يا دكتور، عشان أنت تعبان بس مش أكتر.
,
, إزدرد مصطفي ريقه، ليتابع قائلا بهدوء عكس ما بداخله: حصل خير
, إقتربت منه وقد إتسعت إبتسامتها: طب ايه رأيك نتعشي مع بعض بص أنا معايا سندوتشات برجر، حلوه اوي وعصير فريش يلا ناكل سوا عشان يبقي عيش وملح، ولا انت برضو هتكسفني النهارده؟
, صمت مصطفي وقد تذكر زوجته بالتأكيد هي نائمه الآن لم تحضر له طعام وهو يشعر حقاً بالجوع وبعد عدة دقائق كان الصمت هو سيد الموقف تفوه قائلا بتردد: احم اوك.
,
, قفزت علا بسعاده وهي تقول بفرحه: آخيرا
, ثم بدأت في وضع الطعام أمامه علي المكتب ووضعت أيضاً العصائر، ثم أخذ مصطفي يلتهم الطعام بشهيه، ويتناول معه العصير الطازج بينما كانت علا تنظر له بإبتسامه منتصره وقد خطت أول خطوه للوصول إلي مُناها.
,
, في منزل سعيد
, حدق هشام النائم علي فراشه في سقف الغرفه وظل يتذكر وجهها الملائكي البرئ، يبتسم تاره ويحزن تاره، يبتسم لبرائتها ويحزن عندما يشعر أن الحب الكبير الذي بداخه ما هو إلا حب من طرف واحد وأنها لم تحبه بل تعتبره شقيقها وهذا هو يعلمه، ولكنه متمسكاً بالأمل والدعاء طالباً من **** أن تكون هذه الأميره من نصيبه وحلاله، التي لم يري غيرها ولم تسكن قلبه أي أنثي سواها٣ نقطة
,
, عاد مصطفي إلي المنزل، وكعادة كل يوم وجد زوجته نائمه، شعر بأنه يختنق وبركان ينهار بداخله، لماذا أصبحت الحياه ممله إلي هذا الحد ألم تشتاق زوجته إليه، أصبحت لا تهتم به فشاغلها الأكبر هو عملها بالصيدليه، ومن ثم إبنتها وثم زوجها حين تتفرغ، ولكن هذا خاطئ، فلنعكس الموضوع أن البيت والزوج أولي من العمل فليكن هو بالمقدمه ومن ثم العمل، وإذا وجد الحب دون إهتمام أصبح لا طعم له ولا لون، فالحب الحقيقي ما هو إلا إحتواء وإهتمام٣ نقطة
,
, إقترب مصطفي منها ليفيقها بصوت صارم:
, إيمان إيمان قومي
, تقلبت في الفراش ثم نهضت وهي تقول بنعاس:
, ايوه ايوه يا مصطفي في ايه
, مصطفي محاولا السيطره علي أعصابه: اصحي عشان عايزك في موضوع
, رمشت بعيناها عدة مرات محاولا الافاقه لتعتدل في جلستها وهي تقول:
, - ايوه خير يا حبيبي
, تحدث مصطفي ليقول ساخرا: حبيبك!
, إيمان بعدم إستيعاب: في ايه يا مصطفي.
,
, نظر مصطفي في عينيها ليقول بجديه وعيناه بدت صارمه للغايه: الشغل، لازم تسيبي الشغل وتتفرغي لبيتك وجوزك وبنتك وبس
, صُدمت إيمان من ذاك الحديث المفاجئ، ثم قالت بحده: نعم؟ لا طبعا ليه هو أنا مقصره معاكم في حاجه
, ضحك مصطفي بسخريه وقال: لا ياشيخه، قولي كلام غير ده، أنتي مش حاسه بنفسك ولا ايه؟
, هبت إيمان واقفه لتقول باعتراض: لا مش ممكن ابدا، ده شغلي الي بحبه ازاي عايزني أسيبه بالبساطه دي؟
,
, هب مصطفي واقفا هو الآخر ليقول بحزم؛
, بيتك أهم يا هانم من الشغل
, ايمان بلا مبالاه: أنا مش مقصره في البيت طلباتك كلها مجابه
, رفع مصطفي حاجبيه ليقول: فين؟ قوليلي فين، انا كل يوم باجي الاقيكي نايمه! والاكل بتقوليلي عندك ف المطبخ ونفس الحكايه الصبح بتنزلي بسرعه او تنامي مبقتش اشوفك علي طول نايمه نايمه ايه كل ده ومش مقصره؟
,
, لم تقتنع إيمان بكلامه لتقول بحده: كل ده عشان باجي مجهده من الشغل، هو انا مش من حقي أرتاح؟
, انفعل مصطفي قائلا: وأنا! أنا فين راحتي
, زفرت إيمان بضيق وهي تقول باعتراض: أنا مش هسيب الشغل يا مصطفي مهما عملت
, وضع مصطفي كلتي يديه في جيب بنطاله ليقول بهدوء: ده اخر كلام عندك يا ايمان؟
, هزت رأسها لتقول بجديه: ومعنديش غيره.
,
, أومأ مصطفي برأسه قائلا: تمام، اعملي الي يريحك وخليكي علي كيفك، ثم سار بهدوء ليبدل ملابسه بينما إقتربت منه لتقول بدلال: مصطفي
, ابعدها عنه بقوه وهو يقول بحده: ولا كلمه معايا ابعدي عني
, ذهلت إيمان وترقرقت الدموع في عينيها بينما تابع مصطفي ليقول بجديه: لما تحطي عقلك في راسك ابقي كلميني غير كده لسانك ميخاطيش لساني ويا أنا يا الشغل يا ايمان.
,
, مسحت ايمان دموعها التي انسابت ثم قالت بخفوت: انا بحب شغلي يا مصطفي وبحبك انت ك٣ نقطة
, لم يمهلها فرصه حيث قال وهو يتجه إلي الفراش. : انا الي عندي قولته وبراحتك خالص تصبحي علي خير٣ نقطة
, إنغلقت الإضاءه لتتألم القلوب، قلبان يتألمان، هل قرار مصطفي من الحق، أم أنه ظلم وتسلط منه! ولكن هو يريد زوجته حتي لا يقع في ما لايحمد عقباه بعد ذلك٣ نقطة
,
, ظلت ايمان الليل بأكمله لم يغمض لها جفن
, ظلت تفكر فيما طلبه منها مصطفي
, وتتحدث مع نفسها
, تاره تقول، هوا مصطفي برده دكتور واكيد بيدخل عنده ستات كتير ومحتاج زوجه متفرغه شغله صعب ومحتاج يرجع يلاقي زوجته مستنياه
, وتعود لتقول، لأ لأ دا انانيه منه انه يطلب مني كده
, انا درست ست سنين صيدله علشان في الاخر اقعد في البيت مش كفايه ما رضاش يخليني استلم التكليف بتاعي واتعين في مستشفي زي زميلاتي.
,
, كمان عاوزني اسيب الصيدليه ال بحقق فيها ذاتي واسيبها لناس اغراب يديروها
, لأ لأ مصطفي مش من حقه يعمل كده ليه عاوز يكبر وانا افضل زي ما انا
, لانا هفضل في شغلي بس هحاول ارضيه مصطفي طيب وشويه وهينسي
, وبالفعل كان هذا قرارها الذي اتخذته ستعمل ولكنها ستكون اكثر اهتماما بزوجها.
,
, و مر يومان
, منذ ان رأت أميره عاصم وهي تفكر فيه
, كلما فتحت كتاب لتذاكر رات ذلك الوجه الاسمر الجميل بتلك الابتسامه الجذابه انها صغيره رقيقه تنظر الي الحياه من منظور الروايات الرومانسيه التي تحبها وتعشقها وتخيلت ان عاصم هو البطل الحنون ذو الشخصيه الخلابه
, افاقت من شرودها علي صوت امل التي نظرت اليها بغضب وقالت
, انتي يا اميره سرحانه في ايه يا بنتي
, اميره، ايه ولا حاجه يا امل.
,
, امل، ولا حاجه ايه فاتحه الكتاب وراحه في عالم تاني
, يا اميره شغل الروايات والتفاهات دي هتضيعك
, اميره، بس متقوليش تفاهات هيه الرومانسيه تفاهه
, امل، اه لما تتعطلي عن مذاكرتك تبقي تفاهه لما تقرئي عن بطل وتسرحي فيه تبقي تفاهه
, اميره، طب وابطال المسلسلات كمان تفاهه
, امل، اكبر خدعه يا بنتي يا اميره فوقي الممثلين دول بيضحكو عليكي لما هما بيمثلو السعاده والحب فاشلين في حياتهم الشخصيه ليه وكل يو م جواز وطلاق.
,
, اميره، مش عارفه
, امل، لأن دا وهم يا حبيبتي افهمي لازم تبقي واقعيه شويه يلا ذاكري
, اميره، حاضر يا شاويش امل
, امل: شاويش في عينك ابقي قابليني لو جبتي مجموع
, اميره بهيام: مش مهم مجموع المهم فارس الاحلام
, مصمصت امل شفتاها وقالت بهمس: تفاهه٣ نقطة

السابع



اخذت كلا منهن تذاكر الي ان شعرت امل بانها تريد ان تنام فقامت الي سريرها لتنام
, قالت اميره، انا كمان هقوم انام واغلقت الاضواء
, وصعدت علي فراشها ثم نظرت تجاه امل التي تنام علي السرير المقابل لها
, وقالت، امولا ممكن اسالك سؤال
, امل بجديه، لأ عاوزه انام
, اميره. بالالحاح: علشان خاطري
, امل: قولي
, اميره بهيام، عمرك في حياتك ما حسيتي كده انك معجبه بحد بتحبي حد.
,
, امل باهتمام: بصي يا اميره ولو اني مبحبش النوعيه دي من الكلام بس هجوبك
, الحب من غير ارتباط شرعي يا اميره يبقي حرام وذنوب وما فيهوش بركه
, الحب هو ا ال **** قال عليه موده ورحمه يعني دخول البيت من بابه غير كده يبقي شغل لصوص وانا محبش ابقي لصه فهمتي يعني جوزك ممكن يبقي حبيبك لكن حبيبك متضمنيش يبقي جوزك لو من غير ارتباط والعلاقه ال **** ميرضهاش متكملش وبالعكس بتعذب اصحابها فهمتي.
,
, اميره وهي تضحك اه فهمت بس انتي قايله مش هتتجوزي ابدا يبقي عمرك ما هتحبي
, امل: نامي يا اميره تصبحي على خير
, اميره وانتي من اهل
, نامت امل سريعا اما اميره فظلت تفكر في كلام شقيقتها ساعه واكثر ثم غلبها النوم.
,
, جلس مصطفي علي مكتبه عابسآ علي غير عادته فهو منذ استيقظ من نومه وهو كذلك حتي انه رفض في الصباح ان يتناقش ثانية مع ايمان
, لكنه جلس يفكر تراها اطاعته وفعلت ما يريد ام تحدته وتجاهلت رغبته سيعلم عندما يعود إلى البيت لكنه كان يشعر بالتوتر
, انه يشعر انه يقاوم ويقاوم من اجل اسرته علي ايمان ان تفعل شيئا من اجله
, دخلت علا واقتربت من مكتبه ثم قالت: خلاص يا دكتر ما عدش حد بره
, هجيب الاكل بقي ونتعشا.
,
, صاح مصظفي: لأ متجبيش حاجه احنا مش في كافتريا فهمتي انا جاملتك مره علشان اجبر بخاطرك لكن متاخديش عليها فهمتي انتي هنا علشان شغلك بس اكلي بقي وشربي مش اختصاصك مفهوم
, وياريت تشوفي لك مكان تاني تشتغلي فيه هديكي فرصه لباقي الشهر. لانك زودتيها يا علا ونسيتي نفسك
, اصطنعت علا البكاء والحزن وقالت، لا ارجوك يا دكتور مصطفى ما تقطعش عيشي انا عندي عيله بصرف عليها ومش سهل الاقي شغل ارجوك.
,
, رد مصطفي بحده وقال، يبقي راسك تحطيها في شغلك وبس وتعرفي حدودك كده هاخد عنك فكره انك مش كويسه وانا مشغلك لاني اعتقدت انك محترمه
, علا بضعف، ارجوك يا دكتور مصطفى انا عملت كده بحسن نيه حصرتك غالي عندي وبعد كده مش هخليك تضايف مني بس سيبني في شغلي
, مصطفي بجديه، انا هسيبك علشان عيلتك واخواتك وعلشان مقطعش عيشك بس تكرري اخطائك تاني يبقي تعتبري نفسك مرفوده.
,
, نظرت اليه وهي تتصنع البكاء وقالت بصوت منخفض، حاضر
, ثم هرولت بسرعه لتخرج من مكتبه الي الصاله لتاخذ حقيبتها من فوق مكتبها وتركض من العياده بسرعه لتنزل السلم المؤدي الي الشارع
, ابتسمت ابتسامه ماكره وهمست لنفسها
, انا عارفه انك بتقاوم بس لازم ف النهايه تستسلم يا حبيبي دا انا علا.
,
, عاد مصطفي الي بيته منهكا نفسيآ وجسديآ.
, وجد ايمان مستيقظه وقد صنعت له عشاء رومانسي واطفأ ء ت الانوار واشعلت الشموع في منتصف المنضده
, وارتدت قميصا جميلا باللون الأحمر الذي يعشقه عليها مصطفي
, وما ان ادار مصطفي المفتاح في كالون الباب ليفتحه الا وشعر بباب البيت يفتح ويد ايمان تمتد لتشده للداخل
, ثم تحتضنه
, مصطفي: انتي لسه صاحيه
, ايمان: بستناك يا حبيبي يلا نتعشي
, مصطفي: سلمي فين
, ايمان: نايمه.
,
, جلسا لياكلا الطعام اللذيذ والعصير الطازج الذي صنعته ايمان
, وما ان انتهوا حتي احتضنته ايمان وقالت: وحشتني يا حبيبي
, مصطفي: وانتي كمان يا ايمان وحشاني قوي يا حياتي يعني خلاص سمعتي كلامي ومروحتيش الصيدليه
, ايمان، اممم لأ رحت بس اديني اهو مش مقصره معاك وهبقي كده علي طول
, ثار مصطفي وصاح: يعني كل ده بتضحكي عليه يا ايمان فاكراني عيل صغير
, ايمان بتوسل: اديني فرصه ولو حسيت مني بالتقصير يبقي لك الكلام.
,
, تركها ودخل ليبدل ثيابه وينام ولكنها لم تتركه ظلت تخاوره وتتوسل اليه الي ان قال
, ماشي يا ايمان بس لو رجعتي زي الاول يبقي تنفذي كلامي
, ايمان: موافقه
, مصظفي: طب طفي النور
, ايمان بخجل: ماشي.
,
, في الصباح فعلت ايمان كما فعلت بالمساء فقد اسعدت مصطفي ايضا
, حيث استيقظت قبل ميعاد انصرافه للعمل وبعد ان اغتسلت وصلت
, قامت بعمل افطار مميز لمصطفي واعدت بعض الساندوتشات التي يحبها ليتناولها في منتصف اليوم بالعياده
, وايقظت سلمي واخذتها لتيقظ والدها الذي شعر بسعاده كبيره من تغير ايمان الملحوظ
, وقام من نومه وهو يشعر بالراحه اخذ يدغدغ سلمي ويلعب معها الا ان نادته ايمان ليتناول افطاره.
,
, فقال، روحي لمامي يا سلمي وانا هدخل الحمام واحصلك
, وبعد قليل خرج وهو يرتدي ثيابه الانيقه لكي يذهب الي عمله
, جلسو جميعا يتناولون الافطار وسط ضحكات سلمي مع ابويها
, وبعد ذلك وضعت له ايمان الطعام في حقيبته ووقفت هي وسلمي لتوديعه عند الباب قبل كلا منهن وانصرف وهو سعيد
, وما ان انصرف حتي قفزت ايمان وهي تصيح يلا يا سلومي هنتاخر ع الصيدليه.
,
, عاد عمر من الجامعه وهو يشعر بالاجهاد والحيره لماذا يفكر كثير آ في امل ولماذا اراد رؤ يتها بل انه تعمد ان يراها دون غيرها لقد شغلت تفكيره هو يشعر انها تختلف عن الاخريات وهذا ما يجذبه اليها
, من ان فتح الباب بالمفتاح حتي اقبل عليه الصغير عمر ابن اخته ايناس واخذ يحتض قدميه لانه ما زال صغير وقصير
, انحني عمر وحمل الصغير واخذ يحتضنه وقال
, عموره انتو هنا
, قال الصغير، انا ومامي وبابي وهنتغدي معاكم كمان.
,
, دخل عمر يحمل الصغير لتصيح اخته ايناس
, عمر جه يا ماما
, احتضنت ايناس اخيها بشوق
, وصافحه زوجها احمد الذي يعمل محامي
, وقالت ايناس، ايه رايك في المفاحاه دي بقي عموره قال عاوز اروح لخالو
, عمر، و**** مفاجاه حلوه يا نوسه فين ماما
, ايناس، في المطبخ طبعا بتعملي ورق العنب ال بحبه
, وبابا
, حضرة المهندس عز الدين دخل ينام بعد ما لعب ما عمور لحد ما هبط
, دخل عمر ليبدل ثيابه فطرقت ايناس باب غرفته.
,
, بعد ان ارتدي ترينج مريح قال، ادخل يا عمور
, دخلت ايناس وقالت، لأ انا ايناس
, وحشاني يا نوسه
, ايناس، لو وحشاك كنت جيت زرتني ايه يعني نص ساعة من المنصوره للمحله
, معلهش يا نوسه انتي عارفه بقي الجامعه واحنا في امتحانات
, ايناس، طب مش هنفرح بيك قريب انا عاوزه ابقي عمه اشمعنا انت خال
, عمر، مش باين
, امل. مبتسمه، يعني ما فيش واحده كده ولا كده
, عمر. بتردد، بصراحة يا ايناس في بنت لا فته نظري بس
, ايناس، بس ايه.
,
, عمر. بياس، انا مش لافت نظرها
, ايناس، معقول عمر القمر ما يلفتش نظر حد
, عمر، اصلها مختلفه
, ايناس، ازاي
, عمر، ضخك وقال ستي بتكره الرجاله
, ايناس باستغراب، ايه الكلام الفارغ دا يا عمر مش معقول الكلام ده
, اخذ عمر يقص عليها ما فعلته امل معه منذ ان راها وموقفها يوم البحث
, ثم اضاف
, دا الشباب بيترهنوا مين يقدر يكلمها من زمايلاها
, ايناس. بذهول، للدرجه دي
, وعموما هوا دا ال جاب اخويا حبيبي علي بوزه.
,
, عمر، طول عمري نفسي في واحده ما عرفتش حد قبلي
, ما فيش غيرها يا ايناس بس مش عارف اعمل ايه
, ايناس بجديه، النوع ده ما لوش غير سكه واحده يا عمور
, عمر، تفتكري
, ايناس، اه افتكر ويلا علشان ماما بتنادي علينا علشان الغدا
, عمر، ماشي بس الكلام ده سر
, ايناس ضاحكه، عيب يا كبير سرك في بير
, جلسو جميعا علي مائدة الطعام يتضاحكون
, ويتصايحون الا عمر فقد كان شارد الذهن..

الثامن


في منزل عاصم.
,
, شعرت حنان بالملل الشديد، فتركت مذاكرتها ونهضت لتدلف إلي الشرفه، ثم وقفت تتابع الماره بشرود، فهي الآن تعتبر وحيده، توفي الأب وتركتهم الأم، والأخت قد تزوجت وتزورهما كل حين، وعاصم دائما في عمله منشغلاً، وتظل هي في المنزل تذاكر أو تنام أو تقوم بالأعمال المنزليه لم تجرأ علي الخروج بناءاً علي تعليمات أخيها، تخرج فقط للذهاب إلي مدرستها ثم تعود بعد ذلك إلي ذلك البيت الذي يكون خالي دائما لا يوجد فيه سواها، ٣ نقطة
,
, ظلت واقفه فخطر ببالها أن تخرج لتشتري حلوي حتي ترفه عن نفسها قليلا قبل أن يأتي أخيها، بالفعل، خرجت من الشرفه سريعا ثم إرتدت عباءتها السمراء ولفت طرحه بطريقه عشوائيه، ثم خرجت تسير بهدوء وتستمتع بذلك الهواء النقي وتأخذ نفسا عميقا وعيناها تزوغ يميناً ويساراً، ظلت هكذا، إلي أن وصلت، إلي سوبر ماركت ما يسمي بالعاميه (بقال)، وقفت تنتقي أنواع الشيبسي المفضله لديها وبعض البسكوتات، بينما كان يراقبها ذلك الشاب باهتمام وعلي وجهه إبتسامه، إتسعت إبتسامته تدريجيا حين أقبلت عليه وهي تقول بصوت رقيق أنثوي:.
,
, - كده كام لو سمحت؟
, نظر ذلك الشاب يس في عينيها الجميلتين ليسرح فيهما، بينما توترت حنان بشده وهي تراه يحدق بها هكذا فقالت بصوت مرتعش: آآ لو سمحت!
, إنتبه يس وتنحنح بإحراج وقال بهدوء: أؤمري يا ست البنات
, إبتلعت حنان ريقها ثم قالت بارتباك شديد: آآ كام دول لو سمحت
, إبتسم يس وقال: ببلاش عشان خاطرك خلي بقا
, حركت رأسها نافيه وقالت: شكرا، كام لو سمحت
, تنهد يس بعمق وقال: ٥ جنيه بس.
,
, أعطته حنان النقود بيدين مرتجفتان من شده الخجل والإرتباك وسارت سريعاً مبتعده عنه بينما ظل يس يتابعها بعينيه إلي أن إختفي ظلها من أمام عينيه، ثم تنهد بحراره وإبتسم ليحدث نفسه:
, - زي القمر بنت الأيه.
,
, نهض الحاج محمود بصعوبه بالغه عن الفراش وهو يسعل بشده، بينما أسرعت الست نجيه وهي تقول بلهفه: مالك ياحاج أنت تعبان يا اخويا ولا حاجه
, إلتقط الحاج محمود أنفاسه وهو يقول بارهاق:
, - مش عارف يا نجيه مبقتش قادر آخد نفسي، وقلبي بقيت بحس أنه في ألم بيوجعني ديما
, نجيه بقلق: لازم نروح نكشف يا حاج ضروري.
,
, أومأ محمود برأسه قائلا: ان شاء **** يا نجيه، بس إبعتيلي حد لبيت أخويا سعيد يجبلي للدوا الي جابهولي أصله مستورد
, نجيه بايجاب: حاضر ياحاج ارتاح أنت بس وأنا هبعت أي حد يجيبه
, محمود: ماشي يانجيه
, تحركت نجيه من أمامه ثم توجهت خارج الغرفه، بينما كانت أميره تتشاجر مع شقيقها سالم، فصاحت بهماو..
, نجيه وهي تقول:
, - في ايه بتعملوا ايه
, سالم بدلال: يا ماما كل شويه يغلسوا عليا
, أميره بتذمر: ده واد قليل الادب يا ماما.
,
, نجيه بجديه: بس بس أنتوا الاتنين بلاش قله أدب، واد يا سالم روح لحد بيت عمك قوله هات الدوا الي ابويا قالك عليه
, سالم بلا مبالاه: لا أنا خارج ألعب مع صحابي، ثم ركض سريعاً خارج البيت وظلت تصيح أمه وتهتف باسمه الا أنه لم يأبي بندائها وكأن شيئاً لم يكن
, وبينما قالت أميره بقلق: هو بابا تعبان ولا حاجه ياماما
, نجيه بتنهيده: اه شويه أنا هقول لسمره تروح تجيبه.
,
, أميره مسرعه: لا اأنا هروح يا ماما، وبالمره أعد مع ساره شويه أصل كنت عايزاها تجبلي كتب دينيه وكده
, نجيه بنفاذ صبر: ماشي بس بسرعه متتأخريش
, أومأت أميره برأسها ومن ثم سارت سريعاً لتبدل ملابسها.
,
, وصلت الي بيت عمها ثم دقت الجرس ودلفت لتصافح زوجه عمها وساره، وبعد ذلك علمت أن عمها لم يأتي ولا زال في العمل، فعزمت علي أن تنتظره بصحبه ساره
, أميره بتساؤل: اخبارك ايه يا سو أنتي خارجه ولا ايه
, ساره بابتسامه: لا ده أنا عندي درس وصحباتي جوه مستنين مستر عاصم
, خفق قلب أميره بشده ثم قالت بتوتر: هو جاي قصدي أنتي قولتيلوا علي الكتب الي طلبتها منه
, ساره: لا بجد نسيت عموما لما يجي هقوله.
,
, تنهدت أميره بتوتر وعدلت من حجابها الطويل، وبعد قليل دق الجرس معلنا عن وصول عاصم، فهبت ساره واقفه لتقول بسرعه: بقولك ايه هروح ألبس ال**** بسرعه وافتحي أنتي،
, أميره بارتباك: استني بس٣ نقطة
,
, لم تمهلها ساره فرصه حيث ركضت الي الداخل، بينما ابتلعت أميره ريقها وعضت علي شفتها السفلي وتوجهت بخطوات متمهله إلي الباب وفتحت بهدوء وعينيها تنظران في الأرض، في حين تسمر عاصم مكانه حين نظر إليها، خفق قلبه بشده لأدبها وجمالها وحجابها الطويل، ولكنه أخفض بصره سريعا وهو يستغفر بخفوت وقال بثبات: السلام عليكم
, فركت أميره كلتي يديها في بعضهما وقالت بخجل: عليكم السلام، آآ اتفضل.
,
, دلف بهدوء فأقبلت ساره عليهما وهي تقول: اتفضل يا مستر، مستر لو سمحت أميره بنت عمي كانت عاوزه كتب دينيه من حضرتك
, رفع بصره إليها وقلبه لا زال يزداد دقاته وقال بصوت رجولي: كتب ايه يا آنسه أميره، يعني في حاجه معينه عايزاها
, رفعت أميره بصرها أخيرا وهي ترمش بعينيها عدة مرات، حتي قالت بصوتها الناعم: آآ أنا كنت عاوزه قصص الأنبياء، ونساء النبي
, عاصم بهدوء: تمام ان شاء **** أبعتهملك مع ساره.
,
, إبتلعت أميره ريقها وهي تقول بتوتر: طيب ممكن أعرف بكام
, منحها عاصم إبتسامه عذبه وهو يقول سريعا:
, - خليها هديه مني وكفايه عليا الثواب الي هاخده لما تقريهم، ولم ينتظر ردها حيث قال سريعاً:
, - يلا يا ساره
, دلفت ساره معه إلي حيث توجد الفتيات بينما جلست أميره علي المقعد وقلبها يكاد أن يخرج من مكانه، بسبب هذه الإبتسامه الحذابه التي ارتسمت علي شفتيه٣ نقطة
,
, عادت أميره إلي المنزل وطوال الطريق كانت في حاله من الهيمان، صورته وهيئته الرجوليه لم تبعد عن خيالها أبدا، لم تعرف ما الذي بها وما هذا الشعور الغريب عليها الذي يجتاحها كلما رأت ذلك العاصم او حتي اذا ذُكر أسمه، مشاعر تتخبط داخلها وقلبها يخفق بشده ولكنها تشعر بشئ من السعاده٣ نقطة
,
, تنهدت بعمق ودلفت إلي المنزل سريعاً ومن ثم أعطت لوالدتها الدواء، ودلفت إلي غرفتها فوجدت أمل جالسه تذاكر كعادتها، فقالت بتذمر:
, أنتي ايه يا بنتي مبتتعبيش دحيحه
, أمل بلا مبالاه: ششش أخرسي خليني أركز.
,
, جلست أميره علي الفراش وشردت في عالم تاني، عالم يجمعها مع ذاك البطل الأسمر، ولكنها لم تعرف عواقب ذلك الشئ الذي تفكر هي فيه لم تدري هي بالفرق الاجتماعي الذي بينهما ولم تعرف أيضا ما هي طباع عاصم كل ما هنالك أنه الأسمر الوسيم الذي لطالما قرأت عنه في الروايات وتمنته في أحلامها.
,
, استيقظت امل مبكره لصلاة الفجر وايقظت اميره لتصلي ايضا
, ادت اميره صلاتها واسرعت لتستأنف نومها
, أما أمل فجلست تقرأ القرآن الكريم بخشوع إلي ان ان اصبحت الساعه السادسه والنصف فصلت الضحي
, وخرجت الي المطبخ اعدت لنفسها كوبا من الشاي بالحليب احتسته علي عجل ومعه ساندوتش من الجبن
, ثم دخلت حجرتها لترتدي ملابسها للذهاب الي الجامعه وهي لا تعلم لماذا لا تشعر بحماس.
,
, ما زالت تشعر بالقهر والظلم مما فعله معها عمر وخصوصا انها اجتهدت لتتفوق كالعاده لكنه خذلها
, ركبت السياره التي قادها ادريس الذي تعجب ان امل لا تستعجله كالعاده فقال
, انتي ليه النهارده مش بتستعجليني يا باشمهندسه
, ردت امل بسخريه، ال بيروح بدري زي ال بيروح متاخر وال بيتعب زي ال مبيتعبش يا عم ادريس.
,
, ابتسم الرجل الطيب وظل صامتا الي ان وصل امام بوابة الجامعة فنزلت امل من السياره وتمشي بهدوء الي ان تصعد الي القاعه وتجلس بجوار وفاء٣ نقطة
, انتهت محاضره تلو الأخرى وانتظر الجميع المحاضره الاخيره لهذا اليوم لمادة الدكتور عمر
, دخل عمر وحيا الجميع، ثم القي نظره الي حيث تجلس امل عابسه كعادتها الدائمه اثنا ء محاضرته
, وبعد ان انتهي عمله مع الطلاب قال
, احمممم يا شباب كنت عاوز اقول لكم حاجه.
,
, انا اعلنت النتيجه المره ال فاتت بس مقلتش مين ال طلع الاول، وعمل احسن مشروع واحسن بحث
, نظر اليه الجميع باهتمام الا امل التي كانت تشعر بالاستياء مما فعله معها سابقا
, استئنف عمر، زميلتكم امل محمود هيه ال انا بقصدها
, لانها اشتغلت لوحدها وعملت مجهود كبير فتستحق التقدير
, هلل الجميع والتفت الانظار الي امل التي تفاجئت بما حدث لتعلو الابتسامه وجهها
, فقد شعرت بسعاده عارمه لانها نالت ما تستحقه لانها اعتادت علي التفوق.
,
, حياهم عمر لينصرف ولكن قبل ان يفعل ذلك القي نظره علي امل التي تتلقي التهاني بسعاده ليبتسم بهدوء ثم ينصرف
, دخل عمر الي حجرة مكتبه وجلس علي المكتب الخاص به وجلس وهو ما زال مبتسما ووجه امل الضاحك مرسوم امام عينيه.
,
, في عيادة الدكتور مصطفي٣ نقطة
, دلفت علا إلي مكتبه ووقفت قبالته وقالت مُخفضة الرأس:
, أدخل الي بعده يا دكتور
, تنهد مصطفي بإرهاق شديد وقال: لا هاخد إستراحه لأني مش قادر أركز في أي حاجه دلوقتي
, أومأت علا برأسها وهي تقول بجديه: ألف سلامة عليك يا دكتور تحب أعملك حاجه تشربها
, نظر لها مصطفي ليقول بحده: لا متشكر إتفضلي بره لو سمحتي.
,
, صُدمت علا ولكنها أومأت برأسها وهرولت إلي الخارج، ما ان خرجت حتي إصطدمت بإيمان التي نظرت لها بإستحقار من أسفل قدميها حتى رأسها، وقالت بإذدراء: الدكتور معاه حد؟
, حركت علا رأسها نافيه قائله بخفوت: لا يا د. إيمان إتفضلي
, ألقت إيمان عليها نظره إحتقاريه أخيره ودلفت بصحبة إبنتها سلمي الي داخل مكتب مصطفي، حتي تفاجئ مصطفي ونهض وهو يقول بإستغراب: إيمان!، معقول إيه الي جابك دلوقتي.
,
, حاولت ايمان أن تكتم غيرتها داخلها حين وجدت وجه مصطفي مُجهد للغايه، فقالت بإبتسامه حانيه: حبيت أعملك مفاجأة وجبت حلويات وعصير من الي أنت بتحبهم وجيت عشان نعد مع بعض شويه وبعدين نروح سوا
, رددت سلمي خلف والدتها وقالت: ايوه يا بابي جبنالك حلويات
, إنحني مصطفي وقبل جبين إبنته بحنان وهو يقول: حبيبة بابي يا لوما
, بينما عبست ايمان بوجهها وهي تقول بمرح: طب وأم سلمي ملهاش من الحب؟
,
, ضحك ومصطفي وإقترب مطوقاً خصرها بذراعه، وطبع قبله متمهله علي وجنتها وقال بغزل: الحب كله لأم سلمي
, إحمرت وجنتيها خجلا وقالت بإرتباك: طب بطل بقا لوما هنا
, إنتبه مصطفي وقال؛ احم اه نسيت
, ضحكت ٱيمان وقالت: طب يلا بقا يا حبيبي كل الحلويات
, وضعت الحلوي علي سطح المكتب ثم جلسوا ثلاثتهم يتناولوا الحلوي وسط ضحكاتهم ومزاحهم المستمر لدقائق حتي خبط مصطفي علي رأسه وهو يقول: اخ ياخبر الناس بره مستنيه زمانهم حمضوا.
,
, ضحكت ٱيمان وقالت: طب خلاص يلا يا حبيبي شوف شغلك أما هعد شاطره بره في الاستراحه ومش هعمل حاجه
, ضحك مصطفي قائلا: شطوره.
,
, جلس عاصم مع ساره وزميلاتها في منزل سعيد لكي يشرح لهم الدرس
, وبينما تتصايح الطالبات وتتناقش معه فيما شرحه شرد عاصم تماما اذ ارتسم وجه اميره البرئ امام عينيه
, فنظر الي ساره بشرود وقال
, ساره هيه اميره بنت عمك قرت الكتب ولا لسه
, ساره بعدم مبالاه، معرفش و**** يا مستر
, عاصم، طب ابقي اساليها كده يمكن تكون عاوزه كتب تانيه
, ساره بتعجب، حاضر يا مستر بس الامتحانات قربت واكيد معندهاش وقت لانها في ثانويه عامه.
,
, عاصم باهتمام، علمي ولا ادبي
, ساره، لا يا مستر ادبي اصلها بتحب الروايات وا لقراءه وعاوزه تدخل كلية الاداب
, ابتسم عاصم وقال، **** يوفقها، امممم يلا خلينا في الدرس
, كل واحده توريني حلت ايه..

