NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول أسيرة الشيطان | السلسلة الأولي | ـ أربعون جزء 17/10/2023

ناقد بناء

مشرف قسم التعارف
طاقم الإدارة
مشرف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
17 ديسمبر 2021
المشاركات
8,828
مستوى التفاعل
2,834
الإقامة
بلاد واسعة
نقاط
14,962
الجنس
ذكر
الدولة
كندا
توجه جنسي
أنجذب للإناث
الأول


ارتفعت أصوات مكبرات الجوامع المحيطة بمنزل الأستاذ ( حسين عبد الوهاب ) فاستيقظت رؤى
, ( الابنة الكبري للأستاذ حسين، فتاة عادية جدا بسيطة عادية الجمال لا تمتلك بشرة ناصعة البياض، ولا عيون زرقاء، ولا شعر كخيوط الذهب، إنما هي فتاة عادية جدا ولكن جمالها يكمن في التزامها في علاقتها القوية بربها، في حسن خلقها وعفة لسانها، أنهت دراستها في كلية التجارة وبعدها تفرغت لمساعدة والدتها في أعمال المنزل ).
,
, تعودت رؤى إن تستيقظ يوميا عند سماعها أذان الفجر، لتأدية صلاتها ومن ثم تقوم بإعداد الإفطار وإيقاظ والدها والدتها واخيها عاصم ( في السنة الثالثة، كلية الهندسة )
, واختها فاطمة الصغيرة
, ( في الصف الثاني الابتدائي )
, انتهت رؤى من إعداد الإفطار فذهبت لتوقظ والدها ووالدتها
, حسين مبتسما: صباح الخير يا رؤى
, رؤى بابتسامة صافية: صباح الفل يا أبو الاحسان، علي فكرة بقي أنا زعلانة منك.
,
, حسين: عارف، عارف عشان ما صحتش أصلي الفجر، بس أعمل ايه يا بنتي برجع من الشغل مهدود **** يخربيته جاسر مهران، بيعاملنا كأننا عبيد عنده
, رؤى: يا بابا ما تدعيش علي حد، ادعيله أن **** يهديه
, حسين: يا رب يا بنتي
, رؤى: يلا افطر أنت علي ما احضرلك الحمام، صحيح فين ماما
, حسين: بتصحي عاصم وطمطم
, هزت رأسها إيجابا، وذهبت لتجهيز الحمام لوالدها، وعندما عادت وجدت وجدت الجميع يجلسون علي طاولة الإفطار.
,
, رؤى مبتسمة: صباح الخير يا طمطم، صباح الخير يا عاصم
, عاصم/ طمطم: صباح النور يا رؤى
, مجيدة: ما فيش صباح الخير يا ماما خلاص يا رؤى أنا زعلانة منك
, رؤى بابتسامة وهي تقبل يدها: وأنا اقدر بردوا صباح النور علي اجمل واحن ماما قي الدنيا
, مجيدة: ماشي يا بكاشة اقعدي يلا كلي
, جلست رؤى معهم وبدأت في المزاح كعادتها
, بعدها بقليل قام حسين حتى يذهب لعمله
, حسين: الحمد لله، اقوم أنا بقي عشان اروح الشغل.
,
, ومن بعده عاصم: يا خبر دا أنا كدة هتأخر علي الجامعة
, رؤى: يلا يا طمطم خلصي يلا فطارك عشان اروح اوديكي المدرسة
, نزل حسين إلى عمله ومن بعده عاصم إلى جامعته وبعدها بقليل نزلت رؤى بصحبة فاطمة لتوصلها إلى مدرستها، ومن بعدها اشترت بعض احتياجات للمنزل وعادت سريعا لتساعد والدتها في تنظيف المنزل واعداد الغداء
, في مكان آخر تحديدا
, ( أمام شركة مهران جروب للمقاولات ).
,
, وقفت سيارة دفع رباعي سوداء اللون نزل منها شابين احدهما هو
, ( جاسر مهران، شاب طويل القامة، عريض المنكبين، ذو جسد رياضي متناسق، لحية خفيفة، شعر بني طويل، ملامح رجولية خالصة عينان يشع منها الخبث والقسوة
, لقب بالشيطان فهو معروف عنه القسوة والعند
, لا يرحم من يسقط تحت يده، متعدد العلاقات النسائية ).
,
, الشاب الاخر ( علي صادق، شاب نحيف طويل القامة ولكنه اقصر من جاسر قليلا، ملامحه هادئة مريحة، شعره بني غامق، عيناه زرقاء، ولكن أهم ما يتميز به أخلاقه وتدينه، صديق جاسر منذ الطفولة علي الرغم من اختلاف طباعهما فهما كالمشرق والمغرب في طباعهم )
, دلف جاسر وعلي إلى الشركة، جاسر بخطواته الواثقة ونظراته الجريئة التي تتفحص أجساد الموظفات بشهوانية، علي بخطواته الهادئة ونظر الذي عفه عن النظر إلى اي فتاة.
,
, دلف جاسر إلى مكتبه فتبعه علي
, جاسر ساخرا: ايه يا شيخ علي مش هتروح مكتبك ولا ايه
, علي: لاء رايح أهو بس هات ملف الصفقة الجديدة
, جاسر: آه صحيح كنت ناسي خد أهو
, ناوله جاسر الملف، عندها سمعوا صوت دقات علي باب المكتب
, جاسر: ادخل
, دخل رجل في أواخر الثلاثينات من عمره ( فتحي ) جاسوس جاسر لكل من يريد أن يعرف عنه اي شئ
, فتحي: صباح الفل يا باشا
, جاسر: صباح الزفت علي دماغك كل دا بتجيب شوية معلومات عن حتة بت.
,
, فتحي: يا باشا دول هما 3 ايام
, جاسر بضيق: اخلص يا فتحي وهات إلى عندك
, اعطاه فتحي ملف ازرق اللون
, فتحي: الملف دا في كل حاجة حضرتك عايز تعرفها عنها جتي لمؤخذة يعني مقاسات هدومها
, جاسر مبتسما بخبث: حلو أوي يا فتحي، انزل علي الحسابات هتلاقي الشيك بتاعك هناك ومش عايز اشوف خلقتك تاني لحد ما اطلبك، مفهوم
, فتحي: مفهوم، يا باشا، **** يعمر بيتك ويخليك لينا
, خرج فتحي من الغرفة واغلق الباب خلفه.
,
, علي: في ايه الملف دا يا جاسر
, جاسر بسعادة: اخيرا بنت صبري الدمنهوري رجعت من السفر
, اتسعت عيني علي بفزع: مش كفاية كدة يا جاسر، أنت لسه ما وصلتش لنهاية انتقامك
, تعالت ضحكات جاسر بخبث: نهاية انتقامي، دا أنا لسه بقول يا هادي
, علي بحدة: وآخرتها يا جاسر
, جاسر بخبث: آخرتها فل أن شاء ****
, قاطع علي قبل أن يرد، صوت أذان الظهر يصدح في الجامع القريب من الشركة.
,
, فسكت علي عن الكلام ولكنه ظل يردد مع الأذان بصوت منخفض إلى أن انتهي
, علي: ما فيش فايدة فيك، أنا نازل اصلي الضهر، يلا قوم عشان تصلي
, جاسر ساخرا: عمرك شوفت شيطان بيصلي دا حتى الدنيا يبقي اتقلب ميزانها
, علي: اغلب شيطانك يا جاسر وقوم صلي
, جاسر: بقولك ايه يا شيخ علي فكك مني وقوم شوف انت رايح
, علي: **** يهديك يا جاسر.
,
, ذهب علي ليؤدي **** الظهر، بينما امسك جاسر الملف بين يديه، يقلب صفحاته ببطئ، يلتهم الكلام برغبة الانتقام المشتعلة بين ثنايا روحه
, جاسر في نفسه: أهلا بيكي في جحيم جاسر مهران يا بنت صبري الدمنهوري
, بينما في المسجد القريب من الشركة وقف علي يؤدي صلاته بخشوع، ومع كل سجدة يدعو فيها إلى جاسر فهو صديق طفولته ورفيق دربه واخيه الذي لم تلده أمه
, أما في مكتب جاسر.
,
, فكان منشغلا بمعرفة كافة المعلومات عن هذه الحسناء الفاتنة، ذات الشعر الأصفر الطويل والعيون الخضراء والبشرة البياض ناصعة البياض، والشفاة المكتنزة وردية اللون، والقد الممشوق كعارضات الأزياء
, ابتسم بخبث وهو يضع احدي مخططاته لايقاعها في شباكه
, أما في ادارة حسابات الشركة
, يجلس مجموعة من الموظفين منكبين علي عملهم، يعملون كالعبيد خوفا من بطش مديرهم المتجبر، من بينهم الأستاذ حسين.
,
, طلب حسين من العاملين في البوفية كوبا من الشاي، أحضر العامل الشاي ووضعه أمام حسين
, رفع حسين نظره مبتسما ليشكر العامل
, حسين مبتسما: عم إسماعيل عاش من شافك يا راجل كنت فين طول المدة دي
, لاحظ حسين نظرة الانكسار والذل في عيني إسماعيل فاكمل بقلق: مالك يا عم إسماعيل
, إسماعيل: ما فيش يا إبني
, حسين: اديك قولت أهو ابنك، مالك أول مرة أشوف النظرة دي عينيك.
,
, فرت دمعه هاربة من عيني إسماعيل صدمت حسين وادهشته: عم حسين أنت بتعيط، دا الموضوع كبير علي كدة وأنا مش هسيبك غير لما اعرف فيه ايه
, إسماعيل باكيا: جاسر مهران يا إبني، جاسر مهران كسرني وذلني أنا وبنتي
, حسين: تهاني؟ ايه إلى حصلها، صحيح دا عاصم قالي ان بقالها مدة كبيرة ما بتجيش الكلية.
,
, إسماعيل: هقولك يا إبني، من حوالي شهر طلبت من تهاني بعد ما تخلص كليتها تعدي عليا و نروح سوا نجيب شوية طلبات للبيت عشان مراتي **** يشفيها عندها تعب في رجلها، ويا رتني ما قولتلها تيجي، لما جت هنا شافها جاسر، سلم عليها واتكلم معاها بأدب، استعربت جدا من طريقته بس ما حطتش في دماغي وخدتها ورحنا الطلبات وبعد كدة روحنا علي البيت، لحد بليل.
,
, Flash back
, في بيت إسماعيل دسوقي، في حارة شعبية متواضعة جدا
, رن جرس المنزل
, إسماعيل: افتحي يا تهاني شوفي مين
, تهاني: حاضر يا بابا
, فتحت تهاني الباب للتفاجئ بجاسر في ابهي صوره يرتدي بدلة سوداء وقميص أبيض مفتوح أول ازراره، يحمل بين يديه باقة ورد كبيرة والعديد من علب الهدايا
, تهاني بصدمة: أنت، قصدي جاسر بيه، اتفضل يا افندم.
,
, دخل جاسر إلى المنزل، ينظر حوله بازدراء إلى حالة المنزل المتدنية ولكن استطاع ببراعة اخفاء ضيقة تحت ابتسامته الخادعة
, اسماعيل: مين يا تهاني
, تهاني: دا جاسر بيه يا بابا
, هرول إسماعيل ناحيتهم بصدمة
, اسماعيل بخوف: جاسر باشا، خير يا باشا، ايه إلى حصل
, جاسر بابتسامة زائفة: مالك يا عم إسماعيل، اهدي كدة دا أنا جاي أشرب معاك كوباية شاي ولا أنت بخيل ولا ايه يا عم إسماعيل.
,
, إسماعيل سريعا: يا خبر يا باشا هو أنا أطول اتفضل، اتفضل يا باشا
, جلس جاسر بتواضع مزيف: باختصار كدة يا عم إسماعيل أنا طالب أيد تهاني
, إسماعيل بصدمة: تتتهاني بنتي
, جاسر ضاحكا: آه تهاني بنتك، قولت ايه يا عم إسماعيل: دا شي يشرفني يا باشا بس العين ما تعلاش عن الحاجب، احنا فين وسيادتك فين.
,
, جاسر بود زائف: ايه الكلام القديم دا يا عم إسماعيل، كلنا ولاد تسعة ما يغركش الوش الخشب إلى في الشركة أنا بعمل كدة عشان المواظفين يخافوا مني، قولت ايه يا عم إسماعيل نقرأ الفاتحة
, هز إسماعيل رأسه إيجابا سريعا فهو إلى الآن لا يصدق أن جاسر بيه يريد الزواج من ابنه الساعي.
,
, جاسر: أمين، اخرج جاسر علبة زرقاء للمجوهرات، دي شبكة تهاني، هدفع 100 ألف مهر، و 100 مرخر صداق، دا بعد الشر يعني لو لقدر **** حصل واتطلقنا، قولت ايه يا عم إسماعيل
, إسماعيل: هو في كلام يتقال بعد كلام سيادتك موافق طبعا
, جاسر: احم، بس انا عندي طلب
, إسماعيل: اؤمر ياباشا
, جاسر: أنا عايز الجواز يتم في خلال أسبوع بالكتير
, إسماعيل بتردد: ايوة بس تهاني لسه بتدرس.
,
, جاسر مبتسما: وماله تكمل عندي في بيتي، أنا مستحيل امنعها من التعليم، بس سامحني أنا مش هقدر أعمل فرح
, تهدج صوته ببكاء مصطنع، أصل عمتي لسه متوفية من 10 أيام
, إسماعيل بحزن: **** يرحمها يا إبني، خلاص بلاش فرح عشان ظروفك
, جاسر: حيث كدة بقي انا هاجي بكرة ومعايا المأذون
, إسماعيل: بالسرعة دي، كدة مش هنلحق نجهزها.
,
, جاسر: أنا عايزها بشنطة هدومها، الحمد لله الشقة عندي جاهزة من مجاميعه، مش ناقصها غير عروستنا تنورها، قول موافق بقي يا عم إسماعيل
, إسماعيل: موافق طبعا.
 
  • عجبني
التفاعلات: pop44 و ☠️ B̷A̷D̷ M̷A̷N̷ ☠️
الثاني


رحل جاسر، وبقيت تهاني طوال الليل شاردة في حياتها القادمة لاتنكر إعجابها بعاصم زميلها في الجامعة ولكنها لا تعرف إن كان يبادلها نفس الشعور هو حتى لا ينظر إليها ولا يتكلم معها ابدا
, لذلك قررت أن تنحني شعورها بذلك الحب جابنا وتفكر في حياتها القادمة مع هذا الثري الوسيم.
,
, في اليوم التالي في نفس الميعاد حضر جاسر ومعه المأذون والشهود وتم عقد القران وأصبحت تهاني زوجة جاسر رسميا
, جاسر مبتسما: مبروك يا توتة
, تهاني بخجل: **** يبارك فيك
, جاسر: يلا بقي يا حبيبتي عشنا السعيد مستنينا
, هزت رأسها إيجابا بخجل، تقدم جاسر وحمل حقيبتها واخذها ليذهب إلى منزلها.
,
, ولكن بعد مرور أسبوع واحد وجد إسماعيل ابنته ملقاة أمام باب المنزل بجانبها حقيبة ثيابها ووثيقة طلاقها، نقلها سريعا إلى احدي المستشفيات الحكومية، بعد أن فحصها الطبيب أخبرهم أنها تعرضت لاعتداءات جسدية وجنسية سببت له صدمة عصبية حادة، ونصحهم بإديعها في مصحة نفسية
, Back.
,
, إسماعيل باكيا: صرفت كل إلى اديهولي وكل إلى حيلتي علي المصحة والادوية وبردوا ما فيش فايدة، بنتي ما اتحسنتش ولا واحد في المية حتى، الدكتور قالي أنها اتعرضت لتعذيب شديد خلي عقلها يرفض أنه يرجع للواقع تاني، في الآخر يا ابني الفلوس خلصت، فاضطريت ارجعها تاني البيت.
,
, حسين بصدمة مما سمعه: معقولة الكلام دا
, إسماعيل باكيا: من ساعتها يا إبني لو حد غلط وقال اسم جاسر ولو بالصدفة تفضل تصرخ وتترعش وتعيط.
,
, حسين بصدمة: أنا مش لاقي كلام اقوله، أنا مش فاهم ازاي في إنسان جواه الشر دا كله، طب أنت عملت ايه معاه.
,
, إسماعيل: روحتله اقوله أنت عملت ايه في البنت
, رد عليا بجملة: أنت بعت وقبضت وأنا اشتريت ودفعت مالكش دعوة بالي حصل وكل عيش
, وطردني من مكتبه
, حسين بصدمة: دا مريض نفسي، مستحيل يكون طبيعي ابدا
, اسماعيل باكيا: **** علي الظالم والمفتري، حسبي **** ونعم الوكيل فيه
, اخرج حسين بعض النقود من جيبه واعطاها لإسماعيل، رغم ضيق حاله ولكن لن يتواني عن مساعدة هذا الرجل المسكين وابنته.
,
, حسين: أرجوك يا عم إسماعيل لو عوزت اي حاجة قولي علي طول، وأدعي يا عم إسماعيل **** ما بيردش دعوة المظلوم ابدا
, إسماعيل: حاضر يا إبني عن اذنك
, رحل إسماعيل، وعاد حسين لمباشرة عمله ولكن بنصف عقل، بينما النصف الآخر يكاد يبكي مما حدث لهذا المسكين وابنته.
,
, أنتهي دوام العمل فعاد حسين إلى منزله لتقابله رؤى بابتسامته المرحة
, رؤى مبتسمة: ابو الإحسان وحشتني يا راجل، اوعي تكون ما صلتش الضهر والعصر أزعل منك.
,
, حسين مبتسما: لاء ما تقلقيش صلتهم وأنا في الشغل
, رؤى مبتسمة: أيوة كدة يا أبو الاحسان يلا الغدا جاهز عملهولك بايديا
, مجيدة: يا سلام علي اساس ان أنا ما كنتش بعمل معاكي
, عاصم غامزا: أيوة يا عم ماشية معاك حلاوة متجوز اتنين بيتخانقوا عليك
, وضعت رؤى يدها على ظهرها كالحوامل: خد بايدي يا ابو حزومبل، ابنك حزومبل تاعبني اوي يا اخويا.
,
, عاصم: تعالي يا ام حزومبل ادئلجي هنا
, ضحك الجميع علي مزاح عاصم ورؤي
, مجيدة: يلا يا حسين تعالا يا اخويا كل وسيبهم يكملوا عروض مسرح مصر بتاعتهم
, جلسوا جميعا علي طاولتهم الصغيرة المتواضعة، يتناولون الغدا وسط مزاح عاصم ورؤي
, حسين مبتسما: **** يديم عليكوا ضحكتوا يا اولاد، قولي يا عاصم اخبار الجامعة ايه.
,
, عاصم: الحمد لله يا بابا، صحيح فكرتني لسه ما شوفتش عم إسماعيل أصل تهاني بقالها مدة كبيرة اوي ما بتجيش الكلية، احسن يكون حصلهم حاجة لقدر ****.
,
, تجمد الكلام علي شفتي حسين، هو يعلم أن عاصم يحمل مشاعر لتهاني وقد صارحه بها ولكنه يحتفظ بها لحين أن يجمعهم **** في حلاله، ولكنه لن يستطيع أن يخبره، يعرف عاصم جيدا عصبي ومندفع وقد يفعل شئ اخرق يؤدي بمستقبله او الاسوء بحياته فجاسر هذا ابعد ما يكون عن الضمير والانسانية
, فاق من شروده علي صوت مجيدة
, مجيدة: حسين، حسين مالك يا اخويا
, حسين: هاا، ما فيش، أنا الحمد لله كلت، هقوم أريح شوية.
,
, ذهب حسين إلى غرفته فتبعته مجيدة
, مجيدة: مالك يا حسين شكلك مهموم ليه كدة
, شرد امامه بصمت ولم يجب
, مجيدة: طب ما ردتش علي عاصم ليه، قابلت عم إسماعيل
, فرت دمعه هاربة من عيني حسين، مسحها سريعا قبل أن تراها زوجته، ولكنه لم ينجح فشريكة حياته تعرف أصغر حركاته وسكناته
, مجيدة بصدمة: حسين أنت بتعيط، في ايه يا حسين، ايه إلى حصل، فضفضلي يا اخويا
, تنهد بحزن ثم بدأ يقص علي مجيدة تفاصيل لقائه مع إسماعيل.
,
, شهقت مجيدة بفزع: معقول الكلام دا
, حسين بحزن: عشان كدة ما معرفتش أرد علي عاصم اقوله ايه
, مجيدة: طب وتهاني عاملة ايه
, حسين بحزن: عم إسماعيل بيقول أن حالتها وحشة اوي، لا بتاكل ولا بتشرب وطول الوقت بتعيط وتصرخ.
,
, مجيدة: طب أنا عايزة اروح ازورها
, حسين: لاء يا مجيدة ما ينفعش البنت حالتها وحشة أوي مش هتستحمل اي حد يروحلها، أهم حاجة ما تجبيش سيرة لعاصم عن إلى حصل، انتي عارفة عاصم عصبي وجاسر أبعد ما يكون عن الضمير والانسانية
, مجيدة سريعا: لاء طبعا يا اخويا مش هقوله هو أنا مستغنية عن إبني
, أما في الخارج
, كانت رؤى تساعد طمطم في مذاكرة دروسها، أما عاصك فكان شارد في حبيبته الغائبة يشعر بالقلق الشديد عليها.
,
, رؤى: عاصم يا عاصم
, عاصم: هااا، عايز ايه يا رؤى
, رؤى: يمكن مسافرين ولا حاجة يا عاصم
, هز رأسه إيجابا: طب أنا هدخل أنام عشان عندي محاضرات بدري
, هزت رأسها إيجابا بابتسامة: ماشي يا حبيبي تصبح على جنة
, عاصم مبتسما: وانتي من اهلها يا حبيبتي
, انتهي اليوم في منزل الأستاذ حسين.
,
, أما في مكان آخر يعتبر منتصف الليل هو بداية اليوم عند بعضهم، في مكان يعم بالفواحش والمجون يمارس اصحابه كل ما حرم **** من خمر وقمار وزنا، حيث ترتدي الفتيات ملابس فاضحة تعري اكثر من كونها تستر وتنساب إيدي الرجال إلى اجسادهن بحرية
, أحد الديسكوهات الشهيرة
, دلف جاسر إلى الديسكو يرتدي قميص أسود وبنطال جينز اسود وساعته الفضية، ويضع عطره المفضل بغزارة.
,
, جلس علي كرسي علي البار مباشرة، عيناه تبحثان عنها، فقد علم من الملف الذي اعطاه اليه فتحي أنها ترداد هذا المكان منذ وصولها، إلى ان وجدها تدلف ومعه احدي صديقاتها، جلسان علي البار قريبا منه.
,
, ابتسم بخبث فها هي خطته علي وشك البدء، عطر جاسر النفاذ هو أول شباكه للايقاع بالضحية، لذلك قد تعمد أن يضع منه بكثرة، وحدث ما توقع اعجبت الفتاتين كثيرا براحة عطره الجذاب، نظرت ناحية ذلك الرائحة الطاغية وتلقائيا وجدت نفسها تبتسم بهيام لهذا الشخص الوسيم، أما جاسر فقد استقبل ابتسامتها بجفاء شديد واشاح بوجهه بعيدا عنها، لتبتسم ابتسامة انتصار صغيرة علي شفتيه.
,
, اما شاهندا فقد عقدت حاجبيها بدهشة من ذا الذي ينظر إلى شاهندا الدكنهوري ولا يعجب بل يتيم بها فهي فتاة رائعة الجمال، طاغية الفتنة.
,
, قامت شاهندا من مكانها واتجهت إلى جاسر
, شاهندا مبتسمة بدلال: can you dance with me, please
, جاسر بجفاء: No
, شاهندا بدهشة: Why!
, جاسر ببرود: you are not my type
, فغرت فاهها بدهشة، رمقها جاسر بسخرية ثم تركها وذهب ناحية صديقتها
, جاسر مبتسما: تسمحيلي بالرقصة دي
, نهي مبتسمة بدلال: sure.
,
, امسك جاسر يدها وجذبها برفق إلى ساحة الرقص وبدأ يرقص معها، أما شاهندا فقد تستشيط غضبا من هو ليسمح لنفسه بإهانة شاهندا الدمنهوري، قاطع شرودها صوت احدهم
, الشاب مبتسما بخبث: ممكن ارقص مع احلي واحدة في المكان كله
, شاهندا في نفسها: قول الكلام دا للاعمي إلى هناك دا
, شاهندا مبتسمة: sure
, ذهبت شاهندا مع الشاب إلى ساحة الرقص وبدأوا يرقصون على الأغاني الأجنبية الصاخبة.
,
, وشاهندا تتعمد الاصطدام بجاسر دون أن تعتذر له، أما جاسر فكان يبتسم بسخرية، فهذه الحمقاء تشير علي خطته التي وضعها بالحرف
, انتهت الرقصة فاخذ جاسر نهي وجلسا علي احدي الطاولات يحتسون الخمر، وجاسر يمازح صديقتها ويعاملها برقة متعمدا اثارة غضب تلك التي تراقبه من بعيد.
,
, بعد عدة ساعات عاد إلى منزله مع أذان الفجر وهو يترنح من كثرة السموم التي شربها القي بجسده على الفراش ليغط في نوم عميق دون أن يستمع حتى لنداء **** لعبادة لاداء ركعتي الفجر
, ( عن عائشة رضي لله عنها، عن النبي صلى **** عليه وسلم قال ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ).
,
, ولكن جاسر وامثاله من الذين غرتهم الحياة الدنيا بزينتها
, علي صعيد آخر استيقظت رؤى وأدت صلاتها، وظلت تدعو **** أن يريح قلب اخيها ويجمعه مع من يحب في حلاله، بعد أن انتهت من الصلاة وقرأه وردها بدأت روتينها اليومي من تحضير الافطار، وايقاظ الجميع، إلى آخره
, ولكنها اليوم تريد أن تفاتح والدها في موضوع نزولها إلى العمل حتى تساعده ولو قليلا في مصاريف المنزل، انتظرت إلى أن تناول افطاره وقبل أن يغادر.
,
, رؤى: بابا لو سمحت كنت عايزة اطلب من حضرتك طلب
, حسين: قولي يا حبيبتي بس علي طول عشان مستعجل
, رؤى: بابا أنا كنت عايزة انزل اشتغل
, حسين: تاني يا رؤى مش كنا خلصنا من الموضع دا وقولنا ما فيش شغل، بتفتحيه تاني ليه
, رؤى: يا بابا أنا هبقي معاك في البيت وفي الشغل
, قطب حاجبيه باستفهام: بمعني
, رؤى بحماس: أنا عايزة اشتغل في شركة آل مهران جروب.
 
  • عجبني
التفاعلات: pop44
الثالث



اتسعت عيني حسين بصدمة، هدر بغضب سريعا
, حسين غاضبا: لاء يا رؤى أوعي تيجي شركة جاسر ما فيش شغل يعني ما فيش شغل وبالذات في الشركة دي، انتي فاهمة
, هزت رأسها إيجابا بحزن وهي تكبح دموع عينيها: حاضر يا بابا
, خرج حسين غاضبا وصفع الباب خلفه
, جلست رؤى علي الاريكة تحاول منع دموعها من الهبوط، فجاء عاصم وجلس بجانبها وربت علي كتفها بحنان.
,
, عاصم: معلش يا رورو ما تزعليش من بابا هو اكيد كان مضايق شوية، ثم اردف بمرح: يلا بقي اضحكي عشان اجبلك البليلة إلى بتحبيها وأنا جاي
, ابتسمت ابتسامة صغيرة لأخيها
, عاصم مبتسما: ايوة كدة خلي الشمس تطلع، أنا هاخد البت طمطم معايا وأنا نازل
, هزت رأسها إيجابا، ذهب عاصم وطمطم إلى باب المنزل
, رؤى سريعا: عاصم ما تنساش البليلة
, عاصم ضاحكا: غوري يا بت وأنا إلى كنت فكرك زعلانة
, مطت شفتيها بضيق طفولي.
,
, عاصم ضاحكا: خلاص، خلاص هجبلك دا انتي طلعتي اعيل من طمطم
, رحل عاصم ومعه طمطم، فسمحت رؤى لدموعها بالهطول، فهي لم ترد أن تبكي أمام عاصم، تعرفه جيدا أن أحس أنها حزينة لن يذهب إلى جامعته وسيظل بجانبها وعلي الرغم من أنها أكبر منه سنا ولكنه يعاملها كابنته الصغيرة.
,
, جاءت مجيدة وجلست بجانبها وربتت علي شعرها بحنان
, مجيدة بحنان: خلاص بقي يا رورو بطلي عياط
, رؤى باكية: يا ماما أنا معملتش حاجة عشان بابا يزعقلي كدة
, مجيدة: حبيبتي باباكي خايف عليكي من جاسر
, رؤى: وأنا مالي ومال جاسر دا، أنا لو كنت اتقبلت في الوظيفة كنت هاخد وظيفة صغيرة جدا في الحسابات، يعني مش هشوف صاحب الشركة دا خالص.
,
, مجيدة: بصي يا رؤى أنا هقولك عشان ما تظلميش باباكي بس وعد ما تجبيش سيرة لعاصم
, هزت رأسها إيجابا فقصت لها مجيدة ما قاله لها حسين بالأمس
, اتسعت عيني رؤى من الفزع: ايه يا ماما الكلام دا، يا حبيبتي يا تهاني، دا عاصم هيتدمر لو عرف
, مجيدة سريعا: رؤى اوعي تجيبي سيرة لعاصم
, رؤى: حاضر، حاضر طب هي عاملة ايه دلوقتي
, مجيدة بحزن: **** يعينها على إلى شافته يا بنتي ويشفيها من إلى هي فيه.
,
, رؤى باكية: أمين يارب، منه لله إلى عمل فيها كدة
, مجيدة بحزن: ادعيلها يا رؤي، ادعيلها يا حبيبتي
, هزت رأسها إيجابا وهي تحاول التوقف عن البكاء: حاضر يا ماما، أنا هقوم اصلي الضهر واحضر لبابا الغدا عشان لما يجي اعتذرله.
,
, مجيدة بابتسامة: ماشي يا حبيبتي
, أما في منزل جاسر مهران
, استيقظ جاسر بعد الظهر علي صوت رنين هاتفه المتواصل، امسك جاسر الهاتف بضيق
, جاسر بضيق: أيوة يا علي عايز ايه علي الصبح
, علي: وعليكم السلام يا أستاذ جاسر، أنت لسه نايم يا جاسر أنت ناسي أن عندنا اجتماع مهم بكرة
, ولازم نجهز الأوراق بتاعته
, جاسر بضيق: خلاص يا ساعتين ولا تلاثة وابقي عندك
, علي: ب**** عليك يا جاسر ما تتأخرش الاجتماع بتاع بكرة مهم.
,
, جاسر متأففا: قولت جاي يا علي جاي
, اغلق جاسر الخط وقام يترنح في خطواته إلى أن وصل إلى الحمام فاغتسل وبدل ملابسه إلى بدلة زرقاء غامقة بقميص ابيض اللون وجرافت زرقاء ووضع عطره الساحر، والتقط هاتفه ومفاتيحه متجها إلى النادي، فهو يعلم أنها تكون هناك في ذلك الوقت
, دخل إلى النادي بخطي واثقة مغترة يبحث عنها من أسفل نظراته الشمسية السوداء
, إلى أن وجدها جالسة علي احدي الطاولات تتناول افطارها.
,
, ذهب وجلس علي طاولة قريبة منها، دون ان يعيرها انتباها
, كانت تتناول افطارها ولكن ذهنها شارد بهذا الوسيم الفظ هي حتى لا تعرف اسمه ولكنه أثار فضولها برفضه وتجاهله لها، ظلت تفكر فيه إلى ان اجتاح انفها رائحة عطره المميز
, نظرت حولها سريعا فوجدته يجلس على احدي الطاولات بغرور شديد واضعا قدما فوق اخري، ينظر في ساعته ببرود
, شاهندا بصوت عالي حتى تلفت انتباهه: waiter , my orange juice, please.
,
, نظر لها جاسر بطرف عينيه من تحت نظراته ثم ابتسم بسخرية واشاح بوجهه بعيدا
, هنا أخذ منها الغضب مبلغه كانت علي وشك أن تنقض عليه وتخلع عيونه من مكانها، عندما أتي النادل واحضر لشاهندا العصير واحضر لجاسر فنجان من القهوة
, ظل يرتشف منه ببطئ وهو يدور بعينيه في ارجاء المكان دون ان يعيرها انتباها، ثم قام ورحل بمنتهي الهدوء
, ركب سيارته وانطلق إلى عمله وعلي شفتيه ابتسامة خبيثة فها هي خطته تسير كما رسمها بالظبط.
,
, وصل إلى شركته وسريعا صعد إلى مكتبه فوجد علي يلحق به
, علي: اخيرا جيت يلا ورانا شغل
, جاسر: يلا يا استاذ علي
, علي: استعنا علي الشقي ب****
, قضوا عدة ساعات بمراجعة الاوراق و الصفقات الجديدة
, جاسر: كدة ما فضلش غير ملف حسابات المناقصات، عايزك يا علي تديه لاشطر موظف حسابات عندنا يخلصوا ويرجعوا ويجيبوا معاه بكرة
, علي: علي ما اتذكر أستاذ حسين عبد الوهاب من اشطر موظفين الحسابات عندنا
, جاسر: تمام يلا بينا
, علي: علي فين.
,
, جاسر: هروح اديله الملف بنفسي عشان اكدله أن الملف اهم منه هو شخصيا
, علي: طب أنا رايح أصلي العصر، بردوا مش هتيجي معايا
, ازدرق جاسر ريقه بتوتر: لاء عندي شغل كتير وبطل تجادلني في الموضوع دا اتفضل يلا
, تنهد علي بحزن: **** يهديك يا جاسر
, ذهب علي للصلاة ونزل جاسر إلى إدارة الحسابات في شركته، بمجرد دخوله هب كل الموظفين واقفين
, جاسر بصوت اجش: من فيكوا حسين عبد الوهاب.
,
, ازدرق حسين ريقه بخوف وأردف بصوت متردد: أنا يا افندم
, اتجه ناحيته بخطوات ثابتة ووضع علي مكتبه ملف ورقي: الملف دا في حسابات أهم صفقة في الشركة، لازم تخلصوا وترجعوا النهاردة مش عايزة فيه غلطة واحدة، الغلطة فيه قصادها حياتك، لازم يبقي معاك بكرة من غير ولا غلطة فاهم
, هز حسين رأسه إيجابا سريعا بخوف: فاهم، يا افندم فاهم.
,
, رمقه جاسر بتحذير ثم خرج من حيث أتي عائدا إلى مكتبه مرة اخري لمراجعة باقي الاوراق اتبعه علي بعدما انتهي من صلاته.
,
, انتهي دوام العمل فعاد حسين سريعا إلى المنزل، تناول القليل من الطعام وظل منكب علي ذلك الملف يراجعه مرارا وتكرارا
, حتى اشفقت عليه زوجته
, مجيدة بحنان: حسين قوم يا اخويا ريحلك ساعتين من ساعة ما جيت وانت مكفي علي البتاع دا
, حسين بتعب: خلاص يا مجيدة قربت اخلص بس لازم الملف يخلص قبل بكرة
, مجيدة: صحيح يا حسين انا لقيت الملف دا وانا بنضف النهاردة
, كان ملف ورقي رمادي اللون نفس شكل الملف الذي يراجعه حسين.
,
, حسين: دا ملف قديم فيه ورق بتاع رؤى وعاصم، شهادات ميلادهم كنت عامله عشان التموين حطيه علي جنب عشان ما يتلغبطش مع الملف إلى معايا
, مجيدة: طيب يا حسين
, وضعت مجيدة الملف علي مكتب حسين بجانب بعض الكتب القديمة، وذهبت لتعد له كوب من الشاي.
,
, بعد عدة ساعات انتهي حسين من مراجعة الملف للمرة العاشرة حتى يضمن عدم وجود اخطاء به، ثم وضعه علي المكتب واتجه إلى فراشه ونام سريعا من التعب.
,
, أما جاسر فقد قرر تنفيد خطوته التالية وهو أن يختفي لبضع ايام ويراقب ردة فعلها ويستطيع التصرف من خلالها.
,
, مجيدة: حسين، حسين قوم يا حسين الساعة بقت ثمانية
, قام حسين بفزع: يا نهار أبيض 8، هي رؤى ما صحتنيش ليه
, مجيدة: مش عارفة يمكن راحت عليها نومه
, قام حسين سريعا وارتدي ملابسه واخذ الملف الرمادي من علي مكتبه وأسرع إلى عمله
, ذهبت مجيدة إلى غرفة رؤى فوجدتها لا تزال نائمة، جلست بجانبها توقظها: رؤي، بت يا رؤي، رؤي، يخربيت نومك التقيل، قومي يا رؤى.
,
, قامت رؤى تصرخ بفزع: ، باااابااااا
, مجيدة: بسم **** الرحمن الرحيم مالك يا رؤى
, رؤى بانهاك: كابوس، كابوس يا ماما، هو بابا فين
, مجيدة: راح شغله يا بنتي
, رؤى: ليه هي الساعة كام
, مجيدة: الساعة 8
, اتسعت عينيها بدهشة: 8 اول مرة ما اصحاش علي الفجر، استغفر **** العظيم يا رب
, مجيدة: معلش يا حبيبتي، قومي صلي الصبح وتعالي معلش هاتيلي حاجات من السوق
, هزت رأسها إيجابا: حاضر يا ماما.
,
, خرجت مجيدة من الغرفة، فجلست رؤى شاردة في ذلك الكابوس المفزع، هزت رأسها نفيا عندما تذكرته وقامت ناحية المرحاض وتوضاءت وأدت **** الصبح ثم ارتدت ملحفتها السوداء واخذت النقود من والدتها وذهبت إلى السوق لتشتري بعض الطلبات.
,
, في شركة جاسر
, وصل حسين بعد عناء مع المواصلات، دخل سريعا إلى مكتبه ليراجع الملف للمرة الاخيرة قبل أن يسلمه لجاسر، فتح الملف لتجحظ عينيه بفزع.
,
, حسين بفزع: يا ادي المصيبة، يا ادي المصيبة، انا اخدت الملف التاني، هعمل ايه دلوقتي يا ربي هعمل ايه
, التقط هاتفه سريعا واتصل بزوجته
, حسين سريعا: بقولك يا مجيدة
, مجيدة مقاطعة بقلق: خير يا حسين
, حسين: بصي علي المكتب في ملف رمادي عليه
, مجيدة: لحظة يا حسين، آه أهو يا حسين مش دا الملف إلى كنت بتراجعه امبارح
, حسين: آه هو
, مجيدة بصدمة: يا نهار أبيض أنت نسيته
, حسين: هو عاصم عندك.
,
, مجيدة: لاء عاصم لسه نازل عنده محاضرات لحد بليل
, حسين: طب اقفلي يا مجيدة علي ما اشوف هتصرف ازاي
, مجيدة: بقولك يا حسين ابعتهولك مع رؤى
, حسين غاضبا: لاء رؤى لاء، سلام دلوقتي أنا هتصرف
, في هذه الاثناء دلفت رؤى وسمعت الجزء الاخير من المكالمة
, رؤى: خير يا ماما في ايه
, قصت مجيدة عليها ما حدث
, رؤى: أنا هروح ادي الملف لبابا
, مجيدة: بس يا بنتي٤ نقطة
,
, رؤى مقاطعة باصرار: من غير بس يا ماما، ما يرضكيش واحد زي إلى اسمه جاسر دا يهين بابا، هاتي يا ماما الملف
, اخذت رؤى الملف من والدتها ونزلت متوجهه إلى شركة جاسر بعد عناء كبير مع المواصلات
, رؤى في نفسها: **** يكون في عونك يا بابا دا المشوار صعب أوي
, دلفت إلى الشركة تنظر حولهت بانبهار من فخامة المكان وروعته، سألت علي مكتب الحسابات فدلها الساعي عليه.
,
, كان حسين يجلس شاردا يفكر في المصيبة التي حلت عليه إلى ان وجد رؤى تقف امامه وفي يدها الملف
, حسين بصدمة: رؤي، انتي ايه إلى جابك هنا
, رؤى: جيت ادي لحضرتك الملف
, في الخارج نزل جاسر من سيارته وبينما هو يدخل الشركة استوقفه احد رجال الأمن
, الشاب: جاسر باشا
, جاسر بضيق: عايز ايه يا زفت علي الصبح
, الشاب: احم في بنت جت من شوية
, ضيق جاسر عينيه باستفهام: بنت مين وجاية ليه.
,
, الشاب: ما اعرفش يا باشا أول مرة اشوفها، بس إلى اعرفه انها سألت علي مكتب الحسابات ودخلت هناك من شوية بس شكلها غلبانة كدة وطبعا لولا أن حضرتك منعتنا من اننا نرفض دخول اي بنت الشركة ما كناش دخلناها يا باشا.
,
, هز رأسه إيجابا وعلي شفتيه ابتسامة خبيثة، ترك الحارس واتجه إلى مكتب الحسابات وعينيه تلمع بشر.
,
, في داخل المكتب
, حسين: طب اتفضلي امشي وأنا ليا حساب معاكي انتي ومجيدة لما ارجع
, رؤى: حاضر يا بابا عن اذنك
, حسين سريعا: بسرعة
, هزت رأسها إيجابا سريعا واتجهت ناحية الباب لتفتحه ولكنها وجدته يفتح بالفعل من الخارج ويظهر رجل طويل القامة لم تنظر رؤى لوجهه بل وضعت عينيها ارضا سريعا ورجعت للخلف، بينما شحب وجه حسين عندما وجد جاسر يقف يتفحص رؤى بنظراته.
,
, جاسر: انتي مين وبتعملي ايه هنا.
 
