ناقد بناء
مشرف قسم التعارف
طاقم الإدارة
مشرف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
- إنضم
- 17 ديسمبر 2021
- المشاركات
- 8,828
- مستوى التفاعل
- 2,856
- الإقامة
- بلاد واسعة
- نقاط
- 15,658
- الجنس
- ذكر
- الدولة
- كندا
- توجه جنسي
- أنجذب للإناث
الثامن والثلاثون
هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق،
, ونرى دمنا على أيدينا٣ نقطة لنُدْرك أننا لسنا
, ملائكة.. كما كنا نظن💜
, _ محمود درويش
, ٢٠ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, فتح عينيه يرمش بهما عدة مرات حتى اعتاد على ضوء الشمس الذي يضرب غرفته من باب الشرفة الكبير .. التفت جانباً لتقع عيناه على تلك الورقة المرمية بجانب الباب ..
, اعتدل فجأة ونبض قلبه بقوة وكأنه عرف صاحبها لينهض عن سريره حتى انحنى أمامها يجذبها ويفتحها ليقرأ الكلمتين الوحيدتين بعيون دمعت بسرعة وابتسامة متأمّلة فوق شفتيه ..
, فتح باب غرفته سريعاً ينظر حوله بحذر وكاد يخرج منها ليلتفت حالما سمع صوت حيدر من جانبه: مالك ؟
, التفت عمار له وهتف بتوتر: هاا أا ك كنت نازل أفطر ..
, رفع حيدر حاجبيه بشك من لهجته التي يحفظها وهتف وهو يتأمل شكله: أنت لسا صاحي ؟
, صمت عمار ينظر حوله بتوتر يزداد ليهتف حيدر: مغسلتش وبدلت هدومك ليه مالك يا عمار ؟
, عض عمار شفته بارتباك ليقطب حيدر جبينه ويلمح تلك الورقة بين يديه والتي يُحاول إخفائها قدر استطاعته ..
, ربما يتذكر الآن غضبه عليه سابقاً عندما كان يتقرّب منها ..
, ويُدرك بأنه لم يُسامحها بعد لذلك يُخبئها عنه أو يُخبئ مشاعره التي تدعوه لمسامحتها خوفاً من ردة فعله ..
, جذب حيدر خصلاته يزفر بقوة والتفت له يُضيق عينيه بصمت زاد من توتر عمار وكاد يعود لغرفته فبل أن يهتف حيدر: إيه الورقة اللي في إيدك دي ؟
, توسعت عيني عمار ونبض قلبه بحذر: م مفيش ..
, حيدر: عمار ..
, كوّر عمار الورقة في يده وهتف: ك كنت بدوّر على سلة زبالة ..
, حيدر بتهكم: و**** ؟
, أومأ عمار بسرعة وتراجع للخلف بقلق حالما انحنى حيدر نحوه يهمس بسخرية: ليه الرسالة معجبتكش ولا إيه ؟
, توسعت عيني عمار ينظر له بقلق ليبتسم حيدر مُربتاً على وجنته محاولاً إخفاء غضبه: الرسالة حلوة والبت كلامها جميل إيه اللي مش عاجبك ..؟
, عض عمار شفته بقوة محاولاً فهم ما يرمي إليه بكلامه ذاك ولكنه لم يستطع .. خائف أن يُخبره بأنه فرح بالرسالة فيغضب عليه وخائف أن يكذب عليه فيكشفه ليهتف حيدر: خش أوضتك اغسل وشك وغير هدومك وبعدين أنزل ..
, ابتلع عمار ريقه بصعوبة يهز رأسه بقوة ليهتف حيدر: متفكرش فيا لو أنت عايز حاجة أعملها ..
, نظر عمار نحوه بتفاجؤ وكأنه يفهم كلامه لينتفض فجأة حالما استمع لصوت فريدة قريبة منهم: صباح الخير إزيك يا حيدر إزيك يا عمورة ..؟
, أغمض حيدر عينيه بقوة وتنهد بحرارة مُلتفتاً نحوها ليرى ابتسامتها المتوسعة المستفزة ترفع حاجبها بعبث لتزيد من استفزازه ولكنه بقي محافظاً على صمته لئلا يُظهر أي ردۃ فعل تجعل عمار يتخبط في أفكاره خوفاً وحيرة ..
, اقتربت فريدة من عمار هاتفة: في إيه يا عمورة وشك مخطوف كده ليه حيدر قالك حاجة ضايقتك ؟
, نظر عمار نحوها بصمت وهي ترمقه بابتسامة هادئة قلقة من أن يكون حيدر قد أثر عليه ليبتعد عنها ..
, هتف حيدر: وأنتي هتعملي إيه لو كنت ضايقته ؟
, التفتت نحوه تهتف بحدة: هعمل كتيير أوووي مسمحلكش تضايق توأمي ..
, ابتسم حيدر بسخرية لتحتد عينيها أكثر هاتفة: تعرف أنا مش هتنازل وأتكلم مع ناس شبهك كده ..
, التفتت تتجه نحو السلالم مبتعدة عنهم لتعود وتلتفت نحوه هاتفة: أه على فكرة أنا هخرج النهاردة مع ماما وبابا بس هأجلها ع بالليل أصلي هتأخر في الكلية ..
, هتف حيدر من بين أسنانه: تتهنّي ..
, ابتسمت بتوسع: مادامك مش معانا هتهنا أكيييد .. عمورة تيجي معانا ؟
, التفت عمار نحوها بحذر لتهتف: لو جيت هتهنا أكتر إيه رأيك ؟
, نفى عمار برأسه متمتماً: مش عايز ..
, ابتسمت أكثر هاتفة: براحتك يا حبيبي اللي يريحك ..
, التفتت تنزل درحات السلم لتتغير ملامحها لحزينة مصممة متنهدة بحرارة تاركة حيدر ينظر بإثرها بصمت وعمار يُعلق عينيه عليه بترقب ..
, التفت حيدر نحوه وهتف: تيجي معايا الشركة ؟
, ابتسم عمار بتوسع وكأنه يُريد أي شيء ليُلهيهم عن التفكير والخلاف وأومأ برأسه بصمت ليهتف حيدر: طب يلا جهز نفسك علشان منتأخرش ..
, عاد عمار نحو غرفته سريعاً وابتسامة واسعة تتشكل فوق شفتيه .. فتح أحد أدراج خزانته يبحث عن تلك الرسالة القديمة التي وضعتها له ليبتسم بنبضات قلب مرتفعة حالما رآها .. عدل الرسالة الجديدة التي بين يديه وطواها بحرص ليضعها مع الأخرى ويُغلق عليها بابتسامة آملة وكأنه يُغلق عليها باب قلبه المُحب ..
, بعد عدة ساعات ..
, ترجّلت فريدة من السيارة بعدما دخلت بوابة الفيلا تلحقها نغم بخطوات سريعة علها تُهدئ تلك الغاضبة .. أمسكتها من ذراعا بقوة: فريدة خلاص أهدي مش عايزين مشاكل أكتر أنتي اللي غلطانة ..
, هتفت فريدة بغضب مشيرة لكدمة فوق وجهها: بصي عملت فيا إيه خدتني على خوانة ده أنا لو سبتوني عليها كنت طلعت ميتين أمهاااا ..
, تنفست بقوة تدخل الفيلا لتعود وتلتفت نحوها صارخة: هي شايفة نفسها على إييييه علشان يعني شعرها الأصفر وقوامها الممشوق دي أساساً مش خلقة **** هي ملونة نفسها أقسم ب**** ..
, هتفت نغم بغيظ: فريدة البت اللي تخانقتي معاها كان شعرها أسووود ..
, قطبت فريدة جبينها بقوة لتلوّح بعدها بيدها هاتفة: أيّاً يكن المهم مش خلقة **** زيي كده ..
, زفرت نغم بضيق وصعدت درجات السلم خلفها لتتوقف مكانها بصدمة حالما لمحت حيدر يخرج من غرفته ..
, لطمت وجهها بفزع فهي تعلم فريدة عندما تكون في أقصى مراحل الغضب لن تترك أحد يُغيظها إلا وتتعارك معه بسبب أو من دون سبب فقظ لتُفرغ شحنة غضبها ..
, لمحها حيدر عن بعد وهو يُمسك ملفاً خاصاً بالشركة بين يديه وتجنب النظر إليها ليمرّ من جانبها وكأنه لم يرها .. احتدت عيني فريدة تُلاحقه بغضب لتلتفت نحوه تُطالع ظهره هاتفة: أنت يا أخينااا ..
, توسعت عيني نغم بقلق ليتوقف حيدر مكانه بتصنم والتفت نحوها ببطء وكأنه لا يستوعب بأنها تحدثه هو بتلك النبرة الآمرة ..
, هتفت فريدة تنظر إليه بعيون تقدح شرراً: شايفني حشرة معدية من جمبك حضرتك ؟ لا ب**** تقول لو شايفني حشرة علشان أقولك أنا كمان شايفاك إيييه ..
, قطب حيدر جبينه بقوة ودقق النظر لها بعيون حادة مُخيفة وهتف: أه شايفك حشرة وأنتي ؟
, ابتسمت فريدة بعصبية وصفقت بيديها: **** **** سمعتي يا نغمة سمعتي التربية واد شايف أخته حشرة يبقى أخته بالحالة دي تشوفه إيييه ؟
, هتفت نغم مُقتربة منها بارتباك: خ خلاص يا فريدة مش وقته أنتي متعصبة ومش عارفة ب..
, نفت فريدة برأسها: ولا متعصبة ولا حاجة أنا أساساً مفيش حد قادر يعصّبني .. أستاذ حيدر تسمحلي أقولك أنا شايفاك إيه ؟
, بقي حيدر يُحدق بها بنظرات مذهولة ولم يستوعب بعد بأنها تُكلّمه هو وهذا ما جعل غضبه لا يخرج سريعاً ليسمعها تهتف: السكوت علامة الرضى .. أنا بصراحة شايفاك صرصار بشنب قصير كده مش باين ولابس جزمة بتاعة ستات في رجلك وبتجعر هنا وهنا ولا حد معبرك ..
, توسعت عيني نغم بذهول وتمسكت بذراعيها بقوة: فريدة تعالي معايا ..
, جرّتها معها رغماً عنها بعنف وفريدة تحاول ضربها: لاا سبيني أتكلم هفضل مُضطّهدة كده لحد إيمتى بقولك إيه يا ابن الناس أنت مش بتعتبرني أختك أوك بس متكلمنيييش تاني يا أخي متعترضش طريقي كده وتضيّع وقتي فاااهم ..!؟
, هتفت نغم بحدة: فريييدة كفاية أساساً أنتي اللي بتعترضي طريقه مش هو ..
, قطبت فريدة جبينها بقوة والتفتت لحيدر الذي مازالت عيونه متوسعة بذهول لتسحبها نغم بقلق: أخلصي يا فريدة في يومك ده ..
, سحبتها رغماً عنها باتجاه الغرفة مُغلقة الباب خلفها بإحكام ليبقى حيدر وحده يُحدق بالباب المغلق بصدمة حتى انتبه أخيراً لفكرة بأنها تُكلمه هو .. تصرخ بوجهه بكل وقاحة وترمقه بنظراتها المحتدة المهددة ..
, توسعت عينيه بصدمة هائلة وأفلت الملف من يده بغضب متجهاً بخطوات حازمة نحو غرفتها .. فتح مقبض الباب بقوة ليتفاجأ به مُغلق .. ضرب الباب بقبضته: أفتحي الباااب ..
, التفتت فريدة نحو الباب بحدة لتهتف نغم بخوف: اتبسطي ..؟
, قطبت فريدة جبينها بغضب وهتفت: إيه يعني هيزعق كالعادة أفتحيله خلينا نخلص ..
, هتفت نغم بغضب: أنتي اتجننتي أفتحله إزااي أنتي مستوعبة قولتيله إيييه ده جاي يخلّص عليكي ..
, ابتلعت فريدة ريقها بحذر وهتفت: لا مش للدرجة دي ..
, تأفّفت نغم بغضب لتنتفض الإثنتان على ضربة حيدر القوية وهتافه الحاد: أقسم ب**** لو مفتحتيش الباب لاكسره على دماغك وأنا مبحلفش كدب ..
, جحظت عيني فريدة والتفتت لنغم التي ترمقها بغضب واتهام .. حكّت فريدة رأسها وهزت كتفيها وكأن لا سبيل أمامها لتتجه نحو الباب بخطوات مُتشجعة وما إن أدارت القفل فيه حتى تراجعت بفزع تكاد تختبئ خلف نغم ..
, دخل حيدر الغرفة بشكله الهمجي الغاضب ورمقها بنظرات أكثر حدة مما كانت من قبل وهتف بعيون هائجة: تعالي هناا ..
, فريدة بتوتر مُحاولة التشجّع: عايز بنغم إييييه !؟
, نغزتها نغم بخصرها بقوة لتهتف فريدة بحدة: بقصد عايزني في إيه أمشي يا عم من هنا مش فاضيين لزعيقك دلوقتي تعالا بكرا ..
, اقترب حيدر بخطوة حادة ووقف مكانه هاتفاً: لا يا هانم زعيق إيييه مفيش زعيق ولا حاجة اتطمّني ..
, ابتسمت فريدة فجأة ترمقه بنظرات مُفتخرة متحدية والتفتت لنغم بنظرة بمعنى بصي واتعلمي ..
, عادت تنظر لحيدر هاتفة ببرود: أمال عايز إيه !؟
, حيدر: قربي شوية وأنتي هتعرفي ..
, هزت كتفيها ترمقه بتحدي واقتربت منه هاتفة وهي تُكتف يديها فوق صدرها: أهو أخلص ..
, هاجت عيني حيدر أكثر وهتف: مفيش زعيق ماااشي ..
, أومأت فريدة برأسها وقبل أن تكمل الإيمائة حتى استمعت لهمسه الحاد: في ضرب فيه كسر مبااادئ هنا ..
, توسعت عينيها ورفعت بؤبؤيها نحوه بحذر: م مبادئ إيه لا متقوليش هتتكسر على حظي أنت مبتضربش بنات أصلاً أوعى المبادئ دي تكسرها علشان حتة بنت زيي لا راحت ولا جات أنت أكبر من كده بعدين دي مش رجولة هااا ..
, أومأ برأسه بقوة وهدأ غضبه قليلاً حالما رأى تردّدها وعدم تحديها كالعادة ليهتف: أه فعلاً أنا مش بحسها رجولة بس ده لو الراجل بيستقوي ع الست .. بس مش كل الضرب كده في ضرب بيبقى بقصد العقاب والتأديب سامعة بيه ؟!
, رفعت حاجبيها بصدمة ترمش بعينيها لتنفي برأسها بخفة: لا أول مرة الصراحة ..
, حيدر: أوك هعرّفهولك دلوقتي ..
, فريدة بتوتر محاولة تهديده: ما بلاااش أنت متعرفنيش أنا لسا عاملة مجزرة في الكلية وخرجت منها سالمة بلاش تبقى واحد من الضحايا ..
, قطب حيدر جبينه وتصنّم جسده فجأة مُضيقاً عينيه يُدقق في ملامحها حتى جعلها تتوتر من نظراته الصامتة المتفحّصة ..
, حاولت التراجع بحذر لتشهق فجأة حالما أمسك وجهها بقبضة يده يرفعه نحوه بقوة وعيونه تهيج بشكل جنوني هاتفاً: مين اللي ضاربك ؟
, توسعت عينيها أكثر مُحاولة تخليص نفسها منه ليُشدد من إمساكه لوجهها بطريقة آلمت مكان كدمتها هاتفاً أمام وجهها بصوت مرعب: بقولك أنطقي مين اللي عامل فيكي كده ..؟
, هتفت نغم بتردد: حيدر هي ت..
, هتف حيدر مقاطعاً بعصبية: سألتها هي وهي اللي تجاوب ..
, هتفت فريدة بحدة: سبني أنت ماالك بيا أصلاً تخانقت مع زفت ملكش دعوة ..
, توسعت عينيه يبعدها عنه بقوة وصرخ: أنتي إزاااي تسمحي لابن٣ العلامة النجمية يضربك فييين شرّك وتخطيطك يا هانم ولا بقيتي قطة أليفة دلوقتي ..
, تراجعت للخلف بفزع من صرخته وهتفت بحدة: وأنت مااالك ..؟
, صرخ حيدر بغضب: متجاوبيش ع السؤال بسؤال أنتي اتجننتي عايزاني أشوفك متزفتة مضروبة كده من واحد ابن كلب وأسكت هو ميين ..؟؟
, هتفت بغضب رغم صدمها: وأنت مالك بيا من إيمتى أصلاً كنت مهتم ولا واخد بالك مني اتضرب من أي حد ملكش دعوة ..
, هتف حيدر بأنفاس صاخبة: مليش دعوة بيكي فعلاً وأنتي آخر همي بس حضرتك يا هانم قااعدة عندنا يعني في حمايتنا وفكرة أن راجل يضرب بنت دي لوحدها بتطلع شياطينييي ..
, توسعت عينيها بصدمة وحذر ولمعت عينيها فجأة بقوة أمام هياجه الواضح .. هتف هو ناظراً لها: شغل البلطجة بتاعك فييين ماكنتي أدفعي فلوس لأي حد وانتقمي منه ..
, ابتلعت فريدة ريقها واهتزت عينيها بصدمة .. لا تستطيع التفكير جيداً في تلك الصدمات أمامها .. لا تعلم إن كان غاضباً من أذيّتها هي أم فعلاً من فكرة أن رجل ضربها كما يعتقد .. وهي لا تعلم لمَ لمْ تُصحح ظنه الخاطئ ..
, هل لترى خوفه وغضبه ذاك ؟
, أم لتشعر بأنها أصبحت مهمة بالنسبة له حقاً !؟
, دمعت عينيها فجأة رغماً عنها وانفجرت في البكاء بجسد يهتز بقوة لتتوسع عيني حيدر ونغم معاً يرمقانها بنظرات مصدومة قلقة ..
, اقتربت نغم منها تجثو على ركبتيها بعدما جلست الأخرى أرضاً تبكي بنحيب ليبتلع حيدر ريقه بقلق وحيرة مقترباً منها بتردد ..
, دخل عمار الغرفة بعدما استمع لصراخهم ونقل عينيه في المكان يرمقهم بصدمة لتتوسع عينيه بقلق هاتفاً: ف في إيه ح حيدر أانت عملتلها إيه ؟
, شهق بصدمة حالما رأى الكدمة المحمرة على وجه فريدة ليقترب منها بدموع: أانت ضربتها ؟
, توسعت عيني حيدر يرمقه بذهول واقترب عمار منها متمتماً بخوف: ف فريدة خ خلاص متعيطيش نغم جيبي تلج ..
, ابتلعت نغم ريقها تومئ برأسها بقوة ليلتفت عمار نحو فريدة التي ازدادت بكائاً حالما شعرت بلمساته الخائفة وصوته المرتجف قريباً منها ..
, تشعر بخوفه عليها وحبه لها وهي تريد البوح .. تريد إخباره ولكن بكائها حال دون ذلك ..
, رفع عمار نظراته الدامعة نحو حيدر يرمقه بلوم والآخر صامت بذهول يُتابعهم بعيون غريبة ..
, دخلت نغم الغرفة مهرولة نحوها ليجذب عمار منها كيس الثلح بقوة ووضعه سريعاً على وجنة فريدة المكدومة وهو يُتمتم: خ خلاص أهدي ب بتوجعك صح ؟
, زاد بكائها أكثر عن ذي قبل بكلماته الخائفة عليها .. هي آلمته عذبته دمرته وهو يخاف عليها من مجرد ضربة صغيرة مؤلمة ..
, دمعت عيني عمار بقلق وتمتم: ف فريدة خلاص أهدي عشان خاطري ..
, حاولت فريدة الهدوء تمسح دموعها بقوة وسرعة فيما شهقاتها بقيت تهرب منها بغير إرادة ..
, ساعدتها نغم على النهوض حتى أجلستها فوق السرير بجانبها عمار الذي يرمقها بقلق وتوتر وهمس: أنتي كويسة !؟
, أومأت برأسها بصمت تمسح ما تبقى من دموعها الحارة مقطبة جبينها بقوة وغضب من نفسها لانهيارها أمامهم بهذا الشكل ..
, رفعت نظراتها نحو حيدر الذي استدار يتركهم خارحاً من الغرفة لتعود بنظراتها نحو عمار الذي مازال يرمقها بقلق ..
, رمشت بعينيها متمتمة: عمار ..
, تراجع عمار للخلف وهتف بتوتر وهو ينهض من جانبها: هو هو لسا متعصب وزعلان منك متزعليش منه ولا تقولي لبابا ..
, رمشت بعينيها هاتفة: وأنت كمان ؟
, قطب عمار جبينه بحذر لتهمس: أنت كمان لسا زعلان مني ؟
, أشاح عمار بنظراته عنها مُتهرّباً من عينيها الراجية والتفت متجهاً نحو الباب بخطوات مُسرعة ..
, دخل حيدر غرفته وقد نسي ربما بأنه كان متوجهاً في طريقه عائداً للشركة بعدما تناول وجبة الغداء في الفيلا ..
, خلع سترته يتنفس بقوة مُرخياً أزرار قميصه العلوية وكأنه يختنق .. جذب خصلاته بضيق وغضب كلما تذكر ما حدث ولا يعلم لمَ يديه ترتجفان بقوة كما سائر جسده ..
, أغمض عينيه يأخذ عدة أنفاس عميقة محاولاً تهدأة نفسه واستلقى فوق سريره يحدق بالسقف بملامح لا تُفسّر ..
, بقي على تلك الحالة عدة دقائق حتى انتبه لصوت الباب الذي فُتح بخفة .. التفت برأسه ليلمح عمار يدخل الغرفة بوجه جامد وعيون تبدو باكية ..
, اعتدل حيدر بجلسته ليتوقف عمار مكانه يرمقه بصمت .. هز حيدر رأسه بسؤال يُطالعه بحذر: مالك ؟
, ابتلع عمار ريقه وهتف ناظراً له: أانت عملت كده ليه ؟
, حيدر: عملت إيه ؟
, عض عمار شفته بتوتر وهتف بخوف: ضربتها ..
, رفع حيدر حاجبيه بذهول يُطالعه بنظراته الحادة ونهض عن سريره هاتفاً: ضربتها !؟
, أومأ عمار برأسه ونظر له هاتفاً: أانا مش هخليها تقول لبابا بس متعملش كده تاني هي هي مشكلتها معايا أنا ..
, زاد ذهول حيدر وهو يحدق به بنظرات مصدومة: معاك أنت بس !؟ أنت واعي على نفسك يا عمار ؟
, عمار: أه أنا مش عايزك تعاملها كده علشاني سبني أنا على جنب ..
, حيدر باستنكار: أسيبك !؟ وأنا أعمل إييه !؟
, اقترب منه هاتفاً بحدة: قولي أعمل إيييه مش لازم أزعل ولا أتعصب !؟ هي أذتك لوحدك يا عمااار ؟
, ابتلع عمار ريقه واهتزت عينيه بخوف: معرفش أنا مش عايز تعملها حاجة بسببي أانا أساساً مش عايز حد يتدخل بعلاقتي بيها ..
, هتف حيدر بحذر: وأنت شايفني بتدخّل ؟ جاوبني شايفني بتدخل مش قولتلك أعمل اللي أنت عااايزه أنا مش هقف في طريقك ؟
, تراجع للخلف يجذب خصلاته بقة وعاد يلتفت له: أعمل اللي أنت عاايزه أنا مليش دعوة بس سبوني أنا كمان بحالي عايزين بيا إيييه أنا أعمل اللي أنا عايزه لازم استحمل يعني كل حاجة من غير ما أشتكي ؟؟
, دمعت عيني عمار بقوة وهتف: أنا مش بقولك تستحمل بس متضربهاش هي..
, قاطعه حيدر صارخاً: كفاااية تقول ضربتها أنا مضربتهاش أنت مصدق أني ممكن أعمل كده ؟ إيه اللي بتقوله ده يا عمااار هو ده رأيك فيا طول عمري مبضربش بنات ولما أجي أضرب هضرب أختييي ؟
, رفع عمار نظراته الباكية نحوه لتنهمر دموعه من عينيه بألم وتخبط .. هتف حيدر بنفاذ صبر: بتعيط ليه دلوقتي ؟
, نفى عمار برأسه بحركة لا معنى لها متمتماً وهو يلتفت خارج الغرفة: مفيش ..
, هتف حيدر باسمه: عمااار ..
, اقترب منه يجذبه من ذراعه بقوة يديره نحوه وهتف أمام وجهه: أنا مضربتهاش ..
, هتف عمار: أمال مين ؟
, حيدر: معرفش مسألتهاش ليييه !؟
, مسح عمار دموعه متمتماً: معرفش أنا بس قولتلها عشان متقولش لبابا ..
, حيدر بسخرية: و**** ما كنت ترجاها كمان والنبي .. وشكراً علشان بتدافع عني ومش هتفتن عليا ..
, رمقه عمار بغضب من سخريته ليثبّت حيدر نظراته عليه بلوم من شكه به ليهمس عمار بتمتمة خافتة: آسف ..
, ابتسم حيدر بخفة وجذبه من ذراعه يعانقه بقوة ليتنهد عمار مغمضاً عينيه بتشتت .. همس حيدر ماسحاً خصلاته برفق: أنت عايز إيه ؟
, تمتم عمار بألم: معرفش أانا مش عارف عايز إيه يا حيدر أنا بحبها ..
, دمعت عيني حيدر بألم والآخر يهمس ببكاء: بس هي وجعتني أووي ..
, تنهد حيدر بقوة وحرارة وابتعد عنه هاتفاً: بس أنا كمان وجعتك زمان صح ..
, رمش عمار بعينيه يرمقه بحذر ليهتف حيدر: وأنت قلبك عمره ماقسي لا عليا ولا على أي حد ..
, ابتلع عمار ريقه يُدير نظراته في المكان بتشتّت ليهتف حيدر مُغيّراً الموضوع: تيجي معايا الشركة ..؟
, التفت عمار نحوه باستنكار: مش لسا واصلين وقولت هترجع لوحدك ..
, حيدر: زهقان لوحدي أمشي معايا يلا وجيب روما معاك كمان ..
, ابتسم عمار يومئ برأسه بخفة والتفت خارجاً أمامه من الغرفة ليتجه حيدر نحو مكتبه يأخذ الملف الذي كان قادم لأخذه وخرج من غرفته لاحقاً به ..
, ٣٣ العلامة النجمية
, "عِش ضاحكاً مهما شقيت، إنَّ الجراحَ بصوتِ الضحكِ تلتئمُ"💚
, ٢٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, مساءً ..
, رفعت فريدة خصلات شعرها القصيرة تربطهم للخلف بقوة ورتّبت قميصها الأبيض الناصع مُلتفتة لنغم التي هتفت: هتعملي إيه ؟
, هتفت فريدة: جاتلي فكرة هنفّذها بس لما أرجع يلا بينا علشان منتأخرش ..
, أومأت نغم برأسها مُعدلة من خصلاتها لتخرج من الغرفة لاحقة بها .. توقفت مكانها بتنهد عندما وجدتها تطرق باب غرفة حيدر حتى فتحه ناظراً لها بصمت ..
, ابتسمت فريدة بتكبر: قولت أعمل في أصلي وأسألك عايز حاجة أجبهالك معايا ؟ زي ما أنت عارف أنا خارجة أتعشا مع بابااا ومامااا ..
, رمقها حيدر بنظرات مستهزئة وهتف: أبقي كلي وأشبعي لاحسن تتحولي بالليل وتاكلي حد مننا ..
, ابتسمت هاتفة: لا متقلقش من الناحية دي بابا هيأكلني كويس ..
, حيدر: تتهني ..
, فريدة: شكراً ..
, مدّت رأسها تنظر من خلف كتفه للداخل لتلمح عمار يجلس فوق السرير يُتابعهم بصمت لتبتسم ملوحة له: عمورة إزيك عايز حاجة أجبهالك ؟
, بقي عمار صامتاً يحدق بها ليهتف حيدر: هو ماصدق يتخلص منك يلا بقا هوينا ..
, نفخت فريدة الهواء بوجهه: أهو ..
, رمقها بنظرات حادة لتُهرول نغم باتجاهها بسرعة تسحبها من يدها: يلا بينا يا فريدة ..
, ألقت فريدة نظرة حادة تُقابل عيني الآخر الحادة واستدارت تنزل درجات السلم مع نغم ..
, زفر حيدر مُخلّلاً أصابعه في خصلاته بقوة وغيظ ودخل الغرفة صافعاً الباب خلفه ..
, حدق بعمار الذي نهض عن سريره متجهاً للشرفة ليلحق به هو الآخر .. وقف بجانبه ينظر حيث ينظر عمار للأسفل وفريدة تقترب من والديها الذين ينتظرانها أمام سيارة أدهم الخاصة ..
, ابتسم أدهم يمد يده نحوها لتقترب منه بعيون لامعة .. عدل من خصلاتها التي تناثرت على جبينها مبتسماً بحنان ليهتف: كان نفسي نخرج قبل كده علشان ناخد وقتنا بس هنعوّضها يوم تاني إن شاء **** ..
, اتسعت ابتسامة فريدة بحب وقلبها تشعر به ينتفخ بقوة وقد امتلأ بعدة قلوب حمراء صغيرة يكاد ينفجر بها .. أشار لهم أدهم بالصعود لتتجه فريدة بجانب نغم تستقلّان السيارة في المقعد الخلفي وليلى تجلس بجانب أدهم الذي قاد سيارته متجهاً عبر البوابة الكبيرة خارج الفيلا ..
, تابعهم حيدر وعمار بعيونهم الهادئة وسط صمت حل عليهم حتى اختفوا عن ناظريهم .. التفت حيدر يحدق بعمار الصامت ليبتسم فجأة: إيه ؟
, التفت عمار نحوه وهو يُقطب جبينه بقوة ليضحك حيدر بخفة: غيران ؟
, عمار باستنكار: على إيه ؟
, هز حيدر كتفيه بابتسامة وهتف: أعترف عادي أنا برضه غيرت ..
, رفع عمار حاجبيه بتفاجؤ ليتنهد بغيظ هاتفاً: كان نفسي أروح معاهم ..
, حيدر: ومروحتش ليه ؟
, زم عمار شفتيه ينظر للأسفل بشرود ليتنهد حيدر هاتفاً: أنا بالنسبالي عادي ادام أنت معايا هي راحت مع ماما وبابا وأنا وأنت فضلنا مع بعض ..