التاسع


إقتربت إلامتحانات وبدأت أمل بالمذاكره ليلا مع نهارا دون توقف وكانت ساعات النوم قليلة جدا، وكذلك أميرة التي كانت خائفة للغاية وتذاكر بتوتر، ويظل سالم يلعب بلا مبالاه لطالما يتلقي التشجيع من والده٣ نقطة
,
, توالت الأيام إلي أن جاء أول يوم من إمتحانات أمل٣ نقطة
,
, جلست أمل علي مقعدها وبدأت في حل ورقه الأسئله بتركيز بينما كان الدكتور عمر يسير بجانبها بدوره المراقب لهذه اللجنه، ظل يتابعها وهو يراها تكتب دون توقف مما أثار اندهاشه انها بالفعل كما تقول شقيقتها (دحيحه)٣ نقطة
, توقفت فجأه عن حل الأسئله بينما قال عمر ساخرا:
, ايه يا ست الدحيحه، نسيتي الأجابه ولا ايه.
,
, رمقته بنظرات حاده دون ان تتحدث فشعرت بدوار خفيف فوضعت يدها علي مقدمه رأسها، إستغرب عمر من هزيانها وقال بقلق: مالك؟
, لم تشعر بحالها الا حين وقعت علي خشبه المدرج فأنتفض قلبه عليها وأسرع ليجذبها للخلف بينما تجمع سريعا الطالبات والطلاب فهدر بهم عمر وهو يقول: شفولي ميه بسرعه
, أعطته زميله لها الماء فأخذ يفيقها بقلق حتي فتحت عينيها تدريجيا وهي تتنفس ببطئ، حتي تنهد عمر بارتياح وهو يقول: أنتي كويسه.
,
, نظرت له وقالت بخفوت: اه الحمد لله بس راسي تقيله اصلي طول الليل مانمتش
, عمر بقلق: كنتي بتذاكري طول الليل علشان الامتحان
, وكأنه ذكرها فقالت برعب الامتحان الوقت هيخلص ما فيش وقت
, واخذت تكتب بسرعه في ورقتها
, لم يستطيع عمر ان يكتم ضحكاته
, فوجد أن امل شخصيه عجيبه بالنسبه له ليست ككل البنات.
,
, وقف برهه بجوارها ثم انصرف حتي لايلفت انظار زملائها وخصوصا انه تعمد ان يقوم بدور المراقب في تلك اللجنه رغم انه مشغول بتصحيح مادته ولكنه يحاول ان يراها بقدر الامكان
, انتهي وقت الامتحان وقالت امل: الحمد لله تمام
, كانت تجلس في الدرج الاخير من القاعه التي تمتحن بها
, السكرتيره التي كانت تراقب مع عمر اخذت تجمع اوراق الاجابه
, اما عمر فاخذت عيناه تراقبان امل وكانه يخشي انصرافها.
,
, بينما انصرف معظم الطلاب وهمت امل بالانصراف فقال عمر
, احممم اوعي تكوني نسيتي امتحان الشفوي يا باشمهندسه
, امل بهدوء، لأ فكراه طبعا مش الساعه تلاته حضرتك
, عمر. ايوه ثم انصرف
, خرجت فوجدت وفاء عند باب اللجنه تنتظرها
, ما ان راتها حتي قالت، امل مالك
, امل، ولا حاجه يا وفاء
, وفاء، سمعت الشباب بيقولو ان امل محمود اغمي عليها في الامتحان كانو فرحانين فيكي وبيقولو من كتر السهر والدح
, امل، دح في عينهم.
,
, يلا نراحع الرياضه علشان الشفوي
, دكتور غريب في كل حاجة مش عارفه ما عملوش ورا التحريري علي طول ليه الواحد نسي ال ذاكره
, وفاء، يا شيخه عيني في عينك كدا
, يلا نروح نشرب حاجه من الكنتين
, امل، لا الساعه اتنين وربع لحسن اسامينا تتنده واحنا بعيد وننقص درجات دول عشرين درجه٣ نقطة
,
, جلست اميره تذاكر وهي خائفه فغدا اول ايام امتحاناتها وهي تشعر انها نسيت كل ما ذاكرته طوال العام
, اخبرتها امها انها ستذهب مع والدها وعمها الي مدينة المنصورة حيث تم الحجز عند طبيب مشهور حتي يتم الكشف علي والدها
, نجيه، معلش يا ميرا عارفه ان صابح عليكي امتحان بس ابوكي تعب بزياده الاكل في المطبخ وسمره عندك هتمشي العصر بعد ما تخلص ال وراها
, وكما اخبرت نجيه اميره اخبرت سالم ايضا..
,
, حضر سعيد بسيارته واخذ يسند شقيقه الذي كان يبدو عليه الارهاق والتعب ليوصله الي مقعد السياره الامامي بجواره
, وركبت نجيه بالخلف وانطلقت السياره الي وجهتها
, جلست اميره تذاكر مادة اللغة العربية والتي ستبدأ بها الامتحانات في يومها الأول
, ما ان شعر سالم ان السياره ابتعدت الا وقرر ان يضايق شقيقته
, فدخل عليها الغرفه فصاحت اميره
, اخرج يا سالم مش فايقه لك
, سالم، اومي حطي لي الاكل انا جعان.
,
, اميره. قول لسمره حرام عليك يا سالم امتحاني بكره
, سالم، ماليش دعوه قومي حطي الاكل يلا
, نهضت اميره وهي غاضبه ولكنها تريد اسكاته حتي لا يتمادي معها
, قامت ووضعت له الغداء وطلبت من سمره ان تصنع له الشاي وتقدم له الفاكهه
, فقالت سمره، دا بيطلع عيني
, اميره، معلش استحمليه علشان عندي امتحان
, دعت لها سمره بالنجاح وفعلت لسالم ما طلبت منها ثم استاذنتها وانصرفت
, فتح سالم التلفاز وقام برفع صوته بشكل مبالغ فيه.
,
, خرجت اميره من غرفتها مره اخري واخذت تصيح
, انت ما عندكش ددمم ما بتحسش حرام عليك انت راجل انت
, سالم، راجل غصبن عنك
, اميره، انت حتت عيل قليل الاب وبليد وعاوز الكل يفشل زيك
, ثم حملت كتبها وقالت، انا هروح عند طنط سهام لحد ما ماما وبا با يرجعو
, سالم، احسن
, حملت كتبها وخرجت باكيه الي منزل عمها
, وما ان دخلت هناك حتي اخذت تشكو لزوجة عمها وهشام وساره
, قالت سهام، خلاص يا حبيبتي ادخلي ذاكري في اوضة ساره.
,
, دخلت اميره الي غرفة ساره وحاولت ان تهدأ وتذاكر
, قال هشام لوالدته بإبتسامه:
, بقولك يا ماما ما فيش عصير كده ولا حاجه حلوه لاميره
, ضحكت سهام وقالت، اظن انت مبسوط من سالم
, هشام، عاوز اروح ابوسه وارجع. يلا بقي اعملي عصير
, سهام، حاضر يا هشام
, صنعت سهام لاميره عصير المانجو الذي تحبه
, وحاولت ساره ان تاخذه اليها ولكن هشام قال
, بلاش غلاسه يا سو
, طرق الباب ودخل الي الحجره
, فوجد اميره منهمكه في مراجعة دروسها
, قال. اتفضلي.
,
, اميره، شكرا يا هشام تاعب نفسك ليه
, نظر لها بحنان وقال، انا بسعد نفسي يا اميره لما اجيبلك العصير
, اميره، شكرا
, هشام، لو عوزتي حاجه اندهي عليه
, ثم استأ نف كلامه قائلا
, اميره انا عارف انو مش وقته بس نفسي اسالك سؤال
, اميره، خير يا هشام
, هشام، انتي حاسه بيه
, احمر وجه اميره وشعرت بحراره تخرج من وجنتيها فلم تعتاد من هشام ولا غيره مثل هذا الكلام
, اميره، انا مش فاهمه بجد مش فاهمه انت عاوز تقول ايه احس بايه.
,
, هشام. : انا يا اميره ناوي اول ما تخلصي الثانويه اتقدم لك وعاوز اعرف رايك
, نظرت اليه اميره بغصب وقالت، ده وقت كلام من ده انا عندي بكره امتحان
, ثم حملت كتبها وخرجت تركض وقالت
, انا هرجع البيت بقي سلامو عليكو.
,
, جلست امل تنتظر دورها ولكن لم ينده الدكتور عمر عليها الابعد كل زملائها حيث كانت الاسم الاخير
, دخلت وفاء وخرجت وهي تقول لامل:
, الحمد**** جالي سؤال كويس استناكي ولا امشي
, امل، هوانا عرفه دوري امتي امشي علشان متتعطليش.
,
, وبعد ان انهي الجميع اختباره نادي العامل علي اسم امل التي كلنت تجلس وحيده
, دخلت امل وقالت السلام عليكم
, إستند عمر بظهره علي المقعد وقال: وعليكم السلام واشار لها ان تجلس علي كرسي مقابل لمكتبه وقال:
, الاسم، امل محمود كامل
, السن، عشرين سنة
, مهنة الوالد، صاحب مصانع الكامل
, عددالاخوات٣ نقطة
, نظرت له امل بتعجب شديد وقالت بس هوا حضرتك بتسال دا ليه انا مش هتسال رياضه.
,
, عمر محاولا كتم ضحكاته، يا انسه ال بعمله دا نوع من انواع الاحصا جاوبي لوسمحتي
, امل، ولد وبتين غيري
, عمر: طيب اسم بلدكم
, اخبرته امل بغيظ وحيره
, لاحظ عمر وجومها فقال:
, انا بس بشوفك فقتي ولا لسه تعبانه
, امل، انا كويسه
, عمر، طيب سؤال سرعة بديهه، انتي بتكرهيني
, امل باستغراب، ولا بكرهك ولا بحبك
, عمر بهمس، ليه
, امل بنفاذ صبر، حضرتك انا هقوم امشي ولا هتسالني
, عمر، منا بسالك
, امل، لأ في المنهج.
,
, عمر، طب بتذاكري كام ساعه في اليوم، رياضه اهو
, امل، طول اليوم الا مواعيد الصلاه
, عمر، طب
, امل، ايه
, عمر، مين
, امل، مين ايه
, عمر، مين عذبك بتخلصو فيه (مقطع اغنيه)
, غضبت امل ووقفت وهي تشير له باصبعها
, لأ انت كده بقي اتجاوزت حدك مش علشان المعيد بتاعي بقي تضايقني ولعلمك كلها سنتين وابقي زميله ليك ان شاء****
, منحها عمر ورقه بها سؤال رياضي
, جاوبته امل بسرعه وقالت: امشي
, عمر، مع السلامه يا امل
, امل، ودرجتي كام.
,
, عمر، انتي فوق ياامل
, امل، هوا ايه ال فوق جبت كام
, عمر، عاوزه كام
, امل، عشرين من عشرين
, عمر، تستاهليهم
, امل، عن اذنك
, خرجت امل من مكتبه وهي متعجبه مما فعله ولكنها رغما عنها ابتسمت وقالت: مجنون.
,
, في عيادة الطبيب اتم الكشف علي محمود ثم قال له
, بصراحة الوضع ال شايفه مش عاجبني
, بس مش هقول حاجه غير لما تعملو الاشعه والتحاليل دي وتيجوا تاني بعد يومين اتنين ما فيش داعي للتاخير
, محمود، ممكن تقولي..
, قاطعه الدكتور، بعد الاشعه والتحاليل
, ودا دوا مؤقت لحد ما تيجئ تاني
, انصرف الجميع ليقوموا بما امر به الطبيب وكلا منهم يشعر بالقلق.
,
, عادت امل الي البيت ووجدت اميره وسالم يتشاجران ولكن بمجرد دخولها. وما ان راها سالم حتي اسرع بالدخول إلى حجرته
, اخذت اميره تشكو اليها وتخبرها بما فعله فيها وبسفر والديها
, فقالت امل، طيب اقعدي ذاكري انتي ومتشغليش بالك بحاجه انا هتصل اطمن علي بابا
, اتصلت فاخبرتها امها انهم في طريق العودة واخبرتها كذلك ما قاله الطبيب.
,
, بدلت امل ثيابها وتوضات ثم صلت فرضها وقررت ان تنام قليلا فهي تشعر بالارهاق
, ما ان وضعت راسها علي الوساده الا وتذكرت اسئلة عمر العجيبه
, فقامت ووأمسكت الهاتف وطلبت وفاء
, وسالتها بعد ان حيتها
, بقولك يا وفاء
, الدكتور عمر سالك عن ايه
, وفاء، سؤال واحد بس
, امل، ماشي
, وفاء، وسالك ايه
, ا مل، امممم زيك برده مع السلامه بقي.
,
, اخذت تتعحب مما فعله ولكنه استطاع لفت نظرها ربما لاول مرة فلم تفكر فيه من قبل
, ولكنها قالت لنفسها، لأ يا امل كلهم زي بعض زي بابا وسالم
, لا انا بعد كده مش هسكت له.
,
, وصل محمود وزوجته الي منزلهم بعد ان وصله شقيقه الي باب المنزل ثم انصرف مسرعا لبيته
, خرجت البنتان وسالم لمقابلة ابيهم والاطمئنان عليه
, وبعد ان قضوا معه القليل من الوقت تركوه ليرتاح ويخلد الي النوم
, ونامت نجيه هي الاخري بعد شعوررها بالارهاق.
,
, قالت امل لاميره، كفايه مذاكره ونامي علشان ترتاحي يا اميره
, اميره وهي تتثائب، انا فعلا محتاجه انام وان شاء **** هصلي الفجر وابقي اقعد اراجع
, قالت امل مازحه معها، متنساش يا ليمبي مطوتك في جيبك معلوماتك في راسك وال يقولك غششيني غزيه
, اميره وهي تضحك، لما تبقي مرحه كده بتبقي عسل يا مولا
, امل، طب نامي
, نامت اميره علي الفور
, اما امل فلا تدري ما سبب تذكرها لكلام عمر.
,
, وتعجبت لما تعمد ان يسالها عن عائلتها داخليا بدات امل تشعر بوجوده كانت تسمع زميلاتها ينتظرن محاضرته
, ومنهن من تقول عليه وسيم
, او شخصيه جذابه
, ولكنها اابدا لم تلاحظ ذلك بداخلها شئ يمنعها ان تبدي مجرد الاعجاب برجل
, لقد اصبحت فعلا شبه معقده وكل طاقتها وتفكيرها تبقيه نقيآ للاستذكار والتفوق اعتادت ان تكون ف المقدمه
, واسلوب الحياه التي اتخذته منهجآ ساعدها علي ذلك
, حاولت ان تدفعه عن ذاكرتها بشده.
,
, فهل يستطيع ان يجتاز حصون قلبها المنيعه
, انتبهت امل من شرودها علي همهمة اميره التي كانت تحلم
, وسمعتها تقول، اتفضل يا مستر
, ضحكت امل وقالت يا خيبتك بتفكري في الاساتذه وانت نايمه ال يعني البت مقطعه الكتب
, بينما في الواقع كانت اميره تري عاصم في احلامها
, تراه يدخل الي بيتهم وتمد اليه يدها ليسيرا معا في طريق ملئ بالمنحنيات والحفر٣ نقطة
, فماذا تخبئ لها الأقدار.

العاشر


في مدينة البحيره في شقه بالمساكن الشعبيه جلست حكمت والدة عاصم السيده الشقراء البدينه
, والتي يبدو وجهها طفولي رغم بلوغها سن الخمسين من العمر
, جلست لتشاهد التلفاز يحيط بها ابنائها من زوجها الثاني احمد والذي كان يعمل مدرسا في مدرسه ابتدائيه يدرس بها عاصم في القريه حينما كان *** ورٱهايوم اصطحبته الي تلك المدرسه لتشكو مدرس ضرب ابنها بسبب عدم دفعه للمصروفات الدراسيه.
,
, وقابلها حينها احمد المدرس الشاب الذي تم تعينه في تلك القريه لان القدر خبئ له شيئا خفيا فيها عرفه فيما بعد ان
, تعددت لقاءات حكمت باحمد بحجة الاهتمام باولادها
, ثم طلب الزواج منها فواقت رأته معلما ووسيم وهي اميه لا تقرأ ولا تكتب ولم تحصل على اي مؤهلات
, كان شاب لم يتزوج من قبل وهي امراه ارمله تعول ثلاثة اولاد ومع كل ذلك فتن بها ربما لجمالها في ذلك الحين.
,
, وشعر ان لديها جاذبيه خاصه وبعد زواجه منها بشهور كان عاصم في السادسه من عمره واخته منال في الرابعه والصغيره حنان في عامها الثاني
, ***** حُرموا من ابيهم وبزواج امهم واصرار زوجها علي العوده لبلده.
,
, قال احمد لزوجته، فاضل معاكي كام من المرتب ال اديتهولك
, حكمت، سبعه جنيه يا احمد
, احمد بضيق: ومصاريف العيال ده الواد خالد بياخد مصروف اد كده وهو رايح الثانويه والبت أخته زيه
, حكمت، منا قلت لك نسافر البلد لاخوهم عاصم مدرس اد الدنيا وأهو يساعدنا بدل بهدلتنا في المصاريف.
,
, وافق احمد مضطرا لضيق يده وقرر ان يذهب وزوجته واولاده في الاجازه الصيفيه ليقوم عاصم بمهمة المساعدة في المصاريف لابنائه شيماء التي تدرس بالصف الأول الاعدادي وخالد بالصف الثالث الثانوي
, وهاتفت حكمت إبنتها حنان لتعلمها انها واسرتها سيأتون الي القريه عندهما بمجرد العطله الصيفيه.
,
, كادت حنان ان تطير من الفرح عندما علمت بذاك الخبر انها تفتقد امها وحضورها سيمنحهما الاحساس بالجوالعائلي الذي تفتقده ويفتقده عاصم كذلك.
,
, كان احمد لا يرحب كثيرا بالذهاب الي عاصم ولكنه يري انه سيستفيد من ذلك
, خصوصا انه حتي وهو في بلده محروم من اهله اللذين قاطعوه بسبب زواجه من حكمت
, فأمه تعجبت حينما علمت ان ابنها الشاب مغرم بارمله تعول ثلاثة ***** وارادت ان يتركها ويتزوج فتاه عذراء لم يسبق لها الزواج لكنه رفض وتمسك بحكمت مما اوغر قلب امه عليه كذلك اخوته.
,
, ربما شعر احمد ان امه كانت محقه ولكن حدث ذلك بعد ان خاض التجربه ودبت المشاكل بينه وبين زوجته بسبب انها تريد ان تذهب لزيارة ابنائها وهو لا يشعر ان ذلك مهم ودائما كان يرفض
, لم يقبل الا حينما اصبح عاصم رجلا يعمل ويتحمل مسئولية اخواته بشجاعه ورجوله ولا يمنع ذلك من احساسه الداخلي بالالم والحرمان.
,
, في منزل عاصم٣ نقطة
, عاد إلي المنزل منهكاً، ثم جلس علي الأريكه بارهاق شديد، بينما أقبلت حنان إليه وهي تقول بابتسامه:
, - حمدلله علي السلامه يا عاصم
, عاصم بهدوء: **** يسلمك، يا حنان
, حنان بتردد: ماما كلمتني النهارده، وقالت انها هتيجي تعد معانا يومين هي و٣ نقطة
, عاصم مقاطعا بحده: تعد فين؟ ومين قالها تيجي، طبعا أنتي منا عارفك، اكيد كلمتيها وزنيتي عليها لحد اما قالتلك جايه، استغفر **** العظيم ياربي، انا زهقت بجد.
,
, حنان بخوف: اهدي يا عاصم، دي مهما كان أمنا
, هب عاصم واقفا ليقول بصوت حزين:
, - للأسف، للأسف الشديد أمنا، ولولا خوفي من **** لكنت قطعت أي صله بيني وبنها، لكن قطع صله الرحم من الكبائر وعشان **** بس أنا مش همنعها عنك يا حنان ولا همنعها تيجي هنا
, تنهدت حنان بثقل، ثم اقتربت لتربت علي كتف أخيها وهي تقول بحنان:
, - معلش يا عاصم عشان خاطري متزعلش يلا ادخل غير هدومك عشان نتغدي مع بعض.
,
, أومأ عاصم برأسه، ثم اتجه إلي غرفته، وأخذ يبدل ملابسه بينما بعد قليل أحضرت حنان الطعام وجلسا سويا علي طاوله الطعام، بدأ عاصم في تناول الطعام فيما إزدردت حنان ريقها وهي تنظر له بحذر، وتابعت قائله بارتباك:
, عاصم ممكن أطلب منك طلب
, نظر لها بثبات ثم قال بجديه: اتفضلي ياحنان
, رمشت بعيناها، وقالت بخفوت:.
,
, - آآ أنا خلاص إمتحاناتي هتخلص بعد أسبوع وبما أني مش هشوف صحباتي تاني فقررنا، اننا نخرج مع بعض شويه بعد الامتحان، ايه رأيك؟
, عاصم بدون مقدمات: مش موافق
, حنان بضيق: ليه يا عاصم
, عاصم متنهدا: عشان مينفعش تخرجي لوحدك مع صحابك ممكن حد يتعرضلكم اديكي شايفه التحرش والارف الي بقينا فيه
, حنان باعتراض: عاصم أنا٣ نقطة
,
, عاصم مقاطعا بحده: حنان انا خايف عليكي أرجوكي اسمعي الكلام أنا مش حمل مناهده أنا تعبان من الشغل قفلي بقا علي المواضيع التافهه دي.
,
, كظمت حنان غيظها، وحبست دموعها داخل عينيها الحزينتين دائما، فهي لا تشعر معني الحياه، لم تعيش سنها كبقيه زميلاتها، من قال أن الفتاه تحتبس حريتها بهذا الشكل، أليست هي بشر له طاقه إستحمال؟! أم يفكر البعض أن لا إحساس لديها، ليس عيباً أبدا أن تخرج وتمرح لطالما لم تتعدي حدود الأدب والأخلاق٣ نقطة
,
, شعر عاصم بحزنها الدفين ولكنه نهض بهدوء ليغسل يده ومن ثم سار إلي غرفته ليرتاح قليلا، يعلم أنه دائما ما يحبسها داخل المنزل، ولا يلبي طلباتها وظن أن بذلك يحافظ عليها٣ نقطة
,
, ألقي بجسده علي الفراش ليحدق في سقف الغرفه، فأتت صورتها أمام عينيه وكأنه يراها، تلك الصغيره البريئه، ذات ال**** الشرعي، ما ان رأها وجد فيها مواصفاته التي تمناها فلم يلفت نظره أي فتاه، فهو دائما كان يتمني فتاه محتشمه، إذا عندما رأها وجد تلك الصفات فيها تري ما يخبئ القدر لهما؟!
,
, مر أسبوعان، وقد إنتهن كل من أميره وأمل من إختبارتهن، وإنتهي أيضا سالم الذي لم يجيد حل مواده، ولكنه لا يبالي، وكيف يبالي، فإذا كان الأب يشجعه علي إستكمال هذه الفوضي فلن نلومه، أنه تربي علي شئ فسوف يشيب عليه٣ نقطة
, وكذلك كان عمر في حالة من الملل، إنتهت الامتحانات ولم يري أمل لا يعلم لماذا يشعر بهذا الشعور الغريب عليه، هو يريد فقط ان يراها كل يوم أمام عينيه.
,
, وظلت حياة مصطفي وإيمان، عاديه إلي حد ما، تاره يتشاجرا وتاره يتصالحا ويظل مصطفي دائماٌ يتحمل أكثر.
,
, وكما أن الحاج محمود يتدهور كل يوم صحياً عندما علم أن قلبه ضعيف للغايه، ولابد من عمليه قلب مفتوح بأسرع وقت، فحزن علي نفسه كثيرا مما زاده مرض علي مرضه، وتظل الزوجه الأصيله نجيه بجواره دائما، تراعاه وتفعل كل ما يريد بحنان٣ نقطة
,
, علي مائدة الطعام جلس عمر مع والديه لتناول الطعام
, قالت امه، البت نوسه وعموره كانو مليين علينا البيت
, عز الدين، اه و**** كفايه عمور دا ولد ظريف بشكل
, نظرت فاطمه الي ابنها وقالت:
, عاوزين نشوف ولادك انت كمان ياعمر
, عمر: ولاد علي طول يا بطه مش اما اجيب امهم الاول
, ضحك عز الدين وقال، البنات الكويسه كتير يا عمور
, اشارت نحيه براسها لعمر
, فقال عز الدين، ايه انتو مخبيين ايه عني.
,
, عمر: بعد الاكل يا بابا هنقعد سوا احكيلك. علي موضوع كده عاوز اخد رايك فيه
, ابتسمت فاطمه وشعرت بالراحه فهي تعلم ذلك الموضوع الذي يشغل ابنها ليلا نهارا ولم يعد يستطيع كتمانه
, اخذ عمر يلتهم طعامه بدون شهيه لقد كان يفكر في امل التي لم يعد يراها منذ انتهاء الامتحانات
, ابتسم حينما تذكر انه بحث عن ورقة اجابة الامتحان لمادته ليقوم بتصحيحها اولا
, ليشعر بروح امل في كلامها.
,
, وبالفعل وجد اجابتها نموذجيه كما تخيل انها لا يوجد لديها اهتمامات تلهيها عن المذاكره والتحصيل
, لمحت امه الابتسامة العريضه علي شفتيه فقالت
, طب ما تضحكنا معاك يا عمر
, عمر، اه بتقولي ايه يا ماما
, فاطمه، بقول كل يا حبيبي صحيح الحب قندله
, ضحك عز الدين علي تعليق زوجته وقال:
, لا كده بقي لازم نعمل مباحثات سريعه الموضوع كبير بقي وانا مش واخد بالي.
,
, وبعد إنتهائهم من تناول الطعام٣ نقطة
, جلس عمر قبالة، والده عز الدين ليقول بمرح:
, إزيك يا ابو العز اخبارك ايه
, إبتسم والده وقال: بخير يا عم قولي في ايه
, رفع عمر حاجبيه وقال مازحاً: خير ان شاء **** وكل خير هو أنا عمري جت حاجه غير الخير؟
, عز الدين ضاحكا: طب يا سيدي قول يلا يا أبو الخير
, تنهد عمر وقال: بصراحه يا بابا في بنت لفتت نظري في الأيام الأخيره وأنا عاوز اتقدم.
,
, اتسعت ابتسامه عز ثم قال: ومين دي بقا الي استحوذت علي اعجاب الدكتور عمر
, عمر: بنت كده لمضه جدا وميعجبهاش العجب وأنا مش عارف الخطوه دي صح ولا لاء
, عز باستغراب: يعني ايه صح ولا لاء وضحلي أكتر؟
, أخذ عمر نفسا عميقا وزفره علي مهل ليتابع قائلا:
, - هي فيها حاجه غريبه مش قادر أفهم ايه هي بالظبط، مبتحبش تسمع سيره الرجاله ولا بطيقهم وأنا قلقان من الخطوه دي يعني لو رفضت هيكون احراج كبير.
,
, عز الدين بتفهم: ممم وأنت ليه متدهاش نبذه الاول وبعدين اما هي كده ايه الي عاجبك فيها
, عمر بشرود: داخله دماغي أوي يا بابا
, عز متنهدا: هي مين دي طيب وعرفتها ازاي
, عمر موضحا: طالبه عندي بالكليه وسألت عليها وعرفت أصلها وفصلها وبصراحه عجباني أوي
, عز الدين: طيب يابني علي راحتك والي فيه الخير يقدمه ****، ابقي شوف هتعمل ايه وبلغني
, عمر مبتسما: ماشي يا أبو العز٣ نقطة
,
, مرت أيام أخري فقد هاتف عمر الحاج محمود ليخبره أنه يريد أن يتقدم لخطبة إبنته
, في ذات يوم دلفت نجيه إلي غرفة الفتيات لتقول ناظره إلي ابنتها أمل:
, - أمل أبوكي عاوزك قومي كلميه
, نهضت أمل وهي تقول: حاضر يا ماما، ثم اتجهت الي غرفته والدها وما ان طرقت الباب حتي أذن لها بالدخول، فدلفت لتقول بهدوء: ايوه يا بابا حضرتك عايزني
, الحاج محمود بصوت متعب للغايه: تعالي يا أمل اعدي.
,
, جلست أمل علي طرف الفراش المدد عليه والدها بينما قال محمود بخفوت:
, - في عريس إتقدملك يا بنتي
, أمل بدهشه: عريس!
, محمود مكررا بارهاق: ايوه مالك مستغربه ليه
, أمل رافعه حاجبيها: مستغربه جدا ده مين الرزل ده؟
, نظر لها والدها بانهاك ليقول: يا أمل اعقلي بقا يا بنتي، ده واحد كلمني في التلفون وبيقول أنه الدكتور بتاعك في الجامعه وهو مستني الرد عشان يجي يتقدم رسمي.
,
, اتسعت عين أمل غير مستوعبه ما قاله أبيها في التو لتهز رأسها قائله: دكتور مين؟!
, محمود متنهدا: بيقول الدكتور عمر
, طغت علامات الدهشه علي وجهه أمل وقالت بذهول: الدكتور عمر! ده اتجنن ولا ايه ازاي يتجرأ يعمل كده
, محمود باستغراب: ايه الي بتقوليه ده يا أمل الراجل داخل البيت من بابه يابنتي ودكتور اد الدنيا وأنا مبدئيا موافق
, أمل باعتراض: بس أنا مش موافقه يا بابا
, محمود بتساؤل: ليه؟
,
, أمل بنفاذ صبر: مبينزليش من زور مبطقهوش
, محمود بانفعال خفيف كاد أن يتحدث ولكنه أخذ يسعل بشده مما جعل أمل تهب واقفه متجهه إليه لتعطيه كوب الماء وما أن شربه حتي هدأ قليلا وأخذ يلتقط أنفاسه بصعوبه، حتي قال بعتاب:
, - الراجل دكتور ومن طريقه كلامه كويس في ايه بقا
, أمل: يا با٣ نقطة
, محمود مقاطعا: اسمعي يا أمل أنا خلاص مش ضامن عمري أنا حاسس اني في ايامي الأخيره، نفسي أطمن عليكي قبل ما أموت.
,
, أمل بحزن: بعد الشر عليك يا بابا **** يخليك لينا يارب
, محمود بهدوء، : خلاص نشوف الجدع لما يجي وبعدين تقولي رأيك وبلاش تجادليني يا أمل
, أمل بتصميم: أنا مش هتجوز يا بابا أنا أصلا مبحبش الرجاله
, محمود بحده: الي بقوله يتسمع يا امل الراجل هيجي أنا هكلمه وهديله معاد جهزي نفسك واستهدي ب**** كده
, نهضت أمل لتتجه الي الخارج وهي تهمهم بكلمات غير مفهومه، بينما ترقرقت الدموع في عينيها لتشهق بعد ذلك بغفرتها٣ نقطة
,
, كانت أميره بمنزل عمها تجلس بصحبة ساره التي أعطتها الكتب التي طلبتها من عاصم، أمسكت أميره بالكتب الجديدة التي قالت عليها لساره وارتسمت ابتسامه علي شفتيها، لتتذكره عندما قال لها أنه سيأخذ الثواب عندما تقرأ فيهم فأخذت تقرأ بعد من قصص الأنبياء عليهم أفضل السلام، لكي تعطيه الأجر وتأخذ هي كمان الثواب، ليتشاركا الاثنان في الحسنات، ٱنتبهت علي صوت ساره وهي تقول: ايه انتي هتقريهم هنا.
,
, أميره بهدوء: اه في مشكله
, - لا ما فيش مشكله يا أميرتنا
, قالها هشام مازحاً وهو يتجه إليهن ليجلس قبالتهن، بينما شهقت أميره بخضه وضحكت ساره بمرح فيما قال هشام مبتسما: معلش قطعت عليكم خلوتكم
, أميره بهدوء: ولا يهمك
, ساره ضاحكه: طب اسيبكم بقا عشان هخرج مع صحباتي
, هبت أميره واقفه لتقول بجديه: لا انا هروح بقا يلا سلام
, وقف هشام هو الآخر ليقول بحزن دفين: ليه كده هو اذا حضروا الشياطين ولا ايه.
,
, أميره بدهشه: لا أبدا ليه بتقول كده
, ابتسم هشام وقال: طب تعالي أوصلك
, أميره بارتباك: لا مفيش داعي
, هشام مصمما: لا طبعا فيه داعي
, سارت أميره أمامه، ليتجها الاثنان الي الخارج بينما قلب هشام يدق سريعا معلنا عن عشقه لتلك الأميره التي لم تشعر بذره من المشاعر تجاهه.
,
, سارت اميره بجوار هشام وهي تشعر بالضيق من اقترابه منها فقالت
, يا هشام ارجع هوا انا صغيره يعني هضييع
, هشام، اه صغيره
, اميره، لأ طبعا كبيره انا خلاص قربت ادخل الجامعه
, نظراليها هشام بحيره وقال، ولما انتي كبيره مردتيش عليه ليه
, اميره، مش فاهمه
, هشام، لأ يا اميره فاهمه انا قلت لك اني ناوي اكلم عمي بخصوصك بعد النتيجه ما تظهر
, اميره، تاني يا هشام قلت لك ما بحبش الكلام ده.
,
, هشام، يا اميره كل ال طالبه منك تعرفيني بتحسي بمشاعر تجاهي هتبقي فرحانه لو اتقدمت لك بس مشاعرك تجاهي مش اكتر ال عاوز اعرفه
, انتي بنت عمي يعني لحمي ودمي فهمتي يعني مستحيل ااذيكي او ضايقك وخصوصا اني٣ نقطة
, صمت قليلا ثم قال، خصوصا انك غالية عندي اميره، يا هشام انت مش بس ابن عمي انت اخويا كمان ساعات بتمني كنت تبقي انت اخويا بدال سالم
, ابتسم هشام وقال، بس انا بحمد **** ان انا مش اخوكي.
,
, ثم استئنف خلاص يا اميره اول ما النتيجه بتاعتك تبان هخلي بابا يكلم عمي محمود اتقفنا
, اميره، لأ يا هشام انا مش هتخطب الا بعد الجامعه ان شاء **** لو سمحت ما تتكلمش تاني في الموضوع ده لاني بتضايف بجد
, وصلا الي البيت فقال هشام
, آجلا ام عاجلا انتي ليه يا بنت عمي
, طرقت اميره باب البيت ودلفت مسرعه
, اقتربت نجيه من الباب وقالت، تعالي يا هشام يا حبيبي
, البت الجبانه دخلت وما قلتلكش اتفضل.
,
, هشام، عمي عامل ايه النهارده انا جاي اشوفه٣ نقطة

الحادي عشر


هتف محمود منادياًعلي زوجته نجيه وقال:
, يا نجيه اتكلمي مع بنتك لحسن راكبه راسها وانا مش قادر علي المناهده ووجع الراس
, نجيه، حاضر يا حاج متشغلش بالك بيها انا هتكلم معاها
, محمود، هما طالبين نحدد ميعاد يزرونا فيه
, اقعدي مع بنتك وشوفي كده علي بال ما كلم سعيد اخويا علشان يبقي معانا يومها هوا وهشام وانتي اطلبي الدكتور مصطفي دا راجل محترم وانا بتشرف بيه
, خليه يجيب ايمان وسلمي لانهم وحشوني قوي عاوز اشوف سلمي.
,
, نجيه، حاضر يا ابو سالم بس نام انت وارتاح انا داخله اكلم امل.
,
, في منزل مصطفي
, صاحت ايمان، بجد و**** بابا قال لك كده
, مصطفي، اه وقال ان الحاجه نجيه هتطلبك
, ايمان، دا خبر حلو قوي يا مصطفي
, ونظرت الي سلمي وقالت:
, خالتو امل هتبقي عروسه يا سوسو
, ثم استئنفت
, بس مش مصدقه يا مصطفي: امل، الشاويش امل. هتوافق بسهوله كده دي زمانها مطلعه عين ماما
, مصطفي، حضروا نفسكم بقي علشان نروح. البلد عمي محمود عاوز يشوف سلمي
, ايمان بدلال، سلمي بس
, مصطفي، سلمي وام سلمي
, ايمان، بقولك ايه يا مصطفي.
,
, مصطفي، نعم
, احنا ما زرناش بابا من لما تعب الا مره واحده زمانه واخد علي خاطره مني احنا نروح قبل الميعاد بيوم ولا اتنين انا عاوزه اشوف بابا واقعد مع البنات وماما انا برده اختهم الكبيره يا صاصا
, مصطفي، اه صاصا والدلع عند الطلبات بس وغير كده تقلبي صاصا
, ايمان، دا انت حبيبي يا مصطفي و**** مش عارفه بس ايه ال مزعلك مني.
,
, مصطفي، مش وقته يا ايمان خلاص جهزو نفسكم هوديكم بكره تقعدو كام يوم في البلد وارجع انا شغلي وابقي ارجع لما يحددو ميعاد للعريس يتقدم فيه تمام كده
, ايمان، حبيبي يا مصطفي
, سلمي، حبيبي يا بابي
, حملها مصطفي وقبلها وقال، انا هعمل كده بس علشان جدو عاوز يشوفك يا لوما
, احتصنته الصغيره بحنان بالغ.
,
, في اليوم التالي اصطحب مصطفي اسرته للذهاب الي القريه في سيارته الخاصة
, ركبت ايمان السياره بجواره
, وركبت الصغيره في المقعد الخلفي
, كانت ايمان سعيده بذهابهم الي منزل عائلتها
, اما مصطفي فكان حزين لانه اطلع علي التقرير الصحي والاوارق الخاصه بالحاج محمود وكونه طبيب فقد علم خطورة وضعه الصحي لكنه لم يخبر زوجته خوفا عليها من الحزن والقلق لكنه داخليا يخشي فقدان والد زوجته وجد سلمي الحنون.
,
, لذا انتهز فرصة ذلك العريس المنتظر ليجعل ايمان تقضي وقتا طويلا مع والدها
, فمرضه خطير لا يمن عواقبه
, رن هاتف مصطفي فرفعه ليجيب علي المتصل
, اتاه صوت عباده زوج شقيقته ابتهال غاضبا:
, انت فين يا دكتور مصطفى
, مصطفي، انا في طريقي للبلد علشان الحاج محمود تعبان شويه وموديله ايمان وسلمي
, عباده، طيب اول ماترجع انا عاوزك علشان متبقاش تزعل مني بقه لو عملت حاجه تزعلك
, مصطفي بقلق، فيه ايه يا عباده.
,
, صاح عباده، اختك يا دكتور خلاص ما بقتش طايق عمايلها تعالي انت واحكم بيننا وانا هرضي بحكمك
, مصطفي، انا سايق دلوقتي يا عباده واول ما ارجع هاجيلكم
, عباده، هترجع امتي
, مصطفي، هبات معاهم النهارده وبكره من بدري هرجع علشان العياده
, عباده، خلاص بكره بعد العياده تيجي ضروري
, اغلق مصطفي الخط مع عباده وزفر بضيق
, ايمان، فيه ايه؟
, مصطفي، ابتهال مش هتجيبها لبر وكل مشكله بروح الاقيها غلطانه وابقي مش عارف اقول ايه.
,
, ايمان، هيه عملت ايه بس
, مصطفي، ما ديه وجشعه سبحان **** مش عارف طالعه لمين دي، الراجل لا عارف ياكل لقمه حلوه ولا لا قي زوجه مريحه ولما يسبها ويتجوز عليها ان شاء **** هتبقي تفوق لحالها
, ايمان. ، . مش للدرجه دي يا مصطفي
, مصطفي، لا لاكتر من كده كمان الراجل صبر عليها كتير دروس ايه دي ال بتديها للعيال تفوق لولادهاا احسن
, الست نست دور ها ال **** خلقها علشانه ولعبت ادوار تانيه يا ايمان.
,
, وللاسف فيه ستات زي ابتهال كده مبتعرفش تعمل توازن بين عملها واسرتها
, قالت سلمي، بابي لسه كتير علي بيت جدو
, مصطفي، لأ يا حبيبتي قربنا نوصل
, كان سالم يلعب امام الباب مع بعض الصبيه من عمره حينما راي السيارة فصاح
, ايمان جت يا ماما هيه وسلمي والدكتور مصطفي
, فرحت امل واميره بشقيقتهن وبسلمي
, وقالت امل، اهلا يا ايمي وحشتينا
, غمزت ايمان وقالت، ايه يا بنتي الاخبار الحلوه دي.
,
, امل: ما تضيقنيش يا ايمان، ثم قالت تعالي يا سلمي وحشاني يا حبيبة خالتو
, قالت اميره، اتفضل يا آبيه مصطفي بابا نايم جوه
, مصطفي، طيب شوفيه كده صاحي ولا نايم
, اميره، حاضر يا آبيه
, كانت نجيه فرحه بابنتها وحفيدتها كثيرا وبعد الترحيب المتبادل
, قالت نجيه، طمني يا مصطفي يا بني الاشاعات والتحاليل ال بعتنهالك تشوفها، الحاج هيبقي كويس
, مصطفي، ان شاء **** يا ماما هيبقي كويس متقلقوش.
,
, دخلت ايمان وسلمي الي غرفة والدها لتصيح سلمي
, جدو حبيبي انا جيت
, نهض محمود متثاقلا، ليحتضن الصغيره بشوق ولهفه
, ثم ابنته التي بكت رغما عنها
, فقال محمود:
, انا كويس يا ايمان متعيطيش يا بنتي متعيطيش يا حبيبتي
, دخل مصطفي ليقول لزوجته:
, ايه دا ايمان الحاج زي الفل انتي كده هتخوفيه احنا جايين نفرح بامل مش نزعل
, محمود، قول لها يا مصطفي يا بني. عقلها صغير
, مع انها الكبيره
, ثم ضمها الي حضنه بابوه وحنان:.
,
, وبعد فتره خرج الجميع من الحجره وبينهم محمود يستند علي مصطفي ونجيه وما ان جلسو جميعا في صالة البيت الا وقال محمود:
, فين سالم
, نجيه، سالم بره مع اصحابه
, محمود، لأ ناديه يقعد معانا يا نجيه
, واخذ يحكي لهم عن ذلك العريس المنتظر ويتفقوا علي تحديد ميعاد ليستقبلوه فيه ولم يهتم احد براي امل التي كانت تهمهم:
, ايه دا هوا بالعافيه انا قلت لكم اني موافقه اصلا.
,
, اخذت نجيه ابنتها امل ودخلت بها الي حجرتها وقالت:
, يا بنتي ابوكي تعبان وربنا اعلم بظروفه انتي عارفه قالي ايه
, قالي خليني اجوز امل في حياتي وكفايه اني هسيب لك اميره وسالم
, امل، لأ يا ماما متقوليش كده حرام عليكي بابا هيبقي كويس
, نجيه وهي تبكي وتنتحب: بلاش تعارضيه يا امل خلينا نقابل الناس
, ولو معجبكيش نبقي نشوف بس المهم تقابليهم كويس ومتكسفيش ابوك
, هزت امل راسها بالموافقه وهي تشعر بحزن عميق علي والدها المريض.
,
, اتفق الحاج محمود مع عزالدين هاتفياً علي ميعاد محدد ووصف له الطريق جيدا
, وجلس عز الدين سعيدا وسط عائلته
, نظر الي عمر وقال بابتسامه واسعه؛:
, خلاص يا عمور خدنا ميعاد وان شا **** هنروح بعد بكره ثم نظرالي زوجته وقال:
, ايه رايك يا بطه نقول لايناس تيجي معانا ولا دي اول مره ملوش لزوم
, ردت عليه زوجته عاتبه، ملوش لزوم ازاي دي اخته الوحيده لازم تيجي وتشوف عروسة اخوها وتقو ل رايها برده دي ايناس روحها في اخوها.
,
, انا هكلمها في التليفون اتفق معاها واعملوا حسابكم بقي ناخد معانا تورته وجاتوه وحاجات حلوه
, تعجب عز وقال، اول مره نروح وممكن نتقبل وممكن نترفض ناخد كل دا يا بطه
, فاطمه باصرار، طبعا لازم ندخل بقيمتنا يا حاج والقبول والرفض دا بتاع **** مش كده يا عمر
, عمر بسخريه، لأ الاتفاقات دي ماليش فيها يا بطايه انتي ام المعرفه
, عز باستنكار، يعني عاجبك كلامها
, نظر عمر لوالديه ضاحكاوقال، ماما دي ست الكل وعلي راسنا٣ نقطة
,
, في بيت محمود جلست امل وسط شقيقتيها في حجرتهن وهي متذمره وقالت:
, بعد بكره ليه هيقولو احنا مصدقنا وانا مبطيقوش اصلا
, انا مش عارفه طلعلي منين
, يعني الحب مولع اوي دا كل ما يشوفني يهزقني دا مره اتمسخر عليه ادام الدفعة كلها.
,
, ضحكت كل من ايمان واميره علي كلام امل وقالت ايمان وهي تضحك:
, ما محبه الا بعد عداوه
, نظرت اليها امل وقالت غاضبه، انا عمري ما هحب حد فاهمه.
,
, بعد يومين اتصلت ايمان بمصطفي وقالت غاضبه: ايه يا مصطفي الناس هيوصلوا وانت لسه ماجيتش كده ينفع عمي وهشام وصلوا وانت لا وانت جوز اختها الكبيره
, قال مصطفي، انا في الطريق يا ايمان وقربت اوصل بكلمك وانا سايق ابتهال وعباده صدعوني وكرهوني في نفسي
, ردت عليه ايمان بتفهم، طيب يا حبيبي خد بالك من الطريق توصل بالسلامة.
,
, وصلة عائلة عز الدين علي مشارف القريه وتوقف عمر بالسياره ليسال احد المارين عن بيت الحاج محمود كامل
, فرد عليه، طبعا اعرفه محمود كامل صاحب مصنع الكامل، ثم دله علي الطريق
, كانت ايناس تركب بجوار والدتها ومعهم ابنها عمر
, وعز الدين يجلس بجوار عمر٣ نقطة
, وحملت ايناس ووالدتها عدد من علب الحلوي
, توقف عمر امام البيت في نفس الوقت الذي توقفت فيه سيارة مصطفي ايضا ليرحب بهم ويطرق الباب.
,
, ليتم التعارف بين افراد العائلتين ويجلسوا سويا
, اخدت نظرات عمر تدور رغم عنه تبحث عن امل كان يتمني ان يعرف رد فعلها عما اقدم عليه.
,
, اخبرهم عز انهم يقيمون بمنزل خاص بمدينة المنصورة وان امل ستعيش مستقله في شقه خاصه بالبيت مع عمر٣ نقطة
, قال محمود بضعف، وبخصوص تعليمها انت عارف ان امل متفوقه وبطلع الاولي وكانت رافضه الارتباط خوفا علي تعليمها ومستقبلها
, هم عز الدين بالحديث ولكن عمر قال: بعد اذنك يا بابا انا هرد علي عمي
, اوعدك يا عمي اني اساعدها واقف جنبها لحد ماتخلص السنتين ال فاضلين لها انا مرضاش ان بنت متفوقه زي امل ما تكملش جامعه.
,
, نظر الجميع باعجاب الي الدكتور عمر الذي يمتلك حضور وجاذبيه
, وبعد قليل قالت فاطمه، امال فين العروسه بقي عاوزه اشوف ال خلت الدكتور عمر مبهور بيها
, نادي محمود علي زوجته التي اقبلت وحيت الضيوف
, وقال، نادي علي امل يا حاجه ام سالم واندهي سالم واخوتها علشان يتعرفو علي الجماعه.
,
, دخلت نجيه فوجدت امل تجلس بجوار اختيها وهي غاضبه وترتدي بيجامة منزليه
, قالت ايمان، مش راضيه تلبس يا ماما
, اقتربت نجيه من امل غاضبه وصاحت ايه الدلع ده يلا البسي عاوزه تصغري بابوكي يا امل ونظرت لايمان وقالت اديها صينيه بالفواكه والعصير ودخليها ايمان
, وانا هروح اقول لابوكي انها جايه ورايه
, ثم همهمت وهي في طريقها للباب، انا عرفي بتتقطمي علي دا ضفره برقابتك
, امل بغضب، سامعه بتقول ايه يا ايمان.
,
, ايمان برفق، يلا يا حبيبتي البسي بقي وحطي كحل حتى
, صاحت امل، بقولك ايه يا ايمان ما هو حافظ شكلي وعارف اني لا بتاعت كحل ولا روج ولا المساخه دي
, ضحكت اميره وقالت، ايوه فعلا اوعي تغيري مبادئك و**** المسكين جاي يتجوز واحده ارجل منه
, نظرت اليهم امل غاصبه، اطلعو بره مش ناقصه تريقه كفايه ال انا فيه.
,
, بعد قليل اتمت امل ارتداء فستان بسيط لكنه جميل ورقيق رغم تلك البساطه و**** باللون الروز الفاتح يناسب تلك الوردات الصغيره في الفستان
, وجدت ايمان تنتظرها هي وسمره وهن يحملان صواني مليئه بالفواكه والعصائر
, واخري عليها شاي مع قطع الكيك الهشه التي تجيد ايمان صنعها
, نظرت امل الي الصواني وقالت ايه انا هشيل دول كلهم ان شاء****
, وبعدين ايه دا كله
, قالت ايمان، لا شيلي انتي العصير وانا سمره هندخل بالباقي.
,
, دخلت امل تحمل صينية العصير فرات الجميع تشرئب اعناقهم ينظرون اليها.
,
, اهتزت يدها وكادت ان تقع الصينيه لولا ايدي عمر التي امتدت سريعا ليحمله عنها هامسا:
, هاتي مش ناقصين كوارث
, فهمست، انت ايه ال جايبك
, لم يرد عليها انما ابتسم ووضع العصير علي المنضده ليتصايح الجميع يرحبون بامل التي لم تستطع الحديث
, فقالت فاطمه، ايه يا أمل مابتتكلميش خالص ليه انتي بتتكسفي
, همس عمر، دي لسانها مترين
, ضربته امه في قدمه برقه وهي تضحك: عيب يا عمر ما تكسفهاش بس و**** زي القمر.
,
, قال لها والدها الدكتور عمر اتفق معايا تتجوزو علي طول يا امل وتكملي دراسه وانتي معاه
, هنا صاحت امل بغضب، لأ يا بابا معلهش حضرتك انا لازم اعرفه الاول وبعدين دراستي مهمه
, قال عمها سعيد، خلاص يا جماعه، نعمل شبكه وكتب كتاب وبعد االدراسه الجايه يكون امل فاضل لها سنه واحده تتجوز وتكملها وهيه متجوزه موافق يا باشمهنذس عز موافق يا دكتور عمر.
,
, اتفق الجميع علي ذلك ودخلت ايمان وسمره تحملان الصواني وتبعتهم اميره وسالم وتمت قراءة الفاتحة وسط فرحه عارمه من الجميع الا امل التي كانت تشعر بالذهول مما يحدث وتم الاتفاق علي حفلة عقد القران بعد اسبوع واحد بنا ء علي رغبة عمر الذي اصر علي ذلك.
,
, قال الدكتور مصطفى لأمل بعد قراءة الفاتحة
, خدي الدكتور عمر يا امل فرجيه علي الجنينه
, نظرت اليه بسذاجه وقالت، ما تروح معاه انت تفرجه
, ضحك الجميع من تصرف امل
, واصرو ان تذهب مع خطيبها لقضاء دقائق سويا قبل انصرافه.
,
, في الحديقه
, عمر بابتسامه، مبروك
, نظرت اليه غاضبه وقالت، انت طلعت لي منين لو سمحت تفض الموضوع ده انا مبحبكش
, نظر عمر اليها وقال بهدوء، هتحبيني
, امل بغيظ، ايه البرود دا
, عمر وهو يشد انفها، بلاش قلة ادب
, امل وهي تنفض يده عنها، دا انت غريب
, اقترب عمر منها وقال برقه:
, حد يقول لجوزو غريب
, امل بتهكم، جوزو
, ضحك عمر وتركها في طريقه ليعوود الي عائلته وقال بخفوت:
, اسبوعين واخليك تحترمي نفسك يا امل كلها اسبوعين.

