NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول أسطورتي (تنهيدة قلب) | السلسلة الرابعة | ـ اثنان وأربعون جزء 17/10/2023

ناقد بناء

مشرف قسم التعارف
طاقم الإدارة
مشرف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
17 ديسمبر 2021
المشاركات
8,828
مستوى التفاعل
2,856
الإقامة
بلاد واسعة
نقاط
15,617
الجنس
ذكر
الدولة
كندا
توجه جنسي
أنجذب للإناث
➤السابقة



الأول

الشخصيات
,
, أدهم عز الدين & ليلى محمود الحديدي
, أولادهم: حيدر ، عمار ..
, سيف عز الدين & مروة
, أولادهم: هارون ، رحمة ، زين ..
, مصطفى عز الدين & عبير جابر بن حيان😂
, أولادهم: ورود ، ربيع ..
, أحمد سعيد& نور عز الدين
, أبنهم: زياد ..
, كرم الحديدي & إسراء
, أولادهم: وسام ، نوار ..
, الشخصيات الرئيسية ..🌸
, هارون سيف عز الدين: شاب في25 من عمره .. طويل القامة عريض المنكبين ذو جسد رياضي وعضلات بارزة نتيجة لطبيعة عمله فهو ضابط برتبة رائد في الداخلة قسم مكافحة المخدرات .. وسيم بشكل كبير بعينين سوداوتين واسعتين ورموش كثيفة .. شعر أسود لامع غزير مع بشرة حنطيّة وذقن خفيفة مُهندمة .. قوي الشخصية صارم وجاد في عمله وطيب القلب ومرح خاصة مع عائلته وأخوته ..
,
, حيدر أدهم عز الدين: شاب في الخامسة والعشرين من عمره يصغر هارون بعدة أشهر .. درس إدارة أعمال ويعمل الآن في شركة عز الدين التي كبرت وازدهرت وأصبح لها فروع عدة .. طويل القامة بجسد مُتناسق ومعضل .. ذو عيون خضراء غامقة وشعر أسود كثيف وملامح جميلة هادئة ووسيمة .. اجتماعي كثيراً وأحياناً بارد .. طيب القلب وذو كبرياء حاد متفوّق في عمله ويتمتّع بذكاء كبير جعله يترأس إدارة الشركة بوقت قياسي ..
,
, زين سيف عز الدين: في 21 من عمره في سنته الأخيرة من كلية التجارة .. ومن شابه أباه فما ظلم .. شاب مرح ومتفائل مجنون ومتهور تلحقه المشاكل أينما ذهب أو هو من يلحق بها .. ويعشق سباق السيارات منذ صغره .. ذو عيون زرقاء كعيني أبيه وجسده رياضي لممارسته الرياضة دائماً شعره بني غامق مائل للسواد .. نسخة مصغّرة من والده إلّا أنه الأول على دفعته دائماً ومجتهد في دراسته وذكي ويتحمل المسؤولية إن لزم الأمر .. يعشق أخوه هارون ومتعلّق به ..
,
, عمار أدهم عز الذين: الإبن الأصغر لأدهم وصديق زين .. شاب مرح وهادئ بعض الشيء إلّا أنه مع زين ينقلب رأساً على عقب .. جميل بعينين زرقاوتين جميلتين وشعر بني مائل للسواد .. يكبر زين بعدة أشهر ويدرس معه في نفس الكلية .. مُلازم لزين كظله في كل شيء يعشق عائلته كثيراً ليس فقط أهله بل أعمامه وأصدقائهم فهم كعائلة واحدة .. يُحب أخيه حيدر كثيراً ولكن علاقتهم باردة وجافية ..
,
, ربيع مصطفى عز الدين: في الثاني والعشرين من عمره .. في سنته الخامسة من كلية الطب .. مجتهد وذكي .. هادئ وطيب القلب .. حنون كثيراً خاصة على أخته الصغيرة التي يعشقها .. صديق زين وعمار المقرّب والناصح لهم وهو الحكيم فيهم .. ورغم ذلك يُشاركهم أحياناً في بعض مغامراتهم .. عيناه زرقاوتين وذو شعر أسود غامق .. جسده رياضي وطويل القامة .. وسيم واجتماعي ومقرّب من والده كثيراً ..
,
, زياد أحمد سعيد: شاب في الرابعة والعشرين من عمره صديق حيدر المقرب درس مثله إدارة أعمال ويعمل معه في إدارة شركات عز الدين .. شاب قوي البنية وجاد جداً في عمله وحيد والديه ويعشق عائلة أمه ويعتبرهم أهله وأخوته .. ذو جسد معضّل طويل وشعر أسود غامق وعيون رمادية ساحرة وجميلة ورثها عن والده ..
,
, حمزة أمجد عامر: في الرابعة والثلاثين من عمره .. ذو قامة طويلة وجسد مُتناسق بعضلات خفيفة .. شعر أسود وعينين ملونة .. درس الطب وتخصّص في جراحة القلب .. جاد وحازم في عمله ولا يرضى بالغلط .. وأصبح بوقت قصير مشهور في عالم الطب والعروض تتهافت عليه للعمل في عدة مستشفيات .. عصبي قليلاً وصارم في تعامله وبنفس الوقت حنون عند اللّزوم يعيش مع أخته ليلى في الفيلا التي تعيش بها باقي العائلة ..
,
, وسام كرم الحديدي: في21 من عمره شاب مجنون مرح حياته عبارة عن مغامرات ومشاكل يقضيها مع صديقيه المقرّبين زين وعمار .. وعند الجد فهو مثله يتحمّل المسؤولية ويعتمد عليه في أصعب الأمور .. ذو شعر بني بخصلات شقراء وعيون ملونة كعيني والدته .. يدرس في كلية التجارة في سنته الأخيرة ..
,
, ريماس فهد الزيات: فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها .. جميلة بشكل لا يوصف وناعمة كثيراً بشعر بني طويل مع خصلات سوداء .. وعينين مزيج من الأزرق والأخضر .. ملامحها ناعمة وفاتنة برموش طويلة وشفتين كرزيتين .. هي ابنة رجل الأعمال فهد الزيات تبدو مغرورة ولكنها طيبة القلب ومتواضعة جداً درست في كلية الحقوق وتسعى لفتح مكتب محاماة خاص بها ..
,
, رحمة سيف عز الدين: فتاة جميلة في ال23 من عمرها .. فتاة قوية وعنيدة تريد أن تسري كلمتها على الجميع ، مغرورة بجمالها وغناها واسم عائلتها .. تُخفي خجلها وضعفها خلف قناع التكبّر .. طويلة جسدها ممشوق وجذاب ذات شعر أسود طويل وعينين بنيتين غامقتين مائلتين للأسود .. تخرّجت من كلية إدارة أعمال وتعمل في شركة عز الدين مع ابن عمها وابن عمّتها ..
,
, ورود مصطفى عز الدين: فتاة جميلة وهادئة كثيراً في ال21 من عمرها .. تدرس في كلية الفنون وموهوبة في الرسم منذ صغرها .. قصيرة القامة ذات شعر أسود طويل وعينين زرقاوتين ساحرتين .. بريئة وطيبة القلب وأغلب الوقت هادئة وتميل للعزلة أحياناً .. تعشق قراءة الكتب والروايات والقصائد ولديها مكتبة خاصة بها مليئة بالكتب المنوّعة مع دفتر مذكّراتها الصغير ..
,
, تسنيم مراد الرشدي: في الرابعة والعشرين من عمرها .. فتاة طيبة القلب كثيراً ومرحة متوسطة القامة ملامحها جميلة بشعر بني غامق وعيون بنية مُخضرّة .. شفتين منتفختين بشكل جذاب وتقاسيم وجه ناعمة .. متفائلة دوماً ورومانسية .. تخرجت من كلية الآداب وتعمل مُدرّسة للغة الإنجليزية في إحدى المدارس القريبة منها .. وهي خطيبة حيدر تحبه وتعشقه بشكل كبير ..
,
, نوار كرم الحديدي: في21 من عمرها .. صديقة ورود المقربة وتدرس معها في نفس الكلية .. ملامحها فاتنة ورثت عن والديها أجمل ما بهم شعر أشقر ناعم متوسط الطول وعينان بنيتان ساحرتان .. ملامحها ناعمة بشكل كبير وجذابة .. مرحة وعفوية تحب عائلة عز الدين كثيراً وتعتبرهم أهلها لا تُتقن الرسم ولكنها دخلت هذه الكلية لأنها لن تُفلح في غيرها ..
,
, الفصل الأول
,
, - سأكون جميلتك في الخمسين ، وستكون بطلي الوسيم في الستين .. لن يشيب الحب بيننا وإن غطى علينا البياض ..❤
, ٣٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, شجرة كبيرة .. شامخة وعالية .. مُزهرة تحكي حكايات سنين طويلة عاشوها بين حزن وفرح ، حب ووئام ..
, تلك الشجرة كانت شاهدة على وحدتهم ، تماسكهم ، وحبهم وربما علّمت الأشجار حولها معنى الدفء والعائلة ..
, الشجرة التي زرعها شاب بيدين يائستين وعيون ذابلة دامعة .. وها هو الآن يقف أمامها بعد سنين طويلة وقد خطّ البياض شعر رأسه الأسود .. يتأمّلها بعيون لامعة وابتسامة شاردة فوق شفتيه ..
, ربّت على جذعها الضخم بحب وهو يتذكّر سنين طويلة من اعتنائه بها وحبه لها هو وزوجته .. حتى كبرت وأصبحت ظلالها الوارفة تُظلّلهم وتجلس معهم في تلك البقعة المُحببة على قلوبهم من الحديقة .. حتى باتت مكان رئيسي لاجتماع الجميع بعدما قاموا بتظيفها وترتيبها وتوسيعها لتُصبح جلسة هادئة على الأرض العشبية بين الزهور والظلال ..
, همس صوت أنثوي هادئ من خلفه: بابا الفطار جاهز ..
, التفت نحوها لتزداد عينيه لمعاناً .. وهو يتأمّلها .. كم تشبه زوجته في شبابها في رقة ملامحها وجمالها رغم عينيها الزرقاوتين اللتين ورثتاها عنه .. ورود .. حتى اسمها جاء من الطبيعة وقد انتقته زوجته ليُصبح لديه عبير الورد ..
, حاوط كتفها بذراعه لتبتسم بحنان كبير ورثته عن والدتها وتسير بجانبه نحو داخل الفيلا ..
, فيلا العائلة .. التي ازدادت طابق كبير وواسع خاص بالأولاد لتُصبح من ثلاثة طوابق ويُعاد ترتيبها وتنظيمها مع ترك هيئتها القديمة ولكنها ازدادت دفئاً وجمالاً أكثر ..
, اقتربا من مائدة كبيرة ..ازداد عدد المقاعد حولها لتحتويهم جميعاً ..رجالاً ونسائاً وشباب .. بإلفة ومحبة كبيرة ..
, جلس في مقعده المُخصّص لتتجه ابنته ورود ذات ال21 من عمرها لتجلس بهدوء فوق مقعدها بجانب مقعد أخيها الذي ينظر لوالده وقدوته الأولى بنظرات هادئة مبتسمة ..
, شاب في ال22 من عمره يُشبه والده مصطفى في الشكل كثيراً والمضمون .. ليأخذ من قوته رجولته وحنانه ليمتزج مع حنان والدته وجنونها .. كان كالنسمة الخفيفة بينهم حتى اسمه الذي يُشتقّ من اسمائهم .. ربيع .. لتمتلئ حياة مصطفى ربيعاً ووروداً وعبير ..
, هتف صوت رجولي أجش صوت حاني قوي لم يُغيّره الزمن وهو يتجه نحوهم: صباح الخير ..
, أجاب الجميع بابتسامات سعيدة: صباح النور ..
, ليجلس فوق كرسيه على رأس السفرة ينظر إليهم بسعادة وحنان لا يستطيع إخفائه كلما رآى جمعتهم هذه ..
, وضعت ليلى الصينية التي تمتلئ بكؤوس العصير لتلحق بها مروة وهي تُمسك صينية أخرى وتبدآن في توزيعها على الجميع ..
, هتفت ليلى في البنات: طب و**** أنتي وهي قليلين أدب ده بدل م تقوموا تساعدونا ؟
, لوت مروة فمها بامتعاض: اسكتي ياختي ملقيتيش غير رحمة هانم تساعدنا ده جوزي يساعدنا وهي لأ ..
, رفعت فتاة في ال23 من عمرها رأسها نحوهم .. ترمقهم بلامبالاة لتهز كتفيها هاتفة بصوت جميل ذو بحة مُميزة: لو طلبتوا مني كنت قومت ساعدت بس أنا مبفرضش نفسي على حد ..
, هتف ذلك الشاب الذي ينزل درجات السلم ببدلته الرسمية العسكرية .. وعلى أكتافه تُعلق شارة رائد .. شعره الأسود الغزير مُصفّف بعناية فائقة ليلمع مع عينيه السوداوتين الغامقتين: طبعاً عند الشغل مش هتفرضي نفسك أما عند الأكل الأولی دايماً .. صباح الخير يا بشرر ..
, ابتسمت رحمة تتأمّل وسامته الواضحة بعينين لامعتين .. كم تحسد نفسها على وجود أخ كهذا في حياتها وكم يزيدها حضوره تكبراً وغروراً لتهتف بمرح: اسكت متخلينيش قول طالعة لمين ..
, ضحك هارون ناظراً للذي رفع رأسه يرمقهم بغضب وهو يجلس بكرسيه الذي لم يتغيّر على يسار أدهم .. لتزداد ضحكاته ارتفاعاً قائلاً: إيه يا سيفو اللي على راسه بطحة يحسّس عليها ولّا إيه ؟
, هتف سيف ببرود: طب كويس فكرتني أنك خسرت الشرط وهتعزمني ع الغدا النهاردۃ ..
, رفع هارون حاجبيه بحذر: شرط إيه بقا ؟
, سيف بخبث: الشرط بتاع فيلم الرعب اللي شوفناه الأسبوع اللي فات .. ده اللي فضلت لازق بيا تقولي خبيني يا سيفووو .. عارف يا واد كسفتني وسودتلي وشي .. ظابط طول بعرض يخاف من حتة فيلم رعب إخس ..
, هتفت ليلى بذهول: إيه يا هارون خوفت معقول يابني أنت خرع للدرجة دي ؟
, جلس حيدر من الناحية الأخرى لهارون .. يبتسم باتساع وعيناه الخضراوتين الساحرتين تلمعان بجمال خلاب .. هاتفاً بضحك: أيوه يا ماما خاف أووي إخس ع رجالة العيلة بس .. إذا كان هاروون الكبير وبقا زي التوتو إحنا هنقول إيه .. فعلاً يا سيفو معاك حق لما قولتله هرهر ..
, ضحك الجميع عالياً ليرمقهم هارون بابتسامة صفراء على سخافتهم ناظراً لسيف الذي اتّسعت ابتسامته بتسلية .. سيف والده .. بل صديقه وأخوه وأقرب الناس إليه .. لا يعلم كيف ستكون حياته من دون مشاكساتهم الدائمة وشجاراتهم على أتفه الأشياء .. سيف شيء غريب لا يُمكن أن يوصف فقط ما يقدر على قوله أنه سيف وهذا أبلغ تعبير ..
, يقود سيارته بسرعة جنونية .. يضحك بحماس مُدندناً مع الأغنية العالية التي تنساب من المذياع بصخب كاد يكسره .. يتخطّى السيارات حوله بحرفية ومهارة عالية ويصرخ بانتصار وكأنه في خط سباق حقيقي ..
, ضغط يده على بوق السيارة بقوة عدة مرات عند اقترابه من الفيلا .. ليُسارع الحراس بفتح الباب له مهرولين بعيداً .. فهذه طريقته لإعلامهم بأنه وصل وعليهم فتح البوابة قبل أن يدخل بها هو وسيارته ويخلعها من مكانها بغير مبالاة ..
,
, دخل بسرعة لتحتكّ إطارات سيارته بالأرضية مُخرجة صريراً قوياً ودارت عدة دورات لتتوقّف أخيراً بسلام ..
, ترجّل منها يخلع نظاراته الشمسية السوداء لتظهر عينيه المائيّتين وتشق ابتسامة وجهه الوسيم ..
, زين عز الدين .. مُدلّل عائلة عز الدين نظراً لكونه أصغر أفرادها .. وأكثرهم جنوناً .. وطباعه المُحبة للدلال والحنان ورثها كاملة بدون نقصان .. طلباته أوامر وأوامره منفذة وإلا عناده سيفتك بالجميع ..
, صرخ صوت شاب بجانبه: م لساا بدري ياا حيواان يا جزمة أنا هفضل لاحقك لحد إيمتى ؟
, التفت زين نحوه .. كان شاب متوسط الطول بعينين زرقاوتين كموج البحر الصافي .. جسد رياضي بعض الشيء وملامح عابسة بسببه .. عمار عز الدين الابن الأصغر لأدهم ..
, اتسعت ابتسامة زين واقترب منه يحتضنه: حبيباااااي وحشتني يا عمووورة ..
, أبعده عمار عنه بغيظ: كنت فييين مش بايت بالفيلا ليييه أنت عايز عمك يقتلك ؟
, زين بامتعاض: كنت بصلّح العربية وسهرت معاها علشان متزهقش لوحدها ..
, عمار: أنت كل يوم بتصلّح الزفت العربية ده كله من ورا سواقتك المنيلة ..
, ابتسم زين بشكر: شكراً يا عمورة على رأيك ده من ذوقك و**** .. تعااااال بقا نصبّح ع الجماهيير ..
, فتح هاتفه الأسود العريض والفاخر ليفتح على تطبيق الإنستا .. فنجم سباق سيارات مثله لن يُفوّت الشهرة والنجومية أبداً .. بل أن الشهرة تأتي إليه على طبق من ذهب نظراً لعائلته وعلاقاته واجتماعيته .. ومن أول يوم لقناته على الإنستا حصد عدد مُتابعين هاائل ينتظرون سخافاته كل يوم بحماس ولهفة مُغيظة ..
, أشغل تطبيق الفيديو ليبتسم باتساع قائلاً: هاااي فانزي الحلويين القمرين عاملين إييه النهاردة !؟ وحشتوووووووووني أوووووووي أووي .. بصوا بقا أنا وصلت الفيلا بأمان الحمد**** على سلامتي طبعاً .. ومعايا هنا ابن عمي عاوز يسلّم عليكوا ..
, رمقه عمار بغيظ وغضب ليجذبه زين حتى يظهر في الفيديو هاتفاً بابتسامة: أهو عمورة قلبي وحياتي ابن البوص الكبير سلّموا عليه ..
, ثم التفت نحو عمار العابس هاتفاً: شوفت بسلموا عليك بقلولك هااي رد عليهم ..
, عمار بعبوس: هاي ورحمة **** وبركاته .. واقفل الزفت بقا معليش يا جماعة متآخذوناش بس نجمكوا ده هيتنفخ كمان شوية ..
, أمسك الهاتف منه سريعاً وضغظ على النشر ليصرخ زين بغضب: أنت عملت إيه يا جزمة يا واااطي ..؟
, ضحك عمار بتسلية: في إييه دول بقوا عيلتك ميمنعش يعرفوا أسرارك ولّا إيه ؟ امشي قودامي جوا بقااا ده عمك هيولّع بيك .. أنت عارف أبويا كويس مبيحبش حد فينا ينام برا البيت ..
, هتف زين بحذر: هو سيفو وهارون هنا ؟
, عمار: أيوه طبعاً ..
, ابتسم زين بارتياح: الحمد**** عندي محامين دفاع من الطّراز الأول .. ادخل قودامي ياخويا ..
, دخل عمار مقترباً من المائدة: صباح الخير ..
, أجابه الجميع ورفع أدهم عينيه يرمقه بغضب من تأخّره ليهتف سريعاً: ده زين الكلب كنت بجيبه من قفاه ..
, دخل زين بضحك: أوعى تجيب سيرة قفايا لحسن نخسر بعض .. صباحوووو الخيري أيها البشروووو ..
, صرخت مروۃ بغضب: بااااس كام مرة بقولك الصوت العالي ده بيجيبلي صداااع ..
, ابتسم معتذراً قائلاً بهمس: صباحوووو الخيري أيها البشروووو ..
, ليلى بسخرية: والتفاهة دي بتجبلها صداع برضه ..
, تأفف بضيق: الحق عليا .. أنا بنزّل من نفسي وبكلّمكوا ليييه أصلاً .. عندي البوص الكبير حبيب قلبي ..
, اقترب من أدهم يُعانقه ليدفعه أدهم بعيداً عنه بغضب: ابعد يا حيواان حسابك تقل معايا اوووي ..
, عاد زين لمعانقته: يتقل ولّا يخف أنت حبيبي هات بوووسة بووووسة واحدة بس ..
, دفعه عنه بغيظ ليتعلّق الأخر برأسه يمدّ شفتيه نحوه: أبووسك والنبي هبوووسك خلاص اثبت بقاا ..
, قبّله علی رأسه بقوة ليدفعه أدهم بغيظ هاتفاً: طب و**** مش هعدّيهالك المرة دي يا زين يا ابن الكلب ..
, التفت سيف إليه هاتفاً: لااا بقولك إيه لو هنبدأها شتيمة قولي علشان أستعد .. ده على أساس إن حيدر الكلب أحسن ؟
, حيدر بملل: هو مفيش غيري يا سيفو دايماً مدخّلني بأمثالك العريقة دي ؟
, سيف: تعال يا زينوو اقعد جمبي ياحبيبي يا ضنايا ..
, ضحك زي واقترب منه يُقبله: هاتلك بووسة جميلة زيك ياسيفووو يا نبضي ..
, جلس بجانبه ثم التفت أمامه ينظر لهارون هاتفاً بمرح وهو يُرسل قبلة في الهواء: حبيب أخوه يا ناااااس وخمسة موااااه ..
, ضحك هارون هاتفاً: يا تافه خف شوية مش شايف الناس حوليك ..
, التفت زين حوله ليجد عينيّ مصطفى اللتين تُتابعانه بغيظ .. ثم التفت نحو أدهم ليجده أكثر غيظاً وغضباً .. أعمامه الإثنان العملاقان المُخيفان .. ولولا وجود محامي الدفاع عنه المتمثّل بوالده سيفو والمحامي الآخر هارون لكان الآن جثة هامدة متعفّنة منذ زمن ..
, هتف سيف بحماس: زين جهّز نفسك النهاردة معزومين ع الغدا ..
, زين بحماس أكبر: بجدددد ؟ مطعم إيطالي المرة دي يا سيفو ..
, سيف: خلاص إيطالي ولا تزعل ..
, زين: هو مين اللي عازمنا المرة دي ؟
, ضحك سيف قائلاً: أخوك الظابط الجبان ..
, هز زين رأسه بأسف : تؤ تؤ .. كده تكسفني يا هارون ؟ مكنش العشم ..
, سيف: معليش يا حبيبي الحمد**** اتكشف على حقيقته من دلوقتي .. جبان وبيخسر رهانات فوق كده ..
, زين: أهم حاجة أنه مطعم ايطالي ..
, سيف: إيه رأيك ناخد حد معاانا ؟
, زين: زي مين ..؟
, سيف: أي حد .. هارون مش هيرضى نروح لوحدنا هو بحب الجمعة الكبيرة وصرف الفلووس كتير ..
, زين: صح خلاص نروح كلّنا وهقول لوسام ونوار برضه ..
, سبف: جيب كل صحابك بالكلية برضه ..
, زين: تصدّق فكرة ومنه بجيب الدكاترة كمان ..
, سيف بثناء: برافو عليك يا ولدي جيبهم هما والدكاترتاتات ..
, زين بدهشة: ال.. إيه ؟
, سيف بثقة: الدكاترتاتات .. يعني الدكاترة المؤنّثين ..
, هز زين رأسه: واضح واضح من غير شرح يا أبويا .. **** عليك وعلى لغتك العربية الفصيحة ..
, سيف بفخر: دي أقل حاجة عندي يا حبيبي انت لسا شوفت حاجة ؟
, هتف مصطفى بغيظ: وبعدين معاكوا مش هنتسمّم بقا ؟
, التفت زين نحوه بذهول ثم نظر نحوهم بحذر: مين اللي حاطت بالأكل سمّ اعترفوا ..؟
, سيف بسرعة: دي ليلى مفيش غيرها ..
, وضعت ليلى كأس الماء أمامها بغيظ: لا إله إلا **** ..
, سيف: محمد رسول **** .. بلاش تبقي مؤمنة دلوقتي مش هيفيدك بعد م سمّيتي العيلة ..
, زين بصدمة: كده يا مرات عمي ؟ طب أنا عملتلّك إيه طيب ؟ أنا قاعد بحالي ومبجيش جمب حد .. يرضيكي موت وأنا بعز شبابي ..؟ ياعيني عليك يا زينو وعلى زهرة شبابك ..
, سيف بحزن: معليش يابني ازرع غيرها ولا يهمّك أنا جمبك .. هجبلك سماد عضوي عليها ..
, زبن ببلاهة: هي مين ؟
, سيف: زهرة شبابك الجديدة ..
, هتف مصطفى بغضب: باااس بقاا ..
, هتفت ليلى بغضب: مش هيسكتوا أبداً .. عاوزة أعرف أنتي توحّمتي على إيه يا مروۃ لما كنتي حامل بالتحفة ده ؟
, هزت مروة رأسها بأسف: على خيار و**** .. لو أعرف أنه هيطلع على الشاكلة دي كنت كلت طماطم بدل عنه ..
, ضحكت رحمة قائلة: اللي يشوفه ميقولش جاي من ورا خيار ..
, ليلى بضحك ساخر: طب اسكتي انتي بدل م نقول جيتي من ورا إيه ؟
, رحمة بدهشة: إيه ؟
, نظرت ليلى نحو مروة التي ضحكت هاتفة: صابوونة ..
, رحمة بصدمة: إييييه !؟
, انفجرت مروة ضاحكة بتهكم: وياريت صابونة بتاعتي .. دي بتاعة ليلى ..
, زين: وأنا أقول عمال تدوب وتختفي كل يوم ليه .. بكرا يجي يوم ومنلاقيهاش ..
, رحمة: بس يا خفيف ..
, ابتسم هارون هاتفاً: طب وأنا مقولتوليش جيت من ورا إيه ؟؟
, رمشت مروة بعينيها بصدمة .. تنظر نحو سيف الذي رمقها بصمت ثم انشغل بالنظر بطبقه ..
, نقل أدهم نظراته بينهم ليهتف بعدها بهدوء: مفيش حاجة معينة .. علشان كده طلعت أهدا واعقل حد فيهم ..
, ابتسم هارون: حبيبي يا عمو ياللي ناصفني دايماً ..
, نهض سيف هاتفاً: الحمد**** ..
, ابتعد عن الطاولة سريعاً متجهاً للخارج ليهتف زين بدهشة: هو ماله ؟
, ثم التفت نحو والدته: بابا ماله يا ماما ؟
, رمقته بتوتر وارتباك ليُنجدها أدهم هاتفاً: مفيش يا زين هو كويس ..
, زين بجدية: أومال قام فجأة كده ليه ؟
, أدهم: قولتلك مفيش .. أنا وهو شادين مع بعض شوية .. دلوقتي هيهدا ..
, زين بعدم اقتناع: إزاي وكنتوا بتتكلموا قبل شوية عادي ..؟
, ابتسمت ليلى بخفوت قائلة: م أنت عارف أبوك كل شوية بعقل زيك عاوز يتدلّل ويتقل ع الكل ..
, صمت زين ينظر إليهم بعدم اقتناع ولكنه آثر الصمت وعاد لطعامه .. فيما نقل حيدر نظراته بينهم بهدوء متمعّناً في ملامحم التي تغيّرت وتوترت فجأة ..
, بعد مدة ..
, ترجل حيدر من سيارته السوداء الفاخرة .. واتجه بخطوات ثابتة مُخفياً خضراوتيه بنظارات شمسية سوداء .. داخلاً شركتهم العريقة التي ازدادت تطوراً وازدهاراً عن قبل ..
, وصل إلى مكتبه الفاخر كحال كل شيء في الشركة ليدخل بعده شاب طويل بجسد ممشوق وأجمل ما به عيناه الرمادية الساحرة بشكل لا يوصف .. زياد أحمد سعيد .. الولد المدلل والوحيد لأحمد ونور والذي يُعتبر فرداً أساسياً في عائلة عز الدين ..
, ابتسم قائلاً: صباح الخير ..
, هز رأسه بشرود: صباح النور ..
, قطب جبينه بحذر: فيه إيه يا حيدر ..؟
, نظر إليه حيدر بتفكير: اقعد هقولك ..
, جلس زياد أمامه: فيه إيه قلقتني ..؟
, حيدر بهدوء: حاسس إن في حاجة مش طبيعية بتحصل ..
, زياد: بتحصل فين في الشركة هنا ؟
, نفى حيدر برأسه: لأ في الفيلا عندنا ..
, زياد: فهّمني طيب حاسس بإيه ..؟
, حيدر: النهاردة كنا قاعدين ومبسوطين ع الفطار فجأة الجو توتر وعمو سيف قام من ع السفرة ..
, زياد بدهشة: ليه ؟
, حيدر: م هنا المشكلة .. إني مش عارف ليه وفي إيه بالظبط .. بس كانوا بيتكلموا عن مرات عمي مروة لما كانت حامل بعيالها .. ولما ذكروا هارون وسألوها توحّمت على إيه فجأة سكتوا وحصل اللي حصل ..
, زياد: إيه اللي بتقوله ده هيكون في إيه يعني مش ممكن تكون غلطان ؟
, تأفف حيدر قائلاً: مش عارف أنا بقولك اللي حاسّه ..
, زياد: متقلقش أكيد مفيش حاجة أنت بس مكبّر الموضوع شوية .. المهم بقا أنا في مكتبي لو عوزتني ..
, حيدر: تمام ..
, خرج زياد من المكتب يُغلق الباب ورائه لتقع عينيه على السكرتيرة الخاصة بحيدر .. اقترب منها بابتسامة هادئة: عاملة إيه يا آنسة منال ؟
, رفعت نظرها إليه بجمود: الحمد**** كويسة .. حضرتك عاوز حاجة ..؟
, صمت ينظر إليها بضيق ليهتف بجمود: لأ متشكر ..
, تركها خارجاً من المكتب لتتغيّر معالم الجمود عن وجهها متنهدة بحزن وحسرة .. عندما تقترب تجده يبتعد أميالاً وعندما تبتعد يُجن جنونه .. وما بين الإقتراب والإبتعاد قلبها يضيع وعقلها يتشتّت ..
, دخلت في تلك اللحظة فتاة بقوام ممشوق وجمال جذاب .. بشفتين مُغريتين وشعر بني يلوح حول كتفيها بدلال .. ابتسمت بحب: منووول عاملة إيه يابت ؟
, ابتسمت منال لتلك الفتاة التي تعرّفت عليها منذ بداية عملها كسكرتيرة لحيدر وعلمت بأنها خطيبته .. فتاة عفوية طيبة القلب ومتواضعة بدرجة كبيرة هتفت بابتسامة: كويسة الحمد**** أنتي أخبارك إيه ؟
, تنهّدت الفتاة المدعوة تسنيم هاتفة: زي م أنا ..
, منال: و**** حيدر بيه معهوش حق .. معقول حد لاقي زيك بطيبتك ورقتك وحلاوتك ويفضل على جموده وبروده .. ده غبي لا مؤاخذة يعني ..
, ضحكت تسنيم قائلة: أوعى تقوليها تاني حيدورة قلبي خط أحمر .. أنا بس اللي أقولها ..
, منال ضاحكة: مش هقولها ادام أنتي عارفاها ..
, تسنيم: عارفة ياختي بس أعمل إيه .. القلب ومايريد .. يلّا سلام ادخل بقا .. استعدي ..
, ضحكت منال هاتفة: أنتي مبتحرّميش ؟
, تسنيم بضحك: بحب أعصبه وجننه أعمل إيه ..
, منال: أوك هستعد لزعيقه وشخطه بيكي وبهدلتك ولا كأنك خطيبته ..
, عبست تسنيم: بتفكّريني ليه أنا بحاول أنسى ..
, منال: تنسي إيه يابت وأنتي كل يوم جاية هنا تتبهدلي وتفضلي طالعة .. ده لو حمار كان فهم إن ميرجعش هنا تاني أصل الحمار ميوقعش في الحفرة مرتين ..
, تسنيم بمرح: أنتي قولتي الحماار بس أنا مش حمارة .. أنا بقرة بعيد عنك ..
, منال بضحك: ماشي ادخلي لحبيب القلب ياختي هشوف آخرها معاكي ..
, ابتسمت تسنيم بلهفة واتجهت نحو باب مكتب حيدر فتحته ودخلت دون استئذان هاتفة: صباح الفل والياسمين والورد على أحلى حيدر في الدنيا حبيبي وخطيبي وأبو ولادي المستقبليّين إن شاء **** ..
, رفع نظره نحوها هاتفاً بغضب: أنتي بتعملي إييه هنا أنا مقولتلكيش متجيليش هنا تاني ..؟
, ابتسمت مُقتربة منه لتطبع قبلة على وجنته ومدّت إصبعها تدلك العبوس بين حاجبيه: بلاش تكشيرتك دي بتدايقني .. وجيت هنا علشان شوفك مش أنت خطيبي ؟
, زفر بضيق: خطيبك برا الشركة مش هنا ..
, تسنيم: لما أبقى شوفك برا الشركة وقتها معدش أجي هنا ..
, حيدر بضيق: قصدك إيه .. أنا بكون مشغول كل الوقت ومش فاضي للخروجات والجنان والتفاهات اللي انتي عاوزاها ..
, تنهدت بغير اكتراث فقد تعودت على كلامه الجامد المزعج لتهتف: يبقى أما تبقى فاضي على تفاهاتي دي وقتها معدش هتشوفتي هنا ومش هزعجك .. أما دلوقتي هتستحملني غصب عنك ..
, تأفف بغيظ: عايزة إييه يا تسنيم أنا مش فايق ..؟
, تسنيم بدلال: معليش فوق مش أنا خطيبتك وحبيبتك اللي متقدرش تعيش من غيرها ..؟
, نظر إليها وهي تبتسم بشفتيها المغريتين له كثيراً ولكنه حافظ على جموده العابس هاتفاً: مين قالك مقدرش أعيش من غيرك ؟
, تسنيم بدهشة: إيه تقدر ؟
, حيدر ببرود: الحياة متوقفش عند حد .. ومحدش بيموت من غير حد .. الواحد بموت من غير أكل أو شرب أو أوكسجين مش هيموت ببعد حد عنه ..
, همست بهدوء: يعني أنت مش هتموت في بعدي ..؟
, حيدر: لأ ..
, تسنيم: بس أنا بموت ببعدك .. أنت بالنسبالي الأكل والشرب والأكسجين وكل حاجة ..
, حيدر: خلّصتي رومانسيتك دي ؟
, تسنيم بابتسامة: خلصت .. قولّي رومانسيتك أنت بقا ..
, حيدر: عايزاني أقولك ؟
, هتفت بلهفة: أيوه ..
, هتف حيدر مشيراً نحو الباب: أوك ٤ نقطة عينيكي الحلوين دول شايفين الباب اللي هناك ده ؟؟
, هتفت بعبوس: شايفين ..
, حيدر: تخرجي منه وإياكي شوف وشك هنا تاني واضح يا حلوة ؟
, ابتسمت هامسة: بجد شايفني حلوة ؟
, زفر هاتفاً بحزم: تسنيييييم ..
, ابتعدت عنه هاتفة: خلاص خلاص حاضر ..
, أشار نحو الباب بجمود لتهمس: بحبك ..
, صمت ناظراً إليها بجمود لتقول برجاء: طب قولي بحبك طيب ..
, هتف بجمود: تسنييم ..
, تسنيم بإلحاح: قولي بحبك وهمشي ..
, تنهد مُشيحاً بوجهه وهمس: بحبك ..
, اتسعت ابتسامتها بحب هامسة: وأنا بمووووت بيك .. شكرراً ..
, تحمحم معدلاً ملابسه بهدوء: إحم العفو .. الشكر لله ..
, ضحكت بخفة ناظرة إليه لتقترب بسرعة تقبل وجنته: أنا همشي ..
, هز رأسه بصمت لتهمس: هتوحشني ..
, عاد ليهز رأسه لتهمس: حيدر ..!؟
, حيدر لهمس: امشي يا تسنيم ..
, تسنيم بهيام: قلب تسنيم وروحها .. أنا همشي وهتوحشني أوي أوي أوي ..
, ابتعدت عنه ناظرة إليه بحب لتتجه نحو الباب والتفتت مُرسلة له قبلة في الهواء وتخرج مُغلقة الباب خلفها .. لتظهر ابتسامته الحانية حال خروجها متنهّداً بهيام يفوق هيامها .. عاد بظهره للخلف يتكئ برأسه على الكرسي وهو سابح في عالمها .. هو بارد جامد مُغيظ وغبي يعلم ذلك .. ولكن ليس بيده فجأة يتحوّل للجمود الشديد في حضورها .. ولكنه يحمل لها في قلبه حباً فاق الوصف وعشقاً لا حدود له ..
, في الفيلا ..
, اقترب أدهم من أحد المقاعد في الحديقة الذي كان سيف يجلس فوقه ينظر أمامه بشرود خائف ..
, هتف أدهم بضيق: قولتلك إن ده هيحصل أنت اللي مسمعتش كلامي وفضلت على عنادك .. مبسوط دلوقتي ؟
, التفت سيف نحوه بألم: مقدرتش أقوله حاجة .. كنت بشوفه قودام عينيا بيلعب ويهزر وفرحان .. خوفت لو قولتله يتغيّر وأخسره ..
, أدهم: رغم ده كان لازم يعرف الحقيقة .. مكنش ينفع نخبي عنه حتى لو كان هيزعل بس كان هيتعود ..
, سيف بخوف: لأ مكنش هيتعود .. هارون مش كده .. هارون لو عرف كان هيفضل لحد دلوقتي حاسس نفسه غريب وهيحاول يبعد عننا .. أنا عارفه أكتر من نفسي هو مش بس أبني هو رووحي يا أدهم ومقدرش أعيش من غيره ومش هستحمل بعده عني أبداً ..
, تنهد أدهم بحزن هامساً: خلاص يبقى تنسى كل ده .. مش لازم كل م تذكر الموضوع تدايق نفسك .. خلاص زي م انت اعتبرته ابنك وحبيناه كلنا يبقى لازم ننسى الماضي ونآمن أنه ابننا بجد ..
, همس سيف بخفوت: خايف .. خايف يعرف الحقيقة ويبعد عني ..
, هتف أدهم بغضب: مين ده اللي يبعد عشان كنت قتلته فيها .. متقلقش هارون هيفضل هنا معانا إن عرف الحقيقة أو لأ .. مكانه هنا غير كده هقتله ..
, سيف بغضب: هو إيه تقتلته ده م تراعي كلامك يا أخي ..
, أدهم بغيظ: تصدق الحق عليا اني بعبرك .. غبي زي ابنك ..
, استمعوا لضحكات قادمة من خلفهم ليلتفت أدهم مشاهداً هارون يقترب منهم ببدلته العسكرية السوداء التي تُضفي عليه هيبة ورجولة طاغية تُرهب الجميع ..
, هتف هارون بعبوس بعدما هدأت ضحكاته: مش عيب عليك أنت وهو تتخانقوا زي العيال .. أنت يا أدهم يا كبير مصغّر عقلك كده ليه ؟
, توسّعت عيني سيف يجذبه من ملابسه: قصدك إيه يا حيوان إن أنا عقلي صغير ..؟
, رمش هارون بعينيه ناظراً نحوه بإدراك: تصدق لو حسبناها هتطلع كده .. معليش يا سيفو العتب ع السن عجّزت بعيد عنك ..
, دفعه سيف بغضب: تفوه على دي تربية .. شكلك كده يا أدهم معرفتش تربي ..
, هارون بدهشة: ليه مين أبويا هو ولّا أنت ؟
, سيف: أنا .. بس هو المُربي هنا ..
, أدهم بغيظ: أه طبعاً أنت تجيب عيال وترميهم عليا .. بس فعلاً و**** معرفتش أربي والمثال الأكبر أهو أنت قودامي عمرك بنص الأربعين ومش متربي ..
, ابتسم سيف بغرور مُعدلاً خصلات شعره السوداء: أنت غيران مني زي الكل هنا صح ؟
, أدهم باستنكار: هغير منك ليه ياعينيا ؟
, سيف: علشان أنت بقيت عجوز وشعرك شاب أما أنا لسا شباب .. بص حتى مفيش ولا شعرة بيضا عندي ..
, هتف هارون مُمسكاً بشعره بيضاء من سيف: دي يا سيفو بيضا ..
, ضرب سيف يده بغيظ: بس يا حيوان .. هما كام شعرة بس بتديني هيبة ووقار غير كده مفيش ..
, أدهم بغرور: أنت قولتها .. هيبة ووقار يعني أنا كلّي هيبة وأنت لا ..
, هز سيف أكتافه هاتفاً: المهم شعري مشابش زيكوا يا عجايز ..
, أدهم بغيظ: مش عارف مشابش ليه بس علشان تفضل تغيظنا بيها لآخر عمرك ..
, ضحك هارون قائلاً: أنت متأكد إنك مش بتصبغه يا سيفو ؟
, سيف: هصبغ ليه إن كان دي طبيعته ..؟ أنا وبكل فخر لا أشيب ..
, هارون: حلوو أووي يبقى لازم أورث الصفة دي عنك ..
, سيف: لا يابني دي تيجي بالسلالة لشخص واحد بس .. واختارتني أنا ..
, هتف هارون: أوك تتهنى بيها .. ممكن بقا تقولولي صوتكوا كان جايب آخر الشارع ليه ؟
, سيف: ده أدهم ..
, هارون: ماله .. عملتلّه إيه يا أدهم ؟
, أدهم بغضب: ولد احترم نفسك ..
, هارون باصطناع الخوف: خلاص خلاص آسف ٣ نقطة عملتله إيه يا دودوو ..؟
, ضحك سيف بسخرية وضربه بكتفه بثناء: حلوة دي يا هرهر ..
, تأفّف أدهم بضيق ونظر لهارون هاتفاً بجدية: أنت هتيجي الشركة إيمتى يا هارون بقالك واعدني من زمان ..
, هارون بهدوء: أنت عارف ياعمي مليش في شغلكوا ده .. أنا بحب شغلي أووي ومش عايز أسيبه ..
, أدهم: أنا مش بقولك تسيبه رغم إننا كلنا عايزين ده لأننا بنخاف عليك .. بس ع القليلة تعال كل شهر مرة واحدة بس اتطمن ع الشغل وشوف لو هتقدر تساعدهم .. متنساش إن الشركة مش لولاد عمامك وأخواتك وبس أنت ليك نصيب بيها برضه ..
, ابتسم هارون بهدوء: نصيبي محفوظ مش لازم أتطمن عليه ومحدش منا عايزه لأننا عيلة واحدة .. ورغم ده خلاص أوعدك بأقرب فرصه هعدي ع الشركة كام ساعة ..
, أدهم: تمام كده **** يباركلك ويحميك يارب ..
, هارون: عايزين حاجة دلوقتي أنا ماشي ويمكن أتأخر النهاردة ..
, أدهم: مع السلامة يا حبيبي خلي بالك من نفسك ..
, هتف سيف بغضب: لو مش غدا هيكون عشا المهم هتنفذ الشرط يعني تنفّذه ..
, ضحك هارون هاتفاً: حااضر ياسيفو عينيا .. سلام ..
, اتجه نحو سيارته السوداء اللامعة يستقلها خارجاً من البوابة وهو يضع نظاراته الشمسية الغامقة ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, عدّل مصطفى ربطة عنقه ببدلته الرمادية الغامقة .. واتجه ينزل درجات السلم ليجد ابنته ورود تُسرع إليه ..
, هتف باستغراب: عاوزة حاجة يا حبيبتي؟
, همست بحزن: هتروح المستشفى النهاردة ؟
, تنهد قائلاً: أيوه هروح شوية ..
, ورود: عايزة أجي معاك ..
, اقترب أخيها ربيع يقف بجانبهم: وأنا برضه يا بابا هاجي معاكوا ..
, مصطفى: أنت معندكش كلية ؟
, ربيع: عندي بس متأخّر شوية هلحق روح المشفى الأول ..
, مصطفى: تمام يلا يا ورود ادخلي جهزي نفسك هستناكي نروح مع بعض ..
, ابتسمت بهدوء تصعد درجات السلم نحو غرفتها .. ليلتفت ربيع نحو والده .. يلمح ملامح الحزن التي تملأ وجهه منذ أكثر من سنتين .. حتى ضحكته باتت باهتة مُمتلئة بالحزن وكأنه لا يقوَ على الضحك من دونها ..
, اقترب منه يحتضنه بحزن: هترجعلنا يا بابا و**** ..
, أغمض مصطفى عينيه بألم ومد يديه يحتضنه باحتياج: يارب ..
, ربت على كتفه قائلاً بابتسامة: هترجع وتشوفك أحسن دكتور في الدنيا ..
, دخل أدهم من الباب ليجدهم أمامه .. اقترب متسائلاً: هتروح الشركة دلوقتي ؟
, مصطفى بهدوء: هعدي ع المشفى الأول ..
, زفر أدهم قائلاً: برضه هتفضل كل يوم ع الحالة دي ؟
, مصطفى بجمود: عايزني أعمل إيه يعني ؟
, التفت أدهم نحو ربيع هاتفاً: ربيع سيبنا لوحدنا شوية ..
, ابتعد ربيع عنهم لينظر أدهم لمصطفى قائلاً: مش شايف حالة ولادك إزاي ؟ دول علطول شايفينك زعلان ومتدايق وده مأثر عليهم أووي ..
, مصطفى: أعمل إيه يعني ؟ بطل روحلها ؟
, أدهم بهدوء: لأ .. بس مش لازم كل يوم .. مش لازم تحسّسهم إنك منهار للدرجة دي ..
, مصطفى: أنا وعدتها إني روحلها كل يوم ومش هخلف وعدي .. بعدين الدكتور قال ده هيفيدها ..
, زفر أدهم قائلاً: ده كان زمان يا مصطفى أول م عملت الحادثة كان هيفيدها وجودنا حوليها وتفوق بس مش بعد أكتر من سنتين ..
, مصطفى بغضب: إيه اللي بتقوله ده يا أدهم ..؟ يعني عايزني أسيبها كده ولا أسأل بيها ؟ دي مراااتي يا أدهم مراتي وأم عيالي ولو فضلت نايمة عشر سنين قودام أنا هفضل روحلها كل يوم ومش هزهق ولا ايأس ..
, تركه متجهاً للخارج بغضب ليزفر أدهم ماسحاً وجهه بعنف وحزن .. وجد ورود تنزل درجات السلم لتبتسم عندما رأته: بابا فين يا عمو ؟
, ابتسم أدهم عندما رآها .. تلك الفتاة الصغيرة البريئة يشعر بأنها قطعة منه حالها كحال بقية أولاد أخوته .. ولكن طيبتها وهدوئها يجعله يُحبها أكثر ويخاف عليها خاصة وذلك الحزن العميق في عينيها المشابه لحزن مصطفى ..
, ابتسم مقترباً منها وقبل جبينها قائلاً: برا بيستناكي هو وأخوكي .. خلي بالك من نفسك يا حبيبتي ..
, هزت رأسها بابتسامة وقبلته بخده قائلة: حاضر يا عمو يلا سلام ..
, أدهم: مع السلامة ..
, زفر بضيق متابعاً خروجها ثم اتجه نحو مكتبه .. فتح الباب لتتغير ملامحه للغيظ عندما وجد زين يجلس فوق كرسيه الجلدي ويمد قدميه فوق طاولة المكتب وهو يهز الكرسي يمنة ويسرة ..
, وأمامه يجلس عمار فوق أحد المقاعد يغمض عينيه باسترخاء ..
, هتف بغضب: أنت يا حيوان منك ليه أنا قولتلكوا تستنوني بالمكتب مش أتزفت ألاقيكوا بالمنظر ده ..
, نظر إليه زين بملل هاتفاً بسخرية: أومال هتلاقينا إزااي إيدينا لفوق ووشنا للحيطة وعلى رجل واحدة زي عقوبات هارون السخيفة !؟
, ضحك عمار هاتفاً: حلوة سخيفة دي كان نفسي يكون هنا ويسمعك ..
, زين بضحك: م أنا قولتها لأنه مش هنا ..
, أغلق أدهم باب المكتب بغضب ليُخرج صوت قوي أفزعهم .. نهض زين من مكانه بتوتر واتجه نحوه يُرتب له بدلته السوداء وينفض غباراً وهمياً عن كتفه .. فيما قرّب عمار الكرسي الخاص بأدهم ليدفعه زين يُجلسه فوقه ويدفعونه حتى أعادوه مكانه وهو ينظر نحوهم بغضب ..
, وقف عمار باحترام أمامه: كله تمام يا باشا ..
, زين: عاوز تشرب إيه ؟ عندنا عصير شاي قهوة شوكولا خمرة٣ نقطة
, عمار بصراخ: بس يا حيوان خمرة إيه سوّد **** وجهك يا هذا ..
, زين: بجد أسود ؟ طب شوف تاني كده ؟
, هتف أدهم بغضب : أعمل فيكوا إيه دلوقتي ؟
, التفت عمار نحوه هاتفاً: بتجمعني معاه ليه يا بابا شوفتني نمت برا البيت زيه ؟ ده أنا مبارح اتخمدت من الساعة 7 هو اللي بات برا لوحده ..
, زين ببرود: وأبات برا يعني فيها إيه قامت القيامة مثلاً ؟
, أدهم بغضب: لأ مقامتش .. بس أنا هخلّيها تقوم فوق دماغك دلوقتي ..
, تأفّف زين بتذمر: طب فهمني طيب فيها إيه لو نمت جمب عربيتي علشان مسيبهاش لوحدها ..؟ يعني أعمل خير ألاقي شرّ يعني ؟
, أدهم: بجد يا حبيبي .. لا إذا كان كده أنا آسف أهم حاجة العربية المصونة متحسّش بالوحدة والوحشة ..
, زين بابتسامة: شوفت أنك ظالمني دايماً ..؟
, أدهم: حقك عليا معليش العمر ليه حقه برضه ..
, لوّح زين بيده هاتفاً: لا ولا يهمك مفيش مشكلة بس متتكرّرش تاني ..
, أدهم بابتسامة: حاضر تحت أمرك يا زين باشا مش هتتكرّر ومرة تانية حقك عليا ..
, زين بجدية: أنا اللي بدايقني منك يا أدهم أنك بتظلمني علطول من غير م تفهم الأول .. علطول مهزقني ومبوّظ سمعتي قودام العيلة كلها .. وبالآخر تطلع أنت الغلطان ..
, هز أدهم رأسه هاتفاً: و**** معاك حق ياحبيبي معلش آسف بجد .. ولو عايز أنا دلوقتي هطلع قودام الكل ونضّفلك سمعتك دي ولو كان بمسحوق كرامتي ..
, زين ملوحاً بخفة: لأ عادي مسحوق برسيل كفاية أوي ..
, نهض أدهم بابتسامة هادئة متّجهاً نحوه: حاضر .. هو كام زين عندي أنا ..؟
, تراجع عمار بتوتر يبتعد عنهم فهو يعلم تلك الإبتسامة الهادئة التي تسبق العاصفة ..
, هتف أدهم وهو يُربت فوق كتف زين بقوة: إيه رأيك نجرّب معاك طريقة تانية ؟
, زين بحذر: طريقة إيه ؟
, أدهم بتفكير: مثلاً نجرب نسلّمك لهارون لما يكون متعصب ونخلّي حيدر يساعده ..؟ أقولك إيه رأيك في حمزة ؟
, ابتسم زين هاتفاً بشماتة: حمزة مسااافر ..
, أدهم بابتسامة: صح فاتتني إزاي دي ؟
, زين بغرور: طول عمرك يفوتك حاجات كتير أوي وأنا اللي بفكرك بيها .. أنت من غيري متسواش حاجة ..
, عمار بذعر: نهار أبوك أسود يا كلب اخرس بقا يا غبي أنت بتهبب إيه ..
, دخل سيف المكتب في تلك اللحظة ليجد أدهم يُمسك بملابس زين بقوۃ وغضب صرخ زين عندما رآه: سيفووو الحقني أخوك المجرم هيقتلني ..
, أدهم بغضب: أنت لسا شوفت حاجة ؟ ده أنا هخليك تشوف الإجرام الحقيقي دلوقتي يا واطي ..
, اقترب سيف بسرعة يجذب زين من بين براثن أدهم هاتفاً: أبعد عنه يا جدع أنت هتقتلهولي روح اقتل ابنك ..
, عمار بصدمة: بتبعني بالسهولة دي يا عمو ؟ وأنا اللي علطول بساعد ابنك الغبي ده ووقف معاه ودافع عنه ..؟ معقول هتتخلى عني في أصعب لحظات حياتي ؟
, هتف سيف بشفقة: خلاص يالا صعبت عليا .. ابعد عنهم هما التنين يا أدهم ملكش دعوة بيهم ..
, أدهم بغضب: انت متدخلش خالص دول عايزين تربية من الأول ..
, سيف بغضب: كنت ربيهم زمان يا خويا مش دلوقتي وكل واحد فيهم بقا شحط طول بعرض زي البغل ..
, زين: **** يعزك يا سيفو ..
, صرخ أدهم بغضب: زييين هات مفاتيح عربيتك حالاً .. هي وعربية السباق بتاعتك ..
, هتف سيف بغضب وذهول: أنت يا أدهم مش هتبطل العادة دي أبداً ؟ عايز إيه بعربيته ؟
, زين بصدمة: لا أرجووك اعمل أي حاجة إلا العربية عندي تدريييب النهاردة تدرييييب يا ناااس ..
, أدهم: ومين هيسمحلك تروح التدريب ؟ أنت هتتزرع هناا زي الكلب ومفيش خروج خالص ..
, هتف زين بنحيب: سيفووو قوول حاجة عندي تدريب يا جدع .. السباق الأسبوع الجاي لازم كون مستعدّ كويس .. يرضيك يعني أخسر ويقولوا زينو أبن أبو زينو أبن سيفو عز الدين يخسر وتبقى سمعتي وسمعتك بالأرض ؟ يرضيك تتشوّه صورتك اللّامعة قودام الجماهير الغفيرۃ ؟
, هتف سيف بصدمة: لأاا مرضاش أبداً .. خلاص أنت هتروح التدريب متقلقش ..
, هتف أدهم: سيييف قولتلك متخدلش .. مفيش تدريب يعني مفيييييش ..
, فُتح باب المكتب ليقف أمامه رجل طويل يغزو شعره البياض بخصلات سوداء قليلة .. اتكأ على حافة الباب هاتفاً بملل: اروح ألاقيكوا بتتخانقوا .. ارجع برضه بتتخانقوا .. أنتوا هتكبروا وتعقلوا إيمتى ؟
, التفت سيف نحوه: قول لصاحبك الكلام ده مش ليا .. كبير وأهبل ..
, توسّعت عيني أدهم بغضب: بتقول إيه سمعني تاني كده .. أنت يعني مُصرّ دايماً تخليني أندم على تربيتي ولّا إيه ؟
, سيف ببرود: طب م أنت قولتها تربيتك .. يعني دي غلطتك أنت أنا مليش دعوة ..
, هتف أحمد وهو مازال يقف علی الباب: وسام برا يا زين جه علشان تروحوا الكلية سوا ..
, شهق زين بصدمة هاتفاً: نهار اسود .. عندي محاضرة كمان شوية هفوتها .. كله بسبب أخوك يا سيفووو ابقا اتصرّف معاه عاوز أرجع ألاقيه رجع لطبيعته سلااام .. تعال يا عمااار الكلب الحقني بسرعة ..
, .
, جحظت عيني سيف يتابعه بصدمة ولطم وجهه هاتفاً: الجزمة ابن الجزمة رايح الكلية ؟؟!! مش ابني ده .. مش ابني خااالص .. و**** يا أدهم معرفتش تربي أنا الحق عليا سيبت تربيتهم عليك ..
, دخلت امرأة في الأربعن من عمرها .. ولكنها تبدو وكأنها أصغر بكثير .. وجهها متورّد وعينيها دافئة .. ومازالت ملامحها بريئة وناعمة ..
, اقتربت نحوهم بابتسامة : أبيه دووومي وحشتني أووي و**** يا أبو حيدر ..
, ابتسم أدهم بفرح واقترب يعانقها: وأنتي يا حبيبتي وحشتيني جداً .. مجيتيش بقالك يومين ليه ؟
, نور بابتسامة: معليش حقك عليا كنت مكسلة .. وعيالك المجانين دول جوا عندنا ودمروا الشقة كلها فضلت يومين بنضف وبرتّب من وراهم ..
, سيف: هو أنا شفااف يعني ولّا إيه ؟ مفيش بالدنيا غير أدهم ؟
, نور بإغاظة: هش هش سامعة صوت دبانة حوليا .. انتوا مبتنضفوش الفيلا كويس ولا إيه ..؟
, ضحك أدهم هاتفاً: دي أكييد من برا بس شكلها كده عملاقة علشان صوتها عالي كده ..
, صرخ سيف بغضب: أنتوا فاكرين نفسكوا ظريفين أووي .. ده إيه تقل الدم والتفاهة دي ..؟
, سمعوا صراخ قادم من الخارج ليركض أدهم سريعاً وهو يستمع لصوت ليلى .. اقترب هاتفاً بقلق: في إيه ..؟
, كانت مبتسمة بسعادة وهي تُمسك الهاتف فوق أذنها لتهتف بحماس: ده زووومااا يا أدهم بقولي هيرجع كمان يومين ..
, ابتسم بسعادة وجذب الهاتف من يدها قائلاً: أنت يالا لما ترجع هعلقك بقا دي السفرۃ اللي مش هتاخد أكتر من أسبوع ..
, ابتسم حمزة قائلاً: دوومي وحشتني أوي ..
, أدهم: متوهش الكلام وتاكل بعقلي حلاوة يا كداب ..
, تنهد حمزة بابتسامة: بجد وحشتي جدداً .. معليش أنت عارف شغلنا كويس كان اسبوع وخلاص بس حصل حاجة طارئة واضطريت ابقى وقت أكبر .. بعدين أنا دلوقتي مش في لندن ..
, أدهم بدهشة: أومال فين ؟
, حمزة: في باريس .. بيطلبوني بقالهم زمان لحالات مستعجلة ومقدرتش أرفض ..
, تنهد أدهم هاتفاً: **** معاك يا حبيبي ويجزيك الخير يارب ..
, هتفت ليلى بصوت عالي: حمزة هترجع إيمتى بالظبط علشان اقلب الفيلا كلها لاستقبالك ..؟
, ابتسم حمزة هاتفاً: قولها يومين وهكون قودامها .. هبقى ردلها خبر قبل وقت ولو حصل حاجة منعتني هقولها بس إن شاء **** المرة دي مفيش تأخير ..
, أدهم: تمام ياحبيبي مستنيين .. أصل في كلاب هنا بتهوهو وعايزة مين يرميلها عضمة ..
, تعالت ضحكات حمزة هاتفاً: معايا شنطة كلها عضام حااضر من عينيا ..
, أدهم: خلي بالك من نفسك متتأخرش ..
, حمزة: حاضر يا حبييي سلام ..سلملي ع الجماعة عندك ..
, أغلق أدهم الهاتف قائلاً: هييجي كمان يومين ولو حصل حاجة هيخبرنا قبل بوقت ..
, هتفت ليلى بحماس: ياحبيبي وحشني جدداً .. يبقى هتفضلي معانا يا نور عشان نجهز كل حاجة بحبها حمزة ..
, نور: من عينيا كام زوما عندي أنا ..
, تنهّدت ليلى مبتسمة بشوق كبير لأخيها الصغير وابنها الذي تعشقه وكانت له أماً ثانية خاصة بعد وفاة والدتهم .. غامت عينيها بحزن عند تذكرها تلك الفترة منذ سنين .. فقد دخل حمزة بدوامة حزن كبيرة وبدأ ينفرد وحيداً منعزلاً عن الجميع .. كان متعلّقاً بها وبرحيلها أحدثت شرخاً عميقاً في حياته حاولت جاهدة هي وأدهم على ترميمه ولكن آثاره مازالت واضحة .. بدأ يدفن نفسه بالعمل ويُنهك نفسه وجسده فقط لينسى .. حاول الجميع معه ليُخرجه من وحدته وبعد جهد جهيد نجحوا في ذلك وعاد لطبيعته .. إلا أن حزنه العميق مازالت تلمحه في عينيه وهي تعمل جاهدة لتعويضه والوقوف بجانبه دائماً ..
 
  • عجبني
التفاعلات: محمد محمود ابو عيدان
الثاني

دخلت رحمة بوابة الشركة .. تمشي برسمية وأناقة مُفرطة .. وأنفها شامخ بكبرياء وغرور .. لا تلتفت لنظرات الجميع المعلّقة عليها مابين مُنبهر أو مُستاء وحاقد ..
, ترتدي ملابسها الرسمية الخاصة بالعمل .. من تنورة سوداء اللون تصل حتى ركبتيها وقميص أبيض ضيّق يبرز تناسق جسدها وقوامها .. وشعرها على شكل ذيل حصان على ظهرها ..
, دخلت مكتبها لتنهض سكرتيرتها هاتفة: رحمة هانم حيدر بيه بعت ليكي الملفات دول علشان تراجعيهم ..
, تابعت طريقها إلى المكتب هاتفة بجمود: هاتيلي قهوة ..
, دخلت مكتبها لتزفر السكرتيرة بغيظ من طريقة تعاملها مع الموظفين ورفعت الهاتف تطلب لها فنجان قهوة كعادتها ..
, جلست رحمة فوق كرسي مكتبها الفخم ليتعالى رنين هاتفها أخرجته من حقيبتها الجلدية لتشق ابتسامة واسعة وجهها الجامد ورفعته إلى أذنها مجيبة بسعادة: صباح الخير ..
, تسلل عبر الهاتف صوت رجولي هاتفاً: صباح الورد يا رحمة قلبي .. عاملة إيه ؟
, رحمة برقة: دلوقتي بس بقيت كويسة .. وحشتني يا سامر ..
, سامر: وأنتي أكتر ياقلبي .. أنتي فين روحتي الشركة ؟
, رحمة: أيوه دلوقتي وصلت ..
, سامر: هشوفك إيمتى ؟
, رحمة: ممكن النهاردة خلّص شغل بدري نبقى نتفق ..
, سامر بسعادة: تصدقي مش قادر أصبر لغاية م نلتقى عايز فاجئك من دلوقتي ..
, رحمة بتعجْب: تفاجئني بإيه ؟
, سامر بحب: أنا عايز قابل أهلك ..
, رحمة بحذر: ليه ؟
, سامر بغيظ: قابلهم لييه يعني يا رحمة بلاش غباء دلوقتي .. عشان بحبك وعاوز أتجوّزك ..
, شهقت بسعادة: عاوز تطلب ايدي ؟
, تنهد قائلاً: أيوه .. بس مش علطول الأول لازم أتعرف عليهم وشوف لو هيوافقوا وبعدين هجيب أهلي وأجي ..
, نهضت عن كرسيها تمشي في المكتب بغير هدى هاتفة بحماس: بجد أنا مش مصدقة .. مبسوطة أووي ..
, سامر بفخر: طبعاً مش هتتجوزيني أكيد هتتبسطي .. طول عمري جامد ..
, ضحكت قائلة: ماشي ياعم الجامد .. هتيجي تقابلهم إيمتى ؟
, سامر: مش عارف .. خديلي معاد معاهم ومهّدي الوضع شوية ..
, رحمة: أمهّد إزاي ؟
, سامر: يوو يا رحمة هو أنتي هترمي كل حاجة عليا ..؟ أهلك لازم يعرفوا أنا جاي ليه .. لحسن لما قولهم بحبك يقولولي جاي لوحدك ليه وقصص وحاجات كتير ومش هنخلص ٣ نقطة طب قولي لمامتك طيب وهي هتقول للباقي ..
, رحمة: تمام تمام خلاص هقولها النهاردة كويس كده ؟
, سامر: كويس جداً عايز معاد بأقرب وقت .. أسيبك أنا بقا لما تخلصي شغلك رني عليا علشان نتقابل ..
, رحمة بابتسامة: تمام .. خلي بالك من نفسك ..
, سامر: وأنتي برضه ياحبيبتي يلا سلام ..
, رحمة: مع السلامة ..
, أغلقت الهاتف متنهّدة بفرحة كبيرة لتدخل السكرتيرة مُحضرة لها القهوة: القهوة يا رحمة هانم ..
, ابتسمت رحمة باتساع: متشكرة يا سارة جيبيلي الملفات اللي عاوزة مراجعة ..
, رفعت السكرتيرة سارة حاجبيها بدهشة .. فهذه تُعتبر من المرات النادرة التي تبتسم رحمة بوجهها وتُعاملها بهذه الرقة .. ولا تستطيع إنكار مدى جمالها الفاتن وهي مبتسمة .. لمَ لا تبقى هكذا إلى الأبد ..!؟
, هتفت رحمة بضيق: ساااارة أنتي سامعاني ؟
, تنبهت على صوتها الغاضب وملامحها المُستائة لتهتف: هجيبهوملك حالاً ..
, أسرعت نحو الخارج سريعاً لتتجه رحمة نحو مقعدها ترتشف من فنجان قهوتها السوداء ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, في الكلية ..
, جلس عمار بجانب شاب يُشبهه قليلاً في الشكل .. كان وسيم بعيون زرقاء وخصلات بنية لامعة .. وسام كرم الحديدي .. ابن كرم وإسراء والصديق المُقرّب لزين وعمار ..
, نظر باتجاه زين الذي يُمسك الدفتر والقلم بين يديه ينظر لشرح الدكتور باهتمام ويُسجّل خلفه .. وكل دقيقة يرفع يده مُستئذناً للإستفسار عن شيء يصعب عليه ..
, هتف بغيظ: شوف الدحيح اللي قاعد هناك ده ..
, وسام: شايفه ياخويا .. لا وقال بيبعد عنا وبيقعد لوحده ..
, عمار بتهكم: أه علشان يركّز ..
, وسام بسخرية: ده على أساس إحنا هنعطله ..!؟
, عمار: بصراحة أيوه ..
, ضحك وسام هاتفاً: عندك حق .. أنا مش عارف البني آدم ده بيقلب فجأة كده ليه ..
, عمار: تقول المذاكرة عاملاله سحر ؟! بس الحمد**** دلوقتي أما يخرج هيرجع على طبيعته تاني ..
, وسام: م هو ده اللي مصبّرني ..
, التفت زين للخلف حيث كان يجلس أمامهم ليرمقهم بملامح منزعجة: ممكن توطوا صوتكوا شوية عاوز أسمع كلام الدكتور ..
, رمقه عمار بغيظ: اسمع ياخويا حد ماسكك ؟
, وسام: بص قودامك يا زين ومتكلمناش ..
, عمار: أيوه احنا مفيش بينا كلام لغاية م ترجع زين صاحبنا ..
, تأفّف زين بضيق وعاد لمتابعة شرح الدكتور أمامه .. ليزفر بعد لحظات بانزعاج عندما استمرّ وسام وعمار بالكلام من خلفه ..
,
, ليهتف بصوت عالي: دكتور لو سمحت ..
, عمار بغيظ: أهو رجع لأسئلته تاني ..
, وسام: زييين يابن الجزمة ريّحنا بقا من أسئلتك لولاك كان الدكتور مخلص دلوقتي ..
, نهض والتفت برأسه نحوهم بضيق ليهتف الدكتور باهتمام: خير يا زين في حاجة مش مفهومة ؟
, زين بضيق: لا كله تمام يا دكتور بس ممكن تطالع دول من هنا أصلهم من بداية المحاضرة وهما بيرغوا ومقدرش أركز بسببهم ..
, توسّعت عيني عمار هاتفاً بصوت عالي بغير شعور : يابن المجنووونة ..
, صرخ الدكتور بغضب: إيه الكلام ده ؟ اتفضل أنت واللي جمبك بررا ..
, وسام بذهول: إحنا معملناش حاجة يا دكتور ..
, الدكتور: مش عايز نقاش لبرا حالاً أنتوا بتعطّلوا على زملائكوا ..
, وسام بغضب: م تقول حاجة يا زين الكلب ..
, التفت له بصمت ثم أدار وجهه ليصرخ عمار: يا واطي يا جزمة حسابك معانا بعدين .. اقعد دح يا مجتهد يا محترم يا متربي ..
, صرخ الدكتور: كفاية بقا معطلين زميلكوا .. زين طالب شاطر ومجتهد عاوز يتعلم مش زيكوا .. انجز انت وهو واطلعوا بررا ..
, نهض وسام يُمسك كتبه ليجذب عمار من ذراعه بغضب خارجين من القاعة ..
, بعد فترة من الوقت ..
, خرج زين عند انتهاء المحاضرة وسؤاله الدكتور عدة أشياء في نهايتها كالعادۃ .. ليبحث بعينيه عن صديقيه ..
, وجدهم يقفون مع شلة من زملائهم ليُسرع نحوهم مبتسماً باتساع ..
, هتف عمار عند وصوله: خلينا نمشي يا وسام ..
, التفت وسام نحو زين ليهتف: معاك حق .. يلا بينا ..
, جذبه زين من ملابسه صارخاً: على فين أنت وهو مالكوا ؟
, ابتعد عنه عمار بغضب: مش عارف مالنا يا زين بيه ؟
, وسام: متتكلّمش معاه .. خلاص إحنا هنريحك منا يا أستاذ زين ومش هنعطلك ونزعجك تاني ..
, تأفف زين بغيظ: بس يا حمار أنت وهو هي دي أول مرة ..؟
, عمار بغضب: خلاص يا زين أنت في سكة واحنا في سكة تانية خاالص ..
, زين بدهشة: بتبعوني يا جزم .. بتتخلّوا عني بسهولة كده ..؟
, عمار: أنت اللي بعتنا الأول ..
, جذب وسام عمار من يده هاتفاً: سيبك منه يا عمار .. اللي باعنا خسر دلعنا ..
, زين بضحك: راح لحالو يالا يودعنا ..
, عمار: بالسلامة والقلب ناسيه ..
, ضربه زين على مؤخرة عنقه بغيظ: واد يا عمورة دي أول مرة تتطرد من المحاضرة ؟
, عمار بغيظ: لأ ..
, زين: وأنت يا تافه يا وسام أنا دي أول مرة بعمل بيكوا كده ؟
, وسام بعد تفكير: برضه لا ..
, زين بغيظ: يبقى اترزعوا مكانكوا هنا ..زعلتوا ليه دلوقتي أنت وهو ..؟ م أنا علطول بعمل بيكوا خيانة عظمى ..
, عمار: تصدّق معاك حق .. بس أنا تقدر تقول كده كرامتي وجعتني شوية .. ووسام زوّدها عليا ..
, زين: وأنا ضميري وجعني و**** حتى مسألتش الدكتور بالآخر إلا 5 أسئلة علشان أخرج بسرعة وصالحكوا ..
, وسام بسعادة: بس 5 .. حبيبي يا زينووو ..
, عمار بحب: بحبنا أووي الواد ده ..
, زين بفرح: علشان تشوفوا غلاوتكوا عندي .. يلا بقا ناكل حااجة أنا واقع جوع ..
, اتجه الثلاثة نحو كفتريا الكلية يجلسون على إحدى الطاولات لينهض عمار ليُحضر شيئاً لهم ..
, بعد مدة قليلة دخل شاب طويل ونحيف ذو ملامح وسيمة وذقن مُهندمة وشعر أسود لامع ومعه شلة من أصدقائه .. جلسوا قريباً منهم .. ليتجمّع بعدها حوله عدد من الطلاب الذين كانوا في الكفتريا مع ضحكات مرتفعة ..
, هتف زين باستغراب: مين ده يا وسام أنت تعرفه ؟
, وسام بحيرة: لأ دي أول مرة بشوفه .. بص الطلاب حوليه تقول ابن وزير !؟
, عاد عمار إليهم يضع المشروبات وعدد من الشطائر أمامهم هاتفاً بحماس: شوفتوا مين هنااا ؟
, زين: إيه ده أنت تعرف مين هو ؟
, جلس عمار بجانبهم هاتفاً: أكيد طبعااً .. ده هشام الدميري ابن راجل الأعمال المشهور وخاله بكون وزير سابق .. اتنقل قبل يومين للكلية دي ..
, وسام بتهكم: أممم حصلنا الشرف ..
, عمار: إيه مالك ؟
, وسام: بقا كل الأهمية دي علشان حتة ابن راجل أعمال .. ده أبويا أشهر من أبوه وأكبر راجل أعمال في البلد ..
, عمار بدهشة: اسمع يابني هما مش متجمعين حوليه علشان ده وبس .. ده كان ساكن بلوكسمبرج وهشام بطل سباق سيارات وشارك برالي دبي وجاب المركز الأول .. ده غير أنه شارك بسباقات الفورملا1 وشوية صغيرين كان هياخد لقب بطل العالم ..
, رفع زين حاجبيه بدهشة من المعلومات التي يسمعها ليهتف وسام: أنت متعرفش عنه يا زين ؟
, زين بشرود: لأ دي أول مرة بسمع عنه ..
, التفت يُطالع بعينيه ذلك التجمّع حول هذا المدعو هشام وقد غرق ذهنه بتفكير وشرود ..
, خفّ التجمع من حول هشام بعدما نهض عن طاولته موجهاً نظراته نحو زين وصديقيه .. واقترب منهم بخطوات ثابتة وابتسامة ..
, وقف أمامهم هاتفاً: مين فيكوا زين عز الدين ؟
, زين بتعجب: أنا زين .. أنت تعرفني ؟
, ابتسم هشام يمدّ يده لمصافحته: مين بالبلد دي ميعرفش زين عز الدين ..؟ سمعتك سابقاك .. الأول ع الكلية والأول بالسباق ..
, ابتسم زين بفخر وصافحه ليهتف وسام: طبعاً هو الأول دايماً ..
, التفت هشام نحوه ليمد يده يصافحه هو الآخر: حضرتك تقربه ؟
, وسام: أنا ابن عمه .. وده عمار ابن عمه برضه ..
, رفع هشام حاجبيه بإعجاب مُصافحاً عمار: أهلاً وسهلاً ..
, ثم التفت نحو زين: على فكرة يا زين أنا مشارك بالسباق أسبوع الجاي ..
, زين بدهشة: إزااي ده الأسماء تقدمت خلاص ..
, هشام بغرور: أنا وضع إستثنائي وقدرت سجل اسمي ..
, ثم انحنى هاتفاً بعينين لامعتين: أول م سمعت إنك مشارك سجّلت حالاً .. أصل مش هفوت الفرصة دي عليا .. فرصة إني ادخل بسباق مع بطل سباق سيارات والأول ع مصر زيك ..
, هتف وسام: كان لازم تحسبها صح الأول ..
, هشام: ليه ؟
, عمار: علشان محدش دخل بسباق مع زين وطلع ربحان ..
, هشام بثقة: بس أنا غير أي حد ..
, وسام: مش معنى إنك شاركت بسباقات عالمية يبقى هتفوز دلوقتي ..
, هشام: حلو أووي يبقى أخباري عارفينها كويس ..
, زين ببرود: أنت عايز إيه من الآخر ..؟
, ابتسم هشام بتحدّي: مفيش جيت أقولك إننا هنتقابل .. ولقب البطل الأول ده هاخده منك زي م أخدته في كل مكان روحتلّه وعملت سباق بيه ..
, زين بجمود: نبقى نشوف ده الأسبوع الجاي يا بطل ..
, هشام: أووك .. الأسبوع الجاي قريييب أووي .. ووقتها ثقتك دي هتتكسر ..
, وسام: خلي بالك من ثقتك أنت لتتكسر وتقع علی نافوخك ..
, رمقه هشام بابتسامة ساخرة مُتحدّية ثم استدار خارجاً من الكفتريا يلحقه عدد من رفاقه بعدما عمّ الصمت في المكان وقد استمع جميع المتواجدين هناك لتحدّيهم ذاك ..
, التفت وسام نحوهم بغيظ: بني آدم غتيت ..
, عمار: فعلاً ده مغرور أووي ..
, وسام: بكرا زين يكسرله غروره ده ويمسح بيه أرض السباق .. مش كده يا زين ؟
, مسح زين وجهه بغيظ من كلام هشام وتحديه لتلمع عينيه بإصرار: أيوه كده .. أنا هوريه ..
, عمار: عااش زين عااش عاش عاش ..
, وسام بغيظ: مات عمار مات مات مات ..
, عمار: تافه ..
, نهض زين يُمسك هاتفه ومفاتيحه: امشوا بقا أنا زهقت من القعدة دي ..
, عمار: عايزنا نرجع البيت نعمل إييه .. أنا مش قايم ..
, جذبه زين بغيظ ليُنهضه وخرج يسبقهم ليتبعه وسام وعمار فيما هو كان عقله مازال يدور في كلام هشام والسّباق القادم ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, في الفيلا ..
, خرج أدهم من باب المكتب يُمسك بيده ملفاً بحجم كبير .. نظر نحو الصالة حيث يجلس عمار برفقة صديقيه ..
, ليهتف له: واد يا عمار تعال هنا ..
, نهض عمار متجهاً إليه: أئمر يا حبيبي ..
, أدهم: ميأمرش عليك ظالم يارب .. خد الملف ده وصله لأخوك في الشركة .. نسى ياخده معاه وهو محتاجه ..
, هتف عمار بدهشة: أ أنا ؟
, أدهم بغيظ: إيه رأيك ؟ حد أسمه عمار هنا غيرك ؟
, عمار بتوتر: هاا ؟ لا لا أنا بس .. بص يا بابا مينفعش تبعته مع حد تاني أنا تعبان و..
, قاطعه أدهم بحزم: اخلص يا عمار .. الملف هتاخده وتديه لحيدر باليد لأنه ملف مهم أووي متديهوش لحد تاني ..
, تمتم عمار بتوتر: حلوو أووي علشان تكمل ..
, أدهم: بتبطرم بتقول إيه يالا امسك الملف بقا أما إنك قليل أدب ..
, هتف زين من خلفهم: أنا هاخده يا دومي ..
, التفت أدهم نحوه: أنت لأ .. مفيش خروج من هنا ..
, زين بملل: برضه مُصرّ على رأيك .. اسمع مني غيّره أصل هتندم ويبقى شكلك مسخرة قودام العيلة ..
, أدهم: بس يا حيوان وأنت ياعمار الحمار انجز خده ومتتأخرش ..
, قهقه زين بتسلية: حلوة دي عمار الحمار شكلك كده قاعد مع سيفو أووي أصل اليومين دول بقيت بتقول شعر ..
, رمقهم أدهم بنظرة غاضبة وعاد نحو المكتب ليهتف عمار وهو يُمسك الملف: يعني حيدر ملاقاش ينسى الملف غير دلوقتي ؟ هعمل إيه أنا بقا ..؟
, وسام: خلاص خده واديه للسكرتيرة ..
, عمار: مسمعتش بابا قالي اديه لحيدر تحديداً .. هووف كان ناقصني .. دلوقتي هيتعصب عليا لا اما يسمعني كلام زي السم كالعادة .. أساساً هو مش طايقني ..
, زفر وسام قائلاً: وبعدين معاه أخوك ده زوّدها أووي ..
, نظر عمار إليه بحزن هاتفاً: مبقيتش متأمل يرجع زي الأول ..
, زين: متقلقش لو هو مرجعش إحنا هنرجّعه غصباً عنه .. بس استنا عليا الكام يوم دول اخلص من السباق وهفضالك عندي ليك حتة خطة إنما إييه تحففة وهترجّع دردر زي م كان .. ده إن م جري وراك عاوزلك الرضى ارضى ..
, وسام بسخرية: إيه هتسحره مثلاً ؟
, زين بفخر: حاجة تأثيرها أكبر من كده بكتير .. هتعرف بعدين مش هفصح عن خططي السريّة قبل أوانها ..
, صرخ أدهم من داخل المكتب: اقسم ب**** لو مروحتش يا عمار الكلب لاكون مبيتك بالشاارع ..
, تأفف بضيق ضارباً الأرض بقدمه: هووف حاضر حااااضر هروح حااضر حااضر ..
, زين بموعظة: ولا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما ..
, رمقه بحنق هاتفاً: والنبي اسكت مش ناقصك ..
, خرج بغيظ من الفيلا مستقلاً سيارته بسرعة وغضب حتى وصل إلى الشركة ..
, ترجل منها واتجه للداخل لتتوجه أنظار الجميع نحوه بفضول .. كونه قليل القدوم إلى الشركة ولم يأتِ إليها أبداً منذ أكثر من ثلاث سنوات ..
, دخل المصعد متّجهاً لمكتب أخيه ليدخل مكتب السكرتيرة التي نهضت مُرحّبة: أهلا وسهلا أستاذ عمار إيه الغيبة دي كلها ..؟
, ابتسم لها فقد كان يعرفها منذ بداية عملها هنا فقد كان يأتي الشركة كثيراً مع أخيه ويُمضي ساعات طويلة بجواره .. تنهد بحزن لما وصل إليه حالهم الآن .. ثم هتف بترحيب: عاملة إيه يا آنسة منال ..؟ حيدر هنا ؟
, منال: كويسة الحمد**** .. أيوه طبعاً هو بمكتبه تفضل ..
, أومأ برأسه واتجه يقف أمام الباب .. أغمض عينيه يأخذ نفساً عميقاً ويُخرجه بحرارة ثم طرق الباب عدة طرقات خافتة ودخل بعدما استمع لاذنه ..
, أغلق الباب خلفه مقترباً منه وهو ينظر حوله في المكتب يلاحظ التغييرات القليلة التي حدثت به .. فهو منذ ثلاث سنوات لم يدخله أبداً ..
, رفع حيدر رأسه ليری من الذي دخل ليجد عمار ينظر حوله بتأمل ..ضغط على يده المُمسكة بالقلم حتى كاد يكسره هاتفاً بصوت حاد: أنت بتعمل هنااا إييه ؟
, فزع عمار من صوته لينظر نحوه بتوتر من عيني الآخر الذي يرمقه بنظرات مشتعلة .. اقترب يمدّ يده بالملف هاتفاً: بابا قالي أوصلك الملف ده علشان أنت نسيته ..
, حيدر: وبابا ملاقاش غيرك يجيبهولي .. كان يبعت أي حد من الحراس ..؟
, عمار بهدوء: قال أنه مهم ومينفعش نديه لأي حد ..
, حيدر بتهكم: أيوه وأنت بقا اللي مش أي حد صح ؟
, رمقه عمار بنظرات غريبة هاتفاً: أنت رأيك إيه ؟ ممكن علشان أنا أخوك ؟
, هتف حيدر بجمود: حطه هنا واطلع برا .. والمكتب ده مش عايز أشوفك بيه تاني أنت فاهم ؟
, وضع عمار الملف على طاولة المكتب ليهتف: أتطمّن أنا لولا أبويا مكنتش جيت الشركة من الأساس ..
, حيدر: يكون أحسن ..
, نظر عمار نحوه بصمت ليُشيح حيدر بوجهه عائداً لعمله: اطلع برا ..
, زفر عمار بضيق واستدار مُتجهاً للخارج مُغلقاً الباب خلفه بقوة جعلت حيدر يزداد غضباً وغيظاً ..
, في مكان آخر في المستشفى ..
, يجلس مصطفى فوق أحد المقاعد .. ينظر لتلك المتمدّدة فوق السرير الأبيض .. وجسدها مُتّصل بعدة أجهزة وأسلاك ..
, مسح وجهه بعنف زافراً بحرارة وهو على حالته هذه منذ أكثر من سنتين ..
, تذكر ذلك اليوم المشؤوم الذي تمنى كل شخص في العائلة أن يقتلعوه من ذاكرتهم وحياتهم .. ذلك اليوم الذي فقد فيه أعز ما يملك .. زوجته وحبيبته وشريكة روحه وقلبه .. فقدها وهي مازالت على قيد الحياة ..
, نظر نحو وجهها الشاحب لتدمع عيناه بقهر ولكن ليس بيده حيلة .. يشعر بنفسه مُكبّل لا يقدر على فعل شيء .. يلوم نفسه في اليوم مئة مرة شاعراً بالذنب يأكله .. فبسببه هي الآن نائمة لا تستفيق .. بسببه خسرها وجعل أولاده يحيون في القهر والحزن ..
, أغمض عينيه يتذكّر عندما كان يقود سيارته بسرعة وهي تجلس قربه تهز بجسدها بشكل مُضحك ومجنون كعادتها وهي تُغني مع الأغنية التي تصدح من المذياع ..
, تتقرّب منه كل لحظة تقبله وهو يدفعها عنه بغيظ هاتفاً بحنق: اعقلي بقا يا مجنونة ولادك يشوفوكي هيقولي عنك إيه ؟
, هزت كتفيها مجيبة بضحك: مش هيقولوا حاجة أمهم وعارفينها مجنونة ..
, مصطفى: أه و**** مجنونة وهتجننيني معاكي ..
, تعالت ضحكاتها بدهشة: هو أنت لسا متجننتش ؟ من لما عرفتني وأنت تقولي كده اتجنن يابني بقا وخلصني ..
, رمقها بنصف عين هاتفاً: لا م هو لازم حد فينا يفضل عاقل علشان العيال .. مش عايز سمعتهم تبوظ ..
, عادت لتهز كتفيها ورفعت يديها تهز جسدها على أنغام الموسيقى الصاخبة .. ابتسم رغم عنه لجنونها الذي يعيش به منذ سنوات والذي لم يعد قادراً على الإبتعاد عنه ..
, تابع طريقه عودة من المطعم الذي كان قد عزمها للغداء به بجو رومنسي كما طلبت منه .. وقد أمضوا باقي اليوم سوياً حتى غابت الشمس وحلّ المساء ولم تهدأ هواتفهم من مكالمات جميع من في العائلة قلقاً عليهم ..
, يلتفت نحوها كل دقيقة ليضحك على جنونها أو يغرق بجمالها الهادئ الذي مازالت تحتفظ به رغم تقدمها في السن .. نسيَ نفسه وهو يتأملها بحب وعيون لامعة ليصمّ أذنيه أصوات بوق سيارة شحن كبيرة وينبض قلبه فزعاً عندما اختلط صوت البوق مع صوت زوجته المُرتعب وقد غاب صوت ضحكاتها وغنائها العذب ..
, لحظات مرت بسرعة خاطفة شعر بها من شدة خوفه وانقباض قلبه كدهر كامل .. صوت صراخها المبحوح الذي قطع قلبه وهو يشعر بألم يتسلل عبر خلايا جسده كاملة واسوداد يسيطر عليه كلياً ..
, لم يشعر بنفسه إلا وهو يستيقظ بصعوبة ليجد نفسه في غرفة بيضاء واسعة وهو مُتمدّد فوق أحد الأسرّة وألم يشعر به .. التفت نحو الباب الذي فتح ليُقابله وجه ابنه ربيع الشاحب وابنته الخائفة وهي تبكي وتركض إليه بخوف ومن بعدها بقية العائلة .. إلّا هي .. زوجته وطفلته المجنونة .. لمْ يرها .. ومن وقتها لم يعد يرها سوى متمددة على هذا السرير أمامه .. مُغمضة العينين باستسلام يقتله ويخنقه كل يوم أكثر ..
, زفر بحرارة مخرجاً مع زفرته ألمه وشوقه واقترب منها يُقبّل جبينها قبلة طويلة يبثّها مشاعره وخوفه وشوقه إليها هامساً: هفضل مستنيكي لآخر عمري يا عبير .. لأني متأكد إنك هترجعيلي ومش هترضي تسيبي ميصو وحيد كده .. بس أنتي تأخرتي أووي تأخرتي أووي ووحشتيني و**** ..
, ابتعد متنهداً بحرارة وشوق ثم خرج من الغرفة مُلقياً نظرة أخيرة نحوها ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, في الفيلا ..
, وضعت ورود كأسين من العصير مع بعض المسليّات أمامها وجلست على السرير بجانب صديقتها المقربة .. تلك الفتاة الشقراء المجنونة بجمال ناعم وجذاب .. نوار كرم الحديدي ابنتهم الوحيدة وتوأم وسام ..
, سحبت ورود الكتاب الذي بين يديها هاتفة: كام مرة هقولك سيبي كتبي بحالها أنتي مش وش ثقافة ولا قراية ..
, لوت نوار فمها بتذمر: أنتي بس قوليلي أنا وش إيه .. أوقات بحس إن مليش لازمة في الدنيا وجيت زيادة عدد وبستهلك أوكسجين ع الفاضي .. كان لازم مجيش ووفّر الأكسجينات دول واديهم لحد يستاهلهم ..
, ارتشفت ورود من كأس العصير مُجيبة بسخرية: أجمل حاجة فيكي إنك معترفة بده مفيش داعي حد يقولك ..
, نوار: معترفة اعتراف كامل ياختي .. قوليلي بقا أخوكي فين ؟
, ورود: وصّلني البيت وراح كليته ..
, نوار بتسائل: ليه كنتي فين ؟
, تنهدت ورود بحزن: روحت المشفى مع بابا وربيع ..
, صمتت نوار بحزن لتهمس بعد لحظات: معليش ده قضاء **** .. ان شاء **** هتفوق قريب ..
, ورود: يارب تفوق يارب أنا مبقيتش مستحملة ..
, نوار: متقوليش كده يا وردتي أنتي بس ادعيلها ..
, ورود: بدعيلها دايماً و**** .. المهم بقا قوليلي عايزة إيه بأخويا ..؟
, نوار بضيق: عايزاه هو ياختي .. هو مش هيحبني بقا ..؟
, وسعت عينيها بدهشة: نهاارك أسود أنتي بتحبيه ومقولتلييش ؟
, نوار باستنكار: أحبه إييه يابنتي أنتي اتجننتي ده حد يتحب ..؟
, هتفت ورود بغضب: وماله أخويا بقا ناقصه إيه يا جزمة أنتي ..؟
, نوار: بصراحة كده مش ناقصه حاجة و**** واد زي العسل .. بس مبحبهوش أعمل إيه ..؟!
, ورود باستنكار: أومال ليه عايزاه يحبك ؟
, نوار بغيظ: عايزة حس بنفسي إني أنثى ياختي .. و**** أوقات بشك إني أنا وسام ووسام أنا ..
, ورود ببلاهة: معليش يعني بتحسّي كده إزاي ..؟
, نوار: أنا عارفة ياختي خلاص متعلقيش أنا بقول أي كلام وخلاص علشان مُضّطربة ..
, ورود: مضطربة من إيه ؟
, نوار بضيق: إن محدش شايفني ولا شايف الأنثى الرقيقة الموجودة بيا .. طب و**** أنا جميلة ومثيرة ومتفجرة الأنوثة ..
, ورود بهدوء: ايه اللي بتقوليه ده اللي يسمعك يقول عنستي .. بعدين أنتي جميلة أووي و**** مش شايفة نفسك وعينيكي الحلوين دول ..
, نوار: م المشكلة إني شايفة نفسي بس الشباب مش شايفين .. ده أنا مشتهية أتعاكس مرة واحدة بس ..
, نهضت تمشي في الغرفة والتفتت تنظر لورود بشرح: مشتهية وأنا ماشية في الشارع أتعاكس من حتة واد حتى لو كان عمره 10 سنين .. وأنا أتعصب وقوله هتمشي من هنا ولا إديك بالجزمة افتح دمااغك ؟؟ مرة واحدة بس عايزة يحصل كده غير مفيش أنا بس اللي بعاكس نفسي ..
, ضحكت ورود هاتفة: م ممكن بتتعاكسي بس مبتسمعيش ..
, نوار: مبسمعش إيه ده أنا وداني مدياها للي حوليا .. أبداً مفيش ولا كلمة معاكسة واحدۃ دي القطة في الشارع تتعاكس وأنا لأ .. كتر خيرهم أخوكي وولاد عمك **** يجزيهم الخير بقلولي كل فترة كلام حلو ..
, ورود: م هما بعاكسوكي أهو ..
, نوار بتذمر: بس أنا عارفة إن ده هزار مش حقيقة .. المهم بقا أنا عايزة أحب واتحب عايزة جرب الحب ده عامل إزاي .. بت يا ورود قوليلي الحب عامل إزاي .. هو اللي بحب بحسّ بإيه ؟
, ورود: ملقيتيش غيري تسأليه ؟
, اقتربت منها وجلست بجانبها مجدداً غامزة: عليا أنا يابت ؟ ولو معترفتيش تلميحاتك وكلامك كله بيدلّ أنك بتحبي ..
, ورود: لأ مش بحب .. ده شعور مؤقت وهيروح لوحده .. هو مش شايفني أصلاً ولا حاسس بيا ..
, نوار: هيحس إزااي وحضرتك مخبية الحب ده ..
, ورود: أعمل إيه يعني روح أطلب إيده من أهله ؟
, نوار: لأ اطلبي ايده من نفسه .. أنا لو منك كنت عملت كده ومتردّدتش ..
, ورود: سيبك مني واقفلي ع السيرة دي ..
, نوار: أوك .. المهم قوليلي اللي بحب بحس بإيه ؟
, نظرت ورود نحوها ثم ابتسمت بخفوت هامسة: بالبداية بتحسي بنغزة خفيفة جميلة أووي جوا قلبك ..
, هزت نوار رأسها بلهفة: أيوه وبعدين ..؟
, أمالت ورود رأسها بشرود متابعة: وبعدين النغزة دي بتنزل على معدتك ..
, نوار ببلاهة: هتنزل تعمل إيه لا مؤاخذة ..؟
, أغمضت ورود عيناها هاتفة بهيام: وبعدها كل م شوفتي اللي بتحبيه قودامك تحسّي بنفس النغزة بمعدتك بتتحرّك ومش بتهدا ..
, نوار بسرحان: أيوه ؟؟
, ررود: وبتبقي بتشوفيه أجمل حد في الدنيا كلهااا .. ومتشوفيش قودامك غيره حتى لو المكان زحمة ..
, وضعت نوار يدها أسفل خدها باندماج: احييييه ع الحب جمييل أووي ..
, ورود: وبعدها تتمنّي يفضل معاكي دايماً ومتفترقوش خالص ..وتبقي بتزعلي لما هو يزعل ..
, عبست نوار بحزن وتابعت ورود بابتسامة: وبتفرحي لما بكون فرحان وبتشوفي ضحكته قودامك ..
, ابتسمت نوار بحب لتُتابع ورود: وبتحسي نفسك طااااايرة ومفيش قودامك غيره هو وبس .. وبيبقى يوحشك لو بغيب عنك ثانية واحد ..
, تنهدت ورود منتهية لتتنهد نوار بهيام: الحب جميل أوي ..
, ثم نظرت نحو ورود هاتفة: طب أنا أحب مين دلوقتي .. إيه رأيك أحب حيدر ؟
, ورود بغضب: ايه يابت انتي اتجننتي .. ناسية أنه خاطب وخطيبته هتعلّقك ..
, نوار بإدراك: أيوه أيوه كنت ناسية .. خلاص يبقى هاروووون ..
, ورود: أه و**** هارون يتحب ..
, نوار بسعادة وهيام: هاروون قلبي ياعيني على حلاوته وخفة دمه .. ولا جسمه وطوله وعضلاته اللي تهبل .. ياااه انتي شوفتي عينيه السود تحسيهم ليل تتوهي بيهم .. ولّا ضحكته اللي تخطف قلبي ..
, راقبتها ورود بصمت وهي تتحدث وتصف هارون بدقة وهيام مُغمضة عينيها بسرمان ..
, لتفتحهما بعد ثواني مُقطّبة حاجبيها وهي تنظر أيسر صدرها .. ضربت مكان قلبها بخفة هاتفة: هو ماله ده مش بيتحرّك ..؟
, التفتت نحو ورود: بت يا ورود هي النغرة بتيجي ايمتى ؟ بحس بيها كويس ولّا لازم اسكت واهدا علشان حسها ؟
, ورود بغيظ: النغزة بتجي لما بتحبي بأي وقت يا غبية ..
, رمشت نوار بعينيها هاتفة وهي تتحسّس معدتها: معدتييي .. حاسة بحركات غرييبة ..
, ثم ضحكت بسعادة: هي دي النغزة بتاعت المعدة .. بس هو ليه قلبي محسش بحاجة يا ورود ..؟
, ورود بحماس: أنتي متأكدة في نغرة بمعدتك ؟
, هزت نوار رأسها بحماس: أيووون متأكدة .. خلاص أنا بحب هاروون ..
, ابتسمت ورود بلهفة وسعادة ونوار تشاركها .. ليرتفع صوت معدة نوار أكثر ..
, صمتت نوار مقطبة حاجبيها لتصمت ورود هي الأخرى ناظرة نحوها ..
, ابتسمت نوار بتوتر هامسة: دي و**** العليم باينها نغزة جوع مش حب ..
, ورود: معاكي في دي .. أصل الحب هيجيلك منين أساساً أنا كنت مستغربة ..
, نوار بضيق: طب م هارون حلو ويتحب محبيتهوش لييه طيب ؟
, ورود: وأنا مالي اسألي قلبك الغبي ده ..
, نهضت نوار هاتفة: قومي عايزة أطفح أي حاجة أخرس بيها معدتي الجزمة .. خدعتني كنت فاكرة نفسي هويت وانتهيت ..
, تأففت ورود بغيظ ونهضت عن سريرها تخرج معها باتجاه المطبخ ..
, مساءً ..
, تمدّد سيف فوق سريره واضعاً كفيه أسفل رأسه ناظراً لسقف الغرفة باسترخاء .. التفتت مروة إليه هاتفة: أنت مروحتش الشركة النهاردة ليه ؟
, سيف: أنا حر ..
, مروة: يا رااجل ..
, سيف: بس اسكتي سيبيني مبسوط ..
, رفعت حاجبيها باستنكار: مبسوط بإيه بقا السّقف عاجبك ..؟
, التفت بعينيه نحوها ليهز رأسه بيأس: أنا عارف إن ده هيحصل ..
, مروة بدهشة: إيه ده حصل إيه ؟
, سيف: إنك هتقلبيها نكد ..
, شهقت بذهول: أنااااا ؟
, هز رأسه إيجاباً: أيوه أنتي .. هتغيري مني ومش عارفة تكوني زيي علشان كده هتعكنني عليا عيشتي الجميلة ..
, مروة بغضب: وأنا هغير منك بتاع إيه .. ليه فيك حاجة الواحد يغير منك عليها ..
, ابتسم بخبث هاتفاً: أه فيه .. شعري الحلو الغزير اللي مشابش مش زيكوا ..
, مروة: والنبي اسكت .. أنت هتصيبه عين بغرورك بيه ده وهتخليه يشيب ..
, نفى برأسه هاتفاً: لااا أنا شعري لا يشيب مش زيك ..
, لعبت مروة بخصلات شعرها الطويلة هي من زواجها لم تقصّه إلا نادراً لتهتف: وأنا مالي .. أهو شعري لسا أسود وجميل وناعم زيي ..
, سيف: لا فيه شعر أبيض ..
, مروة: لا مفيهوش خالص بس أنت مغرور أووي وبكرا شعرك يشيب وهتندم ..
, اعتدل بجلسته وهمّ بالحديث وإعلان الحرب قبل أن يُقاطعه طرقات على باب الغرفة ..
, هتف بصوت عالي: أنت ياللي ع الباب متدخلش روح لأدهم احنا مش فاضيين ..
, مروة بغيظ: بسس بقا بلاش هبلك ده .. ادخل ياللي ع الباب ..
, سيف: لا مترودش عليها ياللي ع الباب متدخلش ..
, فتحت رحمة الباب ووقفت ترمقهم بغيظ: أنتوا بتحرّموا الواحد يحترمكوا و**** ..
, سيف: الواحد مش عايزين منه احترام احنا عايزين من تلاتة ..
, قهقهت مروة تمدّ كفها ليفتح كفه فتضرب كفه تهز رأسها بضحك: حلوة دي يا سيفو جيبتها منين ..؟
, سيف: في مخبأ سري بالجنينة برا ابقي احفري وطالعي حاجات زي دي ..
, مروة: بجد ؟
, سيف: أيوه زي م بقولك جيبي هتلاقي حاجات تحفة أووي ..
, نفخت رحمة بغيظ: وبعدين معاكوا بقاا ده مش أسلوب على فكرة ..
, مروة بغضب: احترمي نفسك يابت إيه الكلام ده ..؟
, هتفت رحمة بغيظ: عايزة أتكلم معاكي شوية ممكن ؟
, هتفت مروة: فيه إيه ؟
, رحمة بهدوء وحرج: موضوع خاص .. إحمم ع على إنفراد ..
, توسّعت عيني سيف واندفع باتجاه مروة يحني جسده أسفل السرير ليلتقط حذائها ويقذفه باتجاه رحمة صارخاً: يابنت الجزمة يا اللي مشوفتيش ساعة تربية .. خاص وعلى انفراااد ؟ عايزة تستفردي بمراتي لوحدك بقولك إيه اطلعي برا وخدي الباب بطريقك عيال قليلة أدب ..
, تفادت رحمة الحذاء بغيظ ووقفت تستمع لشتائمه التي لا تنتهي لتهتف: باااس يا بابا كفاااية بقا مش هاكلها يعني هو حتة موضوع خاص شوية م تقولي حاجة يا ماما **** ..
, لاحظت مروة إصرار ابنتها وقد أدركت بأن الموضوع مهم فعلاً لتهتف: خلاص يا سيفو قوم ياحبيبي شوفلك حتة اقعد بيها لغاية م نخلص كلام ..
, تربّع سيف بجلسته هاتفاً: مش متحرك من مكاني واهي قاعدة ..
, تأففت مروة هاتفة: قوم يا سيف بلاش عناد دلوقتي يلا خمس دقايق بس ..
, هز كتفيه لأعلى وأسفل بعناد رافعاً رأسه بعبوس لتتأفف مروة بضيق: يااا سييف خلاص ده موضوع بنات يا أخي ..
, رفع حاجبه ينظر إليها لتهتف رحمة: أيوه يا بابي ده كلام بنات أنت ملكش فيه ..
, سيف: أولاً بابي بعينك عدلي كلامك لحسن أعدلك .. ثانياً م تعتبريني واحدة صاحبتك وقوليلي الموضوع ليا أنا ..
, ضربت رحمة كفها بالآخر بغيظ لتهتف مروة: قوم يا سيف شوف أدهم بيعمل إيه ..
, رحمة بلهفة: أيوه بجد اعرفلنا بخبوا إيه هو ومراته ..
, سيف باهتمام: بخبوا إييه !؟
, رحمة: مش عارفة .. قبل شوية شوفتهم بيتهامسوا بصوت واطي وأول م جيت سكتوا .. أكيد بخطّطوا على حاجة مش عاوزين نعرفها ..
, رمقها سيف بتفكير: عارفة لو كنتي بتكدبي ..
, رحمة :لاااا خالص تقدر تتأكد بنفسك ..
, نهض عن سريره سريعاً يبحث عن خُفّه المنزلي .. أدخل قدمه به ليرتديه ولكن لسرعته وحماسه لم تدخل جيداً لينحني يُمسكه بين يديه ويُسرع للخارح تحت ذهول رحمة فاتحة فاهها بتعجّب وهي تراه بهذه الحالة ..
, هتفت مروة بملل: اقفلي بؤك ده وتعالي احكيلي قبل م يرجع ..
, التفتت رحمة نحوها ثم اقتربت سريعاً تجلس بجانبها فوق السرير .. تحمحمت بخجل هامسة: في حاجة عايزة اقولهالك ..
, ابتسمت مروة بحنان: قوليلي متتكسفيش ..
, نظرت لها رحمة بابتسامة قائلة: في شخص هو احم يعني عاوز يقابلكوا وكده ..
, رفعت مروة حاجبيها هاتفة بخبث: يقابل مين ؟
, رحمة: يقابلكوا أنتوا يا ماما انتي وأبويا وعمامي ..
, مروة: أمممم .. يقابلنا ليه ؟
, تحمحمت رحمة بابتسامة سعيدة: عشاني .. يعني هو عايز يتعرّف عليكوا وكده ..
, ضحكت مروة هاتفة: يا جامدة يابت .. عرفتيه منين ده هاا احكيلي ..؟
, ابتسمت رحمة بخجل: هو كان زميلي في الكلية ..
, مروة: بجد .. ومن وقتها وانتوا بتحبوا بعض ولا إيه ..؟
, رحمة: هاا ٣ نقطة؟
, ضحكت مروة هاتفة: متتكسفيش يابت .. أهو انا وابوكي حبينا بعض في الكلية عاادي ..
, رحمة بابتسامة: أيوه احنا لسا بنتكلم وهو عايز يقابلكوا يتعرّف عليكوا علشان بعدين يطلب ايدي ..
, ضحكت مروة بسعادة واقتربت تعانقها: وكبرتي يا بيضة وبقيتي عرووسة ..
, ابتسمت رحمة بخفوت لتتأملها مروة بابتسامة حانية .. وهي تتذكر يوم عرفت بأنها حامل .. فرحتها لم تسعها في ذلك اليوم وبعدها أتت تلك الفتاة التي أضائت حياتها لتُسميها رحمة بعدما شعرت بالرحمة والحب يملأ قلبها وحياتها ..
, همست مروة: اسمه إيه ..؟ وهييجي ايمتى ؟
, رحمة: اسمه سامر .. هو قالي خبركوا وواخد معاد وردله خبر ..
, مروة بهدوء: تمام يا حبيبتي أنا دلوقتي هكلم باباكي وبكرا هنخبر الباقي .. ونحدد معاد ..
, ابتسمت رحمة سيعادة: بس بلييز خلي المعاد قريب بلييز ..
, ضحكت مرو تهز رأسها: ماااشي يابنت أمك متسربعة علی إيه بس .. حاضر متقلقيش ..
, اقتربت رحمة تقبلها بوجنتها بسعادة وحماس وتخرج خارج الغرفة ..
, دخل سيف بعد لحظات ووقف أمام مروة متكتفاً: أنتي فاكرة الشويتين اللي عملتيهم أنتي وبنتك هيمشوا عليا ؟
, ضحكت مروة بسعادة: م أنا عارفة .. تعااال هحكيلك ..
, ابتسم سيف بحماس وقفز بجانبها فوق السرير: هاتي احكيلي كانت عايزة إيه ..؟
, ابتسمت هاتفة: بنتنا كبرت وبقت عروسة ..
, سيف: ايوه يعني في إيه ..؟
, مروة بغبظ: في إيه يعني جايلها عريس ..
, هتف باستنكار: إييييه .. عريس ايه ده على جثتي ..
, مروة : نعم يا خوياااا على جثتك ليه بقاا ..؟
, سيف: كده مش عايز أجوزها ..
, مروة: عايزها تخلل عندك لحد م تتعفن يعني ؟ أومال كنت تتخاتق مع أبويا **** يرحمه لييه لما كان يقولك كده ..؟
, هز كتفيه بغيظ: عزيز مش زيي ..
, مروة بغضب: متتكلمش عن أبويا انا بحذرك ..
, سيف بغضب: هو مين ابن الكلب ده ..؟
, تأففت بغبظ: بص يا سيف مش هنبدأها من دلوقتي .. البت بتحبه وهو بحبها وعايز يقابلنا ويطلب إيدها وخلاص ..
, توسّعت عينيه بغضب: ده بعينه ..
, مروة: بعينك أنت .. وبكرا هنقول للكل ونحدد معاد ييجي يقابلنا .. هسس ولا كلمة ..
, نظر سيف نحوها بغضب ليهتف: انا مش موافق ..
, مروة: لييه ده بدل م تكون مبسووط؟
, سيف: مبسوط أووي بس مش موافق ..
, تأففت مروة بغيظ وهي تستلقي فوق السرير: اطفي النور واتخمد ..
, أمسك الوسادة يقذفها نحوها بغضب: اتخمدي جتك نيلة أنتي وبنتك ..
, مروة: بس سيبني أنام ..
, سيف: أنا مش نعسان ..
, مروة: انا نعسانة وتعبانة شوفلك حاجة غيري تتسلّا بيها ..
, سيف: قومي نلعب حاجة ..
, مروة: غور من وشي يا سيف روح شوف حد من العيال يلعب معاك ..
, سيف: لاا مش عايز .. هيقولوا عليا ايه انا لازم أبان إني هيبة ..
, مروة: متقلقش ياخويا هما عارفين إنك مهزأ ومسخرة طول عمرك هي دي أول مرۃ ؟ يعني محدش هيتكلم اتطمن ..
, سيف: بجد ؟
, مروة: أيوه بجد وغور بقا من وشي عايزة أنااام ..
, عاد يضربها بالوسادة بغيظ: اتخمدي .. أنا الحق عليا كان لازم أتجوز واحدۃ تانية تلعب معايا ..
, ثم نهض عن سريره واتجه للخارج ليبحث عن أحدهم ليلعب معه ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, تجمّعت العائلة على مائدة الإفطار كالعادة .. مابين كلام وضحكات متفرقة بجو أسري هادئ ودافئ ..
, هتف ربيع: هو بجد حمزة هييجي بكرا ؟
, ابتسمت ليلى بسعادة: أيوه جاي بكرا كلكوا لازم تكونو هنا عشان تستقبلوه ..
, زين: ليه بقا ليكون رئيس وزراء ومش عارفين ..؟
, مروة بضيق: اخرس انت ملكش دعوة ..
, زين: سيفو لم مراتك ..
, مروة بغضب: ولد احترم نفسك ..
, زين: أنتي يا ولية في حد مسلطك عليا يعني ..؟ كل م بتكلم تطلعيلي بالنص ..
, أدهم: زييين .. شوية احترام مش هيوجعوا البطن يا حبيبي ..
, زين باحترام: حاضر تحت أمركوا كلكوا .. هنستقبل حمزة بيه هجيبه بعربيتي وزينهاله لو عايز ..
, مروة: ريح نفسك أنت ..
, زين: مرتاح الحمد**** ..
, مروة بابتسامة: احمم أنا عايزاكوا شوية لما نخلص فطار ..
, ابتسمت رحمة بلهفة عندما علمت بأنها ستُخبرهم بموضوعها .. ليهتف زين: قولي دلوقتي يا ماما محدش غريب كلنا عايلة وحدة ..
, مروة بغيظ: ريح أنت على جنب محدش كلمك ..
, زين: أومال عايزة مين ؟
, مصطفى: خير يا أم هارون ..
, ابتسمت بسعادة: كل خير إن شاء **** موضوع هيفرحكوا أووي ..
, عمار: م تقولولنا احنا طيب ..؟
, مروة: ده موضوع كبار ..
, عمار باستنكار: إيه ده شايفينا عيال قودامكوا يعني ؟
, حيدر بجمود: أومال فاكر نفسك راجل مثلاً ..؟!
, التفت عمار نحوه هاتفاً: وناقصني إيه يعني علشان مكونش راجل .. هو بس أنت اللي راجل يعني وغيرك لأ ؟
, رمقه حيدر بنظرات مُحتدّة لينكزه هارون الجالس بجانبه بكتفه هاتفاً: حيدر مش قصده عمال يهزر معاك ..
, حيدر بغضب: لأ مش بهزر وهو مش راجل خليه يوريني هيعمل إيه ؟
, هتف زين بغضب: احترم نفسك يا حيدر عمار راجل وغصباً عنك ..
, حيدر بغضب: وأنت مااالك إيه اللي حشرك بينا أصلاً .. متدخلش بينا تاني أنت فاهم ..؟ مكنش ناقصنا غير العيال ..
, هارون بحزم: حييدر متتكلمش معاه كده ..
, نهض حيدر عن المائدة بحدة ليهتف أدهم بصوت جامد: أيوه برافو عليكوا .. قوموا اقتلوا بعض قودامي مستنيين إيه ؟
, زفر هارون بضيق: آسف يا عمي بس أنا مسمحلوش يكلم زين بالشكل ده ..
, هتف أدهم ناظراً نحو حيدر: اقعد يا حيدر ..
, حيدر بضيق: بابا لو سمحت أنا شبعت وعاوز اروح لشغلي عن اذنكوا ..
, أدهم: حييدر ..
, زفر حيدر بضيق واتجه نحوه ليمسك يده يقبلها هاتفاً: حقك عليا بس مدايق شوية عشان خاطري عاوز امشي ..
, تنهد أدهم هاتفاً: امشي وخلي بالك من نفسك ..
, حيدر: حاضر .. عن اذنكوا ..
, حل الصمت عليهم لينظر أدهم نحوهم: إيه اللي بيحصل يا عمار ..؟
, رفع عمار نظراته إليه بضيق وغضب مكبوت: مفيش يا بابا ..
, ليلى: مفيش إيه .. ايه اللي حصل بينك أنت وأخوك دي أول مرة تتكلموا كده ..
, مصطفى: في إيه يابني أنتوا متخانقين ؟
, هتف ربيع بسرعة: أيوه أيوه هما متخانقين وحيدر زعلان منه مش أكتر ..
, التفت عمار نحوه بغضب ليشير ربيع إليه بالهدوء وعدم الإنكار ..
, هتف أدهم: الكلام ده صح يا عمار ؟
, زفر عمار بضيق: أيوه صح ..
, أدهم: وأنا مش قولت أخوك الكبير تعامله باحترام .. إيه الطريقة اللي كلمته بيها دلوقتي ؟
, عمار بضيق: أنا معملتش حاجة ده هو٣ نقطة
, قاطعه ربيع هاتفاً: خلاص يا عمو دلوقتي هيروحله الشركة ويعتذر منه .. مش كده يا عمار ؟
, عمار بغضب مكبوت: أيوه هروحله حاضر حاااضر هروح دلوقتي وأعتذر منه حاااضر حااضر ..
, مروة بتوتر: مش كفاية بقا .. خلونا مبسوطين بالخبر واللي هقولهولكوا ..
, نهض أدهم عن جلسته هاتفاً: الحمد**** .. يبقى أنا بالمكتب أما تخلصوا حصلوني ..
, نهضت ليلى هاتفة: أنا جاية معاك ..
, لحق بهم مصطفى سريعاً لتنهض مروة هي الأخرى هاتفة: تعال يا سيف ..
, سيف بعبوس: مش عايز ..
, مروة: سييف بلاش عناد دلوقتي ..
, رحمة بتوتر: مالك يا بابا ..؟
, سيف: ملكيش دعوة ..
, نظرت رحمة نحو مروة بتوتر لتهز الأخرى رأسها بيأس: امشي يا رحمة على شغلك يلا .. يلا الكل يروح على شغله وكليته مش عايزة حد هنا ..
, هتف ربيع بدهشة: هو فيه إيه طيب ..؟
, مروة: مفيش يلا امشوا لحسن تتأخروا ..
, اتجهت نحو سيف تجذبه من يده ليدخلا معاً غرفة المكتب ..
, التفت ربيع ناظراً للبقية أمامه: حد يقولي فيه إيه ؟ رحمة أنتي عارفة ؟
, نهضت رحمة قائلة: لا وأنا هعرف منين .. يلا سلام دلوقتي ..
, التفت ربيع نحو هارون قائلاً بثقة: أكيد هارون بيه عارف طبعاً م أنت مبيخفاش عليك حاجة في البيت ده ..
, عدّل هارون ربطة عنقه بغرور هاتفاً: طبعاً يابني أنا الكل بالكل هنا .. بس يعني المرة دي ريحت نفسي وقولت يا واد يا هارون ارتاح هتعرف بعدين م غير م تتعذب وتسأل ..
, زين بسخرية: لا واضح جداً .. قوم امشي على شغلك يالا مش عايز استهتار من أولها ..
, نهض هارون يحمل أغراضه من فوق المائدة وهو يضع نظارته الشمسية واتجه نحو زين ضربه على رأسه بقوة: احترم نفسك ياض يا معفن يا جزمة .. أنا ماشي .. آه صح بلاش تكلم حيدر تاني بالشكل ده قودامنا فاهم ؟؟
, زين بغضب: لأ مش فاهم ولو هيفضل كده هضربه مش بس هكلمه كده ..
, ورود بهدوء: هو ليه حيدر بيعمل كده ؟
, التفت هارون نحوها هاتفاً: مفيش بس هو لما يتعصب معدش يشوف قودامه ..
, ثم نظر نحو زين بتحذير من كلامه أمامهم هاتفاً: نبقى نتكلم بعدين .. سلام ..
, هتف زين وهو ينهض: قوم يا عمورة نروح الكلية وبعدين هروح ساحة التدريب ..
, زفر عمار بضيق ونهض متجهاً للخارج بصمت ليلحق به زين بسرعة ..
, التفتت ورود نحو أخيها بحذر: ربيع ..؟ أنت تعرف حيدر ماله ؟
, ابتسم بخفوت: وأنا هعرف منين بس .. ممكن زي م قال هارون أنه متعصب مش أكتر ..
, نفت برأسها هاتفة: لأ .. هو علطول كده وخاصة مع عمار ..
, ضيق عينيه بريبة: إزاي أنتي عرفتي منين ؟
, ورود: من فترة ملاحظة كده .. علاقتهم باردة جداً مش زي م كانوا من زمان .. وأنا مستغربة أووي أصل حيدر بعامل الكل زي أخواته وصحابه ويجي عند عمار ويتحول .. أنت تعرف حاجة ومخبيها عني صح ؟
, ابتسم مُغيراً الموضوع ونهض مقبلاً رأسها بحنان: لأ معرفش ولو أعرف كنت قولتلك .. أنا ماشي خلي بالك من نفسك ..
, تنهدّت تهز رأسها بصمت ليأخذ أغراضه متجهاً هو الآخر نحو كليته .. كلية الطب ..
, في غرفة المكتب ..
, نظر أدهم نحو سيف الصامت ليهتف: إيه رأيك يا سيف ؟
, هز سيف كتفيه بعبوس وبقي صامتاً ليرفع أدهم حاجبيه ونقل نظره لمصطفى: هاا ؟
, ابتسم مصطفى بحنان: مفيش مشكلة لو جه هنا وتعرّفنا عليه ..
, ليلى بابتسامة: وأنا من رأيه .. خلوه يجي ونتعرف عليه وبعدين نقرر ..
, اتسعت ابتسامة مروة بلهفة: يبقى هقولها تخبره النهاردة ويجي بكرا ..
, ليلى بدهشة: بالسرعة دي ؟
, ضحكت مروة قائلة: البت مستعجلة أعمل إيه ؟
, ليلى بضحك: طبعاً لازم تكون كده مش هي بنتك ..؟
, هتف أدهم: ماله سيف ساكت ..؟
, هتفت مروة: زعلان مش عايز يجوز بنته .. هيعمل زي أبويا زمان ..
, ضحك مصطفى هاتفاً: أومال كنت تتخانق مع حماك العزيز ليه ؟
, مروة: قولوله أنا بحاول معاه من مبارح ..
, ابتسم أدهم هاتفاً بهدوء: هو معاه حق ..
, التفتت ليلى نحوه بدهشة: إيه معاه حق علشان مش عايز بنته تتجوز ..؟ ده بدل م يكون مبسوط لأنها بقت عروسة ..
, هتف سيف باندفاع: مبسوط .. بس مش عايز أكتر من كده ..
, أدهم: سيف عايزها تتجوز بس مش عايزها تبعد عنه ..
, ربت مصطفى فوق كتفه هاتفاً: أنا لو مكانك هعمل كده .. مش قادر أتخيل ورود تبعد عني في يوم ..
, مروة بهدوء: وأنا برضه مش قادرة اتخيل إنها تبعد عني .. دي بنتي الوحيدة وحبيبتي بس دي سنة الحياة ..
, سيف: مليش دعوة رحمة مش هتخرج من البيت ده تتجوز أي حد من هنا ..
, رفع مصطفى حاجبيه بذهول: تتجوز مين بقا ؟
, هتف سيف بانزعاج: م أنت لو فالح كنت جيبت ابنك قبل بسنة كانوا دلوقتي تجوزوا ..
, هز مصطفى رأسه هاتفاً: معاك حق نقول إيه أنا مش فالح زيك ياحبيبي ..
, سيف: وأدهم لو كان زي الناس مكنش خلا ابنه يخطب .. كنا دلوقتي جوزنا العيال ببعض واتبسطنا ..
, أدهم: ملكش دعوة أبني وأنا حر بيه ..
, هتف سيف بغيظ: لأ مش حر بيه وابنك هيسيبها ويتجوز بنتي .. رحمة مش هتخرج من هنااا ..
, مروة بغيظ: إيه يا سيف خلاص هتقف بطريق سعادة بنتك يعني ..؟
, هز سيف كتفيه هاتفاً: لأ أنا عاوز سعادتها عشان كده هتتجوز حد من البيت ده ..
, مروة: حد زي مين ؟
, عاد يهز كتفيه هاتفاً: مش عارف المهم إنها هتتجوز من هنا ..
, مصطفى: وأنا برضه زيك .. خلاص بنتي هتتجوز من هنا غير كده مش هسمحلها تتجوز حد من برا الفيلا ظي ..
, هتف سيف: أنت بتقلدني ..؟
, مصطفى: من أفكارك العظيمة يعني علشان قلدك .. أنا بقول اللي كنت بفكر بيه من زمان ..
, تأففت مروة بضيق والتفتت تنظر نحو ليلى وأدهم .. ليتنهد أدهم هاتفاً: قوليلها إحنا مستنيين بأي وقت عاوزه .. ولو كان بكرا مفيش مشكلة اهو يكون حمزة جه ويتعرف عليه برضه ..
, ابتسمت مروة بسعادة واتجهت خارج الغرفة ليهتف سيف: أنا مس هستقبله ..
, أدهم: أنا هستقبله عنك انت ريح نفسك ..
, عادت مروة تفتح باب المكتب هاتفة: نوور جت يا ليلی تعالي الحقينا ع المطبخ نجهز علشان زوما ..
, اتسعت ابتسامة ليلی تهز رأسها بلهفة .. لينهض مصطفى هاتفاً: أنا رايح الشركة امشي يا سيف ..
, سيف: مش عايز ..
, أمسكه مصطفى من ذراعه هاتفاً: تعال بس هعزمك على الغدا النهاردة ..
, رمقه سيف بتفكير ثم هز رأسه موافقاً لينهض معه ..
, التفتت ليی نحو أدهم المبتسم لتهتف: أنت مبسوط علشان رحمة ؟
, تنهد بحنان هاتفاً : أنا زي سيف مبسوط وزعلان .. رحمة بنتي وحفيدتي مش بس بنت أخويا وهزعل أووي لو سابت الفيلا دي ..
, اقتربت منه ليلى بهدوء تنظر داخل عينيه هامسة: أنت افتكرت نور صح ؟
, ابتسم مُمسكاً كفها وقربه من فمه يقبله بحنان هاتفاً: علطول فاهماني يا لولا ..
, ابتسمت باتساع ليُتابع: تصدقي لغاية دلوقتي بحس بحاجة ناقصاني من بعد م نور اتجوزت وسابت الفيلا .. وأما تيجي هنا بحس نفسي مبسوط أووي ..
, ليلى: الحق على أحمد قولناله يجي يسكن معانا هنا بس هو موافقش ..
, أدهم: ومش هيوافق .. أحند وأنا عارغه .. عارفة إني لو مكان سيف كنت عملت زيه وأكتر منه برضه ؟
, ضحكت ليلى هاتفة: أيوه عارفة .. ده أنت جوزت نور علشان انت عارف أحمد كويس وكان زي أخوك ..
, أدهم: لو كانت بنتنا لسا عايشة مكنتش سمحتلها تبعد عننا خالص ..
, ابتسمت ليلی بحنان مُتذكرة توأم عمار .. عندما كانت حامل بتوأم صبي وبنت .. وعند الولادة لم ينجو سوى عمار أما البنت فقد خرجت من بطنها فاقدة الحياة ..
, هتفت بحنان: **** يرحمها ده نصيبنا ..
, هتف مقطباً حاجبيه: ليلى أنتي ملاحظة حاجة ؟
, ليلی باستفسار: حاجة زي إيه ؟
, هتف أدهم بهدوء: حيدر وعمار ..
, ليلى: علشان اللي حصل النهاردة .. ؟ معليش م كل الأخوة بيتخانقوا مع بعض وهيرجعوا يتصالحوا تاني ..
, أدهم: مش عارف .. بس حاسس إن في حاجة بينهم .. علاقتهم مش زي زمان يا ليلى ولا زي علاقة زين وهارون .. ده حتى علاقة كل حد فيهم بالبقية أحسن من علاقتهم مع بعض ..
, هتفت ليلی بقلق: أدهم أنت بتقلقني ليه ..؟
, زفز أدهم بضيق: مش عارف .. بس أنا بقول اللي حاسس بيه .. هما مكانوش كده زمان .. أنتي عارفة كل العيال تأثروا بعلاقتنا أنا وأخواتي وبقوا قريبين جداً من بعض زينا .. وأكتر تنين زين هارون لأن زين تأثر بسيف جداً وعلاقته بيا وحاول يعمل كده مع هارون ولولا إننا خدنا بالنا منهم من صغرهم ونبّهت هارون على ده ممكن كان حصل بيه زي سيف .. وحيدر وعمار كانوا تقريباً زيهم .. بس دلوقتي ملاحظ إن مفيش كلام بينهم ولو تكلّموا هيتخانقوا أو يتصرفوا زي الأغراب ..
, ربتت ليلى فوق رأسه بابتسامة: متشغلش بالك هما هيحلّوا مشاكلهم بنفسهم أنا متأكدة ..
, أومأ برأسه ناظراً أمامه بشرود وتفكير ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, ركن سيارته في المكان المُخصّص .. ليترجّل منها ببدلته العسكرية التي تُضفي عليه هيبة كبيرة إضافة إلى هيبته ورجولته الطاغية التي تجعل الجميع يهابه ..
, نظر حوله بعينيه المُغطاة بنظارات شمسية سوداء قاتمة كسواد شعره واتجه بخطوات ثابتة يدخل ذلك البناء ..
, سار في الرواق بجمود وكل من يمرّ به يؤدي التحية العسكرية بثبات ورهبة .. حتى وصل إلى أحد المكاتب يقف أمامه عسكري حالما رآه رفع يده بالتحية ليهتف هارون: هاتلي قهوة ..
, العسكري: تحت أمرك يافندم ..
, فتح الباب ودخل سريعاً مُخرجاً سلاحه من حزامه الجلدي ووضعه على سطح المكتب أمامه ..
, جلس فوق كرسيه ورفع قدميه يمدّهما فوق المكتب مُرجعاً ظهره للخلف وهو ينظر أمامه بجمود ..
, طرقات على الباب أخرجته من شروده ليسمح للطارق بالدخول .. تبدّلت ملامحه للغضب عندما رأى حيدر أمامه ببدلته الرسمية السوداء وربطة عنقه الأنيقة ..
, هتف به: أنت جاي هنا لييه؟
, زفر حيدر مُغلقاً الباب خلفه واقترب حتى جلس أمامه على أحد المقاعد .. بقي صامتاً عدة لحظات تجاهله هارون بغضب ليهتف حيدر: حقك عليا مقصدتش ..
, هارون بغضب: اعتذارك مش مقبول واتفضل اطلع من هنا مش طايق شوف وشك ..
, تأفّف حيدر ونهض يقف أمامه: وبعدين معاك يا هارون أنت عارف إن مش قصدي اللي حصل ..
, هارون: لأ قصدك ومحدش جبرك ولا استفزك .. أنت اللي بدأت وزعجت أخوك بكلامك ..
, زفر حيدر بغضب: هو يستاهل .. وزين هو اللي اتدخل بينا ..
, ضرب هارون المكتب أمامه بقبضته هاتفاً: هيتدخل لأنك غلطااان وبتغرق بغلطك كل يوم أكتر .. حرام عليك يا حيدر اللي بتعمله .. أخوك عملك إييه هو ملوش ذنب في حاجة خالص ..
, هتف حيدر بحدة: متجيبش سيرة الموضوع ده علشان منخسرش بعض يا هارون ..
, هارون: لأ هجيبه لأني سكتت كتير لحد م انت تماديت .. أنا حذرتك زمان كتير أووي وأنت زي الغبي مش فاهم جاحة ماشي ورا كبريائك الغبي زيك وبتصرّفاتك دي هتخسر أخووك .. عمار لسا لحد دلوقتي متمسّك بيك وعاوز يرجّع علاقتكوا زي زمان بس متسوقش بيها أوي لأنك انت اللي هتندم ..
, تنهد حيدر بغيظ هاتفاً: أنا جيت علشان أعتذر منك لأن ميهونش عليا زعلك .. ومشكلتي أنا وأخويا سيبنا نحلها لوحدنا ..
, ابتسم هارون ساخراً: تحلها ؟ عدى تلت سنين يا حيدر باشا حليت بيها حاجة ؟ ولّا كل يوم مشاكلكوا بتتعقد أكتر بسبب عنادك وغبائك .. كفاية بقا أنت خطبت بنت مفيش زيها بتحبك وأنت بتحبها عايز إيه بالماضي علشان سايبه يأثر على حياتك كده ..؟
, حيدر بضيق: هارون بلاش الكلام ده لو سمحت ..
, هارون بهدوء: أنا بتكلم علشانك يا حيدر .. أنا شايفك مش مبسوط ومدايق دايماً .. ولو شايفك أنك غير كده صدقني مكنتش تكلمت .. بس أنت مش مرتاح بالحالة دي وأخوك زيك وأنتوا التنين ملكوش ذنب باللي حصل زمان ..
, مسح حيدر فوق وجهه بانزعاج وجذب خصلات شعره يشدة بضيق هاتفاً: خلاص يا هارون ممكن نقفل ع السيرة دي دلوقتي ..
, تنهد هارون بحرارة ثم نظر إليه بهدوء: ماشي يا حيدر هقفل عليها دلوقتي .. بس لو شوفت حاجة حصلت زي اللي حصل النهاردة أنا مش هسكت فاهمني ..؟
, ضيق حيدر عينيه بحذر: تقصد إيه ؟
, هارون بقوة: بقصد إن عمو أدهم لازم يعرف بكل حاجة .. لو أنت محليتش المشكلة مع أخوك وفضلت على عنادك ده أنت هقوله ..
, صرخ حيدر بغضب: أنت اتجننت ؟
, نفى هارون برأسه هاتفاً: لأ .. الجنان هو اللي أنت بتعمله ده .. وأنا مش هساعدك عليه بعد كده .. أي غلطة منك تاني أبوك هيكون عنده علم بكل حاجة .. أنا بقولك أهو علشان متجيش بعدين وتزعل ..
, أغمض حيدر عينيه بغضب ضاماً قبضتيه بقوة ليهتف: ماشي يا هارون ماشي ..
, استدار يتجه نحو الباب ليخرج صافعاً الباب خلفه بقوة .. زفر هارون بضيق من هذه الحالة من كبرياء حيدر الذي يمنعه أن يعترف بغلطه أو بفشله ..!
, دخل أحد العساكر في تلك اللحظة هاتفاً باحترام: سيدة العميد طالبك بمكتبه يا باشا ..
, هز رأسه ينهض من مكانه: تمام ..
, خرج من مكتبه يتجه بخطوات سريعة نحو الطابق العلوي .. ليقترب من أحد المكاتب حيث وقف العسكري أمامه باعتدال مُلقياً التحية: الباشا مستنيك بمكتبه ..
, أومأ برأسه بهدوء ليفتح الباب ويدخل المكتب .. وقف أمام أحد الأشخاص باحترام ورفع يده بتحية رسمية: تمام يافندم ..
, العميد: تعال يا هارون اقعد ..
, اقترب هارون من المكتب ليجلس أمامه على مقعد جلدي: حضرتك طلبتني يافندم ..
, العميد: أيوه .. دي مهمة جديدة واخترتك أنت علشان تكون المسؤول عليها لأني واثق بيك ..
, هارون: ده شوف ليا يافندم ..
, العميد: أنت عارف طبعاً شبكة تجار المخدرات واللي بيتعاملوا معاهظ اللي مسكنا عدد منهم بالفترة الأخيرة واللي أنت مسكت العدد الأكبر منهم ..
, هارون: أيوه يافندم ..
, العميد: دلوقتي هنلعب على طريقة تانية ومش هنقبض على العملاء الصغار .. لأ إحنا هنحاول نوقف اللي بمولهم من الروس الكبيرة ..
, هارون: إزاي .. هو في حد معين يافندم ؟
, أومأ العميد برأسه مقرباً منه أحد الملفات هاتفاً: حد نعرفه كويس .. ومعروف بأعماله المشبوهة وصفقاته من تحت الطاولة .. بس لحد دلوقتي مفيش دليل ملموس بين ايدينا علشان نقبض عليه .. دايماً في ثغرة بيقدر ينفد منها ..
, قطب هارون حاجبيه هاتفاً: والمطلوب مني لاقي الدليل ده صح ..؟
, العميد: تلاقيه ونعرف مع مين بيتعامل .. تعرف الشبكة اللي هو بيشرف عليها كاملة علشان نقبض ع الراس وع الديل .. بس خد بالك الراجل ده خطير أوي وخبيث .. كل اللي كلفناهم بالمهمة دي زمان قدر يتغلب عليهم .. منهم الي ضمهم لصفه وخانوا بلدهم وأهلهم .. ومنهم اللي تراجع عن القضية دي ده بسبب التهديات اللي كانت تجيله .. ومنهم اللي تم اغتياله بطرق مختلفة والحادثة اتسجلت ضد مجهول ..
, ابتسم هارون بخفة ولمعت عينيه بإصرار: والمرة دي مفيش حاجات زي دول يافندم .. المرة دي هيجيبهولك بالكلابش لحد عندك ..
, ابتسم العميد دافناً قلقه داخله: وأنا ولثق بيك جداً .. بس رغم ده خلي بالك من نفسك كويس أنت ظابظ مهم عندنا ومنقدرش نستغني عنك ..
, ضحك هارون هاتفاً: أيوه قول كده إن الوطن بيستغلني وطمعان بيا ده مش لسواد عيوني ..
, العميد بهدوء مبتسماً: مين قال كده .. ده أنا أول واحد بحبك لسواد عيونك دول أنت عارف إني بعتبرك زي ابني .. وبخاف عليك بكل مهمة بكلفهالك ..
, هارون بهدوء: وحضرتك عارف معزتك عندي يا فندم أنا بعتبرك مثلي الأعلى ..
, العميد: **** يحميك بابني ويوفقك .. يلا بقا ادرس الملف ده كويس .. معك كامل الوقت .. تقدر تبدأ بشغلك بالوقت اللي انت عاوزه لأن مفيش فترة محددة للقضية دي .. الراجل ده صعب ومجرم واللي هيواجهه لازم يكون مخطط كويس ومستعد للمواجهة وقوي وشجاع .. علشان كده مفيش أكفأ منك بنظري .. ومش هكلفك بقضية تانية طول م القضية دي بين ايديك ..
, هز هارون رأسه بهدوء وفخر داهله وهو يفتح أول صفحة من الملف .. لتقابله صورة رجل خط البياض شعر رأسه ذو ملامح وسيمة وحادة يظهر الخبث واضحاً بها .. ممتلئ الجسم بعينين حادتين وقاسيتين ..
, نقل عينيه على بعض الملعلومات والتي يعرفها عنه فالرجل رجل أعمتل مشهور في البلد .. واسمه المكتوب في الأعلى .." فهد عمران الزيات " !!
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
الثالث