, ابتسم عمار يرمقه بهدوء ليهتف حيدر: تيجي نخرج ؟
, نفى عمار برأسه: مليش نفس ..
, سحبه حيدر من يده للداخل: يبقى نسهر مع بعض تعالا ..
, دخل عمار الغرفة والفت له: نتفرج على فيلم زي زمان ..
, ابتسم حيدر يُومئ برأسه ليهتف عمار بحماس: يبقى هجيب زينو كمان استنا ..
, هرول خارج الغرفة يقتحهم غرفة زين الذي يتربع فوق سريره يُدقق بشاشة حاسوبه بتركيز ..
, سحب عمار الحاسوب من أمامه: سيب الإستشعار على جنب وتعالا هنسهر أنا وحيدر ونتفرج على فيلم ..
, رفع زين نظراته له يرمق حماسه ليهتف: فيلم إيه ؟
, سحبه عمار من يده: معرفش تعالا بس هنزل أقولهم يحضرولنا فشار وعصير وتسالي يللاا ..
, ابتسم زين بحماس ونهض عن سريره يتجه لغرفة حيدر الذي كان يُجهز الشاشة في غرفته يبحث في درج مكتبه عن فيلم مناسب ..
, تربّع زين فوق السرير وهتف: هاتلنا فيلم رومانسي بيتكلم عن ضرب الأخوة اللي أسمهم تليد ..
, التفت حيدر نحوه يرمقه بنظرات باردة صامتة ليهتف زين: إيييه بتبصلي كده لييه ؟
, حيدر: أنت إيه اللي جابك ؟
, ابتسم زين بتوسع: عمورة ميقدرش يتفرج على فيلم من غيري ..
, دخل عمار الغرفة بحماس وهتف: قولت لربيع بس مش عايز وورود هتيجي ..
, اتسعت ابتسامة زين أكثر: شوفت يا دردر أننا عايزين رومانسي ..
, هتف عمار بسرعة: لاااا عايزين رعب ..
, صرخ زين بفزع: إيييه !؟
, ابتسم حيدر بتهكم: إيه يا زينو أنت لسا بتخاف ..؟
, زم زين شفتيه يرمقهم بغيظ: مش عايزين رعب عايزين رومانسي ..
, جلس عمار بجانبه: لا يا زينو رعب أنت هتخاف من إيه أحنا معاك ..
, رمقه زين بغيظ ليهتف عمار برجاء: والنبي والنبي بقالنا زمااان متفرجناش مع بعض كده .. حيدر أقفل النور والستاير و..
, صرخ زين بسرعة: لاااا سيب كل حااجة ..
, عمار: مينفعش لازم جو مُرعب ..
, زين: طب و**** أمشي وأدعي عليكم متتهنّوش بفيلم من غيري ..
, رمقه عمار بغيظ ليهتف حيدر: أخلصوا هنتفرج على إيييه !؟
, دخلت ورود الغرفة تبتسم بحماس مُقتربة منهم: هااا هنتفرج على إييه ؟
, عمار: عايزين رعب بس زين خايف ..
, فتح تليد باب الغرفة ينقل نظراته بينهم: هاي ..
, التفت زين نحوه بحدة: أنت إيه اللي جابك ..؟
, تليد: وروووود ..
, التفت زين نحو ورود للتي هتفت: إيه يا زينوو الفيلم عايز مشاهدين وحماس تعالا يا تليد هنتفرج على رعب ..
, عمار: بس زين بيخاف و..
, كمّم زين فمه هاتفاً بغضب وغيظ: أنا خايف عليك يا عمووورة و**** بس متقلقش ادام احنا معاك مفيش خوف ولا حااااجة ..
, توسعت عيني عمار يرمقه بصدمة ليهز رأسه بسرعة .. ابتعد زين عنه يرمقه بتهديد ليتنفس عمار بقوة وهتف حيدر بغيظ: أخلصووووا ..
, ابتسم تليد بجانبية: بتخاف يا زينو اخس ..
, التفت زين نحوه بغضب: أه بخاف على عمووورة ..
, رفع تليد حاجبيه: عمورة !؟ أوك ..
, زم زين شفتيه بغيظ والتفت لعمار باتهام ليهتف عمار بشفقة: خلاص نتفرج على رومانسي أنا بخاف ..
, تليد: لأ أنا عايز رعب ..
, ضم زين قبضتيه بغيظ ليهتف عمار: لا لا أنا بخاف ..
, تليد: مش زينو معاك هتخاف من إيه !؟
, هتف زين من بين أسنانه: عايزين رعببب ..
, رمقه عمار بتردد ليزفر حيدر بغضب: أخلصووووووا ..
, هتف تليد: رعب رعب علشان زينو يترعب قصدي علشان يحمي عمورة من الرعب .. ولا إيه يا زينو ؟
, زين: ملكش دعوة خليك في حالك ..
, هز تليد كتفيه بابتسامة جانبية مُتحمّسة ليزم زين شفتيه يلتفت حوله بحذر ويلتصق بعمار أكثر محاولاً ألا يظهر تردده ..
, تليد: طفوا النور مينفعش كده ..
, نغز زين عمار في خاصرته ليهتف الأخير: لااا بلاش أنا بخاف ..
, التفت تليد نحوهم وهتف: هتخاف ليه بص زينو لازق بيك خايف عليك وعايز يحميك ..
, حاوط زين عمار بسرعة بيديه: منك لله يا بليد .. أه أه متخافش يا عمووورة خ خلاص طفوا النور ..
, اتسعت ابتسامة تليد مُتراجعاً بظهره يتكئ على يديه ويهز رأسه بابتسامة مُتلهّفة فيما زين يُتابعه بغيظ ويتشبّث بعمار أكثر بعدما أُغلقت الأنوار ..
, بدأ الفيلم وسط ضوء الشاسة الوحيد الذي يُنير تلك الغرفة المظلمة وزين يلتفت حوله بحذر لتتوسع عينيه بصدمة حالما تخيل هيئة حيدر على الضوء الخافت وكأنه زومبي ..
, تعلّق بعمار أكثر وبدأ يتخيل بأنه يتمسك بحشرة كبيرة قاتلة لتتوسع عينيه برعب ولكنه لم يستطع الإبتعاد عنه ..
, ابتسم تليد ابتسامة واسعة وكأنه يساعد مسرحية هزلية ليلتفت للناحية التي يجلس بها زين ويقترب منه بخفة شديدة لا أحد يشعر بها حتى جلس خلفه تماماً ..
, انحنى برأسه نحوه ينفخ في أذنه نفخة هادئة لتتوسع عيني زين يضرب أذنه بقوة ورعب ..
, اتسعت ابتسمة تليد وهز رأسه بتسلية يُحدق بالشاشة بحذر مُنتظراً زيادة مشاهد الرعب في الفيلم لتزيد من رعب الذي أمامه رغم تعجّبه من رعبه الواضح أكثر من الجميع ولكن ذلك كان يُسلّيه ..
, ابتسم فجأة بتحمس واقترب من أذن زين صارخاً: عاااااااااااا ..
, تعالى صراخ زين في المكان بفزع يبتعد عن عمار الذي صرخ هو الآخر برعب لتشهق ورود متلفتة حولها بذعر ..
, ضرب زين جانب أذنه ملوحاً بيديه بعشوائية يُبعد الوحش عنه لينهض حيدر سريعاً يُشعل الضوء القوي ناظراً لفزعهم فيما تليد يبتسم بتوسع وعيون مُتلألأة ..
, هتف حيدر بغضب: إيه ده مين اللي زعق ..؟
, انفجر عمار باكياً برعب معانقاً زين: زينو أنت كويس حصلك إيه أنا كنت فاكر أنك موتت ..
, دخل هارون الغرفة بفزع: في إييييه !؟
, بكى زين بغضب وفزع صارخاً: الكلب ده ر رعبني هو اللي زعق ..
, قطب هارون جبينه بقوة وهتف حيدر: أنت اللي زعقت يا تلييد !؟
, نقل تليد نظراته بينهم وهو مازال يبتسم ليومئ برأسه: أه ..
, زاد بكاء زين وعصبيته ليقترب هارون منه يعانقه بتهدأة: خلاص يا زينو أهدا مفيش حاجة وأنتوا بتتفرجوا على رعب ليييه مش عارفين أن زين بيخاف !؟
, مسح عمار دموعه وعتف: الرعب حلو وأنا كنت مسيطر ع الوضع و**** بس لولا تليد ..
, هارون باستنكار غاضب: مسيطر وحصل كده أمال لو فقدت السيطرة كان زمان زين ميت رعبة ..
, زين: بعد الشر عليا يا كلاب يا تليد الكلب أنا مخوفتش أصلاً ..
, هتف تليد بحيرة ومازال يبتسم بتوسع: هو زين بيخاف ليه كده اخس ع الرجولة ..
, ابتعد زين عن هارون يرمقهم بغضب ونهض بارتجاف قافزاً عن السرير خارجاً من الغرفة بسرعة ..
, لاحقه تليد بعينيه والتفت لهارون بحيرة ليرى الأخير يُحدق به بنظرات غاضبة .. هتف بهدوء: إيه ؟
, هارون: عيل أنت يا تليد مش كده ؟
, ابتسم تليد بتوسع: لأ بس حبيت أتمعيل مع زينو المرادي ..
, هتف هارون بغضب: وملقيتش غير الطريقة دي وأنتوا مقولتلهوش أن زين بيخاف لييه !؟
, هتفت ورود بحزن: زين اللي أصر يتفرج على رعب أصل تليد كان بيستفزه ..
, هاف عمار بغيظ: كله من تليييد ..
, حيدر: خلاااص اللي حصل حصل أطلعوا برا كانت ساعة زفت لما قولت نتفرج على فيلم ..
, تليد: أنا مش فاهم ..
, هتف هارون بغيظ: أنت ليك عين تتكلم ..
, تليد: ليا تنين بس فهموني ..
, زفر هارون بحدة: زين بيخاف بسبب الواد ده ..
, رفع عمار حاجبيه بغيظ وهتف: أنا مليش دعوة ..
, تليد: مش فاهم ..
, زم عمار شفتيه بضيق ليهتف هارون: البهوات دول تفرجوا على فيلم رعب بصغرهم ومكنش حد في الفيلا غيرهم ومن ذكاء عمار الحادّ طفوا كل الأضويا الموجودة وبأول الفيلم عمار نام زي الغبي وزين هو اللي تفرج لوحده لحد ما أغمي عليه من الخوف لما كان ينادي عمار وميردش عليه وفكره مات ..
, زم عمار شفتيه بقوة أكبر يرمقه بغيظ: أنا مليش دعوة الحق على تلييييد ..
, رفع تليد حاجبيه بحذر يرمق هارون الغاضب بهدوء: متتعصبش طيب ..
, زفر هارن بغيظ: أنا طالع ..
, نهض من جانبهم يتجه خارج الغرفة لتلحق ورود به .. التفت تليد نحو عمار وهتف وهو يهز رأسه: بقا كده يا عمورة يا ندل تنام وتسيب زينو بيصارع المجهول ..
, هتف عمار بغضب: ملكش دعوة أنت السبب وأنت اللي زعقت ..
, عاد تليد يبتسم بتوسع: كنت عايز أتسلاا ..
, عمار: أهو تسليت ورعبت الواد ..
, هز تليد كتفيه بخفة ونهض عن السرير متجهاً خارج الغرفة .. دخل غرفته مع هارون ولم يجده ليجلس فوق السرير ينتظره حتى دخل هارون بعد عدة دقائق بوجه مُتجهم ..
, هتف تليد: زين عامل ايه ..؟
, هارون: كويس ..
, رمقه تليد بحذر ونهض عن السرير متجهاً خارج الغرفة .. فتح باب غرفة زين بدون أن يطرقه ومد رأسه يُديره في المكان بحذر ..
, ابتسم ناظراً لزين الدي يستلقي فوق سريره مُغمضاً عينيه ليهتف: زينو نمت ؟
, فتح زين عينيه يرمقه بغضب ليبتسم تليد أكثر ويُغلق الباب خلفه مقترباً منه .. خلع حذائه وصعد السرير بجانبه ليعتدل زين بجلسته بسرعة صارخاً: أطلع برا ..
, نفى تليد برأسه: لأ مينفعش لازم أفضل جنبك أصلك ياعيني بتخاف وهيجيلك كوابيس ..
, رمقه زين بحدة وغيظ: أنا مش بخاااف ..
, ابتسم تليد بتوسع ليزداد غيظ زين أكثر: أنت إيييه اللي جابك هنااا عايز مني إيييه !؟
, ابتسم تليد ناطراً له: خوفت عليك يا أخي مينفعش !؟
, قطب زين جبينه بقوة وتراجع للخلف بحذر: ع عليا أنااا ؟
, أومأ تليد برأسه وابتسم أكثر هاتفاً: قررت أقولك مشاعري تجاهك ..
, توسعت عيني زين بفزع وتليد يُتابع: أنا بحبك يا زينو ..
, تراجع زين للخلف أكثر حتى كاد يسقط عن السرير ليهتف تليد: لا متفهمنيش غلط أنا بحبك زي هارون بس هارون أكتر ..
, رمش زين بعينيه بحذر عدة مرات بتصنم وهتف: يعني إيه !؟
, تليد: يعني عايزك تبقى أخويا زيه بس هارون أكتر ..
, ابتلع زين ريقه ورفع رأسه يُحدق به بنظرات غريبة قبل أن يصرخ بفزع: هاروووووووون ..
, اعتدل تليد بجلسته بدهشة ينظر له وهو يصرخ باسم هارون بذعر حتى دخل الأخير الغرفة بغضب: في إيييه يا تليييد أنت مبتحرمشش ..
, هتف زين بفزع: إلحق يا هارووون إلحققق ..
, اقترب هارون منه هاتفاً بقلق: في إيه ؟
, أشار زين نحو تليد: ت تليد ده مش تليد بتاعنا .. بدّلوه ..
, هارون: هما مين ..؟
, لوّح زين بيديه بانفعال: معرفش تخيل بيقولي أنه بيحبني وأني أخوه تخيييل ده استحالة يكون تليد بدّلوه والمزيف ده ميعرفش أني أنا وتليد لا نتفاهم خااالص ..
, قطب هارون جبينه بقوة والتفت نحو تليد الذي يُراقبهم بابتسامة .. ضيّق هارون عينيه ليهتف زين: ده واحد متنكر بشكله أنا متأكد أكيد حاطت قناع زي اللي بيحطوه بالشغل عندهم وخطفوا تليد وتلاقيهم دلوقتي بيعذبوه ..
, رفع هارون حاجبيه بحذر وهتف: ممكن و**** ..
, زين: هارون شيل القناع ده اتأكد ..
, أومأ هارون برأسه ومدّ يده لوجه تليد الذي ابتعد عنه يرمقه بنظرة مُحذرة .. تراجع هارون هاتفاً: تليد أنت تليد ؟
, زين: وهو هيقولك الحقيقة يعني يا هارون ؟
, هارون: أه ماهو صريح .. تليد بص هتأكد إزاي أنك أنت ..؟
, رمقهم تليد بغيظ وهتف: تصدق يا هارون أنا دلوقتي عرفت تفاهة زين جايبها منين ..
, رمش هارون بعينيه ونفض رأسه: متوهنيش .. قولي مبارح بالليل أنا قبل ما أنام عملت إيييييه !؟
, قطب تليد جبينه وهتف بهدوء: بصيت لنفسك في المراية وقولت قمر قمرر ..
, ابتسم هارون بتوسع وهتف ضارباً زين بكتفه: هو ده تليد يا زينو ..
, رمش زين بعينيه وهتف: أنت بتعاكس نفسك يا هارون ..؟
, أومأ هارون برأسه بابتسامة ليعود ويقطب جبينه: تليد أنت قولت لزينو أنك بتحبه بجد ؟
, أومأ تليد برأسه ليهتف هارون: وأنا مقولتليش ليييه !؟
, هتف زين: أنت بتغير مني ده أنا أتحب ..
, هارون: أه على أساس أنا اللي مكروه أووي ياض مش كده ..
, دفعه زين بقبضتيه: أمشي أطلع برا سبني أتفاهم مع تليد الجديد .. تليد أنت بتحبني بجد ؟
, أومأ تليد برأسه وهتف: وهنام جمبك كمان أصل هارون باعني وطردني من أوضته وقال جابلي فرش على ذوقي فاكر أنه هيغريني كده ..
, هتف هارون بغضب: تلييد ..
, لوح تليد بيده: متكلمنيش يا خاين يا ندل ..
, رمقهم هارون بغضب ونهض عن السرير متجهاً للخارج ليلتفت قبل أن يخرج ينظر لزين الذي يبتسم بتوسع وحماس وهو يهتف: تليد مين بتحب أكتر أنا ولا هارون ..؟
, تليد: هارون ..
, زم زين شفتيه بغضب: مش قولت بتحبني أنا ؟
, تليد: أه بس هارون أكتر ..
, هتف هارون بغضب: مش عايز محبتك دي يا تليد باشا خليهالك ..
, رمقه تليد بهدوء: مش هديهالك متقلقش ..
, تأفّف هلرون بغيظ وخرج من الغرفة تاركاً زين مع ضحكاته المتحمسة مُحاولاً استكشاف تليد الجديد ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, بعد مدة ..
, تمددت نغم على السرير متنهدة براحة بعد جولة طويلة قضتها مع فريدة وعائلتها .. التفتت نحو فريدة هاتفة: ماتنامي بقا رايحة فين ..؟
, فريدة: هنفّذ الفكرة اللي جاتلي ..
, زفرت فريدة بضيق: أهمدي بقا يا فريدة بلاش جنان ..
, ابتسمت فريدة بتحدي وهتفت: لاا أنا دلوقتي عرفت نقطة ضعف حيدر وهستغلّها ..
, رمقتها نغم بغيظ لتبتسم فريدة أكثر متجهة خارج الغرفة .. وقفت في الرواق الخالي تتظر حولها بحذر .. قطبت جبينها مفكرة لتُتمتم بعدها: مفيش غير زين ..
, اتجهت نحو غرفة زين تطرق الباب بخفة .. عادت لتطرق بقوة مجدداً عندما لم تجد رداً ليفتح الباب أخيراً ويظهر زين بوجه غاضب .. هتف بحدة: أنتي بتصحيني في نص الليل ليييه ؟
, فريدة: نص ليل إيييه لسا بدري ..
, زفر زين بغيظ: عايزة إيه ؟
, ابتسمت فريدة بتحمس وهتفت: تلعب مصارعة ؟
, قطب زين جبينه يرمقها ببلاهة وهتف: أنتي يا بت هبلة !؟
, نفت فريدة برأسها: بقولك إيه ألعب معايا مصارعة وهديك اللي أنت عايزه ..
, رمقها زين بحذر ليتكئ بعدها على حافة الباب: لا ما أنتي تفهّميني الأول علشان أعرف هعمل إيه ..
, زفرت بضيق وهتفت: عايزة أجنن حيدر شوية ..
, زين بحذر: إزااي ؟
, هتفت فريدة مُشيرة لوجهها: بص دي هو اتجنن لما شافها وكان فاكر أن راجل ضربني واتعصب عايزة أعصبه تاني ..
, زين بحذر: وأنتي مين اللي ضربك كده ؟
, هتفت فريدة بحقد: بت مسهوكة بشعر أصفر مش خلقة **** .. المهم بقا ساعدني ..
, زين: إزااي ؟
, ضربته فرية بكتفه بحدة: يابني ركز معايا كده .. لما يشوفنا بنلعب مصارعة وأنت بتضربني هيتجنن ..
, ابتسم زين بسخرية: و**** هيتجنن عليا أنا يا هانم مش عليكي ..
, تأففت فريدة بضيق ونظرت له برجاء: عشان خاطر أي حاجة يا زين ساعدني قولتلك هديك اللي أنت عايزه ..
, هتف زين: مليش فيه حيدر هيتعصب عليا ويزعقلي لا ده ممكن يضربني وهارون هيهزقني وبليد هيشمت فيا و.. لا لا بليد بقى واحد تاني بس عادي ممكن أوي يشمت فيا ..
, رمقته فريدة بنفس النظرات الراجية وزين ينفي: متحاوليش لااا ..
, هتفت فريدة: أنا مليش غيرك ..
, زين: عندك عمار ..
, فريدة بغضب: عمار أخويااا زي ما هو أخووه ..
, زين: ربيع ..
, فريدة بضيق: لا أنت مناسب أكتر ولو هو اتعصب عليك تقدر تبجح وتقل أدبك أما ربيع مُحترم ..
, رمقها زين بغيظ: هارون ..
, فريدة: هارون ممكن يسكّته لحيدر بما أنه أكبر منه وكده ..
, رفع زين حاجبيه: ما شاء **** لحقتي تحفظي الكل هنا ..
, ابتسمت فريدة بتوسع وأومأت برأسها: أيووون ماما كمان حكتلي حاجات كتير أووي ..
, زفر زين بضيق لتهتف: هديك الفستان اللي شريته الليلة أصلي مش هلبسه ..
, زين بسخرية: هاتيه والنبي هموت وألبس فستان ..
, فريدة بضيق: مش عايز تساعدني يعني !؟
, رمقها زين بضيق وتفكير ليهتف: خلاص صعبتي عليا ..
, سحب باب غرفته ليُغلقه خلفه بعدما خرج وابتسمت هي بتوسع تجذبه من ذراعه مُقتربة قليلاً من غرفة حيدر ..
, وقفت أمامه هاتفة وهي ترفع قبضتيها: يلاااا ..
, زين: يلا إييه أنتي متضربيش فاهمة أنا بس اللي أضرب ..
, أومأت برأسها بابتسامة واسعة ليُكور هو قبضته بحماس وتتوسع عينيها مُتراجعة: مش ضرب حقيقيييي ..
, زين: خلاص هكتفك ..
, سحبها من ذراعيها يُديرها حتى أصبح ظهرها مواجهاً لصدره وكتّف يديها خلف ظهرها لتهتف: برافو عليك أثبت كده ..
, زين: أوك ..
, تحمحمت فريدة وهتفت بألم: ااااه سبني .. يا حيدرر الحقنييي يا عموورة يا حيدرر ..
, زين: يا حيدرررر ..
, فريدة بغيظ: أنا بس اللي أندهله ..
, زين: براحتك ..
, فريدة بغيظ: حيدررر أنت يا ولاه إلحقنييي شوف بيضربوووني ..
, فتح عمار باب غرفته بسرعة وتوسعت عينيه يرمقهم بصدمة .. التفت نحو غرفة حيدر الذي فتح الباب وتوسعت عينيه هو الآخر: زييين إيه اللي بيحصل ده ..؟
, هتفت فريدة متصنعة الألم: إلحقني يا حيدر بيضربنييي علشان صحيته من غير قصد ..
, بقي زين صامتاً لتضربه فريدة بقدمه صرخ بغيظ وهتف: الزفتة دي صحتني من أحلا نومة في حياااتي ..
, هتف حيدر بغضب: أنت إيه اللي بتعمله ده سيبهااا ..
, زين: مش هسيبها هضربها قليلة أدب ..
, اقترب حيدر منهم مقطباً جببنه بقوة ليفزع زين تاركاً فريدة والتي سقطت أرضاً صارخة بألم ..
, هتفت فريدة رافعة رأسها نحو حيدر بنحيب: إيدي واجعاني أووي يا حيدر ده ضربنيي شوفت بعينك ..
, بقي حيدر يُحدق بهما بنظرات حادة غاضبة وهي تهتف ببكاء: إيدي واجعااانييي ..
, استمر حيدر على نظراته التي تزداد حدة وهتف منحنياً قليلاً: المرة دي هعديها أبقي اعمليها تاني وهخلي كل حتة في جسمك توجعك مش إيدك وبس ..
, رمقها بنظرة غاضبة قاسية والتفت عائداً نحو غرفته صافعاً الباب خلفه بقوة مُفزعة ..
, رمشت فريدة بعينيها بدهشة ورفعت نظراتها نحو زين: هو ماله ده عرف أننا بنمثل إزاي ..؟
, رمقها زين بغيظ مُتهكماً: ومش هيعرف إزاي يا ناصحة أنتي بتعيطي ماسكة رجلك وبتقولي إيدي واجعاني ..
, توسعت عيني فريدة التفتت تنظر ليدها المُمسكة بقدمها .. شهقت بصدمة وأفلتتها هاتفة: وأنت منبهتنييش ليييه !؟
, رمقها زين بسخرية وهتف: أمشي يا ماما من هنا التمثيل له ناسه ..
, قطبت جبينها بضيق وغضب وهي تراه يرمقها بنظرات مُستهزئة عائداً نحو غرفته ..
, التفتت فجأة نحو عمار الذي هتف: حيدر مينفعش معاه كده ..
, حدقت به بصدمة ونهضت بسرعة: أمال إيه ؟
, رمقها عمار بصمت عدة لحظات ليهتف بعدها: هقولك بعدين ..
, هتفت فريدة قبل أن يدخل عرفته: طب وأنت ينفع معاك إيه ..؟
, التفت عمار نحوها بصمت وأشاح بوجهه يدخل غرفته مُغلقاً الباب بوجها ..
, وقفت مكانها تُحدق بالباب المغلق بشرود لتتنهد بضيق متجهة نحو غرفتها سريعاً .. دخلت لتجد نعم تغط في النوم لتُتمتم: يا بختك معندكيش هم ..
, التفتت نحو الطاولة حيث تُوضع عدة أوراق وقلم .. اقتربت لتكتب رسالتها المعتادة لعمار وتنهدت بقوة وهي تطويها بحرص ..
, جلست فوق الكرسي تنتظر عدة دقائق حتى ينام لتخرج من غرفتها بسرعة تنحني أمام الباب لتدفعها من أسفله بابتسامة واسعة متوترة .. عادت تُهرول بخطوات متعثرة نحو غرفتها لتسقط بغيظ من شدة التوتر شاتمة تلك العادة التي عادت لها بعد وقت طويل ونهضت تنفض ملابسها مُسرعة نحو الغرفة ..
, ٣٤ العلامة النجمية
, بعد عدة أيام ..
, ابتسم عمار يتأمل ذلك القميص الأزرق الفاخر بجانبه بنطاله المعلّق وحذائه الجديد اطمأنّ عليهم للمرة العاشرة وكأن الفرح فرحه هو ..
, أغلق عليهم باب خزانته حتى يوم الغد حيث سيُقام حفل صغير في حديقة الفيلا الواسعة بعيداً عن صخب الصحافة والتجمعات ..
, تنهد مُستلقياً فوق سريره وحطت عيناه على ساعة الحائط المُعلقة أمامه .. قطب جبينه بقوة فالساعة تخطت منتصف الليل بكثير وحتى الآن لم تصله تلك الرسالة التي بات ينتظرها يومياً بفارغ الصبر ..
, يُغلق أنوار غرفته مُتصنعاً النوم ويُراقبها بعيون شبه مفتوحة وهي تفتح الباب تطمئنّ عليه كل ليلة بابتسامة متوترة واضعة تلك الرسالة أرضاً وفي أيام أخرى تدفعها من أسفل الباب وتهرول عائدة لغرفتها ..
, اعتدل بجلسته مُغلقاً الأنوار مجدداً وجلس يسترق السمع للخارج حيث استمع لخطوات مترددة تقترب من غرفته ..
, دق قلبه بعنف وتوسعت ابتسامته ليستلقي على سريره يُغمض عيناه بخفة منتظراً ..
, وقفت فريدة أمام باب الغرفة بقلب نابض بقوة توتراً وقلقاً كالعادة .. أغمضت عيناها متنهدة بحرارة ودمعت عينيها بيأس ..
, إلى متى ستبقى هكذا ؟؟
, كانت تظن بأنها ستصبر وتتحمل وتتسلا فيما تفعله ولكن عندما تجد نفسها وحيدة في نهاية اليوم تشعر بيأس وظلم شديد يجتاحها ..
, وقفت تُحدق بالباب المغلق والرسالة بين يديها مترددة من وضعها ..
, تُرى كيف ستكون ردة فعله عندما يستيقظ صباحاً ولا يجد رسالة منها كالعادة !؟
, هل سيتأثر ؟ أو يتسائل لماذا ؟
, هل سيشعر بنقص كما هي تشعر بغيابه ؟
, فضول ثار داخلها لتعرف أجوبة تلك الأسئلة مما جعلها تتراجع للخلف بابتسامة واسعة تضع الرسالة في جيبها ويتعالى نبض قلبها أكثر بتردد وتوتر كبير ..
, التفتت عائدة نحو غرفتها وتعالى نبض قلبها أكثر تتظر خلفها نحو الغرفة المُغلقة لتشهق مُتعثرة كالعادة وتسقط أرضاً بغيظ ..
, اطمأنّت على الرسالة في جيبها وتنهدت بضيق حتى استمعت لباب الغرفة الجانبية يُفتح قريباً منها ..
, وقف حيدر على باب غرفته يرمقها بنظرات غريبة بعدما استمع لصوت سقطتها كما يسمعه كل يوم وتقريباً في نفس المكان ..
, رفعت نظراتها نحوه بتوتر ورمشت بعينيها بصمت وهي مازالت أرضاً لتتوسع عيناها بصدمة حالما رأت ملامحه تتغير وابتسامة واسعة تتشكل فوق شفتيه حتى انفجر ضاحكاً بسخرية وهو يُخلل أصابعه في خصلاته الكثيفة ..
, قطبت جبينها بقلق تُطالعه بحيرة ووجدت نفسها تضحك هي الأخرى ببلاهة لتتوقف ابتسامته يرمق ضحكتها الغبية بغير فهم ..
, تابعت هي ضحكاتها تضرب كفاً بالآخر ليهتف: أنتي مجنونة ..؟
, فريدة بضيق: أنت بتضحك على إيه ؟
, ابتسم ساخراً: بقا أنتي اللي بتتكعبلي هنا كل يوم وبتزعجي نومي ..
, رفعت حاجبيها بدهشة وهتفت: دي أول مرة ..
, رفع حاجبيه مُتهكماً وهز رأسه بطريقة مستفزة وداخله موجة ضحك وسخرية عنيفة .. فقد اكتشف بأن عادة تلك الفتاة أن تتعثّر بالهواء عند توترها كما يحدث لها كل ليلة ..
, هتفت بغضب: أنت مالك أصلاً أنا أعمل اللي أنا عايزاه ..
, حيدر: ولما تعوزي تتكعبلي بنفسك بلاش تقربي من أوضتي أنا راجل عايز أتجوز بكرا ولازم أنام واستريح ..