الرابع


ازدرقت ريقها بتوتر، لا تعرف لما شعرت بأن الكلام علق داخل جوفها، وجدت نفسها تلقائيا تعود للخلف إلى أن وقفت خلف ظهر حسين
, لتحتمي به من ذلك الرجل المخيف تشعر بأن نظراته الحادة تجردها من ملابسها عطره القوي هذا يشعرها بالاختناق.
,
, جاسر غاضبا: ما تنطقي انتي مين وبتعملي ايه هنا
, حسين سريعا: جاسر باشا، دي، دي دي دي رؤى بنتي
, جاسر في نفسه: عادية، بس أهي حاجة اسلي بيها نفسي اصل الواحد زهق من المومس إلى بيشوفهم، اتسلي بيها علي ما اوقع بنت صبري.
,
, لانت ملامح وجهه ومد يده ليصافحها
, جاسر مبتسما: جاسر مهران
, رؤى: آسفة ما بسلمش
, جاسر غاضبا: ليه يا اختي حد قالك أن أنا جربان
, رؤى: لاء أبدا، بس الرسول صلى **** عليه وسلم قال ليطعن أحدكم بمخيط من حديد، خير له من أن يمس امرأة لا تحل له.
,
, جاسر في نفسه: اممم، عاملة فيها ست الشيخة، حلو
, جاسر بأدب مصطنع: هي حضرتك خريجة ايه
, رؤى: تجارة
, جاسر: ومش عايزة تشتغلي
, حسين: لاء يا باشا مش عايزة
, جاسر بغيظ: لما أكون بتكلم ما تتحشرش احسنلك
, تلك المرة رفعت رؤى نظرها، تنظر إلى جاسر بغيظ: ما اسمحلكش تكلم والدي بالطريقة دي.
,
, تعالت ضحكات جاسر الساخرة: انتي مين يا بتاعة تاني عشان تسمحيلي و لا ما تسمحليش انتي عارفة أنا مين
, رؤى ببرود: طاوس مغرور نافش ريشه
, نظر لها بصدمة: انتي ازاي تتكلمي معايا بالطريقة دي
, حسين غاضبا: اسكتي يا رؤي، أنا آسف يا باشا امسحها فيا
, رؤى: يا بابا أنا
, حسين مقاطعا بغضب: اسكتي يا رؤى
, اخفضت رأسها ارضا وهزت رأسها إيجابا: حاضر يا بابا، عن اذنك
, اتجهت إلى باب الغرفة وخرجت فسمعت جاسر ينادي عليها.
,
, جاسر: استني يا بتاعة انتي
, لم تعره انتباها وأكملت طريقها إلى باب الشركة ولكنها فجاءة وجدت مقبض حديدي يقبض علي يده
, جاسر غاضبا: أنا مش بكلمك
, التفت اليه بأعين حادة غاضبة وبدون سابق إنذار صفعته علي وجهه أمام جميع موظفي الشركة ثم جذبت يدها بعنف من يده.
,
, رؤى غاضبة: إياك، تفكر تلمسني تاني
, تركته وخرجت سريعا من الشركة، بينما وضع جاسر يده على خده وقد اسودت عينيه بغضب أعمي.
,
, صعد إلى مكتبه يلتف حول نفسه كالليث الحبيس
, جاسر غاضبا: ماشي يا رؤى انتي إلى جبتيه لنفسك استعدي بقي لجحيم جاسر مهران
, دلف على فوجده في هذه الحالة
, علي: مالك يا جاسر في ايه يا ابني انت بتكلم نفسك
, جاسر غاضبا: بقولك ايه يا شيخ علي حل عن سمايا دلوقتي أنا مش طايق حد
, علي: طب والاجتماع
, جاسر غاضبا: يتنيل يتلغي، أنا هوريها مين هو جاسر مهران
, علي: مين دي
, جاسر غاضبا: واحدة من عينتك عملالي فيها شيخة.
,
, علي: واحدة مين وشيخة ايه ما تفهمني يا جاسر
, فص جاسر لعلي ما حدث
, علي: ودا إلى مضايقك اوي، إنها بتحاول تلتزم وتقرب من **** وتحافظ على نفسها
, جاسر غاضبا: أنت محسسني انها ملكة جمال أوربا، دي عادية جدا
, علي: **** ما خلقش حد وحش يا جاسر، بس احنا يا بشر إلى حطينا مقاييس للجمال ونسينا أن كلنا خلقة ****، قولي هنبدا الاجتماع أمتي.
,
, جاسر: لاء الغي الاجتماع أنا ورايا حاجات اهم
, علي: حاجات ايه دي
, جاسر مبتسما بخبث: رايح اخطب
, علي غاضبا: لاء يا جاسر حرام عليك كفاية بقي أنت ايه يا اخي شيطان
, تعالت ضحكات جاسر الساخرة: دا علي اساس انك لسه عارفني إمبارح
, علي: حرام عليك ذنبها ايه تدمرلها حياتها
, جاسر غاضبا: هي إلى بدأت لما فكرت ترفع ايدها على جاسر مهران
, ثم تركه وخرج من المكتب، انتهي دوام العمل في الشركة فعاد حسين سريعا إلى منزله.
,
, دخل إلى المنزل غاضبا
, حسين غاضبا: أنا مش قولت رؤى ما تجيش الشركة
, مجيدة: اهدا بس يا حسين رؤى خافت لحسن إلى اسمه جاسر دا يضايقك أو يرفدك بسبب الملف عشان كدة راحت تدهولك ما كنتش تعرف انها هتقابل جاسر دا ولا هتشوفه.
,
, حسين غاضبا: أهو شافها، لاء وكمان ضربته بالقلم قدام الشركة كلها **** يستر بقي
, مجيدة: إن شاء **** هيستر، ما تشلش هم أنت، يلا يا عشان تأكل هتلاقيك علي لحم بطنك
, جلس حسين علي طاولة الطعام الصغيرة معه مجيدة وطمطم
, حسين: فين رؤى وعاصم
, مجيدة: عاصم لسه في الجامعة، ورؤي بتقول إنها مش جعانة
, طمطم: بابا رؤى عمالة تعيط وبتقول عمو إلى في إلى في الشركة خوفها.
,
, قرصتها مجيدة من اذنها برفق: يا سوسه مش أنا قولتلك عيب تنقلي الكلام
, بينما نظر حسين امامه بقلق واردف في نفسه: استر يا رب
, (في منزل علي )
, سماح ( والدة علي ): حمد لله على السلامة يا علي
, ابتسم لها علي وذهب وقبل يدها: **** يسلمك يا أمي
, سماح: يلا يا حبيبي، الغدا جاهز
, علي مبتسما: تسلم إيدك يا ست الكل
, ذهب علي مع والدته وجلسا علي طاولة الطعام.
,
, جلس علي شاردا، يفكر في وفيما يفعل ونتيجة تلك الافعال، إلى إن ربتت والدته علي يده
, سماح: مالك يا حبيبي
, علي: ما فيش حاجة يا أمي، ما تشغليش بالك
, سماح: لاء فيه، مالك يا حبيبي احكيلي دا أنا أمك
, علي: جاسر يا أمي، جاسر مش عارف آخرة عميله دي ايه
, بدأ يقص عليها ما اخبره به جاسر عن رؤى واصراره علي الزواج بها
, سماح بأسي: أنا مش عارفة مالوا يا إبني، اتغير 180 درجة من ساعة إلى حصل لنرمين، هو صحيح لسه مانع اي حد يزورها.
,
, هز علي رأسه إيجابا: المهم قوليلي أعمل ايه، اتصرف ازاي
, سماح بعد تفكير: اتجوزها يا علي
, اتسعت عيني علي بصدمة: اتجوزها ايه يا أمي
, سماح: اسمع مني يا علي، اتجوزها عشان تحميها من جاسر لحد ما يطلعها من دماغه وبعدين ابقي طلقها، ولو تعرف تتجوز اي واحدة قبل ما جاسر يأذيها عشان تحميها أعمل كدة، زهق شيطان جاسر لحد ما يسيبه.
,
, علي بعد تفكير: عندك حق يا أمي، أنا هفضل ورا جاسر لحد ما يزهق ويبطل العادة الزفت دي، أنا هقوم أغير هدومي بسرعة واروح عند أستاذ حسين
, سماح: **** يوفقك يا إبني
, في هذه الأثناء كان جاسر قد انتهي من ارتداء ملابسه المكونة من قميص رمادي وبنطال اسود واحدي ساعاته الثمنية، ووضع عطره الساحر، ثم ذهب إلى احد محالات الورود واشتري بوكية ورد كبير وبعض الهدايا
, وهو الآن أمام منزل الأستاذ حسين عبد الوهاب.
,
, صعد جاسر سلالم المنزل المتواضعة إلى أن وصا إلى الشقة المطلوبة ودق الباب
, فاسرعت طمطم الصغيرة لتفتح الباب
, طمطم: أنت مين
, جاسر مبتسما: بابا موجود
, طمطم: ايوة، أنت مين
, جاسر مبتسما: طب ممكن تروحي تناديه وأنا هقوله أنا مين
, طمطم بصوت مرتفع: بابا في واحد طويل واقف ومش عارف اسمه
, خرج حسين علي صوت طمطم، فشحب لونه من الخوف عندما وجد جاسر يقف يضحك مع ابنته الصغيرة
, حسين بقلق: جاسر باشا خير يا افندم في ايه.
,
, جاسر مبتسما بود مصطنع: ايه يا عم حسين مش هتخليني ادخل ولا ايه، علي فكرة بنتك دمها زي العسل.
,
, حسين بقلق: اتفضل يا جاسر بيه، اتفضل
, كانت رؤى انتهي لتوها من **** العشاء عندما سمعت والدها يرحب بجاسر فارتجف جسدها بخوف.
,
, رؤى: يا رب، ما يكونش جاي عشان إلى في بالي
, في الخارج
, جلس جاسر علي أحد الكراسي في الصالة الصغيرة واضعا قدما فوق اخري
, حسين بتوتر: خير يا جاسر باشا
, جاسر مبتسما: كل خير إن شاء ****، بص يا أستاذ حسين أنا راجل دغري ودخلت البيت من بابه وطالب منك ايد بنتك رؤى.
 
الخامس


حسين ساخرا: ويا تري بقي عايز تكتب الكتاب بكرة او بعده بالكثير، ومش محتاج جهاز أنت عايزها بشنطة هدومها ويا حرام مش هتعرف تعمل فرح عشان عمتك **** يرحمها ميته بقالها 10 ايام مش كدة.
,
, جاسر ضاحكا: واضح كدة أن إسماعيل ما اعرفش يمسك لسانه
, حسين: واكيد حضرتك دلوقتي عرفت ردي علي عرضك الكريم ايه
, تجاهل جاسر كلامه وأكمل: حيث بقي أن كل الاوراق بقت مكشوفة، تحب أجيب المأذون أمتي
, حسين: مأذون ايه، أنت فاكر ان أنا هسمحلك تدمر حياة بنتي
, جاسر ساخرا: هايل يا فنان، تراني اتأثرت لحظة أبكي، ما قولتليش بردوا ما جبتليش المأذون أمتي
, حسين غاضبا: هو أنت ما بتفهش ما فيش مأذون، وما فيش جواز.
,
, جاسر ببرود: تؤتؤتؤ، بتغلط في جوز بنتك يا حمايا لاء كدة أزعل وأنا زعلي وحش
, حسين بحدة: أعلي ما في حيلك اركبه، وأن كان علي الوظيفة **** الغني.
,
, جاسر: ومين بس جاب سيرة الوظيفة، واضح أنك فهمتني غلط، أنا قصدي مثلا، مثلا وابنك عاصم بيعدي الشارع فجاءة سواق متهور يخبطه ويجري، ولا يا حرام طمطم الصغيرة واحد ابن حرام يخطفها ويقتلها تؤتؤتؤ، الدنيا دي بقت وحشة اوي يا أستاذ، يعني انت عارف ممكن الباب يخبط تروح السن مجيدة بحسن نية تفتح الباب فكراك راجع من الشغل يهجم عليها حراميه يضربوها ويخطفوا رؤى ويحرقوا الشقة، وفي كل الحالات هتجوز رؤى.
,
, اشتعلت عيني رؤى بغضب من تهديداته فخرجت تصرخ فيه بغضب: حرام عليك أنت عايز مننا ايه سبنا في حالنا، أنا مستحيل اتجوزك فاهم، لو فكرت تاذي عيلتي هقتلك يا جاسر.
,
, جاسر ببرود: تؤتؤتؤ، دي طريقة تكلمي بيها جوزك، لسانك طويل يا حلوة، بس مش مهم أنا هقصهولك.
,
, رؤى غاضبة: أنت ايه يا أخي ما بتفهمش، مش هتجوزك علي جثتي اني اتجوز واحد زيك
, جاسر ببرود: للأسف ما عندكيش حلول تانية
, رؤى: حتى لو كان الحل الوحيدي هو موتي يا جاسر مش هتجوزك.
,
, جاسر: خدي بالك انك بتضحي بماما وبابا وطمطم الصغيرة وب، تطلع إلى جسدها بنظرات جريئة شهوانية وأكمل بوقاحة، علي فكرة أنا ممكن اخلي انتي وابوكي تيجوا تبوسوا رجلي عشان ارضي اتجوزتك بس أنا مؤدب علي الحركات دي، قدامك يومين عايز اسمع كلمة موافقة بمزاجك بدل ما اخليها غصب عنك، سلام يا زوجتي المستقبلية.
,
, تركهم ورحل بهدوء، فهوت رؤى علي الاريكة تبكي في حضن والدتها، أما حسين فكان في عالم آخر كره فقره وضعفه، لكونه عاجزا عن حماية ابنته
, دقائق مرت كساعات قبل أن يسمعوا جرس الباب يصدح مرة أخري، ذهب حسين ليفتح فوجد تلك المرة ( علي ) صديق جاسر.
,
, حسين ساخرا: خير يا أستاذ علي عايز تتجوز رؤى أنت كمان
, علي باستغراب: افندم
, حسين: اتفضل يا علي بيه نورت
, دخل علي ينظر أرضا بأدب، جلس علي نفس الكرسي الذي كان يجلس عليه جاسر
, حسين: خير يا علي بيه
, علي: أنا عارف أن جاسر كان عند حضرتك من شوية وطلب ايد بنت حضرتك، أنا برجوك ما توافقش
, حسين: أنا فعلا ما وافقتش، ثم بدأ يقص عليه ما حدث منذ قدوم جاسر اليه
, علي: أنا عندي حل للمشكلة دي.
,
, حسين بلهفة: الحقني بيه يا إبني أبوس ايدك
, علي: احم، اتجوز بنت حضرتك
, حسين بحدة: هو دا الحل بتنقلها بينك انت وصاحبك
, علي بهدوء: استاذ حسين اهدي وافهمني، أنا مش هتجوز رؤى بجد، كل الحكاية أن انا بس هكتب كتابي عليها وهتفضل عايشة معاكوا عادي، بس الفرق بقي ساعتها انها هتبقي مراتي وانا إلى هقف لجاسر لحد ما يشليها من دماغه، ساعتها هطلقها ويا دار ما دخلك شر، قولت ايه يا استاذ حسين.
,
, رؤى: أنا موافقة
, علي: حيث بقي كدة بقي، بكرة هجيب المأذون ونكتب الكتاب، أنا عايز حضرتك تثق فيا أنا بعمل كدة عشانكوا
, حسين: مش عارف اقولك ايه يا إبني **** يخليك ويبارك فيك
, ابتسم علي له وتركه وخرج من منزله واستقل سيارته عائدا إلى منزله كان كل شئ علي ما يرام إلى أن رن هاتفه برقم جاسر
, علي: السلام عليكم
, جاسر بلهفة: وعليكم من السلام، علي عايزك تجيلي دلوقتي حالا، في مصيبة في أوراق الصفقة.
,
, علي بقلق: مصيبة ايه يا جاسر
, جاسر سريعا: لما تيجي يا علي، بسرعة ما تتأخرش
, علي سريعا: حاضر، حاضر مسافة السكة وابقي عندك
, اغلق جاسر الخط لتتسع ابتسامته الخبيثة ويزداد بريق الشر توهجا في عينيه
, بعد مرور عشر دقائق وصل علي إلى منزل جاسر
, علي سريعا: خير يا جاسر ايه المصيبة إلى في ورق الصفقة
, جاسر بهدوء: اقعد يا علي خد نفسك واهدا.
,
, علي بضيق: أنت يا إبني مجنون تكلمني من شوية وأنت بتصرخ وبسرعة يا علي ومصيبة يا علي ودلوقتي اقعد واهدا.
,
, جاسر ببرود: أنا ممكن أبقي مجنون بس مش خاين يا صاحبي
, علي بحدة: خاين أنا خاين، وخونتك أمتي بقي وأنا ما اعرفش
, جاسر بهدوء وهو يعبث بهاتفه: اسمع يا صاحب عمري
, شغل جاسر التسجيل الصوتي الذي سجله جهاز التسجيل الذي زرعه في ذلك الكرسي الذي كان جالسا عليه قبل ان يرحل من بيت حسين.
,
, شحب وجه علي من الصدمة
, جاسر ببرود: ها يا صاحبي ايه رأيك في إلى سمعته بس تصدق خطه حلوة تتجوزها أنت عشان ما اعرفش اتجوزها أنا، ما هو ما ينفعش واحدة تتجوز اتنين، ليه يا صاحبي.
,
, علي: عشان ما تأذيهاش يا جاسر، وهعمل كدة مع كل واحدة تفكر تأذيها
, جاسر: أنت فاكر أن أنا هسيبك تتجوزها
, علي بتصميم: هتجوزها يا جاسر بكرة هجيب المأذون، وهكتب عليها
, جاسر ضاحكا: دا في حالة انك خرجت من هنا سليم يا صاحبي
, علي بصدمة: تقصد ايه يا صاحبي.
,
, ذهب جاسر ناحية علي بثبات، ظل ينظر له ببرود وفجاءة سقط علي أرضا من لكمة قوية سددها جاسر له، اظلمت عيني جاسر بغضب، بدأ جاسر يفرغ شحنه غصبه فيه إلى أن فقد علي الوعي من شدة الضرب.
,
, جثي جاسر علي ركبتيه بجانب علي
, جاسر: أنا آسف يا صاحبي، آسف
, اخذ جاسر علي في سيارته وذهب به إلى احدي المستشفيات الكبري وخصص له طاقم طبي كامل لمعالجته
, ذهب ناحية احد الأطباء واطبق بيده علي عنقه: لو حصله حاجة هطلع روحك في ايدي
, هز الطبيب رأسه إيجابا سريعا بخوف
, دخل جاسر إلى غرفة علي بالمستشفي، وجلس بجانب فراشه
, جاسر: أنا آسف يا صاحبي
, اشاح علي بوجهه بعيدا.
,
, جاسر: أنا عارف أنك زعلان مني، معلش كلها يومين وهترجع زي الاول وأحسن، اعتبرها اجازة مفتوحة لحد ما تخف خالص، ما تزعلش مني يا صاحبي.
,
, قام جاسر وغادر المستشفي، عائدا إلى منزله، بعدما وضع حراسه مشددة علي باب غرفة علي.
,
, في منزل حسين
, دخل عاصم فوجد رؤى تبكي في حضن والدتها، وطمطم الصغيرة تجلس على الاريكة تضم ركبتيها لصدرها، اما حسين فجالس علي احد الكراسي يحملق في الفراغ بقلق
, عصام: سلام عليكم، مالكوا يا جماعة في ايه
, طمطم: عمو الشرير هيتجوز رؤى ويقتل ماما وطمطم وبابا وعاصم
, عاصم: ايه الكلام الغريب إلى طمطم بتقوله دا، مالك يا رؤى بتعيطي ليه
, ذهب وجلس بجانبها واخرج من حضن والدتها
, رؤى باكية: احميني منه يا عاصم.
,
, قالت تلك الكلمات من بين شهقاتها ورمت نفسها في حضن عاصم
, عاصم: في ايه يا رؤى بتعيطي ليه يا حبيبتي، أنت زعقتلها تاني يا بابا
, صرخ بحدة عندما لم يجد رد من الجميع: ما تفهموني في ايه
, حسين: صاحب الشركة عايز يتجوز رؤى
, عاصم: طب فين المشكلة مش فاهم، لو موافقة عليه اهلا وسهلا يتفضل ونتكلم ولو مش موافقة يبقي مع ألف سلامة.
,
, قص عليه حسين ما حصل وبالطبع لم يخبره بالجزء الخاص بتهاني
, عاصم بحدة: يا سلام عشان نحميها من واحد نجوزها للتاني، لاء يا ولدي أنا اعرف أحمي اختي كويس
, حسين بضعف: واحنا في ايدنا ايه بس يا إبني نعمله غير كدة
, عاصم: في ايدنا كتير، أقل حاجة نبلغ البوليس
, حسين: جاسر اقوي مما تتخيل
, عاصم غاضبا: يعني خلاص دا الحل الوحيد.
,
, حسين: أنا واثق في الباشمهندس علي، دا راجل محترم ويعرف ****، وبعدين دا هيبقي بس كتب كتاب وهتفضل معانا هنا.
,
, عاصم: أما نشوف، ربت على شعر اخته برفق وأكمل بحنان، رورو ما تخافيش يا حبيبتي مش هسمح لأي حد أنه ياذيكي، يلا قومي نامي وما تخافيش.
,
, ابتعدت عن صدره ومسحت دموعها بطرف كمها كالاطفال: بجد يا عاصم
, عاصم بحنان: بجد يا حبيبتي، يلا بقي قومي نامي
, رؤى: شيلني زي طمطم
, عاصم ضاحكا: حاضر يا طفلة
, حملها عاصم بين ذراعيه وذهب إلى غرفتها فوضعها علي فراشها ودثرها بالغطاء، قبل جبينها بحنان أبوي
, عاصم مبتسما بحنان: ما تخافيش يا رؤى
, رؤى: حاضر
, تركها وذهب إلى غرفته يفكر، علي الرغم من أنه يرفض حل زواجها من علي، ولكنه يراه الأمثل في مثل هذه الازمة.
,
, في اليوم التالي في المستشفى
, سماح: حمد لله على السلامة يا ابني كدة تقلقني عليك، لولا جاسر **** يستره اتصل بيا وقالي أنك عملت حادثة بالعربية وأنه نقلك علي المستشفي هنا.
,
, ابتسم علي ساخرا علي تلك الكذبة: **** يسلمك يا أمي
, دق باب الغرفة، فدخلت فتاة في أوائل العشرينات ترتدي جيب سوداء واسعة وقنيص بني طويل ترتدي عليهم بالطو التمريض الابيض و**** أبيض
, الممرضة: السلام عليكم
, سماح / علي: عليكم السلام
, الممرضة: ميعاد الدوا بتاع الاستاذ
, سماح بود ؛ اتفضلي يا بنتي
, دخلت الممرضة وأعطت الدواء لعلي، وعيني سماح تراقبها إلى ان انتهت
, الممرضة: بالشفا
, علي: متشكر
, خرجت الممرضة سريعا من الغرفة.
,
, سماح: شوفت البنت دي
, علي: من أمتي وأنا ببص لبنات يا أمي
, سماح: مش قصدي، أصلها يعني شكلها مؤدبة، ما شوفتهاش وهي بتديك الدوا، كانت بصة في الأرض
, علي: أمي، أنا هنا عشان اتعالج مش عشان أخطب
, سماح: طب و**** خسارة اسمع مني بس
, علي: انتي ناسية ان انا هكتب كتابي النهاردة.
,
, سماح: هتروح ازاي يا إبني وأنت مش قادر تقف علي رجليك
, علي: لازم اروح يا أمي، ما ينفعش ما اروحش أنا اديت كلمة للأستاذ حسين
, سماح: طب أجلها يا إبني شوية
, علي: لو أنا أجلت جاسر مش هيأجل، مش هيرحمها وخصوصا أنها ضربته بالقلم
, سماح: صحيح، أنت تعرف أن في حراسه كتير أوي برة
, قطب علي حاجبيه بدهشة: حراسه
, حاول القيام ولكنه لم يستطع من التعب: ساعديني يا أمي.
,
, ذهبت سماح ناحيته وامسكت يده إلى أن قام من علي الفراش متجها إلى باب الغرفة
, فتح الباب فوجد سبعة رجال ضخام الجثة يقفون امام الغرفة وفي طرقة المستشفي
, تحدث أحدهم: علي باشا، ايه إلى قومك يا باشا سيادتك لسه تعبان
, علي: مالكش دعوة، اوعي خليني اخرج
, رد الرجل: احنا آسفين يا باشا، أوامر جاسر باشا ان حضرتك ما تخرجش من الأوضة ولا حد يدخلك غير والدة سيادتك والدكتور وممرضة واحدة
, علي غاضبا: ليه محبوس أنا.
,
, رد الرجل: أنا آسف يا باشا، أنا عبد المأمور، دي أوامر جاسر باشا
, دخل علي إلى الغرفة غاضبا وصفع الباب مرة بعنف
, علي غاضبا: مش عايزيني أخرج عشان ما اتجوزهاش، زي ما عمل فيا كدة بردوا عشان ما اتجوزهاش
, اتسعت عيني سماح بذعر: هو إلى عمل فيك كدة
, علي: جاسر خلاص اتجنن، كان بيضربني بغل وكان عمال يقول هقتلك يا صبري هاخد حق اهلي منك، جاسر خلاص الانتقام عمي قلبه.
,
, سماح: طب والعمل
, علي: العمل، عمل **** الحاجة الوحيدة إلى انا واثق منها أن المسكينة دي هتشوف اسوء أيام في حياتها.
,
, في شقة حسين
, كان التوتر هو المسيطر على الجميع، لم يذهب حسين إلى عمله وكذلك عاصم لم يذهب إلى جامعته حتى طمطم الصغيرة لم تذهب إلى مدرستها، اما رؤى فكانت شاردة في عالم آخر ما زالت تتذكر ذلك الحلم الذي حلمته بالأمس
, رأت نفسها تقف علي حرف بركة سوداء من الوحل، تري أمامها جاسر وهو يغرق في تلك البركة ويصرخ: رؤي، رؤى ارجوك ساعديني، ساعديني يا رؤى اخرج من إلى أنا فيه.
,
, استيقظت من ذلك الحلم الغريب علي أذان الفجر، استغفرت **** عدة مرات ثم قامت وتوضاءت وأدت **** الفجر.
,
, مرت الساعات ثقيلة بطيئة تحرق إعصابهم من الخوف والقلق، إلى أن أتت الساعة السابعة مساء، الموعد المتفق عليه مع علي، ولم يأتي
, مر ساعة، اثنين، ثلاثة
, وحسين يحاول الاتصال بعلي عدة مرات دون مجيب
, تململ جاسر في نومه بضيق بسبب ذلك الصوت المزعج المتكرر، نهض في جلسته يتأفف بضيق من ذلك الصوت المزعج نظر حوله فوجد الصوت آتي من هاتف علي
, نظر إلى إسم المتصل فوجد إسم حسين يضئ الشاشة.
,
, ابتسم بسخرية وامسك الهاتف واغلقه، ثم أمسك هاتفه يسمتع إلى ما يحدث في بيت حسين.
,
, مجيدة: ها يا حسين لسه ما بيردش
, حسين: موبيله اتقفل
, مجيدة بقلق: طب هنعمل ايه دلوقتي
, حسين: هنسافر.
 
السادس


مجيدة بصدمة: هنسافر فين
, حسين: بيت أبويا في قنا
, رؤى: ما ينفعش يا بابا، هنعمل ايه في كلية عاصم ومدرسة فاطمة، دا عاصم عنده امتحان بكرة
, حسين: مش مهم، مش مهم اي حاجة، أهم حاجة اني ابعدك عنه، يلا بسرعة اجهزوا عايزين قبل ما النهار يطلع نكون سبنا المكان بسرعة.
,
, انتفض جاسر من مكانه عندما سمعهم يخططون للسفر، بدأ يرتدي ملابسه سريعا ثم أخذ مفاتيحه وهاتفه وأسرع يركب سيارته وانطلق إلى منزل حسين.
,
, في منزل حسين
, حسين بصوت عالي: يلا يا جماعة خلصوا
, خرجت رؤى من غرفتها ترتدي ملحفتها السوداء، وتمسك في يدها حقيبة سفر صغيرة
, رؤى: أنا خلصت يا بابا
, حسين: طب تعالي نستناهم تحت علي ما يخلصوا عشان نمشي علي طول
, هزت رأسها إيجابا تقدمت ناحية باب المنزل لتفتحه، فاتسعت عينيها بفزع، تجمدت مكانها من شدة الرعب وسقطت حقيبتها من يدها.
,
, حسين: مالك يا رؤى واقفة متنحة كدة ليه
, ظلت علي وقفتها تلك تنظر امامها برعب، نظر حسين إلى حيث تنظر لتصيبه نفس الحالة عندما وجد جاسر يقف امامه مستندا بكتفه علي حافة الباب يعقد ذراعيه أمام صدره ينظر لهما ببرود مرعب.
,
, جاسر ساخرا: علي فين العزم يا حمايا
, شعر حسين أنه قد فقد النطق من الصدمة، أما رؤى فردت بتلعثم: عن، عند عممم، متي عشان عيانة
, حسين سريعا: اه، آه، هنروح نزور عمتها
, ابتسم جاسر بسخرية علي تلك العائلة الساذجة.
,
, جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ، بتكذبي يا شيخة رؤى انتي مش عارفة أن الكذب حرام
, ضيقت عينيها بحدة: علي فكرة أنا مش بكذب
, جاسر ساخرا: بجد، طب اسمعي كدة
, شغل جاسر تسجيل الصوت الذي سجله جهاز التصنت إلى هاتفه، شحب وجه رؤي، فرت الدماء من جسدها من شدة خوفها، نظرت إلى والدها لتجد حالته مشابهه لحالتها.
,
, جاسر ساخرا: ايه مالكوا اتخضيتوا كدة لما سمعتوا صوتكوا
, رؤى بصدمة: اااا، أنت بتتتجسس علينا
, تجاوزهم جاسر ودخل إلى المنزل بهدوء جلس علي احد الكراسي واضعا قدما فوق أخري بغروره المعتاد.
,
, التفت رؤى تنظر له بحدة: أنت ازاي تسمح لنفسك تعمل حاجة زي دي
, جاسر ببرود: أنا أعمل إلى انا عايزة، ها يا حلوة فكرتي ولا لسه
, رؤى غاضبة: لاء عارف يعني ايه لاء
, جاسر ببرود: عارف، بس في قاموس جاسر مهران ما فيش وجود لكلمة لاء، لاه بمزاجك يا اماااا هزعل منك وأنا زعلي وحش أوي.
,
, خرج عاصم غاضبا عندما سمع صوت رؤى وهي تتعارك مع احد، ما أن رأي جاسر حتى امسكه من ملابسه ليقف امامه وسدد له لكمة قوية.
,
, عاصم غاضبا: قسما بربي لهقتلك لو فكرت تأذي أختي
, جاسر ضاحكا بسخرية: بتهددني يا نسيبي العزيز، تعرف لولا رؤى كنت قطعت ايدك بس يلا المسامح كريم وعلي رأي كريم عبد العزيز، وأنا بقي مش كريم
, ختم جاسر كلامه بلكمة قوية أوقعت عاصم ارضا تحت قدمي رؤي، هبطت رؤى سريعا بجانب عاصم
, رؤى بلهفة: عاصم، عاصم أنت كويس، ثم صاحت في وجه جاسر، حرام عليك يا اخي، أنت ايه شيطان.
,
, جاسر غاضبا: ما تخلنيش اوريكي شيطان جاسر مهران عامل ايه، اتقي شري يا حلوة واسمعي الكلام.
,
, جاسر باشا
, نظر الجميع إلى مصدر الصوت فوجدوا رجل
, متوسط الطول في نهاية الثلاثينات تقريبا، ذو شعر خفيف ومظهر قاسي حاد
, فتحي: الرجالة وصلوا يا باشا
, جاسر: كويس، اثنين يوقفوا على باب الشقة واتنين علي العمارة من تحت ومهما حصل ما تخرجش من باب الشقة، ثم نظر ناحية عاصم نظرات غامضة وما تنساش إلى قولتلك عليه.
,
, فتحي: طبعا يا باشا، أنت تؤمر
, اتجه جاسر ناحية باب المنزل وقبل أن يخرج منه التفت إلى حسين وهتف بسخرية: صحيح ما تزعلش من علي يا أستاذ، اصله عمل حادثة وهو دلوقتي في المستشفى.
,
, رؤى غاضبة: كدة صح، أستاذ علي بني محترم، كان لازم نعرف أن الموضوع فيه شيطان زيك.
,
, جاسر ضاحكا: ماشي يا ستي مقبولة منك، أنا هاجي النهاردة بليل ومعايا المأذون، وبالمرة اطمن على عاصم سلام.
,
, خرج جاسر بعد ما فجر قنابل الخوف والقلق داخل نفوسهم
, بعد خروج جاسر مباشرة صدح أذان الفجر في الجامع القريب من منزل حسين
, عاصم: ما تخافيش يا رؤي، ما تخافيش يا حبيبتي ما فيش مأذون هيرضي يكتب الكتاب طالما العروسة ووكيلها مش موافقين.
,
, دب بعض الأمل في أورده رؤى فهتفت بحماس: بجد، بجد يا عاصم
, عاصم: بجد يا حبيبتي، ما تخافيش أنا هروح اصلي الفحر واطلع علي الامتحان مش عايزك تخافي هخلص واجي علي طول، بابا أنت هتروح الشغل.
,
, حسين: لاء يا ابني
, عاصم: تمام، أنا هخلص واجي علي طول بإذن ****
, قام عاصم إلى غرفته وبدل ملابسه وتؤضاء ونزل إلى الجامع القريب ليؤدي **** الفجر ثم يذهب إلى امتحانه.
,
, اما رؤى فذهبت وتؤضاءت وأدت **** الفجر، كانت تبكي طوال صلاته تدعو **** أن يبعد عنها هذا البلاء وينجيها منه، بعد أن انتهت، سقطت في النوم من التعب والخوف لتري نفس الحلم مرة اخري، ما زال يصرخ ويستنجد بها وهي تقف تشاهده ولكن تلك المرو وجدت نفسها تمد يدها ناحيته.
,
, في جامعة عاصم، انتهي عاصم من أداء الامتحان وخرج ليستقل الحافلة للعودة للمنزل ولكن وبينما هو يعبر الطريق، اتسعت ابتسامة السائق الخبيثة ضغط علي دواسة البنزين بعنف فانطلق السيارة تشق الغبار بسرعة رهيبة، إلى أن وصلت لهدفها المطلوب وارتطمت بجسد هذا الشاب ثم فرت مسرعة.
,
, تجمع المارة حول الشاب الملقي علي الارض غارقا في دمائه واخذوه إلى أقرب مستشفي
, في منزل حسين
, رن هاتف برقم عاصم
, حسين: السلام عليكم، ها يا عاصم عملت ايه
, المتصل: وعليكم السلام، حضرتك والد الشاب صاحب الموبايل دا
, حسين بقلق: آه، فين عاصم
, المتصل: أنا آسف يا افندم ابن حضرتك عمل حادثة وهو دلوقتي في مستشفى٣ نقطة
, صاح حسين بذعر: عاااصم
, خرجت مجيدة ورؤي علي صوته
, مجيدة بقلق: في ايه يا حسين، ماله عاصم.
,
, حسين بضياع: عاصم، عاصم عمل حادثة وهو دلوقتي في المستشفى
, صرخت رؤى بفزع، بينما لطمت مجيدة بيدها علي صدرها
, رؤى باكية: أنا السبب، أنا السبب
, مجيدة باكية: أنا عايزة ابني هاتلي إبني
, ذهب حسين سريعا ليبدل ملابسه وكذلك رؤى ومجيدة
, فتح حسين الباب وخرج من الشقة ومن خلفه مجيده ولكن عندما حاولت رؤى الخروج سد الحارسين عليها الطريق
, رد احدهم: ممنوع يا افندم، أوامر جاسر باشا انك ما تخرجيش من البيت.
,
, رؤى غاضبة: اوعي مالكش دعوة أنا هخرج يعني هخرج
, رد الحارس مرة اخري: ارجوكي يا هانم ادخلي جوة ما تخليناش نستخدم معاكي القوة
, حسين: خليكي مع رؤى يا مجيدة
, مجيدة باكية: أنا عايزة اشوف ابني
, حسين غاضبا: هطمنك عليه بس ما ينفعش نسيب رؤى لوحدها
, هزت مجيدة رأسها إيجابا وعادت إلى الشقة مرة اخري ورؤي تصرخ وهي تدعي على جاسر.
,
, رؤى باكية: منك لله يا جاسر، حسبي **** ونعم الوكيل فيك، يا رب خليك مع عاصم واشفيه يا رب، يا رب.
,
, ربتت مجيدة علي كتفها برفق
, مجيدة باكية: هيبقي كويس يا رؤي، هيبقي كويس، قلبي حاسس بكدة، روحي يا بنتي صلي وادعيله
, هزت رأسها إيجابا سريعا ودخلت إلى حجرتها ووقفت تصلي وهي تبكي، وتدعو في كل سجدة إلى اخيها.
,
, في تلك المستشفي
, دخل حسين مهرولا إلى المستشفي وذهب ناحية مكتب الاستقبال
, حسين سريعا: والنبي يا إبني، في شاب جه من شوية في حادثة عربية
, العامل: ايوة يا افندم، في اوضة٣ نقطة
, حسين: شكرا
, هرول حسين يسأل عن الغرفة إلى أن وجدها فوجد عاصم راقدا علي فراش المستشفى الأبيض الصغير حول رأسه شاش ابيض وقدمه اليمني موضوعة في جبيرة كبيرة
, حسين بلهفة: عاصم أنت كويس يا إبني ايه إلى حصل.
,
, عاصم بابتسامة شاحبة: أنا كويس يا بابا، الحمد لله
, حسين بعتاب: مش تاخد بالك يا إبني
, عاصم: الحادثة دي مقصودة العربية قاصدة تخبطني
, اتسعت عيني حسين بذعر: أنت بتقول ايه
, عاصم: بقولك الحقيقة أنا لمحت الراجل إلى كان سايق كان نفس الراجل إلى كان مع إلى اسمه جاسر دا الصبح
, ما كاد عاصم ينهي جملته حتى وجودوا باب الغرفة يفتح ويدخل منه فتحي وهو يحمل بوكية ورد كبير.
,
, فتحي مبتسما بشماتة: حمد لله على سلامتك يا عاصم بيه، مش تبقي تاخد بالك، علي العموم دي هدية من جاسر باشا، بيقولك دي قرصة ودن صغيرة عشان ما تقفش في طريقه تاني، وبيقولك أن اللعب مع الكبار اخرة الحرق بالنار.
,
, ثم تركهم وخرج بهدوء
, عاصم: صدقتني يا بابا
, حسين: احنا ما ينفعش نسيب رؤى ومجيدة لوحدهم
, عاصم: دا إلى كنت لسه هقوله لحضرتك، لازم نرجع البيت بسرعة
, هز حسين رأسه إيجابا وذهب سريعا وانهي حساب المستشفى وساعده بعض الممرضين إلى ان وضعوه في سيارة أجري.
,
, في منزل حسين
, انتهت رؤى من صلاتها وجلست علي الارض تدعي، فوجدت هاتفها يرن برقم غريب، ظنت انه والدها ويتصل بهم من المستشفى، التقطت الهاتف بلهفة وفتحت الخط
, رؤى: السلام عليكم
, جاسر ساخرا: وعليكم السلام يا زوجتي العزيزة
, رؤى بفزع: ج. ججاسر
, ارتجف جسدها عندما سمعت صوته فهو جلادها الذي يسعي بكل الطرق إلى أسرها وتمزيق نقاء روحها.
,
, جاسر ساخرا: كنت واثق انك هتعرفي صوتي
, رؤى برجاء: أنت عايز مني ايه ارجوك سبني في حالي
, جاسر؛ بتحلمي يا حلوة، هدفعك تمت القلم إلى ضربتهولي غالي اوي
, رؤى: أنا مستعدة اقف الشركة كلها وتردلي القلم، بس أرجوك أبعد عني وعن اهلي
, جاسر: هو عرض حلو، بس أنا بصراحة فاضي وزهقان ومحتاج حاجة تسليني، ومش لاقي قدامي غيرك.
,
, رؤى باكية: أنت مش طبيعي
, جاسر ضاحكا: انتي لسه شوفتي حاجه، دا أنا هوريكي جهنم علي الارض، بصي بقي يا حلوة لما أجي النهاردة أنا والماذون لازم تقولي موافقة، والا الدور الجاي هيبقي علي ماما، لالا طمطم، لالا بابا، فكري كويس سلام يا حلوة.
,
, اغلق الخط في وجهها بينما سقط الهاتف من يدها، ظلت تبكي وتجهش في البكاء
, رؤى باكية: يا رب يا رب أنا ماليش غيرك احميني منه يا رب
, تذكرت الأحلام التي حلمتها به فطرقت في رأسها فكرة غريبة، مسحت دموعها سريعا والتقطت هاتفها بأصابع مرتجفة تتصل بآخر رقم اتصل بها
, جاسر ساخرا: لحقت اوحشك
, رؤى بثبات مصطنع: أنا موافقة اتجوزك
, جاسر: هايل كنت واثق انك عاقلة وعارفة مصلحتك كويس
, رؤى: بس عندي طلبين.
 