الثاني عشر


نام عمر علي سريره وهو يضع يديه تحت راسه وينظر لسقف الحجره ويبتسم ابتسامه جميله
, تذكز كل همسه وكل نظره لامل
, واحيانا يضحك بصوت عالي حينما يتذكر حركاتها الغاضبه
, طرقت امه باب الغرفه برفق ولكنه لم ينتبه ففتحت الباب ودخلت
, نظرت اليه نظرات مبتسمه ماكره وقالت
, يا سلام ولا انت هنا للدرجه دي امل واخده عقلك
, نهض عمر وجلس ثم قال وهو مرتبك وقال
, ابدا يا ماما عادي.
,
, فاطمه بابتسامه، بذمتك عادي بتحبها قوي كده انت لسه عارفها اول السنه دي
, عموما هيه قمر بس
, عمر باهتمام، بس ايه
, فاطمه بتحفظ، غشيمه شويه
, ضحك عمر رقال، غشيمه شويتين تلاته بس عارفه يا ماما دا ال عاجبني فيها
, انا ال هعلمها الحب فاهماني
, يا ماما، ال زي امل دي يا ماما لابسه قناع وخدت عليه وانا بقي ناوي اشيل القناع ده واعلمها تحبني ازاي
, ال عمرها محبت حد لما تحب هتحب بجد.
,
, فاطمه، يا سلام عليك يا عمر وعلي افكارك يا بختها بيك يا بني
, عمر، لا يا ماما يا بختي انا بيها امل دي ال زيها قليلات مجتهده ومتفوقه بتصلي وتقرأ قرآن وانا مش عارف ليه انجذبت لها
, قالت فاطمه، الحمد لله يا بني **** يسعدك
, بس لازم تروح زياره قبل كتب الكتاب البنت لازم تاخد عليك شويه يا عمر
, عمر، ان شاء**** هزورها بس هتصل بعمي محمود اقوله.
,
, نظرت فاطمه بحنان لابنها وقالت، وخد لها معاك هديه حلوه البنات بيفرحوا لما حد يهتم بيهم ويدلعهم علشان كده ديما البنات بيحلو بعد ما بيتخطبو علشان احساسهم بالاهتمام يا بني
, قبل عمر يد والدته وقال، **** يخليكي لينا يا ماما
, فاطمه بحنان، يلا تصبح على خير يا حبيبي
, وانتي من اهله يا ماما
, لم تكن امل بنفس حالة عمر المطمئنه.
,
, لكنها كانت قلقه للغايه لم تتخيل امل ان ترتبط بشخص بتلك السرعه وخصوصا عمر الذي كانت تتشاجر معه كلما قابلته
, استيقظت اميره فشعرت ان اختها ما زالت مستيقظه قامت وانارت الغرفه ثم اقتربت من امل وسالتها
, ايه لسه صاحيه ليه
, امل، ولا حاجه مجاليش نوم
, اميره مبتسمه بتفكري في عمر
, قالت امل وهي تزفر.
,
, بفكر في نفسي انا مش مرتاحه يا اميره الموضوع جه بسرعه وانا رضيت علشان بابا محبتش ازعله وهو تعبان بس انا مبحبش عمر دا ولا طيقاه
, اميره، يا امل مظنش انك بتكرهيه ابدا بصراحة هوا مميز جدا بس انتي ال قافله قلبك
, قالت امل بحده، لازم انبه عليه ان في الجامعه محدش يعرف حاجة اه انا متفوقه من نفسي ومش عاوزه حد ينسب تفوقي دا ليه ايوه انا مش محتاجة له في ايه حاجه
, انا مش محتاجة لاي راجل في الدنيا اساسا.
,
, ضحكت اميره بشده من كلام اختها وقالت بهمس
, امل ب**** عليكي توعديني
, امل بتساؤل، اوعدك بايه
, اميره وهي تضحك بشده، لو اطبيتي علي بوزك وحبيتي عمر تبقي تقوليلي اصل كل الروايات ال بقراها بيقي البطل والبطله عاملين اكشن مع بعض زيك انتي وعمر كده وبعدين يطبو يا حلوه
, نظرت لها امل بسخريه وقالت، طب روحي اطفي ا لنور واتخمدي عاوزه انام انا غلطانه اني بتكلم مع واحده مخها ضارب من كتر الروايات زيك.
,
, ذهبت اميره لتطفئ النور وقالت، عموما لو مش جاي لك نوم هتلاقي في الدرج روايات حلوه خديلك روايه اتسلي فيها.
,
, جلس محمود مع زوجته يبثها همه وحزنه وهي تواسيه وتمنحه الامل في الشفاء وتذكره برحمة **** ومقدرته
, قالت، **** هيشفيك وتعيش وتفرح بالبنتين وسالم وولادهم كمان
, نظر اليها محمود باسي وقال، الحمد لله على كل شيء بس قلقان علي سالم قوي خايف عليه البنات مستواهم في التعليم كويس وكلهم هياخدو شهادات عاليه انا عارف ان سالم مبيحبش التعليم يعني لو خد دبلوم يبقي من **** يا نجيه.
,
, وبصراحه بفكر إني لازم أءمن له مستقبله لو سبت الاراضي والمصنع والبيت والفلوس ال في البنك وكل حاجه هيختلفو لو جري لي حاجة
, وبعدين ارض محمود ابو كامل ميدخلها ش ناس غريبه
, نجيه بتساؤل، بتقصد مين
, محمود، بقصد اجواز البنات طلعو ولا نزلو مبيحملوش اسمي ال بيحمل اسمي سالم فاهمه سالم وبس
, نجيه بتعجب، والبنات كمان بيحملو اسمك يا حاج.
,
, محمود بغضب، لأ يا نجيه كل بنت ولادها هيحملو اسم جوزها لكن ولاد سالم بس ال هيشيلو اسم العيله انا بحب البنات لكن سالم ابني الوحيد ومش هخلي حد احسن منه حتي لو اخته اوجوزها
, ثم اشار لها وقال، قربي مني يا نجيه عاوز اقولك علي سر فاهمه يا نجيه سر
, اقتربت منه نجيه وقالت، خير يا ابوسالم.
,
, قال هامسا، انا باذن **** ناول اكتب كل املاكي لسالم وهراضي البنات برده يعني كل بنت اسيب لها ميت الف جنيه باسمها وهخلي سعيد اخويا يشيل الاوراق عنده ويساعدني علي تنفيذ الوصيه وسعيد اخويا وحبيبي وانا اتكلمت معاه قبل كده وقال ان انا عندي حق ولو سبت الميراث سداح مداح كده البنات واجوازهم هيذلو سالم فهمتي يا نجيه
, نجيه بسداجه، عداك العيب يا حاج انت ما بتعملش الا الصالح.
,
, شجعته نجيه ولم تخالفه او تثنيه عن تلك الجريمه نعم انها جريمه ولما لا فإن **** سبحانه وتعالى جعل رسول **** يفسر كل احكام الدين مثل الصلاه والعبادات الا المواريث فقد حددها **** في كتابه الكريم بنفسه فقال سبحانه وتعالى
, بسم **** الرحمن الرحيم.
,
, يوصيكم **** في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين فان كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ماترك وان كانت واحدة فلها النصف ولابويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولدفإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلامه الثلث فان كان له إخوه فالأمه السدس من بعد وصية يوصي بها اودين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من **** إن **** كان عليما حكيما (11) سورة النساء.
,
, **** بعظمته وحكمته وعلمه يعلم بضعف نفوس بعض البشر فانزل ايات محكمات تبين احكام الميراث الذي هو مال **** يهبه لمن يشاء
, ولكن بعض النفوس الضعيفه تتلاعب باحكام الشريعه فتمنح من تشاء وتمنع من تشاء
, سبحان **** رب العالمين أأنتم اكثر حكمه وعدلا من ****، معاذ **** بل انتم اكثر جهلآ وغبا ء تحملون اوزارا ليستفيد غيركم ولن تجنو شيئا وربما الذي تحرمونه من حقه اكثر برآ لكم من ذلك الغاصب الذي ياخد حق غيره.
,
, ومن قال انه يوجد ما يسمي مراضية البنات بل يوجد لهم حق كفله لهن الشرع
, لياخذنه بكرامه مثلهن مثل شقيقهن الذكر
, ورغم ان **** جعل للذكر مثل حق الانثيين لكن بعض الذكور تريد كل شئ. لا يكفيهم ان جعل **** لهم ضعف شقيقتهم ولا يرضيهم ذلك
, ونسو ان من يتعدي حدود **** له عذاب اليم.
,
, هكذا وضع محمود تلك الخطه التي قبلتها نجيه ارضاء لزوجها وخوفا علي ابنها الصغير وساعده شقيقه الذي يحمل نفس افكاره السخيفه عن تميز الذكر عن الانثي واتفق جميعهم الا يعلم احد عن تلك الوصيه الجائره الا في حالة وفاة محمود فقط.
,
, استا ذن عمر محمود هاتفيا ان يزور امل لمره قبل عقد القران فوافق محمود ورحب به
, وفي الموعد المحدد للزياره كان سالم يلعب مع اصدقائه كرة قدم بجوار المنزل
, وجلست امل من النوم وجلست بصالة البيت وفي يدها جزره كبيره تقضمها وهي ترتدي بيجامه بيضاء بورود حمراء وصفراء وتترك شعرها الطويل الناعم بتجاعيد خفيفه ملقي باهمال وراء ظهرها دون تصفيف
, خرجت نجيه من المطبخ التي تقف فيه هيه وسمرا الخادمه.
,
, لتصيح بها، ما تقومي يا بت يا امل تلبسي بدال ما انتي قاعده زي الغوله كده
, قالت امل بغيظ وهي تشير بالجزره التي بيدها لامها
, غوله غوله لو مش عاجبه يغور.
,
, سمعت صوت ياتي من خلفها يقول، لأ عاجبني
, نظرت للخلف وصعقت حينما رات عمر بصحبة اخيها سالم
, نظرت لامها وهي تكاد تبكي ثم انطلقت وهي تجري كالريح باتجاه غرفتها
, اخذعمر يضحك بصوت عالي وشاركته نجيه الضحك وقالت
, و**** يا بني امل دي طيبه قوي بس لما تاخد عليك شويه وتتعود هتتغير
, نظر عمر لنجيه مطمئنا وقال، انا مبتضيقش منها و**** بالعكس
, سالها عن محمود واخبرته انه نائم وسيستيقظ لتناول الغداء معه.
,
, وقالت، روح يا سالم نادي اختك
, قال سالم ببراءه، لأ يا ختي امل دي مبتتفهمش وكل ما تشوفني داخل اوضتها تضربني انادي اميره احسن
, قامت نجيه وهي تهمس، عيل غبي قوي هتناديله اميره ليه يا اهبل
, دخلت لتجد امل نائمه في فراشها فاقتربت منها وعنفتها قائله
, انتي يا بت معندكيش ددمم ما تقومي تلبسي وتطلعي للراجل ال قاعد بره دا يلا اعملي له عصير ودخليهوله عقبال ما الغدا يجهز
, امل، ما تخلي سمره تعمله.
,
, نجيه، ادخلي قولي لها ولا اعمليه المهم هاتيه وتعالي
, يلاالبسي حاجه عدله
, ارتدت امل فستان و**** طويل وذهبت الي المطبخ
, امرت سمره ان تعد لعمر كوب من عصير الموز باللبن
, وحينما رأت سمره علي وشك وضع السكر علي الخليط فقالت مبتسمه
, بقولك ايه يا سمره، شوفي انتي الاكل انا هضرب العصير بالخلاط وعمدا وضعت كميه كبيره من الملح في العصير وهي تضحك بمكر
, ثم حملته ودخلت غرفة الصالون التي يجلس بها عمر ونجيه وقالت مبتسمه.
,
, السلام عليكم
, عمر. باستغراب، وعليكم السلام
, جلست علي كرسي مجاور لعمر وقالت، اتفضل العصير
, قالت نجيه، اشرب يا دكتور عمر دي امل عملاه لك مخصوص
, رفع عمر الكوب علي فمه وارتشف منه رشفه صغيره واخذ يسعل
, ناولته امل منديل وقالت، اتفضل يا دكتر
, اخذه منها ونظر الي نجيه وقال لامل
, لا بجد تسلم ايديكي لذيذ قوي
, ثم استئنف، تسمحي لي يا ماما اسقي امل بايدي من العصير
, نجيه بابتسامه كبيره، يا تكو ايه يا ولاد اه يابني **** يهنيكو.
,
, وضع عمر العصير علي فم امل وقال وهو يجز علي اسنانه
, اشربي
, امل. بتوسل، لأ اصل انا مبحبوش
, عمر بتصميم، لأ و**** هتشربي
, نجيه، خدي يا امل من ايده متكسفيهوس
, ياماما لم يترك لها عمر الفرصه ولكن وضع العصيرفي فمها بكميه كبيره فاخذت تسعل وانتثر العصير من فمها علي الكوب وعلي عمر
, نهضت نجيه مسرعه، للاحضار فوطه
, وقالت ايه ال جرالك يا امل كده يا بنتي تغرقي االدنبا
, مسحت امل فمها بيدها و قالت
, عجبك كده
, عمر بتهكم، انتي ال بداتي.
,
, امل. بغيظ، غلطه حطيت الملح بالغلط
, عمر، بسخريه وانا كمان سقيتك بالغلط خالصين
, مش كفايه راضي بيكي وانتي
, وانتي زي الغوله
, امل بغضب، غوله انا غوله
, عمر. بابتسامه، اه غوله بشعر منكوش
, بعد ان حضرت نجيه واخذ تنظف المكان اقترحت عليهم ان ينزلو الي الحديقه
, فنزلت امل معه مرغمه
, مد عمر يده في جيبه واخرج علبه صغيره وقال بابتسامه جميله.
,
, اتفضلي
, امل، ايه دا
, عمر، خاتم يا ريت يعجبك
, حاول ان يمسك يدها ليضع الخاتم في اصبعها ولكنها شدت يدها وقالت، ما ينفعش
, عمر، ليه
, امل بتصميم، تمسك ايدي ليه يعني
, عمر، عندك حق اتفضلي البسيه انتي ان شاء بعد كتب الكتاب همسك ايدك واكسرهالك كمان
, امل، انت انسان مستفز
, عمر، يا صبر ايوب البنات القمرات ماليه الجامعه ايه ال جابني للغوله دي يا ربي
, امل، ومين قالك تيجي روح للقمرات.
,
, اقترب عمر منها براسه وقال، لأ انا بحب الغوله
, امل، غوله في عينك
, عمر مبتسم، المره الجايه هجيب لك هديه مشط لحد ما تبقي في بيتي بقي وساعتها
, امل، ساعتها ايه
, عمر، هساعدك ونسرحه سوا
, امل بغيظ، يوووووه
, ثم قالت، علي فكره مش هنقول في الجامعه علي الخطوبه ولا كانك تعرفني
, عمر، ليه يا مجنونه
, امل، هوا كدا دا شرطي علشان كتب الكتاب موافق ولا لأ
, عمر وهو يمسك راسه، موافق يا مثبت العقل والدين يا رب
, في منزل مصطفي.
,
, جلس مصطفي وايمان يتشاجران من جديد
, مصطفي بغضب، يعني ايه اجي القيكي لسه في الصيدليه انا يا هانم باجي مرهق وتعبان انا قلت لك قبل كدا يا انا يا شغلك
, ظبتي الدنيا يومين واديكي اهو بقيتي اسو ء من الاول
, ايمان وهي تبكي، يا مصطفي انا بحبك وانت عارف انت عندي ايه بس دا شغلي ومش كل يوم بتاخر بس النهارده واحد من ال بيشتغلو عنده ظروف وكان لازم حد ياخد ورديته.
,
, مصطفي، انا مش مخليكي محتاجه حاجه يا ايمان كل شغلي وتعبي ليكي انتي وبنتي وبصراحه انا عاوز اخلف سلمي كبرت والسنه الجايه هتدخل المدرسه ليه مصممه انه مش دلوقتي
, ايمان، انا تعبت وذاكرت وبقيت دكتوره يا.
,
, مصطفي مش هرمي كل دا ورا ضهري وابقي ست بيت قاعده تخلف وتربي وتستني المصروف من ايد جوزها فاهم
, فاهم لازم تقدر انا كمان ليه طموح واحلام
, اقترب منها مصطفي وقال وهو في قمة ضيقه، انت خلاص معدش فيكي امل يا ايمان
, ثم خرج وصفع الباب ورائه عائدا الي عيادته مره اخري
, جلست ايمان تبكي
, وعند سلم العياده كانت علا قد اغلقت العياده وتنزل السلم لتغادر المكان
, ولكنها رات مصطفي يدخل من البوابه فصعدت مره اخري بسرعه.
,
, وفتحت باب العياده ودخلت غرفته ونامت علي سرير الكشف ونامت لتدعي انها مستغرقه في النوم
, تعجب مصطفي حينما وجد الباب ما زال مفتوح ودخل لينادي علي علا لم ترد
, وحينما دخل غرفة مكتبه وجلس علي المكتب وهو غاضبا يتذكر ما حدث منذ قليل بينه وبين زوجته
, جال بنظره في المكان فلمح علا مستغرقه في النوم وقد انخذت وضع مثير
, اقترب منها. وقال. علا
, علا، يا علا
, فتحت علا عيناها ببطئ وقالت، انت بجد مش مصدقه اكيد بحلم.
,
, صاح مصطفي بغلظه، لا ما بتحلميش اتفضلي قومي روحي بيتكم ايه ال منيمك هنا ما ينفعش كده
, علا بنعومه، اااا معلهش اصلي كنت مرهقه شويه عاوز حاجه اعملها لحضرتك قبل ما امشي
, مصطفي بصوت اجش، لا مش عاوز حاجه انا اصلي نسيت حاجه هاخدها ونازل علي طول
, فتح درج مكتبه ثم اغلقه وخرج مسرعا وصفع ورائه الباب بعنف.

الثالث عشر


في منزل عاصم
, سمعا صوت جرس الباب فتوجه عاصم ليفتح ويري والدته بصحبة زوجها وأولادها وما أن رأته عانقته بشده وهي تقول بلهفه: إزيك يا حبيبي وحشتني خالص
, إبتلع عاصم ريقه بمرارة وتجمد مكانه لا يتحرك حتي قالت وهي تبتعد عنه: طمني عليك يا حبيبي عامل ايه
, أجاب عليها بجديه قائلاً: كويس
, بينما أقبلت عليها حنان وهي تعانقها وتقول: ماما وحشتيني أوي
, عانقتها الأخري وهي تقول: أنتي وحشتيني اكتر يا حبيبة ماما.
,
, ودلف أحمد بصحبة أولاده وصافح عاصم الذي صافحه بضيق، وكذلك أبنائه،
, فقال خالد مازحاً: إزيك يا عصوم واحشني
, عاصم بجديه: أهلا يا خالد، إتفضلوا
, ولجوا جميعا إلي الداخل بينما تحدثت حكمت بإبتسامه وهي تقول: معلش بقا يا عاصم يابني هنتقل عليك اليومين دول!
, هز رأسه لها وقال بصوت رجولي: أهلا بيكم، ثم نهض وقال: أنا عندي شغل ولازم أمشي دلوقتي حنان معاكم لو إحتاجتم أي حاجه.
,
, ثم لم ينتظر كثيرا وتوجه إلي خارج المنزل وهو يتنفس بصعوبة فبمجرد رؤيته لوالدته، تذكر معاناته التي لا يعلم بها سوا خالقه وكم قضي من أيام يتألم فيها وحده ويتحمل المسؤولية دون مساعد أو رفيق له فقط كان يتوكل علي الذي خلقه ويستعين به حتي أصبح رجلا له إحترامه ووقاره٣ نقطة
,
, بينما جلس أحمد جوار زوجته وهو يقول بحنق: علي فكره إبنك مش طايقنا!
, حكمت بتنهيدة: لا متهيئلك يا أحمد أصبر بس
, أحمد: أما نشوف.
,
, مر إسبوعان، حتي جاء يوم يحمل في طياته مفاجآت كثيرة ويحمل فرحة كبيرة حيث كان ذلك اليوم عقد قران أمل وعمر الذي كان فرح للغاية علي عكس أمل التي كانت جالسة تزفر بضيق، وتتأفف كلما سمعت الزغاريد تصدغ في أركان المنزل وضحكات شقيقتها تتعالي لتعطي المكان روحا من السعادة والبهجة،
, دلفت نجيه وهي تقول بفرحة: يلا يا أمولة جهزي نفسك الكوافيرة علي وصول
, أمل بلا مبالاه: اوف طيب طيب.
,
, بينما إقتربن إخواتها منها وهن يصفقن بأيديهن ويغنن بمرح:
, ما تزوقيني يا ماما قوام يا ماما ده عريسي هايخدني بالسلامه يا ماما
, زفرت أمل بحنق وهي تقول غاضبة: ما تسكتي يا ختي أنتي وهي وأمشوا بعيد عني
, ضحكت نجيه رغما عنها علي فتياتها وقالت: يوه جتك ايه يا بت يا أمل يابت إفرحي بقا إخواتك فرحانين ليكي وبيهزروا معاكي وكمان عريسك زي الفل و**** استهدي ب**** وافردي خلقتك دي
, أمل بغضب: مالها خلقتي يا ماما مالها بس.
,
, إيمان ضاحكة: ملهاش يا أمولة تعالي يلا بقا عشان تلبسي العريس علي وصول.
,
, كان البيت مزين بالحبال التي تنير وتطلق شعاع ملون كما علت أصوات الأغاني وإبتدت المعازيم تهل ليمتلئ منزل الحاج محمود بالمعازيم جميعهم يهنؤنهه ويتبادلون المباركات، بينما وصل سعيد وعائلته ليستقبل مع أخيه المعازيم وتقف سهام بجانب نجيه وسمره يقدمون الحلوي والعصائر، وكذلك كان هشام يحاول أن يري أميرة وعيناه تزوغ في أنحاء المنزل بحثاً عليها، وفيما دلفت سارة إلي غرفة الفتيات لتتشارك معهن في الضحكات والمزاح عدا أمل التي كانت تنظر إلي المرآه بشرود تاركه لخبيرة التجميل تفعل ما تشاء في وجهها ذاك الملامح الهادئه حيث كانت أمل عيناها تختلط بين اللونين العسلي والأخضر وذات بشرة بيضاء هادئه وأيضاً جسد رشيق متناسق، وما إن إنتهت خبيرة التجميل من وضع مساحيق التجميل واللمسات الأخيرة علي وجه أمل حتي أصبحت كالملكة المتوجة في فستانها ذو اللون الموڤ الهادئ وكذلك إرتدت طرحة ستان بنفس اللون فكانت حقا جميلة إلي حد كبير.
,
, صفقن الفتيات وأطلقن الزغاريد حين إنبهرن بجمالها مما جعل أمل تبتسم رغماً عنها حينما نظرت إلي المرآه ف لأول مرة تضع علي وجهها مستحضرات تجميل، إنبهرت هي الأخري بجمالها وثوانٍ معدودة وإستمعت إلي صوت الزغاريد تعلو وتعلو تُعلن عن مجئ عمر بصحبة عائلته لتتوتر أكثر ويتملكها الإرتباك٣ نقطة
,
, بينما نهض مصطفي ليصافح عمر وعائلته ويرحب بهم وكذلك هشام والحاج سعيد وبقيّ محمود جالساً لم يعد قادراً علي القيام، فتقدموا جميعاً نحوه وصافحوه وتبادله المباركات والتهاني وبعد قليل آتي المأذون وجلس بين الحاج محمود وعمر الذي كان يتألق في ملابسه حيث كان يرتدي بنطال من الجينز الأسمر وقميص أبيض وچاكيت سبور باللون الأسمر أيضاً فأصبح أكثر وسامة وإشراق٣ نقطة
,
, وضع عمر يده في يد الحاج محمود وبدأ المأذون يقول مراسم الزواج حتي إنتهي وأنهي كلماته ب بارك **** لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، وأخذ مصطفي الدفتر لتوقع عليه أمل وما إن وقعت تعالت الأغاني من جديد وطغي علي المكان بهجة وسعادة٣ نقطة
, نهض عمر بعد أن إستأذن الحاج محمود أن يدلف إلي زوجته، توجه إلي غرفة الفتيات بصحبة مصطفي فتقدم مصطفي وهو يقول مرحا: بعد اذنكم يا جماعة العريس عايز عروسته علي إنفراد..
,
, ضحكن الفتيات ونهضن من مقاعدهن وتوجهن إلي الخارج وهن يتمازحن مع أمل ومنهن من تغمز لها ومنهن تمزح ليجعلوها ترتبك أكثر وأكثر، بينما إبتلعت أمل ريقها وهي تتوسل لأخواتها بالنظرات بأن لا يتركوها ولكن دون جدوي لا يشفقن عليها لحظةٍ واحدة٣ نقطة
,
, خرج الجميع ودلف عمر وما إن دلف حتي إنبهر بجمالها الطاغي، تسمر مكانه وهو يبتلع ريقه ويتنهد بحرارة إقترب منها بخطوات متمهلة حتي وصل إليها وتقلصت المسافة بينهما، فتوردت وجنتي أمل وظلت تفرك كلتي يديها في بعضهما، فإبتسم عمر وقال هامساً: طب ما إحنا بنتكسف زي البنات الحلوين أهو
, رفعت أمل بصرها إليه وقد نست خجلها في لحظة لتجيب عليه قائله بجديه: امال يعني فاكرني قالعه برقع الحيا!
,
, تفاجئت بذراعه يلتف حول خصرها ويجذبها إليه وهو يقول مازحاً: لا فاكرك مراتي حبيبتي
, إزدردت ريقها بخجل شديد ثم دفعته في صدره وإبتعدت عنه قائله بإرتباك: آآ أنت قليل الأدب إطلع بره لو سمحت
, ضحك عمر وإقترب منها مره ثانيه وهو يقول: بلاش غلط ماهو خلاص أنا بقيت جوزك وهربيكي علي ايديا.
,
, عبست أمل بوجهها وقالت بحدة: ده علي أساس اني مش متربيه ولا إيه، لا بقولك ايه أوعي تفتكر إني مكسورة الجناح وهقولك لا والنبي يا سي عمر وهخاف منك!
, إقترب عمر أكثر وهو يقول ناظراً إلي عينيها: ممم يعني معني كده لو عاقبتك هتعاقبيني وزي ما هعمل هتعملي
, أومأت أمل رأسها قائلة: بالظبط كده
, رفع عمر حاجبه وقال: يعني لو ضربتك بالقلم هتعملي ايه؟!
,
, نظرت أمل إليه بتحدي وقالت: أولا متقدرش ثانيا ضربة علي قلبك ثالثا هردهولك علي طول
, باغتها عمر بحركة سريعة حيث ألصق ظهرها في الحائط وحاوطها بذراعيه وهو يقول ناظراً إلي عينيها: لسانك طويل يا أمولتي! وعايز قصه ده أولا ثانيا بقي أنا عمري ما همد ايدي عليكي، ثالثا وده الأهم، إقترب من آذنها قائلاً: بحبك
, إتسعت عينيها ولا تعلم لما خفق قلبها بشده، رفعت بصرها إليه وهي تقول فارغه شفاها: ها.
,
, ضيق عينيه بمكر وهو يقول بمراوغة: بتقوليلي بقا زي ما هعمل هتعملي قد كلامك يعني؟
, عادت نظرة التحدي إلي عينيها لتنظر له قائلة بثقه: ايوه طبعا
, طبع قبلة مطوله علي وجنتها متمهلة لتتفاجئ بها وتدفعه ليبتعد عنها وقالت بجديه: أنت بحد قليل الأدب
, أمسك أنفها بيده وقال ضاحكا: بلاش غلط قولنا وبعدين خليكي قد كلامك ورديلي الي عملته..
, توترت أكثر وقالت: ها لاء طبعا أنت مجنون أصلا.
,
, تنهد بنفاذ صبر وقال: طب اديني ايدك ألبسك الشبكه يا روح قلبي
, زفرت بضيق ومدت له يدها فأمسك بها وشرع في تلبيسها الخاتم والمحبس وإنسيال رقيق، وسط خجلها ونظراته المتفحصه لها وما إن إنتهي مد يده لها وقال غامزاً: لبسيني دبلتي بقا
, إبتلعت ريقها وأخذت الدبلة بيد مرتعشه وأدخلتها في صابعهُ، ومن ثم قالت: آ إتفضل خلاص إرتحت
, غمز لها مره أخري وتابع قائلا: أنا مرتاح عشان معاكي يا مراتي العزيزة!
,
, رمشت بعينيها وأشاحت بوجهها كي لا تضعف أثر غزله الصريح لها وتكشف نفسها أمامه وأنها كأي أنثي تذوب من كلمة رقيقة٣ نقطة
, تنهد عمر قائلا بمزاح: أحبك وأنت مكسوف، ثم أمسك يدها وقال: طب تعالي نخرج للناس ولا عايزني اقعد معاكي هنا، ها قوليلي متتكسفيش
, رمقته بنظرات مغتاظه وهي تقول: لاء يلا نخرج.
,
, ضحك وسار معها إلي الخارج فهلل الجميع حين رأوهم بكامل أناقتهم، بينما عانقتها فاطمة والدة عمر وكذلك إيناس شقيقته وبينما ساعدت نجية زوجها علي الوقوف فنهض بصعوبة بالغة و إحتضن إبنته التي أقبلت عليه وعانقته بشده لتشهق بقوة ولم يتحمل محمود فبكي هو الآخر وهو يشدد من إحتضان إبنته الغاليه ويمسد علي ظهرها ويقول: متعيطيش يا بنتي إفرحي ده جوزك ونعم الرجال وأنا كده مطمن عليكي مش عايزك تعيطي أبدا يا حبيبتي **** يهنيكي ويسعدك..
,
, إنحنت أمل بجسدها وقبلت كف والدها ثم قالت من بين دموعها: **** يخليك لينا ويباركلنا في عمرك يا بابا وميحرمناش منك أبدا
, نظر الحاج محمود إلي عمر وقال: أوعدني يابني تحافظ عليها ومتهنهاش عمرك عشان أبقي ميت مطمن عليها
, أسرع عمر واجاب عليه قائلاً: متقولش كده يا حاج أمل في عنيا **** يبارك في عمر حضرتك
, إبتسم له الحاج محمود وقال: أنا متأكد انك هتحافظ عليها يابني **** يسعدكوا٣ نقطة
,
, ثم جلس ونظر إلي إبنته أميره الواقفه مع المعازيم وحدث نفسه قائلاً: عقبالك يابنتي أنتي كمان **** يسعدك زي اختك٣ نقطة
,
, مر إسبوع علي عقد قران عمر وأمل كانت الحالة مستقره للجميع ما عدا الحاج محمود الذي كان يتدهور يوما عن يوم٣ نقطة
,
, وفي ذات يوم في المساء
, تشاجر مصطفي مع إيمان لنفس ذاك السبب وهو عملها الذي أخذ وقتها في الفتره الأخيرة وعادت تهمل في بيتها مرة أخري مما جعل مصطفي يثور عليها ويخرج تاركا إياها تبكي وخرج هو غاضباً٣ نقطة
,
, في منزل الحاج محمود
, نهض عن فراشه بخطوات متثاقله ولكنها سريعه نوعا ما متجهاً إلي المرحاض ليتقيئ وينازع مع الآلآم التي سكنت جسده الواهن، أصبح في حالة من الهزيان والمرض حاصرهُ بل وتمكن منه، ظل يتأوه بصوتٍ عالِ في المرحاض حتي إنتفضت نجيه في الفراش ومن ثم أسرعت متجهه إلي الخارج وهي تقول بلهفه: يالهوي يا ساتر يارب مالك يا حاج.
,
, أخذ الحاج محمود يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة، وهو يشير لها بيده ويقول بصوت متقطع: ه ه هموت يا نجية
, أمسكت نجيه به وهي تقول من بين دموعها التي إنسابت بغزاره حزناً علي زوجها: بعد الشر عليك يا حاج محمود متقولش كده تعالي معايا يا حاج تعالي٣ نقطة
,
, سار معها الحاج محمود وهو يستند عليها، حتي وصلا إلي الفراش ومن ثم ساعدته نجيه علي النوم وجسده يرتعش وكأنه أصبح لوحاً من الثلج، وأخذت حبات العرق تنبع من جبينه بغزاره، حتي لاحظت نجيه فأمسكت كف يده رأته كالثلج تماما إنتفضت ذعراً من هيئته وهي تري جسده يتشنج وكأنه بالفعل يصارع، وقفت لثوان لا تعرف ماذا تفعل! إقتربت وهي تهزه بيديها بقلق وخوف شديدين، وقالت بتوجس: يا حاج فيك ايه طمني اطلب الدكتور ولا إيه.
,
, أخذ محمود زفيراً قوياً بصوت عال، مما جعلها تلطم علي صدرها وهي تنادي بأسماء أولادها، يا أميره. يا أمل، يا سالم
, أنتفض ثلاثتهم ونهضوا متجهين الي غرفة والديهم، أسرعت أميره وهي تقول: في ايه يا ماما بابا ماله
, نجية من بين دموعها مش عارفة يابنتي مش عارفة
, وبينما صُدمت أمل وهي تري والدها يطلق أصوات غريبة عليهم ف لأول مرة يروه علي هذه الحالة٣ نقطة
,
, تقلصت عضلات جسده أكثر وكأن الدم هرب منه، وعيناه تنفتح ثم تنغلق ببطئ شديد! وهو يحاول نطق الشهادة ولم يستطيع، صوته يطلع بخفوت ليقول بتقطع: آآ أش أش ه هد، ثم يصمت وهو ينازع مع سكرات الموت وكأن أنفاسهُ تنتزع منه نزعاً، فيعود يردد بصعوبة بالغة: آآ أش أش ه هد آ آ،
, صرخت أميرة عالياً وقد علمت أن آباها سوف يفارق الحياة لا محالة، وقالت بذعراً: ب بابا بيحتضر يا ماما بابا بيموت يا أمل.
,
, لتصرخ أمل هي الأخري باكية: لا لا بابا لا بابا
, وكذلك سالم الذي كان مذهولا ودموعه علي وجهه تتساقط بشده وهو ينادي علي والده الممدد علي الفراش لا حول له ولا قوه!
, جلست نجية بجانب زوجها وهي تبكي ولكن محاولة التماسك وقالت: حاج لا متسبناش ده احنا ملناش غيرك يا حاج.
,
, صمتت لبرهه وهي تراه يحاول نطق الشهادة ولكنه عاجز، فمسدت علي فروة رأسه وهي تردد له الشهادة عله يردد خلفها، وظلت هكذا لعدة دقائق حتي نطقها بصعوبة بالغة، ثم بعد ذلك تجمد جسده فجأه ووأخرج آخر نفس فيه ولم يستنشق نفس بعده فلقد خرجت الروح وصعدت إلي بارئها، ليصبح جثة هامدة منغلقه العينين، لم تصدق نجيه أن زوجها قد فارق، فارق الحياة ولن يعود مرة ثانية، لتطلق صرخة مداويه يكاد أن تهتز لها جدران المنزل، بينما حضنت أمل إخواتها في آن واحد ليشهقوا ثلاثتهم باكين بمرارة فها هو الأب قد رحل، رحل من كان سنداً وأمان وحماية، رحل الرجل الذي كان يفني حياته لأجلهم ويشقي ويسعي من أجل إسعادهم الآن رحل!
,
, عاد مصطفي إلي المنزل بعد أن سار بسيارته ساعتان متواصلان ليخرج فيهما شحنة غضبه، دلف إلي الداخل وأغلق الباب خلفه وإتجه إلي غرفة النوم، فلم يجد زوجته، فأتجه إلي غرفة إبنته فوجدها جالسة علي الأريكه الصغيرة وقد غفيت وهي جالسة أمام إبنتها الغارقه في نومها، تنهد مصطفي بعمق ثم إتجه إليها ليفيقها بهدوء وهو يقول: اإيمان، إيمان!
,
, لم تجيب إيمان عليه وتصنعت النوم، وما كان من مصطفي إلا أنه حملها برفق بين ذراعيه بعد أن إعتقد أنها نائمة، وإتجه بها إلي غرفتهما وكاد أن يضعها علي الفراش ولكنه تفاجئ بها تتعلق في عنقه وتقول بدلال: خليك شايلني شوية يا مصطفي عشان خاطري
, رفع مصطفي أحد حاجبيه وقال بجديه: يعني كنتي عامله نفسك نايمه!
, إبتسمت له وطبعت قبلة علي وجنته وهي تقول: أعمل إيه ما أنت أكيد لسه زعلان فقولت أتدلع عليك عشان تصالحني.
,
, أنزلها مصطفي لتقف علي قدميها وينظر إلي عينيها: ايمان ملكيش كلام معايا من فضلك ياريت تخليكي في حالك ودلوقتي أنا عايزك تختاري بينا! يا أنا يا شغلك يا ايمان!
, أغلقت ايمان عينيها في ضيق ثم أعادت فتحها وهي تقول؛ يا مصطفي ليه عايز تمحي وجودي و٣ نقطة
, قاطعها مصطفي بحده وهو يقول: كلمة واحدة يا ايمان ومعنديش غيرها.
,
, كادت أن تتحدث ولكن قاطعها رنين هاتفها لتقول باستغراب وهي تلتقطه من علي الكومود، : خير يارب يا تري مين الي بيتصل!
, تسرب القلق إلي قلبها حين وجدت إسم أمل علي الشاشة فأجابت سريعا قائلة بقلق: أمل في ايه أنتوا ك٣ نقطة
, لم تكمل جملتها حتي آتاها صوت شقيقتها الباكي وهي تقول: ايمان بابا مات يا ايمان إلحقينا بابا مات.
,
, تصلبت إيمان في وقفتها وقد إتسعت مقلتيها وهي تنظر إلي زوجها بأعين دامعة ضائعة لينتابه مصطفي القلق وقال متساءلا بقلق: في ايه يا ايمان مالك!
, خرج صوتها كمن تحت صخرة كبيرة، لتقول بصوت باكي متألم: ب ب بابا مات ب بابا أمل أنتي بتقولي ايه، لتصرخ باكيه بهستيريه بعد ذلك، فأخذ مصطفي الهاتف وقال بحزن: لا اله الا **** حصل امتي يا أمل.
,
, أمل ببكاء مرير: دلوقتي احنا مستنينكم، ثم أغلقت الخط ونظر مصطفي إلي زوجته ليأخذها في أحضانه بحزن شديد فقد كان الحاج محمود عزيزاً عليه ويعتبره مثل والده، أخذت إيمان تبكي وتشهق بمرارة، وهي تنتحب وتقول: بابا مات يا مصطفي بابا مات
, أخذ يهون عليها وهو يربت علي ظهرها وهو يقول بنبرة حزينه: ده مكتوب علينا يا ايمان اهدي يا حبيبتي **** يرحمه برحمته.
,
, إبتعدت عنه لتركض الي الخزانه قائلة من بين دموعها: لازم نسافر دلوقتي يا حبيبي يا بابا يا حبيبي
, دلف مصطفي إلي غرفة إبنته وحملها من فراشها وهي نائمه علي كتفه، ثم خرج وأخذ مفاتيح سيارته حتي انتهت ايمان من ملابسها وسارت معه إلي خارج المنزل وسط بكائها المرير.