- لا تقف في بداية الطريق إن وجدت صخرة،
, فهذه جزء من جسر ستبنيه يوماً لمستقبلك.
, ٣٠ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, وصل زين بسيارته إلى ساحة كبيرة وواسعة مخصصة للتدريب على سباق السيارات لينزل منها هو ووسام فيما بقي عمار يجلس بصمت داخلها ..
, نظر وسام نحوه بغيظ هاتفاً: ليك الجنة و**** يا عمار إزاي مستحمل أخ زي اللي أسمه حيدر ده ..
, لم يُجبه عمار ونزل متأففاً ليقفز على مُقدمة السيارة متكتّفاً بحزن ليهتف زين: ما خلاص بقا قولتلك سيب كل حاجة عليا إن مخليتوش يندم ع اللي بيعمله ميكونش أسمي زينو ..
, عمار بغيظ: وإيمتى بقا يا زين بيه لما العيلة كلها تعرف ..
, زين بتفكير: تصدق معاك حق الواد حيدر شكله كده اتجنن مكنش يظهر خلافكوا قدام حد قبل كده ده دماغه لسعت يا حرام وعايز دماغ جديدة ..
, وسام: م تقولنا خطتك الجهنميّة دي بقا يا زين و**** أنا خايف منها ..
, زين بفخر: إخس عليك تخاف من خطط زينوو اخس بجد متقلقوش سيبوني شوية بس أخلص من الواد اللي أسمه هشام ده ..
, نظر عمار نحو سيارة سباق دخلت الساحة ليزداد غيظه هاتفاً: أهو البيه شرّف ..
, التفت زين نحوه ليجد هشام يجلس خلف المقود وقربه أحد أصدقائه وهو يدور بسيارته بحركات احترافية عالية جعلت زين يفتح فمه باندهاش ..
, هتف عمار بذهول: أبن اللعيبة يخربيت كده ..
, زمّ زين شفتيه بضيق وهو يرى سيارة هشام تقترب منهم ليدور عدة دورات حولهم ناظراً نحو زين بترقب أو شماتة ..
, ازداد غيظ زين أكثر ليعود لسيارته صافعاً الباب خلفه بقوة ليُدير محرّكها سريعاً شهق عمار بفزع وقفز عن مقدمة السيارة صائحاً: أنت هتقتلني يا جزمة م تقول أنك هتمشي ..
, زين بغضب: أتنيل يا زفت خلصني ..
, دخل كل من عمار ووسام السيارة لينطلق بها خارجاً من الساحة بغضب كبير وهو يتذكر نظرات هشام له وكأنه يتوعّده .. وقف أمام الفيلا أخيراً هاتفاً: أنزلوا يلا ..
, وسام: نعم ياخويا أنت رايح فين ؟
, زين: هروح التدريب ..
, عمار: أومال رجعت هنا لييه م طول عمرنا نكون معاك في التدريب اشمعنا دلوقتي عايز تتدرب لوحدك ..
, زين بنفاذ صبر: مش وقتك يا عمار أخلصوا عايز أتدرّب ..
, زفر وسام ونزل من السيارة ساحباً عمار معه لينطلق زين بسيارته بسرعة مجنونة كالعادة مخلّفاً موجة غبار خلفه ..
, هتف عمار بذهول: هو الواد ده ماله ؟
, وسام: مشوفتش اللي أسمه هشام كان ببصلّه إزاي ولّا الحركات اللي بيعملها ده قاصد يغيظه ..
, تنهد عمار بقلق: شوفت الكلب محترف إزاي بصراحة أنا خوفت على زين ..
, وسام: وأنا برضه .. الواد ده شارك بسباقات عالمية مش زي زين كله هنا في البلد ..
, عمار: إحنا لازم نخليه ينسحب من السباق ..
, وسام باستنكار: أنت أتهبلت بقا زين هيتسحب مستحييل خاصة بعد م شاف هشام النهاردة ..
, تأفّف عمار بضيق واتجه داخل الفلا ليلحقه وسام زافراً بقلق خوفاً على صديقه ..
, مساءً ..
, ارتدى حيدر ملابسه الرسمية التي تزيد من وسامته وعدل من خصلاته وخرج من غرفته متجهاً للسلم ..
, توقف مكانه ناظراً لزين الذي يصعد السلالم باتجاهه بوجه متجهّم .. وقف أمامه هاتفاً: مالك يا زين ؟
, رفع زين نظره نحوه وهتف بحدة: أهي كملت أهي أنت يا أخ طلعتلي منيين أنت التاني ..
, رفع حيدر أحد حاجبيه بشر: قولت إيه ؟
, زين بغضب: بقولك إيه أنا مش طايقك لاا أنا مش طايق حد النهاردة ف سيبني بحالي **** يحفظك ..
, كاد يتخطّاه ليجذبه حيدر هاتفاً بدهشة: هو في إيه حد مضايقك ؟
, صرخ زين بغيظ: وده يهمك في إيه حضرتك ؟
, زفر حيدر هاتفاً: خلاص ياعم متزعلش كنت متعصب شويتين وجت فيك ..
, زين: لا و**** ..
, حيدر: أه و**** ..
, زين: يبقى متكلّمنيش تاني لا وأنت متعصب ولا هادي عشان متتفشش فيا كالعادة كفاية عليك أخوك ده أنت حتى كلمة آسف مبتطلعش منك ..
, زفر حيدر مُخلّلاً أصابعه في خصلاته الكثيفة ونظر نحوه بعيون خضراء لامعة: إيه رأيك بعربية السباق اللي كنت عاوزها بقالك زماان ..؟
, رمش زين بعينيه واقترب منه بحذر: مش مطمنلك ..
, ضحك حيدر هاتفاً: وحياة أبويا بتكلم جد ..
, تحسّس جبينه سريعاً مقطباً حاجبيه: مفيش سخونية هي دي بوادر جنون هو أنا عارفك من زمان مختل عقلياً بس مش للدرجة دي يعني ..
, حيدر بغيظ: مش عايز ؟ أحسن برضه ..
, تركه مبتعداً ليصرخ زين ويجذبه من ملابسه: متبقاش قفوش كده يا دردر وقولي هتجبلي عربية بجد ؟
, أومأ حيدر برأسه بصمت ليهتف زين: وأبويا ؟
, حيدر: سيبه عليا ..
, زين بريبة: وأبوك ؟
, حيدر: عليا برضه ..
, زين: وأمك ؟
, صرخ حيدر بغيظ: أنت هتعدلي العيلة هو أبويا يقتنع وخلاااص ..
, زين: عليا النعمة أنت جريء جريييء أووي أنا آخر مرة طلبتها منه بشكل غير مباشر علقني ..
,
, مسح حيدر فوق خصلاته: لا متقلقش المرة دي هيوافق وعلى مسؤوليتي .. المهم بقا أنت متزعلش يعني من اللي حصل الصبح وكده علشان أخوك ميتقمصش ويديني الوش الخشب ..
, زين بفرح: أزعل ليييه ياعم هو حصل حاجة أصلاً واللي يديك الوش الخشب ابقى ارزع في وش أمه مسمار أمشي ياحبيبي أمشي دربك أخضر بالصلاة على النبي ..
, تركه حيدر نازلاً درجات السلم لينتفض زين من صوت صفع الباب بقوة غاضبة .. التفت بدهشة نحو غرفة عمار ليزفر بضيق وندم ..
, اتجه نحو غرفته فتحها ناظراً حوله ليراه يجلس فوق سريره مطالعاً هاتفه بجبين مقطب بشدة ..
, تحمحم هاتفاً: عامل إيه يا ولد العم ..؟
, هتف عمار بضيق: زين وحياة أمك أبعد عني الساعة دي ..
, اقترب زين منه هاتفاً: خلاص ياعم متزعلش ..
, عمار بسخرية وصراخ: أزعل لييييه هو في حااااجة تزعل ؟
, تراحع زين بفزع: يخربيت كده كام مرة بقولك متزعقش عشان بخاف أنت وأخوك واخدين نفس صوت دومي لما يزعق ..
, عمار: سيبني في حالي يا زييين ..
, طُرق الباب بخفة عدة طرقات لينهض زين ويفتحه بهدوء .. صرخ فجأة مُتراجعاً بذعر: عااااااااا ستك قامت من قبرهااااا يا عمووورة ستك أم أدهم جااات سبحااان من يُحيي العظام وهي رميييم سبحااان **** بركاتك يا ستي بركااااتك ..
, قفز عمار عن سريره بهلع وقد جفّ حلقه هاتفاً: بسم **** لا تئذينا ولا نئذيكي يا بابااااا تعال شوف مامتك شكلك واحشهاا ولخبطت في الطرييق ..
, هتف ربيع بغيظ: في إيه يا أهبل أنت وهو ؟
, التصق زين بعمار هاتفاً: نبشت القبر يا كااافر دي حرمة أموااات ..
, عمار: ه هي هي ع عضام ستك لسا زي م هي إزااي ؟
, زين: سبحان **** الحجة جمانة كانت مبروكة باين ..
, عمار: **** ده أبويا هيفرح أووي ..
, وضع ربيع الهيكل العظمي الكبير الذي يحمله بيديه على الأرض .. ليرمقه زين وعمار بفزع ..
, كان هيكل عظمي كامل ذو قاعدة بلاستيكية عريضة طويل بنفس طولهم ومفاصله تتحرّك ..
, التفت ربيع نحوهم بغضب: يا جبناء أنت وهو ده هيكل عظمي ..
, زين: بتاع ستك ؟
, صرخ ربيع بغيظ: عااا أنتوا مجانييين ستي إيييه دي **** يرحمها ..
, عمار: أومال إيه ده ولمين يا مجرم يا كافر ؟
, ربيع: شريته النهاردة أصل قررت يبقى تخصّصي عظام ..
, زين بصراخ: نعم يا خوياااا مش كان نسا وتوليد ؟
, هز ربيع كتفيه: غيّرت رأيي أصل مبارح شوفت دكتور عظام إنما إيييه حاجة في منتهى الفخاامة كان جميل أووي وهدومه أجمل البدلة الي كان لابسها تحفة على فكرة دي غالية أووي معرفش جاب تمنها منين مع أن المعروف عنه أنه راجل غلبان ده حتى معندوش عيادة خاصة بيه ياحرام في زيه كتير أصل الغلابة في البلد دي بيزيدوا كل يوم والأسعار في إرتفاع والنفوس بقت مريضة كل واحد ربي أسألك نفسي و٣ نقطة
, صرخ عمار بغيظ من عادة ربيع الغبية في فتح مواضيع بعيدة عن الموضوع الرئيسي حتى يتناساه تماماً في النهاية: وبعدين معااك يا أخي طلعت ميتينااا ..
, زين: م هو فعلاً طلّعها دي ستك أنا متأكد أصلها كانت مزة ..
, عمار باستنكار: وأنت شايف البتاع ده مز ؟
, زين: معرفش ممكن الواحد لما يموت بتفضل عضامه وطعمتها مزة م تجيب فخدة يا ربيع نطبخها على رز ونشوف لو جميلة ..
, رمقهم ربيع بقرف وهتف: دي عضام إصطناعية مش بني آدم ولو بني آدم مش بتتأكل يا غبي في عندك عضام الفرخة لو عايز بس خلي بالك ممكن عندها إنفلونزا الطيور على فكرة قبل خمسين سنة كده الإنلفونزا دي كانت تموّت وأسعار الفراخ رخصت أوي وقتها والناس الغلابة شبعت أكل ياااه أمراض زمان كانت ولاد ناس وعيلة محترمة بتفيد البشرية مش زي دلوقتي كل مرض يودي في داهية مختلفة عن اللي قبلها أقولكم حد شاف الداهية قبل كده ه..
, هتف زين بغضب: يابني أخرررس أبوووس إيدك أخرس ..
, ربيع: أنتوا عايزين إيه ؟
, عمار: أنتوا اللي عايزين إيه دي أوووضتي ..
, ربيع: أه صح أنا بس جيت أعرّفكم على مستر جوبا ده جاي من اليابان حلو صح ..؟
, نظر عمار وزين بقلق نحو الهيكل العظمي ليهزان رؤوسهم بسرعة وخوف .. دخل هارون في تلك اللحظة للغرفة وهتف بدهشة: أنتوا لسا منمتووش ليه ؟
, زين بفرح: هاروووون عرفت أني هجيب عربية سباااق اللي بحلم بيهاااا ؟
, هارون: إزاي هو عمك وافق ؟
, زين بفخر: حيدر هيكلّمه وهو هيوافق أكيد ..
, هارون بهدوء: ماشي يلا كل واحد على أوضته الصبح هتصحوا بدري أنتوا نسيتوا أن حمزة راجع وهيروقوا الفيلا كلها ..
, أسرع زين نحوه متجنّباً النظر نحو الهيكل العظمي وسحبه من يده هاتفاً: تعال من هنا نبعد عن الأموات **** يجيرنا من الأعظم ..
, هارون بدهشة: أموات إيه نهاركوا أسود أنتوا قاتلين حد ومخبيين الجثة ؟
, زين بغيظ: بقولك إيه جو الظباط ده مش هناا ..
, أبعده هارون عنه بغضب وعاد للغرفة: أبعد كده يا قتالين يا مجرمين فاكريني هتغاضى عن عمايلكوا .. إييييه ده ؟
, عمار بخوف: ستك ؟
, هارون بصدمة: ي مراارك يا هاارووون .. جبتوها إزااي دي ؟
, زين بسرعة: مش إحنااا ده ربيع نبش قبرها منه لله **** يجعله في ميزان سيئاته ..
, هارون بصدمة: نبشت قبر ستك يا واطي يا ندل ده أنا هوقفك بتهمة نبش القبور ..
, عمار: هو في تهمة كده يا هارون ؟
, هارون: أوماااال يابني دي الحكومة عندها كل أنواع التهم دون استثناء ولو ملاقتلكش تهمة هتحبسك بتهمة مفيش تهمة برضه ..
, ربيع بغيظ: إيه يا هارون عملت عقلك من عقلهم ده هيكل عظمي مش أنا هبقى دكتوور ؟
, صرخ هارون بغيظ: ودكتور نسا وتوليييد بيعمل في الهيكل العظيمي إيييه ؟
, ربيع بفخر: م أنا غيرت رأيي وهتخصص عظااام أصل شوفت دكتور عظام كان حلو أووي بس حزين ده وللعلم عند **** مش لاقي بنت الحلال أو ممعوش تمن مهر وشبكة وشقة وب..
, هارون بغضب: ربييع على أووضتتكك ..
, ربيع بتوتر: فيه إيه ؟
, هارون: بقولك برااا ..
, رمقهم ربيع بغيظ وانحنى يحمل الهيكل العظمي برفق خارجاً من الغرفة وهو يُتمتم بشتائم متنوعة ..
, هتف هاوون بغضب: وأنت وهو ..
, زين: في إيه بقولك يا هارون هتقول لعمك ؟
, هارون: أقوله إيه ؟
, زين: أن الغبي ربيع الكافر طالع أمه من قبرها ..
, عمار: ياعيني عليك يا أبويا هيزعل أوي ..
, زين: بس هيفرح لما يعرف أنها مبروكة ولسا عضامها زي م هيا ..
, سحبه هارون من ياقته يُخرجه من الغرفة ليقذفه في غرفته الجانبية هاتفاً: عيب عليك اللي بتقوله ده وعمك لو سمع هيعلقك ..
, زين: هو في إيييه أنا بقول عن الحجة كلام جمييل ..
, تركه هارون صافعاً الباب بغيظ وأخرج هاتفه الذي علَى صوته بوصول رسالة .. فتحها أمامه يقرأ سطورها لتُظلم عينيه ويزداد سوادها حدة وإصرار ..
, ضم الهاتف بقبضته بقوة: بقا كده يبقى هنشوف يا أنا يا هما ..
, تعالى رنين الهاتف بيده ليرفعه على أذنه بصمت بعدما وجد الرقم غير مُسجّل .. جائه صوت خشن هاتفاً ببرود: الباشا باعتلك سلام ..
, صمت هاون مُقطباً جبينه ليكمل الآخر: المرة دي سلام باللسان المرة الجاية هيبقى بالإيد ..
, جز هارون على أسنانه بقرة وتابع الآخر: المطلوب حضرتك عارفه كويس جداً .. سيب المهمة وعليك الأمان ..
, كاد هارن أن يصرخ به بنفاذ صبر ليستمع لصوت غلق الهاتف من الجهة الأخرى .. ضرب قبضته بالحائط قربه بقوة وقد قدحت عينيه شرراً مُخيفاً ..
, ذلك التهديد لم يزده سوى تحدي وإصرار على تلك المهمة التي تبدو منذ بدايتها ذاخرة بالصعاب ..
, هتف حيدر من خلفه بعدما عاد من الخارج: هارون واقف عندك ليه ؟
, التفت هارون نحوه مُحاولاً إخفاء غضبه وهمس: مفيش أنا هنام تصبح على خير ..
, تركه مُبتعداً عنه تلاحقه عيني حيدر الضيّقتين بتفكير وحذر .. تنهد متجهاً هو الآخر نحو غرفته ليدخلها بهدوء مغلقاً الباب خلفه ..
, فُتح الباب ثانية ليدخل أحدهم ويُغلقه خلفه يرمقه بصمت .. استدار حيدر نحوه لتحتدّ عينيه هاتفاً من بين أسنانه: مين سمحلك تدخل هناا ؟
, جذب عمار خصلات شعره بتوتر وعصبية واقترب منه هاتفاً: حيدر كفاية بقا خلينا ننهي الخلاف ده ..
, زادت حدة عيني الآخر هاتفاً: أنا قولت إيييه ؟ أنت في حاالك وأنا في حاالي أنت مبتفهمش ..
, عمار بقهر: لا مفهمتش عشان الكلام ده غبيي ومش هقبل بيه ..
, جذبه حيدر من ياقته بقوة ناظراً داخل عينيه بتهديد: عمار لآخر مرة بحذرك متقرّبش مني وإلا متلومش غير نفسكك ..
, دمعت عيني عمار هاتفاً بقهر: حرام عليك يا حيدر أنا أخوووك متنسااش ده ..
, حيدر بسخرية وحدة: مش نااسي دي الحااجة الوحيدة اللي مقدرش أنساها خاالص مقدرش أنسى أن أخووويااا حط حبيبة أخووه بحضن رااجل غيييره ..
, هتف عمار ببكاء: أنت مش عايز تقتنع ليييه أني أنقذتك منهااا ..
, هتف حيدر يدفعه عنه بقوة: أووعى .. أووعى أسمع الكلام ده منك تاني الموضوع ده يتقفل خااالص ..
, عمار بصراخ: وأنت مقفلتوش لغاية دلوقتي ليييه ؟
, رمقه حيدر بنظرة حادة: آخر مرة سااامع لآخرة مرة هسمحلك تكلّمني كده وفي الموضوع ده بالأخص .. ولو حرف منك خرج لأيّ حد من العيلة هخليك وقتها تتأكد بجد أني نسيت أن ليا أخ .. برررا ..
, رمقه عمار بدموع ويأس ليصرخ حيدر: بقولك برررا .. بررا ..
, دفعه من أمامه بقوة وفتح الباب حتى أخرجه صافعاً الباب خلفه بقوة ووقف يتنفس بنهيج عال وأنفاس نارية حادة وحارقة فيما عيونه الخضراء لمعت بدموع مقهورة أبت أن تنزل ..
, أسرع عمار بخطواته مُبتعداً عن الغرفة .. تغبّشت الرؤية أمامه بسبب دموعه الغزيرة اليائسة ونزل الطابق السفلي في طريقه للخارج ..
, استمع لصوت مصطفى من الخلف هاتفاً بقلق وهو يتجه نحوه: عماار رايح فين في إيه ؟
, توقف عمار مكانه ببكاء واقترب مصطفی منه أكثر يُديره نحوه ليقطب جبينه بقلق ماسحاً دموعه: في إيه ياحبيبي بتعيط ليه ؟
, رفع عمار نظراته اليائسة نحوه وهمس: تعبت أوي يا عمو و**** تعبت ..
, ضمّه مصطفى إليه بحنان وسار بجانبه يجذبه معه نحو غرفته في الطابق الثاني .. أدخله معه ليُجلسه فوق السرير ويجلس بجانبه والآخر يتابع بكائه بقهر ..
, ربت مصطفى على كتفه هاتفاً بهدوء: قولي مالك وتعبت من إيه .. أنا جنبك وهساعد ..
, نفى عمار ببكاء: لا م مش هتقدر محدش هيقدر يساعدني بقالي زماان بحاول معاه وهو مش راضي ..
, ضيّق مصطفى عينيه بتفكير وهتف بعد إدراك: هو حيدر لسا زعلان منك ..؟
, التفت عمار نحوه بصدمة ليهتف مصطفى: اللي حصل الصبح .. شكلكم لسا متصالحتوش ..
, أغمض عمار عينيه متنهداً براحة بعدما نبض قلبه خوفاً من معرفة أحدهم بما بينهما ليهتف مصطفى: يبقى كلامي صح ..
, أومأ عمار مُتنهداً بشرود وألم ليهتف مصطفى بهدوء: خلاص أدام حاولت ومقدرتش سيبه شوية ع قبال م يهدا وهو هيرجع ليك يصالحك ..
, ابتسم عمار بسخرية وعيون دامعة: بقاله زماااان يا عمو ..
, مصطفى: يعني إيه أنتوا منتخانقين من إيمتى ينفع كده يابني ..
, عمار: أعمل إيه هو اللي مش راضي ..
, مصطفى: حيدر بيحبك وبخاف عليك ده بعامل الكل زي أخواته الصغيرين ده أنا أوقات بحس أنه أخ ربيع بجد ..
, شرد عمار بألم متذكراً تعامله مع الجميع بتلك الطريقة الحانية إلا هو ..
, بل أنه ينسى فعلاً بأن له أخ .. يكاد يجعله يحسد الجميع حوله فتعامله معهم كما كانت علاقتهم هما الإثنان قديماً قبل أن تدخل تلك الشيطانة بينهم ..
, ربّت مصطفى على كتفه: خلاص يابني قوم أغسل وشك وتعالى هتنام الليلة جمبي ولّا مش عايز ..
, التفت نحوه مبتسماً ببهوت ونهض متجهاً نحو الحمام ليعود بعد لحظات ليجد مصطفى بانتظاره .. اقترب منه ليستلقي بجانبه ولكن مصطفى جذبه إليه يحضنه بقوة هاتفاً: متفكرش في حاجة دلوقتي وبكرا الصبح حاول معاه تاني حيدر زي عمك أدهم بالظبط هو بيقسى لما يتجرح ولما الحاجة بتكون بتستدعي القسوة بجد بس قلبه كبير أووي وحنين ..
, أغمض عمار عينيه بقوة وألم يعلم ذلك الكلام جيداً ويعلم صحّته .. ولكن حيدر يأتي عنده وتُكسر تلك القاعدة به ليظهر آخر مختلف تماماً عما يعرفونه ..
, فتح الباب ليطلّ رأس ربيع هاتفاً: بعتني يا أبويا مكنش العشم ..
, ضحك مصطفى بخفة هاتفاً: م كل يوم تنام جمبي أنت ولّا أختك زهقت منكم يا أخي ..
, ربيع: إخس عليك زهقت من أبنك حبيبك مش كفاية بدفّيلك السرير بغياب مراتك خلاص هي ترجع وأنا هقولها عليك يا جاحد ..
, تنهد مصطفى بابتسامة ورفع ذراعه يدعوه للإقتراب .. أسرع ربيع نحوه ليستلقي بجانبه من الجهة الأخرى نظر نحو عمار ثم لوالده: هو ماله ؟
, مصطفى بهمس: مفيش سيبه ينام تعبان شوية ..
, ربيع: ماشي هبقى أسأله بكرا ابقى صحيني بدري يا بابا علشان نستقبل حمزة رغم أنه مش جاي بدري بس لازم أستعد هقوله أني هتخصص عظام وأشوف بقولي إيه هو طيوب خالص وهيشجعني ويساعدني أنا عارف أصل..
, قاطعه مصطفى بخفوت: هتخرس ولا تقوم من هنااا بقولك الواد تعبان ..
, ربيع: خلاص خلاص هنام تصبح ع خير يا بابا أحلام سعيدة وعمار حزين ..
, مصطفى بضحك: وأنت بخير ..
, ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
, في اليوم التالي ..
, تعالى رنين الهاتف في الفيلا ليُسرع زين الجالس قربه بالرد ليأتيه صوت كرم هاتفاً: أبوك فين ؟
, زين: وعليكم السلام ورحمة **** وبركاته ..
, كرم بغيظ: أخلص ياعم المؤدب أبوك فين مش برد على فونه ليييه ؟
, زين: بيشرب قهوة ..
, جزّ كرم على أسنانه بغيظ: هاته ..
, زين بحيرة: أهاتهولك إزاي ؟
, صرخ كرم بحنق: متستعبطش ياض أنا على آخري منك أنت وكل عيلتك هاته قوله يكلّمني ..
, زين: متزعقش يا كوكو هديهولك أهو ..
, التفت حوله لسيف الذي يجلس على المائدة يأكل من أنواع الحلويات التي مُلأت الطاولة فرحاً بعودة حمزة ليهتف بصوت عالي: باباا تلفووووون ..
, هتف سيف وفمه مُمتلئ: قوله مو هووون ..
, هتف زين مُجيباً على الهاتف: بابا بقولك هو مو هووون ..
, تعالت ضحكات سيف هاتفاً مع زين بتلحين الأغنية: لالا لالالا لا لالا لالا لالا لالا لاا ..
, عادت ضحكاتهم للإرتفاع وتكملة الأغنية مع صرخات كرم المغتاظ على الناحية الأخرى من الهاتف حتى أغلقه بوجههم ..
, راقبتهم مروة بحنق وهي تُحضر باقي الحلويات على المائدة لينقل أدهم نظراته في الصالة وهز رأسه مربتاً على كتفها: **** يعوّض عليكي ..
, هتفت بحنق: قولت هيعوض وجالي زيين أجن منه ..
, أدهم: معلش بقا ع قبال م يتعوض عليكي بأحفادك ..
, جزت على أسنانها بغيظ: دول اتهبلوا عارف أن سيف مبارح سمعته بغني أنا البندورة الحمراا ..
, تعالت ضحكات أدهم هاتفاً: م قولتلك **** يعوض عليكي ..
, تركها متجهاً يتفقد الجميع ليهتف بغيظ: حيدر فين ؟
, هتف هارون الذي دخل من باب الفيلا: راح الشركة يخلص كام حاجة وراجع ..
, أدهم: أنا مش قولت مفيش شغل النهاردة وأنت ياض كنت فين ؟
, تحمحم هارون هاتفاً: في الشغل وقبل م تقول حاجة ده أمن الوطن يا عمو ميتلعبش فيه مش لعبة هاا واخد باالك ..
, رمقه أدهم بغيظ: أه واخد بالي أووي اتنيل أطلع غير هدومك حمزة على وصول ..
, هتف زين: على فكرة قرفتونا بحمزة إيه ده فاكرينه رئيس جمهورية ..
, التفت أدهم نحوه بغضب: ياريت تخلي لسانك جوا بؤك النهاردة مش عايز أسمعلك صوت ..
, هتف ربيع بحماس: واد يا زينو أخرس ده أجمل يوووم في حياااتي أنا هقوله أني هتخصّص عظام ..
, أدهم بدهشة: عظام إيه ياخويا ؟
, ضحك مصطفى هاتفاً: سيبه يغير براحته وراه إيه ..
, ربيع: هتخصّص عظام يا عمو علشان لما حضرتك تتعصب وتكسر إيد ولّا رجل ولّا رقبة أكون موجود بالخدمة ..
, رفع أدهم حاجبيه باقتناع هاتفاً بإعجاب: تصدق ياض أقنعتني ..
, نظرت ورود حولها باحثة عن صديقتها لتجدها تجلس بجانب مروة تتذوّق أنواع الحلويات لتتجه نحوها تجذبها من يدها بغيظ: أنتي يازفتة جيتي إيمتى ؟
, نوار: لسا واصلة بقولك دوقتي دول طعمتهم جميلة أووي ..
, ورود: سيبك منهم وقوليلي أظهر حبي إزاي ؟
, نوار: حب مين أنتي بيطلع بيكي حب شباب يعني ..
, ورود بغيظ: بتتت متجننيش أهلي أظهرله حبي إزاي حبي اللي في قلبي ؟
, وقفت نوار بتفكير وهتفت: م أنتي اللي غبية أنا لو مكانك كنت روحت وقولتله ..
, ورود بغضب: لااا إلا دي أنا عايز أظهرله حبي بس ميبانش أني بظهرهوله فاهماني ؟
, نوار: ممم دي سهلة خالص كل لما تشوفيه ارمشي بعينيكي كده ..
, رمشت بعينيها لتُعلّمها لتهتف ورود: إيه ده لا بخاف يفتكرني حولة ..
, نوار: و**** يا صديقتي معنديش غير الحل ده سبيني بقا أشوف الكام نوع ده وأرجعلك متقلقيش هفكرلك بحاجة تانية ولو أن يعني دي أحسن طريقة ..
, حكت ورود رأسها بتردد وهتفت: يعني تفتكري هيحس بحبي ؟
, نوار: هيحس لما ترمشي بعينيكي ..
, ورود: أغمز ولّا أرمش ؟
, نوار: التنين يابنتي التنين جربي ومش هتندمي وعلى مسؤولية نوار ..
, زفرت ورود تهز قدمها بتوتر والتفتت تبحث عنه لتنفذ كلام صديقتها الغبي ..
, بعد مدة قليلة ..
, صرخت ليلى بحماس تُسرع باتجاه حمزة الذي نزل من السيارة بابتسامة واسعة ليتلقّفها بين ذراعيه بشوق كبير ..
, ضمته بحنان تُقبله وتمسح على شعره بدموع: وحشتني يا زووماا وحشتني أووي ..
, ابتسم ناظراً نحوها باشتياق وقبل جبينها بقوة هامساً: مش أكتر من مني يا لولا ..
, ليلى: عامل إيه ياحبيبي كويس ؟
, حمزة: أما شوفتك بقيت كويس متقلقيش عليا بس وحشتيني أوووي ..
, اتسعت ابتسامتها بحب ليتركها متجهاً بسعادة نحو أدهم الذي اقترب منه ليُعانقه بقوة متنهداً بإرهاق ..
, ربت أدهم على كتفه بحنان: الحمد**** على سلامتك يا زوما الفيلا نورت ..
, حمزة: بنورك يا عمو ..
, حشر سيف نفسه بينهم هاتفاً بسعادة: زوماا و**** ليك واحشة ..
, ضحك حظمزة بسعادة هائلة وعانقه بقوة: تصدق أكتر واحد وحشتني ..
, سيف: م أنا عارف بقولك جبتلي معاك إيه ؟
, ضحك حمزة هاتفاً: العربية مليانة هدايا و**** ..
, اجتمعت العائلة حوله ليستقبلونه بعد غياب .. دخل بينهم ليجلس الجميع في الصالة ..
, التفت حوله بابتسامة ليهتف بهدوء: أمال فين رحمة ؟
, هارون: عندها شغل مستعجل في الشركة بس مش هتتأخر ..
, تنهد يومئ برأسه بصمت ليهتف: يبقى أنا طالع أستريح شوية ..
, ليلى: لا هتاكل الأول يا زوما ..
, ابتسم مقبلاً وجنتها بحب: أنا جعان نووم و**** ولما اصحى هبقى آكل تسلم إيديكوا ..
, نهض ناظراً لزين وعمار: جيبوا حاجاتي من العربية على أوضتي ..
, زين: نعم ياخويا م تجبهم أنت لا بقولك إيه إحنا مش شغالين عند أبوك ..
, رمقه حمزة بغضب ليهتف عمار بتوتر: مش لسا كنت تقولي يا واد يا زينو أننا هنجبهم ونساعده من غير م يقول ..
, زين باستنكار: أنااا ؟
, نهض وسام يجذبه من ذراعه: أه وأنا شاهد قوم يلا ..
, زين : أبعد إيدك أنت وهو أنا مش خدام ..
, هتف حمزة بحدة: أنا قولت إييه ؟
, قفز زين عن جلسته هاتفاً: هي العربية مفتوحة ولّا عايزين المفاتيح ؟
, التفت حمزة بصمت صاعداً درجات السلم ليهتف زين بفخر: شوفتوا رعّبته إزاي ؟
, عمار بإعجاب: بصراحة أبهرتني ..
, زين: ده من كلمة مني خاف وهرب ..
, وسام: جدع ياض ولّا لما زعقتله ..
, عمار: يااه ده أنا حسيته هيغمی عليه و**** ..
, زين: مش للدرجة دي حمزة يفضل أبننا ومن العيلة برضه ..
, هتف حيدر بغضب: جرا إيه منك له م تقوموا تودوله الشنط ..
, زين بغضب: لا بقولك إيه أنت بالذات متسمّعنيش صوتك يا غدّار ..
, حيدر بغضب: وله ..
, هتفت ورود سريعاً: خلاص تعالوا هساعدكم تجيبوا الشنط وناخد الهدايا بتاعتنا ..
, رمقها زين بهدوء ونهض هاتفاً: عشانك أنتي بس ..
, ابتسمت وخرجت معهم لتقف بجانب زين بصمت .. تحمحمت هاتفة: زينو ..
, التفت إليها بتساؤل ليرفع حاجبيه فجأة بدهشة وهو يراها تنظر إليه رامشة بأهدابها بسرعة ..
, ابتلع ريقه مُتمتماً: أعوذ ب**** اللهم اكفنا شر الشيطان وشركه ..
, توسّعت عينبها بغضب هاتفة: أنت بتقول إيه ؟
, زين: ربييع إلحق أختك بتتحوّل ..
, التفت ربيع نحوهم ليهتف زين: وربنا كانت بترمش كده ..
, بدأ بتقايدها بخوف لتجزّ ورود على أسنانها بغيظ هاتفة: كداب ..
, ربيع: إيه ده بترمشي ؟ في حاجة واجعاكي ؟
, زين: شخّص الحالة يا شتاء يلا ..
, ربيع بتفكير: أممم أوعي تكون جفاف العيون ؟ ولّا التهاب الجفون ..
, زين: لا دي ولا دي ولا من يحزنون .. دي أخطر أخطرر يابني هاتلنا مرض كده يودّي للوت ..
, صرخت به بحنق : ماتلم نفسك ياض أنت يالي يجيلك شلل في لسااانك ..
, راقبها زين وهي تبتعد ليهتف: أختك وضعها ميطمّنش على فكرة ..
, ربيع بقلق: ليه ؟
, زين: دلوقتي بترمش والمرة اللي فاتت كانت بتبتسم ابتسامة بلهاء واللي قبلها كانت تقولي أن بطنها بيوجعها لما تشوفني ..
, ربيع: بس .. خلاص أنا هتخصص عيون وبطون وأشوف وضعها إيه .. بس ده بعد تخصّصي عظام ..
, زين: أيوه جدع يالا جدع ..
, نزلت رحمة من سيارتها مُسرعة لتقترب منهم متسائلة: هو حمزة جه ؟
, زين بسخرية: ما لسا بدري يا نقمة هانم أه رجع وتلاقيه نام دلوقتي ..
, نظر ربيع للحقائب التي بيدها هاتفاً: إيه دول ؟
, هزت كتفيها مبتسمة: هدومي اللي هلبسها الليلة ..
, تركتهم مُسرعة للداخل ليهتف زين بغيظ: جاي يتعرّف علينا وبس وهتلبسله هدوم جديدة أومال لو هتتجوزه ..
, ربيع: وأنت مالك يابني سيبها براحتها ..
, زين: مش عاجبني الواد سمر ده ..
, رببع: هو أنت لسا شوفته ؟
, زبن: من غير م أشوفه ذوق رحمة مبيعجبنيش إيه الأسم ده قال سمر ..
, هز ربيع رأسه بنفاذ صبر: سااامر يابني ..
, زين بنفور: يعع هو في حد أسمه سامر يابني ! إيه الأهالي المتخلفين دول ..
, تأفف ربيع بحنق واتجه نحو عمار يَنزل الحقائب معه والذي كان يفتحها جميعاً ليرى هدية كل شخص بهم ويختار أجمل واحدة له ..
, في الأعلى ..
, استلقى حمزة على فراشه بارتياح يضع يديه أسفل رأسه مُحدقاً بالسقف .. استمع لطرقات خافتة على الباب ليعتدل سامحاً للطارق بالدخول ..
, فتحت ورود الباب تمدّ رأسها بابتسامة بلهاء ومن خلفها نوار التي تدفعها بغيظ .. ابتسم هاتفاً: تعالي أنتي وهي ..
, أسرعت الإثنتان نحوه لتجلسان فوق السرير بجانبه .. تنهد وجلس في المنتصف هاتفاً: عاملين إيه ؟
, ورود: وحشتنا يا أبيه و**** الفيلا ملهاش طعم من غيرك ..
, نوار: كان ليها ريحة بس ..
, رمقتها ورود بغيظ ليضحك حمزة هاتفاً: العيال عاملين معاكم إيه ؟
, نوار بصراخ: زفتتت ..
, تراجع للخلف هاتفاً: أهدي بس ومتتنرفزيش قوليلي وأنا هجبلك حقك ..
, هتفت نوار باندفاع: دول كلاب راحوا رحلة الكلية ومخدوناش معاهم ؟
, رفع حاجبه هاتفاً: طب كنتوا قولوا لعمو أدهم ..
, ورود: م عمو هو اللي مسمحلناش نروح ..
, حمزة: لا ثانية بس أنتوا عملتوا إيه علشان يمنعكم ؟
, نوار بغيظ: الكللابب عمار ووسام ورئيس العصابة زين باشا لعبوا علينا ودبسونا في مشكلة بالكلية بس عشان كنا مشعبطين بيهم وعايزين نروح ..
, ورود: قال إحنا هنعطلهم عن الإستمتاع بالرحلة ولو حصلنا حاجة هناك عمو أدهم مش هيرحمهم ..
, نوار بغيظ: ف عشان كده الكللابب دبسونا في مشكلة ودومي حبيبي منعنا نروح وهما كافئهم وخلاهم يروحوا ينفع كده يا حموووز ..
, ضمّ حاجبيه بحدة هاتفاً: أولاً متشتميش لاحسن لسانك ده أقصهولك ومن غير بنج برضه ..
, رمشت بعينيها بفزع ليهتف: وثانياً حمووز بعينك يا قليلة الأدب ..
, تحمحمت هاتفة وهي تضربه بكتفه بخفة: م خلاص يا أبيه ده أنت واحشنا أووي بس من غير عصبيتك دي سيبها دلوقتي على جنب وهاتلنا حقنا ..
, ورود: ده احنا بقالنا سنيييين مستنيين ترجع وتجبلنا حقنا ..
, نوار: سنين إيه يا زفتة هما كام أسبوع بس ..
, ورود: بس أنا حسيت بيهم سنييين ..
, نوار: شوفت يا أبيه حموز كمية المعانات بغيابك ؟
, تنهد هاتفاً: خلاص أنتي وهي هجبلكم حقكم يلا بقا برا سبوني أرتااح ..
, نهضت ورود هاتفة: تعالي يابت أدام أبيه قالنا كده يبقى خلااص حقنا هيرجع ..
, ربتت نوار على كتف حمرة بقوة: أصيييل يا أبييه أصييييل ..
, نظر نحو كتفه ثم نحوها بغضب لتبتسم ساحبة يدها سريعاً وتنهض متجهة نحو الباب برفقة ورود ..
, تنهد وعاد ليستلقي مكانه لتعود الطرقات على الباب .. زفر معتدلاً وهتف: مييين ؟
, فنح زين الباب ومد رأسه: زينوو ..
, حمزة: عايز إيه يا زفت ؟
, زين: م هو أنا مش لوحدي ..
, فتح الباب أكثر هاتفاً: خشوا يا شباب اتفضلوا ..
, راقبهم حمزة وهم يدخلون ويجلسون حوله على السرير ..
, تكتف ينقل نظراته بين زين المبتسم وعمار الذي يُطالعه بابتسامة واسعة بلهاء .. وسام الذي بجانبه يقبله بوجنته كل ثانية وربيع المتحمس ..
, نهض عن السرير هاتفاً: نعم عايزين إيه ؟
, زين: كل خير إن شاء **** إحنا جايين نرحّب بيك ..
, حمزة: مش رحبتوا قبل شوية ؟
, عمار: لا لاا ده كان ترحيب مُختصر ..
, ربيع: حمزززة عرفت أني هتخصص عظااام ؟ يااه ده أنا مستنيك بقالي مدة علشان أقولك حلو الإختصاص ده صح أنا عارف وهيليق عليا جداً ..
, حمزة بهدوء: أه حلو بس متعب ..
, ربيع: مفيش مشكلة نحن لهاا بع..
, قاطعه وسام هاتفاً: عامل إيه يا حمزة أخبارك يا حبيبي ليك واحشة و**** ..
, حمزة: أنا مش فايقلكوا دلوقتي سبوني أرتاح وبعدين حسابي معاكم ..
, زين: حساب إيه هتدينا كاام ؟
, رمقه حمرة بغضب وجذبه من ياقته: أنتوا عملتوا في ورود ونوار إييه ؟
, زين: عملنا حاجات كتيير أنهي وحدة تقصد ؟
, دفعه حمزة عنه بغيظ ليهتف عمار: في إيه يا حمزة متعصب ليه إحنا معملناش حاجة ..
, وسام: البنات بيكدبوا عليك ده إحنا غلابة و**** ..
, ربيع: حمزة هو أنت بتفهم بالعضم شوية علشان تعلّمني ..
, هتف حمزة بغيظ: أطلعوا بررا يلاا دماغي مصدعة ..
, زين: سلامة دماغك يا زوما أطلعوا يلا يا شباب سيبوه يرتاح ..
, زفر بغيظ عندما خرج ولحق به البقية ليعود ويستلقي على سريره مُغمضاً عينيه قبل أن يُفتح الباب بدون استئذان ..
, التفت نحوه وصرخ: أنت مش هتبطل العادة المتخلفة دي فاكر نفسك مبااحث ..
, ضحك هارون هاتفاً: معلش يا زوما حقك عليا بس جيت أرحب بيك وأشوف شكلك وأنت في أوضتك ..
, حمزة بغضب: هيكون إزاااي هو أنا هقلب على قرد يعني ..
, هارون: طب أهدا طيب خلاص طالع الحق على أمي ..
, دخل حيدر يرمقهم بحذر وهتف: مالكوا ؟
, حمزة: أهي كملت ..
, حيدر بغيظ: هو في إييه كل م حد يشوفني يقول كده هو أنتوا شايفين عفرييت ..
, هارون: لا ياخويا العفريت يخوف مش ينرفز ..
, حيدر: وأنت مالك أنت التاني ؟
, لوّح هارون بيده: مفيش ياعم الدكتور حمزة صايبه إكتئاب وكنت بحاول أعالجه خلاص يا زوما نام علشان بالليل تبقى صاحي ..
, حمزة: وهو في إيه بالليل ؟
, حيدر بدهشة: هما مقالولكش ؟
, حمزة بحذر: لا في إيه ؟
, ابتسم هارون هاتفاً بهدوء: أختي رحمة جايلها عريس وهييجي باليل علشان نتعرف ليه ..
, حمزة بهدوء: مين العريس ده ؟
, هارون: زميلها في الكلية لسا معرفناش عنه حاجة وعمو أدهم حدد الموعد النهاردة علشان تبقى معانا .. يلا يا حيدر نسيبه يرتاح ..
, استدار حيدر برفقة هارون ليخرجا من الغرفة ويعود حمزة لاستلقائه ناظراً للسقف بشرود ..
, مساءً ..
, صرخت رحمة من داخل غرفتها: زييييين واد يا زينووووو ٦ نقطة أنت يا زفتتت ..
, فتح الباب بغضب صارخاً: عايزة إييييه خرمتي ودني ..
, ابتسمت وهي تجلس أمام مرآتها تضع طلاء الأظافر على أظافر يدها وهتفت: عامل إيه ؟
, زين باستنكار: نعم يا ختي أنتي يا جزمة بتزعقي كل ده علشان تطمني علياااا ؟
, رحمة: أطمن إيه لا أنت فهمتني غلط دي مقدمة بس ..
, زفر بغيظ هاتفاً: اخلصي ..
, رحمة: م تحترم نفسك يا أخ متنساش أني أكبر منك ..
, زين: يوووو هنرجع للإسطوانة دي تاني بت أخلصي أنا مش فاضي عندي أشغاال وجماهيري مستنياني ..
, رمقته بغيظ وسخرية وعادت إلى عملها هاتفة: بقولك إيه ؟
, زين: إييييه ؟
, رحمة: هتلبس إيه الليلية ؟
, زين ببلاهة: ألبس إيه في إيه ؟
, رحمة: يابني ركز أما يجي العريس ..
, زين بسخرية وغضب: و**** أنا بفكر ألبس فستاني الأحمر بتاع العيد إيه رأيك ؟
, قهقهت رحمة بمرح هاتفة: **** عليك يا زينوو حلوة دي بس بلاش الأحمر الأزرق حلو برضه ..
, زين بغضب: أنا ماشي شكلك فايقة وعايزة حد تقرفيه بتقل دمك ..
, رحمة بغضب: أنت قليل الأدب على فكرة وعيل مش متربي ..
, زين: نننن التربية مغرقاكي الصراحة ..
, دخل هارون الغرفة لتهتف رحمة: هاروون ربي الواد ده أحسن أقوم أربيه وأعلمه الأدب ..
, زين بغضب: بت احترمي نفسك مش علشان أنتي أكبر مني بكام زفت سنة تركبي ضهري وتدلدلي رجليكي ..
, هارون: في إييه أنت وهي زين إيه الكلام ده ؟
, زين: مش شايفها بتقول إييه عايزة تتقل ددمم عليا وأسكتلها ..
, زفر هارون بحدة وهتف: خلاص أطلع برا دلوقتي ..
, رحمة: ده عاوز تربية ..
, زين: بت متخلينيش أ..
, هارون بغضب: زييين أنا قولت إييه وإياك أسمعك بتتكلم بالطريقة دي تاني معاها أو مع أي حد هناا دي أختك وأكبر منك ..
, زبن بغضب: وعلشان أكبر يعني أسكتلها ؟
, هارون: خلصنا يا زييين ..
, زين بصراخ: أه بقا الحق على زين دلوقتي دي مغرورة أوي وشايفة نفسها ع الفاضي هاا سامعاني يا نقمة هاانم ع الفاضي ..
, رمقته رحمة بغضب وأمسكت علبة المناكير قذفتها نحوه بقوة .. توسعت عيني زين واختبأ خلف هارون الذي تفادى العلبة بآخر لحظة وهتف بعيون غاضبة: وبعدين معاكواا أنت وهي رحمةةةة ..
, تنهدت رحمة بغيظ وهتفت: مش شايف العيل القليل الأدب ده ..
, زين: عيلل بعييينك ..
, هارون: وبالنسبة لقليل الأدب دي عادي حضرتك ؟
, زين: هارون شوفلك صرفة معاها أنا معتش قادر أستحملها ..
, هارون: م تقتلها يا خويا وريح نفسك ..
, زين: بفكر في كده و**** ..
, رحمة: زين أطلع برا ..
, زين: طالع ياختي من جمال أوضتك يعني بعدين أنتي اللي ناديتيلي ..
, رحة: كنت فاكرااك بني آدم طلعت جربوع ..
, زين: أنا جربووع يا حرباية ..
, رحمة: أنا حرباية يا حشرة ..
, زين: هاروون سااامع سامع الحثالة دي بتقول إييه ؟
, رحمة بغضب: مين دي الحثالة يا..
, صرخ هارون بصوت غاضب: كفاااية ..
, مدّ زين لسانه نحو رحمة شامتاً لأن هارون قاطع كلامها لترمقه بغيظ شاتمة بصوت منخفض ..
, صرخ هارون مجدداً: رحمة اترزعي مكانك من سكات وأنت ..
, زين: أنا إيييه هي الل..
, هارون بغضب: زيين الديين على أوضتك حالاً ..
, صمت زين يرمق رحمة بغضب والتفت نحو هارون: أسمي زيين ..
, هارون بغضب: بقولك على أوضتك ..
, مدّت رحمة لسانها نحوه تُقلّد حركاته رغم أنها تكرهها لأنها فولكير وسوفاج كما تقول دائماً ولكنها تحب استفزاره ليصرخ زين: بص بص بتعملي إيه دي بتمد لسانها زي الحرباية ..
, التفت هارون نحو رحمة التي اعتدلت بجلستها ترمق أظافرها بصمت وأدب .. عاد يلتفت نحو زين ليهتف زين: وأسمي زين فااهم مبحبش زين الدين دي بتغيظني ..
, رحمة بسخرية: ليه يا روح أمك م ده أسمك الكامل أهاا عرفت علشان محدش بيقولك كده إلا لما يكون متعصب وزعلان منك صحح يا زين الدين ؟
, هارون: رحمة ..
, صمتت رحمة مشيحة بوجهها ليرمقهم زين بغضب والتفت خارج الغرفة ليصطدم بحيدر ليهتف الآخر: في إيه متعصب كده ليه ؟
, صرخ زين بغصب: أهي كملت أهي مكنش ناقصني غيرك ..
, رمش حيدر بعينيه وهتف بصدمة: هو في إيييه يابشررر ..؟
, تجاهله زين واتجه نحو غرفته صافعاً الباب خلفه تُلاحقه عيني حيدر المغتاظة ..
, التفت هارون نحو رحمة هاتفاً: عاجبك اللي عملتيه ده يا رحمة هانم يا كبيرة يا عاقلة ..
, رحمة بضيق: والنبي يا هارون بلاش كلامك ده هو اللي نرفزني ..
, هارون: رحمة أنا عارفك كويس وعارف طريقتك بالكلام وزين مبيسكتش على كلامك زي الباقي ..
, رحمة: قصدك إيه أني أنا الغلطانة م هو اللي قليل أدب وبرد في وشي وبيزعقلي وأنا أكبر منه ..
, هارون: أنتوا التنين غلطانين بس الغلط الأكبر منك أنا مرضيتش اكلمك كده قدامه علشان متكبرش عينه ويستقوي عليكي بس أنتي الغلطانة من البداية يا رحمة أنتي اللي استفزيتيه كالعادة وأنا متأكد من ده ..
, زفرت رحمة بضيق ليهتف: كام مرة قولتلك بلاش طريقتك دي وخصوصي مع زين أنتي تستفزيه وهو مش هيسكت رحمة أنتي الكبيرة خلي برضه عقلك كبير ..
, تأففت هاتفة: خلاص يا هارون ..
, هارون: كل مرة تقوليلي خلاص .. هعديها المرة دي وهخليه يعتذلك بس متاخديش على كده فاهمة ؟
, رحمة: على فكرة بقا كمان شوية وسامر هييجي وأنتوا زعلتوني ..
, ابتسم بحنان واقترب منها هاتفاً: طب خلاص بقا مينفعش الوش القمر ده يزعل أنا بس كنت بقولك عايز منك إيه مش عايزك تتخانقي أنتي وهو ولا يحصل حاجة بينكم ..
, ابتسمت هاتفة: طب قولي شكلي كده حلو ؟
, رفع حاجبه هاتفاً: بت هنبدأ من دلوقتي أنا بغير على فكرة ..
, ابتسمت باتساع هاتفة: بتغير عليا ؟
, هارون: أه فيها إيه مش أختي حبيبتي بعدين الواد اللي جايباه معرفوش لسا يعني بلاش اللهفة والسعادة دي أووي فاهمة ..
, هتفت بغيظ: واد إيه يا هارون ده في عمري وهيبقى خطيبي ..
, هارن: لما نشوفه الأول ونتعرف عليه وبعدين مادام هو أصغر مني يبقى واد ..
, تنهدت هاتفة: أنا متأكدة أنه هيعجبكم ..
, ابتسم وانحنى مقبلاً جبينها: إن شاء **** ياحبيبتي ولو أنه يعز عليا أشوفك مع حد ولا تتزوجي وتسيبي الفيلا ..
, لمعت عينيها بحب واقتربت تعانقه هاتفة: تعرف أني بحبك أووي وأنت أعظم أخ في الدنيا ..
, ضحك مربتاً على رأسها هاتفاً: طب أوعى كده ضوافرك ليبوظوا ..
, شهقت ساحبة يديها ونظرت نحو طلاء أظافرها تطمئن عليه ليضحك هاتفاً: يلا بقا اجهزي وأنا هنزل استنى تحت مع العيلة ..
, أومأت برأسها بسعادة والتفتت نحو هاتفها حيث وصلتها رسالة من سامر تُعلمها بأنه خرج من منزله متجهاً لفيلا عائلتها ..
, تجهزت بسرعة مرتدية فستاناً أسود يصل إلى أسفل ركبتيها بقليل وفردت خصلاتتا السوداء الناعمة بمساعدة ورود ونوار ووالدتها ..
, لتبقى أخيراً في الغرفة تُطالع هاتفها بابتسامة ونهضت تتجه نحو الباب .. فتحته وخرجت لترى قريباً منها يسير حمزة متجهاً نحو الأسفل بعدما تجهّز هو الآخر ..
, هتفت بابتسامة: حمزة الحمد**** ع السلامة ..
, التفت نحوها يرمقها من الأعلى إلى الأسفل وهتف بهدوء: **** يسلمك .. مشوفتكيش لما وصلت ليه بقا ؟
, ابتسمت متحمحمة: معلش كان عندي شوية شغل بالشركة خلصته أنا وحيدر ورجعنا ولاقيتك نايم محبتش أزعجك ..
, هز حمزة رأسه بهدوء ونظر إليها هاتفاً: قال في حد هيتقدملك ؟
, ابتسمت هاتفة: أيوه هو يعني مش هيتقدم دلوقتي جاي بس يتعرف عليكم ..
, اقترب حمزة منها يرمقها بهدوء وهتف: وعرفتيه إزاي بقا ؟
, رحمة: كان زميلي في الكلية ..
, حمزة: أهمم ومن وقتها وأنتوا مع بعض صح ؟
, رمقته بحذر هاتفة: م مش أوي يعني ..
, حمزة: أومال إيه ؟
, رحمة بضيق: في إيه يا حمزة ده أبويا محققش معايا كده ..
, حمزة: أنا غير أبوكي ..
, رمقته بحدة هاتفة: بقولك إييه مش ترجع على عادتك تاني التحكم ده تمارسه على ورود ونوار وباقي الشباب إنما أنا لأ ..
, حمزة: أنا حر ..
, رحمة: وأنا برضه حرة ومسمحلكش تتعامل معايا بالطريقة دي ..
, تركته سريعاً عندما استمعت لصوت جرس الفيلا يصدح في الأرجاء لتسرع نازلة درجات السلم متجهة نحو والدتها ليلحق هو بها نازلاً الدرجات بخطوات هادئة وعيون غامضة ..
, ٣٣ العلامة النجمية
, ابتسم سامر بخفوت لتلك الخادمة التي اقتربت منه بصينية تصطف فوقها فناجين القهوة ليلتقط منها فنجانه وتضع أمامه طبقاً مملوئاً بالحلويات ..
, رفع نظراته لتلمع بخفة عندما لمح رحمة تجلس بجانب والدتها .. دار بعينيه في الصالة كانت العائلة جميها متواجدة وذلك أشعره بقليل من التوتر ..
, هتف أدهم بهدوء: رحمة قالتلنا أنكم كنتوا زمايل ..
, ابتسم سامر بعدما ارتشف قليلاً من فنجانه ووضعه أمامه بسرعة بعدما زاد توتره: أيوه حضرتك أنا وهي زمايل من أولى سنة ..
, أدهم: معرّفتناش بنفسك ..
, ابتسم سامر هاتفاً: أسمي سامر .. سامر عبد السلام درست إدارة أعمال وبشتغل دلوقتي في شركة بتاع عربيات مشتركة بين أبويا وعمي .. طبعاً أبويا هو مديرها وأنا قررت أبدأ من الصفر وأبني نفسي بنفسي ك موظف عادي والحمدلله قدرت وترقّيت في شغلي .. وعندنا معمل لتصنيع قطع تبديل للعربيات صناعة وطنية يعني ..
, التقت عيني أدهم بعيني مصطفى بحركة سريعة وعاد بنظراته نحو سامر يتفحّصه بتمعن .. والآخر تابع بعدما لاحظ الصمت: أنا والآنسة رحمة كنا زمايل والصراحة أعجبت بيها الآنسة رحمة مثال عن البنت الكويسة بنت الناس الي أي راجل بيحلم وبيتشرف يلاقي زيها وأنا سعيد جداً أنها أدتني الفرصة دي وطالب القرب منكم ..
, قابله الصمت من الجميع ليرفع نظراته نحو رحمة التي قطّبت جبينها بتوتر .. هتف مُتابعاً: المرة دي طبعاً تعارف وبس عايز أعرف رأيكم والمرة الجاية هاجي أنا وأهلي إن شاء **** ..
, هتف سيف الذي كان صامتاً منذ البداية: أنت أسمك الكامل إيه ؟
, رمش سامر بدهشة وهتف: سامر رامي محسن عبد السلام .. هو في حاجة حضرتك ؟
, نقل حيدر نظراته الحذرة بين الجميع .. كان يجلس بجانب هارون فوق إحدى الأرائك البعيدة عنهم نسبياً .. علّق نظراته على والده الذي تحوّل وجهه لجمود غريب ..
, التفت نحو هارون والذي شعر كالجميع بموجة التوتر التي حلّت في الصالة ..
, فيما كان حمزة جالساً على كرسي مُنفرد بعيداً عنهم .. ولكن عيونه الغامضة ازدادت حدة يُراقب كل شيء يحدث بصمت ..
, نكزت رحمة والدتها التي تجلس بجانبها بتوتر هي الأخرى لتهمس: ماما في إيه ؟
, لم تُجبها والتفتت نحو سيف الجالس بجانبها لتجده ينظر أمامه بصمت ..
, تكلّم زين وعمار مع سامر في مواضيع متفرّقة ليندمج معهم سريعاً يُحاول الهرب من التوتر والقلق الذي داهمه .. ولكن لم تمرّ عدة دقائق حتى نهض أدهم عن جلسته بوجه مازالت معالمه جامدة والتفت ينظر مباشرة نحو سامر الذي يرمقه بقلق ..
, هتف أدهم أخيراً: معندناش بنات للجواز وياريت تنسى الموضوع ده خالص وتنسى رحمة نهائي ..
, توسّعت عيون جميع المتواجدين وخرجت شهقة مصدومة من فم رحمة التي ترمقه بصدمة وذهول تنتظره أن يضحك غامزاً لها يُخبرها بأنه يمزح ولكن جموده قد طال ..
, نهض سامر بهدوء عن جلسته وهتف: ممكن أعرف السبب ؟
, أدهم: أبقى اسأل أبوك وخليه هو يقولك ..
, سامر بدهشة: وأبويا ماله هو حضرتك تعرفه ؟
, رمقه أدهم بصمت عدة لحظات ثم هتف: أسمع من أبوك أحسن .. ودلوقتي أنت عرفت جوابنا إيه .. اتفضل ..
, هتفت رحمة بذهول: عموو حضرتك بتقول إيييه ؟
, رفع أدهم يده مُشيراً لها بالصمت والتفت نحو سامر المصدوم مثلها: مسمعتنيش ؟
, سامر بتردد: أرجوك يا أدهم بيه قولي سبب الرفض أنا مش فاهم حاجة ..
, أدهم بصرامة: وأنا قولتلك اسأل أبوك وهو يشرحلك كل حاجة .. اتفضل من هنا بقا ..
, وقفت ليلى بجانب أدهم تُمسك ذراعه تهدّئه .. فلم تكن تتوقع منه ذلك الرد السريع ..
, نقل سامر نظراته بينهم ووقعت عينيه على رحمة التي احمرت عينيها ذهولاً وغضباً .. ثم التفت متجهاً خارج الصالة وسط صدمة الجميع ودهشتهم ..
, لم يكد باب الفيلا يُغلق خلفه وهتف زين بدهشة بصوت واحد مع عمار المذهول: هو في إيه ؟
, التفتت رحمة بسرعة وغضب نحو أدهم هاتفة: ممكن بقا أعرف دلوقتي سبب الرفض ؟ وليييه أحرجته بالشكل ده أبوه ماله وأنتوا تعرفوه منييين ؟
, هتفت والدتها بحدة: رحمة ..
, صرخت رحمة بغضب: ماما لو سمحتييي أنا عايزة أفهم من حقي أفهم يعني إيه معندناش بنات للجواز إيه الكلام المتخلف ده ..
, هتف هارون مقترباً منها بغضب: رحمة اخرسي ..
, ابتعدت عنه صارخة: لا مش هخرس إلا لما أعرف عمل كده ليييه ؟ أنتوا تعرفوا سامر ؟ سمعتوا عنه حاجة وحشة علشان ترفضوه كده ؟ ده هو جاي يتعرف عليكم تقوموا تطردوه بالطريقة دي ؟ لييه يا عمو لييييه ؟
, هتف مصطفى بهدوء: رحمة اطلعي دلوقتي على أوضتك وبعدين هتعرفي كل حاجة ..
, صرخت بعناد: مش هروح في حتة قبل م تجاوبوني ..
, التفت سيف نحو أدهم الذي مازال محافظاً على صمته ثم عاد بنظراته نحو رحمة التي ترمق أدهم بنظرات حادة ..
, اقترب منها يجذب ذراعها بهدوء يُبعدها قبل أن تقذف حِممها في وجههم فهو يعرفها سليطة اللسان حادة وغبية ..
, ولكنها فاجأته عندما أفلتت ذراعها منه صارخة: بقولكم مش ماااشية قبل م أعرررف ..
, التفتت نحو أدهم صارخة: إيه يا أدهم بيه سااكت ليييه ؟ قولي طردته كده ليييه هو عملكوا إيه جاوبني هي دي أخلاقكم اللي ربيتونا عليها ..
, هتف أدهم بهدوء: مش مجبر أقولك حاجة .. إحنا هنا نعرف مصلحتك أكتر منك ..
, ابتسمت بسخرية هاتفة: مصلحتي ؟ وهي فين مصلحتي دي بقا أنكم تطردوا أول حد يجيلي واللي أنا عايزاه وهو عايزني .. تطردوه من غير سبب ..
, هتف مصطفى: ومين قالك من غير سبب أنتي لو عرفتي عملوا إيه هتعرفي سبب رفض أدهم ..
, رحمة: هما مين٩ نقطة؟٤ نقطةجابوني هما مين وعملوا إيه ؟
, التفتت مروة نحوها صارخة بنفاذ صبر من صراخها ووقاحتها: في أبوكي يا رحمة هاانم عملوا زمان في أبووكي أبوه كان هيدمّره .. الراجل اللي جايباه ده أبوه آذى سيف زمااان كان عدوه وأدهم انتقم منه وجابله حقه .. ولو إحنا وافقنا أصلاً مظنش أبوه هيستجرى يقرب من هنا .. أنا أشك حتى أنه معرّف أهله عليكي ..
, ابتلعت رحمة ريقها ناظرة نحو سيف الواقف بجانبها بصمت .. همست بتشتت بعد لحظات مرّت صامتة لا تخلو من صدمة وحيرة الجميع: يعني إيه ؟ إيه اللي بتقوليه ده أنا مش فاهمة .. يعني إييه ؟ هتاخدوا ساامر بذنب أبووه ؟
, توسعت عيون الجميع بصدمة من إجابتها .. وكأنها لم تتأثر مثلهم رغم عدم معرفتهم بما حدث في الماضي ..
, كان أول سؤال توقّعوا أن تسأله هو ما الذي حدث .. وكيف والدها كان سيُددممّر على يد والده ..
, ولكنها صرخت بهم بحقد: أنتوا إييه عايزين تدمّروا سعادتنا علشان حاجة قديمة وعدت ..؟
, هتف أدهم بجمود: الحاجة القديمة عدت بالنسبالك أنتي .. بس بالنسبالي أنا معدتش ولا بعمرها هتعدي ..
, اتجه نحو مكتبه ولكنه توقف متابعاً بشرود: أنا بعمري مكنتش كده ولا كنت متخيّل أقف الوقفة دي خالص ..
, قولي عني اللي هتقوليه أو كلكوا قولوا أني أناني قاسي جاحد أني باخد حد بذنب حد تاني وهو بريء قولوا اللي تقولوه بس أنا مش هغير رأيي ..
, ممكن أكون كده فعلاً بس أنتوا معشتوش اللي أنا عشته .. مكنتوش وحدكم زيي ولا حسيتو اللي أنا حسيته ف متحكموش عليا من غير م تجرّبوا ..
, الموضوع ده أنتهى ويا ريت يتقفل نهائي ..
, أسرع بعدها نحو مكتبه بخطوات واسعة مُغلقاً الباب خلفه بهدوء ..
, كاد حيدر أن يتجه خلفه لتوقفه ليلى هاتفة: سيبه لوحده دلوقتي يا حيدر ..
, هارون بهدوء: ممكن نفهم بقا في إيه ؟
, هتف مصطفى بهدوء: بعدين هتعرفوا كل حاجة ..
, رحمة بتحدي: وأنا هقولكم أهو ساامر مش هتخلا عنه فاااهمين مش عشان حاجات قديمة هدمر حياتي عشانكم ..
, اقترب حمزة أخيراً منهم ووقف قريباً منها هاتفاً بحدة: أنتي قليلة أدب ومعندكيش ددمم ..
, صرخت بغضب: وأنت ماالك ؟
, هتف بحدة وعيون غاضبة: صوتك ميعلاش عليا ولا على أي حد تاااني قلة الأدب والبجاحة اللي تكلمتي بيها دي تنسيها خااالص والواد اللي جايباه ده مش هيطول ضفرك ..
, توسّعت عينيها بجنون لكلامه ليهتف: اتفضلي بقا يا محترمة على أوضتك وهعديلك قلة أدبك مع عمك وكلامك بالطريقة دي أدام هو عدهالك بس متتكررش وإلا هتشوفي أيام سوداا وعلى يدي ..
, قطب هارون حاجبيه بحدة ورغم كل ما فعلته ولكنه لم يُعجبه كلام حمزة معها أمام الجميع ليهتف بهدوء: حمزة لو سمحت ..
, زفر حمزة بحرارة وهتف: هاروون أختك لازم حد يقفلها ..
, صرخت رحمة بغضب: وأن..
, قاطعها جاذباً ذراعها بقوة متجهاً بها نحو السلالم ليدفعها باتجاههم صارخاً: أنا قولت أطلعييي ..
, التفتت ترمق الجميع بجنون وحقد والآخرون ينظرون نحوها بنظرات مُحتارة مذهولة وغير مستوعبة ..
, تركهم سيف متجهاً نحو المكتب لتُلاحقه هي بنظراتها حتى اختفى عن عينيها لتصرخ بقوة: قول لأخوك يا بابا ملوش دعوة بيااا ومش هو اللي يخططلي على حيااتي ومستقبلي ..
, أسرعت تركض صاعدة الدرجات بخطوات غاضبة وأنفاس متسارعة بقوة وغضب ..
, أغلق سيف الباب خلفه مغمضاً عينيه بقوة عندما استمع لكلماتها والتي اخترقت سمع أدهم الواقف أمام النافذة يُحدق بالخارج بشرود ..
, اقترب منه بتردد وزفر بضيق هاتفاً: متزعلش منها هي كده دايماً ..
, ابتسم أدهم ساخراً: هتعلّمني على رحمة ؟
, سيف بخفوت: أنت موافقتش ليه ؟
, التفت أدهم نحوه بذهول وهتف بدهشة: هي بنتك ضربتك على دماغك ولّا إييه ؟
, ضحك سيف هاتفاً: لا هربت قبل م تلحق ..
, أدهم بغيظ: وليك نفس تهزر ..
, سيف: مش بهزر و**** شكل البت دي لبستها جنية ..
, زفر أدهم جاذباً خصلاته بضيق كبير ليهتف سيف: هو أنت محملها كده ليه خلاص أنت رفضته ورحمة مصيرها تعقل وتسمع الكلام ..
, أدهم: مظنش ..
, سيف: يعني إيه ؟
, اتجه أدهم ليجلس فوق مقعده الجلدي الكبير هاتفاً: حاول متحتكّش بيها الفترة دي يا سيف مش عايزك تفقد أعصابك عليها وتزيد المشكلة فاهمني ؟
, سيف: لأ ..
, رمقه أدهم بغيظ هاتفاً: سيف مش وقتك ..
, سيف: م أنا مش فاهم ..
, أدهم: مش فاهم إييه البت دي مش هتحل عننا لغاية م تعرف كل حاجة وبرضه لو عرفت هتفضل متمسّكة بالبتاع ده اللي جايباه ..
, سيف: م تجوزهم يا أدهم ..
, أدهم بصراخ: أنت اتجننت ..
, سيف: هو مش أنت بتعمل كده عشاني ؟
, أدهم بغضب: لأ ..
, سيف بغضب: أوماال عشان ميين ليلى ؟
, أدهم: ليلى ميييين ؟
, سيف بدهشة: هو أنت نسيت مراتك ؟
, أدهم: يوووو .. م تعقل بقا يابني ده انت هيبقى عندك أحفااد ..
, سيف بضحك: أحفاد إيه ياعم م أنا بنتي مش عارف أجوزها أهو ..
, زفر أدهم بضيق هاتفاً: أحسن برضه ..
, حلّ الصمت لحظات وأدهم مقطباً جبينه محاولاً التفكير في حل يُقنع رحمة بغير أن يُجبرها على شيء كما عوّدهم دائماً ..
, سيف بهدوء: أدهم ..
, أدهم: خير ؟
, سيف: في نملة سافرت برا البلد وأول لما وصلت اتخنقت وماتت لييه ؟
, رمقه أدهم بطرف عينه بحنق للحظات وهمس بعدها من بين أسنانه: قعدت في دخان وهي معاها الربو ..
, سيف: لأاا ..
, أدهم: حنيْن للوطن ؟
, سيف: تؤ برضه ..
, أدهم: شافت جوزها بخونها مع نملة تانية ..؟
, سيف: ههههههه حلوة دي يا دومي بس برضه لاا ..
, أدهم بنفاذ صبر: أومااال اتنيلت ماتت لييه ؟
, سيف: حد داس عليها هههههههههه
, رمش أدهم بعينيه بدهشة لتتحوّل ملامحه لغضب هاتفاً: يابني تاااافه تااافه أوووي بعدين دي بتكون اتفعصت مش اتخنقت ..
, سيف: هههه المهم ماتت ..
, زفر أدهم بحنق ليهتف سيف: إيه معجبتكش ؟ طب أسمع دي بيقولك في واحد جاب شعره على جنب عشان كان عاوزه في موضوع هههههههههه١٠ نقطة أضحك مالك ؟
, أدهم بغيظ: قديمة ..
, سيف بدهشة: بجد طب حقك عليا ياسيدي أكيد الواد زينو قالهالك .. أسمع دي طيب ..
, أدهم: مش عايز أسمع حاجة ..
, سيف: أسمع أسمع بيقولك مرة واحد سافر ١١ نقطة وصل بالسلامة ..
, ضرب سيف كفه بالأخرى ضاحكاً بجد ليرمقه أدهم بذهول وغيظ والآخر يُتابع: طب أسمع دي طيب بيقولك مرة واحد عيونه ضيقة عمل عملية تجميل وفتحهم على بعض هههههه حلوة دي متقوليش هههههههه ..
, رمقه أدهم بنفس النظرات ليدفعه سيف بكتفه عدة مرات: تضحّك و**** تضحك أنت جرب بس .. خلاص أسمع أحلا واحدة بيقولك مرة واحد ضاق صدره أداه لأخوه الصغير ههههه ..
, ابتسم أدهم أخيراً يهز رأسه ضاحكاً من سخافة تلك النكات ليضحك بعدها أكثر والآخر يزداد سخافة وللدهشة كانت نكات لشدة سخافتها مضحكة للغاية ..
, خرجت ضحكاتهم حتى وصلت الصالة حيث الجميع مازال متوتر وقلق ليبتسم مصطفى هاتفاً: أهو ما يجيبها إلا سيف ..
, زين: هما بيضحكوا على إيه ؟
, كاد يتجه نحو المكتب ليجذبه مصطفى من ملابسه بغيظ: وأنت مالك رايح فين يالا ؟
, زين: عايز أضحك معاهم ..
, مصطفى بحنق: أنت مجنون ياض أمشي وسيبهم مش عايز هبلك ينرفز أدهم أكتر ..
, زين: **** يسامحك يا عمو ..
, مصطفى: يلا بقا الكل على أوضته ملهاش لازمة قعدتكم هنا ..
, أمسك زين ذراع هارون هاتفاً: م تضحّكني ياعم زي م هما بيضحكوا كده ..
, رمقه هارون بغيظ هاتفاً: زين مش ناقصك كفاية اللي حصل ..
, زين: لييه بس م تتجدعن زي دومي وتضحّكني أنت الكبير والكبير لازم يعطف ع الصغير ويضحّكه ..
, هارون: أستغفر **** العظيم بقولك أخرس كفاية عليا أختك ..
, ربيع: خلاص يا جماعة بابا قالنا هنعرف كل حاجة قريب بس شوفتوا اللي أسمه سامر ده كان..
, قاطعه مصطفى هاتفاً: محدش يجيب سيرته تاني خلاص ..
, نهض أحمد عن جلسته معدلاً ملابسه: طب أستأذن أنا ..
, رمقه مصطفى هاتفاً بسخرية: أنت هنا ..
, أحمد: لأ هناك .. دي أمور عائلية تخنق مش عايز أدخل بيها .. بقولك قول لأدهم ميتأخرش بكرا ع الشركة عايزه في موضوع كده ..
, أسرعت نور لتلحق به ليقترب زياد من حيدر هاتفاً: بقولك إيه ؟
, التفت حيدر نحوه ليُشير زياد برأسه نحو حمزة: الحكاية كلها عنده ..
, نقل حيدر نظراته نحو حمزة الواقف مُتكتفاً مكانه ليهمس: م أنا عارف بس لو دكر خليه يقولك حرف واحد بس ..
, زياد: حاول تعرف منه أنت وهارون عسى ولعلّ وربما ..
, تحمحمت تسنيم مقتربة من عمار وهمست: عمورة ..
, التفت نحوها بحذر لتهمس: والنبي وصلني البيت وأكسب بيا ثواب ..
, عمار: م تقولي لحيدر ..
, تسنيم: مش شايف اللي حصل لا ياعم هو مش هيستحمل ظرافتي وخفة دمي وحبي وهيتفشش فيا كالعادة ..
, ابتسم عمار بخفة ليقطب حيدر جبينه يُراقبهم عن بعد وهتف باسمها فجأة: تسنيييم ..
, التفت الاثنان نحوه بذعر ليقترب منهم ناظراً لعمار بتهديد وهمس: يلا أروحك ..
, التفتت نحو عمار ليجذبها حيدر من ذراعها بقوة ملقياً على عمار نظرة حارقة مُهددة ..
, سحبها للخارج ليُدخلها السيارة بسرعة ويتجه ليجلس بجانلها منطلقاً بها بقوة ..
, التفتت نحوه هاتفة: هو في إيه عملت كده ليه ؟
, التفت حيدر نحوها بغضب: أوعى أشوفك تاني بتكلمي أي حد من الشباب وخصوصي عمار ..
, رفعت حاجبها بدهشة: نعم ياخويا ؟ وده ليه إن شاء **** ؟
, حيدر: ملكيش فيه أنتي نفذي الكلام وبس ..
, تسنيم بسخرية: لا و**** طب ولو قولتلك مش عايزة ..
, أوقف السيارة فجأة لتشهق برعب: يخربييتك هتقتلنا ..
, التفت نحوها بعيون غاضبة هاتفاً: تسنييم متختبريش صبري الكلمة اللي أقولها تتنفّذ وغصباً عنك ..
, التفتت نحوه بغضب هاتفة: و**** لما تكون الكلمة عبيطة مش هنفذها فيها إيه يعني لو كلّمتهم مش دول عيلتك وبعدين عمار أخووك يابني أنت معقول معندكش ثقة فيه ؟
, هتف بحدة: عيلتي أو لااا ممنوع تكلمي أي حد لو مكنتش معااكي ..
, قطبت جبينها بحذر وهتفت بصدمة: أنت مبتثقش فيا يا حيدر ؟
, رمقها بعيون غاضبة لتهتف: جاوبني مبتثقش فيا صح ؟
, أغنض عينيه زافراً بحنق وجذب خصلاته بقوة هاتفاً: بلاش هبل دلوقتي ..
, تسنيم: هبل ؟ أومال اللي بتعمله أنت أسمه إييه ؟
, تجاهلها وأعاد تحريك السيارة منطلقاً بها بسرعة وصمت .. حتى وصل أمام منزلها وانتظر نزولها ..
, رمقته بغضب وهتفت: على فكرة بقا دي آخر مرة أجي فيها عندكوا ..
, التفت نحوها بسرعة لتهتف: أه م أنا مبقبلش الكلام ده ولو حضرتك مش واثق فيا يبقى أبعد عنكم كلكم ..
, قطب جبينه بحذر وهمس: قصدك إيه ؟
, هزت كتفيها هاتفة: أفهم اللي تفهمه مش مُجبرة أفهّمك ياحيدر بيه ..
, فتحت الباب لتنزل ليجذبها من يدها بقوة .. التفتت نحوه بغضب: عايز إيييه في أي إهانة تاني ؟
, حيدر بخفوت: أنا مهنتكيش ..
, تسنيم: لا و**** ..
, زفر بضيق وهتف: تسنييم خلاص احم متزعليش ..
, رمقته مضيّقة عينيها بحذر هاتفة: هو في إيه يا حيدر ومش عايزني أقرب من عمار ليه ؟
, أشاح بوجهه عنها بضيق: مفيش ..
, تسنيم بهدوء: ليه بحسّكم بعاد عن بعض مش زي الباقي ..
, التفت نحوها بصمت لتتابع: بحسك قريب من الباقي أكتر كلكم قريبين من بعض إلا أنت وعمار في حاجة بينكم مش مفهومة ..
, حيدر: طب يا كونان هانم لما تفهميها ابقي فهميهالي ..
, تسنيم: بتتريق بس ده معناه إن كلامي صح ..
, حيدر: أنزلي يا تسنيم **** يحفظك مش ناقص هبل ..
, تسنيم: معتذرتش كويس على فكرة ..
, رمقها بغيظ وتحدث من بين أسنانه: أنا مش بعتذر لحد ..
, تسنيم: وهو أنا أي حد ..؟
, حيدر: م هو عشان أنتي مش أي حد قولتلك متزعليش ..
, تسنيم بسخرية: لا خلاص مادام قولتلي كده مش هزعل أصل الكلمة دي تأثيرها عامل زي السحر أقولك لما تشوف أي حد زعلان قوله الكلمة دي وهو هيفرح حالاً ..
, حيدر: بلاش تحاولي تبقي ظريفة ماشي ..
, تسنيم: و**** أنا شايفة نفسي ظريفة ولو أنت شايف العكس يبقى المشكلة منك ..
, حيدر: المهم أنك مش ظريفة ..
, تسنيم: أبو تقل دمك ياشيخ يارب يصيبك أرق ومتقدرش تنام الليل ..
, حيدر: يصيبني إيه ياختي ..؟
, تسنيم: أرق ..
, حيدر: ليا وليكي يارب ..
, رمقته بغيظ وفتحت الباب لتصفعه خلفها بقوة مُتجهة نحو بوابة البناية التي تقطن بها ..
, تابعها هو بعينيه حتى اختفت ليتنهد بقوة ماسحاً وجهه بضيق وأدار المحرك مجدداً عائداً نحو الفيلا ..
, في مكان آخر ..
, هتف رامي بصدمة: قولت إيه أنت اتجنّنت روحت هناك ليييه ؟
, رمقه سامر بعدم فهم وهتف: هو في إيه يا بابا إيه اللي بيحصل أنت تعرفهم منييين ؟
, رامي: وأنت مااالك وإيه اللي وداك هناك أنت أكيد اتجننت ..
, سامر: لا متجننتش أنا بحب رحمة وهي بتحبني وروحت أتعرف عليها وأتفاجأت قدامي أنهم عارفينك وتقريباً في حاجة زمان حصلت بينكم خلتهم يطردوني هو في إيه وليه أدهم بيه رفضني ؟
, ضرب رامي كفاً بكف بذهول وهتف: رحمة دي تبقی بنت مين ؟
, سامر: بنت سيف عز الدين ..
, رامي بضحك ساخر: بنت سيف كمان أهي كملت ..
, سامر بحذر: في إيه يا بابا م تفهّمني طيب ..
, زفر رامي ناظراً نحوه بغضب: أنت إزاي تروح من غير م تقولي أنت إزااي تعمل الحاجة دي من ورايااا ..
, سامر بدهشة: هو أنت رافض لييه أنا قولت آخد منهم معاد الأول ..
, رامي بضحك: معاد ؟ أهو اترفضت واطردت زي الكلب زي عادتهم دايماً ..
, قطب سامر جبينه بغضب وحدة: بابا إيه اللي بتقوله فهمنييي ..
, هتف رامي بحدة: مش عايزك تروحلهم تااني والبت دي تنساها إحنا مش هنتجوّز من عندهم ولا هما بعمرهم في حياتهم م هيفكروا يدونا بنتهم ..
, سامر: ليه ؟
, رامي: من غير لييه أسمع الكلام وبس ..
, سامر: لا مش هسمع كفاية بقى تحكِمات في حياتي حتى البنت اللي حبيتها هتخلوني أخسرها قولي في إيييه وهما عملوا إيه علشان تكرههم كده ؟ ولّا أنت اللي عملت فيهم ؟
, احتدت عيني رامي بحقد وهتف: سااامر قولتلك البت دي تنساها عايز تتجوز في مليون بنت تركع تحت رجليك بس مش دي فااهم ولو مفهمتش هبقى أخلي عمك يتصرف معاك وياخدك عنده شكلي كنت غلطان زمان لما أيّدتك ووقفت معاك وخليتك تشتغل بشركاتنا هناا كان لازم تسافر عنده زي م قالي بدل المصيبة اللي جبتهالنا دي ..
, تركه قبا أن يسمح له بالكلام واتجه نحو غرفته سريعاً بغضب ..
, أخرج هاتفه متصلاً بأحدهم ليهتف: عرفت ساامر عمل إيه ؟
, جائه صوت رجل من الطرف الآخر وهتف ساخراً: م هو طول عمره عيل غبي وفاكر نفسه صح عمل إيه تاني ؟
, زفر رامي بضيق هاتفاً: المرة دي غباوته وصلت لعيلة عز الدين يا مااجد ..
, قطب ماجد جبيهه بحذر هاتفاً: وضّح ..
, رامي: بحب بنت سيف عز الدين وراحلهم الفيلا وطلبها وقال إيه عايز ياخد منهم معاد علشان يتقدم ..
, ماجد بغضب: أبنك ده اتجنن ..
, زفر رامي بضيق: معرفش بقا يا ماجد بس متنساش أنه مش عارف حاجة ..
, ماجد: مش مهم يعرف أو لأ هو إزاي يتصرف من دماغه .. أسمع يا رامي أوعى يغيب عن نظرك ثاانية خليه يبعد ع البنت دي بأي طريقة إحنا نش ناقصنا مصايب ووجع دماغ ..
, رامي: سامر شكله بحبها والمرة دي مش هيطاوعني ..
, ماجد بغضب: غصباً عنه وهكسر دماغه العنيد ده .. أنا مش ناقصني أدهم عز الدين يلاحقني ده أنا مصدقتش خلصت منه زمان وهو سابني .. كفاية اللي عملته فيه وهو لسا ميعرفوش ولو الجوازۃ دي حصلت ممكن يعرف والمرة دي مش هيسبني وحياتي هتتخرب ..
, تأفف رامي هاتفاً: كان لازم يعني تتسرّع وتعمل كده ..
, ماجد: اللي حصل بقا ومش هنرجع للموضوع ده تاني مش عايز جنس مخلوق يعرف بيه ولا حتى أبنك الغبي ده مش عارفين ناوي على إيه وأنهي مصيبة هيحدفها في وشنا تاني ..
, رامي: متقلقش مش هيعرف حاجة ..
, أغلق ماجد الهاتف بوجهه بغضب وقلق ليزفر رامي ناظراً أمامه بشرود وقلق هو الآخر .. رغم حبه لولده الوحيد ولكنه لن يستطيع الموافقة على طلبه هذه المرة ..
, فلو هو وافق ماجد سيسعى لتخريب كل شيء وتسيير كلمته عليهم جميعاً ..
, ٣٤ العلامة النجمية
, أعجبتني👇
, "رأى نوح عليه السلام إمراة تبكي , فسألها لماذا تبكين؟
, قالت : ياويلتي ابكي على وفاة أبني وهو صغير وفي عز شبابه
, سألها نوح عليه السلام وما هو عمر أبنك ؟
, قالت : 300 سنة فقط !!
, قال لها نوح بقصد التخفيف عن حزنها : فماذا سوف تفعلين لو عشتي في أمة أعمارهم لا تتجاوز الستين عاماً ؟
, قالت : أوهنالك من يعيش للستين عاماً فقط ؟
, قال : نعم
, قالت : وهل هناك منهم من يعصي **** في هذه المده القصيره؟
, قال : أغلبهم عاصون لله
, قالت: وهل يتهافتون على حب الدنيا وهي مجرد ايام ؟
, قال: نعم همهم الوحيد حب الدنيا والقليل من يفكر بالاخره
, قالت : وهل يتجادلون فيما بينهم على امور بسيطه ؟
, قال : وبل يتقاتلون على اتفه الامور
, قالت :وهل يبنون أكواخ لهم واعمارهم بتلك الفتره القصيره ؟
, قال : بل يعمرون القصور لسنين ثم يتركوها ويرحلون
, قالت : ياوليتي لو كنت بدل تلك الامه لقضيت عمري تحت ظل شجره وبقيت عمري كله ساجده لله عز وجل"
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
الرابع

و َليعلم المُبتلي أنه لم يُبتلى لهوانه على **** ، بلّ لِمَعزّته💚
, ٣٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في اليوم التالي ..
, نزلت رحمة درجات السلم بوجه جامد وملابس رسمية سوداء .. ألقت عليهم نظرة جامدة والجميع حول مائدة الإفطار لتتجاهلهم واضعة نظاراتها الشمسية وخرجت من الفيلا بخطوات تطرق الأرضية بكعبها بحدۃ ..
, نكز حيدر هارون الجالس قربه ليتحمحم هارون ويردّ له نكزة أقوى .. جز حيدر على أسنانه بغيظ كاتماً تأوه ومد يده يقرصه من خاصرته لتتوسع عيني هارون ويرفع قدمه لينزل بها بكل قوة على قدم حيدر الذي صرخ فجأة لافتاً أنظار الجميع: أاااه يا هارون يابن..
, صمت فجأة مُحدقاً بهم ليمسح فوق خصلاته بغيظ وينكز هارون هذه المرة أمام الجميع ليضربه هارون بقبضته بغضب ..
, ترك أدهم طعامه بحدة هاتفاً: خلصتوا شغل العيال ده ولّا لسا ؟
, زين: هههههه ..
, أدهم: زين ..
, زين: في إيه دي حاجة تضحّك مش كده ياسيفو ..
, سيف: لا بقا مش كده هما بيلعبوا من غيري ..
, حيدر بحنق: نلعب إيه ياعمو إيه الكلام ده ..
, سيف: يبقى بتتفقوا على حاجة من غيري يا خونة ..
, زين: نعمم من غيرنا أنا وسيفووو يا أندال ..
, حيدر: م تحترم نفسك يالا ..
, هارون: حيدر قولنا إييه ..
, حيدر: ما تلمه الأول ..
, تأفف هارون وتحمحم معدلاً من بدلته الرسمية العسكرية ونظر لأدهم الذي مازال يرمقهم بحدة ليهتف: إحم عمو كنا عايزينك في موضوع كده ..
, رمقهم أدهم بجمود ونهض هاتفاً: وكل ده علشان الموضوع اتفضلوا ..
, نهض سيف بسرعة ليهتف أدهم: على فين ..
, سيف: جاي أتفضل ..
, حيدر: معلش يا سيفو ده موضوع خاص ..
, سيف: واد يا دردر يا خاين مش أنا بقولك أسراري ومواضيعي الخاصة ؟
, هارون: خلاص ياسيفو هقولك أنا اللي هيحصل متقلقش ..
, سبقهم أدهم نحو المكتب ليهتف هارون بفخر: قوم يا بيه ولّا عايز كمان حد يقوّمك ؟
, حيدر بغيظ: بقولك إيه مش هنسهالك كسرت رجلي يا حمار ..
, هارون: طب أمشي قدامي يلا أنت اللي هتبدأ ..
, اتجه حيدر برفقته نحو غرفة المكتب ليدخلوها ناظرين لأدهم الذي جلس فوق كرسيه خلف الطاولة ..
, أشار لهم بالجلوس ليتجها جالسين على المقاعد الجلدية أمام الطاولة .. ليهتف أدهم بهدوء: ها عايزين إيه ؟
, هارون: أتفضل يا حيدر قول اللي عندك ..
, رمقه حيدر بغيظ ليرفع الآخر حاجبيه بسخرية وشماتة .. تنفس حيدر بهدوء والتفت نحو أدهم هاتفاً بثقة: الصراحة يا بابا هارون كان عايزك في موضوع كده بس كان مُحرج شوية وأنا جاي معاه أشجّعه أتفضل يا هارون يا حبيبي متتكسفش ده زي أبوك ..
, هارون: طول عمرك ندل ..
, أدهم: هنرجع لجو الحضانة تااني في إيه أنت وهو اخلصوا ..
, نظر هارون وحيدر لبعضهما بغيظ ليهتف حيدر: إحنا جايين نعرف إيه اللي حصل مبارح ..
, أكمل هارون بسرعة: مين سامر ورامي دول وإيه علاقتهم في بابا ؟
, تراجع أدهم بظهره للخلف وهتف بهدوء: تصدق ياض أنت وهو كنت فاكركم أزكياء بس طلعت غلطان ..
, حيدر بدهشة: يعني إيه ؟
, أدهم: م سيف قدامكم أهو وهو مبيتبلش في بؤه فولة م كنتوا اسألوه جايين عندي ليه ؟
, رمش هارون بعينيه بدهشة ليهتف: لا م هو إحنا عارفين كده بس بابا مبيقولش حرف واحد لو أنت مش عايزه يقول ف قولنا نختصر كل ده ونجيلك ..
, رمقهم أدهم بهدوء ليهتف: طب روحوا أعرفوا منه أنا مليش نفس أتكلم ..
, حيدر: وحضرتك متأكد أنه هيقولنا ؟
, أومأ برأسه بصمت لينهض هارون سريعاً ويلحق به حيدر متجهين للخارج ..
, بعد مدة ..
, خرج مصطفى من بوابة الفيلا ليجد هارون يستقل سيارته والتفت نحوه هاتفاً: رايح فين يا عمو ؟
, مصطفى بهدوء: هروح المستشفى عايز حاجة ..؟
, زفر هارون ناظراً نحوه بحزن لتحتدّ عيني مصطفى بغضب واتجه نحو سيارته ينطلق بها سريعاً ..
, الجميع ينظر إليه بتلك النظرات المُشفقة والمتألمة على حاله .. وجميعهم يُشعرونه باليأس والإحباط من عودتها ..
, ولكنه لن يسمح لهم بذلك ولن يتوقف عن زيارتها حتى لو استمر على ذلك الحال لآخر عمره ..
, انطلق هارون بسيارته خارج الفيلا متجهاً لعمله .. وعلى بعد قليل من وجهته اعترضت طريقه سيارة دفع رباعي سوداء لايظهر راكبها ..
, توقف هارون بسرعة متفادياً الإصطدام بها وبسرعة امتدت يده لحزامه جاذباً سلاحه ونظر أمامه منتظراً أن ينزل أحدهم منها .. ولكنه تفاجأ بسيارتين أخرتين اتجهتا نحوه وخرجت من نوافذهما فوّهات أسلحة متهجة صوبه ..
, أخفض جسده داخل السيارة والتفت يُطلق النار في اتجاه إحداهما بعدما حاصره الجميع ..
, توسّعت عينيه فجأة عندما انهمر الرصاص الغزير على السيارة التي أمامه قبل حتى أن يُكمل رصاصته الثانية .. ليلتفت بسرعة للسيارتين المتبقيتين ويجدهما قد اخترقهما رصاص غزير وسقطت الأسلحة من أيديهم بعد إصاباتهم ..
,
, خرج بسرعة من سيارته ناظراً حوله بترقب .. واقترب من السيارات بحذر مُجهزاً سلاحه .. تفقّدها جميعها ليجدهم مابين قتلى ومصابين ..
, وقف مكانه ناظراً حوله بشرود وإحساس بالخطر .. دار حول نفسه بعيون متفحّصة ولكنه لم يجد شيئاً غريباً إذاً من الذي أنقذه ؟
, مسح وجهه بحنق هو يعلم من حاول قتله .. ولكن هل يُعقل بأن من أنقذه خطة منهم أيضاً !؟
, أخرج هاتفه متصلاً بأحد أصدقائه هاتفاً: فريد أبعت قوة ع العنوان١١ نقطةأنا قريب من القسم وابعت معاهم عربيات إسعاف أنا شوية وهكون عندك ..
, أغلق الخط بسرعة عائداً نحو سيارته وانطلق بها متفادياً السيارة أمامه ومازالت عيونه تنظز حوله بتحفز ..
, في مكان آخر ..
, فيلا كبيرة فاخرة بكل مافيها .. حولها عدد كبير من الحراس محاوطينها من كل جانب ..
, دخلت فتاة في العقد الثاني من عمرها إحدى الغرف .. لتبتسم لوالدتها التي تجلس فوق سريرها ..
, اقتربت منها مقبلة جبينها بحنان: عاملة إيه دلوقتي بقيتي أحسن ؟
, ابتسمت والدتها بحنان: أيوه يا حبيبتي متقلقيش أنا الحمد**** بقيت كويسة .. مروحتيش الشغل ليه يا ريماس ؟
, هتفت ريماس بابتسامة: أروح وأسيبك كده إزاي طيب .. أتطمّن عليكي الأول وبعدين أشوف شغلي ..
, ابتسمت والدتها بحزن وتنهدت هامسة: **** يباركلي فيكي وميحرمنيش منك ..
, همست ريماس بمزح: إيه يازينة هانم نسيتي العريس ..
, ضحكت والدها زينة هاتفة: يارب ياختي يجي الموكوس ده ويريحني ..
, ريماس: إخس عليكي عايزة ترتاحي مني طب بزمتك تقدري تعيشي من غيري في وجود جوزك المخيف ده ..
, اختفت ابتسامة زينة سريعاً وحلّ محلها الألم هامسة: ده أنتي اللي طلعت بيكي من الدنيا دي و**** أنا مليش غيرك ..
, ابتسمت فجأة بسخرية: جوزي ؟ وهو فين جوزي ده ؟
, ريماس بخفوت: معلش ياماما مقصدتش أزعلك ..
, زينة: تزعليني إيه خلاص دي حياتي وأنا متقبلاها بس مش عايزة تعيشي زيي مش عايزاكي تلحقي قلبك بس وتسيبي عقلك زي م حصلّي .. ياااه **** يرحمك يا بابا كان دايماً يقولي مبرتاحش للي أسمه حمار الوحش ده ..
, ضحكت فجأة بشوق وهتفت: بس أنا مردّيتش عليه كنت بحب فهد لدرجة اتعمت عينيا عن حاجات كتيرة ..
, ريماس بخفوت: ماما مش هتقوليلي في إيه وإيه اللي خلاه يضربك المرة اللي فاتت ؟
, أظلمت عيون زينة بشدة وهمست: مفيش ..
, ريماس: لأ فيه وأنتي كنتي تقوليله مش هسمحلك تئذيه هو مين ده يا ماما ؟
, أغمضت زينة عينيها وعادت لتفتحهما ناظرة أمامها بشرود ..
, همست بعد لحظات: هقولك بعدين ياريماس أنا دلوقتي تعبانة عايزة أرتاح ..
, تنهّدت ريماس تراقبها وهي تعود لتستقلي فوق سريرها مُدثرة نفسها بالغطاء ..
, اقتربت تقبل رأسها واتجهت خارجة من الغرفة نازلة درجات السلم بسرعة نحو مكتب والدها ..
, توقفت فجأة مكانها وهي تستمع لصوته الغاضب مُكلماً أحدهم: أنتوا يا شوية بهاايم أسهل حاجة مقدرتوش تعملووها أنتوا فايدتكوا إيييه ؟
, خرج صوت شاب هاتفاً: أهدا ياعمي شوية نفهم بس إيه اللي حصل ..
, صرخ والدها (فهد) بغضب: نفهم إيييه الكللابب دول بديلهم فلوس ع الفاضي وأقل حاجة مقدروش يعملوها مقدروش يخلّصوني منه زي غيره ..
, هتف أحد الرجال بتوتر: ياباشا و**** إحنا حاولنا وكل حاجة كانت ماشية تمام لحد م ضرب رصاص جه علينا من كل حتة أغلبنا اتصاب وفي مننا مات أنا وراجي وسعد اللي قدرنا هربنا بالعافية ..
, هتف الشاب بتفكير: يعني إيه والرصاص جه منين هو كان معاه حراسة ؟
, نفى المدعو راجي بسرعة: لا يا باشا هو كان لوحده كالعادة وصدقني معرفش ولا قدرت أحدد الرصاص جه منين ..
, التفت الشاب نحو فهد الغاضب هاتفاً: خلاص يا عمو م ده مش غلطهم أكيد ابن٣ العلامة النجمية ده واخد باله وجايب معاه حراسة سريّة .. م أنا قولتلك بلاش التهديد كده هياخد احتياطاته ..
, فهد: زيه زي غييره كنت فاكر التهديد هينفع معاه بس لما عرفت أنه كلم رجالته وهيبدأوا يدوروا ورانا عرفت أنه عنييد ومش هيسيب المهمة .. أنا عايز أسمع خبره في أقرب وقت فااهم يا عايد ؟
, هتف الشاب المدعو عايد: حاضر يا عمي متقلقش سيبها عليا ومش هيحصل غير اللي أنت عايزه ..
, أشار الرجال أمامه بالخروج لتُسرع ريماس سريعاً تختبئ خلف أحد الجدران تتنفس بقوة واضعة يدها فوق قلبها المرتجف ..
, تعلم عن أعمال والدها عن صفقاته المشبوهة ومخططاته القذرة ..
, ولكنها تبدو أمامهم كالغبية لا تفهم شيئاً ..
, تُحاول الوصول لأي شيء يُدينهم رغم وجع قلبها على ذلك .. ولكنها منذ دخلت كلية الحقوق تلك وهي أقسمت أن تمشي في طريق الحق مهما كلّفها الأمر بل أن دخولها لتلك الكلية كان السبب الأكبر هو والدها ..
, شهقت فجأة عندما ظهر أمامها شاب طويل قمحي البشرة بعيون بنية ضيقة يبتسم لها ابتسامة سمجة هاتفاً: بتعملي هنا إيه يابنت عمي ؟
, استطاعت التحكم بنفسها وهتفت ترمقه بحدة: وأنت مالك بيا مش قولتلك متدخلش في حاجة تخصّني يا عايد ؟
, هتف عايد واضعاً يديه في جيبيه: و**** براحتي مش أنتي اللي هتقوليلي أعمل إيه .. أنتي بنت عمي وليا حق بيكي ..
, هتفت بسخرية: ومين بقا اللي أداك الحق ده .. بص يا عايد أنت أه ابن عمي بس أنا شايفاك واحد قذر وغبي ومقرف ..
, معلش يابن عمي هي الحقيقة بتبقى صعبة بس لازم تتقبلها ..
, احتدت عينيه وجذب ذراعها يضغط عليه بقوۃ: وربنا يا ريماس لاندمك على كلامك ده أنتي فاكرة نفسك إييه فاكرة أن عمي هيسيبك بالهبل اللي بتعمليه كل يوم قال إيه بتدافعي عن حقوق الناس الغلابة .. تبقي بتحلمي هو بس سايبك دلوقتي عشان مش فاضيلك ..
, هتفت بحدة وسحبت ذراعها من قبضته: أوعى أيدك تلمسني تاااني أنت فااهم المرة دي هعديهالك مرة تانية أنا مش ضامنة نفسي .. شغلي محدش ليه دعوۃ بيه لا أنت ولا حتى أبويا .. وأبقى حاول تعترض طريقي تاني وربنا لأكون ضارباك وعاملاك ممسحة قدام كل رجالتك القذرين دول ياا ابن عمي ..
, ألقت عليه نظرة محتقرة متقززة ليُبادلها بنظرة حادة قاسية .. تركته سريعاً مبتعدة من أمامه لتعود نحو غرفتها مغلقة الباب خلفها بقوة ..
, جلست فوق سريرها مسترجعة بذاكرتها ما سمعته .. حتى كلمات والدتها التي سمعتها عندما كانت تتشاجر مع والدها ..
, هل يُعقل بأنها كانت تدافع عن ذلك الذي يسعون لقتله ؟!
, زفرت بحدة وعيونها لمعت بتصميم غريب على معرفة الحقيقة كاملة ..
, ٣٤ العلامة النجمية
, في شركة عز الدين ..
, نظر أحمد نحو أدهم الواقف أمام الواجهة البلّورية الكبيرة وهتف: يا أدهم اللي عملته غلط ..
, التفت أدهم نحوه بحدة ليهتف أحمد: مع إحترامي الشديد ليك يعني بس ده غلط يا أخي أنت كده هتعمل عداوة بينكم ع الفاضي ورحمة أنت عارفها كويس هتفضل ورا الموضوع لغاية م تجيب قراره ولّا نسيت كمان الباشا أبنك المتحرّي الذكي ده أنا بقص إيدي إن م كان عامل تحقيق سري عايز يعرف كل حاجة وده شيء تافه وبسيط قصاد اللي هيحصل ..
, رمش أدهم بعينيه بدهشة من هجومه وهتف بحذر: هيحصل إيه ؟
, أحمد: هارون .. موضوعه كده هيتكشف تصدّق أنا فرحان فيكم قولتلكم من زماان قولوله مينفعش كده ده حراام وأنتوا مديني الودن الطرشة ..
, هتف أدهم بغضب: وأنا مالي هو أبني ولا أبنهم كل لما نكون هنقوله مروة تتعب وتزعق وتأجل لغاية م شفته بقا شحط زي الحيطة قدامي ..
, أحمد بهدوء: يبقى متفتحش عليك حرب منعرفش هتاخدك فين ..
, زفر أدهم جاذباً خصلاته بشدة وهتف بضيق: محدش فاهمني ..
, أحمد: أنا فااهمك وعارف كويس حاسس بإيه بس دي حاجة وعدت .. أدهم سامر ملوش دعوة بأبوه .. طب قولي فاكر لما كنت هتتجوز ليلى ؟ فاكر مامتها عملت إيه ؟
, التفت أدهم نحوه بعيون حادة: أناا غييير يا أحمد ساامع غييير ؟ وقتها أنا أول حد اتأذى من شريف أنا أول حد شريف دمره وأذاه وكسر قلبه مش بس هما اللي تأذوا منه .. اللي اتظلم ميظلمش يا أحمد وأنا كنت كده .. وهارون إحنا ربينااه هارون أبننا ربي معانا وكبر وليلى رضعته مع حيدر بقا أبننا ومهما كان واخد من أهله هياخد مننا أكتر تربيته وضميره هيخلوه زينا بس سامر لاا .. سامر ربي مع أبوه من صغره مع أبوه وعمه الكلب ماااجد هو معاهم من صغره وبينهم وشايفهم بيعملوا إيه والعرق دساس حتى لو كان كويس دلوقتي أنا مش ضامن بعدين هيعمل إيه ومش هرمي بنتي في النااار كده ..
, عاد ليجلس خلف مكتبه زافراً بضيق: أنا تعبت أوي يا أحمد علشان أبني البيت ده واكبره تعبت أووي أحمي نفسي وأخواتي وولادي وصعب عليا أغامر بحد منهم ..
, رمقه أحمد بصمت عدة لحظات ليتنهد ناهضاً عن مقعده وهتف بهدوء: أنا عارف ده .. وأخواتك عارفين بس العيال لأ .. أنت أول حد هيلوموه يا أدهم وكل اللي عملته وعانيته مش هينفعك قدامهم لأنهم غيرنا جيلهم غير وتفكيرهم غير .. مش بقولك توافق بس بقولك أديهم فرصه وأدي لنفسك فرصه مش ممكن سامر يطلع غير أبوه ..
, هز أدهم كتفيه بصمت ليتركه أحمد خارجاً من المكتب وجد زياد واقفاً في الخارج ليهتف: أنت بتعمل هنا إيه ؟
, زياد بسرعة: حصل إيه ؟
, أحمد بغيظ: مين اللي بعتك ؟
, ضحك زياد هاتفاً: لا محدش بس حيدر حكالي القصة بتاعة اللي اسمه رامي ده وكنت عايز أعرف هتعملوا إيه ..
, أحمد: وحيدر عرف إزاي ؟
, زياد: من عمو سيف ..
, هز أحمد رأسه بصمت وهتف: طب يلا على شغلك بقا مش هيحصل حاجة ..
, ابتعد عنه ليلحق زياد به للخارج متجهاً لمكتب حيدر .. وقف على الباب ناظراً نحوها .. وهي قد استشعرت وجوده ولكنها تجاهلته مُتابعة عملها ..
, تقدم زياد منها حتى وقف أمام طاولة مكتبها هاتفاً: حيدر لوحده ؟
, رمقته بهدوء هاتفة: أيوه اتفضل ..
, تحمحم هاتفاً: إحم وأنتي عاملة إيه ؟
, منال بهدوء: كويسة الحمد**** ..
, زياد: طب مش تسأليني أنا برضه عامل إيه ؟
, تنهدت هاتفة: نعم حضرتك عايز حاجة ؟
, زياد: إيه ؟
, هتفت منال بغضب: لو مش عايز حاجة اتفضل حضرتك ومتعطلنيش ..
, رمقها زياد بحدة وهتف: أنتي بتعملي كده لييه ؟
, رمقته بغضب هاتفة: أنا بعمل اللي أنا عايزاه ولو سمحت متكلمنيش في حاجة برا الشغل ..
, زياد: لا أنا لا هكلمك لا في الشغل ولا برا ..
, منال: أحسن برضه ..
, رمقها بغيظ وابتعد خارجاً من المكتب بغضب تُلاحقه عينيها الغاضبة لتظهر أمامها تسنيم فجأة بابتسامة واسعة وهي تلوّح بكفيها أمام وجهها ..
, زفرت منال هاتفة: نعم يا تسنيم ..
, تسنيم: مالك ؟
, منال: مفيش ..
, قطبت تسنيم حاجبيها وهزت كتفيها قائلة: طب حيدر هنا ؟
, منال بغيظ: أه هنا أدخلي ياكش يولع فيكي ..
, ضحكت تسنيم بخفة واتجهت نحو باب المكتب فتحته هاتفة: بخخخ ههه اتخضيت صح ؟
, رفع رأسه بحدة نحوها لتضحك هي باستمتاع مُقتربة منه بعدما أغلقت الباب ..
, هتف بغضب: أنتي مش هتتربي ..
, تسنيم بدهشة: مالك يا حيدورة متعصب كده ليه ؟
, هتف بعضب: لا أنتي عايزة تستفزيني وبس ؟
, نفت برأسها هاتفة: تؤ عايزة بس أطمن عليك ..
, حيدر: هو أنتي معندكيش شغل غيري ..
, تسنيم بابتسامة: لأ عندي هروح دلوقتي الميتم بتاع عمو مصطفى أطمن ع العيال وبعدين أروح الفيلا عندكوا ..
, حيدر: ليه ؟
, تسنيم: إخس عليك ده بدل م تنط من الفرحة وتقولي بجاااد يا حبيبتي ده أنا هسبقك وأفرشلك الورد الأحمر قدامك ..
, نهض عن جلسته بسرعة صارخاً: بجد يا حبيبتي ده أنا هسبقك وأقطعلك السكة قدامك بمسامير تخلي العربية بتاعتك تقلب ..
, عبست هاتفة: أنت متوحش كده لييه ؟ بعدين أنا معنديش عربية أنت اللي هتوصلني ..
, رمقها بجمود هاتفاً: مش فاضي هبعت معاكي السواق يوصلك ع الميتم وبعدين ع الفيلا .. ويلا بقا برا ومشوفش وشك تاني هنا فاهمة ؟
, رمقته بغضب هاتفة: ماشي يا حيدر يبقی أنت أعلنتها حرب بينا ..
, حيدر: بت أنتي متخلفة أطلعي برا ..
, تسنيم: طالعة ياخويا من جمال مكتبك يعني حاجة تقرف ..
, حيدر: تسنييم ..
, تسنيم: بلا تسنيم بلا بتاع يخربيت تناكتك أبعد عني يا أخي لاحقني لييه إذا مكنتش طايقني .. أنا ماشية ..
, حيدر: في داهية ..
, تسنيم: اللي تاخدك يا حبيبي ..
, حيدر: من بعدك ياقلبي ..
, تسنيم بابتسامة: بجد أنا قلبك ؟
, حيدر: برا ..
, رمقته بغيظ والتفتت خارج المكتب لتصفع الباب خلفها وهي تشتمه بغضب ..
, في مكتب جانبي ..
, نظر سامر نحو رحمة هاتفاً: أنا معرفتش حاجة ومرضاش يقولي ..
, رحمة ببرود: مش مهم ..
, سامر: يعني إيييه أنا عايز أعرف رفضني ليييه هو أنا عملتله إيه طيب لو مشكلته مع أبويا يحلّها معاه ذنبنا إحنا إييه ..
, رحمة: متقلقش يا سامر هما مش هيعملوا اللي عايزينه ولا هيمشوني على كيفهم ..
, سامر بهدوء: رحمة بلاش اللي بتعمليه أنا خايف عليكي أنا مش عايزك تخسريهم ..
, رحمة: أخسرهم إيييه هما اللي لازم يخافوا يخسروني .. أنا مش هتنازل خااالص ولا هخليهم يظلمونا بسبب حاجات قديمة ..
, سامر بخفوت: تفتكري لو رجعت طلبتك منهم هيحصل إيه أو هما هيستقبلوني ..
, رحمة: وأنت ترجع تطلبني ليه ؟
, سامر بابتسامة: عايز أثبتلهم أني مش بتسلا وأن حبي ليكي مش هتوقفه حاجة ..
, ابتسمت رحمة ترمقه بسعادة لتزفر بعدها بضيق متمتمة: معرفش يا سامر ..
, مد يده يُمسك يديها بقوة هاتفاً: متخافيش أنا مستحيل أتخلا عنك وهفضل ورا أبويا لغاية م أعرف كل حاجة .. ولو أهلك موافقوش أنا مستعد أشتري بيت لينا لوحدنا ونبعد عنهم كلهم لو فعلاً خايفين من أبويا ..
, رحمة بهدوء: سامر أنا٣ نقطة أنا مهما كان مش هقدر أبعد عنهم أنا أه بتعصب وبزعق و٣ نقطة
, زفرت ونهضت عن مقعدها هاتفة: مش عايزة حياتي تبقى كده عايزة أكون براحتي ومبسوطة مش خايفة علطول ..
, نهض سامر هاتفاً بإصرار: متخافيش قولتلك أنا مش هسيبك .. أنا هسيبهم كام يوم علشان يهدوا وهرجع أخد موعد منهم تاني لو اضطر الأمر هقنع أبويا ييجي بنفسه يكلّمهم .. أنا حاسس أن أبويا هو سبب العداوة زمان عشان كده أنا متفهّم خوفهم ..
, التفتت نحوه بأمل ليبتسم هاتفاً: متقلقيش سبيها عليا ..
, هزت رأسها ببسمة وهتفت: طب يلا بقا قبل م حد يشوفك هنا ..
, ابتسم لها مودّعاً واتجه خارج مكتبها لتعود وتجلس خلف كرسيها بشرود ..
, في الفيلا ..
, دخلت تسنيم تنظر حولها بغضب لتجد زين وأصدقائه يجلسون في الصالة وحدهم بملل ..
, ابتسم زين باتساع عندما رآها وهتف: سنسن تعالي سلينااا ..
, اقتربت منهم بغضب وهتفت: هقتلكم اللي أسمه حيدر ده هخليكم تعيشوا من غير حيدر ..
, زين: **** يقدرك يارب ويقويكي ..
, جلست فوق المقعد بغضب وهتفت: هقتللله ..
, وسام بغيظ: عملك إيه تصدقي أنا برضه مش طايقه ..
, رمقته تسنيم بغضب وهتفت: إيه مش طايقه دي عيب عليك بعدين أنا بس اللي أقوله كده ..
, رمقها عمار بسخرية وأشاح بوجهه عنها لتهتف: أنتوا طايقينه إزااي ..؟
, هتف زين: بالطقاية ..هههههه
, عمار بسخافة: هههههه حلوة يا زينو **** عليك لما بتتقل ددمم بتبقى خفيف ددمم أووي ..
, رمقتهم بغيظ وهزت قدمها بغضب هاتفة: مش هكلمه ده أنا هخليه يجي حد عندي يعتذر ويعيط علشان أسامحه ..
, وسام: ياااااريييييت نفسي أشوفه كده و**** ..
, تسنيم بقوة: وأنا هخليييه كده هعمل زي الأغنية ..
, وسام: أغنية إيه ؟
, هتفت بشرود: دي اللي بتقول أمم أاا أستنى بس أفتكر ..
, وسام: خدي راحتك ..
, زين: م تغنيها يا بت خلينا نتسلا ..
, تسنيم: أوكيه أسمع بقا الصوت الطربي الأصيل ..
, عمار بسرعة: أستني أستني هجييب العود بتاعي ..
, ركض مُسرعاً قبل أن تُجيبه لتبتسم فجأة معدّلة من ياقتها وهي تتحمحم لتجلي حنجرتها: طب بسرعة بس عشان أنا بزهق فوراً ..
, زين: خلاص أنتي غني وأنا هعملك موسيقى بصوتي ..
, تسنيم: أوكيه يلا هبدأ إحم إحم ..
, زين: تن تننننن تن ..
, رمقته بغيظ هاتفة: مش كده يا زفت ..
, زين: أومال إيه م تغني طيب علشان أعرف لحن الأغنية وأعملّك لحن زيه ..
, تحمحمت هاتفة بتلحين: قال جاني بعد يومييين ..
, صرخ زين بسرعة: شووووفتي أنه تن تنننن ..
, تسنيم: يبكيلي بدمع العين ..
, زين: تن تنننننن ..
, تسنيم: يشكي من حب جدييييد يحكي وأنا نااري تئييييد وسمعتوا وفكري شريييييد وسكت وقلبي شهيييد ..
, صرخ عمار بغيظ: بدأتوا من غيري أستنوا يا أنداال ..
, جلس بسرعة بينهم وبدأ في العزف لتصرخ هي باندمااج وصوت عالي: وأناا اللي كنت فاكرة أنه حيشتكي من بعدي فاجئني بقصة تانية ضيّعت الحلم الوردي ..
, هتف وسام بنحيب: يا حظك الوحش في الحياااة يا مظلومة يا سنسن ..
, تسنيم: وأنا اللي كنت فااكرة أني وحدي اللي فقلبه أتاااري وااحدة تااانية جاات في ثااانية شغلت قلبه و..
, خرج فجأة من خلفهم صوت صارخ أفزعهم: تسنسييييم ..
, صرخ زين قافزاً عن مقعده: عااااا أجروااا ..
, ترك عمار العود مكانه وتمسّك بزين مهرولاً معه ليقترب حيدر منها بغضب وجنون وغيرة اشتعلت في عينيه جذبها من ذراعها بغضب لترمق هي وسام باستنجاد ليُشيح الآخر بوجهه عنها بسرعة وخوف داعياً لها بحسن الخاتمة ..
, صعد حيدر درجات السلم بغضب وهي تنظر لقبضته التي تُحيط بمعصمها بقوة آلمتها قذفها داخل غرفته وصفع الباب خلفه بقوة والتفت ناظراً نحوها بتهديد ..
, وقفت تنظر إليه بتحفّز وابتلعت ريقها شاعرة بأن الهجوم خير وسيلة للدفاع لتهتف : عايز إيه يا خاين ياللي ضيّعتلي الحلم الورديّ ..
, نظر نحوها بعيون لمعت بقوة لتتراجع هامسة: بص ص صلي ع النبي وأهدا هفهمك كل حااجة ..
, همس حيدر بصوت مخيف وهو يقترب منها: إيه اللي شوفته تحت ده ؟ أنتي إزاااي تعملي كده ..
, تسنيم بدهشة: في إيه بغني ..
, صرخ حيدر بغضب: بتغني إيييه أنتي بتجعرري ..
, رمشت بعينيها وهتفت بغيظ: إيه بجعر دي أنت شايفني بقرة ..
, حيدر بنفي: لأاا خااالص أساساً البقرة مبتعملش زيييك ياهانم يا محترمة ..
, توسعت عينيها بصدمة وصرخت بوجهه: يبقى اتفضل سبني وروح دوّر على بقرة تجوزها يا أستاذ يا محترم ياللي ضيعتلي الحلم الوردي ..
, أمسكها من ذراعها بقوة لتعود وتنكمش على نفسها بخوف: بص أهدا أنت العصبية مش حلوة عليك ..
, هتف بحدة: أنا مش قولت بلاش حركات زي دي ..
, تسنيم: قولت قولت ..
, حيدر: والجعير اللي كان واصل لآخر الشارع ده إيييه أنتي فاكرة نفسك فييين يا هاانم ..
, تحمحمت هامسة: في بيت خطيبي حبيبي ..
, قربها منه بغضب هامساً: عارفة صوتك كان واصل على فيين ؟ عارفة أن الحراس برا كلهم ساامعين هبلك ده ..
, ابتلعت ريقها ناظرة لعينيه الخضراء التي غمقت بقوة وهمست: ط طب خلاص آسفة المرة الجاية هوطي صوتي خالص ..
, صرخ فجأة بحدة: وهو في مرة جااية كمااان أنتي يا متخلفة عايزة تغني تاني كده قدااام الشباب تحت ..
, تسنيم بدهشة: و وماله م دول زي أخواتي ..
, هتف بحدة: وأنا قولت لأااا .. قولتلك خلي حدود بينكم متجبرينيش أتصرف معاكي تصرف مش هيعجبك يا تسنيييم ..
, زفرت تسنيم بغيظ تهتف: أنت هتخنقني ..
, حيدر: لااا هدبحك خالص لو شوفت المنظر ده تااني فااهمة ..
, رمقته بغضب هاتفة: لا مش فااهمة وأنا هعمل اللي أنا عايزاااه ..
, رفع قبضته بوجهها فجأة وكأنه سيضربها ليهمس بغيظ: بت متخلينيش أضربك ..
, ابتسمت فجأة وكأنه يُغازلها وهتفت: تؤ تؤ متقدرش أنا عارفة أنك مبتضربش ستات ..
, حيدر بغيظ: مش لما تكوتي ست الأول ..
, تسنيم بابتسامة: أه م أنا عارفة أنا ست الستات وملكة البنات مش كده يا حيدورة قلبي ..
, تنهد ناظراً في عينيها اللامعة ليهمس: أه كده ..
, اتسعت ابتسامتها أكثر ليبتعد عنها بغيظ جاذباً ملابسه ودخل الحمام صافعاً الباب بقوة ..
, ابتسمت باتساع تنظر حولها بهيام تنقل نظراتها في أنحاء غرفته التي تعشقها .. اتجهت نحو تسريحته تُمسك زجاجات عطره الخاص لتشمّها بحب .. ثم جذبت نظاراته الشمسية التي كان يضعها لتضعها فوق عينيها مُقطبة حاجبيها مُقلّدة شكله ..
, هزت رأسها تنظر لنفسها بغرور وسارت أمام المرآة تُغني بابتسامة: يا يا يا واد يا تقيل يا يا يا مشيبني يااااااا دنا بالي طويل وأنت وأنت عاجبني يا يا يا يا يا يا واد يا تقيل ..
, خرج حيدر من الحمام بعد لحظات ليجدها تقف أمام المرآة ومازالت ترتدي نظاراته الشمسية وعلى ما يبدو تُقلّده في وقفته ومشيته كالبلهاء مُلحّنة: وإيديه إزاي أهو كده كده هو
, ودقنه إزاي أهو كده كده هو
, وحواجبه إزاي كده هو
, ويقف ويقول أنا هو أنا هو
, والكون مش قد مقاسي
, يا يا يا يا يا واد يا تقيل ..
, هتف بدهشة: أنتي هبلة يابت ..
, التفتت نحوه والنظارات تُخفي عينيها فيما ابتسامة واسعة تشكّلت فوق شفتيها لتسير أمامه وتلف حوله مقلدة مشيته وهي عابسة ومقطبة جبينها مثله: أكلمه بحرارة
, يرد بالقطارة
, الرجل الغامض بسلامته
, متخفي بنضارة
, ويحيي إزاي كده كده هو
, وينادي إزاي كده كده هو
, ويعدي إزاي كده هو
, ويقف ويقول أنا هو أنا هو
, أطول واحد في الحارة
, يا يا يا يا يا واد يا تقيل
, دفعها فجأة ليصطدم ظهرها بالحائط خلفها بخفة وحاصرها بذراعيه رافعاً حاجبيه هاتفاً: طب تنكري أني أطول واحد في الحارة ..
, ابتسمت وهو يُبعد النظارات عن عينيها لتهتف: أه أنكر ..
, قطب جبينه بغيظ لتهتف: حمزة أطول منك ..
, حيدر بغضب: نعم ياختي وبتقولي حمزة كده حااف ..
, تسنيم: في إيييه م هو خالك ..
, حيدر: بت متقوليش خالي دي بتضحكني ..
, اتسعت ابتسامتها هاتفة: أه فعلاً هو في خال حلو أوي كده ..
, حيدر: تصدقي أنتي عاوزة تربية ..
, تسنيم: زيك ياحبيبي بالظبط م أنا ماشية على خطاك مش أنت خطيبي حبييي ..
, قطب جبينه ناقلاً عينيه فوق تقاسيم وجهها الذي يعشقه ليهمس: أنتي دخلتي أوضتي إزاي ؟
, تسنيم: هاا ؟
, حيدر: مش عيب عليكي تدخلي أوضة راجل عازب ..
, تسنيم بغيظ: عازب إيه يا واد يا تقيل أنت ياللي ضيّعتلي الحلم الوردي ..
, ابتسم مُتأمّلاً عيونها البنية الهائجة وهمس: راجل خاطب طيب ..
, تسنيم: م أنا خطيبتك .. خد هنا أنت اللي جبتني هنا يا واد يا تقيل عايز تغرغر بيااا مش كده بس خلي باالك أنا صحيالك هااا ومش بتغرغر بسهولة ..
, اتسعت ابتسامته ومدّ يده يلعب بخصلة من شعرها بشرود لتبلع ريقها هامسة: م مش بتغرغر بس من غير خداع ولمس كده ..
, اتسعت ابتسامته أكثر بحب لتهمس: ومن غير ابتسامتك الحلوة دي كتك القرف في حلاوتك هو يعني عشانك حلو حبتين مليون هتتغر بنفسك كده ..
, حيدر بابتسامة: عارفة يا تسنيم ..
, التفتت نحوه بسرعة ولهفة تعلم تلك النبرة جيداً فهو جامد بارد أغلب الأحيان ولكن بعد ذلك الصوت العميق الذي تسمعه الآن فهو يُغرقها بكلام يسكن قلبها ويُغنيها عن كلمات حب وعشق لمدة طويلة ..
, صوت صراخ من الخارج قاطع لحظتها السعيدة المتأمّلة ليُقطب جبينه مبتعداً عنها لتجذبه بغيظ: خد هنا كمّل ..
, حيدر: أكمل إيييه ؟
, تسنيم بغضب: تكمل اللي كنا هتقولهوليييي ..
, ابتسم هاتفاً: أستني بس أشوف بيزعقوا ليه ..
, اتجه نحو شرفة غرفته لتضرب الأرض بقدمها بغيظ ونحيب واتجهت خلفه لتتوسع عينيها بسعادة صارخة: إيييه ده يا زينوووو ..
, رفع زين نظراته الفرحة نحوهم ليصرخ مُرسلاً عد قبلات في الهواء نحو حيدر: ده أنت أجدع دردر في الدنياااااا ..
, ابتسم حيدر ناظراً لزين الذي يقف أمام تلك السياراة الرياضية البيضاء الجديدة الخاصة بالسباق وقد أحضرها له .. فيما كان قد كُتب على جانبها بخط ذهبي عريض أسم زينو ..
, هتفت تسنيم بدهشة: حيدر أنت اللي جبتهاله ..
, صرخ زين: هعمل بيها السباااق بعد كام يوم أنا فرحان أوي ده أنت طلعت طيوب وكيوت أوي يا دردر مش زي م بتقول تسنيم عنك ..
, توسّعت عينيها بدهشة ليهتف حيدر: بتقول إيه ؟
, زين: قال عايزاك تجيلها بتعيط وراكع وأنها مش طايقاك وحاجات زي دي ..
, توسّعت عيني تسنيم أكثر مبتلعة ريقها وحيدر يرمقها بطرف عينه بتوعد .. التفتت تنظر نحو وسام الذي دخل السيارة صارخاً: يلا يا زينوو نلف لف بيها وتدينا حلوان ..
, الافتت لجانبه لتجد عمار يرمق زين بابتسامة .. ثم رفع رأسه ناظراً نحو حيدر المبتسم بخفوت ..
, قطبت جبينها والتفتت نحو حيدر هامسة: حيدر هو عمار ماله ؟
, نظر نحوها ثم التفت نحو عمار الذي يرمقه بنظرة غامضة لتهتف: هو باين زعلان ليه ؟ مش تشوف ماله ..
, ترك الشرفة عائداً نحو غرفته لتُقطب جبينها متجهة خلفه: حيدر في إييه ؟
, حيدر: في إيه ؟
, هتفت بجدية: أنا اللي بسأل هو في إيييه بينك وبين عمار ..
, حيدر: إيه رأيك تخرجي عندي شغل هخلصه ..
, هتفت بحدة: حييدر جاوبني ..
, هتف بغضب: تسنييم أنا مش طايق نفسي ومش عايز أتكلم في حاجة تخصه ..
, تسنيم: للدرجة دي ..؟!
, صمت ولم يُجبها لتهتف: الموضوع ده يخص ريما صح ..
, توسعت عينيه والتفت نحوها بحدة لتهتف: متبصليش كده هو مقليش حاجة أنا مرة سمعتكم بتتكلموا .. وجبتوا سيرتها ..
, جز على أسنانه بغضب وهمس: تسنيم بلاش السيرة دي ..
, تسنيم: مش أنا اللي بجيب سيرتها أنتت .. أنت اللي لسا عايش في الماضي حيدر أوعى تكون لسا بتحبها ..
, حدر: أنتي عبيطة حب إيه ده ..
, نفت برأسها بحدة وهتفت: أنا لو مش واثقة أنك بتحبني مكنتش شوفتني هناا يا حيدر .. بس بس تصرفاتك دي مش قادرة أفهمها أنت مرة تبقى معايا رايق وهادي وبتحبني ومرة تانية كأنك متعرفنيش كل ده بسببها صح ؟ أنت بتحبني بس مش واثق بيا ..
, حيدر بغضب: لا مش كده وقولتلك مية مرة متجبيش سيرتها قدامي ومتقارنيش نفسك بيها فااهمة ..
, تسنيم: أنت سبتها ليه ..؟
, حيدر: تسنيم ..
, تسنيم: أنت مش بتقولي الحقيقة ليه .. أنا عارفة أن في سبب كبير خلاك تسيبها بس مش راضي تقوله ولا حد من العيلة يعرف .. عمار عارف صح ؟ عمار وزين ووسام باين ..!
, جذب خصلاته بحدة وهتف بضيق: تسنيم أطلعي برا ..
, رمقته بشرود عدۃ لحظات وهمست: طالعة بس لازم تعرف أن طريقتك دي بتجرحني .. وكأنك بجد مش واثق بيا .. حيدر لو مش واثق بيا سيبني ..
, التفت نحوها بصدمة وهي تعلم تأثير كلامها عليه .. تعلم بأن أكثر ما يكرهه هو بُعدها عنه لتهتف: أنا ماشية وهخلي السواق يوصلني ..
, تركته قبل أن تسمح له بالإجابة وخرجت من الغرفة تُلاحقها عيونه الغاضبة والشاردة ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, بعد يومين ..
, في الكلية ..
, هتف زين بثقة: متقلقووش سيبوا كل حاجة علياا ..
, وسام بقلق: طب وتفتكر هو هيوافق ؟
, زين: عيب عليك ده أن زينوو بعدين يابني دول الدكاترة بيجوا بالفلوس وبس ..
, عمار بخفوت: طب هنقوله إيه بلاش يا زين أنا مش مطمّن ..
, زين: في إيه يالا هو في مرة زينو عمل خطة ومنجحتش !؟
, عمار: م هي كل مرة متنجحش وتتطربق فوق دماغنا ..
, زين بفخر: خلاص مش هتبقى أول مرة يعني أومال خايفين لييه ..
, وسام: أنا أبويا هيقتلني ..
, عمار: بقولكم مش مطمن ..
, زين: أنا متطمّن خالص أصل الدكتور ده حصلت معاه الحكاية دي قبل كده وطلاب كتير اشتروه بالفلوس ..
, عمار بغضب: يا وسام يا غبي ..
, وسام بغضب: بس بقا أنا مش ناقص ..
, عمار: م أنت الغبي لو مكلّمتوش بالطريقة دي كنا دلوقتي في أمان ..
, وسام: أبويا لو سمع أني شيلت المادة من قبل الإمتحان حتى هيتجنن ويمكن يقتلني ..
, عمار: تستاهل ..
, وسام بشرود: هو أنا عملت إييه ده أنا مكلّمتوش نص اللي كانوا يكلموه باقي الطلاب .. هو مستقصدني وربنا ..
, عمار: يابني اتوكس هيستقصدك على إيه ..
, التفت وسام نحوهم وهتف بتصميم: مش أنا لوحدي هو مستقصدنا إحنا التلاتة على فكرة وأنا لاحظت ده أكتر من مرة ..
, زين: يووو أنتوا عايزين إيه دلوقتي هتيجوا معايا ولّا إييه أخلصوا عندي تدريب السباق بكراا يا بشرر ..
, وسام: ماشي هدخل وأمري لله بس لو حصل أي حاجة أنا مليش دعوة ..
, زين: يبقى بلاش ندخل وخلي أبوك يقتلك ..
, زم وسام شفتيه بقلق وهتف: خلاص ندخل ..
, زين: يبقى ورايا أنت وهو ..
, التفت عمار نحو وسام القلق وهتف: إلحق البوم يدلك ع الخراب ..
, رمقهم زين باستهزاء وسار أمامهم نحو مكتب ذلك الدكتور ليطرق الباب بخفة وبعدها استمع لصوته يأذن بالدخول ..
, تحمحم معدلاً من ملابسه وفتح الباب ليدخل خلفه سريعاً عمار ووسام ..
, قابلهم الدكتور الجالس خلف مكتبه بابتسامة خافتة اختفت سريعاً وعيون غامضة بشكل غريب ..
, في اليوم التالي ..
, أغلق زين الهاتف بقوة وأعاده لجيبه ليهتف وسام: خلاص يابني مش كفاية إحنا معاك ..
, التفت زين نحوه وهو يرتدي ملابس السباق واضعاً الخوذة فوق رأسه .. ويقف بجانب سيارته الجديدة والتي تلمع عينيه بفرح كلما رآها ..
, هتف بغضب: مش بيرد عليا ده نسي أن عندي سباق ..
, عمار: ياعم هو هيلحق على إيه ولّا إيه م أنت طول عمرك عندك سباق ..
, زين بعماد: بس ده أهم واحد ..
, وسام: ليه بقا ؟
, التفت زين بعينيه نحو أحد الأركان حيث يقف هشام مع مجموعة من أصدقائه وأصوات ضحكاتهم تتعالى كل فترة لتزيد من غيظه ..
, هتف عمار بهدوء: بلاش تحطه في دماغك خلااص اعتبره مش موجود ..
, ربت وسام فوق كتفه بقوة: يلا بقا بص جماهيرك هناك قاعدين وهيشجعوك ودول أكتر من اللي عنده ..
, زبن بتذمر: بس أنا كنت عايز هاروون معايا ..
, عمار: يووو أنا ماشي اتفلق ..
, سحبه وسام من يده هاتفاً: متستعبطش أنت التاني .. خلاص بقا يا يا زين بدأوا التحضير على السباق ..
, نظر زين نحو المشاركين في السباق ليرمق سيارات الجميع بتفحص .. تنهد ناظراً لسيارته الجديدة ربت عليها بحماس شديد وهتف: متنسوش تشجّعوني وتقولوا زينو زينووو ..
, عمار بحماس: خلاص أنت بس سوق بالراحة ومتستعجلش ..
, رمقه وسام بسخرية: بالراحة إيه هو رايح رحلة ده سبااق ..
, عمار: برضه يسوق بالراحة أنا بخاف عليه ..
, اتسعت ابتسامة زين وعانقه بقوة هاتفاً: خلي بالك من نفسك يا نن عيني والعيال أمانة برقبتك يا أم العيال ..
, دفعه عمار عنه بغيظ وهتف: تصدق الحق على أمي أني خايف عليك ..
, ابتسم زين وعدل من خوذته ليدخل خلف المقود وازداد حماسه ولمعت عينيه الزرقاء الواسعة ..
, هتف وسام: بصوا هشام برضه هيسوق لوحده م غير مساعد ..
, عمار: خط السباق مش طويل زي اللي بيعملوه برا البلد يعني هو لوحده يكفي ..
, التفت زين نحو هشام الذي دخل هو الآخر لسيارته ومازال يرمقه بنظرات شامتة فرحة ويبدو على وجهه راحة كبيرة وكأنه شيء اعتيادي سخيف ..
, اصطفت سيارات السباق المشاركة وتجهّزت .. فيما عاد عمار ووسام ليجلسان بين عدد كبير من الشباب ممن يُشجعون زين منذ بداية مسيرته تلك قبل عدة سنوات ..
, همس عمار بقلق: استرنا يارب ده إحنا غلابة و**** ..
, وسام: أدعيله يابني أنا خايف .. هشام الكلب ده نفسي أولع فيه ..
, تحفزت حواسهم عند إعلان بداية السباق ليُمسكا أعصابهم بقلق مع انطلاقة زين السريعة كعادته .. تبدو تهوّراً ولكنه اعتاد عليها ويعلم كيفية السيطرة بمهارة وحرفية على سيارته والتي تبدو كقطعة منه لا يفترقان ..
, اتسعت ابتسامة زين بلهفة ناظراً في المرآۃ نحو سيارة هشام البعيدة عنه والذي مازالت على وجهه معالم الراحة وكأنه يقود في طريق واسع مُستمعاً لأغاني هادئة مُسلّية ..
, عمار بقلق: بقولك إيه أنا مش مطمّن ..
, ابتلع وسلم ريقه متمتماً: زينو زينوو ..
, ضربه عمار بقبضته بقلق لترتفع أصوات الشباب حولهم بذلك الهتاف الذي اعتادوا عليه مُشجعين خاصة مع تقدم سيارته على الجميع ..
, مرت دقائق عديدة ومازلت سيارته في المقدمة .. حتى لاح أمامه خط النهاية ولمعت عينيه ببريق متحمّس فيما نبضاته تقافزت بسعادة وارتياح ..
, تمسّك بالمقود أمامه جيداً واتسعت ابتسامته مدقّقاً على الطريق أمامه .. طيف مرّ من جانبه فجأة .. مرّ بسرعة خاطفة تفادى سيارته التي تتوسّط الطريق بطريقة ماهرة ليمرّ من جانبه كالسهم السريع حتى أصبح أمامه مباشرة ..
, توسّعت عينيه كما عيون عمار ووسام الذين نهضا عن مقاعدهم بصدمة ناظرين نحو الشاشات الكبيرة المثبّتة أمامهم تعرض خط السباق نحو تلك السيارة التي سبقت سيارة زين تنهب الأرض نهباً نحو خط النهاية حتى قطعته بسرعة ودارت حول نفسها بجنون مُخلّفة موجة غبار عظيمة أعمت عيون زين ومنعت عنه الرؤية فيما ارتخت قبضتيه المتلهّفة عن المقود وقطع بسيارته خط النهاية ولكن بعده ..
, توقّفت سيارته فجأة ومازال ينظر أمامه بصدمة وعيون واسعة .. فيما هتافات صاخبة بدأت تخرج من جميع الأرجاء هتافات بعضها فرِح وبعضها غاضب حزين .. السيارات الأخرى تصل خلفه واحدة تلو الأخرى حتى أعلن عن نهاية السباق أخيراً ..
, أسرع عمار ووسام نحوه بسرعة ينظران لبعضهم بقق فيما ترجّل هشام من سيارته على بعد قليل منه خالعاً الخوذة نافضاً خصلاته السوداء ويُعدلها بخفة وغرور .. فيما أصدقائه تجمّعوا حوله هاتفين باسمه وهو يضرب كفه بكفوفهم بحماس ولم ينسَ أن يرمي نظرات ظافرة نحو تلك السيارة التي لم يخرج زين منها بعد ومازل يجلس مكانه بجمود ..
, صعد هشام أخيراً فوق منصة خشبية عريضة .. بعدما ارتفع صوت الميكرفون باسمه: الفائز بالمركز الأول هشام عادل الدميري ..
, ابتسم ووقف ليستلم جائزته المميزة وتلك الميدالية التي وُضعت في رقبته ليضمّها مع مئات الميداليات الأخرى التي أخذها في حياته ..
, فيما كان يتصرّف باعتيادية وكأن هذا أمر طبيعي .. ونظراته تبحث بين الجموع عنه ..
, ليرمق وسام وعمار بنظرات ظافرة وهم يقفون بين الجميع فيما صدح أسم زين عز الدين في الميكرفون ليكون الفائز في المركز الثاني .. ذلك المركز الذي لم يعتد عليه ولم يحصل عليه منذ زمن كان فقط في المراكز الأولى ..
, نظر وسام وعمار نحو سيارة زين التي عادت لتنطلق مسرعة مُخرجة صريراً حاداً وموجة غبار هائلة فيما يخرج من ساحة السباق بسرعة كبيرة غاضبة ..
, ابتسم هشام نازلاً عن المنصة يلعب بميداليته اللّامعة المُعلّقة في رقبته واقترب حتى وقف أمام عمار ووسام الذين يرمقونه بكره وحقد ليضحك هاتفاً: هو صاحبكم راح فين مش يجي ياخد جائزته .. المرتبة التااانية ..
, لم يُجبه أحدهم ليهتف هشام: أوعى يكون زعل علشان أنا فوزت ؟ معلش قولوله لازم تتعوّد على كده مادام هشام الدميري موجوده ..
, ألقى عليهم نظرة مُستفزة شامتة ليستدير مبتعداً عنهم بخطوات سريعة وقد حقق غايته وأثبت لجميع من كان يُحذّره منذ قدومه من زين ويُشيد بقدراه ومهاراته أمامه بأنه هو الأول وهو الأقوى والأمهر ..
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
الخامس


تكفينا الكَلمات الرّقيقة لنكبر دومًا في ظِلّها..
, ٣٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, صعد هارون الطابق الثالث حيث يقف وسام وعمار أمام إحدى الغرف .. اقترب منهم هاتفاً: في إيه وزين ماله ؟
, رمقه وسام بغضب وغيظ مما حدث: كنت فين حضرتك هو كان عنده سباق النهاردة ..
, ضرب هارون جبهته سريعاً: أخ إزاي نسيت طب وهو عمل إيه ؟
, عمار بحزن: خسر ..
, رفع حاجبيه بدهشة وتمتم: خسر٣ نقطة إزاي ؟
, وسام: أصل في واحد كلب دخل السباق جديد وابن الكلب ده لعيب وكسب ..
, عمار: مش وقته دلوقتي أدخل يا هارون شوف ماله هو مش بيتكلم مع حد ..
, وسام: حقه و**** يارب يكون عمال يخطط علشان يقتل اللي أسمه هشام ده ..
, هارون بحدة: إيه الكلام ده أوعى تقوله قدامه فاهم ..
, اتجه نحو الغرفة يفتح بابها داخلاً ليجد زين يجلس فوق سريره بسكون يضمّ قدميه لصدره وناظراً أمامه بجمود حزين ..
, تنهد مُقترباً منه حتى جلس بجانبه بقلق .. ربّت على شعره هامساً: زينوو مالك ؟
, التفت زين نحوه وهمس باستنجاد: هارووون ..
, اندفع إليه يُلقي نفسه في أحضانه وانفجر فجأۃ في بكاء كان يحبسه منذ لحظة خسارته .. ضمّه هارون بحزن واستمر يمسح فوق خصلاته مُحاولاً تهدأته ليهتف: في إيه كل ده علشان خسرت ..
, نفى زين برأسه المدفون في صدره هامساً ببكاء: لا لأنه ربح وهو كان بيتحداني وأنا خسرت قصاده أا أنا أول مرة أخسر من تلت سنين ..
, ابتسم هارون هاتفاً: بس ياض متقولش كده أنت مخسرتش أساساً .. قولي بقا مركزك التاني ولّا التالت ..؟
, ابتعد زين عنه بقهر: مش عااايز أنا علطول المركز الأول اشمعنا ده من أول سباق يغلبني وياخد مكاني ..
, مدّ هارون يديه يمسح دموعه هاتفاً بجدية: الشخص لو مخسرش مبيتعلّمش يا زين وأنت لو بدأت سباقاتك زمان بالربح مكنتش حسّيت بطعمة الربح بجد فاكر لما كنت تخسر في الأول وبعدين بقی يطلعلك مركز لحد م بقيت في المركز الأول أنا لسا فاكر فرحتك وقتها مش زي دلوقتي .. دلوقتي أنت تعودت على ده ويمكن مبقيتش تفرح زي زمان ..
, زين: لا بفرح المهم الكلب ده ميتغلّبش علياا ..
, هارون: وأنت حاطه بدماغك لييه لا بالأصل شاغل فكرك بيه لييه هاا هو مين عشان يأثر عليك كده ويخلّيك تعيط ..
, زمّ زين شفتيه بحزن ليهتف هارون بجدية: ولما أنت تخسر تقعد تعيط زي البنات كده مش تقوم تدرّب وتطوّر من نفسك علشان تكسب السباق الجاي ؟
, زين بنفي: مش عايز مليش نفس أعمل حاجة ..
, هارون: طب تصدق كان لازم هو يربح علشان تكتشف أنك ضعيف كده ومش قادر تواجه خسارتك ..
, رمقه زين بدموع وصرخ: أنت أساساً مالك بيا جاي دلوقتي ليه بعد م السباق خلص ..
, هارون: كان عندي شغل ..
, زين: أه والشغل أهم مني ..
, هارون بابتسامة: مش أهم منك أهم من سباقاتك ..
, رمقه زين بغضب ليهتف هارون قارصاً وجنته: يا كميلة أنتي يا صغننة ..
, أبعده زين بحنق ليهتف هارون مُمسكاً بكتفيه: زين قعدتك دي مش هتفيدك .. أنت دلوقتي بقا عندك خصم صعب لازم تواجهه .. عارف إيه هي أول حاجة لازم تعملها علشان تتغلّب على عدوك ؟
, نظر زين نحوه بتركيز وقد جذب انتباهه ليهتف هارون: أنك متستهونش بقوته وقدراته متعملش نفسك سوبر مان ومحدش يقدر يتغلّب عليك .. لا .. أول حاجة لازم تعترف أن خصمك قوي وممكن بالقوة أو بالذكاء يتغلب عليك بسهولة لو مكنتش مستعدّ ليه .. يبقى بالحالة دي نعمل إيه ؟
, هتف زين رافعاً حاجبيه: نعمل إيه ؟
, هتف هارون بحماس: ندرس شخصيته كويس أووي لغاية م نعرف سبب قوته دي ونقاط ضعفه فيين ..
, زين: يعني إيه ؟
, هارون: يعني اللي فاز عليك ده اعتبره خصمك أو عدوّك أعرف عنه كل حااجة إيه سبب فوزه وجيب سباقاته كلها اتفرج عليها أعرف هو بسوق إزاي وحركاته إزاي علشان تحدّد إيه السبب اللي خلاه يربح ويخسّرك ..
, رمش زين بعينيه بتفكير ليهتف هارون: تاني حااجة تطوّر نفسك الدنيا بتتغيّر ومش كل حاجة تعلّمناها زمان هتبقى صحيحة بالوقت ده كل حاجة بتطوّر يبقى إحنا نطوّر من نفسنا ونتدرب ومنفضلش على تدريب وتعليم زمان .. أعرف إيه السبب بخسارتك دي ومتغترّش بنفسك أووي علشان زي م أنت قوي وماهر في أمهر منك ..
, ومتقفش عند أول خسارة خليك عمال تحاول بس بلاش عداوة وخداع عشان دي هتخسرك كل حاجة ..
, زين: بس هو كلب ..
, هارون: طب م تكون أكلب منه طيب ..
, زين بغيظ: أنت بتهزر ..
, ضحك هارون هاتفاً: لا وربنا كل اللي بقولهولك لازم تعمله .. طب أقولك حاجة ..
, تربّع زين على سريره باندماج ضارباً فخذه: قول ..
,
, ابتسم هارون وتنهد هاتفاً: لما دخلت كلية شرطة كنا أعداد كبيرة .. سنة بعد سنة القائد بتاعنا أختار مننا خمسين راجل علشان هو يتكفّل بتدريبهم وأنا كنت من بين الخمسين دول .. شهر بعد شهر لقيت عددنا بينقص لحد م بقينا تلاتين وبعد التلاتين عشرين كان القائد عايز الأقوى عايز اللي عنده عزيمة وتصميم كان أي حد يخسر مرة واحدة يطلّعه برا مجموعته كنا نفتكر أنه كده بيظلم ناس كتير بس بالحقيقة هو كان بعلّمهم على الصبر والتحدّي .. كان بيعملنا تدريبات وإختبارات صعبة جداً أنا خسرت كتيير أووي وكل لما أخسر كنت أقرر أني هسيب الكلية خلااص رغم أنها كانت حلمي بس كنت أيأس وأحس نفسي مش قادر أكمل وأني ضعيف ..
, زين بدهشة: وهو مطردكش ليه لما كنت تخسر ؟
, ابتسم هارون بحب هاتفاً: عشان كل اليأس ده كان جوايا .. مكنتش بطلّعه برا ولا كان بطوّل .. رغم يأسي كان عندي عناد كبير أووي وكنت أتحدى نفسي دايماً وأقول أنا هحاول تاني وأنجح ولو منجحتش يبقی هسيب الكلية بس لما كنت أرجع أخسر من حبي للكلية دي كنت أعيد نفس الكلام ومكنتش بلاقي نفسي غير بحاول تاني وتالت ورابع ..
, ابتسم هاتفاً: وده اللي خلاه ميطردنيش .. التحدي والتصميم هو أساس النجاح والقوة مش بس القوة الجسدية ولا الذكاء .. وهو شاف ده فيا عشان كده اختارني في فريقه اللي مفضلش منه غير5 في النهاية وأنا كنت واحد من بين الخمسة دول اللي كملوا التحدي والإختبارات الصعبة للآخر وقدروا يكسبوا بيها .. هاا فهمت حاجة من كلامي ؟
, اتسعت ابتسامة زين بفرح وهز رأسه بسعادة واقترب يُعانقه هاتفاً: أه فهمت أووي فهمت أني هبقى كلب زيه وأكلب منه برضه ..
, رمقه هارون يهز رأسه بثناء: حيث كده طمّنتني خااالص ..
, ضحك زين بسعاد ونهض عن سريره بسرعة هاتفاً: يبقى أنا هروح أتدرب ..
, هارون: دلوقتي ؟
, زين: أه أه يلا سلام ..
, عاد ليقترب منه يقبله في وجنته ليهتف هارون: متتأخرش يا زين ..
, ابتسم زين بسعادة وخرج من غرفته ناظراً لأصدقائه الذين يرمقونه بترقب .. ليهتف: أنا هروح الندريب حد يجي معايا ؟
, وسام: لا شكراً لو أنك رايح تقتل اللي أسمه هشام كنت هروح ..
, عمار: **** معاك يا حبيبي ..
, زين: حبيبتي يا أم العيال سلام بقا ..
, خرج هارون من الغرفة كاد يكلمهم قبل أن تقع عينيه على رحمة التي تصعد درجات للسلم متجهة نحو غرفتها ..
, أسرع بخطواته لاحقاً بها حتى دخل غرفتها مغلقاً الباب خلفه ..
, التفتت نحوه هاتفة: في حاجة يا هارون ..
, هز رأسه واقترب يجذبها من يدها حتى أجلسها على السرير وجلس بجانبها ..
, نظر نحوها هاتفاً: مالها حبيبة هارون زعلانة من الكل ؟
, رمقته رحمة بضيق هاتفة: يعني أنت مش عارف ..
, هارون: طب هارون إيه علاقته طيب عشان تخاصميه كده ؟
, ابتسمت هامسة: هارون ..
, هارن: عيونه ..
, رحمة بحزن: هو هو سامر عملكم إيه علشان تطردوه بالشكل ده ..؟
, تنهد هاتفاً بخفوت: معملش حاجة خالص أبوه هو اللي عمل ..
, رحمة: عمل إيه قولي ..
, هارون: أنتي ترضي يعني أبويا يتأذى زمان بسببه وكان هيروح في داهية وفي الآخر يجي يحط أيده بإيد اللي أذاه ويجوز بنته لأبنه ..
, رحمة: بس سامر ملوش دعوة بأبوه يا هارون قولي طيب أنت راضي أنه يتظلم كده وتظلموني معاه مأديتهوش فرصة ليه طيب هو **** مش ذنبه ..
, تنهد هارون هاتفاً: عمي وبابا خايفين عليكي خايفين ليطلع زي أبوه ..
, رحمة: أنا عارفاه من زماان لو عايز يئذيني كان أذااني يا هارون عشان خاطري متقفش أنت ضدي المرادي ..
, رمقها بصمت لتقترب ممسكة ذراعه بترجي: والنبي يا هارون عشان خاطري مش أنت كنت دايماً تساعدني متسبنيش دلوقتي أنت عارف أن سامر ملوش ذنب صح ؟ أنت ترضى حد يظلمك كده ؟
, نفى هارون برأسه لتهتف: يبقى ساعدني عمي لو عرف أنك موافق هو هيغير رأيه ..
, زفر هارون ونهض هاتفاً: خلاص متقلقيش هحاول ..
, رحمةة بأمل: يعني إيه ؟
, ابتسم يقرص وجنتها بحب: يعني هنزل دلوقتي أتكلم مع عمو وبابا بس لو موافقوش مش هتكلم تااني هااا ..
, اتسعت ابتسامتها بفرح ونهضت تعانقه بقوة هاتفة: بجد شكرااا شكرا أوووي أنت أحسن أخ في الدنيا ..
, ابتسم هاتفاً: طب يلا بقا ألحق أكلمهم قبل العشا بس بشرط٣ نقطة
, رحمة: إيه ؟
, هارون: تكسري عنادك ده المرة دي وتنزلي تتعشي معانا زي الناس ..
, أومأت برأسها بسرعة ليبتسم مقبلاً جبينا خارجاً من الغرفة تحت نظراتها السعيدة والآملة ..
, بعد مدة ..
, وعلى مائدة العشاء حيث اجتمعت العائلة بأكملها برفقة رحمة ..
, التفت أدهم نحو سيف ليبادله الآخر نظرات صامتة .. بعد أن نزل هارون إليهم وكلمهم في موضوع رحمة ..
, بدأ كلام أحمد يدور في رأس أدهم ليتخذ قراره في النهاية كما تعوّد دائماً .. أن لا يظلم أحد مهما كان ..
, رفع نظره نحو رحمة هاتفاً: رحمة ..
, توترت رحمة ناظرة نحوه بتردد ليبتسم بخفوت هاتفاً: كلّمي سامر وقوليله أننا مستنينه عشان نتعرف عليه تاني وينسى اللي حصل المرة اللي فاتت ..
, توسعت عينيها ناقلة نظراتها نحو هارون الذي ابتسم بخفة .. هتفت مروة بدهشة: إزااي يعني ؟
, أدهم بهدوء: مش عايزين نظلمه هنديه فرصة .. ده لو هو يعني لسا متمسّك بيكي ومش هيسيبك ..
, هتفت بلهفة: أيوه يا عمو هو أساساً كان هييجي تاني عشان يثبتلكم أنه مش هيسبني وأنه مش زي أبوه ..
, أومأ أدهم برأسه هاتفاً: يبقى كلميه وكام يوم كده ونحدد موعد عشان ييجي تاني تمام كده ؟
, هزت رأسه بسعادة ولهفة تحت نظرات الجميع المستغربة ومنها نظرات أظلمت بشدة ترمق سعادتها التي تمناها دائماً ولكن بوجع عميق .. قفزت عن كرسيها لاحقة بأدهم بعدما أنهى طعامه .. تدخل غرفة المكتب سريعاً لاحقة به ..
, التفت نحوها باستغراب لتقترب منه بتردد هامسة: عمو أانا يعني ك كنت ..
, هتف بهدوء: مفيش داعي للكلام يا رحمة ..
, رفعت نظراتها نحوه بتوتر وهمست بحزن: يبقى حضرتك لسا زعلان مني ..
, أدهم: وهو أنتي عملتي حاجة تزعل ؟
, هزت رأسها هامسة: أنا آسفة أووي و**** أنا..
, قاطعها هاتفاً: أنا مزعلتش منك يا رحمة أنتي بنتي ومهما عملتي مقدرش أزعل منك .. وكمان عشان ده حقك ممكن أكون ظلمتك وظلمت سامر بالقرار ده بس كل ده من خوفي عليكم .. أنا اللي زعّلني طريقتك دي وقدام العيلة كلها اللي زعلني تفكيرك أني بتحكم بيكي بالوقت اللي أنا خايف عليكم وعاوزلكم الأفضل ..
, دمعت عينيها واقتربت منه تعانقه هامسة: أنا آسفة عشان خاطري متزعلش أنا عارفة كل ده بس حضرتك عارفني يعني غبية ومعرفش بقول إيه لما بتعصّب ..
, ابتسم مربتاً على ظهرها هاتفاً: في دي عارفك أوي زي أبوكي لما تتعصبي بتبقي حيوانة ..
, ضحكت هاتفة: أنت بتقول أن أبويا حيوان يعني ..
, أدهم: ودي آول مرة يعني ؟
, ضحكت نافية برأسها ليهتف بحزم: بت أنا بس اللي أقوله كده فاهمة ..
, تعالت ضحكاتها هاتفة: أكيد طبعاً أنت تقول اللي أنت عايزه يا باشا ..
, ابتسم مربتاً على كتفها هاتفاً: بلاش زيارات المكتب دي يا رحمة ..
, رمشت بعينيها هامسة: هاا ؟
, أدهم: عايزة تشوفيه هتبقي تشوفيه هنا لو حصل نصيب .. إنما الشركة دي مكان شغل وبس .. فاهماني ..؟
, ابتسمت بخفوت وهزت رأسها إيجاباً ليهتف: طب اطلعي بقا كملي أكلك وحركات أنك مش جعانة ومش بتقعدي معانا على السفرة انسيها فاهمة ..
, عادت لتهز رأسها بفرح واستدارت خارجة من الغرفة بسعادة لتصعد درجات السلم مُخرجة هاتفها تكلم سامر لتُخبره ..
, وعلى الناحية الأخرى ..
, صرخ رامي بغضب: أنت مش هتتربى يعني مش قولتلك انساااها خاالص وأبعد عن العيلة دي ..
, زفر سامر ناظراً نحوه بحزن وهمس: ليه يابابا يعني أنا مصدقتش أنهم غيروا رأيهم .. ليه كده أنا ذنبي إيه ..
, رمقه رامي بغصب واتجه يجلس فوق أحد المقاعد ليقترب سامر منه جالساً بجانبه: عشان خاطري يا باباا متعملش فيا كده .. أنا بحب رحمة وهي بتحبني .. شوفت هما وافقوا إزاي عشانها ؟ أنت كنت تقولي هتعمل أي حاجة عشاني طب وافق طيب ..
, نفى رامي متمتماً: صعب صعب أوي ..
, سامر: عشان أنت اللي غلطت معاهم زمان صح ؟
, التفت رامي نحوه بحدة ليهتف سامر: أنا عارف ده كويس .. أدهم بيه رفضني في البداية عشان كان خايف .. بس دلوقتي عشان بنتهم رجعوا وافقوا لو هما اللي كانوا غلطانين مكانوش قدروا يحطوا عينهم بعينك ولا يوافقوا تاني ..
, أشاح رامي بوجهه عنه مُقطباً جبينه بقوة ليهتف سامر ممسكاً بيده: بابا اللي فات مات انسى اللي حصل ممكن تكون دي فرصة علشان تصلّح غلطك زمان مهما كان أنا مش عايز أعرفه .. بس عايزك متظلمنيش عشان خاطري ..
, التفت رامي نحوه ناظراً إليه بتفكير ليهتف بعد لحظات: ماشي ..
, سامر بدهشة: يعني إيه وافقت ؟
, رامي: روح اتعرّف عليهم وحدد موعد وهاجي معاك ..
, اتسعت ابتسامة سامر صارخاً: بجد يا بابااا ؟
, أومأ رامي بهدوء ليقترب سامر يعانقه بقوة شاكراً واتجه يصعد نحو غرفته ليُخبر رحمة ..
, زفر رامي بضيق وأخرج هاتفه مكلماً ماجد الذي صرخ بقوة: أنت اتجننت يا راامي إيه اللي هببته ده ؟
, رامي: مقدرتش يا ماجد شايفه عمال يترجاني هو بحبها ..
, ضحك ماجد بسخرية: برافو علييك أمشي دلوقتي أقف قدام أدهم عز الذين واطلب إيد بنتهم ولا أكن حاجة بينكم ..
, زفر رامي ماسحاً وجهه وهتف: هحاول أعمل كده بس عشان ساامر ..
, ماجد: وأنا مش موافق فاااهم ؟
, رامي: وأنا برضه مش موافق ..
, ماجد: يعني إييه الكلام ده ؟
, رلمي: هي فترة بسيطة بس .. ممكن نخليهم يتخطبوا مش أكتر وبالفترة دي هحاول أبعده عنهم هحاول أعمل أي حاجة عشان يسيبها ..
, ماجد ساخراً: وأنت فاكر نفسك هتقدر عليهم .. يابني دول عيلة عز الدين ..
, رامي: أيوه عارف ولأنهم عيلة عز الدين سامر مش هيتوافق معاهم .. أنا عارفهم كويس هما أكيد مش هيتقبلوه بسرعة خاصة بعد م سمعوا أننا أذينا سيف زمان .. وده هيخلي حاجز بينهم وسامر أكتر حاجة بيكرهها هي دي أن حد يقلل منه .. هو لولا حبه لرحمة مكانش استحملهم ومكانش ترجّاني دلوقتي .. بس عشانه اترفض حبه زاد كل ممنوع مرغوب بس لما يبقى الممنوع ده مُتاح قدامه حبه هيقل وممكن يختفي وأقدر وقتها أسترجع أبني منهم ..
, زفر ماجد بغيظ مفكراً وهتف بحدة: خطبة بس يا رامي فااهم ولو مقدرتش تبعده عنهم أنا هبعده بطريقتي ومش هتقدر توقفني ..
, تنهد رامي بكبت هاتفاً: ماشي يا ماجد ماشي ..
, أغلق الخط بسرعة متنهداً بحرارة ناظراً أمامه بتفكير ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, بعد يومين ..
, طرق ربيع باب الغرفة ليفتح حمزة ناظراً نحوه باستغراب: في إيه ؟
, هتف ربيع بحزن: مستر جوباا راااح مني ..
, حمزة بدهشة: مستر جوبا مين ؟
, رفع ربيع عظمة طويلة في يده هاتفاً: بص مفضلش منه غير رجله ..
, حمزة بغيظ: مين ده ياغبي ؟
, أزاحه ربيع عن طريقه ودخل غرفته ليجلس فوق سريره بحزن: الهيكل العظمي مستر جوباا بتاهي راااح كسروهولي ..
, حمزة: مين دول ؟
, ربيع: الكللابب هو في غيرهم ..؟
, زفر حمزة بضيق وهتف: خلاص جيب غيره ..
, نفى ربيع والتفت نحوه بحماس: لا لاا خلاص أنا غيرت رأيي مش هتخصص عظام أنا هتخصص جرااحة ..
, رمقه حمزة بملل ليهتف ربيع بحماس: بقولك إييه هي الجراحة صعبة ؟
, حمزة بضيق: لا خالص ..
, ربيع: طب أديني يا دكتور حمزة كام معلومة كده ع الماشي ..
, تأفف حمزة بغيظ وهتف: بقولك إيه أنا مش فايقلك اللي فيا مكفيني ..
, ربيع: والنبي والنبي تكسب فيا ثوااب قولي أي حااجة ..
, حمزة بغيظ: بص ..
, اعتدل ربيع بجلسته بحماس ليهتف حمزة: عارف الفرخة ..؟
, ربيع بدهشة: الفرخة ..؟
, حمزة: أه أه دي اللي بتاكلها ..
, هز ربيع رأسه ليهتف حمزة: حلو أوي يبقى جيب فرخة واتدرب عليها على الجراحة والتقطيب ..
, رمش ربيع بعينيه بصدمة وهتف: أنت اتجننت عايزني أعذب الفرخة كده أنت مفيش في قلبك رحمة يابني اتقي **** هي عشان فرخة مسكينة وصغننة يبقى نعذبها كده حراام عليك ده أنت حتى دكتور لازم تعالج الناس مش تعذبهم كده إيه الحياة دي إيه الب..
, صرخ حمزة مكمماً فمه بغضب: أخررس أخررس يا حيوااان فرخة إيه اللي نعذبهااا ..
, ابتعد ربيع عنه يرمقه بفضب ليهتف حمزة: جيبها وهي ميتة بعد م يدبحوها واقعد اتدرّب ييها يا حيواان ..
, حك ربيع رأسه بحذر: يعني أبقى أجرحها وأقطبها كده زي درس التشريح ؟
, حمزة: أيوووه **** ينور عليك أنا كنت أعمل كده وأتدرب لوحدي من غير كلية ..
, اتسعت ابتسامة ربيع هاتفاً: **** عليك هو ده الكلام الصح ..
, نهض راكضاً للخارج ليهتف حمزة: رايح فين ؟
, ربيع: هدور على فرخة أتدرب بيها أقولك جهزلي كام معلومة كده لغاية م أرجع قولهالي عشان استفاد ..
, ترك الغرفة خارجاً ليُغلق الباب خلفه بحماس .. زفر حمزة عائداً لجلسته فوق سريره محدقاً بالسقف بشرود يتذكر نظراتها وعيونها الفرحة منذ يومين .. منذ أن وافق أدهم على التعرّف بسامر ..
, زفر بضيق ماسحاً وجهه محاولاً منع نفسه من التفكير بتلك الجاحدة القاسية التي سكنت قلبه رغم كل شيء ..
, في شركة عز الدين ..
, دخلت منال مكتب حيدر لتجد زياد يجلس فوق أحد المقاعد أمامه .. تجاهلته عن عمد وهتفت بهدوء: حيدر بيه في حد برا عايز يقابلك ..
, حيدر: مين ده ..
, هزت كتفيها هاتفة: حضرتك مقاليش هو مين بس قال أنه عايزك في حاجة ضرورية ..
, قطب حيدر جبينه ناقلاً نظراته نحو زياد الذي يرمق منال بجمود ظاهري ليهتف: طب دخليه كمان خمس دقايق ..
, أومأت برأسها واستدارت خارجة ليهتف حيدر: تفتكر مين ده ؟
, زياد: مين ده ..؟
, رمقه حيدر بغيظ وهتف: أنت يابني لو بتحبها قولها وبلاش حركات الحيونة بتاعتك دي ..
, زفر زياد هاتفاً: مش بحبها ..
, حيدر: أه م هو واضح .. يابني البت دي هتنفر منك خلي بالك لتخسرها ..
, زياد بغضب: وأنت مالك خليك بحالك ومتدخلش بيا ..
, حيدر بهدوء: أنا بتكلم عشانك .. هي أه رفضتك زمان بس أنت كنت تلمّحلها زي الغبي ومستنيها هي اللي تبادر لو قولتلها بشكل مباشر كل حاجة كانت هتتقبلك مش تيجي تعاملها شوية كويس وشوية وحش دي هتبعد عنك يا أخي وهتكرهك ..
, رمقه زياد باستهزاء: شوف مين بيتكلم .. دي تسنيم لولا أنها طيوبة وذات قلب رقيق مكانتش استحملتك ..
, صرخ حيدر بغضب وغيرۃ: م تحترم نفسك يا أخي إيه الكلام ده متنطقش أسمها على لسانك فاهم ..
, زياد: في إيه بشكر بيها ..
, حيدر: ولا تشكر لا تذم اعتبر نفسك متعرفهاش اوعى يا زيااد عشان منخسرش بعض ..
, لوّح زياد بيده هاتفاً: يابني تولعوا أنا مالي شوف بقا الضيف الغريب ده اللي جاييلك ..
, خرج زياد من غرفة المكتب لتدخل منال بعدها هاتفة: أتفضل حضرتك ..
, دخل خلفها رجل طويل في منتصف عمره ذو خصلات سوداء مختلطة ببيضاء .. التفتت منال خارج المكتب ليقترب هو من حيدر الذي نهض عن جلسته مقطباً جبينه بحذر ..
, اقترب الرجل يمد يده لمصافحته ليُشير حيدر نحوه بالجلوس أمامه ..
, جلس الرجل بصمت ليهتف حيدر: تشرب إيه ؟
, نفى الرجل بهدوء: لا متشكر أنا مش جاي أشرب ..
, قطب حيدر جبينه هاتفاً: ممكن أعرف حضرتك مين ؟
, ابتسم الرجل هاتفاً: مش هتعرفني .. بس ممكن تعرف أخويا ..
, حيدر بدهشة: مين ؟
, هتف الرجل بهدوء: أنا الدكتور سامي خليل أخ محمد خليل أظن حضرتك عارفه كويس ممكن في بينكم صفقات ولّا حاجة ..
, ابتسم حيدر بسخرية وأرجع ظهره للخلف هاتفاً: وطبعاً أنت دلوقتي واحد من مراسيله اللي بيبعتهم دايماً معاهم عروض علشان أنسحب من الصفقة صح ؟
, ابتسم الرجل هاتفاً: تقدر تقول كده ..
, هتف حيدر بهدوء: وأقدر أقول برضه أن عرضك مرفوض زي اللي قبله ومش صفقة بنجهّز ليها بقالنا تلت شهور أنسحب منها عشان خاطر حد تااني .. الأذكى هو اللي هيفوز خلي أخوك يتذاكى شوية ويقدم عرض أقوى من اللي عندنا ووقتها نقوله مبروك بكل روح رياضية ..
, ابتسم الرجل بغموض وهتف: عجبني فيك كلامك الجميل ده زي م قالي أخويا بالظبط ..
, صمت حيدر يرمقه بتحدي ليهتف الرجل: بس أحب أقولك أن المرة دي مش هتقدر ترفض ..
, حيدر: زي م رفضت العروض اللي قبل ده برضه مرفوض ومن قبل م تقوله ..
, ابتسم الرجل بهدوء: صدقني مش هتقدر ترفضه .. عشان المرة دي اللي معايا مش عرض ..
, ضيّق حيدر عينيه هاتفاً: أومال ؟
, ابتسم الرجل مُخرجاً من جيبه آلة تسجيل صغيرة وقرّبها منه حتى وضعها فوق طاولة المكتب هاتفاً: أسمع وأحكم بنفسك ..
, قطب حيدر جبينه ناظراً لآلة التسجيل الذي أشغلها الرجل لتتوسّع عينيه بصدمة عندما استمع لما بها وتزداد ابتسامة الرجل أكثر تحدي وغموض ..
, في ساحة التدريب .. حيث يقف زين وأصدقائه عمار ووسام وهو يهتف لهم: هزود سرعة العربية أكتر ..
, وسام بغضب: أنت مجنون ياض تزيد إيه ياغبي كده العربية هتتقلب ..
, نفى زين هاتفاً: لا لاا خالص هزودها شوية بس بالحد المسموح بيه .. الكلب هشام سبقني بآخر لحظة وشكل سرعته كانت أكبر ..
, زفر عمار بقلق: لأ بلاش أنا مش مطمن ..
, ابتسم زين هاتفاً: يكميلة أنتي ياللي بتخافي علياا بقولكم إيه أنا هزودها وهعمل شوية تعديلات وتطويرات عليها برضه ميكونش أسمي زينو لو مخليتش هشام ده يندم عشان كسب السباق ..
, تعالى رنين هاتفه ليقطب جبينه: ده حيدر .. أيوه يا دردر ..؟
, رمش بعينيه ناظراً لهاتفه بصدمة: ده قفل في وشي ..
, عمار: في إيه كان عايز إيه ؟
, نظر نحوهم هاتفاً: مفيش بس قالي أجيبكوا معايا نروحله الشركة ..
, وسام: تجيب مين ؟
, زين: هو قالي جيب الكلبين معاك وتعالى الشركة يبقی قصده على ميين أنتوا طبعاً ..
, عمار بقلق: لييه ؟
, هز زين كتفيه هاتفاً: معرفش أمشوا نروحله هنتسلّا شوية في الشركة ونرجع هنا تاني ..
, بعد مدة ..
, دلف زين وعمار و وسام عبر باب الشركة البلّوري الكبير ينظرون حولهم باستغراب ليهتف عمار بتوتر: هما الموظفين روحوا يبقى إحنا هنا بنعمل إيه ؟
, ابتلع زين ريقه بخوف: أسد يالا فيه إيه انشف وخليك راجل مالك خايف كده زي العيال ..
, رمقه وسام بسخرية: شوف مين بيتكلم ..
, ثم نظر حوله يُراقب المكان الفارغ إلّا من عمّال النظافة الذين بدؤوا بتلميع الأرضية والمكاتب بعد رحيل الموظفين كما في كل يوم ليهتف بتهديد: بقولكوا إيه قبل م نكمّل مهببين إيه أنت وهو من ورايا ؟
, عمار بضيق: أنا ولا حاجة اسأل البيه ده ..
, رفع زين حاجبيه بدهشة وهتف باعتراض: لا إكسكيوزمي بقا أنا لو هببت حاجة هيتم استدعائي من قِبل هارون مش حيدر يبقى الموضوع يخصّك أنت يا بيه لأما الحمار اللي جنبك ..
, وسام بتفكير: معقول عشان كسرنا الهيكل العظمي بتاع الواد خريف ؟
, زين باستنكار: ده إيه السبب العظيم ده اللي بيستدعي يجيبنا هنا علی ملا وشنا بعدين هو يستاهل الصراحة الهيكل ده كان يرعبني ..
, عمار: و**** والسامعك ..
, وسام مُفكّراً: أومال عشان كنا معاك لما ضربت إشارة المرور ودوست ع القطة في الشارع ؟
, زين بحسرة: متفكّرنيش دي القطة روحها عمال تجيلي في المنام من يومها شكلها عاوزة تنتقم ..
, عمار: ياعيني عليك يابني ..
, وسام: م هي معاها حق دي كانت أم لعشرومية قُطيطة صغننة بتدورلهم على أكل قومت أنت بكل قسوة قلب قتلتها وسيبتهم جعانين يا ظالم ..
, عمار بحزن: ياعيني دول أكيد تشرّدوا واتمسحت بيهم الأرض ..
, وسام: دول تذلّوا ذل وشافوا بهدلة مايعلم بيها إلا **** ..
, زين بحسرة: خلاص بقا مش كفاية ضميري مقطقطني من ساعة اللي حصل ..
, عمار بتنبه: ضميرك ماله لا مؤاخذة ؟
, زين: مقطقطني يعني بيتحول لقطة من زعلي عليها وتأثّري باللي حصلها ..
, عمار: بس حيدر مش هيعمل عقله بعقل قطة .. أكيد مش عشان كده جابنا هنا ..
, وسام: يبقى مفضلش غير سبب واحد بس ..
, زين وعمار: إيه هو ؟
, وسام بتقرير: حيدر بس اللي يعرفه ..
, ضربه زين فوق رأسه بغيظ: طب اسكت بقا أنا كمان شوية هتنرفز .. بصوا أنا خايف ..
, عمار بتوتر: و**** والسامعك ..
, نظر زين حوله بتوتر وأخرج هاتفه سريعاً يطلب رقماً ما: لا أنا مقدرش أستحمل لازم حد يلحقني ..
, وسام: هتعمل إيه ؟
, زين وهو يضع الهاتف على أذنه: هكلم هارون أنا٩ نقطة أيوه يا هاااروون إلحق ..
, هارون بقلق: فيه إيه ؟
, زين: و**** ما أنا عارف يا خويا أنا مكلمك علشان تعرفلي في إيه ..
, هارون بغضب: أنت جاي تهزر يازفت م تقول في إيه وخلّصني ..
, زين: مش حيدر كلمني وقالي عشان نجيله أنا وعمورة وسامو الشركة وعينك ما تشوف يا هارون الشركة فاااضية خاالص بشكل يدعو إلى الريبة والموظفين روحوا كلهم ومفضلش غيرنا هنا خايفين أووي وأنت أملنا الوحيد ..
, انتفض هارون هاتفا بحذر: ليلتكوا بيضة هببتوا إيه أنت والبهايم اللي عندك ؟
, زين: بص هو من ناحية هببنا ف فيه حاجات كتير أوي بس مش عارفين انهى واحدة منهم بالظبط إلحق يا هارون شكل حيدر ناويلنا علی نية سودة ده فضّی الشركة يعني ممكن يخطفنا ويبيع أعضائنا بالسوق السودة .. بقولك هو مش ممكن يطلع بتاجر بالأعضاء !؟ بص أنا قولت أديك علم م أنت ظابط وكده إحنا هنمسّكك راس الخيط وأنت عليك الباقي ابقى تصرّف بمعرفتك تمام يا معلم ؟
, هارون بغيظ: اقفل يا حيوان اقفل وروحله ده هيكون عرف بوجودكوا من أما دخلتوا الشركة .. بص أي سؤال يسألهولكوا قولوا منعرفش لغاية م أجيلكوا فاهم ؟
, زين: ماشي ياخويا بس وحياة أبوك متتأخّرش أنا حاسس إن ده آخر يوم في عمري لازم اودعك وأحضنك لآخر مرة وأديك وصيتي .. ياخسارة عارف أنا متحسّر أكتر حاجة على إيه ؟ في شوز لسا شاريه مبارح ملبستوش ولا مرة لونه أبيض جميل أوي يا هارون زي وشك كده ابقى شوف لو طلع على مقاسك خده ميغلاش عليك يا حبيبي..
, رمش بعينيه ناظراً لشاشة الهاتف بحيرة: ده قفل في وشي .. يا عيني عليه مستحملش كلامي وقعد يعيط ..
, عمار بنفاذ صبر: والنبي أنا اللي هعيط قالك إيه خلصني ..
, زين: هارون بقولكوا أيّ سؤال يسألهولكوا قولوا منعرفش حاجة وهو أما يجي هيتصرف ..
, ضحك وسام بسخرية: إيه ده هو فاكر نفسه بالقسم ده ولّا إيه ؟
, زين بتوبيخ: مش وقت تريقة يا وسام الوضع حساس جداً ..
, وسام بسخرية: مقالكش كمان نقوله إحنا مبنتكلّمش إلا بوجود محامينا الخاص ولا نسي ؟ و**** شكله نسي يقولك ..
, تركه زين بغيظ متجهاً نحو المصعد: تتفلقوا أنا هعمل زي م قالي عقبال م يجي ينقذني ..
, تبعه عمار ووسام بسرعة ليصلوا حيث الطابق الذي يحتوي مكتب حيدر ..
, نظروا حولهم للمكان الفارغ بتوجس ليقول وسام بهمس: بقولكوا إيه ..
, زين وعمار: إيييه ؟
, وسام: أنا مش متطمن ..
, عمار بقلق: و**** والسامعينك ..
, تأفف زين بعصبية من توتره ليهتف: خلاص بقا أنت وهو حد يخبط ع الباب يلا ..
, ظهر الفزع على وجوههم ليهتف وسام: ده مكتب أخوك يا عمار اخبط يا حبيبي ..
, عمار بشبه بكاء: لأ م هو متبري مني بقاله زمان يبقى أنا آخر من يخبط أنا بنصحكوا عشانكوا هاا لو شافني بوشه هيتجنن ..
, زين: وهو إيمتى مكنش مجنون ياعم أخوك ده٣ نقطة ولا بلاش أحسن ..
, وسام: يبقى مفيش غيرك يا زينو ده ابن عمك وأنت المدلع بقا ..
, زين بابتسامة: أه عارف أنا الصغنن الحلو آخر العنقود ..
, ابتسم عمار ووسام بفرح ليُتابع زين ببرود: بس مش هخبط ..
, هتف وسام بعصبية: لا م أنا مش هخبط ولو فضلت واقف كده من هنا للصبح ..
, عمار: اخلصوا أنت وهو حد يخبط بقا ..
, زين: وهو مش سايب الباب مفتوح ليه بس علشان يعيّشنا الصراع ده ..
, وسام: أوووووف ..
, زين: م خلاص بقا هيحصل إيه يعني .. مهما كانت المصيبة هيقعد يزعق شويتين وخلاص ده آخره على فكرة ..
, عمار: لقيتها ..
, زين: إيه يا فطحل زمانك ؟
, عمار: هنخبط احنا التلاتة مع بعض ..
, وسام باقتناع: ماشي موافق ..
, زين بفخر: أوك هنخبط ونخش مع بعض .. متخافوش أنا معاكوا ..
, رمقاه بسخرية تجاهلها معدلاً ملابسه فهو دائماً يجب أن يظهر أنيقاً جميلاً حتى وإن كان متجهاً إلى الإعدام أهم شيء النظرة الآخيرة الجميلة ..
, همس عمار: هعد ع التلاتة استعدوا ..
, مدوا الثلاثة أيديهم باستعداد ليُتابع عمار: واحد اتنين تلا تلاا تلاااا..
, وسام بغيظ: اخلص يا حيوان ده وقت لعب ..
, عمار: تلااااا ا اا ااتة ..
, طرقوا الباب بنفس اللحظة ليخرج صوتاً عنيفاً ودفعوا الباب وزين يهتف: أكشنننن ..
, دفع وسام بكتفه بغضب إلى الداخل حتى كاد يتعثر هاتفاً بحنق: في إيييه يا جدع احترم نفسك ..
, وسام: بلاش معيلتك دلوقتي يا زين أنا على آخري ..
, عمار: مش كفاية بقا أنت وهو احترموا نفسكوا شوية واحترموا المكان اللي أنتوا فيه ..
, زين: دُرَر يا عمورة كلامك دُرر ..
, وسام: أقنعني الواد ده بصراحة ..
, التفتوا فجأة على حركة من ناحية المكتب .. ليجدوا حيدر ينهض عن كرسيه من خلف طاولته بصمت تام ووجهه جامد بملامح مسودّة لا تُبشر بالخير ..
, اجتمع الثلاثة حول بعضهم يُتابعون تقدمه نحوهم بعيون حذرة مُترقّبة ليهمس زين: مين فيكوا اللي قال أنه مش متطمن ؟
, وسام بخوف: أنا ..
, زين: دُرر يابني درر أنت التاني ماشاء **** هو كل الناس قبل الموت بيبقوا أزكياء زيكوا كده ؟
, وسام: ع قبال عندك يا حبيبي ..
, زين: فال **** ولا فالك يا شيخ ..
, نغزهم عمار بخفاء وهو ينظر بخوف تملّك منه من ذلك الذي أمامه يرمقه هو خاصّة بنظرات متوعدة وكأنه أخيراً وجد شيئاً لينتقم منه به بغير أن يلقى اللوم من أحد ..
, تحمحم زين هاتفاً: في إيه يا حيدر كنت عايزنا ليه ؟
, وقف حيدر مقابل عمار الذي يقف في المنتصف بين صديقيه ليرفع يده فجأة ويهوي بصفعة قوية فوق وجهه ..
, شهق زين بصدمة وغضب مستقبلاً عمار بين أحضانه: تتكسر إيدك تتكسر إيدك يارب تتقطع وميبقاش عندك إيدين ولا رجلي٤ نقطة
, أسكتته صفعة قاسية من حيدر سقطت فوق وجهه لتُدمي جانب شفته من قوتها لتتوسع عيني وسام مُحاولاً التراجع أمام غضبه الواضح واستدار حيدر نحوه بعيون غاضبة ليهمس وسام: ه هو فيه إيه أنت..
, أما هو فكان من نصيبه لكمة قوية أطاحت به أرضاً بعنف من شدتها وعاد يقترب منه يرفعه عن الأرض من ملابسه بقوة شقت أزرار قميصه العلوية ليعود ويلكمه بقوة أكبر ويُفلته ليتهاوى جسده أرضاً ويصرخ بألم مع شهقات عمار التي بدأت بالخروج ودموع زين التي ملأت عينيه مُنذرة بسقوطٍ وشيك ..
, ابتعد حيدر عنه بأنفاس مُتسارعة ناظراً نحوهم بعيون غاضبة مسودّۃ .. حاول وسام النهوض ماسحاً دماء وجهه ليقف بجانبهم ناظراً بقلق لهيئة حيدر المخيفة ..
, هتف حيدر بقوة: أنتوا مهببين إيييه ؟
, نظر زين نحوه بدموع وصرخ: أنت اللي بتعمل إييه أنت ملكش حق تضربنا كده ..
, اقترب حيدر منه يجذبه من ملابسه بقوة: مليش حق إيه رأيك بقا أني كنت ناوي أكسر دمااغك بس هخلي المهمة لأبويااا ..
, ابتلع عمار ريقه ناظراً نحوه بدموع: إحنا عملنا إيه ..؟
, صرخ حيدر: أنت بالذااات مسمعش نفسك ..
, صرخ زين مبتعداً عنه وقد خرجت دموعه: لا بقا أنت اتجننت ملكش دعوة بينا أنا ماشي وربنا هقول لعمو ..
, صرخ حيدر بغضب: اترزع مكانك يا حيواان وإلا أقسم ب**** هطربق المكتب كله على دماغك أنت والكلبين دول ..
, صرخ زين بعناد وخوف: ملكش دعوة بياا أنت فااهم ..
, اتجه نحو الباب ليفتح الباب قبل وصوله فجأة ودخل هارون بقلق من أصوات صراخهم: في إيييه مالكوا ؟
, صرخ زين مقترباً منه ليلقي نفسه في أحضانه وصرخ ببكاء متقطع: هاروون ح حيدر ضربني ..
, التفت هارون نحو حيدر الذي يقف أمامهم بوجه مُحتقن غضباً .. نقل نظراته نحو عمار الصامت ودموعه بللت وجهه ووسام قربه بوجه مكدوم ..
, ربّت هارن على كتفه ليصرخ زين: عايز أخرج من هناا يا هاروون ..
, هتف حيدر بقوة: مفيش خروج من هنااا أنتوا فااهمين ..
, هتف هارون: حييدر إيه اللي عملته ده أنت اتجننت ..
, حيدر بغضب: هبقى مجنون بجد لو سيبتهم ..
, التفت هارون نحو زين ليمسح دموعه بخفة هامساً: خلاص يا حبيبي وتعال أقعد هنا ..
, جدبه حتى أجلسه فوق أحد المقاعد وكذلك فعل مع عمار ووسام الذين جلسا بصمت وخوف ..
, وقف ملتفتاً نحو حيدر وهتف بحدة: ممكن أفهم في إييه أنت إزاي تمد إيدك عليهم ..؟
, حيدر بجمود: خليهم يقولولك في إييه وقولي وقتها لو همد إيدي أو لأ .. ولّا لما يسمع أبويا برضه ..
, قطب هارون جبينه هاتفاً بحذر: هو في إيه ياحيدر فهّمني ..
, اقترب حيدر من طاولة مكتبه ومد يه يشغل التسجيل الذي أمامه ليجز على أسنانه بغيظ ويزداد غضباً بعدما خرج صوت زين برفقة صديقيه ..
, توسّعت عيون زين ونبض قلبه بقلق ناظراً نحو عمار ووسام الذين ازداد خوفهم أضعافاً ..
, تجمّد هارون مكانه وهو يستمع لصوت زين يُناقش الدكتور نفسه الذي قدم إلى حيدر عارضاً وهو يعرض عليه مبلغاً من المال مُقابل أن يتراجع عن قراره في حرمان وسام من تقديمه لمادته .. والدكتور يرفض بتمثيل ليزيد زين وأصدقائه كمية الأموال المعروضة تماماً كما يحدث في كثير من الكليات في كل مكان ..
, أغلق حيدر التسجيل بقوة قبل أن ينتهي وهتف: إيه رأيك بقا باللي سمعته ده ؟
, همس زين بارتجاف: أانت أنت ج جبت التسجيل ده منين ؟
, حيدر: هو ده اللي هامك جبته منييين ؟
, همس زين بخوف ودموع: إحنا ك كنا بنعمل زي كل الطلاب ه هما بيعملوا كده وبيعرضوا عليه فلوس و..
, صرخ هارون بغضب خارجاً عن صمته المصدوم: وأنتوا تعملوا زييهم ليييه ؟ أساساً وساام يخليه يسقطه في مادته ليييه ..
, حيدر بجمود: متتعصبش يا هارون م ده مش هاممني يتفلقوا يعملوا اللي هما عاوزينه بس من غير م يأثّر على شغلنا ..
, هارون: قصدك إيه ..؟
, تكتف حيدر يرمقهم بغضب وتهديد: قصدي أن الدكتور المبجّل ده جاي يهددني .. لأما اتسحب من الصفقة اللي بقالنا بنجهز ليها أكتر من تلت شهور لأما التسجيل ده هيتنشر في كل مكاان .. الدكتور ده يبقى أخ محمد خليل .. راجل الأعمال اللي داخلين بمنافسة بينا وبينه .. اللي أبويا كسب قدامه أكتر من مرة .. واللي بقاله زماان عمال يقدملنا عروض علشان نتسحب والمرادي مش عرض المرادي تهديد ..
, توسعت عيون الجميع بصدمة ليهتف وسام بخوف: هو هو كان مستقصدنا كلنا وربنا هو..
, قاطعه حيدر بغضب: وقدر يوقعكم بالفخ اللي عمله ويجي لحد هنا بكل بجاحة عمال يهددني .. أنتوا عارفين معنى التديد ده إييه ؟ معناه أن سمعة شركة عز الدين وسمعة أبوياا تحديداً هتبقى في الأرض .. ومن غير حتى م يتسحب من الصفقة هيخسرهاا بسبب التسجيل ده عشان هيتهموه بالرشوة والتحايل ..
, وكل الصفقات اللي كسبها زمان هيقولوا كسبها بالرشوة بالظبط زي م بتعملوا حضراتكوا دلوقتي مع الدكتور ده ..
, اتبسط يا بيه منك ليه .. كل ده هيكون عند أبويا النهاردة ويبقى هو يتصرف معاكم أصل لو أنا اللي هتصرف مش هرحمكم ..
, زاد بكاء عمار خوفاً هاتفاً برجاء: لأ عشان خاطري بلاش أبويا يعرف ..
, رمقه حيدر بجمود وصمت ليزفر هارون متجهاً ليجلس فوق أحد المقاعد ورفع نظرات معاتبة نحوهم زادت من خوفهم وندمهم ..
, هتف هارون بهدوء: حيدر متقدرش تعمل حاجة من غير م حد يعرف ..؟
, حيدر: أعمل إييه الصفقة دي مش أنا اللي مستلمها لوحدي أبويا وأبوك وعمو كرم وعمو أحمد ومصطفى .. الكل مشارك بيها يا هاروون بقولك بقالنا زمان شغالين عليها ..
, مسح هارون وجهه بغضب وهتف: يعني إييه طب م تتخلص من التسجيل ده وخلاص ..
, حيدر: هاروون بلاش تحاول الواطي جاي هنا عمال يهددني وجايب التسجيل عندي وسابه هنا .. تفتكر مش هيكون عامل مية منه ..
, نهض هارون من مكانه وهتف: يعني إيه ؟
, هز حيدر كتفيه: معرفش هبقى أقول لأبويا وهو يتصرف ..
, هارون بقلق: حيدر حاول تلم الموضوع من غير م تعرّف حد ..
, زفر حيدر بغضب وجذب خصلاته بغيظ هاتفاً: أعمل إييه يا هارووون قولي لو كنت مكاني تعمل إيه أتحول لبلطجي وأروحله أدور في كل مكان على التسجيل ده م هو لو شم خبر أني بس عايز أعمل كده التسجيل بنفس اللحظة هيتنشر ووقتها لو مقولتش لأبويا هو هيعرف كل حاجة وأدبس فيها أنا ..
, رمقه وسام بخوف وهتف بارتجاف: بابا هيعرف أني شيلت المادة ..
, التفت حيدر نحوه هاتفاً: برافو عليك وعشان ميعرفش تقوم تجبله مصيية أكبر بكتير من دي صح .. خليك لاحق زين وصلّح الغلط بغلط أكبر كالعادة ..
, هنف زين: أنا كنت عايز أساعده الكل بيعمل كده وأنا هعرف منين أنه دكتور أبن٣ العلامة النجمية
, رمقه هارون بحدة هاتفاً: زين متسمّعنيش صوتك كفاية اللي حصل كله من تحت راسك ..
, رمقه زين بحزن ليهتف هارون: قولتلي ربع مليون مش كده يا حيوان وكنت هتجبهم منين حضرتك طبعاً مش هتلاقي غير هارون قدامك صح ؟
, نفى زين بتوتر: لأ ك كنا هنستلف من كل واحد من العيلة مبلغ كده مع الكريدت كارت اللي معانا وكانت كل حاجة ماشية تمام صدّقني يا هارون الخطة كانت محبوكة كويس أوي دي خطة متخرش الماية ..
, توسعت عيني هارون بغيظ وصرخ: يا فرحتي فخوور بنفسك أووي ياض أسقفلك عايزني أسقفلك صح ..؟
, نفى زين برأسه بتوتر وانكمش على نفسه بخوف وهمس لمن بجانبه: أنتوا ساكتين ليه هو أنا بس اللي أتكلم وأدافع عن نفسي ..؟
, رمقه عمار بدموع وخوف ووسام نفس حالته ليهتف: خلاص طيب علقة تفوت ولا حد يموت ..
, تجاهله عمار ووسام ليزمّ زين شفتيه بغيظ ويهز قدمه بتوتر .. تأفف بعد لحظات هاتفاً: هاا ونهاية المحاكمة دي إيه ؟
, التفت حيدر نحوه بحدة وهتف: أنت ليك عين تتكلّم كمان ..
, زين: وعلاقة العين بالكلام إيه مش فاهم ..
, حيدر بغضب: هارووون لمه ..
, هارن: زييين ..
, زم زين شفتيه مكتفاً يديه فوق صدره منتظراً لا شيء ..
, زفر هارون بعد لحظات هاتفاً: خلاص يا حيدر لو هتقول لعمي ماشي أنا هاخد الكللابب دول وأوصلهم ع البيت ..
, رفع عمار نظراته بسرعة وخوف هاتفاً: هارون عشان خاطري والنبي بلاش أبوياا ..
, رمقه هارون بغضب ليهتف: قدامي أنت وهو ليلتكم سودا إن شاء **** ..
, نهض الثلاثة مبتعدين بسرعة عن حيدر الذي يرمقهم بتهديد ليخرج هارون خلفهم متجهاً نحو سيارته بصمت ..
, استقلها بجانبه زين ومن الخلف عمار ووسام الذي هتف: أنا هروح البيت مش عايز أروح الفيلا عندكوا ..
, نظر هارون نحوه بغضب في المرآة أمامه وتجاهله لينطلق بسيارته بسرعة ..
, دقائق مرّت عليهم قبل أن يقطب هارون جبينه بشدة عندما اندفعت نحوهم إحدى السيارات وتوسّعت عينيه ناظراً لذلك السلاح الذي امتدّ من إحدى نوافذها موجّه نحوهم مباشرة ..
, هتف بحدة وأمر: أنزلوا تحت الكراسي بسرعة ..
, التفتوا نحوه بدهشة ليصرخ: بقولكوا انزلوووا مترفعوش راسكم خالص ..
, انحنى الجميع إلى الأسفل وهو يُخرج سلاحه وقبل أن يعتدل انطلقت عدة رصاصات مخترقة السيارة وكسرت الزجاج الأمامي ليحني رأسه أكثر محاولاً تفاديها مطلقاً الرصاص بعشوائية أمامه وزين يصرخ بخوف: هارووون في إيه ..
, اهتزت السيارة بقوة ليصرخ عمار مصطدماً بالباب قربه وقد تكسر الرجاج فوقه ليُدمي رأسه ليصرخ وسام محاولاً إمساكه وجسده يرتجف ..
, رفع هارون رأسه بحدة بعدما توقفت السيارة بأعجوبة بعدة إصابة إطاراتها بالرصاص وعاد يُطلق الرصاص نحو تلك السيارة حتى رأى إحدى السيارت تقطع عليها الطريق وتقف سداً أمامه ..
, اندفع يُطلق الرصاص نحو السيارة ليتفاجأ بأنها كالسداً أمامه لتحميه هو وليس هم ضرب المقود أمامه بحدة وجنون .. وفتح باب اليارة مسرعاً نحوهم ولكن قبل وصوله خرج صرير قوي من تلك السيارة وانطلقت مبتعدة عنه بغموضها ..
, شدد من إمساك السلاح بقوة يلاحقها بعينيه بريبة وترقّب وأنفاسه تتعالى .. التفت على هتاف زين الخائف: هاروون الحق عمااار ..
, أسرع عائداً نحوهم ليفتح باب السيارة بجانب عمار يتلمّس جرح رأسه الذي سببه الزجاج هاتفاً بقلق: أنت كويس في حاجة تانية بتوجعك ؟
, نفى عمار بدموع وخوف واضعاً يده فوق رأسه النازف بألم .. زفر هارون بخوف ومد يده يسحب عدة مناديل من جانبه يُضمّد بها جرحه هامساً: وسام اضغط عليه عشان توقف النزيف هكلم حد يجيلنا ..
, التفت حوله لعدد من السيارات المارة وقد توقفوا يراقبون مايحدث .. ليُكلم هارون أحد رجاله ليلحق به إلى المستشفى ويوقف سيارة أجرة آخذاً زين وعمار ووسام معه ..
, بعد مدة من الوقت ..
, رنّ هاتف حيدر ليُجيب مُسرعاً: هارون أنت فيين أنا في الفيلا وملقيتكش ..
, زفر هارون بحرارة هاتفاً: جايين في السكة كنت بوصل وسام ..
, حيدر: وكل ده علشان توصله كنت فين كل ده ..؟
, هارون: كنت في المستفى مع عمار ..
, قطب حيدر جبينه بحدة هاتفاً بقلق: ماله عمار ؟
, هارون: مفيش ا..
, قاطعه حيدر هاتفاً: هاروون عمار كويس أنتوا حصلكوا حاجة ..؟
, هارون: كويسين متقلقش أقفل شوية وهنكون عندك ..
, أغلق حيدر الهاتف لتهتف ليلى بخوف: عمار ماله يا حيدر أخوك ماله ؟
, حيدر بخفوت: مفيش حاجة ياماما كلهم كويسين ..
, ليلى: أومال فينهم ..؟
, زفر حيدر بضيق ليهتف مصطفى: أهدوا يا جماعة لما ييجوا هنفهم منم مش كفاية المصيبة اللي عاملينها ..
, رمقتهم ليلى بقلق وهتفت: عمار محدش يكلمه فااهمين وأنت يا حيدر ..
, حيدر: أنا إيه ؟
, ليلى: كفاية أنك ضربته متقربش منه تاني ..
, حيدر بضيق: وهو يعني مكانش يستاهل ..
, أدهم: حيدر خلاص ..
, خلّل حيدر خصلاته بشعره جالساً فوق أحد المقاعد ليدخل بعد لحظات هارون برفقة عمار الذي يسير بجانب زين وقد ضمد رأسه بشاش طبي ..
, شهقت ليلى بخوف عند رؤيته واتجهت نحوه تحتضن وجهه بدموع: عمار حبيبي مالك إيه اللي حصل ..؟
, عمار: مفيش يا ماما أنا كويس ..
, هتفت بحدة: كويس إييه إيه اللي عمل فيك كده هارون ماله عمار ..؟
, حيدر بقلق: تأخرتوا ليه هو إيه اللي حصل ..
, هتف زين بخوف: في ناس ضربوا علينا نار ..
, هتفت ليلى بصدمة: ناس مين دول م تنطق يا هارون ..
, زفر هاتفاً: مفيش أنا آسف أنا السبب ..
, همست مروة مقتربة منه بخوف: يعني إيه أنت السبب ه هما الناس دول كانوا عايزين يئذوك أنت ؟
, هارون: معرفش يا ماما بقا ..
, همست ببكاء: يعني إيهه متعرفش م تفهمني يا هاروون مين دول أنت غاوي تتعب قلبي معاك وتقلقنا عليك كل مرۃ ..
, نظر هارون نحو أدهم ليهتف الآخر: خلاص بقا سيبوهم يرتاحوا وبعدين هنفهم كل حاجة ..
, اقترب من عمار هاتفاً بقلق وهو يحتضنه متحسساً رأسه: أنت كويس ؟
, أومأ عمار برأسه بدموع وهمس بخوف: بابا و**** مكنتش هعمل كده ..
, هتف أدهم بهدوء ماسحاً دموعه: أقعد ارتاح دلوقتي هنتكلم في الموضوع دع بعدين ليلى أعمليلهم ليمون علشان يهدوا ..
, التفت نحو هارون وحيدر: وأنتوا تعالوا معايا كرم هييجي كمان شوية .. وأنت كمان يا حمزۃ ..
, اقترب سيف من هارون بخوف وعانقه بقوة وكأنه خائف من فقدانه ليبتسم هارون هامساً: متقلقش يا سيفو أنا كويس ..
, أغمض سيف عينيه بألم هامساً: الحمد**** ع سلامتك ..
, ربت هارون على ظهره بخفة واتجه معه نحو المكاب ليلحق بهم حيدر بعدما ألقى نظرة قلقة نحو عمار الذي جلس فوق إحدى المقاعد بدموع وألم ..
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
السادس