السابع


جاسر: امممم، وأنا ايه إلى يخليني انفذ طلباتك
, رؤى: ارجوك يا جاسر بيه، اعتبرني محكوم عليا بالموت ودول آخر طلبين ليا
, جاسر: ماشي، ايه هما
, رؤى: مالكش دعوة باهلي وما تأذيش حد فيهم
, جاسر بملل: موافق، التاني
, رؤى بتلعثم: ييي، يفضل جوازنا علي الورق بس لمدة شهر واحد
, جاسر بحدة: لاء طبعا مش موافق
, رؤى باكية: ارجوك أبوس ايدك شهر واحد بس، اعتبرني فيه خدامتك، شهر واحد بس وحياة اغلي حاجة عندك.
,
, جاسر بضيق: ماشي موافق، بس شهر واحد بس، شهر ويوم هتبقي مراتي شرعي فاهمة
, رؤى باكية: حاضر، حاضر **** يخليك
, جاسر بشر: ما تفرحيش أوي كدة، دا هيبقي أسود يوم في حياتك، ممكن نسميه يوم اعدامك، اد ايه هبقي مبسوط وانا بكسرك وبَذلّك، سلام يا حلوة.
,
, ضمت ركبتيها لصدرها، تفكر ماذا سيحدث إذا مر ذلك الشهر، ترجو أن يحدث معجزة قبل نهاية هذا الشهر والا ستكون نهايتها مثل تلك المسكينة تهاني.
,
, ظلت علي حالتها تلك إلى أن سمعت أصوات ضجيج بالخارج، ولأنها كانت ترتدي اسدالها الاسود الواسع، خرجت من غرفتها سريعا فوجدت بعض الشباب من حارتهم يحملون عاصم ويدخلونه إلى غرفته.
,
, عاصم مبتسما: متشكر يا جماعة
, رد الجميع الجميع بالدعاء بالشفاء العاجل، فعاصم شخصية محبوبة متواضعة يحبه الجميع.
,
, خرج الجميع من المنزل، فأسرعت رؤى تدخل غرفة اخيها، وضعت يدها على فمها من هول ما رأت، جرت الدموع تشق طريقها علي وجنتيها.
,
, رؤى باكية: أنا السبب، أنا آسفة، أنا السبب
, عاصم مازحا: ليه انتي بتعرفي تسوقي وأنا ما اعرفش دا انتي ما بتعرفيش تسوقي عجلة.
,
, اندفعت ناحيته تعانقه بقوة وهي تبكي: أنا آسفة، سامحني أنا آسفة
, عاصم: اسامحك علي ايه يا هبلة انتي، هي انتي إلى خبطتيني
, رؤى باكية: أنا السبب، جاسر هو إلى خبطك
, عاصم بحنان: قدر **** وما شاء فعل، هنعترض علي قضاء **** يا رؤى
, هزت رأسها نفيا داخل صدره فاكمل، الحمد لله إنها جت علي قد كدة، وأن النهاردة كمان آخر يوم في الامتحانات.
,
, رؤى باكية: سامحني يا عاصم، أنا عملت كدة عشانك
, عاصم بشك: عملتي ايه يا رؤى
, هزت رأسها نفيا: ما عملتش حاجة، أنا قصدي يعني عشان رفضت جاسر
, عاصم: وهتفضلي رفضاه أنا مش هسمح للمجنون دا يتجوزك
, رؤى: حاضر، بس سامحني واوعي تزعل مني
, عاصم: أزعل من ايه يا مجنونة انتي
, ظل الجميع في غرفة عاصم يهتمون به، ويلقون النكات وسط جو أسري دافئ جميل.
,
, إلى أن حل المساء فبدأ خوف رؤى يتزايد، ظلت تنظر إلى عائلتها وهم يضحكون تحفر ملامحهم داخل عقلها، إلى ان رن جرس المنزل
, انتفض جسدها برعب
, عاصم: اهدي يا حبيبتي، اهدي ما تخافيش
, ذهبت طمطم الصغيرة لتفتح الباب ليدخل جاسر ومن خلفه المأذون ورجلين
, خرج حسين ومن خلفه رؤى تساعد عاصم، الذي استند علي عكاز خشبي ليستطيع القيام
, جاسر بخبث: حمد لله على سلامتك يا عصومة، مش تاخد بالك يا راجل وانت بتعدي.
,
, رمقه عاصم بغضب واشاح بوجهه بعيدا
, جلس المأذون على الكنبة الصغيرة ووضع الدفتر علي الطاولة امامه، ثم نظر ناحية رؤى ووجه كلامه لها
, المأذون: هل تقبلين الزواج من جاسر مراد مهران
, رؤى: موافقة
, اتسعت عيني حسين وعاصم من الصدمة
, عاصم غاضبا: يعني ايه موافقة انتي اتجننتي
, حسين: ما تضحيش يا رؤى دا هيدمرك
, رؤى: دا اختياري أنا، وأنا إلى هتحمل نتيجته
, عاصم غاضبا: علي جثتي يا رؤي، أن اسمحلك تعملي كدة.
,
, رؤى: ارجوك يا عاصم، أنا عارفة أنا بعمل ايه
, حسين غاضبا: انتي مش عارفة حاجة خالص.
,
, جاسر بملل: مش هنخلص بقي من الفيلم العربي الخمضان دا، أنا زهقت والماذون زهق
, رؤى باكية: أرجوك يا بابا أنا موافقة و**** موافقة
, حسين: يا بنتي٣ نقطة
, جاسر مقاطعا بغضب: ما تخلصونا بقي، هتكتب رسمي ولاااااا، أنت عارف أنا ممكن اعمل ايه.
,
, عاصم غاضبا: لاء يا رؤى
, جاسر غاضبا: بلاش أنت، بدل ما هي رجل واحدة تبقي الاتنين
, رؤى سريعا وهي تبكي: لالالا، اسكت يا عاصم مالكش دعوة بيا، بابا عشان خاطري أنا موافقة.
,
, تنهد حسين بقلة حيلة: يا بنتي٣ نقطة
, رؤى مقاطعة: موافقة
, هز حسين رأسه إيجابا وذهب ناحية المأذون جلس ووضع يده في يد جاسر، وبدأت اجراءات عقد القرآن، لتنتهي بجملة جاسر ( قبلت زواجها )
, مضي جاسر علي القسيمة، وعندما جاء دورها وقع القلم من يدها عدة مرات من شدة ارتجاف يدها من الخوف
, جاسر بضيق: وبعدين بقي مش عارفة تمسكي القلم، خلصي وامضي
, رؤى بخوف: حاضر، حاضر
, خطت اسمها بحروف مرتجفة علي وثيقة اعدامها.
,
, لململ المأذون اشيائه سريعا ورحل
, جاسر ساخرا: مبروك يا عروسة، مش يلا بقي ولا ايه، عش الزوجية مستنيكي
, رؤى بخوف: ممكن، تخليها بكرة الصبح
, جاسر غاضبا: لاء بكرة ولا بعده هتيجي معايا دلوقتي
, رؤى سريعا: حاضر، هجيب هدومي
, جاسر بضيق: اخلصي
, دخلت إلى غرفتها سريعا ووضعت معظم ملابسها في حقيبة صغيرة وجدت والدتها امامها في الغرفة تبكي.
,
, مجيدة باكية: ليه يا بنتي
, رؤى باكية: كان عايز يقتلكوا، لو ما كنتش وافقت كان هيقتلكوا، سامحيني يا ماما
, مجيدة باكية: مسماحكي يا بنتي أنا عارفة انه غصب عنك
, احتضنت رؤى مجيدة وظلتا تبكيان
, رؤى باكية: ادعيلي يا ماما
, تركتها رؤى وخرجت فوجدت عاصم جالسا علي احد الكراسي واضعا وجهه بين كفيه، ذهبت ناحيته وجثت علي الارض بجانبه.
,
, رؤى باكية: عاصم، عاصم أنا عارفة أنك زعلان مني، عاصم أنا مستعدة اضحي بالدنيا كلها عشانك مش بس بنفسي، سامحني يا عاصم.
,
, رفع نظره لها يرمقها بعتاب وقد امتلئت عينيه بالدموع: ليه
, مدت يدها ومسحت دموع عينيه بحنان: عشان احافظ عليك، ما تنسانيش
, جذب راسها لصدره يضمها بقوة: خلي بالك من نفسك، ولو احتجتيني في اي وقت اتصلي بيا
, او قولي جزر هتلاقيني قدامك في ثانية
, ضحكت ضحكة صغيرة من بين دموعها: حاضر، نظرت حولها فلم تجد والدها
, رؤى: هو بابا فين
, عاصم: دخل اوضته
, رؤى باكية: مش عايز يودعني.
,
, جاسر بضيق: هو مسلسل الرحايا دا مش هيخلص يلا مستعجل وورايا شغل
, هزت رأسها إيجابا سريعا واحتضنت عاصم مرة اخري ومن بعده طمطم ووالدتها
, رؤى باكية: قولي لبابا يسامحني يا ماما
, مجيدة باكية: حاضر يا حبيبتي، خلي بالك من نفسك
, جذبها جاسر خلفه بعنف إلى أن نزلا من المنزل فادخلها سيارته، واستقل مقعد القيادة وانطلق سريعا.
,
, في منزل حسين
, دخلت مجيدة غرفتها هي وحسين بعدما ساعدت عاصم إلى الدخول إلى غرفته، فوجدت حسين ينظر إلى صورة رؤى وهو يبكي
, مجيدة باكية: حسين
, حسين بصوت مختنق: هيدمرها دا مريض، خلاص رؤى ضاعت، أنا مش هستحمل أشوفها زي ما إسماعيل شاف بنته، الموت عندي أهون.
,
, احتضنت مجيدة حسين وظلت تبكي علي حالة ابنتها وما سيحدث لها
, في سيارة جاسر، انكمشت رؤى علي نفسها تضم حقيبتها لجسدها، تفكر هل ما زال جاسر علي وعده، وترتعد كلما جال في بالها انه قد كان فقط يضحك عليها.
,
, فاقت من شرودها عندما وقفت سيارة جاسر امام عمارة سكنية ضخمة، حديثة الطراز
, جاسر ساخرا: ما تنزلي ولا هنبات هنا
, فتحت باب السيارة ونزلت تمشي خلفه بخوف ناحية المجهول
, مرت لحظات كالدهور وهي تقف معه في المصعد، ولكنه كان هادئ تماما ولم يعيرها انتباها وصل المصعد إلى الطابق المطلوب
, فخرج من المصعد وجذبها خلفه إلى أن وصلت إلى ان وصلا إلى باب شقة كبير مطلي باللون الأسود.
,
, جاسر ساخرا وهو يفتح باب الشقة: حشي برجلك اليمين يا عروسة.
 
الثامن


ازدرقت ريقها بخوف تقدمت بخطي مرتجفة، لكن ما أن خطت خطوة واحدة داخل المنزل
, شعرت بذراعي تلتف حول خصرها، شهقت بفزع، سمعت فجاءة صوت اغلاق باب المنزل بعنف، لتدفعها ذلك اليد إلى ان ارتطم جسدها بالباب المغلق بقوة، تسارعت دقات قلبها بشدة وهي تري تلك الابتسامة الشيطانية المرتسمة علي شفتيه
, رؤى باكية: أنت وعدتني
, جاسر مبتسما بخبث: وعدتك بايه
, رؤى باكية: انك، اااننك، ااانك.
,
, مد يده ونزع طرحة اسدالها بعنف، ليظهر شعرها المعقود علي هيئة ( كحكة ) بمشبك شعر صغير نزعه بقوة حتى خرجت بعض الخصلات فيه، فتأوهت من شدة الألم، واسندل شعرها الاسود الطويل الذي يصل إلى منتصف ظهرها، فامسك خصلة منه يلفها حول اصابعه
, جاسر بخبث: تعرفي ان شعرك حلو اوي، ما كنتش أعرف انه طويل اوي كدة، دي مش بروكة مش كدة.
,
, جذب الخصلة التي في يده بقوة فصرخت من الألم
, جاسر ساخرا: هششش، بتصرخي ليه دا أنا بتأكد أنه طبيعي
, رؤى باكية: أبوس ايدك أنت وعدتني
, تجاهلها مرة اخري ودس وجهه بين ثنايا شعرها، يشم عبير برائتها
, انتفض جسدها بذعر تهتف بذعر
, رؤى بذعر: بلاش والنبي، أنت وعدتني وحياة اغلي حاجة عندك بلاش.
,
, ابتعد عنها ينظر لها للذعر المرتسم علي قسمات وجهها إلى الدموع التي حفرت طرقها علي وجنتيها إلى ان ارتجاف جسدها بتشفي تعالت ضحكاته الساخرة عليها: انتي بتعيطي من دلوقتي، تؤتؤتؤ أنتي مش عارفة أن دموعك دي غالية عليا اوي.
,
, ظلت تبكي وتعلو شهقاتها من الرعب فصرخ غاضبا: بطلي عياط
, هزت رأسها إيجابا بفزع، حاولت السيطرة على دموع عينيها لكن دون فائدة
, جاسر بضيق: أنا هسيبك شهر زي ما وعدتك، خلال الشهر دا انتي مش اكتر من خدامة تكنسي وتمسحي وتطبخي وتغسلي، اشار بيده ناحية احدي الغرف المغلقة
, جاسر: دي اوضتك، ثم اشار الى غرفة اخري ودي اوضتي، هخليه عليكي يوم اسود لو فكرتي تدخليها وأنا مش موجود فاااهمة.
,
, هزت رأسها إيجابا سريعا، فاكمل فين موبيلك
, رؤى بصوت مبحوح من البكاء: في الشنطة
, نزع منها حقيبتها وظل يفتش فيها إلى أن وجد هاتفها، فاخذه والقي الحقيبة في وجهها.
,
, جاسر بحدة: علي أوضتك مش عايز اشوف وشك تاني النهاردة
, ركضت سريعا ناحية غرفتها ودخلتها واغلقت الباب بالمفتاح وانهارت خلفه علي الارض تضم ركبتيها لصدرها تبكي بحرقة.
,
, رؤى باكية: يا ماما تعالي خديني، أنا خايفة اوي
, قضت ساعات بين بكاء ونحيب إلى أن نامت في مكانها من شدة التعب، أما جاسر فذهب إلى غرفته بهدوء واغتسل وبدل ملابسه ونام بهدوء كأنه لم يفعل
, ( صحيح الاحساس نعمة كاتك الأرف، سوري يا جماعة اصله بني آدم تنح )
, علي الجانب الآخر في المستشفى
, امام غرفة علي
, مال احد الحراس علي إذن زميله يهمس له بخبث: ايه رايك في البت إلى لسه داخلة دلوقتي اوضة علي بيه.
,
, زميله سريعا: بلاش يا عم ما تجبلناش مصيبة
, رد عليه سيد ضاحكا بسخرية: يا إبني احنا حرس جاسر باشا مهران صاحب المستشفي، وانت عارف جاسر باشا مش هيستخسر فينا حاجة حلوة زي دي.
,
, حامد ؛ اشمعني يعني البت دي
, سيد بغل ؛ عملالي فيها محترمة، جيت اجر معاها ناعم، راحت ضرباني بالقلم، وأنا بصراحة عايز اخد بتاري منها واكسر عينيها.
,
, حامد بخبث: معاك
, في غرفة علي
, سناء للمرضة: انتي اسمك ايه يا حبيبتي
, الممرضة بأدب: إسمي إيمان يا افندم
, سناء مبتسمة بود: انتي مرتبطة يا حبيبتي
, علي مقاطعا بضيق: ماما وبعدين
, ايمان: احم، عن اذنكوا الف سلامة علي حضرتك
, تركتهم وخرجت من الغرفة
, علي بعتاب: وبعدين يا أمي
, سناء: مالك بس يا علي، أنا كنت بسألها فضول مش أكتر
, شردت عيني علي بحزن فربتت والدته علي يده: ما تشيلش نفسك فوق طاقتها.
,
, علي بحزن: أنا صعبان عليا البنت دي أوي جاسر مش هيرحمها، وصعبان عليا صاحبي جاسر ما كنش كدة.
,
, سناء بحزن: أنت هتقولي يا إبني دا أنا إلى مربياه، منه لله إلى كان السبب، إلى جاسر شافه بردوا مش قليل.
,
, علي بحزن: جاسر يبدمر نفسه، ما بينتقمش من حد غير نفسه، يا ريته ما كان قابل إلى اسمه سليمان دا.
,
, قام علي من علي الفراش متجها للخارج
, سناء: رايح فين يا إبني
, علي: خارج اشم شوية هوا
, سناء: طب والحرس إلى برة
, ابتسم علي ساخرا: ما تقلقيش زمان جاسر اتجوزها خلاص
, لملمت إيمان اشيائها فوجدت اتصال من اخيها
, عمرو: السلام عليكم
, ايمان: وعليكم السلام ورحمة **** وبركاته
, عمرو بضيق: انتي فين يا إيمان
, ايمان: بلم حاجتي وماشية
, عمرو بضيق: انتي لسه في المستشفى، أنا مش قولتلك اخرك الساعة 5.
,
, ايمان: معلش يا عمرو كان في حادثة جامدة وجه مصابين كتير المستشفي، بص مسافة السكة وهبقي قدامك.
,
, عمرو: أنا لسه في الشغل
, ايمان بعتاب: بردوا يا عمرو عملت إلى في دماغك وبتشتغل ورديتين
, عمرو: انتي عارفة اني بحبها وعايز اجهز نفسي بسرعة قبل ما تضيع مني
, إيمان: ما تقلقش رؤى ما بتفكرش في الجواز دلوقتي خالص
, عمرو: انتي لسه هترغي، يلا يا بت طيران علي البيت، خلي بالك من نفسك
, ايمان مبتسمة: وأنت كمان يا حبيبي، مع السلامة
, عمرو: مع الف سلامة
, اغلقت إيمان الخط ولمت اشيائها سريعا وخرجت من المستشفى لتعود لمنزلها.
,
, ولكن وبينما هي تسير في الحديقة وجدت احدهم يهرع اليها مسرعا
, الرجل بلهفة: يا استاذة، يا ابلة
, ايمان: خير حضرتك
, الرجل بلهفة: الحقينا ابوس ايدك، اختي واقعة هناك مغمي عليها الحقيني والنبي يا ابلة.
,
, هرعت إيمان خلف الرجل لتؤدي نداء الواجب
, وصل الرجل بها إلى منطقة متطرفة في حديقة المستشفى
, ايمان مستفهمة: اومال فين اختك دي
, سيد مبتسما بخبث: ازيك يا، يا ابلة
, إيمان غاضبة: أنت تاني، مش مكفيك قلم واحد، نفسك تضرب تاني
, تعالت ضحكات الرجلين الشيطانية
, حامد بخبث: اظن كدة دوري انتهي، اخلع أنا بقي
, رحل حامد ليعود إلى مكانه
, همت إيمان بالمغادرة فامسك سيد برسغ يدها: علي مهلك بس يا ابلة رايحة فين.
,
, إيمان غاضبة: أنت اتجننت سيب ايدي يا حيوان
, سيد بابتسامة شيطانية خبيثة: وماله، حيوان، حيوان، تعالي بقي اوريكي الحيوانات بتعمل ايه.
,
, ايمان بخوف: أنت عايز مني
, سيد بخبث: هردلك القلم بس بطريقتي انا
, دفع سيد ايمان فاسقطاها ارضا، زحفت بقدميها للخلف بخوف حاولت أن تصرخ، فاسرع سيد بوضع يده على فمها: تؤتؤتؤ، خليكي حلوة
, عضت ايمان كف يده بقوة، وصرخت عاليا: الحقونيييييييييي، حد يلحقنييييييي، الحقونييييييي
, صفعها سيد علي وجنتها بغضب: اخرسي يا بنت ال××××××.
,
, في الجانب الآخر من الحديقة، كان يمشي بغير هدي، يركل بقدميه الحصوات الصغيرة وهو يستعيد أيام طفولته هو وصديقه المقرب
, رفع نظره للسماء اللامعة، ينظر للبدر المكتمل بحزن
, علي بحزن داخل نفسه: امتي بس هتفوق يا جاسر، يا ريت ما يكونش بعد فوات الأوان
, شق هالة السكون المحيطة به تلك الصرخات الانثوية المستنجدة، هرع خلف الصوت يحاول إيجاد صاحبته.
,
, إلى أن رأي سيد وهو يحاول تمزيق ملابس تلك الفتاة وهي تقاومه وتحاول الصراخ
, علي غاضبا: أنت بتعمل ايه يا حيوان
, انتفض سيد بفزع: علي بيه
, اقترب علي منه وبدأ يكيل له باللكمات: علي بيه يا كلب، بتحاول تغتصبها يا حيوان
, بينما زحفت ايمان بعيدا وتكورت حول نفسها تضم ركبتيها لصدرها تبكي وهي تحاول اخفاء ما يظهر من جسدها بيديها.
,
, وقع سيد ارضا غارقا في دمائه فذهب علي ناحية ايمان
, علي: انتي كويسة يا آنسة
, هزت رأسها إيجابا بخوف وهي تبكي بقوة
, علي: ، الحمد لله انك بخير، ما تخافيش
, اخرج علي هاتفه واتصل بوالدته
, سناء: أيوة يا علي أنت فين يا إبني
, علي: أنا في جنينة المستشفى، معلش يا ماما، تعالالي وهاتي معاكي عباية سودا من بتوعك.
,
, سناء: ليه يا إبني
, علي سريعا: لما تيجي هتعرفي
, سناء؛ حاضر جاية أهو
, وقف علي ينظر للملقي ارضا بغضب، وهو يقسم بداخله أن يجعله يدفع الثمن غاليا
, حانت منه التفاته خاطفة ناحية تلك المذعورة فوجدها تنظر لهذا الحيوان برعب وتزيد من احتضان يديها لجسدها.
,
, خرجت سناء من المستشفى، فذهب لها علي واخذها إلى مكان إيمان
, لطمت سناء بيدها على صدرها عندما رأت منظر إيمان
, سناء: يا مصيبتي ايه إلى عمل فيكي كدة يا بنتي
, علي: مش وقته يا أمي، الحمد لله مالحقش يعملها حاجة، لبسيها العباية، علي ما أروح اشوف البيه مدير المستشفى.
,
, ذهب علي ناحية سيد وجذبه من تلابيب ملابسه وظل يجره إلى أن وصل به مكتب المدير فالقاه ارضا.
,
, مختار بصدمة: ايه دا يا علي بيه
, علي غاضبا: أمن المستشفى فين
, مختار بخوف: علي البوابات إلى برة
, علي غاضبا: يبقي أنت معين شوية طرش، ما بيسمعوش الصريخ إلى جوة المستشفى
, المدير: يا افندم الأمن مسؤول عن حراسة المستشفى من برة بس، مالوش دعوة باي حاجة بتحصل جوة دي أوامر جاسر باشا.
,
, علي غاضبا: يا سلام، يعني يسيبوه كلب زي دا يحاول يعتدي على ممرضة من المستشفى ويقولوا مالناش دعوة.
,
, المدير بهدوء مستفز: الممرضة هي إلى غلطانة معظم الدكاترة والممرضين مشيوا، الساعة عدت 12، كل الموجودين في نبطشية بليل رجالة هي بقي بتعمل ايه.
,
, علي: صح عندك حق، هو دا المجتمع إلى احنا عايشين، هي الغلطانة، مش الحيوان إلى حاول يعتدي عليها لاء خالص هي الغلطانة، بس قسما بربي ما هسيب حقها حتى لو قتلته.
,
, المدير: المطلوب يا علي بيه
, علي بحدة: الكلب دا يترمي في اي داهية لحد ما اشوف البيه صاحب المستشفى هيعمل ايه
, المدير ؛ حاضر
, خرج علي من المكتب غاضبا وذهب إلى غرفته دق الباب ودخل فوجد والدته تجلس بجانب تلك الفتاة تهدئ من روعها
, علي بضيق: انتي كنتي بتعملي ايه لحد دلوقتي في المستشفى
, ايمان بصوت مرتجف: كااان في حادثة وحالات صعبة كتير
, علي بضيق: انتي عارفة انك في نظر الكل دلوقتي انتي إلى غلطانة.
,
, عمرو: اختي مش غلطانة
, التفت علي خلفه فوجد شاب يبدو في منتصف العشرينات نحيف متوسط الطول
, هرع عمرو إلى اخته التي اتصلت به من هاتف سناء
, عمرو بقلق: ايمان، حبيبتي انتي كويسة
, دفنت رأسها في صدر اخيها تحتمي به، هزت رأسها إيجابا
, عمرو بقلق: عملك حاجة
, هزت رأسها نفيا: لاء الحمد لله **** بعتلي إلى انقذني
, نظر عمرو ناحية علي بامتنان: متشكر
, علي: أنا ماعملتش غير الواجب، بس انت لازم تعمل محضر بالي حصل.
,
, هز عمرو رأسه نفيا: لاء مش هعمل مش هنستفاد حاجة غير الفضيحة، والحمد لله انك لحقتها وما عملهاش حاجة.
,
, علي بضيق: أنت كدة بتضيع حق اختك
, عمرو: لو كنا في مجتمع تاني كنت اكيد هعمل غير كدة، في الاول وفي الآخر هيجيبوا الغلط عليها.
,
, اخذ عمرو اخته وخرج بها من غرفة علي
, عمرو بحنان: خلاص يا حبيبتي، الحمد لله عدت، بس ما فيش شغل تاني كفاية لحد كدة.
,
, هزت إيمان رأسها إيجابا فاخذها عمرو وعادا للمنزل
, في غرفة علي
, علي بضيق: بس أنا بقي مش هسيب حقها
, امسك علي هاتفه وحاول الاتصال بجاسر عدة مرات ولكن دون فائدة
, علي بضيق: ما بيردش
, سناء: يمكن مش سامع الموبايل
, علي بضيق: أنا مش فاهم ايه السلبية دي ازاي يتنازل عن حق اخته بالسهولة دي.
,
, سناء: دي مش سلبية يا إبني دا الواقع إلى احنا عايشين فيه، انت بنفسك جيت زعقت وقولتلها ايه إلى مخليكي في المستشفى لحد دلوقتي، كل الناس هيلوموا عليها، أنت عملت ايه مع الحيوان دا.
,
, علي: أهو مرمي في أوضة ومقفول عليه لحد ما اشوف جاسر هيتصرف ازاي
, سناء: وتفتكر جاسر هيجبلها حقها
, علي بثقة: أنا واثق أن جاسر هيجبلها حقها
, في منزل جاسر
, في غرفة رؤى بعد عدة ساعات، بدأت تأن بصوت منخفض وهي تحاول فتح عينيها ألم شديد ينخر في جسدها كله، فتحت عينيها تنظر حولها بدهشة
, رؤى بألم: اااه، جسمي واجعني أوي، أنا فين صحيح دا انا في بيته.
,
, نظرت بامعان إلى غرفتها، كانت غرفة كبيرة، سرير عريض ومرآه كبيرة للزينة، ودولاب متوسط الحجم ونافذة كبيرة، وباب عرفت بعد ذلك أنه حمام ملحق بالغرفة وجدت ساعة حائط سوداء عرفت منها أن الساعة الثالثة وقد اقترب أذان الفجر.
,
, تحاملت علي نفسها وذهبت إلى حمام الغرفة وتوضاءت وأدت قيام الليل إلى أن رفع لاذان الفجر، فقامت تؤدي صلاتها بخشوع، بعد الصلاة جلست تفكر، ستلقب باحمق امراءة في العالم أن ظلت هذا الشهر دون أن تفعل شيئا.
,
, جلست علي سجادة الصلاة تفكر، كيف يمكنهت التغلب على شيطان جاسر، وهل هي في الأساس تملك الشجاعة لذلك، هي ترتعد منه وبشدة
, نظرت ناحية الساعة فوجدتها السادسة، قررت استكشاف المنزل فهو بالتأكيد ما زال نائما، خرجت من غرفتها تتلفت حولها، نظرت ناحية باب غرفته فوجدته مغلق.
,
, رؤى في نفسها: أكيد لسه نايم، أحسن نوم الظالم عبادة، **** يهديك يا جاسر.
,
, مشت بهدوء حتى لا يستيقظ، تستكشف تلك الشقة الكبيرة، وجدت غرفتين للنوم بجانب غرفتها وغرفة جاسر وصالة واسعة تكاد تقسم انها أكبر من شقتها باكمالها وممر طويل يؤدي إلى عدة غرف منهم المطبخ وحمام كبير، وصالة العاب رياضية، كانت الشقة واسعة جدا وفخمة بطريقة رائعة ولكنها متسخة جدا فكل الغرف تقريبا مليئة بالملابس وبقايا الطعام وبعض الزجاجات التي لا تعرف هويتها.
,
, رؤى: استعنا علي الشقي ب**** دي مش شقة دي خرابة
, ارتدت جلباب قديم رفعته عند خصرها وربطته بأحد مشابك الغسيل، وربط شعرها بطرحة صغيرة ( قمطة )
, وذهبت ناحية المرحاض واحضرت أدوات التنظيف وبدأت تجمع الملابس وتكنس النفايات وتمسح الارض وتعطر الغرف، فقد وجدت.
,
, وسط محتويات المطبخ أعواد بخور، فكانت تنتهي من تنظيف الغرفة وقبل أن تخرج تشعل بها عود أو اثنين من البخور ليعطرها
, ظلت علي هذا الوضع إلى أن انهت الشقة بأكملها
, في غرفة جاسر
, تتململ بضيق بسبب صوت رنين هاتفه المتكرر
, فتح عينيه بضيق ينظر لاسم المتصل، فهب بقلق عندما وجد اسم علي ينير الشاشة
, جاسر بقلق: في ايه يا علي أنت كويس
, علي ساخرا: معلش يا جاسر بيه ازعجتك بس في موضوع مهم ولازم تيجي حالا.
,
, جاسر: مسافة السكة وابقي عندك
, اغلق جاسر الخط وذهب ناحية مرحاضه واغتسل وبدل ملابسه وخرج من الغرفة فوجدها تتهاوي علي احد الكراسي يبدو عليها اقترب منها فسمعها تقول.
,
, رؤى بتعب: آه يا اني وأنا إلى كنت فاكرة شغل شقتنا متعب، مش قادرة دا عايش في هايبر دا ولا ايه.
,
, بتقري عليا يا شيخة رؤى
, اتسعت عينيها بذعر عندما سمعت صوته، التفت برأسها ببطئ فوجدته واقف خلف الكرسي عاقدا ذراعيه أمام صدره ينظر لها بسخريته المعتادة.
,
, ازدرقت ريقها بتوتر حاولت ايجاد صوتها ولكن يبدو أنه فر من الخوف
, جاسر ساخرا: ما تنطقي ولا القطة كلت لسانك
, رؤى بخوف: أنا مممم، ممممم
, جاسر ساخرا: انتي بتمأمأي، ايه إلى انتي عملاه في نفسك دا، شبه الخدامين بالظبط، وايه الغريب ما ابوكي خدام عندي.
,
, غلت الدماء في عروقها يمكنها تحمل اي شئ الا إهانة عائلتها
, رؤى بحدة: ما اسمحلكش تهين والدي، أنا رضيت بالوضع المقرف دا عشان خاطرهم، عشان تبعدهم عن اذاك.
,
, اتقدت عيني جاسر من الغضب: وضع يا مقرف يا بنت ال٤ نقطة
, رفع يده عاليا وصفعها علي وجهها
, رؤى غاضبة وهي تبكي: ما اسمحكلش تهين عيلتي دول انضف وأشرف منك مليون منك
, جاسر غاضبا وهو يصفعها: اخرسي
, ظل يصفعها بغضب وحقد
, رؤى بحدة: اضرب، اضرب كمان خلي شيطانك يجيب آخره
, جاسر ضاحكا: عايزة تشوفي شيطاني بجد
, رؤى بحدة: أنت شيطان نفسك، أنت إلى هترمي نفسك بايدك في النار
, جاسر غاضبا: اخرسي.
,
, رؤى غاضبة: لاء مش هخرص، أنت خايف، خايف من الحقيقة عشان كدة مش عايز تسمع
, جاسر بتوعد: أنا هوريكي جرائتك دي هتوديكي لحد فين.
 
التاسع


سحبها من يدها متجها إلى غرفتها، بدأت تحاول تثبيت قدميها في الارض ان تفلت من قبضة يده التي تعصر يدها
, رؤى باكية: لاء يا جاسر، ابعد عني، سبني سبني حرام عليك
, دخل إلى غرفتها واغلق الباب بالمفتاح وبدأ يقترب منها ينظر لها بشر
, رؤى بفزع: أنت هتعمل ايه، أنت وعدتني
, جاسر ضاحكا بشر: أنا شيطان يا حلوة، في شيطان بيوفي بوعده
, رؤى بخوف: أنا آسفة مش هقول حاجة تاني، بس أبوس إيدك سبني
, جاسر بشر: عيزاني اسامحك.
,
, هزت رأسها إيجابا سريعا وهي تحاول الابتعاد عن مرمي يديه
, جاسر: بوسي رجلي
, اتسعت عينيها بصدمة مما سمعت تلقائيا هزت رأسها نفيا: مستحيل
, جاسر ساخرا: أنا عارف أنك نفسك فيا بس مكسوفة تقولي، عشان كدة بتستفزيني عشان أكسر وعدي صح.
,
, هزت رأسها نفيا سريعا ودموعها تتساقط بقوة من عينيها: لاء و****، أنا آسفة مش هقول كدة تاني و**** آسفة، آسفة
, اقترب منها وبريق الشر يلمع في عينيها وتلك الابتسامة الشيطانية تعزف انغامها علي شفتيه فاعطته منظر مرعب.
,
, انقذها في تلك اللحظة صوت رنين هاتفه، التقطه من جيب سترته وفتح الخط
, جاسر: ايوة يا فتوح
, فتوح: يا باشا العروسة قربت تزهق
, جاسر: طب أنا هتصرف
, اغلق الخط ونظر ناحية تلك المذعورة بحدة
, جاسر بفحيح كالثعابين: المرة دي هسيبك، لكن لو فكرتي مجرد تفكير انك ترجعي تقولي الكلام دا تاني
, هخليكي تتمني الموت تشتهيه من إلى هعمله فيكي، مفهوم يا حلوة
, هزت رأسها إيجابا عدة مرات سريعا من شدة خوفها.
,
, جاسر: خمس دقايق والاقي الأكل علي السفرة
, رمقها بسخريته المعتادة ثم تركها وخرج من الغرفة
, رؤى باكية: الحمد لله، الحمد لله، دا ما ينفعش معاه العند خالص لازم اشوف طريقة تانية.
,
, خرجت سريعا من غرفتها واتجهت ناحية المطبخ وبدأ تخرج كل ما تجده في الثلاجة يصلح لأن يقدم للفطور.
,
, ومن ثم وضعته في اطباق ونقلته سريعا إلى طاولة الطعام الكبيرة
, كانت تهرول حتى تستطيع ان تضع الطعام سريعا
, رؤى بتذمر: وبعدين في سباق الجري دا، كل دي مسافة من المطبخ للسفرة ما ياكل في المطبخ وخلاص، يا اختي اسكتي يا رؤى ليسمعك دا مجنون.
,
, وضعت الاطباق علي طاولة الطعام، نظرت إلى ساعة الحائط لقد مر اكثر من ربع ساعة ولم يخرج من غرفته
, رؤى: هو ما خرجش ليه دا قالي خمس دقايق، عنه ما خرج، يا نهار أبيض ليكون مستنيني أروح أنادي عليه دا هيطين، يا رب ارحمني من الرعب دا.
,
, ذهبت ناحية عرين الأسد بخطوات مرتجفة تقدم قدم وتؤخر الاخري إلى أن وقفت أمام باب غرفته فرفعت يدها ودقت الباب عدة مرات.
,
, رؤى في نفسها: هو ما بيردش ليه، يكون خرج، مات، ولع وخلصت منه، طب ادخل، لالالا، طب أعمل ايه، أنا هدخل وخلاص.
,
, فتحت باب الغرفة بهدوء تقدمت بداخلها خطوة واحدة، وجدت تلك اليد تقبض على عنقها لتدفع جسدها ليرتطم بالحائط.
,
, جاسر غاضبا: هو انا مش قولتلك ما تدخليش الاوضة دي ابدا
, رؤى بخوف: هو، يعني، مش، انت انا، انا انا، الاكل
, جاسر بهمس يشبه فحيح الأفاعي وهو يشير إلى فراشه الكبير: شايفة السرير دا، هنفذ عليه حكم اعدامك، هخليكي تتمني عليه الموت ومش هتلقيه، هدبح عليه روحه ببطي
, ظل صدرها يعلو ويهبط بشدة من خوفها ونزلت الدموع تتسابق علي وجنتيها
, جاسر: تؤتؤتؤ، وفري دموعك عشان هتحتاجيها قريب، نضفي الاوضة كويس.
,
, ثم نظر اليها بسخرية وخرج من الغرفة، لتتهاوي علي الارض تبكي بخوف
, رؤى في نفسها: يا رب يا رب انا ماليش غيرك يا رب احميني منه يا رب
, قامت تنظف غرفته عندما صوته الغاضب يناديها
, جاسر غاضبا: رؤى
, ذهبت اليه مسرعة ووقفت بعيدة عنه بمسافة كافية لتحمي نفسها من براثة
, اشار بيده امامه مباشرة
, جاسر غاضبا: تعالي هنا
, اقتربت بعض الخطوات مترددة
, رؤى بصوت مرتعش وخائف: نعم
, جاسر بغرور: امسحي جزمتي
, جحظت عينيها بصدمة: نعم!
,
, جاسر غاضبا: انزلي تحت رجلي وامسحي جزمتي، يلا والاااا
, رؤى سريعا بخوف: حاضر حاضر
, شعرت بالذل وهي تهبط تحت قدميه لتمسح حذائه شعرت بضائلتها امام هذا الصرح الشامخ، تذكرت ايامها الجميلة في منزل والدها
, رؤى: الجذمة اهي يا بابا، انا لمعتها وخلتها ايه، احلي من وش عاصم
, عاصم غاضبا: اه يا جزمة طب تعالي بقي
, جري عاصم خلف رؤى وعندما امسك بها ظل يدغدغها وهي تضحك بسعادة
, فاقت من ذكراها السعيدة علي صوته الغاضب.
,
, جاسر غاضبا: اخلصي
, مسحت حذائه سريعا وقامت وقفت امامه منكسة الرأس بذل
, قبض على خصلات شعرها بعنف
, جاسر: بصي بقي يا حلوة، اي حركة كدة ولا كدة هتعمليها وانا برة، هوريكي جهنم علي الارض، لو حاولتي تستنجدي بجد او تكلمي حد، هخليكي تتمني الموت، فاهمة
, ترك شعرها بعنف لتسقط على الأرض تبكي وتتعالي شهقاتها، نظر اليها بسخرية ثم خرج من المنزل واغلق الباب خلفه بالمفتاح.
,
, ركب سيارته وقادها منطلقا إلى المستشفى التي بها علي دق الباب ودخل الغرفة
, جاسر: صباح الخير يا علي
, نظرت له والدة علي بغضب وتركهتم وخرجت من الغرفة
, بينما نظر اليه علي بضيق واشاح بوجهه بعيدا
, جاسر: انا عارف يا علي ان انت زعلان مني بس انت إلى غلطت الاول
, علي غاضبا: غلطت، عشان عايز انقذ واحدة مالهاش اي ذنب من واحد مريض زيك ابقي غلطان، فعلا ما احنا في زمن العجايب، قولي بقي يا جاسر باشا دبحتها ولا لسه.
,
, هز جاسر رأسه نفيا
, علي ساخرا: معقولة يا راجل، ومستني ايه
, كاد جاسر ان يرد
, علي: لاء لاء استني انا عرفت اكيد عايز تذلها الاول صح
, جاسر: سيبك من كل دا، ايه الموضوع المهم إلى كنت عايزني فيه
, علي: أنا مش عايزك بصفتك جاسر صاحبي لأن صحوبيتنا خلاص انتهت أنا عايزك بصفتك جاسر باشا صاحب المستشفى
, عقد جاسر حاجبيه باستفهام: مش فاهم منك حاجة يا علي في ايه.
,
, علي: هفهمك يا باشا، ثم بدأ يقص له ما حاول حارسه فعله مع تلك الممرضة المسكينة
, علي ساخرا: بس عارف أنا مش متفاجئ ما هم حرس جاسر باشا مهران يعني اكيد لازم يكونوا زيه
, جاسر بجمود: هو فين
, علي: مرمي في الأوضة٣ نقطة
, قام جاسر من مكانه دون أن ينطق كلمة اخري وذهب ناحية تلك الغرفة بخطوات جامدة
, يتردد في عقله صوت تلك الصرخات
, ( خلاص ضيعني أنا ضعت، لييييه أنا عملت ايه، ليه جاسر، أنا عملت ايه عشان يحصلي كدة ).
,
, هز رأسه نفيا بعنف ليبعد تلك الذكريات عن رأسه، وصل إلى الغرفة المطلوبة فوجد احد حراسه يقف أمامها
, جاسر بجمود: افتح الباب
, فتح الحارس الباب سريعا وتنحي سريعا بخوف
, تقدم جاسر بهدوء إلى أن دخل إلى تلك الغرفة فوجد ذلك الرجل متكوم في احد أركان الغرفة
, نهض سيد سريعا عندما وجده امامه في الغرفة
, نظر سيد له بفزع وازدرق ريقه عدة مرات من شدة خوفه
, سيد بفزع: ججج. جاسر باشا.
,
, اشار جاسر بيده للحارس الآخر فاغلق الباب علي جاسر وسيد معا
, وقف جاسر يرمق سيد ببرود نظراته كسهام من السقيع حاد البرودة
, جاسر بجمود: ليه
, سيد سريعا: كدب يا باشا أنا ما عملتش حاجة صدقني
, حك جاسر ذقنه باطراف اصابعه
, جاسر ببرود: كدب، بس إلى قالي مستحيل يكدب، ليه واحسنلك تقول الحقيقة
, سيد بخوف: كنت عايز اشفي غليلي منها جيت أجر معاها ناعم راحت ضرباني بالقلم.
,
, تردد في عقله تلك المرة ( ليه عمل فيا كدة، كل دا عشان صديته عشان قولتله إن مستحيل أعمل كدة، حرررررام، ليييه، ليييه ).
,
, فجاءة تحول هذا الجليد البارد أن بركان منصهر تدافعت حممه بدأ المرضي في المستشفي يستمعون إلى صرخات واستغاثات
, قادمة من تلك الغرفة المغلقة
, في داخل الغرفة، وقف جاسر يعدل من سترة بدلته الفخمة، وهو يرمق الملقي ارضا غارقا بدمائه بغضب كفيل بإحراقه.
,
, ذهب ناحية باب الغرفة وخرج من الغرفة، وقف أمام الحارس الاخر الذي كان يرتجف خوفا من سماعه لصرخات زميله، وضع جاسر يده في جيبه واخرج بعض الاموال واعطاها لهذا الحارس
, جاسر: ترموه قدام اعفن مستشفي وتسيبوا معاه الفلوس دي يتعالج بيها
, الحارس سريعا: حاضر يا باشا، حاضر
, خرج جاسر من المستشفى باكملها وركب سيارته
, وذهب إلى شركته ومنها إلى مكتبه، دقائق ودخلت السكرتيرة الخاصة به.
,
, سهي: جاسر بيه، الاستاذ حسين عبد الوهاب من الحسابات عايز يقابل حضرتك ضروري
, ابتسم بسخرية: دخليه
, خرجت السكرتيره من الغرفة ودخل حسين
, جاسر ساخرا: عايز ايه يا حمايا العزيز
, حسين غاضبا: عايز بنتي يا جاسر
, دوت ضحكاته الساخرة في ارجاء الغرفة
, جاسر ساخرا: بقي عايز تاخد مني العروسة يوم الصباحية يا عمي، دا انا حتى لسه ما شبعتش منها
, حسين غاضبا: رجعلي بنتي يا جاسر، لإما هبلغ عنك واقول انك خاطفها.
,
, جاسر ضاحكا: هو في حد بيخطف مراته بردوا يا عمي
, حسين برجاء: ابوس ايدك يا ابني رجعلي بنتي
, مد جاسر يده له: بوس
, تقدم حسين منه وهو يشعر بالذل والمهانة
, وقبل يد جاسر
, نزع جاسر يده واخرج دفتر الشيكات من جيبه وكتب عليه مبلغ مليون جنية
, ومد يده به إلى حسين
, حسين: ايه دا
, جاسر ساخرا: بنتك، قصدي تمن بنتك
, حسين غاضبا: انا مش عايز فلوسك انا عايز بنتي
, جاسر: بنتك ماتت، قصدي اعتبرها ماتت.
,
, حسين غاضبا: حرام عليك يا اخي انت شيطان مش بني آدم
, جاسر: امممم، انا سمعت الجملة دي فين قبل كدة، اه اه افتكرت، كانت بتقولها بنتك المصونة رؤى قبل ما اكسر عينيها واذلها واخليها تنزل تحت رجلي
, حسين غاضبا: هقتلك يا جاسر
, دوت ضحكاته الساخرة في ارجاء الغرفة: وترمل بنتك يا حمايا العزيز
, عاد وجهه إلى الجمود مرة أخرى: علي مكتبك، واياك تيجي هنا تاني، عشان ما اخليش الدور الجاي علي طمطم ماشي يا حمايا العزيز.
,
, خرج حسين من المكتب فرفع جاسر قدميه ووضعهما علي مكتبه واسند جهاز اللاب توب علي قدميه وشعله
, جاسر: اما نشوف يا شيخة رؤى بتعملي ايه
, ظل يبحث عنها، بكميرات المراقبة إلى ان وجدها متكورة علي نفسها امام باب المنزل من الداخل تبكي بصمت
, جاسر بشر: ولسه يا رؤي، هتشوفي العذاب ألوان عشان حظك الأسود وقعك في طريقي
, ثم امسك هاتفه واتصل بفتوح
, جاسر: عملت إلى قولتلك عليه
, فتوح: ايوة يا باشا
, جاسر: والنتيجة.
,
, فتوح: زي ما حضرتك توقعت بالظبط
, جاسر: طب ابقي عدي الحسابات هتلاقيني سيبلك مبلغ كويس
, فتوح: متشكرين اوي يا باشا، احنا خدامينك في اي وقت
, اغلق جاسر الخط وابتسم بشر
, جاسر: اخيرا، هنتقم منك يا صبري
, في مكان اخر تحديدا في احدي المستشفيات النفسية الشهيرة.
,
, في احدي الغرف سيدة في منتصف الثلاثنيات(جميلة ذات شعر بني طويل وعيون رمادية وجسد ممشوق ولكن ملامح الحزن والخوف مرسومة بدقة علي وجهها ) تجلس علي فراش كبير في غرفة فاخرة جدا تضم ركبتيها لصدرها وتحاوطهما بذراعيها وتتظر امامها بشرود.
,
, يجلس علي الكرسي المجاور لسريرها طبيب في أوائل الأربعينات ولكنه يبدو في الثلاثينات لانه يتمتع بجسد رياضي منتاسق وطول فارهه وملامح رجولة اصيلة من حيث البشرة البرونزية والشعر الاسود الكثيف الذي اختلط فيه بعض الشعيرات البيضاء فزادته وسامه ولحيه خفيفه وعيون بلون غابات الزيتون تبعث الدفئ لكل من ينظر اليهما )
, ياسر: نرمين، نرمين، طب اديني اي اشارة انك سمعاني وحاسة بيا، نرمين ردي عليا.
,
, امسك رسغ يدها ليقيس نبضها، فارتجف جسدها بشده وارتسم الذعر علي وجهها بدقة
, راقب ردة فعلها بأعين طبيب خبير، ظل قابضا علي رسغ يدها، نظرت له بذعر ثم ارتخي جسدها وفقدت الوعي
, قام من مكانه واخذ حقنه مهدئه وحقنها في وريد يدها ودثرها جيدا بالغطاء
, ياسر: وبعدين معاكي يا نرمين، يا تري ايه إلى وصلك للحالة دي حتى اخوكي مش راضي يقولي حاجة، علي العموم راجعلك تاني.
,
, ثم خرج من الغرفة وذهب إلى مكتبه وفتح ملفها للمرة العاشرة منذ استلم الوظيفة في هذه المستشفي منذ اسبوعين وقد سلمه الاطباء هذه الحالة الميئوس منها.
,
, في منزل جاسر
, ظلت متكورة مكانها تبكي بصمت وشعور الذل والخوف استحوذا عليها، إلى ان رفع اذان العصر في الجوامع القريبة من البيت قامت وذهبت إلى الحمام وتوضاءت، ووقفت بين يدي بارئها تدعوه وتشكو اليه، يفيض لسانها بالدعاء عند كل سجده والدموع تتسابق في الهطول من عينيها
, انتهت من صلاتها وقامت لتعد طعام الغداء
, في احد النوادي
, سوزي: come down شاهندا، انتي ليه متعصبه كده.
,
, شاهندا: انا شاهندا الدمنهوري، حته بتاع زي دا يقولي you are note my type
, سوزي: so what طظ فيه يا شاهندا ايه بقي إلى معصبك
, شاهند غاضبة: سوزي بليز shut up انتي مش فاهمة حاجة
, في شركة جاسر، التقط جاسر مفاتيحه وهاتفه وركب سيارته وانطلق إلى النادي
, دخله بخطي واثقة مغترة بحث عنها بعينيه فوجدها تجلس مع صديقتها
, جلس علي الطاولة القريبة منهم
, سوزي: اهو يا شاهندا
, نظرت له شاهندا بغيظ ثم لمعت في رأسها فكرة.
,
, قامت شاهندا واتجهت إلى المسبح ووضعت يدها علي رأسها ومثلت انها اختلت توازنها وسقطت في المسبح.
,
, نظر لها جاسر بسخرية
, ( كم انتي حمقاء يا حواء تقعين فريسة شباك آدم حتى دون ان ينصب شباكه )
, قام جاسر سريعا وخلع چاكت بدلته وقفز إلى المسبح واخرج شاهندا منه ووضعها جانبا
, بدأ يحاول ايفاقتها، فتحت عينيها ببطي وابتسمت
, شاهندا: ميرسي
, جاسر بابتسامة خبيثة: العفو
, ساعدها علي النهوض مدت يدها لتصافحه
, شاهندا: شاهندا الدمنهوري
, جاسر: شادي سليمان.
 