الرابع عشر





انه احساس غايه في الألم والابناء يصطفون لوداع ابيهم وفي قلب كلا منهم غصه.
,
, لحظة خروج والدهم محمولآ علي الاعناق فيما يسمي بالنعش
, وبناته يقفن علي باب البيت وكلا منهن تبكي بحرقه
, احتضن مصطفي ايمان ووقف عمر يساند امل ويطيب خاطرها وتبع سالم والده ممسكا بيد عمه
, ووقفت اميره ترتعد و تنظر الي شقيقاتها كلا منهن يحتويها زوجها وهي تواسي حالها الا ان حضرت نجمه وصديقاتها الاخريات.
,
, دخلت البنات الي البيت وذهب الرجال ليتبعوا الجنازه
, وقت عصيب مرير قالت ايمان. وهي تبكي، يلا يا بنات نقرأ قرٱن لبابا وندعيله بالثبات عند السؤال
, البنات رحمه لابائهن احياء واموات يجتمعن للدعاء لا بيهن الذي حرمهن من الميراث وهن لا يعلمن شيئا مما فعله.
,
, وجلست نجيه تبكي في صمت وهي تحمل هم ما قدتفعلنه بناتها اذا علمن بالوصية الجائره. شعرت بالشفقه تجاههن لانها تراهن ضعيفات مقهورات بموت والدهن
, لكن تلك الشفقه بعد فوات الاوان ليتها نهته عما اراد ان يفعل لكنها طاوعته ببساطه وبدون معارضه.
,
, عاد الجميع من المقابر وبحث عمر بعينيه عن امل فلم يجدها حيث كانت في حجرتها مع شقيقاتها وكلا منهن تحمل مصحفا، ترسلن لابيهن الرحمات وهو ترك لهم القهر والاحساس بالدونيه
, قال عمر لسالم بحنان، روح يا سالم نادي لامل انا هستناها في الصالون
, ثم دخل الي حجرة الصالون وجلس ينتظرها
, بعد قليل دخلت امل اليه الحجره وهي ترتدي عبائه سوداء و**** اسود وقد احمرت عيناها من كثرة البكاء
, اقتربت منه امل وقالت بهمس، نعم.
,
, عمر بحنان اقعدي يا امل واشار علي مقعد بجواره
, جلست امل بضعف واخفضت وجهها تنظر الي الارض بحزن شديد
, مسك عمر ذقنها بيده ورفع وجهها لتنظر اليه وقال
, انا جنبك فاهمه انا معاكي انتي حبيبتي يا امل ومراتي وكل دنيتي عاوزين نتجاوز المحنه دي بسرعه وترجع الابتسامه لوشك الحلو ده
, انهمرت الدموع علي وجنتيها ونظرت اليه نظرات حزينه وهمست
, ابويا مات وحاسه اني انكسرت.
,
, عمر، بحنان، عمرك ما هتنكسري وانتي معايا فاهمه انا ديما هقويكي واسندك
, ثم قال ضاحكا، يا بت دا انا بحبك
, امل بطفوله، احترم نفسك دا وقته
, عمر، اه، اه لو كنا متجوزين وفي شقتنا اقسم ب**** كنت نسيتك الهم وخليتك اخر فرفشه
, امل بغيظ، انت مجنون ولا ايه حد يقول كده لواحده بيواسيها لموت ابوها
, جذبها اليه ليضع راسها علي كتفه بعد ان حضنها وقال، طب خلاص متزعليش عيطي علي كتفي وانا هطبطب عليكي.
,
, انتزعت امل نفسها بعنف من احضانه وقالت
, دا مش وقت ال بتعمله دا
, عمر يدعي البراءه، بعمل ايه بواسي مراتي
, كان يقصد ان يجعلها تنسي الحزن ولو قليلا ولكن حزنها كان اكبر من ان تتجاوب معه
, فاخذت تبكي وتنهنه ثم قالت، عن اذنك انا محتاجه ادخل وانا م انا تعبانه بجد
, عمر، انتي بتتعمدي ماتقوليش اسمي صح
, امل، ايوه انا متعوده اقولك. يا دكتر والموضوع جه بسرعه وكمان علشان في الكليه محدش يلاحظ.
,
, عمر بغيظ، انتي مش معقوله يا امل بحد مش معقوله.
,
, والحياه لاتظل علي وتيره واحده مرت الايام وبدئت النفوس تهدأ. قليلا
, وفي منزل مصطفي عاد من عمله ليجد ايمان تجلس متكوره علي سريرها وتضع راسها بين يديها.
,
, اقترب منها بحنانه المعهود وقال ضاحكا
, حبيبتي قاعده ليه كده مش قلنا نرجع لطبيعتنا بقي ونحمد ****
, ايمان وهي دامعه، افتكرت بابا **** يرحمه
, مصطفي بمحيه، انا بابا وانا ماما وانا انور وجدي كمان
, ابتسمت ايمان من مداعبته وقالت
, **** يخليك ليا يا رب
, مصطفي. بحنان، طب يلا البسي ولبسي لوما انا عازمكم علي فسحه هنتعشي واوديكم الملاهي
, دخلت سلمي الي الحجره وهي تصيح
, سمعتك يا بابي هتودينا الملاهي.
,
, احتضن مصطفي ابنته وقال، بس انا زعلان منك يا لومي ازاي تسيبي مامي قاعده زعلانه كده
, سلمي، مامي قالت لي عاوزه تقعد لوحدها شويه
, مصطفي، طب يلا اجهزوا بسرعه
, خرج مصطفي من الغرفه تتبعه نظرات ايمان الشاكره فهي تشعر كم هو عطوف وحنون ولا تختلف معه الا بخصوص موضوع عملها فقط
, انه رجل بكل ما تحمل الكلمه من معاني.
, ويقف بجوار زوجته في السراء والضراء
, وايمان تبادله حبا بحب
, وتتعجب لماذا يكره عملها الي هذا الحد.
,
, تعالت الزعاريد في بيوت القريه لقد ظهرت نتيجة الثانويه العامه.
,
, وفوجئت اميره بنجمه تطرق البيت وهي لاهثه وتصيح، اميره يا اميره نجحنا يا ميرو و**** نجحنا
, فتح سالم لها الباب لتصيح. اميره فين يا سالم
, سالم بدون اهتما م، اهي قاعده مع امل في اوضتهم
, دلفت اميره الي الحجره وتبعتها نجيه لتشيع جو من البهجه والسعاده فقد نجحت اميره وحصلت على مجموع يؤ هلها لكلية الاداب التي ترغب في دخولها
, اخذت نجيه وامل يحتضن اميره بسعاده يهنئنها بالنجاح
, وقالت امل، انا هتصل اقول لايمان.
,
, نام عاصم علي سريره بعد ان اغلق باب الحجره عليه كان كاي شاب في سنه يتمني الزواج والاستقرار واخذ يتخيل اميره في بيته تستقبله وهو عائد من عمله بابتسامتها الجميله سمع زغاريد بعض بيوت القريه وعلم ان نتيجة الثانوية العامة قد ظهرت ورغما عنه اخذ يفكر في نتيجة اميره قام من سريره وارتدي ملابسه ليذهب الي المدرسه الثانويه ويعرف نتيجتها ويبتسم لنفسه٣ نقطة
, لقد قرر ان يتقدم لها رسميا وليكن ما يكوه.
,
, قال في نفسه، لو **** كاتبنا لبعض مافيش قوه في العالم هتفرق بيننا يا تري هيه كمان حاسه بيه ولا مجرد احلام ت واوهام
, لكنه اتخذ القرار وعزم علي تنفيذه.
,
, في منزل سعيد جلس هو وسهام معا في صالة البيت وفي يد كلا منهم كوبا من الشاي
, دخلت ساره مسرعه وقالت، يا بابا مستر عاصم عاوز حضرتك بره
, سعيد، غريبه هيعوزني في ايه عاصم
, سهام بهدوء، يمكن عرف علي وفاة الحاج محمود وجاي يعزيك
, محمود بموافقه، ايوه اظن كدا
, دخلتيه يا ساره الصالون
, ساره بمرح، ايوه يا بابا.
,
, جلس سعيد مع عاصم بعد ان رحب به ينتظر ماذا يريد منه
, تنحنح عاصم وبدا مترددا ثم قال
, البقاء لله انا عرفت ان اخو حضرتك توفي بس الحقيقه انا كان عندي تصحيح برا البلد علشان كده اتاخرت في التعزيه
, سعيد بهم، **** يرحمه اخويا الوحيد حاسس اني ضهري انكسر
, عاصم، **** يبارك في عمرك يا حاج سعيد
, انا الحقيقه عاوز حضرتك في موضوع تاني
, سعيد باستفهام، خير ان شاء****
, عاصم بخجل وتردد، انا، انا، انا طالب القرب منك يا عم سعيد.
,
, سعيد بتعجب، قرب ايه يابني دي ساره لسه في الاعداديه
, عاصم موضحا، انا بقصد الانسه اميره بنت اخو حضرتك **** يرحمه
, سعيد بسخريه، انت، انت عاوز تتجوز اميره
, عاصم بتصميم، ايوه عاوز اخطبها
, سعيد باستهتار، طيب هبقي اقول لامها
, ثم اضاف متعمدا، امك حكمت عامله ايه دلوقتي مشفنهاش من زمان اتجوزت حقه وسابتكم وهربت.
,
, عاصم بغضب وحده وقد انتفخت اوداجه، امي هتهرب ليه، اتجوزت في الحلال وشرع **** وراحت مع جوزها بلده لا عملت عيب ولا حرام كانت صغيره وجميله والناس ما بترحمش والجواز **** حلله يا حاج سعيد
, سعيد بجديه. واحراج، انا مقصدتش حاجه يا بني دا مجرد سؤ ال
, عاصم بغضب، وانا برده رديت مجرد اجابه عن اذنك ويا ريت توصلهم رغبتي وترد عليه.
,
, انصرف عاصم واخذ سعيد يحدث نفسه، الواد ده متعنطز علي ايه دا انا عامل زي ما اكون بتكلم مع الوزير مش عاصم ابن حكمت..
,
, جلس سعيد مع زوجته يقص عليها ما حدث
, دخل هشام وسأل
, مين عاوز يتجوز مين سمعتكم بتقولو جواز
, قصت عليه امه ماحدث
, فصاح، اميره عاوز اميره دي بعينه
, اسمع يا بابا انا كنت مستني لحد ما يمر وقت اطول علي وفاة عمي بس بدال ده حصل بقي وكل من هب ودب هيبص لها
, يبقي تروح تتكلم مع عيلة عمي
, سعيد، خلاص النهارده المغربيه اروح اشق عليهم واتكلم معاهم يا بني دا انت الكبير يا هشوم ونفسي افرح بيك.
,
, ابتسم هشام بمرح وهو يتخيل ان يصل لمراده ويتزوج من اميرة قلبه الجميله.
,
, في عيادة مصطفي نادت علا علي خر اسم في كشوف المرضي
, وجلست وهي تفكر كيف تجذب مصطفي اليها انها اصبحت تعشقه فعلا ولم تصبح مجرد لعبه فقد اصبح هو كل شاغلها انها تفكر به وهي مستيقظه و تحلم به وهي نائمه
, فتحت حقيبتها واخرجت شفرة حلاقه صغيره ورفعت جيبتها وبيد مرتعشه مررت شفرت الموس علي ركبتها وصرخت
, بعد ان قذفت الموس بالدرج
, خرج المريض الذي انهي كشفه لينصرف وتبعه مصظفي متسائلا
, فيه ايه، فيه ايه يا علا.
,
, علا باكيه بصوت متهدج، الدرج جه في رجلي وانا بشده افتحه وعورني وبتنزف هموت يا دكتور.
,
, اقترب منها مصطفي وفزع حينما راي الدم يسيل علي قدمها وعلي الارض
, ايه دا تعالي اوضة الكشف
, علا بضعف، مش. قادره اقف
, حملها مصطفي بجديه واجلسها علي مقعد بحجرة الكشف وقال
, ارفعي هدومك ممكن اضطر اعمل لك غرز
, رفعت جيبتها وهي تتالم فعلا اثر فعلتها الشيطانيه
, اخذ يطهر لها الجرج وينظر اليها بشفقه
, ثم قال، لأ ما تخفيش دا جرح مش عميق هضمده واربطه بس
, وبالفعل اخذ يضمد الجرح بعد ان طهره جيدا وقال خلاص ممكن تروحي.
,
, لكنها لم ترد عليه واغمضت عينيها وارخت يديها لتظهر وكانها فقدت الوعي
, صاح، علا يا علا يا بنتي فوقي واخد يربط علي وجنتها فتحت عيناها ببطئ
, ثم شدت يده واخذت تقبلها وتبكي
, مصطفي مسنتكرا، ايه ال بتعمليه دا يا علا
, علا هامسه، انت انقذت حياتي
, مصطفي وهو يضحك، انقذت حياتك ليه محسساني انك طالعه من حدثه دا مجرد جرح صغير
, اشارت الي قلبها وقالت متباكيه، بس هنا جرح كبير قوي.
,
, فوجئ مصطفي بصوت زوجته التي قررت ان تفاجئه بزيارتها ويعودا معا للمنزل
, ****، **** حلو قوي المنظر داثم صفقت بيديها وقالت
, برافو و**** مشهد رومانسي الجرح في قلبها وبتبوس ايدك وانت بتضحك ومبسوط بدال ما تلطشها قلمين وانا ال فاكراك مخلص ومافيش زيك تعمل كدا مع الحقيره دي دي حتت صرصاره ولا تسوي
, ابتسمت علا بمكر لم يلاحظه مصطفي الذي كان ينظر لزوجته مستنكرا ماتقوله وصاح
, انتي اتجننتي يا ايمان ايه ال بتقوليه دا.
,
, اقتربت منه وقالت، بقول ال شفته يا دكتور ولا مش حاسس بنفسك وبعمايلكم المقرفه
, لاول مره منذ تزوجت يضربها مصطفي فقد رفع يده بغيظ لتنزل علي وجهها وهو يقول بغيظ، اخرسي، اخرسي يا ايمان.
,
, في منرل الحاج محمود جلس سعيد مع نجيه يقنعها بان يقوما بتزويج اميره لهشام
, ووقفت اميره وامل تستمعان لحديثه من خلف الستاره
, واميره تهمس لاختها، انا عمري ما هتجوز هشام انا هكمل جامعه
, امل شششششش خلينا نسمع
, استئنف سعيد حديثه، بدال كل من هب ودب ميحط عينه عليها تعرفي يا ام سالم
, مين ال جه يخطبها مني النهارده
, نجيه. بتساؤل، مين يا حاج
, سعيد باحتقار، عاصم، عاصم ابن حكمت ال كانت بتشتغل عندنا قبل ما ابوه يموت.
,
, تعجبت نجيه مما قاله
, وهللت اميره غير مصدقه ودخلت حجرتها هائمه وهي تقول
, عاصم، عاصم اتقدملي معقوله يعني حاسس بيه وصرخت بفرح اه مش مصدقه
, عاصم اتقدملي عاصم عاوز يخطبني.
,
, خرجت ايمان تجري وقالت علا، انا آسفه. آسفه
, لم يرد عليها وانما اخذ جاكت بدلته المعلق علي كرسي مكتبه وانصرف مسرعا
, ركب سيارته متجها الي منزله وحينما وصل العماره التي يقطن فيها لمح ايمان تخرج من البوابه وتمسك سلمي بيدها وبالاخري حقيبه مهلهله اعدت علي عجل
, مصطفي بجديه، ايمان راحه فين
, ايمان بعصبيه، ابعد عني
, مصطفي يحاول ان يمسك يدها
, تعالي نطلع نتفاهم
, ايمان بحده، ابعد عني فاهم ابعد عني.
,
, انا هسيب المنصوره والصيدليه ال بتكرهها والدنيا بحالها يلا يا سلمي
, واخذت ابنتها التي كانت تبكي بطفوله لانها ارادات الا تترك والدها ولكن امها نهرتها لتمشي بجوار ها صامته
, لتستقل سياره ذاهبه الي بيت عائلتها بالقريه
, جلست بالسياره تتلمس خدها الذي صفعها عليه مصطفي وتبكي بحسره.
,
, في منزل محمود صاحت اميره، هشام دا زي سالم يا ماما مستحيل اتجوزه مستحيل
, اتجوزه، يشيل الموضوع ده من دماغه احسن..
, وتحاول نجيه تاره وتحاول امل اخري ان تقنعها بقبول خطبة ابن عمها ولكنها مصممه علي رايها وقالت
, بصوا انا راحه لابله عزه اخد درس الدين علشان ترتاحوا مني خالص وتسكتو.
,
, عند عزه حكت معها اميره بصراحة فقالت لها عزه
, مش مهم الفروق في المستوي المهم ان عنده دين وكويس انا انصحك يا اميره تقبلي اكثرهم دين والبعد عن القرايب احسن
, ابتسمت اميره بسعاده فقد وافق كلام عزه هوي في نفسها وصممت ان ترفض هشام وتحاول اقناع عائلتها بعاصم بطل احلامها٣ نقطة

الخامس عشر


ما إن ذهبت إيمان إلي بيت والدها الراحل تفاجئت نجية بها تبكي وتحمل حقيبة ملابسها، شهت بفزع من هيئتها الحزينة وقالت متسائلة:
, إيه ده يا ايمان يابنتي مالك فيكي ايه
, إيمان ببكاء وهي تلقي بنفسها في أحضانها: مصطفي، مصطفي ضربني يا ماما
, إتسعت مقلتي نجية وهي تربت علي ظهرها وتقول: يالهوي ضربك ليه حصل ايه تعالي خشي ادخلي يا سلمي ادخلي.
,
, دلفن وأغلقت هنية الباب ثم جلسن فأقبلت عليهن أمل وهي تقول بلهفة: ايمان مالك يا حبيبتي في ايه
, لم تجيب عليها ايمان فكانت تبكي بإنهيار بينما قالت نجية: اجري هاتي كوباية مية لأختك يا أمل
, توجهت أمل إلي المطبخ بينما ربتت نجية علي كتف إبنتها وهي تقول: قوليلي حصل ايه يابنتي خلاه جوزك يضربك ده مصطفي عمره ما عملها معقولة
, سلمي بطفولة: بابي ضرب مامي يا تيتة.
,
, تنهدت نجية بحزن قائلة: طب قومي يا سلمي ياحبيبتي خشي لسالم وألعبي معاه يلا
, ركضت الصغيرة إلي غرفة سالم وفيما أعطتها أمل كوب المياه وجلست قبالتها،
, أخذت إيمان ترتشف منه بيد مرتعشه ثم وضعته أمامها وأخذت تكفف دموعها فيما قالت أمل بفضول: في ايه يا ايمان إحكيلنا إيه الي حصل.
,
, أغلقت إيمان عينيها في ألم ومن ثم أعادت فتحها لتقول بصوت عالٍ بعض الشئ: الخاين الي عاملي نفسه دكتور محترم بيخوني مع الزفته الحيوانة الي شغالة عنده
, لطمت نجية علي صدرها وهي تقول متسعة العينين ؛ يالهوي بيخونك
, بينما ذهلت أمل وقالت بعدم تصديق: جوزك بيخونك إزاي معقولة مصطفي الدكتور المحترم صاحب القيم والمبادئ يخونك يا إيمان لا أكيد في حاجة غلط.
,
, إيمان بتأكيد: أنا شفتهم بعنيا، حبيت أعمله مفاجأة وعديت عليه بعد ما خلصت شغل عشان نروح مع بعض، لقيته نازل ضحك معاها وآل ايه بتبوس أيده
, نجيه: يالهوي لا حول ولا قوه الا ب**** هو ايه مبقاش في حد كويس ولا مفكر أن أبوكي مات وخلاص يعمل الي هو عايزو.
,
, أمل بسخرية: رجالة كلهم زفت الطين مفيش فيهم حد عدل وأنا الي كنت مفكراه محترم طلع زيهم، ثم شردت قليلا وهي تتذكر عمر وحدثت نفسها: داهية لتكون أنت كمان كده مش بعيد عليك ما أنتوا صنف نمرود أصبر عليا ده أنت هتشوف أيام سودة
, ظلت نجية تهدئ إبنتها هي تارة وأمل تارة أخري حتي وصلت أميرة ودلفت قائلة:
, السلام عليكم
, قالت نجية بهدوء: وعليكم السلام
, تفاجئت أميرة بحالة شقيقتها فتساءلت قائلة: مالك يا إيمان.
,
, قصت أمل عليها ما حدث وما فعله مصطفي فكان ردها:
, طب جايز أنتي فهمتي غلط يا إيمان وكان بيكشف عليها إن بعض الظن إثم
, إيمان بحدة: أسكتي يا أميرة بقولك شيفاهم بعيني
, أمل بتهكم: يابنتي الرجالة كلها ناقصة أصلا ميغركيش المظاهر
, أميرة متنهدة: يا أمل متولعهاش وخليكي محضر خير مش تصبروا الاول أما نشوف مصطفي هيقول ايه ونفهم منه!
,
, تدخلت نجية في الحوار وهي تقول: متهيئلي أميرة عندها حق، لازم نشوف ونسمع من مصطفي الأول وبلاش تزودي وتشعليلي النار يا أمل خليكي في حالك
, وقفت أمل وهي تقول: أنا مالي أنا داخلة أنام أصلي مش ناقصة وجع دماغ
, ثم إتجهت إلي غرفتها بينما نظرت نجية إلي أميرة وهي تقول متساءله: وأنتي قررتي ايه في موضوعك
, إيمان بتساؤول: موضوع ايه دا
, نجية بتوضيح: هشام ابن عمك عايز أميرة وهي مش راضية آل ايه عاوزة تتجوز عاصم إبن الخدامه.
,
, إيمان بعدم فهم: عاصم مين وهشام اي الي اتقدم كل ده حصل من غير ما حد يقولي
, أميرة باختناق: دي حياتي يا ماما ومن حقي أختار الي أنا عاوزاه والي أنا مرتحاله
, إيمان وقد تذكرت: عاصم ده إبن الخدامه الي كانت بتشتغل عند عمي سعيد؟
, أومأت نجية برأسها وهي تقول: ايوه
, إيمان بذهول: وأنتي عاوزة تتجوزي إبن الخدامه يا أميرة؟
,
, أومأت أميرة برأسها لتقول بأصرار: مش عيب أبدا أن أمه كانت خدامة هو دلوقتي مدرس محترم ومتدين وده أهم حاجه والي أنا بدور عليه ودي حياتي وده قراري وأنا مش عايزة هشام
, نجية بحدة: بت يا أميرة أحترمي نفسك وإتكلمي عدل وإبن الخدامة ده لا يمكن هتتجوزيه لو إنطبق السما علي الأرض
, هبت أميرة واقفه وقالت غاضبة: حرام عليكي يا ماما ليه كده.
,
, إيمان محاولة تهدئة الموقف: طب بلاش هشام متوافقيش عليه بس برضو عاصم مينفعش يا أميرة ده مش مستوانا خالص شوفي أنتي فين وهو فين
, ترقرقت الدموع في عينا أميرة وقالت: كل ده ميهمنيش أنا يهمني شخصه مش مظهره وفلوسه
, نجية بأصرار: لاء أنتي عاوزة الناس تاكل وشنا ولا إيه
, إنهمرت الدموع علي وجنتي أميرة وركضت إلي الغرفة غاضبة٣ نقطة
,
, في منزل عاصم
, دلفت حنان إلي غرفة أخيها وهي تقول بفرحة: عاصم عصومي أنا نجحت
, إبتسم عاصم لشقيقته وقال: ألف مبروك يا حبيبتي **** يوفقك
, بادلته الإبتسامة وهي تقول: **** يبارك فيك يا عاصم، مالك؟
, تنهد عاصم بقوة وقال وهو ينهض عن مقعده: ولا حاجة مفيش يا حنان
, حنان بتصميم: لا فيه يا عاصم قولي في ايه؟
, إنفعل عاصم وقال بحدة: قولتلك مفيش يا حنان هو تحقيق ولا إيه.
,
, أدمعت عينيها فورا وأحمر وجهها بشدة بينما زفر عاصم بضيق وإتجه إليها وعانقها رابتا علي ظهرها بحنان أخوي وقال بهدوء عكس ما بداخله: معلش يا حنان آسف أنا بس مضايق شوية مكنش قصدي أزعلك
, مسحت دموعها بأناملها وقالت: ولا يهمك المهم تكون بخير
, عاصم بهدوء: أنا بخير متقلقبش عليا
, حنان بتساؤل فضولي ومزاح: طب مش هتقولي مالك؟
, أخذ عاصم نفسا عميقا ثم زفره وقال: في موضوع شاغل بالي كده يا حنان إدعيلي أنتي بس يكمل علي خير.
,
, حنان بهدوء؛: أن شاء **** **** يحققلك كل الي بتتمناه، ثم تنحنحت قائلة: عاصم ممكن أخرج أجيب حاجة ساقعة ولا مش ممكن؟
, أومأ عاصم برأسه قائلا: ماشي بس متتأخريش
, أومأت حنان برأسها وقالت بفرحه: ماشي ثم إنطلق إلي الخارج٣ نقطة
,
, رن هاتف أمل فنظرت إلي الشاشة وجدته عمر فزفرت بضيق قائلة: عاوز ايه أنت كمان دلوقتي
, ثم نهضت متجهه إلي الشرفة وأجابت عليه قائلة بحدة: نعم؟
, رفع عمر حاجبه وقال: ايه نعم دي مش تتعلمي تردي عدل علي جوزك ولا إيه؟
, أمل بتهكم: جوز مين دي كانت جوازة الندامة أصلا
, عمر بذهول: ندامة؟ أنتي مجنونه يعني مجنونة وشكلي هربيكي فعلا من أول وجديد
, أمل بانفعال: علي فكرة قولتلك مليون مرة أنا متربيه.
,
, عمر بهدوء مستفز: وماله هربيكي تاني التربيه الي علي مزاجي
, أمل بعصبية أشد: ده مين الي هيسمحلك تعمل كده
, عمر بنفس الهدوء: أنا يا حبيبي
, أمل بصوت منخفض: حبك برص يا شيخ
, عمر بتساؤل: بتقولي ايه؟
, أمل: ولا حاجة عايز ايه دلوقتي
, تنهد عمر وقال متغزلا: بطمن علي حبيبي وقلبي من جوه
, زفرت أمل بضيق وقالت: اووف علي فكره أنا مبحبش المياصه دي
, عمر بجدية: مياصة ايه يا روح الروح ده أنا جوزك.
,
, تأففت أمل وقالت: اوف عرفنا جوزي جوزي خلاص خلصنا وبعدين أنتوا أصلا كلكم زي بعض خاينين ومبتحبوش الا نفسكم
, رفع عمر حاجبه باندهاش وقال: ازاي يعني
, أمل بسخرية: الي سمعته يا دكتور يلا عن إذنك ثم أغلقت الخط دون سابق إنذار
, نظر عمر إلي الهاتف مذهولا وقال مدهوشا: ينهارك أسود دي بتقفل السكة في وشي، يخربيت الجنان ما أنا كنت كويس إيه الي رماني علي المجنونة دي و**** لأوريكي يا أمل صبرك ب**** مش هعديهالك٣ نقطة
,
, وقفت حنان تنتقي أكياس حلوي وزجاجات المياه الغازية، فيما كان يس يتابعها بإهتمام حتي إنتهت ووصل صوتها الرقيق إلي مسامعه وهي تقول بخجل: لو سمحت كده كام
, حدق بعينيها الواسعة وسرح فيهما مما جعلها ترتبك أكثر وقالت: آآ لو سمحت
, تنحنح يس بحرج وقال: احم لا خلي بقي يا ست البنات و****
, إبتسمت له وقالت: شكرا ثم مدت يدها له وقالت: اتفضل.
,
, مد يس يده وتعمد أن يلامس يدها بأصابعه حتي دبت قشعريره في جسدها أثر لمسته، وأبعدتها علي الفور وأخذت ما إشترته وهرولت مبتعده عنه
, تنهد يس بحرارة وهو يقول: اووف عسل عسل يا بنت الايه لازم تكوني ليا ده أنا هموت عليكي٣ نقطة
,
, في المساء
, إرتدي مصطفي ملابسه وعزم علي أن يذهب إلي بيت أهل زوجته وهو يتمني أن تكون ايمان ما قصت عليهم ما رأت حتي لا يظنون به سوء وتختلف معاملتهم معه ونجيه تعتبره ولدها وبالتأكيد ستنفر منه فعليه الآن أن يصلح ما فعلته تلك التي تسمي علا٣ نقطة
,
, بعد **** العشاء
, خرج عاصم من المسجد ثم خرج خلفه أيضاً هشام وكاد عاصم أن يسير ولكن إستوقفه هشام وهو يقول:
, ياه!
, إلتفت له عاصم وقال بجديه: نعم
, رفع هشام حاجبه وقال: مش أنت برضو الي إتقدمت لأميره بنت عمي
, عاصم بهدوء وثبات: أيوه
, هشام ساخرا: طلبك مرفوض
, صُددمم عاصم ولكنه قال بنفس الثبات: هي الي رفضت؟
, أومأ هشام برأسه قائلا: ايوه وبعدين إحنا بنحب بعض وهنتجوز
, إبتلع عاصم تلك الغصة المريره بحلقه وقال: بتحبوا بعض.
,
, هشام بلا مبالاه: اه عندك مانع
, عاصم متنهدا بضيق: لا **** يسعدكم عن إذنك، ثم سار مبتعداً وهو يشعر بالضياع، وكأن صاعقه وقعت عليه بعد أن ظن أنها تريده كما هو يريدها بالحلال٣ نقطة
, وسار هشام مبتسماً وهو يشعر بالإنتصار.
,
, رن جرس المنزل في منزل الحاج محمود فتوجهت سمره لتفتح الباب، فتفاجئت بالدكتور عمر يقف ويقول: أمل هنا
, أومأت سمرة برأسها وقالت: ايوه اتفضل يا أستاذ عمر
, دلف عمر بينما أقبلت عليه نجية وهي تقول: أهلا يا عمر يابني ايه المفاجأة الحلوة دي
, إبتسم لها عمر وقال: شكرا يا ماما أنا جيت أطمن علي أمل بعد إذنك
, نجية بترحيب: طبعا طبعا اتفضل ده بيتك ومطرحك.
,
, دلف عمر وجلس علي الأريكه وهو يتوعد لأمل في سره وما إن علمت أمل بوجوده إرتبكت قليلا وتوجهت إلي الخارج بخطوات متمهلة وهذه المرة نست حجابها ولم ترتديه فيما قالت نجية: هروح اشوف سمرة واتجهت إلي المطبخ بينما وقف عمر وصافح زوجته وقد قرص علي كف يدها وهو يجذبها إليه حتي إرتطمت بصدره وهو يقول: أهلا بمراتي أم لسانين الي بتقفل في وشي السكه
, أمل بتوتر وإرتباك ممزوج بالخجل: آآ أنت أنت٣ نقطة
,
, قاطعها عمر وهو يقول بحدة: أنت ايه؟ طبعا مش شايفة نفسك غلطانة ولا عملتي حاجة أنا إذا كنت بسكت فده من حبي فيكي متخلنيش أعرفك إزاي تحترمي نفسك بعد كده وأعرفك إزاي تكلمي جوزك بأدب
, كادت أمل أن تتحدث ولكنه قاطعها وهو يقبض علي فكها بيده وقال: مش عايز أسمع ولا كلمة وحسابك معايا بعد كده هيبقي عسير
, أبعدت يدها عنه بقوه وقالت بتحدي: ولا تقدر تعمل أي حاجه علي فكرة وأوعي تفكر نفسك هتتحكم فيا و٣ نقطة
,
, إبتلع بقيه جملتها بفمه حيث قبلها بشغف وهو يكبل يديها خلف ظهرها فتفاجئت أمل من فعلته وإتسعت عينيها بصدمة وأخيراً إبتعدت عنها قائلا بإنتصار: إياكي تغلطتي تاني٣ نقطة

السادس عشر




لم يستطع عمر ان يمنع نفسه من الضحك عاليا وهو ينظر الي امل وهي مذهوله مما حدث اخدت تنظر اليه بذهول وهي تلمس شفتيها باصابعها ولان العاصفه دائما تاتي بعد الهدوء فقد رفعت يدها وكانت علي وشك ان تصفعه الا انه التقط يدها بسرعه واخذ يلوي زراعها بلين لتصيح هي
, سيب ايدي، سيب ايدي بقولك
, جز علي اسنانه وقال بصوت منخفض حتي لايسمعه احد.
,
, المره دي لويتها بس تاني مره تفكري مجرد تفكير ان ايدك تترفع علي عمر عز الدين هكون كاسرها فاهمه ولا لأ ثم ترك يدها لتقول
, وانت ايه ال خلاك٣ نقطة
, عمر، ابوسك تقصدي بمزاجي وكل ما تقلي ادبك هعمل كده وهفهم كمان انك قاصده تستفزيني علشان عاوزه كده
, امل بغيظ، انت مش طبيعي علي فكره
, عمر بابتسامه خلابه، كده عاوزه تتعاقبي تاني
, امل بتوسل، لأ خلاص انا اسفه
, عمر ضاحكا، تمام بس ديما خليكي فاكره انا مش هعديلك بعد كده.
,
, جلست نجيه في صالة البيت بعد انصراف عمر تتحدث الي ابنتها امل
, ايه يا بنتي سبتيه يمشي ليه ما مسكتيش فيه يتغدي
, امل بنفاذ صبر، خلاص يا ماما بقي قعد ساعه ومشي وبعدين ما هو شرب عصير وشاي
, نجيه بعتاب، يا بنتي ما يصحش دا ضيفنا
, امل تمتم، ضيف ايه دا بلوه واتحدفت عليه لزقه بغيره ودخلت الي حجرتها بعد ان قالت لامها
, انا داخله انام شويه محدش يزعجني.
,
, وفعلا دخلت الي الحجره لتنام وتنظر الي سقف الحجره ولا تدري لماذا اخذت تتحسس شفاها وكان قبلة عمر مازالت عليها
, وقالت لنفسها مبتسمه، واحد مجنون.
,
, صف مصطفي سيارته امام بيت حماه
, وطرق الباب ليفتح له سالم
, ويصيح الدكتور مصطفى باباكي جه يا سلمي
, خرجت سلمي مسرعه الي حيث يقف والدها وصاحت، بابي حبيبي
, انحني مصطفي ليحمل الصغيره علي كتفه ويقبلها بشوق ولهفه وهو يقول
, سلمي حبيبتي، كده تسيبي بابي
, قالت سلمي ببراءه وعفويه، علشان انت وحش يا بابي وضربت مامي
, خرجت نجيه الي حيث يقف وقالت
, اتفضل يا دكتور مصطفى اتفضل يابني واقف علي الباب ليه كده هوا انت غريب.
,
, دخل مصطفي وجلس مع حماته في صالة البيت
, نادت نجيه، يا سمره انتي يا سمره جهزي الأكل بسرعه للدكتور مصظفي
, مصطفي بحيا ء، شكرا يا ماما انا أكلت الحمد**** لكن كنت عاوز ايمان لو سمحتي
, صاحت سلمي، مامي تحت في الجنينه مع خالتو اميره كانت بتعيط
, مصطفي بلطف، طب اندهيها يا لومي
, نظرت لها نجيه بعتاب وقالت
, لا مؤاخذة يا بني كنت عاوزه اتكلم معاك كلمتين على انفراد
, مصطفي بتوتر، اتفضلي طبعا
, نجيه بهدوء، طيب اتفضل ندخل الصالون.
,
, اطاعها مصطفي ودخل ليجلس حيث كان يجلس عمر منذ قليل وانتظر ان تبدأ هي بالحديث فقالت
, ما كنش العشم فيك يا بني وانت عمرك ما هنت بنتي من لحظة ما بقت مراتك انة تيحي دلوقتي وابوها دمه لسه مانشفش في تربته وتمد ايدك عليها وقدام التمرجيه بتاعتك وتهينها الاهانه دي
, مصطفي بحزن، طبعا غلط ال انا عملته ما بنكرش ودا مش اسلوبي ولا مبدئي بس ايمان استفزتني.
,
, سمعو صوت ايمان الباكي وهي تقف علي عتبة الباب بعد ان نادتها سلمي وهي تقول بعصبيه، اه انا السبب مش كده انا ال خليت علا تبوس ايدك وتقولك كلام غزل وانت تضحك مبسوط قوي من كلامها بدال ما تشدها ترميها بره العياده
, نظر مصطفي الي زوجته التي يظهر عليها الارق وبدي وجهها شاحبآ
, قص عليهم ما حدث بالتفصيل وهو متأثر.
,
, ربتت نجيه علي كتفه وقالت. انا عارفه يا بني ان قلبك طيب وانك محترم بس راضي مراتك يا بني لحسن واخده علي خاطرها وقامت من مقعدها لتتركهم سويا وتخرج من الحجره
, اقترب مصطفي من ايمان وقال بصوت منخفض، حقك عليا يا ايمان وادي راسك وهم بتقبيل راسها الا انها انتفضت وابتعدت عنه وقالت بحزن، لأ يا مصطفي متضربنيش ادامها وتيجي تصالحني بكلمتين انا مستحيل ارجع معاك لسه مش قادره انسي لل عملته.
,
, مصطفي بحده، يا ايمان انا جيت واعتذرت منك ادام والدتك متكبريش الموضوع
, ايمان با صرار، الموضوع كبير بالفعل
, مصطفي بنفاذ صبر، يعني مش هتيجي معايا
, ايمان دامعه، لأ
, مصطفي، يا ايمان اعقلي متخربيش البيت
, ايمان بتحدي، انت ال خربته
, ولعلمك انا هسافر المنصوره واروح الصيدليه وارجع علي هنا انا قلت قبل كده ان عملي هوا سلاحي ال هواجه بيه الحياه وانت اثبت لي ان كلامي صح عن اذنك
, تركته لتدخل الي غرفة نومها وتنهار باكيه.
,
, وخرج هو غاضبا ليركب سيارته ويعود ادراجه.
,
, في منزل عاصم جلس واضعا راسه بين كفيه وهو في حاله من الغضب والاستياء من الطريقه التي خاطبه بها هشام
, ومن قبله والده يشعر انه بركان يريد ان ينفجر فيمن حوله لماذا يهاجمونه وعلام
, وقد كافح ليتم تعليمه ويزوج اخته لماذا لايشعر احد بما فعلته هكذا يحدث نفسه
, افاق من شروده علي صوت خالد اخيه من الام الذي قال باستجداء، معلهش يا عاصم اديني فلوس لبابا مش معاه.
,
, ليثور عاصم، هات يا عاصم ودي يا عاصم اعمل يا عاصم، اخوك يا عاصم، اختك ياعاصم، حرام عليكم
, سيبوني في حالي، كتير تسبوني في حالي
, اقبلت امه تجري، مالك يا بني، مالك يا عاصم
, عاصم بغضب وحده، هيكون مالي كل الناس بتقطع فيه بلسانها، وانتو السبب
, انا تعبت، تعبت بقي، انا في سن الشباب واللعب والضحك ومع ذلك ضهري انكسر
, مفروض اشتغل واتعب علشان اجوز اختي زي ما جوزت التانيه.
,
, والبي طلباتكم، وانا، انا محدش فكر فيه ابدا، انا ايه، عاوز ايه
, ابعدو عني ابعدو عني كلكم
, قالت امه وهي تبكي، يلا يا ولاد لمو حاجتكم هنرجع البحيره بدال متضايق مننا
, صرخت حنان. لا يا ماما خليكي معايا متسيبنيش لوحدي
, استغفر عاصم ربه كثيرا واخذ يهلل ويحوقل
, ثم اقترب من امه وقبل راسها وقال، حقك عليا يا امي متزعليش معليش مضغوط في شغلي شويه
, احتصنته امه واختلطت دموعهما معا.
,
, هي دموع الاحساس بالذنب وهو دموع الندم علي ايذاء امه انه طيب القلب ولكن ظروف الحياه جعلته سريع الغضب.
,
, جلست اميره مع امل في الحديقه ليلا لقد تركتا الغرفه لايمان لتنام هي وسلمي
, بدون ان يزعجاها بصوتهم وهمسهم.
,
, قالت اميره بتوسل، ساعديني يا امل واقنعي ماما علشان توافق علي عاصم دا انسان كويس قوي وانا بحس براحه لما اشوفه
, امل بجديه، يا اميره انتي لسه صغيره ومش عارفه مصلحتك
, الدكتور مصطفى من عيلة كبيره وعمر كمان ابوه راجل مهندس وناس محترمين اشمعنا انتي ال عاوزه تتجوزي واحد اقل مننا بكتير دا انتي بنت الحاج محمودكامل ا لله يرحمه ال كان يعتبر كبير اليلد.
,
, اميره بغضب، يا ستي واهو راح في المكان ال مبيفرقش بين الوزيروبين سواق الحمير
, الرسول صلى **** عليه وسلم قال
, ان اكرمكم عند **** اتقاكم
, لكن قانون البشر ان اكرمكم عندالناس اغناكم صح
, امل بتعجب، لأ دا انتي لمضه والروايات لحست عقلك
, اميره باعتراض، قصدك كبرت عقلي
, امل بنعاس، طب يلا ندخل ننام معدتش قادره.
,
, اخذ هشام يحكي لامه مافعله وهو يضحك
, سهام باعتراض، وليه تكذب يا هشام علي بنت عمك حرام عليك كنت قول انك بتحبها وهتخطبها لكن متكذبش يا بني
, هشام بغيظ، لأ كان لازم اخليه ينسي الموضوع ده تماما انا بحب اميره يا ماما من واحنا عيال صغيرين وال هيبص لها مش هعتقه
, سهام بتعقل، اميره جميله يا هشام وعاصم دا مش هيكون اول واحد ولا آخر واحد يتقدملها وبعدين لما تعرف رايها هيه كمان
, هشام، بتساؤل، هيه ممكن ترفضني.
,
, سهام بجديه، مش قبل كده قالت لك احنا اخوات وانك زي اخوها بالظبط
, سالم، لأ دي، كانت صغيره ومكسوفه لكن اكيد مش هترفضني
, سهام بشرود، كل شئ نصيب يا بني.
,
, في منزل عمر، لاحظت امه شروده فقالت
, مالك يا عمر
, عمر بحيره، مافيش يا ماما بس امل صعبانه عليه قوي حاولت اسري عنها واعمل نفسي بضحك وانا حزين من جوايا و**** لان عمي محمود **** يرحمه كان طيب جدا بس حاسس انها حزينه نفسي اعمل حاجة تطلعها من التفكير
, فاطمه بحنان، خدها واخرجو سوا انت مبتشفاش الا في بيتهم يا عمر هاتها المنصوره اعزمها علي الغداء وهاتلها هديه حلوه وانت مرجعها بيتها تاني هتنبسط.
,
, عمر بتساؤل، تفتكري
, فاطمه، عيب عليك دا انا افهم قوي في الامور دي وبعدين الدراسه هتبدا يا حرام وهي محبوسه طول الاجازه و**** البنت دي بتصعب عليه
, عمر بتفهم، معاكي حق يا ماما
, ثم دخل غرفته واخذ يفكر في زوجته العنيده وابتسم حينما تذكر منظرها وهي تحاول صفعه او تلمس شفتيها مذهوله ممافعل همس لنفسه مبتسمآ، مجنونه بس بموت فيها.
,
, عاد مصطفي لمنزله وحينما فتح باب شقته تخيل ان سلمي تجري اليه مرحبه كعادتها وهي تهلل بابي جه، بابي جه
, ثم افاق من شروده علي الصمت المحيط بالمكان وتذكر رفض زوجته العوده معه فشعر انه يحمل همآ ثقيلا فها هو في منزله وحيدا بدون زوجته الحبيبه وابنته ومتهم بشئ لم يفعله او يفكر فيه من الاساس.
,
, في المساء افتعل هشام حجه واهيه ليزور بيت عمه
, وهناك جلس مع امل وسالم ونجيه وظل يجول بنظراته يحثا عن اميره فلم يجدها
, سأل شقيقتها، فين اميره مش باينه يعني
, امل، جوه في اوضتها وما ان اتمت العباره حتي دخلت عليهم اميره وقالت، لأ انا هنا اهو
, ثم نظرت لهشام بضيق وقالت، وعلي فكرة يا هشام مش عارفه هما وصلوك رايي ولا لأ
, هشام بابتسامه وتفاؤل، لأ محدش قالي قوليلي انتي.
,
, اميره بحده، انت ابن عمي واخويا وهتفضل طول عمرك كده يا هشام انا مستحيل ارتبط بيك لاني بحبك زي سالم بالظبط وارجوك متجيبش سيرة الكلام ده تاني
, نهض هشام غاضبا وقال. ماشي يا بنت عمي حاضر يمكن اكون مش قد المقام زي الاستاذ ابن حكمت ال تجرأ وطلب ايدك
, همت ان ترد ولكن امها التي سمعت الحوار صاحت
, بت يا اميره، اجري ادخلي اوضتك وبلاش قلة ادب.