كاذب من رآك كامِلاً صادق من رآك بِنُقصِك مكتمل ..
, ٣٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, التفت ربيع الذي يقف في صالة الفيلا نحوهم هاتفاً: قليلين أدب فاسدين مُددممّرين للمجتمعات الزاهرة ..
, زين بغيظ: م تحترم نفسك يا أخي مش شايفنا قاعدين على أعصابنا كده ..
, عاد ليرتشف من كأس الليمون أمامه بتلذّذ ليرمقه ربيع بتهكم: أه واضح أن أعصابك بايظة جداً يا فاسدين يا مُجرمين ياللي هتدمّروا البلد بأساليبكم الملتوية دي ..
, هتفت ليلى بحدة: وبعدين معاك يا ربيع العيال مش مستحملين ..
, ربّتت على ظهر عمار تقرب الكأس منه هامسة: أشرب يا حبييي ومتقلقش خالص ..
, همس بدموع وخوف: و**** يا ماما مش قصدي والدكتور ده هو اللي طلع أبن كلب ..
, مسحت فوق خصلاته هامسة: عارفة ياحبيبي عارفة ومتخافش محدش هيقرب منك خالص مش كفاية اللي حصلك قولي لسا بيوجعك ؟
, أومأ هامساً: أه بيوجعني جداً أنا عايز أرتااح ..
, هزت رأسها بقلق: ماشي يا حبيبي هتطلع أوضتك بس شوية لما يطلعوا ونعرف هيعملوا إيه ..
, زمّ زين شفتيه والتفت نحو مروة التي تجلس تهز قدمها بتوتر منذ أن علمت بمهاجمة هارون .. قلبها يضرب داخل أضلعها برعب عليه ..
, هتف زين بغيظ: م تتعلمي منها يا ولية بصي الأمهات بيعملوا إيه .. يا ميلة حظك يا زينوو في أمك ..
, رمقته مروة بحدة: بقولك إيه يا واد أنت أخرس أنا على آخري منك أساساً كل المشكلة دي من تحت راسك وخططك الغبية كل لما تحط إيدك في حاجة تخرب أنت غاوي مشاكل يعني ..
, رمقها بغيظ وتمتم هامساً: وأنا مالي أعمل إيه يعني أعمل خير ألاقي شر كنت عايز أساعد بس هو اللي قلبه طيب دايماً بيتخزوق زيي كده ..
, ربيع: عشان القلب الطيّب طيب ..
, زين: أشكرك على تفسيرك المُبسّط ده ..
, ثم زفر بحدة ناظراً لغرفة المكتب المغلقة وهتف بلهفة: ياارب بلاش العربية يااارب أي حاجة إلا هي ياخدوا مني فلوسي مجوهراتي لو حتى هدومي وحياتي قبلان بس بلاش العربية ياارب بلاااش ..
, زفرت مروة بضيق وهتف ربيع: ده أنتوا هتتنفخوا ..
, هتفت ورود بقلق: حرام عليك يا ربيع ترعبهم كده ..
, ربيع بسخرية: وأنتي شايفاهم مرعوبين بعدين أنا بمهّدلهم اللي هيحصل علشان ميتصدموش دول هتنفخوا ..
, زين: يارب أتنفخ معليش بس بلاش عربيتي حبيبتي قرة عيني دي مكملتش معايا أسبوع ياارب أستر عليا وارحمني ده أنا غلبان ٥ نقطة وجعان ..
, التفت نحو عمار الخائف قربه ورفع رأسه للأعلى هاتفاً: أنا وصاحبي غلابة يارب بلاش ينفخوه حرام ده هو مش ناقص نفخة صغننة وهيموت ..
, ليلى: بعد الشر يازفت إيه الكلام ده يخربيتك أنت بوومة ..
, فُتح باب المكتب وخرج منه حمزة يرمقهم بجمود ليُحدّقوا به بخوف .. تجاهلهم صاعداً درجات السلم وعينيه على رحمة التي تجلس بينهم ولكنها تبتسم ناظرة لهاتفها بعيون لامعة ..
, ابتلع زين ريقه هاتفاً: الجلسةُ الآن للنُّطق بالحكم ..
, رمقته ليلى بغيظ تهز رأسها بنفاذ صبر ليخرج حيدر في تلك اللحظة مقترباً منهم وهتف بغضب: و**** لولا عمو مصطفى لكنتوا دلوقتي بايتين في المستشفى ..
, ابتلع زين ريقه بحذر وهتف: يعني إيه ؟
, مدّ حيدر يده هاتفاً بحدة: الكريدت كارت بتاعكوا حالاً ..
, رمش زين بعينيه وأخرجها سريعاً يضعها في يده هاتفاً بلهفة: بس كده ؟
, التفت حيدر نحو عمار بجمود ليُخرج عمار بطاقته البنكية ويُعطيها له ..
, هتف حيدر: علشان تلاقوا فلوس معاكوا ترشوا الدكاترة كويس .. دول مش هيرجعوا لغاية م أنا أقرّر ..
, همس زين بحذر: بس كده ؟
, التفت حيدر نحوه بغضب: وأنت عايز إيييه ده لولا أبويا بس كنت وريتك قيمتك ..
, هتف زين بابتسامة بدأت تتشكّل على وجهه ببطئ: طب طب ب بس كده ؟
, رمقه حيدر بغضب وابتعد عنه ليصرخ زين قافزاً عن جلسته: أحمدك وأشكرك يااارب الحمد**** ظهر الحق وزهق الباااطل الحمد**** ..
, التفت نحو عمار بفرح هاتفاً: واد يا عموورة العربية لسا معايا ..
, التفت عمار نحو لينهض بعدما حثّته ليلى على ذلك تُربت فوق ظهره تُوجّهه نحو المكتب الذي خرج منه كرم متجهاً للخارج ..
, دخل عمار المكتب يلحقه زين الذي عاد لتحتل ملامحه العبوس .. أسرع عمار نحو أدهم الواقف أمام طاولة مكتبه ليقترب منه هاتفاً بدموع: أنا آسف و**** مش هعمل حاجة تزعلك تاني بلاش تزعل مني أرجوك ..
, زفر أدهم وجذبه من ذراعه يُقربه منه هاتفاً: بقيت كويس دلوقتي ؟
, أومأ عمار هامساً ببكاء: كويس لما تسامحني عشان خاطري يا بابا متخاصمنيش كفاية عليا ح٣ نقطة
, صمت فجأة وزمّ شفتيه بألم لتنتقل عيون أدهم نحو حيدر الذي زفر مشيحاً بوجهه عنه ..
, عاد ليلتفت نحو عمار الباكي وجذب رأسه بخفة نحو صدره يُعانقه بحنان هاتفاً: هو أنا أقدر أخاصمك ياض بس اللي عملته زعلني وزعلني جامد كمان ..
, تشبّث عمار به ببكاء: والنبي سامحني ورحمة ستي طيب أنا آسف يا بابا وربنا آسف متبعدش عني مقدرش أستحمل عشان خاطري ..
, أبعده أدهم ماسحاً دموعه بخفة: خلاص ياحبيبي بلاش عياط علشان متتعبش أكتر .. وهعتبر اللي حصلكوا ده كان عقاب ليكوا ع اللي عملتوه كفاية أن **** حماكم ورجعتولي بالسلامة ..
, ابتسم عمار من بين دموعه: يعني خلاص سامحتني ؟
, أومأ أدهم بابتسامة وهتف: بس الكرديت كارت هتفضل مع حيدر ولما هو يقرر يديهالكوا هترجع غير كده ممنوع أي حد يديكوا لو حتى مليم واحد ..
, هتف عمار بفرح: أنا مش عايز فلوس أصلاً كفاية أنك سامحتني ..
, ربت أدهم على كتفه بخفة: طب يلا بقا أطلع أوضتك عشان ترتاح ..
, ابتسم عمار واتجه للخارح تلاحقه عيون زين الذي زم شفتيه بضيق والتفت نحو أدهم هاتفاً: م هو أبنك أما أنا أبن البطة السودا ..
, رمقه أدهم بحدة: أنت مش هترحمني بقا من مشاكلك ؟
, هز زين كتفيه بحزن: مش بعمل مشاكل أنا كان قصدي أساعد مش أكتر وسام كان هيسقط وكوكو كان هيتعصب والكل كان هيزعل قولت مبدهاش بقا يا واد يا زينوو أعمل حاجة علشان تنقذ العيلة من الدمار ..
, أدهم: وهي كده متدمّرتش مش كده و**** نهايتي هتبقى على إيدك ..
, زم زين شفتيه متمتماً: بعد الشر يا عمو متقولش كده ..
, زفر أدهم يرمقه بغضب هاتفاً: واقف عندك ليه اتفضل على أوضتك وأسمع بس أنك عملت مشكلة تاني هتبقى أيامك سوداا فاهم ..
, التفت زين نحو سيف هاتفاً: م تقول حاجة يا سيفو ..
, سيف: أدهم ..
, أدهم: مش عايز كلمة أبنك ده السبب بكل حاجة ..
, زين بغيظ: في إييه يا جماعة ناقص تقولولي أني السبب بثقب الأوزون ..
, أدهم بغيظ: واللهي لو دورنا وفتشنا كويس هنلاقيك من ضمن الأسباب فعلاً ..
, سيف: هو في إيه يعني كان لازم يتصاب زي عمار علشان تاخده بالأحضان زيه ..
, زين بحزن: خلاص يا سيفو أنا مظلوم دايماً .. أنا ماشي طالع أوضتي بس ذنبي برقبتكم كلكم لو حصلّي حاجة ..
, أدهم بحدة: زين ملكش كلام معايا خالص لغاية م نلاقي حل للمصيبة اللي جبتهالنا دي ..
, التفت رين نحوه بصدمة: بتهزر ..
, أدهم: زيين ..
, اقترب زين منه بلهفة وهتف: ليه يعني أنت بجد عايزني أتصاب زي عمار عشان تسامحني عشان خاطري يا دومي قول أنك بتهزر ..
, تكتف أدهم هاتفاً: عمار سيبه على جنب أنا عارف أنك أنت السبب وأنت اللي شجّعتهم يعملوا كده م أنت أسم **** م شاء **** صوتك كان جامد وواثق جداً وأنت عمال تعرض عليه الفلوس ..
, دمعت عيني زين هاتفاً: ه هو هو كان كلب وبيستدرجنا أنا ذنبي إييه م طلاب كتير زيي عملوا كده ..
, أدهم بحزم: زين كلامي مش هيتغير اتفضل على أوضتك ..
, رمقه زين بدموع والتفت نحو هارون الذي يجلس مكانه بصمت وهتف: أنتوا دايماً تحطوا الحق عليا أنا ذنبي إيييه إذا كانت المشاكل بتجري ورايا في كل حتة ..
, نهض سيف هاتفاً: تعال يا زين ..
, زين: أنت موافق ع اللي بيعملوه فيا ده ..؟
, رمق سيف الجميع بغضب وهتف: لا مش موافق بس سيبهم يحلوا مشاكلهم لوحدهم ملناش دعوة بيهم تعال معايا ..
, جذبه من ذراعه بعدما ألقى نظرة غاضبة لائمة على الجميع وخرج صافعاً الباب خلفه بقوة ..
, زفر مصطفى جالساً فوق أحد المقاعد وهتف: والعمل دلوقتي ..؟
, أدهم: معرفش لازم نلاقي حل إنسحاب من الصفقة دي مش هتسحب ..
, هتف هارون: قولت عمو أحمد ..؟
, أدهم: أه قولتله وهو بفكر بحل دلوقتي .. وأنت إيه اللي حصل معاك مين دول اللي ضربوا عليك نار ؟
, زفر هارون هاتفاً: مفيش ياعمو دي حاجة في الشغل ..
, أدهم: وحاجة الشغل تخليهم يحاولوا يقتلوك كده أنت وأخواتك ؟
, هارون: متقلقش يا عمو مش هتتكرر تاني إن شاء **** ..
, تنهد أدهم بقلق هاتفاً: ماشي يا هارون هنتكلم في الموضوع ده بعدين ..
, استدار ليجلس فوق كرسيه خلف المكتب ناظراً نحوهم بتفكير ..
, ليهتف مصطفى بهدوء: هو إحنا ممكن نعرض عليه عرض يكون مُرضي لينا إحنا التنين ..
, أدهم بتهكم: الراجل ده مش عايز عروض عايز الصفقة دي وبس ..
, زفر مصطفى متكتفاً بصمت وصمت الجميع حوله كل يُفكر بشيء ..
, أغلق أدهم الهاتف بعد لحظات ومسح خصلاته بقوة هاتفاً: أحمد مش لاقي حاجة ..
, نظر هارون نحوه وزفر بضيق ليهتف أدهم ناظراً نحو حيدر: ساكت ليه يا حيدر ..؟
, رفع نظراته نحوه بعيون لامعة وهتف: هو في حاجة بفكر فيها ب بس معرفش لو هتظبط ..
, ضيّق أدهم عينيه بحذر: قول ..
, حيدر: نلعب معاه بطريقته ونوقعه زي م وقعنا ..
, مصطفى: إزاي ؟
, حيدر: زين قال أن طلاب كتير عملوا معاه كده وهما كانوا عمال يقلدوهم صح ..؟
, رمش أدهم بعينيه وكأنه فهم مقصده ليهتف: كمل ..
, حيدر: نبعت حد من الطلاب يكون في مشكلة بينه وبين الدكتور ده ويعرض عليه فلوس ..
, مصطفى: أه وبعدين ؟
, حيدر: نخلّيه يسجل كلامهم بالتفصيل من البداية لغاية م يخرج من عنده .. وكده هنمسك عليه التسجيل ده هو وأخوه وزي م هو بهددنا نهدده .. الدكتور ده هيخاف على شغله وأخوه أكيد مش هيعرّض نفسه لأي إشاعات ولا مشاكل خاصة أن موعد الصفقة قريب ..
, قطب أدهم جبينه بحدة وتراجع بظهره ناظراً أمامه بتفكير ليهتف مصطفى: فكرة جامدة ..
, هتف أدهم: تمام أوي اتصرّف أنت ياحيدر بس خد بالك الراجل ده مش سهل يعني الطالب اللي هتبعته عند أخوه يكون بجد في مشكلة بينهم ومشكلة قديمة مش جديدة فاهمني ..
, أومأ حيدر بلهفة ليهتف مصطفى ناهضاً: تمام يبقى هكلم كرم وأقوله اللي هنعمله ..
, نهض هارون يلحق بمصطفى خارج المكتب ليهتف أدهم: برافو عليك يا حيدر **** يباركلي فيك ..
, ابتسم حيدر بهدوء ليهتف أدهم بهدوء: بس خف على أخوك شوية ..
, قطب حيدر جبينه بحذر ليهتف أدهم بجمود: أنا لا أعرف في بينكم إيه ولا عايز أعرف .. عارف ليه ؟
, صمت حيدر يُطالعه بهدوء ليهتف أدهم: عشان أنا بعاملكوا كرجالة .. هو صح قد م كبرتوا هتفضلوا ولادي وهفضل شايفكوا العيال الصغيرين بس المرة دي هعاملكوا كرجالة واعيين قادرين تحلوا مشاكلكم لوحدكم من غير م أتدخّل ..
, زفر حيدر بضيق ليهتف أدهم: هجرب الطريقة دي وهثق فيكوا ولو منجحتش يبقى تعاملي هيختلف وهتأكد أن لسا بدري أوي علشان تتعاملوا كرجالة أتمنى تكون فاهمني ..
, مسح حيدر فوق خصلاته بحدة وهتف: حاضر يا بابا .. عن أذنك ..
, أومأ أدهم برأسه ليلتفت حيدر خارج المكتب ويزفر جاذباً شعره بغيظ ..
, وجد هارون أمامه بوجه غاضب هاتفاً: بتشد في شعرك ليه ؟
, هتف حيدر بغيظ: خير عايز إيه أنت التاني ..؟
, هارون بحدة: يعني الفكرة العظيمة اللي جاتلك دي مكانتش تعرف تيجي قبل بشوية بس ..
, حيدر بغيظ: وأنا مالي كنت لسا بفكر أعمل إيه يعني ..؟
, هارون: متعملش حاجة م هو مش أنت اللي عمو خاصمك ..
, حيدر: وأنا مالي م أخوك هو السبب وهو غلطان ده يحمد ربه أنه خاصمه وبس ..
, هارون: رايح فين دلوقتي ..؟
, ابتعد حيدر عنه هاتفاً: عند عمو كرم سلام ..
, زفر هارون بغيظ واتجه للأعلى مُخرجاً هاتفه الذي تعالى رنينه ليهتف: أيوه يا فريد ٦ نقطة
, دخل غرفه ليستلقي فوق السرير زافراً بحرارة: معرفش و**** مين دول بقولك أنا عايز حراسة سرية ٩ نقطة عايزها علشان أعرف مين دول اللي دايماً بيحموني أنا مش عارف معقول عمو أدهم هو اللي بعتهم بس مش راضي يقول ؟١٠ نقطة معرفش بقا **** يستر أقفل دلوقتي تعبان وعايز أنام تصبح ع خير ..
, أغلق هاتفه يلقيه فوق سريره ووضع يديه تحت رأسه محدقاً بالسقف بشرود وتفكير ..
, في مكان آخر ..
, فتح كرم باب المنزل ليهتف حيدر: إزيك ياخالو ..
, كرم: حيدر أهلا تعالى أدخل ..
, دخل حيدر لاحقاً به حتى جلس فوق أحد المقاعد وهتف: عمو مصطفى قالك هنعمل إيه ؟
, أومأ كرم بهدوء: أيوه والحمدلله لقيتوا الحل ده إن شاء **** بس نقدر نعمله ..
, حيدر: إن شاء **** .. إحم خالو في حاجة عايز أقولهالك ..
, كرم: خير يابني قولي ..
, مسح حيدر خصلاته بضيق وهتف: إحم يعني عشان اللي عملته بوسام و..
, قاطعه كرم بحزم: وسام أخوك يا حيدر وهو يستاهل ولولا اللي عملته والحادثة اللي حصلت معاهم كنت كسرت دماغه بعدين أنا عارف أن اللي عملته ده من خوفك عليهم وعلى الشغل ومش هو لوحده يعني م أنت عملت مع أخوك وزين زيه ..
, هتف حيدر بهدوء: **** يخليك ياخالو .. بس مش عايزك تشد عليه جامد .. يعني الدكتور ده باين مستقصدهم ومصدقش حد منهم كلّمه كلمة واحدة ومسك فيها ..
, كرم بغضب: بس ده ميمنعش أنه كان هيكدب عليا ومش عايزني أعرف باللي مهببينه ..
, حيدر: خلاص يا خالو ما أنا عاقبته طيب بلاش أنت كمان .. بعدين م أنت بذات نفسك سقطت نفسك زمان علشان تفضل مع صاحبك ولّا إيه ..
, كرم بابتسامة: بس أنا كنت قادر أنجح أما هو غبي ومستهتر مش طالعلي الواد ده ..
, ابتسم حيدر هاتفاً: و**** شكل زين هو اللي طالعلك من ناحية المذاكرة بس .. المهم بقا أنا جاي عشانه ..
, هتفت إسراء وهي تقترب منهم بابتسامة: أيوة قوله يا حيدر ده وسام ياعيني من لما رجع وهو حابس نفسه في أوضته خايف يطلع وكرم مش راضي يصالحه ..
, حيدر: لا خالو كرم مش هيكسفني ولا إيه يا خالو ..؟
, كرم بهدوء: خلاص عشانك بس المرة دي بس مرة تانية مش هسمحلك تدخل ..
, ابتسم حيدر ونهض معدلاً ملابسه: طب اسمحلي عايز أتكلم معاه شوية ..
, أومأ كرم برأسه بهدوء ليتجه حيدر نحو غرفة وسام طرق الباب بخفة وفتحه مُلتفتاً حوله باحثاً عنه ..
, توسّعت عيني وسام عند رؤيته لينهض عن جلسته متراجعاً بخوف ..
, زفر حيدر وأغلق الباب مقترباً منه وجلس فوق السرير مُربتاً بجانبه: تعالى أقعد ..
, رمقه وسام بحذر ليهتف حيدر بغيظ: في إييه يالا ..؟
, وسام: م مش هتضربني ؟
, حيدر: لا قرب يلا ..
, اقترب وسام بحذر حتى جلس جانبه تاركاً مسافة أمان بينهم ..
, هتف حيدر بهدوء: المشكلة تقريباً اتحلت ..
, وسام: بجدد ؟
, حيدر: إن شاء **** نقدر نحلها زي م خططنا .. بس اللي عملته أنت وصحابك أذاك أكتر م فادك ..
, هتف وسام بخوف: أنا عارف بس بس كنت خايف أبويا يعرف ويزعل مني ..
, حبدر بسخرية: وهو يعني مزعلش دلوقتي ؟
, صمت وسام بحزن ليهتف حيدر ناظراً لوجهه: قوم أغسل وشك وعقم جروحك دول وبعدين أطلع متحبسش نفسك كده زي العيال .. اعتذر منه وهو هيسامحك أنا تكلمت معاه شوية ..
, هتف وسام بلهفة: بجد يا حيدر ؟
, نهض حيدر هاتفاً: أيوه على **** يطمر بس ..
, ابتسم وسام ونهض يقف بجانبه: متشكر أووي بس يعني..
, حيدر: عايز إيه ؟
, وسام بخفوت: هو عمار كويس ؟
, حيدر: أه ..
, وسلم: ط طب حصل معاهم إيه ؟
, اتجه حيدر نحو الباب هاتفاً: أبقى كلمهم واسألهم ..
, فتح باب الغرفة وخرج يُغلقه خلفه متجهاً خارج المنزل ..
, عاد إلى الفيلا صاعداً درجات السلم ليتوقف بجانب غرفة زين فتح الباب بخفة هامساً: زين ؟
, تراجع للخلف فجأة عندما كادت تصطدم به فردة حذاء قادمة كالقذيفة من الداخل .. ليزفر بغيظ ويفتح الباب أكثر هاتفاً: إيه حركات العيال دي ؟
, هتف زين بقهر: وأنت ماالك أبعد عني أطلع برا أوضتي حالاً ..
, اقترب حيدر منه بغضب: أنت يعني مش حاسس بالمشكلة اللي كنت هتوقعنا بيها علطول شايف نفسك مش غلطان ..
, زين: لا مش غلطان أنا كنت بسااعد وبسس ..
, زفر حيدر هاتفاً: ومساعدتك دي كانت هتودينا في دااهية ..
, زم زين شفتيه ليهتف حيدر مربتاً بخفة فوق وجنته التي مازالت أثار أصابعه عليها هاتفاً: خلاص بقا م أنت جبتلي التهزيق برضه ..
, رمقه زين بحذر: كداب ..
, حيدر بغيظ: إيه عايزني أتهزق بجد يعني طب عارف أن عمك كان هيسحب العربية منك وأنا اللي تواسطتلك عنده وكلت تهزيقة محترمة عشان جبتهالك وأنت متستاهلش يا بيه ..
, ضيّق زين عينيه مفكراً بكلامه ليهتف: بص هو أنا صدقتك شوية يعني بس مش أوي ..
, حيدر: تتحرق الحق عليا ..
, هتف زين بغضب: وأنت ضربتني ..
, حيدر: مش لوحدك ..
, زين: أه يعني لو عقوبة جماعية معليش ..
, حيدر: م أنت غلطااان ..
, زين بحزن: وأبوك اللي مقموص ده ..
, ابتسم حيدر هاتفاً: متقلقش هو هيصالحك بكرا أنت أعتذر منه وخلاص م أنت محدش يقدر يزعلك ولا يزعل منك ..
, ابتسم زين بخفة وعاد ليعبس هاتفاً: بس أنا مش مسامحك وأطلع برا أوضتي حالاً ..
, رمقه حيدر بغيظ هاتفاً: تصدق الحق على أمي ..
, اتجه خارج الغرفة وصفع الباب خلفه بغضب لينظر أمامه نحو ليلى خارجة من الغرفة الجانبية وهتفت: هشش إيه الصوت ده أخوك نايم ..
, حيدر بهدوء: هو كويس ..؟
, ليلى بحزن: أيوه الحمد**** عدت على خير بس كان بيتوجع من جرحه شوية .. حيدر هتنام دلوقتي ؟
, حيدر: لأ ليه ؟
, ليلى: أنا سيبته نايم أبقى خد بالك منه وكل شوية اكشف عليه لو فاق وكان تعبان ..
, خلّل حيدر أصابعه في خصلاته وهتف: حاضر ..
, ابتسمت بخفة مربتة فوق وجنته بحنان وابتعدت عنه ليقترب هو من الغرفة يفتح الباب يدفعه برفق .. وقعت عينيه على عمار الذي ينام على ظهره برأس ملفوف بشاش طبي ووجه متعب ..
, زفر بضيق يُغلفه القلق وأغلق الباب بخفوت متجهاً نحو غرفته ..
, ٣٣ العلامة النجمية
, رُبَّ كلمةٍ ألقَتْ في القَلب زَهرة💛
, ٣٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد عدة أيام ..
, خرج سامر من غرفة المكتب الخاص بأدهم في فيلا العائلة .. التفتت جميع العيون الحاضرة تُحدّق به وهو مُبتسم بتوتر سعيد ..
, خرجت رحمة من خلفه برفقة أدهم الذي هتف بصوت هادئ: أتفقوا أنت ورحمة على موعد بناسبكوا وإحنا جاهزين إن شاء **** ..
, اتسعت ابتسامة سامر هاتفاً: متشكر جداً يا أدهم بيه ..
, أدهم بهدوء: بلاش أدهم بيه دي أنت إن شاء **** لو حصل نصيب هتبقى واحد من العيلة ..
, نظر سامر نحو رحمة التي تبتسم بسغادة ليهز رأسه هاتفاً: شكراً يا عمو أنا سعيد جداً أن حضرتك قبلت بيا وأنا هكون عند حسن ظنك ..
, أومأ أدهم بهدوء هاتفاً وهو يُشير له بالجلوس: أتفضل أقعد عشان تتعرف على باقي العيلة ..
, اتجه سامر ليجلس فوق أحد المقاعد وهارون يجلس بجانبه .. ابتسمت رحمة بفرح واتجهت لتجلس بجانب هارون من الناحية الأخرى ..
, نظر زين نحو عمار الجالس بجانبه وهمس: بقولك إيه ؟
, عمار: همم ..؟
, زين: هما مخدوش رأيي ليه في الواد ده ..؟
, عمار بسخرية: ورأيك إيه حضرتك ؟
, زين: مش موافق ده كفاية أسمه عشان موافقش طب في حد يسمي أبنه سمر طيب ..!
, عمار بغيظ: ساامر يا غبي ..
, تأفّف زين وتكتف هاتفاً: مش قادر أطيقه بص أبويا متكلّمش معاه كويس من لما جه ..
, التفت عمار حوله في الصالة ليجد الكبار يجلسون في أحد الأركان تاركين الشباب ليتعرّفوا ببعضهم أكثر .. هتف بهدوء: وأنا حاسس برضه أن بابا مش موافق ..
, زين: رحمة غبية ..
, عمار: طب مش ممكن يكون طيوب ..
, رمقه زين بغيظ والتفت نحو سامر هاتفاً: منور يا سمر ..
, كتم عمار ضحكة كادت تفلت منه ليلتفت سامر نحو زين وابتسم بهدوء: سامر ..
, لوّح زين بيده بلامبالاة لتنظر رحمة نحوه بغضب .. رفع زين حاجبيه يُبادلها النظرات باستفزاز لتزفر هي بغيظ ..
, هتف زين بعد لحظات: سمر هو أنت شغال إيه ؟
, التفت سامر نحو رحمة التي زفرت مجدداً بغضب ليلتفت نحو زين هاتفاً: هو مش أنت زين أخ رحمة ؟
, زين: وهل يخفى القمر ..
, ابتسم سامر بهدوء: أنا بشتغل في شركة أبويا ..
, زين: أممم كويس كويس .. طب وأبوك بيشتغل إيه ؟
, رحمة: وبعدين معاك يا زين ..
, زين: خير في حاجة بتعرّف على سمر صهري ..
, هتفت بغيظ: ده مش تعارف دي هيافة ولو معندكش غيرها يبقى متتكلمش أحسن ..
, هتف زين بحدة: وأنتي مالك أن..
, التفت هارون نحوه مُقاطهاً بصرامة: زييين ..
, التفت زين نحوه ليرمقه هارون بغضب من تكلّمه بتلك الطريقة معها أمامهم ليهمس عمار: أنت اللي جبته لنفسك ..
, نظر زين نحو رحمة بغضب ونهض هاتفاً: أنا طالع أوضتي حاسس أن في حاجة كده خانقاني هناا مش كده يا عمورة ؟؟
, تحمحم عمار هاتفاً: ي ي يعني يعني ..
, زين: يعني إيييه لا دي حاجة تخنق .. خدوا راحتكم يا جماعة أسهروا وتسااامروا براحتكم سمر موجود هيسامركم تسمسر ..
, ربيع بغيظ: يخربيتك إيه اللي بتقوله ده أنت متعرفش تتكلم دي آثار النعاس أكيد أصل أنا قرأت أن النعاس بيعمل هلاوس وعصبية وحاجات زي دي بس أول مرة أشوفها على أرض الواقع كده ..
, ألقى زين نظرة مغتاظة نحوهم والتفت متجهاً نحو السلالم يصعد الدرج بغيظ ..
, تحمحم هارون هاتفاً: معلش يا سامر ده الصغير عندنا ومدلع شويتين ..
, سامر بابتسامة: عادي مفيش مشكلة هو زي أخويا ..
, ابتسم هارون مربتاً فوق كتفه بخفة ليرمقهم حمزة الجالس في إحدى زوايا الصالة يُشغل نفسه بحاسوبه المحمول الذي ينظر لشاشته بدون أن يرى شيئاً حتى ..
, ابتسم بخفة داخله لتصرّف زين وللمرة الأولى يُعجبه تصرّفه الطفولي المغتاظ قليل الأدب .. ويبدو بأنه سيُشجّعه على ذلك طالما يخصّ رحمة وسمر ..!
, التفت نحوهم عندما نهض سامر بعد لحظات يُودّعهم لتُوصله رحمة برفقة هارون نحو باب الفيلا وتعود لتدخل بخطوات فرحة وتصعد درجات السلم بسرعة ..
, نهض فجأة حاملاً حاسوبه ولحق بها وكادت تدخل غرفتها حتى هتف من خلفها: رحمة ..
, التفتت نحوه بابتسامة لم تّفارق شفتيها لينظر نحوها للحظات مُتأمّلاً سعادتها .. تلك السعادة التي تمنّى أن تكون معه ..
, هتفت بهدوء: نعم يا حمزة في حاجة ؟
, هتف بجمود: مبسوطة ؟
, قطبت جبينها بحذر وهتفت بابتسامة: أيوه ..
, حمزة: يعني اللي أسمه سامر ده عاجبك ؟
, هتفت بجمود مُستنكرة لهجته: لو مش عاجبني مكنتش دخّلته البيت يا حمزة ..
, حمزة: وعلشان هو عاجبك لازم يعجب كل العيلة صح ..؟
, هتفت بحدة: وأنت مالك .. أه نسيت أنك قولتلي الواد ده مش هيطول ضفرك .. بص يا حمزة ميهمّنيش أنت عاجبك ولّا لأ عشان بابا وعمو وافقوا خلاص وأنا متأكدة أنه هيعجبهم ..
, حمزة بجمود: وأنا ميهمّنيش كله على بعضه أساساً مواضيعك السخيفة دي كلها متهمّنيش ..
, هتفت بحدة: لو حضرتك شايفها سخيفة بتدخّل بيا ليييه ..؟
, حمزة: عشان مبحبش أشوف سخافة قدامي وأفضل ساكت ..
, رحمة: يبقى أعمل نفسك مش شايفها ..
, حمزة: لأاا لما أكون أنااا موجود مش عايز أشوفها ..
, تركها قبل أن يسمح لها بالإجابة وابتعد بخطوات سريعة نحو غرفته تُلاحقه بنظراتها التي اشتعلت غيظاً وقد استطاع إغضابها وتبديد سعادتها ..
, في اليوم التالي ..
, تربّع زين فوق سريره هاتفاً بضيق: وبعدين هنعمل إيييه أنا لازم أجهّز عربيتي وأظبط كام حاجة بيها علشان التدريب ..
, نظر عمار نحوه هاتفاً: عايز إيه يعني ؟
, زين: فلووس يا خوياا عايز فلوس ..
, وسام: خد من هارون ..
, زين بغيظ: حاولت وهو مش راضي وسام م تجبلي فلوس من مامتك ..
, رمقه وسام بغضب هاتفاً: بقولك إيييه أنا توبت خلاااص ده المرة اللي فاتت كنت مرعوب وأبويا كان مستحلفلي ..
, التفت زين نحو عمار الذي هتف: مستحيييل أساساً أنا مش عايز فلوس ولا حاجة كفاية أن بابا سامحني ..
, صرخ زين بغيظ: إيه يعني بقيتوا الوقتي مؤدبين على حظي طب استنوا ساعتين بس نأمّن الفلوس الأول ..
, تجاهله الإثنان بغضب ليهتف بنحيب: أنتوا بتعملوا فيا كده لييه حرام عليكم على فكرة ..
, عمار: زين أنا مش ناااقص اللي فيا مكفيني ..
, نظر وسام نحو عمار ثم التفت لزين بغضب: فين الخطة اللي هنعملها علشان حيدر وعمار ..؟
, التفت عمار نحوهم بلهفة: أيوووه مش قولتلي بعد السباق هتقولهالي ..
, وسام: سيب حكاية الفلوس وابدأ في دي عايزين نصالحهم حرام حيدر مقطع قلبي ..
, عمار باستنكار: نعم ياخويااا !؟
, ابتسم وسام هاتفاً: ده أخوك طلع طيوب خالص واكتشفت إني ظالمه و**** من غيره كان أبويا علّق مشنقتي ..
, عمار: مش كنت عايز تقتله ومش طايقه ..؟
, نفى وسام سريعاً: لااا خااالص حيدر ده قلبي ..
, تأفف عمار بضيق متمتماً: هو قلب الكل أساساً ..
, ابتسم زين ببلاهة واقترب يقرص وجنتيه بقوة: يا بطة أنتي يا زعلانة ..
, أبعده عمار عنه بغضب وهتف: خلاص بقا يا زين ..
, تنهد زين هاتفاً: بصوا هقولكم الخطة بس بشرط ..
, وسام: إيه ..؟
, زين: تساعدوني علشان نجيب فلوس ..
, عمار بصراخ: مستحيييل ..
, زين: والنبي والنبي عشان خاطر زينو حبيبك طيب ..
, وسام: على حسب هنجيب الفلوس إزاي ..
, اعتدل زين بجلسته بحماس هاتفاً: لا من الناحية دي متقلقوووش خالص عندي خطة متخرش الماااية ..
, ضرب وسام رأسه بغيظ: هات ياخويا أشجينا و**** المرة دي أبويا هيتبرّا مني بس أعمل إيه كله علشانك يا عمورة أنت وحيدر ..
, ابتسم عمار بأمل وهتف: هنعمل إيه يا زين بس بلاش غباء ..
, زين: يا جزم متقلقوووش دي خطة مضمووونة وجماهيري هيساعدوني بيها جداً يا سلام عليك يازينو يا أبو الأفكااار أنت ..
, وسام: وجماهيرك مالهم ..؟
, نهض زين عن جلسته بسرعة هاتفاً: هما مش هيصدّقوا أني أرجعلهم عشان مكلمتهومش من ساعة السباق اللي كسب بيه أبن الكلب .. أمشوا معايا ..
, عمار: على فين ..؟
, زين: مش بعيد نازلين الجنينة تحت يلااا ..
, تنهد عمار ناهضاً عن السرير ولحقوا به للخارج لتُقابلهم ليلى هاتفة: رايحين فين ..؟
, زين: الجنينة يا لولا ..
, التفتت نحو عمار هاتفة: متقعدش في الشمس كتير يا عمار عشان متتعبش ..
, عمار: متخافيش يا ماما أنا خفيت وبقيت كويس ..
, أسرع زين يجدبهم معه للخارج والتفت حوله ليُنادي على عدد من الحراس بعدما وقف يتفحّص أشكالهم وهيئاتهم بدقة عالية وتركيز ..
, بعد فترة ..
, هتف زين وهو يقف أمام عدة رجال في الحديقة: هاا يا رجالة فهمتوا هتعملوا إيه كويس مش عايز أي أخطاااء ..
, هتف أحد الرجال بحماس: متقلقش يا زينو بيه ده أنا طول عمري بحلم أبقى ممثل ..
, زين بفخر: وجاتلك الفرصة على رجليها يا واد يا حودة يلا أبهرني بمواهبك ..
, هتف عمار بقلق: زين أنت متأكد أن الخطة دي هتنجح ..؟
, زين: عيييب عليك ده أنا زينو .. أهم حاجة كلنا نمثل كويس وأنا أظهر قدامهم حزين كده ..
, وسام: هتظهر حزين إزاي ياخويا ..؟
, زمّ زين شفتيه وأغمض عينيه ليفتحهما بعد لحظات ويتفاجأ الجميع بدموع محبوسة تتلألأ داخلها هامساً: أنا زعلان أووي يا عموورة ..
, عمار بصدمة: يخربيت كده ..
, ضحك زين بحماس: معاكم أجدع ممثل فيكي يا مصر أوماال ده أنا زينو مفيش حاجة تصعب علياا .. أهم حاجة أن يبان كل شيء حقيقي جداااً ..
, هتف عمار : يبقى يلا اتدرّب على دورك كويس ..
, زين: تؤ تؤ مش لازم أتدرب هرتجل إرتجالي .. بصوا هقولكم نصيحة كده خليكم صادقين دااايماً طول حياتكم علشان لو في مرۃ اضطرّيتوا تكدبوا الكل يصدقكم زي دلوقتي كده ..
, وسام بسخرية: ناصح يالا ..
, زين: هي البت ورود فين ..؟
, هرولت ورود قادمة باتجاههم بلهفة: هناا هنااا ..
, التفت ربيع الذي يقف معهم وهتف بصدمة: أنتي عاملة في نفسك إيه يابت ..؟
, ابتسمت مُعدلة الوشاح فوق رأسها وهي ترتدي ملابس مُمزّقة وملوثة: الحاجة يا بيه والعوزة مرمطوني في الشوارع ..
, اتسعت ابتسامة زييين بفرح: **** عليكي يا وردة وأنتي بتمثلي حلو زيي ..
, ورود بلهفة: يعني عبجتك ..؟
, زين بفرح: ده أنتي تعجبي الباشا تعالي بس أقعدي هنااا اخترتلك أوسخ مكان في الجنينة ..
, ابتسمت بلهفة واقتربت لتتربع أرضاً في القسم الخلفي من الحديقة حيث كان مُهملاً لا تمسّه يد عامل ..
, ليجلس عدد من الرجال حولها بعدما جهّزهم زين وملأ وجوههم وملابسهم بالفحم الأسود والوحل .. فيما أحدهم مُدخلاً ذراعه في صدره تاركاً كم تيشرته مفلوتاً لتظهر كأنها مقطوعة ..
, تنهد يُمسك هاتفه ليدخل لتطبيق الآنستا هاتفاً: يلا بقا يا جماعة هبدأ تصوير عمار تعال معايا فانزي عارفينك هتشارك معايا أنت وسامو ربيع أنت أقف على جنب ..
, ربيع: أنا أساساً مش هشارك بالمهزلة دي ..
, تحمحم زين ناظراً للكاميرا هاتفاً بحزن وعيون دامعة بعدما بدأ التصوير: عاملين إيه فانزي الحلوين .. أنا متأسف جداً غايب عنكم بقالي أسبوع بس الصراحة في حاجة جامدة منعتني .. أنا حزييين جداً جداً وعايز أشارككم حزني علشان أنتوا عيلتي ..
, التفت نحو عمار الحزين بجانبه وهتف: بصوا عمورة عمل حادثة واتصاب .. متقلقوش هو بقى كويس بس الحاجة اللي مزعّلاني حاجة كبيرة أووي قولهم يا عمورة هي إيه ..
, هتف عمار بحزن: الناس الغلابة بقوا كتيير أووي في البلد يا جماعة ناس محدش ببصلهم ولا شايفهم بيجروا على أكل عيشهم وبيتذلوا كل يوم بس في ناس حراام مش قادرةحتى تمشي من المرض والجوع والبرد .. زي اللي لقيناهم دول ..
, كتم وسام ابتسامته وهتف من خلفهم: دول يا جماعة تفاجأنا بيهم الصبح بجنينة الفيلا مجموعة ناس فقرا مساكين مرضى جم هنا عمال يدوروا على حتة يناموا فيها دول شكلهم يوجّع القلب ..
, سار زين حتى وصل بجانب الرجل الذي يجلس أرضاً بذراع مقطوعة ووجه مُتسخ وهتف: الراجل ده أسمه حمدي زي م أنتوا شايفين دراعه مقطوعة وهو هفتان بقاله أسبوع مكلش حاجة .. قولهم يا حمدي حكايتك ..
, نظر حمدي بعيون شبه مفتوحة نحو زين والكامرا التي بيده وهتف بتعب: أقولهم إيه يا بيه أن بقالي سنتين عايش في الشارع متمرمط كده ومتذل في البرد والحر وأقسى الظروف .. أقولهم أن مرات أبويا طردتني من بيتها بعد موت أبويا لما طالبتهم بحقي من الورث سرقوني يا بيه بهدلوني ومرمطوني وكل ده علشان دراعي مقطوعة مش قادر أعمل حاجة لوحدي وهما مش هيقعدولي خدم عندي زي مقالولي .. يا بيه الظلم موجود في كل حتة والجوع كافر أنا بقيت أفكر أشحت ولّا أسرق أو أنصب ع الناس لحد م التقيت بالجماعة الغلابة زيي دول .. بشاركهم مصايبي ومشاكلي ..
, التفت زين نحو ورود التي أخفت وجهها بالوشاح وهتف: قوليلهم أنتي يا نوسة ..
, هتفت نوسة بصراخ وبكاء: أقولهم إييه هما هيسيبوني زي غيرهم ولا هيساعدوني أنا جوزي طلقني وخد مني عيااالي يا بييه تجوز عليااا تجوزت عليا يا مأمون بعد كل الحب والعشرة اللي بينا تجوّزت عليا علشان معرفش أطبخلك رز طب أعمل إيه إذا كان بيتحرق معايا دايماً ذنبي إيييه ..
, هتف زين بنحيب: يعين أمك يانووسة يا مظلومة يامضطّهدة ..
, هتفت نوسة ببكاء: ده بهدلني مسح فيا الأرض يا بيه بقيت لقمة سائغة كله عايز ينهش فيا خلاص يا بيه أنا قررت أنتحر بس لولا الواد اللي في بطني أه م هو طلّقني ومش عارف أني حامل ولما روحتله قالي أمشي يا.. لا مؤاخذة هو قالي كلمة بذيئة هنا المهم قالي أمشي دوّري على أبوه أنتي جاية ترمي بلاكي عليااا .. وأنا يا بيه مقطوعة من شجرة مليش أهل ولا قرايب ولا صحاااب أروح فين بس ياربي أعمل إيييه حسبي **** ونعم الوكيل حسبي **** ونعم الوكيل فيك يا مأموون وفي مراتك الجديدة ..
, هتف زين بغضب: ده هو اللي لا مؤاخذة وأبووه لا مؤاخذة وعيلته كلها لا مؤاخذااات ..
, التفت مُشيراً لعدد آخر من الرجال هاتفاً في الكاميرا: دول كمان زي حالتهم كلهم مظلومين وفقرا ومحتاجين وأنا ك زين عز الدين اللي مقدرش أشوف الظلم وأسكت قررت أساعدهم وأكسب بيهم ثواب أنا وولاد عمي طبعاً بما أننا عيلة ميسورة وكده .. بس يا جمااااااعة أنا قرّرت أني مش هبقى أناني كده ولا آخد الثواب لوحدي عشان كده قررت أشارككم في الثواب وربنا يجعله في ميزان حسناتنا كلنا ..
, بصوا بقا اللي عايز يساهم بملغ مهما كان ولو مية جنيه لوجه **** تكسبوا بيه ثواب وتعملوا لآخرتكم اللي عايز يساهم هنشر دلوقتي ايميلي في البنك حولوا الفلوس هناك وأنا هجيبهم نوزعهم عشان الناس الغلابة دول يعيشوا حياة كريمة مش ذل وبهدلة وقلة قيمة وعشاننا إحنا كمان نكسب ثواب إن شاء **** .. يلا يا جماااعة أعملوااا خير وساعدوا بعضكم الحياة قصيرة وكلنا هنموووت ويابخت اللي ميزان حسناته بيبقى تقيل .. واللي هيشارك يقولي أسمه وأنا هعمل فيديو تاني وأقول أسمه وأشكره من قلبي ده بس عشان الكل يعرف أنه قلبه طيب وجدع ونشجّع بعضنا ومنترددش .. والسلام عليكم ورحمة **** وبركاته ..
, قام بنشر الفيديو سريعا ليتعالى أكثر صوت بكاء ربيع من أحد الأركان وشهقاته: ك ك كل الظلم والعوز دي في الحيااة حرااام بجد ..
, زم زين شفتيه يهز رأسه مُتحسّراً: شوفت يا ربيع ..
, هتف عمار بلهفة: بت يا ورود إيه التمثيل الجامد ده ..؟
, قفزت ورود بلهفة هاتفة: بجد يا عمووورة كنت حلوة أوي صح ..؟
, زين بسرعة: جداااا ده أنتي زعلتيني أووي برافو عليكم يا رجالة واد يا حودة ده أنت جاامد ياض ..
, ابتسم حمدي معدلاً من ملابسه المتسخة: أه بعجبك يا بيه ..
, زين: زي م اتفقنا هيكون ليكوا نسبة من الأرباح .. سيبوني دلوقتي أبعتلهم البريد اللي هيحوّلوا عليه الفلوس وإن شاء **** ساعتين وهنغتني ..
, عمار بلهفة: وهتقولي الخطة النهاااردة فااهم ..؟
, زين: أوكيه أوووكيه ..
, في مكان آخر .. بعد عدة ساعات ..
, نظر هارون للملف أمامه وهو يجلس في مكتبه وهتف: جبت المعلومات منين ؟
, جلس زميله فريد أمامه: الملف ده كان مع الظابط اللي استلم المهمة قبلك وللأسف قدروا يقتلوه قبل م يكمل المهمة ..
, هارون: عايد قاسم الزيات .. بس على حد عملي فهد ده ملوش أخوات ..
, فريد: ده مش أبن أخوه قاسم يبقى أبن عم فهد يعني عايد ده أبن أبن عمه وهما التنين شغالين مع بعض ..
, هارون بتفكير: يبقى أول حاجة لازم نستغلّها هي عايد ..
, فريد: بس ده خبيث أووي ..
, ابتسم هارن هاتفاً: وإحنا هنستفاد من خباثته دي ضد فهد .. بص مكتوب هنا أن قاسم اتقتل قبل كام سنة ..
, فريد: أيوه عمل حادثة والحادثة كانت بفعل فاعل ..
, هارون: والفاعل ده هو فهد ..
, فريد بحذر: وأنت عرفت إزاي ..؟
, هارون: الناس اللي زي دول القتل عندهم زي شرب الماية وبعالمهم البقاء للأقوى مفيش اعتبارات ولا عاطفة .. وقاسم كان يشارك فهد شغله زي م مكتوب هنا يبقى خلافهم كان ع الشغل .. بص حاول تتأكدلي من الموضوع ده وبعدين هشوف هنعمل إيه ..
, أومأ فريد هاتفاً: تمام .. بس هما بحاولوا يقتلوك ..
, قطب هارون جينه بشدة هاتفاً: بس بيفشلوا وربنا الحامي .. معرفش بقا هسيب كل حاجة دلوقتي وأركز ع القضية دي ..
, هز فريد رأسه ونهض متجهاً للخارج فيما تعالى رنين هاتف هارون ليُجيب: أيوه يا حيدر ..
, هتف حيدر بحدة وغضب: أخوك ده هتيجي تلاقيه متعلّق من ودانه على باب الفيلا ده أنا هربي الكللابب فيه ..
, هارون بدهشة: في إيه هو عمل إيه تاني ..؟
, حيدر بغضب: أدخل حسابه في الانستا وتفرج صوت وصوورة ده أنا هوريه ..
, هارون بحزم: حيييدر لو مهما يكون عامل سيبلي أنا المهمة دي أنت ممنوع تمد إيدك عليه تاني فاهم ..
, زفر حيدر بحدة وهمس: خليك عمال تدلعه كده لغاية م يوقعك في مصيبة متقدرش تطلع منها ..
, هارون: ده مش دلع بقولك أنا اللي هتصرّف معاه وأحاسبه مش حد غيري اقفل بقا ..
, أغلق الهاتف بوجهه وفتح على حساب زين لتتوسع عينيه بصدمة مما يرى ويزداد غضبه مع كل كلمة يقولها لينهض عن جلسته بغضب يضغط عدة أرقام بسرعة ليأتيه صوت زين هاتفاً: نعم أخلص مش فاضي ..
, هارون بهدوء: واد يا زينوو ..
, زين: إيييه ..؟
, هارون بصراخ: ده أنا هطربق الدنيا على دماغك أنت والغلابة بتوعك يا حيوااان ..
, أغلق ابخط بوجهه ليبتلع زين ريقه ناظراً حوله نحو الرجال الذين يتقاسمون الأرباح التي أتتهم وهتف: ي ي يا رجااالة أهربوا ..
, عمار: في إيه ..؟
, زين: معرفش هارون شكله شاف الفيديو .. أنا لازم أحذفه خلااص جالنا مبلغ يعيّشنا شهرين زمان أحسن عيشة ..
, وسام بصراخ: يابن الجزمة دلوقتي أبويا يعرف ويتعصب عليا ..
, هتف زين بغيظ: في إيه أنت وهو م أنا قاسمتكم الأرباح بالتساوي الحق عليا يعني ..
, اتجه لداخل الفيلا يلحق به عمار ووسام بغيظ ليصرخ بفزع بعد لحظات عندما صرخ هارون داخلاً الفيلا: زيييين الديين ..
, هتف بسرعة راكضاً للأعلى: هديك نص الأرباح بس سبني ..
, صرخ هارون راكضاً خلفه: عاملّي جمعية خيريّة يا بيه عايز تساعد الغلابة المحتاجين يا كلب ..
, دخل زين غرفته بسرعة مُحاولاً إغلاق الباب ليصرخ عندما دفعه هارون بقوة حتى سقط أرضاً ودخل بعدها ناظراً نحوه بشر ..
, أسرع عمار ووسام وربيع خلفه ليُنقذوه ليلتفت هارون نحوهم هاتفاً: أهلاً أهلاً أهنيكم بجد تمثيل ولا أرووع .. البت نوسة فييين حد يناديلها وقولولها متقلقش أنا هربيلها الواد اللي في بطنها أومااال ده أنا مرضاش أن بنت حلوة زيها تتشرد في الشوارع كده دي شرف وعرض هي الرجولة ماتت ولّا إييه ..
, نهض زين متراجعاً للخلف: ب بص بص ح حذفت الفيديو خلاص وخد كل الفلوس لو عايز بس سبلي شوية بس عايز أظبط العربية يا جدع ..
, هارون: جبت فلوس كام ؟
, ابتسم زين بلهفة: أوي أووووي ثرووة يا هارون ثرووووة ..
, أومأ هارون برأسه واتجه ليجلس فوق أحد المقاعد واضعاً قدماً فوق الأخرى مُقطباً جبينه بغضب وتفكير ..
, هتف زين بحذر: عايز كام ؟
, هارون: لا خلاص وزّعهم علی فريق العمل بتاعك ده م هما تعبوا يا حرام ..
, زين: طول عمرك قلبك طيب يا هرهر ..
, هارون: أوماال .. بقولك يا حبيبي ..
, زين: قووول يا معلم ..
, أشار هارون بيده نحو أحد الأركان: شايف الحيطة الجميلة اللي هناك دي ..؟
, التفت زين نحوها وعاد بنظراته نحو هارون بغضب وتذمر: خد الفلوس كلهاااا بس بلاش التذنيبة دي خلاص مش عاايز هديهوملك لوجه **** ..
, هارون: مقولتليش شايفها ..؟
, زين: يا هارون يا حبيبي بلاش شغل العيال ده ..
, هارون: يبقى مش شايفها ولازم أوريهالك بنفسي ..
, هتف زين بسرعة: لا خلاص شايفها كويس ..
, هارون: يبقى اتفضل يا حبيبي وشك ع الحيطة وإيديك فوق وعلى رجل واحدة ..
, زين: م تخليهم رجلتين واكسب فيا ثواب خلي بالك أنا النهاردة بفضلي ناس كتير كسبت ثواب وأنت هتبقى واحد منهم ..
, التفت هارون نحو الثلاثة الذين ينظرون له بحذر ليهتف: عايزين عزومة يا حبايبي أنت وهو ؟
, هتف ربيع بسرعة: أانا مليش دعوة ..
, هارون بدهشة: أومال صوت مين اللي كان عمال يعيط في آخر الفيديو الإنساني ده أوعى يكون صوتي ..
, ربيع بحزن: م هما بزعّلوا الصراحة ..
, هتف هارون بصرامة: شرفوا يا أساتذة معاه يلا ..
, التفت عمار نحو زين هامساً: كله بسببك ..
, زين: وأنا مالي عايز فلوس مش كفاية حارمينا كمان منعتمدش على نفسنا ونجيب **** ..
, هارون بغضب: زيييين الدين أنا قولت إيييه ..
, هتف زين بغضب: بقولك إييه هعمل اللي أنت عايزه بس بلاش زين الدين دي ..
, تنهد هارون هاتفاً: يبقى اتفضل صدقني ده أرحملك أني أمد إيدي عليك عشان أنا متعصب ولو ضربتك مش ضامن نفسي هعمل فيك إيه ..
, رمقه زين بغيظ واتجه نحو الحائط ليقف كما أخبره وهتف: أبقوا فكروني أكتب حاجة ع الحيطة أتسلا بيها في وقفة الغباء دي ..
, هارون: من غير كلااام .. وأنتوا ؟
, نظر نحوهم بغضب ليُسرع الثلاثة نحو الحائط بجانب زين ووسام يُتمتم بشتائم ناظراً نحو زين بغضب ..
, أخرج هارون هاتفه متصلاً بأحدهم ليهتف ساخراً: عاملة إيه يابت يا نوسة والواد اللي في بطنك صحته كويسة ؟
, ابتلعت ورود ريقها ناظرة حولها بقلق وهي في غرفتها وهمست: و واد واد إيه ونوسة مين ح حضرتك غلطان ..
, هتف بغضب: تعالالي أوضة زين حالاً ..
, أغلق الخط بوجهها لتلطم وجها هامسة: ادي آخرة التمثيل والفن ٤ نقطةوالحب المعفن ..
, نهضت مُسرعة عن سريرها وصعدت درجات السلم لتفتح الباب بحذر .. دخلت لتجدهم يقفون ضد الحائط وهاون يجلس بغضب قريباً منهم .. هتفت بسرعة: ن نعم نعم يا هارون يا حبيبي ..
, هارون: اعمليلي فنجان قهوة بسرعة وهاتيه هنا ..
, هتفت بحنق: طب ماكنت قول كده في التلفون كان لازم تطلّعني هنا يعني ..
, هارون: 5 دقايق لو مشوفتكيش قدامي هتقفي زيهم ..
, أسرعت للخارج بلهفة مُغلقة الباب خلفها ونزلت درجات السلم متجهة نظو المطبخ بسرعة ..
, في فيلا فهد الزيات ..
, هتفت ريماس وهي تجاس بجانب والدتها: يعني بابا عايز يقتل اللي أسمه هارون ده ..؟
, أومأت زينة هاتفة: أيوه زي م سمعتيهم أنتي أنا سمعتهم وعرفتهم ..
, ريماس: طب وأنتي عارفة هارون إزاي ؟
, ابتسمت زينة هامسة: هو معرفوش بس عارفة عيلته .. مش حكيتلك زمان عن راجل بابا شافه عمل حادثة وأنقذه ..
, ريماس بدهشة: أيوه أيوه ..
, زينة: الراجل ده يبقى عم هارون .. العيلة دي جميلة أوووي وحسيتهم كأنهم عيلتي .. عزمتهم زمان على فرحي وهما جم كلهم .. كان معاهم عيل صغنن جميل خالص أسمه هارون وعيل تاني أسمه حيدر .. ولما اتنقلت هنا بعد جوازي من أبوكي فضلت أزورهم كام سنة لغاية م بعدين اتقطعت أخبارهم عني وظروف الحياة خلتنا نبعد عن بعض .. تصدقي وحشوني خالص ..
, ابتسمت ريماس بلهفة وهتفت: طب عارفة أني حبيتهم من غير م أشوفهم ..
, زينة: ما هما يتحبوا فعلاً .. بس شكل هارون ده بقى ظابط وهو عمال يحفر ورا فهد علشان يوقعه .. وزي م فهد عمل في اللي قبله هو قتلهم أو هددهم علشان يبعدوا عن القضية دي ..
, ريماس بسرعة: أنا سمعت أنهم هددوه بس هو لسا بدور وراهم ..
, هتفت زينة بقلق: وده اللي مخوفني .. خايفة فهد يعمل فيه زي اللي قبله أنا مشوفتش من العيلة دي إلا كل خير مش عايزة يتأذوا بسببنا ..
, همست ريماس بحزن: وإحنا مالنا يا ماما ..؟
, زينة: إحنا ملناش بس أبوكي ..
, ريماس: بصي أنا هحذرهم ..
, هتفت زينة بحدة: أنتي متتصرفيش حاجة من دماغك فاهمة أساساً هارون عارف كويس أن أبوكي عايز يقتله و**** أبوكي لو شم خبر أنك عارفة بأعماله معرفش ممكن يعمل فيكي إييه ..
, هتفت ريماس: هو ممكن يئذيني معقول أنا بنته ..
, زينة بسخرية: الناس اللي زي دول ميهمهاش غير الفلوس يا ريماس .. الفلوس وبس هو باعني وباع العشرة اللي بينا .. فضل يعاملني كويس وعيشت معاه أجمل سنين عمري لغاية م اكتشفت أعماله دي صدفة .. من ساعتها اتغيّر معايا أنا كرهته خوفت منه خوفت عليكي وعليا هددته أني هبلغ عنه بس كان يضحك ويتريق طبعاً م هو القتل عنده سهل خالص .. طلبت الطلاق وروحت بيت أبويا فضل يهددني ويهدد أبويا وأمي لغاية م أبويا مات ورجعتله .. متعمليش حاجة تخليه يئذيكي يا ريماس عشان خاطري أنا مليش غيرك ..
, زفرت ريماس بحزن واقتربت منها تُعانقها هامسة: خلاص يا ماما متقلقيش مش هعمل حاجة أنا هفضل زي م أنا أدور وراه وأعرف هيعمل إيه من غير م حد يكشفني ولو قدرت هساعد هارون وعيلته من بعيد من غير م حد يحس على حاجة ..
, عانقتها زينة بدموع وخوف داخل قلبها مُغمضة عينيها بندم على سنوات طويلة أمضتها في حزن وخوف دائم ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, بعد مدة من الوقت ..
, هتفت ورود بتعب وحنق: وبعدين طيب دي رابع مرة تجيبني هنا طالعة نازلة السلم وربنا تعبت ..
, هارون: مش بتعملي القهوة اللي أنا عايزها ..
, هتفت ورود بغيظ: وحضرتك عايزها إزاااي طيب ..؟
, هارون: عايزك تعمليها بكل حب ورضى وابتسامة مش بوشك المعفن ده .. بعدين أنتي فاكراني مش عارف أن الفنجان ده من القهوة اللي قبليه ومعملتيش قهوة جديدة ..
, رمشت ورود بعينيها بصدمة: عرفت إزاي ..
, هارون: عيب عليكي تسألي هارون السؤال ده وعيب برضه أسلوب الخداع ده .. أنزلي يا حلوة أعمليلي عصير مبقتش عايز قهوة ..
, هتفت بنحيب: والنبي يا هارون تعبانة ده الدور التالت يا جدع وأنا عمال أطلع وأنزل ..
, هارون بحزن وخوف: ده هيأثر على الجنين مش كده حقك عليا يا نوسة و**** ..
, هتفت بصوت باكي: والنبي مظلومة ..
, هارون: اتفضلي يا نوسة تحت هاتيلي عصير ..
, اتجهت بنحيب تأخذ فنجان القهوة من أمامه واتجهت خارج الغرفة بتذمر ..
, هتف وسام بتردد مُديراً رأسه نحوه: م م ممكن أقول حاجة ..؟
, هتف هارون بغضب: وشك ع الحيط ..
, التفت وسام سريعاً نحو الحائط ليهتف هارون: قول ..
, وسام بسرعة: إحنا كنا عايزين نعمل إجتماع علشان نحل مشكلة عمار وحيدر ..
, عمار بلهفة: أه والنبي يا هارون ..
, قطب هارون جبينه هاتفاً: هتحلوها إزاي بقا ؟
, وسام: زين زين عنده خطة متخرش الماية ..
, التفت هارون نحوهم بغضب: يبقى أخرسوا أنتوا الأربعة ومسمعش نفسكم ..
, عمار ببكاء: حرام عليك يا هارون أنت عايزني أفضل كده يعني ..
, هارون بغضب: مش أحسن م ناخد عزاك الليلة على إيد حيدر بسبب خطة زين اللي متخرش الماية دي ..
, هتف زين بلهفة: لا وربنااا دي خطة جااامدة جدداً أسمعها أنت بس وأحكم بنفسك لو معجبتكش خلاص فركش ..
, رمقهم هارون بغضب ليهتف عمار ببكاء وترجي: عشان خاطري يا هاروون عشان خاااطري ..
, تنهد هارون بهدوء هاتفاً: ماشي هسمعها بس أقسم ب**** لو كانت غبية يا زين هضربك ..
, زين: موافق ..
, أنزل ربيع يديه بتعب: أاااه أنا تعبت خلاص ..
, هارون بحدة: اترزعوا أنت وهو قدامي أشوف آخرتها معاكوا ..
, التفت الجميع بتعب شديد واتجه زين ليلقي نفسه فوق سريره بإنهاك وجلس أصدقائه حوله ..
, دخلت ورود الغرفة بوجه مغتاظ ووضعت كأس العصير أمامه ليهتف: أرجعي أنزلي هاتي عصير ليهم ..
, هتفت بصدمة.: نعممم بقا هما تنهي عقابهم وأنااا أكمّل ؟
, هارون: معلش بقا الرياضة مفيدة علشان اللي في بطنك .. أجري يابت ..
, ضربت الأرض بقدمها بنحيب واتجهت خارح الغرفة تصفع الباب خلفها بغضب ..
, بعد مدة قليلة ..
, كان الجميع يرتشف من كؤوس العصير أمامهم ليدخل سيف الغرفة ناظراً لتجمّعهم: بتخططوا على إيه من غيري .. واد يا زينوو ..
, زين: عيب عليك يا سيفوو تعالى بس ..
, هتف عمار بصدمة: هو عمو سيف عارف ..؟
, هارون: أه عارف من فترة بسيطة سمع الكلب زين بيتكلم معايا ..
, سيف: قصدكم على حيدر ؟
, عمار: أه ..
, هتف سيف بغضب: م أنت الحيوان الكلب و**** لو مكان حيدر كنت قتلتك طب تصدق لو أنا عملت زمان كده في أدهم كان لغاية دلوقتي مشردني بالشوارع مع القطط ..
, زم عمار شفتيه بحزن: طب أعمل إيه طيب غلطت وندمت أعمل إيييييه ..؟
, هتف هارون بهدوء: خلاص يا بابا مش وقت الكلام ده زين عنده خطة علشان يصالحهم هنسمعها ولو كانت كويسة هنساعده كلنا علشان يصالحه ..
, سيف: حبيب قلب أبوه الذكي زيه قول خطتك إنني أسمع .. بقولكم إيه أنا لو موافقتش الخطة مش هتنفذ هاا ..
, زين: أكيد طبعاً يا سيفو م أنت الخير البركة .. بصوا بقا ..
, هارون: زين يا ريت تتكلم عدل بلاش حركات والإثارة والتشويق بتاعتك ..
, زين: ماشي ماشي .. إحم .. كلكم عارفين حصل إيه زمان وحيدر مشكلته الأساسية هي كرامته وكبريائه العالي عشان كده مش معرّف حد من العيلة سبب بُعاده عن ريما ولا بعاده عن عمار ..
, هارون: أيوه بالظبط كده هو قال للكل أنه سابها بنفسه وأنه اكتشف أن ده مكنش حب ..
, زين: كل ده علشان مش عايز حد يعرف أنه كان مضحوك عليه ومختوم على قفاه لا مؤاخذة ..
, رمقه هارون بغضب ليهتف سيف: ياعيني عليه الواد دردر مُعذّب أووي زيي ..
, هتف زين: عمار كان خايف عليه ومن غبائه معرفش يتصرّف كويس ودبس نفسه في مشكلة والصراحة حيدر كان كريم معاه ومكسرش دماغه ..
, عمار بغضب: ماخلاااص بقاا ..
, هارون: زيين إحنا عايزين نحل المشكلة ونساعده مش نزودها عليه ..
, زبن: تمام تمام الفكرة اللي عندي هي إننا نحاول نحسّس حيدر بنفس إحساس عمار وقتها .. أنه كان ضايع وخايف على أخوه وميعرفش يتصرّف إزاي ..
, قطب هارون حاجبيه بحذر: يعني إيه ..؟
, هتف زين بحماس: لازم نعيد القصة تاني بس نقلب الأدوار يعني عمار يبقى مكان حيدر وحيدر مكانه وعمار هو اللي يتضحك عليه ويتختم على قفاه لامؤاخذة ..
, حكّ هاوون رأسه بحذر وهتف: طب وضح أكتر عندك خطة معينة ..
, هز زين رأسه بحماس: أيووون .. إحنا نجيب بنت نمثّل أن عمار بحبها أووي ونخلّي العيلة كلها تعرف أنه بحبها وبموت فيها زي م كان حيدر مع ريما .. وبعدين البت دي تطلع مش كويسة وعمال تلعب عليه بس هو من حبه فيها مش بصدق حاجة .. نروح بعديها لحيدر نقوله كل حاجة وأن البت دي بتمثل عليه الحب وإننا عمال نحذّره منها وهو تخانق معانا ومش راضي يصدق عنها حاجة وحشة .. عمار كده هيبقى زي حيدر زمان وحيدر هنا هيبقى زي عمار وهيفتكر تجربته الفاشلة مع ريما وهو وقتها توجع أووي أكيد مش هيخلي عمار يتوجع زيه وهيحاول بأي طريقة يبعده عنها بس من غير م يجرح ويصدمه زي م عمار عمل ..
, ربيع بلهفة: حلوووو أوووي بجد هو بحب عمار بس مجروح منه بس أكيد لما يعرف أنه وقع بنفس مشكلته مش هيرضاله الزعل والجرح اللي حصله وهيحاول يساعده ..
, زين: بالظبط كده .. هو هيحاول يبعده عنها بعد م إحنا نقوله إننا خلاص استسلمنا ومش قادرين نعمله حاجة .. وعمار هنا يتحيْون ويعمل نفسه عاشق غبي ولهان ويتخانق مع حيدر لو هو حذره منها وميتجاوبش معاه خالص مهما حاول وهنا حيدر هيحس بشعور عمار وقتها وهيعرف هو عمل كده ليه ..
, وسام: يا سلااام ده حيدر كده هيتجنن بجد ..
, التفت زين نحو هارون الذي يُقطب جبينه مُقلّباً الكلام في عقله ليهتف: هاا يا هارون قولت إيه أنت وسيفو ..؟
, هتف سيف بلهفة: أناا موااااااافق ..
, هارون بهدوء: و**** يا زينو دي المرة الأولى خطة من خططك تبقى جامدة كده تصدق لو نجحت هنفذلك تلات حاجات عاوزهم ..
, سيف: أهو هيقلب على مصباح علاء الدين بقا ..
, هتف هارون: إيه ياسيفو أن مستقل بقدراتي ..
, هتف ربيع بهدوء: بس في مشكلة يا جماعة ..
, التفت الجميع نحوه ليهتف: هنجيب منين البنت اللي هترضى تمثّل معاه وتبان إنها مش كويسه قدامهم ..؟
, زين: مش قدامهم قدام حيدر وبس أما قدام باقي العيلة ف هتبقى ملاااك ماشي على الأرض زي م كانت اللي متتسماش ريما ..
, ربيع: بس برضه هنجبها منييين ..؟
, قطب الجميع جبينهم بتفكير ليهتف سيف بفرح: سيبوها علياا دي ..
, هارون: هتجيبها منين يا سيفو ..؟
, ابتسم سيف بفخر: بنت أمييير ..
, هتف زين بدهشة: روميساء ؟
, أومأ سيف هاتفاً: أيووووون مفيش غيرها ..
, هارون: طب عمو أمير ومراته مش كانوا مسافرين إسكندرية ؟
, سيف: معرفش مش أنت قولتلي يا واد يا زينو أن بنته بتدرس هنا ؟
, زين: أيوه هي قاعدة مع خالها موسى هنا عشان الجامعة ..
, سيف: خلاص يبقى قولولها هي ..
, وسام: طب وحيدر ميعرفهاش ..؟
, نفى عمار بسرعة: لأاا هما سافروا زمان من لما كنا في ابتدائي وبعدين هي جت تقعد مع عمو موسى ومراته عشان الكلية ومن ساعتها وحيدر مشافهاش ٣ نقطة
, سيف: أوكيه يبقى خلاص اتحلت وهي هتوافق أكيد أساساً أبوها زمان استلفنا منه أخته وهو أدهالنا بكل روح رياضية يا حبيبي يا مارو ..
, هتف ربيع بهدوء: بس برضه في مشكلة ..
, زين بغيظ: إييه يا بومة ..؟
, ربيع: حيدر أكيد هيدوّر ورا البنت دي ويعرف كل تاريخها .. هنعمل إيه وقتها كده هيعرف أنها بنت عمو أمير بعدين باقي العيلة ميعرفوهاش ؟
, هتف زين: بالنبسة للعيلة لاا قولتلكم هي كانت صغننة خالص آخر مرة شافوها وهما بكلموا أهلها في الفون يعني مش هي ..
, هتف هارون بسرعة: بالنسبة أنه هيدور وراها أنا هتصرف في الموضوع ده هجبله ملف كامل عنها من قبل م يحاول يدورو وهزوّر حاجات كتير وأعملها يتيمة وملهاش حد .. وهو أكيد مش هيدور من ورايا بما إني ظابط وكده هيقتنع ويثق بالمعلومات بتاعتي ..
, ابتسم سيف بسرعة: يبقى كده اتحلت .. دلوقتي لازم العيلة تعرف أن عمار بحب ..
, ابتسم عمار بأمل ليهتف زين: عمووورة طلع مواهبك في التمثييل من هنا ورايح فااهم .. شوفت يا هارون فايدتي إيه أنا درّبتهم النهاردة شوية على التمثيل بروفات يعني ..
, هارون بهدوء: المهم الموضوع ده ميخرجش برا الأوضة دي إحنا بس اللي نعرف باقي العيلة لااا أووعى هااا حيدر لو سمح أننا كلنا عارفين هيعمل مجزرة ..
, هتف وسام: طب خلاص يبقى من بكرا لازم نظهر قدام العيلة أن عمار بحب ونغمز ونتريق شوية ..
, رمقهم عمار بغيظ ليهتف زين: لزوم التمثيلية وكده ..
, تأفّف هاتفاً: ماشي خلاص أدام الحاجة دي هترجعلي حيدر يبقى موافق ..
, ابتسم زين هاتفاً: فاضل حاجة واحدة نروح نستلف الممثلة روميساء ونتفق معاها على كل حاجة ..
, ربيع: هو الصراحة في مشكلة أخيرة ..
, رمقه الجميع بغضب ليهتف: فيي إييييه الحق عليا يعني بدور على الثغرات في الخطة علشان منتكشفش ..
, هارون: مشكلة إيه ..؟
, ربيع: مش ممكن البت دي متوافقش ؟ إحنا لازم نحكيلها الحكاية
, كلها من أولها لآخرها علشان تشفق على عمار وتساعده ..
, عمار: مفيش مشكلة لو هي هتوافق أنا هحكيلها كل حاجة عادي ..
, هارون: يبقى خلاص اتفقنا أنا همشي وأجهّز تقرير عنها من دلوقتي .. وأنتوا بكرا روحوا للبت دي ..
, زين: لاا بكرا إيييه من دلوقتي أمشوا يلا ..
, هارون بهدوء: ربيع بلاش ورود تعرف ..
, ربيع: بس روميساء صاحبتها ولما تشوفها هتعرفها هما كانوا يتواصلوا دايماً ..
, زفر هارون هاتفاً: يعني إييه كده ورود برضه هنضطر نعرّفها ..
, ربيع: هارون أنت عارف ورود كويس مش هتقول حاجة صدقني ..
, هارون: اتفقوا مع روميساء الأول وبعدين لو وافقت خبروا ورود .. وأنت يا بابا ..
, سيف: هاا ..؟
, هارون: بلاش يعني حد يعرف ..
, سيف بغضب: ولد أحترم نفسك أنت شايفني إييه برمي فتن ..
, هارون: لا العفو يا سيفو مش قصدي ..
, سيف بغضب: ده أنتوا لازم تحمدوا ربكم أني موجود وقولتلكم عن البنت دي لولايا كنتوا هتذلوا نفسكم لأي واحدة من الشارع ..
, هارون: **** يخليك يارب من غيرك مكناش هنعرف نعمل حاجة يلا بقا أنتوا أمشوا اتفقوا معاها ..
, أسرع الشباب ينهضون عن جلساهم بسرعة مُتجهين خارج الغرفة بلهفة ليخرجوا من الفيلا بطريقهم نحو منزل موسى حيث تسكن روميساء معه هو وعمتها تغريد ..
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
السابع


كان طموحه أن يُصبح ساعي بريد، لسببٍ واحد، حتى يتمكن من رؤيتها وهي تفتح رسائله 💜
, ٣٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, التاريخ يُعيد نفسه .. هذا ما دار في رأس أمير وهو ينظر للثلاثة الذين يجلسون مُقابلاً له في منزل موسى يُحدّقون به بعيون متحمّسة مترقبة ..
, نهض ببطء من مكانه هاتفاً: معلش عيدوا تاني مسمعتش كويس عايزين إيه ؟
, هتف زين بحماس: عايزين نستلف بنتك روما علشان عايزنها في حاجة خاصة كده حضرتك ملكش فيها ..
, احتدّت نظرات أمير بغضب لتنهض أخته تغريد هاتفة بسرعة: أهدا يا أمير عشان خاطري ..
, التفت الثلاثة لبعضهم بدهشة وهتف عمار: حضرتك كويس يا عمو ؟
, صرخ أمير مقترباً منهم ليجذب زين بقبضته وعمار في القبضة الأخرى يُنهضهم عن جلستهم بقوة: أنتوا عايزين تجننوني أنا عملت إييييه بس ياربي علشان تعاقبني كده ..
, قفز وسام عن جلسته هاتفاً: أهدا يا عمو وصلي ع النبي في إيه بس فهمنا ..
, جذبهم أمير خارج المنزل ليفتح الباب ويدفعهم خارجه بغضب صارخاً: بصوا بقا أنا جبت آخري منكم ومن عيلتكم كلهااا البيت ده متعتبهوش تاااني وأنسوا خالص أنكم تعرفوا حد أسمه أمير ..
, أمسك وسام الذي يقف قربه بقلق ليدفعه للخارج صارخاً: بررا أنت التاااني ..
, نهض زين عن الأرض ينفض ثيابه وهتف بضيق: في إيه ياعمو يعني عندك ضغوط شغل مااشي إحنا مقدّرين بس مش تتفشش فينا كده ميصحش يا عمو وأنت سيد العارفين ..
, صرخ أمير بحنق: بقولك إيه يا واد أنت أنت بالذاااات مش عايز أسمع صوتك ولا أشوف خلقتك قدامي لا أنت ولا أبووك بررررا ..
, صفع الباب بوجههم بغضب وعاد ليفتحه هاتفاً: وبنتي محدش يقرب منها فاااهمييين ..
, عاد ليصفعه بوجههم بقوة والتفت يتنفّس بغضب ليهتف موسى: على فكرة البيت اللي بتطردهم منه ده بيتي ..
, أمير بغضب: و**** واللي جايين يستلفوها دي تبقى بنتيييي ..
, تغريد: طب إهدا شوية عشان خاطري متتعصّبش .. أنت جاي من سفر وتعبان أطلع ارتاح في أوضتك ..
, رمقهم أمير بغضب وهتف: الحمد**** أني جيت النهاردة دول كلاب محدش قادر يقفلهم ..
, تركهم صاعداً درجات السلم بغضب لتنزل بعدها فتاة في بداية العشرين من عمرها بخصلات بنية طويلة ووجه ناعم بعيون عسلية نظرت حولها بحذر وهتفت: هو في إيه يا عمتو إحم زين وعمار ووسام عايزني في إيه ؟
, هتفت تغريد بهدوء: منعرفش و**** أبوكي اتجنن فجأة وملحقوش يقولوا عايزين إيه ..
, تأفّفت روميساء بحنق هاتفة: ينفع كده طيب هما وحشوني وأنا كنت عايزة أشوفهم ..
, تغريد: بقولك إيه متخليش أبوكي يسمع الكلام ده ويتجنن أكتر .. تعالي معايا يلا نعمل عشا ..
, هتفت روميساء: لا عندي مذاكرة هطلع أوضتي ..
, أسرعت بخطواتها مهرولة نحو غرفتها .. أغلقت الباب خلفها بهدوء وأسرعا تتربع فوق سريرها .. جذبت هاتفها تضغط عدة أرقام بفضول وهتفت بفرح: بت يا ورود عاملة إييه ؟
, هتفت ورود بفرح: روماا أخيراً أفتكرتي أن عندك وردة في حياتك ..
, ابتسمت روما بلهفة هاتفة: طب و**** أنا فاكراكي دايماً بس بقولك إيه ..
, ورود: قولي ..
, روما: هما ولاد عمك كانوا عايزيني في إيه ؟
, قطبت ورود جبينها بحذر: ولاد عمي مين ؟
, روما: زين وعمار ووسام كانوا هنا قالوا لأبويا أنهم عاوزيني بس بابا اتعصب جامد وطردهم ..
, رفعت ورود حاجبيها بدهشة وهتفت: واللهي معرفش محدش قالي حاجة ..
, تنهدت روما هاتفة: طب اعرفيلي طيب وخبريني ..
, ورود: هو باباكي ومامتك هنا ؟
, هتفت روما: لأ بس بابا جه النهاردة الصبح عنده كام حاجة هنا هيخلصهم ويسافر تاني ..
, ورود: تمام اقفلي دلوقتي هطلع أسأل ربيع عن الموضوع ده ..
, أغلقت الهاتف سريعاً وكادت تنهض عن سريرها قبل أن يدخل ربيع هاتفاً: تسأليني عن إيه ؟
, هتفت بسرعة وغضب: أنتم مخبين عني إيييه هااا ؟
, ربيع: في إيه ..؟
, ورود بحذر: عايزين إيه من روميساء بنت عمو أمير ..؟
, تحمحم ربيع هاتفاً: هي لحقت تقولك ؟
, ورود بغضب: يبقى في حااجة ..
, ربيع: أه فيه وصدقيني كنا هنحكيلك ..
, وررد: تحكولي إيه وهما عايزين فيها إيه عمو أمير طردهم ..
, ربيع بدهشة: نعمم طردهم ياحرام يا عمار ..
, ورود: وعمار ماله بقا ؟
, تنهد هاتفاً: بصي هحكيلك كل حاجة بس لازم توعديني أنك متقوليش حاجة لأي حد وتعملي نفسك متعرفيش ..
, ورود بلهفة: أوعدك احكي ..
, اعتدل بجلسته وبدأ يسرد لها كل شيء انتهائاً بالخطة التي وضعوها لأجلهم ..
, هتفت بفرح وإعجاب: هو زينو صاحب الفكرة الجامد دي ..
, ربيع: أيوه .. عشان كده هما راحوا يشوفوا روميساء ويطلبوا مساعدتها ..
, هتفت بلهفة: دي أكييد هتوااافق ..
, ربيع: مش بتقولي أنه طردهم ..
, هتفت بسرعة: لااا متقلقش دي كلمتني من غير م حد يعرف وعايزة تعرف هما راحوا هناك ليه وعايزينها في إيه وأنا هحكيلها وأقولها أنهم عايزين مساعدتها تمام ..
, ربيع: متقوليلهاش القصة يا ورود أنتي بس خليها تدينا موعد تكون فاضية نلتقي بيها ونحكيلها كل حاجة ..
, هزت رأسها بسرعة وهتفت: تمام تمام متقلقش أنا هتصرف وهديكم رقمها كمان علشان تتواصلوا معاها ..
, ابتسم بلهفة هاتفاً: يلقى أنا هطع أستناهم وأقولهم حرام عمار هيكون زعل ..
, ابتسمت مُعيدة الإتصال بروما ليخرج هو من الغرفة يتركها لتحادثها ..
, ٣٢ العلامة النجمية
, تَقبّلْني كما أنا ..
, بآثامي وذنوبي وبشاعتي بمُرّي وحُلوّي ..
, احتويني بأخطائي وعثراتي
, بجنوني المُفرط خوفاً عليك
, وغبائي اللّامتناهي في الدفاع عنك
, بطفولتي البريئة
, وشبابي الغرّ
, بحبي لك وتعلّقي بك رغم كل شيء ..
, ٣٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في اليوم التالي ..
, هتفت روما وهي تجلس أمامهم على إحدى الطاولات في كفتريا قريبة من كليتها: أنا فرحانة أني شوفتكم بعد السنين دي ..
, ابتسم زين هاتفاً: ده إحنا اللي مبسوطين بيكي أوووي .. هاا ورود قالتلك عايزين منك إيه ؟
, روما: أيوه قالتلي أنكم عايزين مساعدتي .. بصوا بابا مسافر بكرا وهو ميعرفش أني معاكم دلوقتي ..
, وسام: بلااش يعرف ده هيبوظلنا الخطة ..
, روما: طب م تحكولي طيب في إيه ..؟
, هتف زين مُشيراً نحو عمار: عايزين مساعدتك علشان الواد الغلبان ده ..
, التفتت نحو عمار هاتفة: ماله عمار ؟
, تحمحم وسام هاتفاً بجدية: بصي هي الحكاية كبيرة شوية وحساسة عشان كده لازم نتأكد أنك موافقة تساعدينا صدقينا إحنا محتاجينك ..
, قطبت جبينها بحذر وهتفت بحزم: أنا موافقة ..
, زين: مش لما تسمعي القصة الأول ..
, تنهدت هاتفة: أنا عايزة أسمعها طبعاً بس حاسة أنها مهمة أوي ولو أقدر أساعد صدقوني مش هتردد ..
, ابتسم زين بلهفة وهتف: يبقى خلاص إحنا كده اتطمنا .. بصي هو الموضوع يخص عمار وأخوه ..
, قطبت جبينها بتذكر: حيدر ؟
, وسام: أيوه في مشكلة بينهم بقالها زمان وعايزينك تساعدينا نصالحهم ..
, روما بدهشة: أناا إزااي طيب أنا جاهزة قولولي أقوله إيه و..
, قاطعها وسام بسرعة: لا لااا الموضوع مش كده خالص قولتلك هي حكاية طويلة وحساسة ..
, تراجعت بظهرها مُعتدلة: خلاص أحكولي كل حاجة ومتقلقوش أنا مش هنسحب أصلي بحب الحاجات اللي زي دي ..
, ابتسمت مُصفقة ببديها متحمسة لتعود وتتحمحم بحرج ..
, هنف زين: واد يا عمورة أحكيلها بقا من طقطق ع السلام عليكم ..
, روما: أيوااا أنا سامعة ..
, تنهد عمار هاتفاً: بصي أنا وحيدر متخانقين بقالنا تلت سنين ..
, شهقت فجأة بصدمة هاتفة: نعم تلت سنين إييه إزااي ؟
, زمّ عمار شفتيه بحزن ليهتف زين: شوفتي أن الموضوع حساس ..
, هتفت بجدية: كمل يا عمار إيه السبب وليه لحد دلوقتي متصالحتوش ؟
, هتف عمار بغضب مكبوت: الحكاية فيها بنت وهي السبب بكل حاجة ..
, شهقت روما مجدداً: متقوليش حبيتوا نفس البنت ..
, هتف وسام بملل: بت بطلي دراما واسمعي ..
, هتفت بسرعة: لا مؤاخذة يا عمار كمل .. إيه ده واد يا وسام أنت بتكلّمني إزاي كده وكأنك عارفني من زمان ..
, وسام: بت يا روما مش كنت أشاركك السندويتش بتاعي لما كنا في المدرسة ؟
, هتفت بهدوء وتذكر: تصدق فكرتني ده أنت أنقذتني من الجوع ياما ..
, عمار بضيق: هو في إييه هتسبوني أتكلم ولّا إييه ..؟
, زين: كمل كمل خلاص محدش يقاطعه ..
, زفر عمار بضيق وهتف: قبل أكتر من تلت سنين حيدر كان لسا في الكلية .. حب بنت أسمها ريما هي كانت أصغر منه بسنتين تقريباً .. البنت دي حلوة أووي من الآخر يعني صاروخ .. حيدر حبها وتعلّق بيها جدداً لدرجة كبييرة بقا يشوفها كل حاجة في حياته وهي برضه كانت كده كانوا لايقين على بعض جداً اللي يشوفهم يفتكرهم ربيانين سوا على قد م كانوا متفاهمين على كل حاجة .. حيدر كان هيخطبها لما يتخرّج وكانوا متفقين ومعرّف العيلة كلها كانت تيجي أوقات عندنا الفيلا تزورنا وكنا كلنا بنحبها .. لغاية م أكتشفت في مرة صدفة أن هي مش كويسة ومش زي م بتبان قدامنا ..
, روما بحذر: إزاي ؟
, تنهد عمار بشرود: حيدر من الثانوية وهو ينزل مع بابا الشركة ولما بقى في الجامعة كان عارف كل أمور الشغل لدرجة أبويا عملّه مكتب لوحده وبقى هو اللي ماسك شغل كبير عنهم خاصة أنه كان ذكي جداً ومجتهد .. كنت أوقات كتير أروح معاه مكتبه كنت بحب أقعد هناك وأتسلا ويعلّمني شوية في الشغل وكان ليه صاحب في الكلية مُقرّب منه جداً جابه وشغّله معاه في الشركة علشان يتدرّب وكده ..
, ريما دي كانت زيي بتزوره أوقات كتيرة في الشركة وهو بيفضل معاها اليوم كله وفرحان بيها .. لغاية م في يوم جيت الشركة ولقيتها عنده في المكتب لما شافتني طلعت وسابتني معاه وأنا بعدها سبته يكمل شغله وطلعت أدوّر عليها علشان أتسلا معاها .. روحت مكتب صاحبه ده و.. ولقيتها عنده كانوا بوضع يعني م مش كويس ..
, هتفت بصدمة: خانته مع صاحبه ؟
, أومأ برأسه بضيق هاتفاً: أيوه ولما شافتني اتخضت وبعدت عنه وحاولت تبررلي بس أنا سبتها وجريت على حيدر أقوله كل اللي شوفته بس هو شخط فيا وزعقلي وكان هاين عليه يضربني علشان غلطت فيها هي جت ورايا عمال تعيط تتهمني أني زعقتلها قدام الموظفين وعملت تمثيلية عليه أنها كانت بتتفق مع صاحبه علشان يفاجئوه بعيد ميلاده اللي كان للصدفة بعد كان يوم أنا حاولت بكل الطرق أحكيله بس هو مرضيش يسمعني كان بحبها أوووي وكان واثق فيها لدرجة كبيرة وفاكرني عيل بغير منها وبس .. وفعلاً بعد كام يوم عملوله حفلة عيد ميلاد وكان فرحان أووي ومن وقتها وعلاقتي بيه بدأت تتهز .. مكنتش أسكت بدأت أدوّر وراها أحاول ألاقي أي حاجة علشان أوقعها وأكشفها قدام حيدر .. بقيت في الكلية أول سنة وأنا لسا بحاول لقيت حاجات كتير غريبة كنت بشوفها دايماً مع صاحبه وكل لما بقول لحيدر يطلعوا بحاجة جديدة يقنعوه بيها وأطلع أنا الغلطان بقيت بشوفها مع رجالة تانيين زين ووسام وربيع حتى شافوها أكتر من مرة .. تصرّفاتها مكنتش كويسة بس قدام العيلة كانت بتبان وكأنها ملاك ..
, حيدر زاد حبه ليها ووقتها كان متخرج وبجهّز علشان يخطبها .. أنا اتجننت وروحت هددتها بس هي عملت حاجة قذرة أوي بقت تعرض نفسها عليا كانت وكأنها بتتحرش بيا بتبصلي نظرات مش حلوة .. برضه كل ده قولته لحيدر وهو اتجنن معدش استحمل كلامي عليها اللي كان يعديه دايماً زعقلي وضربني وأنا مسكتش وكانت المرة الأولى بزعق فيه جامد وبعلي صوتي عليه سيبته ومشيت ألفّ حولين نفسي بحاول أدور على أي طريقة أبعدها عنه قبل م يخطبها .. جبتله صور ليها مع صاحبه قدروا يقنعوه أنها مزورة كنت بشوف نظراته ليا وكأنه بيتهمي وبشكك فيا مستحملتش كنت هتجنن أخويا بروح مني وبنت الكلب بتلعب عليه لغاية م٤ نقطة لغاية م جاتلي فكرة غبية قدرت تكشفها قدامه ..
, همست روما بخفوت: قدرت تكشفها يبقى قولت ليه أنها غبية ..؟
, هتف ناظراً نحوها بعيون دامعة: عشان الفكرة دي هي السبب ببعده عني كده ..
, روما بهدوء: طب قولي الفكرة إيه ..؟
, مسح دموعه بعنف هاتفاً: كان في شاب بكليتنا أكبر مننا معرفش بكام سنة أصله ساقط أكتر من مرة الواد ده صايع وميفرقش معاه حاجة عايش على كيفه الفلوس متقعدش في إيده ثانية ويكون صرفها علی الخمرة والبنات سهر وشرب وملاهي وبنفس الوقت واد شيك وحليوة أووي بالمختصر كان جامع كل حااجة بتحبها ريما .. روحت ليه بعد م اتسدّت بوشي كل الطرق مقولتش لزين ولا وسام ولا أي حد كنت عايز أنتقم منها بنفسي ع اللي بتعمله وعشان كانت دايما تطلّعني غلطان وريته صورة ريما وقولتلّه أنه لو قدر يوقّعها ويستدرجها عنده هديه فلوس محلمش بيها .. الواد عجبته الفكرة وعجبته ريما برضه ورتّبت كده لقاء بينهم وهو هنا بقى دوره .. فضل لاحقها أسبوع واحد بس تخيلي مخدتش معاه أسبوع تتدلع وتتمنع لغاية م راحتله شقة مفروشة اللي أنا كنت أجّرتها عشانه وهو ثبّت كاميرات في كل حتة بس أنا رفضت حتى صور وفيديو من حرقة قلبي وحقدي مكنش ده هيشفي غليلي كنت عايزه يمسكها قدامه يشوفها بعينيه من غير م يقدر يكدبني كنت عايز أفضحها وأصدمه وأظهرله أني مكنتش بكدب علييه .. حقدي وخوفي عموني لدرجة أن الواد ده رغم أنه كان مبسوط بيها بس هو بنفسه حاول يقنعني بقصة الصور أو حتى فيديو أصله بدأ يخاف بس أنا رفضت خالص .. استنيته لغاية م هي جت عنده استنيت تحت الشقة كنت متفق معاه بالوقت المناسب يديني علم .. بعد دقايق لقيته برنلّي رنتين وقفل جريت وروحت ع الشركة سحبت حيدر من دراعه غصباً عنه وقدام الكل كنت زي المجنون وبقوله هخليك تشوف الحقيقة بعينيك .. هو استسلم وجه معايا طلّعته الشقة اللي كنت واخد مفاتيحها .. دخلت بسرعة وهو ورايا مستغرب في إيه وليه بعمل كده ..
, فتحت باب أوضة النوم وأنا بجرّه من دراعه ووقفته قدام الباب .. قبل م أشوف أي حاجة لقيته تجمّد مكانه قدام الباب جسمه بقى ساكن ومكنش بيرمش حتى ع عرفت وقتها أنه اتصدم وأن الصدمة كانت جامدة عليه لدرجة خلته يقف يتفرج عليهم وهي بتزعق وبتغطي جسمها بالملاية وهو بيقوم بيلبس هدومه بيبعد عنها .. حيدر وقتها كان مصدوم حسّيت بيه منهار البنت اللي كان واثق فيها لأعلى درجة يشوفها بتخونه كده حسيته وقتها بيفتكر كل الحاجات اللي قولتهاله خيانتها مع صاحبه تحرّشاتها بيا حتى كانت تتحرش بزين ووسام ولما أشتكي لحيدر كانت تعيط وتتهمني أني أنا بحاول أتحرش بيها .. كل ده وهو كان واقف مكانه وريما بتعيط من خوفها ..
, زفر يأخذ عدة أنفاس وعاد ليهتف بدموع: حيدر فجأة اتحول لوحش هجم على الواد ده حدفه ع الأرض قعد فوقيه وفضل يضربه وش الواد معدلوش ملامح من كتر الضرب وبقى يجيب ددمم قام عنه وفضل يضربه ويرفسه برجله وشه بقا أحمر أووي من الغضب وهو بيصرخ وبيشتمه ومكنتش بسمع كلمة تانية منه مع الشتيمة غير لييه كان بيقول لييه وكأنه بيسألها هي عايز يعرف سبب خيانتها وهو مش مقصر معاها في حاجة خانته ليه وهو كان بعاملها وكأنها قطعة ألماس غالية بخاف عليها من النسمة ..؟ شوفت دموعه جرت على وشه وهو لسا بيضرب بالواد اللي كان خلاص هيقطع النفس وريما بتزعق وبتحاول تلبس هدومها علشان تهرب .. جريت عليه حاولت أبعده عن الواد ده بس كان وكأنه زي الجبل مقدرتش أبعده فضلت أزعق وأعيط وأحاول معاه أووي لغاية م وقف فجأة لما ريما ندهت عليه وقالتله سيبه يا حيدر هيمووت ..
, وقف فجأة وبصلها بدموع كان بقولها بعينيه ليه عايز بس مبرّر واحد ع اللي عملتيه .. بعد عنها وسابها وجري زي المجنون برا الشقة وسمعته بيصرخ برجالته ع التلفون ياخدوا الواد ده اللي كان بين الحياة والموت ..
, هتفت روما بسرعة وصدمة ودموعها في عينيها تأثراً: وريما معملهاش حاجة ؟
, ابتسم عمار بحب: حيدر مبيمدش إيده على بنات خالص برغم أني شوفته بحاول يمسك نفسه بالعافية علشان ميقتلهاش بإيده .. كان كفاية عليها النظرة اللي بصهالها وهو من اليوم إياه سابها محاولش يعرف عنها حاجة خالص ولا جاب سيرتها .. قال للعيلة كلها لما كانوا مستنينه يحدد موعد الخطبة أنه خلاص سابها .. العيلة كلها اتصدمت قالهم أنه اكتشف أن ده مش حب وأنه كان مراهق طبعاً محدش صدقه عشان حيدر كان واضح الحب والتعلّق في عينيه بيها هو كان ذكي وكان واعي علشان يقدر يفرّق بين الحب وبين المراهقة بس الكل سكت بعد م هو فضل يسكت وميجاوبش على تساؤلاتهم مكنش عايز حد من العيلة يعرف أنها خانته مكنش عايز حد يعرف أنه شافها بعينه ومسكها وهي في حضن حد تاني كانت كرامته وجعاه أووي وحيدر مش من النوع اللي بيظهر ضعفه وكسرته قدام حد مكنش عايز يظهر أنه كان مضحوك عليه وأنه كان لعبة في إيد بنت بنت عشقها وحبها أووي ..
, همست روما بحقد: **** ينتقم منها إيه الإنسانة دي ..
, هتف عمار بألم: اللي حصل بعدين هو اللي قطع علاقتي بيه نهائي .. كان وقتها ببصلي وكأنه بيعتذر مني عشان مصدّقنيش لما كنت بحذره منها .. بس اللي كنت ناسيه خالص أن الواد ده اللي اتفقت معاه بقى مع حيدر .. بعد الحادثة بأسبوع تقريباً حيدر عرف كل حااجة .. كان مدخّله مستشفى يعالجه استناه لحد م فاق وبدأ يسأله ويحقق معاه عرفها منين ومن إيمتى وهي بتجي عنده وكام مرة .. وطبعاً الواد ده ملحّقش أصلاً يتعرف عليها كويس .. كل اللي قالهوله أني أنا أخوه اللي طلبت منه يعمل كده .. وأنه يتقرّب منه ويستدرجها على الشقة وأني أنا اللي أجرت الشقة دي وأنا اللي أصريت أنه ينام معاها ومكنتش أقبل بصورة أو فيديو .. الواد ده علشان يبعد التهمة عنه فضل يقول كل حاجة أنها بسببي ومن تخطيطي وهو الصراحة مكدبش كل حاجة أنا كنت مخططلها بس ده من قهري وحقدي وكرهي ليها ومن خوفي علييه ليتصدم .. بس .. بس معرفتش وقتها إني بعملتي دي هصدمه أكتر ..
, حيدر وقتها قبل بيوم كان محقق مع صاحبه وعرف فعلاً أنها كانت بتخونه معاه .. تخانق معاه ضربه وطرده من الشركة من غير حد م يعرف السبب كان لسا مصدوم فيها رجع اتصدم بصاحبه اللي كان مقرّب منه وساعده ودخّله شركته وأمّنله واللي اكتشفه أنه كان عمال يخونه معاها من زمان وأنها بتخرج مع رجالة غيره برضه .. حيدر كان مصدوم من التنين والصدمة الأخيرة واللي خلته ينهار جاتله مني أنا من أخوه لما عرف أني أنا السبب وأنا اللي خليته يشوف المنظر ده بعينه أنا اللي بعت حبيبته اللي كانت هتبقى خطيبته وحطيتها بحضن راجل تاني ودفعتله فلوس قد كده علشان يطمع ويكمّل .. أنا أه عملت كده عشانه وعشاني بس اللي مكنتش مستوعبه وقتها إني بكده كنت سبب من أسباب خيانتها ليه وتفريطها بشرفه مكفانيش كل الرجالة اللي بتخونه معاهم واللي كان هيتصدم بعددهم جبتلها أنا بنفسي راجل تاني واد صايع ميسواش خليتها تخونه معاه مكنتش مستوعب وقتها إن اللي عملته كبير أووي كده .. هي صح كانت بتخونه بس مكنتش أنا السبب وبعملتي دي بقيت أكبر سبب وأقساهم .. هو جالي باليوم ده أوضتي ك.. كان شكله تعبان أووي أنا أا أنا اترعبت عليه قلبي وجعني أووي كنت خلاص هعترفله بكل حاجة و**** بس هو فاجأني لما قالي أنه عرف باللي أنا عملته .. أا أنا اتصدمت افتكرته هيضربني هيزعق فيا وكنت مستعد وربنا مستعد أستسلم قدامه بس مشوفهوش منهار وموجوع كده بسببي بس بس هو معملش كده مزعقليش كالعادة لما أغلط ولا ضربني هو بس٣ نقطة ب بس قالي أانسى أني أخوه وهو هينسى أن عنده أخ ق قالي أن صدمته فيها هيقدر ينساها صدمته بصاحبه هتقويه بس صدمته فيا أنا كسرته ..
, شهق عمار قاطعاً كلامه بألم لتلك الذكرى وذلك اليوم الذي لن يسنى وجعه أبداً خاصة في تلك اللحظة التي استدار حيدر خارجاً من غرفته بعدما ألقى تلك الكلمات بصوت مبحوح متوجع ليتمسك به بقوة يترجاه ببكاء أن يُسامحه كان يطلب السماح ولكنه يعلم بأنه لن يناله ..
, سحب حيدر ذراعه منه بهدوء شديد كان أقسى على قلبه من كل ثوراته السابقه وصراخه وقسوته عليه .. وتابع خروجه من الغرفة متجاهلاً ندائاته أو أنه لم يسمعها من هول الضجيح داخل رأسه والوجع في قلبه وكمّ الصدمات التي تلقّاها بعدّة أيام فقط أقرب ثلاثة أشخاص إليه آلموه وهو كان بينهم كاللعبة الجميع يضحك عليها يستغلها يُمارس حقده وانتقامه فيها وهو يقف بينهم في المنتصف غير عالماً بما يحدث يتصرف معهم بطيبة قلبه الفطرية وحنانه وحبه الكبير .. وقد تراكمت تلك الصدمات عليه لتُحدث في قلبه شرخاً يبقى وقتاً طويلاً ليندمل وربما لو كانت صدمة واحدة لكان استطاع بقوته النهوض منها ولكن كثرة الوجع كانت على قلبه انهياراً ودماراً عظيماً ..
, هتف عمار من بين شهقاته التي لم يستطع السيطرة عليها رغم محاولاته: أانا عايز أخويا عايز حيدر .. عايز حيدر القديم بتاع زمان يرجعلي عايز أتكلم وأضحك معاه أحكيله كل حاجة بتحصلي ع عايزه يبصلي حتى يبتسملي مرة واحدة طب و**** حتى عصبية وصراخ عايزهم ولو ضربني المهم أنها منه .. تعبت كل الوقت ده من غيره ومجبور أمثل قدام العيلة أني كويس بس عشانه أنا عارف أن اللي بعمله ده قليل وأن عملتي أستاهل عليا أكتر بس وربنا تعبت أنا عايزه يرجعلي يعمل فيا اللي هو عاوزه بس وهو قريب مني وجنبي مش يبعدني عنه كده ..
, نظرت روما نحوه ببكاء مقهور وهمست بارتعاش: خ خلاص متزعلش ..
, مسحت دموعها لاتعلم كيف تُواسيه والتفتت تنظر لوسام وزين الذين يجلسان بصمت وقد دمعت عيونهم حزناً عليه ..
, هتفت بسرعة وحزم: قولولي أعمل إيه وأنا هعمله ..
, هتف وسام بهدوء مُربتاً على كتف عمار: خلاص يا عمار أهدا أنا هطلب لينا عصير زين قولها خطتك ..
, نهض زين من مكانه وجذب عمار حتى نهض عن كرسيه ليجلس مكانه مقابلاً لها هاتفاً: ركزي معايا كويس علشان تفهمي دورك ..
, روما بدهشة: دوري ؟
, هز زين رأسه بحزم: أيوه الخطة هي أننا نعيد القصة اللي سمعتيها دي بس عمار يبقى مكان حيدر وحيدر مكان عمار ..
, روما: إزاي ؟
, هتف زين: إحنا عايزين بنت تمثل أنها حبيية عمار .. وملاقيناش غيرك ..
, رفعت حاجبيها بدهشة: حبيبته ؟
, زين: إحم تمثيل ..
, روما: طب وهتستفادوا إيه ؟
, هتف زين بحماس: م حبييته دي هتبقى نسخة عن ريما تماماً بت شمال مش كويسة خاينة سفيهة كلبة وأنتي هتبقي كده ..
, احتدت عينيها بغيظ وضربت الطاولة أمامها بغضب: احترم نفسك ..
, هتف وسام وهو يقترب ليعود لجلسته: هببت إيه يا زين ..؟
, هتف زين بانكماش: ت تمثيل وربنا ..
, روما بغضب: برضه مينفعش تقول كده ..
, زين: خ خلاص خلاص ..
, زفرت ترمق الثلاثة أمامها بغضب ليهتف عمار بحزن: أنا قولتلهم أنك مش هتوافقي تبقي كده بس نعمل إيه معندناش طريقة تانية ..
, قطبت جبينها تزم شفتيها بحزن لتهمس: لا خلاص موافقة ..
, عمار بلهفة: بجد ..؟
, زفرت بضيق: بص أنا مش فرحانة بالدور ده بس عشانك أنا شايفاك ندمان وزعلان أوي وبما أن الفكرة دي هتساعدك ف أنا موافقة بس كملولي الخطة ..
, هتف زين بسرعة: تمثّلي أنك زي ريما وأنك بتلعبي عليه وإحنا هنقول لحيدر أنك لامؤاخدة مش كويسة ونطلب منه يساعدنا علشان ننقذ أخوه .. هو تلقائياً هيفتكر ريما ويفتكر محاولات عمار لمساعدته وصدمته فيهم وهو أكيد مش هيستحمل القصة تتعاد مع أخوه وهيحاول يساعده ويتقرّب منه علشان يسمع كلامع ويصدقه ..
, روما بحذر: طيب وبعدين ..؟
, زين: عمار هيمثل زي حيدر زمان أنه بحبك ومش بيصدق عنك حاجة وكده وحيدر هنا هيعرف عمار تصرّف كده ليه وهيعذره وبالطريقة دي هترجع علاقتهم زي زمان إن شاء **** ..
, رمقتهم روما بتفكير لتهتف بعد لحظات: أووك ..
, عمار بفرح: وافقتيي ؟
, روما: أيوه بس قولولي أنا أعمل إييه ؟
, وسام: متعمليش حاجة خااالص بداية خليكي على طبيعتك .. بس أهم حاجة محدش من العيلة دي يعرفك .. هيعرفوا أسمك بس وأسم عيلتك هارون هيجيب أسم مزيّف ويعمل نفسه دوّر وراكي ويجيب معلومات عنك لحيدر أصل لو حيدر اللي دور عنك هيعرف أنك بنت عمو أمير ..
, روما: يعني مش لازم حد يعرف حقيقتي ..؟
, زين: لاا أساساً العيلة كلها متعرفكيش بالشكل ..
, روما: طيب وبعدين ؟
, زين: قدام العيلة هتباني ملاك ماشي على الأرض .. بس قدام حيدر هتتقلبي ..
, روما: إزاي ؟
, وسام: بصي في البداية تصرّفي عادي جداً لغاية م العيلة تعرفك وتأمّنلك وكده وهنا حيدر كالعادة هيكون برا الموضوع ويعمل نفسه ميهموش حاجة .. بس شوية شوية لازم تظهري قدام حيدر أنك مش كويسة أو أنك مش بتحبي عمار يعني مثلاً اعملي نفسك بتتكلمي في الفون مع حد ولما تشوفيه اقفلي وتوتري كده ..
, زين: بت تعرفي تغمزي ؟
, روما بدهشة: أه ..
, زين بحماس: يبقى لما تشوفي حيدر اغمزيه بعينك وبصيله نظرات إعجااب .. حاولي برضه تبصي نظرات مش كويسة وأماكن مش كويسة و..
, صرخت مجدداً ضاربة الطاولة بقبضتها: م تلم نفسك ياض وإلا أقسم ب**** أفضحك ..
, انكمش زين على نفسه برعب ليهتف عمار بسرعة: إيه اللي بتقوله ده يا زين ..
, هتف زين بسرعة: ف فيه إيييه م م أنا بعرّفها تعمل دورها كويس عشان يبقى دورها محبوك كويس وكده ..
, رمقته روما بغضب ليهتف وسام: خلاص يا روما عشان خاطرنا بلااش تزعلي هو غبي وأهبل ..
, تأففت روما بعدما كانت تهم بالنهوض لتعود وتعتدل بجلستها بغضب: أنا عارفة كويس أتصرف إزاي في الحالات دي مش لازم توضح فاهم وللمرة التانية والأخيرة بقولك أنا مش قابلة الدووور ده ولولا أن دي حالة إنسانية مكنتش وافقت خالص ..
, هتف عمار بلهفة: متشكر أوووي يا روما بجد ..
, ابتسمت بخفة ناظرة لعيونه الدامعة: خلاص متقلقش أنا هعمل كل اللي أقدر عليه ..
, هتف زين بلهفة: يبقى يلا خدوا أرقام بغض وأبقوا اتفقوا ع الحاجات اللي هتعملوها يعني تعرفوا على بعض أكتر اعرفوا الحاجات اللي بحبها كل واحد فيكم علشان تبانوا حبايب ومتعكوش الدنيا قدام العيلة تمام ؟
, ابتسمت روما ليمدّ عمار هاتفه نحوها لتُسجل رقمها عليه هاتفة: تمام كلمني بكرا هيكون بابا سافر وآخد راحتي ..
, نهضت بعد لحظات تُعدل من ملابسها وتُمسك حقيبتها مودعة لهم لتتجه خارج الكفتريا عائدة نحو كليتها ..
, ليبتسم عمار بلهفة وسعادة متأمّلاً أن تنجح خطة زين هذه المرة ..
, ٣٣ العلامة النجمية
, بعد عدة أيام ..
, مدّ رامي يده ناظراً في عيني أدهم الواقف أمامه في صالة الفيلا ..
, رمقه أدهم بنظرات هادئة ومد يده لمصافحته فيما ابتسم سامر الواقف بجانبه هاتفاً: ده بابا يا عمو حضرتك عارفه .. ودي ماما شروق ..
, ابتسمت تلك السيدة التي تقف بجانبه وهي تُصافح الجميع وسامر يُعرّفها على العائلة ..
, جلس الجميع في صالة الفيلا لتهتف والدة سامر بهدوء: سامر حكالي كتير عنكم وعن رحمة ومستنية أشوفها ..
, ابتسمت مروة بهدوء هامسة: هتيجي كمان شوية .. نورتي ..
, انخرطت النسوة في أحاديث جانبية مع والدة سامر التي كانت مُختلفة تماماً عن سامر تُظهر حبها لولدها الوحيد ولكن تكبّرها ظاهر على من حولها ..
, أما بجانبهم فقد كان سامر يفتح أحاديث ليُغطي على موجة التوتر التي سرت بينهم فيما نظرات رامي تنتقل بين الجميع بجمود ليُبادله سيف نظرات جامدة غير مُبالية ..
, تراجع حمزة بظهره يرمق سامر بنظرات مُتفحّصة تُخفي كرهاً عميقاً فيما زين يجلس قربه بجانب عمار متأفّفاً بضيق ..
, نقل حمزة نظراته نحو زين الذي يتكتّف بغيظ ليبتسم بجانبية وانحنى نحوه هامساً: مش تكلم صهرك يا زينو وتتعرّف عليه أكتر ..
, زين بضيق: مش عايز أسمه مش عاجبني ..
, حمزة: بقولك إيه لو كلمته هديك 500 جنيه ..
, توسّعت عيني زين بدهشة وهتف بحذر: لا أنت بتختبرني ..
, حمزة بغيظ: أختبر إيه يا غبي هديهوملك من غير م حد يعرف م أنت زينو آخر العنقود مقدرش أزعلك وأحرمك من حاجة عايزها ..
, ابتسم زين بلهفة والتفت سريعاً نحو سامر: عامل إيه يا سمر ..؟
, التفت رامي وسامر نحوه ليُقطب رامي جبينه يرمقه بتمعّن ثم عاد بنظراته نحو سيف مُستهزئاً وكأنه عرف بأنه ولده ..
, فيما تحمحم سامر هاتفاً: إحم سامر يا زينو ..
, زين: لا محدش بيقولي زينو غير عيلتي وأنت لامؤاخذة يعني لسا مبقتش من العيلة ..
, ابتسم سامر ابتسامة صفراء: تمام ..
, زين: مقولتليش أنت شغال إيه ؟
, زفر سامر بضيق: مش قولتلك شغال في شركة أبويا ..
, زين: أها كويس طب وأبوك شغال إيه ؟
, سامر: شركة بتاع عربيات ..
, صرخ زين فجأة: بتهررج ..
, التفتت العيون نحوه بدهشة ليهتف زين: شركة عربياااات ؟ بجدد بقولك إيه أنت عارف أني بطل سباق عربيات ؟
, سامر: بجد ؟
, زين بفخر: أيوووون معاك البطل الوطني زينو عز الدين دايماً في المركز الأول الحمد**** بس آخر سباق كان في كلب بنافسني رموله عضمة بخط النهاية ف هو فضل يهوهو ويجري بسرعة الريح لحد م وصل وسبقني **** ياخده ..
, قطب سامر جبينه بعدم فهم لينظر هارون الجالس من الناحية الأخرى لعمار نحو زين بغيظ وهمس: زين إيه اللي بتعمله ده ..؟
, التفت حمزة نحو هارون مُشيراً له بالصمت ليُقطب هارون جبينه بدهشة وعدم فهم ..
, فيما تابع زين هاتفاً: بقولك إيه مش أنت هتبقى صهري ؟
, سامر: أه إن شاء **** ..
, زين: م تجبلي عربية طيب بالمناسبة دي ..
, سامر: يعني أنت عايز تشتري عربية ..؟
, زين: أشتري إيه يا سمر م تركز معايا **** بقولك أنت صهري وهتبقى من العيلة يعني مش لازم الرسميات دي أديهالي كده لوجه **** ..
, رمقه هارون مُجدداً بغضب ولكن قابلته نظرات حمزة المُحذرة ولا يدري لما لمح داخلها استمتاع بما يحدث ..
, زفر بغيظ والتفت نحو عمار الجالس بجانبه يرمق شاشة هاتفة باهتمام وهو يضغط فوق شاشته مُنشغلاً تنفيذاً للخطّة التي وضعوها ليظهر أمامهم في هذه الأيام بأن هناك ما يشغله ..
, جزّ هاون على أسنانه بغيظ هامساً: أبتسم يا حيوان أبتسم ياغبي هو أنا هعلمك ..
, رمش عمار بدهشة هامساً: ليه ؟
, هارون بغضب: ياض متستعبطش واد بيكلم حبيبته هيكون مكشر زيك كده ..!؟
, عمار: طب مش ممكن نكون بنتخانق ..؟
, هارون بغيظ: ده أنت عيل غبيي .. أضحك يا حيوان ..
, عمار: ههههه ..
, هارون بغيظ: بص في التلفون يا غبي ..
, التفت عمار نحو الهاتف: ههههه ..
, زفر هارون بضيق وأخرج هاتفه بالخفاء ضاغطاً عدة أرقام ليتعالى رنين هاتف عمار فجأة مُضيئاً باسم هارون تفاجأ عمار وكاد يلتفت نحو هارون الذي سبقه هامساً بدون أن يُحرّك شفتيه: أبتسم ابتسامة بلهاء سعيدة وأعمل نفسك مكسوف ومتلهّف واستئذن واطلع برا رد ع التلفون وقول كام كلمة حلوة علشان لو حد سمعك وأقفل ..
, رمش عمار بعينيه محاولاً الاستيعاب لينهض بسرعة مُبتسماً ابتسامة واسعة وهتف: عن أذنكم يا جماعة هرد على الفون ..
, أسرع بخطواته خارج الصالة لينكز هارون زين بعدما اقترب منه وهمس: بص وراه بسرعة بخبث ..
, زين: متقلقش الخبث ده ملعبي ..
, التفت نحو عمار الذي يخرج ليهز رأسه مُبتسماً بخبث فيما شاركه ربيع النظرات بعدما فهِم مايحدث هاتفاً بصوت جعله يصل لمسامع حيدر: أوعدنا يارب ..
, تعالت ضحكات زين بسخافة فيما قطب حيدر جبينه بحذر ناقلاً نظراته بينهم ثم التفت نحو باب الصالة حيث عاد عمار بعد لحظات بذات الابتسامة الواسعة وهو يُعيد هاتفه لجيبه لتُقابله نظرات وغمزات أصدقائه بما فيهم هارون ..
, ليهتف زياد الجالس بجانب حيدر: في إيه يا حيدر مالهم دول ..؟
, همس بهدوء: معرفش ..
, زياد: لاحظت حاجة على عمار ؟
, رمقه حيدر بجمود وهتف: لا ..
, زياد: الواد ده شكله عشقان ..
, التفت حيدر نحوه بحذر فهو شعر بنفس شعوره ليهتف الآخر: بص بص عمال يغمزوله إزاي وهو مكسوف ومتعصب ..
, التفت حيدر نحوهم ليراهم يُربتون فوق كتفه بضحكات سخيفة وهو مبتسم ومغتاظ ليزفر مُخللاً أصابعه في خصلاته بضيق ..
, دخلت رحمة في تلك اللحظة برققة ورود وتسنيم وهي تمسك صينية تصطف فوقها فناجين القهوة .. فيما ورود وتسنيم تُمسكان صينية تتوزع عليها صحون مليئة بأنواع كثيرة من الحلوى الفاخرة ..
, رفع حمزة نظراته نحوها وانتفض قلبه داخله لرؤيتها بفستانها البنفسجي الغامق وخصلاتها التي تركتها مفرودة حول كتفيها لتزيد من ناره المشتعلة حمرة خديها من الخجل واللهفة ..
, تنفّس بعمق عدة مرات مُحاولاً تهدأة انفعالاته وهي تقترب من رامي تنحني قليلاً لتُقدم له فنجان قهوته ثم لسامر ووالدته وباقي العائلة حتى وصلت أمامه مدت له الصينية ومازالت ابتسامتها تزين وجهها ..
, أغمض عينيه بقوة وفتحهما زافراً بحرارة ومدّ يدين حاول منع ارتجافتهما يأخذ فنجانه ببطء مَستنشقاً رائحة عطرها التي تسللت لقلبه لتُعذبه ..
, أخذ فنجانه لتبتعد عنه بدون أن تُلقي نظرة عليه ليشعر بغضبه يتفاقم داخله لا يستطيع تحمّل رؤيتها الآن أمامه تُطلب من رجل آخر غيره ..
, هتف سامر بهدوء: ده بابا يا رحمة ودي ماما ..
, ابتسمت بخفة تُسلم على رامي فيما هتفت والدة سامر بتكبر: أهلاً يا حبيبتي عاملة إيه ؟
, وملكة التكبر والغرور هي رحمة لتبتسم ابتسامة صفراء رافعة أنفها بتعالي: كويسة يا طنط وحضرتك ؟
, والدة سامر: تمام تمام ..
, ابتسم حمزة رغماً عنه .. يعشق كلماتها وأسلوبها المُستفز .. يعشق غرورها الذي يتمنى أن يستمتع في كسره وتكبّرها الذي لا يجده يليق سوى بها ..
, هتف رامي بعد لحظات أمضاها سامر في الإشارة له خوفاً من تغيير رأيه: إحم أدهم بيه حضرتكم عارفين إحنا هنا ليه .. سامر أبني الوحيد وهو وبنتكم زملاء من أيام الكلية هما متفاهمين على كل حاجة وأنا ميهمنيش غير سعادة أبني زيكم بالظبط ..
, أدهم: أكيد طبعاً دي أهم حاجة عندنا ولولا سعادة رحمة أكيد مكنتوش حضراتكم شرفتونا هنا دلوقتي ..
, تجاهل رامي كلامه رغم غيظه الداخلي الكبير وهتف: إحنا جايين نتشرف ونطلب أيد بنتكم رحمة لأبني سامر وجاهزين أي طلبات بنتكم تستاهل زي أبننا ..
, هتف أدهم بهدوء: الشرف لينا وسامر راجل مفيش زيه ورحمة وهو متفقين ومتفاهمين مع بعض وإحنا ده اللي يهمنا ..
, رامي بابتسامة: يبقى على بركة **** وعشان موعد الخطبة و..
, قاطعه سيف بهدوء: رحمة وسامر اللي يتفقوا على الحاجة دي زي م هما عايزين يختاروا الوقت اللي يناسبهم .. متنساش أننا لسا متعرفناش كويس ولازم نديهم وقتهم ..
, ابتسم رامي ابتسامة صفراء وهمس: إن شاء **** .. يبقى نقرأ الفاتحة ولّا إيه ؟
, أدهم: على بركة **** ..
, بدأ الجميع بقرائة الفاتحة ليضغط حمزة على قبضتيه بقوة مُحاولاً رفع كفيه أمامه قرائة فاتحة معشوقته على رجل آخر كانت أشد ألماً قابله في حياته بعد وفاة والدته ..
, انتهت تلك الجلسة لينهض الجميع مودّعين عائلة سامر لتعود رحمة بابتسامة سعيدة لتحتضنها مروة مباركة: مبروك يا حبيبتي ..
, عانقتها رحمة بفرح والتفتت نحو سيف الذي يرمقها يابتسامة وعيون حزينة لتبتسم واتجهت نحوه تحضنه بقوة: مش هتباركلي يا سيفو ..
, عانقها بقوة متنهداً وهمس: مبروك يا حبيبتي ألف مبروك ..
, هتف زين بصوت عالي: ع قبالك يا عمووووة ..
, التفت الجميع نحوه ليبتسم عمار باتساع لتهتف ورود مدّعية الفضول: عقباله هو ليييه وأنت ؟
, زين: لأ لسا بدري علينا كلنا بس عمورة خلاااص وقع ومحدش سمى عليه ..
, هتفت ليلى بدهشة: إيييه ؟ عمار أنت بتحب ..؟
, عمار: هاا ؟
, ضربه زين بكتفه: هااا إيييه يا واد متتكسفش أه يا لولا بيحب بنت زي القمرر يا لهووووي ..
, عمار بغيظ: م تحترم نفسك يا زين ..
, تعالت ضحكات ربيع: بغير بغير برضه .. أنا بقول لحقوه وجوزوه قبل م يتجوز على نفسه ههههه .. بقولكم هو الواحد بيتجوز على نفسه إزاي ؟ هما ليه بقولوا كده ه..
, قاطعته ليلى هاتفة بلهفة وهي تتجه نحو عمار: بجد يا عماار بجد أنت بتحب قولي هي ميين هاا طب هي حلوة ؟
, زين: يا لولا بقولك زي القمر ..
, ليلى: بس يا واد أنا عايزة أسمع من عمار ..
, ورود: يعني حضرتك يا لولا مش معترضة ..؟
, هتفت ليلى باستنكار: نعم أعترض لييه إن شاء **** حيدر أهو حب وهو في الكلية ودلوقتي خاطب وهيتجوز قريباً بإذن **** وعمار لو كان بحبها بجد وعجبتني هخطبهاله ..
, هتف عمار بلهفة: بجد يا ماما ؟
, ليلى بفرح: أيوه بجد يا حبيبي هاا قولي هي مين أسمها إيه ؟
, هتف زين بسرعة: أسمها روميساء ..
, ليلى بدهشة: حلوو دي زي أسم روميساء بنت أمير وسهى مش كده يا مروة ؟
, مروة: أه فعلاً ..
, اقتربت نور منهم هاتفة: أوعى تطلع هي ..
, ابتلع زين ريقه بتوتر لتهتف ورود بضحك: ههه هي إيه يا عمتو لو هي كنا عرفناها وعرفتنا ..
, نور: أه صح ..
, زفر عمار هاتفاً: خ خلاص يا ماما هحكيلك كل حاجة بعدين ..
, ليلى: لا دلوقتي ..
, أدهم: سبيي الواد براحته يا لولا ..
, زين: واد إيه ده بقا راجل وهيتجوز .. دومي أنت هتخطبهاله صح ؟
, هتف أدهم بهدوء: مش وقت الكلام ده يلا كله على أوضته ..
, زفر حيدر بضيق جاذباً يد تسنيم التي تقف بجانبه وهتف: عن أذنكم هوصل تسنيم ..
, أسرعت تسنيم خلفه: تصبحوا على خير يا جماعة واد يا عمورة هتعرّفني ع البنت دي هاا أصلنا هنبقى سلايف و..
, قاطعها حيدر عندما أسرع بخطواته للخارج يجرّها خلفه ليُدخلها السيارة مُغلقاً الباب خلفها وينطلق بعدها بسرعة ناظراً أمامه بشرود كبير ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, تشبه الطمأنينة بعد معركه قاسية من القلق ، كإستجابة الدعاء بعد اليأس ، كالنجاة بعد الغرق💛
, ٣٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد يومين ..
, خرج هارون من إحدى المحلّات التي دخلها وهو في طريقه لعمله وبعد عدة دقائق اشترى ما يلزمه وعاد نحو سيارته التي ركنها في الناحية الأخرى من الشارع ..
, التفت للشارع الخالي أمامه وسار يقطعه مُتجهاً نحو السيارة لتظهر فجأۃ من العدم سيارة سوداء مُظلّلة بعدما كانت مركونة على بعد قليل منه وخرج صوت محرّكها القوي وهي تتجه نحوه بسرعة هائلة ..
, التفت بصدمة نحوها مُلقياً ما في يده ولم يكد يبتعد من أمامها وهي تزيد في سرعتها حتى صرخ أحدهم به وهو يدفعه بقوة هائلة: حاااااسب ..
, سقط هارون أرضاً بقوة شديدة ليسقط الرجل فوقه بعنف وتُتابع السيارة المُسرعة طريقها مُطلقة صريراً عالياً غاضباً ..
, أمسك هاون سلاحه يسحبه من حزامه رغم وجع ذراعه إثر سقوطه توازياً مع نهوض الرجل عنه بسرعة والتفاتته السريعة يبدأ بالركض نحو أحد الأركان .. اعتدل هارون بجلسته مُتجاهلاً آلام جسده ووجّه سلاحه نحوه مُطلقاً رصاصة أصابت الرجل في رجله ليسقط أرضاً متألماً ..
, تنفس هارون بشدة ناهضاً عن الأرض وأسرع بخطواته نحو الرجل المتألم فيما سيارة أخرى قريبة انطلقت مسرعة بعيداً عن المكان وكأنها تهرب ..
, انحنى هارون فوق الرجل المصاب يجذبه من ملابسه بقوة: أنت مييين ؟
, هتف الرجل بسرعة وألم: أانت عايز بيا إييه أنا أنقذتك يا بيه ..
, صرخ هارون يهزه بقوة: بقولك أنت مييين وماشي ورايا ليييه ميين اللي باعتك أنطقق ..
, تنفس الرجل بقوة كاتماً ألمه لينظر هارون نحو قدمه المصابة ويضغط عليها برجله ليطلق الآخر صراخ متألم: سيبني يا بييه أناا شوفت العربية جاية عليك وأنقذتك دي جزااتي يعني ..
, رمقه هارون بحدة وتسلّل لمسامعه صوت رنين هاتف الرجل الذي توسّعت عينيه بقلق .. ترك هارون ملابسه وانحنى يُفتّش في جيوبه حتى أخرجه .. ضيق عينيه يفتح الخط بسرعة ليأتيه صوت رجولي رخيم: حصل حاجة يا يوسف ؟
, هتف هارون مُشدداً من ضغطه على الهاتف: حصل حاجااات مش حاجة واحدة أنت مييين وعايز بيا إيييه ؟
, قابله صمت مُتفاجئ من الناحية الأخرى ليصرخ: بقولك أنت مييين والرجالة بتوعك بيعملوا حوليا إييييه ؟
, استمرّ الصمت من الناحية الأخرى للحظات ارتفعت فيها أنفاس هارون الغاضبة ليأتيه الصوت مُجدداً هاتفاً ببرود مستفز: بيلعبوا أستوغماية ..
, لم يكد هارون يُقطب جبينه بدهشة مُستنكراً ما سمعه ليسمع انغلاق الخط من الجهة الأخرى سريعاً قاطعاً أي مُحاولة له للصراخ ..
, ضم حاجبيه بشدة ناظراً للهاتف بين يديه والرقم الذي على شاشته والتفت ينظر للرجل الذي مازال يتألم مكانه من إصابته .. لوّح بالهاتف أمام وجهه هاتفاً: مين الراجل ده ؟
, هتف الرجل بألم: ال الباشا ..
, هارون بحذر: مين الباشا ده ..؟
, الرجل: م معرفش ..
, صرخ هارون بحدة: بقولك مييين هو ؟
, نفى الرجل هاتفاً بحدة هو الآخر: مش هقوول معنديش صلاحيّات أتكلم ..
, هارون: مفيش مشكلة أنا هديلك الصلاحيات دي وغصباً عنك ..
, الرجل: متحاولش يا بيه مش هتكلم ..
, صرخ هارون ضاغطاً فوق إصابته بقوة: هتتكلم وغصباً عنك وإلا هيبقى موتك على إيدي سااامع ..
, هتف الرجل بألم: م هو لو اتكلّمت برضه موتي هيبقى على إيد الباشا وصدقني الموت على إيدك أرحم منه مية مرة ..
, هتف هارون بحدة ساخراً: مين الباشا المرعب ده ؟
, هتف الرجل: لا أنت بتحاول تسحبني من لساني علشان أتكلم لا مقدرش أقول خالص م تعالجني يا بيه هيصفى دمي ..
, قطب هارون جبينه بعدم استيعاب ونظر نحو جرحه النازف ليزيد غضبه وغيظه وضغط عليه بقوة هاتفاً بعصبية: بقولك هقتلك يا حيوااان هقتللك أعالج فيك إييييييه ؟
, صرخ الرجل بألم: م م متعالجنيييش سيبني متلقح هنا واتكل حضرتك هييجي حد يساعدني ..
, رمقه هارون بذهول وصرخ: أنت مجنون يااض .. هو الباشا بتاعكوا مهرج سيرك ومدربكم يعني ولّا إيه ..
, نفى الرجل بحدة وعناد: متحاولش يا بيه مش هقولك ..
, فقد هارون أعصابه وانهال عليه يلكمه بقوة وغضب وهو يشتمه ورغماً عنه لم يستطع قتله بعد معرفته بأنه يُحاول حمايته ..
, زفر بضيق ناظراً حوله بجنون وهتف: قوم يا حيوان هوديك أي مستشفى ياكش تموت قبل م نوصل ..
, هتف الرجل بسرعة ونهيج: ل لا متشكر ..
, هارون بصراخ: متشكر إييه هو أنا بعزمك على كباية شاااي م تقوم يا حيواان بقا وأخلص في يومك ده ..
, نفى الرجل مجدداً: لا لا يا بيه ه في في حد ه هيساعدني أنت بس سيبني وارحمني معنتش قادر ..
, رمقه هارون مقطباً جبينه لتقترب منهم سيارة سوداء ضخمة ينزل منها عدة رجال بوجوه مُلثّمة .. استعد هارون رافعاً سلاحه بوجههم ليرفع الرجال أسلحتهم نحوه بسرعة وتهديد ..
, راقبهم يتجهون نحو الرجل المصاب يحمله رجلين بين ذراعيهم ويتجهون به نحو السيارة يضعونه بها لتنطلق السيارة بسرعة شديدة مبتعدة عنه يُتابعها هو بنظرات مجنونة غير مستوعبة ..
, اتجه نحو سيارته بسرعة منطلقاً بها نحو عمله .. دخل مُسرعاً بغضب ليلحق به زميله فريد داخلاً المكتب: في إيه يا هارون مالك ؟
, التفت هاون نحوه بحدة: أنا مش قولتلك عاايز حرااسة ..
, هتف فريد بهدوء: هتفيد في إيه قولي .. نتفرض مثلاً أن اللي بيحموك دول حراسة سريّة حطهم شخص سري يبقى هما هيحرسوك برضه من حراسنا السريين اللي إحنا هنحطهوملك ..
, رمش هارون بعينيه بضيق وغباء هاتفاً بغضب: هششش أخرس مش فاهم حااجة ..
, فريد بهدوء: قولي بقا في إيه هدومك عليها ددمم ليه حاولوا يقتلوك تاني ؟
, هارون بحدة: أه وصبت واحد فيهم .. قصدي من حراستي السرية ..
, فريد بلهفة: بجد وديته فين عرفت مين اللي بعته ؟
, هارون: أه ..
, فريد بفضول: مييين !؟
, هارون بسخرية: مهرج سيرك ..
, فريد بدهشة: نعم !!؟
, هارون بصراخ: وأنا إيش عرفنييي ..
, فريد: هو في إيه أهدأ .. بعدين مش شايف أننا مهتمين كتير بحراسك دول ونسينا المهمة الأساسية ..
, هتف هارون بغيظ: روح هاتلي قهوة دماغي هتفرتك واخفى من وشي حاسس نفسي عايز أقتلك ..
, قطب فريد جبينه بدهشة ليلتفت بعدها خارج المكتب ليهتف هارون بسرعة مخرجاً هاتفه: أستنى خد الرقم ده اعرفلي لمين وموقعه ..
, اقترب فريد منه ينظر للرقم المدوّن أمامه ليهتف: ده مش مصري يا هارون ..
, هارون: نعم ؟
, فريد: في إيه أنت مركزتش فيه كويس الرقم ده مش من مصر .. لمين الرقم ده ؟
, نظر هارون بسرعة نحو الرقم وهتف: ده جبته من فون الراجل اللي صبته رقم الباشا اللي كلّمه منه .. يعني إيه الكلام ده الباشا بتاعه مش في مصرر إزاااي !؟
, هتف فريد: أديني الرقم هحاول أعرف الكود بتاعه لأي بلد وأحاول أحدد موقعه ..
, مدّ هارون هاتفه نحوه ليُدوّنه فريد عنده ويتجه مسرعاً خارج المكتب تاركاً ذلك الغاضب الذي يشعر بالجنون والضياع وحده ..
, في شركة عز الدين ..
, جلست تسنيم تضع قدماً فوق الأخرى بعد دخولها مكتب حيدر .. ولمفاجأتها للمرة الأولى تدخل بسلام وطمأنينة ولا يُجلجل صوته الغاضب أنحاء الشركة طارداً لها ..
, التفتت نحوه لتراه ينظر لشاشة حاسوبه ولكنها علمت بأنه شارد الذهن فقط ..
, زفرت مُدندنة وهي تهز رأسها: حبيبي على نياتو
, كل البنات أخوااتو
, ده ماكنش كده
, بس أنا غيرت كل حياتوووو
, دلوقتي عايشها جدد
, وعيونو مش شايفة حدد
, لو وحدة بتسألو بيسبني أنا اللي أرددد
, حبيبي داااب على إيدي وتاااب
, دخّلني قلبو وقفل الباااب
, التفتت نحوه عندما استمعت لزفرته الغاضبة لتهتف بحذر: إيه معجبتكش ؟
, هتف بغضب: مين ده اللي على نيااتو ؟
, همست بحذر: حبيبي ..
, رمقها بغضب لتهتف: خلاااص يبقى معجبتكش هغنيلك عراقي أسمع إحم إحمم داايخ بييييك أحبك يا وجع رااااسيي..
, صرخ بحنق: أنا وجع راس ؟
, هتفت بتوتر: م مش مش أنت بعدين أنت مااالك يابني دلوقتي طلع صوتك ..
, حيدر: نعمم ؟
, زفرت بضيق: أنت مضايق ليييه ؟
, زفر جاذباً خصلاته بغضب لترمقه بدهشة: للدرجة دي متعصب يااه ..
, نهض عن كرسيه ينظر من النافذة الواسعة أمامه بضيق لتهتف مُلتفتة نحوه: في إيه يا حيدورة ؟
, التفت نحوها بغيظ وهتف: مش سمعتي اللي حصل ..؟
, تسنيم: حصل إيه ؟
, حيدر: عمار ..
, تسنيم بفرح: تقصد أنه بحب وهتجيلي سلفة أتخانق أنا وهي ونخرب بين الأخوات والعيلة تتفكك والعيال يكرهوا بعض وكده ..!؟
, رمقها بحدة وتهديد لتتحمحم هاتفة: خلاص خد أول كلمتين بس .. تقصد أنه بحب ؟
, حيدر: أه ..
, تسنيم بحيرة: طب وفيها إيه ..؟
, مسح فوق خصلاته بضيق وهتف: هو لسا صغييير ..
, رمشت بعينيها بدهشة هاتفة: مش فاهمة صغير إزاي يعني ..
, أشاح بوجهه عنها لتنهض وتقف بجانبه: حيدر مالك عمار مش صغير وهيتخرج قريباً فيها إيه مش أنت برضه حبيت وأنت في الكلية والعيلة كانت موافقة و..
, هتف مقاطعاً: م هو علشان حصل معايا كده بقولك هو لسا صغيير ..
, تسنيم: يعني أنت كنت لسا صغير لما حبيت قبلي ؟
, رمقها بنظرات جامدة لتهتف: أنت خايف من إيه ؟
, حيدر بتكبر مُخفياً قلقه: هو غبي ومش هيختار كويس وهيقع شك على دماغه ..
, ابتسمت هاتفة: يا سلام وأنت عرفت إزاي ..؟
, لم يُجبها وقطب جبينه بعبوس مُحبّب لتهتف : طب م تكلمه وتحاول تعرفها ويحكيلك عنها وبما أنك أنت كبير وواعي وكده هتنصحه وكده مش هيقع على دماغه ..
, التفت نحوها بدهشة لتهتف: في إييه هو كلامي بيصدم أوي كده ..؟
, زفر بضيق عائداً ليجلس خلف مكتبه وهتف: خلاص أقفلي ع السيرة ..
, التفتت نحوه بتمعن لتهتف: مفيش غير الحل ده يا حيدورة قلبي .. صدقني ..
, نظر نحوها للحظة بجمود وعاد يُحدق بحاسوبه بصمت وجبين مُقطّب ..
, في اليوم التالي ..
, هتف زين بعبوس وغيظ على الهاتف: هاروون أعمل إيه هو هنا ..
, هارون: أعمل نفسك مش شايفه ..
, زين بغضب: الواطي دي ساحة تدريب ليااا أنااا مش هو ..
, هارون: بقولك إييي شيله من دمااغك ومتفكّرش فيه ..
, زين بحنق: طب أعمل إيه عايز أتدرب وهو هيبصلّي ويتريق عليا ..
, ابتسم هارون هاتفاً: وفيها إيييه يابني كده أحسن هو غروره هيعميه ومش هيتدرّب كويس ويعمل نفسه مش محتاج تدريب ..
, رمش زين بعينيه مُفكراً وهتف: طب وأفرض اتدرب ..؟
, هارون: هيبقى كل تدريبه إستعراض مش أكتر .. ولما يبدأ إستعراضه أنت سيبه وأمشي ..
, أبتسم زين بلهفة وهتف: طب و**** أحبك .. خلاص أقفل ..
, أغلق الهاتف بسرعة ناظراً بطرف عينه نحو هشام الذي يجلس على مقدمة سيارته برفقة أحد أصدقائه ..
, دخل زين سيارته بعدما كان يتدرب قبل قليل وتوقف عند رؤية هشام .. ليعود وينطلق بها مُجدداً بقوة وسرعة متابعاً تدريبه محاولاً تجاهل ضحكات هشام وصديقه التي بدأت تتعالى في المكان ..
, بعد مدة من الوقت ..
, تعالى صوت بوق السيارة الصاخب وصريرها العالي وزين يُعلم الحراس بل المنطقة كلها بوصوله .. لتفتح البوابة أمامه ويدخل بسرعة يدور حول نفسه مخلّفاً موجة غبار جعلت عمار يسعل بقوة شاتماً ..
, ترجّل زين من السيارة بتعب بعد أن أمضى ساعات طويلة في تدريب شاق يُنهك نفسه بالتدريب بعدما صمّم على كسب السباق القادم ..
, هتف بدهشة ناظراً لروما التي تقف بجانب عمار: إيه اللي عاملاه في نفسك يابت ؟
, هتفت بتوتر: في إيه غيّرت شكل حواجبي شوية وشعري عشان لو يعني شافوني محدش يعرفني ..
, هتف وسام الواقف قربها باستهزاء: ده على أساس أنهم يعرفوكي قبل ..
, هزت كتفيها: معرفش بس الحذر واجب ..
, تنهد زين هاتفاً: المهم دلوقتي حفظتي تاريخك كويس ؟
, ضحكت هاتفة: أه متقلقش عمار أداني الورقة اللي كتبها هارون عليها كل بياناتي ..
, زين: تمام يبقى أتفضلوا بقا جوا أظن العيلة مستنية ..
, زفر عمار بتوتر ناظراً لروما التي ابتسمت بتوتر هي الأخرى ودخلوا إلى الفيلا ..
, وقفت روما بجانب عمار على باب الصالة تنقل نظراته بين الجميع بشوق وحب .. ولكنها تحمحمت مُبعدة عيونها عنهم بخجل وتوتر ..
, هتف عمار بفرح وهو يُعرّفها عليهم: جماعة دي روما تعرفت عليها من فترة كده في الكلية .. روما دي ماما ..
, ابتسمت ليلى بلهفة وإعجاب واقتربت منها تُسلم عليها: نورتي يا حبيبتي معلش أنا اللي أصرّيت على عمار يجيبك هنا عشان نتعرّف عليكي ..
, همست روما: مفيش مشكلة يا طنط أنا فرحانة أنكم عايزين تتعرفوا عليا وأنا أتشرّف بيكم ..
, تابع عمار تعريفها على العائلة حتى وصل إلى حيدر وتسنيم ليهتف ناظراً بطرف عينه نحو حيدر: إحم ده حيدر أخويا الكبير ..
, رفعت روما نظراتها نحو حيدر ترمقه بإعجاب داخلي ومدّت يدها لمُصافحته ليُصافحها هو الآخر يرمقها بتفحص ..
, هتف عمار: ودي تسنيم خطيبته ..
, اندفعت تسنيم نحوها تسلّم عليها السلام الإعتيادي بين البنات حتى عند أول لقاء بينهم لتقبلها قبلتين على وجنتها وقبلة على الأخرى: نورتي يا روما نورتي أنا فرحانة جداً أني تعرفت عليكي وهنبقى صحااب هاا ..
, ابتسمت روما بلهفة وحب: أكييد طبعاً ..
, هتف ربيع بهدوء: إحم مش هناكل ولّا إييه ؟
, هتفت روما بخجل: لا متشكرة متعذبوش نفسكم و..
, قاطعتها ليلى هاتفة: عذاااب إيه بس بقولك أنا عازماكي وتحايلت على عمار يجيبك أصله قالي أنك ساكنة في البيت لوحدك مع بنت عمتك مش كده ..؟
, هتفت مروة: اتفضلوا على السفرة ونكمل كلامنا ..
, اتجه الجميع ليلتفوا حول المائدة وجلست عمار بجانب روما بسعادة لتهتف روما: أيوه حضرتك أنا أهلي توفوا قبل كام سنة وفضلت في البيت لوحدي عمتي مش من القاهرة بس بتجيلي كل فترة هي وبنتها بيقعدوا معايا كام يوم ..
, هتف أدهم بهدوء: **** يرحمهم .. وبقية الأيام بتفضلي لوحدك ؟
, همست روما بتوتر: ي يعني وأوقات صاحبتي بتيجي عندي وكده ..
, هتف مصطفى: طب أنتي بتشتغلي ؟
, روما: إحم أنا عايشة على معاش بابا **** يرحمه بس أوقات كنت أشتغل في كافتريا كده لما المصروف يزيد عليا ..
, ليلى بحنان: حبيبتي **** يعينك بس بقولك إييه لما تيجي عندنا مفيش شغل ولا تعب أنتي خلاص بقيتي بنتي ..
, ابتسمت روما بحب لهذه العائلة وتنهدت بحزن داخلي لأنها مُضطرّة للكذب عليهم ..
, اقتربت من عمار هامسة في أذنه: إلحق ياعمار أخوك شبه أرنااف أوي ..
, لوى شفتيه هامساً: لا شبهه ولا حاجة هو بس عشان بيفضل مكشر زيه كده ..
, رمشت بعينيها بفضول: يبقى هيطلع حلو لما يضحك زيه ياااه ..
, عمار: أنتي يابت أرناف عاملك إييه ؟
, روما بهيام: سااحرني .. بقولك إيه مقولتليش ليه أن حيدر خاطب ؟
, عمار بدهشة: بجد مقولتلكيش ؟
, روما: لأا .. م هو خاطب أهو يبقى تخطّى مشكلة زمان ..
, تنهد هامساً: مش أووي ومشكلته معايا متخطهاش أساساً .. هو صح وجود تسنيم جنبه عمل فوق كبير بشخصيته وبدأ يرجع على طبيعته وهو ده اللي خلاه يكلّمني كام كلمة كده من غير م يتجاهلني ..
, همهمت هامسة: بقالهم مخطوبين قد إيه ؟
, عمار: تقريباً سنة ..
, رفعت حاجبيها بدهشة: حلو أووي كويس أنه قدر يحب تاني .. خطيبته حلوة أووي وفرفوشة ..
, ابتسم هاتفاً: أه جداً وأنا بحبها أووي إحنا صحاب جداً وتقريباً هي إهتماماتها زيي ..
, رمشت متذكرة ما أخبرها عنه وعن طباعه في الأيام السابقة لتهتف: تقصد بتغني وبتعزف زيك ؟
, هتف بابتسامة: مش بتعزف بس فرفوشة بتحب تغني دايماً حتى لما تبقى حزينة بتدوّر على أغنية مناسبة لحزنها ..
, ضحكت بخفة وابتعدت عنه متابعة طعامها فيما استشعرت نظرات حيدر المُصوّبة نحوها بتدقيق وتهديد يجلس متحفزاً مُقابلاً لهم بجانب تسنيم الفرحة .. ليزيد توترها وخوفها هي وعمار الذي كاد يتشرّق بطعامه بقلق عندما لاحظ نظراته .. يعلم دقة ملاحظة حيدر وذكائه ولكن هارون قد أعلمهم بما يجب عليهم التصرّف به بذكائه هو الآخر وتحت إشرافه ..
, بعد عدة أيام في شركة عز الدين ..
, هتف سامر ناظراً لرحمة: خلينا نعمل الخطبة الأسبوع الجاي يا رحمة ..
, نظرت نحوه بابتسامة: بس معرفش لو أهلي هيوافقوا ..
, سامر: لا هيوافقوا أنتي قولتيلي مش عايزينا نشوف بعض كده بس لما نخطب هنبقى قادرين نلتقي أكتر ونخرج مع بعض وهما مش هيتكلّموا خالص وهنبقى براحتنا ..
, تنهدت هاتفة: عندك حق ..
, سامر: بقولك هو أخوكي زين ده مش طايقني ليه ؟
, رحمة بغيظ: فكك منه ده مدلع وتافه ..
, سامر: أممم بس مبحسّش باقي العيلة بتضايق من تصرفاته معايا .. يعني بعد م أهلي جم جيت عندكم مرتين وفي كل مرة كلامه بغيظني بقولك إيه أنا ساكت عشانك بس ..
, رمقته بحدة هاتفة: العيلة مش بتحب تزعله ومدلّعينه جداً عشانه الصغير .. بعدين مامتك برضه مش طايقاني .. وأنا سكتت علشانك وإلا أنت عارف بعمل إيه بالناس اللي مش طايقاني ..
, ضحك هاتفاً: أنا اللي عااارف وحاافظك فاكرة أيام الكلية م أنتي في البداية مكنتيش طايقاني وتحدفي بوشي كل كلمة قد كده ..
, ضحكت مُجيبة: خلاص يبقى متعادلين ..
, سامر: طب هتقوليلهم على موعد الخطبة ؟
, رحمة: ماشي النهاردة هكلم ماما وأكيد مش هيعترضوا مادام مش عايزينا نشوف بعض برا البيت ..
, ابتسم بفرح وهز رأسه بسعادة: ماشي يا حبيبتي هستنى منك تلفون الليلة .. أنا همشي بقا لاحسن حد يشوفنا ويسمّعوكي كلام يزعجك ..
, ابتسمت تنهض عن مقعدها مُودّعة له على باب مكتبها .. وتنهدت بابتسامة واسعة عائدة إلى عملها ..
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
الثامن