العاشر


جاسر بابتسامة خبيثة: شادي سليمان
, شاهندا بدلال: thank you شادي
, جاسر مبتسما: you are welcome شاهندا، عن اذنك
, ما كاد يبتعد عنها بضع خطوات حتى سمعها تنادي عليه، اتسعت ابتسامته الخبيثة، سرعان ما اخفاءها ونظر لها بهدوء
, شاهندا: شادي استني
, جاسر: نعم
, شاهندا بدلال زائد: اصحابي عمليلني حفلة النهاردة بمناسبة عيد ميلادي في (، . ) إيه رأيك تيجي
, جاسر: هحاول بس ما اوعدكيش.
,
, شاهندا برجاء: please شادي l will be so happy لو انت جيت
, نظر في ساعته متصنعا الانشغال
, جاسر سريعا: هحاول عن اذنك عشان ورايا مواعيد مهمة
, ثم تركها ورحل وتلك الابتسامة الخبيثة تزين شفتيه
, استقل سيارته واتجه إلى احد محلات المجوهرات قابله صاحب المحل بترحاب شديد
, جورج: اهلا اهلا جاسر باشا، نورت محلك يا باشا
, جاسر: شكرا يا جورج، انا كنت عايز خاتم سوليتير
, جورج: اوامرك يا باشا، المحل كله تحت أمرك.
,
, احضر جورج الكثير من العلب بها خواتم بأشكال مختلفة ورائعة، اختار جاسر واحد منهم
, جورج: ذوق حضرتك دايما رائع
, جاسر: انا عايز دبلة دهب بس يكون مقاسها صغير
, جورج: حاضر يا باشا
, احضر جورج علبة بها العديد من علب
, اختار جاسر واحدة منها وحرص ان تكون ذات مقاس صغير ثم دفع الحساب وخرج من المحل واستقل سيارته وعاد إلى منزله
, كانت في المطبخ تعد الطعام بمهارة وسرعة وقفت عند لوح التقطيع تقطع الخضروات للسلطة.
,
, دخل جاسر البيت بهدوء، سمع صوت قادم من ناحية المطبخ دخل فوجد رؤى تعطيه ظهرها ومنهمكة في اعداد الطعام، ارتسمت ابتسامة خبيثة علي شفتيه، تقدم منها بهدوء وهو يعزم في نفسه إثارة الرعب في نفس تلك المسكينة
, التي ذنبها الوحيد انها اول من وقف في طريقه وعارضه
, وفي لمحة حاوط خصرها بذراعيه من الخلف فشهقت بفزع وجرحت يدها بالسكين
, جاسر ساخرا: وحشتيني يا شيخة رؤى.
,
, ارتجف جسدها بشدة من قربه شعرت بالاختناق من رائحة عطره القوي
, رؤى بخوف: لو سمحت ابعد
, ضحك جاسر عاليا بسخرية ثم بدأ يحرك يده بحرية تجوب جسدها
, فبدأت تبكي وترتجف: ارجوك انت وعدتني
, لم يعرها انتباها أراد أن يشبع رغباته المريضة بخوفها وبكائها مد يده ومزق ظهر عبائتها
, رؤى باكية: ابوس ايدك مااا تعملش كدة
, لفها اليه وابتسم عندما وجد الذعر حفر خطوطه بدقه علي وجهها ودموعها تتسابق في الهطول من عينيها.
,
, مسح دموعها بابهاميه فتقززت من لمسته كثيرا واشاحت بوجهها
, جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ، بتعيطي ليه يا شيخه رؤى انتي مش عارفة ان دموعك غاليه عليا اوي، بالامارة انا جايبلك هدية
, اخرج الدبلة الذهبية من جيبه وامسك كف يدها المرتجف والبسها الدبلة قصرا لانها كانت ضيقة
, جاسر ساخرا: شكلها ضيقة شوية
, ثم جذب شعرها بقسوة، لو فكرتي تقلعيها هقطعلك ايدك
, هزت رأسها إيجابا عدة مرات من شدة خوفها
, فابتعد عنها وذهب ناحية باب المطبخ.
,
, جاسر: انا جعان خمس دقايق والاقي الاكل علي السفرة
, رؤى بخوف: ممكن اغير هدومي
, جاسر غاضبا: لاء، هتفضلي زي ما انتي كدة
, والا انتي عارفة
, هزت رأسها إيجابا سريعا
, خرج من المطبخ ودخل غرفته
, فبدأت تضع الاطباق سريعا علي طاولة الطعام
, وهي تمسك بيدها فستانها المنزلي حتى لا يسقط.
,
, وبينما هي تضع الطبق الأخير خرج جاسر من الغرفة وهو يرتدي بنطال قطني اسود وتيشيرت رمادي غامق ذهب وجلس على طاولة الطعام، فوضعت رؤى الطبق الأخير وكادت أن تذهب
, جاسر غاضبا: رايحة فين، انتي هتفضلي واقفة هنا لحد ما اخلص اكل
, هزت رأسها إيجابا بخوف
, جاسر غاضبا: تعالي هنا
, تقدمت منه بخطي مترددة وارجل ترتجف من الخوف
, فمد جاسر معلقة بها بعض الطعام، نظرت له مستفهمة
, جاسر: وانا اضمن منين انك مش حطالي سم في الاكل.
,
, نظرت له بصدمة لم يخطر ببالها من الأساس تلك الفكرة فهي لن تقتل ابدا
, تناولت ما في المعلقة بصمت وقبل ان تذهب شعرت بيده تقبض على رسغ يدها، جذبها بعنف واجلسها تحت قدميه
, جاسر ساخرا: دا مكانك تحت رجليا
, رد بثقة عكس الخوف والغضب اللذان يشتعلان في ثنايا روحها: وماله دايما ماما بتقولي أن الست مكانها جنب جوزها حتى لو في حالتك أنت بقت تحت رجليه
, نظر لها بغضب كفيل باحراقها في مكانها.
,
, اراد اغاظتها بأي شئ فامسك قطعه من الطعام ودثها في فمها بعنف
, جاسر ساخرا: حلوة مش كدة
, نظرت له بكره وهي تتحسس فمها الذي جرحته تلك المعلقة
, رد بثقة وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة صغيرة: طبعا حلو، كفاية إلى أنا إلى عملاه
, تلك المرة أحمر وجهه من شدة الغضب امسك طبق الارز والقاه علي وجهها
, جاسر غاضبا: كليه بقي طالما انتي إلى عملاه
, ثم قام ودفعها ارضا وذهب ناحية غرفته بخطي غاضبة وذهب إلى غرفته واغلق الباب بعنف.
,
, بكت، بكت بحرقة الذل والخوف والضعف من جبروت هذا الظالم
, رؤى باكية: ليه يا رب انا عمري في حياتي ما اذيت حد، ليه بيحصلي كدة، استغفر **** العظيم ايه إلى انا بقوله دا استغفر **** العظيم
, قامت من مكانها وجمعت الاطباق من علي الطاولة وذهبت إلى المطبخ لتغسلهم وقفت علي حوض الغسيل وبصرها متجه ناحية الباب خائفة ان يعود مرة اخري، انتهت مع اذان العشاء.
,
, فذهبت إلى غرفتها واغتسلت وبدلت ملابسها وارتدت اسدالها ووقفت بين يدي بارئها تبكي وتشكو له ما تلاقي وتدعوه ان يرفع عنها البلاء
, وعندما انتهت من صلاتها، امسكت مصحفها الصغيرة وفتحت عشوائيا لتقع عينيها علي ايه
, ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإن اليه راجعون ).
,
, انهمرت دموعها وهي تشعر بتلك الآيات تعالج ألم روحها المتعبة من جبروت هذا الظالم بدأت تقرأ، لا تعرف ما المدة التي مرت عليها ولكنها فجأة وجدت باب غرفتها يفتح ودخل جاسر يرتدي قميص كحلي اللون وبنطال اسود من خامة الجينز ويضع عطره القوي الذي يشعرها دائما بالاختناق
, فصدقت واغلقت المصحف
, ازدرق جاسر ريقه بخوف عندما وجدها تقرأ في المصحف.
,
, جاسر بحدة: انا نازل، و زي ما قولتلك لو فكرتي تعملي اي حركة وانا برة هخليكي تتمني الموت ومش هتلاقيه
, هزت رأسها إيجابا بهدوء، فاغتاظ من هدوءها ذلك
, جاسر ساخرا: مش عايزة تعرفي انا رايح فين، انا رايح اقابل واحدة حلو اوي جمالها صاروخي، بصراحة انتي جمبها راجل
, ابتسمت ابتسامة هادئة وقامت ناحية احواض الزهور الصغيرة التي في غرفتها وقبضت في يدها حفنة من الطين ثم ذهبت ناحيته ومدت يدها له
, رؤى بهدوء: خد أخلق نملة.
,
, اتسعت عينيه بصدمة هدر سريعا: مستحيل طبعا ما اقدرش
, رد بقوة: يبقي ما تعبش علي خلقه ****
, نظر لها بصدمة وازدرق ريقه بخوف ثم خرج من الغرفة غاضبا وصفع الباب خلفه
, فرت دموعها من عينها لشعورها بانجراح كرامتها وشرخ انوثتها
, استغفرت **** سريعا وامسكت مصحفها مرة اخري تقرأ فيه
, بينما قاد جاسر سيارته بغضب وكلمات رؤى ترن في اذنه مشدها وهي تصلي او تقرأ القرآن يشعره بالذعر.
,
, جاسر غاضبا: لا يا رؤى مش انا اللي هخاف من حتة عيلة زيك، انا كسرت قبلك كتير وهكسرك واذلك يا رؤى
, بعد مدة ليست بالقصيرة وصل جاسر امام الملهي الليلي ودخله
, بحث بعينيه عنها فوجدها تجلس علي احدي الطاولات تبحث بعينيها عنه، فابتسم بسخرية
, ما ان رآته شاهندا ذهبت اليه مسرعة
, شاهندا بدلال: شادي اتأخرت ليه كدة، كنت هزعل منك خالص لو ما جتش
, جاسر مبتسما: انا اقدر برضوا ما اجيش في عيد ميلادك، كل سنة وانت طيبة.
,
, شاهندا: وانت طيب انا بجد فرحانة جدا انك جيت
, ابتسم ثم جثي علي احدي ركبتيه واخرج علبه الخاتم من جيبه وفتحها امامها
, جاسر مبتسما: تتجوزيني يا شاهندا
, جحظت عينيها في صدمة، ذلك المغرور الغامض الوسيم يطلب منها الزواج، لا تنكر اعجابها الشديد به، رفضه المستمر لها جعلها تتعلق به بشدة نظرة عينيه الجريئة تشعرها بأنوثتها، عطره القوي يثير رغبتها به
, هي حاليا بين ذراعيه ترقص.
,
, جاسر مبتسما: انا مش مصدق نفسي ان انتي فعلا وافقتي، انا اسعد انسان في الدنيا
, شاهندا: شادي، ممكن اسألك
, جاسر مبتسما: طبعا يا حبيبتي
, شاهندا: انت ليه كنت بتعاملني كدة
, جاسر: عشان حبيتك يا شاهندا، حبيتك من اول مرة شوفتك فيها، كنت بحافظ عليكي مني
, نظرت له بانبهار وحب ودفنت وجهها في صدره
, فارتسمت ابتسامة انتصار خبيثة علي شفتيه
, جاسر: شاهندا
, شاهندا: نعم يا حبيبي.
,
, جاسر: حدديلي ميعاد مع والدك، بس يا ربت بسرعة يا شاهندا عشان انا لازم ارجع دبي علي طول، انا واخد اجازة اسبوعين بس عدي منهم اسبوع
, شاهندا: حاضر يا حبيبي
, ظل يغمرها ببحور من عشقه الكاذب إلى ان غرقت فيه بملئ إرادتها
, اخذها جاسر في سيارته واوصلها إلى منزلها
, جاسر مبتسما: هتوحشيني اوي
, شاهندا: وانت كمان
, رفع كف يدها وقبل باطنه بحنان
, جاسر مبتسما: بحبك
, ابتسمت شاهندا بخجل مصطنع ثم تركته ونزلت من السيارة.
,
, اختفت الابتسامة من علي شفتيه ليحل محلها شرارات الغضب
, جاسر: نهايتك قربت اوي يا صبري., خارج القائمة
 
الحادي عشر


قاد سيارته وانطلق إلى منزله
, دخل المنزل فسمع صوت التلفاز، ذهب خلف الصوت فوجدها جالسة على الأريكة تربع قدميها امامها طبق من الفشار لا يعرف من أين أتت به وكوب من العصير، تشاهد فيلم كرتون باستمتاع شديد.
,
, لا يعرف سر تلك الابتسامة التي ارتسمت على شفتيه فهي بدت في تلك الحالة كطفلة صغيرة وخاصة مع شعرها الذي تعقده علي هيئة ضفيرتين
, هز رأسه نفيا بعنف ليمحو تلك الابتسامة، ذهب ناحية جهاز التلفاز وشد المقبس من الكهرباء
, رؤى بتذمر طفولي: يا رخم أنا كنت بتفرج على الكرتون
, ذهب ناحيتها يطوي الأرض تحت قدميه من الغضب، دفع طبق الفشار فسقط ارضا وامسك كأس العصير والقاه علي الأرض فتهشم
, رؤى صارخة: ايه الجنان دا.
,
, قبض علي خصلات شعرها بين اصابعها
, جاسر غاضبا: انتي لسه شوفتي جنان، دا أنا هوريكي الجنان علي أصوله
, رؤى بحدة وهي تحاول تخليص شعرها من يده: سيب شعري، أنا عملت ايه لكل دا
, شد شعرها بعنف اكبر فصرخت من الألم: دا مش بيت ابوكي يا اختي تروحي وتيجي فيه علي مزاجك انتي هنا مش أكتر من خدامة فاهمة.
,
, رؤى بهدوء: صح أنت عندك حق، في دي أنا غلطانة، أنا آسفة
, تهدجت انفاسه من شدة الغضب دفعها بعيدا علي الاريكة بعنف ثم تركها ودخل إلى غرفته.
,
, فسمحت لدموعها بالانهيار، جثت علي ركبتيها تنظف الأرض قامت واحضرت ورقة من احدي المجلات وبدأت تجمع عليها قطع الزجاج.
,
, ( ملحوظة: يا بنات لما تنكسر كوباية أو اي حاجة ازاز او حادة لموها إن شاء **** في ورق جرايد عشان عمال النظافة، رفقا بيهم ).
,
, انتهت رؤى من تنظيف الأرض ودخلت ناحية غرفتها واستعدت للنوم، جلست علي فراشها تكتب كل ما حدث لها وتفكر ماذا ستفعل للتغلب على هذا الشيطان، قضت عدة ساعات متخبطة بين امواج افكارها العاتية، وذكرياتها في بيت أهلها.
,
, مر في عقلها تلك الجملة التي دائما تقولها امها متذمرة
, مجيدة بضيق: عايشة مع أربع ***** يا ربي حتى أنت يا حسين بترمي الغطا وأنت نايم كل شوية اصحي اشوفكوا متغطين ولا لاء.
,
, رؤى في نفسها: يا تري جاسر هو كان بيرمي الغطا وهو نايم، طب وأنا مالي، مجرد فضول مش أكتر، عايزة تدخلي عرين الأسد يا رؤى انتي هبلة، آه هبلة.
,
, قامت من علي الفراش وخرجت من غرفتها واتجهت ناحية غرفته، وفتحت الباب بهدوء
, فاستطاعت أن تري محتويات الغرفة بسبب الضوء المنبعث من غرفة الصالون
, دخلت إلى الغرفة، فاقشعر بدنها من برودة الغرفة
, رؤى بصوت منخفض: ازاي نايم في التلج دا
, ذهبت ناحية شباك الغرفة واغلقته بهدوء، ثم اتجهت ناحية فراش جاسر تتأمل ملامحه وهو نائم
, رؤى في نفسها: ملاك نايم، نفسي اعرف ازاي الملامح الهادية والبريئة بتتحول لشيطان لما تصحي.
,
, أمسكت غطائه الملقي بعيدا ووضعته عليه برفق
, جثت علي ركبتيها بجانب فراشه تنظر له باستغراب.
,
, رؤى بصوت منخفض: أنا بجد نفسي أعرف، أنت ليه بقيت كدة، ايه إلى حصل في حياتك خلاك قاسي كدة، ليه بتعمل كدة، طب أنا وتهاني ذنبنا ايه، ليه عملت فيها كدة، ليه عملت فيا كدة، تعرف أنا ما اقدرش اقولك الكلام دا طبعا وأنت صاحي، أنا كان نفسي أتجوز واحد، يتقي **** فيا مش مهم شكله و لا مركزه ولا غني ولا فقير و**** ما تفرق معايا، أنا بس كنت عايز واحد يتقي **** فيا، واحد يكون حافظ القرآن يحفظهولي ويجبلي شوكولاتة إن شاء تكون صغيرة خالص لما احفظ السورة صح، **** يهديك يا جاسر ويحنن قلبك عليا بقي.
,
, قامت بهدوء وخرجت من الغرفة وأغلقت الباب بهدوء
, ففتح عينيه وجلس على الفراش، مد يده واضاء نور الابجورة المجاورة لفراشه
, تذكرها وهي تقول ( واحد يكون حافظ القرآن ويحفظهولي )
, لتمر في عقله تلك الذكري ( وجائزة حفظ القرآن الكريم كاملا بالتجويد، تذهب للطالب جاسر عبد**** ).
,
, قبض علي خصيلات شعره بعنف، هز رأسه نفيا بقوة، قام سريعا وذهب ناحية المرحاض ووضع رأسه تحت الماء البارد، رفع وجهه ينظر للمراءة وهو ينهج بعنف
, جاسر بألم: لازم اخرجك من حياتي يا رؤي، انتي خطر عليا
, في صباح اليوم التالي في منزل حسين والد رؤى
, لم ينم حسين طوال الليل، قلبه يتمزق علي ابنته، ومجيدة لا تتوقف عن البكاء.
,
, تبدل حال البيت السعيد، بسبب ذئب شهواني لا يعرف الرحمة، قام عاصم صباحا وبدل ملابسه بصعوبة واستند علي عكازه الحديدي
, مجيدة: رايح فين يا عاصم بحالتك دي
, عاصم: مشوار مهم اوي يا ماما
, خرج من البيت بخطي بطيئة يستند على عكازه، ركب سيارة اجري وذهب إلى احد الأحياء الشعبية البيسطة، توجه نحو احد البيوت المتهالكة ودخله.
,
, وقف امام احدي المنازل ودق الباب
, دقائق مرت إلى ان انقتح الباب
, اسماعيل مصدوما: عاصم، خير يا ابني ايه إلى حصل، اتفضل اتفضل
, دخل عاصم إلى البيت وجلس على احد الكراسي القديمة
, اسماعيل: خير يا ابني
, عاصم: جاسر مهران، عمل ايه في تهاني
, اسماعيل مصدوما: انت عرفت ازاي، حسين إلى قالك
, تذكر وقتها تلك الجملة التي سمعها مصادفة من ابيه بالامس.
,
, حسين باكيا: خلاص يا مجيدة، جاسر مهران كسر رؤى عمل فيها نفس إلى عمله في تهاني حسبي **** ونعم الوكيل.
,
, عاصم: انا عايز اعرف بقي هو عمل ايه
, اسماعيل: و**** العظيم يا ابني ما اعرف، من ساعة ما لقينها مرمية قدام البيت وهي علي طول ساكتة وبتعيط.
,
, عاصم غاضبا: يعني ايه، بقولك عمل فيها ايه
, إسماعيل باكيا: ما اعرفش، ما اعرفش، أنا السبب، أنا السبب بنتي راحت بذنبي
, عاصم: أنا مش فاهم منك حاجة انطق، فهمني
, إسماعيل باكيا: اصل جاسر٣ نقطة
, لم يكمل اسماعيل كلامه حين وجد صوت صراخ ابنته يندفع من غرفتها هرول سريعا ناحية الغرفة ومن خلفه عاصم.
,
, احتضن اسماعيل ابنته ليهدئها، اما عاصم فوقف يراقب تلك الفتاة التي طالما احبها كيف وصل بها الحال
, تلك الابتسامة التي طالما زينت شفتيها تحولت إلى دموع، وجه شاحب كالموتي عيون خائفة مرعوبة شفتان ترتجفان من الرعب، أصبحت نحيفة جدا جدا، تصرخ وتهذي بكلام غير مفهوم، تضم ملابسها لجسدها برعب
, عندما لمحت عاصم يقف عند باب الغرفة ظنت انه جاسر، فبدأت ترجع بظهرها بخوف وهي تهز يديها نفيا بخوف.
,
, تهاني برعب وهي تبكي: لا لا لا، ابوس ايدك ابعد عني، كفاية كفاية ابوس ايدك مش عايزة.
,
, إسماعيل باكيا: اهدي يا تهاني اهدي يا بنتي
, دفعت تهاني والدها بعيدا وبدأت تصرخ فيه: ابعد عني انت السبب، أنت السبب هو قالي، قالي دا ذنب ابوكي، حرررام عليك
, عاصم بحزن: تهاني، اهدي
, زاد صرخاها أكتر: لالا والنبي أنا ماليش دعوة أنا ما اعرفش هو عمل ايه، أبوس إيدك يا جاسر ارحمني.
,
, عاصم سريعا: اهدي يا تهاني انا عاصم مش جاسر
, تهاني صارخة: لاء انت جاسر وجاي تدبحني، ابوس ايدك يا جاسر بيه ارحمني والنبي و**** أنا ماليش دعوة.
,
, ظلت تصرخ وتبكي إلى ان فقدت الوعي
, خرج عاصم من منزل اسماعيل وهو لا يري امامه، يتخيل رؤى مكان تهاني، لن يتحمل ان يري شقيقته في هذه الحالة الموت اهون عنده
, ذهب إلى احد اصدقائه القدامى، الذي كان قد قطع علاقته به بسبب اعمال البلطجة التي يقوم بها
, عاصم ؛ انا عايز منك خدمة يا وليد، وهديك كل إلى تطلبه
, وليد: اؤمر يا عاصم، رقبتي سدادة
, عاصم: جاسر مهران.
,
, اتسعت عيني وليد بصدمة: جاسر مهران صاحب شركات مهران جروب للمقاولات لا، يا صاحبي أنا مش قده دا.
,
, عاصم: هديك إلى تطلبه
, وليد: مش حكاية فلوس يا عاصم دا أنا اخدمك برقبتي، بس أنت ما تعرفش الراجل دا مسميونه في السوق الشيطان
, عاصم بحدة: قدها ولا اشوف غيرك
, وليد: بص اديني مهلة اقلبها في دماغي
, عاصم: ماشي يا وليد وانا مستني منك تليفون
, في فيلا رائعة الجمال فخمة التصميم، ذات اساس كلاسيكي فرنسي.
,
, يجلس رجل ( تجاوز سنه الخمسون عاما طويل القامة ذو ملامح قاسية حليق اللحية ذو شارب عريض، اصلع، بدين بعض الشىء) علي طاولة الطعام الكبيرة في يده الجريدة وفي يده الاخري فنجان من القهوة
, نزلت شاهندا من غرفتها وذهبت اليه
, شاهندا وهي تقبل وجنته: صباح الخير يا بابي
, صبري متعجبا: صباح النور يا شاهي، صاحية بدري يعني مش بعادتك
, شاهندا بتوتر: اصلي كنت عايزة الحق حضرتك قبل ما تروح الشركة
, صبري: ليه يعني.
,
, شاهندا: اصلي بصراحة يا بابي عايزة حضرتك في موضوع مهم
, صبري بضيق: اخلصي يا شاهندا عشان مستعجل
, شاهندا: اصلي بصراحة يا بابي متقدملي عريس، وعايز يقابل حضرتك في اسرع وقت
, صبري: اسمه ايه وبيشتغل ايه
, شاهندا بلهفة: شادي، شادي سليمان، عند شركات سياحة في دبي، هو اصلا عايش في دبي وبيجي هنا في اجازات سريعة وهيرجع دبي الأسبوع الجاي عشان كدة عايز يقابل حضرتك في اسرع وقت.
,
, صبري: ماشي خليه يجي النهاردة الساعة 9
, شاهندا بفرحة: بجد ميرسي يا بابي
, ثم تركته وخرجت مسرعة لتكلم شادي
, فأخرج صبري هاتفه واتصل بذراعه الايمن
, صبري: ايوة يا أيمن عايزك تجبلي كل المعلومات عن شادي سليمان، كل حاجة عنه من يوم ما اتولد
, ايمن ( ذراع صبري اليمين ): اوامرك يا باشا
, تململ جاسر في نومته متأففا بسبب صوت رنين هاتفه، امسكه ونظر إلى اسم المتصل ليجد شاهندا، ارتسمت ابتسامة خبيثة علي شفتيه
, فتح الخط.
,
, جاسر بصوت حنون: صباح الورد يا حبيبتي
, شاهندا: صباح الخير يا حبيبي
, جاسر: ، كلمتي باباكي
, شاهندا: اااه وبيقولك تيجي النهاردة الساعة 9
, جاسر بسعادة زائفة: بجد يا حبيبتي، انا سعيد جدا بالخبر دا تسعة بالدقيقة هبقي عنده
, شاهندا: ماشي يا حبيبي، هقفل انا بقي عشان الحق اجهز نفسي
, جاسر: شاهندا
, شاهندا: نعم يا حبيبي
, جاسر: بحبك
, شاهندا: وانا كمان.
,
, اغلق جاسر الخط وهو يبتسم بسعادة، لا لا هو لم يقع في حبها، بل هو سعيد انه اقترب من تحقيق انتقامه
, امسك هاتفه واتصل بفتحي
, جاسر: كل حاجة تمام
, فتوح: تمام يا باشا، ايمن بيه بيقولك ما تقلقش خالص هو مظبط كل حاجة
, صحيح عاصم اخو مدام حضرتك، راح عند إسماعيل وبعد كده راح عند واحد بلطجي اسمه وليد
, جاسر: وبعدين
, فتوح: احنا خطفنا إلى اسمه وليد دا ومرمي في المخزن
, جاسر: روقوه علي ما اجيله
, فتوح: اوامرك يا باشا.
,
, اغلق جاسر الخط وضحك بسخرية
, قام من علي الفراش واغتسل وبدل ملابسه
, خرج من الغرفة فوجد المنزل نظيف ومعطر ورائحة الفطور الشهية تملئ المكان، ووجد باب غرفة رؤى مقفول فيها شعر بالراحة لا يعرف أهو الذي يثير خوفها ام هي التي تثير ذعره
, التقط ميدليته وهاتفه وخرج من المنزل
, وركب سيارته وانطلق إلى تلك المستشفي النفسية، ودخل إلى تلك الغرفة، فوجدها كالعادة جالسة تضم ركبتيها لصدرها، نظرة الذعر لا تفارق عينيها.
,
, اقترب منها وجثي علي الارض بجانب فراشها
, جاسر بصوت حنون: نرمين، نرمين بردوا مش عايزة تردي عليا، عارفة انا جايبلك خبر حلو اوي، خلاص يا نرمين هانت فاضل حاجة بسيطة واحقق انتقامي واخدلك حقك
, ، ظلت نظارتها جامدة مرتعدة
, قام جاسر وقبل جبينها
, جاسر: ، وحياتك عندي لهدفعه التمن غالي اوي
, قام وذهب إلى غرفة الطبيب الخاص بمتابعة حالتها
, جاسر: جاسر مهران، اخو نرمين
, ياسر: اه، اهلا وسهلا يا افندم اتفضل
, جاسر: في تقدم في حالتها.
,
, ياسر: للاسف لاء يا افندم، انا محتاج اعرف من حضرتك ايه إلى وصلها للحالة دي، عشان اقدر اعالجها
, جاسر بحدة: مالكش دعوة المطلوب منك تعالجها وبس
, ياسر: حضرتك انا دكتور مش ساحر، فلازم اعرف سبب المرض عشان احدد العلاج
, نظر له جاسر شرزا وامسكه من تلابيب معطفه الطبي
, جاسر غاضبا: خليك في حالك يا شاطر المطلوب منك تعالجها وبس.
,
, خرج جاسر من المستشفى
, وذهب إلى شركته قضي فيها بعض الوقت، ثم عاد إلى منزله وارتدي بدلة زرقاء غامقة وقميص ابيض وخرج من المنزل واتجه إلى احد محلات الورود الفاخرة واشتري بوكية ورد رائع وبعض الهدايا وهو الآن امام فيلا صبري الدمنهوري.
,
, في منزل حسين
, اتصل عاصم بوليد عدة مرات ولكن دون فائدة، فهاتفه مغلق منذ ان قابله عاصم آخر مرة
, عاصم غاضبا: ما بيردش ليه دا
, حسين: مالك يا عاصم
, عاصم بحزن: مش عارف مالي، مش عارف اختي عاملة ايه ولا ايه إلى بيحصلها، انا شوفت تهاني وعرفت إلى جاسر مهران عمله فيها، تفتكر هيعمل في رؤى كدة هي كمان، انا الموت عندي اهون من اني اشوف اختي في الحالة دي، ليه يا بابا بيحصلنا كدة احنا عمرنا ما أذينا حد.
,
, حسين: قدر **** وما شاء فعل، كله مقدر ومكتوب يا ابني، ورؤي اختك قوية مش ضعيفة زي ما جاسر فاكر، رؤى قوية بإيمانه وباعتمادها علي ****، وان شاء **** **** هيقويها وهينصرها عليه
, ماجيدة باكية: وحشتني اوي، نفسي اشوفها يا تري عاملة ايه يا بنتي
, في منزل جاسر.
,
, انتهت رؤى من **** العشاء وقراءة وردها اليومي، استغربت كثيرا من هدوء البيت اليوم فجاسر لم يرعبها كعادته، خرج في الصباح حتى دون ان يفطر، ثم عاد بعد عدة ساعات وبدل ملابسه وخرج مرة أخرى في هدوء تام.
,
, رؤى: يا خوفي ليكون دا الهدوء الذي يسبق العاصفة
, قامت رؤى وخرجت من غرفتها تتلفت حولها كاللصوص، بالرغم من انها واثقة ان جاسر ليس في المنزل ولكنها خافت ان يكون عاد دون ان تشعر وعندما لم تجده دخلت إلى غرفته، ظلت تفتش بين اغراضه لعلها تجد هاتفها، فهي مشتاقة بشدة لسماع صوت والديها تريد أن تطمئن عليهم مهما كلفها الثمن
, فبدأت تبحث عن الهاتف
, امام فيلا صبري الدمنهوري.
,
, نزل جاسر من سيارته ودق باب البيت وانتظر بضع دقائق إلى ان فتحت له الخادمة وادخلته
, واصحبته إلى غرفة الصالون
, دخل الغرفة وجلس علي الأريكة
, دقائق مرت قبل ان يدخل صبري
, قام جاسر احتراما له وصافحه بأدب ولكن في داخله ود لو ينزع قلبه من مكانه
, صبري: اتفضل استريح يا استاذ٣ نقطة
, جاسر مبتسما: شادي، شادي سليمان، شكرا يا عمي
, جلس جاسر يمثل انه متوتر ولا يستطيع تجميع الكلام
, صبري: احم، خير يا استاذ شادي.
,
, جاسر متوترا؛ بصراحة يا عمي اصل انا يعني
, صبري: مالك يا ابني متوتر كدة ليه
, جاسر مبتسما: هااا لا ابدا انا بس يعني اول مرة اتحط في الموقف دا، بصراحة يا عمي ومن غير مقدمات كتير انا طالب ايد الانسة شاهندا بنت حضرتك
, صبري: بص يا ابني شاهندا دي بنتي الوحيدة
, وانا لازم ابقي مطمن عليها مع الإنسان إلى هتتجوزه
, جاسر: انا مستعد لكل طلبات حضرتك
, صبري: انا عارف انك عندك شركات سياحة كتير في دبي.
,
, جاسر: أيوة يا افندم، انا اصلا عايش هناك وما بنزلش هنا غير اجازات سريعة وبرجع تاني
, صبري: وايه إلى بيخيلك تنزل مصر، بتزور اهلك
, جاسر: لا يا افندم انا اهلي متوفيين من زمان، انا بنزل هنا عشان بحاول اتفق علي مشروع جديد
, صبري: وهو
, جاسر: منتجع سياحي ضحم، انا لقيت المكان المناسب ليه، بس لسه بدبر اموري اصله هيحتاج مبلغ كبير جدا جدا كمان
, صبري: في حدود كام يعني
, جاسر: مش اقل من 100 مليون جنية.
,
, صبري: وانت معالك منهم كام
, جاسر: للاسف مش معايا حاليا غير النص بس
, صبري: طب وهتعمل ايه
, جاسر: هدور علي شريك، انا ليا اصدقاء كتير بيشتغلوا في السياحة
, صبري: طب ايه رايك لو شاركتك انا
, جاسر مندهشا: حضرتك، ااااا يعني حضرتك بنفسك
, صبري: آه انا بنفسي، مش المشروع دا نجاحه مضمون
, جاسر سريعا: مليون في المية يا افندم
, صبري: خلاص هنبقي شركا ونسايب، جهز اوراقك وانا هكلم المحامي بتاعي يجهزلنا ورق الشراكة قولت ايه.
,
, جاسر: دا شئ يشرفني طبعا يا افندم
, صبري: يبقي نقرا الفاتحة
, جاسر: والخطوبة
, صبري: ما احنا هنقرا الفاتحة اهو
, ابتسم جاسر ورفع كفيه وقرأ الفاتحة مع صبري
, جاسر: آمين، حضرتك انا لازم ارجع دبي في اسرع وقت، المحامي بتاعي هيتابع مع حضرتك عشان الشغل هناك وافق
, صبري: مافيش مشكله
, جاسر: بالنسبة بقي للجواز انا طبعا هاخد شاهندا معايا، صدقني حضرتك المكان هناك هيعحبها جدا، بس بعد اذن حضرتك طبعا نعمل الفرح قبل نهاية الأسبوع.
,
, صبري: أيوة بس٣ نقطة
, جاسر مقاطعا: انا اسف طبعا لمقاطعه حضرتك، لو علي الخطوبة انا مستعد اجبلها الشبكة إلى هي عيزاها والمهر إلى حضرتك تطلبه وهعملها الفرح في اكبر قاعة في مصر، بس انا بنزل مصر كل 3 سنين اسبوعين بس عدي منهم اكتر من اسبوع ما اقدرش اقعد هنا اكتر من كدة عشان شغلي، وما اقدرش استني 3 سنين بحالهم علي ما انزل تاني واتجوز شاهندا كتير اوي
, صبري: اهم حاجه شاهندا توافق.
,
, دخلت شاهندا التي كانت تسترق السمع منذ دخول شادي او بمعني اصح جاسر
, شاهندا بلهفة: انا موافقة يا بابي
, صبري ضاحكا: علي بركة ****، الفرح يوم الخميس الجاي
, ابتسم جاسر بسعادة
, جاسر مبتسما: انا متشكر جدا يا عمي وصدقني شاهندا هتشوف معايا ايام عمرها ما شافت زيها ابدا.
,
, خرج جاسر من منزل صبري وابتسامة انتصار سعيدة تزين شفتيه
, استقل سيارته واتجه إلى منزله
, كانت رؤى في هذه الاثناء مازالت تبحث عن هاتفها في غرفة جاسر، دون فائدة ظلت تبعثر اغراضه لتبحث عن هاتفها ثم تعيد ترتيبها من جديد
, رؤى: هيكون وداه فين يعني
, وفجاءة جحظت عينيها وهربت الدماء من عروقها وشحب لونها كالاموات وتجمدت جميع أطرافها برعب عندما
, جاسر: انتي بتعملي ايه عندك., خارج القائمة
 