, رمقته بسخرية وهتفت: استريح هو حد ماسكك ومتنساش تسمع صوت السنيورة بتاعتك قبل ما تنام علشان تغمض عينيك وتحلم أحلام سعيدة ..
, تركته متجهة نحو غرفتها وهي تنفض ملابسها بغضب وغيظ ليصفع هو باب غرفته بقوة بعدما دخلها ..
, دخلت فريدة غرفتها مُتأففة بقوة والتفتت لنغم التي استفاقت على تحركاتها العصبية وتمتمت بانزعاج: حرام عليكي يا فريدة بقا وربنا حرام ..
, هتفت فريدة: هو أنا كلمتككك جيت جمبكك ؟
, تأففت نغم تتقلب للناحية الأخرى تضع الوسادة فوق رأسها بانزعاج: حرام عليكي محدش عامل إزعاج هنا زيك ..
, فريدة: يبطلوا هما يزعجوني وأنا مش هعمل كده .. واتخمدي أنتي سبيني أفكر ..
, تنهدت نغم بقوة وأغمضت عينيها محاولة النوم لتجلس فريدة فوق كرسيها تضع يدها أسفل خدها مفكرة بضيق ..
, دقائق طويلة مرت عليها في جلستها تلك جعلت جسدها يتخشب ويتشنج لتتراجع للخلف مُحاولة النهوض تُحرك عضلاتها المُتيبّسة ..
, التفتت فجأة نحو الباب حيث استمعت لطرقات خافتة فوقه .. قطبت جبينها بحذر تسير نحو الباب ببطء حتى وقفت خلفه لتعود وتستمع لتلك الطرقات مجدداً ..
, فتحت الباب بسرعة وتوسعت عينيها ناظرة لعمار الذي يقف أمامها يرمقها بنظرات غريبة لم تفهمها ..
, حدقت به بصدمة متمتمة بذهول: ع عمار !؟
, رمقها عمار بصمت وهي مازالت مصدومة من تواجده أمامها حتى هتف بهدوء وصوت مرتجف: وقفتي رسايل ليه !؟
, توسعت عيناها بصدمة وتعالى نبض قلبها أكثر من السابق متمتمة بعيون دمعت: إايه !؟
, عمار: كنت مستنيكي ..
, شهقت بغير شعور تهز رأسها بعدم استيعاب .. لم تكن تتخيل قدومه إليها بتلك السرعة .. ربما كانت تتصور صبره يوم يومين ثلاثة حتى ينتبه لغياب رسائلها أو وربما لن ينتبه .. ولكنها الآن اكتشفت بأنه كان ينتظرها .. كان يُحبها ويقرأها دائماً ..
, تراجعت للخلف وطفرت دموعها بقوة تنهمر على وجنتيها بغزارة ليهتف بقلق: فريدة !؟
, تعالى صوت بكائها لتنهض نغم بسرعة منتفضة بخوف وتجلس على السرير محدقة بهم بحذر ..
, اقترب عمار منها لتتراجع فريدة للخلف ويرتجف جسدها جالسة أرضاً بانهيار باكية وشهقاتها ترتفع بغير تصديق ..
, همس عمار بخوف: فريدة ..
, رفعت رأسها نحوه وهتفت ببكاء: أانت أنت ع عايز رسايلي بجد أنت كنت مستنيها أنت مش بتكرهني ..!؟
, رمش بعينيه الدامعة محاولاً تهدأۃ بكائه ولكن برمشته سقطت دموعه مبللة وجهه ونفى برأسه: لأ أناا.. أنا مكرهتكيش أنا كنت مجروح أانا..
, صمت يعض شفته بقوة ونظر نحوها بألم لينحني أمامها جاثياً على ركبتيه هامساً: ف فريدة ..
, شهقت فريدة بقوة واندفعت نحوه فجأة تُحاوط عنقه بذراعيها المرتجفتين بقوة حتى ارتدّ جسده للخلف بصدمة وتفاجؤ ..
, دمعت عينيه أكثر وهي تحتضنه بقوة مُتمتمة بشهقات باكية وصوت مبحوح: أنا آسفة أاسفةةة يا عمار و**** العظيم ندمت وتغيرت أعمل اللي أنت عايزه بس متسبنيش متكرهنيش متبعدنيش عنك أانا عايزاك عايزاكم كلكم والنبي يا عمار علشان خاطر أغلا حاجة عندك ..
, دمعت عيني عمار أكثر ورفع يديه محاوطاً جسدها الذي يحتضنه بقوة .. همس ببكاء: فريدة أانا..
, همست بنحيب: بلاش تتكلم م مش عايزة كلام ع عايزة أحس بيك جمبي عشان خاطري ..
, همس ببكاء: أنا بحبك و و**** من أول ماشوفتك أانتي توأمي أنا مش بكرهك و**** مش بكره بس أانتي..
, ضحكت فجأة وسط بكائها تُعانقه أكثر بغير تصديق لتبتعد عنه تحدق بعيونه الباكية لتشهق نافية بألم ماسحة دموعه: ل لا م متعيطش كفاية عليا كده مش عايزة أفضل السبب بكل حاجة وحشة كفاية أانا تعبت مش عايزاك تزعل بسببي أانا اللي عملته كبير أوووي بس مش عايزاه يتكرر عايزاك أنت يا عمار عايزة أخويااا ..
, ابتسم ناظراً لها بألم وهي تمسح دموعه بارتجاف ليُمسك يديها يضغط عليهما بقوة متمتماً: خلاص ..
, فريدة بأمل: خلاص إيه ؟
, ابتلع ريقه واهتزت عيناه بألم: مش عايز أعيش كده بعيد عنك س ساعديني ..
, عادت للبكاء مع ابتسامة واسعة هاتفة: اللي أنت عايزه قولي أعمل إيه وأنا هعمله ..
, تمتم عمار: متبطليش رسايل ..
, ضحكت أكثر تهز رأسها بقوة: عينيا هكتبلك كل يوم وهفضل سهرانة لحد ما أنت تنام وأحطهالك هعمل أي حاجة تعجبك و**** بس بس متسبنيش ..
, مسح دموعه بتردد ونظر لها بخوف: م..
, فريدة: إيه !؟
, عض شفته بقلق وهتف: مش عايز أفتكر اللي حصل أانا أنا تعبان عايز أنسى ..
, دمعت عينيها بقوة أكبر ونبض قلبها بألم ووجع كبير لتهز رأسها ببطء: حاضر أنا مش عايزة أزعجك ولا أوجعك أنا عايزاك تسامحني وبس ..
, عمار: مش زعلان منك ..
, فريدة: قولي أنك سامحتني خلي قلبي يرتاح يا عمار والنبي ..
, رمش بعينيه الدامعة ومسح دموعه بسرعة هامساً: أانا مسامحك و ومن من زمان بس بس مكنتش عايز أوجعك بقربي ع عارف أني ممكن أضايقك بكلامي ك كنت لسا مجروح ..
, ضحكت فريدة وانفجرت دموعها مجدداً حتى في وجعه منها يخاف عليها بتلك الطرقة .. هتفت تهز رأسها: أنا ف فرحاانة فرحانة أوووي أنا أنااا دلوقتي حسيت أني بين أهلي كنت تعبانة كنت خايفة يا عمار خايفة من غيرك ..
, اقترب هو منها هذه المرة ليُعانقها بقوة واحتياج .. ربما يحتاجها ليُعالج نفسه وندبات روحه كما تحتاجه هي لتُعالج حياتها السابقة بأكملها ..
, ربما قربهما سيُمكّنهم من تبديد آلامهم والتئام جراحم التي مازالت مؤلمة نازفة ..
, ضمّها بقوة لتُعانقه هي أكثر بألم كبير وفرحة أكبر دخلها .. ارتياح كبير واطمئنان شعرته فجأة بعدة كلمات خرجت منه وحضن كانت تنتظره طويلاً لتتنهد بقوة تنهيدة حارة طويلة وكأنها تُخرج بها كل آلامها وخيباتها .. كآبتها وجعها وحقدها السابق وتضع مكانهم الحب والحنان ودفء كبير ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, كما لو أنني مدينة لم يعد يدخُلها النور، وأنت من تُمسك الشمعة الوحيدة التي بقيت ❀✿
, ٢١ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في اليوم التالي ..
, قفزت روما تقف أمام عمار هاتفة بفرح: أنا حلوة يا عموورتي ؟
, أومأ برأسه بابتسامة واسعة وعيون مُتلألأة سعادة: أووووي أوووي قولتلك الفستان هيليق عليكي جداً ..
, ابتسمت تنظر له وتحمحمت بخجل لتهتف فريدة: خلصتوا ؟
, التفت عمار نحوها وهتف بعدم رضى: أنتي بجد هتلبسي كده ؟
, فريدة: وماله ؟
, روما: ماله إيه بنطلون جينز وقميص أسود يابت ده فرح ..
, هزت فريدة كتفيها وابتسمت بخفة: الفرح في القلب مش في اللبس ..
, رمقها عمار بحذر وهتف: خلاص يا روما سبيها براحتها ..
, ابتسمت فريدة ببهوت وعادت بعدها لتبتسم بسعادة بالغة لم تكن تظن بأنها ستحظى بها ..
, هتفت روما: أنا هشوف ورود ونوار ومتتأخروش علشان ننزل ..
, أسرعت خارج الغرفة ترفع فستانها الطويل بيدها يُتابعها عمار بعيون فرحة .. التفت نحو فريدة وهتف بهدوء: هو أنتي مش بتحبي الفساتين ليه !؟
, تنهدت مُقتربة منه ترمقه بلهفة ليهتف: إيه ؟
, عدلت من قميصه الأزرق ومسحت غباراً وهمياً عنه: هحكيلك كل حاجة بعدين المهم أنك طالع حلو ..
, ابتسم عمار بسعادة وهتف: حيدر كمان هيطلع أحلا مني تيجي نشوفه ؟
, قطبت فريدة جبينها ونفت بهدوء: لا بلاش مش عايزة أضايقه في فرحه ..
, رمقها عمار بحذر وكاد يهم بالكلام ليُقاطعهم الباب الذي فتح وصوت حيدر يهتف باسم عمار .. ليتوقف مكانه رافعاً حاجبيه بحذر ..
, حل صمت عليهم عدة لحظات وهو ينقل نظراته بينهم ويدي فريدة التي مازالت تتمسّك بقميص عمار بخفة وهو يبتسم بهدوء ..
, قطب جبينه بقوة متراجعاً للخلف ليهتف عمار بتوتر: إيه !؟
, تنهد حيدر بقوة وابتسم هاتفاً: كنت بشوف لو خلصت هروح أجيب تسنيم وأهلها ..
, ابتسم عمار واقترب منه يتأمّله ببدلته السوداء الغامقة وربطة عنقه الذهبية .. هتف بفرح: هاجي معاك ..
, ابتسم حيدر يهز رأسه: ماشي يلا بينا ..
, أومأ عمار بلهفة وتوقف هاتفاً: كنت عارف أنك هتطلع حلو كده ..
, ضحك حيدر بخفة وحاوط كتفه يسير معه خارج الغرفة لتلحقهم فريدة بخطوات بطيئة تنزل درجات السلم .. توقفت مكانها قبل أن تنزل والتفتت لغرفة رحمة حيث تجتمع الفتيات بها لتُغيّر طريقها وتتوجه نحوهم ..
, دخلت الغرفة تنظر حولها لترفع حاجبيها من كثرة الفساتين الملونة التي تراها .. لوت فمها متهكمة وهتفت: عاملين إيه يا جماعة ..؟
, شهقت رحمة بصدمة تكاد تخرج عينيها من مكانها وهتفت مُبعدة يد الفتاة التي تضع لها المكياج: أنتي إيه اللي لابساه ده !؟
, ابتسمت فريدة مُعدلة من قميصها: متقوليش حلو أصلي عارفة ..
, هتفت رحمة بانفعال: أنتي يابت متجننيش أهلي عايزاني أتجلط في فرحي ..
, فريدة بابتسامة: ليه بس هو الموضوع مقلق شوية الصراحة بس بعدين هتتعودي ..
, ضحكت ريماس بتسلية وهتفت: خلاص يا رحمة سبيها براحتها ..
, رمقتها رحمة بانزعاج وهتفت بغضب: أبقي فكريني أعملك إعادة تأهيل لدماغك ده وشكلك كله ..
, هزت فريدة كتفيها وهتفت: المهم أنتي تبقي شيك وحلوة وراقية وفكك مني ..
, هتفت ليلى بهدوء: حيدر راح يا فريدة ؟
, فريدة: أه واخد عمورة معاه ..
, ابتسمت ليلى تتأملها بحنان وهي تتكلم بسعادة وتتصرف بطبيعية وراحة منذ الصباح على غير عادتها .. لتعلم في النهاية بأن علاقتها بعمار قد تحسنت كثيراً وذاك ما جعل عفويّتها وضحكتها تظهر براحة واطمئنان ..
, خرجت ورود من الغرفة تنظر حولها بحذر واتجهت مُسرعة لغرفة زين تطرق الباب بخفة .. فتح زين الباب ليبتسم بسعادة أمام ابتسامتها وسحبها من ذراعها للداخل هاتفاً: بصي كده ..
, ضحكت تنظر له بحب: ذوقي بقا ..
, التفتت تنظر لهارون الذي جهز نفسه ببدلته الرسمية وربطة عنقه الحمراء لتشهق فجأة ناظرة لتليد الذي يبدو مُختلفاً هذه المرة لا تدري كيف ولكن شعره لامع يُرجعه للخلف لطريقة جذابة فيما بدلته الرسمية الفاخرة زادته وسامة مع سيجاره الذي يُمسكه بخفة يهمّ بإشعاله ..
, صرخت حالما دخلت نوار الغرفة وركضت نحوها: متبصيييش ..
, نوار بحذر: إيييه !؟
, حاولت ورود إغماض عينيها: هش هششش من ناقصين يُغمى عليكي و**** أسيبك وأمشي ..
, ابتسم تليد ابتسامة واسعة ملتفتاً لهما: منورة ..
, أبعدت نوار ورود عنها بغضب وهتفت: سبيني أشوف خطيبي وسعي كده ..
, ابتسمت بتوسع ترفع رأسها بغرور وسعادة هائلة ترتدي الفستان الذي انتقاه لها مع تسريحة شعرها المتموّجة التي زادتها جمالاً لتتجمد مكانها بصدمة تُحدق به بنظرات مذهولة ونبضات قلبها ارتفعت داخلها بعنف ..
, رمقتها ورود بغيظ واتجها لتقف بجانب زين فيما الأخرى متجمدة بصدمة حتى تمتمت بعيون زائغة: إ اإلحقيني يا ورود ..
, ورود: بعيييينككك ..
, توسعت عيني تليد ينظر لها وهي تتهاوى أرضاً بابتسامة ليقترب منها منحنياً يضرب وجنتيها بخفة: منورة ..
, زين: هي مالها البت دي كل لما تشوفك يا بليد يغمى عليها ..
, ورود بغيظ: البت دي قلبها رقيق ..
, تليد بابتسامة: لأ هي بس الجمال بيدوخهاا شويتين ..
, رمقه زين بسخرية والتفت لهارون الذي هتف بغيظ: أنتوا هتسيبوا البت كده شيلها يا تليد وفوقهااا ..
, تليد بحذر: أشيلها ..؟
, هارون بغضب: أمال تسيبها مرمية كده فوقوها طيب ..
, التفت تليد نحو نوار يُحدق بوجهها ومكياجها الناعم والذي زادها رقة ليرمش بعينيه مميلاً رأسه بشرود وتأمّل ليصرخ هارون من خلفه: أخلص يا تليييييد ..
, التفت تليد نحوه وقطب جبينه: طب النهاردة فرحك متتعصبش ..
, زفر هارون بضيق لتستسلم ورود مُقتربة من نوار ترشها بقليل من قطرات المياه تضرب وجنتها بغيظ: أنتي يا زفتة أصحي مش وقتك ..
, فتحت نوار عينيها ترمش بهما بحذر حتى ابتسمت بتوسع هاتفة: ورود شوفتي اللي أنا شوفته ..؟
, ابتسم تليد مقترباً منها لتُبعده ورود بغيظ: والنبي أبعد مش ناقصين قومي ياختي أنا مش عارفة هتستحملي بعدين ال٣ نقطة ولا بلاش ..
, نظر تليد نحوها ليبتسم بعدها بجانبية يهز رأسه بخبث: زين علمك قلة الأدب ..
, رمقته ورود بغيظ لتلتفت نحو زين المبتسم بتوسع والتفت لهارون: هاروون إيه رأيك تخطبلي ورود النهاردة كلم بابا وعمو ..
, هارون: لأ كله يعني في فرحي كلللله ..
, زم زين شفتيه وعاد ليهتف: طب بكرا طيب ..
, هارون: لااا ..
, زين: مش كفاية فرحان علشانك وهزغرط ..
, رمقه هارون بضيق ليهتف تليد: متعصبهوش يا زين ..
, زين: ملكش دعوة ..
, زفر هارون بغضب ونظر لساعته ليبتسم بعدها بلهفة: أنا ماشي هشوف ريماس لو جهزت أبعدوا كده ..
, أبعد زين عن طريقه ليتجه خارج الغرفة معدلاً خصلاته بحذر وابتسامة واسعة سعيدة فوق شفتيه ..
, بعد مدة .. في حديقة الفيلا ..
, سار حيدر في حديقة الفيلا بابتسامة واسعة ولمعة عيون ساحرة سعيدة يتخطّى طريقاً من الورود والأضواء الملونة التي تُزين الحديقة مُتأبطاً ذراع تسنيم التي تلتفت حولها بسعادة تكاد تقفز من فرحها ..
, تُمسك بيدها الأخرى باقة صغيرة من الورود البيضاء المتفتحة يُحيطها شريط ذهبي اللون .. فستانها الطويل الكريمي اللون ينسدل على جسدها المتناسق بنعومة وأكتافه ظاهرة تُغطّيها سلاسل ذهبية اللون لامعة متدلية بشكل عرضي حتى منتصف ذراعها .. فيما حزام ذهبي يحيط خصرها ..
, كانت سعيدة بخصلات شعرها المرفوعة بنعومة وابتسامتها بخدودها المتوردة تزيدها جمالاً وقد كان فستانها نادراً بها كما وعدها ..
, وصلا لطاولة عريضة في منتصفها عُلّقت باقة ورود كبيرة ملونة ليزيح لها الكرسي حتى جلست ترمقه بعيون لامعة وجلس هو على كرسي آخر ..
, رفع نظراته نحو والده الذي اقترب منهم ليبتسم بسعادة هائلة ووالد تسنيم يجلس قريباً منه بجانب المأذون ليضع يده في يد الآخر ويبدأ عقد قرانهم الذي انتظراه طويلاً ..
, انتهى المأذون مباركاً لهم وسط تصفيق وهتافات فرحة فيما انطلقت عدة زغاريد من الأرجاء .. نهض حيدر عن جلسته يمسك بيدي تسنيم بحب يُوقفها أمامه ليُلبسها هديته لها والتي كانت عقداً ذهبياً لامعاً تتوسطه قلادة بشكل قلب نُقش به حرفي اسمهما معاً ..
, تمتم ناظراً لعينيها الدامعة: مبروك يا حبيبتي ..
, دمعت عينيها أكثر وهمست بسعادة: **** يبارك فيك ..
, اتسعت ابتسامته أكثر انحنى مقبلاً حبينها بحنان ليلتفت بعدها لوالدها ووالديها الذين اقتربا مُباركين لهما ..
, اقترب أدهم منهما بابتسامة حانية مقترباً من تسنيم يُقبل جبينها: ألف مبروك يا حبيبتي ..
, تسنيم بسعادة: **** يبارك في حضرتك ..
, التفت أدهم نحو حيدر ودمعت عينيه بسعادة يقترب ليحتضنه بقوة مربتاً على ظهره بخفة: مبروك يا حبيبي **** يسعدك ..
, اتسعت ابتسامة حيدر وتنهد بقوة يُعانقه بحب وامتنان ليبتعد عنه يُسلم على والدته وعمار الذي عانقه مباركاً بسعادة ليهتف حيدر بخفوت وابتسامة: مجهزلك مفاجأة هتعجبك ..
, رمش عمار بعينيه وهتف بلهفة: هي إيه ؟
, ربت حيدر على وجنته بخفة: هتعرف كمان شوية ..
, التفت فجأة نحو فريدة التي تحمحمت بجانبهم ليرمقها بهدوء .. ابتسمت هاتفة: إزيك يا حيدر ؟
, ضحك عمار هاتفاً: إزيه إيه هو هيطير من الفرح ..
, عادت لتتحمحم معدلة من خصلات شعرها التي ترفعهم للأعلى بخفة وهتفت: ألف مبروك يا حيدر مبروك يا تسنيم ..
, تسنيم بابتسامة: **** يبارك فيكي ع قبالك ..
, هزت فريدة كتفيها وهتفت: لا ع قبالي إيه أنا بعد ما شوفت جوزك الهمجي ده هفكر أتجوز ؟
, رمقها حيدر بصمت وكأنه لا يُريد أن يدخل معها في عراك لي هذا اليوم ليسحبها عمار من ذراعها مبتعداً عنهم لتنسى هي كل شيء وتبتسم تسير معه بسعادة وكأنها لم تُصدق بعد بأنه سامحها ..
, تعالى صوت موسيقى هادئة من أحد الأركان ليبتسم حمزة ناهضاً عن جلسته فوق أريكة مزينة قريباً من هارون وحيدر وسحب رحمة معه والتي نهضت بفستانها المنفوخ الراقي حتى سارت معه ببطء نحو ساحة صغيرة محاطة بالأضواء والورود وبدأ في رقصته معها وقريباً منهم اقترب هارون الذي يبتسم بتوسع بجانبه ريماس الفرحة لينهض حيدر عن جلسته هو وتسنيم وينضم لهم ..
, وقف زين بجانب ورود المبتسمة بتوسع والتفت لها هاتفاً: أنتي فرحانة لييه ؟
, رفعت حاجبيها بفرح: إيه مبسوطالهم أوووي ..
, زم زين شفتيه بضيق وهتف: هما مش هيجوزوني ..
, ابتسمت هاتفة بخجل: مكنتش عارفة أنك مستعجل أوي كده وبتحبني ..
, قطب جبينه بحذر لينفي هاتفاً: لأ أنا بحبك أوي أووووي على فكرة بس كمان عايز أبقى عريس وألبس بدلة وأنتي فستان ونرقص زيهم كده ..
, رمقته بغيظ لتتنهد مبتسمة بعدها بسعادة هاتفة: وأنا بحبك أوي كمان ..
, زين بسعادة: شكراا أنا أتحب أوي الصراحة مش قولتلك بليد برضه حبني واعترفلي بمشاعره ..
, أومأت برأسها بابتسامة واسعة والتفتت لصديقتها القريبة منها والتي تتعلّق على شفتيها ابتسامة واسعة بلهاء وعيناها تكاد تُخرج قلوباً حمراء منها تقذفهم نحو تليد الذي يقف بجانبها بابتسامة سحرتها ..
, هتف تليد بهدوء: هما مش هيقطعوا التورتة بقا ولا إيه !؟
, أمالت نوار رأسها بهيام: عايزهم يقطعوك لييه !؟
, قطب جبينه ملتفاً لها بحذر ليبتسم بعدها بتوسع هاتفاً: شكراً ..
, نفت برأسها: لا لا متشكرنيش أنا أشكر أمك ع الخلفة الحلوة دي .. مامتك كانت بتتوحم على عسل ولا نوتيلا ؟
, عاد تليد ليبتسم باتساع يتراقص قلبه فرحاً وحباً لمُغازلتها الصريحة له .. هتف بهدوء: بقولك يا منورة ..
, نوار بهيام: قول ..
, تأمّلها تليد بعينيه الهادئة وابتسم هاتفاً: أنتي حلوة أووي ومنورة النهاردة أكتر من كل يوم ..
, اتسعت ابتسامتها بلهفة وهتفت: بجد يا تلودة ..؟
, أومأ برأسه وهمس: أه بجد أنا مشوفتش بنت بتنور كده زيك على فكرة ..
, شهقت بهيام وانحنت تسند على كتفه: إلحقووني ..
, ربت على وجنتها بخفة: بت يا منورة متفقديش وعيك قبل ما ناكل التورتة ..
, أومأت برأسها بسرعة وهيام لترمقهم ورود بغيظ مُلتفتة لزين الذي يزم شفتيه بغير رضى ..
, قفز وسام قريباً مهم ينظر حوله: حد شافلي نغم نغم نغم جائت من بعيد ؟
, ورود: أه شوفتها هناك كانت جاية من بعيد زي ما أنت بتقول ..
, وسام: هي فين ؟
, ورود: وأنا مالي يا وسام أمشي دوّر بنفسك ..
, رمقها وسام بغيظ وضرب زين بكتفه: مالك يا زينو ..؟
, ورود بسعادة: مستعجل عايز يتجوزني بس كلهم ضدنا ..
, وسام: ياعيني عليكم تقطعوا القلب ..
, ابتسمت ورود أكثر ونظرت لزين ترمش بعينيها بحب ليقطب زين جبينه بحذر ويبتسم بعدها ببلاهة ..
, زفر وسام بضيق ملتفتاً حوله حتى لمح فريدة تقف بجانب ربيع .. ضيق عينيه مقترباً منهما بحذر ليسمع ربيع يهتف: ع قبالك يا فريدۃ إيه مش ناوية تتجوزي ؟
, فريدة بتهكم: أنا !؟ أتجوز !؟ أنت بتهرج ولا إيه ؟
, ربيع بحذر: ليه وماله رافضة ليه ؟
, لوحت فريدة بيدها هاتفة: أنا عايزة أفضل حُرة طليقة عصفور طيار مش عايزة وجع دماغ من الجنس المعفن ده ..
, رفع ربيع حاجبيه بصدمة لتهتف هي بسرعة: لا لااا معلش اكتشفت أن مش كلهم معفنين ..
, تنهد ربيع بارتياح لتهتف فريدة: في منهم بيتنضفوا من العفن ده بس بصعوبة ..
, عاد ليرمقها بغيظ ودهشة وهي تهتف: وأنا مش ناقصني عفن بحياتي الصراحة ..
, هز وسام رأسه بحسرة: تؤ تؤ يا عيني ع الكل هنا كله متعذب ..
, التفتت فريدة نحوه: أنت عايز إيه ؟
, وسام: شوفتيلي نغم صديقة الأشجار ؟
, فريدة: هتلاقيها واقفة مع واحدۃ من صديقاتها ..
, وسام بدهشة: هي عندها صديقات هنا ؟
, فريدة بسخرية: أه الأشجار ..
, رمقها وسام بحدة وهتف: غوري يابت من هنا بلاش تقل ددمم ..
, رمقته فريدة بتهكم ليلتفت هو حوله حتى اتسعت ابتسامته بسعادة وركض مُسرعاً ليصطدم بوالده الذي صرخ يجذبه من قميصه: أنت يالا يابن الكلب متخلنيش أتجنن بتجري زي العيل الحمار ليه ..
, رمش وسام بعينيه وبقي يُحدق بنغم خوفاً من اختفائها: معلش يا أبويا أبعد كده والنبي ..
, دفعه كرم بعيداً عنه بغيظ وهتف: تعرف تبقى زي أختك أهي حبيبة أبوها جابتلي راجل جدع نادر ملوش مثيل ..
, التفت وسام هذه المرة لكرم وهتف بدهشة: أنت عايزني أجبلك راجل كده يا بابا ؟ عايزني أبقى شاااذ يا باباا يالهووي ..
, صرخ كرم يضربه بغيظ: حسابك بعدين يا حيواان مش هبوظ الفرح غوور يالا يا متخلف ..
, رمقه وسام بغضب منه والتفت بعيداً عنه يتجه لنغم التي تتنقل بين رحمة وريماس وتسنيم ليهتف: تُساعد الجميع تنشر الربيع أنا حاسس بربيع منشور هنا وهنااا ..
, التفتت نحوه بدهشة لتبتسم بعدها حالما اقترب منها: عاملة إيه يا نغمتي ..؟
, رفعت حاجبيها بدهشة ليبتسم بسعادة: أبويا عايزني أجبله راجل ينفع أجبله نغمة حلوة زيك ..؟
, رمشت بعينيها واحمرت وجنتيها هاتفة: أنت بتقول إيه ..؟
, وسام: أنا لسا مقولتش بس مستنيكي تتهبلي زيي بلاش الهدوء ده مش حلو مش هيخلينا نتفاهم ..
, ضحكت فجأة بدهشة وهتفت: أنا مش فاهمة ..
, وسام: بالظبط كده كوني غبية وهبلة ساعدي الجميع وأنشري الربيع ..
, عادت لتضحك بدهشة وأومأت برأسها بحذر لتتوسع ابتسامته أكثر يهز رأسه مدندناً أغنية نغم ببلاهة ..
, وقف هارون عن جلسته فوق ذلك المقعد الثنائي المُزين ونهضت ريماس بجانبه وهو يحاوط خصرها مستقبلاً فريد ليهتف: تأخرت يالا ..
, فريد: معلش ما أنت واخد إجازة والشغل بقى كله عليا .. ألف مبروك يا صاحبي ..
, هارون: ع قبال عندك يا حبييبي ..
, فريد بغيظ: ما كنت معاك وأنت اللي أجلت ده لحد ما اتأجل عندي كمان والشغل مغرقني ..
, ضحك هارون مربتاً على كتفه: **** يعينك يابني معلش معلش ..
, حياة: ألف مبروك يا هارون مبروك يا ريماس ..
, ريماس: **** يبارك فيكم ..
, هتف العميد مقترباً منهم: معلش يا بنتي وصيتي ليكي استحملي وأجرك عند **** تعالى ..
, ضحكت ريماس بخفة ليهتف هارون: إيه يا فندم هي الحجة فين مجاتش معاك ليه ؟
, رمقه العميد بابتسامة صفراء: مش عايزة تخرب مساها بشوفتك ..
, هارون: اخس عليك باين أنت اللي جيت من غيرها معتش عايزها .. احم احممم فاكر لما كنت عايز أجوّزك وأنت اللي رفضت ؟
, هتف العميد بغيظ: لا ..
, هارون: هو العمر له حقه هتنسى أكيد بس أنا جمبك وهفكرك ..
, ضربه العميد على كتفه بغضب: ياض أقسم ب**** ألغي إجازتك ..
, ضحك هارون باستفزاز: بص عمو قصي هناك هيطلب منك إجازة مفتوحة ومش هتقدر تقوله لااا أتعدل كده يافندم معلش ..