اللهم صلي على محمد وآل محمد ..❤
, ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
, إعتني بها جيداً يا صاحب النصيب ، فأنا من حلمت ، وأنت من حققت الحلم . .
, أنا من زرعت الحب في قلبها ، وأنت من حصد ثمار هذا الحب . .
, إعتني بها جيداً يا صاحب النصيب فأنا لازلت أحبها . . !
, ٣٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, يقف أمام مرآته مُعدلاً ربطة عنقه بيدين مُرتجفتين .. ابتلع ريقه عدة مرات بصعوبة وانحنى يتكئ بكفيه فوق تسريحته وأخذ عدة أنفاس سريعة ليعود ويُرخي ربطة عنقه شاعراً باختناق شديد ..
, رفع رأسه مُحدقاً بنفسه في المرآة أمامه .. عيونه لمعت بدموع .. دموع لم يظن بأنها ستعرف طريقها لعينيه بغير أن يكون السبب شوقه لوالدته .. بل قهره ووجعه من شخص آخر شخص استحوذ على قلبه وعقله ومشاعره ..
, زفر بحرارة مُعتدلاً بوقفته ونظر لبدلته الرسمية الأنيقة .. مُتذكراً عدة أيام فائتة أمضتها رحمة برفقة سامر في إقناع العائلة بأمر خطبتهم ..
, حرقة قلبه وهو يرى ابتسامتها السعيدة المتلهّفة وتبادلها نظرات فرحة مع سامر عندما أخذا الموافقة أخيراً ..
, أغمض عينيه ساحباً نفساً طويلاً وكأنه أنهى هواء الغرفة كاملاً زفره بحرارة وأمسك زجاجة عطره يُغرق نفسه بها حتى كاد يختنق .. واتجه خارج غرفته حيث صالة الفيلا الواسعة التي تزيّنت بالكامل لحفل خطبة عائلي بسيط ولكنه يُحدث في قلبه على بساطته نيراناً ودماراً موجعاً ..
, نزل للأسفل ليتفاجأ بوصول سامر وعائلته وانضمامهم لبقية العائلة .. فيما الخدم يجرون في كل مكان يصفّون فوق الطاولات أنواع كثيرة من الطعام والحلويات والعصائر المتنوعة ..
, موسيقى هادئة خرجت من إحدى الأركان ورحمة تنزل درجات السلم بابتسامة وعيون لامعة .. رمقها بتمعن ناقلاً نظراته على خصلاتها المتموّجة والتي تركتها تلوح على ظهرها بغنج وإكليل ورود لامعة يُزيّن جبينها .. مع انسياب فستانها الذهبي الناعم فوق جسدها المتناسق ..
, حاول جاهداً إشاحة وجهه عنها ولكنه لم يستطع .. تتأبّط يد والدها من جهة ومن الجهة الأخرى يتأبط أدهم ذراعها بابتسامة حانية ..
, حتى وصلت حيث سامر الذي هبّ واقفاً على قدميه بلهفة ولمعت عيونه بهياج متأثراً بهيئتها التي اختلقت تماماً عن تلك الرسمية التي يراها بها منذ استلامها لعملها في الشركة ..
, وصلت بقربه ليُسلّم هو على سيف وأدهم ومن خلفهم مصطفى .. حتى جلست بجانبه لتُسلم عليها والدة سامر ببرود وتتجه لتُعانق أبنها وتحتضنه تحت نظرات رحمة المستهزئة من تصرّفاتها ..
, اجتمعت العائلة حولهم يُباركون لهم ووالدته تُقدم له علبة قطيفة حمراء كبيرة فتحتها أمامهم ليظهر عقد ماسي ذو لئالئ صغيرة خضراء اللون مع حلق وإسوارته .. وعلبة أخرى وُضعت بها دبلة لامعة وناعمة ..
, نهضت تقف بجانب سامر المبتسم بوسع وسعادة وبدأ في إلباسها الشبكة بابتسامة واسعة يرمقها بحب وإعجاب .. ليشيح حمزة بنظره عنهم قابضاً يديه بشدة داخل جيبيه ..
, اقتربت إحدى الخادمات تجرّ أمامها طاولة صغيرة وضع فوقها قالب حلوى كبير والشموع تملأ سطحه مشتعلة بجمال ساحر .. حتى وضعته أمامهم لتُمسك رحمة السكين الكبيرة ليضع سامر يده فوق يدها يُقطعون القالب ببطء ..
, جلس حمزة بعيداً عنهم .. يرمقهم بنظرات صقرية مُحاولاً منع نفسه من الهجوم عليهم ولكم فك ذلك الذي لا ينفك عن الإبتسام وتلك المغرورة الغبية التي لا تعرف معنى الحب أصلاً ..
, مرّت فترة من الوقت الجميع يتحدث ويضحك ومستمتع فيما هو يقبض على يديه بغيظ ناظراً لسامر المبتسم والذي يهمس لرحمة كل فترة لتبتسم الأخرى بخجل أو بمرح ..
, زفر بضيق والتفت نحو زين الذي يقف بجانب عمار وقد وقفت روميساء معهم بعدما دعاها عمار وباقي العائلة ..
, همس زين بخفوت: بت يا روما هنخش في الجد بقا ..
, توترت هامسة: ي يعني إيه ؟
, هتف بسرعة: يعني ابدأي أظهري على حقيقتك يا قطة .. سافلة واطية ولا مؤاخذة ..
, التفتت روما نحو عمار بغضب: عمااار سكته قوله يخررس وإلا وربنا هندمكم كلكم ..
, عمار بضيق: في إيه يا زييين ..
, زين: إيييه بعلّمها هتعمل إيه ..
, هتف وسام واقفاً بجانبهم: يعني تبدأي تظهري قدام حيدر أنك مش كويسة ..
, روما بضيق: لازم يعني ..؟
, زين بسخرية: إيه عاجبك دور الملاك أوي كده ..
, تأفّفت بغضب ليهتف وسام: فكك منه يا روما المهم تركزي في مهمتك إحنا قربنا ع اللحظة الحاسمة الكام يوم دول حاولي تتقربي مننا كلنا قدام حيدر بس هاا وتقربي منه واعملي كام حاجة كده على ذوقك بما أنك فاهمة .. بعدين هييجي دورنا نقوله أننا كشفناكي ..
, هزت رأسه باقتناع وزفرت هاتفة: ماشي ..
, هتف ربيع واقفاً بجانبهم: زين حمزة عاوزك ..
, التفت زين نحو حمزة ليُقطب جبينه ذاهباً نحوه جذبه حمزة من ذراعه بسرعة وأجلسه بجانبه هاتفاً: إزيك يا زينو ..؟
, رمقه زين بريبة: ك كويس .. مالك ؟
, زفر حمزة بضيق وهتف: مش شايف صهرك بيضحك إزاي ..
, التفت زين يرمق سامر وهو يضحك مع رحمة ليهتف: أه ماله ..؟
, حمزة بغيظ: حلوة ضحكته صح ؟
, زم زين شفتيه: لا وحشة وأسمه أوحش ..
, حمزة: بقولك إيه عندي ليك عرض حلوو أووي ..
,
, ضيّق زين عينيه: عرض إيه ..؟
, ابتسم حمزة بخبث وانحنى يهمس له لتتوسع عيني زين بدهشة: إييه ؟ لا أنا مش عيل عشان أعمل كده ..
, زفر حمزة بضيق: هديك اللي أنت عايزه بص هرجّعلك الكريدت بتاعك ..
, زين: هي مع حيدر ..
, التفت حمزة حوله وهتف ناظراً لحيدر: حيدرر تعااال ..
, التفت حيدر نحوه واقترب ليُسارع حمزة هاتفاً: الكرديت كارت بتاع زين فين ؟
, حيدر: في أوضتي ليه ؟
, حمزة: هاتها ..
, حيدر بتساؤل: ليه ؟
, حمزة: هرجّعها لزين ..
, قطب حيدر جبينه ناظراً لزين بغضب وهتف: لااا ..
, حمزة بغضب: حيدرر أنا قولت إيه ..
, حيدر: وأنا قولت لأ أبويا قالي لما أنا أقرر هديهالهم ..
, حمزة: اتفضل هاتها من أوضتك مش هعيد كلامي متنساش أني خالك ..
, حيدر بسخرية: و**** ..
, حمزة: أه .. ويلا أصلي مستعجل ..
, زفر حيدر ناظراً لزين بغضب والتفت يصعد درجات السلم بغيظ ليعود بعد لحظات ويقذفها بوجه حمزة الذي هتف: قليل أددب ..
, أمسكها وقدّمها لزين الذي أخذها بفرح ونهض هاتفاً: حبيبي يا زومااا ..
, جذبه حمزة من ملابسه بغضب: خد هناا ياغبي ..
, التفت زين نحوه بتوتر ليهتف حمزة: هتعمل اللي قولتهولك ..
, زين: طب هتستفاد إيه من الحركة التافهة دي ..؟
, حمزة: ملكش فيه ..
, هتف زين بقلق: بس رحمة هتاكلني وهارون هيقتلني ..
, ابتسم حمزة بخفوت: واد يا زينو خايف من رحمة ..؟
, زين: بصراحة أه فستانها كانت فرحانة بيه جدا ..
, حمزة: متقلقش محدش هيعملّك حاجة ..
, زين: لا هما هيزعقولي مليش دعوة ..
, حمزة: يابني أنت بحمايتي خلاص ..
, زفر زين بقلق ونهض بعد لحظات يأخذ كأس عصير فراولة مُمتلئ واتجه نحو سامر ورحمة .. ابتسم ناظراً لهما بسعادۃ هاتفاً: مبرووك ياااا نقمة مبروك يا سمررر ..
, التفت الإثنان نحوه وهو يقترب منهم بسعادة رافعاً الكأس بيده وكأنه سيشرب منه ليتعثّر فجأة وهو يدوس بقوة على قدم سامر الذي صرخ بألم لتنسكب محتويات الكأس فوق ملابس الإثنان ويسقط هو بقوة فوق سامر وتضرب قبضة يده بوجهه بقوة ..
, شهقت رحمة بصدمة ووقفت مكانها موسّعة عينيها بجنون حتى خاف زين عليها من أن تُصيبها جلطة فيما هو ينهض من فوق سامر الذي دفعه بحدة وألم ووقف ينفض قميصه الأبيض الذي تلطّخ بلون أحمر وبنطاله الذي ابتل ..
, صرخت رحمة بجنون: أنت عملت إيييه يا غبيييييي ..؟
, ابتلع سيف ريقه محاولاً تمالك نفسه ولكنه فجأة انفجر ضاحكاً وكأنه رأى مشهداً كوميدياً ..
, رمقته مروة بدهشة وغيظ وأسرعت نحو رحمة هاتفة بقلق: خلاص أهدي حصل خير ..
, صرخت رحمة بغضب: خير إيييه ده بوظللي الفستاااان .. والتاني جوزك عمال يضحك بدل م يربيييه ..
, التفتت نحو سامر الذي يرمق زين بغيظ لتهتف: وأهو بوظ البدلة بتاعة سامر أنت أعمى ولا إيييه .. إيه حركات العيال دي أنت مش هتبطل تتصرف كده مش هتكبر خااالص ..
, هتف زين بتوتر: م مش مش قصدي هو وقع مني بعدين أنا كنت هقع ده بدل م تقوليلي الحمد**** ع سلامتي ..
, صرخت بغضب: غووور من وشييي مش طايقة أشووفك غوور كتك القرف ..
, اقترب هارون منهم هاتفاً: خلاص يا رحمة تقدري تغيّري الفستان ..
, هتفت بوجه محتقن: أغيره إيييه هو ده كلام طب وسااامر ده بوظلي كل حاااجة بغباااائه ..
, التفت هارون يرمق زين بتوعد ليبلع الأخير ريقه هاتفاً: مش قصدي ..
, هتف أدهم بهدوء: سامر يقدر يلبس حاجة من عند هارون متبّكروش الموضوع ..
, ثم التفت نحو سيف الضاحك هامساً: وأسكت أنت بقا مش شايف بنتك هتتجنن ..
, سيف: البدلة بتاعتك يا سامر بقت حلوة خليك فيها يا حبيبي ..
, رمقه رامي بغضب وهتف ناهضاً عن جلسته: لأ معلش بلاش خلاص إحنا بقالنا زمان هنا والوقت اتأخر ..
, التفتت رحمة نحوه بحنق ليزفر سامر هاتفاً: بابا معاه حق ..
, هتفت ليلى: متأخذوناش يا جماعة ده حادث مش مقصود ..
, هتفت والدة سامر ترمقهم بتعالي: مش مشكلة أساساً اتأخرنا .. بعدين الفستان كله مكنش حلو كده أحسن ..
, توسعت عيني رحمة بغضب والتفتت نحو سامر ليتحمحم سامر بحرج والتفت حوله مودّعاً لهم ثم اتجه خارجاً مع عائلته تُلاحقهم نظرات حمزة الغاضبة والمغتاظة ..
, هتفت رحمة تضرب زين بصدره: أنت إيييه يا أخي مبتحبش تشوفني فرحاانة خااالص كل مرة هتعكرلي مزااجي بتفااهتك ..
, اقترب حمزة يقف بجانبهم ليهتف: زين ملوش دعوة .. وأنصحك تطلعي بقا تغيّري الفستان البايظ ده أصل شكلك بقا وحش أووي ..
, هتفت بغضب: وأنت ماالك قولتلك مية مرة متدخلش بياا ..
, أدهم: رحمة٣ نقطة حمزة مش عايز خناق .. اتفضلوا بقا لموا الفوضى دي وكله على أوضته ..
, ألقت رحمة نحوهم نظرة غاضبة واتجهت تصعد درجات السلم لتزفر مروة متوجّهة خلفها ..
, بدأ الجميع بالتوزع كلٌّ إلى وجهته فيما هتف عمار بصوت عال: روما تعالي أوصلك ..
, ابتسمت روما مودعة الجميع بابتسامة واسعة واتجهت للخارج معه تحت نظرات حيدر التي اشتعلت بصدمة عندما ألقت نظرة أخيرة نحوه وغمزت له في الخفاء ..
, التفت هارون نحو زين الذي يتحسس بطاقته البنكبة في جيبه مُطمئنّاً عليها ليتجه نحوه يجذبه من ذراعه بقوة يجره خلفه بسرعة حتى أدخله غرفته بغضب ليهتف زين بغيظ: في إييييه يا جدع بالرااحة ؟
, هتف هارون بغضب: دلقت العصير على رحمة وسامر ليييه ؟
, زين بغضب: هو إيه اللي ليييه أنا كنت هقع وهو وقع غصباً عني إييه فاكرني دلقته قصد ..
, اقترب هارون منه بقوة هاتفاً بحدة: زين متستعبط عليااا علشان أنا عارفك وشوفت كل حاااجة ..
, ابتلع زين ريقه بحذر: شوفت إيه ؟
, هارون بغضب: شوفتك وأنت بتدلقه عليهم عن قصد متفكرنيش أهبل ومش عارف تمثيلك الغبي ده جاوبني عملت كده لييييه ؟
, رمش زين بعينيه وهمس بتوتر: م ممكن أستعين بصديق ..؟
, صرخ هارون رافعاً يده أمام وجهه مهدداً: زيييين أقسم ب**** هضربك ..
, همس زين بنحيب: صديق واحد بس جبلي حمزة والنبي ..
, جذبه هارون من ياقته بغضب هاتفاً: بقولك إيه أنا شايف تصرفاتك مع سااامر من لما تعرفنا عليه وهي مش مظبوطة وكنت بعديهالك ..
, زين بغيظ: م هو اللي شكله وأسمه مش عاجبني أنا مبطيقهوش على فكرة ..
, صرخ هارون بغضب: ليه يا حبيبي حد غصبك تتجوزه ؟
, زين: عيب عليك يا هارون ده راجل زيي زيه أتجوزه إيه ..؟
, صرخ هارون بغيظ: بقولك إيييه أقسم ب**** تصرف تاني زي ده وهندمك .. أنت مش مطلوب منك تطيقه كفاية أن أختك عايزاااه ..أنا كنت أقول أن رحمة هي اللي بتستفزك بس شكلي طلعت غلطاان ..
, تأفف زين بضيق: يعني عايز إيه دلوقتي ..؟
, دفعه هاون بغيظ: مش عايز من وشك حاجة غوور ..
, التفت خارجاً من الغرفة ليخرج زين بغضب ناظراً حوله حتى وجد حمزة صاعداً درجات السلم ليهتف بغضب: م لسا بدري اتأخر كماان شويييية ..
, حمزة بدهشة: في إيه ..؟
, زين بغضب: مفيش حاجة غير أني تهزقت من الكل .. كله بسببك فين ده اللي أنا بحمايته ..؟
, زفر حمزة هاتفاً: عادي يابني م أنت متعود ع التهزيق ..
, زين: لا مش متعود أنا طول عمري مؤدب وعاقل وبمشي جمب الحيط .. بعدين هارون زعقلي ..
, لوّح حمزة بيده: عادي برضه م هو علطول بيزعقلك ..
, زين: لا م هو زعل مني برضه ..
, حمزة: هيرضى لوحده سيبه أنت بس ..
, زين: م هو..
, صرخ حمزة بنفاذ صبر: بقولك إيييه فكني منك الكريدت كارت بقت معاك كفاية عليك كده ..
, تركه مُبتعداً عنه ليصرخ زين بغضب: ده اللي شاطرين بيه كلكوا قليلين أدببب ..
, هتف أدهم واقفاً أسفل السلالم: زييين إيه الصوت ده مش تتخمد بقا ..
, التفت زين نحوه وأسرع ينزل درجات السلم ليتمسّك به بلهفة: دوومي إلحقني ..
, أدهم: في إيه ؟
, زين: روحلهم هزقهم كلهم واحد واحد فرداً فرداً ..
, زفر أدهم بضيق: ليه ؟
, زين: معرفش زعلوا مني كلهم وزعقولي وأنا معملتش حاجة ..
, رمقه أدهم بشك ليهتف زين: متبوصليش كده حرام عليك حرام عليكم كلكم أنتوا مبتحبونيش أومال بتقولوا الصغير وآخر العنقود لييه أنتوا مش شاطرين غير بالكلام وبسسس ..
, ابتسم أدهم هاتفاً بهدوء: حمزة قالك تدلق العصير عليهم صح ..؟
, توسّعت عيني زين متراجعاً للخلف بصدمة: ل ل لل..
, ضحك أدهم هاتفاً: إييييه ؟
, ابتلع زين ريقه رامشاً بعينيه بخوف وتمتم فجأة بنحيب: م متخليهومش يئذوني والنبي ده أنا زي أبنك ياعمو ..
, أدهم بدهشة: هما مين ؟
, زين بخوف: الجن اللي أنت مسخّرهم لخدمتك وأعمالك الشيطانية ..
, أدهم بغضب: نعم يا روح أبوووك ..
, زين بخوف: أا أومال ع عرفت إزاي أن حمزة اللي قالي ..؟
, زفر أدهم بغضب: ليا أساليبي الخاااصة ..
, زين بحذر: جن ؟
, ضربه أدهم بكتفه بقوة والتفت مبتعداً عنه بغضب لينظر زين حوله بخوف متمتماً بالمعوذتين وأسرع يصعد درجات السلم بلهفة مُقتحماً غرفة هارون: هاروون إلحقق ..
, صرخ هارون بغضب: برررا ..
, أغلق زين الباب بخوف يتنفس بقوة ونظر نحوه وهو يستلقي فوق سريره بغضب بعدما أبدل ملابسه ليهتف بلهفة: ع عمك عمك يا هارووون عمك ..
, هارون بقلق: عمي مين ماله ؟
, لطم زين وجهه: مخاااوي ده ده مسخر جننن ويمكن بحضّر أرواااح أانا أنا حاسس أن قريني مش معايا أكيد سخره عنده علشان يعرف كل حااجة عني يا لهووووي يا حسرة على شبابي وعمري وأحلامي ..
, صرخ فجأة بألم عندما اصطدمت به فردة حذاء قذفها هارون نحوه بغضب وصرخ: أطلع برا يا زين أنا مش طايقك ..
, زين بخوف: أروح فييين لا هنام هنا الليلة ..
, هتف هارون بغضب: بقولك مش طااايقك ..
, زين: لا م أنا مش هسيبك وفي جن في الفيلا لا بخاف عليك ..
, هارون: زييين الدين ..
, اقترب زين منه بخوف ليجلس فوق السرير بجانبه بسرعة: متخافش متخافش أنا معاك ..
, رمقه هارون وهو يرفع الغطاء ويندسّ أسفله يُخبئ نفسه به وهتف: متقفلش النور علشان متخافش بالليل وتجيلك كوابيس ماشي يا هارون ومتخافش يا حبيبي أنا جمبك أهو يلا نام بقولك خليك صاحي ساعتين كده لغاية م أتطمّن عليك أنك نمت وبعدين نام ..
, عاد ليُغطي نفسه كاملاً بخوف ليبتسم هارون بنفاذ صبر ونهض مُغلقاً الأضواء ليصرخ زين متكوّراً على نفسه: في إييييه النور قطع ليييه حد هناااا أعوذ ب**** مش مش هنا بحضروا الأرواح أنزلوا الدور اللي تحت عند عمو أدهم أنصرفوووا ..
, ضربه هرون بقبضته بغضب ليشهق بفزع: والنبي بلاش أبعدوا عني ..
, صرخ هارون بغضب: بقولك إيييه يا زفت أقسم ب**** هنيمك ع الأرض أخرس بقا ..
, ابتلع زين ريقه ومد يديه يتلمّسه في الظلام ليدفعه هارون عنه بقوة ولكن الآخر التصق به كالعلكة هامساً: والنبي والنبي متبعدش عني عشان متخافش لوحدك ..
, زفر هارون بضيق مُستسلماً وغطى نفسه بغيظ والآخر أصبح فوق كتفه بثقله متمتماً: متخافش يا هارون .. متخافش ..
, صرخ هارون بغضب: م تخررس بقااا حد قالك أني خااايف ..
, زين بقلق: متخافش ..
, زفر هارون بغضب مُغمضاً عينيه داعياً أن يغفو سريعاً ليتمسّك الآخر به بقلق وخوف يُطمئنه بأنه بجانبه ..
, ٣٣ العلامة النجمية
, في رحمة **** أبواب مجنحة،
, تؤوي القلوب التي عانت وتؤوينا !
, ٣٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد عدة أيام ..
, في شركة عز الدين ..
, يجلس حيدر في مكتبه متابعاً أعماله ليفتح الباب فجأة ويقتحم المكتب زين برفقة صديقيه ربيع ووسام ..
, رفع رأسه نحوهم وهتف بغضب: أنتوا إزااي تدخلوا كده من غير إستئذان ..
, تراجع الثلاثة بفزع من عيونه الغاضبة ليهتف زين: ف في في حااجة مهمة أووي لازم تعرفها ..
, هتف بحدة مُشيراً للخارج: أطلعوا أخبطوا ع الباب الأول ولما أسمحلكم وقتها تدخلوا ..
, نظروا لبعضهم بغيظ ليهتف: مسمعتوش ؟
, التفتوا مجدداً خارجين من المكتب تحت نظرات منال الضاحكة .. ليعودوا ويطرقون الباب باحترام .. وبعد دقائق من وقفتهم تلك استمعوا لصوته يأذن بالدخول ..
, دخلوا مجدداً ليجدوه مُتراجعاً بظهره على الكرسي يرمقهم بحدة هاتفاً: خير عايزين إيه ؟
, اقتربوا منه يُمثلون اللهفة والخوف وهتف زين: عايزين نقولك حاجة مهمة ..
, نقل حيدر نظراته بينهم: حاجة إيه ؟
, ابتلع وسام ريقه بتردّد ناظراً لربيع ليهتف حيدر بغضب: في إيه أنت وهو ؟
, هتف وسام بسرعة: الموضوع يخص أخوك عمار ..
, قطب حيدر جبينه بحدة وقبل أن يتكلم هتف ربيع بسرعة: هو والبت اللي بحبها ..
, رفع حيدر نظره نحوهم وضاقت عينيه: مالهم ؟
, هتف زين بسرعة: حيدر البت دي مش كويسة ..
, توسّعت عيني حيدر وعاد يُضيّقهما بحذر: يعني إيه ؟
, التفت الثلاثة لبعضهم بارتباك مما زاد من قلقه وشكوكه التي تُساوره .. خاصة بعد قدومها مع عمار لفيلتهم قبل عدة أيام وضحكاتها المرتفعة مع زين وربيع .. وتلك الغمزة التي لم ينسَها حتى الآن ..
, هتف بحدة مُحاولاً إخفاء قلقه: م تنطقووا إيه الكلام اللي بتقولوه ده ؟
, تحمحم وسام هاتفاً: ي يعني يعني مش كويسة يا حيدر وفهمك كفاية ..
, حيدر بحدة: قولوا كل اللي عارفينه أنتوا هتنقطوووني ..
, هتف زين: البت دي بتضحك عليه ..
, ربيع: أه هي عايزة بس تدخل عيلتنا علشان الفلوس .. هي أصلاً مبتحبوش ..
, وسام: عمار بحبها أووووي ومش شايف بشاعتها ..
, زين: دي دي دي ياعم دي مش كويسة تصدق أنها بتكلمني وكأني عمار ؟
, وسام: أه م هي قالت لو عمار مظبطش معاها يبقى في غيره ..
, ربيع: أنا من البداية مش مرتاحلها خالص ..
, زين: بس عمار حرام بحبها أوووي ..
, وسام بلهفة: حيدرر إحنا كلّمنا عمار وقولناله الكلام ده بس.. بس هو تخانق معانا ..
, تابعهم حيدر بجبين مُقطب بشدة ولمعت في ذهنه صورتهم هذا الصباح على الإفطار يجلسون بهدوء شديد بدون كلامهم وضحكاتهم كالعادة ..
, ليُتابع زين: قبل يومين قولناله الكلام ده وهو زعقلنا وخاصمنا ..
, ربيع: قالنا أنه واثق فيها جداً وإننا عايزين بس نخربها عليه ..
, وسام: إحنا مش عارفين نعمل إييه خايفين بعدين يكتشف حقيقتها ويتصدم ..
, زين بخوف: والنبي يا حيدر ساعدنا مش عارفين نعمل إيييه وإزاي ننقذه منها ..
, رفع حيدر يده يُخلّل أصابعه في خصلاته الكثيفة وجذبهم بحدة وجنون مُحاولاً نفي مايسمعه .. تنفسه بات سريعاً وعيونه متوسّعة .. وكأنه انفصل عن عالمهم .. لا يرى سوى نفسه قبل عدة سنوات .. عاشق واثق مخدوع ومصدوم ..
, راقبه الثلاثة بحذر وهو يمسح وجهه بعنف ويجدب خصلاته تارة بأنفاس متسارعة غاضبة ومذهولة ..
, نهض فجأة عن كرسيه ناظراً عبر النافذة الواسعة وعاد يسير في مكانه بشرود يبدو على ملامحه الغاضبة ..
, صدمته عادت إليه وكأنه البارحة اكتشفها .. صدمته ألمه وانهياره .. وجعه وإحساسه بالإهانة للعبهم عليه وخداعهم له ..
, وجعه عاد إليه ولمعت خضراوتيه بدموع حارقة .. قلبه مازال يؤلمه للذكرى وجعه وقتها كاد يقتله .. لن يحتمله أحد فهل سيقدر عمار على إحتماله ؟ هل سيسمح لأن يشعر بنفس ألمه ويُصدم مثله !؟
, همس زين بحذر: ح حيدر !؟
, التفت نحوهم بعيون هائجة وصدره يعلو ويهبط بسرعة وهتف: أنتوا متأكدين ؟
, هز الثلاثة رؤوسهم ليهتف: قولتوا لعمار إيه ؟
, وسام: كل حاااجة بس هو بحبها أوووي وقال أنه واثق فيها ومش هيصدقنا مهما عملنا ..
, ربيع: وقال أنه لو شافها بعينه عمال تخونه مش هيصدق .. قال أنه شايفها ملااك ..
, توسعت عيون حيدر بصدمة أكبر وجذب خصلاته بقلق يتزايد بشدة داخله ..
, فُتح باب المكتب ليظهر هارون بوجه جامد يرمق الجميع بجمود ..
, أغلق الباب خلفه ووقف ينقل نظراته بينهم ليهتف: قولتوله ؟
, هتف حيدر بصدمة: أنت عاارف ؟
, هز رأسه بهدوء ليصرخ حيدر: وأنا آخر من يعلم ليييييه ؟
, هارون: أسأل نفسك ..
, حيدر بغضب: يعني إيييه ؟ أنتوا إزاي تعرفوا كل ده من غير م تقولولي ..؟
, هارون بتهكم غاضب: وحضرتك مهتم أووي يعني .. ؟
, حيدر: هاارووون ..
, هتف هارون بغضب: لو حضرتك مهتم كنت عرفت كل ده قبلنااا .. لو أنك قريب من أخوك بتكلّمه بتخليه يأمّنلك ويحكيلك كل حااجة بتفضل معاه دايماً كنت عرفت واكتشفت ده بنفسك من غير م حد يقولك .. دلوقتي اتفتكرت أنه أخوك وأنك لازم تعرف أول واحد ..؟ قولي تعرف عن أخوك إيييه ..؟ عرفت هو تعرّف عليها إزاي ؟ حبها إزااي ؟ بروحوا فين بيتكلموا عن إيييه ؟ عرفت أنه بحبها ومصدقناااش وعمال يكدبنا علشان بنتكلم عليها وحش ؟ أنت هتعرف ده إزااي وأنت عايش بعالمك الخاص عايش بالماضي ومش قادر تنسى ..
, اتفضل يا بيه بسببك أخوك هيعيش نفس تجربتك بس الفرق أنك كان عندك مين يحذّرك أخوك رغم صغره كان بحاول يعمل أي حاجة علشان يساعدك كان خايف عليك لتتصدم بس هو دلوقتي لوحده حتى صحابه مش قادرين يساعدوه أنت لو قريب منه كنت قدرت تحميه بس لا البيه كرامته واجعاااه أووي وأخوه آخر همه مش كده يا بيه ؟
, جلس حيدر فوق أحد المقاعد الجلدية بصدمة وألم اخترق قلبه بقوة ..وضع رأسه بين يديه جاذباً خصلاته بحدة محاولاً تمالك أعصابه ..
, هتف ربيع بحذر: على فكرة مش وقت الكلام ده ولا وقت عتاب ولوم .. عمار عايز مساعدتنا وإحنا هنا علشان نساعده ..
, زفر هارون ناقلاً نظراته بين الثلاثة الذين يُحدّقون به بقلق من هيئة حيدر .. ليقترب هو منه يجلس بجانبه بصمت ..
, ربت على كتفه هاتفاً: معلش انفعلت شوية ..
, زين: قصدك شويتين ..
, رمقه هارون بغضب وهتف بهدوء: حيدر مش وقت صدمة دلوقتي أخوك محتاجنا هو بحبها أووي وتخانق معاهم ومش عايز يسمع منهم حاجة .. حتى أنا ..
, التفت حيدر نحوه: أنت كلمته ؟
, أومأ برأسه بهدوء: أه لما عرفت كل حاجة عنها كلمته مبارح بس هو للمرة الأولى بيرفع صوته عليا وبكدبني .. أخوك واصل لدرجة معدش بيثق غير فيهاا وده خطر ..
, هتف حيدر بحذر: عرفت عنها كل حاجة إزااي .. أنا لازم أعرف تاريخها كله أقسم بربي لندمها لمجرد تفكيرها أنها تئذيه ..
, هتف هارون بسرعة: لا لااا استنى أنا أساساً عملت تحرّي عنها وجبتلك كل المعلومااات يعني لو مهما دورت مش هتلاقي زيي أنا ليا مصاادري الخاصة ..
, قطب حيدر جبينه وهتف: قول تعرف عنها إيييه ..؟
, تحمحم هارون مُخرجاً عدة أوراق من جيبه هاتفاً: خد ده ملف كامل عنها ..
, سحب حيدر منه الأوراق بلهفة وقطب جبينه هاتفاً: روميساء صالح زيدان العمر21 إيه ده هي مش متعلّمة !؟
, نفى هارون برأسه كاتماً ابتسامتة على شكله المصدوم ليُتابع حيدر ناظراً للمعلومات أمامه: أبوها متوفي قبل سنين وأمها سافرت برا البلد زمان لما طلقها أبوها .. يعني مامتها مش متوفية زي م قالتلنا ..!
, زين بخوف: شوفت الكدابة بنت الكدابين ..
, حيدر: ساكنة لوحدها من زماان وعمتها بتيجي عندها كل فترة أهي الحمد**** معلومة صحيحة ..
, تحمحم هارون بهدوء: لا م هو يعني..
, حيدر بحذر: في إيه ؟
, هارون: عمتها يعني إحم دي ست لا مؤاخدة ..
, حيدر: يعني إيييه ؟
, زين بسرعة: يعني شغالة كده وكده ..
, قطب حيدر جبينه وهو يرى زين يهز جسده كراقص ليهتف بصدمة: رقاااصة ؟
, أومأ الثلاثة أمامه بسرعة ليلتفت هو نحو هارون الذي هتف: م روما دي برضه بتساعدها أوقات بس مش هنا في إسكندرية ..
, حيدر: بنت الكلب ..
, هارون: لا الصراحة أبوها كان راجل غلبان .. م هو يعني طلّق مامتها علشان إحم..
, زين: مامتها كانت كدا وكدا وكداااا ..
, حيدر بصدمة: يعني إيه ؟
, تحمحم زين هاتفاً: حاجات بتجي بعد الرقص وكده ..
, رمش بعينيه بصدمة ليهتف ربيع: إحم هي بتساعد عمتها بالفلوس يعني ..
, حيدر بسخرية: وهي الرقاصة عايزة فلوس ..
, وسام: يعني أوقات بيبقى الوضع محتاج وكده ..
, هارون: عيلتها كلهم كده يا حيدر .. أساساً باباها مات عشان جاتله الجلطة لما.. إحم لما سمع أن بنته بتشتغل رقاصة مع أخته وهي عندها ستعشر سنة ..
, تحمحم زين وهمس بأذن وسام: هارون بجود وهيودينا في داهية ..
, وسام: جامد هارون ده دمااغه إبلييس ..
, ربيع بخوف: هي وصلت ع الرقص والجلطة ..
, رمقهم هارون بغضب ليصمتوا تماماً فيما حيدر مازالت عيونه على الأوراق أمامه بصدمة وداخله يغلي بحقد وغضب كبير ليهتف فجأة: اتخطبت قبل بسنة ؟
, تحمحم هارون هاتفاً: ولعبت عليه خدت فلوسه وخلعت ..
, زين: بنت اللذينة ..
, رمقهم حيدر بذهول ناظراً للمعلومات بحدة ليهتف هارون بعد لحظات من الصمت: بص إحنا حاولنا معاه بس هو تخانق معانا إحنا خلاص استسلمنا ومفضلش عندنا غيرك .. حيدر لو أنت متدخّلتش أخوك هيضيع ..
, هتف حيدر بلهفة وقلق: أعمل إيه يعني ؟
, هارون: يابني حاول تتقرّب منه تتعرّف على البت دي حاول تكشفها قدامه بأي طريقة ..
, قطب جبينه بشرود وعاد عقله لقبل سنوات .. محاولات عمار الحثيثة ليكشف ريما أمامه وهو يصدّه ويُكذبه ..
, هتف هارون: حيدر أنت أخوه وهو بحبك وأكيد هيسمع منك أكتر مننا خاصة لما يشوفك مهتم بيه بعد كل الجفا اللي بينكم .. حاول معاه بلاش المشكلة اللي بينكم تبعدك عنه أكتر ع القليلة بالفترة دي ..
, هز حيدر رأسه بصمت وشرود لينهض هارون بسرعة هاتفاً: أنا همشي بقا اتأخرت على شغلي .. يلا أنت وهو ..
, هتف زين: مش نعرف الأول حيدر هيعمل إيه ؟
, هارون: سيبوه براحته هو لما يتقرب منهم هيكتشف ده بنفسه مش محتاجنا إحنا حكيناله حقيقتها هو هيتصرف .. يلا معايا ..
, خرج الثلاثة برفقة هارون من المكتب ليتراجع حيدر بظهره للخلف مُفلتاً الأوراق من يده ومازال عقله يسبح في بحور الماضي الموجع ..
, لطم زين وجهه: شوفتوا وشه عامل إزاي نهايتنا علی إيده وربنا ..
, وسام: رقاصة يا هاروون ..؟
, هارون بغيظ: أعملها إيه يعني شيخة ..؟
, ربيع بقلق: لا بس يعني٤ نقطة معرفش ..
, هارون: ده اللي طلع معايا بعدين كده أحسن وهيخلّي حيدر يسرع بتقربه من عمار ومساعدته .. وعمار وقتها هيصده ويكدبه وحيدر هيتجتن عشان حقيقتها واضحة قدامه وعمار مش بيشوفها .. زي م كان هو زمان على **** بس يفهم وميروحش تعبنا ع الفاضي .. امشوا يلا ..
, صعد الثلاثة في سيارة زين المركونة أمام الشركة فيما انطلق هارون بسيارته متجهاً لعمله ..
, ٣٤ العلامة النجمية
, في الفيلا ..
, نزلت رحمة درجات السلم مُسرعة مرتدية فستاناً ضيّقاً يصل إلى أسفل ركبتيها بقليل .. وخصلات شعرها مفرودة على إحدى كتفيها العاري فيما الكتف الآخر مُغطى بشرائط رفيعة من الدانتيل اللامع ..
, في نفس اللحظة دخل حمزة من بوابة الفيلا عائداً من عمله ليتفاجأ بها أمامه بهيئتها الغريبة تلك .. قطب جبينه بحدة واقترب يسدّ أمامها الطريق هاتفاً: رايحة فين ؟
, استنكرت نبرة صوته الحادة ورفعت رأسها هاتفة: وأنت مالك ..؟
, رمقها من الأعلى إلى الأسفل بنظرات متفحّصة أغاظتها لتهتف: أنت عايز إيييه أوعى من وشي عايزة أمشي ..
, هتف بتهكم: خارجة مع خطيب الهنا ؟
, جزّت على أسنانها بغيظ وهمست: ملكش دعوة بيااا ..
, استمعت لبوق سيارة قادم من الخارج لتهتف هامة بالخروج: أبعد كده سامر وصل ..
, منعها من الذهاب هاتفاً: رايحين فين ؟
, التفتت نحوه بحدة وقبل أن تصرخ به هتف: ريّحي نفسك وقوليلي رايحين فين ؟
, زفرت هاتفة من بين أسنانها: أهل سامر عازميني عندهم ..
, همهم يهز رأسه بشكل استفزها لتمد يدها تدفعه عن طريقها بغيظ لتشهق عندما جذبها من معصمها يضغط عليه بقوة آلمتها وهمس بحدة: أطلعي حالاً غيري القرف اللي لابساه ده وبعدين ابقي أخرجي براحتك ..
, توسّعت عينيها بصدمة واحمر وجهها بقهر وحنق محاولة سحب يدها منه ليشدد عليها أكثر يرمقها بنظرات مهددة لتصرخ: أبعد عنييي أنت مااالك بيااا ..
, هتف حمزة بقوة: المنظر ده مش عايز أشوفك بيه تاني فاااهة لبس بنات الليل ده مش ليكي يا رحمة عز الذين ..
, توسّعت عينيها بغضب وصرخت بجنون: أنت سااافل واطي قليل أدب سبنيييي يا مجنووون ..
, حمزة: أنا لسا متجننتش بس لو مطلعتيش حالاً هوريكي الجنان بجدد .. أطلعييي ..
, دفعها بعيداً عنه لتصرخ بغضب: ملكش دعوة بيااا سااامع ملكش دعوة بياا سبني بحالي ..
, حمزة بغضب: أسيبك ليه هو أنتي مش لاقية مين يلمك ..
, صرخت بغضب: أنت ملكش حكم علياااا يا دكتوور حمزة أنا دلوقتي مخطوبة فاااهم ؟ مخطوبة وخطيبي هو بس اللي أسمحله يتدخّل بياا مش حضرتك ..
, حمزة بتهكم: و**** اللي يسمح لخطيبته أو حبيته تخرج باللبس ده قدام الناس ف لامؤاخذة ده ميبقاش راجل ..
, زاد احمرار وجهها بغضب وحنق وهمست: ومش أنت بقا اللي هتحدّدلي مقياس الرجولة وملكش دعوة بياااا ..
, حمزة: خطيبك أو لأ ملوش حق بيكي لما تبقوا تتجوزوا يبقى أنتوا حرين ..
, تعالى رنين هاتفها لتخرجه ناظرة لرقم سامر الذي يُضيء الشاشة ليهتف: أطلعي بالذوق يا آنسة رحمة غيري هدومك وبعدين روحي في داهية أنتي وهو ..
, ثم اقترب منها هامساً بجانب أذنها:
, أصلي أنا راجل أوووي وقولتلك مفيش راجل بيسمح لحبيبته تخرج كده ..
, توسّعت عينيها بصدمة وخرحت أنفاسها بتعثر فيما هو ابتعد عنها يرمقها بعيون حادة عميقة لتستدير سريعاً صاعدة درجات السلم بسرعة شديدة وأنفاسها تتزايد .. دخلت غرفتها مغلقة الباب خلفها بقوة وأغمضت عينيها بشدة متكئة على الباب خلفها ..
, عادت لتنزل بعد لحظات وقد غيرت ملابسها تماماً حتى تسريحة شعرها الطويل .. صعدت السيارة بجانب سامر غافلة عن نظرات تُتابعها من إحدى نوافذ الفيلا حتى اختفت عن ناظريه ..
, بعد عدة ساعات ..
, كانت تجلس واضعة قدماً فوق الأخرى بجانب سامر في صالة فيلتهم الخاصة .. فيما والدته تجلس أمامها بكبرياء وبجانيها إحدى صديقاتها تُعرّفها عليها وبدأتا بأحاديثهم ..
, تأفّفت داخلها بغيظ والتفتت نحو سامر هامسة: هي مامتك هتفضل تمجّد بأجدادها وتاريخ عيلتها الحافل بالبطولات ده ..؟
, زم شفتيه هامساً: إيه الكلام ده يا رحمة ..؟
, زفرت رحمة بغيظ لتهتف والدة سامر: إيه يا رحمة شكل قعدتنا مش عاجباكي ..
, ابتسمت رحمة ببهوت: لأ إزاي يا طنط أجمل قعدة .. لسا بقول لسامر كده ده من جمالها هيغمى عليا وحاسة أني عايزة أشم هوا .. مش نخرج شوية ع الجنينة يا سامر ..؟
, رمقتها والدة سامر بغضب ليتحمحم سامر بحرج مستأذناً من والدته وصديقتها ليجذب ذراعها بسرعة ويخرجا حتى وقفا في الحديقة ..
, هتف بحدة: ممكن أفهم إيه اللي عملتيه ده ؟
, لوّحت بكفها بلامبالاة: عملت إيه مامتك بتتكلم عن تاريخ عيلتكم طب أنا مالي هو أنا هتجوزك ولّا أتجوز عيلتك أنا أساساً أكتر حاجة كنت أكرهها في المدرسة هي التاريخ مبطيقوش ..
, رمقها بغيظ رغم أسلوبها الذي يُعجبه أحياناً لكن عندما يُصبح هو موضوع هجومها اللّاذع فلا يحتمله ليهتف: م أنا برضه بسمع تاريخ عيلتك وبستحمل غلاستهم ..
, رحمة بصدمة: غلاسة مييين ؟
, تكتف سامر هاتفاً: مثلاً أخوكي زين ده اللي بيتصرف تصرفات طفولية مدلعة ومحدش بحاسبه وكأنهم فرحانين باللي بيعمله .. إيه نسيتي يوم خطبتنا ؟
, زمت شفتيها بحدة ليتابع: ولا اللي أسمه حمزة ده ..
, التفتت نحوه هاتفة: ماله حمزة ؟
, هز كتفيه مجيباً: ملوش بحسه بعالم تاني كل لما بروحلكم الفيلا بيفضل قاعد بعيد عننا لوحده طب لما هو بحب العزلة أووي كده بيفضل لازق بينا لييه برغم أنهم كلهم أوقات كتير بسبونا لوحدنا إلا هو بيفضل لازق .. هو صح بكون في عالم تاني بس مش برتاح بالقعدة معاكي ومبيقومش لغاية م أمشي ..
, قطبت جبينها بحدة مُستمعة لكلامه وعقلها شارد فيما حدث اليوم لتهتف: بقولك إيه فكنا من سيرة عيلتك وعيلتي ..
, ابتسم وجذب يدها يقبلها هامساً: على رأيك خلينا بينا إحنا التنين ..
, تنهدت هاتفة: زي م اتفقنا .. هنسكن لوحدنا ..
, هز رأسه هاتفاً بابتسامة: أنتي تؤمري .. وكده ناخد راحتنا أكتر ..
, استدار على صوت والدته تودع صديقتها والتفتت نحوهم هاتفة: مش كفاية كده على حد علمي عيلتها بيقلقوا عليها لو تأخرت ..
, زمت شفتيها هامسة: مامتك بتطردني ..
, سامر بسرعة: لا إزاي هي بس خايفة عليكي وكده ..
, ابتسمت بسخرية والتفتت نحو والدته: عندك حق يا طنط أنا اتأخرت أووي معلش خدنا الكلام كنا بنخطط على مستقبلنا أنا وسامر في شقتنا الخاااصة شقة لينا إحنا وبس .. يلا يا سامر عشان توصلني ..
, استدارت تتجه نحو سيارته وتوقفت في المنتصف هاتفة: أوبس نسيت أسلم عليكي يا طنط .. عايزة حاجة ..؟
, رمقتها باحتقار هامسة: سلامتك ..
, ابتسمت رحمة: **** يخليكي يارب .. مش يلا يا سامر ..
, زفر بضيق عندما ألقت نحوه والدته نظرة غاضبة واتجه ليوصل رحمة إلى فيلتها .. عاد بعد مدة من الوقت ودخل الفيلا ليأتيه صوت والدته: عاجبك كده يابيه شوفت الخطيبة المصونة اللي جبتهالنا ..؟
, زفر هاتفاً: أهدي يا ماما هي مش قصدها بس رحمة أسلوبها كده ..
, هتفت بحدة: بس مش عليااا ..
, هتف رامي وهو يدخل الفيلا: مالكم في إيه ؟
, والدة سامر: مفيش بشكر أبنك على الإختيار الراائع و**** زوجة ترفع الراس ..
, ابتسم رامي بسخرية عندما رأى وجوههم الغاضبة ليهتف: مستنيين إيه من عيلة عز الدين يعني ..
, سامر: بابا ليه الكلام ده دلوقتي ..؟
, هتف رامي: بزمتك أنت فرحان .. بتحس نفسك واحد منهم ؟
, زفر سامر بغيظ ليهتف رامي بتكهم: ولا هتحس لا دلوقتي ولا بعدين .. دول ميعرفوش غير بعض وأي حد من برا العيلة هيكون على الهامش زيك كده ..
, هتف سامر: لا هو عشان في البداية بس ..
, رامي: البداية ؟ بقالك قد إيه عارفهم في كل مرة بترجع من عندهم مخنوق ومتغاظ .. ولّا وقت خطبتك هههه أنت عارف أن اللي أسمه زين ده دلق العصير قاصد ..
, ضغظ سامر على قبضته بغيظ وهمس: هو بس اللي أسمه زين ده محدش بيكلمه عشانه الصغير بس محدش تاني بيعمل كده ..
, رامي: قصدك مبيعملوش حاجة .. قصدك أنهم مهمشينك ومش شايفينك وكل ده علشان مشكلة زماان اللي هما أكتر ناس غلطوا وقتها .. بس هما مبيحاسبوش نفسهم بيحاسبوا بس اللي هما عاوزينه .. يعني لو حصلت مشكلة بينكم هيحاسبوك أنت حتى ولو كان الحق معاك ..
, تنهد سامر هاتفاً: تصبحوا على خير ..
, تركهم صاعداً درجات السلم بغضب وضيق كبير .. ودخل غرفته ليُلقي نفسه فوق سريره بغضب وشرود وكلام والده يدور في رأسه ليزيد من خنقته ..
, ٣٤ العلامة النجمية
, ما ضرّهُ حين احترقتُ لأجلهِ
, ووهبتُهُ ما لم أكُن أُعطيهِ
, قلبًا وذاكرةً ودمعَ وسادةٍ
, سهرًا ترعرع في رُبى ماضيهِ
, ما ضرّهُ، لو صان بعض وعودهِ
, نحو الذي بحياتهِ يفديهِ ؟
, هيهات أن يلقى السؤالُ إجابةً
, أو يفهم الأشواق مَن أعنيهِ
, ٣٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في اليوم التالي ..
, دخل عمار برفقة روما مكتب منال التي نهضت عن كرسيها هاتفة بفرح: عمار أخبارك إيه ؟
, ابتسم عمار هاتفاً: كويس الحمد**** وأنتي عاملة إيه ؟
, منال: كويسة معتش جيت هنا ليه ومين الحلوة اللي معاك دي ؟
, اقتربت روما منهما ليهتف عمار: إحم دي روميساء ودي منال السكرتيرة بتاعة حيدر ..
, ابتسمت روما تُسلم عليها ليهتف عمار بتوتر: هو حيدر في مكتبه ؟
, منال: أيوه جوا أدخل معندوش حد ..
, ابتلع ريقه ناظراً لروما وسحبها من يدها ليقفان أمام الباب .. همس بتوتر: بقالي زمان مجيتش هنا دلوقتي هيتفاجأ جاي عادي وكده .. إحم زي م اتفقنا نقوله جاي أوريكي الشركة زي م طلبتي مني ..
, روما بتوتر: أه أه كله على دماغي أنا مش كفاية خلّيتوني رقاصة أنا وعمتي ..
, عمار: وموّتنا أبوكي ..
, همست بنحيب: وربنا لو يسمع هيرقصني على رجل واحدة ويعلق مشنقتي ..
, همس بسرعة: خلاص المهم ركزي في الدور ..
, أومأت برأسها متحمحمة ليطرق الباب طرقات خافتة ويدخل بعد سماع الإذن ..
, دفعها أمامه بتوتر لتدفعه بغيظ: يابني أنت اللي ركز في دورك يلااا ..
, ابتلع ريقه بتردّد ودخل راسماً ابتسامة فوق شفتيه وهو يجذب روما معه .. تفاجأ حيدر بوقوفهما أمامه واحتدت عينيه فجأة بغضب وصدمة ..
, تحمحم عمار هاتفاً: إزيك يا حيدر إحم روما كانت عايزة تشوف الشركة بتاعتنا وجيت وريتهالها ومفضلش غير مكتبك ..
, ابتسمت روما: بجد مكتبك حلو أووي والشركة كلها حلووة ذوقكم جامد ..
, ابتسمت تنظر حولها في المكان تُمثّل الإنبهار وحيدر يجلس مكانه بتحفّز وقد انهالت عليه كلمات هارون وزين وأصدقائه في اليوم السابق ..
, هتف عمار يسحبها لأحد الأركان بحجة أنه سيُريها شيئاً ما لتتجه معه وعيونها تلمع بانبهار وابتسامة خبيثة فوق شفتيها ..
, عاد نحو النافذة الكبير هاتفاً: روما تعالي شوفي الإطلالة هنا حلوة ..
, ابتسمت لاحقة به والتفتت تنظر لعمار الذي ينظر للخارج عبر النافذة لتُدير رأسها نحو حيدر الذي يُراقبها بعينيه بحذر لتبتسم ناقلة نظراتها عليه لتزيد من تقطيبة حاجبيه .. وفجأة غمزته بعينها بخفة تعض شفتها بإغراء ..
, توسّعت عينيه بصدمة لفعلتها وعادت هي تلتفت نحو عمار تُكلّمه بسعادة وتُلقي كل ثانية وأخرى نظرة مُعجبة نحو حيدر الذي غلت الدماء في عروقه عندما رأى عمار غافلاً عما يحدث ونهض عن مقعده هاتفاً: مش خلّصتوا فرجة أطلعوا بررا بقا عندي شغل ..
, التفت الإثنان نحوه لتهتف روما بتمثيل التذمر: عمورة شكله أخوك مش عايزنا نفضل في مكتبه .. شكلنا أزعجناه ..
, حيدر: أااه أزعجتوني جددددا بصراحة ..
, هتفت بدهشة: ليه بس قولنا مزعوج ليه وإحنا هنغيرلك موودك ..
, ابتسمت ترمش بعينيها بحركات مُضحكة متصنّعة الغنج والدلال لينقل هو نظراته نحو عمار المبتسم بسعادة وهيام وهو يتأمّل ملامحها .. زاد غضبه أكثر وهتف: عماااار ..
, قفزت روما بفزع والتصقت بعمار: إيه خضيتني حرام عليك عمورة خلينا نخرج من هنا ..
, اتسعت ابتسامة عمار وهمس بحب: حاضر ياقلبي يلا ..
, جز حيدر على أسنانه بغضب ودهشة .. كيف لعمار أن يُكلمها هكذا أمامه بدون خجل حقاً تلك الفتاة سافلة خبيثة ..
, هتف بغضب: بقولكم إيييه حركات السهوكة والنحنحة دي مش هنااا أطلعوا برا ..
, ابتسمت روما تميل رأسها لاعبة بخصلاتها بخفة: معاك حق مش هنا يلا بينا يا عمورة مش هتعزمني على الغدا في أفخم مطعم ولّا إيه ..
, عمار بفرح: أكيد طبعاً أنتي تستااهلي ..
, هتف حيدر بغضب: جبت الفلوس منين ..؟
, رمقه عمار بنظرة لامُبالية وسحب روما معه لتلتفت هي نحو حيدر تبتسم له باتساع مما زاد غضبه وقلقه ..
, فاق من شروده الغاضب على صوت إغلاق الباب خلفهم بعد خروجهم ليضرب طاولة المكتب بقبضته بقوة وغضب جاذباً خصلات شعره بضيق ..
, مساءً ..
, سار حيدر في غرفته ذهاباً وإياباً .. وخرج للشرفة ناظراً للأسفل بغضب .. يُراقب ساعته بغيظ مُنتظراً عودة عمار الذي عرف بأنه أخذ حبيبته في نزهات مُختلفة بعدما طلبت منه ذلك ..
, رأى سيارته تدخل من بوابة الفيلا ليعود إلى غرفته يجلس فوق سريره يهز قدميه بغيظ .. التفت نحو هاتفه الذي تعالى رنينه ليُجيب بغضب: نعم ..
, هتفت تسنيم: أعوذ ب**** ..
, حيدر بغيظ: بقولك إيه لو متصلة عشان تتسلي ف أبعدي عني الساعة دي ..
, تسنيم: مالك يا حيدورة ؟
, حيدر: مفيش خليكي في حالك ..
, تسنيم: أنت حالي ومحتالي ..
, حيدر: تسنيم أقفلي ..
, تسنيم: أطمن عليك الأول وأديك بوسة قبل النوم ..
, زفر جاذباً خصلاته بغيظ: تصبحي ع خير ..
, تسنيم: وأنا من أهلك يا حبيبي ..
, تأفف يُلقي الهاتف مُغلقاً بوجهها .. ثم نهض يسير حول نفسه بغيظ وعتاب .. ليس لديه حلّ وسط .. إنما أن يلحق قلبه وعشقه ويُهمل أخاه أو العكس ..
, التفت نحو الهاتف بحسرة .. تلك المجنونة العاشقة دائماً ما يُفرغ غضبه بها .. حظها هكذا معه وهو تعوّد على ذلك لن يستطيع التغيير الآن ..
, زفر بغيظ لا يعلم ماذا يفعل .. ليتجه بعدها خارج الغرفة مُتجهاً لغرفة عمار .. وقف أمام الباب يتنهد بحرارة .. مر زمن طويل على دخوله تلك الغرفة عن قصد وبإرادته .. والآن لا يعلم هل هو مُجبر أم أن رغبة داخلية تُلحّ عليه في ذلك ..
, زفر بغيظ مُقتحماً الغرفة وكأنه فرقة مُداهمة ليفزع عمار الذي كان يُبدل ملابسه ليُغلق حيدر الباب خلفه بقوة ..
, ابتلع عمار ريقه متراجعاً بخوف يَكمل ارتداء تيشرته بسرعة ولكنه أغمض عينيه مُدّعياً الشجاعة لكي لا تخرب خطتهم ..
, هتف بسرعة: في إيييه إزاي تدخل كده ؟
, رفع حيدر حاجبه باستنكار وضغط على قبضتيه بغيظ ليتجه جالساً فوق أحد المقاعد يرمقه بترقب ..
, تحمحم عمار هاتفاً: في إيه مش عادتك يعني تيجي أوضتي سبحان مغير الأحوال بجد ..
, هتف حيدر بدون مقدمات: أنت تعرف إيه عن البت اللي أسمها روما دي ..؟
, رمش عمار بدهشة وابتسم بتوسع: روومااا ؟
, راقب حيدر ابتسامته الهائمة بغيظ وهتف: أيوه زفتة ..
, عمار بغضب: مسمحلكش ..
, نهض حيدر عن جلسته بقوة ليتراجع عمار بارتباك هاتفاً: أانت أنت عايز إيييه ؟
, هتف حيدر بجمود: تعرف عنها إيه ؟
, عمار: وأنت ماالك ؟
, حيدر: تعرف كل حاجة عيلتها حياتها ؟
, عمار بثقة: أكيد طبعاً أنت فاكر إيه هي حكتلي كل حاااجة زي م أنا حكيتلها ..
, حيدر بتمعّن: كل حااجة ؟ وأنت واثق فيها أوي كده ؟
, عمار بابتسامة: أه واثق روما دي ملاااك .. أنت بتسأل لييه عايز إيه أصلاً ..؟
, تكتف حيدر هاتفاً بغضب اشتعل داخله: عشان أنا مش مرتاحلها ..
, هز عمار كتفيه: عادي مشكلتلك المهم أنا اللي أرتاحلها أصلها هتبقى خطيبتي قريييباً ..
, احتدّت عيني حيدر هاتفاً: على جثتييي ..
, توسّعت عيني عمار وهتف: وأنت مااالك ..؟
, حيدر بغضب: البت د مش مرتحلها ومش موافق عليهااا فااهم ..
, صرخ عمار بغضب: المهم أنا اللي أوافق عليهااا أنت ملكش دعوة بيناا ..
, حيدر بغضب: صووتك واتعدل في الكلام معايا سامع وإلا أقسم بربي أوريك وشي التاني والبت دي مش هتدخل البيت ده من غير موافقتي فااهم ..؟
, هتف عمار بغضب: لا مش فاااهم روما بحبها وهي بتحبنيي أساساً أنا محبيتش بعمري بنت غيرها ومش شايف أحسن منها بالدنيا كلها ..
, حيدر بغيظ: يا حمااار أفهم البت دي بتضحك عليك أنت واثق فيها أوي كده ليه مش تدوّر وراها وتعرف كل حاجة عنها أنت غبي مش بتفهم ولسا صغير ومش عارف تختااار كويس ..
, ابتسم عمار وتكتف ساخراً بغضب: شوفوا مين بينصحني اللي اتضحك عليه زمااان قولي ريما كانت إختيار كويس صح ؟ أنت وقتها عرفت تختاار أهي كانت بتلعب عليك وبتستغفلك خانتك مش مع واحد بس لا مع عشرة وعشرين ومية وأولهم صاحبك إختيار موفق بجد يا حيدر ..
, قابله صمت حيدر وجمود وجهه فجأة .. راقبه يفتح فمه يُريد أن يتكلم ولكن أغلقه بسرعة مُشدداً على فكه بحدة ليزيد جموده أكثر .. رمقه بنظرة غامضة غريبة لم يعتدها منه واستدار خارجاً من الغرفة بهدوء شديد بعكس دخوله الصاخب ..
, ابتلع عمار ريقه رامشاً بعينيه وعض شفته بألم ليضرب رأسه بغضب: غبي غبي ..
, أسرع خارج الغرفة مقتحماً غرفة زين الذي كان ينام فوق سريره ومحاضراته ودفاتره مفروشة حوله على السرير ..
, هتف عمار جالساً قربه وهو يهزه: زييين اصحى ..
, همهم زين: صاااحي صاحي بس باخد فترة استرحة من المذاكرة ..
, رمقه عمار بغيظ وهو ومذكراته ليهتف: قوووم كلمني ..
, فتح زين عينيه بملل ومازال على إستلقائته وهتف: عايز إيه ..؟
, حكّ عمار رأسه بغيظ وهتف بتوتر: حيدر كلمني ..
, قفز زين فجأة من مكانه لتتساقط كتبه أرضاً ولكنه لم يهتم وهتف بلهفة: بجد قالك إيييه ؟
, هتف عمار سريعاً: هشش وطي صوتك ..
, زين: قولي قالك إيه ؟
, عمار: عمال يحذّرني من روما وأنه مش مرتاحلها ..
, ابتسم زين باتساع: طب م ده كويس أهوو خطتي بدأت تاخد مفعوولها .. كمل أنت عملت إيه ..؟
, رمقه عمار بقلق وهمس بنحيب: أنا شكلي عكيت الدنياا ..
, زين بحذر: إيه ؟ عملت إيه أوعى تكون اتسحبت من لسانك وقولتله الخطة ؟
, عمار: لا ياغبي لو كده كنتوا دلوقتي بتاخدوا عزايا لأما متلقحين جمبي ..
, زين بغضب: أومال إيييه !؟
, عمار بتوتر: ف فكرته بريما وأنه أختار غلط وأنها خانته وضحكت عليه وهو سكت فجأة وخرج من غير م يقول حاجة ..
, ضربه زين بقبضته بغضب وهتف: أنت حماااار ..
, عمار: أه هو برضه قالي كده ..
, زين بغيظ: إحنا قولناك متذكرش ريما في أول كلام بينكم ده هينفّره ومش هيخليه يتشجّع يكلّمك .. غبيييي هتبوظ كل حااجة ..
, عمار: يعني إيييه أعمل إيه دلوقتي ..؟
, زفر زين بغيظ: معرفش ..
, عمار بحزن: زييين ..
, تأفف زين هاتفاً: خلاص بكرا هروحله وأعمل نفسي بتطمن لو لاقى حل عشان نبعدك عنها وكده ولو شوفته مش عايز يعمل حاجة هرجع أخوّفه وأقلقه عليك شويتين تلاتة يخربيتك غبي ..
, عمار: طب أعمل إيييه طيب بقاله زمان مكلمنيش واتكعبلت بنفسي ..
, هتف زين بغيظ وهو يدفعه: طب غوور من وشي ياغبي خسارة تعبي وتخطيطي ..
, رمقه عمار بغيظ وحزن ونهض ليخرج من الغرفة ليصرخ زين مُشيراً نحو كتبه التي سقطت أرضاً: هاااتهم يازفت أنت متستاهلش أسيب مذاكرتي عشااانك ..
, رمقه عمار بغضب وأمسكهم يقذفهم بوجهه ليصرخ زين بغضب: حيواان فاااشل ..
, عمار بغيظ: أنت بتذاكر إييه يخربيت دماغك ..
, زين: أومال عايزني أبقى فاشل زيك يابني اسمعني هتدلعني وتاخد عيني كمااان إحم يابني اسمعني ركز شوية في مذاكرتك علشان تنجح بمجهودك مش كل مرة هغششك أنت والزفت التاني ..
, عمار: بذاكر قبل الإمتحان ده كفاية .. وخلاص ياخويا فهمنا أنك متفضّل على دماغ أهلي مبقتش عايز منك حاجة ..
, تأفف زين بحنق: أنتوا يا شلة فشلة يخربيت معرفتكم .. غور يالا سيبني أذاكر بكرا عندي تدرييب ومش هلحق أصل لازم أتدرب زي البغل علشان أكسب السباق وعلى رأي حبيبي هارون تو بي أور نوت تو بي ..
, عمار بغيظ: نفسي أعرف ليك نفس تذاكر إزاااي أنت إزاي كده طيب أووف يا بختك ..
, توسّعت عيني زين ورفع يده بوجهه: قول ماشاء **** ياحمار طب و**** أنك حمار بررا يا زفت ..
, نهض عمار بغيظ واتجه خارج الغرفة ليعود لغرفته صافعاً الياب خلفه بضيق ..
, بعد يومين ..
, اجتمعت العالة على مائدة الإفطار .. فيما كان اثنين يجلسان بوجوه جامدة لا تُفسّر .. حيدر الجالس بجانب هارون والذي كان هو الآخر شارداً يُخطّط في كيفية معرفة ذلك الذي يحميه عن بعد .. ومُقابلهم يجلس حمزة الذي يرمق رحمة بعيون غامضة مُغتاظة داخله وهي تتحدّث عن سامر وعائلته مع والدتها ..
, زفر بغيظ ليلتفت الجميع نحوه لتهتف ليلى: مالك ياحبيبي ؟
, ابتسم ابتسامة صفراء هاتفاً: أبداً بس بقى كل حياتنا سامر وسامر على الفطار والغدا والعشا بناكله مع أكلنا ..
, رمقته رحمة بحدة وغيظ .. ذلك المتعجرف لا يترك لها فرصة لعقد هدنة معه دائماً ما يستفزّها بكلامه لتهتف: تقدر متسمعش ..
, حمزة: تقدري متجيبيش سيرته قدامي ..
, رحمة: تقدر تمشي لما تسمع سيرته ..
, حمزة: تقدري تحترمي نفسك وتكلّميني كويس أنا أكبر منك ..
, رحمة: تقدر تبعد عني وملكش دعوة بيا وبحياتي ..
, هتف أدهم بهدوء: تقدروا تخرسوا أنتوا التنين مش عايز أعاملكم زي العيال بس أنتوا بتجبروني ..
, رمقها حمزة بحدة ونهض يرتدي سترته هاتفاً: الحمد**** مشبعتش بس نفسي اتسدّت ..
, رحمة ببرود: أحسن برضه ..
, هتف أدهم بتنهد: حمزة خد رحمة بطريقك السواق بتاعها واخد إجازۃ ..
, توسعت عينيها هاتفة بحدة: نعمم وحضرته واخد إجازة ليييه وهو يوصلني ليييه مش هروح معاه ..
, حمزة: حد قالك أني موافق أوصلك ..؟
, نهضت تُعدّل ثيابها متجهة للخارج: أنا ماشية هاخد تاكسي ولّا أي حد من هنا يوصّلني ..
, أدهم: محدش منهم هيوصلك ..
, هارون: أنا هوصلها يا عمو ..
, رمقه أدهم بتهديد ليهتف سريعاً: هوصلها بكرا مش النهاردة أصلي عندي شغل أوي ..
, هتف أدهم: حمزة أنت اللي هتوصلها ..
, التفتت رحمة نحوه: عمو أنا مش صغيرة ..
, ابتسم حمزة باستهزاء واتجه نحوها مُشيراً: اتفضلي ولو أنه يعني هتضلم عربيتي بس معلش ..
, هتفت بحدة: لا بلاش خليها منورة بيك ..
, حمزة: نتعوّد ع الضلمة وماله ..
, رحمة: هكلم سامر يوصلني ..
, التفت أدهم نحوهم يُراقبهم بصمت ليهتف حمزة من بين أسنانه وقد استطاعت إغضابه: وهو يوصلك بتاع إيه أمشي قدامي ..
, هتفت بحدة واستفزاز: و**** بما أنه خطيبي ف هو هيروّحني ويرجعني ..
, حمزة: وأنا قولت لما تتجوزوا وقتها هيبقى حر بيكي سامر ده ملوش دعوة بيكي دلوقتي ..
, ابتسم زين بثناء مُعجباً بكلامه وكاد يتحدث قبل أن تهتف رحمة بغضب: وأنت مااالك قولتلك متدخلش بيااا ..
, حمزة: وأنا قولت صوتك ميعلاش عليا متنسيش نفسك يا هانم يا محترمة يا متربية ..
, رحمة بغضب: أنا محترمة غصباً عنك كفاية بقا كلام زي ده ..
, حمزة باستهزاء: و**** لو محترمة مبتعمليش اللي بتعمليه ده ولا بتلبسي اللبس بتاع لامؤاخذة يعني ..
, توسّعت عينيها بصدمة ليهتف هو متابعاً بحرقة قلب: لو أنك كبيرة وواعية مبتتصرفيش كده ومبتقرفيناش باللي أسمه ساامر ده بس تعرفي لايقين على بعض أوووي حلة ولاقت غطاها أنتوا التنين أتفه من بعض ..
, زادت حدة عينيها ترمقه بصدمة وقهر من كلامه ذاك بدون أن يُراعي مشاعرها لتجد نفسها فجأة ترفع يدها لتهوي بصفعة قوية فوق وجهه شهق لها جميع الحاضرين وصرخت مروة: رحمة أنتي اتجننتي ؟
, أغمض حمزة عينيه بشدة وضغط على فكّه بقوة كادت تكسره .. ضمّ قبضتيه حتى هربت الدماء منهما يمنع نفسه من كسر رأسها الآن وأمام الجميع .. وجهه مازال يُديره جانباً من أثر الصفعة وهي وقفت ترجف أمامه بعيون لامعة ..
, نظر الجميع نحوهم بصدمة أسكتتهم وأسرعت ليلى نحو حمزة بدموع وغضب ولكن قبل أن تصل إليه وجدته استدار بدون أن ينظر لأحد خارجاً من الفيلا بخطوات سريعة غاضبة مقهورة ..
, صرخت مروة بغضب: أنتي إزاااي تعملي كده وبتزعلي لما يقولك مش محترمة مبقالكيش كبير يا رحمة هااانم أنتي دماغك كبر وعايز كسر مفيش بنت محترمة ومتربية تعمل زيك حمزة أخوووكي الكبير وهو الكبير فيكم هنااا وإحترامه من إحترامنااا أنا وأبوكي وعمامك أنتي إزاااي تتجرأي ..
, ابتلعت ليلى ريقها بغضب تبلع كلماتها الغاضبة التي كادت تُلقيها في وجهها بعدما رأت غضب مروة وكلماتها الموبخة وارتجافة رحمة التي تزيد فيما دموعها ملأت عينيها ..
, استدارت رحمة هي الأخرى بسرعة تصعد درجات السلم بأنفاس مُتسارعة مُحاولة السيطرة على دموعها لتدخل غرفتها مغلقة الباب خلفها بإحكام غير قادرة على رؤية أحد ..
, التفتت ليلى نحو أدهم الذي مازال على جلسته يرمقها بجمود لتغوص داخل عينيه تُخبره بما استشعرته على صغيرها الذي ربّته وكبُر أمام عينيها ليزفر هو تاركاً المائدة متجهاً نحو مكتبه لتلحق به سريعاً بدموع وقلب مرتجف ..
 
  • عجبني
التفاعلات: Osmańo
التاسع


اللهم صلي على محمد وآل محمد ..❤
, ❤❤❤❤❤❤❤❤❤
, يا لها من هزيمة غبية أن يُدرك فجأة المحارب الذكي أنه قضى حياته كلها ينتصر في معارك خاطئة ..
, ٣٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, سار هارون بسيارته بسرعة كبيرة مسافة طويلة حتى وصل إلى طريق شبه صحراوي خالي ..
, ركن سيارته وترجّل منها ينظر حوله بعيون متفحصة .. هو يعلم بوجودهم حوله ولكن لايعلم ماهي قدراتهم ومهاراهم الهائلة على التخفّي والتدخل لإنقاذه في آخر لحظة دائماً ..
, تأفف بغيظ وقفز جالساً فوق مقدمة سيارته وتكتّف يلتفت حوله كل ثانية ..
, نفذ صبره في النهاية متمتماً: أدي قعدۃ مش متحرك من هنا يارب تزهقوا ..
, تعالى رنين هاتفه ليُخرجه مجيباً: أيه يافريد ..
, فريد: أنت فين العميد سأل عنك ..
, هارون: قوله مش جاي ..
, فريد: ليه حصل حاجة أنت كويس ؟
, هارون: أه أه متقلقش ..
, فريد: أنت فين ؟
, زفر هارون بملل: زهقاان ..
, فريد: نعم ؟
, هارون بغيظ: أقفل شكل قعدتي هنا ع الفاضي ..
, فريد بدهشة: يابني مالك في إيه ؟
, أغلق هارون الخط بوجهه بغيظ .. وقفز واقفاً على قدميه ينظر حوله ليأخذ نفساً عميقاً وصرخ: أنتوا يا بهااايم .. أه أه أنتوا لو في راجل فيكم يطلع ..
, صمت قليلاً رافعاً حاجبه: إيه ده مفيش رجااالة ؟ إخسس بجد ..
, ضرب مقدمة السيارة بقبضته بغيظ وهتف: أنا الحق عليا بكلّمكم ليييه لازم أكلم مهرّج السيرك بتاعكم .. أه الباشا بتاعكم الغبي السافل الواطي الجبااان طب لو هو راجل خلوه يطلع ويواجهني ١٠ نقطة مش جاي ؟ شوفتوا أن الباشا بتاعكم ست ..
, زفر بضيق واتجه يفتح باب سيارته ليجلس فوق مقعده تاركاً الباب مفتوح .. عاد ليُخرج رأسه هاتفاً: الباشا بتاعكم حيوان .. خنزير باين ..
, تكتف ناظراً أمامه يهز قدمه بغيظ لتتوسع عينيه فجأة عندما ظهر أمامه رجل من العدم ..قفز خارجاً من السيارۃ ليُواجهه ليقترب الرجل الملثم يمد إليه هاتفه الخاص بدون أن يتكلم ..
, قطب هارون جبينه بدهشة وأمسك الهاتف بحذر يتفحّصه ليرفعه على أذنه بصمت ..
, جائه بعد لحظات صمت صوت من الناحية الأخرى: قال حضرتك طلبتني ..
, ضغط هارون على قبضته بقوة وهمس: أنت مين ؟
, هتف الصوت: معاك الخنزير بذات نفسه ..
, جز هارون على أسنانه هاتفاً: أنت عايز بياا إييه وتعرفني منين ؟
, صمت الطرف الأخر للحظة وعاد ليهتف: حالياً مش عايز غير حاجة واحدة بس ..
, هارون بحذر: هي إيه ؟
, هتف الآخر: تحترم نفسك وبلاش الكلام ده قدام رجالتي أصلي طول عمري هيبة وجامد مش حلوة الإهانة دي ولّا إيه ؟
, قطب هارون جبينه بدهشة ليسمع إنغلاق الهاتف من الجهة الأخرى .. رمقه بغضب والتفت للرجل أمامه الذي سحب منه الهاتف واتجه مُسرعاً نحو أحد الأركان تُلاحقه عيني هارون المغتاظة ..
, صرخ هاتفاً: الباشا بتاعكم كلب .. أبن كلب ..
, عاد ليستقل سيارته بغيظ من كل شيء مُلتفتاً نحو الجهة التي اختفى بها الرجل مُستغرباً كيفية إخفائهم لنفسهم بهذه السرعة والمهارة .. ولكن شيء ما يَشعره بالطمأنينة بوجودهم حوله .. مشكلته معهم بأنه يريد معرفة حقيقتهم ولكن يعلم بأن لا أحد منهم سيُخبره ..
, بعد عدة ساعات ..
, التفت عمار الجالس بجانب زين في سيارته والآخر يسير بتمهّل على غير عادته ليهتف: أنت رايح فين ..؟
, هز زين كتفيه: معرفش أدينا بنتسلا ..
, عمار: تفتكر حمزة هيعمل إيه ..؟
, زين بغيظ: يارب يقتلها ..
, عمار: إيه ياغبي دي أختك ..
, زين: بس غبية ومغرورة .. أنا مش قادر أفهم تصرفاتها ..
, تنهد عمار ناظراً أمامه ليهتف فجأة: أنت جايبنا فين يابني يخربيتك ..
, التفت زين حوله وهتف: **** إيه المكان الحلو ده ..
, عمار باستنكار: حلو أي يابني بص الراجل أبو عضلات ده ببصلنا إزاي أمشي أمشييي دول هيكونوا قطاع طرق وعصابات ..
, التفت زين حوله وهو يسير في سيارته ليرمش فجأة هاتفاً: ياصلاة النبي بص هناااك البت الصاروخ دي ..
, التفت عمار مُضيقاً عينيه ليرى فتاة تقف على جانب الطريق بملابس مُغرية .. وخصلاتها الطويلة تلعب بها ناظرة حولها بضحكات مائعة ..
, عمار بغيظ: أمشي يا زين وسيبك منها ..
, زين: لأ أشوفها الأول ..
, عمار بغيظ: أبوس إيدك متورطناش في مصيبة دلوقتي ..
, التفت زين نحو الفتاة بعيون فضولية ليراها تبتسم له بدلال .. اتسعت ابتسامة ثم زمّ شفتيه هاتفاً: قليلة أدب ..
, عمار: أمشي يا زيين ..
, زين: لا م هو أنا هعلّمها الأدب الأول ..
, عمار بغيظ: تعلّمها إيه هي وش تعليم دي وش شقط وإغراء وحاجات كدة وكده وبس ..
, اتسعت ابتسامة زين وهو يراها تُلوّح له من بعيد وتدعوه للنزول .. ليهتف: طب خلينا نشوف عايزة إيه طيب ..
,
, عمار: أنزل لوحدك أنا مش ناقص مشاكل من تحت راسك ..
, زين: أخس عليك أنا عمري عملت مشاكل ..؟
, عمار بسخرية: لا خالص ..
, زين: شوفت أنزل بقا ..
, لم يُجبه عمار وتكتّف بعناد ليتركه زين نازلاً من سيارته الفاخرة واتجه نحوها .. رآه من بعيد يقف بجانبها وهي تضحك مُقتربة منه بغنج .. زفر بضيق والتفت يترجل من السيارة واتجه نحوهم ليهتف: زين خلينا نمشي ..
, التفتت الفتاة نحو عمار تُطالعه بتقييم لتهتف: م تيجي معانا يا باشا وهنبسطك ..
, عمار ببلاهة: هااا ؟
, ضحكت الفتاة تضربه بكتفه بدلال: هتتبسط أوووي إيه رأيك أخوك جاي معانا ..
, عمار بغباء: أخويا مين ؟
, أشارت نحو زين الذي هتف: طب يلا ياحلوة عشان مينفعش أتأخر ..
, ابتسمت تسير في أحد الإتجاهات وهمّ زين باللحاق بها ليجذبه عمار يغيظ: أنت بتعمل إيه يا أهبل ؟
, زين: بنشوف الناس دول عايشين إزاي مش ممكن زي بالتلفزيون ياخراابي ..
, عمار بغضب: أنت فضولك هيوديك في داهية ..
, زين: مش فضول هديهم درس بالأخلاق والأدب عايز أردهم لجادة الصواب وأكسب حسنات كتير أووي ..
, لطم عمار وجهه: يخربيتك أخلاق إيييه هما دول بتوع أخلاق أمشي يا زين **** يسترك مش هيجيلك منهم غير سيئات ..
, زين بنفي: لا لاااا تف من بؤك هما لازم يفوقوا لنفسهم تعال معايا ..
, أسرع زين خلف الفتاة ووقف عمار يُطالعه عصبية ولكنه لم يستطع تركه بمفرده لئلا يُدخل نفسه في مصيبة أخرى كعادته .. ركض لاحقاً بهم يصعدون درجات سلم طويل لتقف الفتاة أمام إحدى الشقق تطرق الباب بابتسامة واسعة مغرية ..
, فتحت إحدى الفتيات الباب .. كانت هيئتها تشبه الفتاة التي أحضرتهم كثيراً إلا أنها مُقرفة بسبب عمرها الواضح على وجهها والذي تُحاول إخفائه بأطنان من المكياج وجسدها الظاهر من ملابسها الخليعة ..
, همست لها الفتاة في أذنها لتبتسم السيدة المتوسطة في العمر بسعادة وطمع .. والتفتت ترمق زين وعمار ينظرات لامعة بظفر وإعجاب .. توقفت نظراتها على عمار الذي يُقطب جبينه بغيظ وعدم رضى لتبتسم بإعجاب أكثر هامسة: أتفضلوا يا بهوات ..
, مدّ زين رجله للدخول ليجذبه عمار: أمشي يازين هتتفضل فيين ..
, هتفت السيدة تُمسك بيد زين تسحبه معها للداخل: ليه بس يا بيه إيه معجبناكش ولّا إيه ؟ ههههه عندنا اللي يعجبك متخافش ..
, رمقها عمار باحتقار ليهتف زين: أنتي متعجبيش حد الصراحة ..
, التفتت السيدة نحوه وبدل أن تمتعض أطلقت ضحكة خليعة وجذبته للداخل أكثر ليلحق به عمار مُحاولاً إخراجه ..
, وقفا في صالة المنزل حيث اختفت السيدة والفتاة في إحدى الغرف المتواجدة حولهم بأبواب مُغلقة وزين ينظر حوله متمتماً: قلة أدب مفيش تربية مفيش أخلاق ..
, رمقه عمار بغضب ليتفاجأ بصوت ضرب قادم من إحدى الغرف وبكاء بصوت خافت لا يكاد يُسمع ..
, هتف زين بدهشة متجهاً نحو الغرفة التي خرج منها الصوت ليقتحمها بسرعة ويجد المرأۃ تُمسك بشعر إحدى الفتيات والتي كانت تبكي محاولة تخليص نفسها منها ..
, توسعت عيني زين وهتف بغضب: أنتي يا حيزبونة بتعملي إيييه سبيها ..
, صرخت الفتاة بوجه باكي وعيون مستنجدة: والنبي يا بيه ساعدني وخرجني من هناا ..
, صفعتها السيدة بغضب وهي تشتمها وصرخت بإحدى الفتيات أن تستقبل الزبائن الجدد وتُكرمهم وتبسطهم ..
, ليهتف زين بغيظ متجهاً نحو الفتاة الباكية محاولاً تخليصها من قبضة تلك المرأة الغليظة: سبيها يا ولية يا قليلة الأدب ..
, صرخت إحدى الفتيات راكضة نحو المرأة بارتجاف وأسرعت تهمس في أذنها بصوت عالي قليلاً ولكنه لم يُفهم بسبب بكاء ونحيب الفتاة ليشحب وجه المرأة وتتجه معها للخارج تحت نظرات عمار المترقبة فيما تسلّلت لمسامعه همسة: البوليس جه ..
, لطم عمار وجهه بتورط صارخاً: **** ياخدك يازين البوليس يخربيت معرفتك يا أخي أخلاق إيييه اللي هتعلّمها أهو جه مين يعلّمهاالك ..
, ابتلع زين ريقه رامشاً بعينيه بقلق والتفت نحو الفتاة التي زاد نحيبها وهي تلطم وجهها وخديها شاتمة نفسها وحظها ..
, همس بخوف: أهدي أهدي مفيش حاجة ..
, هتفت ببكاء: البوليس جه جه و**** معملتش حاااجة والنبي خرجوني من هنااا مليش دعوة وربنا مليش دعووة ..
, التفت عمار حوله وهتف: خلينا نمشي يازين يخربيت صحبتك المهببة ..
, التفت زين نحو الفتاة ورقّ قلبه لحالتها هاتفاً: طب ناخدها معانا طيب ..
, عمار بغضب: ناخد مييين يا حيوان أنت مصدقها !؟
, زاد نحيب الفتاة وبكائها وقبل أن يخرج عمار وجد باب الشقة يُكسر وعدد كبير من رجال الشرطة يقتحمون المكان ..
, تجمّد مكانه ناظراً نحوهم وهم يتجهون إليه ويُفتشون باقي الغرف فيما عدد منهم اقتحم الغرفة الموجود بها زين ليرفع الآخير يديه هاتفاً: أستسلم ..
, رمقه عمار بغيظ ودموع في عينيه خائفاً من القادم ليسحبه الشرطي بقوة وخلفه زين الذي هتف: أستنوا شوية أنا كنت بعلّمهم الأخلاق ولقيت البت المظلومة دي ..
, زاد بكاء الفتاة وصراخها وأحد الرجال يجذبها بغلظة رامياً عليها نظرات مُحتقرة أحرقت قلبها ..
, خرج زين معهم يدفعه أحد الرجال ليهتف: ماتبس بقا يا راجل بدل م أنت قاعد تزقني زي التور كده علمهم الأدب ربيهم هما متغرغر بيهم **** يستر على ولايانا يارب ..
, صرخ عمار بقهر: كفااية كفاااية **** يخربيتك هنتنفخ ..
, زين: لا متخافش إن شاء **** إحنا بريئين ..
, رمقه عمار بغيظ وغضب ودخل سيارة الشرطة بعدما دفعه أحدهم بغضب وغلظة ليرمق زين في الخارج وهو يقف بجانب الشرطي هاتفاً وهو يُشير أمامه للصعود: لا و**** ميصحّش من بعدك يا باشا ..
, زم عمار شفتيه لا يعلم أيضحك أم يبكي والشرطي يصرخ في زين الذي هتف: خ خلاص متزعقش هاجي معاك وأمري لله وسع كده ..
, ابتعد الشرطي من أمامه يرمقه بغضب يكاد يقتله ليدخل زين السيارة بجانب عمار ناظراً حوله لعدد البنات والشباب الذين تمّ إلقاء القبض عليهم .. رمش بعينيه وابتلع ريقه فجأة مُدركاً أخيراً بأنه من ضمن المقبوض عليهم بقضية آداب ..
, في مكان آخر ..
, سار هارون في رواق القسم الطويل ليستمع لصوت من جانبه: هاروون ..
, التفت نحوه وابتسم مُقترباً منه يُعانقه بقوة: إزيك يا باشا ..؟
, ابتسم قصي هاتفاً: و**** واحشني بتعمل هنا إيه أوعى تكون اتنقلت آداب ..
, ضحك هارون هاتفاً بسرعة: تف من بؤك يا عمو قال آداب قال .. بس أنت اللي بتعمل هنا إيه ؟
, قصي: مفيش كنت بقضي مصلحة هنا وماشي دلوقتي .. جاي هنا ليه ..؟
, زفر هارون هاتفاً: ليا زميلي هنا عايز منه حاجة ..
, قطب قصي جبينه وهتف: تخص المهمة الجديدة ..؟
, ابتسم هارون: ميخفاش عليك حاجة يعني ..؟
, قصي: أنت عارف أنك بتهمّني وبتابع أخبارك .. خلي بالك يا هارون من نفسك أووي فهد الزيات مش سهل وأنا جمبك لو عوزت أي حاجة متترددش ..
, هارون: حبيبي يا باشا أكيد طبعاً م أن المنقذ ..
, قصي بغيظ: منقذك أنت وبس إنما عيلتك خلاااص اتبريت منها من زماان ..
, تعالت ضحكات هارون بمرح وهتف: تصدق عندك حق ..
, ربت قصي على كتفه هاتفاً: شد حيلك في المهمة دي هتحصل بعدها على ترقية إن شاء **** .. عايز مني حاجة أنا ماشي ..
, هارون: عايز سلامتك يا عمو ..
, تابعه حتى ابتعد عنه ليزفر ناظراً حوله واتجه نحو أحد المكاتب ليهتف للشرطي الموجود أمامه: الباشا موجود ؟
, هتف الشرطي: أيوه حضرتك مين ؟
, رفع هارون بطاقته أمامه ليضرب الشرطي تحية له ويتجه للداخل ليخرج بعد لحظات: اتفضل يافندم الباشا بانتظارك ..
, دخل هارون المكتب ليبتسم مسلّماً على الشخص الذي نهض هاتفاً: و**** بعد زماان هارون بنفسه جاي يزورني ..
, هتف هارون: إزيك يا مالك ..؟
, ابتسم مالك هاتفاً: الحمد**** شوفة غينك هتيجي تساعدني هنا إيمتى ؟
, ضحك هارون جالساً فوق أحد المقاعد: لااا أعوذ ب**** فال **** ولا فالك ..
, ابتسم مالك هاتفاً: تشرب إيه ..؟
, هارون: أي حاجة ..
, طلب مالك فنجانين من القهوة وجلس على الكرسي مُقابلاً له ليهتف: ها بقا قولي الشغل الضروي اللي عايز من مالك الغلبان مساعدتك بيه ..
, هارون: هو مش شغل .. جاي أعرف منك كام معلومة كده ..
, مالك: عن مين ؟
, هارون: عايد قاسم الزيات ..
, ابتسم مالك هاتفاً: عايز فيه إيه ؟
, هارون: شغل .. وسمعت أنه اتمسك أكتر من مرة عندكم ..
, ضحك مالك يهز رأسه: ولسا بيتمسك .. الواد ده حياته كلها كده والمصيبة أنه بيطلع بسهولة بفلوسه لأما بوسايطه ..
, هارون: آخر مرة اتمسك كانت إيمتى ؟
, قطب مالك جبينه وهتف: تقريباً من شهر ..
, هارون: متحبسش ؟
, مالك: مش دايماً أوقات محاميه بيوصل قبله .. وأوقات تانية بيهرب من الشقة قبل المداهمة .. ده غير أنه عنده أماكن خاصة بيه منقدرش نقرب منها .. يعني ه مبيتمسكش غير لما يروح بنفسه ع الأماكن اللي زي دي ..
, قطب هارون جبينه بتفكير وهتف: طيب تفتكر لو بعتناله بنت أو حدفناها بطريقه هيعمل إيه ؟
, ضحك مالك هاتفاً: على حسب البنت وذوقه فيها ..
, هارون: مالك عايز ملفه اللي عندك كامل ..
, مالك: طب قولي ليه ؟
, هارون: قولتلك شغل هاا هتساعدني ولّا إيه ؟
, دخل أحد الرجال يضع أمامهم فناجين القهوة ليهتف مالك: يابني هاتلي ملف عايد الزيات بسرعة ..
, هتف الرجل: حاضر يافندم ..
, خرج من المكتب ليعود بعد لحظات ومعه الملف أخده هارون منه بسرعة ليبتسم مالك عائداً للجلوس خلف مكتبه: تقدر تقعد هناك تقرأه أنت عارف مش هقدر أدهولك برا القسم ..
, أومأ هارون ناهضاً ليجلس في إحدى زوايا المكتب وفتحه أمامه يقرأ سطوره بحذر وتفكير فيما تابع مالك أعماله ليدخل أحد الرجال هاتفاً: تمام يافندم المهمة اتنفذت ..
, هتف مالك: مسكتوا الكل ..؟
, أومأ الرجل هاتفاً: أيوه يافندم بس للأسف صاحبة الشقة قدرت تهرب هي وشخص معاها ..
, رمقه مالك بحدة وهتف: تقلبوا الأرض عليها عايزها قدامي بأسرع وقت فااهم ..؟
, الرجل: تحت أمرك يافندم وبالنسبة للي اتمسكوا دول ؟
, مالك: هاتهم هنا ..
, خرج الرجل ليفتح الباب بعد لحظات وتدخل عدة فتياة بماابس خليعة واثنين منهما ملفوفتان بملايات السرير البيضاء تُخفي أجسادهم العارية ..فيما ثلاثة من الشبان ورجلين متوسّطين في العمر يقفون بجانبهم بوجوه شاحبة .. وإحدى الفتيات تبدو أكثر منهم إحتشاماً تبكي وتشهق بقوة ..
, هتف مالك بغضب: بس يابت أنتي وهي دلوقتي بقيتوا تعيطوا ..
, دخل الرجل يدفع أمامه زين وعمار بغلظة ليهتف زين بغيظ: بالراحة ياجدع بدل العنف ده أديهم محاضرة عن الأخلاق والتربية ..
, وقف عمار بجانبه صامتاً بخوف ليصرخ مالك بحدة مُسكتاً له .. التفت زين نحوه وهتف: في إيه يافندم علی فكرة مينفعش اللي بتعملوه ده إحنا ولاد ناس أووي وفي عندك البنت الغلبانة دي ملهاش دعوة سيبها حرام .. بص على دول ..
, أشار للذين يلتفون بملائات ليهتف: دول هما قليلين الأدب مش هي حرام يافندم **** مبيحبش الظلم ..
, توسّعت عيني هارون بصدمة عندما تسلل إليه ذلك الصوت وتلك اللهجة ورفع رأسه ببطء عن الملف أمامه ليُصدم أكثر بوجوده أمامه بين أولئك ..
, نهض عن جلسته هاتفاً بذهول: زيييين !؟
, رمش زين بعينيه بحذر وشهق عمار بصدمة مُلتفتاً نحو هارون ليلتفت زين إليه وهارون يقترب هاتفاً بصدمة أكبر: عمااااار ؟!
, هتف مالك بدهشة: أنت تعرفهم يا هارون ؟
, رمش زين بعينيه وهمس بقلق: ك كنا كنا بنعلّمهم الأخلاق ..
, نظر مالك نحو هارون ليهتف مُشيراً لرجاله: سيب العيال دول وخرّج الباقي ..
, خرج الجميع ليهتف زين بلهفة: بلاش اللت دي حراام هي معملتش حاجة ..
, رمقه مالك بحذر والتفت نحو هارون ليهتف: هاروون !؟
, تنفس هارون ضاغطاً على قبضتيه بغضب ليزيد بكاء الفتاة والرجل يدفعها أمامه ليتمسّك زين بها بحزن هاتفاً: والنبي بلاش دي يا هاروون أعمل حاجة ..
, زفر مالك هاتفاً: سيبها يابني وأطلع ..
, تركها الشرطي خارجاً من المكتب لتنهار وتسقط أرضاً ببكاء ..
, هتف مالك: أنتوا مين وبتعملوا هنا إيه ..؟
, ابتلع عمار ريقه بصمت وخوف وهتف زين بتردد: بص هحكيلك كل حاجة بس تبعد الوحش ده عني ..
, التفت مالك نحو هارون الذي احمر وجه غضباً وكأنه يُحاول تمالك أعصابه لئلا ينفجر ليتحمحم بحذر هو الآخر يعلم غضب هارون جيداً ليهتف: هارون ممكن تهدا وتقعد نفهم منهم .. طب أنتوا تعرفوه منين ؟
, زين بنحيب: أبويا جابهولي قال أنه أخويا وأبن عم عمار .. بقولك إيه أنا هتبرّا منه خلاص ..
, فلتت أعصاب هارون واقترب منهم كالثور الهائج ليصرخ زين مُبتعداً عنه لآخر المكتب وقفز مالك عن كرسيه يجذب من خصره بقوة: خلاص يا هارون أهداا مش كده لاحظ أن ده مكتبي وده شغلي ..
, هارون بصراخ: والكلب ده أخووويااااا الكللابب دول أخواااااتي ..
, هتف زين بخوف: ف في إيييه أنا معملتش حاجة أنا كنت بنقذ البنت المسكينة دي بعدين بعدين ك كنت هرجّعهم ع طريق الهدى والصواب .. أا
, أهدا طيب مش كده ..
, همس عمار بخوف: ه هارون و وربنا م معملناش حاجة مش زي م أنت فاكر أنت عارف زين بيدبسنا بكل مصيبة قد راسك ..
, صرخ هارون بغضب: أبعد عني يا ماالك أبعدد هقتلهممم ..
, زين بغضب: تقتل مييين إحنا عملنا إييييه أصلاً ده بدل م تطلّعنا من المصيبة دي مش أنت ظابط مكافحة طب أهي قلة الأدب كانت قدامك أهي كافحهم يلاااا ..
, صرخ مالك بقوة: م تخرس بقاا يابني يخربييتك هارووون لو سمحت أهدااا مينفعش كده ده مكتبيييي ..
, أبعده عنه فيما كان زين يلتصق بالحائط برعب وعمار يقف يُراقبهم بخوف وارتجاف فيما بكاء الفتاة يتعالى ليلتفت نحوها: م تخرسي بقا يابت أنتي أومال لو كان ده أخوكي كنتي عملتي إيييه ؟
, أمسك مالك بهارون ودفعه على الكرسي هاتفاً: أهدا خلينا نفهم منهم .. أنت يالا اتكلم ..
, أشار عمار على نفسه بصدمة ليهتف مالك بغبظ: م تخلص بقا ..
, ابتلع عمار ريقه وهمس: ك كنت كنا كنا ماشيين بأمان **** فجأةولقينا بنت قدامنا الكلب زين نزل ليها وقال عايز يدلّها ع طريق الصواب ويعلّمها الأدب والأخلاق .. و و ويعني أنا مينفعش أسيبه لوحده روحت معاهم كان في ست يعع مقرفة دخّلتنا وسمعنا فجأة البت دي بتعيط والست بتضربها وزين أصر يساعدها وفجأة بووم الشرطة هجمت عليناا من كل حتة ..
, زين: بس على فكرة عجبتني الخطة والتكتيك ده أووي برافو بجد شغل جاامد فعلاً أنتم العين الساهرة على أمان الوطن ..
, رمقه مالك بغيظ ودفع هارون مجدداً بعدما كاد ينهض هاجماً عليه ليهتف هاتفاً بالفتاة: وأنتي ..
, زاد بكاء الفتاة ليهتف زين: البت دي مظلومة حرام سيبها يا مالك بيه ..
, هتف مالك بهدوء: هشوف الكلام اللي قولتوه واتأكد من صدقه وبعدين تقدروا تطلعوا ..
, استدعى أحد الرجال ليقوم بإدخال عدد من الممسوكين ليشهدوا بأن زين وعمار يرونهم لأول مرة في ذلك المكان .. فيما الفتاة الباكية تمسّكت بزين تقبل يده مترجية أن يُساعدها خاصة عندما لاحظت نظراته الحزينة نحوها ..
, نهض هارون وأنفاسه مازالت متسارعة وهمس بجمود: قدامي ..
, هتف مالك: هارون أهدا ه..
, قاطعه هارون: متشكر يا مالك ياريت اللي حصل ميخرجش برا هناا لو سمحت ..
, مالك: أكيد طبعاً ..
, سار عمار أمامه بسرعة خارجاً من المكتب بخوف ليهتف زين ناظراً للفتاة: م تجيب دي معانا يا هارون حرام ..
, رمقه هارون بتوعد ليهتف مالك: البت دي هتفضل هناا نحقق معاها الأول ولو كانت بريئة هتطلع بكرا الصبح غير كده لاا ..
, زم زين شفتيه يرمقها بحزن ليشهق عندما جذبه هارون من ملابسه بعنف ودفعه خارج المكتب ..
, خرجوا من القسم ليهتف هارون: خدو أي زفتة وأرجعوا ع الفيلا ..
, زين بتوتر: أانت رايح فين ؟
, صرخ هارون بحدة: ملكش دعوة ساعة بس وهرجع أديكوا درس في الأخلاق متنسوهوش ..
, هتف زين بسرعة: في إيه طيب وأنا هعرف منين أن البوليس نشيط المرة دي وهييجي على حظي أعمل إيه إذا كانت المشاكل لاحقاني بتجري ورايا في كل حتة ..
, صرخ هارون بغضب: بقا هي اللي بتجري وراااك هي اللي قالتلك روح الشقة هنااك ..
, زم زين شفتيه بامتعاض: أومال أنا يعني اللي بجري وراها مثلاً م تعقلوا الكلمة طيب قي حد يجري ورا المشاكل ..
, صرخ هارون بغضب هائل: أقسم ب**** لربيك يا زين لما أرجع بس ..
, أسرع نحو سيارته ليبتلع عمار ريقه بخوف وهمس: هارون متعصب أوي هو هيقول لبابا ..
, حك زين رأسه بقلق وهمس: **** يستر ..
, رمقه عمار بغضب والتفت ينظر حوله باحثاً عن سيارة أجرة تُوصلهم للفيلا ..
, ٣٢ العلامة النجمية
, والقَ عدوَّك بالتحيّةِ ولا تكنْ
, منه زمانكَ خائفاً تترقّبُ
, واحذره إن لاقيته مُتبسّماً
, فاللّيثُ يبدو نابهُ إذْ يغْضبُ
, إنّ العدوّ وإن تقادَم عهدهُ
, فالحقدُ باقٍ في الصّدورِ مُغيَّبُ
, 💚سيد الفصاحة والبلاغة الإمام علي عليه السلام💚
, ٣٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في الفيلا ..
, هتفت رحمة بحدة: ساامر بقولك محصلش حاجة خلاص ..
, سامر: أومال مروحتيش الشغل ليه ومتعصبة لييه ؟
, مسحت رحمة وجهها بقهر وهمست: مفيش ..
, سامر: رحمة في إيييه أنتي بتخبي ليه ..؟
, هتفت بغضب: بقولك مفيييش أنت مبتزهقش ..
, أغلقت الخط بوجهه بغضب ليزفر هو مُلقياً الهاتف فوق أحد الأرائك .. ابتسم رامي واقترب ليجلس قربه وهتف: دي البداية بس ..
, سامر: بابا لو سمحت ..
, هتف رامي: قولتلك العيلة دي محدش يفهم عليهم دول دماغهم زي الحجر ..
, رمقه سامر بصمت وهتف: حضرتك عايز إيه ..؟
, هز رامي كتفيه: عايز أفوقك قبل م تتدبس .. الحب ده عاميك عن حاجات كتير أووي دول ناس مش زينا دول حتى محدش يفهملهم .. عمال يعاملوك ك عدو وهما بنفسهم ربوا أبن عدوهم بينهم ..
, قطب سامر جبينه بعدم فهم: قصدك إيه ؟
, رمقه رامي بابتسامة ساخرة ليهتف سامر: هو في إيه يا بابا أبن عدوهم ميين ؟
, هتف رامي: لما تشوف رحمة أبقى اسألها ممكن تقولك ..
, سامر بغضب: هتقولي إييييه أنا مش فااهم ..
, ضحك رامي هاتفاً: مقالتلكش يعني مبتوثقش فيك ..
, رمقه سامر بذهول وعدم استيعاب ليهتف: يعني إيه ؟
, نهض رامي عن جلسته هاتفاً: قولتلك اسأل خطيبتك وهي هتقولك عشان تفهّمك إزاي أنت يعاملوك كلهم غريب وعدو وأخوها في حضنهم من لما اتولد .. تصبح ع خير ..
, تركه صاعداً درجات السلم بابتسامة ظافرة متوعدة .. لم ينسَ ما لاقاه منهم قديماً .. وكيف ينسى وآثار ذلك الحزام الغائرة يلمحها على جسده ويتذكر ألمها دائماً .. إن هم خافوا على ابنتهم فهو يخاف على نفسه وولده .. ويخاف أن يضعف أمامهم مجدداً ويُذلّ كما في السابق ..
, فيما كان سامر يُلاحقه بعينيه بدهشة وذهول مما سمعه ..
, بعد مدة مساءً في الفيلا ..
, دخل عمار غرفة زين بخوف ونظر إليه وهو يتربّع فوق سريره واضعاً حاسوبه أمامه يلعب بإحدى الألعاب عليه ..
, اقترب عمار منه هامساً: ه ه هارون هارون جه من نص ساعة ..
, رفع زين نظراته نحوه وهتف بأمل: **** نص ساعة بجد ؟ طب كويس يبقى هو نسي خلاص ..
, عمار بغيظ: نسي إيييه يخربتك أنا خايف ..
, زين: م هو لو عايز يقول لحد كان قال من لما وصل أو كان جه عندنا ..
, جلس عمار بجانبه بخوف ليهتف زين: أنشف يالا إيه الرعب ده ..
, هز عمار قدميه بقلق وهمس: أانا أنا مش متطمن هارون كان متعصب أوي ..
, راقبه زين بقلق ليهمس: تصدق وأنا برضه زيك ..
, عمار بغضب: قولتلك بلاااش يازين بلاااش كل مرة أدبس معاك ..
, زين: بس البت الغلبانة اللي سبناها واللهي حرام ..
, رمقه عمار بغضب بدون أن يُجيبه ليُفتح الباب فجأة ويظهر أمامه هارون بوجه جامد وعيون حادۃ .. ابتلع عمار ريقه متراجعاً لآخر السرير ليرمقه زين بخوف وهو يُغلق الباب خلفه بجمود .. تراجع هو الآخر هامساً: اا آخر مرة و**** توبت ومش هعمل كده تاني ..
, رمقهم هارون بغضب ليهتف زين: ب بص بص من غير م تقول هقوم أقف قدام الحيطة هناك أنت بس متعذبش نفسك ..
, هتف هارون بغضب وعيون محتدۃ: لااا تقف إيييه أنتوا ماشاء **** كبرتوا وبقيتوا تروحوا أماكن زي دي مبقتش العقوبات دي تنفع معاكم دي بتاعة عيال ..
, زين بخوف: ر **** يكرمك بس لا إحنا عيال عيال وهنفضل إن شاء **** ..
, عمار بخوف: والنبي يا هارون متقولش لبابا ولا حيدر ولا ماما ..
, ابتسم هارون بعصبية: أقول إيييه هو أنا مش قادر عليكم ولّا إيه ..
, عض عمار شفته بخوف ليهتف هارون متكتفاً: اختاروا معايا بقا ..
, زين: إا إيه ؟
, تكتف هارون هاتفاً: عايزين حزام ولا عصاية ..
, توسّعت عيني عمار بفزع وهتف زين: إييه ضرب لا لا بلاش ضرب يا هارون ده أنت إيدك تقيلة ..
, هارون بتفكير غاضب: خلاص هختار أنا .. حزام بما أنه موجود دلوقتي ..
, التفت عمار نحو زين ولمعت عيونه بدموع خائفة ليهمس له زين بقلق: ه هارون ش شكله متعصب جامد المرادي ومش هيهدا معايا زي العادة ..
, التفت عمار نحو هارون ليراه قد أمسك بيده حزاماً جلدياً يطويه ناظراً لهما بحدة ليهمس بخوف: ه هارون و**** أنا مليش دعوة ..
, هارون: آداب مش كده ؟
, تراجع زين بخوف: ب بس بس إحنا مؤدبين و**** ..
, هارون بحدة: هتأكّد من ده بنفسي وأديكم درس أخلاق جااامد ..
, رمقه زين بعيون دمعت خوفاً فجأة وهمس بتلعثم: ل لو لو مديت إيدك عليا هزعل منك ومش هكلمك تاني ..
, ابتسم هارون بجمود: بجد وحد قالك أني عايز أكلم عيل قليل أدب زيك ..؟
, ابتلع زين يقه بخوف ليهتف هارون بتفكير مُخيف: هاا نبدأ في ميين الأول ..؟
, همس عمار مُختبئاً خلف زين يدفعه أمامه: أبدأ ف في زين هو أخوك وراس الأفعى ..
, همس زين بخوف محاولاً تضييع الوقت حتى يهدأ: ل لا لا أانا سبني للآخر ع التحلية روح أنت يا عمار وضحّي عشان صاحبك متبقاش خرع كده ..
, هتف هارون: خلاص أنا هختار هبدأ في أخويا تعال يا أخويا يا حبيبي قرب هنا ..
, زين: عمار روح هو قصده أخوه في الرضاعة ..
, هارون: تؤ تؤ قصدي عنك أنت .. وتعال حالاً أقف قدامي أصل لو أنا جيتلك مش هرحمك صدقني ..
, نفى زين برأسه بدموع وقد ازداد خوفه بعد مُحاولاته الكثيرة لتهدأة هارون كعادته ولكن هذه المرة لم يهدأ معه .. ويعلم ما يأتي بعد ثورته تلك جيداً ..
, اقترب هارون منهم بغضب: يبقى أنا اللي هاجي وأنت اللي جنيت على نفسك ..
, صرخ زين مُحاولاً الهرب: لا والنبي يا هاروون بلاش عشان خاطري ..
, ليجذبه هارون من ذراعه بقوة وغضب يقدف به فوق السرير بعنف ويرفع الحزام ليُسقطه بقوة على جسده ليصرخ زين بألم وطفرت دموعه بسرعة فيما عمار ارتجف مكانه وصرخ بهلع عندما جذبه هارون يُلقيه بجانب زين ليتلقّى ضربة قاسية أدمعت عينيه حالاً ..
, واستمرّت سلسلة ضرباته الغاضبة أينما حطّ الحزام لم يهمّه وتعالت صرخاتهم مع شهقاتهم الباكية اليهتف بغضب: أيوه أصرخوا أرفعوا صوتكم خلّوا كل العيلة تعرّف جبتكم منيييين لو مكنتش هناك كان زمانكم متلقحين في التخشيبة بتهمة قذرة زي دي خلوههم يعرفووا خلي أبوك يا عمااار يفرح بيك ..
, صرخ عمار بألم ودموع محاولاً الإبتعاد عن ضرباته: والنبي يا هارون خ خلاص و**** آسف و**** اااه خلاااص يا هارووون ..
, صرخ هارون بغضب: أنتوا عيال تافهين عيال متربيتوش وهتتربوا على إيديااا ..
, زادت ضرباته قسوة ناظراً بغضب لزين الذي كان يبكي مُحاوطاً رأسه بذراعيه مترجياً له بصوت مبحوح ..
, هتف عمار ببكاء: ه عشان عشان خاطري خلاااص كفاية ..
, فتح باب الغرفة ليدخل حيدر سريعاً بعدما استمع لأصواتهم ليُصدم من ذلك المنظر الذي يراه أمامه وهارون يبدو كالوحش الثائر يضربهم بوجه محتقن غضباً وغيظاً يُفرغه بهم فيما هما يُحاولان الإبتعاد عن مرمى ضرباته بترجّي لا فائدة منه أسرع نحو هارون يُحاول دفعه عنهم هاتفاً: هارووون إيه ده أنت اتجننت أبعدد ..
, صرخ هارون مبتعداً عنه: سبني يا حيييدر أقسم ب**** لربيهم وأعلمهم الأدب ..
, صرخ حيدر بقوة يدفعه بصدره مُحاولاً إبعاد يده المُمسكة بالحزام وتكبيل حركته: خلاااص بقااا كفااية عليهم كده في إيه هما عملولك إيييه ..؟
, التفت نحو عمار الذي يبكي هامساً: ح حيدر ..
, اقترب حيدر منهم ناظراً لهيئتهم المبعثرة الباكية ليقترب عمار متشبثاً به ببكاء وجسده يرتجف ألماً رمقه حيدر بقلق ماسحاً فوق خصلاته بغير شعور والتفت نحو زين الذي يبكي بألم ليجذبه إليه هو الآخر هاتفاً: زين أنت كويس ..؟
, صرخ هارون بغضب: كويسين أووي متخافش عليهم أوي كده أنا الحق عليااا كان لازم أسيبهم هناااك ينفخوهم ويتربوا من جديد ..
, حيدر بدهشة: هارون مالك أهدا شوية وفهمني هما عملوا إييه علشان تعاقبهم كده ..
, هارون: خليهم يحكولك ده لو عندهم ددمم ويقدروا يحطوا عينهم في عينك ..
, جلس حيدر بينهم وهما يتشبّثان به بخوف وألم ليهتف: خلاص أهدا دلوقتي وسيب البتاع ده من إيدك كفاية كده أنت متعصب دلوقتي وصدقني هتندم بعدين سيبهم ..
, نظر هارون نحوهم بعيون مشتعلة وهتف بغضب: أنتوا التنين متورونيش وشكم مش عايز ألمحكم قداامي طول م أنا موجود لاحسن أتجنن عليكم ومتلاقوش حد يخلصكم مني وملكوش كلام معايا لغاية م تكبروا وتتربوا وتتعلموا الأدب ..
, زاد بكاء زين أكثر من كلماته ليهتف حيدر بسرعة: خلاص يا هاروون ..
, هارون: أه خلاااص هسكت دلوقتي ويحمدوا ربناا أني مش هقول لعمو وأبويااا أني جبتهم من القسم جبتهم بعد م مسكتهم الآدااب جبتهم بتهمة دعااارة ..
, توسعت عيني حيدر بصدمة والتفت بذهول نحو عمار الذي نفى برأسه ناظراً نحوه بترجي هامساً بتقطع: ل لا لا وربنا م مش كده وربنا ..
, رمقهم هارون بسخرية غاضبة وألقى الحزام أرضاً بقوة خارجاً من الغرفة ليبقى حيدر مضيّقاً عينيه بحذر وصدمة مما سمعه فيما الإثنان ازداد بكائهما أكثر ألماً وخوفاً وعمار يُحاول التبرير بكلام متقطع باكي ..
, في مكان آخر ..
, اقتربت فتاة تبدو في بداية الثلاثين من عمرها .. جسدها متناسق جميل وخصلات شعرها طويلة حتى أسفل ظهرها .. هيئتها ناعمة ولكن وجهها شاحب حزين ..
, جثت على ركبتيها أمام أريكة طويلة .. تتأمّل ملامح ذلك النائم مقابلاً لها .. وجهه ذو التقاسيم الحادة .. جفونه المُغلقة بتعب وألم ورموشه السوداء الطويلة .. خصلاته السوداء الكثيفة وذقنه النامية بخفة ..
, تنهدت ترفع يدها تُخلّل أصابعها بين خصلاته ليعبس بخفة مُنزعجاً .. أبعدت يدها سريعاً هامسة: حمزة .. حمزة أصحى ..
, تحرك حمزة بانزعاج وفتح عينيه ليُقابله وجهها بابتسامتها الهادئة هامسة: الوقت اتأخر مش هترجع ولّا هتنام هنا الليلة ؟
, قطب جبينه رامشاً بعينيه متأملاً هيئتها بشرود ليعي على نفسه وتواجده هنا لينهض فجأة هامساً: الساعة كام ؟
, هتفت بخفوت: داخلة على 12 ..
, مسح وجهه بتعب واتكئ على ظهر الأريكة هامساً: أعمليلي قهوة ..
, نهضت هامسة: لا هعملك عصير القهوة هتسهّرك ..
, زفر مغمضاً عينبه بتعب ولم يُجبها لترمقه بحزن متجهة للمطبخ .. عادت بعد لحظات تضع كأس العصير على طاولة أمامه هامسة: حمزة أنت كويس ..؟
, فتح عينيه ليمدّ يده جاذباً كأس العصير ويرتشف منه بسرعه ..
, هتفت بخفوت: هتعمل إيه ؟
, التفت نحوها: في إيه ؟
, زفرت ضاغطة على يديها بألم هامسة: في رحمة ..
, ابتسم ساخراً وأشاح بوجهه عنها لتهمس: أنت غلطت يا حمزة .. أنت بتحبها بقالك زمان مقولتلهاش ليه ..؟
, حمزة بخفوت: مكنتش فاكرها هتضيع مني كده .. علاقتي برحمة أنتي عارفاها يا مهرة بعمرها مكانتش كويسة .. كل كلامي معاها تفتكره تحكمات وأنا كل مرة بحاول أتجاهلها بس قلبي بيتشد ليها تاني رغم كل اللي بجيلي منها ..
, ابتسمت مهرۃ ترمقه بألم لتهمس: بتحبها أوي كده ..
, زادت ابتسامته سخرية لتهمس: حمزة أنت مهم أوي بالنسبالي .. أنا عارفة بعمرك مش هتبصلي بس اللي عملته عشاني بيكفيني ..
, اقتربت منه تضع يدها فوق كتفه: ممكن تعلّقت بيك عشان كنت أول حد مدلي أيده يساعدني .. أول حد شاف قلبي النضيف مش جسمي أنت بقيت مهم أوي بالنسبالي زي أختي اللي بدور عليها بقالي زمااان .. أنتوا التنين مش هستحمل أشوفكم بتتعذبوا وأفضل ساكتة..
, التفت نحوها ينظر داخل عينيها الدامعة لتهمس: لو بتحبها بجد متسبهاش وأنا عارفة أنك بتعشقها مش بس بتحبها .. حتى لو هي فكرت أن دي تحكمات خليها تحس أنك مهتم بيها ..
, حمزة: مهتم ؟ وإهتمامي نفع بإيه ..؟ شوفة عينك ..
, تنهدت هامسة بابتسامة: طب ولما متهتمّش هيحصل إيه ؟
, قطب جبينه بحذر لتهمس: م هي تعودت ع خناقاتكم وتحكماتك ولما متشوفهاش بعد اللي حصل النهاردة هتفتقدها ..
, حمزة باستنكار: رحمة ؟ مظنش ..
, ابتسمت ضاحكة: ليه هي مش بنت ؟ كل البنات كده مهما اختلفت طباعهم صدقني .. وأنت قولتلي رحمة حساسة وضعيفة بس من جواها مش من برا وهي وقتها هتحس بفراغ كبير وتفتقدك حتى خناقاتكم هتوحشها هو أنا عمري قولتلك حاجة ومكانتش صحيحة ؟
, ابتسم هاتفاً: للأسف لأ ..
, هتفت: وللأسف ليه ؟
, حمزة: عشان كنت فاكر أني قادر أحل مشاكلي بنفسي بس بكتشف أني عند كل مشكلة بجيلك طالب نصيحتك ..
, هتفت بدرامية: ده من اللي مرّ عليا في حياتي يابني شقى وتعب وذل الدنيا علّمتني وأدتني الحكمة ..
, ضحك ناظراً نحوها بامتنان لتهتف: يلا أمشي لحسن أتمسّك بيك ومخليكش تطلع بعد كده ..
, ابتسم ناهضاً من جلسته يجذب سترته ليرتديها والتفت نحوها منحنياً يطبع قبلة فوق جبينها هامساً: خلي بالك من نفسك ..
, أومأت هامسة: وأنت كمان ..
, ابتسم لها بحنان أخوي يكنّه لها ليلتفت خارجاً من الشقة الخاصة به وقد سكنتها هي منذ أكثر من عام بدون أن يعرف أحد بذلك ..
, ٣٢ العلامة النجمية
, وتأتي الهموم جموعاً.. جموعاً
, تحاصرُ قلبي، رياح الألم!
, وتبقين أنت الملاذ الأخير
, ولا شيء بعدك غير العَدَمْ
, فاروق جويدة
, ٣٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في الفيلا ..
, أغلق حيدر باب الغرفة خارجاً بعدما ترك الإثنان داخلها وقد عقم جراحهما الظاهرة ..
, فيما كان زين مُتمدداً فوق سريره مُغمض العينين بجانبه عمار الذي يأنّ ألماً وكلما حاول التقلب صرخ شاتماً ..
, التفت زين نحوه ورمقه بانزعاج: ما خلاص بقا فهمنا أنك اتضربت بسببي وربنا فهمتتت ..
, رمقه عمار بغيظ وحاول الإعتدال ليصرخ بألم وهتف بقهر: كله بسببك منك لله أااه ياني يامااااا فينك يا ماما تشوفي أبنك حصله إيه ..
, رمقه زين بسخرية: ماما !؟ مامتك يا حبيبي هتقول لأبوك وأبقى أقرا الفاتحة على روحك ..
, زم عمار شفتيه بحزن: لا بابا مبيضربنيش ..
, زين: لا ده لسا أنيل ..
, رمقه عمار بغيظ وعاد ليستلقي بوجع هاتفاً: منك لله يا هارووون تتكسر إيدك إن شاء **** ..
, التفت زين نحوه بغضب وهتف: بقولك إيه خلينا صحاااب وشركاء أحسنلك فااهم ..؟
, عمار باستنكار: صحاب إيييه لما إحنا دلوقتي صحاب وحصلنا كده أومال لو بقينا أعداااء .. منك لله يا هارووووون ..
, هتف زين بغضب: م تخرس بقا ومتدعيش عليه كده ..
, عمار بغيظ: أنت ياض متتجننيش بتدافع عنه وهو لسا منفخك بص على نفسك طيب وشوف عمل فيك إييه ..
, تكتف زين بألم وهمس: يعمل براحته هو صح واطي وكلب ومش هكلمه تاني ده أنا هخليه يحلم يشوف ضفري حتی بس برضه متدعيش عليه ..
, عمار: لا ياض عايز تخاصمه ده على كده هو هينتحر مراته أنت مش كده ..؟
, ابتسم زين هاتفاً: لا ياختشي عشيقته السرية هيهيهي ..
, رمقه عمار بقهو وهمس: ليك نفس تهزر ..
, زفر زين وزم شفتيه بألم .. استدار للجهة الآخرى هامساً: أنا عايز أنام ..
, التفت عمار نحوه بصمت وتنهد بألم محدقاً بالسقف بشرود .. التفت بعد لحظات عندما سمع شهقة خافتة تخرج من جانبه ليهمس بقلق: زين أنت بتعيط ..؟
, مسخ زين دموعه بيد متألمة هامساً: لأ ..
, هتف عمار بحزن: لا بتعيط .. خلاص طيب كلمني وهزر بس بلاش تعيط م أنت غلطت برضه ..
, همس زين ببكاء: بس مش يعمل فيا كده ..
, تنهد عمار هامساً: يارب بس ميقولش لبابا ..
, عاد زين للصمت مجدداً ليهمس عمار: منك لله يا هارون ..
, صرخ زين بقهر: م تخرس بقا أخررس ..
, ابتسم عمار بحزن وهمس: يارب إيده تتكسر لأ تتقطع ..
, زين: بعد الشر ..
, اتسعت ابتسامة عمار وتنهد محاولاً التمدد على السرير بطريقة مُريحة لا تؤلمه وهمس: بقولك شوفت حيدر كان حنين إزاي ؟
, زين بسخرية: أوي **** يخليهولك ..
, عمار: ههه ده لما كان يساعدنا كان مصدوم وشكله خاف من هارون ..
, تأفف زين هامساً: عمار اتخمد ..
, تنهد عمار رافعاً الغطاء على جسده ليغمض عينيه أخيراً يغوص في النوم ..
, في الأسفل ..
, دخل حمزة بوابة الفيلا بخطوات هادئة ناظراً للظلام المحيط به إلا من أضواء خافتة تُنير طريقه ..
, زفر شاعراً بانقباض قلبه يُريد أن يعود أدراجه خارجاً من هذا المكان الذي بدأ يضيق به ..
, زفر مجدداً بحرارة واتجه يصعد درجات السلم ليتوقف على انفتاحة باب المكتب ووقوف أدهم أمامه هاتفاً: تعال يا حمزة ..
, أغمض حمزة عينيه ضاغطاً على قبضتيه بقوة واستدار نحوه ليجده عاد نحو الداخل .. عاد لينزل الدرجات التي صعدها واتجه بخطوات متثاقلة نحو المكتب ليدخله مُغلقاً الباب خلفه ..
, اقترب منه حيث أشار أدهم إليه بالجلوس بجانبه فوق أريكة جلدية متوسّطة الحجم ..
, ليجلس ناظراً أمامه بصمت ووجه جامد ..
, راقبه أدهم عدة لحظات بصمت ليهمس: كنت فين ؟
, مسح حمزة وجهه هامساً: كان عندي شغل ..
, رفع أدهم حاجبيه بصمت ليهتف بهدوء: مش عادتك تكدب عليا يا حمزة ..
, قطب حمزة جبينه بضيق ولم يُجبه ليمد أدهم يده يُمسك وجهه يُديره نحوه ناظراً في عينيه هامساً: بتحبها ؟
, ابتسم حمزة شبح ابتسامة متألمة أو ساخرة فيما ظهر ألم جليّ في عينيه: بعشقها ..
, ابتسم أدهم مربتاً فوق وجنته: أومال ليه كل ده ؟
, أغمض حمزة عينيه وأخذ نفساً طويلاً وهمس: هي مش شايفاني ..
, أدهم: وهتشوفك إزاي ؟
, التفت حمزة نحوه ليهتف أدهم: هي مش بتشوفك غير بالخناقات .. مش بتشوفك غير واقف ضدها .. أنا عارف أنك بتحبها وعلشان كده مبترضاش عليها الغلط وده اللي بخليك تقسى عليها بس البنت مش عايزة كده ..
, هتف حمزة بهدوء: وفايدته إيه الكلام ده ما خلاص ..
, تنهد أدهم هاتفاً: تردّدك ده هو اللي خلاك تخسرها .. عارف يا حمزة أكبر سبب خلاني موافقش على سامر .. كان أنت ..
, ابتسم حمزة بخفوت ليهتف بعدها: يبقى حضرتك وافقت ليه ؟
, هتف أدهم: عشانكم أنتوا التنين .. كنت هظلم رحمة وأنا شايفها متمسكة بسامر وعايزته وهظلم سامر وأنا شايفه بيحبها وعايزها .. عشان هي تفوق لنفسها زيك أنت ..
, حمزة: وأنا دلوقتي فوقت ؟
, هز أدهم كتفيه هاتفاً: ع القليلة عرفت قد إيه أنت بتحبها ومش قادر تبعد عنها ..
, حمزة بقهر: وده عذبني أكتر يا عموو ..
, رمقه أدهم بصمت ليهتف بعدها بجدية: نصيبك هتاخده يا حمزة إذا كانت هي أو غيرها **** كاتبلك تعيش من غيرها هتعيش ولو **** كاتبها ليك هتبقى ليك غصباً عن الدنيا كلها .. الكلام ده متشيلهوش من دماغك عشان لو شلته عذابك ده هيبقى أكبر بكتير من دلوقتي ..
, رمقه حمزة بعيون لامعة بالدموع ليهتف أدهم: رحمة ماشية بالضلمة ورغم كل ده بتحاول تتحسّس طريقها عايزة توصل للي هي عايزاه .. ممكن طريقتها غلط اختارت طريق طويل وصعب بس بالنهاية هتوصل واللي **** كاتبه هيحصل .. وأنت لازم تعمل زيها ..
, همس حمزة يرمقه باستنجاد: أعمل إييه قولي ؟ أشوفها كده معاه وأسكت ..؟
, أدهم: لازم تسكت عشان أنت ملكش مكان بينهم .. هي خرّجتك من حياتها يبقى أنت طلعها من حياتك ..
, نفى حمزة بألم: مش قادر مش قاادر يا عمو اللي بتقوله ده صعب ..
, أدهم: رحمة بنت حساسة أووي مغرورة ومتكبرة بتحاول تعمل نفسها قوية بس اللي يعرفها كويس مش هيتخدع بتمثيلها .. أنت الوحيد اللي قدرت تخلّيها نضعف وتقف بطريقها وطريق غرورها .. وده اللي خلاها تنفر منك وتبعد .. إحساسها بالضعف خلاها تبقى أقسى وخاصة معاك ..
, صمت حمزة يرمقه بعدم فهم ليبتسم أدهم هاتفاً: سيب كل حاجة زي م هي .. لو هي كمّلت مع سامر يبقى هي متستاهلش حبك وواحدة غيرها تستاهله .. ولو مكمّلتش يبقى **** أداك فرصه جديدة مش لازم تضيّعها ..
, همس حمزة بخفوت: أعمل إيه ؟
, أدهم: خليك زي م أنت إلا حاجة واحدة غيّرها ..
, حمزة باستفهام: هي إيه ؟
, أدهم: علاقتك برحمة .. أبعد عنها ولو شوفتها بتغلط متحاولش تصلح غلطها ولا تعاتبها .. ببساطة اعتبرها مش موجودة خالص متقوليش صعب لأنك لو حطيت ده في دماغك هتقدر عليه ..
, حمزة: وأنا كده هستفاد إيييه ..؟
, أدهم: هتعوّد نفسك تبعد عنها وفي حال تجوزت سامر مش هتكون علقت نفسك بيها أكتر .. وهتحسسها بوجودك بحياتها ..
, حمزة: وجود إيه ده يا عمو إذا كنت هبعد خالص ..؟
, أدهم: وهو البُعد اللي بخلينا نعرف ونحس باللي كان جمبنا واللي كان عطول واقف معانا .. بُعدك عنها هيخليها تحس بفراغ من ناحيتك .. رحمة مغرورة يا حمزة ومتقبلش حد يهينها .. وبُعدك عنها بالشكل ده هيخليها تسأل نفسها مليون سؤال ليه وليه وهتشغل فكرها بيك أنت مش بحد غيرك ..
, ممكن ده مش حب بس حب تملك حب أنها تفضل هي الملكة وهي محور الكون بالنسبة لكل اللي حوليها .. ولما تشوف حد شذ هم القاعدة اللي هي حاطاها في دماغها دي هتبقى تدور على السبب وتحاول ترجّع حكمها لمكانه تاني .. محدش فاهم رحمة قدي يا حمزة واللي بقولهولك بقوله عشان أنت بتحبها ومش عايز تخسرها ..
, ضيّق حمزة عينيه ناظراً نحوه وكلام مهرة يدور في ذهنه مجدداً مع كلام أدهم .. وجد نفسه فجأة يبتسم بغير شعور عندما استشعر صدق مهرة وحكمتها كالغادة ليهتف أدهم: إيه الابتسامة دي مش مرتاحلها ..
, ابتسم حمزة واقترب منه يُقبل جبيته: إبتسامة إمتنان يا عمو ..
, ضحك أدهم هاتفاً: لا دي إبتسامة أكبر من الامتنان ..
, تحمحم حمزة هاتفاً: هو يعني ممكن رحمة تغير عليا ؟
, أدهم بسخرية: ليه ياخويا تكونش خطيبها ومنعرفش ..
, عبس حمزة بانزعاج ليضحك أدهم: خلاص متكشرش ياخويا بص هي الغيرة أنواع ..
, حمزة: هتديني درس عنها برضة ؟
, نفى أدهم بضحك: لا هقولك النوع اللي هيأثر على رحمة ..
, حمزة بلهفة: هو إيه ؟
, أدهم: أنها متبقاش هي الأولى بحياتك وتشوف حد تاني أنت مهتم بيه وبتحبه تزعقله لما يغلط وتقف جمبه تساعده بكل مشكلة زي م كنت تعمل معاها بالظبط ..
, رمش حمزة بعينيه وهتف: هو أنا كنت كده مع رحمة ؟
, أدهم: لا ياخويا أنت كنت جلنف وحلوف أوي الصراحة ..
, زم حمزة شفتيه بغيظ ليهتف أدهم: بس برضه أوقات كنت تساعدها وبتصلح غلطها ده غير مشاكلكم الكتيرة مع بعض .. لو ده اتنقل منها لواحدة تانية وهي خسرت كل الحاجات دي ف ده هيأثر عليها ويخليها تغير مع التجاهل ليها يعني ..
, ابتسم حمزة بشرود ليهتف أدهم: وله بتخبي عليا أنا ؟
, هتف حمزة وهو ينهض عن جلسته: الوقت تأخر ياعمو تصبح على خير ..
, راقبه أدهم يخرج من المكتب مغلقاً الباب خلفه ليتنهد ناهضاً من مكانه مغلقاً أنوار المكتب واتجه للطابق الأعلى نحو غرفته ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, في صباح اليوم التالي ..
, تجمّعت العائلة على مائدة الإفطار وليلى مازالت تضع الصحون أمامهم برفقة ورود ..
, التفت حيدر نحو السلالم ليتحمحم وينكز هارون بخصره بالخفاء ليرفع هارون رأسه ناظراً لحمزة الذي ينزل السلالم واقترب منهم بوجه هادئ هاتفاً: صباح الخير ..
, أجابه الجميع عدا رحمة التي توترت فجأة ووضعت كأس العصير أمامها بيد ارتجفت .. ابتلعت ريقها محاولة تمالك نفسها واضعة قناع الجمود على وجهها ورمقته بطرف عينها بخفية تُحاول فهم ملامحه الهادئة على عكس ما توقعت ..
, همس حيدر بخفوت لهارون: هو في إيه ؟
, هارون: معرفش شكل حمزة ناوي على نية سودا ..
, حيدر: تستاهل ..
, هارون بغضب: أنت ملكش فيه وسيبهم لوحدهم ورأيك خليه لنفسك ..
, رمقه حيدر بسخرية هامساً: تتفلقوا ..
, نزل عمار درجات السلم مع زين الذي كان يدفعه أمامه ليهمس عمار: بقولك إيه متخلينيش أتعصب أمشي أنت الأول ..
, نظر زين نحو تجمّعهم ليهمس: لأ بخاف أنزل أنت قبلي مش ممكن يكون قال لعمو ..
, عمار باستنكار: حبيبي يا روحي أنت عمو بتاعك ده يبقى أبوياا يعني أنا اللي هتنفخ قبلك ..
, حك زين رأسه هامساً بتوتر: لا أصل أنا يعني هحرم هارون من شوفتي النهاردة وكده ..
, رمقه عمار بغيظ ساخراً: لا حرام عليك مش هيعرف ياكل بعدين ..
, زين: وهو المطلوب ..
, عمار بغضب: بقولك إيه أمشي قدامي حالاً أنا جعان ..
, زين: وأنت ليك نفس تاكل ؟
, عمار: ياض مش أن اللي كنت لسا بتعيط وبتتشحتف فوق علشان ننزل أصل كلاب بطنك بتهوهو ..
, زين: م أنا نفسي اتسدت ..
, هتفت ليلى وهي ترمقهم بعدما وضعت آخر طبق فوق المائدة: عمار زين بتعملوا إيه يلا ع الفطار ..
, حك زين رأسه بقلق واقترب بخطوات هادئة على غير عادته لتلتفت ليلى نحوهم بدهشة وتشهق فجأة: إييه ده إيه اللي حصلكم ..؟
, اقتربت منهم بلهفة لتنهض مروة عن كرسيها مقتربة من زين ترمق ذلك الإحمرار فوق رقبته لتهتف بقلق: إيه ده يا زين مالك حصلك إيه ؟
, تحمحم زين بتوتر محاولاً إخفاء أثر الحزام الذي طال رقبته وجانب وجهه لتُبعد مروة يده متحسّسة الكدمة لتهتف بخوف: جاوبني يا زين مين اللي عمل فيك كده ..؟
, هتف حيدر: ده هارون متقلقوش مش حد غريب يعني ..
, رمقه هارون بغيظ: سخيف ..
, هتف سيف بغضب: يعني إييه الكلام ده أنت ضربتهم ..؟
, رمقه هارون ببرود: أه ..
, سيف بغضب: ضربتهم لييه أنت إزاي تمد إيدك عليهم ..
, أدهم: أهدا يا سيف مش لما نعرف الأول ضربهم ليه ..
, سيف بعصبية: أياً كان السبب مينفعش يمد إيده عليهم ..
, اقتربت ليلى تُمسك بذراع عمار لتجلسه فوق كرسيه تمسح فوق شعره بقلق هامسة: أنت كويس يا حبيبي قولي بتتوجع ؟
, ابتلع عمار ريقه بتوتر ليجلس زين قربه وقد وضعت مروة أمامه كأس عصير هامسة: أشرب يا زين يلا وخلاص يا ليلى سبيهم ياكلوا دلوقتي ونتكلم بعدين ..
, رفع زين حاجبيه بدهشة وابتسم هاتفاً: ده أنتي طلعتي عسل أهو ..
, رمقته مروة بغيظ وضربته بكتفه ليتأوه بألم من آثار الحزام التي تملأ جسده ..
, هتف أدهم بهدوء: هارون ضربتهم ليه ؟
, هارون بجمود: أهم قدامك أسألهم ..
, توتر عمار ناظراً لهارون برجاء ليتجاهله الآخر لينقل نظراته الراجية نحو حيدر الذي رفع حاجبه مندهشاً وهز كتفيه وكأنه يُخبره لا علاقة لي بالأمر ..
, هتف أدهم: جاوب يا زين ..
, زين: هاا ؟
, أدهم بحزم: بقيت أطرش ؟ جاوب إيه اللي عملتوه خلا هارون يضربكم على غير عادته هارون ميعملش كده غير لما تبقى المشكلة كبيرة ..
, صمت زين مُرتشفاً من كأس العصير أمامه ليهتف أدهم بغضب: أنا مش بتكلم ..؟؟
, رمقتهم ورود بقلق وخوف وهمست لربيع: هو حصل إيه ؟
, ربيع بخفوت: الصراحة معرفش ..
, هتف هارون ناهضاً عن كرسيه: عملوا حاجة بوظتلي الشغل بتاعي اللي بقالي شهر شغال عليه وحضرتك عارف يا عمو الشغل اللي معايا أمن دولة ومينفعش يتلعب بيه ..
, رمقه أدهم بجمود ليهتف هارون: عن أذنكم ..
, راقبه أدهم حتى خرج ليلتفت نحو الإثنين هاتفاً: برافو عليكم أهو خليتوا هارون يكدب برضه ..
, ابتلع عمار ريقه بقلف لتهتف ليلى: خلاص يا أدهم كفاية عليهم يلا كملوا أكل وروحوا الكلية لو تقدروا ..
, نهض زين بسرعة: الحمد**** هنمشي دلوقتي يلا يا عمار ..
, لحق به عمار سريعاً لينهض حيدر لاحقاً بهم وهتف: عماار ..
, توقف عمار مكانه بدهشة والتفت نحوه ليهتف حيدر: تعال مكتبي النهاردة أنت والبت اللي متنيل بتحبها ..
, عمار: روما ؟
, حيدر بسخرية: معرفش بقا هو حضرتك بتحب غيرها ؟
, عمار: لأ ..
, حيدر: يبقى تعال أنت وهي ..
, تركهم متجهاً نحو سيارته ليبتسم عمار بدهشة واتجه يستقل سيارته هو الآخر ليجد زين يجلس بجانبه ..
, هتف عمار: في إييه ؟
, زين بخفوت: مفاتيح عربيتي ملقيتهومش ..
, رفع عمار حاجبه: يعني إيه ؟
, زين: هيكون هارون اخدهم .. وبرضه الكرديت كارت بتاعي ..
, عمار بسخرية: م ياخد روحك بالمرة ده إيه الإفترا ده ياربي ..
, زفر زين يزم شفتيه بضيق ليبتسم عمار هاتفاً: خلاص هتكرّم عليك وأوصلك بعربيتي متقلقش ..
, لم يُجبه زين ليهتف عمار: يابني خلااص متزعلش هو عشان بحبك عمل كده ..
, ابتسم زين بسخرية ليهتف عمار: بقولك إيه متتريقش ده كلام ماما مش كلامي أنا زمان لما كان بابا يعاقبني كانت تقولي كده ..
, زين: أممم ..
, عمار: هارون بيحبك أوي ولما الشخص بحب حد وبكون قريب منه جداً بيبقى يشوف أقل أخطائه على أنها أكبرها عشان هو عاوزه يكون أحسن حد في الدنيا وميغلطش حتى لو غلط صغير فعشان كده بيعاقبه على أقل حاجة .. وهارون عمل فينا كده وفيك أنت أكتر لأنك قريب منه أكتر مني ..
, رفع زين حاجبيه هاتفاً بإعجاب: هي لولا بتقولك كده ؟
, أومأ عمار بابتسامة ليهتف زين بامتعاض: أومال مرمر بتهزقني ليه فوق م أنا بكون متهزق ومتنفخ ..؟
, تعالت ضحكات عمار هاتفاً: علشان أنت مهزق بصراحة بعدين مرمر وسيفو مفيش منهم تنين .. بس متقولش كده هي خافت عليك دلوقتي أهو ..
, لوّح زين بيده: بتقلد لولا مش أكتر ..
, ضحك عمار مجدداً وانطلق بسيارته سريعاً خارج الفيلا ..ليصلوا أخيراً إلى الكلية ..
, قابلهم وسام وهم يدخلون لتتوسع عينيه بذهول وينفجر ضحكاً فجأة هاتفاً: مين اللي معلّم عليكم كده طب مش كنتوا تخبروني وأنا أفرمهولكم هههههه ..
, رمقه عمار بغيظ وهتف: مش ناقصينك على فكرة ..
, وسام: طب أنتوا جايين الكلية ليه مش في البيت أستر هههه ..
, زفر زين بغيظ واتجه إلى كافتريا الكلية ليلحقا به ويجلسان حول إحدى الطاولات ..
, وبعد لحظات هتف وسام يرمقهم بغيظ: ومخدتونيش معاكم ليييه !؟
, هتف عمار بغضب: هي ناقصاك يا وسام عاجبك يعني اللي حصلنا وكله من الكلب زين ..
, تنهد وسام هاتفاً: لا بس يعني كنت عايز أشوف الناس هناك عاملين إيه ..
, زين بلهفة: زي بالتلفريون يا وساام زيهم بالظبط ..
, وسام: بجد .. طب أحكولي طيب وأوصفولي كل حاجة ..
, عمار: والنبي خلاص أنا عايز أنسى ..
, وسام: و**** لو روحت معاكم وأبويا سمع كان زمانه متبري مني و**** ..
, زين بغيظ: هو أنت أبوك عاملك رعب كده لييه يازفت ؟
, وسام بحيرة: و**** منا عارف بيقول إني مش طالعله رغم أني حلو زيه ههههه ..
, رمقه عمار بغيظ ليهتف: ع القليلة عندك أبوك بس ..
, ضحك وسام هاتفاً: تصدق عندك حق أنت حاجة مختلفة يابني أنا اللي عارفه أن الواحد ياكل هم واحد بس أبوه أو أخوه إلا أنت التنين مع بعض هههه **** يباركلك ..
, زفر عمار بغيظ هاتفاً: أروح لبابا يقولي شوف أخوك وهو مش عارف أن أخويا مش طايقني وأروحله يقولي شوف أبوك وهما التنين في الآخر ميوافقوش ع اللي عايزه ..
, وسام بخفوت: بس عنده حق هارون يعمل فيكم كده دي تهمة كبيرة مش أي كلام ..
, زفر عمار بغيظ: قول لصاحبك الكلام ده ..
, وسام: الصراحة أنتوا تستاهلوا .. ده أنتوا أحرجتوا هارون قدام زميله ده غير التهمة الحلوة دي هههه ..
, زبن: فكك دلوقتي من الكلام ده وأنت يا عمار كلم روما علشان تروحوا مكتب حيدر للتحقيق الجنائي ..
, عمار بتوتر: هو هيحقق معانا ؟
, زين: أومااال بس خلوا بالكم متعكوش الدنيا وكل واحد يقول حاجة غير التاني .. حيدر مش قليل ..
, تنهد عمار بقلق وأخرج هاتفه يُكلم روما ليذهب حيث انتظرته لينطلقا متوجهين نحو مكتب حيدر ..
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
العاشر


اللهم صلي على محمد وآل محمد ..❤
, ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
, " مرّة واحدة بالعُمر، يمرُّ بك الشخص النادر الذي كلما تأخرت في ترتيب الكلام قال : لا تُكمل أفهم ما تريد قوله، مرّة واحدة بالعُمر يمرُّ بك الشخص الفريد الذي كلما أخطأت قال : لا تعتذر أتفهم ما حدث، مرّة واحدة بالعُمر يمرُّ بك الشخص الذي يعرفك أكثر من نفسك ."
, ٣٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في مكتب حيدر ..
, تراجع بظهره فوق كرسيه خلف المكتب مُحدقاً بالإثنين الجالسين أمامه بنظرات جامدة مضيّقاً عينيه بتفحّص ..
, ابتلعت روما ريقها ناظرة بطرف عينها نحو عمار الذي كان أكثر توتراً منها ليهتف حيدر أخيراً: قولتيلي أسمك إيه ؟
, روما: أنا ؟
, حيدر: لأ الحيطة اللي وراكي ..
, رمشت بعينيها بدهشة لينكزها عمار بالخفاء لتعي على نفسها وتبتسم ابتسامة واسعة قائلة بدلال: أسمي روميساء بس تقدر تقولي روما عادي ..
, زمت تسنيم شفتيها وهي تجلس بجانب حيدر ليهتف حيدر: روميساء إيه ؟
, روما: روميساء زيدان .. عايز تعرف عني إيه وأنا أقولك ..
, همست تسنيم بغيظ: ومالك بتتكلمي كده ليه يا نحنوحة اتعدلي يابت ..
, رمقها حيدر بغضب لترمقه هي بغضب أكبر وغيرة ليزفر ناظراً لروما: مامتك متوفية ؟
, روما باصطناع الحزن: أه هي وبابا **** يرحمهم شوفت يا حيدر قد إيه أنا مُعذبة ووحيدة بس **** بعتلي عمورة وأنت إحم وأنتوا كلكم تعوضوني ..
, توسّعت عيني تسنيم بغضب ليضم حيدر قبضتيه بغيظ والتفت نحو عمار الذي كان يرسم فوق شفتيه ابتسامة واسعة مصطنعة وكأنه لم ينتبه لكلامها ..
, زفر حيدر هاتفاً: عمتك بتشتغل إيه ؟
, روما: ولا حاجة دي عايشة على معاش جوزها .. بقولك يا حيدر عايز إيه من كل الأسئلة دي ؟
, حيدر: عايز أتعرف على اللي هتبقى خطيبة أخويا ..
, روما بدلال: طب كنت قولي وكنت جيتلك لوحدي كان لازم يعني تعذب عمورة ..؟
, هتف عمار بهيام: حبيبة قلبي اللي عايزة راحتي ..
, رفع حيدر حاجبيه بدهشة وضرب كفاً بكف من غبائه فيما نهضت تسنيم هاتفة: خلاص بقا يا ختي أنتي استحليتيها ولا إيه الأسئلة خلصت يلا بقا من هنا عمار خدها واطلعوا حالاً قبل م أتجنن ..
, عمار: في إيه يا تسنيم روما حبيبتي عايزة تتعرّف عليكم كلكم ..
, تسنيم: خلاص تعرفنا تقدروا تطلعوا ..
, نهضت روما ناظرة لحيدر: أوك هنطلع لو عوزتني تاني قولي وأنا هجيلك أو تقدر يعني تجيلي عندي ..
, تسنيم بغضب: يجي عندك فين يا جزمة أنتي يا قليلة الأدب ..
, عمار بغضب: إيه يا تسنيم لاحظي أن روما حبيبتي أنتي بتشتميها قدامي يجيلها عادي يعني حيدر زي أخوها .. يلا بينا يا روما يا قلبي هغديكي بأحلا مطعم في البلد ..
, روما: ياااي لوف يو عمورة ..
, خرجا بسرعة من المكتب لتلتفت تسنيم نحو حيدر هاتفة: حيدر حيدرررر لا لاا أنا مش مصدقة أنت بجد كنت بالغباء ده زمااان ؟
, حيدر بذهول: نعم ؟
, تسنيم بغضب: مش أنت قولتلي هي بتلعب عليه هي نسخة تانية عن ريمااا ..
, حيدر بغضب: عمار غبييي كل حاجة واضحة قدامه أما أنا مكانتش تعمل كده قدامي يا غبية أنتي ..
, تسنيم: أه أنا دلوقتي اللي بقيت غبية جتكوا القرف أنت وأخوك إيه الذوق اللي عندكم ده وإيه الغباااء ده أصلا ..
, حيدر: م تحترمي نفسك يابت أنتي أنا مش ناقص كفاية عليا الزفت ده ..
, تسنيم: و**** أنا مليش دعوة تبعد عن البنت دي خالص فاهمني ..
, حيدر: مش هبعد عنها غير لما أبعدها عن عمار ..
, تسنيم: م تقوله حقيقتها واخلص ..
, حيدر: كلهم قالوله وهو مش مقتنع ..
, هتفت تسنيم بغضب: يعني إيه هتفضل الحيوانة دي لاحقتك كده يا لهوووي قال وأنا اللي حبيتها وعملتها أختيي ..
, حيدر: م أنتي دلقتي نفسك عليها حالاً أعملك إيه يعني ..
, تسنيم بغضب: وأنا هعرف منين أنها كده .. خيدر مليش فيه أبعد عنهااا ..
, حيدر بعناد: أبعدها عن عمار الأول ..
, تسنيم: تبعدها إزاي بقا ؟
, حيدر: معرفش هحاول معاه تاني .. خليكي أنتي برا الحوار ده ..
, تسنيم: أنت بتبعدني لييييه ؟ أوعى تكون عاجباك ..
, حيدر بغيظ: عاجباني إيه أنتي التانية هو أنا طايقها ..
, تسنيم: و**** معرفش بس أنتوا الرجالة ملكوش أمان ..
, حيدر: تسنيم بلاش الكلام ده أنا غير ..
, تسنيم: ليه يا حبيبي مش راجل ولّا إيه ..
, حيدر بصراخ: تسنيييم احترمي نفسك ..
, رمقته تسنيم بغضب وهتفت: أنا هفضل مستحملة كل ده لحد إيمتاااا !؟
, حيدر بدهشة: إييه ؟
, هتفت تسنيم بغضب: بقالنا سنة مخطوبين واخد بالك يا حيدر سنة وشكلك مش ناوي تحدد بقا معاد الجواز .. قولي لو مش عايز متعلقنيش بيك كده تقدر تتسحب بسهولة إحنا لسا ع البر ..
, هتف بذهول: أنتي اتجننتي ؟
, نفت هاتفة بقهر: لاا متجننتش بس زهقت زهقت وأنا عمال أستحمل منك كل حااجة وساكتة وصابرة ودلوقتي تجيلي بنت مسهوكة زي دي تتقرب منك و**** أعلم هيحصل إيه بعدها .. هنفضل كده لحد إيمى قووولي كل اللي بتعمله بيثبتلي أنك مش بتثق فيااا لو واثق كنت اتجوزتني من زماان مش مخللني جمبك تجيلي بس وقت م أنت عايز وباقي الأوقات سايبني كده .. أنا اللي أتكلم أنا اتطمن عليك أنا ألحقك في كل حتة وأنت بس بتقعد كده مستني الوقت اللي تتنيل يجي على بالك تتجوز لو مجااش تتحرق تسنيم أهي متعلقة بيا خلاص محدش هيقرب منها ولا تقدر تبعد عني سايبني زي بيت الوقف كده مليش رأي ولا كلمة ..
, رمقها حيدر بذهول من هجومها الغير متوقع .. حتى هي ذُهلت من نفسها كانت دائماً متفهمة له متفهمة شكوكه وخوفه وتردده .. تُحاول خلق عذر بعد عذر ولكن الآن وفي تلك اللحظة خوف هائل تسلل داخلها خوف من ملله ونفوره منها بعد كل تلك المدة ..
, حيدر يستطيع أن يبقى بالساعات والأيام بعيداً عنها بغير أن يتأثر مثلها .. عندما يتخاصمان ينام هو هانیء البال فيما هي تُمضي ليلها بالسهر النواح والإعتذار رغم برائتها .. تعلم بأنه يكنّ لها محبة داخله ولكن حبه مختلف حبه مُغيظ غريب لدرجة لا تستطيع فهمه يُحبها داخله يخاف ويشتاق داخله فيما خارجه جامد بارد تعبت منه وملت ..
, والآن تلك الفتاة التي تقترب منه .. تُذكره بالماضي مجدداً تعود لتفتق جروح قلبه وكبريائه وتعلم بأن هذا سيؤثر عليه ويبتعد عنها ويعود إلى عزلته الطويلة وشكوكه الكثيرة .. لذلك خوفها ازداد وتضاعف ويجب أن تضع حداً قبل أن تخسر كل شيء ..
, اقتربت منه أكثر ناظرة داخل عينيه: أسمع يا حيدر أنا خلاااص زهقت من كل حاااجة ..
, رمش بعينيه هاتفاً بغضب: قصدك إيه ؟
, اعتدلت بوقفتها هاتفة: قصدي أن بيتنا عارفه كويس لو عايزني بجد تقدر تجيلي غير كده مفيش كلام بينا واعتبر نفسك متعرفنيش ..
, حيدر بذعول غاضب: أنتي مجنووونة أنتي حصلك إيه ؟
, هتفت بسخرية: طبعاً مش متعود ع الكلام ده صح .. معلش يا حبيبي هتتعود زي م أنا اتعودت استحملت منك كتييير أوي ودلوقتي جه وقتك تستحمل .. عن أذنك يا حيدر بيه ..
, التفتت خارجة من المكتب بخطوات سريعة قبل أن تضعف أمام عيونه المذهولة والمصدومة لينظر هو لطيفها الذي اختفى من أمامه بذهول وغضب انفجر في كل خلية داخله لتحتد عينيه بقوة وغضب من تلك التي جائت لتدمر حياته وتُذكره بماضيه المؤلم وتُددممّر شقيقه معه ..
, أخذ أغراضه سريعاً مُمسكاً نظاراته الشمسية واتجه خارج الشركة مستقلاً سيارته يسير بها بغير هدى محاولاً البحث عن أي طريقة لإبعاد تلك الحرباء عن حياتهم ..
, مساءً ..
, جلس هارون في صالة الفيلا يزفر بغيظ يرمق سيف الذي يجلس بجانبه متكتفاً بعناد ليهتف: ما خلاص بقا مهو زي القرد قدامك أهو ..
, هز سيف كتفيه بغضب ليهتف هارون: يا بابا يا حبيبي ..
, سيف: أنا مش أبووك مش أب لواحد متوحش زيك ..
, هارون بذهول: بقا أناا متوحش حرام عليك يا سيفو تظلمني كده م أنت لو عرفت هو عمل إيه كنت ضربته ..
, سيف بغضب: أنااا أضرب أنت ياض متعرفش أني مُسالم أوووي وبعمري في حياتي ممديتش إيدي على حد وأهو عمك ميصو قدامك شاااهد ..
, ابتسم مصطفى بسخرية وهتف: أومااال ده أبووك يا حبيبي بريء خااالص كنت بخاف عليه زمان و**** من برائته اللامتناهية دي ..
, سيف: شوووفت سمعتت بودنك يا متوحش يا مجرم ..
, هارون بغيظ: م هو غلط يا ناااس ..
, سيف بغضب: وضربك ليه هيصلح غلطه ؟
, هارون: أهي فشة غل ..
, سيف: حيوااان شحط ع الفاضي بس دماغك جزمة ..
, زفر هارون ماسحاً وجهه وهتف: طب أعملّك إيه طيب علشان ترضى ؟
, سيف: ولا حاجة أنا مبكلمش مجرمين ..
, التفت هارون نحو مصطفى ليرفع الآخر كتفيه ناهضاً: أنا مليش دعوة أبوك وأنتوا حرين ..
, التفت هارون نحو سيف ودفعه بكتفه: خلاص يا سيفوو سماح المرة دي ..
, سيف: لا ..
, هارون: يا سيفو يا حبيبي ..
, سيف: أنا مش حبيب حد متكلمنيش تاني لغاية م تتعلم متمدش إيدك عليه أنت اتجننت أنا لو مكانه أضربك ..
, هارون بغيظ: أه يعني لو عمو أدهم ضربك هتضربه ؟
, سيف: لأ أدهم طيوب ميعملهاش مش زيك متوحش ..
, زفر هارون بضيق وهتف: بابا أرجووك علاقتك بعمو أدهم متقارنهاش بعلاقتي في زين تمام ؟
, رمقه سيف بغضب ليهتف هارون: أنا مش زي عمو أدهم ولو زين غلط هحاسبه وأضربه ومحدش ليه دعوة ..
, نهض سيف عن جلسته وهتف: يبقى متكلمنيش طول م أنت بعقلك الإجرامي ده ..
, هارون: نعم إجراامي إييه بابااا .. أنت رايح فين يوووو ..
, زفر بضيق عندما تركه سيف خارجاً من الصالة ليخرج أدهم من مكتبه ويقترب منه هاتفاً: بعد ساعتين من المباحثات والمناقشات طلع معاك إيه ؟
, رمقه هارون بغيظ ليبتسم أدهم هاتفاً: تستاهل ..
, تأفّف هارون هاتفاً: عمو حضرتك عرفت هما عملوا إيه صح ؟ قولي عندي حق ولا لأ ..؟
, ابتسم أدهم مربتاً فوق كتفه: عندك حق ولولا أنك عملت فيهم كده كان عقابهم عندي ..
, هارون: أومال أخوك مديني الوش الخشب كده لييه ؟
, أدهم بضحك: معرفش بس هو بحب الأخ الكبير يدلل الصغير ويدلعه وتبقى طلباته أوامر ..
, رمقه هارون بغيظ وهتف: يبقى كل الحق عليك أنت وعلاقتك الخرافية فيه دي عايز يطبّقها عليا برضه ..
, هز أدهم كتفيه بضحك: م أنت تحمد ربك أن زين مش طالعله زين لما أنت أو هو تغلطوا بالحالتين هو اللي يعتذر إنما سيف لما كان يغلط و كنت أزعل منه كان يزعل عشان زعلت منه وبيبقى الحق عليا ..
, هارون: فخور بنفسك حضرتك ؟
, أدهم بغضب: ولد أحترم نفسك وملكش دعوة ويارب ميكلّمكش علشان تجيلي مستنجد بيا وأنا أزبلك .. غوور ..
, تأفف هارون بحنق ليدخل سامر الصالة برفقة رحمة ليهتف: أسلام عليكم إزيك يا هارون ..؟
, رمقه هارون بحنق وهمس: وعليكم السلام أهلاً ..
, تركهم خارجاً من الصالة ليُقطب سامر جبينه بغضب وهتف: هو في إييه يارحمة إيه كنا في زين بقينا دلوقتي في هارون ..؟
, زفرت بغيظ: معلش هو بس متعصب شوية ..
, سامر: بس أنا ضيف عندكم ع القليلة شوية إحترااام .. مش برا لوقتي زين وعمار يتجاهلوني وهنا هارون ومين يعلم ممكن بكرا العيلة كلها تبقى كده ..
, تأفّفت رحمة بغيظ واتجهت لتجلس فوق أحد المقاعد ليرمقها هو بغيظ أكبر واقترب منها زافراً ..
, التفت إليها هاتفاً فجأة: رحمة هو أنتي في حاجة مخبياها عليا ؟
, قطبت جبينها بدهشة: حاجة إيه ؟
, سامر: معرفش أنا بسألك ..
, رحمة: في إيه يا ساامر مالك النهاردة ..؟
, رفر سامر بضيق وهتف: مفيش متاخديش في بالك ..
, تنهدت هاتفة: هقوم أعمل حاجة نشربها ..
, تركته في الصالة يُلاحقها بعينيه مقطباً جبينه بحذر محاولاً تحليل كلام والده والوصول لنتيجة منه ..
, في الأعلى ..
, طرق زين باب الغرفة أمامه بحدة وهتف: بقولك إيه لو مخرجتش دلوقتي وكلّمتني هعملك مصيبة ..
, لم يأته رد من الطرف الآخر ليهتف: هارووون أنت مبتسمعش طب قافل الباب لييييه ..!؟
, هز قدمه بغيظ وتكتف بحنق: يبقى مش هتحرّك من هنا وهصدعك الليل كله أطلع كلمني بقووولك ..
, هتف حيدر بغضب مقترباً منه: إيه الصوت ده يا زييين م تحترم نفسك أنت مش عايش لوحدك ..
, التفت زين نحوه بغضب وأشار للغرفة بحنق: مش بيفتح قوله يفتح الباب حالاً قبل م أتجنن وأكسره ..
, حيدر بغضب: عايز فيه إيه ؟
, زين: يطلع يكلمني ..
, حيدر: هيكلمك في إيه ؟
, لوّح زين بيديه بحدة: كده يتكلم في أي حاجة إن شاء **** عن الطقس مش يفضل مقموص كده وعامل نفسه زعلان أنا مبحبش الدلع ده هااا ده تبع عيال مبحبهوووش ..
, توسعت عيني حيدر بغيظ واقترب يجذبه من ياقته بغضب: وله أنت هتجنني هتطلعلي قرووون أنت ياض مش واعي على المصيبة اللي عملتهااا ده أنت اتمسكت في آداااب يا حيوااان آداااب اللي مش متربيين متكمسكوش زيك ولسا بتبجح وعايزه يكلمك بالعافية ده هو حزامه لسا معلّم على جسمك ..
, ابتعد زين عنه بغيظ وهتف: هي مرة واحدة في الحياة حرام يعني أجرّب الحاجات اللي زي دي ..
, حيدر بعصبية: أنت مجنووون يالااا ..
, زين بحنق: أنا معملتش حاجة البت المسكينة كنت بساعدهاااا بعدين قوله يطلع يكلّم صاحبه مالك ده عايز البت دي معرفش لو خرّجوها أو لأ لازم أتطمن عليها ..
, حيدر بغضب: زين على أوضتك حالاً ..
, ضرب زين الأرض بقدمه بغيظ: مش ماشي إلا لما يطلع الأول وعايز برضه مفاتيح عربيتي عايز أتدررررب ..
, زفر حيدر بحدة ليقترب منه هامساً بخفوت: بقولك إيه حصل حاجة جديدة مع عمار ..؟
, قطب زين جبينه بحذر: حاجة إيه ؟
, حيدر بغيظ: البت اللي بحبها ..
, زين: أااااه أمممم أهه ..
, حيدر بغضب: م تنطق ياغبي ..
, زين: خلي هارون يطلع وأنا أقولك كل حاجة ..
, رمقه حيدر بغيظ: مش عايز من وشك حاجة غووور يالا ..
, تركه متجهاً نحو غرفة عمار ليستدير زين نحو الباب يركله بقدمه بغيظ ليَفتح فجأة بغضب ويخرج هارون صارخاً: عااايز إييييه ؟
, دخل زين الغرفة بسرعة ليهتف هارون: أطلع برا ..
, زين بغيظ: مش طاالع ..
, تجاهله هارون مُتجهاً نحو سريره ليُمسكه زين بغيظ يُديره نحوه: مش عايز تكلمني ..؟
, هارون: لأ ..
, زين: م أنت بتكلّمني أهو ..
, رمقه هارون بجمود وأبعد يديه عنه ليعود زين ويتمسّك بملابسه بتذمر مغتاظ: بقولك إيه أنا آسف ..
, تكتف هارون يرمقه بجمود ليهتف زين بغضب: أتكللممم ..
, رمقه هارون بغضب ليهتف زين باستسلام: هتفضل مخاصمني كده لحد إيمتى طيب ؟
, هارون: لحد م تتربى وتتعلم الأدب ..
, زين بسرعة: خلاص تربيت وتعلمت الأدب كلمني بقا ..
, رمقه هارون بجمود: أطلع برا ومترجعش غير لما تكون تربيت ..
, اتجه نحو سريره ليستقلي فوقه مُتجاهلاً له ليزفر زين بغيظ ويخرج من الغرفة هاتفاً: مش هقفل النور ولا هقفل الباب قوم أنت أعمل كده ..
, ترك الغرفة مفتوحة واتجه للخارج بغيظ ليزفر هارون حانقاً وينهض صافعاً الباب خلفه بقوة ..
, دخل حيدر غرفة عمار الذي نظر لهاتفه سريعاً مُبتسماً بتوسّع ليهتف حيدر بجمود: بتكلم مين ؟
, مثل عمار شروده في هاتفه وضحك بهيام ليصرخ حيدر بغضب: عمااار ..
, انتفض عمار والتفت نحوه بدهشة مُصطنعة: حيدر أنت جيت إمتى ..؟
, اقترب حيدر منه هاتفاً: طبعاً حضرتك مش واخد بالك خالص ..
, عمار: معلش كنت بكلم روما .. عايز إيه مش شايف إن جياتك عندي زادت الفترة دي ؟
, رمقه حيدر بغضب وزفر مخلّلاً أصابعه في خصلاته وجذبهم بغيظ ليهتف: روما ب..
, قاطعه عمار بسرعة ناهضاً عن سريره: لو جاي تقولي الكلام ده تااني ف متعذبش نفسك مش هسمع ولا هصدق حاااجة ..
, نهض حيدر يقف مقابلاً له وهتف: هارون دوّر وراها البت دي كانت مخطوبة قبلك دي كدبت عليناااا مامتها عايشة وهي أساساً مش كويسة ..
, هتف عمار بغضب: بسسسس بس متكمّلش كفاية حرااام عليكم اللي بتتبلّوه ع البنت المسكينة دي هي علشان مش من مستوانا عايزين تبعدوني عنها بالشكل ده ..
, زفر حيدر يمسح وجهه بحنق وهتف: يا عمااار أفهم البنت دي وعيلتها مش كويسين البت دي بتضحك عليك أنت غبي مشوفتهاش بتبصلي إزاااي طيب دي غمزتلي أكتر من مرة وعلطول تلميحاتها ونظراتها مش كويسة راقبها طيب واتأكد من ده بنفسك لو مش عايز تصدقني ..
, نفى عمار برأسه بسرعة وغضب: لا لا لاااا أنتوا كدابين أنتوا مبتحبوهااش عشان كده عايزين تبعدوها عني هي تسنيم بتغير منها عشان كده قالتلك تبعدها عن حياتكم أبعدوا عننا أنتوا كلكم أنا بحبها وهي بتحبنييي ..
, حيدر بغضب ونفاد صبر: بقولك البت دي شماااال مش متربية قولتلك بتبصلي نظرات مقرفة مش أنا برضه زين وربيع ووسام مشوفتش بتعاملهم إزاااي مش أنا لوحدي اللي ملاحظ عليها كده ..
, عمار: لا مشوفتش ولا هشوووف وأنت ملكش دعوة بيااا فاهم أنت من إيمتى أصلاً بتهتم بيااا هااا من إيمتى أنا مواضيعي بتهمّك ؟
, هتف حيدر بصدمة: أنا مش بهتم ؟
, ابتسم عمار بقهر حقيقي ليهتف: لأ مش بتهتم ولولا كرهك لروما مكنتش شوفتك قداامي مكنتش أصلاً كلمتني بعد كل السنين دي .. أنت نسيت أني أخوك وكنت عايزني أنسى أنك أخوياا م خلااص أنا نسيت سيبني بقا إيه اللي خلاك تدخّل بيا دلوقتي ؟
, صمت حيدر يرمقه بقلق ليهتف عمار: أنت بس عايز تعمل فيا زي م حصل معاااك أنت عايز تنتقم مني برومااا صح ؟
, توسّعت عيني حيدر ونفى برأسه: أنت بتقول إيييه أنا لا يمكن أعمل كده أنا أساساً جتلك علشان ميحصلش معااك زي م حصل معاياااا ..
, صرخ عمار بغضب: كدااااب أنت كدااب أطلع برا ومتكلّمنيييش روما مش هسيبها ..
, اقترب حيدر منه بجذبه من ملابسه بقوة: لأ هتسبها أنا مش هسمح اللي حصلي زمان يحصلك أنت فاااهم مش هسمح بالوجع اللي حسيته أنك تحس بيه مش هسمح أبداااا ..
, حاول عمار إبعاده عنه بغضب: لا اتطمن يا حيدر بيه إختياري مش زي إختيارك روما مش زي ريمااا أنا أناا زمان خوفت عليك خوفت تتجرح الجرح اللي بتقولي عليه دلوقتي حاولت بكل الطرق أقولك وأنت مكنتش تسمعنييي أنت كنت تضربني وتزعقلي إيييه عايزني دلوقتي أعمل فيك زيك زي م عملت فيا زماان ؟ رغم أني كنت بحاول أساعدك ..
, ابتلع حيدر ريقه وهتف: وأنا دلوقتي بحاول زي محاولاتك زماان يبقى زي م كنت عايزني أفوق فووق أنت دلوقتي عشاان خاطري متغرقش نفسك بالحب ده أكتر متعلّقش نفسك بيها متخليهاش تقدر تجرحك متديهاش الفرصة تعمل كده ..
, رمقه عمار بقهر هاتفاً بخفوت: ملقيتش حل تاني وربنا أانا أنا غلطت جاامد عارف بس كل ده من خوفي علييييك أنت سيبتني كل ده سبتني ومهتميتش بيا أنت نسيت أن عندك أخ عيّشتني بوجعع خليتني أغير من الكل هنا بسبب علاقتك بيهم وأنا هاملني دلوقتي بقيت خايف عليا أتجرح وأتوجع ؟! إزاااي وأنت السبب بوجعي قولي خايف عليااا إزااااي بعد كل اللي عملته فيااا ؟
, أغمض حيدر عينيه بقوة وشدّ خصلاته زافراً بقهر .. أخذ عدة أنفاس عميقة مُحاولاً تهدأة نفسه ليلتفت نحو عمار الذي خرجت دموعه حقيقية يرمقه بترجّي وأمل ..
, اقترب حيدر منه يُحاوط وجهه بكفيه هاتفاً وهو ينظر داخل عيونه الزرقاء الدامعة: كنت غبي أه كنت غبييي والحب عاميني ك كنت كنت فاكرك عيل بتغير منها علشان هتاخدني منك واللي عملته يا عمار كسرني خلاني أبصلك غير العادة خلاني أحس أنك مش العيل البريء أخويا الصغير اللي أنا عارفه واللي اتربى بين إيديا اللي عملته حتى لو عشان تنقذني خلاني أتهااان أنت هنتني يا عماار لعبت فيااا استغفلتني واستغلّيتني وبنفس الوقت خليتني أنفر منك أتخيّلك قدامي بصورة تانية وحشة غير اللي كنت بشوفك بيها أنت غلطت أووي ..
, أمسك عمار يديه المُمسكة بوجهه ونظر إليه بدموع بلّلت خديه ليشهق هامساً بترجي: آسف و وربنا آسف كفاية كده و**** معتش مستحمل حيدررر أانا عايزك عايز حيدر أخويااا مش اللي بيكرهني ..
, نفى حيدر برأسه هاتفاً: مش بكرهك أنا عمري م كرهتك يا عمار أوعى تقول كده بس بس اللي حصلي..
, قاطعه عمار بألم وابتسامة: أنت أنت دلوقتي عندك تسنيم أنت مش بتحب ريما خلاااص وأنا أنا كنت غبي أكتر منك بس كنت خايف علييك و**** من خوفي و**** مش عايز أخسرك مكنتش عارف أني اللي عملته هيخليني أخسرك بجد عشان خاطري كفاية ..
, هتف حيدر بقوة: يبقى تسمع كلامي زي م أنت خايف عليا أنا برضه خااايف عليك سامعني يا عمار أنت أخويااا الصغير وصاحبي وكل حاجة ليا أنا أنا غلطت زمان أه غلطت لما مصدقتكش متعيدش غلطي يا عمار أرجوووك أنا كان الحب عاميني متخلّيش الحب يعميك أنت مش هتستحمل وجع صدمتك فيها الوجع كبير أووي وصعب مش عايزك تعيشه كفاية واحد مننا عاشه لازم التاني يتعلّم منه متعملش زيي يا عمار عشان متتوجّعش ..
, صمت عمار يرمقه بدموع وقهر لا يغلم بما يُجيبه .. للحظة شعر بندم هائل يجتاحه .. ندم لرؤية عيونه الخضراء أمامه لامعة بدموع محبوسة يُجاهد لئلّا تنزل دموع قلقة خائفة عليه ليعلم بأن مشاعره التي يكنّها له كان يدفنها عميقاً في قلبه طوال تلك السنين وها هو الآن يُظهرها عبر عينيه الخائفة المُترجّية وهو لا يعلم الآن كيف يتصرّف وماذا يُخبره ..
, هتف حيدر يُشدد من إمساكه لوجهه: عماار سامعني ؟ البت دي هتئذيك لو أنت بتحبني وعايز ترجع علاقتنا زي زمان سيبها أنا مستحيل أئذيك مستحيل أبعدك عنها لو كانت بجد كويسة وبتحبك صدقني أنا مش وحش كده أنا كل اللي عملته فيك كان من وجعي وجرحي بس دلوقتي خلاااص دلوقتي شايف تجربتي بتتعاد قدام عينيا ومع أخويا مش قادر أسكت وأفضل بعيد وأتفرج عليك وأنت بتخسر وبتتجرح ..
, عضّ عمار شفته بقوة ودموع وأغمض عينيه مبتلعاً ريقه وزادت رجفته بين يدي حيدر الذي يرمقه بقلق ..
, زفر عمار بقوة مقرّراً تأجيل قراره للغد حتى يأخذ برأيهم هل يُنهي تلك اللعبة التي باتت تخنقه أم يُتابع بها ويصدّه كما كان يفعل به قديماً ليهتف ناظراً نحو حيدر: أانا أنا..
, زفر حيدر بقوة وقاطعه قبل أن يُكمل: عارف أن القرار صعب عليك .. بس بس مش عايزك تتخدع يا عمار زي م أنا اتخدعت زمان مش عايز أنا برضه أتهوّر زيك وأستغفلك وأعمل زي م أنت عملت عشان لو ملقيتش ولا طريقة أبعدها عنك معرفش هيحصلّي إيه ودماغي هتوديني على فين وممكن أجرحك وأنا مش عايز ده مش عايز ألعب على مشاعرك زي م أنت تهورت وعملت مبحبش ده يا عمااار ده إحساس وحش أوووي ومش عايز يحصلّك زيي كده ومش عايزك تحسه ..
, توسّعت عيني عمار بصدمة وزادت رجفته بقوة شاعراً بذلك الكلام يضرب عميقاً في قلبه وكأن الآخر يُوجّهه له تحديداً ليُثنيه عن خطته تلك ولعبه في مشاعره وكاد يهتف سريعاً بأنه سيتركها لولا أن حيدر قاطعه هاتفاً: متقولش حاجة دلوقتي هسيبلك فرصة لبكرا فكر دلوقتي كويس وراجع علاقتك بيها وكل تصرّفاتها بصلها بعقلك مش بقلبك وصدقني ده هيفرق معاك ونظرتك بيها هتتغيّر وهتتأكد من كلامي أنا واثق ..
, أومأ عمار برأسه بشرود ودموع ليبتعد حيدر عنه متنهداً بحرارة وكأنه كان يخوض معركة استنذفت طاقته ومشاعره .. وهي بالفعل بعثرت مشاعره بقوة وجراحه التي داس عليها ليزيد ألمها فقط من أجل أن يُجنّب أخاه الشعور بنفس الألم ..
, تركه مبتعداً عنه وكأنه يهرب وخرج من الغرفة بسرعة ليشهق عمار فجأة واضعاً يديه على فمه يكتم شهقاته المرتفعة المتألمة .. سقط على سريره بألم وانخرط في بكاء وألم أقسى من وجع جسده بما فعله هارون به بل وجع قلبه وندمه الكبير الآن كان أكبر ..
, أغلق حيدر باب غرفته بسرعة وأخذ عدة أنفاس حارة وقلبه ينبض بألم لتخرج دمعة متمرّدة رغماً عنه كان يحبسها طويلاً أمام عمار لتسيل مبلّلة وجنته وعيونه شاردة مقهورة ..
, فُتح باب الغرفة بسرعة ليمسحها سريعاً مُلتفتاً بغضب نحو زين الذي هتف: كنت بدور عليك إلحقني ..
, هتف حيدر بنفاذ صبر: زين أنا مش فايقلك لو الموضوع يخص هارون مليش دعوة ..
, هتف زين مقترباً منه بسرعة: أستنى بس عايز أطلب طلب ..
, حيدر: أخلص ..
, زين: هو الواحد بيتربى إزاي ؟
, حيدر باستنكار: نعم ؟
, زين برجاء: يا دردر ركز معايا أرجوووك الموضوع مصيري ..
, حيدر: في إيه ياض اخلص ..
, زين: هارون مش هيكلّمني لغاية م أتربى وأتعلم الأدب ده معناه إيه يعني أعمل في نفسي إيه أنا دلوقتي ..؟
, رمقه حيدر بغيظ ودفعه بغضب: أطلع بررا يا زين ..
, زين بغيظ: في إييه يا جدع لو مش عارف متزوقنيش كده أنا جسمي بيوجعني مش كفاية دخلت وأنقذتني باللحظة الآخيرة بعد م كنت هموت في إيده جيت وعامل نفسك البطل المنقذ ..
, تأفف حيدر بغضب: بقولك بررا يا زييين ..
, رمقه زين بحنق واتجه خارجاً من الغرفة وصفع الباب خلفه بقوة .. نظر حوله في الرواق ليُسرع بخطواته نحو حمزة الذي وجده يصعد درجات السلم ليهتف بلهفة: زومااااا إلحقني إلحقنيي ..
, حمزة بدهشة: مالك ..؟
, تمسّك زين به هاتفاً: بقولك بلاقي عندك حتة تربية زيادة تديهالي وهرجّعهاك بأقرب وقت إن شاء **** ..
, رمش حمزة بعينيه بعدم فهم: مفهمتش عايز إيه ..؟
, هتف زين بنفاذ صبر وكأنه يُكلم غبي: تربية يا زومااا يعني تربية ..
, حمزة: لا م أنت تفهّمني الأول عايزها ليه ..؟
, زين: هارون قالي مرجعش ليه لغاية م أكون تربيت حيدر مش راضي يربيني م تربيني أنت وتكسب بيا ثواب لأما هات تربية صغننة من عندك ولما يبقى معايا هرجعهالك أوعدك .. مفيش حد هنا أستلف منه غيرك ..
, زم حمزة شفتيه وزفر ليهتف زين بيأس: إيه حتى أنت مش راضي تساعدني ..!؟
, وضع حمزة يده فوق وجهه ليبتسم فجأة وتتحول ابتسامته لضحكة مندهشة ونظر نحوه هاتفاً: يابني أنت متأكد أنك أخ رحمة ..؟
, زم زين شفتيه بغيظ: وعايز بنقمة دلوقتي إيييه ؟
, حمزة بجمود: احترم نفسك هي أختك الكبيرة ..
, زين: م أنا بقولك أديني تربية وأنت اللي مش راضي تديني كان زماني دلوقتي محترم ..
, رمقه حمزة بغيظ ودفعه من أمامه يتجه نحو غرفته بغضب رغم الإبتسامة التي تشكلت فوق وجهه عندما يُقارن بينه وبين رحمته تلك المتكبرة الغاضبة متخيلاً نظراتها المُتقززة من زين لما يتفوّه به الآن من سخافة ..
, ٣٣ العلامة النجمية
, لا تذكري الأمس إني عشتُ أخفيه..
, إن يَغفر القلبَ.. جرحي من يداويه.
, قلبي وعيناكِ والأيام بينهما..
, دربٌ طويلٌ تعبنا من مآسيه..
, إن يخفقِ القلب كيف العمر نرجعه..
, كل الذي مات فينا.. كيف نحييه..
, الشوق درب طويل عشت أسلكه..
, ثم انتهى الدرب وارتاحت أغانيه..
, ٣٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في اليوم التالي ..
, على مائدة الإفطار ..
, نظرت رحمة نحو حمزة الذي يجلس يأكل طعامه وعلى غير عادته يُشارك الجميع في الكلام والمزاح فيما هي يتجاهلها تماماً حتى عندما ذكرت بأنها ستخرج برفقة سامر كان هادئاً بل أنه ربما لم يستمع إليها حيث أطلق ضحكة مرحة لإحدى دعابات زين ..
, ولم تعلم بأنه ضغط على قبضته الموضوعة فوق فخذه أسفل الطاولة حتى كاد يكسرها وتصنّع الإبتسام لتمتمة زين وشتمه لسمر بصوت خافت ليجعلها مناسبة للضحك والإستمتاع ..
, لم يُلاحظ أحد حالته سوى أدهم وبجانبه ليلى التي ترمقه بحب وقلق عليه من مشاعره تلك بعدما أخبرها أدهم بكل شيء ..
, تحمحم حمزة بعدما تمالك أعصابه هاتفاً بهدوء: بعد أذنكم عايز أطلب منكم حاجة ..
, التفت الجميع نحوه لينظر هو نحو أدهم الذي هتف: خير يا حمزة عايز إيه ؟
, أخذ نفساً عميقاً وهتف: في بنت صديقتي عارفها من فترة كده وهي طيبة جداً وغلبانة للأسف حصل معاها ظروف كده خلتها من غير مكان تسكن بيه .. أنا يعني إحم سكّنتها من فترة في شقتي بس حاسس أن ده مش كويس ..
, رمقه الجميع بحذر ليلقي هو نظرة خاطفة نحو رحمة والتفت أدهم هاتفاً: كنت عايز أستأذنك ياعمو أجيبها تقعد هنا فترة كده لغاية مشكلتها ما تتحل إن شاء **** ..
, صمت الجميع وأدهم يرمقه بنظرات عميقه وكأنه فهم مقصده ليهتف مصطفى: وأنت واثق فيها يا حمزة ؟
, هتف حمزة سريعاً: أنا عارفها من زمان يا عمو وهي بجد غلبانة وطيبة جدداً ولولا كده مكنتش طلبت منكم كده ولا دخلتها وسطينا ..
, صمت قليلاً ناقلاً نظراته بين الجميع: قولتلوا إيه ؟
, هتف أدهم بهدوء: مفيش مشكلة أهلا بيها ..
, ابتسم حمزة براحة لتهتف ليلى: يبقى هخليهم يجهزولها الأوضة الفاضية اللي جمب أوضتك ..
, أومأ برأسه بابتسامة: شكرا يا لولا ..
, هتفت رحمة باندفاع: يعني إيه نقعّد واحدة عندنا منعرفش أصلها منين بعدين أنت مقلتلناش حكايتها إيه وهي ملهاش أهل ولّا إيه ..؟
, رمقها حمزة بطرف عينه والتفت لأدهم هاتفاً: متشكر عشان وافقت يا عمو وصدقني هي كويسة جداً وهتحبوها ..
, أومأ أدهم بخفوت لينهض حمزة أخيراً هاتفاً: سفرة دايمة إن شاء **** أنا همشي عايزين مني حاجة ..؟
, ليلى: سلامتك ياحبيبي هترجع ع الغدا ..؟
, نظر لساعته هاتفاً: معرفش يا لولا على حسب شغلي .. عن أذنكم ..
, ثم اقترب منها مُقبلاً جبينها ليتجه خارج الصالة تلاحقه نظرات رحمة العابسة والمغتاظة لتجاهله لها لأول مرة هكذا بشكل غريب ..
, تحمحم زين وانحنى يهمس في أذن عمار: مالك يابني مكشر كده ليه ؟
, عمار بهمس: عايزكم كلكم النهاردة في موضوع مهم ..
, زين: يخص حيدر ؟
, عمار: أه ..
, زين بغيظ: أنا وهارون مش هنتجمع في مكان واحد ..
, عمار: يووو مش وقتك يا زين أرجوك ..
, زين: لا م أنا هنتقم منه الأول وأخليه يكلّمني غصباً عنه بعدين نتجمع يا حبيبي متقلقش ..
, رمقه عمار بغيظ هاتفاً: وهتعمل إيه بقا ؟
, زين بابتسامة متلهفة: سمعته بيتكلم أن عنده إجتماع النهاردة كمان ساعة ..
, عمار بحذر: أه والمعنى ؟
, هز زين قدميه أسفل الطاولة كطفل صغير مُحاولاً إخفاء حماسه: أنت هتلهيه شوية صغننة دلوقتي بس أخد فونه ..
, عمار: نعم مستحييل عايز بتلفونه إيه ؟
, زين: لا لا متقلقش هرجعهوله ..
, زفر عمار بحرارة ورفع نظراته نحو حيدر الذي يُلقي نحوه نظرة غامضة كل فترة ..
, قفز زين عن كرسيه هاتفاً: الحمد**** يلا ياعمورة نمشي ..
, تحمحم عمار ونهض معه ليُسرع زين للأعلى هاتفاً: متخليهوش يطلع ..
, عمار: م هو هيجهّز نفسه علشان الزفت الإجتماع بعدين أنت فاكره طايقني أوي مثلاً ..
, زين: معلش معلش أعمل أي حاجة وأهو تبقى مناسبة علشان يصالحك ..
, وبعد دقائق نزل زين وعمار خارجين من الفيلا متجهين نحو كليتهم ..
, ليصعد هارون سيارته مُنطلقاً هو الآخر نحو عمله ..
, في غرفة إجتماعات كبيرة ..
, يتجمّع بها عدد قليل من الضباط بالإضافة لهارون وفريقه فيما قائدهم يجلس على رأس الطاولة يُملي عليهم أوامره وتعليماته ..
, ليلتفت نحو طهارون هاتفاً: قدرت توصل لحاجة ؟
, هارون: قريباً جداً يافندم .. اللي أسمه عايد ده هو هيكون وسيلتي ..
, هتف القائد بحذر: إزاي ..؟
, ابتسم هارون بثقة: لسا بفكر في الخطة وأول م تجهز هقولهالك .. إن شاء **** الخطة مضمونة وهاخد كل إحتياطاتنا علشان تنجح ..
, أومأ القائد بهدوء هاتفاً: أهم حاجة تخلّي بالك من نفسك ومتأمّنش لحد إحنا عارفين إن ليهم جواسيس هنا وده اللي بخليهم يتخلّصوا من كل ظابط استلم المهمة دي قبلك ..
, فريد: متقلقش يا فندم إن شاء **** نهايتهم على يدنا ..
, هارون بهدوء: يا فندم أن..
, صمت رامشاً بعينيه فجأة بذهول عندما صدح في المكان صوت أغنية خارجة من جيبه حيث وضع هاتفه على الوضع الصامت! حسب ما يتذكر!!
, كتم فريد ضحكته وهو يراه يتخبّط وقد شحب وجهه مُحاولاً بتوتر إخراج هاتفه من جيبه والذي يتعالى رنينه شيئاً فشيئاً بأغنية إحدى البرامج الكرتونية للأطفال ..
, قد تبدو الأيام .. كمياه راكده
, قمر لا ينام .. وليالٍ بارده
, وتطلّ الاحلام .. بالأنوار واعده
, فتُضئ الظلام .. والليالي تنجلي
, هتف القائد بذهول غاضب: إيه ده ياسيادة الرائد ..!؟
, رفع هارون نظراته نحوه وهو يُخرج هاتفه لتتحوّل معالمه لغضب وغيظ وهو ينظر لاسم زين على شاشته ابتلع ريقه متجنباً النظر لمن يُطالعه بنظرات ضاحكة ومنها غاضبة .. ولا يعلم لمَ شعر بصمت كل شيء حوله فجأۃ عدا تلك الأغنية التي تُعانده .. ولشدة توتره وكالعادة في تلك المواقف لم يُغلق معه الهاتف ليزداد غيظه وتُتابع الأغنية بصوت يتعالى ..
, إيميلي إيميلي .. بالصبر تجملي
, إيميلي إيميلي .. حاولي لن تفشلي
, أغلق الهاتف بوجهه أخيراً ليزفر براحة هائلة وكأنه خاض حرباً عنيفة لينظر بطرف عينه نحو القائد مُتمتماً بخفوت: معلش يافندم ..
, القائد: إحنا من إيمتى نسيب موبايلاتنا كده وقت الإجتماع !؟
, هارون بغيظ: آخر مرة يافندم معلش نسيت ..
, التفت حوله بغيظ ليرى وجه القائد المتجهّم وعدد من رفاقه حوله بوجوه مُبتسمة يُحاولون إخفاء ضحكاتهم بالقوة ..
, زفر بغيظ ليهبّ واقفاً عن مقعده حالما هتف القائد: الإجتماع انتهى حد عنده أي سؤال أو..
, قطع كلامه بدهشة عندما وجد هارون ينهض عن كرسيه فجأة مُستعداً للخروج ليضرب القائد الطاولة بقبضته هاتفاً بغضب: جرا إيه حضرة الرائد إحنا في مدرسة ومصدقتش الدوام خلص ولّا إيه ؟
, انفجر فريد ضاحكاً هذه المرة ولم يستطع تمالك نفسه ليضحك البقية الجالسون حوله ..
, زفر هارون يحكّ رأسه بحرج وتمتم بغيظ: هقتله أبن الكلب ده ..
, القائد: بتقول إيييه حضرتك ..؟
, رمقه هارون بغيظ أكثر وهتف: مفيش ممكن أخرج يافندم بعد أذنك ..؟
, تكتف القائد يرمقه بغضب ليهتف فريد بضحك: معلش يافندم هو مصدع شويتين النهاردة وجاياله روح الطفولة باين ..
, رمقه هارون بغضب ليهتف العميد: الإجتماع انتهى اتفضلوا ..
, نهض الجميع يُلقون التحية ليخرج هارون مُندفعاً من المكتب بسرعة وغضب داخلاً مكتبه ليلحقه فريد يمد رأسه من الباب يرمقه بضحكة مكتومة ..
, ثم دخل مُتحمحماً وهتف فجأة بضحكات عالية:
, إيميلي إيميلي .. بالصبر تجملي
, إيميلي إيميل٣ نقطةأااه يابن..
, صمت شاتماً بغيظ وألم عندما ضربه هارون بأحد الأشياء أمامه وهتف بحدة: بقولك إيييه أنا على آخري منك ومنه الكلب قفل فونه ..
, فريد بضحك: مين ده زينوو ؟
, هارون: أيوه زفت ..
, تعالت ضحكات فريد هاتفاً: **** يعينك بقا ههههه معلش م هي إيميلي حلوة الصراحة مش أحسن من أغنية سالي !؟ لا برضه سالي حلوة ..
, زفر هارون يرمقه بغيظ ليتجه للجلوس فوق مقعده بغضب ..
, وفي الكلية يجلس زين بضحكات تتعالى هاتفاً وهو يثني على نفسه: هيكون بشيط دلوقتي ههههه همووووت دلوقتي هيكلمني غصباً عنه مكونش زينو لو مخلتوش يندم ..
, زفر عمار بقلق ليرمقه وسام هاتفاً بدرامية: مالك يابن عمتي زعلان ليييه يا حبيبي ..؟
, رمقه عمار بحزن وهمس: معرفش خايف ..
, وسام: من إيه يابني مش الخطة ماشية تمام !؟
, أومأ عمار وهمس: أيوه بس مش عارف أكمل بالخطة أو لأ أوووف كلم هارون يا زين عايز أعرف هيقولي إيه ..
, زين: لأ كلمه أنت وقوله ييجي هنا نتقابل ويجيب معاه الواد ربيع ..
, أخرج عمار هاتقه مُكلّماً هارون الذي دخل الكفتريا بعد مدة من الوقت ومعه ربيع ..
, اقترب هارون منهم بوجه غاضب ليشيح زين بوجهه عنه يتجاهله .. جذبه هارون من ملابسه بغضب: إيه اللي أنت عملته ده !؟
, هتف زين ببرود: متكلّمنيش لو سمحت .. وأوعى إيدك لتوحشك ..
, جز هارون على أسنانه بحنق: واد أنت متجننيش ده أنا مستحلفلك ..
, التفت زين نحوه بغضب وابتعد عن قبضته هاتفاً: أيوه أيوه مستحلفلي بعد كل اللي عملته فيا بس نقول إيييه ظالم طول عمرك ..
, هتف ربيع بسرعة: يا جماعة أهدوا الناس بتتفرج عليكم مينفعش كده ..
, التفت هارون نحوه: أنت ولا حرف ..
, جلس ربيع فوق أحد الكراسي والتفت نحوهم: طب أقعدوا بقا خلونا نخلص وبلاش العصبية دي يا هارون دي بتعملك ارتفاع في ضغط الدم وده بيأدي لجلطات أو ممكن سكتات قلبية ولا دماغية وكده ..
, تأفف هارون وسحب أحد الكراسي ليجلس هاتفاً: في إيه بقا ..؟
, وسام: عمار عايز إستشارة ..
, ربيع باهتمام: طبية !؟
, عمار: أبوس إيدك أنت أخرس أنا مش ناقص ..
, هارون: مالك يا عمار ؟
, زفر عمار ماسحاً شعره بقلق: حيدر كلمني مبارح وقالي عن حقيقية روما اللي أنتوا قولتوهاله ..
, هارون بحذر: أيوه وبعدين ..؟
, هتف عمار: هو قالي مش عايز يحصل معايا زيه وهيبعدني عنها عشان مأتوجّعش زيه ..
, زين بفضول: طب ده كويس أهو ..
, عمار بحزن: بس كلامه وجعني أووي أنا حاسس أني بخدعه ..
, وسام بسخرية: حاسس يعني مش متأكد ..
, زم عمار شفتيه يرمقه بحزن ليزفر هارون هاتفاً: بقولكم إيه ..
, التفتوا جميعاً نحوه سوى زين الذي هتف: مش عايز أسمع منك حاجة ..
, تجاهله هارون هاتفاً: تقريباً إحنا زودنا توابل ع القصة ..
, ربيع: هي التوابل كترتها مُضرة برضه ..
, تابع هارون كلامه: احكيلنا كل حاجة يا عمار علشان نعرف هنتصرف إزاي ..
, تنهد عمار وبدأ يسرد لهم كل مادار بينه وبين حيدر في الليلة السابقة ..
, صمت الجميع بندم وقلق ليهتف هارون أخيراً بحزم: سيب اللي بتعمله يا عمار وأنسى الخطة دي ..
, عمار بدهشة: بالسرعة دي ؟
, هارون بجدية: إحنا عملنا الخطة ليه !؟ مش عشان نصالحك مع حيدر ونخليه يديلك أعذار ع اللي عملته زمان ويحس بنفس إحساسك ؟
, أومأ عمار بسرعة ليهتف هارون: وأهو وصلنا ع اللي إحنا عايزينه .. أنت بتمثل وروما بنت كويسة وأنت أساساً مش بتحبها ومش مخدوع فيها يبقى لازمته إيه تكملة الخطة غير إننا نبوظ كل حاجة وبدل م نكون نجحنا نعك الدنيا ونتدبس بمصيبة إحنا في غنى عنها ..
, وسام: هارون عنده حق فهلاً .. خلاص حيدر حس بيك وقالك تسيبها وعلاقتكم هترجع زي قبل يبقى نفض الحكاية ..
, عمار بقلق: طب ونفرض رجع بعد عني تاني أعمل إيه ..؟
, ضحك رين هاتفاً: يابني روما موجودة في الخدمة ..
, ابتسم عمار بقلق والتفت نحو هارون ليهتف هارون بتشجيع: قوله أنك سيبتها ..
, عمار: إزاي ..؟
, هارون: قوله أنك فكّرت بكلامه كويس وحسيت أننا كلنا مش ممكن نكدب عليك وأنك تعلّمت من تجربته .. ده غير أنك على أساس راقبتها النهاردة وشوفتها بتخونك ولّا حاجة ..
, رمش عمار بعينيه وهتف: يعني أقوله كده النهاردة ؟
, هارون: أه مش هو قالك هيديلك مهلة لغاية النهاردة ..
, وسام: مهلة عظيمة بجد دي أطول مهلة بالتاريخ وهيحطوها في موسوعة غينيس ..
, رمقه عمار بغيظ ليهتف هارون: ومتنساش تعمل نفسك مجروح ومصدوم وواخد رفسة عاطفية مُعتبرة ..
, زين: وأشكره شوية بما أنه ساعدك ومسابكش مخدوع ومختوم على قفاك ..
, وسام: وعيط شويتين تلاتة برضه ..
, أومأ عمار بخفوت ليهتف هارون: حيدر برضه يتخاف منه لما يتجنن .. ممكن يفقد أعصابه زي م قالك ويحاول يدور وراها علشان هو بنفسه يجبلك معلومات أو صور عنها يعني لما تكبر الحكاية مش هيكتفي بالمعلومات اللي أنا جبتهاله .. ممكن برضه يراقبها وكده هنتبهدل لما يعرف هي مين ..
, أومأ عمار بابتسامة ونبضات قلبه تتقافز لهفة وقلق ليهتف وسام: كده خلااااص الموضوع اتحل هاتولنا بقا أي حاجة ناكلها ..
, ربيع: لا لاا بلاش الأكلات السريعة دي فيها دسم كتير ومؤذية دي بتعمل ا..
, نهض هارون هاتفاً: ارجع لوحدك يا دكتور ربيع يخربيت اللي قبلك في الكلية ..
, ربيع بدهشة: نعم هو في إيه م الدكتور الحقيقي بحافظ على نفسه وجسمه وصحته وكده ..
, تأفّف هارون متجهاً للخارج ليقفز زين عن كرسيه لاحقاً به .. سار خلفه يلاحق خطواته هاتفاً: بسسسست بسسست هرهر ..
, تجاهله هارون بغضب ليُسرع زين بخطوات ويقف أمامه قاطهاً الطريق عليه هاتفاً: رايح فين ؟
, هارون: أنت متورينيش وشك أنا مش طايقك ..
, زين: أوك هبقى أحط قناع ..
, ابتعد هارون عنه ليُسرع زين يسير بجانبه هاتفاً: بقولك إيه ..
, هارون: متقوليش حاجة مش طايق أسمع صوتك أصلاً ..
, ابتسم زين وحوّل صوته لأنثوي وضربه بكتفه بخفة: إخس عليك يا هرهر بقا أنا تسيبني وتزعل مني كده لا لا أنت بقيت قااسي أووي وجرحتلي قلبي جرحاً عميقاً ..
, زفر هارون بغيظ ليهتف زين: بقولك إييه أنت صالحتني مش كده ؟
, صهد هارون سيارته هاتفاً: لأ ..
, فتح زين الباب الجانبي بسرعة وهتف: لا ما أنت هتصالحني غصباً عنك بعدين هات مفاتيح عربيتي طيب ..
, هارون: مش معايا ..
, زين باستنكار: يا كدااب طب و**** أنهم معاك ..
, رمقه هارون بغيظ وأخرج المفاتيح من جيبه يقذفهم بوجهه ليبتسم زين بلهفة ويستقلّ السيارة بجانبه مُعدلاً من جلسته بحماس: هيييي روحني بقا الفيلا آخد عربيتي وأروح التدريييييب عااااا ..
, مش قولناااا يا إيميلي بالصبر تجمليييييي ..
, تنهد هارون بملل وابتسم فجأة هاتفاً: تاكل برغر ؟
, زين: سلطع برغر ؟
, هارون بضحك: أه ..
, زين: لا عايز شاورما ..
, أومأ هارون برأسه بابتسامة وانطلق بسيارته سريعاً برفقته ..
, ٣٣ العلامة النجمية
, مالت الشمس للغروب وتركت ظلالاً عاتمة تتخلل أشعتها البرتقالية تزين المكان .. سار حيدر بسيارته مقطب الجيين ناظراً في البنايات حوله بحيرة ..
, توقف على جانب الطريق وخرج من السيارة .. سار على قدميه عدة خطوات ليعود ويستدير عائداً متجهاً لجهة أخرى ..
, زفر متجهاً نحو أحد المارة تكلّم معه عدة لحظات ليعود نحو سيارته يستقلها زافراً بحرارة ..
, أخرج هاتفه بضيق يضغط على أسم طال عهد اتصاله به منذ آخر مرة .. ليضعه على أذنه يستمع للرنين من الطرف الآخر .. أتاه الرد أخيراً بصوت مُتعجّب حذِر وكأنه لم يستوعب اتصاله به حتى الآن: أيوه يا حيدر !!؟
, هتف حيدر بجدية: عمار عنوانها إيه ؟
, ابتلع عمار ريقه بريبة: هي مين ؟
, حيدر بهدوء: اللي أسمها روميساء دي .. أنت قولتلي المنطقة اللي هي ساكنة بيها وهارون كان كتبلي أسم المنطقة بس من غير العنوان بالظبط ..
, توسّعت عيني عمار ونهض عن سريره بعدما كان يستلقي فوقه مُستعداً لمواجهة حيدر وإكمال التمثيلية ليهتف بحذر: أنت أنت عايزها ليه ..؟
, حيدر بهدوء: حاجة ملكش فيها قولي العنوان بالظبط إيه ..؟
, عضّ عمار شفته بقوة حتى كاد يُدميها مُحاولاً تخفيف توتره وخوفه لينتفض من صوت حيدر الحاد: عمااار روحت فييين ..!؟
, عمار بسرعة: م معاك معاك أهو ..
, نظر حيدر للبنايات حوله: يبقى قولي عنوانها إيه أنا في نفس المنطقة أهو بس مش عارف أنهى عمارة فيهم وسألت حد هنا عنها قالي مفيش حد بالاسم ده .. عماار أنت متأكد من مكانها أوعى تكون بتخدعك ..!؟
, هتف عمار بخوف وسرعة: لل لا أانا أنا وصّلتها أكتر من مرة على هناك وكده ..
, ضيّق حيدر عينيه هاتفاً: وصلتها قدام العمارة ولّا دخلت معاها وشوفتها بتدخل البيت ؟
, ابتلع عمار ريقه واهتزت عينيه بحيرة .. لا يعرف كيف يخرج من هذا المأزق .. يخاف أن يُخبره بأنه رآها تدخل المنزل ويُصرّ على معرفة العنوان ويخاف أيضاً أن يُنكر ذلك سريعاً فيشك في أمره ..
, حيدر: عمار أنت بتروح فين يابني هات العنوان بقا ..
, همس عمار بتلعثم: أا أقفل هبعتهولك بمسج ..
, حيدر: ماشي متتأخرش مستنيك ..
, أغلق عمار الهاتف بسرعة وخوف ودار في غرفته بوجه شاحب لا يعلم هل تصرّف بشكل صحيح أن لأ .. عقله توقف عن العمل في تلك اللحظة ونبضات قلبه تقافزت داخله برعب مما ينتظره .. ضغط على الهاتف بيده بقلق جسده مُرتجف ويكاد يبكي من فرط توتره وخوفه ..
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
الحادي عشر

