NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول أسطورتي (تنهيدة قلب) | السلسلة الرابعة | ـ اثنان وأربعون جزء 17/10/2023

الثامن والثلاثون


هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق،
, ونرى دمنا على أيدينا٣ نقطة لنُدْرك أننا لسنا
, ملائكة.. كما كنا نظن💜
, _ محمود درويش
, ٢٠ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, فتح عينيه يرمش بهما عدة مرات حتى اعتاد على ضوء الشمس الذي يضرب غرفته من باب الشرفة الكبير .. التفت جانباً لتقع عيناه على تلك الورقة المرمية بجانب الباب ..
, اعتدل فجأة ونبض قلبه بقوة وكأنه عرف صاحبها لينهض عن سريره حتى انحنى أمامها يجذبها ويفتحها ليقرأ الكلمتين الوحيدتين بعيون دمعت بسرعة وابتسامة متأمّلة فوق شفتيه ..
, فتح باب غرفته سريعاً ينظر حوله بحذر وكاد يخرج منها ليلتفت حالما سمع صوت حيدر من جانبه: مالك ؟
, التفت عمار له وهتف بتوتر: هاا أا ك كنت نازل أفطر ..
, رفع حيدر حاجبيه بشك من لهجته التي يحفظها وهتف وهو يتأمل شكله: أنت لسا صاحي ؟
, صمت عمار ينظر حوله بتوتر يزداد ليهتف حيدر: مغسلتش وبدلت هدومك ليه مالك يا عمار ؟
, عض عمار شفته بارتباك ليقطب حيدر جبينه ويلمح تلك الورقة بين يديه والتي يُحاول إخفائها قدر استطاعته ..
, ربما يتذكر الآن غضبه عليه سابقاً عندما كان يتقرّب منها ..
, ويُدرك بأنه لم يُسامحها بعد لذلك يُخبئها عنه أو يُخبئ مشاعره التي تدعوه لمسامحتها خوفاً من ردة فعله ..
, جذب حيدر خصلاته يزفر بقوة والتفت له يُضيق عينيه بصمت زاد من توتر عمار وكاد يعود لغرفته فبل أن يهتف حيدر: إيه الورقة اللي في إيدك دي ؟
, توسعت عيني عمار ونبض قلبه بحذر: م مفيش ..
, حيدر: عمار ..
, كوّر عمار الورقة في يده وهتف: ك كنت بدوّر على سلة زبالة ..
, حيدر بتهكم: و**** ؟
, أومأ عمار بسرعة وتراجع للخلف بقلق حالما انحنى حيدر نحوه يهمس بسخرية: ليه الرسالة معجبتكش ولا إيه ؟
, توسعت عيني عمار ينظر له بقلق ليبتسم حيدر مُربتاً على وجنته محاولاً إخفاء غضبه: الرسالة حلوة والبت كلامها جميل إيه اللي مش عاجبك ..؟
, عض عمار شفته بقوة محاولاً فهم ما يرمي إليه بكلامه ذاك ولكنه لم يستطع .. خائف أن يُخبره بأنه فرح بالرسالة فيغضب عليه وخائف أن يكذب عليه فيكشفه ليهتف حيدر: خش أوضتك اغسل وشك وغير هدومك وبعدين أنزل ..
, ابتلع عمار ريقه بصعوبة يهز رأسه بقوة ليهتف حيدر: متفكرش فيا لو أنت عايز حاجة أعملها ..
, نظر عمار نحوه بتفاجؤ وكأنه يفهم كلامه لينتفض فجأة حالما استمع لصوت فريدة قريبة منهم: صباح الخير إزيك يا حيدر إزيك يا عمورة ..؟
, أغمض حيدر عينيه بقوة وتنهد بحرارة مُلتفتاً نحوها ليرى ابتسامتها المتوسعة المستفزة ترفع حاجبها بعبث لتزيد من استفزازه ولكنه بقي محافظاً على صمته لئلا يُظهر أي ردۃ فعل تجعل عمار يتخبط في أفكاره خوفاً وحيرة ..
, اقتربت فريدة من عمار هاتفة: في إيه يا عمورة وشك مخطوف كده ليه حيدر قالك حاجة ضايقتك ؟
, نظر عمار نحوها بصمت وهي ترمقه بابتسامة هادئة قلقة من أن يكون حيدر قد أثر عليه ليبتعد عنها ..
, هتف حيدر: وأنتي هتعملي إيه لو كنت ضايقته ؟
, التفتت نحوه تهتف بحدة: هعمل كتيير أوووي مسمحلكش تضايق توأمي ..
, ابتسم حيدر بسخرية لتحتد عينيها أكثر هاتفة: تعرف أنا مش هتنازل وأتكلم مع ناس شبهك كده ..
, التفتت تتجه نحو السلالم مبتعدة عنهم لتعود وتلتفت نحوه هاتفة: أه على فكرة أنا هخرج النهاردة مع ماما وبابا بس هأجلها ع بالليل أصلي هتأخر في الكلية ..
, هتف حيدر من بين أسنانه: تتهنّي ..
, ابتسمت بتوسع: مادامك مش معانا هتهنا أكيييد .. عمورة تيجي معانا ؟
, التفت عمار نحوها بحذر لتهتف: لو جيت هتهنا أكتر إيه رأيك ؟
, نفى عمار برأسه متمتماً: مش عايز ..
, ابتسمت أكثر هاتفة: براحتك يا حبيبي اللي يريحك ..
, التفتت تنزل درحات السلم لتتغير ملامحها لحزينة مصممة متنهدة بحرارة تاركة حيدر ينظر بإثرها بصمت وعمار يُعلق عينيه عليه بترقب ..
, التفت حيدر نحوه وهتف: تيجي معايا الشركة ؟
, ابتسم عمار بتوسع وكأنه يُريد أي شيء ليُلهيهم عن التفكير والخلاف وأومأ برأسه بصمت ليهتف حيدر: طب يلا جهز نفسك علشان منتأخرش ..
, عاد عمار نحو غرفته سريعاً وابتسامة واسعة تتشكل فوق شفتيه .. فتح أحد أدراج خزانته يبحث عن تلك الرسالة القديمة التي وضعتها له ليبتسم بنبضات قلب مرتفعة حالما رآها .. عدل الرسالة الجديدة التي بين يديه وطواها بحرص ليضعها مع الأخرى ويُغلق عليها بابتسامة آملة وكأنه يُغلق عليها باب قلبه المُحب ..
, بعد عدة ساعات ..
, ترجّلت فريدة من السيارة بعدما دخلت بوابة الفيلا تلحقها نغم بخطوات سريعة علها تُهدئ تلك الغاضبة .. أمسكتها من ذراعا بقوة: فريدة خلاص أهدي مش عايزين مشاكل أكتر أنتي اللي غلطانة ..
, هتفت فريدة بغضب مشيرة لكدمة فوق وجهها: بصي عملت فيا إيه خدتني على خوانة ده أنا لو سبتوني عليها كنت طلعت ميتين أمهاااا ..
, تنفست بقوة تدخل الفيلا لتعود وتلتفت نحوها صارخة: هي شايفة نفسها على إييييه علشان يعني شعرها الأصفر وقوامها الممشوق دي أساساً مش خلقة **** هي ملونة نفسها أقسم ب**** ..
, هتفت نغم بغيظ: فريدة البت اللي تخانقتي معاها كان شعرها أسووود ..
, قطبت فريدة جبينها بقوة لتلوّح بعدها بيدها هاتفة: أيّاً يكن المهم مش خلقة **** زيي كده ..
, زفرت نغم بضيق وصعدت درجات السلم خلفها لتتوقف مكانها بصدمة حالما لمحت حيدر يخرج من غرفته ..
, لطمت وجهها بفزع فهي تعلم فريدة عندما تكون في أقصى مراحل الغضب لن تترك أحد يُغيظها إلا وتتعارك معه بسبب أو من دون سبب فقظ لتُفرغ شحنة غضبها ..
, لمحها حيدر عن بعد وهو يُمسك ملفاً خاصاً بالشركة بين يديه وتجنب النظر إليها ليمرّ من جانبها وكأنه لم يرها .. احتدت عيني فريدة تُلاحقه بغضب لتلتفت نحوه تُطالع ظهره هاتفة: أنت يا أخينااا ..
, توسعت عيني نغم بقلق ليتوقف حيدر مكانه بتصنم والتفت نحوها ببطء وكأنه لا يستوعب بأنها تحدثه هو بتلك النبرة الآمرة ..
, هتفت فريدة تنظر إليه بعيون تقدح شرراً: شايفني حشرة معدية من جمبك حضرتك ؟ لا ب**** تقول لو شايفني حشرة علشان أقولك أنا كمان شايفاك إيييه ..
, قطب حيدر جبينه بقوة ودقق النظر لها بعيون حادة مُخيفة وهتف: أه شايفك حشرة وأنتي ؟
, ابتسمت فريدة بعصبية وصفقت بيديها: **** **** سمعتي يا نغمة سمعتي التربية واد شايف أخته حشرة يبقى أخته بالحالة دي تشوفه إيييه ؟
, هتفت نغم مُقتربة منها بارتباك: خ خلاص يا فريدة مش وقته أنتي متعصبة ومش عارفة ب..
, نفت فريدة برأسها: ولا متعصبة ولا حاجة أنا أساساً مفيش حد قادر يعصّبني .. أستاذ حيدر تسمحلي أقولك أنا شايفاك إيه ؟
, بقي حيدر يُحدق بها بنظرات مذهولة ولم يستوعب بعد بأنها تُكلّمه هو وهذا ما جعل غضبه لا يخرج سريعاً ليسمعها تهتف: السكوت علامة الرضى .. أنا بصراحة شايفاك صرصار بشنب قصير كده مش باين ولابس جزمة بتاعة ستات في رجلك وبتجعر هنا وهنا ولا حد معبرك ..
, توسعت عيني نغم بذهول وتمسكت بذراعيها بقوة: فريدة تعالي معايا ..
, جرّتها معها رغماً عنها بعنف وفريدة تحاول ضربها: لاا سبيني أتكلم هفضل مُضطّهدة كده لحد إيمتى بقولك إيه يا ابن الناس أنت مش بتعتبرني أختك أوك بس متكلمنيييش تاني يا أخي متعترضش طريقي كده وتضيّع وقتي فاااهم ..!؟
, هتفت نغم بحدة: فريييدة كفاية أساساً أنتي اللي بتعترضي طريقه مش هو ..
, قطبت فريدة جبينها بقوة والتفتت لحيدر الذي مازالت عيونه متوسعة بذهول لتسحبها نغم بقلق: أخلصي يا فريدة في يومك ده ..
, سحبتها رغماً عنها باتجاه الغرفة مُغلقة الباب خلفها بإحكام ليبقى حيدر وحده يُحدق بالباب المغلق بصدمة حتى انتبه أخيراً لفكرة بأنها تُكلمه هو .. تصرخ بوجهه بكل وقاحة وترمقه بنظراتها المحتدة المهددة ..
, توسعت عينيه بصدمة هائلة وأفلت الملف من يده بغضب متجهاً بخطوات حازمة نحو غرفتها .. فتح مقبض الباب بقوة ليتفاجأ به مُغلق .. ضرب الباب بقبضته: أفتحي الباااب ..
, التفتت فريدة نحو الباب بحدة لتهتف نغم بخوف: اتبسطي ..؟
, قطبت فريدة جبينها بغضب وهتفت: إيه يعني هيزعق كالعادة أفتحيله خلينا نخلص ..
, هتفت نغم بغضب: أنتي اتجننتي أفتحله إزااي أنتي مستوعبة قولتيله إيييه ده جاي يخلّص عليكي ..
, ابتلعت فريدة ريقها بحذر وهتفت: لا مش للدرجة دي ..
, تأفّفت نغم بغضب لتنتفض الإثنتان على ضربة حيدر القوية وهتافه الحاد: أقسم ب**** لو مفتحتيش الباب لاكسره على دماغك وأنا مبحلفش كدب ..
, جحظت عيني فريدة والتفتت لنغم التي ترمقها بغضب واتهام .. حكّت فريدة رأسها وهزت كتفيها وكأن لا سبيل أمامها لتتجه نحو الباب بخطوات مُتشجعة وما إن أدارت القفل فيه حتى تراجعت بفزع تكاد تختبئ خلف نغم ..
, دخل حيدر الغرفة بشكله الهمجي الغاضب ورمقها بنظرات أكثر حدة مما كانت من قبل وهتف بعيون هائجة: تعالي هناا ..
, فريدة بتوتر مُحاولة التشجّع: عايز بنغم إييييه !؟
, نغزتها نغم بخصرها بقوة لتهتف فريدة بحدة: بقصد عايزني في إيه أمشي يا عم من هنا مش فاضيين لزعيقك دلوقتي تعالا بكرا ..
, اقترب حيدر بخطوة حادة ووقف مكانه هاتفاً: لا يا هانم زعيق إيييه مفيش زعيق ولا حاجة اتطمّني ..
, ابتسمت فريدة فجأة ترمقه بنظرات مُفتخرة متحدية والتفتت لنغم بنظرة بمعنى بصي واتعلمي ..
, عادت تنظر لحيدر هاتفة ببرود: أمال عايز إيه !؟
, حيدر: قربي شوية وأنتي هتعرفي ..
, هزت كتفيها ترمقه بتحدي واقتربت منه هاتفة وهي تُكتف يديها فوق صدرها: أهو أخلص ..
, هاجت عيني حيدر أكثر وهتف: مفيش زعيق ماااشي ..
, أومأت فريدة برأسها وقبل أن تكمل الإيمائة حتى استمعت لهمسه الحاد: في ضرب فيه كسر مبااادئ هنا ..
, توسعت عينيها ورفعت بؤبؤيها نحوه بحذر: م مبادئ إيه لا متقوليش هتتكسر على حظي أنت مبتضربش بنات أصلاً أوعى المبادئ دي تكسرها علشان حتة بنت زيي لا راحت ولا جات أنت أكبر من كده بعدين دي مش رجولة هااا ..
, أومأ برأسه بقوة وهدأ غضبه قليلاً حالما رأى تردّدها وعدم تحديها كالعادة ليهتف: أه فعلاً أنا مش بحسها رجولة بس ده لو الراجل بيستقوي ع الست .. بس مش كل الضرب كده في ضرب بيبقى بقصد العقاب والتأديب سامعة بيه ؟!
, رفعت حاجبيها بصدمة ترمش بعينيها لتنفي برأسها بخفة: لا أول مرة الصراحة ..
, حيدر: أوك هعرّفهولك دلوقتي ..
, فريدة بتوتر محاولة تهديده: ما بلاااش أنت متعرفنيش أنا لسا عاملة مجزرة في الكلية وخرجت منها سالمة بلاش تبقى واحد من الضحايا ..
, قطب حيدر جبينه وتصنّم جسده فجأة مُضيقاً عينيه يُدقق في ملامحها حتى جعلها تتوتر من نظراته الصامتة المتفحّصة ..
, حاولت التراجع بحذر لتشهق فجأة حالما أمسك وجهها بقبضة يده يرفعه نحوه بقوة وعيونه تهيج بشكل جنوني هاتفاً: مين اللي ضاربك ؟
, توسعت عينيها أكثر مُحاولة تخليص نفسها منه ليُشدد من إمساكه لوجهها بطريقة آلمت مكان كدمتها هاتفاً أمام وجهها بصوت مرعب: بقولك أنطقي مين اللي عامل فيكي كده ..؟
, هتفت نغم بتردد: حيدر هي ت..
, هتف حيدر مقاطعاً بعصبية: سألتها هي وهي اللي تجاوب ..
, هتفت فريدة بحدة: سبني أنت ماالك بيا أصلاً تخانقت مع زفت ملكش دعوة ..
, توسعت عينيه يبعدها عنه بقوة وصرخ: أنتي إزاااي تسمحي لابن٣ العلامة النجمية يضربك فييين شرّك وتخطيطك يا هانم ولا بقيتي قطة أليفة دلوقتي ..
, تراجعت للخلف بفزع من صرخته وهتفت بحدة: وأنت مااالك ..؟
, صرخ حيدر بغضب: متجاوبيش ع السؤال بسؤال أنتي اتجننتي عايزاني أشوفك متزفتة مضروبة كده من واحد ابن كلب وأسكت هو ميين ..؟؟
, هتفت بغضب رغم صدمها: وأنت مالك بيا من إيمتى أصلاً كنت مهتم ولا واخد بالك مني اتضرب من أي حد ملكش دعوة ..
, هتف حيدر بأنفاس صاخبة: مليش دعوة بيكي فعلاً وأنتي آخر همي بس حضرتك يا هانم قااعدة عندنا يعني في حمايتنا وفكرة أن راجل يضرب بنت دي لوحدها بتطلع شياطينييي ..
, توسعت عينيها بصدمة وحذر ولمعت عينيها فجأة بقوة أمام هياجه الواضح .. هتف هو ناظراً لها: شغل البلطجة بتاعك فييين ماكنتي أدفعي فلوس لأي حد وانتقمي منه ..
, ابتلعت فريدة ريقها واهتزت عينيها بصدمة .. لا تستطيع التفكير جيداً في تلك الصدمات أمامها .. لا تعلم إن كان غاضباً من أذيّتها هي أم فعلاً من فكرة أن رجل ضربها كما يعتقد .. وهي لا تعلم لمَ لمْ تُصحح ظنه الخاطئ ..
, هل لترى خوفه وغضبه ذاك ؟
, أم لتشعر بأنها أصبحت مهمة بالنسبة له حقاً !؟
, دمعت عينيها فجأة رغماً عنها وانفجرت في البكاء بجسد يهتز بقوة لتتوسع عيني حيدر ونغم معاً يرمقانها بنظرات مصدومة قلقة ..
, اقتربت نغم منها تجثو على ركبتيها بعدما جلست الأخرى أرضاً تبكي بنحيب ليبتلع حيدر ريقه بقلق وحيرة مقترباً منها بتردد ..
, دخل عمار الغرفة بعدما استمع لصراخهم ونقل عينيه في المكان يرمقهم بصدمة لتتوسع عينيه بقلق هاتفاً: ف في إيه ح حيدر أانت عملتلها إيه ؟
, شهق بصدمة حالما رأى الكدمة المحمرة على وجه فريدة ليقترب منها بدموع: أانت ضربتها ؟
, توسعت عيني حيدر يرمقه بذهول واقترب عمار منها متمتماً بخوف: ف فريدة خ خلاص متعيطيش نغم جيبي تلج ..
, ابتلعت نغم ريقها تومئ برأسها بقوة ليلتفت عمار نحو فريدة التي ازدادت بكائاً حالما شعرت بلمساته الخائفة وصوته المرتجف قريباً منها ..
, تشعر بخوفه عليها وحبه لها وهي تريد البوح .. تريد إخباره ولكن بكائها حال دون ذلك ..
, رفع عمار نظراته الدامعة نحو حيدر يرمقه بلوم والآخر صامت بذهول يُتابعهم بعيون غريبة ..
, دخلت نغم الغرفة مهرولة نحوها ليجذب عمار منها كيس الثلح بقوة ووضعه سريعاً على وجنة فريدة المكدومة وهو يُتمتم: خ خلاص أهدي ب بتوجعك صح ؟
, زاد بكائها أكثر عن ذي قبل بكلماته الخائفة عليها .. هي آلمته عذبته دمرته وهو يخاف عليها من مجرد ضربة صغيرة مؤلمة ..
, دمعت عيني عمار بقلق وتمتم: ف فريدة خلاص أهدي عشان خاطري ..
, حاولت فريدة الهدوء تمسح دموعها بقوة وسرعة فيما شهقاتها بقيت تهرب منها بغير إرادة ..
, ساعدتها نغم على النهوض حتى أجلستها فوق السرير بجانبها عمار الذي يرمقها بقلق وتوتر وهمس: أنتي كويسة !؟
, أومأت برأسها بصمت تمسح ما تبقى من دموعها الحارة مقطبة جبينها بقوة وغضب من نفسها لانهيارها أمامهم بهذا الشكل ..
, رفعت نظراتها نحو حيدر الذي استدار يتركهم خارحاً من الغرفة لتعود بنظراتها نحو عمار الذي مازال يرمقها بقلق ..
, رمشت بعينيها متمتمة: عمار ..
, تراجع عمار للخلف وهتف بتوتر وهو ينهض من جانبها: هو هو لسا متعصب وزعلان منك متزعليش منه ولا تقولي لبابا ..
, رمشت بعينيها هاتفة: وأنت كمان ؟
, قطب عمار جبينه بحذر لتهمس: أنت كمان لسا زعلان مني ؟
, أشاح عمار بنظراته عنها مُتهرّباً من عينيها الراجية والتفت متجهاً نحو الباب بخطوات مُسرعة ..
, دخل حيدر غرفته وقد نسي ربما بأنه كان متوجهاً في طريقه عائداً للشركة بعدما تناول وجبة الغداء في الفيلا ..
, خلع سترته يتنفس بقوة مُرخياً أزرار قميصه العلوية وكأنه يختنق .. جذب خصلاته بضيق وغضب كلما تذكر ما حدث ولا يعلم لمَ يديه ترتجفان بقوة كما سائر جسده ..
, أغمض عينيه يأخذ عدة أنفاس عميقة محاولاً تهدأة نفسه واستلقى فوق سريره يحدق بالسقف بملامح لا تُفسّر ..
, بقي على تلك الحالة عدة دقائق حتى انتبه لصوت الباب الذي فُتح بخفة .. التفت برأسه ليلمح عمار يدخل الغرفة بوجه جامد وعيون تبدو باكية ..
, اعتدل حيدر بجلسته ليتوقف عمار مكانه يرمقه بصمت .. هز حيدر رأسه بسؤال يُطالعه بحذر: مالك ؟
, ابتلع عمار ريقه وهتف ناظراً له: أانت عملت كده ليه ؟
, حيدر: عملت إيه ؟
, عض عمار شفته بتوتر وهتف بخوف: ضربتها ..
, رفع حيدر حاجبيه بذهول يُطالعه بنظراته الحادة ونهض عن سريره هاتفاً: ضربتها !؟
, أومأ عمار برأسه ونظر له هاتفاً: أانا مش هخليها تقول لبابا بس متعملش كده تاني هي هي مشكلتها معايا أنا ..
, زاد ذهول حيدر وهو يحدق به بنظرات مصدومة: معاك أنت بس !؟ أنت واعي على نفسك يا عمار ؟
, عمار: أه أنا مش عايزك تعاملها كده علشاني سبني أنا على جنب ..
, حيدر باستنكار: أسيبك !؟ وأنا أعمل إييه !؟
, اقترب منه هاتفاً بحدة: قولي أعمل إيييه مش لازم أزعل ولا أتعصب !؟ هي أذتك لوحدك يا عمااار ؟
, ابتلع عمار ريقه واهتزت عينيه بخوف: معرفش أنا مش عايز تعملها حاجة بسببي أانا أساساً مش عايز حد يتدخل بعلاقتي بيها ..
, هتف حيدر بحذر: وأنت شايفني بتدخّل ؟ جاوبني شايفني بتدخل مش قولتلك أعمل اللي أنت عااايزه أنا مش هقف في طريقك ؟
, تراجع للخلف يجذب خصلاته بقة وعاد يلتفت له: أعمل اللي أنت عاايزه أنا مليش دعوة بس سبوني أنا كمان بحالي عايزين بيا إيييه أنا أعمل اللي أنا عايزه لازم استحمل يعني كل حاجة من غير ما أشتكي ؟؟
, دمعت عيني عمار بقوة وهتف: أنا مش بقولك تستحمل بس متضربهاش هي..
, قاطعه حيدر صارخاً: كفاااية تقول ضربتها أنا مضربتهاش أنت مصدق أني ممكن أعمل كده ؟ إيه اللي بتقوله ده يا عمااار هو ده رأيك فيا طول عمري مبضربش بنات ولما أجي أضرب هضرب أختييي ؟
, رفع عمار نظراته الباكية نحوه لتنهمر دموعه من عينيه بألم وتخبط .. هتف حيدر بنفاذ صبر: بتعيط ليه دلوقتي ؟
, نفى عمار برأسه بحركة لا معنى لها متمتماً وهو يلتفت خارج الغرفة: مفيش ..
, هتف حيدر باسمه: عمااار ..
, اقترب منه يجذبه من ذراعه بقوة يديره نحوه وهتف أمام وجهه: أنا مضربتهاش ..
, هتف عمار: أمال مين ؟
, حيدر: معرفش مسألتهاش ليييه !؟
, مسح عمار دموعه متمتماً: معرفش أنا بس قولتلها عشان متقولش لبابا ..
, حيدر بسخرية: و**** ما كنت ترجاها كمان والنبي .. وشكراً علشان بتدافع عني ومش هتفتن عليا ..
, رمقه عمار بغضب من سخريته ليثبّت حيدر نظراته عليه بلوم من شكه به ليهمس عمار بتمتمة خافتة: آسف ..
, ابتسم حيدر بخفة وجذبه من ذراعه يعانقه بقوة ليتنهد عمار مغمضاً عينيه بتشتت .. همس حيدر ماسحاً خصلاته برفق: أنت عايز إيه ؟
, تمتم عمار بألم: معرفش أانا مش عارف عايز إيه يا حيدر أنا بحبها ..
, دمعت عيني حيدر بألم والآخر يهمس ببكاء: بس هي وجعتني أووي ..
, تنهد حيدر بقوة وحرارة وابتعد عنه هاتفاً: بس أنا كمان وجعتك زمان صح ..
, رمش عمار بعينيه يرمقه بحذر ليهتف حيدر: وأنت قلبك عمره ماقسي لا عليا ولا على أي حد ..
, ابتلع عمار ريقه يُدير نظراته في المكان بتشتّت ليهتف حيدر مُغيّراً الموضوع: تيجي معايا الشركة ..؟
, التفت عمار نحوه باستنكار: مش لسا واصلين وقولت هترجع لوحدك ..
, حيدر: زهقان لوحدي أمشي معايا يلا وجيب روما معاك كمان ..
, ابتسم عمار يومئ برأسه بخفة والتفت خارجاً أمامه من الغرفة ليتجه حيدر نحو مكتبه يأخذ الملف الذي كان قادم لأخذه وخرج من غرفته لاحقاً به ..
, ٣٣ العلامة النجمية
, "عِش ضاحكاً مهما شقيت، إنَّ الجراحَ بصوتِ الضحكِ تلتئمُ"💚
, ٢٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, مساءً ..
, رفعت فريدة خصلات شعرها القصيرة تربطهم للخلف بقوة ورتّبت قميصها الأبيض الناصع مُلتفتة لنغم التي هتفت: هتعملي إيه ؟
, هتفت فريدة: جاتلي فكرة هنفّذها بس لما أرجع يلا بينا علشان منتأخرش ..
, أومأت نغم برأسها مُعدلة من خصلاتها لتخرج من الغرفة لاحقة بها .. توقفت مكانها بتنهد عندما وجدتها تطرق باب غرفة حيدر حتى فتحه ناظراً لها بصمت ..
, ابتسمت فريدة بتكبر: قولت أعمل في أصلي وأسألك عايز حاجة أجبهالك معايا ؟ زي ما أنت عارف أنا خارجة أتعشا مع بابااا ومامااا ..
, رمقها حيدر بنظرات مستهزئة وهتف: أبقي كلي وأشبعي لاحسن تتحولي بالليل وتاكلي حد مننا ..
, ابتسمت هاتفة: لا متقلقش من الناحية دي بابا هيأكلني كويس ..
, حيدر: تتهني ..
, فريدة: شكراً ..
, مدّت رأسها تنظر من خلف كتفه للداخل لتلمح عمار يجلس فوق السرير يُتابعهم بصمت لتبتسم ملوحة له: عمورة إزيك عايز حاجة أجبهالك ؟
, بقي عمار صامتاً يحدق بها ليهتف حيدر: هو ماصدق يتخلص منك يلا بقا هوينا ..
, نفخت فريدة الهواء بوجهه: أهو ..
, رمقها بنظرات حادة لتُهرول نغم باتجاهها بسرعة تسحبها من يدها: يلا بينا يا فريدة ..
, ألقت فريدة نظرة حادة تُقابل عيني الآخر الحادة واستدارت تنزل درجات السلم مع نغم ..
, زفر حيدر مُخلّلاً أصابعه في خصلاته بقوة وغيظ ودخل الغرفة صافعاً الباب خلفه ..
, حدق بعمار الذي نهض عن سريره متجهاً للشرفة ليلحق به هو الآخر .. وقف بجانبه ينظر حيث ينظر عمار للأسفل وفريدة تقترب من والديها الذين ينتظرانها أمام سيارة أدهم الخاصة ..
, ابتسم أدهم يمد يده نحوها لتقترب منه بعيون لامعة .. عدل من خصلاتها التي تناثرت على جبينها مبتسماً بحنان ليهتف: كان نفسي نخرج قبل كده علشان ناخد وقتنا بس هنعوّضها يوم تاني إن شاء **** ..
, اتسعت ابتسامة فريدة بحب وقلبها تشعر به ينتفخ بقوة وقد امتلأ بعدة قلوب حمراء صغيرة يكاد ينفجر بها .. أشار لهم أدهم بالصعود لتتجه فريدة بجانب نغم تستقلّان السيارة في المقعد الخلفي وليلى تجلس بجانب أدهم الذي قاد سيارته متجهاً عبر البوابة الكبيرة خارج الفيلا ..
, تابعهم حيدر وعمار بعيونهم الهادئة وسط صمت حل عليهم حتى اختفوا عن ناظريهم .. التفت حيدر يحدق بعمار الصامت ليبتسم فجأة: إيه ؟
, التفت عمار نحوه وهو يُقطب جبينه بقوة ليضحك حيدر بخفة: غيران ؟
, عمار باستنكار: على إيه ؟
, هز حيدر كتفيه بابتسامة وهتف: أعترف عادي أنا برضه غيرت ..
, رفع عمار حاجبيه بتفاجؤ ليتنهد بغيظ هاتفاً: كان نفسي أروح معاهم ..
, حيدر: ومروحتش ليه ؟
, زم عمار شفتيه ينظر للأسفل بشرود ليتنهد حيدر هاتفاً: أنا بالنسبالي عادي ادام أنت معايا هي راحت مع ماما وبابا وأنا وأنت فضلنا مع بعض ..
, ابتسم عمار يرمقه بهدوء ليهتف حيدر: تيجي نخرج ؟
, نفى عمار برأسه: مليش نفس ..
, سحبه حيدر من يده للداخل: يبقى نسهر مع بعض تعالا ..
, دخل عمار الغرفة والفت له: نتفرج على فيلم زي زمان ..
, ابتسم حيدر يُومئ برأسه ليهتف عمار بحماس: يبقى هجيب زينو كمان استنا ..
, هرول خارج الغرفة يقتحهم غرفة زين الذي يتربع فوق سريره يُدقق بشاشة حاسوبه بتركيز ..
, سحب عمار الحاسوب من أمامه: سيب الإستشعار على جنب وتعالا هنسهر أنا وحيدر ونتفرج على فيلم ..
, رفع زين نظراته له يرمق حماسه ليهتف: فيلم إيه ؟
, سحبه عمار من يده: معرفش تعالا بس هنزل أقولهم يحضرولنا فشار وعصير وتسالي يللاا ..
, ابتسم زين بحماس ونهض عن سريره يتجه لغرفة حيدر الذي كان يُجهز الشاشة في غرفته يبحث في درج مكتبه عن فيلم مناسب ..
, تربّع زين فوق السرير وهتف: هاتلنا فيلم رومانسي بيتكلم عن ضرب الأخوة اللي أسمهم تليد ..
, التفت حيدر نحوه يرمقه بنظرات باردة صامتة ليهتف زين: إيييه بتبصلي كده لييه ؟
, حيدر: أنت إيه اللي جابك ؟
, ابتسم زين بتوسع: عمورة ميقدرش يتفرج على فيلم من غيري ..
, دخل عمار الغرفة بحماس وهتف: قولت لربيع بس مش عايز وورود هتيجي ..
, اتسعت ابتسامة زين أكثر: شوفت يا دردر أننا عايزين رومانسي ..
, هتف عمار بسرعة: لاااا عايزين رعب ..
, صرخ زين بفزع: إيييه !؟
, ابتسم حيدر بتهكم: إيه يا زينو أنت لسا بتخاف ..؟
, زم زين شفتيه يرمقهم بغيظ: مش عايزين رعب عايزين رومانسي ..
, جلس عمار بجانبه: لا يا زينو رعب أنت هتخاف من إيه أحنا معاك ..
, رمقه زين بغيظ ليهتف عمار برجاء: والنبي والنبي بقالنا زمااان متفرجناش مع بعض كده .. حيدر أقفل النور والستاير و..
, صرخ زين بسرعة: لاااا سيب كل حااجة ..
, عمار: مينفعش لازم جو مُرعب ..
, زين: طب و**** أمشي وأدعي عليكم متتهنّوش بفيلم من غيري ..
, رمقه عمار بغيظ ليهتف حيدر: أخلصوا هنتفرج على إيييه !؟
, دخلت ورود الغرفة تبتسم بحماس مُقتربة منهم: هااا هنتفرج على إييه ؟
, عمار: عايزين رعب بس زين خايف ..
, فتح تليد باب الغرفة ينقل نظراته بينهم: هاي ..
, التفت زين نحوه بحدة: أنت إيه اللي جابك ..؟
, تليد: وروووود ..
, التفت زين نحو ورود للتي هتفت: إيه يا زينوو الفيلم عايز مشاهدين وحماس تعالا يا تليد هنتفرج على رعب ..
, عمار: بس زين بيخاف و..
, كمّم زين فمه هاتفاً بغضب وغيظ: أنا خايف عليك يا عمووورة و**** بس متقلقش ادام احنا معاك مفيش خوف ولا حااااجة ..
, توسعت عيني عمار يرمقه بصدمة ليهز رأسه بسرعة .. ابتعد زين عنه يرمقه بتهديد ليتنفس عمار بقوة وهتف حيدر بغيظ: أخلصووووا ..
, ابتسم تليد بجانبية: بتخاف يا زينو اخس ..
, التفت زين نحوه بغضب: أه بخاف على عمووورة ..
, رفع تليد حاجبيه: عمورة !؟ أوك ..
, زم زين شفتيه بغيظ والتفت لعمار باتهام ليهتف عمار بشفقة: خلاص نتفرج على رومانسي أنا بخاف ..
, تليد: لأ أنا عايز رعب ..
, ضم زين قبضتيه بغيظ ليهتف عمار: لا لا أنا بخاف ..
, تليد: مش زينو معاك هتخاف من إيه !؟
, هتف زين من بين أسنانه: عايزين رعببب ..
, رمقه عمار بتردد ليزفر حيدر بغضب: أخلصووووووا ..
, هتف تليد: رعب رعب علشان زينو يترعب قصدي علشان يحمي عمورة من الرعب .. ولا إيه يا زينو ؟
, زين: ملكش دعوة خليك في حالك ..
, هز تليد كتفيه بابتسامة جانبية مُتحمّسة ليزم زين شفتيه يلتفت حوله بحذر ويلتصق بعمار أكثر محاولاً ألا يظهر تردده ..
, تليد: طفوا النور مينفعش كده ..
, نغز زين عمار في خاصرته ليهتف الأخير: لااا بلاش أنا بخاف ..
, التفت تليد نحوهم وهتف: هتخاف ليه بص زينو لازق بيك خايف عليك وعايز يحميك ..
, حاوط زين عمار بسرعة بيديه: منك لله يا بليد .. أه أه متخافش يا عمووورة خ خلاص طفوا النور ..
, اتسعت ابتسامة تليد مُتراجعاً بظهره يتكئ على يديه ويهز رأسه بابتسامة مُتلهّفة فيما زين يُتابعه بغيظ ويتشبّث بعمار أكثر بعدما أُغلقت الأنوار ..
, بدأ الفيلم وسط ضوء الشاسة الوحيد الذي يُنير تلك الغرفة المظلمة وزين يلتفت حوله بحذر لتتوسع عينيه بصدمة حالما تخيل هيئة حيدر على الضوء الخافت وكأنه زومبي ..
, تعلّق بعمار أكثر وبدأ يتخيل بأنه يتمسك بحشرة كبيرة قاتلة لتتوسع عينيه برعب ولكنه لم يستطع الإبتعاد عنه ..
, ابتسم تليد ابتسامة واسعة وكأنه يساعد مسرحية هزلية ليلتفت للناحية التي يجلس بها زين ويقترب منه بخفة شديدة لا أحد يشعر بها حتى جلس خلفه تماماً ..
, انحنى برأسه نحوه ينفخ في أذنه نفخة هادئة لتتوسع عيني زين يضرب أذنه بقوة ورعب ..
, اتسعت ابتسمة تليد وهز رأسه بتسلية يُحدق بالشاشة بحذر مُنتظراً زيادة مشاهد الرعب في الفيلم لتزيد من رعب الذي أمامه رغم تعجّبه من رعبه الواضح أكثر من الجميع ولكن ذلك كان يُسلّيه ..
, ابتسم فجأة بتحمس واقترب من أذن زين صارخاً: عاااااااااااا ..
, تعالى صراخ زين في المكان بفزع يبتعد عن عمار الذي صرخ هو الآخر برعب لتشهق ورود متلفتة حولها بذعر ..
, ضرب زين جانب أذنه ملوحاً بيديه بعشوائية يُبعد الوحش عنه لينهض حيدر سريعاً يُشعل الضوء القوي ناظراً لفزعهم فيما تليد يبتسم بتوسع وعيون مُتلألأة ..
, هتف حيدر بغضب: إيه ده مين اللي زعق ..؟
, انفجر عمار باكياً برعب معانقاً زين: زينو أنت كويس حصلك إيه أنا كنت فاكر أنك موتت ..
, دخل هارون الغرفة بفزع: في إييييه !؟
, بكى زين بغضب وفزع صارخاً: الكلب ده ر رعبني هو اللي زعق ..
, قطب هارون جبينه بقوة وهتف حيدر: أنت اللي زعقت يا تلييد !؟
, نقل تليد نظراته بينهم وهو مازال يبتسم ليومئ برأسه: أه ..
, زاد بكاء زين وعصبيته ليقترب هارون منه يعانقه بتهدأة: خلاص يا زينو أهدا مفيش حاجة وأنتوا بتتفرجوا على رعب ليييه مش عارفين أن زين بيخاف !؟
, مسح عمار دموعه وعتف: الرعب حلو وأنا كنت مسيطر ع الوضع و**** بس لولا تليد ..
, هارون باستنكار غاضب: مسيطر وحصل كده أمال لو فقدت السيطرة كان زمان زين ميت رعبة ..
, زين: بعد الشر عليا يا كلاب يا تليد الكلب أنا مخوفتش أصلاً ..
, هتف تليد بحيرة ومازال يبتسم بتوسع: هو زين بيخاف ليه كده اخس ع الرجولة ..
, ابتعد زين عن هارون يرمقهم بغضب ونهض بارتجاف قافزاً عن السرير خارجاً من الغرفة بسرعة ..
, لاحقه تليد بعينيه والتفت لهارون بحيرة ليرى الأخير يُحدق به بنظرات غاضبة .. هتف بهدوء: إيه ؟
, هارون: عيل أنت يا تليد مش كده ؟
, ابتسم تليد بتوسع: لأ بس حبيت أتمعيل مع زينو المرادي ..
, هتف هارون بغضب: وملقيتش غير الطريقة دي وأنتوا مقولتلهوش أن زين بيخاف لييه !؟
, هتفت ورود بحزن: زين اللي أصر يتفرج على رعب أصل تليد كان بيستفزه ..
, هاف عمار بغيظ: كله من تليييد ..
, حيدر: خلاااص اللي حصل حصل أطلعوا برا كانت ساعة زفت لما قولت نتفرج على فيلم ..
, تليد: أنا مش فاهم ..
, هتف هارون بغيظ: أنت ليك عين تتكلم ..
, تليد: ليا تنين بس فهموني ..
, زفر هارون بحدة: زين بيخاف بسبب الواد ده ..
, رفع عمار حاجبيه بغيظ وهتف: أنا مليش دعوة ..
, تليد: مش فاهم ..
, زم عمار شفتيه بضيق ليهتف هارون: البهوات دول تفرجوا على فيلم رعب بصغرهم ومكنش حد في الفيلا غيرهم ومن ذكاء عمار الحادّ طفوا كل الأضويا الموجودة وبأول الفيلم عمار نام زي الغبي وزين هو اللي تفرج لوحده لحد ما أغمي عليه من الخوف لما كان ينادي عمار وميردش عليه وفكره مات ..
, زم عمار شفتيه بقوة أكبر يرمقه بغيظ: أنا مليش دعوة الحق على تلييييد ..
, رفع تليد حاجبيه بحذر يرمق هارون الغاضب بهدوء: متتعصبش طيب ..
, زفر هارن بغيظ: أنا طالع ..
, نهض من جانبهم يتجه خارج الغرفة لتلحق ورود به .. التفت تليد نحو عمار وهتف وهو يهز رأسه: بقا كده يا عمورة يا ندل تنام وتسيب زينو بيصارع المجهول ..
, هتف عمار بغضب: ملكش دعوة أنت السبب وأنت اللي زعقت ..
, عاد تليد يبتسم بتوسع: كنت عايز أتسلاا ..
, عمار: أهو تسليت ورعبت الواد ..
, هز تليد كتفيه بخفة ونهض عن السرير متجهاً خارج الغرفة .. دخل غرفته مع هارون ولم يجده ليجلس فوق السرير ينتظره حتى دخل هارون بعد عدة دقائق بوجه مُتجهم ..
, هتف تليد: زين عامل ايه ..؟
, هارون: كويس ..
, رمقه تليد بحذر ونهض عن السرير متجهاً خارج الغرفة .. فتح باب غرفة زين بدون أن يطرقه ومد رأسه يُديره في المكان بحذر ..
, ابتسم ناظراً لزين الدي يستلقي فوق سريره مُغمضاً عينيه ليهتف: زينو نمت ؟
, فتح زين عينيه يرمقه بغضب ليبتسم تليد أكثر ويُغلق الباب خلفه مقترباً منه .. خلع حذائه وصعد السرير بجانبه ليعتدل زين بجلسته بسرعة صارخاً: أطلع برا ..
, نفى تليد برأسه: لأ مينفعش لازم أفضل جنبك أصلك ياعيني بتخاف وهيجيلك كوابيس ..
, رمقه زين بحدة وغيظ: أنا مش بخاااف ..
, ابتسم تليد بتوسع ليزداد غيظ زين أكثر: أنت إيييه اللي جابك هنااا عايز مني إيييه !؟
, ابتسم تليد ناطراً له: خوفت عليك يا أخي مينفعش !؟
, قطب زين جبينه بقوة وتراجع للخلف بحذر: ع عليا أنااا ؟
, أومأ تليد برأسه وابتسم أكثر هاتفاً: قررت أقولك مشاعري تجاهك ..
, توسعت عيني زين بفزع وتليد يُتابع: أنا بحبك يا زينو ..
, تراجع زين للخلف أكثر حتى كاد يسقط عن السرير ليهتف تليد: لا متفهمنيش غلط أنا بحبك زي هارون بس هارون أكتر ..
, رمش زين بعينيه بحذر عدة مرات بتصنم وهتف: يعني إيه !؟
, تليد: يعني عايزك تبقى أخويا زيه بس هارون أكتر ..
, ابتلع زين ريقه ورفع رأسه يُحدق به بنظرات غريبة قبل أن يصرخ بفزع: هاروووووووون ..
, اعتدل تليد بجلسته بدهشة ينظر له وهو يصرخ باسم هارون بذعر حتى دخل الأخير الغرفة بغضب: في إيييه يا تليييد أنت مبتحرمشش ..
, هتف زين بفزع: إلحق يا هارووون إلحققق ..
, اقترب هارون منه هاتفاً بقلق: في إيه ؟
, أشار زين نحو تليد: ت تليد ده مش تليد بتاعنا .. بدّلوه ..
, هارون: هما مين ..؟
, لوّح زين بيديه بانفعال: معرفش تخيل بيقولي أنه بيحبني وأني أخوه تخيييل ده استحالة يكون تليد بدّلوه والمزيف ده ميعرفش أني أنا وتليد لا نتفاهم خااالص ..
, قطب هارون جبينه بقوة والتفت نحو تليد الذي يُراقبهم بابتسامة .. ضيّق هارون عينيه ليهتف زين: ده واحد متنكر بشكله أنا متأكد أكيد حاطت قناع زي اللي بيحطوه بالشغل عندهم وخطفوا تليد وتلاقيهم دلوقتي بيعذبوه ..
, رفع هارون حاجبيه بحذر وهتف: ممكن و**** ..
, زين: هارون شيل القناع ده اتأكد ..
, أومأ هارون برأسه ومدّ يده لوجه تليد الذي ابتعد عنه يرمقه بنظرة مُحذرة .. تراجع هارون هاتفاً: تليد أنت تليد ؟
, زين: وهو هيقولك الحقيقة يعني يا هارون ؟
, هارون: أه ماهو صريح .. تليد بص هتأكد إزاي أنك أنت ..؟
, رمقهم تليد بغيظ وهتف: تصدق يا هارون أنا دلوقتي عرفت تفاهة زين جايبها منين ..
, رمش هارون بعينيه ونفض رأسه: متوهنيش .. قولي مبارح بالليل أنا قبل ما أنام عملت إيييييه !؟
, قطب تليد جبينه وهتف بهدوء: بصيت لنفسك في المراية وقولت قمر قمرر ..
, ابتسم هارون بتوسع وهتف ضارباً زين بكتفه: هو ده تليد يا زينو ..
, رمش زين بعينيه وهتف: أنت بتعاكس نفسك يا هارون ..؟
, أومأ هارون برأسه بابتسامة ليعود ويقطب جبينه: تليد أنت قولت لزينو أنك بتحبه بجد ؟
, أومأ تليد برأسه ليهتف هارون: وأنا مقولتليش ليييه !؟
, هتف زين: أنت بتغير مني ده أنا أتحب ..
, هارون: أه على أساس أنا اللي مكروه أووي ياض مش كده ..
, دفعه زين بقبضتيه: أمشي أطلع برا سبني أتفاهم مع تليد الجديد .. تليد أنت بتحبني بجد ؟
, أومأ تليد برأسه وهتف: وهنام جمبك كمان أصل هارون باعني وطردني من أوضته وقال جابلي فرش على ذوقي فاكر أنه هيغريني كده ..
, هتف هارون بغضب: تلييد ..
, لوح تليد بيده: متكلمنيش يا خاين يا ندل ..
, رمقهم هارون بغضب ونهض عن السرير متجهاً للخارج ليلتفت قبل أن يخرج ينظر لزين الذي يبتسم بتوسع وحماس وهو يهتف: تليد مين بتحب أكتر أنا ولا هارون ..؟
, تليد: هارون ..
, زم زين شفتيه بغضب: مش قولت بتحبني أنا ؟
, تليد: أه بس هارون أكتر ..
, هتف هارون بغضب: مش عايز محبتك دي يا تليد باشا خليهالك ..
, رمقه تليد بهدوء: مش هديهالك متقلقش ..
, تأفّف هلرون بغيظ وخرج من الغرفة تاركاً زين مع ضحكاته المتحمسة مُحاولاً استكشاف تليد الجديد ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, بعد مدة ..
, تمددت نغم على السرير متنهدة براحة بعد جولة طويلة قضتها مع فريدة وعائلتها .. التفتت نحو فريدة هاتفة: ماتنامي بقا رايحة فين ..؟
, فريدة: هنفّذ الفكرة اللي جاتلي ..
, زفرت فريدة بضيق: أهمدي بقا يا فريدة بلاش جنان ..
, ابتسمت فريدة بتحدي وهتفت: لاا أنا دلوقتي عرفت نقطة ضعف حيدر وهستغلّها ..
, رمقتها نغم بغيظ لتبتسم فريدة أكثر متجهة خارج الغرفة .. وقفت في الرواق الخالي تتظر حولها بحذر .. قطبت جبينها مفكرة لتُتمتم بعدها: مفيش غير زين ..
, اتجهت نحو غرفة زين تطرق الباب بخفة .. عادت لتطرق بقوة مجدداً عندما لم تجد رداً ليفتح الباب أخيراً ويظهر زين بوجه غاضب .. هتف بحدة: أنتي بتصحيني في نص الليل ليييه ؟
, فريدة: نص ليل إيييه لسا بدري ..
, زفر زين بغيظ: عايزة إيه ؟
, ابتسمت فريدة بتحمس وهتفت: تلعب مصارعة ؟
, قطب زين جبينه يرمقها ببلاهة وهتف: أنتي يا بت هبلة !؟
, نفت فريدة برأسها: بقولك إيه ألعب معايا مصارعة وهديك اللي أنت عايزه ..
, رمقها زين بحذر ليتكئ بعدها على حافة الباب: لا ما أنتي تفهّميني الأول علشان أعرف هعمل إيه ..
, زفرت بضيق وهتفت: عايزة أجنن حيدر شوية ..
, زين بحذر: إزااي ؟
, هتفت فريدة مُشيرة لوجهها: بص دي هو اتجنن لما شافها وكان فاكر أن راجل ضربني واتعصب عايزة أعصبه تاني ..
, زين بحذر: وأنتي مين اللي ضربك كده ؟
, هتفت فريدة بحقد: بت مسهوكة بشعر أصفر مش خلقة **** .. المهم بقا ساعدني ..
, زين: إزااي ؟
, ضربته فرية بكتفه بحدة: يابني ركز معايا كده .. لما يشوفنا بنلعب مصارعة وأنت بتضربني هيتجنن ..
, ابتسم زين بسخرية: و**** هيتجنن عليا أنا يا هانم مش عليكي ..
, تأففت فريدة بضيق ونظرت له برجاء: عشان خاطر أي حاجة يا زين ساعدني قولتلك هديك اللي أنت عايزه ..
, هتف زين: مليش فيه حيدر هيتعصب عليا ويزعقلي لا ده ممكن يضربني وهارون هيهزقني وبليد هيشمت فيا و.. لا لا بليد بقى واحد تاني بس عادي ممكن أوي يشمت فيا ..
, رمقته فريدة بنفس النظرات الراجية وزين ينفي: متحاوليش لااا ..
, هتفت فريدة: أنا مليش غيرك ..
, زين: عندك عمار ..
, فريدة بغضب: عمار أخويااا زي ما هو أخووه ..
, زين: ربيع ..
, فريدة بضيق: لا أنت مناسب أكتر ولو هو اتعصب عليك تقدر تبجح وتقل أدبك أما ربيع مُحترم ..
, رمقها زين بغيظ: هارون ..
, فريدة: هارون ممكن يسكّته لحيدر بما أنه أكبر منه وكده ..
, رفع زين حاجبيه: ما شاء **** لحقتي تحفظي الكل هنا ..
, ابتسمت فريدة بتوسع وأومأت برأسها: أيووون ماما كمان حكتلي حاجات كتير أووي ..
, زفر زين بضيق لتهتف: هديك الفستان اللي شريته الليلة أصلي مش هلبسه ..
, زين بسخرية: هاتيه والنبي هموت وألبس فستان ..
, فريدة بضيق: مش عايز تساعدني يعني !؟
, رمقها زين بضيق وتفكير ليهتف: خلاص صعبتي عليا ..
, سحب باب غرفته ليُغلقه خلفه بعدما خرج وابتسمت هي بتوسع تجذبه من ذراعه مُقتربة قليلاً من غرفة حيدر ..
, وقفت أمامه هاتفة وهي ترفع قبضتيها: يلاااا ..
, زين: يلا إييه أنتي متضربيش فاهمة أنا بس اللي أضرب ..
, أومأت برأسها بابتسامة واسعة ليُكور هو قبضته بحماس وتتوسع عينيها مُتراجعة: مش ضرب حقيقيييي ..
, زين: خلاص هكتفك ..
, سحبها من ذراعيها يُديرها حتى أصبح ظهرها مواجهاً لصدره وكتّف يديها خلف ظهرها لتهتف: برافو عليك أثبت كده ..
, زين: أوك ..
, تحمحمت فريدة وهتفت بألم: ااااه سبني .. يا حيدرر الحقنييي يا عموورة يا حيدرر ..
, زين: يا حيدرررر ..
, فريدة بغيظ: أنا بس اللي أندهله ..
, زين: براحتك ..
, فريدة بغيظ: حيدررر أنت يا ولاه إلحقنييي شوف بيضربوووني ..
, فتح عمار باب غرفته بسرعة وتوسعت عينيه يرمقهم بصدمة .. التفت نحو غرفة حيدر الذي فتح الباب وتوسعت عينيه هو الآخر: زييين إيه اللي بيحصل ده ..؟
, هتفت فريدة متصنعة الألم: إلحقني يا حيدر بيضربنييي علشان صحيته من غير قصد ..
, بقي زين صامتاً لتضربه فريدة بقدمه صرخ بغيظ وهتف: الزفتة دي صحتني من أحلا نومة في حياااتي ..
, هتف حيدر بغضب: أنت إيه اللي بتعمله ده سيبهااا ..
, زين: مش هسيبها هضربها قليلة أدب ..
, اقترب حيدر منهم مقطباً جببنه بقوة ليفزع زين تاركاً فريدة والتي سقطت أرضاً صارخة بألم ..
, هتفت فريدة رافعة رأسها نحو حيدر بنحيب: إيدي واجعاني أووي يا حيدر ده ضربنيي شوفت بعينك ..
, بقي حيدر يُحدق بهما بنظرات حادة غاضبة وهي تهتف ببكاء: إيدي واجعااانييي ..
, استمر حيدر على نظراته التي تزداد حدة وهتف منحنياً قليلاً: المرة دي هعديها أبقي اعمليها تاني وهخلي كل حتة في جسمك توجعك مش إيدك وبس ..
, رمقها بنظرة غاضبة قاسية والتفت عائداً نحو غرفته صافعاً الباب خلفه بقوة مُفزعة ..
, رمشت فريدة بعينيها بدهشة ورفعت نظراتها نحو زين: هو ماله ده عرف أننا بنمثل إزاي ..؟
, رمقها زين بغيظ مُتهكماً: ومش هيعرف إزاي يا ناصحة أنتي بتعيطي ماسكة رجلك وبتقولي إيدي واجعاني ..
, توسعت عيني فريدة التفتت تنظر ليدها المُمسكة بقدمها .. شهقت بصدمة وأفلتتها هاتفة: وأنت منبهتنييش ليييه !؟
, رمقها زين بسخرية وهتف: أمشي يا ماما من هنا التمثيل له ناسه ..
, قطبت جبينها بضيق وغضب وهي تراه يرمقها بنظرات مُستهزئة عائداً نحو غرفته ..
, التفتت فجأة نحو عمار الذي هتف: حيدر مينفعش معاه كده ..
, حدقت به بصدمة ونهضت بسرعة: أمال إيه ؟
, رمقها عمار بصمت عدة لحظات ليهتف بعدها: هقولك بعدين ..
, هتفت فريدة قبل أن يدخل عرفته: طب وأنت ينفع معاك إيه ..؟
, التفت عمار نحوها بصمت وأشاح بوجهه يدخل غرفته مُغلقاً الباب بوجها ..
, وقفت مكانها تُحدق بالباب المغلق بشرود لتتنهد بضيق متجهة نحو غرفتها سريعاً .. دخلت لتجد نعم تغط في النوم لتُتمتم: يا بختك معندكيش هم ..
, التفتت نحو الطاولة حيث تُوضع عدة أوراق وقلم .. اقتربت لتكتب رسالتها المعتادة لعمار وتنهدت بقوة وهي تطويها بحرص ..
, جلست فوق الكرسي تنتظر عدة دقائق حتى ينام لتخرج من غرفتها بسرعة تنحني أمام الباب لتدفعها من أسفله بابتسامة واسعة متوترة .. عادت تُهرول بخطوات متعثرة نحو غرفتها لتسقط بغيظ من شدة التوتر شاتمة تلك العادة التي عادت لها بعد وقت طويل ونهضت تنفض ملابسها مُسرعة نحو الغرفة ..
, ٣٤ العلامة النجمية
, بعد عدة أيام ..
, ابتسم عمار يتأمل ذلك القميص الأزرق الفاخر بجانبه بنطاله المعلّق وحذائه الجديد اطمأنّ عليهم للمرة العاشرة وكأن الفرح فرحه هو ..
, أغلق عليهم باب خزانته حتى يوم الغد حيث سيُقام حفل صغير في حديقة الفيلا الواسعة بعيداً عن صخب الصحافة والتجمعات ..
, تنهد مُستلقياً فوق سريره وحطت عيناه على ساعة الحائط المُعلقة أمامه .. قطب جبينه بقوة فالساعة تخطت منتصف الليل بكثير وحتى الآن لم تصله تلك الرسالة التي بات ينتظرها يومياً بفارغ الصبر ..
, يُغلق أنوار غرفته مُتصنعاً النوم ويُراقبها بعيون شبه مفتوحة وهي تفتح الباب تطمئنّ عليه كل ليلة بابتسامة متوترة واضعة تلك الرسالة أرضاً وفي أيام أخرى تدفعها من أسفل الباب وتهرول عائدة لغرفتها ..
, اعتدل بجلسته مُغلقاً الأنوار مجدداً وجلس يسترق السمع للخارج حيث استمع لخطوات مترددة تقترب من غرفته ..
, دق قلبه بعنف وتوسعت ابتسامته ليستلقي على سريره يُغمض عيناه بخفة منتظراً ..
, وقفت فريدة أمام باب الغرفة بقلب نابض بقوة توتراً وقلقاً كالعادة .. أغمضت عيناها متنهدة بحرارة ودمعت عينيها بيأس ..
, إلى متى ستبقى هكذا ؟؟
, كانت تظن بأنها ستصبر وتتحمل وتتسلا فيما تفعله ولكن عندما تجد نفسها وحيدة في نهاية اليوم تشعر بيأس وظلم شديد يجتاحها ..
, وقفت تُحدق بالباب المغلق والرسالة بين يديها مترددة من وضعها ..
, تُرى كيف ستكون ردة فعله عندما يستيقظ صباحاً ولا يجد رسالة منها كالعادة !؟
, هل سيتأثر ؟ أو يتسائل لماذا ؟
, هل سيشعر بنقص كما هي تشعر بغيابه ؟
, فضول ثار داخلها لتعرف أجوبة تلك الأسئلة مما جعلها تتراجع للخلف بابتسامة واسعة تضع الرسالة في جيبها ويتعالى نبض قلبها أكثر بتردد وتوتر كبير ..
, التفتت عائدة نحو غرفتها وتعالى نبض قلبها أكثر تتظر خلفها نحو الغرفة المُغلقة لتشهق مُتعثرة كالعادة وتسقط أرضاً بغيظ ..
, اطمأنّت على الرسالة في جيبها وتنهدت بضيق حتى استمعت لباب الغرفة الجانبية يُفتح قريباً منها ..
, وقف حيدر على باب غرفته يرمقها بنظرات غريبة بعدما استمع لصوت سقطتها كما يسمعه كل يوم وتقريباً في نفس المكان ..
, رفعت نظراتها نحوه بتوتر ورمشت بعينيها بصمت وهي مازالت أرضاً لتتوسع عيناها بصدمة حالما رأت ملامحه تتغير وابتسامة واسعة تتشكل فوق شفتيه حتى انفجر ضاحكاً بسخرية وهو يُخلل أصابعه في خصلاته الكثيفة ..
, قطبت جبينها بقلق تُطالعه بحيرة ووجدت نفسها تضحك هي الأخرى ببلاهة لتتوقف ابتسامته يرمق ضحكتها الغبية بغير فهم ..
, تابعت هي ضحكاتها تضرب كفاً بالآخر ليهتف: أنتي مجنونة ..؟
, فريدة بضيق: أنت بتضحك على إيه ؟
, ابتسم ساخراً: بقا أنتي اللي بتتكعبلي هنا كل يوم وبتزعجي نومي ..
, رفعت حاجبيها بدهشة وهتفت: دي أول مرة ..
, رفع حاجبيه مُتهكماً وهز رأسه بطريقة مستفزة وداخله موجة ضحك وسخرية عنيفة .. فقد اكتشف بأن عادة تلك الفتاة أن تتعثّر بالهواء عند توترها كما يحدث لها كل ليلة ..
, هتفت بغضب: أنت مالك أصلاً أنا أعمل اللي أنا عايزاه ..
, حيدر: ولما تعوزي تتكعبلي بنفسك بلاش تقربي من أوضتي أنا راجل عايز أتجوز بكرا ولازم أنام واستريح ..
, رمقته بسخرية وهتفت: استريح هو حد ماسكك ومتنساش تسمع صوت السنيورة بتاعتك قبل ما تنام علشان تغمض عينيك وتحلم أحلام سعيدة ..
, تركته متجهة نحو غرفتها وهي تنفض ملابسها بغضب وغيظ ليصفع هو باب غرفته بقوة بعدما دخلها ..
, دخلت فريدة غرفتها مُتأففة بقوة والتفتت لنغم التي استفاقت على تحركاتها العصبية وتمتمت بانزعاج: حرام عليكي يا فريدة بقا وربنا حرام ..
, هتفت فريدة: هو أنا كلمتككك جيت جمبكك ؟
, تأففت نغم تتقلب للناحية الأخرى تضع الوسادة فوق رأسها بانزعاج: حرام عليكي محدش عامل إزعاج هنا زيك ..
, فريدة: يبطلوا هما يزعجوني وأنا مش هعمل كده .. واتخمدي أنتي سبيني أفكر ..