الثاني عشر


تلك الكلمات أتت من خلفها مباشرة لتقضي علي ما بقي من ثباتها، تقسم انها ستفقد الوعي من شدة خوفها تيبست حتى عضلات رقبتها فلم تستطع ان تلتفت إليه
, جاسر ساخرا: ايه يا حلوة القطة كلت لسانك، ردي بتعملي ايه عندك
, رؤى متلعثمة من شدة خوفها: ااااااناا، ككككك
, جاسر غاضبا: انتي هتكاكي ما تخلصي
, رؤى برعب: كنت بنضف الاوضة
, ذهب جاسر وجلس على حافة فراشه وأشار لها ان تذهب وتجلس بجانبه.
,
, ذهبت بخطي مرتجفة من الرعب تقدم قدم وتؤخر أخري إلى ان وقفت امامه فجذب يدها وجعلها تجلس بجانبه
, ظل صدرها يعلو ويهبط بشدة من خوفها
, جاسر ساخرا: مالك خايفة ليه كدة
, نظرت له برعب ولم تنبث ببنت شفة
, جاسر: كنتي بتعملي ايه هنا ومن غير كذب
, رؤى بصوت متحشرج من الرعب: اهلي وحشوني نفسي حتى اسمع صوتهم، ارجوك
, جاسر: عارفة، حظك ان مزاجي حلو دلوقتي
, اخرج هاتفه وطلب رقم حسين وفتح مكبر الصوت.
,
, رن الهاتف بعض الوقت قبل ان تسمع صوت والدها
, حسين: السلام عليكم
, فبدأت الدموع تهرب من مقلتيها ولكنها تظاهرت بالثبات ورسمت على شفتيها ابتسامة مرحة
, رؤى: وعليكم السلام يا ابو الاحسان يا اخويا
, نظر لها جاسر بدهشة فكيف تستطيع الابتسام علي الرغم من خوفها وبكاءها
, حسين بلهفة: رؤي، رؤى حبيبتي انتي كويسة
, رؤى: الحمد لله يا بابا انا كويسة، اخبارك ايه انت وماما وطمطم وعاصم، عاصم عامل ايه دلوقتي.
,
, حسين: بخير يا بنتي اهم حاجه انتي، انتي فين يا رؤى وانا اجيلك
, نظر لها نظرة تحذيرية غاضبة من ان تنطق
, رؤى: انا كويسة يا بابا ما تقلقش
, جذب عاصم الهاتف من والده
, عاصم: رؤى قولي انتي فين يا رؤى وما تخافيش منه، انا هحميكوا منوا يا حبيبتي
, ابتسم جاسر بسخرية
, عاصم: ولو هو عنده رجالة تحميه، فانا كمان عندي رجالة يحموكي ويحمونا
, ضحك جاسر ساخرا: قصدك وليد عوض ****
, شحب لون عاصم بعد سماعه صوت جاسر.
,
, جاسر ساخرا: كدة يا نسيبي العزيز رايح تأجر بلطجية عشان يقتلوا جوز اختك
, نظرت له رؤى بفزع
, عاصم غاضبا: سيب رؤى يا جاسر والا و**** هقتلك
, جاسر ساخرا: تؤ تؤ، اهدا يا عصومة مش كدة، ما تقلقش هسيبها بس بعد ما تبقي زي تهاني حبيبة القلب
, ثم اغلق الخط، رأي الذعر يرسم خطوطه بحرفيه علي وجهها والفزع احتل مكانه في مقلتيها، شفتيها ترتجفان رعبا
, جاسر ساخرا: اطمنتي يا ستي علي اهلك
, ولكنه تفاجأ كثيرا عندما.
,
, رؤى: انت ليه بتعمل كدة
, جاسر: انتوا ما تستاهلوش غير كدة
, رؤى: ليه، دا حتى الرسول صلى **** عليه وسلم قال رفقا بالقوارير
, جاسر غاضبا: اطلعي برة والاقسما ب**** هلغي الاتفاق إلى بينا
, خرجت تهرول من غرفته ودخلت غرفتها واوصدت الباب بالمفتاح
, اما هو فظل يجوب غرفته غاضبا
, جاسر غاضبا: يا رتني ما اتجوزتها، انا لازم ابعدها عني في اسرع وقت اخلص بس من بنت صبري الدمنهوري وهفضالك يا رؤى ويا انا يا انتي.
,
, مرت الايام سريعا وجاسر يتجنب الالتقاء برؤي بقدر الإمكان ومازالت رؤى تتسلل إلى غرفته ليلا لتتحدث معه في ذكرياتها وهي طفلة واحلامها وأيام دراستها أما جاسر فكان طوال ذلك الاسبوع يتعامل مع شاهندا بعطف وحنان لا مثيل لهما، وعندما يعود إلى رؤى يذهب للنوم مبكرا حتى يسمعها، وخرج علي من المستشفى وعاد إلى منزله، ووقع شادي اقصد جاسر عقود الشراكة مع صبري الدمنهوري وشربت شاهندا حد الثمالة من بحور عشق جاسر الكاذبة واصبحت تحبه بل تعشقه بجنون، أما نرمين فحالتها كما هي دون جديد وياسر يحاول معها جاهدا ولكن لا حياة لقلب مذبوح منذ عشرات السنين لروح تعذبت وهي في ريعانها، لنبته حضراء سقيت العذاب الوان حتى اصفرت وذبل عودها.
,
, إلى ان جاء يوم الخميس
, ( فرح جاسر وشاهندا )
, قرابة الثامنة مساءا خرج جاسر من غرفته
, نادي جاسر بصوت عالي: رؤى
, فخرجت رؤى من غرفتها سريعا، فشمت رائحة عطره القوي، رفعت نظرها إليه قرأته وهو يرتدي حلة سوداء كلاسيك وقميص ابيض وجرافت سوداء، يضع عطره الساحر بغزارة ويرتدي ساعته الفضية الغالية وحذائه الاسود اللامع مع تسريحة شعر جذابة ولحية خفيفة زادته وسامة )
, جاسر ساخرا: هتفضلي مبحلقة فيا كدة كتير.
,
, خفضت نظرها ارضا وعضت علي شفتيها بإحراج
, رؤى بصوت منخفض: انا اسفة
, ضحك جاسر ساخرا: علي ايه انتي مراتي ودا حقك عادي يعني، وأنا كمان ليا حق بس لسه وقته ما جاش بس هانت اوي، اول اسبوع عدي
, ازدرقت ريقها بخوف وهي تقبض بيديها علي عباءتها المنزلية الواسعة
, جاسر: بصي بقي يا حلوة انتي هتدخلي اوضتك وتقفلي الباب بالمفتاح ومش هتخرجي منها لو سمعتي حتى ضرب نار برة وإلا انتي عارفة انا هعمل ايه
, هزت رأسها إيجابا عدة مرات.
,
, جاسر غاضبا: علي اوضتك
, دخلت غرفتها سريعا واغلقت الباب بالمفتاح
, نزل جاسر وركب سيارته وانطلق إلى حيث مركز التجميل الفخم لاصطحاب شاهندا
, ارتدت شاهندا فستان ابيض ( كب) ومفتوح من الظهر ووضعت مساحيق التجميل الغالية فبدت حورية جميلة
, ابتسم جاسر بسخرية عندما رآها اخذ يدها وركب معها في سيارته وذهب إلى القاعة الكلاسكية الفخمة، اذاقها عسل عشقه الكاذب فلم تنتبه إلى السم الذي فيه.
,
, انتهي الفرح واخذ جاسر شاهندا ومعهم صبري الذي اوصلهم إلى ذلك الفندق الضخم الذين سيقضون اول ليله لهم فيه، ثم سيسافرون غدا
, صبري: خلي بالك من شاهندا يا شادي
, جاسر: ما تقلقش يا عمي دي في عنيا
, رحل صبري وصعد جاسر وشاهندا إلى غرفتهم
, بدأت شاهندا في خلع طرحة رأسها
, جاسر: انتي هتعملي ايه
, شاهندا: هشيل الطرحة عشان زهقتني
, جاسر: لاء استني انا محضرلك مفاجأة
, اخذ يدها وخرج بها من الغرفة ومن الفندق بأكمله واركبها سيارته.
,
, شاهندا: شادي، احنا رايحين فين
, جاسر بنبرة غامضة: مفاجأة
, ظل يزيد السرعة إلى ان وصل إلى منزله
, جاسر: يلا انزلي
, نزلا من السيارة فأخذ يدها وصعد بها إلى منزله
, جاسر: خشي برجلك اليمين يا عروسة
, شاهندا: شقة مين دي يا شادي
, جاسر: شقتي يا حبيبتي، عشنا الجميل إلى هنقضي فيه اول ليلة في حياتنا
, اخذ يدها ودخل إلى غرفته وصفع الباب خلفه بقوة فانتفض جسدها بخضة
, شاهندا بدلال: كدة يا شادي، خضتني
, تعالت ضحكاته الساخرة.
,
, جاسر ساخرا: سلامتك من الخضة يا قلب جاسر
, شاهندا: جاسر مين
, جاسر: أنا
, شاهندا: بطل هزار يا شادي
, ومرة أخرى ظل يضحك بسخرية
, جاسر: شاهندا صبري الدمنهوري، اخيرا وقعتي تحت رحمة جاسر مهران، اخيرا هاخد حق اختي من إلى عمله ابوكي فيها.
,
, شاهندا مصدومه: اختك مين وبابا علاقته ايه
, قص عليها جاسر ما حدث قديما
, فاتسعت عينيها في صدمة
, شاهندا غاضبة: مستحيل بابي يعمل كدة انت اكيد كداب
, قام جاسر غاضبا وامسك شعر شاهندا بعنف وصفعها علي وجهها
, شاهندا باكية: انت حيوان، حيوان
, جاسر غاضبا: انا هوريكي الحيوان دا هيعمل فيكي ايه، والي عمله ابوكي زمان في اختي هعمله فيكي دلوقتي
, رماها على الفراش وخلع حزام بنطاله وبدأ يهوي بحزامه علي جسدها.
,
, شاهندا باكية: ارجوك يا شادي ارحمني، أنا ماليش دعوة
, ضحك جاسر عاليا: ارحمك، دا انا هخليكي تتمني الموت، انتي ما تعرفيش أنا استنيت اليوم دا قد ايه
, شاهندا باكية: أنا ذنبي ايه.
,
, جاسر صارخا بغضب: واختي ذنبها ايه، وابويا وأمي ذنبهم ايه، عمرهم ما اذوا حد بسبب ابوكي ابويا انتحر، ابويا ما استحملش إلى ابوكي عمله فينا فانتحر، وجاية تقوليلي أنا ذنبي ايه لاء يا حلوة انتي ضعفة صبري و، انتي خاتم سليمان إلى بيه هجيب ابوكي راكع تحت رجليا، أنا كنت اقدر اخلص عليه من زمان، بس لاء لازم اشوفه مذلول ومكسور زي ما ذل ابويا وكسره.
,
, شاهندا باكية: انا مالي، أنا ذنبي ايه
, جاسر ضاحكا: هنعيده تاني، ما أنا لسه قيالك إلى فيها
, شاهندا صارخة: أنت مريض مستحيل تكون إنسان طبيعي
, جاسر ضاحكا بشر: صح، عندك حق والي هعمله فيكي دلوقتي هيأكدلك أن أنا مش طبيعي
, في الخارج تحديدا في غرفة رؤي، كانت جالسة على فراشها تقرأ وردها اليومي عندما صم اذنيها صوت صراخه الغاضب.
,
, خرجت من غرفتها بتردد متجه ناحية مصدر الصوت فوجدته يأتي من ناحية غرفته تقدمت من الغرف بخوف، وفجاءة تجمدت مكانها عندما سمعت صرخات انثوية
, ( حررررام عليك أنت مش بني آدم، ابعد عن، يا بابي، الحقني يا بابي )
, ثم سمعت صوته وهو يزئر بغضب ( اخرسي يا بنت ال×0000).
,
, فانتفض جسدها برعب، اتسعت عينيها بذعر من تلك التي تصرخ وماذا يحدث لها، ظلت ترتجف من الخوف مكانها، حاولت أن تهرب عائدة لغرفتها ولكن شعرت ان جسدها قد شل كليا، ظلت مكانها إلى أن فتح جاسر باب غرفته وخرج منها، انطلقت شرارات الجحيم من عينيه عندما رآها تقف امامه اسرع وقبض على خصلات شعرها.
,
, جاسر غاضبا: انا مش قولتلك ما تخرجيش من اوضتك
, رؤى بضياع: هي مين اللي بتصرخ جوة، انت بتعمل فيها ايه
, جاسر غاضبا: نفس إلى هعمله فيكي بالظبط لو ما غورتيش علي اوضتك
, فرت سريعا إلى غرفتها وجلست على سريرها وضمت ركبتيها لصدرها، وفجاءة اقتحم جاسر الغرفة.
,
, انتفضت من علي فراشها عندما رائته يقتحم الغرفة عاري الصدر يرتدي بنطال قطني اسود فقط
, لا تعلم من أين اتتها تلك الشجاعة: انت جاي هنا ليه
, قهقه جاسر عاليا حتى ادمعت عينيه من شدة الضحك، ثم توقف فجاءة عن الضحك ونظر لها بأعين ذئب يتربص بفريسته
, جاسر ساخرا: معلش انا مضطر انام هنا النهاردة اصل الاوضة التانية فيها ضيفة ثم اكمل بهمس يشبه فحيح الأفاعي، قريب هتكوني مكانها.
,
, اتجه ناحية الفراش ومدد جسده عليه، ذهبت رؤى تجاه الاريكة لتنام عليها
, جاسر: انتي بتعملي ايه
, رؤى: هنام
, جاسر: قدامك دقيقة واحدة وتبقي علي السرير
, ازدرقت ريقها برعب، تقدمت من الفراش تقدم قدم وتؤخر أخري إلى ان وصلت اليه وتمددت علي طرفه البعيد عن جاسر واعطت ظهرها اليه
, اغمضت عينيها تحاول النوم، وهي تشعر بأنه يقترب منها، حاولت ان تقنع نفسها بأنه وهم من شدة خوفها ليس الا.
,
, ولكنه قطع الشك باليقين عندما التفت ذراعه حول خصرها وجذبها بعنف اليه إلى ان ارتطم ظهرها بصدره، احست بأنفاسه الحارة تلفح عنقها من الخلف، حاولت ان تتماسك ان لا تظهر اي ردة فعل تدل على خوفها، ولكنه انهارت في النهاية فبدأ جسدها يرتجف بشدة
, ولكن العجيب
, عندما سمعته يهمس بصوت حنون لم تسمعه منه من قبل: ما تخافيش يا رؤى
, مفعول تلك الكلمات كان كالسحر، دوا جرحها واستكان جسدها فجأة.
,
, ولكن جاسر اكمل جملته، ؛ لسه الشهر ما خلصش
, لماذا يا جلادي
, لماذا تمنحني الداء والدواء
, لماذا تفتح جراحي
, ثم تعود لتداويها
, فاذا شفيت عدت لتصنع غيرها
, رفقا بي يا جلادي،
, فأنا قارورة مسكينة
, خلقت من ضلعك
, واخذت عنها القوامة لتحميها
, لا لتذلها وتشقيها
, فسحقا لك يا آدم
, وسحقا لقلب حواء الغبي
, الذي تربي، علي عشقك
, تربي علي طاعتك.
,
, وتربيت انت علي ذلها
, جعلتها جاريتك بإرادتها
, ووقفت بارداتها
, تمزق ما بقي منها
, في صباح اليوم التالي
, لم يغمض لها جفنا طوال الليل.
,
, انفاسه الحارقة تحرق روحها ببطئ، ذلك المقبض الحديدي المسمي خطاء ذراعه يقيدها طوال الليل، ولكن ما أرقها فعلا، تلك الصرخات الانثاوية، تلك المسكينة القابعة، خلف باب غرفة الوحش، ينفطر قلبها عليها حتى دون ان تلاقها، تتسال مع نفسها تري اي نوع من العذاب لاقت تلك المسكينة، فضحكت بسخرية علي حالها وهي تردد نفس النوع الذي ستلاقينه بعد ثلاثة اسابيع فقط.
,
, فاقت من شرودها عندما طرقع باصبعيه امام وجهها
, جاسر ساخرا: ايه يا شيخه رؤى سرحانة في ايه ولا في مين
, رؤى: ها، لا ابدا
, ابتسم ساخرا ولم يعلق
, انتهي من ارتداء ملابسه واستعد للرحيل.
,
, جاسر بنبرة تحذيرية شديدة اللهجة: بصي بقي يا رؤي، انا محترم وعدي معاكي جدا، وبدأت اعاملك كويس، اهو شفقة مني لحد ما الشهر يخلص، ثم اشار بيده ناحية غرفته، بس لو فكرتي تدخلي الاوضة دي، حتى لو سمعتي ايه جاي من جواها، هوريكي جحيم جاسر مهران الحقيقي، ماشي
, هزت رأسها إيجابا
, فضربها برفق علي وجنتها: شاطرة
, خرج من منزله وركب سيارته وانطلق إلى عمله
, اما هي فحاولت ان تلهي نفسها بأعمال المنزل.
,
, ولكن صدق من قال ان الفضول قاتل
, وجدت نفسها علي غير العادة تنتهي من تنظيف المنزل وصنع الغداء باكرا
, رؤى في نفسها: بلاش يا رؤي، بلاش يا رؤي، بلاش يا رؤي، جاسر لو عرف هتبقي مكانها، انا بس عايزة اطمن عليها لتكون بعد الشر ماتت و لا حاجة، ااه هروح اطمن عليها بسرعة وأخرج.
,
, ذهبت رؤى ناحية غرفة جاسر بخطي سريعة متلهفة وجدت المفتاح قابع مكانه في قفل الباب من الخارج، فادارته وفتحت الباب.
,
, ودخلت وجدت الغرفة تغرق في بحر من الظلام، مدت يدها واضاءات الانارة لتشهق بفزع وتتراجع للخلف من بشاعة ما رأت
, صاح فيها عقلها غاضبا: يلا يا رؤى اخرجي بسرعة واقفلي الباب قبل ما جاسر يجي
, فهدر قلبها يرد علي عقلها: لاء يا رؤي، مستحيل تسيبها في الحالة دي، دي بتموت ساعديها يا رؤى
, هزت رأسها إيجابا تنفيذا لأوامر قلبها وضربت بحسابات عقها عرض الحائط.
,
, تقدمت من فراش جاسر بخطي سريعة ناحية تلك المسكينة الملقاة على فراشه تبدو كالجثة الهامدة.
,
, بكت رؤى علي حال تلك المسكينة، وحالها هي أيضا فقريبا ستصبح مثلها
, جلست رؤى بجانبها تحاول افاقتها
, امسكت زجاجة عطر جاسر وقربتها من انفها فلاحظت انقباض عضلات وجهه الفتاة بذعر
, بدأت شاهندا تفتح عينيها ببطء وهي تأن من شدة الألم
, شاهندا بصوت ضعيف: ماية عطشانة، ماية
, هزت رؤى راسها إيجابا سريعا وإحضرت لها كوب من الماء وساعتدها بصعوبة علي تناوله
, شاهندا باكية: ارجوكي، ارجوكي انقذني منه، ابوس ايدك خرجيني من هنا.
,
, رؤى: يا ريت اقدر جاسر قافل الباب
, بالمفتاح من برة، قومي يلا معايا
, شاهندا بفزع: فين
, رؤى: اهدي ما تخافيش جاسر مش هنا
, أسندت رؤى شاهندا وادخلتها المرحاض ووضعتها في المغطس في المياة الدافئة
, واحضرت لها ملابس من عندها، كل هذا تم في غرفة رؤى
, ارتدت شاهندا الملابس البسيطة، وساعتدها رؤى علي الجلوس على الفراش الصغير
, شاهندا باكية: انا متشكرة أوي علي مساعدتك، بس ابوس ايدك خرجيني من هنا قبل ما يجي.
,
, رؤى بحزن: صدقيني البيت دا سجن ما فيش فايدة ما فيش طريق للهروب
, شاهندا باكية: انا لازم اخرح من هنا، ارجوكي هيعذبني تاني، هيدبحني تاني ارجوكي خرجيني من هنا
, انهمرت دموع رؤى: يا ريتني اقدر
, خرجت من الغرفة وذهبت ناحية المطبخ ووضعت الطعام لتلك المسكينة علي صينية ثم اخذتها وعادت إلى غرفتها
, رؤى: يلا عشان تاكلي
, وضعت الطعام أمامها.
,
, وربتت علي كتفها، تحاول طمئنتها وقلبها هي يرفرف كالطير الذبيح الذي يلفظ انفاسه الاخيرة من شدة رعبها
, جلست بجانبها تطعمها وتهون عليها وتحكي لها الطرائف والمواقف المضحكة
, شاهندا: انتي مين
, رؤى: انا رؤى واحدة من ضحايا جاسر مهران.
,
, في هذه الاثناء كان جاسر يتوعد لشاهندا في نفسه بجرعة من العذاب المكثفة وهو يستقل المصعد عائدا إلى شقته، دخل شقته ورمي الحقيبة بإهمال علي احد الكراسي، كالعادة وجد المنزل هادئ
, وذهب ناحية غرفته وفتحها، ليقطب حاجبيه بغضب ويصيح بصوت هادر كالرعد: رؤؤؤؤي
, انتفضت الفتاتين عندما سمعا صوته، تتمسك كل بالاخري في فزع.
,
, وفجاءة اقتحم جاسر الغرفة كالاعصار وقف ينظر إلى حالة الذعر البادية عليهما بنظرات حادة ثابتة، وفجاءة ارتخت معالم وجهه وعادت للسخرية مرة أخرى
, جاسر ساخرا: بردوا يا رؤى ما سمعتيش كلامي
, اممممممم، اعمل فيكي ايه بس يا رؤي، ااه خلاص لقيتها
, ثم اشار بيده ناحيتهم وابتسم
, جاسر مبتسما بسخرية: واحدة فيكوا هتيجي معايا اوضتي، اختاروا يا حلووين، من فيكوا هضحي عشان التانية وتدخل عنبر اعدام جاسر مهران الليلة دي., خارج القائمة
 
الثالث عشر


شاهندا سريعا وهي تشير ناحية رؤى: هي، هي خدها هي
, جاسر ضاحكا: شوفتي إلى بتكسري كلامي عشانها، باعتك ليا في ثانية
, شحب وجه رؤى بخوف ونظرت إلى شاهندا بصدمة
, جاسر: بس انا لسه عند وعدي وعشان كدة هاخذك انتي ثم اشار ناحية شاهندا
, تقدم من الفراش فبدأت شاهندا تتراجع بخوف وهي تبكي
, وقبل ان يصل اليها وجد رؤى تقف امامه ثم دفعته بيدها في صدره فارتد خطوة للخلف.
,
, رؤى بصوت عالي: كفاية بقي انت ايه يا اخي، شيطان، انت مستحيل تكون بني آدم بتخيرنا مين فيكوا إلى هتاخدها عشان تعذبها
, انت حيوان سادي ماعندوش ضمير ما يعرفش يعني ايه رحمة، وانا واثقة ان **** هياخدلنا حقنا وهينتقم منك علي إلى بتعملوا فينا.
,
, اسودت عيني جاسر بغضب بعد ما فعلته
, كان كفه الأسرع حين هوي علي وجهها صفعة دامية، اسقطتها علي الفراش
, فذهب إلى الاخري وحملها بين ذراعيه وهي تصرخ وتركل بقدميها في الهواء
, فبدأت رؤى تسمع صوت صرخات تلك المسكينة من جديد صرخات تمزق نياط القلوب، وضعت رؤى يديها علي اذنها حتى لا تسمع لصرخات تلك المسكينة، وبدأت دموعها تنزل بهستريا، تكورت علي الفراش واضعة يديها علي اذنيها تبكي.
,
, القي جاسر شاهندا في غرفته واغلق عليها الباب بالمفتاح
, إلى أن وجدت جاسر يدخل الغرفة كالاعصار يلف جزامه الجلدي حول يده، عينيه حمراء من الغضب عروق رقبته نافرة مقطب الجبين، بطريقة دبت الذعر في اوصال تلك المسكينة.
,
, جاسر مبتسما بشر: انا دلوقتي هوريكي شيطان جاسر مهران عامل ازاي يا شيخة رؤى
, ارتجفت اوصالها وبدأ جسدها يرتجف بشدة
, هبت من علي الفراش، حاولت ان تصل الى باب الغرفة ولكن كان الاسرع منها حين لف ذراعه حول خصرها وابعدها عن الباب
, ، بدأت تتلوي بين ذراعيه بهستريا حتى يتركها، بدأت تضربه بقبضتيها علي صدره وتخدش وجهه وعنقه باظافرها
, فما كان منه الا انه امسك رسغي يدها وجمعها خلف ظهرها وكبلهما بقبضة حديدية.
,
, رؤى صارخة: سبني يا حيوان
, جاسر غاضبا: انا هوريكي الحيوان هيعمل فيكي ايه صفعها عدة مرات علي وجهها حتى سالت الدماء من فمها وانفها، ثم امسك شعرها حاولت الصراخ، ولكن علق صوتها داخل حلقها، ملمس شفتيه يحرقها ببطء يمزق روحها النقية، ابتعد عن شفتيها يلتقط انفاسه ينظر لها بشر وهي تهز رأسها نفيا بعنف حتى يبتعد عنها
, استجمعت شجاعتها وركلته بركبتها في معدته
, فابعدها عنه بعنف وامسك معدته بألم.
,
, فركضت خارج الغرفة، وهو خلفها
, دخلت إلى المطبخ والتقطت سكينة كبيرة ووضعتها علي رسغ يدها
, رؤى صارخة وهي تبكي: لو قربت مني هموت نفسي
, جاسر ساخرا: وتموتي كافرة يا شيخه رؤى
, رؤى باكية: **** عارف ان مضطرة، **** هيرحمني
, اقترب جاسر خطوتين
, رؤى صارخة: ابعد، لو قربت مني هموت نفسي
, جاسر بصوت حنون: طب خلاص خلاص و**** ما هاجي جنبك، بس ارمي السكينة من ايدك
, هزت رأسها نفيا بخوف وهي تبكي.
,
, رؤى باكية: لاء انا عايزة اموت عايزة اخلص من الرعب إلى انا عايشة فيه علي طول، هخلص منك ومن ذُلك وتعذيبك واهانتك.
,
, لا تعرف ماذا حدث، اوقع جاسر بعض الأطباق دون ان تشعر فنظرت ناحيتهم نظرة خاطفة وعندما عادت تنظر اليه وجدت كف يده ممسكا بنصل السكينة الحاد، حتى انجرح باطن يده وبدأ الدم ينزل منها بغزارة
, سحب جاسر السكينة من يدها ورماها بعيدا
, جحظت عينيها بصدمة بعض ثواني، ثم فجاءة اغمضت عينيها وارتخي جسدها وقبل ان تصدم رأسها بالأرض، التقطها جاسر وحملها بين ذراعيه
, وذهب بها إلى غرفتها ووضعها علي الفراش.
,
, ثم تركها وذهب ناحية الغرفه الاخري ليأخذ هاتفه ليتصل بالطبيب
, فوجد شاهندا ملقاه علي الارض مغشي عليها جسدها بارد شفتيها زرقاء فحملها ووضعها على الفراش
, امسك هاتفه واتصل بالطبيب
, وجلس هو علي احد الكراسي ينتظر الطبيب وكلام رؤى يتردد كالايقاع الثابت في اذنيه
, لا يعرف لما شعر بالخوف بل الذعر عندما، احس ان رؤى من الممكن أن تضيع منه
, تنهد بتعب واغمض عينيه
, جاء الطبيب وفحص رؤى اولا، ومن بعد ذلك شاهندا
, جاسر: خير.
,
, الطبيب: الأستاذة إلى في الأوضة دي، ثم اشار ناحية غرفة رؤي، عندها انهيار عصبي انا ادتها حقنة مهدئة، بس انا شاكك ان هي عندها مشكلة في القلب، فياريت تعملها الإشاعات دي
, هز جاسر رأسه إيجابا وهو يأخذ الورقة من الطبيب
, جاسر: طب والتانية
, الطبيب: حضرتك احنا لازم نبلغ البوليس، واضح انها اتعرضت لتعذيب شديد دا فجالها انهيار عصبي حاد ولازم ننقلها لمستشفي نفسية في أسرع وقت.
,
, وضع جاسر يده على كتف الطبيب ونظر له نظرة تحذيرية غاضبة
, جاسر: ت، ايه سمعني تاني كدة
, ازدرق الطبيب ريقه بخوف: تاخد الادوية في ميعادها يا افندم
, جاسر مبتسما: ايوة كدة شاطر، والبوليس
, الطبيب: بوليس مين يا افندم انا مش حافظ نمرته اساسا
, ضحك جاسر ساخرا ثم اعطي للطبيب مبلغا كبيرا من المال، فاخذه ورحل وهو يتمتم مع نفسه: منك لله يا بعيد، شيطان صحيح زي ما بيقولوا عنك.
,
, ذهب جاسر ناحية غرفة رؤي، وجلس على الكرسي المجاور لفراشها ينظر لملامحها الهادئة.
,
, جاسر: انا ما حبتكيش يا رؤي، ما حبتكيش انا ممكن اكون اتعودت علي وجودك، اتعودت علي البيت الدافي النضيف المترتب، اتعودت.
,
, علي اكلك الجميل اتعودت اني انام اصوتك
, بس دا مش معناه اني حبيتك، ايوة انا ما حبتكيش، لاء ما حبتكيش، ما ينفعش، ما ينفعش الشيطان يحب، انا اسف يا رؤي، بس لازم اكسرك زيهم، عشان آكد لنفسي ان انا ما حبتكيش
, بس بردوا مش هسيبك يا رؤي، هتفضلي اسيرتي، (اسيرة الشيطان) للأبد، للأبد يا رؤى.
,
, رن هاتف جاسر برقم صبري، فخرج من الغرفة
, وفتح الخط واجاب
, صبري: ازيك يا شادي، اخبارك ايه
, جاسر: شادي مين
, صبري: هو دا مش رقم شادي سليمان
, جاسر: لاء النمرة غلط
, صبري: انا اسف، واضح ان انا اتصلت بنمرة غلط
, جاسر ضاحكا: كدة يا حمايا مش عارف صوت جوز بنتك
, صبري: بتهزر يا شادي
, جاسر: قولتلك يا حمايا دا مش رقم شادي سليمان
, صبري ساخرا: اومال رقم مين بقي ان شاء ****
, جاسر: رقم جاسر مهران، جوز بنتك يا حمايا العزيز.
,
, صبري بفزغ: جاااسر ثم اكمل غاضبا، لو اذيت بنتي يا جاسر هقتلك
, تعالت ضحكات جاسر الساخرة: انا لسه هأذي يا حمايا العزيز، الموضوع خلص خلاص
, صاح صبري غاضبا: هقتلك يا جاسر
, جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ، اهدي يا حمايا العزيز ليجيلك ذبحة
, صبري غاضبا: رجعلي بنتي يا جاسر
, جاسر: مش قبل ما نتفق الاول، تتنزلي عن كل املاكك ارجعلك بنتك
, صبري غاضبا: بتحلم يا جاسر.
,
, جاسر ضاحكا: والحلم مع جاسر مهران حقيقة يا حمايا العزيز، والااااا هرجعلك بنتك المصونة بس في كفن ابيض.
,
, ضحك ضحكة عالية ثم اغلق الخط
, جاسر: لسه يا صبري، دي بس قرصة ودن لسه المفاجاءة الجاية هتقضي عليك خالص.
 
الرابع عشر


امسك جاسر هاتفه واتصل بعلي
, جاسر: حمد لله على سلامتك يا ابو علي
, علي بجمود: **** يسلمك خير
, جاسر: ايه يا عم انت هتفضل زعلان كتير، هترجع الشركة امتي
, علي: قولتلك يا جاسر انا مش راجع شركتك تاني
, جاسر: هستناك بكرة يا صاحبي الساعة 10 ما تتأخرش، المعركة هتبدا بكرة
, ثم اغلق الخط واتصل برقم اخر
, جاسر: ايوة يا فتحي، جهزت كل حاجة
, فتحي: أيوة يا باشا كله تمام
, جاسر: المكان أمان أنا مش عايز الجن الازرق يلاقيها.
,
, فتحي: ما تقلقش يا باشا، لو قلب الدنيا مش هيلقيها
, جاسر: تمام مستنيك بعد ساعة تيجي تاخد الأمانة
, فتحي: حاضر يا باشا
, اغلق الخط واخذ مفاتيحه وخرج من المنزل وذهب إلى احد محلات ملابس السيدات، اشتري عدة اشياؤ ثم عاد إلى منزله، جاء فتحي اليه
, فتحي: مساء الخير يا باشا
, جاسر: اهلا، مش محتاج اقولك يا فتحي أن أنا مش عايز غلطة
, فتحي: طبعا يا باشا، كل حاجة هتم زي ما سيادتك خططت بالظبط.
,
, ذهب جاسر ناحية غرفة شاهندا وحملها من الفراش، ثم خرج بها من الغرفة واعطاها لفتحي
, جاسر ساخرا: خلي بالك منها، دي كارت الحظ إلى معانا
, فتحي: ما تقلقش يا باشا
, اخذ فتحي شاهندا ورحل إلى مكان ما
, جلس جاسر علي الاريكة يفكر في القادم إلى أن شعر بالجوع
, جاسر بتذمر: انا جعان
, ذهب إلى المطبخ ولكنه لم يجد طعام الغداء معد كالعادة
, جاسر متذمرا كالأطفال: يووه دا ما فيش اكل
, فتح الثلاجة واخرج منها بعض البيض.
,
, ووقف يعده علي البوتجاز، وعندما انتهي كان قد أحدث اعصار خراب في المطبخ
, اخذ الطعام وذهب إلى طاولة الطعام وتناول طعامه بعدما أحدث فوضي كبيرة في غرفة الطعام.
,
, ثم ذهب واغتسل وبدل ملابسه وذهب إلى غرفة رؤى تمدد بجانبها ظل ينظر لها باستغراب.
,
, جاسر في نفسه: اشمعني انتي، أنا شوفت ملكات جمال ما هزوش شعره فيا، بالعكس كنت بتقرف منهم، ليه دايما عايز اشوفك، عايز اخليكي متعصبة عشان خدودك تحمر، عايزك تتعصبي، انتي عارفة أنا نفسي اشوف ايه بجد ضحكتك، اكيد هتبقي احلي ضحكة لاطيب قلب في الدنيا، قلبك الطيب ممكن يبقي تعبان، بس ما تخافيش أنا معايا فلوس كتير اوي مستعد ادفعها كلها بس انتي تتعالجي
, شكلي كدة حبيتك
, في صباح اليوم التالي.
,
, قام جاسر باكرا وجد رؤى مازالت نائمة بفعل
, المهدئ الموجود في محلولها الوريدي، زم شفتيه بضيق فقام ونزع عن يدها المحلول برفق، لاحظ وجود شعره متمردة تغطي وجهها فازاحها برفق وظل ينظر إلى رؤى النائمة بهدوء كالأطفال وعلي شفتيه ابتسامة صغيرة، اقترب بوجهه منها حتى كاد يقبلها ولكنه هب فجاءة
, جاسر غاضبا: لاء يا جاسر
, قام واغتسل وبدل ملابسه
, وعندما خرج من الحمام وجدها تحاول فتح عينيها بصعوبة.
,
, رؤى بألم: ااااه، انا فين، ايه إلى حصل
, ضحك جاسر ساخرا: انتي في اوضتك يا شيخه رؤي، كدة تقلقينا عليكي
, نظرت له مستفهمة بعض الوقت إلى ان هاجمت الذكريات رأسها مرة واحدة، توقع منها الصراخ، البكاء أو حتى الانهيار، ولكن ما فاجاءة
, رؤى: ايدك عاملة ايه دلوقتي
, اتسعت عينيه في دهشة
, جاسر في نفسه: مجنونة دي ولا ايه هي فقدت الذاكرة
, قامت رؤى بخطي مترنحة وذهبت تجاهه وامسكت كف يده
, رؤى بحزن: واجعاك، معلش أنا آسفة.
,
, صدمة تليها صدمة يقسو انه سيجن منها شعر ان دقات قلبه تقرع عاليا كالنقوص
, جاسر في نفسه: اثبت يا جاسر، اثبت
, وحتى ينقذ نفسه من هذا الموقف، لف ذراعه حول حضرها وجذبها لصدره بعنف، ثم ادارها بحيث التصق ظهرها بصدره
, جاسر ساخرا: ايه يا شيخه رؤي، عجبك حضن جاسر مش كدة
, رؤى برجاء: جاسر لو سمحتي سبني
, اول مرة تنطق اسمه بتلك الطريقة لم تكن خائفة بل راجية، تعالت دقات قلبه بشدة
, لفها اليه برفق، فوجدها تغمض عينيها بخوف.
,
, رغبة قوية تدفعه لتقبيلها
, مال بوجهه حتى لفحت انفاسه الحارة وجهها
, مال ناحية جبينها، بقبلة رقيقة، فتحت عينيها علي اتساعهما، بعدما شعرت بشفتيه علي جبينها يقبلها بحنو ليست احدي قبلاته العنيفة، بل شعور جديد، جعلها كالمغيبة في حالة جديدة لم تعشها من قبل.
,
, صدح صوت بداخله، فوق يا جاسر
, فدفعها عنه بعنف
, جاسر ساخرا: عرفتي بقي ان انا اقدر اخليكي تديني إلى انا عايزة وبمزاجك كمان
, نظرت له بحزن وتسابقت دموعها علي وجنتيها
, جاسر ساخرا: وفري دموعك لسه هتحتاجيهم بعد 3 أسابيع، انا لسه عند وعدي يا شيخه رؤى
, ثم اشار ناحية كيس بلاستيكي كبير
, جاسر: البسي دا وحصليني علي برة، قدامك 10 دقايق
, ثم تركها وخرج من الغرفة
, دخلت إلى حمام غرفتها واغتسلت وتوضاءت.
,
, ثم خرجت وفتحت الحقية لتجحظ عينيها بدهشة وتتسع ابتسامتها
, رؤى مندهشة: نقااااااااب
, احتضنته وظلت تدور به حول نفسها، فلم تلحظ جاسر الذي يقف بعيدا يراقبها وعلي شفتيه ابتسامة صغيرة.
,
, بدأت ترتدي ال**** الأسود الذي احضره لها، ولانها اول مرة ترتديه اخذت وقت طويل لترتديه
, جاسر متذمرا: حتى لو جبتلهم لبس بيتلبس لوحده، برضوا هيتأخروا، اساتذة تأخير
, ذهب ناحية الغرفة ودخلها دون اسئذان، لتتجمد جميع حواسه وتثبت عينيه عليها وهي تقف امام المرأه تنظر إلى نقابها
, رؤى مبتسمة: ايه رأيك
, استطاع ان يري ابتسامتها العريضة من تحت ال****، كاد أن يقول انها اروع ما رأت عينيه ولكن عادت ملامحه إلى الجمود.
,
, جاسر: كويس، يلا عشان متأخر
, هزت رأسها إيجابا وخرجت من غرفتها، فاخذها وكاد أن يخرج من البيت
, رؤى: استني يا جاسر
, جاسر بحدة: نعم عايزة ايه
, رؤى: احنا هنسيب شاهندا لوحدها، حرام
, جاسر ساخرا: انتي اول واحدة اقابلها بتحب ضرتها، شاهندا اصلا مش هنا
, رؤى بحدة: اومال وديتها فين، قتلتها صح حرام عليك يا اخي انت بتعمل كدة ليه
, صاح جاسر غاضبا: اخرسي
, انتفض جسدها خوفا من صوته الغاضب
, امسك ذراعها وثناه خلف ظهرها.
,
, جاسر غاضبا: ما تتعديش حدودك معايا يا رؤي، والا قسما ب**** هخليكي تتمني الموت من إلى هعمله فيكي فاهمة
, هز رأسه إيجابا
, رؤى باكية: فاهمة، فاهمة بس ارجوك سيب دراعي هيتكسر
, افلت ذراعها ثم جذب يدها بعنف وخرج من المنزل وركبا الاسانسير ونزلا إلى سيارته وركب فيها، وقبل ان تركب نظرت إلى ذلك الشارع الرئيسي البعيد، وتخيلت نفسها تركض اليه وتبتعد عن هذا الجحيم، فابتسمت ابتسامة امل
, جاسر ساخرا: ما تحاوليش يا رؤى.
,
, نظرت له بضيق، ثم فتحت باب سيارته وركبت بجانبه وهي تشيح بنظرها بعيدا عنه
, إلى ان رن هاتف جاسر
, علي: الحق يا جاسر، صبري الدمنهوري هنا ومعاه رجالة كتير وبيقول انه هيقتلك
, ضحك جاسر ساخرا: طب اقفل يا علي وانا هتصرف
, ثم اغلق الهاتف واتصل بفتحي
, خالد: ها يا فتحي عملت ايه
, فتحي: كله تمام يا باشا
, خالد: ما تتأخرش
, ثم اغلق هاتفه، اقترب من شركتها، فانحرف بالسيارة ودخل من شارع جانبي صغير واوقف سيارته واخذ رؤى.
,
, ودخلا الشركة من باب الطوارئ، وجد امامه فجاءة واحد من رجال صبري المسلحين
, اوقف جاسر رؤى خلفه ورفع كفيه كعلامة استسلامه، وفي لحظة قبض بيده علي المسدس الذي يمسكه الرجل واداره إلى صدر الاخير واطلق النار فسقط الرجل صريعا
, شهقت رؤى بفزع ووضعت يدها علي فمها
, امسك جاسر يدها وجذبها خلفه
, جاسر غاضبا: يلا انتي لسه هتنحي
, سار بها في بعض الممرات الضيقة إلى ان وقف امام باب كبير فاخرج جاسر مسدسه واعده في وضع الإطلاق.
,
, ثم فتح الباب بهدوء ودخل إلى مكتبه، فوجد صبري يجلس على كرسي مكتبه واضعا قدما فوق اخري وبجانبه العديد من الرجال المسلحين وبعضهم يكبلون (علي)
, جاسر ساخرا: اهلا اهلا صبري باشا نورت مكتبي المتواضع
, صبري غاضبا: بنتي فين يا جاسر
, جاسر مبتسما بسخرية: ما قولتليش تشرب ايه
, صبري غاضبا: انطق يا جاسر بنتي فين
, حك جاسر ذقنه بيده واردف ببرود مستفز: بنتك فين بنتك فين، ما اعرفش
, صبري غاضبا: هقتلك يا جاسر.
,
, ضحك جاسر عاليا، قبل ان يقتحم المكتب الكثير والكثير من الرجال المسلحين، وقف بعض منهم امام جاسر ورؤي لحمايتهم واشهر الباقين اسلحتهم في وجه رجال صبري
, صبري ساخرا: انت فاكر انك كدة في امان انا معايا جيش كامل برة مستني بس اشارتي
, ختم جملته عندما سمع صوت هاتفه، فتح الخط ليأتيه صوت احد رجاله
, الرجل بألم: الحقنا يا صبري بيه رجاله جاسر مهران، قضوا علي الرجالة إلى معانا.
,
, صبري غاضبا: ايه إلى انت بتقوله دا، بهايم انا مشغل عندي شوية بهايم
, ثم اغلق الخط
, صبري غاضبا: ماشي يا جاسر، هنشوف يا انا يا انت في الدنيا دي
, جاسر ساخرا: شرفت يا حمايا
, خرج صبري غاضبا خلفه رجاله فهو يعلم ان اي مواجهه حاليا ستكون نتيجتها المحتومة هي نهاية حياته
, جاسر: برافو يا رجالة، انزلوا لفتحي وهو هيظبكوا
, خرج الرجال المسلحين من الغرفة وبقي جاسر وعلي ورؤي
, جاسر: انت كويس يا علي
, هز علي رأسه إيجابا.
,
, جلس جاسر علي كرسي مكتبه
, علي: واخرتها يا جاسر
, جاسر: اخرتها فل ان شاء ****، المهم بقي نشوف شغلنا
, ثم وجه حديثه لرؤي التي تقف بعيدا ترتجف خوفا
, جاسر: تعالي اقعدي هنا، ثم اشار الى الكرسي الذي امامه
, هزت رأسها إيجابا وذهب ناحية الكرسي وجلست عليه
, نظر علي إلى جاسر مستفهما
, فحرك جاسر شفتيه دون ان يصدر منه صوت وقال ببطئ: رؤى
, فهم علي اشارة جاسر فاتسعت عينيه في دهشة.
,
, جاسر لعلي: اتفضل بقي علي مكتبك ورانا شغل كتير وانا ماشي بعد ساعة، وابعتلي استاذ حسين من الحسابات
, هز علي رأسه إيجابا وخرج من المكتب
, تجمعت الدموع في عينيها اشتياقا لوالدها، اخيرا ستراه، سترتمي بين ذراعيه وتشعر بالامان والدفئ من جديد، ولكن وأد جاسر احلامها في مهدها
, جاسر: لو اتكلمتي ولا كلمة او اتحركتي من مكانك هقتله قصاد عنيكي
, هزت رأسها إيجابا بخوف علي والدها، يكفيها فقط ان تراه، ان تشبع عينيها منه.
,
, دقائق مرت إلى ان سمعوا دقات علي باب المكتب
, جاسر: ادخل
, دخلت السكرتيرة: جاسر باشا، استاذ حسين من الحسابات برة
, جاسر: دخليه
, السكرتيرة: حاضر يا افندم
, تعالت دقات قلبها اكتر، تنظر إلى الباب بلهفة إلى ان رأته يدخل من الباب، اتسعت ابتسامتها تحت نقابها، نظرت له باشتياق، كم رغبت أن تضرب بكلام جاسر عرض الحائط وتذهب وتلقي نفسها بين ذراعي والدها
, حسين: خير يا افندم
, اتفضل يا أستاذ حسين اقعد.
,
, جلس حسين علي الكرسي المقابل لرؤي، تلاقت عينيه مع ما يظهر من عينيها من تحت نقابها، تعالت دقات قلبه بشدة، اتسعت ابتسامته كاد أن يقوم ويحتضنها
, جاسر: مكانك ما تتحركش، لو مش عايزها تتأذي
, عاد إلى مكانه يقبض على يده بشده
, جاسر: اتفضل دا فايل فيه كل مرتبات وحوافز الشهر دا عايزك تراجع عليه وتحسبلي القيمة الإجمالية ليه
, هز حسين رأسه إيجابا واخذ منه الملف
, جاسر: اتفضل ارجع لشغلك.
,
, قام حسين بخطوات بطيئة وهو ينظر إلى ابنته
, لا يريد أن يتركها، وصل إلى باب الغرفة فابتسم لها بحزن وخرج
, رؤى باكية: ليه يا جاسر حرام عليك، دا وحشني اوي، ليه ما سبتنيش احضنه، ليه ما خلتنيش اتكلم معاه ليه ليه حرام عليك
, لم يعرها انتباها وصب تركيزه في الورق امامه
, جاسر: مش عايز اسمع صوتك لحد ما اخلص
, ثم هدر غاضبا فااااااااهمة
, انكمشت علي نفسها بذعر من صوته العالي وهزت راسها ايجابا عدة مرات من شدة خوفها.
,
, وجه نظره للأوراق من المفترض انه يراجعها ولكن بنصف عقل، والنصف الآخر مشغول بكلمة رؤى ( حرام عليك)، حرام كلمة هو غارق فيها، لكن لما وقعها الآن مختلف لما شعر بالخوف عندما نطقتها.
,
, نفض تلك الأفكار عن رأسه، وقام من علي مكتبه
, جاسر: يلا قومي
, ذهب ناحيتها وجذب يدها وخرج بها من الشركة بأكملها، فرأت رؤى الكثير من الحراس يحاوطون سيارته
, فتح له احدهم باب السيارة فركب علي المقعد الخلفي فركبت رؤى بجواره، وركب الحراس سيارات جيب سواد وانطلقت امامه سيارتين للحراسه وخلفه بالمثل، اضافة إلى الحارس الذي يستقل المقعد الامامي بجانب السائق.
,
, رؤى: هو انت بقيت رئيس الجمهورية
, ضحك جاسر عاليا: هههههههههههه ليه يعني
, رؤى: عشان الحراسة دي كلها
, جاسر بجمود: دي للأمان
, كادت ان تتكلم عندما قاطعها صوت الحارس
, الحارس: حضرتك هتروح فين يا باشا
, جاسر: اطلع علي مستشفي٤ نقطة
, الحارس: حاضر يا باشا
, اعطي الحارس الامر لجميع السيارات من خلال جهاز اللاسلكي بأن يتوجهوا إلى مستشفى٣ نقطة
,
, ظلت شاردة تتسأل مع نفسها عن سبب ذهابهم للمستشفي، قاطع شرودها توقف السيارة امام مستشفي فخمة جدا جدا، لم تكن تتصور انها ستعبر يوما من امامها
, جاسر: يلا انزلي
, رؤى: ليه
, جاسر بحدة: بقولك انزلي
, نزلت من السيارة معه تبعهم الحرس، ازدرقت ريقها بخوف وهي تدخل تلك المستشفي فبرغم من فخامتها وروعة تصميمها الا انها تبقي مستشفي وهي تخاف بشدة من المستشفيات، فبحركة لا ارادية قبضت بكف يدها علي كف يد جاسر بقوة.
,
, فنظر لها مستعجبا ما فعلت، فسحبت يدها سريعا من يده
, رؤى بصوت منخفض: انا اسفة، بس انا اصلي بخاف من المستشفيات، ممكن استناك في العربية
, جاسر: لاء
, ثم امسك كف يدها وسار بها إلى ان وقف امام حجرة كبيرة للاشاعة، فاخرج هاتفه واتصل برقم ما
, جاسر: انا برة
, ثم اغلق الخط، ليفتح باب الغرفة ويخرج منها طبيب في نهاية الثلاثينات متوسط الطول، ذو ملامح هادئة
, مختار مبتسما: اهلا اهلا جاسر باشا، نورت يا باشا
, جاسر: كل حاجة جاهزة.
,
, مختار: ايوة يا افندم كل حاجة جاهزة زي ما حضرت أمرت بالظبط
, هز جاسر رأسه إيجابا
, جاسر: خدها., خارج القائمة
 