الحبّ أن نجد الأمان، ألا يضيع العمر في القضبان، ألا تمزقنا الحياة بخوفها، أن يشعر الإنسان بالإنسان💙
, ٢٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, ضغط عمار على أسم هارون على هاتفه ليصرخ بخوف عندما أتاه الرد: هارون إلحقني أرجووك ..
, هتف هارون بقلق: مالك في إيه ؟
, ابتلع عمار ريقه يسير في غرفته بتوتر: حيدر حيدر قدام بيت روما وعايز العنوان بالظبط ..
, هارون بدهشة: بيتها إزاي هو عرف ح..
, قاطعه عمار بعصبية: لااا بيتها المزيف اللي إحنا قولنهوله أرجووك ساعدني أعمل إيه هو مستني أبعتله العنوان ..
, قطب هارون جبينه وهتف بعد لحظات: أقفل طيب أنا هتصرف وكمان شوية هكون عندك .. بقولك خليك في أوضتك عامل حزين ومصدوم ..
, عمار: حزين إيه أنا مرعوب ..
, هارون بغيظ: يابني أسمع الكلااام ..
, أغلق بوجهه وتنهد بضيق ليعود ويتصل بحيدر الذي أجاب: أيوه يا هارون ..
, هارون بجمود: أنت فين ؟
, حيدر: طب كويس أنك اتصلت عايز عنوان الزفتة اللي أسمها روما الواد عمار مستنيه من بدري ومبعتهوش ..
, هارون بحذر: عايزه ليه هو ده وقته ؟
, حيدر: ملكش فيه عايزه وخلاص ..
, هارون بدهشة: يخربيتك متقوليش أنك معرفتش ..
, حيدر بحذر: أعرف إيه ..؟
, هز هارون رأسه بحسرة: أنت أخ أنت يخربيت كده ..
, حيدر بغضب: ماتخلص بقا في إيه ؟
, هارون: مش عمار صدّق كلامنا وخاصة بعد م أنت كلّمته شوفت مش أنا قولتلك أن ليك تأثير عليه غيرنا ..
, حيدر: أه وبعدين !؟
, هارون بحسرة: ده يعيني قرر النهاردة يراقبها وشافها بتخونه تخيّل يا حيدر شافها قدام عينيه مع راجل غيره هو اتجنن وكان هيروحلها بس زينو ووسام منعوه ..
, زاد تقطيب حاجبي حيدر قوة ونبض قلبه بترقب وهتف: وبعدين حصل إيه عمار كويس ؟
, هارون: كويس إييه ده من ساعتها وهو قافل على نفسه الأوضة ومش راضي يكلّمنا أنت كلمته صح ؟
, حيدر بدهشة: أه كلمته مكانش باين عليه حاجة ..
, هارن: م هو ده طبيعي أصله برضه اكتشف حاجة مهمة أن عنوان بيتها اللي كان عارفه طلع مش ليها طلع لواد صايع زيها كانت ساكنة معاه ولما هما عرفوا أن عمار كشفهم سابوا الشقة وهربوا .. أنت بقا عايز العنوان ليه ما خلاص معدوش موجودين المهم عمار إلحقه هو قال مش قادر يورينا وشه بعد م كدّبنا وخاصة أنت وتلاقيه دلوقتي ياعيني مقطع نفسه عياط عشان أنت بتحاول تعرف العنوان طب هيقولك إيه ولّا إيه أنهم ضحكوا عليه واستغفلوه ياحبيبي يا عمورة..
, رمش فجأة ناظراً لشاشة الهاتف الذي أغلق بوجهه بسرعة ليزفر بغيظ وهو يدخل بسيارته من بوابة الفيلا: منك لله ياحيدر أنت وعمار خليتوني أكدب وأنا مبحبش الكدب ولا عمري عرفت أكدب أصلاً .. أنا بريء أووي ..
, ترجل من سيارته مُسرعاً للداخل ليصعد الطابق الثالث حيث غرفة عمار .. وجده يدور في غرفته يعضّ شفته بتوتر وزين يجلس فوق السرير برفقة ربيع يُحاولون إيجاد حلّ ..
, التفت عمار نحو هارون باستنجاد: ها ياهاروون حصل إيه ؟
, اقترب هارون منه يقرص خديه بقوة ليحمرّ وجهه ليصرخ عمار مُبتعداً عنه بغيظ وألم ليهتف هارون وهو يُبعثر شعر عمار بقوة: بهدل نفسك أعمل نفسك زي الشحاتين والمفجوعين يلا أهو أهو ..
, زين بدهشة: في إيه ؟
, فتح هارون عدة أزرار من قميص عمار الذي يرتديه ليصرخ زين قافزاً بهلع: يالهوووي أنت بتتحرش فيه ..
, رمقه هارون بغيظ وهتف: ياض يا عمار أبكي يلا ..
, عمار بغضب: أنت اتجننت يا هاروون أنا واقع في مصيييبة ..
, جذبه هارون من ياقته بغيظ: يابني ما أنت علشان تطلع منها لازم تعيط وتتشحتف وتبهدل نفسك كده أنا قولتله لحيدر أنك اكتشفت خيانتها وأنك مصدوم ..
, رمش عمار بعينيه وهتف: طيب والشقة بتاعة روما ؟
, هارون: قولتله أنها كانت ساكنة مع صاحبها وبتضحك عليك كل الفترة دي وأنهم سابوها وهربوا لما أنت كشفتهم أخلص بقا مفيش وقت هو قفل في وشي أكيد جاي لما قولتلّه أنك مصدوم وحابس نفسك ..
, قفز ربيع عن جلسته هاتفاً: يلا بسرعة نزل دموع تماسيح ..
, عمار بخوف: معرفش زينو إلحقني أنت بتعيط بتمثيل إزاي ؟
, ضربه زين على رأسه بغيظ: دي قدرات ومواهب يابني أنت متقدرش تطولها ..
, هارون: ده وقتك أنت وهو أخلصوا مش كل حاجة عليا لأما مش هلاقي حل غير أني أضربك لحد م تعيط بجد ..
, تراجع عمار مبتعداً عنه بخوف لتقتحم ورود الغرفة هاتفة بحماس: أناا أنا لقيت الحل أصبروا ..
, عادت لتخرج راكضة لتعود وهي تلهث وبيدها زجاجة صغيرة رفعتها أمامهم بابتسامة هاتفة بلهاث: دي كانت مع البت نوار .. فلفل بترشه في عين المُتحرّشين اللي هي علطول بتحلم بيهم وللأسف محدش ببصلها ولا نص بصة صغننة ..
, عمار بخوف: ونعمل فيها إيه دلوقتي ..؟
, هزت كتفيها مُقتربة منه: حاجة بسطة جداً ..
, رفعت الزجاحة أمام وجهه لترشّ في عينيه بسرعة خاطفة مبتسمة بابتساع لتتعالى صرخات عمار واضعاً يديه فوق عينيه بألم حارق ..
, لطم هارون وجهه بنحيب: يختاااي يختاااي يا مرارك يا هارووون حد يلحقه هيموت احييييه ..
, ضحك زين مربتاً على كتف ورود: حلوة الفكرة دي يا ورود بصي عليه بعيط وبيصرخ من صدمته ووجع قلبه وعينيه هتحمر وكده حيدر هيعرف أنه كان يعيط منذ زمن طويل ..
, ابتسمت بعيون لامعة وهتفت: أنا هخليها معايا علشان المتحرشين فيا ..
, زين: زين م بتعملي ..
, ورود: أصل في متحرشين كتير أوي وبعاكسوني جدااا قليلين أدب ..
, زين: أيوه صح ..
, ورود بغيظ: بفكر أقولهم أني مرتبطة وكده إيه رأيك ؟
, لوّح زين بيده: قولي أي حاجة المهم يبطلوا معاكسة ..
, رمقته بغيظ والتفتت نحو عمار الذي يصرخ ويشتم الجميع بألم ليهتف ربيع بقلق: كده مينفعش ده هيئذي عينيه والعين عضو حساس جداً تتألف من قزحية وشبكية وقرنية و..
, هارون بغضب: أنت بتدي أحياااء م تحييه هو يابني ده هيمووت حد يدخّله الحمام يغسل عينيه يخربيت الغباااء ..
, أمسك ربيع عمار بسرعة ليدخل الحمام وسط صرخاته المتألمة ليهتف هارون: أطلعوا برا يلاا مينفعش كلنا نفضل هنا ح..
, قطع كلامه دخول حيدر السريع للغرفة وهو يلهث هاتفاً بقوة وخوف: عمار فين بيصرخ كده ليه هو حصله إيييه ؟
, ابتلعت ورود ريقها مُلتصقة بزين المتوتر ليهتف هارون سريعاً بارتباك: ه هو هو هو٤ نقطة إلحق يا حيدر عمار حاول ينتحر ..
, توسعت عيني زين وشهقت ورود بصدمة مذهولة فيما تجمّد حيدر مكانه وتجمعت دموع حارقة غاضبة في عينيه ..
, وتابع هارون كذبته مُتحسّراً على برائته التي خسرها: ده كان بيحاول بيحاااول يتعمى شوف بص بص الشطة اللي في إيد ورود دي منعرفش جابها منين قال عاوز يعمي عينيه وميشوفش اللي شافه وميشوفش خيانتها ليه بكل بجاحة منها لله ..
, زين: وبرضه كان بينط عن سريره بقصد الشباك عايز ينتحر ده بعد م اتعمى طبعاً وفاكر السرير شباك ..
, اندفع حيدر نحوهم يدفعهم من أمامه بقوة داخلاً الحمام ليرمقهم هارون بغيظ: احيييه سوف نتبهدل منكم لله منكم لله ..
, صرخ حيدر بلهفة جاذباً عمار من بين يدي ربيع الذي يُحاول غسل وجهه وعينيه والآخر يبكي من الألم ..
, هتف حيدر مكملاً غسل عينيه: عمار أنت كويس ياحبيبي ليه تعمل كده طيب لييييه هي مين عشان تئذي نفسك عشانها كده ..
, تجمّد عمار مكانه عندما استمع لصوته وحاول فتح عينيه المُحترقة ليعود فجأة للبكاء ليهتف حيدر: هشش خلاص متعيطش عينك هتوجعك أكتر خلاااص أهدا ..
, وقف ربيع جانبهم بتوتر يمدّ يديه يُحاول مساعدته ويُعيدها جانبه بتوتر ليتحمحم بعدها خارجاً من الحمام ..
, انتهى حيدر من غسل عيني عمار الذي استطاع فتحهما ليظهر التورم والإحمرار عليهما .. حاوط حيدر وجهه بقوة: مقولتليش ليه لما كلمتك بتعمل في نفسك كده ليييه يا عمار أنت كده بتعذبني حرام علييك ..
, انفجر عمار في بكاء أقوى من قبل ليجذبه حيدر لصدره يُعانقه بقوة ماسحاً فوق خصلاته التي تبلّلت .. ليتمسّك عمار به بشدة وموجة ألم وندم اجتاحت داخله يرى خوفه عليه وهو الذي يُمثّل عليه منذ زمن ويستغلّه ..
, زاد بكائه أكثر وعلَت شهقاته لا يَريد ذلك .. يُريد أن تعود علاقتهم بدون كذب أو تمثيل ولكن ليس بيده حيلة ..
, جذبه حيدر يخرج به من الحمام ليعود إلى الغرفة حيث ينتظرهم الجميع بقلق فيما هارون مازال يشتم بهم ويتوعّد ..
, أجلسه بجانبه على السرير وهو مازال يحتضنه والآخر يبكي ليبلع زين ريقه متمتماً: الواد طلع داهية بعيط بحرقة هيخليني أعيط معاه ..
, زمّت ورود شفتيها ودمعت عينيها بحزن: ده بعيط بجد حراام يا عمورة ..
, زين: ياقلبي ياعمورة ..
, ورود: أنت ملاحظ أني بدلع عمورة وسامو جداً ..؟
, زين: أه حلو أوي الدلع ده ..
, زاد عبوسها لتبدأ في البكاء بغيظ ليرمقها زين بحزن ويُربّت على كتفها بمواساة ..
, زفر هارون بتعب والتفت نحوهم: يلا نمشي حيدر معاه ومش هيسيبه ..
, زين: خلي بالك منه يا حيدر عمار تعب أوي ..
, لم يُجبه حيدر وكان مُنشغلاً بتهدأة عمار الذي كلما خفّ بكائه ازداد مُجدداً لتشتعل نيران الحقد والتوعّد داخل حيدر وعينيه ظهرتا لامعتين بوميض حاقد ..
, خرج الجميع من الغرفة مُغلقين الباب ليبقى حيدر وعمار الذي يتشبّث به بقوة مُحاولاً الهدوء .. ليخفت بكائه بعد فترة وتبقى شهقاته المتألمة هي فقط ماتخرج منه ..
, أبعده حيدر عنه بخفة يُمسك وجهه ماسحاً دموعه: بقيت أحسن ؟
, رفع عمار عيونه المحمرة نحوه وهمس: حيدر حيدر متسبنيش عشان خاطري ..
, ابتسم حيدر مقبلاً جبينه بقلق: مش هسيبك متقولش كده ..
, تشبّث عمار بيديه المحيطتين بوجهه بخوف: أانا آسف وربنا أنا أنا..
, ابتلع ريقه بألم لا يريد متابعة التمثيل ولكن عليه إنهاء الأمر سريعاً ليهمس: أنا دلوقتي حسيت بنفس إحساسك زمان أانت أنت دلوقتي كنت بتساعدني بس أنا زمان كسرتك صح أنت مش هتنسى ولا هتقدر تسامحني ع اللي عملته أنت قولتلي كده ..
, نفى حيدر برأسه سريعاً بعيون دامعة لحالته وشكله المُبعثر الموجع: لا لا خلاص أنسى كل حاجة أنا وقتها كنت مكسور ومصدوم زيك أنت دلوقتي زي م أنت حاولت تئذي نفسك أنا برضه أذيت نفسي لما بعدت عنك ..أنا برضه حسيت بأحساسك ياعمار ومحاولاتك تساعدني أنا كنت هتجنّن وكنت هروحلها وأهدّدها تبعد عنك ولو بالقوة أنا كنت بحاول أفكر بأي طريقة المهم أبعدها عنك يعني زيي زيك خلاص أنسى كل حاجة وخلينا نبدأ من تاني أنت عرفت حقيقتها وربنا بعدها عنك علشان متتخدعش وتتوجع أوي ..
, عمار ببكاء: بس أانا موجوع ..
, حيدر: هتقدر تتخطى كل ده أنا جمبك ومش هسيبك .. أنت هتلاقي بنت تحبها وتحبك زي م أنا لاقيت وأنا مش هسيبك وهفضل معاك أحميك حتى من نفسك .. بس متعملش كده تاني متئذيش نفسك بالشكل ده أنت اتجننت عايز تخسر حياتك عشان واحدة رخيصة زي دي ..
, عضّ عمار شفته بقوة وقهر ليبتسم حيدر مُقبلاً جبينه بحنان متنهداً بقوة هاتفاً: بعدين ياض معرفتكش وأنت عشقان كده ده أنت قليل أدب ومدلوق وربنا كان نفسي أضربك عموماً هنتكلم في ده بعدين ..
, مسح عمار دموعه بابتسامة ليزفر براحة وعاد ليُلقي نفسه بين أحضانه التي افتقدها طويلاً مُستشعراً ذلك الدفء والأمان الذي لطالما حلم بالعودة إليهما وهاقد تحقّق حلمه أخيراً ..
, ٣٣ العلامة النجمية
, صباح اليوم التالي ..
, فتح حيدر عينيه بتثاقل ليجد نفسه قد نام فوق سرير عمار بغير شعور .. التفت جانباً ينظر لعمار المستكين جانبه بنوم عميق ..
, تنهد ناهضاً وخرج من الغرفة متجهاً لغرفته وبعد مدة من الوقت خرج منها ليجد عمار يخرج من غرفته هو الآخر وما إن رآه حتى ابتسم ابتسامة واسعة: صباح الخير ..
, قطب حيدر جبينه بحذر من ابتسامته: صباح النور أنت كويس ؟
, اتسعت ابتسامة عمار يهز رأسه بخفة: أيوه كويس جداً ..
, رفع حيدر حاجبه بدهشة ليقترب منهم زين هاتفاً: يلا يلا ع الفطااار ..
, رمقهم حيدر بريبة ثم تركهم نازلاً للطابق السفلي .. التفت زين نحو عمار بغضب: و**** هارون مستحلفلك لو بوظت الخطة أنت ياض مبتسم أوي كده ليييه مش المفروض تكون حزين ؟
, زمّ عمار شفتيه هاتفاً: بس أنا فرحااان حيدر مبارح فضل يكلمني أووي زي زمان لحد م غفيت ..
, زين: برضه لازم تبقى حزين قدامه لاحسن يشك في حاجة ..
, أومأ عمار برأسه واتجه معه للأسفل حيث تجمّعت العائلة على مائدة الإفطار لتُقطب ليلى جبينها بقلق: عمار عينيك مالهم أنت تعبان يا حبيبي ؟
, عمار ببلاهة: هاا ..؟
, زفر هارون بغيظ: تحيون تحيون أهو ..
, رمقه حيدر بضيق والتفت لوالدته هاتفاً: مفيش ياماما هو كويس بس فضل سهران لوش الصبح ..
, مصطفى: مش قولنا السهر أوي كده بلاش ده هيئذيك بص لشكلك عامل إزاي ..
, ربيع: قولتله بس مردش عليا قلة النوم بتعمل إرهاق وتعب ودوخة و..
, زين: متشكرين لمحاضرتك دي يا دكتور ربيع خلينا نطفح على رواقة ..
, هتف عمار مُغيراً الموضوع: هو حمزة فين ؟
, أدهم: جاي كمان شوية ..
, سيف: رايح يجيب البت الحلوة ..
, التفت الجميع نحوه ليتوقف عن طعامه هاتفاً بدهشة: إيه مالكوا ؟
, أدهم: وحضرتك عرفت إزاي أنها حلوة ..؟
, ابتسم سيف بفخر: باين من أسمها أنت متعرفش أن توقعاتي صحيحة دايماً ..
, هتفت رحمة ببرود: وهي أسمها إيه يا بابا ؟
, سيف: مهرة ..
, زمّت شفتيها متمتمة: مش حلو ..
, سيف: أنتي أساساً ذوقك وحش عشان كده بتشوفي كل حاجة وحشة ..
, رمقته بغيظ ليهتف زين: بس سمر شايفاه حلو يا سيفو ..
, تمتم سيف بخفوت: م هي باين بتشوف بالمقلوب هو وحش تقوم تشوفه حلو ..
, هتفت رحمة بغيظ: سمعتكوا على فكرة بعدين كفاية تعاملوا سامر كده وكأنه غريب .. هو بقى واحد من العيلة ..
, أدهم: لسا ..
, التفتت نحوه بغيظ وهتفت: هيبقى قريب ..
, زين: يبقى لما يبقى من العيلة هنعامله ك قريب ..
, زفرت بضيق متجنبة الرد عليه ليدخل حمزة من بوابة الفيلا يُمسك بيده مهرة التي تمشي بجانبه بخجل وتوتر وفي يده الأخرى حقيبتها الخاصة ..
, نهض الجميع عن السفرة ليبتسم حمزة هاتفاً: أعرفكم دي مهرة صديقتي وهتقعد معانا الفترة دي ..
, ابتسمت ليلى ترمقه بحنان: نورتي يابنتي اتفضلي ..
, هتف حمزة بابتسامة واسعة: دي لولا يا مهرة أختي وده عمو أدهم جوزها ..
, أومأت مهرة مُقتربة تسلم عليهم وهو يُعرفها بباقي للعائلة ليهتف مُشيراً لرحمة بهدوء: ودي رحمة بنت عمي وأخت زين وهارون ..
, رفعت مهرة نظراتها ترمق رحمة بتفحّص ودقات قلبها تسارعت داخل صدرها .. مدّت يدها مُبتسمة بخفوت ملاحظة نظرات رحمة التي تُطالعها من الأعلى إلى الأسفل بتفحّص تُحاول إيجاد أي عيب بها ولكنها لم تجد .. مهرة كانت كاسمها فتاة طويلة متناسقة الجسد بعيون سوداء واسعة وشعر أسود طويل وجهها شاحب بعض الشيء ولكن لا يُخفي جمالها القوي ..
, مدّت يدها أخيراً تصافحها بصمت بدون أن تُرحّب بها وهتفت: أنا اتأخرت عن أذنكم ..
, تابعها حمرة بعينيه حتى خرجت والتفت نحو مهرة مبتسماً لتبادله هي البسمة لتهتف ليلى: تعالي ياحبيبتي أقعدي افطري معانا ونتعرّف عليكي أكتر ..
, التفتت نحو حمزة بتوتر ليهتف: يلا يا مهرة متتكسفيش ..
, اقتربت لتجلس مكان رحمة الخالي تنقل نظراتها بينهم سعيدة بذلك التجمع وابتساماتهم اللطيفة نحوها ..
, بعد مدة
, في الكلية ..
, جلس عمار واضعاً قدماً فوق الأخرى على أحد الكراسي في الكافتريا هاتفاً وهو يهز رأسه باستمتاع: صابر ورااااضي ع اللي ناسيني وروحي فيه ع اللي ناسيني وروحي فيه صاا٣ نقطة
, قاطعه وسام الذي بجانبه هاتفاً: هااا ياغبي وبعدين ..؟
, هز عمار كتفيه قاطعاً أغنيته: مفيش كلّمت روما وقولتلها أن الخطة انتهت عاااا أنا فرحاااان ..
, زين: أنت لازم تشكرني ..
, لم يُكمل جملته حتى قفز عمار يُعانقه بقوة: شكراا يا زينوو شكراً شكراً ده أنت طلعت داااهية ..
, ايتسم زين بفخر ليهتف عمار مُخرجاً من جيبه بطاقة بنكية: بصوا دي أدهااالي ومليانة فلووووس وقبل م يخلصوا هيديلي تاااني ..
, زم زين شفتيه: وهارون مبيدينيش فلوس ليه ..؟
, هز عمار كتفيه بغرور: عشان هو مش حيدر ..
, وسام بسخرية: عيشنا وشوفنا ..
, عمار: هتشوف أووي ياحبيبي أومااال ..
, كاد زين أن يتكلم ليهتف وسام فجأة: بقولكم إييييه أسمعوووا ..
, التفتا نحوه ليهتف: عارفين الواد أبو نضارات اللي أسمه حاتم ؟
, زين: لأ ..
, عمار: أه ..
, وسام بغيظ: أه ولّا لأ ؟
, زين: معرفوش ..
, وسام: يابني ده اللي بيتنافس معاك ع المرتبة الأولى في الدفعة ..
, هتف زين بدهشة: أه أه عرفته ماله ؟
, وسام: مش هو يعيني عشقان ..
, عمار بملل: وفيها إيه يعني بعدين أنت تعرفه منين ؟
, وسام: م أنا شوفته صدفة قبل كان يوم وتصاحبنا ..
, عمار: من ورانا يا واطي ؟
, وسام بغيظ: م أنتوا كلاب بتغيبوا عن الكلية ومبتقولوليش وبفضل هنا ألف لوحدي .. لازم يكون عندي صاحب إحتياطي ..
, هتف زين بضيق: أه يعني عايز إيه دلوقتي ..؟
, وسام بحماس: ده يا حرام عايش مع عمه بعد م باباه مات ..
, عمار: الصبر ياارب ..
, وسام: ماتخرس ياض جاييك بالكلام .. المهم هو عشقان وعمه مش راضي يطلبله البت ..
, زين: ليه ؟
, وسام: عمه كلب ..
, زين: هي الكللابب في البلد دي كترت أوي كده ليه أهو أنت كلب وعم صاحبك الإحتياطي كلب ..
, وسام بغيظ: يابني أسمع أنا لما خطتك مع عمورة نجحت قولت لنفسي واد يا ساموو ما تعمل خير وتخلّي زينو يفكرله بطريقه لحاتم علشان يطلب إيد البنت حرام هو معندوش غير عمه وعمه مش قبلان ..
, اتسعت ابتسامة زين وتراجع بظهره: ماتقول كده من الأول طيب ..
, وسام: يلا بقا شغّل عقلك وهاتلنا حل ..
, وضع زين يده أسفل ذقنه ناظراً لعمار الذي يهز قدمه ويُدندن بإحدى الأغاني بفرح فيما وسام ينتظره أن يجد حلاً ليهتف فجأة: لقيتهاااااا **** عليك يا ولا يا زينووو ..
, هتف وسام بلهفة: قووول ..
, زين: هو الواد حاتم فين ..؟
, التفت وسام حوله: معرفش قولي الخطة بقا ..
, ابتسم زين: لا جييه الأول وأقولهالكم كلكم ..
, زفر وسام وأخرج هاتفه يُكلمه ليأتي إليهم ..
, وبعد عدة دقائق ..
, اجتمع الأربعة حول الطاولة بقيادة زين المُبتسم باتساع وهتف: دلوقتي زينو هيقولكم خطة متخرش الماااية ..
, وسام لحاتم: على فكرة ده خططه كلها ناجحة جداااا ..
, عمار: وأنا أشهد لسا مبارح نجحت خطته ليا واتحلّت مشكلتي شكراً يا زينو عااا فرحااان ..
, رمقهم حاتم بدهشة معدلاً من نظاراته: بس بس أنا مشكلتي ملهاش حل غير عمي يوافق وعمي بيكرهني أوي ..
, زين: و**** ياخويا بنضاراتك العظيمة دي باين مفيش حد هيحبك ..
, حاتم بدهشة: أفندم ..!
, وسام بسخافة: بيهزر معاك ههه بيهزر ..
, حاتم: طب ممكن تقولي الخطة دي إيه ..؟
, هتف زين بفخر: أنت مشكلتك عايز عمك يروح يطلبهالك قبل م تروح منك ..
, أومأ حاتم بسرعة ليهتف زين: يعني لو عندك حد غير عمك كانت مشكلتك اتحلت ..
, عاد حاتم ليومئ برأسه ليهتف زين متابعاً: يبقى خلاص المشكلة اتحلّت إحنا هنجبلك حد غير عمك يروح معاك ..
, قطّب حاتم جبينه بحذر: إزاي لا ميصحش أنا مليش حد و..
, زين: يابني ركز إحنا هنجبلك مش أنت تجيب ..
, حاتم باستنكار: إزاي بقا لا أبوها لمريم هيكشفني ..
, زين: مريم مين ؟
, وسام: حبيبته ياغبي ..
, زبن: أه فهمت لا ياعم أثق فينا ومش هتتكشف خااالص .. وياسيدي لو كشفكم بعدين يكون خلاص هو أداك كلمة ولو رجع عن كلامه قوله أنت مش راجل أصل الرجل موقف ..
, حاتم باستنكار: أنتوا عايزينه يطردني ..
, عمار: م تقولنا الخطة يا زينو ..
, عدل زين من ياقته متحمحماً: إحمم إحنا نروح نطلبهاله ..
, رمش الجميع بعيونهم يُحدقون به باستغراب ليهتف وسام: قولت إيه يا خويا ..!؟
, حاتم بغيظ: و**** أنا عارف من البداية أنكم وش بهدلة ..
, كاد ينهض ليجذبه عمار من يده سريعاً: أستنى بس نفهم ..
, حاتم: نفهم إيه ده عايز يبهدلني ..
, زين: أنت مالك فقري أوي كده مستني عمك يحن عليك ويجوزك يابني لو استنيت من هنا لحد ما تموت مش هتستفاد حاجة أسمع مني أنت ملكش غيرنا ده أنت لازم تشكرنا أصلاً ..
, زفر حاتم بضيق ليهتف عمار: طب هنقول لأبوها إيه ..؟
, زين: نقوله إحنا ولاد خاله ومسؤولين عنه ..
, حاتم: أهو رجع الهبل تاني أهو ..
, زين: في إيه ياض هبل إيه ده ..
, وسام: طب م هو معاه حق إحنا باين بنفس عمره ..
, زين بابتسامة: لا م إحنا هنقوله إننا أكبر منه بكام سنة كده بس إحنا كيوتين خالص ومش ببان العمر علينا وكده ..
, رمقهم حاتم بغيظ وتكتّف بصمت ليهتف عمار: أنت بتحب مريم ؟
, حاتم: أه ..
, زين: يبقى مفيش قدامك حل تاني ..
, وسام: خير البرّ عاجله أمشوا دلوقتي ..
, حاتم بذهول: على فيين ؟
, نهض زين وعمار ليهتف زين: كلم مريم ولّا أبوها خد معاد بعد ساعة نكون جهزنا ..
, حاتم: لا بقا أنتوا مجانين ..
, عمار: يبقى خليك معنّس وشوف مريم بتتجوّز قدامك ..
, زين: وبتحمل وبتخلف وبتعيش حياتها وأنت حياتك تقف عندها ..
, وسام: وعذاب عذااب ..
, عمار: وديماً دمووووع دمووووع دموووووووع دايماً دموووع دمووع دموووع ..
, زفر حاتم يرمقهم بقلق وهم يُحدقون به بإصرار وحماس .. ليتنهد مُستسلماً مُخرجاً هاتفه مُكلّماً حبيبته .. لتتسع ابتسامات الثلاثة المُتلهّفة وينطلقون نحو السيارة ذاهبين لتجهيز أنفسهم ..
, بعد مدة ..
, جلس الثلاثة في غرفة المعيشة الخاصة بمنزل مريم .. فيما جلس حاتم بجانبهم مُعدلاً نظاراته الطبية كل ثانية من شدة توتره ..
, ارتدى زين ملابس رسمية بعض الشيء كعمار ووسام الذين ينظرون حولهم بابتسامات متوسّعة .. وحاتم يرمقهم بندم لإحضارهم ..
, ليهمس عمار: هو كان أسمه إيه ؟
, تحمحم حاتم هامساً: محروس تقدروا تقولوله أبو فوزي ..
, اقترب منهم والد مريم ( أبو فوزي) وجلس على مقعده مُبتسماً بهدوء: أهلاً وسهلاً نورتوا ..
, أومأ الثلاثة برؤوسهم بابتسامات واسعة وهمس حاتم بارتباك: بنورك يا عمو ..
, التفت حاتم نحو الثلاثة وهتف: أعرفك يا عمو دول..
, قاطعه زين هاتفاً: خليني أعرفك بنفسي إحم أنا زين أبن خال حاتم أكبر منه بخمس سنين .. ودول أخواتي عمار ووسام ..
, رفع محروس حاجبيه: أكبر منه إزاي مش باين عليكم ..
, ضحك عمار بسخافة وهتف مُعتدلاً بجلسته: كلهم بقولولنا كده بس حضرتك عارف يا محروس بيه أن في ناس مبيظهرش عليها العمر ..
, هز محروس رأسه بخفة ليهتف وسام: على فكرة حاتم هيورثنا برضه هيفضل صغنن كده دايماً يا بخت اللي هتبقى من بخته ..
, ابتسم أبو فوزي ابتسامة صفراء ليهتف زين بضحك: ههه فعلاً و**** حاتم مفيش زيه ده هو تربى على إيدينا .. فاكرين ؟
, عمار: ياااه أياام كان قد كده الوقتي بقى شحط ماشاء **** ..
, وسام: عارف يا محروس بيه أن حاتم كان شقي في صغره ههه ده إحنا كنا نلحقه علشان نغيرله البامبرز وهو يجري مننا ..
, زين: هههه ولا لما طلع عريان في الحارة ٣ نقطة
, عمار: عيل عيل مكانش فاهم حاجة ..
, رمقهم محروس بغيظ وحاتم يلطم وجهه بتحسّر ونحيب والتفت نحو زين يُهدده بعينيه ليتحمحم زين هاتفاً بجدية: إحم هو مش المفروض نشرب قهوة ولّا حاجة ..!؟
, رمش حاتم بعينيه بتورط ليهتف محروس بصوت عالي: القهوة فيين يا مريييم ..
, اقتربت منهم فتاة في بداية العشرين من عمرها بخطوات مترددة خجِلة لتُقدّم لهم فناجين القهوة ليتصنّم حاتم ناظراً إليها بوله فيضربه عمار على رأسه: عيب يا ولد ..
, رمقه حاتم بغيظ ليهز وسام رأسه: معلش يا عمو لسا بيتعلم بس للأمانة هو متربي جدداً ومتقلقش حضرتك وراه رجالة ..
, رمقهم حاتم بغضب يكاد يقتلهم ورفع فنجان القهوة يرتشف منه .. ليتحمحم زين واضعاً فنجانه على الطاولة أمامه ونظر لمحروس هاتفاً بجدية: إحم حضرتك طبعاً عارف إحنا جايين هنا ليه يا مفروس بيه ..
, تشرّق حاتم بالقهوة لينسكب بضع قطرات منها على ذقنه وهو يسعل بقوة ليضربه عمار على ظهره: خير خير بالشفا خد بالك يابني دايماً متسربع كده **** يهديك ..
, هتف أبو محروس بغضب مكتوم: محروس لو سمحت ..
, زين بابتسامة: أه أه معليش أعذرني يارب دايماً محروس .. المهم حضرتك إحنا جينا نشرّفك بزيارتنا ليك و..
, هتف حاتم بوجه مُحتقن يكاد يبكي: نتشرف نتشرف بزيارتك ياعمي وبشوفتك ..
, رمقهم محروس بغضب وغيظ وهتف: أهلاً يابني لينا الشرف ..
, زين: إحنا أشرف ياعمو .. المهم حضرتك إحنا جينا نطلب إيد البت مريم للواد حاتم .. ولو وافقت هنكون سعيدين جداً ولو موافقتش برضه هنكون سعيدين بس مش جداً هههه ..
, عمار: ههههه ..
, حاتم بسرعة: ب ب بيهزر معاك ههه **** عليك يا زينو دمك ده شربات إحم هو قصده قصده أننا نتشرف ونطلب إيد بنتك وهنكون سعيدين طبعاً بموافقتكم الكريمة ..
, عمار: بس يا ولد مادامك ناصح أوي كده جبتنا معاك ليه أراجوز قدامك إحنا ..
, رمقهم محروس بنفاد صبر وهتف: وحضرته شغال إيه ؟
, وسام: ولا أيّ حاجة ..
, محروس: نعمم ؟
, عمار: شغال طالب علم يا محروس بيه ولمعلومك الشغل ده حساس جداً ومهم أووي ..
, زين: الصراحة الصراحة يا سيد مفروس هو لسا طالب ومحيلتوش حاجة عمه مكوش على كل حاجة عنده وبيديه المليم بالعافية والذلية بس الواد عشقان وحضرتك عارف القلب وما يريد وبما أن عمه منه لله مش هيجوزه قولنا إحنا نيجي معاه جاهة حلوة وفخمة هاا قولت إيه يا مفروس بيه **** يخليلك فوزي بيه ويرجعهولك بالسلامة ..
, هتف حاتم بسرعة: ق قصده ر **** يرحم فوزي ويغفرله يارب معلش معلش جلَّ من لا يُخطئ ..
, شهق عمار بصدمة: ماااات لا حول ولا قوة إلا ب**** مقولتلناش ليه ياض يا حاتم كنا جينا وعملنا الواجب طيب ..
, سعل حاتم بصدمة: ه هو هو مات من زماان أووي يجي 10 سنين ..
, زين: كل نفس ذائقة الموت ..
, وسام: لا إله إلا **** فاجعة عظيمة فعلاً نسأل **** لكم الصبر والسلوان ..
, زين: الفاتحة يا أخوان على روحه ولو يعني جات متأخّرة ..
, عمار: معلش الفاتحة تجوز في أي زمان ..
, وسام: أقرأ الفاتحة ياحاتم مش إحنا علّمنهالك في صغرك هي وآية الكرسي ..
, عمار: أنا أشك أنه حافظها أصلاً ..
, زين: لا لا هو كان علطول يقولهم قبل م ينام ..
, عمار باستنكار: يقول إييه ده أنا مكنتش بسمعه إلّا وهو يقول وسو وس وس ..
, زين: بس متقولوش كده لاحسن مفروس بيه ميوافقش عليه ..
, وسام: محروس يا زين ..
, زين: بقولك يا محروس بيه هما سموك كده ليه خلقت وكان معاك حراسة سرية ولّا إيه هههه ..
, نهض محروس أخيراً عن جلسته ليرفع الأربعة رؤوسهم نحوه بصدمة وهو يرمقهم بعيون مُشتعلة غضباً ..
, ثواني وكان باب المنزل يُفتح وصوت محروس يملأ الأرجاء وهو يدفعهم بغضب خارج المنزل مُهدداً ومتوعّداً لهم ..
, رمش زين بعينيه بصدمة: طب هو مش موافق مايرفض باحترام طيب إيه قلة الأدب دي ..
, عمار بغيظ: فاكر نفسه ملك وبنته الأميرة ديانا إش حال لو كان أسمه حلو شوية كان عمل إيه ..
, زين: شوفت قال مفروس ..
, عمار: هههههه هو في حد يسمّي أبنه مفروس طيب ههههه ..
, صرخ حاتم يجذب زين من ملابسه: أنتوا عملتوا إييييه أنتوا بهدلتوووني قضيتوا على مستقبلي منكم لله ..
, أبعده زين عنه بغضب: في إيه ياض ماتحترم نفسك وراعي أنك بتكلّم أبن خالك الكبير ..
, عمار: الراجل ده مش متربي ده طردنا بكل بجاحة إيه العيلة اللي عايز توقّع نفسك فيها دي ..
, ضرب حاتم رأسه بقبضتيه بنحيب وهو يدعو عليهم وابتعد عنهم بخطوات سريعة غاضبة ..
, ليلتفت وسام إليهم: شكلها الخطة المرادي مطلعتش متخرش الماية ..
, زمّ زين شفتيه بحزن لتتوسّع عينيه فجأة بذهول: عااا أنا نسيت حاجة مهمة ..
, وسام: إييه ؟
, أسرع نحو سيارته هاتفاً: يلا نرجع الكلية أوصلّك عند عربيتك وخد عمار معاك أنا هشوف هارون ..
, عمار: عايز فيه إيه ..؟
, زين: هشوف البت المسكينة حصلها إيه يلا أطلعوا ..
, أسرع وسام وعمار للجلوس في السيارة لينطلق بها مُسرعاً عائداً للكلية ..
, ٣٤ العلامة النجمية
, ما تعثرتُ ارتباكاً يا حصى أو جنوحاً لاختصارِ الألفِ ميل
, ليس ذنبي أنَّ دربي ما استوى،
, كان ذنبي ثوبُ أحلامي طويل ..
, ٣٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, نظر زين حوله وهو يسير في رواق المستشفى بجانب هارون الذي يتأفّف كل ثانية ليهتف زين: ماخلاص ياخويا مش عايز تعمل خير بلاش سيبني أنا أعمل بنفسي ولنفسي ..
, هارون بغيظ: أنا مش عارف طاوعتك وجيت هنا إزاي أصلاً ..
, زين: حرام مش قالك البت المسكينة جالها إنهيار عصبي ..
, هارون: وإحنا مااالنا ؟
, زين: البت غلبانة يا هرهر حرام عليك بس نتطمن عليها طيب ..
, هارون: أه وبعدين نعمل فيها إيه ؟
, زين بابتسامة: نجيبها الفيلا تعيش عندنا طبعاً اشمعنا حمزة ..
, تأفف هارون بضيق واقترب من باب إحد الغرف يطرقه بخفة ليدخل بعدها ويلحق به زين سريعاً ..
, ابتسم زين باتساع عندما وجد تلك الفتاة تجلس فوق سريرها بشرود لتلتفت نحوه بدهشة وتلمع عينيها بأمل عند رؤيته يقترب منها هاتفاً: عاملة إيه أنتي كويسة مالك بيه قالنا أن جالك إنهيار عصبي ..
, ابتسمت بدموع هامسة: مليش دعوة باللي حصل وربنا ..
, اتسعت ابتسامة زين هاتفاً: يابنتي خلاص متعيطيش قطعتي قلبي أنا عارف أنك بريئة زيي بالظبط ..
, التفتت هي نحو هارون الذي اقترب يقف بجانب زين يرمقها بصمت لتتراجع بظهرها للخلف بخوف عند تذكّره ..
, هتف هارون بهدوء: الحمد**** ع سلامتك يا آنسة ..
, ابتلعت ريقها تومئ برأسها بصمت ليهتف زين: ده هارون أخويا ..
, عادت لتومئ بصمت ليضحك زين هاتفاً: متقوليش أنك خايفة منه لااا ملكيش حق هو صح أول مقابلة ليكوا كان فيها أكشن أووي بس هو طيوب خالص زي القطة ..
, التفتت تنقل نظراته بينهم باستنكار ليهتف زين بغيظ: إينعم هو متوحش وكلت علقة منه إنما إيه لووز اللووز بس ده ندم خالص وفضل يجري ورايا بقاله يومين علشان أصفح عنه وأهو قدامك جه معايا عشانك أهو ..
, هارون: أستغفر **** العظيم ..
, زين: شوفتي بيستغفر ربه كل ثانية علشان مد إيده عليا .. وبصراحة هو صعب عليا وقرّرت أسامحه ..
, دفعه هارون يُبعده عنه وقرّب كرسي ليجلس بجانب السرير ناظراً نحوها بجدية: أسمك إيه ؟
, زين: إيه ده هو إحنا لسا متعرفناااش قوليلنا ياحلوة أسمك إيه ؟
, همست بخفوت: ملك ..
, هارون بهدوء: طيب إيه اللي وداكي المكان إياه ..؟
, دمعت عيناها بقوة وهمست بارتجاف: مليش ذنب في حاجة مكنتش هروح بس جبروني غصبا عني و**** ..
, هارون بحذر: مين ده اللي أجبرك ..؟
, ابتلعت ريقها مُتمتمة: خ خالي ..
, زين بدهشة: خالك مين إزاي ..
, زاد بكائها أكثر لتُغطي وجهها بيديها بنحيب ليزفر هارون ناهضاً عن كرسيه: جهزي نفسك أنتي هتيجي معانا ..
, رفعت عيونها الباكية نحوه بدهشة ليهتف زين: أه إحنا مش هنسيبك هتيجي تقعدي معانا في الفيلا وهارون هيساعدك متقلقيش بس أنتي قوليلنا حكايتك إيه ..
, هارون: مالك بيه أكدلي أنك بريئة وأنا واثق فيه .. هتمشي معانا دلوقتي وبعدين لما تهدي وتخفي نبقى نتكلم ..
, أومأت برأسها بصمت لا تقدر على الإجابة أو حتى الإعتراض ليجذب هارون زين من يده خارجاً من الغرفة: جهزي نفسك عشر دقايق وهنمشي ..
, بعد مدة ..
, دخل هارون الفيلا برفقة زين ليجد ليلى ومروة بانتظاره وفي الصالة يجلس أدهم ومصطفى وسيف ..
, دخلت الفتاة معهم وهي متمسّكة بيد زين الذي استشعرت معه بالأمان خاصة مع كلماته المرحة ومزاحه معها وكأنه يعرفها منذ زمن ..
, نهض أدهم عن جلسته ناظراً نحوهم ليتنهد هارون هاتفاً وقد كان قد أخبرهم على الهاتف بأنه سيُحضرها: دي ملك يا عمو ..
, اقتربت ليلى منها هامسة: تعالي يا حبيبتي قربي ..
, رمقتها ملك بتردّد لتقطب ليلى جبينها بدهشة عندما رأت عينيها السوداء الواسعة ..
, التفتت تنظر لمروة التي تتأمّل ملامح ملك الجميلة وهتفت: اتفضلوا أقعدوا ..
, جلست ملك بجانب ليلى تفرك يديها بارتباك ليهتف زين: متخافيش أنتي هنا في أمان ..
, هتفت ليلى بخفوت: أنتي ملكيش أهل يا ملك ؟
, ابتلعت ملك ريقها متمتمة: **** يرحمهم ..
, تنهدت ليلى بحزن ليهتف أدهم: ليلى خلي حد من الخدم يجهزلها أوضة الضيوف المقفولة ..
, مروة: دي باينها تعبانة تقدري تستريحي بأوضة ورود دلوقتي .. بت يا ورووود ..
, أسرعت ورود تنزل درجات السلم: متزعقيش يا مرمر أنا أهو .. إيه ده مين دي ..؟
, زين: دي الساكنة الجديدة هنا أومال حمزة بس يجيب ..
, قطبت جبينها بحدة وهي تراه يجلس بجانبها لتقف تتأمّلها بتفحّص ناقلة نظراتها بين الجميع لتهتف مروة: خديها أوضتك يا ورود تستريح شوية عقبال م تجهز أوضتها ..
, زين: أنا أنااا هاخدها أوضتي مفيش مشكلة ..
, أدهم: زييين ..
, زين: في إيه أوضتي بس أطلع منها متفهمونيش غلط .. هروح أقعد مع هارون ..
, هارون بحنق: وحد قالك أني مرحّب بيك أووي خديها يا ورود يلا ..
, ورود: أفهم الأول مين دي ؟
, مصطفى بدهشة: ورود ده مش وقته ..
, ورود: طب أنت يازين تعرفها منين ..؟
, زين: يااه دي حكاية طويلة أنا وهي تشاركنا نفس الألم والمعاناة والبهدلة ..
, قطّبت جبينها بحذر ليهتف سيف بفضول: أحكيلي يا زينوو ..
, زين: أحكيلك إيه يا أبويا أنا حياتي عبارة عن مأسات ..
, سيف بحزن: زي حياتي بالظبط سبحان **** ده أنا حياتي ألم بألم فاكتب ما شئت ياقلم ..
, زين: **** عليك ياسيفو لما بتستشعر بتهزني من الصميم ..
, سيف: بعمل إيه يا خويا ؟
, زين: بتهزني هز ..
, سيف: واد أنت بتقول إيه ؟
, ضحكت ملك بدهشة لحديثهم لتهتف ليلى بنفاذ صبر: انتي لسا شوفتي حاجة أطلعي مع ورود استريحي أحسنلك من الصداع اللي هيجيلك ..
, رمقتهم ورود بغيظ وهتفت: تعالي معايا وأنت يازين هتحكيلي كل حاااجة فاااهم .. م أنا مش هفضل غبية ومُنعزلة عن كل اللي بيحصل هنااا ..
, زين بدهشة: هي مالها البت توحّشت كده ليه دي جينات ميصو أكيد ..
, مصطفى: لم نفسك وأنتي يابت أنجري يلا البنت تعبانة مش حملكم ..
, سحبتها ورود من يدها بلطف رغم غيظها منها ورمت زين بنظرة حارقة لينكمش هو على نفسه مُتمتماً بالمعوذات كعادته ..
, نهض هارون متجهاً خلفهم لتذهب ليلى ومروة باتجاه المطبخ فيما تابع مصطفى بعينيه صعودهم على الدرجات وابتسامة خافتة تشكّلت على شفتيه ..
, التفت نحو سيف هاتفاً: مش قولتلك مش هجوّز بنتي برا البيت ده ..
, سيف: أه يعني إيه ؟
, مصطفى بضحك مُتحسّر: م هو هيحصل فعلاً بس للأسف باينها وقعت على بوزها ..
, سيف بحيرة: أه برضه يعني إيه ؟
, مصطفى: فاكر عزيز حماك العزيز ؟
, سيف بتبرم: ميجوزش ع الميت غير الرحمة نقول إيه بلاش نغلط في الميتين ..
, ضحك مصطفى هاتفاً: أنا شكلي هبقى زيه ..
, سيف: زيه إيه هو مفيش زيه تنين ياخويا بس برضه يعني قصدك إيه ؟
, تأفف مصطفى بغيظ وتركهم خارجاً من الصالة ليبتسم أدهم بشرود لا يعلم ما الذي فعلوه أولاد سيف لهذه العائلة ليغرقوا في بحور عشقهم دون إرادة .. ليهتف سيف متابعاً خروج مصطفى: هو ماله ده أنتوا بيحصلكوا إيه في البيت ده مش فاهم ..
, تابع أدهم نظره لحاسوبه الشخصي متابعاً أعماله ليهتف سيف: هو أنا مش بتكلم ..؟
, أدهم: وعايزني أقول إيه يعني آمن على كلامك بقولك إيه أطلع أعرف قصة البت ملك من زين ..
, سيف: و**** مفيش في البيت ده حد ناصح زيه .. هطلع بس آكل الأول أصلي جوعت وأدي قاعدة ..
, أدهم باستنكار: مش قبل شوية تغديت ..
, سيف: م هما المُفكّرين والأذكياء بيصرفوا طاقة كبيرة ولازم يعوّضوها .. أنت هتعرف ده إزاي وأنت أصلاً عمرك في حياتك مفكرتش دقيتين على بعض كل حاجة ترميها عليا أنااا .. وأنا من طيبة قلبي أقول معلش لسا صغير يا سيفو أستحمله ..
, تنهد أدهم بصمت ليهتف سيف بجدية: بقولك إيه أنت حاسس زي م أنا حاسس ؟
, أدهم بحذر: حاسس إيه ؟
, سيف: بالجوع ..
, أدهم: لا حول ولا قوة الا ب**** ..
, بعد مدة ..
, صعد سيف للطابق العلوي متوجّهاً لغرفة زين حيث اقتحمها ناظراً حوله لتقع عينيه على زين يجلس فوق كرسيه مُتكئاً على مكتبه أمامه وقد ذهب في نوم عميق فوق كتبه ومحاضراته ومازال القلم بين أصابعه ..
, توسّعت عينيه بصدمة لذلك المنظر ولطم وجهه بنحيب: مش أبني مش أبني ..
, اقترب منه يضربه بكتفه: أنت يا واد يا زينووو يخربيتك يخربيتك أنت هتفضحني ..
, فتح زين عينيه ليرفع رأسه عن طاولته بتعب والتفت نحوه بنعاس: أيوه يا بابا ..
, سيف بغضب: نااايم نااايم ياحيوان علی مذاكرتك يخربيتك ..
, رمش زين وفرك عينيه بسرعة: هاا لا لا صاحي بس كنت بريح شوية من المذاكرة هكمل أهو ..
, سيف بصدمة: تكمل إيه ؟
, زين: مذاكرة يابابا معلش غفيت غصباً عني باين ..
, ضرب سيف كفاً بالآخر وهتف: أنت غبي يالا غبييي وأنا عايز فيك إيه لما تتنيل تذاكر ..
, زين: في إيه ياسيفو خلاص غفيت رغماً عني هكمل مذاكرة أهو ..
, سيف بغضب: م تركز يا زفت أنا عاايزك تنااام قوم يالا قوم نام أهو سريرك ولو عاوز سريري هجبهولك يابني لو عايز هسرقلك سرير أدهم ونام عليه بس بلاش مذاكرة متخليش تعبي يروح ع الفاضي ..
, رمقه زين بغيظ: بقولك إيه يا سيفو أنا طالب علم وعايز أشتغل بشرف وضمير ..
, سيف: أنت قصدك إيه ياض يعني أنا اللي مش طالب علم م أنا بقالي من الحضانة وأنا بطلبه اشمعنا أنا بس اللي أطلب ما هو يطلبني ولو مرة واحدة طيب ..
, رمقه زين بحنق وتكتف هاتفاً: اتفضل أهو سبتهم عايز إيه حضرتك ؟
, سيف بحزم: اتفضل اتخمد قبل م أجيب شبشب مروة ..
, زين بغيظ: يوووو .. قايم أهو أهو ..
, اتجه زين نظو سريره تُلاحقه عيني سيف الغاضبة ليهتف سيف: ناام ياحيوان عايز تستغفلني ولما أطلع ترجع تذاكر ده بعيينك ..
, تأفّف زين واستلقى بغضب: أهو ..
, سيف بغضب: ولا تقل لهما أف ياض وبالوالدين إحساناً قليل أدب ..
, زين: خلاص يا سيفو تصبح ع خير ..
, رمقه سيف بخدر ليُغمض زين عينيه مُتأفّفاً ليهتف سيف: ناام نامت عليك حيطة يابعيد .. مش متربي الواد ده خالص ومش طالعلي ..
, خرج صافعاً الباب خلفه ليفتح زين عينيه بحذر ليجد الباب فُتح مجدداً وسيف يصرخ: اتخمد ياحيوااان ..
, زين: اتخمدت أهوو أتخمدتتتتتتت ..
, رمقه سيف بغضب وهتف: أنا قاعدلك هنا وهشوف مين فينا اللي هينتصر ..
, صفع الباب مجدداً ليزفر زين بنحيب وتكتف مُحدقاً بالسقف بغيظ ..
, ٢٩ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, جلست مهرة بجانب حمزة على مائدة الغداء تبتسم بخفوت لحديث تلك العائلة التي شعرت بأنها واحدة منهم .. ظنت بأنها ستعيش كالغريبة ولكنها انسجمت معهم بسرعة شديدة سوى تلك المتعجرفة التي ترميها بنظرات حارقة ..
, نقلت رحمة نظراتها نحو حمزة الذي يتجاهلها منذ ذلك اليوم .. بل أنه تغيّر تماماً لم يعد صامتاً أغلب الوقت بس أنه بدأ يُشاركهم في الكلام والمزاح تماماً منذ دخول تلك المهرة لمنزلهم ..
, نزلت ورود درجات السلم بغيظ وجلست فوق كرسيها ليهتف ربيع: مالك يابنتي ؟
, ورود بغضب: مفيش ..
, ليلى: هي ملك مش هتنزل برضه ؟
, ورود بحنق: لأ إزااااي أهي نازلة مع زين بيه ..
, رمشت مهرة بعينيها هاتفة: ملك مين ؟
, ورود: بنت جابها زين تقعد معانا كام يوم .. هي جات مبارح بس النهاردة ع الفطار مرضيتش تنزل ..
, أومأت مهرة برأسها بصمت لتلتفت نحو درجات السلم حيث ينزل زين بجانبه ملك وخلفهم عمار يُتمتم بإحدى الأغاني بعدما فُتحت قابليّته لكل شيء منذ نجاح الخطة ..
, جحظت عيني مهرة بصدمة ونهضت عن كرسيها بانفعال مُتمتمة بدموع: م ملك ؟
, التفتت ملك نحوها بذهول لتترك زين فجأة وتُسرع إليها وقد فلتت شهقة باكية منها: مهرةةة ..
, أشرعت مهرة نحوها لتتلقّفها بين ذراعيها تضمّها بقوة وصدمة لتبكي ملك متشبّثة بها بقوة صارخة بكلمات غير مفهومة من شدة بكائها ..
, وقف حمزة قريباً منهم مُضيقاً عينيه ليهتف أدهم: في إيه يا حمزة ..؟
, حمزة بهدوء: معرفش بس باين ملك تبقى أخت مهرة اللي كانت بتدور عليها ..
, ليلى بسرعة: وربنا حسّيت في شبه بينهم أووي ..
, صرخت ملك بصوت مكتوم تدفن رأسها في صدر أختها التي اشتاقتها: ك كنتي فييين و**** خوفت عليكي أووي ..
, مهرة: أهدي يا حبيبتي خلاص أنا هنااا وربنا دوّرت عليكي كتير قوليلي حد أذاكي عملوا فيكي إيه طمنيني أنتي كويسة ؟
, ابتعدت ملك عنها بوجه مُبلّل بالدموع هامسة: لا لا م مش كويسة هما باعوني كانوا ه هيشغّلوني اا٣ نقطة
, زاد بكائها أكثر لينبض قلب مهرة برعب وعادت تحتضنها بقوة لتنقل عينيها الخائفة نحو حمزة الذي وقف بجانبها مُربتاً على كتفها بدعم ..
, هتف أدهم بعد لحظات: حمزة دخلهم المكتب علشان نفهم الحكاية ..
, التفت حمزة نحو مهرة التي مازالت تحتضن ملك الباكية ليهمس: يلا يا مهرة خلاص أختك أهي كويسة .. تعالي ندخل وزي م وعدتك هساعدك في كل حاجة متقلقيش ..
, رمقته رحمة بغيظ من كلماته الحانية لمهرة وكأنه يعرفها منذ زمن طويل على عكس كلماته معها التي كانت صارمة حازمة دائماً ..
, دخلت مهرة المكتب يلحقهم الكبار ليهتف أدهم: تعال يا هارون ..
, زين بلهفة: وأنا وأنااا أنا اللي جبت ملك هنا مليش دعوة ..
, رمقه أدهم بتهديد ليتجه هارون خلفهم ليصرخ زين باعتراض: لااا مليش دعوة هارون مكانش عايزها مليش دعووة دخّلووني معاكم ..
, رمقه حيدر بغضب هاتفاً: إيه رأيك تخرس دلوقتي ما أنا زيك أهو ..
, زين بتذمر: لا مليش فيه أنا لازم أكون غير الكل ..
, هتف أدهم من الداخل: تعال يا حيدر ..
, توسّعت عيني زين وهتف: إيه يعني مش فاضل غيري أنا هدخل ..
, أمسكه حيدر بملابسه يرجعه للخلف يرمقه بجمود مُغترّ: خليك برا أنت الموضوع يخصّ الكبار ..
, زين بغيظ: بقولك إيييه متستفزنييش ..
, تجاهله حيدر يتجه للمكتب مغلقاً الباب خلفه ليتجه جالساً بجانب هارون فوق أحد المقاعد ..
, هتف أدهم ناظراً لمهرة: إحنا وافقنا نقعدك هنا عشان حمزة .. هو قالنا أنه عارفك وواثق فيكي زي م هارون جاب ملك ومحدش عارف أنها أختك .. دلوقتي بقا عايزين نفهم اللي بيحصل .. معلش إحنا عيلة واحدة وأكيد مش هنقعّد عندنا حد منعرفش عنه حاجة .. وأياً كان الموضوع متقلقيش إحنا في ضهرك وهنساعدك ..
, رمقته مهرة بامتنان وأردفت بعيون دامعة: **** يخليك ياعمو معرفش هشكركم إزاي ع اللي عملتوه معايا من من لما حمزة شافني أول مرة وحياتي تغيّرت للأحسن ..
, أدهم: طيب احكيلنا و حمزة مقالناش شافك فين ..
, ابتلعت ريقها هامسة: أنا ماما وبابا توفوا من كام سنة .. كنا عايشين هنا في القاهرة بس أهل ماما في الاسنكدرية .. ماما تجوزت من غير م يوافقوا أهلها بس بعدين لما أنا اتولدت جدي وستي وافقوا فضل خالي اللي هو فضل معارض الجوازة دي وقال أنه تبرّا مننا رغم إن بابا كان صاحبه ..
, هتف أدهم بهدوء: أنا معرفتش لسا أسمك الكامل إيه ..
, مهرة: مهرة أحمد السيوفي ..
, قطب أدهم جبينه ليهتف: باباكي كان راجل أعمال صح ؟
, ابتسمت هامسة: أيوه بس قبل م يموت بفترة بسيطة شركته خسرت وأعلن إفلاسه ..
, أدهم : طيب كملي ..
, مهرة بشرود: لما أهلي ماتوا بعديها بكام أسبوع جالنا خالي فهد اللي اكتشقت أنه اتنقل هنا بعد زواجه وكان..
, هتف هارون مقاطعا: خالك أسمه إيه ؟
, مهرة: فهد الزيات ..
, تحفّزت حواس هارون مُعتدلاً بجلسته ليلتفت مصطفى نحو أدهم: مش هو فهد نفسه اللي عارفينه ..؟
, ظهر الرعب على ملامح مهرة وهتفت بخوف: ت تعرفوه إزااي لا والنبي متخلهوش يعرف إننا هنا ..
, هتفت ليلى بسرعة: متقلقيش يابنتي إحنا عارفينه بس من زمان وعلاقتنا معاه اتقطعت خالص .. كملي ومتقلقيش من حاجة ..
, ابتلعت مهرة ريقها ناظرة لحمزة تستمدّ الشجاعة منه لتهتف: قالي أنه الواصي علينا أنا طبعاً كنت فوق السن القانوني بس أختي كانت لسا صغيرة ومقدرتش أسيبه ياخدها مني .. روحت سكنت معاه حياتنا كانت كلها ذل لولا بس مراته وبنته اللي كانوا يهوّنوا علينا .. اكتشفت بعدها أنه هو السبب بإفلاس بابا مقدرتش أسكت هدّدته أني هرفع قضية عليه وآخد أختي منه بنته كانت بتدرس محاماه كانت هتساعدني وتعرّفني على محامي شاطر بس باباها عرف بيها ومنعها .. بعد مدۃ في يوم نمت بالليل صحيت لقيت نفسي في بيت غريب عرفت أنه خطفني باعني وبعدني عن أختي .. باعني لحد صاحب ملهى ليلي كبير موجود هنا وشغّلني هناك .. في الأول اشتغلت جرسونة وبعدين بعدين قعّدوني معاهم على طاولة القمار .. وبعديها أجبروني أقعد مع الرجالة اللي بتيجي هناك .. أنا رفضت بس هددوني بأختي وافقت وأول يوم في شغلي المقرف ده وأول راجل شوفته هناك ك كان كان حمزة قبل تقريباً سنة وكام شهر ..
, التفتت العيون المستغربة نحو حمزة الذي تنحنح ماسحاً خصلات شعره مُحدقاً في السقف باهتمام ليهمس حيدر ناكزاً له: ملاهي ليلية يا خالي ..
, هارون: ليلتك بيضة يا زوما إحييه إحيييه ..
, رمقهم حمزة بغيظ لتتابع مهرة سريعاً: ه هو شافني خايفة متوترة خدني معاه و وعرف شوية من قصتي ساعدني وقعّدني في شقته وكان بحاول يدور على أختي بس للأسف كل محاولاته فشلت لحد النهاردۃ الحمد**** لقيتها وأخيرا ..
, ضمّت ملك بين يديها التي هتفت باندفاع: هو قالي أنك هربتي من غيري بس أنا مصدقتهوش ..
, همست مروة بحزن: وأنتي عملوا فيكي إيه ؟
, هتف هارون بهدوء: أكيد شغّلوها زي أختها صح ..؟
, رمقته ملك بخوف وهمست: أه بس بس بعدين خدوني الشقة هناك ..
, هتف أدهم بحذر: شقة إيه ؟
, هارون بهدوء: شقة من إياهم يا عمو بس هي كانت في أول يوم لما زين شافها ..
, تنهد أدهم مُتراجعاً بظهره للخلف لتهتف ليلى بسرعة: أنتوا هتفضلوا عندنا محدش هيقدر يقرب منكم .. مش كده يا أدهم ..؟
, ابتسم أدهم بهدوء هاتفاً: البيت ده بيتكم طبعاً .. واللي عايزينه هيحصل ..
, رمقتهم مهرة بامتنان هاتفة: **** يجزيكم الخير مش عارفة أقولكم إيه ده إحنا خالنا باعنا كده زي السلع الرخيصة وحضراتكم اللي متعرفوناش كرّمتونا وساعدتونا ..
, هتف هارون بهدوء: بالنسبة لخالك متقلقوش مش هيعرف مكانكم ولا هيلحق أصلاً ..
, رمقته مهرة بدهشة ليهتف هارون: قريباً جداً هاخدلك حقك منه إن شاء **** ..
, التفت نحو الجميع هاتفاً: عن أذنكم يا جماعة هتأخّر على شغلي كده ..
, نهض خارجاً من المكتب ليلحقه الجميع ليُسرع زين نحوهم: هاا حصل إيه سألوكم إيه ..؟
, رمقته ملك بابتسامة ليهتف عمار: أنت فاكرهم في أنترفيو يا خويا أسكت وتعالي يا ملك أحكيلنا كل حااااجة ..
, زين: لا عندنا محاضرة مهمة دلوقتي ..
, عمار: لااا معندناااش الساعة داخلة على2 ..
, زين: ماهو عندنا كمان شوية ..
, عماربتأفف : يوو بلاش نروح النهاردة ..
, التفت حيدر نحوه وهتف: يعني إيه بلاش تروح هي لعبة زين خد عمار وأمشوا يلا ..
, ابتسم زين بانتصار وسحب عمار بيده ليزفر الآخر بغيظ هاتفاً: أنا الحق عليا اللي صالحته ..
, ضحك زين هاتفاً: يعيني على اللي هيحصلك فاكر أيام ثانوي ..
, تأفف عمار هاتفاً: كان ثانوي ياخويا دلوقتي كلية محدش ليه دعوة بيا ..
, التفتا أمامهم لسامر الذي اقترب يبتسم لهم بهدوء هاتفاً: عاملين إيه ..؟
, زين بنفور: كنا كويسين جدااا قبل شوية ..
, رمقهم سامر بحنق واتجه داخلاً نحو صالة الفيلا حيث اتجهت رحمة نحوه تستقبله .. ليزفر حمزة بضيق ويشيح بوجهه عنهم محاولاً تجاهلهم ..
, توقفت مهرة ترمق سامر بحذر وهتفت فجأة: هو مش أنت اللي كنت تيجي ملهى ال١١ نقطة !؟
, التفت الجميع نحوها ثم نقلوا نظرهم إلى سامر الذي هتف بتوتر: أيوه بس بس كنت أجي مع أبويا أوقات ..
, هتفت بحدة بعدما تعرفت عليه فهي تكن حقداً على صاحب الملهى الليلي الذي اشتراها وشغّلها: هو أبوك صاحب الملهى ده ؟
, نفى برأسه سريعاً: أ لأاا لاا .. ده عمي بس هو شريك فيه مش كلّه ليه يعني ..
, ضمّت قبضتيها بحدة ليرمقها حمزة بحذر والتفت نحو سامر: عمك اللي هو ماجد صح ..؟
, رمقه سامر بغيظ من لهجته المتهمة ليهتف: أه هو في إيه ياجماعة أنا مالي هو عمي اللي عنده الملهى ده مش أنا ولا أبويا ..
, هتفت رحمة: سامر عنده حق بلاش تلقيح كلام ..
, وجهت كلامها لحمزة الذي تجاهلها هاتفاً: يلا يامهرة أطلعي استريحي في أوضتك أنتي وملك ..
, تابعهم سامر بعينيه والعائلة تنفض من حولهم ليبقى هو وحده مع رحمة التي تشتعل غضباً وغيظاً ليرمقها بضيق واتجه خارج الفيلا بغضب ..
, بعد يومين ..
, أغلق حيدر أزرار قميصه الأبيض الفاخر .. واتجه يجذب سترته الرسمية من فوق سريره يرتديها ليستمع لطرقات على باب غرفته ليهتف: أدخل ..
, فُتح الباب بهدوء ومدّ عمار رأسه منه بابتسامة .. لم يجمعهم مكان واحد بمفرهم منذ ذلك اليوم الذي نام فيه حيدر بجانبه يُهدئة ويطمئنه بأنه بقربه ولكن رغم ذلك علاقتهم عادت شبه طبيعية كما في السابق .. إلا أن عمار يُريد أن يتقرب منه أكثر .. يشعر بغربة بعد طول الخصام والجفاء بينهم يُريد أن يعود ذلك المرح والأمان والعفوية بينهم أن يُخبره بتفاصيل يومه باندفاع وبدون تجميل كلماته وانتقائها بعيداً عن حذره وخوفه من تصرّفاته أو كلامه معه كما الآن ..
, هتف حيدر بدهشة بعدما وجده صامتاً: في إيه ياعمار مالك عايز حاجة عايز فلوس يعني ..؟
, تحمحم عمار واقترب منه يرمقه وهو يُعدل خصلاته السوداء الكثيفة أمام مرآته ليهتف بتوتر: لا لا معايا بس يعني أصلي كنت عاوز أطلب منك طلب ..
, ألقى حيدر نظرة خاطفة نحوه ليلتفت مُمسكاً زجاجة عطره يرش منها ببذخ هاتفاً بصوت هادئ: قول عايز إيه ؟
, حكّ عمار رأسه بتوتر ثم هتف بابتسامة آملة: ماتاخدني معاك الشركة النهاردة ..
, التفت حيدر نحوه مُقطباً جبينه ليهتف عمار بسرعة ورجاء: عشان خاطري بقالي زمان أووي مروحتش معاك مش أنت صالحتني خلاص يبقى هتخلّيني أدخل مكتبك تاني زي زمان صح عشان خاطري و**** وحشني ..
, زادت تقطيبة حاجبي حيدر وهو يرمق توتره الذي ازداد من طلبه بعد أيام طويلة لم يطلب منه شيء ولهفته الآن مُنتظراً منه إجابة ليهتف بعدها مومئاً برأسه: ماشي يلا على أوضتك هستناك عشر دقائق بس لو مجهزتش هروح من غيرك أصلي مستعجل مش هفطر معاهم ..
, توسّعت عيني عمار بلهفة: بجد و**** وافقت ؟
, ابتسم حيدر هاتفاً: أه ويلا بقا بسرعة عدت دقيقة ..
, هز عمار رأسه بلهفة وابتسامة سعيدة واتجه راكضاً خارج الغرفة .. تابع حيدر تجهيز نفسه واتجه لمكتبه الصغير في غرفته مُمسكاً عدة أورق وملفات خاصة بالشغل يُرتبها في حقيبة جلدية صغيرة .. واتجه خارج الغرفة ..
, وقف في الرواق للحظات ليزفر بعدها متجهاً لغرفة عمار فتح الباب هاتفا: عمار يلاا بقا مخلصتش ؟
, استمع لصوات قادم من الحمام ليعلم بأنه بالداخل .. كاد يخرج ينتظره في الأسفل ولكن لفت انتباهه رنين هاتف عمار فوق سريره ..
, كاد يتركه ويخرج ولكن شيء ما جعله يقترب منه لتتوسّع عينيه بصدمة ناظراً لاسم روما فوق شاشته ..
, ضمّ قبضته بغضب وحقد ورمى حقيبته الجلدية أرضاً ممسكاً الهاتف ليضعه على أذنه ويأتيه صوتها: أيوه يا عمار ..
, شدّد من ضغطه على الهاتف وهتف بصوت جامد مرعب: أنتي عايزة فيه إيييه مش كفاية اللي حصله بسببك ..
, صمت حل من الطرف الآخر لتتسارع أنفاسها برعب خوفاً من افتضاح أمرهم ليهتف حيدر: أقسم ب**** أعرف أنك كلّمتيه تاني لاكون جايبك ولو كنتي بسابع أرض وآخد حقه منك تالت ومتلت ..
, أغلق الهاتف بوجهها بقوة وعيونه الخضراء اشتعلت بقدح مخيف .. بعدما كان يسعى للبحث عنها بهدف الإنتقام حاول هارون منعه وأثار قلقه على أخاه إن هو أقدم علی فعل ذلك ليتراجع عن قراره رغم تلك الفكرة التي بقيت مُعشعشة داخله تُحرّضه علی تنفيذها .. خرج عمار مبتسماً من الحمام ليهتف عندما رآه: إيه ده متسبقنيش والنبي هجهز بسرعة أهو ..
, هتف حيدر يرمقه بجمود: أنت لسا بتكلمهاا ؟
, التفت عمار نحوه بحذر وقلق من نبرته: ه هي مين ؟
, اقترب حيدر منه رافعاً هاتفه أمامه على أسم روما الذي نسي أن يحذفه ليبلع ريقه مُتمتماً بتلعثم: ل لا لا ه هي هي ل لسا بتحاول معايا ب بس بس أنا..
, قاطعه حيدر بغضب: متكدبش ..
, دمعت عيني عمار بخوف من اكتشاف لعبتهم ليهتف: و**** أنت سبتها خلاص ..
, رمقه حيدر بشكّ وريبة خاصة من تصرّفات عمار الغريبة والذي لا تُناسب شخصاً خُدع منذ أيام وخسِر من كان يظنها حبيبته .. رأى صدمته في البداية ولكنه بعدها لم يرَ سوى ضحكاته ومزاحه وكأنّ لا شيئاً لم يحدث .. كان يظن بأنه فرِح لعودة علاقتهم ويُحاول التمسّك بالضحك والمزاح لينسى وجعه ولكن الآن يشعر بشيء خطير يخاف أن تعود تلك لتستغلّه وتستدرجه نحوها بكل خباثة ..
, انحنى يأخذ حقيبته الجلدية عن الأرض والتفت يُلقي هاتف عمار فوق سريره ليستدير خارج الغرفة بجمود ليهتف عمار من خلفه بسرعة: أانت أنت هتمشي ؟
, هتف حيدر بجمود بدون أن يلتفت نحوه : أه أنت أقعد ذاكر بدل ما أنت مقضيها عشق وسرمحة ..
, خرج من الغرفة صافعاً الباب خلفه بقوة ليزفر عمار جالساً فرق سريره بدقات قلب مُتعالية خوفاً وقلقاً ..
, عضّ شفته بألم لحظّه الذي دائماً ما يقف بطريق سعادته .. والتفت نحو هاتفه يحذف محادثاته بينه وبين روما والتي اكتشف بأنه مازال يحتفظ بها جميعاً ..
, عضّ شفته بقوة أكثر وتوتره زاد خوفاً هل يُعقل بأن حيدر رآها أم لأ ..!؟
, مسح علی خصلاته وجذبها بقوة وغيظ من حياته .. لا يُريد ذلك الخوف الذي سيستمرّ بالعيش به والقلق الدائم من اكتشاف حيدر لخطتهم في أية لحظة ..
, يعلم بأنه لن يتخلّص منه وسيشعر به دائماً في كل مرة حيدر يسأله بها عن شيء مهما كان سؤالاً طبيعياً أو حتى حين يعبس بوجهه فدائماً من يُخفي فعلته الخاطئة يظن بأنه يكشف في أية لحظة .. زفر بدموع تجمعت في عينيه معاوداً الإتصال بها ليستفهم منها ما الذي حدث ..
 
الثاني عشر

لعل معروفاً صنعتهُ ثُم نسيتهُ مازال يحرُسك مِن ريب الدهرِ "
, ٢٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, اتكأ عمار على حافة سريره مُجيباً على هاتفه: أيوه ياروما ..
, استمع لتنهيدة راحة وصوتها يهتف: الحمد**** كنت فاكراك حيدر حتى لما بعتلي المسج مكنتش مطمّنة .. قولي حصل إيه ؟
, عمار: أنا عايز أعرف حصل إيه هو كلّمك ؟
, روما: أه كنت برنلك بس لقيته رد عليا وهددني مقربش منك ..
, عمار بقلق: بس كده ؟
, روما: أه هو قالك إيه ؟
, عمار بضيق: مفيش فاكرني لسا بكلّمك ..
, همست بأسف: أنا آسفة مكنتش عارفة ..
, عمار: كنت ناسي أغيّر أسمك حتى محادثاتنا نسيت أحذفها ..
, هتفت بسرعة: أوعى يكون شافها ..
, عمار: معرفش بس ممكن لو شافها مكانش سكت وكان عرف كل حاجة ..
, روما: خلاص أحذف كل حاجة عندك وأنت لما تعوز تكلمني ابعتلي مسج لازم نتفق على كلمة سر بينا ..
, ضحك هاتفاً: باين كده فعلاً .. خلاص أنا هقفل دلوقتي خلي بالك من نفسك وبجد شكرا ..
, ضحكت روما هاتفة: يابني أنت هتفضل تشركني لحد إيمتى أهم حاجة أنكم خلاص تصالحتوا ومتسبهوش دلوقتي زعلان علشان ميضيعش تعبنا ع الفاضي ..
, عمار: ماشي .. سلام ..
, أغلق الهاتف وألقاه فوق سريره متنهداً بقلق وخوف ليعود ويجذب هاتفه يمسح كل شيء يخصّ روما ..
, في غرفة جانبية ..
, تمدّدت ملك فوق سريرها تنظر لمهرة الجالسة بجانبها بابتسامة واسعة ..
, التفتت مهرة نحوه لتهتف بحنان: مالك ..؟
, تنهدت ملك هاتفة: فرحانة أووي عشان شوفتك كنتي واحشاني أووي ..
, ابتسمت مهرة ومدّت يدها تعبث بخصلات ملك بحنان هامسة: الحمد**** أنك كويسة ..
, ملك: مقولتليش عرفتي حمزة إزاي ؟
, مهرة: مش أنا قولت كل حاجة قدامهم ..
, نفت ملك واعتدلت بجلستها بفضول: بس برضه خليتيني أحكيلك كل حاجة أنا برضه عايزة أعرف عرفتيه إزاي ..
, تنهّدت مهرة بشرود هاتفة: **** بعته ليا باللحظة المناسبة .. كنت قاعدة ع البار خايفة ومرعوبة بس خوفي عليكي كان أكبر كنت مجبورة .. فجأة شوفته .. قومت من على كرستي وروحتله سمعته بيطلب كوباية ماية ضحكت في نفسي استغربت إزاي حد جاي مكان زي ده بيطلب ماية سمعته بعدها فجأة بيزعق وعايز خمرة ولما أداله الخمرة زقها من قدامه ورجع طلب ماية ..
, ضحكت ملك هاتفة: إيه ده مجنون ..
, مهرة: بت عيب عليكي .. وقتها عرفت أنه بصارع نفسه ومش عايز يشرب .. شكله كان متبهدل أووي ووشه أحمر من الغضب .. روحتله وقعدت جمبه وهو بصلي للحظة خوفت منه وكنت هجري .. بس افتكرتك حاولت اتقرّب منه أسأله عن أسمه أو أي حاجة .. لقيته فجأة ببصلي بصة غريبة كأنه بيكرهني أو عاوز ينتقم مني .. قام فجأة ومسكلي إيدي وجرني وراه لغرف كتيرة فوق في الملهى .. دخل واحدة منهم ووقف مكانه زقني ع السرير وأنا صوتت حسيته فجأة انصدم وكأنه كان مُغيّب وفاق ..
, ملك بخوف: وبعدين ؟
, مهرة: قرب مني وأنا فضلت أزعق كنت خايفة ومستعدة أقتله لو قرب مني .. لقيته وقف يبصلي وقت طويل وأنا كده لغاية م قعد جمبي وقالي أهدي متخافيش مش هعملك حاجة .. فضل يكلّمني كده لغاية م هديت وهو اعتذرلي وقالي أنه بعمره مجاش هنا ولا بيعمل حاجات زي دي ..
, ملك بدهشة: أومال إيه اللي وداه هناك ؟
, التفتت مهرة نحوها هاتفة: عارفة رحمة البنت اللي هنا ..؟
, قطبت ملك جبينها: أيوه مالها ؟
, مهرة بحزن: هو بحبها ..
, ملك: إيه ده بجد بس مش هي مخطوبة ؟
, مهرة: أيوه للأسف .. وعرفت وقتها أنه كان متشاكل معاها جامد ومقرر ينساها ملاقاش حاجة قدامه غير الملهى ده بس **** نجاه منه ونجّاني أنا برضه حكيتله قصتي وهو خدني معاه من غير م حد يعرف وسكنّي في شقته الخاصة .. فضل يدوّر عليكي ويجيلي كل يوم تقريباً يطمّن عليا أو لما يرجع يتخانق مع رحمة يجي يشتكيلي .. كنت ببقى مبسوطة أووي وهو بأمنلي وبيرتاح معايا ..
, أخذت نفساً عميقاً هامسة: بس حبه رغم كل ده كان أكبر ..
, همست ملك بخفوت: أنتي بتحبيه يا مهرة ؟
, نفضت مهرة رأسها والتفت نحوها: مش مهم المهم هو عايز مين وهيبقى مبسوط مع مين .. ملك أوعى تعلّقي قلبك في حد مش هيبقى ليكي ..
, ملك بحذر: تقصدي إيه ..؟
, هتفت مهرة: زين ..
, تفاجأت ملك بكلامها ونفت برأسها سريعاً: إيه اللي بتقوليه ده لا لا مش زي م أنتي فاكرة ..
, مهرة: أومال إيه ؟
, ملك بسرعة: وربنا أنا لابحبه ولا حاجة أنا بس بحس بالأمان معاه عشان من غيره مكنتش هطلع من البيت هناك وكنت دلوقتي لسا متمرمطة في الأقسام والمشافي أساسا لما كنت في المستشفى مكنتش عارفة هطلع ليه وهروح فين وكنت خايفة يرجعوا يلاقوني أصل الست صاحبة الشقة قدرت تهرب .. بس لما شوفت زين قدامي حسيت أن لسا الدنيا فيها خير وناس طيبة وهو بيفضل يهزر معايا ويهوّن عليا كل حاجة .. إنما حب لا خالص لاحسن البت ورود تقتلني ..
, مهرة بدهشة: وأنتي عرفني إزاي ؟ أنا حسيت عليها ..
, ملك بضحك: وأنا برضه كانت بتعاملني وكأنها عايزۃ تخنقني ..
, تنهدت مهرة براحة وهتفت: يبقى كده اطمنت .. المهم عندي أني لقيتك وأنك كويسة قدام عينيا أهو مش عايزة غير كده ولما مشكلتنا مع اللي أسمه خالي تتحل أوعدك هنخرج من هنا ونعيش مع بعض وهعملك كل اللي أنتي عايزاه ..
, دمعت عيني ملك بحب واقتربت تحتضنها بقوة لتمسح مهرة فوق خصلاتها بعيون شاردة حزينة ..
, في مكتب هارون ..
, مشت أمامه تلعب بخصلات شعرها القصير وتخصّرت هاتفة: هاا إيه رأيك بالنيو لوك ؟
, تراجع هارون بظهره يمطّ شفتيه: أممم مش بطال ..
, رمقته بغيظ هاتفة: بقولك إيه أنت هتعترف أني حلوة ومُغرية لاحسن أسيبلك كل المهمة دي وأمشي أنت أغريه للواد عايد ..
, لعب هارون بخصلات شعره بغرور: يبقى أنتي متعرفيش مين هو هارون ..
, هتفت مستنكرة: ومين هو هارون بقا ؟
, لوح بيده بفخر: بلاش تعرفي أحسن .. أنتي متستحقيش الشرف ده ..
, زفرت مُضيّقة عينيها بغيظ لتراه ينهض عن مقعده ويتجه ليقف أمامها بجسده الفارع مُتكتفاً يرمقها من علوّه بنظرة فاحصة مُفكّرة ..
, تأفّفت هاتفة: أخلص بقا في حاجة ناقصة ..؟
, هتف يهز رأسه: أوزعة ..
, صرخت بغيظ: نعمم ؟
, هارون: ثابت يا سيادة النقيب ..
, جزت على أسنانها واعتدلت بوقفتها مؤدية التحية وهي ترمقه بغضب ليعود ويهتف مجدداً: برضه أوزعة ..
, هتفت بغيظ: يووووو ..
, هارون بغرور: بس عادي عادي مفيش مشكلة أوزعتك مش هتأثّر ع المهمة .. ثم أنتي متعرفيش ؟
, تسائلت هاتفة: لا عرّفني ..
, هارون: المرأة القصيرة أكثر أنوثة من الطويلة ..
, رمشت هاتفة باهتمام: وأنت عرفت إزاي ؟
, هز كتفيه: قرأت كده مرة في حتة جريدة معفنة ..
, جزت على أسنانها بغضب تكاد تقتله ليهتف بجدية: نفذتي المهمة كويس ؟
, أومأت برأسها بسرعة: أيوه مبارح التقيت معاه في المكان المحدد قولاله أني متأخرة .. واتفقت أشوفه النهاردة في نفس المكان وقولتله أسمي لولو ..
, هز رأسه هاتفاً: عظيم يبقى النهاردة هننفّذ المهم .. الحاجات اللي طلبتها من العميد هتصل كمان شوية .. أهم حاجة تتأكّدي كويس أنه مش صاحي فاهماني يا حياة ..؟
, حياة: أيوه متقلقش بس الشقة هتكون محاصرة صح ؟
, نفى هاتفاً: في البداية لأ لازم ناخد إحتياطنا لو جايب معاه رجالته مش عايزنهم يحسّوا على حاجة ..
, فتح فريد الباب ودخل يحمل بيده حقيبة صغيرة .. وضعها فوق المكتب هاتفاً: العميد بعت دول وهو مستحلفلك ..
, لوّح هارون بكفه: في إيه يعني عشان خلّيناه يطلبها من المخابرات ما هي حاجة تافهة أووي ..
, تكتف فريد هاتفاً: تافهة إيه ياخويا دي مادة غالية ..
, هارون: هبقى أديلهم تمنها إيه الحكومة الشحاتة بنت الشحاتين دي ..
, هتف فريد بسرعة: يخربيتك يخربيتك وطي صوتك ..
, أخرج هارون من الحقيبة شريحة صغيرة جداً والتفت نحو حياة: خدي دي خليها معاكي حاولي تزرعيها في هدوم عايد ..
, التقطتها حياة متسائلة: بس ليه كل ده مش هو هيكون فاقد وعيه ..؟
, هارون: برضه لازم ناخد كل احتياطاتنا مش ممكن الخطة دي متنجحش أهو نعمل خطة بديلة ونقدر نزرع جهاز التنصّت بسهولة ..
, حياة: ماشي ..
, فريد: رجالته اللي هتبقى حوليه لازم نتعامل معاهم ..
, هارون بسرعة: لااا .. مش عايزه يحس على حاجة .. إحنا هنحاوط الشقة بما فيها رجالته اللي حارسينها مش عاوزه يعرف أول م يفوق أنه كان متخدّر ..
, فريد: وهتستفاد إيه بقا ..؟
, هز كتفيه هاتفاً بحزم: عشان أفاجئهم أن رقبتهم بقت في إيدي ميكونش أسمي هارون لو موقعتهم في بعض ..
, فريد: ومش ممكن منلاقيش حاجة ..؟
, هارون: أهو نعمل اللي علينا المهم منستسلمش ولو أني متأكد أننا هنلاقي حاجة تفيدنا همسكهم يعني همسكهم يا أنا يا هما وتوبي أور نوت تو بي ..
, حياة: طب أنا همشي بقا أجهز نفسي ..
, هارون: متنسيش لما تنفذي المطلوب رني علينا وسيبي شباك الشقة مفتوح هندخل منه زي الخفافيش ..
, فريد: اتكلّم عن نفسك لو سمحت ..
, هارون: هدخل أنا منه زي الخفاش وفريد هيلحقني زي الصرصار ..
, ضحكت حياة متجهة للخارج ليصرخ هارون: خدي يااابت ..
, عادت لتدخل برعب من صرخته ليرفع زجاجة صغيرة جداً في يده هاتفاً: نسيتي تاخدي ده ..
, أسرعت نحوه ليُعطيها سنّ إبرة صغير هاتفاً: لو مقدرتيش تديهاله عن طريق مشروب أديله الإبرة دي ..
, حياة: وهو في فرق ..؟
, هارون: تأثير الإبرة أسرع بس برضه المشروب عادي أصلاً إحنا مش عايزين أكتر من خمس دقايق يلا أمشي .. أستني أستني تعرفي تضحكي ضحكة خليعة زي الرقاصات دي بتاعة الهيهيهيهيهي !؟
, رمقته حياة بغيظ ليهتف هارون: أبقي أضحكيها دي بتجيب مفعول أسرع من كل دول ..
, اتجهت حياة للخارج بغضب وصفعت الباب خلفها وسارت تُخفي بين ملابسها ما أعطاه لها ليهتف هارون: جهز القوات هيتفرقوا في الحتة حولين الشقة من دلوقتي خليهم يموّهوا نفسهم يعملوا نفسهم شحاتين ..
, فريد: لا حول ولا قوة إلا ب**** أنت ياخويا مش هتسيب الداخلية غير لما تغرغر مناخيرنا في التراب كلنااا واحدة رقاصة والتاني صرصار والبقية شحاتييين ناقص بس العميد واللواء ..
, هارون بضحك: قريب إن شاء **** ..
, تأفف فريد خارجاً من المكتب لينهض هارون مُمسكاً حاسوبه يضغط عدة أزرار به حتى اشتغلت الشريحة الموجودة مع حياة لتبدأ عملها ..
, في الفيلا ..
, طرق زين باب الغرفة لتفتح ملك الباب ليبتسم هاتفاً: عاملة إيه ما لُكلُكْ ..
, جعدت ملامحها باستنكار: يا إيه ؟
, زين: لُكلك دلعك ..
, ملك بغيظ: لو عايز تدلّعني قولي ملوكة ..
, زين: ملوكة إيه ياختي إحنا هنا بندلّع علشان نختصر الأسم زي مثلا هرهر دردر مرمر دودو وكئه فيه بس عمورة إستثناء ..
, زفرت هاتفة: ماشي براحتك قولي عايز إيه ..؟
, زين بفرح: تيجي معايا ؟
, ملك: فين ؟
, زين: التدريب ..
, هتف حمزة من خلفهم: ملك هي مهرة جوا ..؟
, ملك: أيوه ..
, دخل حمزة الغرفة لتدخل خلفه ملك وزين ليجلس حمزة فوق أحد المقاعد هاتفاً: في حاجة مهمة لازم تعرفوها ..
, مهرة: في إيه ؟
, حمزة: خروجكم ودخولكم الزايد ده خطر عليكم منعرفش لو خالكم بدور عليكم أو لا ده غير أن هارون مستلم قضية تخصّه وممكن يكون متراقب .. يعني لو حد شافكم هنا مش هيسيبكم ..
, جلست ملك بخوف بجانب مهرة هاتفة: يعني إيه هنفضل كده لحد إيمتى ؟
, حمزة: مش وقت طويل .. بعدين متقلقوش ده مش معناه تتحبسوا هنا بس أنا بقولكم علشان تاخدوا بالكم كويس ..
, هتف زين بلهفة: طب يغيّروا شكلهم طيب بص ملك شعرها معفن تقصه أحسن ..
, رمقه حمزة بغيظ وهتفت ملك: أنت قصدك عني أناا ؟
, هز زين رأسه: أيوه أنتي حرام ده أنتي أسمك ملك لازم تبقي أسم على مسمى ..
, زفرت بضيق لتبتسم مهرة هاتفة: هو معاه حق ..
, صرخت ملك بذهول: إيييه حتى أنتي شايفة أن شعري معفن ؟
, ضحكت مهرة هاتفة: لا ياحبيبتي شعرك حلو أووي زيك بس علطول كنت بحس أن الشعر القصير بيليق بيكي أكتر ..
, زمّت ملك شفتيها بامتعاض ليهتف زين: هااا قولتي إيه هتيجي معايا التدريب ..؟
, ملك بفضول: تدريب سيارات ..؟
, زين بفخر: أيووون ..
, ملك: أووك هااجي ..
, مهرة: هو أنت مبتاخدش ورود ليه ؟
, زين بغيظ: لا دي غبية بتفضل تزعق وتصوت وتخرم ودني قال إيه خايفة عليا قبل كام يوم شبطت فيا وخدتها فضحتني .. مليش فيه أنا عايز لُكلك ..
, هتفت ملك بلهفة: أنا بحب أتفرج على حاجات زي دي أستنى بس ثانية وأجهز ..
, توقفت فجأة في منتصف الغرفة وهتفت: مهرة هاخد حاجة من هدومك ..
, التفت حمزة نحوها وهتف: كنت ناسي الحتة دي خلاص يازين عدي ع السوق هاتلها شوية هدوم ..
, زين: هات فلوس ..
, حمزة: مش معاك يعني ؟
, زين: دول ليا ولو عايز تتكرّم أبقی اتكرم من جيبك يا أستاذ زوما ..
, زفر حمزة بغيظ ومدّ له بطاقته البنكية: أهو اتفضل برا بقا ..
, أخذها زين بلهفة وابتسامة واسعة واستدار خارجاً من الغرفة ليجلس في صالة الفيلا مُنتظراً ..
, اقتربت ورود منه هاتفة: قاعد لوحدك ليه ؟
, زين: مستني لُكلك ..
, ورود: مين ياخويا ؟
, زين: ملك ..
, ورود بغيظ: وعايز فيها إيييه ؟
, زين: هاخدها معايا التدريب تتفرج على مهاراتي شوية وبعدين نروح نجبلها هدوم ..
, ورود بصراخ: تجبلها إييييه ؟
, تراجع زين بظهره ينظر إليها بحذر: ه هدوم حمزة قالي أعمل كده أنا مليش ذنب و**** ..
, ورود: وأنت تجبلها بتاع إيييه ما تجيب لنفسها ..
, زين: إخس عليكي يا وردة هي ضيفة عندنا ..
, ضمّت قبضتيها بغيظ وهتفت: وأنا هاجي التدريب برضه ..
, زين بغضب: لااا ..
, ورود: هاااجي ..
, زين: لااااا مش ناقص فضايح ..
, ورود بصدمة: أنا فضيحة ؟
, زين: أه أنتي بتفضلي تزعقي وبتخوفيني ومعتش بركز واللي هناك بيضحكوا عليا ..
, ورود بصدمة: أناااا ؟
, زين: أه أهي لُكلك جت أهي ..
, اقتربت منهم ملك مبتسمة بتهتف: ورود ماتيجي معانا و..
, قاطعتها ورود بحدة: مش عايزة ..
, تركتهم خارجة من الصالة لينهض زين هاتفاً: سيبك منها هي علطول مُخيفة كده تعالي يلا ..
, زفرت ملك بحزن واتجهت خارج الفيلا مع زين .. وقفت ورود تُتابعهم من إحدى النوافذ بغيظ شديد حتى احمرّ وجهها غضباً ..
, هتف مصطفى مُحاوطاً كتفيها: وردتي زعلانة ليه ؟
, التفتت نحوه مُحاولة تمالك نفسها واقتربت تحضنه بقوة ليزفر بضيق ناظراً لسيارة زين التي تعبر البوابة متجهة للخارج وربّت فوق كتفها بحنان ..
, همست بحزن: عايزة ماما ..
, مصطفى بابتسامة: طب وبابا بيشكي من إيه ؟
, دمعت عينيها هامسة: وحشتني أووي ..
, أبعدها عنه مقبلاً جبينها: نروحلها ؟
, رمقته بعيون دامعة وهزت رأسها بسرعة ليبتسم هاتفاً: يلا بينا ..
, تركته مُسرعة نحو غرفتها لتُجهّز نفسها يُتابعها هو بعينيه بحزن واشتياق ..
, في ساحة التدريب ..
, صرخت ملك: زييييين زيييين هوو هووو ..
, التفت زين نحوها بغضب وهي تقفز وترقص وكأنها تعرفه منذ زمن فقد تعودت عليه وتعوّد عليها بعدة ساعات فقط ليصرخ مُخرجاً رأسه من النافذة: ماتلمي نفسك يابت أنتي ..
, كتمت ملك ضحكتها وهتفت بدهشة: معجبكش تشجيعي ؟ أوك خلاص هغيّره .. بص شوووف زين بيعمل إيييه بص شوووف عااااا ..
, أسرعت تبتعد من أمامه عندما وجدت سيارته تُسرع نحوها بغضب لتصرخ بضحكات مرتفعة: بس يا غبييي مش كده بهزر معاك وربنا ..
, توقّف بسيارته بغيظ وفتح بابها هاتفاً: بقولك إيه مش أسيب ورید تجيلي أنتي وربنا أسرق فلوس زوما وش هجبلك حاجة ..
, ملك بغضب: أنت بتذلنيييي ..
, زين: أه ..
, زفرت بغبظ واتجهت لتجلس فوق عدة درجات كبيرة هاتفة: وأدي قاعدة اتفضل وريني مهاراتك من غير تشجيع ..
, زفر زين بغيظ لتبتسم هي بجانبية تُريد أن تفعل مثل ورود علّه يترحّم على أيامها ..
, ضحكت من تفكيرها وهي تراه يُكمل تدريبه لتفتح عينيها بانبهار من حركاته المُحترفة ووجدت نفسها تنهض وتقفز فجأة: زيييينوووو زينوو هوو هوووو خلي بالك يابني لتعمل حادثة يووو خلي بااااالك بص قداامك أوعي حااسب عااااا ..
, هتف صوت من خلفها: أنتي ورود ؟
, التفتت نحوه بدهشة لتُقطب جبينها ناظرة لجسده الطويل والوسيم ليُقطب هو الآخر جبينه: لأ مش هي أومال أنتي مين ..؟
, هتفت بهجوم: أنت اللي مين وعايز بيا إيييه وجيت هنا لييه الساحة دي لزينوو هو هو ..
, ضحك بدهشة هافاً: أنتي تقربيه ..؟
, ملك: وأنت ماالك ..؟
, وضع يديه في جيبيه هاتفاً وهو ينظر لزين: مفيش بس دي أول مرة بشوفك معاه ..
, تراجعت ترمقه بشك وقلق لتهتف: أنت مين أصلاً وجاي هنا ليه ؟
, هشام: أجي براحتي ما أنا برضه عايز أتدرب ..
, ملك: أنت مُتطفّل بقولك الساحة دي لزينوو ..
, هشام بضحك ساخر: بجد هو لحق يكتبها باسمه إيمتى ..؟
, هتفت بغضب: أنت مين يالا وعايز إييه غور من هنااا ..
, رمقها من الأعلى إلى الأسفل بتفحّص ليهتف زين بلهاث بعدما ركض نحوهم ورمقه بنظرات غاضبة: أنت عايز إيييه ؟
, رفع هشام حاجبيه: وهعوز إيه يعني ..؟
, جذب زين ملك من ذراعها يُبعدها عنه ووقف مواجهاً لهشام .. كانا نفس الطول إلا أن جسد زين الرياضي كان يزيده قوة ليهتف بتهديد: بقولك إيه لو شوفتك بتقرّب عليها تاني هيبقى آخر يوم في عمرك ..
, ابتسم هشام غامزاً: ليه بقا المزة بتاعتك ؟
, ضمّ زين قبضته بغضب وهتف محاولاً ادعاء الجمود: ملكش دعوة عايز تتنيل تتدرب اتفضل الساحة قدامك بس متقربش ع اللي يخصني فاهم يا هشام يا دميري ..؟
, زادت ابتسامة هشام سخرية وهتف: عموماً نلتقي بالسباق الجاي ..
, اقترب منه مربتاً على كتفه: شد حيلك يابطل وريني مهاراتك اللي بتوريها للحلوة دي ..
, هتف زين بسخرية: مش هوريك ما أنت مش هتلحق تشوف أصلاً مش هتلاقي نفسك غير بوووم خسرت ..
, ابتسم هشام بتسلية والتفت يُلقي نظرة نحو تلك التي ترمقه بتهديد .. استدار مُبتعداً عنهم عائداً نحو أصدقائه ليهتف أحدهم: قالك إيه ؟
, هشام: مفيش عمال يهدد قال عايز يكسب السباق الجاي ..
, هتف صديقة بضحك: هو مش عارف بيلعب مع مين ولّا إيه ..
, هتف صديق آخر: يبقى نعرّفه ..
, هشام: بقولكم إيه الموضوع يخصني مش عايز حد يقرب منه ..
, هتف أحد أصدقائه ساخراً: ليه خوفت ..؟
, رمقه هشام بتهديد: أنت بالذات متدخلش يا أيمن فااهم ..
, هز المدعو أيمن كتفيه واستدار يبتعد عنهم .. ليقف هشام مكانه مُتكئاً على سيارته مُتابعاً خروج زين من الساحة برفقة تلك الملك ..
, ٣٣ العلامة النجمية
, لوكان يشكو لاحتضنتُ همومه
, لكنه جَلِدٌ وليس يبوحُ
,
, كم ذا نرى من باسمٍ بوجوهنا
, آلامه بين الضلوع تنوحُ
, ٢٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
,
, مساءً ..
, وقف هارون بين مجموعة من رجاله .. واضعاً حاسوبه المحمول على مقدمة سيارته ينظر لشاشته بدقة ..
, أمسك سماعات الأذن يضعها على أذنه مُضيقاً عينيه ليبتسم بانتصار عندما استمع لصوت عايد الذي يبدو وكأنه ثمل وصوت حياة قربه تضحك الضحكة التي علّمها لها ..
, التفت نحو فريد هاتفاً: يلا بينا خلي الرجالة تأمّن المنطقة لغاية م نخرج ..
, أسرع يُجهّز سلاحه ليضعه في حزامه واتجه يلفّ خلف البناية برفقة فريد .. قفز مُتعلّقاً بالشرفة القريبة من الأرض حتى وصل لشرفة الطابق الثاني .. يلحقه فريد بسرعة .. وقف أمام الباب الزجاجي ناظراً للداخل ليجد حياة تزفر بغضب وتعب وهي تجرّ جسد عايد لتُجلسه فوق سريره مُعدّلة جسده فوقه ..
, طرق طرقات خافتة على الباب لتُسرع نحوهم تفتح باب الشرفة ليدخل هارون بسرعة هاتفاً: أقفلي النور خلي نور خفيف جداً .. دوّرتي كويس ؟
, حياة: لسا بدور بس كنت بقعّد البغل ده على السرير أصله زهقني في عيشتي ..
, صرخ عايد بضحك: أنتي يا حلووووة لااا أنتي وحشة الصراحة ..
, التفتت نحوه بغضب ليهتف هارون بحذر: أديتيه الحقنة ؟
, حياة: أيوه ..
, توسّعت عيني هارون وهتفت بحسرة: يبقى دلوقتي بقول الحقيقة شكله شايفك وحشة بجد ..
, ضحك فريد بسخافة لتهتف حياة: بقولكم إيييييه متستفزونيش مش كفاية لبس الرقاصات ده اللي لبستهولي ..
, هارون: أناا لبستهولك يا قردة أنتي أنا بس علمتك ضحكة بتاعة الهيهيهي بس تصدقي طلعتي جااامدة يابت ..
, تأفّفت حياة بغيظ ليتجه هارون نحو عايد يُربّت على وجنته بقوة: عايد عيووودة سامعني ..؟
, رمقه عايد بعييون زائغة ليهتف هارون: تعرف إيه عن فهد عمك ..؟
, ابتسم عايد ساخراً: أعرف حاجااااات ..
, هارون بحذر: طب تعرف إيه عن هارون عز الدين ..؟
, تجعّدت ملامح عايد: الكلب ده ؟ مفيش بس عايزين نقتله ..
, هارون بغيظ: أهو أنت الكلب يا بعيد .. قولي بقا أنت أكيد ماسك حاجة على عمك صح ؟
, عايد: ماسك حاجاااااات ..
, هتفت حياة مُتسائلة: هو بغمّض كده ليه ؟
, هارون: تأثير الحقنة في الأول بيضعف كل أعضاء جسمه وكأنه اتشل بيفضل بس دماغه شغال بس ميقدرش يقول غير الحقيقة أصل قدراته التانية تأليف وكدب وحركات دي هيفقدها وبالآخر بيخدّر الجسم كله وبينام وبيصحى مش فاكر حاجة ..
, فريد: بسرعة طيب اسأله هدور في الشقة عن أي حاجة ..
, هارون: عايد حبيب عمك أنت ركز معايا قولي مخبّي الحاجات دي فين في الشقة دي صح ؟
, أومأ عايد برأسه المتدلّي فوق صدره ليهتف هارون: فين في خزنة هنا ولّا مكان سري ولّا إيه ؟
, عايد: الخزنة تحت السرير ده أنتوا أغبياء بتدورا فيين يابهايم فاكريني غبي أوي كده زيكوا أنا حاطتها تحت السرير وحاطت باسوورد أسم عمي ههههههه ده حتى لو مسك الخزنة مش هيعرف أني بحبه أوي كده وحاطت الباسوورد باسمه ..
, هارون: يابن اللعيبة .. فريد اتصرف ..
, انحنى فريد أسفل السرير ليهتف: أيوه في خزنة مثبّتة في السرير من تحت ..
, هارون: الباسوورد إيه بس أسم عمك الحبيب ..؟
, عايد: فهد بالإنجلش ياغبي وحط تلت واحدات جمبه ..
, هتف فريد بغيظ: حد يسكت الواد ده حاسس أننا بنتهزق ..
, فتح الخزنة أخيراً ليظهر عدد من السيديهات أمامه وأوراق مختلفة .. أنارت حياة إضائة خفيفة ليتجمّع الثلاثة حولها ويُشغل هارون حاسوبه المحمول واضعاً السيدي به ..
, تفاجأ الثلاثة بوجود فيديو يضمّ فهد وعدد من الرجال يتفقون به على صفقات سلاح ستدخل البلد وكان تاريخه قبل سنتين بالظبط ..
, وضع السيدي الآخر ليُصدم من وجود اعتراف لفهد باشتراكه مع عصابة من المافيا الموجودة في البلد والتي تتعامل مع الرأس الأكبر لها خارج البلد .. والذي كان يُمسكه عايد على فهد هو اعترافه بقتل أخ زعيم تلك العصابة والذي يبحث الرئيس عن قاتله منذ سنين للإنتقام منه غير عالم بأن فهد هو من فعل ذلك ..
, توسّعت عيني فريد بدهشة: الراجل طلع أبن٤ العلامة النجمية عصابة المافيا دي أخطر عصابة بتدخل البلد ..
, هتف هارون بحزم: دي نقطة في صالحنا .. إعترافه ده هيوديه في داهية تخيّل معايا كده نسلم راسه لزعيم المافيا ..
, حياة: أنت هتعمل كده بجد .. لا ميصحش إحنا مهمتنا نقبض عليه ويتسلّم للقانون مش نتعامل مع مافيات زيه ..
, هارون: متقلقيش بس هستفاد من ده زي م هو بهدّدني ههدده ٤ نقطة إيه ده شوفوا الواد ده نام غنّيله يا حياة وامسحي على راسه حراام ..
, حياة: أول وآخر مرة أشتغل الشغل ده ..
, نهض هارون مُمسكاً الأوراق المُتبقّية ليضعهم في حقيبة صغيرة أحضرها معه هاتفاً: هناخد دول فريد رجّع الخزنة زي م كانت .. وأنتي يا حياة هاتي جهاز التنصت ورجعي الشقة زي ما كانت بالظبط مش عايزينه يحسّ على حاجة قبل م أنا أفاجئهم أني عرفت سرّهم ..
, أسرع الجميع لتنفيد أوامره ونظر هو لعايد بتفكير ثم اقترب منه يخلع له قميصه لتشهق حياة: لا لااا أنت قليل أدب بجد بتعمل إيه ..؟
, تابع هارون عمله لتشهق بصدمة عندما رأته يخلع له بنطاله أيضاً وغطّت عينيها بصدمة: أنت بتعمل إييييه إلحق يا فريييد ..
, هارون بغيظ: هشش وطي صوتك يا غبية ..
, اقترب فريد منهم ليهتف بضحك: حسِه الإنحرافي اشتغل أهو ..
, هارون بغضب: تقدر تخرس أنت وهي أنتوا أغبياء بجد زي م قال عيودة .. قولت مش عايزه يشكّ في حاجة ولما يصحى ويلاقي نفسه زي ماهو هيعرف أنه اتلعب عليه ..
, تنهدت حياة براحة: ما تقول كده من الأول ياخويا خضيتني ..
, هتف هارون وهو يُغطّي عايد مُربتاً على رأسه: نام نام واتغطّى كويس يا عيودة جاييك أيام سودا إن شاء **** .. أنتي يا زفتة هاتيلي ورقة وقلم ..
, بحثت حياة حولها لتجد إحدى الأوراق ومدّ له فريد بقلم هاتفاً: عايزهم ليه ؟
, هارون: أصبر ..
, تحمحم يكتب على الورقة بضعة كلمات لتقرأها حياة بعيون مذهولة: بيبي عيودة صباح القشطة يا قشطة كانت أجمل ليلة في حياتي وأتمنى نعيدهاا تاني وتالت وعاشر هيهيهيهيهي أنا همشي بقا أسيبك تنام وتريح أصلك كنت جامد أووي وتعبتني أمواااااااه
, دي نمرتي أبقى رن عليا بأقرب وقت وأنا أجيلك يا جميل .. حبيبتك لولو ..
, لطمت حياة وجهها: ياخراب بيتك ياحياة أنت عملت إيييه أديتله رقمي ليه .. وإيه الكلام ده كمان ؟
, وضع هارون الورقة على الوسادة بجانب عايد ليستدير نحوها ويعود ويتذكّر شيئاً ليُمسك الورقة هاتفاً: خدي بوسيها ..
, رمقته بغضب ليهتف: أخلصي ..
, باست حياة الورقة ليُطبع أحمر شفاهها فوقها ليبتسم هارون ويضعها فوق الوسادة والتفت نحوها: أبقي أطلعي من هنا وغيّري رقمك .. سيبوه بقا ينام زي الملايكة ..
, زفرت حياة بغيظ ليهتف هارون: روقتوا الشقة ..؟
, فريد: أه وهكنسها كمان شوية ياعم أمشي أمشيي ..
, اتجه الجميع نحو الشرفة بعد إغلاق الإضاءة إلّا من ضوء خافت تركه هارون لئلا يفزع عايد في الليل ..! وخرجوا مُسرعين مُتجهين بالخفاء نحو سيارتهم حيث مازال رجالهم ينتظرونهم .. ليستقلّوها مُبتعدين عن تلك المنطقة بعدما نفّذوا مهمتهم ..
, بعد مدة في الفيلا ..
, وقف عمار على باب غرفته يهز قدمه بتوتر مُنتظراً صعود حيدر بعدما لمح سيارته تدخل من باب الفيلا ..
, وجده أخيراً يسير في الرواق متجهاً لغرفته ليُسرع عمار ويقف في طريقه هاتفاً: إحم مساء الخير ..
, رمقه حيدر بجمود: عايز إيه ..؟
, عض عمار شفته بتوتر وهتف: حيدر عشان يعني اللي حصل الصبح و..
, حيدر: مليش دعوة باللي حصل عايز تتخدع فيها تاني أنت حر بس أبعدني عنك ..
, هتف عمار بصدمة: قصدك إيه أبعدك ليه لا أنا معملش كده ..
, حيدر: أنا هعمل كده لو مش عايز تصدّقني وعايزها هي يبقى خلاص روحلها وسيبني ..
, تمسّك عمار به هاتفاً بسرعة ورجاء: حيدر عشان خاطري ده أنا مصدقتش أنك رجعت تكلّمني تاني بلاش تعمل كده أرجوك ..
, أبعد حيدر يده عنه وهتف: المشكلة عندك مش عندي ..
, عمار: بس أنا خلاص سبتها هي اللي بتتصل بيا أعمل إيه يعني ..
, حيدر: أنت قادر توقّفها عند حدها قادر تنهي علاقتك بيها خاالص مش تفضل عندها جرأة تكلّمك وتحاول معااك ..
, زفر عمار ماسحاً خصلاته بضيق وهتف: خلاص أنا آسف بس متزعلش ..
, حيدر باستنكار: وأنا مالي ما أنت حر أعمل اللي أنت عايزه ..
, ابتعد عنه مُتجهاً لغرفته ليلحق عمار به سريعاً وهتف بغضب: لا أنا مش حر لو كنت بجد مش بهمّك وسايبني أتصرف على كيفي مكنتش زعلت بالشكل ده ولغيت خروجي معاك النهاردة ..
, خلع حيدر سترته وقذفها فوق سريره زافراً بضيق ليهتف عمار: طب أعمل إيه طيب علشان ترضى ؟
, حيدر متعملش كده بقا أنا تعبتت بجد ..
, التفت حيدر نحوه ليراه يقترب منه هاتفاً بعيون راجية: هو أنا هفضل كده دايماً خايف وبحسب حساب أي تصرف أو أي كلمة أقولهالك أنا مكنتش كده زمااان كنت أقولك كل حاجة براحتي من غير خوف .. أنا عايز أرجع زي زماان بس أنت مش بتساعدني أنا كده مش مرتااح خاالص مش عايز أعيش في القلق ده ..
, زفر حيدر ماسحاً خصلاته بتعب: أطلع برا أنا تعبان نتكلّم بعدين ..
, عمار: لا مش..
, قاطعه حيدر: عمااار لو سمحت بقولك تعبان عايز أنام وبس ..
, زفر عمار بحزن ورمقه عدة لحظات بصمت ليتجه بعدها خارج الغرفة ليتنهد حيدر ماسحاً وجهه بإرهاق واتجه نحو حمامه ليخرج بعد لحظات بعدما بدّل ملابسه لأخرى بيتية مُريحة .. واستلقى على سريره مُغمضاً عينيه بتعب ..
, عاد يفتحها مُمسكاً هاتفه وزفر بضيق مُحاولاً اتخاذ قرار ولكنه في النهاية رفعه لأذنه بعدما ضغط على أسمها ..
, شهقت تسنيم من الجهة الأخرى وقفزت عن سريرها راكضة نحو والدتها: أهو يا ماما بيتصل أهو هاا شوفتي أني جااامدة وعندي سيطرة أوووي ..
, رمقتها والدتها بسخرية: عندك إيه يا آخرة صبري هو عشان رنلك مرة واحدة تبقي مُسيطرة .. ده أنت بتتنططي زي القردة أهو وكأنك مصدقتيش ..
, تحمحمت تسنيم هاتفة بلامبالاة ظاهرية: لا مصدقتش إيه أنا كنت عارفة أصلاً أنه هيحصل كده وأنا هقفل السكة في وشه أهو ..
, أغلقت الخط بوجهه بيد مُرتجفة فهي تعلم ستشتعل عيناه الآن غضباً لتلك الحركة التي يمقتها .. وتحمحمت ناظرة لوالدتها التي مازالت ترمقها بسخرية لتزفر مُخرجة بطارية هاتفها تُقدّمها لها هاتفة: خدي دي يا ماما خليها معاكي أنا مش عايزاها ..
, رفعت والدتها حاجبيها: ولو البيه رن عليكي ؟
, نفت تسنيم بحزم: يعمل اللي هو عايزه خليها معاكي بقولك إيه لو طلبتها منك متديهاليش ولو شوفتيني بمووت ..
, هتفت والدتها بغضب: بعد الشر عنك يا زفتة ..
, تسنيم: المهم يا ماما لو شوفتيني بقطع نفسي قدامك وبتشحتف متديهاليش ماااشي أنا لازم آخد موقف للآخر شوفتي أهو رن وهيرن تاني وبعدها هيضطر يجيلي ..
, ابتسمت والدتها برضى: ما كان من الأول ياختي قولتلك دول الرجالة لازم توريلهم العين الحمرا علشان يفهموا أوماال ..
, أومأت تسنيم برأسها بابتسامة واقتناع من نصائح والدتها ليهتف والدها من الخلف: العشا فين يا أم تسنيم ..
, ابتسمت والدتها بسرعة وهتفت برقة: دقيقتين بس ويجهز يا حبيبي يانن عيني أنت ..
, اختفت ابتسامة تسنيم ورمشت بعينيها بدهشة ثم ضربت كفاً بالآخر مكلّمة نفسها: وبقلولي تووبي توبي توبي توووبي قال و بقلولي طالعة لمين أهو المثال قدامي أهو .. بس الصراحة الواد حيدر جميل ويستاهل مش زي أبويا ٥ نقطة إيه ده بتقولي إيه يابت يا تسنيم أنتي بتذمّي في أبوكي ما تستحي على دمك يازفتة ٣ نقطة بس هو يعني الواحد يقول الحق حيدر أحلا من أبويا بمية مرة .. بس برضه يا زفتة أنتي لازم تحترمي نفسك .. أحترمي نفسككك بقولك أحترمي نفسسككك ..
, صرخ والدها بغضب: ماتلمي نفسك يازفتة وخشي أتخمدييي ..
, تحمحمت تسنيم مُتمتمة بغيظ: مش هحترم نفسي والواد حيدر أحلا اهو ..
, نظرت نحو هاتفها بيدها لترمش بعينيها بصدمة عندما لم تجد البطارية .. لطمت وجهها بنحيب: عملتي إييه يازفتة هببتي إييييه ..
, اتجهت مُسرعة نحو والدتها برجاء: ياماما أديني البطارية ياماما ٥ نقطة ياماما أرجوكي والنبي يا ماما هقتل نفسي هاااا أديهااالي ياماما ياماماااا والنبي مكنتش بوعيي يامامااا يووو طب عشان خاطر أبو تسنيم طيب يا ماماااا ..
, عادت لغرفتها أخيراً خائبة وضربت وجهها: هتاخدي موقف البطارية مالها طيب هاااا مالهااا ..!؟
, زمت شفتيها بقهر وتنهّدت هاتفة بتلحين: جبااااااااااار جباااااااااار
, جبااااار جبار في قسوتو جبااار جبار في رقتو جبااار خدعتني ضحكتوووو ٥ نقطة وخانتي رقتوووو..
, صرخت والدتها من الخارج: اتخمدي يازفتة لأما تعالي أطفحي ..
, زفرت تسنيم بغيظ وهتفت: **** يسامحك يا حيدر .. نامي ياتسنيم **** يحفظك مش عايزين هبل أيوه غمضي عينيكي يلاااا ..
, زفرت بغيظ وسحبت الغطاء فوق رأسها تُحاول استدراج النوم لجفونها المُتعبة ..
, في الجانب الآخر نهض حيدر عن سريره بغضب وقذف هاتفه بغيظ مُستدعياً عناد عائلة عز الدين بأكملها ولم يُحاول الإتصال مرة أخرى ..
, اتجه نحو شرفته يتكئ على السور ناظراً لرجال الحراسة في الأسفل .. زفر بضيق وعاد ليدخل الغرفة واتجه لخارجها نحو غرفة عمار ..
, اقتحمها ليفزع عمار الجالس فوق سريره يُراسل روما ليقفل هاتفه بسرعة وهتف بحزن: نعم ؟
, مسح حيدر فوق خصلاته هاتفاً بضيق: بتعمل إيه ؟
, تكتف عمار هاتفاً: بعمل إيه يعني مش شايفني برقص ؟
, قطب حيدر جبينه وهتف فجأة بحدة: أنت بتتكلم كده ليه يا قليل الأدب مش تلم نفسك أنا أخوك الكبير ..
, قلب عمار عينيه يهز رأسه ساخراً ليهتف حيدر بغضب: تصدق مش الحق عليك الحق ع التور اللي جاي يصالحك .. قليل أدب ..
, تركه خارجاً من الغرفة وصفع الباب خلفه بقوة يلوم نفسه لتنازله وقدومه إليه ..
, ليزفر عمار بضيق مُتمتماً: أساساً من يومي غبي وقفت ع المرة دي يعني ..
, نهض عن مقعده متجهاً خارج الغرفة واقتحم غرفة حيدر الذي صرخ: اتعلم تخبط ع الباب يا حيوااان ..
, تحمحم عمار يحكّ رأسه بتوتر: بقولك إيه أنا آسف مقصديش بس أنت يعني نرفزتني يعني أنا عايز أظبط علاقتي بيك تقوم أنت تشعللها بينا أكتر ..
, رمقه حيدر بغضب: أطلع برا ..
, عمار: في إيه ياحيدر بطل معاملتك دي بقا ..
, حيدر: وأسفك مش مقبول أطلع عايز أنام ..
, زمّ عمار شفتيه بغيظ وخرج من الغرفة صافعاً الباب خلفه تُلاحقه صرخات حيدر المغتاظة .. دخل غرفته ليصفع الباب بقوة هو الآخر وجلس فوق سريره يشتم نفسه متمتماً: الحق على أمييييي أنااا ..
, فتح الباب بعد لحظات ليهتف ناظراً لحيدر الذي دخل الغرفة: عايز إيه مش كنت عايز تتخمد ؟
, حيدر بجمود: أحترم نفسك ..
, عمار بعصبية: و**** أنا مُحترم بس في عالم ميلقيش بيها الإحترام خالص ..
, حيدر بتهديد: عمااار أعدل كلامك لاعدلك أنا على آخري منك ..
, لوّح عمار بيديه بعصبية: وأنت مالك بيا مش كنت مخاصمني ومش بتكلّمني يبقى ياريت ترجع كده يا سيّد حيدر فااهم أنا خلاص معتش عايزك ..
, رمقه حيدر بغضب وهتف: ماشي زي م أنت عايز بس مترجعش تعيط قدامي تاني ..
, عمار بصراخ: أنا بعيييط !؟
, حيدر: متزعقش ..
, عمار: أطلع برا أوضتييي ..
, رمقه حيدر بنظرة حارقة واتجه خارج الفرفة صافعاً الباب خلفه ليجذب عمار خصلاته شعره بغيظ شديد وقفز عن سريره يلحق به ليجده متكتفاً أمام باب غرفته الخاصة متكئاً عليه يرمقه بجمود وغرور ليهتف عمار بغيظ: أنا كنت رايح أشرب أصلاً ..
, حيدر: محدش سألك أصلاً ..
, عمار: أحسن ..
, كاد يرجع لغرفته ليهتف حيدر ساخراً: مش على أساس رايح تشرب ؟
, رمقه عمار بحنق: بطلت ..
, حيدر: براحتك ..
, زفر عمار بغيظ والتفت نحوه بغضب: بقولك إيييه حركات العيال دي مش حلوة ..
, حيدر: بالظبط كده معيلتك دي مش هتنفعك ..
, عمار بصراخ: أنااا عييييل أنا قصدي عنك أنتتت ..
, حيدر بصرامة: أحترم نفسك وأنت بتكلمني وصوتك ده ميعلاش فاهم ..
, عمار: لا مش فاااهم وأنت ملكش دعوة بيااا تاني بقولك إييه أنساااني خاالص ..
, حيدر: مش لما أكون فاكرك الأول فكرني كان أسمك إيه ؟
, عمار: زفتتت على دماااغك ..
, حيدر: معلش هبقى أتوسطلك يغيروهولك أصل مش حلو البهدلة في آخر عمرك يعني ..
, عمار: مش عايز من وشك حاااجة ..
, صرخ هارون واقفاً على باب غرفته: معلش نتخمد بقاااا لو سمحتوا ده لو مفيش إزعاج لحضراتكم يعني ..
, حيدر: اتخمد حد ماسكك ؟
, هتف زين بغيظ: هيتخمد إزاااي بجعيركم ده عايزين تجعروا زي الجواميس أطلعوا بررا مش هنااا ..
, حيدر بغضب: هارون لم أخووك أصلي متنرفز وعايز أفش غلي في حد متخليهوش ييبقى هو الحد ده ..
, هتف ربيع واقفاً على باب غرفته هو الآخر: في إيه يا جمااعة في إيييه يعني يجي الواحد ينام علشان جسمه يرتاح يقوم يصحى على صوتكم حرام عليكوا راعوا أن في ناس غيركم هنا ..
, فتحت ورود باب غرفتها هاتفة بعيون شبه مفتوحة: هو أنا سمعت صوت زينو ولّا بيتهيألي ؟
, رمقها ربيع بغيظ لينظر نحو ملك ومهرة الواقفتان مكانهم يُتابعون مايحدث بذهول .. ليأتيهم صوت رحمة هاتفة: ده مش من الذوق على فكرة حضراتكم صحيتونا من النوم علشان حاجات تافهة بينكم ..
, رفع حيدر حاجبيه بغضب: ما تلموا نفسكم كلكم بقااا ..
, جائهم فجأة صوت حمزة الغاضب: الكل يخش أوضته يتخمد بقاا أقسم ب**** اللي هسمع صوته تاني الليلة هتكون ليلته سوداااا أتخمدووو ..
, رمقم حيدر بغضب وفتح باب غرفته يصفعه خلفه بقوة ودخل الجميع غرفهم بخوف من نبرته المهدّدة فيما رمقته رحمة بغيظ وتكبر واستدارت نحو غرفتها تُغلق الباب خلفها بهدوء .. فيما وقف هارون ينظر حوله بثناء والتفت نحو حمزة الغاضب هاتفاً: ماكان من الأول ياعم زوما لازم يعني تعذبني وأقوملهم شوفتني شوية تانية وكنت هموّتهم بين إيديا كويس أنك جيت ولحقتهم ..
, رمقه حمزة بتهديد ليبتسم هارون: تصبح على خير يا ضاااكتووور ..
, دخل غرفته سريعاً مُغلقاً الباب خلفه ليزفر حمزة مُلقياً نظرة أخيرة نحو باب غرفة رحمة المُغلق ليتنهد بحرارة ويدخل غرفته ..
, حلّ الهدوء على ذاك الرواق الطويل وخفتت الأضواء به ليفتح عمار باب غرفته يمدّ رأسه ناظراً حوله ليعود ويشتم نفسه بغيظ ويدخل لغرفته مُغلقاً الباب خلفه بعناد ..
, ٣٠ العلامة النجمية
, صباح اليوم التالي ..
, خرج حيدر من غرفته واتجه لغرفة عمار سريعاً .. وجده مازال يغطّ في نوم عميق ليقترب منه مزيحاً الغطاء عنه: عمااار عمار أصحى ..
, لم يأته رد ليهزّه بسرعة: عماار عمورة أصحى يلا أنت يازفت قوم ..
, عمار: شوية بس ..
, حيدر: قوم يالا مش عايز تروح معايا الشركة ..
, عمار: لا ٥ نقطةإيييه ؟
, انتفض مُعتدلاً يجلسته يرمقه بعيون ناعسة: هتاخدني معاك بجد ..؟
, حيدر: أيوه يلا وهنفطر هناك كمان متفطرش هنا هستناك في العربية ..
, نهض عمار يتعثّر بنفسه بلهفة وهتف: طب وبابا هو مش بيحب حد يطلع من غير فطار ..
, حيدر: متقلقش قولتله يلا بقا مفيش وقت ..
, عمار بلهفة: ماشي ماشي ..
, اتجه مُسرعاً لحمامه ليتوقف فجأة بارتباك مُلقياً نظرة نحو هاتفه .. رمقه حدر بغيظ وهتف: خلاص ياخويا خده معاك لو عايز بقولك إيه أنا مليش دعوة بيك لو اتخدعت تاني أبقى انتحر بجد ..
, ابتسم عمار بحماس ودخل الحمام يُجهّز نفسه سريعاً ..
, خرج حيدر من الغرفة ينتظره في سيارته ليُسرع عمار خلفه بعد لحظات هاتفاً: صباح الخير يا جماعة مع السلامة يا جماعة ..
, قفز زين عن جلسته: أنت رايح فين ؟
, عمار: الشركة مع حيدررر ..
, زمّ زين شفتيه وعاد للجلوس والتفت نحو هارون باتهام ليهتف الآخر: مالك يالا ..؟
, زين: أنت مبتاخدنيش معاك الشركة ليه ؟
, أدهم: مش لما يروح هو الأول ..
, تحمحم هارون هاتفاً: قريباً ياعمو هروح ألقي نظرة فاحصة ..
, أدهم: نظرة فاحصة عارف ياهارون لو ماشوفتك في أقرب وقت قدامي في الشركة مش هيحصل خير ..
, هارون: حاضر يا عمو أنا تحت أمرك معقول كل ده علشان أجي أنورلكم الشركة طيب ..
, هتف حمزة بهدوء: مهرة جهزي نفسك أنتي وملك عشان هنخرج ..
, مهرة بدهشة: فين ؟
, حمزة: زين قالي أن ملك مجابتش كل حاجة مبارح هنروح كلنا نجبلكوا اللي محتاجينه .. ملك هارون اتصرف بوراقك الشخصية أنتي ومهرة ..
, ابتسمت ملك بسعادة: بجد و**** ..
, حمزة: أيوه .. أنتي خلصتي ثانوية بس مسجلتيش في الكلية صح ..؟
, ملك.: أيوه خالي منعني ..
, حمزة: يبقى بكرا ناخد ورقك ونسجلّك اللي أنتي عايزاه مجموعك كويس ..
, اتسعت ابتسامة ملك بسعادك لتتحمحم مهرة هاتفة بامتنان: متشكرة أووي يا حمزة بجد .. بس يعني أنا كنت عايزة أطلب طلب ده بعد أذنكم ..
, التفت أدهم نحوها: قولي يابنتي ..
, مهرة: يعني كنت عايزة أشتغل وأصرف على نفسي أنا وأختي .. أنا بقالي أكتر من سنة عايشة بفلوس حمزة ودلوقتي أنا وأختي عندكم و..
, قاطعها أدهم بحزم: إحنا مش قولنا بقيتوا من العيلة أنتي وأختك .. يعني مسؤولين مننا زي م العيال هنا مش بيشتغلوا وياخدوا مصروفهم أنتوا هتبقوا زيهم ..
, مهرة بابتسامة: **** يخليك ياعمو بس أنا بتكلّم عن نفسي يعني أنا مش صغيرة .. وعايزة أشغل وقتي بحاجة مفيدة مش عايزة أفضل كده .. أرجوك ياعمو ..
, تنهد أدهم هاتفاً بتفكير: خلاص يبقى تنزلي الشركة مع حيدر ورحمة ..
, مصطفى: فكرة كويسة .. تتعلّمي في البداية أصول الشغل ..
, حمزة: بس مش كل يوم .. معلش زي م قال هارون خروجاتهم مش هتبقى كتيرة ..
, أدهم: أنتي دراسة إيه ؟
, ابتسمت هاتفة: دوبلوم تجارة ..
, مصطفى: يبقى خلاص تقدري تشتغلي معانا .. وعلى الخروج تطلع مرتين في الأسبوع وباقي الشغل تكمّله في البيت على اللاب إيه رأيك ..
, ابتسمت هاتفة بفرح: متشكرة أووي لحضراتكم بجد ..
, نهض حمزة هاتفاً: يبقى جهزوا نفسكم عندي كام حاجة في المسشتفى هخلص وأجي ..
, رمقته رحمة بغضب وهتفت بحدة: ومين بقا اللي هيعلّمها الشغل ده ؟
, هتف حظزة بهدوء: مهرة ذكية وشاطرة هتتعلم بسرعة هنخلي منال سكرتيرة حيدر تعلمها .. ريحي نفسك حضرتك محدش هيطلب منك حاجة ..
, رحمة: أساساً حتى لو طلبتوا مش هوافق ..
, رمقها حمزة بنظرة عميقة واتجه خارجاً من المكان مُتجاهلاً لها تُتابعه هي بعينيها القاتمة ..
, في مكتب هارون ..
, تراجع بظهره ينظر لذلك الرقم الذي يُضيء على شاشته ليبتسم بجانبية ويرفعه على هاتفاً: نعم وانجز أصلي مستعجل ومش فاضي لتفاهاتكم ..
, هتف الصوت الغليظ من الناحية الأخرى: تقدر تتنازل عن المهمة من غير ما تزيد العداوة بين الطرفين ..
, هارون: أممم وإيه كمان ..؟
, هتف الطرف الآخر: الباشا لسا بيديك فرصة ..
, هارون بضحك: لا بلاش يديني خااالص وقوله أني أنا برضه هديه فرصة ولو حاول بس يمس شعرة مني الفيديو ده هيوصل للسيد كان أسمه إيييه كان أسمه إيه يا هاروون أه للسيد إلياس وهو بقى يتصرّف معاه ..
, أغلق للخط بوجهه سريعاً ليزفر فهد بغضب ويضرب المكتب أمامه: إزااااي فيديو زي ده يوصل لأيد الكلب ده هو إييه جنييي بعدين مين اللي مصوره ..؟
, قطب عايد جبينه بحذر وقلق .. كيف وصل الفيديو إليه ذلك الذي يحتفظ به في خزنته السرية ..؟
, التفت نحو فهد الذي مازال يصرخ ويُهدّد ليهتف: للأسف منقدرش نعمل حاجة ياعمي .. هو هينفذ تهديده يعني محاولاتنا لقتله هنكون بنقتل نفسنا برضه ..
, فهد: يعني إييه حتة عيل زي ده يتغلّب عليااا ..؟
, عايد: أهدا ياعمي وخلينا نفكر في حل المهم نبعد عنه الفترة دي .. ممكن الفيديو يكون وزعه علی أكتر من حد يعني لو قرّبنا منه لو هو مبعتش الفيديو هيكون في ناس وراه تبعته ..
, جلس فهد فوق مقعده بغضب وعيون مشتعلة فيما ضحك هارون من الناحية الأخرى بارتفاع وتسلية ليرمقه فريد هاتفاً: أه أه استفزّهم أكتر ..
, هارون بفخر: عمرك سمعت حد بقول زيي إذا لمسوا شعرة مني هقتلهم ههههه .. حلو ياحبيبي يا أنا بدافع عني وبخلي بالي مني .. شوفت أنا وشخصي بنحب بعض أووي ٣ نقطة
, زفر فريد هاتفاً: طب والخطوة الجاية إيه ؟
, هارون بهدوء: هنشوف الورق اللي لقيناه ونعرف فيه إيه .. هنراجع الأسماء الموجودة فيها ونمسك عليه حاجات أكتر .. دلوقتي هاخد وقتي وأكيد مش هيحاول يقتلني تاني لاحسن أنفذ تهديدي وأبعت الفيديو لزعيم عصابة المافيا اللي هو خانه وقتلّه أخوه .. ودول عصابات المافيا مش زينا دول مفيش في قلبهم رحمة ..
, أومأ فريد برأسه هاتفاً: **** يستر ..
, نهض هارون عن جلسته هاتفاً: أنا همشي عندي كام حاجة أعملها بقولك لو حصلي حاجة أبعت الفيديو ده لجماعة المافيا ههه ..
, خرج من مكتبه ليتجه نحو سيارته .. قادها مسافة قليلة ليُقطب جبينه بغيظ عندما شعر بهزة بها .. أوقفها سريعاً ومد رأسه من النافذة ليرى الدولاب الأمامي قد تضرّر ..
, زفر بضيق ناظراً حوله وهتف: أنتوا ياكلاب مش تحرسوني كويس أهو كنت هموت أهو يخربيت اللي مشغّلكم طب كان يختار حد خبير مش زيكوا ده لو قاصد يقتلني مش هيجبكوا أنتوا إيه ده أوعي يكون عايز يقتلني !؟
, خرج من سيارته صافعاً الباب خلفه بغيظ ووقف مُتخصّراً يرمق عجلة السيارة بملل لينظر حوله بغيظ: في حد فيكم يعرف يبدل الكاوتش ؟ طب حد معاه واحد زيادة أو رقم ميكانيكي طيب ؟ ماحد يجاوب يخربيتكوا ..
, هتف أحد المارة بدهشة: خير يابيه محتاج مساعدة حضرتك بتكلم مين ؟
, هارون: بكلم عفاريتي تكلّمهم معايا ..؟
, قطب الآخر جبينه بغيظ من رده الوقح واتجه متابعاً طريقه ليزفر هارون وتكتف بغيظ .. تنهد ينظر حوله ينتظر الفرج وهز رأسه بعدها هاتفاً بنظرات لوم وعتاب: مش تاخدوا بالكم مني كويس عن كده ومن عربيتي يا جدع منك له له له .. يلا معلش سماح المرادي بس متتكرّرش .. تعالوا بس حد يساعدني والنبي أصلي مبحبش ألوث هدومي الرسمية بعيد عنكم دي هدوم حكومة يعني وأمانة في رقبتي ..
, انتظر بضع لحظات ليزفر بغيظ شاعراً بأنه تحوّل لمهرج السيرك خاصتهم ليهتف: مش عايز من وشك معلمكم حااجة غووروا ..
, أخرج هاتفه يتصل بفريد الذي أجابه بلهفة: أيوه يا هاروون أنت كويس حصلك حاجة أبعت الفيديو ؟
, تعالت ضحكات هارون وهتف باستنكار: يعني ياغبي لو حصلي كنت كلمتك ولا أنت عايزنى أكلمك ياض ماهما ممكن يقتلوني حالاً وأنت لازم تدور ورايا وتعرف مصيري ..
, فريد: أخلص عايز إيه ؟
, هارون: أبعتلي أي ميكانيكي للعنوان١٥ نقطة هسيب عربيتي وآخد تاكسي هو يوم باين من نصه ..
, أقفل الهاتف وعاد يلتفت حوله بعتاب: ينفع كده تمرمطوني في التكاسي منكم لله أنتوا واللي مشغلكم ..
, نظر حوله منتظراً حتى وجد تاكسي ليُوقفها سريعاً ويفتح الباب ثم الافت حوله هاتفاً بغرور: وراايا ..
, رمقه صاحب التاكسي بدهشة ليهتف هارون: أمشي ياسطااا ومتقلقش ورانا رجالة ..
, زفر السائق مُتجنباً الكلام خاصة بعدما رأى بدلته العسكرية الرسمية ليُتابع طريقه بصمت متجاهلاً قلقه من جنون الذي بجانبه ..
, في شركة عز الدين ..
, أزاح عمار الأغراض الموجودة فوق طاولة مكتب حيدر ليهتف الآخر وهو يُراقبه بغضب: بتعمل إيه ياغبي ؟
, عمار بابتسامة: هنحط الفطار هنااا بيطلع أجمل ..
, زفر حيدر بغيظ واتجه يرتب أوراقه وملفّاته التي أبعدها عمار وهتف: حطهم واترزع وأوعى تمدّ إيدك على حاجة تاني فاهم ..
, زفر عمار يزم شفنيه بضيق وقرّب كرسي حيدر الخاص ليجلس فوقه يهزه يميناً ويساراً وهو يهز قدمه بابتسامة متحمّسة ليهتف حيدر بنفاذ صبر: وبعدين معاك هو أنا جايب أبن أختي ده مكتبي مش حضانة ..
, تنهد عمار بتذمر فمنذ وصولهم والآخر لا يكفّ عن توبيخه ليتجاهل حديثه هاتفاً: طلبتلّي عصير مانجا ؟ مع أن نفسي في فراولة ..
, حيدر: أه طلبت ..
, عمار: هو أنا بتحسّس من الفراولة ليه أنا عايز فراولة ..
, حيدر: معرفش ..
, نظر عمار حوله ثم التفت بضيق نحو حيدر الذي قرب كرسي آخر نحو طاولة المكتب وجلس مباشراً طعامه ليهتف: أنت مش بتتكلّم ليه ؟
, أمسك حيدر قطعة جبن صغيرة ومدِها نحوه يضعها بفمه هاتفاً: كل وأسكت ..
, ابتسم عمار يمضغ الجبنة بدهشة وهتف بلهفة: حيدر ..
, همهم الآخر متابعاً طعامه ليهتف عمار بحماس: أنا فرحاان أووي على فكرة رغم أنك مش طايقني باين ..
, رمقه حيدر بهدوء وتنهد تاركاً طعامه لينظر له بجدية هاتفاً: مش طايقك ليه ؟
, عمار: معرفش أنت باين عليك كده ..
, ابتسم حيدر بخفوت وهتف: لو مش طايقك مش بجيبك هنا من البداية أنت ملاحظ أني سايب شغلي وعامل طاولة مكتبي سفرة عشانك ده لو أبوك شافني كان هزقني ..
, ابتسم عمار بسعادة وهتف: طب طب بقولك أنت وحشتني أوي و**** ..
, رمقه حيدر بصمت ليهتف عمار بحزن: بجد و**** ..
, زفر حيدر متابعاً طعامه: وأنت كمان ..
, اتسعت ابتسامة عمار وضحك فجأة: طب ماتتكلّم طيب أنت عندك خمول عاطفي كده ليه ..؟
, ترك حيدر طعامه والتفت نحوه ليهتف عمار: إحم آسف ..
, زفر حيدر بضيق وتردّد هاتفاً فلطالما كانت كلمات الإعتذار تُخطئ في طريقها إلى لسانه ليهتف: عمار .. إحم بص يعني متزعلش مني أنا مش عايز نفتكر اللي حصل زمان قولتلك عايز ننسى كل حاجة ..
, عمار برجاء: وأنا عايز كده برضه عشان كده جيت معاك هنا عايز أعمل كل اللي اتحرمت منه السنين دي ..
, ابتسم حيدر بخفة ليهتف عمار: حيدر مش هتجبني بكرا الشركة ؟
, رمش حيدر بعينيه هاتفاً: مش لما تمشي من هنا الأول أنت بتحجز من دلوقتي ..
, عمار: معلش والنبي عايز أجي معاك هنا ..
, زفر حيدر يهز رأسه بإيجاب ليهتف فجأة بحدة: خد هنا أنت إزاي مدلوق كده أنت اتجننت إيه النحنحة والمرقعة دي ..؟
, هتف عمار بتوتر وبلاهة: هاا ..؟
, حيدر بغضب: لا وقليل أدب برضه أومال لو كانت مراتك كنت عملت إيييه ..؟
, ابتسم عمار بارتباك: معلش بقا حب مراهقة وكده متعلقش ..
, حيدر: عايز تتنيل على عينك تغازل وتتنحنح ع الأقل مش قدام العيلة ..
, عمار: خلاص المرة الجاية طيب .. بقولك خلاص بقا كفاية مش أنت قولتلي هننسى ..
, رمقه حيدر بغيظ وتابع طعامه بغضب ليعود ويترك طعامه فجأة وينظر نحوه بتهديد غاضب ليزفر عمار بحنق هاتفاً: أهو مش هنخلص النهاردة اتفضل قول اللي عندك ..
, حيدر بغضب: تقديرك السنة اللي فاتت كان إيه ؟
, ابتلع عمار ريقه هاتفاً بسرعة: بقولك كله إلا الموضوع ده رجعنا على سيرة الحب والنحنحة ..
, جذبه حيدر من ملابسه: تقديرك كام يا حبيبي ؟
, عمار بغيظ: جيد ..
, هتف حيدر بغضب: بسسس ؟
, عمار بتذمر: ما هما مأدونيش غيره أعمل إيه يعني أشحت منهم ..؟
, حيدر بغضب: م هما أدوه لزين إمتياز إشمعنا أنت بقا ..
, عمار بغضب: زين غبي مش بتاع علم خالص الواد ده .. طب في حد عاقل يجيب إمتياز برضه بعدين أنت بتقارني في ميين أصلاً قارنّي طيب بوسام اللي شوية تانية وكان هيسقط أدوله مقبول ..
, حيدر: تصدق الحق عليا أني أهملتك كده شكلك من غير مذاكرة وإشراف مني مش هتفلح في حاجة خالص ..
, هتف عمار بصدمة: إيييه متقولهاش ..
, حيدر: قولتها ياخويا ومن بكرا هقعد معاك أذاكرلك كل يوم أنت والكلب وسام ..
, عمار: لا بقااا ما أنت تخاصمني أحسن ..
, حيدر: بعينك ..
, تأفف عنار بغيظ: إحنا مش في ثانوي هااا هقول لأبويا ..
, حيدر: ده على أساس حد خلّصك من إيده السنة اللي فاتت غير ماما من طيبة قلبها ..
, زم عمار شفته بحنق: نفسي اتسدت ..
, تابع حيدر طعامه: براحتك ..
, في الخارج اقترب زياد من منال التي تجاهلته كالعادة ليهتف: منال كنت عايز أكلّمك في موضوع كده ..
, التفتت نحوه هاتفة: لو ميخصش الشغل أنا آسفة مش هقدر ..
, ضيّق عينيه ينظر إليها بحذر لتتوسع عينيه فجأة ناظراً ليدها لامحاً ذلك الخاتم في إصبعها ليسحب يدها بغضب: إيييه ده ؟
, سحبت يدها بقوة هاتفة: لو سمحت أحترم نفسك ..
, احتدّت عينيه بصدمة وهتف: إيه ده أنتي.. أنتي اتخطبتي ؟
, منال بسخرية: أومال إيه ومالك متعصب أوي كده ليه هو أنا أول ولا آخر واحدة ..
, ابتلع ريقه بصدمة ودقات قلبه تعالت داخله فيما أشاحت هي بوجهها عنه مُغمضة عينيها زافرة بقوة ..
, تركها لايقوَ على الكلام شاعراً بعمق خسارته ودخل غرفة المكتب بملامح مازالت تعتليها الصدمة والألم ..
, هتف عمار: إيه مالك ؟
, التفت زياد نحو حيدر وهتف: دي دي اتخطبت إيمتى ؟
, هتف حيدر بجمود: من كام يوم لما أخدت إجازة ..
, تنفّس زياد بقوة وهمس بحدة: ومقولتليش ليييه ؟
, هتف حيدر: أقولك ليييه وهتعمل إيييه مش كنت أحذرك علطول وكنت ألمّحلك أنك هتخسرها ..
, زياد بصدمة: تلمحلييي يعني إييييه أنت كنت عارف ؟
, حيدر بجمود: هي قالتلي وأمنتني مقولش لحد ..
, أغمض زياد عينيه بقوة وهتف بعد لحظات: مين مين ده اللي اتخطبتله ؟
, حيدر: موظف هنا في الشركة ..
, زياد بغضب: مين ؟
, حيدر: معرفش تحديداً مين هو ممكن في قسم الحسابات أمشي دور عليه ..
, زياد بغضب: أدور عليه إزااااي أقول معلش مين فيكم خطيب منااال يرفع إييده ..؟
, حيدر: وأنا مالي ماهي قدامك برا أطلع أسألها ..
, رمقه زياد بغضب والتفت خارجاً من المكتب يصفع الباب خلفه بقوة ليلتفت عمار نحو حيدر: هو زياد بحب منال ؟
, أومأ حيدر برأسه ليهتف عمار بصدمة: أومال هي اتخطبت إزااي ؟
, حيدر: عايزها تعمل إيه يعني تفضل مستنياه علشان ينطق ..
, ابتلع عمار ريقه ليهتف بحذر: يعني هي برضه بتحبه ؟
, أومأ حيدر برأسه ليعود عمار لهتافه: أومال اتخطبت إزاااي ؟
, حيدر: وأنا مال أمييي ..؟
, زم عمار شفتيه بحزن ليهتف بعدها: ألا صح هي تسنيم معدتش جات عندنا ليه ؟
, حيدر بغضب: وأنت عايز فيها إيه ؟
, عمار بابتسامة: بحبها وبتسلا معاها ..
, حيدر بتهديد: عمااار أظبط كلامك مش عايز أزعلك ..
, هتف عمار بسرعة: أنا بحبها زي أختي ..
, حيدر بغيرة: متقولش بتحبهاا ..
, ضحك عمار هاتفاً: طب مادام بتحبها اهو أومال بتعاملها كده ليه ؟
, ضيّق حيدر عينيه بغضب: وهي كانت اشتكتلك ؟
, نفى برأسه هاتفاً: لأ .. أه مش أوي بس كنت بشوفكم .. حيدررر ما تحكيلي عنكم طيب أنت ولا مرة حكيتلي عنها عرفتها إزاي طيب ..؟
, حيدر بسخرية: متعرفش يعني أني شوفتها بالميتم بتاع عمو مصطفى ..؟
, عمار بلهفة: أه عارف ده بس أحكيلي أكتر بالتفاصيل يعني ..
, حيدر: مش وقتك ع فكرة ويلا لم الأكل ده وقوم عن الكرسي بتاعي ..
, ابتسم عمار يهز الكرسي بتسلية: لا القعدة هنا حلوة سبني شوية والنبي ..
, زفر حيدر بغيظ ونهض يلم الطعام من أعلى الطاولة فيما عمار يُراقبه بابتسامة واسعة ودقات قلب سعيدة رغم ذلك القلق الذي والندم الذي ينهش داخله ..
, ٣٠ العلامة النجمية
, " النفوس بيوت أصحابها، فإذا طرقتموها فاطرقوها برفق"
, 💚الامام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)💚
, ٣١ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد أسبوعين ..
, التفت وسام نحو زين الجالس في صالة الفيلا: هو الواد عمار ماله ؟
, هز زين كتفيه: مش عارف بقاله كام يوم متوحّد ..
, قطب وسام جبينه وهتف: أوعى يكون حيدر زعّله ؟
, نفى زين باستنكار: زعله إيييه دردر ده بقى واحد تااااني ده أنا بقت نص خناقاتي مع هارون بسببه عمال يدلع عمار ويغرقه بالفلوس مش زي هارون اللي بقى بخيييل أووووي ..
, هارون بغضب: سمعتك ياحيوان ..
, التفت زين نحوه بغيظ: أنا مش قولتلك متكلّمنيش هاااا ..
, هارون: و**** مش قاتل نفسي عشانك بس لازم ألمك لما بشوفك بتقلل أدب ..
, رمقهم وسام بغيظ وهتف: أنتوا في إيه ولّا إيه مش لازم نعرف عمار بيحصل معاه إيه في الكلية عطول تايه ومش معانا وباجي هنا مش بشوفه ..
, هتف ربيع مقترباً منهم: خلاص نطلع نسأله ..
, زين: شوف شوف الزكي ما أنا سألته كتير ومش راضي يقولي ..
, ربيع بغيظ: بس لما نروح كلنا نزن عليه هيقول أمشوا تعال ياهارون ..
, رمقهم هارون بغيظ وهتف: كله على دماغ هارون دايماً دخلوني بمشاكلكم أمشووا ..
, طرق زين باب غرفة عمار ليهتف وسام: في إيه ياض من إيمتى بقيت محترم وسع كده ..
, فتح الباب ليقتحم الغرفة ويجده يستلقي فوق سريره مُحدقاً بالسقف بشرود ..
, قطب هارون حبينه مُستشعراً جدية الموضوع واقترب منه يجلس بجانبه هاتفاً: مالك يا عمورة في إيه ؟
, التفت عمار نحوهم ونهض ليعتدل بجلسته: عايزين إيه ؟
, وسام: عايزين نعرف مالك قولنا هو أنت رجعت تخانقت مع حيدر ولّا حاجة ؟
, نفى عمار برأسه ليهتف زين: أومال في إيه مش عادتك يعني .. ده حتى لما حيدر كان مخاصمك مكنش شكلك كده ..
, زفر عمار ماسحاً وجهه بتعب: مفيش ..
, مدّ هارون يده يُمسك ذقنه يُدير وجهه نحوه هاتفاً: عمااار أنت مش واثق فينا ..؟ إحنا خايفين عليك .. طب قولي حيدر مزعلك ؟
, نفى عمار برأسه خافضاً عينيه ليهتف هارون: بس هو ميعرفش أن حالتك كده أنت مبتبقاش معاه كده أصلاً إيه رأيك عايزنا نقوله ؟
, نفى عمار سريعاً وابتعد عنه ليهتف زين بغضب: أومال في إيييه ..؟
, عمار بغضب: مفيش عايزين بيا إييه أبعدوا عني أنا تعبتت ..
, هارون: عمار مالك إحنا خايفين عليك بتعمل كده ليه فهّمنا ..
, التفت عمار نحوه ودمعت عينيه فجأة .. عض شفته بألم يُقاوم بكائه ووضع رأسه على ركبتيه زافراً بتعب ..
, هتف زين بدهشة واقترب ليجلس بجانبه مُربتاً على كتفه: مالك يا عمورة في إيه قولنا وإحنا هنساعدك ..
, أغمض عمار عينيه بألم وفتحها رافعاً رأسه ينقل نظراته بينهم بعيونهم القلقة والمُنتظرة .. زفر بضيق مُتمتماً بحزن ويأس: أنا بحب ..
, نظر الجميع لبعضهم بدهشة وهتف وسام: نعم ياخويا ..؟
, صمت عمار بألم ليهتف زين: بتحب إيه إزاي مين يعني إيه ؟
, هتف عمار بقهر: بحب يعني بحب فيها إيييه دي ..؟
, هتف ربيع بحذر: بنت قصدك صح ؟
, عمار بغضب: أومال قطة ..؟!
, رمش زين بعينيه وهتف بحذر: هي مين ؟
, عضّ عمار شفته وارتفعت دقات قلبه خوفاً وألماً وتعباً من تفكير مُضني رافقه لليالي طويلة ليهمس بعدها بصوت خافت موجوع: روما ..
, هتف هارون يهز رأسه: ألف مبرو٥ نقطة إييه ميين ؟!
, توسّعت عيون الجميع بصدمة وهمس هارون فجأة: احيييه احييييه لا المرة دي تبهدلنا بجد ..
, التفت عمار نحوه ودمعت عينيه أكثر ليضع رأسه بين كفيه وينفجر فجأة في بكاء مقهور متعب مُخرجاً به كل مشاعره وآلامه المكبوتة منذ أيام طويلة ..
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
الثالث عشر