, توسعت عيني العميد وهم بضربه ليتراجع هارون بضحك: أوعى أنا عريس معلش استحملني وأجرك علی **** ..
, ضحك فريد هاتفاً: ده هو مستحلفلك لما ترجع ..
, هارون: هقدم استقالتي خلاص ..
, ابتسم العميد بغيظ وهتف: مبروك ولو أنك متستاهلش ..
, هارون: **** يبارك فيك يافندم وعقبالك ..
, رمقه العميد بضيق والتفت لريماس: مبروك يا ريماس يابنتي ..
, ريماس: **** يبارك في حضرتك ومتشكرة أووي على كل حاجة ..
, ابتسم العميد يُومئ برأسه وابتعد عنهم ليلتفت هارون نحو ريماس: ريماس هو أنتي لو تجوزتي العميد كنتي هتحبيه زيي كده ؟
, رمقته ريماس بغيظ وهتفت: وماله العميد يتحب بصراحة ..
, هارون: بس كنتي هتبقي وحشة أوووي معاه أصلي أنا اللي محليكي ..
, ريماس: الجمال جمال الروح وأنا مش هتكلم عن نفسي هسيب الدنيا تتكلم ..
, رمقها هارون بصمت ليبتسم بعدها باتساع هاتفاً: مبروك يا مدام ريماس يا حبيبتي ..
, ضحكت ريماس لتعود لتجلس مكانها ليجلس هارون هو الآخر مُلتصقاً بها يُدير عينيه في المكان بفرح وتسلية ..
, هتفت رحمة وهي تجلس بجانب حمزة تتمسّك بباقة الورد بقوة: نفسي أضربها بالورود دي ..
, ضحك حمزة متنهداً بقوة وكأن ذلك اليوم كان آخر ما توقع .. كان أعظم أحلامه وأحلاها وابتسم: سبيها براحتها تلبس اللي هي عايزاه ..
, التفت رحمة نحوه: مقدرش ده فرح إزاي يعني تلبس بنطلون ده غير أنه كتب كتاب أخوها ..
, هز كتفيه وابتسم ناظراً لها بحب: المهم أنتي لابسة إيه وطالعة إزاي ..
, رمشت بعينيها المكحلتين وهتفت: طالعة إزاي ؟
, حمزة بخفوت: أحلا ما كنت متخيل تطلعي ..
, ابتسمت فجأة باتساع وأدارت وجهها عنه ليحيط خصرها بذراعه يُقربها منه هامساً: مبروك عليا أنتي وجودك جمبي ومراتي وحبيبتي من لما كنتي صغننة قد كده ..
, ابتسمت بقوة ونبض قلبها بسعادة لكلماته الخافتة المشتعلة حباً وحناناً .. حطت عينيها المتهربة منه على مهرة التي ترمقهم عن بعد بنظرات هادئة .. لم تدرِ رحمة لمَ قطبت جبينها فجأة وكأنها انزعجت من رؤيتها ؟
, ربما من اهتمام حمزة بها ؟
, أو من فكرة أن مهرة كانت تُحبه وتُريده ؟
, زفرت بقوة تُحدق بمهرة التي أشاحت بوجهها عنهم نحو سالم الذي يجلس بجانبها يرمقها بابتسامة ليهتف: عقبالنا .. إيمتى بقا ؟
, ابتسمت مهرة تأخذ نفساً عميقاً ليُمسك سالم بيدها: عارف أنك عايزة وقت وأنا معاكي وهديكي وقتك متزعليش أني مستعجل بس أنا بحبك بجد ومش عايزك تفضلي بعيدة عني كده ..
, رمقته مهرة بعدوء ورمشت بعينيها متنهدة وتمتمت: لازم أئمّن على ملك الأول ..
, سالم: هشام خطبها أهو وبآخر السنة دي هيتجوزوا ..
, ابتسمت بحب وحنان هامسة: هأمّن عليها معاه الأول دي أختي وبنتي وكل حاجة ليا ..
, رمقها سالم بحب وإعجاب وهز رأسه: اللي أنتي عايزاه وزي ما قولتلك متقلقيش ملك في عيني هي أختي زي ماهي أختك ..
, أومأت برأسها بامتنان: شكراً يا سالم بجد ..
, سالم: مش عايز أسمع الكلمة دي تاني خلاص يا مهرة ..
, عادت لتومئ برأسها متنهدة بعمق ترمق عن بعد ملك التي تقف بجانب هشام .. ذلك الشاب الذي أحبها من كل قلبه وسعى لإسعادها بكل طاقته .. يقف بجانبها بابتسامة ضاحكة يتكلمان مع زين وورود بابتسامات واسعة سعيدة ..
, مرّت الدقائق والساعات سريعاً وسط أجوائهم السعيدة بضحكاتهم المرتفعة العاشقة حتى بدأ المدعوين القلائل بالذهاب وبقي أفراد العائلة جميعهم وراحة وسعادة كبيرة سيطرت عليهم ..
, جلس سيف فوق مقعده يُعلق نظراته على هارون الذي يقف بجانب حمزة وحيدر بضحكة واسعة سعيدة .. تأمّله بحب ولا يدري لما في تلك اللحظة تذكر يوم ولادته العصيب .. كان بعد فرحه هو بيوم واحد وفي اليوم التالي حصل عليه .. على ولده البكري الأول وفرحته الأولى ..
, دمعت عينيه بقوة رغماً عنه وهو مازال يتأمّله الآن في فرحه بعد مرور سنين طويلة فرحة حزينة وحانية ..
, حاوط أدهم كتفه هاتفاً: إيه يا سيفو هو أبنك لوحده بيتجوز أدي أبني أهو ..
, مسح سيف عينيه الدامعة وهمس: بص يا أدهم بيتجوز ..
, ابتسم أدهم ودمعت عينيه هو الآخر مُتنهداً بقوة بعدما استطاع تربية ذلك الطفل البريء الذي وُلد بدون أهل وبدون ذنب حتى أصبح الآن في فرحه خالي البال سعيداً مُعافى ..
, التفت هارون باتجاههم ليُقطب جبينه بقوة عندما لمحهم وبجانبهم مروة التي بكت هي الأخرى وليلى تهتف: إيه يا مروة مش كفاية جوزك ..
, هتفت مروة ببكاء: هو السبب أنا كنت مستنية لما يمشوا أعيط ..
, ضحكت ليلى بخفة والتفتت لهارون الذي حاوط مروة بذراعيه لتتعلّق به الأخرى باكية .. ابتسم هاتفاً بحب: إيه يا أم هارون بتعيطي في فرحي ؟
, شهقت مُتعلقة به بحب هامسة: فرحانة فرحانة أووووي الدنيا مش سايعاني ربما يباركلك ويخليك لينا ويسعدك دنيا وآخرة ..
, دمعت عيني هارون وأشاح بوجهه عنها لئلا يبكي وانحنى يقبل يديها بحب والتفت لسيف الذي يحدق بهم ومازال على كرسيه ..
, انحنى يجثو على ركبتيه أمامه يمسك يدي سيف: إيه يا سيفو هتودعني بدموع كده !؟
, عادت عيني سيف لتمتلئ بالدموع وهمس: مبروك ..
, توسعت ابتسامة هارون واقترب منه يعانقه بقوة ليُعانقه سيف بدموع هامساً: هارون ..
, ابتسم هارون أكثر وهمس: خلاص متخلينيش أعيط يا بابا ..
, مسح سيف دموعه بقوة ورفع نظراته نحو أدهم ومصطفى الواقفين بجانبه بابتسامات حانية ..
, ابتعد هارون عنه وابتسم ينقل نظراته بينهم: أنا مش عارف أقول إيه أانا مش شايف نفسي غريب عنكم علشان أشكركم زي الغربا كده .. أنا أبنكم وأنتوا أهلي وهتفضلوا كده لحد ما أموت بس.. بس شكراً بجد على أي حاجة وكل حاجة ..
, زاد بكاء مروة أكثر ليرمقهم زين بدموع: أنتوا بتقولوا كده ليييه !؟
, التفت هارون نحوه وابتسم بسعادة يقترب منه يُعانقه بقوة لتدمع عيني زين أكثر: في إيه ؟
, ابتسم هارون وابتعد عنه هاتفاً: مفيش بس أنا بحبك أوي ..
, رمقه زين بدموع ليلتفت هارون نحو رحمة الدامعة واقترب منها يُقبل جبينها بحنان: ألف مبرووك يا حبيبتي أنا معاكي وجمبك وفي ضهرك لآخر يوم في عمري ..
, ابتسمت رحمة بقوة وهزت رأسها مقتربة منه لتقبل وجنته بسعادة: **** يخليك لينا يا أحن أخ في الدنيا ..
, رفع حيدر حاجبيه والتفت لعمار الذي يقف بجانبه روما متأثرين ليهتف وهو يضربه برأسه: شايف يا بيه مبتعمليش زيهم ليه ؟
, رمقه عمار بغيظ لتتوسع عينيه فجأة: مفاجأتي فييين ؟
, ضحك حيدر والتفت لتجمّعهم هاتفاً: كفاية عياط يا جماعة الليلة فرح ..
, التفت الجميع نحوه ومسحوا دموعهم بابتسامات ليقترب حيدر من والده يهمس في أذنه عدة كلمات ليومئ أدهم بخفة ..
, ابتسم حيدر ناظراً لعمار الذي يتابعهم بحذر ليلتفت أدهم نحو أمير وزوجته: أمير عايزك تفضيلنا نفسك قريباً عايزين نزورك في بيتك ..
, رمقه أمير بحذر: ده أنتوا تنوروني البيت بيتكم إيه الكلام ده يا أدهم هو لازم تسأل ..
, أومأ أدهم بهدوء: أه علشان المرادي جايين بزيارة رسمية ..
, ابتسمت سهى ملتفتة لابنتها التي وسعت عينيها بحذر لتهتف: تنورا وتشرفوا أكيد ..
, ابتسم أدهم بهدوء: الشرف لينا ..
, حيدر: بعد أذنك يا بابا عايزين معاد بأسرع وقت كمان أسبوع لما يرجع هارون وحمزة من رحلتهم ..
, عمار: هو هو في إيه ؟
, ابتسم حيدر مقترباً منه: هنخطبلك روما بتاعتك مش عايز ؟
, توسعت عيني عمار وهتف: بجد !؟
, أومأ حيدر برأسه ليصرخ عمار بحماس يعانقه بقوة والتفت لروما بفرح لتهتف فريدة: حيدر طلع بيعمل حاجات عدلة أهو ..
, رمقها حيدر بصمت وأشاح بوجهه عنها ليهتف زين: هارون وأنا ؟
, هارون: أنت إيه ؟
, زين بحماس: هتعملي مفاجأة تخطبلي ورود ؟
, هارون: لأ أنت لسا صغير ..
, قطب زين جبينه والتفت لمصطفى: عمو مصطفى جوزني بنتك بلاش معاد وطلب إيد احنا أهل في بعضينا وأنا بحبها وهي بتحبني ..
, رمقه مصطفى بغيظ ليهتف زين: قولت إيييه يا عمو أنا مليش حد كلهم شايفيني صغير ..
, مصطفى: يبقى لما تكبر تعالا ..
, تعالت ضحكات هارون بسخرية وضرب كتف زين بخفة: كلهم شايفينك صغير يا زينو حتى عمك ..
, هتفت ورود: على فكرة اللي بتعملوه ده حرام ..
, زين: وهيضطرونا نعمل الرذيلة ..
, شهقت ورود بصدمة: يا قليل الأدب ..
, زين: إيييه بخوفهم علشان يوافقوا ..
, ورود بغيظ: أكبر أنت الأول وهيوافقوا ..
, زين بغضب: أنتي بتتريقي علياا أنتي مش أكبر مني إلا ب23 ساعة على فكرة ..
, رمقته ورود باستهزاء ليهتف حمزة: مش هنمشي بقا ..
, التفت الجميع نحوه وهو يبتسم محيطاً خصر رحمة بذراعه: إييه ؟
, أدهم بهدوء: هتباتوا النهاردة في الفندق وطيارتكم بكرا الصبح ..
, ابتسم هارون باتساع يجذب ريماس معه وهتف: الشنط فين ؟
, ليلى: في العربية كله جاهز ..
, أومأ حمزة برأسه واقترب منهم يُودع الجميع هو ورحمة ولحق به هارون يُودعهم حتى وصل لتليد هاتفاً: هتوحشني يا تلييد ..
, رمقه تليد بنظرات هادئة يُقابل ابتسامة الآخر ليقترب منه فجأة يُحاوطه بذراعيه بقوة وكأنه سيهرب منه .. ابتسن هارون باتساع ونبض قلبه بقوة وحنان يعانقه هو الآخر بقوة وهمس: مفضلش غيرك أشكره ..
, ضمه تليد أكثر مقطباً جبينه بشرود: أنا متشكرنيش أنت تطلب مني وبس ..
, دمعت عيني هارون بقوة وتليد يهمس: أنا اللي أشكرك مش أنت ..
, ابتلع هارون ريقه متنهداً بقوة شاعراً بيدي تليد تضمّانه أكثر وكأنه يُعوّض أيام بعده وحرمانه وسمعه يهمس له: أنا بحبك يا هارون أنت أول حد وأكتر حد .. أنا بحب زين علشانه حتة منك .. أنت أصل كل حاجة ..
, ضحك هارون لا يدري لماذا .. ربما ليُسيطر على موجة البكاء العنيفة التي تحثّه على الإنفجار في تلك اللحظة بين أحضانه وهتف: وأنا كمان بحبك أووي ماتيجي معايا وأسيب البت ريماس هنا ..
, ابتسم تليد بخفة وتنهد براحة وسعادة هادئة يشعرها داخله ..
, طال عناقهم وهمساتهم أمام الجميع لتعود وتدمع عينيهم بحب وتأثر حتى ابتعد تليد عنه أخيراً هاتفاً: يلا علشان متتأخروش ..
, ابتسم هارون بهدوء والتفت نحو ريماس التي تُتابعهم بدموع ليقترب منها يجذب يدها بحنان متجهين نحو السيارة .. تُتابعهم عيون العائلة بنظرات محبة سعيدة فيما أخذ حيدر تسنيم ليُكملا سهرتهم خارجاً ..
, بعد مدة ..
, وقف حمزة أمام غرفة الفندق والتفت لرحمة التي تُتابعه بابتسامة .. أمسك ذراها يضم كفها بين يده بحنان وفتح الباب ليُدخلها معه برفق مغلقاً الباب خلفه ..
, ابتسم وقلبه ينبض بسعادة هائلة هاتفاً: هتصدقي لو قولتلك أن دي أجمل لحظات حياتي ..
, ابتسمت رحمة تُحدق به بنظرات غامقة تتأمّل ابتسامته وحبه الذي ينضح من عينيه لتهتف بهدوء: حمزة ..
, حمزة: روحه ..
, اقتربت رحمة منه رفعت يديها تُحاوط وجهه بارتجاف جعله يرتجف مبتلعاً ريقه يتأملها عن قرب وهي تهمس: أنا مش عارفة حاسة بإيه بس.. اللي أعرفه أني فرحاانة فرحانة جمبك ومتطمنة ..
, ابتسم حمزة بخفوت شارداً في ملامحها وتابعت هي بحب: متسبنيش أنا مش هقدر أبعد عنك تاني أنت حمايتي وسعادتي ..
, توسعت ابتسامته أكثر مع نبض قلبه القوي حتى انحنى نحوها يضمها بين أحضانه بقوة ماسحاً خصلاتها بحنان وكأنها ابنته قبل أن تكون زوجة له ..
, في غرفة جانبية ..
, ابتسم هارون بسعادة وانحنى يحمل ريماس بين يديه هاتفاً: أفتحي الباب يا عروسة ..
, ضحكت ريماس وهتفت باستفزاز: قال يعني رومانسي ماكنت شيلني من لما نزلت من العربية ..
, هارون بخبث: عايزة ضهري يتكسر قبل ما أعمل حاجة ..
, قطبت جبينها بقوة ترمقه بغيظ وهتف هو بابتسامة واسعة: هعمل الأول وأوعدك بكرا أنزلك ع السلم على ضهري ..
, ضربت كتفه بغيظ وخجل وهتفت: مش ناقصة قلة أدب ..
, تعالت ضحكته هاتفاً: للأسف النهاردة أصل قلة الأدب أفتحي الباب خلصيني ..
, تأففت بغيظ وضحكة ومدت يدها تفتح الباب ليدلفا لذلك الجناح العرائسي الفاخر المُجهز والمُزيّن ..
, أنزلها أرضاً يرمقها بحب وهتف: عاملة إيه ؟
, رمقته بضحكة هاتفا: بلاش هبلك دلوقتي كويسة وفرحان أووي ..
, هارون: أحلويتي أووووي كمان ..
, ريماس: علشانك قصاد عيني يا حبيبي ..
, هارون: أيوه كده حفظتي درسك ..
, ضحكت تنظر حولها بانبهار وسعادة ووضعت باقة الورود أعلى الطاولة ليجذبها من خصرها بحب متجهين للغرفة الداخلية ..
, فتح الباب ودلفا بابتسامة واسعة اختفت حالما لمحا ذلك الجالس فوق السرير بأريحية وكأنه ينتظرهم ..
, توسعت عيني هارون بصدمة وهتف: أانت.. أنت بتعمل هنا إيييييه !؟
, هتفت ريماس بقلق من أن تُصيبه جلطة: أهدا يا هارون أنت أنت يابني إييه اللي بتعمله هناااا !؟
, ابتسم تليد ابتسامة واسعة ونظر لساعة يده: متأخّرين بقالي 5 دقايق مستنيكم ..
, أمال رأسه رافعاً حاجبيه: كنتوا بتعملوا إيه الوقت ده ؟
, نظر هارون حوله بجنون ودار حوله نفسه: أنا أانا.. سبتك في الفيلاااا ..
, تليد بلوم: أنت سبتني بس معقول أنا أسيبك يا هارون ؟ تيجي إزاي دي ؟
, حدق هارون به بنظرات مذهولة وتليد يُعدل جلسته: مش أنت اعترفتلي بحُبك ؟ عايزني أسيبك بعد الإعتراف ده إزاااي ؟
, مسح هارون وجهه بغضب وحدة وهتفت ريماس: أنت يابني هتفضل لاحقني ع القبر كماان ؟
, تليد: مين قال كده .. قبر إيه ده لا أنا هلحق هارون على قبره ..
, ضرب هارون جبهته بحدة ليقطب جبينه بقوة حالما استمع لضحكة خافتة تخرج من أحد الأركان ..
, دار في الغرفة مُضيّقاً عينيه بقوة ليرمقه ريماس وتليد بدهشة واستغراب ..
, فتح هارون الخزانة وباب الشرفة وهتف: إيه ده ؟
, تليد: ماله جوزك جننتيه من أول يوم ؟
, رمقته ريماس بغضب والتفتت لهارون: في إيه يا هارون ..؟!
, انحنى هارون على ركبتيه ينزل رأسه مُحدقاً أسفل السرير الواسع لتتوسع عيناه بصدمة ويحتقن وجهه بقوة يكاد ينفجر ..
, رمقته ريماس بحذر وانحنى تليد برأسه ينظر أسفل السرير بحيرة ليرفع حاجبيه بدهشة متمتماً: أنت بتعمل عندك إيه ؟
, ابتعد هارون عنهم كالملسوع وصرخ: زين الديييين أطلع من تحت السريرر حاااالا ..
, نهض تليد عن السرير وهتف: قاعد تحت السرير يا زينو ما كنت أقعد معايا فوقه ..
, زم زين شفتيه بغيظ ومد رأسه من أسفل السرير هاتفاً: أنا جيت قبلك ودخلت الأوضة قبلك ولما سمعت صوت استخبيت ..
, تليد بخبث: تستخبى ليه عايز تتعلم يعني هيحصيل إيه بما أنك لسا صغير ؟
, هتف زين وهو يخرج: أنت مالك بيا أنت جيت ليه أصلاً ..
, تليد: هارون أعترفلي بحبه وأنا لحقته مش هسيبه ..
, رمقه زين بغيظ ليصرخ هارون: أطلعوا برااا ..
, التفتا نحوه ليروا وجهه المحتقن غضباً .. هتف زين: هارون أن..
, قاطعه هارون بصراخ: برااا يازيين ..
, هتف زين: مش أنا لوحدي ..
, هارون: برااا يا تلييييد ..
, تليد: وحُبك ليا !؟
, هارون: بله وأشرب مايته ..
, رمقه تليد بصمت وهتف بعدها: مش هاخدك معايا لما أتجوز ..
, هارون: تليييد ..
, هتف زين: أطلع برا يا تليد سبني أدي هارون كام نصيحة كده ..
, هتف هارون: زييين .. أنتواا هتجننوني الحق عليا جبتلك عربية يا زين الكلب أطلعوا برااا حراام عليكم فرحي ده فرحي يا نااااس أنا كنت عارف أنه مش هيكمل ..
, زم زين شفتيه وهتف بحنق: ما أنا هديك نصايح علشان يكمل أصلاً .. مالك متعصب كده ليه ؟
, رمقهم هارون بغيظ واقترب يجذبهم من ملابسهم بقوة يجرّهم خارج الغرفة .. أخرجهم من الجناح بغضب مُستغرباً أصلاً كيف وصلوا قبله وصفع الباب خلفهم بقوة هائلة ..
, التفت تليد نحو زين الذي رمقه بغضب واتهام ليهتف تليد: أنت جيت إزاي وعرفت أنهم هنا إزاي ..؟
, زين: ليا مصادري ..
, تليد: ووصلت الأوضة قبلي إزاي ..؟
, ابتسم زين بفخر: قدرااات ..
, تنهد تليد مُخرجاً من جيبه سيجاراً يضعه في فمه وأشعله ليهتف: هنروح فين دلوقتي ؟
, زين: أنا ضايع من غير هارون ..
, رمقه تليد بصمت ليهتف زين: بليد أنت مش قولتلي أنك بتحبني ؟
, أومأ تليد برأسه ليهتف زين: يبقى أعزمني على حاجة واثبتلي حبك ..
, تليد: مش محتاج أثبته ..
, زين: لا محتاج علشان أنا أتأكد ..
, لوح تليد بيده: تأكدت أو لا براحتك ..
, سار تليد في الرواق الطويل الفاخر ليزفر زين بضيق ينظر حوله بغيظ ليبتسم بعدها مُتجهاً لجناح حمزة يطرق الباب بخفة ..
, قطب جبينه يعود ليطرقه بقوة أكبر هاتفاً: أطلع يا حمزة هاتلي أختي هاخدها معايا وأنا مروح ..
, استمع فجأة لصراخ حمزة من الداخل بغضب: أقسم ب**** لو مختفيتش من هنااا لاقتلكككك ..
, تراجع للخلف بحذر وفزع من صراخه وعاد ليضرب الباب بغيظ: يا سراااق يا حراامي كلكم حراميية سبتوني من غير أخوااات تفوووووه عليكم ناس قليلة ربااايية ..
, تنفس بقوة وغضب والتفت حوله بغيظ يسير في الرواق لاحقاً بتليد الذي لم يبقَ له غيره ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, بعد يومين ..
, على مائدة الإفطار تجمّعت العائلة بأكملها ماعدا هارون وحمزة وزوجاتهم بعد سفرهم لقضاء أسبوع عسل في مدينة أخرى ..
, رفع أدهم نظراته باتجاه زين الذي غيّر من جلسته وجلس على كرسي آخر بجانب بتليد مُلتصقاً به كالتصاق الآخر وكأنهما شكّلا فريقاً مُتفقين معاً بغياب هارون وخيانته لهم ..
, ابتسم أدهم بخفة ونظر لموضع كرسي زين الأساسي بجانب عمار حيث كانت تجلس عليه فريدة الآن تُوزع ابتسامات لهم جميعاً .. سعيدة منذ تصالحها مع عمار وعلاقتهم التي تتحسن شيئاً فشيئاً أمام عيني العائلة التي تُراقبهم بحذر وحنان .. وحيدر الذي يشعر بنيران غضبه داخله تخفت شيئاً فشيئاً رغم مقاومته العنيفة ..
, تنهد أدهم وترك طعامه يُحدق بحيدر هاتفاً: حيدر ..
, رفع حيدر نظراته له بحذر من لهجته الجدية ليهتف أدهم بهدوء: كنت هكلمك لوحدك بس قولت بلاش أصلهم هيعرفوا ..
, حيدر بحذر: خير يا بابا ؟
, أدهم: أنا سلمتك مسؤولية عمار زمان ..
, نقل حيدر نظراته نحو عمار المستغرب ليهتف أدهم: دلوقتي بقوا عمار وفريدة ..
, شرقت فريدة بالعصير الذي كانت تشربه بغير مبالاة ليلتفت عمار نحوها يضرب ظهرها بخفة: من أولها كده أمال لو تعرفي اللي هيجيلك بعدين ..
, سعلت فريدة عدة مرات واحتقن وجهها بحنق ليهتف أدهم: إيه يا فريدة مالك ؟
, رفعت فريدة نظراتها نحو أدهم الهادئ ونقلت عينيها على حيدر الذي يرمقها بنظرات هائة ولا تعلم لمَ لمحت في نظراته خبثاً ومُكراً شديداً وتّرها ..
, هتف أدهم: أنت المسؤول قدامي عنها زي ما كنت مع عمار مش عايز أسمع حاجة متعجبنيش .. مفهوم ..؟
, ابتسم حيدر بخفة وتراجع بظهره يُحدق بفريدة بنظرات غريبة: حاضر يا بابا تحت أمرك .. مش لازم فريدة تسمع كام كلمة ولا إيه ؟
, رمشت فريدة بعينيها: كام كلمة إيه أنا سمعت كل حاجة ..
, ابتسم أدهم بالخفاء بعدما فهم قصده والتفت لفريدة هاتفاً: فريدة .. حيدر أخوكي الكبير المسؤول عنك هو زيه زيي واحترامه من احترامي مش عايز أسمع شكوى منه عليكي وإلا هزعل جامد .. فاهمة ..
, توسّعت ابتسامة حيدر مخلّلاً أصابعه في خصلاته وأكمل شرب كأس العصير أمامه بتلذذ وهي ترمقه بنظرات مذهولة مُحتدة متمتمة بحنق: حاضر ..
, نهض حيدر عن كرسيه يرتدي سترته: بعد أذنكم .. مش راجع ع الغدا يا ماما ممكن أتأخر ..
, ليلى: خلي بالك من نفسك يا حبيبي ..
, ابتسم ملقياً نظرة أخير نحو فريدة التي تُتابعه بعيون حادة غاضبة وأشاح بوجهه عنها يخرج من الفيلا ..
, بعد مدة ..
, تربّعت فريدة فوق سرير عمار ووقف هو مُقابلاً لها: أنتي متعرفيش حيدر العناد مش هينفع معاه ..
, فريدة بغيظ: أمال إيه أطبطب وأدلع ؟؟
, قطب عمار جبينه بقوة ثم هتف: حيدر عايز حد يحرك أحاسيسه ..
, رفعت فريدة حاجبيها وهتفت بسخرية: أبقى هاتلي المعلقة بتاعتك اللي حركت أنت بيها أحاسيسه ..
, عمار: بلاش تتريقي أنا عارف بقول إيه .. أنا زمان خططت وظبطت وبصتلك فجأة اتلخبطت لقيت قلبي اتشال واتحط مصدقتش كل اللي أنا فيه زي ماكون اثبتت قصاد منك بعد ما رتبت كلام أقوله شوفتك أنا تهت مجمعتش مش عارفة أنا ليه ..
, رفعت فريدة يديها مُصفقة بحرارة وصفرت هاتفة: أم كلثوم واللهي أم كلثوووم ..
, رمقها عمار بعبوس لتهتف: خلصت وصلة الطرب بتاعتك أديني الحل بقا ..
, عمار: زي ما قولتلك أنا زمان خططت و..
, فريدة بتهكم: مش دي الخطة الغبية اللي وديتك في داهية ؟
, ابتسم عمار باتساع ثم قطب جبينه بعبوس: أه هي ..
, فريدة: وعايز تروحني في داهية ليه ما أنا موجودة على الحافة دلوقتي فاضل تكة بس وأقع على نافوخي ..
, تأفّف عمار بضيق وهتف: في دماغي فكرة وهنعملها بقولك حيدر لازم يحس ويخاف ويحن ..
, فريدة بحذر: إزاي ده ..؟
, ترك عمار الغرفة أمام نظراتها المستغربة ليعود جاذباً زين من ملابسه أوقفه أمامها هاتفاً: زينو هيساعدنا ..
, فريدة: إيه !؟
, زين بحذر: أنتوا بتعملوا إيه أناا أناااا عارف كل حاجة ..
, ابتسم عمار بلهفة: عندي خطة علشان حيدر يحب فريدة ويسامحها وهننفذها بمساعدتك يا زينو أنت هتبقى القائد بتاعنا كالعادة ..
, ابتسم زين باتساع مُعدلاً من ياقته: العمر مش كل حاااجة فعلاً ..
, اتجه ليجلس فوق أحد المقاعد ووضع قدماً فوق الأخرى: قول يابني سامعك ..
, ابتسم عمار باتساع وسار أمامهم يتكلم بانفعال وهما يُتابعانه بحذر وذهول حتى صرخ زين: موااافق **** عليك يا عمورة جدع ياض ..
, رمشت فريدة بعينيها وهتفت بتوتر: أانتوا واثقين يعني أني م مش هخسر إيد ولا رجل ؟
, عمار: من ناحية هتخسري إحنا كلنا هنخسر بس لازم نحاول ..
, زين: يبقى محتاجين ربيع عنصر مهم وهجيب ورود حبيبتي وهاتوا نغم ووسام ونوار كمان خلي الشلة تكتمل ..
, ابتسمت فريدة بتوسع: هو أنا بقيت من الشلة ؟
, زين: أيووون أدام عمورة عايز كده يبقى هندخّلك معانا ..
, نهض عن جلسته هاتفاً: هروح أجيب ربيع وأمخمخ شوية وأدوّر الفكرة في دماغي هننفّذها النهاااردة قبل بكراااا ..
, ابتسم عمار بحماس: شوفتي الواد ده علطول متحمس كده ..
, فريدة بقلق: م.. ماهو بيتحمس بالمصايب بس ..
, عمار بسعادة: أه ..
, فريدة: وأنت مالك فرحان أوي كده أنا اللي سمعته عن الواد ده ميطمّنش علی فكرۃ ..
, ابتسم عمار باتساع: متعود .. إلحق البوم يدلّك ع الخراب وزينو بومة حياتي هفضل لاحقه لآخر عمري ..