, تنهدت نغم بقوة وأغمضت عينيها محاولة النوم لتجلس فريدة فوق كرسيها تضع يدها أسفل خدها مفكرة بضيق ..
, دقائق طويلة مرت عليها في جلستها تلك جعلت جسدها يتخشب ويتشنج لتتراجع للخلف مُحاولة النهوض تُحرك عضلاتها المُتيبّسة ..
, التفتت فجأة نحو الباب حيث استمعت لطرقات خافتة فوقه .. قطبت جبينها بحذر تسير نحو الباب ببطء حتى وقفت خلفه لتعود وتستمع لتلك الطرقات مجدداً ..
, فتحت الباب بسرعة وتوسعت عينيها ناظرة لعمار الذي يقف أمامها يرمقها بنظرات غريبة لم تفهمها ..
, حدقت به بصدمة متمتمة بذهول: ع عمار !؟
, رمقها عمار بصمت وهي مازالت مصدومة من تواجده أمامها حتى هتف بهدوء وصوت مرتجف: وقفتي رسايل ليه !؟
, توسعت عيناها بصدمة وتعالى نبض قلبها أكثر من السابق متمتمة بعيون دمعت: إايه !؟
, عمار: كنت مستنيكي ..
, شهقت بغير شعور تهز رأسها بعدم استيعاب .. لم تكن تتخيل قدومه إليها بتلك السرعة .. ربما كانت تتصور صبره يوم يومين ثلاثة حتى ينتبه لغياب رسائلها أو وربما لن ينتبه .. ولكنها الآن اكتشفت بأنه كان ينتظرها .. كان يُحبها ويقرأها دائماً ..
, تراجعت للخلف وطفرت دموعها بقوة تنهمر على وجنتيها بغزارة ليهتف بقلق: فريدة !؟
, تعالى صوت بكائها لتنهض نغم بسرعة منتفضة بخوف وتجلس على السرير محدقة بهم بحذر ..
, اقترب عمار منها لتتراجع فريدة للخلف ويرتجف جسدها جالسة أرضاً بانهيار باكية وشهقاتها ترتفع بغير تصديق ..
, همس عمار بخوف: فريدة ..
, رفعت رأسها نحوه وهتفت ببكاء: أانت أنت ع عايز رسايلي بجد أنت كنت مستنيها أنت مش بتكرهني ..!؟
, رمش بعينيه الدامعة محاولاً تهدأۃ بكائه ولكن برمشته سقطت دموعه مبللة وجهه ونفى برأسه: لأ أناا.. أنا مكرهتكيش أنا كنت مجروح أانا..
, صمت يعض شفته بقوة ونظر نحوها بألم لينحني أمامها جاثياً على ركبتيه هامساً: ف فريدة ..
, شهقت فريدة بقوة واندفعت نحوه فجأة تُحاوط عنقه بذراعيها المرتجفتين بقوة حتى ارتدّ جسده للخلف بصدمة وتفاجؤ ..
, دمعت عينيه أكثر وهي تحتضنه بقوة مُتمتمة بشهقات باكية وصوت مبحوح: أنا آسفة أاسفةةة يا عمار و**** العظيم ندمت وتغيرت أعمل اللي أنت عايزه بس متسبنيش متكرهنيش متبعدنيش عنك أانا عايزاك عايزاكم كلكم والنبي يا عمار علشان خاطر أغلا حاجة عندك ..
, دمعت عيني عمار أكثر ورفع يديه محاوطاً جسدها الذي يحتضنه بقوة .. همس ببكاء: فريدة أانا..
, همست بنحيب: بلاش تتكلم م مش عايزة كلام ع عايزة أحس بيك جمبي عشان خاطري ..
, همس ببكاء: أنا بحبك و و**** من أول ماشوفتك أانتي توأمي أنا مش بكرهك و**** مش بكره بس أانتي..
, ضحكت فجأة وسط بكائها تُعانقه أكثر بغير تصديق لتبتعد عنه تحدق بعيونه الباكية لتشهق نافية بألم ماسحة دموعه: ل لا م متعيطش كفاية عليا كده مش عايزة أفضل السبب بكل حاجة وحشة كفاية أانا تعبت مش عايزاك تزعل بسببي أانا اللي عملته كبير أوووي بس مش عايزاه يتكرر عايزاك أنت يا عمار عايزة أخويااا ..
, ابتسم ناظراً لها بألم وهي تمسح دموعه بارتجاف ليُمسك يديها يضغط عليهما بقوة متمتماً: خلاص ..
, فريدة بأمل: خلاص إيه ؟
, ابتلع ريقه واهتزت عيناه بألم: مش عايز أعيش كده بعيد عنك س ساعديني ..
, عادت للبكاء مع ابتسامة واسعة هاتفة: اللي أنت عايزه قولي أعمل إيه وأنا هعمله ..
, تمتم عمار: متبطليش رسايل ..
, ضحكت أكثر تهز رأسها بقوة: عينيا هكتبلك كل يوم وهفضل سهرانة لحد ما أنت تنام وأحطهالك هعمل أي حاجة تعجبك و**** بس بس متسبنيش ..
, مسح دموعه بتردد ونظر لها بخوف: م..
, فريدة: إيه !؟
, عض شفته بقلق وهتف: مش عايز أفتكر اللي حصل أانا أنا تعبان عايز أنسى ..
, دمعت عينيها بقوة أكبر ونبض قلبها بألم ووجع كبير لتهز رأسها ببطء: حاضر أنا مش عايزة أزعجك ولا أوجعك أنا عايزاك تسامحني وبس ..
, عمار: مش زعلان منك ..
, فريدة: قولي أنك سامحتني خلي قلبي يرتاح يا عمار والنبي ..
, رمش بعينيه الدامعة ومسح دموعه بسرعة هامساً: أانا مسامحك و ومن من زمان بس بس مكنتش عايز أوجعك بقربي ع عارف أني ممكن أضايقك بكلامي ك كنت لسا مجروح ..
, ضحكت فريدة وانفجرت دموعها مجدداً حتى في وجعه منها يخاف عليها بتلك الطرقة .. هتفت تهز رأسها: أنا ف فرحاانة فرحانة أوووي أنا أنااا دلوقتي حسيت أني بين أهلي كنت تعبانة كنت خايفة يا عمار خايفة من غيرك ..
, اقترب هو منها هذه المرة ليُعانقها بقوة واحتياج .. ربما يحتاجها ليُعالج نفسه وندبات روحه كما تحتاجه هي لتُعالج حياتها السابقة بأكملها ..
, ربما قربهما سيُمكّنهم من تبديد آلامهم والتئام جراحم التي مازالت مؤلمة نازفة ..
, ضمّها بقوة لتُعانقه هي أكثر بألم كبير وفرحة أكبر دخلها .. ارتياح كبير واطمئنان شعرته فجأة بعدة كلمات خرجت منه وحضن كانت تنتظره طويلاً لتتنهد بقوة تنهيدة حارة طويلة وكأنها تُخرج بها كل آلامها وخيباتها .. كآبتها وجعها وحقدها السابق وتضع مكانهم الحب والحنان ودفء كبير ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, كما لو أنني مدينة لم يعد يدخُلها النور، وأنت من تُمسك الشمعة الوحيدة التي بقيت ❀✿
, ٢١ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في اليوم التالي ..
, قفزت روما تقف أمام عمار هاتفة بفرح: أنا حلوة يا عموورتي ؟
, أومأ برأسه بابتسامة واسعة وعيون مُتلألأة سعادة: أووووي أوووي قولتلك الفستان هيليق عليكي جداً ..
, ابتسمت تنظر له وتحمحمت بخجل لتهتف فريدة: خلصتوا ؟
, التفت عمار نحوها وهتف بعدم رضى: أنتي بجد هتلبسي كده ؟
, فريدة: وماله ؟
, روما: ماله إيه بنطلون جينز وقميص أسود يابت ده فرح ..
, هزت فريدة كتفيها وابتسمت بخفة: الفرح في القلب مش في اللبس ..
, رمقها عمار بحذر وهتف: خلاص يا روما سبيها براحتها ..
, ابتسمت فريدة ببهوت وعادت بعدها لتبتسم بسعادة بالغة لم تكن تظن بأنها ستحظى بها ..
, هتفت روما: أنا هشوف ورود ونوار ومتتأخروش علشان ننزل ..
, أسرعت خارج الغرفة ترفع فستانها الطويل بيدها يُتابعها عمار بعيون فرحة .. التفت نحو فريدة وهتف بهدوء: هو أنتي مش بتحبي الفساتين ليه !؟
, تنهدت مُقتربة منه ترمقه بلهفة ليهتف: إيه ؟
, عدلت من قميصه الأزرق ومسحت غباراً وهمياً عنه: هحكيلك كل حاجة بعدين المهم أنك طالع حلو ..
, ابتسم عمار بسعادة وهتف: حيدر كمان هيطلع أحلا مني تيجي نشوفه ؟
, قطبت فريدة جبينها ونفت بهدوء: لا بلاش مش عايزة أضايقه في فرحه ..
, رمقها عمار بحذر وكاد يهم بالكلام ليُقاطعهم الباب الذي فتح وصوت حيدر يهتف باسم عمار .. ليتوقف مكانه رافعاً حاجبيه بحذر ..
, حل صمت عليهم عدة لحظات وهو ينقل نظراته بينهم ويدي فريدة التي مازالت تتمسّك بقميص عمار بخفة وهو يبتسم بهدوء ..
, قطب جبينه بقوة متراجعاً للخلف ليهتف عمار بتوتر: إيه !؟
, تنهد حيدر بقوة وابتسم هاتفاً: كنت بشوف لو خلصت هروح أجيب تسنيم وأهلها ..
, ابتسم عمار واقترب منه يتأمّله ببدلته السوداء الغامقة وربطة عنقه الذهبية .. هتف بفرح: هاجي معاك ..
, ابتسم حيدر يهز رأسه: ماشي يلا بينا ..
, أومأ عمار بلهفة وتوقف هاتفاً: كنت عارف أنك هتطلع حلو كده ..
, ضحك حيدر بخفة وحاوط كتفه يسير معه خارج الغرفة لتلحقهم فريدة بخطوات بطيئة تنزل درجات السلم .. توقفت مكانها قبل أن تنزل والتفتت لغرفة رحمة حيث تجتمع الفتيات بها لتُغيّر طريقها وتتوجه نحوهم ..
, دخلت الغرفة تنظر حولها لترفع حاجبيها من كثرة الفساتين الملونة التي تراها .. لوت فمها متهكمة وهتفت: عاملين إيه يا جماعة ..؟
, شهقت رحمة بصدمة تكاد تخرج عينيها من مكانها وهتفت مُبعدة يد الفتاة التي تضع لها المكياج: أنتي إيه اللي لابساه ده !؟
, ابتسمت فريدة مُعدلة من قميصها: متقوليش حلو أصلي عارفة ..
, هتفت رحمة بانفعال: أنتي يابت متجننيش أهلي عايزاني أتجلط في فرحي ..
, فريدة بابتسامة: ليه بس هو الموضوع مقلق شوية الصراحة بس بعدين هتتعودي ..
, ضحكت ريماس بتسلية وهتفت: خلاص يا رحمة سبيها براحتها ..
, رمقتها رحمة بانزعاج وهتفت بغضب: أبقي فكريني أعملك إعادة تأهيل لدماغك ده وشكلك كله ..
, هزت فريدة كتفيها وهتفت: المهم أنتي تبقي شيك وحلوة وراقية وفكك مني ..
, هتفت ليلى بهدوء: حيدر راح يا فريدة ؟
, فريدة: أه واخد عمورة معاه ..
, ابتسمت ليلى تتأملها بحنان وهي تتكلم بسعادة وتتصرف بطبيعية وراحة منذ الصباح على غير عادتها .. لتعلم في النهاية بأن علاقتها بعمار قد تحسنت كثيراً وذاك ما جعل عفويّتها وضحكتها تظهر براحة واطمئنان ..
, خرجت ورود من الغرفة تنظر حولها بحذر واتجهت مُسرعة لغرفة زين تطرق الباب بخفة .. فتح زين الباب ليبتسم بسعادة أمام ابتسامتها وسحبها من ذراعها للداخل هاتفاً: بصي كده ..
, ضحكت تنظر له بحب: ذوقي بقا ..
, التفتت تنظر لهارون الذي جهز نفسه ببدلته الرسمية وربطة عنقه الحمراء لتشهق فجأة ناظرة لتليد الذي يبدو مُختلفاً هذه المرة لا تدري كيف ولكن شعره لامع يُرجعه للخلف لطريقة جذابة فيما بدلته الرسمية الفاخرة زادته وسامة مع سيجاره الذي يُمسكه بخفة يهمّ بإشعاله ..
, صرخت حالما دخلت نوار الغرفة وركضت نحوها: متبصيييش ..
, نوار بحذر: إيييه !؟
, حاولت ورود إغماض عينيها: هش هششش من ناقصين يُغمى عليكي و**** أسيبك وأمشي ..
, ابتسم تليد ابتسامة واسعة ملتفتاً لهما: منورة ..
, أبعدت نوار ورود عنها بغضب وهتفت: سبيني أشوف خطيبي وسعي كده ..
, ابتسمت بتوسع ترفع رأسها بغرور وسعادة هائلة ترتدي الفستان الذي انتقاه لها مع تسريحة شعرها المتموّجة التي زادتها جمالاً لتتجمد مكانها بصدمة تُحدق به بنظرات مذهولة ونبضات قلبها ارتفعت داخلها بعنف ..
, رمقتها ورود بغيظ واتجها لتقف بجانب زين فيما الأخرى متجمدة بصدمة حتى تمتمت بعيون زائغة: إ اإلحقيني يا ورود ..
, ورود: بعيييينككك ..
, توسعت عيني تليد ينظر لها وهي تتهاوى أرضاً بابتسامة ليقترب منها منحنياً يضرب وجنتيها بخفة: منورة ..
, زين: هي مالها البت دي كل لما تشوفك يا بليد يغمى عليها ..
, ورود بغيظ: البت دي قلبها رقيق ..
, تليد بابتسامة: لأ هي بس الجمال بيدوخهاا شويتين ..
, رمقه زين بسخرية والتفت لهارون الذي هتف بغيظ: أنتوا هتسيبوا البت كده شيلها يا تليد وفوقهااا ..
, تليد بحذر: أشيلها ..؟
, هارون بغضب: أمال تسيبها مرمية كده فوقوها طيب ..
, التفت تليد نحو نوار يُحدق بوجهها ومكياجها الناعم والذي زادها رقة ليرمش بعينيه مميلاً رأسه بشرود وتأمّل ليصرخ هارون من خلفه: أخلص يا تليييييد ..
, التفت تليد نحوه وقطب جبينه: طب النهاردة فرحك متتعصبش ..
, زفر هارون بضيق لتستسلم ورود مُقتربة من نوار ترشها بقليل من قطرات المياه تضرب وجنتها بغيظ: أنتي يا زفتة أصحي مش وقتك ..
, فتحت نوار عينيها ترمش بهما بحذر حتى ابتسمت بتوسع هاتفة: ورود شوفتي اللي أنا شوفته ..؟
, ابتسم تليد مقترباً منها لتُبعده ورود بغيظ: والنبي أبعد مش ناقصين قومي ياختي أنا مش عارفة هتستحملي بعدين ال٣ نقطة ولا بلاش ..
, نظر تليد نحوها ليبتسم بعدها بجانبية يهز رأسه بخبث: زين علمك قلة الأدب ..
, رمقته ورود بغيظ لتلتفت نحو زين المبتسم بتوسع والتفت لهارون: هاروون إيه رأيك تخطبلي ورود النهاردة كلم بابا وعمو ..
, هارون: لأ كله يعني في فرحي كلللله ..
, زم زين شفتيه وعاد ليهتف: طب بكرا طيب ..
, هارون: لااا ..
, زين: مش كفاية فرحان علشانك وهزغرط ..
, رمقه هارون بضيق ليهتف تليد: متعصبهوش يا زين ..
, زين: ملكش دعوة ..
, زفر هارون بغضب ونظر لساعته ليبتسم بعدها بلهفة: أنا ماشي هشوف ريماس لو جهزت أبعدوا كده ..
, أبعد زين عن طريقه ليتجه خارج الغرفة معدلاً خصلاته بحذر وابتسامة واسعة سعيدة فوق شفتيه ..
, بعد مدة .. في حديقة الفيلا ..
, سار حيدر في حديقة الفيلا بابتسامة واسعة ولمعة عيون ساحرة سعيدة يتخطّى طريقاً من الورود والأضواء الملونة التي تُزين الحديقة مُتأبطاً ذراع تسنيم التي تلتفت حولها بسعادة تكاد تقفز من فرحها ..
, تُمسك بيدها الأخرى باقة صغيرة من الورود البيضاء المتفتحة يُحيطها شريط ذهبي اللون .. فستانها الطويل الكريمي اللون ينسدل على جسدها المتناسق بنعومة وأكتافه ظاهرة تُغطّيها سلاسل ذهبية اللون لامعة متدلية بشكل عرضي حتى منتصف ذراعها .. فيما حزام ذهبي يحيط خصرها ..
, كانت سعيدة بخصلات شعرها المرفوعة بنعومة وابتسامتها بخدودها المتوردة تزيدها جمالاً وقد كان فستانها نادراً بها كما وعدها ..
, وصلا لطاولة عريضة في منتصفها عُلّقت باقة ورود كبيرة ملونة ليزيح لها الكرسي حتى جلست ترمقه بعيون لامعة وجلس هو على كرسي آخر ..
, رفع نظراته نحو والده الذي اقترب منهم ليبتسم بسعادة هائلة ووالد تسنيم يجلس قريباً منه بجانب المأذون ليضع يده في يد الآخر ويبدأ عقد قرانهم الذي انتظراه طويلاً ..
, انتهى المأذون مباركاً لهم وسط تصفيق وهتافات فرحة فيما انطلقت عدة زغاريد من الأرجاء .. نهض حيدر عن جلسته يمسك بيدي تسنيم بحب يُوقفها أمامه ليُلبسها هديته لها والتي كانت عقداً ذهبياً لامعاً تتوسطه قلادة بشكل قلب نُقش به حرفي اسمهما معاً ..
, تمتم ناظراً لعينيها الدامعة: مبروك يا حبيبتي ..
, دمعت عينيها أكثر وهمست بسعادة: **** يبارك فيك ..
, اتسعت ابتسامته أكثر انحنى مقبلاً حبينها بحنان ليلتفت بعدها لوالدها ووالديها الذين اقتربا مُباركين لهما ..
, اقترب أدهم منهما بابتسامة حانية مقترباً من تسنيم يُقبل جبينها: ألف مبروك يا حبيبتي ..
, تسنيم بسعادة: **** يبارك في حضرتك ..
, التفت أدهم نحو حيدر ودمعت عينيه بسعادة يقترب ليحتضنه بقوة مربتاً على ظهره بخفة: مبروك يا حبيبي **** يسعدك ..
, اتسعت ابتسامة حيدر وتنهد بقوة يُعانقه بحب وامتنان ليبتعد عنه يُسلم على والدته وعمار الذي عانقه مباركاً بسعادة ليهتف حيدر بخفوت وابتسامة: مجهزلك مفاجأة هتعجبك ..
, رمش عمار بعينيه وهتف بلهفة: هي إيه ؟
, ربت حيدر على وجنته بخفة: هتعرف كمان شوية ..
, التفت فجأة نحو فريدة التي تحمحمت بجانبهم ليرمقها بهدوء .. ابتسمت هاتفة: إزيك يا حيدر ؟
, ضحك عمار هاتفاً: إزيه إيه هو هيطير من الفرح ..
, عادت لتتحمحم معدلة من خصلات شعرها التي ترفعهم للأعلى بخفة وهتفت: ألف مبروك يا حيدر مبروك يا تسنيم ..
, تسنيم بابتسامة: **** يبارك فيكي ع قبالك ..
, هزت فريدة كتفيها وهتفت: لا ع قبالي إيه أنا بعد ما شوفت جوزك الهمجي ده هفكر أتجوز ؟
, رمقها حيدر بصمت وكأنه لا يُريد أن يدخل معها في عراك لي هذا اليوم ليسحبها عمار من ذراعها مبتعداً عنهم لتنسى هي كل شيء وتبتسم تسير معه بسعادة وكأنها لم تُصدق بعد بأنه سامحها ..
, تعالى صوت موسيقى هادئة من أحد الأركان ليبتسم حمزة ناهضاً عن جلسته فوق أريكة مزينة قريباً من هارون وحيدر وسحب رحمة معه والتي نهضت بفستانها المنفوخ الراقي حتى سارت معه ببطء نحو ساحة صغيرة محاطة بالأضواء والورود وبدأ في رقصته معها وقريباً منهم اقترب هارون الذي يبتسم بتوسع بجانبه ريماس الفرحة لينهض حيدر عن جلسته هو وتسنيم وينضم لهم ..
, وقف زين بجانب ورود المبتسمة بتوسع والتفت لها هاتفاً: أنتي فرحانة لييه ؟
, رفعت حاجبيها بفرح: إيه مبسوطالهم أوووي ..
, زم زين شفتيه بضيق وهتف: هما مش هيجوزوني ..
, ابتسمت هاتفة بخجل: مكنتش عارفة أنك مستعجل أوي كده وبتحبني ..
, قطب جبينه بحذر لينفي هاتفاً: لأ أنا بحبك أوي أووووي على فكرة بس كمان عايز أبقى عريس وألبس بدلة وأنتي فستان ونرقص زيهم كده ..
, رمقته بغيظ لتتنهد مبتسمة بعدها بسعادة هاتفة: وأنا بحبك أوي كمان ..
, زين بسعادة: شكراا أنا أتحب أوي الصراحة مش قولتلك بليد برضه حبني واعترفلي بمشاعره ..
, أومأت برأسها بابتسامة واسعة والتفتت لصديقتها القريبة منها والتي تتعلّق على شفتيها ابتسامة واسعة بلهاء وعيناها تكاد تُخرج قلوباً حمراء منها تقذفهم نحو تليد الذي يقف بجانبها بابتسامة سحرتها ..
, هتف تليد بهدوء: هما مش هيقطعوا التورتة بقا ولا إيه !؟
, أمالت نوار رأسها بهيام: عايزهم يقطعوك لييه !؟
, قطب جبينه ملتفاً لها بحذر ليبتسم بعدها بتوسع هاتفاً: شكراً ..
, نفت برأسها: لا لا متشكرنيش أنا أشكر أمك ع الخلفة الحلوة دي .. مامتك كانت بتتوحم على عسل ولا نوتيلا ؟
, عاد تليد ليبتسم باتساع يتراقص قلبه فرحاً وحباً لمُغازلتها الصريحة له .. هتف بهدوء: بقولك يا منورة ..
, نوار بهيام: قول ..
, تأمّلها تليد بعينيه الهادئة وابتسم هاتفاً: أنتي حلوة أووي ومنورة النهاردة أكتر من كل يوم ..
, اتسعت ابتسامتها بلهفة وهتفت: بجد يا تلودة ..؟
, أومأ برأسه وهمس: أه بجد أنا مشوفتش بنت بتنور كده زيك على فكرة ..
, شهقت بهيام وانحنت تسند على كتفه: إلحقووني ..
, ربت على وجنتها بخفة: بت يا منورة متفقديش وعيك قبل ما ناكل التورتة ..
, أومأت برأسها بسرعة وهيام لترمقهم ورود بغيظ مُلتفتة لزين الذي يزم شفتيه بغير رضى ..
, قفز وسام قريباً مهم ينظر حوله: حد شافلي نغم نغم نغم جائت من بعيد ؟
, ورود: أه شوفتها هناك كانت جاية من بعيد زي ما أنت بتقول ..
, وسام: هي فين ؟
, ورود: وأنا مالي يا وسام أمشي دوّر بنفسك ..
, رمقها وسام بغيظ وضرب زين بكتفه: مالك يا زينو ..؟
, ورود بسعادة: مستعجل عايز يتجوزني بس كلهم ضدنا ..
, وسام: ياعيني عليكم تقطعوا القلب ..
, ابتسمت ورود أكثر ونظرت لزين ترمش بعينيها بحب ليقطب زين جبينه بحذر ويبتسم بعدها ببلاهة ..
, زفر وسام بضيق ملتفتاً حوله حتى لمح فريدة تقف بجانب ربيع .. ضيق عينيه مقترباً منهما بحذر ليسمع ربيع يهتف: ع قبالك يا فريدۃ إيه مش ناوية تتجوزي ؟
, فريدة بتهكم: أنا !؟ أتجوز !؟ أنت بتهرج ولا إيه ؟
, ربيع بحذر: ليه وماله رافضة ليه ؟
, لوحت فريدة بيدها هاتفة: أنا عايزة أفضل حُرة طليقة عصفور طيار مش عايزة وجع دماغ من الجنس المعفن ده ..
, رفع ربيع حاجبيه بصدمة لتهتف هي بسرعة: لا لااا معلش اكتشفت أن مش كلهم معفنين ..
, تنهد ربيع بارتياح لتهتف فريدة: في منهم بيتنضفوا من العفن ده بس بصعوبة ..
, عاد ليرمقها بغيظ ودهشة وهي تهتف: وأنا مش ناقصني عفن بحياتي الصراحة ..
, هز وسام رأسه بحسرة: تؤ تؤ يا عيني ع الكل هنا كله متعذب ..
, التفتت فريدة نحوه: أنت عايز إيه ؟
, وسام: شوفتيلي نغم صديقة الأشجار ؟
, فريدة: هتلاقيها واقفة مع واحدۃ من صديقاتها ..
, وسام بدهشة: هي عندها صديقات هنا ؟
, فريدة بسخرية: أه الأشجار ..
, رمقها وسام بحدة وهتف: غوري يابت من هنا بلاش تقل ددمم ..
, رمقته فريدة بتهكم ليلتفت هو حوله حتى اتسعت ابتسامته بسعادة وركض مُسرعاً ليصطدم بوالده الذي صرخ يجذبه من قميصه: أنت يالا يابن الكلب متخلنيش أتجنن بتجري زي العيل الحمار ليه ..
, رمش وسام بعينيه وبقي يُحدق بنغم خوفاً من اختفائها: معلش يا أبويا أبعد كده والنبي ..
, دفعه كرم بعيداً عنه بغيظ وهتف: تعرف تبقى زي أختك أهي حبيبة أبوها جابتلي راجل جدع نادر ملوش مثيل ..
, التفت وسام هذه المرة لكرم وهتف بدهشة: أنت عايزني أجبلك راجل كده يا بابا ؟ عايزني أبقى شاااذ يا باباا يالهووي ..
, صرخ كرم يضربه بغيظ: حسابك بعدين يا حيواان مش هبوظ الفرح غوور يالا يا متخلف ..
, رمقه وسام بغضب منه والتفت بعيداً عنه يتجه لنغم التي تتنقل بين رحمة وريماس وتسنيم ليهتف: تُساعد الجميع تنشر الربيع أنا حاسس بربيع منشور هنا وهنااا ..
, التفتت نحوه بدهشة لتبتسم بعدها حالما اقترب منها: عاملة إيه يا نغمتي ..؟
, رفعت حاجبيها بدهشة ليبتسم بسعادة: أبويا عايزني أجبله راجل ينفع أجبله نغمة حلوة زيك ..؟
, رمشت بعينيها واحمرت وجنتيها هاتفة: أنت بتقول إيه ..؟
, وسام: أنا لسا مقولتش بس مستنيكي تتهبلي زيي بلاش الهدوء ده مش حلو مش هيخلينا نتفاهم ..
, ضحكت فجأة بدهشة وهتفت: أنا مش فاهمة ..
, وسام: بالظبط كده كوني غبية وهبلة ساعدي الجميع وأنشري الربيع ..
, عادت لتضحك بدهشة وأومأت برأسها بحذر لتتوسع ابتسامته أكثر يهز رأسه مدندناً أغنية نغم ببلاهة ..
, وقف هارون عن جلسته فوق ذلك المقعد الثنائي المُزين ونهضت ريماس بجانبه وهو يحاوط خصرها مستقبلاً فريد ليهتف: تأخرت يالا ..
, فريد: معلش ما أنت واخد إجازة والشغل بقى كله عليا .. ألف مبروك يا صاحبي ..
, هارون: ع قبال عندك يا حبييبي ..
, فريد بغيظ: ما كنت معاك وأنت اللي أجلت ده لحد ما اتأجل عندي كمان والشغل مغرقني ..
, ضحك هارون مربتاً على كتفه: **** يعينك يابني معلش معلش ..
, حياة: ألف مبروك يا هارون مبروك يا ريماس ..
, ريماس: **** يبارك فيكم ..
, هتف العميد مقترباً منهم: معلش يا بنتي وصيتي ليكي استحملي وأجرك عند **** تعالى ..
, ضحكت ريماس بخفة ليهتف هارون: إيه يا فندم هي الحجة فين مجاتش معاك ليه ؟
, رمقه العميد بابتسامة صفراء: مش عايزة تخرب مساها بشوفتك ..
, هارون: اخس عليك باين أنت اللي جيت من غيرها معتش عايزها .. احم احممم فاكر لما كنت عايز أجوّزك وأنت اللي رفضت ؟
, هتف العميد بغيظ: لا ..
, هارون: هو العمر له حقه هتنسى أكيد بس أنا جمبك وهفكرك ..
, ضربه العميد على كتفه بغضب: ياض أقسم ب**** ألغي إجازتك ..
, ضحك هارون باستفزاز: بص عمو قصي هناك هيطلب منك إجازة مفتوحة ومش هتقدر تقوله لااا أتعدل كده يافندم معلش ..
, توسعت عيني العميد وهم بضربه ليتراجع هارون بضحك: أوعى أنا عريس معلش استحملني وأجرك علی **** ..
, ضحك فريد هاتفاً: ده هو مستحلفلك لما ترجع ..
, هارون: هقدم استقالتي خلاص ..
, ابتسم العميد بغيظ وهتف: مبروك ولو أنك متستاهلش ..
, هارون: **** يبارك فيك يافندم وعقبالك ..
, رمقه العميد بضيق والتفت لريماس: مبروك يا ريماس يابنتي ..
, ريماس: **** يبارك في حضرتك ومتشكرة أووي على كل حاجة ..
, ابتسم العميد يُومئ برأسه وابتعد عنهم ليلتفت هارون نحو ريماس: ريماس هو أنتي لو تجوزتي العميد كنتي هتحبيه زيي كده ؟
, رمقته ريماس بغيظ وهتفت: وماله العميد يتحب بصراحة ..
, هارون: بس كنتي هتبقي وحشة أوووي معاه أصلي أنا اللي محليكي ..
, ريماس: الجمال جمال الروح وأنا مش هتكلم عن نفسي هسيب الدنيا تتكلم ..
, رمقها هارون بصمت ليبتسم بعدها باتساع هاتفاً: مبروك يا مدام ريماس يا حبيبتي ..
, ضحكت ريماس لتعود لتجلس مكانها ليجلس هارون هو الآخر مُلتصقاً بها يُدير عينيه في المكان بفرح وتسلية ..
, هتفت رحمة وهي تجلس بجانب حمزة تتمسّك بباقة الورد بقوة: نفسي أضربها بالورود دي ..
, ضحك حمزة متنهداً بقوة وكأن ذلك اليوم كان آخر ما توقع .. كان أعظم أحلامه وأحلاها وابتسم: سبيها براحتها تلبس اللي هي عايزاه ..
, التفت رحمة نحوه: مقدرش ده فرح إزاي يعني تلبس بنطلون ده غير أنه كتب كتاب أخوها ..
, هز كتفيه وابتسم ناظراً لها بحب: المهم أنتي لابسة إيه وطالعة إزاي ..
, رمشت بعينيها المكحلتين وهتفت: طالعة إزاي ؟
, حمزة بخفوت: أحلا ما كنت متخيل تطلعي ..
, ابتسمت فجأة باتساع وأدارت وجهها عنه ليحيط خصرها بذراعه يُقربها منه هامساً: مبروك عليا أنتي وجودك جمبي ومراتي وحبيبتي من لما كنتي صغننة قد كده ..
, ابتسمت بقوة ونبض قلبها بسعادة لكلماته الخافتة المشتعلة حباً وحناناً .. حطت عينيها المتهربة منه على مهرة التي ترمقهم عن بعد بنظرات هادئة .. لم تدرِ رحمة لمَ قطبت جبينها فجأة وكأنها انزعجت من رؤيتها ؟
, ربما من اهتمام حمزة بها ؟
, أو من فكرة أن مهرة كانت تُحبه وتُريده ؟
, زفرت بقوة تُحدق بمهرة التي أشاحت بوجهها عنهم نحو سالم الذي يجلس بجانبها يرمقها بابتسامة ليهتف: عقبالنا .. إيمتى بقا ؟
, ابتسمت مهرة تأخذ نفساً عميقاً ليُمسك سالم بيدها: عارف أنك عايزة وقت وأنا معاكي وهديكي وقتك متزعليش أني مستعجل بس أنا بحبك بجد ومش عايزك تفضلي بعيدة عني كده ..
, رمقته مهرة بعدوء ورمشت بعينيها متنهدة وتمتمت: لازم أئمّن على ملك الأول ..
, سالم: هشام خطبها أهو وبآخر السنة دي هيتجوزوا ..
, ابتسمت بحب وحنان هامسة: هأمّن عليها معاه الأول دي أختي وبنتي وكل حاجة ليا ..
, رمقها سالم بحب وإعجاب وهز رأسه: اللي أنتي عايزاه وزي ما قولتلك متقلقيش ملك في عيني هي أختي زي ماهي أختك ..
, أومأت برأسها بامتنان: شكراً يا سالم بجد ..
, سالم: مش عايز أسمع الكلمة دي تاني خلاص يا مهرة ..
, عادت لتومئ برأسها متنهدة بعمق ترمق عن بعد ملك التي تقف بجانب هشام .. ذلك الشاب الذي أحبها من كل قلبه وسعى لإسعادها بكل طاقته .. يقف بجانبها بابتسامة ضاحكة يتكلمان مع زين وورود بابتسامات واسعة سعيدة ..
, مرّت الدقائق والساعات سريعاً وسط أجوائهم السعيدة بضحكاتهم المرتفعة العاشقة حتى بدأ المدعوين القلائل بالذهاب وبقي أفراد العائلة جميعهم وراحة وسعادة كبيرة سيطرت عليهم ..
, جلس سيف فوق مقعده يُعلق نظراته على هارون الذي يقف بجانب حمزة وحيدر بضحكة واسعة سعيدة .. تأمّله بحب ولا يدري لما في تلك اللحظة تذكر يوم ولادته العصيب .. كان بعد فرحه هو بيوم واحد وفي اليوم التالي حصل عليه .. على ولده البكري الأول وفرحته الأولى ..
, دمعت عينيه بقوة رغماً عنه وهو مازال يتأمّله الآن في فرحه بعد مرور سنين طويلة فرحة حزينة وحانية ..
, حاوط أدهم كتفه هاتفاً: إيه يا سيفو هو أبنك لوحده بيتجوز أدي أبني أهو ..
, مسح سيف عينيه الدامعة وهمس: بص يا أدهم بيتجوز ..
, ابتسم أدهم ودمعت عينيه هو الآخر مُتنهداً بقوة بعدما استطاع تربية ذلك الطفل البريء الذي وُلد بدون أهل وبدون ذنب حتى أصبح الآن في فرحه خالي البال سعيداً مُعافى ..
, التفت هارون باتجاههم ليُقطب جبينه بقوة عندما لمحهم وبجانبهم مروة التي بكت هي الأخرى وليلى تهتف: إيه يا مروة مش كفاية جوزك ..
, هتفت مروة ببكاء: هو السبب أنا كنت مستنية لما يمشوا أعيط ..
, ضحكت ليلى بخفة والتفتت لهارون الذي حاوط مروة بذراعيه لتتعلّق به الأخرى باكية .. ابتسم هاتفاً بحب: إيه يا أم هارون بتعيطي في فرحي ؟
, شهقت مُتعلقة به بحب هامسة: فرحانة فرحانة أووووي الدنيا مش سايعاني ربما يباركلك ويخليك لينا ويسعدك دنيا وآخرة ..
, دمعت عيني هارون وأشاح بوجهه عنها لئلا يبكي وانحنى يقبل يديها بحب والتفت لسيف الذي يحدق بهم ومازال على كرسيه ..
, انحنى يجثو على ركبتيه أمامه يمسك يدي سيف: إيه يا سيفو هتودعني بدموع كده !؟
, عادت عيني سيف لتمتلئ بالدموع وهمس: مبروك ..
, توسعت ابتسامة هارون واقترب منه يعانقه بقوة ليُعانقه سيف بدموع هامساً: هارون ..
, ابتسم هارون أكثر وهمس: خلاص متخلينيش أعيط يا بابا ..
, مسح سيف دموعه بقوة ورفع نظراته نحو أدهم ومصطفى الواقفين بجانبه بابتسامات حانية ..
, ابتعد هارون عنه وابتسم ينقل نظراته بينهم: أنا مش عارف أقول إيه أانا مش شايف نفسي غريب عنكم علشان أشكركم زي الغربا كده .. أنا أبنكم وأنتوا أهلي وهتفضلوا كده لحد ما أموت بس.. بس شكراً بجد على أي حاجة وكل حاجة ..
, زاد بكاء مروة أكثر ليرمقهم زين بدموع: أنتوا بتقولوا كده ليييه !؟
, التفت هارون نحوه وابتسم بسعادة يقترب منه يُعانقه بقوة لتدمع عيني زين أكثر: في إيه ؟
, ابتسم هارون وابتعد عنه هاتفاً: مفيش بس أنا بحبك أوي ..
, رمقه زين بدموع ليلتفت هارون نحو رحمة الدامعة واقترب منها يُقبل جبينها بحنان: ألف مبرووك يا حبيبتي أنا معاكي وجمبك وفي ضهرك لآخر يوم في عمري ..
, ابتسمت رحمة بقوة وهزت رأسها مقتربة منه لتقبل وجنته بسعادة: **** يخليك لينا يا أحن أخ في الدنيا ..
, رفع حيدر حاجبيه والتفت لعمار الذي يقف بجانبه روما متأثرين ليهتف وهو يضربه برأسه: شايف يا بيه مبتعمليش زيهم ليه ؟
, رمقه عمار بغيظ لتتوسع عينيه فجأة: مفاجأتي فييين ؟
, ضحك حيدر والتفت لتجمّعهم هاتفاً: كفاية عياط يا جماعة الليلة فرح ..
, التفت الجميع نحوه ومسحوا دموعهم بابتسامات ليقترب حيدر من والده يهمس في أذنه عدة كلمات ليومئ أدهم بخفة ..
, ابتسم حيدر ناظراً لعمار الذي يتابعهم بحذر ليلتفت أدهم نحو أمير وزوجته: أمير عايزك تفضيلنا نفسك قريباً عايزين نزورك في بيتك ..
, رمقه أمير بحذر: ده أنتوا تنوروني البيت بيتكم إيه الكلام ده يا أدهم هو لازم تسأل ..
, أومأ أدهم بهدوء: أه علشان المرادي جايين بزيارة رسمية ..
, ابتسمت سهى ملتفتة لابنتها التي وسعت عينيها بحذر لتهتف: تنورا وتشرفوا أكيد ..
, ابتسم أدهم بهدوء: الشرف لينا ..
, حيدر: بعد أذنك يا بابا عايزين معاد بأسرع وقت كمان أسبوع لما يرجع هارون وحمزة من رحلتهم ..
, عمار: هو هو في إيه ؟
, ابتسم حيدر مقترباً منه: هنخطبلك روما بتاعتك مش عايز ؟
, توسعت عيني عمار وهتف: بجد !؟
, أومأ حيدر برأسه ليصرخ عمار بحماس يعانقه بقوة والتفت لروما بفرح لتهتف فريدة: حيدر طلع بيعمل حاجات عدلة أهو ..
, رمقها حيدر بصمت وأشاح بوجهه عنها ليهتف زين: هارون وأنا ؟
, هارون: أنت إيه ؟
, زين بحماس: هتعملي مفاجأة تخطبلي ورود ؟
, هارون: لأ أنت لسا صغير ..
, قطب زين جبينه والتفت لمصطفى: عمو مصطفى جوزني بنتك بلاش معاد وطلب إيد احنا أهل في بعضينا وأنا بحبها وهي بتحبني ..
, رمقه مصطفى بغيظ ليهتف زين: قولت إيييه يا عمو أنا مليش حد كلهم شايفيني صغير ..
, مصطفى: يبقى لما تكبر تعالا ..
, تعالت ضحكات هارون بسخرية وضرب كتف زين بخفة: كلهم شايفينك صغير يا زينو حتى عمك ..
, هتفت ورود: على فكرة اللي بتعملوه ده حرام ..
, زين: وهيضطرونا نعمل الرذيلة ..
, شهقت ورود بصدمة: يا قليل الأدب ..
, زين: إيييه بخوفهم علشان يوافقوا ..
, ورود بغيظ: أكبر أنت الأول وهيوافقوا ..
, زين بغضب: أنتي بتتريقي علياا أنتي مش أكبر مني إلا ب23 ساعة على فكرة ..
, رمقته ورود باستهزاء ليهتف حمزة: مش هنمشي بقا ..
, التفت الجميع نحوه وهو يبتسم محيطاً خصر رحمة بذراعه: إييه ؟
, أدهم بهدوء: هتباتوا النهاردة في الفندق وطيارتكم بكرا الصبح ..
, ابتسم هارون باتساع يجذب ريماس معه وهتف: الشنط فين ؟
, ليلى: في العربية كله جاهز ..
, أومأ حمزة برأسه واقترب منهم يُودع الجميع هو ورحمة ولحق به هارون يُودعهم حتى وصل لتليد هاتفاً: هتوحشني يا تلييد ..
, رمقه تليد بنظرات هادئة يُقابل ابتسامة الآخر ليقترب منه فجأة يُحاوطه بذراعيه بقوة وكأنه سيهرب منه .. ابتسن هارون باتساع ونبض قلبه بقوة وحنان يعانقه هو الآخر بقوة وهمس: مفضلش غيرك أشكره ..
, ضمه تليد أكثر مقطباً جبينه بشرود: أنا متشكرنيش أنت تطلب مني وبس ..
, دمعت عيني هارون بقوة وتليد يهمس: أنا اللي أشكرك مش أنت ..
, ابتلع هارون ريقه متنهداً بقوة شاعراً بيدي تليد تضمّانه أكثر وكأنه يُعوّض أيام بعده وحرمانه وسمعه يهمس له: أنا بحبك يا هارون أنت أول حد وأكتر حد .. أنا بحب زين علشانه حتة منك .. أنت أصل كل حاجة ..
, ضحك هارون لا يدري لماذا .. ربما ليُسيطر على موجة البكاء العنيفة التي تحثّه على الإنفجار في تلك اللحظة بين أحضانه وهتف: وأنا كمان بحبك أووي ماتيجي معايا وأسيب البت ريماس هنا ..
, ابتسم تليد بخفة وتنهد براحة وسعادة هادئة يشعرها داخله ..
, طال عناقهم وهمساتهم أمام الجميع لتعود وتدمع عينيهم بحب وتأثر حتى ابتعد تليد عنه أخيراً هاتفاً: يلا علشان متتأخروش ..
, ابتسم هارون بهدوء والتفت نحو ريماس التي تُتابعهم بدموع ليقترب منها يجذب يدها بحنان متجهين نحو السيارة .. تُتابعهم عيون العائلة بنظرات محبة سعيدة فيما أخذ حيدر تسنيم ليُكملا سهرتهم خارجاً ..
, بعد مدة ..
, وقف حمزة أمام غرفة الفندق والتفت لرحمة التي تُتابعه بابتسامة .. أمسك ذراها يضم كفها بين يده بحنان وفتح الباب ليُدخلها معه برفق مغلقاً الباب خلفه ..
, ابتسم وقلبه ينبض بسعادة هائلة هاتفاً: هتصدقي لو قولتلك أن دي أجمل لحظات حياتي ..
, ابتسمت رحمة تُحدق به بنظرات غامقة تتأمّل ابتسامته وحبه الذي ينضح من عينيه لتهتف بهدوء: حمزة ..
, حمزة: روحه ..
, اقتربت رحمة منه رفعت يديها تُحاوط وجهه بارتجاف جعله يرتجف مبتلعاً ريقه يتأملها عن قرب وهي تهمس: أنا مش عارفة حاسة بإيه بس.. اللي أعرفه أني فرحاانة فرحانة جمبك ومتطمنة ..
, ابتسم حمزة بخفوت شارداً في ملامحها وتابعت هي بحب: متسبنيش أنا مش هقدر أبعد عنك تاني أنت حمايتي وسعادتي ..
, توسعت ابتسامته أكثر مع نبض قلبه القوي حتى انحنى نحوها يضمها بين أحضانه بقوة ماسحاً خصلاتها بحنان وكأنها ابنته قبل أن تكون زوجة له ..
, في غرفة جانبية ..
, ابتسم هارون بسعادة وانحنى يحمل ريماس بين يديه هاتفاً: أفتحي الباب يا عروسة ..
, ضحكت ريماس وهتفت باستفزاز: قال يعني رومانسي ماكنت شيلني من لما نزلت من العربية ..
, هارون بخبث: عايزة ضهري يتكسر قبل ما أعمل حاجة ..
, قطبت جبينها بقوة ترمقه بغيظ وهتف هو بابتسامة واسعة: هعمل الأول وأوعدك بكرا أنزلك ع السلم على ضهري ..
, ضربت كتفه بغيظ وخجل وهتفت: مش ناقصة قلة أدب ..
, تعالت ضحكته هاتفاً: للأسف النهاردة أصل قلة الأدب أفتحي الباب خلصيني ..
, تأففت بغيظ وضحكة ومدت يدها تفتح الباب ليدلفا لذلك الجناح العرائسي الفاخر المُجهز والمُزيّن ..
, أنزلها أرضاً يرمقها بحب وهتف: عاملة إيه ؟
, رمقته بضحكة هاتفا: بلاش هبلك دلوقتي كويسة وفرحان أووي ..
, هارون: أحلويتي أووووي كمان ..
, ريماس: علشانك قصاد عيني يا حبيبي ..
, هارون: أيوه كده حفظتي درسك ..
, ضحكت تنظر حولها بانبهار وسعادة ووضعت باقة الورود أعلى الطاولة ليجذبها من خصرها بحب متجهين للغرفة الداخلية ..
, فتح الباب ودلفا بابتسامة واسعة اختفت حالما لمحا ذلك الجالس فوق السرير بأريحية وكأنه ينتظرهم ..
, توسعت عيني هارون بصدمة وهتف: أانت.. أنت بتعمل هنا إيييييه !؟
, هتفت ريماس بقلق من أن تُصيبه جلطة: أهدا يا هارون أنت أنت يابني إييه اللي بتعمله هناااا !؟
, ابتسم تليد ابتسامة واسعة ونظر لساعة يده: متأخّرين بقالي 5 دقايق مستنيكم ..
, أمال رأسه رافعاً حاجبيه: كنتوا بتعملوا إيه الوقت ده ؟
, نظر هارون حوله بجنون ودار حوله نفسه: أنا أانا.. سبتك في الفيلاااا ..
, تليد بلوم: أنت سبتني بس معقول أنا أسيبك يا هارون ؟ تيجي إزاي دي ؟
, حدق هارون به بنظرات مذهولة وتليد يُعدل جلسته: مش أنت اعترفتلي بحُبك ؟ عايزني أسيبك بعد الإعتراف ده إزاااي ؟
, مسح هارون وجهه بغضب وحدة وهتفت ريماس: أنت يابني هتفضل لاحقني ع القبر كماان ؟
, تليد: مين قال كده .. قبر إيه ده لا أنا هلحق هارون على قبره ..
, ضرب هارون جبهته بحدة ليقطب جبينه بقوة حالما استمع لضحكة خافتة تخرج من أحد الأركان ..
, دار في الغرفة مُضيّقاً عينيه بقوة ليرمقه ريماس وتليد بدهشة واستغراب ..
, فتح هارون الخزانة وباب الشرفة وهتف: إيه ده ؟
, تليد: ماله جوزك جننتيه من أول يوم ؟
, رمقته ريماس بغضب والتفتت لهارون: في إيه يا هارون ..؟!
, انحنى هارون على ركبتيه ينزل رأسه مُحدقاً أسفل السرير الواسع لتتوسع عيناه بصدمة ويحتقن وجهه بقوة يكاد ينفجر ..
, رمقته ريماس بحذر وانحنى تليد برأسه ينظر أسفل السرير بحيرة ليرفع حاجبيه بدهشة متمتماً: أنت بتعمل عندك إيه ؟
, ابتعد هارون عنهم كالملسوع وصرخ: زين الديييين أطلع من تحت السريرر حاااالا ..
, نهض تليد عن السرير وهتف: قاعد تحت السرير يا زينو ما كنت أقعد معايا فوقه ..
, زم زين شفتيه بغيظ ومد رأسه من أسفل السرير هاتفاً: أنا جيت قبلك ودخلت الأوضة قبلك ولما سمعت صوت استخبيت ..
, تليد بخبث: تستخبى ليه عايز تتعلم يعني هيحصيل إيه بما أنك لسا صغير ؟
, هتف زين وهو يخرج: أنت مالك بيا أنت جيت ليه أصلاً ..
, تليد: هارون أعترفلي بحبه وأنا لحقته مش هسيبه ..
, رمقه زين بغيظ ليصرخ هارون: أطلعوا برااا ..
, التفتا نحوه ليروا وجهه المحتقن غضباً .. هتف زين: هارون أن..
, قاطعه هارون بصراخ: برااا يازيين ..
, هتف زين: مش أنا لوحدي ..
, هارون: برااا يا تلييييد ..
, تليد: وحُبك ليا !؟
, هارون: بله وأشرب مايته ..
, رمقه تليد بصمت وهتف بعدها: مش هاخدك معايا لما أتجوز ..
, هارون: تليييد ..
, هتف زين: أطلع برا يا تليد سبني أدي هارون كام نصيحة كده ..
, هتف هارون: زييين .. أنتواا هتجننوني الحق عليا جبتلك عربية يا زين الكلب أطلعوا برااا حراام عليكم فرحي ده فرحي يا نااااس أنا كنت عارف أنه مش هيكمل ..
, زم زين شفتيه وهتف بحنق: ما أنا هديك نصايح علشان يكمل أصلاً .. مالك متعصب كده ليه ؟
, رمقهم هارون بغيظ واقترب يجذبهم من ملابسهم بقوة يجرّهم خارج الغرفة .. أخرجهم من الجناح بغضب مُستغرباً أصلاً كيف وصلوا قبله وصفع الباب خلفهم بقوة هائلة ..
, التفت تليد نحو زين الذي رمقه بغضب واتهام ليهتف تليد: أنت جيت إزاي وعرفت أنهم هنا إزاي ..؟
, زين: ليا مصادري ..
, تليد: ووصلت الأوضة قبلي إزاي ..؟
, ابتسم زين بفخر: قدرااات ..
, تنهد تليد مُخرجاً من جيبه سيجاراً يضعه في فمه وأشعله ليهتف: هنروح فين دلوقتي ؟
, زين: أنا ضايع من غير هارون ..
, رمقه تليد بصمت ليهتف زين: بليد أنت مش قولتلي أنك بتحبني ؟
, أومأ تليد برأسه ليهتف زين: يبقى أعزمني على حاجة واثبتلي حبك ..
, تليد: مش محتاج أثبته ..
, زين: لا محتاج علشان أنا أتأكد ..
, لوح تليد بيده: تأكدت أو لا براحتك ..
, سار تليد في الرواق الطويل الفاخر ليزفر زين بضيق ينظر حوله بغيظ ليبتسم بعدها مُتجهاً لجناح حمزة يطرق الباب بخفة ..
, قطب جبينه يعود ليطرقه بقوة أكبر هاتفاً: أطلع يا حمزة هاتلي أختي هاخدها معايا وأنا مروح ..
, استمع فجأة لصراخ حمزة من الداخل بغضب: أقسم ب**** لو مختفيتش من هنااا لاقتلكككك ..
, تراجع للخلف بحذر وفزع من صراخه وعاد ليضرب الباب بغيظ: يا سراااق يا حراامي كلكم حراميية سبتوني من غير أخوااات تفوووووه عليكم ناس قليلة ربااايية ..
, تنفس بقوة وغضب والتفت حوله بغيظ يسير في الرواق لاحقاً بتليد الذي لم يبقَ له غيره ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, بعد يومين ..
, على مائدة الإفطار تجمّعت العائلة بأكملها ماعدا هارون وحمزة وزوجاتهم بعد سفرهم لقضاء أسبوع عسل في مدينة أخرى ..
, رفع أدهم نظراته باتجاه زين الذي غيّر من جلسته وجلس على كرسي آخر بجانب بتليد مُلتصقاً به كالتصاق الآخر وكأنهما شكّلا فريقاً مُتفقين معاً بغياب هارون وخيانته لهم ..
, ابتسم أدهم بخفة ونظر لموضع كرسي زين الأساسي بجانب عمار حيث كانت تجلس عليه فريدة الآن تُوزع ابتسامات لهم جميعاً .. سعيدة منذ تصالحها مع عمار وعلاقتهم التي تتحسن شيئاً فشيئاً أمام عيني العائلة التي تُراقبهم بحذر وحنان .. وحيدر الذي يشعر بنيران غضبه داخله تخفت شيئاً فشيئاً رغم مقاومته العنيفة ..
, تنهد أدهم وترك طعامه يُحدق بحيدر هاتفاً: حيدر ..
, رفع حيدر نظراته له بحذر من لهجته الجدية ليهتف أدهم بهدوء: كنت هكلمك لوحدك بس قولت بلاش أصلهم هيعرفوا ..
, حيدر بحذر: خير يا بابا ؟
, أدهم: أنا سلمتك مسؤولية عمار زمان ..
, نقل حيدر نظراته نحو عمار المستغرب ليهتف أدهم: دلوقتي بقوا عمار وفريدة ..
, شرقت فريدة بالعصير الذي كانت تشربه بغير مبالاة ليلتفت عمار نحوها يضرب ظهرها بخفة: من أولها كده أمال لو تعرفي اللي هيجيلك بعدين ..
, سعلت فريدة عدة مرات واحتقن وجهها بحنق ليهتف أدهم: إيه يا فريدة مالك ؟
, رفعت فريدة نظراتها نحو أدهم الهادئ ونقلت عينيها على حيدر الذي يرمقها بنظرات هائة ولا تعلم لمَ لمحت في نظراته خبثاً ومُكراً شديداً وتّرها ..
, هتف أدهم: أنت المسؤول قدامي عنها زي ما كنت مع عمار مش عايز أسمع حاجة متعجبنيش .. مفهوم ..؟
, ابتسم حيدر بخفة وتراجع بظهره يُحدق بفريدة بنظرات غريبة: حاضر يا بابا تحت أمرك .. مش لازم فريدة تسمع كام كلمة ولا إيه ؟
, رمشت فريدة بعينيها: كام كلمة إيه أنا سمعت كل حاجة ..
, ابتسم أدهم بالخفاء بعدما فهم قصده والتفت لفريدة هاتفاً: فريدة .. حيدر أخوكي الكبير المسؤول عنك هو زيه زيي واحترامه من احترامي مش عايز أسمع شكوى منه عليكي وإلا هزعل جامد .. فاهمة ..
, توسّعت ابتسامة حيدر مخلّلاً أصابعه في خصلاته وأكمل شرب كأس العصير أمامه بتلذذ وهي ترمقه بنظرات مذهولة مُحتدة متمتمة بحنق: حاضر ..
, نهض حيدر عن كرسيه يرتدي سترته: بعد أذنكم .. مش راجع ع الغدا يا ماما ممكن أتأخر ..
, ليلى: خلي بالك من نفسك يا حبيبي ..
, ابتسم ملقياً نظرة أخير نحو فريدة التي تُتابعه بعيون حادة غاضبة وأشاح بوجهه عنها يخرج من الفيلا ..
, بعد مدة ..
, تربّعت فريدة فوق سرير عمار ووقف هو مُقابلاً لها: أنتي متعرفيش حيدر العناد مش هينفع معاه ..
, فريدة بغيظ: أمال إيه أطبطب وأدلع ؟؟
, قطب عمار جبينه بقوة ثم هتف: حيدر عايز حد يحرك أحاسيسه ..
, رفعت فريدة حاجبيها وهتفت بسخرية: أبقى هاتلي المعلقة بتاعتك اللي حركت أنت بيها أحاسيسه ..
, عمار: بلاش تتريقي أنا عارف بقول إيه .. أنا زمان خططت وظبطت وبصتلك فجأة اتلخبطت لقيت قلبي اتشال واتحط مصدقتش كل اللي أنا فيه زي ماكون اثبتت قصاد منك بعد ما رتبت كلام أقوله شوفتك أنا تهت مجمعتش مش عارفة أنا ليه ..
, رفعت فريدة يديها مُصفقة بحرارة وصفرت هاتفة: أم كلثوم واللهي أم كلثوووم ..
, رمقها عمار بعبوس لتهتف: خلصت وصلة الطرب بتاعتك أديني الحل بقا ..
, عمار: زي ما قولتلك أنا زمان خططت و..
, فريدة بتهكم: مش دي الخطة الغبية اللي وديتك في داهية ؟
, ابتسم عمار باتساع ثم قطب جبينه بعبوس: أه هي ..
, فريدة: وعايز تروحني في داهية ليه ما أنا موجودة على الحافة دلوقتي فاضل تكة بس وأقع على نافوخي ..
, تأفّف عمار بضيق وهتف: في دماغي فكرة وهنعملها بقولك حيدر لازم يحس ويخاف ويحن ..
, فريدة بحذر: إزاي ده ..؟
, ترك عمار الغرفة أمام نظراتها المستغربة ليعود جاذباً زين من ملابسه أوقفه أمامها هاتفاً: زينو هيساعدنا ..
, فريدة: إيه !؟
, زين بحذر: أنتوا بتعملوا إيه أناا أناااا عارف كل حاجة ..
, ابتسم عمار بلهفة: عندي خطة علشان حيدر يحب فريدة ويسامحها وهننفذها بمساعدتك يا زينو أنت هتبقى القائد بتاعنا كالعادة ..
, ابتسم زين باتساع مُعدلاً من ياقته: العمر مش كل حاااجة فعلاً ..
, اتجه ليجلس فوق أحد المقاعد ووضع قدماً فوق الأخرى: قول يابني سامعك ..
, ابتسم عمار باتساع وسار أمامهم يتكلم بانفعال وهما يُتابعانه بحذر وذهول حتى صرخ زين: موااافق **** عليك يا عمورة جدع ياض ..
, رمشت فريدة بعينيها وهتفت بتوتر: أانتوا واثقين يعني أني م مش هخسر إيد ولا رجل ؟
, عمار: من ناحية هتخسري إحنا كلنا هنخسر بس لازم نحاول ..
, زين: يبقى محتاجين ربيع عنصر مهم وهجيب ورود حبيبتي وهاتوا نغم ووسام ونوار كمان خلي الشلة تكتمل ..
, ابتسمت فريدة بتوسع: هو أنا بقيت من الشلة ؟
, زين: أيووون أدام عمورة عايز كده يبقى هندخّلك معانا ..
, نهض عن جلسته هاتفاً: هروح أجيب ربيع وأمخمخ شوية وأدوّر الفكرة في دماغي هننفّذها النهاااردة قبل بكراااا ..
, ابتسم عمار بحماس: شوفتي الواد ده علطول متحمس كده ..
, فريدة بقلق: م.. ماهو بيتحمس بالمصايب بس ..
, عمار بسعادة: أه ..
, فريدة: وأنت مالك فرحان أوي كده أنا اللي سمعته عن الواد ده ميطمّنش علی فكرۃ ..
, ابتسم عمار باتساع: متعود .. إلحق البوم يدلّك ع الخراب وزينو بومة حياتي هفضل لاحقه لآخر عمري ..
, رفعت فريدة حاجبيها بحذر تُراقبه وهو يتربع بجانبها مُخرجاً هاتفه يُكلم أصدقائه يدعوهم للحضور وهو يبتسم بتلهف ..
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
التاسع والثلاثون


صديقك الحقيقي.. هو ذلك الذي يقف أمامك حين تبكي، ليحجب عن البشر رؤيتك منكسراً ❀✿
, ٢٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, نظرت فريدة للجميع بتوتر وهتفت: منكم لله أنتوا طلعتوا مش طايقيني بجدد ..
, هتف عمار بقلق: كده مش نافع بصوا شكلها زي المومياء ..
, فريدة بغيظ: إيه زي المومياء دي أنتوا عايزين تذلّوني قدام حيييدر لا مقبلش ..
, هتفت نغم: اللي بتعملوه ده مينفعش ..
, هتف الجميع بغيظ: أنتي اخرسي ..
, أكمل وسام: يا نغم نغم نغم اخرسي وساعدينا زي ما بتساعدي الجميييع وتنشري الربيييع ..
, ربيع: كفاااية محدش يجيب سيرتي أنا تعبت وذليت نفسي علشان ندخّلكم المشفى هنا صاحبي لو اتكشف هيترفد ..
, تكتفت فريدة بغضب: أخلصوا هنعمل إيييه تاني ؟
, التفت الجميع نحو زين الذي يقف قريباً من ذلك السرير الطبي في تلك الغرفة من المشفى التي دخلوها بمساعدة زميل ربيع في الكلية ..
, فريدة مُضمدة ومُجبّرة بالكامل وكأنها تعرّضت لحادث أليم تجلس فوق السرير بغيظ وضيق من كل شيء ..