الخامس عشر


ثم ترك يد رؤى ودفعها برفق ناحية الطبيب
, مختار: اتفضلي معانا يا افندم
, رؤى بخوف: علي فين
, مختار: هنعمل بس إشاعة بسيطة، خمس دقايق بالكتير
, هزت رأسها إيجابا وهي تنظر لجاسر برجاء الا يتركها، ولكن كالعادة وجدت نظرة عينيه جامده
, دخلت مع الطبيب إلى داخل الغرفة، فتلاشت نظرة الجمود من عيني جاسر وحل محلها القلق
, مرت دقائق ثقيلة عليه، قبل ان يسمع صراختها العالية من الداخل، سمعها تصرخ باسمه.
,
, رؤى صارخة: جاسر الحقني يا جاسر
, دخل الغرفة مسرعا، بلهفة لم يستطع إخفائها
, مختار: اهدي حضرتك، ما فيش داعي لكل دا
, جاسر بلهفة: في ايه، ايه إلى حصل
, رؤى باكية: الحيوان دا عايز يشيل ال**** من علي وشي وعايزني اقلع هدومي
, مختار مبررا: يا باشا انت عارف الاشعة دي لازم٤ نقطة
, جاسر مقاطعا بجمود: اطلعوا برة كلكوا وسيبوا الممرضة
, هز مختار رأسه إيجابا وخرج وهو وطبيب اخر كان في الغرفة واغلقا الباب خلفهما.
,
, ذهب جاسر ناحيتها بخطوات ثابتة إلى ان وقف امامها، ففجائته عندما القت بنفسها داخل صدره تبكي، كم ود لو يبادلها العناق ويضمها اكثر إليه ولكنه لا يريدها ان تحبه، لا يريدها ان تحب الشيطان
, ابعدها عنه بجفاء
, جاسر: شيلي ال****، ما فيش غيري انا والممرضة
, هزت رأسها إيجابا وخلعت ال**** عن وجهها، فابتسم ابتسامة صغيرة، سرعان ما اخفاها
, جاسر للممرضة: ساعديها
, ساعدتع الممرضة في اجراء الأشعة لها ليأخذها ويخرج من الغرفة.
,
, فقابل دكتور مختار
, جاسر: الاشعة جوه
, مختار: تمام يا افندم وزي ما حضرتك طلبت هعرضها علي طول علي دكتور ألفرد في لندن
, وان شاء النتيجة بعد اسبوعين او تلاتة بالكتير
, هز جاسر رأسه إيجابا، ثم تركه وخرج من المستشفي وركب سيارته بجانبه رؤى وانطلقت السيارة إلى البيت
, في مكان آخر تحديدا في احد البيوت الريفية في احدي محافظات مصر
, سعدية: مين الضيفة دي يا ولدي
, فتحي: دي أمانة يا اما
, سعدية: وهتفضل قد ايه.
,
, فتحي: ما اعرفش يا اما ما اعرفش، أهم حاجة يا اما خلي بالك منيها، لو حصلها حاجة الباشا هيسوي بينا الأرض
, سعدية سريعا: لالا كف **** الشر دا أنا هحطها في عينيا ما تشلش أنت هم واصل
, فتحي: ماشي يا إما، أنا لازم امشي دلوقت وهعدي عليكوا كمان يومين
, هم فتحي للصعود لأعلي
, سعدية: علي فين يا ولدي
, فتحي: هشوفها قبل ما امشي لتكون محتاجة حاجة
, سعدية: واااه من ميتا يا ولدي بتدخل على حرمة غريبة.
,
, ابتسم فتحي بسخرية علي حاله فامه لا تعرف أنه فعل اسوء من ذلك بكثير، فقط تظن انه يعمل مساعد لرجل أعمال كبير
, فتحي: ماشي يا اما، عن اذنك
, عودة لجاسر ورؤي
, لاحظ شرودها منذ ان خرجوا من المستشفى، ولكنه لم يعقب إلى ان وصلوا إلى المنزل دخلت المنزل، فتركته ودخلت إلى غرفتها سريعا واغلقت الباب بالمفتاح
, جاسر: مالها دي.
,
, رفع كتفيه باستسلام ثم تركها وذهب إلى غرفته واغتسل وبدل ملابسه وذهب اليها، سمع صوت بكائها العالي من خلف باب الغرفة
, فانقبض قلبه بخوف دق الباب بقوة
, جاسر بصوت عالي: افتحي يا رؤى
, ردت من بين شهقاتها وبكائها: لو سمحت سبني لوحدي
, جاسر غاضبا: افتحي يا رؤى والا قسما ب**** هكسر الباب
, فتحت الباب وعينيها حمراء من كثرة البكاء
, رؤى: نعم
, جاسر: بتعيطي ليه
, رؤى غاضبة: مالكش دعوة
, امسك ذراعها بقسوة وثناه خلف ظهرها.
,
, جاسر غاضبا: رؤى اتعدلي معايا، بدل ما اعدلك
, رؤى باكية: هو دا بس إلى انت بتعرف تعمله، انك تستمع بعذاب الناس وآلمهم مش كدة
, انت ازاي تسمح لناس غريبة انهم يشوفوا جسم مراتك، هي دي الرجولة يا جاسر باشا
, ولو انا ما كنتش رفضت كنت انت موافق عادي.
,
, كأني جارية عندك مش مراتك وشايلة اسمك، حتى كمان حرمتني من حضن والدي دمرت حياتي وحياة بنات كتير غيري بس عشان رغباتك المريضة انا بكرهك يا جاسر بكرهك وهفضل اكرهك لحد ما اموت.
,
, جاحظ العينين تنزل كلماتها عليه كالصواعق المتتالية تعصف بكيانه كله، رعشة قوية سرت بجسده كله
, ترك ذراعها فضمته لجسدها تدلكه برفق وهي ترمق بجاسر بنظرات شرسة غاضبة
, كان في العادي سيقطع لسان من تقول ربع هذا الكلام ولكنه يشعر وهو يقف امامها بأنه *** مذنب يلاقي العقاب من والدته
, تركها وذهب إلى غرفته وظل يجوبها كالليث الثائر
, دقائق ودخلت رؤى كالعاصفة مرة اخري.
,
, رؤى غاضبة: ايه إلى انت عملتوا في المطبخ وفي اوضة السفرة دا
, انتي فاكرني الفلبينية إلى انت شاريها
, ابتسامة ماكرة تلاعبت علي شفتيه، وهو يراها تقف امامه تقعد شعرها للخلف وخصلة متمردة تتدلي علي جبينها، ترتدي بيجامة سوداء اللون بربع كم وبنطلون برمودا يصل إلى ركبتيها فقط، أخرجه من شرودها صوتها منفعلا
, رؤى غاضبة: انت يا ابني انا بكلمك
, رفع حاجبيه مندهشا: ابنك.
,
, تقدم منها بخطوات سريعة، كادت ان تخرج من الغرفة ولكنه كان الأسرع حين اغلق الباب وحبسها بين ذراعيه والباب المغلق
, ثم أزاح بيده تلك الشعرة المتمردة من علي جبينها ووضعها خلف اذنها
, جاسر مبتسما بمكر: مش ملاحظة يا شيخه رؤى ان لسانك بقي بيطول عليا كتير، اوعي تنسي ان انا جوزك يعني حقي عليكي انك تحترميني ولا ايه.
,
, تخضبت وجنتيها بتلك الحمرة القاتمة من الخجل، اغتاظت من نفسها كثيرا فهي قد عاهدت نفسها ان تعامل زوجها بمنتهي الاحترام والأدب كما تفعل والدتها مع والدها
, رؤى بصوت منخفض: انا اسفة، بس انت مش جوزي، انت عارف ان جوازنا مؤقت وانك بعد ما الشهر يخلص وتعمل إلى انت عايزة فيا هتطلقني
, مال بوجهه منها حتى لفحت انفاسه الحارة وجهها، وهمس بجانب اذنها
, جاسر: مين قالك ان انا هطلقك.
,
, جحظت عينيها من الصدمة والدهشة والعجب: اومال هتعمل ايه
, جاسر: هتفضلي معايا علي طول، هتفضلي اسيرتي للأبد
, رؤى غاضبة: ومين قالك ان انا هوافق علي كدة، دا انا بعد الأيام عشان اخلص من السجن دا حتى لو كانت نهايته (دبحي ) بس هكون خلصت منك ومن الرعب إلى معيشني فيه وهرجع لاهلي تاني
, جاسر بصوت هامس كفحيح الافاعي: مش هيحصل يا رؤى ابدا، هتفضلي اسيرتي للأبد بمزاجك او غصب عنك
, رؤى غاضبة: عشان تعرف تعذب فيا براحتك صح.
,
, جاسر مؤكدا: صح، تعرف انك بتبقي حلوة اوي لما بتتعصبي خدودك وبتحمر وكمان مناخيرك بتبقي شبه الورد الچوري
, رؤى ببلاهه: هااا
, اقترب بوجهه اكثر منها، ظنت انه سيقبلها فاغمضت عينيها، ولكنها فتحتهما علي اتساعهما عندما
, جاسر: انا جعان عملتي الاكل ولا لسه
, رؤى غاضبة: ما فيش اكل، عايز تاكل روح اعمل لنفسك
, جاسر ببراءة: ماشي، بس ما ترجعيش تزعلي لما المطبخ يتبهدل
, رؤى بسرعة: لا لا لا خلاص هروح اعملك الأكل
, لو سمحت ابعد بقي.
,
, ابتعد جاسر بعض خطوات
, رؤى: اتفضل لو سمحت روح نضف اوضة السفرة عليما انضف المطبخ وأعمل الاكل
, جاسر: وانا مالي ما تنضفيها انتي
, رؤى غاضبة: هو انا إلى وسختها، انت إلى وسختها يبقي انت إلى تنضفها
, جاسر غاضبا: رؤى ما تنسيش نفسك، عشان ما اقلبكش عليكي ماشي يا حلوة.
,
, تركته وخرجت من الغرفة قضي بعض ساعات يدبر المكيدة التي ستصيح بصبري إلى الابد، إلى ان اصدرت معدته اصواتا لتنبه بأنه لم يأكل شئ منذ الصباح، خرج من الغرفة وذهب إلى المطبخ فوجده نظيف ومرتب ولا اثر لرؤي، دخل إلى غرفة الطعام فوجده نفس الشي نظيفة ومرتبة وبدون رؤى
, ذهبت ناخية غرفتها ودخل، كانت جالسة تقرأ وردها اليومي من القرآن،
, جاسر: فين الغدا
, رؤى: ما عملتوش، تعبت من التنضيف فما عملتش غدا.
,
, جاسر: بقي كدة، ماشي يا رؤى
, خرج من غرفتها وطلب اوردر طعام جاهز من محل قريب منهم
, دقائق ووصل الطلب، بدأ جاسر يفرغ محتويات الطعام، فكست رائحة الطعام الذكية المكان، حتى وصلت لرؤي لتذكرها انها لم تأكل شئ منذ الصباح ايضا
, قامت وخرجت من غرفتها تتبع الرائحة حتى وصلت إلى الغرفة الطعام فوجدت جاسر يجلس على طاولة الطعام يأكل باستمتاع شديد وهو يشاهد احد الافلام الغربية الكوميدية التفت ونظر اليها وابتسم بخبث.
,
, جاسر: خير يا رؤى عايزة حاجة
, رؤى: هااااا، لا قصدي لا خلاص مش عايزة
, جاسر: براحتك
, نظرت اليه بغيظ، فاكمل هو طعامه باستمتاع وعلي شفتيه ابتسامة انتصار سعيدة، إلى ان انتهي من الاكل فقام وحمل باقي الطعام والقاه في القمامة
, رؤى: علي فكرة حرام ترمي الاكل في الزبالة
, جاسر: مالكيش دعوة انا إلى هتحاسب مش انتي، بس كان تحفة الاكل الواحد كان جعان اوي، يلا تصبحي علي خير
, ثم تركها يأكلها الغيظ وذهب إلى غرفته.
,
, رؤى: كان لازم يعني اعند معاه وما اعملش اكل اهو راح جاب اكل وكل وعاش حياته وأنا في الاخر إلى ما كلتش
, كانت رؤى تتكلم بصوت عالي، سمعها جاسر من خلف باب غرفته فوضع يده على فمه يكتم ضحكاته حتى لا تسمعه
, رؤى: يوووه بقي انا جعانة اوي انا لسه هعمل
, اكل، لا بلاش انا هروح انام وخلاص
, تلك الكلمات اشعرته بالحزن عليها
, دخلت إلى غرفتها وتمددت علي الفراش.
,
, فخرج جاسر من غرفته وذهب إلى المطبخ واخرج الوجبة الذي احضرلها لها ولكنه خبائها عندا فيها كما فعلت معه ووضعها علي طاولة الطعام
, وذهب ناحيته غرفتها ودخلها دون استئذان كعادته، ثم ذهب ناحيتها وجذب يدها وخرج بها من الغرفة وذهب إلى طاولة الطعام، فترك يدها وتركها وعاد إلى غرفته واغلق الباب
, نظرت إلى الطعام الموضوع علي الطاولة بابتسامة صغيرة.
,
, وعقدت العزم داخل نفسها: هتتغير يا جاسر، هتهزم شيطانك، هفضل معاك لحد ما تتغير مهما عملت فيا.
,
, جلست علي طاولة الطعام وبدأت تأكل بنهم لانها كانت جائعة جدا ولم تلاحظه وهو يقف يراقبها مبتسما
, انهت طعامها فاخذت المتبقي منها ووضعته في التلاجة ثم غسلت يديها ثم ذهبت إلى غرفته ودقت الباب فسمعت صوته يأذن لها بالدخول
, دخلت الغرفة فوجدته نائما على الفراش واضعا يديه خلف رأسه، عاري الصدر
, ارتكبت رؤى واحمرت وجنتيها خجلا ونظرت إلى الارض
, جاسر مبتسما بمكر: خير يا رؤى عايزة ايه.
,
, رؤى مرتبكة: هااا، انا انا انا، شكرا
, جاسر ببرود مستفز: انتي شكرا ازاي يعني
, رؤى: قصدي شكرا علي الأكل
, جاسر: العفو يا ستي علي ايه، انا عايزك بصحة كويسة عشان تستحملي إلى هيحصل بعد اقل من تلات أسابيع
, ازدرقت ريقها بخوف
, جاسر: لو خلصتي إلى عندك اتفضلي عشان عايز انام
, رؤى: لسه عندي سؤال
, جاسر: هاااا
, رؤى: انا ليه عملت اشاعة
, جاسر: مش شغلك
, رؤى: من حقي اعرف
, جاسر: تؤ تؤ مش من حقك، تعرفي اي حاجة الا لما انا اعوذك تعرفي.
,
, نظرت له بغضب ثم تركته
, وعادت إلى غرفتها
, وجلست على فراشها تفكر وتفكر كيف تفك الشيطان من أسر ذنوبه، وضعت بعض الخطوات المحددة وعزمت علي تنفيذها بدأ من الغد.
,
, في صباح اليوم التالي
, ذهب جاسر إلى عمله بعدما ترك حراسه مشددة حول منزله
, وبينما رؤى تنظف المنزل كالعادة، عثرت على كاميرات المراقبة فخطرت ببالها فكرة وعزمت علي تنفذيها، حركت بيدها موضع الكاميرات إلى موضع معين وانتظرت الوقت المناسب لتنفيذ خطتها.
,
, يجلس في مكتبه كالعاده يتحدث في هاتفه
, جاسر: ايوة يا فتوح، فهمت هتعمل ايه
, فتوح: ايوة يا باشا
, جاسر: لازم تنفذ في اسرع وقت لازم نتغدي بيه قبل ما يتعشي بينا، ومش عايز ولا غلطة
, فتوح: ما تقلقش يا باشا يومين بالكتير وكله حاجة هتخلص
, جاسر: اما نشوف
, ثم اغلق الخط ورمي الهاتف علي مكتبه
, جاسر: نهايتك قربت يا صبري، قربت اوي
, ثم فتح اللاب توب الخاص به
, جاسر: اما اشوف يا رؤى بتعملي ايه.
,
, تعجب كثيرا عندما وجد ان كاميرا المراقبة مسلطة علي جزء معين من غرفة المعيشة، ذلك الجزء كانت رؤى تقف تصلي فيه بخشوع
, تصلبت جميع ذرات جسده وهو يراها تصلي لم يستطع ان يبعد عينيه عنها ولو لحظة، تعالت دقات قلبه بشدة ازدرق ريقه بخوف اكثر من مرة، إلى ان انتهت فسمع دعائها الذي جعل جسده كله يرتجف بشدة كأن اعصار كهربائي سري في جسده، فكانت رؤى تدعي له.
,
, رؤى: ياااارب، اهديه يا رب وابعد عنه شيطانه، ياااا رب هو بني آدم كويس بس محتاج بس يخرج من ذنوبه يا رب ساعده يتوب من ذنوبه يا رب، يارب أهديه للصراط المستقيم يا رب، يارب ارحمه واغفرله، يارب اغفرله يا رب يا رب يا جاسر تفوق قبل فوات الأوان
, ادمعت عينيه وهو يستمع إلى دعائها له، يكاد قلبه يخرج من مكانه، تجمدت جميع اطرافه
, رآها بعد ذلك تفتح مصحفها الصغير وبدأت تقرأ بصوت عالي
, بسم **** الرحمن الرحيم.
,
, (قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة **** )
, صدق **** العظيم
, ثم قامت وهي تردد الاذكار واغلقت مصفحها وضبت سجادة الصلاة وكانت تتعمد ان يعلو صوتها قليلا وهي تقول ( لا إله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين).
,
, قالها بشفتين ترتجفان بشده وقلب يرفرف من الخوف ودموع تنهمر من عينيه
, قالها بصوت منخفض ( لا إله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين).
 
السادس عشر


وكانت إشارة هطول الدموع كالسيول من عينيه
, مسح دموعه براحة يده سريعا عندما سمع صوت دق علي باب الغرفة
, جاسر: ادخل
, دخل علي مبتسما كعادته: السلام عليكم
, جاسر مبتسما: وعليكم السلام، تعالا يا علي
, جلس علي أمامه ينظر اليه بشك: مالك يا جاسر انت كنت بتعيط
, جاسر: ها، لا ابدا، انا بس ما نمتش كويس إمبارح
, المهم فين اوراق الصفقة الجديدة
, علي: اهه، جاهزة مش فاضل غير توقيعك
, اخد جاسر الاوراق ووقعها.
,
, جاسر: انا اسف يا علي، علي إلى حصل
, علي بود: علي ايه، انا متعود على ايدك الطارشة، انا بس صعبان عليا صاحبي إلى بيغرق في بحر ذنوبه وصعبان عليا البنت إلى ملهاش ذنب في اي حاجة
, حاول كبح دموع عينيه ولكن فرت دموع هاربة من عينيه: ما أذتهاش يا علي ما قدرتش
, علي مصدوما: جاسر انت بتعيط
, جاسر باكيا: انا تعبت يا علي تعبت اوي، هو السبب هو إلى خلاني ابقي كدة، إلى شوفته مش قليل يا علي.
,
, قام علي واحتضن صديقه وبدأ بربت علي ظهره، فانفجر جاسر باكيا
, جاسر باكيا: عارف إلى انا بعمله غلط بس مش عارف اعمل ايه يا علي، هي بدأت تصحي ضميري تاني يا ريتني ما اقابلتها ويا رتني قابلتها من زمان
, جلس( علي) بجانب جاسر علي اريكة في الغرفة وبدأ جاسر يقص عليه بعض من افعال رؤى وانتهي بدعائها له
, جاسر باكيا: بعد كل إلى عملتوا فيها، بتدعيلي يا علي.
,
, ابتسم علي ابتسامة واسعة: تعرف انا كنت هبقي اغبي انسان في الدنيا لو كنت اتجوزتها، اخيرا يا جاسر، صدقني شيطانك خايف منها، ساعدها يا جاسر واتغير ساعدها وهي هتسامحك.
,
, جاسر: انا غلطت كتير اوي يا علي اوي
, علي: **** غفور رحيم يا جاسر، توب وهو هيغفرلك ذنوبك توب وابدأ من جديد يا جاسر
, جاسر بحسرة: يا ريت اقدر
, علي مبتسما: هتقدر، طول ما رؤى جنبك هتقدر
, ابتسم جاسر ابتسامة حزينة
, علي مازحا: يلا يا عم قوم اغسل وشك، شكلك ايه قدام الموظفين بتوعك والمدير بيعيط
, جاسر غاضبا: غور يا علي من وشي لضربك
, علي: خلاص يا عم خارج، انت ماشي ولا قاعد
, جاسر: لاء ماشي.
,
, خرج جاسر من مكتبه وركب سيارته وانطلق إلى تلك المستشفي النفسية
, ودخل قاصدا تلك الغرفة، وجد الطبيب يقف خارج الغرفة ينظر إلى نرمين من خلال الزجاج
, ياسر: اهلا يا جاسر باشا
, جاسر: في اي تحسن في حالتها
, ياسر: للاسف لاء
, هز جاسر رأسه إيجابا بحزن ودخل إلى الغرفة.
,
, فوجدها مازالت علي نفس الحالة منذ عدة سنوات، صامتة جامدة نظرة الرعب لا تفارق عينيها ابدا، تجلس ضامة ركبتيها لصدرها وتحيطهما بذراعيها، ذهب وجثي بجانبها علي الارض وامسك احد يديها وقبلها.
,
, جاسر: نرمين، وحشتيني اوي يا نرمين، نفسي اسمع صوتك تاني، انا تعبان اوي، فاكرة يا نرمين لما كنت بنام علي رجلك وتفضلي تلعبي في شعري وانا افضل احكيلك تفاصيل يومي التفاهه ومع ذلك عمرك ما زهقتي او اشتكيتي مني، ااه صحيح انا اتجوزت مش عارف دي المرة الكام الحقيقة بس ممكن تعتبريها المرة الاولي، رؤى اسمها رؤى مجنونة زيك يا نرمين
, عارفة لما بشوفها بحس ان انتي قدامي ثم بدأ يقص لها كل شئ منذ ان تزوج رؤى.
,
, وبعد كل إلى عملته دا بتدعيلي، نرمين ردي عليا بقي يا نرمين
, جحظت عينيه في دهشة عندما
, نرمين: عايزة اشوف رؤى
, جاسر مبتسما: نرمين انتي اتكلمتي، صح اتكلمتي انا سمعتك، حاضر حاضر، من النجمة هتكون عندك، ثم بدأ ينادي على الدكتور، يا دكتور يا دكتور
, دخل ياسر مسرعا: خير يا افندم في ايه
, جاسر مبتسما: اتكلمت، اتكلمت و****
, ياسر مبتسما: بجد دا تقدم هايل يا افندم، طب هي قالت ايه
, جاسر: عايزة تشوف مراتي.
,
, ياسر: يا ريت يا افندم تنفذلها طلبها
, جاسر: اكيد اكيد، ثم وجه كلامه لنرمين من النجمة يا حبيبتي هتبقي قدامك ثم قبل جبينها وخرج من الغرفة
, ياسر مبتسما: يا مسهل يا رب، اخيرا
, خرج جاسر من المستشفى سعيدا وركب سيارته وانطلق إلى منزله وخلفه حرسه الخاص
, وصل إلى منزله وصعد إلى شقته، فسمع صوتها قادما من المطبخ، ذهب باتجاه المطبخ ولكن قبل ان يصل سمعها.
,
, رؤى بألم: اااااه صباعي واجعني اوي من الدبلة دي، نفسي اقلعها بس اعمل ايه حكم القوي، **** يهديك يا جاسر يا رب.
,
, عض على شفتيه بندم تذكر تلك الدبلة التي اشتراها ضيقة عمدا، تذكر ملامح الالم التي ارتسمت علي وجهها وهو يلبسها إياها قصرا وتحذيره لها انها ان خلعتها سيقطع يدها
, اقترب من المطبخ بهدوء
, كانت تعد الطعام وهي توجه نظرها ناحية باب المطبخ فهي تخشي بشدة ان يدخل ويفعل مثلما فعل من قبل، شهقت بخوف عندما وجدته يقف علي باب المطبخ مستندا علي الحائط يكتف ذراعيه امام صدره.
,
, جاسر ساخرا: مالك خوفتي ليه كدة زي ما تكوني شوفتي عفريت
, رؤى بخوف: هااا، لا ابدا خمس دقائق والاكل هيجهز
, ارادت ان تحضر طبق من خلفها ولكنها خافت ان تلفت وتعطيه ظهرها فيفعل مثلما فعل من قبل فبدات ترجع للخلف وهي تنظر اليه فتعثرت في طرف السجادة الصغيرة وكادت أن تسقط لولا تلك الذراع القوية التي التفت حول حضرها
, جاسر بلهفة: حاسبي يا رؤى.
,
, قبضت علي احد طرفي قميصه بينما التفت ذراعه حول خصرها رفعت نظرها، فرأت في عينيه نظرة لهفة وخوف لم تراهما من قبل في عينيه ابدا
, اما هو فسبح في بحر عينيها الواسعتين دقائق من الصمت قطعها صوت صفارة ساعة الفرن لتخبرها بأن الكيكة قد نضجت
, فابتعدت عنه بخجل وقد توردت وجنتيها بالدماء
, ذهبت ناحية الفرن وفتحت بابه لتكسي المطبخ رائحة الكيكة الشهية، شمها جاسر باستمتاع لتعيده إلى ذكري قديمة مضت
, Flash back.
,
, دخل جاسر المنزل ووضع كتبه ومعطفه الطبي الأبيض علي احد الكراسي بإهمال كعادته
, جاسر: نرمين، نيرو انتي فين
, ليأتيه صوتها من الداخل: انا هنا يا جاسر تعالا
, ذهب ناحية المطبخ الصغير في تلك الشقة البسيطة، ليجد اخته تقف تعد كيكة الشوكولاته المفضلة عنده
, جاسر مبتسما: يا سلام عليكي يا نيرو، كيكة بالشوكولاتة مرة واحدة
, نرمين ضاحكة: شوفت بقي يا سيدي عد الجمايل، اخبار الكلية ايه
, جاسر مبتسما: جثث وميتين ومشرحة و٣ نقطة
,
, نرمين باشمئزاز: بس بس بس، روح غير هدومك علي ما احضرلك الغدا
, جاسر: والكيكة
, نرمين: والكيكة ياسيدي يلا روح بقي
, قبل جبينها وخرج من المطبخ ليدخل إلى غرفته الصغيرة ويبدل ملابسه ويخرج ليجدها وضعت له الطعام علي الطاولة الصغيرة وبحانبه قطعة كبيرة من الكيكة فيجلس علي الطاولة ويبدأ في اكل الكيكة بنهم ويترك الطعام كما هو
, نرمين: يا ابني كل الاول
, جاسر: ما انا باكل اهو
, فاق من شروده علي صوتها تناديه.
,
, رؤى: جاسر، جاسر، يا جاسر
, جاسر: هااا، عايزة ايه
, رؤى: ممكن معلش تخرجلي الكيكة من الفرن عشان ما بعرفش اخرجها
, هز رأسه إيجابا واخذ قطعة القماش من يدها واخرج لها الكيكة ووضعها علي الطاولة في المطبخ، فصفقت رؤى بيدها بسعادة: هيييييه، تعرف انا كل مرة بحاول اخرجها بتلسع من الفرن ثم اكملت بحزن، فكان عاصم بيفضل يتريق عليا وبعدين يخرجهالي هو، وحشني اوي، انا انا انا اسفة عن اذنك الاكل هيبقي جاهز حالا.
,
, نظر لها بحزن ثم تركها وذهب إلى غرفته وبدل ملابسه وخرج من الغرفة، فوجدها تضع الاطباق علي الطاولة، ما ان جلس عليها، امسكت معلقه واكلت من الاكل الذي أمامه
, رؤى: ما فيهوش سم
, ثم ذهبت ووقفت قريبة منه
, تلاطمت امواج من المشاعر بداخله، مشاعر ندم وحزن، قسوة وخوف، حب وكره، كره من نفسه الذي فعلت ذلك بتلك المسكينة، يعرف كم ان شعور الذل قاسي، فهو ذاقه من قبل ويعرف مرارته جيدا.
,
, جاسر: تعالي يا رؤى
, ازدرقت ريقها بخوف، وتقدمت منه بخطوات بطيئة خائفة، تعلم بداخلها ما سيفعل سيجلها تحت قدميه ويزج الطعام في فمها بعنف، فذهبت من تلقاء نفسها وجلست الأرض تحت قدميه، اتسعت عينيه بصدمة
, فهدر سريعا: قومي يا رؤى انتي مكانك مش تحت رجلي
, قطبت حاجبيها بدهشة، امسك يدها وجذبها برفق إلى أن قامت ووقفت امامه وهي ترتجف خوفا، فازاح الكرسي الذي بجانبه قليلا
, جاسر: قعدي كلي.
,
, هزت رأسها إيجابا بخوف من تغيره المفاجئ، ثم ذهبت وجلست على الكرسي، كان الطبق القريب منها هو طبق الارز فبدأت تأكل منه علي الرغم من انه يسبب لها مشاكل في الهضم، ولكنها خافت ان تحرك ذراعها اكثر.
,
, نظر اليها جاسر بحزن علي خوفها، لاحظ انها تبتلع الطعام رغما عنها
, جاسر: هو انتي بتحبي الرز
, رؤى بخوف: آه اه بحبه
, جاسر غاضبا: كدابه قولي الحقيقة
, انتفض جسدها من صوته الغاضب وهزت راسها نفيا بخوف
, رؤى بصوت منخفض: نعمة **** كلها حلوة بس أنا الرز بيوجع بطني
, جاسر غاضبا: طالما ما بيتعبك بتاكلي منه ليه
, بدل جاسر طبق الرز بطبق المكرونة
, جاسر: بتحبي المكرونة صح
, هزت رأسها إيجابا
, جاسر: ردي عليا لما اكلمك.
,
, رؤى بصوت منخفض: آه بحبها
, غمز لها بطرف عينيه وتلاعبت ابتسامة مشاكسة علي شفتيه: يا بختها.
,
, احمرت وجنتيها خجلا فاشاحت بوجهه وركزت نظرها علي الطعام امامها، كانت تأكل بيدها اليمني ويدها اليسري موضوعه علي الطاولة، ركز جاسر مع اصبعها الذي يوجد فيه الدبلة فلاحظ العلامات الزرقاء الموجودة في اخره بسبب ضيق الدبلة، امسك كف يدها فانتفض جسدها برعب، نظرت له فوجدته يحاول برفق غير معهود منه ان يخلع الدبلة من اصبعها، إلى ان اخرجها بالفعل، رأت الحزن في عينيه وهو ينظر إلى العلامات الحمراء والزرقاء التي احدثتها علي اصبعها.
,
, رؤى في نفسها: هو مالوا، اليومين دول متغير، معقول يكون سمعني وانا في المطبخ، يا رب أهديه يا رب وما يرجعش زي الاول تاني
, جاسر: سرحانة في ايه
, رؤى: لا ولا حاجة، الحمد لله انا شبعت
, جاسر: وانا كمان شبعت
, رؤى: طب قول الحمد لله
, جاسر: الحمد لله
, رؤى: تشرب شاي
, جاسر مبتسما: ااه يا ريت بالنعناع
, شردت في ابتسامته الصافيه ليست تلك الابتسامة الخبيثة التي تراها دائما، ولكن ابتسامة نقية مشرقة زادته وسامة.
,
, فاقت من شرودها علي صوته وقد تبدلت ابتسامته باخري مشاكسة: أمور مش كدة
, رؤى بخجل: ها، لا ابدا عن اذنك هعمل الشاي
, تركته واتجهت إلى المطبخ واعدت الشاي ووضعت له قطعة من الكيك وذهبت اليه فوجدته دخل إلى غرفته
, فذهبت ناحية باب الغرفة ودقت الباب
, جاسر: ادخلي يا رؤى
, دخلت ووضعت الصينية علي طاولة صغيرة في الغرفة، كادت ان تخرج
, جاسر: رؤى استني عايزك، تعالي
, اشار لها ان تذهب وتجلس بجانبه، ففعلت كما طلب.
,
, جاسر: بصي يا رؤى انتي طبعا لاحظتي ان معاملتي ليكي بدأت تتغير، بس اوعدك انها ممكن ترجع أسوء من الاول لو غلطتي ولو غلطة واحدة في المشوار بتاع بكرة
, هزت رأسها إيجابا: طب ممكن اعرف احنا رايحين فين
, جاسر: رايحين نزور اختي
, رؤى مبتسمة: حماتي يعني، ولا يكون عندك فكرة
, جاسر: اختي في مستشفي نفسية بس دا مش معناه انها مجنونة لو فكرتي تزعليها بنص كلمة حتى٣ نقطة
,
, رؤى مقاطعة: ومين قال لحضرتك ان إلى بيدخلوا المستشفي النفسية بيكونوا مجنانين، بالعكس دول اعقل من الناس إلى برة
, هز رأسه إيجابا برضا
, رؤى: عن اذنك
, خرجت من الغرفة وذهبت ناحية المطبخ وبدأت تعد كيكة أخري لتأخذها هدية معها لأخته، خبطت جبينها براحة يدها
, رؤى: نسيت اسأله اسمها ايه
, نرمين اسمها نرمين
, التفت فوجدته يقف علي باب المطبخ
, جاسر: بتعملي ايه عندك
, رؤى: بعمل كيكة عشان ناخدها معانا لأختك.
,
, وضع جاسر علبة كريم صغيرة علي الطاولة في المطبخ
, جاسر: ادهني من دا علي صباعك والوجع هيروح
, رؤى: صحيح هو انت خريج ايه
, جاسر ساخرا: هندسة حلوان
, ثم تركها ودخل إلى غرفته مرة اخري واغلق الباب، اخذ قطعة الكيكة
, جاسر: اكيد مش هتبقي زيها
, آكل قطعة صغيرة منها لتتسع عينيه في دهشة
, فكان طعم الكيكة مطابق تماما للكيكة التي كانت تعدها له نرمين، امسك الطبق وبدأ يأكل باستمتاع شديد.
,
, في منزل ياسر
, دلف ياسر إلى المنزل لتجري عليه ابنته الصغيرة سما وتحتضنه
, سما بسعادة: بااابي
, حملها ياسر بين ذراعيه: حبيبة بابي وحشتيني
, سما: وانت كمان وحشتني اوي يا بابي، انا زعلانة منك
, ياسر: ليه يا حبيبتي
, سما: عشان بتسيب سما طول النهاي لوحدها
, ياسر: اومال فين دادة سناء
, سما: بتعملي جيلي بالموز
, ياسر مبتسما: دلوقتي يا مفترية، تخليها تعملك جيلي الساعة 10 بليل
, سما: ايوة هي بتحب سما وبتعمل لسما إلى هي عيزاه.
,
, في هذه الاثناء خرجت من المطبخ سيدة في اواخر العقد الرابع من عمرها بشوشة، هادئة الطباع والملامح
, سناء: حمد لله على السلامة يا دكتور
, ياسر مبتسما: **** يسلمك يا دادة
, سناء: احضر لحضرتك العشا
, ياسر: لا شكرا ماليش نفس
, سما: دادي هو انا مش هيوح عند مامي بقي اصلها واحشتني اوي
, ضمها ياسر إلى صدره بشدة: بعد الشر عليكي يا حبيبتي
, سما: بابي هي مامي لسه مسافية
, ياسر: اااه يا حبيبتي
, سما: هتيجي امتي بقي دي وحشتني اوي.
,
, ياسر مغيرا مجري الحديث: ايه رايك اخدك معايابكرة شغلي تتفرجي عليه
, سما: بجد، هيه هيه هيه هيوح شعل بابي
, ياسر ضاحكا: انا لازم اشوف حل في موضع اللدغة دا قبل ما تدخل المدرسة، لحسن هتقول اسمها سما ياسي شييف ياضي( سما ياسر شريف راضي )
, ضحكت سناء على مزاح ياسر
, في شقة جاسر، انتظر جاسر حتى دخلت رؤى إلى غرفتها وخرج بهدوء ودخل إلى المطبخ يبحث عن الكيكة إلى ان وجدها في الثلاجة
, في غرفة رؤى
, رؤى: يوووه نسيت اجيب ماية.
,
, خرجت رؤى من غرفتها وذهبت لتحضر الماء فوجدت جاسر يقف في المطبخ ياكل من الكيكة كالطفل الصغير، فابتسمت وذهبت إلى غرفتها بهدوء حتى لا يراها.
,
, في صباح اليوم التالي
, ارتدت رؤى نقابها وارتدي جاسر ملابسه واخذت رؤى الكيكة وركبا سيارة جاسر وانطلقت السيارة والحرس يحاوطونها
, رؤى بخبث: صحيح يا جاسر، ما تعرفش باقي الكيكة إلى في التلاجة راحت فين، اصل دورت عليها الصبح وما لقتهاش
, جاسر بحرج: احم، وانا هعرف منين اصلا ما كنتش حلوة
, رؤى بحزن مصطنع: ، ايه دا بجد، خلاص مش هعملها تاني خالص
, جاسر: احم، لا عادي اعمليها كانت كويسة.
,
, اتسعت ابتسامتها الخبيثة من تحت نقابها
, دقائق ووصلت السيارات إلى المستشفى
, دخل جاسر بصحبة رؤى إلى غرفة ياسر اولا الذي كان يداعب ابنته
, جاسر: احم، السلام عليكم
, قام ياسر وصافحه
, ياسر: وعليكم السلام يا جاسر باشا اتفضل
, دخل جاسر ومن بعده رؤي، فمد ياسر يده ليصافحها فبادر جاسر وصافحه مرة اخري
, جاسر: معلش اصلها ما بتسلمش
, ياسر: لا ابدا يا افندم ولا يهمك اتفضلوا.
,
, جلس جاسر وعلي الكرسي المقابل له رؤي، فبدأ جاسر يتناقش مع ياسر حالة نرمين
, اما رؤى فكان بصرها معلق بتلك الطفلة الصغيرة ذات الجدائل السوداء، تذكرت طمطم اختها الصغيرة فادمعت عينيها اشتياقا لها
, قاطع حديثهم
, سما: بابي الضفيية فكت
, ياسر: حبيبي انا بتكلم مع عمو مش قولت ما ينفعش نقاطع الكبار وهما بيتكلموا
, سما: اسفة
, رؤى: ايه رأيك اعملهالك أنا
, سما: ماشي.
,
, ثم ذهبت ناحية رؤى ووقفت امامها فبدأت رؤى تجدل شعرها برفق حتى لا تؤلمها
, رؤى: اسمك ايه
, سما: سما
, رؤى: **** اسمك جميل اوي، تسمحيلي بقي اقولك يا سمسم ولا يا سوسو
, سما: سمسم
, رؤى مبتسمة: ماشي يا سمسم
, سما: انتي اسمك ايه
, رؤى: رؤى
, سما: يؤي
, ياسر مبتسما: معلش اصلها لدغة في حرف الراء
, رؤى: لا ابدا ولا يهمك **** يخليهالك
, شعر بالنيران تضرم في جسده عندما وجدها تتكلم مع ياسر يري ابتسامتها الواسعة المختفية خلف بيشة نقابها.
,
, جاسر في نفسه: ماشي يا رؤى لما نروح صبرك عليا
, جاسر: مش يلا بقي ولا ايه
, ياسر: آه طبعا يا افندم اتفضل
, سما: بابي انا هاجي معاكوا
, ياسر: ما ينفعش يا سما، خليكي هنا وانا جاي علي طول
, سما: بليز يا بابي بليز بليز هسمع الكلام وهفضل ساكتة بليز بقي
, رؤى: خلاص خليها تيجي معانا عشان ما تزعلش
, سما: هيه هيه حبيبتي يا يؤي، عايفة انتي طيبة زي مامي، بس مامي سابتني وسافيت
, عند يبنا.
,
, نظرت لها رؤى بحزن، لم تشعر بنفسها والا وهي تضمها بقوة
, اغمضت الصغيرة عينيها تستمع بهذا الحضن الدافئ الذي بشبه حضن والدتها
, اما ياسر فقد ادمعت عينيه علي حال ابنته
, ربت جاسر علي كتفه
, جاسر: شد حيلك
, هز ياسر رأسه إيجابا
, جاسر: يلا يا رؤي، هاتي سما وتعالي
, قامت رؤى وامسكت يد سما وذهبا إلى غرفة نرمين
, ياسر: يلا يا سما
, تشبثت سما بيد رؤى: لا انا هفضل مع يؤي
, جاسر: خلاص سيبها
, هز ياسر رأسه إيجابا.
,
, دخل جاسر الغرفة وخلفه رؤى ممسكة بيد سما
, جاسر: صباح الخير يا نرمين، انا جبتلك رؤى زي ما طلبتي مني امبارح
, حركت نرمين عينيها ناحية رؤى وعقدت حاجبيها باستغراب عندما رأت تلك الطفلة الصغيرة في يدها
, رؤى مبتسمة: خلاص يا عم عرفتنا علي بعض اتفضل يلا من هنا
, رفع جاسر حاجبيه مندهشا: انتي بتطرديني
, ضحكة خافتة خرجت من نرمين، جعلت ابتسامة جاسر تتسع بشدة: خلاص خلاص خارج، عالم غريبة.
,
, خرج جاسر فاغلقت رؤى الباب، وخلعت ال**** عن وجهها المبتسم
, وذهبت واحتضنت نرمين
, وجلست امامها هي وسما
, رؤى مبتسمة: ازيك يا نرمين، انتي متأكدة بجد انك اخت جاسر
, نظرت لها نرمين مستفهمة
, رؤى مبتسمة: اصلك احلي منه بكتير، انتوا اكيد اخوات بس مش من نفس الاب والام
, ضحكت نرمين بخفوت
, رؤى مبتسمة: ايوة كدة خلي الشمس تطلع يا شيخة، لما القمر دا يكشر ويزعل احنا نعمل ايه
, نرمين بصوت منخفض: دي بنتكوا.
,
, نظرت رؤى لسما ثم قالت مازحة: بنتنا ازاي دا انا واخوكي متجوزين بقالنا اسبوع واحد، دي يا ستي سمسم صاحبتي، سلمي علي طنط نرمين يا سمسم
, سما مبتسمة: ازيك يا طنط نييمين
, رؤى ضاحكة: معلش اصلها لادغة في الراء
, نرمين مبتسمة: عارفة جاسر وهو صغير كان الدغ في السين بيقولها كاف
, رؤى ضاحكة: احلفي.
,
, نرمين مبتسمة: آه و**** في المدرسة ما كنش بيعرف يقول يا مستر ولا يا استاذ، كان عنده مدرس رياضيات فكان بيسأله اسمك ايه فقاله جاكر، فصحابه فهموا الاستاذ انه الدغ في السين، انتي مش متخيلة رد فعل المدرس قاله يعني انت دلوقتي مش هتعرف تقولي يا مستر ولا يا استاذ خلاص ناديلي باسمي والمشكلة أن المدرس اسمه اسلام، فجاسر كان بيقوله يا اكلام، لحد ما المدرس قاله انت الوحيد إلى تقولي يالا.
,
, انفجرت رؤى ضاحكة من كلام نرمين حتى ادمعت عينيها من الضحك
, رؤى ضاحكة: اااااه مش قادرة ابطل ضحك
, كان جاسر مستندا على الباب من الخارج يعض علي شفتيه بغيظ: فضحتيني يا نرمين يعني يوم ما **** يكرمك وتتكلمي تفضحي اخوكي.
,
, في الداخل
, رؤى: بصي انا جبتلك معايا ايه
, ثم فتحت الحقيبة واخرجت الكيكة التي صنعتها لها
, نرمين مبتسمة: تعرفي ان جاسر بيحب الكيكة بالشكولاتة اوي، كان بيتسحب بليل بعد ما نام ويدخل المطبخ ويفضل يدور عليها لحد ما يلاقيها وياكلها ويسبلنا الطبق فاضي، ولما تسأليه يقولك ما اعرفش هي اصلا ما كنتش حلوة
, رؤى ضاحكة: تصدقي لسه قايلي الجملة دي الصبح
, بدأ الثلاثة يأكلون ورؤي ونرمين يطعمون سما ويمزحون معها.
,
, إلى ان دق جاسر الباب ودخل
, جاسر مبتسما: حمد لله على سلامتك يا نرمين
, انزلت رؤى ال**** علي وجهها: طب انا هروح اجيب عصير انا وسما، حد عايز حاجة، لاء طب سلام
, خرجت رؤى من الغرفة مع سما وأغلقت الباب
, فتحت نرمين ذراعيها فالقي جاسر بنفسه داخل حضنها يضمها بقوة ودموعه تهرب من عينيه
, جاسر باكيا: وحشتيني اوي يا نرمين، اخيرا يا نرمين اخيرا رجعتيلي تاني
, ثم رفع كف يدها وظل يقبله.
,
, نرمين: وحشتني اوي يا حبيبي، انت عارف انه غضب عني إلى شوفته٣ نقطة
, وضع جاسر إصبعه على فمها
, جاسر: انسي يا نرمين انسي كل حاجة فاتت، انا خلاص خدتلك حقك منه وكلها كام يوم وهيشرف في القناطر للأبد
, نرمين: عملت ايه يا جاسر
, جاسر مبتسما: مش مهم، مش مهم اي حاجة المهم انك رجعتيلي يا نرمين
, نرمين مبتسمة: رؤى مراتك دي لطيفة اوي **** يخليها لك، عارف ايه اكتر حاجة هتفرحني بجد.
,
, جاسر مبتسما: قولي يا حبيبتي وانا مستعد اعملها مهما كانت
, نرمين مبتسمة: اشوف ولادك واشيلهم علي ايدي
, اختفت ابتسامته تدريجيا: إن شاء **** يا حبيبتي
, نرمين مبتسمة: يارب يا جاسر نفسي تخلف تؤام ولد وبنت هسمي الولد رعد والبنت جوري وانتوا مالكوش دعوة خالص بيهم انا إلى هربيهم حبيبي دول و****، ولو فكرت تزعلهم يا جاسر هشدك من ودانك.
,
, جاسر مبتسما: لاء خلاص خلاص مش هزعلهم
, نرمين ضاحكة: ايوة كدة عايز تزعل ولادي حبايبي هي رؤى اتأخرت ليه
, جاسر: هروح اشوفها أهو
, قام جاسر يبحث عنها عندما وجدها تتكلم مع ياسر، اظلمت عينيه بغضب ذهب ناحيتها يطوي الارض يكاد يحترق من الغضب
, جاسر بغيظ: رؤي، نرمين عايزاكي
, هزت رأسها إيجابا: عن اذن حضرتك يا دكتور ياسر
, ياسر مبتسما: اتفضلي.
,
, عادت رؤى إلى غرفة نرمين وقضت بعض ساعات معها ثم قامت وسلمت عليها وذهبت سما إلى والدها، اما رؤى ركبت بجانب جاسر في سيارته
, ما ان دخلت البيت، حتى وجدت جاسر يقبض على رسغ يدها
, رؤى بألم: ااااااه، ايدي يا جاسر
, جاسر غاضبا: كنتي بتعملي ايه مع إلى اسمه ياسر دا
, رؤى: ياسر مين، ااااه قصدك الدكتور، ابدا و**** كان بيسألني عن حالة نرمين
, جاسر غاضبا: والبيه ما جاش سألني انا ليه ولا هو ما بيتكلمش غير مع الستات.
,
, رؤى بألم: ما اعرفش يا جاسر ابقي اسأله سيب ايدي بقي بتوجعني
, ترك جاسر يدها: ماشي يا رؤى بصي بقي نرمين نفسها تشوف ولادي
, رؤى مستفهمة: ولادك، ازاي يعني هو انت مخلف
, جاسر: لاء يا حلوة انا لسه هخلف
, رؤى: يعني ايه
, جاسر مبتسما بخبث: يعني جهزي نفسك واستعدي كويس دخلتنا اخر الاسبوع., خارج القائمة
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
السابع عشر