السابع عشر


ركضت أميرة إلي غرفتها وهي تبكي بشدة ثم ألقت بجسدها علي الفراش دافنة وجهها في الوسادة، بينما دلفت أمل خلفها وهي تقول بجدية: و**** يا أميرة إلي بتعمليه ده غلط جدا إزاي مصممة تتجوزي إبن الخدامه.
,
, رفعت أميرة وجهها وقالت من بين دموعها: غلط ليه يا أمل غلط ليه هو كل تفكيركم أنه ابن خدامة، مبصتوش أنه مدرس محترم وبيربي أجيال ومبصتوش أنه محترم مكافح بيشقي وينحت في الصخر ولا هو لازم يكون بيه من البهوات وليه مركز أو دكتور
, أمل متنهدة: ياحبيبتي مش هتقدري تعيش في مستواه شوفي نفسك عايشه إزاي دلوقتي وهو عايش إزاي أكيد مش هتعرفي وبعدين أنتي ايه عرفك أنه يكون كويس أنتي بتحكمي عليه من بره ليه؟
,
, أميرة: الجواب بيبان من عنوانه يا أمل وإشمعني أنتوا بتحكموا عليه من بره لمجرد أن أمه كانت بتشتغل عند عمي سعيد؟!
, أمل بنفاذ صبر: أميرة فكري بعقلك شوية بلاش تفكري بقلبك وإعقلي
, أميرة بحزم: أنا حرة في حياتي يا أمل
, لوت أمل فمها وهي تقول بتهكم: الي بيشيل قربه مخرومة بتخر علي دماغه.
,
, ثم تركتها وتحركت بعيدا فرن هاتفها فنظرت إلي الشاشة وجدته زوجها، إرتبكت قليلا عندما رأت إسمه يضئ بالشاشة، فأجابت عليه وهي تدلف إلي الشرفة وتقول بصوت جاد: أيوه
, تحدث عمر وقال هامساً: وحشتيني
, لأول مرة قلبها يخفق وكأن كلمته إخترقت قلبها لتجعله ينبض بالحب ولكنها تكابر كعادتها وأخفت إرتباكها في ثوان وقالت: طيب
, رفع حاجبه وهو يقول بغيظ: طيب في عينك هو أنتي مش هتبلي ريقي بكلمة حلوة أبدا!
,
, تنهدت أمل قائلة بلا مبالاه: و**** أنا كده إذا كان عاجبك مبحبش المياصة والهبل ده
, صر عمر علي أسنانه وهو يقول: هبل! طيب لما أشوفك
, أمل بتحدي: يعني هتعمل إيه؟ أنا مبخافش علي فكرة وأوعي تفتكر نفسك حاجة!
, عمر بهدوء عكس ما بداخله: مممم مبتخافيش مني يعني يعني
, أمل بتأكيد: طبعا
, ضيق عمر عينيه وقال بتوعد: هتتعاقبي زي إمبارح فاكره ولا لاء.
,
, توردت وجنتيها خجلا وأصبح وجهها كثمرة التفاح، بينما تابع عمر بتسلية: أحبك وأنت مكسوف
, تنحنحت أمل بحرج وقالت: آآ لاء أنا مش مكسوفة وبعدين إحترم نفسك عشان كده أنت قليل الأدب ومش محترم أصلا
, صُددمم عمر حين تلقي منها هذه الجملة! فلقد حقا بالفعل أخطأت هذه المرة فقال بجدية وعصبية تامة: أنا مش محترم، اظاهر كده يا أمل فعلا إني إتساهلت معاكي وأخدتك عليا أكتر من اللازم.
,
, شعرت أمل بالندم وإبتلعت ريقها بتوتر وكادت أن تتحدث ولكنها تفاجئت أنه أغلق الخط، فشعرت بالحزن أنه لم يهينها في أي مرة ولكنها تعدت حدودها هذه المرة، فعاتبت نفسها وهي تقول:
, تؤ ما هو السبب وهو الي بيعصبني، لا بس أنا مكنش ينفع أقوله كده وبعدين هو ليه قفش كده مرة واحدة عموما هو حر بقي، لا ماهو أنا لايمكن هعتذر منه!
,
, ظلت شاردة وإستندت بمرفقها علي حافة السور، وهي تعاتب نفسها داخلياً، حتي شعرت بذراعين قويتين تحيطها من الخلف، شهقت بفزع، وإلتفتت لتجد نفسها في أحضان عمر ووجهه عابس بشدة، حالة من الصدمة سيطرت عليها غير مستوعبة أنه هو بالفعل أمامها، خرج صوتها بتوتر شديد وهي تقول بشفتين مرتعشتين: آآ أنت أنت آآ
, قاطعها عمر بصرامة وهو ناظراً إلي عينيها: إعتذري
, فغرت شفاها، ورمشت بعينيها وهي تقول: هاا.
,
, عمر مكرراً وهو يتأمل هيئتها المصدومة: إعتذري دلوقتي حالا يا أمل وإلا و**** العظيم هعاقبك عقاب أشد من الي فات
, أخذ صدرها يعلو ويهبط بخوف واضح وإرتباك من قربه الشديد، فخرج صوتها مرة ثانية منخفضاً للغاية: طب أنت جيت إزاي مش كنت لسه بتكلمني ف٣ نقطة
, قاطعها مرة أخري وهو يمسك طرف ذقنها بعنف: ميخصكيش جيت إزاي أخر مرة هقولها وبعد كده متلوميش إلا نفسك، إعتذري يا أمل علي الي عملتيه.
,
, أومأت أمل برأسها وكأنها *** صغير يخشي العقاب وقالت بصوت متقطع: آآ أن أنا أنا، قالتها سريعا وهي مطرقه رأسها: أنا آسفة!
, شعر عمر بالإنتصار ولكنه لم يكتفي بهذه الكلمة فقال وهو يملس علي وجنتها: حاف كده
, إستمدت قوتها من جديد ورفعت بصرها إليه قائلة: حاف إزاي؟
, رفع حاجبه وقال بتصميم: يعني حبيبي قلبي روحي كده يعني
, دفعته أمل في صدره وقالت بحدة: ده بعينك أصلا
, أمسك ذراعها وهو يقول بمراوغة: هعاقبك.
,
, أمل بغضب طفولي: و**** هقول لماما أنا بقولك أهو
, تركها عمر وقال بجدية: طيب عشان خاطر ماما بس سماح المرادي لكن قسما ب**** يا أمل هتقلي أدبك تاني هعرف أربيكي إزاي
, كادت أن تتحدث ولكنه وضع يده علي فمها، وقال رافعا حاجبه: ولا كلمة زيادة يلا إتفضلي إلبسي عشان هنخرج
, أزاحت أمل يده وقالت بتساؤول: هنخرج فين؟
,
, عمر متنهدا: أمي عزماكي علي الغدا وكمان هفسحك شوية وأمري لله مع إنك متساهليش ولسانك طويل ثم تابع مازحاً: بس بموت فيكي أعمل إيه
, لا تعرف أمل لماذا شعرت بالفرحة من حديثه ولكنها قالت بمشاكسة: مش عاوزة أخرج معاك
, عمر بلا مبالاه: هتخرجي ورجلك فوق رقبتك أنا إستأذنت والدتك وكله تمام يلا يا حلوة خشي إلبسي
, زفرت أمل بضيق وقالت: يوووه هو بالعافيه ولا إيه
, عمر بلهجة آمرة: يلااااا.
,
, دبت أمل علي الأرض بقدمها وتحركت من أمامه فضحك عمر عاليا بإنتصار وحدث نفسه : إن ما ربيتك يا أمل مبقاش أنا الدكتور عمر.
,
, رن هاتف إيمان فأجابت عليه قائلة بضيق: نعم
, تحدث مصطفي قائلا بهدوء: عاملة إيه يا إيمان
, إيمان بحدة: الحمد****
, مصطفي بتوسل: ايمان عشان خاطري إرجعي بقي بجد مش قادر أعيش من غيرك البيت وحش أوي
, إيمان بتصميم: مش هرجع يا مصطفي أنا مرتاحة مع إخواتي هنا، أنا مش هستحمل أعيش معاك دلوقتي بعد ما مديت إيدك عليا
, مصطفي برجاء: أوعدك مش هتكرر تاني يا إيمان وإن كان علي علا همشيها من عندي بس إنتي إرجعي.
,
, إيمان بسخرية: اه تمشيها وبعدين وتجيبها تاني أنت فاكرني مغفلة يا دكتور أنا خلاص مبقاش عندي ثقه فيك
, مصطفي بصدمة: أنا يا ايمان! أنا في نظرك كده
, إيمان بتأكيد: ايوه أنا خلاص مبقاش عندي ثقه فيك ومش هأمنلك تاني
, مصطفي بحزن شديد: أنا هسيبك لحد ما تهدي يا ايمان وبعدين نتكلم، مع السلامه ثم أغلق الخط وهو يتنهد بحزن وإرهاق ونهض يبدل ملابسه حتي يذهب إلي العيادة مره أخري بعد أن جاء ليرتاح قليلاً.
,
, دلفت الصغيرة سلمي إلي غرفة سالم وأخذت تقلب في أشيائه وتلعب بهم بينما دلف سالم وصاح قائلا: أنتي يا بت أنتي بتلعبي في حاجتي ليه
, زمجرت الصغيرة بغضب طفولي وقالت: أنا بلعب هناك في حاجة بابي أنت مالك أنت
, إقترب سالم وجذبها من ملابسها بعنف وألقها أرضا لتصرخ باكيه بصوت عالٍ, فهرولت إيمان إليها وجثت علي ركبتيها وهي تقول بلهفة: سلمي حبيبتي إيه الي وقعك معلش حبيبتي مش قولت تاخدي بالك.
,
, سلمي من بين دموعها: سالم زقني ووقعني يا ماما
, نظرت إيمان إليه بغضب وقالت: أنت بتزقها ليه يا سالم عيب عليك يا شحط أنت!
, سالم بلا مبالاه: ولو جت جنبك حاجتي تاني هضربها ولو مش عاجبكم أمشوا من هنا
, دلفت نجيه علي جملة ولدها لتصيح قائلة: أنت إتجننت يا واد يا سالم يا قليل الأدب.
,
, إيمان بغضب شديد: سامعه يا ماما قلة أدبه فعلا أنا غلطانة إني جيت قعدت معاكم أنا هرجع أعيش مع مصطفي مهما كان أرحم من هنا أنت بقيت لا تطاق يا سالم يلا يا سلمي يلا هنرجع لبابي
, قفزت الصغيرة بمرح، وإتبعت والدتها بينما تحدثت نجية بغضب جلي: أنت واد معندكش ريحة الدم مش كفاية دخلت دبلوم يا فاشل ومجبتش مجموع كمان ليك عين تتكلم إخص عليك إخص.
,
, ثم تركته وتوجهت إلى الخارج بينما جلس سالم وأخرج من جيبه سيجارة بعد أن أغلق الباب خلف والدته جيدا وجلس يدخنها دون علم والدته بلا مبالاه٣ نقطة
,
, إستقل عمر سيارته، وجلست أمل جواره وإنطلق بها حيث منزله، فتحدثت أمل بتساؤل وجدية: ممكن تعرفني أنت جيت إزاي بالسرعة دي؟!
, نظر عمر لها بطرف عينه وقال مازحاً: قدرات
, لوت فمها بتهكم وقالت: ياريت لما أتكلم بجد متهزرش
, أمسك عمر كف يدها وهو يقول بهدوء: براحتي
, سريعاً ما خفق قلبها بشدة أثر لمسته وأشاحت بوجهها بعيدا عنه، فيما قال عمر ضاحكا:.
,
, طيب أنا هقولك يا ستي، أنا أصلا كنت جايلك في الطريق بس أنتي مش ادتيني فرصة أقولك أي حاجه وخدتيني علي مشمي
, رفعت أمل حاجبيها وقالت: مشمي!
, عمر ضاحكا: اه أنا دكتور بس إبن بلد وأعجبك أوي يعني
, إرتسمت إبتسامة صغيرة علي محياها وأدارت وجهها كي لا يلاحظ ولقد ظهرت بشاير الحب عليها٣ نقطة
,
, بعد مرور وقت طويل، في عيادة الدكتور مصطفي، وخلو العيادة من المرضي، قام ليغسل يديه في المرحاض الملحق بغرفة الكشف، ومن ثم قام بتنشيفها وهو شارداً بذهنه في زوجته الغاضبة منه، وقد الوصل الغضب بداخله للقمة، ما إن دلف الغرفة حتي وجد علا أمامه وتقترب منه رويداً رويداً، فتحدث بجدية وهو يقول: في حاجة يا علا؟
,
, أولته ظهرها وتقدمت نحو سرير الكشف ثم تمددت عليه وهي تتصنع التعب، فتوجه إليها دون أن يتفوه، فنظرت له وهي تقول بهمسٍ: لو سمحت يا دكتور أنا تعبانة، تعبانة أوي، ثم نهضت مقتربة منه حد التلامس، ودون مقدمات عانقته وهي تقول بتوسل: أنا بحبك، بحبك وبموت فيك يا دكتور وهعيش خدامة تحت رجليك أرجوك حس بيا بقي، ٣ نقطة
, كاد أن يتحدث ولكنها قاطعته بقبلة قوية مفاجئة قاصدة أن تزرع فيه الرغبة تجاهها، وعانقتهُ.
,
, عانقته علا بقوه وظلت تقبله بقوه أشد فلم يقاومها مصطفي أبداً وبدأ في تجاوبه معها، يبادلها القبلات ونسيّ، نسيّ كل شئ وغاب معها لبحرٍ لا قرار له، نسي فيه زوجته وإبنته حتي إنه نسي ذاته، إستطاعت علا أن تغريه بأنوثتها، وتجعله ينسي كل شئ في هذه اللحظه وبعد وقت ليس بالقليل، أصبحت علا عاريه، لا يُغطيها سوي أضلاعه، وفجأه هبت جالسه لتصرخ وتبكي بهستيريه:
, أنا ضعت ضعت أنت ضيعتني!
,
, ذهول، حالة من الذهول والإندهاش تتملك مصطفي، هل هو الذي فعل ذلك، هل هو الذي خان زوجته حالا هل هو الذي إستسلم لتلك الرخيصه الوقحه التي فعلت كل شئ كي تكسبه وزوجته تخسره..!
, مع الأسف هو، هو الذي خان في لحظة ضعف منهُ، وفعل ما لا يحمد عُقباه٣ نقطة
,
, إنسابت الدموع من عينيه لا يعرف لما يبكي، هو يشعر فقط وكأن خنجر طعن قلبه صورة زوجتهُ فقط هي التي تتردد أمام عينيه يعلم أنه فعل خطأ وخطأ كبير من الممكن لا يوجد إصلاح له، خان بل والأسوء أنه زني..!
, آفاق من شروده علي صوت علا وهي تصرخ فيه وتضربه في صدره وهي تقول ببكاء خادع: أنت دمرتني إيه الي أنت عملته ده.
,
, نظر لها بإستحقار وأبعدها عنه وشرع في إرتداء ملابسه، وهو يقول بغضب جلي: أنا الي عملت منك لله يا شيخه منك لله **** ينتقم منك٣ نقطة
, علا وقد إرتدت ملابسها هي الأخري: أنا هتفضح أرجوك أستر عليا
, إبتلع مصطفي ريقه بمرارة ثم قال: أستر عليكي إزاي
, علا بمكر وهي تكفف دموعها: تتجوزني!
, وقف مصدوماً ها هو الآن مجبراً علي فعل ذلك..
, مصطفي بصوت مهزوز: هتجوزك
, علا وقد إقتربت منه: إمتي؟
, مصطفي بضعف وإستسلام: دلوقتي يلا ع المأذون!
,
, إبتسمت علا بإنتصار وسارت معه فلقد نالت مرادها ووضعت قدمها علي أول الطريق، ولكن إستوقفها مصطفي وهو يقول: وأهلك أنتي هتقوللهم ايه؟
, علا بلا مبالاه: عادي ميقدروش يتكلموا
, مصطفي بذهول: يعني ايه؟
, علا متنهده: يعني أنا بصرف عليهم وهما ملهمش عندي غير كده أنا أبويا راجل سُكري بتاع كوبايه ولا دريان بالدنيا وأمي في الطراوه يعني عادي يا دوك متقلقش
, أومأ مصطفي برأسه قائلا: أنعم وأكرم!
,
, أمسكت علا يده وسارت معه متجهان إلي المأذون٣ نقطة

الثامن عشر




غصبت ايمان اشد الغضب مما فعله سالم بصغيرتها التي لم تعتاد من والدها الا الدلال والحنان
, فجذبتها من يدها وقالت يلا يا حبيبتي هنروح وحملت حقيبتها وهمت بالانصراف من البيت
, حاولت كلا من والدتها واميره منعها من الخروج من البيت بهذا الشكل المؤلم فهي تبكي بكاء آ حارا
, وقالت نجيه. بحنان، كده يا ايمان هتعملي عقلك بعقل سالم.
,
, ايمان باكيه، سالم ضرب سلمي ال عمرنا ما مدينا ايدينا عليها وكمان يطردني ويقول مش عاجبك روحي بيتك امال يا ماما لما يكبر شويه هيعمل ايه
, لا دي نار مصطفي ولا جنه فيها سالم انا ال غلطت اني مروحتش معاه
, نجيه باصرار، لأ يا بنتي متمشيش زعلانه
, ايمان بتصميم، معلهش يا ماما انا همشي يعني همشي عن اذنك
, ثم خرجت مسرعه الي موقف السيارات
, لتركب السياره المتجهه الي المنصوره
, جلست بجوار الشباك وسلمي بجوارها.
,
, واخذت تسترجع ما فعله سالم وتبكي حزنا علي والدها الذي كان يفرح اذا ذهبت لزيارته ويدلل سلمي كثيرا
, شعرت بالارهاق فأغمضت عينها قليلا الي ان وصلت السياره الي المنصوره
, استقلت تاكسي ليقلها الي عنوان شقتها.
,
, وصعدت العماره التي تسكن فيها لتصعد السلم ثم تفتح الباب بالمفتاح وتدلف هي وسلمي الي الداخل لتفاجئ بفوضي عارمه تملأ المكان وملابس زوجها ملقاه علي الكراسي باهمال وفي المطبخ وجدت اطباق بها طعام فاسد فقالت لابنتها شوفي يا سولي الشقه مش نظيفه ازاي
, سلمي ببراءه، دي مقرفه يا مامي بس احسن من عند سالم الوحش
, ايمان بتودد، حبيبتي يا سوسو ماتقوليش لبابي يا عمري علشان ميزعلش
, سلمي بطفوله، حاضر يا مامي.
,
, ايمان بملل، يلا يا سولي ساعديني بقي ننضف الشقه علشان نفاجئ بابي لما ييجي.
,
, اخذ مصطفي علا معه بالسياره للذهاب الي اقرب ما ذون
, لم يكن مصطفي سعيدا بذلك بل كان يشعر انه ورط نفسه مع علا ولانه شعر بالندم على ما فعل فهو اراد ان يصحح ذلك الخطأ ولكن للاسف بخطأ أكبر منه
, جال بخاطره زوجته وابنته انه يحب ايمان بل يعشقها وعلا مجرد نذوه عابره، لحظة ضعف، سقط في الخطيئه امام اغواء علا
, وخطتها الشريره.
,
, افاق من شروده علي صوت علا التي تكاد تطير من شدة الفرحه ها هي بلغت مرادها وستصير زوجة طبيب مشهور بدلا من كونها مجرد عامله
, قالت بدلال، االنهارده اسعد يوم في حياتي
, مصطفي، وانا حاسس ان حياتي بتنتهي
, علا تتصنع الغضب، تؤ تؤ تؤ كده ازعل منك
, مصطفي بغلظه، انا صحيح غلطت بس انتي السبب يا ريتني ما عرفتك يا علا
, علا غاضبه، دا كلام واحد يقوله لمراته ال رايح يكتب عليها.
,
, وقف بالسياره، وقال انزلي الماذون هنا واشار الي لافته اعلي بنايه
, نزلت علا وتركته ليصف سيارته ثم يتبعها
, الي شقة المأذون ويطلب منه عقد قرانهم
, الماذون بتساؤل، معاكم شهود
, مصطفي بضيق. لأ
, المأ ذون، طب هنادي لك البواب وابنه وابقي راضيهم
, مصطفي بنفاذ صبر، حاضر بس خلصني
, وبالفعل تم عقد قرانهم وانصرفو
, قال لعلا، فين بيتك اوصلك
, علا بسعاده، خد يمينك وهوصفلك الحاره
, مصطفي يتمتم، حاره
, علا، اه حاره عندك مانع.
,
, صمت مصطفي وسار كما اشارت له وقال انزلي يلا
, ترجلت علا من السياره وقالت طب ماتيجي
, تتعرف علي امي وابويا
, مصطفي بحده، انتي هتسوقي فيها ولا ايه انا لولا خوفي من **** ورعبي من ال حصل مستحيل كنت اقبل اتجوزك يا علا فاهمه واعرفي ان اسبوعين واديكي قرشين
, واطلقك علشان متقوليش اعرف ابويه ولا امي
, ابتسمت علا ببرود وقالت، هنشوف
, يلا مع السلامه يا حبيبي.
,
, وصل عمر الي المنصوره بصحبة زوجته
, وقال، لها، احنا نروح الاول ناكل اكل ام عمر واوريكي شقتنا وبعدين اخرجك افسحك علي **** يطمر
, ابتسمت امل ولم ترد عليه
, وقف بالسياره ام بيته المكون من ثلاث طوابق ودور اخير عليه برجوله جميله وزهور يهتم بها والد عمر
, صعد وامل تتبعه الي الدور الثاني حيث شقة والدته
, وفتح الباب بمفتاحه وقال، اهلا وسهلا بزوجتي العزيزه في بيتنا المتواضع.
,
, اقبلت فاطمه ترحب بامل كذلك فعل زوجها وشعرت امل بخجل لانها المره الاولي التي تزور عائلة زوجها
, قالت فاطمه، دا اسعد يوم في حياتي يا امل، وعروسة ابني الحلوه عندي
, وكزها عمر في زراعها وقال. قولي حاجه
, امل بخجل، شكرا يا طنط انتي وعمو **** يبارك. فيكم.
,
, اعدت فاطمه اصناف الطعام الذيذه والمميزه كورق العنب و المكرونه واللحم المحمر ودجاج مشوي واخر بانيه كذلك اعدت الملوخيه التي يعشقها عمر، جلس الجميع في سعاده ولكن اكثرهم فرحا كان عمر لانه اليوم الاول الذي تدخل فيه زوجته لبيتهم
, اكلت امل قليلا ثم قالت، الحمد لله شبعت
, لكن كلامنهم حمل بعض الطعام واخذ يحلف عليها ان تاكله الي ان صاحت
, خلااااااص معتش اقدر يا طنط.
,
, انتهي الجميع من تناول الغذاء وحاولت امل ان تساعد حماتها التي اعترضت وقالت
, روحي اقعدي مع عمر في البلكونه عمك عز هيساعدني. ونجيب الشاي ونجيلكم
, شدها عمر من يدها وقال يلااااا
, نظرت فاطمه بسعاده الي زوجها وقالت، ما شاء **** الاتنين حلوين قوي امال ايه المثل دا ال بيقول المخده متشلش اتنين حلوين
, ضحك عز الدين، من امثال زوجته وقال
, اكيد واحد مراته وحشه ال قاله.
,
, في البلكونه جلس عمر وامل علي كراسي خوص كبيره وامامهم منضده من نفس الخوص اعدت بشكل جميل والوان زاهيه
, جلسو متقابلين
, ظلت امل، صامته الي ان قال عمر بابتسامه، منوره يا املي
, . امل بخجل، شكرا
, عمر يمازحها ضاحكا، شكرا ايه دا بدال ما تقولي دا نورك يا عمري
, نظرت له ولم تتحدث فقال
, طب بلاش كلاااام ما فيش حاجة كده علي ما قسم
, امل بابتسامه، حاجه في عينك
, عمر غامزا، لأ بس بقينا بنضحك اهو ومبسوطين.
,
, يلا قومي اطلعك تتفرحي علي شقتنا علشان انزل افسحك
, صعدو لشقتهم في الدور الثالث شقه جميله ومنظمه قال عمر
, اهو يا املي شوية عفش بس ونعمل الدخله ونهيص
, امل بجديه، والكليه يا ذكي
, عمر بغيظ، بلا كليه بلا مدرسه خلينا نتجوز ونجيب لينا عيلين نربيهم
, امل، تؤ طبعا انالازم ابقي معيده زيك
, عمر يدعي الجديه، زيي لأ طبعاً لازم تتعاقبي
, امل ببراءه، بس انا مغلطتش.
,
, عمر بابتسامه يجذبها اليه وهو يقول وانا اعمل ايه ما انتي مش راضيه تغلطي وانا لازم اعاقبك
, ثم قبلها قبله طويله وعندما تركها ترنحت فجذبها مره اخري الي احضانه وقال لاهثآ..؟ بتحبيني
, لم ترد فرفع وجهها وقال، جاوبي
, امل بضعف، انا معرفش اقول الكلام ده
, عمر، لازم اعرف
, امل بتردد، انا، انا بفرح لما اشوفك وبتضايق لما تزعل مني
, عمر، وايه كمان
, امل، و، و، وساعات لما تغيب بتوحشني
, عمر بسعاده، بس تبقي بتحبيني يا هبله.
,
, امل بغيظ، متقولش هبله
, جذبها عمر من يدها وقال، يلااااا
, امل بتساؤل، علي فين
, عمر هنخرج
, نزلو السلم بسرعه
, نادت فاطمه، يا ولاد رايحين فين الشاي والكيك جاهزين
, عمر وهو ينزل السلم، لأ خلاص احنا نزلنا
, اخذها الي النادي، وطلب لها عصير طازج
, ثم الي الملا هي، وصمم ان تركب الارجوحه ويدفعها هو برفق، شعرت امل بالسعاده والبهجه.
,
, ان عمر شخصية جذابه ومرحه جعلها تري الدنيا بعينيه وربما لاول تعلم معني النزهه لقد ملأ عليها عمر الحياة وجعلها تشعر بالاهتمام، الاهتمام الذي تتمناه كل انثي وتشتاق اليه فها هو رجلها الاوحد يحتويها ويحنو عليها بل ويدللها فكرت امل في نفسها، ان من يفعل ذلك مع زوجته لن يحزن ابنته بتفضيل شقيقها عليها.
,
, قالت امل، يلا يا عمر روحني لماما قايله متتاخريش
, عمر بتفهم، طيب اوكي، لكنه وقف امام محل ازياء نسائية شهير وابتاع لها فستان جميل وحقيبه جلديه فاخره
, حملتهم امل بسعاده ثم استعدو ليعيدها الي بيتها
, صعدا السياره وجذبها لتضع راسها علي كتفه لتغمض عيناها تحاول ان تخفي مشاعرها الوليده لعمر الذي شعرت بكرمه وحنانه
, وعند بيتها نزلت من السياره وقالت. انزل يا عمر تعالي ادخل معايا شويه.
,
, فاجابها بابتسامه، لأ الوقت اتاخر انا همشي وادر السياره لينصرف فنادته
, عمر
, نظر اليها فقالت بحنان، خلي بالك من نفسك
, عمر بسعاده بعد ان انصرفت، بدأتي تنطقي يا املي.
,
, جلست اميره وحدها بالحديقه فإيمان ذهبت الي منزلها وامل اصطحبها عمر في نزهه
, اخذت تقرأ روايه ولكنها رغما عنها شعرت بعدم تركيز وملل
, فقامت لتدخل الي امها التي كانت تقف مع سمره بالمطبخ وقالت
, ماما لو سمحتي ممكن اروح لنجمه اقعد معاها شويه
, نجيه بجديه، مالوش لزوم يا اميره
, اميره باستعطاف، علشان خاطري يا ماما نص ساعة ومش هغيب اشمعنا هيه مامتها بتسيبها تجيني.
,
, نجيه بنفاذ صبر، عارفاكي لحوحه وال في دماغك لازم تعمليه مش هتبطلي زن روحي بس خدي سالم يوصلك
, اميره بغضب، يا ماما انا ماشيه طفشانه من سالم تقوليلي خديه معاكي سالم دا قليل الادب خلي ايمان تمشي معيطه وبعدين الحيوان ده يضرب سلمي ليه ويطرد مامتها من بيت ابوها امال لو بيته بقي كان عمل فينا ايه
, ابتلعت نجيه ريقها خوفا من بناتها ان علمن بالامر وقالت وهي تشير بيدها
, روحي يا بنتي روحي.
,
, ارتدت اميره فستان رقيق وحجابها الفضفاض الذي زادها جمالا
, وانصرفت
, مشت ببطئ وهي شارده الي ان اقتربت من بيت نجمه
, فوجئت حينما وجدت وجهها في وجه عاصم الذي كان يسير بالطريق المقابل
, ارتبكت من تلك المفاجأه وشعرت ان كيانها يهتز
, كذلك عاصم لقد ذهل حينما رآ ها امامه، حاول تجاهلها والمضي في طريقه لكنه لم يستطع ان يفعل ذلك
, فقال بصوت اجش، ازيك يا اميره
, اميره بارتباك، ازيك يا مستر عاصم.
,
, عاصم بحده، مبروك لخطوبتك من ابن عمك قالي انك بتحبيه وفرحانه بيه
, اميره بغضب طفولي، الكداب اقسم ب**** ما حصل دا اتقدم لي وقلت له مستحيل يحصل لاني بحبه زي سالم
, عاصم بتساؤل، سالم مين
, اميره بتاكيد، اخويا
, عاصم مستفهما، امال رفضتيني ليه
, اميره ببراءه، و**** مارفضتك بالعكس
, ثم ادركت ما قالت فقالت، عن اذنك يا مستر وانصرفت مسرعه.
,
, بعد ان انصرفت استدار عاصم لينظر اليها ويقول، بالعكس يعني موافقه وابتسم ابتسامه جميله فقد شعر بالراحه
, وكانت تلك المقابله الغير مقصوده سببا لرجوع الامل الي عاصم مرة اخري. لقد علم رايها الحقيقي بل وقالت له انها لم ترفضه
, علم ان هشام، كذب عليه لغرض ما قال عاصم في نفسه، انسان بشع كذاب.
,
, عاد مصطفي الي بيته منهكا نفسيآ وجسديآ وفتح الباب ليتفاجئ بالشقه مرتبه ومنظمه وطعام العشاء موضوع بعنايه علي المنضده ومحاط بالشموع
, ما ان دلف للداخل حتي جرت عليه سلمي صارخه، بابي حبيبي.
,
, فوجئ مصطفي بسلمي التي تحاوط رجليه بيدها الصغيره فانحني ليلتقطها ويحتصنها وهو يتاوه، اه يا حبيبتي وحشتيني يا سلمي
, خرجت ايمان من الغرفه والدموع تسيل علي وجنتيها ظلت واقفه تنظر له بعتاب
, ترك سلمي واقترب منها يحتصنها ولم يشعر بنفسه كان يبكي بحراره
, لدرجه ابكت ايمان بكاء شديد وجعلها تتأثر فلم تراه كذلك من قبل
, ايمان بصوت متهدج، انا اسفه يا حبيبي اني سبتك مش قادره اعيش بعيد عنك يا مصطفي.
,
, مصطفي بصوت اجش متقطع، اتاخرتي قوي يا ايمان، اتاخرتي قوي
, ايمان، حقك عليا يا حبيبي
, اختلطت الدموع ولكن شتان بينهم
, ايمان دموعها شوقا اليه
, اما دموعه فندما وحسرة مما فعله وخوفا من خسارتها تمامآ اذا علمت بما حدث منه
, وبامر زواجه من تلك الفتاه التي كانت سببا للمشاكل بينهم٣ نقطة