اللهم صل على محمد وآل محمد ..❤
, ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
, لَم يَبق شيءٌ سِوى صمتٍ يُسامِرُنا
, وطيفِ ذكرَى يزورُ القلبَ أحيانا 🌼.
, فاروق جويدة
, ٣٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, اقترب هارون من عمار الذي دخل في نوبة بكاء حارقة ليحتضنه مُحاولاً تهدأته ولكن الآخر زاد في بكائه ..
, هتف هارون بعدما زفر بحرارة: خلاص ياعمار هنحاول نلاقي حل بس أهدا طيب عشان خاطري ..
, نفى عمار برأسه سريعاً وابتعد عنه هاتفاً ببكاء: لا مش هنلاقي مفيش حل خلاص أنا تعبت من كل حاااجة هفضل عايش كده لحد إيمتاااا بقالي سنين بحاول أعيش زي الناس ولما رجعت علاقتي بيه كويسة مكنتش مرتاح في حاجة جوايا كانت تقلقني كنت ببقى مخنووووق وأنا معاه رغم فرحتي ..
, أخذ شهيقاً قوياً ومسح دموعه بعنف هامساً: أعمل إيه حيدر لو عرف باللي عملناه هخسره للأبد .. أعمل إييه يا هارووون ..؟
, زفر هارون ماسحاً وجهه بضيق وقلق والتفت نحو زين الواجم ليهتف: أهو الخطة الوحيدة اللي على أساس نجحت معاك نهايتها مصيبة على دماغ الكل .. للأسف ولا خطة ناجحة ياعم زينو ..
, ابتلع زين ريقه وهمس بتردد: م مع مع أن كله كان ماشي تمام ..
, وسام: القلب ومايريد بقا ..
, زين بنحيب: ده ذنب الواد حاتم تشعلق في رقبتي باين ..
, ضحك عمار من بين دموعه وعاد فجأة للبكاء ليهتف هارون: لا حول ولا قوة إلا ب**** الواد اتجنن لازم نلحقه ..
, ربيع: اتصرّف يا هاروون ..
, هارون: حاااضر هقوم دلوقني أتصرف حاااضر ..
, ربيع: خلاص بلاش تحب روما هات غيرها ..
, رمقه عمار بألم ليهتف زين: خلاص طيب ياعمورة متقلقش هنفكر في حل نرجّع روما ملاك ..
, وسام: الحق على هارون قال رقاصة وكده وكده ..
, هارون بغيظ: بقولكم إيييه لولا خططي دي مكانش حيدر كرهها وحس بالخطر المُحدق بعمار يبقى أخرسووا خالص ومسمعش صوتكم ..
, وسام: طب حلو هات بقا خطط تانية تخلّي حيدر يشعر بالأمان بدل الخطر ..
, هارون: أوك يلا هارشوت بارشوووت أهي الخطة جات في دماغي أهي ..
, ضحك زين بسخافة هاتفاً: ماتعلّمني السحر ده ياعم هرهر ..
, زمّ عمار شفتيه يرمقهم بحزن وعادت عيونه لتدمع هامساً: أنا هعمل إيه خايف أوي مش عايز أبقى كده أنا هرتاح إيمتى ؟
, التفت الجميع نحوه بحزن وعجز ليعود هو لبكائه بصمت .. توسعت عيني زين عندما فُتح باب الغرفة ودخل حيدر الذي انصدم بتجمّعهم وقطب جبينه مُلتفتاً نحو عمار الباكي ليهتف بصدمة: عماار مالك ؟
, التفت عمار نحوه ليزداد قهره أكثر وإحساسه بالكبت والإختناق الذي بدأ يشعره بوجوده على عكس ما كان يتمنّى أن يفرح ويُعوّض أيام بُعدهم وخصامهم لتخرج شهقة باكية منه وحيدر يجلس مكان هارون الذي نهض مُبتعداً ليهتف حيدر بقلق: في إيه ياعمار بتعيط ليه ؟
, تمتم عمار ببكاء وهو يدفن نفسه في أحضانه باستنجداد: تعباان ..
, حاوطه حيدر بذراعيه وعيون قلقة خائفة .. تحسّس جبينه بسرعة هاتفاً بلهفة: تعبان مالك حاسس إيه قوم هنروح الدكتور ..
, هتف ربيع بسرعة: دكتور إيييه أزعل منك أومال أنا هنا بعمل إيه ؟
, التفت حيدر نحوه بعيون مُشتّتة وأبعد عمار عنه يمسح دموعه هاتفاً: عمار حاسس بإيه قولي في حاجة بتوجعك ؟
, نفى عمار برأسه ليهتف حيدر بقلق أكبر: أومال في إيه حد زعجك ؟ أبوك زعلك طب العيال دول حد فيهم عملك حاجة ؟
, عاد عمار لينفي برأسه سريعاً ليهتف حيدر بنفاذ صبر: أومااال في إييه متقلقنيش كده ..
, عاد عمار لحضنه متمتماً بتعب: مفيش بس تعبان ..
, التفت حيدر نحو الجميع حوله وهتف بتهديد: أنتوا عملتوله إيييه ؟
, زين بدهشة: هنكون عملناله إيه هو مرات أبونا يعني علشان نئذيه ..؟
, حيدر بغضب: ربيع عمار ماله ؟
, ربيع: هو يعني تقرياً كده حالة نفسية بتجي للشخص دايماً عادي يعني بتحصل ياماا ..
, وسام: عنده حق أنا بتحصلّي دايماً بس مش بقعد أعيط ..
, زين بسخرية: معلش الواد عمورة بقا مدلع جداً وحساس لازم يعيط لما نفسيته تتعب .. ما هو هيلاقي مين يقدّره ويفرّحه ويهتم بيه مش زي ناااس ..
, هارون: ماهو الواد عمورة يستاهل مش زي نااااس ..
, زين بغضب: أناا مأستاهلش !؟
, هارون: مستغرب لييه ياخويا ..؟
, حيدر بغضب: أطلعوا برا كلكم يلااا ..
, التفت هارون نحو حيدر وهتف بغضب: أنت مش شايف أن لسانك بقا طويل زيادة عن اللزوم ؟ شايف ولّا مش شايف أحب أقولك أنه بقى لازمله قص وأحب أقولك برضه أني هقصهولك قريب ..
, اقترب زين من هارون هامساً: وأحب أنا أقولك متزوّدهاش دلوقتي أووي أصل أنت قريباً هتبقى مكانه وهو مش هيهدّد وبس لا هو هينفّذ ..
, رمقه هارون بغيظ والتفت خارجاً من الغرفة ليلحق به الجميع بعدما طردهم حيدر ..
, عاد ليلتفت نحو عمار الذي خفت بكائه ليُبعده عنه ناظراً نحوه بتمعّن: مالك ؟
, أشاح عمار بعينيه عنه: مفيش ..
, زفر حيدر ماسحاً خصلاته بنفاذ صبر وهتف: قوم جهز نفسك ..
, التفت عمار نحوه لتساؤل ليهتف حيدر: يلا قوم هنخرج ..
, نفى عمار مستلقياً فوق سريره: لأ مش عايز مليش نفس ..
, أمسكه حيدر من ذراعه يمنعه من النوم هاتفاً بحزم: ماهو هيبقى ليك نفس غصباً عنك يلااا يلا قوم ..
, عمار برجاء: حيدر عشان خاطري مليش نفس بجد سبني ..
, حيدر بإصرار: مش هسيبك أنا قولت كلمة يلااا ..
, سحبه بقوة حتى نهض عن السرير ليتجه حيدر يفتح خزانة الملابس الخاصة بعمار وقف أمامها ينتقي ملابس له ليُمسك بنطال ويقذفه نحوه ثم تيشرت قطني أنيق وقذفه بوجهه ليهتف عمار بغيظ: إيه ياحيدر مش كده ..
, التفت حيدر حوله وانحنى يُمسك حذاء عمار ليقذفه هو الآخر ليفتح عمار عينيه بصدمة وانحنى صارخاً: عااا يخربيتك ..
, سقطت فردة الحذاء فوق رأسه والآخرى فوق سريره ليصرخ عمار بغيظ: وربنا معدش هخرج معااك ..
, حيدر: لأ هنخرج يلا البس دول وأخلص ..
, اعتدل عمار بوقفته وأمسك ثيابه ليتجه نحو الحمام ويصفع الباب خلفه .. تنهد متكئاً عليه واقترب من المرآة المتواجدة ليرمق نفسه بملامحه الباهتة وعيونه المحمرّة .. عادت الدموع لتتجمّع في عينيه كلما تذكر مشكلته ومعاناته منذ سنين وحتى الآن ..
, زفر بضيق وارتدى ملابسه سريعاً ليخرج ويرتدي حذائه ووقف أمام تسريحته مُعدلاً من خصلاته المُبعثرة ..
, التفت خارجاً من غرفته ليجد حيدر هو الآخر يخرج من غرفته وقد غيّر ملابسه الرسمية لأخرى كاجوال زادته وسامة وأناقة عن قبل ..
, ابتسم عمار هاتفاً: أنت شغل الشركة مخبّي حلاوتك البدلة مش بتليق عليك زي دول ..
, ابتسم حيدر وسحبه من يده هاتفاً: ماهو كده احسن المستشفيات مكانتش هتلحق حالات إغماء بسبب وسامتي ..
, عمار: أنت بقيت مغرور كده إيمتى ..
, حيدر: طول عمري بس أنت مكنتش واخد بالك ..
, هتف عمار بتساؤل بعدما استقلا السيارة: هنروح فين ..؟
, حيدر: مفيش هنلف شوية ..
, عمار: أومال خليتني أتعذب وأغير هدومي لييه ؟
, حيدر: أومال تخرج بالبجاما لا مش حلوة ..
, زفر عمار بضيق وتكتف مُرخياً رأسه على النافذة بجانبه ليلتفت حيدر نحوه ملاحظاً شروده الواضح ليزفر بضيق متابعاً طريقه ..
, توقفت السيارة بعد دقائق من السير .. ليلتفت حيدر نحو عمار الذي يبدو وكأنه في عالم آخر ليمد يده يهزه: عمااار ..
, انتفض عمار بسرعة والتفت نحوه: إيه ..؟
, زفر حيدر هاتفاً: أنزل ..
, التفت عمار حوله وفتح الباب مُترجلاً من السيارة ليقف آخذاً نفساً عميقاً يُعبّئ رئتيه من نسمات الهواء العليلة .. وسار يتبع خطوات حيدر حتى وصلا لذلك المكان الهادئ المطل على النيل ..
, اقترب حيدر وجلس فوق أحد المقاعد الخشبية الموجودة وحولهم عدد قليل من الأشخاص الذين يتوزعون على المقاعد ليلحق عمار به ووقف على حافة الجسر أمامهم يتكئ عليها بيديه متابعاً المياه الجارية أسفله بشرود ..
, تركه حيدر يُراقبه من جلسته تلك مضيقاً عينيه بعدما لاحظة شروده وشحوب ملامحه وتلك الدمعة التي سالت على وجنته وكأنه لم يشعر بها لتُجفّفها نسمات الهواء التي تُبعثر خصلاته بخفة ..
, ناداه بعد لحظات ليلتفت عمار نحوه ويقترب منه بخطوات هادئة ليجلس بجانبه بصمت ..
, هتف حيدو بهدوء: عايز تاكل حاجة ؟
, التفت عمار نحو أحد الأركان وهتف: عايز درة مشوية ..
, التفت حيدر حيث يوجّه عمار نظراته ليبتسم هاتفاً: وإيه كمان ؟
, عمار: عصير فراولة ..
, حيدر: أوك درة مشوية وعصير مانجا ..
, عمار: فراولة ..
, حيدر: مانجا ماشي ..
, نهض سريعاً متجهاً لبائع الدرة المشوية القريب منهم وعمار يُتابعه بعينيه وسرعان ماعاد لشروده محاولاً التفكير بأي طريق ليتخلّص مما يُرهقه .. في عقله تدور مئات التخيّلات من ردات فعل حيدر بعد اكتشافه لخطتهم وبأنه كان مجرد لعبة بين أيديهم .. كلما تصوّر ماسيحدث يرتجف جسده رغماً عنه وينتفض ..
, فاق من شروده على هتاف حيدر الذي وضع ما ابتاعه جانباً وربت على وجنتيه بخفة: عمار مالك في إيه ؟
, ابتلع عمار ريقه وهتف: هاا مفيش أنا كويس ..
, هتف حيدر: كويس إييه بقالي ساعة بنده عليك ولما لمستك اتخضيت في إيه ؟
, عمار: مفيش ياحيدر متكبرش الموضوع ..
, زفر حيدر بضيق وعاد ليجلس مكانه ليُقدم له إصبع درة مشوية وعلبة عصير مختومة ليأخذهم عمار منه ويعبس فجأة: قولت فراولة ..
, حيدر: معندوش ..
, عمار بغضب: يبقى مش عايز .. هو عنده وأنت مجبتليش ..
, التفت حيدر نحوه وهتف رافعاً علبة العصير الخاصة به: ما أنا بشرب مانجا زيك أهو لو كان عنده مش كنت جبت لنفسي ؟
, قطب عمار جبينه بحدة ليهتف حيدر: خلاص بقا متبقاش قفوش كده خد جبتلك شيبس ..
, لمعت عيني عمار بلهفة وأخذ الكيس منه ليترك الدرة المشوية جانباً ويبدأ في التهام قطع الشيبس شارباً من عصيره بتلذذ ..
, تابعه حيدر بعينيه بابتسامة حتى انتهى ليهتف بهدوء: عمار ..
, التفت عمار نحوه لبهتف حيدر بخفوت: مالك ؟
, عادت ملامح عمار لتتجهّم وينطفئ بريق عينيه ليتنهد حيدر ويُمسك ذقنه مُثبتاً عينيه في عيني الٱخر هاتفاً بحنان: أنت عارف أنك تقدر تحكيلي كل حاجة صح ؟
, رمقه عمار بعيون متألمة ياليته يستطيع ذلك فعلاً ليهمس حيدر: لو حد مضايقك قولي ولو في أي مشكلة حصلت معاك قولي ومتخافش أنا معاك ومش هسيبك ..
, تابع عمار ريقه وعض شفته بألم وتوتر ليُقطب حيدر جبينه يتمعّن في حركاته عضة شفته تلك التي تُعلمه بأنه متوتر أو موجوع ليهتف بقلق: عمار قولي طيب متخوفنيش عليك كده أنا هوديك المستشفى ..
, عمار: لا أنا كويس ..
, حيدر: يبقى في مشكلة حصلت معاك صح ؟
, عمار: لأ ..
, حيدر: عماار ..
, ابتعد عمار عنه ووقف متجهاً نحو لك السور ليتكئ على حافته كما كان قبل لحظات .. ليزفر حيدر وينهض لاحقاً به حتى وقف قربه ..
, حلّ الصمت عدة لحظات ليهتف حيدر: متحسّسنيش أني خسرتك بجد ..
, التفت عمار نحوه بذهول ليهتف حيدر وهو ينظر لصفحة المياه في الأسفل: بحاول أرجّع علاقتنا زي ما كانت زمان وزي ما كنت بحلم أنها تكون لولا اللي حصل .. بحسّك فرحان بس في حاجة بيك مش فاهمها .. حاسس أنك رغم فرحك مش مرتاح وكأن في حاجة مزعلاك .. معقول عشان أنا مقدرتش أهدم الفجوة اللي حصلت بينا في السنين دي ؟ معقول مش قادر تتخطّاها ؟
, تنفّس عمار شاعراً بوجعه الداخلي يزداد وندمه يتضاعف وكلمات حيدر تنغرس داخله لتؤلمه أكثر ليهتف حيدر ناظراً نحوه: كلامي صح ؟
, نفى عمار برأسه ليزفر حيدر بحرارة ويأس متمتماً: مش لاقي تفسير تاني ..
, استدار وكاد يعود ليجلسته ليُمسكه عمار بذراعه هاتفاً برجاء حيدر هو أنا..
, صمت بخوف ليهتف حيدر يحثّه على الكلام: قول ياحبيبي متخافش ..
, أغمض عمار عينيه لا يُريده أن يتكلم ليزيد من ألمه لا يريد سماع كلماته الحانية معه ولا تعامله العفوي باتت تلك المعاملة تخنقه تُشعره بالوجع والذنب ..
, عضّ شفته بقوة هامساً: أنا لو لو غلطت معاك في حاجة مكانش قصدي أغلط ك كان كان قصدي خير وأنت عرفتها هت.. هتعمل إيه ؟
, ضيق حيدر عينيه بقوة محاولاً تحليل كلماته ولكن ارتجافة عمار الذي يُمسكه وهيئته الخائفة جعلته ينفض تفكيره من رأسه ويُمسكه من كتفيه هاتفاً: مفيش حاجة هتخلّيني أبعد عنك تاني يا عمار أنا خلاص مش هخلي قلبي هو اللي يحكمني تاني .. بعدين أنا واثق فيك وعارف أنك مستحيل تعمل حاجة تئذيني حتى اللي عملته زمان كنت قاصد تحميني وتساعدني ..
, طالعه عمار بعيون دامعة نادمة .. عيون مُهتزۃ محتارة لا يقوَ على الكلام .. ليهتف حيدر مُربتاً فوق وجنته محاولاً طمأنته رغم القلق الذي بدأ يستعمر داخله هو: بلاش تفكر كده ياعمار وبلاش تخاف أبعدك عني تاني لأني مش هعمل كده خالص اللي حصل زمان حاجة عدت ومش هتتكرّر .. يلا بقا خلينا نقعد شوية وبعدين نروح مكان تاني مش عايزك ترجع الفيلا قبل م تكون رقت ..
, تركه متجهاً نحو دلك المقعد ليُلاحقه عمار بعيون متألمة وتمتم بخفوت: للأسف المرة دي مش قلبك السبب ومش هتقدر تنفّذ وعدك ده لأن اللي حصل زمان تكرر استغفلتك تاني ولعبت بيك ..
, أغمض عينيه بقوة وتعب متمنّياً لو استطاع البوح والتفوه بهذا الكلام أمامه ..
, التفت يتجه نحو حيدر ليجلس بجانبه ناظراً أمامه بشرود .. تنهد بقوة وانحنى برأسه ليسنده فوق كتف حيدر الذي ابتسم وحاوطه بذراعه بحنان ..
, شرد عمار ناظراً أمامه وسالت دمعة خاطفة على وجنته تبعتها دمعات أخرى ليبكي بصمت لم يشعر به ذلك الذي غرق هو الآخر بشروده مُقطباً جبينه بقوة وكلمات عمار تتردّد داخل رأسه محاولاً نفي ماتوصّل إليه ..
, نفى برأسه بغير شعور هامساً داخله: مش هتعمل كده يا عمار أتمنى متكونش عملت كده أنا مش هستحمل تاني وربنا ..
, لن يحتمل وجع استغلاله ثانية وإحساسه بأنه كان كلعبة ماريونيت بين يدي أخاه الأصغر منذ سنوات وحتى الآن يُحرك خيوطها كما يُريد ولن يحتمل أيضاً ابتعاده عنه وخسارته مجدداً خاصة بعد اعتياده على وجوده بقربه مُحاوطاً له ومتعلّقاً به بكل مكان وفي جميع الأوقات خلال الأيام القليلة الماضية ..
, ٣٤ العلامة النجمية
, والأمان أعلى منزلةً من الحب ، فلا تقترب أبدًا حين تنبهر ، اقترب فقط حين تطمئنّ ..
, ٣١ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد عدة أيام ..
, دخل عمار غرفة زين ليُقطب جبينه بحذر وهو يشمّ تلك الرائحة ليشهق فجأة وهو يراه يقف أمام النافذة ودخل مُسرعاً هاتفاً: بتشرب سجااايررر ..
, التفت زين نحوه بملل وهتف: أنت بقيت درامي كده ليه بدوقها بس ..
, نظر عمار نحو الباب المُغلق وهتف: أنت مش خايف حد يشوفك ..
, زين باستنكار: أنا أخااااف ؟ من مين هخاف بقا ياخويا ..؟
, عمار: مش ممكن بابا يشوفك ولّا هارون ..
, لوح زين بيده: أبوك مش هنا وهارون آخر همي ..
, عمار: آخر همك صدقت أنا كده صح ؟
, نفث زين من دخان السجارة التي بيده ليسعل عمار هاتفاً: ذوقك زفت إيه الريحة دي ..
, زين: إيه عايزني أجبلك سجاير بريحة شوكولاتة ؟
, عمار: مثلاً .. بقولك طعمتها إيه ؟
, زين: زي السجاير بالظبط ..
, عمار: بجد طب هات أدوق ..
, انتفض على دخول أحدهم الغرفة ليزفر هاتفاً: مش تخبط ع الباب ياغبي ..
, هتف ربيع بصدمة: إيه ده سجاااير في فيلا عز الديييين يا فضيحتك يا عمو ..
, تأفف زين هاتفاً: بقولكم إيه أنت وهو سيبوني أستمتع ..
, عمار: هات أستمتع أنا برضه ..
, ربيع: هتشرب سجاير يا عمورة إخس عليك أنا هقول لأبوك وحيدر ..
, رمقه زين بغيظ وهتف: قولهم عادي ما هو بقی مدلّع الصغنن ده ولو شافوه بيشرب سجاير هيخافوا عليه ليتئذى مش هيزعقوا ..
, عمار بغيظ: أنت بقيت غيور أوي كده ليه يالا ؟
, زين: أنا بغير ؟
, عمار: أه بتغير مني أووي ده أنت باصصلي في حاجة أعملها و**** مفيش غير قرك ده اللي جايبني ورا مش عارف أعيش حياتي زي الناس بسببك ..
, هتف ربيع مُقترباً منهم: طب أسكت أنت وهو واسمعوا قراري الجديد ..
, عمار: مش عايزين هتتخصّص إيه المرة دي بولية ؟
, رمقه ربيع بغيظ وهتف: لاااا خااالص قرار أجملل أجملل ولا رجعة به ..
, دخل وسام الغرفة والتفت لزين هاتفاً بصدمة: إيه ده من غيري يا واطي ..
, زين: خد تعال ..
, وسام: بس محدش يفتن عليا أبويا مستني على تكة ويتبرا مني ..
, مد زين له السيجارة هاتفاً: خد خد متقلقش ..
, صرخ هارون فجأة خارجاً من العدم وهتف بذهول: سجااير يا حيوااان ..
, قفز زين عن سريره هاتفاً بغضب: دي لوسااام مش أناا ..
, عمار بسخرية: مش بتخاف مش كده ..
, أسرع زين يدخل حمام غرفته ليُغلق الباب خلفه صارخاً: لو قربت مني هقتلك يا هاروووون أحذر مني هاااا أنا لما أتعصب معنديش ياما ارحمينييي ..
, صرخ هارون مُحاولاً فتح الباب: طب لو راجل أطلع وواجهني ..
, زين بغضب: أطلع إييه مش شايفني في الحمام .. قليل أدب ..
, هارون: بتدخن من إيمتى يا زفت ؟
, زين بنحيب: دي أول مرة صحبة السوء بتعمل أكتر من كده ياخويااا ..
, هارون بغيظ: أطلع يا زييين متعصبنيش أكترر ..
, هتف زين بحذر: أطلع ومتضربنيش ؟
, هارون: أه ..
, زين: كلام رجالة ..
, هارون بغيظ: أه ..
, فتح زين الباب بحذر وخرج ناظراً نحوه: عايز إيييه ؟
, هارون بغضب: هات السجاير اللي معاك ..
, زين بدهشة: أنت برضه عايز تجرب ..؟
, جذبه هارون من ياقته بغيظ: وله طلعهم حالاً ..
, تأفف زين مُخرجاً العلبة الممتلئة بأعقاب السجائر لينزعها هارون من يده ويضعها في جييه بغيظ هاتفاً: دي نبيعها نستفاد من تمنها أحسن ..
, توسّعت عيني زين وصرخ بغيظ: أنت بتخدعنييي هاتها يا هارون يا بخييل شوفت أنك بقيت بخيل ظهرت على حقيقتك ..
, ضحك هارون هاتفاً بغضب: بس ياض هوزعها ع الرجالة عندي حرام بيتعبوا ..
, زين: وأنا يعني مش بتعب ..
, هارون: التخدين مُضرّ بالصحة ..
, هتف وسام بغيظ: ممكن بقا تسبونا نتكلم بجدية ..
, هارون: عايز إيه ؟
, وسام: جيت أشوف الواد ده هيعمل إيه ؟
, التفتوا نحو عمار الذي قطب جبينه بيأس هاتفاً: هعمل إيه يعني ولا حاجة ..
, ربيع: ماهو حيدر هيعرف هيعرف ..
, عمار بتردد: أنا .. أنا بفكر أقوله ..
, صرخ هارون بغضب: نعم ياخوياا تقول إييييه أنت اتجننت ..
, عمار بصراخ: أعمل إييييه يعني هااا هفضل كده خايف وقلقااان ومش قادر اتلم ع البت روماا ..
, هارون بغضب: تتلم إييييه ياض يالي مطلعتش من البيضة يخربيت الجيل المعفن بتاعكوا ..
, زين: متجملش الكل لو سمحت ..
, زفر عمار بتعب وجلس فرق السرير مُتكتفاً بقلق ..
, زفر هارون بغضب: اتفضلوا واحد واحد يقول الحل اللي عنده ..
, هتف وسام بسرعة: أنا جيت أسمع مش أقول ..
, ربيع: أنا هقولكم قراري اللي اتخذته يا جماعة حد يعبّرني ..
, زين: خلاص يا عموورة متقلقش هنلاقي حل يوصّلك للبت ..
, عمار: مفيش ولا حل ..
, زين بضحك: يابني هنلاقي متيأسش كل الطرق تؤدي إلى روما ..
, عماز: إلا في حالتي الطريق مسدود ..
, هارون: نفتحه ياخويا إحنا الحكومة ..
, رمقه عمار بغيظ وهتف: أنا محدش حاسس بياااا ..
, زين: أنا أناا حاسس وكنت هخليك تفش غلك بسيجاارة .. طب أجبلك حشيش ؟
, هارون: أستنى بسسس الموضوع ده ليا عندك مخدرات بكل أنواعها ميغلاش عليك ياعمورة ..
, هتف زين بغيظ: أنتوا بقيتوا كلكم بتدلعوه كده لييييييه ..
, هارون باستفزاز: بتزعق ليه ياغيور أنت .. يا زين الدين ..
, رمقه زين بغضب وكاد يصرخ ليصرخ ربيع مقاطعاً: حد يسمعنييي أنا غيّرت مجالي كللللله أنا هبقى ممثلللللل أنا هخش في معهد تمثييللللللللل ..
, صمت يتنفّس بقوة والتفت ينظر للعيون التي تُحدق به بذهول ليهتف عمار بدهشة: **** هيبقى عندنا ممثل ..
, وسام: وهو حد هيوافق على قرارك ده ..؟
, ربيع بلهفة: معرفش بس أنا هبقى ممثل قدير مش من بتوع اليومين دوول لااا خالص أنا همثّل تاريخي أصلاً كله بالفصحى وحاجات فخمة وراقية ..
, هتف زين بلهفة: أناا أنا بعرف أمثل أوووووي ماتاخدني معاك يا ربيع قلبي وأيامي ومهجة روووحي ..
, ربيع: حلو حلو أداء كويس ..
, وسام بسخرية: وهو بقا يعني فهمان أووي كده وبيدي رأيه مش لما يقبلوك الأول ..
, ربيع بفخر: هيقبلوني الممثل بيبقى كاريزمااا وببان من صغره ممثل أساساً أنا كل لما ببص في المراية بقول حرام الوش السنمائي ده يفضل في الضلمة ..
, زفر هارون بغيظ ليهتف زين ساحباً عمار معه: تعالى نروح هوديك على مكان حلو أووي تعال يا ساامو ..
, ربيع: وأنا ..
, زين: لأ أنت بسبب فلسفتك ومحاضراتك مش هناخد راحتنا ..
, خرج الثلاثة من الغرفة ليهتف ربيع ناظراً لهارون: إيه رأيك بيا ك ممثل ؟
, هارون: زفت ..
, ابتسم ربيع هاتفاً: أووه كم أنت لطيف ..
, رمقه هارون بغيظ ليهتف ربيع: شوف شوف دي .. احم .. كيف حالك يا أبا ذؤابة ..؟
, قطب هارون جبينه بحدة رامشاً بعينيه لتحتدّ نظراته فجأة ويهتف بغضب مُشيراً لنفسه: أنااا أبا ذبابة ؟؟
, تراجع ربيع للخلف بدهشة: لا مين..
, صرخ هارون بغضب: أنا أبو ذباااابة أهو أنت الذبابة والبقرة أنت بتقل أدبك علياااا أنااا ..
, ربيع بسرعة: تمثيل تمثيلل وربناا ..
, هارون بصراخ: تمثيل هاابط زي صاحبه أنت عاار على الفن والفنانييييين ..
, تنفّس بغضب وهو يراه يخرج مهرولاً من الغرفة هرباً من طريقه ..
, في الشركة ..
, وقفت رحمة في الرواق الطويل تنظر لمهرة التي تخرج من أحد المكاتب وتمشي بخطوات رزينة بثيابها الرسمية التي زادتها أنوثة وجمال لترمقها مهرة بعيون هادئة عندما وصلت إليها وتكاد تتخطاها لتسمع صرت رحمة الساخر: أتمنى تكوني عرفتي نظام الشغل هنا كويس ولو أني أشك ..
, أخذت مهرة نفساً عميقاً .. مستغربة حب وتعلّق حمزة بها وهي بتلك الشخصية المتعجرفة على الجميع .. لا تدري بأنه رأى بها ما لم يره غيره .. يريد ترويضها على يديه وتعليمها فنون الحب خطوة خطوة لتفتح قلبها عليه هو وليس على شخص مزيف كسامر ..
, التفت نحوها تبتسم بخفوت: أيوة يا آنسة رحمة اتعلمت كويس الحمد**** .. حضرتك محتاجة حاجة ..؟
, رمقتها رحمة باستنكار: وأنا هحتاج منك إيه ؟
, هزت مهرة كتفيها وابتسمت بعملية: يبقى عن أذنك لاحسن أتأخر عن شغلي أصل النهاردة هخرج بدري ..
, رحمة: وأنتي مين أداكي الإذن ..؟
, مهرة بابتسامة: عمو أدهم ده بعد طلب من حمزة عشاني .. معلش أعذريني مشغولة بعد أذنك ..
, تركتها مكانها وابتعدت بخطوات سريعة بقلب يضرب داخل أضلعها .. تريد أن تُقحم في عقلها بأن تلك المغرورة التي تركتها خلفها يتآكلها الغيظ هي وحدها من ستدخل قلب وعقل حمزة وليس غيرها ..
, زفرت رحمة بضيق واتجهت نحو مكتبها بعيون غاضبة ..
, في مكان آخر ..
, وقف سامر بصدمة ناظراً لرامي بعدم استيعاب ليهتف بذهول: حضرتك بتقول إيه يا بابا إزاااي ؟
, ابتسم رامي ساخراً: بقول الحقيقة ..
, تنفس سامر ناظراً أمامه بشرود ونفى برأسه بحدة: مستحيييل يعني رحمة متعرفش ..
, رامي: ومين قالك متعرفش ..
, سامر بسرعة: رحمة متعرفش أنا متأكد .. لو كانت تعرف كانت قالتلي بالعكس هي هي بتحب هارون حتى أكتر من زيين مستحيييل ..
, تراجع رامي بظهره واضعاً قدماً فوق الأخرى ليهتف: ممكن بس ده معناه أنهم خدعوها .. وظلموها برضه عمال يعاملوا خطيبها كعدوّهم وعدوهم التاني قربوه منهم وعملوه أبن ليهم ..
, ابتلع سامر ريقه وهتف برجاء: بابا حضرتك متأكد ؟
, ضحك رامي فجأة بذهول: وأنا هجيب الكلام ده من عند أمي مثلاً ؟
, زفر سامر بقوة وابتعد عنه تُلاحقه نظرات رامي الظافرة لتقترب زوجته منه هاتفة: وده هيفيد إزااي ..؟
, رامي: هيفيد أوووي لو مقدرناش نبعده عن العيلة دي يبقى نوقع العيلة في بعض ونحرق قلوبهم على أغلى ماعندهم ..
, ابتسمت هاتفة بغضب: ياريت وخاصة البت اللي اسمها رحمة ..
, رامي بحدة: أبنك بحبها أوعي تقولي كده قدامه لحسن يفلت من بين إيدينا ..
, هتفت بسرعة: لأ اتطمن هسيبه يكرهها هو لوحده شوية شوية ..
, أومأ برأسه بهدوء والتفت نحو الباب الذي خرح منه سامر ليزفر بحدة مُنتظراً نتيجة قنبلته تلك ..
, ٢٦ العلامة النجمية
, دخل زين برفقة عمار ووسام إلى إحدى المقاهي المطلّة على شارع عام عريض ليجلسوا فوق إحدى الطاولات في الواجهة ويبتسم زين باتساع ..
, هتف عمار: هو ده المكان الجميل ..؟
, زين: لا إزاااي أنا قصدي اللي في المكان جمييل ..
, نظر وسام حوله بدهشة: هو مين فيه هنا ..؟
, تعالت ضحكات زين هاتفاً: مش بني آدمين حاجة أحلااااا ..
, ثم التفت نحو عمار هاتفاً: مش كان نفسك تدوق السجاير ؟
, عمار: بطلت ..
, زين: ده أنت عيل فقري .. وسام مش كان نفسك تدوق السجاير ..؟
, وسام: أه يعني إيه ..؟
, تراجع زين بظهره بابتسامة واسعة هاتفاً: تشربوا شيشة ؟
, توسّعت عيون عمار ووسام ليهتف عمار بصدمة: أنت اتجننت جايبني هنا عشان نشيش ..
, أومأ زين برأسه بثقة وهتف: دي طعمتها أجمل من السجاير وريحتها حلوة برضه ..
, زم عمار شفتيه وهتف: بس يازين متحاولش تقنعني ..
, زين: لا هقنعك ..
, عمار: خلاص اقتنعت ..
, رمقهم وسام بسخرية وهتف: و**** أبويا هيتبرا مني من تحت راسكم أنتوا الجوز .. بس نقول إيه هاتلنا شيشة يامعلم ..
, تعالت ضحكات زين بحماس وطلب من النادل لإحضارها لهم ..
, بعد عدة دقائق ..
, كان يضع زين قدماً فوق الأخرى وفي يده نبريج الأرجيلة يضعه في فمه نافثاً الدخان الكثيف مشكلاً دوائر به ..
, التفت نحو عمار الءي يرمقه بغضب ليمده نحوه هاتفا: خد دوق يا معلم ..
, سحبه عمار منه بغضب: **** لايشبعك ساعتين ..
, زين: أنا صاحب الفكرة ياض ..
, نفث عمار الدخان ودخل في نوبة سعال مفاجئة ليهتف: منك لله يا زين ..
, زين: جرب جرب تاني ..
, بدأ عمار بالشرب ليصرخ فجأة: بص بص بطلع الدخان من مناخيري ..
, زين: **** عليك جدع ياض ..
, وسام: هات ياعمار بقا ..
, هز زين رأسه: و**** كان لازم نطلب اتنين مش واحدة يلا المرة الجاية ..
, شحب وسام النبريج من عمار بغضب ليهتف: مش كل مرة أنا في الآخر .. قوله يجبلي فحم يا زينو ..
, بعد مدة من الوقت قفز زين عن جلسته ناظراً لتلك السيارة التي توقفت أمامهم مباشرة وهتف: عمتك يا عمورة قوم سلم عليها يالا ..
, ابتلع عمار ريقه ليلتفت نحو أحمد ونور الجالسين في السيارة يرمقونهم بدهشة ..
, قذف وسام نبريج الأركيلة من يده ونهض هاتفاً: لو أبويا عرف هقتلك با زين ..
, زين: بس ياض ما أنت كنت مستمتع أهو ولا سلطان باشا بزمانه ..
, صرخ أحمد من داخل السيارة: تعاال ياض أنت وهو تعااال٣ نقطة
, أسرع عمار يبتعد عن الطاولة بتوتر وكأنه يُبعد التهمة عنه ليصطدم بوسام الذي يُهرول للخارج ليتعثّر به وكاد يسقط أرضاً فيما قدمه ركلت الأرجيلة لتسقط أرشاً متكسرة بعنف ..
, شهق زين لاطماً وجهه ونظر عمار بتشتّت نحو ذلك النادل الذي هرول نحوهم صارخاً بلهفة ..
, وسام: احييييه لأ أنا معيش فلوس هااا أدفع يا زينوو ..
, زين: أدفع إيييه اللي كسرها يدفع ..
, صرخ النادل بغضب: أدفع ياض منه ليه قلبي كان حاسس من الأول أنكم عيال هايفة ..
, عمار: متشتمش أنت يابتاع شيشة وفساد المجتمعااات ..
, عادت صرخات أحمد الذي فتح باب سيارته وخرج منها مُهدداً ليزفر زين بغيظ مُخرجاً بطاقته البنكية هاتفاً: خد رغم أنك متستحقش الشيشة طعمتها زفت ..
, رمقه النادل بغضب وتهديد وهتف: مش بنتعامل بالكرديت ..
, زين بسخرية: أهو شحاات وبشارط أجبلك منين ياض معيش حاجة ..
, دخل أجمد القهوة متجهاً نحوهم ليأخذ النادل نحو أحد الأركان دفع ثمنها .. ليعود نحوهم هاتفاً بتهديد: قدامي أنت وهو ..
, أسرع عمار بالخروج حتى وقف أمام السيارة لتهتف نور: مش عيب عليكم المنظر ده ..
, هتف زين بضيق: مش عيب عليككم أنتوا تبصوا هنا وهنا ما تبصوا قدامكم زي الناس المحترمة ..
, أحمد: زييييين لم نفسك لالمك ..
, هتف عمار بسرعة: عمو متقولش لبابا ولا لحيدر ولا لماما ..
, تعالت ضحكات زين بسخرية: أنت دي جملتك المشهورة بعد كل مصيبة يابني أمك بتذكرها ليه ماهي مش هيجيلها قلب تعملك حاجة هي مهمتها بس تطبطب عليك بعد م تتهزق وتتعاقب من أبوك وحيدر .. تاني حاجة أنت بقيت دلوع حيدر مش هيكلّمك المشكلة الرئيسة دومي وبما أن حيدر في ضهرك يبقى خلاص اتحلت .. المشكلة عندي أنا بقا ..
, رمقه عمار بغيظ وصرخ: ماتبطل كلامك ده بقااا ده على أساس أني عايش في العسلل ما أنا متزفت قدامك واقع في مصيبة مايعلم بيها إلا **** ..
, هتف أحمد بغضب: اتفضل ع العربية أنت وهوو ..
, زين: متشكرين ياعمو عندنا عربيتنا ..
, هتف وسام بسرعة: عايزين حاجة ياجماعة أنا أبويا محتاجني هروح أساعده ما أنتوا عارفين أنا أبن بارّ ..
, مط زين شفتيه: وأنا أشهد أمشي يا حبيبي أمشي **** معاك ..
, رمقه أحمد بتهديد وهتف: أنت أبوك مش عارف اللي بتعمله صح ؟
, وسام: لا إزاااي هو عارف كل حاجة الحمد**** أنا مبخبيش عنه حاجة أوووعى تعذب نفسك وتقوله ..
, عمار: يا عمو بلاش بابا يا عمو ولا حيدر ولا ماما ..
, التفت أحمد نحو زين بسخرية: وأنت ياحبيبي طلباتك إيه ..؟
, لوّح زين بيده: براحتك با عمو بس أنا كنت بقول يعني بلاش تعذب نفسكك خد مراتك واعزمها على عشا رومانسي زيها وخلاص عايز إيه في مشاكل العيلة وفلان عمل كده وعلان عمل كده ..
, أحمد: رأيك كده ..
, زين: أيوووون ..
, ضحكت نور هاتفة: عندهم حق بيا أحمد سيبهم ..
, عمار: و**** طول عمري بقول أن مليش غيرك يا عمتي يا نوري يا حبيبتي ..
, زفر أحمد بضيق واتجه يستقل سيارته منطلقاً بها لتهتف نور: أنت عارف دي مشورة زين وأكيد أول مرة تجربة ..
, أحمد بسخرية: ما المشكلة أني عارف ..
, نور: بس هما عارفين الغلط والصح فين بس بحبوا يجرّبوا ..
, أحمد: من الآخر عايزة إيه ؟
, ضحكت نور هاتفة: بلاش بابا ولا حيدر ولا ماما يعرفوا ..
, ابتسم أحمد يهز رأسه بضيق: ماشي أمري لله مش هقول ..
, ابتسمت تنظر نحوه برضى وهو يتابع طريقه زافراً بضيق ..
, ٣٣ العلامة النجمية
, لو أننا .. لم نفترقْ
, لبقيتُ في سمائك نجماً سارياً
, وتركت عمري في لهيبك يحترقْ
, لو أني سافرتُ في قمم السحاب
, وعدتُ نهراً في ينبوعكَ ينطلقْ
, لكنها الأحلام تنثرنا سراباً في المدى
, وتظلّ سراً .. في الجوانح يختنقْ
, لو أننا .. لمْ نفترق
, لبقيتُ بين يديك طفلاً عابثاً
, وتركتُ عمري في لهيبكَ يحترقْ ..
, ٢٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد يومين ..
, وقف عمار أمام سيارته ناظراً لروما المتوترة قربه تلتفت حولها كل ثانية وأخرى ليزفر بضيق: في إيه يا روماا ..
, التفتت نحوه بقلق: مش ممكن حد يشوفنا ..
, عمار بضيق: ما قبل كام أسبوع كنا عادي ومش خايفين ..
, روما: دلوقتي الوضع تغيّر مش ممكن أخوك يشوفنا ..؟
, زفر بضيق شديد داخله وضرب السيارة بقبضته بغيظ لتهتف: خلاص ياعمار بلاش عصبيتك دي ولاقي حل ..
, زفر بغضب وجذب خصلاته هاتفاً: وأنا لو لاقيت حل كنت واقف معاكي بالشكل ده .. أنا هتجنن ..
, روما بحزن: خلاص يبقى مفيش غير حل واحد ..
, التفت نحوها بلهفة لتهتف: نبعد عن بعض ..
, صرخ بغضب: أنتي اتجننتي يا رومااا ؟
, روما بضيق: يعني عايزني أعمل إيه هااا ده أنا بمشي في الشارع بفضل مرعوبة لحد يشوفني وأخوك يعرف الحقيقة أنا مش خايفة على نفسي قد م أنا خايقة عليك يكشف خطتك ولعبك عليه كل الوقت ده ..
, رمقها بعيون محتارة يائسة وهتف: أساساً مستفدتش حااجة من اللي عملته معدتش بحب أقعد معاه بقيت بتخنق ..
, نظرت نحو بحزن ليُتابع: مش قادر أبص في عينيه وأنا بكدب عليه حاسس أنه هيكشفني ..
, حلّ الصمت عليهم ليهتف: خلينا ننسى دلوقتي وتعالي أعزمك على حاجة ..
, زفرت بضيق وابتسمت تهز رأسها موافقة ليتعالى رنين هاتف عمار أخرجه من جيبه ليتنهد بقوة مجيباً: أيوه يا حيدر ..
, حيدر: أنت فين ؟
, ابتلع عمار ريقه بقلق: في في الكلية ..
, حيدر: خلصت محاضرات ؟
, عمار: هاا ؟
, حيدر بغيظ: في إيه ياعمار بسألك خلصت محاضرات ؟
, عمار بحذر: ليه ؟
, زفر حيدر بنفاذ صبر: أنت مالك بقيت زي اللي قاتل قتيل وخايف الشرطة لتقبض عليك ..
, توسعت عيني عمار بصدمة: أنااا ؟
, حيدر بدهشة: في إيه أوعى ياض تكون عاملها مالك اترعبت كده ..؟
, نفض عمار رأسه بضيق: قول طيب عايز إيه ؟
, حيدر: مفيش كنت عايزك تعدي عليا في الشركة نتغدّا سوا أصلي مش هرجع الفيلا ع بالليل مشغول ..
, حكّ عمار رأسه بتوتر مُتمتماً يتلعثم: دلوقتي ؟
, حيدر: لأ بكرا ..
, عمار بسرعة: ماشي بكرا هعدي عليك و..
, صرخ حيدر بغضب: أنت يازفت في إييييه ماالك ؟
, عمار: مفيش خلاص خلاص هاااجي ..
, حيدر: لا بلاش مبقتش ع..
, قطع كلامه عندما أغلق عمار الخط بوجهه بسرعة وارتباك والتفت نحو روما التي ترمقه بضيق وحزن ..
, هتف بتوتر: عايزني أروحله و..
, هتفت بسرعة: روح عادي أنا هرجع البيت ..
, استدارت تبتعد عنه ليجذبها من ذراعها هاتفاً: روما متزعليش أنا بس مش عايزه يشك فيا و..
, قاطعته هاتفة: مفيش مشكلة ياعمار خلاص بس اللي بيحصل ده بيأكد أن قراري صح .. إحنا لازم نبعد خلاص ..
, سحبت ذراها من قبضته وابتعدت عنه بخطوات سريعة حتى أوقفت إحدى التكاسي واستقلتها يُلاحقها عمار بعينيه التي اشتعلت ألماً واختناقاً ..
, زفر بضيق ناظراً حوله واتجه نحو سيارته منطلقاً بها بسرعة وشرود .. ضغط على الفرامل بقوة في منتصف الطريق وأدار المقود بسرعة مُغيّراً طريقه بعدما أخد قراره وتابع طريقه نحو الفيلا بدلاً من شركة عائلته ..
, مساءً ..
, وقف عمار في شرفة غرفته يتكئ على السور أمامه بيدين مرتجفتين .. جسده يكاد ينهار أرضاً من فرط توتره وانتظاره الصعب ..
, أغمض عينيه يتنفس بقوة مُحاولاً كبت دموعه .. لم يعد يحتمل يُريد التخلّص من ذلك الخوف الذي يُلاحقه ليل نهار ..
, دخل زين غرفته وهتف بضيق: مش هتقولي بقا مالك من لما رجعت وأنت بالحالة دي ..
, التفت عمار نحوه بعيون جامدة وهيئة لا تُبشر بالخير ليهتف زين بحذر: في إيه ياعمار ؟
, عمار: أنا هقوله ..
, زين بريبة: تقول إيه لمين ؟
, عمار: حيدر .. هقوله كل حاااجة ..
, توسّعت عيني زين بصدمة: عمار أنت اتجننت ..؟
, نفى عمار هاتفاً بقوة: لأاا لسااا بس لو بقيت يوم كمان هتجنن ..
, صرخ زين بغضب: وأنت فاكر أن ده حللل ياغبيي حيدر لو عرف هيتجنن ..
, عمار: أحسن ما أتجنن أنااا وجناني هيبقى بجد مش زيه عايز يزعق يضرب عادي المهم أنا أرتاااح الذنب بياكلني ..
, زين بغضب: أنت ملكش دعوة أنت كنت عايز ترجّعه ليك أوعى ياعمااار بلاش تتجنن وتعمل كده خلينا نفكر بهدوء ونلاقي حل ..
, صرخ عمار بغضب: هنلاقي هنلاااااقي محدش هيلاقي حاااجة خلاااص قولي هعمل إيييه أسيب روما ؟ ما خلاااص هي هتسبني وبقولك أهو لو هي سابتني أنا مش هستحمل وهقوله كل حاااجة وقتها .. نرجّع صورتها حلوة في نظره ؟ طب إزاااي وحقيقتها وعيلتهااا ؟ كله هيتكشف كللله ..
, ابتلع زين ريقع ينظر إليه باهتزاز وشيء ماداخله يُخبره بصحّة كلامه ليهتف عمار ونار تشتعل بصدره: أنا محدش حاسس بيااا حاسس أني خسررت مكسبتش من ورا الخطة دي حااجة .. حيدر بقى بكلّمني أه بس أنا مبقتش عاايزه ..
, عض شفته بدموع وهتف باهتزاز: تخيل كل اللي كنت عاوزه هو أنه يرجعلي ولما رجعلي مش قااادر أفرح مش قادر أقعد معاه ولا أبص في عينه وأنا بكدب عليه وبستغفله .. هو واثق فيا قالي اللي حصل زمان مش هيتكرر بس لاااا ده تكرر أوووي ومش أنا لوحدي اللي عملت كده كلناااا .. أنا هموت من تفكيري مش بناام الليل وأنا بفكر وخايف .. هو بقى بشك فيا كل لما يكلّمني بتخض وبخاف أنا مش عايز أعيش كده مبقتش قادر أستحمل العيشة دي وربنا تعبتتت أنتوا مش هتحسّوا مش أنتوا اللي بقالكم سنيين في الحاالة دي ..
, ضغط زين على قبضتيه بقوة يرمقه بألم ليهتف: طيب ممكن تهدا الليلة دي بس وبعدين بعدين لو ملقيناش حل هنقوله ..
, رمقه عمار بجمود وصمت ليهتف زين برجاء: أرجووك ياعمار أنا خايف عليك أرجووك ..
, استدار عمار نحو الخارج متكئاً على سور الشرفة كما كان من قبل ليزفر زين بضيق ويتجه خارج الغرفة بسرعة ..
, أغمض عمار عينيه بألم ليفتحهما جاحظتين بصدمة عندما استمع لصوت سيارة حيدر تدخل عبر البوابة الخارجية للفيلا ..
, تابعه بعينيه الجاحظة من الأعلى وهو يترجل منها وينزل بخطوات هادئة مُتجهاً للداخل .. ابتلع ريقه ونبضات قلبه تقافزت داخل صدره بقوة وسرعة شديدة لا تُحتمل .. يعلم بأنه سيكون غاضب لإغلاق الخط بوجهه وعدم إجابته بعدها لعدة ساعات ..
, التفت داخلاً لغرفته بخطوات مُرتجفة كالذاهب لتنفيذ حكم الإعدام .. عضّ شفته بقوة حتى تركت أسنانه جرحاً نازفاً بها لم يشعر بألمه حتى ..
, بردت أطرافه وهو يفتج باب غرفته ناظراً للرواق الخالي ووجّه نظراته لغرفة حيدر التي دخلها للتو ..
, أغمض عينيه بقوة يأخد عدة أنفاس مُحاولاً بها تهدأة نفسه ولكنها زادت من خوفه وقلقه ..
, إعترافه صعب يعلم نتيجته .. يعلم بأنه سيعود معه لنقطة الصفر بل لأسفلها ..
, ولكن العذاب النفسي لا يُحتمل .. ضميره يُؤنّبه بقوة ووجع قلبه عليه وعلى روما كبير .. ألمه الجسدي مهما كان لن يُساوي شيئاً بألمه النفسي ولكن خوفه الأكبر بأنه سيُعاني من كليهما ..
, فتح باب غرفة حيدر بغير أن يطرقه ودخل يُغلقه خلفه بهدوء لا يكاد يُسمع ..
, لتجحظ عيني زين الذي رآه بالصدفة ولم يكن يعلم بأنه سيُقدم على ذلك فعلاً ..
, أسرع يقتحم غرفة هارون صارخاً بلهفة: هارون هارون ألحق عمار عمار هيقول لحيدر والنبي أعمل حاجة ..
, قفز هارون عن جلسته بصدمة: يقوله إزاي يعني أنت عرفت إزاي ؟
, زين: عمار مش كويس يا هارون وقالي أنه هيقوله ودلوقتي راح أوضته بقاله كام ساعة مستنيه هنعمل إيييه ..؟
, دخل ربيع الغرفة هاتفاً بحذر: اللي سمعته صح هو هيقول هيقوله عن الخطة ؟
, أومأ زين برأسه بسرعة وقلق ليمسح هارون على وجهه بقوة هاتفاً بحيرة: هعمل إيه يعني ؟
, صرخ زين برعب: أي حاااااجة ..
, دار هارون حول نفسه مُحاولاً التفكير ولكن عقله قد أصبح صفحة بيضاء خاوية .. جلس على سريره بصمت زاد من قلق الجميع ليرفع نظراته نحوهم بعد لحظات: مش قدامنا غير حل واااحد بس ..
, زين بلهفة: هو إيه بسرعة هيكون قاله ..
, هارون: عمو أدهم ..
, توسّعت عيني زين وربيع الذي هتف: يعني إيييه هنقول لعمو ؟
, أومأ هارون برأسه: أه ..
, هتف زين بصدمة: إزاااي يعني يا هاروون ده لو حيدر دلوقتي هيتعصب لما يعرف أننا قولنا لعمو هيتجنن ..
, نهض هارون هاتفاً بحزم: والموقف اللي فيه ده مش هيحله غير عمو أدهم مهما عمل ..
, ربيع: بس بس هو هيعرف بخطتنا برضه و..
, هارون: أولاً وأخيراً هيعرف خلينا إحنا نقوله ونستحمل اللي هيحصلنا المهم المشكلة دي تتحل بقاا .. لو هو معرفش المشكلة هتكبر أكتر وعمار هيئذي نفسه ..
, رمقه زين وربيع بخوف وتردد ليزفر هو مُشجعاً نفسه واتجه خارج الغرفة .. نظر زين وربيع لبعضهم بقلق ليهمس زين: ه هارون هيقوله أانا أنا هروح معاه ..
, خرج لاحقاً بهارون ليلحق له ربيع نازلاً للطابق السفلي ..
, وقفت ورود التي كانت تجلس برفقة نوار في صالة الفيلا هاتفة بدهشة: مالهم دول ..؟
, نهضت نوار ناظرة لهارون الذي يلحقه زين وربيع ووجوههم متوترة لتهتف: في إيه يا ورود شكله في مصيبة ..
, ابتلعت ورود ريقها واقتربت منهم لتجد هارون يفتح باب المكتب ويلحق به ربيع وزين ويُغلقوه خلفهم بسرعة ..
, رمقهم سيف الجالس برفقة أدهم بدهشة وحذر: في إيه مالكم ؟
, التفت هارون نحوه ثم اقترب من طاولة مكتب أدهم هاتفاً: عمو عايزين نقولك حاجة أنا هحكيلك باختصار أصل مفيش وقت لازم تلحق ..
, ضيّق أدهم عينيه ناقلاً نظراته نحو سيف الذي وكأنه فهم عليهم ليلتفت أدهم نحوه هاتفاً بغموض: موضوع حيدر وعمار ؟
, توسّعت عيون الثلاثة بصدمة لينهض سيف واقفاً يرمقهم بتوتر ليزفر هارون بقلق وهتف: عمار هيقوله ..
, فتح باب المكتب بعد لحظات لتتفاجأ ورود ونوار بخروج الجميع منه متجهين للطابق الأعلى لطمت وجهها هاتفة: أوعى يكون عرف أوعى يكون عرف يا لهوووي ..
, نوار بصدمة: عرف إيه أنا مش فاهمة ..
, سحبتها ورود من يدها بسرعة هاتفة بتوتر وخوف: تعالي بس نشوف يالهوووي أستر يااارب ..
, في الأعلى ..
, وقف عمار بارتجاف مُغمضاً عينيه بقوة بعدما انتهى من كلامه المتلعثم الخائف .. حكى له بكل ما يحمله داخله من ألم وقلق وذنب ..
, وقف يُقاوم دموعه التي تحرق عينيه وشفته الدامية يضغط عليها بقوة مُنتظراً ألماً أقوى منها ..
, فتح عيونه ببطء وتوتر ليظهر من غباشتها وبين دموعها حيدر الواقف أمامه يضع كفّ يده فوق وجهه بقوة وكأنه يقيه من نظرات عينيه الحارقة التي تكاد تقضي عليه .. والواقع بأنه يقي نفسه من إظهار كسرته وانهياره وصدمته الواضحة في عينيه والتي كان خائفاً منها منذ أيام ..
, يسند بها رأسه الذي كاد يرتخي مع ارتخاء جسده وانخفاض نبض قلبه حتى كاد ليظن نفسه ميتاً وشيء وهميّ يُبقي جسده واقفاً بغير حراك فيما روحه تتعذّب ..
, خرجت شهقة باكية من بين شفتي عمار جعلته يُخفض يده تدريجياً ليظهر احمرار عينيه بعد اختفاء اخضرارها اللّامع .. عيون لهول صدمتها وانكسارها بدت جامدة باردة بروداً قطبياً مُرعباً زاد من رجفة الآخر وضعفه ..
, اقترب منه بجمود وقسوة غلّفت قلبه ليرفع يده عالياً ويهوي بها بصفعة قوية دوى صوتها في أنحاء تلك الغرفة الساكنة سكوناً مُخيفاً ..
, خرجت تأوّه من فم عمار والتفت جسده كاملاً مع وجهه من قوة الصفعة وضعف جسده في تلك اللحظة وارتجافه ..
, اتكأ بيديه على سطح التسريحة قربه يتنفس بقوة وطفرت دموعه تبلل وجهه الذي يحترق بألم .. رفع نظراته مجدداً نحو حيدر الذي اشتعلت عينيه فجأة اشتعالاً بطيئاً ليعتدل بجسده ويعود واقفاً أمامه مُنكّساً رأسه لا يقوَ على النظر إليه وكأنه استسلم لعقابه الذي يستحقه ليشهق بقوة من صفعة أخرى على وجنته الأخری كانت أقوى من سابقتها وأسقطته أرضاً بعنف ..
, انحنى حيدر نحوه مُقاوماً وجع قلبه وانهياره الداخلي مُغلّفاً نفسه بجمود قاسي يرفعه من ياقته بقوة وشراسة بعيون أظلمت بعد اشتعالها يُوقفه أمامه بعنف لم يقدر الآخر على احتماله بقدميه اللتين ترتجفان بقوة لا تقويان على حمله ..
, مدّ عمار يديه مُحاولاً التمسّك به للوقوف رغم ما يُلاقيه منه وكأنّ لا ملجأ منه سواه ليتعالى نحيبه بألم عندما اشتعل وجهه بصفعة ثالثة أدمت شفتيه وأنفه وصمّت أذنه .. وكاد يُعاجله بأخرى قبل أن يُفتح الباب بقوة ويدخل منه آخر شخص توقعه ..
, وأدهم يهتف بصوت حاد: حيدرر ..
, شهق عمار ببكاء مع شهقات الجميع حوله خوفاً عليه ليقترب أدهم منهم يرمقهم بعيونه الحادة فيما تراخت قبضة حيدر عن ملابس عمار الذي مازال يتشبّث به ..
, عيونه هاجت بقوة كمحيط من نار ونبضات قلبه تحوّلت لشرارات يُخرجها مع أنفاسه اللّاهبة .. وجود الجميع حوله بما فيهم والده أعلمه بأن سرّه الذي حافظ عليه قد كُشف .. وأنه لم يكن سوى لعبة خرقاء بين أيدي الجميع ..
, مدّ أدهم يديه مُحاوطاً كتفيّ عمار الذي استشعر وجوده والتفت نحوه منهاراً ببكاء آلم قلوب الجميع وتشبّث به مستنجداً: بابااا ..
, عانقه أدهم مربتاً على ظهره بجمود يُخفي داخله حناناً وقلقاً فيما الصمت استحوذ على الجميع منتظرين مصيرهم ..
, أبعد أدهم عمار عنه الذي يأبى التحرك ويصرخ باسمه باستنجاد ليلتفت أدهم نحو حيدر الذي مازال في بداية هيجانه ولم يُظهره كاملاً بعد ..
, هتف به بجمود: بتمد إيدك على أخوك ؟ بتمد إيدك عليه علشان واحدة رخيصة زي اللي تعرّفت عليهاا وكنت عايزها تبقى خطيبتك ..؟
, أغمض حيدر عينيه بقوة .. وجعه الآن لا يُحتمل .. لطالما حاول إخفاء مشاكله عنهم بكبرياء عالي .. يشعر بسكاكين من نار تنغرز داخله لكل قصة من قصصه تُصبح على ألسنة الناس مهما كانوا قريبين منه .. طبيعته تلك لا يستطيع تغييرها وربما هي كانت سبب مشكلته الأساسية تلك ..
, هتف بقوة بصوت بدأ يتعالى مع أنفاسه الهائجة: مش عشانهااا أنا معملتش كده عشانها اسأله هو عمل إييييه اسألهم كلهم أهم قدااامك قولهم أستغفلوني إزاااي ..
, هتف أدهم بغضب: صوتك ميعلاااش ..
, صرخ حيدر بجنون: حقييي حقي أعلّي صوتي وح..
, صمت فجأة بصدمة عندما ارتفعت يد أدهم أمامه يهم بصفعة لأول مرة ليصرخ عمار ببكاء مُتقطع وشهقاته ارتفعت حدة مُمسكاً بيد والده يُقبّلها برجاء: لااا يابابااا ع عشان خاااطري يا بابااا و**** أنا الغلطان وربنا أنااا ..
, رمقه أدهم بحدة لتصرّفه ولكن عمار لم يهمّه نفى برأسه بقوة: أنا الحق عليا ده غلطي من البداية حيدر ملوش ذنب في حاجة وربنااا هو حقه حقه يعمل فيا كده وأنا أنا مش معترض عشان خاطري يا بابااا ..
, هتف حيدر بقوة: أنا مطلبتش منك تداافع عني مش عااايز منك حاااجة تاااني ..
, التفت أدهم نحوه هاتفاً بقوة: أضربه كمااان ما أنت لسا مشفيتش غليلك منه أضربه قدااامي أضرب أخوك اللي عمال يدافع عنك .. هو ده اللي خاصمته سنييين عشان حتة بنت٤ العلامة النجمية ؟ أخوك الصغير اللي بدل م تحتويه بعدته عنك وكأنه نكرة مش من ددممّك رغم كل اللي عملته بدافع عنك بوقّف قدااامي عشااان سيادتك يا كبيررر ..
, دخلت ليلى الغرفة بسرعة وصدمة تقف بجانب سيف والآخرين الذين تجمعوا لأصوات صراخهم العالية بما فيهم مهرة التي تحتضن أختها بخوف تراقب عن بعد بقلق مايحدث ..
, التفت أدهم يُطالع الجميع بغضب وعاد بنظراته نحو حيدر الذي يزيد هياجه مع ازدياد عدد المشاهدين وكأنها مسرحية: أقول إيييه برافو عليكم بجد أنتوا تستاهلوا وسااام يتعلّق على صدوركم .. واحد يمشي ورا قلبه ورا بنت رخيصة جاية من الشارع ويدوس على أخوه سنيييين أخوه اللي هو من لحمه ودمه اللي أنا مأمّنه عليه وسايبه يقرّر عني بكل حاجة تخصه وكأني أنا موجود للأسف كنت فاكره كبيير يُعتمد عليه زي م اعتمدت عليه في الشركة كنت فاكر عقله أكبر من كده كنت فاكره رااجل بس الراجل ده عمل إيييه حتة بنت قلبتله حياته وقلبته على أخوه اللي ملوش غيره ..
, ضمّ حيدر قبضتيه بقوة شديدة مُغمضاً عينيه وأنفاسه تتعالى مُحاولاً السيطرة على غضبه الذي يحثّه لتكسير الغرفة فوق رؤوس الجميع ..
, ليهتف أدهم ناظراً لعمار الذي يزداد بكائه خوفاً مع كلمات والده التي ستزيد بُعد حيدر عنه أكثر من قبل ليهتف: والبيه التاني اللي رغم كل مصايبه متوقعتش توصل بيه الحقارة ويدخل بلعبة رخيصة زي دي ويودي أي بنت مهما كانت ويحطّها في حضن رااجل مابالك بقا لو كانت دي حبيبة أخووك ..!؟ بتعالج كل غلط بغلط أكبر منه غلط هيوديك في داااهية أنت والبهوات دول .. رغم معرفتك بأخوك رجعت كرّرت اللي عملته كلكم اسغفلتوه ولعبتوا عليه وكأنه عيل صغييير بس عارفين مين الصغير هنااا .. أنتوا .. أنتوا اللي فاكرين نفسكم بقيتوا رجالة وملكوش كبيير ترجعوله .. أنتوا اللي أذيتوا بنت ملهاش ذنب ودخّلتوها في الدايرة دي بس عشان حبت تساعدكم ..
, التفت نحو هارون هاتفاً: برافو عليك ياباشا يا سيادة الرائد إيه رأيك تعمل خططك دي في شغلك هتنفع مش كده يا كبير يا عاقل ياللي مأمّنك عليهم .. أقول إيييه مش قادر أقول حاجة لأني أنا الغلطان أنا اللي أديتكم حجم أكبر من اللي تستحقوه لدرجة بقيتوا فاكرين نفسكم أحرار تعملوا اللي أنتوا عايزينه من غير حساااب .. ذنبي أني بديكم ثقة بس دايماً ثقتي بتطلع مش في محلّها ..
, صمت الجميع بألم وخوف ليتمسّك زين المتوتر بهارون الذي يقف بجانبه صامت بشكل غريب ليهتف أدهم ناظراً له: مش هقول عنك حاجة غير أننا دلعناك لدرجة فسدتك ..
, ابتلع زين ريقه بخوف وهمس: عمو أنا..
, صرخ أدهم بغضب: أخرررس .. أخرسوا كلكم محدش يسمعني صوووته .. زي م أنتوا تخطّيتوني ونسيتو أن ليكم كبير ترجعوله تاخدوا رأيه في مشكلتكم يتنيل يقولكم تعملوا إيه ينصحكم بدل نصايحكم الخايبة .. أنا دلوقتي هتخطاااكم وهنساااكم ..
, فقدت ليلى السيطرۃ على نفسها وهي ترى طفليها الصغيرين مهما كبروا ستظل تراهما صغاراً بهذه الحالة وعمار الذي سقط أرضاً بانهيار مُدركاً بأنه خسر كل شيء ..
, هتفت بدموع: أدهم عشان خاطري أنا طيب عشان خاطري ..
, التفت أدهم نحوها وزفر بقوة ناظراً لدموعها التي بللت وجهها ليهتف: خاطرك عندي كبير يا ليلى بس خاطرهم هما لأ .. هما ملهومش خاطر عندي بعد الليلة ..
, التفت نحوهم هاتفاً بصرامة: وشكم مش عايز أشوفه زي م عيشتوا كل الفترة دي وكأن ملكوش كبير عيشوا دلوقتي ..
, اتجه خارجاً من الغرفة ليتوقف على بابها بغضب: الأكل يوصلهم لغرفهم مش عايز حد فيهم ألمحه تحت ومش هيقعدوا معانا علی نفس السفرة .. خليهم لوحدهم يتربوا ..
, خرج من الغرفة بغضب ليُلقي سيف نظرة نحوهم بتردد ثم خرج من الغرفة لاحقاً به ..
, أسرع حيدر بخطواته نحو حمام غرفته ليصفع الباب خلفه بقوة لا يقو على رؤية أحد فإن بقي ثانية أخرى لن يستطع السيطرة على نفسه التي تحثّه على الإنتقام من الجميع ..
, ركضت ليلى نحو عمار تحتضنه ببكاء ليصرخ هو: مامااا ..
, صمت ببكاء وعاد يتمتم بكلمات غير مفهومة لتهمس: خلاص ياحبيبي أهدا أنا معاك عشان خاطري متوجعش قلبي يلا قوم روح أوضتك يلا ياحبيبي ..
, نهض معها بخطوات مرتجفة ووجه مشتعل احمراراً من قوة الصفعات والبكاء المؤلم لتخرج من الغرفة ناظرة لحمزة الذي وقف يُتابعهم بجمود ..
, التفت حمزة نحو مهرة وملك هاتفاً: أدخلوا ع الأوضة خلاص مفيش حاجة ..
, رمقته مهرة بتردد وسحبت ملك الخائفة معها نحو الغرفة ..
, استدار حمزة نحوهم وقبل أن يتحدث دفعه هارون من أمامه وخرج ليتجه إلی غرفته ..
, فيما وقفت مروة هاتفة بصدمة: أنتوا عملتوا إييه هببتوا إيييه ..؟
, هتف زين بدموع: ماما عشان خاطري خ خلي بابا يكلم عمو ..
, مروة: يكلّمه في إيه ده أنا خايفة عليه منه مشوفتش شكله عامل إزاي ..
, تنهد زين بدموع لتهتف مروة: يلا أنت وهو على أوضتكم بسرعة خلوا الليلة دي تعدي على خير ..
, نوار: خير إيه ده دي ليلة سودا ومهببة على دماغ الكل أنا إيه اللي جابني هنا بس ياربي ..
, سحبتها ورود من يدها بارتجاف مُتجهة نحو غرفتها وهي تهمس: قلبي كان هيقف مكلمنيش حاجة الحمد**** ..
, فتح حيدر المياه ليقف أسفلها بأنفاس تتعالى بقوة يُريد لتلك المياه الباردة أن تُطفئ اشتعاله ..
, فتح عينيه المحمرّة بوجهه المبلّل مُحاولاً تسكين نفسه لا يعلم ما الذي يشعر به .. موجة هائلة من الغضب تجتاحه مع الخزي والألم ..
, ما حصل في الخارج أوجع قلبه .. آلمه لدرجة لم يحتملها .. ضرب الحائط قربه بقبضته بقوة يُريد أي شيء يُفرغ به غضبه وبركانه الداخلي ..
, ما حصل منذ سنين كانت مشكلته الأساسية أنه يُريد إخفائه .. أن كرامته لن تسمح له بالإعتراف بخسارته بأن فتاة لعبت على مشاعره وكأنه *** ..
, وأن يُكشف كل شيء في نفس اليوم ونفس اللحظة وأمام الجميع كان مُهيناً له بشكل مُفجع .. مؤلماً لدرجة مدمّرة وترك داخله صدمة ونفور من الجميع ..
, خرج من الحمام فجأة بعد دقائق طويلة لايعلم عددها .. جسده تبلل بالكامل وملابسه تقطر ماء مع خصلاته التي غطت جبينه المبلل ..
, ولكن أنفاسه الغاضبة لم تتوقف .. ترك المياه تنهمر وحدها وخرج من غرفته مُتجهاً لإحدى الغرف القريبة منه ..
, مدّ يده يطرق الباب بخفوت يناقض حالته الهائجة في تلك اللحظة .. ليُفتح الباب أمامه ويرفع يده بلكمة قوية أطاحت بالذي أمامه وكاد يسقط أرضاً لولا بنيته القوية ..
, وقف هارون أمامه يمسح الدماء التي نزفت من قوة ضربته ليقترب حيدر منه ويلكمه مرة أخرى أسقطته أرضاً .. غضبه زاد من قوته لينحنى نحوه بعيون تُنذر بالهلاك ويبدأ بسلسلة لكلمات قاسية أعدمت وجه الآخر والذي استسلم له بشكل غريب وكأنه يشعر به ويُريد أن يُساعده ليفرغ غضبه ..
, فقد حيدر السيطرة على نفسه بدأ يصرخ به شاتماً ويديه لا تتوقفان عن لكم هارون الذي نزفت الدماء من فمه وأنفه بقوة ..
, رفع يده في النهاية مُستجمعاً قوته ليلكم حيدر بقوة جعلت جسده الغاضب يترنّح مُبتعداً عنه سرعان ما عاد ليشتعل غضبه مُقترباً منه ليُمسك هارون يده بقوة: خلاص يا حيدرر ..
, صرخ حيدر يجذبه من ملابسه بجنون وغضب: خلااص إييييييييه خلاص إيييه أنت عارف عملت فيااا إيييه عااارف يا هاروون يا أخووياااا ..
, زفر هارون يتنفس بقوة وألم وهتف: أه عشان كده سيبتك تضربني وتفرغ غضبك فيا حيدر أس..
, قاطعه حيدر بصراخ ودفعه بقوة شديدة كادت تُسقطه أرضاً: بسسس متقولش أسمييييي متقولش أسمي على لسااانك أنت متستحقّش أصلاً أكلمك ولا تستحق أعتبرك أخوياااا ..
, صرخ هارون بغضب: إيه اللي بتقوله ده هو أنا عملت كده ليييه غير عشان أساعدك أنت وأخووك اللي **** العليم هتكون حالته إييه دلوقتي .. عارف أن بكل المشكلة دي محدش اتأذى غيره هو ؟
, ضحك حيدر بعصبية واقترب منه يلكمه بقوة صارخاً: اتأذوا كلكم دوقوا من اللي أنا دوقته بقالي أياااام مش بنااام بفكر باللي مخبينه عنيييي بحاول ألاقي أي عذر ليكم لو كان اللي بفكر بيه صح .. بس ملقيتش ملقيتش عذر أنكم استغفلتوني ملقيتش عذر أنكم استصغرتوني بالشكل ده ملقيتش عذر خااالص غير أن أني لعبة بتلعبوا فيهااا عارفين كل اللي هيحصلييي عااارفين كل ده واستمريتوا وكمّلتوووا .. عارف أن وجعي منكم كبييررر بس مش مش قادر أدعي عليكم مش قااادر أدعي تدوقوا نفس العذاب الوجع الي حاسه باللحظة دي مش قااادر ..
, تركه متجها للخارج ليمسح هارن وجهه وتتوسّع عينيه بصدمة مُستمعاً لصراخ حيدر باسم زين ليركض خارج الغرفة ويراه يلكم زين بقوة طرحته أرضاً وجعلته يصرخ متأوّهاً ببكاء مستنجداً به ..
, اقترب هارون بسرعة يقف بينهم ودفع حيدر بصدره بقوة صارخاً: إلااا زيين يا حيدرر أبعد عنه ..
, صرخ حيدر بقوة: أبعدد عني مش هووو الدماغ المدبرة أوعی ياا هاروووون أحسنلك ..
, صرخ هارون بغضب: مش هبعد عايز تضربه أضربني أنا بدل عنه أنا قدامك أهوو مش هعمل حاجة ولا هداافع نفسي بس زيين لاااا ..
, صرخ حيدر بغضب: وأخوياااا قربتوا منه لييييه كان ذنبه إيييه أخويا اللي أذيتوه وأذيتوووني خليتوا مية حاجز وحااجز بينااا كان ذنبنااا إييييه ..
, توقف يأخد أنفاسه بشهيق مخيف وكأنه يختنق ليتركهم فجأۃ عائداً نحو غرفته مُخبئاً انهياره ووجعه ..
, التفت هارون نحو زين الذي تمسّك به ببكاء عندما رأى دمائه النازفة: عمل فيك إيييه أنا أنا آسف ..
, زفر هارون بضيق وجذبه معه ليُجلسه فوق السرير ويدخل الحمام عائداً بعلبة الإسعافات معه محاولاً تعقيم الجرح الذي تركته يد حيدر في وجهه ليهتف زين بنفي: لأ عقم جروحك الأول أنت وشك و..
, هتف هارون بقوة: زييين أخلص ..
, استسم زين وصمت يشعر بالذنب يتآكله لينتهي هارون من تعقيم وجهه ونهض هاتفاً: متخرجش برا أوضتك واقفل الباب عليك حيدر ممكن يتجنن تاني ..
, زين بلهفة: ر رايح فين خليك معايا ..
, زفر هارون وهتف: أعمل اللي قولتهولك وخلي بالك من نفسك ..
, خرج من الغرفة مُغلقاً الباب خلفه واتجه نحو غرفته يغسل وجهه ماسحاً الدماء متجاهلاً وجعه .. وخرج آخذاً مفتاح سيارته ليخرج خارج الفيلا بأكملها ..
, نزل للطابق السفلي متوجّهاً للخارج ليستمع لصوت سامر المصدوم: إيه ده هارون إيه اللي حصلك ..؟
, رمقه هارون بحدة ولا يعلم لِمَ في هذه اللحظة يريد أن يُفرغ غضبه به ليهتف: مفيش ..
, أمسكه سامر بقوة: فيه إيه يابني مين عمل فيك كده ؟
, ابتعد هارون عنه بحدة: وأنت مالك خليك في حاالك لو سمحت وأبعد عني يا ساامر أنا على آخري ..
, رمقه سامر باستنكار وهو يراه يخرج من الفيلا لتشتعل عينيه بغضب والتفت نحو رحمة المصدومة مما فعله وهتف: حلو و**** ماتنادي عمك وباقي العيلة يعملوا زيه خلينا نخلص ويظهروا على حقيقتهم ..
, هتفت رحمة بحدة: سامر بلاش الكلام ده أنت شوفته حالته مش كويسة ..
, ضحك بسخرية: ليه ما هو توفّق من صغره بدل ما يترمى في ميتم عاش في العيلة اللي كام لازم تقتله ..
, قطبت جبينها بحدة وهتف: أنت بتقول إيه بتتكلم عن مين ؟
, هتف بسخرية وغضب: هاروون أخوكي أو اللي عاملينه أخوكي مفيش حاجة بتفضل مستخبية يا رحمة أعترفي ..
, زحة بصدمة: أعترف بإيييه أنت اتجننت ..
, سامر: مش على أساس لازم يكون في ثقة بينا هي فين الثقة دي ..؟
, رحمة بصراخ: سااامر ..
, زفر سامر بضيق متأكداً من عدم معرفة رحمة بالأمر .. ولكن ما لاقاه من هارون الآن أشغل غضبه وانتقامه لينظر نحوها هاتفاً: يعني أهلك مقالولكيش أن هارون مش أخوكي .. هارون أبن ناس كانوا أعداء لباباكي ومامتك .. وأن مامته وصت سيف يربيه وهو رباه .. هما سجلوه باسمهم من غير حتى م يقولوله حقيقته .. أو مش عارف ممكن يكون هو عارف الحقيقة والكل مخبينها عنكم ..
, ابتلعت رحمة ريقها بصدمة وتجمدت مكانها مما سمعته لتهمس بنفي: أننت أنت قصدك عن مين ه هارون أخويا ؟
, سامر: أه هو .. أبقى اسألي أهلك وأعرفي الحقيقة بدل ما انتي معمية كده .. أنا ماشي ..
, تركها خارجاً من الفيلا لتبقى هي مكانها تشعر بهول الصدمة مما سمعته .. لا تستطيع التصديق .. تريد أن تُنكر ماسمعته هارون أخوها منذ صغرهاا لا تستطيع أن تُنكر ذلك أبداً ..
, ٣٠ العلامة النجمية
, في غرفة عمار
, كانت ليلى تجلس بجانبه متجاهلة الأصوات في الخارج فلا تستطيع تركه وهو قد انهار في البكاء بخوف لتهتف: خلاص ياحبيبي أهدا باباك متعصب شوية دلوقتي بس بعدين هيهدا ..
, نفى برأسه وهو بين أحضانها: لا لااا مش هيهدا لا هو ولاحيدر أنا أنا خسرتهم هما التنين يا ماما عشان خاطري كلميهم ..
, زفرت بضيق هامسة بحزن: هكلمهم ياحبيبي متقلقش بس أنت أهدا عشان خاطري ..
, همس ببكاء: كنت عايز أرجّع حيدر ليا بس أنا بعدته عني أكتر وبابا برضه زعل مني هو أنا بيحصل معايا كده ليييه و**** ماقصدي حاجة وحشة وربنااا ..
, مسحت ليلى دموعها التي انهمرت لبكائه وهمست: خلاص نام دلوقتي وارتاح متفكرش في حاجة ..
, نهضت من جانبه تمسح فوق رأسه بألم لتُغطّيه وتتركه لينام عالمة بأنه لن يغفو له جفن هذه الليلة ..
, صباح اليوم التالي ..
, اجتمعت العائلة على مائدة الإفطار بسكون غريب عليها .. وبنقصان أفراد أساسية منها هم من كانوا يضيفون المرح والإلفة بينهم .. صمت تام بينهم فقط أصوات الصحون والكاسات تُسمع في تلك الغرفة .. ووجوه الجميع واجمة أو متوترة خائفة ..
, فيما ورود تجلس بجانب والدها بقلق خائفة من أن تُعقد جلسة محاكمتها ويُقام عليها الحد كما أخبرتها نوار في الليلة الفائتة بعدما ودعتها بدموع مُشتاقة متحسرة عليها ..
, نزلت خادمتين عن درجات السلم واقتربت إحداهما من ليلى: محدش منهم رضي يفطر يا هانم وعمار بيه مفتحش الباب ..
, هتفت ليلى بقلق: سيبوا الأكل فوق ..
, الخادمة: سبناه حضرتك زي م أمرتي ..
, أومأت ليلى برأسها والتفتت نحو أدهم: العيال مش راضيين ياكلوا هنسبهم كده ..؟
, هتف بجمود: براحتهم هما حرين اللي بياكل بياكل لنفسه مش عشاني ..
, ترك طعامه ناهضاً عن كرسيه والتفت لمصطفى: كلم زياد خليه يسبقنا ع الشركة هيستلم مكان حيدر من النهاردة ..
, توسّعت عيني ليلى بصدمة والتفتت نحو مصطفى ليهتف مصطفى بحذر: يعني إيه ؟
, أدهم: يعني اللي سمعته .. وجهز نفسك هنروح الشركة النهاردة أنت وسيف ..
, التفت نحو ورود التي ترمقه بخوف وحذر ليهتف: أنتي تحمدي **** أني مجملتكيش معاهم بس لسانك ميخاطبش لساني زيهم ..
, ابتلعت ريقها بحزن ناظرة لمصطفى الذي زفر ناهضاً عن المائدة متجهاً لغرفته ..
, همست مروة بتوتر: مش تكلمه يا سيف ..
, رمقها متنهداً بضيق: ده على أساس هيسمعلي ..
, مروة: مش أنت اللي كنت معرفه بكل حاجة ..
, سيف بفخر: أه ..
, ثم هتف بقلق: أساساً لو مكانش عارف مكانتش ردة فعله هتبقى كده وبس ..
, زفرت مروة بضيق وقلق هاتفة: حط نفسكم مكانهم طيب ..
, سيف بفزع: بعد الشر ..
, مروة: يبقى كلمه ..
, زفر سيف بضيق متمتماً بكلام غير مفهوم لتزفر هي الأخرى بقلق وحزن ..
, التفتت رحمة حولها بتوتر باد عليها .. والتقت عينيها بعيون حمزة الذي يُطالعها بغرابة وهو الوحيد الذي انتبه عليها فيما الباقي مشغول بما حدث ..
, أشاحت بوجهها عنه متنفّسة بقوة لا تعلم كيف ستتأكد مما أخبرها به سامر ومن تسأل .. حتى حمزة لن يُفيدها رغم وثوقها بأنه يعلم الحقيقة ..
, أمسكت حقيبتها تُعلّقها بكتفها سريعاً وهمهمت مُستئذنة بصوت خافت لتُسرع بخطواتها خارج الفيلا بتوتر وتفكير مُضني ..
, في الأعلى ..
, وقف حيدر أمام مرآته يُغلق أزرار قميصه ببرود طغى على ملامحه وحركاته وكأنه جبل جليدي جامد مناقضاً لثورته في الليلة السابقة وغضبه الهائج .. فيما عيونه باهتة ذابلة تُحاوطها الهالات السوداء ..
, أمسك زجاجة عطره ليستمع لطرقات خافتة على الباب ليزفر بضيق غير مُستعداً لرؤية أحد ..
, هتف بجمود: أدخل ..
, فتح مصطفى الباب واقترب منه بابتسامة هادئة هاتفاً: صباح الخير ..
, أشاح حيدر بوجهه عنه: صباح النور ياعمو ..
, اقترب مصطفى مُربتاً على كتفه بحركة نفر منها حيدر واغتاظ وكاد غضبه يشتعل مجدداً .. تحامل على نفسه بقوة حتى أبعد مصطفى يده ووقف ينظر إليه بهدوء ..
, زفر حيدر بقوة وكأنه خاض حرباً عنيفة للسيطرة على غضبه .. لا يريد رؤية أحد ولا رؤية وجوههم المُشفقة أو العالمة بكل شيء .. لا يريد تربيت أحدهم عليه أو شفقته .. بل لا يُريد أن يتعاطى مع أحد أبداً أو أن يتكلم بذلك الموضوع .. يود لو يستطيع الإنعزال عن الجميع دون استثناء ..
, هتف بضيق واضح: نعم يا عمو حضرتك عايز حاجة ؟
, زفر مصطفى بتردد بعدما شاهد حالته وعرف إحساسه الآن ليهتف بهدوء: كنت عايز أقولك حاجة ..
, التفت حيدر نحوه بجمود يضغط على قبضتيه بقوة مقرراً عدم سماحه له بالكلام إن كان سيتكلّم في ذلك الموضوع: اتفضل ..
, مصطفى بتردد: باباك بقولك متنزلش الشركة النهاردة ..
, قطب حيدر جبينه بشدة وارتخت يديه جانبه هاتفاً بحذر: ليه ؟
, رمقه مصطفى بنظرة مشفقة هاتفاً: زياد هيشيل الشغل عنك ..
, هز حيدر رأسه بسرعة: يعني إيه مفهمتش ..
, زفر مصطفى هاتفاً وهو يُشيح بوجهه عنه: يعني أنت توقفت عن الشغل .. لغاية ما أبوك يرجّعك ..
, التفت نحوه يُطالعه بعدما أنهى كلامه ليراه على نفس جموده البارد وكأنه لم يستمع لشيء ..ولكنه لا يعلم بأن داخله قد تصدّع ..
, زفر بحزن يعلم عشق حيدر لعمله والذي جعله خلال سنوات قليلة محطّ ثقة لدى جميع العائلة ليُسلّمه أدهم زمام الأمور وإدارة الشركة بعمر صغير واثقاً من قدرته على ذلك وهو لم يخيب ظنه فعلاً وقد تطورت الشركة على عهده وأثمرت .. وقرار توقيفه عن العمل سيؤثر به بعمق ..
, هتف مصطفى بخفوت: معلش هي الفترة دي م..
, قاطعه حيدر بصوت جامد محاولاً قدر استطاعته السيطرة على نفسه: تمام ياعمو مفيش مشكلة مش هروح ..
, زفر مصطفى بضيق والتفت حيدر مبعداً وجهه عنه وكأنه يُعلمه بانتهاء الحديث .. ليرمقه مصطفى بحزن وقلة حيلة والتفت خارجاً من الغرفة ..
, رمق حيدر الباب المُغلق بعيون هاجت فجأة .. التفت نحو مرآته ينظر لخيبته وألمه الظاهر من عينيه ذات الهالات السوداء الغامقة أسفلها فقد حظي بليلة مُضنية بقي فيها صاحياً حتى الصباح لم يُغمض له جفن ولم يهدأ له بال ..
, أمسك زجاجة العطر التي كان على وشك أن يرش منها ليُجهز نفسه قبل دخول مصطفى .. رمقها بيده بجمود عاد ليُسيطر على ملامحه والتفت نحو صورته في المرآة ليقذف بها فجأۃ بقوة أمامه ويخرج صوت صاخب لم يؤثّر به وهو يُتابع بجمود تكسّر المرآة أمام عينيه لأشلاء وانهيارها بنثرات صغيرة وكبيرة حوله .. وبقيت صورته مهتزة ينظر إليها متكسّرة ومهتزۃ خلال قطع صغيرة مازالت صامدة مُعلقة باستنجاد ..
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
الرابع عششر


شخـصٌ واحد فقط
, سيمر في حياتك..
, خطوط يديه
, تشبه خارطة وطنك ..
, ما أن يسحب كفه من مصافحتك
, حتى تشعر أنك في المنفى ❤️
, ٢٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, دخل زياد غرفة مكتب حيدر لتلحق به منال كما طلب منها ..
, استدار يقف أمام الطاولة مواجهاً لها يرمقها بنظرات غريبة حادة لتهتف محاولة إخفاء توترها: نعم حضرتك عايز حاجة حيدر بيه فين ؟
, هز كتفيه ببطء هاتفاً: حيدر مش هييجي الكام يوم دول وأنا هستلم الشغل عنه ..
, توسّعت عينيها بصدمة ورفعت نظرها نحوه لتجد في عينيه لمحة ظافرة أو متوعّدة ..
, هتفت بخفوت: ليه ؟
, مطّ شفتيه هاتفاً: مش من حقك تعرفي ..
, زفرت بحدة هاتفة: تمام .. حضرتك عايز مني حاجة ؟
, حك ذقنه مدعياً التفكير: هاتيلي فنجان قهوة ..
, أومأت برأسها بصمت ليهتف: شوفيلي لو في أي ورق محتاج توقيع راجعي الملفات أنتي أصلي مليش نفس أراجع حاجة ..
, زمت شفتيها ترمقه بغيظ ليهتف: هو البيه خطيبك فين ؟
, هتفت بغضب: وحضرتك عايز فيه إيه ؟
, زياد: أبداً .. نتعرف بس ..
, صمتت مقرّرة عدم إجابته ليهتف: القهوة فين ؟
, رمقته بنظرة غاضبة واستدارت تخرج من المكتب في اللحظة التي دخل بها أحمد ليعتدل زياد في وقفته سريعاً هاتفاً: هو في إيه يا بابا حيدر مش هييجي ليييه أنا مش فاهم وبتصل بيه من ساعتها مش بيرد ..
, سار أحمد حتى جلس فوق أحد المقاعد زافراً بضيق: معرفش ..
, زياد: يعني إيه متعرفش ماحد يفهمني طيب عمو أدهم إزاي يستغني عنه في الشغل دي مش عادته .. اوعى يكون حصله حاجة ومش عايزين تقولولي ؟
, أحمد بسخرية: وليه بقا مراته ولِا حبيبته هنخاف نوجعك ..؟
, زفر زياد بضيق وجلس مقابلاً له ليهتف: أومال إيه فهمني ..
, أحمد: لما أفهم أنا الأول ..
, زياد بضيق: يعني أنا هفضل هنا كتير ؟
, أحمد بتهكم: حزين أوي حضرتك صح ؟
, تحمحم زياد هاتفاً: لأ حزين إيه ده أنا أحب على قلبي أقعد في مكتب حيدر اللي فيه ريحته ..
, ابتسم ؛حمد ساخراً: ريحته ؟ ولا ريحة الحبايب !
, قطب زياد جبينه وزفر بضيق ليهتف أحمد بجدية: البنت مخطوبة يا زياد سيبها ..
, أشاح زياد بوجهه عنه هاتفاً بضيق: وأنا يعني بعمل إيه ؟
, أحمد بتحذير: بقولك علشان متعملش حاجة ..
, زياد: أتطمن يا بابا أتطمن ..
, أحمد: و**** بعد اللي بشوفه مش مطمن لا منك ولا من عيلة عز الدين كلها ..
, زياد: صح هو حصل إيه ؟
, أحمد: مش قولت معرفش ..
, زفر زياد بضيق لينهض أحمد هاتفاً: يلا على شغلك أدهم على آخره غلطة واحدة وهتترفد ..
, تركه خارجاً من المكتب ليزفر زياد ويخرج خلفه واقفاً على الباب لتحتد عينيه فجأة ويقبض على كفيه هاتفاً: آنسة منااال ..
, التفتت نحوه بسرعة والتفت الشاب الواقف بجانبها بدهشة ليهتف زياد: أظن ده مكان شغل ولّا إييه يا حضرات ؟
, قطب الشاب جبينه وهتف: في حاجة يا زياد بيه ؟
, زياد: وحضرتك تبقى مين بقا ؟
, تحمحم الشاب هاتفاً بضيق: أنا أبقى خطيب الآنسة منال ..
, ابتسم زياد بسخرية: أه أنت بقا عريس الغفلة ..
, هنف الشاب بحدة: في إيه حضرتك إيه الكلام ده ..؟
, هتف زياد بقوة: المكان ده للشغل وبس يعني حركات نحنحة وبتاع مش عايزها هنا ..
, هتفت منال بغضب: مسمحلكش تتكلم كده الأستاذ مؤمن بكلّمني بحاجة في الشغل ..
, هتف بغضب: اتفضل يا أستاذ مؤمن على شغلك .. الآنسة منال سكرتيرة هنا وشغلها معايا أو مع حيدر بيه لو حضرتك عايز حاجة تبقى تجيلنا إحنا مفهووم ؟
, رمقه مؤمن بغضب وحدة والتفت نحو منال التي تتنفّس محاولة تهدأة نفسها ليترك المكان متجهاً للخارج ..
, التفت زياد بغضب نحو منال وهتف: لو شوفته هنا تاني متلوميش غير نفسك يا آنسة ..
, هتفت منال بغضب: وحضرتك علاقتك إيييه ما أنت كنت تجيلي هنااا ولّا مسموح ليك وممنوع لغيرك ولعلمك بقا يا أستاذ زياد مؤمن خطيبي ومسمحش أنك تهينه بالشكل ده ..
, زياد بسخرية: لا برافو بتقومي بدورك كويس .. قال مؤمن قال ده شكله كافر أصلاً ..
, التفت بغضب ودخل المكتب صافعاً الباب خلفه واتجه يجلس على الكرسي خلف طاولة المكتب داعياً لحيدر بالرحمة ..
, في مكان آخر ..
, دخل هارون مكتبه ليهتف فريد: ما لسا بدري٥ نقطة إيه ده ؟
, زفر هارون بغضب وأخرج سلاحه يضعه فوق طاولة مكتبه ليجلس على كرسيه ويمدّ قدميه فوق الطاولة محاولاً الإسترخاء ليقترب فريد هاتفاً: هو مين اللي مخرشمك كده أوعى يكون بدل مايقتلوك قرّروا يعملولك قرصة ودن ..
,
, رمقه هارون بغضب وهتف: والنبي يا فريد أنا مش ناقص ..
, جلس فريد مقابلاً له وهتف: أومال فيه إيه متخانق مع مين ؟
, زفر هارون بغضب وهتف: مليش نفس أتكلم أساساً مكنتش هاجي الشغل بس ملقيتش حاجة أعملها قومت جيت على الأقل هنا مسمعش تهزيق وبهادل ..
, فُتح باب المكتب ليدخل العميد ناظراً نحوهم بغضب .. نهض هارون وفريد يؤدّون التحية بسرعة ليهتف: إيه ده لسا بدري يا بيه زي م حضرتك عارف دي وكالة أبوك يعني تقدر تيجي بالوقت اللي أنت عايزه من غير ما حد يكلّمك ..
, زم هارون شفتيه وأشاح بوجهه عنه متمتماً: هو كله على دماغ هارون قال مفيش تهزيق ..
, هتف العميد بغضب: حضرتك مبقتش مهتم بشغلك خالص فاكر الحكومة ملك أبووك ..
, حكّ هارون رأسه هاتفاً: لا إزاي حضرتك الحكومة ملك الحكومة ..
, صرخ العميد بغضب: مبقتش بتشتغل كويس غير بالحاجات اللي فيها جنان وقلة أدب زيك ..
, هارون بغيظ: ماهو الشعب عايز كده ومينفعش معاه غير كده أعمل إيه يعني مش الشرطة في خدمة الشعب أهو بنخدمهم زي ماهما عايزين أهو ..
, صرخ العميد بغضب: احترم نفسك ياسيادة الراائد ..
, هاروت بغيظ: كان يوم أسود يوم ماترقيت لرائد نقيب كان ماله أهو حلوو وصغنون خالص ..
, زفر العميد بنفاذ صبر وهتف: مين الي معلم عليك كده من أفراد الشعب ياله ؟
, رمقه هارون بغيظ لينفجر فريد ضاحكاً: ده مواطن كان متعصب شويتين وهو عشان في خدمة الشعب حضرتك استسلم ليه وساعده يفرّغ غضبه حنون أوي الواد ده ..
, هارون: أه الحفلة عليا بقا بقولكم إيه أنا على آخري من الكللل الكل دووون استثناااء ..
, رمقه العميد ساخراً ليهتف: بلاش الكلام ده وأنت في وشك اللي مش باينله ملامح ده .. اهتم بشغلك يا سيادة الرائد إحنا مش بنلعب لأما نحوّلك آداب وهتتبسط أوي هناك يمكن ..
, زفر هارون بغيظ ليرمقع العميد بنظرة ساخرة ويتجه خارج المكتب ليضرب هارون الطاولة أمامه بغضب ويعود لجلسته السابقة هاتفاً: قولهم يجيبولي قهوة وفطار هموت من الجوع ..
, فريد: و**** شكل الموضوع كبير ..
, هارون: ولا كبير ولا حاجة ده سوء فهم صغنن ..
, فريد: أه ماهو واضح ..
, تأفف هارون بضيق لينهض فريد ويتركه خارجاً من المكتب لإحضار طلبه ..
, ٣٠ العلامة النجمية
, يُمكن لأي شخص أن يَختارك في توهجك، لكني سأختارك حتى حين تَنطفىء ، تأكد بأني وإن رأيت النور في غيرك سأختار عَتمتك
, ٢٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد عدة أيام ..
, مساءً ..
, صعد حيدر درجات السلم بخطوات هادئة يسير في الرواق الخالي ..
, زفر بكبت وهو يُطالع الغرف الموصدة والهدوء الطاغي على المكان على غير عادتهم ..
, منذ أيام لم يخرج من غرفته ليستغل الآن وجود الجميع داخل غرفهم في ذلك الجو الذي مال للبرودة برياحه التي تزداد قوة كل ثانية وأخرى وخرج مُستنشقاً هواءً بارداً لم يشعر به من حرارته الداخلية الناجمة عن نيارنه التي لم يخمد لهيبها بعد ..
, توقف مكانه بتسمّر عندما استمع لصوت تكة باب قريبة منه يُفتح بحذر ليضمّ قبضتيه داخل جيبيه بقوة غير مُستعدّاً لمواجهة أحد .. لا يُريد أذية أحد بغضبه الذي لم يقوَ على إخماده بعد ونفسه تحثّه على العودة لثورته السابقة وإفراغ شحنات غضبه بمن حوله ..
, فُتح باب الغرفة القريبة ليقف عمار متكئاً بيديه على بابه ينظر إليه بضعف .. راقبه من شرفة غرفته منذ خروجه وحتى عودته .. لم يره طوال الأيام السابقة بل لم يكن يخرج من غرفته مثله ..
, التقت عينيه بعيني الآخر لثانية واحدة فقط ليشيح حيدر بوجهه عنه مقاوماً بقوة كبيرة اشتعال نيرانه مجدداً واتجه لغرفته بخطوات ازدادت سرعة ليهتف عمار بترجي: حيدر ..
, شدّد حيدر من قبضتيه أكثر وأخرج نفساً قوياً ليفتح باب غرفته ويدخل يُغلقه خلفه بسرعة قاطعاً ذلك التواصل بينهم وواضعاً حاجزاً يوقف عمار عن تقدمه نحوه بخطواته المتعثّرة بتردد ..
, أتكأ على الباب من الداخل بأنفاس حارقة كنهيج مُستعر ويده تُدير المفتاح في ثقب الباب عدة مرات محاولاً عودته للعزلة من جديد .. ليستند عمار على الباب من الخارج بيدين ضعيفتين يطرق بهما طرقات خافتة لا تكاد تُسمع لولا اقتراب الآخر من الباب والذي وصلته وكأنها طرق صاخب يؤلم رأسه بقوة ..
, حاجز خشبي رقيق هو كل ما يفصل بينهم .. ذلك ظاهرياً فقط .. فحواجز وهمية لا تُرى أبعدتهم أميال وأميال وكأنّ أحدهم يقف في بداية العالم والآخر عند هاويته السحيقة ..
, رجفت شفتيّ عمار بقوة وعض شفته السفلية بقوة آلمته لكثرة جروحها التي أحدثها بها في تلك المدة ..
, همس بصوت خافت وبكاء ظاهر من ارتعاش صوته المبحوح: حيدر أنا.. أانا آسف ..
, ابتلع ريقه بقوة يشعر بغصه تخنقه وكأن جمرة مشتعلة علقت في حلقه لا يستطيع إخراجها ولا ابتلاعها لتبقى مكانها تُعذبه دون وجود أحد لمساعدته ..
, همس بتوسّل وبكاء تعالى: رد عليا عشان خاطري خ خلاص م مت مترجعش تاني زي زمان أرجع خاصمني بس بس بس ع القليلة كنت تكلّمني حتى لو زعيق مش تتجاهلني كده و**** مش قصدي حاجة وحشة حيدر أنا تعبااان ..
, صرخ بصوت مبحوح يكاد يختفي: حيدررر رد عليااا رد بقولك متسبنيش كده أنت عارف أني مش هستحمل مش أنت وبابا عليااا و**** ماقادر أستحمل .. رد عليااا مش أنت قولتلي مش هتبعدني عنك مش أنت وعدتنيييي وعدك راح فيييين ..!؟
, همس بعدها بضعف وتهاوى جسده على ركبتيه ومازالت يديه تطرق الباب بثوة ضعيفة: راح فين وعدك ياحيدر راح فين .. أنا أانا هعمل إيه قولي بابا زعلان مني وأاأنت أنت خلاص خسرتك قولي أعمل إيه ..!؟
, يدين حاوطته من الخلف وصوت همس بجانبه: كفاية ياعمار ..
, رفع رأسه نحوه بدموع غزيرة وهمس: كفاية إيه هو هو أنا لسا عملت حااجة أانا أنا لازم أفضل عمري كله بترجى فيهم علشان يسامحوني أانا لازم أتعذب سنييين بالأول تلت سنين ودلوقتي معرفش كام سنة اللي أعرفه أني يئست خلاص وعرفت أن دي حياتي ومش هعيش غير كده ..
, زفر هارون مُغمضاً عيناه بألم وانحنى يُحاول أن يرفعه متمتماً: سيبه شوية يا عمار هو برضه صعب عليه ..
, همس عمار متمسّكاً به: وأنا مش صعب علياااا بس أنا عادي محدش بحس ولا واخد باله ..
, هارون بنفي: متقولش كده ياعمار عمو هيسامحك هو زي ما عاقبك عاقبنا زيك وهيصالحك تاني بس عايز وقت ..
, نفى عمار بقوة وانحنى يسند رأسه فوق صدر هارون بتعب هامساً بنحيب: أنا خسرت التنين يا هارون ا التنين ه هارون كلمهم قولهم أانا خلاص مبقتش عايز روما لو هتبعدني عنهم ..
, هارون: إيه اللي بتقوله ده روما ملهاش ذنب ..
, همس ببكاء: قوله ياهارون عشان خااطري طب وغلاوة زين عندك ..
, زفر هارون بعيون لمعت دموعاً وشد من احتضانه هامساً: بس يا عماار خلاص أنت عارف أنك أخويا زي زين بالظبط ..
, عمار: بس أنا عايز حيدر وبابا ..
, سحبه هارون معه نحو غرفته لينهار عمار فوق سريره بضعف .. التفت هارون نحو طعامه الذي لم يُمسّ ليهتف: إيه اللي بتعمله في نفسك ده يا عمااار مكلتش النهاردة كمان ليييه ؟
, صرخ عمار ببكاء: مش عاااايز يارب أمووووت ..
, صرخ هارون بغضب: كفاااية بقا بعد الشررر بتعمل كده لييه ..
, همس عمار ببكاء: أنت مش حاسس بيا أنا خسرت حيدر سنين قدام وبابا مش بيكلمني أنتوا مش زيي .. مش عايز آكل أنا عايز أرتاح وأريّحهم مني ..
, مسح هارون وجهه بقوة وغضب والتفت نحوه يراقبه وهو يتكوّر على نفسه فوق سريره يبكي بانهيار ..
, ضرب الحائط قربه بغضب والتفت خارجاً من الغرفة بخطوات سريعة وأنفاس متسارعة ..
, فيما بقي حيدر متكئاً على الباب متجاهلاً رنين هاتفه الذي يلحّ عليه بقوة ليُخرجه من جيبه أخيراً وقذفه أرضاً بقوة وغضب ..
, عاد رنين الهاتف ولكن في غرفة عمار الذي أجاب بسرعة: تسنيم رد عليكي ..؟
, هتفت بقلق: لأ .. قفل فونه عمار أعمل إيييه مش بيرد عليا ولما جيت أشوفه مفتحليش الباب ..
, ابتلع ريقه بألم وأنزل الهاتف عن أذنه بيأس تسلّل إليه وضعف تاركاً تلك القلقة تُكلّم نفسها بخوف ودموع ..
, نزل هارون الطابق السفلي بسرعة متجهاً نحو إحدى الغرف يطرق بابها بقوة ..
, فتحت ليلى الباب بعد لحظات وهتفت بقلق: هارون في إيه مالك ؟
, هتف هارون بسرعة: عمو هنا ؟
, توترت ليلى هاتفة: أايوه بس بس جيت هنا ليه و..
, أبعدها بخفة عن طريقه داخلاً الغرفة بوجه جامد ووقف مقابلاً لأدهم الذي احتدّت عينيه بقوة لاقتحامه الغرقة بذلك الشكل بدون أذن ..
, اعتدل أدهم بجلسته على سريره يرمقه بوجه جامد ونظرات حادة ليزفر هارون ونظر إليه هاتفاً: عمو أنا آسف أعمل فيا اللي أنت عايزه أنا جاهز بس بس العيال لأ ..
, هتف أدهم بسخرية: وأنت بقا نصّبت نفسك محامي عنهم ..؟
, اقترب هارون منه جثى على ركبتيه يُمسك يديه بترجي: أبوس إيدك يا عمو عشان خاطر أغلى حاجة عندك أنا مش هستحمل أشوفهم كده أنا جاهز أستحمل كل حاجة عنهم ..
, أدهم: هما مين ..
, هارون: عمار وزين وربيع وورود وحيدر كلهم أنا جاهز أشيل المسؤولية عنهم وأستحمل العقاب بس هما لأ عشان خاطري هما مش هيستحملوا يا عمو عمار حالته بتسوء أكتر حضرتك عارف أن محدش فينا بيستحمل خصامك وعمار متعلق بيك وبحيدر وأنتوا التنين بعاد عنه ..
, صمت أدهم يُطالعه بجمود لينهض هارون ملتفتاً نحو ليلى بدموع: يا ماما عشان خاطري عمار مش بياكل وحضرتك عارفة ده كويس والنبي أعملي حاجة أنا مش بيرد عليا ..
, بكت ليلى ناظرة لأدهم برجاء لينهض أدهم واقفاً مكانه بصمت ..
, طالعه هارون بنظرات راجية ودموع محبوسة في عينيه والتفت نحو ليلى ليزفر بعدها بألم ويتجه خارج الغرفة ..
, همست ليلى ببكاء: أدهم دول عيالنا أنت مش عايز تئذيهم ..
, التفت نحوها هاتفاً: مش قولتلك خدي بالك من عمار ..
, ليلى: وقولتلك أنه مش بياكل كیيس يادوبه كام لقمة علشان يسكتني ..
, زفر بضيق هاتفاً: روحيله يا ليلى عمار مناعته ضعيفة لو فضل كده هينهار ..
, هتفت بلوم: وأنت ؟
, التفت يبتعد عنها هاتفاً: روحيله ..
, رمقته للحظات بصمت لتخرج من الغرفة للخارج بعيون باكية متجهة لغرفة صغيرها ..
, بعد مدة من الوقت ..
, دخل أدهم الغرفة بخطوات هادئة ناظراً خلال الضوء الخفيف القادم من الشرفة .. اقترب نحو السرير حيث ذلك النائم بملامح متعبة باكية ..
, جلس بجانبه بخفة والتفت يُطالع وجهه بحنان .. مد يده ماسحاً فوق خصلاته بابتسامة حانية .. لطالما كان يُعامله كطفل صغير ومهما يكبر لا يراه سوى ذلك الصغير الذي جاء بفرحة لهم وحزن لفقدان توأمته .. يعلم بأن زين أصغر أبنائهم ولكنه بمرحه وتهوره لا يترك مجالاً لطفولته البريئة والتي أخذها عمار كاملة ..
, همس بخفوت: عمار ..
, تحرك عمار يُهمهم بكلمات خافتة وفتح عينيه المتورمة يطالع وجه القابع أمامه بشرود ..
, همس بنعاس ونوم سيطر على عقله: بابا ..؟!
, ابتسم أدهم هاتفاً: أه ..
, حاول عمار النهوض حتى اقترب منه يفتح ذراعيه محاوطاً خصره بقوة ووضع رأسه في حجره متمتماً وكأنه يحلم: وحشتني ..
, مسح أدهم فوق خصلاتها عالماً بأن الآخر لم يصحو كاملاً ليهمس: بتعمل في نفسك كده ليه ؟ هو أنت عايز تزعلني منك أكتر ..؟
, نفى عمار برأسه ببكاء لم ينضب: لأ لأاا أنتوا كلكم زعلانين مني وأنا مش عايز ده ..
, انحنى أدهم يقبل رأسه عدة مرات بصمت حتى خفت بكاء الآخر وعاد لنومه مجدداً ..
, تنهد أدهم يُعدل جسده ورأسه فوق الوسادة مُقبلاً جبينه بحنان ونهض يدثره بالغطاء بحرص متجهاً خارج الغرفة ..
, وماهي إلا لحظات حتى استيقظ عمار بفزع ينظر حوله بأنفاس قوية .. ابتلع ريقه يهمس بصوت مبحوح: باباا ؟
, عضّ شفته بقوة ودموع مدركاً بأنه لم يكن سوى حلم يتمنى حدوثه ولكن كالعادة أمانيه لا تتحقق ..
, دخل أدهم غرفته متجنباً نظرات ليلى الآملة واتجه نحو شرفة الغرفة الواسعة يتكئ على السور أمامه يُخرج أنفاسه المكبوتة بضيق ..
, وقفت ليلى على باب الشرقة ترمقه للحظات بصمت لتهتف بعدها: خايف عليهم كده يبقى كفاية ..
, التفت أدهم نحوها بسرعة ليهتف: هو أنا عملت إيه ؟
, هتفت بألم: كل ده ومعملتش حاجة ..؟
, ابتسم ساخراً: وهما بقا عملوا إيه ؟
, تنهدت بضيق هامسة: عارفة أن اللي عملوه غلط و..
, قاطعها هاتفاً: مش بتكلم عن اللي عملوه .. بتكلم عن دلوقتي ..
, رمقته باستفهام ينضح من عينيها ليزفر ويدخل الغرفة تُلاحقه هي بعينيها المستفهمة ليهتف: أنا مش ظالم يا ليلى وعارف بعمل إيه كويس أوووي ..
, ليلى بتردد: بس هما..
, هتف أدهم بقوة: هما إيييه قوليلي عملوا إيه يخلوني أسامحهم .. عايزيني أسامحهم ليه مادام هما مش قادرين يسامحوا بعضهم ؟
, اقتربت منه تجلس بجانبه تتابعه بعيون قلقة ليهتف متابعاً: كل واحد فيهم حبس نفسه في أوضته هو ده اللي أنا عايزه يا ليلى ؟ هستفاد إيه لو سامحتهم وهما بدوسوا على بعض ..
, نهض عن جلسته بغضب: هستفاد إيه لما أسيبهم كل واحد فيهم بيجرح التاني وبنفذ اللي في دماغه بغض النظر ده هيئذي غيره أو لأ .. أنا عايز أموت وأنا متطمّن عليهم ..
, هتفت بسرعة: بعد الشر يا أدهم **** يطولنا في عمرك ..
, التفت نحوها هاتفاً: كل حد وليه يومه وأنا مش دايملهم مش هفضل معاهم علطول أصلح أغلاطهم وأوفق بينهم .. أنا كنت صغير لما اتحملت مسؤولية عيلة بحالها .. كل ده اللي شايفاه قدامك كان نتيجة *** صغير مش فاهم حاجة لسا .. أه عندي أغلاط كان عندي قسوة وعندي تهور بس بالنهاية تخطيت كل ده ونجحت .. مش عايزهم يفضلوا معتمدين عليا عايز لما مكونش جمبهم يقدّروا قيمة بعض يكونوا سند لبعض مش حتة بنت غريبة ولّا أي حد من الشارع يقدر يفرق بينهم بسهولة كده ..
, ارتخت معالم وجه ليلى بعدما تفهّمت كلامه ليتابع أدهم بتنهد: أنا مش بعاقب لمجرد عقاب وخلاص أنا عايزعم يتعلّموا يعرفوا يتصرفوا في كل حاجة تواجههم .. أنا مش ظالم ياليلى ولا قاسي أنتوا فاكرين سهل عليا أشوف ولادي بالوجع اللي هما فيه ده ؟ مش سهل خااالص أنا بتقطع من جوايا بس عايز أستحمل وتساعديني أنتي عشان أستحمل عايز أعرف نتيجة تربيتي ليهم إيييه ..
, ابتسمت ليلى ونهضت تقترب منه هامسة: أنا ولا بعمري حسيتك قاسي ولا ظالم بس قلب الأم ..
, زفر هاتفاً بابتسامة: وقلب الأب بيستحمل وبيكبت وجعه من غير م يبان ..
, همست بحزن: بس متطولش عليهم عشان خاطري ..
, أدهم بإصرار: مش هسامح حد ميستاهلش ..
, هتفت بتردد: بس حيدر أنت زودتها عليه ..
, ابتسم هاتفاً بشرود: حيدر أبني البكري وفرحتي الكبيرة اللي بعامله راجل من لما كان صغير وبعمره مخيبش نظرتي ليه ولا خان ثقتي .. أنا كل اللي قولته نتيجة غضب أه زعلت منه جامد بس عارف أن ورا سكوته ده في حاجة هتفرّحني ..
, رمشت بعينيها تنظر إليه بتعمن .. لطالما كان يفهم أولاده وما بداخلهم بدون أن يعلم أحدهم .. قريب منهم لدرجة يشعر بشعورهم ويكاد يجزم بمعرفته مُسبقاً بتصرفاتهم .. علاقته قريبة منهم لدرجة تزيدهم وجعاً عند خصامه لهم وابتعاده عنهم ..
, زفر بضيق واتجه لسريره هاتفاً: ابقي خلي بالك من عمار كويس مش عايزه يتعب أكتر ..
, رمقته بعيون حزينة آملة واتجهت تُغلق الأضواء تاركة ضوءاً خافتاً يُنير الغرفة المظلمة ..
, ٢٩ العلامة النجمية
, بعد يومين ..
, وقف كرم أمام وسام يرمقه بحدة: مش بتروح بيت عمتك ليه ؟
, توتر وسام هاتفاً: هاا .. احم مذاكرة يا بابا مذاكرة هتشلني ..
, كرم ساخراً: يا سلام ..
, وسام بتردد: و وحياة ع عبد الس٣ نقطة
, صرخ كرم مقاطعاً: أنت مهبب إيه يالا ؟
, وسام باستنكار: أناااا ؟
, اقترب كرم منه يجذبه مزن ملابسه: ولا أنا مش قولتلك مصايب مش عااايز عاملين إيه أنت وصحابك علشان أدهم مخاصمهم كده وأنا أقول الواد ده ماله معدش بروحلهم أتاريك خايف ياعين أمك ..
, هتف وسام بتردد: لا مش مش خايف بس بس يعني عمو أدهم أكيد مش طايق يشوفني وأنا بريّحه مني مش أكتر ..
, دخات نوار الغرفة وهتفت: ياااه يا وسام لو تشوف اللي أنا شوفته ..
, أشار لها وسام بالصمت لتهتف: ده مرااار طاااافح ياخوياااا ..
, ابتفت كرم نحوها بغضب وهتف: **** ست الحسن والدلال طلعت عارفة ..
, نوار بابتسامة: أوماال لقد كنت في قلب الحدث يا أبويا العيال مهببين حااجة ستُلقي بهم في غياهب السجن لسنوااات ..
, التفت كرم نحو وسام وهتف بغضب: أنتوا إزااي تعملوا كده مقولتليييش ليييه طب مقولتش لأدهم ليييه ..؟
, هتف وسام بضيق: يا بابا مكانش ينفع ..
, كرم: أه فعلاً بس اللي أنتوا عملتوه كان ينفع أوووي ..
, هتف وسام بضيق: بابا عمار صاحبي وهو كان واقع في مشكلة وكنا عايزين نساعده ..
, صرخ كرم بغضب: وكده بقا ساااعدتوووه ولا عكيتوا الدنيا أكترر ؟
, وسام بتردد: مكناش عارفين هيحصل كده بعدين بعدين أنا مقدرتش أخون عمار هو مكانش عاوز يعرّف حد أصل لو حد عرف مشكلته مع حيدر هتكبر ..
, رمقه كرم بغضب وشرد عقله لسنوات ماضية عندما كان في نفس موضع وسام الآن وأخفى عن أدهم مصيبة كبيرة فقط من أجل صاحبه ..
, زفر بضيق ناظراً لوسام .. لا يعلم لمَ هذا الفتى لا يُشبهه بشيء سوى بالمصائب رغم أنه لم يكن هو السبب بها أما ولده فحدّث ولا حرج ..
, اتجه خارج الغرفة بصمت ليزفر وسام بقوة ويجلس فوق السرير هاتفاً: متبرّاش مني غريبة يعني ..
, هتفت نوار بسرعة: كلمت حد منهم ؟
, وسام بحزن: كلمت زين عمار مش راضي يرد ..
, زفرت بضيق: ورود برضه جبانة ومستخبية في أوضتها مع أني مقولتلهاش حاجة غير أنهم هيقيموا عليها الحد مش أكتر ..
, رمقها وسام بسخرية وهتف: أطلعي برا يا نوار مش طايقك كفاية أني زعلان عليهم وزهقان من غيرهم ..
, هزت رأسها بحسرة واتجهت خارج الغرفة ليزفر هو بضيق وحزن ..
, بعد يومين ..
, فتح عمار باب الغرفة واتجه بخطوات هادئة ليجلس فوق السرير حيث يتجمع زين وهارون وربيع وورود ..
, حلّ صمت غريب عليهم ليهتف زين: محدش قادر يجيب حيدر ..
, هتف هارون: وهو هيرد علينا يعني ..
, زفر زين يرمق عمار بتردد همس: أنا آسف يا عمار ..
, هتفت ورود بحزن: مش أنت بس إحنا كلنا آسفين ..
, زم عمار شفتيه هامساً: تتأسفوا ليه زيي زيكم أساساً بالحالتين كان هيحصل كده ..
, هتف ربيع: المهم يا زين كنت عايزنا ليه ؟
, رمقهم زين بحزن: هو إحنا هتفضل كده ؟
, ربيع: عندك حل ياخويا ؟
, التفت نحو هارون: هارون هو لو إحنا روحنا لعمو كلنا واعتذرنا منه هيسامحنا ..
, هز هارون كتفيه بصمت لتدمع عيني زين هاتفاً: يعني إيه متعرفش أنا عااايز حللل ..
, رمقه هارون بحزن هاتفاً: هقولك إيه يا زين مش عايز أديك أمل ع الفاضي ..
, ورود: أنا برضه عايزة أعتذر منه بس معنديش جرأة ..
, ربيع: إيه رأيكم نكلم بابا يتواسطلنا عنده أو حمزة .. أو عمو سيف ..
, هتف زين بإصرار: أنا عايز أعمل كده مش قادر أستحمل العيشة دي حاسس بالذنب أوي ..
, التفت الجميع نحو هارون الذي زفر بضيق ويأس داخله وهتف: هروح معاكم ولو أني عارف النتيجة من دلوقتي ..
, نهض زين من جلسته واتجه نحو عمار يُمسكه من يده: يلا ياعمار ..
, رمقه عمار بألم وأمل ونهض معه بخطوات مرتجفة خائفة حتى نزلوا الطابق السفلي حيث غرفة مكتب أدهم ..
, وقف مصطفى قريباً منهم بعدما لمحهم ليهتف زين: عمو ممكن تقول لعمو أدهم أننا عايزين نكلمه عشان خاطري ..
, رمقهم مصطفى بحذر: بس هو ممكن يرفض ..
, هتفت ورود بترجي: عشان خاطرنا يا بابا والنبي ساعدنا إحنا جايين نعتذرله ..
, زفر هاتفاً: ماشي هقوله ..
, دخل المكتب لينظر الجميع لبعضهم بقلق وخرج بعد لحظات هاتفاً: أدخلوا ..
, تمسّك زين بهارون يدفعه أمامه بخوف: ي يلا يا هارون ..
, رمقه هارون بغيظ وهتف: أنا عارف شجاعتك دي ع الفاضي أنا أساساً معرفش هما بردّوا عليك إزاي بعد كل اللي حصل ..
, زم زين شفتيه بحزن: قصدك أني أنا السبب صح ؟
, رمقه هارون هاتفاً: لأ مش قصدي ..
, ابتعد زين عنه والتفت يدخل المكتب ليلحق به الجميع ويزفر هارون ماسحاً وجهه بتعب وضيق ويدخل معهم ..
, نظر الجميع لأدهم الجالس خلف مكتبه وهو يدير جسده متجنباً النظر إليهم ليهتف عمار ببكاء: بابا ..
, هتف ربيع بسرعة: عمو إحنا جايين نعتذر منك ..
, ورود: عشان خاطرنا يا عمو و**** مش مش هنكررها تاني ..
, التفت أدهم نحوهم أخيراً يرمقهم بحدۃ ليهتف: وحضرتك يا هارون بيه مش عايز تقول حاجة ..؟
, زفر هارون بضيق يعلم بأن لا فائدة مما يفعلوه ليهتف: لأ ..
, ضحك أدهم بسخرية ونهض عن جلسته هاتفاً: خلصتوا ..
, عمار ببكاء: بابا عشان خاطري ..
, أدهم: هو أنا مش قولتلكم ملكوش خاطر عندي ..؟
, زاد بكاء عمار بيأس ليرمقه أدهم هاتفاً: عياطك مش هيفيد ..
, التفت عمار نحوه ببكاء ليزداد غضب أدهم: أنتوا مش مكسوفين من نفسكم ..؟ أنت يا هاروون مكنتش أتوقع منك كده خااالص أنت على أساس العاقل بدل ما توقفهم عند الغلط لا اتجريت معاهم وكأنك عيل بمشوك زي ماهما عايزين ..
, تنهد هارون مُشيحاً بوجهه عنه ليزم زين شفتيه بحزن وإحساسه بالذنب يتضاعف ليهتف أدهم: أنا مش عايز أتكلم تاني لأن اللي هقوله مش هيزيد عن اللي قولته قبل كان يوم ..
, نهض سيف الذي كان يجلس منذ البداية ليهتف: أدهم متبقاش كده ..
, التفت أدهم نحوه هاتفاً بغضب: كده إزاااي يعني ؟
, سيف: هما جايين يعتذروا منك مش يسمعوا الكلام ده تاني كفاية عليهم ..
, هتف أدهم بغضب: يعتذروا مني ليييه ؟ هما كانوا أذوني أنااا ؟
, نظر الجميع نحوه ليهتف أدهم بهم غاضباً: أنتوا أذيتوا بعضكم مش أذيتوني الإعتذار ده مش ليااا أنا يا بهوات .. أنا باللي بعمله عايزكم فيه تصلّحوا غلطكم مش تقولولي آسفين كلمة لاهتقدم ولا هتعمل أي حاجة دي كلمة عيال صغيرة بس .. عايزني أسامحكم وأنتوا بالحالة دي إزاااي ؟ أقولكم .. أطلعوا برا ..
, نظروا نحوه بترجي وتردد ليهتف بغضب: بقولكم أطلعوا بررا واللي بتسموه إعتذار ده مرفووض اتفضلوا ..
, التفت الجميع بعيون دامعة خارج الغرفة مُغلقين للباب خلفهم ليهتف سيف: أدهم كفاية بقا ..
, التفت أدهم نحوه بغضب ليهتف سيف بحزن: متبقاش قاسي كده ..
, أدهم بصدمة: قاسي ؟ أنا قاااسي يا سيييف ؟
, هتف سيف بحزن: بالنسبة للي بتعمله معاهم أه دي قسوة أنت عارفهم مش هيستحملوا كده عارف إحساسهم كويس ..
, صمت أدهم يُتابعه بعيون مشتعلة ليهتف سيف: أنا آسف بس مش قادر أشوفهم كده وأنا عايش شعورهم كتير أوووي وصعبانين عليا زي ماكانت نفسي بتصعب عليا بس مكنش وقتها هاممني غيرك زيهم دلوقتي ..
, ابتسم أدهم هاتفاً: أنا متأكد أنك عارف كويس كنت بعمل كده ليه .. أنا أه غلطت معاك زمان وكنت أقسى بس اللي كنت عايزه من تصرفاتي معاك مش قسوة ولا ظلم .. كنت عايزك تفوق لنفسك وتصلح غلطك أنت عارف ده كويس صح ؟
, رمقه سيف بحزن وهتف: أه ..
, أدهم: وهما عملوا إيه دلوقتي ؟
, زفر سيف بضيق ليهتف أدهم: جاوبني يا سيف عملوا إييه ؟
, سيف: ولا حاجة ..
, أدهم: شوفت ..؟ كل واحد فيهم حبس نفسه في أوضته انعزل عن التاني .. كل واحد فيهم مش بيكلم التاني الكل زعلانين من بعض ومش قادرين يواجهوا بعضهم ويحلّوا الخلاف بينهم ..
, دخل مصطفى المكتب لينظر نحو أدهم الغاضب وهتف: أدهم عنده حق وأنا معاه ..
, هتف أدهم: أنا عارف كل حد فيهم كويس أوووي وعارف حيدر حافظه صم .. المشكلة من البداية كلها عشان حيدر مش عايز يعرّف حد ومش قادر أصلاً أنا عارف أن دي حاجة جواه بتمعنه وحاسس بيه .. ولو دلوقتي عديت الموضوع عادي كده حيدر هيزيد في اللي بيعمله ويتمادى أكتر من غير مايلاقي حد يقفله ومن غير م يحس أن تصرّفاته دي غلط .. أنا لو معملتش كده ومخاصمتهومش كلهم كان زمانهم كرّروا المشكلة تاني وتالت وكان حيدر تجبّر أكتر خاصة لما الكل عرف بحكايته وكان مستحيل يفكر أنه يسامح أو يكلّم حد فيهم .. أنا باللي عملته خليت دماغه يروح حتة تانية خليته يفكر كويس بنتيجة أفعاله دي وكرامته اللي سايباه يغلط ويبعد عن اللي حوليه من غير مايكون ليهم ذنب في حاجة ..
, التفت نحو سيف هاتفاً: أنت كنت متفق معاهم من البداية جيت وقولتلي كل حاجة ليييه ؟
, نظر سيف نحوه بتردد: عشان مبقتش عارف أخبي عليك حاجة ..
, أدهم: أنا عارف ده كويس .. وعارف ده سببه إيه .. وبعمل معاهم كده .. كنت مستنيهم يقولولي ييجوا يلجؤوا ليا يعترفوا بكل حاجة عملوها وكنت مستعد أنا اللي أواجه حيدر وأقوله كل حاجة وأبعد الذنب عنهم بس للأسف خيّبوا ثقتي ومعرّفونيش بحاجة لغاية م وقع الفاس بالراس وفلتت الأمور من إيدهم .. تقدروا تقولولي هما عملوا إيه عشان أسامحهم ولّا عملوا إيه علشان يسامحوا بعض ولا أيّ حاااجة .. بس أنا لسا مستني ..
, أومأ سيف برأسه بصمت واتجه خارج الغرفة ليهتف أدهم: سييف ..
, التفت نحوه ليهتف أدهم: فاكر لما قولتلّي كل حاجة وأنا قولتلك متعرّفهومش أني مستنيهم يعترفولي ؟
, سيف: أه ..
, أدهم بحزم: وأنا دلوقتي بقولك متعرّفهومش أني مستنيهم يتصرفوا ويعملوا حاجة تخلّيني أسامحهم .. عايز أشوف هما هيعملوا إيه من نفسهم .. مش عايز أسامح حد ميستحقش ..
, زم سيف شفتيه وهتف: أنت بتصعّبها عليا كده ليه ..؟
, هز أدهم كتفيه بابتسامة ليزفر سيف بغيظ واتجه خارج المكتب بغضب ..
, ٢٩ العلامة النجمية
, نحن من طين يوجعنا الأذى ، يجرحنا صغير الشوك ، ويجبرنا لطف ****.
, ٣٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد عدة أيام ..
, دخل سامر صالة الفيلا بعدما فتحت له إحدى الخادمات الباب .. وجد رحمة بانتظاره ليتجه جالساً قربها لتهمس هي بسرعة: أنت متأكد ..؟
, زفر بضيق: أه متأكد إيييه مقدرتيش تسألي حد منهم ..؟
, هتفت بحدة: أسألهم إزاااي مش قاادرة أنا لغاية دلوقتي مش مصدقة مش ممكن باباك بقول كده من نفسه ..؟
, هتف بغضب: يعني إيه من نفسه وهو هيكدب بحاجة زي دي ليه ؟
, رحمة: خلاص وطي صوتك مش عايزة حد يعرف لغاية ما ألاقي طريقة أتأكد ..
, هتف سامر بتمعّن: ولو اتأكدتي هتعملي إيه بقا ؟
, التفتت نحوه بصمت ليهتف: أنا مش هقبل بنفس المعاملة ماهو مش هارون يعملوه أبنهم وأنا اللي أبقى منبوذ كده ..
, دخل زين صالة الفيلا بحذر ليتفاجأ بوجودهم أمامه تجهّمت معالم وجهه بضيق والتفت يهمّ بالخروج ليهتف سامر: إيه يا زين محدش معلّمك تسلّم ولّا إيه ؟
, التفت زين نحوه وهتف: رحمة لمي خطيبك أنا مش ناقصه ..
, هتفت رحمة بضيق: إيه الكلام ده يا زين ماهو معاه حق أنت زااي تدخل من غير ماتسلم إيه الذوق ده ..؟
, هتف زين بسخرية: و**** أنا مش متربي ومعنديش ذوق زي حضراتكم ..
, هتف سامر: صح هو أنتوا حصلكم إيه ؟
, زين بغضب: إيييه ؟
, هتف سامر: يعني حاسس أن الوضع مكهرب هنا وهارون قبل أسبوع كده شفته متخرشم هو مين اللي عمل فيه كده ؟
, اقترب زين منه يرمقه بتهديد: وأنت مااالك حاشر نفسك بينا ليييه أنت فاكر نفسك مين أصلاً ..؟
, نهض سامر عن جلسته بغضب وهتف: أنت فعلاً مش متربي ..
, نهضت رحمة واقفة بجانبه: سامر لو سمحت وأنت يلا من هنا ..
, زين بغضب: يعني إيييه يلا من هنااا أنتي بتهشي كلب هو اللي يخرج مش أنااا البيت بيتي ..
, هتف سامر بصدمة وغضب: أنت بتطردني ؟
, رحمة بغضب: زييين كفاية وأمشي من هنا بقولك ..
, زين بغضب: أسمع ياللي أسمك سمر أنا مش طايقك منزلتيش من زور من أول ما شوفتك .. وهارون ملكش دعوة بيه أنت اللي بيربطك هنا هي رحمة المعمية على عينها دي إنما أنا وهارون وباقي ولاد عمي متقرّبش منهم أساساً محدش طااايقك ولولا رحمة كانوا رموك برا من زمان أن..
, قطع كلامه فجأۃ بصدمة واضعاً يده على وجنته بعدما شعر بلسعة قوية فوقها وقد ارتطمت يد رحمة بها بغضب وحدة ..
, هتف ناظراً إليها بصدمة: أانتي بتضربيني ع عشان ده ؟
, هتفت بحدة: ده اللي بتقل أدبك عليه يبقى خطيبي خطيب أختك الكبيرة يازين بيه أنت محدش علّمك الأدب فعلاً وأنا اللي هعلمهولك ..
, ابتلع ريقه ينظر إليها بصدمة ودموع تحجّرت في عينيه لتهتف هي بحدۃ: أنت الظاهر نسيت أني أختك الكبيرة وأنا تساهلت معاك أوووي لغاية فقدت إحترامك وماشي تقل أدبك علطول أنا كنت أسكت إنما توصل وقاحتك لسااامر فمش هسمحلك وأنا اللي هقفلك فاااهم .. غور من وشي قبل ما أديك التاني يفهّمك كويس ..
, تراجع زين للخلف ومازال يرمقها بألم وصدمة كبيرۃ .. علاقته بها لم تمن جيدة من الأصل ولكن لم يظنّ بأنها ستصل لتلك الدرجة وتبدّي خطيبها عليه هو ..
, استدار راكضاً يخرج من الصالة بسرعة ودموع ليهتف سامر بلوم: ليه كده يا رحمة مكنش لازم تمدّي إيدك عليه هو مش عيل ..
, رحمة بغضب: مهما كان بفضل أخته الكبيرة ولازم يتعلم يحترمني بدل ما الكل سايبه كده ..
, زفر سامر بضيق وعاد لجلسته بغضب وقلق ..
, صعد زين درجات السلم بسرعة ليصطدم بربيع أمامه والذي رأى دموعه ليهتف بقلق: زين مالك هو عمو كلّمك ؟
, دفعه زين عن طريقه واتجه نحو إحدى الغرف فتح الباب بقوة وهتف ببكاء: ه هاروون ..
, التفت هارون نحوه وتوسّعت عيني بصدمة عندما وجده يندفع نحوه يجلس فوق السرير ملقياً نفسه بين أحضانه وينفجر في البكاء بقوۃ ..
, هتف هارون محاوطاً جسده بقلق: في إيه يازين مالك ؟
, تعالت شهقات زين بألم واشتكى له ببكاء: ر رحمة ضربتني ..
, قطب هارون جبينه بحدة وأبعده عنه ناظراً لوجنته حيث طُبعت أصابع رحمة القاسية فوقها ليمسح فوقها برفق هاتفاً: ضربتك ليييه أنت عملتلها يه ؟
, صرخ زين ببكاء: معملتش حااجة هي بتحب سمر أكتر مني ..
, هارون: يعني إيه يا زين سامر ماله ؟
, زاد بكائه هاتفاً: هو قاعد معاها في الصالة وهي هي ضربتني قدامه ع عشان ب بقوله ملوش دعوة بيا وميكلّمنيش ..
, جز هارون على أسنانه بغضب وهتف: ضربتك عشان كده ؟
, أومأ برأسه هاتفاً ببكاء: هو برضه فاكر نفسه بقا واحد مننا وقال عايزني أحترمه وهي سابته يتكلّم كده عادي هي أصلاً مش شايفة غيره ..
, أظلمت عينن هارون بقوة ومدّ يديه يمسح دموعه هاتفاً: متعيطش أوعى تعيط عشان كلب زي ده ..
, رفع زين نظراته نحوه بألم: أنا بعيط ع عشان هي مش بتحبني هي ولا عمرها قربت مني وحسّستني أنها أختي كل لما بقرب منها بتزعقلي كل ما بعمل حاجة بتتعصب عليا هي بتعمل كده ليييه يا هارون أنا مش عايز كده أا أنا حاولت معاها كتير وهي مش راضية ..
, أغمض هارون عينيه بقوة وغضب وأبعده عنه ناهضاً ليتجه خارج الغرفة بسرعة لتدخل ورود الغرفة ناظرة لزين بحزن واقتربت منه هامسة: خلاص يازين متزعلش هي الخسرانة ..
, رمقها زين بحزن وأشاح بوجهه عنها بسرعة لتنظر هي نحوه بألم وحزن عليه وعلى حالها ..
, نزل هارون درجات السلم سريعاً متجهاً نحو الصالة بوجه غاضب وعيون مُشتعلة بتوعّد .. التفت الإثنان نحوه باستغراب ليقترب هو من سامر يرفعه من ملابسه بقوة هاتفاً: أنا مجتليش فرصة قبل كده أقولك أن زين خط أحمر صح ؟؟
, قطّب سامر جبينه بحدة وأمسك يديه يُحاول إبعاده عنه ليُشدّد هارون من إمساكه هاتفاً أمام وجهه بحدة: بس ملحوقة والفرصة جت أهي ودلوقتي بقولك زيييين أخوياااا خط أحمر هو وولاد عمي وأختيي لو قربت منهم تاني هندمك ندم عمرك أنت فاااهم ..؟
, هتفت رحمة بغضب: إيه اللي بتعمله ده ياهارون أنت اتجننت سامر معملش حاجة الكلام والزعيق ده روح قوله لزين قليل الأدب ..
, ترك هارون سامر بقوة والتفت يُطالعها بحدة: أنتي حسابك معايا مش دلوقتي لما يمشي البيه ده ..
, هتفت رحمة بحدة: لا ماتحاسبني دلوقتي عادي أنتوا كلكم عمال تعاملوا سامر غريب ليييه هو خطيبي أفهموها بقا ..
, هتف هارون بغضب: و**** شكلنا بجد مش بنفهم علشان وافقنا عليه من البداية .. أنا الحق عليا اللي وقفت معاكي وساندتك ..
, هتف سامر بغضب: أنا مسمحلكش تتكلم عليا كده ومسمحش أتهااان في قلب بيتكم أنا عامل إحترام بس لعمي أدهم وأهلك غير كده كنت شوفت شغلي معاك ..
, ابتسم هارون ساخراً والتفت لرحمة: هو ده المحترم اللي ضربتي أخوكي عشانه يا هانم ؟
, هتفت بغضب: أنا مضربتوش عشان حد أنا ضربته لأنه قليل أدب مش محترمني لاحظ أني أخته الكبيرة مش الصغيرۃ ولا خدامه عنده أنا عديتله حاجات كتيرة بس لحد هنا وكفااية ..
, هتف هارون بصوت حاد: خلاصة الكلااام البيه ده ميدخلش هناا خالص لو معندوش إحترااام ..
, صرخ سامر بغضب: احترم نفسك يا هاروون ..
, هارون: أنا محترم مع اللي يستاهل إحترااام .. وبقولك أهو تربية أهلك والحقد اللي جواكم ده تسيبه على عتبة الفيلا برا تدخل هنا بأدبك وإحترامك تشوف رحمة ساعة كده وتخرج من هنا لغاية ما تتجوّزوا وقتها تبقوا حرين .. غير كده ممنوووع أسمعلك حس ولّا أشوفك قربت من حد من أخواتي وخااااصة زين أنت فاااهم ؟
, وقف حمزة على باب الصالة يرمقهم بجمود ولكن داخله يشعر بالظفر والرضى لما يحدث .. يتمنى أن يكون موضع هارون يصرخ ويشتم ويضرب إن لزم الأمر فقط ليشفي غليله ويُبرد نار صدره المستعرة بقوة ..
, اقترب منهم بعد لحظات هاتفاً: خلاص يا هارون أظن سامر اتعلّم الدرس كويس ..
, التفت سامر ورحمة نحوه بحدة ليبتسم هو ابتسامة جانبية لهيئتهم ويهتف سامر: حضرتكم متطلبوش مني احترام لو مش موجود عندكم .. أنتوا متستاهلوش حد يحترمكم أصلاً ..
, هتف حمزة بجمود: أعصابك يا سامر مش كده .. مش هزيد ع اللي قاله هارون حاجة غير أن الحق على رحمة دخّلتك بينا وأنت متستاهلش ومكنتش تطول تعدي من قدام الفيلا حتی .. ومتحلمش تتعامل كحد من العيلة خالص لأنك أبعد مايكون عننا ..
, ابتسم سامر ساخراً: أه فعلاً بعيييد عنكم أووووي ومأستاهلش بس هارون اللي يستاهل صح ..؟
, هتفت رحمة بسرعة: سااامر ..
, هتف هارون بغضب: قصدك إيه ياااض أنت بتقول إيييه ؟
, هتف سامر بحدة: **** أنت عامل نفسك مش فاهم ولّا ليكون بجد محدش قايلك وسايبينك على عماك قولي متعرفش أنك مش أ..
, هتف حمزة بصراخ: ساامر أطلع برااا ..
, التفت سامر نحوه ليرى عيونه قد تحوّلت لاسوداد مُخيف ليهتف: ليه ه..
, صرخ حمزة وقد فقد أعصابه يدفعه من أمامه بغضب هائل يُخرجه من الصالة ورحمة تُسرع خلفهم بصراخ حاد ..
, فيما وقف هارون مكانه يرمقهم بعيون حادة وعدم فهم ليعود حمزة نحو الصالة واتجهت رحمة خلفه بعيون غاضبة وقد تأكّدت بأن ما عرفته حقيقي وأن حمزة كما توقعت يعلم الحقيقة ..
, صرخت به بغضب: أنت إزاااي تعمل كده مين اللي أداك الحق أصلاً ..؟
, التفت حمزة نحوها بغضب: غوري من وشي دلوقتي لاحسن اتجنن عليكي ..
, صرخت رحمة: أنت ميين ا..
, صرخ حمزة يدفعها من أمامه بغضب: بقولك غوووري وإلا وربي مش هتلومي غير نفسك ..
, وقفت تتنفس بقوة ترمقهم بغضب واتجهت بخطوات غاضبة نحو الأعلى وقد استعر غضبها داخلها حقداً وانتقاماً لما حدث ..
, فيما دخل أدهم الصالة نازلاً من الطابق العلوي هاتفاً بقلق: إيه اللي بيحصل هنا ..؟
, زفر هارون بضيق وهتف حمزة: مفيش ياعمو ..
, رمقهم أدهم بحدة ليهتف: أنا مش قولت مش عايز أشوف وش حد فيكم هناا يا هاروون ..؟
, التفت هارون نحوه وزفر بضيق خارجاً من الصالة صاعداً درجات السلم نحو غرفته ليلتفت أدهم نحو حمزة هاتفاً: في إيه يا حمزة ..؟
, رمقه حمزة بعيون هاج القلق داخلها: سامر عارف بكل حاجة وشكله قال لرحمة ..
, ضيّق أدهم عينيه ونبض قلبه بحذر هامساً: كل حاجة يعني إيه ؟
, حمزة: يعني اللي في بالك يا عمو ..
, أغمض أدهم عينيه ضاغطاً على قبضته بقوة وهتف: هارون حسّ على حاجة ..؟
, حمزة: معرفش بس كان هيقول كل حاجة وأنا وقفته .. عمو سامر ده بقا وجوده خطر عليناا ..
, أومأ أدهم برأسه بشرود ليهتف حمزة: مش لازم يدخل الفيلا تاني ..
, رمقه أدهم بصمت عدة لحظات واتجه بخطوات سريعة نحو مكتبه مُغلقاً الباب خلفه بهدوء يُناقض الضجيج الذي اندلع داخله ..
, ٣١ العلامة النجمية
, يُحبني بطريقة أبوية أكثر مِن كونه أخي ، كان يرتَعد قلبهُ خوفاً حين يلمح حزن في عيوني أو تغيير في نبرة صوتي ✨
, ٣٠ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد يومين ..
, قاد حيدر سيارته بسرعة ناظراً أمامه بعيون جامدة مُصرّة .. دقات قلبه تتقافز داخله بألم وتردد ولكن شيء ما داخله يُشجّعه بقوة مانعاً تردده .. أمسك هاتفه يتصل بزياد ليهتف: أعمل اللي قولتهولك دلوقتي ومتتأخرش يا زياد ..
, هتف زياد بضيق: طب ماتكلّمهم أنت طيب ..
, حيدر: زيااد نفذ اللي قولتهولك وبس لو عايز تساعدني أعمل كده ..
, تنهد زياد هاتفاً: حاضر ..
, حيدر: كلهم يا زياد وأتأكد منهم ..
, زياد: ماشي متقلقش بس أنت هتعمل إيه فينك ؟
, حيدر: مفيش عندي حاجة هخلصها ..
, أغلق الخط بوجهه بسرعة موقفاً سيارته بقوة لتخرج صريراً عالياً .. توقف يُمسك بالمقود بيدين يُحاول الحفاظ على ثباتهما ..
, أغمض عينيه بقوة يأخذ عدة أنفاس متتابعة محاولاً تهدأة نفسه .. التفت نحو ذلك المنزل يرمقه بنظرات غامضة ليمنع أي مجال للتردد ويفتح باب سيارته مترجلاً منها بخطوات واسعة ثابتة حتى توقف أمام البوابة يرمقها بصمت ..
, رفع يده يقرع الجرس عدة مرات ووقف متكئاً بيديه على الحائط قربه ليفتح الباب أمامه ويهتف الرجل بسرعة: حيدر يادي النور إزيك يابني اتفضل ..
, رفع حيدر نظراته نحوه واصطنع ابتسامة هادئة استنفذت نصف طاقته والنصف الآخر تركه لبعد لحظات وهتف: معلش ياعمو مستعجل بس عايز حااجة ..
, قطب الرجل جبينه هاتفاً: حاجة إيه ..؟
, ابتلع حيدر ريقه يتنفس بقوة وهتف: عايز أقابل روميساء ..!!
, بعد نصف ساعة ..
, فركت روما يديها الموضوعتين في حجرها بقوة وخوف متجنّبة النظر لذلك القابع بجانبها يرمقها بنظرات صقرية مُتفحّصة مُخيفة ..
, ابتلعت ريقها ودمعت عينيها بقوة مُحاولة تهدأة نفسها ولكنها تكاد تموت رعباً ليس وكأنها هي نفسها من كانت ترفع ضحكاتها المائعة أمامه وتغمز له بعينيها بوقاحة ..
, ضيّق عينيه يزيد من نظراته نحوها ليزيد من توترها وخوفها غير عابئاً بارتجافتها أمامه بشكل يُثير الشفقة ..
, وعى على نفسه في النهاية وأشاح بوجهه عنا سريعاً زافراً بقوة يُحاول تهدأة نفسه ولكن زفرته تلك أفزعتها وأخرجت دموعها مع ارتفاع شهقاتها الباكية ..
, عاد يلتفت نحوها وهي تبكي بارتجاف ليزفر جاذباً خصلاته بقوة وضيق وتراجع بظهره للخلف مغمضاً عينيه وهو يضغط على المقود بيدين كادت تقتلعه من مكانه ..
, مرّت دقائق طويلة عليهم في صمت تام تقطعه شهقات تلك المسكينة الخائفة منتظرة مصيرها برعب لتسمعه يهتف أخيراً بصوت جامد: سامعك ..
, التفتت نحوه مبتلعة ريقها بحذر وتنهدت بقوة دما رأت عينيه المغمضتين فلن تُجبر على مواجهة سهامه الحارقة مجدداً ..
, همست بصوت متلعثم: إا إيه ؟
, فتح حيدر عينيه ببطء ناظراً نحوها لتُخفض رأسها بسرعة بفزع .. رمقها عدة لحظات بصمت وهتف: سامعك تحكيلي عملتي كده ليه وإزاي وإيه اللي خلاكي توافقي ..
, ابتلعت ريقها بقوة ورجفت شفتيها بألم ودموه وهمست: ع ع عمار م ملوش ذنب ه هو هو كا كان هو كان..
, حيدر: هو كان إيه ؟
, همست ببكاء بدون أن تنظر إليه: كان تعبان أووي وموجوع لما حكالي القصة ك كان عنده أمل فيا وأانا مقدرتش أسيبه كده .. أانا أنا و**** مش قصدي حاجة غير أني أرجّعكم لبعض وهما قالولي أن كده هترجعوا زي زمان وأهو رجعتوا ..
, رفع حاجبه هاتفاً بسخرية مريرة: رجعنا ؟
, ارتعش جسدها بقوة وهمست: ه هما كلهم كانوا عايزين يساعدوكم و**** مش قصدهم حاجة وحشة صدقني ي يا حيدر بيه ع عمار بيحبك أووي عشان خاطر أغلى حاجة عندك متبعدش عنه هو كان بالفترة الأخيرة هيتجنن كان خايف يخسرك لما تعرف كان علطول يقولي أنه عايز يعترفلك بكل حاجة هو هو كان تعبان أوووي ..
, أغمض حيدر عينيه مُجدداً مستمعاً لكلماتها مُتذكّراً حالة عمار قبل إعترافه .. تهرّبه منه ، قلقه الدائم ، كان يتردد دائماً في كل مرة يُحاول إخباره بها ليتراجع في النهاية بارتجاف وعيون دامعة مستنجدة ..!
, ابتلع ريقه بغصّة قاسية وفتح عينيه اللتين احمرّتا بشدة .. كانت نظراته مُستنجدة ليُساعده على البوح وربما هو من لم يفهمها .. أو أنه قد تجاهلها ..
, وهمست روما بخوف: أنا آسفة أووي ..
, التفت نحوها معتدلاً بجلسته لتتراجع للخلف بفزع .. رمقها عدة لحظات بصمت ليهتف بعدها: متخافيش ..
, ولكن كلمته تلك زادت من خوفها وبكائها ليهتف: مش هعملّك حااجة متخافيش ..
, همست بسرعة: أانا م مش خايفة تعملّي حاجة أساساً أنت متقدرش ..
, اشتعلت عينيه بغضب ناظراً نحوها لتتراجع هي نافية ببكاء: لا وربنا م مقصديش ح حاجة بس بس أنا عارفة أانك م مش بتضرب بنات ع عمار قالي كده ..
, رفر بضيق جاذباً خصلاته بقوة لتهمس بارتباك: ع عمار عمار م مش كويس ه هو هو ..
, التفت نحوها بصدر يعلو ويهبط بقوة يكاد يختنق ليفتح باب السيارة بجانبه ويخرج منها ساحباً الهواء إلى رئتيه بقوة هائلة ..
, راقبته هي من داخل السيارة بدموع وفزع تودّ لو تستطيع أن تفتح بابها وتُهرول راكضة .. ابتلعت ريقها ناظرة للباب بجانبها بعيون متوسعة مهتزة ومدّت يد مرتجفة نحو الباب تهم بفتحه لينتفض جسدها بقوة عندما فتح هو بابه وعاد ليستقل السيارة لتسحب يدها بسرعة وتشهق بقوة جعلته يلتفت نحوها بسرعة لتهتف بفزع ونفي: م مش مش أانا هو م مكنش مقفول كويس ك كنت بعدله ..
, قطب جبينه بعدم فهم: هو مين ؟
, عادت تنفي بقوة ودموع ولم تخرج الكلمات من جوفها لشدة فزعها ليُراقبها هو بنظرات مندهشة غاضبة ..
, في مكان آخر ..
, مطعم فاخر ذو إطلالة هادئة جميلة .. وسيع من الداخل بواجهة بلّورية كبيرة .. وعلى طاولة متوسطة قريبة من الواجهة البلورية جلس هارون يضع قدماً فوق الأخرى بتملّل .. التفت جانبه نحو زين الذي يتكئ بيديه على الطاولة ويسند رأسه فوقهما ويُغمض عينيه بنعاس ..
, تأفّف هارون بضيق والتفت نحو عمار الذي يجلس في كرسي مقابلاً لهم ينظر بشرود عبر الزجاج الجانبي بملامح باهتة ووجه شاحب ..
, قطب هارون جبينه بقلق: عمار أنت كويس٧ نقطة!؟ عماااار ..!؟
, التفت عمار نحوه بتنبّه ورفع زين رأسه عن الطاولة ليهتف هارون: مالك أنت تعبان ؟
, نفى عمار بضعف ليهتف زين: لأ تعبان هو مأكلش حاجة من مبارح ..
, التفت هارون نحو عمار زافراً بضيق ليهتف: هطلبلك حاجة تاكلها دلوقتي ..
, عمار: مش جعان ..
, هارون بغضب: هتاكل غصباً عنك أنت فاكر اللي بتعمله ده هيفيدك ..
, نظر عمار إليه بصمت ليس له طاقة أن يُجيبه أو بالأحرى يُوفّرها .. فلو استنزف طاقته في الكلام لانهار جسده من التعب والجوع ..
, ضاقت عيني هارون لتتسع فجأة ناظراً لبوابة المطعم الزجاجية: هو إيه اللي بيحصل يا ناس ؟
, التفت الإثنان نحوه بدهشة ليهتف: ربيع وورود جم أهو ..
, اقترب ربيع حيث أشار له النادل لتجمّعهم ليهتف بدهشة: أنتوا بتعملوا هنا إيه ؟
, هارون: أنتوا اللي بتعملوا هنا إيه ؟
, ورود: إحنا زياد كلّمنا وقال عايزنا هنا ..
, زين: **** وإحنا برضه يارب يكون محضّرلنا مفاجأة سعيدة ..
, ربيع بسخرية: سعيدة إيه أنا توغوشت و**** ..
, "هناك شخص تافه يتصل بك .. هناك شخص تافه يتصل بك .. هناك ش..
, صرخ هارون بحنق: ماترد ع الزفت بقا ..
, هتف زين بلامبالاة: ده وسام مش طايقه ..
, صرخ هارون فجأة بصدمة: وسااام .. هنا ياخوياا هنااا ..
, التفت وسام الذي كان على بوابة المطعم نحوهم وأسرع إليهم هاتفاً: يادي الصدف الجميلة ..
, هارون: صدف إيه ده زياد كلّمك صح ..؟
, وسام بدهشة: أه هو يعني هو مش مكرّمني أنا لوحدي ؟
, هارون: للأسف لأ ..
, زين بغيظ: أنت بترنلي ليه يالا مادامك جاي هنا ؟
, وسام: كنت هقولك أن زياد هيعترفلي بحبه وعازمني على مطعم فاخر زي ده ..
, رمقه زين بغيظ ولوى فمه بسخرية ليهتف ربيع: هو ماله زياد جابنا كلنا هنا ؟
, هتتف وسام بحيرة وهو يجلس على أحد المقاعد: طب وهو فين بقا ؟
, زين: منعرفش ادينا مستنيين ..
, التفت وسام نحو عمار وهتف: عمار عامل إيه ؟
, عمار: كويس ..
, زم وسام شفتيه والتفت نحو هارون وزين الذين يرمقانه بقلق ..
, مرت عدة دقائق والجميع صامت منتظر باستغراب ليزفر هارون بضيق: وبعدين بقا ده بذل فينا أنا ماشي ..
, زين: أستنى بس نعرف عايز إ٥ نقطة
, صمت فجأة عن الكلام ليلتفت هارون نحوه: مالك يابني ..؟
, قطب جبينه بحذر عندما رأى عيونه المتوسّعة وهو ينظر نحو بوابة المطعم ليلتفت ويُصدم هو الآخر بوجود روما أمامه تقترب منهم بتردد ..
, نهض عن جلسته بفزع أثار من حوله لتلتفت عيونهم نحوها ويلتفت عمار بسرعة يرمقها بصدمة وألم ..
, تقدّمت نحوهم بخطوات مترددة ونقلت نظراتها بينهم حتى استقرّت بحزن على عمار الذي بادلها النظرات بصمت ..
, رمقته بحزن وقلق من هيئته المُتعبة ليهتف هارون: روما إيه اللي جابك هنا ..؟
, التفتت نحوه هاتفة بتردد: م مش أنا اللي جيت ..
, قطب هارون جبينه بحذر: يعني إيه مش فاهم ..
, ابتلعت ريقها مُجيبة: ح حيدر هو هو اللي جابني ..
, توسّعت عيون الجميع بصدمة ونهض عمار عن جلسته بتعثّر وخوف هاتفاً: إزاي ح حيدر جابك هنا إا إزاي ه هو فين ؟
,
, فتحت فمها تهمّ بإخبارهم ليهتف وسام بقلق: حيدر أهو ..
, التفت رأس عمار بحدة نحو بوابة المطعم حيث دخل حيدر منه والتفت نحوهم .. توقف لبضع ثواني يُطالعهم بوجه جامد وعيون قاتمة مُحتدّة .. ليأخذ نفساً طويلاً ويتجه نحوهم بثبات ظاهري ..
, وصل حيث طاولتهم يقف مقابلاً لهم وقد نهض الجميع عن مقاعدهم بتوتر اجتاحهم .. ربما تلك لحظة المواجهة بينهم بعيداً عن الثورة والجنون ..
, لم يجرؤ أحدهم أن ينظر في عينيه سوى عمار الذي ربما قد فقد شعوره بكل شيء .. يرمقه بعيون لا ترمش مُنتظراً أي كلمة منه ليُقرر بعدها الإنهيار واليأس أم الصمود والأمل ..
, نقل حيدر نظراته بين الجميع وتوقفت عينيه عند عمار الذي تغبّشت عيونه بغمامة دامعة يشعر بوخز كالإبر داخل عينيه التي باتت تؤلمه لشدة بكائه ..
, زفر حيدر بقوة كان يعلم بأن مايُقدم عليه سيستنزف طاقته ولكن إصراره حال دون التراجع .. يُريد أن يُنهي ذلك العذاب ولو على حساب كرامته ومشاعره التي لن يأبه أحدهم بها ..
, أخذ عدة أنفاس أخرى وهتف بصوت سيطر بصعوبة على ارتجافته: مش عايزين تقولوا حاجة ؟ أنا بسمعكم أهو ..
, التفت الجميع لبعضهم بقلق وتردد ليهتف حيدر بجمود: يبقى معندكوش حاجة تقولوها ولّا أي مبرر ع اللي عملتوه فيا ..
, هتف هارون بسرعة: حيدر أنت عارف أنك أخويا وأنا مش بئذي أخويا قصد ..
, رمقه حيدر بجمود ليهتف زين بتوتر: أنا آسف الخطة كانت كلّها مني ب بس ك كنت زعلان على عمار وعايز أساعده ..
, ربيع: إحنا برضه كده أنا وورود كنا شايفين زعل عمار أنت مكنتش واخد بالك ولا حاسس بيه .. إحنا عارفين أن اللي عملناه غلط بس مكانش قدامنا حل تاني ..
, نقل حيدر نظراته نحو وسام الذي توسّعت عينيه بصدمة شاعراً بنفسه في المدرسة وقد وُجّه إليه سؤال من قِبل المدرّس عندما كان غافلاً ..
, تحمحم برعب وهمس: ه هو هو السؤال كان إيه ؟
, رمقه الجميع بغيظ وغضب فالموقف لا يحتمل أي خطأ وإلا تراجع حيدر عن فرصته النادرة التي يُقدّمها لهم ليهتف بنحيب: والنبي أنا آسف مش هكرّرها تاني أنا من إيدك دي لإيدك دي التوبة خلاص ..
, أخفض حيدر عينيه محدقاً بسطح الطاولة بشرود وصمت لتلتفت روما نحو عمار وينعصر قلبها بحزن لهيئته ودموعه التي أغرقت وجهه .. زمت شفتيها وفلتت دموع عينيها هي الأخرى خوفاً ..
, عاد الصمت بينهم مجدّداً وطال .. كل شخص ينتظر من الآخر شيئاً وجميعهم ينتظرون كلمة تُريح صدورهم المتعبة وتشفي جروحهم وتُعيد الإلفة بينهم كما كانت ..
, اقترب عمار بخطوات ضعيفة مترددة يرمق حيدر بألم رغم ذلك الأمل الطفيف الذي ينمو على استحياء داخله .. ورغم كل ذلك .. مازال شيء ما يُخبره بكل قسوة بأن لا فرصة له بالسعادة والغفران .. ربما تعوّد على ذلك ولم يعد مُعتاداً على الحياة براحة بال واطمئنان ..
, وقف قريباً منه مدّ يده بارتعاش يتمسّك بسترة حيدر البنيّة الغامقة وكأنه يُحاول التمسّك بأي شيء يقيه من الإنهيار .. وأمله تضاعف عندما بقي حيدر على حاله ساكناً ولم يُبعده عنه ليمد يده الأخرى يتمسك بملابسه بضعف وينحني بجسده يستند عليه متكئاً برأسه على صدره يدفنه به وبكائه يتزايد مع كل اقتراب منه لا يُلاقي منه صدّاً قاسياً كما يتوقّع ..
, تعالى صوت بكائه ويداه امتدتا بارتجاف تُحاوطان جسده يقترب منه أكثر يُحاول استمداد الدفء والأمان الذي فقده علّه يتزوّد به لأيامه القادمة .. فربما يأسه قد غلَب عليه في تلك اللحظة ليُصوّرها له كلحظة صفاء عابرة بينهما ستختفي قريباً وتعود سمائهم لتتلبّد بغيوم القسوة والهجران مجدداً ..
, رمقتهم روما ببكاء غير قادرة على رؤية عمار هكذا .. في تلك اللحظة بالذات شعرت بالحب داخلها ينمو أضعافاً مُضاعفة .. شعرت به يُشبهها بضعغه وقوته وحزنه وصموده .. بكت بألم زداد في قلبها وكم كانت تدعو له في خلواتها أن يُريح **** قلبه لكي يرتاح قلبها ..
, جلست على الكرسي القريب منها والتفتت تنظر للبقية الذين قد تجنعت الدموع في عينيهم بذنب وألم وربما فرحة متوارية ..
, يقف حيدر مكانه بتجمّد .. يداه مرتخيتان جانب جسده مُستسلماً إلا أن ثورته الداخلية تكاد تقتله .. نبضات قلبه الهادرة داخل صدره تزداد قوة وألم .. وصوت بكاء أخاه ونحيبه داخل أحضانه يدوي في رأسه كصوت صاخب مؤلم ..
, رفع يديه ببطء بتردد يريد احتضانه .. أو على الأقل تهدأة رجفته الواضحة بين أحضانه .. ضم قبضتيه بقوة مغمضاً عينيه مانعاً نفسه من التراجع والإنسحاب .. ليرفع يديه أخيراً ويُحاوط جسده بخفة تزداد قوة مع ازدياد شهقات عمار حالما شعر بيديه تُحاوطانه بحنان مُغلّف بجمود مؤلم ..
, يزيد من احتضانه بعدما استشعر رجفته القوية .. وهزال جسده الذي تفاجأ به ليعلم تأثير تلك المدة على أخيه كان قاتلاً كما كان عليه ..
, تغلّب حنانه عليه في النهاية مُتناسياً في تلك اللحظة ثورته وغضبه وقبّل رأسه هامساً: خلاص يا عمار ..
, ولكن الآخر لم يهدأ وكأنّ بكاء ليالٍ طويلة مُرهقة لم يكفِه .. أو أنه كان يفتقد خلالها لحضن يُفرغ به بكائه ووجعه وهاقد وجده ..
, همس عمار بتقطع وصوت مبحوح: سا سامحني ..
, تنهد حيدر بقوة وصرخ عمار بصوت مكتوم: سامحني عشان خاطر **** أنا هموووت ..
, ابتلع حيدر ريقه محاولاً إبعاده عنه بقلق بدا جليّاً في عينيه ولكن الآخر نفى برأسه بقوة متمسّكاً به وكأنه آخر فرصه له للنجاة صارخاً وكأنه يخاف أن يكون ذلك حلماً سيستيقظ منه حال ابتعاده عن أحضانه على واقعه الموجع: ل للا لاا متسبنييش لا ..
, ضمّه حيدر مجدداً بقوة وقد داهمته موجة قلق مُخيفة محاولاً تهدأة رجفته شاعراً بثقله يزداد عليه وكأن الآخر في طريق للإنهيار ..
, هتف باسمه بخوف: عمار عمااار ..
, نهضت روما عن جلستها بفزع واقترب الجميع منهم حالما تهاوى جسد عمار بين ذراعي حيدر اللتين حالتا دون سقوطه ..
, وعَدَ نفسه بالصمود ولكنه انهار ربما لاطمئنانه لوجوده بين أيدي آمنة مهما كانت غاضبة منه ستنتشله ..
, أمسكه حيدر بقوة وعيناه تجوبان ملامح عمار الشاحبة بقلق .. وضعه فوق أحد الكراسي القريية مربتاً على وجنته وأمسك ربيع كأس الماء يرشّ بضع قطرات فوق وجهه ولكن بلا فائدة ..
, هتف هارون بقلق: هو بقاله مدة مش واكل حاجة لازم نوديه مستشفى ..
, رمقه حيدر بعيون مُشتّتة قلقة وانحنى بعدها يحمل جسد عمار الساكن بين ذراعيه متجهاً به خارج المطعم نحو سيارته ..
, استقلها بسرعة هاتفاً بهم: أنا هاخده معايا ارجعوا الفيلا ..
, هتف هارون بحزم: مش هسيبك لوحدك ..
, اتجه هو الآخر نحو سيارته وجلس بجانبه زين فيما لحقهم البقية بسيارۃ وسام وقد تقدّمهم حيدر بسيارته مسرعاً مُلقياً كل ثانية نظراته في المرآة علی عمار القابع في الخلف بجانبه روما التي لم تكف عن البكاء ..
, وصل المشفى أخيراً ليرخله هاتفاً بالممرضين حوله بخوف حتى تقدم منه أحد الأطباء ووضع جسد عمار فوق أحد السرائر المتنقلة ..
, وقف الجميع برفقته وهو يدور في الرواق بقلق .. جذب خصلاته بغضب وخوف ليهتف هارون: متقلثش يا حيدر هو كويس إن شاء **** هو بس عشان مكلش زي ماقولتلك ..
, رمقه حيدر بصمت ليُشيح بوجهه عنه .. اقترب هارون منه يجذب ذراعه هاتفاً: حيدر ..
, التفت حيدر نحوه مجدداً ليُعانقه هارون فجأة هامساً: أنا آسف حقك عليا ..
, ابتلع حيدر ريقه بألم وطاقته تستنزف بالكامل ليُربت على ظهره بصمت ..
, التفت الجميع سريعاً نحو الطبيب الذي خرج بعد دقائق قليلة وهتف: عنده هبوط حاد نتيجة سوء تغدية قلة أكل ونوم .. علقناه مغذي وهكتبله على شوية مقويات وفيتامينات .. وأهم حاجة ياخد باله من أكله بشكل منتظم وياخد كفايته من النوم .. يقدر يخرج لما يخلص المغذي .. ألف سلامة ..
, زفر حيدر بقوة ماسحاً خصلاته واتجه نحو الغرفة التي يقبع بها عمار .. اقترب منه سريعاً ليجده مُغمض العينين بتعب ..
, جلس بجانبه ومد يده يحتضنها بين يديه ليشهق عمار بوجوده ويفتح عينيه بسرعة يلتفت نحوه بعيون متعبة دامعة وكأنه لا يصدق وجوده ..
, دخل الجميع للغرفة لتقف روما بارتباك وعيون باكية ترمقه بصمت .. التفت هو نحوها لتبتسم بحب وسعادة عند اطمئنانها عليه ..
, التفت حيدر نحوها وهتف: هارون ممكن توصل روميساء البيت هنستنى يخلص المغذي وهرجعه معايا ..
, أومأ هارون برأسه والتفت نحوهم: يلا بينا وسام خد ورود وربيع معاك وأنت يازين تعال معايا ..
, زين: نستنى شوية طيب ربيع المغذي هيخلص إيمتى ؟
, ربيع: معرفش أنا ممثل صاعد ..
, رمقه زين بغيظ ليهتف حيدر: يبقى ممكن تستنوا برا عمار عايز يرتاح ..
, دفعهم هارون أمامه للخارج لكي يترك مجالاً لهم للكلمات رغم نظرات عمار القلقة التي كان يستنجد به ليبقى ..
, خرج الجميع ليبقى حيدر معه زفر بقوة مُخللاً يده في خصلاته بضيق ليرمقه عمار بطرف عينيه بخوف وهمس: ح حيدر ..
, التفت نحوه بصمت ليُشدد عمار من إمساكه ليد حيدر التي مازال يحتضنها وهمس بدموع: أنا آسف أووي أانا مكنتش عاوز غيرك بس بس..
, ابتلع ريقه بألم وقلق عند تهجّم معالم حيدر الذي زفر بقوة هاتفاً بصوت حاول السيطرة على حدته: بلاش الكلام ده دلوقتي ..
, عمار: بس أنا مش..
, هتف حيدر بقوة: عماار قولت بلاش الكلام ده أنا مش هستحمله ..
, تعالى بكاء عمار بارتجاف لردّه وقد أدرك بأنه لم يُسامحه ليزفر حيدر بتعب شاعراً بطاقته للإحتمال قد نفذت بالكامل .. لم بعد يُريد المواجهة أو حتى تذكر ما حدث .. لقد ضغط على نفسه بقوة كادت تهد جسده فقط من أجل ألا يُعاد ماحدث خلال تلك السنين ..
, اقترب من عمار الباكي يمسح دموعه بيديه هاتفاً بحنان: كفاية عياط أنت فاكرني فرحان وأنا شايفك كده ..
, تمسّك عمار بيده يقبلها بقوة هامساً برجاء: أنا آسف سامحني أنا عايزك تفضل معايا عايز أرتاااح عشان خاطري ..
, تنهد حيدر هاتفاً: أنا مقولتش أني هبعد عنك مش أنا وعدتك ..؟
, نفى عمار برأسه: بس أنت بعدت عني بجد ..
, حيدر بخفوت: مكنش ينفع قرب مكنتش عايز أئذيك أانت شوفت عملت فيك إيه ..
, صرخ عمار بقهر: كنت مواافق بس متبعدش مش عايز يحصل زي زمااان أنا تعبت ..
, رمقه حيدر بحزن وابتسم بخفوت: مش هيحصل بس اللي أنا حسيت بيه أنت محسيتوش تخيل تكتشف للمرة التانية أنك كنت لعبة في إيد أخوك الصغير أياً كان السبب ..
, عض عمار شفته بقوة ودموع ليهتف حيدر بشرود: عمار مش عايز أتكلم أوي لأني أنا برضه تعبت الكلام عن الموضوع بوجعني ..
, عمار: مش هتكلم بس أنت سامحتني ..؟
, أومأ حيدر برأسه ببطء وقلة حيلة: مش هينفع غير كده مش هينفع أبعد عايز أعالج نفسي وأنا جمبك أنسى الموضوع ده مش عايزه يتفتح تاني أنا مش هستحمل أكتر ..
, ابتلع عمار ريقه يهز رأسه بألم: أنا مش عايز أتعبك بس بس عايز أرتاح أنت وبابا بعدتوا عني ..
, ابتسم حيدر هاتفاً: وأنت كنت فاكر لما تقعد تعيط كده بابا هيسامحك ولّا إيه ..
, زم عمار شفتيه بحزن لينهض حيدر هاتفاً: ارتاح شوية عقبال ما يخلص المغذي ونخرج ..
, راقبه عمار يتجه نحو النافذة الجانبية ليقف أمامها محدقاً بالخارج بشرود .. دمعت عينيه لرؤيته هكذا ومسح دموعه بسرعة مغمضاً عينيه يكفيه بأنه سامحه أو حتى كلمه يكفيه أنه جانبه الآن عندما احتاجه ولم يتركه رغم ألمه منه ..
, بعد مدة من الوقت ..
, وقف أدهم أمام نافذة مكتبه الكبيرة ليلمح سيارة هارون تدخل عبر بوابة الفيلا ويترجّل منها برفقة زين يلحقهم كل من ربيع وورود ومن خلفهم ترجل حيدر من سيارته فاتحاً الباب الجانبي مساعداً عمار على النزول والذي كان يطبع فوق شفتيه ابتسامة بلهاء واسعة مُناقضة لشحوب وجهه وتعبه ..
, ابتسم أدهم بخفة وكأنه كان مُتأكداً مما سيحدث وقد صدق توقعه .. ليتجه نحو الباب يفتحه ليلمحهم يدخلون عبر بوابة الفيلا وتوقفوا مكانهم فجأة عند رؤيته ..
, هتفت ليلى بفزع ناظرة لعمار الذي يستند على حيدر وركضت نحوه هاتفة: عمار حبيبي أنت كويس فيه إيه يا حيدر حصله إيه ؟
, حيدر بخفوت: متقلقيش يا ماما هو كويس بس مكانش بياكل ولا مهتم في صحته ..
, رمقته ليلى بعتاب وهتفت: كنت عارفة أنه هيحصله كده مكنش يرضى ياكل .. يلا نص ساعة كده والغدا يجهز وهطلعلك الأكل والمرة دي مش هسيبك قبل ماتاكل ..
, هتف أدهم بصوت هادئ: أطلعوا بدلوا هدومكم ارتاحوا شوية وانزلوا علشان نتغدا ..
, التفت الجميع نحوه بصدمة ليهتف: إيه مالكم أوعى تكونوا تغديتوا برا ؟
, هتف ربيع بسرعة: لأاا هو حيدر كان عازمنا ع الأكل بس عمار بوظ العزومة ..
, ابتسم أدهم بخفة هاتفاً: يبقى أعزمكم أنا بس هنا مش برا ..
, ابتسم هارون بخفة واقترب منه متحمحماً ليهتف: هو يعني حضرتك سامحتنا ؟
, هز أدهم كتفيه: بصراحة زهقت آكل من غيركم قولت ماتاكلوا معانا وماله ..
, ضحك هارون بحب واقترب يحتضنه بقوة ليربت أدهم على ظهره ولا يعلم لمَ قلق داخلي سيطر عليه في تلك اللحظة ..
, سحب حيدر عمار معه للأعلى حتى أوصله غرفته ليهتف عمار بنفي: أنا هروح معاك ..
, حيدر: معايا فين ..؟
, عمار: أوضتك عايز أقعد معاك ..
, زفر حيدر ماسحاً شعره بضيق: عمار مش وقتك ..
, عمار: أنا عايز أقعد معاك ..
, حيدر: أدخل أرتاح دلوقتي عمااار متضغطش عليا ..
, صمت عمار يرمقه بحزن ليفتح حيدر الباب ويُساعده حتى دخل غرفته جالساً فوق سريره ٣ نقطةوضع كيس الدواء على طاولة بجانبه واتجه خارج الغرفة بصمت ..
, دخل غرفته ليقفل الباب كعادته الأخيرة تنهد تنهيدة حارة طويلة وكأنه وصل لنهاية طريقه المتعب ..
, أمسك ملابسه متجهاً نحو الحمام وأنفاسه تتعالى بقوة .. وقف أمام المرآة ينظر لهيئته المرعقة وعبئ يديه بالماء ليرطمه بوجهه بقوة محاولاً تسكين أنفاسه اللاهبة ووجعه الداخلي الذي يزداد ..
, نزل الجميع بعد مدة ليتجمّعوا على مائدة الغداء وقد ملأت وجوههم ابتسامات متوسعة مرتاحة لتهتف ليلى: حيدر منزلش ليه ..؟
, هتف أدهم: سيبوه براحته .. وحد يطلعله الاكل فوق ..
, زم عمار شفتيه بحزن لتهتف ليلى لزين الجالس قربه: زين خلي بالك من عمار كل لما يفضى طبقه امليه تاني ..
, عمار: ياماما مش قادر أكتر من كده ..
, ليلى: أنت ولا كلمة هتاكل يعني هتاكل ..
, ربيع: هو عملياً معدته هتكون تعودت على الأكلة الخفيفة يعني مش هيقدر ياكل كمية كبيرة دفعة واحدة ..
, زين بسخرية: رجعت ع الطب يا حبيبي ؟
, ربيع: لأ إزاااي بس الممثل لازم يكون عنده إطلاع بكل المحالات ..
, مصطفى باستنكار: المم إيه ياخويا ؟
, ضحك زين هاتفاً بشماتة: غيّر مجاله ياعمو عايز يبقى ممثل ..
, هتف سيف بفرح: طب و**** حلوو أنااااا أنا عندي خبرة كبيرة أوووي ..
, هتف مصطفى بغيظ: نعم ياخويا أنت التاني بقا أنااا على آخر الزمن أبني يبقى ممثل ..
, سيف بغضب: عايزه يبقى إيه يعني وزير دفاع ما أكيد ياخويا أبنك أنت بالذات مش هيطلع معاه أكتر من كده ..
, زم ربيع شفتيه بحزن: **** يسامحك ياعمو ..
, سيف: لأ متزعلش يا حبيبي التمثيل حلوو أوووي ده أنت شااذ ٣ نقطة
, مصطفى بصراخ: إييييه ؟
, سيف بتوتر: أنا بقصد يعني شاذ يعني شاذ عن القاعدة يعني استثناااء هي دي ..
, رمقه مصطفى بغيظ ليهتف ربيع: خ خلاص يا بابا ه هاخد أدوار اللي أبقى فيها دكتور وكده المشكلة اتحلت ..
, مصطفى: ولا أنت هتجنني وأنا اللي بقول عنك عاقل .. كله من صحبتك يا زين ..
, هتف زين بغيظ: أه كل حااجة تلف تلف وترجع عليا ماتربوا ولادكم كويس طيب أنا مالي ..
, ابتسم أدهم ناهضاً عن المائدة: سفرة دايمة الحمد**** .. عمار لو خلصت حصلني ع المكتب ..
, ابتسم عمار بلهفة ونهض سريعاً لتهتف ليلى: خد طبق السلطة معاك ..
, عمار بتذمر: يا مامااا ..
, أدهم: بعدين يا ليلى أنا هخليه ياكله تعال ..
, ابتسم عمار واتجه نحوه بخطوات هادئة حتى دخل مُغلقاً البلب خلفه ليجلس أدهم فوق مقعده الجلدية ويُشير لعمار بالجلوس قربه ..
, اتجه عمار ليجلس بجانبه ناظراً نحوه بأمل ليبتسم أدهم فاتحاً ذراعه: تعال يالا ..
, اقترب عمار بسرعة يُلقي نفسه بين أحضانه ليُعانقه أدهم ماسحاً على شعره بحنان وهمس: حيدر صالحك ؟
, هز عمار رأسه بين أحضانه: أه .. بس مش أوي ..
, قطب أدهم جبينه: إزاي ..؟
, ابتعد عمار عنه وهتف: معرفش هو قالي كده وأنا الصراحة يعني كنت تعبان ومفهمتش منه حاجة بس متجرّأتش أسأله لاحسن يزعقلي ومعدش يصالحني ..
, ضحك أدهم يهز رأسه بحسرة ليهتف عمار: مش هتصالحني ؟
, أدهم: هو أنا كنت زعلان منك ..؟
, زم عمار شفتيه بحزن ليهتف أدهم: أنا كنت مستني منك تصالح حيدر تحاول معاه بس أنت بس عملت إضراب عن الطعام ..
, عمار: مكنش ليا نفس أكل ..
, هتف أدهم بلوم: مقولتليش زمان حقيقة ريما ليه ؟ ملجأتليش ليه عشان أساعدك وأساعد حيدر ؟
, ابتلع عمار ريقه هاتفاً: ك كنت كنت خايف متصدقنيش زي حيدر و وبعدين كنت ك٣ نقطة معرفش بقا ..
, تنهدت أدهم هاتفاً: ومقولتليش دلوقتي عشان أساعدك ليه ..؟
, عمار باندفاع: حيدر كان هيزعل لو حد عرف ..
, أدهم: يا راجل ..
, عمار: أه و**** .. بس خلاص المهم أنه صالحني ..
, أدهم بهدوء: عماار أي حاجة بتحصل معاك تاني تجيلي أنااا تقولهالي فاهم ..؟
, هز عمار رأسه بسرعة: بابا أنا أسف ..
, ابتسم أدهم هاتفاً: عارف أن في فرق كبير بينك وبين حيدر .. هو من صغره عنده كبرياء عالي مش بخليه يعتذر .. رغم أنه بيعتذر بكل الطرق وكل أفعاله إنما يقول الكلمة دي صعبة عليه جداً .. مبقتش قصة كبرياء ولا غرور بقت قصة تعوّد هو مش متعود يقولها بس بيعملها وبيعتذر بالأفعال ..
, تنهد بخفوت ليتابع: عمار .. حيدر عايز وقت لنفسه متضغطش عليه كتير أووي .. زمان خاصمك تلت سنين دلوقتي السنين التلاتة دول هو اختصرهم بأسبوعين بس ده معناه أنه ضغظ على نفسه جداً عشان يقدر يعمل كده وأنت متزوّدهاش عليه اديه وقته عشان يصفى من ناحيتك ..
, رمش عمار بعينيه وهتف: يعني هو صالحني مش كده ..؟
, زفر أدهم هاتفاً بهدوء: أه .. بس قولتلك عايز وقته مش عايزك تقرب منه لو هو مسمحلكش ..
, عمار: المهم أنه يصالحني ..
, أشاح أدهم بوجهه عنه متمتماً بشتائم غير مفهومة وعاد يلتفت له هاتفاً: عماار حيدر أنا سلمته مسؤوليتك من زمان لأني واثق بيه وأنت برضه واثق بيك مش عايزك تزعله تاني حيدر أخوك الكبير واحترامه من إحترامي عارف لو اشتكالي عليك في يوم هعمل فيك إيه ..
, عمار بلهفة: مش هيشتكيلك أنا أساساً مصدقتش أنه صالحني ..
, أدهم: ولو هو أذاك أو ظلمك تعال عندي واشتكيلي مش تعملي خطط خرافية أنت والقرود اللي عندك ..
, عمار: لأ خاالص ..
, تنهد أدهم مربتاً على كتفه: يبقى يلا على أوضتك ومتنساش علاجك ..
, ابتسم عمار بفرح واقترب يعانقه بقوة وأمسك يده يقبلها هاتفاً: **** يخليك لينا يا بابا ..
, ابتسم أدهم مربتاً على رأسه لينهض عمار متجهاً للخارج .. وجد زين يقف أمام المكتب متكتفاً ليلتفت نحو أدهم هاتفاً: أدهم بيه مش هتكلمني على جنب أنا برضه ؟
, أدهم بسخرية: هكلمك في إيه ؟
, زين: زي ماكلمت البيه ده ..
, أدهم: كنت بزعقله ..
, زين: وماله ازعقلي مش كل حاجة عمار ..
, ابتسم أدهم هاتفاً: طب تعال يا خويا ..
, ابتسم زين بانتصار ودخل المكتب هاتفاً قبل أن يُغلق الباب: محدش يزعجنا لو سمحتوا في موضوع سري بيني وبين عمو ..
, أغلق الباب خلفه واقترب جالساً بجانبه ليهتف أدهم: عايز إيه ؟
, زيت: أنت اللي عايز إيه مش أنت طلبتني ؟
, زفر أدهم وجذبه من ملابسه هاتفاً: عارف لو دبستهم بخطط تانية زي دي هيحصلك إيه ..
, زين: أنا كنت بساعد بس ..
, أدهم: واهي مساعدتك شوفت نتيجتها ..
, زين: ما أنت اللي افورت ياعمو ..
, أدهم: يا راجل ده على كده أنا ظالم ومفتري ..
, زين: لا مش أوي كده .. شوية صغننة بس ..
, ابتسم أدهم وهتف: زين متقربش من سامر تاني ..
, تغيرت نعالم وجه زين بسرعة وهتف: هو اللي ميقربش مني هو..
, قاطعه أدهم هاتفاً: وهو مش هيقربلك تاني بس أنا بقولك لو شوفته صدفة قدامك متتكلمش معاه ..
, زم زين شفتيه بضيق وهز رأسه بصمت ليهتف أدهم: مالك ؟
, رمقه زين بدموع وهتف: رحمة مش بتحبني ..
, ضحك أدهم بخفة ليهتف زين: أنت بتتريق علياااا ..؟
, كتم أدهم ابتسامته وهتف: عيب عليك أنا بس بضحك عشان شكلك غريب وأنت بتقول كده ..
, زين: ما دي الحقيقة ..
, أدهم: لأ يازين اوعى تحط في دماغك الكلام ده .. رحمة أختك وبتحبك زي ما أنت بتحبها ممكن شخصيتها قاسية ومغرورة حبتين بس ده مش معناه أنها بتكرهك ..
, صمت زين غير مُقتنعاً بكلامه ليهتف أدهم: قوم دلوقتي اتطمن على عمار واديه علاجه ومتفكرش في الموضوع ده الأخوات مهما كانوا بعاد عن بعض مش هيكرهوا ..
, أومأ زين برأسه بصمت واتجه خارج المكتب يلاحقه أدهم بعينيه وقد اتخذ قراره ..!!
, ٣١ العلامة النجمية
,
, -سلاماً على الذين إن خاننا التعبير لم يخُنهُم الفهم ، وإذا أفسدنا مفرداتنا أصلحُوا نواياهُم !
, ٣٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في اليوم التالي ..
, نظرت رحمة لتجمّعهم على مائدة الإفطار ترمقهم بعيون مُظلمة .. خاصة مهرة وملك اللتين تجلسان بجانب بعضهما تتحدثان مع باقي للعائلة بعفوية ومرح ليس وكأنهم جائوا من الشارع على حد قولها ..
, زفرت بضيق ونقلت نظراتها نحو هارون ٣ نقطة تمعّنت في ملامحه بدقة تُحاول إيجاد تلك الفوارق بينهم والتي لم تكن منتبهة لها من قبل .. عيونه سوداء واسعة كعيني والدته كما أخبرها سامر وقد أراها صورة لها .. كانت فاتنة لدرجة هي نفسها شعرت بالغيرة منها ولكنها لاحظت شبهاً كبيراً بينها وبين هارون .. خصلات شعر سوداء كثيفة وأنف حاد .. ملامح وسيمة آخذاً جمال والدته ووالده حتى نبرة صوته قد أخذ من بحة صوت والدته المميز تماماً كما أخبرها سامر ..
, ضغطت على يدها بقوة تريد أن تتفوه بكل شيء أن تُلقي بوجههم كل ما عرفته قاذقة صور والدة هارون أمامهم ولكنها خائفة مترددة ..
, هتف أدهم بعد لحظات: رحمة ..
, التفتت نحوه خارجة من أفكارها ليهتف: أنا عرفت أن هارون وسامر تخانقوا المرة اللي فاتت ..
, ضغطت على قبضتيها بغضب رامقة حمزة بحدة: وحمزة برضه .. كلهم تخانقوا معاه وطردوه من هناا ومراعوش أنه خطيبي هما حتى مفكروش أنهم كده بهينوني أنا ..
, هتف هارون بسرعة متدخلاً: وحضرتك مفكرتيش أنك بتهيني أخوكي لما ضربتيه وقدامه ..
, التفتت رحمة نحوه بغضب ليهتف أدهم: خلاص إحنا مش عايزين نتخانق .. أنا كنت هقول لرحمة حاجة ..
, التفتت رحمة نحوه لاهتمام ليهتف أدهم: سامر خطيبك والكل هنا واجبهم يحترموه زي مابيحترموكي ..
, ابتسمت رحمة ولمعت عينيها بظفر ليهتف: بس اللي حصل المرة اللي فاتت ده مش هيتنسى وهيعمل فجوة بينهم وأنا مش عايز يحصل ده ..
, رحمة: قولهم هما يا عمو ..
, أدهم: أنا عارف مهما تكلمت خلاص النفوس تغيّرت ومش عايز الخناقة تتكرر .. لذلك سامر بيفضل خطيبك بس برا هنا ..
, قطبت جبينها بحذر هتفت: حضرتك تقصد إيه ؟
, أدهم بحزم: قصدي أن سامر مش هيدخل الفيلا تاني قبل كتب الكتاب .. عايز يشوفك بالشركة تمام تخرجي معاه زي العادة ماشي أنا أساساً واثق بيكي وبتربيتك .. عايزين تيجوا هنا بس تقعدوا في الجنينة .. يعني دخوله هنا لأ ..
, توسّعت عينيها بصدمة ونقلت عينيها بين الجميع الصامت وقد لمحت عيون حمزة اللامعه ورضاه ..
, نهضت عن جلستها هاتفة: حضرتك بتقوول إيييه أنتوا هتمنعوا خطيبي يدخل هنااا أومال احترامي أنا فييين ؟
, أدهم: موجود ومحدش يقدر يقربلك بكلمة ولا يقرب من خطيبك لو أي حد تعرّضلكم تجيلي أنا وأنا اللي هحاسبه .. بس برضه متنسيش أخوكي وحمزة دول برضه ليهم إحترامهم ولّا إيه ..؟
, صمتت تطالعه بعيون متوسعة تتنفس بقوة ليهتف: وعشان إحترامهم مش هيدخل سامر تاني هنا زي ما هما طردوه مش هيفضل مطرود هنرحب بيه بس مش جوا ..
, رجفت شفتي رحمة تُحاول إخراج الكلام من فمها ولكنها لم تستطع .. تنفست بقوة شاعرة بيديها ترتجف غضباً وهي تمسك حقيبتها تُشدد عليها واتجهت بخطوات مسرعة خارج الفيلا قبل أن تفقد أعصابها تماماً ..
, أخرجت هاتفها بيدين مرتجفتين هاتفة بصراخ: سااامر تعالالي الشركة حالاً ..
, وقد جاء فعلاً ووقف أمامها بعيون اشتعلت غضباً لتزيد من غضبها وصرخ: دول بيهرجوا مستحيل اللي بيعملوه ده هو أنا عملتلهم إييه أبويا عملهم إيه أكتر من أبو هارون وأمه ..
, رمقته رحمة بضياع وغضب يتقد داخلها ليهتف هو: أنا حاولت أعاملهم كويس بس هما اللي بدأوا الحرب معايا وخاصة أخوكي زين الواطي ده كلهم بقولوا معليش لسا صغييير .. يقعدوا معايا بكلموني ويرحبوا بيا كل ده كان تمثيلل ..
, هتفت رحمة: سامر ..
, التفت سامر نحوها وهتف: أنتي هتسكتي ؟ مش هترجّعيلي إحترامي اللي هما بيتكلموا عليه ده ..
, ضغطت على قبضتيها بقوة وتابع هو صراخه وغضبه وكلماته السامة التي حشرها في رأسها ..
, وفي الفيلا وقف أدهم متكتفاً أمام مصطفى وسيف في غرفة المكتب وهتف: لازم نقوله ..
, رمقه سيف بضعف فجأة ينفي برأسه بخوف استعمر داخله ليهتف أدهم: قولتلكم زماان وأنتوا ترفضوا دلوقتي مفيش مجال للرفض يعرف مننا أحسن م يعرف من حد تاااني .. سيييف ..
, سيف بدموع: م مش قادر أخسره مش قادر ..
, هتف أدهم بقوة رغم ألمه وخوفه هو الآخر: هارون أبننا ربيناااه من صغره هارون عاش هنا وكبر هنا وتعلق بالمكان ده روحه تعلقت بالفيلا دي وقد م بعد مصيره هيرجع ..
, سقط سيف فوق أحد المقاعد يُخبئ وجهه بكفيه بقوة غير مستعداً لتلك المواجهة ليهتف مصطفى: خلاص يا أدهم لما يرجع من شغله بالليل هنقوله منه يكون سيف ارتاح وقال لمروة وإحنا نكون جهزنا برضه الموضوع مش صغير وصعب ..
, أومأ أدهم برأسه بشرود وعيونه غائمة بوجع وقلق من القادم ..
, بعد مدة ..
, طرق حيدر باب المكتب ودخل بعدما استمع لصوته يأذن بالدخول ..
, دخل مُغلقاً الباب خلفه ليبتسم أدهم هاتفاً: تعال ياحيدر ..
, اقترب منه ليهتف أدهم باستفهام: قولي كنت عايز حاجة ..؟
, حيدر: هاا ؟
, ضحك أدهم هاتفاً: قلبت على عمار كده ليه ؟
, خلّل حيدر أصابعه في خصلاته الكثيفة وتراجع أدهم بظهره متكتفاً يرمقه رافعاً حاجبيه بانتظار ..
, رمقه حيدر بضيق ثم زفر هاتفاً: كنت عايز أقولك حاجة ..
, أدهم: سامعك ..
, حك حيدر رقبته بتردد: إحم أا م مش عايزك تزعل مني ..
, ابتسم أدهم بجانبية: أزعل ليه ؟
, زفر حيدر بضيق: قصدي يعني حقك عليا ..
, أدهم: إزاي ..
, تأفف حيدر يضيق ليبتسم أدهم يهز رأسه بيأس: صعبة عليك الكلمة أووي ..؟
, حيدر: ماحضرتك فهمتها خلاص لازم يعني أقولها ..؟
, نهض أدهم عن جلسته واستدار حول المكتب ليقف مقابلاً له .. مد يده يربت على كتفه بقوة: لو مهما عملت أنا مش بزعل منك يا حيدر ..
, نظر حيدر نحوه بهدوء ليهتف أدهم: بس أنا مأمنك على عمار بحياتي وبعد مماتي ..
, حيدر: **** يطول بعمرك ..
, أدهم: بحياتي عملت فيه كده ..
, حيدر بسرعة: مش قصدي .. أنا.. بابا عمار أخويا ومش هعمل حاجة تئذيه تاني ده وعد ..
, ربّت أدهم على وجنته بخفة وهتف: بكرا جهزلي نفسك عندنا اجتماع مهم ولازم حضورك ..
, حيدر بحذر: أنا ..؟
, أدهم: أه ولا عاجباك الإجازة القسرية دي ..
, ابتسم حيدر ولمعت عينيه بلهفة ليهتف أدهم: أنا هسلمك رئاسة مجلس الإدارة تبقى أنت المسؤول عن الشركة بكل فروعها وأنا هفضل أتابع الشغل كل فترة ..
, توسّعت عيني حيدر بصدمة وهتف: بس بس حضرتك..
, قاطعه أدهم بحزم: أنا واثق بيك والقرار ده كنت هتخذه من زمان إدارة الشركة ليك أنت اللي هتبقى شراكة مع أحمد ومصطفى وآدم اللي ليهم أسهم زينا .. هتستلم نصيبك أنت وأخوك لغاية مايتخرّج وينزل معاك الشركة أنت هتبقى واصي على أملاكه وحصته هو وهارون اللي مش راضي ينزل بقا يلقي نظرة فاحصة ..
, صمت حيدر يرمقه بصدمة ليهتف بهدوء: و وعمو سيف ..؟
, هتف بابتسامة: سيف كتب كل حاجة باسم هارون ورحمة .. وخلا نصيب زين مع هارون وأنت هتديرهم من هنا لغاية ماهارون يعقل أو زين يتخرج ويستلمه .. المهم أن مسؤوليتك بقت كبيرة وأنا واثق بيك عايزك تشد حيلك وتخلّيني فخور بيك زي العادة ..
, ابتسم حيدر باتساع وامتنان واقترب يقبل جبينه متمتماً: **** يخليك لينا يابابا وميحرمناش منك ..
, دفعه أدهم بكتفه بخفة محاولاً إخفاء توتره: يلا بقا اجهز علشان تنزل الشركة لازم ترجع بدري النهاردة ..
, أومأ حيدر برأسه واتجه خارج المكتب بسرعة تُلاحقه عيني أدهم الحانية ..
, مساءً ..
, جلست العائلة في صالة الفيلا .. بعضهم بوجوه شاحبة مُترقّبة والبعض الآخر غير عابئ بشيء ..
, اقترب عمار من المقعد القابع عليه حيدر واضعاً عينيه في شاشة هاتفه ليجلس بجانبه بصمت يرمقه كل لحظة بتوتر ..
, زفر حيدر هاتفاً: نعم قول اللي عندك خلّصني ..
, ابتسم عمار هاتفاً: مفيش حاجة ..
, حيدر باستنكار: أومال إيه اللي قعدك هنا ؟
, عمار: عايز أقعد جمب أخويا ممنوع ؟
, زفر حيدر بضيق ليهتف عمار: يبقى مش ممنوع حيث كده .. اهو ..
, أمسك ذراع حيدر ورفعه ليضعه حول كتفه واندس داخل أحضانه مقترباً منه بابتسامة بلهاء ..
, رمقه حيدر بضيق ودفعه بعيداً عنه ليلتصق عمار به هاتفاً: لا بقا أنا عاجباني القعدة دي ..
, هتف أدهم: عمااار ..
, التفت عمار نحوه ليزم شفتيه بحزن ويبتعد عن حيدر زافراً بضيق .. رمقه حيدر بضيق هو الآخر وزفر هاتفاً: اخدت علاجك ..؟
, أومأ عمار برأسه بصمت بدون أن ينظر له ليتراجع حيدر بظهره عائداً لهاتفه مُتجاهلاً ضيقه الذي يشعره داخله ..
, هتف هاون ناظراً لسيف: مالك ياسيفو ساكت كده ليه مش عادتك يعني ..
, رمقه سيف للحظة وأشاح بوجهه عنه ليرفع هارون حاجبه: لا بقا الحكاية كبيرة مين فيكم اللي مزعّل سيفو بقا ..؟
, زين: أه أنت شوفت زعله أما أنا لأ مش كده ..
, رمقه هارون بغيظ: وأنت مالك ياخويا زي القرد أهو ..
, زين: لا أنا عايز ساحة تدريب خاصة بيا لوحدي ..
, هارون بسخرية: وتسيب الساحة لمين للواد هشام ؟
, زين: لا بس عايز آخد لُكلك معايا وهو حيوان ..
, ملك: أه فعلاً الواد ده منزليش من زور الصراحة ..
, هتفت ورود بغيظ: أنا بينزلي من زور هروح معاك وخليك في نفس الساحة ..
, زين: أنتي خليكي في حالك ..
, هارون: بس يالا ..
, زين: مش هتجبلي ساحة جديدة ..؟
, هارون: العصا السحرية بتاعتي فوق أطلع هاتها ..
, ضحكت ورود بسخرية وشماتة ليلتفت هارون ناظراً بحذر نحو سيف الذي على غير عادته لا يُشاركهم في كلامهم ومزاحهم ..
, هتف أدهم بهدوء يُناقض الثورة داخله: هارون عايزك شوية في المكتب ..
, قطب هارون جبينه بحذر ليهتف أدهم بالجميع: ممكن الكل يطلع على أوضته ..
, هتف ربيع بدهشة: ليه يا عمو ؟
, أدهم: عايزين هارون في حاجة اتفضلوا على أوضكم ..
, هتفت ورود بدهشة: إيه ده مهبب إيه يا هارون ؟
, رمقها هارون بحدة والتفت نحو أدهم وسيف الذي زاد توتره لينبض قلبه بحذر وترقب ..
, دخلت رحمة في تلك اللحظة ناظرة لاجتماهم .. احتدت عينيها بغضب لم يهدأ منذ الصباح وهي ترمق مهرة وملك اللتين تجلسان بأريحية بينهم ..
, هتفت بحدة: و**** عال بقوا الضيوف من أهل البيت مش كده ..
, التفتت مهرة نحوها بحدة لتقترب رحمة بخطواتها التي تطرق الأرضية بكعبها العالي: بتبصي كده ليه مش عاجبك ..
, حمزة بتحذير: رحمة لو معندكيش كلام غير ده اتفضلي على أوضتك ..
, التفتت رحمة نحوه رافعة حاجبيها بسخرية وهتفت: وهيكون عندي كلام إيه ما هو الموضوع نفسه .. أنكم بتناقضوا نفسكم فاكرين نفسكم عادلين أوووي باللي بتعملوه ده ..
, التفتت نحوهم جميعاً بغضب: سامر اللي هو خطيبي خطيب بنتكم تطردوه برا وتهينوه في بيتي إنما دول اللي جايين من الشارع تستقبلوهم ويبقوا من العيلة بسهولة كده ..
, أشارت باحتقار نحو ملك ومهرة التي نهضت هاتفة: أنا سكتلك كتير أووي لحد هنا وكفاية أنتي قليلة أدب ومسمحلكيش تتكلمي عليا أو على أختي بالطريقة القذرة دي ..
, ضحكت رحمة بعصبية: وأنتي مين بقا تسمحي أو متسمحيش ..
, نهض هارون عن جلسته مقترباً منها خاصة بعدما رأى وجه أدهم الذي لا يُبشر بالخير ليخاف عليه من ثورته ليهتف: رحمة كفاااية بقا اللي بتعمليه ده عييب أنتي مش متربية كده ..
, رمقته رحمة بعيون اشتعلت بها شرارات الغضب والحقد: رحمة دايماً الغلطانة صحح رحمة هي المذنبة في كل حااااجة المرة اللي فاتت تزعقلي قدام خطيبي عشان أخوك المدلع ده والمرة دي عشان البت اللي لا ليها أصل ولا نعرف جاية منين ولا هدفها إييه ..
, هارون بغضب: رحممةةة ..
, صرخت مبتعدة عنه: أنت بالذااات ميحلقكش تكلمنييي أنت ملكش حكم عليا فااهم ..
, صرخ أدهم بحدة وصوت أجفل الجميع: رحمة اخرسي .. أطلعي أوضتك حااالاً ..
, زاد الغضب داخلها وكلمات سامر التي اخترقت رأسها لتعشّش به فلتت منها لتُخرجها على لسانها هاتفة: سامر عملكم إيييه ولّا أبوه عملكم إيييه علشان يبقى منبوذ بينكم كده .. دول اللي متعرفوش عنهم حاجة عاملتوهم أفضل منه .. ولّا نروح بعيد ليييه المثال الكبير قدااامي أهو هارووون رغم كل اللي عملوه أهله زمااان عيّشتوه بينكم لا ده أنتوا تبنيتوه وعملتوه أبنكم ..
, صرخت بآخر جملتها بصوت عالي تُحاول اختراق صوت حمزة الغاضب الذي يُحاول إسكاتها وبكاء مروة التي صرخت بخوف ..
, لتصل تلك الجملة مسامع الجميع وصرخت هي بقوة ملوّحة بيديها بغضب: أسكت ليييه بتسكتوني ليييه مش دي الحقيقة مش..اااه
, صرخت بألم وعيونها اتسعت بقوة وجسدها يرتطم بالأرض بعنف حالما تلقت صفعة قاسية من حمزة الذي تخلى عن جموده واشتعلت عيناه بقوة هائجة .. وقف أمامها صدره يعلو ويهبط بقوة مخيفة يُخرج من عينيه شرراً حارقاً يهددها بأن تخرس ..
, تراجعت بجسدا للخلف ونهضت بعيون مصدومة ووجنة طُبعت عليها أصابعه بقوة لتنظر للجميع الذي تسمّر مكانه بما فيهم أدهم الذي وقف متسمراً وكأن الأمور فلتت من يديه خاصة عند رؤية عيني هارون اللتين ضاقتا بصدمة وتفكير .. يعلم بأنه فقد فرصته بإخباره الحقيقة وأنها ستُكشف الآن على لسان تلك السليطة أو أنها كُشفت ..
, صرخ حمزة بصوت مرعب: أطلعي أوضتك حاااالا ..
, رمقته رحمة بارتجاف .. ترتجف غضباً وغيظاً من الجميع لترى هارون يتقدم منها فجأة قبل حتى أن تهم بالذهاب .. جذبها من ذراعها هاتفاً بصوت جامد: تقصدي إيه بكلامك ده يا رحمة أنا مش فاهم ..
, وكأنها قد وجدت فرصتها للإنتقام منهم جميعاً لتضحك بعصبية ساخرة: مش فاهم إييه مفهمتش يعني أن..
, حمزة بصراخ: رحمممةة ..
, هتف هارون بجمود حاد ربما للمرة الأولى يتكلم به مع أحد منهم: حمزة عااايز أسمعها ..
, اقترب حمزة يبعد رحمة عنه ليُشدد هارون من إمساكه لذراعها ويدفع حمزة بعيداً عنها بقوة صارخاً: رحمة اتكلميييي ..
, صرخت برجهه: أقول إييييه هما مش معرّفينك .. سايببنك على عماااك من صغرك فاكر نفسك أبن العيلة دي وأنت مش كده خااالص .. أقولك أنت أبن مييين ..
, تابعها هارون بعينيه السوداوتين اللتين أظلمتا بقوة وذهول لتصرخ بوجهه ساحبة ذراعها منه بقوة ملقية نحوه سهاماً حارقة: أنت مش أبنهم أنت أبن الرااجل اللي كان عدو لأبوك أو بالأحلى أبوياا أنااا أبويا سييف ..
, صمت مُخيف حل عليهم فجأة .. شهقات متفرّقة خرجت من من أنحاء الصالة .. عيون مصدومة غير مستوعبة بعد ما قيل أمامها وانهيار مروة فوق كرسيها بعيون جاحظة وكأنها فقدت الحياة فجأة ..
, هتف أدهم يشق سكون الصالة المرعب: الكل على فوق حالاً ..
, التفت الجميع نحوه بصدمة سوى هارون الذي وقف مكانه متجمداً لا يقوَ على الحراك .. كأنه تحوّل لتمثال يُزين تلك الصالة أو أنه تمثال غريب عنها لا يمت لها بصلة تماماً كحقيقته التي قَذفت بوجهه كسهم حارق اخترق داخله بقوة قطعت روحه لأشلاء مؤلمة ولكنه رغم ذلك مازال صامداً ..
, صرخ أدهم بصوت حاد مبحوح وضع به كل طاقته وغضبه: قولت على فووووق .. يلاااااا ..
, أسرع الجميع من أمامه خوفاً من عينيه التي يرونها لأول مرة بهذا الشكل المُخيف .. والخائف !!
, صعدوا درجات السلم بتعثّر وقلوب متوجعة خائفة بما فيهم رحمة التي زادت رجفتها لا تعلم أغصباً كان أم ندماً وألم ..
, خلت الصالة إلا من أدهم وعائلته صامتون وكأن شيئاً وهمياً يمنعم من الكلام .. أو أنهم تحولوا لغرباء فجأة جمعهم مكان واحد صدفة ..
, التفت هارون بعد لحظات طويلة .. أو ربما قصيرة .. فقد فقد شعوره بالوقت .. لاحق الجميع بعينيه يصعدون درجات السلم حتى اختفوا من أمامه وبقي يُحدق بفراغ استحود عليه فجأة ولو أن أحدهم طرق عليه لربما استمع لصدى طرقاته داخله ..
, وقف مقابلاً لهم بوجهه الذي تحوّل لجمود جليدي مُرعب .. عيونه السوداء القاتمة اشتعلت بقوة وكم بدى في تلك اللحظة تحديداً شبيهاً بهيئة ناريمان الفاتنة القوية وربما هو لو رأى ملامحه الآن في مرآته لاستغرب وجوده في هذا المكان وبين تلك العائلة التي لا يُشبهها أبداً ..!
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
الخامس عشر