, رفعت فريدة حاجبيها بحذر تُراقبه وهو يتربع بجانبها مُخرجاً هاتفه يُكلم أصدقائه يدعوهم للحضور وهو يبتسم بتلهف ..
هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق،
, ونرى دمنا على أيدينا٣ نقطة لنُدْرك أننا لسنا
, ملائكة.. كما كنا نظن💜
, _ محمود درويش
, ٢٠ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, فتح عينيه يرمش بهما عدة مرات حتى اعتاد على ضوء الشمس الذي يضرب غرفته من باب الشرفة الكبير .. التفت جانباً لتقع عيناه على تلك الورقة المرمية بجانب الباب ..
, اعتدل فجأة ونبض قلبه بقوة وكأنه عرف صاحبها لينهض عن سريره حتى انحنى أمامها يجذبها ويفتحها ليقرأ الكلمتين الوحيدتين بعيون دمعت بسرعة وابتسامة متأمّلة فوق شفتيه ..
, فتح باب غرفته سريعاً ينظر حوله بحذر وكاد يخرج منها ليلتفت حالما سمع صوت حيدر من جانبه: مالك ؟
, التفت عمار له وهتف بتوتر: هاا أا ك كنت نازل أفطر ..
, رفع حيدر حاجبيه بشك من لهجته التي يحفظها وهتف وهو يتأمل شكله: أنت لسا صاحي ؟
, صمت عمار ينظر حوله بتوتر يزداد ليهتف حيدر: مغسلتش وبدلت هدومك ليه مالك يا عمار ؟
, عض عمار شفته بارتباك ليقطب حيدر جبينه ويلمح تلك الورقة بين يديه والتي يُحاول إخفائها قدر استطاعته ..
, ربما يتذكر الآن غضبه عليه سابقاً عندما كان يتقرّب منها ..
, ويُدرك بأنه لم يُسامحها بعد لذلك يُخبئها عنه أو يُخبئ مشاعره التي تدعوه لمسامحتها خوفاً من ردة فعله ..
, جذب حيدر خصلاته يزفر بقوة والتفت له يُضيق عينيه بصمت زاد من توتر عمار وكاد يعود لغرفته فبل أن يهتف حيدر: إيه الورقة اللي في إيدك دي ؟
, توسعت عيني عمار ونبض قلبه بحذر: م مفيش ..
, حيدر: عمار ..
, كوّر عمار الورقة في يده وهتف: ك كنت بدوّر على سلة زبالة ..
, حيدر بتهكم: و**** ؟
, أومأ عمار بسرعة وتراجع للخلف بقلق حالما انحنى حيدر نحوه يهمس بسخرية: ليه الرسالة معجبتكش ولا إيه ؟
, توسعت عيني عمار ينظر له بقلق ليبتسم حيدر مُربتاً على وجنته محاولاً إخفاء غضبه: الرسالة حلوة والبت كلامها جميل إيه اللي مش عاجبك ..؟
, عض عمار شفته بقوة محاولاً فهم ما يرمي إليه بكلامه ذاك ولكنه لم يستطع .. خائف أن يُخبره بأنه فرح بالرسالة فيغضب عليه وخائف أن يكذب عليه فيكشفه ليهتف حيدر: خش أوضتك اغسل وشك وغير هدومك وبعدين أنزل ..
, ابتلع عمار ريقه بصعوبة يهز رأسه بقوة ليهتف حيدر: متفكرش فيا لو أنت عايز حاجة أعملها ..
, نظر عمار نحوه بتفاجؤ وكأنه يفهم كلامه لينتفض فجأة حالما استمع لصوت فريدة قريبة منهم: صباح الخير إزيك يا حيدر إزيك يا عمورة ..؟
, أغمض حيدر عينيه بقوة وتنهد بحرارة مُلتفتاً نحوها ليرى ابتسامتها المتوسعة المستفزة ترفع حاجبها بعبث لتزيد من استفزازه ولكنه بقي محافظاً على صمته لئلا يُظهر أي ردۃ فعل تجعل عمار يتخبط في أفكاره خوفاً وحيرة ..
, اقتربت فريدة من عمار هاتفة: في إيه يا عمورة وشك مخطوف كده ليه حيدر قالك حاجة ضايقتك ؟
, نظر عمار نحوها بصمت وهي ترمقه بابتسامة هادئة قلقة من أن يكون حيدر قد أثر عليه ليبتعد عنها ..
, هتف حيدر: وأنتي هتعملي إيه لو كنت ضايقته ؟
, التفتت نحوه تهتف بحدة: هعمل كتيير أوووي مسمحلكش تضايق توأمي ..
, ابتسم حيدر بسخرية لتحتد عينيها أكثر هاتفة: تعرف أنا مش هتنازل وأتكلم مع ناس شبهك كده ..
, التفتت تتجه نحو السلالم مبتعدة عنهم لتعود وتلتفت نحوه هاتفة: أه على فكرة أنا هخرج النهاردة مع ماما وبابا بس هأجلها ع بالليل أصلي هتأخر في الكلية ..
, هتف حيدر من بين أسنانه: تتهنّي ..
, ابتسمت بتوسع: مادامك مش معانا هتهنا أكيييد .. عمورة تيجي معانا ؟
, التفت عمار نحوها بحذر لتهتف: لو جيت هتهنا أكتر إيه رأيك ؟
, نفى عمار برأسه متمتماً: مش عايز ..
, ابتسمت أكثر هاتفة: براحتك يا حبيبي اللي يريحك ..
, التفتت تنزل درحات السلم لتتغير ملامحها لحزينة مصممة متنهدة بحرارة تاركة حيدر ينظر بإثرها بصمت وعمار يُعلق عينيه عليه بترقب ..
, التفت حيدر نحوه وهتف: تيجي معايا الشركة ؟
, ابتسم عمار بتوسع وكأنه يُريد أي شيء ليُلهيهم عن التفكير والخلاف وأومأ برأسه بصمت ليهتف حيدر: طب يلا جهز نفسك علشان منتأخرش ..
, عاد عمار نحو غرفته سريعاً وابتسامة واسعة تتشكل فوق شفتيه .. فتح أحد أدراج خزانته يبحث عن تلك الرسالة القديمة التي وضعتها له ليبتسم بنبضات قلب مرتفعة حالما رآها .. عدل الرسالة الجديدة التي بين يديه وطواها بحرص ليضعها مع الأخرى ويُغلق عليها بابتسامة آملة وكأنه يُغلق عليها باب قلبه المُحب ..
, بعد عدة ساعات ..
, ترجّلت فريدة من السيارة بعدما دخلت بوابة الفيلا تلحقها نغم بخطوات سريعة علها تُهدئ تلك الغاضبة .. أمسكتها من ذراعا بقوة: فريدة خلاص أهدي مش عايزين مشاكل أكتر أنتي اللي غلطانة ..
, هتفت فريدة بغضب مشيرة لكدمة فوق وجهها: بصي عملت فيا إيه خدتني على خوانة ده أنا لو سبتوني عليها كنت طلعت ميتين أمهاااا ..
, تنفست بقوة تدخل الفيلا لتعود وتلتفت نحوها صارخة: هي شايفة نفسها على إييييه علشان يعني شعرها الأصفر وقوامها الممشوق دي أساساً مش خلقة **** هي ملونة نفسها أقسم ب**** ..
, هتفت نغم بغيظ: فريدة البت اللي تخانقتي معاها كان شعرها أسووود ..
, قطبت فريدة جبينها بقوة لتلوّح بعدها بيدها هاتفة: أيّاً يكن المهم مش خلقة **** زيي كده ..
, زفرت نغم بضيق وصعدت درجات السلم خلفها لتتوقف مكانها بصدمة حالما لمحت حيدر يخرج من غرفته ..
, لطمت وجهها بفزع فهي تعلم فريدة عندما تكون في أقصى مراحل الغضب لن تترك أحد يُغيظها إلا وتتعارك معه بسبب أو من دون سبب فقظ لتُفرغ شحنة غضبها ..
, لمحها حيدر عن بعد وهو يُمسك ملفاً خاصاً بالشركة بين يديه وتجنب النظر إليها ليمرّ من جانبها وكأنه لم يرها .. احتدت عيني فريدة تُلاحقه بغضب لتلتفت نحوه تُطالع ظهره هاتفة: أنت يا أخينااا ..
, توسعت عيني نغم بقلق ليتوقف حيدر مكانه بتصنم والتفت نحوها ببطء وكأنه لا يستوعب بأنها تحدثه هو بتلك النبرة الآمرة ..
, هتفت فريدة تنظر إليه بعيون تقدح شرراً: شايفني حشرة معدية من جمبك حضرتك ؟ لا ب**** تقول لو شايفني حشرة علشان أقولك أنا كمان شايفاك إيييه ..
, قطب حيدر جبينه بقوة ودقق النظر لها بعيون حادة مُخيفة وهتف: أه شايفك حشرة وأنتي ؟
, ابتسمت فريدة بعصبية وصفقت بيديها: **** **** سمعتي يا نغمة سمعتي التربية واد شايف أخته حشرة يبقى أخته بالحالة دي تشوفه إيييه ؟
, هتفت نغم مُقتربة منها بارتباك: خ خلاص يا فريدة مش وقته أنتي متعصبة ومش عارفة ب..
, نفت فريدة برأسها: ولا متعصبة ولا حاجة أنا أساساً مفيش حد قادر يعصّبني .. أستاذ حيدر تسمحلي أقولك أنا شايفاك إيه ؟
, بقي حيدر يُحدق بها بنظرات مذهولة ولم يستوعب بعد بأنها تُكلّمه هو وهذا ما جعل غضبه لا يخرج سريعاً ليسمعها تهتف: السكوت علامة الرضى .. أنا بصراحة شايفاك صرصار بشنب قصير كده مش باين ولابس جزمة بتاعة ستات في رجلك وبتجعر هنا وهنا ولا حد معبرك ..
, توسعت عيني نغم بذهول وتمسكت بذراعيها بقوة: فريدة تعالي معايا ..
, جرّتها معها رغماً عنها بعنف وفريدة تحاول ضربها: لاا سبيني أتكلم هفضل مُضطّهدة كده لحد إيمتى بقولك إيه يا ابن الناس أنت مش بتعتبرني أختك أوك بس متكلمنيييش تاني يا أخي متعترضش طريقي كده وتضيّع وقتي فاااهم ..!؟
, هتفت نغم بحدة: فريييدة كفاية أساساً أنتي اللي بتعترضي طريقه مش هو ..
, قطبت فريدة جبينها بقوة والتفتت لحيدر الذي مازالت عيونه متوسعة بذهول لتسحبها نغم بقلق: أخلصي يا فريدة في يومك ده ..
, سحبتها رغماً عنها باتجاه الغرفة مُغلقة الباب خلفها بإحكام ليبقى حيدر وحده يُحدق بالباب المغلق بصدمة حتى انتبه أخيراً لفكرة بأنها تُكلمه هو .. تصرخ بوجهه بكل وقاحة وترمقه بنظراتها المحتدة المهددة ..
, توسعت عينيه بصدمة هائلة وأفلت الملف من يده بغضب متجهاً بخطوات حازمة نحو غرفتها .. فتح مقبض الباب بقوة ليتفاجأ به مُغلق .. ضرب الباب بقبضته: أفتحي الباااب ..
, التفتت فريدة نحو الباب بحدة لتهتف نغم بخوف: اتبسطي ..؟
, قطبت فريدة جبينها بغضب وهتفت: إيه يعني هيزعق كالعادة أفتحيله خلينا نخلص ..
, هتفت نغم بغضب: أنتي اتجننتي أفتحله إزااي أنتي مستوعبة قولتيله إيييه ده جاي يخلّص عليكي ..
, ابتلعت فريدة ريقها بحذر وهتفت: لا مش للدرجة دي ..
, تأفّفت نغم بغضب لتنتفض الإثنتان على ضربة حيدر القوية وهتافه الحاد: أقسم ب**** لو مفتحتيش الباب لاكسره على دماغك وأنا مبحلفش كدب ..
, جحظت عيني فريدة والتفتت لنغم التي ترمقها بغضب واتهام .. حكّت فريدة رأسها وهزت كتفيها وكأن لا سبيل أمامها لتتجه نحو الباب بخطوات مُتشجعة وما إن أدارت القفل فيه حتى تراجعت بفزع تكاد تختبئ خلف نغم ..
, دخل حيدر الغرفة بشكله الهمجي الغاضب ورمقها بنظرات أكثر حدة مما كانت من قبل وهتف بعيون هائجة: تعالي هناا ..
, فريدة بتوتر مُحاولة التشجّع: عايز بنغم إييييه !؟
, نغزتها نغم بخصرها بقوة لتهتف فريدة بحدة: بقصد عايزني في إيه أمشي يا عم من هنا مش فاضيين لزعيقك دلوقتي تعالا بكرا ..
, اقترب حيدر بخطوة حادة ووقف مكانه هاتفاً: لا يا هانم زعيق إيييه مفيش زعيق ولا حاجة اتطمّني ..
, ابتسمت فريدة فجأة ترمقه بنظرات مُفتخرة متحدية والتفتت لنغم بنظرة بمعنى بصي واتعلمي ..
, عادت تنظر لحيدر هاتفة ببرود: أمال عايز إيه !؟
, حيدر: قربي شوية وأنتي هتعرفي ..
, هزت كتفيها ترمقه بتحدي واقتربت منه هاتفة وهي تُكتف يديها فوق صدرها: أهو أخلص ..
, هاجت عيني حيدر أكثر وهتف: مفيش زعيق ماااشي ..
, أومأت فريدة برأسها وقبل أن تكمل الإيمائة حتى استمعت لهمسه الحاد: في ضرب فيه كسر مبااادئ هنا ..
, توسعت عينيها ورفعت بؤبؤيها نحوه بحذر: م مبادئ إيه لا متقوليش هتتكسر على حظي أنت مبتضربش بنات أصلاً أوعى المبادئ دي تكسرها علشان حتة بنت زيي لا راحت ولا جات أنت أكبر من كده بعدين دي مش رجولة هااا ..
, أومأ برأسه بقوة وهدأ غضبه قليلاً حالما رأى تردّدها وعدم تحديها كالعادة ليهتف: أه فعلاً أنا مش بحسها رجولة بس ده لو الراجل بيستقوي ع الست .. بس مش كل الضرب كده في ضرب بيبقى بقصد العقاب والتأديب سامعة بيه ؟!
, رفعت حاجبيها بصدمة ترمش بعينيها لتنفي برأسها بخفة: لا أول مرة الصراحة ..
, حيدر: أوك هعرّفهولك دلوقتي ..
, فريدة بتوتر محاولة تهديده: ما بلاااش أنت متعرفنيش أنا لسا عاملة مجزرة في الكلية وخرجت منها سالمة بلاش تبقى واحد من الضحايا ..
, قطب حيدر جبينه وتصنّم جسده فجأة مُضيقاً عينيه يُدقق في ملامحها حتى جعلها تتوتر من نظراته الصامتة المتفحّصة ..
, حاولت التراجع بحذر لتشهق فجأة حالما أمسك وجهها بقبضة يده يرفعه نحوه بقوة وعيونه تهيج بشكل جنوني هاتفاً: مين اللي ضاربك ؟
, توسعت عينيها أكثر مُحاولة تخليص نفسها منه ليُشدد من إمساكه لوجهها بطريقة آلمت مكان كدمتها هاتفاً أمام وجهها بصوت مرعب: بقولك أنطقي مين اللي عامل فيكي كده ..؟
, هتفت نغم بتردد: حيدر هي ت..
, هتف حيدر مقاطعاً بعصبية: سألتها هي وهي اللي تجاوب ..
, هتفت فريدة بحدة: سبني أنت ماالك بيا أصلاً تخانقت مع زفت ملكش دعوة ..
, توسعت عينيه يبعدها عنه بقوة وصرخ: أنتي إزاااي تسمحي لابن٣ العلامة النجمية يضربك فييين شرّك وتخطيطك يا هانم ولا بقيتي قطة أليفة دلوقتي ..
, تراجعت للخلف بفزع من صرخته وهتفت بحدة: وأنت مااالك ..؟
, صرخ حيدر بغضب: متجاوبيش ع السؤال بسؤال أنتي اتجننتي عايزاني أشوفك متزفتة مضروبة كده من واحد ابن كلب وأسكت هو ميين ..؟؟
, هتفت بغضب رغم صدمها: وأنت مالك بيا من إيمتى أصلاً كنت مهتم ولا واخد بالك مني اتضرب من أي حد ملكش دعوة ..
, هتف حيدر بأنفاس صاخبة: مليش دعوة بيكي فعلاً وأنتي آخر همي بس حضرتك يا هانم قااعدة عندنا يعني في حمايتنا وفكرة أن راجل يضرب بنت دي لوحدها بتطلع شياطينييي ..
, توسعت عينيها بصدمة وحذر ولمعت عينيها فجأة بقوة أمام هياجه الواضح .. هتف هو ناظراً لها: شغل البلطجة بتاعك فييين ماكنتي أدفعي فلوس لأي حد وانتقمي منه ..
, ابتلعت فريدة ريقها واهتزت عينيها بصدمة .. لا تستطيع التفكير جيداً في تلك الصدمات أمامها .. لا تعلم إن كان غاضباً من أذيّتها هي أم فعلاً من فكرة أن رجل ضربها كما يعتقد .. وهي لا تعلم لمَ لمْ تُصحح ظنه الخاطئ ..
, هل لترى خوفه وغضبه ذاك ؟
, أم لتشعر بأنها أصبحت مهمة بالنسبة له حقاً !؟
, دمعت عينيها فجأة رغماً عنها وانفجرت في البكاء بجسد يهتز بقوة لتتوسع عيني حيدر ونغم معاً يرمقانها بنظرات مصدومة قلقة ..
, اقتربت نغم منها تجثو على ركبتيها بعدما جلست الأخرى أرضاً تبكي بنحيب ليبتلع حيدر ريقه بقلق وحيرة مقترباً منها بتردد ..
, دخل عمار الغرفة بعدما استمع لصراخهم ونقل عينيه في المكان يرمقهم بصدمة لتتوسع عينيه بقلق هاتفاً: ف في إيه ح حيدر أانت عملتلها إيه ؟
, شهق بصدمة حالما رأى الكدمة المحمرة على وجه فريدة ليقترب منها بدموع: أانت ضربتها ؟
, توسعت عيني حيدر يرمقه بذهول واقترب عمار منها متمتماً بخوف: ف فريدة خ خلاص متعيطيش نغم جيبي تلج ..
, ابتلعت نغم ريقها تومئ برأسها بقوة ليلتفت عمار نحو فريدة التي ازدادت بكائاً حالما شعرت بلمساته الخائفة وصوته المرتجف قريباً منها ..
, تشعر بخوفه عليها وحبه لها وهي تريد البوح .. تريد إخباره ولكن بكائها حال دون ذلك ..
, رفع عمار نظراته الدامعة نحو حيدر يرمقه بلوم والآخر صامت بذهول يُتابعهم بعيون غريبة ..
, دخلت نغم الغرفة مهرولة نحوها ليجذب عمار منها كيس الثلح بقوة ووضعه سريعاً على وجنة فريدة المكدومة وهو يُتمتم: خ خلاص أهدي ب بتوجعك صح ؟
, زاد بكائها أكثر عن ذي قبل بكلماته الخائفة عليها .. هي آلمته عذبته دمرته وهو يخاف عليها من مجرد ضربة صغيرة مؤلمة ..
, دمعت عيني عمار بقلق وتمتم: ف فريدة خلاص أهدي عشان خاطري ..
, حاولت فريدة الهدوء تمسح دموعها بقوة وسرعة فيما شهقاتها بقيت تهرب منها بغير إرادة ..
, ساعدتها نغم على النهوض حتى أجلستها فوق السرير بجانبها عمار الذي يرمقها بقلق وتوتر وهمس: أنتي كويسة !؟
, أومأت برأسها بصمت تمسح ما تبقى من دموعها الحارة مقطبة جبينها بقوة وغضب من نفسها لانهيارها أمامهم بهذا الشكل ..
, رفعت نظراتها نحو حيدر الذي استدار يتركهم خارحاً من الغرفة لتعود بنظراتها نحو عمار الذي مازال يرمقها بقلق ..
, رمشت بعينيها متمتمة: عمار ..
, تراجع عمار للخلف وهتف بتوتر وهو ينهض من جانبها: هو هو لسا متعصب وزعلان منك متزعليش منه ولا تقولي لبابا ..
, رمشت بعينيها هاتفة: وأنت كمان ؟
, قطب عمار جبينه بحذر لتهمس: أنت كمان لسا زعلان مني ؟
, أشاح عمار بنظراته عنها مُتهرّباً من عينيها الراجية والتفت متجهاً نحو الباب بخطوات مُسرعة ..
, دخل حيدر غرفته وقد نسي ربما بأنه كان متوجهاً في طريقه عائداً للشركة بعدما تناول وجبة الغداء في الفيلا ..
, خلع سترته يتنفس بقوة مُرخياً أزرار قميصه العلوية وكأنه يختنق .. جذب خصلاته بضيق وغضب كلما تذكر ما حدث ولا يعلم لمَ يديه ترتجفان بقوة كما سائر جسده ..
, أغمض عينيه يأخذ عدة أنفاس عميقة محاولاً تهدأة نفسه واستلقى فوق سريره يحدق بالسقف بملامح لا تُفسّر ..
, بقي على تلك الحالة عدة دقائق حتى انتبه لصوت الباب الذي فُتح بخفة .. التفت برأسه ليلمح عمار يدخل الغرفة بوجه جامد وعيون تبدو باكية ..
, اعتدل حيدر بجلسته ليتوقف عمار مكانه يرمقه بصمت .. هز حيدر رأسه بسؤال يُطالعه بحذر: مالك ؟
, ابتلع عمار ريقه وهتف ناظراً له: أانت عملت كده ليه ؟
, حيدر: عملت إيه ؟
, عض عمار شفته بتوتر وهتف بخوف: ضربتها ..
, رفع حيدر حاجبيه بذهول يُطالعه بنظراته الحادة ونهض عن سريره هاتفاً: ضربتها !؟
, أومأ عمار برأسه ونظر له هاتفاً: أانا مش هخليها تقول لبابا بس متعملش كده تاني هي هي مشكلتها معايا أنا ..
, زاد ذهول حيدر وهو يحدق به بنظرات مصدومة: معاك أنت بس !؟ أنت واعي على نفسك يا عمار ؟
, عمار: أه أنا مش عايزك تعاملها كده علشاني سبني أنا على جنب ..
, حيدر باستنكار: أسيبك !؟ وأنا أعمل إييه !؟
, اقترب منه هاتفاً بحدة: قولي أعمل إيييه مش لازم أزعل ولا أتعصب !؟ هي أذتك لوحدك يا عمااار ؟
, ابتلع عمار ريقه واهتزت عينيه بخوف: معرفش أنا مش عايز تعملها حاجة بسببي أانا أساساً مش عايز حد يتدخل بعلاقتي بيها ..
, هتف حيدر بحذر: وأنت شايفني بتدخّل ؟ جاوبني شايفني بتدخل مش قولتلك أعمل اللي أنت عااايزه أنا مش هقف في طريقك ؟
, تراجع للخلف يجذب خصلاته بقة وعاد يلتفت له: أعمل اللي أنت عاايزه أنا مليش دعوة بس سبوني أنا كمان بحالي عايزين بيا إيييه أنا أعمل اللي أنا عايزه لازم استحمل يعني كل حاجة من غير ما أشتكي ؟؟
, دمعت عيني عمار بقوة وهتف: أنا مش بقولك تستحمل بس متضربهاش هي..
, قاطعه حيدر صارخاً: كفاااية تقول ضربتها أنا مضربتهاش أنت مصدق أني ممكن أعمل كده ؟ إيه اللي بتقوله ده يا عمااار هو ده رأيك فيا طول عمري مبضربش بنات ولما أجي أضرب هضرب أختييي ؟
, رفع عمار نظراته الباكية نحوه لتنهمر دموعه من عينيه بألم وتخبط .. هتف حيدر بنفاذ صبر: بتعيط ليه دلوقتي ؟
, نفى عمار برأسه بحركة لا معنى لها متمتماً وهو يلتفت خارج الغرفة: مفيش ..
, هتف حيدر باسمه: عمااار ..
, اقترب منه يجذبه من ذراعه بقوة يديره نحوه وهتف أمام وجهه: أنا مضربتهاش ..
, هتف عمار: أمال مين ؟
, حيدر: معرفش مسألتهاش ليييه !؟
, مسح عمار دموعه متمتماً: معرفش أنا بس قولتلها عشان متقولش لبابا ..
, حيدر بسخرية: و**** ما كنت ترجاها كمان والنبي .. وشكراً علشان بتدافع عني ومش هتفتن عليا ..
, رمقه عمار بغضب من سخريته ليثبّت حيدر نظراته عليه بلوم من شكه به ليهمس عمار بتمتمة خافتة: آسف ..
, ابتسم حيدر بخفة وجذبه من ذراعه يعانقه بقوة ليتنهد عمار مغمضاً عينيه بتشتت .. همس حيدر ماسحاً خصلاته برفق: أنت عايز إيه ؟
, تمتم عمار بألم: معرفش أانا مش عارف عايز إيه يا حيدر أنا بحبها ..
, دمعت عيني حيدر بألم والآخر يهمس ببكاء: بس هي وجعتني أووي ..
, تنهد حيدر بقوة وحرارة وابتعد عنه هاتفاً: بس أنا كمان وجعتك زمان صح ..
, رمش عمار بعينيه يرمقه بحذر ليهتف حيدر: وأنت قلبك عمره ماقسي لا عليا ولا على أي حد ..
, ابتلع عمار ريقه يُدير نظراته في المكان بتشتّت ليهتف حيدر مُغيّراً الموضوع: تيجي معايا الشركة ..؟
, التفت عمار نحوه باستنكار: مش لسا واصلين وقولت هترجع لوحدك ..
, حيدر: زهقان لوحدي أمشي معايا يلا وجيب روما معاك كمان ..
, ابتسم عمار يومئ برأسه بخفة والتفت خارجاً أمامه من الغرفة ليتجه حيدر نحو مكتبه يأخذ الملف الذي كان قادم لأخذه وخرج من غرفته لاحقاً به ..
, ٣٣ العلامة النجمية
, "عِش ضاحكاً مهما شقيت، إنَّ الجراحَ بصوتِ الضحكِ تلتئمُ"💚
, ٢٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, مساءً ..
, رفعت فريدة خصلات شعرها القصيرة تربطهم للخلف بقوة ورتّبت قميصها الأبيض الناصع مُلتفتة لنغم التي هتفت: هتعملي إيه ؟
, هتفت فريدة: جاتلي فكرة هنفّذها بس لما أرجع يلا بينا علشان منتأخرش ..
, أومأت نغم برأسها مُعدلة من خصلاتها لتخرج من الغرفة لاحقة بها .. توقفت مكانها بتنهد عندما وجدتها تطرق باب غرفة حيدر حتى فتحه ناظراً لها بصمت ..
, ابتسمت فريدة بتكبر: قولت أعمل في أصلي وأسألك عايز حاجة أجبهالك معايا ؟ زي ما أنت عارف أنا خارجة أتعشا مع بابااا ومامااا ..
, رمقها حيدر بنظرات مستهزئة وهتف: أبقي كلي وأشبعي لاحسن تتحولي بالليل وتاكلي حد مننا ..
, ابتسمت هاتفة: لا متقلقش من الناحية دي بابا هيأكلني كويس ..
, حيدر: تتهني ..
, فريدة: شكراً ..
, مدّت رأسها تنظر من خلف كتفه للداخل لتلمح عمار يجلس فوق السرير يُتابعهم بصمت لتبتسم ملوحة له: عمورة إزيك عايز حاجة أجبهالك ؟
, بقي عمار صامتاً يحدق بها ليهتف حيدر: هو ماصدق يتخلص منك يلا بقا هوينا ..
, نفخت فريدة الهواء بوجهه: أهو ..
, رمقها بنظرات حادة لتُهرول نغم باتجاهها بسرعة تسحبها من يدها: يلا بينا يا فريدة ..
, ألقت فريدة نظرة حادة تُقابل عيني الآخر الحادة واستدارت تنزل درجات السلم مع نغم ..
, زفر حيدر مُخلّلاً أصابعه في خصلاته بقوة وغيظ ودخل الغرفة صافعاً الباب خلفه ..
, حدق بعمار الذي نهض عن سريره متجهاً للشرفة ليلحق به هو الآخر .. وقف بجانبه ينظر حيث ينظر عمار للأسفل وفريدة تقترب من والديها الذين ينتظرانها أمام سيارة أدهم الخاصة ..
, ابتسم أدهم يمد يده نحوها لتقترب منه بعيون لامعة .. عدل من خصلاتها التي تناثرت على جبينها مبتسماً بحنان ليهتف: كان نفسي نخرج قبل كده علشان ناخد وقتنا بس هنعوّضها يوم تاني إن شاء **** ..
, اتسعت ابتسامة فريدة بحب وقلبها تشعر به ينتفخ بقوة وقد امتلأ بعدة قلوب حمراء صغيرة يكاد ينفجر بها .. أشار لهم أدهم بالصعود لتتجه فريدة بجانب نغم تستقلّان السيارة في المقعد الخلفي وليلى تجلس بجانب أدهم الذي قاد سيارته متجهاً عبر البوابة الكبيرة خارج الفيلا ..
, تابعهم حيدر وعمار بعيونهم الهادئة وسط صمت حل عليهم حتى اختفوا عن ناظريهم .. التفت حيدر يحدق بعمار الصامت ليبتسم فجأة: إيه ؟
, التفت عمار نحوه وهو يُقطب جبينه بقوة ليضحك حيدر بخفة: غيران ؟
, عمار باستنكار: على إيه ؟
, هز حيدر كتفيه بابتسامة وهتف: أعترف عادي أنا برضه غيرت ..
, رفع عمار حاجبيه بتفاجؤ ليتنهد بغيظ هاتفاً: كان نفسي أروح معاهم ..
, حيدر: ومروحتش ليه ؟
, زم عمار شفتيه ينظر للأسفل بشرود ليتنهد حيدر هاتفاً: أنا بالنسبالي عادي ادام أنت معايا هي راحت مع ماما وبابا وأنا وأنت فضلنا مع بعض ..
, ابتسم عمار يرمقه بهدوء ليهتف حيدر: تيجي نخرج ؟
, نفى عمار برأسه: مليش نفس ..
, سحبه حيدر من يده للداخل: يبقى نسهر مع بعض تعالا ..