التاسع عشر

توالت الأيام، كانت أيام سعيدة للبعض وحزينة للبعض ومُملة للبعض الآخر، فكانت من أحلي أيام عمر وأمل التي أخيرا قررت فتح قلبها لإستقبال الحب، الحب الذي كانت لا تؤمن به أبداً، الآن هي تستشعره لطالما وجدت من يُجيد الحب الحقيقي والصادق، وببراعة إستطاع إقتحام قلبها وجعل له مساحة كبيرة بداخله، وهو الآن علي وشك إختراقه بالكامل٣ نقطة!
,
, كانت تجلس في الشرفة وبيدها كوب من النسكافيه تحتسيه بشرود، إلي آن إستمعت لرنين هاتفها، فإلتقطته ونظرت إلي الشاشة وجدت إسم عمر يضئ به فإبتسمت وأجابت قائلة: ألو
, عمر بغزل: مساء الورد علي مراتي حبيبتي
, توردت وجنتيها سريعاً وقالت بخفوت وصوت جادي بعض الشئ: مساء الخير
, تحدث بمزاح: هي دي وأنت كمان وحشتني؟
, حاولت أمل حبس ضحكاتها وقالت: اه وبعدين أنا عاوزة أنام بقي معلش.
,
, رفع حاجباه وقال سريعاً: ايه ده! لا قوليلي بحبك يا عموري الأول
, حركت رأسها نافية وقالت: لاء يلا تصبح علي خير
, عض علي شفته السفلي وقال بغيظ: أنتي بحالات يا أمولتي؟ ساعات تجيلك الجنونة وتطلعيها علي أمي ليه!
, ضحكت أمل عالياً، بينما قال هو متغزلا بها ؛: اللهم صل على النبي أيوه كده
, صمتت وهي تتنهد وقد توردت وجنتيها آثر غزله ومزاحه لها فيما قال هو غامزاً بهدوء: بحبك جدا علي فكرة.
,
, تنحنت أمل بحرج وخجل وقالت بصوتٍ خافت: إحم، وأنا كمان!
, تنهد بسعادة وهو يقول: أهو كده أعرف أنام
, أمل برقه: طب تصبح على خير
, عمر مبتسمآ: وأنتي من أهل الخير يا عمري
, أغلقت الخط وهي تبتسم بإبتساع ونهضت متجهه إلى داخل الغرفة ما إن دلفت حتي وجدت أميرة تخبئ شيئاً ما فآثار فضولها وإقتربت قائلة في تساؤل:
, أميرة! مالك في إيه مش علي بعضك كده ليه؟
, أميرة بتوتر: ها آآ لاء مفيش حاجه.
,
, تنهدت أمل وجلست إلي جوارها وهي تقول بجدية:
, أنتي هتفضلي قالبة وشك كده علي طول؟ يا حبيبتي ده قسمة ونصيب وبكرة **** يرزقك بالي أحسن من عاصم ده!
, أميرة بغضب وقد إحتدت ملامحها:
, دي حياتي وأنا حره فيها يا أمل حرام عليكم بقي كفايه!
, ربتت أمل علي ذراع شقيقتها وقالت: يا أميرة إحنا عاوزين مصالحتك!
, إنهمرت الدموع من عينيها وقالت بنفاذ صبر: لو سمحتي يا أمل سبيني لوحدي٣ نقطة
,
, إنصاعت أمل لها ونهضت بهدوء خارج الغرفة، تاركه لها علي هذه الحالة الواهنة، لقد ذبلت عينيها من كثرة البكاء وباتت جميع محاولاتها فاشلة في إقناع أمها علي تلبية طلبها، فماذا تفعل بعد؟ أنها صغيرة تفكيرها لا يزال غير ناضج مُجرد أن تأتي لها فكرة، تُقرر فعلها مهما كانت العواقب وها هي قد آتت لها فكرة الإنتحار! إنها لا تتخيل الحياة بدون ذلك العاصم الذي لم تعرفه بعد إلا من الوصف لقد تعلقت فيه لدرجة أنها أصبحت تتمني الموت في بعده!
,
, أمسكت بشريط الحبوب المُسكنه وقامت بتفريغ ما فيه بأكمله في راحة يدها الصغيرة، ثم رفعته إلي فمها لتبتلعه بالماء! ومن ثم إنهارت في البُكاء وهي تدعي في نفسها: سامحني يارب٣ نقطة
,
, عندما يُنهك القلب من كثرة التمني عندما تضيق النفس ويشعر الإنسان بالعجز، فلقد تعشم عاصم في تلك الأميرة الصغيرة أرادها حلالا ولكن العواقب تقف في طريقهما فمن وجهة نظر مُجتمعنا أنه كيف لإبن خادمة ان يتقدم لسليلة عائلة!
,
, هكذا كان عاصم يتمني ويتضرع إلي خالقه بأن ينال مراده عاجلا غير اجلا، ٣ نقطة
, إنتهي من صلاته ومن ثم أخذ يُسبح بإسم خالقه، ثم نهض متجها إلى الشرفة الصغيرة ليستنشق الهواء الطلق لعله يخفف من ذاك الجبل الذي علي صدره من هموم٣ نقطة
, شعر بيد تربت علي كتفه من الخلف فإلتفت ليري شقيقته حنان فعاد لينظر مرة ثانية إلي الفراغ متنهداً، فيما قالت حنان بهدوء ؛: لسه برضو يا عاصم زعلان علي البنت إياها؟
,
, لم تتلقي منه إجابه بينما قالت متنهدة: كل شئ قسمة ونصيب يا عاصم وبكرة **** يرزقك بالي أحسن والله٣ نقطة
, أومأ لها في صمت وعينيه الحزينتين تنظران في الفراغ بمرار، بينما قالت هي محاولة التهوين عنه: طب تعالي إتعشي معانا أنا حضرت الأكل وكلهم مستنينك بره!
, حرك رأسه نافياً دون أن ينظر إليها وقال بحده: مش جعان يا حنان روحي انتي كلي معاهم!
, أومأت برأسها وإنصاعت له متجهه إلي الخارج تاركه له يشرد مرة أخري٣ نقطة!
,
, أخذت إيمان تُعد الشاي لها ولزوجها في المطبخ بينما كانت تتدندن بسعادة وكأنها تضيف حبها للشاي فيصبح له مذاق خاص، وفيما رن هاتف مصطفي وما إن نظر إلي شاشته زفر بضيق ونهض مُتجها إلي الشرفة ليجيب قائلاً بصوت مُنخفض: أنا مش قولتلك متتصليش بيا طول ما أنا في البيت!
, علا بلا مبالاه: عادي يعني ما أنا مراتك برضو يا درشوشي
, كز علي أسنانه بغضب وقال بحدة: إخلصي! عاوزة ايه دلوقتي٣ نقطة
,
, علا ببرود: فين الشقة الي قولتلي هأجرهالك؟
, تنهد مصطفي بغضب وقال: هو ده وقت زفت كلام من ده بقولك إيه أنا مش فاضي سلام! ثم أغلق الخط وإتجه إلي الخارج بينما وضعت إيمان الشاي علي الطاولة وهي تقول في تساؤل: بتكلم مين
, مصطفي بتوتر خفي: أبدا ده واحد زميلي!
, أومأت له بإبتسامة وجلست إلي جواره لتقول برقة: وحشتني القعدة معاك يا حبيبي أنا قصرت معاك أوي حقك عليا.
,
, إبتسم بمرارة، ولف ذراعه حول كتفها قائلاً في ندم: ولا يهمك ياحبيبتي٣ نقطة
, رفعت بصرها إليه لتنظر مباشرة إلي عينيه الحزينتين لتتابع مردفه: مالك يا مصطفي؟ ليه حاسه إنك سرحان ديما؟
, إبتسم لها بحنان، وهمس بخفوت: أبدا مفيش بالعكس ده أنا مبسوط إنك رجعتي تحبيني زي الأول
, إيمان بعتاب ؛: إخص عليك يا مصطفي ده علي أساس إني كرهتك يعني؟ علي فكرة أنا بموت فيك وعمري حتي ما زعلت منك ولا هزعل.
,
, إبتلع ريقه بمرارة وتابع مردفاً: مهما حصل عمرك ما هتزعلي مني؟
, أومأت برأسها وقالت: أيوة ده أنت حب عمري كله يا درش
, أخذها إلي أحضانه وأغلق عينيه متنهدا بألم يكاد أن يمزق قلبه تمزيقا، ليحدث نفسه بندم شديد: اااااه يا إيمان لما تعرفي الي حصل يارب سامحني مكنتش في وعي!..
,
, فما أسوء من خيانة الثقة مهما كانت الأسباب!
, عادت أمل لتدلف إلي الغرفة مرة ثانية وما إن دلفت حتي صرخت بإهتياج وهي تري شقيقتها مُلقاه علي الأرض ووجهها يتصبب عرقا، فأسرعت إليها جاثية علي ركبتيها رافعه إياها بذهول وهي تقول صارخة:
, أميرة قومي، أميرة مالك يا حبيبتي!
, بينما أسرعت نجية وسالم بخضة، فيما لطمت نجية علي صدرها وهي تصيح: يالهوي بالي، بنتي أميره إيه الي حصل يا أمل.
,
, أمل ببكاء: معرفش يا ماما أنا دخلت لقيتها كده!
, أسرعت نجيه تتصل ببيت عمهم ليساعدها وينحدها سريعاً وبالفعل بعد ما يقارب النصف ساعة كانوا جميعا يركضون وراء السرير النقال الذي يحمل أميرة ركضا إلي غرفة الاستقبال بالمشفي٣ نقطة
, وقفت نجية تبكي وتنتحب وهي تقول: يارب سترك يارب ياتري مالك يا بنتي وحصلك ايه!
, إقترب سعيد ليقول ماوسيا: خير ان شاء **** يا أم سالم٣ نقطة
, بعد مرور نصف ساعة أخرى٣ نقطة
,
, خرج الطبيب فأقبلوا عليه جميعاً ليتساءلون فيما قالت نجية بلهفة: خير يا دكتور بنتي مالها؟
, تنهد الطبيب وأردف قائلاً بجدية: محاولة إنتحار٣ نقطة
, لطمت نجية علي صدرها وهي تقول بذهول تام: يالهوي إنتحار!
, وفيما صُددمم الجميع أيضاً من ذاك الخبر المُحزن بينما تحدثت نجية من بين دموعها:
, ه هي عاملة ايه يا دكتور دلوقتي وإيه الي حصل بالظبط.
,
, الطبيب بجدية: أخدت حبوب مسكنة كتير جدا عملت تسمم في المعدة بس الحمد**** عملنا غسيل معدة وكل شئ تمام
, سعيد في تساؤل: يعني هي كويسة دلوقتي؟
, أومأ له الطبيب وقال: أيوة الحمد**** لكن نفسياً مقدرش أحدد لإن ده مش تخصصي، بس حالات الإنتحار دي مبتجيش إلا من الضغوط النفسية فحاولوا تشوفوا إيه الي هيريحها وإعملوا أفضل، عن إذنكم.
,
, دلفت أمل سريعاً إلي الغرفة، لتتجه إلي شقيقتها النائمة علي الفراش لا حول لها ولا قوه، إقتربت تمسح علي جبهتها بحنان وهي تقول: كده برضو يا أميرة هي حصلت تنتحري عشانه٣ نقطة!
, دلفوا جميعاً خلفها وتراصوا حول الفراش الذي ترقد عليه مُتغيبه عن الوعي تماما، بينما قال هشام بغضب دفين: هو كل ده عشان الي إسمه عاصم هو في حد عاقل يعمل كده؟
,
, جلست نجية بإنهاك أمام فراش إبنتها وهي تقول ببكاء: لله الأمر من قبل ومن بعد، **** يرحمك يا حاج محمود ويحسن إليك٣ نقطة
, سعيد باعتراض علي ما يحدث: ده أخويا لو كان عايش كان عرف شغله مع البت دي علي أخر الزمن هنفجر
, نجية بحدة: إيه الي أنت بتقوله ده يا سعيد عيب عليك يا اخي فجر ايه **** يسامحك
, بينما همست له سهام زوجته: ملكش حق يا سعيد إيه الي أنت بتقوله ده!
,
, صر سعيد علي أسنانه وقال: بس لو السما اطربقت علي الأرض برضو مهواش متحوزها يا أم سالم
, هبت نجية واقفة وقالت ؛: جري ايه يا سعيد تكونشي يا اخويا أبوها عشان تقول ايه الي يمشي والي ميمشيش! دي بنتي وأنا حرة فيها والقرار ليا أنا، وأنا خلاص قررت..!
, سعيد بذهول وتساؤل: قررتي! قررتي ايه يا أم سالم؟
, نجية بثبات: أنا معنديش أهم من بنتي ومش مستغنيه عنها وهبعت لعاصم أقوله إني موافقة وأنا مش هقف قدام النصيب!
,
, صُددمم سعيد وقال: بقي كده يا نجية ترفضوا أنتي وبنتك ولدي وتوافقوا علي إبن الخدامه!
, جلست نجية مرة أخري متنهدة بضيق وهي تقول: كل شئ قسمه ونصيب وبكرة **** يرزق ابنك باللي أحسن من بنتي٣ نقطة
, رمقها سعيد بغيظ وقال. بعصبية تامة: طيب يا أم سالم يلا سهام يلا ياض يا هشام يلا يا بت ياسارة٣ نقطة
, ثم خرج بصحبة عائلته والشر يتطاير من عينيه٣ نقطة
,
, ثم لم تلبث نجية حتي هتفت قائلة موجهه حديثها لسالم: واد يا سالم لما تشوف عاصم في سكتك بلغوا إني موافقة!
, أومأ سالم برأسه غير مبالي بما يحدث حوله وخرج من الغرفة٣ نقطة
, بينما نظرت نجية إلي إبنتها وهي تقول بحزن: ليه كده بس يا بنتي ليه!
, سار سالم في طريقه، إلي أن مر بجوار منزل عاصم بينما وهو يسير وجده لا يزال واقفاً في الشرفة شارداً، فهتف قائلاً: ياه!
,
, إنتبه عاصم علي صوته ولف له سريعاً ليقف قبالته وقال بلهفة: أهلا يا سالم
, سالم رافعاً حاجبه بتكبر: أمي بتبلغك إنها موافقة عليك
, إتسعت إبتسامة عاصم وهتف قائلاً بسعادة: أنت بتتكلم جد؟
, سالم بسخافة: أومال ههزر معاك
, حمد عاصم ربه سراً وقلبه يُكاد أن يطير فرحا بينما قال في تساؤل: طيب هي والدتك موجودة في البيت بكرة؟
, سالم: لا ما هي أميرة في المستشفي
, عبست ملامح وجهه عاصم وقال في قلق: في المستشفي! ليه؟
,
, سالم باستهزاء: آل ايه يا سيدي حاولت تنتحر عشان خاطرك!
, رفع عاصم حاجباه في اندهاش وهو يقول بعدم تصديق ؛: ايه!..

العشرون




فتحت أميره عيناها بضعف لتهمس آه: أنا فين: أنا تعبانه قوي
, لتلمح أمل الواقفه بجوار الفراش ولا يبدو علي وجهها أي إنفعال
, نادتها أميره بضعف هامسه. : أمل.
,
, نظرت إليها أمل بغضب وقالت
, دا دينك: دي أخلاقك
, عارفه إنتي عملتي ايه فضحتينا لما بلد صغيره زي بلدنا فيها بنت بتحاول تنتحر عارفه بيقولو عنها إيه
, و لو كنتي موتي فعلآ، مكنتيش خايفه هتقابلي **** تقوليله إيه
, أنا آسفه يا أميره بس انا فعلا مش قادره أبص ف وشك رغم خوفي عليكي
, بكت أميره وقالت: انا كنت عاوزه حاجه تهديني بس يا أمل
, أمل: بس بلاش تبرير كداب
, ال تعبان يا خد قرص ولا اتنين مش سبعه
, يا اميره.
,
, بكت أميره فليس لديها رد إلا الدموع
, دخلت نجيه لتدفع أمل إلي الخارج فهي تعرف أن أمل ستوبخ إختها
, وقالت بضعف: مش وقته يا بنتي
, خرجت أمل وهي تتمتم: دلع ورخامه وقلت أدب
, نجيه بطيبه. : دا انتي كنتي هتموتي عليها يا أمل.
, أمل بغضب. : حصل يا ماما ودلوقتي فاقت الهانم: أعمل إيه أحييها علي ال عملته ولا أضرب ليها تعظيم سلام
, ثم نظرت بإتجاه شخص قادم وقالت
, ودا مين ال جاي علينا دا كمان
, نظرت نجيه حيث أشارت أمل.
,
, وقالت بتجهم: دا الزفت عاصم أكيد البلد إتشاعت إن بنت محمود كامل إنتحرت علشان عاصم بن علي عبد الرحمن.
,
, السلام عليكم: قالها عاصم بإرتباك
, وعليكم السلام: ردت نجيه علي عكس أمل التي إستدارت لتعود إلي المنزل حيث لا يعجبها ما يحدث برمته٣ نقطة
,
, عاصم لنجيه: حضرتك بعتيلي سالم
, نجيه بطيبه: أيوه يا بني إبقي إتفضل تعالي عندنا البيت نتكلم
, ابتسم عاصم وقال إن شاء ****
, وأضاف: هيه عامله إيه دلوقتي
, نجيه بحنق: بقت كويسه وإن شاء **** هنروح كمان شويه
, عاصم وهو يفرك يديه بإضطراب: طيب حضرتك ممكن أطمن عليها يعني أدخل أشوفها خمس دقايق بس
, نجيه بطيبه: طيب إستني أشوف حجابها عليها ولا لأ يا بني
, دخلت لتجدها جالسه تبكي مما قالته لها أمل.
,
, فقالت: إعدلي حجابك عليكي الأستاذ عاصم جاي يشوفك.
,
, نظرت أميره لأمها وعينيها قد إتسعت من المفاجآه وقالت وهي تصلح حجابها: مين يا ماما بتقولي
, همست نجيه وهي تخرج: سبع البورمبه جتك خيبه على أمك عيله هم٣ نقطة
,
, ثم خرجت لتقول: إتفضل يا أستاذ عاصم.
,
, جلست أميره علي فراشها تفرك يديها من القلق..
, سمعت طرق علي الباب ودخل يقول بصوت رجولي
, السلام عليكم
, و، و، وعليكم السلام
, إزيك يا أميره
, ا: ال: الحمد لله
, لاخظ إكتساء وجهها باللون الأحمر من الخجل وإرتباكها الشديد فقال مبتسمآ
, حمد **** على السلامه
, ردت بخجل: **** يسلمك يا مستر
, عاصم بحنان: إ ل عملتيه دا غلط وحرام
, أميره ببراءه وطفوله: مش هعمل كده تاني أمل قالتلي **** هيعذبني
, وبكت بحرقه.
,
, فقال مبتسمآ: إنتي مكنتيش تعرفي إن كده حرام ودلوقتي عرفتي إستغفري **** كتير
, يلا عن إذنك لازم أخرج وإن شاء **** نتقابل في بيتكم
, إبتسامة خجوله بدت علي وجهها البرئ.
,
, ليخرج مبتسمآ بعدها وهو يشعر بالزهو والفرحه
, لتتلاشي الإبتسامة تمامآ حينما يري هشام القادم نحوه والشرر يتطاير من عينيه٣ نقطة
, قرر عاصم أن يتجاهله تمامآ ويسير كأنه لم يراه ولكن هذا الأخير وقف أمامه مباشرة وقال بعنف
, إنت إيه ال جايبك هنا
, عاصم بتحدي: إيه ممنوع ولا إيه
, هشام بغضب: أيوه ممنوع
, عاصم بهدوء: تؤ خلاص يا هشام إنت خسرت التحدي وال بتعمله ده زي قلته.
,
, لكمه هشام لكمه قويه وقال بغيظ: إنت طلعتلي منين: طلعتلي منينا مصيبه
, رد له عاصم اللكمه وقال: إنت إنسان مجنون فاكر فلوس أبوك هتجيبلك كل حاجه عاوزها: أميره مش لعبه تشتريها يا شاطر
, هم هشام بضربه حينما صرخت نجيه
, إنتو هتفضحونا معدش ورايا ال أنتو الإتنين إيه يا هشام جاي ليه دلوقتي يا بني.
,
, نظر هشام بغضب إلي زوجة عمه وقال. أنا ال جاي ليه يا مرات عمي: أنا إبن عمها ومتربي معاها وآجي وقت منا عاوز إنما ده يجي ليه. : قوليلي، : إبن حكمت يجي ليه يا مرات عمي ردي
, نجيه بغضب: خطيبته٣ نقطة
, همس هشام: خطيبته
, نجيه: أيوه خطبها مني وقبلت وقلت ليك ولأبوك الكلام ده فضها سيره بقي يا بني
, إستدار هشام لينصرف غاضبآ وهو يتوعد عاصم حينما لمح نظرات عاصم المنتصره ترتسم علي ملامحه العنيده٣ نقطة
,
, دلفت أمل إلي البيت لتشم رائحه غير مألوفه إنها رائحة سجائر
, تعجبت فلا يوجد بالمنزل أحد
, هتفت تنادي علي سمره: يا سمره: يا سمره
, ثم دلفت إلي حجرة سالم لتجده جالسآ وبيده السيجاره وأمامه عدد من الأعقاب التي أنهي شربها بالفعل
, إقتربت منه وصاحت
, واد يا سالم إنت بتشرب سجاير
, نظر لها بحده وقال: آه أنا في الدبلوم مش صغير وأنا راجل وأعمل ال أنا عاوزه يلا إطلعي بره
, نظرت له بغيظ وقالت: حاضر يا سالم.
,
, ثم خرجت لتذهب إلي حيث تضع سمره منفضتها
, وأحضرتها لتنهال عليه ضربآ وهي توبخه
, وتقول: طول عمري رأيي فيك إنك متربتش يا سالم **** يرحمه بقي معرفش يربيك
, أخذت تنهج: وهو يصيح سيبيني: إنتي مالكيش ضرب عليه٣ نقطة
, دخلت أمه وأميره لتسمعا الصياح
, وتري ما تفعله أمل
, فتصيح: بت يا أمل إنتي إتجننتي يا رب هلاقيها منين ولا منين
, إنتهز سالم فرصة إنشغال أمل وجري من تحت يدها وهو يصيح
, و**** ما أنا قاعدلكو فيها
, وخرج يجري.
,
, نظرت نجيه بغيظ لأمل وقالت
, لو كان أبوكي عايش مكنتيش قدرتي تمدي إيدك عليه يا أمل
, إظاهر أبوكي كان عنده حق لما قال إنكم بتكرهوه وتغيرو منه٣ نقطة
, أمل بحزن: كده يا ماما تقوليلي كده
, ثم سالت دموعها وأضافت لو بكرهه ماكنتش ضربته علشان بيشرب سجاير يا ماما و**** أعلم بيشرب إيه تاني
, يا ناس حرام عليكم ليه ال بيخاف عليكم بتظلموه٣ نقطة
, ثم جرت إلي حجرتها٣ نقطة
,
, لتسمع صوت الهاتف حيث يطلبها عمر
, قالت بصوت مبحوح السلام عليكم.
,
, عمر: وعليكم السلام: إزيك يا أملي
, همست: الحمد لله
, عمر بإهتمام: مالك يا أمل إنتي بتعيطي
, أمل بتأثر: لأ مش بعيط
, عمر مبتسمآ: طيب إستعديتي لبدء الدراسة هشوفك بعدبكره إن شاء
, أمل بهدوء: إن شاء ****
, عمر بمكر: طب مافيش كلمه حلوه
, أمل بشبه إبتسامة: بعد بكره ان شاء ****
, ثم أضافت: ما تنساش إتفاقنا
, عمر بغيظ: ولا أعرفك
, أمل بمحبه: مع السلامة يا عمور
, عمر بحنان: مع السلامة يا حبيبتي.
,
, في منزل مصطفي
, تعجبت إيمان وهي تستمع لحديث مصطفي
, وقالت بإهتمام
, ماما طلبتك تروح علشان تقرأ فاتحة أميره علي إبن حكمت
, مصطفي بلوم: حرام يا إيمان كل ما تتكلمي تقولي إبن حكمت باستهزاء كده
, إيمان: مش قصدي يا مصطفي أكيد، مقصدتش. : بس إزاي ماما توافق علي حاجه زي دي أنا متعجبه جدآ
, مصطفي بحزن: و**** لسه الدكتور أشرف مكلمني عليها هيموت ويخطبها
, إيمان بغيظ: ورديت عليه
, مصطفي بأسف: قلت له هشوف.
,
, إيمان بتصميم: لأ لازم ماما ترفض ومتعبرش أميره دي عيله مش عارفه مصلحتها
, إحنا الكبار ال نقدر نختار لها الأحسن بقولك يا مصطفي لازم نزورهم ونقول لهم علي الدكتور أشرف: ثم أضافت
, بقولك يا حبيبي ماتيجي نروح ساعه ولا اتنين ونرجع علي طول
, علشان خاطري
, مصطفي: يا إيمان: قاطعه رنين الهاتف فنظر فيه وقال
, طيب إلبسي ولبسي لوما أنا هنزل أروح لواحد صاحبي وراجعلك.
,
, لتنظر إليه إيمان متعجبه وهو يبتعد عنها وتقول: مش عارفه ليه بقيت غريب يا مصطفي
, يا رب خيب ظني.
,
, نزل مصطفي مسرعآ وإستقل سيارته وذهب إلي عيادته
, صعد ليجد الباب مفتوح وعلا تجلس بالداخل فوق مقعده الخاص.
,
, قال بغضب: عاوزه إيه يا علا بتتصلي عليه ليه أصلا
, علا بتهكم: أصلا
, باين إنك نسيت يا دكتور إن ليك زوجه تانيه
, مصطفي متوعدآ: لأ متسوقيش فيها قلت لك هديكي خمسين ألف جنيه وتختفي من حياتي تماما
, علا بتمثيل: وأهون عليك طب ويهون عليك آسوره
, مصطفي بتعجب: آسوره دا إيه فيلم جديد
, علا وهي تشير لبطنها: جديد نوفي يا عمري
, مبروووك يا حياتي هتبقي أب
, مصطفي وهو يجذبها بعنف: علا إنتي عاوزه تخربي بيتي.
,
, تركته و إنصرفت وهي تسحب حقيبتها
, وتقول بمكر: لو فضلت زي ما أنت كده تأكد إني هآخد قسيمة جوازنا وتحليل الحمل وأروح أفرح المدام
, وتركته وإنصرفت ليمرر يده علي وجهه بعصبيه ويهمس: يا دي المصيبه.
,
, تذكر موعده مع إيمان فإنصرف مسرعا.
,
, في بيت سعيد
, جلس سالم يشكو لعمه
, أمل بتضربني يا عمي علشان زعلان إنهم هيجوزو أميره لإبن الخدامه ويسيبو هشام إبن عمي
, وكلهم متفقين عليه يا عمي وبيعيروني ويقولولي يا أبو دبلوم وأمل بتقولي
, إبقي قابلني لو خدت الز بلوم
, ساره ضاحكه: زبلوم: هههههههه
, إلتفت لها أبوها وقال: بتضحكي علي إيه يا بت يا ساره ادخلي أوضتك يلا
, دلف هشام إلي الداخل حيث يجلس والده وسالم وهو يبدو عليه آثار الشجار مع عاصم.
,
, لتصيح أمه: إيه ال عمل فيك كده يا هشام
, هشام بغضب: الزفت عاصم كان ف المستشفى بيزور الهانم
, العيله دي بعد موت عمي بقت سلطه
, إنتهز سالم الفرصه وقال: شايف يا عمي
, آهم بعتوله يروحلهم المستشفي
, سعيد: لأ دول بقو ماشيين علي حل شعرهم
, بات هنا يا سالم مع هشام علشان عندي شغل ف المصنع وبكره هوريك هعملك فيهم إيه كلهم بعد كده كل واحده فيهم هتحط لسانها في بقها ومترفعش عينها في عينك.
,
, كان سالم لا يفهم شيئآ مما يقوله عمه لكنه كان سعيد.
,
, في سيارة مصطفي
, قالت إيمان: مصطفي إنت نزلت بسرعه ليه وإتأخرت
, مصطفي بعصبيه: يوووووه يا إيمان هو ا تحقيق ولا إيه
, نظرت إليه بحزن ولم ترد
, فجذبها
, إليه وقال وهو يقود السيارة: آسف
, قالت سلمي ببراءه: انا مش عاوزه أروح عند سالم يا ماما علشان
, إيمان وهي تحاول أن تمنع سلمي من إخبار أبيها بضرب سالم لها: سلمي حبيبتي إنتي أكلتي الساندوتش بتاعك. ولا لأ
, سلمي ببراءه: أكلته يا مامي وقلت الحمد****
, إيمان، شاطره يا لومي.
,
, في منزل الحاج محمود
, نجيه لأمل، مش عاوزين فضايح متحكيش ال أختك عملته للدكتور مصظفي وأختك ولا لعمر
, أمل: حاضر يا ماما
, نجيه بحزن: قلبي واكلني علي الواد سالم يا تري راح فين
, قولي لأختك إن سبع البورمبه بتاعها جاي بكره وهيه حره ال بيشيل اربه مخرومه بتشر علي رأسه
, دخلت سلمي تجري وتصيح: تيته حبيبتي
, قالت نجيه لأمل: أختك وجوزها جم صحي أختك ال عامله لنا محزنه.
,
, لم تنجح أي محاولات من إيمان وزوجها لإثناء أميره عن رأيها أو التفكير بأي شخص آخر غير عاصم بطلها الأوحد٣ نقطة
, وفي اليوم التالي
, حضر عاصم وجلس مع مصطفي ونجيه ليطلب منهم الزواج من أميره رسميا
, كان يرتدي قميص كاره وبنطلون جينز أزرق.
,
, قال مصطفي: وهتسكنو فين بقي يا أستاذ عاصم عندك بيت
, تنحنح عاصم وقال: بيتي مش مناسب لكن هأجر شقه ممكن هنا أو في المنصوره
, قال مصطفي بتهكم: لاء المنصوره غاليه عليك خليكو هنا
, أصرها عاصم في نفسه وإبتسم
, نظر مصطفي لنجيه متسائلا
, فقالت نجيه بآسي: خلاص يا دكتور مصطفى بدال أميره موافقه أنا موافقه
, مصطفي وهو يزفر بضيق: خلاص ال تشوفوه يلا نقرأ الفاتحه
, دخل سالم بعد أن دفع الباب وقال
, تعالي ياعمي إدخل.
,
, تنحنح سعيد وقال باستهزاء: ما شاء ****
, متجمعين عند النبي
, مصطفي بترحاب: أهلآ يا عمي
, سعيد بإبتسامه: انا جاي أبارك يا دكتور للحاجه مرات أخويا ال نست إن أنا كبير العيله دلوقتي
, ثم قال بإبتسامه وهو ينظر لعاصم: بس نأبك طلع علي شونه يا مستر
, أخويا محمود كتب كل أملاكه بيع وشرا لسالم إبن أخويا الأرض والبيت والمصنع وكل حاجه يملكها.
,
, يعني كل ال يخص البنات ميت الف جنيه لكل بنت والحاجه نجيه عارفه وموافقه ومتفقه مع جوزها **** يرحمه علي كل حاجه
, يلا ال عندي قلته: وإسمعو ا كمان
, من النهارده ال هيزعل سالم ميلومش إلا نفسه
, نهايته: مبروك يا مستر
, وتركهم يتصايحون وإنصرف
, قالت إيمان بغضب: ماما صح عملتو كده فينا
, نجيه بعتاب: إيه يا إيمان جوزك دكتور أد الدنيا ومبسوط وعنده أملاك
, هتبصو للواد الغلبان ليه.
,
, عاصم وهو ينهض لينصرف: بالنسبه لي ميفرقش معايا الكلام ده كل ال أنا عاوزه أميره وبس
, وإن شاء **** هاجي لما تبلغوني نحدد ميعاد الشبكه وكتب الكتاب
, وهجهز الشقه وأتجوز علي طول إن شاء **** وتكمل دراسه عندي أو زي ما نتفق أنا وهيه٣ نقطة
, بعد إنصرافه خرجت أمل من حجرتها تصيح
, إيه ال أنا سمعته ده يا ماما
, أما عن أميره فكانت سعيده مسروره فلا تفكر ولا تدرك قيمة ما يتحدثون عنه
, كل ما يهمها أن عاصم أصبح خطيبها٣ نقطة
,
, أمل وهي تنظر لإيمان: شفتي يا إيمان عملو فينا إيه
, ونظرت لأمها وصاحت: **** يرحمه ظلمنا حي وظلمنا ميت
, وإنتي يا ماما مش مسمحاكي أبدا منك لله يا ماما: منك لله
, أخرستها صفعه علي وجهها من أمها وهي تصيح
, بس ولا كلمه زياده مش عاوزه قلت أدب
, قال مصطفي لزوجته بوجه عابس: يلا يا إيمان هاتي بنتك وحصليني علي العربيه
, نهضت إيمان لتجذب إبنتها وتخرج باكيه وهي نقول
, حسبي **** ونعم الوكيل فيكو.
,
, في اليوم التالي
, ذهبت أمل للجامعه مهمومه٣ نقطة
, وكذلك سافرت أميره بصحبة نجمه إلي المنصوره أيضا للذهاب لكلية الآداب قسم اللغه العربيه
, في كلية الهندسه
, جلست أمل حزينه وعلي وجهها آثار صفعة والدتها
, لتنام علي المدرج حزينه تتذكر والدها ومافعله فيها
, مرت المحاضره تلو الأخرى
, إلي أن دخل عمر إلي المدرج
, ألقي التحيه وهنأ الطلاب ببدء العام الدراسي الجديد وجال بنظره يبحث عن أمل لم يراها.
,
, في نهاية المحاضره تعمد أن يسير بين المدرجات
, رأي وفاء تجلس بجوار أمل ونظر لها بتساؤل.
,
, ثم قال: بعد المحاضره تعالولي يا آنسه وفاء مكتبي
, قالت: حاضر يا دكتر
, كانت أمل قد أخبرته أن وفاء الوحيده التي ستخبرها بأمرهم وتثق أنها لن تخبر أحداً
, بعد إنتهاء المحاضرات
, قالت وفا ء لأمل
, أمل فوقي كده: الدكتور عمر عاوزك في مكتبه
, أمل بإرهاق: أنا تعبانه قوي يا وفاء هروح
, وخلاص
, وفاء: لأ لازم تروحيله ليديني درجات وحشه يا ختي
, أمل: ماشي يا جبانه
, طرقت أمل باب مكتب عمر
, وأذن لها بالدخول
, ما أن رآها حتي نهض واقفآ وقال.
,
, أمل مالك يا حبيبتي
, أمل بضعف: ولا حاجه يا عمر
, نظر إلى وجهها بتأمل وصاح: إيه دا مين ال ضربك علي وشك
, دمعت عينا أمل و صرت علي شفتها السفلي بأسنانها العلويه بخجل
, فقال. : أمل إتكلمي بقولك
, مين ال ضربك
, أمل. بحزن: ماما
, عمر بغضب وهو يطرق المكتب بعنف: لأ محدش يضرب مراتي لازم يفهمو كده حتي لو كانت أمك: انا مسمحش بكده فعلآ
, هم بأ ن يتصل بوالدتها
, ولكن أمل قالت بتوسل: خلاص بقي يا عمر دي أمي.
,
, وضع سماعة الهاتف: وجذبها ليحتضنها
, ويربت علي ظهرها بحنان وقال: معلهش يا حبيبتي اعذريني أنا مش طايق حد يمد إيده عليكي فعلا
, إبتسمت له وقالت: انا خلاص مش زعلانه
, قطع حديثها بقبله حانيه علي جبينها٣ نقطة
, ثم نظر إليها نظره جذابه وقال. : إيه رأيك
, أصالحك
, ضحكت أمل وقالت: لأ حد يدخل علينا
, عمر يدعي البراءه: نيتك وحشه يا أملي دا انا قصدي أخدك أغديكي
, جذب أنفها برفق وقال: بطلي الحاجات الوحشه ال بتفكري فيها دي.
,
, لتضحك أمل وتقول: إنت واحد مكار.
,
, في كلية الآداب
, صاحت نجمه. بطفوله: واو مستر عاصم يا بختك يا ميرو بجد هتتخطبي لمستر عاصم
, دا البنات هيتجننو ا لما يعرفو
, بصي البت سهير أهي كانت بتاخد عنده درس
, تعالي نروح نغيظها٣ نقطة
, أميره وصديقتها في عمر صغير جعلهما ينظران لمدرسهما علي أنه فوق مستوي البشر
, فكل ما يعنيهما الشكل الوسيم الجذاب
, والدبله اللامعه وفستان يتمايلن فيه كالفراشات اللامعه
, فهل ستحترق الفراشه فوق اللهب أم سيصبح حلمها الوردي واقعآ جميلآ٣ نقطة
,
, كادت أن تطير فرحآ وصديقاتها يجتمعن حولها مبهورات
, فالأميره الصغيره ستكون عروسآ لمدرسهم الشاب الوسيم٣ نقطة
,
, في معمل للتحاليل الطبيه
, وقفت علا تتوسل لصديقه لها تعمل داخل المعمل
, خلاص يا هدي علشان خاطري إنتي تقدري تعمليها
, المهم يكون التحاليل عليها إسمي وختم الدكتور
, مردوده لك يا قلبي إن شاء ****
, هدي مبتسمه: طب ما فيش أي حاجة كده يا لولو تحت الحساب
, أخرجت علا خمسين جنيه ألقتهم عليها وقالت: خدي بس إنجزي بقي
, هدي: حالا هدخل أخلصها لك يا لولو.
, إبتسمت علا إبتسامة ماكره وقالت: مستنياكي علي نار يا عنيه..

انتظروني قريبا بالباقي في سلسلة جديدة

الحادي والعشرون

جلس عاصم قبالة والدته وقال بجدية: أنا نويت أتجوز خلاص
, حكمت بإبتسامة: بجد ألف مبروك يا حبيبي
, بينما قال خالد شقيقه: مبروك، يا تري العروسة حلوه ولا إيه؟
, عاصم بحدة: ما تحترم نفسك!
, وكزته أمه وهي تقول: أسكت يا واد عيب..
, فيما قالت حنان بهدوء: ألف مبروك يا عاصم وهتعمل ايه هتسكنوا معانا هنا
, حرك عاصم رأسه نافياً وقال: أكيد لا طبعا، هنأجر شقة في نفس المنطقة برضو:!
, أومأت حنان برأسها وهي تقول: **** يتمم بخير٣ نقطة
,
, نهض عاصم وهو يقول: حضروا نفسكم يوم الخميس الشبكة مع كتب الكتاب!
,
, في منزل مصطفي٣ نقطة
, جلست إيمان تبكي بشدة بينما جلس مصطفي إلي جوارها وهو يقول بمواساة، مفيش فايدة من البكاء يا ايمان الي حصل حصل ووالدك ميجوزش عليه إلا الرحمة!
, رفعت وجهها إليه وهي تقول بمرارة: ليه ظلمنا الظلم ده، بقي دي أخرتها!
, تنهد مصطفي وقال: تفكير غريب جدا! والدك من الناس القديمة أوي وللأسف إرتكب ذنب كبير جدا، **** يرحمه بقي
, محت إيمان دموعها وقالت: اظاهر أن كل الرجالة ظلمة.
,
, رفع مصطفي حاجباه وقال في اندهاش: وأنا كمان؟
, حركت رأسها نافية وأراحت رأسها علي صدره لتغلق عينيها باريحة وهي تقول: تؤ أنت حبيبي والحضن الحنين الي عمره ما ظلمني **** يخليك ليا، لتزيد عذابه عذاب، وتقارب روحه علي الانتهاك!
,
, في اليوم التالي: بكلية الهندسة.
, كانت تسير أمل كعادتها سريعاً حتي إصطدمت بشاب ما، فإحتدت ملامحها وهي تقول علي مضض: مش تفتح يا بني آدم أنت!
, غمز لها الشاب وقال: ما أنت الي ماشي سرحان يا جميل
, رمقته أمل بنظرات نارية وتابعت بحدة: أنت مش محترم أصلا، ثم سارت متحركه من أمامه ليلحق بها قاصداً مُضايقتها، فوقف أمامها فارداً ذراعيه قائلاً بمزاح سخيف: طب نتعرف.
,
, إحتقن وجهها بالدماء وتابعت بغضب جلي: وسع من طريقي وخليك محترم وإلا٣ نقطة
, لم تستطع إكمال جملتها حتي شعرت بيده تقبض علي ذراعها وترجعها للخلف و بدون مقدمات إنهال عمر باللكمات علي ذلك الشاب حتي سقط أرضاً! بينما تجمع الطلاب جميعاً يشاهدون ما يحدث بذهول وأمسك بعضهم بعمر ليبعدوه عنه عنوه، وبينما قالت أمل بتوسل وهي تجذبه من ذارعه: خلاص خلاص يا عمر **** يخليك
, تحدث عمر بحدة: إياك إنك تتعرضلها تاني سامع ولا لا!
,
, ثم أخذ أمل ساحبا إياها خلفه، تاركا الجميع يتهامسون لماذا دافع عنها بهذه الطريقة! وكيف أمسك بيدها بل وأخذها معه إلي مكتبه!
,
, أغلق عمر المكتب بعد أن دفع أمل إلي الداخل وهو يقول بغضب: مين الواد ده وإزاي تسمحيلوا يتعدي حدوده معاكي
, أمل بصوت عالٍ بعض الشئ: وأنا مالي هو الي وقف قدامي أعمله ايه يعني، وبعدين أنت إزاي تعلي صوتك عليا وتكلمني كده أصلا أنت فاكر نفسك ايه؟!
, عبس وجه عمر أكثر وأخذ يقترب منها ليكز علي أسنانه بغضب شديد وهو يقول متهكما:
, مفكر نفسي جوزك! وصوتك يوطي يا أمل عشان يومك يعدي علي خير!
,
, أمل بتحدي: وأنت كمان توطي صوتك أنا مغلطتش أصلا عشان تعمل كل ده وبعدين خليت الجامعة كلها دلوقتي هتعرف إننا متجوزين و٣ نقطة
, رفع يده ليكتم فمها وهو يقول رافعاً حاجبه: كفاية بالعه راديو: ثم تابع قائلاً بلا مبالاه: وبعدين إيه يعني ما يعرفوا إني جوزك ولا مستكبره يا هانم!
, أزاحت يده عن فمها وهي تقول بجدية: أنا حابه علاقتنا تفضل خاصة أنا حره ****!
, أخذ يقترب منها بوجهه وهو يقول بخبث: طب صالحيني!
,
, إبتعدت عنه وهي تبتلع ريقها بتوتر وقالت: عمر من فضلك إحنا في الجامعة!
, غمز لها وقال مازحاً: ده أحلي مكان خلصي وإلا هعاقبك حالا
, أمل باعتراض: لا مش هصالحك أنت الي المفروض تصالحني أصلا
, إقترب منها علي حين غرة ورفع كفوفه ليحتضن وجهها بين كفيه وتابع بصوت عذب: من عيوني يا عيوني ده أنا هصالحك بضمير!
, لم تتمالك نفسها وقهقهت عالياً من حديثه بينما تنهد عمر وهمس لها بحبٍ جارف: بحبك.
,
, هدأت ضحكاتها ونظرت إلي عينيه المُشعه بالحب، ثم قالت مُبتسمه وهي تدفعه بيديها في صدره: وأنا كمان عن إذنك بقي!
, وضع يديه في جيب بنطاله وقال مازحاً: ماشي بس المرة الجاية هعاقبك علي فكره
, إقتربت منه مُجدداً وهي تتابع بجديه: صحيح أنا هقول ايه دلوقتي لزمايلي زمانهم بيتكلموا عليا دلوقتي!
, عمر بنفاذ صبر: قوللهم إني جوزك يا مجنونة!
, مطت شفتيها بحنق وهي تتابع: أمري لله، يلا سلام.
,
, رد عليها عمر وقال: سلام يا أمولتي، أوعي حد يعاكسك تاني لحسن أقتلك
, ضحكت وخرجت مغلقه الباب خلفها، بينما جلس عمر علي مقعده مُتنهداً بإبتسامة عاشقة٣ نقطة
,
, جلس سعيد جوار زوجته سهام وهو يقول بحقد دفين: علي آخر الزمن إبني أنا يترفض ويقبلوا إبن الخدامه! طيب يا نجية
, سهام بضيق: ما خلاص بقي يا سعيد ****! كل شئ قسمة ونصيب في ايه ما تهدي أنت وإبنك
, عض سعيد علي شفته السفلي وهو يتابع: اه يا ناري! بس و**** ما أنا ساكت وحقي هاخده وزيادة كمان
, رفعت سهام حاجبيها وتابع في تساؤل: إزاي يعني؟
,
, حدق سعيد بالفراغ وتابع: سالم، سالم لازم يبقي للبت سارة وبكده كل حاجه كتبها أخويا محمود ليه تبقي بتاعتنا!
,
, وتتوالي الأيام إلي أن مر إسبوعان:!
, وها قد جاء اليوم الذي تنتظره أميرة بفارغ الصبر، لقد طال التمني وبات شبه مستحيلا، وأوشكت علي اليأس حتي كادت أن تُقتل نفسها ولكن بدت وكأنها دبت فيها الحياه من جديد لترفرف كالفراشة في الهواء٣ نقطة
,
, أصبحت أميرة كالأميرة حقاً حيث كانت ترتدي فستان طويل فيروزي اللون تُزينه طرحة من نفس اللون وتاج يُشبه الألماظ فوق رأسها ووضعت لمسات رقيقه من مساحيق التجميل فبدت كالأميرات الجميلات، وها هي تنتظره علي أحر من الجمر وإرتجف قلبها حين أخبرتها شقيقتها أمل أنه قد وصل هو وعائلته٣ نقطة
,
, حيث تعالت الزغاريد في المنزل وهناك من يفرح وهناك آخر من يحزن ولكن أسعد القلوب كانت قلبان يرفرفان ألا وأنهما العاصم والأميرة٣ نقطة
,
, حضر الجميع ليمتلئ المنزل ماعدا هشام الذي جُرح وبشدة حين فضلت أميرة عليه إبن الخادمه فشعر وكأن قلبه إنشق لنصفين فكيف ستكون لغيره وهي تتربع علي عرش قلبه؟! فليس بالأمر الهين عليه أبداً٣ نقطة
,
, بدأ عاصم يعرف عائلته علي عائلة أميرة بينما بعد قليل حضر المأذون حيث سيعقد القران مع الخطبة فجلس عاصم وجلس سعيد قبالته بحنق ك وكيلا للعروس، وبينما جلس الدكتور مصطفي وكذلك الدكتور عمر ك شهود علي عقد القران، وحيث شرع المأذون في مراسم الزواج حتي إنتهي ومن ثم أخذت أمل الدفتر لتتجه إلي شقيقتها في الغرفه كي توقع علي قسيمة عقد القران، وما أن إنتهت قال المأذون: بارك **** لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير٣ نقطة
,
, لتتعالي أصوات الزغاريد مُجدداً وتصدح الموسيقي عالياً ليتبادل الجميع المُباركات، ولتخرج أميرة بعد ذلك بصحبة شقيقها سالم وإخواتها الفتيات وما إن رأها عاصم إتسعت إبتسامته وإنبهر بجمالها فما أجملها أميرة!
, نهضت حكمت لتُقبل عليها وتعانقها قائلة بحنو: ألف مبروك يا ست أميرة
, ردت أميرة وقالت بإبتسامة رقيقة: **** يبارك فيكي يا طنط
, بينما تجهمت ملامح عاصم وأصبح وجهه أكثر حدة وقال بجدية: أسمها أميرة بس يا أمي!
,
, إستغرب الجميع من تعليقه، وأومأت حكمت برأسها، ليتقدم عاصم ويمسك بيد أميره قائلاً بهدوء: تعالي!
, تقدم بها إلي شقيقته حنان ثم قال بابتسامة: حنان أختي
, إبتسمت أميرة وقالت وهي تصافح حنان: إزيك يا حنون
, بادلتها الإبتسامة وقالت: الحمد****، ألف مبروك يا حبيبتي
, إبتسمت لها في صمت بينما قطعت حديثهم نجية وهي تقول بجدية: يلا عشان تلبسها الشبكة يا عاصم.
,
, أومأ عاصم متنهداً في إرتياح ثم جلسا سويا وأخذ يلبسها الشبكة الرمزية التي أحضرها لها، ونظراته تتنقل إلي وجهها الملائكي بحب شديد، وحين إنتهي أحب الجميع أن يتركوهما علي إنفراد٣ نقطة
,
, إقترب منها حتي جلس إلي جوارها وأمسك كف يدها الرقيق بين راحتي يديه، وقال هامساً: مبروك يا أميرة
, إرتعشت خجلاً وأخذت تزدرد ريقها بتوتر شديد وخرج صوتها كمن يخرج من تحت صخرة كبيرة، حين أردفت بخفوت:
, آآ **** يبارك فيك يا مستر
, ضحك عالياً برجولة وقال بهدوء: مستر! أنا جوزك يا حبيبتي يعني تقوليلي عاصم أو حبيبي
, رمشت بعينيها عدة مرات وهي تتابع بتوتر بالغ: آآ حبيبي.
,
, أومأ لها بإبتسامة عاشقة وتابع مردفاً: اه هو أنا مش حبيبك؟
, رفعت عينيها الخضراويتين إليه وهي تبتسم ببراءة وتومئ برأسها مؤكده، فيما رفع هو كف يدها الصغير ليقبله بهدوء وهو يتابع: وأنتي كمان حبيبتي وأميرتي..