, هتف زين بفرح: حلو أوووي أووي ..
, عض عمار شفته بتوتر: منك لله يا زين أنا خايف ..
, هتف زين بغضب: مش دي فكرتك ..؟
, رمقه عمار بغضب: أنا فكرتي كانت أننا نخلي حيدر يخاف عليها ونحرك أحاسيسه مش توصل لمستشفيات وتكسير ومومياء بص البت شكلها يقطع القلب ..
, فريدة: ياعيني عليا ياني ..
, تأفف زين وهتف: اللي مش عايز يكمل يطلع برا ..
, نظر الجميع نحوه بغيظ ورغم علمهم بوقوعهم في المصائب ولكنهم يُريدون الاستمرار ..
, هتفت نوار: خلاص نكمل متقلقوش لو حصل أي حاجة خطيبي موجود ..
, رمقها زين بسخرية وهز رأسه هاتفاً بفخر: ده أخويا ..
, رفعت نوار حاجبيها وهتفت: وده من إيمتى إن شاء **** ..؟
, زين: من لما فضلنا أنا وهو وحيدين في الشارع المُقفر وسط الضباع والوحوش الضّارية ..
, اتسعت ابتسامة ورود عكس عبوس الجميع وغيظهم وهتفت: الواد ده بيتكلم عِبر وحكم ودُرر وحاجات غير موجودة في الكوكب ده ..
, اتسعت ابتسامة زين وهتف بحب: إيه رأيك أكتبلك قصيدة أسألي بليد هو مُعجب بيا وبقصائدي جدااا ..
, هتفت فريدة بغضب: أنتوا هتسبوني متلقحة كده زي الحمارة أتنيلوا كلموا حيدر خوفوه وخلاص ..
, التفت زين نحوها باهتمام: أنتي فاكرة بسهولة كده ..
, فريدة بضيق: أمال إيه بقولك متجننش أهلي أنا على آخري منك أنت بالذات يا بومة يا وش المصايب ..
, توسعت عيني زين بغضب وهتف: أنتي بتكلّميني أنااا ؟
, فريدة: أمال أبوك ..
, زم زين شفتيه ونقل نظراته بين الجميع وهتف: أنا ماشي كملوا لوحدكم ..
, توسعت عيني الجميع بصدمة فيما هتفت فريدة بتهكم: قال يعني مش هنقدر من غيره أمشي ياض من هنا سبني أنا أتصرف عيل تافه ..
, هنف وسام بغضب: كفااااية أنتي عبيطة يا بت يا متخلفة يا جزمة ..
, توسعت عيني فريدة بصدمة ونهضت واقفة على السرير بشكل مُضحك بجسدها المضمّد بالكامل وهي تقف بتحفز وتهديد: ولاا بتكلمني أنااا !؟
, وسام بسخرية: أمال أبوكي ..
, ورود: بلاش تدخلوا الأبّهات في النص ..
, نوار: ألحقوا الواد رااح ..
, ربيع: سبوه أنا هكلم صاحبي يطردنا من هنا ..
, هتف عمار بغضب: أنتوا مجاانييييين وربنا أترزعوا هنا كلكمم ..
, التفت نحو الباب وأسرع يجذب زين من ذراعه بضيق: خلاص يا زين بلاش تتقمص ..
, زين: مش مقموص سيبهالكم حلّوا مشاكلكم لوحدكم خلي البني آدمة دي تتصرف ..
, عمار بضيق: فريدة مينفعش كده زين هو القائد بتاعنا ..
, فريدة بسخرية: وده ليه إن شاء **** مش هو الصغير ..
, زين بغضب: بس عقلي كبيير مش حاطت فردة جزمة جوايا زيك ..
, همّت فريدة بالصراخ ليهتف عمار: بقولكم كفااية .. زين خلاص هنكمل الخطة بتاعتك قولنا نعمل إييه ؟
, رفر زين يضيق وهتف: هنكلم حيدر نقوله أن فريدة خبطتها عربية إن شاء **** ..
, فريدة: اللي يكرهوني إن شاء **** ..
, زين: بس البت دي لازم تمثّل ..
, ابتسمت فريدة باتساع وهتفت مُشيرة لنفسها: من الناحية دي متقلقش محسوبتك واخدة الأوسكاااار قبل كام سنة ..
, نوار: وسكار إيه ده ياختي ..؟
, فريدة بسخرية: أوسكااار يا متعلمة يا مُثقفة ..
, ربيع: أخلصوووا ..
, زين: أنتي يا فريدة البعيدة لازم تمثلي أنك بتتوجعي وهتموتي كمان شوية ..
, فريدة بحذر: ي يعني إيه إزاي ؟
, هتف وسام: أاااه هموووت إلحقووني بتوجع يا حييدر هموت لو متت أبقي سامحني وكده ..
, توسعت عيني فريدة بصدمة وصرخت: أنتوا عايزيني أقول أااه قدام حيييدرررر ؟
, رمقها الجميع بغضب لتهتف هي مُشيرة لنفسها باستنكار: أنااا فريييدة بذات نفسي وقدري ومكانتي أقول أه وقدام ميين قدام حييدر ؟! أنا أترجاااه كده ؟ أنت بتهرجواااا ..؟
, زين: مش حضرتك عايزاه يسامحك ..؟
, فريدة بغضب: يسامحني بس مش أذلّ نفسي ..
, عمار: وهو يعني لو قولتي أاه هتتذلي ؟
, فريدة بسخرية: ما أنت ميهمكش خواف وبتعيط قدامه بسرعة ..
, زم عمار شفتيه بضيق وهتف: علشان كده هو بيخاف عليا بيحبني وبحرّك مشاعره يا جاهلة ..
, رمقته فريدة بحذر وهتفت: طب أحلف أنك مش بتعملّه حاجات تاني ..
, عمار: أعمله إيه يعني أبوسه ولا أغريه ..
, نوار: بتلبسله لانجري مثلاً ههههه ..
, رمقها الجميع بضيق وزمت فريدة شفتيها ورفعت حاجيها بتفكير لتهز رأسها هاتفة: أوك خلاص ..
, ابتسم الجميع براحة وهتف زين: دلوقتي يا عمورة هتكلم حيدر وتعيط تقوله أن فريدة في المشفى ..
, رمش عمار بعينيه بقلق: ل لا مقدرش ..
, زين: أماال إيييه هو لازم حد يخوّفه ..
, ابتلع عمار ريقه وهتف: لا هو هيكشفني أنا عارف ..
, ورود: كلّمه أنت يا زينو أنت عارف تمثل ..
, وسام: أيوه صح عيط وقوله كلنا هنا وعمار معاها وهي بتموت ..
, فريدة: اللي يكرهني إن شاء **** ..
, ابتسم زين بفخر وهتف: علشان تعرفوا أن ملكوش غيري ..
, زفرت نغم بضيق وجلست فوق أحد المقاعد ترمقهم بحذر وزين يُخرج الهاتف من جيبه هاتفاً: حد يزعق ويعمل نفسه بيعيط .. وأنتي يا فريدة نامي كويس دي مش نومة واحدة مكسورة ..
, تمددت فريدة فرق السرير ترمش بعينيها تعصرهم بقوة علها تُحضر بعض الدموع المُزيفة فيما بدأ زين بالاتصال ..
, في الشركة ..
, دخل زياد لغرفة مكتب حيدر هاتفاً: يلا بينا يا حيدر كله جاهز ..
, نهض حيدر من خلف مكتبه يرتدي سترته للخروج إلى الإجتماع وهتف ناظراً لزياد: أنت حصل معاك إيه ؟
, ابتسم زياد بفرح: كمان كله جاهز ومستنيين هارون وحمزة يرجعوا هنعمل حفلة صغننة عندنا في البيت ..
, حيدر بابتسامة: مش هتكتبوا الكتاب ؟
, زياد: لا كمان شهرين هنكتب الكتاب مع الفرح ..
, ربت حيدر على كتفه بخفة وسار معه نحو غرفة الإجتماعات الواسعة .. جلس مع مجموعة من مدراء الأقسام وبدأ اجتماعهم ومناقشاتهم ليتعالى رنين هاتفه الذي للصدفة قد نسي أن يضعه صامتاً ..
, تجاهل الإتصال بعد رؤيته لاسم زين ولكن الآخر استمرّ بالإتصال بإلحاح ليزفر معتذراً ويرفعه لأذنه: أخلص يا زين أنا في إجتماع ..
, صرخ زين بنحيب: حييددر إلحق ي يا حيدررررر والنبي ..
, قطب حيدر جبينه يستمع لبكاء زين وشهقاته من الطرف الآخر وهتف: في إيه مالك ؟
, تمتم زين ببكاء وخوف: ف فريدة ..
, دق قلب حيدر بعنف ونهض عن كرسيه بحذر: مالها في إيه أنطقق ؟
, زين: ماااتت م معرفش بتموووت إلحقنا عشان خاطري عمار كمان تعبان ..
, اندفع حيدر خارج الغرفة تاركاً الإجتماع ليلحق زياد به بسرعة وخوف .. صرخ حيدر على لهاتف: مالها فريدة بتموت إزاااي في إيه أنت فيين ؟
, بكى زين بقوة وصمت ليزيد من خوفه ليصرخ حيدر وهو يدخل سيارته بسرعة: زيييين أنتوا فيييين حصل إيييه ؟
, زين ببكاء: خبطتها عربية و و إحنا معاها في المشفى الدكتور قال هتموت إلحق أو متلحقش ه هتمووت ..
, توسعت عيني حيدر بصدمة وهو ينطلق بسيارته من كراج الشركة بسرعة شديدة .. بغير شعور احمرّت عينيه وتجمعت فيها الدموع مع نبضات قلبه التي تقافزت داخله بسرعة مؤلمة حالما استمع لكلامه ..
, هل يُمكن أن تموت بتلك السهولة ؟ هل يخسروها ؟
, قطب جبينه بقوة يتنفس محاولاً أن يرمش بعينيه ليوقف دموعه التي غشت الرؤية أمامه ..
, لم يكن مهتماً بها رغم أن شيء ما داخله مُهتم بشدة ..
, لم يكن يعتبرها أخته رغم أن نفس الشيء المهتم كان يضعها بمنزلة عمار في قلبه ..
, لم يكن يكرهها وربما ذلك الشيء كان يحبها أيضاً ..
, فكيف يخسرها ويؤلم قلبه عليها وقلوب عائلته !؟
, تنفس بقوة بنفي برأسه بوجع كبير داهمه وضرب المقود أمامه بقوة شديدة آلمت قبضتيه .. وجد نفسه يبكي فجأة بدموع انهمرت بغير شعور شعر بها حارة حارقة ربما تخرج من قلبه حيث نيرانه المستعرة ..
, قاد سيارته بسرعة شديدة وقلبه ينبض بتوتر متجهاً نحو المشفى التي أخبره زين باسمها قبل أن يُغلق بوجهه ..
, وصل بعد دقائق طويلة مرت عليه كالدهر بعيون محمرة باكية .. أسرع بخطواته للداخل ينظر حوله وكاد يتجه نحو الإستقبال قبل أن يقترب ربيع منه يسحبه من ذراعه بتوتر: تعالا يا حيدر ..
, هتف حيدر يسير معه بسرعة ولهفة: ف فريدة مالها هي كويسة حصلها إيييه ؟
, بقي ربيع صامتاً يشتم الجميع داخله وصرخ حيدر بنفاذ صبر: ما تنطق ساكت ليييه فريدة حصلها إييييه !؟
, وصل ربيع به حيث تجمّعهم أمام الغرفة بهيئة مبعثرة بعدما جهّزهم زين لاستقبال حيدر بوجوه مُبللة بالماء على شكل دموع وقرصوا وجوهههم وفركوا عيونهم لتحمر بشكل يدمي القلوب ..
, وقف حيدر بصدر يعلو ويهبط بقوة وتجمّعت الدموع في عينيه مجدداً ليهتف زين ببكاء وخوف: ف فريدة جوااا يا حيدر هي هي هتمووت و ع عايزة تشوفك ..
, توقف حيدر مكانه بقلب زادت نبضاته وشعور عميق بوجع يعصره بقوة .. ابتلع ريقه يتجه لتلك الغرفة حيث فتح عمار الباب وتوسعت عينيه بتوتر لرؤيته حيدر أمامه بتلك الهيئة المؤلمة ..
, دمعت عيني عمار بصدمة لرؤيته حيدر بهذا الشكل وأخفض نظراته بندم لئلا يكشفه رغم أن حالة حيدر في تلك اللحظة لن تسمح له بكشف لعبتهم .. ربما من خوفه وندمه ورعبه الكبير ..
, اقترب حيدر منه يجذبه إليه يُعانقه بقوة وأنفاسه الحارة ضربت رأس عمار لتزيد من دموعه وخوفه من اكتشاف حيدر لكذبتهم ..
, هتف زين محاولاً تخليص عمار من توتره: ح حيدر خش يلا ف فريدة عايزاك عايزة تودّعك قبل ما تمووت ..
, نوار: يا عيني عليكي يا فريدة يا حبيبتي تعذبتي أوي في حياتك وهتتعذبي وأنتي بتموتي منه لله اللي خبطك ..
, وسام: البت دي اتظلمت أووي و**** ده حتى اللي خبطها في عربيته هرب تخيل يا حيدر هرب أبن الكلب ده ..
, أغمض حيدر عينيه يجذب خصلاته بقوة شديدة وإنهاك .. أبتعد عن عمار الذي رمق الجميع بلوم وندم ليمد حيدر يده المرتجفة يفتح باب الغرفة حيث تتواجد فريدة ممددة على السرير بشكل مؤلم ..
, وقف حيدر بعيون مصدومة من هيئتها وقد اختفى معظم جسدها خلف الضمادات الكثيرة وهي تتأوه مُغمضة عينيها بألم وتشتم الجميع داخلها بغيظ ..
, اقترب حيدر من سريرها بسرعة يشعر بوجع عليها لينحنى نحوها يضع يده فوق خصلاتها الظاهرة من رأسها المضمد: ف فريدة ..
, ابتلعت فريدة ريقها وأبقت عينيها مُغمضة .. هل هي تتوهّم سماعها لصوته المُرتجف الخائف ؟ أم أنه حقيقة ؟
, عاد ليهمس باسمها بارتعاش: ف فريدة سامعاني ..؟
, فتحت فردة عيناها وتوسعتا بقوة لرؤيتها عينيه المحمرة الدامعة لترتجف شفتيها متأوهة بتصنع وخوف وهتفت: ح حيدر أانا أنا ه هموت ..
, نفى برأسه بسرعة وتردد وتمتم: ل لا أنتي هتبقي كويسة إن شاء **** ا إحنا معاكي ..
, هتفت فريدة بألم وصوت باكي: ل لا لا أنا أستاهل أنا كان لازم أموت من البداية أنت مش بتحبني مش عايزني أن..
, هتف يضع يده على فمها يمنعها من المتابعة: متتكلميش هتتعبي أنا مش بكرهك ومش عايزك تمووتي متقوليش كده أنتي قومي بالسلامة ونتكلم بعدين ..
, حدقت فريدة به بصدمة وألم وابتلع هو ريقه بتوتر وخوف: أنا عايزك بحياتنا عايزك أختي بس عايز وقتي كمان مش عايز أقرب وأئذيكي أنا عارف نفسي أنا مش زيك مش بئذي ..
, ابتلعت فريدة ريقها وهمست من أسفل أصابعه: م مش عايزة أئذي حد مش بإيدي ..
, أغمض حيدر عينيه وهمس: أنتي لو جيتي لينا من زماان من قبل ما تخططي وتنتقمي من لما عرفني أننا أهلك لو عرّفتينا بوجودك مكانش كل ده حصل يا فريدة مكنتيش عيّشتينا كل الوجع ده ..
, بقيت قريدة صامتة تحدق به بألم وفتح هو عيناه المحمرة: مكنتش أنا اتوجعت ووجّعت مكنش كل ده حصل ..
, التفت ينظر داخل عينيها التي دمعت بقوة وهمس: بس مقدرش أنكر أنك أختي أن بابا وماما وعمار فرحوا بوجودك وأن حياتنا تغيرت .. مقدرش أنكر أانك٣ نقطة أنك بتعملي طعمة لحياتنا ولحياتي أنا ..
, توسعت عيني فريدة بقوة وهمس هو بألم رغم تردده: مقدرش أنكر ان خناقي معاكي بيسلّيني وأنك أول واحدة بتعاملني كده وبتشغلني .. عارفة يا فريدة لو مكنتيش أختي كان ممكن٤ نقطة
, تنفس بقوة وهتف متابعاً: كان ممكن تشغلي فكري أووي زي ما أنتي شاغلاه دلوقتي بتصرفاتك دي مكنتش هقدر أنساكي بسهولة أو أكرهك ما بالك بقا وأنتي دلوقتي أختي ؟ تفتكري إحساسي إيه ؟
, عضت فريدة شفتها بقوة وخرج أنين مؤلم منها لا تعلم كيف تُقابل كلامه ذلك رغم كل جرأتها وشجاعتها .. رغم كل مافعلته وكل ما سمعته عن حيدر لم تتوقع أن تستمع لهذا الكلام منه .. أن يحمل لها في قلبه وعقله تلك المشاعر والتفكير ..
, أنينها زاد من وجعه وهمس: هشش خلاص م مش هئذيكي ولا أتعبك استريحي أانا مش هسيبك ..
, تمتمت فريدة بتقطع: س سامحني آسفة وربنا س سامحنيي ..
, ابتلع حيدر ريقه يرمق عيونها المتوجعة بعيون متألمة .. نقل عينيه على باقي جسدها المضمّد معظمه فيما يديها وقدميها الإثنين مُجبّرتين بالكامل ..
, هيئتها تلك آلمته وهي متمددة أمامه بغير حراك ليزفر بقوة مخللاً أصابعه في خصلات شعره الكثيفة وتنفس يأخذ عدة أنفاس عميقة طويلة حارة ليلتفت لها أخيراً ينحني ماسحاً تلك الدمعة التي انهمرت من عينيها وهمس: أنا م.. أنا مسامحك يا فريدة .. **** يسامحك ..
, توسعت عينيها أكثر ودموع أخرى خرجت من عينيها بسرعة شهقت بقوة وألم ليرمقها هو بخوف متمتماً: أهدي هجيب الدكتور ب..
, صمت حالما شهقت مجدداً ورفعت يديها المجبرتين تُغطي بهما وجهها لتنفجر في البكاء بقوة ونحيب وصل صوته لأسماعهم في الخارج ..
, فتحوا باب الغرفة بسرعة خوفاً ليجدوا حيدر يحدق بها بعيون محمرة باكية وجسدها هي يهتز بقوة تبكي وتنتحب بشهقات مرتفعة ..
, تمتمت نوار بقلق: م مش كأنها أفورت أوي ؟
, ورود بحذر: ب باينها بتعيط بجد ..
, حدق الجميع بها بخوف واقترب حيدر منها متمتماً: ف فريدة فريدة أهدييي ..
, التفت نحوهم هاتفاً: حد ينده ع الدكتور بسرعة ..
, تسمر الجميع مكانهم ليهتف حيدر: واقفين كده لييييه ؟
, هتف زين بسرعة: أا ر ربييع ربيع هات الدكتووور ..
, رمقهم ربيع بضيق ونظر لفريدة الباكية ليزفر بقوة وألم ويتجه للخارج .. التفت حيدر نحوها محاولاً إبعاد يدها عن وجهها: فريدة في إيه مالك أهدي بس ..
, زادت شهقات فريدة وهي تُبعد يديها تتكئ بهما على السرير لتنهض بسرعة تجلس على ركبتيها أمامه وهو منحني إليها لترفع ذراعيها محيطة عنقه بقوة تحتضنه دافنة نفسها به وكأنها لم تُصدق سماع تلك الكلمة منه ..
, لم تُصدق الشعور بدفء أحضانه كما يشعر به عمار .. لم تصدق أنها لم تعد وحيدة لم تعد خائفة مظلومة .. بات لها والدين وليس واحداً فقط ..
, بكت بقوة تدفن رأسها في صدره وهو مُتسمّر مكانه بصدمة وعيونه المحمرة بدأت تهيج شيئاً فشيئاً ..
, توسعت عيون الجميع الذين يُراقبونهم ولطم زين وجهه بتمتمة: ه هي دي الأوسكار بتاعها منكم لله دايماً تبوظولي خططي المحبوكة ..
, دمعت عيني عمار بقوة وبدأ في البكاء ألماً عليها وخوفاً عليهم جميعاً فيما فريدة متابعة بكائها وشهقاتها المتألمة معتذرة له بتمتمات وصوت متقطع موجوع ..
, نظر حيدر أمامه بأنفاس بدأت تتعالى .. كاد يرفع يديه المتجمدتين جانبه ليُحاوط جسدها ويُربت عليها لكن شيئاً ما منعه .. شيء شعره من إمساك فريدة القوي به .. من بكائها ونهوضها فجأة رغم جسدها المتكسّر ..
, شيء جعل وجعه عميقاً يزداد أكثر .. وكرامته تتقافز أمام عينيه وكأنها باتت لعبة للمرة الثانية بيد أخوته أو ربما للمرة الثالثة ..
, أغمض عيناه بقوة وفتحهما بعدما احمرّتا أكثر بشكل مُخيف .. أنفاسه الحارة بدأت تتعالى مع ارتفاع وهبوط صدره السريع محاولاً تمالك نفسه ..
, بقي صامتاً لعدة لحظات ينقل عينيه نحو أولئك المتجمعين أمام الباب .. بعضهم خائف والآخر باكي ومتوتر ..
, شعرت فريدة أخيراً بأن هناك خطأ ما .. خاصة وأنها لم تشعر بيدي حيدر تحتضانها كما هي تتعلق به كالقردة متشبّثة بعنقه بقوة ..
, رمشت وتوسعت عيناها الباكية بصدمة وهي تبتعد عنه لامحة عيونه الهائجة المحمرة .. ابتلعت ريقها تُحدق به بتجمد وهو يُعلق نظراته عليها يضم قبضتيه بقوة وغضب ..
, تمتمت فريدة بتراجع: ح.. حيدر أن..
, همس حيدر بصوت حاد: قاعدة كده إزاي مش بتتوجعي ؟
, ابتلعت ريقها تنقل نظراته بين الجميع المتوتر وأخفضت نظرها لقدميها المجبّرتن وهي تجلس عليهما بأريحية ..
, تحمحمت عدة مرات بتورط لتتغير ملامح وجهها للألم صارخة: أاااه الحقني يا حيدررر يا لهوي من الحماس معرفتش بعمل إييه إلحقووني هموووت ..
, بقي الجميع صامتاً مُتابعاً تمددها مجدداً فوق السرير ونحيبها المتصنع لتقطب جبينها تنقل نظراتها بينهم ليهتف زن: ما لسا بدري لسا فاكرة ..
, تراجع حيدر للخلف يجذب خصلاته بقوة ووجهه محتقن غضباً .. التفت نحوهم يرمقهم بنظراته الحادة وعاد يلتفت لفريدة هاتفاً: شيلوا القرف ده وحصلوني ع العربية ..
, اتجه نحو الباب بخطوات سريعة ليبتعد الجميع عن طريقه بفزع وتهتف نغم: تستااهلوا قولتلكم كده مش هينفع ..
, هتف عمار بخوف: منك لله يا زين أحنا عكينا الدنيا ..
, هتف زين بتوتر: أنا مش هروح معاه هفضل هنا يلا أطلعوا أنتوا ..
, نوار: متقلقوش يا جماعة خطيبي موجود ..
, زين بغضب: و**** خطيبك ده مش هيقدر يعمل حاجة لو حيدر عايز يقتلنا يخربيتكم فاشلين متخلفين ..
, اتسعت ابتسامة فريدة تُحاول فكّ الضماد عنها بغيظ: الحقوووني هاتوا حد يشيل دول ..
, التفت الجميع نحوها وهي تقفز عن السرير بفرح: عموورة سامحني يا عمووورة شووفت شوووفت ..
, رمقها عمار بخوف لتقترب منه تُعانقه بقوة وضحك: شوفت يا عموووة وأخيييرااا ..
, تمتم عمار بخوف: أنتي غبية كده ليييه سامحك إيه يا هبلة ..
, ابتعدت فريدة عنه وقطبت جبينها: مالك يالا أنت وهو وهي وهي وهو في إيه تقولش بعبع هو كشف اللعبة وخلاص ..
, عادت لتبتسم بتوسع: بس المهم أنه سااامحنيييي شوفتوا سامحني قالي أني أخته وبيحبني وسامحني ..
, تنهد ربيع مقترباً منها سحبها من يدها لتجلس فرق السرير وبدأ يبعد الضمادات عنها بضيق وهي تبتسم بسعادة وغيظ من خوفهم وتوترهم الواضح ..
, ٣٣ العلامة النجمية
, أحبك.. لأنك الأمان في دنيا مشحونة بالخوف، لأنك ركنٌ شديد في عالمٍ كل أركانه واهنة❀🌼
, ٢١ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, انطلقت سيارة حيدر مبتعدة عن المستشفى .. يقودها بوجه جامد وعيون هائجة غاضبة .. تجلس بجانبه نغم التي تنظر للخلف بتوتر وضحكة مكتومة فيما في المقعد الخلفي قد جلس الجميع !
, تمتم زين وخرج صوته غير واضحاً ووجهه يلتصق بزجاج النافذة جانبه بقوة: منكم لله بقيت لزقة ع الباب ..
, ضحكت ورود التي بجانبه مباشرة تتكئ عليه بقوة وهتفت: أحلا لزقة دي ولا إيه معلش يا زينوو هتتشهر ..
, هتف وسام بألم: حد يلحقناااي نزلني يا حيدر ضهري اتكسر وربنا ..
, عمار بوجع: مين دايس على رجلي يا كلااب حيدر دايسين على رجلي ..
, صرخت نوار بألم: أاااه يا ولاد ال.. مين اللي بيرفس ..؟
, ربيع: أنااا ..
, نوار بغيظ: أبعد عني يا ربيع وسع كده ..
, ربيع: مش حضراتكم السبب اترزعوا خلوا يومكم ده يعدي على خير ..
, فريدة: خير إيه ده أنا مش حاسة بجسمي رجعني المشفى يا حيدر ..
, نوار بضيق: حيدر على فكرة كده عييب خطيبي لو شافني بالمنظر ده هيغير جدااا ويزعل منك هاا ..
, ورود: أنا أول مرة أشوف عربية بتساع كل ده ..
, زين: منكم لله بقيت لزقة ع الباااااااب عايز أنزل أنا خايف الباب يتفتح وأروح في داااهية ..
, توسعت عيني ورود محاولة الإبتعاد عنه ولكنها ضربت بفريدة التي بجانبها تماماً وصرخت الأخرى: أنتي عامية يا بت يا متخلفة ..
, ورود بخوف: حيدر خليني أقعد جمب نغم طب اشمعنا هي لوحدها على فكرة هي شاركت معانا إينعم مكانتش راضية بس المهم كانت معانا ..
, لم يُجبهم حيدر وبقي على صمته حتى وصلوا إلى الفيلا .. ترجل من سيارته تاركاً الجميع داخلها واتجه بخطوات مسرعة غاضبة للداخل ..
, فتح زين الباب بجانبه بصعوبة ليصرخ بفزع حالما سقط أرضاً بثقل وخلفه ورود فيما فريدة تمسكت بحافة الباب ترمقهم بتوتر ..
, ترجل الجميع من السيارة ينظرون لبعضهم بتوتر لتهتف فريدة: في إيه مالكم ..؟
, زفر ربيع بضيق واتجه للداخل ليهتف عمار: فريدة مش وقت هبلك حيدر على آخره ..
, فريدة: يعني إيه هيعمل إيه ؟
, نهض زين عن الأرض ينفض ملابسه بضيق يشتم بكلام غير مفهوم واتجه للداخل يلحقه الجميع ..
, دخل زين غرفته بسرعة ليتوقف الجميع مكانهم بخوف حالما فتح حيدر باب غرفته ووقف ينظر لهم بنظرات مخيفة ..
, صرخت نوار مهرولة نحو تليد الذي خرج من غرفته واختبأت خلفه: تلووودة الحقني يا خطيبي يا حبيبي ..
, نظر تليد نحوهم بهدوء والتفت لزين الذي توقف على باب غرفته: أنت روحت من غيري فين يا خاين يا ندل ؟
, تراجع زين للخلف بقلق: بقولك إيه مش فاضيلك دلوقتي سبني أتخلص من الوحش ده الأول ..
, التفت تليد نحو حيدر الجامد وهتف: أنتوا عملتوا إيه ؟ تؤ تؤ ينفع تعصبوا حيدر كده وتخلوه يكسر مبادئه ويضرب ..
, توسعت عيون الجميع بصدمة ودخل زين غرفته مسرعاً ليلحق به عمار وفريدة وورود .. اتجه حيدر نحوهم بخطوات سريعة ليصرخ زين متراجعاً للخلف: ب بقولك إييه ه هارون لو سمع أنك ضربتني هيزعل منك جاامد ..
, ابتلع عمار ريقه ودمعت عينيه هاتفاً: حيدر ..
, فريدة: بس يالا متعيطش في إيه يا حيدر هي خطة صغننة علشان نخوّفك ونحرك مشاعرك بلاش تعملي فيها كرامة وبتاع ..
, ضم حيدر قبضتيه بقوة والتفت لزين الذي هتف: أنا هكلم هاروون مش هيخليك تضربني وهو مش موجوود ..
, أومأ حيدر برأسه بصمت ليلتفت الجميع لبعضهم بقلق .. التفت حيدر نحو عمار يرمقه بنظرات جامدة خلفها لوم كبير وهتف: برافو عليك يا بيه باين اللعب ده بدمك ..
, ابتلع عمار ريقه ودمعت عينيه أكثر هاتفاً بخوف: ك كنت بساعد فريدة و**** مش مش قصدي حاجة ..
, حيدر: مش عايز أسمع صوتك .. لا أنت ولا اللي جمبك ..
, توسعت عيني عمار بصدمة ليهتف حيدر ناظراً لزين بجمود: هنستنا هارون زي ما أنت عايز .. ومن هنا لغاية مايرجع ياريت مشوفش وشك قدامي ولا أسمع صوتك خالص ..
, رمش زين بعينيه يرمقه بحذر ليلتفت حيدر للجميع: الكلام ده للكل مش عايز حد يكلمني منكم خالص وإلا مش هيحصل طيب ..
, تراجع للخلف يرمقهم بعيون حادة لائمة مازالت مُحمرة باكية واتجه خارج الغرفة ليهتف عمار راكضاً خلفه: حيدر أستنى عشان خاطري ..
, هتف حيدر مبعداً ذراعه من بين يدي عمار بعنف: أنت بالذاات يا عمااار فااهم !؟
, ابتعد عنه بخطوات مسرعة نحو غرفته صافعاً الباب خلفه بقوة لتدمع عيني عمار بألم ويلتفت لفريدة التي هتفت: في إيه مالكم ..؟
, هتف عمار بقهر: مكنتش عايز يحصل كده أنا كنت بساعدك بس مش أزعّل حيدر كله بسببك يا زين ..
, زم زين شفتيه بضيق وجلس فوق سريره لتهتف فريدة بحيرة وضيق: هو إيه يعني مش هيكلمنا يكونش فاكر نفسه رئيس جمهورية ولا حاجة ما في داهية ..
, رمقها عمار بضيق وصرخ بغضب: أنتي مش حاااسة ولا فاااهمة .. ده أنتي قبل شوية كنتي تعيطي علشان سامحك دلوقتي في داهية ..؟
, فريدة: في إيه ياض أنا مالي أه سامحني وكل حاجة فل الحمد**** فيها إيه يعني لو مكلمكوش مصيره يتكلم هيفضل أخرس طول عمره يعني ..
, تمتمت ورود بضيق: البت دي هبلة هبلة سيبوها .. أنتي مش هتحسي يعني إيه حيدر يخاصمك ..
, التفت زين حوله وهتف: هو وسام فين ؟
, ضحكت ورود بضيق: وأنت فاكره هييجي هنا وحيدر متعصب كده تلاقيه هرب ..
, زفر زين بضيق والتقت لعمار الذي مسح دموعه خارجاً من الغرفة .. وقف على الباب ينظر لنوار التي تقف بجانب تليد الهادئ بعدما حكت له كل شيء ..
, اقترب زين ليقف بجانبه ونظر لتليد الذي هتف: تستاهلوا يا أندااال تسبوني زهقان لوحدي هي دي الأخوية والصحوبية يا زينو اخس عليك ..
, رمقه زين بضيق والتفت بفزع لباب غرفة حيدر الذي فتحه مُحدقاً بنوار التي تقف بحانب تليد بنظرات حادة ..
, توسعت عيني نوار بفزع وصرخت ملتصقة بتليد الذي حاوطها بذراعه بابتسامة .. رمقهم حيدر عدة لحظات بصمت وجمود وتليد ينظر له بابتسامة هادئة ليعود بعدها ويدخل غرفته يُغلق الباب خلفه بقوة ..
, اتسعت ابتسامة تليد أكثر والتفت لنوار بسرعة حالما شعر بثقلها بين يديه ليهتف ناظراً لإغمائها: منورة ..
, انحنى يُمسك جسدها بحرص يضرب على وجنتها ورفع نظراته لورود: تعالي شوفي صاحبتك ..
, هتفت ورود بغيظ: حد قااالك تحضنهااا ؟
, رمش تليد بعينيه مميلاً رأسه ليبتسم بعدها باتساع ويعود ليضرب وجنة نوار: منوورة ..
, زفرت ورود بضيق واقتربت من نوار تصرخ باسمها بغيظ حتى استفاقت نوار بابتسامة حالمة: شوفتي اللي حصلي همووت ..
, رمقتهم فريدة بسخرية: البت دي مسهوكة كده لييه ما تسترجلي كده ..
, رمقتها نوار بغيظ وحاولت النهوض ليُساعدها تليد بسرعة لتعود تبتسم بوجهه باتساع ناسية فريدة التي ترمقهم بسخرية وضيق ..
, فتح حيدر باب غرفته مجدداً بأنفاس غاضبة وكأنه يُحاول قدر استطاعته ألا يُفرغ غضبه بهم وهتف بحدة: الكل على أوضته مش عااايز أسمع نفس ولا ألمح واحد فيكم ..
, اقترب أدهم من مكان وقوفهم ونقل نظراته بينهم هاتفاً بحذر: في إيه ليه الزعيق ده كله من أما وصلتوا ..؟
, رفع حيدر نظراته يرمقه بصمت ليقطب أدهم جبينه يُبادله بنظرات متسائلة حتى عاد حيدر لغرفته يُغلق الباب بهدوء ..
, التفت أدهم نحوهم وهتف بحدة: في إيييه !؟
, هتفت ورود بتوتر: م مفيش يا عمو هو بس حيدر متعصب شوية ..
, رمقها أدعم بصمت والتفت لعمار الباكي ليرفع حاجبيه هاتفاً: حصل إيه يا عمار مالك ؟
, رفع عمار نظراته له متمتماً: هاا !؟
, احتدت عيني أدهم لتدمع عيني عمار بسرعة وتمتم: كله من زين وفريدة ..
, فريدة بغضب: هو في إيه يتعصب يعني وماله بص أنا مرعوبة أهو ومش هقدر أنام الليل ..
, أدهم بحدة: فرييدة ..
, التفتت فريدة نحوه بضيق وهتفت: أنا معمتلش حاجة خوفناه شوية صغننين علشان يسامحني ..
, عادت لتبتسم بتوسع مقتربة منه بلهفة: بابااا .. حيدر سامحني وربنا حتى أسألهم ..
, قطب أدهم جبينه وهتف: ولو سامحك بيتعصب كده ؟
, تليد: ما أنت متعرفش هما عملوا إيه ..
, التفت الجميع نحوه بغيظ وأشار له زين بحاجبيه ليهتف تليد: إيه بتبصولي كده ليه ؟ في إيه يا زين بتقولي إيه ما تتكلم يالا !؟
, زم زين شفتيه بغضب وأشاح بوجهه عنه ليهتف أدهم موجهاً كلامه لتليد: عملوا إيه ؟
, اتكئ تليد على الجدار بجانبه وهتف: خدوا البت دي ع المشفى على أساس خبطتها عربية ياحرام وجابوه على ملا وشه من الإجتماع علشان يخوفوه عليها ويسامحها يقوم يحصل إييه ؟
, يكتشف أن كل ده لعبة ومقلب منهم وكرامته دلوقتي بتوجعه شويتين ياعيني .. شوفت لعب العيال دي يا أدهم بيه تؤ تؤ تؤ ..
, قطب أدهم جبينه بقوة واحتدت عينيه ملتفتاً لهم بغضب ليهتف زين: هو كل حاجة كانت ماشية فل و**** ده أنا كنت عامل خطة متخرش الماية بس لولا بنتك دي ..
, فريدة: إيييه أنا بس عيشت في الدور جامد ..
, رمقها زين بسخرية ليهتف أدهم بغضب: أنتوا مش هتتربوا ؟
, التفت الجميع نحوه بصمت ليهتف أدهم: زمان عملتوا نفس اللعبة دي وترجيتونا نسامحكم ودلوقتي إيه ؟ أنت يا عمااار فقدت عقلك ؟
, عض عمار شفته بقوة وتمتم: كنت عايز أساعدها و**** ماقصدي ..
, أدهم بغضب: تساعدها لييه هي متعرفش تعتذر لوحدها وتخليه يسامحهاا ؟ أنت مجرب الحاجة دي قبل كده وشوفت اللي حصل تكررها تاني ليييه !؟
, دمعت عيني عمار أكثر وتابع أدهم: يبقى تستاهلوا كل اللي بيحصلكم وأنا مش هتدخل ..
, رفع عمار نظراته له وهتف برجاء: حيدر خاصمنا كلنا يا بابا ..
, رمقه أدهم بصمت والتفت لفريدة: أنا كلامي مكانش واضح ولا إيه ؟
, رمشت فريدة بعينيها بتوتر: ك كلام إيه معلش ..
, هتف أدهم بحدة: أن حيدر احترامه من إحترااامي ..
, تراجعت للخلف منكمشة على نفسها وتمتمت بتلعثم: ال الإحترام موجود و**** ..
, أدهم: موجود إزااي وحضراتكم بتنيلوا الدنيااا كده .. أقوكم أنا مليش دعوة بيكم خالص .. بس أقسم ب**** لو حيدر فضل زعلان بسببكم كده أنا معاه وهساعده عليكم ..
, تراجع يبتعد عنهم بغضب نازلاً درجات السلم ليهتف تليد: تستاهلوا يا أنداال يا ندل يا زين ..
, رفع زين نظراته نحوه بغضب واتجه لداخل غرفته يصفع الباب خلفه بقوة ..
, نظرت فريدة بقلق لعمار الذي عاد للبكاء لتتمتم: نفسي أعيط زيك يا عمورة بس مقدرش ..
, رمقها عمار بضيق والتفت نحو غرفته يدخلها بصمت لتزفر فريدة هاتفة بغيظ: هو في إيييه ويخاصمنا يعني وماله أنا برضه مخاصماه قال يعني معتش قادرة أعيش من غير صوته اللي زي العندليب ده .. ده أنتوا عيلة هبلة بجد ..
, رمقتها ورود بغضب وتأففت متجهة لغرفتها لتهز فريدة جسدها بسخرية واتجهت نحو غرفتها بغضب ..
, وقفت مُتخصّرة تنظر لنغم التي هتفت: أنتي غبية ولا إيه معملتيش معاه زي عمار ليه ؟
, قطبت فريدة جبينها وهتفت: عملت إيه ؟
, تأففت نغم واعتدلت بجلستها: أكتبيله رسايل كل يوم مش حضرتك صحفية ثيري مشاعره شوية مش أحسن من كل الهبل اللي عملتوه ده ..؟
, رفعت فريدة حاجبيها ترمقها بتفكير وابتسمت بعدها هاتفة بدهشة: و**** فكرة ..
, التفتت بسرعة نحو طاولتها تجلس فوق الكرسي مُحضرة ورقة وقلم وهتفت: هكتبله بالفصحى وأثير مشاعره الجياشة ..
, تنهدت نغم تعود لتستلقي فوق سريرها بتعب فيما شرعت فريدة بالكتابة بلهفة ..
, أنتهت بعد فترة والتفتت للظلام الذي حلّ لتُقطب جبينها بحيرة بعدما اكتشفت بأنها أخذت وقتاً طويلاً لتلتفت ناظرة للأوراق المرمية والمُمزقة حولها والتي كتبت بها القليل ولم يُعجبها ..
, تنهدت بقوة تطوي الرسالة بين يديها وابتسمت بتوتر تخرج من الغرفة تحدق في الرواق بحذر .. اتجهت بخطوات متعثرة لغرفة حيدر ..
, انحنت تدفع الرسالة من أسفل الباب وطرقت الباب بخفة لتبتسم بعدها بنبضات قلب متعالية وتهرول عائدة لغرفتها بخطوات متعثرة تكاد تسقط من شدة توترها ..
, فتح حيدر باب غرفته بوجه جامد وأخفض نظراته نحو الأرض ليلمح تلك الرسالة المطوية .. تنهد مغلقاً الباب وسحب الرسالة يفتحها ليرفعها أمام ناظريه وقطب جبينه يقرأ تلك الكلمات "عزيزي حيدر..
, تحية طيبة مُعطرة بالياسمين والورد أُرسِلها لك بكامل شوقي ولهفتي
, أما بعد:
, فأنا سعيدة جداً بأنك سامحتني
, أما قبل: أنت هتفضل كده لحد إيمتى يالا ده العيل الصغير ميعملش زيك قال يعني عامل فيها مقموص وزعول يا زعووول أنت مش فاضل غير تعيط، فيها إيه يعني لو حرّكنا مشاعرك بملعقة الخوف والألم !؟
, بس تصدق يا حيدر مكنتش عارفة أنك هتخاف عليا أوي كده ده أنت طلعت بتحبني أوي زي ما أنا بحبك هييييح بقولك يا أخي العزيز ماتيجي نتصافى ونتصالح وعفا **** عما سلف !؟
, حيدر .. يا أخي الجميل والوسيم إن شاء **** يخليلك الحلوة تسنيم سامحني وبلاش تتقمص بابا اتقمص زيك كمان ده أنتوا طلعتوا عيلة هبلة بجد .. سامحني يا حيدر واكسب فيا ثواب، غداً صباحاً هقولك صافي يا لبن ولو قولتلي حليب يا قشطة هعرف أنك سامحتني ولو بصيتلي بنظرة حادة سأعلم بأنك مازلت غبي كالعادة
, كانت معك أختك فريدة الفريدة والسلام عليكم ورحمة **** وبركاته"
, توسعت عيناه تدريجياً وهو يقرأ تلك السطور وشبح ابتسامة نمى على شفتيه .. ربما فعلاً أدرك كلماتها الأخيرة .. أخته فريدة فريدة ..!
, انتبه بعدها على نفسه لينفض رأسه بغضب واتجه نحو باب الغرفة ..
, توقف مكانه للحظة بتفكير ليخرج هاتفه مصوراً سطور تلك الرسالة وتحمحم يُعيد الهاتف لجيبه ويتجه نحو غرفتها .. طرق الباب بغضب لتفتح فريدة وتتوسع عينيها بابتسامة: حيدررر ..
, رفع حيدر الرسالة أمام وجهها بعيون جامدة وبدأ في تمزيقها ببطء يرمقها بنظرات حادة جامدة لتتلاشى ابتسامتها تدريجياً حتى اختفت وحدقت به بجمود ..
, تراجع للخلف يرمقها بجمود أكبر وهو يرمي القصاصات الممزقة أرضاً لتضع فريدة يدها فوق قلبها متمتمة بتأثر: مزّقتَ قلبي ..
, توسعت عينيه بغضب وغيظ داخلي شديد من تمثيلها وتأثّرها الغبي والتفت بحدة عائداً نحو غرفته لتهتف هي من خلفه: ماتخليك معايا شوية نشرب اللبن قبل النوم !؟
, صفع باب غرفته بحدة وغضب كبير لتهز هي كتفيها ناظرة للأوراق أسفلها بأسف على تعبها وتركتهم مكانهم تُغلق باب غرفتها بهدوء ..
, ٣٤ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, عدل حيدر ملابسه الرسمية واتجه لباب غرفته خارجاً منها .. سار نحو غرفة عمار يفتح الباب بحذر واقترب من سريره يهزه بخفة هاتفاً: عماار أصحى ..
, تحرك عمار بانزعاج ليزفر حيدر هاتفاً: عمااار ..
, فتح عمار عينيه بنعاس وضيق: إيييييه !؟
, هتف حيدر: قوم يلا جهز نفسك ..
, رمش عمار بعينيه واعتدل بجلسته فجأة يفرك عينيه بنعاس ورفع نظراته له بحذر: في إيه ؟
, حيدر: قوم أغسل وشك وألبس هدومك ..
, عمار: هنروح فين ؟
, حيدر: ملكش دعوة نفذ اللي أقوله وبس ..
, رمقه عمار بحذر وابتسم فجأة بتوسع رغم جمود حيدر معه ولكنه ابتسم بشدة لأنه لم يُكمل خصامه .. هو يعرفه جيداً .. يعلم إن كان يُريد مخاصمته حقاً لما سمح له برؤية طيفه حتى .. غضبه وخصامه كخصام والده وذلك لا يُعجبه أبداً ولا يحتمله ..
, قفز عمار عن يريره بسرعة ليتنهد حيدر متجهاً خارج الغرفة .. وقف مكانه ناظراً لفريدة التي تُغلق باب غرفتها خلفها وتعدل من قميصها الأبيض الواسع ..
, رفعت نظرها نحوه لتبتسم بتلهف مهرولة باتجاهه: صباح الخير يا حيدر ؟
, بقي حيدر صامتاً وأشاح بوجهه عنها لتهتف هي مميلة رأسها بحذر وترقب: صافي يا لبن ؟
, حافظ حيدر على صمته لتتحمحم فريدة وتهتف مجدداً: صااافي يا لبننننن ؟؟
, استدار حيدر بجسده متجهاً نحو السلالم لتتوسع عيني فريدة بغيظ تشتمه بصوت خافت لئلا يسمعها ..
, لحقت به تنزل درجات السلم متجهة لمائدة الإفطار لتسمعه يهتف بهدوء: بابا أنا هاخد عمار معايا هنفطر برا ..
, رفع أدهم نظراته نحوه وقطب جبينه: رايحين فين ؟
, حيدر: هاخده مكان كده وبعدين ممكن أخده معايا الشركة ..
, أومأ أدهم برأسه بحذر لتهتف فريدة: هو أنا لو قلبت أسمي عمار هتبقى تاخدني معاك كده ؟
, رمقها حيدر بجمود وأشاح بوجهه عنها لتقطب فريدة جبينها بغيظ وتتابع شتائمها الحانقة ..
, نزل عمار درجات السلم مبتسماً بتوسع وما إن لمحه حيدر حتى استدار يسبقه للخارج بخطوات سريعة ..
, زادت ابتسامة عمار وهرول لاحقاً به ليصعد بجانبه في السيارة وسط صمت الآخر مُنطلقاً بها بسرعة ..
, مرت عدة دقائق بصمت خانق ليعض عمار شفته بتوتر ويطالع حيدر بطرف عينه بحذر .. تمتم بعد لحظات: ح حيدر ممكن أسأل سؤال ؟
, بقي حيدر صامتاً مُطالعاً الطريق أمامه ليزفر عمار بتوتر ازداد أكثر .. رفع نظراته ينظر للشارع أمامه لتتوسع عينيه يلتفت حوله بدهشة ونبضات قلبه تتعالى داخله بقوة ..
, زادت صدمته حالما توقف حيدر بالسيارة أمام ذلك البناء الضخم ليهمس عمار بخوف: ح حيدر ..؟
, التفت حيدر نحوه ليهتف عمار: أانت جايبني هنا ليه ؟
, حيدر بجمود: هرجّعك المصح ..
, توسعت عيني عمار وهتف متراجعاً للخلف حتى ارتطم ظهره بالباب خلفه: إا إيه ل ليه أانا كويس أنا مش م..
, قاطعه حيدر زافراً بقوة وهتف بحدة: أنت مجنون ياض ..
, نفى عمار برأسه وصرخ: لا مش مجنووون أنااا كويس أنا٣ نقطة
, قاطعه حيدر مجدداً بغيظ يجذبه من ملابسه: أدام مش مجنون خايف كده لييه ؟
, ابتلع عمار ريقه بارتجاف ليتنهد حيدر يتركه بضيق: أنزل ..
, هتف عمار بحدة: مش عاايز ..
, التفت حيدر نحوه بحدة أكبر ليرمقه عمار بنظرات مشتعلة وأنفاس متعاليه .. تنهد حيدر مجدداً وهتف: مش كنت عايزني أسألك عن أمير اللي هنا ؟
, توسعت عيني عمار بصدمة ليقطب جبينه بحذر: أانت جبتني هنا ع علشانه ؟
, أومأ حيدر بهدوء: رقم الدكتور بتاعك ضاع من عندي قولت نيجي هنا ونسأل عليه وبالمرة تشوفه لو مش عايز بلاش ..
, ابتسم عمار باتساع وزادت نبضات قلبه بلهفة: لا عااايز أمير واحشنيي ..
, أومأ حيدر بهدوء: يبقى يلا أنزل ..
, اتسعت ابتسامة عمار أكثر وفتح الباب بجانبه ليترجل من السيارة ويسير مع حيدر بلهفة نحو الداخل ..
, بعد مدة من الوقت خرجا بوجوه مُتجهّمة ليستقلا السيارة مجدداً ويُمسك حيدر بالمقود ناظراً أمامه بجبين مقطب ..
, دمعت عيني عمار وهمس: هلاقيه فين ؟
, تنهد حيدر والتفت نحوه: أنت عايزه ليه خلاص الدكتور قال أنه بقى كويس وخرج قبل كام يوم ..
, مسح عمار دموعه وهتف: أنا كلمته تلت مرات بس ومقاليش حاجة عن حياته بس بس هو متعذب أوي الدكتور قالي كده ..
, حيدر: وزي ما سمعت هو بقى كويس وأخوه أخده والدكتور ميعرفش عنهم حاجة ..
, زم عمار شفتيه محدقاً أمامه بشرود ليتنهد حيدر هاتفاً: أنت عارف أسمه ..؟
, عمار: أمير ..
, رمقه حيدر بضيق: أسمه الكامل ..
, قطب عمار جبينه بقوة وهتف: معرفش .. قالي بس أمير الرشدي وأخوه أسمه وحيد معرفش عنه غير كده أصل عيلته ماتت كلها ..
, تنهد حيدر يهز رأسه بشرود: خلاص هحاول أدور عليه ..
, التفت عمار نحوه بلهفة: بجد ؟
, حيدر: إن شاء **** ..
, ابتسم عمار باتساع ليدير حيدر محرك سيارته مبتعداً عن ذلك المكان .. عاد التوتر مجدداً لعمار حالما صمت حيدر ليهمس: ح حيدر ..؟
, حيدر: إيه ؟
, رمقه عمار بطرف عينه بقلق وهتف: أانت هتفضل مخاصمني لحد إيمتى ؟
, قطب حيدر جبينه وابتسم بتهكم: وهو أنا كده مخاصمك ؟
, زم عمار شفتيه يومئ برأسه: أه .. أنا عارفك كويس ..
, حيدر بجمود: لا متعرفنيش .. لو تعرفني مكنتش عملت كل ده ..
, ابتلع عمار ريقه بألم: و**** ماقصدي حاجة وحشة ومكنتش عارف أني هزعلك أانا بس كنت عايز أساعد فريدة ..
, حيدر: وساعدتها خلاص يبقى عايز بيا إيه ؟
, هتف عمار برجاء: أنا آسف وربنا ما هكررها تاني ..
, حيدر: سمعت الكلام ده قبل كده وحصل إيه أهي تكررت ..
, عض عمار شفته بقوة وضم قبضتيه بضيق .. صمت عدة لحظات ليهتف: هترجعني الفيلا ؟
, حيدر: أنت عايز إيه ؟
, عمار: عايز أفضل معاك ..
, رمقه حيدر بجمود ليهتف عمار: مش هتكلم بس المهم عايز أفضل معاك خدني الشركة ..
, مسح حيدر خصلات شعره بضيق وتنهد بقوة هاتفاً: هكلم تسنيم نفطر مع بعضينا ..
, ابتسم عمار بلهفة يُراقبه وهو يُخرج هاتفه ليتصل بها والتي أجابت: يا فتاح يا عليم إزيك يا حيدووورة ..
, حيدر: كمان عشر دقايق هعدي عليكي علشان نفطر برا أنا وأنتي وعمار معانا ..
, هتفت تسنيم بلهفة: بجد أنا جاااهرة أستنى أستنى هكلم روما كمان إيه رأيك حراام خلي عصافير الحب يستمتعوا ..
, تنهد حيدر بغيظ وهتف: أعملي اللي أنتي عايزاه المهم متتأخريش ..
, تسنيم: أوك يا حبيبي يا حيدورة قلبي .. مواااه هات بوسة بقا ..
, حيدر: تسنيييم ..
, تسنيم: وحياة باباك ما أنت قافل قبل ما تديني بوسة ..
, رفع حيدر عيناه للأعلى بغيظ وتمتم: أقفلي مش ع التلفون ..
, تعالت ضحكات تسنيم تهتف بهيام: أمال على أرض الواقع أنا جااهزة ومستعدة ..
, تأفف حيدر بضيق لتهتف تسنيم: بس كده هيبقوا بوستين هااا ..
, حيدر: أقفلي يا تسنيم ..
, تسنيم: عينيااا ..
, أغلق حيدر الهاتف بغيظ والتفت لعمار الذي يراقبه بابتسامة ليرمقه بحدة جعلته يشيح بوجهه عنه بسرعة ..
, عاد حيدر ينظر أمامه بضيق وتنهد بقوة مزيداً من سرعته متجهاً لمنزل تسنيم ..
, ٣٤ العلامة النجمية
, بعد عدة أيام ..
, تعالى صوت الزغاريد في أرجاء الفيلا واندفعت ليلى تستقبل حمزة بابتسامة واسعة فرحة .. احتضنته بشوق وفرح: الحمد**** ع سلامتك يا حبيبي ألف مبروووك ..
, ضمّها حمزة بقوة وابتسامة والتفتت هي نحو رحمة التي تقف بجانبه بفستان كريمي طويل وناعم أنيقة كعادتها ولكنها ازدادت جمالاً بابتسامتها الواسعة السعيدة ..
, عادت مروة لتزغرد بقوة مع عبير وزينة التي اتجهت نحو ريماس تضمها بقوة وشوق مباركة ومروة ركضت مسرعة لولديها ودموع الفرحة تملأ عينيها ..
, هتف هارون بابتسامة: الفيلا نورت و**** بوجودنا ..
, ضحكت مروة تضمه بقوة: مبرووك يا حبيبي ألف مبروك ..
, اقتربت من رحمة تضم وجهها بكفيها وقبلت وجنتها بقوة: مبروك يا حبيبتي **** يسعدك ..
, اتسعت ابتسامة رحمة بقوة والتفتت لحمزة الذي قرّبها منه بذراعه وعيونه تلمع بعشق خالص ..
, اقتربت باقي العائلة لاستقبالهم بابتسامات ومباركات واندفع سيف نحو رحمة التي ألقت نفسها بين ذراعيه بشوق وفرح: بابااا ..
, ابتسم سيف باتساع وتنهد بقوة: مبرووك يا رحمتي ..
, اتسعت ابتسامتها ودمعت عينيها بقوة .. تراجعت محدقة به بدموع سعيدة: شكراً يا بابا على كل حاجة ..
, ضربها على رأسها بغيظ والتفت نحو هارون لتتسع ابتسامته بغرور مقترباً منه يُعانقه بقوة ليبادله هارون بشوق ..
, تراجع سيف يرمقه بخبث وهتف بغرور: فين الواد ياض ؟
, هارون بحذر: واد إيه ده ؟
, هتف سيف يضربه بكتفه بفخر: ياض يا فاااشل أنا تاني يوم فرحي جبتك بذمتك عمرك شوفت القدرات العجيبة دي غير عندي ؟ أنت بقالك أسبوع مختفي وجاي وإيدك فاضية ..
, رمقه هارون بغيظ ليهتف سيف: محدش فيكم طالعلي ليييه ؟ ده أنا زمان ميصو كان يغير مني حتى أسأله جبت عيلين لحد ما هو جاب عيل ياعيني عليه ..
, رمقه مصطفى بحدة ليهتف سيف هازاً رأسه: فاكر يا ميصو كنت تحسدني لما مراتي تحمل وتقولي أه يابختك ..
, مصطفى: أه يابختك بخلفة السعد والجمال دي ..
, هتف هارون بغرور: الواد لسا ببطن أمه يا أبويا كمان تسع شهور وهتلاقيه قدامك ..
, رفع سيف حاجبيه وهز رأسه بسخرية ليهتف هارون: طب بتراهن ..؟
, توسعت عيني سيف وهز رأسه: موافق ..
, عاد ليهتف لصوت عالي: الواد لو مجاش كمان تسع شهور هبقى أنا الفائز ومفيش زيي ..
, هاون بغرور: وهنحطّك بموسوعة غينيس كمان ..
, هتفت ريماس بصدمة: أنتوا بتخططوا على إيييه ؟
, هارون بابتسامة واسعة: أبننا اللي في بطنك يا حبيبتي اللي هييجي كمان تسع شهور أه ما أنا نسيت أقولك أنتي متجوزة مين وأشرحلك قدراتي ..
, رمشت ريماس بعينيها بغيظ والتفتت بوجه محمر غيظاً وخجلاً نحو والدتها التي ضحكت بعيون تلمع بسعادة ..
, التفت هارون حوله ناظراً للعائلة جميعها التي سلّمت عليه سوى اثنان بدأ يبحث عنهما بجبين مُقطب ..
, لمحهما أخيراً تليد يقف بجانب زين قريباً من السلالم يرمقانه بنظرات غريبة لائمة .. ابتسم باتساع وهتف: إيييه مفيش حضن واستقبال ولا إيه ؟
, نظر زين بطرف عينه نحو تليد ليُطالعه هو الآخر بالخفاء .. رفع زين رأسه بتكبر وهتف: أنا مش بجري ورا اللي باعني ..
, تليد بتمتمة: وأنا كمان ..
, رمقه زين بحذر وتراجع للخلف: اللي باعني هو اللي يجري ورايا ويترجاني ..
, تراجع تليد للخلف هو الآخر ومازال يرمقه بطرف عينه: صدقت .. وأنا كمان ..
, رمش زين بعينيه يرمقه بعدم تصديق وتليد يُبادله نفس النظرات .. أشاحوا بوجوههم عن بعض يُديرون عينيهم في المكان لينتفضا فجأة بنفس الوقت يُسرعان باتجاه هارون الذي وسع عينيه متراجعاً للخلف بصدمة ..
, قفز زين عليه بقوة في نفس اللحظة التي وصل بها تليد هاتفاً: أبعد ياض يا بتاع تكبر وكبرياااء ..
, هتف زين بحدة: أنت كنت عايز تخدعني أماال فين اللي هياخد موقف ..؟
, دفعه تليد يُبعده عنه: أبعد يا ندل يا خاين ده على أساس أنت مكنتش هتخدعني .. خلاص مش هنرجع للخلاف تاني مش أحنا أخوة ..؟
, زين: مش أنت بتحبني يبقى سبني لهارون الأول ..
, رمقه تليد بضيق ليضحك هارون هاتفاً: الصغير أولاً يا تليد ..
, رمقه تليد بنظرات هادئة يُخفي غضبه خلفها وهارون يحتضن زين المبتسم بقوة وضحك هاتفاً: وحشتني يالا أوووي ..
, هتف زين بفرح: وأنت كمان وحشتني أوووي أوووي أنا ضعت من غيرك يا هاروووون متسبنيش تاني ..
, استدار تليد يهمّ بالإبتعاد عنهم ليُبعد هارون زين عنه بسرعة وجذب تليد من ذراعه بضحك: إي يالا متتقمصش الكبير عايز حضن كبير ولا إيه تعالا هنا ..
, رمقه تليد بصمت ليبتسم بعدها باتساع وغرور مقترباً من هارون الذي فتح ذراعيه له يستقبله بشوق ..
, هتف تليد بحب: مبرووك يا هاروون وحشتني أووي ..
, توسعت عيني هارون بفرح شاعراً بتغيّر تليد قليلاً .. ربما في إظهاره لمشاعره بشكل عفويّ حتى بات يُنفاس زين بذلك ..
, ابتسم بقوة وشوق وفرح وهتف: وأنت كمان وحشتني جددداااا و**** ..
, أبعدهم زين بتذمر: هارووون كفاية ..
, ضحك هارون باستمتاع والتفت لريماس التي اقتربت تقف بجانبه بابتسامة واسعة .. رمقها تليد ببرود: خلاص شبعتي منه ؟
, توسعت عينيها بغيظ ليهتف تليد: يبقى اتكلي على **** وسيبهولنا النهاردة ..
, ريماس: هارون سامع ده بدل ما يقولي مبرووك ..
, زين: مبروك على إيه أنك بقيتي خطافة رجالة ..؟
, هارون: مش وقتك أنت وهو ..
, هز زين رأسه بسخرية وتوسعت عينيه بفرح يرمق رحمة وحمزة الذين جلسا مع بقية العائلة في الصالة .. اندفع نحو رحمة بفرح: رحممةة ..