, دخل عمار الغرفة والفت له: نتفرج على فيلم زي زمان ..
, ابتسم حيدر يُومئ برأسه ليهتف عمار بحماس: يبقى هجيب زينو كمان استنا ..
, هرول خارج الغرفة يقتحهم غرفة زين الذي يتربع فوق سريره يُدقق بشاشة حاسوبه بتركيز ..
, سحب عمار الحاسوب من أمامه: سيب الإستشعار على جنب وتعالا هنسهر أنا وحيدر ونتفرج على فيلم ..
, رفع زين نظراته له يرمق حماسه ليهتف: فيلم إيه ؟
, سحبه عمار من يده: معرفش تعالا بس هنزل أقولهم يحضرولنا فشار وعصير وتسالي يللاا ..
, ابتسم زين بحماس ونهض عن سريره يتجه لغرفة حيدر الذي كان يُجهز الشاشة في غرفته يبحث في درج مكتبه عن فيلم مناسب ..
, تربّع زين فوق السرير وهتف: هاتلنا فيلم رومانسي بيتكلم عن ضرب الأخوة اللي أسمهم تليد ..
, التفت حيدر نحوه يرمقه بنظرات باردة صامتة ليهتف زين: إيييه بتبصلي كده لييه ؟
, حيدر: أنت إيه اللي جابك ؟
, ابتسم زين بتوسع: عمورة ميقدرش يتفرج على فيلم من غيري ..
, دخل عمار الغرفة بحماس وهتف: قولت لربيع بس مش عايز وورود هتيجي ..
, اتسعت ابتسامة زين أكثر: شوفت يا دردر أننا عايزين رومانسي ..
, هتف عمار بسرعة: لاااا عايزين رعب ..
, صرخ زين بفزع: إيييه !؟
, ابتسم حيدر بتهكم: إيه يا زينو أنت لسا بتخاف ..؟
, زم زين شفتيه يرمقهم بغيظ: مش عايزين رعب عايزين رومانسي ..
, جلس عمار بجانبه: لا يا زينو رعب أنت هتخاف من إيه أحنا معاك ..
, رمقه زين بغيظ ليهتف عمار برجاء: والنبي والنبي بقالنا زمااان متفرجناش مع بعض كده .. حيدر أقفل النور والستاير و..
, صرخ زين بسرعة: لاااا سيب كل حااجة ..
, عمار: مينفعش لازم جو مُرعب ..
, زين: طب و**** أمشي وأدعي عليكم متتهنّوش بفيلم من غيري ..
, رمقه عمار بغيظ ليهتف حيدر: أخلصوا هنتفرج على إيييه !؟
, دخلت ورود الغرفة تبتسم بحماس مُقتربة منهم: هااا هنتفرج على إييه ؟
, عمار: عايزين رعب بس زين خايف ..
, فتح تليد باب الغرفة ينقل نظراته بينهم: هاي ..
, التفت زين نحوه بحدة: أنت إيه اللي جابك ..؟
, تليد: وروووود ..
, التفت زين نحو ورود للتي هتفت: إيه يا زينوو الفيلم عايز مشاهدين وحماس تعالا يا تليد هنتفرج على رعب ..
, عمار: بس زين بيخاف و..
, كمّم زين فمه هاتفاً بغضب وغيظ: أنا خايف عليك يا عمووورة و**** بس متقلقش ادام احنا معاك مفيش خوف ولا حااااجة ..
, توسعت عيني عمار يرمقه بصدمة ليهز رأسه بسرعة .. ابتعد زين عنه يرمقه بتهديد ليتنفس عمار بقوة وهتف حيدر بغيظ: أخلصووووا ..
, ابتسم تليد بجانبية: بتخاف يا زينو اخس ..
, التفت زين نحوه بغضب: أه بخاف على عمووورة ..
, رفع تليد حاجبيه: عمورة !؟ أوك ..
, زم زين شفتيه بغيظ والتفت لعمار باتهام ليهتف عمار بشفقة: خلاص نتفرج على رومانسي أنا بخاف ..
, تليد: لأ أنا عايز رعب ..
, ضم زين قبضتيه بغيظ ليهتف عمار: لا لا أنا بخاف ..
, تليد: مش زينو معاك هتخاف من إيه !؟
, هتف زين من بين أسنانه: عايزين رعببب ..
, رمقه عمار بتردد ليزفر حيدر بغضب: أخلصووووووا ..
, هتف تليد: رعب رعب علشان زينو يترعب قصدي علشان يحمي عمورة من الرعب .. ولا إيه يا زينو ؟
, زين: ملكش دعوة خليك في حالك ..
, هز تليد كتفيه بابتسامة جانبية مُتحمّسة ليزم زين شفتيه يلتفت حوله بحذر ويلتصق بعمار أكثر محاولاً ألا يظهر تردده ..
, تليد: طفوا النور مينفعش كده ..
, نغز زين عمار في خاصرته ليهتف الأخير: لااا بلاش أنا بخاف ..
, التفت تليد نحوهم وهتف: هتخاف ليه بص زينو لازق بيك خايف عليك وعايز يحميك ..
, حاوط زين عمار بسرعة بيديه: منك لله يا بليد .. أه أه متخافش يا عمووورة خ خلاص طفوا النور ..
, اتسعت ابتسامة تليد مُتراجعاً بظهره يتكئ على يديه ويهز رأسه بابتسامة مُتلهّفة فيما زين يُتابعه بغيظ ويتشبّث بعمار أكثر بعدما أُغلقت الأنوار ..
, بدأ الفيلم وسط ضوء الشاسة الوحيد الذي يُنير تلك الغرفة المظلمة وزين يلتفت حوله بحذر لتتوسع عينيه بصدمة حالما تخيل هيئة حيدر على الضوء الخافت وكأنه زومبي ..
, تعلّق بعمار أكثر وبدأ يتخيل بأنه يتمسك بحشرة كبيرة قاتلة لتتوسع عينيه برعب ولكنه لم يستطع الإبتعاد عنه ..
, ابتسم تليد ابتسامة واسعة وكأنه يساعد مسرحية هزلية ليلتفت للناحية التي يجلس بها زين ويقترب منه بخفة شديدة لا أحد يشعر بها حتى جلس خلفه تماماً ..
, انحنى برأسه نحوه ينفخ في أذنه نفخة هادئة لتتوسع عيني زين يضرب أذنه بقوة ورعب ..
, اتسعت ابتسمة تليد وهز رأسه بتسلية يُحدق بالشاشة بحذر مُنتظراً زيادة مشاهد الرعب في الفيلم لتزيد من رعب الذي أمامه رغم تعجّبه من رعبه الواضح أكثر من الجميع ولكن ذلك كان يُسلّيه ..
, ابتسم فجأة بتحمس واقترب من أذن زين صارخاً: عاااااااااااا ..
, تعالى صراخ زين في المكان بفزع يبتعد عن عمار الذي صرخ هو الآخر برعب لتشهق ورود متلفتة حولها بذعر ..
, ضرب زين جانب أذنه ملوحاً بيديه بعشوائية يُبعد الوحش عنه لينهض حيدر سريعاً يُشعل الضوء القوي ناظراً لفزعهم فيما تليد يبتسم بتوسع وعيون مُتلألأة ..
, هتف حيدر بغضب: إيه ده مين اللي زعق ..؟
, انفجر عمار باكياً برعب معانقاً زين: زينو أنت كويس حصلك إيه أنا كنت فاكر أنك موتت ..
, دخل هارون الغرفة بفزع: في إييييه !؟
, بكى زين بغضب وفزع صارخاً: الكلب ده ر رعبني هو اللي زعق ..
, قطب هارون جبينه بقوة وهتف حيدر: أنت اللي زعقت يا تلييد !؟
, نقل تليد نظراته بينهم وهو مازال يبتسم ليومئ برأسه: أه ..
, زاد بكاء زين وعصبيته ليقترب هارون منه يعانقه بتهدأة: خلاص يا زينو أهدا مفيش حاجة وأنتوا بتتفرجوا على رعب ليييه مش عارفين أن زين بيخاف !؟
, مسح عمار دموعه وعتف: الرعب حلو وأنا كنت مسيطر ع الوضع و**** بس لولا تليد ..
, هارون باستنكار غاضب: مسيطر وحصل كده أمال لو فقدت السيطرة كان زمان زين ميت رعبة ..
, زين: بعد الشر عليا يا كلاب يا تليد الكلب أنا مخوفتش أصلاً ..
, هتف تليد بحيرة ومازال يبتسم بتوسع: هو زين بيخاف ليه كده اخس ع الرجولة ..
, ابتعد زين عن هارون يرمقهم بغضب ونهض بارتجاف قافزاً عن السرير خارجاً من الغرفة بسرعة ..
, لاحقه تليد بعينيه والتفت لهارون بحيرة ليرى الأخير يُحدق به بنظرات غاضبة .. هتف بهدوء: إيه ؟
, هارون: عيل أنت يا تليد مش كده ؟
, ابتسم تليد بتوسع: لأ بس حبيت أتمعيل مع زينو المرادي ..
, هتف هارون بغضب: وملقيتش غير الطريقة دي وأنتوا مقولتلهوش أن زين بيخاف لييه !؟
, هتفت ورود بحزن: زين اللي أصر يتفرج على رعب أصل تليد كان بيستفزه ..
, هاف عمار بغيظ: كله من تليييد ..
, حيدر: خلاااص اللي حصل حصل أطلعوا برا كانت ساعة زفت لما قولت نتفرج على فيلم ..
, تليد: أنا مش فاهم ..
, هتف هارون بغيظ: أنت ليك عين تتكلم ..
, تليد: ليا تنين بس فهموني ..
, زفر هارون بحدة: زين بيخاف بسبب الواد ده ..
, رفع عمار حاجبيه بغيظ وهتف: أنا مليش دعوة ..
, تليد: مش فاهم ..
, زم عمار شفتيه بضيق ليهتف هارون: البهوات دول تفرجوا على فيلم رعب بصغرهم ومكنش حد في الفيلا غيرهم ومن ذكاء عمار الحادّ طفوا كل الأضويا الموجودة وبأول الفيلم عمار نام زي الغبي وزين هو اللي تفرج لوحده لحد ما أغمي عليه من الخوف لما كان ينادي عمار وميردش عليه وفكره مات ..
, زم عمار شفتيه بقوة أكبر يرمقه بغيظ: أنا مليش دعوة الحق على تلييييد ..
, رفع تليد حاجبيه بحذر يرمق هارون الغاضب بهدوء: متتعصبش طيب ..
, زفر هارن بغيظ: أنا طالع ..
, نهض من جانبهم يتجه خارج الغرفة لتلحق ورود به .. التفت تليد نحو عمار وهتف وهو يهز رأسه: بقا كده يا عمورة يا ندل تنام وتسيب زينو بيصارع المجهول ..
, هتف عمار بغضب: ملكش دعوة أنت السبب وأنت اللي زعقت ..
, عاد تليد يبتسم بتوسع: كنت عايز أتسلاا ..
, عمار: أهو تسليت ورعبت الواد ..
, هز تليد كتفيه بخفة ونهض عن السرير متجهاً خارج الغرفة .. دخل غرفته مع هارون ولم يجده ليجلس فوق السرير ينتظره حتى دخل هارون بعد عدة دقائق بوجه مُتجهم ..
, هتف تليد: زين عامل ايه ..؟
, هارون: كويس ..
, رمقه تليد بحذر ونهض عن السرير متجهاً خارج الغرفة .. فتح باب غرفة زين بدون أن يطرقه ومد رأسه يُديره في المكان بحذر ..
, ابتسم ناظراً لزين الدي يستلقي فوق سريره مُغمضاً عينيه ليهتف: زينو نمت ؟
, فتح زين عينيه يرمقه بغضب ليبتسم تليد أكثر ويُغلق الباب خلفه مقترباً منه .. خلع حذائه وصعد السرير بجانبه ليعتدل زين بجلسته بسرعة صارخاً: أطلع برا ..
, نفى تليد برأسه: لأ مينفعش لازم أفضل جنبك أصلك ياعيني بتخاف وهيجيلك كوابيس ..
, رمقه زين بحدة وغيظ: أنا مش بخاااف ..
, ابتسم تليد بتوسع ليزداد غيظ زين أكثر: أنت إيييه اللي جابك هنااا عايز مني إيييه !؟
, ابتسم تليد ناطراً له: خوفت عليك يا أخي مينفعش !؟
, قطب زين جبينه بقوة وتراجع للخلف بحذر: ع عليا أنااا ؟
, أومأ تليد برأسه وابتسم أكثر هاتفاً: قررت أقولك مشاعري تجاهك ..
, توسعت عيني زين بفزع وتليد يُتابع: أنا بحبك يا زينو ..
, تراجع زين للخلف أكثر حتى كاد يسقط عن السرير ليهتف تليد: لا متفهمنيش غلط أنا بحبك زي هارون بس هارون أكتر ..
, رمش زين بعينيه بحذر عدة مرات بتصنم وهتف: يعني إيه !؟
, تليد: يعني عايزك تبقى أخويا زيه بس هارون أكتر ..
, ابتلع زين ريقه ورفع رأسه يُحدق به بنظرات غريبة قبل أن يصرخ بفزع: هاروووووووون ..
, اعتدل تليد بجلسته بدهشة ينظر له وهو يصرخ باسم هارون بذعر حتى دخل الأخير الغرفة بغضب: في إيييه يا تليييد أنت مبتحرمشش ..
, هتف زين بفزع: إلحق يا هارووون إلحققق ..
, اقترب هارون منه هاتفاً بقلق: في إيه ؟
, أشار زين نحو تليد: ت تليد ده مش تليد بتاعنا .. بدّلوه ..
, هارون: هما مين ..؟
, لوّح زين بيديه بانفعال: معرفش تخيل بيقولي أنه بيحبني وأني أخوه تخيييل ده استحالة يكون تليد بدّلوه والمزيف ده ميعرفش أني أنا وتليد لا نتفاهم خااالص ..
, قطب هارون جبينه بقوة والتفت نحو تليد الذي يُراقبهم بابتسامة .. ضيّق هارون عينيه ليهتف زين: ده واحد متنكر بشكله أنا متأكد أكيد حاطت قناع زي اللي بيحطوه بالشغل عندهم وخطفوا تليد وتلاقيهم دلوقتي بيعذبوه ..
, رفع هارون حاجبيه بحذر وهتف: ممكن و**** ..
, زين: هارون شيل القناع ده اتأكد ..
, أومأ هارون برأسه ومدّ يده لوجه تليد الذي ابتعد عنه يرمقه بنظرة مُحذرة .. تراجع هارون هاتفاً: تليد أنت تليد ؟
, زين: وهو هيقولك الحقيقة يعني يا هارون ؟
, هارون: أه ماهو صريح .. تليد بص هتأكد إزاي أنك أنت ..؟
, رمقهم تليد بغيظ وهتف: تصدق يا هارون أنا دلوقتي عرفت تفاهة زين جايبها منين ..
, رمش هارون بعينيه ونفض رأسه: متوهنيش .. قولي مبارح بالليل أنا قبل ما أنام عملت إيييييه !؟
, قطب تليد جبينه وهتف بهدوء: بصيت لنفسك في المراية وقولت قمر قمرر ..
, ابتسم هارون بتوسع وهتف ضارباً زين بكتفه: هو ده تليد يا زينو ..
, رمش زين بعينيه وهتف: أنت بتعاكس نفسك يا هارون ..؟
, أومأ هارون برأسه بابتسامة ليعود ويقطب جبينه: تليد أنت قولت لزينو أنك بتحبه بجد ؟
, أومأ تليد برأسه ليهتف هارون: وأنا مقولتليش ليييه !؟
, هتف زين: أنت بتغير مني ده أنا أتحب ..
, هارون: أه على أساس أنا اللي مكروه أووي ياض مش كده ..
, دفعه زين بقبضتيه: أمشي أطلع برا سبني أتفاهم مع تليد الجديد .. تليد أنت بتحبني بجد ؟
, أومأ تليد برأسه وهتف: وهنام جمبك كمان أصل هارون باعني وطردني من أوضته وقال جابلي فرش على ذوقي فاكر أنه هيغريني كده ..
, هتف هارون بغضب: تلييد ..
, لوح تليد بيده: متكلمنيش يا خاين يا ندل ..
, رمقهم هارون بغضب ونهض عن السرير متجهاً للخارج ليلتفت قبل أن يخرج ينظر لزين الذي يبتسم بتوسع وحماس وهو يهتف: تليد مين بتحب أكتر أنا ولا هارون ..؟
, تليد: هارون ..
, زم زين شفتيه بغضب: مش قولت بتحبني أنا ؟
, تليد: أه بس هارون أكتر ..
, هتف هارون بغضب: مش عايز محبتك دي يا تليد باشا خليهالك ..
, رمقه تليد بهدوء: مش هديهالك متقلقش ..
, تأفّف هلرون بغيظ وخرج من الغرفة تاركاً زين مع ضحكاته المتحمسة مُحاولاً استكشاف تليد الجديد ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, بعد مدة ..
, تمددت نغم على السرير متنهدة براحة بعد جولة طويلة قضتها مع فريدة وعائلتها .. التفتت نحو فريدة هاتفة: ماتنامي بقا رايحة فين ..؟
, فريدة: هنفّذ الفكرة اللي جاتلي ..
, زفرت فريدة بضيق: أهمدي بقا يا فريدة بلاش جنان ..
, ابتسمت فريدة بتحدي وهتفت: لاا أنا دلوقتي عرفت نقطة ضعف حيدر وهستغلّها ..
, رمقتها نغم بغيظ لتبتسم فريدة أكثر متجهة خارج الغرفة .. وقفت في الرواق الخالي تتظر حولها بحذر .. قطبت جبينها مفكرة لتُتمتم بعدها: مفيش غير زين ..
, اتجهت نحو غرفة زين تطرق الباب بخفة .. عادت لتطرق بقوة مجدداً عندما لم تجد رداً ليفتح الباب أخيراً ويظهر زين بوجه غاضب .. هتف بحدة: أنتي بتصحيني في نص الليل ليييه ؟
, فريدة: نص ليل إيييه لسا بدري ..
, زفر زين بغيظ: عايزة إيه ؟
, ابتسمت فريدة بتحمس وهتفت: تلعب مصارعة ؟
, قطب زين جبينه يرمقها ببلاهة وهتف: أنتي يا بت هبلة !؟
, نفت فريدة برأسها: بقولك إيه ألعب معايا مصارعة وهديك اللي أنت عايزه ..
, رمقها زين بحذر ليتكئ بعدها على حافة الباب: لا ما أنتي تفهّميني الأول علشان أعرف هعمل إيه ..
, زفرت بضيق وهتفت: عايزة أجنن حيدر شوية ..
, زين بحذر: إزااي ؟
, هتفت فريدة مُشيرة لوجهها: بص دي هو اتجنن لما شافها وكان فاكر أن راجل ضربني واتعصب عايزة أعصبه تاني ..
, زين بحذر: وأنتي مين اللي ضربك كده ؟
, هتفت فريدة بحقد: بت مسهوكة بشعر أصفر مش خلقة **** .. المهم بقا ساعدني ..
, زين: إزااي ؟
, ضربته فرية بكتفه بحدة: يابني ركز معايا كده .. لما يشوفنا بنلعب مصارعة وأنت بتضربني هيتجنن ..
, ابتسم زين بسخرية: و**** هيتجنن عليا أنا يا هانم مش عليكي ..
, تأففت فريدة بضيق ونظرت له برجاء: عشان خاطر أي حاجة يا زين ساعدني قولتلك هديك اللي أنت عايزه ..
, هتف زين: مليش فيه حيدر هيتعصب عليا ويزعقلي لا ده ممكن يضربني وهارون هيهزقني وبليد هيشمت فيا و.. لا لا بليد بقى واحد تاني بس عادي ممكن أوي يشمت فيا ..
, رمقته فريدة بنفس النظرات الراجية وزين ينفي: متحاوليش لااا ..
, هتفت فريدة: أنا مليش غيرك ..
, زين: عندك عمار ..
, فريدة بغضب: عمار أخويااا زي ما هو أخووه ..
, زين: ربيع ..
, فريدة بضيق: لا أنت مناسب أكتر ولو هو اتعصب عليك تقدر تبجح وتقل أدبك أما ربيع مُحترم ..
, رمقها زين بغيظ: هارون ..
, فريدة: هارون ممكن يسكّته لحيدر بما أنه أكبر منه وكده ..
, رفع زين حاجبيه: ما شاء **** لحقتي تحفظي الكل هنا ..
, ابتسمت فريدة بتوسع وأومأت برأسها: أيووون ماما كمان حكتلي حاجات كتير أووي ..
, زفر زين بضيق لتهتف: هديك الفستان اللي شريته الليلة أصلي مش هلبسه ..
, زين بسخرية: هاتيه والنبي هموت وألبس فستان ..
, فريدة بضيق: مش عايز تساعدني يعني !؟
, رمقها زين بضيق وتفكير ليهتف: خلاص صعبتي عليا ..
, سحب باب غرفته ليُغلقه خلفه بعدما خرج وابتسمت هي بتوسع تجذبه من ذراعه مُقتربة قليلاً من غرفة حيدر ..
, وقفت أمامه هاتفة وهي ترفع قبضتيها: يلاااا ..
, زين: يلا إييه أنتي متضربيش فاهمة أنا بس اللي أضرب ..
, أومأت برأسها بابتسامة واسعة ليُكور هو قبضته بحماس وتتوسع عينيها مُتراجعة: مش ضرب حقيقيييي ..
, زين: خلاص هكتفك ..
, سحبها من ذراعيها يُديرها حتى أصبح ظهرها مواجهاً لصدره وكتّف يديها خلف ظهرها لتهتف: برافو عليك أثبت كده ..
, زين: أوك ..
, تحمحمت فريدة وهتفت بألم: ااااه سبني .. يا حيدرر الحقنييي يا عموورة يا حيدرر ..
, زين: يا حيدرررر ..
, فريدة بغيظ: أنا بس اللي أندهله ..
, زين: براحتك ..
, فريدة بغيظ: حيدررر أنت يا ولاه إلحقنييي شوف بيضربوووني ..
, فتح عمار باب غرفته بسرعة وتوسعت عينيه يرمقهم بصدمة .. التفت نحو غرفة حيدر الذي فتح الباب وتوسعت عينيه هو الآخر: زييين إيه اللي بيحصل ده ..؟
, هتفت فريدة متصنعة الألم: إلحقني يا حيدر بيضربنييي علشان صحيته من غير قصد ..
, بقي زين صامتاً لتضربه فريدة بقدمه صرخ بغيظ وهتف: الزفتة دي صحتني من أحلا نومة في حياااتي ..
, هتف حيدر بغضب: أنت إيه اللي بتعمله ده سيبهااا ..
, زين: مش هسيبها هضربها قليلة أدب ..
, اقترب حيدر منهم مقطباً جببنه بقوة ليفزع زين تاركاً فريدة والتي سقطت أرضاً صارخة بألم ..
, هتفت فريدة رافعة رأسها نحو حيدر بنحيب: إيدي واجعاني أووي يا حيدر ده ضربنيي شوفت بعينك ..
, بقي حيدر يُحدق بهما بنظرات حادة غاضبة وهي تهتف ببكاء: إيدي واجعااانييي ..
, استمر حيدر على نظراته التي تزداد حدة وهتف منحنياً قليلاً: المرة دي هعديها أبقي اعمليها تاني وهخلي كل حتة في جسمك توجعك مش إيدك وبس ..
, رمقها بنظرة غاضبة قاسية والتفت عائداً نحو غرفته صافعاً الباب خلفه بقوة مُفزعة ..
, رمشت فريدة بعينيها بدهشة ورفعت نظراتها نحو زين: هو ماله ده عرف أننا بنمثل إزاي ..؟
, رمقها زين بغيظ مُتهكماً: ومش هيعرف إزاي يا ناصحة أنتي بتعيطي ماسكة رجلك وبتقولي إيدي واجعاني ..
, توسعت عيني فريدة التفتت تنظر ليدها المُمسكة بقدمها .. شهقت بصدمة وأفلتتها هاتفة: وأنت منبهتنييش ليييه !؟
, رمقها زين بسخرية وهتف: أمشي يا ماما من هنا التمثيل له ناسه ..
, قطبت جبينها بضيق وغضب وهي تراه يرمقها بنظرات مُستهزئة عائداً نحو غرفته ..
, التفتت فجأة نحو عمار الذي هتف: حيدر مينفعش معاه كده ..
, حدقت به بصدمة ونهضت بسرعة: أمال إيه ؟
, رمقها عمار بصمت عدة لحظات ليهتف بعدها: هقولك بعدين ..
, هتفت فريدة قبل أن يدخل عرفته: طب وأنت ينفع معاك إيه ..؟
, التفت عمار نحوها بصمت وأشاح بوجهه يدخل غرفته مُغلقاً الباب بوجها ..
, وقفت مكانها تُحدق بالباب المغلق بشرود لتتنهد بضيق متجهة نحو غرفتها سريعاً .. دخلت لتجد نعم تغط في النوم لتُتمتم: يا بختك معندكيش هم ..
, التفتت نحو الطاولة حيث تُوضع عدة أوراق وقلم .. اقتربت لتكتب رسالتها المعتادة لعمار وتنهدت بقوة وهي تطويها بحرص ..
, جلست فوق الكرسي تنتظر عدة دقائق حتى ينام لتخرج من غرفتها بسرعة تنحني أمام الباب لتدفعها من أسفله بابتسامة واسعة متوترة .. عادت تُهرول بخطوات متعثرة نحو غرفتها لتسقط بغيظ من شدة التوتر شاتمة تلك العادة التي عادت لها بعد وقت طويل ونهضت تنفض ملابسها مُسرعة نحو الغرفة ..
, ٣٤ العلامة النجمية
, بعد عدة أيام ..
, ابتسم عمار يتأمل ذلك القميص الأزرق الفاخر بجانبه بنطاله المعلّق وحذائه الجديد اطمأنّ عليهم للمرة العاشرة وكأن الفرح فرحه هو ..
, أغلق عليهم باب خزانته حتى يوم الغد حيث سيُقام حفل صغير في حديقة الفيلا الواسعة بعيداً عن صخب الصحافة والتجمعات ..
, تنهد مُستلقياً فوق سريره وحطت عيناه على ساعة الحائط المُعلقة أمامه .. قطب جبينه بقوة فالساعة تخطت منتصف الليل بكثير وحتى الآن لم تصله تلك الرسالة التي بات ينتظرها يومياً بفارغ الصبر ..
, يُغلق أنوار غرفته مُتصنعاً النوم ويُراقبها بعيون شبه مفتوحة وهي تفتح الباب تطمئنّ عليه كل ليلة بابتسامة متوترة واضعة تلك الرسالة أرضاً وفي أيام أخرى تدفعها من أسفل الباب وتهرول عائدة لغرفتها ..
, اعتدل بجلسته مُغلقاً الأنوار مجدداً وجلس يسترق السمع للخارج حيث استمع لخطوات مترددة تقترب من غرفته ..
, دق قلبه بعنف وتوسعت ابتسامته ليستلقي على سريره يُغمض عيناه بخفة منتظراً ..
, وقفت فريدة أمام باب الغرفة بقلب نابض بقوة توتراً وقلقاً كالعادة .. أغمضت عيناها متنهدة بحرارة ودمعت عينيها بيأس ..
, إلى متى ستبقى هكذا ؟؟
, كانت تظن بأنها ستصبر وتتحمل وتتسلا فيما تفعله ولكن عندما تجد نفسها وحيدة في نهاية اليوم تشعر بيأس وظلم شديد يجتاحها ..
, وقفت تُحدق بالباب المغلق والرسالة بين يديها مترددة من وضعها ..
, تُرى كيف ستكون ردة فعله عندما يستيقظ صباحاً ولا يجد رسالة منها كالعادة !؟
, هل سيتأثر ؟ أو يتسائل لماذا ؟
, هل سيشعر بنقص كما هي تشعر بغيابه ؟
, فضول ثار داخلها لتعرف أجوبة تلك الأسئلة مما جعلها تتراجع للخلف بابتسامة واسعة تضع الرسالة في جيبها ويتعالى نبض قلبها أكثر بتردد وتوتر كبير ..
, التفتت عائدة نحو غرفتها وتعالى نبض قلبها أكثر تتظر خلفها نحو الغرفة المُغلقة لتشهق مُتعثرة كالعادة وتسقط أرضاً بغيظ ..
, اطمأنّت على الرسالة في جيبها وتنهدت بضيق حتى استمعت لباب الغرفة الجانبية يُفتح قريباً منها ..
, وقف حيدر على باب غرفته يرمقها بنظرات غريبة بعدما استمع لصوت سقطتها كما يسمعه كل يوم وتقريباً في نفس المكان ..
, رفعت نظراتها نحوه بتوتر ورمشت بعينيها بصمت وهي مازالت أرضاً لتتوسع عيناها بصدمة حالما رأت ملامحه تتغير وابتسامة واسعة تتشكل فوق شفتيه حتى انفجر ضاحكاً بسخرية وهو يُخلل أصابعه في خصلاته الكثيفة ..
, قطبت جبينها بقلق تُطالعه بحيرة ووجدت نفسها تضحك هي الأخرى ببلاهة لتتوقف ابتسامته يرمق ضحكتها الغبية بغير فهم ..
, تابعت هي ضحكاتها تضرب كفاً بالآخر ليهتف: أنتي مجنونة ..؟
, فريدة بضيق: أنت بتضحك على إيه ؟
, ابتسم ساخراً: بقا أنتي اللي بتتكعبلي هنا كل يوم وبتزعجي نومي ..
, رفعت حاجبيها بدهشة وهتفت: دي أول مرة ..
, رفع حاجبيه مُتهكماً وهز رأسه بطريقة مستفزة وداخله موجة ضحك وسخرية عنيفة .. فقد اكتشف بأن عادة تلك الفتاة أن تتعثّر بالهواء عند توترها كما يحدث لها كل ليلة ..
, هتفت بغضب: أنت مالك أصلاً أنا أعمل اللي أنا عايزاه ..
, حيدر: ولما تعوزي تتكعبلي بنفسك بلاش تقربي من أوضتي أنا راجل عايز أتجوز بكرا ولازم أنام واستريح ..
, رمقته بسخرية وهتفت: استريح هو حد ماسكك ومتنساش تسمع صوت السنيورة بتاعتك قبل ما تنام علشان تغمض عينيك وتحلم أحلام سعيدة ..