شعرت بأن دلو من الماء البارد سكب فوق رأسها، اسبلت عينيها تحاول ان تفهم تلك الكلمات التي خرجت من فمه توا، وفجأة صاحت غاضبة
, رؤى غاضبة: لاء طبعا مستحيل، احنا بينا اتفاق
, جاسر مبتسما بسخرية: لغيته
, رؤى غاضبة: يعني ايه لغيته هو لعب عيال
, جاسر ساخرا: آه لعب عيال
, رؤى: بس انا مش موافقة
, جاسر ببرود مستفز: ما طلبتش موافقتك، انا بقولك عشان تبقي عارفة
, رؤى غاضبة: علي جثتي مش هيحصل.
,
, جاسر بهدوء: هيحصل يا رؤي، وقصري في الكلام بدل ما اخليه يحصل دلوقتي
, رؤى غاضبة: أنت عمرك ما هتتغير هتفضل طول عمرك شيطان
, القت ما القت ثم تركته ودخلت غرفتها وصفعت الباب بغضب
, تلك الجملة عصفت بكياته ظلت تتردد في اذنه بسرعة كبيرة ( هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان هتفضل طول عمرك شيطان ).
,
, وضع كلتا يديه علي اذنه وظل يصرخ: بس بس كفاية
, اظلمت عينيه بغضب ثم حدث نفسه بغضب حارق: ماشي يا رؤى من بكرة هيرجع شيطان جاسر مهران تاني.
,
, ثم دخل غرفته وصفع بابها بغضب يشعر بالنيران تضرم في جسده، خلع ملابسه ووقف تحت الدش تتساقط عليه المياة الباردة، لعلها تطفئ النيران المشتعلة فيه، انهي حمامه و ارتدي بنطال رمادي قطني وظل عاري الصدر، وفتح نافذه غرفته علي مصرعيها وعلي رغم من بروده الهواء هذه الليلة، الا انه شعر ان الجو حار وخانق، ظل علي هذه الحالة حتى غلبه النعاس
, في غرفة رؤى.
,
, جلست علي الفراش تضم ركبتيها لصدرها تنساب دموعها بغزارة من عينيها، كانت تأمل أن تحرر جاسر من شيطان ذنوبه ولكنه انتصر عليها في النهاية، وها هو جاسر حدد ميعاد تنفيذ حكم اعدامها، مر امام عينيها مشاهد متتالية لما فعله جاسر بشاهندا، فازداد بكائها أكتر.
,
, في تلك الغرفة، بدأت تلك الفتاة تحاول تحريك جفنيها بصعوبة فبدأت تتأوه من الألم اخيرا وبصعوبة استطاعت أن تطل بزرقتيها علي الدنيا من جديد، دققت النظر في معالم الغرفة حولها فوجدت نفسها في مكان غريب لم تراه من قبل سرير من اعمدة الشمعدان القديمة ودولاب صغير انتصفت علي الفراش بصعوبة فرأت المحلول الوريدي المعلق بيدها
, نزعته من يدها وقامت من علي الفراش بخطي مترنحة.
,
, ذهبت ناحية الباب وفتحته فوجدت سلم خشبي، نظرت حولها بريبة، آخر ما تذكرته أنها اغشي عليها في منزل ذلك الوحش الذي استغلها وخدعها بحبه الزائف ولكن أين هي الآن، نزلت سلالم المنزل بسرعة رغم تعبها تنظر حولها بخوف اقتربت من الباب لتفتحه فسمعت صوت قادم من خلفها
, سعدية: واااه راحة السعادي يا أجندة يا بتي
, اتسعت عينيها بصدمة التفت خلفها فوجدت سيدة ترتدي ملابس فلاحي تشبه التي تراهم في المسلسلات العربية القديمة.
,
, شاهندا بخوف: انتي مين وأنا بعمل ايه هنا
, سعدية بود: أنا خالتك سعدية يا أجندة يا بتي
, شاهندا بضيق: اسمي شاهندا مش أجندة، مين إلى جابني هنا
, أنا
, نظرت لمصدر الصوت فوجدت رجل يبدو في منتصف الثلاثينات يرتدي جلباب فلاحي
, شاهندا غاضبة: أنت مين وازاي تجبني مكان زي دا
, فتحي بهدوء: دي أوامر جاسر باشا
, انتفض جسدها بفزع عندما سمعت اسمه
, شاهندا بذعر: جججاااسر، هههو هنا.
,
, فتحي: ما تخافيش جاسر باشا أنك هنا، هو طلب مني اني اخبيكي في مكان امين، ما يعرفش حتى المكان دا فين
, شاهندا باكية: ارجوك رجعني لبابي، ما ترجعنيش ليه عشان خاطري
, فتحي: ما اقدرش، الأوامر انك تفضلي هنا لحد ما والدك يجي ياخدك
, شاهندا بلهفة: بابي، بابي هيجي ياخدني
, هز فتحي رأسه إيجابا: اتفضلي يا هانم علي اوضتك، اطلعي معاها يا اما
, سعدية بود: يلا يا أجندة يا بتي.
,
, شاهندا بضيق طفولي وهي تصعد لاعلي: و**** اسمي شاهندا مش أجندة
, ضحكة خفيفة داعبت شفاه فتحي سرعان ما اخفاها، ظل يتطلع إلى فراغها بشرود، فهز رأسه نفيا بعنف وذهب إلى غرفته.
,
, في شقة ياسر
, عاد ياسر وهو يحمل أمل جديد بشفاء تلك الحالة التي ظن أنها بلا أمل
, قاطع شروده صوت ابنته الصغيرة
, سما: بابي، بابي، طنط يؤي دي طيبة اوي، وبتحب سما زي مامي بالظبط وبتعمل كيكة حلوة اوي، انا بحبها اوي اوي
, ياسر مبتسما بحزن علي حال ابنته: طب وطنط نرمين
, سما مبتسمة: وطنط نييمن كمان حلوة اوي، بس انا بحب طنط يؤي أكتر عشان حضنها زي حضن مامي.
,
, ياسر: طب يلا يا لمضة روحي لدادة سناء وغيري هدومك عشان تتعشي وتنامي
, سما: حاضي
, ركضت الصغيرة للداخل، فتنهد ياسر بحزن
, ياسر في نفسه: **** يرحمك يا هدى
, في صباح اليوم التالي
, استيفظت متأخرة علي غير العادة فها هي الساعة قد تجاوزت الثانية عشر ظهرا
, رؤى بألم: ااااه، معقول انا نمت كل دا، اااه جسمي واجعني اوي.
,
, قامت وتؤضت وصلت فرضها، ثم خرجت من الغرفة فمن المؤكد ان جاسر ذهب إلى شركته الآن، ولكن الغريب انها وجدت باب غرفة جاسر ما زال مغلق وصوت هاتفه يرن من الداخل، عقدت حاجبيها باستغراب وتقدمت من الغرفة وفتحت الباب، وجدت جاسر ممدا علي الفراش وجهه بتصبب عرقا وجنتيه محمرتين من شدة ارتفاع درجة حرارة جسده، اقتربت منه بخطي بطيئة ووضعت راحة يدها علي جبينه لتنتفض بفزغ وتبعد يدها سريعا.
,
, رؤى بخوف: دا جسمه مولع، طب اعمل ايه دلوقتي
, رن هاتفه مرة اخري، فالتقطته سريعا فوجدت أن المتصل هو علي، ففتحت الخط سريعا
, علي: ايه يا ابني بقالي ساعة بتصل بيك
, رؤى: احم، باشمهندس علي انا رؤى
, علي مندهشا: رؤي، اومال فين جاسر
, رؤى: جاسر تعبان وسخن اوي
, علي سريعا: ايييه، امتي دا حصل، انا جياله حالا، مسافة السكة هجيب دكتور معايا واجي
, رؤى: بسرعة ارجوك
, علي: ما تقلقيش مش هتأخر مع السلامة
, اغلقت رؤى الخط.
,
, وذهبت سريعا تجاه المطبخ واحضرت اناء كبير وافرغت فيه زجاجات مياه باردة ووضعت فيه قماشة نظيفة ثم عادت إلى جاسر وبدأت تضع الكمادات علي رأسه، فيرتجف جسده بسبب برودة الماء
, وبعد مدة قصيرة سمعت دقات علي باب المنزل
, فذهبت سريعا وارتدت نقابها وحاولت فتح الباب لكن دون فائدة فالباب مغلق بالمفتاح
, علي: افتحي يا استاذة رؤى انا علي ومعايا الدكتور
, رؤى: الباب مقفول بالمفتاح
, علي: احم، طب حضرتك لابسه نقابك.
,
, استغربت رؤى من سؤاله: ايوة
, اخرج علي ميدالية المفاتيح من جيبه واخرج المفتاح الذي اعطاه له جاسر عندما اشتري تلك الشقة، وفتح الباب ودخل وهو ينظر ارضا
, علي: جاسر فين
, اشارت رؤى إلى احدي الغرف
, فتقدم علي ومن بعده الطبيب ودخلا غرفة جاسر، كادت رؤى ان تدخل
, علي: خليكي هنا، أحسن
, هزت رأسها إيجابا فدخل على واغلق الباب
, وجلست هي بالخارج يأكلها القلق عليه.
,
, رؤى في نفسها: هو انا قلقانة ليه كدة، لا لا مستحيل اكون حبيته، طب وايه يعني فيها ايه، لا طبعا فيها كتير دا ذلني واتجوزني غصب عني ومعيشيني في رعب عمري ما كنت أتخيل انه يحصلي، هو ممكن يكون صعبان عليا مش اكتر صح، كفاية إلى هو عايز يعملوا فيا اخر الاسبوع ما يخيلهوش حتى يصعب عليا، انا هعمل واجبي وبس، ايوة كدة
, قاطع شرودها خروج علي والطبيب من الغرفة
, علي: خير يا دكتور.
,
, الطبيب: عنده حمي شديدة اوي، ياريت تجيبولوا الدوا دا بسرعة، ويأكل مسلوق بس وكتروا من السوائل الدافية
, اخذ علي الروشتة من الدكتور: متشكر يا دكتور، اتفضل حضرتك
, خرج الطبيب اولا
, علي: انا هجيب الدوا وراجع، ما تفتحيش لحد
, هزت رؤى رأسها إيجابا
, فخرج علي واغلق الباب خلفه ولكنه لم يغلقه بالمفتاح.
,
, وقفت رؤى تنظر إلى باب المنزل، حركت المقبض وفتحته فانفتح بسهولة، اتسعت ابتسامتها وهي تتخيل انها تركض من هذا الجحيم، نعم ستهرب هو الآن مريض وغير قادر على الحراك، وعند تلك الجملة اختفت ابتسامته فهو بالفعل مريض لن تتركه وتذهب وهو في هذه الحالة، اغلقت الباب مرة اخري وهي تتنهد بضيق فقد ضاعت فرصتها الوحيدة للنجاه من براثنه ولكنها فضلت ان تبقي في عرينه، استندت ظهرها على الباب تفكر، سيعود علي ويهتم به إلى ان يشفي، نعم سترحل ستهرب، استدارت لتفتح باب الشقة لتخرج فوجدته يفتح من الخارج ودخل علي وهو يحمل الدواء.
,
, علي: الدوا
, رؤى: شكرا
, علي: لو حصل اي حاجة كلميني
, رؤى: حاضر
, علي: السلام عليكم
, رؤى: وعليكم السلام
, رحل علي مرة أخرى، تنهدت رؤى بضيق فها هي خطتها قد فشلت
, خلعت نقابها ودخلت إلى المطبخ وبدأت تعد له
, ( شوربة الخضار) واخذتها وذهبت إلى غرفته، تحسست حرارته فوجدتها قد انخفضت بشكل كبير
, رؤى: الحمد لله الحرارة راحت
, فبدأت توقظه: جاسر، جاسر، جاسر اصحي
, تململ في نومته وبدأ يفتح عينيه بصعوبة: اااااه، انا فين.
,
, رؤى بضيق: هتكون فين يعني في بيتك
, فتح عينيه وابتسم لها: رؤي، خليكي جنبي، انا مش شيطان يا رؤي، هو، هو السبب، هو السبب، ماتوا بسببه، سبيوني كلهم بسببه
, ثم اغمض عينيه مرة اخري
, عقدت حاجبيها باستفهام وكلمات جاسر تتردد داخل عقلها
, رؤى في نفسها: يا تري مين دا إلى بيقول عليه السبب ومين دول إلى ماتوا
, نفضت تلك الافكار عن رأسها مؤقتا وبدأت توقظه مرة اخري فبدأت توكزه في كتفه
, رؤى: جاسر، جاسر، قوم يا جاسر.
,
, فتح عينيه تلك المرة ثم قال بضيق: عايزة ايه
, رؤى: عايزاك تأكل عشان تاخد الدوا
, جاسر مستفهما: دوا ايه، هو ايه إلى حصل
, قصت عليه رؤى ما حدث منذ ان دخلت غرفته ووجدته في حالة لا يرثي لها
, جاسر غاضبا: يعني انتي كنتي واقفة قدام علي كدة
, رؤى: لا و**** ابدا كنت لابسه ال**** وخلعته لما مشي
, جاسر غاضبا: طبعا سيداتك كنتي واقفة هنا والدكتور موجود هو وعلي
, رؤى: لا بردوا باشمهندس علي ما رضيش، ففضلت مستنية برة.
,
, جاسر: ومين إلى جاب الدوا
, رؤى: باشمهندس علي، مشي مع الدكتور وبعدين جاب الدوا وادهاولي ومشي
, جاسر غاضبا: وطبعا كنتي واقفة تتكلمي انتي وعلي لوحدكوا ما انا طيشة نايم جوة
, رؤى غاضبة: يا عم اهمد بقي، علي فكرة باشمهندس بني آدم مؤدب ومحترم جدا، ما رفعش حتى عينه فيا، واداني الدوا من علي الباب ومشي.
,
, جاسر غاضبا: يا سلام عاجبك اوي يا شيخه رؤي، ثم اكمل ساخرا
, ااااه صحيح ما هو كان العريس إلى هيخلصك مني، بس انسي يا رؤى انتي هتفضلي معايا للأبد، ولو جبتي سيرة جنس راجل علي لسانك هقطعهولك فاااهمة.
,
, رؤى في نفسها: وها هو جاسر مهران يعود من جديد
, رؤى: حاضر، ممكن بقي تاكل عشان تاخد الدوا
, نظر جاسر إلى الأكل بسخط: ايه القرف دا انت ما بحبش شوربة الخضار
, رؤى: علي فكرة حرام تقول علي نعمة **** قرف، غيرك مش لاقيها
, ابتسم بحنين عندما تذكر نرمين اخته كانت تقول له نفس الكلمات عندما يتذمر علي الطعام.
,
, جاسر: ايوة بس انا ما بحبش شوربة الخضار
, رؤى: معلش تعالا علي نفسك
, جاسر: طب اكليني
, رؤى بضيق: ليه ان شاء **** وانت اتشليت
, صاح غاضبا: رؤؤؤي
, امسكت المعلقة سريعا وبدأت تطعمه
, جاسر: بسم **** ما شاء، طبيخك يقرف
, نظرت له بغيظ ولم ترد
, واكملت اطعامه إلى ان انتهت
, رؤى: قول الحمد لله
, جاسر ساخرا: الحمد لله يا ماما رؤي، بتتعاملي معايا علي اني ابن اختك
, رؤى: اتفضل خد الدوا
, جاسر: كملي جميلك بقي وادهولي.
,
, رؤى غاضبة: ما احميك كمان بالمرة
, تلاعبت ابتسامة خبيثة علي شفتي جاسر: تصدقي فكرة، انا فعلا محتاج اخد دش
, رؤى بارتباك: لا لا انا مش قصدي خالص، انت فهمت غلط
, جاسر: و**** ما يحصل، يلا روحي جهزي الحمام علي ما أخد الدوا
, رؤى بسرعة: لا لا لا مستحيل علي جثتي.
,
, جاسر بجدية: خلاص يا ستي روحي جهزيلي الحمام واخرجي علي طول، تمام كدة
, رؤى: ماشي تمام.
,
, دلفت رؤى إلى حمام جاسر، انبهرت بشدة عندما رأته فهو حمام كبير جدا تصميمه من الداخل في منتهي الفخامه، تذكرت في تلك اللحظه فيلم ( خالتي فرنسا، و**** لو خالتي شافت الحمام دا لتحلف تدفن فيه )، فضحكت بصوت منخفض، ثم ذهبت ناحية المغطس الرخامي الكبير وملئته بالمياة الدافئة ووضعت فيه سوائل الاستحمام والتفت لتخرج فوجدت جاسر يقف امامها علي شفتيه ابتسامة خبيثة
, رؤى متلعثمة: انا انا، ححححضرتلك الحمام، عن اذنك.
,
, تركها تعبر من جواره ذهبت إلى باب الحمام لتفتحه ولكنها وجدته مغلق ولا أثر للمفتاح، التفت تنظر اليه بخوف، فرأت ابتسامته الخبيثة التي اتسعت بشدة وهو يمسك في يده مفتاح الباب
, رؤى بخوف: لو سمحت افتح الباب
, جاسر مبتسما بخبث: لما تخلصي
, رؤى بخوف: اخلص ايه بالظبط
, جاسر ساخرا: مش انتي قولتي طب ما احميك بالمرة وأنا وافقت يلا تعالي حميني
, رؤى: لا لا طبعا مستحيل، ما ينفعش.
,
, بدأ يقترب بخطوات ثابتة وهي ملتصقة بشدة في باب الحمام، إلى ان وصل اليها وحبسها بين ذراعيه والباب
, جاسر: ليه يا رؤى ما ينفعش انتي ناسية ان انا جوزك ولا ايه
, ظل صدرها يعلو ويهبط بسرعة من شدة خوفها وخجلها، تقبض بيديها علي طرف ثوبها
, رؤى بخوف: لو سمحت ابعد
, فاقترب خطوة أخري
, رؤى بخوف: أنا بقولك ابعد
, فاقترب خطوة أخري
, رؤى غاضبة: انت بتفهم بالمتشقلوب.
,
, تعالت ضحكاته العالية، ثم توقف وفجاءة ونظر اليها نظرات قوية وأكمل بهمس.
,
, جاسر: لا انا بفهم بالمعدول يا رؤى بس في قاموس جاسر مهران ما فيش وجود لكلمة ابعد
, ماشي يا رؤى
, هزت رأسها إيجابا بخوف
, جاسر: شاطرة يلا بقي عشان تحميني
, ابتعد جاسر عنها وذهب ناحية المغطش وخلع سرواله، فشهقت بخجل ووضعت يديها علي وجهها، نزل جاسر في المياة الدافئة
, جاسر: يلا يا رؤى تعالي، بدل ما اطلعلك انا
, اقتربت بخطي مرتجفة إلى ان وصلت إلى حافة المغطس عند رأس جاسر
, رؤى: ممكن تجيب المفتاح.
,
, جاسر: لاء، واخلصي بقي عشان ضهري قافش
, نظرت له بذهول: اعمل ايه يعني
, جاسر: دلكيهولي
, رؤى: ابدا مستحيل
, جاسر: هتدلكيهولي والا اخرجلك
, رؤى بسرعة: لا لا خلاص خليك
, وضعت يدها علي كتفه العاري، فسرت كهرباء قوية في جسدها، امسكت الليفة وغمرتها بسائل الاستحمام وبدأت تحركها علي ظهره بخفة
, جاسر: انشفي شوية
, عضت على شفتيها بغيظ، وبدات تحركها علي ظهره بعنف
, جاسر: اااه، هو لكدة، لكدة ما عندكيش وسط.
,
, رؤى: احم، هو انت لسه مصر علي إلى قولته
, جاسر: قولت ايه
, رؤى: يعني علي آخر الأسبوع
, جاسر: آه يا رؤي، اخر الاسبوع هتبقي مرات جاسر مهران شرعا زي ما انتي مراتي قانونا
, رؤى غاضبة: بس انا مش موافقة
, جاسر ساخرا: ما طلبتش موافقتك
, رؤى برجاء: ارجوك يا جاسر بلاش
, جاسر بجمود: إلى عندي قولته
, رؤى باكية: ليه يا جاسر، حرام عليك
, جاسر ساخرا: العياط حرام في الحمام يا شيخه رؤي، عايزة تتلبسي
, رؤى غاضبة: انت مش بني آدم
, جاسر ساخرا: عارف.
,
, أكملت رؤى ما تفعل بصمت فهي تعلم ان الجدال لن يأتي بنتيجة معه
, تضايق جاسر من صمتها المفاجئ فهو يحب جدالها وعنادها، ثم ابتسم بمكر
, جاسر: رؤى لو سمحت ممكن تيجي تشوفي ايه علي رقبتي دا
, ثم رفع رأسه لاعلي، زمت شفتيها بضيق واستدارت وهي تنظر إلى رقبته
, رؤى: ما فيش حاج. هاااااااا
, شهقت بخوف عندما جذبها جاسر فسقطت في المغطس هي الأخرى واصطدمت رأسها بصدره العريض
, حاولت ان تقوم سريعا ولكن جاسر قيد حركتها.
,
, فبدأت تتحرك بهستريا بين ذراعيه لتحرر نفسها
, رؤى: سبني، سبني، ابعد عني، سبني
, قيد يديها باحدي يديه ثم ثبت راسها بيده الاخري، ودني برأسه منها، حتى لفحت انفاسه الحارة وجهها، فبدأ صدرها يعلو ويهبط بشدة من الرعب، تفجرت الحمرة القانية في وجنتيها.
,
, رؤى راجية: سبني ارجوك
, نظر إلى عينيها مباشرة رأي الرعب يتجسد فيهما في اقصي صوره، هو الذي يتلذذ بنظرات الرعب في عيون ضحاياه، كره تلك النظرة في عينيها
, مرت دقائق من الصمت لا يشقها سوي صوت انفاس رؤى العالية، ما زال ينظر إلى عينيها يبحر في بحر ذلك الؤلؤ الاسود
, اقترب بوجهه اكثر حتى كاد يقبلها ولكن فجاءة عطست رؤى رغما عنها في وجهه
, جاسر غاضبا: ايه القرف دا
, رؤى: اسفة شكلي اتعديت.
,
, تركها جاسر ولوي شفتيه بضيق، فخرجت من المغطس سريعا
, جاسر: طب روحي غيري هدومك عشان ما تبرديش
, رؤى: المفتاح
, جاسر: خديه من جيب البلطون
, ذهبت سريعا إلى بنطاله واخذت منه المفتاح وهرولت ناحية الباب وفتحته وخرجت من الحمام ومن غرفته بأكملها واسرعت إلى غرفتها ودخلتها سريعا وارتمت علي سريرها
, تضم ركبتيها لصدرها، تشعر بالتعب الشديد.
,
, فتلك المناعة الضغيفة التي تمتلكها تجعلها تلتقط الامراض بسهولة، اغمضت عينيها واستسلمت للنوم من التعب.
,
, خرج من حمامه وبدل ملابسه واستلقي علي سريره واخذ الدواء واستسلم للنوم
, في الجانب الآخر
, ذهب فتحي إلى غرفة شاهندا فوجدها فارغة اتسعت عينيه بفزع
, فتحي: يا نهار أسود هربت دا جاسر باشا هيموتني
, هرول لأسفل سريعا فسمع ضحكات اتيه من الجزء الخلفي للبيت ذهب خلف الصوت فوجد شاهندا جالسة علي الأرض أمام طاولة خشبية صغيرة ( طبلية ) عليها قطع من العجين بجانب والدته
, سعدية: مش اكدة يا أجندة، اكدة العجين هيقطع.
,
, شاهندا بضيق طفولي: يا طنط و**** اسمي شاهندا
, اختبئ فتحي خلف احد الابواب وظل ينظر لها وعلي شفتيه ابتسامة صغيرة
, فتحي في نفسه: وبعدهالك يا فتحي أنت هتنسي نفسك ولا ايه دي مرات الباشا
, عودة لجاسر ورؤي
, مرت عدة ساعات، كان جسدها فيها يرتجف بشدة من ارتفاع درجة حرارتها
, فاق جاسر من غفوته الطويلة وهو يشعر بتحسن كبير، قام من علي فراشه، وخرج من الغرفة، فوجد البيت هادئ جدا.
,
, ذهب ناحية التلفاز في الصالة الكبيرة وشغله وجلس على الاريكة المقابلة له
, جاسر بصوت عالي: رؤي، اعمليلي شاي
, انتظر بعض الوقت ولم تخرج رؤى من غرفتها
, فنادي بصوت عالي: رؤي، تعالي هنا
, انتظر ان تخرج من غرفتها ولكن دون فائدة
, جاسر: معقول تكون نامت، لاء لسه العشا ما أذنتش وهي ما بتنمش قبل ما تصلي العشا
, يعني هي متعمدة ما تردش عليا، ماشي يا رؤى ليلتك سودا.
,
, قام من مكانه واتجه إلى غرفتها وفتح الباب فوجدها علي حالتها تلك تضم ركبتيها لصدرها، يرتجف جسدها بشدة، حبيبات العرق تغزو جبينها، اتجه ناحيتها
, جاسر: رؤي، انتي هتعملي نفسك نايمة قومي
, سمع بعض الكلمات تصدر منها بطريقة عشوائية: بابا، طمطم، سمسم، بابا، جاسر، ماما، رؤى تعبانة.
,
, عقد حاجبيه باستفهام مما يحدث، وضع راحة يده فوق جبينها لتتسع عينيه بفزع
, جاسر: نهاااار ابيض هي سخنة ليه كدة، كمان لسه بالهدوم المبلولة ما غيرتيهاش، اكيد اتعدت مني
, ذهب سريعا ناحية غرفته واخرج حقيبته الطبية وعاد اليها، فرد جسدها لتنام مستقيمة امامه ولكن تبقي مشكلة ملابسها المبتلة
, اخرج لها بعض الملابس من دولابها
, وعاد اليها: رؤي، رؤي، رؤى سمعاني
, فتحت عينيها بصعوبة وهزت راسها ايجابا
, جاسر: قومي غيري هدومك.
,
, هزت رأسها إيجابا، حاولت القيام اكثر من مرة لكن دون فائدة، فكانت تشعر بخدر والم شديد في جسدها كله
, رؤى بصوت منخفض متعب: مش قادرة اقوم
, امسك بيدها وجذبها برفق حتى انتصفت في جلستها وهي شبه واعية
, جاسر: يلا يا رؤى
, رؤى بصوت منخفض متعب: ساعديني يا ماما
, ابتسم فهي تظن ان والدتها هي التي امامها ولو تعلم انه هو لصرخت في وجهه علي الفور.
,
, بدأ يساعدها في تبديل ملابسها وهو يحاول تجنب النظر إلى جسدها قدر الإمكان حتى لا تتلاعب تلك الافكار الدنيئة في رأسه، حتى انتهي
, فمدد جسدها برفق علي الفراش واخرج سماعته الطبية وبدأ يفحصها وهي غير واعية بما يحدث
, جاسر: زي ما توقعت اتعديتي مني وجالك التهاب في اللوز وحمي بس بسيطة الحمد لله، انا بقول لمين دي نايمة اساسا.
,
, ذهب ناحية الصيدلية في غرفته واخرج منها سرنجة ومحلول لابرة خافضة للحرارة ومحلول وريدي وعاد اليها، ملئ السنرجة بالكمية المطلوبة من المحلول وحقنها في عرق يدها، ثم ركب لها المحلول الوريدي وظل بجانبها طوال الليل يضع الكمادات علي رأسها
, حتى نام وهو جالس علي الكرسي بجانبها
, في صباح اليوم التالي
, بدأت تفتح عينيها بصعوبة وهي تشعر بألم شديد ينخر في جسدها كله.
,
, اخيرا استاطعت فتح عينيها وضعت راحة يدها امام عينيها لتحجب عنها اشاعة الشمس، ولكنها تفاجأت بوجود المحلول الوريدي في يدها
, رؤى بألم: اااه، هو ايه إلى حصل، مين اللي ركبلي المحلول دا
, نظرت حولها باستغراب وفجاءة ثبتت عينيها ورفضت التحرك ظلت تغلق وتفتح في عينيها لتتاكد انها لا تحلم، ولكنه لم يكن حلم، جاسر بنفسه نائم على الكرسي المجاور لسريرها، بجانبه اناء به ماء وكمادات.
,
, اعتدلت في جلستها بصعوبة، فرأت ما ترتدي
, فما كان منها الا انها صرخت بصوت عالي
, انتفض جاسر من علي الكرسي مذعورا
, جاسر: ايه في ايه، بتصرخي ليه
, رؤى باكية: ابعد عني انا بكرهك، بكرهك
, جاسر: انتي اتجننتي يا رؤى ولا حرارتك عليت تاني، ثم وضع راحة يده علي جبينها، طب ما انتي حرارتك كويسة اهو، ايه بقي إلى حصل
, رؤى غاضبة: انت ازاي تغيرلي هدومي
, جاسر ساخرا: وفيها ايه يعني انا جوزك.
,
, رؤى غاضبة: انا بكره الكلمة دي بكرها، بطل تقولي انا جوزك
, جاسر ساخرا: كرهك ليها مش هيمنع كوني جوزك، انا جوزك برضاكي او غصب عنك، انا ليا الحق اعمل كل إلى انا عايزة فيكي
, رؤى غاضبة: انت ايه يا اخي ش٤ نقطة
, جاسر مقاطعا بسخرية: قبل ما تكمليها شيطان عارف، دا بدل ما تشكريني، دا انتي كنتي بتفرفري من السخونية طول الليل
, رؤى: ما سبتنيش ليه اموت وارتاح.
,
, انقبض قلبه بشدة من فكرة موتها، هز رأسه نفيا ليبعد تلك الفكرة عن رأسه، ثم رسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه: ما ينفعش تموتي دلوقتي يا شيخة رؤى انا لسه ما خدتش منك إلى انا عايزة
, نظرت له بكره وتشنجت قسمات وجهها بغضب
, رؤى: مين إلى كشف عليا، اوعي يكون دكتور مش دكتورة
, جاسر ساخرا: هتفرق
, رؤى: آه، معايا انا هتفرق
, جاسر: دكتور.
,
, رؤى غاضبة: لتاني مرة بتسمح لراجل غريب انه يشوف جسم مراتك بس المرة دي انا غايبة عن الوعي، فمعرفتش امنعه، ياااارب انت عارف انه غصب عني يارب وانتي كنت تعبانة ومش في وعيي يارب سامحني
, جاسر: و**** انتي مجنونة، يعني واحدة عندها حمي وبتموت وفارق معاها مين اللي كشف عليها، علي العموم انا إلى كشفت عليكي.
,
, اتسعت عينيها في دهشة: انت! انت ازاي يعني
, هو انت دكتور.
,
, جاسر ساخرا: لا خريج هندسة حلوان زي ما قولتلك، لو ما كنتش دكتور يا ذكية كنت عملتلك الإشاعة في المستشفى ازاي.
,
, رؤى بهدوء: يعني انت دكتور مهمتك ووظيفتك إلى اتخلقت عشانها انك تساعد الناس وتخفف عنهم ألمهم صح، بس إلى انا شيفاه انك بتفنن في تعذيبهم عشان ترضي رغباتك المريضة.
,
, كلامها كالسوط ينزل علي جسده فيجلده بلا رحمة، اغمض عينيه محاولة منه السيطرة علي غضبه وقبض علي كف يده بشده.
 
الثامن عشر


رؤى في نفسها: لازم تفوق يا جاسر، عارفة اني كلامي قاسي عليك بس لازم تفوق يا جاسر قبل فوات الأوان
, حاولت القيام من علي فراشها ولكنها شعرت بدوار شديد وارتدت للخلف كادت ان تصدم بظهر السرير الخشبي ولكن كانت يد جاسر هي الاسرع فجذبها اليه وضمها إلى صدره
, ابتعدت عنه سريعا بخجل
, رؤى بخجل: شكرا
, جاسر بجمود: خليكي مكانك عشان ما تدوخيش انتي ما كلتيش حاجة من امبارح
, ثم قام وخرج من الغرفة وتوجه ناحية المطبخ.
,
, ، فتح الثلاجة فوجد شوربة الخضار التي اعدتها رؤي، فاخرجها وقام بتسخين البعض ووضعها في طبق وعاد اليها
, جاسر: كلي
, امسكت بالمعلقة بدون ان تتلكم وبدأت في الأكل بصمت وهو جالس امامها يتابعها بصمت وشرود، فاق منه
, رؤى: الحمد لله
, وضع الطعام جانبا علي الطاولة المحاورة لسريرها ثم ذهب وجلس امامها ووضع راحة يده علي جبينها
, جاسر: حرارتك بدأت تعلي تاني
, ذهب ناحية صدليته مرة اخري واعد حقنه خافضة للحرارة وعاد اليها.
,
, جاسر: شمري دراعك
, نظرت له بخوف وفعلت ما طلب منها
, فجلس جاسر بجانبها: شكلك بتخافي من الحقن
, رؤى بخوف: هااا، لا ابدا
, غرز سن الحقنة في وريدها فصرخت بصوت مكتوم وتشنجت عضلات يدها
, جاسر: اهدي وما تشنجيش ايدك عشان ما توجعكيش، بس خلاص، بالشفا يا شيخة رؤى
, رؤى باكية: ايدك تقيلة
, شعر برغبة جارفة في ضم تلك الصغيرة الباكية
, فجذبها إلى صدره يمسد علي شعرها بحنان
, رؤى باكية: انتي وجعتني، من ساعة ما قبلتك وانت بتوجعني، ليه جاسر.
,
, جاسر بحنان ؛ بس يا رؤى اهدي، غصب عني يا رؤى إلى شوفته مش قليل
, ثم ابعدها عنه برفق واحتضن وجهها بين كفيه برفق: بصي هنتفق اتفاق تاني
, نظرت له باهتمام فاكمل حديثه: بصي يا ستي نرمين نفسها تشوف ولادي، وانا ما اقدرش ارفضلها طلب
, رؤى بحذر: والمطلوب
, جاسر: المطلوب منك انك تجبيلي *** وبعد كدة هحررك من اسري إلى الأبد بس هاخد ابني معايا، وانتي لو عايزة تفضلي معايا وما تطلقيش انا ما عنديش مانع.
,
, ابتعدت رؤى غاضبة: انا بقي عندي مانع اني اعيش مع واحد حيوان زيك وانسي يا جاسر مستحيل هخليك تلمسني، لو عايزني يبقي هتاخدني جثة
, جاسر بهدوء: يبقي انا كدة لسه عند وعدي واخر الأسبوع دخلتنا يا رؤى
, ثم قام وخرج من الغرفة
, في المستشفى
, دق ياسر باب الغرفة ثم دخل
, ياسر مبتسما: صباح الخير
, نرمين بحدة: انت مين وازاي تدخل أوضتي
, لاحظ ياسر ارتجاف صوتها بخوف علي الرغم من نبرة الغضب التي تعتريه.
,
, ياسر مبتسما: اهدي يا أستاذة نرمين، ثم سحب كرسي وجلس بجوار سريرها فلاحظ انكماشها علي نفسها بخوف
, فاكمل بابتسامة هادئة: انا يا ستي دكتور ياسر، الدكتور المسؤول عن حالة حضرتك بتكليف من جاسر باشا شخصيا
, نرمين مستفهمة: جاسر باشا، ازاي يعني، جاسر بقي باشا ازاي.
,
, ياسر مبتسما: اااه طبعا جاسر باشا، اخو حضرتك يملك اكبر شركة للمقاولات في البلد دا غير شركات سياحة كتير في دبي ويملك المستشفي دي ومستشفي كمان ويعتبر من اثري اثرياء العالم
, نرمين بدهشة: جاسر بقي عنده الحاجات دي كلها امتي
, ياسر: ما اعرفش و**** يا افندم من حوالي تلات سنين، غزت شركات آل مهران جروب، السوق، إلى اعرفه ان الشركات دي في الاصل ملك رجل الأعمال حازم سليمان بس فجأة بقت بتاعت اخو حضرتك.
,
, نرمين: طب انا عايزة اشوف جاسر
, ياسر: حاضر يا افندم، هتصل بيه وابلغه، المهم انا كنت جاي اطمن علي صحة حضرتك
, لاحظ شرود عينيها، فاكمل بحذر: حضرتك عندك استعداد تحكيلي ايه إلى حصلك عشان توصلي للحالة دي
, مرت مشاهد سريعة امام عينيها، اصوات متداخله يعلوها صوت صراخها، فبدأت تصرخ وهي تضع يديها علي اذنها: بس بس كفاية لا لا ابعد عني، ابعد عني
, تقدم ياسر منها بحذر: اهدي يا نرمين، اهدي.
,
, نرمين صارخة: ابعد عني، ابعد عني، حرم عليك
, تدارك ياسر الموقف سريعا وحقنها بحقنة مهدئة فارتخي جسدها ونامت
, ياسر: وبعدين معاكي يا نرمين كنت فاكر انك خلاص علاجك وصل لاخره، بس طلعنا لسه في أوله
, في اليوم التالي
, اخبر ياسر، جاسر برغبة نرمين في رؤيته
, في شقة جاسر
, دخل غرفتها كالعادة دون اسئتذان فوجدها تجلس علي الفراش تضم ركبتيها لصدرها تنظر امامها بشرود
, جاسر: انا رايح لنرمين، تحبي تيجي معايا.
,
, هزت رأسها إيجابا، وقامت وارتدت نقابها وخرجت معه من المنزل، وركبت في سيارته ظل نظرها معلق بالطريق تشاهد الناس والمحلات، وقفت السيارة في إشارة فجذب انتباهها، طفلة صغيرة ممسكة بيد والدها ويعبر بها الطريق
, ابتسمت وهي تتذكر كيف كانت تقبض علي يد والدها، وهو يعبر بها الطريق وكيف كان يضحك معها حتى ينسيها خوفها
, ، جذب انتباهها ايضا سيدة عجوز تقف حائرة، تري في عينيها ان بحاجة لمساعده احد لتعبر الطريق.
,
, فبدون سابق إنذار فتحت رؤى باب السيارة ونزلت منه
, جاسر غاضبا: رؤى تعالي هنا
, لم تعره انتباها، فنزل خلفها مسرعا ومن خلفه حرسه ظننا منه انها ستهرب ولكنه وجدها تذهب إلى تلك السيدة وتمسك يدها وعبرا الطريق ببطئ
, السيدة مبتسمة: روحي يا بنتي الهي **** يسعدك ويوقفلك ولاد الحلال
, ابتسمت لها ثم عادت اليه ووقفت امامه، فكان نصيبها صفعة قوية هوت علي وجنتها من يد جاسر، ثم جذب يدها وادخلها إلى السيارة.
,
, وصاح في السائق غاضبا: اقفل lock العربية
, انتفض السائق من صوته العالي وفعل ما طلب
, وانطلقت السيارة إلى المستشفي
, ظل يخطف النظرات اليها فوجد نظرة عينيها جامدة خالية من الحياة
, كور قبضته بغضب، ليس منها بل من نفسه، فها هي علاقتهم ترجع لنقطة الصفر، لن يستطيع أن يكتسب ثقتها ابدا، ولكن قلبه كاد أن يخرج من مكانه عندما نزلت من السيارة وتركته، ظن انها ستهرب، انه لن يراها مرة أخري وهذا شئ لن يتحمله ابدا.
,
, وصلت السيارات إلى المستشفي، نزل جاسر وهو ممسك بيد رؤى وخلفه حراسته، وقف امام غرفة نرمين
, جاسر للحرس: خليكوا هنا
, ثم دخل الغرفة
, جاسر مبتسما: صباح الخير يا نيرو
, نرمين مبتسمة: صباح الفل يا جاسر ويا رؤى
, توقع ان تظل علي نفس حالتها الجامدة، ولكنه وجدها خلعت بيشة نقابها فراي تحتها تلك الابتسامة العريضة التي عرف انها مصطنعة وذهبت واحتضنت نرمين
, رؤى مبتسمة: وحشتيني يا نيرو.
,
, نرمين: وانتي كمان يا حبيبتي، ثم وضعت يدها برفق علي بطن رؤي، ها ما فيش حاجة جاية في السكة
, تلاشت ابتسامة رؤى وهي تنظر لجاسر
, جاسر مبتسما: ان شاء **** يا حبيبتي قريب، ثم شدد على الكلمة الاخيرة، قريب اوي
, ازدرقت ريقها بذعر، وعادت ترسم تلك الابتسامة المرحة علي شفتيها
, نرمين: صحيح يا جاسر، انا كلمتك عشان عيزاك في موضوع مهم
, رؤى: طب انا هروح اجيب عصير، حد عايز حاجة
, جاسر: شاي
, رؤى: وانتي يا نيرو.
,
, نرمين مبتسمة: عصير زيك
, ابتسمت لها رؤى وخرجت من الغرفة لتترك لهم المساحة ليتحدثوا بحرية، وجدتها فرصة ذهبية، لن تعوض لتهرب من ذلك الجحيم
, ولم تكن تعرف ان جاسر عين حرس مخصوص لمراقبتها، خرجت من باب المستشفي بحذر وبخطوات سريعة وانفاسه متلهفة وركبت سيارة اجري ورحلت
, في غرفة نرمين
, جاسر: خير يا حبيبتي
, نرمين: عايزة اعرف انت ازاي بقيت جاسر باشا وازاي بقيت من اثري اثرياء العالم.
,
, جاسر: مع اني حكتلك يا نرمين بس هحكيلك تاني، ثم بدأ يقص عليها ما حدث
, إلى ان قاطعه صوت رنين هاتفه
, جاسر: الو
, المتصل: ٣ نقطة
, جاسر: كنت عارف انها هتعمل كدة، هي فين
, المتصل: ٣ نقطة
, جاسر: طب خليك عندك انا جاي
, ثم اغلق الخط
, جاسر: معلش يا حبيبتي لازم امشي دلوقتي في حاجة ضروريةلازم اعملها
, نرمين: ماشي يا حبيبي خلي بالك من نفسك
, قبل جبينها وخرج من الغرفة وركب سيارته وانطلق
, في شقة حسين والد رؤي،.
,
, تسير الحياة كئيبة حزينة، دموع مجيدة لا تتوقف حزنا على ابنتها تدعو لها ليل ونهارا، حسين يكاد يموت قهرا عليها ولكن ما يصبره انه رآها بصحة جيدة لم يحدث لها شئ، وعاصم يتمزق من الداخل، علي اخته التي لا يعلم عنها شء وحبيبته التي قتلها جاسر
, اقسم بداخله انه سينتقم منه، سينتقم لنفسه ولاخته ولحبيبته
, حتى طمطم الصغيرة اصبحت حزينة معظم الوقت، تشتاق لاختها بشدة.
,
, دق الباب فذهب عاصم واتكا علي عصاه وفتحه فوجد فتاة منتقبة تقف امامه
, عاصم: مين حضرتك
, رؤى: كدة يا عاصم مش عارفني
, عاصم مندهشا: رؤى
, ، القت رؤى بنفسها داخل صدره، فرمي عصاه واخذ يضمها اليه بشدة
, عاصم: وحشتيني اوي اوي يا حبيبتي، انتي كويسة
, هزت رأسها إيجابا
, خرجت مجيدة من المطبخ، فرأت عاصم يحتضن تلك الفتاة
, مجيدة غاضبة: مين دي يا عاصم بقي دي اخرة تربيتي جايبلي واحدة البيت ونازل احضان وبوس فيها.
,
, عاصم: يا ست الكل اهدي عشان تعرفي مين دي
, مجيدة غاضبة: وكمان لابسه **** بتسوئي سمعة المنتقبات
, ثم سبحت بيشة ال**** من علي وجهها، لتجحظ عينيها في دهشة: رؤى
, جذبتها سريعا لصدرها تضمها بقوة: رؤي، حبيبتي يا بنتي، وحشتيني اوي اوي اوي اوي
, اغمضت عينيها تستمع بالحنان المنبعث من حضن امها، افتقدته وبشدة
, ابعدتها مجيدة عنها برفق.
,
, وشقهت ولطمت بيدها علي صدرها عندما وجدت اصابع كف حمراء مطبوعة على وجهها مسدت علي وجهها برفق وهي تبكي
, مجيدة باكية: منه لله البعيد، حسبي **** ونعم الوكيل فيه
, نظر عاصم لما تشير امه ليقطب حاجبيه بغضب
, رؤى: خلاص يا ماما انا لازم امشي دلوقتي
, انا هربت منه بس هو اكيد هيجي علي هنا، كان لازم اشوفكوا لانكوا وحشتوني اوي
, مجيدة باكية: هتروحي فين بس يا بنتي.
,
, رؤى: اي حتة بعيد عنه، المهم سلميلي علي باب وبوسيلي طمطم كتير، انا لازم امشي دلوقتي., خارج القائمة
 