, ابتسمت رحمة باتساع ونهضت تُعانقه بقوة ليهتف زين بدموع: وحشتيني أوووي أنتوا سبتوني لوحدي ليييه حمزة وريماس حرامية سراقين ..
, ابتسمت رحمة أكثر ودمعت عينيها هي الأخرى بحب .. وكأنها استشعرت حُب زين لها الذي كانت تحرم نفسها منه سابقاً .. التفتت لحمزة الذي هتف: أقولهم عملت إيييه ؟
, ابتعد زين عن رحمة ورمقه بضيق: عملت إييه يعني كنت بتطمّن على أختي لو مكانتش مبسوطة أرجّعها معايا ..
, عاد يلتفت نحو رحمة: نقمة أنتي مبسوطة معاه ؟
, رمقته رحمة بغيظ وهتفت: يعني بعد كل الحضن ده تقولي نقمة ؟
, ابتسم زين بقوة وهتف: أه ما أنتي لازم تبقي نقمة بحياة حمزة علشان يطلقك ويرجعلك لينا ..
, حمزة بحدة: زيين ..
, ابتسمت رحمة بخفوت: خلاص يا حمزة هو بيهزر معاك ..
, زين: لا مش بهزر ..
, رمقته رحمة بضيق ليهتف: خلاص علشانك بهزر ..
, ابتسمت رحمة بقوة وهتفت: طب مش عايز تعرف جبتلك معايا إيه ؟
, توسعت عيني زين بلهفة: جبتيلي أنا ؟
, أومأت برأسها بابتسامة وهمست: هتلاقي في الشنطة بتاعتي الجيبة اللي برا كيس أسود كبير خده ده ليك ..
, زين بغضب: أنتي بتتريقي علياا جايبالي كيس ؟
, ضربت رحمة جبهتها بغيظ: اللي جوا الكيس يا بني آدم ..
, رمش زين بعينيه وعاد ليبتسم باتساع ليهز رأسه بسرعة مُبتعداً عنها وهتف: هارون أنت مجبتليش كمان ؟
, هارن: هو أنا كنت بتفسح أنا كنت في أسبوع عسل يا خويا ومش فاضيلك ..
, رمقه زين بغيظ والتفت لريماس يُطالعها بنظرات غاضبة متهمة ليهتف تليد: طول ما ريماس معاه مش هيفتكرك يا زينو ..
, هتفت رحمة بهدوء: شنطتي في الأوضة يا زين أطلع جبتلك هدوم على ذوقي علشان خطوبة زياد ..
, ابتسم زين باتساع ولهفة ليهتف أدهم: حفل الخطوبة بكرا الكل يجهّز نفسه واللي بعده هنروح لأمير علشان بنته روما ولا إيه يا حيدر !؟
, نظر حيدر نحو والده ونقل نظراته لعمار هاتفاً بهدوء: أه أصلهم يستاهلوا جداا ..
, زم عمار شفتيه بضيق وحزن ليهتف ناظراً حوله: أنا محدش جبلي حاجة ؟
, ابتسم حمزة بهدوء: رحمة جابت للكل دي قضتها شوبينك الحمد**** ..
, ضحكت رحمة بسعادة والتفتت لعمار: الحق زين في هدية باسمك كمان ..
, اتسعت ابتسامة عمار بشكر لتلحق به ورود وربيع سريعاً يصعدون درجات السلم بلهفة ..
, ابتسم هارون ينظر للجميع بفرح لتهتف عبير: يلا يا جمااعة أطلعوا غيروا هدومكم واستريحوا شوية نصاية والغدا يجهز ..
, ابتسمت زينة بلهفة: أنا هساعدك .. يلا يا ريماس يا حبيبتي خدي جوزك وأطلعوا الأوضة استريحوا ..
, ابتسمت ريماس بهدوء والتفتت لهارون الذي مدّ يده نحوها لتُساعده على النهوض: خديني معاكي يا زوجتي العزيزة ..
, ضحكت ريماس تهز رأسها بحسرة: أمشي يا زوجي العزيز يلااا ..
, نهض هارون معها وحاوط كتفها يستند عليها بتعب لتهتف: في إييه يابني ..
, هارون: نعساان خديني الأوضة أنا هنام لما نصل أبقي صحيني ..
, رمقته بغيظ وزفرت بقوة ليبتسم هارون باتساع مغمضاً عينيه يتنهد براحة وسعادة هائلة: لو أنهم يمدّدوا الإجازة كمان أسبوع يخربيت الشغل على بيت الحكومة ..
, ابتسمت ريماس بخفة ليهتف هو بضيق: ده العميد هيطلع عليا القديم والجديد أنا عارف ..
, ضحكت ريماس تهز رأسها مؤكدة وسارت معه يصعدان درجات السلم نحو الطابق العلوي حيث غرفتهما ..
, مساءً ..
, طرق عمار باب غرفة حيدر الذي كان يجلس فوق سريره يقرأ رسالة فريدة المُعتادة ككل يوم .. أحياناً يحتفظ بها وأحياناً أخرى يخرج إليها ليُمزّقها أمام عينيها التي تتوسّع يغيظ ويكاد يجزم بأنها تشتمه بكل أنواع الشتائم التي تحفظها والتي لا تحفظها أيضاً ..
, هتف عمار مُقترباً منه: حيدررر ..
, رفع حيدر نظراته نحوه: عايز إيه ..؟
, زفر عمار بضيق: كفاية بقاا ..
, حيدر: عايز إيييه شايفني مخاصمك بجد ما أنت لازق بيا طول الوقت ..
, زم عمار شفتيه بضيق: بس أنت مش بتكلّمني زي الناس ..
, حيدر: لما تتعلم تتصرف زي الناس هبقى أكلمك زيهم ..
, عمار: تعلمت وربنا كفاية بقا ده حتى بابا بيبصلي نظرات مش حلوة ..
, حيدر: مش حلوة إزاي يعني ؟
, عمار: علشان أنت زعلان مننا ..
, زفر حيدر بقوة ونهض عن جلسته يطوي الرسالة ليضعها في درج مكتبه مع رسائل سابقة .. راقبه عمار بحذر وهتف: دول رسايل فريدة ؟
, التفت حيدر نحوه: وأنت مالك ؟
, ابتسم عمار بخفة: علشان أنا كمان عندي زيهم ..
, تنهد حيدر بخفوت ليقترب عمار منه برجاء: خلاص والنبي أنا بس كنت بعلّمها إزاي تحرّك أحاسيسك ومشاعرك و**** ..
, رمقه حيدر بغيظ وهتف: أنت كده بتتعامل معايا ؟
, أومأ عمار برأسه بابتسامة واسعة هاتفاً: أه أصل أنا عارف أنك حساس وحنين وعندك مشاعر فيّاضة ..
, ابتسم حيدر بخفة وهتف: شوفت بقا أنت حسّاس ليه دي وراثة مني بس أنت عيوط ودلوع حبتين ..
, ضحك عمار بسعادة هاتفاً: خلاص صافي يا لبن ؟
, تنهد حيدر يهز رأسه بابتسامة وعبث بخصلات الآخر بخفة ليتجه بعدها خارج الغرفة ليلحق به عمار سريعاً ..
, وقف حيدر مكانه لامحاً فريدة تخرج من غرفتها ليتجاهلها بجمود مُتابعاً طريقه نحو السلم .. توقف فجأۃ مكانه حالما هتفت فريدة من خلفه: على فين يا أبو الكباتن ..؟
, تجمّد حيدر مكانه يضم قبضتيه بغيظ فيما هي اقتربت منه هاتفة بعتاب: ينفع كده تعدي من جمبي ومتقوليش مسا الخير يا أختي يا حبيبتي ؟
, رمقها عمار بدهشة واقترب منها يهمس: فريدة أخرسي ..
, هتفت فريدة: أخرس ليييه بقولك يا عمار السلبيّة اللي أنت فيها دي بتغيظني ..
, عمار بغضب: سلبية إييه ؟
, فريدة بغضب: خواف وجبان وعيوط ولاحق حيدر زي ضله ما تخليه هو يلحقك ويجري وراك اشمعنا أنت ؟؟
, توسعت عيني عمار بصدمة وهتف: أنا جبااان ؟
, فريدة: أهااا وعيوط والأستاذ حيدر بقا بيستغلّ ده وماشي يجعر ويُلقي أوامره عليك وأنت بتنفّذ زي الغبي ..
, توسعت عيني عمار أكثر وهتف: أسحبي كلامك ..
, رفعت فريدة حاجبيها وهزت كتفيها: أسحبه ليه مش دي الحقيقة حتى أسأل حيدر باشا الهمجي ده ..
, التفت حيدر نحوها بحدة ونظرات مُشتعلة لتبتلع ريقها تنقل نظراتها نحو عمار الذي يرمقها بغضب ..
, ابتسمت باتساع هاتفة: إزيك يا حيدر ؟
, رمقها حيدر بنفس تلك النظرات لتزفر هي بغيظ: في إيييه هو اللي يقول الحق هنا مكروه كده لييه ؟ أه أنت همجي وبتستغلّ نقطة ضعفنا .. فيها إيه يعني لو خوّفناك عليا شوية ما أنت طلعت حنين أهو جريت عليا وسامحتني مكسوف من إيييه هااا ؟
, زمّ عمار شفتيه وتنهد بغيظ ليضع حيدر يديه في جيبيه يرمق فريدة من الأعلى إلى الأسفل بنظرات مُستهزئة ..
, هتفت فريدة بحدة: بتبص على إيييه ياض !؟ بقولك إيه النظرات والمعاملة دي متمشيش معايااا أنا بحذّرك صبري بدأ ينفد ..
, توسعت عيني عمار واقترب منها يسحبها بعيداً عن حيدر: كفاية بقا يخربيتك هتروحي نفسك في داهية ..
, سحبت فريدة ذراعها من عمار بعنف وهتفت بحدة: هروحه هو في داهية أنا خلاااص استحملت منه كتير لازم بقا أرجع لشخصيتي الأساسية ..
, ابتسم حيدر مُتهكماً: إيه هتنتقمي ؟
, رمقته فريدة بحدة ولوم ليُخفض حيدر نظراته لجيبه يُخرج منها بطاقة بنكية والتفت لعمار يجذبه من ذراعه: خد دي ..
, قطب عمار جبينه بحذر وهتف: إيه دي ؟
, حيدر: دي الكريدت كارد بتاعك بس رجعت شحنتها الفلوس اللي فيها بقت حساب مفتوح مش هيخلص ..
, توسّعت عيني عمار بدهشة وهتف: إييه ؟ إزاي ؟
, حيدر: علشان مش كل ما خلصت أشحنها تاني وكمان حضرتك هتخطب روما مينفعش تفضل من غير فلوس بس خلي بالك اللي بيتسحب من حسابك هيوصلني علطول بالوقت والكمية و أقسم ب**** ياعمار لو عملت بالفلوس حاجة كده ولا كده هيبقى يومك أسود فاهم ؟
, اتسعت ابتسامة عمار بقوة وهز رأسه عدة مرات ليندفع نحوه يُعانقه بحب: شكراا يا حيدرر أنا بحبك أوووي ..
, ابتسم حيدر بخفة وربت على كتفه بحنان لتتغيّر نظراته للجمود محدقاً بفريدة التي تجمّدت مكانها تضمّ قبضتيها بقوة وتُراقبهم بصمت ..
, أبعد عمار عنه ومد يده ببطاقة أخرى: اتنيلي ..
, رمشت فريدة بعينيها وتنبّهت لكلامه لتُقطب جبينها بتساؤل بعدما كانت شاردة .. أخفضت عينيها لتلك البطاقة التي يمدّها لها لتبتسم رغماً عنها تأخذها من بين يديه بلهفة: د دي ليا أنا ؟
, أومأ حيدر برأسه وهتف: بس مش حساب مفتوح ..
, توسعت عينيها ترمقه بحذر ليهتف حيدر: أصل حضرتك مش بعيد تأجّري بلطجية يقضولك مصالحك وتاخدي حقك بإيدك وتنتقمي كالعادة يعني، لذلك مفيش حساب مفتوح لغاية ما تبطلي تصرفات العيال دي وولاد الشوارع ..
, شهقت فريدة بصدمة وحدقت به بنظرات هائجة: أانت أنت بتقولي أنا الكلام ده ؟
, أومأ حيدر برأسه: أه أنتي .. وقاصد كل كلمة كمان علشان كلامي صح ..
, هتف عمار بتوتر: ح حيدر خلاص أهدا بلاش تتخانقوا دلوقتي ..
, فريدة بحدة: مش سااامع بيقولي إيييه ؟ أنت فاكر نفسك مييين أنا مش عايزة منك حاجة أصلاً ..
, قذفت البطاقة بوجهه بقوة ترمقه بنظرات مُشتعلة وأنفاس غاضبة لاهثة .. بقي حيدر مُحدقاً بها بصمت ليهتف عمار بخوف: فريدة إيه اللي عملتيه ده هو مش قصده ..
, حيدر: قولت أني قاصد .. علشان كلامي صح يا عمار ..
, ابتلعت فريدة ريقها بصعوبة ومازالت أنفاسها عالية غاضبة ليهتف حيدر: المشاكل اللي بتعمليها كل يوم في الكلية بتوصلني على فكرة ..
, توسعت عينيها بصدمة وتابع حيدر: والبت الي تخانقتي معاها وضربتك سمعت أنها متلقحة في المشفى ده ليه حضرتك ؟
, تراجعت فريدة للخلف بقلق: ل ليه حضرتك ؟
, ابتسم حيدر بتهكم: علشان في طالبة أو زفتة تخانقت معاها وقررت تنتقم وتاخد حقها .. مش كده ولّا إيه ؟
, رمقها عمار بدهشة وحذر لتهز هي كتفيها مُتهرّبة من النظر نحوهم: وأنا إش عرفني الكلية مليانة أشكال ألوان وهتشوف من المشاكل دي ياما ..
, ابتسم حيدر أكثر بسخرية ليهتف بعدها بحدة: خدي البطاقة بتاعتك وخليها معاكي واللي حصل دلوقتي لو اتكرر تاني مش هعديه مفهوم ..
, حدقت فريدة به بصمت ليقترب حيدر منها بخطوة هاتفاً بتهديد: أنا لحد دلوقتي مراعي حياتك السابقة وتربيتك وده اللي مخلّيني أسكت وأعديلك غلطات كتيير ده مش ضعف مني ولا عشان أنتي قادرة عليا .. ياريت بقا نقدّر ده ونلم نفسنا شوية .. أوك ؟
, ابتلعت فريدة ريقها ترمش بعينيها بسرعة وانحنت بخفة تجذب البطاقة عن الأرض تضمّها لصدرها بقوة وكأنها تحتمي بها من نظراته الحادة المهدّدة ..
, ابتسمت فجأة باتساع ورفعت نظراتها نحوه هاتفة: إزيك يا حيدر مش كنت رايح معرفش فين أمشي بقا دربك أخضر ..
, ابتسم عمار يُطالعها ببلاهة ليزفر حيدر مُتراجعاً للخلف يرمق الاثنين أمامه بابتساماتهم المتوسعة البلهاء ليُخلل أصابعه في خصلاته الكثيفة يرمقهم بحدة والتفت لعمار هاتفاً: أبقى فهّمها يا عمار وخليها تعرف أن تصرفاتها دي مش مسموح بيها خالص .. قولها تتصرف إزااي ومتتعداش حدودها عشان أنا مش طايق أقعد معاها وأفهّمها بنفسي ..
, أومأ عمار برأسه بسرعة ليلتفت حيدر مُبتعداً عنهم متجهاً نحو السلالم .. لاحقته فريدة بنظرات ساخرة وهزت رأسها متمتمة: حوش يا واد كمية الطيقان اللي عندي ليك ..
, هتف عمار بلوم: في إيه يا فريدة مش كده هو أساساً عنده حق ..
, فريدة: عنده حق إييه ده عايز يعيش سلطان وإحنا جواري عنده وأنا لا أقبل بذلك مُطلقاً ..
, زفر عمار متجهاً نحو غرفته لتلحق به فريدة سريعاً .. تربّع جالساً فوق السرير لتجلس هي بجانبه ترمقه بحذر ..
, التفت عمار نحوها: إييه ؟
, تكتفت فريدة بضيق: أتفضل قولي أتصرّف إزاي علشان أعجب حيدر بيه ..
, ابتسم عمار بخفة ليضحك بعدها يهز رأسه: يابت أنتي الطاعة والإقتناع لازم يكونوا جواكي علشان تقدري ..
, توسعت عيني فريدة وهتفت بحدة: أهوو جواري جواااري زي ما قولت ..
, رمقها عمار بحدة: قصدك إيييه أنتي شايفاني دلوقتي جااارية عنده يا زفتة ..؟
, تراجعت فريدة للخلف بضيق ورمقته بغضب: أمال إيه اللي بتقوله ده أنت قادر تتفاهم مع البني آدم ده إزاااي ؟
, تنهد عمار يرمقها بلوم: هو عنده حق على فكرة .. هو لسا مراعي تربيتك اللي تربيتيها بعيد عننا وشخصيتك لولا كده مكنتيش قاعدة قدامي دلوقتي بكامل قواكي الصحيّة ..
, رفعت حاجبيها بحذر: يعني إيه ..؟
, تأفف مُلتفتاً لها هاتفاً: تعرفي لو أنا قولتله كلمة واحدۃ بس من الكلام الأهبل اللي بتقوليهوله كل يوم كنت لقيت كف خماسي معلّم على وشي مخرّسني ..
, توسعت عيني فريدة بفزع: نعممم !؟
, أومأ برأسه بخفة: أيووون أنتي لسا متعرفيش حيدر ده معندوش ياما أرحميني قلة الأدب عنده ممنوووعة خالص وأنتي لو هتفضلي كده هو هيفقد أعصابه صدقيني ..
, هتفت فريدة بغيظ: وأنا بقوله إييه يعني هو كلام عادي وعفويّ ..
, عمار: ما العفوية دي هتوديكي في ستين داهية .. يابت حيدر عايز إحترام ومين يلعب ع المشاعر بتاعته هو لو شاف منك كده هيعملّك اللي أنتي عايزاه ومن غير مقابل ومن غير ما تطلبي حتي ..
, رفع البطاقة بيده هاتفاً: أهو بصي عملّي حساب مفتوح من غير ما أطلب ..
, رمقته فريدة بسخرية: ده على أساس يعني مش هيسحبها منك لما يتعصب ..
, زم عمار شفتيه وهتف: المهم أنه فكر بيا وطول ما أنا ماشي فل مش هيتعصب عليا ولا ياخدها مني ..
, زفرت فريدة تتكئ بذقنها على يدها وهتفت: طيب وبعدين ..؟
, عمار: تبطلي قلة أدبك دي ..
, فتحت فريدة يديها مُشيرة بحيرة: قلة أدب إيه ياض هي فين أصلاً ..؟
, أشار عمار لها بغضب: أهي الكلمات دي بلاش قدام حيدر بتعصبه أعتبري نفسك بتكلمي بابااا ..
, فريدة: يادي الخنقة ..
, عمار: لازم تحترميه دايماً وتسمعي كلامه مهما كان ومتناقشيهوش بأي حاجة غير بهدوء وصوتك ميعلاش عليه ..
, رمقته فريدة ببلاهة وعدم تصديق وتابع هو: الكلمة اللي يقولها تتنفّذ بحذافيرها من غير أي إعتراض .. ولما تعوزي منه حاجة تطلبيها باحترام وأدب تأدّبييي هاا ..
, رمشت فريدة بعينيها بصدمة وهتف عمار: لما تكونوا لوحدكم ممكن يعديلك كام غلطة أما قدام الناس ف هو هيتجنن وساعتها قولي على نفسك يا رحمن يا رحيم ..
, توسعت عينيها وابتلعت ريقها بحذر: يا ساتر يارب .. ي يعني إيه ؟
, عمار: يعني لو قليتي أدبك عليه قدام الناس ولو هو شاورلك بعينه كده علشان تخرسي وأنتي مخرستيش هتلاقيه بيبصلك نظرات تهديد وقتها أعرفي أن يومك هيبقى ألوااان ..
, ابتلعت ريقها مجدداً وهمست: طب وأنا هعرف منين أن النظرات اللي بيبصلهالي هي نظرات غضب وتهديد ..؟
, عمار: هاا ؟
, رمشت فريدة بعينيها وهتف عمار: واضحة يا بنتي واضحة جدااا ..
, فريدة: معلش وضحهالي أكتر ..
, زفر عمار بضيق مُفكراً ورمقها بنظرات غاضبة: أهو كده بس هو بيخوف أكتر مني أصلي أنا طيوب ..
, حكّت فريدة رأسها بحذر: وغيره ؟
, عمار: أمممم مبدأياً بس كده ..
, هتفت بصدمة: مبدأياااً ..!؟
, أومأ برأسه: أيوون ممكن يزيد أو يبدل شوية قوانين كده واللي يقوله لازم تلتزمي بيه مهما كان ..
, هتفت بحدة: ما أستناه كل يوم بالليل لما يرجع وأجري عليه أغسلّه رجليه وأقوله سي حيدر ..
, ضحك عمار بخفة لتهتف: وليه أصلاً ننفذ اللي هو عايزه مش ممكن يكون غلط ؟
, هتف عمار: بابا مأمّنه وأداه المسؤولية يبقى واثق فيه ولو هو غلط تقدري تقولي لبابا أو تقوليله هو المهم متتخانقيش معاه ولا تقلي أدبك ..
, فريدة بضيق: يووووو إيه الخنقة والقيود دي حرام بجد ..
, هز عمار كتفيه وهتف: أه وحاجة تاني .. مش عشان أنتي بنت يبقى متضربيش يا حبيبتي أدام أنتي أخته يبقى هتضربي بس ممكن بحنية شوية ..
, رمقته بضيق وهتفت: لا مش جواري بهايم بهاااايم ..
, ابتسم عمار يهز كتفيه مجدداً لتهتف هي بحذر: هو بيضربك أوي ياض ؟
, مط شفتيه بتفكير: مش أووي علشان أنا مطيع وبيحبني بس مشكلتي الأساسية في الحياة دي هي المذاكرة هو كل ضربه ليا بسببها منها لله ..
, ابتسمت فريدة متنهدة بارتياح: الحمد**** أنا بالنسبالي المذاكرة دي عشقي ..
, توسعت عيني عمار بصدمة وهتف: أنتي متخلفة يا بت أنتي ؟
, ابتسمت هاتفة: لا خالص بس بحب كليتي جدااً وبحب أذاكر الحاجات اللي فيها ..
, رمقها عما بضيق وهتف: كده هيبقى حيدر يقارن بيناا أنا كنت مستحمل زين واحد بحياتي علشان يبقوا تنين ..
, هزت كتفيها بابتسامة ليزم عمار شفتيه بضيق وتأفّف بحنق لتهتف هي بحذر: قولي طيب بيضرب على إيه تاني ؟
, عمار: قلة أدب ومصايب زي بتاعتك خدي يابت أنتي بجد ضربتي البت اللي قال عليها ودخلت المشفى ؟
, هزت كتفيها هاتفة: أه ضربتها بس هي مسهوكة ومدلعة خالص تلاقي ضافرها اتكسر وفقدت وعيها من الصدمة ..
, ضحك عمار بتسلية لتهتف هي: هو بابا بيخليه يضربك إزاي يالا ولّا أنت بتكلمه إزاي بعد ما بيضربك ؟
, عمار: لا ما أنتي متعرفيش حيدر حنين أووي حتى في ضربه أنتي بس جربي ضرب هارون وهتحبي حيدر جداً ..
, توسعت عيني فريدة وهتفت بغضب: أنتوا سفاااحين كده ليه إيه العيلة اللي كلها بتضرب دي ..؟
, عمار: مش كلهم بصي .. احم هارون إيده تقيلة الصراحة وبيتعصب بسرعة بس عصبيته أغلب الأوقات مُضحكة وبيعديلنا حاجات كتير أصله قليل أدب أكتر مننا كلنا أما لو اتعصب بجد ف والعياذ ب**** مفيش حد هيقدر يخلصك من إيده بيبقى عمال يضربنا وعايزنا نشكره أكنه متفضل علينا علشان بيربينا ..
, توسعت عيني فريدة ببلاهة وهو يُتابع: إنما حيدر لما بيضرب بتلاقيه خايف يئذينا ولو عيطنا شويتين تلاتة هيوقف .. هو بس علطول هادي وعايز إحترام ومن نظرة بيخرّسك عكس هارون .. أما حمزة ف ده بعيد عن الحوار ده خالص هو بس بيؤمر وبيهدد والكل بيحترمه وبيخاف منه ..
, مسحت فريدة وجهها بصدمة وضربت كفاً بالآخر: إيه الوقعة السودة دي بس يا ربي ..
, ابتسم عمار بشفقة لتتنهد هي بغيظ هاتفة بحذر: المهم قولي لو أنا نفذت اللي قولتلي عليهم دول هيسامحني ويحبني زيك ؟
, عمار: أنتي بتغيري منييي ؟
, هتفت فريدة: أه شوية ..
, عمار: خلاص يبقى تعاملي بحنية كده وطاعة وابتسامة من الودن للودن ومهما قالك قولي حاضر ونفّذي ..
, زفرت بضيق وتنهدت بقوة: أستعنا على الشقا ب**** هعمل كده المرة دي وأمري لله ..
, نهضت من جانبه هاتفة: هروح أكتبله رسالة تانية تثير مشاعره ..
, رمقها عمار بملل واتجهت هي خارج الغرفة تنظر حولها بحذر لتُهرول مُسرعة نحو غرفتها لتكتب الرسالة ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, سيبقى دومًا في أنفُسنا شيءٌ ما نستشعرهُ دون أن نفهمه💚
, ١٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في اليوم التالي صباحاً ..
, ابتسمت فريدة باتساع تطرق باب غرفة حيدر بخفة .. انتظرت قليلاً حتى استمعت لإذنه بالدخول لتفتح الباب بهدوء وتقع عيناها عليه يقف أمام مرآته مُعدلاً من خصلاته السوداء الكثيفة ..
, ابتسمت ووقفت تتأمله بحذر وقد اعترفت الآن بأنه وسيم كوالدها .. ابتسمت أكثر حالما التفت نحوها مقطباً جبينه بحذر ..
, دخلت مُغلقة الباب خلفها واقتربت منه بصينية صغيرة يوضع فوقها فنجان قهوة ساخن وكأس من الماء ..
, رفعت الصينية أمامه هاتفة: صباح الخير عامل إيه النهاردة يارب تكون نمت كويس ؟
, قطب حيدر جبينه بقوة وتحمحمت هي متابعة: عملتلك قهوة شغل إيدي أتفضل يارب تعجبك ..
, رفع حاجبيه بحذر ينقل نظراته بين القهوة وابتسامتها الواسعة .. رمشت مميلة رأسها: مش عايز ؟
, بقي حيدر على صمته لتبتسم هي هاتفة بهدوء: مفيش مشكلة قولي عايز إيه بدل القهوة تشرب عصير ؟
, أشاح بوجهه عنها يُحدق بالمرآة جانبه متمتماً: حطيها ع المكتب وأطلعي ..
, توسعت ابتسامتها بسعادة وانتصار واتجهت نحو مكتبه الصغير تضع فنجان القهوة فوقه بجانبه كأس الماء ..
, وقفت مكانها بصمت ليلتفت لها هاتفاً: نعم ؟
, فريدة: نعم **** عليك يا حبيبي ..
, اقترب حيدر منها: عايزة إيه ؟
, فريدة: مفيش مستنية علشان تشرب القهوة أفرض معجبتكش لازم أفضل هنا علشان أعملّك غيره أمااال ..
, زاد تقطيب حاجبي حيدر بقوة وهز رأسه بتفكير .. أيُعقل بأن كلام عمار معها وتعليماته لها قد أفادتها بتلك السرعة ؟!
, عمار بنفسه ليس مُطيعاً مثلها كما هي الآن ..
, زفر بضيق يأخذ فنجان القهوة لتهتف هي: إيه مالك مضايق من إيه قولي أحكيلي فضفضلي مش أنا أختك حبيبتك وبئر أسرارك الذي لا قرار له ؟
, رفع نظراته نحوها بانزعاج: تعرفي تخرسي ..
, رمقته بضيق مخفيّ وابتسمت بتكلّف: أه طبعاً تحت أمرك ..
, خرست بالفعل تُراقبه وهي يجلس على سريره يرتشف بخفة من فنجان القهوة بيده .. وفي يده الأخرى يُمسك ملفّاً خاصاً بالعمل يُطالعه باهتمام ..
, مطت شفتيها بضيق تُدير نظراتها في المكان وابتسمت فجأة حالما لمحت صورة صغيرة أعلى التسريحة تضمّه هو وعائلته ..
, أمالت رأسها متنهدة وهمست: حيدر .. هو أنا ينفع أتصور معاكم كده ؟
, رفع حيدر رأسه نحوها والتفت ينظر لمكان نظراتها ليلمح تلك الصورة .. عاد ينظر لها بابتسامتها الآملة وعيونها اللّامعة ليهتف بهدوء: أه ومش هينفع ليه ؟
, توسعت عينيها والتفتت تُحدق به بعدم تصديق: بجد ؟؟
, أومأ برأسه وهتف: الليلة في خطوبة زياد نبقى نتصور كلنا ..
, زادت ابتسامتها اتساعاً وعيونها لمعاناً كبيراً لتهمس: شكراً ..
, حدق بها لثانية بنظرة غريبة وأشاح وجهه عنها سريعاً متنهداً بحرارة .. أكمل فنجان قهوته وهي تقف بجانب مكتبه صامتة بشرود .. حتى تنبّهت على وقوفه أمامها يُعيد الفنجان فوق المكتب ..
, ابتسمت ترفع له كأس الماء: خد مش عطشان ؟
, ضيّق عينيه بحذر ونظر لها هاتفاً: أنتي عايزة إيه ؟
, هزت كتفيها: مفيش بوريك أني حلوة وطيوبة مش زيك ..
, رمقها عدة لحظات بصمت ليتجه نحو سريره يجذب سترته الرسمية يهم بارتدائها هاتفاً: الإحترام بيبقى جواكي مش أنتي بتصطنعيه ..
, رفعت حاجبيها ترمقه بحذر ليلتفت هو نحوها هاتفاً: مش عايز منك حاجة أدام من طالعة من قلبك ..
, زمّت فريدة شفتيها ترمقه بوجه جامد وهتفت: وأنا مش عايزة منك حاجة مادام مش من قلبك ..
, حيدر: متعودتش أعمل حاجة مش من قلبي ..
, رمشت بعينيها ترمقه بنظرات غير مصدقة وابتسمت ببهوت: ي يعني إيه !؟ أانت..
, قاطعها هاتفاً: أنا سامحتك أه .. بس ده ميعنيش أني نسيت اللي عملتيه وأنك كده بقيتي حرة تتصرفي بمزاجك من غير ماحد يقفلك ..
, بقيت صامتة تحدق به بجمود ليهتف: بابا أداني مسؤوليتك وأنا هكون قدها وأول حاجة تربيتك الماضية تنسيها كلها ..
, ابتلعت ريقها هاتفة: أنا ربيت نفسي بنفسي على فكرة أنا حافظت على نفسيي بنفسي رغم كل اللي حصلي محدش ساعدني ..
, رفع نظراته نحوها يرمقها بهدوء وهتف: عارف متفكريش أن حاجة زي دي هتفلت مني ..
, تنفست بعمق ترمقه بنظرات حاولت جعلها هادئة ليهتف: بس تصرفاتك وطريقة كلامك دي مش مسموح بيها خاصة عندي .. عارف أن مش بيوم وليلة هتتغيّري بس ع الأقل حاولي لو أنتي بجد عايزة تبقي واحدة مننا يبقى تعدلي من نفسك علشانك أنتي الأول وبعدين علشانا ..
, أخفضت فريدة نظراتها تشدّ على أطراف كنزاها بقوة وتوتر وتنفست بعمق لتشعر به يبتعد أخذاً مفاتيح سيارته وهاتفه مع الملف الذي كان بحوزته ..
, رفعت رأسها بسرعة حالما استمعت لهمسته المترددة: شكراً ع القهوة ..
, رفعت حاجبيها بدهشة والتفتت نحوه بسرعة لتراه يُعطيها ظهره متجهاً نحو الباب .. فتحه ليخرج من الغرفة وتبقى هي مكانها تحدق بإثره بشرود ونبضات قلب صاخبة ..
, في غرفة جانبية ..
, ابتسم زين بلهفة يُسرح خصلاته أمام المرآة وهتف متكلّماً في هاتفه: بقولك إيه أشوفك بعدين سيبني أنفذ اللي في دماغي الأول ..
, هتف هشام بغيظ: يعني إييه متجننيش قولهم يبدلوا عربيتك بعربية سباق وخلينا نرجع التدريب إيه السباقات موحشتكش ..؟
, ابتسم زين أكثر ولمعت عينيه بشوق: أه جداااا .. بس مش دلوقتي ..
, هشام: أستغفر **** أمال إيمتى مش هتشارك بسباق آخر السنة ؟
, زين: أيووون بس مش دلوقتي ..
, هشام: غوور يا زين ..
, ضحك زين بخفة مُغلقاً هاتفه ليفرك يديه بحماس متجهاً خارج غرفته .. أسرع نحو غرفة هارون يقتحمها بلهفة صارخاً بحماس: هارووووون ..
, تراجع للخلف بفزع عندما استمع لشهقة ريماس الخارجة من الحمام بثوب الحمام القصير الذي ترتديه لتعود بسرعة للداخل .. وسع عينيه بصدمة وقد نسي وجودها تماماً ليفزع أكثر حالما صرخ هارون باسمه: زيييين ..
, استدار زين بذعر مهرولاً خارج الغرفة وأغلق الباب خلفه بقوة .. وقف هارون مكانه أمام المرآة وهو يرتدي ملابسه الرسمية ليتنفّس بغضب يضم قبضتيه بقوة واتجه خارج الغرفة بسرعة ..
, أغلق الباب خلفه ليرمق زين الذي ينتظره في الخارج بتوتر بنظرة حادة غاضبة .. تراجع زين للخلف ملوحاً بيديه: نسيت وربنااا ..
, اندفع هارون نحوه يجذبه من ملابسه بغضب يدفعه على الجدار خلفه وصرخ أمام وجهه بحدة: أنتت إيييه يا أخيي اللي بتعمله ده عايزني أعمل فيك إيييه دلوقتي ..
, هتف زين بخوف: آسف و**** مش قصدي هبقى أخبط ع الباب تاني خلاص يا هارون ..
, اقترب تليد منهم يرفع حاجبيه بحذر ليهتف: في إيه ؟
, التفت زين نحوه بعيون خائفة ليقترب تليد مُبعداً يدي هارون عنه: أهدا يا هارون متتعصبش ..
, ابتعد هارون عنه بحدة ورمقهم بنظرات غاضبة ليهتف تليد بفضول: هو في إيه ؟
, هتف هارون بغضب: أقسم ب**** يا زين لو اللي حصل دلوقتي اتكرّر تاني مش هرحمك .. الواد ده بيخش عليا الأوضة من غير أذن ومراتي جوا ..
, هتف زين بقهر مُبتعداً عنه: قولتلك نسيت طول عمري أدخل كده ..
, هارون بغضب: وقولتلك من اما جت ريماس هنااا تحترم نفسك وتتعود تخبط الأول ..
, زم زين شفتيه بحنق ليهتف تليد بهدوء: خلاص يا هارون متتعصبش **** ..
, هارون بحدة: أنت ملكش دعوة ..
, التفت تليد لزين الذي اقترب منه وكأنه يحتمي به ليهز رأسه هاتفاً: الحق على مراتك الصراحة ..
, توسعت عيني هارون بحدة ليهز زين رأسه مُؤكداً وينغز تليد بكتفه يحثّه على الكلام ليهتف الأخير بحذر: هو حصل جوا إيه معلش ..
, زم زين شفتيه بتوتر من نظرات هارون الحادة: م مفيش بس دخلت وطلعت حالاً كانت خارجة من الحمام باين ..
, رفع تليد حاجبيه متسائلاً: مكانتش لابسة هدوم يعني ؟
, صرخ هارون بحدة: تلييييد ..
, هز زين كتفيه: معرفش ممكن .. أستنا أفتكر ..
, توسعت عيني هارون بصدمة وزاد غضبه أكثر حالما لوّح تليد بيده هاتفاً: الحق على مراتك يا هارون مش تلبس طيب سايبها من غير هدوم كده لييه ..؟
, اقترب هارون منه بحدة ليفزع زين متراجعاً للخلف بقلق .. هتف هارون بتهديد ناظراً لهما: أسمعوا أنتوا التنين .. ريماس مراتي إييه ؟ مراااتي ولو كلمة غلط قولتوها عليها يبقى كده غلطوا فيا أناا سامعييين ؟
, هتفت ريماس من خلفه خارجة من الغرفة: خلاص يا هارون ..
, التفت الجميع نحوها لتعدل هي خصلاتها بحرج وضيق وابتسمت بخفة: محصلش حاجة لكل ده .. أنا هنزل أجهز معاهم الفطار متتأخرش ..
, رمقها هارون بصمت والتفت نحوهم ليُتمتم تليد: شوفت أهو محصلش حاجة بس أبقى نبّه عليها تلبس تاني ومتفضلش كده ..
, زم زين شفتيه يمنع ابتسامته من الظهور ليهتف هارون: غور من وشي أنت هو مش طايقكم ..
, رمقه زين بضيق ليهز تليد كتفيه هاتفاً: يلا يا زينو ناكل فطار من إيد مرات أخوك ..
, زفر زين بضيق وبقي واقفاً مكانه ليبتعد تليد عنه ويعود هارون لغرفته يصفع الباب بوجهه بقوة ..
, حكّ زين رأسه واقترب من الباب يفتحه بحذر .. دخل يغلقه خلفه هاتفاً: هارووون ..
, تجاهله هارون بغضب وهو يرتدي باقي ملابسه ليهتف زين: مش قصدي خلاص مشوفتش حاجة أصلاً ..
, التفت هارون نحوه بحدة ليتراجع زين للخف بقلق: مش قصدي بقصد يعني م٣ نقطة
, هتف هارون: عايز إيه ؟
, حك زين رأسه بتوتر وهتف: متزعلش الأول ..
, هارون بغضب: مش متزفت أخلللص ..
, ابتسم زين بتوسع واقترب منه هاتفاً بلهفة: موتسكل ..
, قطب هارون جبينه يرمقه بحذر وعدم فهم وهز رأسه: عايز إيه ؟
, توسعت ابتسامة زين أكثر ولمعت عينيه بلهفة: عايز موتسكل يا هارووون ..
, أغمض هارون عينيه ماسحاً وجهه بعنف والتفت له صارخاً: أطلع برررااا ..
, تراجع زين للخلف بقلق وهتف: في إيه خلاص آسف و**** هبقى أخبط ع الباب بس..
, صرخ هارون بحدة: أقسم ب**** لو مختفيتش من وشي هاخد منك العربية أطلع برا حالاً ..
, زين بحذر: والموتسكل طيب ..؟
, هارون: بررا ..
, زم زين شفتيه يرمقه بغضب عدة لحظات والآخر تجاهلة بعصبية مُفرطة ليلتفت زين خارجاً من الغرفة يصفع الباب خلفه بغضب ..
, وقف في الرواق ينظر حوله بعيون غاضبة ليبتسم بعدها بتلهف ويُسرع لغرفة حيدر .. طرق الباب بخفة وفتحه ليبتسم باتساع وهو يراه يُجهّز نفسه للعمل ..
, اقترب منه بابتسامة متلهفة: حيدرر عايز أطلب منك حاجة ..
, التفت حيدر نحوه بهدوء: إيه ؟
, ابتسم زين بحماس: أوعدني أنك هتعملها ..
, حيدر: قول الأول هي إيه ؟
, هتف زين بعيون لامعة: عايز موتسكل ..
, التفت حيدر نحوه بصمت وهتف زين بابتسامة: هاا قولت إيه بص هديك العربية بتاعتي بس جبلي موتسكل ..
, هتف حيدر بهدوء: لأ ..
, زين بنحيب: ليييه حرام عليكم أنتوا بتعملوا فيا كده لييه ؟
, أمسك حيدر سترته يرتديها بهدوء: لو عليا حتى عربية مجبلكش مش ناقصنا حوادث تاني ..
, هتف زين بحدة: وأنتوا مالكوا أنا اللي تأذيت مش أنتوا ..
, أشار حيدر بإصبعه لباب الغرفة ليرمقه زين بغضب ولوم والتفت يخرج منها يصفع الباب خلفه بقوة ..
, وقف متخصّراً ينظر للغرف المُغلقة حوله ليبتسم بعدها باتساع وأمل متجهاً لغرفة حمزة ..
, طرق الباب بحذر ووقف بأدب ينتظر ليفتح حمزة الباب هاتفاً: نعم ؟
, زين: صباح الخير يا زوما يا عسل يا جوز أختي يا صهري يا مسند ضهري ..
, تنهد حمزة هاتفاً: صباح النور عايز إيه ؟
, هتف زين بأمل: بص أنا طلبت حاجة منهم وهما طلعوا بخيلين أوووي قولت مفيش غير زوماا الكريم أبن الكرام ..
, حمزة: حاجة إيه ؟
, زين برجاء: جبلي موتسكل يا زوما وهديك العربية بتاعتي و**** ..
, قطب حمزة جبينه: عايز موتسكل ؟
, أومأ زين برأسه عدة مرات بحماس: أه أه والنبي هاا قولت إيييه ؟
, حمزة: أكييييد٤ نقطة لأ ..
, اختفت ابتسامة زين يرمقه بصدمة وتغيّرت معالم وجهه للقهر هاتفاً: ليه ؟
, حمزة: مش ناقصين وجع دماغ كفاية العربية بتاعتك غير أني مليش دعوة بيك وبمشاكلك لذلك قول لهارون أو لعمك ..
, زم زين شفتيه بحنق وابتسم بعدها هاتفاً: رحمة فييين و**** أنها خسارة بواحد زيك رحمةةةةة رحوووم ..
, هتفت رحمة من الداخل: ثانية بس ..
, زين بفرح: خدي راحتك يا حبيبتي يا رحمتي يا أختي ..
, خرجت رحمة بعد لحظات مُبتسمة ليهتف زين: رحمة أنا بحبك أووي ..
, اتسعت ابتسامة رحمة ليرمقهم حمزة بملل وانزعاج .. هتف زين متمسّكاً بها: رحمة عايز منك حاجة ب**** عليكي مترفضيش أثبتيلهم أنك أخت جدعة ومفيش زيك ..
, رحمة: قول يا حبيبي الهدوم مش عاجبينك عايز غيرهم ؟
, نفى زين برأسه بسرعة: لا لاا حلوين جداً بس عايز حاجة تانية ..
, رحمة: هي إيه ؟
, زين بلهفة: موتسكل ..
, رمقته رحمة بعدم فهم وهتفت: ده الموتسكل اللي بيركبوا عليه وبيمشي وكده ؟
, هز رأسه بخفة: أه هو قولتي إيه لو عايزة هديكي العربية بتاعتي خديها مش عايزها وخدي قلبي معاها كمان ..
, ابتسمت رحمة بخفة وهتفت: مقدرش يا زين ..
, اختفت ابتسامة زين سريعاً: ليه ؟
, رحمة: أولاً معيش سيولة تمن موتسكل ثانياً ولو معايا فلوس ف معنديش صلاحيات زي دي أصلاً .. لو عايز قول لهارون أو لحيدر ..
, زم زين شفتيه يرمقها بحزن لتهتف: خلاص متزعلش طيب عايز فيه إيه ؟
, تراجع للخلف يرمقهم بلوم: ولا حاجة ..
, استدار يبتعد عنهم بضيق ينزل درجات السلم واقترب من تليد يسحبه من ذراعه بسرعة نحو أحد الأركان .. وقف أمامه يرمقه بابتسامة هاتفاً: بليد مش أن بتحبني ؟
, أومأ تليد برأسه بخفة ليبتسم زين أكثر: وبتعتبرني أخوك زي هارون ؟
, تليد: بس هارون أكتر ..
, زين: أه أه مفيش مشكلة .. المهم يعني لو طلبت منك طلب صغنن قد كده هتنفذهولي صح ؟
, أومأ تليد برأسه ليهتف زين: يبقى عايز موتسكل ..
, رمقه تليد بصمت ليهزّه زين بحذر: بلييد ..
, هتف تليد: هو ده الطلب ؟
, أومأ زين برأسه بقوة ليهتف تليد: ومطلبتش من هارون ليه ؟
, زم زين شفتيه: هو خلاص باعني واشترى ريماس ومعتش عايز منه حاجة خالص ..
, ابتسم تليد بجانبيه وأمال رأسه هاتفاً: قصدك أنه رفض مش كده ؟
, قطب زين جبينه بقوة يرمقه بضيق ليبتسم تليد بخفة: يبقى أنا هرفض ..
, هتف زين يُمسكه من ملابسه: بليييد ..
, تليد: هارون رفض يبقى أنا هرفض ..
, هتف زين بحدة: أنت الكبير ياض الكبييير ..
, تليد: أه بس أنا بكبر بهارون ومش بعمل حاجة تعصّبه أنا مش زيك يا زينوو ..
, هتف زين بغضب: إيه هنرجع ع الخناق والغيرة تاني ؟
, هز تليد كتفيه: لأ خالص سبني عايز أفطر من إيد مرات هارون عليها أكل إنما إييه لذيييذ ديلشوس ..
, رمقه زين بفقدان أمل: مش هتجبلي يعني ؟
, نفى تليد يرأسه ليهتف زين بقهر: والفلوس اللي على قلبك قد كده هتعمل فيها إييه هتسبها لميين ؟
, تليد: هتبرّع بيها للجمعيات الخيرية ..
, زين: وأنااا ؟
, هز تليد رأسه بأسف: للأسف ..
, زين: يعني مش هتجبلي ؟
, نفى تليد مجدداً ليهتف زين بنحيب: جواب نهائي ؟
, أومأ تليد: أهاا ..
, زين: وأنت إش عرفك أنه نهائي ما تسأل الجمهور طيب ولا أتصل بصديق ..
, هتف تليد بابتسامة واسعة: هتصل بهارون ..
, صرخ زين بنحيب: عاااا ..
, هز تليد كتفيه يُبعد يدي زين عنه: **** يعينك يا زين ويرزقك ..
, ابتعد عنه متجهاً للمائدة ليرمقه زين بنظرات ازدادت قهراً .. التفت مبتعداً عن المكان بغضب ليُقباله عمار الذي هتف بدهشة: مالك ؟
, وقف زين مكانه والتفت يرمق المائدة بضيق وهتف: مش هاكل معاهم مش هقعد في مكان بيحرمني من أبسط حقوقي ..
, عمار ببلاهة: هاا ؟
, ابتسم زين بجأة: تيجي معايا ؟
, عمار: فين ؟
, ابتسم زين بلهفة وجرّه من ذراعه للخارج بسرعة ليهتف عمار: في إيه يا زين رايح فين ؟
, هتف زين وهو يستقل سيارته: أطلع يالا وهحكيلك ..
, دخل عمار السيارة بجانبه لينطلق زين بها بسرعة خارج الفيلا .. هتف عمار: بابا هيتعصب علشان مشينا من غير فطار ..
, لوح زين بيده بحماس وهتف: هنعدي على سامو ناخده معانا ..
, عمار: فيين ؟
, ابتسم زين بتوسع: هوريهم أني قادر أجيب كل حاجة بنفسي مش محتاجهم ..
, عمار بغضب: نزلني ..
, التفت زين نحوه بدهشة ليهتف عمار: يا أما نزلني لأما أحكيلي عايز أيه ..؟
, هتف زين بسرعة: هحكيلك وربنا بس نجيب وسام معانا علشان أحكيلكم مع بعض ..
, زفر عمار بضيق وتراجع بظهره متكتفاً ينظر أمامه بصمت ..
, بعد مدة ..
, هتف وسام مُشيراً نحو إحدى الدراجات: ده ده يا زينوو ..
, ابتسم زين بتوسع والتفت لصاحب المحل: أنا عايز موتسكل جاامد وسرعته كويسة وقوي جدااا وبيدخل في سباقات وبيفوز ..
, هتف عمار بدهشة: أنت هتغيّر مجالك يا زين ؟
, أومأ زين برأسه بحماس وهتف: أه الفترة دي بس وبعدين هرجع ع العربيات .. المهم عايز أجرّب الموتسكل ..
, عمار بتوتر: بلاش الموتسكل مش آمن زي العربية ..
, هز زين كتفيه بابتسامة واسعة: ياخواتي ع اللي بيخاف عليااا ..
, رمقه عمار بغيظ والتفت زين لصاحب المحل: بقولك يا راجل تشتري العربية دي !؟
, نظر الرجل لسيارته وهتف: مش ببيع عربيات ..
, هتف زين بسرعة: لاا مش كده .. أنا عايز موتسكل ومعيش فلوس خد العربية وأديني بدالها أربع موتسكلات ..
, عمار: أربعة بس ده لازم يديك عشرة ..
, زين: أوك هاتلي عشرة وخد العربية ..
, وقف صاحب المحل يرمقهم بدهشة وقطب جبينه بتفكير ليهتف عمار: أخلصووا عايزين نمشي بقا عايز أجهز نفسي ..
, زين: على إيه ..؟
, عمار: خطوبة زياد وخطوبتي ..
, وسام: أنا من منظوري الشخصي بقولك يا زينو جيب الموتسكل ده شكله كيوت ..
, هتف زين: أستنوا بس أختار كام واحد ..
, هتف صاحب المحل: بس أنا مش موافق ..
, التفت الثلاثة نحوه بدهشة ليهتف الرجل: يلا لو سمحتوا معاكم فلوس تاخدوا موتسكل من عينيا مش معاكم أتفضلوا من هناا ..
, رفع عمار حاجبيه وتمتم: أنت كده بتعامل زباينك ؟
, زين بحدة: أنت عارف أن معانا فلوس قد كده وكنا بنختبرك ..؟
, هتف الرجل: عايزين إييه أخلصوا ده باب رزق لو عايزين تتسلّوا وتتمعيلوا عليا يبقى تغوروا من هنا ..
, هتف زين بغضب: مش هنغور قبل ما نشتري موتسكل هات اللي عندك يا سامو هاخده ..
, ابتسم وسام بتلهف وهتف عمار بحذر: زيين هتشتري إزااي ياض هو مش عايز عربيتك ..
, ابتسم زين بتوسع والتفت ينظر له رامشاً بعينيه بسرعة .. قطب عمار جبينه بحذر وتمتم: إيه ؟
, ضحك وسام يهز رأسه هاتفاً: **** عليك يا زينو فكرة جامدة ..
, عمار بقلق: فكرة إيه بتقولوا إيه أنت وهو ..؟
, زين بنحيب: عموورة شوفت عملوا فيا إيه ؟
, عمار بضيق: زييين ..
, تابع زين نحيبه: محدش بيجبلي كلهم بيكرهوني مليش غيرك يا عمورة ..
, هتف عمار بنفاذ صبر: عايز إيه !؟
, ابتسم زين بلهفة: مش حيدر عملك حساب مفتوح خاص بيك ؟
, توسعت عيني عمار بصدمة وتراجع للخلف بقلق: م متقربش مني وإلا هتندم ..
, هتف وسام: اخس عليك يا عمورة بقا كده تبيع صاحبك علشان الفلوس ..
, هتف عمار بحدة: أنتوا متخلفين حيدر هيعرف أني سحبت الكمية دي وهيكشفنا ..
, زين: متقلقش قوله أن بطاقتك اتسرقت ..
, عمار: أنت مجنون ياض اتسرقت إزاي مينفعش ..
, زين: قوله أني أنا سرقتها علشان محدش بيجبلي ..
, وسام: يلا يا عموورة علشان نلحق الخطوبة ..
, زم عمار شفتيه يرمقهم بضيق وزين يرمقه برجاء واستعطاف .. زفر بحدة وتوتر مُخرجاً بطاقته بيد مترددة وهتف: لو حصل حاجة أنا برا الحوار ده خااالص فاهمين أنا بس شفقت عليك يا زين ..
, اتسعت ابتسامة زين واندفع نحوه يُعانقه ويُقبله بحب .. والتفت بعدها لصاحب المحل بتحدّي يقترب منه بغرور ..
, بعد دقائق طويلة وقف عمار أمام سيارة زين والآخر يقف أمامه وبجانبه الدراجة التي اشتراها يتحسّسها بفرح ولهفة ..
, هتف عمار: أنا ماشي هرجع عربيتك الفيلا .. تعالا يا سامو ..
, وسام: لا عايز أجرب الموتسكل مع زينو ..
, رمقهم عمار بقلق وتعالى رنين هاتفه ليُخرجه ناظراً لشاشته .. توسعت عينيه هاتفاً: إلحقوا ده حيدر ..
, التفت زين نحوه وهتف: خايف من إيه يالا مش هيلحق يعرف ..
, عض عمار شفته بتوتر ورمقهم بنظرة غاضبة مجيباً: أاحم أا أيوه يا حيدر ..
, حيدر: أنت فين ؟
, نظر عمار حوله وهتف: أنا أنا مع زين ووسام ..
, حيدر: سألتك فين مش مع مين ..
, حكّ عمار رأسه بضيق: معرفش في الشارع ..
, حيدر: أهاا والشارع يعني محتاج كل الفلوس دي وأنت سلفتهاله ولّا إيه ؟
, توسعت عيني عمار بصدمة والتفت لزين ووسام الذين يُطالعونه بحذر .. تمتم بتلعثم: هاا ؟! م مين في إيه فلوس إيه ؟
, حيدر: بص يا عمورة أنا لا هزعق ولا أتعصب ماشي ؟ بس الفلوس دي هترجع إزااي معرفش المهم أنها هترجع ودلوقتي حالاً .. اتصرّف ..
, أغلق الخط بوجهه لتتوسع عيني عمار بصدمة وخوف والتفت لزين ووسام يرمقهم بنظرات مهددة ..
, تمتم زين بقلق: إيه ؟
, اقترب عمار منهم بغضب: هنرجّعه ..
, زين: هو مين ..؟
, عمار: الموتسكل ..
, تراجع زين للخلف وانحنى يحتضن الدراجة بقوة: لا لااا حرام عليكم وربنا حرااام سبني بس أجربه شوية والنبي ..
, عمار: لو جربته مش هيرجعلنا كل الفلوس هترجّعه دلوقتي حالاً ..
, نفى زين برأسه بنحيب: لااا وسااام إلحقني ..
, تمتم وسام بشفقة: يا عيني عليك وعلى حظك المنيل رجعه يا خويا دي مش أول مرة تتظلم بيها **** ع الظالم بس ..
, عمار: أخلصووا أنا مش ناقص حيدر ولا بابا ..
, رمقه زين بغضب وابتعد عن الدراجة يرمقها بنظرات متحسّرة حزينة وربما قد تعلّق بها قبل حتى أن يُجربها فقد أحضرها بتعبه وعرق جبينه ..
 
الأربعون


اللهم صل على محمد وآل محمد ..❤
, ❤❤❤❤❤❤❤❤
, السعاده ليست حلم، وَلا وھم، و لا بأمر مُحال، بل ھي تفاؤل، و حسن ظن، وَصبر بغير إستعجال❀✿💚
, ١٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد عدة أيام ..
, فتح تليد باب غرفة زين ودخل ينظر له مُتربعاً فوق سريره بين أحضانه وسادة يضمّها بحزن ..
, أغلق الباب خلفه واقترب منه يجلس بجانبه: مالك ؟
, رفع زين نظراته له وهتف: حاسس بالوحدة ..
, تليد: أنا بالتلاتة ..
, رمقه زين بضيق وهتف: أنت بتفصلني عن حزني لييه أمشي من هنا ..
, رمقه تليد بصمت واعتدل بجلسته على السرير هاتفاً بجدية: ركز معايا ..
, التفت زين له باهتمام ليهتف تليد: أنا شايفك بقالك كام يوم مضايق ومش على بعضك ..
, أومأ زين برأسه عدة مرات ليهتف تليد: أنت فاقد الرغبة بالحياة حتى بص لشكلك كئيب أوي ويقطع القلب ..
, عاد زين يومئ برأسه ليهتف تليد: ده أنت حتى بطلت تكتبلي قصايد وتخرّج موهبتك الدفينة ..
, زم زين شفتيه بحزن: واخد بالك يا بليد ؟
, هز تليد رأسه بحسرة: أه يا خويا وصعبان عليا جداً ..
, هتف زين: أعمل إيه يا بليد إلحقني ..
, تليد بحسرة: أنا خايف عليك يا زينو تنتحر ..
, توسعت عيني زين بخوف ليهتف تليد: أه الإكتئاب بيودي للإنتحار يا زينو تخيل تنتحر وأنا أفضل لوحدي ؟
, زم زين شفتيه يمنع نفسه من البكاء تأثراً وشفقة على نفسه وهتف: ساعدني يا بليييد ..
, هتف بليد بابتسامة: ما أنا هنا أصلاً علشان أساعدك ..
, رمقه زين بحذر ليبتسم تليد أكثر: أنت مهم عندي أووي يا زينو أنت بتسليني ..
, هتف زين باستنكار: بس علشان بسليك !؟
, نفى تليد بسرعة: لا لاا قولتلك أنت أخويا زي هارون بس هارون أكتر ..
, أومأ زين برأسه: ماشي هتساعدني إزاي ..؟
, اعتدل تليد بجلسته وهتف: بص الأول نفكر إيه سبب المشكلة دي ؟
, زين ببلاهة: مشكلة إيه ؟
, تليد بغيظ: إكتئااابك يا زفت ..
, هز زين رأسه: أه صح فكرتني أنا مكتئب أووي ..
, تليد: إيه سبب المشكلة طيب ؟
, زم زين شفتيه بحزن: كلهم باعوني ونسوني حتى عمورة الواطي الندل لازق في أخته ده باااعني خلاص بيعدي من جمبي ومش بيبصلي حتى البت فريدة واكلة دماغه ..
, رفع نظراته نحو تليد بنحيب: شوفت يا بليد بيعملوا فيا إييه عمورة سايبني لوحدتي القاتلة ..
, تليد: ياعيني عليك واخد بالي أوي ..
, زين: ده نسيني ونكر كل اللي عملته علشانه خلال مسيرة حياتي ده أنا علمته الرماية ولما اشتد ساعده رماني ..
, تليد: وصابك ؟
, نفى زين: لأ أصلي معلّمه غلط الدنيا ملهاش أمان ..
, ضحك تليد يضربه بكتفه بثناء وهتف زين: أنا بفكر أهاجر يا تليد إيه رأيك ؟
, هتف تليد بحنق: أحنا هنحل المشكلة ونواجه مش نهرببب أنت هنا الأساااس ..
, زين: أعمل إيه طيب مبقاش عندي شلة خلاص بقيت وحيد ..
, تليد: عيب عليك أمال أنا روحت فيين ..
, زين: قولي طيب هعمل إيه ؟
, تليد: قولتلك إيه سبب المشكلة ؟
, زيه: مشكلة إيه ؟
, ضرب تليد رأسه بغيظ وهتف: الإكتئااااب ..
, هز زين رأسه: أه إيه السبب ..؟
, ابتسم تليد بخفة: حلو أوي بدأت تفهم .. أنت الأعراض دي بدأت معاك من إيمتى ؟
, مط زين شفتيه بتفكير: قبل كام يوم كده من لما رفضوا يجيبولي الموتسكل ويخطبولي منهم لله ..
, هز تليد رأسه: طب وزادت الأعراض ليييه !؟
, زين: علشان بقيت وحيد ..
, تليد: وبقيت وحيد ليه ؟
, رمقه زين بحذر: ليييه ؟
, ابتسم تليد بخبث: علشان هارون بعيد عنك ..
, زم زين شفتيه بحزن وتابع تليد بصوت مُتأثر: هاروون أخوك وحبيبك وقرة عينك ..
, أومأ زين برأسه بسرعة وتليد يهتف: هاروون النور في ظُلماتك القاتمة ..
, زين: أه و**** ..
, تليد: هارون ال..
, هتف زين بغيظ: أخلص يا بليييد ..
, تحمحم تليد هاتفاً: المهم وصلت الفكرة ؟!
, زين: جدداً ..
, تليد: يبقى ننتقل للشقّ الثاني من الموضوع .. مين السبب في بُعد هاروون عنك !؟
, زين: مييييين !؟
, فرقع تليد أصابعه في الهواء: ريماااس مرات أخوك المصونة ..
, رفع زين حاجبيه بقوة وهز رأسه: ريماس صح هي السبب ..
, تليد: شوفت ..
, رمقه زين بحدة: وهنعمل إيه ؟
, تليد: بص إحنا حاولنا من ناحية هارون ومقدرناش يبقى ننتقل لريماس ..
, زين: هنعمل إيه يعني هي لازقة بهارون ليل نهار ..
, تليد: إحنا بقا نفرّقهم عن بعض ..
, زين: إزااي ؟
, ابتسم تليد هاتفاً: هي مش محامية ؟ ما تشتغل طيب قاعدة عاطلة عن العمل كده ليييه ؟
, توسعت عيني زين يرمقه بحذر وابتسم بعدها باتساع ومُكر هاتفا: أمال هارون بس اللي يشتغل هي ناقصها إييه إيد ولا رجل ؟
, ابتسم تليد باتساع يُتابع زين بعينيه الذي نهض يقفز عن السرير هاتفاً: ورايا ..
, تليد: في ديلك يا حبيبي ..