, تركته متجهة نحو غرفتها وهي تنفض ملابسها بغضب وغيظ ليصفع هو باب غرفته بقوة بعدما دخلها ..
, دخلت فريدة غرفتها مُتأففة بقوة والتفتت لنغم التي استفاقت على تحركاتها العصبية وتمتمت بانزعاج: حرام عليكي يا فريدة بقا وربنا حرام ..
, هتفت فريدة: هو أنا كلمتككك جيت جمبكك ؟
, تأففت نغم تتقلب للناحية الأخرى تضع الوسادة فوق رأسها بانزعاج: حرام عليكي محدش عامل إزعاج هنا زيك ..
, فريدة: يبطلوا هما يزعجوني وأنا مش هعمل كده .. واتخمدي أنتي سبيني أفكر ..
, تنهدت نغم بقوة وأغمضت عينيها محاولة النوم لتجلس فريدة فوق كرسيها تضع يدها أسفل خدها مفكرة بضيق ..
, دقائق طويلة مرت عليها في جلستها تلك جعلت جسدها يتخشب ويتشنج لتتراجع للخلف مُحاولة النهوض تُحرك عضلاتها المُتيبّسة ..
, التفتت فجأة نحو الباب حيث استمعت لطرقات خافتة فوقه .. قطبت جبينها بحذر تسير نحو الباب ببطء حتى وقفت خلفه لتعود وتستمع لتلك الطرقات مجدداً ..
, فتحت الباب بسرعة وتوسعت عينيها ناظرة لعمار الذي يقف أمامها يرمقها بنظرات غريبة لم تفهمها ..
, حدقت به بصدمة متمتمة بذهول: ع عمار !؟
, رمقها عمار بصمت وهي مازالت مصدومة من تواجده أمامها حتى هتف بهدوء وصوت مرتجف: وقفتي رسايل ليه !؟
, توسعت عيناها بصدمة وتعالى نبض قلبها أكثر من السابق متمتمة بعيون دمعت: إايه !؟
, عمار: كنت مستنيكي ..
, شهقت بغير شعور تهز رأسها بعدم استيعاب .. لم تكن تتخيل قدومه إليها بتلك السرعة .. ربما كانت تتصور صبره يوم يومين ثلاثة حتى ينتبه لغياب رسائلها أو وربما لن ينتبه .. ولكنها الآن اكتشفت بأنه كان ينتظرها .. كان يُحبها ويقرأها دائماً ..
, تراجعت للخلف وطفرت دموعها بقوة تنهمر على وجنتيها بغزارة ليهتف بقلق: فريدة !؟
, تعالى صوت بكائها لتنهض نغم بسرعة منتفضة بخوف وتجلس على السرير محدقة بهم بحذر ..
, اقترب عمار منها لتتراجع فريدة للخلف ويرتجف جسدها جالسة أرضاً بانهيار باكية وشهقاتها ترتفع بغير تصديق ..
, همس عمار بخوف: فريدة ..
, رفعت رأسها نحوه وهتفت ببكاء: أانت أنت ع عايز رسايلي بجد أنت كنت مستنيها أنت مش بتكرهني ..!؟
, رمش بعينيه الدامعة محاولاً تهدأۃ بكائه ولكن برمشته سقطت دموعه مبللة وجهه ونفى برأسه: لأ أناا.. أنا مكرهتكيش أنا كنت مجروح أانا..
, صمت يعض شفته بقوة ونظر نحوها بألم لينحني أمامها جاثياً على ركبتيه هامساً: ف فريدة ..
, شهقت فريدة بقوة واندفعت نحوه فجأة تُحاوط عنقه بذراعيها المرتجفتين بقوة حتى ارتدّ جسده للخلف بصدمة وتفاجؤ ..
, دمعت عينيه أكثر وهي تحتضنه بقوة مُتمتمة بشهقات باكية وصوت مبحوح: أنا آسفة أاسفةةة يا عمار و**** العظيم ندمت وتغيرت أعمل اللي أنت عايزه بس متسبنيش متكرهنيش متبعدنيش عنك أانا عايزاك عايزاكم كلكم والنبي يا عمار علشان خاطر أغلا حاجة عندك ..
, دمعت عيني عمار أكثر ورفع يديه محاوطاً جسدها الذي يحتضنه بقوة .. همس ببكاء: فريدة أانا..
, همست بنحيب: بلاش تتكلم م مش عايزة كلام ع عايزة أحس بيك جمبي عشان خاطري ..
, همس ببكاء: أنا بحبك و و**** من أول ماشوفتك أانتي توأمي أنا مش بكرهك و**** مش بكره بس أانتي..
, ضحكت فجأة وسط بكائها تُعانقه أكثر بغير تصديق لتبتعد عنه تحدق بعيونه الباكية لتشهق نافية بألم ماسحة دموعه: ل لا م متعيطش كفاية عليا كده مش عايزة أفضل السبب بكل حاجة وحشة كفاية أانا تعبت مش عايزاك تزعل بسببي أانا اللي عملته كبير أوووي بس مش عايزاه يتكرر عايزاك أنت يا عمار عايزة أخويااا ..
, ابتسم ناظراً لها بألم وهي تمسح دموعه بارتجاف ليُمسك يديها يضغط عليهما بقوة متمتماً: خلاص ..
, فريدة بأمل: خلاص إيه ؟
, ابتلع ريقه واهتزت عيناه بألم: مش عايز أعيش كده بعيد عنك س ساعديني ..
, عادت للبكاء مع ابتسامة واسعة هاتفة: اللي أنت عايزه قولي أعمل إيه وأنا هعمله ..
, تمتم عمار: متبطليش رسايل ..
, ضحكت أكثر تهز رأسها بقوة: عينيا هكتبلك كل يوم وهفضل سهرانة لحد ما أنت تنام وأحطهالك هعمل أي حاجة تعجبك و**** بس بس متسبنيش ..
, مسح دموعه بتردد ونظر لها بخوف: م..
, فريدة: إيه !؟
, عض شفته بقلق وهتف: مش عايز أفتكر اللي حصل أانا أنا تعبان عايز أنسى ..
, دمعت عينيها بقوة أكبر ونبض قلبها بألم ووجع كبير لتهز رأسها ببطء: حاضر أنا مش عايزة أزعجك ولا أوجعك أنا عايزاك تسامحني وبس ..
, عمار: مش زعلان منك ..
, فريدة: قولي أنك سامحتني خلي قلبي يرتاح يا عمار والنبي ..
, رمش بعينيه الدامعة ومسح دموعه بسرعة هامساً: أانا مسامحك و ومن من زمان بس بس مكنتش عايز أوجعك بقربي ع عارف أني ممكن أضايقك بكلامي ك كنت لسا مجروح ..
, ضحكت فريدة وانفجرت دموعها مجدداً حتى في وجعه منها يخاف عليها بتلك الطرقة .. هتفت تهز رأسها: أنا ف فرحاانة فرحانة أوووي أنا أنااا دلوقتي حسيت أني بين أهلي كنت تعبانة كنت خايفة يا عمار خايفة من غيرك ..
, اقترب هو منها هذه المرة ليُعانقها بقوة واحتياج .. ربما يحتاجها ليُعالج نفسه وندبات روحه كما تحتاجه هي لتُعالج حياتها السابقة بأكملها ..
, ربما قربهما سيُمكّنهم من تبديد آلامهم والتئام جراحم التي مازالت مؤلمة نازفة ..
, ضمّها بقوة لتُعانقه هي أكثر بألم كبير وفرحة أكبر دخلها .. ارتياح كبير واطمئنان شعرته فجأة بعدة كلمات خرجت منه وحضن كانت تنتظره طويلاً لتتنهد بقوة تنهيدة حارة طويلة وكأنها تُخرج بها كل آلامها وخيباتها .. كآبتها وجعها وحقدها السابق وتضع مكانهم الحب والحنان ودفء كبير ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, كما لو أنني مدينة لم يعد يدخُلها النور، وأنت من تُمسك الشمعة الوحيدة التي بقيت ❀✿
, ٢١ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في اليوم التالي ..
, قفزت روما تقف أمام عمار هاتفة بفرح: أنا حلوة يا عموورتي ؟
, أومأ برأسه بابتسامة واسعة وعيون مُتلألأة سعادة: أووووي أوووي قولتلك الفستان هيليق عليكي جداً ..
, ابتسمت تنظر له وتحمحمت بخجل لتهتف فريدة: خلصتوا ؟
, التفت عمار نحوها وهتف بعدم رضى: أنتي بجد هتلبسي كده ؟
, فريدة: وماله ؟
, روما: ماله إيه بنطلون جينز وقميص أسود يابت ده فرح ..
, هزت فريدة كتفيها وابتسمت بخفة: الفرح في القلب مش في اللبس ..
, رمقها عمار بحذر وهتف: خلاص يا روما سبيها براحتها ..
, ابتسمت فريدة ببهوت وعادت بعدها لتبتسم بسعادة بالغة لم تكن تظن بأنها ستحظى بها ..
, هتفت روما: أنا هشوف ورود ونوار ومتتأخروش علشان ننزل ..
, أسرعت خارج الغرفة ترفع فستانها الطويل بيدها يُتابعها عمار بعيون فرحة .. التفت نحو فريدة وهتف بهدوء: هو أنتي مش بتحبي الفساتين ليه !؟
, تنهدت مُقتربة منه ترمقه بلهفة ليهتف: إيه ؟
, عدلت من قميصه الأزرق ومسحت غباراً وهمياً عنه: هحكيلك كل حاجة بعدين المهم أنك طالع حلو ..
, ابتسم عمار بسعادة وهتف: حيدر كمان هيطلع أحلا مني تيجي نشوفه ؟
, قطبت فريدة جبينها ونفت بهدوء: لا بلاش مش عايزة أضايقه في فرحه ..
, رمقها عمار بحذر وكاد يهم بالكلام ليُقاطعهم الباب الذي فتح وصوت حيدر يهتف باسم عمار .. ليتوقف مكانه رافعاً حاجبيه بحذر ..
, حل صمت عليهم عدة لحظات وهو ينقل نظراته بينهم ويدي فريدة التي مازالت تتمسّك بقميص عمار بخفة وهو يبتسم بهدوء ..
, قطب جبينه بقوة متراجعاً للخلف ليهتف عمار بتوتر: إيه !؟
, تنهد حيدر بقوة وابتسم هاتفاً: كنت بشوف لو خلصت هروح أجيب تسنيم وأهلها ..
, ابتسم عمار واقترب منه يتأمّله ببدلته السوداء الغامقة وربطة عنقه الذهبية .. هتف بفرح: هاجي معاك ..
, ابتسم حيدر يهز رأسه: ماشي يلا بينا ..
, أومأ عمار بلهفة وتوقف هاتفاً: كنت عارف أنك هتطلع حلو كده ..
, ضحك حيدر بخفة وحاوط كتفه يسير معه خارج الغرفة لتلحقهم فريدة بخطوات بطيئة تنزل درجات السلم .. توقفت مكانها قبل أن تنزل والتفتت لغرفة رحمة حيث تجتمع الفتيات بها لتُغيّر طريقها وتتوجه نحوهم ..
, دخلت الغرفة تنظر حولها لترفع حاجبيها من كثرة الفساتين الملونة التي تراها .. لوت فمها متهكمة وهتفت: عاملين إيه يا جماعة ..؟
, شهقت رحمة بصدمة تكاد تخرج عينيها من مكانها وهتفت مُبعدة يد الفتاة التي تضع لها المكياج: أنتي إيه اللي لابساه ده !؟
, ابتسمت فريدة مُعدلة من قميصها: متقوليش حلو أصلي عارفة ..
, هتفت رحمة بانفعال: أنتي يابت متجننيش أهلي عايزاني أتجلط في فرحي ..
, فريدة بابتسامة: ليه بس هو الموضوع مقلق شوية الصراحة بس بعدين هتتعودي ..
, ضحكت ريماس بتسلية وهتفت: خلاص يا رحمة سبيها براحتها ..
, رمقتها رحمة بانزعاج وهتفت بغضب: أبقي فكريني أعملك إعادة تأهيل لدماغك ده وشكلك كله ..
, هزت فريدة كتفيها وهتفت: المهم أنتي تبقي شيك وحلوة وراقية وفكك مني ..
, هتفت ليلى بهدوء: حيدر راح يا فريدة ؟
, فريدة: أه واخد عمورة معاه ..
, ابتسمت ليلى تتأملها بحنان وهي تتكلم بسعادة وتتصرف بطبيعية وراحة منذ الصباح على غير عادتها .. لتعلم في النهاية بأن علاقتها بعمار قد تحسنت كثيراً وذاك ما جعل عفويّتها وضحكتها تظهر براحة واطمئنان ..
, خرجت ورود من الغرفة تنظر حولها بحذر واتجهت مُسرعة لغرفة زين تطرق الباب بخفة .. فتح زين الباب ليبتسم بسعادة أمام ابتسامتها وسحبها من ذراعها للداخل هاتفاً: بصي كده ..
, ضحكت تنظر له بحب: ذوقي بقا ..
, التفتت تنظر لهارون الذي جهز نفسه ببدلته الرسمية وربطة عنقه الحمراء لتشهق فجأة ناظرة لتليد الذي يبدو مُختلفاً هذه المرة لا تدري كيف ولكن شعره لامع يُرجعه للخلف لطريقة جذابة فيما بدلته الرسمية الفاخرة زادته وسامة مع سيجاره الذي يُمسكه بخفة يهمّ بإشعاله ..
, صرخت حالما دخلت نوار الغرفة وركضت نحوها: متبصيييش ..
, نوار بحذر: إيييه !؟
, حاولت ورود إغماض عينيها: هش هششش من ناقصين يُغمى عليكي و**** أسيبك وأمشي ..
, ابتسم تليد ابتسامة واسعة ملتفتاً لهما: منورة ..
, أبعدت نوار ورود عنها بغضب وهتفت: سبيني أشوف خطيبي وسعي كده ..
, ابتسمت بتوسع ترفع رأسها بغرور وسعادة هائلة ترتدي الفستان الذي انتقاه لها مع تسريحة شعرها المتموّجة التي زادتها جمالاً لتتجمد مكانها بصدمة تُحدق به بنظرات مذهولة ونبضات قلبها ارتفعت داخلها بعنف ..
, رمقتها ورود بغيظ واتجها لتقف بجانب زين فيما الأخرى متجمدة بصدمة حتى تمتمت بعيون زائغة: إ اإلحقيني يا ورود ..
, ورود: بعيييينككك ..
, توسعت عيني تليد ينظر لها وهي تتهاوى أرضاً بابتسامة ليقترب منها منحنياً يضرب وجنتيها بخفة: منورة ..
, زين: هي مالها البت دي كل لما تشوفك يا بليد يغمى عليها ..
, ورود بغيظ: البت دي قلبها رقيق ..
, تليد بابتسامة: لأ هي بس الجمال بيدوخهاا شويتين ..
, رمقه زين بسخرية والتفت لهارون الذي هتف بغيظ: أنتوا هتسيبوا البت كده شيلها يا تليد وفوقهااا ..
, تليد بحذر: أشيلها ..؟
, هارون بغضب: أمال تسيبها مرمية كده فوقوها طيب ..
, التفت تليد نحو نوار يُحدق بوجهها ومكياجها الناعم والذي زادها رقة ليرمش بعينيه مميلاً رأسه بشرود وتأمّل ليصرخ هارون من خلفه: أخلص يا تليييييد ..
, التفت تليد نحوه وقطب جبينه: طب النهاردة فرحك متتعصبش ..
, زفر هارون بضيق لتستسلم ورود مُقتربة من نوار ترشها بقليل من قطرات المياه تضرب وجنتها بغيظ: أنتي يا زفتة أصحي مش وقتك ..
, فتحت نوار عينيها ترمش بهما بحذر حتى ابتسمت بتوسع هاتفة: ورود شوفتي اللي أنا شوفته ..؟
, ابتسم تليد مقترباً منها لتُبعده ورود بغيظ: والنبي أبعد مش ناقصين قومي ياختي أنا مش عارفة هتستحملي بعدين ال٣ نقطة ولا بلاش ..
, نظر تليد نحوها ليبتسم بعدها بجانبية يهز رأسه بخبث: زين علمك قلة الأدب ..
, رمقته ورود بغيظ لتلتفت نحو زين المبتسم بتوسع والتفت لهارون: هاروون إيه رأيك تخطبلي ورود النهاردة كلم بابا وعمو ..
, هارون: لأ كله يعني في فرحي كلللله ..
, زم زين شفتيه وعاد ليهتف: طب بكرا طيب ..
, هارون: لااا ..
, زين: مش كفاية فرحان علشانك وهزغرط ..
, رمقه هارون بضيق ليهتف تليد: متعصبهوش يا زين ..
, زين: ملكش دعوة ..
, زفر هارون بغضب ونظر لساعته ليبتسم بعدها بلهفة: أنا ماشي هشوف ريماس لو جهزت أبعدوا كده ..
, أبعد زين عن طريقه ليتجه خارج الغرفة معدلاً خصلاته بحذر وابتسامة واسعة سعيدة فوق شفتيه ..
, بعد مدة .. في حديقة الفيلا ..
, سار حيدر في حديقة الفيلا بابتسامة واسعة ولمعة عيون ساحرة سعيدة يتخطّى طريقاً من الورود والأضواء الملونة التي تُزين الحديقة مُتأبطاً ذراع تسنيم التي تلتفت حولها بسعادة تكاد تقفز من فرحها ..
, تُمسك بيدها الأخرى باقة صغيرة من الورود البيضاء المتفتحة يُحيطها شريط ذهبي اللون .. فستانها الطويل الكريمي اللون ينسدل على جسدها المتناسق بنعومة وأكتافه ظاهرة تُغطّيها سلاسل ذهبية اللون لامعة متدلية بشكل عرضي حتى منتصف ذراعها .. فيما حزام ذهبي يحيط خصرها ..
, كانت سعيدة بخصلات شعرها المرفوعة بنعومة وابتسامتها بخدودها المتوردة تزيدها جمالاً وقد كان فستانها نادراً بها كما وعدها ..
, وصلا لطاولة عريضة في منتصفها عُلّقت باقة ورود كبيرة ملونة ليزيح لها الكرسي حتى جلست ترمقه بعيون لامعة وجلس هو على كرسي آخر ..
, رفع نظراته نحو والده الذي اقترب منهم ليبتسم بسعادة هائلة ووالد تسنيم يجلس قريباً منه بجانب المأذون ليضع يده في يد الآخر ويبدأ عقد قرانهم الذي انتظراه طويلاً ..
, انتهى المأذون مباركاً لهم وسط تصفيق وهتافات فرحة فيما انطلقت عدة زغاريد من الأرجاء .. نهض حيدر عن جلسته يمسك بيدي تسنيم بحب يُوقفها أمامه ليُلبسها هديته لها والتي كانت عقداً ذهبياً لامعاً تتوسطه قلادة بشكل قلب نُقش به حرفي اسمهما معاً ..
, تمتم ناظراً لعينيها الدامعة: مبروك يا حبيبتي ..
, دمعت عينيها أكثر وهمست بسعادة: **** يبارك فيك ..
, اتسعت ابتسامته أكثر انحنى مقبلاً حبينها بحنان ليلتفت بعدها لوالدها ووالديها الذين اقتربا مُباركين لهما ..
, اقترب أدهم منهما بابتسامة حانية مقترباً من تسنيم يُقبل جبينها: ألف مبروك يا حبيبتي ..
, تسنيم بسعادة: **** يبارك في حضرتك ..
, التفت أدهم نحو حيدر ودمعت عينيه بسعادة يقترب ليحتضنه بقوة مربتاً على ظهره بخفة: مبروك يا حبيبي **** يسعدك ..
, اتسعت ابتسامة حيدر وتنهد بقوة يُعانقه بحب وامتنان ليبتعد عنه يُسلم على والدته وعمار الذي عانقه مباركاً بسعادة ليهتف حيدر بخفوت وابتسامة: مجهزلك مفاجأة هتعجبك ..
, رمش عمار بعينيه وهتف بلهفة: هي إيه ؟
, ربت حيدر على وجنته بخفة: هتعرف كمان شوية ..
, التفت فجأة نحو فريدة التي تحمحمت بجانبهم ليرمقها بهدوء .. ابتسمت هاتفة: إزيك يا حيدر ؟
, ضحك عمار هاتفاً: إزيه إيه هو هيطير من الفرح ..
, عادت لتتحمحم معدلة من خصلات شعرها التي ترفعهم للأعلى بخفة وهتفت: ألف مبروك يا حيدر مبروك يا تسنيم ..
, تسنيم بابتسامة: **** يبارك فيكي ع قبالك ..
, هزت فريدة كتفيها وهتفت: لا ع قبالي إيه أنا بعد ما شوفت جوزك الهمجي ده هفكر أتجوز ؟
, رمقها حيدر بصمت وكأنه لا يُريد أن يدخل معها في عراك لي هذا اليوم ليسحبها عمار من ذراعها مبتعداً عنهم لتنسى هي كل شيء وتبتسم تسير معه بسعادة وكأنها لم تُصدق بعد بأنه سامحها ..
, تعالى صوت موسيقى هادئة من أحد الأركان ليبتسم حمزة ناهضاً عن جلسته فوق أريكة مزينة قريباً من هارون وحيدر وسحب رحمة معه والتي نهضت بفستانها المنفوخ الراقي حتى سارت معه ببطء نحو ساحة صغيرة محاطة بالأضواء والورود وبدأ في رقصته معها وقريباً منهم اقترب هارون الذي يبتسم بتوسع بجانبه ريماس الفرحة لينهض حيدر عن جلسته هو وتسنيم وينضم لهم ..
, وقف زين بجانب ورود المبتسمة بتوسع والتفت لها هاتفاً: أنتي فرحانة لييه ؟
, رفعت حاجبيها بفرح: إيه مبسوطالهم أوووي ..
, زم زين شفتيه بضيق وهتف: هما مش هيجوزوني ..
, ابتسمت هاتفة بخجل: مكنتش عارفة أنك مستعجل أوي كده وبتحبني ..
, قطب جبينه بحذر لينفي هاتفاً: لأ أنا بحبك أوي أووووي على فكرة بس كمان عايز أبقى عريس وألبس بدلة وأنتي فستان ونرقص زيهم كده ..
, رمقته بغيظ لتتنهد مبتسمة بعدها بسعادة هاتفة: وأنا بحبك أوي كمان ..
, زين بسعادة: شكراا أنا أتحب أوي الصراحة مش قولتلك بليد برضه حبني واعترفلي بمشاعره ..
, أومأت برأسها بابتسامة واسعة والتفتت لصديقتها القريبة منها والتي تتعلّق على شفتيها ابتسامة واسعة بلهاء وعيناها تكاد تُخرج قلوباً حمراء منها تقذفهم نحو تليد الذي يقف بجانبها بابتسامة سحرتها ..
, هتف تليد بهدوء: هما مش هيقطعوا التورتة بقا ولا إيه !؟
, أمالت نوار رأسها بهيام: عايزهم يقطعوك لييه !؟
, قطب جبينه ملتفاً لها بحذر ليبتسم بعدها بتوسع هاتفاً: شكراً ..
, نفت برأسها: لا لا متشكرنيش أنا أشكر أمك ع الخلفة الحلوة دي .. مامتك كانت بتتوحم على عسل ولا نوتيلا ؟
, عاد تليد ليبتسم باتساع يتراقص قلبه فرحاً وحباً لمُغازلتها الصريحة له .. هتف بهدوء: بقولك يا منورة ..
, نوار بهيام: قول ..
, تأمّلها تليد بعينيه الهادئة وابتسم هاتفاً: أنتي حلوة أووي ومنورة النهاردة أكتر من كل يوم ..
, اتسعت ابتسامتها بلهفة وهتفت: بجد يا تلودة ..؟
, أومأ برأسه وهمس: أه بجد أنا مشوفتش بنت بتنور كده زيك على فكرة ..
, شهقت بهيام وانحنت تسند على كتفه: إلحقووني ..
, ربت على وجنتها بخفة: بت يا منورة متفقديش وعيك قبل ما ناكل التورتة ..
, أومأت برأسها بسرعة وهيام لترمقهم ورود بغيظ مُلتفتة لزين الذي يزم شفتيه بغير رضى ..
, قفز وسام قريباً مهم ينظر حوله: حد شافلي نغم نغم نغم جائت من بعيد ؟
, ورود: أه شوفتها هناك كانت جاية من بعيد زي ما أنت بتقول ..
, وسام: هي فين ؟
, ورود: وأنا مالي يا وسام أمشي دوّر بنفسك ..
, رمقها وسام بغيظ وضرب زين بكتفه: مالك يا زينو ..؟
, ورود بسعادة: مستعجل عايز يتجوزني بس كلهم ضدنا ..
, وسام: ياعيني عليكم تقطعوا القلب ..
, ابتسمت ورود أكثر ونظرت لزين ترمش بعينيها بحب ليقطب زين جبينه بحذر ويبتسم بعدها ببلاهة ..
, زفر وسام بضيق ملتفتاً حوله حتى لمح فريدة تقف بجانب ربيع .. ضيق عينيه مقترباً منهما بحذر ليسمع ربيع يهتف: ع قبالك يا فريدۃ إيه مش ناوية تتجوزي ؟
, فريدة بتهكم: أنا !؟ أتجوز !؟ أنت بتهرج ولا إيه ؟
, ربيع بحذر: ليه وماله رافضة ليه ؟
, لوحت فريدة بيدها هاتفة: أنا عايزة أفضل حُرة طليقة عصفور طيار مش عايزة وجع دماغ من الجنس المعفن ده ..
, رفع ربيع حاجبيه بصدمة لتهتف هي بسرعة: لا لااا معلش اكتشفت أن مش كلهم معفنين ..
, تنهد ربيع بارتياح لتهتف فريدة: في منهم بيتنضفوا من العفن ده بس بصعوبة ..
, عاد ليرمقها بغيظ ودهشة وهي تهتف: وأنا مش ناقصني عفن بحياتي الصراحة ..
, هز وسام رأسه بحسرة: تؤ تؤ يا عيني ع الكل هنا كله متعذب ..
, التفتت فريدة نحوه: أنت عايز إيه ؟
, وسام: شوفتيلي نغم صديقة الأشجار ؟
, فريدة: هتلاقيها واقفة مع واحدۃ من صديقاتها ..
, وسام بدهشة: هي عندها صديقات هنا ؟
, فريدة بسخرية: أه الأشجار ..
, رمقها وسام بحدة وهتف: غوري يابت من هنا بلاش تقل ددمم ..
, رمقته فريدة بتهكم ليلتفت هو حوله حتى اتسعت ابتسامته بسعادة وركض مُسرعاً ليصطدم بوالده الذي صرخ يجذبه من قميصه: أنت يالا يابن الكلب متخلنيش أتجنن بتجري زي العيل الحمار ليه ..
, رمش وسام بعينيه وبقي يُحدق بنغم خوفاً من اختفائها: معلش يا أبويا أبعد كده والنبي ..
, دفعه كرم بعيداً عنه بغيظ وهتف: تعرف تبقى زي أختك أهي حبيبة أبوها جابتلي راجل جدع نادر ملوش مثيل ..
, التفت وسام هذه المرة لكرم وهتف بدهشة: أنت عايزني أجبلك راجل كده يا بابا ؟ عايزني أبقى شاااذ يا باباا يالهووي ..
, صرخ كرم يضربه بغيظ: حسابك بعدين يا حيواان مش هبوظ الفرح غوور يالا يا متخلف ..
, رمقه وسام بغضب منه والتفت بعيداً عنه يتجه لنغم التي تتنقل بين رحمة وريماس وتسنيم ليهتف: تُساعد الجميع تنشر الربيع أنا حاسس بربيع منشور هنا وهنااا ..
, التفتت نحوه بدهشة لتبتسم بعدها حالما اقترب منها: عاملة إيه يا نغمتي ..؟
, رفعت حاجبيها بدهشة ليبتسم بسعادة: أبويا عايزني أجبله راجل ينفع أجبله نغمة حلوة زيك ..؟
, رمشت بعينيها واحمرت وجنتيها هاتفة: أنت بتقول إيه ..؟
, وسام: أنا لسا مقولتش بس مستنيكي تتهبلي زيي بلاش الهدوء ده مش حلو مش هيخلينا نتفاهم ..
, ضحكت فجأة بدهشة وهتفت: أنا مش فاهمة ..
, وسام: بالظبط كده كوني غبية وهبلة ساعدي الجميع وأنشري الربيع ..
, عادت لتضحك بدهشة وأومأت برأسها بحذر لتتوسع ابتسامته أكثر يهز رأسه مدندناً أغنية نغم ببلاهة ..
, وقف هارون عن جلسته فوق ذلك المقعد الثنائي المُزين ونهضت ريماس بجانبه وهو يحاوط خصرها مستقبلاً فريد ليهتف: تأخرت يالا ..
, فريد: معلش ما أنت واخد إجازة والشغل بقى كله عليا .. ألف مبروك يا صاحبي ..
, هارون: ع قبال عندك يا حبييبي ..
, فريد بغيظ: ما كنت معاك وأنت اللي أجلت ده لحد ما اتأجل عندي كمان والشغل مغرقني ..
, ضحك هارون مربتاً على كتفه: **** يعينك يابني معلش معلش ..
, حياة: ألف مبروك يا هارون مبروك يا ريماس ..
, ريماس: **** يبارك فيكم ..
, هتف العميد مقترباً منهم: معلش يا بنتي وصيتي ليكي استحملي وأجرك عند **** تعالى ..
, ضحكت ريماس بخفة ليهتف هارون: إيه يا فندم هي الحجة فين مجاتش معاك ليه ؟
, رمقه العميد بابتسامة صفراء: مش عايزة تخرب مساها بشوفتك ..
, هارون: اخس عليك باين أنت اللي جيت من غيرها معتش عايزها .. احم احممم فاكر لما كنت عايز أجوّزك وأنت اللي رفضت ؟
, هتف العميد بغيظ: لا ..
, هارون: هو العمر له حقه هتنسى أكيد بس أنا جمبك وهفكرك ..
, ضربه العميد على كتفه بغضب: ياض أقسم ب**** ألغي إجازتك ..
, ضحك هارون باستفزاز: بص عمو قصي هناك هيطلب منك إجازة مفتوحة ومش هتقدر تقوله لااا أتعدل كده يافندم معلش ..
, توسعت عيني العميد وهم بضربه ليتراجع هارون بضحك: أوعى أنا عريس معلش استحملني وأجرك علی **** ..
, ضحك فريد هاتفاً: ده هو مستحلفلك لما ترجع ..