اللهم صل على محمد وآل محمد ..
, ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
, كذبنا حينَ قُلنا لن نُسامح أبداً، ف و****ِ كُنّا ننطقها والقلبُ يعفو💛
, ١٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, وقف هارون أمامهم بعيون تائهة .. صوت رحمة يصدح في عقله ليزيد من تشتّته .. وأصوات البكاء حوله تمنعه من الصمود ..
, نظراتهم تُوحي بصدق ما سمعه والذي يقف جاهداً محاولاً تكذيبه .. دمعت عينيه بقلة حيلة يُراقب الجميع بصمت كصمتهم وفزعهم ..
, هتف أدهم بصوت حاول جعله هادئاً: هارون أقعد وأسمعنا ..
, همس بتمتمة من بين شفتيه اليابستين: أقعد !!؟
, رمقه الجميع بألم وهو ينظر نحوهم بعيون متوسّعة مُردداً تلك الكلمة وكأنه *** لا يعلم معناها ..
, هتف مجدداً بذهول: أقعد !؟
, أغمض أدهم عينيه متنهداً بقوة: هارون ..
, هارون: هارون ..؟
, رمقه أدهم بحزن ليبتلع هارون ريقه بصعوبة مُتمتماً: أنت قولت هارون .. هارون عز الدين صح ..!؟
, صمت من الجميع منذ البداية ليبتسم فجأة هاتفاً: أنا آسف معلش أنا أنا كلامها ضيّعني م مش أنا هارون عز الدين إزاي أصدقها ..!؟
, تعالى نحيب مروة بقوة تنظر إليه من بين دموعها الغزيرة بقلب مرتجف خائف من فقدانه .. ليتنهد هو هاتفاً وهو يقترب منها بخطوات حذرة: يا ماما في إيه بتعيطي ليه هو أنتي هتردي على كلامها طيب ..!؟
, لم يزدها كلامه سوى ارتجافة سرت في جسدها كاملاً وشهقات مؤلمة تخرج منها لتؤلم من حولها ..
, وهتف أدهم بصعوبة محاولاً السيطرة على دموعه: هارون متعملش كده أهدا واسمعني و..
, قاطعه هارون ينظر إليه بحيرة: حضرتك لسا بتقولي كده ليه يا عمو خلاص ما أنا عرفت ومش هصدق كام كلمة حشرهم خطيبها في دماغها .. كل ده من أهله أكيد مش أنتوا قولتوا أنهم كانوا بيكرهوا بابا ..؟ هما اللي عملوا كده أكيد ..
, وكأن كلمات سياط يجلدهم بقوة ويفتق جراحهم القديمة وندمهم لإخفائهم عليه حتى بات كالمجنون لا يُصدق أو أنه هو من لايُريد أن يُصدّق ..
, هتفت مروة ببكاء: أانت أبني أنااا أبني ..
, التفت هارون نحوها وعيونه السوداء لامعة بالدموع محاولاً السيطرة على نفسه محاولاً قدر الإمكان الإبتعاد عن ذلك الكلام وعدم تصديقه .. محاولاً بكل قوته إغلاق ذلك الباب حيث تلك الصدمة التي يلمحها تتجه نحوه كقذيفة مُميتة ..
, هتف أخيراً بخفوت: هو هو اللي قالته رحمة صح ؟ مالكم ؟ ٥ نقطة مش بتكدبوها ليييه !؟
, التفت سريعاً نحو حمزة الذي يرمقه بجمود ولكنه استطاع لمح الألم داخل عينيه ليهتف: فيه إيه يا حمزة مااالك أنت ضربت رحمة ليييه لاحظ أن دي أختي أختييي .. هي صح اللي قالته كبير بس أنا ميهمنيييش ٧ نقطة ضربتها ليه يا حمزة !؟
, همس جملتة الأخيرة بلسان ثقيل وصوت راجي متوسل جعل حمزة يشيح بوجهه عنه بسرعة غير قادر على مواجهته ..
, التفت هارون فجأة وأنفاسه تتعالى بقوة عندما لم يجد رداً من أحد ليصرخ فجأة بصوت مبحوح: مش بتردوا عليا ليييييه !؟
, هتف أدهم بخفوت: الكلام اللي قالته صح ..! إحنا كنا هنقولك و..
, هتف هارون بصدمة: هتقولولي ٣ نقطة!؟ هتقولولي إيييه !؟
, نظر أدهم داخل عينيه محاولاً إنهاء عذاب الجميع: أنك مش أبننا ..
, رمش هارون بعينيه رمشة أسالت دمعة يتيمة فوق خده كان يدّخرها لهذه اللحظة .. ابتسم وظهرت رجفة جسده التي كان يُخفيها وهمس: أومال أبن مين !؟
, أدهم: مش هقولك حاجة قبل م تقعد وتهدأ أنت بحالتك دي مش هتستوعب حاجة ولا هتفكر صح ..
, هارون: أفكر ..!؟
, أدهم: هارووون ..
, دمعت عيني هارون أكثر وهتف: أنا أبن ميين هي هي رحمة قالت أن أن سيف أبوها هي ..!؟ يعني مش أبويا أنا !؟
, ابتلع ريقه وجحظت عينيه بصدمة والتفت سريعاً نحو مروة التي تكاد تنهار من كثرة بكائها .. أسرع نحوها بخطوات مرتجفة .. جثى على ركبتيه أمامها ينظر إليها بتيه وأمل ..! وكأنه يتوسلها أن تُؤكّد على مايفكر به ..
, مد يده المرتجفة ممسكاً بيدها الأكثر ارتجافاً وهتف بدموع: هو بس اللي مش أبويا صح بس بس أنتي أمي ..!؟
, شهقت بقوة أكبر وزاد بكاؤها ليهتف: عشان خاطري يا ماما جاوبيني أنتي أمي صح يعني أنا بس مش أبن سيف زي ماقالت رحمة ..!؟
, نظرت نحوه بعيون احمرت وتورمت ومدت يديها تُحاوط وجهه الذي تبلل بالدموع ومازال يرمق شفتيها المرتجفة محاولاً إخراج الكلام الذي يريده من بينهما ..
, همست بألم: أنت أبني وهتفضل أبني أنا اللي ربيتك أنت كبرت بين إيديا أنت فرحتي يا هاروون وأبني وحبيبي ..
, أغمض عينيه بقوة وقد انهار شيء داخله كان قد بدأ يبني عليه آماله وهمس: ربيتيني ٥ نقطة!؟ بس ؟؟
, التفت حوله هاتفاً: أومال مين اللي جابني ؟؟
, ابتلع ريقه معلقاً نظراته على سيف الذي يجلس فوق أحد المقاعد وعيونه تُخبره بمدى وجعه وكسرته في تلك اللحظة ..
, طال نظراته إليه وكأنه يُعاتبه أو يودّعه .. سيف .. لم يكن والده بقدر ما كان صديقاً له .. أخاً كبيراً وسنداً .. فرحة تطغى على أيامه وحباً ينمو داخله له كل يوم أكثر ..
, كيف يكون كل ذلك كذباً !؟ وكيف سيستطيع إحتماله !؟
, ابتلع ريقه مجدداً بصعوبة وجحظت عينيه فجأة بصدمة: ز زين !؟ ي يعني زين مش أخويا !؟
,
, شهق متراجعاً للخلف وهو مازال أرضاً بانهيار .. يتنفس بقوة ليخرج تنفسه نهيجاً مخيفاً .. حاول النهوض بجسد ارتجف تماماً وصرخ: زين مش أخويااااا !؟ رحمة مش أختي ؟؟ إإ إزاااي إزاااااي لا أنا مش مصدق مش مصدق كل اللي بتقولوه ده زين ورحمة أخواااتي أنا أخوهم ه هما هما اتولدوا قدامي أانا اللي ربيتهم أانا اللي كنت ليهم أخ وأم وأب أنااا ..
, التفت نحو أدهم هاتفاً: بتعملوا فيا كده ليييه يا عموو !؟ أنا عملت إيه عشان تعاقبوني بالقسوة دي ..؟ هما أخواااتي صح ..!؟
, صمت ينظر الأرض بعيون احمرت واحتقنت ألماً وصدمة .. لينهض سيف عن جلسته مقترباً منه .. حاوط وجهه بيديه يرفعه لينظر داخل عينيه ..
, رمقه هارون بألم وقد ازداد ألمه أضعافاً لرؤيته عيناه الزرقاوتان تلمعان بدموع مؤلمة .. عيناه زرقاء كعيني زين .. ورحمة شبيهة بوالدتها إلا هو !!
, هتف سيف بقهر: لو مهما حصل أنت هتفضل أبني فااهم يا هاروون ؟ عارف من لما شوفتك أول ما اتولدت وضميتك بين إيديا حسيت أنك أبني أنااا حسيت أن سنين عمرك كلها لازم تعيشها معايا وفي حضني .. أول ما اخترتلّك أسمك ولما جيت ونورت الفيلا هناا .. لما الكل فرحوا بيك وكأننا عيال وشفنا حاجة حلوة بنحبها .. كل اللحظات دي مش قادر أنساها كل اللحظات دي أنت عيشتها معانا مش مهم أنت مين ولا جيت منين المهم أنت عيشت مع مين أنت مش عايش في الفيلا دي بس أنت عايش في قلوبنا وقلبي أنا الأول ..
, همس هارون ببكاء: بس أنت مش أبويا ..
, ابتلع سيف ريقه وأنزل يديه بألم وخوف متمتماً: ه هارون ..
, دفعه هارون بخفة يبعده عنه نافياً برأسه: أنت مش أبويااا .. أنتوا كدبتوا عليااا عيشتوني بكدبةةة .. لو فعلاً شايفيني أبنكم مقولتوليش الحقيقة لييييه !؟ لو فعلاً عايزيني معاكم موثقتوش بيا لييييه !؟ عايزيني أعرف من الغريب ؟ سااامر سااامر كان هيقولي وحمزة اللي منعه صح يا حمزة !؟
, نظر حمزة نحوه بألم ليصرخ: كان عايزكم تعاملوني زيه .. كان عايزني أبقى غريب بينكم عشاان أهلي زي أهله .. قولي يا بابا أهلي عملوا فيك إيييه !؟ طب أنت ربيتني ليييييه أدام أنا أبن عدووك .. !؟
, تراجع للخلف أكثر وصدمته مازالت ترسم على وجهه ألماً عنيفاً .. صرخ بصوت مبحوح متوجع: 25 سنة يا بابااا 25 سنة مقدرتش تقولي فيهم الحقيقة !؟ 25 سنة عايش بينكم وفي الآخر أطلع أبن عدووكم !؟
, شهق بألم هاتفاً: عملتوا كده ليييه وجعتوني ليييه !؟
, أدهم: هارون أنت أبننا إحنا فااهم كل اللي بتقوله ده مش هامننا إحنا في عمرنا مشوفناكش أبن عدونا ..
, هتف هارون: بس أنا شايف نفسي كده ..
, رمقه أدهم بصدمة ليهتف هارون بابتسامة: فاكر لما رفضت سامر ؟ وطردته من هنااا !؟ أنا اللي عارفه أن دي كانت المرة الأولى اللي أشوفك بتعمل كده .. كل ده عشان أبوه آذى أخووك أومال أنا إيييه ..!؟
, صرخ أدهم بخوف من تفكيره: أنت إيييه أنت مش زيه أنت عيشت بينااا إحناااا أنت متتقارنش بيهم ..
, هارون: بس أنا مش قادر مقارنش .. لأن دي الحقيقة .. الحقيقة اللي خبيتوها عني سنيييين .. تبنيتوني ؟ هو التبني بقى كويس يا عمو !؟ مش لما تتبنوا تقولوا الحقيقة تفهموا اللي هتتبنوه هو مييين وحقيقته إيييه مش تعرفوه أهله !؟ أومال تخفوا حتى هويته وأسم أبوه ..!؟
, اقترب حمزة منه يجذبه من ملابسه بقوة: هاروون فوووق يا هاروون فوق لنفسك دول أهلك دول اللي تعبوا عليك وسهروا الليالي .. دول اللي كان لما وجع يصيبك ميقدروش يتنفسوا .. دول اللي وثقوا بيك اللي مستعدين يسلموك نفسهم تمشّيهم زي ما أنت عايز وهما معاك من غير م يسألوا .. عايزهم يعملوا إيييه يرموك لكلاب الشوارع ولا يسيبوك في أي ميتم تتعذب يتيم معندكش حد تلجأله ولا تنام في حضنه ..!؟ هما أدوك عيلة حنان وحب أدوك أخوات شايفينك حاجة كبيرة عندهم أدوك أسم وسمعة وحب من غير ما يسألوا ولا يطلبوا مقابل غير أنك تحبهم بس .. متعملش كده يا هاروون ..
, دفعه هارون بعنف يبعده عنه .. ربما ذلك الكلام لن يؤثر به في تلك اللحظة بالذات وهو مازال تائه ساقط في دوائر من ضياع وتشتت .. مازال في أوج صدمته وذلك الكلام لن يزيد ناره سوى استعاراً وحرقة ..
, صرخ بألم ضارباً صدره: وهما مقالوليش لييييه سابوني على عمايا كل السنييين دي لييييييه كذبوا عليا وعلى نفسهم عيشوني بكدبة أنت حاسس بيا يا حمزة ؟ حاسس بالوجع اللي أنا فيييه ؟ عارف يعني إيييه تعيش سنيييين من عمرك وتكتشف بالآخر أن السنين دي كدب ..!؟ أن أهلي اللي هما أهلي مطلعوش كده .. أن أنا مليش أهل أصلاً .. أن أهلي كانوا وحشين ومعرفش عملوا إيييه غير أن دول أعدائكم .. حاسس باللي أنا حاااسه ؟ أكيد لأااا لأنك مش مكاني ولا هتكون مكاني ..
, همست ليلى بارتجاف: بس أنا كنت مكانك ..
, التفت نحوها بحدة لتهتف ببكاء ورجاء: حقك تعمل كده حقك تزعل وتتوجع وتتصدم .. بس مش حقك تبعد عن أهلك اللي ربوك اللي تعبوا علييك اللي كانوا يسرقوا لحظات عمرهم عشان يفضلوا معاك .. أنا كنت زيك أه اتصدمت ومعرفتش أعمل إيه حسيت أني مخدوعة وأن حياتي كلها كدب ومش مهمة عند حد .. بس في الآخر رجعت لعقلي وعرفت أن اللي حصلي ده كان نعمة نعمة كبيرة من ربناا .. زي م اللي حصلك نعمة أداك عيلة متحلمش بيهاا .. متغلطش يا هارون متغلطش يابني ..
, اقترب هارون منها بسرعة أمسك كتفيها يهزها هاتفاً: أنتي أمي صح أانتي م مش بتقولي أنك رضعتيني مع حيدر أنا أبنك صحح أوعى تقوليلي لأ أوعى يطلع ده كدب برضه .. ريحيني ريحيني عشان خاطري ..
, أمسكت يده بقوة هاتفة: لا مش كدب مش كدب أنا أمك أمك بجددد ..
, ابتلع ريقه بألم وابتعد عنها ناظراً حوله ليهتف: و سيف ومروة .. !؟ مش أهلي !؟
, وكأن صدمته قد عادت من جديد وصرخ بوجع: مش أهلي ليييييييه !؟
, صرخ ضارباً كرسياً أمامه محاولاً تسكين غضبه وخوفه .. صرخ ببكاء ناظراً لهم: أنتوا مش أهلي ليييه جيتوا تقولولي دلوقتي ليييه ما كنتوا تسبوني على عمايا زي ما قالت رحمة .. استنيتوا لغاية دلوقتي وهتقولولي ؟؟ عايزيني أتوجع أكتر ..؟!!
, نفى برأسه بألم ماسحاً دموعه بقوة .. ونظر نحوهم بضياع وتشتت .. يُريد أن يسأل عن عائلته ..عن أمه الحقيقية .. ووالده .. يريد أن يعرف سبب عداوتهم .. يريد أن يراهم ولو لمرة واحدة .. أن يُقارنهم مع سيف الذي كان كل شيء له ومروة التي لم تكن أماً فحسب ..
, ولكن شيء ما داخله يُوجعه .. يزيد من ألمه يُخبره بأنه إن سأل سيُصدم أكثر وأن صدمته القادمة لن يستطيع تحمّلها بعد الآن .. يُخبره بأن شيء داخله تهدّم وتلك الثقة التي كان يزرعها بجذور متينة داخله قد اقتُلعت واندثرت ..
, تراجع للخلف يهز رأسه بدموع تجمدت في عينيه: أنتوا ظلمتوني كدبتوا عليا أنتوا خدعتوني ومش حاسين بوجعي ولا هتحسّوا .. أانتوا وجعتوووني أنا أنا بتوجع ..
, نقل نظراته بينهم بجمود سيطر عليه مجدداً وهتف: أنا مش هسامحكم .. ساامعيييين !؟ مش هسااامحكم بعمرييي ٣ نقطة مش مساااامح ..
, صرخت مروة بألم وهي تراه يبتعد عنهم يخرج من الصالة بخطوات مرتجفة وأنفاس حارة تكاد تحرق ما حولها بعدما حرقته ..
, سقطت أرضاً بقوة وقد فقدت قوتها على الصمود ليقترب سيف منها بخوف من أن يفقدها هي الآخرى ناظراً لعينيها اللتين تُغمضان بألم ورجاء وفزع ..
, وفي تلك اللحظة شقّت صرخة باكية صدمتهم .. ونزل زين بخطوات متعثرة درجات السلم يصرخ باسم هارون الذي فتح بوابة الفيلا خارجاً منها بسرعة وضياع ..
, صرخ لاحقاً به ببكاء يغشي عليه الرؤية: هارووووون ه هاروون م متمشيييش ..
, توقف هارون مكانه للحظة ينظر أمامه بجمود وقد تجمع الحراس معاً يراقبون ما يحدث بعيون مذهولة ..
, صرخ زين لاحقاً به يجذب ذراعه بقوة ليلتفت هارون له يرمقه بجمود لا يُطيقه ..
, تنفس زين باختناق وصرخ بارتجاف: ر رايح فييين !؟
, رمقه هارون بنظرات غريبة والآخر يُطالعه بعيون باكية خائفة وجسد مُرتعش .. ليصرخ زين ضارباً صدره بقبضتيه بقوة: بقولك رااايح فيييين متبوصليييش كده جاااوبني ..
, همس هارون بصوت غريب: وأفضل هنا ليه !؟ المكان ده مش ليا ..
, بكى زين بخوف وغضب وصرخ متمسكاً بثيابه: أنت بتقووول إييييه أنت مش هتسبنا مش هتسبني فاااهم ..!؟
, مد هارون يديه يُبعد يدي الآخر عنه بقوة صدَمَته .. ووقف يُطالعه باهتزاز غير مصدّقاً ما يفعله ..
, استدار هارون بسرعة نحو سيارته لترتجف شفتي زين بصدمة وهتف: هارون .. هارووووون ..
, أسرع مجدداً باتجاهه يضرب نافذة السيارة بقوة محاولاً فتح الباب والوصول لذلك الذي استقبله بجمود يصدمه أكثر .. يُؤلمه أكثر .. وكأنه الآن يُحدّث شخصاً غريباً عنه لا يلتفت لبكائه ولا لصوته المقهور المُترجّي .. وكأنّ من كان لا ينام قبل أن يطمئن عليه بات الآن يستلذ بألمه وخوفه ..
, صرخ بقوة عندما انطلقت سيارة هارون متجهة لبوابة الفيلا بسرعة .. ركض خلفه بقدمين ترتجفان صارخاً باسمه ليلتفت حوله برعب ويركض نحو سيارته .. وقبل أن يصلها سحبه حمزة من ذراعه بقوة ..
, دفعه زين بعنف: أبعد عنييييي ..
, صرخ حمزة متمسّكاً به بعدما أخبره أدهم باللحاق به: هتروح فيييين أنت فاكره هيرد علييك ؟
, صرخ زين ببكاء: أه هيرد عليااا لأنه أخووياااا فاااهم هارون أخويا أنتوا بتكدوا كلكم كلكم صدقتوا رحمة هي مش بتحبنااا هي بتحب ساامر وبسسس عايزة تبعد هارون عننا .. أبعد عنيييي ..
, أمسكه حمزة بقوة: سيبه دلوقتي يا زييين هو مش هيرد لا عليك ولا على أي حد فيناا سيبه يفكر لوحده وهو هيرجع ..
, نفى زين برأسه محاولاً التفلّت من قبضته وصرخ ببكاء: لا لا مش هسيبه أفرض مرجعش أنتوا هتبعدوووه عنيييي أبعد عني والنبي سيبني أروحله سبني يا حمززةة أبعددد أنا مش هسييبه ..
, جذبه حمزة بقوة مُكتفاً حركته الهيستيرية متجنباً ضربات الآخر يديه العشوائية الذي جُن تماماً همه فقط أن يلحق به قبل أن يخسره ..
, انهار أرضاً فجأة ومازال يتحرك بقوة وبكاء: أبعد عنييي عايز هاروون ه هروحله وأرجعه هنااا ه هو مش هيسبني هروح أجيبه عشان ماما وبابااااا وعشانيي ..
, انحنى حمزة محاوطاً جسده بعدما هدأت حركاته يحتضنه بقوة: هيرجع من غير ماتجيبه بس سيبه دلوقتي لوحده هو عايز كده ..
, رفع زين نظراته نحوه وهتف بصدمة وكأنه الآن استوعب ماحدث: هارون أخويا ..
, أغمض حمزة عينيه بألم ليتمسّك زين به بقوة: هارون أخويا صح ؟ ه هو راح فين !؟
, نهض بسرعة صارخاً: أنا عايز أروحله ..
, جذبه حمزة مجدداً صارخاً: خلااااص يا زين أبوس إيدك أنا مش مستحمل ..
, التفت زين نحوه ودفعه بعيداً عنه بغضب: أنت عايز بيا إييييه أبعد عنيي أنت السبب كان زماني دلوقتي معاااه هو هو هيكون لوحده هو مش بيحب كده ك كان لما أزعل يفضل معايا أنا هروحله وأفضل معااه أبعد عني انت السبب ..
, صمت فجأة مُبتلعاً ريقه بألم واحتدت عينيه بقوة تاركاً حمزة مكانه وعاد راكضاً نحو الفيلا ..
, دخل ناظراً لسيف الذي يُحاول إفاقة مروة وقد سكن جسدها وانهار .. وليلى بجانبها تبكي صارخة: حمزة فييين زيين هات حمزة بسررعة ..
, رمقها زين بصدمة والتفت نظو حمزة الذي دخل مسرعاً متجهاً نحو رحمة ليفحصها ..
, تراجع زين للخلف بعيون جاحظة والتفت ناظراً للبقية الذين تجمّعوا حولهم ببكاء وصدمة سيطرت عليهم ..
, ركض صاعداً درجات السلم ليلتفت حيدر له بسرعة وكأنه فهم وجهته .. أسرع صاعداً خلفه ليلحق عمار به بسرعة وخوف ..
, فتح زين باب الغرفة حيث تجلس رحمة فوق سريرها تنظر أمامها بصدمة .. أو ربما ندم استحوذ عليها ..
, صرخ ببكاء وغضب استعر داخله: أنتي السبب أنتي السببب بكل حااااجة عااايزة هاروون يبعد عننا ..
, اقترب منها يجذبها من ذراعها حتى نهضت بتعثّر ليصرخ بوجهها: مبسووطة دلوقتيييي فرحااانة باللي عملتيه أنتي وخطيبك ..؟؟
, همست بارتجاف تُحاول سحب ذراعها من قبضته: أابعد عني ..
, صرخ يدفعها بقوة وطفرت دموعه بألم: أنتي عاايزة إيييييه سبينا لوحدنا مش عاجبك غير سااامر يبقى روحييله .. أانتي أنتي عملتي كده لييييييه حرام عليكي ده أنتي حتى أسمك رحمة أنتي مش بترحمي حد لييييه ؟
, شهق ببكاء متراجعاً للخلف: مش رحمتينا لييييه عايزة هارون يبعد عنييي كمان مش كفاية أنتيي .. أنتي ولا عمرك كنتي أختييي أنتي مش بتحبيني زيه كمان استكترتيه علياااا عايزاني أفضل لوحديييي أنتي مش أختي هو بس اللي أخويااا فاااهمة .. ع عملتي كده ليييه يا رحمة حرام عليكي أانا أنا مش هعيش من غيره ولا هصدّق اللي قولتوه ده ..
, جذبه حيدر من ذراعه هاتفاً: تعال يا زين ..
, التفت زين نحوه وهتف: هي السبب ه هي عايزاني أفضل من غيره هي بتغير مننا كلنا ع هي بتنفّذ كلام سامر وبس ..
, نظر حيدر نحو رحمة التي تجلس فوق سريرها باكية .. ليجذب زين من ذراعه خارج الغرفة ليقترب عمار منه بسرعة وبكاء ..
, ابتعد زين عنهم بسرعة واتجه نحو غرفة هارون فتح الباب وأغلقه خلفه بيدين مُرتعشتين .. وقف ينظر حوله في كل ركن من تلك الغرفة التي ضمّت طفولة أخيه وشبابه .. أخوه الذي اكتشف الآن بأنه ليس أخاً ولكن لم هو لم يشعر بذلك !؟
, لم يشعر في هذه اللحظة بأنه لم يكن أخاً فقط بل كان حياته بأكملها وبرحيله الآن لم يعد لحياته معنى !؟
, وقف عمار خارج الغرفة يطرق الباب هاتفاً باسم زين بخوف .. ليقترب حيدر منه هاتفاً: سيبه يا عمار الوقتي ..
, التفت عمار نحوه بدموع تُغرق وجهه وكأنه قد كتب عليه البكاء وجعاً لنفسه ولغيره ليهمس بارتجاف: ه هارون أخونا صح ؟
, زفر حيدر بقوة ليُمسك عمار به برجاء: هو مش أخونا في الرضاعة طيب !؟
, أومأ حيدر برأسه بصمت ليهتف عمار: يعني هو أخونا ومش هيسبنا ..
, رمقه حيدر هاتفاً: ومين قال هيسبنا ولو هو سابنا إحنا مش هنسمحله ..
, عضّ عمار شفته بقوة يرمقه بدموع ليُغمض حيدر عينيه محاولاً السيطرة على حرقة دموعه التي تجمّعت في عينيه ومد يده يجذب عمار نحوه يدفنه داخل أحضانه بقوة وقلب مرتعش ..
, انفجر عمار في البكاء متمسكاً به بخوف وهتف: هو هو هيرجع مش كده .. حيدر م متسبنيش و**** آسف مش عايز أخسرك م مش ع عايز مش عايز أتوجع زي زين أنا خايف ..
, ابتلع حيدر ريقه بدموع خرجت من عينيه بخوف وصدمة وضمه إليه أكثر كانت تلك إجابته عليه .. ليجذبه معه نحو غرفته وأجلسه فوق سريره ناظراً لدموعه التي تزيد من ألمه ..
, مد يده يمسح دموعه هاتفاً: متعيطش كفااية أنت هتفضل مع زين مش عايزة تخلّيه يضعف ..
, رمقه عمار بألم وهتف: بس أنت هتفضل معايا برضه ..
, جذب حيدر رأسه يدفنه بصدره مجدداً مُخلّلاً أصابعه في خصلات عمار الكثيفة هامساً: أنا هفضل معاكم كلكم .. هنرجّع هارون لينا وهنرجع كلنا مع بعض زي الأول ..
, ابتسم عمار من بين دموعه وتنهد بقوة وكأنه تخلّص من ألم قاتل رافقه لسنوات طويلة ..
, فيما في الأسفل تشبثت مروة بيد سيف بقوة هاتفة ببكاء وصوت مختفي: ه هارون عايزة أبني هاروون يا سيف أبوس إيدك رجعهولي ..
, سيف: مروة أهدي عشان خاطري ه هو هيرجع بس أنتي متعمليش كده ..
, انفجرت في البكاء بقوة ورجف جسدها بخوف: هو قال مش هيسامحنا هو سابنا يا سييف هاوووون أبننا سابنا ه هو إحننا قصرنا معاه في إييه ؟ أانا أنا حبيته و**** العظيم حبيته أوووي هو أبني أبنيييي ..
, بكى سيف واقتب يحتضنها بقوة مغمضاً عينيه بخوف ووقف أدهم قريباً منهم بعيون متألمة فيما ليلى تتمسك بذراعه بخوف ووجع ..
, ومن بين تلك الأجواء ارتفع رنين هاتف مصطفى بين يديه ليرفعه على أذنه بصمت وكأنه لا يقوَ على الإجابة ليستمع لخبر طال انتظاره وقد جاء أخيراً ربما لشعورها بوجعه وحاجته الآن " مدام حضرتك فاقت "
, أنزل الهاتف عن أذنه ينظر للجميع أمامه بعيون امتلأت دموعاً لتسيل فوق وجهه بسرعة .. اقترب ربيع منه بخوف يحتضنه ببكاء ليضمّه مصطفى بقوة ناظراً لورود التي تجلس بجانبها ملك محاولة تهدأة بكائها ..
, ابتسم من بين بكائه ابتسامة انتظرها طويلاً ولكم يكن يظن بأنها ستختلط مع وجع وصدمة كبيرة ..
, ٣٢ العلامة النجمية
, أنت أول شعور حقيقي ،وأول حّب وآخر حب بقلبي أنتِ بداخلي اكثر مني❤️
, ٢١ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في ساعات الصباح الأولى ..
, جلس بجانب سريرها يرمقها بشوق فاق الوصف .. يدها تنام بين يديه باستكانة منذ أن جاء إليها ورأى عينيها المفتوحتين التي انتظرها لأكثر من سنتين ..
, ابتسمت له ابتسامة مشتاقة قارئة الألم في أحداقه ونامت مجدداً بأمان بين ذراعيه اللتين احتضنتها بقوة يبث اشتياقه بها ..
, تحرّكت أصابعها بين يده لتُعلمه باستفاقتها .. رمق رموشها التي تتحرك بخفة ليبتسم بعيون دامعة ويستقبلها بحنان اعتادته منه طوال سنوات عمرها معه ..
, انحنى يقبل يدها مراراً لتهمس بابتسامه: مصطفى ..
, رفع نظره إليها بابتسامة واسعة: وحشتيني ..
, حاولت النهوض بتعب ولكن جسدها مخدراً .. أغمضت عينيها بقوة عند تذكرها لنومها لأكثر من سنتين .. صدمتها عندما أخبرها طبيبها بذلك ووجعها كان عميقاً عند رؤية وجع مصطفى ولهفته عليها ..
, خرجت دموعها بسرعة هامسة: أنا آسفة ..
, اقترب منها يرفع جسدها الهش بين ذراعيه يحتضنها بقوة مقبلاً رأسها بحنان: أنا اللي آسف أنا آسف ليكي وليا ولعيالنا أنا اللي حرمتهم منك كل الوقت ده الذنب كان بياكلني وجودي لوحدي من غيرك عذبني يا عبير ..
, شهقت ببكاء تحاول رفع يديها الضعيفتين لاحتضانه لتنجح في ذلك أخيراً وتضمّه إليها باحتياج ..
, فتح باب غرفتها ليُطل من خلفه ربيع وأخته .. صغيريها الذين كبرا بغيابها .. رمقتهم بنظرات متوسعة باكية لتركض ورود نحوها تُلقي بنفسها بين أحضانها تضمّها وتنفجر في بكاء وقد اجتمعت أشواقها بصدمتها وألمها .. بكت بقوة مُفتقدة حضنها الذي تحتاجه .. مفتقدة ذلك الحنان الذي لا ينضب .. همست ببكاء مقهور: وحشتيني يا ماما وحشني حضنك وصوتك وحشتيني ك كنت بدعي دايماً أن **** ميحرمنيش منك واهو استجاب لدعايا أنا أنا فرحانة أوووي الحمد**** ..
, ضمتها عبير بحنان ومازال جسدها يتكئ على يدي مصطفى الذي يسندها بحنان ودموع ..
, والتفتت تنظر لربيع الذي ينظر إليها بشوق وتردد .. رفعت يدها تمدها نحوه ليقترب بخطوات متعثرة ويجلس بجانبها حتى اندفع إليها بسرعة يضمها بقوة وصمود انهار أخيراً بين أحضانها ..
, راقبهم مصطفى بعينيه بحب .. وقد اجتمعت عائلته أخيراً ..أخيراً سيُغمض جفنه براحة وستلتئم جراحه الغائرة .. أخيراً سيثق بأن بعد ألمهم فرحاً قادماً مهما تأخراً ..
, حاوط الجميع بذراعيه بقوة محاولاً تهدأة بكائهم المشتاق مقبلاً رأس عبير كل فترة بحب وشوق طغى على مشاعره ..
, فحصها الطبيب وابتسم براحة: الحمد**** وضعك كويس جداً بالنسبة لعدم قدرتك ع الحركة طبيعي حضرتك بقالك سنتين في السرير وعضامك وعضلاتك خامدة .. هنبدأ علاج فيهم شوية شوية .. لازم تحاولي تحركيهم مع علاج طبيعي وبفترة بسيطة هترجعلك قوتك .. أهم حاجة غذاء كويس ونوم وياريت تتعرّضي للشمس ساعة في اليوم على الأقل ..
, مصطفى: نقدر نخرج دلوقتي يا دكتور ؟
, أومأ الطييب بهدوء: أيوه هكتبلها دلوقتي على خروج واكتبلها على ألأدوية اللي هتحتاجها .. الحمد**** ع سلامتها ..
, نهض مصطفى ليخرج معه لتلتفت ورود نحو عبير المبتسمة بقوة لتهتف بخوف: ماما هارون ساب الفيلا يا ماما ..
, قطبت عبير جبينها وهمست بلسان مازالت تشعر به ثقيلاً متعباً: ليه ؟
, ربيع: هو هارون مش أبن عمو سيف وطنط مروة ؟
, توسعت عيني عبير ونبض قلها برعب: وهو عرف ؟
, ورود ببكاء: أه عرف مبارح والدنيا اتقلبت زين تعبان أووي قاعد في أوضة هارون ومش ليخرج .. مش بيكلمنا كمان ..
, اقترب ربيع منها يحتضنها هامساً: أنا تعبان أووي يا ماما الكل تعبان أنا كنت محتاجك أووي شكراً أنك رجعتي متسبيناش تاني يا ماما ..
, بكت عبير بعيون مذهولة ليدخل مصطفى الغرفة يجر أمامه كرسي متحرك ليتركه جانباً ويتجه نحوها بقلق: مالك يا حبيبتي ؟
, عبير: ه هارون عرف ..
, أغمض عينيه زافراً بقوة ثم نظر لورود وربيع هتف: وأنتوا زعلانين لييه .. ؟
, التفت الجميع نحوه ليبتسم: عبير دخلت غيبوبة سنتين .. الكل فقد الأمل الكل كلن بعذبني بنظراته عشان مستنيها وأهي فاقت ورجعتلنا هي مخيبتش أملي .. وهارون برضه كده مهما بعد مكانه بينا هو في قلوبنا زي م إحنا في قلبه ولو قدر يبعد عننا قلبه هيعذبه ..
, ابتسمت ورود من بين دموعها واقتربت منه تحتضنه بقوة ليقبل هو جبينها بحنان هاتفاً: يلا بقا ساعدوا مامتكم علشان نمشي العيلة مستنية مش عايزين نفرّحهم بدل الزعل ده ؟
, ابتسمت ورود ونهضت تساعد عبير هي ومصطفى ليقرب ربيع الكرسي نحوهم ويجلسوها فوقه بحذر ..
, هتفت ورود بمزاح: ايه ده اتكسحتي يا ماما ..
, ضحكت عبير هاتفة: بس يابت أنا كنت رياضية أووي حتى اسألي أبوكي ..
, مصطفى: انتي هتقوليلي .. يلا يلا بقا مين هيسوق الكرسي ..
, رمقه ربيع وورد باستنكار لترتفع ضحكات عبير هاتفة: إيه يا مصطفى يا حبيبي شكل مفيش *** غيرك سوق أنت يا قلبي بس بالراحة ..
, رمقهم مصطفى بغيظ واقترب يدفع الكرسي أمامه بابتسامة اسعة سعيدة وكأنه فعلاً عاد طفلاً بعودتها له ..
, بعد مدة ..
, دخل صالة الفيلا حيث تتجمع العائلة بأكملها .. لتصرخ ليلى ببكاء مقتربة منها تعانقها بقوة وشوق: وحشتيني أوووي ..
, أبعدتها نور عنها ترمقها بيكاء وانحنت تحضنها: الحمد**** ع السلامة وحشتينا كلنااا يا عبير و**** ..
, وقفت إسراء قريبة منها وقد عادت صديقتهم إليهم أخيراً .. لتنحني بجانب نور تعانقها بقوة وارتياح هامسة: لو تعرفي فقدناكي قد إيه رجعتي أخيراً يا عبير ..
, عانقتهم عبير بقوة والتفتت نحو مروة التي مازالت تجلس فوق مقعدها ترمقها بدموع ..
, دفع مصطفى الكرسي نحوها لتنتفض مروة وكأنها كانت في شرود عميق وتنهض بارتجاف لتنفجر فجأة في البكاء بقوة تحتضنها متمتمة: هارون سابني يا عبيير هارون أبننا سابنا ..
, ربتت عبير فوق ظهرها هاتفة: مكنتش عارفاكي ضعيفة كده .. هارون مين اللي يسبنا ده أبننا كلنا قبل م نشوف العيال دول كلهم .. هو حقه يبعد حقه يتصدم بس مش حقه يبسنا ومش من حقنا منديهوش وقته ..
, ابتعدت مروة عنها ترمقها بألم لتهتف عبير ناظرة نحوهم: هو في إيه هي الدنيا خربت ولّا إيه .. هارون وكان هيعرف الحقيقة أولاً وأخيراً وكانت ردة فعله هتبقى كده .. زعلانين ليه .. مش كويس أنه عرف ..؟ مش كويس أن معدتوش هتكدبوا عليه تاني ؟ ولا هتعيشوا بالذنب والخوف كل لحظة ؟ أه هتتعذبوا وهو هيتوجع بس بالنهاية هو أبننا ومستحيل نسيبه ولو هو سابنا ..
, رمقها عمار بابتسامة وقد فهم كلامها .. فربما قد عاشه .. التفت نحو حيدر الذي يقف بجانبه .. علاقتهم الآن لم تعد جافية .. لم يعد ذلك الخوف والحذر بينهم .. بات على طبيعته وعفويته .. بات ينظر داخل عينيه بثقة وقوة دون إحساس الذنب والقلق الذي كان يلاحقه ..
, اقترب منها بضمها بقوة وشوق: أنتي صح يا بيبو وحشتينااا ..
, ابتسمت عيير ليقترب الجميع مسلّماً عليها وقد استطاعت برجوعها إعادة البسمة لوجوههم والأمل في قلوبهم ..
, نظرت حولها بعدما اجتمعوا حولها في الصالة وهتفت: هي رحمة فين ؟
, تنهدت مروة بقوة لا تعلم إحساسها الآن .. هي غاضبة منها بشدة ولكن في نفس الوقت قلقة وخائفة ..
, هتف زين الجالس بعيداً عنهم: عايزة فيها إيييه ؟
, التفتت عبير نحوه باستغراب من لهجته الغاضبة ليهتف زين: هي السبب بكل حاااجة هي لاحقة ساامر عايزاه ومش عايزانا .. هي خلت هارون يبعد عننا ..
, مصطفى: زين ..
, نهض زين عن جلسته ناظراً لهم باتهام: أنتوا كلكم بعتدوا هارون عننا وعاملين نفسكم زعلانييين .. هارون مكلمنيش ولا سمعني هو سابني بعيط وبصرخ من غير م يهتم .. أنتوا عملتوا فيه كده خليتوه ميحسّش بياا وميردش عليااا أنتوا صدمتوه ووجعتوووه ..
, شهق ببكاء نهاية كلامه ليرمقه أدهم بتأثر ونهض مقترباً منه يعانقه بقوة: هارون كان هيعرف وكان صدمته هتبقى كده .. إحنا ملناش ذنب غير إننا حبيناه يا زين .. إحنا جبناه وربيناه أنت ربيت معاه كان ليك أخ وأب وصاحب وكل حاجة لو أننا معملناش كده كان هيبقى هارون بحياتك ..؟
, رمقه زين بألم وبكاء وهمس: بس هارون راح ..
, أدهم: هيرجع ولّا مش واثق في أخوك ؟
, _السلام عليكم ..
, التفت الجميع نحو ذلك الذي دخل الصالة بجانبه إحدى الخادمات التي أدخلته ..
, نهض سيف عن جلسته بفزع: فريد في إيه هارون كويس ؟
, أومأ فريد سريعاً: أيوه هو كويس متقلقوش ..
, سيف: أومال جاي هنا ليه وهو فييين ؟
, رمقهم فريد بتردد وألم لحالهم وحالة صديقه وهتف: هارون بعتني هنا ..
, تعلّقت العيون عليه بلهفة ليهتف: هو .. هو عايزني ألم حاجاته وأوراقه الشخصية وأخدهم ليه ..
, توسعت عيون الجميع بصدمة وهمس سيف بعد استيعاب: ت تاخد إيه ؟
, فريد: أنا آسف بجد بس هو عايز كده .. معلش حضراتكم مش عارفين حالته إزاي هو هو مجروح واللي زاد جرحه الكلام اللي بيتقال عليه ..
, هتف أدهم بحذر: كلام إيه ..؟
, رمقهم بدهشة وهتف: حضراتكم مشوفتوش التلفزيون ؟
, صرخ سيف بارتجاف: ماله هارووون يا فريييد وكلام إيييه ده ؟
, فريد بألم: الجرايد مليانة بصوره والخبر اتنشر في كل حتة .. أنه مش أبن عيلة عز الدين ناس بتقول أنه أبن غير شرعي لسيف وناس بتقول أنكم لقيتوه في الشارع وتبنيتوه أو جبتوه من ميتم .. وكلهم متفقين على أنه استغل نفوذ عيلته المزيفة عشان يدخل بالشرطة ويترقى .. أنا عرفت باللي حصل بالليل والنهاردة روحنا الشغل لقينا الداخلية كلها بتتكلم بالخبر ده هو ساب الشغل وقالي أجيب حاجاته معرفش هياخدهم فين بس أنا هنفذ كلامه وأعمل اللي قالهولي ..
, رفع نظراته نحوهم كان الجميع يُتابعه بصدمة طغت عليهم بقوة .. دموعهم تحجّرت في أعينهم وقد تجمدوا مكانهم من هول ما سمعوه ..
, همس بخفوت: أسىتئذن أنا هطلع ألم حاجته ..
, استدار يصعد درجات السلم بوجع على حالهم فوجعهم لايقلّ عن وجع صديقه الذي رآه في عينيه .. ذلك الذي كان دائما مرحاً قوياً بات الآن مُنكسراً متألماً وكأنه جبلاً قد دُكّ من أساسه ..
, دخل غرفة هارون الخاصة .. وأمسك حقيبة كبيرة سوداء فتحها ليبدأ في وضع أغراضه بها .. يفتح الدروج باحثاً عن أوراقه المهمة وملفات العمل التي بحوزته .. ليدخل زين في تلك اللحظة يدفعه بعيداً عن أغراض هارون صارخاً: أنت بتعمل إيييه أبعدددد اطللع برررا ..
, رمقه فريد بألم وهتف: زين متعملش كده هارون..
, قاطعه زين صارخاً وهو يُحاول دفعه للخارج: هارووون أخويااااا ودي أوضته ده بيته ودي حاجاته مش هيخرج من هنا أنتوا اللي تخرجوا أطلع برررا الكل يطلع برا بس هارون لااااا ..
, هتف فريد بقوة: هارووون بيتعذب زيك وأكتر يا زييين سيبه براحته أنت معشتش شعوره ونظرات الكل ليييه بعد الأخبار الزفت اللي سمعوها .. مشوفتش كسرة عينه وهو بواجههم النهاردة للمرة الأولى بحياتي بشوفه بالضعف ده سيبه بقاااا سيبوووه يعالج نفسه بنفسه سيبوا ليه مجااال يتنفّس بعيد عن الوجع ده ..
, شهق زين بقوة وجلس فوق السرير مُحيطاً الحقيبة بين يديه: خليه ييجي هنااا إحنا مش هنوجعه متخليهوووش يمشيييي ..
, رمقه فريد بألم لهيئته وهتف: صدقني يا زين مش هينفع ..
, صرخ زين ببكاء: لأاا هينفع أنت قوله بس أن زييين محتاااجه قوله هو بعمره متأخرش عنييي كان عطول يجري ليا ياخدني في حضنه كان ميقبلش يشوف وجعي قوله زين موجوع ..
, مسح فريد دموعه التي ملأت عينيه اقترب يُبعد زين برفق ولكن الآخر تشبّث بالحقيبة بقوة: متقربش دول حاجات أخوياااا ..
, فريد: زين عشان خاطر هارون كفاية هو مش مستحمل ..
, زين: يعني أنا اللي مستحمل .. ط طب قوله أني هاجي معاه بص أنا أنا هجيب حاجاتي كمان أنا هروح معاه هو هيروح فين ؟
, فريد بيأس: لسا معرفتش يا زين ..
, زين: ماشي هروح معاك وصلني ليه وأنا هفضل معاه هروح المكان اللي هو عايزه ..
, زفر فريد بضيق: يا زين اسمعني اللي بتعمله ده ميصحش سيبني أشوف شغلي لو سمحت ..
, زين بصراخ: تشوف شغلك إيييه شغل إيييه ده أنت عايز توديله حاجاته عشان ميرجعش لينا تاااني مش هسمحلك ..
, دخل حمزة الغرفة برفقة أدهم الذي اقترب من زين هاتفاً: سيبه يعمل زي م هارون قاله يا زين ..
, التفت زين نحو أدهم بذهول: أنت هتسيبه يطلع من هناااا هتحرموني منه ؟
, أدهم بحزم: هارون عايز كده مش أنت كنت تسمع كلامه دايماً ..؟
, ابتلع زين ريقه يرمقه باهتزاز: ب بس بس هو هيبعد هو مش هيرجع ..
, أدهم: لأ هيرجع بس عايز وقت لوحده .. أنت مسمعتش فريد قااال إيييه محسيتش بوجعه ؟ سيبه يرتب أفكاره ويعرف الحقيقة كويس أديه وقت لنفسه وهتشوفه جالك تاني ما هو مش هيقدر يبعد عنك زيك برضه ..
, ارتخت قبضة زين عن الحقيبة ليُسرع فريد ويجذبها واضعاً باقي الأشياء داخلها .. نظر زين لخزانة الملابس التي أصبحت فارغة تماماً واقترب بخطوات مرتجفة من الحقيبة ساحباً قميصاً أزرقاً غامقاً خاصاً بهارون يُمسكه بين يديه بقوة مُحاولاً تخبئته وكأنه كنزه الثمين الذي بقي له يتزوّد به في أيام وجعه القادم ..
, رمقهم فريد بألم ليهتف أدهم بوجع مُحاولاً إخفائه: خلي بالك منه ..
, ابتسم فريد: بعيوني .. بس هو برضه مش عايزني معاه ..
, زفر أدهم بألم يضغط على قبضتيه بقوة ليخرج فريد من الغرفة نازلاً درجات السلم تلاحقه عيون العائلة المصدومة وبكائهم الذي زاد من وجعه ..
, فتح حمزة باب غرفة رحمة التي شهقت بقوة متراجعة للخلف بعدما كانت تقف خلف الباب تماماً تستمع لما يحدث ..
, تراجعت بسرعة حتى اصطدم ظهرها بالجدار .. ترمقه بعيون متوسعة احمرّت ألماً وبكائاً ..
, وقف مكانه ينظر إليها بجمود مطالعاً جسدها الذي يرتجف .. ابتلع ريقه مُحاولاً عدم إظهاره لمشاعره نحوها .. خائف عليها من ندمها الذي يلمحه واضحاً في عينيها .. ولكن ما فائدة الندم الآن ..؟
, ورغم ذلك يخلق لها ألف عذر وعذر فإن لم تُخبره هي كان سيعرف عاجلاً أم آجلاً ..
, خائف عليها من نظرات العائلة وحقد زين تجاهها .. خائف عليها من وحدتها واختيارها الطريق الشائك .. من حقد سامر وعائلته التي تتمسّك بهم لسبب مجهول غبي ..
, هتف بقوة: عاجبك اللي عملتيه ده يا رحمة هانم ؟ فرحانة وأنتي شايفة العيلة بتتعذّب قدامك كده ؟ شكل كلام زين هيطلع صح في الآخر وتطلعي بجد مش بتحبيه ومش بتعتبريه أخوكي .. أنتي شايفة وجعه وانهياره على أخوه ؟ شوفتي بيحبه ومتعلّق بيه إزاي ؟ مش عايزة حب زي هارون ؟ مش عايزاه يكون متعلق بيكي زيه ؟ للأسف أنتي خسرتيه بإيدك أنتي عملتي في نفسك كده هتخليه يكرهك بعد م خليتيه يخسر اللي بيحبه .. لييه يا رحمة قوليلي سبب واحد يخليكي تقسي كده ..
, زادت رجفة جسدها وعيونها المتسعة التي تُعلّقها عليه بصدمة ودموع ليبتسم هو بشرود: كنتي قاسية عليا أنا واستحملت استحملت علشان القلب ده مش قادر ينبض غير ليكي ومعاكي ..
, ضرب موضع قلبه بقوة وهمس بعدها: بس العيلة ذنبها إيه تستحمل قسوتك ؟ أبوكي وأمك ذنبهم إيييه ؟ أنتي بتضيّعي نفسك يا رحمة وبتضيعينا معاكي ..
, رمقها نظرة متألمة دامعة واستدار خارج الغرفة مُغلقاً الباب بهدوء لينخفض جسدها على الجدار خلفها حتى ارتطمت أرضاً ومازالت عيونها متسعة تجلس وحيدة متألمة ترمق الباب المغلق .. وخلفه دنيا بأكملها تنهار شيئاً فشيئاً ..
, ٣٣ العلامة النجمية
, إن لم نكُن في الأماكن التي نُحبّها؛ فنحنُ لاجئون أينما كُنّا 🍂
, ٢٠ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد أسبوع ..
, يجلس فوق أريكة متوسّطة الحجم .. يريح ظهره للخلف وكأن لا شيء يُعكر صفو حياته ..
, شاشة تلفاز صغيرة أمامه تعرض أحد البرامج الكرتونية للأطفال .. وهو يُحدق بها بعيون هادئة مهتمّة ..
, أغمض عينيه بعد لحظات مُبتلعاً ريقه بصعوبة .. بدأت أنفاسه تتعالى مجدداً وقد داهمته فجأة أصوات كثيرة سيطرت على عقله وكأنها مطارق تضرب داخله بقوة ..
, نهض عن جلسته تاركاً صوت سبونج بوب خلفه يتعالى من التلفاز ليظهر بأنه كان يُتابعه فقط بعينيه أو أنه وضعه على أول قناة جاءت أمامه ..
, دخل الحمام الأنيق التابع لتلك الشقة متوسّطة الحجم .. وقف أمام المرآة يتكئ على الخوض الموجود أمامه متنفساً بقوة ..
, فتح صنبور الماء ومد رأسه أسفله رغم برودته ليتبلّل رأسه وخصلاته السوداء الكثيفة مع وجهه وذقنه النامية والتي تركها بإهمال ..
, تراجع للخلف ممسكاً منشفة صغيرة يجفف وجهه وشعره بفوضوية وعاد مكانه على نفس جلسته السابقة وعزلته منذ أيام ..
, وفي مكان آخر ..
, وقفت ورود بعيون متوسعة هلعة ترمق سيارة زين في الك الساحة الواسعة .. منذ أكثر من ساعة يُدير محركها بسرعة جنونية كادت تقلبها به عدة مرات ليُسيطر عليها في آخر لحظة ..
, خرجت دموع عينيها صارخة باسمه بقوة وقد دسّت نفسها في سيارته قبل خروجه من الفيلا لئلا تتركه وحيداً لتجد ملك تلحق بهما ورغم غيظها منها إلا أنها كانت شاكرة لوقوفها معها الآن محاولة معها تهدأة زين منذ وقت طويل ..
, والآخر يسير بسيارته بعيون محمرة غاضبة وأنفاس حارة يُخرجها بقوة وكأنه يريد حرق جميع من حوله ..
, فقدت ورود السيطرة على نفسها ونزلت عن الدرجات الكبيرة متجهة للساحة لتصرخ بها ملك بقوة: رايحة فييين يا ورود أنتي اتجننتي ؟
, التفتت ووود نحوها ببكاء: مش شايفاه بيعمل في نفسه إيييه أنا خااايفة لازم أوقفه ..
, سحبتها ملك من يدها بقوة وخوف: ورود أهدي زين مش بوعيه أنا خايفة عليكي ..
, ورود بصراخ: بس أنا خايفة عليه هو ..
, نظرت ملك لسيارة زين التي ازدادت جنوناً كجنون صاحبها لتدمع عينيها بقلة حيلة تنظر حولها بخوف وتوسعت عينيها فجأة متسمّرة مكانها لامحة شخصاً مألوفاً يقف عن بعد يُطالع ما يحدث ..
, تركتها مسرعة باتجاهه راكضة بخطوات متلهّفة حتى اقتربت منه صارخة بلهاث وهي تجذبه من يده بلا شعور: أنت يا أسمك إيه ساعدنا وقّفه هيموّت نفسه ..
, توقف مكانه ناظراً ليدها التي تجذب ذراعه بقوة لتلتفت نحوه صارخة: أمشي معاياااا أعمل حاااجة ..
, رمش بعينيه وهتف ناظراً نحو السيارۃ التي خرج منها صريراً عالياً وهتف بذهول: هو زين ماله ..؟
, صرخت بحدة متجاهلة نظرات أصدقائه نحوها: مجنوون هيئذي نفسه وقفه أعمل حااجة هو مش واعي ..
, هتف صديقه من الخلف: ما يموت ولّا يولع إحنا مالنا ..
, التفتت نحو صديقه بغضب ورفعت عينيها بدموع نحو هشام: والنبي ساعده هو هو موجوع أووي هو مش بيرد علينا ه٣ نقطة ورووووود ..
, صرخت بها بصدمة وهي ترى المجنونة الأخرى قد نزلت الدرجات التي كانت تقف فوقها تتجه نحو زين ببكاء وخوف بعدما رأت وجهه المحتقن ودموعه التي ملأت خديه ومازال على جنونه ..
, سحبت ملك يد هشام بقوة أكبر راكضة باتجاههم وبدأت تدفعه بصراخ: وقفهااا عشان خاطر ربنااا مليش غيرك والنبي ..
, التفت لها يرمقها بصدمة وعاد بنظراته نحو الساحة ليجد قدميه تتحركان وحدهما حتى بدأ بالركض يقوة ونبضات قلبه تقافزت بفزع ناظراً للسيارة التي تدور حول نفسها بقوة وتنزلق إطاراتها فوق الأرضية مُخرجة أصوات إحتكاك مخيفة متجهة نحو ورود التي تجمدت مكانها صارخة باسم زين برعب ..
, علم من خبرته بأن زين لن يقدر على التحكم بسيارته في تلك اللحظة خاصة بتلك السرعة الهائلة ليزيد من ركضه بسرعة حتى وصل لورود التي تحدق بنظرات زين الجاحظة بها حتى سحبها من خصرها بعنف ودفعها بقوة لتسقط معه أرضاً ويرتطم جسدها بالأرضية القاسية لتشهق بألم وتمرّ السيارة من مكان وقوفها السابق بسرعة هائلة متابعة الدوران حول نفسها حتى هدأت أخيراً واستكانت ..
, صرخت ملك باسمها راكضة نحوها بدموع محاولة الإطمئنان عليها فيما ورود تنظر بصدمة لسيارة زين التي توقفت وخرج هو منها بخطوات منهارة وسقط أرضاً بأنفاس لاهثة حالما اطمأنّ عليها ..
, ساعدتها ملك على النهوض وهي تبكي بانهيار متجنبة هشام الذي اعتدل جالساً بألم ينخر في ذراعه يرمقهم بنظرات مصدومة متعجبة ..
, أسرعت ورود نحو زين متجاهلة ألم جسدها من السقطة القوية لتجثو على ركبتيها بجانبه هامسة بدموع: أنت كويس ..؟
, رمقها بعيون محمرة دامعة وشهق بتعب مُرجعاً رأسه للخلف وقد اتكأ على السيارة يضرب رأسه بها بقوة لتهتف ببكاء: متعملش في نفسك كده هو هيرجع ..
, نفى برأسه بألم: مش بيكلّمنا ولا بروح شغله مش لاقيه في أي حتة هو فييين !؟
, وقف هشام قريباً منهم متابعاً كلامهم لتقترب ملك من زين هاتفة: زين حرام عليك أنت بتدمر نفسك كده ..
, رمقها زين بألم وصمت مغمضاً عينيه بتعب ليراقبهم هشام عدة لحظات بعيون غريبة واستدار في النهاية بعيداً عنهم ..
, دخلت الساحة سيارة حيدر الفاخرة ليترجل عمار وربيع منها بسرعة متجهين نحوهم ويلحق بهم حيدر ناظراً نحوهم بحزن ..
, انحنى عمار نحو زين هاتفاً: قوم يا زين هنروح لهارون ..
, رفع زين نظراته إليه بدهشة ليهتف حيدر مقترباً منه: هنروح شقته الخاصة ..
, زين بخوف: م مش هو مش هناك ؟
, حيدر: وأنت هتصدق فريد يعني ؟
, زين: بس أنا روحت وملقيتش حد حتى عربيته مش هناك ..
, حيدر: حمزة هييجي معانا هنروحله كلنا مش هنسيبه ..
, نهض زين عن جلسته بسرعة ليهتف ربيع: بلاش تدريب وأنت بحالتك دي يا زين متئذيش نفسك ..
, رمقهم زين بلهفة وأسرع يستقل سيارته: خلونا نمشي بسرعة ..
, تنهد حيدر ساحباً عمار معه: يلا يلا عمار ربيع خليك مع زين أنت وورود تعالي يا ملك ..
, عمار: وسام هييجي معانا ..
, حيدر: قوله يحصلنا على هناك ..
, دخل عمار بجانب حيدر الذي انطلق بسيارته خلف سيارة زين المسرعة خارجين من الساحة الواسعة ..
, وفي تلك المنطقة الراقية حيث الأبنية الكبيرة توقفت السيارات أمام إحداها .. حيث ينتظرهم حمزة ووسام الذي هتف: أنا رنيت عليه شكله مش هنا ..
, رمقهم زين بألم واتجه يصعد درجات السلم بسرعة حتى وصل لتلك الشقة الخاصة بهارون والتي لم يكن يأتي إليها سوى في أوقات عمله الإضطرارية ..
, لحق به الحميع وهو يطرق الباب بقوة عدة مرات .. فيما وضع عمار أذنه على الباب محاولاً استشعار أي صوت ..
, صرخ زين بقوة: هاروون أفتح أنا عارف أنك هنااا .. هارووون ..
, هتف ربيع: هارون خلينا بس نطمن عليك أنت فاكرنا هنسيبك ..
, رمقهم حيدر بحزن وتنهد يمد يده يقرع الجرس هاتفاً: هاروون لو أنت جوا أفتحلنا أو جاوبنا بس وهنمشي حالاً ..
, لم تأتهم إجابة وكان السكون يُحيط بالمكان كما هو ليصرخ زين ببكاء: عشان خااطري رد عليااا أنا هلاقيك فيين طيب هشوفك فييين أنا ذنبي إيه يا هارون أنت أخوياا و**** أخويا ..
, جلس على حافة الباب يبكي بألم ليزفر حمزة هاتفاً: يلا نمشي ..
, وسام: مش ممكن ميكونش هنا خلونا نستناه .. أو نخلع الباب ..
, حمزة: هنرجع بوقت تاني إنما قعدتنا دي مش هتنفع .. وبلاش جنان نخلع إيه أنت التاني ..
, زين: أمشوا أنتوا أنا هستناه ..
, تنهد حمزة هاتفاً: يلا يا حيدر خدهم ..
, التفت حيدر نحو زين الذي صرخ: مش همشيي من هنااا قولتلكم هستناااه ..
, دخل أحدهم من بوابة البناية صاعداً الدرجات وفي يده عدة أكياس مليئة بالأغراض .. وصل نحو طابقهم لتتوسع عينيه بصدمة ويتراجع للخلف بقوة .. التفت حوله طارقاً أحد الأبواب ليفتح له صاحبها ليدفعه داخلاً بسرعة مُغلقاً الباب خلفه .. استدار ينظر من ثقب الباب نحو الخارج متجاهلاً صرخات الرجل الذي يضربه بظهره: أنت ياض يا قليل الأدب أطلع بوا ..
, همس فريد بلهاث: شوية بس يخربيت تقل إيدك ..
, ابتلع ريقه ومد يده للخلف محاولاً تكميم فم الرجل بقوة وهو ينظر من فتحة الباب نحو حيدر الذي يمشي ساحباً زين بيده والذي يبدو باكياً مُعترضاً ومن خلفه نزل الجميع لاحقين به ..
, تنهد بسرعة ليصرخ بألم عندما عضّه الرجل وصرخ: أطلع برا لاحسن أطلبلك الشرطة بتهمة التعدي على بيوت الناس ..
, فريد بفزع: لااا شرطة إييه لا يا راجل يا٤ نقطة إيه ده أنت ياض ما أنا شرطة برضه يخربيتك ..
, صرخ الرجل فاتحاً بابه بغضب وقذفه للخارج ليضع فريد قدمه بين حافة الباب صارخاً: هات الكياس دول دافع بيهم ددمم قلبي مرتبي كله رااح هاتهم يا سراق يا حراامي يا عضاض ..
, قذف الرجل الأكياس بوجهه شاتماً بألفاظ نابية ليزفر فريد بضيق ويمسكهم صاعداً درجات السلم بسرعة حتى توقف أمام تلك الشقة هاتفاً: أفتح ياض أنا فريد يخربيت معرفتك ..
, انتظر عدة دقاؤق ليصرخ: أنت بتذلني يا حيواان افتح جايبلك بيتزا بالدجاج هتاكل صوابعك وراها ..
, فتح الباب بعد لحظات ليظهر وجه هارون الجامد .. دفعه فريد بغيظ ودخل مُغلقاً الباب خلفه ..
, عاد هارون لجلسته ليقف فريد يرمقه بضجر ويراه يأخذ أحد الأقراص من علبة صغيرة يضعه في كأس ماء كبير حتى بدأ يذوب بسرعة مشكلاً لوناً أبيض للماء ليعود لونه الشفاف ثانية ..
, أمسك هارون الكأس وتجرّعه دفعة واحدة رافعاً قدميه على الطاولة أمامه مُغمضاً عيناه بتعب ..
, زفر فريد هاتفاً: وبعدين معاك هتفضل تاخد الإسبرين ده كل يوم على فكرة كترته مضرّة وهتعملك قرحة ونزيف ..
, لم يُجبه هارون ولم يتحرك به ساكن ليهتف فريد بتردد: سمعتهم ؟ كانوا هنا كانوا هيكشفوني كويس قدرت أهرب منهم أصلي مش قادر أكدب عليهم أكتر من كده ..
, حافظ هارون على صمته ومن يراه يظنه نائماً بسكونه الغريب ذاك ليقترب فريد جالساً بجانبه: أنا عارف حاسس بإيه دلوقتي زي لما كان يجيلك زين هنا يدور عليك كل يوم بس ساعتها كنت تزعق وتكسر مالك دلوقتي ساكت ؟
, فتح هارون عينيه ببطء محدقاً أمامه بشرود .. ليهتف فريد: هارون ..
, التفت هارون نحوه بصمت ليهتف فريد: مش عايز تعرف الحقيقة كاملة ؟ مش بتروحلهم ليه ؟
, ابتلع هارون ريقه بألم وهمس بارتجاف: مش قادر ..
, فريد: وهتفضل مش قادر لحد إيمتى ؟
, رمقه هارون بعيون ذابلة وهمس: خايف ..
, فريد: من إيه ؟
, دمعت عيني هارون هامساً: خايف أعرف أهلي وأعرف بشاعتهم خ خايف أكرههم عشان كانوا السبب بأذية با٣ نقطة بأذية سيف ..
, فريد: وكلمة بابا راحت فين ؟
, اعتدل هارون بجلسته واضعاً رأسه بين يديه بتعب متمتماً: مش عايز أكرههم عشان كده مش عايز أعرفهم ولا أعرف هما عملوا إيه .. وبرضه حاجة جوايا بتحسّسني أني محتاجهم محتاج أعرف حقيقتي وأهلي أعرف جيت على الدنيا دي إزاي واترميت بحضن العيلة دي إزااي .. ضايع يا فريد أنا ضاايع وخايف أووي ..
, رمقه فريد بألم وتفهّم لشعوره ليمد يده مربتاً على كتفه بحزن: يبقى خد وقتك بس ٣ نقطة بس متظلمهومش حرام حالتك مش أسوأ من حالتهم طب ع القليلة أخوك شوفه ريّحه طمنه متخليهوش يتجنن أنا عارف أنك خايف عليه متقسّيش قلبك يا هارون ..
, تراجع هارون بظهره للخلف متنهداً بقوة وتعب ليعود ويُغمض عينيه بألم محاولاً كتم دموعه التي يريد أن يخرجها صارخاً بقوة ونحيب منذ استماعه لأصواتهم خلف الباب ورؤيتهم من تلك الفتحة الصغيرة بعدما اشتاق لهم ولوجودهم حوله ..
, في مكان آخر ..
, ابتسم فهد ابتسامة واسعة وقد لمعت عينيه بظفر واتخذ قراره هاتفاً: عايد ..
, اقترب عايد منه بسرعة: أيوه ياعمي ..
, فهد بقوة: عايزه عندي ..
, قطب عايد جبينه بحذر وهتف: هو مين ؟
, التفت فهد نحوه بغضب: تفتكر هو ميين ؟
, عايد بحذر: هارون ؟
, فهد بكره: أيوه .. هو .. عينه اتكسرت قدام الناس ساب فيلا عيلته وبقى وحيد ..
, عايد: بس بقولوا أنه ساب شغله ..
, رمقه فهد بسخرية: وأنت مصدق ؟ دي هتكون إجازة قصيرة كام يوم كده بس هو هيرجع تاني ورجوعه مش في صالحنا .. وأنا عايزه حالاً قبل م يرجع عايز أخد بتاري منه حتى لو كان ساب الشغل متخلقش لسا اللي يهدد فهد الزيات ..
, عايد: هنجيبه إزاي ؟
, فهد بابتسامة قاسية: أخطفوه ..
, عايد بدهشة: خطف ؟
, فهد: أه مش عايز يحصلّه حاجة تجبهولي سليم وهنا أنا اللي هتكفّل بيه ..
, رمقه عايد بتقطيبة حاطبين ليهتف فهد: نفذ اللي قولتهولك يا عايد أبعت الرجالة تراقبه من دلوقتي مش عايز أي تهور ومحاولات قتل هيفشلوا بيها زي العادة طبعاً ..
, عايد: طب والحرس اللي معاه ..؟
, فهد: اتعاملوا معاهم راقبوا الوضع من دلوقتي وحاولوا تعرفوهم أكيد لو كان عمه هو اللي مشغلهم هيكونوا معدوش موجودين وهو مش هيقبل بيهم أصلاً ..
, أومأ عايد برأسه هاتفاً: تمام هيحصل اللي تؤمر بيه بأسرع وقت ..
, هتف فهد بقسوة: المهم أشوفه قدامي ووقتها هقدر أنتقم منه كويس ومش هيتجرأ يلعب معايا تاني ..
, هنف عايد بسرعة: والفيديو اللي معاه يا عمي مش ممكن حد يبعته ليهم ؟
, رمقه فهد هاتفاً: هو هدد لو حاولنا نقتله هو إحنا هنقتله ؟
, عايد: طيب وهتعمل في إيه يعني ؟
, ضحك فهد هاتفاً: هطلع عليه كل اللي بيعمله فيا الفيديو هيكون معايا وغصباً عنه لما يشوف عيلته بتتأذى قدامه وقتها هينفذ كل شروطي وهيحصل اللي أنا عايزه بس ..
, عايد: قصدك هنخطف حد من عيلته برضه ؟
, نفى فهد برأسه: مش دلوقتي حالياً هنكتفي بيه هو ونبقى تشوف لو عذبنا هنعمل إيه .. امشي دلوقتي على شغلك ..
, بقي عايد مكانه هاتفاً بتردد: عمي عشان الموضوع اللي كلمتك بيه ؟
, التفت فهد نحوه بحذر ليهتف عايد: ريماس ..
, رمقه فهد بسخرية داخلية وهتف: كلمها لو هي وافقت معنديش مانع ..
, عايد: هي مش موافقة ..
, فعد ساخراً: وأنا أعملك إيه أجوزهالك غصباً عنها ..؟
, عايد بضيق: لو حضرتك أقنعتها هتوافق ..
, رمقه فهد بسخرية .. كيف يُقنعها وهو نفسه غير مقتنع ويعلم هدف عايد من تلك الزيجة ليهتف: أسمع يا عايد بغض النظر عن كل اللي بعمله بس ريماس بنتي الوحيدة ومش هديها لحد هي مش عايزاه وصلت الفكرة ولا لسا ..؟
, رمقه عايد بضيق وكره داخلي ليبتسم ابتسامة صفراء ويتجه خارج المكتب بسرعة ..
, لاحقته ريماس بعينيها وهي تختبئ خلف أحد الأعمدة تفتح عينيها بذهول .. ليس من خبر زواجها فهي تعلم به ولكن من فكرة اختطافهم لهارون وإحضاره إليهم لينتقموا منه ..
, زفرت بقوة تضم قبضتيها محاولة البحث عن الأماكن التي ينفذ بها والدها أعماله تلك من خطف وتعذيب وهي متأكدة بوجودها هنا في هذه الفيلا ..
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
السادس عشر

اللهم صل على محمد وآل محمد ..❤
, ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
, ْمـنذ أن التـقينا وأنا أسـال نفسي أي عمل صـالح ذاك الـذي كان ثـوابه أنـت؟💚🍁
, ١٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد عدة أيام ..
, جلس عمار فوق كرسي حيدر يُديره يُمنة ويسرة باستمتاع وبجانبه استسلم حيدر مقرّباً كرسياً آخر ليجلس بجانبه واضعاً حاسوبه الشخصي أمامه مُنشعلاً في أعماله ..
, هتف عمار بعد لحظات: حيدر ..
, همهم حيدر بانشغال ليهتف عمار: إيه رأيك نعمل حاجة نرجّع هارون الفيلا ؟
, حيدر: إزاي يا ناصح ؟
, اعتدل عمار بجلسته: طب بصلي وركز معايا ..
, حيدر: مش فاضيلك ..
, عمار بتذمر: يا دردر شوية بس فكر معاياا طيب ..
, التفت حيدر نحوه باستنكار: وحضرتك لسا مفكرتش ؟ بقولك إيه فكك مني أنا عندي شغل ومش فاضيلك ..
, زم عمار شفتيه متراجعاً بظهره يهز كرسيه بضيق ليهتف: بقولك يا حيدر ..
, حيدر بضيق: أمممم ..
, عمار: إيه رأيك نعمل حاجة ترجع هارون الفيلا ؟
, توقف حيدر عن عمله مقطباً جبينه والتفت نحوه باستنكار ليبتسم عمار ببلاهة: ما تسيب شغلك طيب أنا جاي أتسلا معاك زينو مش بيرضى يكلمني وربيع مع طنط عبير ووسام باباه هيتبرا منه ومسمحلوش يخرج ..
, حيدر: أه يعني أنا اللي فاضل لا ياحبيبي أنا يا أكون نمبر ون لأما بلاش ..
, عمار بابتسامة: حيدر أنا بحبك أوي ..
, ابتسم حيدر هاتفاً: وأنا كمان ..
, عمار: وأنت كمان إيه ..؟
, رمفه حيدر بغيظ: أنت عايز إيه ..؟
, ابتسم عمار معتدلاً بجلسته: حيدر ماتعلّمني كام كلمة حلوة أقولهم للبت روما ..
, رفع حيدر حاجبه يُطالعه بصمت ليتوتر عمار هاتفاً: ف في إيه مش أنت عرفت أنها حبيبتي ؟
, حيدر بسخرية: أه واللي عرفته كمان أنك مش عايز مين يعلّمك ..
, تحمحم عمار يحكّ رأسه بحرج: ماهو أنا كنت بقلد اللي بشوفه في الأفلام بس كله تمثيل أنا عايز حاجة حقيقية مش أنت مجرّب علمني طيب ..
, حيدر بتهكم: و**** وعرفت مين تسأل ياواد يا عمورة ..
, عمار: يعني إيه ؟
, حيدر: قولها بحبك وخلاص ..
, عمار: طب كلمة حلوة غير دي طيب ..
, حيدر: قولها أنتي حلوة ..
, عمار: بس كده ..؟
, حيدر: قولها حيدر ..
, عمار بغباء: يعني إيه ؟
, حيدر بغرور: مش أنا كلمة حلوة ..
, تأفف عمار بضيق هاتفاً: كمل شغلك ..
, رمقه حيدر بسخرية وعاد لمتابعة أعماله ليهتف عمار: هتخلص لإيمتى ؟
, حيدر: مطول لسا عندي إجتماع ..
, عمار: يووو .. أنا نعسان مش بنام الليل ..
, حيدر: ده العشق والهيام ..
, عمار: هما مش بخلوك تنام الليل ؟
, حيدر: لأ أنا بنام بس تسنيم بتقولي أنها بتسهر ..
, عمار: و**** البنت دي خسارة فيك ..
, رمقه حيدر بغضب ليهتف عمار: أنت مش بتكلمها لييه ؟
, حيدر: وأنت مالك ؟
, زفر عمار هاتفاً: نعسان ..
, حيدر: الكنبة أهي نام ..
, عمار: بس هتصحيني لما تخلص ونروح ناخد زينو نغديه برا معانا ..
, حيدر: ماشي ماشي ..
, زفر عمار بضيق واتجه ليتمدد فوق تلك الأريكة الجلدية ليغفو سريعاً ..
, تابع حيدر عمله لينهض بعد دقائق معدلاً ملابسه لتدخل منال هاتفة: حيدر بيه الإجتماع كمان5 دقايق ..
, حيدر: زياد هنا ؟
, منال بضيق: أيوه حضرتك هو مستنيك ..
, أومأ حيدر ونهض متجهاً للخارج .. وقف ينظر لعمار الغارق في النوم ليقترب منه ناظراً لنومته الغير مريحة ليعدّل رأسه بحذر .. تنهد وبده تمسح على خصلات الآخر بشرود لا يهلم لمَ لا يستطيع أن يراه بعمره الحالي .. فربما ابتعاده عنه لتلك السنين تجعله يراه ذلك الفتى ذو الثامنة عشر من عمره وكأنه لم يكبر بعد ولم تمرّ تلك السنين عليهم ..
, نهض عن جلسته واستدار متجهاً للخارج للتلحق به منال مُغلقة الباب خلفها ..
, بعد مدة .. استيقظ عمار ناظراً حوله في المكتب الخالي لينهض باحثاً عن حيدر .. خرج ناظراً لمنال: حيدر فيين ؟
, منال: حيدر بيه عنده إجتماع ..
, عمار: مالك ؟
, منال: مفيش ..
, قطب جبينه بدهشة والتفت عائداً للداخل ليُخرج هاتفه بحماس مكلّماً روما هاتفاً: روما إيه رأيك تيجي هنا ؟
, روما: هنا فين ؟
, عمار: في الشركة أنا في مكتب حيدر ..
, روما بذعر: قولت إييه لا ياعم مش عايزة ..
, عمار: ليه بس تعالي هنتسلا حيدر عنده إجتماع وهيعزمني ع الغدا لما يخلص وناخد زينو معانا ..
, روما: وأنا مالي لا أنا خايفة ..
, عمار: ما أنتي لازم تتعرّفي عليه وهو كمان ..
, روما: لا خايفة ومكسوفة ..
, عمار: ليه ؟
, روما بغيظ: يعني مش عارف ليه ؟
, زفر عمار هاتفاً: مش هيقول حاجة صدقيني تعالي بس هاجي أجيبك ..
, روما بتردد: لا بلاش خلاص بص هاجي استناني على باب الشركة ..
, ابتسم بسعادة هاتفاً: مااشي بس بسرعة هاا ..
, خرج من المكتب بعد لحظات متجهاً للمصعد لينزل للطابق السفلي منتظراً أمام البوابة البلورية الكبيرة .. لمحها قادمة من بعيد ليتجه نحوها ويسحبها من يدها بابتسامة واسعة مرتاحة وكأنه الآن شعر بلذّة وجوده معها في شركة عائلته الخاصة وأمام أخيه بدون خوف أو قلق ..
, دخلا المكتب متعجّباً من أصوات الصراخ لتتوسّع عينيه بصدمة ناظراً لزياد الذي يجثم فوق أحدهم يُكيل له اللكمات ..
, شهقت روما هاتفة: إيه ده يا عمار ..
, عمار: و**** معرفش أنا لسا سايبهم كويسين ..
, صرخت منال ببكاء: عمار الحقه هيقتله ..
, عمار: هو مين ده ؟
, صرخت منال محاولة إبعاد زياد عن مؤمن: مومن خطيبي سيبه يا زياااد كفاااااية بقااا ..
, اقارب عمار منه بسرعة يُحاول إبعاد وقد احمرّت عيني زياد بغضب يُمسكه من رقبته بقوة وكأنه سيخنقه ..
, دخل حيدر المكتب ليُسرع نحوهم يكتف زياد بقوة ويدفعه عنه بعنف ..
, صرخت منال بيكاء تساعد مؤمن على النهوض هي وعمار ليصرخ مؤمن مبعداً ذراعه من يدها بحدة: أنتي تعرفيه منييين ..؟
, زياد بغضب: إييه تعرفني منين ياض يابن٣ العلامة النجمية ما هي شغالة معاناا هنااا ..
, رمقه مؤمن بأنفاس لاهثة واقترب منه يهم بضربه: وشغالة معااكم ده يسمحلك تمسك دراعها وتقرب منها بالشكل المقرف اللي شوفته ده ..
, صرخت منال بقوة هاتفة: لا لا يا مؤمن سيبه أرجوك أنت فااهم غلط ..
, مؤمن: فااهم غلط إييييه هو من بداية خطبتي بيكي وأنا شايفه بحوم حوليكي وأكني مش موجووود ومش عاملي قيمة هي دي الرجولة يا زياد بيه تقرب من بنت مخطوووبة ..
, صرخ زياد شاتماً بغضب وقد احتقن وجهه ليقف حيدر بينهم صارخاً: كفااااية .. ده مكان شغل مش علاقات شخصية .. اتفضل يا أستاذ مؤمن حضرتك إجارة باقي اليوم ..
, هتف مؤمن بقوة: حيدر بيه أنا مش همشي من هنا قبل ما آخد حقي ..
, حيدر بغضب: حق إيه ده اللي تاخده ومن مييين قالتلك أن ده سوء فهم اتفضل حل مشاكلك مع خطيبتك برا هناا وأنت يا زياد على مكتبك ..
, التفت مؤمن نحو زياد يرمقه بتهديد ثم التفت نحو منال يُطالعها بنظرات مشككة واتجه خارج المكتب بقوة ..
, التفتت منال بعيون مشتعلة غضباً واقتربت من زياد تضربه بصدره بقوة وصراخ: أنت إيييه يا أخي اتقي **** بقا عااايز فيااا إيييه أنت هتخربلي حياااتي كفاية اللي عملته فيااا أبعد عني بقا سبني بحالي ..
, صرخ زياد ممسكاً ذراعها بقوة: الكلب اللي مخطوباله ده تسيبيه فااهمة ده مش من مستواكي ..
, منال: وأنت ماااللك أنت ميييين أصلاً سبني بحالي ومتدخلش بحياااتي .. لو سمحت يا حيدر بيه أنا عايزة أسيب الشغل هناا ..
, حيدر بحدة: آنسة منال تقدري تاخدي إجازة النهاردة ومن بكرا أشوفك ورا مكتبك ..
, هتفت منال بقوة: أنا مش عايزة سمعتي تسوء بسبب صاحبك ده كفاية اللي عمله ومشكلتي مع خطيبي ..
, زفر حيدر ناظراً لزياد بتهديد وهتف: متقلقيش مش هيقربلكم تاني واللي حصل هنا مش هيتكرّر حضرتك هتفضلي في شغلك وزياد بيه مش هيدخل هنا تاني ..
, التفت زياد نحوه بغضب وهتف: لأ هدخل برااحتي ووريني هتعمل إيييه ..
, رمقه حيدر بتهديد لتهتف منال مُمسكة حقيبتها: أانا همشي دلوقتي يا حيدر بيه ..
, أومأ لها حيدر بهدوء لتخرج من المكتب بسرعة متجنبة نظرات زياد الحارقة والذي هم باللحاق بها ليسحبه حيدر من ذراعه بقوة ناظراً له بغضب: زياااد اللي بتعمله ده غلط البنت مخطوبة وخطيبها بدأ يشك بيها أنت هتخربلها حياتها وده مش هيزيدها غير كره ليك ..
, تنفس زياد يبتعد عنه بقوة وهتف: خليه يشك هي أصلاً لازم تسيبه ..
, حيدر: هتسيبه ليييه عشان حضرتك ماهي كانت قداامك عملت عشانها إييه ..؟
, زياد بصراخ: هعمللل المرة دي هعمل ..
, حيدر: زياااد لو هي اشتكتلي عليك تاني أنا مش هتردد وأقول لعمو أحمد كل حااجة فااهمني ..؟
, رمقه زياد بغضب وأنفاس حارة والتفت خارج المكتب بخطوات سريعة لاحقاً بها ..
, زفر حيدر جاذباً خصلاته بقوة والتفت نحو عمار وروما التي تلتصق به يرمقان ما يحدث بقلق وتعجب ..
, قطب جبينه هاتفاً: أنتي جيتي إيمتى ؟
, رمشت بعينيها هاتفة: ب بتكلمني أنا ؟
, نكزها عمار بقوة لتتأوه هاتفة بسرعة: عمار جابني بقصد عمار قالي أجي ..
, حيدر بسخرية: ليه هنا مطعم يعني بيعزمك عليه ..!؟
, ابتسمت ببلاهة: لا بس هو قالي أن حضرتك هتعزمنا لما تخلص شغلك وكده ..
, التفت حيدر نحو عمار الذي ابتسم له باتساع ليزفر داخلاً مكتبه .. سحب عمار روما معه وجلسا متجاورين فوق أحد المقاعد الجلدية ..
, رمقهم حيدر بصمت لتتوتر روما مشيحة بوجهها عنه .. لتعود وتنظر له هاتفة: نعم ؟
, حيدر: نعم **** عليكي ..
, روما بتردد: طب طب حضرتك بتبصلي كده ليه ..؟
, ضحك عمار ونهض مقترباً من حيدر: حضرتك إيه قوليله حيدر عادي مش كده يا حيدر ؟
, التفت حيدر نحوه رمقه بصمت ليزفر هاتفاً بعدها: عادي متفرقش مش هي هتبقى خطيبتك ..
, اتسعت ابتسامة عمار ولمعت عينيه بلهفة ليقترب من كرسيه محاوطاً عنقه من الخلف هاتفاً: تصدق أني بحبك أوي أوي طب مش هتكلم أبوك يخطبهالي ؟
, حيدر: بالوضع اللي إحنا فيه ده ؟
, قطب عمار جبينه ليهتف فجأة: أه مش لما يعرف هارون أني هخطب هييجي ؟
, حيدر: أه أنت عايز حجة بقا ..
, عمار: لا و**** أنا عايز هارون يرجع ..
, التفت حيدر نحو روما التي تجلس مكانها تفرة يديها بتوتر وقد تصبّغ وجهها بحمرة خفيفة .. رفع حاجبه مستغرباً من خجلها ذاك بجانب قدرتها على التمثيل التي تمحيه تماماً ..
, هتف فجأة بتساؤل: روما أنتي بتدرسي إيه ؟
, نظرت له هاتفة: أدب عربي ..
, رفع حاجبيه يهز رأسه ليهتف ساخراً: العلم حلو برضه مش كده ؟
, تحمحمت بصمت ليهتف: وباباكي **** يرحمه عامل إيه ؟
, نظرت نحوه بدهشة وتعالت ضحكات عمار بمرح ليهتف: باباها لو عرف هيعلقنا كلنا ..
, رمقه حيدر بتهكم: ما أنا هعرّفه يا حبيبي ..
, اختفت ابتسامة عمار وتوسّعت عيني روما هاتفة: هتعرفه إيه ؟
, حيدر: أنه كان ميت يا حرام ..
, ابتلع عمار ريقه بحذر: حيدر أانت بتهزر صح ؟
, رمقه حيدر بصمت ليهتف عمار: مش بتهزر ؟
, نفى حيدر برأسه لتلتفت روما نحو عمار بصدمة وخوف ليبادلها هو نظرات مترددة فيما ابتسم حيدر بجانبية هاتفاً: أقعد جمبها ومش عايز أسمع صوت قبل م اخلص شغلي ..
, هتف عمار بتردد: بس مش هتقوله ..
, حيدر: هفكر ..
, عمار: مش هتقوله يا حيدر أنت كده بتقضي عليا وعلى مستقبلي ..
, حيدر: مش لما يكون ليك مستقبل الأول ..
, عمار: حيدر ..
, حيدر: عماار ..
, روما: أنا كنت حاسة أن المصايب مش هتسبني من لما عرفتك يا عمار ..
, هتف عمار بدهشة: وأنا مااالي ..
, رمقته بحنق ليزم شفتيه بغيظ ويدفعه حيدر بعيداً عنه: قولت سكوووت ..
, تأفف عمات بضيق واتجه ليحلس بجانبها هامساً: متخافيش هو بهزر ..
, روما بسخرية: و**** أنا اللي شايفاه أنت اللي خايف ..
, عمار: ما هو حيدر مش معروف بيهزر ولا إيه بس أظنه بيهزر ..
, روما: تظن ؟
, أومأ برأسه بتردد ليتعالى رنين هاتف حيدر .. تعلّقت عيون عمار وروما به عندما هتف: أيوه يا تسنيم ..
, التفت نحوهم ليراهم يُحدقون به باهتمام .. رمقهم بغضب ونهض متجهاً لآخر المكتب هاتفاً بهمس: قولتي إيه مسمعتش ؟
, تسنيم بحذر: وبتهمس كده ليه مين عندك ؟
, حيدر بضيق من نظرات عمار وروما التي تُلاحقه: مفيش قولتي إيه بقا ؟
, هتفت تسنيم بشك: حيدر أوعى يا حيدر هااا هقتل نفسي ..
, حيدر: في إيه يا مجنونة ؟
, تسنيم: أنت عندك بنت صح ؟ واحدة من الحلوين اللي بجولك المكتب ؟
, حيدر بغيظ: تسنيييم مش وقتك ..
, تسنيم: أوك يا حيدر مااااشي أنا قولتلك هقتل نفسي وأكتب في مذكراتي أنك أنت السبب وأبقى أهرب من قدام أبويا لأنه هيتوحش ويقتلك أوماال أنا وحيدة أبويا ودلوعته وحبيبته ..
, حيدر: لو معندكيش غير كده أقفلي ..
, هتفت بغضب: تصدق الحق عليااا أني عبرتك أنا كنت قايلة مش هكلمك تااني بس لولا اللي حصل مكنتش تحلم تسمع صوووتي حتی عموماً أنا مش هكلمك تاني ..
, حيدر: أحسن برضه ..
, تسنيم بخبث: أوك بقولك عندي ليك خبر حلووو أمممم هو حلو بالنسبة ليااا أما أنت معرفش ..
, حيدر بحذر: خبر إيه ؟
, ابتسمت بخبث وهي تستمع لرنين جرس منزلهم لتهتف: فاكر أبن عمتي سالم ؟
, قطب جبينه بحدة هاتفاً: تسنيييم ..
, تعالت ضحكاتها بسخرية ومكر: أهو وصل أهوو جاي هو وعمتي يقعدوا عندنا كام يوووم مش هو قرر ينقل شغله هنا مع صاحبه ؟
, حيدر بغضب: تسنييييم ..
, تسنيم: معلش يا حيدورة مش هقعد في أوضتي أقفل على نفسي زي العادة أوامرك دي مش هتمشي عليا المرة دي ومش عاجبك أخبط راسك في الحيطة سلام يا حيدوورة .. ساالم يا مرحب يا مرحب ..
, حيدر بصراخ: تسنييم ا٤ نقطة
, أغلقت الخط بوجهه لتتوسع عينيه ناظراً للهاتف بصدمة وغضب هائج .. التفت للخلف لتتراجع روما وعمار بفزع من هيئته ..
, نهض عمار هاتفاً بتوتر: أانا إا إحنا ك كنا ماشيين يلا يا روماا ..
, نهضت روما معه بسرعة خارجين من المكتب تحت نظرات حيدر الغاضبة ..
, وعلى الجهة الأخرى ضحكت تسنيم بتوتر وهتفت: أستر يارب أستر ياارب ..
, ضحك الجالس قربها هاتفاً: بت أنتي مش هتعقلي ..
, رمقته بغيظ هاتفة: أعمل إيه يعني هو مش بيتغيّر ..
, زفر بضيق وقلق: فعلاً **** يستر أنتي عطول بتدخليني بينكم ليييه ؟ ماخطيبك ده مش طايقني ولما يشوفني بكون هاين عليه يقتلني ..
, ضحكت هاتفة: أجمد يالا ما أنت أكبر منه ..
, رمقها بسخرية: أكبر إيه ما هو لما يتجنن لا هينفع معاه ولا كبير ولا صغير أنا معرفش مش طايقني كده ليه ..
, ضحكت تسنيم هاتفة: دي ماما **** يخليهالي زلقت في الكلام قدامه أننا من صغرنا كانوا يقولوا تسنيم لسالم وسالم لتسنيم وكبرنا كده لحد ما جه هو وخطبني ..
, زفر بضيق هاتفاً: **** يسامحها هو أنا طايقك يعني عشان أتجوزك ..
, رمقته بسخرية وغرور: المهم حيدورة يطيقني ..
, هتف بغضب: ما تنشفي يابت متدلقيش نفسك أوي كده ..
, هتفت بغضب وغرور: مش شايفني عملت فيه إيه دلوقتي بكون بشيط ههههه همووت جامدة يا أنا جااامدة .. ساااااالم ..
, رمقها بغضب لتهتف: إيه رأيك نروح الفيلا عندهم ؟
, سالم: ليه ؟
, ابتسمت بخبث هاتفة: قولي الأول موافق ولا إيه ..
, هتف بقلق: لأ ..
, تسنيم: متخافش هتروح لما يكون هو في الشغل ..
, زفر بضق متراجعاً بظهره: قومي أعمليلي حاجة أشربها الأول وهفكر أنا جاي من سفر يا قليلة النظر ..
, نهضت هاتفة: طيب مش لازم تفكر خلاص أنا قررت ..
, تركته داخلة للمطبخ حيث تجلس عمتها ووالدتها تتحدثان ليبقى هو مكانه متنهداً بيأس من تصرفاتها .. تسنيم أخته الصغيرة والتي كادت والدته تجوزها له فيما هو لا يراها سوى أخته ..
, ليحمد ربه عندما أتاها حيدر وتعلقت به متحدية عمته التي بقيت لأشهر مقاطعة لهم لتستسلم في النهاية تحت إلحاحه الشديد ..
, ٣١ العلامة النجمية
, أعتذر لعمر العشرين ..
, لقبوله أن يُعاش بهذه الطريقة ،
, وبكُل هذا الضياع !
, ٢٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في اليوم التالي ..
, سار هارون فوق الرصيف واضعاً يديه في سترته الشتوية الطويلة .. توقف مكانه بين عدد من الناس المتجمّعين والتفت نحو الجهة الأخرى من الشارع مثبتاً عينيه على تلك البوابة الواسعة ..
, زفر متنهداً بتعب وأعداد الطلاب حوله يتزايد بعضهم بضحكات مرتفعة والبعض الآخر بصراخ وشتائم ..
, التفت مضيقاً عينيه ودق قلبه بصخب ليبتلع ريقه بصعوبة ما إن لمحهم أخيراً ..
, تنفّس بألم فربما أنفاسه أيضاً باتت تؤلمه يُتابعهم بعينيه وهم يخرجون من بوابة الكلية .. زين في منتصف عمار ووسام الذين يتكلمون بأي شيء محاولين إلهائه والتخفيف عنه ..
, ابتسم بشرود وحزن لهيئة صغيره الذابلة .. يعلم بأنه غاضب منه بقدر ما هو محتاج إليه يعلم ذلك من كلماته وشتائمه التي كلما جاء لشقته ألقاها من خلف الباب راكلاً الباب بقوة في النهاية .. هو لا يفهم شعوره ولن يفهمه ربما .. ولكن كلما فكر بما حدث وجعه وانهياره يعود إليه مجدداً .. والآن وهو يراه الآن متجهاً نحو سيارته بصمت لا يتجاوب مع عمار ووسام الذين يحيطان به تعود إليه كسرته وصدمته .. كيف لذلك الصغير الذي عاش معه عمراً كاملاً أن يكون غريباً عنه لا يمت له بصلة ..؟
, دمعت عينيه بقوة عندما توصل لتفكيره ذاك وانقطعت أنفاسه فجأة وهو يرى عيني زين المتوسعة متعلقة به رغم تلك المسافة بينهم ..
, نظر هارون للجمع حوله وعاد بنظراته نحو زين الذي يهزه عمار بقلق: زين مااالك في إيه ؟
, همس زين بصدمة: ه هارون ..
, التفت عمار ووسام نحو الجهة التي يُحدق بها ليهتف وسام: هارون فين أنت شايفه ..
, أسقط زين كتبه أرضاً بعنف وابتعد عنهم بخطوات راكضة يقطع الشارع الواسع بسرعة دافعاً من يأتي في طريقه حتى وصل المكان الذي رآه به .. نظر حوله بلهاث صارخاً: هارووون ..
, ابتلع ريقه يدور حول نفسه باحثاً بين الجموع عن وجه أخيه وهو يلهث بتعب: هارووون أنت فييين ؟
, وصل عمار إليه هاتفاً: مش ممكن ميكونش هو يا زين ..؟
, صرخ زين بقهر: لأاا هو أنا شوووفته كان واااقف هنااا كان ببصلنااا ..
, نظر وسام حوله بقلق وهمس: مفيش حد يا زين ممكن بتتخيل ..
, صرخ زين بغضب: أتخيل إيه هو أنتوا بقيتوا شايفيني مجنووون بقولكم هو كان هنااا ..
, عمار: خلاص يا زين أهدا وخلينا نرجع الفيلا .. هو لو جه هنا أكيد هييجي تاني ..
, رمقه زين بأمل وزفر بحدة عائداً نحو سيارته لينظر عمار حوله بلهفة واشتياق يتمنى لو كان هارون فعلاً ..
, دخلت سيارة زين بوابة الفيلا ليترجل منها عمار متجهاً للداخل يلحق له زين بملامح شاردة ..
, توقف مكانه ناظراً حيث تلك الشجرة الكبيرة والتي يجلس تحت ظلالها مصطفى بجانبه عبير وأولادهم ..
, رمقهم عن بعد وعبير تضحك يتابعها مصطفى بحب وشوق .. ليهتف ربيع: ماما هو أنا قولتلك هبقى إيه في المستقبل ؟
, ابتسم هاتفة بمرح: إيه يا خويا ..؟
, ربيع: ممثلللل ..
, شهقت فجأة ليهتف مصطفى بغضب: شوفتي الزفت عايز إيه ؟
, هتفت عبير بفرح: والنبي والنبي ممثل يا خراااشي أنا عايزاك زي شاروخان أقولك هخلي أبوك يسفرك الهند وتبقى بطل هندي ونشوفك في الأفلاااام ..
, رمقها مصطفى بصدمة لتفلت ضحكات ورود على هيئته وربيع يحتضن والدته بحب ولهفة: أه يا ماما أاااه ده أنا هبهرك أنا عندي موااهب أووي أوووي ..
, عبير: يا حبيبي يا اللي عندك أحلام جميلة شوفت أبننا يا مصطفى ..
, مصطفى بغيظ: شوفتي أنتي يا ختي بس ده بعينكم قال ممثل قاال ..
, ربيع: شوفتي يا ماما مش عايزني ..
, عبير: شكله بغير منك يا حبيبي معلش معلش .. في إيه يا مصطفى الواد عنده موهبة إييه هتدفن موهبته يعني حرام عليك ..
, مصطفى بغضب: أنتي موافقة ع الهبل ده ..؟
, أومأت برأسها بابتسامة: أه وماله وأنتي يا وردتي هتبقي إيه في المستقبل ..؟
, ضحكت ورود هاتفة: إيه يا ماما بتكلمي عيلة عندها خمس سنين ..
, تعالت ضحكات عبير هاتفة: ده أنا لسا فاكرة أحلامك وأنتي صغننة بقولك هتعملي إيه في المستقبل تقوليلي هتجوز وأطبخ لجوزي ههههه ..
, ضحك مصطفى بتذكر لتزم ورود شفتيها هاتفة: ما هو البنت مكانها في بيت جوزها ..
, ضحكت عبير بحب ليهتف ربيع: هو إحنا لو نشيل الملحق ده ونعمل مكانه مسرح وأقدم عروضي الفنية المبهرة ..
, هتف مصطفى بسرعة: نعم ياخويا أنت عايز سيف يقتلنا ده أنا لما أفتح السيرة دي بيتحول .. تلت مرات جبت العمال يشيلوه وهو يطردهم ..
, ابتسمت عبير هاتفة: ما هو حلو هتشيلوه ليه ..
, مصطفى: أه حلو هو لسا مستني يطلعله أخ جديد ويسكنه بيه ..
, ضحكت عبير بمرح ليتنهد هو بحنين: تصدقي أنا برضه بحب الملحق وشيلت الفكرة دي من دماغي من زماان .. ده أنا ليا فيه حياة جميلة ..
, ابتسم أدهم مقترباً منهم ليهتف: هما كام يوم ياخويا متعملهمش عمر بحاله ..
, مصطفى: وأشهد يا تاريييخ أن عيلة عز الدين رموا أبنهم فيه بكل قسوة ..
, ابتسم أدهم هاتفاً: وأشهد يا تاريخ أننا قدمنا فروض الطاعات والإبتهالات عشان يوافق أبننا ويقعد معانا في الفيلا ..
, مصطفى بغرور: شوفتي يا عبير كنت مسيطر أوي ..
, عبير: أنت هتقولي ..
, مصطفى: أدهم أنت هتعمل الإجتماع بحضور الصحافة ليه ؟
, رمقه أدهم بهدوء وهتف: عادي .. المهم تعمل اللي قولتلك عليه ..
, ربيع: هتعمل إيه يا بابا ؟
, مصطفى: هنرفع قضية إشهار وتزوير ع الجرايد والقنوات اللي نشروا الأخبار دي عن هارون ..
, هتفت عبير بحذر: يعني مش هتقولوا أنه مش أبننا ؟
, هتف أدهم بقوة: لأا .. هارون متسجل باسم سيف وده بوصية من مامته الحقيقية يعني إحنا مش خاطفينه ولا عاملين حاجة غلط .. وكل شخص نقل خبر زي ده هيتحاسب .. وأولهم حءاس الفيلا هنا بكرا الطاقم هيتغير كله ..
, رمقته عبير بارتياح هاتفة: كده أحسن .. ممكن هارون يرجعلنا بعد اللي هتعمله ..
, مصطفى: ماهو هيرجع لو عملنا كده أو لأ وساعتها هخلي زينو يحطه في الملحق ..
, تعالت ضحكات عبير هاتفة: لااا أنت فاكر هارون زيك ..
, مصطفى: قصدك إيه ياختي ..
, تراجعت هاتفة: لا قصدي أنك كنت مسالم أوووي ..
, ابتسم زين يُتابعهم عن بعد لتدمع عينيه بقوة ويستدير متجهاً للداخل قبل أن يتوقف ناظراً للناحية الأخرى من الفيلا حيث القسم الآخر من الحديقة يجلس فوق أحد المقاعد المتفرقة سيف ينظر أمامه بشرود ..
, ابتلع ريقه مقترباً منه بتردد ليلتفت سيف نحوه بهيئة متعبة كهيئته وابتسم ببهوت: تعال يا زين ..
, اقترب زين منه حتى وقف أمامه يرمقه بألم وهمس: هارون أبن مين ؟
, أغمض سيف عينيه بقوة: أبني ..
, دمعت عيني زين هاتفاً: أنتوا عملتوا كده ليييه مقولتولوش من البداية ليييه ..؟
, رمقه سيف بألم وهتف بشرود: مكناش قادرين أكتر من مرة كنت هقوله ومروة تتعب وتترجاني وتخليني أوعدها .. مشوفتش غير السنين بتعدي وهارون بيكبر وخوفي بزيد أكتر ..
, زين بألم وسخرية: أه ولما كبر بقى حبيتوا تصدموه وتعذّبوه كده ..
, زفر سيف بتعب: زين ..
, زين ببكاء: أنتوا السبب أنتوا بعدتوه عني .. هو مش عايز يشوفني ولا يشوف حد فينا ..
, رمقه سيف بدموع وضعف كان يكتمه خلال تلك الفترة .. ولو كان بيده لانهار من أول دقيقة لرحيله عنهم .. ولكن تعب مروة لم يساعده وانهيار صغيره بذلك الشكل الذي لايذكره إلا بنفسه وانهياره ..
, هتف بتعب: أنا لسا مستنيه هارون مش هيقدر يبعد عني ..
, زين: بس هو بعدد سامع يا باباا بعدد .. عارف أني النهاردة شوفته عن بعيد .. كان قدام الكلية روحتله بس.. بس ملقيتهوش ..
, رمقه سيف بأمل ليهتف زين: عمار قلي ممكن بتخيّل بس أنا زعقتله هو معقول أكون بتخيله ؟
, توسّعت عيني سيف بصدمة ليهتف زين بدموع: أنتوا السبب أنتوا اللي عملتوا فياا كده حرااام عليكم حرام عليك يا بابا ..
, نهض سيف عن مقعده بجسد مرتجف ومتألم لاتهامات الآخر وبكائه أمامه ليهمس: زين أانا مليش ذنب هارون أبني بجد هارون..
, ابتعد زين عنه ينفي برأسه: لا لااا أنتوا المذنبين أنتوا اللي غلطوا زمان ولسا بتغلطوا هو مش هيرجع هاروون مش هيرجعلكم ساامع يا باابااا ؟
, تركه مبتعداً عنه بخطوات متعثرة وسيف يلاحقه بعينيه وقد ثقلت أنفاسه بقوة هامساً باسمه بدموع ولكن الآخر لم يُجبه ليلتقي جفنيه بثقل هاتفاً باسمه بضعف وجسده يهوي أرضاً بعنف ..
, تجمّد زين مكانه لاستماعه لصوت السقطة الذي دوى عميقاً في قلبه ليستدير ببطء وعيون جاحظة خائفة وتفلت منه شهقة ملتاعة لرؤية سكون الآخر فوق أعشاب الحديقة الصغيرة ..
, صرخ باسمه برعب وانهمرت دموعه غزيرة أكثر راكضاً نحوه يضع رأسه بين أحضانه محاولاً إفاقته بصراخ: بابااا والنبي رد عليااا بابا آسف و**** و**** آسف وربنااا بابااااا ..
, صرخ ناظراً حوله ليلمح أدهم يتجه نحوه بملامح مذعورة ليصرخ: عمووو إلحق بابااااا عشان خاااطري ..
, اقترب أدهم منهم بلهفة يلحق بهم مصطفى وعائلته .. أمسك بوجه سيف الساكن بين يديه مربتاً على وجنته: سيييف سيف رد علياا سيف سامعنيي ؟ إيه اللي حصله يا زيين حد ينادي حمزة هو فيين ؟
, صرخ زين ببكاء مقهور: ع عشان خاطري عايز بابااا عايزه أنا أنا آسف أنا السبب قولتله هارون مش راجع أنا أنا حمّلته الذنب مشوفتش تعبه ك كان بيندهلي كان عايزني أبقى جمبه عايز باباااا يا عمووو ..
, طالعه أدهم للحظة بنظرات غريبة ليقترب مصطفى منهم بسرعة ويرفعوا جسد سيف الساكن ليتجهوا به داخل الفيلاا .. يلحقهم زين بخطوات متعثرة وبكاء يتعالى صاعداً درجات السلم حيث أدخلوا سيف غرفته ممدداً فوق سريره وحمزة يدخل بلهفة ممسكاً حقيبته الطبية بسرعة وخوف ..
, بعد لحظات جلست مروة قريباً من سيف النائم فوق سريره ليتجه حمزة نحو أدهم الواقف قريباً منهم يراقبهم بعيون غامضة ليهتق: انهيار عصبي يا عمو .. عمو سيف بقاله فترة تعبان ومش ببان ودلوقتي انهار معرفش حصله إيه ..
, رفع زين نظراته نحوه بكاء ليهتف حمزة: أديتله حقنة مهدئة لازم يرتاح كويس وميتعبش ولا يزعل .. عمو أرجوك أعمل حاجة هارون لازم يرجع ع القليلة بس مرة يطمنوا عليه ..
, مسح أدهم وجهه وخصلاته بقوة والتفت زين نحو باب الغرفة حيث دخلت رحمة بتردد وعيون مشتتة .. اقترب منها صارخاً: أنتي عايزة إيييه أطلعي براا ..
, هتف أدهم بغضب: زيين ..
, التفت زين نحوه بارتجاف ودفعها بقوة: أطلعي برااا أنتي السبب بكل حااااجة أطلعي دلوقتي عايزة تطمني عليه دلوقتي بقوا أهلك يهمووكي ..
, اقترب حمزة منه يبعدن عنها لترمقهم هي بنظرات قلقة تُخفي دموعها وهتفت مدعية القوة: أنت متدخلش بيااا ومتنساش أني أختك الكبيرة ..
, هتف زين بغضب: وهارون أخوكي الكبير ..
, زمت شفتيها هاتفة بجمود: بس هو مش أخويا ..
, رمقها بصدمة وابتسم بسخرية: يبقى أنتي مش أختي ..
, تنفس بقوة وعاد يقترب منها يدفعها ببكاء: أطلعي برااا أنتي مش أختي أطلعييي ..
, رمقته بغضب والتفتت نحو سيف ومروة التي تطالعها بعيون باكية معاتبة لتستدير خارجة من الغرفة بسرعة ..
, هتف أدهم ناظراً لزين بغضب: آخر مرة أسمحلك تكلّمها كده يا زييين دي مهما كان أختك الكبيرة ..
, زين: لأ مش أختييي ..
, اقترب أدهم منه هاتفاً: لو هي أذتك وآذت هاروون أنت أذيت أبوك ..
, رمقه زين بصدمة وعيون محمرة ليهتف أدهم بقوة: وأنا مش بسااامح باللي يقرّب من سيف يا زين ..
, رجفت شفتي زين وشهق ببكاء نافياً برأسه: أانا أنا ع عايز بابا عايز بابا وهارون عايزهم هما التنين ..
, تابعه أدهم بعينيه بصمت ليبكي زين مقترباً منه: ع عمو ..
, تنهد أذهم بتعب ليتمسك زين به ويحتضنه بقوة وبكاء: أنا عايزهم و**** آسف م مش عايز أخسرهم يا عمو والنبي ..
, احتضنه أدهم مربتاً على ظهره بخفة ناظراً لحمزة الذي يُراقبهم بصمت واتجه خارج الغرفة سريعاً ..
, في الأسفل ..
, سارت ملك حول سور الفيلا هاتفة عبر الهاتف: خلاص يا مهرة أنا وصلت أهو ..
, مهرة بغضب: مش قولت خروج من الفيلا من غير علمي مفييش أنتي مش مستوعبة أن ده خطر ..
, ملك بتنهد: كنت عايزة أشتري حاجات هو كل لما أحتاج حاجة هتقّل عليهم وأطلبها منهم أنا بقيت بتكسف يا مهرة ..
, تنهدت مهرة هاتفة: بس هما مش معترضين وفلوسك بتاخديها مني ومن شغلي ..
, ملك.: خلاص طيب متزعليش أنا وصلت أهو ..
, مهرة: ماشي مستنياكي بسرعة عمو سيف تعب ..
, ملك بفزع: إيه ماله ؟
, مهرة بحزن: جاله إنهيار عصبي أنا بقيت قلقانة وزعلانة ع الكل هنا ..
, ملك بحزن: وأنا برضه **** يريح بالهم ويطمنهم على هارون ..
, مهرة: آميين .. يلا يابت انجري ده أنتي ليلتك سودا ..
, ضحكت ملك بمرح: خلاص بقا قلبك أبيص ما أنا جبتلك لب وشيبسي ..
, مهرة: شبيس فاكراني عيلة زيك يلا يا ملك مستنياكي ..
, أغلقت الخط بوجهها لتتنهد ملك معيدة هاتفها لجيبها ماسكة الكيس الخاص بها بيدها الآخرى .. لتتوقف فجأة حالما توقفت سيارة سوداء بجانبها تماماً ..
, ابتلعت ريقها عندما خرج أحد الرجال منها والذي كان يقودها لتتوسع عينيها بذعر عندما ترجّلت من الناحية الأخرى سيدة في منتصف عمرها ذات ملابس ضيّقة ووجه مليء بمكياج صارخ ..
, ابتسمت المرأة مقتربة منها: شكلك بقول أنك عرفتيني ..
, تراجعت ملك للخلف حتى اصطدمت بسور الفيلا الخارجي لتهتف المرأة: إزيك يا قطة عاملة إيه ؟
, دمعت عيني ملك بقوة متمتمة: أابعد أبعدي ع عني أانتي ع عايزة إيييه !؟
, اتسعت ابتسامة المرأة ناظرة نحو الفيلا وعادت لتنظر إليها: متخافيش تقدري تقولي استغنيت عنك ..
, ابتلعت ملك ريقها لتتابع المرأة: أنا عارفة أنتي وأختك ساكنين هنا في الفيلا دي ..
, زاد ذعر ملك لتضحك المرأة هاتفة: متقلقيش مش عايزة منكم حاجة ولا هقربلكم .. بس ده لو كنتي مطيعة وجاوبتيني عن سؤال صغنن قد كده ..
, شهقت ملك هاتفة بدموع: ع عايزة إيييه سبيني بحااالي ..
, المرأة: هسيبك لو جاوبتيني وهمشي من هنا ولا من عرف ولا من شاف .. بس أنتي برضه مشوفتنيش خالص ولا التقيتي بيا تمام ؟ وإلا أنتي وأختك اللي هتدفعوا التمن ..
, بكت ملك هامسة: عايزة إيه ؟
, ابتسمت المرأة هاتفة: التنين اللي جم الشقة وأنقذوكي هما مين ؟
, قطبت ملك جبينها بخوف وهمست: ع عايزة فيهم إيه ؟
, هتفت المرأة بحدة: قولتلك هو سؤال صغير جاوبيني عليه وروحي بحال سبيلك ..
, ملك: ز زين زين وعمار ..
, ابتسمت المرأة وهتفت بعيون لامعة: أوك .. دلوقتي آخر سؤال مين فيهم أبو عيون زرقة حلوة ؟
, رمشت ملك بعينيها بصدمة: التنين ..
, نفت المرأة هاتفة: أه أه التنين بس في واحد شعره أسود حليوة كده وعلطول مكشر مش اللي دخل الأضة وأنقذك مني التاني اللي كان معاه أسمه إيه ده ؟
, ملك بقلق: ده ده ع عمار ..
, ابتسمت المرأة هاتفة: عمار إيه ؟
, ملك: ع عمار أادهم عز الدين .. أنتي عايزة في إييه ؟
, اتسعت ابتسامة المرأة لتنظر نحوها بغضب: قولتلك ملكيش دعوة المهم أني مش هقرب عليكي مش هعرّف حد أنكم هناا خلاص شغلي معاكي انتهى بس لو فتحتي بؤك بحرف هتندمي سامعة ..
, رمقتها ملك بقلق لتراها تعود نحو السيارة تستقلّها بجانب السائق وانطلقت بسرعة بعيداً عنها ..
, تنفست بقوة وملامح مذعورة لتُسرع بخطواتها راكضة حتى وصلت لبوابة الفيلا ليلمحها أحد الحراس هاتفاً: آنسة ملك في حاجة ؟
, نفت برأسها بسرعة وصمت وتابعت خطواتها السريعة داخل الفيلا ..
, مساءً ..
, اقترب أدهم من سرير سيف وربّت على كتف مروة هامساً: قومي يا مروة ليلى نستنياكي كلي حاجة مينفعش تفضلي كده ..
, نقت برأسها بتعب: لأ أنا كويسة ..
, تنهد هاتفاً: مروة يلا مش عايزين تتعبي أنتي كمان كفاية عليا سيف ..
, رمقته بدموع ليبتسم هاتفاً: خلاص بقا هو كويس أهو أنا هفضل جمبه يلا ..
, أومأت بصمت ونهضت بخطوات متثاقلة خارجة من الغرفة .. ليزفر أدهم جالساً مكانها ناظراً لوجه سيف ذو الملامح المتعبة ..
, رؤيته هكذا تخلق في قلبه نوع من الكآبة وكأنّ لا أمل بعد اليوم .. يُتابع عينيه المغمضة شاعراً بجسده قد شلّ عن الحركة وكأنه هو من أُغشي عليه وليس سيف ..
, نقل نظراته نحو زين الذي يجلس من الناحية الأخرى بصمت غريب وإحساس بالذنب يقتله ..
, كاد يتكلم ليشعر بيد سيف تتحرك بين يديه .. التفت نحوه بسرعة ينده باسمه وهو يراه يرمش بعينيه المتعبة ليقابله لابتسامة هادئة مطمئنة ..
, أسرع زين يقترب منه بلهفة هاتفاً ببكاء: باباااا بابا أنت فوقت ..
, نقل سيف نظراته نحوه ليزداد بكاء زين معانقاً له: أنا آسف و**** مش قصدي اللي قولته أنا بحبك أوووي أنا مش قادر أشوفك كده عشان خاطري متسبنيش أنت كمان ..
, دمعت عيني سيف لرؤيته هكذا ومد يديه يحتضنه بحنان محاولاً حبس دموعه هو الآخر من أجله .. فربما السبب الأكبر لعدم انهياره الآن رؤيته لزين بتلك الطريقة التي آلمت قلبه وكأنه يرى نفسه به ..
, حاول النهوض ليبتعد زين بلهفة يُساعده معدلاً الوسائد خلفه ليهتف أدهم بابتسامة: خلاص يا زينو هو بقى كويس أهو يلا اطلع دلوقتي سيبني معاه ..
, نفى زين برأسه وعاد لأحضان سيف: لأ مش عايز أنا هفضل معاه ..
, تنهد أدهم هاتفاً: زينو يلااا ..
, رمقه زين بصمت ليستسلم خارجاً من الغرفة مغلقاً الباب خلفه وبخروجه سمح سيف لدموعه بالخروج هي الأخرى بعدما كانت تعذبه ..
, زفر أدهم بألم هامساً: متعملش في نفسك كده يا سيف ..
, التفت سيف نحوه يرمقه بنظرات مترجية وهتف: أدهم هو أنا عمري رفضتلك طلب ..؟
, قطب أدهم حبينه هاتفاً: مالك يا سيف ..؟
, اعتدل سيف بجلسته رغم تعبه وتمسك بيده برجاء: عايز هارون ولو حتى هو مش عايزنا أنا عااايزه يرجع هناا غصباً عنه هو هو مش هيكون كويس لوحده وأنا مش قادر أفضل من غيره مش قادر أشوف أبني ومراتي كده عشان خاطري يا أدهم رجعهولي أانا .. أنا مش قادر أروحله شقته رغم أني متأكد أنه هناك بس بس خايف ميفتحليش خايف أتوجع منه وخايف أوجعه برضه مكنتش عايز أضغط عليه بس دلوقتي خلاص أنا مبقتش قادر أمثل أني كويس مش قاادر أنا مش بنام الليل وأنا خايف كده ..
, دمعت عيني أدههم لرؤيته بهذا الضعف أمامه ليقترب منه يحضنه بقوة والآخر تابع بكائه بألم وخوف ليهمس أدهم بخفوت: هعملك اللي أنت عايزه هارون هيرجع متقلقش ..
, سيف: رجعهولي مش هستناه يرجع لوحده ..
, تنهد أدهم بحرارة وابتلع ريقه ناظراً أمامه بشرود: هرجعه يا حبيبي بس مش عايز أشوفك كده يا سييف مش بحب أشوفك ضعيف ولا لأيّ سبب خليك قوي ومتضعفش وإلا هارون هو اللي هشفي غليلي فيه ..
, نفى سيف برأسه متراجعاً: هارون ملوش دعوة أنا السبب كان لازم أقوله بس أعمل إييييه كنت خاييف ولسا خااايف معرفش الخوف ده هيسبني إيمتى .. كنت عارف أنه هيبعد وأهو بعد خايف أخسره وميرجعليش يا أدهم أعمل حااجة مش أنت كنت تساعدني دايماً عشان خاطري متسبنيش كده ..
, هتف أدهم بقوة: لأ هيرجع إحنا عيلته هو ملوش غيرنا وأنا مش هسيبك ولا هسيبه ..
, نهض هاتفاً وهو يمسح دموعه: ارتاح دلوقتي هبعتلك مروة تجبلك حاجة تاكلها ..
, سيف: مش عايز ..
, أدهم: لأ عايز قولتلك مش عايز أشوفك كده مش مستحمل أناا كمااان ..
, رمقه سيف بصمت ناظراً لعيونه الغاضبة المتألمة ليهز رأسه باستسلام لينحني أدهم مقبلاً رأسه بحنان واتجه خارج الغرفة مُخرجاً هاتفه بعيون غاضبة ليهتف ما إن استمع رداً من الطرف الآخر: قصي عايزك تخلقلي هارون من تحت الأرض ..
, هتف قصي بغيظ: يعني هروح لتحت الأرض دلوقتي أجبهولك مش فاااضي ..
, أدهم بجمود: قصي بكرا ألاقيه قدامي في الشركة فااهم ..
, أغلق الخط بوجهه وتنفس بقوة بعيون مُصرّة ..
, في اليوم التالي ..
, اقترب فريد من هارون الذي فتح له الباب وعاد لجلسته فوق الأريكة ليهتف: قوم يلا جهز نفسك عندنا شغل ..
, رمقه هارون بدهشة: شغل إيه ..؟
, فريد: العميد لغى إجازتك ..
, قطب هارون جبينه بغضب: يعني إيييه لغى الإجازة هو لعب عيال ..
, فريد: معرفش هو قطع الإجازة وقال تروحله دلوقتي حالاً .. يلا يا هارون ..
, هارون: مش رااايح ..
, فريد بغضب: هارون بلاش جنااانك لو مروحتش هتتجازى ..
, هارون: عايزين يعملوا فيا إيه يحبسوني عادي ده اللي أنا عايزه ..
, اقترب فريد منه يجذبه من ملابسه: بقولك إيه متجننيش أنا جاي دلوقتي بمهمة رسمية مش كصديق اتفضل جهز نفسك أنت مطلوب عند العميد حي أو ميت ..
, هارون بسخرية: يبقى اقتلني وخدله جتتي ..
, دفعه فريد بغضب: يا زفت أنا اللي هتحاااسب لو مجبتكش معااايا كفاية يا هارون روح شوف عايزك ليييه وارجع لعزلتك الجميلة دي تاني .. تصدق نفسي ألاقيلك كهف جمبه نبعة ماية وعيش كده مع الحيوانات الضارية كُل من لحومها وألبانها وتسلّق الأشجار وأسبح في النهر وأبقى زي طرزاان كده ..
, رمقه هارون بغضب ونفاذ صبر ليهتف فريد: أنجززز لأحسن وربنا أجيب الرجالة يكتفوك وياخدوك غصباً عنك الرجالة تحت آهو بس أنا قولت مش لازم أنسى الصحوبية رغم أني عندي الصلاحيات الكاملة وأهو الكلابش أهو ..
, زفر هارون بضيق وضغط ونهض بخطوات غاضباً داخلاً أحد الغرف ليصفع الباب خلفه بقوة .. تنفس فريد الصعداء واتجه ليجلس فوق أحد الأرائك بانتظاره ..
, بعد مدة من الوقت ..
, وقف هارون أمام العميد بنظرات جامدة لا تُفسر ليهتف العميد: إيييه مسمعتش أعيد تاني ؟
, هارون: لأ سمعت ..
, العميد: ومجاوبتنيش ليه ؟
, هارون: جوابي مش هيعجب حضرتك ..
, العميد بسخرية: ما ده العادي أساساً من إيمتى أجوبتك بتعجبني يالا ..؟
, هارون: حضرتك القائد بتاعي هنا في الشغل يعني اللي تطلبه مني ده مش من حقك ..
, صرخ العميد بغضب: راعي أننا دلوقتي في شغل يا سيادة الرائد ..
, هارون بسخرية: والشغل بقول لحضرتك تاخدني لشركة عز الدين بطلب من عمي ؟
, العميد: أه ..
, هارون: ده إيه الحكومة دي اللي حاشرة مناخيرها بالشعب كله ..
, رمش العميد بعينيه بصدمة وهتف بذهول: أنت ياااض احترم نفسك ..
, هارون: أنا محترمها فاضل الحكومة تحترم نفسها برضه ..
, العميد: الحكومة يعني مييييين ..؟
, هز هارن كتفيه ليزفر العميد يرمقه بغضب وغيظ .. تملّل هارون بوقفته هاتفاً: لو سمحت يا فندم هرجع شقتي مينفعش ترجع بكلامك وتقطع إجازتي ..
, العميد بصراخ: لأ ينفععع وحضرتك ملكش إجازات بقا السنة دي كلهااا ..
, هارون: يبقى هقدم استقالتي ..
, العميد: مرفوووضة ..
, رمقه هارون بعيون جامدة ليتنهد العميد واستدار حول مكتبه ليقف مقابلاً له .. زفر واضعاً يده فوق كتفه: هارون أنت زي أبني أ..
, قاطعه هارون بهدوء: بلاش زي أبني دي يا فندم لاحسن أتلخبط بعد كده ومعدش أعرف أهلي مين بالظبط ..
, أغمض العميد عينيه وزفر هاتفاً: أنا عارف إحساسك إيه وعارف أن اللي مرّيت بيه صعب تستحمله بس أنت مينفعش تفضل كده مستسلم .. أنت مش عايز تعرف حقيقة عيلتك مش عايز تسكّت كل شخص بيتكلم عنك وبطلع الإشاعات دي ؟ مش عايز تواجههم هتفضل قاعد كده لحد إيمتى شغلك سايبه أهلك سايبهم ده حتى أعدائك هيحسوا بضعفك وإنكسارك أنت بعمرك مكنتش كده يا هاروون وأنا شاهد على ده مفيش حااجة وقفت بطريقك ..
, ابتسم هارون بسخرية: دي مش حاجة يا فندم دي حياة كاملة ..
, هتف العميد بقوة: ولو الحياة دي معشتهاش كنت هتقف قدامي كده ؟ كنت هتبقى الظابط هارون عز الدين كنت هتحقق حلمك وتشتغل الشغل اللي بتحبه ؟ روح يا هارووون أمشي روحله أعرف منه كل حاااجة عايز تعاتبه تسأله تلومه ده حقك بس روح وواجه هو مستنيك ومتنساش أنه عمك وأبوك اللي رباك اللي أنت بتعمله مية حساب .. عايز بأول إختبار حقيقي بينكم تخسر وتخسّره معاك !؟
, رمقه هارون بألم ليُمسك العميد كتفه الآخر: هو مستنيك مش هتقابل غيره لو مش عايز روح وخلي الحيرة اللي بعينيك دي تختفي خلي كل التساؤلات اللي بعقلك تلاقي إجابة ليها يلا يا هارون ..
, ابتلع هارون ريقه بتردد ونبضات قلبه تهدر في صدره بقوة ليتنفس بسرعة ويستدير خارج المكتب بصمت تُلاحقه عيني العميد الحزينة لحالته ..
, ٢٩ العلامة النجمية
, لنتبادل الصمتَ أيضًا ،
, المهم أن نكونَ معًا..💔
, ٢١ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في شركة عز الدين ..
, وقف أدهم في مكتبه أمام الواجهة البلورية المطلة على المدينة .. واضعاً يديه في جيبيه ناظراً للخارج بشرود ..
, راقبه مصطفى وهو يجلس فوق كرسي جلدي فاخر حتى استمعا لطرقات خافتة على باب المكتب وبعدها فُتح بهدوء وظهر من خلفه هارون بوجهه الجامد عيناه التي ثبّتها فوق طاولة المكتب الفارغة مُتجنباً النظر لعيونهم المشتاقة لئلا يظهر اشتياقه واحتياجه إليهم ..
, هتف أدهم بهدوء: أدخل يا هارون ..
, ضغط هارون على مقبض الباب بقوة شديدة كادت تكسره وأخذ نفساً عميقاً مُضطرباً يصارع نفسه لئلا يستدير خارجاً ويعود لعزلته السابقة حيث يرتاح ..
, أغلق الباب خلفه والتفت نحوهم مجاهداً لتظهر عيونه جامدة واقترب بخطوات حافظ على ثباتها بصعوبة حتى جلس فوق أحد المقاعد متراجعاً بظهره ناظراً أمامه بصمت .. وربما لو كان غيرهم لأظهر قلة أدبه المعتادة ولطاوع نفسه التي تحثّه على وضع قدم فوق الأخرى وهزها !! ولكنهم عائلته أبواه اللذين ربياه وربما مهما حدث تربيته بينهم لن تسمح له بذلك .. ليعتدل بجلسته أكثر مُعدّلاً ثيابه بانشغال ..
, راقب أدهم حركاته بابتسامة حانية وعيون مشتاقة له .. زفر مقترباً منه حتى جلس على مقعد جليدي يُقابل مقعده ليضطر هارون للنظر داخل عينيه ..
, هتف أدهم بهدوء: عامل إيه ؟
, ابتسم هارون بسخرية رغماً عنه وهتف: ممكن حضرتك تقول اللي جبتني هنا عشانه غصباً عني ..؟
, أدهم: غصباً عنك ؟
, هارون: أه أنا مكنتش هااجي ..
, تغيّرت ملامح أدهم للجمود وهتف: يبقى أمشي ..
, رمقه هارون بدهشة ليهتف أدهم بقوة: أتفضل أطلع برا لو مكنتش عايز تيجي هنا بجد تسمع كلام عيلتك تشوفهم وتطمّن عليهم وتخليهم يطمنوا عليك يبقى أمشي ..
, اقترب مصطفى منهم هاتفاً: أدهم أهدا .. هارون إحنا سيبناك براحتك كل المدة دي بس لحد هنا وكفاية أنت لازم تسمعنا ..
, رمقهم هارون بجمود ضاغطاً على قبضتيه بقوة وارتجاف: أسمع إييه ؟ حقيقتي ؟ أهلي اللي معرفهومش ولّا استغفالي كل السنين دي وكدبكم عليا ؟
, نهض عن جلسته بقوة ليقف أدهم هو الآخر مقابلاً له واقترب منه هاتفاً: تسمع اللي أنت بتحاول تعرفه .. اللي عايز تعرفه ومعندكش الجرأة تسأل ..
, حاول هارون إخفاء رجفته التي سرت داخل أضلعه بقوة .. وكأنّ أدهم يقرأ ما كتب في عينيه وكأنه كالعادة يشعر بما يُعانيه يشعر بخوفه من معرفته الحقيقة ليهتف بصوت عالي خائف: أسمع إييييه أنكم كدابين عملتوا نفسكم عيلتي وأنتوا مش كده ..؟ أسمع أني أبن غير شرعي ولا كنت مترمي في الشوارع وأنتوا بقا لميتوني أسمع أني أبن حرااام ا٣ نقطة
, صفعه أدهم بقوة أدارت رأسه ليلتفت ناظراً له بصدمة ويتراجع للخلف بأنفاس تسارعت فيما رمقهم مصطفى بخوف وتوتر مُلاحظاً احتقان وجه أدهم غضباً ..
, قابلهم هارون بنظرات ازدادت جموداً وبروداً زاد من غضب أدهم الذي هتف: أنت حصلك إيييه هو ده تفكيرك عننا ؟ هو ده اللي عرفته واللي توصّلت ليه بعد كل المدة دي يا هاروون بيه ؟ أوووعى أسمع منك الكلام ده تاااني مش هارون عز الدين اللي رجالة بشنبات يعملوله ألف حساب يقول عن نفسه أبن حرااام مش هارون عز الدين اللي يبص لنفسه النظرة دي فاااهم ..!؟
, رمقه هارون بصمت وألم داخل عينيه ليزفر أدهم بقوة وعاد ينظر له بحدة: عايز تعرف كل حااجة ؟ أنا هنا عشان أقولك وأحكيلك مش أنت بقيت راااجل وقادر تبعد عن عيلتك ؟ يبقى هتقدر تسمع وتستحمل كل حاااجة وتعرف المااضي كله بالتفصيل وأوعدك مش هخبّي عليك حااجة خالص ..
, ابتلع هارون ريقه يرمقه باهتزاز وكأنه غير مستعد لذلك ليهتف أدهم بألم: بس بعد كل ده هترجع لينا .. برضاك أو غصباً عنك أنا مش هشوف عيلتي بتدمر قدامي وأفضل سااااكت أنت عارف حصلنا إيييه ؟ وهتعرف إزاي وأنت قافل على نفسك حتى أنك تشفق على أخووك متقدرش .. عارف مامتك حصلها إيييه ولّا أبووك !؟
, ابتلع هارون ريقه بصعوبة ليهتف أدهم بغضب وتهديد: سيف اللي هو تمسّك بيك من لما اتولدت اللي لو كلنا اعترضنا مكنش هيسيبك خااالص هو أبوك وصاحبك وأخوك كان كل حاجة ليك تقدر تسيبه بسهولة كده ؟؟ لو أنت تقدر توجعه أنا مقدرش مش هشوف سييف بينهار قداامي وأسكت .. إلا سيف يا هاروون مش أنت نقطة ضعفك زين ؟ أنا بقولك أهووو لو مهما كانت غلاوتك عندي واللي مش هتقل خااالص بس مش هتوصل لدرجة سيف .. سيف خط أحمر هو عايزك يبقى هترجعله غصباً عنك ..
, سقط هارن على الكرسي خلفه بدموع تحجرت في عينيه المحتقنة ورفع نظراته نحو أدهم الذي خفت غضبه ورمقه بحزن ليهمس: بابا ماله ؟
, ابتسم أدهم ونبض قلبه بارتياح .. كلمة بابا تلك التي خرجت منه بشرود وصدمة جعلته يُدرك بأن ذلك الذي ربوه لن يخيب أملهم أبداً ..
, تراجع أدهم حتى جلس على مقعده مجدداً ونظر إليه هاتفاً: هكيلك كل حاجة من البداية وهتعرف أننا مظلمناكش خالص .. خلاص أنت لازم تعرف حقيقتك وتتقبلها بس وأنت معانا وبينا مش بعيد ..
, تابع هارون نظراته له ليغمض عينيه زافراً بقوة: سامعك ..
, التفت أدهم نحو مصطفى وتنهد بادئاً بسرد له ماضٍ كامل بكل صدماته وآلامه التي ستقع على قلبه لتفتق جراحه أكبر وتُدميها ..
, دقائق طويلة أمضاها هلى نفس جلسته تلك يستمع لقصة وكأنها خيالية يُصوّرها له عقله بصور مُبهمة موجعة لا تزيده إلا صدمة وألم ..
, التفت أدهم نحوه أخيراً وقد كان يقف مواجهاً للواجهة البلورية الواسعة ناظراً عبرها بشرود لماض يحكيه بكل تفاصيله وأحساسيه وكأنه يعيشه الآن ويراه أمام عينيه يُعاد مُجدداً ..
, نظر نحو دموعه التي تنهمر غزيرة وأنفاسه التي يسحبها بسرعة يكاد يختنق وكأن هواء الغرفة لا يكفيه .. استماعه لكل ذلك جمّده وكأنه فقد شعوره بكل شيء فقط دموعه تنهمر رغماً عنه مُبددة من جموده المخيف ..
, رفع نظراته نحو أدهم ونهض بقدمين ترتجفان: يعني أمي الحقيقية ماتت ؟ ماتت وهي بتولدني بعد ما كانت مريضة !؟ أو مجنونة ؟
, رمقه أدهم بصمت تاركاً له المجال للإستيعاب ليهتف هارون بصدمة: وبابا ؟ أبويا أمي اللي قتلته هههه أمي اللي كانت بتحب أبويا سيف .. ؟ هو أنا كده هصدق !؟
, تابع أدهم صمته ليجد هارون يمسح دموعه بعنف وينظر نحوه بتيه: يعني إيه الكلام ده هو اللي أسمه تامر ده اغتصب ناريمان وده اللي خلاني أجي الدنيا ؟ أانا أنا مش مصدق !؟ و وأنتوا ربيتوني لييييه !؟ جاوبني ربيتوني ليييه مادام أهلي عملوا فيكم كده !؟
, هتف أدهم بهدوء: حط نفسك مكانا مامتك ماتت قدام عين سيف ووصته عليك ..
, هارون بصدمة: يعني عشان الوصية بس ؟
, ابتسم أدهم بخفوت: والوصية بتخلينا نسجّلك باسمنا إحنا ؟ بتخلينا نخاف نقولك الحقيقة خايفين على وجعك بتخلي مامتك مروة تنهار كل لما نقرر نقولك وبعد كده بنتراجع عشانها ؟ بتخلينا نديك كل الصلاحيات دي أنت الكبير بعيالنا نعاملك كصاحب مش بس أبن .. بتخلينا نكتبلك أملاكنا بأسمك ونأمنك عليهم نأمنك على أخوك وأختك وولاد عمك ؟
, ابتلع هارون ريقه وعادت دموعه لتتجمع في عينيه لينفي برأسه بألم: وتامر !؟
, أدهم: أبوك ..
, صرخ هارون بقهر: أبويااا اللي كان هيقتل أخووووك اللي كان هيعتدي على مرااات أخوووك ال اللي اللي اغتصب أامي ه هو ده أبويا ؟
, أدهم: بس دي الحقيقة ومنقدرش ننكرها ..
, نفى هارون برأسه بيكاء: لأ مش عايزها الحقيقة مش عااايزها أنا كنت عااارف أني هتصدم كنت عااارف أني هتوجع كده مكنتش عايز أعرف مكنتش عايزكم تكرهوووني زي زي رامي وسامر ..
, هتف أدهم بقوة: قولت مية مرة ساااامر مش زيك ..
, هارون: وراامي مش زي تااامر معملش اللي هو عمله تامر هو اللي أذاكم كلكم واحد وااحد مش رااامي .. ورغم أن اللي عمله رامي قليل أوووي بس كرهتوه وحضرتك رفضت تدي بنتك لأبنه ..
, أدهم: بس أبن تامر حبيته وربيته .. أبن تاامر كبر قدااام عينينا أول ولد بيدخل عيلتنا كان هو .. أول فرحة لينا ولأمييي .. ماما اللي حبتك زينا بالظبط وأنت فاكرها كويس فااكر كلامك معاها وحنانها عليك قلب الأم اللي لو حد أذى عياله بتبقى لبوة بتدافع عنهم بحياتها .. ورغم كل اللي عملوه أهلك قلب أمي حبّك واتعلق بيك كانت عطول توصيني عليك وكأنها كانت شايفة اليوم ده .. شايفة وجعك وصدمتك كانت خايفة عليك من اللي هيحصلّك وخايفة علينا من بُعدك .. إحنا كلنا حبيناك إحنا مش عايزين أهلك .. أهلك خلاص **** يسامحهم ويغفرلهم بقوا بدنيا الحق **** هو اللي بحاسبهم أو يغفرلهم .. إحنا بقيلنا منهم أبنهم اللي هو أبننا أكتر منهم ..
, نظر نحوه بابتسامة وهو يرى دموعه تزداد: عارف يا هارون أن أهلك عملوا حاجة تخلينا نغفرلهم ونترحم عليهم ونسامحهم طول العمر !؟ هي أنت .. أنهم جابوك عشان تنور حياتنا من صغرك لحد دلوقتي ..
, ابتسم مصطفى الذي يتابعهم من بين دموعه واقترب من هارون يمسك كتفيه بقوة ودعم: مستني إيه يا هارون ؟ لسا عندك حاجة مش عارفها ؟ أنت عرفت أهلك وعرفت حياتك كلها بس اللي تبقالك هما إحنا هما عيلتك اللي ربتك وحبتك .. اللي مش هتسيبك لوحدك مهما حصل ..
, رفع هارون نظراته نحوه ومد يده يبعد يدي مصطفى عنه متراجعاً للخلف .. مسح دموعه التي بللت وجهه ونظر للأرض بجمود يُناقض نيرانه الداخلية الحارقة ..
, حل صمت عليهم لمدة طويلة ليقطعه أدهم هاتفاً بتفهم: عندك حق ..
, رفع هارون نظراته نحوه ليتابع أدهم: عندك حق تعمل كده .. أنت عايز وقت تصدّق وتستوعب اللي سمعته اللي عرفته برضه مش حاجة سهلة .. إحنا بنفهم عليك يا هارون من نظرة عينك ..
, حافظ هارون على صمته ليتجه أدهم نحو طاولة المكتب يمسك ظرفاً بنياً كبيراً بين يديه واقترب منه يمدّه له هاتفاً: دي كل الحاجات اللي هتثبتلك كلامنا .. فيهم برضه صور مامتك وباباك عناوينهم ومكان قبرهم .. فيهم كل حاجة عايز تعرفها عنهم وهتريحك وتعرّفك عليهم وكأنك عيشت معاهم ..
, مد هارون يديه بغير وعي يأخذ ذلك الظرف الكبير يضغط عليه بقوة وكأنه كل مايملك في هذه الدنيا ليهتف أدهم: متقسّيش قلبك يا هارون حاول تسامح .. هما برضه ممكن عندهم عذر .. لو مش أبوك يبقى أمك .. متنساش أنها مهما عملت في النهاية كانت مريضة .. واللي مش لازم تنساه برضه أنها كانت بتحب أبوك لا دي كانت بتعشقه وقتلت تامر عشانه هو وبس .. خلي ده يشفعلها عندك ..
, ابتلع هارون ريقه بدون أن ينظر له وعيونه مُثبّتة على ذلك الظرف بين أحضانه ..
, تراجع أدهم للخلف وتغيّرت نبرته لصرامة جعلت هارون يرفع نظراته نحوه بدهشة وهو يهتف: قدامك تلت أياام بس ..
, قطب هارون جبينه بحيرة ليُتابع أدهم ناظراً داخل عينيه بقوة: تلت أيام تراجع نفسك فيهم ترجع لماضي أهلك الحقيقيين تتعرف عليهم تسامحهم وتصفي قلبك .. وترجعلنا ..!!
, اقترب منه فجأة متابعاً: سامعها دي يا هارون !؟ ترجعلنا ترجع لفيلا عز الدين بيتك اللي عيشت فيه وهتموت فيه بعد عمر طويل .. ترجع لأهلك اللي مستنيين أبنهم لباباك ومامتك وأخوك اللي ماسك نفسه بالعافية .. وأختك برضه .. ترجعلنا كلناا وأنت هارون اللي نعرفه مش القاسي اللي قادر يسيبنا ويوجّعنا من غير م يسأل ..
, همس هارون بألم: عمو أا..
, أدهم: مش عايز أسمع حاجة دلوقتي .. أنت قولت اللي عندك وأنا قولت اللي عندي معدش في حاجة مستخبية تقلقنا وتخوفنا .. خوفنا الوحيد من بُعدك واللي إحنا واثقين أنه مش هيطول ..
, التفت يبتعد عنه هاتفاً: أنا وعدت سيف يا هارون وبعمري مخلفتش وعدي .. بس رغم كل ده أنا عارف أنك محتاج وقت بعد اللي عرفته .. وهديهولك .. تلت أيام كفاية أووي عشان عيلتك مش هتستحمل أكتر ولا أنت هتستحمل برضه .. أمشي دلوقتي أرجع على مكانك ومحدش مننا هيزعجك خالص ..
, نقل هارون نظراته نحو مصطفى الذي يُتابعهم بهدوء وابتسامة راضية متأملة ليلتفت بصمت متجهاً لباب المكتب وقبل أن يفتح هتف أدهم: هاروون ..
, عاد هارون ليلتفت نحوه ليهتف أدهم: بعد التلت أيام مترجعش ..
, توسعت عيني هارون بصدمة والتفت أدهم نحوه هاتفاً بحزم: أنت قدرت تبعد عننا كل المدة دي وإحنا عذرناك .. بس دلوقتي عرفت كل حاجة وأنت بقا اللي لازم تعذرنا .. أنا أديتك تلت أيام رغم أني عايزك ترجع دلوقتي .. بس مش عايز أضغط عليك .. هنستناك يا هارون كلنا .. هترجع وننسى كل اللي حصل ده بس لو اليوم التالت عدى ومرجعتش٣ نقطة
, صمت ينظر داخل عيني الآخر هاتفاً: يبقى مترجعش بعده عشان كده هتأكدلنا أننا مش بنهمّك وأنك قادر تبعد أكتر وأكتر ..
, رمقه هارون بنظرات هدأت صدمتها ونبض قلبه داخل أضلعه بقوة فيما عيونه لمعت مقابلة عيني أدهم الحازمة ..
, التفت هارون بصمت فتح الباب وخرج من المكتب بهدوء ولكن داخله مليء بدنيا أخرى غير التي عاشها وعرفها ..
, ٢٩ العلامة النجمية
, حتّى في الخصام ياصديقي تستطيع وضع راسك الغبيه على كتفي دون ان تعتذر ..💚
, ٢٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد ثلاثة أيام ..
, وقف هارون أمام ذلك القبر ذو الشاهد الرخامي الكبير وقد نُقش فوقه أسم لم يسمعه سوى منذ ثلاثة أيام فقط .. ولم يرَ صاحبته سوى في صور أظهرت فتنتها وجمالها الذي أخذ أغلبه ..
, ابتسم بغير شعور عندما تذكر عيناها السوداء الواسعة كعينيه وأغمض عينيه بقوة يمنع دموعاً حارقة بدأت تطرقها مُعلنة عن انهمارها الوشيك ..
, انحنى يجثو على ركبتيه ماسحاً ذلك الاسم بكف يده بحرص .. وخرجت دموعه رغماً عنه زافراً بقوة ..
, لا يدري لم شعور هائج بالشوق يثور داخله .. يتمنى رؤيتها ولو دقيقة واحدة .. خلال الأيام الثلاثة الفائتة زارها أكثر من عشر مرات .. بل أنه قضى أغلب وقته هنا مع صورها وماضيها الأسود محاولاً إيجاد فسحة بياض داخله .. وقد وجد ..
, وجد بأنها أمه .. بأنها وهبت له أجمل عائلة في الوجود وأحنّها عليه .. بأنها أحبت بكل قلبها وهوسها ومرضها وماتت وهي تُحب ..
, شهق ببكاء مُنحنياً بجسده فوق قبرها .. لا يعلم إحساسه بالظبط سوى أنه يريد البكاء .. يريد أن يبكي حتى تنضب دموعه .. يُفرغ كل ألمه وجعه وكآبته .. يشكو لها حزنه وخيبته ومرارة أيامه ..
, أغمض عينيه ودموعه تنهمر مدراراً بغير أن يُسيطر عليها .. يتمنى لو كانت معه الآن .. أحبها !؟ ربما .. فشعوره ناحيتها مُبهم ولكنه يعلم بأنه قد غفر لها ..
, غفر لها دوناً عن الجميع .. فوالده لم يستطع أن يخلق له عذراً ولم يستطع ترميم تشوّهه واسوداد قلبه ..
, نفر من كل ماعرفه عنه وحجر قلبه أمام حقيقته .. لا يريده .. هو لديه أب واحد فقط وهو سيف .. وشخص يُدعى تامر بحياته غير موجود ولا يُريده أن يُوجد ..
, اعتدل ماسحاً دموعه بسرعة وتنفس بقوة ناظراً للقبر وكأنه يراها: عارفة أني سامحتك ؟ سامحتك وربنا عشان من غيرك مكنتش عيشت الحياة دي .. أنا هرجع لحياتي تاني يا ماما .. هرجعلهم عشان حياتي معاهم هما .. هارون ولا حاجة من غيرهم ولا حااجة ..
, ابتسم بشرود ونهض يمسح وجهه ورفع يديه أمامه يقرأ الفاتحة بقلب ينبض داخله بحنان وشوق ..
, تذكر ما رآه البارحة في التلفاز وماجعل قلبه ينبض داخل أضلعه بقوة وشوق وعرفان ..
, عندما ظهر أدهم برفقة أخوته مسلّماً رئاسة الشركة كاملة لحيدر .. معلناً بأن هارون أبنهم .. هارون سيف عز الدين وكل ما يشاع في الجرائد وقنوات التلفاز ماهي إلا إشاعات أطلقها أعدائهم .. وبأنه سيُقاضي كل من تجرأ على التشويه بسمعة ابنهم ..
, لا يدري لمَ شعر باسمه وهو يخرج من بين شفتيه أدهم بأن لا أسم يليق به غيره .. هارون عز الدين .. هو اسمه الذي وُلد به وكبر وسيموت به ..
, تراجع للخلف يأخذ نفساً عميقاً يرمق القبر الرخامي والذي انعكست عليه أشعة الغروب اللامعة لتُضيء اسم ناريمان الذي أضاء بقلبه أولاً ..
, استدار مُبتعداً عن المكان متجهاً نحو سيارته .. يقودها بسرعة حتى وصل إلى شقته ..
, صعد الدرجات بسرعة وفتح الباب ليتفاجأ بفريد أمامه يجلس باسترخاء فوق أحد المقاعد يُمسك بيده قميصاً أزرق اللون وعلى صدره رُسمت صورة سيارة بيضاء جميلة ..
, اقترب منه يسحبه من يده بغضب: أنت إيه اللي جابك هنا ومين سمحلك تفتش بحاجاتي ..
, رمقه فريد بسخرية وهتف: أديني التيشرت ده عجبني أووي ..
, جز هارون على أسنانه بغيظ: بعينك امشي اشتري لنفسك ..
, فريد: هتاخده لمين أنت مش بتلبس كده ..
, هتف هارون وهو يُعيد القميص للكيس أمامه ويزفر بغيظ عندما شاهد باقي الأشياء مُبعثرة: أنت ملكش دعوة إييييه اللي عامله ده يا فريد الكلب ..
, هتف فريد: كنت بتفرج بس ..
, زفر هارون هاتفاً: أطلع برا يلا مش كان عندك مهمة الليلة ؟
, نظر فريد لساعته وهتف: أه بس دي كمان ساعتين حتة مداهمة صغننة ..
, رمقه هارون بغيظ ليهتف فريد: هتمشي ؟
, تنهد هارون هاتفاً: أيوه ..
, ابتسم فريد يُراقب توتره ليهتف: مرجعتش قبل التلت أيام ليه ؟
, رمقه هارون بصمت وهتف: بتقل نفسي ..
, تعالت ضحكات فريد هاتفاً: يا راجل يا جامد أنت ..
, ابتسم هارون: أوماال ..
, فزيد: وناوي تتحرك إيمتى بقا ع الساعة12 زي سندريلا ؟
, هارون: وناقصني إيه عشان مكونش زي سندريلا ؟
, ضحك فريد غامزاً: فستان وحاجااات تانية ..
, رمقه هارون بغيظ ثم ضحك بمرح وتنهد بحرارة رامياً نفسه فوق أحد المقاعد ليبتسم فريد لهيئته ولهفته التي تظهر في عينيه ويتنهّد براحة من تغيّره وكأن معرفته الحقيقة كاملة حملت جزءاً كبيراً من الهم وأبعدته عنه ..
, هتف فريد بمزاح: تفتكر هيستقبلوك ؟
, هارون: أممم ..
, فريد: يارب تتطرد يا هارون يا ابن أم هارون ويسيبوك لكلاب السكك ..
, هارون: مادامك شايف نفسك كلب سكك دي مشكلتك عشان هرجعلك أنت يا حبيبي ..
, فريد: طب يلا يا خويا أمشي جهز نفسك حاسس أنك رايح تخطب ..
, ضحك هارون بخفة ونهض متجهاً نحو غرفته ليصرخ من الداخل: اوعى تمد إيدك دول حاجات للعيال ..
, فريد: اعتبرني عيل طيب واديني منهم ..
, هارون: بعينك ..
, تأفف فريد ناهضاً: يبقى أنا مااشي ورايا شغل مش زيك فاضي ..
, فتح هارون باب غرفته وهتف ناظراً له: خلي بالك من نفسك لو حصل حاجة كلّمني وأنا هجيلك ..
, ابتسم فريد هاتفاً: اهتم بنفسك أنت بس وفكك مني ..
, ابتسم هارون يُلاحقه بعينيه حتى خرج من الشقة ليتنهد بلهفة ويعود للداخل مجهزاً نفسه بابتسامة واسعة ..
, في فيلا عز الدين ..
, اقتحم عمار غرفة حيدر هاتفاً: ده ولّا ده !؟
, رمقه حيدر الجالس فوق سريره واعتدل هاتفاً: بتعمل إيه ..؟
, هتف عمار بلهفة: ألبس إيييه الأسود ولا الأبيض ..؟
, حيدر: رمادي ..
, عمار بتذمر: يوووو حيدر عشان خاطري قولي أنا محتااار ..
, حيدر بغيظ: أنت ياض إيه اللي بتعمله ده ..؟
, عمار بابتسامة: بلبس هدوم حلوة ..
, حيدر: هو الليلة العيد ؟
, اتسعت ابتسامة عمار بلهفة: لأ بس مش لازم نستقبل هاروون ..
, رمقه حيدر بسخرية: وهو كان مسافر عشر سنين ولسا راجع ؟
, هز عمار كتفيه: أه .. أنا حاسس كده يلا بقا اخترلي الأبيض ولا الأسود ..
, حيدر: لأ مادام عايز تستقبله يبقى ألبسله أبيض يا خويا ..
, عمار بحيرة: طب والأسود ماله ماهو حلو أهو ..
, حيدر: يبقى الأسود ..
, عبس عمار هاتفاً: بس الأسود فال وحش مش لازم ألبس أسود مش كده ؟
, حيدر: خلاص الأبيض ..
, عمار: لا دلوقتي ربيع بيتريق عليا وبقول أني عروسته ولابساله أبيض ..
, حيدر بنفاذ صبر: الأسود ..
, عمار: الأسود حزين وكئيب ..
, صرخ حيدر قاذفاً الوسادة بوجهه: ألبسله أحمر ..
, تراجع عمار متفادياً الوسادة وهتف: بس لو حبيبك تور ألبسله أحمر ..
, نهض حيدر عن سريره هاتفاً: عماااار أطلع برررا ..
, عمار: أنت مش بتساااعدني ليييه ؟
, فُتح باب الغرفة ليدخل زين ناظراً نحوهم بتعجب: بتزعقوا ليه ؟
, حيدر: خد ده معاك وأطلعوا برا ..
, زين: عمار في إيييه بتعصبه ليه مش هارون راااجع .. حيدر أنا فرحان أووي ..
, ابتسم حيدر هاتفاً: وأنا برضه ده العيلة كلها مامتك من الصبح بالمطبخ ..
, ضحك زين بسعادة لمعت في عينيه المُتعبة من كثرة بكائه ليهتف: طب أنا كنت عايز مساعدتك في حاجة ..
, حيدر: إيه ؟
, زين: ألبس أزرق ولا أسود ؟
, توسعت عيني حيدر بغضب ليهتف عمار: الأسود حزين ..
, زم زين شفتيه بضيق: كنت عايز ألبس أزرق زي لون عينيا بس قولت لا هلبس زي عينين هارون .. أنتوا رأيكم إيه حيدر ساعدني ..
, رفع عمار القمصان بيده: طب أنت قولي ده ولا ده ؟
, زين: ولا واحد ..
, عمار: لييييه !؟
, زين: ذوقك وحش ..
, عمار: حيييدررر ..
, اقترب حيدر منهم يجذبهم من ملابسهم بقوة وقذف بهم خارج الغرفة بغضب: أنتوا التنين مشوفش وشكم قدامي قبل م هارون ييجي فاهمييين ؟
, عمار: بس قولي ده ولا د..
, صفع حيدر الباب بوجههم بقوة وزفر ماسحاً شعره بضيق .. اتجه نحو حزانة ملابسه يخرج ملابسه ليجهز نفسه ليُقطب جبينه فجأة بحذر وحيرة ..
, تعالى رنين هاتفه ليتجه نحوه يسحبه بسرعة: أيوه يا تسنيم كنت لسا هكلملك ..
, ابتسمت هاتفة: بجد عايز إيه ؟
, حيدر: لأ أنتي عايزة إيه ؟
, تسنيم: مش هتيجي تجيبني عندكم عشان نستقبل هارون ..
, حيدر: أه أكيد كنت بلبس ..
, تسنيم: طب كنت هسألك سؤال بس قولي أنت كنت عايز إيه ؟
, حك حيدر رأيه وهتف مقطباً جبينه: ألبس أخضر ولا أبيض ؟
, تسنيم: لأ ما أنت تجاوبني الأول ألبس أخضر ولا أزرق ؟
, زم شفتيه بغيظ: مش تسألي البيه اللي عندك ؟
, تسنيم: ما أنا سألته قالي أزرق ..
, حيدر بغضب: ألبسي أخضررر ..
, تسنيم: ليه بس لا خلاص هلبس زي ماقالي ..
, حيدر: غوووري يا تسنيم الكلب ..
, أغلق الخط بوجهها زافراً بغيظ لينهض مرتدياً ملابسه بسرعة ..
, مشى زين في الرواق بابتسامة واسعة وكأنه ربح بإحدى مسابقاته بل أن فرحته ولهفته أعظم .. يكاد يبكي من فرط فرحته واشتياقه .. يُخبئ له في قلبه كلمات وأحاديث كثيرة وكأنه غاب عنه دهراً كاملاً وعلى لسانه عتاب وشتائم أكثر سيُلقيها بوجهه بعد أن يُشبع نفسه من أحضانه ..
, توقف مكانه فجأة بابتسامة اختفت وعيون انطفأ لمعانها ناظراً لرحمة التي خرجت من غرفتها بعدما ارتدت ملابس أنيقة كالعادة ..
, التفتت تنظر نحوه لتجده واقفاً مكانه يُحدق بها بجمود متألم .. صدح صوت حمزة في رأسها "مش عايزة حب زي هارون مش عايزاه يتعلق بيكي زيه "
, قطبت جبينها بحدة وضمت قبضتيها مقتربة منه لتتوقف فجأة عندما وجدته يتراجع للخلف بنفور ..
, رمقته بصدمة ليهتف: عايزة إييه ؟ وهتنزلي فيين ؟ عايزة تنزلي عشان تهيني هارون تاني وتوجعيه ؟
, زادت الضغط على قبضتيها لتحتد عينيه بقوة وخوف: ع عايزه فيه إيييه مش أنتي السبب ببُعده ؟ هو هيرجع أنا عارف أنك مش فرحانة إحنا بس اللي فرحانين متكسريش فرحتنا يا رحمة ..
, هتفت بصدمة: أنا أكسرهاا ؟
, هز رأسه بقوة: مش دي عادتك ..
, هتفت بغضب مقتربة منه: أنت بتقول إيييه بعدين مهما كان هارون أخوك بيفضل في النهاية مش أخوك وبفضل أنا أختك وبس ..
, صرخ متراجعاً بغضب: لأااا هو أخويا أنتي فاااهمة أخوياااا ..
, رحمة بقسوة هاتفة وقد اشتعل غضبها من نفوره منها: تقدر تقول أخ حيدر وعمار أه لأنه أخوهم في الرضاعة بس أنت لأ .. هارون ميقربكش يا حبيبي فاهم ؟
, رجفت شفتيه بألم ورمقها بعيون مهتزة لينفي برأسه بقوة: أانتي أنتي ملكيش دعوة م ملكيش دعوة هو أخويا أنااا مش أخ حد تااني ولا حتى أخوكي سبينا بحالنااا بقااا عايزة توجعيني لييييه .. سبيني فرحاان ..
, تركها متجهاً بخطوات مسرعة للأسفل ليرمقه ربيع بدهشة: مالك يا زين ..؟
, نظر زين نحوه مبتلعاً ريقه بألم ليقترب وسام منهم هاتفاً: زين في إيييه مالك ؟!
, زين: مفيش ..
, قطب وسام جبينه وهتف: هي رحمة ضايقتك ؟
, نفى زين برأسه ليبتسم ربيع قائلاً: خلاص بقا أنسوا كل حاجة مش هارون راجع وأخيراً ..
, ابتسم زين باهتزاز وألم وقد استطاعت تلك المسماة أخته كسر فرحته إلا أن قلبه مازال ينبض داخله متلهفاً بشوق ..
, نظر حوله لتلك المائدة التي وُضعت في منتصف الصالة ومروة تتجه بخطوات مُسرعة بين المطبخ والصالة تصف أطباق الطعام المختلفة بكل ما يحبه هارون .. وسيف يجلس على أحد الكراسي يأكل من كل طبق فيما نظرات مروة المغتاظة تُلاحقه ..
, ابتسم فجأة لتجمع العائلة عمته وأحمد .. وسام وأهله والجميع جاء لاستقباله .. الجميع واثق من عودته قبل أن ينتهي هذا اليوم الثالث والجميع بانتظاره بتلهّف وكأنه فرد جديد ولد عند تلك العائلة .. لتتسع ابتسامته بسعادة وقد تناسى حزنه ناظراً لكنزته السوداء التي لبسها وقد اختار أخيراً لون عيني أخيه المُحبب ..
, في مكان آخر ..
, نزل هارون من شقته بابتسامة لم يستطع إخفائها .. فتح باب سيارته الجانبي مُدخلاً الأكياس القليلة التي اشتراها لأخوته .. يعلم بأنهم مهما كانوا بانتظاره لن ينسوا أيضاً هداياهم التي يجب أن يعود لها بعد غياب طويل ..
, تنهد مُغلقاً الباب واستدار حول السيارة مُتجهاً لباب السائق .. استقل السيارة متمسكاً بالمقود لتتوسع عينيه ناظراً حوله بصدمة لذلك الشيء الذي قُذف من مصدر مجهول باتجاه سيارته وخرج صوت انفجار خافت لتمتلئ الدنيا حوله بدخان كثيف ..
, نظر حوله بصدمة ومد يده إلى درج السيارة مُخرجاً سلاحه مقطباً جبينه بحذر وقد انعدمت الرؤية في ذلك المكان حيث يركن سيارته ..
, أدار محركها بسرعة محاولاً الإبتعاد ليتفاجأ بدخان آخر يخرج من داخل السيارة حالما أدارها .. تنفس بقوة ليقطع نفسه أخيراً بإحساس بالخطر ولكن ذلك الدخان المخدر قد تسلل لرئتيه سريعاً مخدراً خلايا دماغه رويداً رويداً لينغلق جفنيه رغم مقاومته وتدمع عينيه بقلة حيلة مُرخياً رأسه فوق مقود السيارة فاقد الوعي ..
, فُتح الباب بجانبه بحذر من قبل شخص يرتدي سواداً حالكاً بقناع خاص يُغطي وجهه يقيه من الدخان حوله .. سحب جسد هارون بقوة وامتدت يدين لرجل آخر تُساعدانه وسط موجة الدخان الكثيفة تلك حتى أسرعوا به خارج السيارة مُبتعدين عنها متخفين بالدخان والظلام ..
, في نفس اللحظة التي حاوط السيارة رجال ببدلات سوداء موحدة يدخلون وسط الدخان بأسلحة مُثبّتة في أيديهم لا يجرؤون على إطلاق النار خوفاً من إصابته ..
, صرخ أحدهم فجأة: مش موجوود .. هارون باشا اختفى ..
, التفتوا حولهم بصدمة وصرخ أحدهم ليتفرّقوا في المكان باحثين عنه فيما زوبعة الدخان الخائنة بدأت بالتلاشي شيئاً فشيئاً مظهرة تلك السيارة المركونة فارغة إلا من أكياس مليئة بالهدايا كانت متوجهة حيث مكانه الأساسي ولكن لم تجد الوقت لذلك ..
, هتف أحدهم بتوتر في هاتفه: يا باشا مقدرناش نتدخّل بسرعة الرؤية مكانتش واضحة قدامنا وخفنا نضرب نار نئذيه و..
, صرخ الطرف الآخر مقاطعاً: دي مش مشكلتييي أقلبوا الأرض والدنيا كلهاااااا وجيبوه فاهميييين هارون هيتلقى الليلة قبل بكراااا وأقسم ب**** لأربيكم واحد واااحد اعتمدت عليكم طلعتوا عيااال ..
, هتف الرجل بخوف: ياباشا ا..
, صرخ الآخر بصوت حاد مُخيف لكل من يسمعه: معاكم24 ساعة وتعرفوا مكانه وتجيبوووه من غير خدش واااحد أقسم ب**** لو هارون مرجعش لأشويكم على نار هادية من غير ما أرحمكم .. أنا هاجي بأول طيارة بكرا الصبح هكون في مصر ويا ويلكم مني ..
, أغلق الخط بوجهه ليزيد من ذعر الرجل وندمه فيما زفر البقية بقوة رغم تدريباتهم ومهاراتهم العظيمة استطاع الآخرون بحيلة خادعة أن يهزأوا منهم .. ليصرخ الرجل بهم لبدء مهمتهم الأصعب والتي سيكون ثمنها حياتهم ..
, في الفيلا ..
, وقف سيف في الحديقة بعيون مصدومة غير مُصدقة والتفت ينظر لمروة التي تبتلع ريقها تهز للأمام والخلف تتمتم: هييجي .. هييجي ..
, رفع أدهم يده بساعته الفاخرة حيث دقت الساعة الثانية عشر ليلاً والتفت للوجوه الواجمة حوله ..
, أغمض عينيه محاولاً تهدأة ذلك الإنهيار الذي حدث داخله .. أو على الأقل يجعله ينهار بصمت دون إحداث صخب يفزع من حوله .. للمرة الأولى يُخطئ توقعه ويخيب ظنه بأحد أبنائه .. وقد كان وجع ذلك عظيماً داخله ..
, شهق زين بدموع عرفت طريقها لعينيه تُعيد له ألمه بعد فرحته وهمس: ه هارون ه هييجي صح ؟
, وقف عمار بجانب حيدر المتجمد مكانه بذهول وهاتفه بيده يتصل به كل ثانية ليجده مُغلق بعدما كان مفتوحاً قبلها .. وكأنه أغلقه ناهياً أي تواصل بينهم ..!
, سار عقرب الدقائق بسرعة لتمرّ الدقائق واحدة تلو الأخرى وبوابة الفيلا مفتوحة بانتظار دخول سيارته عبرها تحمل لهم الفرحة والإطمئنان ومهلته تزيدها له قلوبهم التي تتلهّف للقائه إلا أنه ربما لا يُريد استغلالها ..
, لتمر نصف ساعة أخرى بصمت مسيطر عليهم ليهتف أدهم بصوت مرتجف: أقفلوا البوابة ..
, التفت الحراس ينفذون كلامه ليصرخ زين بقوة: لاااا لا بلاااااش هو هييجي ه هيجي ..
, صرخ أدهم بقوة: أقفلوهااا ..
, نفى زين برأسه ببكاء متجهاً نحوهم: لا عشان خااااطري لاااااا هو هيييجي هو بس اتأخر في السكة عشان زحمة هو هو هيرجععع تلت أيام إيييه اديله أكتر هو برضه عايز وقت هو هيرجع مش هيسبنا يا بابااااا ..
, اقترب سيف منه بسرعة يحتضنه خائفاً من انهياره ليصرخ زين بين أحضانه: قولهم بلااااش يا بابا هارون هييجي هييجي ..
, دمعت عيني سيف ينظر للبوابة التي أُغلقت ليتنفّس بقوة غير مصدقاً بأنه اختار الحياة بعيداً عنهم بهذه السهولة هل هانوا عليه فعلاً !!
, وقفت رحمة بينهم لتبتسم فجأة وكأنها هي من انتصرت: مجاش ؟ ولا هييجي أصلاً أنتوا كنتوا مستنييين سراااب .. هارون باااعكم هو ده اللي عملتوه أبنكم أهو من أول فرصة جاتله سابكم ..
, صرخ سيف بقوة: أخرسيييي أخرسيي غوووري من هنااااا ..
, رمقته رحمة تضم قبضتيها بغضب ليصرخ زين مبتعداً عن سيف: كفاااية بقااا أنتي مبتحسيييش كفااااااية ..
, رحمة: مبحسش ؟ أنتوا برضه زعلانين علي..
, صمتت بألم عندما صفعتها مروة بقوة ناظرة لها بوجه محتقن بكائاً وغضباً: أنتي مش بنتي مش رحمة اللي أنا ولدتها وربيتهاااا .. أنتي مش بنت بطني وكأنك غرييييبة .. عااايزة ساامر ؟ بتبيعي أهلك عشاانه روحييله خديييه قوليله يجي يكتب كتابه عليكي وروحي وارتاحي مننا .. ارتاحي من أخواتك وأهلك اللي معدتيش طايقاهم ..
, رمقتها رحمة بصدمة وكادت تصرخ بها بقوة قبل أن يجذبها أدهم من ذراعها يدفعها للداخل بقسوة: على أوضتك ..
, رمقته بذهول وهو يدفعها بقسوة لم تعتد عليها منه فيما عيناه الزرقاوتين اشتعلتا بقوة مُخيفة لتستدير راكضة للداخل صاعدة درجات السلم بسرعة وأنفاس غاضبة ..
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
السابع عشر