, خرجا من الغرفة ليقفا أمام غرفة هارون .. طرق زين الباب بخفة ليستمع لصوت ريماس من الداخل تأذن بالدخول ..
, فتح الباب بحذر ونقل عينيه في المكان ليراها تجلس فوق أريكة كبيرة في زاوية الغرفة .. قطبت ريماس جبينها بحذر ترمقهم وهما يدخلان الغرفة بابتسامات هادئة ..
, اقتربا منها حتى جلسا أمامها بصمت لتهتف: هو في إيه مالكم ؟
, تحمحم تليد وهتف: إزيك يا مرات أخويا ؟
, رفعت ريماس حاجبيها بحذر ترمقه بشك تعلم بأن وراء ابتسامته تلك شيء ما لتهتف: كويسة أنتوا عاملين إيه ؟
, زين: كويسين خاالص .. بقولك يا ريماس ..
, ريماس بحذر: إيه ؟
, زين بحزن: أحنا جينا نسلّيكي ..
, ريماس بدهشة: تسلوني ؟
, زين: أنتي مش زهقانة طول الوقت لوحدك قاعدة في الأوضة دي مش بتتخنقي طيب ؟
, ابتسمت ريماس بخفة: لا عادي أنا لسا طالعة الأوضة كنت بساعدهم في المطبخ ونزلت الجنينة شوية و..
, قاطعها زين: لا لاا متحاوليش تخبي أنتي زهقانة أكيد ..
, صمتت ريماس ترمقهم بدهشة ليهتف تليد بهدوء: ريماس هو أنتي قبل ما تتجوزي كنتي تشتغلي ؟
, ابتسمت ريماس ولمعت عينيها: أهاا كنت فاتحة مكتب محاماة ..
, مط تليد شفتيه بإعجاب: وكان شغال وعندك قضايا وكل حاجة ؟
, أومأت برأسها بابتسامة: أه الحمد**** كان الشغل كويس ..
, زين: أمال سبتيه ليه ؟
, هزت كتفيها بخفة: ما أنتوا عارفين اللي حصل واللي مرينا بيه ..
, تليد: بس اللي حصل خلص خلاص ..
, زين: وأنتي دلوقتي متجوزة ومسؤولة وكده .. إيه رأيك بقا تساهمي في بناء المجتمع ؟
, قطبت ريماس جبينها تُحدق بهم بدهشة ليهتف تليد بهدوء: هو أنتي معترفة أن المرأة نصف المجتمع ؟
, رمشت بعينيها تومئ برأسها بصمت ليهتف زين رافعاً قبضته في الهواء: لااا المرأة المجتمع كلله أساساً مجتمع من غير مرأة كَ منزل من غير كل حاجة ..
, رمقه تليد بحنق ليتحمحم زين هاتفاً: بقصد يعني أنتي مش عايزة تبقي سيدة مجتمع ؟
, تليد: وتشتغلي في مجالك اللي بتحبيه ؟
, زين بفرح: وتدخلي المحكمة وتقولي سيدي القاضي ..
, تليد: وتقضي على الظلم والفساد ..
, زين: وتقولي كلمة الحق في وجه الباطل ..
, اتسعت ابتسامة ريماس تُتابع حديثهما المُتحمّس ولمعت عيناها بشوق كبير لتهز رأسها بقوة ونهضت عن جلستها تدور في الغرفة بملامح شاردة متلهفة ..
, راقبها تليد وزين بعيون مترقبة لتستدير أخيراً نحوهم بفرح: فعلاً أنا لازم أرجع شغلي تاني مينفعش أفضل كده ..
, طالعها زين وتليد بعيون لمعت بانتصار وهتف زين: هو ده الكلام برافو عليكي يا حضرة المحامية يا أستاذة ريماااس ..
, صمت يُطالعها مع تليد بفرح وهي تتجه لهاتفها تضغط عدة أرقام هاتفة: هارووون هترجع إيمتى ؟٧ نقطة لا لاا متتأخرش عايزة أكلمك في موضوع مصيري .. ماااشي بس متتأخرش يا هاروون هاا ..
, اتسعت ابتسامتها بقوة والتفتت لهم متنهدة بسعادة ليتحمحم تليد معدلاً ملابسه ونهض عن مكانه: يلا السلام عليكم ..
, تمسّك زين به بسرعة يسير خلفه حتى خرجا من الغرفة يُغلقان الباب خلفهما بهدوء ..
, التفت تليد مُحدقاً بزين وابتسم بتوسع هاتفاً وهو يرفع كفه نحوه: كفك يا زينوو ..
, ضرب زين كفه بالآخر يضحك بسعادة واندفع نحوه يعانقه بقوة: حبيبي يا بليييييد ..
, هتف عمار من خلفهم: أنتوا مبسوطين ليه !؟
, ابتعد زين عن تليد والتفت بغضب نحو عمار الذي يُتابعهم بحذر .. هتف تليد بهدوء: أمشي من هنا يا عمورة يا خاين زين مش طايقك ..
, قطب عمار جبينه بقوة وهتف: في إيه مالكم ؟
, رمقه زين بصمت واتجه لغرفته ليرفع عمار حاجبيه ويلحق به سريعاً .. تربع زين فوق سريره يضم الوسادة مجدداً ليجلس عمار بجانبه بصمت ..
, نظر زين له بطرف عينه بغيظ يتزايد وهو يراه يتلاعب بغير شعور بدبلته التي تُحيط بإصبعه بعدما ذهبوا جميعاً لطلب يد روما له قبل عدة أيام ..
, هتف زين مُلقياً الوسادة أرضاً: فهمنااا فهمنااا أنك خطبت وربنا فهمنااا بلاش حركات الإستفزاز دي ..
, توسعت عيني عمار التفت له بدهشة: مالك يا زينو حركات إيه ؟
, نظر زين ليده المُزينة بالخاتم بغيظ ودفعها بغضب ليبتسم عمار باتساع ناظراً لدبلته ومدّ يده أمام زين يهزها بتسلية: تن ترا رارا تن تن ..
, صرخ زين بغيظ وضرب يده بقوة ليضحك عمار هاتفاً: ع قبال عندك يا زينوو ..
, هتف زين بتكبر: أنا هخطب وأتجوز لوحدي وبالوقت اللي أنا عايزه ..
, دفعه عمار بكتفه هاتفاً: إيه يا زينو من إيمتى الكلام الجامد ده مش لما تلاقي حد يوافق ويعبّرك يا صغنن أنت يا جميل ..
, رمقه زين بغضب وهتف: أنت أساساً مش لايق عليك الخطبة من غيري ..
, ضحك عمار هاتفاً: أنت بتغير مني أنا عارف٬ أعمل إييه يعني أني طيوب والكل بيحبني وبيعملي اللي أنا عايزه .. ولسا يا زينوو لسا هعمل حفل خطوبة مع فرح حيدر آخر الترم ده ..
, رمقه زين بحدة وهتف: ولازمة الحفل إيه خلاص ما أنتوا اتخطبتوا ..
, نفى عمار برأسه بفرح: تؤ تؤ إحنا لبسنا الدبلة بس لسا الشبكة وحيدر أساساً مصمّم يعملي حفلة مع فرحه ومين عالم مش ممكن يفاجئني ويخليني أكتب كتابي !؟
, زم زين شفتيه بغضب يراقبه وهو يهز أقدامه بتسلية لاعباً بدبلته العريضة باستمتاع ليهتف: أبقى انجح الأول لاحسن تكتب كتابك وأنت متعلق ..
, زم عمار شفتيه وتأفف بعدها بانزعاج ليهف زين: أطلع برا ..
, التفت عمار نحوه بدهشة ليدفعه زين بغضب: أطلع يلااا أنا مش بتكلم غير مع السناااجل أنت خاين ندل غشاش بعتني وروحت لفريدة ..
, هتف عمار: فريدة توأمي يالا بعدين بساعدها تتقرب من حيدر ..
, زين: مليش دعوة أنت بعتني وأنا خلاص مش عايزك خلي فريدة تشبعك ..
, رمقه عمار بغيظ ونهض عن سريره هاتفاً: يكون أحسن ..
, طالعه زين بنظرات مُغتاظة ليرفع عمار رأسه بغرور ويده الحاوية للخاتم أمام زين وهو يبتسم باستفزار ويستدير بسرعة خارجاً من الغرفة ..
, مساءً ..
, نزل هارون درجات السلم محتضناً يد ريماس بين يديه .. أبعد لها الكرسي لتجلس بجانبه بابتسامة واسعة فرِحة لتهتف مروة بابتسامة: إيه يا حبيبتي **** يديم الفرحة ..
, ابتسم هارون هاتفاً: ريناس قررت ترجع شغلها يا ماما ..
, رفع تليد رأسه ونقل نظراته سريعاً نحو زين الذي ابتسم بخبث ليهتف تليد: شغل إيه ؟
, التفتت ريماس نحوه بدهشة ليهتف هارون: هي محامية وكان عندها مكتب محاماة أنا هرجع أفتحلها مكتب اليومين دول إن شاء **** ..
, تحمحم زين يهز قدميه من أسفل الطاولة بتسلية وتابع أكله بسرعة وابتسامة وكأن شهيّته قد فُتحت: **** يعينك يا ريماس بس الصراحة المحاماة حاجة تحفة جداً مش كده يا بليد ..؟
, تليد: كلامك أنت اللي تحفة يا زينو ..
, زين: حبيبي ..
, رمقهم هارون بدهشة ونظرات حائرة ليهتف أدهم: ما تشتغلي معانا في الشركة ..
, التفت الجميع نظوه لتهتف هي بحذر: هشتغل إيه ؟
, ابتسم أدهم بهدوء: أنتي عارفة عندنا مكتب قانوني في الشركة بيخلصلنا معاملاتنا ومحامينا من كام سنة هو المسؤول عنه هو ومجموعة من مساعديه تقدري تبقي معاه وأهو تبقي تحت نظرنا ونأمن عليكي ..
, صمتت ريماس مقطبة جبينها ونقلت نظراتها نحو هارون الذي هتف: فكرة حلوة ..
, التفت لريماس وعاد ينظر لأدهم: بس بالحالتين هفتحلها المكتب وتبقى هي تختار اللي يريحها ..
, ابتسمت زينة بحب: **** يرزقك يابني ..
, أدهم: ممكن تشتغلي التنين شغل الشركة مش بييعذذب جداً ..
, ابتسمت ريماس بفرح وهزت رأسها: إن شاء **** يا عمو بس أنا حالياً حابة أرجع لشغلي القديم وبعدها هفكر أشتغل معاكم ..
, عاد زين ليتحمحم ومد كأسه العصير نحو تليد يرفعه بوجهه: بصحتك يا تليد ..
, ابتسم تليد ابتسامة جانبية سعيدة ورفع كأسه هو الآخر ليطرقه بكأس زين ويبدآن بالشرب بنظرات غريبة ماكرة ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, وسلامٌ على من رأى عيناً كادت أن تبكي،
, فأضحكها ..💙
, ١٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد أسبوع ..
, تراجع تليد بظهره يجلس أرضاً باسترخاء فوق تلك الوسائد الكبيرة التي تفترش أرضية الصالة الموجودة في الملحق ..
, أمامهم على الحائط شاشة عرض كبيرة مُغلقة وحولهم العديد من البُسُط والوسائد الملونة تملأ الصالة بشكل أنيق ..
, تجلس بجانبه نوار متربعة تستدير بجسدها نحوه بهيام وهو يبتسم باتساع صامتاً يدخن سيجاره الفاخر فيما هي تتأمله كالعادة ..
, بجانبهم جلس زين متربعاً تقابله ورود وبينهم العديد من أصابع البطاطا المقلية ورقائق الشيبس الجاهزة يأكلان بنهم فيما زين يمدّ يده كل دقيقة بإصبع بطاطا نحو ورود ليُطعمها وهي تبتسم باتساع ..
, من الناحية الأخرى جلس حيدر متكئاً على الحائط خلفه يضم بذراعه تسنيم التي تجلس بجانبه تبتسم بسعادة وتدخل بأحاديث مضحكة مع عمار وروما الجالسين قريباً منها وكل فترة تعلو أصواتهم بالغناء أو الجعير ..
, ربيع وفريدة ونغم ووسام يجلسون في المنتصف فيما فريدة تُشمر عن ساعدها ومقابلها ربيع وبينهما وسادة ضخمة تلعب معه المكاسرة ووجهها تعلوه ملامح الحزم والتصميم فيما ربيع يبتسم بخفة يُجاريها في اللعب ووسام يلتصق بنغم يُشجع فريدة فقط لأن نغم تُشجعها ..
, وفي آخر الصالة تجلس رحمة بين يديها هاتفها تحدق بشاشته بابتسامة واسعة تطالع صور فرحها وحمزة يجلس بجانبها يرلقبها بابتسامة ..
, هتف زين ينظر حوله وهتف: هي الكهربا هتتصلح إيمتى بقا أنا زهقت عايز فيلم ..
, هتف حيدر بهدوء: بيصلحوا الكابل عايز وقت ..
, تأفف بضيق والتفت نحو تليد ليبتسم هاتفاً: تليد أحكيلنا حكاية ..
, لمعت عيني نوار بلهفة وحماس: أه أه يا تلووودة يا خطيبي عايزين حكاية من حكاياتك العسل ..
, تليد: أنا حكاياتي مش عسل ..
, نفت نوار بسرعة: العسل مبيقولش غير عسلل ..
, رمقتها فريدة بغيظ وهتفت بتهكم: حوش العسل اللي بينقط منه خلي بالك ليلحسه حد غيرك ..
, التفتت نوار بجبين مقطب ترمقها بحدة وهتفت: أنتي خليكي في حالك متعرفيش حاجة في الرومانسية يبقى أسكتي ..
, هزت فريدة كتفيها: ومش عايزة أعرف سبتهالك ياختي يخربيت النحنحة ..
, هتفت ورود تنظر لتليد بحذر: تليد أحكيلنا قصة ضوافرك دي ..
, رفع تليد حاجبيه يرمقها بصمت لتهتف نوار: لا لو هو مش عايز بلاش ..
, التفت تليد نحوها بابتسامة هادئة لترمقه نوار بابتسامة واسعة وعيون حانية حزينة .. همّ بالكلام ليلتفت فجأة نحو باب الملحق حيث دخل هارون مُمسكاً يد ريماس والإبتسامة تعلو وجوههم الفرحة ..
, هتف هارون بسعادة: باركوولي يا بشررر ..
, تليد: مبروك وأخيراً اتطلّقتوا ..
, زين: هييييييه ..
, هتف هارون بغيظ: مش هرد عليك أنت وهو أصلي فرحااان أوووي أنا هبقى أب يا جماااعة ريماس حاامل ..
, صمت يبتسم باتساع وهو يُعانق ريماس بفرح ليُقطب جبينه بدهشة ملتفتاً حوله ناظراً لوجوههم المصدومة الصامتة ..
, ابتعد عن ريماس ملوحاً بيديه أمامهم: هييي في إيه مسمعتوش ؟
, هتف زين بحذر: مين اللي حامل ؟
, هارون: أناا لاا ريماس بس أنا هبقى أب ..
, صرخ زين ينهض عن جلسته بتعثر وقفز عليه يعانقه وهو يصرخ بعدم تصديق: أحلف أحلفففف هيجيلك زينووو هيجيلك واد حلو زيي سااامع يا بليييد ساامع ؟
, ابتسم هارون باتساع يعانقه بقوة وفرح ودمعت عينيه: أنا مش مصدق يا زينووو شوفت أني جااامد شوووفتوا أنا مفيش زيي هارون واحد لا ثاني له ..
, ضحك زين بفرح وهتف مقبلاً وجهه بسعادة: مبروووك مبروووووك ..
, هتفت رحمة بفرح وهي تعانقه: مبروووك يا هاروون يا حبيبي ..
, ابتسم هارون بقوة وهمس: ع قبالك يا حبيبتي إن شاء **** ..
, هتف تليد مقترباً منه: أهي الحسنة الوحيدة من جوازك من ريماس ..
, ابتسم هارون بدموع واقترب منه يعانقه بقوة ليربت تليد على ظهره بخفة: ألف مبروووك ..
, هارون: ع قبالك يا تليد ..
, ابتسم أكثر وانحنى يهمس في أذنه: هيجيلي تليد الصغير ..
, توسعت عيني تليد وابتعد ناظراً له بدهشة ليبتسم هارون باتساع يومئ برأسه مُؤكّداً ..
, ابتسم تليد ودمعت عينيه بحب يعود لاحتضانه مجدداً بقوة ليهتف زين بحذر: أنتوا بتخططوا على إيه ؟
, ابتعد هارون يمسح دموعه قبل انهمارها وهتف: مفيش بس فرحان أووي ..
, ابتسم بعدها ينقل نظراته بين الجميع الذين اقتربوا منه بسعادة ليعانقه حيدر بخفة هاتفاً: ألف مبروك يا هارون ..
, هارون: ع قبالك ما أشوف عيالك يا حيدر أنت وعمار ..
, زين: وأنا وأنااا ؟
, هارون: لأ أنت لسا صغير ..
, زم زين شفتيه بضيق وهتفت ريماس بغيظ: على فكرة أنا اللي حامل مش هارون ..
, رفع هارون حاجبيه: ده على أساس عملتيها لوحدك حضرتك ..
, رمقته ريماس بغيظ ليبتسم هارون بخبث هاتفاً: يلا بينا نلحق نقول لبابا ونوريه الجمدان على أصوله ..
, ضحكت ريماس تهز رأسها بسعاد ليسحبها هارون من ذراعها هاتفاً: زينوو حبيب أخوك جهزلي تسالي وعصاير هنقول للعيلة ونرجع ..
, ابتسم زين باتساع يومئ برأسه بقوة والتفت هو وورود يُسارعون لإحضار كميات أكبر من التسالي فيما في الفيلا ارتفعت الزغاريد بقوة فرحة ومُهللة وزينة تحتضن ريماس بقوة وتنفجر في البكاء من السعادة ..
, هتف هارون يضرب كتف سيف بخفة: شوفت يا سيفو مش قولتلك أن عندي قدرات عجيبة زيك ؟
, ابتسم سيف وهتف بغرور: أنت لسا قدامك تسع شهور أنا جبت من تاني يوم يا حبيبي تاااني يوم واخد بالك ..
, رمقه هارون بغيظ وضحك بعدها هاتفاً: خلاص يا سيفو أنا مش قدك ..
, ابتسم سيف بسعادة وعانقه بقوة هاتفاً: ألف مبروووك يا هرهر يا حبيبي وأخيراً سيفو الصغير هييجي ياما أنت كريم يارب ..
, رمش هارون بعينيه بحذر ونقل نظراته نحو أدهم الذي ضحك مقترباً منهم ليُعانقه مباركاً له ويلحق به مصطفى بفرح ..
, هتف سيف: حبيب أبوووه اللي هيسمّي على أسمي سااامع يا أدهم مش عايز منك حاااجة خلاص ..
, هتف أدهم: مكنتش هعملك حاجة اصلا ..
, سيف: **** الغني .. ميصوو يا قلبي هتغير مني كمان صح علشان هيجيلي أحفاااد قبلكم كلكم أنتوا كلكم هتغيروا يا حرااام هيجيلنا سيفو الصغير ينوّرنااا أول حفيد في الفيلا دي هيبقى من سيفوو ..
, حك هارون رأسه ينظر حوله بتهرّب ليرمقه أدهم بحذر وتعالت ضحكاته بعدها يهز رأسه بحسرة: سيفو يا حبيبي أنا مش عايز أصدمك ..
, هتف هارون بسرعة: تصدمه إيييه أني هجيب توأم وأغلبه ..
, رفع أدهم نظراته نحوه ليُشير هارون له بالنفي ليبتسم أدهم يومئ برأسه بخفة وعيون لامعة بالدموع السعيدة ..
, هتفت زينة بلهفة: أنتي عرفتي إزااي اتأكدتي ؟
, ريماس: أه يا ماما أنا لسا في الأسبوع الرابع عرفت بدري كنت بعمل فحص عادي والحمدلله الدكتورة أكدتلي الحمل ..
, مروة بسعادة: **** يتمملك على خير يا حبيبتي يارب .. بقولك إيه أنتي هتسيبي شغلك الفترة دي بلاش تتعبي نفسك ..
, ريماس: لاا مقدرش أنا ماصدقت رجعت شغلي تاني وخلاص مسكت قضيتين حالياً شغالة عليهم ..
, هتفت عبير بهدوء: هي قصدها مش لازم تتعبي نفسك أوي ده أول حمل ليكي هيبقى متعب ولازملك راحة جداً ..
, ابتسمت ريماس تهز رأسها: خلاص إن شاء **** مش هتعب نفسي ..
, ابتسم هارون بسعادة وهتف: يلا بينا يا حبيبتي نرجعلهم ..
, التفتت له وهو يتجه لباب الصالة يمد يده نحوها لتبتسم بقوة متجهة إليه تاركة عيون العائلة تتابعهم بابتسامات واسعة فرحة ..
, دخل هارون وريماس الملحق ليتوقفوا مكانهم ينظرون لالتفاف الجميع حول تليد الذي عاد ليجلس مكانه بجانبه نوار ..
, عيونهم مُتعلقة به بحذر وبعضهم بصدمة ورعب وهو يحكي لهم قصة عذابه بأسلوب شيّق مُخيف وكأنه يروي لهم إحدى الأساطير المرعبة ليس وكأنه هو قد كان أحد أبطالها ..
, هتف زين بعيون مصدومة وصوت متقطع: و وبعدين ق قلعولك ضوافرك ؟
, نفى تليد برأسه: لااا لسا بدري ..
, زاذ فزع زين وابتلع ريقه بخوف وشفقة: أا أمال ع عملوا إيه بعد كده ؟
, ابتسم تليد هاتفاً: مش عايز أخوفك يا زينو أصلك ياعيني بتترعب ..
, نفى زين برأسه ملوّحاً بيديه بصوت بدأ يختفي: ل لا لا ع عادي أحكيلي أنا كويس أهو ..
, أمال تليد رأسه ونقل نظراته بينهم ليهتف بصوت هادئ: وبعدين يا سادة يا كرام جابوا إبرة تعرفوا الإبرة صح ؟
, أومأ الجميع برؤوسهم ومعالم الفزع تعتلي وجوههم ليهتف تليد: أهي الإبرة دي جابوها وشكوها تحت ضوافوي كده ..
, شهقات متفرقة خرجت منهم ليهتف: أه ما أنتوا متعرفوش أن دي أساليب العذاب هناك ..
, هتف حيدر بحذر: هو كل أجهزة المخابرات ليهم الأساليب دي ؟
, نفى تليد برأسه: لأ مش نفس الأساليب .. هو كل جهاز له طريقة بالتعامل مع الجواسيس والأعداء إزاي يخليهم ينطقوا ويعترفوا بس المكان اللي أنا كنت فيه دول معروفين من زمان بأساليبهم الوحشية دي ..
, زين: ك كمل ..
, هتف تليد: بس كده ..
, هتفت ورود: وكده ضوافوك اتقلعوا ؟
, نفى مجدداً هاتفاً: لأا لسا بدري ..
, هتفت فريدة بحدة: ما تقول بقا اتقلعوا إزااي ؟
, التفت الجميع لها وهي تضع بين أحضانها طبقاً من الفشار تأكل منه بنهم وكأنها تُتابع فيلماً مُسلّياً .. زفر حيدر مخللاً أصابعه في خصلاته بضيق ليهتف تليد: خلاص أنا هقولكم أساليب العذاب وأنتوا هتعرفوا بلاش أتكلم عن نفسي مبحبش الشهرة ..
, فريدة: كُلنا آذان صاغية ..
, تليد: بعد الإبرة دي لو مجابتش نتيجة يسخّنوها ويرجعوا يغزوها تحت الضوافر تاني ..
, عادت الشهقات لترتفع مجدداً ليُتابع هو: بعدها نيجي لمرحلة قلع الضوافر .. أنا بالمرحلة دي اتنقذت الحمد**** قبل ما تكمل ..
, ابتسم باتساع وهتف: لو كملت كانوا هيتنقلوا لمرحلة قطع الصوابع والأطراف وسلخ الجلد ..
, توسعت عيني زين وشهقت ريماس بصدمة ليلتفت الجميع نحوهم وهتف هارون بصوت هادئ: كفاية كده ..
, هتفت ريماس بدموع: هما دول متوحشين كده ليه ؟
, زفر هارون بضيق هاتفاً: أنتوا ملقيتوش موضوع تتكلّموا بيه غير ده .. تعالي يا ريماس أنتي بقيتي حامل مش عايزين نربي أبننا ع الوحشية .. وأنت يا تليد ..
, رفع تليد نظراته نحوه ليبتسم بخفة حالما لمح نظرة حزن وخوف في عيني هارون يُحاول إخفائها ليهتف هارون: بلاش ترعبهم أكتر دول كلهم قلبهم رقيق ..
, تليد: عينياا ..
, نهض زين من جانبهم يرتدي حذائه ليخرج من الملحق بصمت .. لاحقه هارون بعينيه وسار مع ريماس نحو الفيلا ..
, دخل ليجد الجميع يحدقون بزين بقلق وهو يجلس بجانب سيف يضمه وهو يبكي .. هتف أدهم بقلق: هارون حصل إيه زين ماله ؟
, زفر هارن بضيق وهتفت زينة: مالك أنتي كمان يا ريماس في إيه زين تخانق معاكي ..
, هتف زين ببكاء: بليد تعذب أووي يا بابا ..
, نظر الجميع نحوه بقلق وعدم فهم ليزفر هارون مقترباً من زين يجلس بجانبه من الناحية الأخرى متنهداً بقوة وحزن دفين ..
, في الملحق نهص الجميع من أماكنهم يخرجون من الصالة فيما فريدة هزت كتفيها تأخد ما تبقى من أكياس الشيبس هاتفة: كان نفسي نكمّل يلا الجايات أكتر إن شاء **** الحمد**** على سلامة ضوافرك يا تليد ..
, ابتسم تليد بخفة يُراقبها بعينيه وهي تخرج من الملحق بخطوات سريعة .. التفت بتنبّه نحو نوار التي تمسكت بكفيه بقوة وشعر بارتجافة يديها بين يديه ..
, قطب جبينه يُطالع وجهها المنخفض حتى رفعت رأسها نحوه بدموع غزيرة خائفة ..
, اختفت ابتسامته يحدق بها بصمت لتحتضن هي يده أكثر بين يديها وترفعها لفمها تُقبل كفه بحب وقلق هامسة: الحمد**** ع.. ع السلامة ..
, ابتسم بهدوء يُطالع دموعها التي انهمرت بغير إرادة وقلبها ينتفض داخلها بخوف ورعب كبير .. انفجرت فجأة في البكاء لتتوسع عينيه متمتماً: منورة ..
, حاولت مسح دموعها هامسة: أانا خايفة ..
, ابتسم بخفة يقترب منها متمسكاً بكفيها بحنان هاتفاً: ليه ؟
, هتفت ببكاء: ع عليك خايفة أووي أانا.. أنا بحبك يا تليد ..
, ابتسم تليد أكثر ولمعت عيناه بحنان واحتياج: وأنا بحبك يا منورة أوي ..
, رفعت نوار نظراتها الدامعة نحوه وتوقفت فجأة عن البكاء تنظر له بصدمة ليبتسم هو بحب هاتفاً: تتجوزيني يا منورة ؟
, توسعت عيناها وجحظتا بصدمة أكبر وتعالى تنفسها بقوة فيما زاغت عينيها مقابل عينيه لتسقط فاقدة الوعي بين أحضانه ..
, هتف تليد بحذر: منووورة !!؟
, ربّت على وجنتيها بخفة جاذباً زجاجة الماء بجانبه ليرش على وجهها عدة مرات حتى استفاقت لتقابلها ابتسامته الواسعة السعيدة ..
, فتحت بوابة الفيلا ليدخل تليد جاذباً نوار من يدها والتي تسير معه وكأنها تطير فوق السحاب ليقف في صالة الفيلا ينقل نظراته بين وجوه الجميع المتجهّمة حزناً عليه ..
, هتف فجأة بحذر: هاي يا جماعة ..!؟
, رفع الجميع نظراتهم له ليبتسم هو باتساع ويلتفت نحو هارون: هارون أنا هتجوز ..
, رفع هارون حاجبيه بدهشة وهتف: إيه مين إزاي ؟!
, هتف تليد بابتسامة أكبر: هتجوز منورة مع حيدر .. حيدر فرحي هيبقى معاك ..
, ابتسم حيدر باتساع وهتف: آخر الترم ده مش فاضل كتير ويخلص ..
, أومأ تليد برأسه بابتسامة واسعة ليبتسم هارون بسعادة متناسياً حزنه ونهض نحوه هاتفاً وهو يعانقه: مبرووك يا حبيبي **** يسعدك ..
, ابتسم تليد بتوسع وعيون لامعة بسعادة لكلامه والتفت لزين هاتفاً: ع قبالك يا زينو بعد عشرومية ألف سنة إن شاء **** ..
, رفع زين نظراته له بعيونه المحمرة ليقطب تليد جبينه بحذر ورمش بعينيه بخفة ليبتسم يعدها بجانبية وفرح وكأنه علم سبب بكائه: قصدي بعد عشر أيام إن شاء **** ..
, ابتلع زين ريقه يشيح بوجهه عنه بضيق والتفت لورود التي اقتربت لتجلس قريباً منه بصمت ليبتسم بخفة وتلمع عيناه وهو يطالعها بحب ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, أنا بأنتظار خطوة منك ، لأخطو لك بعدها خمسين خطوة .. مد يدك أكثر أكاد أمسك بها ، قل شيئا لعلك تكسر سبعين حاجزاً💚
, ١٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد عدة أيام .. مساءً ..
, نظرت فريدة عبر نافذة الصالة للخارج لتزفر بقوة وتعب مُتراجعة للخلف متجهة نحو السلالم ..
, صعدت عدة درجات لتتوقف مكانها بضيق وتنحني جالسة فوق الدرجات تتكئ بجسدها على حافة السلم ..
, نظرت أمامها مُحدقة ببوابة الفيلا المُغلقة وهي تنتظر عودة حيدر منذ أكثر من ساعتين .. رفعت نظراتها عبر الضوء الخافت لتلمح الساعة التي تجاوزت منتصف الليل لتتنهد تسند رأسها على يدها مُغمضة عينيها بتعب وقهر ..
, مضت عدة دقائق لتستمع لصوت من خلفها .. استدارت فجأة لترى عمار مقترباً منها بقلق هاتفاً: فريدة إيه اللي مقعدك هنا ؟
, هزت رأسها متمتمة: مفيش مش جاييلي نوم ..
, قطب عمار جبينه وهتف: مجالكيش نوم ولا مستنية حيدر !؟
, نظرت له بصمت ليزفر هاتفاً: بلاش تستنيه الليلة شكلك مرهق أطلعي نامي وارتاحي ..
, فريدة: لا هستناه أطلع أنت ..
, هتف عمار: هقعد معاكي ..
, نفت فريدة هاتفة: لأ بلاش هستنى لوحدي أطلع يا عمار يلا ..
, تنهد عمار يرمقها بقلق والتفت صاعداً درجات السلم .. لاحقته هي بعينيها بحزن وتنهدت بقوة ملتفتة لباب الفيلا .. دمعت عينيها بقوة وتعب واتكأت برأسها على ذراعيها تبكي بصمت واستسلام ..
, تشعر بأنها تعبت من كل شيء وكل محاولاتها تلك بائت بالفشل ..
, مازالت جريمتها تُلاحقها أينما ذهبت لا تقدر على نسيانها طالما ترى النفور والبرود بعيني حيدر تجاهها خلافاً عن باقي العائلة والتي أصبحت علاقتها بهم طبيعية ..
, فُتحت بوابة الفيلا بعد مدة من الوقت ودخل حيدر يُغلقها خلفه بهدوء .. سار باتجاه السلالم ليتوقف مكانه مقطباً جبينه ناظراً لجلوسها الغير مُريح ذلك ورأسها يستند على حافة السلم فيما عيونها مغمضة وكأنها نائمة ..
, اقترب منها بحذر حتى وقف على الدرجة بجانبها .. نظر للأعلى وكاد يتخطّاها ولكن شيء ما أوقفه وجعله يعود للتحديق بها بصمت ونظرات غريبة ..
, انحنى نحوها يشعر بأنفاسها السريعة ليهمس بحذر: فريدة أنتي صاحية ؟
, لم يلقَ رداً منها وبقيت أنفاسها سريعة حارة مع عينيها المغمضتين بتعب .. انحنى نحوها أكثر بقلق وهزها بحذر: فريدة أصحي ..
, فتحت عينيها بعد عدة محاولات منه لتُحدق به بنظرات مازالت تكسوها آثار الدموع .. قطب جبينه هاتفاً: إيه اللي مقعدك هنا ..؟
, تمتمت ناظرة له: أنت ..
, اعتدل بوقفته ينظر لها بصمت لتدمع عينيها أكثر هاتفة: أنت اللي مقعدني هتفضل كده لحد إيمتى !؟
, بقي صامتاً يحدق بها بغرابة لتنهض هاتفة ببكاء وضعف: أنت مبترحمش لييه خلاص كفاية كده أهم الكل سامحوني اشمعنا أنت أنا مش بعمل حاجة غلط أنا عايزة أعيش معاكم بين عيلتي أنت مش عايزني معاكم ليييه أنا تعبت أوي ومبقتش مستحملة حاجة أان..
, قاطعها يجذبها من ذراعها بحذر قبل أن تسقط حالما رأى ترنّحها الضعيف من النعاس والتعب .. قرّبها منه بقلق متحسّساً جبينها لتصرخ هي تضرب يده تُبعده عنها: أبعد عني عايز بيااا إيه خلاص سبني بحالي أنا فقدت الأمل منك خلاااص ..
, هتف حيدر يجذبها نحوه: فريدة أهدي ..
, نفت برأسها محاولة الإبتعاد عنه بقوة لتجلس أرضاً مجدداً بانهيار تبكي مُخبئة وجهها بكفيها بضعف .. انحنى حيدر نحوها يُحاول إنهاضها: فريدة قومي بلاش الحركات دي ..
, تابعت بكائها وهي تشتمه بتقطع وكلام غير مفهوم ليهتف: حرارتك مرتفعة شوية قومي اغسلي وشك وارتاحي قبل ما تمرضي ..
, رفعت رأسها نحوه وانفجرت بوجهه ببكاء وغضب: وأنت مااالك أمرض ولا أتحرق خايف عليا أووي ولا خايف على نفسك لما تبقى السبب بتعبي ..
, زفر حيدر مُخللاً أصابعه في خصلاته الكثيفة يرمقها بحيرة وتعب هو الآخر، انحنى نحوها فجأة يحملها بين ذراعيه رغماً عنها متجاهلاً شهقتها المصدومة وانفجارها في البكاء ليدفن رأسها بصدره محاولاً تسكين صوت بكائها قبل أن يُوقظ سكان الفيلا ..
, دخل بها غرفته مغلقاً الباب خلفه بسرعة وأنزلها أرضاً مُمسكاً ذراعها متجاهلاً بكائها وشتائمها المهددة .. جذبها بقوة نحو حمام غرفته ووقف أمام الحوض الواسع فاتحاً الصنبور ليمد يده يملأها بالماء ويُقرب وجهها من الحوض يرشها بالماء وهي تصرخ محاولة الإبتعاد ..
, زفر بضيق وغضب وجذبها بقوة: كفاية بقااا أخرسي إيه اللي بتعمليه ده ..
, بكت فريدة متراجعة للخلف رغم يديه التي تُحاصرانها بقوة: أبعد عني خلاص مش مش هستناك تاني أنا معتش عايزك منك حاجة سبني ب**** عليك سبني ..
, زفر حيدر بقوة وجذبها رغماً عنها يضع رأسها أسفل الصنبور لتشهق هي متخبطة بغيظ حتى بللت رأسها كاملاً وملابسها مبتعدة وهي تسعل وتشتمه ..
, رمقها حيدر بغضب وزفر بتعب مغلقاً الصنبور ليسحبها من ذراعها يسير بها للغرفة .. أجلسها فوق سريره ناظراً لها بصمت وحيرة ..
, اتجه خارج غرفته ينظر حوله في الرواق ذو الإضائة الخافتة .. سار نحو غرفتها وكاد يطرق الباب ليتراجع جاذباً خصلاته بضيق لئلا يُزعج نغم في ذلك الوقت ..
, عاد إلى غرفته ينظر لها وهي تتمدد بتعب فوق سريره مغمضة عيناها .. زفر متجهاً لخرانته محضراً ملابس خاصة به واقترب منها هاتفاً: فريدة أصحي ..
, لوحت فريدة بيدها بضعف وبقيت صامتة ليجذبها بغيظ من ياقتها يُنهضها هاتفاً: أصحي علشان تغيري هدومك مينفعش تنامي كده هتمرضي ..
, فتحت عينيها ترمقه بنظرات زائغة ورمشت بهما بصمت ليتنهد يقترب منها بحذر يفك أزرار بيجامتها الواسعة يُساعدها على خلعها وارتداء ملابسه هو وهي تتمتم بتعب وتقطع: يا قليل الأدب يا سافل يا متحرش ..
, رمقها بضيق لينتهي بعد عدة لحظات يطوي أكمام تيشرته الخاص ليُناسب صغر حجمها .. تنهد بقوة وابتسم لشكلها المُضحك وهتف: خليكي قاعدة كده ..
, اتجه نحو تسريحته يُحضر مشطاً ليعود ويقترب من السرير جالساً خلفها فيما هي تُلاحقه بعينيها الشبه مفتوحة بدهشة ونبضات قلب متعالية داخلها ..
, فكّ خصلات شعرها الفوضوية وبدأ يُسرحه لها بصمت وابتسامة شاردة رغم ضيقه وتعبه من كل شيء ولكن ما يشعره الآن كان يُجربه للمرة الأولى في حياته ..
, لم يسبق له أن اهتم بأحدهم هكذا .. أو بالأصح اهتم بفتاة والآن أول من يهتم بها تكون أخته التي كان يسعى سابقاً للإنتقام منها وطردها من حياته ..
, انتهى أخيراً وبقي صامتاً يحدق أمامه بشرود ومشاعر مضطربة داخله أشعرته بارتباك عظيم ليتنبّه على صوت شهقاتها الخافتة ويستدير لها ناظراً لدموعها التي بللت وجهها عائدة للبكاء مجدداً ..
, هتف متحسّساً حبينها بقلق وهمس: نامي يلا وكفاية عياط ..
, زاد بكائها أكثر لينهض بسرعة من جانبها ويعود بعد لحظات بوعاء صغير وقماشة مبللة يعصرها ليضعها فوق جبينها وهو يُساعدها على الإستلقاء هامساً حالما اشتشعر نفضتها: خلاص يا فريدة أهدي علشان متتعبيش أكتر الكل نايم دلوقتي متخليناش نضايق حمزة ..
, نظرت فريدة نحوه لبكاء وهو يُعدل الكمادات فوق جبدنها وتنهد ناهضاً نحو الحمام يبدل ملابسه لبيجاما بيتية مريحة ويعود لها بعد عدة لحظات ..
, جلس بجانبها على السرير وهي تراقبه ببكاء لم يتوقف .. تنهد ناظراً لها: ممكن تبطلي عياط ..
, نفت برأسها هامسة: أنت مش بتحبني ..
, رمقها بصمت وهي تبكي هاتفة: أنت بتكرهني عايزيني أسيب الفيلا مش كده !؟
, بقي صامتاً يطالع وجهها المحمر تعباً وبكائاً لينحني يمسح دموعها بأصابعه متمتماً: لأ مش كده ..
, فتحت عينيها الدامعة تُعلقها عليه .. تستجدي منه أية كلمة تُريحها تشعرها بأنه يُريدها .. بأنه فعلاً سامحها وليست فقط كلمة عابرة قالها في لحظة ضعف ..
, هتف حيدر مقاوماً رجفته: قولتلك أني سامحتك ..
, فريدة: كدااب ..
, نظر داخل عينيها بألم وهمس: وإيه اللي هيخليني أكدب !؟ لو مسامحتكيش مكنتش هتردد أقولك في وشك ..
, تمتمت ببكاء: بس مش بتحبني ..
, تنهد بقوة لتهتف: أنت بتحب عمار أكتر مني أانت..
, هتف حيدر مقاطعاً: أنا عارفك بقالي كام !؟
, صمتت تنظر له بعيون مهتزة ليهتف: عمار عاش معايا21 سنة من صغره لحد ما كبر بتقارني نفسك بيه ليه وأنا معرفكيش إلا من فترة بسيطة ..
, ابتلعت ريقها بصعوبة وارتعشت يديها تضمّ قبضتيها بألم ليهمس بهدوء: لو عايزاني أحبك بجد يبقى بلاش تعملي كده وتئذي نفسك .. قولتلك أنا مش زيك مس بنتقم ومش بئذي ..
, همست فريدة بصوت مبحوح: أنت سامحتني بجد ؟
, أومأ حيدر برأسه لتهمس: أحلف ..
, رمقها بضيق لتهمس ببكاء: أحلف عشان أصدقك عايزة أرتاح ..
, حيدر: وربنا سامحتك خلاص بلاش تسألي السؤال ده تاني ..
, همست فريدة بابتسامة متعبة: أمال بتعمل كده ليه ؟ أانا كنت بخليهم يساعدوني علشان تخاف عليا ع علشان تسامحني بجد ..
, هتف حيدر بهدوء وهو يُعدل الكمادات ماسحاً وجهها: السماح مش كل حاجة .. عايز أعرف أنك تغيّرتي أني بجد مأمّنلك .. عايز أبني معاكي علاقة جديدة أكننا لسا متعرفين ..
, رفع نظراته لها ودمعت عيناه بضعف: مش عايز لما أبصلك أفتكر اللي عملتيه عايز أفتكره وكأن واحدة تانية غيرك هي اللي عملته .. أنا أخواتي مش عايزهم يبقوا كده ..
, زمت فريدة شفتيها ودمعت عينيها بقوة ليتنهد هو متحسساً جبينها: كفاية عياط الحرارة بتخف يلا نامي ..
, راقبته وهو يُطفئ الضوء بجانبه تاركاً ضوءاً خافتاً ليتكئ على حافة السرير خلفه والتفت نحوها بصمت ..
, تمتمت فريدة بأمل: أنت هتحبني زي عمار ؟
, تنهد يُومئ برأسه بصمت لتدمع عيناها هامسة: وهتعاملني زيه كمان ..؟
, قطب جبينه هاتفاً: إزاي ..؟
, فريدة: أنت بتحبه وبتدلله وبتعمله كل اللي هو عايزه ..
, بقي حيدر صامتاً وهي تابعت هامسة: أانت بتعامله حلو مش زيي ..
, ابتسم حيدر بجانبية ورفع حاجبيه بدهشة هاتفاً: أنتي بتغيري من عمار ؟
, أومأت برأسها ببكاء: أه بغير هو توأمي اشمعنا هو ياخد الحب وأنا لا مش لازم نتقاسمه احنا التنين !؟
, زادت ابتسامته اتساعاً والتفت يُحدق بها بنظرات غريبة وشعوره داخله يزداد أكثر مُختلطاً براحة بدل الضيق والتعب ..
, تنهد هامساً: نامي يا فريدة ..
, فريدة: مش هتتغير بكرا وتتحول تاني صح ؟
, ابتسم يهز رأسه بالنفي: لا مش هتحول ..
, فريدة: أنا مش هستناك تاني كفاية كده أنت مستاهلش مني كل ده أصلاً تعّبت نفسي وجسمي وكل حاجة ..
, بقي حيدر محدقاً أمامه لتهمس هي بتعب: لو تحولت مش هحاول معاك تاني وربنا ..
, همهم حيدر بخفوت وبقي صامتاً عدة لحظات يُحدق بالسقف فوقه بملامح شاردة .. تنهد بقوة وحرارة ملتفتاً بعد عدة دقائق ينظر لوجه فريدة المتعب وأنفاسها المنتظمة بعدما سقطت في النوم ..
, مد يده يُبعد القماشة المبللة عن رأسها يتحسس جبينها بحذر ليعتدل بجلسته يُبللها مجدداً ويضعها بحذر فوق جبينها وعاد لاستلقائته مجدداً محاولاً النوم ..
, في اليوم التالي ..
, طرق عمار باب غرفة حيدر بخفة وفتحه ينقل نظراته في الداخل .. قطب جبينه بقوة ودهشة ناظراً لفريدة التي تنام بجانب حيدر باستكانة ..
, دخل الغرفة بسرعة واقترب منهما: حيدررر ..
, فتح حيدر عيناه بسرعة وهتف بقلق: إييه مالك !؟
, نقل عمار نظراته بينهم وهتف بقلق ناظراً للكمادات جانب فريدة: ف فريدة بتعمل هنا إيه مالها هي تعبانة ؟
, فرك حيدر عينيه ماسحاً خصلاته والتفت لفريدة النائمة .. عاد يلتفت لعمار الذي جلس بجانب فريدة متحسساً وجهها بقلق ليهمس: متقلقش هي كويسة ..
, عمار بخوف: أمال هي هنا بتعمل إيه وإزاي نامت هنا أصلاً ..؟
, حيدر بخفوت: مبارح بالليل كانت تعبانة وحراتها مرتفعة شوية ..
, التفت عمار نحو فريدة التي استفاقت ونقلت نظراتها بينهم بتشتت غير مستوعبة المكان الذي هي به .. ابتلعت ريقها موسّعة عينيها حالما داهمتها صور من ليلة أمس والتفتت لعمار الذي هتف: فريدة أنتي كويسة !؟
, رمشت بعينيها محاولة الإعتدال وهمست: أاه أه كويسة متقلقش ..
, هتف حيدر بهدوء: خلاص يا عمار هي كويسة أنزل بس قول لماما تعملها حاجة تشربها وتجبلها الفطار هنا ..
, اقترب من فريدة متحسساً جبينها وهمس: مفيش حرارة حاسة بإيه ؟
, فريدة بتيه: إيه !؟ أانا مش حاسة بحاجة خالص ..
, رمقها عمار بقلق ليهتف حيدر مقطباً جبينه: في حاجة واجعاكي !؟
, نفت برأسها بعيون جاحظة شاردة ليهتف عمار: هي مالها ؟
, هز حيدر كتفيه بحذر: و**** ياخويا معرفش أنزل هات ماما زي ما قولتلك ..
, أومأ عمار برأسه بسرعة وانطلق خارجاً من الغرفة ليقطب حيدر جبينه يرمق فريدة بنظرات حذرة ..
, نهض عن جلسته متجهاً نحو الحمام ومرت عدة دقائق ليخرج مرتدياً ملابسه .. دخل عمار الغرفة بجانب ليلى التي أسرعت نحو فريدة تضع بجانبها طبقاً من الطعام وكأس عصير طازج ..
, جلست بجانبها بلهفة تتحسّس جبينها هاتفة: أنتي كويسة يا حبيبتي حاسة بإيه هي حصلها إيه يا حيدر !؟
, اقترب حيدر منها هاتفاً: حرارتها كانت مرتفعة مبارح ممكن بداية دور برد ..
, أومأت ليلى برأسها ملتفتة لفريدة تُعدل خصلاتها بحنان قربت منها كأس العصير: أشربي ده يا حبيبتي وهتاكلي السندويش دول ولو حسيتي بتعب هجبلك حمزة ماشي ..
, ابتلعت فريدة ريقها ودمعت عينيها تهز رأسها بصمت لترتشف من كأس العصير بخفة تنقل نظراتها بينهم وقد التفوا حولها بقلق ..
, دمعت عيناها أكثر لتهتف ليلى بخوف: مالك في حاجة واجعاكي !؟
, نفت فريدة برأسها بصمت ليفتح باب الغرفة ويدخل أدهم مقترباً منها .. رفعت نظراتها نحوه ليهتف هو بقلق: أنتي كويسة !؟
, عضت فريدة شفتها بقوة ليقطب أدهم جبينه يُقربها منه ليحتضنها بخفة .. تنفست هي بقوة وحاوطته بذراعيها باحتياج تدفن رأسها في صدره تتمسح به وكأنها طفلة صغيرة .. تُحب اهتمامه بها خوفه عليها كخوف الجميع جانبها والذي لم تعتد عليه أبداً ..
, تشعر بشعور وإحساس غريب داخلها .. أول مرة تشعر به بهذا العمق .. خوف عائلتها عليها .. حبهم لها والتفافهم حولها بقلق ..
, هتف أدهم ماسحاً خصلاتها وهتف: بلاش تروحي الكلية النهاردة ..
, ليلى: أكيد مش هخليها تروح ..
, رفع أدهم نظراته لحيدر الجالس بجانبهم ليبتسم بغير شعور يُراقب قلقه بابتسامة حانية مرتاحة ..
, نهضت ليلى من جانبها هاتفة: هنزل أعملك شوربة هتفيدك ..
, ابتعدت فريدة عن أدهم الذي طالعها بحذر وتنهد ناهضاً من جانبها لاحقاً بليلى .. ابتسم عمار باتساع وحب لتدخل نغم الغرفة هاتفة بلهفة: فريدة ..
, ابتسمت فريدة بحب هاتفة: أنا كويسة متقلقيش ..
, تنهدت نغم بارتياح واقتربت منها لتُحاول فريدة النهوض: هرجع أوضتي تعالي ..
, نهضت عن السرير لتشهق فجأة ساقطة مكانها بتعثر .. رمشت بعينيها بصدمة وتوسعتا ناظرة لبنطلون البيجاما الذي يتدلّى خارج قدميها وقد تعثرت به من طوله ..
, ابتلعت ريقها بحذر تنقل عينيها على كامل جسدها ورفعت نظراتها نحو حيدر الذي يبتسم باستفزاز .. شهقت هاتفة: إا إيه ده !؟
, حيدر: إيه !؟
, تراجعت للخلف هاتفة: م مين اللي غيّرلي هدوومي !!
, حيدر: أنا ..
, ضحك عمار بخفة هاتفاً: حلوة يا فريدة و**** مش كده يا نغم ..
, ابتسمت نغم بخفة لتصرخ فريدة بغضب: أنت قليل أدب كده لييييه ..؟
, رفع حيدر حاجبيه هاتفاً: إيه أختي كانت تعبانة وبساعدها ..
, توسعت عيني فريدة أكثر بغضب وغيظ ونظرت لنفسها باشمئزاز: يع يععع ملقيتش غير هدومك ..
, حيدر: معلش هتتباركي بيهم ..
, رمقته بحدة وانحنت تطوي البيجاما عند قدميها بسرعة ليهتف حيدر: بعدين مالها هدومي متفرقش عن هدومك حاجة هاا ..
, هتفت بحدة: أنت ملكش دعوة هدومي وأنا حرة بيهم أبقى خلي السنيورة بتاعتك تلبس كويس يا قليل الأدب يا ساافل ..
, حيدر: فرييدة ..
, التفتت نحوه بغضب لتبتلع ريقها متراجعة للخلف بحذر ناظرة لعيونه الحادة .. التفتت نحو نغم واقتربت تسحبها من يدها بسرعة مهرولة خارج الغرفة ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, مساءً ..
, طرقت فريدة باب غرفة حيدر وانتظرت حتى فتحه أمامها يُحدق بها بدهشة: عايزة إيه ؟
, ابتسمت بغرور وأزاحته عن طريقها داخلة الغرفة بخطوات مُتكبرة .. سارت نحو السرير وقفزت فوقه هاتفة: جيت أنام أطفي النور وتعالى ..
, رفع حاجبيه بدهشة وضيّق عينيه بحدة هاتفاً: أطلعي برا ..
, رفعت نظراتها المستفزة نحوه وهتفت: متعصب ليه يا حيدر !؟ مش أنا أختك حبيبتك وأنت سامحتني وهتنيمني جمبك ..
, هتف حيدر مقترباً منها: فرييدة أنا مش ناقصك أطلعي براا حالاً ..
, نفت برأسها بسرعة: مليش فيه أنا هنام هنااا عجبتني النومة جدداً ..
, هتف بحدة: وأنا مبحبش حد ينااام جمبي ..
, رفعت حاجبيها باستفزاز: **** وده من إيمتى مبارح أنا نمت وكنت قبل تنيم عمار ..
, هتف حيدر من بين أسنانه: دي حالات خاااصة ..
, فريدة: أوك اعتبرني دلوقتي حالة خاصة وسبني أنام ..
, اقترب منها بغضب لتتراجع هي بخوف ولكنه أمسكها من ياقتها يهزها بحدة: أنتي فاكرة نفسك إيييه أنا مش قولت كلامي يتسمع أنتي عايزة تعصبيني لييه !؟
, رمقته فريدة بغيظ لتتوسع عينيه هو بصدمة وأفلتها بسرعة هاتفاً وهو يتأمل ملابسها: إيه ده !؟
, فريدة بقلق: إيه ؟
, صرخ حيدر بحدة: إيه اللي أنتي لابساه ده !؟
, ابتسمت فريدة باتساع واعتدلت بجلستها بغرور: حلوين صح !؟
, بقي حيدر صامتاً محاولاً استيعاب بأن ما ترتديه هي بيجامته الخاصة .. بعدما قصّت أطراق كنزتها وبنطلونها لتناسب حجمها ..
, ابتسمت فريدة تومئ برأسها مُؤكدة ما يُفكر به: هي دي بتاعتك أيوع .. تصدق يا حيدر مكنتش عارفة أن ذوقك حلو أووي كده بص قصيتها وبقيت على مقاااسي ..
, رفعت أقدامها ويديها نحوه بابتسامة واسعة وعادت تتمدد فوق السرير باسترخاء: ياااه ومريحة أوووي كمااان بس واسعة حبتين خايفة البنطلون ينزل يلا معلش أنت أخويا مش غريب ..
, جذب حيدر خصلات شعره بقوة وهو يرمقها بحدة وغضب يكاد يضربها .. ابتلعت فريدة ريقها بحذر وتمتمت محاولة استعطافه: أانا منمتش مع أخويا طول حياتي الشعور ده عاجبني يا حيدر .. عمار قالي أنه شعور حلو ..
, ابتسمت بتوسع بعدما نقلت حديثاً كاذباً عن لسان عمار عله يُشفق عليها لعلمه بأنها تغار منه وهتفت: وقالي لو نمتي يومين ورا بعض هتحسي بإحساسات عظيمة أنا مش جايبة حاجة من عندي كله من عمورة ..
, طالعها حيدر بنظرات محمرة غاضبة لترمش هي بعينيها متمتمة: الليلة دي بس ..
, بقي يحدق بها بنفس النظرات لتتمدد مكانها تُراقبه بصمت وعناد .. زفر عدة مرات بقوة ونظر لها هاتفاً: اتخمدي ..
, توسعت ابتسامتها بقوة وهتفت: تعالا اتخمد معايا يا أخويا يا حبيبي ..
, ألقى عليها نظرة غاضبة محتقنة وسار نحو الضوء ليُغلقه تتابعه هي بعينيها السعيدة ..
, استلقى على السرير بجانبها بغضب لتزداد ابتسامتها اتساعاً هاتفة: ده أنت أساساً لازم تبقى فرحان مش عايز تجرب إحساس تنام مع أختك .. بلاش أختك تنام مع بنت بشكل عام لاحسن تتكسف لما تجيب السنيورة بتاعتك ..
, التفت حيدر يرمقها على الضوء الخافت بحدة وهمس بتهديد: صوتك مش عاايز أسمعه ولا نفسك لو سمعت نفس واحد هقتلك هخنقك فااهمة ..؟
, ابتعلت فريدة ريقها ووضعت يديها فوق فمها تومئ برأسها بصمت .. زفر هو بقوة واستدار للجانب الآخر بغضب لتبقى هي محدقة بظهره بشرود ..
, ابتلعت ريقها ترمش بعينيها بحذر تقترب منه بخفة كل ثانية حتى التصقت به أخيراً .. ابتسمت تمد يديها لتحضنه بقوة ليهتف حيدر بحدة: أبعدي إيدك عني واتخمدي زي الناس ..
, ضمّته فريدة بقوة أكبر متمتمة: عمورة قالي أن كده هنام بسرعة .. اتخمد أنت كمان يلا ..
, أمسك حيدر يديها محاولاً إبعادها لتشد هي عليه بقوة وغيظ .. تنهدت بعدها بحنق وهتفت: أنت عارف أني كنت هدمّرك كنت هجننك هقتلك أنت والسنيورة بتاعتك ..
, قطب حيدر جبينه محدقاً أمامه بصمت وهي تُتابع: ده أنا كنت مجهزالك حاجات تحففة ما أنت أخويا يالا متستقلش بنفسك .. بس أعمل إيه حظك بقا خلّصك من إيدي ..
, تمتم حيدر بجمود: أنتي عايزة إيه !؟
, هتفت فريدة بابتسامة عابثة: عايزة أقولك أني قادرة أعمل حاجات كتيير ..
, ابتسم حيدر ساخراً: وعايزة تفكريني بقذارتك وانتقامك صح ..؟
, رمشت فريدة بعينيها بصمت وارتخت تدريجياً يديها عنه حتى تركته مُبتعدة عنه محافظة على صمتها ..
, أغمض حيدر عينيه محاولاً النوم ومرت عدة دقائق ليعود ويفتحهما بتعب وضيق .. استدار فجأة للناحية الأخرى ينظر لفريدة التي مازالت مستيقظة ..
, علق عينيه داخل عينيها التي ترمقه بلوم ليزفر بقوة يمد يده يجذب خصلة صغيرة من شعرها بقوة .. شهقت بصدمة هاتفة بألم: أوعى إيدك يا همجي ..
, ابتسم باستفزاز وهتف بحدة: أسحبي كلامك ..
, أمسكت يده تُحاول إبعادها عن خصلاتها ليجذبها هو بقوة أكبر جعلتها تصرخ هاتفة بحدة: سحبته ..
, ابتسم أكثر باستفزاز وجذبها من رأسها بقوة حتى التصقت به بعيون جاحظة بصدمة .. ليُحاوطها حيدر بيديه متمتماً: اتخمدي ..
, بقيت على صدمتها عدة لحظات لتهمس بتلعثم: ح حي ه هي. ه..
, حيدر: اتخمدي ..
, دمعت عينيها بقوة شديدة ومدت يديها تُحاوط جسده بقوة وابتسامة واسعة شقت وجهها الحزين .. لتُغمض عينيها أخيراً برضى وابتسامة شاردة فيما هو بقي مستيقظاً بنبضات قلب غريبة .. شعورين متناقضين داخله أحدهما يدعوه للنفور منها وإبعادها عنه وشعوره الآخر يدعوه للإقتراب وتسكين أوجاعها علّ أوجاعه هو أيضاً تستكين .. ليستسلم الآن لشعور الثاني بعد أيام طويلة ماضية كان يتبع بها شعوره الأول ..
, صباح اليوم التالي ..
, هتف عمار يهز حيدر بقوة: حيدرررر أصحى ..
, فتح حيدر عينيه يرمقه بدهشة وابتعد عن فريدة هاتفاً: في إيه ..!؟
, نظر عمار بصمت لفريدة التي استفاقت هي الأخرى وهتفت وهي تُمدد جسدها باسترخاء: صباح الخير يا عمورة صباح الخير يا حيدر ياااه إيه الصباح الجميل ده ..
, التفت الإثنان نحوها وهي تنهض بنشاط هاتفة: أنا لازم أجهز نفسي علشان الكلية سلام عليكم ..
, قطب عمار جبينه يُلاحقها بعينيه بصمت واستدار ينظر لحيدر الذي مازال يجلس فوق سريره .. هتف حيدر بحيرة: في إيه !؟
, بقي عمار على نظراته ليعتدل حيدر بجلسته: مالك يالا بتبصلي كده ليه ؟
, هتف عمار: هي كانت عندك بتعمل إيه ؟
, تنهد حيدر هاتفاً: نايمة ؟
, عمار: ليه هي كانت تعبانة كمان ؟
, حيدر: لأ ..
, عمار: أومال ..؟
, حيدر بغضب: أنت يالا بتحقق معايا ؟؟
, زم عمار شفتيه وجلس فوق السرير يُطالعه بصمت ليقترب حيدر منه هاتفاً: إييه البت جت ولزفت فيا أنا أعمل إيه يعني !؟
, عمار: مش على أساس مبتحبش حد ينام جمبك !؟
, حيدر: لو مبحبش أوي كده مكنتش نيمتك جمبي زمان ..
, عمار بسخرية: أه بس أنا كنت تعبان ..
, رفع حيدر حاجبيه وهتف: أنت عايز إيه !؟
, عمار: مش عايز حاجة ..
, قطب حيدر جبينه بقوة وهتف: عماار ..
, التفت عمار نحوه وهتف بدموع: هي عندها حق أنا سلبي أووي علطول بسمع كلامك ..
, رفع حيدر حاجبيه بدهشة: أنت بتقول إيه ياض يا متخلف ..
, مسح عمار دموعه وهتف: هي بتلزق بيك وأنت مش بتعملها حاجة إنما أنا بتزعقلي وبتطردني ..
, حيدر بغيظ: ماهي مش بيمشي معاها الزعيق دي بت مُصفّحة ..
, أومأ عمار برأسه وهمس: شوفت أن كلامها صح أهي عملت اللي هي عايزاه أما أنا لما تزعقلي لو مسكتش بتقولي قليل أدب ..
, زفر حيدر يحذب خصلاته بضيق والتفت له هاتفاً بهدوء: أنت مش زيها يا عمار ولا هي زيك كفاية تعملوا كده ..