الثاني والعشرون

بعد أن إنصرف عاصم دلفت أميره إلي حجرتها وهي تبتسم بسعاده
, وتوسدت فراشها وأخذت تتذكر كل كلمه قالها لها عاصم
, أخذت تردد بسعاده: عاصم: حبيبي
, مش مستر
, لا حول ولا قوة الا ب**** قالتها أمل التي سمعتها تتحدث مع نفسها حينما دخلت الحجره
, لكن أميره لم. تنتبه لها إطلاقآ كانت حالمه سعيده لا تصدق ما حدث٣ نقطة
,
, بينما كانت نجيه تجلس في صالة البيت وهي تضع يدها على وجهها وتشعر بحزن عميق أبدآ لم تتمني لصغيرتها الجميله زوج فقير ومن عائله بسيطه مثل عاصم ولكن تصميم أميره هو الذي جعلها تستسلم وتوافق٣ نقطة
,
, في اليوم التالي ذهبت أمل وأميره للجامعه
, حيث قام السائق إدريس بتوصيلهما.
,
, في كلية الهندسه
, جلست أمل مع وفاء وبعض الزميلات الآخريات في المظله
, أشارت إحداهن إلي بوابة الجامعة وقالت
, الدكتور عمر جه آهو٣ نقطة
, ردت الأخري. : البرفان بتاعه ريحته حلوه قوي: قمر دكتر عمور ي
, قالت أمل هامسه بغيظ: عمور ي
, تفاجئت حينما قالت طالبه تدعي لبني ومعروفه بالجرأه بينما كانت تمسك ورده صغيره حمراء اللون
, أنا هقوم أصبح عليه
, وإنتظرت إلي أن إقترب منهم وقالت بدلال
, صباح الخير يا دكتر عمر.
,
, عمر بإبتسامه: صباح الخير
, مدت يدها بالورده وقالت إتفضل
, نظر إلي أمل التي وقفت تعض علي شفتيها بغيظ
, وقال شكرا ثم أخذها وإنصرف
, لتقول لبني: شفتو يا بنات حاسه إنه فرح بيها قوي يكونش مغرم بيه
, لتضحك الفتيات: عدا أمل التي تركتهم وإنصرفت
, قررت أمل أن تتجاهله تما مآ وإنشغلت في محاضراتها إلي أن شعرت بالعطش فقالت لوفاء: تعالي ننزل نشرب أي حاجة من الكنتين في الريست (بين المحاضرات).
,
, بالفعل نزلتا. معآ وجلستا في المظله تحتسيان العصير.
,
, نظرت وفاء في ساعتها وقالت. يلا يا أمل إتأخرنا زمان الدكتور عمر دخل ومبيحبش حد يدخل بعده
, أمل تهز رأسها بعدم إهتمام: ولا يهمك
, وفاء: لأ يلا أنا طالعه
, صعدت وفاء مسرعه وطرقت الباب لتدخل
, وهي تقول بإرتباك. : آسفه يا دكتر
, تعجب لأنه لم يري لأمل ولكنه بدأ في محاضرته
, وبعد خمس دقائق
, طرقت أمل الباب: ودخلت مسرعه
, ليصيح عمر بحده: إستني من فضلك
, وقفت أمل تنظر إليه وقالت
, أفندم
, عمر باستفهام: كنتي فين
, أمل بتحدي: كنت بره.
,
, عمر وهو يشير للباب، إتفضلي إطلعي بره طالما المحاضره بدأت مافيش دخول
, أمل بإستياء، : حضرتك سمحت لزميلتي تدخل
, عمر بغضب: انا حر. يلا براااا
, رأي الدموع تترقرق في عينيها وكاد يضعف لكنه إستئأنف الشرج وتجاهلها تمامآ
, فخرجت مسرعه.
,
, في منزل عاصم٣ نقطة
, إستيقظت أمه لتجده جالسآ يتناول إفطاره
, فقالت، جيت إمتي من بره يا بني
, عاصم مبتسم. : قعدت مع أميره شويه وبعدين جيت
, حكمت بسعاده. : ما شاء **** قمر يا بني **** يتمم لك بخير حلاوه وأصل وتربيه
, ولا الست نجيه
, فجأه. قذف عاصم الطعام بعنف من أمامه وصاح
, إنتي ليه بتحاولي تضايقيني يا امه
, إمبارح تقولي ست أميره
, والنهارده الست نجيه
, مينفعش كده إيه ال ستتهم علينا ما كلنا ولاد تسعه هما ناقصين نفخه٣ نقطة
,
, حكمت بإرتباك: و**** يا بني ما قصدت أضايقك بس العين متطلعش عن الحاجب يا بني
, صاح بغيظ: مافيش الكلام ده بلا عين بلا حاجب دي مراتي. وانتي حماتها
, فهمتي يا أمه ولا ست ولا هانم
, كده طول عمرها هتبص لي علي إنها الست
, آخرمره أسمعك تقولي لحد فيهم كده
, حكمت بطاعه، حاضر يا بني حقك عليه
, بقولك يا عاصم
, نعم يا أمه.
,
, حكمت: انا وعمك هنسافر بقي ونرجع بلده علشان مدارس اخواتك
, وهنيجي قبل الفرح إن شاء **** خد بالك من حنان يا بني
, عاصم بملل: حاضر.
,
, خرجت أمل وهي تبكي وتهمهم: و**** لوريك يا عمر أنا تطردني وتمسح بكرامتي الأرض مش كفايه مياصتك مع البنات يا أبو ورده: وتتوعده: في نفسها٣ نقطة
,
, أنهي عمر محاضرته وذهب إلى مكتبه ونادي أحد السعاه وقال له
, روح يا رزق: إنده لي الباشمهندسه أمل كامل من مدرج 8
, ذهب الساعي وعاد إليه بعد قليل
, وقال: حضرتك مش موجوده وزمايلها بيقولو مشت
, عمر بضيق: يعني ايه مشت
, الساعي: روحت بيتهم يا دكتور
, إستقلت أمل السياره وقالت. يلا يا عم إدريس هنعدي نجيب أميره من كلية الآداب الأول وبعدين نمشي
, رن هاتفها وأضاءت الشاشه بإسم عمر.
,
, فأغلقت الخط بغلظه وقالت: وليك عين تكلمني. : إنسان بجح
, إدريس: بتقولي حاجه يا بنتي
, أمل بغيظ: بكح يا عم إدريس
, ظل عمر يحاول الإتصال بها دون جدوى.
,
, في عيادة مصطفي صاح بعلا
, مش قلت لك ماتجيش هنا تاني يا علا
, علا بغضب: لأ أنا خلاص صبري نفذ مش هفضل مرميه في مزبله وإنت معيش الهانم التانيه أحسن عيشه٣ نقطة
, مصطفي بغضب: ما دا المكان ال طول عمرك عايشه فيه ودول أهلك ولا نسيتي
, علا بتحدي، بس انا دلوقتي متحوزه يا مصطفي
, مصطفي بتهكم: **** يرحم أيام ما كنتي بتترعشي وإنتي بتكلميني
, علا بلهجه سوقيه: كل زمن وليه آدان يا عنيه.
,
, يا هتجيب لي شقه جميله آتاوي فيها أنا وال ف بطني يا هروح أقول للهانم وعليه وعلي أعدا ئي يا مصطفي
, وبعدين أنا ليه حقوق زيي زيها بالظبط
, مصطفي بيأس. : طيب روحي وبعد أسبوع مفتاح الشقه هيبقي معاكي
, علا بدلال تدعي الطيبه. **** يخليك ليه يا حبيبي وتقترب منه لتقبله وتنصرف
, بعد إنصرافها قال بغضب: **** يخدك
, جلس عمر يزفر ضيقآ وقال
, ماشي يا أمل هعلمك إزاي تتحديني أنا هوريكي٣ نقطة
,
, وقف إدريس بالسياره أمام المنزل لتترجل أمل تتبعها أميره
, دلفتا إلي المنزل لتفاجئ أميره بعاصم الجالس مع والدتها
, ألقت أمل التحيه ودلفت لغرفتها فقد كانت تشعر بالحاجة إلي العزله
, ونظرت أميره بتساؤل إلي عاصم الجالس مع والدتها
, وقالت: السلام عليكم
, نظر بإعجاب لفستانها الرقيق بلونه الروز وحجابها الطويل
, رد عليها السلام وقالت نجيه
, ألأستاذ عاصم جاي يتكلم معايا ويقولي علي الجهاز ال إتفق فيه
, أميره ببراءه: جهاز إيه.
,
, نجيه مبتسمه: العفش والفرش يا بنتي دلوقتي يقولك
, إدخلو الجنينه لو تحبو لحد ما أجهز الغدا وسمره تناديلكو تتغدو سوا
, قالت أميره وهي تشير بإصبعها كطفله صغيره
, لو سمحت هدخل أتوضي وأصلي الضهر
, عاصم مبتسم: إتفضلي
, بعد عشر دقائق عادت إليه أميره وقد بدلت ملابسها بأخري وإرتدت حجابها حيث لفته بعنايه
, قالت: لو حضرتك تحب تنزل الحنينه إتفضل
, لا حظ عاصم لهجة أميره الرسميه وحجابها الذي إرتدته وإبتسم وهو ينهض قائلآ يلا.
,
, أشارت له أميره إلي شجره كبيره وقالت
, دي شجرتي٣ نقطة
,
, ثم أضافت: أجيب لحضرتك كرسي
, قال بإبتسامه: لأ هقعد معاكي تحت الشجره: علي الأرض زي ما بتحبي تقعدي
, جلست بجواره وتعمدت بترك مسافه بينها وبينه
, نظر إليها نظره جذابه: وقال
, أميره إنتي ليه حاولتي تنتحري علشاني
, تلعثمت وهي تقول: أنا: كنت متضايقه: ومكنتش قاصده أنتحر فعلآ ما أخدتش غير كام قرص صغيرين مش الشريط كله
, وأمل قالتلي
, قاطعها عاصم: حرام: أكيد حرام
, بس أنا بسألك ليه: طب ليه إتضايقتي.
,
, أميره ببلاهه: علشان: علشان: كده
, عاصم بنفاذ صبر: مفروض إنك حبتيني
, بس أبدآ مش باين
, كأنك بس خدتيها تحدي مع أهلك مش موضوع حب
, قالت ببراءه: بس أنا كنت عاوزه أتخطبلك والله٣ نقطة
, عاصم بضيق: طب ليه بتعامليني رسمي: وليه لابسه قدامي ال**** وأنا مفروض كاتب كتابك يعني جوزك فعلا
, أمير ه وهي تصر علي أسنانها بإرتباك
, أنا مش عارفه أقولك إيه
, عاصم بشرح كأنه يلقي درس علي تلاميذ ه
, أولآ: ما تعاملنيش رسمي وحضرتك ومستر.
,
, ثانيآ: بتحبيني ولا لاء
, كانت صغيره بالفعل وليس لها أي تجارب سابقه وتشعر بالإرتباك
, تتعامل معه كأستاذها تحترمه وتحبه لكن لا تستطيع التعبير
, فنظرت إليه صامته
, شعر بإرتباكها فقال مبتسمآ محاولآ إذابة الجليد
, باين شعرك وحش ومخبياه علشان كده
, صاحت: لا و**** شعري جميل
, تفاجئت حينما تسلل بإصبعه ليجذب خصله من تحت حجابها
, ويتأملها قائلآ: كل حاجه فيكي حلوه
, حد قالك قبل كده إن شعرك حلو
, قالت: أيوه كلهم بيقولو.
,
, أضاف: طب حد قالك إن عيونك جميله
, ضحكت وأشارت بنعم ليقترب منها أكثر وهو يهمس
, طب حد قالك شفايفك حلوه: ثم إلتقط شفتاها في قبله مفاجآه
, لتصمت أميره التي ما ذاقت أبدآ قبله كهذه ولكنها أفاقت من شرودها حينما صاح سالم الذي دخل للتو
, إيه قلة الأدب دي قومي يا بت إدخلي جوه
, همت بأن تجري إلي الداخل ولكن يد عاصم إستوقفتها
, ليقول لسالم بضيق. : عاوز ايه يا سالم
, سالم: تدخل جوه بدال قلة الأدب دي.
,
, عاصم بضيق: اميره مش قليلة الادب أميره مراتي يا سالم ومعدش ينفع تغلط فيها فاهم
, سالم بغيظ: مراتك تاخدها بيتك مش تقعدو هنا تبوسو في بعض.
,
, كانت أميره تبكي خجلا
, في حين قال عاصم تصدق إنت معاك حق إيه ال يقعدنا في وشك
, يلا ندخل يا أميره
, سارت ورائه وهي تحتمي بظهره خوفا من سالم
, دخل عاصم ليجد نجيه تضع الطعام علي الما ئده فقال
, بقول لحضرتك إيه أنا قلت لحضرتك إني إتفقت علي العفش بالتقسيط
, وبيتعمل حاليآ وهأجر شقه
, فياريت تحددو ميعاد الفرح أنا جاهز
, نظرت لإبنتها التي يبدو عليها الإرتباك وقالت: بس كليتها
, عاصم: هنشوف ظروفنا هتسمح بإيه.
,
, نجيه: طيب إقعدو إتغدو وأنا هحدد ميعاد مع عمها وأرد عليك
, دخل سالم الذي سمع جزء من الحوار
, وقال: أيوه أحسن يا ريت تجوزي أمل كمان ونخلص منهم بدال ما واحد طالع وواحد داخل علي رأي عمي سعيد
, قالت نجيه وهي تشعر بالإحراج: ما تخرس يا بني ثم دخلت المطبخ
, نهض عاصم بدون أن يمس الطعام وقال
, أنا ماشي.
,
, أميره وهي تمسك يده كالطفل الخائف: لأ متمشيش
, نظر عاصم بتحدي إلي سالم الواقف أمامهما وجذبها ليحتضنها ثم تركها وقال: إنتي مراتي محدش يقدر يضايقك
, ثم إنصرف مسرعا
, ليصيح سالم: انا بكرهه إبن الخدامه بيتحداني
, صاحت أميره: إبن الخادمه ده ضافره براقبتك علي الأقل مش فاشل زيك.
,
, صاح سالم: انا فاشل
, أميره بغيظ: فاشل في كل حاجه
, وكل الناس بتكرهك يا سالم
, قال وهو يصرخ، طب و**** ما انا سايبك وجري ورائها ليضربها ولكن أمل خرحت من الغرفه وهي تحمل مسطرتها وقالت: يلا روح ذاكر وإتلم شويه
, سالم بتهديد: دا بيتي وابويا سابلي كل حاجه وممكن أطردكم
, فنظرت أمل لأمها بعتاب وقالت
, شايفه عملتو فينا إيه الفاشل بيهددنا.
,
, عاد مصطفي إلي بيته ليجد سلمي وإيمان في إستقباله
, أعدت إيما ن حفله صغيره فجلبت تورته كبيره وبعض المشروبات الغازية
, تعجب مصطفي مما يحدث فقال
, إيه يا إيمان جايه بدري من الصيدليه وعامله حفله
, فيه إيه
, إيمان ضاحكه: حذر فذر
, مصطفي وهو يحك رأسه بحيره: و**** ما أنا عارف
, قالت بطريقه مضحكه، عاوزه هديه
, ساره تقلد أمها: وأنا عاوزه هديه
, مصطفي بحيره: بمناسبة إيه
, قالت سلمي بشقاوه إنزل يا بابي هات ودنك أقول لك علي سر.
,
, بالفعل إنحني مصطفي لتلتقط سلمي أذنه وتقول هامسه
, الدكتوره قالت لمامي إن فيه نونو دخل بطنها
, ضحك مصطفي: وقال: دخل فعلآ
, قبل سلمي
, ونهض لينظر لزوجته التي تضحك له بدلال وقال
, فعلآ
, قالت هامسه: فعلآ يا حبيبي مبروك
, مصطفي بسعاده: لأ يبقي راحه تامه وسيبك بقي من الشغل يا إيمان
, إيمان بسعاده: حاضر يلا بقي نحتفل ونا كل الجاتو
, أشار مصطفي لبطن إيمان وقال يخاطب الجنين بداخلها
, يرضيك يا إسمك إيه آكل جاتو من قبل ما أتغدي.
,
, ضحكت إيمان وقالت: حاضر حالآ أحط الغدا يا حبيبي
, جذبها ليقبل يدها ثم جبينها ويقول: مبروك يا حبيبتي
, إيمان بهدوء: فرحان
, مصطفي: طبعا فرحان جدا كمان.
,
, في اليوم التالي ذهبت أمل للجامعه وتعمدت ألا تحضر محاضرة عمر الذي بحث عنها بعينيه كعادته ولم يجدها
, بعد أن أنهى محاضرته
, قال لوفاء: فين أمل يا باشمهندسه
, قالت وفاء بإبتسامه: قاعده تحت في الكنتين
, نزلت قبل المحاضره علي طول
, هز رأسه موافقآ وقال طيب شكراً
, جلست أمل تأكل ساندوتش من الجبن وتحتسي العصير
, وهو تتخيل ضيقه حينما لا يراها بمحاضرته
, ولكنه فؤجئت بيده تجذبها بعنف
, ويسحبها ورائه إلي المصعد.
,
, دخل وجذبها للداخل ثم أغلق الياب
, قالت غاضبه. : إنت إزاي.
, قطع حديثها عندما صاح بها: بس ولا كلمه
, توقف المصعد ليجذبها من يدها ويدخل بها مكتبه
, صاحت: إنت إزاي تتجرأ
, قاطعها: بتتحديني يا أمل
, أمل بضيق: إنت ال طردتني وأهنتني
, عمر بغضب: علشان الهانم بتسيب المحاضره. وتنزل تدلع تحت ف الكانتين
, ولا المظله
, أمل بتحدي: انا حره مش عاوزه أحضرلك محاضرات هو بالعافيه
, عمر بغيظ: إخرسي يا أمل
, أمل تواصل حديثها: انا ال بتدلع.
,
, آه صحيح وبتمايص واخد الورده من لبني
, وأنا مبسوطه وبضحك وفرحانه قوي وما براعيش مشاعرك
, ولا كأني واقفه همست: قلة ذوق
, عمر متسائلا بإبتسامه: آه: موضوع غيره
, أمل بعبوس: وهغير عليك ليه
, ما أنا أقدر أكلم زمايلي الولاد
, عمر بغيظ: علشان أدبحك
, أمل: طيب خلصنا أنا ماشيه
, عمر: غيوره
, أمل. : بتحلم
, عمر، عيني في عينك
, أمل: إوعي
, عمر: بحبك
, أمل: إوعي يا عمر عاوز ه أمشي
, عمر بإبتسامه: إدفعي التمن وأنا أسيبك. أمل: بس يا عمر.
,
, عمر يجذبها إليه ويحتضنها وهو يقول
, ما تيجي نتجوز بقي يا أموله
, أمل بدلال: لأ بعد ما نخلص السنه دي
, عمر بمكر: طب هاتي تصبيره
, أمل مبتسمه: لأ
, عمر بتصميم: لأ ليه أنا طردتك وخدت ورده من لبني: لازم تتصالحي
, إحتضنها لتغمض عيناها ويهمس
, وحشتيني
, أمل: وانت كمان.
,
, في منزل سعيد
, جلس سعيد مع سالم الذي حضر له للشكوي كعادته
, ربت سعيد علي ظهر سالم وقال له
, سالم سيبك من الهيافه دي وخد بالك من المصنع عاوزك تبقي راجل وتثبت وجودك
, وانا لو انت عجبتني
, عارف هعملك إيه
, سالم بتساؤل. : إيه يا عمي
, سعيد بإبتسامه: هجوزك ساره
, نظر سالم لعمه بإندهاش وسعاده
, وقال يؤكد ما سمعه: ساره هتجوزني ساره ياعمي
, سعيد: آه بس لما تثبتلي إنك راجل وتستاهلها
, سالم بسعاده: هثبتلك يا عمي: هثبتلك٣ نقطة

الثالث والعشرون

أنا بحبك!
, همس بها يس بدون مقدمات وهو ينظر إلي حنان بتفحص وتأمل٣ نقطة
, بينما إبتلعت حنان ريقها بتوتر بالغ وهي تفرك كلتي يديها في بعضهما: في حين تابع يس مردداً ؛: أنا بقولك الحقيقة و**** أنا فعلا بحبك
, لم يتلقي منها إجابة إلا الصمت فتنهد بيأس وقال: طب أنتي إسمك ايه؟
, خرج صوت حنان بخفوت شديد وهي تتابع: آآ لو سمحت حسابك كام؟
, أغلق يس عينيه بضيق وقال بنفاذ صبر: طب أعمل إيه عشان أوصلك أنا عاوز أتقدم!
,
, إزدات ضربات قلبها، وظل يخفق بشدة، في حين تركت ما اشترته من يدها وسارت مبتعدة وهي تتلفت يميناً ويساراً بارتباك خوفاً من أن يلمحها أخيها أو أحد اللذين يعرفوها: بينما عقد يس حاجباه في استغراب مما فعلته..!
,
, إستأجر عاصم منزل بسيط بجانب بيته عدة خطوات، وإستأذن من نجية بأن يأخذ أميرة معه إلي هذا المنزل الذي سيكون عش الزوجية٣ نقطة
, بالفعل وصل عاصم إلي المنزل ووقف ينتظرها باشتياق وأخيراً وجدها مُقبله عليه، فإبتسم لها بإعجاب من هيئتها المُحتشمة دائماً وأخذ يقترب منها وإلتقط كف يدها وهو يقول مُداعباً: إيه القمر ده؟
,
, إبتسمت له في خجل وأطرقت رأسها بحياء بينما، ضحك هو علي خجلها الذي أصبح يعشقه ويعشق تفاصيلها، فقال بمراوغة: مالك مرتبكه ليه؟
, رفعت رأسها له وقالت ببراءة: مش عارفه أصل دي اول مرة أخرج مع راجل لوحدنا
, رفع أحد حاجبيه وقال بجدية: خلاص يا حبيبتي أنا بقيت جوووووزك و**** جوزك أغنيهالك عشان تفهميها!
, عقدت أميرة حاجباها وتابعت بغضب طفولي: ايه ده أنت بتزعقلي!
,
, لف عاصم ذراعه حول كتفها وتابع: هو أنا أقدر؟ ده أنتي حياتي، يلا تعالي وصلنا يا حبيبي
, صعدا كلاهما إلي الشقة التي سيقطنا بها، وفتحها عاصم بالمفتاح ودلفت أميرة وهي تتلفت يميناً ويساراً تشاهدها بدقة وفرحة بينما كان عاصم يتابعها بابتسامة حتي قال: ها عجبتك؟
, أومأت برأسها وهي تقول: اه حلوة أوي والعفش كمان حلو، ذوقك ده؟
,
, أومأ لها برأسه وقال مبتسماً: اه ذوقي مكنتش أعرف إن ذوقي حلو كده إلا لما حبيتك، ساعتها عرفت إن ذوقي رفيع جدا
, ضحكت أميرة برقه وهي تتابع بطفوله: يا سلام
, إقترب لها وعانقها بحب جارف وهو يتابع هامساً: اه.
,
, شعرت بدفئ غريب لأول مرة تشعر به في أحضانه شعرت بالأمان والحنان وأنها في راحه تامة أغلقت عينيها حينما شعرت به يشدد ذراعيه مقرباً لها منه أكثر وأنفاسه أخذت تلفح عنقها من فوق حجابها، حاولت أن تبتعد عنه ولكنه لم يمنحها الفرصة حيث قال بهمس: بحبك أوي يا أميرة أوعديني تفضلي جنبي دايما ومتسبنيش في أي يوم
, إبتسمت له ومسدت علي رأسه قائلة بخفوت وصوتها الرقيق: أوعدك يا حبيبي.
,
, لأول مرة يسمع هذه الكلمة منها، فأصابت قلبه فورا ليرجع رأسها للخلف قليلاً ناظراً إلي عينيها بنظراتٍ عاشقه، وتابع مردفاً: قولتي ايه؟
, إرتجفت وعضت علي شفتيها بخجل في حين تابع عاصم وقد رفع كفوفه ليحتضن وجهها بينهما:
, قوليها يا أميرة عاوزة أسمعها منك يا حبيبتي عشان خاطري
, توردت وجنتيها بشدة، وتابعت بتوتر وهي تزدرد ريقها: آآ أنت حبيبي.
,
, خرجت الكلمة بمنتهي البراءة ليطوق خسرها بذراعه ويحملها ويدور بها بسعادة قائلاً بإرتياح: بموت فيكي٣ نقطة
,
, في عيادة الدكتور مصطفي٣ نقطة
, وقفت علا أمام مكتبه ووضعت ملف عليه به تحاليل الحمل المزورة، بينما رفع مصطفي بصره إليها وهو يقول بتساؤل وضيق: ايه ده؟
, علا بدلال: تحليل الحمل ياروحي
, مسح مصطفي علي وجهه بغضب وهو يقول: **** يخربيتك غاوية تحرقي دمي كل شويه!
, جلست علا أمامه علي المقعد المقابل، فيما أمسك مصطفي التحاليل وألقاها أرضا وهو يقول بعصبية: أنتي عاوزه مني ايه؟
,
, نظرت إلي عينيه وقالت بجراءة: عاوزاك! عاوزة جوزي وأبو ابني يا صاصا
, كز مصطفي علي أسنانه وتابع: الي في بطنك ده لازم ينزل! أنتي سامعه
, حركت علا رأسها ببرود تام وأردفت: لا مش سامعه يا قلبي يهون عليك تقتل إبنك يا وحش
, أغلق مصطفي عينيه في ضيق وتابع مردداً: أنتي مستفزة.
,
, علا بلا مبالاه: إسمع بقي يا دوك! أنا يا حبيبي مش أقل من الهانم التانية، زي ماهي مراتك أنا كمان! وهتجبلي شقه بالذوق كده أحسن ما أروح للهانم مراتك وأقولها يا حبيبي الي بينا وشوف بقي هتعمل فيك ايه
, هب مصطفي واقفاً وقال بغضب: أنتي بتهدديني! طب أبقي إعملي كده وشوفي أنا الي هعمل فيكي ايه
, علا بهدوء مستفز: خلاص يبقي تجيبلي الشقه ونتاوي أنا وإبنك فيها!
,
, صر مصطفي علي أسنانه وإرتدي سترته وقال وهو يتجه إلي الخارج: سبيني افكر في الموضوع: ثم خرج ليهبط الدرج ويستقل سيارته منطلقا إلي منزله بينما تقوس فم علا بابتسامة ماكرة وهي تتنهد بانتصار، كادت أن تخرج من غرفة مكتبه ولكن وقعت عينيها علي هاتفه الذي أنساه علي سطح المكتب فإقتربت منه وإلتقطته بين يدها وقد لمعت عينيها بمكر وهي تبحث فيه عن رقم زوجته فوجدته مُسجل بإسم ( حب عمري ) فزفرت بضيق وهي تتابع: حبك برص أنت وهي طيب صبركم عليا، وسريعا نقلت الرقم علي هاتفها، ودونته وخرجت من العيادة، فأجرت إتصالا عليها وإنتظرت حتي يأتيها الرد٣ نقطة
,
, ثوانِ وسمعت صوت إيمان وهي تقول: سلام عليكم
, علا بميوعه: وعليكم السلام، مدام إيمان معايا!
, عقدت إيمان حاجبيها وقالت في تساؤل: أيوه أنا مين معايا؟
, إبتسمت علا وتابعت: أنا واحدة فاعلة خير حبيت أقولك يا حبيبتي تفتحي عينك علي جوزك بدل ما هو مقرطسك لمؤاخذة وأنتي يا عيني نايمه على نفسك!
,
, إحتقن وجه إيمان بالدماء وتابعت: أنتي مين أنتي وايه الكلام الغريب ده؟ أنتي: لم تكمل حديثها حتي أغلقت علا الخط، وهي تضحك عالياً بوضاعة٣ نقطة
, بينما جلست إيمان علي الآريكة بصدمة وعينيها مُتسعتين غير مُصدقة لما سمعته حالا، فيما ركضت سلمي إليها وهي تقول: ماما مالك يا مامي
, إنتبهت إيمان علي صوتها وهي تقول: ها لا مفيش يا حبيبتي يلا تعالي إعملي الواجب: ثم شردت قليلا وهي تقول في نفسها.
,
, ياتري أنتي مين وإيه الكلام ده!
, في مطعم شيك وفخم، جلس عمر بصحبة زوجته أمل يتناولا وجبة الغداء كان يطعمها بيده وسط خجلها الشديد ممن حولها بينما كان يضحك عمر غير عابئ بأحد حوله مُستمتعاً بخجلها الذي أرضاه جدا، فتنهدت أمل بنفاذ صبر وهي تقول:
, ياعمر أنا هاكل كفاية بقي الناس بتتفرج علينا
, عمر بجدية: محدش ليه حاجة عندي مراتي وبأكلها حد ليه شوق في حاجه!
,
, عضت أمل علي شفتيها وهي تتلفت حولها بإحراج بينما ضحك عمر غامزاً بمزاح: خلصي بقي بدل ما أبوسك قدام الناس
, إلتقطت أمل الطعام منه سريعاً بفمها وهي تقول بحنق: خلاص أهو أوعي تتجنن **** يخليك
, قهقه عمر ثم قال من بين ضحكاته: أيوه كده بدل ما أجنن عليكي، ها مش ناوية تحني عليا بقا!
, أمل بتساؤل: أحن عليك إزاي؟
, عمر غامزاً: نتجوز
, أمل بتنهيدة: لا اتفقنا لما أخلص دراسه ياعمر.
,
, عمر نافياً: لا ما إتفقناش، ما أنا هسيبك تكملي يبقي ايه المانع بقي؟
, حدقت أمل به وتابعت: المانع إني مش مطمنه علي إخواتي يا عمر، مش عارفه سالم ده ايه مستخبيله حاسه أنه هيطلع بايظ بسبب دلع بابا ليه **** يرحمه وكمان ماما محدش بيفهمه غلطه أبدا ودي حاجة مضيقاني جدا وكمان أميرة حاسة إنها عيلة صغيرة فرحانة بعاصم وشكله هي مش مدركة بتعمل ايه في نفسها!
,
, تنهد عمر بتفهم وقال: معاكي حق بس الي مستغربله إزاي والدتك ملهاش دور في كل ده ساعات الأهل بتكون سبب في تدمير ولادها، يعني هي ممكن تشد شويه علي أخوكي سالم عشان يتعدل وتتابعه أول بأول وكمان كان ممكن تفهم اختك غلطها وتحاول تشوف حل انما هي كده عملت حاجة هي شخصيا مش موافقه عليها! كل ده عشان تريحهم وهي مش واخدة بالها إنها بتدمرهم٣ نقطة
,
, أمل بضيق: هو ده الي مزعلني يا عمر إن مفيش حد عارف يحكمهم وأنا لما بدخل ماما بتزعقلي
, عمر بتفهم: مشكلة فعلا بس مش عايزك تشغلي بالك يا أموله كله بياخد نصيبه والمكتوب مكتوب يا حبيبتي وأنتي كده هتتعبي نفسك وخلاص
, تنهدت أمل وقالت: علي رأيك
, عمر بمكر: ها بقي هنتجوز إمتي
, ضحكت وهي تضرب كفا علي كف وتقول: و**** مجنون!
,
, أوصل عاصم أميرة إلي منزلها بعد قضاء وقت ممتع وسعيد جعلها ترفرف كالطير، فألقي لها قبلة في الهواء قبل أن تدلف إلي المنزل مما جعلها تركض بخجل وقلبها يتراقص فرحا علي اوتار حبه٣ نقطة
, بينما بعد قليل، دلفت أمل هي الأخري ومن ثم إلي الغرفة لتجد أميرة جالسة في حاله من الهيمان فعضت علي شفتها السفلي بغيظ وتابعت بتهكم: أهلا يا ست چوليت!
, تنهدت أميرة بابتسامة هيمانة وتابعت بخفوت: أنتي جيتي إمتي.
,
, أمل بغضب: من بدري يا ختي أنتي كنتي فين كده؟
, أميرة بهدوء: كنت مع عصومي حبيبي
, رفعت أمل حاجبيها باندهاش وتابعت: عصومك؟ وكمان حبيبك!
, أومأت لها أميرة قائلة بضحك: اها مش جوزي أصله بيحبني أقوله يا حبيبي
, كزت أمل علي أسنانها وتابعت بحنق: حبك برص ما تتعدلي يابت بلاش قلة أدب أومال
, أميرة بضيق: في ايه بقي يا أمل عاوزة ايه!
, أمل بحدة: كنتي فين مع عصومك ده ياختي.
,
, أميرة بسعادة: كنا بنشوف شقتنا الي هنسكن فيها جميلة أوي وعاصم ذوقه يجنن
, أمل بتهكم: قولي شقة إصحابها ياختي الي هتأجروها منهم
, أميرة بلا مبالاه: مش مهم، المهم إني هبقي مع عاصم وبس!
, أمل متنهدة بنفاذ صبر: طيب ياختي المهم أمه متفضلش تنطلكم كل شوية ويشتغل بقي شغل الحموات
, حركت رأسها نافية وقالت: لاء هي حنان بس الي هتعيش معانا
, أمل بصدمة: ينهاري! أخته هتعيش معاكم أنت عبيطة يا بت ولا ايييييه.
,
, أميرة بهدوء: اه، ما عاصم قالي أنه ميقدرش يستغني عنها ومينفعش يسيبها بعيدة عنه وبعدين هي كويسه أوي و**** ومبتعملش حاجة
, أغلقت أمل عينيها وهي تقول بيأس: عوض عليا عوض الصابرين يارب!
,
, وقفت حنان بصحبة أمها في المطبخ لتحضير الطعام بينما كانت تشرد من حين لآخر في ذاك الشاب تبتسم تارة وتعبس تارة أخري ماذا تقول له وكيف تتصرف؟ أنها خائفه من غضب أخيها اذا علم لذلك قررت أنها لن تخبره بهذا الموقف وتترك الموضوع يسير لعل **** يدبرها٣ نقطة
, لاحظت حكمت شرودها فتحدثت بتساؤل: مالك يا حنان سرحانة في ايه كده؟
, حنان بإرتباك: ها لا ولا حاجة يا ماما.
,
, حكمت بتنهيدة: **** يا بنتي يرزقك بإبن الحلال، وأفرح بعوضك يارب، وهتوحشيني لما تروحي تقعدي مع أخوكي ومراته
, حنان بابتسامة: ما أنا هبقي أجيلك يا ماما وأنتي كمان أكيد هتيجي تزورينا.
,
, حكمت بتحذير: أوعي يا حنان تفضلي تعملي أنتي كل حاجة وتعامليها علي أكنها هانم عشان أخوكي ميزعلش، يعني هي برضو تشتغل في البيت ماهي هتبقي المسؤوله أصلا إذا كنت أنا زمان خدامة فدلوقتي كل شئ إتغير وأنتي مش زي يا حبيبتي أنتي مش أقل من حد خالص فهماني؟
, أومأت حنان لها في طاعة وقالت: فهماكي يا ماما.
,
, أعدت إيمان الطعام وطوال الوقت شادرة بذهنا في هذه المكالمة التي تلقتها، من يا تري؟ هل من الممكن أن يكون مصطفي خائناً، لا بالتأكيد هذه ماهي إلا محاولة توقيع بينهما هكذا كان عقل إيمان مابين الشك والثقة قلبها يؤكد أن مصطفي مخلص لها تمام الإخلاص:!
,
, إنتهت من إعداد الطعام ثم قامت برص الصحون علي الطاولة ونادت علي مصطفي الذي كان يلعب مع إبنته سلمي بمرح فيما أقبلا عليها ثم جلسوا ثلاثتهم، لاحظ مصطفي التغيير الملحوظ علي وجه إيمان التي كانت تنظر لها بنظرات غريبه لأول مرة يراها في عينيها فقال متساءلا: مالك يا إيمان؟
, كادت أن تخبره بما حدث ولكنها فضلت الصمت، وحركت رأسها وهي تبتسم وتقول: أبدا يا حبيبي مافيش!
,
, إبتلع مصطفي ريقه، لقد شعر بشئ غريب لا يعرف ما هو، ولكنه فضل الصمت هو الآخر وتناول طعامه بتوتر٣ نقطة
,
, في اليوم التالي٣ نقطة
, كانت أميرة عائدة من جامعتها، وتمشي شاردة حتي إصطدمت بهشام الذي قال ساخراً: ركزي يا أميرة اللي واخد عقلك مش هينفعك لو جرالك حاجة!
, تنهدت أميرة وقالت غاضبه: أهلا يا هشام إزيك
, هشام بصدق: أنا بموت في اليوم ميت مرة يا بنت عمي من ساعة ما فضلتي ابن الخدامه عليا!
, عبست أميرة بوجهها وقالت بحدة: لو سمحت ده بقي جوزي وخلاص مش هسمحلك تقول عليه كده.
,
, رفع هشام حاجبه وقال: ما شاء ****، علي أساس أنه مش ابن خدامة واحنا بنتبلي عليه صح!
, رمقته أميرة بنظرات ناريه وتحركت من أمامه لتسير سريعاً بينما تنهد هو بألم يكاد أن يقتله٣ نقطة
, وفيما إصطدمت أميرة بجسده الضخم فرفعت وجهها إلي وجهه الغاضب بشدة وإبتلعت ريقها بخوف بينما قبض عاصم علي ذراعها وهو يقول بحدة: كنتي واقفة بتعملي ايه مع الزفت ده؟
, حملقت به أميرة دون أن تتفوه فهدر بها قائلاً: أنطقي.
,
, إنتفض جسدها علي أثر صوته القوي الغاضب فتحدثت سريعاً بتوتر: و، و**** كنت راجعه من الجامعة لقيته في وشي!
, قطب عاصم ما بين حاجباه وقال بغضب ؛: كان بيقولك ايه؟
, إزدردت ريقها وتابعت: ك كان بيباركلي بس و**** أنهت جملتها وأدمعت عينيها وهي تنظر له برعب بينما عض علي شفته السفلي وقال بغيرة مجنونة: لما تشوفيه مترديش عليه لو كلمك فاهمه ولا لاء؟
,
, أومأت أميرة برأسها بينما قال هو بلهجة آمرة: وهوصلك أنا كل يوم الجامعة وأجيبك أوصلك للبيت مفهوم ولا لاء!
, أومأت له مجدداً وتابعت: حاضر
, رق قلبه لها فرفع أنامله ليمحي الدموع العالقه علي وجنتيها برفق وقال هامساً: بحبك..!