التاسع عشر


ارتجف جسدها بفزع عندما سمعت صوته
, وقف عاصم امامها ليحميها
, جاسر ساخرا: في واحدة محترمة تسيب جوزها وتهرب
, عاصم غاضبا: اختي محترمة غصبا عن عين اهلك
, جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ، ليه كدة يا عصومه، كفاية رجل واحدة متجبسة مش لازم الاتنين
, ثم وجه كلامه للحرس
, جاسر بجمود: علي تحت
, نزل الحرس فاغلق جاسر باب المنزل
, ثم ذهب وجلس على احد الكراسي واضعا قدم فوق اخري
, جاسر: ايه يا حماتي مش هتعزمي علي جوز بنتك بحاجة يشربها ولا ايه.
,
, مجيدة غاضبة: شربت المر لحد كيعانك يا بعيد
, ضحك جاسر عاليا ثم اخرج هاتفه واتصل بعلي
, جاسر: ايوة يا علي، ادي الموظفين إلى في الشركة باقي اليوم أجازة
, ثم اغلق الخط
, واتصل بمحل لبيع الاطعمة الجاهزة وطلب طلبية كبيرة من الطعام وأعطاهم العنوان
, واتصل بمحل ملابس وطلب العديد من الملابس له وأعطاهم نفس العنوان
, وقفوا ينظرون له مندهشين مما يفعل.
,
, جاسر ساخرا: ما تقعدوا واقفين ليه، اتفضلوا اتفضلوا البيت بيتكوا، ثم اشار إلى الكرسي المجاور له، تعالا يا رؤى اقعدي جنبي، ذهبت بخطي مرتجفة تزدرق ريقها بخوف وجلست بجانبه، فمال علي اذنها وهمس بتوعد: حسابنا لما نرجع البيت.
,
, دق الباب ففتحت مجيدة، دخلت طمطم الصغيرة، ابتسمت بشدة عندما رأت رؤى وجرت عليه وارتمت في حضنها
, طمطم بسعادة: رؤى وحشتيني كدة مش تسألي على طمطم
, ضمتها رؤى بشدة: معلش يا طمطم
, طمطم: لاء انا زعلانة منك، عايزاني اصالحك
, رؤى مبتسمة: اكيد
, طمطم: تفضلي معايا، وانام في حضنك وتجبيلي شكولاتة
, نظرت لها بحزن: يا ريت اقدر
, اخرج جاسر شكولاتة كبيرة من جيبه، ومد يده للصغيرة بها
, جاسر مبتسما: اتفضلي يا ستي.
,
, نظرت له طمطم بغضب: لاء انت عمو وحش وشرير
, رؤى بعتاب: عيب يا طمطم، اعتذري لعمو
, طمطم: انا اسفة
, جاسر بحزن مصطنع: لاء انا زعلان منك، ثم اخذها من بين ذراعي رؤى واجلسها علي قدميه
, جاسر مبتسما: عايزاني اصالحك خدي دي
, ثم اشار ناحية جيب سترته الداخلي، بصي هنا كدة يمكن تلاقي تاني.
,
, وضعت طمطم يدها في جيبه واخرجت شكولاتة اخري، اشار الى جيبه الاخر وقال نفس الكلام فوضعت يدها واخرجت ثلاثة قطع اخري، ثم اشار إلى جيوب جاكته الخارجيه، فوجدت طمطم فيها الكثير
, جاسر مبتسما: ها يا ستي عايزة تاني ولا كفاية
, طمطم منبهرة: عارف انا عايزة ايه
, جاسر: ايه
, طمطم: جاكت زي دا
, جاسر: اشمعنا
, طمطم: عشان بيولد شكولاتة كتير
, انفجر جاسر ضاحكا حتى ادمعت عينيه.
,
, جاسر ضاحكا: ماشي يا ستي هجبلك واحد زيه عشان يولد شوكولاتة كتير
, عاصم غاضبا: طمطم تعالي هنا، وارمي الشوكولاتة دي
, خلع جاسر سترته واخرج منه محفظته ومفاتيحه ثم وضع فيه كل قطع الشكولاتة والبسه لطمطم
, كانت مجيدة تراقب في صمت هذا الرجل الغريب، تكره ولكن بداخلها شعور انه غريب ناحيته، رأت حنانه وهو يعامل ابنتها الصغيرة.
,
, دق الباب فجرت طمطم مسرعة تفتحة وهي ترتدي سترة جاسر
, طمطم بسعادة: بابا، شوفت عمو الحلو ادا لطمطم ايه
, دخل حسين فوجد جاسر ورؤي، لم يعطي جاسر انتباها بل أسرع ناحية ابنته واحتضنها
, حسين: وحشتيني يا حبيبتي وحشتيني اوي
, رؤى باكية: وانت كمان يا بابا وحشتني اوي
, حسين لجاسر: وجودك غير مرحب بيه، وروقة بنتي توصلي
, جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ، بتطردني يا حمايا، لاء انا كدة ازعل ولما ازعل رؤى هي كمان بتزعل ولا ايه يا حبيبتي.
,
, حسين بحدة: انت فاكر انها هتخرج من بيتي تاني تبقي بتحلم يا جاسر
, جاسر: والحلم مع جاسر مهران حقيقة، وبعدين مين قالك ان رؤى هتخرج من بيتك، انا وهي هنقعد معاكوا يومين، ايه رايك يا حبيبتي في المفاجأة دي، هنمشي اخر الاسبوع، عشان المفاجأة التانية
, ظل صدرها يعلو ويهبط بسرعة من شدة الخوف.
,
, دق الباب مرة اخري، فذهب جاسر وفتح الباب واخذ من العامل الملابس، كاد أن يغلق الباب عندما جاء عامل توصيل الطعام فاخذ منه الطعام وحاسبه ثم دخل واغلق الباب
, وهم ينظرون اليه بدهشة
, وضع جاسر الطعام علي الطاولة الصغيرة
, جاسر: الغدا، اتفضلوا يلا عشان يبقي بنا عيش وملح
, حسين: قولتلك وجودك غير مرحب بيه
, جاسر: لنفضل احنا الاتنين لاخدها وامشي، قولت ايه يا حمايا
, طال صمتهم ينظرن إلى بعضهم باستغراب واندهاش.
,
, جاسر: السكوت علامة الرضا رؤى أوضتك فين عشان اغير هدومي
, سارت امامه إلى ان وصلت إلى غرفتها، ظلت تتطلع اليها بلهفة وشوق، فاقت منه علي صوت اغلاق الباب بالمفتاح
, رؤى بخوف: انت قفلت الباب ليه
, جاسر غاضبا: عشان نتحاسب، في واحدة محترمة تسيب جوزها وتهرب
, رؤى غاضبة: اااااه يا جاسر عشان تخلص من الجحيم إلى هي عايشة فيه
, امسك ذراعها وثناه خلف ظهرها وصاح غاضبا: جحيم، انا هوريكي الجحيم فعلا بعد عملتك السودا دي.
,
, رؤى باكية: ااااه دراعي يا جاسر حرام عليك
, سمعوا في الخارج صوته الغاضب وصوتها وهي تتألم، ذهب عاصم إلى غرفة رؤى
, حاول فتح الباب لكن دون فائدة
, دق الباب بعنف وصاح غاضبا: افتح يا جاسر
, ذهب جاسر ناحية الباب وفتحه: خير يا نسيبي العزيز
, تجاوزه عاصم ودخل إلى اخته
, عاصم بلهفة: رؤى انتي كويسة
, هزت رأسها إيجابا، فامسك عاصم يدها
, عاصم: تعالي يا حبيبتي معايا وسيبي جاسر باشا يغير هدومه.
,
, جاسر: لاء انا بحب مراتي تساعدني ولا ايه يا رؤى
, قبضت رؤى على كف عاصم بقوة ونظرت له برجاء الا يتركها، نظر لها جاسر نظرة تحذيرية غاضبة، فهمتها سريعا فتركت يد عاصم
, وابتعدت عنه
, رؤى: روح يا عاصم، وانا هاجي وراك
, نظر لها عاصم بحزن، ونظر لجاسر بغضب وخرج من الغرفة غاضبا يتكأ علي عكازه الحديدي، فاغلق جاسر الباب
, وبدأ يتقدم منها وهي ترجع إلى الخلف
, رؤى باكية: ابوس ايدك خليني اخرج.
,
, اعتصر قبضته بغضب، اصبحت دموعها تحرق قلبه بشدة
, وقف امامها وهي ترتجف خوفا، وضمها إلى صدره بحنان
, جاسر بحنان: هششششش، اهدي
, في الخارج
, مجيدة بحدة: أنا هروح اشوف بنتي ليكون عمل فيها حاجة
, ذهبت سريعا ناحية غرفة رؤى وفتحت الباب لتتسع عينيها من الدهشة من ذلك المشهد العجيب للغاية، رؤى بين ذراعي جاسر والاخير يمسد علي حجابها بحنان ويضمها بشده اليه
, مجيدة: احم، احم.
,
, ابتعدت رؤى عن جاسر سريعا وقد تخضبت وجنتيها بالدماء من الخجل
, جاسر مبتسما: خير يا حماتي
, مجيدة: تعالي يا رؤى ساعديني في تحضير الغدا
, رؤى: حاضر، هغير هدومي واحصل حضرتك
, هزت مجيدة راسها ايجابا وخرجت من الغرفة وبداخلها الف سؤال
, في داخل الغرفة، فتحت رؤى دولابها واخرجت ترنج بيتي ازرق اللون وذهبت ناحية باب الغرفة
, جاسر: رايحة فين
, رؤى: هغير هدومي في الحمام.
,
, هز رأسه إيجابا، فخرجت من الغرفة ودخلت إلى الحمام وبدلت ملابسها وعادت إلى غرفتها لتضع فيها نقابها
, فوجدت جاسر يجلس على الفراش ينتظرها واضعا راحة يده اسفل ذقنه
, جاسر بملل: ساعة بتغيري
, رؤى: عاوز حاجة
, جاسر: عطشان
, رؤى: ثانية واحدة
, ذهبت رؤى ناحية المطبخ واخرجت زجاجة مياة من الثلاجة
, مجيدة: انا مش فاهمة حاجة، جوزك دا طيب ولا شرير ومريض ولا ايه بالظبط.
,
, رؤى: ولا انا يا ماما، هبقي احكيلك كل حاجة يمكن تفهمي انتي، عن اذنك اديله الماية.
,
, عادت إلى غرفتها واعطته زجاجة المياة وهمت بالمغادرة
, جاسر: استني راحة فين
, رؤى: راحة اساعد ماما في الأكل
, ثم تركته وذهبت، اعدت السفرة ووضعت الطعام التي طبخته والدتها والطعام الفخم الذي اشتراه جاسر، ثم عادت اليه
, رؤى: الغدا جاهز
, قام وامسك يدها وشبكها في يده وخرج من الغرفة
, وذهبا إلى الطاولة، فجلس عليها وبجانبه رؤى من ناحية وطمطم من الناحية الاخري ومقابل لهم مجيدة وعاصم وعلي رأس الطاولة والدها.
,
, حسين بصوت عالي نسبيا: بسم **** الرحمن الرحيم
, حتى يذكر من نسي
, سمي جاسر في سره وقبل ان يبدأ الاكل تذكر دواء رؤى الذي يجب أن تاخذه قبل الأكل، فقام من علي الطاولة سريعا وسط نظراتهم المتعجبة وذهب ناحيه غرفتها واخرج عبوة الدواء من جيب سرواله وعاد اليهم واعطاها عبوة الدواء
, جاسر بصوت هادئ: الدوا
, عاصم غاضبا: دوا ايه انت بتدي اختي ايه
, اختطف عاصم العبوة من يد رؤى وقرأ اسم الدواء
, عاصم مندهشا: دا مضاد حيوي.
,
, رؤى: اصل انا كان عندي نازلة برد وحمي
, نظر عاصم إلى جاسر متعجبا
, مجيدة لجاسر: اقعد يا ابني كل
, جلس جاسر بجوار رؤى واخذ العبوة من عاصم واعطاها لرؤي فاخذت قرص منها
, وبدأت في الأكل
, مال علي اذنها وهمس: نسيتي تسمي يا شيخه رؤى
, رؤى بصوت منخفض: سميت في سري
, جاسر هامسا: شطورة
, فاحمرت وجنتيها خجلا، وبدأت في الأكل حتى تخفي خجلها ولكن لاحظتهم مجيدة فابتسمت، بينما نظر له حسين بتعجب واندهاش
, طمطم مبتسمة: عمو جاسر.
,
, جاسر مبتسما: نعم يا حبيبتي
, طمطم مبتسمة: انت هتخلي رؤى تفضل مع طمطم علي طول
, جاسر مبتسما: هخليها تيجي تزورك كتير ماشي
, هزت طمطم رأسها إيجابا بفرحة
, اكملوا طعامهم بصمت كل يدور بداخله آلاف الأسئلة حول ذلك الرجل الغريب
, قام جاسر ومن بعده رؤى لتريه طريق الحمام
, غسل يديه واعطته رؤى المنشفة، فجفف يديه
, دخلت رؤى إلى الحمام وتوضئت وذهبت إلى غرفتها وفرشت سجادة الصلاة وبدأت تصلي
, في الخارج.
,
, شعرت مجيدة ببعض الدوخة وكادت ان تسقط لولا ذراع جاسر الذي استندت عليه سريعا
, مجيدة: شكرا
, ساعدها جاسر علي الجلوس
, جاسر: ضعطك شكله عالي، هخلي رؤى تعملك حاجة مسكرة ثم تركها وذهب إلى غرفتها، فنظرت مجيدة إلى زوجها الذي شاهد المشهد كله، باستغراب فبادلها بنظرات متعجبة
, في غرفة رؤى
, دخل إلى الغرفة فوجدها تنهي صلاتها
, جاسر: حرما يا شيخة رؤى
, رؤى: مش هينفع اقولك جامعا عشان انت قولت قبل كدة ان ما فيش شيطان بيصلي.
,
, نظر لها بغضب وغيظ
, جاسر بجمود: مامتك ضغطها عالي وتعبانة،
, خرجت مسرعة من الغرفة وذهبت إلى والدتها وجثت علي ركبتيها امامها
, رؤى بلهفة: سلامتك يا ماما انتي كويسة، ايه إلى حصل
, مجيدة مبتسمة: ما تقلقيش يا حبيبتي انا كويسة
, أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
, رؤى: ثواني هعملك كوباية كركدية
, ذهبت سريعا إلى المطبخ وبينما تمر من امام غرفتها، تسمرت مكانها وجحظت عينيها في دهشة، عندما رأت جاسر يقف يصلي., خارج القائمة
 
العشرون اعطوني رايكم بالقصة بالتفاعل مش بالتعليق


وبينما تمر من امام غرفتها، تسمرت مكانها وجحظت عينيها في دهشة، عندما رأت جاسر يقف يصلي، رمشت عدة مرات للتأكد أن ما تراه حقيقة وليس حلما.
,
, رآها عاصم علي هذه الحالة فذهب اليها
, عاصم: مالك يا رؤى متنحة ليه كدة
, رؤى مندهشة: جاسر بيصلي
, عاصم بضيق: وهو دا ينفعله ****
, نظرت له رؤى بغيظ: ليه يعني كنت ****، استغفر **** العظيم يا رب، عشان تحكم تنفع صلاته ولا لاء
, نظر لها عاصم مندهشا: رؤى انتي بتدافعي عنه بجد، اوعي تكوني حبتيه يا رؤى
, رؤى متلعثمة: هاااا، حبيته لاء طبعا، بس دا جوزي يعني لازم تحترمه
, هز عاصم رأسه بيأس وتركها ورحل.
,
, ، نظرت له وهو ساجد يبكي علي سجادة الصلاة فاتسعت ابتسامتها
, رؤى في نفسها: يااارب اقبل توبته يااا رب
, ثم ذهبت ناحية المطبخ واعدت العصير لوالدتها واعطته لها
, مجيدة: شكرا يا حبيبتي، يلا بقي روحي شوفي جوزك
, هزت رأسها إيجابا ودخلت إلى الغرفة
, فوجدته جالس علي السرير الصغير
, رؤى: ، حرما
, جاسر ببرود: ، جمعا ان شاء ****، مامتك عاملة ايه
, رؤى: كويسة
, كتب اسم دواء علي ورقة واعطاها لها
, جاسر: الدوا دا هيبقي كويس ليها.
,
, اخذت منه الورقة: شكرا
, ثم خرجت من الغرفة
, فاغمض عينيه، نعم لقد تحدته واستفزته بتلك الكلمات فقام وتوضاء ولكن عندما اقترب من سجادة الصلاة، شعر ببرودة في أطرافه
, حاول لملمة شتات نفسه ووقف علي سجادة الصلاة، وما ان قال ( **** أكبر)، انهار كالطفل الصغير وبدأ يبكي وهو يدعو ان يغفر **** له.
,
, ظل يبكي ويبكي وهو يدعو، إلى ان انتهي من الصلاة، احساس جميل احتل خلاياه جميعا وسكن قلبه، احساس بالراحة والاطمئنان لم يشعر به وهو يملك الملايين، بل المليارات
, جلس علي فراشها الصغير يعيد ترتيب حساباته من جديد
, فاق من شروده علي صوت الباب ودخول رؤى الغرفة
, رؤى: تحب اعملك حاجه تشربها
, جاسر: لاء شكرا
, اخذت رؤى وسادة صغيرة
, جاسر: هتعملي ايه
, رؤى: هنام على الأرض
, جاسر: رؤي، وانا هادي اهو ولذيذ اطلعي نامي علي السرير.
,
, رؤى: السرير صغير ومش هيكفيني انا وانت
, جاسر: تعالي وانا اوريكي ان هو هيكفي
, ذهبت ناحية الفراش وتمددت بعيدا عنه
, في جزء صغير من الفراش
, أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
, فمد جاسر ذراعيه حول جسدها وضمها إلى صدره وجعل رأسها تتوسد صدره
, جاسر: شوفتي بقي اهو مكفينا وزيادة
, احمرت وجنتيها من شدة الخجل
, رؤى بخجل: لو سمحت ابعد شوية
, جاسر: نامي يا رؤى وما تخافيش
, رؤى بحزن: كمل، كمل لسه الاسبوع ما خلصش
, جاسر: بالظبط.
,
, رؤى: جاسر ممكن اطلب منك طلب
, جاسر بنعاس: امممممممم
, رؤى: ممكن تطلقني
, جاسر ساخرا: حاضر الصبح هطقلك انا وبابا وناهد وكلنا ( بصوت احمد حلمي في ميدو مشاكل )
, نظرت له بدهشة سرعان ما انفجرت ضاحكة علي كلماته تلك
, جاسر: بس بقي عايز انام
, رؤى في نفسها: زي ما بقوله كلام قاسي عشان يفوق، لازم اتلكم معاه بطريقة كويسة، واهو خد خطوة كويسة وصلي
, رؤى برقة: جاسوره
, فتح عينيه ينظر إليها مندهشا
, جاسر بدهشة: انت بتكلميني.
,
, رؤى: هو في غيرك
, جاسر: سبحان مغير الأحوال، عايزة ايه
, رؤى: بص انا تعبانة وهموت وانام، ولسه العشاء ما اذنتش فممكن تفضل صاحي لحد ما العشاء تأذن وتصحيني
, جاسر: والمقابل
, رؤى بغيظ: مااااادي
, ضحك جاسر عاليا
, رؤى: عايز ايه
, جاسر بشرود: بطلي تقوليلي أنت شيطان ما بحبش اسمعها منك
, هزت رأسها إيجابا: بس كدة دا انت ملاك وطيب خالص وامور وحليوة
, جاسر ضاحكا: بس بس كفاية كذب.
,
, رؤى: علي فكرة انا مش بكذب، انت ماعندكش مرايات في بيتكوا، دا انت مززززز اوي
, جاسر ضاحكا: انتي كويسة يا رؤى لتكوني سخنتي تاني
, رؤى بضيق طفولي: اسكت بقي عشان انا مخصماك
, جاسر مبتسما: النهاردة يوم العجايب، رؤى بنفسها بتتكلم معايا كدة، ومخصماني ليه ان شاء **** يا ست رؤى
, رؤى: عشان ادتني حقنة وانا بخاف من الحقن وما جبتليش بعدها مصاصة
, جاسر مندهشا: مصاصة، انتي مين يا بت فين رؤى مراتي، اعترفي.
,
, رؤى بضيق: يا رخم، بس بقي عايزة انام شوية
, ظلت تخبط برأسها على صدره
, جاسر بألم: ايه يا اما انتي بتطبلي
, رؤى: صدرك ناشف اوي مش عارفة انام عليه
, ، بص افرد دراعك
, جاسر: عليا النعمة انتي مش رؤى
, رؤى: ما ينفعش تحلف بغير ****، قول لا إله الا ****
, جاسر: لا إله الا ****
, رؤى مبتسمة وهي تغمض عينيها: ايوة كدة شاطر يا جاسوره الصبح هعملك كيكة بالشوكولاتة
, فرد ذراعه فنامت عليه، ظل يتأمل فيها وهي نائمة وابتسامة صغيرة علي شفتيه.
,
, دق الباب
, جاسر بصوت منخفض: ادخل
, دخلت مجيدة: مساء الخير، ايه دا هي رؤى نامت، دي لسه ما صلتش العشا
, جاسر: ما هي قالتلي اصحيها عشان تصلي
, مجيدة مبتسمة: **** يكون في عونك، اصل انت ما تعرفش دي نومها تقيل اد ايه
, جاسر: غريبة انا دايما بصحي القيها صاحية
, مجيدة: ما هي بتحب تصحي لوحدها ما حدش يصحيها
, هز جاسر رأسه إيجابا
, مجيدة: انا كنت عايزة اتكلم معاك شوية
, جاسر: اتفضلي وانا جاي ورا حضرتك.
,
, هزت مجيدة راسها ايجابا وخرجت من الغرفة
, فسحب جاسر ذراعه برفق من تحت رأس رؤى وقبل جبينها وخرج من الغرفة
, وجد مجيدة تجلس علي كرسي في الصالة
, فجلس امامها
, جاسر: احم، خير
, مجيدة: مش عارفة المفروض ابقي كارهك ومش طايقة اشوف وشك ومع ذلك مش عارفة اعمل كدة، حساك انت كمان مظلوم وضحية، ليه يا ابني بتعمل كدة انت شكلك طيب و**** وحنين، ليه بتعمل كدة.
,
, تنهد جاسر بحزن: إلى شوفته مش قليل
, مجيدة: مهما كان إلى حصل دا ماضي انساه
, جاسر: انسي ان اهلي ماتوا قدام عنيا، انسي ان ابويا انتحر، عشان حاسس بالعجز وامي ماتت بحسرتها، انسي ان اختي اتكسرت واتطلقت واتفضحت وكل دا بسببه.
,
, ربتت مجيدة على كتفه بحنان ودموعها تنساب من عينيها
, مجيدة: ياااه يا ابني دا انت طلع جواك جرح كبير اوي.
,
, جاسر بألم: اووي الدنيا دي اذتني كتير وجه دوري انا عشان أذي، عارفه كل حاجه في بدايتها صعبة حتى الاذية، بس لما بتتعودي عليها بيبقي ليها لذة خاصة، اتعودت علي الاذية لحد ما بقت منهج حياتي، لحد ما جت بنتك وقلبت حياتي كلها، كنت فاكر ان اذيتها حاجة سهلة بس طلعت أصعب مما أتخيل، بقت انا إلى بتأذي لما بحاول أذيها
, مجيدة: واخرتها يا ابني
, جاسر: مش عارف.
,
, مجيدة: بص يا ابني، سامح وتوب، ما تخليش نار الانتقام تعميك فتخسر دنيا واخرة، انا ليا رجاء عندك يا ابني.
,
, جاسر: اتفضلي
, مجيدة: ب**** عليك يا ابني ما تأذيش رؤي، دي طيبة اوي و****، لما تتعامل معاها هتحس انك بتتعامل مع طفلة، ب**** عليك يا ابني اعتبرني زي والدتك وما ترفضش طلبي.
,
, هز جاسر رأسه إيجابا: حاضر يا أمي
, مجيدة مبتسمة: **** يسعدك يا ابني ويريح قلبك
, ارتفع اذان العشاء في الجوامع، فذهب جاسر لايقاظ رؤى
, جاسر: رؤي، رؤي، اصحي يا رؤى العشا اذنت
, و لا حياة لمن ينادي
, جاسر: طنط عندها حق دا انتي نومك تقيل اوي
, ثم بدأ يهز جسدها برفق: رؤي، يا رؤي، يابنتي قومي
, رؤى بنعاس: خمس دقايق
, جاسر مبتسما: قومي يا رؤى العشا اذنت
, رؤى بنعاس: الصبح الصبح
, جاسر ضاحكا: صبح ايه يا بنتي قومي، يا رؤى.
,
, تنهد جاسر بضيق: بقي كدة ماشي
, وضع احد ذراعيه أسفل ركبتيها والاخر اسفل ظهرها وحملها وخرج بها من الغرفة، متوجها إلى الحمام
, قابله حسين الذي كان يتوضأ عند باب الحمام
, حسين بقلق: مالها رؤى
, جاسر: ما تقلقش يا عمي
, جاءت اليهم مجيدة ضاحكة: اكيد مش راضية تصحي
, مجيدة: رؤي، رورو، رؤى حبيبتي اصحي، شوفت انا عارفة بنتي كويس ولا الطبل البلدي هيصحيها.
,
, دخل جاسر إلى الحمام ووقف امام الحوض وانزل رؤى واسندها بذراعه، ثم فتح صنبور الماء، وبدأ يرش الماء برفق علي وجهها
, استيقظت مذعورة: بغرق، بغرق
, ضحك كل من كان واقفا عليها.
,
, جاسر: اخيرا صحيتي العشا اذنت بقالها ساعة، يلا عشان تصلي
, ثم تركها وخرج من الحمام
, فوجد حسين يفرش سجادة الصلاة، ومجيدة ترتدي اسدالها، منتظرين رؤى
, مجيدة مبتسمة: اتوضيت ولا لسه
, جاسر بتوتر: هااا، انا انا اصلا متوضي
, مجيدة: طب يلا اقف جنب عمك حسين، علي ما رؤى تيجي
, ازدرق ريقه بتوتر، ثم ذهب ووقف بجانب حسين الذي يرمقه بنظرات متعجبة
, إلى ان جاءت رؤى وهي ترتدي اسدالها
, رؤى مبتسمة: انا جيت، معلش اتأخرت عليكوا.
,
, حسين: يلا يا حبيبتي، اتفضل يا جاسر عشان تأمنا في الصلاة
, اتسعت عيني جاسر: انا، لالالا طبعا ما ينفعش، اتفضل
, رؤى مبتسمة: يلا بقي يا جاسر عشان خاطري
, ازدرق ريقه بتوتر وهز رأسه إيجابا
, ووقف يأمهم في الصلاة، اندهشت رؤى والبقية وهم يسمعون جاسر يتلو القرآن، فكان يتلوه بطريقة رائعه يبدو انه ملم بأحكام التجويد كاملة
, انتهت الصلاة
, مجيدة مبتسمة: يلا يا ست رؤي، نقوم نحضر العشا
, رؤى: حاضر يا ماما.
,
, مجيدة لجاسر: روح يا ابني اقعد مع عمك حسين، هتلاقيه في البلكونة
, جاسر: لاء انا هروح انام، تصبحوا علي خير
, مجيدة: ودي تيجي بردوا تنام من غير عشا
, جرت طمطم مسرعة إلى رؤى: رؤي، رؤى ساعديني في الواجب
, رؤى مبتسمة بمكر: خلي عمو جاسر يساعدك علي ما احضر العشا مع ماما
, ذهبت طمطم ناحية جاسر: عمو جاسر عمو جاسر ممكن تساعد طمطم في الواجب
, جاسر مبتسما: ماشي يا طمطم
, امسكت طمطم بيد جاسر وجلسوا علي طاولة الطعام.
,
, وبدأ جاسر يساعد طمطم في حل واجبها
, في المطبخ
, رؤى: انا ملاحظة ان بقيتي راضية اوي علي جاسر
, مجيدة: يا عيني يا بنتي إلى شافه، لو كان جبل كان اتهد
, رؤى مندهشة: شاف ايه، هو حكالك ايه
, مجيدة: خليه هو إلى يحكيلك بنفسه احسن
, اعدت رؤى ومجيدة العشاء
, وتجمعوا علي مائدة العشاء
, وتناولوا العشاء بصمت، ثم ذهب كل إلى
, غرفته
, تمدد جاسر علي الفراش
, رؤى: انت هتنام
, جاسر ساخرا: لاء هلعب تنس
, رؤى: اصل انا مش جايلي نوم
, جاسر: اعمل ايه يعني.
,
, رؤى: خلاص نام، انا هروح اتفرج على التلفزيون
, ثم تركته وخرجت من الغرفة
, جلست علي الاريكة الصغيرة امام التلفاز
, في غرفة حسين
, حسين: انا مش فاهم حاجة
, مجيدة: ايه بس إلى مش فاهمه
, حسين: جاسر الواد دا عنده انفصام اكيد دا بيتحول شوية يبقي قمة في الادب والاخلاق وشوية تانية يبقي العكس تماما
, قصت له مجيدة ما قاله لها جاسر
, حسين: لا حول ولا قوة الا ب****، عيلته كلها ماتت قدام عينيه، طب من هو إلى قالك ان هو السبب.
,
, مجيدة: العلم عند ****، جاسر في الاصل شكله ولد مؤدب وابن ناس، بس إلى شافه عمل فيه كدة، خلينا نساعده يرجع زي الاول، الحمد لله هو ما اذاش رؤي، ولا انت ايه رايك
, هز حسين رأسه إيجابا بتفهم: ماشي اما نشوف
, في ذلك القصر الفخم يصيح ذلك الرجل بصوت رج جدران القصر
, صبري غاضبا: يعني ايه يا أيمن، بنتي اختفت والزفت إلى اسمه جاسر دا راح فين.
,
, أيمن: يا صبري باشا اسمعني، أنا مش ساكت أنا قالب الدنيا علي شاهندا هانم بس مالهاش أثر
, صبري غاضبا: وجاسر اختفي
, أيمن: يا باشا أنا قلبت الدنيا مالوش أثر زي ما يكون فص ملح وداب
, صبري غاضبا: ابن ال×××× وحياة بنتي لهدفعه التمن غالي
, أيمن بحذر: هتعمل ايه يا باشا
, صبري بشر: نرمين، اخت البيه مش هو عمل كل دا عشان خاطر اخته، أنا بقي هفكر السنيورة بالماضي
, أيمن بحذر: هو سيداتك تعرف مكان اخته فين.
,
, صبري بشر: طبعا دا أنا صبري الدمنهوري
, ثم نظر لايمن بغضب: قدامك 48 ساعة لو ما عرفتش جاسر فين بالظبط، قول علي نفسك يا رحمن يا رحيم.
,
, ازدرق أيمن ريقه بتوتر: حاضر يا باشا، عن اذنك
, صبري غاضبا: غور
, خرج ايمن من فيلا صبري وركب سيارته تأكد أنه ابتعد بالقدر الكافي عن محيط حراسه، فاخرج هاتفه سريعا.
,
, ايمن سريعا: جاسر باشا، مصيبة
, في منزل حسين
, هب جاسر فزعا من فراش رؤى أسرع يرتدي ملابسه وخرج يهرول من الغرفة متجها إلى باب المنزل، رأته رؤى التي كانت تشاهد التلفاز.
,
, رؤى باستغراب: جاسر، أنت رايح فين دلوقتي
, صاح في وجهها بغضب: مالكيش دعوة غوري من وشي
, ترقرقت الدموع في عينيها، فازاحها هو بعنف من طريقه ونزل يركض إلى سيارته
, صاح في الحرس: ورايا بسرعة
, انطلقت سيارة جاسر ومن خلفه حرسه تشق غبار الطريق.
,
, تجلس على الفراش ضامة ركبتيها لصدرها شاردة فيما حدث في الماضي فتلقائيا عرفت الدموع طريقها إلى عينيها، كانت تنظر ارضا تتصارع بين أمواج ذكرياتها السيئة عندما شعرت بحركة بجانبها في الغرفة، رفعت عينيها تنظر حولها
, فاتسعت عينيها بفزع عندما وجدته واقفا امامها تلك الابتسامة الشيطانية التي تعرفها جيدا تعزف ألحان الفزع علي شفتيه
, تجمدت اطرافها من شدة الفزع
, نرمين برعب: صصصصص.
,
, صبري ضاحكا بسخرية: ايه يا نيرو بتصوصي يا حبيبتي
, زحفت بظهرها للخلف تلهث أنفاسها من الرعب
, تقدم منها ببطئ مرعب، وأردف بابتسامة ساخرة: وحشتيني يا نيرو، ايه يا بيبي، مستحيل تكوني نستيني
, في لمحة وجدته يقبض علي فكها بقبضته وصاح غاضبا: قسما بربي يا نرمين، لو اخوكي ما رجعليش بنتي لخليكي تتمني الموت انتي وأخوكي.
,
, صبررررررري
, التف صبري خلفه ببطئ تعلو شفتيه ابتسامة ساخرة فوجد مسدس جاسر إمام جبهته
, جاسر غاضبا: هقتلك يا صبري
, نرمين باكية: لا يا جاسر، عشان خاطري ما تضيعش نفسك أنت الوحيد إلى فاضلي في الدنيا، عشان خاطري يا جاسر، عشان خاطري
, تقابلت النظرات، نظرات ساخرة شيطانية مقابل نظرات مشتعلة انتقامية غاضبة
, أخفض جاسر مسدسه يبطئ وهتف بتوعد: أنا مش هقتلك أنا هخليك تتمني الموت من إلى هعمله فيك.
,
, صبري غاضبا: أنا إلى هقتلك يا جاسر لو ما قولتليش بنتي فين
, جاسر ساخرا: سبعة بيدوروا والماية حوليهم
, صبري بحدة: ايه إلى أنت بتقولوا دا بقولك بنتي فين
, جاسر ضاحكا بسخرية: و**** أنا قولتلك بنتك فين، هعد لحد 3 لو شفتك قصداي هبلغ مسدسي كله فيك وهيبقي دفاع عن النفس مش هاخد فيك يوم سجن
, خرج صبري وهو يتوعد لجاسر بالويل والانتقام
, بينما أسرع جاسر بضم اخته التي كانت ترتجف خوفا.
,
, جاسر بحنان: هشششش، خلاص مشي، مش هسمحله يأذيكي تاني يا نرمين لو وصلت لموتي يا حبيبتي.
,
, دخل ياسر سريعا ومعه ابنته الصغيرة
, هتفت سما بسعادة: طنط نييمن
, ابتعدت نرمين عن حضن جاسر ورسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها: سمسم وحشتيني اوي، تعالي
, فتحت نرمين ذراعيها فارتمت الصغيرة في حضنها
, سما بسعادة: أنا بحبك اوي يا طنط نييمن أنتي وطنط يؤي
, نرمين ضاحكة: واحنا كمان بنحبك أوي.
,
, كان جاسر يراقب ضحكتها بسعادة بالغة، ليس وحده بل كان هناك من يراقب الموقف بسعادة مضاعفة، سعادة ابنته الصغيرة، وتلك الضحكات الصافية التي تخرج من تلك الجنية التي سحرته بغموضها من أول يوم رآها فيه.
,
, جاسر: أنا عايز أخد نرمين معايا
, ياسر سريعا: لاء طبعا ما ينفعش، احم قصدي يعني أن لسه علاجها ما خلصش ولو خرجت دلوقتي هيحصلها مضاعفات
, هز جاسر رأسه إيجابا بتفهم: نيرو، احسن دلوقتي
, نرمين بابتسامة صافية: آه وطي صوتك عشان سمسم نامت
, نظر ياسر إلى ابنته فوجدها متشبثة في حضن نرمين بقوة، ملامحها ترتسم عليها السعادة الطفولية البريئة حتى في نومها
, نرمين باحراج لياسر: ينفع تسيبها تنام في حضني النهاردة.
,
, هز ياسر رأسه إيجابا: آه طبعا
, قام جاسر وقبل جبين اخته واخذ ياسر وخرج من الغرفة وضاعف عدد الحراسة عليها
, ثم ركب سيارته وعاد إلى منزل حسين
, في الطريق هاتف أيمن: نفذ في أسرع وقت
, أيمن: حاضر يا باشا
, عاد جاسر إلى ذلك المنزل المتواضع، دق الباب بخفوت، فوجده يفتح بلهفة
, رؤى بلهفة: جاسر، الحمد لله يا رب كنت هتجنن من القلق عليك
, نظر لها بدهشة فتداركت نفسها سريعا: قصدي يعني انك خرجت متأخر والجو شتا دلوقتي.
,
, جاسر بخبث: خوفتي عليا مش كدة
, رؤى سريعا: هااا، لالا ابدا، أنت هتفضل واقف علي الباب ادخل
, دخل جاسر واغلق الباب خلفه
, جاسر بخبث: ولو مش خايفة عليا ايه إلى مصحيكي لحد دلوقتي
, رؤى بتوتر: بتتفرج علي التليفزيون
, جاسر: بتكذبي يا شيخة رؤى
, انكمشت ملامحها بضيق طفولي: يووه بقي روح نام يا جاسر
, جاسر: حاضر يا ماما رؤي، تصبحي على خير
, رؤى مبتسمة: وأنت من أهله
, دخل جاسر إلى غرفتها وبدل ملابسه وغط في النوم
, في الخارج.
,
, نامت رؤى علي الأريكة وهي تشاهد التلفاز
, ظل الوضع علي ما هو عليه إلى ان اذن لصلاة الفجر
, قلم حسين وخرج من غرفته فوجد رؤى تتململ في نومتها وتفتح عينيها
, رؤى: صباح الخير يا بابا
, حسين: صباح النور يا رؤي، ايه إلى منيمك هنا
, رؤى: كنت بتفرج على التلفزيون والظاهر اني نمت
, حسين: طب يلا روحي صحي جوزك عشان يصلي الفجر
, هزت رؤى رأسها إيجابا وذهبت ناحية غرفتها.
,
, ووقفت امام جاسر ثم ابتسمت بشر وامسكت كوب الماء الموضوع بجانبه علي الطاولة ورشته علي وجه جاسر فقام مفزوعا
, جاسر مفزوعا: بغرق، الحقوني بغرق
, فانفجرت رؤى ضاحكة عليه
, جاسر بغيظ: آه يا بنت ال، طب تعالي بقي
, ركضت رؤى لخارج الغرفة وجاسر خلفها
, جاسر: و**** ما سايبك
, وقفت رؤى خلف والدها
, رؤى ضاحكة: ابعده عني يا بابا
, حسين: في ايه، ايه إلى بيحصل
, جاسر: المجنونة بنتك غرقتني بالماية وانا نايم
, رؤى ببراءة: مش كنت بصحيك.
,
, جاسر ساخرا: يا سلام علي البراءة
, حسين: رؤى اعتذري لجوزك حالا
, رؤى: أسفة
, جاسر: ماشي خلاص
, حسين: اتوضي يلا عشان هنصلي الفجر في الجامع
, هز جاسر رأسه إيجابا وذهب وتوضأ سريعا وبدل ملابسه وذهب مع حسين إلى الجامع القريب من البيت، ثم ذهبا ليحضرا الإفطار
, من احد المطاعم الشعبية
, حسين: معقول جاسر باشا بنفسه، رايح يجيب فول وطعمية
, جاسر ساخرا: جاسر باشا زمان ماكنش معاه فلوس حتى عشان يجيب فول وطعمية.
 
  • عجبني
التفاعلات: pop44
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%