, التفت عمار نحوه بحدة ليهتف حيدر: هي عادزة تكون زيك على فكرة بس مش قادرة علشان شخصيتها كده ومش هتقدر تتغيّر بسهولة .. أه بعديلها حاجات بس أنت عارف أنا بعمل كده ليه مش قادر أضغط عليها جامد عشان ده مش هينفع معها ولا هيمحي تربية سنين ..
, ابتلع عمار ريقه وعض شفته بقوة ليهتف حيدر: هي بتغير عايزة اهتمام من الكل عشان هي عمرها ماجربتهوش وأنت بتغير دلوقتي لييه هاا أنا ساكتلها حالياً بس بعدين هطلع عليها القديم والجديد ..
, هتف عمار بدموع: أنا مش بغير بس.. أنت مكنتش عايزها ..
, قطب حيدر جبينه بقوة واقترب منه هاتفاً: قصدك إيه ؟
, بقي عمار صامتاً محدقاً به ليُمسك حيدر يديه يضغط عليها برفق: أنت زعلان علشان هي بتتقرب مني ؟
, نفى عمار برأسه بسرعة: لو كنت زعلان مكنتش بساعدها ..
, حيدر: بس بنفس الوقت أنت مش ناسي اللي هي عملته صح ؟
, تمتم عمار ببكاء: لأ نسيت لا منسيتش بس سامحتها وبحبها ..
, نظر حيدر نحوه بصمت ورفع يده بين يديه ليُقبلها .. توقف عمار عن البكاء وابتسم فجأة ببلاهة كعادته ليضحك حيدر يضربه برأسه بخفة: أنت بتغير ياض بس كده ..
, رفع عمار نظراته له ليهتف حيدر: أنا مش عارف بعمل إيه يا عمورة .. أنا كمان سامحتها وحاسس أنها مسؤولة مني وممكن أن بابا سلّمني مسؤوليتها خلاني اتقرب منها أكتر .. بس مهما كان هي معاشتش معايا زيك ولا عارفها زيك ولا هي تعرفني زي ما أنت عارفني .. أنا بحاول أقربها مننا شوية شوية مش مرة واحدة زي ماهي عايزة علشان ده مش هينفع .. هي محتاجة وقت معانا وعشرة زي ما احنا محتاجين ..
, رمش عمار بعينيه ورفع يده يمسح دموعه يومئ برأسه بصمت ليبتسم حيدر هاتفاً: يلا بقا لو عايز تيجي معايا الشركة قوم جهز نفسك ..
, ابتسم عمار بلهفة وهز رأسه هاتفاً: هنجيب روما معانا ..
, حيدر بابتسامة: وتسنيم ويولع الشغل بقا ..
, ضحك عمار ونهض من مكانه بسرعة خارجاً من الغرفة .. لاحقه حيدر بعينيه الهادئة وتراجع بظهره للخلف مستلقياً على السرير ..
, لا يعلم شعوره في تلك الفترة جيداً ولكنه استسلم له .. استسلم حيث قلبه يشدّه بعيد عن تخبّطه وتعبه ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, ليس شرطاً أن يكون العناق ذراعين،
, أحياناً كلمة🌸
, ١٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد شهرين ..
, تمسّك عمار بالمقعد جانبه وهتف بحدة: بقولك وقفييي متسرعيش كده أنتي هتروحينا في داهية ..
, زادت ابتسامة فريدة اتساعاً ورفعت يديها عن مقود السيارة أمامها تُصفّق بفرح ولهفة: سبني يا عموورة كنت هموووت وأجرررب ..
, نظر عمار حوله بقلق وهتف: يابت هنمووت يخربيت كده .. أفرضي طلعلنا شرطي ولا حاجة وأنتي معكيش رخصة ..
, قطبت فريدة جبينها وهتفت بحدة: هقولهم أن حيدر مش بيعملي رخصة خليه هو يتحبس ..
, هتف عمار بغضب: من سواقتك العظيمة ماشاء **** رخصة إيه دي اللي عايزاهااا ..
, هزت فريدة كتفيها وهي تزيد من سرعة سيارة عمار أكثر ليشتمها هو بصراخ لاعناً الساعة التي وافق بها على جعلها تقود مكانه ..
, هتفت فريدة: شغل أغنية حماسية يا عموورة وشهيصني كده مش كفاية أنت معاك رخصة وأنا لأ !؟
, تأفّف عمار وتكتف ينظر أمامه بضيق لتتوسع عينيه بصدمة متمتماً: وقفيييي يا بت حاسبي يخربيتكك ..
, شهقت فريدة بصدمة وهي تُخفّف السرعة قدر استطاعتها إلا أن السيارة ارتطمت بإحدى السيارات المركونة جانب الطريق أمامها ..
, توسعت عيني عمار وفريدة بصدمة والتفتا يُحدقان ببعضهما بفزع ليتعالى صراخ سائق السيارة التي أمامهم وهو يترجل منها شاتماً بأفظع الشتائم بغضب ..
, توسعت عيني فريدة وهتفت بحدة وهي تمد رأسها من النافذة: أنت يالا الكلام ده لينا إحنااا ؟
, صرخ الرجل بغضب: أننوا يا ولاد ال٤ العلامة النجمية أدي آخرۃ سواقة البنات ..
, توسعت عيني فريدة مُشيرة لنفسها بصدمة وصرخت: أنت ياض يابن٤ العلامة النجمية ده أنا هوريك وأعلّمك البنات بيعملوا إيه غير السواقة أصبر عليا يا واطي حلووف ..
, توسعت عيني عمار بصدمة وهتف: أنتي يا زفتة بتهببي إييه بص يا عم عربيتك كويسة أهو أقصر الشر وأمشي من هناا ..
, ابتعد الرجل عنهم يعود لسيارته ليهتف عمار بفخر: شوفتي الهيبة !؟
, قطبت فريدة جبينها وهتفت بحدة: و**** ما أنا سايباه الدكر ده اللي عامل نفسه راجل ..
, توسعت عيناهما معاً يُشاهدان الرجل يُخرج عصا غليظة من سيارته ويخلع سترته التي كان يرتديها لتظهر عضلات ساعديه القوية من أسفلها ..
, تمتم عمار بفزع: ده ده إيه ده !؟
, ابتلعت فريدة ريقها وهتفت: ده ناوي ع شر بقاا ونحنُ لها ..
, هتف عمار بذعر: لهااا إزاااي أنتي فاكرة نفسك إيه بصي عضلاته ده لما ينفخ عليكي نفخة صغننة هتقعي من طولك ..
, فريدة بحدة: أحنا لازم نواجهه ..
, هتف عمار بغضب: و**** أنا مش مستعد أشوّه نفسي وبكرا فرح أخوياااا وخطوبتي لو عايزة واجهيه لوحدك وأنا هدعيلك ..
, زمت فريدة شفتيها تقطب جبينها بحذر والتفتت للرجل الذي اقترب من سيارتهما كثيراً لتشهق فجأة مديرة محرك السيارة متمتمة: الجري نص الجدعناااا ..
, انطلقت بها متخطية الرجل الذي هوى بالعصا الغليظة على جانب سيارتهم قبل أن يتخطّوه ..
, التفت عمار خلفه بذعر وتنهد هاتفاً: يخربيت معرفتك يا فريدة ..
, ضحكت فريدة وعادت لتعبس بغضب: أبن٤ العلامة النجمية شوفت كان عايز يخانق بس لولا أني مستعجلة كنت وريته قيمته ..
, عمار بغضب: كفاية بقا ألفاظك دي ..
, كادت فريدة تتكلم لتلتفت جانبها بصدمة ناظرة لسيارة الرجل التي اقتربت وهو يجلس داخلها يرفع عصاه بغضب مُهدداً ومحاولاً قطع طريقهم ..
, هتفت بصدمة: شوف الراجل المهبول ده عايز يخانق بجد ..
, رمش عمار بعينيه بذعر: منك لله يا فرييدةةةة ..
, حكت فريدة رأسها تُتابع الرجل الذي يُهدد بغضب وغلظة لتمد لسانها له صارخة: يا راجل يا حلوف يا ٤ العلامة النجمية
, ضربها عمار بكتفها بحدة: بصي قدااامك هنعمل حادثة بسببك وكفاية بقا تعصبيه أكتر ..
, هزت كتفيها تهز رأسها بتسلية لتقطب جبينها بعد عدة لحظات بقلق: هو ده مش بيزهق لاحقنا كده لييه !؟
, نظر عمار خلفه وتمتم: هنعمل إيه ؟
, نظرت فريدة في المرآة تُحاول زيادة السرعة أكثر وهتفت: مش أنت الراجل اتصرف ..
, عمار بتهكم: و**** ومين اللي كان بيزعق ويشتم زي البلطجي قبل شوية ومين السبب بكل ده اتصرفي أنتي ..
, تعالى رنين هاتفه ليُخرجه من جيبه بغضب توسعت عينيه بفزع: ده حيدر ..
, فريدة بلهفة: حلوو جه بوقته قوله في حد بيلحقنا ..
, التفت عمار نحوها بجدة: أنتي مجنونة عايزة حيدر يعرف بعمايلك ..
, فريدة: مش هيعرف هنألف كلام محصلش متقلقش ..
, زفر عمار بقلق وفتح الخط هاتفاً: إحم ..أ أيوه أيوه يا حيدر ..
, هتف حيدر بهدوء: أنت فين ؟
, ابتلع عمار ريقه متمتماً: مع فريدة ..
, حيدر: وفريدة فين ؟
, عمار: معايا ..
, حيدر: وأنت وفريدة فين ؟
, عمار ببلاهة: في الشارع ..
, حيدر: والشارع فين ؟
, عمار: هاا ؟
, تمتمت فريدة بحدة: أنت هتفضحنا كده يا حمار ..
, هتف حيدر بحدة: أهاا بالظبط كده اللهجة دي اللي أنا عارفها كويس .. بتهبب إيه يالاااا !؟
, هتف عمار بفزع: مش أنا دي فرييدة ..
, هتفت فريدة بغضب ناظرة للرجل من النافذة: أبعد ياااض يا واطي و**** لقول لحيدر عليك ..
, هتف حيدر بحذر: مين ده في إيه ؟
, سحبت فريدة الهاتف من يد عمار وهتفت: إلحقنا يا حيدر في راجل سكران بيلاحقنااا ..
, هتف حيدر: أنتوا فييين بيلحقكم ليه ؟
, فريدة: معرفش باين دي أول مرة بيشوف بنت حلوة بتسوق عربية بالبراعة دي ..
, عمار: يخربييتك ..
, حييد: نهارك أسود انتي بتسوقي عربية ؟
, فريدة بدهشة: مين قال كده الراجل هو اللي بيسوق ..
, هنف حيدر بحدة: أديني عمار ..
, مدت فريدة الهاتف نحو عمار ليأخده منها بتوتر ويستمع لهتاف حيدر: تعالوا ع الشركة بسرعة وهخلي الأمن يتصرف معاه وحسابك لما أشوفك ..
, عمار: ح ح٤ نقطة
, أبعده عن أذنه متمتماً: قفل في وشي ..
, هتفت فريدة: قال إيه ؟
, التفت عمار نحوها بضيق: اتزفتي ع الشركة هو هيتصرف ..
, أومأت فريدة برأسها وألقت نظرة نحو الرجل لتزيد من سرعتها وتُدير المقود نحو طريق الشركة الذي لا تحفظه ليصرخ عمار: أنتي متنيييلة فييين مش من هنااا ..
, ضغطت فريدة الفرامل بقوة ليشهق عمار بصدمة حالما ارتطما أمامهم بعنف وصرخ يشتمها بغيظ ويجذبها من ملابسها ليُنهضها عن المقعد قبل أن يلحق بهم الرجل بسيارته ..
, زفر بقوة مديراً محرك السيارة ويتجه نحو الشركة ليصلا بعد عدة دقائق ويترجلا من السيارة بسرعة يُهرولان للداخل ..
, قابلهم حيدر على بوابة الشركة يرمقهم بنظرات حادة وأشار من خلفهم لحراس البوابة بالتعامل مع الرجل الذي يُلاحقهم ..
, هتف حيدر ناظراً لهما: قداامي ..
, تنهدت فريدة براحة وزفر عمار بتوتر يسيران أمامه نحو المكتب حيث نهضت تسنيم عن كرسي حيدر هاتفة: أنتوا اتجننتوا بتعصبوه قبل فرحه ليييه !؟
, هتفت فريدة بتهكم: خايفة على نفسك أووي ما أنتي لازم تخافي بالحالتين يا حبيبتي أصل الهمجي ده شكله عنيف شوية ..
, هتف حيدر بحدة: فريييدة ..
, الفتت نحوه وتراجعت للخلف بحذر تلتصق بعمار الذي هتف بتوتر: دي فريدة و**** ..
, هتف حيدر يقف أمامهما بغضب: وفريدة كمان اللي خلتك تديها عربيتك ..؟
, هتف عمار بلهفة: أه وربنا ..
, ضربه حيدر على رأسه بغضب: وأنت دماغك فيييين أنا مش قولتلكم الزفتة دي ممنوع تسوق ..
, هتفت فريدة بحدة: ممنوع لييه هااا ما كل اللي في الفيلا بيسوقوا حتى الواد في بطن ريماس بيسوق اشمعناا أناااا ..!؟
, التفت حيدر نحوها بحدة لترمقه هي بقلق هاتفة بخفوت: اا اشمعنا أنا طيب !؟
, جذبها حيدر من ياقتها بغضب وهتف: أنتي عارفة أن صبري نفد خاالص ..
, تسنيم: أهدا يا حيدورة بلاش تتعصب والنبي متبوظوش فرحي يا جماااعة ..
, دفع حيدر فريدة بعيداً عنه يرمقها بغضب وهتف: الكردت بتاعك فين ..؟
, رمقته فريدة لحدة وهتفت: عايز بيها إيييه كل الشركة دي مش كفااية عليك مفيش غير بطاقتي تشبعككك !؟
, التفت حيدر نحو عمار يمد يده: وأنت .. هاتها ..
, هتف عمار بصدمة: أنا بكرا خطوبتي هتسبني من غير فلوس !؟
, أومأ حيدر برأسه بصمت ورمقه بنظرة حادة ليزم عمار شفتيه بضيق ويُخرج بطاقته البنكية يمدها له لتهتف فريدة بسخرية: مش قولتلك هيسحبها منك أدي المرة التانية ..
, هتف حيدر بحدة: أنت ماشي ورا البني آدمة دي لييه !؟
, رمقه عمار بغيظ: أختي توأمي ..
, جذبه حيدر من ملابسه بغضب: ما كنت زمان لاحق زيين سبته دلوقتي لييه !؟
, هتف عمار محاولاً التفلّت منه: لا زين ده بومة وإلحق البوم يدلك ع الخراب ..
, ابتسم حيدر ساخراً: ده على أساس أن فريدة فرس نهر جميل وظريف صح ؟
, شهقت فريدة هاتفة بحدة: أنت يا بيه بتتريق علياا !؟
, التفت حيدر نحوها بحدة ومد يده يجذب خصلة من شعرها بقوة كما تعود لتهتف هي بغضب: أبعد يا همجييي سبني و**** لقول لبابااا ..
, هتفت تسنيم بفزع: منكم لله منكم لله عملتوا في الراجل إيه ..
, هتف حيدر وهو يجذب خصلاتها أكثر: أنتي قليلة أدب ميمشيش معاكي غير كده بطاقتك فيين أخلصي ..
, رمقته فريدة بحدة وأخرجت بطاقتها من جيبها تقذفها بوجهه: خد شبع نفسك بيهااا عيش على حساب أختك أنت هتذلني على الفلوس كمان ..
, أومأ حيدر برأسه: بالظبط كده هذلك ع الفلووس أصلك متتأمّنيش ومش بعيد تأجّري بلطجية يضربوا الراجل اللي لاحقكم ده ..
, هتفت بحدة: أه هأجّر أصل معتش فيه رجالة ونخوة وأهو أنت بدل ما تلحقه بتستقوي علينا إحنا الغلبانين ..
, هتف حيدر أمام وجهها بحدة: عشان عارف مين السبب كويس أوووي ولسانك ده لو ملميتهوش هقطعهولك فاهمة ..
, رمقته فريدة بغضب وهتفت: سبني ..
, تركها حيدر بحدة وهتف بسخرية: تصدقي أنا ندمان أن جبتك هنا ما كنت أسيب الراجل تواجهيه راجل لراجل ..
, رفعت نظراتها نحوه بحدة وهتفت: أنت مااالك ..
, هز كتفيه: مالي ما أنا كويس بس أبقي بصي لنفسك في المراية وهتعرفي أنك أنتي البومة مش زينو ..
, هتفت بحدة: أنت فاكر نفسك ميين أصلاً ملكش دعوة بيا دي هدومي وده طبعي ومش هغيّره ..
, هتف حيدر بسخرية: وأنا عايز بيكي إييه بس الصراحة شفقان عليكي متعرفيش تلبسي زي البنات ..
, شهقت فريدة مُشيرة لنفسها: أنااا معرفش ألبس زي البنات ..؟
, أومأ حيدر برأسه: أيوون أنا أساساً أشك أنك لو لبستي فستان مش هيليق بيكي علشان كده بتتجنّبي تلبسي يا حراام ..
, توسعت عيني فريدة بحدة وهتفت: أنت قد الكلام ده ..؟
, حيدر: بعمري ماقولتش كلام مش قده ..
, رفعت رأسها نحوه هاتفة بتحدي: ماشي أما نشوووف أنا هوريك أني مبلبسش علشان مأجلطش نص الكرة الأرضية من جمااالي ..
, رمقها حيدر باستفزاز من الأعلى إلى الأسفل لتزداد غيظاً هاتفة: يلا بينا يا عمااار ..
, هتف حيدر: يلا بينا احنا كمان يا تسنيييم عايز أشوف اللي هتجلطنا دي ..
, رمقته فريدة بعيون غاضبة والتفتت خارجة من المكتب ليلحق بها عمار سريعاً ويتبعهم حيدر بجانبه تسنيم ..
, في الفيلا ..
, هتفت نغم بدهشة: أنتي بتعملي إيه يا مجنونة ؟
, أزاحت فريدة كومة ملابس تُلقيهم أرضاً بغيظ وفتحت خزانة نغم الخاصة تبحث في ثيابها حتى ابتسمت بتوسع ناظرة لفستان خمري اللون طويل ..
, سحبته هاتفة: هو ده ..
, نغم: إيه ده ؟
, هتفت فريدة بحدة: هوريه إزاي يتريق علياااا هوريه مين هي فريدة الفريدة ..
, نغم: هو مين ؟
, فريدة بغضب: حيدررر ..
, تنهدت نغم هاتفة: أنتوا مش بتزهقوا من الخناق ..
, رمقتها فريدة بحدة وهي تخلع ملابسها هاتفة: تعالي لبسيهولي بتلبسوه إزاي ده ؟
, تنهدت نغم واقتربت لتُساعدها لتبتعد بعد لحظات مبتسمة: ده لايق عليكي جدا يا فريدة أنتي هبلة بجد مش بتلبسي فساتين ليه ؟
, رفعت فريدة رأسها تنظر لنفسها في المرآة .. بجسدها المتناسق والذي لطالما تُخفيه بثيابها الصبيانية الواسعة .. طرق عمار باب الغرفة ودخل لتتوسع عيناه بفرح: فريدة ..
, اقترب منها لتهتف نغم: بزمتك مش حلوة أوي ..؟
, عمار: جدااا ..
, مد يده لخصلات فريدة التي تربطهم للخلف ليسحب ربطة الشعر منهم وتنفرد خصلاتها القصيرة حول وجهها وكتفيها ويصفر عمار هاتفاً هاتفاً: أنتي بكرا هتلبسي كده في خطوبتي ..
, رمقته فريدة بحدة واتجهت بخطوات غاضبة خارج الغرفة تقف أمام الباب منتظرة قدوم حيدر .. استمعت لشهقة خافتة من جانبها لترى ربيع يقترب منها يفرك عينيه بصدمة ..
, هتفت بحدة: بتبص على إييه أنت التاني ..؟
, هتف ربيع بحذر: أنتي فريدة ..!؟
, فربدة: لاا العفريت بتاعها ..
, أومأ ربيع برأسه متمتماً: حتى عفاريتها قمر ..
, رفعت فريدة حاجبيها بدهشة: نعم ..!؟
, ابتسم ربيع باتساع وهتف: بصي أنا قررت أتخصص تجميييل ..
, هتفت فريدة: وأناا ماالي ..؟
, هز رأسه هاتفاً: ليكي كتيير أوي أصلي كل لما تجيلي واحدة عايزة تبقى جميلة هحوّلها نسخة منك كده ..
, قطبت فريدة جبينها بحدة واقتربت تجذبه من ملابسه: ولاا أنا ساكتلك بقالي مدة وأنت عمال تعاكس فيا ما تلم نفسك بقا يالااا ..
, هتف حيدر مقترباً منهم: أنا شايف الفستان مغيرش حاجة أهي قلة الأدب موجودة ..
, ابتعدت فريدة عن ربيع الذي يطالعها بهيام والتفتت لحيدر الذي يرمقها بنظرات هادئة ..
, رفعت أنفها بشموخ هاتفة: بص شااايف شوووفت !؟
, مط حيدر شفتيه: مش بطااال ..
, وسعت عينيها بحدۃ ولوح هو بيده: ولو أنه مش لايق عليكي خااالص ولا هو ولا لونه بس مش عايز أقولك وأصدمك ..
, هتفت فريدة بغضب: أنت غيراان مني أصلااا علشان أنا أحلا من السنيورة بتاعتك ..
, ضحك حيدر باستفزاز واستدار متجاهلاً لها يتجه نحو السلالم لينزل للحديقة متابعاً تجهيزات الفرح ليتوقف مكانه حالما خرج هارون من غرفته بغضب تلاحقه صرخات ريماس الغاضبة: ده أنا هرفع عليك قضية وأمرمطك في المحكاااكم أصبر عليا ..
, هتف حيدر بحذر: في إيه ؟
, هتف هارون بغيظ: قال بتتوحم وكداااابة ده ولا وحام ولا زفت هي بس بتقلّد باقي الستات ..
, رفع حيدر حاجبيه بدهشة: بتقلدهم ؟! في إيه يابني ماهي حامل ممكن بتتوحم بجد ..
, هتف هارون بحدة: يبقى تتوحهم بجد مش بغباااء ..
, ابتسم حيدر بدهشة: بتتوحم على إيه ؟
, هارون: كلب ..
, حيدر: ما تحترم نفسك أنا بسأل بس ..
, هتف هارون بغيظ: ياعم ركز هي اللي بتتوحم على كلب ..
, رفع حيدر حاجبيه بصدمة وهتف هارون: شوفت شوووفت بزمتك في ست عملتهااا ..؟
, هنف حيدر: إزاي يعني كلب مش فاهم ؟
, لوح هارون بيديه: معرفش قال تربيه وتتأمّله ده اللي ناقص أبني أناا يطلع شبه الكلب ..
, ضحك حيدر بدهشة وهتف بعدها: احم الصراحة يعني اللي عندها جوز زيك كده هيبقى وحامها كده فعلاً ..
, رمقه خارون بغضب وتهديد ليهتف حيدر: إيه مبتصليش كده اللي هتتجوزك هتجيب وحام زي الناس منين ..
, دفعه هارون من أمامه بحدة: والنبي سبني في همي أنا مش طايق نفسي دي اختارت الكلب فضلته عليااا ..
, هتف حيدر بدهشة لاحقاً به: إييه متقوليش خيّرتها بينك وبين الكلب ..
, هارون: وتخيل اختارت الكلب تخيلللل !؟
, تعالت ضحكات حيدر بتسلية وهتف: معلش يابني قدرك ..
, هارون: لا مش قدري ده تقلييد تقليد أعمى مش عارفة الوحام بيبقى إزاي أنا هروح لحماتي علشان تعرّفها ..
, عاد حيدر ليضحك مجدداً لاحقاً به والأخر ينزل درجات السلم بغيظ وغضب كبير ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, كانت حنونة جدًا ،
, تستطيع إحتضان قُنبلة وتقنعها ألّا تنفجر.❀✿
, ١٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في اليوم التالي ..
, نظر تليد لشاهد القبر الرخامي أمامه حيث نُقش عليه أسم والدته بخط كبير .. تنهد بقوة وتمتم بابتسامة واسعة زادته وسامة مع بدلته الرسمية الفاخرة وربطة عنقه الحمراء القاتمة: إزيك يا منارة حياتي .. ال.. النهاردة فرحي يا ماما فرحي يا منار فرح أبنك اللي كنتي تحلمي بيه ..
, ابتلع ريقه مغمضاً عينيه وتنهد بعمق: عارف أنك فرحانة جداً بيا صح ؟ جيت عايز مباركتك ليا عايز أقولك أني لقيت الحب اللي كنت بحلم بيه لقيت نوارة لحياتي زيك ٦ نقطة **** يرحمك يا ماما **** يرحمك ..
, مد يده متنهداً يمسح القبر بكف يده الحانية بعيون مشتاقة ونهض يرفع يديه أمامه يقرأ الفاتحة بخفوت ليرفع نظراته أمامه حيث وقفت نوار مُقابلاً له بفستانها الأبيض الكبير تُتمتم بالفاتحة وانتهت تنظر له بابتسامة بعدما أصرت على قدومها معه قبل الإنطلاق حيث يُقام فرحهم في الفيلا ..
, ابتسم بعيون لامعة ومد يده نحوها لتقترب منه ترفع فستانها بيدها الأخرى وتُمسك يده بقوة وحب ..
, سارا معاً ليفتح لها باب السيارة يُساعدها على الصعود ليستقل سيارته هو الآخر ينطلق بعيداً عن المقابر باتجاه لفيلا ..
, وصلا بعد عدة دقائق .. حيث أُضيئت الفيلا بأضواء ملوّنة متناثرة في كل مكان بشكل أنيق .. وزينة راقية تملأ أركانها في كل اتجاه ..
, نزل من سيارته لتلحق به نوار التي تأبّطت ذراعه بابتسامة واسعة ودخلا عبر البوابة المُزينة حيث كان عدد كبير من المدعوين قد ملأوا المكان والطاولات المصفوصة بشكل جميل وسط الحديقة الواسعة ..
, هتف كرم يتجه نحوهم: اتأخرتوا كده لييه !؟
, ابتسمت نوار مقتربة منه ليرمقها كرم بدموع ويجذبها إليه يُعانقها بقوة متمتماً: مبرووك يا حبيبتي ألف مبروك ..
, دمعت عينيها هي الأخرى تُعانقه بحب ليهمس: أنتي جوهرة عندي يا نوار ولولا أن تليد جوهرة زيك مكنتش أديتك له ولا فرطت بيكي يا روح أبوكي ..
, ابتسمت نوار باتساع ودموع غزيرة ليُبعدها كرم عنه يمسح دموعها مقبلاً جبينه بحب واقتربت إسراء تُعانقها بقوة مُباركة لها بدموع سعيدة ..
, التفت كرم نحو تليد الذي يُتابعه بابتسامة ليهتف: خلي بالك منها أنا واثق فيك أنك راجل جدع وبتحبها ..
, ابتسم تليد باتساع وهتف: في عينياا ..
, اقترب من نوار يتأبط ذراعها مجدداً وسار معها نحو تلك الطاولة العريضة حيث جلس زياد ببدلته الأنيقة بجانبه منال ووالدها والمأذون وقد بدآ بعقد قرانهم وفرحهم معهم ..
, وقف الجميع يُراقبونهم حتى انتهوا ليقترب أحمد ونور من أبنهما الوحيد يُباركان له ولزوجته بسعادة ..
, هتف تليد يسحب نوار معه: جه دورنا ..
, نهض زياد مسلماً على تليد الذي جلس مكانه بابتسامة واسعة والتفت حوله للعائلة بأكملها التي التفّت حولهم بابتسامات واسعة سعيدة ..
, انتهى المأذون من عقد قرانهم لتزداد ابتسامة تليد ولمعة عينيه الدامعة .. ونهض يلتفت نحو نوار التي يعانقها وسام بفرح وهي تنظر إليه تتابعه بحب وعدم تصديق ..
, اقترب منها ومد يده ممسكاً يديها ينقل الدبلة لليد الأخرى بحب لتفعل له هي المثل ..
, واقترب هارون يمد له علبة حمراء صغيرة ليفتحها تليد مخرجاً منها عقداً ماسياً ناعماً يقترب من نوار ويبدأ في إلباسه لها مع إسوارته وحلقاته اللامعة ..
, ابتسم تليد بحب وهمس: مبروك يا منورة ..
, رمقته نوار بعيون هائمة وتوسعت عينيها وهو ينحني لها يُقبل جبينها بحب قبلة طويلة حانية لتسقط فجأة بين يديه فاقدة الوعي ..
, هتفت ورود بغيظ: حد قالك تبوسهااا ..؟
, ابتسم تليد ناظراً للجميع الذين اقتربوا منهم بقلق وهو يسند جسد نوار بين ذراعيه هاتفاً: متقلقوش أنا عامل حسابي ..
, نظر الجميع له وهو يبتسم بفخر مُخرجاً من جيب سترته الرسمية بصلة متوسطة الحجم ..
, تمتم هارون بصدمة: إيه ده !؟
, زين بضحك: إلحقوا بليد اتجنن ..
, ابتسم تليد مُقرباً البصلة من أنف نوار وألصقها بأنفها بقوة ليهتف هارون: يخربيت كده بصلة يا تليد بصلة ما كنت هات بارفان ..
, نفى تليد برأسه وهتف بفخر: لا ما أنا فكرت لو جبت البارفان بتاعي كده هتخش في غيبوبة علطول .. واتكسفت أخد البارفان بتاعك الصراحة ..
, هتف هارون بغيظ: أمال هدومي اللي بتاخدهم دول إييه حضرتك ..؟
, هتف تليد بابتسامة: دول لياا مش لمراتي ..
, فتحت نوار عينيها ليهتف تليد: منورة أصحي علشان نرقص ونقطع التورتة ..
, ابتسمت نوار بلهفة وسعادة ليتنهد الجميع براحة وهي تسير معه نحو مقعدهم المزين والمخصص لهم ..
, بجانبه وُضع مقعد حيدر وتسنيم المزين بورود وأضواء ملونة زاهية بالإضافة لمقعد خاص بزياد ..
, اقترب عمار من حيدر بجانبه روما التي ترتدي فستاناً أزرق اللون وتفرد خصلاتها الكثيفة على أحد كتفيها ..
, عانق عمار حيدر بقوة وهتف: مبروووك يا حيدررر ..
, ابتسم حيدر يُعانقه بحنان: **** يبارك فيك وع قبالك يا حبيبي ..
, ابتسم عمار باتساع: أنت مش مجهزلي مفاجأة وعايزني أكتب كتاابي ؟
, رمقه حيدر بجمود: من التقدير المُشرّف بتاعك صح ..؟
, زم عمار شفتيه وهتف: أنت قولتلي مش هتزعقلي ..
, هز حيدر شفتيه: وأنا عملت حاجة ساكت أهو المقبول حلو أووي برضه ..
, تأفف عمار بضيق والتفت لفريدة التي اقتربت منهم بابتسامة واسعة مغترة ..
, رمقها حيدر من الأعلى إلى الأسفل بفستانها الأسود الطويل ووسطه حزام عريض ذهبي اللون ..
, ابتسمت هاتفة: مبروك يا بيه ..
, بادلها الابتسامة هاتفاً: **** يبارك فيكي ..
, التفت بسرعة نحو عمار الذي يعانق تسنيم مباركاً ليصرخ: تسنيييم ..
, ابتعدا عن بعضهما بسرعة وهتف عمار: صاحبتي وبباركلهااا ..
, جذب حيدر تسنيم يقربها منه بحدة والتفت نحو فريدة التي هتفت: حمش يا ولا ..
, هتف بحدة: فريدة ..
, هزت كتفيها هاتفة: هو أنا قولتلك مبروك صح ؟
, تنهد واقترب منها يجذب خصلات شعرها القصيرة التي تركته منسدلاً حول وجهها وكتفيها ليقربها منه متجاهلاً غيظها وصرختها المتألمة ..
, عانقها متمتماً: ع قبالك ..
, تنهدت بضيق: مش هفكر أصلاً بعد اللي شوفته منك ..
, ابتسم باتساع وهتف: برضه الفستان مش بطال هاا ..
, ابتعدت عنه ترمقه بضيق ليبتسم هو بشكر: شكراً علشان لبستيه في فرحي مكنتش ناقص مناظر مسخرة ..
, فريدة: مس علشانك ..
, هز حيدر كتفيه بابتسامة لتتنهد فريدة بقوة وتشيح بوجهها عنه بسعادة هائلة داخلها ..
, اقتربت مروة نحو تليد ونوار وابتسمت باتساع مُمسكة علبة صغيرة في يدها أخرجت منها سنسالاً ذهبياً ذو قلادة على شكل وردة صغيرة ..
, انحنت نحو نوار تُلبسه لها وهتفت بابتسامة حانية: ده كان لماما كان عندها اتنين وصّتني أديهم لزوجات ولادي أديت واحد لريماس في فرحها والتاني ده لنوار ..
, التفتت نحو تليد الذي علق نظراته عليها بصمت لتبتسم مقتربة منه تعانقه بقوة: وأنت من لما دخلت حياتنا بقيت أبني ميغلاش عليك حاجة ولا ع مراتك ..
, ابتلع تليد ريقه ودمعت عينيه فجأة يرمش بهما بقوة ليُعانقها هو الآخر بخفة وداخله تتعالى نبضات قلبه بشعور غريب بدأ يُحبه ويتمناه ..
, ابتعدت مروة عنه ليهتف سيف بلهفة: مبرووك يا تليييد ..
, ابتسم تليد باتساع واقترب يعانقه بقوة ليهتف سيف: بقولك إيييه عايزك تجبلي عيل كمان تسع شهور إن شاء **** ..
, قطب تليد جبينه هاتفاً: عينيا بس اشمعنا ..؟
, هتف سيف بفخر: هارون هيجبلي حفيد وحيدر تجوز أهو عايزك بقا تسبقه علشان يبقى عندي اتنين وهما واحد بس عايز أغلبهم ..
, ابتسم تليد باتساع وهتف: حفيد ..!؟
, هتف سيف بغضب يضربه بكتفه: أه عندك مانع أبنك حفيدي زي هارون ..
, نفى تليد برأسه بسرعة وابتسامته الواسعة لم يستطع إخفائها يراقب الجميع حوله بنظرات سعيدة لامعة .. كان يبحث عن أخيه فقط .. يبحث عن شخص واحد ليُهوّن عليه مرارة الفقد ليجد نفسه الآن وسط عائلة بأكملها تُحبه وتسعى لإرضائه .. تنهد بقوة والتفت بعدها لنوار التي اقتربت تقف بجانبه ليجذبها من يدها بسرعة يسير بها نحو منصة واسعة بعدما تعالى صوت موسيقى خافتة ليبدآ في الرقص بجانبهم حيدر وزياد ..
, ابتسم وسام بفرح وجذب نغم من يدها هاتفاً: تعالي بسرعة ..
, نغم: في إييه ؟
, سحبها وسام بلهفة حتى أوقفها أمام والديه هاتفاً: بص يا بابااا ..
, التفت كرم وإسراء نحوه ليهتف وسام بسعادۃ: إيه رأيك !؟ شبه تليد متقوليش ..
, إسراء: نعم !؟
, ابتسم وسام باتساع: أهي حلوة وجميلة وطيوبة وبحبهااا قولتوا إييه !؟
, توسعت عيني نغم بصدمة والتفتت لإسراء التي ابتسمت باتساع: هقول إيه يعني نغم مفيش زيها ..
, ابتسم وسام بفرح هاتفاً بلهفة: وأنت يا بابااا ..؟
, كرم بابتسامة: لو هي مستغنية عن عمرها وراحتها ماشي معنديش مشكلة ..
, ابتسمت نغم بخفة تعدل خصلاتها بخجل ليهتف وسام بسرعة: يبقى خلاااص متفقييين ..
, عاد ليسحب نغم من يدها لتهتف: أنت عملت إييه !؟
, وسام بفرح: إييه بعرفهم عليكي وأقولهم أني هخطبك ..
, التفت ناظراً لفريدة وربيع واقترب منهما هاتفاً: باركولنا احنا اتخطبناااا ..
, هتفت فريدة: إييه !؟
, زفرت نغم معدلة خصلاتها: لا مش كده ..
, وسام: لأ كده أسكتي أنتي يا رفيقة الزهور ..
, التفتت نغم نحوه وابتسمت فجأة بدهشة لتنظر نحو فريدة التي ابتسمت بخفة هامسة: مبروك ..
, ابتسمت نغم باتساع ودمعت عينيها لتندفع فريدة نحوها تعانقها بقوة: مبرووك ألف مبرووك يا نغمة **** يسعدك دايماً ويخليكي ليا ..
, عانقتها نغم بقوة وأغمضت عينيها متمتمة: شكراً يا فريدة شكراً أووي ..
, هتف ربيع متحمحماً: طب بالمناسبة تتجوزيني يا فريدة !؟
, قطبت فريدة جبينها بقوة وابتعدت عن نغم ترمق ربيع بدهشة وحذر .. ليبتسم هو باتساع: لا مش معاكسة ولا حاجة أنا بحبك معرفش إزاي بس من لما شوفتك وحسيت أن لازم تبقي صاخبتي وبعديها تبقي حبيبتي وبعدها مراتي قولتي إيييه !؟
, ابتلعت فريدة ريقها تُراقبه بحذر وابتسمت نغم بلهفة هاتفة: ها يا فريدة !؟
, قطبت فريدة جبينها بقوة لتلتفت نحو مصطفى الذي حاوط كتفيها هاتفاً: سبوها براحتها تفكر كويس الأول وبعدين تقول رأيها ..
, رمقته فريدة بشكر وحب ليبتسم هو مُقبلاً جبينها: بس متطوليش أصلي فرحان بيكي جداً أنك تبقي مرات أبني .. الواد ده بعمره ما ثبت على حاجة ده حتى في ثانوي فضل يغير كل ثانية أدبي ولا علمي لحد ما دخلته علمي غصب عنه ..
, ضحكت فريدة بخفة ليبتسم مصطفى بحنان: إلا أنتي ثبت عليكي من لما شافك .. فكري كويس واحنا معاكي مهما كان قرارك ..
, أومأت فريدة برأسها بصمت ونقلت عينيها نحو نغم التي تبتسم لها فرِحة ومُشجّعة لتتنهد بقوة ترمق ربيع بطرف عينها وتُشيح بنظراتها عنه بسرعة ..
, مضت ساعات الفرح سريعاً وبدأ المدعوين يقدمون المباركات ويرحلون الواحد تلو الآخر لتبقى العائلة متجمعة في الحديقة لتُودع حيدر وزياد وتليد ..
, هتف زين متمسكاً بتليد: متروحش وتسبني لوحدي يا بليييد ..
, هتف تليد بابتسامة: ع قبال ما تروح أنت يا زينو ..
, زم زين شفتيه بقهر: مش عايزين يجوزوني .. شوفت أهو أنت كنت هتتجوز بعد سنة وأهو تجوزت قبلي ..
, هتف تليد: جوزوه يا جماعة حرام ..
, هتف أدهم: من جهتي معنديش مانع بس هارون معارض ..
, هتف زين بغيظ: يعني مين فيكم الكبير هاا أنت ولا هارون ..؟
, هز أدهم كتفيه يرفع حاجبيه بصمت ليهتف تليد: خلاص يا زينو هجبلك معايا حاجة حلوة ..
, ابتسم زين بتوسع ونظر له هاتفاً: متتأخروش أكتر من أسبوع علشان السباق بتاعي أنا بقالي كتير بتدرب ..
, ابتسم تليد يومئ برأسه ليُعانقه زين بقوة مباركاً له واقترب هارون هو الآخر بجانبه ريماس ورحمة له ..
, ابتسم حيدر بحب يجذب تسنيم معه نحو سيارته بعدما ودع باقي العائلة وانطلق بسيارته خارجاً من الفيلا يلحقه كل من تليد وزياد بسرعة ..
, بعد مدۃ ..
, دخل حيدر الجناح الفاخر المخصص لهما .. مُمسكاً بيده تسنيم التي تبتسم بتوسع ناظرة حولها بسعادة ونبضات قلب مرتفعة عاشقة ..
, التفت حيدر لها ووقف يتأملها بابتسامة واسعة لتلتفت هي له بسعادة مقتربة منه .. مد يده يُقربها منه متمتماً: مبروك يا حبيبتي مبروك عليا أنتي ..
, لمعت عينيها بحب كبير وهمست: أنا بحبك أوي يا حيدورة ..
, ضحك مقبلاً جبينها بحنان: وأنا بعشقك يا قلب حيدورة .. تعالي ..
, ابتسمت بسعادة تسير معه للغرفة الداخلية تنظر بطرف عينها نحو باب الشرفة الكبير حيث تظهر طاولة صغيرة وُضع فوقها عشاء فاخر و شموع مُضيئة ..
, ابتسمت تدير عينيها في الغرفة المزينة واتجهت لتجلس فوق السرير حيث تناثرت بتلات الورود الحمراء الصغيرة .. وضعت باقة الورد بجانبها ورفعت نظراتها نحوه وهو يقترب منها بابتسامة لم تُفارقه ..
, جلس بجانبها يحيطها بذراعه متنهداً بحب .. لتبتسم هي الأخرى ودمعت عينيها بارتياح وعشق كبير ..
, همس بخفوت: خشي غيري هدومك ..
, ابتسمت ونهضت هاتفة بسعادة: يبقى يلا ساعدني علشان أفتح السوستة ..
, رمقها حيدر بملل وهتف: بت يا تسنيم البتاع ده مفيهوش سوستة ..
, قطبت جبينها بحذر لتضحك بخفة متذكرة أن فستانها مليء من ظهره بشرائط بيضاء عريضة لامعة .. رفعت فستانها بين يديها هاتفة: ماشي يا خويا جيالك ..
, ضحك حيدر يُتابعها بعينيه حتى دخلت الحمام الملحق بعدما أخرجت من حقيبتها القريبة ثوباً من الساتان الأبيض اللامع ..
, ابتسم بحب يجذب باقة الورد الخاصة بها وتراجع بظهره يتكئ على حافة السرير يضم الباقة بين يديه بابتسامة وسعادة وتنهيدة عميقة حارة خرجت من عمق قلبه بعدما تخلّص من تعبه وشقائه وغضبه ليحلّ محله الحب والحنان ..
, في غرفة جانبية ..
, ضرب تليد وجنتي نوار الفاقدة الوعي فوق السرير: منورة ..
, مط شفتيه متمتماً: مفيش حل تاني للأسف ..
, مد يده بسترته التي خلفها وألقتها بجانبه بإهمال ليُخرج منها تلك البصلة مجدداً وابتسم يُقربها من أنف نوار بسرعة ..
, فتحت نوار عينيها تُطالع وجهه القريب منها بابتسامته الواسعة: إزيك يا منورة !؟
, ابتسمت نوار بهيام وتنهدت هاتفة: أنا همووت من الفرحة يا تلودۃ ..
, هتف تليد رافعاً البصلة بيده: لا متقلقيش بصي دي معايا ..
, ابتسمت نوار تُراقبه يضع البصلة جانباً وهتف: هتبقي عروسة برائحة البصل ..
, تعالت ضحكاتها هاتفة بحب: المهم أني عروستك أنت ..
, ابتسم تليد باتساع وهتف: نكمل ..
, نوار: إيه ؟
, تليد: اللي كنا بنعمله .. عايزاني أشرحلك نظري الأول يعني ..؟
, اومأت برأسها بحذر ليهتف: بصي أول حاجة أنا هقرب من..
, هتفت بسرعة وذعر: لااا أبوس إيدك إلا الشرح بصراحتك دي خلاص نفذ عملي ياخويا ..
, اتسعت ابتسامة تليد بقوة وتمتم بعيون لامعة: أنا بحبك يا منورة ..
, توسعت عيني نوار بصدمة ولمعتا بقوۃ ترمقه بتيه وهيام لتفقد الوعي مجدداً أمام عينيه ويهز هو رأسه بحسرة وشفقة عليها ..
, في اليوم التالي .. صباحاً ..
, فتحت نوار عينيها ترمش بهما بخفة مُقطبة جبينها لتقع نظراتها على تليد الذي يجلس بطرف سريره بين شفتيه سيجاره الفاخر ينفث الدخان بهدوء وملامحه هادئة سعيدة ..
, التفت نحوها ليبتسم وتلمع عيناه بسعادة مُقترباً منها بسرعة: منورة .. وأخيراً صحيتي ده أنا كنت خايف لاحسن تكوني في غيبوبة ..
, ابتسمت نوار باتساع واعتدلت بجلستها مُغطية جسدها بملائة السرير الكبيرة ليهتف: لا لا عادي أنتي لابسة هدومك أصلاً ..
, رمشت بعينيها بصدمة وهتفت: نعم ؟؟
, أومأ برأسه بخفة وعاد لينفي برأسه بسرعة لترمش هي بعينيها بدهشة ليهتف هو: بقصد أن أنا لبستك .. متفكريش أنك مقلعتيش خالص ..
, تنهدت نوار بقوة لتبتسم بعدها متمتمة: صباح الورد يا تلووودة صباح العسل يا عسل ..
, ابتسم تليد باتساع ولمعت عيناه بفرح: صباح النور يا منورة حياتي ..
, زادت ابتسامتها اتساعاً بلمعة عينيها السعيدة العاشقة وتراجعت للخلف بخفة تُعلق نظراتها عليه بحب .. ليعتدل هو بجلسته متابعاً سيجاره باسترخاء ويُلقي عليها نظرة فرحة كل ثانية ..
, في غرفة جانبية ..
, هتفت تسنيم بحب: أصحى يا حيدورة علشان نسااافر وتفسحني ..
, استدار حيدر للجهة الأخرى بانزعاج لتقفز هي عن السرير للجهة الأخرى .. جلست أمام وجهه أرضاً هاتفة: حيدر .. حيدورة قلبي أصحااا ..
, تمتم حيدر: هنسافر بكرا ..
, تسنيم: لاا بقا هو كله أسبوع يتيم عايز تيتمه أكتر ..
, فتح حيدر عينيه يرمقها بضيق لتبتسم هي باتساع: صباح الورد على أحلا عيون خضرا شوفتها في حياتي ..
, ابتسم حيدر بخفة وتمتم: مش قايم ..
, تسنيم: يرضيك يعني يا حيدوة نوار تتفسح وأنا لا !؟
, حيدر: تتفسح إيه تلاقيها في غيبوبة دلوقتي ..
, رمقته تسنيم برجاء ليبتسم هاتفاً: أنتي تجوزتيني علشان تتفسحي بس ؟
, نفت برأسها بسرعة وهتفت: أتفسح معاك ..
, ابتسم أكثر يُطالعها بعيون ناعسة محبة لتهتف: قوم يا حيدورة ..
, همس بخفوت وهو يعود للنوم: نامي شوية تاني وبعدين نسافر ..
, رمقته تسنيم بصمت ليفتح عينيه مبتعداً للخلف ومد يده يجذبها لتستلقي بجانبه .. حاوط خصرها بذراعيه بحب متمتماً: لما نصحى نبقى نسافر مش أسبوع بس أسبوعين تلاتة ..
, ابتسمت تسنيم باتساع وهمست: كلام رجالة ؟
, ابتسم حيدر بخفة وأومأ برأسه يقبل وجنتها بحب: اه ..
, هزت رأسها بابتسامة تدفنه بصدره وتُحاوطه بقوة وحب تُغمض عينيها لتنام مجدداً بسعادة ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, العوض الذي يأتي من **** مهما تأخر.. يأتي مذهلًا، مباركًا، جابرًاً💜
, ٢٠ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في أحد الأماكن .. وسط ساحة كبيرة واسعة مليئة بالجماهير .. ومضمار طويل مُخصص للسباق يمتد منها لمسافات طويلة بعيدة ..
, شاشات عرض كبيرة مُعلقة في جميع الإتجاهات ومنصّة واسعة في زاوية الساحة مُجهّزة ومزينة بقلائدها وجوائزها تنتظر الفائزين ..
, على أحد المدرّجات الكبيرة حيث يجلس عدد كبير من الشباب والفتيات المشجّعين .. جلست عائلة عز الذين بأكملها لتملأ كراسي كثيرة مصفوفة في كل مكان ..
, عيونهم مُعلقة على الشاشة الكبيرة القريبة منهم وأنفاسهم محبوسة بقلق وترقّب .. يُراقبون سيارة زين الخاصة بالسباق وهي تتقدم الجميع تُبعد عنها سيارة هشام بعدة سنتمترات فقط .. سرعتهم جنونية بحركات ماهرة مُخيفة تحبس أنفاسهم بقلق وذعر ونبضات قلوبهم ترتفع وتتقافز داخلهم بعنف ..
, يجلس أدهم بجانبه ليلى ومن الجانب الآخر يجلس سيف ومروة .. يتمسّك بيد ليلى بقوة بملامح هادئة مُترقبة مُخفياً قلقاً كبيراً داخله ..
, مازال يتذكر الحادث السابق .. وجعهم وخوفهم وانهيارهم .. ولكن رغم ذلك لا يستطع حرمان صغيره من المشاركة في تلك السباقات التي هي حلمه ..
, أغمض عينيه بقوة وعاد يفتحها يهز قدمه بتوتر مُنتظراً انتهاء السباق .. التفت جانبه نحو سيف الذي لم يستطع إخفاء قلقه ويبدو هو الآخر لن ينسى تلك الحادثة ووجعها ..
, تمتم بخفوت: متقلقش هيفوز إن شاء **** وهيبقى كويس ..
, دمعت عيني سيف وتعالى نبض قلبه أكثر لهفة وحماساً مع قلقه الكبير ..
, قريباً منهم كان يجلس هارون بجانبه ريماس ومن الناحية الأخرى جلس تليد ونوار يُتابعون بعيون متحمّسة متوترة ..
, وورود قريبة منهم تقف على أعصابها تدعو له بخوف وحب ..
, يتعالى رنين هاتف هارون كل دقيقة ولكنه يتجاهله بقلق يزفر كل ثانية منتظراً نهاية السباق ونهاية خوفه معه لتهتف ريماس بقلق: يارب سلّم .. يارب سلّم ه هاروون هاروون إلحق أانا أنا يمكن بولد ..
, أجابها هارون بدون أن ينظر لها ومازالت عينيه مُعلقة على تلك الشاشة: أنتي لسا في التالت يا حبيبتي بلاش خلفة فهد الهبلة تطلع عليا دلوقتي مش ناقص ..
, ضربته بكتفه بغيظ: أبويا مييت احترم نفسك ..
, لوح بيده بصمت وقلق ليهتف تليد بهدوء: متقلقش مش هيحصل حاجة إن شاء **** رجالتي مسيطرين ع الوضع ..
, قطب هارون جبينه بحذر والتفت نحوه بدهشة: مسيطرين إزاي ؟
, أشار تليد بيده: قاعدين في صندوق العربية بقالهم ساعة لو حصل لاقدر **** أي حاجة هيحاولوا يوقفوا العربية قبل ما تتقلب ..
, توسعت عيني هارون بصدمة وتمتم: ق قاعدين جوا إزااي ؟
, هز تليد كتفيه هاتفاً: عندهم مرونة ..
, رمش هارون بعينيه بصمت وعاد يلتفت نحو الشاشة بترقب .. وقريباً منهم جلس حيدر بجانبه تسنيم ومن جانبه الآخر عمار الذي يعض شفته توتراً وقلقاً وروما بجانبه ..
, فيما رحمة وحمزة يجلسان قريباً من أحمد وعائلته وكرم وعائلته يتابعون الشاشة بترقب ..
, التفت الجميع فجأة على صوت هتاف يخرج كل عدة دقائق وفريدة تقفز مكانها ترفع قبضتها بقوة: زينووووو زييينووو أوه أووه أضرب يا زينوو أضرربببب ..
, زفر أدهم بملل والتفت لحيدر الذي ضمّ قبضتيه بغيظ وهتف: يضرب إيييييه هو بيتخانق بت اترزعي مكانك لاحسن وربي أحدفك قدام العربية وأتخلص منك ..
, التفتت فريدة نحوه ونقلت نظراتها بينهم جميعاً هاتفة: أنتوا متخلفييين ..
, حيدر: فريييدة ..
, تراجعت فريدة للخلف ملوّحة بيديها بسرعة: م مش الكل و**** ..
, رمقها حيدر بحدة أكبر يُشير لها بالجلوس لتزفر بغضب وتجلس مكانها بغيظ بجانب ربيع ومصطفى الذي يبتسم بخفة ..
, نظرت حولها بضيق وملل ووجدت نفسها تنهض مجدداً صارخة: زييينووو زييينووو أوه أووه ..
, تعالى الهتاف من خلفهم من الجماهير التي تُشجّع زين لتبتسم فريدة بقوة وترمش بعينيها ببلاهة هاتفة: بص شوووف زينوو بيعمل إيييه ..
, تعالى الهتاف بكلماتها مجدداً لتضحك بقوة ترفع قبضتها في الهواء لتجد فجأة ملك بجانبها أختها وملك تُشجع هشام بعبارات مماثلة ..
, التفتت فريدة على صراخ حيدر الغاضب لتزفر بضيق وتهم بالجلوس لتتوسع عينيها بصدمة وتصرخ بفرح: زينووووووو زينوووو ..
, التفت الجميع للشاشة بسرعة حيث وصلت سيارة زين نهاية السباق تفصل بينه وبين سيارة هشام ثانيتين فقط ..
, توسعت عيونهم جميعاً بفرح هائل وبغير شعور تنهّدات حارة طويلة مرتاحة خرجت من قلوبهم القلقة المترقبة بعدما وصل زين لخط النهاية سالماً مُعافى ..
, نهض عمار أخيراً عن جلسته المتوترة يُشارك فريدة الهتافات بفرح وبجانبه وسام ليبتسم هارون وتدمع عينيه سعادة وحماس ..
, عاد هاتفه ليتعالى رنينه ليُجيب سريعاً وهو يُعلق عينيه على الشاشة حيث خرج زين من سيارته يقفز بفرح وحماس واقترب هشام منه يُعانقه بقوة وضحك ..
, هتف هارون بسرعة: أخلص يا فرييد في إيييه دوشتني ..
, استمع له قليلاً ليهز رأسه بتسرّع: ماشي ماشي هبقى أجيلكم ونتكلم يخربيت المهمات ع اليوم اللي بقبت فيه ظابط ..
, أغلق الخط وحدق بالشاشة بابتسامة ليهتف تليد بحذر: مهمة جديدة ..؟
, أومأ هارون برأسه ليهتف تليد: مين !؟
, التفت هارون نحوه بدهشة: مين إيه ؟
, تليد: مش هتلاحق حد زي فهد !؟
, هارون: أه بس مش خطر زيه ه..
, قاطعه تليد بسرعة: أسمه إيه ؟
, زفر هارون بغضب: أسد الرفاعي ..
, تمتمت ريماس بخفوت: ماشاء **** كلهم وحوش ..
, ابتسم تليد بخفة وابتعد عنه مُخرجاً هاتفه ليعود بعد لحظات بابتسامة واسعة: رجالتي جاهزين وبدأوا المهمة وهيجيبولك قراره ..
, توسعت عيون هارون بصدمة: نعم ياخويا وأنت مالك ؟
, رفع تليد حاجبيه وأخرج من جيبه سيجاراً بدأ بإشعاله: أمال أسيبك ؟! رجلي على رجلك ومتتحرّكش خطوة قبل ما أجيب كل المعلومات عنه ويُحبّذ لو تقعد مستريح وأنا أنفذ المهمة عنك ..
, هتفت ريماس تقف بجانبه تُمسكه بملابسه بحدة: أوعى يا هارون يكون عنده بنت كده ولا كده وتساعدك وتحبك وتتجوزها هااا أوووعى هقتلك ..
, رمقهم هارون بحدة وغيظ وهتف: غوروا من وشي أنتي وهو مش ناقصكم أنا هروح لزينووو ..
, أبتعد عنهم سريعاً ليسحب تليد يد نوار بجانبه ويسير خلفه باتجاه زين ..
, صرخ زين بحماس واقفاً أعلى سيارته: عمووورة قلبي ..
, هتف عمار مُقترباً منه بسعادة: مبروووك يا زينوووو مبررووك أنت هتتجوز معايااا ..
, قطب زين جبينه بحذر وهتف: إيييه ..؟
, هتف عمار بفرح: هو هارون كان سايبهالك مفاجأة لما تربح ..
, توسعت عيني زين بفرح والتفت لورود التي صرخت بسعادة وحب ليبتسم باتساع وهتف باسم هارون الذي اقترب منه بسعادة .. قفز زين من أعلى سيارته وهرول باتجاه هارون وتليد الذين وصلا إليه ليُعانقهما معاً بقوة وفرح صارخاً بحماس ..
, ابتسم أدهم باتساع يُراقبهم عن بعد بنظرات فرِحة حانية وجميع الأولاد يقتربون من مكان زين يُهنّئونه قبل أن يأتي وقت إعلان الفائز فيما استقلّت فريدة سيارته تُحاول إدارة محركها بلهفة ليسحبها حيدر من ملابسها بقوة ويقذفها خارجاً بغضب ..
, اتسعت ابتسامة أدهم أكثر ودمعت عينيه بقوة ونبضات قلب شاكرة فرحة مُتذكراً كلام والدته قبل موتها بيوم هاتفة بتعب: أنت قادر يا حبيبي بقلبك الطيب ده وإيمانك **** هيكون معاك ويعينك تحافظ ع العيلة دي زي ما حافظت علينا كلنا زمان لحد دلوقتي ..
, دمعت عينيه أكثر ليلتفت بجانبه لسيف الذي قبله بوجنته وركض بسرعة باتجاههم .. ضحك بخفة محاوطاً نور التي جلست مكان سيف بفرح والتفت ينقل نظراته لليلى التي تُتابع الجميع بسعادة .. نقل نظراته في المكان .. على عائلة بأكملها لم يكن يظن قبل سنوات طويلة بأنه سيحظى بها ..
, تعبه وشقائه وانهياره لسنوات طويلة مُتعبة مُوجعة قد حصد ثمار صبره عليها الآن .. وكسب عائلة كاملة عوضاً عن كل شيء .. ابتسم بحنان مُحدقاً بأحمد الذي يقف بجانب أبنه .. صديقه الذي رافقه سنوات حياته الطويلة وعانى معه وسانده عند انهياره مازال معه حتى الآن وسيستمر للنهاية ..
, مسح دمعة يتيمة سالت على وجنته بغمازته اليتيمة التي ظهرت أخيراً من عمق ابتسامته وفرحته بعد غيابها لأيام طويلة .. وعانق يد ليلى بين يديه التي التفتت نحوه بابتسامة حانية مُحبة ليهمس بشكر: الحمد**** ..
, ابتسمت ليلى تقترب منه أكثر ويلتفتا مُعلقين أنظارهم على أولادهم الذين يحتفلون بتهليل وضحكات عالية سعيدة .. ليتنهدا معاً بحرارة وعمق تنهيدة طويلة عميقة مُرتاحة سكنت في قلوبهم منذ زمن وجاء وقت انفراجها أخيراً ..
, لتخرج الآن من عمق قلوبهم الحزينة ساحبة معها كل الحزن والتعب والألم ورسمت مكانها الحب ، الأمل والحنان ..
, 🌼"سنُخبر الطُّرقات يومًا أنّنا قد عبرنا، برُغم تيه الخُطىٰ والبُعد والتّعب."🌼
, تمتبحمد****
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
حلقة خاصة واحد


تنهيدة قلب❤
, رفعت المشط تسرح خصلاتها البنية وجسدها يتمايل أمام المرآة .. تضع فرشاة الشعر أمام فمها على شكل ميكرفون وصوتها يتعالى في أنحاء الغرفة ..
, شو واثق بيحالوو وشو قلبو قوي
, وقلبي من جمالوو دايم مستوي
, كاانت قصة إعجاب
, صارت حب وعذاب
, تااري شيخ الشباب
, حبو بيكوي كووي
, ابتسمت بحب حالما حاوطها حيدر بذراعيه واقفاً خلفها بعدما خرج من حمام غرفته مجهزاً نفسه ببدلة رسمية فاخرة خاصة بالعمل ..
, هتف بحب: قولتيلي شيخ الشباب ..
, التفتت له بابتسامة تعدل من ربطة عنقه: أماال مش جوز تسنيم هانم يبقى شيخ الشباب ..
, ابتسم هاتفاً بهدوء: الفستان هيوصلك كمان ساعة لو معجبكيش..
, هتفت بفرح: ميعجبنيش إييه لا ذوقك أنت ألبسه وأنا مغمضة مش جوزي ..
, ضحك بخفة لينتفضا فجأة ويلتفتا نحو الباب الذي فتح بهمجية لتدخل منه فريدة تنظر حولها بعجلة ..
, جز حيدر على أسنانه مبتعداً عن تسنيم هاتفاً بحدة: أنتي يا زفتة إزاااي تدخلي كده من غير أذن ..
, نقلت فريدة نظراتها في الغرفة لتنظر لهما أخيراً وتهتف بابتسامة: في إيه يا حيدر متتكسفش فيها إيه يعني أنت راجل متجوز أه بس أنت أخويا وأنا ومراتك بنات على بعضينا مفيش حاجة تستخبى يعني ..
, زفر حيد بحدة هاتفاً: أخلصي عايزة إيييه !؟
, ربتت تسنيم على كتفه: خليك رايق يا حيدورة قلبي العصبية مش حلوة عليك ..