الرابع والعشرون

جلست حنان في البيت وحيده لقد سافرت والدتها مع زوجها وأبنائها تاركه إياها تحت رعاية عاصم
, شعرت حنان بالملل فعاصم بالخارج
, وحتي عندما يكون بالمنزل يصبح منشغلا بالإعداد لزواجه أو دروسه الخصوصيه وإن كان متفرغٱ فإنه يحضر بعد دفاتر طلابه للمراجعه والتصحيح
, فجأه إبتسمت وكأنها تذكرت شيئاً
, ونهضت لترتدي ثيابها وتأخذ بعض النقود
, وتتجه إلي محل ياسين
, وقفت أمامه أكثر جرأة من ذي قبل فقد إعتادت شراء بعض إحتياجاتها منه.
,
, إشترت بعض البسكويت ومسحوق لتنظيف الأواني
, وضعهم لها في حقيبه بلاستيكيه وهو ينظر إليها بإشتياق
, فتح أحد الأدراج أمامه وأخرج دفترآ ورقيا
, وضعه لها مع أشيائها
, قالت بتعجب: انا مشترتش كشاكيل
, إبتسم وقال: دا مش بفلوس وبعدين خديه وإبقي هاتيهولي تاني بكره
, إبتسمت وحملت مشترواتها وإنصرفت بعد ان دفعت ثمن ما إشترته
, ما أن وصلت لبيتها حتي ألقت الأشياء بإهمال بعد ان أخذت ذلك الدفتر متعجبه لماذا وضعه ياسين في أشيائها.
,
, فتحته لتجده قد خط إليها بعض الكلمات
, جلست تقرأ وهي مبتسمه وهائمه.
,
, إسمي ياسبن
, معايا دبلوم صناعة
, ولأن مفيش شغل فإشتغلت في محل أبويه **** يرحمه
, المحل ال مفتوح في الدور الأرضي في بيتنا
, الشقه ال فوق المحل علي طول
, عايش فيها مع أمي وإخواتي الصغيرين
, والشقه ال ف التالت بتاعتي أبويا كان مجهزها وقايل لأمي دي شقة ياسين
, وإنتي إسمك إيه وعايشه مع مين
, لو مهتمه بيه زي ما أنا مهتم بيكي رجعيلي الدفتر بعد ما تكتبلي فيه كل حاجة عنك
, ورقم تليفونك كمان علشان نعرف بعض
, لأن أنا ناوي أتقدم لك.
,
, ياسين
, أغلقت الدفتر وإحتضنته سعيده بما قرآته ثم تذكرت عاصم فقررت أن تخ بين طيات ملابسها إلي أن ترده لياسين٣ نقطة
,
, في كلية الهندسة
, في الصباح
, جلست أمل مع وفاء في مكانهما المعتاد بالمظله والتف عدد كبير من الطلبه والطالبات
, كل مجموعه تجلس علي حده
, بينما كان عمر يقود سيارته في طريقه إلي عمله
, وعند بوابة الكليه.
,
, كان يقل سيارته وأمامه سياره أخري لم ينتبه سائقها لوجوده فعاد إلي الخلف ليصطدم بسيارة عمر الذي مال رأسه للأمام ليصاب بجرح أعلي رأسه
, نزل السائق يصيح: أنا آسف و**** ما خدت بالي
, في حين قال عمر وهو يشير بيده، الحمد لله حصل خير بس تنتبه بعد كده. وضع بعض المناديل الورقيه علي جرحه الصغير لتلتقط المناديل بعض الدماء وتصطبغ بلون الدم الأحمر القاني. وأضاف، : ما حصلش حاجه جت سليمه.
,
, ليراه أحد الطلاب ويصيح الدكتور عمر عمل حادثه
, وبالطبع فالتهويل أمر طبيعي في مثل هذه المواقف
, دخل طالب شاب
, ليصيح: الدكتور عمر عز الدين عمل حدثه وبينزف عند البوابه
, لم يعرف أنه بكلماته أصاب أمل في مقتل
, فقد إلتقطت أذناها ما قاله زميلها
, لتصرخ وهي تنطلق بإتجاه البوابه
, عمر: عمر: يا حبيبي يا عمر
, نظر الطلاب بعضهم لبعض بتعجب وإستياء
, مما تفعله زميلتهم الوقوره
, عند البوايه.
,
, رأت عمر الذي يترجل من السياره وهو لا زال يضغط علي المناديل
, فصرخت. باكيه: عمر: فيك إيه، مالك يا حبيبي
, ليتعجب الحشد الواقف حول البوابه
, وزادت الدهشة حينما ربت علي كتفها عمر
, وهو يقول لتهدئتها: دا جرح صغير جدآ وسطحي يا أمل متخافيش
, أمل ببكاء: لأ المنديل غرقان ددمم
, عمر مبتسمآ: شئ طبيعي المنديل ورق خفيف مص نقطتين الدم ال نزلو
, أمل: وريني يا عمر شيل المناديل دي
, هدأت حينما رأت الجرح سطحي
, وهمست: الحمد لله
, صاح بعض الطلاب.
,
, منهم مهتم ومنهم مستهزي: حمد **** على السلامه يا دكتر
, ليدخل عمر تتبعه أمل وسط غمزات ولمزات الطلاب
, أسرع ليكمل سيره متجهآ إلي المصعد
, حينما إلتقطت إذناه عبارة من لبني قالتها بسخريه
, وعمله لنا فيها خضره الشريفه
, وهي ميته في دباديبه
, وقلدتها: عمر: عمر: يا حبيبي يا عمر
, لتتعالي الضحكات
, توقف عمر عن سيره
, ونظر الي لبني بغضب وقال بعصبيه
, طبعاً هيه شريفه غصبن عنك وإنتي ال إسلوبك مش محترم أبداً علي فكره.
,
, ولازم تجري وتخاف عليه طبعاً لأنها مراتي
, يلا يا أمل تعالي لتتبعه في هدوء
, بينما همست لبني. بتعجب: مرآته
, وفاء: أيوه أمل مرات الدكتور عمر وكاتبين كتابهم كمان وعلي فكره إسلوبك وحش قوي يا لبني
, عن اذنك وتركتها لتصعد إلي المدرج.
,
, في شقة مصطفي
, فتح حقيبه خاصه به بأرقام سريه ليأخذ بعض أوراقه الخاصة وأغلق الحقيبه
, ووضعها بعنايه أعلي خزنه موجوده في دولابه
, ثم أغلق باب الدولاب لينصرف إلي الخارج حيث جلست إيمان بعد أن وضعت له طعام إفطاره تنتظره
, مصطفي بحنان: إيه يا إيمي مش بتستعدي زي كل يوم ليه مش ناويه تروحي
, الصيدليه
, إيمان بإرهاق: لأ مش قادره
, مصطفي بإهتمام: تعبانه
, إيمان بشبه إبتسامة: قوي
, مصطفي باستفهام: مالك حاسه بإيه.
,
, إيمان مبتسمه: ولا حاجه يا مصطفي بتدلع عليك يا أخي مش حامل بقي
, مصطفي وهو يقبلها: لأ حبيبتي إدلعي زي ما إنتي عاوزه يلا سلام لما تصحي لومي بوسيهالي
, إيمان بحنان: مع السلامة يا حبيبي
, دخلت إيمان تحاول إيقاظ سلمي
, نادتها: لومي: لومي الكسلانه حبيبة مامي
, عادت حينما سمعت رنين الهاتف ظنت ان زوجها نسي شيئاً فأسرعت لتقول
, أيوه يا حبيبي
, حبيبك قالتها علا وهي تضحك عا ليآ.
,
, إيمان بعصبيه: إنتي إنسانه حقيره ووضيعه وتبقي ساذجه قوي يا شاطره لو إفتكرتي إنك هتضحكي علي الدكتوره إيمان بسفالتك دي
, لتصيح علا: تصدقي إنتي صعبانه عليه يا دكتوره: مسكينه قوي
, عموماً بكره تدعيلي إني نورتك
, يلا يا: هههههههههه دكتوره
, وأغلقت الهاتف
, لتصيح إيمان بعصبيه وهي تقذف الهاتف علي المقعد
, إنتي مين: وعاوزه مني إيه
, خطر لها أن تدخل رقم الهاتف المتصل علي برنامج علي الإنترنت لمعرفة إسم المتصل.
,
, وبالفعل فعلت ذلك لتقول بذهول: علا
, نهضت بعصبيه لتدخل حجرة نومهما
, نظرت إلي دولاب خزينة ملابس زوجها بتأمل ثم مدت يدها لتفتحها بعصبيه وهي تقول: الحمد لله إني عرفت إن إنتي ال بتتصلي يا حقوده أكيد كذابه٣ نقطة
, وقعت عيناها علي حقيبة زوجها الخاصه والتي وضعها بعنايه مغلقآ إيا ها برقم سري
, جذبتها وألقتها علي الفراش وجلست بجوارها تزدرد ريقها بإنفعال واضح
, وهنا دار بينها وبين نفسها حديث صامت
, لا يا إيمان ما يصحش.
,
, لأ ليه دا جوزي ودي حاجته
, ولو يا إيمان عمرك ما إتجسستي علي مصطفي إنتي إتهزيتي يا إيمان من كلام الحقيره دي
, لأ انا واثقه في مصطفي لكن هو فعلآ مرتبك قوي اليومين دول ومتغير
, رجعي الشنطه مكانها يا إيمان
, لأ لأ لأ قالتها وهي تحاول أن تفتح الحفيبه
, لم تعرف الرقم السري
, أخذت تخمن أرقام وتواريخ
, تذكرت أنه يومأ ما قال لها إنه يحفظ تاريخ زواجهم عن ظهر قلب
, قالت
, أيوه أدي اليوم والشهر. والسنه
, وأضافت الأرقام ثم صاحت: إتفتحت.
,
, ضحكت وأضافت، الحمد لله
, ما أن بدأت بلمس الأوراق
, حتي صاحت سلمي من خلفها
, مامي: عاوزه عصير
, نظرت لإبنتها وقالت: صحيتي يا حبيبتي
, طيب يا لومي أخرجي حبيبتي وأنا هاجي بعد شويه أجيب لك العصير
, أطاعتها سلمي وخرجت
, لتعبث إيمان في الأواراق مره اخري وهي تهمهم: إنسانه كذابه حقيره تقصد علا
, صمتت وعيناها مذهولاتان عندما رفعت الورقه الأخيره لتشهق: عقد جواز.
,
, إتصل عاصم بأميره ليسألها
, إيه يا أميره هترجعي إمتي علشان هوصلك للبيت
, أميره بإبتسامه: يا عاصم مش قلت لك الصبح عم إدريس موصلنا وهيرجعنا للبيت متقلقش اليوم ال هسافر فيه مواصلات إبقي إستناني بس النهارده السواق مودينا وهيجبنا أنا وأمل متقلقش يا حبيبي
, إبتسم عاصم وقال: ماشي يا أموره
, علي فكره عاوز أتكلم معاكي في موضوع
, أميره: أصل أنا واقفه مع نجمه وعندنا محاضره دلوقتي
, خلاص هستناك في البيت بعد ما أرجع.
,
, عاصم: طيب يا أميره مع السلامه
, أميره بهيام: مع السلامة
, نظرت لها نجمه بإستياء وقالت، بس عاصم دا خنقه يا أميره
, حاسه إنه يخنق
, أميره تدعي الغضب: يخص عليكي يا نجمه دا عصومي قمر
, ضحكت نجمه وقالت: هو ا من ناحية قمر قمر بس مزودها قوي يا ميرو.
,
, ضحكت أميره وقالت: بيقول بيحبني قوي
, نجمه ضاحكه، ماشي **** يهني سعيد بسعيده.
,
, في مكتب عمر
, نظر مبتسمآ لأمل وقال ساخرآ
, ما كنتيش عاوزاني أقول أديكي عرفتي الكليه كلها
, أمل بإستياء، يعني كنت أعمل إيه الواد المتخلف قعد يصرخ الدكتور عمر عز الدين عمل حادثه وبينزف بره
, عمل نقطة الدم نزيف إبن اللذينا
, عمر مبتسمآ: بس إيه: طلعتي تجري زي المجنونه
, وأخذ يقلدها بأسلوب كوميدي
, عمر عمر حبيبي يا عمر
, وكزته في كتفه وقالت: دمك تقيل قوي
, عمر باستعراض: دا أنا شربات يا ختي.
,
, ضحكت أمل وقالت أنا طالعه كفايه فضايخ
, وضع عمر يده علي رأسه وقال: هتسبيني وأنا عامل حادثة
, أمل بغيظ: إنت صدقت نفسك ولا ايه.
,
, عمر: طيب إستني.
,
, وفتح خزنه بمكتبه وأخرج حقيبه كبيره
, نظرت لها أمل بتعجب وقا لت إيه دي
, عمر مبتسمآ: دي هديه علشانك
, أمل بسعاده: بمناسبة إيه
, عمر يتنهد: بمناسبة إنك حبيبتي وقالت
, **** يخليك ليا يا عمر
, طبعت أمل قبله خاطفه علي وجنته وقالت
, إنت أحسن هديه في حياتي غيرت نظرتي للدنيا وللناس
, إنت خلتني أعيش سني يا عمر وأحس إن في الدنيا حاجات حلوه كتير
, تفاجئ عندما دمعت عيناها
, ليزدرد لعابه ويقول بتأثر
, إيه يا أمل قلبتيها تراحيدي كده ليه.
,
, كده هضطر أصالحك
, فرت هاربه من أمامه وهي تحمل هديتها
, وقالت: إنت بتلكك علي فكره وخرجت لتغلق الباب ورائها٣ نقطة
, وتقف برهه تنظر لهديتها وتبتسم.
,
, في شقة مصطفي
, جلست إيمان تبكي وتهمس
, علا إتجوز علا مصطفي عمل فيه كده
, ليه: ليه يعمل كده
, وضعت يدها علي قلبها الذي يعتصر من الألم
, وقالت بحرقه: آآ آآآه.
,
, جففت دموعها ونهضت لتضع قسيمة زواجه من علا كما وضعها هو وأغلقت الحقيبه وأعادتها لمكانها علي رف الخزانه
, وأغلقتها ثم ألصقت ظهرها بها لبرهه وهي تشعر أن الأرض تميد تحت قدميها حاولت أن تستند إلي حائط أو تتجه إلى فراشها ولكن قدماها إنزلقت لتقع أرضآ وهي ترتجف إحساس بالبروده والصقيع إجتازها
, لترتعد
, لتصيح إبنتها التي تفاجئت بأمها الملقاه علي الارض
, مامي حبيبتي: مامي.
,
, حاولت إيمان أن تحتضن إبنتها لتهدئ روعها لكنها عيناها تثاقلت فأغمضتهما
, لتفقد الوعي تماما٣ نقطة
, صرخت سلمي في الهاتف بعد ان طلبت والدها
, مامي وقعت علي الارض ومبتتكلمش
, أنا خايفه
, إلحقنا يا بابي
, مصطفي برعب: طيب يا حبيبتي متعيطيش أنا جاي حالآ يا سلمي. بعد عشر دقائق
, فتح مصطفي الباب بمفتاحه ليهرع إلي الداخل ويتفاجئ بزوجته الملقاه أرضآ وبجوارها سلمي تبكي
, متخافيش يا حبيبتي مامي هتبقي كويسه.
,
, ربت علي وجهها برفق وقال: إيمان: إيمان
, ثم حملها ليضعها علي الفراش محاولآ إفاقتها
, أتم الكشف عليها وتعجب
, إيه دا النبض ضعيف والضغط واطي جدا
, بسرعة الطبيب الحاذق أسعفها وقام بتركيب المحاليل الطبيه ووضع فيها بإبره نظيفه معقمه بعض الأدويه
, وجلس بجوارها إلي أن فتحت عيناها ببطئ
, لتري صورته مشوشه وكأنها تحلم
, رويدآ، رويدآ: إستعادت كامل وعيها
, لتنتبه إلي المحاليل الموصوله ب أنبوب رفيع ينتهي بإبره في وريدها.
,
, قال مصطفي وهو ينظر اليها بشفقه
, إيه يا حبيبتي مالك إنتي ما أكلتيش حاجه النهارده
, أشارت برأسها بالنفي
, قال مداعبآ، كده يا إيمي عاوزه تأذي حبيبي النونو
, لازم تاكلي حاجه يا حبيبتي
, همست بحزن، حبيبتك
, مصطفي يداعب وجنتيها، : عندك شك
, ليتفاجئ بها تقذف يده بعيدآ عنها بعنف
, مصطفي بتعجب: فيه ايه يا إيمان
, إيمان بضعف: سبني لوحدي شويه لو سمحت
, مصطفي بسخريه: آه من الحمل وتقلباته.
,
, لم ترد وإنما أدارت وجهها لتنظر إلي الحائط وتغمض عيناها لتسيل دموعها علي وجنتيها.
,
, دخلت أمل إلي منزلها وهي تشعر بالمرح والسعاده
, دلفت إلي حجرتها لتجد أميره نائمه علي فراشها
, صاحت أمل، ميرو: مرموره كده تخلي عم إدريس يجيبك وأنا آجي مواصلات
, أميره بنعاس، معلهش خلصت محاضرات بدري يا أموله
, نظرت لما تحمله أمل وقالت
, إيه ال إنتي شايلاه ده يا أمل
, أمل بسعاده: معرفش عمر جابهولي وبيقول هديه
, أميره بطفوله: هديه إفتحي كده لما نشوف إيه.
,
, جلست أمل بجوار أميره علي الفراش. وفتحت الكيس لتصيح
, **** شوفي يا ميرو شنطه حلوه قوي
, ودا إيه كما ن
, آه برفان ومعاه ورقة لما أقرأ كاتب لي إيه.
,
, أملي، ممنوع وضع البرفان خارج المنزل لأن الرسول صلى **** عليه وسلم نهي أن تتعطر المرآه خارج بيتها
, جوزك حمش يا بت.
,
, بته تبتك قالتها أمل وهي تضحك مع أميره التي حملت الحقيبه بإنبهار
, أميره. : تحفه
, نظرت أميره لهدية أختها بإنبهار طفولي وكأن أمل شعرت بما يدور في نفسها فقالت
, أميره: هو عاصم عمره ما جاب لك هديه
, أميره تحاول الإبتسام. : أصله يا دوب بيحاول يجهز الشقه حالته مش أد كده
, بس عمر ميسور ما شاء ****
, إحتصنتها أمل وربتت علي ظهرها بحنان لطالما تشعر أن أختها ما زالت صغيره وحالمه٣ نقطة
, قالت أمل لأميره: إحنا هنقسم هدية عموري.
,
, أنا البرفان وإنتي الشنطه الحلوه دي
, أميره. : لأ لأ مينفعش
, أمل بإصرار: هنخليه ينفع إحنا أحرار في هدايانا دا إنت الصغنن يا ميرو
, إحتضنها أميره وهمست: **** يخليكي ليا يا أمل إنتي أحسن أخت في الدنيا٣ نقطة
,
, في المساء بشقة مصطفي
, جلست إيمان في مقعد وثير تنتظر عودة زوجها من عمله
, سمعت صرير مفتاحه فإعتدلت في جلستها
, دلف وقال: سلام عليكم يا إيمي
, أحسن دلوقتي
, إيمان بهدوء مصطنع: آه الحمد لله تمام
, كان علي وشك الدخول للغرفه ليبدل ملابسه
, حينما نادته: مصطفي تعالي لو سمحت عاوزاك
, أشارت له ليجلس مقابلها وقالت بهدوء.
,
, يا مصطفي: انا عرفت كل حاجه
, مصطفي بتساؤل: كل حاجه عن إيه يا إيمان
, إيمان بنفس الهدوء المصطنع، عن علا
, بهت وجهه وإرتبك وقال: مش فاهم
, إيمان بلوم: الهانم إتبرعت وإتصلت قالتلي إل إنت ماقلتوش
, رد مراوغآ: انا مش فاهم حاجة دي إنسانه حقيره وكذابه
, إيمان تتدعي البراءه: حد يقول كده علي مرآته.
,
, مصطفي، بإرتباك: كذابه هيه كدابه
, إيمان بسخريه: تؤ تؤ تؤ إنت ال بتكدب أنا شفت قسيمة جوازكم
, صاح خائر القوي: غلطه يا إيمان نذوه أنا محبتش في حياتي غيرك.
,
, قالت وهي تجاهد لتمنع عبراتها أن تفضح حقيقة مشاعرها
, بص يا مصطفي إنت معملتش حاجه حرام إنت إتجوزت والشرع محللك تتجوز
, بغض النظر عن إن الإنسانه ال إتجوزتها: ماعلينا
, الإنسان لو أكل أكل نضيف علي طول أكيد بيجي عليه وقت ونفسه تموع
, يقوم ير مرم: يرمرم من أكل الشارع
, إنت زهقت من الفاكهة: رحت للمش
, وأضافت ساخره: أبو دوده
, حاول الحديث فقاطعته
, إنت إستعملت حقوقك وأنا كما ن بستعمل حقوقي إل **** إدهاني.
,
, طلقني يا مصطفي: لأن لو مطلقتنيش هضطر أروح المحكمه وأخلعك وأنا مش عاوزه فضايح علشان ولادنا
, وطبعآ أنا عندي بنت وحامل والصيدليه جنب الشقه فأنا أولي أقعد فيها علشان مدرسة سلمي لو معندكش مانع
, مصطفي يكاد يبكي: انا محبتش في حياتي غيرك إنتي ال سبتيني وغضبتي عند أهلك
, وفي لخظة ضعف
, صرخت. : وإتجوزتها كمان في لحظة ضعف
, صاح، أيوه لأني عمري ما غلطت أبدآ كتبت كتابها وفي نيتي أطلقها علي طول
, إيمان بتهكم: لكن حبيتها صح.
,
, مصطفي بحزن. ويأس. لا طلعت حامل
, عشرات التعابير إرتسمت علي وجه إيمان
, لتقول بصوت مخنوق: مبروك
, مصطفي: يا إيمان
, إيمان بإصرار: هتمشي ولا أنا أمشي
, مصطفي بألم: مصره
, إيمان، جدآ
, مصطفي: انا همشي بكره الصبح
, إيمان: و انا هدخل أنام مع سلمي لحد الصبح
, إستدار متجهآ إلي الغرفه
, لتناديه: مصطفي
, إلتفت إليها
, همست تقاوم دموعها التي إندفعت رغمآ عنها: طلقني حالآ.
,
, مصطفي: لأ مش قادر إيمان، مصطفي إكرمني لأخر مره بدال بهدلتي في المحاكم لأني مستحيل أفضل علي ذمتك
, مصطفي، إيمان
, تقاطعه: أتوسل إليك
, مصطفي يستعطفها: انا بحبك يا إيمان.
,
, إيمان بنفاذ صبر: لو بتحبني قولها
, مصطفي بهمس، إنتي طالق يا إيمان.
,
, في المساء ذهب عاصم لمنزل أميره كما وعدها
, وجلست حنان تعيد قرآة رسالة يا سين
, جلبت قلمها
, وأخذت تبتسم وتكتب وهي تتخيله أمامها.
,
, إسمي حنان
, والدي متوفي
, ووالدتي متزوجه وعايشه في دمنهور
, أنا عايشه هنا مع أخويا عاصم
, عاصم شديد قوي ولو عرف إني كلمتك ممكن يدبحني
, وطبعا مقدرش أديك رقم التليفون لأن عاصم ممكن يقتلني
, لو سمحت معدتش تكلمني تاني يا ياسين.
,
, أغلقت الدفتر وإحتضنته سعيده وهي تتذكر ياسين ونظرات الإعجاب التي يمنحها إياها.
,
, وقررت أن تذهب إليه في الصباح لترد إليه
, دفتره.
,
, في منزل عائلة الحاج محمود
, جلس عاصم يتحدث إلي نجيه
, لقد أتم متطلبات الزواج ويريد تحديد موعد للزفاف
, وبسلبية نجيه المعهوده لم تمانع ووعدته بالتحدث إلى عمها لتحديد ميعاد للزفاف في القريب العاجل
, كل ما يهم نجيه أن تدعم سالم ولا تجعل هناك مجال للإشتباك بينه وبين شقيقاته
, دخلت أمل علي غير عادتها تحمل صينيه عليها كوب كبير من العصير لعاصم
, قائله: السلام عليكم.
,
, ونظرت لوالدتها قائله، شوفي سالم يا ماما بيتخانق مع زمايله بره أدام البيت
, لتنهض نجيه مسرعه وتذهب.
,
, قالت أمل بإبتسامه خجوله: إزيك يا أستاذ عاصم
, عاصم بود. إزيك يا باشمهندسه
, أمل وهي تنظر للخلف تحسبآ لحضور أميره
, عاوزه أتكلم مع حضرتك بخصوص أميره
, عاصم بإهتمام: مالها أميره
, أمل: كويسه
, أنا آسفه لل هقوله بس أميره صغيره ورومانسيه قوي تخيل إنها صممت ترتبط بحضرتك لأنك شكل بطل روايه قرتها.
,
, ضحك عاصم وقال: فعلا أميره رقيقه جدآ
, أمل: أميره عندها كل حاجه بتحب تجيبها وزياده بس انا عاوزه حضرتك تخرجها بره تجيب لها هديه رمزيه إن ش**** مجموعة روايات من ال بتحبها
, أو حتي شيكولاتات وورد
, مش مهم تكون غاليه بس المهم تفرحها
, هز عاصم رأسه بالموافقه وقال: حاضر الحقيقه إني إنشغلت بتجهيز الشقه في أسرع وقت لكن كلامك مظبوط.
,
, أمل بإستعطاف: أصلها بتشوفني أخرج مع عمر ويجيبلي هدايا وهيه بنت صغيره وممكن تتمني حاجه زي كده
, صمت كل منهما عندما دخلت أميره وهي مبتسمه، وقد صففت شعرها لينسدل بنعومه علي ظهرها لينبهر عاصم بجمالها٣ نقطة

الخامس والعشرون

إنبهر عاصم بجمال أميرته التي طلت عليه بعطرها النفاذ، لم يحيد نظره عنها فهذه المرة الأولى يراها بشعرها الطويل الحريري، فتنحنحت أمل ونهضت تاركه لهما علي إنفراد، نهض عاصم متجها إليها طابعا قبله علي جبينها قائلا بإعجاب: إيه القمر ده؟
, إبتسمت في خجل زادت وجنتيها تورد، لتتابع ببراءة: عجبك شعري.
,
, ضحك ورفع يده ليتخلل خصلاته الناعمه قائلا بتنهيدة عاشقة: أوي زي شعر الأميرات بالظبط يا أميرتي ثم أغلق عينيه مستنشقاً عبيرها الجميل وتابع هامساً: ريحتك حلوة أوي، ثم فتح عينيه ليتابع بحزم: بس أوعي يكون حد غيري بيشم الريحة الحلوة دي٣ نقطة
, حركت أميرة رأسها نافية وقالت تلقائياً: لا و**** أنا عارفه إن حرام أي راجل غير زوجي يشم ريحة عطري
, رفع كفوفه ليحتضن وجهها البرئ بينهما وتابع: شطورة حبيبي.
,
, إبتسمت له وهي تتنهد بحب، حب ينمو داخل قلبها ويزداد يوما عن يوم٣ نقطة
, همس لها بحبٍ جارف: عاملك مفاجأة!
, رفعت حاجباها وقالت في فضول: ايه هي؟
, عاصم غامزاً: بكرة بعد ما تخلصي جامعة هقولك ماشي؟
, أومأت له في سعادة بالغة وقالت برقه: ماشي!
, رفع أحد حاجبيه وتابع مزمجراً: ماشي بس
, أميرة بتساؤل: بس ازاي؟
, طبع قبلة علي وجنتها برفقٍ وتمهل وتابع بهمس: بس كده!
, نظرت إلي الأرض لتتابع بخجل: عاصم!
, عانقها وهو يقول: أنتي قلب عاصم٣ نقطة
,
, أنه الوجع بذاته حين نشعر بأننا علي وشك الغرق، وبأن كل شئ بات مُستحيلا، حين نريد الغفران ولكنه صعب، حين نندم علي أشياء فعلناها في لحظة ضعف منا ولم تغتفر لنا، أنه الوجع والآلام٣ نقطة
, هكذا كانت عينان مصطفى تدمعان بألم وندم، أنه يحب زوجته ويعشقها وقلبه ملكها لن تشاركها فيه حواء أخري لم يريد يوما، أن تصبح تلك التي تسمي علا علي ذمته ولكن الضعف كان سيد الموقف حين فعل معها ما لا يحمد عُقباه٣ نقطة
,
, ضرب علي المُحرك بعنف وهو يتذكر ما حدث بينهما لا يُصدق إلي الآن أنه طلقها بهذا الهدوء المريب٣ نقطة
, وصل إلي عيادته وصف السيارة مُترجلا منها ثم صعد ليدلف إلي مكتبه ويجلس بعصبية تامة ما لبث لتدلف علا خلفه ضاحكة بإنتصار لتنظر له قائلة ببرود مستفز يكاد أن يقتله غيظاً:
, وحشتني يا بيبي
, ضغط علي أسنانه بغضب شديد ثم نهض متجها إليها وبداخله بركان سينهار الآن٣ نقطة
,
, إبتسم بسخرية ورمقها بنظراتٍ مشمئزة، ليرفع كف يده عالياً هابطاً به علي وجنتيها بعنف جعل فمها ينزف في الحال
, صُدمت علا مُتسعة العينين لينولها الصفعه الثانيه أشد عنف من السابقه٣ نقطة
, رفعت وجهها إليه قائلة بصدمه وهي تتحسس وجنتيها اللتان تدمرا أثر الصفعتان:
, إنت بتضربني يا مصطفي
, هدر بها مصطفي باهتياج مجنون: اسمي الدكتور مصطفي يا ٥ العلامة النجمية، أوعي تنسي نفسك يا ٤ العلامة النجمية!
,
, إبتلعت ريقها بخوف شديد فلأول مرة تراه بهذه الحاله القاسية، فتنحنحت بضعف محاولا إغراءه من جديد: مصطفي حبيبي
, دفعها مصطفي بعنف لتتراجع للخلف حتي كادت أن تهبط أرضا ليقول بغضب هادر: أنتي طالق يا علا، طالق طالق، إطلعي بره ومشوفش وشك هنا تاني
, لطمت علا علي صدرها قائله بصدمه: وإبني الي في بطني إزاي هترميني أنا وإبنك!
, نظر لها باشمئزاز وتابع: لما تبقي تولديه أبقي أتولي مسؤوليته غير كده مشفكيش عندي هنا!
,
, وقفت مذهولة عاقدة لحاجبيها بصدمة جليه، فلقد خسرت كل شئ الآن بعد أن دمرت حبيبان وافسدت حياتهما٣ نقطة
, إنتفضت ذعراً علي صوت مصطفي الذي صاح: برااااا
, رمشت بعينيها وركضت خارج العيادة..
, ليرمي مصطفي جسده علي المقعد بإنهاك وضياع..
,
, كذلك كان حال إيمان لا يختلف كثيرا كلاهما الوجع ينهش قلبهما، كلاهما يتألمان ولا يصدقا ما حدث
, إنها جريحة كمن طُعنت بسكين حاد أو أشد جرحا وألما هل هذا زوجها الذي خانها؟ ولماذا؟ هل لها دور في ذلك؟ أم أنها دنائة رجل!، أم هي لحظة ضعف مثل ما قال لها؟
,
, هذا ما دار داخل إيمان التي كانت تبكي بُكاءا لم تبكيه من قبل فصدمتها كانت صدمة العمر بالنسبة لها أخذت تُكسر كل شئ يقابلها ليتحطم إلي قطع صغيرة متناثرة علي الأرضية، لقد أصابتها حالة من الإنهيار التام رغم الصمود الذي كان بها منذ قليل إلا أنها لم تعد تتحمل أكثر وبات قلبها جريح صعب أن يُداوا٣ نقطة
,
, جثت علي ركبتيها لتقول بصوت باكي متألم: ليه ليه، ليه قتلتني يا مصطفي؟! حاولت أرضيك بكل الطرق معملتش فيك حاجة وحشه ليه دبحتني٣ نقطة
, ومن ثم انهارت باكية لتركض الصغيرة إليها وهي ترتجف خوفاً:
, ماما، ماما
, إحتضنتها إيمان رابته علي ظهرها قائلة من بين شهقاتها: متخافيش يا حبيبتي متخافيش
, لتغلق عينيها متنهدة بألم قائلة بضعف: يارب.
,
, جلست أمل في شرفة المنزل وامسكت بهاتفها وأجرت إتصالا علي عمر زوجها وبعد قليل أجاب عليها بغزلٍ كعادته: حبيبي
, إبتسمت برقة وتابعت: مساء الخير يا باشمهندس
, تنهد بحب وقال: مساء الورد يا قلب الباشمهندس
, ضحكت بمرح وقالت: أولا متشكرة جدا علي الهدية، عجبتني أوي
, رفع عمر حاجبه في مزاح وتابع: وثانياً؟
, توردت وجنتيها وتابعت في خجل: ثانياً بحبك.
,
, خفق قلبه يدق عشقا لها ثم قال هامسا بمزاح: **** ده ايه المسا الجميل ده هي أم عمر دعيتلي وهي بتصلي العشا ولا إيه!
, قهقهت أمل علي مرحه الدائم معها فقال هو بهمس أكثر: وأنا بعشقك وبموت فيكي يا أمولتي، **** يباركلي فيكي يا حبيبي قوليلي بقا حطيتي من البرفان؟
, أمل متنهدة: أيوه حطيت
, عمر في تساؤل: عجبك؟
, أومأت له وقالت: اه حلو أوي وبعدين أنت إزاي تقولي يابت أصلا!
, عمر بتذمر: ايه مش عاجبك يا بت ولا إيه؟
,
, أمل بغضب: متقوليش يابت أنت فاهم ولا لاء
, عمر نافياً: لا مش فاهم يا أمل ووطي صوتك يا أمل عشان متلاقنيش قدامك دلوقتي وأعاقبك يا أمل!
, كتمت أمل ضحكاتها وتابعت: متقدرش تعاقبني أصلا!
, رفع عمر حاجبه وقال: و****! قد كلامك يعني؟
, أمل بتردد: آآ أيوة اد كلامي!
, كز عمر علي أسنانه وتابع بغيظ: ماشي يا أمولتي بس لما أشوفك بكرة هوريكي هعاقبك إزاي يلا قومي نامي وإحلمي بيا.
,
, أمل بمزاح: مش كفاية معايا في الحقيقه كمان هحلم بيك بيك يا عموري
, عمر بغضب طفولي: أيوه تحلمي بيا عندك إعتراض
, أمل بإيجاز: لالا معنديش يلا تصبح علي خير أشوفك بكره!
, عمر متنهدا بحب: وأنتي من أهله يا أمولتي..
,
, في اليوم التالي٣ نقطة
, إستيقظ عاصم بنشاط وأخذ يرتدي ثيابه حتي إنتهي ومن ثم خرج ليجد حنان جالسة بمفردها، إقترب منها وهو يقول بإبتسامة: صباح الخير يا حنون، مالك قاعدة لوحدك ليه كده؟
, إبتسمت حنان وتابعت في هدوء: عادي يا عاصم هعمل ايه يعني كلها كام يوم وهسافر لماما
, مسد عاصم علي شعرها وتابع: هو إسبوع بس يا حنان، ولو مش عاوزة تروحي خليكي معانا يا حبيبتي أنتي عارفة إني مقدرش أسيبك أبدا ده أنتي بنتي مش أختي!
,
, إبتسمت حنان وقالت: أنا عارفة يا حبيبي، بس هقعد مع ماما الأسبوع ده وبعدين هاجي أكتم علي نفسكم متقلقش
, ضحك عاصم وهو ينهض ويقول: ماشي أنا رايح الشغل بقي، وهتأخر شوية النهارده خلي بالك من نفسك
, أومأت له حنان بينما إنصرف عاصم فدلفت هي إلي الشرفة تتابعه بعينيها ولوحت له بيدها حتي إنصرف ظله تماما، فأسرعت ترتدي عباءتها وأخذت معها الدفتر الخاص بياسين وإتجهت إلي الخارج وهي ترتجف خوفاً وخجلا٣ نقطة
,
, وصلت أمام محل ياسين فاإبتسم باتساع حين وحدها أمامه وتمد يدها له بالدفتر فإلتقطه منها سريعاً وكاد أن يلتهمها بعينيه حتي قال بهدوء: أنا هقرأ الي فيه و٣ نقطة
, لم يكمل حديثه، حتي قاطعته حنان وهي تومئ برأسها، ثم سارت بخطوات سريعة إلي أن عادت للمنزل مرة ثانية٣ نقطة
,
, في كلية الهندسة٣ نقطة
, كانت أمل تمر سريعاً أمام مكتب عمر ولكنها شعرت به يجذبها من ذراعها إلي داخل المكتب ويغلق الباب غامزاً لها وهو يقول: كنتي بتقولي ايه بقي امبارح يا حبيبتي؟
, تلعثمت أمل وهي تقول بتوتر ؛: يا عمر لو سمحت عندي محاضرة!
, إقترب عمر منها أكثر وهو يقول هامسا: وماله ما دي بتاعتي براحتك خالص
, إبتعدت أمل خطوة للخلف قائلة بحذر: طب وسع مش هينفع كده يا عمر.
,
, رفع عمر حاجبه وقال بتسليه: ممم طب صالحيني يا حبيبتي وإلا هضطر أعاقبك حالا ولا تلومي إلا نفسك!
, إبتلعت ريقها وقالت: يا عمر هو أنا زعلتك عشان أصالحك!
, نظر إلي عينيها ليتابع: أومال مين الي قالي امبارح متقدرش تعاقبني، أمي مثلا؟
, ضحكت عالياً، ثم قالت من بين ضحكاتها: طيب متاخدش علي كلامي أصل أنا بنام علي نفسي في الليل
, عمر بتصميم: طب صالحيني
, ثم أشار لها إلي وجنته وهو يغمز بعينه.
,
, إتسعت عينا أمل بصدمة وهي تتابع: أنت قليل الأدب يا عمر بجد
, تجهمت ملامح وجهه وهو يتابع بجدية مصطنعة: أنا قليل الأدب يا أمل؟
, حركت أمل رأسها نافية وقالت سريعاً خوفاً من أن يعاقبها عقابه الخاص: لا لا أنت حبيبي، متزعلش مني خلاص أسفه، حلو كده؟
, ضحك عالياً وهو يقول من بين ضحكاته: أيوه كده اتعدلي يا روحي
, دفعته برفق وهي تقول بجدية: طيب يلا يا دوك علي المحاضرة لحسن احنا بقينا حديث الجامعة!
,
, إنتهت أميرة من يومها الدراسي، ومن ثم وقفت أمام بوابة الكليه، لتتصل بعاصم الذي أجاب عليها قائلاً: أيوة يا حبيبتي خمس دقايق واكون قدامك
, أومات أميرة وهي تقول: ماشي يا حبيبي سلام٣ نقطة
, بالفعل خمس دقائق وكان واقفا أمامها قائلا بابتسامته الجذابة: إتأخرت عليكي؟
, حركت رأسها نافية وقالت: لا يا عصومي
, أمسك كف يدها وسار بها إلي الأمام فقالت بتساؤل: احنا رايحين فين؟
,
, ظل يسير عاصم بها وهو يقول: إمشي من سُكات يا أميرتي
, إنصاعت له وسارت معه متشبثة بيده كطفله صغيرة، في حين بعد ما يقارب الربع ساعة، دلف بها إلي حديقة كبيرة مليئة بالزهور الملونة ذات الشكل الجذاب والرائحة الجميلة النفاذه، إبتسمت وقفزت بمرح طفولي وهي تردد: **** يا عاصم أنا بحب الورد أوي.
,
, ضغط علي كف يدها برفق وجلس بها علي مقعد من الرخام وقال بغزل: أنتي أحلي ورده في حياتي، ثم رفع الحقيبه البلاستيكيه التي كان ممسكا بها بيده وفتحها ليخرج منها مجموعة من الشوكولاتة والمقرمشات والحلوي التي تشتهيها أميرة لتتسع إبتسامته وهي تجده يمد يده لها بهذه الأشياء
, فتحدثت بسعادة: **** الحاجات دي كلها عشاني.
,
, أومأ عاصم وقال بحنان: أيوه يا حبيبي، ثم بعد ذلك أخرج من نفس الحقيبه مجموعة من الكتب وأعطاها لها لتصيح بمرح: روايات!
, عاصم بابتسامة: عرفت انك بتحبي تقرأيهم يارب يعجبوكي بقي
, بحركة عفويه منها نهضت تعانقه بقوة دافنة وجهها في عنقه ليبتسم هو بسعادة جاذبا إياها إليه أكثر وأكثر٣ نقطة
,
, بعد قضاء وقت طويل ممتع وسعيد جدا لكلاهما حتي قاربت الساعة علي التاسعة مساء، إصطحبها عاصم إلي المنزل ليدلف بها وما إن فتحت سمرة الباب ودلفا الإثنان أقبل عليهما سالم بغضب وهو يقول: **** **** رجعالي الساعة تسعه يا الي ما تسمي أنتي؟ ده ايه الصياعه دي!
, إحتدت ملامح عاصم الذي هدر به قائلا: وأنت مالك أنت وما تحترم نفسك ايه صياعة دي؟
,
, سالم بغضب: أنت الي مالك لما أكلم أختي أنت تسكت خالص! ثم إقترب سالم من شقيقته وكاد أن يصفعها ولكن عاصم أمسك يده وأنزلها بقوة ثم قال بجمود: أنت بتستهبل؟ أنت كمان هتمد ايدك عليها!
, بينما إختبئت أميرة خلف ظهر عاصم العريض لتحتمي به
, وبينما آتت نجية وهي تقول: في ايه يا واد يا سالم؟
, سالم بحدة: شوفي الهانم رجعالي الساعه كام! و٣ نقطة
,
, قطع حديثه صوت عاصم الصارم وهو يقول: بعد اذنك يا حاجة الخميس الجاي تكون دخلتنا أنا خلاص مش هبقي مطمن علي أميرة وهي بعيدة عني!
 
  • عجبني
التفاعلات: meedo32
تمت الأضافة
 
  • عجبني
التفاعلات: ناقد بناء
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
المرجو تغيير البادئة لمكتملة كي اكمل الباقي @مشرفين قصص
 
هذا رابط السلسلة الالتالية


 
تم اضافة الاجزاء
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%