, هارون: هقدم استقالتي خلاص ..
, ابتسم العميد بغيظ وهتف: مبروك ولو أنك متستاهلش ..
, هارون: **** يبارك فيك يافندم وعقبالك ..
, رمقه العميد بضيق والتفت لريماس: مبروك يا ريماس يابنتي ..
, ريماس: **** يبارك في حضرتك ومتشكرة أووي على كل حاجة ..
, ابتسم العميد يُومئ برأسه وابتعد عنهم ليلتفت هارون نحو ريماس: ريماس هو أنتي لو تجوزتي العميد كنتي هتحبيه زيي كده ؟
, رمقته ريماس بغيظ وهتفت: وماله العميد يتحب بصراحة ..
, هارون: بس كنتي هتبقي وحشة أوووي معاه أصلي أنا اللي محليكي ..
, ريماس: الجمال جمال الروح وأنا مش هتكلم عن نفسي هسيب الدنيا تتكلم ..
, رمقها هارون بصمت ليبتسم بعدها باتساع هاتفاً: مبروك يا مدام ريماس يا حبيبتي ..
, ضحكت ريماس لتعود لتجلس مكانها ليجلس هارون هو الآخر مُلتصقاً بها يُدير عينيه في المكان بفرح وتسلية ..
, هتفت رحمة وهي تجلس بجانب حمزة تتمسّك بباقة الورد بقوة: نفسي أضربها بالورود دي ..
, ضحك حمزة متنهداً بقوة وكأن ذلك اليوم كان آخر ما توقع .. كان أعظم أحلامه وأحلاها وابتسم: سبيها براحتها تلبس اللي هي عايزاه ..
, التفت رحمة نحوه: مقدرش ده فرح إزاي يعني تلبس بنطلون ده غير أنه كتب كتاب أخوها ..
, هز كتفيه وابتسم ناظراً لها بحب: المهم أنتي لابسة إيه وطالعة إزاي ..
, رمشت بعينيها المكحلتين وهتفت: طالعة إزاي ؟
, حمزة بخفوت: أحلا ما كنت متخيل تطلعي ..
, ابتسمت فجأة باتساع وأدارت وجهها عنه ليحيط خصرها بذراعه يُقربها منه هامساً: مبروك عليا أنتي وجودك جمبي ومراتي وحبيبتي من لما كنتي صغننة قد كده ..
, ابتسمت بقوة ونبض قلبها بسعادة لكلماته الخافتة المشتعلة حباً وحناناً .. حطت عينيها المتهربة منه على مهرة التي ترمقهم عن بعد بنظرات هادئة .. لم تدرِ رحمة لمَ قطبت جبينها فجأة وكأنها انزعجت من رؤيتها ؟
, ربما من اهتمام حمزة بها ؟
, أو من فكرة أن مهرة كانت تُحبه وتُريده ؟
, زفرت بقوة تُحدق بمهرة التي أشاحت بوجهها عنهم نحو سالم الذي يجلس بجانبها يرمقها بابتسامة ليهتف: عقبالنا .. إيمتى بقا ؟
, ابتسمت مهرة تأخذ نفساً عميقاً ليُمسك سالم بيدها: عارف أنك عايزة وقت وأنا معاكي وهديكي وقتك متزعليش أني مستعجل بس أنا بحبك بجد ومش عايزك تفضلي بعيدة عني كده ..
, رمقته مهرة بعدوء ورمشت بعينيها متنهدة وتمتمت: لازم أئمّن على ملك الأول ..
, سالم: هشام خطبها أهو وبآخر السنة دي هيتجوزوا ..
, ابتسمت بحب وحنان هامسة: هأمّن عليها معاه الأول دي أختي وبنتي وكل حاجة ليا ..
, رمقها سالم بحب وإعجاب وهز رأسه: اللي أنتي عايزاه وزي ما قولتلك متقلقيش ملك في عيني هي أختي زي ماهي أختك ..
, أومأت برأسها بامتنان: شكراً يا سالم بجد ..
, سالم: مش عايز أسمع الكلمة دي تاني خلاص يا مهرة ..
, عادت لتومئ برأسها متنهدة بعمق ترمق عن بعد ملك التي تقف بجانب هشام .. ذلك الشاب الذي أحبها من كل قلبه وسعى لإسعادها بكل طاقته .. يقف بجانبها بابتسامة ضاحكة يتكلمان مع زين وورود بابتسامات واسعة سعيدة ..
, مرّت الدقائق والساعات سريعاً وسط أجوائهم السعيدة بضحكاتهم المرتفعة العاشقة حتى بدأ المدعوين القلائل بالذهاب وبقي أفراد العائلة جميعهم وراحة وسعادة كبيرة سيطرت عليهم ..
, جلس سيف فوق مقعده يُعلق نظراته على هارون الذي يقف بجانب حمزة وحيدر بضحكة واسعة سعيدة .. تأمّله بحب ولا يدري لما في تلك اللحظة تذكر يوم ولادته العصيب .. كان بعد فرحه هو بيوم واحد وفي اليوم التالي حصل عليه .. على ولده البكري الأول وفرحته الأولى ..
, دمعت عينيه بقوة رغماً عنه وهو مازال يتأمّله الآن في فرحه بعد مرور سنين طويلة فرحة حزينة وحانية ..
, حاوط أدهم كتفه هاتفاً: إيه يا سيفو هو أبنك لوحده بيتجوز أدي أبني أهو ..
, مسح سيف عينيه الدامعة وهمس: بص يا أدهم بيتجوز ..
, ابتسم أدهم ودمعت عينيه هو الآخر مُتنهداً بقوة بعدما استطاع تربية ذلك الطفل البريء الذي وُلد بدون أهل وبدون ذنب حتى أصبح الآن في فرحه خالي البال سعيداً مُعافى ..
, التفت هارون باتجاههم ليُقطب جبينه بقوة عندما لمحهم وبجانبهم مروة التي بكت هي الأخرى وليلى تهتف: إيه يا مروة مش كفاية جوزك ..
, هتفت مروة ببكاء: هو السبب أنا كنت مستنية لما يمشوا أعيط ..
, ضحكت ليلى بخفة والتفتت لهارون الذي حاوط مروة بذراعيه لتتعلّق به الأخرى باكية .. ابتسم هاتفاً بحب: إيه يا أم هارون بتعيطي في فرحي ؟
, شهقت مُتعلقة به بحب هامسة: فرحانة فرحانة أووووي الدنيا مش سايعاني ربما يباركلك ويخليك لينا ويسعدك دنيا وآخرة ..
, دمعت عيني هارون وأشاح بوجهه عنها لئلا يبكي وانحنى يقبل يديها بحب والتفت لسيف الذي يحدق بهم ومازال على كرسيه ..
, انحنى يجثو على ركبتيه أمامه يمسك يدي سيف: إيه يا سيفو هتودعني بدموع كده !؟
, عادت عيني سيف لتمتلئ بالدموع وهمس: مبروك ..
, توسعت ابتسامة هارون واقترب منه يعانقه بقوة ليُعانقه سيف بدموع هامساً: هارون ..
, ابتسم هارون أكثر وهمس: خلاص متخلينيش أعيط يا بابا ..
, مسح سيف دموعه بقوة ورفع نظراته نحو أدهم ومصطفى الواقفين بجانبه بابتسامات حانية ..
, ابتعد هارون عنه وابتسم ينقل نظراته بينهم: أنا مش عارف أقول إيه أانا مش شايف نفسي غريب عنكم علشان أشكركم زي الغربا كده .. أنا أبنكم وأنتوا أهلي وهتفضلوا كده لحد ما أموت بس.. بس شكراً بجد على أي حاجة وكل حاجة ..
, زاد بكاء مروة أكثر ليرمقهم زين بدموع: أنتوا بتقولوا كده ليييه !؟
, التفت هارون نحوه وابتسم بسعادة يقترب منه يُعانقه بقوة لتدمع عيني زين أكثر: في إيه ؟
, ابتسم هارون وابتعد عنه هاتفاً: مفيش بس أنا بحبك أوي ..
, رمقه زين بدموع ليلتفت هارون نحو رحمة الدامعة واقترب منها يُقبل جبينها بحنان: ألف مبرووك يا حبيبتي أنا معاكي وجمبك وفي ضهرك لآخر يوم في عمري ..
, ابتسمت رحمة بقوة وهزت رأسها مقتربة منه لتقبل وجنته بسعادة: **** يخليك لينا يا أحن أخ في الدنيا ..
, رفع حيدر حاجبيه والتفت لعمار الذي يقف بجانبه روما متأثرين ليهتف وهو يضربه برأسه: شايف يا بيه مبتعمليش زيهم ليه ؟
, رمقه عمار بغيظ لتتوسع عينيه فجأة: مفاجأتي فييين ؟
, ضحك حيدر والتفت لتجمّعهم هاتفاً: كفاية عياط يا جماعة الليلة فرح ..
, التفت الجميع نحوه ومسحوا دموعهم بابتسامات ليقترب حيدر من والده يهمس في أذنه عدة كلمات ليومئ أدهم بخفة ..
, ابتسم حيدر ناظراً لعمار الذي يتابعهم بحذر ليلتفت أدهم نحو أمير وزوجته: أمير عايزك تفضيلنا نفسك قريباً عايزين نزورك في بيتك ..
, رمقه أمير بحذر: ده أنتوا تنوروني البيت بيتكم إيه الكلام ده يا أدهم هو لازم تسأل ..
, أومأ أدهم بهدوء: أه علشان المرادي جايين بزيارة رسمية ..
, ابتسمت سهى ملتفتة لابنتها التي وسعت عينيها بحذر لتهتف: تنورا وتشرفوا أكيد ..
, ابتسم أدهم بهدوء: الشرف لينا ..
, حيدر: بعد أذنك يا بابا عايزين معاد بأسرع وقت كمان أسبوع لما يرجع هارون وحمزة من رحلتهم ..
, عمار: هو هو في إيه ؟
, ابتسم حيدر مقترباً منه: هنخطبلك روما بتاعتك مش عايز ؟
, توسعت عيني عمار وهتف: بجد !؟
, أومأ حيدر برأسه ليصرخ عمار بحماس يعانقه بقوة والتفت لروما بفرح لتهتف فريدة: حيدر طلع بيعمل حاجات عدلة أهو ..
, رمقها حيدر بصمت وأشاح بوجهه عنها ليهتف زين: هارون وأنا ؟
, هارون: أنت إيه ؟
, زين بحماس: هتعملي مفاجأة تخطبلي ورود ؟
, هارون: لأ أنت لسا صغير ..
, قطب زين جبينه والتفت لمصطفى: عمو مصطفى جوزني بنتك بلاش معاد وطلب إيد احنا أهل في بعضينا وأنا بحبها وهي بتحبني ..
, رمقه مصطفى بغيظ ليهتف زين: قولت إيييه يا عمو أنا مليش حد كلهم شايفيني صغير ..
, مصطفى: يبقى لما تكبر تعالا ..
, تعالت ضحكات هارون بسخرية وضرب كتف زين بخفة: كلهم شايفينك صغير يا زينو حتى عمك ..
, هتفت ورود: على فكرة اللي بتعملوه ده حرام ..
, زين: وهيضطرونا نعمل الرذيلة ..
, شهقت ورود بصدمة: يا قليل الأدب ..
, زين: إيييه بخوفهم علشان يوافقوا ..
, ورود بغيظ: أكبر أنت الأول وهيوافقوا ..
, زين بغضب: أنتي بتتريقي علياا أنتي مش أكبر مني إلا ب23 ساعة على فكرة ..
, رمقته ورود باستهزاء ليهتف حمزة: مش هنمشي بقا ..
, التفت الجميع نحوه وهو يبتسم محيطاً خصر رحمة بذراعه: إييه ؟
, أدهم بهدوء: هتباتوا النهاردة في الفندق وطيارتكم بكرا الصبح ..
, ابتسم هارون باتساع يجذب ريماس معه وهتف: الشنط فين ؟
, ليلى: في العربية كله جاهز ..
, أومأ حمزة برأسه واقترب منهم يُودع الجميع هو ورحمة ولحق به هارون يُودعهم حتى وصل لتليد هاتفاً: هتوحشني يا تلييد ..
, رمقه تليد بنظرات هادئة يُقابل ابتسامة الآخر ليقترب منه فجأة يُحاوطه بذراعيه بقوة وكأنه سيهرب منه .. ابتسن هارون باتساع ونبض قلبه بقوة وحنان يعانقه هو الآخر بقوة وهمس: مفضلش غيرك أشكره ..
, ضمه تليد أكثر مقطباً جبينه بشرود: أنا متشكرنيش أنت تطلب مني وبس ..
, دمعت عيني هارون بقوة وتليد يهمس: أنا اللي أشكرك مش أنت ..
, ابتلع هارون ريقه متنهداً بقوة شاعراً بيدي تليد تضمّانه أكثر وكأنه يُعوّض أيام بعده وحرمانه وسمعه يهمس له: أنا بحبك يا هارون أنت أول حد وأكتر حد .. أنا بحب زين علشانه حتة منك .. أنت أصل كل حاجة ..
, ضحك هارون لا يدري لماذا .. ربما ليُسيطر على موجة البكاء العنيفة التي تحثّه على الإنفجار في تلك اللحظة بين أحضانه وهتف: وأنا كمان بحبك أووي ماتيجي معايا وأسيب البت ريماس هنا ..
, ابتسم تليد بخفة وتنهد براحة وسعادة هادئة يشعرها داخله ..
, طال عناقهم وهمساتهم أمام الجميع لتعود وتدمع عينيهم بحب وتأثر حتى ابتعد تليد عنه أخيراً هاتفاً: يلا علشان متتأخروش ..
, ابتسم هارون بهدوء والتفت نحو ريماس التي تُتابعهم بدموع ليقترب منها يجذب يدها بحنان متجهين نحو السيارة .. تُتابعهم عيون العائلة بنظرات محبة سعيدة فيما أخذ حيدر تسنيم ليُكملا سهرتهم خارجاً ..
, بعد مدة ..
, وقف حمزة أمام غرفة الفندق والتفت لرحمة التي تُتابعه بابتسامة .. أمسك ذراها يضم كفها بين يده بحنان وفتح الباب ليُدخلها معه برفق مغلقاً الباب خلفه ..
, ابتسم وقلبه ينبض بسعادة هائلة هاتفاً: هتصدقي لو قولتلك أن دي أجمل لحظات حياتي ..
, ابتسمت رحمة تُحدق به بنظرات غامقة تتأمّل ابتسامته وحبه الذي ينضح من عينيه لتهتف بهدوء: حمزة ..
, حمزة: روحه ..
, اقتربت رحمة منه رفعت يديها تُحاوط وجهه بارتجاف جعله يرتجف مبتلعاً ريقه يتأملها عن قرب وهي تهمس: أنا مش عارفة حاسة بإيه بس.. اللي أعرفه أني فرحاانة فرحانة جمبك ومتطمنة ..
, ابتسم حمزة بخفوت شارداً في ملامحها وتابعت هي بحب: متسبنيش أنا مش هقدر أبعد عنك تاني أنت حمايتي وسعادتي ..
, توسعت ابتسامته أكثر مع نبض قلبه القوي حتى انحنى نحوها يضمها بين أحضانه بقوة ماسحاً خصلاتها بحنان وكأنها ابنته قبل أن تكون زوجة له ..
, في غرفة جانبية ..
, ابتسم هارون بسعادة وانحنى يحمل ريماس بين يديه هاتفاً: أفتحي الباب يا عروسة ..
, ضحكت ريماس وهتفت باستفزاز: قال يعني رومانسي ماكنت شيلني من لما نزلت من العربية ..
, هارون بخبث: عايزة ضهري يتكسر قبل ما أعمل حاجة ..
, قطبت جبينها بقوة ترمقه بغيظ وهتف هو بابتسامة واسعة: هعمل الأول وأوعدك بكرا أنزلك ع السلم على ضهري ..
, ضربت كتفه بغيظ وخجل وهتفت: مش ناقصة قلة أدب ..
, تعالت ضحكته هاتفاً: للأسف النهاردة أصل قلة الأدب أفتحي الباب خلصيني ..
, تأففت بغيظ وضحكة ومدت يدها تفتح الباب ليدلفا لذلك الجناح العرائسي الفاخر المُجهز والمُزيّن ..
, أنزلها أرضاً يرمقها بحب وهتف: عاملة إيه ؟
, رمقته بضحكة هاتفا: بلاش هبلك دلوقتي كويسة وفرحان أووي ..
, هارون: أحلويتي أووووي كمان ..
, ريماس: علشانك قصاد عيني يا حبيبي ..
, هارون: أيوه كده حفظتي درسك ..
, ضحكت تنظر حولها بانبهار وسعادة ووضعت باقة الورود أعلى الطاولة ليجذبها من خصرها بحب متجهين للغرفة الداخلية ..
, فتح الباب ودلفا بابتسامة واسعة اختفت حالما لمحا ذلك الجالس فوق السرير بأريحية وكأنه ينتظرهم ..
, توسعت عيني هارون بصدمة وهتف: أانت.. أنت بتعمل هنا إيييييه !؟
, هتفت ريماس بقلق من أن تُصيبه جلطة: أهدا يا هارون أنت أنت يابني إييه اللي بتعمله هناااا !؟
, ابتسم تليد ابتسامة واسعة ونظر لساعة يده: متأخّرين بقالي 5 دقايق مستنيكم ..
, أمال رأسه رافعاً حاجبيه: كنتوا بتعملوا إيه الوقت ده ؟
, نظر هارون حوله بجنون ودار حوله نفسه: أنا أانا.. سبتك في الفيلاااا ..
, تليد بلوم: أنت سبتني بس معقول أنا أسيبك يا هارون ؟ تيجي إزاي دي ؟
, حدق هارون به بنظرات مذهولة وتليد يُعدل جلسته: مش أنت اعترفتلي بحُبك ؟ عايزني أسيبك بعد الإعتراف ده إزاااي ؟
, مسح هارون وجهه بغضب وحدة وهتفت ريماس: أنت يابني هتفضل لاحقني ع القبر كماان ؟
, تليد: مين قال كده .. قبر إيه ده لا أنا هلحق هارون على قبره ..
, ضرب هارون جبهته بحدة ليقطب جبينه بقوة حالما استمع لضحكة خافتة تخرج من أحد الأركان ..
, دار في الغرفة مُضيّقاً عينيه بقوة ليرمقه ريماس وتليد بدهشة واستغراب ..
, فتح هارون الخزانة وباب الشرفة وهتف: إيه ده ؟
, تليد: ماله جوزك جننتيه من أول يوم ؟
, رمقته ريماس بغضب والتفتت لهارون: في إيه يا هارون ..؟!
, انحنى هارون على ركبتيه ينزل رأسه مُحدقاً أسفل السرير الواسع لتتوسع عيناه بصدمة ويحتقن وجهه بقوة يكاد ينفجر ..
, رمقته ريماس بحذر وانحنى تليد برأسه ينظر أسفل السرير بحيرة ليرفع حاجبيه بدهشة متمتماً: أنت بتعمل عندك إيه ؟
, ابتعد هارون عنهم كالملسوع وصرخ: زين الديييين أطلع من تحت السريرر حاااالا ..
, نهض تليد عن السرير وهتف: قاعد تحت السرير يا زينو ما كنت أقعد معايا فوقه ..
, زم زين شفتيه بغيظ ومد رأسه من أسفل السرير هاتفاً: أنا جيت قبلك ودخلت الأوضة قبلك ولما سمعت صوت استخبيت ..
, تليد بخبث: تستخبى ليه عايز تتعلم يعني هيحصيل إيه بما أنك لسا صغير ؟
, هتف زين وهو يخرج: أنت مالك بيا أنت جيت ليه أصلاً ..
, تليد: هارون أعترفلي بحبه وأنا لحقته مش هسيبه ..
, رمقه زين بغيظ ليصرخ هارون: أطلعوا برااا ..
, التفتا نحوه ليروا وجهه المحتقن غضباً .. هتف زين: هارون أن..
, قاطعه هارون بصراخ: برااا يازيين ..
, هتف زين: مش أنا لوحدي ..
, هارون: برااا يا تلييييد ..
, تليد: وحُبك ليا !؟
, هارون: بله وأشرب مايته ..
, رمقه تليد بصمت وهتف بعدها: مش هاخدك معايا لما أتجوز ..
, هارون: تليييد ..
, هتف زين: أطلع برا يا تليد سبني أدي هارون كام نصيحة كده ..
, هتف هارون: زييين .. أنتواا هتجننوني الحق عليا جبتلك عربية يا زين الكلب أطلعوا برااا حراام عليكم فرحي ده فرحي يا نااااس أنا كنت عارف أنه مش هيكمل ..
, زم زين شفتيه وهتف بحنق: ما أنا هديك نصايح علشان يكمل أصلاً .. مالك متعصب كده ليه ؟
, رمقهم هارون بغيظ واقترب يجذبهم من ملابسهم بقوة يجرّهم خارج الغرفة .. أخرجهم من الجناح بغضب مُستغرباً أصلاً كيف وصلوا قبله وصفع الباب خلفهم بقوة هائلة ..
, التفت تليد نحو زين الذي رمقه بغضب واتهام ليهتف تليد: أنت جيت إزاي وعرفت أنهم هنا إزاي ..؟
, زين: ليا مصادري ..
, تليد: ووصلت الأوضة قبلي إزاي ..؟
, ابتسم زين بفخر: قدرااات ..
, تنهد تليد مُخرجاً من جيبه سيجاراً يضعه في فمه وأشعله ليهتف: هنروح فين دلوقتي ؟
, زين: أنا ضايع من غير هارون ..
, رمقه تليد بصمت ليهتف زين: بليد أنت مش قولتلي أنك بتحبني ؟
, أومأ تليد برأسه ليهتف زين: يبقى أعزمني على حاجة واثبتلي حبك ..
, تليد: مش محتاج أثبته ..
, زين: لا محتاج علشان أنا أتأكد ..
, لوح تليد بيده: تأكدت أو لا براحتك ..
, سار تليد في الرواق الطويل الفاخر ليزفر زين بضيق ينظر حوله بغيظ ليبتسم بعدها مُتجهاً لجناح حمزة يطرق الباب بخفة ..
, قطب جبينه يعود ليطرقه بقوة أكبر هاتفاً: أطلع يا حمزة هاتلي أختي هاخدها معايا وأنا مروح ..
, استمع فجأة لصراخ حمزة من الداخل بغضب: أقسم ب**** لو مختفيتش من هنااا لاقتلكككك ..
, تراجع للخلف بحذر وفزع من صراخه وعاد ليضرب الباب بغيظ: يا سراااق يا حراامي كلكم حراميية سبتوني من غير أخوااات تفوووووه عليكم ناس قليلة ربااايية ..
, تنفس بقوة وغضب والتفت حوله بغيظ يسير في الرواق لاحقاً بتليد الذي لم يبقَ له غيره ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, بعد يومين ..
, على مائدة الإفطار تجمّعت العائلة بأكملها ماعدا هارون وحمزة وزوجاتهم بعد سفرهم لقضاء أسبوع عسل في مدينة أخرى ..
, رفع أدهم نظراته باتجاه زين الذي غيّر من جلسته وجلس على كرسي آخر بجانب بتليد مُلتصقاً به كالتصاق الآخر وكأنهما شكّلا فريقاً مُتفقين معاً بغياب هارون وخيانته لهم ..
, ابتسم أدهم بخفة ونظر لموضع كرسي زين الأساسي بجانب عمار حيث كانت تجلس عليه فريدة الآن تُوزع ابتسامات لهم جميعاً .. سعيدة منذ تصالحها مع عمار وعلاقتهم التي تتحسن شيئاً فشيئاً أمام عيني العائلة التي تُراقبهم بحذر وحنان .. وحيدر الذي يشعر بنيران غضبه داخله تخفت شيئاً فشيئاً رغم مقاومته العنيفة ..
, تنهد أدهم وترك طعامه يُحدق بحيدر هاتفاً: حيدر ..
, رفع حيدر نظراته له بحذر من لهجته الجدية ليهتف أدهم بهدوء: كنت هكلمك لوحدك بس قولت بلاش أصلهم هيعرفوا ..
, حيدر بحذر: خير يا بابا ؟
, أدهم: أنا سلمتك مسؤولية عمار زمان ..
, نقل حيدر نظراته نحو عمار المستغرب ليهتف أدهم: دلوقتي بقوا عمار وفريدة ..
, شرقت فريدة بالعصير الذي كانت تشربه بغير مبالاة ليلتفت عمار نحوها يضرب ظهرها بخفة: من أولها كده أمال لو تعرفي اللي هيجيلك بعدين ..
, سعلت فريدة عدة مرات واحتقن وجهها بحنق ليهتف أدهم: إيه يا فريدة مالك ؟
, رفعت فريدة نظراتها نحو أدهم الهادئ ونقلت عينيها على حيدر الذي يرمقها بنظرات هائة ولا تعلم لمَ لمحت في نظراته خبثاً ومُكراً شديداً وتّرها ..
, هتف أدهم: أنت المسؤول قدامي عنها زي ما كنت مع عمار مش عايز أسمع حاجة متعجبنيش .. مفهوم ..؟
, ابتسم حيدر بخفة وتراجع بظهره يُحدق بفريدة بنظرات غريبة: حاضر يا بابا تحت أمرك .. مش لازم فريدة تسمع كام كلمة ولا إيه ؟
, رمشت فريدة بعينيها: كام كلمة إيه أنا سمعت كل حاجة ..
, ابتسم أدهم بالخفاء بعدما فهم قصده والتفت لفريدة هاتفاً: فريدة .. حيدر أخوكي الكبير المسؤول عنك هو زيه زيي واحترامه من احترامي مش عايز أسمع شكوى منه عليكي وإلا هزعل جامد .. فاهمة ..
, توسّعت ابتسامة حيدر مخلّلاً أصابعه في خصلاته وأكمل شرب كأس العصير أمامه بتلذذ وهي ترمقه بنظرات مذهولة مُحتدة متمتمة بحنق: حاضر ..
, نهض حيدر عن كرسيه يرتدي سترته: بعد أذنكم .. مش راجع ع الغدا يا ماما ممكن أتأخر ..
, ليلى: خلي بالك من نفسك يا حبيبي ..
, ابتسم ملقياً نظرة أخير نحو فريدة التي تُتابعه بعيون حادة غاضبة وأشاح بوجهه عنها يخرج من الفيلا ..
, بعد مدة ..
, تربّعت فريدة فوق سرير عمار ووقف هو مُقابلاً لها: أنتي متعرفيش حيدر العناد مش هينفع معاه ..
, فريدة بغيظ: أمال إيه أطبطب وأدلع ؟؟
, قطب عمار جبينه بقوة ثم هتف: حيدر عايز حد يحرك أحاسيسه ..
, رفعت فريدة حاجبيها وهتفت بسخرية: أبقى هاتلي المعلقة بتاعتك اللي حركت أنت بيها أحاسيسه ..
, عمار: بلاش تتريقي أنا عارف بقول إيه .. أنا زمان خططت وظبطت وبصتلك فجأة اتلخبطت لقيت قلبي اتشال واتحط مصدقتش كل اللي أنا فيه زي ماكون اثبتت قصاد منك بعد ما رتبت كلام أقوله شوفتك أنا تهت مجمعتش مش عارفة أنا ليه ..
, رفعت فريدة يديها مُصفقة بحرارة وصفرت هاتفة: أم كلثوم واللهي أم كلثوووم ..
, رمقها عمار بعبوس لتهتف: خلصت وصلة الطرب بتاعتك أديني الحل بقا ..
, عمار: زي ما قولتلك أنا زمان خططت و..
, فريدة بتهكم: مش دي الخطة الغبية اللي وديتك في داهية ؟
, ابتسم عمار باتساع ثم قطب جبينه بعبوس: أه هي ..
, فريدة: وعايز تروحني في داهية ليه ما أنا موجودة على الحافة دلوقتي فاضل تكة بس وأقع على نافوخي ..
, تأفّف عمار بضيق وهتف: في دماغي فكرة وهنعملها بقولك حيدر لازم يحس ويخاف ويحن ..
, فريدة بحذر: إزاي ده ..؟
, ترك عمار الغرفة أمام نظراتها المستغربة ليعود جاذباً زين من ملابسه أوقفه أمامها هاتفاً: زينو هيساعدنا ..
, فريدة: إيه !؟
, زين بحذر: أنتوا بتعملوا إيه أناا أناااا عارف كل حاجة ..
, ابتسم عمار بلهفة: عندي خطة علشان حيدر يحب فريدة ويسامحها وهننفذها بمساعدتك يا زينو أنت هتبقى القائد بتاعنا كالعادة ..
, ابتسم زين باتساع مُعدلاً من ياقته: العمر مش كل حاااجة فعلاً ..
, اتجه ليجلس فوق أحد المقاعد ووضع قدماً فوق الأخرى: قول يابني سامعك ..
, ابتسم عمار باتساع وسار أمامهم يتكلم بانفعال وهما يُتابعانه بحذر وذهول حتى صرخ زين: موااافق **** عليك يا عمورة جدع ياض ..
, رمشت فريدة بعينيها وهتفت بتوتر: أانتوا واثقين يعني أني م مش هخسر إيد ولا رجل ؟
, عمار: من ناحية هتخسري إحنا كلنا هنخسر بس لازم نحاول ..
, زين: يبقى محتاجين ربيع عنصر مهم وهجيب ورود حبيبتي وهاتوا نغم ووسام ونوار كمان خلي الشلة تكتمل ..
, ابتسمت فريدة بتوسع: هو أنا بقيت من الشلة ؟
, زين: أيووون أدام عمورة عايز كده يبقى هندخّلك معانا ..
, نهض عن جلسته هاتفاً: هروح أجيب ربيع وأمخمخ شوية وأدوّر الفكرة في دماغي هننفّذها النهاااردة قبل بكراااا ..
, ابتسم عمار بحماس: شوفتي الواد ده علطول متحمس كده ..
, فريدة بقلق: م.. ماهو بيتحمس بالمصايب بس ..
, عمار بسعادة: أه ..
, فريدة: وأنت مالك فرحان أوي كده أنا اللي سمعته عن الواد ده ميطمّنش علی فكرۃ ..
, ابتسم عمار باتساع: متعود .. إلحق البوم يدلّك ع الخراب وزينو بومة حياتي هفضل لاحقه لآخر عمري ..
, رفعت فريدة حاجبيها بحذر تُراقبه وهو يتربع بجانبها مُخرجاً هاتفه يُكلم أصدقائه يدعوهم للحضور وهو يبتسم بتلهف ..