, لوت فريدة شفتيها ترمقهم باستهتزاء وأخرجت من جيبها قطعة حُليّ تُخرج أصوات رنين جميلة .. رفعتها أمام وجهها ترمقها باستنكار وهتفت: شوف مامتك أدتني إيه !؟
, ضيق حيدر عينيه هاتفاً: إيه ده !؟
, هزت كتفيها بامتعاض: وأنا هعرف إزاي قالتلي أنه خلخال ..
, شهقت تسنيم بفرح واقتربت منها تلتقطه منها تتفحّصه بلهفة: **** ده حلوو أوووي أووي حيدورة إيه رأيك ألبسهولك هطلع جامدة و**** كالعادة ..
, رمقتها فريدة بحدة: أنتي يابت ماتتعدلي تلبسي إيه أنتوا مالكم محسسيني أن الرجالة هتطير ليه ماهو متلقح في خلقتك أهو ليل نهار مش ناقص غير يقطع عليكي أنفاااسك ..
, رمقها حيدر بعيون حادة وهتف: لو معندكيش غير الكلام الغبي ده أطلعي برا مش ناقص يتعكر صباحي بسببك ..
, لوحت فريدة بيدها بسخرية وسحبت الخلخال منها هاتفة: أنا بس جيت أقولك أن مامتك بتقولي ألبسه وأتعلم الحاجات دي ..
, تكتف حيدر بضيق يهتف: وأنا ماالي ..؟
, رفعت فريدة حاجبيها: مالك إيه مش أنت راجل حمش وبيقولوا أنك أخويا وأنا مسؤولة منك وكده ماتكلّم مامتك يا راجل دي عايزة تفسدني وأنا ساكتة بالعافية بحاول أكون مؤدبة ..
, زفر حيدر يرمقها بحدة وتمتم: تسنيم أتصرفي معاها أنا مش ناقص ..
, هتفت تسنيم بفرح: يا فري عادي جداً ألبسيه وأرقصي هتبقي تحفة أعلّمك الرقص ..!؟
, زمت فريدة شفتيها وتمتمت ببرود: تعلّمته البركة فيكم ..
, التفت حيدر نحوها بعدما كان يُسرح خصلاته وهتف بحدة: فريييدة ..
, رفعت يديها أمامها باستسلام: أنا قولت حاجة بدعيلكم .. بس خلصوني من البتاع ده ب**** عليكم قال هي كانت تلبسه لجوزها ..
, تسنيم: هي مين ..!؟
, فريدة: ليلى حماتك .. كانت تلبسه تخيّلوا ..
, تسنيم بهيام: هيييح لولا دي قمر و**** ولّا حمايا دومي حبيبي يستاهل ده عايز مين يحطله تلت أربع ست رقاصات فاتنات كده وهو يختار اللي تعجبه الراجل قمر ومفيش زيه ..
, التفت حيدر نحوها باستنكار لتهتف فريدة بسرعة: أدتهولي هدية خديه ليكي أنا مش عايزاه قال إيه لما أتجوز ألبسه لسي ربيع بقا أنااا فريدة الفريدة ألبس البتاع ده ولمين لربييع مش لما أطيقه الأول ..
, حيدر: ولما حضرتك مش طايقاه وافقتي تتخطبي لييه !؟
, فريدة: لا بص هو كويس وكل حاجة بس أنا لسا موصلتش لدرجة الطيقان دي بتوع المخطوبين .. ألا قوليلي يا تسنيم أنتي وصلتيلها إزاي أنا لو منك مأوصلهاش بحياتي مع الواد التنح ده ..
, التفت حيدر نحوها بغضب وانحنى فجأة فاقداً صبره يخلع حذائه ليقذفه باتجاهها بقوة .. شهقت فريدة وهي تراه يخلع حذائه لتهرول خارجة من باب الغرفة بسرعة في لحظة دخول عمار الأكثر سرعة منها ليتجمد مكانه بصدمة وينتفض حالما اصطدم الحذاء برأسه بعنف ..
, رمشت تسنيم بعينيها ببلاهة وتغيرت ملامح حيدر من الغضب الشديد إلى الصدمة كصدمة عمار الذي سرعان ما صرخ متراجعاً بألم وانفجر في البكاء مُدلكاً جبينه بغيظ ..
, اقترب حيدر منه بسرعة: آسف آسف حصلك حاجة يخربيت كده مش ليك يابني مش أنت المقصود بالقذيفة دي ..
, هتفت فريدة بحدة: أنت بتضربه إخس عليك ده أخوك يا همجي ..
, رمقها حيدر بعيون مشتعلة والتفت لعمار يُبعد يديه عن جبهته بتوتر ملاحظاً أثر احمرار مكان الحذاء لينفخ عليه بسرعة: مفيش مفيش حاجة خلاص ..
, هتفت فريدة بحدة: مفيش إيه الواد أتشوه خلاص ..
, رمقه عمار بغضب هاتفاً ببكاء: أنت بتضربني أنا هقول لبابااا ..
, زفر حيدر بغيظ يمسح له أثر الضربة: متصدقهاش مفيش أثر ولا حاجة ده حتة احمرار صغير و**** كنت هضربها هي منك لله يا اللي أسمك فريدة هاتي الجزمة هنااا ..
, هتفت فريدة ناظرة له بحدة: كنت عايز تضربني بتضرب أختك قال وعامل نفسه مش بيضرب بنااات اللهم لا تُسدّد رميه ..
, صرخ حيدر بحدة: ماتخرسي بقا صوتك مش عايز أسمعه ..
, رمقته فريدة بغيظ والتفتت لعمار تشير له بغيظ أكبر: شوف التاني ده اللي أي حد يزعقله يعيط يضربه يعيط يقوله بخخ يعيط ..
, هتف عمار بغضب وبكاء: وأنتي ماالك ..؟
, فريدة: متبيّنش ضعفك ياض ..
, زم عمار شفته بحنق والتفت لحيدر الذي جذب خصلاته بضيق وهتف: خلاص يا عمار آسف مش قصدي البت دي عصبتني .. قولي كنت عايز إيه ؟
, هتف عمار بدموع رافعاً يديه أمامه والتي يُمسك بإحداها قميصاً فاخراً أسود اللون وبالأخرى قميصاً آخر أزرق: ألبس إيه أسود ولا أزرق !؟
, هتف حيدر: أزرق حلو ..
, عمار بحدة: اشمعنااا !؟
, حيدر: حلو وهيليق عليك ..
, عمار: والأسود ماله يعني مش هيليق عليا هو كمان !؟
, حيدر: يابني أنت هتخطب يعني بلاش أسود .. حلو الأزرق ومناسب لعمرك ..
, عمار: يعني بالأسود هطلع وحش مش كده قول كده ..
, هتف حيدر بغيظ: أنت مش كنت مجهز هدومك وخلاااص غيرت رأيك ليييه !؟
, هتف عمار ماسحاً دموعه بحنق: كده مش عاجبني حاجة أنت بدل ما تساعدني أطلع حلوووو ..
, تسنيم: أنت حلو أوي يا عمورة من غير ولا حاجة أنت من غير ما تلبس قميص حلو أصلاً ..
, رفع حيدر حاجبيه وجزّ على أسنانه بحدة يرمقها بتوعد ليبتسم عمار ببلاهة وهتف بحرج يُلوح بيده: بس بقا أتكسف ..
, ضم حيدر قبضتيه بحدة مقاوماً نفسه لئلا يضرب الإثنين .. بل الثلاثة .. وهتف بغضب: أطلع برا يا عمار لأما أسأل الحيوانة دي ..
, هتفت فريدة: الحيوانة أخوها يبقى إيييه يا حزرك !؟
, ابتسم حيدر ابتسامة صفراء متوعدة: دلوقتي مش فاضيلك لما أرجع من الشغل هفهمك بالراحة يبقى إيه .. الهمجية هوريهالك على أصولها ونصيحة خليكي عمال تدعي من دلوقتي اللهم لا تُسدد رميه أصل لو سدّد رميي هصيبك في مقتل ..
, هتف عمار بسرعة: ألبس إيه يا حيدر ..!؟
, حيدر بغضب: ألبس زفتتت ..
, زم عمار شفتيه بحزن والتفت فجأة لزين الذي اقترب منهم: بتزعّلوا عمورة ليه الواد خطيب ..
, فريدة: بيقولوا عريس ..
, زين: عريس يا هبلة دي في الفرح دلوقتي خطوبة يبقى خطيب ..
, عمار بلهفة: ألبس إيه يا زينوو ..؟
, زين بغيظ: وأنت مهتم بنفسك أوي كده ليه أنت أساساً خطبت خلاص دلوقتي بس حفلة صغننة فضّي الساحة ليااا بقااا .. إيه ده مين اللي ضربك ..؟
, توسعت عيني عمار واندفع لداخل غرفة حيدر يقف أمام المرآة .. قرّب رأسه منها مُدققاً في الإحمرار فوق جبينه لتدمع عينيه بغيظ صارخاً: بص عملت فيا إيييه أنت عايز تفضحني في الحفلةةة ..
, هتف حيدر بحدة: متعليش صوتك يا قليل الأدب ..
, هتف زين بشفقة مُقترباً منه: معليش يا عمورة حلوة أعتبرها حفلة تنكّر ..
, رمقه عمار بغيظ ليهتف حيدر بحدة: أنتوا داخلين فين أطلعوا برا كلكم يلا ..
, هتفت فريدة بسرعة: أديني فلوس الأول ..
, حيدر: ليه !؟
, فريدة بغضب: هو إيه اللي ليه فلوسي حقي وأنا عروسة لازم يبقى معايا فلوس أتفشخر بيهم قدام خطيبي ..
, هتف حيدر مقترباً منها بابتسامة شامتة ومد يده يجذب خصلة من شعرها يلوح بها في يده: يبقى اتفشخري بغناكي الأدبي والثقافي .. الغنى غنى الأخلاق والعلم مش بالفلوس أوك يا عروسة ..؟
, رمقته فريدة بحدة وابتعدت عنه بغضب هاتفة: أنا الحق عليا اللي افتكرتك بني آدم ومسؤول أساساً ربيع خطيبي لو شاورتله بس هيغرقني فلوووس ..
, حيدر بغضب: تشاوري لمين يا جزمة أنتي عايزااني أقتلك وأريح نفسي منك ولا إيه متاخديش منه مليم واحد أنتي فاهمة ؟
, هتفت فريدة بغضب: وفيها إيييه هو خطيبي وأنت ملكش دعوة اللي يسمعك يقول معيشني برفاهية ومفضل على نافوخي ..
, هتف حيدر بتهديد: هتعيشي زي ما أنا عااايز أنتي مسؤولة مني وأنا حر أديكي فلوس ولا أجوّعك أنااا حررر الواد ده متاخديش منه حاجة أنتي فاهمة !؟
, فريدة: لا مش فاهمة وخلي أوامرك دي للسنيورة بتاعتك ..
, تسنيم: و**** أنا ببقى فرحانة أوي بلقب سنيورة ده حلو وراقي مش شايفاه شتيمة ولا حاجة ..
, هتف حيدر بتوعد: ماشي يا فريدة أعملي وكتري أنا سايبك بمزاجي بس علشان النهاردة الخطوبة ..
, فريدة بسخرية: هتعمل إيه يعني ياسبع البورمبة ..
, اقترب عمار منهم هاتفاً بحدة: إيه يا فريدة قلة الأدب دي ..
, رمقته فريدة بسخرية ليهتف عمار بسرعة: حيدر ألبس إيييه أنت مش بتقولي ليييه حرام عليك ..
, هتف حيدر بحدة: خلي زين يقولك ..
, زين: زينو بيغير مني علشان أنا هخطب للمرة التانية وهو مرة واحدة بس .. ماتقولي أنت طيب أشمعنا هارون بيقول لزين رأيه وكمان بيقوله أنه حلوو أنت مش بتعملي زيه ليييه !؟
, التفت حيدر نحوه بحدة وهتف مهدداً بوجهه هو الآخر: بص بقاا أنا على آخري منك أنت والحيوانة أختك .. أناا مش هاروون وأنت مش زين ولا عمرنا هنبقى زيهم فااااهم !؟
, عمار: اشمعنا يعني هارون ب..
, قاطعه حيدر يرفع قبضته أمامه بتهديد: عمااار وربنا أضربك ..
, هتف عمار بحنق: ما أنت ضربتني أصلاً وأنا هقول لبابااا ..
, فريدة: هتشتكيه ليه ماتاخد حقك بإيدك ..
, زين: أنتوا بتزعقوا ليه طيب متوترين صح عارف متوترين ومش عارفين تتعاملوا بالخطوبة وكده علشان كده أنا قررت أعمل ندوة تثقيفيّة عن الحاجات دي ونجمع البيت كله أنوركم شوية إيه رأيكم !؟
, التفت الجميع نحوه بغيظ ليهتف بلهفة: متتكسفووش أنااا أناا عارف كل حاجة وهديك يا حيدر كمان شوية نصايح أستنوا بس لحد ما تيجي روما و وردتي ونغوم ..
, زفر حيدر معدلاً خصلاته التي عبث بها بغيظ ناظراً لتسنيم بحدة: يطلعوا برا الأوضة حالاً وأقفليها وراكي أنا نازل ..
, راقبته تسنيم وهو يبتعد عنها والتفتت لهم: مش حرام عليكم ده كان فرحان ورومانسي منكم لله ..
, صرخ زين مندفعاً خارج الغرفة بلهفة: بليييد أستنا أستنااا ..
, جذبه من ذراعه هاتفاً: مراتك فين هاتها ..
, التفت تليد نحوه بعدما خرج من غرفته وهتف: عايز فيها إيه ..؟
, زين بفرح: هعملهم درس ثقافي عن الخطوبة ..
, رفع تليد حاجبيه بحذر: طب والجواز ؟
, أومأ زين بسرعة: أه أه وكمان الجواز ..
, تليد: خلاص مادام الجواز كمان هنحضر أنا بحب معلوماتك أوي يا زينو ..
, ضحك زين بفخر والتفت لهم بغرور لتهتف فريدة: مراتك فين مش تطلع تودّعك بكام بوسة كالعادة ..
, لم تُكمل كلامها حتى فُتح باب غرفته وخرجت منه نوار تُعدل خصلاتها الأنيقة لتلمع عينها تهز رأسها بهيام مقتربة منه .. التصقت به متمسكة بذراعه هاتفة: جواز وخطبة إيه !؟
, هتف تليد مُشيراً لزين: عايز يعلّمنا بنعمل إيه في الخطبة والجواز ..
, نوار: يعلمنا إييه هو إحنا سيبنا حاجة ومعملنهاش ..
, رمقها تليد بهدوء لتبتسم ترمقه بهيام: بلاش تروح النهاردة هتوحشني خليك جنب زينو في خطوبته ..
, زين: أنا مش عايز حد جمبي أنا أساساً هعلّمكم تتصرفوا إزاي وأبقى جنبكم ..
, جزت فريدة على أسنانها واندفعت نحو نوار تجذبها من ذراعها بقوة هاتفة: بت أنتي أنا ياما نفسي أضربك أكلك بسناني و**** ما تتعدلي إيه المرقعة وقلة الأدب دي ..
, هتفت نوار بحدة: وأنتي مالك أنتي بنت متقربيش للأنوثة خالص ..
, تخصّرت فريدة بسخرية: أنوثة؟ وأنتي شايفة أن قلة الأدب والرقص وأنتي واقفة دي أسمها أنووثة ؟
, شهقت نوار تضع يديها فوق صدرها بصدمة: أنا برقص وأنا واقفة ؟
, هزت فريدة رأسها: أيووه بترقصي وخصوصاً لما يكون تليد قدامك فاكرة أن ده أسمه دلع بس ده أسمه حيونة حضرتك ..
, شهقت نوار مجدداً والتفتت نحو تليد: أنا برقص وأنا واقفة يا تليد !؟
, أومأ تليد برأسه: أه ..
, شهقت نوار مجدداً ليربت تليد على ظهرها بخفة: متزعليش يا منورة أنتي أساساً رقصك حلو ..
, رمشت نوار بعينيها وابتسمت فجأة هاتفة: بجد يا تلودة ..؟
, أومأ برأسه بابتسامة لتصرخ فريدة: ما تتظبطي ياقلية الأدب .. أنتي أصلاً عاااار على الستااات ..
, هتفت تسنيم بسرعة: تليد هو الرقص ده حلو !؟ يعني أنتوا بتحبوه وكده ؟
, نظر تليد لها هاتفاً: إحنا مين !؟
, تسنيم بلهفة: أحم أنتوا الرجالة بشكل عام يعني ؟
, تليد: أه قصدك حيدر ؟ لا كده معرفش جربي طيب ..
, نوار: أه يا سمسمة جربي يمكن يعجبه زي تلودة جوزي حبيبي ..
, جزت فريدة على أسنانها بحدة وتمتمت: أساساً أنتوا التنين معرفش أنا مستحملاكم إزاي لحد دلوقتي و**** ..
, هتفت رحمة مقتربة منهم بملابس راقية جميلة: أنتوا لسا هنا منزلتوش تفطروا ليه !؟
, تنهدت فريدة بارتياح: و**** مفيش هنا حد كويس غيرك راقية وهادية وتنحة ..
, رمقتها رحمة بهدوء ثم نقلت نظراتها بينهم: يلا يا بنات أنتوا لازم تفطروا وبعدين تستريحوا تعملوا ماسكات علشان البشرة لازم تهتموا بنفسكم شوية هي فين البت روما كمان جيبوها معاكم هي ونغم أنا هشرف عليكم بنفسي ..
, توسعت عيني فريدة بغيظ وهتفت: وأنتي مالك تصدقي أنا بشفق عليكي بغض النظر أنك حلوة وراقية بس عندك كام طبع كده ينرفزوا ..
, رمقتها رحمة ببرود: وأنتي مالك حد كلمك ؟
, فريدة: وهو يسترجي حد يكلمني بس الكلام اللي زي ده بيضرب على دمااغي ..
, رحمة: لو عايزة تنضمي لينا أوك هقلبك وأرجّعك بنت ..
, فريدة بسخرية: البركة في الأنوثة عندك خليهالك ياختي ..
, تركتهم متجهة للأسفل ليلتفت تليد حوله ناظراً لزين الذي يتربع أرضاً يكتب في أحد الأوراق أمامه ..
, هتف بفضول: بتعمل إيه يا زينوو ؟
, هتف زين باهتمام: بكتب المدعوين ..
, تليد: للحفلة ؟
, زين: لاااا ع الندوة التثقيفية بتاعتي ..
, رحمة بحدة: مش وقت هيافة يا زين النهاردة الخطوبة يعني حركات الهبل والمعيلة بتاعتك بلاش ومتخليهومش يمشو وراك زي الهبل كلهم ..
, رمقها زين بحنق وهتف: وأنتي مالك سبيني براحتي أنا كمان خطيب ولا أنتي ناسية ..
, رحمة: ياريت أنت تفتكر ..
, نظر زين نحوها بغيظ والتفت لحمزة الذي خرج من غرفته ليهتف: روحي لجوزك وفكك مني ..
, التفتت رحمة لحمزة لتبتسم بهدوء وهي تراه يقترب منهم .. مدت يدها تعدل من ربطة عنقه المائلة وتنفض غباراً وهمياً عن سترته الرسمية ليبتسم لها من عادة تكاد تُسيطر عليها دائماً وهي تهتم بأدق تفاصيل ملابسه وأناقته ..
, التفت لتجمعهم هاتفاً: بتعملوا إيه ؟
, نوار: زينو بيخطط يعمل درس تثقيفي عن الجواز وكده ..
, حمزة بسخرية: وأنتوا موافقين ؟
, تليد: أه وماله ناخد معلوماته القيّمة ..
, ابتسم زين بلهفة وهتف: و**** أنت يا بليد بتاخد قلبي كل يوم ..
, تليد: بس برجعهولك ..
, زين: أه أه أشهد ب**** بترجعه أنت أمين أوي ..
, تليد: شكراً يا زينو ..
, التفت زين سريعاً نحو الباب الجانبي الذي فُتح ونهض بلهفة يهتف: هارون تعالا أقولك قراراتي الجديدة ..
, رمقهم هارون بحدة: أنتوا مينفعش تتجمّعوا غير قدام أوضتي ..
, هتف تليد بهدوء: بنحبها ..
, رمقه هارون بغضب: أنت متكلمنيش ..
, تليد: أحسن ..
, زين بدهشة: هو في إيه ؟
, رمقهم هارون بحدة واتجه نحو السلم: أسأل البيه ..
, هتف زين من خلفه بغضب: أسأله إييييه أنتوا مش عارفين أني خطيب جايين تتخانقوا في خطوبتييي ..
, لوح تليد بيده: سيبك منه ده هرمونات مراته مأثّرة عليه ..
, خرجت ريماس من باب الغرفة بوجه متجهم وهتفت: بقولك يا تليد أنت وزين محدش يقرب مني خالص أي حاجة ليها علاقة بهارون متقربش منييي ..
, تليد: بإذن **** قربتوا توصلوا لمرحلة الطلاق شدوا الهمّة شوية بس ..
, اقترب زين منه بهمس: أنت بتعملهم سحر يعني ؟
, تليد: لأ بس أنا القدر ماشي معايا الكام يوم دول ..
, أومأ زين برأسه بتفهّم رغم عدم فهمه وتابع ريماس التي تنزل درجات السلم بغيظ .. لحق بها سريعاً برفقة البقية ليدخلوا غرفة الطعام حيث تجمعت العائلة ..
, لمعت عيني زين يطوي الورقة التي بيده ليضعها بجيبه وهرول سريعاً ليجلس بجانب ورود التي ابتسمت هاتفة: اتأخرت لييه ؟
, زين بفرح: كنت بعمل حاجة حلوة أري ..
, ورود: أوعى تقولي الدرس التثقيفي ..
, زين: أيووون وكلهم وافقوا وعجبتهم الفكرة جداً خاصة بليد ..
, ابتسمت ورود بفرح لتلتفت نحو أدهم الذي هتف: متأخرين ليه !؟
, هتف زين بسرعة: أنا خطيب وبيحقلي ..
, مروة: إيه خطيب ده !؟
, سيف: في إيه الواد النهاردة خطوبته يبقى خطيب ..
, فريدة بسخرية: وأنا أقول جايب الكلمة دي منين ..
, رمقها سيف باستهزاء: مش أحسن من قاموسك الخالي من كل حاجة أنا أساساً مستغرب أنتي بتتكلمي إزاي ..
, فريدة: البركة فيكم ياعمي ومنكم نستفيد ..
, هتف أدهم ناظراً لعمار بحذر: في إيه يا عمار ..؟
, رفع عمار نظره نحوه: إيه ؟
, هتفت ليلى بدهشة: إيه اللي علی جبينك ده مين عمل فيك كده ..؟
, زم عمار شفتيه وهتف بحنق: ده حيدر يا يا بابا ضربني بالجزمة بتاعته ..
, زم ربيع شفتيه بقوة ولم يستطع كتم ضحكته ليلتفت عمار له هاتفاً بغضب: مفيش حاجة تضحككك ..
, هتف أدهم بحذر: ضربك ليه ؟
, فريدة: ليه يعني أبنك ده مفتري يا بابا مخلّف مفتري حضرتك ..
, هتف عمار بحنق: معرفش أنا داخل أستشيره وهو ضربني ومعملتلوش حاجة ..
, هتف حيدر بحدة: في إيه يا عمار ما قولنا آسف ..
, عمار: وأنت فاكر أن أسفك ده هينفع ..
, هتف حيدر بغضب: و**** كنتوا ميتين علشان أقول الكلمة دي ولا أقول حرف منها بس ..
, عمار: ودلوقتي مبقيناش عايزين منك حاجة ..
, أدهم: لا بالهداوة دي مينفعش ما تضربوا بعض إيه رأيكم ..؟
, عمار: ماهو ضربني يا بابااا ..
, حيدر: وهكسر دماغك كمان معلش ضربتك بس خلاص ملحوقة ..
, هتف عمار: سامع يا بابا ده حتى مش بيساعدني أختار هدومي وأطلع حلو هارون بيساعد زينو اشمعنا هو لا ..
, ربيع: تختار إيه يا عمورة مش كنت مجهز كل حاجة ..؟
, عمار: وغيرت رأيي حد عنده مانع ..
, ربيع: أنت أساساً بتدلع ..
, هتف عمار: وأنتوا مالكم أنا حر ..
, فريدة: ياض يا عمار ما كنت اتجرأ وأتكلم كده قدام البيه أخوك ده ولا دلوقتي عندك أبوك ومامتك هتتحامی بيهم ..
, ليلى: في إيه يا فريدة أنتي بتقويه على أخوه ..
, حيدر: أه ده من تربيتها الجميلة ما شاء **** يا ماما ده أنا بمشي بالشارع مش بلحق ع الخطابين كله عايز أختي لما سمعوا عن أدبها وأخلاقها العالية تبارك **** ..
, فريدة بغرور: قولهم طلبهم مرفوض ..
, ابتسم ربيع باتساع وهتف: أه يا حيدر قولهم بنتنا مش هتخرج من بيتنااا البنت لأبن عمها ..
, رمقهم حيدر بحدة وهتف: ماشي مااشي مصيركم تقعوا بإيدي ..
, فريدة: شوفت يا أدهم بيه بيهددنا إزاي ..
, عمار: أنا مهددنيش أنا ضربني يا بابااا ..
, هتف حيدر بحدة: عماار متخلينيش أستحلفك أنت كمااان ..
, عمار: أنت أساساً عايز بس تزعقلي ومبتقوليش كلمة حلوة ..
, فريدة: وأنت ياض عايزه يتغزل بيك كمان ..
, عمار: وأنتي مالك ؟
, هتف حيدر بغضب: ما تخرسوا بقاا ..
, هتف أدهم: حيدر ..
, نهض حيدر من مكانه بحدة: اتصرف معاهم يا بابااا أنا ماسك نفسي عنهم بالعااافية ..
, ابتعد عن المائدة خارجاً بغضب ليلتفت أدهم لهم: أنتوا عملتوا فيه إيه حيدر بقا بيتعصب بسرعة يخربيتكم ..
, نهضت فريدة مقتربة منه: هو اللي بقا عصبي يا بابا .. بقولك ماتديني100 ..
, رمقها أدهم بهدوء: ومطلبتيش من حيدر ليه ؟
, ربتت فريدة على كتفه بفخر: عيب عليا يا باشاا لما أطلب منه والكبير موجود ..
, رفع أدهم حاجبيه بسخرية وهتف: بس يابت لاحسن أصدق ..
, فريدة: إخس عليك يا دومي طب خلاص هات50 بس أو 40 .. 10 طيب أبنك ده هيحولني لشحاتة أقسم ب**** ..
, ضحك أدهم رافعاً يديه باستسلام: مليش فيه الفلوس بتاعتكم معاه وهو حر ..
, ضربت فريدة كفاً بالآخر وهتفت: هو في إيه يا جماعة مكانوش كام ميلم طيب معرفكوش بخيلين كده ..
, زين: خدي أنا هديكي ..
, هتفت فريدة: لا مش عايزة أنت بخيل زيهم ..
, رمقها زين بحدة: تصدقي الحق عليااا عايز أعملك بني آدمة ..
, هتف تليد: ملكيش حق يا فريدة زينو كريم أوي لسا مبارح مديني 5 جنيه بحالهم ..
, زين: شوفتي ؟؟
, هتف مصطفى بحدة: ممكن بقا نفطر زي الناس ..
, زين بلهفة: عمو ميصوووو أنا حطيت أسمك بالقائمة عندي ..
, رمقه مصطفى بصمت ينتظره أن يُكمل لتهتف ورود بسرعة: أه يا بابا هو عنده فكرة تحفة هيديكم شوية نصايح عن الخطوبة والجواز ..
, رمش مصطفى بعينيه وابتسم بدهشة: يدينا إحنا ؟
, ورود: أه يا بابا حلوة الفكرة صح ؟
, رمقهم مصطفى بحدة وهتف: أقسم ب**** يا زين لو متعدلتش لألغي الخطوبة من أساسهاا ..
, توسعت عيني ورود بصدمة وتمتم زين: ليه يا عمو أنا عملت إيه ده فوق ما أنا عايز أنصحكم ..
, مصطفى: تنصح مييين ياااض أنت عندك كام سنة يا حبيبي ؟
, زين: مش مهم العمر يا عمو المهم الخبرة ..
, مصطفى: يا راااجل طب ب**** عليك قولي نصيحة كده ع الماشي أدبر نفسي بيهاا أصلي مش عارف أتصرف ومجبتش عيال هبل زيك ..
, أومأ زين بابتسامة: عينيا يا عمو أنا هديكم نصايح كلكم أبقى تعالا أوضتي بالموعد المحدد ومش هتكون غير راضي ..
, التفت مصطفى نحو سيف بحدة وهتف: سيييف خلفتك دي مش عاايز أشوفها قدامي أتصرف أعمل أي حاجة ..
, رمقه سيف بغضب وهتف: زينو حبيبي سيبه من غير نصايحك يمكن مكسوف ده هو كان ياخد نصايحه مني ولولايا خطيبتك دي ولا الشحط اللي جمبها مكانوش جم ع الحياة دي خالص ..
, ورود: حبيبي يا عمو أنا أصلاً طول عمري حاسة أن ليك الفضل بوجودي ..
, ابتسم سيف بفخر وهتف: ولسا كمان يا وردة عندك أدهم والواد هارون .. بصي ده حتى هارون هيجبلي سيفو الصغير قريباً ..
, رفعت ريماس رأسها نحوه ونظرت نحو هارون الذي رمقها بجمود .. أشاحت بوجهها عنه كعادتها منذ حملها تنفجر به على أتفه الأسباب وفي المقابل ينفجر هو الآخر وكأنه هو أيضاً حامل ..
, ابتسمت بخبث هاتفة: و**** يا عمو أنا مش عايزة أقولك أن الواد اللي حضرتك مستنيه لا هيبقى أسمه سيفو ولا حاجة ..
, هارون: ريماس أتصبحي وخلي اليوم ده يعدي على خير مش ناقص الواد ييجي مجنون بسببك ..
, ريماس: حوش الهداوة والرُّقي اللي عندك ده هو لو هيبقى مجنون ده بسبب التناحة بتاعتك دي بحسه علطول بيرفس لما يسمع صوتك ولا كلامك ..
, رمقها هارون بسخرية: ده أسمه ترحيب بأبوه يا زكية ولا أنتي كمان مش قادرة تفهمي أبنك ..
, هتف سيف بغضب: ماتفهمووني أوعى يكون الواد ده بنت ؟
, رمقته ريماس بصمت ونقلت نظراتها بتهديد نحو هارون الذي يُشير بها بالذبح .. هتف سيف بسرعة: خلاص يبقى نسميها سيفويّة مفيش مشكلة ..
, هتفت عبير باعجاب: أسم جميل وجديد أحييك و**** ..
, سيف: سيفوية هارون سيف عز الدين .. **** قلبي هيقف من الجمال ..
, هتف تليد بهدوء: لا ماهي مش بنت أساساً لسا معرفوش ..
, رمقه سيف بحذر: أمال ..!؟
, ابتسم تليد بهدوء: الواد هيبقى أسمه على أسمي .. تليد ..
, صرخ زين وسيف بصدمة: نععممم ؟
, أومأ تليد برأسه ولم تختفِ ابتسامته: أه أمال أنتوا متعرفوش ؟ يلا اديني عرفتكم ..
, التفتا نحو هارون الذي جز على أسنانه بغيظ ونظر لتليد: أنت متتكلمش ومتسمعنيش صوتك خالص ..
, تليد: بسمّع صوتي للعيل حبيب عمه علشان يتعرف عليا ..
, سيف: هارون ..
, هارون: كدااب يا بابا متصدقهوش ..
, سيف: لا تليد مبيكدبش ..
, تليد: **** يعزك يا سيفو ..
, زين: لا بقااا أنتوا مُصرين تزعلوني وأنا خطيب ..
, مروة: مالك يا هارون يا حبيبي متعصب كده ليه ؟
, هتف هارون بسخرية: من الأشكال اللي بشوفها في خلقتي ..
, تليد: عندك حق ..
, رمقته ريماس بحدة ليهتف هارون بغضب: متكلمنيش يا تليد ..
, تليد: أحسن أنا مش قاتل نفسي على فكرة ..
, مروة بدهشة: هو في إيه ؟
, تليد: مفيش أبنك متأثر بهرمونات مراته وبيطّلعهم علينا ..
, هتفت زينة ضاحكة: و**** كل شيء وارد أنا برضه حاسة كده ..
, هتف هارون بغضب: أسألوه هو في إيه بيعمل العملة وبيبرئ نفسه ..
, رمقه تليد بهدوء لتهتف نوار بدلاً عنه: متتعصبش يا هارون ..
, زفر هارون بضيق ليهتف أدهم: في إيه يا هارون ؟
, هارون: الواد ده عايز ينقل من هنا ..
, نوار: واد بعينك ..
, رمقها هارون بتهديد ليهتف أدهم: ينقل إزاي ..؟
, هارون: بيجهز شقته يا عمو وبسرية كمان فاكرني مش هكشفه ..
, تليد: لا الصراحة طلعت كشاف كويس ..
, هارون: شوفت بيستظرف إزاي ..؟
, هتفت عبير بحذر: بجد يا تليد أنت هنتقل مش أتكلمنا بالموضوع ده وقفلناه ..؟
, تليد: أنتوا اللي قفلتوه مش أنا ..
, هلرن: سامعيين ؟
, هتفت ليلى بهدوء: طيب وهتنقل ليه ؟
, تليد: مقولتش هنقل عندي شقة وبجهزها فيها إيه ..
, هارون: كداب ..
, أدهم: هاروون في إيه مش كده ..
, نهض هارن عن جلسته منهياً طعامه ليهتف أدهم: شوف العمال في الجنينة خليك معاهم ..
, هارون: عندي شغل ساعة كده وهرجعلهم ..
, أدهم: ماشي ..
, هتفت عبير بغيظ: تليييد أنت هتمشي من هنا بجد وأنتي يا بت موافقة إزاي ؟
, نوار: **** جوزي موافقش ليه أومال هو يمشي وأنا أفضل هنا ؟
, أشارت عبير نحوها بغيظ: شوف البت الغبية سيبوني عليها دي عايزة إعادة تأهيل ..
, فريدة: أه و**** تكسبي فيا ثواب هي والبت تسنيم وكمان رحمة .. مفيش فيهم عدل غير نغم ..
, هتفت رحمة: متجبيش سيرتي لو سمحتي ..
, حركت فريدة شفتيها وقلبت عينيها بامتعاض لتهتف رحمة باشمئزاز: أنتي مش هتتغيري خالص ..
, ابتسم حمزة هاتفاً: خلاص يا رحمة سبيها براحتها ..
, فريدة: و**** أنك خسارة فيها ..
, احتدت عيني رحمة بقوة ليضحك حمزة لهدوء: لا كده هنبدأ بالغلط ..
, هتف أدهم بهدوء: فريدة كملي أكلك ولو خلصتي شوفتي هتعملي إيه أظن كفاية كده ..
, رمقتهم فريدة بصمت واتجهت خارج الغرفة ليُتابع البقية طعامهم ..
, ٢٦ العلامة النجمية
, مساءً ..
, أُضيأت الحديقة الواسعة بأضواء ملونة متفرقة .. وعُلقت بعض الزينة الهادئة حول عدة طاولات موزعة بشكل متناسق قريباً من حوض السباحة الممتلئ بالماء وبتلات الورود ..
, بدأت الحفلة الصغيرة بعدد قليل من المدعوين ليجلس أدهم بجانب ليلى على الطاولة المخصصة للعائلة ينقل عينيه بين الأربع مقاعد المزينة إحداها يجلس عليها زين برفقة ورود التي تظهر بفستان وردي تتداخل به عدة ألوان هادئة وكأنه وردة متفتحة زاهية .. وبجانبهم يجلس وسام الذي يكاد يطير سعادة مع نغم المبتسمة بعيون لامعة ..
, من الناحية الأخرى لزين يجلس عمار برفقة روما بعدما اختار القميص الأزرق ليُناسب فستان روما السماوي الهادئ .. وفي المقعد الأخير يجلس ربيع بحلة أنيقة وابتسامة واسعة ..
, قطب أدهم جبينه ينظر لربيع الذي يجلس وحده فوق كرسيه .. رفع حاجبيه بدهشة والتفت نحو ليلى: بنتك فين ؟
, ليلى: بنتي مين ؟
, أشار بيده بدهشة: بنتك اللي على أساس عروسة ..
, التفتت ليلى نحو ربيع وتمتمت بدهشة: لسا كانت هنا ..
, تنهد بغيظ يمسح خصلاته بحسرة ونقل نظراته في المكان حتى لمحها .. تقف بفستانها الأسود اللامع والذي تتداخل به بعض الخيوط الذهبية مُضفياً عليها جمالاً وتفرّد أمام منقل الشواء الكبير حيث الأدخنة الخفيفة تتصاعد من أسياخ اللحم المتناثرة فوقه وتمتلئ الأجواء بتلك الرائحة .. تلوح بيدها هنا وهنا تشرف على الشواء وتمد أصابعها كل ثانية تلتقط قطعه لتتذوقها مُبدية إعجابها الشديد ..
, زفر بضيق والتفت للطاولة القريبة منهم حيث يجلس حيدر وباقي العائلة ليشير له بالإقتراب .. نهض حيدر عن كرسيه سريعاً واقترب منه: خير يا بابا في حاجة ؟
, هز رأسه هاتفاً: أه روح هات أختك ورجّعها مكانها ..
, رمقه حيدر ببلاهة والتفت نحو إشارته لتتوسع عينيه بغيظ حال رؤيتها بذلك المنظر .. تكاد ترفع فستانها الطويل وتخلع حذائها لتحظى براحة أكبر في عملها ..
, تمتم بحنق: هو إحنا جايبينها خدامة ولا إيه ماااشي لو بتحب الشغل ده أوي كده أنا هشغلهولها ومنه تطالع مصروفها ..
, هتف أدهم: مش وقته يا حيدر رجعها الناس تقول علينا إيه ..
, التفت حيدر نحوه: وحضرتك يا بابا مكانش ينفع نجيب كل حاجة دليفري لازم يعني نشوي هنا ..
, هز أدهم كتفيه: وأنا مالي ده عمك سيف عايز كده قال بيحب الريحة تدغدغ حواسه ..
, حيدر بغيظ: تدغدغ إيه ده أنا شايف كلنا هنتدغدغ بسببها .. وحضرتك وافقت لييه ؟
, هتف سيف المقابل لهم: وميوافقش ليه ياض بزمتك مش حلوة الريحة ومُنعشة ..
, اقترب مصطفى منهم هاتفاً: بنتك بتعمل إيه يا أدهم ؟
, ضحك أدهم بقلة حيلة: بتشرف ع الأكل علشان تبيض وشنا لا وشوف الأهبل التاني اللي قاعد في الكوشة لوحده بيبتسم ولا كأن عروسته سايباه ..
, التفت مصطفى نحو ربيع الذي يلتفت حوله بابتسامة واسعة ليهتف: أنا كان مالي ومال الجوازة دي كلها لو جبت حد غريب كان أحسنلي بنتك لأبني وبنتي لأبن سيف .. لا والأحلى أن التنين مجانين ..
, ابتسم أدهم هاتفاً: قدرك كده نعمل إيه أنا أساساً معنديش غير حيدر عاقل شوية ..
, هتفت ليلى: حيدر واقف ليه ماتروح تجيبها بص الناس بدأت تلاحظ وتقول مين دي ..
, زفر حيدر بغيظ وابتعد عنهم لتهتف ليلى بسرعة: بالراحة يا حيدر هاا ..
, حيدر: أه أه بالراحة خالص ..
, وصل حيث تقف فريدة ليمد يده يجذبها بقوة من مؤخرة ثوبها لتشهق بصدمة ملتفتة له بغضب تكاد تضربه .. توقفت يدها في الهواء ناظرة لعينيه المشتعلة غضباً وهو يسحبها بغيظ نحو أحد الأركان ..
, هتفت بحدة وهي تُعدل ملابسها: في إيييه يا همجي هي دي طريقة تمسك بيها عروسة ..
, هتف حيدر بغضب: هو ده منظر عرووسة ..!؟
, رمشت بعينيها تنظر لنفسها بتأكّد: أه بص فستان وك.. و.. ..
, قطب جبينه بتفحص وأخفض عينيه للأسفل بحذر لتتوسعان بصدمة ناظراً لذلك الحذاء الرياضي الأسود الذي ترتديه .. تمتم مشيراً له بصدمة: إايه ده ؟
, ابتسمت فريدة ترمقه بدهشة: إيه ده جه إزاي ؟
, هتف حيدر من بين أسنانه: إيه ده ياااا جزمة ؟
, هزت رأسها بدهشة وذهول: معرفش ..
, رمقها بغضب لترفع يديها أمامها: أهدا أنا عروسة الكل بيتفرج علينا ..
, جذب حيدر خصلات شعره بشدة وكاد يصرخ بغيظ: أنتي هتفضحينااا ..
, فريدة: هشش صوتك يابني .. الكعب وجّعلي رجلي أعمل إيه يعني ..
, حيدر: طبعاً هيوجعلك رجلك وأنتي مش عارفة تتهدي بقاا في مكانك .. سايبة البيه بتاعك إزاااي أنتي غبية ..
, رمقته فريدة بتوتر: ماهو يعني كنت جعانة وكده ..
, رمقها حيدر بحدة وضم قبضتيه بغضب ليهتف فجأة: أنتي بتحبيه ؟
, رمقته بدهشة هاتفة: هو مين ؟
, أقترب منها بحذر: ربيع !؟ أنتي بتحبيه !؟
, رمشت بعينيها بصدمة وابتلعت ريقها تنظر حولها بقلق ليقترب منها يُمسك ذراعها بقوة: فريدة ..
, دمعت عينيها فجأة وبدأت بالبكاء مما صدمه وجعله يفلت ذراعها متراجعاً بذهول .. تمتمت فريدة ببكاء: معرفش أانا خايفة يا حييدرر ..
, حاول حيدر تخطّي صدمته وجذبها من ذراعها بسرعة متوجهاً لأحد الأركان ليتوقف أمامها هاتفاً بحذر: خايفة من إيه مالك ؟!
, رمقته فريدة بعيون دامعة محاولة الكلام ليهتف حيدر: أنتي مش بتحبيه ؟
, تمتمت: م معرفش ..
, حيدر: إزاي يعني متعرفيش أمال وافقتي تتجوزي إزااي ..؟
, هتفت فريدة بغضب: هو كويس وأبن عمي وكلكم عايزين كده ..
, توسعت عينيه هاتفاً: أوعى تكوني وافقتي علشاننا فاكرة أن رفضك هيخلق مشكلة بيناا ؟
, رمقته فريدة بدهشة ونفت برأسها بسرعة ليهتف: أمال إييه !؟ فريدة لو مش عايزة قولي وأنا هوقف كل الحفلة دي ..
, زمت شفتيها تنفي بقلق وتمتمت: أانا معرفش لو بحبه أو لأ هو.. هو بيحبني وكمان أانا أنا ..
, أومأ برأسه يحثها على الكلام ليزداد توترها متراجعة للخلف تشعر بالغرابة فهي للمرة الأولى تتكلم معه بتلك الطريقة وذلك الهدوء والتحضر بعيداً عن الغضب والمشاكل .. لتهمس: أنا برتاح معاه ..
, قطب جبينه بحذر وهتف: يعني مش بتكرهيه ؟
, نفت برأسها سريعاً ليهتف: ومتعرفيش لو بتحبيه ..
, أومأت برأسها بابتسامة ليهتف وهو يتكتف: طيب قوليلي كده بتحسي بإيه لما تشوفيه ..
, رمشت بعينيها بدهشة: بإيه ؟
, رمقها بتهديد: بتحسي بإيه .. هفهمك أنا لما بشوف تسنيم بفرح أوووي جداً ..
, ابتسمت فريدة بدهشة وهتفت: أه بتحصل معايا ..
, حيدر: حلو كده وقلبي بيدق جامد ..
, رفعت فريدة يدها نحو قلبها وابتلعت ريقها بتردد ليقطب جبينه بحدة ينظر لها بتمعن .. تنهد ملتفتاً حوله بصمت وعاد يحدق بها بنظرات غريبة ..
, اقترب منها يُمسك كتفيها يُقربها منه بخفة متمتماً بصوت حاني: أنتي محبيتيش قبل كده ولا عشتي الشعور ده ودلوقتي مش عايزة تسمحي لنفسك تعيشيه صح ؟ أنتي خايفة تكوني غلطانة خايفة تدي لنفسك الفرصة دي وتغيري من نفسك ..
, دمعت عيني فريدة بصمت وابتلعت ريقها بتوتر مشيحة بوجهها عنه ليهتف هو بهدوء: فاكرة أن تغيرك ده هيقلل من قيمتك ولا من كرامتك ..
, تمتمت فريدة بحدة: هما بيتريقوا عليا ..
, حيدر: هما مين ..؟
, فريدة: كلهم وأنت أولهم ..
, ابتسم ينظر لها بهدوء ليرفع ذقنها ناظراً لعينيها: أنا لما بتريق ببقى عايزك تتريقي أنتي كمان عازك تقوي وتثقي من نفسك .. لو أنتي واثقة من نفسك جامد مكنتيش هتتأثري من أي حد وكنتي هتتقبلي نفسك زي ما أنتي .. بس أنتي في حاجة جواكي عايزاكي تتغيري بس خايفة من نفسك و واخدة الدنيا حرب ولازم تكسبيها ..
, رمقته فريدة بعيون مهتزة مصدومة من تحوله الكبير .. كانت تلك أطول مدة تُحاوره بها بدون عصبية وغضب من الإثنين .. ابتسمت داخلها فجأة بشعور يرفرف له قلبها .. وارتياح عظيم لم تشعر به في حياتها ..
, هتف حيدر بهدوء: اللي بيحبك هيتقبلك زي ما أنتي بس ده في حال أنك متقبلة نفسك ومش شايفة حاجة غلط .. أنتي لازم تتقبلي نفسك الأول يا فريدة وهتحسي بسلام داخلي كبير .. لو شايفة فيكي حاجة غلط غيريها ومحدش هيتريق كلنا مستنيكي تتغيري علشان نساعدك وأولهم رحمة اللي عمالة تتخانقي معاها وتسنيم ونوار كلهم هيساعدوكي ..
, أخفضت رأسها متمتة بقلق: و.. و ربيع ..
, هتف بهدوء: ربيع بيحبك وأنتي كده تتوقعي مش هيحبك أكتر لما تتغيري علشان نفسك وعلشانه ؟
, ابتلعت ريقها بصعوبة وأومأت برأسها بسرعة تريد أن تتهرب من ذلك الحديث بعدما فقدت كلماتنا ليهتف: اتأخرنا أرجعي الحفلة يلا وأتهدي بقاا ..
, أومأت برأسها بسرعة وابتعدت عنه ليهتف من خلفها: فريدة ..
, توقفت مكانها ملتفتة له ليهتف: الجواز هيبقى لما أنتي تقرري بعد سنة سنتين ولو كان عشر سنين محدش هيجبرك على حاجة .. بس أنتي ساعدي نفسك وأفتحي قلبك .. أفتحي قلبك يا فريدة لو فضلتي كده كتير هتخسري ..
, دمعت عينيها مجدداً بحب واقتربت منه بتردد ليبتسم وهو يقترب منها يحتضنها بخفة بين ذراعيه .. تمتمت هاتفة بفخر: و**** أنك طلعت جدع حنين كده زي بابا ..
, ابتسم بخفة لتتغير ابتسامته فجأة لغضب ويجذب خصلة من شعرها هاتفاً بحدة: أقسم ب**** يا فريدة لو تحركتي تاني من مكانك لأشيلك قدام الكل وأحدفك في البسين فاهمة ؟
, ابتعدت فريدة بحدة هاتفة: سيب شعري يا بني آدم هيبوظ بسببك وأنا عروسة ..
, دفعها حيدر بعيداً عنه هاتفاً: يلا على مكانك ومتتحركييش ..
, ألقت عليه نظرة غاضبة ترفع يديها تُعدل من هيأتها وملابسها ليبتعد هو عنها باتجاه والده الذي يُراقبهم عن بعد بابتسامة حانية .. وصل حيدر ليجلس بجانبه بعدما انتقلت تسنيم لطاولتهم ليرمقه أدهم بشرود: عارف نفسي في إيه ؟
, التفت حيدر نحوه بتساؤل ليبتسم أدهم: نفسي أشوفلك أبن ..
, رمقه حيدر بدهشة ليبتسم بعدها بعيون لامعة واقترب يقبل رأسه بحب: **** يخليك لينا يا بابا ..
, ابتسم أدهم بحنان ورفع نظراته يتابع فريدة التي تسير بسرعة لمكانها بجانب ربيع الذي لمعت عيناه عند رؤيتها ..
, جلست بجانبه بحنق ليهتف: في إيه ؟
, التفتت نحوه بدهشة وتحمحمت متمتمة: لا مفيش .. إحم مش كنت بعملك حتة مشاوي هتاكل صوابعك وراهم ..
, ربيع بابتسامة: أه ما أنا شوفتك ومستني أكل من تحت إيدك ..
, ابتسمت فريدة بلاهة واختفت ابتسامتها فجأة بغيظ من نفسها لتعود وتبتسم بتوتر وهو يراقبها بدهشة ليهتف: ماتيجي نرقص ..
, رفعت نظراتها تنقلها في المكان لتلتقي بعيني حيدر المهددة .. رمقته بحدة والتفتت لربيع: لا مينفعش ..
, ربيع: خلاص براحتك ..
, زفرت فريدة بعنف وتراجعت بظهرها متكتفة تنقل نظراتها في المكان بتفحص ..
, قريباً منهم كان يرقص زين برفقة ورود على موسيقى هادئة لتهتف ورود بسعادة: أنا فرحانة أووي يا زينوو ..
, زين بعبوس: وأنا كمان ..
, ورود: لا واضح جداً في إيه يابني ابتسم شوية الناس تقول أننا غاصبينك ..
, زين: محدش رضي أثقّفه كله بسبب رحمة ..
, ابتسمت هاتفة: أه دي حجزتنا في الأوضة كلنا بس شوف و**** أنها كان لازم تشتغل مكيب ارتستت بص أنا حلوة إزاي ..
, رمقها زين بتفحص ليبتسم فجأة: أه حلوة أوي زيي ..
, هتف وسام من جانبهم: زينوو إحنا قررنا نتجوز كمان شهرين ..
, هتف زين بسخرية: باباك قال مش هيجوزك قبل سنتين ..
, وسام بفخر: لا ما أنا عندي طريقة أقنعه ..
, التفت زين نحوه بحذر ينظر لنغم التي تقف بجانبه مبتسمة .. تمتم بحذر: هي إيه ؟
, هتف وسام: صهري حبيبي ..
, رفع زين حاجبيه بدهشة ليهتف: بلييد ؟
, وسام: أيووون ده كلمته متبقاش تنين عند أبويااا عامله سحر يا راجل ..
, تمتمم زين: و**** أنا حاسس أنه مشعوذ ليه في السحر أوي ..
, وسام: شوفت بص أنا ميهمنيش هو إيه المهم أستفاد منه ..
, اقترب عمار منهم برفقة روما يرفع بين يديه بطاقتين: بصوووو دي هديتي هدية الخطوووبة تن ترا رارا تن تن ..
, التفت الجميع له ليهتف زين: إيه ده ؟
, عمار بفرح: تذاكر رحلة لشرم أنا وروما ..
, شهقت ورود بصدمة: لوحدكم ؟
, عمار: أيوون ..
, روما: يا كدااب حيدر هييجي معانا هو وتسنيم وكمان فريدة و ربيع ..
, هتف عمار: المهم أننا هنسافر أنا وأنتي شهر عسل ..
, زين: بيقولوا شهر قشطة ..
, عمار: اشمعنا ؟
, زين: بالخطوبة بيبقى شهر قشطة والجواز عسل ..
, ورود بإعجاب: و**** أنت العسل يا زينو يا حبيبي ..
, هتف زين بتذمر: اشمعنا أنت تروح شهر قشطة وأنا لااا ..
, هز عمار كتفيه وتلاعب بحاجبيه بفرح: حيدر أداني هدية حلوة أووي هسافر شهر قشطة ..
, سحبت نغم التذاكر من روما لتهتف بدهشة: دول خمس أيام بس يا عمار ..
, التفت عمار لها: وأنتي عرفتي إزاي مش مكتوب ..
, نغم بخبث: لا مكتوب بص هنا قال شهر قال ..
, وسام: عادي يا حبيبتي إحنا كمان هنسافر هخلي تليد صهري حبيبي يشوف شغله مع أبويا ..
, التفت زين حوله بحنق حتى وجد هارون يجلس بجانب ريماس حول إحدى الطاولات وعلى ما يبدو بأن مشكلتهم قد حُلّت من ابتساماتهم السعيدة فوق شفتيهم وجوّهم الرومانسي ..
, زم شفتيه بحنق وسحب ورود معه ليقف أمام طاولتهم هاتفاً: هديتي فييين يا هارون ..؟
, رفع هارون نظره له وهتف: بص أنا دلوقتي فرحان وعاجبني الوضع وكده أرجع كمان شوية ..
, التفت زين نحو ريماس: ماتقوليله هديتي فين يا ريماس ..
, ريماس: هديتك محفوظة يازينو ..
, لمعت عينيه بفرح: بجد هي فين ؟
, هارون: يابني أرجع كمان شوية متخلينيش أتعصب ..
, زين: لا مش عايز اشمعنا حيدر يدي لعمار ويجي يتفشخر بيها قدامنا وأنا كمان عايز زيه ..
, ورود: حرام عليكم حد يديه هدية ..
, زفر هارون ليلتفت فجأة نحو تليد الذي اقترب من زين يمد يده علبة متوسطة الحجم سوداء فاخرة: خد يا زينو هديتك ..
, التفت زين نحوه ولمعت عيناه بسعادة: دي لييا أنااا ؟
, أومأ تليد برأسه لتهتف نوار بجانبه: تلودة حبيبي دوّر كتير وتعب علشان يلاقي حاجة تليق بيكم ..
, هتف تليد بهدوء: لا مدورتش يا منورة أنا بس شوفتهم قدامي صدفة قلت هي دي وعدلت عليهم شوية ..
, رمقته نوار بغيظ وابتسمت بعدها ترمق زين وورد ليسحب زين العلبة من بين يده يضعها على الطاولة ليبدأ بفتحها بمساعدة ورود ..
, ابتسمت ورود باتساع ناظرة لداخل العلبة التي امتلأت بأوراق الورود المجففة تظهر من بينهم ساعتين ذهبيتين لامعتين إحداها صغيرة ناعمة نقش فوق إطارها الذهبي أسم زين باللغة الأجنبية والأخرى أكبر منها بإطار عريض نُقش فوقه أسم ورود ..
, هتفت ورود بلهفة تأخذ الساعة الخاصة بها: **** تحففة دي جميلة أوووي يا تليد متشكرة ..
, ابتسم تليد ناظراً لزين: ها يا زينو عجبتك ..؟
, سحب زين الساعة من العلبة يتفحّصها بعيون لامعة وأومأ برأسه بفرح حالما لمح أسم ورود عليها: جميلة أوووي و**** يا بليد أنت بتاخد قلبي كتير أوي وخدته دلوقتي كمان ..
, بليد: أوك هرجعولك كمان شوية ..
, زين: لا لا خده مش عايزه ..
, ضحك بسعادة يرتدي الساعة في معصمه ويرفعه أمامه بفرح: بصي يا وردتي حلوة صح ؟
, مدت يدها أمامه هاتفة: بص يا زينووو لايقالي جدااا ..
, تابعهم هارون بعينيه هاتفاً: من إيمتى الحب ده كله ؟
, تليد: أنت ملكش دعوة أنا بحب زينو وهو بيحبني مش كده يا زينو ..؟
, أومأ زين برأسه واقترب منه يعانقه: أه و**** بحبك شكراً يا بلييد خلاص هقولك تليد المرة دي ..
, عانقه تليد هو الآخر هاتفاً بابتسامة هادئة: لا بليد عاجبني ..
, تنهد هارون يرمقهم بصمت وابتسامة هادئة سعيدة لتقاربهم بذلك الشكل .. يعلم بأن تليد يحب زين كثيراً بات يهتم بتفاصبل صغيرة خاصة به يشعر بنفسه مسؤولاً عنه تماماً كهارون ولكنه لا يُظهر ذلك ..
, انتهت الحفلة بعد ساعات قليلة سعيدة .. لتخلو الحديقة أخيراً وتنطفئ أضوائها مخلّفة فوضى عارمة تُركت لليوم التالي للتنظيف ..
, ابتسم هارون خارجاً من حمام غرفته .. وقف يُسرح خصلاته أمام المرآة ورش القليل من عطره الفاخر ليقترب من ريماس التي تجلس فوق السرير .. جلس بجانبها يرمقها بحب هاتفاً: وحشتيني ..
, ابتسمت ريماس: وأنت كمان وحشتني أوي ..
, اقترب هارون منها ليتوقف ناظراً لتراجعها فجأة .. تمتم بدهشة: مالك ؟
, قربت رأسها منه تشم لتتراجع هاتفة: أبعد عني ريحتك وحشة أوي ..
, توسعت عينيه بصدمة وهتف: أنا ريحتي وحشة ؟
, أومأت برأسها تلوح بيدها: أه أه وحشة أوي ب**** عليك تبعد مش طايقاها ..
, رمش هارون بعينيه وتمتم: يا بنت الكدابة انا لسا خارج من الحمام ..
, ريماس: وأنا إيه يضمنلي أنك عارف تستحمى بنفسك أهو أثبتت أنك متعرفش حاجة أرجع أستحمى تاني يلاا ..
, اقترب منها بغضب: أنا يتقلي الكلام ده !؟
, تراجعت بذعر: أبعد أبعدددد ريحتك وحشة .. بقولك أطلع برا الأوضة خالص حرام عليك ..
, رمقها هارون بحدة وهز رأسه: مااااشي يا ريماس يابنت فهد مااااشي ..
, هتفت بسرعة: ماشي ماشي بس أطلع وبطريقك أفتح الشباك وباب البلكونة ..
, تخصّر واقفاً أمام السرير هاتفاً: لا و**** بتتأمّري كمان أستني بس ..
, أتجه نحو التسريحة يُمسك زجاجة عطره يُقربها منها لتشهق هاتفة: لااا أوعى ..
, مد الزجاجة فوق السرير يرش منها هاتفاً: وريني بقا هتنامي إزاااي ..
, قذف الزجاجة بجانبها واستدار يتجه للخارج لتصرخ من خلفه رامية عليه الوسائد حولها: يااا قليل الأدب يا هاروووون أنت مفتري ظالم عايز أبنك يجي مهبووول زيك أطلع برا ريحتك وحشة وبارفانك أوحش ..
, لوح هارون بيده ضاحكاً بسخرية: حوشي يابت ريحة بارفانك الحلوة أوووي زي ريحة بارفان أبوكي عظمة فعلاً ..
, هتفت بحدة: متجبش سيرة أبويا حرام عليك الراجل مااات ..
, هتف بسخرية: **** يرحمه مات وخلف بقرة سابهالي تفوه عليكي يا ريماس يابنت فهد الميت ..
, خرج من الغرفة متجاهلاً شتائمها ليُغلق الباب خلفه بغضب .. زفر بغيظ متجهاً للغرفة الجانبية طرق الباب بحدة حتى فتح تليد هاتفاً: عايز إيه ؟
, هتف هارون: هات مراتك قولها تروح لريماس أنا هنام هنا ..
, اتكأ تليد على الباب: ليه ..؟
, هارون: مش طايقها ..
, رفع تليد حاجبيه مبتسماً بجانبية لتهتف نوار من خلفه: قصدك هي اللي مش طايقاك ..
, هارون: بت أنا على آخري من كل ستات الأرض أتفضلي ..
, تليد: متزعقش لمراتي أنا طايقها وهي طايقاني مش كده يا منورة ..
, هزت نوار رأسها وهي تأخذ وسادتها كالعادة لتنام بجانب ريماس وتتسلى معها طوال الليل واقتربت منه مبتسمة بتوسع: أيوووه يا تلودة .. هتوحشني لحد بكرا ..
, هارون: أخلصي ..
, تليد: وأنتي كمان ..
, نوار: أديني بوسة الوداع ..
, اقترب تليد منها بخفة: خدي ..
, قبلت نوار وجنته بحب: تصبح على وشي بكرا ..
, تليد: وأنتي ت..
, هتف هارون يجذب نوار بحدة خارج الغرفة: يلاا بقاااا لاحظوا أني موجود أنتي هتتصبحي على مراتي وهو هيتصبح على وشي أطلعي يلا ..
, زمت نوار شفتيها عابسة و وقفت خارج الغرفة لترمي قبلة في الهواء باتجاه تليد الذي ابتسم بخفة ليصفع هارون الباب بوجهها بحدة ..
, رمقه تليد بصمت واستدار عائداً نحو سريره ليستلقي عليه باسترخاء .. اقترب هارون منه يستلقي بجانبه: أطفي النور ..
, تليد: مليش دعوة ..
, التفت هارون نحوه وهتف: يبقى قوم نتكلم ..
, أدار تليد ظهره متمتماً: مفيش بينا كلام ..
, هارون: يا راجل ..
, صمت تليد ولم يُجبه لينهض هارون معتدلاً: قوم نتكلم راجل لراجل يا تليد ..
, أدار تليد رأسه نحوه هاتفاً بسخرية: كويس طلعت عارف أن كلامك كان كلام عيال ..
, رمقه هارون بغيظ ليهتف: أه كنت عارف اتفضل يلا أتكلم راجل لراجل وفهّمني ..
, هتف تليد بابتسامة يعود ويدير ظهره: يبقى لما تكبر وتبقى راجل هكلمك وأفهمك ..
, هارن بحدة: تليييييد ..
, تليد: متتعصبش ..
, هارلن: قوم نتكلم ..
, تليد: مش عايز أتكلم معاك ولو مش عاجبك رجّعلي مراتي وروح لمراتك ..
, هارون: أنت يالا حصلك إيه ..؟
, تليد: مش بكلم عيال معلش ..
, هارون: هتنقل ليه ؟
, التفت تليد نحوه يهتف بهدوء: شقتي لياا بأسمي ملكي أنا حررر أعمل بيها اللي أنا عايزه .. مقولتش هنقل بس دماغك الغبي هو بيفسر على كيفه وبلاش تقلدني وتراقبني زي ما براقبك ..
, هارون بحدة: ومين اللي بيتدخل بكل حاجة بيا حتى في شغلي ..
, تليد: بتدخل علشان أساعدك شوفت مش أسد الرفاعي ده طلع مظلوم أنا سرعت بالقضية علشان تخلص وترتاح .. قولي قضيتك الجاية إيه نمر ولا صقر ؟
, صمت هارن يرمقه بحدة لتغييره الموضوع ليهتف تليد: إيه معجبكش الكلام .. سوري بكرا هصغر عقلي ونبقى نتكلم عيل لعيل أوك ..؟
, عاد ليدير ظهره نحوه ليهتف هارون بخفوت: يعني مش هتمشي من هنا صح !؟
, احتدت عينيه عندما بقي الآخر صامتاً ليضرب ظهره بخفة: ما ترد عليا يابني ..
, تنهد بغيظ متمتماً: خلاص ظلمتك أني آسف ..
, تليد: أنا طول عمري مظلوم مش حاجة جديدة يعني ..
, هارون: ياشيخ اتوكس أنت أساساً مُستفززز بشكل ..
, هتف تليد ناظراً له: دي مش طريقة تكلّمني بيها قدامهم يا هارون وأنا لو كنت ساكت ده علشان عقلي الكبير ومكانتي ..
, هتف هارون بسخرية: آسفين يا جلالة الملك ..
, تليد: متكلمنيش أنا مش بكلم الرعاع اللي زيك ..
, رمقه هارون بحدة ليستدير تليد مجدداً .. ليهتف هارون: قوم أطفي النور خلينا نتخمد ..
, التفت له هاتفاً: مش هترد ..؟
, لم يُجبه الآخر وكأن لم يسمعه لينهض هارون بمكر هاتفاً: أوك يا تليد أستنا عندك ..
, التفت تليد نحوه يُتابعه وهو يخرج من الغرفة بسرعة .. قطب جبينه يُحدق بالباب ليتفاجأ بعد لحظات بدخول زين المبتسم بتوسع يلحقه هارون يسير خلفه بمكر ..
, هتف زين مندفعاً نحوه: بجد يا بليد أنت عايزني أنام جنبك وبعتت مراتك لريماس علشاني ..؟
, رمش تليد بعينيه ليعدل هارون خصلاته: أه أه يا زينو ده صحاني أنا وريماس من عز نومتنا وقالي كده قال أنت وحشته أووي ..
, شهق زين بفرح وصعد السرير بجانبه يقبل وجهه: حبيبي يا بليد و**** أنك طلعت طيب وكيوت أبوسك أستنى بس أبوسك تاني ..
, دفعه تليد بعيداً عنه واعتدل بجلسته: أنت إيه اللي جابك هنا أوضتي مش سبيل ..
, ضحك زين يربت على كتفه: مكسوف ليه يا بليد مرة تاني أنت تعالا بنفسك نام جنبي أو اندهلي أنام جنبك متبعتش وسايط يلا يلاااا أطفي النور علشان ننام يا حبيبي يا بليد ..
, ضحك هارون بحماس يغلق الضوء ويترك ضوءاً خافتاً ينير الغرفة ليهتف زين متمدداً بسعادة: أنا في النص ..
, هارون: أكيد طبعاً تليد مش هيقدر يبعد عنك ..
, ضحك زين باستمتاع وتليد يرمقهم بنظرات مغتاظة .. تمدد الإثنان بجانب بعضهم ليُمسك زين يد تليد يجذبه نحوه لينام هو الآخر بغيظ .. هتف زين بلهفة: أحكيلي حكاية يا بليييد ..
, هتف تليد بحدة: الكل يتخمد ..
, زين: لا بقاا أنت كده هتزعّلني ومش هنام جنبك تاني لما تحتاجني يلا أحكيلي يلااا ..
, هارون: أحكيله يا تليد كده تزعله حرام عليك ..
, التفت تليد نحوه بحدة ليبتسم بعدها هاتفاً: عايزني أحكيلك ؟
, زين: أه ..
, تحمحم تليد هاتفاً: كان يا مكان يا سادة يا كرام قصدي يا سيد يا زينو يا كريم ..
, ضحك زين هاتفاً: كمل ..
, تليد: كان في راجل محترم جدع حلو أوي مفيش زيه ..
, زين: أه ..
, تليد: الراجل المحترم الجميل ده كان بيدور على واحد تاني قليل أدب وكلب دور كتير لحد ما لاقاه .. وتفاجأ بيه لا اتصدم هو كان فاكره بني آدم ..
, هتف هارون بحدة بعدما أدرك ما يتكلم عنه: تلييييد ..
, قطب زين جبينه بحذر: وطلع إيه ؟
, هتف تليد: للأسف طلع حيواااان ..
, صرخ هارون ناهضاً: تلييييد ..
, زين: في إيه يا هارون ماتسيبه يكمل ..
, هتف تليد بتسلية: حيوان طلع حيواان يا زينوو ..
, أمسك هارون الوسادة يضعها فوق وجهه يضغط عليها بغيظ ليصرخ تليد من أسفلها: حيوان يا زينو هارون طلع حيوان ..
, هتف زين بغيظ يُبعد هارون عنه: سيييه يابني في إيييه بلاش تبوظولي فرحتي مش أنا خطيب ..
, ابتعد هارون عنه يتنفس بغيظ ليضحك تليد فجأة بتسلية هاتفاً: أرجع نام يا زينو علشان أكملّك قصة البني أدم اللي طلع حيوان في الآخر ..
, استلقى زين مجدداً بابتسامة تشق وجهه رمقهم هارون بغيظ ليتنهد بقوة راجعاً لنومته محدقاً بالسقف بصمت يستمع لحكاية تليد التي لا تخلو من الشتائم الموجّهة إليه وهو يُحاول جاهداً أن يبقى بارداً جامداً لا يتأثر ..
, ليبتسم فجأة ضاحكاً من نفسه يشعر بتسلية وفرحة داخله والتفت للإثنان المندمجان بالحديث جانبه يرمقهم بفرحة وحب كبير وبدأ يستمتع بأحاديثهم وحكاياتهم بدلاً عن غضبه السابق ..
 
حلقة خاصة اثنان


تنهيدة قلب ❤
, طرق الباب عدة طرقات متتالية غاضبة ليصرخ عمار من داخل الغرفة بغيظ ..ثم التفت لروما التي استيقظت ليبتسم بسعادة هاتفاً: صباح الورد ..
, ابتسمت روما وهي تجلس معدلة خصلاتها: صباح النور ..
, عاد الطرق مجدداً من الخارج ليصرخ عمار: مييييييين !؟
, هتف حيدر من خارج الغرفة: قوم يااا عماااار عندك مذااكرة يلاااا ..
, توسّعت عيني عمار و روما بغيظ ونهض هو بغضب عن السرير متمتماً بحدة: ده بيستهبل بقاا ..
, هتفت روما بقلق: رايح فين !؟
, عمار: هشوف آخرها معاه ..
, فتح الباب بحدة و وقف أمام حيدر بوجه غاضب: أنت إيه الهبل ده مصحيني بصباحيتي وبتقولي أذااكر !؟ أنا عرييييسس ..
, رمقه حيدر من الأعلى إلى الأسفل ليهتف بحدة: و**** الحق على أبوك اللي وافق يجوزك قبل ما تخلّص دراسة، لاااا الحق عليا أنااا اللي وافقت ده منظر راجل متجوز !؟
, هتف عمار بغضب وغيظ: وأنت مااالك ملكش دعوة أنا عريس ومذاكرة وبتاااع مش عااايز يا حيدر ذوق على دمك بقاا أناا حرر ..
, ضيّق حيدر عينيه بقوة وقرّب رأسه منه متمتماً: معلش يمكن أنا مسمعتش كويس، قولي أنت دلوقتي علّيت صوتك في وشي !؟
, رمش عمار بعينيه ببلاهة وتراجع للخلف منكمشاً على نفسه: لا و**** أانت سمعت غلط ..
, أشار حيدر على نفسه بنفس الصوت المُهدد: أنااا مليش دعوة بيك وأنت حر وأنا قليل أدب ومعنديش ددمم !؟
, توسعت عيني عمار بصدمة نافياً برأسه: محصلش ..
, هتف حيدر بصوت حاد: أنااا يتقلي الكلام ده يا عمااار ؟!
, اقتربت روما تقف بجانب عمار ترمق حيدر بتوتر: إازيك يا حيدر !؟
, تمتم عمار بفزع وصوت شبه باكي: لا لاا و**** أبداً أنا بس بعرفك أني عريس وكده ..
, هتفت فريدة من جانبهم بصوت حاد غاضب: طب و**** أنت تستاهل أكتر من كده وربنا أنت تستاهل الحرق ..
, رمقها عمار بحنق: وأنتي ماالك بيااا ؟
, هتفت فريدة بحدة: أنت مجنوون ياض بقا ده منظر عريس، يجي ده ويخبط ع البااب أنت تفتحله ليييه ما تسيبه يخبط ويكلم نفسه بقا في عريس يصحى على مذاااكرة !؟
, رمقها عمار بقلق وهتف: وأنتي م..
, هتف حيدر مقاطعاً: أسكت يا عمااار ..
, التفت بعدها نحو فريدة التي تقف بشعر منكوش ترمقهم بغضب ليقترب منها هاتفاً: والمنظر ده بتسميه إييه !؟
, فريدة: إييه !؟
, هتف حيدر بحدة: ده منظر عروسة بصباحيتها بتت أنتي اتجننتي خارجة من أوضتك أنتي وجوزك لييييه !؟
, هتفت فريدة بغضب: أمال أحبس نفسي علشان عروسة، ثم أني قولت لنفسي حراام ربيع هيوجعه ضهره و هو كل الليل نايم ع الكنبة و سيبتله السرير يريح شوية ..
, توسعت عيني حيدر بصدمة وشهقت روما تنظر لعمار الذي هز رأسه بغيظ .. رمش حيدر بعينيه محاولاً استيعاب ما سمعه و وضع يده فوق صدره ربما يقي نفسه من ذبحة قلبية كادت تقتله بسبب تلك التي تقف أمامه تلتفت حولها بلا مبالاة مغيظة ..
, شهقت بصدمة حالما جذب حيدر خصلات شعرها بقوة أكثر من سابقاتها وصرخ بتهديد: أنتي يا حيواانة متأكدة أنك بنتت متأكددددة ؟!
, فريدة بغضب: سييب شعري ياا همجي و**** هقول لبابا سيبني يا متووحش أه متأكدة و متقوليش عايز دليل علشان عيب ..
, هتف حيدر بتهديد: أنتي عايزة تجننيني أنا ماسك نفسي بالعافية علشان مقتلكيش ..
, هتفت فريدة بغضب: سيبني يا حيدر وإلا هتندم ..
, خرج ربيع من غرفته بسرعة وهتف بدهشة: في إيه ياا حيدر ماتسيبها ..
, التفت حيدر نحوه وهتف: أهلاً يا حبيبي صباااح الخير يا عريس صباحية مباركة يا عرسااان ..
, ابتسم عمار معدلاً خصلاته: **** يبارك فيك ع قبالك ..
, رمقهم حيدر بغضب جميعاً وهتف: خش يا عمار هات حاجاتك علشان المذاكرة هتذااكر قداامي أصل مينفعش عريس النهاردة و بعد كام يوم ساقط ..
, رمقه عمار بغضب ليهتف حيدر ناظراً لفريدة: أمشي يا زفتة على أوضتك ومتخرجيش منها خااالص ..
, فريدة: وأنت مالك !؟ جوزي ربّوعة هنا أهو لازم أكون معاه ..
, ابتسم ربيع ببلاهة لتهتف تسنيم مقتربة منهم: ربوعة إيه دي ياختي و أنت يا ربيع فرحان أوي في الدلع ده !؟
, فريدة: بقولك إيه يابت النحنوحة عندك كلمة كويسة قوليها معندكيش خدي جوزك و غوروا ..
, هز حيدر رأسه عدة مرات بتوعد و نقل نظراته بينهم: يبقى مفيش إلا الحل اللي كنت مأجّله ..
, فريدة: تأجل ليه لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد ..
, حيدر: بالظبط كده ..
, شمّر عن ساعديه بغضب ناظراً بتوعد لتُطالعه فريدة بنظرات حذرة والتفتت نحو عمار الذي يُحاول الهرب لداخل غرفته برفقة روما المذعورة ..
, صرخ عمار بفزع حالما جذبه حيدر من ذراعه: على فيين يا عرييس مش لما أديك هدية صباحيتك الأول ..
, نفى عمار برأسه: ل لا لااا أنت بالنسبالي أحلا هدية مين يطول يشوف وشك أول ما يصحى زيي كده ..
, ابتسم حيدر بتوعد: حبيبي و**** .. طب علشان كلامك الجميل ده أنا قررت من غير ضرب ..
, ابتسم عمار هاتفاً: بجدد **** يخليك يا أخويا أنت عارف أني حساس وأنا علطول بقول أنك جدع .. يلا عايز حاجة دلوقتي أنا هخش أوضتي ..
, مط حيدر شفتيه: تروح فين وتسيب أخوك زهقان كده مش لازم أتسلا معاك شوية ..
, رمقه عمار بحذر ليقترب حيدر من فريدة يجذبها من ملابسها كالمجرمين لتهتف هي بغضب: إيييدك يا همجي لتوحشك ..
, تمتم عمار بفزع: أنا ملييش دعوة خلاااص هذااكر ..
, حيدر: تؤ تؤ تؤ أنا اللي هذاكرلك بس معليش وأنت متعلق ..
, صرخ عمار بفزع: لاا بقااا مش قبلاااان ..
, حيدر: مش في إيدك تعترض للأسف ..
, هتفت فريدة محاولة التفلت منه: ماتسبني يا جدع إيه المسكة دي طب ع القليلة عاملني باحترام زي عمار كده ..
, هتف عمار بغيظ وعيون دامعة: منك لله كله بسببك ..
, رمقته فريدة بغضب: عيط كمااان عيط مش ممكن يشفق عليك أنا لو منه أعلقك العمر كله لحد ما تبطل الحركات دي يا ضغنن يا دلوع يا حساس يا رقيق ..
, صرخ عمار بغضب محاولاً الوصول إليها: سااامع يا حيدر سامع، أه أنا حساااس أنتي مالك ياللي معندكيش ددمم ولا إحساس ولا مشاعر ..
, صرخ حيدر بغضب يهزهم بين يديه: لاا ما أنا هخرّج كل المشاعر دي منك و منها مشاعر رعب خوف وجع كله كله موجوود أصبروا بس ..
, هزت تسنيم رأسها بغيظ: يخربيت كده أنا حياتي مع جوزي في البيت ده مش مقبولة مش بسيبوه رومانسي دقيقتين على بعض ..
, هتف ربيع من جانبها: ع القليلة عندك دقيقتين رومانسية إنما أنا معنديش للأسف ..
, تسنيم: ما أنت الحق عليك يا رااجل ع الكنبة ياخويا !؟ طب ماكنت تغافلها و تنام جنبها بالليل و تعملوا حاجات رومانسية وحلوة ..
, صرخ حيدر بحدة: تسنيييم ..!
, رمقها ربيع بسخرية: قولتيلي هما السبب !؟
, هتفت ليلى مقتربة منهم بفزع: فيييه إييييه !؟
, عمار: إلحقيني يا مامااااا ..
, هرولت ليلى مقتربة منهم بصدمة: في إيييه يا حيدر سيبهم هما عملولك إيه يخربيت كده أنتوا عرساااان ..
, هتفت فريدة: قولي لأبنك ياختي ..
, عمار: مامااا إلحقيني مش عاايز أذاكر أنا عريييس ..
, رمشت ليلى بعينيها بدهشة: تذااكر ؟ يذاكر إزااي بس يا حيدر يابني بسم **** عليك أنت اتجننت ..
, فريدة: لسا واخدة بالك ..!
, هتف حيدر بحدة: الإمتحان بكرا يا ماما والبيه مش مذاكر حرف لما يبقى يخلص امتحان وينجح وقتها بقا يرجع عريس براحته ..
, عمار: مليش فيه أنا عريس دلوقتي و بعدين يا مامااا إلحقينييي ..
, سحبه حيدر معه بغضب وسط شتائم فريدة لتضرب ليلى كفاً بالآخر وتستدير نازلة درجات السلم سريعاً باتجاه الطابق السفلي ..
, اقتربت من أدهم الدي يحتسي فنجان قهوته وعيونه تُتابع التلفاز أمامه لتهتف بسرعة: قوم يا أدهم بسرعة إلحق عيالك ..
, لوّح أدهم لها بصمت لتهتف: بقولك قووم حيدر هيعلّقهم ..
, زفر أدهم مُبعداً عيناه عن التلفاز وهتف: وأنا مالي ..؟
, ليلى بدهشة: مالك إييه ياخويا العيال النهاردة صباحيتهم ..
, أدهم: بذمتك أنتي شايفاهم عرسان علشان يبقى عندهم صباحية ..!؟
, ليلى بدهشة: أمال اللي حصل مبارح ده إيه وجوزتهم ليه ؟
, أدهم: علشان أخلص منهم أهو جمعناهم في أوضة واحدة و خلاص يتحرقوا بقا ..
, رمشت ليلى بعينيها بصدمة وهو عاد يُتابع التلفاز بلامبالاة لتقترب منه تتحسس جبينه: حبيبي بسم **** عليك أنت حصلك حاجة أنت وأبنك أكيد أنت عيان حاسس بحاجة ؟
, أبعد أدهم يدها عنه: أه حاسس أني جعان أمشي جهزي الفطار يلا ..
, حدقت ليلى به بحذر لتلتفت فجأة ناظرة لسيف الذي اقترب منهم لتهتف: إلحق أخوك يا سيف ..
, قطب سيف جبينه ناظراً لأدهم: ماله؟! عملتي فيه إيييه !؟
, هتفت ليلى بحنق: أنتوا هتتجننوا كلكم مش كفاية العيال، إلحقه مش مهتم في عياله وحيدر هيعلقهم يرضيك كده ..
, سيف بحذر: يعلقهم ليه ؟
, هتفت ليلى بلهفة: قال عايزهم يذاكروا ينفع كده يا سيفو هما عرسااان ..
, توسعت عيني سيف بصدمة والتفت لأدهم: أنت مواافق ..!؟
, ليلى: شوفت أن في حاجة غلط ده كان لازم يطلع ويبعد حيدر عنهم ..
, أدهم: ممكن تتكلموا بعيد عن هنا عايز أسمع التلفزيون ..
, رفع سيف حاحبه بحذر ثم نظر ل ليلى: وأنتي بتحرضيه على عياله ليييه ..؟
, ليلى: أنااا ؟!
, أدهم: يوووو وبعدين معاكم ..
, هزت ليلى رأسها بقلق: مش طبيعي وربنا مش طبيعي ..
, رفعت رأسها نحو تليد الذي اقترب منهم وبين يده صينية صغيرة وضع عليها فنجانين من القهوة ..
, جلس على الأريكة بجانب أدهم واضعاً الصينية فوق الطاولة، ويده امتدت لتُقرب أحد الفناجين باتجاه أدهم هاتفاً بهدوء: خد يا أدهم دوق أنا عملتها بنفسي ..
, سحب أدهم منه الفنجان يرتشف منه ليرفع حاجبيه بإعجاب: **** أنا أول مرة أدوق قهوة حلوة زي دي ..
, رفع رأسه نحو ليلى التي تُتابعهم بصدمة ليهتف: أتعلّمي ..
, تليد: متقلقش هبقى أعلّمهالك ..
, هتف سيف بحدة: أنت يا تليد عملت فيه إيه ..؟
, رفع تليد نظراته له بهدوء: ولا حاجة إحنا اتصاحبنا بس ..
, سيف: يا فرحتي .. شوفتي يا مرات أخويا سبب التغيّر اللي حصل لجوزك وأنتي ولا هنااا ..
, رمقته ليلى بغيظ ونظرت لتليد الذي أخرج من جيبه سيجاراً فاخراً مده لأدهم: خد يا أدهم دوق ده ..
, سحبه أدهم من يده وقطب جبينه: ده جديد ؟
, تليد: أهاا ده أجنبي لسا واصلني الصبح ..
, أدهم: حلو أووي أنا بحب الأجنبي أصل بتاع البلد بقا كله مغشوش ..
, تليد: **** أنت باين بتفهم فيهم ..
, أدهم: أيووون ده أنا ليا تاريخ حافل مع الحاجات دي بس توبت ..
, تليد: يبقى أنسالي التوبة دلوقتي و دوقه وهتدعيلي ..
, اقترب منه يمد الولاعة بين يديه ينتظر أن يضعه الآخر بين شفتيه، أشعله له تحت نظرات ليلى الغاضبة والتي صرخت: أنتوا اتجننتوا فعلااا هات ده يا أدهم هيئذيك ..
, أدهم: أنتي لسا هنا طب والفطار ..
, هتف سيف بحدة ناظراً لتليد: و**** كان قلبي حاسس أن قربك له هيأثر عليه سلباً ..
, رفع تليد حاجبيه وهز كتفيه بهدوء: وأنا مالي ..
, ليلى: مالك إيه أنت فسدته بآخر عمره وهتخليه يتجر لعالم السوء ..
, تليد: طب أنا مالي برضه، وأساساً مفيش حاجة أسمها حد يقدر يفسد حد تاني يا ليلى هانم أو يجره لعالمه أسمها واحد حمار هو اللي بيسمح للناس تجره للفساد ..
, رمشت ليلى بعينيها بصدمة ليلتفت تليد نحو أدهم: لا مؤاخذة ..
, أدهم بسخرية: أبداً خد راحتك قبل ما يجي يوم أفقد أعصابي وأخد روحكم كلكم ..
, رمقتهم ليلى بحدة وابتعدت عنهم تضرب كفاً بالآخر بغيظ ليرفع سيف حاجبيه ينظر لهم بحذر وابتسم فجأة يقترب ليتربع بجانب أدهم يمد يده: هات أجرب أنا كمان ..
, رفع أدهم حاجبه وهتف بحدة: أنت هتلحقني على قبري كمان صح؟ حتى في عالم السوء هتحشر نفسك، ملكاااش مكان هنا أبعد أبعد بص أنا سلمتك مسؤولية كل حاجة روح بقا أخرب الدنيا براحتك ..
, هتف سيف بغضب: بعد الشر عنك هاات اللي معاك ما أنا مش هسيبك تجرب لوحدك ولعلمك أنا قابل للفساد أكتر منك ولا حمل مسؤولية ولا حاجة ..
, تليد: خد خد يا سيفو ده واحد جديد دوقه وسيب أدهم يتبسط ..
, أخذه سيف منه هاتفاً: من غير شكراً ..
, تليد: مش محتاج شكر يا سيفو، أحطلكم قناة رقص ؟
, سيف: لا مصارعة نساء ..
, تليد: أوك ..
, وقف مصطفى على باب الصالة بتجمّد، مضيقاً عيناه بقوة وينقلها بين الثلاثة ليتركهم أخيراً بعدما كاد يُغمى عليه من الصدمة متمتماً بذهول: عوض عليا عوض الصابرين يا رب، العاقل اللي فيهم اتجنن أهو ..
, ١٧ العلامة النجمية
, في شرفة الطابق الثالث، اتكأت ورود على السور أمامها وبين يديها كأساً من العصير الطازج ترتشفه بهدوء ..
, التفتت بسرعة للشرفة بجانبها حيث وقفت نوار التي تهتف: بست أنتي يا وردة ..
, هتفت ورود تهز رأسها: مالك ؟
, زفرت نوار هاتفة بابتسامة خبيثة: صباحية مباركة يا عرووسة ..
, ورود بحنق: صباحية إيه دي يا شيخة سبيني ساكتة أحسن ..
, ضحكت نوار هاتفة: معلش ع القليلة وضعك أحسن من روما وفريدة ..
, ورود: الوحيدة اللي هتكون فرحانة هي نغم .. بعيدة عن الفيلا دي كلها ..
, رفعت نوار حاجبيها هاتفة: أمال جوزك حبيبك فين ؟!
, ورود: جوزي!؟ بيذاكر ياختي صاحي من الفجر وقاعد ورا مكتبه بقاله ساعات ..
, نوار بشفقة: معلش معلش استحملي جوزك دحيح وطموح **** يعينك ..
, ورود بحنق: أمال في حد بالدنيا بيعمل فرحه قبل بيوم من الإمتحان ..
, نوار: ما أنتوا اللي قتلتوا نفسكم أشربوا بقا ..
, هتفت ورود ترمقها بضيق: أنتي هتذاكري ؟
, أشارت نوار على نفسها بضحك: أناا ؟ أنتي بتهزري !؟ بت أوعي تكوني هتذاكري ..
, نفت ورود برأسها: لا خالص بس طلعت هنا علشان أسبله الأوضة ويركز كويس .. أمال جوزك أنتي فين ؟
, نوار بضحك: قولتله أني هذاكر وأنه لازم يأمّنلي جو كويس ومُريح ..
, رفعت ورود حاجبيها لتُكمل نوار: ياعيني فضل مصدوم ساعة كده لحد ما سابلي الأوضة باللي فيها .. تفتكري سابها ليه علشان يأمنلي جو مذاكرة مُريح ؟
, ورود بسخرية: وأنا اش عرفني اللي عارفاه أني عايزة اعيط ..
, نوار بشفقة: معلش .. بقولك يابت يا وردة أنا دلوقتي هاا بفكر أني لازم أذاكر بجد بقا ..
, رمقتها ورود بدهشة من جديتها لتومئ نوار برأسها: أينعم زي مابقولك كده، حاسة إني عايزة أذاكر وأتخرج بقاا، بصي خلاص أنا فكرت كويس، أنا لازم أهتم بمستقبلي وأتخرّج بأسرع وقت، أنا بقيت ست متجوزة وهيبقى عندي عيال ومسؤوليات ولازم أبقى مُتفرغة خالص ..
, رمشت ورود بعينيها بصدمة وقربت رأسها قليلاً تهتف بحذر: بت يا نوار، أنتي حامل !؟
, نوار بدهشة: إيه ؟
, هزت ورود رأسها: مانتي عمال تقولي عيال ومسؤوليات وعايزة تتخرجي، اوعي تكوني حامل ..
, توقفت نوار مكانها بحذر، ويدها امتدت نحو بطنها تتلمّسها بريبة .. رفعت نظراتها مجدداً نحو ورود التي تنتظر إجابة لتستدير بعدها مهرولة لداخل غرفتها سريعاً تحت نظرات ورود المستغربة ..
, نزلت نوار درجات السلم بسرعة واقتحمت الصالة بلهفة .. اقتربت من تليد سريعاً تجلس بجانبه لتهتف: تلييد تلودة ركّز معايا كده ..
, التفت تليد نحوها يهز رأسه بتساؤل لتبتسم نوار متسائلة بحذر: هو أنا حامل !؟
, رمقها تليد بتعجب وأمال رأسه: مش فاهم ..
, هزت رأسها بلهفة وأعادت السؤل: أنا أناا منورة مراتك حامل !؟
, مط تليد شفتيه بخفة وهتف يهز كتفيه بهدوء: أممم مش عارف أنا مش حاسس بحاجة، أنتي حاسة !؟
, هزت نوار كتفيها هي الأخرى: و**** ولا أنا، أمال البت ورود جابت الخبر ده منين !؟
, قطب تليد جبينه بحذر وتمتم: ورود جابتلك الخبر ده !؟
, نوار بحيرة: أيوون دي بتقولي أني حامل ..
, تليد: وهي عرفت إزاي ..؟
, نوار: و**** ياخويا معرفش .. منها لله فرحتني ع الفاضي قولت هيجيني واد عسل شبهك كده ..
, ابتسم تليد بتوسع ليرمقهم أدهم بنظرات خاوية و وجه بارد ليهتف بهدوء: بقولك يا تليد ..
, التفت تليد نحوه ليهتف أدهم مُشيراً للباب: خد مراتك و غور من وشي وصحبتنا انتهت ..
, تليد بتفاجؤ: ليه بس كده ده أنا بدأت أحبك و**** زي هارون ..
, أدهم: وأنا مش بحبك ياخويا وكنت بستغلّك ده أنت صاحب سوء ياجدع ..
, سيف: جدع يا دومي خد سجايرك الأجنبية دي وغور في داهية أنت والست الحامل دي يا قليلين الأدب يا أغبياء مبتعرفوش الست بتحمل إيمتى ؟
, نهض عن جلسته بغضب والتفت لهم: ينفع كده يا تلة تكسفنا قدام المخلوقة ماكنت تعالا وأسألني طيب ..
, تليد: أسألك إيه ؟
, سيف: يابني أنا زي أبوك متتكسفش هقولك وأديك نصايحي الذهبية اللي أديتها لدومي وميصو زمان وببركتي الحمد**** كله جاب قرود حلوين اللهم بارك يعني ..
, هتف أدهم بحدة: بقولك يا سيفو غور مع تليد ومراته أنت كمان وسيبوني لوحدي ..
, هتف سيف: متتكسفش أنت كمان يا أدهم واعترف بفضلي عليك ..
, التفت فجأة نحو درجات السلم حيث يهتف زين باهفة: إلحققق يا سيفووو هيجيلك حفيددد لولولوليي ..
, توسعت عيني سيف بدهشة ونهض أدهم عن جلسته بحذر ليظهر زين أمامهم يكاد يقفز من فرحته وهو يُمسك كتابه بيده: البت بتولد باين ..
, تليد: بت مين ؟
, زين: البت مرات هارون ..
, هتفت ورود بغيظ: ماتسيب الكتاب ده من إيدك يا زفت ارحمني بقاا ..
, هتفت ريماس من خلفهم تنزل درجات السلم بجانب هارون: منكم لله هييجي أبني أهبل ..
, هتفت ليلى مُقتربة منهم بجانب مروة وعبير: في إيه أنتي بتولدي بجد ..؟
, ريماس: و**** ما أنا عارفة هما قالوا كده ..
, رمقتها والدتها زينة بغيظ: متعرفيش إزاااي ..؟
, هارون: في إيه يا جماعة أنتوا بتشكّكونا ليه ده بدل ما تفرحوا، خلاص إحنا هنروح المستشفى دلوقتي ومش هنخرج قبل ما تولد ..
, ريماس: نعم ياخويا أنتوا هتحجزوني هناك، أفرض مثلاً مكنتش هولد ..
, زين: لا هتولدي أنتي بالشهر التاسع ولسا بتقولي أنك بتتوجعي والولد بيتحرك، ولادة دي ولا مش ولادة ..؟
, مروة: لا حول ولا قوة إلا ب**** أنتوا مجانين ..
, ليلى: حمزة فين ؟
, هتف حمزة من خلفهم بغيظ: حمزة دكتور قلب ياللي معندكوش قلب مش ولادة ولا ستااات ..
, ضحكت رحمة تنزل الدرجات بجانبه: هو في اختصاص ستات كمان ..
, تأفف حمزة بغيظ هاتفاً: مليش دعوة فيكم كلكم روحوا المشفى و..
, قاطعته صرخة ريماس المتوجعة: أنا شكلي بولد بجد منكم لله ..
, هتف زين بدهشة: في إيه أنتي عايزة تحبسي الواد في بطنك طول عمرك ولا إيه يا أنانية سامع يا تليد ..
, اقترب تليد منهم: لا ماهو تلودة الصغنن هيخرج غصباً عنها ..
, زين: سمعتي !؟
, هتف سيف بفرح: **** حفيدي هييجي الولد الأول في الفيلا دي هيبقى حفيدي جامد يا سيفووو كالعادة ..
, تعالت الأصوات من خلفهم حيث صرخ عمار راكضاً باتحاه ليلى: إلحقيني يا مامااا مش عايزني أحضر ولادۃ ريماس ..
, هتفت ليلى تنظر لهم بحدة: بقولكم إيييه ريماس بتولد مش عايزة نفس وأنت يا حيدر أتلم بقاا ..
, رمقها حيدر ببرود لتهتف فريدة بشماتة: أتلم هااا ..
, ضربها حيدر على رأسها بغضب لتدفعه فريدة بيدها بغيظ ليعود هو ليضربها بقوة أكبر حتى صرخت بألم وامتدت يدها محاولة رد الضربة لتصرخ أكثر حالما ارتطم برأسها حذاء ليلى التي فقدت أعصابها ..
, هتف ربيع يمسح رأس فريدة بخفة: معلش معلش دي تبقى أمك ..
, رمقته فريدة بغيظ ورفعت يدها بوجهه: متلمسنيش يا متحرّش ..
, نظر ربيع لها بطرف عينه وهمس بحدة: مش من جمال أمك ..
, شهقت فريدة بصدمة: أمي مش جمييلة !؟
, دفعتهم تسنيم بحدة ومرّت من بينهم لتصرخ: مييين بيولد هناا ..؟
, مروة بحدة: وهو مين حامل غير ريماس يعني ..
, تمسكت ربماس بهارون تهتف بنبرة باكية: منكم لله هتجننوني ..
, تليد: هارون شيلها ..
, رمقه هارون ببلاهة مربتاً على كتفها ليُهدئها: أشيل مين لا مؤاخذة، لو لاحظت حضرتك دي حجم عائلي وأنا ضهري مش هيستحمل ده أنا مستني حد منكم يتبرّع ويشيلها معايا ..
, ضحك زين بسخافة رافعاً يديه مع كتابه الذي لم يُفلته: أنااا أنااا عارف أنا طول عمري بشيل حوامل ..
, تمسكت ريماس بهارون بحدة: أنت هتشيلني وحالاً أنا بولد أبنك لو حضرتك ملاحظ ده يعني ..
, تليد: أنتي بتولدي في تليد الصغنن يلا يا هارون شيلها عيب دي مراتك ..
, رمقته ريماس بتحفز متناسية وجعها: وأنت جاي تفتكر دلوقتي أني مرااته ؟
, هارون: بقولك إيه يا حبيبتي أهدي وخدي نفس أنا و**** خايف خلفة فهد تلحقني لحد أبني ..
, أدهم: مش كفاية بقااا .. اتفضل يا هارون ساعد مراتك وحد منكم يجهز العربية حالاً ..
, هتف تليد: ماترجع تصاحبني يا أدهم بالمناسبة السعيدة دي ..
, أدهم: لاا ..
, هتفت ليلى مقتربة منهم هي وباقي النساء: يلا بقا هنستناكم برا مروة جابت الحاجات اللي هنحتاجها للولد وأمه ..
, أسرعت النساء للخارج لتهتف ريماس من خلفهم: خدوني معاااكم أنا اللي هولد على فكرة أنتوا رايحين فين ..!؟
, تنهد هارون يرمقها بتفكير لتُمسكه من ملابسه: أنت لسا هتفكر شيييل قبل ما أفضحك في الداخلية كلها و أروقة المحاكم ..
, زفر هارون هاتفاً: مش علشان خايف هاا بس صعبتي عليا ..
, تمتمت ريماس ببكاء: شكرا ..
, انحنى هارون يحملها ناظراً لها بشفقة ليدفعه سيف بفرح متلهف: يلاا يلااا مستعجلين حفيدي هييجي ..
, سار الجميع خلفهم نحو الخارج حيث جُهزت السيارات للإنطلاق ..
, ١٨ العلامة النجمية
, بعد مدة ليست بقليلة ..
, وقف زين يضم كتابه لصدره يفتحه كل دقيقة يتمتم بطلاسم ويعود ليُغلقه فيما عمار يقف متكتفاً مقابلاً له يرمقه بتهديد ويُشير له بإغلاقه قبل أن يلمحه حيدر الذي ينتظر بصبر أن تنتهي تلك الساعات ليعود ويحجزه للدراسة بجانب تلك التي ترمقه بحدة وإغاظة ..
, التفت زين نحو العائلة التي تملأ الرواق الواسع فيما يجلس تليد على مقعد بجانبه يهز قدمه بتوتر وقد لمح الآن بشكل واشح اللهفة في عينيه اللامعة ..
, ابتسم زين بدهشة ورفع نظراته نحو هارون الذي يتمشّى داعياً ألا يأخذ ولده ملامح فهد .. ليتنهد ويجلس بجانب تليد ينتظر معهم خائفاً من نظرات عمار و ورود المهددين له ..
, خرجت الممرضة بعد دقائق لتفزع مُتراجعة للخلف بحذر ما إن اقتربت العائلة كلها نحوها وكأنهم هجوم .. تمتمت سريعاً تمدّ الصغير بيدها: ولد ولد ألف مبروووك ..
, رمقها الجميع بدهشة من خوفها إلا أن سعادتهم كانت أكبر بذلك الصغير الملائكي الملفوف ببياض ناصع وكأنه مُحاط بغيمة قطنية لطيفة تزيده براءة ..
, أخذه أدهم منها سريعاً بعيون دامعة بفرح وابتسامته ازدادت اتساعاً وحناناً .. انحنى برأسه نحوه يُقبله بخفة و رقّة مُستشعراً صغر حجمه بين ذراعيه .. تنهد مؤذناً ي أذنه متأملاً عيونه الصغيرة المغلقة ..
, رفع نظراته بعدها خارجاً من عالمه ليرى وجوه العائلة جميعها ما بين ضاحكة وباكية من السعادة واللهفة ..
, أول *** في عائلة عز الدين والذي من الواضح أنه سيكون لعبة مُسلية بين أيديهم جميعاً ..
, تناقلته الأيدي بفرح وسعادة حتى خرجت صرخات الصغير الباكية والمنزعجة ولم يصل الدور بعد إلى هارون الذي تكتف يرمقهم بغيظ ..
, ضحك أدهم هاتفاً: أدوا الواد لأبوه عيب كده وروحوا أتطمنوا على ريماس بقا ..
, ابتسم هارون بلهفة واقترب منهم يدفعهم بتهديد حتى استحوذ على أبنه أخيراً يضمه لصدره بحنان، ابتسامته اتسعت بحماس وشعور غريب داخله، خفتت تدريجياً وحلّ محلها الحنان والشرود ..
, ربما تذكّر نفسه به، كلامهم بأنه كان أول ولد يدخل الفيلا بينهم ويُضفي الفرحة عليها .. وها هو الآن صغيره أول حفيد في عائلته المحبة .. وكأن التاريخ أعاد نفسه ليُسعده ويشهد ولادته هو نفسه مع ولادة صغيره ..
, دمعت عيونه بشرود حتى تغبّشت رؤيته لصغيره الدي عاد لهدوئه بين يديه ليشعر بيد تليد بجانبه تنتقل من كتفه نحو دمعته التي سالت على وجهه بغير شعور يمسحها له بخفة ..
, التفت هارون له يراه يبتسم هو الآخر بفرح وعيون دامعة، وكأن شعوره الداخلي الغريب يوازيه عظمة ..
, ابتسم هارون متنحنحاً ليجلي صوته: وأهو تليد الصغير جه ..
, ابتسم تليد يمد يديه يأخد الصغير منه: ألف مبروووك يلاا بقا هاته وروح لمراتك ..
, أعطاه هارون له والتفت نحو سيف الذي يقف بجانبه وهو الآخر بدى الشرود على ملامحه رغم ابتسامته التي لم تفارقه ..
, رمقه سيف فجأة ليرى عينيه معلّقة عليه لتتسع ابتسامته ويقترب منه يحتضنه بقوة، ربما شكراً لوجوده بينهم منذ ولادته وحتى الآن، أو شكراً لأنه دائماً ما يُدخل الفرح لقلوبهم .. قديماً بدخوله لعائلتهم والآن بإهدائه لهم أول حفيد في تلك العائلة ..
, تفرّق الجميع بعد لحظات بعضهم بقي بجانب تليد الذي جلس فوق المقعد مستحوذاً على الصغير بنبضات قلب تتقافر داخله بفرح لن يستطيع وصفه لأحد .. كان وكأن الصغير ولده هو ومن صلبه وليس فقط ابن أخيه الوحيد ..
, ويجزم بأنه لو كان ولده لأحبه بنفس القوة والطريقة بدون فرق ..
, فيما بعضهم الآخر اتجه نحو الغرفة التي وُضعت بها ريماس للإطمئنان عليها وتهنئتها ..
, بعد أيام ..
, طرق تليد باب الغرفة بخفة وحماس حتى فُتح أمامه، تغيرت ملامح المتحمسة لبرود آمر: خشي هاتي الواد ..
, جزت ريماس على أسنانها مشيرة بكل الإتجاهات بغير هدى: الواد اللي بتقول عليه يبقى أبنيييي .. الولد ده عايز مامته وباباه مش عمه ..
, اتكأ تليد على حافة الباب مشيراً للداخل: خشي هاتي الواد ..
, تأففت ريماس بحنق لتهتف بغيظ: هارووون تعالا تفاهم مع البني آدم ده رفعلي ضغطييي ..
, تنهد هارون من داخل الغرفة واقترب يدفع ريماس من جانبه، وقف مقابل تليد ليهتف: في إيه يا تليد كل يوم خناق ..
, تليد: أسأل مراتك مش عايزة تديني الولد هي فاكراه حكر عليها الولد للجميع ..
, صرخت ريماس من الداخل: وبقانون مين ده بقااااا أنتوا شايفينه ملك حكومة ..
, هز تليد كتفيه: مفيش مشكلة نسجّله باسم الحكومة عادي ..
, هارون: هوب هووب أنت وهي هو باسمي وأنا الحكومة على فكرة ..
, تليد: حلو أووي خشي يا حكومة بقا اديني أبنك ..
, مدت ريماس رأسها بغيظ: لاا بقاااا لهنا وستووب مفيش ولد حرام عليك الواد كده هيتعود عليك ..
, تليد بابتسامة: أه ما أنا عايز كده ..
, رفعت ريماس حاجبيها ونظرت لهارون بتهديد ليهتف هارون: خلاص يا تليد تعالا بعد ساعة ..
, نفى تليد برأسه: لا دلوقتي أنا عايزه دلوقتي ..
, ريماس: الولد نايم ..
, تليد: يا كدابة ..
, ريماس: ما تحترم نفسك ..
, تعالى بكاء الولد من الداخل ليقطب تليد جبينه: بتخلوه يعيط ليه يا أهل يا محترمين خش يا هارون هات الولد قبل ما أتجنن عليك ..
, رمقه هارون بضيق واستدار للداخل لتلحق ريماس به: أنت هتديهوله ..
, حمل هارون الولد بين يديه وابتسم يهزه محاولاً تهدئته: بس يا ريماس الولد بيعيط من زعيقكم ..
, اتجه يقف أمام تليد الذي عاد الحماس لعينيه، ومد يده يتلقفه بين ذراعيه بسرعة ليهدأ الصغير فجأة متوقفاً عن بكائه ..
, رمشت ريماس بعينيها بصدمة لتصرخ فجأة: شوووفت حصللل إيييه الواد مبقاش بيهدأ إلا في حضنه ده فاكره باباااه ومامته ..
, هارون: يا ستي كده أحسن خشي نامي واستريحي مش حضرتك اللي بتزني عليا أنك تعبانة والولد مش بيخليكي تنامي الليل ..
, هتفت ريماس: أها بس ده عادي من التعب ماكل الولاد كده ثم أن البركة في أخووك صاحي ومتحفز ليلاً نهاراً ده هو بيصحى على صوته قبلييي ..
, هارون بابتسامة: شوفتي مريحك إزاي ده بدل ما تشكريه يا ناكرة المعروف ..
, ريماس: أشكره إيييه وهو كل مرة بيتهمني بالتقصير أني سايباه يعيط ماكل العيال بيعيطوا ..
, لوح هارون بيده بلامبالاة وألقى بنفسه فوق سريره يتنهد براحة تحت نظراتها المغتاظة ..
, في غرفة جانبية ..
, تربع تليد فوق بابتسامة تشق وجهه فرحاً، فيما وضع الصغير فوق قدميه يرمقه بحب ويداه تُلبسانه في قدميه الصغيرتين حذائاً قماشياً ملوناً بالأزرق الغامق ذو رباط مطاطي عند كاحله ..
, توسعت ابتسامته يحمل الصغير أمام عينيه يتأمّله بذلك الحذاء الذي اشتراه له مجدداً ..
, تلك الأحذية القماشية الصغيرة كانت أكثر ما يجذبه من ملابس الصغار .. وقد اشترى لتليد الصغير الكثير منها حتى من قبل قدومه لهذه الدنيا ..
, وها هو الآن يُجربها له كلما استحوذ عليه، فيما يرفع هاتفه يُصوره بها حتى ملأ هاتفه بألبومات صور للصغير بأوضاع مختلفة وأحذية مختلفة ..
, جلست نوار بجانبه تتأمل فرحته وابتسامته التي لا تراها إلا برفقة الصغير .. هتفت فجأة: تليد أنا عايزة ولد ..
, التفت تليد نحوها بتنبه لتهز رأسها بحب: أه عايزة ولد أنت مش عايز !؟
, رمش بعينيه ينظر لها ثم نظر للصغير بين يديه، ابتسم بحنان وهز رأسه: أه، بس عايزها بنت ..
, نوار: بنت !؟
, زادت ابتسامة تليد يقبل الصغير بوجهه ورأسه: أه عايز أجوزها لتلودة الصغنن ..
, تنهدت نوار ترمقه بصمت لتهز رأسها فجأة هاتفة: ماشي بنت بنت ..
, ابتسم ملاعباً الصغير فيما اتكأت هي بظهرها على السرير تتأملهما بحب ولهفة تتخيّله يلاعب أبنه هو أو أبنته ..
, ١٨ العلامة النجمية
, بعد أيام ..
, قطب عمار جبينه بضيق وقلق يشعر نفسه في محاكمة .. رفع نظراته نحو حيدر الذي يجلس خلف مكتبه في غرفته يضع قدماً فوق الأخرى لتلتقي نظراته الغاضبة والمهددة به ..
, هتف عمار بسرعة: سامع ؟
, حيدر: تؤ، وكمل مذاكرة أحسلك يا عمااار ..
, عمار بلهفة: تليد الصغيرة بيعيط خليني أروح أشوفه هكون واحشه ..
, رفع حيدر حاجبه بسخرية: أولاً الواد مس بيعيط يا كداااب ثانياً فيه مية غيرك يسكتوه ثاالثا وهو الأهم انت هتوحشه ليه يالااا اتنيل ذاكر احسنلك ..
, تأفف عمار وتكتف بحنق وهتف: ماهو يعني أنا م..
, رمقه حيدر بتهديد ليهتف عمار باستعطاف: مش حرام عليك أنا عريس مبقاليش كام يوم متجوز مش حرام عليك يا حيدر أنا مكنتش فاكرك كده ..
, هتف حيدر بغضب: أخرس وعينك في مذاكرتك ..
, نفخ عمار بضيق ونظر له: بقولك يا حيدر أنا عندي سؤال ..
, رمقه حيدر بصمت ليبتسم عمار هاتفاً: أنت مش عايز ولد زي هارون !؟
, بقي حيدر صامتاً ليهتف عمار: زي أبن هارون قصدي ..
, حيدر: وأنت مالك ..؟
, ابتسم عمار بلهفة لتغيير الموضوع: مالي إييه مش هيبقى أبن أخويا ..
, رفع حيدر حاجبيه وابتسم فجأة: أنا عايز بنت ..
, رمقه عمار بدهشة: أشمعنا ..؟
, هز حيدر كتفيه: بحب كده ..
, ابتسم عمار بلهفة: يبقى أنا كمان عايز بنت وهسمّيها علا ..
, التفت حيدر نحوه: علا !؟
, عمار بفرح: أيووون أولاً أسم حلو ثانياً أول حرف من أسمها زيي، ثالثاً دي تبقى حبيبتي السريّة ..
, هتف حيدر بحدة حذرة: نعممم ؟
, تراجع عمار للخلف بقلق: قصدي القديمة من أيام إعدادي ..
, هتف حيدر معتدلاً بجلسته: وأنت يالا كنت مقضّيلي أيام إعدادي حب وعشق وهياااام !؟
, نفى عمار برأسه بسرعة ليصرخ حيدر: عينك في مذاكرتككك ..
, رمقه عمار يضمّ قبضتيه بغضب ليقذف الأوراق فجأۃ من أمامه ورمى القلم باتجاهه بنفاذ صبر: لا بقااا أنا مش هقبل المعاملة دي خالص، بص يا حيدر يا أما تعاملني باحتراااااام لأما هتبرا منككك خااالص أنا كمان عريس ومتجوز وعندي مسؤوليات تاانية ..
, توسعت عيني حيدر بصدمة ليخرج صوت فريدة التي تُصفّر وتصفق: برافوووو شابوو ليك يا عمووورة أنا مش مصدقة نفسييي بقيت راجل أخيراااا ..
, التفت عمار نحوها بحنق وغضب: أنتي ماااللك قلتلك متدخلييييش وأه بقيت راجل زيك ..
, رفعت حاجبيها بغضب ليرمقها هو باستفزاز لتهتف مشمّرة عن ذراعيها: أنت بقاا عايز تربية يا توأمي ..
, رمقها عمار بحذر وهتف: أها أنتي بقا هتطلّعي جنانك عليا بقولك إيه أنتي ست متجورة روحي لجوزك خليه يلمك ..
, شهقت فريدة بصدمة والتفتت نحو حيدر الذي مازال على صدمته وملامحه تتغير تدريجياً لتصبح أقرب لسفاح ..
, تراجعت فريدة بحذر مُشيرة برأسها نحوه ليقطب عمار جبينه وينظر نحو إشارتها ..
, ابتلع ريقه متمتماً بخوف: منك لله مش دي نصايحك ..
, فريدة بحدة: استرجل يالااا ..
, حيدر: فريييدةةةة ..
, تمتمت بفزع: مليش دعوة المرة دي وربنااا ..
, نهض حيدر عن جلسته ليصرخ عمار بفزع متمسكاً بفريدة يحتمي بهااا ليقترب منهما بوجه غاضب مهدد: أنتي بتزرعي أفكارك العبيطة بدماغ عمار لييييه !؟
, تراجت فريدة للخلف محاولة ضرب عمار وإبعاده عنها ونظرت له هاتفة: أفكار إيه و زراعة إيييه عمار ده طلع دماغه أرض غير صالحة للزراعة أرض بووور أنا لو هشوف إنجازاتي كنت شوفتها من زماااان بس هو غبييي مش بيطاوعني ولا بيتعلم ..
, هتف عمار بفزع وغضب: مش بطاوعك إييه أنا زعقتله أهوو مش أنتي قولتيلي أزعقله و هيبقى يعملك حساااب ..
, زادت حدة عيون حيدر بتهديد لتهتف فريدة بقلق: أانا ك..كان قصدي حساب بنك بنك مش مش زي ما أنت فهمت هاا يا حيدر شوفت أنه غبي ..
, عض عمار شفته يرمق حيدر بفزع وهو يحاول التراجع للخلف والهرب قبل أن يستمع لصرخة فريدة التي تُحاول إبعاد يد حيدر عن خصلاتها التي يجذبها بقوة ..
, توسعت عيناه بفزع وهرول خارجاً من الغرفة حتى اصطدم بزين .. نظر له لتتغير نظرات الفزع لغضب صارخاً وهو يراه يمسك محاضراته: أنت إييه يا أخيييي حراام عليك لو عايز تذاكر أتنيل في أوضتك مش ناقصني أنااا ..
, رمقه زين بسرعة: هشش أسكت مش شايفهم بيتخانقوا ..
, رمش عمار ناظراً لتليد الواقف أمام غرفة ريماس والتي يظهر وجهها فقط من الباب غاضباً مغتاظاً ..
, هتفت ريماس بحنق: زين خده وأمشي من هنا ..
, اقترب زين منها هاتفاً: ماتديه الواد يا ريماس يا أنانية أساساً تلودة الصغير بيهدأ وبيفرح مع بليد أكتر منك مش كده يا عمورة ..
, عمار: أها أنا لاحظت كده برضه ..
, هتف تليد بهدوء: خشي هاتيه يلا أنا مش فاضي كل يوم أعيد نفس الكلام ..
, زين: أهاا المفروض أنتي حفظتي اللي هيحصل هو يخبط ع الباب من هنا وأنتي تشيلي الواد وتفتحي الباب تديهوله من هناا ..
, ابتسم تليد يهز رأسه برضى لتهتف ريماس تمد الصغير به فجأة: خد وحسابنا لما يرجع هارووون ودي آخر مرة هديهولك ..
, رمقها تليد ببرود وأخذ الصغير متجاهلاً الجميع عائداً نحو غرفته بابتسامة ..
, لاحقه زين بعينيه بصمت ليرمي فجأة المحاضرات أرضاً أمام عيون عمار المذهولة ..
, هتف عمار بقلق: أنت كويس رميت العلم ليه مش عادتك ..
, هتف زين بضيق: مش شايف أن بليد بقا مهتم بالواد أوي ..؟
, عمار: أه وماله ..
, زم زين شفتيه بضيق وتركه متجهاً لغرفته صافعاً الباب خلفه بقوة ..
, خرج بعد دقائق طويلة متجهاً لغرفة تليد، طرق الباب ودخل بسرعة ليراه يُلاعبه وقد ألبسه حذائاً ملوناً جديداً ..
, هتف زين: بليد.. بلييييد ..
, تليد: ها ..؟
, اقترب زين يُدير وجهه نحوه: ركز هنا معايااا لما بكلمك ..
, رمقه تليد بدهشة ليهتف زين: كتبتلك قصيدة ..
, رمش تليد بعينيه ليبتسم فجأة: بجد ؟
, زين بحماس: اااه..
, تليد: بس المرة الجاية أكتب لتلودة الصغنن ماشي ؟
, اختفى حماس زين وهتف: لاااا بقاا مش عايز أنا بكتبلك أنت وبسسس وسيب الواد من إيدك هسمعهالك ..
, حضن تليد الصغير متراجعاً بظهره: قول ..
, رمقه زين بغضب وأخرج ورقة من جيبه هاتفاً بضيق: جاء تليد الصغير وتحول تليد الكبير إلى حقير ..
, تليد الكبير حقير..
, حقير ..
, حقييير ٤ نقطة
, تليد: **** ..
, رمقه زين بغضب: أنت فرحان !؟
, تليد: أوووي يلا روح كمل مذاكرة بقا ..
, تمتم زين بحنق: أنا هوريك أنا هقول لهارون عليييك ..
, لوح تليد بيده بلا مبالاة ليزفر زين بغيظ ويخرج من الغرفة بغضب ..
, مساءً ..
, هتفت ريماس متكتفة بحنق: يعني عايزاك تلاقيلي حل ..
, هتف زين متمسّكاً بهارون يديره نحوه: لاقيلي أنا الأول خلي بليد يرجعلي ويسلّيني ..
, هتف هارون بغضب: أنتوا مش بتزهقواا حرام عليكم أنا واحد تعبان عايز أكل وأنام ..
, هتغت ريماس بحنق: لا بقاا مفيش نوم قبل ما نحط النقاط على الحرووف ..
, هتف زين بحدة: هو ده وقته أنتي هتخليه بتشغل بالنقاط ويسيب الموضوع الأساسي ..
, رمقته ريماس بصدمة ليهتف زين فاتحاً باب الغرفة: قوم معايا لبليد كلمه يلااا ..
, فتح تليد باب غرفته ليستدير الثلاثة نحوه .. رمقهم ببرود وهو يحمل الصغير بين يديه ليهتف: هاي ..
, هتفت ريماس بحنق: هارووون أتصرف ..
, اقترب تليد منها يعطيها الصغير: خدي غيريله البامبرز ورجعيهولي أنا هستنى هناا ..
, التفتت ريماس نحو هارون: هاروون يا أنا يا هو ..
, هارون بحدة: مش كفااية بقاااا خناقات كل يوم عيب عليكم هاخد أبني وأمنعكم تشوفوه خالص لو هتفضلوا كده ..
, زين: أه خده يا هارون وسافر بيه لمكان بعيد أووووي ..
, هتف تليد: يلا أستعجلي ..
, جلست ريماس تضم صغيرها ترمقه بغضب: ملكش دعوة ويلا برا الأوضة عايزين ننام ..
, رفع تليد حاجبيه والتفت لهارون: سامع ؟
, رمقه هارون بغضب لتهتف ريماس: سامع وموافق يلا بقاا ..
, حدق تليد بهارون الذي بقي صامتاً ليرفع حاجبيه بحدة: ماشي يا هاروون أنا هسيبلك كل حاجة وأمشي ..
, اتجه خارجاً من الغرفة ليهتف زين بضيق: أنتوا عملتوا إيييه لا متفقناش كده ..
, هارون: بقولك إيه يا زين أطلع برا أنا مصدع ..
, طرق باب الغرفة ودخلت نوار هاتفة بلهفة: إلحق يا هارووون تلودة اتجنن ..
, التفت هارون نحوها لتهتف: تعالا معايا هو هيسيب الفيلااا ..
, هارون باستنكار: نعم !؟
, هتفت بسرعة: وربنا تعالا وقفه يلااا ..
, نهض هارون عن جلسته يكاد يصرخ غيظاً ليدخل غرف تليد يراه يرتب ملابسه بحقيبة صغيرة ليهتف بحدة: أنت اتجننت بتعمل إيه ..؟
, هتف تليد متابعاً عمله: بلم هدومي هسيبلك الفيلا وأمشي ..
, هارون: يا راجل أنت يالا بتحسّسني أنك مراتي التانية ليه وكل مرة بتتقمص وعايز تمشي ..
, ترك تليد ما بيده والتفت نحوه بحدة: الأولى أناا عارفك قبلهااا ..
, توسعت عيون هارون بغيظ: وأنت ده اللي هااامك .. أعقل يا تليد وخلي الليلة تعدي حرام عليكم أنا تعباااان كل اليوم في الشغل وبالآخر بدل ما تريحوني تتعبوني أكترررر لا بقاااا أنا لازم أحط النقاط على الحروف بجدددد ..
, رفع تليد حاجبيه بدهشة من انفعال الآخر وتمتم: طب متتعصبش حطها بهدوء ..
, رمقه هارون بحنق ليهتف تليد: قوم قول لريماس تجهز الواد أنا هاخده معايا وأمشي ..
, هتف زين يدخل الغرفة: عمو أدهم بيقولكم عايزكم تحت ..
, زفر هارون بحدة ليخرج تليد من الغرفة: وأنا كمان عايزه ..
, نزل الجميع درجات السلم ليهتف أدهم بتحذير: أنتوا مزعلين تليد ليييه وعايزينه يمشي ..
, رمقه هارون بدهشة: نعممم !؟
, زين: شوفت ياعمو أهو اسأله كان بيلم هدومه ..
, التفت أدهم نحو تليد ليهتف: بقولكم إيييه تليد هنا خط أحمر محدش يقرب عليه وقول لمراتك تسيبه في حاله يا هارون وتديه الواد ..
, نزلت ريماس درجات السلم لتهتف: مايتعلم ويجيب ولد لنفسه بلاش يفضل باصص لولاد الناس كده ..
, هتف تليد ببرود: لا أنا عايز ده ..
, هارون: أصله إنتاجي ومحبوب أوي أنا عارف ..
, رمقتهم ريماس بغيظ ومدت الصغير له: خد خددد أشبع بيييه أعمل أمه وأبووه وكل حاجة وأنت اللي هتغيّرله البامبرز ..
, ابتسم تليد يأخذه وينظر لها: أه هغيرله ملكيش دعوة ..
, زفر هارون بضيق ناظراً لهما ليتنهد مستسلماً كلما يلمح السعادة والحب في عيني تليد نحو صغيره ليتركهم صاعداً درجات السلم فيما هتفت ريماس بحنق: ماااشي أنت كده هتريحني أووي وأبقى أما يعيط رضعه أنت كمان سااامع ..
, راقبها تليد تصعد درجات السلم ليهتف: أه هرضعه وماله أنتي بس اللي ترضعي يعني ..
, ضحك زين بغيظ وصرخ فجأة: منكم لله، بقااا كده يا عمووو ..؟
, أدهم: هش هش ويلا من هنا على مذاكرتك وبلاش تخليهم يعصبوا تليد تاني ..
, التفت تليد نحوه: أنت رجعت تصاحبني ؟
, أدهم: أيووه أصلك واحشني ..
, ابتسم تليد مقترباً منه: **** حيث كده خد ده ..
, جلس بجانبه على الأريكة يضم الصغير بيد وبيده الأخرى يُخرج سيجاراً فاخراً من جيبه ليهتف أدهم: أجنبي هاا أصل تبع البلد مغشوش ..
, تليد: أجنبي أباً عن جد ولا يهمك خد دوق وهتدعيلي ..



 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
رووووووووووووووووووووووووووووووعه
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%