ما رأيكِ بان تتجادلين معي كرجلٍ لرجل ؟
, من غير العادل ان تصرخين وتتحدثين،
, كطفلة غاضبة ..
, وأضعف انا بمُجرد ان تتلعثمين
, من غير العادل ابداً !!
, ٢٤ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في اليوم التالي ..
, جسده مخدّر بالكامل يشعر بألم في جميع مفاصله خاصة مع جلسته تلك الغير مُريحة ..
, تنفّس بقوة وبدأ يشعر بكل شيء حوله .. يجلس فوق كرسي حديدي يداه مُقيّدتان للخلف بإحكام وقدميه تلتصقان بالكرسي بقيود أكثر إحكاماً .. حاول أن يرمش بعينيه ليستشعر تلك العصابة الموضوعة حولها تُشدّد من ضغطها فوق عينيه وحول رأسه مُسببة له الصداع ..
, أخذ نفساً طويلاً متذكراً ماحدث معه وكآبة عميقة داهمت قلبه عندما أدرك خسارته في سباق الوقت الذي ظن نفسه رابحاً به ..
, لا يعلم شعور عائلته الآن ولا خيبة أملهم العميقة ولكنه يستشعرها مؤلمة داخله في أعماق قلبه .. زوى حاجبيه بألم من فكرة تخييبه أملهم وأمل عمه في المركز الأول .. ليس بيده ورغم ذلك يشعر بذنب عظيم لما سيكون قد سبّبه لهم من ألم ووجع وصدمة ..
, ابتلع ريقه متجمّداً مكانه بشرود لتُداهمه موجة أمل مفاجأة تقضي على ألمه .. هو لم يُخيّب ظنهم بإرادته ويعلم أنهم إن سمعوا بما حدث له سينسون كل شيء ويهرعون لنجدته والإطمئنان عليه ..
, ابتسم لتلك الدغدغة التي شعرها في قلبه .. تلك عائلته التي ما إن تنغزه شوكة طفيفة حتى تدمع عيونهم خوفاً وألماً لألمه ..
, سيعود لهم مهما تأخّر ومهما خالف من توقعاتهم .. وقتها سيبقى يعتذر حتى يرضيهم ويلتصق بهم إلى الأبد ..
, زفر بعد لحظات بضيق شاعراً بنفسه كالغبي لا يرى شيئاً لينفض رأسه ويهتف بغيظ متناسياً ما كان يُفكر به:الحيوان أبن الحيوان اللي خطفني يشيل البتاعة دي عن عيني دي مش رجولة على فكرة ..
, تأفّف عندما لم يجد رداً من أحد ليصرخ: طب يا بهايم اللي خاطفيني حد يرد عليا يالي تنشكوا في لسانكوا ..
, زفر بغضب يُحرك رأسه ليهتف: طب بالذوق كده حد فيكم يسترجل ويفكني ٦ نقطة أنتوا يا بهااااايمممممممم..
, هتفت بسرعة مكمّمة فمه: بااس باااس يخربيتك هتفضحنا ..
, ظهرت على وجهه معالم الدهشة وهي تُتابع بحذر: هشلك دي عن عينك بس متزعقش ماشي ؟
, أومأ برأسه بسرعة لتُبعد يدها عن فمه وتفكّ الرباط الأسود عن عينيه .. رمش عدة مرات متعوّداً على الضوء ورفع رأسه ناظراً للفتاة التي تقف أمامه تُراقبه بتردد .. فتاة متوسطة الطول بخصلات بنية مسودة .. هيئتها رقيقة رغم لمحة الغرور والقوة التي تعتلي ملامحها بعيونها الزرقاء المُخضرّة ..
, ابتسم فجأة متمتماً: إيه ده طلعت بنت هي اللي خاطفاني ياسعد السعد يا حظك الحلو يا هارون ..
, زفرت بضيق ناظرة نحوه: أنت مين ..؟
, هارون بذهول: نعم ياختي أمال خاطفاني لييه إيه الغباوة دي أنتي خاطفة حد متعرفيهووش ..؟
, جزّت على أسنانها بغيظ: أنت يابني آدم م تتكلم كويس وفهّمني أنت مين ؟
, هز رأسه هاتفاً بحنق: لا بقا مش لاعب بقا أنا على آخر الزمن أتخطف من واحدة هاوية إيه الشغل ده مشي كنتوا هاتوا واحد خبير وناصح يخطفني بلاش شغل الهواة ده مبحبوش طب واللهي دي عيبة على رجولتي ..
, هتفت به بحدة: ما تخرس ياض بقا متخلينيش أضربك ..
, هارون بصدمة: تضربي مين يابتاعة أنتي أنتي مش عارفة أنا ميين ؟
, صرخت بغيظ: م ده اللي عمالة أحاول أعرفه م تقولي بقا أنت مييين ؟
, هارون بحذر: أومال خاطفاني إزاااي ٣ نقطة؟ إيه ده أوعى تكوني معجبة ..؟
, رمش بعينيه فجأة وتشكّلت ابتسامة على شفتيه ناظراً لها من الأعلى إلى الأسفل بتقييم وهتف: مش بطالة حلوة ونوعي .. طب ما تقولي كده من الأول يابنتي خليتيني أدخل فيكي شمال من لما شوفتك ..
, همست باحتقان: أنت وقح وقليل أدب ..
, هارون: بس برضه وسيم وأنتي معجبة بيا لدرجة خطفتيني بس إيييه الجمدان ده أنا بهنّيكي بجد طريقة حلوة للخطف ولو أنو يعني مكنش ليه لزوم الأكشن ده أنتي بس كنتي قوليلي أجيلك وأنا أجيلك حالاً يا جميل ..
, توسّعت عينيها بغيظ وهتفت: م تحترم نفسك ياض أنا ماسكة نفسي عنك بالعافية ..
, شهق هارون بدهشة ثم غمز باسماً: متمسكيش حاجة وسيبي نفسك ليا أنا أهو مستسلم ومتربط كله علشانك يهون يا حلو أنت ..
, هتفت بغضب وهي تجذبه من ياقته: ياض أخرس بقاا **** يخربيتك على بيتي وحياة أبوك لو سمعت صوتك تاني لاكون ضارباك ..
, هارون بغمزة: أه يا شرس أن ياخطير طب م تيجي تفكيني ونتواجه راجل لراجل طيب ..
, رفعت قبضتها أمام وجهه بغيظ ليتراجع برأسه للخلف هاتفاً: خلاص خلاص عرفنا أن إيدك بيضة وحلوة زيك بس بلاش الشراسة يا بيضة أنتي خليكي كيوت وصاحبة قلب رهيف ..
, تأففت مُتمتمة بحنق بعدة شتائم ليهتف وهو يُراقبها بتعمّن: طب تصدقي مكنتش عارف أن ليا حظ حلوو أووي كده .. عارفة يا٤ نقطة هو أنتي أسمك إيه لامؤاخذة ..؟
,
, همست بغيظ: ريماس ..
, هز رأسه بسعادة: عارفة يا ريماس أنا أول مرة بحب أتخطف ؟ لا لا أساساً دي أول مرة اتخطف بيها ياااه ده الخطف طلع حاجة تووحفااا .. صح هو أنتي تعرفي أسمي ؟
, هتفت بغضب: لااا ..
, هارون بفخر: مش عيب لما واحدة تبقى مُعجبة ومتعرفش أسم الكراش بتاعها .. خلاص ياحلوة متعذبيش نفسك أنا هقولك أسمي هارون ..
, قطبت جبينها تنظر نحوه بضيق وراحة تسلّلت إليها عندما وجدته .. فقد اكتشفت وجود عدة غرف في هذا القبو خاصة بوالدها وبمن يُحضرهم إلى هنا وكم شعرت بالحيرة والقلق عندما دخلت لأول غرفة وجدتها منفصلة عن البقية خائفة من أن لايكون هذا هو الشخص الذي تبحث عنه ..
, كانت ترمقه بجبين مُقطب ليهتف: طب أنتي جايباني هنا ليه طيب عايزة تشقطيني كده بصي يا حلوة متقلقيش أنا اتشقط بسهولة خالص أصلي ولا مرة جربت الجنس اللطيف ده وبصراحة كده دخل دماغي وعاوز أجرب ..
, ضربت كفاً بكف بغيظ: إيه ده أنت مجنون رسمي هو أبويا خاطف مجنون ..
, هارون: إيييه هو مش أنتي اللي خاطفاني ؟
, هتفت بغضب: لأ أبويا ومعرفش خاطفك ليه وأنت معتوه ومختل كده ..
, هارون بريبة: أوعى يكون من إياهم ؟
, ريماس بحيرة: هما ميين ؟
, هارون: يا ميلة بختك يا هاروون يوم م أتخطف أتخطف من بتاع كده وكده وكداااااا ..
, ريماس بغضب: يابني هسسسس الرجالة برا قريبين من الأوضة لو عرفوا أني هنا هنتنفخ ..
, هارون بحذر: طب أنتي جاية هنا ليه طيب ؟
, ريماس بغيظ: كنت جاية أساعدك بس طلعت مجنووون وأكيد أبويا لما يشوفك كده هيسيبك لوحده قدام العباسية مع رسالة إعتذار ليهم ..
, هتف هارون مُضيقاً عينيه بريبة: أوعى تكوني بنت فهد الزيااات ؟
, هزت رأسها بصمت لتتوسع عينيه بصدمة وهمس بغيظ ونحيب: مش بقولك حظي وحش وحشششش أوووي ومهبب أنا عملت إييه بس ياربي علشان يحصلي كل ده ..
, هتفت ريماس تُراقب تغيّر حالته بدهشة: إيه مالك ؟
, هارون بحنق: مليش ..
, ريماس: يابني في إيه بس أنت تحولت ولّا إيه لا حول ولا قوة إلا ب**** ..
, هارون: أتحول إيه ده أنا من كتر الصدمات اللي خدتها على نفوخي الكام يوم دول همووت قريباً بسكتة رئوية حادة .. أووف .. بقولك هو أنتوا أسمكوا الزيات لييه كنتوا تبيعوا زيت بزمانكم يعني ولا حاجة !؟
, ريماس: معرفش ..
, هارون: في حد ميعرش تاريخ عيلته ..؟
, ريماس: يابني إحنا في إيه ولا إييه أنت مش عايز تهرب ؟
, هارون: أهرب ليه لاا مش هارون اللي يهرب أنا بواجه وش لوش مش بخطف زي الستات ..
, ريماس بغضب: ياغبي أبويا هيقتلك ..
, ابتسم هاتفاً: تؤ تؤ يا حلوة لو هيقتلني مكنش خطفني كده ده أنا عندي حاجات توديه ورا الشمس ومحدش يعرف مكانها غيري ..
, ريماس بدهشة: أومال محبستوش ليه ؟
, هارون بسرعة: أنتي بتاخدي مني معلومات يا جاسوسة أجري يابت من هنا مش هارون اللي يتلعب عليه ..
, ريماس بغضب: م تفهم بقا يابني أنا جاية أساعدك ..
, هارون: كل ده مش هيخل عليا حافظهم أنا الكام حركة دول هساعدك ومعاك وبتاع ..
, ريماس: أنت غبي كده إزااي يالا ..؟
, هارون: على فكرة بقا أنتي بتشتميني من لما جيت هنا وأنا ساكتلك عشان بس أنا مؤدّب ومبشتمش ستات ..
, ريماس: أستغفر **** العظييم .. أنت عايز إيه ؟
, هارون: أنتي اللي عايزة ..
, ريماس بجدية: أنا عايزة أساعدك يا هارون ..
, هارون بسخرية: والمقابل ؟
, هتفت بسرعة: أقسم ب**** مفيش مقابل أنا من زمان بحاول أمسك حاجات على أبويا ومش لاقية .. وسمعتهم بخططوا من زمان يقتلوك وكل مرة بيفشلوا .. ده غير أنهم عايزين يئذوا عيلتك علشان يوصلولك ..
, قطب هارون جبينه بحدة هاتفاً: بتقولي إييه ؟
, ريماس بسرعة: ده اللي فهمته .. مش قادرين يوصلولك ومفيش قدامهم غير عيلتك ..
, هارون: بس هما مسكوني أهو ..
, ريماس: يبقى زي م أنت قولت مش هيقتلوك قبل م يعرفوا الحاجات اللي ماسكها عليهم فيين .. ولو مقدروش يعرفوا منك هيفضلوا على خطتهم ويجبروك تقولهم لما يهدّدوك بحد من أهلك .. عشان كده بقولك وجودك هنا خطررر ..
, تنفّس هارون بحدة وغضب ورفع نظره نحوها يتأملها بحذر وريبة .. لاحظت نظراته لتهتف: أقسم ب**** مابكدب ولا بخدعك ..
, هارون: بصي يابنت الناس أنا لا أعرفك ولا أنتي تعرفيني بس اللي عارفه أن أبوكي أبن٣ العلامة النجمية وندل وممكن يعمل أي حاجة علشان مصالحه والصراحة كده مش قادر أثق بيكي بالسرعة دي ..
, ريماس: والحاجات اللي قولتهالك ؟
, هارون: مش ممكن دي خطة من أبوكي علشان أثق فيكي ؟
, ريماس: حقك الصراحة تفكر كده عشان أنا بنته وأول مرة تعرفني .. بس أقسم ب**** وحياة عيون أمي اللي معنديش أغلا منها أني عايزة أساعدك .. أنا عايزة أتخلّص منه ومن قرفه أنا وأمي .. أرجووك صدقني معنديش طريقة تانية غيرك وأنت برضه معندكش غيري ..
, هارون بهدوء بعد تفكير: أنا هثق بيكي بس٣ نقطة أقسم ب**** لو شكيت مجرد شك أنك بتلعبي في ديلك لاكون قاتلك ومش مديكي فرصة تانية .. أنا قادر أخرج من هنا بمعرفتي يعني مش هحتاجك غير تشوفيلي الطريق .. ولو بجد كنتي معايا يبقى أنا وأنتي هنتعاون علشان نوقعه ..
, ريماس بسرعة وفرح: ماشي وأنا موافقة على كل حاجة ..
, هارون: أنتي دخلتي هنا إزاي ؟
, هتفت بهدوء: الرجالة واقفين بعيد عن الأوضة تقريباً فاكرينك لسا متخدر .. وأعتقد مفيش حراسة أووي قدام باب القبو عشان إحنا منشكش بحاجة .. وأنا غافلتهم وجيت هنا ..
, هارون: يابت الغبية أطلعي بسرعة أكيد هييجي حد منه يتفقّدني .. أستني أستني هي الأوضة دي فين ؟
, ريماس: أوضة منفردة في الفيلا تحت الطابق الأرضي في القبو وحوليك بالجناح التاني غرف تانية مقفولة ..
, هارون: يعني لما أطلع من الباب ده هلاقي إيه ؟
, ريناس: بص هتلاقي طرقة طويلة دي مفيهاش غير أوضتك هي دي مليانة حراسة في آخرها لو عرفت تتعامل معاهم هتلاقي في وشك باب القبو مفيهوش حراسة كتير هتخرج منه تلاقي حالاً الباب الخلفي للفيلا .. ده غالبا بكون مقفول ..
, هارون: طب تعالي أرخي الحبل شوية عن إيدي أنا هفضل هنا لغاية م يأمّنوا وبعدين أطلع ..
, ريماس:طب وأنا أعمل إيه ؟
, هارون: أرقصي ياختي وأنا مالي أمشي شوفي أي حتة العبي فيها ..
, ريماس بغضب: م تحترم نفسك يا أخ أنت متنساش أني هنقذك ..
, هارون: ماشي يا ست المنقذة تعالي بقا فكيني وأسمعي الكلام وأطلعي بالراحة٣ نقطة خدي هناا مش قولتي مليان رجالة برا أومال دخلتي إزاي يابت أنتي بتخدعيني ؟
, نفت هاتفة: لا و**** بس استغليت وقت الأكل بتاعهم وأن أبويا مش هنا ف هما هيكونوا متهاونين بشغلهم وعملت نفسي بندهلهم ياكلوا وبطلع السلالم بس أنا جريت علی هنا قبل م ياخدوا بالهم بعد م سرقت المفاتيح ..
, قطب جبينه بدهشة وهتف: بت أنتي شغالة إيه حرامية ؟
, ضحكت هاتفة بفخر: معاك الأستاذة المحامية ريماس الزيات أشطر محامية فيكي يامصر والبلدان المجاورة ..
, همس بسخرية: محامية أممم ما تقولي كده محامية حرامية يعني ..
, رمقته بغضب: مش قولنا احترم نفسك مش كلهم نصّابين وحرامية كده في منهم ولاد حلال زيي ..
, لوى هارون فمه بامتعاض وهتف: طب يلا يابت أستغلّي مواهب الإحتيال والنصب بتاعتك وأطلعي ..
, ريماس: هتقدر تفتح الباب أسبلك المفاتيح ؟
, هارون بغضب: بت أنتي كده بتهينيني بقا أناا هاروون باشا بذات نفسه هيصعب عليا حتة قفل صغنن زي ده ..
, ريماس: ماشي خد دي ..
, سحبت مشبك شعر رفيع من خصلاتها ووضعته بيده هاتفة: أفتح الباب فيه لو ممعكش واحد وأنا هرجّعلهم مفاتيحهم بالراحة .. هتأكد من الباب الخلفي أنه مفتوح ..
, هز رأسه بسرعة وابتسامة مُعجبة وهمس غامزاً: طب تصدقي يا حلوة أنتي أنك دااهية .. تعالي بقا أرخي الحبل عن إيدي ياست البنات ..
, ابتسمت متحمحة بخجل من كلماته واقتربت تُرخي الحبل عن قبضتيه بخفة ليهتف ناظراً نحوها: متنسينيش هاا لما أطلع من هنا يا رورو ده أنا ارتحتلك أووي ..
, ريماس بغيظ: يابني أنت في إيه ولا إيه ..
, هارون: فيك أنت ياجميل .. بقولك إيه هو المطبخ قريب من هنا شامم ريحة ملوخية ..
, ريماس بغضب: إييه متقوليش هتعدي على المطبخ وأنت طالع ..؟
, هارون: لا لا هو أنا فااضي أنا عندي هريبة لازم ألحقها أساساً أنا مباكلش في بيوت غريبة مش متعوّد غير على الطبخ عندنا ..
, زفرت بضيق هامسة: ماشي ياخويا يلا بقا أنا خارجة خلي بالك من نفسك ..
, رمقها وهي تتجه نحو الباب ليبتلع ريقه هامساً: خلي بالك أنتي من نفسك ياست البنات طب و**** أنك طلعتي جدعة وراااجل من ضهر ست ..
, رمقته بغيظ ليهتف بدهشة: إييه أبوكي مش راجل عايزاني أقولك إيه يعني ..؟
, ريماس بغضب: ده اأنت واد غبي ..
, هارون: واد ؟ ماعلينا عشانك بس يا جميل أنت هبقى واد ..
, زفرت بضيق وعادت تقترب منه تُمسك عصابة العين السوداء لتلفّها حول رأسه ليزفر هو بغيظ متمتماً: مش هقدر أشوفك كده يا قاسية ..
, تركته بغيظ مُبتعدة عنه بعدما ألقت عليه نظرة قلقة ليزفر هو بعدما خرجت مُبتسماً بدهشة من نفسه ..
, تنهد وابتسم فجأة هاتفاً: ست بنات إيه ياهارون هو أنت تعرف بنات علشان تقول أنها ستهم ..
, تنهد مُغمضاً عينيه باسترخاء وكأنه يجلس على القهوة ولا ينقصه سوى كوب شاي كبير وأرجيلة ..
, ٣٠ العلامة النجمية
, قال أحدهم ، أن الفقدان لا يؤلم . ثم بكى! 🌻
, ٢٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في الفيلا ..
, جلس زين فوق سريره يتكئ بظهره على حافته يضمّ قدميه لصدره ويهز جسده بحركة رتيبة للأمام والخلف بشرود ..
, فتح باب الغرفة ليدخل منه عمار ناظراً نحوه بألم واقترب جالساً بجانبه: زين بابا بقولك تنزل علشان الفطار ..
, لم يُجبه زين بل ربما لم يسمعه فقد كان شارداً أمامه بوجع عميق في قلبه .. لا يعلم لمَ اسودّت الدنيا في عينيه فجأة وكأنّ هارون كان نورها ..
, ولا يعلم من أين سيأتي بأعذار له .. كيف سيخلق بعد الآن تلك الأعذار الواهية التي كان سابقاً يزرعها عميقاً في قلبه بتشبّث ..
, هتف عمار يهزه: زيين بابا متعصب أووي وقال الكل لازم ينزل عشان خاطري أنزل كُل بس شوية وبعدين أرجع ..
, رمقه زين بصمت عدة لحظات وهتف: سبني بحالي وقوله مش نازل ..
, عمار برجاء: زين عشان خاطري بلاش تخلي بابا يزعل منك ..
, فُتح باب الغرفة ليلتفت عمار لمن دخل: عمو مش راضي ينزل ..
, اقترب سيف منهم وهتف: أنزل يا عمار ..
, زم عمار شفتيه بحزن والتفت خارجاً من الغرفة ليقترب سيف من السرير جالساً بجانب زين والذي تعلّقت عيونه بوالده وتجمعت دموعه داخلها ..
, هتف سيف ناظراً نحوه بملامح متعبة تُخفي الألم: مش راضي تنزل ليه ؟
, همس زين بصوت متحشرج: و وهارون ؟
, سيف: ماله ؟
, زين: مرجعش ليييه ؟ مش كان زمانه دلوقتي قاعد بيفطر معانا زي زمان ؟
, ابتسم سيف ببهوت وهمس: أه بس هو مجاش ..
, صرخ زين بقهر: ليييه ؟
, رمقه سيف بصمت ليتمسك زين بملابس والده: مرجعش ليه هو مش عايزنا ؟ ط طب أهله الحقيقيين أنتوا قولتوا أنهم ماتوا ي يعني مش هيكون اختارهم أومال هو فيين ؟
, أمسك سيف وجه زين المرتجف بيديه يمسح دموعه بألم وهتف: وأنت فاكره مش هيختارنا إحنا ؟
, زين ببكاء: بس هو سابنا يا بابااا ..
, هتف سيف بجمود: الغايب عذره معاه ..
, زين: بس ع عمو أدهم ..
, سيف: أدهم أكتر واحد توجع من اللي حصل ومتفكرش التلت أيام دول لو عدوا هتتقطع علاقتنا بهارون .. لو عدى العمر كله هارون مكانه هناا ومحدش يقدر يمنعه ..
, رمش زين مبتلعاً ريقه: ي يعني يعني عمو أدهم م مش هيطرده لو هو رجع تاني ؟
, ابتسم سيف بدهشة: وأنت شايف أدهم قاسي كده ؟ مشوفتش وجعه وصدمته مبارح ؟ مبتعرفش أن هارون أبنه قبل مايكون أبني ؟
, تمسّك زين بيدي سيف التي مازالت تحيط بوجهه بأمل: يعني ه هو هيرجع لسا هيرجع ؟
, أومأ سيف بسرعة وشيء داخله يُخبره بصحة كلامه رغم ذلك القلق والخوف الذي يوازيه: أه .. مش ممكن تلت أيام مش كفاية عليه ؟ مش ممكن حصل حاجة معاه أخرته ؟ مش لازم إحنا نثق فيه أكتر من كده ؟ لو هو سابنا سنين أانا أنا هفضل واثق فيه للنهاية لأنه أبني ..
, صمت زين ينظر إليه بأمل ليهتف سيف بضحك: يا سيدي لما يرجع خليه هو يعيط زي ما خلاك تعيط كل الوقت ده ..
, ده أنا مخبيله عقاب هيخليه يندم أنه رجع ..
, ابتسم زين من بين دموعه واقترب من سيف يحتضنه بقوة وأمل فيما ربت سيف على ظهره ينظر للفراغ بشرود وألم كبير ..
, أبعده عنه هاتفاً: يلا أغسل وشك وتعالى ننزل عشان نفطر مش عايز تبان أنك زعلان كده زين خليك قوي طيب عشاني ..
, أومأ زين برأسه ماسحاً دموعه بقوة واتجه نحو الحمام ليخرج بعد لحظات يرى سيف مازال بانتظاره ..
, نزلا سوياً درجات السلم حتى أنضموا لباقي العائلة المتجمعة بصمت غريب حول مائدة الإفطار ..
, جلس زين مكانه وبدأ سريعاً في الأكل وكأن لا شيء ينغّص حياته ليراقبه سيف بابتسامة يخفي وجعه وخوفه بها ..
, راقبتهم رحمة بطرف عينيها لتضم قبضتها بغيظ .. تعلم بأنهم مازالوا يثقون به ولا تدري لم هي أيضاً تثق به ..
, وتلك الثقة تزيدها غضباً خاصة مع تعاملهم معها والذي بات غريباً مُنفراً .. لم لا أحد يثق بها مثلهم أو حتى يثقون بسامر الذي لم يُعاملهم بقسوة إلا عندما وجد قسوتهم تجاهه ..
, رفعت نظراتها نحو حمزة الذي يتكلم بخفوت مع مهرة الجالسة بجانبه ليزداد غضبها وحقدها أكثر .. للمرة الأولى يتصرّف وكأنه لم يرَ شيئاً .. لم يَهدئ والدتها ووالدها وحتى عمها .. نظر لها وكأنه فرح بما يأتيها منهم ..
, زفرت بقوة وحدة وهتفت: إيه مالكم ساكتين كده ليه ما اللي حصل كان لازم تتوقعوه من البداية ..
, هتفت مروة بحدة: كلي وأنتي ساكتة محدش وجّهلك كلام ..
, رمقتها رحمة بنظرة فارغة وهتفت: بتحسّسيني وكأني أنا اللي مش بنتك ..
, هتفت مروة بحدة: أنتم كلكم ولادي وأولكم هاروون .. بس اللي غلط بيتحاسب مش هطبطب عليه وأقوله معلش ..
, رحمة بسخرية: ومين هنا اللي غلط واستهزأ فيكم مش أبنك هارون ؟
, هتف أدهم بحدة: وحسابه أنتي ملكيش فيه يا رحمة هانم إحنا اللي نتصرف ..
, التفتت رحمة نحوه ليرمقها أدهم بنظرة حادة وهتف بحزم: أسم هارون ميتذكرش هناا تااني ..
, رمقه الجميع بصدمة ليهتف: لو هو رجع يبقى نشوف هنعمل إيه ومن هنا لغاية ما يقرّر حضرتك يرجع مش عايز كلام عنه ..
, هتفت رحمة: يعني حضراتكم هتستقبلوه برضه عادي كده ؟
, التفت أدهم نحوها هاتفاً بصرامة: مظنش أني قولت أنسووه وكأنه مش أخوكم .. أنا قولت أسمه ميتذكرش مش عايز كلام ووجع تاني .. وبالنسبة نستقبله أو لأ ف دي حاجة تخصنا مش تخصك أنتي وأنا معرفش أن العيلة تقدر تطرد حد من عيالها مهما كان جرمه ..
, ترك مائدة الطعام هاتفاً: خلصوا والكل على شغله وأنتوا على الكلية مش عايز حد يفضل هنا من غير شغل .. فاهم يا زين ؟
, رفع زين نظراته نحوه وقد كان توقف عن طعامه منذ بدء حديث رحمة ليرمقه بعيون لامعة شاعراً الآن بصدق حديث والده وبوجعه الذي يخفيه فيما دق قلبه بعنف وأمل لفكرة رجوعه واستقباله ليهتف: فاهم يا عمو أنا همشي أهو ..
, نهض عن جلسته سريعاً واقترب منه يعانقه بسرعة وكأنه يُريد التخفيف عنه .. ابتسم وقبل وجنته هامساً في أذنه: أنت أحسن أب في الدنيا ..
, رمقه أدهم بجمود يمنع ابتسامة خافتة من الظهور على شفتيه ليتجه زين خارج الفيلا بسرعة ..
, نكز حيدر عمار الجالس قربه فوق كرسي هارون سابقاً ليلتفت عمار نحوه بتساؤل: إيه ؟
, رمقه حيدر بغضب وهمس: مش ناوي حضرتك تروح معاه ولا إيه ؟
, عمار: هو مين ؟
, حيدر: تتنيل ع الكلية ..
, عمار بضيق: ما هو خلّص أكل أنا لسا ..
, حيدر: أبقى أطفح حاجة في الكلية قوم يلا ..
, عمار: مش عااايز كل يوم كلية كل يوووم أنا زهقت ..
, رمقه حيدر بغيظ ونهض معدلاً ملابسه ليجذبه من ذراعه بقوة: سفرة دايمة عن أذنكم يا جماعة .. عايز مني حاجة يا بابا ؟
, هتف أدهم بهدوء: سلامتك خلي بالك كويس ولو حصل حاجة في الشغل كلمني .. عارف بقى ضغط عليك أووي بس أنت قدها ..
, ابتسم حيدر مقترباً منه يقبل رأسه ليلتفت نحو عمار الذي عاد ليجلس مكانه ليهتف: قوم يا زفت ..
, عمار: يا بابا أنا باكل يا بابااا ..
, أدهم: أبقى هات حاجة في الكلية أطفحها ..
, رمقه عمار بدهشة من تلك الجملة نفسها التي تفوّه بها ليزفر بغيظ تاركاً طعامه: دي مش عيشة بقااا حتى الأكل ممنوع ..
, ابتسم أدهم هاتفاً: قوم ياض يافاشل و**** أنت بتذكرني بحد هنا ..
, سيف: كل اللي بيعمله عمار بذكرنا بمصطفى ..
, مصطفى بسخرية: يا راااجل شوف مين بيتكلم ..
, هتف حيدر بنفاد صبر: يلا يا عماار قدامي ..
, أزاح عمار كرسيه يتمتم بغيظ والتفت نحو ليلى هاتفاً: ليكي الجنة يا ماما ..
, ابتسمت بخفوت تراقبه يخرج بغيظ يلحق به حيدر الذي يدفعه أمامه بغضب ..
, نهضت رحمة بعدها ناظرة نحوهم لتمسك حقيبتها مشددة عليها بغيظ من تجاهلهم لها .. زاد حقدها داخلها من تعاملهم ذاك .. هارون يفعل ما يحلو له وفي النهاية تُخلق له أعذار من تحت الأرض أما هي فلا ..
, زفرت بحدة خارجة من الفيلا تُلاحقها عيني حمزة المعاتبة ..
, هتفت ليلى بعد لحظات: تسنيم جاية النهاردة وجاي معاها أبن عمتها ..
, هتفت عبير بابتسامة: و**** البنت دي حبيتها لطيفة خالص ..
, ليلى: أه شبهك ونهايتها على إيد حيدر زيك ..
, ضحكت عبير ناظرة لمصطفى ترمش بعينيها باستفزاز هاتفة: هو اللي كانت نهايته على إيديا إييه نسيتوا لما كان يلحقني في كل حتة عايز يتجوزني وأنا عاملة نفسي مش فاهمة ..
, رمقها مصطفى بغيظ ليهتف ربيع: إحنا عارفين القصة بالعكس يا ماما ..
, عبير: بس يا ولد شكلك كده سامعها من أبوك أسمعها مني وهتشوف ..
, اتجه أدهم مُبتعداً عنهم نحو مكتبه .. ليغلق الباب خلفه ويتجه جالساً فوق مقعده بشرود ..
, تعالى رنين هاتفه ليجيب: أيوه عرفت حاجة ؟
, هتف الرجل بهدوء: عربيته قدام الشقة يا باشا ..
, أدهم: وهو ؟
, الرجل: الصراحة منعرفش العربية مركونة من مبارح كالعادة يعني ومحدش شافه نزل ..
, ضم أدهم قبضتيه بقوة وأغلق الهاتف سريعاً ناظراً أمامه بشرود وصدمة ..
, هل يُعقل مازال في شقته عازلاً نفسه كالعادة ؟ أم أن فعلاً شيئاً ما قد منعه ..؟؟
, مسح خصلاته بعنف متنهداً بحرارة بملامح مرهقة من كثرة التفكير ..
, ٣١ العلامة النجمية
, أتفهمين ماذا يعني أن تكونين أنتي اليقين الوحيد لشخصٍ امتلأت حياته بالإحتمالات ..!؟
, ٢٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في فيلا فهد الزيات ..
, دخل أحد الرجال الغرفة ناظراً لهارون الذي أرخى رأسه فوق صدره مُدعياً النوم ..
, استدار الرجل نحو الباب ليُخرج هارون يديه خلف ظهره من الحبال التي كانت تقيّدها ورفع قدميه والتي أرخى الحبال عنها مُسبقاً ساحباً العصابة عن عينيه بخفة ..
, لمح الرجل يفتح الباب خارجاً ليهبّ عن كرسيه بسرعة يكتفه بقوة واضعاً إحدى يديه فوق فمه يُكممه بإحكام ويدخل الغرفة بسرعة ضاغطاً بيده الأخری جانب عنقه فوق ذاك الشريان النابض ليضغط عليه بطريقة معينة سبّبت إغماء الرجل سريعاً مُستسلماً ..
, سحب هارون سلاح الرجل يضعه في خصره وجرّه فوق الأرضية يُبعده عن الباب ..
, وقف خلف الباب الموارب منتظراً .. عدة دقائق ليدخل شخص آخر بجبين مقطب مُستغرباً من تأخر صديقه ..
, رفع سلاحه بسرعة حالما لمح الكرسي الفارغ وقبل أن يصرخ كان سلاح هارون يلتصق برأسه من الخلف هاتفاً: هشش مش عايز صوت لو سمحت عايز أخرج بهدوء ..
, حاول الرجل الإلتفات بسلاحه ليتلقى بكمة قاسية أطاحت به أرضاً وجثى هارون فوقه مُكمّماً فمه مكيلاً له لكمات أخرى سببت في إغمائه ..
, نهض هارون يلهث ونظر حوله بغيظ: مش هنفضل نتصيّد كده بقا ..
, اقترب من الباب يمد رأسه بحذر .. توسّعت عينيه لعدد الرجال خارجاً وعاد يُدخله سريعاً بولولة: يا لهوووي يا مرارك يا هارون دول هيقتلوك ويقطعوك حتت صغننة قد كده ..
, هزّ قدمه بتوتر منتظراً عدة دقائق أخرى ولكن لم يأتِ أحد .. قطب جبينه بدهشة هل يُعقل لم ينتبهوا لما حدث بصديقيهم ..!؟
, وجد نفسه فجأۃ يعود ويمد رأسه من الباب هاتفاً باستغراب: أنت يا ولا منك له مش تسألوا عن زمايلكم طيب !!
, توسّعت عيون الرجال يُحدقون به بصدمة ليرمش هو بعينيه متراجعاً للغرفة وأغلق الباب سريعاً بإحكام قبل وصولهم صارخاً: لا و**** محدش هيدخل فيكم هي سايبة ..
, تعالى الطرق على الباب من الخارج وصرخات الرجال .. ليحتدّ الطرق أكثر وكأنهم يضربون الباب بأسلحتهم بعنف ..
, وهارون يصرخ من الداخل: مش عيب عليكم أنت وهو وهو وهو البيوت ليها حرمة يا قليلين الأدب ..
, زم شفتيه ناظراً للباب بحذر متأكداً بأنهم لن يُخاطروا ويقتلوه بهذه السهولة ..
, سحب سلاح الرجل الآخر ومده عبر الباب ليُطلق الرصاص في نفس المنطقة حتى أحدث ثقباً به مُصيباً عدد من الرجال في الخارج ..
, تراجع الرجال للخلف وهو يُطلق النار بعشوائية كلما سمع اقتراب أحدهم ليهتف بغيظ: ما تقربوا كلكم طيب دلوقتي بقيتوا بتحبوا الدور ومُنظّمين أوي .. كده الرصاص اللي عندي هيخلص منكم لله .. بقولكم حد فيكم عنده مخزن زيادة يديهولي ان شاء **** تتستروا ..
, تراجع للخلف بقوة عندما كاد الباب يصطدم به ليرفع سلاحه بوجه الرجال الذين دخلوا يُحاولون الإمساك به بدون قتله ..
, أطلق النيران عليهم بعشوائية حتى استطاع اختراقهم ليخرج عبر الممر الطويل راكضاً بسرعة كما أخبرته ريماس حتى وصل لباب القبو ليخرج منه سريعاً بأنفاس لاهثة ليصل للباب الخلفي المفتوح ..
, خرج ليجد نفسه في حديقة الفيلا واستمع لصوت مذهول غاضب يصرخ: أمسكوووه يا بهاايم متخلوهوش يهرب ..
, التفتت ريماس حولها بقلب نابض بخوف وهي ترى عايد قد جُن جنونه ساحباً سلاحه ناوياً إطلاق النار عليه ..
, صرخت بفزع قاذفة باتجاهه تحفة من الفخار لتُصيبه بقوة حتى تأوه ألماً والتفت نحوها بذهول ..
, ابتعدت من أمامه بسرعة خارجة للحديقة راكضة بخطوات متعثرة نحو هارون الذي احتمى بأحد الأعمدة الموجودة مطلقاً النار محاولاً إفساح الطريق أمامه ..
, توقف إطلاق النار من الرجال عندما ظهرت هي أمامهم تدّعي الشجاعة ولكن داخلها يرتجف ..
, قطب هارون جبينه بغضب: يابنت العبيطة يا هبلة بتعملي إيه ؟
, التفتت نحوه بارتجاف وركضت بأحد الإتجاهات مبتعدة عنه ليُلاحقها هو بدهشة ..
, عادت صرخات عايد تتعالى وهذه المرة آمراً بقتله .. ليتراجع هارون محتمياً بعامود آخر لاهثاً بقوة بعدما فرغت أسلحته من الرصاص ..
, اقتربت منه سيارة سوداء كبيرة حتى كادت تدهسه لتتوقف في آخر لحظة ويجد ريماس تصرخ من داخلها: أطلع بسرعة ..
, أسرع هارون يفتح الباب الجانبي ويستقلّها بسرعة لتتراجع هي بالسيارة للخلف سريعاً وتعود لتتقدّم بقوة خابطة في العامود الحجري العريض ..
, رمقها هارون بغيظ وأمسكها من ملابسها يسحبها بعنف: أبعدي يا هبلة مبتعرفيش تسوقي بتسترجلي ليييه ..
, رمقته مبتلعة ريقها بارتجاف فربما لم تعتد على أصوات الرصاص تلك ..
, زفر هاتفاً: تعالي أقعدي مكاني بسرعة أنا هسوق ..
, توترت تنظر إليه بخوف ليسحبها بقوة من المقعد وجلس مكانها مُديراً السيارة بسرعة متجهاً لبوابة الفيلا فيما هي تصرخ بخوف: بسرعة بسرررعة سوق كويس هناااك يابني راايح فيين الباب من هنااااك ..
, هارون بصراخ: معلش أصلي نسيت خارطة بيتكم خااالص اتكتمي يابت مش ناقصني خلفة فهد الهبلة ..
, التفتت حولها تنظر لعايد الذي يرمقها بتهديد رافعاً سلاحه وهو يطلق النار نحو السيارة وهارون ينطلق بها بسرعة هائلة متجهاً نحو البوابة الكبيرة ..
, فتحت درج السيارة لتجد أحد الأسلحة داخلها .. زفرت متنفّسة بقوة تُعده للإطلاق والتفتت للخلف تُطلق بسرعة وفوضوية نحو الرجال الذين يُوجّهون أسلحتهم وقد اخترقت رصاصاتهم جسم السيارة بقوة ..
, رمقها هارون بدهشة حتى خرجت سيارته من بوابة الفيلا سائراً في الشارع الواسع أمامها بسرعة كبيرة وهي مازالت تُطلق النيران بعشوائية ليصرخ: بس بقاااا بتضربي مييين الهوااا ؟
, رمشت بعينيها ناظرة حولها لتنهار سريعاً فوق كرسيها واضعة يدها على قلبها تُهدئه فيما سلاحها سقط في أرضية السيارة بعدما فقدت قدرتها على إمساكه ..
, زاد هارون السرعة وهو يهتف: أنتي جيتي معايااا ليييه مكانش لازم تعملي كده ..
, ريماس: أومال أسيبهم يقتلوووك ..
, هارون: ويقتلوني أنتي مااالك بت أوعى تكوني عينك مني هااا ..
, صرخت بغيظ: عيني منك ليييه ياخوياااا بقا ..
, هارون: يعني واد وسيم حليوة ومعندوش عيلة طمعانة فيا يعني ..
, رمقته بغيظ لتتوسع عينيها بصدمة ناظرة خلفها بعدما عادت طلقات الرصاص تخترق سيارتهم ..
, صرخت بفزع وانحنت تحتمي بالمقعد محاوطة رأسها بيديها: بيلحقوونا ده عااايد الكلللب ..
, راوغ هارون بسيارته متفادياً الرصاصات الغزيرة ناظراً لتلك السيارات في المرآة والتفت لتلك التي بدأت تلطم وجهها مذعورة قربه ..
, زم شفتيه متمتماً: كلهم بيجروا ورايا حتى أنتي كلكم معجبييين ..
, صرخت بخوف: يابني أنت إيييه دول هيقتلونااا ..
, هارون: وأنا مااالي مش أنتي اللي دبستي نفسك معايااا كان لحالي أحلالي ..
, صرخت تضرب كتفه بغضب وخوف: أنا الحق علياااا أنا الهبلة .. أتفضل أعمل حاجة يا سيادة الظابط ..
, رمقها بنظرة عابرة يمنع نفسه من رفسها والتفت نحو الطريق أمامه مقطباً جبينه بقلق ومحاولاً تفادي السيارات المسرعة حوله ..
, نظر بعد لحظات للمرآة بعدما توقفت أصوات الرصاص حوله فجأۃ .. قطب جبينه بعنف وتوقف بالسيارة بقوة ناظراً للخلف بعدما اختفت السيارات من خلفهم وكأن أحدهم قد اعترض طريقها ..!
, التفتت ريماس تنظر للخلف هي الأخرى وهتفت بدهشة: هما راحوا فين ؟
, ضيّق هارون عينيه يتنفس بقوة ليعود ويُدير محرك السيارة منطلقاً بها بسرعة شديدة لتهتف ريماس: أنت رايح فييين نزلني ..
, هارون: تنزلي فييين أنتي لو رجعتي هيقتلوكي ..
, توسّعت عينيها بصدمة وهتفت: ل لأ مستحييل ..
, رمقها بحدة وزفر بقوة هاتفاً: أسكتي دلوقتي لما أشوف هنعمل فيكي إيه ..
, صرخت بحدة: أنت مجنووون يالا تعمل إيييه ده أنا ساعدتك ..
, صرخ هارون ضارباً المقود أمامه بغضب: وأنتي مييين اللي قالك تساعديني أنتي اللي حشرتي نفسك بينااا يبقى أخرسي دلوقتي وخليني أعرف أفكر ..
, صمتت بارتجاف من صرخته الغاضبة ونظرت أمامها بعيون دامعة: أانا عملت إيييه كله منك كله بسببك ده أنا حياااتي اتدمّرت كده خلااص أهلي وشغلي وكل حاااجة ..
, لوى هارون فمه ساخراً: الكل بقولي مشاكل حياته على أساس أن أنا قاعد في المالديف أستمتع بأشعة الشمس الدافئة وبشرب عصير مانجا بشاليمواه ..
, رمقته بعيون هائجة وهتفت بغضب: أنت بتقول إيه يا مجنون أنت ..
, زفر بصوت حاد مزيداً من سرعة السيارة لتجلس هي تراقب الطريق بخوف وقلق ..
, بعد مدة من الوقت ..
, كانت تقف بجانبه متمسّكة بذراعه بقوة وخوف ليتأفف هو بغيظ محاولاً سحب ذراعه منه: في إييه يابت أنتي متبقيش خرعة كده ..
, ابتلعت ريقها ناظرة لذلك الذي يجلس أمامهم خلف مكتبه .. يرتدي بدلة رسمية ويبدو ذو هيبة واضحة ووقار ..
, هتف العميد ووقف عن كرسيه بقلق: يعني البنت دي تبقى بنت فهد الزيات ؟
, هارون: أه هي شبهه مش كده بس هي أحلا ..
, رمقه العميد بغيظ ليهتف: أنتي ساعدتي هارون ليه ..؟
, هارون: أصلها يافندم شافتني حليوة وبعينين سودا جميلة وباين كده طمعت بقصة حياتي الذاخرة بالمفاجآت ..
, هتف العميد بغضب: أنا بسألها هي يابني آدم أنت ..
, زمّ هارون شفتيه والتفت نحوها بحنق: أتفضلي جاوبي إيه القطة كلت لسانك دلوقتي ..
, رمشت بعينيها هاتفة بتلعثم: أانا أنا كنت عارفة أن أبويا هيخطفه وعارفة عن شغله أنا أساساً كنت بدوّر وراه بس مش لاقية دليل على أعماله دي ..
, ضيّق العميد عيناه بحذر لتتابع: ماما برضه عارف كل حااجة وهي عارفة هارون أصلاً ..
, هارون: يا كدااابة دي بتكدب يافندم وأنا هعرف مامتها منين ؟
, هتفت مندفعة بغيظ: لأ مش بكدب هي عارفاك من لما كنت بيبي صغنن ..
, هارون: كنت إيه ياختي يافندم دي بتستعبط شكلها فقدت عقلها ..
, العميد: و**** ده العادي مين ميفقدش عقله بعد مايعرفك ..
, هارون بثقة: متشكر يافندم .. شوفتي يابنتي بحبني أوي ..
, ريماس بسخرية: أه ماهو باين ..
, هتف العميد بصرامة: أقعدوا هتحكولي كل حاجة بالتفصيل من البداية علشان نعرف هنعمل إيه ..
, جلس هارون فوق أحد المقاعد الجلدية لتجلس ريماس مقابلاً له ليهتف العميد: أتفضلي يا آنسة ريماس ..
, هتف هارون بسرعة: لا أنا الأول اشمعنا ريماس ..
, رمقه العميد بغيظ لتهتف ريماس: أنت بتغير مني على إيييه مش شايفني واقعة بمصيبة قد كده ..
, هارون: ما أنا برضه ماشي في الشارع والناس عماله تلم في مصايبي اللي بتنقط من ورايا ..
, العميد: حد فيكم يتكلم بقا قولي يا آنسة أنتي تعرفي هارون منين ..
, هارون: الشهرة يافندم وما أدراك ما الشهرة ..
, أغمض العميد عينيه بغضب لتهتف ريماس: ماما كانت عارفاه ..
, هارون بانفعال: لسا بتكدب ..
, ريماس: أهو أنت الكدااب والحق على أميي أني ساعدتك كان لازم أسيبهم عليك ياكلوك ..
, هتف هارون بسخرية: ما هما رجالة أبوكي مش حد غريب يا حلوة أنتي ..
, العميد بصراخ: مامتك عارفاه منيييين ؟
, ريماس بفزع: كانت كانت عارفة أهله ..
, رفع هارون يده أمامها بسرعة: وقفة هنا دقيقة بس وسؤال يطرح نفسه : أهلي مين بالظبط ؟!
, جزّت على أسنانها بضيق ليهتف العميد بحدة: ممكن نتكلم جد بقا ونحاول نسبقهم بخطوة قبل ما هما يعملوا حاجة ..
, زفرت ريماس بقلق وبدأت تسرد عليهم كل ماتعرفه من والدتها حتى لحظة بحثها عن هارون في ذلك القبو الخاص بوالدها ليُتابع هارون راوياً ماحدث معهم ..
, تراجع العميد بظهره ليقتحم المكتب فريد مندفعاً نحو هارون بلهفة: هارون أنت كويس حصلك إيه ..؟
, عانقه بقوة ليبتسم هارون مربتاً على كتفه: كويس متقلقش أنت عملت إيه في المهمة ..؟
, فريد: سيبك مني دلوقتي إيه اللي حصل كنت فين أنت مروحتش فيلا عيلتك ؟
, قطب هارون جبينه وتغيّرت معالم وجهه سريعاً متمتماً: لأ ..
, هتف العميد بهدوء: فهد قدر يوصلّه مبارح وهارون هرب النهاردة مع ريماس بنت فهد ..
, فريد بدهشة: نعم بنته إيه إزااي ..؟
, هتفت ريماس بغضب: أنتوا محسّسيني أني لازم أبقى شريرة ليييه ..؟
, رمقها فريد بحذر ليهتف العميد: إحنا دلوقتي ريماس بقت في عهدتنا ولازم نحميها ..
, قطبت ريماس جبينها بقلق: يعني إيه يا فندم أنا مش هرجع لبيتي ؟
, هارون: لأ ياحلوة مش هترجعي ولو رجعتي أبقي فكريني أبعت معاكي كياس سودا علشان يحطوكي بيها ..
, رمقته بخوف هاتفة: يعني إيه ..؟
, هتف العميد بجدية: أنتوا قولتولي أبن عمك عايد ده ضرب عليكم نار ومش هامه أنك كنتي معاه .. تقريباً رجوعك ليهم خطر عليكي خاصة بعد ما هرّبتيه وهيفتكروا أنك عارفة مكانه أو ممكن يفكروا رجوعك ليهم خطة منه ..
, هتف فريد: عندك حق يافندم هي مش لازم ترجع لغاية مانلاقي طريقة نمسك بيها فهد ده ..
, ابتلعت ريقها ناظرة لهارون واهتزت عينيها بقلق وكأنها الآن أدركت حجم المصيبة التي أقحمت نفسها بها بكل تهوّر ..
, حلّ الصمت عليهم للحظات ليهتف العميد: هارون ريماس هتفضل معاك وأنت المسؤول عن حمايتها ..
, رفع هارون حاجبيه بدهشة: نعم ؟ ده اللي هو إزاي ؟
, هتف العميد: زي ماهي ساعدتك وأنقذتك دورك بقا ..
, هارون بصدمة: إحنا هنلعب ولّا إيه ؟
, هنف العميد بحدة: أنتبه لكلامك يا سيادة الرائد إحنا بقينا بوضع حساس فهد هيزيد توحّشه أكتر خاصة مع خيانة بنته ومساعدتها ليك وممكن برضه يفتكر أنك هدّدتها منعرفش خطوته الجاية إيه لازم ناخد إحتياطنا كويس ..
, هتف هارون بغيظ: وأعمل فيها إيه دي مش فاهم هتفضل معايا إزاي وفين ؟
, حكّ العميد ذقنه بتفكير ليهتف بعد لحظات: أتجوزها ..
, صرخ هارون بصدمة: نعم يا خويااا ..؟
, تراجه العميد للخلف صارخاً: ثابت يا سيادة الرائد ..
, هتفت ريماس بذهول: ثابت إيه وزفت إيه يتجوز مين لا مؤاخدة ..؟
, هتف العميد بحدة: أنتي هتفضلي معااه المدة دي منعرفش ممكن شهر اتنين سنة **** أعلم لازم يبقى عندنا حاجة نلوي دراع فهد بيها وميقدرش يقربلك ده ممكن يتهم هارون بتهديدك أو خطفك وكده مش في صالحنا وهيئذينا أكتر .. ع القليلة لازم يقدر هارون يتدخّل ويحميكي منه ويكون ليه حكم عليكي ومفيش طريقة لده كله غير أنه يتجوّزك ..
, هتف هارون مُشيراً لنفسه: هارون اللي هو أنااا ؟
, هتف العميد بغضب: أومال أبويااا ؟
, عاد هارون ليُشير لنفسه ناهضاً عن كرسيه: أناا أتجوز البتاعة دي ؟
, قفزت ريماس عن كرسيها تجذبه من ملابسه: ياض أنت و**** مستحلفالك من لما شوفتك ..
, أبعدها هارون عنه بسرعة مُشيحاً بيده وكأنه يبعد قطة عن طريقه: أوعى كده أووعى قال أتجوزك قال ..
, العميد بحدة: مفيش حل تاااني وده مش مجرّد إقتراح ده أمر ..
, هارون بسخرية: وأقولهم عندي في البيت إيه لما يشوفوني ماسك إيدها وداخل معلش شوفتها في الطريق مقدرتش أستنى قومت اتجوزتها .. أحب أعرفكم مراتي وحب حياتي وعشرة ساعتين ..؟
, صرخت ريماس بغيظ: وميين قااال أني هوافق أتجوزك أصلاً ده أنا أتجوز الكلب الأسود وأنت لأ ..
, هارون: طبيعي طبييييعي جدااااً ما الكلب بيتجوّز من فصيلته فريد ولو هعذبك معلش دورلي على كلب أسود في أي مزبلة خلينا نفرح بيهم ..
, توسّعت عينيها وهاجت بغضب لتجذبه من ملابسه: أنت وقححح قليل أدب أقسم ب**** مشوفتش ولا دقيقة تربية ..
, أبعدها عنه بغيظ: يا شيخة اتوكسي ده على أساس التربية كانت مغرّقاكي في بيت فهد باشا ..
, صرخ العميد ضارباً المكتب بحدة: كفااااية ..
, توقف هارون ناظراً نحوه بغضب لتلتفت ريماس هي الأخرى بأنفاس لاهثة وهي تود أن تخنق القابع بجانبها ..
, هتف العميد بحدة: أنا قولت كلمة وهتتنفّذ ..
, هتف هارون بحدة: وأنا مش موافق وحضرتك مش ولي أمري عشان تتحكم بيا بالشكل الغبي ده ..
, صرخ العميد بغضب: أحترم نفسك ياا سيااادة الراائد ومتنساش أني القائد بتاعك ..
, هتف هارون بذهول: قاااائد إيه ده أنا شايفك قلبت خطااابة ..
, انفجر فريد ضاحكاً بقوة ليضرب العميد المكتب بحدة: أخرررس ..
, زمّ فريد شفتيه محاولاً كتم ضحكاته ولكنه لم يستطع حالما انفعل هارون هاتفاً: ما تتجوزها أنت يافندم اشمعنا أناا ..
, تعالت ضحكات فريد أكثر وصرخت ريماس: إيه يتجوزني دي أنتوا فاكريني كورة الكل بشوطها للتاني ما تحترموا نفسكم ..
, تجاهلها هارون وكأنها مزهرية ليهتف: اقتراحي حلو يا فندم صح اتجوزها ما أنت ماشاء **** شباااب وعندك قدرات حديد .. ولّا الحجة متسمحلكش ؟ إخس عليك من إيمتى وإحنا بنمشي ورا كلام ستات .. أقولك أتجوز عليها وشعلل غيرتها وهتشوف وقتها دلع أشكااال ألواان ده أنت هتضطر تاخد إجازة وتغرق في العسل مع التنين على مسؤوليتي و**** ..
, أشار بكفّه ضارباً صدره بثقة وغمزة بطرف عينه فيما عيني العميد تتوسع بحدة لينهض بعدها عن كرسيه بارتجاف غضباً مُحاولاً إمساك سماعة الهاتف فوق الطاولة لتفلت منه عدة مرات ليُمسكها هارون يُقربها منه بشفقة: معلش معلش الحماس بيعمل أكتر من كده اتفضل يا فندم ..
, أخذها العميد منه بيد ترتجف غضباً وغيظاً فيما وقف هارون بثقة: قول لمراتك تجهّزلك أوضة الليلة ليلتك يا عريس بقولك خليها تلم هدومها وأبعتها بيت أهلها يومين تلاتة تاخد راحتك دول بدل شهر العسل .. متقلقش هحجزلك حالاً عند حلاق كويس وفريد هيشتريلك بدلة مناسبة .. إحم ومعلش لو تقدر كُل عسل وجوز دول بزيدوا القدرات ال..
, صمت عندما صرخ العميد على الهاتف: على مكتبي حاااالاً ..
, قطّب هارون جبينه بحيرة: إيه يافندم طلبت المأذون بالسرعة دي ؟
, التفت العميد بوجه مُحتقن غضباً بشكل مُرعب لتبلع ريماس ريقها برعب مقرّرة الموافقة على الزواج من أي أحد يُقرره حتی لو كان الكلب الأسود لتتفادى إنفجاره بها ..
, فُتح باب المكتب ليدخل عدد من العساكر بسرعة ويقفون أمامهم يؤدّون التحية بثبات ليهتف هارون بحذر: دول كلهم شهود ؟
, صرخ العميد مُشيراً نحوه: خدوووه خدوووه من وشي حااالاً أرمووه في التخشيييبة مش عايز حد يقرّبله لا ماية ولا أكل سيبوه يتربى .. أنجزوووا ..
, توسّعت عيني هارون بصدمة والتفت لامحاً نظرات ريماس الشامتة ونظر فريد نحوهم بتوتر وقلق ..
, تراجع هارون للخلف مشاهداً تقدم العساكر منه بتردّد ليصرخ مشيحاً بيديه أمامه: إييه ده أوعى كده هش هش أنت وهو أنتوا بتعملوا إيييه ..
, صرخ العميد بوجههم بعدما شاهد تردّدهم: بقولكم خدوووه لاحسن تترموا معاه زي الكللابب ..
, صرخ هارون رافعاً يده أمامهم مهدداً وهو يتراجع: لا بقولكم إييه اللي هيقرب مني هقتله أوعى خاف على نفسك أنت وهوو ..
, هتف فريد بتوتر: يافندم معلش مش كده٣ نقطة
, صرخ العميد ضارباً طاولة مكتبه: ده لازمله تربية وعلى يدي مستنييين إيييه ..
, ريماس بغضب: يلاااا نفذوا الأوااامر ..
, ضربها هارون على رأسها لتصرخ ألماً وصعد فوق أحد المقاعد الجلدية هاتفاً: طب نتفاهم طيب في إيه يافندم مش كده **** ..
, العميد: لأ كده ومش هتنازل المرة دي شكلي تساهلت معاك أووي وبقيت تتمرد بس ملحوقة ..
, هارون بنحيب: ملحوقة إيه وبتاع إيه أبعدهم عني **** يحفظك أنا مش ناقصني مش كفاية اللي أنا فيه ..
, هتف العميد بغضب: أنجزوواا ..
, صرخ هارون بغيظ: أنتوا هتسمعوا كلامه كده زي البهايم يا أغبياء ده إختبار ليييكم أما أنتوا أغبياء بجد ..
, العميد: هاروون ..
, هتف هارون بسرعة: في إيه يافندم كل ده علشان هنجوّزك مكنش إقتراح يعني خلاص مش عايز هتجوز أنااا ومااله مكنتش عارف أنك مش واثق بنفسك وبشبابك وقدراتك .. بقولكم وسع كده أنت وهو من وشي القائد بتاعكم قلبنا عليه المواجع شويتين لما أكتشف أنه فقد قدرته على الجواز معلش يافندم معلش كلنا ع الطريق ده إييه هتاخد نصيبك ونصيب غيرك ما خلاص فاضلك حبتين وتموت ..
, لطم فريد وجهه بتحسّر: احييييه أخرس يالا أخرس .. يافندم لو سمحت معلش ما أنت عارف اللي هو بعانيه الفترة دي ..
, هارون: في إيه ياض أنت فاكرني اتجننت ولّا إيه ؟
, هتف فريد بلهفة: أه أه مجنون بص بص يافندم في حد عاقل يعمل كده أرجوك يافندم ده زي أبنك برضه ..
, ضرب هارون كفاً بالآخر: لسا بقول أبنه يا جماعة حد يقولي أنا أبن مييين بالظبط ..؟
, اقترب فريد منه يجذبه من ذراعه بقوة حتى نزل عن المقعد ليهتف بالعساكر: يلا أتفضلوا شغلكم أنتهى ده سوء فهم بس ..
, التفت العساكر نحو العميد الذي يُتابعهم بغضب ليهتف فريد بحدة: في إيييه مسمعتوووش يلااا أنت وهو من هنا ..
, أشار لهم العميد بالخروج بصمت ليستديروا خارجين من المكتب ليزفر هارون جالساً فوق المقعد براحة: وقعت قلبي لييه كده بس يافندم وأنا اللي بحبك شكلي هعيد النظر في محبتي ليك ..
, هتف فريد بحدة: هارووون مش وقتك ..
, رفع هارون نظراته نحوه والتفت نحو العميد الذي مازال يقف يتابعه بعيون غاضبة .. ليزفر ناهضاً من جديد وهتف: بص يافندم كلامك على عيني وراسي بس جواز لأ هو أه البنت حلوة وعاجباني بس مش عايز ..
, رمقته ريماس بغضب وجلست فوق أحد المقاعد بصمت واستسلام لينظر العميد نحوها زافراً بقوة وهتف: بصي يابنتي أنا عارف الوضع اللي أنتي فيه ده وعارف أنك مش متعوّدة بس أنتي قولتيلي من زمان بتدوري ورا أبوكي وعايزة توقعيه وأهو فرصتك جاتلك وكده أحسنلك تشتغلي معانا وأنتي بحمايتنا أحسن من لوحدك ..
, رفعت نظراتها نحوه بصمت وهزت رأسها باقتناع ليهتف العميد: دلوقتي هنأمّنلكم شقة سرية غير شقتك ياهارون فريد هيوصّلكم ليها الحراسة هتأمنلكم الطريق والشقة مؤمنة بالكامل برضه .. معاكم تلت أيام تفكروا بموضوع الزواج ولازم تعرفوا أن دي أئمن طريقة لحمايتكم وخاصة أنتي يا ريماس هي مدة بسيطة وبعدين اتطلقوا براحتكم ..
, تمتم هارون بخفوت: بلاش تلت أيام دي يافندم ..
, رمقه العميد للحظات وزفر هاتفاً: أربع أيام ..
, عاد ليلتفت نحو فريد: فريد أطلع جهز فرقة خليهم يأمنوا الطريق على شقة أنت تختارها في مكان كويس وسري ..
, فريد: تمام يافندم ..
, العميد: ريماس اتفضلي معاه شوية ليا كلام مع هارون ..
, نهضت عن كرسيها بسرعة وصمت وكأنها استسلمت لما يعدّوه لها لتتجه خارج الغرفة برفقة فريد ..
, تابعها هارون بعينيه حتى خرجت وعاد يلتفت للعميد الذي استدار حول المكتب وجلس مقابلاً له: أقعد ..
, جلس هارون فوق كرسيه ليهتف العميد: أنا عارف أنك كنت رايح لعيلتك واتخطفت ..
, أومأ هارون برأسه بصمت ليهتف العميد: مش لازم تروحلهم دلوقتي ..
, رفع هارون حاجبيه وابتسم بدهشة: يعني إيه ؟
, هتف العميد بجدية: زي ماسمعت ريماس قالت عيلتك في خطر يعني وجودك معاهم دلوقتي هيزيد الخطر عليهم خاصة بعد ما بنته هربت معاك ..
, هتف هارون بحدة: يعني إيه الكلام ده يافندم أسيبهم إزاااي الكلب فهد لو هيعمل حاجة مش هيهمّه أنا معاهم أو لأ ..
, العميد: لأ هيهمّه وأوي كمان هو عايزك أنت بس وعايز بنته .. ولما ترجع لعيلتك ده هيأكّدله أنك متقدرش تعيش من غيرهم ووقتها هيضغط عليك بيهم ..
, هارون: يعني لو مرجعتش ده معناه أني قادر أعيش من غيرهم ..؟
, العميد: لأ بس ده ممكن يقلّل الخطر عليهم ويخلي فهد يروح تفكيره إزاي يوصلّك أنت وريماس ويعرف مكانكم ..
, هارون: ما هو ده اللي بتكلم عنه ممكن يئذي حد منهم علشان يوصلي ..
, العميد: وهيئذيهم إزااي وإحنا حوليهم ..؟ إحنا مش هنسيبهم يا هارون وأنت عليك تقلّل الخطر عليهم .. تفضل بعيد عنهم تحاول تحاربه من جهة تانية وتبعد تفكيره عنهم ..
, هارون: لأاا أنا مش موااافق ..
, العميد: وأنا مش طالب منك تعمل كده علطول هما الكام يوم دول بس نعرف لو فهد فعلاً هيمشي زي ما إحنا مخططين أو لأ .. بعدين ظهورك بينهم هيكشف مكان ريماس لما تروحلها وده هيزيد الخطر على الكل ..
, نهض هارون عن مقعده وهتف بنفي: لأ مستحيييل ه هما دلوقتي هيفكروا أني اخترت أفضل بعيد عنهم أنااا كنت رااجع يافندم كنت راجعلهم دول عيلتييي بس أنا خيّبت أملهم هيكونوا أستنوني ع الفاضي أنت حاسس باللي أنا حاااسه ؟ أنا كان ليا عذر أني اتخطفت وأنا جايلهم بس بعد كده عذري إييييه ؟
, نهض العميد ناظراً لارتجافته الغاضبة ليهتف: عذرك أنك بتحاول تحميهم ..
, هارون: أنا كده بئذيهم يافندم ببعد عنهم وببعدهم عنييي وبخيّب ثقتهم فيا ..
, هتف العميد بخفوت: ومين قال أنهم مش هيعرفوا اللي حصلك ومش هيعرفوا أنك اتجبرت مترجعش ..
, نظر هارون نحوه باهتزاز ليهتف: أنا هبعت فريد ليهم ع القليلة أدهم بيه يعرف أنك كنت راجع ومقدرتش ..
, هتف هارون برجاء: ودلوقتي ؟ مش هتقولهم أني ببعد مجبور ؟
, رمقه العميد بحذر وتنهد هاتفاً: خلينا في اللي حصل مبارح وبعادك عنهم حالياً هنخبّرهم سببه بعدين ..
, هارون بحذر: يعني إييييه بعدييين هو أنا هوجّعهم تاااني ..
, العميد: خلي حالياً كل شيء يبان طبيعي خاصة لو فهد ليه جواسيس في الفيلا عندكم .. أنت عارف فهد ده كويس يا هارون كل اللي قبلك قتلهم أو أجبرهم يتنازلوا عن المهمة وأكيد فيلا عيلتك مش بمأمن عن جواسيسه وعيونه الكتيرة في البلد خلينا نحميهم حتى لو هنوجّعهم شوية ..
, نفى هارون برأسه يتنفس بحدة وألم ليقترب العميد منه هاتفاً: أوعدك مش هيحصلهم حاجة خالص عينينا هتكون عليهم كلهم وزي ماقولت دول عيلتك يعني مهما بعدت عنهم هترجعلهم في النهاية وهيستقبلوك .. هارون مهمتك دلوقتي أنقذ نفسك وعيلتك والبنت اللي ساعدتك من غير ما تسأل .. وبعدين **** يحلها من عنده ..
, مسح هارون وجهه بعنف وأغمض عينيه زافراً بقوة ليُربت العميد على كتفه هاتفاً: يلا عند فريد هو هيوصلكم ومتخرجش من الشقة النهاردة لحد بكرا لما أنا أطلبك مش عايز أي مخاطرة أو تهور ماشي يا هاروون ؟
, رمقه هارون بألم وصمت ليهز رأسه بعدها ويستدير خارجاً من المكتب بثقل عاد ليجثم بقوة فوق صدره يُهدده بالإختناق ..
, ٣٠ العلامة النجمية
, تكَاد الغيرة تبترُ قَلبي مِن فرطِ أنانيتي بك .!
, ٢٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في فيلا عز الدين ..
, جلست تسنيم بابتسامة بجانب عبير التي تُرحب بها لتهتف تسنيم: قوليلي يا بيبو أنتي هتمشي إيمتى بقا ؟
, ابتسمت عبير بأمل: شوية كده العلاج الطبيعي ماشي كويس بس لسا محتاجة وقت ..
, ربتت تسنيم على كتفها هاتفة: **** يقومك بالسلامة وترجعي تتنططي في الفيلا كده قدامنا يارب ..
, ليلى بغيظ: بت إيه تتنطط دي و**** حيدر عنده حق في كل اللي بيعمله فيكي ..
, زمّت تسنيم شفتيها هاتفة: شايفة يا بيبو الأم وأبنها عليا أنا عارفة لؤم أبنك ده جايبه منك يا حماتي طب واللهي مفيش غير عمو أدهم اللي ناصفني في العيلة دي ..
, ابتسمت ليلى تهز رأسها بيأس والتفتت تُقدم كأس عصير لسالم الجالس بجانبها بصمت بعدما عرّفتهم عليه ..
, دخلت مهرة الصالة مُرحبة بهم لتهتف تسنيم: أهلاً أهلاً تعالي بس أعرفك على أبن عمتي وصديق طفولتي ..
, اقتربت مهرة لتجلس قريبة منهم فيما تسنيم تُعرفها على سالم ليتحمحم هو بعد لحظات هاتفاً: معلش هو الحمام فين ؟
, هتفت ليلى: قومي يابت عرفيه الطريق ..
, نهضت تسنيم عن جلستها عندما وجدته يُشير بعينيه لها لتخرج أمامه من الصالة متجهة في الرواق الذي يؤدي إلى الحمام ليجذبها من ذراعها بقوة ويديرها نحوه هاتفاً: بقولك البنت اللي دخلت عندنا دي قولتيلي أسمها إيه ..؟
, قطبت تسنيم جاجبيها لتبتسم بعدها بخبث: مهرة ..
, رمش سالم بعينيه وابتلع ريقه هاتفاً فجأة بغير شعور: جوزيهالي ..
, توسّعت عينيها بصدمة وانفجرت ضاحكة بعدها بصخب ليضع يده مكمّماً فمها سريعاً محاولاً إخماد ضحكاتها: هشش بت هتفضحيني أخرسي خاالص أنا عاارفك فضيحة ..
, اهتزت تسنيم تحت يده واحتقن وجهها من حبس ضحكاتها محاولة الإبتعاد عنه ليهمس بحدة: بقولك إييه مش تروحي دلوقتي تقولي اللي حصل فاهمة وإلا وربنا هفضحك وأقول لأهلك كل مصايبك من لما كان عندك 5 سنين ..
, زادت ضحكاتها أكثر بين يديه وهو يكمّم فمها هاتفاً: هترجعي تقعدي عاقلة كده وتاخدي نمرتها على أساس صحاب وبعدين تعرّفيني عليها مفهوم ؟
, أشارت نحو يده التي تكاد تخنقها ليُبعدها عن فمها وتزفر هي عائدة لضحكاتها بقوة ليجذب خصلاها بغيظ محاولاً تكميم فمها مجدداً بتورّط ..
, أوقفهم فجأة مكانهم بتجمّد وصدمة صوت غاضب محتقن: تسنيييييم ..
, ارتجفت بشدة مُحاولة دفع سالم بعيداً عنها والذي تسمّر هو الآخر مكانه ومازالت يده في خصلاتها وكأنه توقّف عن الحركة ناظراً لكتلة الغضب التي تُتابعهم بصدمة وتوعّد ..
, دفعته تسنيم بعيداً عنها ليصرخ فجأة من لكمة قاسة أطاحت به أرضاً وصرخت تسنيم بفزع: يا لهووي أنت بتعمل إيه ساالم فووق متستسلمش ..
, دفعها حيدر يُبعدها عنه وعاد ينحني ليلكمه مرة أخرى بقوة أكبر حتى جاءت ليلى بسرعة مُحاولة إبعادة عنه: حييدر أنت بتعمل إيييه أنت اتجننت أبعد عنه ده ضيفنا ..
, صرخ بحدة وغضب: ضيف إيييه ده زبااالة بيعمل هنا إييييه كنتوا بتعملوا إيييه ..؟
, هتفت تسنيم بغضب: مسمحلكش ده أبن عمتي طنط ليلى أنتي راضية على اللي بقوله ده ..؟
, نهض حيدر بعيون هائجة يلتفت نحوها لتنمكش مكانها مختبئة خلف ليلى: م مفيش ك كنت ب بدله ع الحمام ..
, صرخ بحدة وغضب: الحمااام ؟
, رجفت بفزع من هيئته لتهتف ليلى: حيييدر كفاااية ..
, التفت نحو والدته التي تُتابعه بغضب ليقترب من تسنيم يحذبها من ذراعها بقوة لتصرخ ليلى: أوووعى يااا حيدر كفاية اللي عملته ده أنت كده هنت ضيفنا في نص بيتنا وأبوك لو سمع مش هيعدهالك ..
, رمقها حيدر بعضب والتفت نحو سالم التي اقتربت مهرة وورود منه تُحاولان مساعدته على النهوض ليصرخ: أرموا ده برررا حااالا وإلا مش هرحمه ..
, هتفت ليلى بقوة: أنت ملكش دعووة وسيب البنت دي معملتش حااجة ..
, تجاهلها حيدر بغضب يشتعل داخله ساحباً تسنيم خلفه بقوة متجهاً نحو غرفته فيما هي ترتجف بخوف من هيئته الغاضبة التي تراها ربما لأول مرة بتلك الحدة ..
, عادت لتسترجع بذاكرتها ماحدث لتلطم وجهها بقوة ونحيب من ذلك المنظر الذي رآهم به ..
, دفعها داخل غرفته بقوة كادت تُسقطها أرضاً لتهتف متراجعة بتعثّر: ح حيدر أهدا ه هو هو ز زي أخويا وربنا أن..
, صرخ بوجهها بحدة: أنااا مش قولت تبعدي عنه ؟ مش قووولت مش عاااايز تقرّبي منه خااالص تقومي جايباااه هنااا على بيييتي ؟
, ابتلعت ريقها تنفي برأسها بخوف: أانا أنا ج جبته يتعرّف عليكم بس وهو هو أساساً عجبته مهرة و**** يعني زي ماقولتلك أخويا وكنا..
, صرخ بغضب: كنتوااا إييييه بتعملواا عند الحمااام وكنتي سايباه ماسكك كده ليييه أنتي اتجننتييي ..
, ابتلعت ريقها بارتجاف هامسة: و وربنا م مخدتش ب بالي هو هو في إيييه يا حيييدر أنت بتشك فيااااا ..
, صرخ بغضب: تسنييييم ..
, هتفت هي الأخرى بحدة: ماهو مفيش تفسير للي أنت عملته ده غير أنك بتشك فيااااا أنت إزاااي تفكر كده سااالم زي أخويا مية مرة قولتلك زي أخوياااا وأنا كنت عايزة أعرّفه ع العيلة اللي هتبقى عيلتي ده حتى أخوك عمورة عازمنا أنا وهو بكرا نتغدا سوى ويتعرّف عليييه شوووفت الناس المحترمة بتعمل إيييه مش زيك لما تشوفه تبقى بلطجي وتهينه بالطريقة دي عيب عليييك بقا ..
, توسعت عينيه بصدمة وصرخ ذهول: عمااار عازمكم ؟ عمااار ..؟
, هتفت بحدة: أه وفيها إيييه تصدق أنا الحق عليا اللي رجعت أجي هناااا بعد كل اللي عملته فيااا وفوق كل ده لسا بتشك .. أنت معندكش ثقة فياا خاالص ومية مرة تعمل كده وبعديهالك بس المرة دي لااااا أنا الغلطانة أني رجعت وعبّرتك كل مرة تعاملني بالطريقة دي قداام الكل وأنا أسكتلك وأقول معلش ..
, اقترب منها بحدة هاتفاً: تسنييم رااعي كلااااامك وأعرفي مين هنا الغلطااان إيه المنظر اللي شوفته تحت ده أفرضي حد من العيلة شاافكم كان منظركم ومنظري هيبقى قدامهم إييييه ..؟
, تسنيم بغضب: ويشوفوا يعني إيييييه أنا لو هخونك مش هاجي نص بيتك وأعمل كده يا أستاذ حيدر بس أنت الظاهر معندكش عقل تفكر بيه لأما الست ريمااا هااانم خدته كللله أقولك أنا الحق علياااا كل مرة بغلط وبرجعلك ..
, دفتعه من أمامها بحدة مدّعية القوة هاصة لمعرفتها بأنها مهما تطاولت عليه لن يمد يده عليها أبداً .. وفي نفس الوقت غاضبة منه ومن نفسها ..
, التفتت قبل أن تصل لباب الغرفة تنظر لهيئته المذهولة الغاضبة لتهتف: بص يا حيدر كده مش هنقدر نكمّل ولا نتفاهم أنا عديتلك حاجات كتيير أووي واستحملت بس معتش قاادرة الصراحة وكل ده بحسّه ضغط عليااا يعني مش علاقتك بأخوك ترجع عادي وعلاقتك بيا تفضل زي ماهي من غير ما تتقدّم ولا خطوة مش أنا اللي هفضل أدي وأنت تاااخد .. أنا كده معدش ينفع معايااا خاااالص عايزني يبقى تعمل حاجة عشاااني تتفهّمني وتقدّرني مش بالشكل الهمجي وحرق الأعصاب ده .. تعملي كده ممنوع ، أجي هنا ممنوع ، أروحلك الشركة أطلعي برراا ، ممنوع تحكي مع ده ممنوع تغازليني وتتمرقعي قدام حد ممنوع تلبسي كده وممنوع تكلمي حد من الشباب خالص حتى لو أخويا فهمنا بقاا يا شييخ إيه التخلف ده ..
, توسعت عينيه بصدمة يُتابعها وهي تبتلع ريقها تتنفس بقوة هاتفة: أنا الحياة دي مبقتش عاجبااااني سااامع ؟
, فتحت باب الغرفة وخرجت تصفعه خلفها بقوة لتتركه ينظر بإثرها بصدمة وذهول ..
, رمش بعينيه وخرجت أنفاسه مُثقلة مشتعلة ليجذب خصلاته بحدة جالساً فوق سريره محاولاً تنظيم أنفاسه اللّاهبة قبل أن ينفجر غضباً حارقاً المنزل بأكمله ..
, ٣٠ العلامة النجمية
, فقط لو أني أستطيع أن أُغمض قلبي قليلًا، ليهدأ من جميع الفوضى التي تراكمت به ..
, ٢٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في مكان آخر ..
, دخل فريد من باب الشقة ليلحق به هارون وريماس التي تنظر حولها بتوتر ..
, التفت نحو هارون هاتفاً: هدومك هحاول أجبهالك النهاردة من شقتك .. وأنتي يا آنسة ريماس هجبلك كام حاجة تمشي نفسك بيهم الفترة دي ..
, أومأت برأسها بصمت ليهتف: بطاقتك معاكي ؟
, رمشت بعينيها هاتفة: لأ ..
, هارون ساخراً: وقال بنعزم عليها تتجوز ياشيخة اتوكسي ..
, رمقته ريماس بغيظ ليزفر فريد هاتفاً: هنحاول نبعت حد الفيلا عندكم يجبهالك بس لازملنا شوية وقت .. هارون الرجالة تحت هتجبلكم حاجات للأكل في بالتلاجة ماية وعصير وشوية حاجات تانية مجهزينها ..
, أومأ هارون برأسه ليهتف فريد: أقفل فونك والليلة هجبلك تلفون بخط جديد بداله أنت وريماس ..
, زفر هارون بحدة وهتف: في إييه يا فريد كفاية كده دماغي مصدعة ..
, فريد: ماشي ماشي ارتاحوا دلوقتي ولو عوزت حاجة كلّمني من التلفون الثابت هناك ده ..
, هارون: ماشي بس أنت خلي بالك من نفسك ومن اللي معاك أنت وحياة ..
, فريد: متقلقش إن شاء **** خير .. أستئذن أنا ..
, هتف هارون بسرعة ولهفة: فريد خد الحاجات لو لسا في عربيتي أديهم لأهلي .. وقولهم أنهم واحشيني ..
, ابتسم فريد مربتاً على كتفه: العميد قال أقول لعمك بس ..
, زفر هارون بحدة: مش مهم المهم يعرف ..
, فريد: متقلقش خلي بالك من نفسك ومن ريماس ..
, أومأ هارون برأسه ليتجه فريد خارج الشقة مُغلقاً الباب خلفه بإحكام ..
, زفر هارون ماسحاً وجهه بتعب والتفت لريماس التي اتخذت من أحد المقاعد ملجأ لها تضمّ قدميها لصدرها دافنة رأسها داخلها بألم ..
, زفر بحدة واتجه نحو أحد الغرف مغلقاً الباب خلفه .. اقترب من السرير المتواجد ليرمي بنفسه فوقه مُغمضاً عينيه بألم ..
, تنفس محاولاً حبس دموعه وشهقاته التي لو خرجت ستُخرج معها روحه المكلومة ..
, ضرب السرير بقبضته بحدة ونهض يتنفّس بتسارع وعيونه اغرورقت بدموع مُهددة كالعادة بالسقوط ..
, مسح عينيه بعنف مبتلعاً غصة بألم .. غصة تكاد تحرق روحه وتسلبه الأمان والراحة ..
, غصة موجعة سببها بعدهم عنه وافتراقه عنهم .. تنهّد بقوة ليتناهى لسمعه صوت شهقات مخنوقة من خارج الغرفة ..
, قطّب جبينه ونهض يفتح الباب بحذر ليجدها كما تركها إلا أن جسدها يهتز بكائاً وشهقاتها تخرج بتقطع مؤلم ..
, اقترب منها حتى جلس بجانبها بهدوء يُراقبها بصمت ليهتف بعد لحظات: بتعيطي ليه ؟
, زاد بكائها أكثر وضمّت جسدها بقوة ليهتف: و**** أنا كمان نفسي أعيط تصدقي ..
, رفعت وجهها من بين ركبتيها ونظرت نحوه بوجه محتقن احمراراً وبكائاً ليهتف: لا يع مبقتيش حلوة كده ..
, زاد بكائها أكثر ليهتف: خلاص يابنتي ماسورة عياط واتفتحت بقولك أنا ماسك نفسي بالعافية عايز أعيط زيك ..
, ابتلعت ريقها هامسة بألم: أنا سيبت ماما لوحدها أا أبويا هيفرغ غضبه فيها زي العادة أانا بسببي هتتعذّب على إيده أنا مش عارفة عملت كده إزاااي ..
, عادت لبكائها وشهقاتها لينظر نحوها زافراً بألم وسأل مُحاولاً إشغالها عن البكاء: أبوكي ده طول عمره كده ؟
, هزت رأسها هاتفة بتقطع: بعد كام سنة من ولادتي ماما اكتشفت شغله وواجهته وهو بقى كده بهدّدها ويعذبها ..
, التفتت نحوه هاتفة: أنت عمرك شوفت أب زي ده كان يهدّدها بيا أناا كنت بشوفه بيضربها قدامي ومش قادرة أدافع عنها هددها بمامتها وباباها لحد ما ماتوا وبقيت أنا اللي بيهددها بيا وهي مستحملة .. ل لما عرفت عنك برضه هددته وحذّرته يقرب منك بس هو ضربها وأنا ده كان أكبر سبب خلاني أساعدك عشان ماما عارفاك واتحدت بابا عشانك وعشان عيلتك ..
, زمّ شفتيه يراقبها بضيق لتهمس: عايد الكلب هيكون قاله كل حاجة وألّف حاجات من عنده بس عشان يزيد غضبه أنا أكتر حاجة فرحانة بيها أني هربت هي أنه كان عايز يتجوزني بالعافية وأنا عارفة أن أبويا مكانش هيوقف بطريقه عشان عايد ده نجس عايز مصالحه هو بس ..
, رفع هارون حاجبيه وهتف بدهشة: **** يعني تهربي من جوازة تقومي تدبسي في جوازة تانية ياشيخة أمشي أدفني نفسك أحسن ..
, ابتسمت فجأة من بين دموعها لتمسحهم بيدها هاتفة: بس جوازي منك أحسن ع الأقل أنت مش بتكرهني زيه ولا عايزني عشان تاخد كل أملاك أبويا ..
, هارون: عايد الكلب ده ماسك حاجات على أبوكي وشكله كان بيحفر تحته من زمان علشان يوقعه ..
, هتفت بخوف: أنا هعمل إيه دلوقتي أنا خايفة على ماما ..
, هارون: معرفش .. المهم أننا نفضل هنا زي ما قال العميد وهما هيتصرّفوا حالياً .. أنا مش قادر أفرّط بيكي بعد ما بقيتي تحت حمايتي ..
, تراجعت بظهرها تنظر أمامها بألم وقلق لتهتف بعدها: هو أنت بجد العيلة دي مطلعتش عيلتك ؟
, ابتسم بسخرية مريرة هامساً: أه ..
, نقلت نظراتها نحوه وهتفت: وهتعمل إيه ؟
, هنف ناظراً أمامه بشرود: كنت هرجعلهم بس السيد الوالد خطفني وحرمني منهم زي ما أنتي شايفة ومش قادر أخرج وأرجعلهم ..
, نظرت لمعالم الألم التي تطغى على ملامحه لتتنهد بثقل هامسة: كان نفسي أساعدك مش أتقّل عليك كده ..
, لم يُجبها وبقي في شروده المؤلم لتهتف: أحكيلي عن عيلتك ماما حكتلي حاجات كتير وحبّيتهم من غير ما أشوفهم بس قولي عندك أخوات ؟
, ابتسم بشرود هاتفاً: أه عندي اتنين ولد وبنت ..
, هتفت بهدوء: أنت الكبير صح ؟
, أومأ برأسه بصمت وعاد ليهتف بعدها: وعندي أخين بالرضاعة دول ولاد عمو أدهم ..
, ابتسمت هاتفة: عمك أدهم هو ده اللي عيلة ماما ساعدته زماان ..
, قطب جبينه بحذر ليهتف: يعني إيه ..؟
, هنفت بحماس: هحكيلك كل حاجة عارفاها بس أنت تحكيلي برضه ..
, نظر للحظات بصمت ليهتف: موافق بس بشرط ..
, ريماس: هو إيه ما أنا برضه عندي شرط ..
, هارون: أنتي هتتشرطي عليا يابت أنتي ..
, ريماس: شرط صغنن ياض مش هيكلّفك حاجة ما الشقة دي برضه مش ليك دي للحكومة ..
, هارون: إحنا الحكومة يا زفتة ..
, هتفت بحدة: أخلص شرطك إيه ..؟
, زفر هاتفاً: خشي شوفي لو في شاي أعمليلي ريقي نشف ..
, رمشت بعينيها هاتفة: **** ما أنا كان شرطي تخش تجبلي عصير من التلاجة مش صاحبك قال في عصير ؟
, رمقها بغيظ وهتف: بصي يابنت الناس علشان نبقى متفاهمين من دلوقتي أنتي الست وأنا الراجل يعني أنتي اللي تعملي الحاجات دي ..
, ريماس بغيظ: و**** وأنت ياخويا هتعمل إيييه ما كله هيجيلك جاهز من الرجالة براا ..
, هز كتفيه هاتفاً: ده اللي عندي وإلا هحرمك تدخلي المطبخ وأموتك من الجوع أوماال إييه قولتلك أنا الحكومة ..!
, زفرت بضيق ليهتف: يلا يابت أحسن من قعدتك بعياطك اللي يخرم الودن ده هاتيلنا أي حاجة نشربها لغابة ما يجبولنا أكل أنا جعان من مبارح مكلتش حاجة كنت مستني أروحلهم ويأكّلوني بس يا خساارة ..
, رمقته بحدة ليتزفر أخيراً بغيظ وتتجه بخطوات مسرعة باحثة عن المطبخ ..
, فيما تنهد هو مرجعاً ظهره للخلف لشرود عائداً لأفكاره وشوقه الذي يعذبه ..
, مساءً ..
, اقتحم حيدر غرفة عمار تُحيطه هالة من الغضب المخيف .. نظر حوله ليلمحه جالساً فوق سريره يبتسم ببلاهة وهو يُكلم روما ..
, اقترب منه بغضب يسحب الهاتف من يده بحدة: قوووم كلمني ..
, تفاجأ عمار به وبنظراته الغاضبة ليهتف: طب أقفل الأول طيب ..
, نظر حيدر نحو الهاتف ليُغلق بوجه روما التي تهتف باسمه بقلق ليصرخ عمار: قفلت بوشها لييييه كنت سبني أودعهااا ..
, قدف حيدر الهاتف على السرير وجذبه من ياقته بحدة: أنت يالا عامل من ورايا إيييه ؟
, رمش عمار بعينيه بصدمة وهتف: ع عامل إيه ؟
, هزه حيدر بقوة وكأنه خرقة بالية ليصرخ: ولااا أنا على آخري منك أنت عااامل إيييه يا حيواان !؟
, رمش بعينيه بتوتر وهتف محاولاً التفلت منه: إييه عامل إيه سبني طيب إيه المعاملة دي ..
, صرخ حيدر بصوت أجفله: عماااار ..
, ابتلع عمار ريقه متمتماً: س سيبني الأول وهقولك ..
, رمقه حيدر بضيق وقذفه بعيداً عنه بحدة ليسقط عمار فوق سريره ناظراً نحوه بتوتر: قولي بقا ع عايز تعرف إيه ؟
, وضع حيدر يديه في خصره يُطالعه بتوعد: عامل من ورايا إييه مهبب إييه حضرتك ؟
, رفع عمار يديه أمامه محاولاً تهدأته وهتف: خ خلاص خلاص ه هقول ولو أن مش الحق عليااا ده زييين الكلب أنا مليش دعوة ..
, حيدر: وزين ماله ؟
, ابتلع عمار ريقه هاتفاً بغيظ: ماهو اللي دايماً يقول للدكتور أننا بنضايقه ومش قادر يركز والنهاردة كنا بنكلمه عادي علشان ينسى زعله بس هو خاننا كالعادة وخلاه يطردنااا .. وأهو برضه جه وفتن عليا ولّا أنت عرفت منين ؟
, توسّعت عيني حيدر ناظراً نحو عمار الذي يتكلم بغضب وتذمر ليصرخ: بتطرد من المحاضرات يا كلببب ؟
, رمش عمار بعينيه وصرخ بفزع عندما اقترب حيدر منه محاولاً إمساكه .. قفز عمار من الناحية الأخرى من السرير هاتفاً: ف في إيييه ما قولتلك الحق على زييين ..
, صرخ حيدر صاعداً بحذائه فوق السرير: تعال هناا يا حيوااان مهبب إييه تااااني أقسم ب**** لاربييك ..
, ابتعد عمار عنه يلهث بقوة وهتف بسرعة: ف في إييه بس كده ..
, صرخ حيدر ناظراً نحوه بتهديد: أعترف أحسنلك ياعمااااار عاامل إيييييه يا حيوان ؟
, ابتلع عمار ريقه هاتفاً: أ أستنى أفتكر طيب ..
, حيدر: أنجز ..
, رمقه عمار بقلق وهتف بتردد: ش ش ش..
, حيدر: أنطقق ..
, عمار بهلع وصعد أحد الكراسي ليقفز فوق الخزانة الخشبية: ش شربنا شيشة أنا وزين ووسام ..
, حيدر بصدمة: إييييييه ..؟
, أطل عمار برأسه من الأعلى ناظراً لهيئة حيدر المصدوم والذي التفت نحوه بعيون اشتعلت غضباً: شيشة !؟
, هتف عمار بسرعة: د دوقناها بسسس و**** أساساً زين شرب سجاااير بس أنا رفضت أشرب قولتله لااا كده مينفعش ..
, حيدر: بتشرب شيشة يا حيواان ..؟
, عمار: مرة و**** مرة واحدة بس ..
, اقترب حيدر منه يرفع يده محاولاً ضربه: أنزل هنااا يا زفت بقولك أنزل ..
, عمار: لا وربنا مش نازل أنت هتضربني وأنا هقول لأبويااا وهو هيزعقلك وأنا مش عايز أعمل مشاكل بينكم ..
, صرخ حيدر بغضب: أنزل لاطلعلك يا عمااار الكلب وأنا اللي عايزك تعترف ع اللي عامله أنت وتسنيم أتاري البيه ملياان مصااايب ..
, شهق عمار بصدمة: أنت بتشك فيااااااا أنا هعمل مع تسنيم إييييه يا حيدر مكنتش متوقعك كده خاالص ..
, صرخ حيدر بغضب: ومين اللي عزم الزفت سلالم ع الغدا يتعرف علييه مش أنت ..؟
, عمار: سلالم مين أااه تقصد سااالم عااادي فيها إيييييه ..
, صرخ حيدر بغضب: أنزل بقولك حالاً ..
, عمار: أطلع برا وأنا هنزل أوعدك ..
, رمقه حيدر بتهديد وهتف: أنزل حالاً بقولك هاتلي كل محاضراتك واترزع قداامي ..
, رمش عمار بعينيه بصدمة: عايز فيهم إيه أنت عاجبك مجال دراستي يعني وعايزني أذاكرلك بص تعال بكرا دلوقتي مش فاضي ..
, زادت حدة عيني حيدر هاتفاً: أنزل يا عمار هتترزع قدامي زي الشاطر كده وأسمعلك ويا ويلك مني لو غلطت بحرف واحد بس كل غلطة بقلم ..
, ابتلع عمار ريقه يرمقه بخوف متمتماً: م ما تجيب و وسام م معايا طيب ..
, حيدر: لأ وسام إيييه أنا عايزك لوحدك يلااا أنجز ومتحاولش تتهرب أنا قاعدلك هنا الليل بطوله ..
, فُتح باب الغرفة ودخل زين منه ينظر نحوهم بدهشة ليهتف عمار سريعاً ياستنجاد: زينوو ألحقني هاتلي أبويا وأبووك حيدر هيضربني وأنت عارفني حساس ومش متعود ..
, هنف زين بسخرية: أنت وصلت عندك إزاااي يالا ..؟
, عمار: ده وقتك أساساً أنا مخاصمك متكلمنيييش ..
, اقترب زين منهم رافعاً تيشرت أزرق اللون وعلى صدره رُسمت سيارة بيضاء: بصوا عمو جابلي إيييه ..
, التفت الإثنان نحوه وهو يلوح به: أداهولي دلوقتي ..
, عمار: عمو مين ؟
, زين باستفزاز: أبووك قالي خد ياواد يا زينو أنت تستاااهل أكتر من الجزم اللي مخلّفهم وجبتهولك أنت وبس ..
, أسرع عمار ليقفز من أعلى الخزانة صارخاً: حييدررر أمسكني لاحسن أقع ذنبي في رقبتك لو وقعت هااا ..
, رمقه حيدر بغيظ ليقفز عمار فوقه متشبّثاً به حتى كاد يُسقطه أرضاً لولا تمالك نفسه في آخر لحظة ..
, أسرع عمار نحو زين يجذب التيشرت منه ليبعده زين عن طريقه: أوعى إيييدك ده لياا ..
, عمار: كداااب بابا جابهولي أنااا وقالك تديهولي صح ..؟
, حيدر بغيظ: أنتوا بتتخانقوا على حتة تيشرت ..
, نظر زين نحوهم باستفزاز وضم التيشرت ليصدره يُبعده عن مرمى يدي عمار .. ليقطب جبينه فجأة وتتغير ملامح وجهه لصدمة ..
, توقف عمار ناظراً لهيئته بحذر: في إيه ياض ؟
, قرب زين التيشرت من أنفه مستنشقاً تلك الرائحة التي يحفظها عن ظهر قلب ليهمس بتمتمة: د دي ريحة برفيوم هاروون .. دي دي ريحته ..
, قطب حيدر جبينه يُطالعه بحذر ليترك زين الغرفة سريعاً يركض للخارج ليلحق به عمار وحيدر الذين رأوه يقتحم غرفة مكتب أدهم حيث يجلس بجانب سيف ليصرخ رافعاً التيشرت بيده: عموو ده جبته منيين ؟
, رمقه أدهم بحذر ليهتف زين بعيون دامعة: أانا أنا شامم ريحة هارون فيه عليه نفس البرفان بتاااعه أناا متأكددد ..
, نظر أدهم نحوه بصمت ليهتف زين برجاء: عموو عشاان خاطري جاوبني عشااان خااطري ..
, زفر أدهم هاتفاً بهدوء: أيوه يا زين دي ريحته .. هارون كان جايبهولك ..
, رمش زين بعينيه وسقطت إحدى دمعاته متمتماً: ه هارون كان جايبه ليا ؟ إيمتى ه هارون فييين ؟
, اقترب حيدر من أدهم الذي وضع عدة أكياس فوق طاولة مكتبه: كنت لسا هديهولكم أنت وعمار وربيع وورود .. كلكم جاببكم الحاجات دي ..
, تمسّك زين به هاتفاً: هو فين هو هو رجع ؟
, التفت أدهم نحو سيف الذي أخفض رأسه مغمضاً عينياه بألم ليهتف براحة داخله وثقة: كان راجع مبارح .. إحنا مستنيناش ع الفاضي ..
, ابتلع زين ريقه بألم ليهتف حيدر بحذر: وهو فين دلوقتي يا بابا مرجعش ليه ..؟
, زفر أدهم هاتفاً: معرفش صاحبه فريد جابلي الحاجات دي وكان مستعجل قالي أنه كان جاي وحصلت حاجة معاه منعته ..
, عمار بخوف: هو كويس ..؟
, أدهم بسرعة: أه كويس وهو لسا كان عنده ..
, هتف زين بصدمة: كان عنده ؟ يعني إيييه مادامه كويس مرجعش ليييه مجاش مع صاحبه هناا لييييه ..!؟
, أدهم: زين هارون عنده شغل و..
, قاطعه زين نافياً بدموع: ش شغل إيييه شغل إيييه ده اللي ميخليهوش يرجع أنتوا بتكدبوا علياااا هو مش كويس ..
, أدهم: متفاولش عليه يا زييين .. هارون هيرجع قريباً إن شاء **** بس حالياً مش قادر بسبب مشاكل في شغله مش قادر أوضح أكتر من كده ومش عايز مخلوق يعرف بالكلام ده ..
, زاد بكاء زين صارخاً بألم: وشغله أهم مننا ؟ ماطول عمره عنده شغل ومكانش يمنعه يجيلنا .. يعني هو فاكر الحاجات دي محتاجينهاااا ؟ إحنا محتاجينه هو مش شوية الحاجات دي مش عايزينهااا ..
, اقترب سيف منه بحذر: زين كفاية المهم أنه كويس ..
, زين: يا باباااا أنت موافق ع اللي بيعمله ده ؟ ده سااابنا كده وإحنا محتاجينه ده أتخلا عننا عشان شغله ..
, هتف سيف بحدة وألم: كفااية تقول كده مش هارون اللي يعمل كده يا زييين هو لو سابنا ده معناه في حااجة كبيرة بتمنعه ..
, رمقه زين بألم يشهق ببكاء ناظراً للتيشرت بيده يشدّ قبضته عليه يكاد يُمزقه لينفي برأسه بعدم استيعاب وعدم اقتناع لكل كلامهم بعد أسابيع من انتظاره المؤلم يخسره من أجل العمل .. ذلك أوجع قلبه بشدة ليستدير خارج المكتب بسرعة فيما عيناه تذرف دموعاً غزيرة متألمة ..
, زفر أدهم ماسحاً وجهه بقوة: كنت عارف أنه مش هيفهم ولا هقدّر حاجة هو لو مشافش هارون قدامه وسمع منه هو مش هيصدق حاجه ..
, هتف حيدر بقلق: بابا هو هارون كويس بجد ..؟
, رمقه أدهم بحدة وزفر هاتفاً: نتكلم بعدين ياحيدر خد عمار والحاجات دي وأطلعوا ..
, رمقه حيدر بحذر وزفر ساحباً عمار بيده بعدما أمسك الأكياس بيده الأخرى متجهاً خارج المكتب بصمت ..
, ٣١ العلامة النجمية
, أنا أعرف أنها تُحبني لا ليس كما أحبها ولكنها تحبني ! إنها تهرب مني في وقت لا أكفّ فيه عن الإندفاع نحوها وأنا أعرف أن الحياة قد خدشتها بما فيه الكفاية لترفض مزيداً من الإخداش ولكن لماذا يتعيّن علي أن أدفع الثمن ؟!
, ٢٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في الأعلى ..
, خرج حمزة من غرفته ينظر في الرواق بتردّد .. زفر مُغمضاً عيناه بألم وهو يتجه بخطوات مترددة تُخفي شوقاً وعشقاً كبيراً باتجاه ذلك الباب المغلق الذي يفصلها عنه ..
, وقف قريباً من غرفتها ينظر للباب بعيون غامقة معاتبة وكأنه يخترقه بنظراته لتصل إلى من تُعذب قلبه منذ زمن ومازالت لا ترحمه ..
, ابتلع ريقه يرفع يده ليطرق الباب لتتعلّق يده في الهواء بصدمة متجمداً مكانه حتى حبس أنفاسه داخله وكأنه نسي كيف يتنفّس .. وصوتها يتسلّل إليه حاداً مُصمّماً: أنت لازم تيجي بأقرب وقت تطلب منهم نحدد معاد كتب الكتاب بقاا ..
, أغمض حمزة عينيه بقوة وكأنه تلقى سهماً حارقاً من إحدى سهامها التي تُوجهها له دوماً حتى امتلأ قلبه ثقوباً وندبات مؤلمة لن تختفي بسهولة ..
, وهي تتابع بغضب: معرفش أعمل أي حاجة وأقنع أهلك أنا مبقتش مستحملة الكل هناا بعاملني وكأنني قتلالهم قتييل محدش حاسس أنهم هما اللي غلطانين مش إحنااا .. أنا هطحم قدام الأمر الوقع ونكتب الكتاب بقااا ويوروني وقتها يقدروا يمنعوك تدخل الفيلا إزااي ..
, تراجع حمزة للخلف بصدمة ناظراً للباب وهذه المرة بدموع اجتمعت في عينيه من كلماتها وحقدها وغرورها الذي يزيد كل يوم أكثر ..
, يعلم شعورها وإحساسها في ذلك الوقت .. وكان بطريقه للتخفيف عنها كالعادة .. للوقوف بجانبها واستدلالها للطريق الصحيح رغم أنها لن تقبل به ولن تردّ عليه ولكنه على الأقل كان سيُحاول ليحميها من نفسها أولاً ويحميهم منها ..
, يعلم بأن نفور الجميع منها وابتعادهم عنها لن يُشعرها بذنبها بل سيزيد غرورها أضعافاً وها هو الآن يتأكّد من شعوره عندما أدرك بأنها تُلقي بنفسها بالنار فقط من أجل أن تتحدّاهم وتقف بوجههم قوية مُغترّة قاسية ..
, في مكان آخر ..
, كانت تجلس فوق كرسيها الهزاز مُسترخية وهي تُغمض عينيها فيما طَلي وجهها بماسك ذو لون أصفر فاتح ..
, اقتربت منها إحدى الفتيات هاتفة وكأنها تُتابع معاها كلاماً لم ينتهِ: وأنتي بقا هتعملي إيه ؟
, قابلها الصمت من الآخرى وكأنها لا تُريد أن تنزع استرخائها ولكنها هتفت بعد لحظات: هجيبه ..
, هتفت الفتاة: هتجيبيه ليكي ولّا لفريدة هانم ؟
, تململت السيدة بجلستها وأبعدت شرائح الخيار عن عينيها ناظرة نحوها بضيق: معرفش فريدة هانم عايزاه في إيه بس اللي عارفاه أنها بتكرهه ومصالحي مش هتتفق مع مصالحها المرة دي خااالص ..
, هتفت الفتاة بقلق: يعني هتعملي إيه ؟
, هتفت السيدة: هجيبه بس من غير ما تعرف فريدة هانم ..
, الفتاة: مش هتقدري الكل هنا بيشتغل عندها وعينها علينا ..
, لوت السيدة شفتيها بامتعاض: الواد عمار ده عاجبني وهحاول لما أجيبه أوصل لاتفاق معاها هي لحد دلوقتي مقالتليش عايزة تعمل فيه إيه مش ممكن اللي هي عايزاه يعجبني ..!؟
, هتفت الفتاة بهدوء: ممكن ..
, ابتسمت السيدة وأعادت رأسها للخلف مُغمضة عينيها باسترخاء: هستنى لحد ما تؤمر فريدة هانم ولو أني عايزاه عندي بأسرع وقت بس هصبر هههه ..
, رمقتها الفتاة باشمئزار داخلي وهتفت: نفسي أعرف بيعجبك فيهم دول إيه ده أنتي قد مامته بالنسباله ..
, ابتسمت السيدة بخفة: وده اللي بيعجبني برجّع أنوثتي بيهم ..
, قابلتها الفتاة بنظرات ممتعضة ونهضت هاتفة: هحضر العشا ..
, السيدة: جمعي البنات في كام حاجة هقولهالهم بكرا عندنا شغل أوي ..
, الفتاة: ماشي يا روعة هانم ..
, ابتعدت الفتاة عنها تدخل أحد غرف ذلك المنزل الواسع المؤلف من طابقين وحوله حديقة صغيرة محاطة بسور عريض ..
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
الثامن عشر


نُميّل أحيانًا لكتابة اسمائُنا على زجاج السيارة
, أو نقشها على طاولة أو حفرها على جذع شجرة
, إننا جميعًا نتقاسم خوفًا مشتركًا،
, الخوف من أنّ نُنسى .!
, ٢٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد يومين ..
, في فيلا عز الدين ..
, نظر أدهم نحو سامر الذي يجلس أمامهم في الصالة بجانب رحمة وقد طلبوا تحديد موعد عقد القران منتظرين الإجابة ..
, التفت لرحمة التي ترمق الجميع ببرود وهتف بحذر: رحمة أنتي موافقة ..؟
, رحمة: أيوه يا عمو مفيش داعي للتأجيل ده كله ..
, رفع نظره نحو حمزة الذي يجلس في نهاية الصالة كعادته يُخفي خلف جمود ملامح بركاناً من الغضب والألم ..
, زفر ناهضاً من مكانه واقترب منها ناظراً في عينيها بتدقيق ليهتف بلهجة حازمة مُحذرة: رحمة لآخر مرة هسألك وأديكي فرصة تفكري .. أنتي موافقة تكتبوا الكتاب بالسرعة دي ؟
, قطبت جبينها بحذر من لهجته .. والتفتت نحو سامر الذي يُشجعها بعينيه .. نقلت عينيها في الصالة لتقابلها وجوه الجميع الغير راضية .. زاد الضيق داخلها رغم ارتجافة قلبها مما ستقوله .. ربما خوفاً من مجهول ينتظرها ..
, ابتلعت ريقها تأخذ نفساً عميقاً وهتفت: أيوه يا عمو موافقة ..
, أدهم: مش هتفكري ..؟
, نفت برأسها بسرعة لتتخلّص من ذلك الثقل الذي أطبق على صدرها بقوة يمنعها التنفس براحة ..
, تنهد أدهم وعاد لجلسته بوجه جامد: أهلك موافقين يا سامر ..؟
, تحمحم سامر هاتفاً: هو الصراحة لسا معرفوش إحنا قولنا ناخد موافقتكم الأول ..
, ابتسم أدهم ساخراً وهز رأسه هاتفاً بجمود: يبقى لما تقولهم ولما يوافقوا أتفقوا وحدّدوا معاد ..
, ابتسم سامر والتفت نحو رحمة التي زمت شفتيها بجمود ملاحظة لهجة عمها الغريبة معهم .. فيما باقي العائلة بقوا جامدين وكأن الأمر لايعنيهم فيما زين أشاح بوجهه عنهم بغضب ..
, دخلت إحدى الخادمات الصالة هاتفة: أدهم بيه الشرطة ع الباب ..
, رفع الجميع نظره نحوها ليهتف أدهم: ودول عايزين إييه ؟
, دخل أحد الضباط لاحقاً بالخادمة وهتف بهدوء: آسفين ع الإزعاج حضرتك ..
, هتف أدهم بحذر: خير ؟
, هتف الضابط: معانا أمر بإلقاء القبض على هارون عز الدين هو فين ..؟
, شهقات مُتفرقة خرجت منهم ليهتف سيف بغضب: تقبضوا على ميين أنت اتجننت بتقول إييه ..؟
, هتف الضابط بهدوء: لو سمحت يافندم دي أوامر وإحنا بنفذها هارون مطلوب القبض عليه ..
, هتف أدهم بحذر: ممكن أعرف بتهمة إيييه ؟
, هتف الضابط: في بلاغ متقدم ضده بتهمة خطف ريماس الزيات بنت رجل الأعمال فهد الزيات أكيد حضرتك عارفه ..
, توسّعت عيون الجميع بصدمة ونقل سيف نظراته بينهم ليهتف: أنت بتقول إيييه هارون مش ممكن يعمل كده ..
, هتف الضابط: إحنا هنتأكد بالتحقيق دلوقتي ياريت يسلم نفسه بهدوء ..
, هتف زين مقترباً منه: وأنتوا يا ريت تطلعوا بهدوووووء لاحسن أطلّعكم من هنا بالعااافية ..
, أدهم: زييين ..
, زين بصراخ: إييييه عايزيني أسكتلهم وهما عايزين يقبضوا أخويااا .. أطلعووا برررا ..
, هتف أدهم بحدة: زييين كفااية ..
, تنفس زين بقوة ليهتف سيف: لا مش كفاية أنتوا بتتبلوا عليه ..
, مصطفى: يا جماعة لو سمحتوا ممكن نهدا ونفهم ..
, هتفت مروة ببكاء: لا هارون ميعملش كده مش ممكن ده كدب ..
, مهرة: فهد الزيات ده عارفاه كويس ده أكيد بلاغ كااذب ..
, صمت أدهم يتابعهم بحذر والضابط يهتف بصرامة بأنها أوامر آمراً بتفتيش الفيلا ..
, ليهتف سامر مُحاولاً التدخل: طب مش ممكن هارون عمل كده بجد ما هو سايب الفيلا بقاله مدة ومتعرفوش عنه حاجة زي ما سابكم بيعمل٣ نقطة
, قطع كلامه بهجوم زين عليه يجذبه من ملابسه بقوة: أنت أخرس خااالص وأسم أخويا لو جه ع لساانك تاااني هقتلككك ..
, هتفت رحمة بحدة: زييين ..
, اقترب حيدر يُبعد زين عن سامر الذي تحوّل وجهه للغضب هاتفاً: وليه ميعملش كده يعني ماهو مش أبنكم وعايش بعيد عنكم بقاله مدة مش ممكن اتجنن كده لما عرف حقيقته ماهو مفيش حاجة غريبة عليه ..
, صرخ زين محاولاً التفلّت من حيدر وعاد يهجم عليه ليلكمه بقوة وعيونه امتلأت بالدموع: بقولك أخرسسس وأطلع برا أنت كماااان اللي بتتكلم عليه ده أخويااااا وأنتي يا هااانم ده أخوووكي يا محترمة سايباه يقول عليه كده إزااي ..
, اقترب حمزة منهم يرمقهم بحدة حتى انحنى جاذباً سامر من ملابسه وكاد يهم بدفعه للخارج ليهتف أدهم: سيبه ياحمزة ..
, التفت حمزة نحو أدهم وضم قبضته بقوة دافعاً سامر بعيداً عنه ليلتفت أدهم نحو الضابط هاتفاً: حضرة الظابط أول حاجة هارون مش هنا هو سايب الفيلا بقاله مدة ولو مش مصدق تقدر تفتش براحتك .. الحاجة التانية البلاغ ده كاذب هارون ظابط ومستلم قضية تخص فهد الزيات وده أكبر سبب يخلّيه يقدم فيه البلاغ ده ..
, هتف الضابط سريعاً: الآنسة ريماس الزيات مختفية بقالها يومين وآخر حد شافوها معاه هو هارون وهو واخدها بالعافية ..
, ابتسم أدهم بجمود وهتف : الحاجة الأهم اللي لازم تعرفها حضرتك أن مفيش حد يخطف مراته ..
, التفت الجميع نحوه بصدمة ليهتف الضابط: تقصد إيه ؟
, أدهم: ريماس تبقى مرات هارون وكل البلاغ ده تبله وتشرب مايته .. مش معايا دليل دلوقتي تقدر براحتك تلاقي هارون وهو اللي هيدهولك .. ودلوقتي زي ما أنت شايف إحنا عندنا مناسبة عائلية ومينفعش نأجلها ..
, رمقه الضابط بحدة ليبتسم أدهم بجمود مُشيراً لإحدى الخادمات بإيصاله للخارج ليستدير خارجاً مع رجاله ..
, هتف سيف مقترباً منه أدهم: إيه اللي قولته ده يا أدهم في إيه وريماس مييين دي اللي يتجوزها ..؟
, زفر أدهم بحدة والتفت نحو مكتبه سريعاً مخرجاً هاتفه ليأتيه للرد: يا ساتر يارب ..
, أدهم : حاول توصل لهارون بأسرع وقت شوفلي مهبب إيه المرة دي ..
, قصي بضيق: في إييييه تاني ..؟
, أدهم: الشرطة بتدور عليه عايزين يقبضوا عليه عشان خخف بنت فهد الزيات ..
, هتف قصي بتنبّه: نعم إزاي ؟
, أدهم: معرفش بقولك دور عليه وأعرفلي في إييه ..
, قصي: الشرطة جات عندك ؟
, أدهم: أه وروحوا ..
, قصي: فتشوا الفيلا يعني ..؟
, زفر أدهم بحنق: لأ قولتلهم أن هارون متجوزها ومينفعش يخطف مراته ..
, قصي: يافرحتي ..
, أدهم بغضب: أومال عايزني أقول إيييه يعني ألحقه ولم الليلة يا قصي ..
, قصي: ومش عايزني برضه أزوّر وثيقة زواج زي زمان ؟
, أدهم بحدة: لو تقدر متتأخرش ..
, زفر قصي بضيق: ماشي هشوف آخرها معاكوا إيه يا عز الدين أقفل ياخويا ..
, أغلق أدهم الخط بسرعة متنهداً ليهتف سيف من خلفه: هو أنت قولت كده من عندك ؟
, التفت أدهم نحوه ليقترب سيف منه بقلق: هارون فين هو فييه إيييه ..؟
, أدهم: معرفش يا سيف اديني قولت لقصي يعرفلي ..
, زفر سيف بخوف: هارون مش ممكن يعملها ..
, أدهم: عارف بس برضه كل حاجة متوقعة من أبنك ده لازم ناخد حذرنا ..
, تنهد سيف بضيق وهتف: أطلع أعمل حاجة مع الواد سامر زين هيقتله لو فضل هنا أكتر من كده ..
, أومأ أدهم بخفة خارجاً من المكتب ليهتف ناظراً لسامر: زي ما اتفقنا يا سامر تقول لأهلك وتتفق مع رحمة وإحنا جاهزين ..
, التفت سامر نحوه هاتفاً: ماشي يا عمي ..
, هتف أدهم: يلا اتفضلوا الكل على شغله وأنت يا سامر لو هتفضل هنا مع رحمة ياريت تقعدوا في الجنينة أكيد رحمة قالتلك ..
, زفر سامر بضيق والتفت نحو رحمة التي نهضت لتسير أمامه نحو الخارج متجاهلة الجميع ليلحق بها سريعاً ..
, هنف زين بسرعة: عمو هو هارون فيين أنا مش فاهم ..
, أدهم: لما أنا افهم هقولك ..
, حيدر بتعجّب: بابا هو هارون تجوز بجد ؟
, ملك: صح هي ريماس تجوزت منه يعني ولا إيه ؟
, همس عمار لحيدر: ماتقوله عن خطوبتي أنا كمان يا حيدر بما إن الموضوع اتفتح ..
, رمقه حيدر بغيظ: وده وقته يعني ..
, عمار: أومال إيمتى ..؟
, زين بحذر: عموو هارون تجوز ؟
, رمقه أدهم بصمت لتهتف مروة: لا أكيد أدهم قال كده قدامهم علشان يمشوا بس أنا خايفة على هاروون فهد ده شكله مش هيسيبه ..
, تنهد أدهم عائداً لداخل المكتب يُلاحقه زين بنظراته المرتابة وكأنه يصدق كلام أدهم الذي قاله ..
, ٣٠ العلامة النجمية
, أنا مُعجب بالطَريقة التي تَتَحولين فيها بِسهولة من امرأة الى طِفلة ، ومِن طفلةٍ الى امرأة ، الأمر كَمثل قوسٍ لامسَ أوتار كمانٍ ، وخلقَ لحناً إلهياً ..
, في مكان آخر ..
, ٢٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, نظرت ريماس بطرف عينها نحو هارون المستلقي على الأريكة مقابلها باسترخاء .. يُحدق بالسقف فوقه بتفكير ويضع قدماً فوق الأخرى يهزها بخفة ..
, التفتت تنظر له باهتمام عندما تخلّى عن صمته وهتف بعد لحظات: بصي ياستي .. أنا هتجوز وأخلف تلت بنات سام أليكس وكلوفر أو مثلاً سمارا تمارا نارا دول فتيات القوة لو سامعة بيهم ولو متعرفيهومش يبقى اتوكسي وانتحري أحسن ..
, رفعت حاجبيها بدهشة من حديثه الغير متوقع وتمتمت: هو أنت بتتفرج على كرتون بتاع بنات ؟
, هارون بانسجام: أيووون ده أنا كنت عايش في كوكب زمردة ..
, تابع بتلحين : كوووكبووو الفتيااااات ..
, رمشت بعينيها بذهول وهتفت: أنت مجنون ياض ولّا إيه بالظبط أنا إيه اللي خلاني أدبس معاك بس ياربي ..
, هارون: أستني بس أكمل .. هخلف ولد واحد كفاية واحد مش كده ..؟
, هتفت بعناد: وليه ميكونش تلت ولاد وبنت واحدة حلوة مدلعة ..؟
, مط هارون شفتيه: لأ تلت بنات حلوين مدلعين أحسن أنا بحب البنات ..
, ريماس بتهكم: أه ماهو واضح أوووي ..
, هارون: لو سمحتي متغلطيش أنا أه بحبهم بس من بعيد كده يعني ممنوع اللمس والتحسيس ..
, ريماس باشمئزاز: تحسيس ؟!
, ابتسم بجانبية وهتف بخبث: أه تحسيس وحاجات تاني أتكسف أقولهالك لما تبقي مراتي هقولك أوعدك ..
, رمقته بضيق وخجل ليُتابع هو: قومي يا ولية كلّمي فريد شوفي لو جابلي الأكل اللي عايزه ..
, زفرت هاتفة: ما الأكل مليان في المطبخ كنت طبخت أنا ..
, هتف بنفي: لا مش بحب طبخ حد غير أهلي ..
, هتفت باستنكار: ولما تبقى تتجوز هتفضل عايش عالة عليهم كده ؟
, هارون: لاا هنبقى عالتين أنا وهي ههههههههههه كح كح إيه ده أنا هاخد دور برد أقفلي الشباك **** يحفظك ..
, تنهدت ناهضة لتجيب على الهاتف الذي تعالى رنينه والتفتت نحو هارون القريب: خد كلم فريد ..
, مدّ هارون قدمه محاولاً إمساك سماعة الهاتف بها: ثبّتيها عندك كده مكسل أقوم و**** ..
, صرخت تضرب قدمه بسماعة الهاتف: أنت وقححح جدااا قوم كلم صاحبك يالا مش ناقصة ..
, زفر باستسلام واعتدل بجلسته ساحباً السماعة من يدها يرمقها بلوم وكأنها متوحشة: أيوه يازفت ..
, فريد: الحاجات بعتتهم مع الرجالة هيوصلوا كمان شوية عايز حاجة تانية ..؟
, هتف هارون بحذر: جبتلي سبانخ ؟
, فريد بغيظ: لأا ملقيتش ..
, هارون بغضب: يعني إييه ملقيتش ياض أنا عارفك أكيد روحت لماركت تافه زيك معندوش حاجة ..
, فريد: دبر نفسك بأي حاجة يا هاروون أنا مش فاضيلك ..
, هارون: مليش فيه أنا عايز آكل سبانخ ..
, فريد بصراخ: أنت هتقلب على باباي رجل البحار ولا إيييه غور ياض يامعفن ..
, أغلق الخط بوجهه ليزم هارون شفتيه بضيق ثم هتف بتساؤل: ريماس هو أنتي بتحبي السبانخ ؟
, أومأت برأسها بملل ليهتف بتركيز: طيب ولما بتاكليها بتقولي آآآغغغغغغغ ..؟
, زوت ما بين حاجبيها بدهشة ليهتف ضاحكاً: زي عمو باباي يعني ..
, تأفّفت بحنق واتجهت للمطبخ: أنا هعمل حاجة أطفحها أعملّك معايا ؟
, هارون: لأ متشكر أنا باكل مش بطفح زيك أنتي وأبوكي ..
, هتفت بصراخ: أنت بتجيب سيرة أبويا في كل حاجة ليييه ..؟
, هارون: أبداً أصلي معجب بأخلاقه النبيلة بس ..
, زفرت بضيق وهتفت بحدة: بص أنا فاهمة عليك وأساساً عارفة كل حاجة عنه يعني مش لازم تفكّرني كل شوية أنه كده أصلي مش ناسية ..
, هارون: مش بفكرك بس بتسلا بدل قعدة المطلقين دي ..
, ريماس بغضب: أتسلا بأبووووك ..
, هتف بغضب: متجبيش سيرة أبويااا على لساانك أنتي فاهمة ؟
, هتفت بغضب: يبقى أنت برضه متجبش سيرة أبويا حتى لو كان يستاهل ..
, هارون: أحسن أساساً مش هلوث لساني بيه ..
, ريماس: أحسن برضه ..
, زفر بضيق وعاد لاستلقائته ليهتف بعد لحظات: ريماس هو أنتي عارفة أن أنا عندي أبين واحد بحبه والتاني لأ أصله كان زي أبوكي كده بس هو ميت هااا يعني ميجوزش عليه غير الرحمة ..
, هتفت بغضب: وبتقولي لييه أتطمن أنا مش زيك مش هشتم حي أو ميت ..
, ابتسم هاتفاً بإعجاب: أصيلة يابت أصييلة بنت كلب ..
, ريماس بصراخ: هاروووون ..
, هارون: ريماااس .. بقولك ماتيجي نتجوز طيب ..
, لم يأته الرد ليرفع صوته أكثر: بت يا ريماس ماتيجي نتجووووز ..
, خرجت من المطبخ ترمقه بغضب: سمعتك ..
, هارون: قولتي إيه ؟
, زفرت جالسة فوق الأريكة بصمت ليرمقها بتفحّص هاتفاً: هو أنا بحس ليه أني عارفك من زمااان ..؟
, ريماس: معرفش ..
, هارون: أنتي مش بتحسي كده ؟
, رمقته ريماس بطرف عينيها بتفحص ليرمش هو بعينيه ببراءة لتهتف: لأ ..
, رمقها بغيظ هاتفاً: مش بطاقتك بقت معاكي ماتيجي نتجوز طيب ..
, ريماس: مش عايزة ..
, هارون: يابنت الناس أسمعي الكلام ومش هتندمي ..
, ريماس بسخرية: سمعت منك أوي أديني ندمانة ..
, هتف بذهول: سمعتي إيه يابت أنتي بتتبلّي عليااا ما أنا قولتلك أرجعي وسبيني مش عايز منك مساعدة أنتي اللي شبطي في رجلي ومش عايزة تسبيني ..
, هتفت بحدة: كان نفسي أعمل عمل إنساااني ..
, هارون: واللي عملتيه ده حيواني ولا إيه ..؟
, هتفت بغضب: أنت عايز إيييه ؟
, هارون: نتجور ..
, ريماس: لييه ؟
, هز كتفيه هاتفاً بجدية: كده كده هنتجوز برضانا أو غصباً عننا بحاول نعملها برضانا أحسن ولو أني مش معارض أوي هااا أصلك عاجباني حاجة كده جامدة ومش موجودة في البلد شكلك مستوردة مش صنع وطني يعني صح ولا مش غلطان ؟
, جزّت على أسنانها ترمقه بغيظ وهو يُتابع: بس برضه مش ضامن نفسي مش ممكن أكرهك لما نتجوز وتبقي في عيني قردة ؟ عادي بتحصل جدداً أومال أنتي فاكرة حالات الطلاق دي كلها إيييه الراجل بعد الجواز بشوف مراته قردة وهي بتشوفه خنزير ويتم الطلاق ..
, ريماس بغيظ: يبقى مش موافقة أتجوزك لاحسن أشوفك خنزير وأنا بقرف منهم ..
, رمقها بتمعن وابتسم هاتفاً: مانا خايف أشوفك قردة أصلك دلوقتي عاجباني أما أنتي خايفة تشوفيني خنزير لييه يا حلوة ؟
, زمت شفتيها بحنق من تصرفاته وهتفت: ما أنا شايفاك خنزير من دلوقتي ..
, هارون: طب مش ممكن بعد الجواز أرجع بني آدم في نظرك ؟
, تأففت بغضب هاتفة: جواز مش هتجوّزك ..
, هارون: أحسن حد قالك أني قاتل نفسي أنا بس بحاول ألاقي حلول ..
, رمقته بتردد وهتفت: هو هيحصل إيه ؟
, هارون: يحصل إيه في إيه ؟
, ريماس: فينا إحنا ..
, هارون: واللهي على حسب الجزمة اللي في دماغ أبوكي بتقوله إيه ..
, صرخت بحدة: أحترم نفسك ياض متجننيش ..
, هتف بدهشة: مالك ياولية أنا بتكلم جد ..
, تنهدت وهتفت بحنق: طب يعني إيه هي أسوأ الإحتمالات ..؟
, هارون: أسوأ أسوأ ؟
, أومأت برأسها ليهتف: أن باب الشقة يتخلع دلوقتي ويخش السيد الوالد يقتلني ويرمّلك قبل ما تتجوزي ويجرجرك من شعرك زي الجاموسة ويدبحك عشان جبتيله العار وكده ..
, توسّعت عينيها بصدمة وعادت تنظر نحوه بحذر: أنت مش بتكدب صح ؟
, هارون بعتاب: إخس عليك الوش ده بتاع كدب طيب ؟
, رمقته بسخرية: لا بتاع قلة أدب بس ..
, هارون: شوفتي ..
, زفرت تهز قدمها بخفة وهتفت: بص لو تجوزنا هنتطلق هاا ..
, هارون بتلقائية: أومال أعمل فيكي إيييه يابنتي لما تبقي قردة ..؟!!
, هتفت بغضب: لما أنا أقرر نطلق هنطلق مش العكس ..
, هارون: أفهم أنك وافقتي تتجوزيني ؟
, هتفت: أنا لسا بفكر ..
, هارون: مش لازم تفكير هو جواز على حتة ورقة لما تخلص المهمة نفضها سيرة وخلاص ..
, ضيّقت عينيها بقلق وتنهدت بصمت لتهتف بعد لحظات: ماشي موافقة ..
, هارون: على إيه ؟
, هتفت بغيظ: نتجوز ..
, هارون: يا ألف نهار أبيض ألف مبروك هاتولنا الشربات بقا ..
, أمسكت إحدى الوسائد بجانبها لتقذفها نحوه بغضب صارخة: أنت يالا أتعدل ..
, استلقى على الأريكة مجدداً هاتفاً: بس أنا بقی عندي شروط ..
, توسعت عينيها بغضب: نعم ياض عيد اللي قولته تاني ؟
, هارون: شرووووط علشان أقبل أتجوزك ..
, تسارع تنفسها بغيظ وأغمضت عينيها محاولة تهدأة نفسها نظرت نحوه لوجهه الهادئ وكأنه يتكلم بكل جدية العالم المُضحكة لتهتف مُجارية له: وهي إيه دي بقا ياخويا ؟
, رفع كفّ يده أمامه هاتفاً وهو يعدّ على أصابعه: أولاً عايزك تطلبيني من أهلي أومااال أنا مش هتجوّزك من غير علمهم وموافقتهم .. تانياً مش عايز فرح وحاجات دي نعملها عائلية أحسن .. تالتاً البدلة بتاعتي عايزها ماركة وصّيلي عليها من باريس .. رابعاً وهو الأهم الجواز هيبقى على ورق ممنوع تقرّبي عليا خالص ومش هسلّمك نفسي لاااا كله إلا شرفي .. لو وافقتي ع الشروط دي يبقى على بركة **** نطلب المأذون ونتجوز ..
, لم يكد يُنهي كلامه حتى وجدها تُطلّ عليه من الأعلى تنظر نحوه بشر ليهتف بحذر: في إيه ؟
, هتفت بحدة: مش هتفرّط بشرفك هاا ؟
, هارون بغضب: أومال أنتي فاكرة إيييه أنا أهلي مربيني كويس أووي يا آنسة ..
, ريماس: و**** بجد ؟
, هارون: أيوون أنا بنام بدري وبصحى بدري وبرجع البيت على تمانية بالليل مش بكلم بنات ولا ببصلهم ولو هما كلّموني بتجاهلهم وأقول لأمي وأختي عشان يتصرّفوا ..
, رمقته بغضب هاتفة: وإيه رأيك أني هفرّطلك بشرفك اللي متفشخر فيه ده ومش هقبل بالشروط دي وهتجوزك غصباً عنك ..
, شهق هارون بفزع: إيييه بعينك يا قليلة الأدب أنتوا كلكم كده مفيش في دماغكم غير الحاجات العيب دي اتقوا ربناا أنتي معندكيش أخوات شباب تخافي عليييهم بقولك إييه أنا عندي أمي وأختي وبنات عمامي كلهم يحمووني ويقفولك أومااال معندناش شباب يتجوزوا بالطريقة دي إحنا يا نتكرم ويحصل اللي إحنا عايزينه لأما نفضل في بيت أهلنا معززين مكرّميين لغاية ما تيجي فارسة الأحلام وتخطفنا ..
, ابتسمت فجأة لكلامه هاتفة بدهشة: يابني أنت واعي ع اللي بتقوله ده ولّا إيه بص أنا بقيت خايفة أقعد معاك في نفس المكان لتقوم تطلع مجنون في الآخر ..
, هارون: مجنون بيك أنت يا جميييل .. ريماس هو أنتي حلوة كده لمين باباكي أه حلو بس مش أوي أوقات بيبقى معفن أوعى تطلعي زيه هاا وأوقات تعفني ..
, عادت نظراتها للغضب هاتفة: أوعى تجيب سيرة أبوياا ..
, هارون: طب مامتك حلوة زيك كده ؟
, تنهّدت تنظر اليه وهو يتفحّصها بعيونه الجريئة بغير أن يُخفي نظراته الوقحة لتزفر هاتفة: أنت ياض يا قليل الأدب بتبص على إيه ..
, هارون: بعاين البضاعة ..
, صرخت بحدة: هاروون أقسم ب**** هضربك هندمكك هااا أنا لحد دلوقتي ساكتاالك ..
, هتف بابتسامة واسعة: لا متسكتيش وريني مهاراتك طيب وخلينا نتبارز ونعمل إحتكاك ..
, ريماس: نعمل إيييييه ؟
, هارون: تاتش ولمسات كده وكده خليني أجرب طيب ولّا بلاش خلاص هجربها في الحلال أوماااال مش لسا بقولك أنا متربي أوووي ..
, زفرت بضيق وابتعدت عنه هاتفة: أنت الكلام معاك بجيب شلل ..
, هارون: وأنتي الكلام معاكي بجيب عسللل يا عسل أنت ..
, التفتت تنظر نحوه بغضب لتتجاهله متجهة نحو المطبخ وهي تشتمه بغيظ ..
, قرع الباب بقوة لينتفض هارون عن جلسته لتقترب ريماس منه بقلق: في إيه يا هارون مين اللي بيخبط كده ..؟
, اقترب من الباب جاذباً سلاحه بسرعة ليستمع لهمس فريد: افتح ده أنا ..
, تنهد فاتحاً الباب ليدخل فريد ومعه رجلين ورجل آخر كبير في السن ..
, أغلق الباب خلفه هاتفاً: بسرعة مفيش وقت هاتوا البطايق هنكتب الكتاب ..
, تجمّد هارون وريماس مكانهم ليهتف فريد: بقولكم بسرررعة ..
, هتف هارون: في إيه يافريد ؟
, فريد بقلق: هارون مفيش وقت فهد قدم بلاغ ضدك تهمك أنك خاطف بنته والشرطة راحتلك الفيلا ..
, توسّعت عيني هارون بصدمة: احييه الفيلا احيييه ..
, فريد: يابني ده وقتك أمشي هات البطايق بسرعة هنحاول نجهز قسيمة الجواز بسرعة وبكرا تروح سلّم نفسك ..
, هارون: أنت مُحاصر خلف شباك السجن مُصادر أكادمية الشووورطة ..
, فريد: يخربيتكك ..
, هارون: احييييه طب وقسيمة الجواز دي هتجهز بكرا ؟
, فربد: هنحاول نثبّتها في المحكمة النهاردة ..
, هتفت ريماس بسرعة: أنا أعرف محامية هتساعدنا أووي أكلمها ؟
, فريد: بسرعة مستنية إيه هاتي بطاقتك ونمرتها عشان أتواصل معاها ونتفق ..
, أسرعت ريماس للداخل بلهفة ليُراقبها هارون بتعجّب هاتفاً: دي متسربعة على إيه بس عايز أفهم ..
, فريد: هاروون الوضع حساس ..
, رمقه هارون بتردد: بص عايز أقولك حاجة بس٣ نقطة
, قاطع كلامه قدوم ريماس ببطاقتها وبطاقة هارون وهتفت: هكلّمها لما نكتب الكتاب يلا بينا ..
, سحبت هارون المتعجب من يده ليقتربا من المأذون ويلحق بهم فريد ..
, جلس هارون ناظرا حوله بضيق والتفت نحو فريد: لا مش موافق ..
, هتف فريد بغضب: هاروون ..
, هارون: بص يا عمو المأذون عايزين يجوّزوني غصباً عني ..
, رمقته ريماس بغضب وقلق في آن واحد لا تُريد أن يتأذى بسببها لتهتف: أخلص ياهاروون في يومك ده ..
, تكتّف هارون بعناد ليهتف المأذون متنحنحاً: هو الجواز لازم موافقة الطرفين و..
, قاطع فريد: ماشي يا مولانا متشكرين هارون موافق هو وريماس أتفضل ابدأ ..
, التفت المأذون بحذر نحو هارون الذي زم شفتيه بضيق وهتف: متبدأش يا عمو المأذون أنا مش موافق ده مش أسلوب فاكريني بيضة بيسلقوها أنا من حقي أختار شريكة حياتي بنفسي ولا إيه ..؟
, المأدون: أه أه طبعاً يا جماعة الراجل مش موافق إيه هتغصبوه لااا مينفعش الجواز لازم موافقة من الطرفين ولو طرف مش موافق يبقى باطل ..
, هارون: ينصر دينك ..
, فريد: هارووون ..
, رمقه هارون بغيظ ثم زفر هاتفاً: بص عايز منك حاجة ..
, فريد: أخلص ..
, هارون: ماتكلم بابا ولّا عمو طيب ..
, ريماس ساخرة: إيه عايز ولي أمرك ؟
, هارون: أومااال شوفتي أني مؤدب أووي .. فريد احياة عيالك ياشيخ عمو هيكون على آخره مني مش الشرطة راحتلي هناك قوله هارون هيتجوز ..
, تأفف فريد بحنق وهتف: كلمه أنت ..
, هارون بتردد: لأ بخاف ..
, ريماس: يا واد يا جامد يا جريء ..
, هارن: بس يا بت أنتي أنا بس بحترمه ..
, ريماس: **** يحفظك ويكتر من أمثالك ..
, اتجه فريد نحو أحد الغرف ليُخرج هاتفه متصلاً ليأتيه الرد بعد لحظات: فريد .. الزفت هارون بينيل إييه ؟
, فريد بضحك: بيتجوز يا عمو ..
, أدهم: يعني الكلام صح ؟
, فريد: عمو الوضع خطير وإحنا مضطرين نعمل كده و..
, قاطعه أدهم بسرعة: خليه يتجوز بأسرع وقت ويواجه فهد مينفعش يفضل كده .. وحسابه معايا بعدين ..
, ابتسم فريد هاتفاً: ماهو قالي أديكم علم ومقعّدلي المأذون جمبه مش راضي يتجوز ..
, ابتسم أدهم ساخراً: مؤدب أوي الواد ده اسم **** عليه .. اقفل وخلص شغلك وخبرني ..
, فريد: تمام ..
, أغلق الخط سريعاً واتجه للخارج ليهاف: بيقولك أتجوز بسرعة ..
, هارون: بسرررعة ياعم المأذون **** يحفظكككك ..
, بدأ المأذرن بإجراءات الزواج وانتهى ليوقّع كل من هارون وريماس وبعدها الشهود ..
, هتف المأذون: بارك ****..
, هارون: حافظين حافظين الجملة دي كويس ..
, هتف فريد بسرعة: يلا يا عم المأذون بسرعة مستعجلين ..
, أخرجهم فريد من الشقة بسرعة والتفت آخذاً الرقم من ريماس: هكلمها كمان شوية أنتي كلميها وعرفيها كل حاجة ..
, ريماس: تمام ..
, فريد: خلوا بالكم من نفسكم لو حصل حاجة هجيلكم .. أه صح مبروك ..
, هارون: ع قبالك يابطل .. **** طلع القفص الذهبي حلو هااا مش بطال ..
, رمقه فريد بغيظ واتجه خارح الشقة ليُغلق هارون الباب خلفه بإحكام ..
, التفت نحو ريماس وابتسم بتوسع: قبلت زواجها ..
, قطبت جبينها بحذر وسار هو في الشقة هاتفاً بابتسامة: قبلت زواجهااا ٤ نقطة قبلتووو زواجهااا ..
, هتفت بحدة: في إيه ياض مالك أنت اتجننت ..
, التفت نحوها هاتفاً: **** فرحان أني قولت الجملة دي كنت جامد صح بصي احمم احم قبلت زواجها ..
, رمقته بغيظ: ودي حاجة عظيمة يعني ؟
, هارون: أيوون هو أنتي فاكراني كل يوم بتجوز ..
, ريماس: ع قبال لما تقولي طالق يارب ..
, هارون: لما أشوفك قردة هقولك بصي لما أقولهالك يبقى أعرفي أنك بقيتي قردة ..
, ريماس بسخرية: طب وأعرف أنت من دلوقتي أنك خنزير ..
, هارون: متشكرييين أووي قبلتوو زواجهاا مش كفاية قبلت زواجك يابت أنتي **** دي جملة حلوة حسّستني أنك طلبتيني للزواج والكل طلبني ليكي وأنا في الآخر وافقت وقولتلهم قبلت زواجها يا سلااام ..
, زفرت بضيق هاتفة: تشرب إيه ..؟
, هارون: أشرب شاي ههههه ..
, رمقته بغيظ ليهتف: لا هاكل سبانخ آغغغغغ قبلت زواجهااا يا عم باباااي .. هاتيلنا شربات طيب وتعالي نتفق على كام حاجة كده أصلنا دلوقتي هندخل دنيا وأنا الراجل وأنتي الست وأه أنا سي السيد وكلامي هو اللي هيمشي أه أنا سي السيد مش عاجبك كلامي أمشييي ..
, تركته متجهة نحو المطبخ بغضب ليهتف: إيه ده هي مشيت يبقى مش عاجبها كلامي مش كفاية طيب أني تنازلت وقبلت زواجها .. بنات ناكرين للمعروف فعلاً .. بس حلوين ..
, ٣١ العلامة النجمية
, وفي المسافة بين غيابك وحضورك انكسر شيء ما لن يعود كما كان أبداً ..💔
, ٢٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في اليوم التالي ..
, خرج زين من بوابة للفيلا متجهاً لسيارته ليلحق به عمار هاتفاً: زيين استنى رايح فين ..
, التفت زين نحوه بضيق: هروح الجيم وبعدين التدريب عايز إيه ؟
, هتف عمار بدهشة: مش قولت مش هتروح تاني ..؟
, رمقه زين بسخرية: ومش هروح لييه ولا هحبس نفسي عشانه ليييه مش هو بيتجوز وبعيش حياته بعيد عننا ..
, زم عمار شفتيه بحزن: بس هو مجبور ..
, ابتسم هاتفاً بسخرية: سبحان **** مجبور يعمل كل حااجة وقادر على كده أما أنه يكلّمنا ولا حتى ييجي هنا دقيقة واحدة بس دي صعبة عليه أووي مش كده ..
, صمت عمار يرمقه بضيق ليتركه زين مستقلاً سيارته متجهاً بها خارج الفيلا بسرعة ..
, زفر عمار بحزن لتقترب مهرة منه: هاا يا عمااار عايز إيه ..؟
, التفت عمار نحوها ونظر حوله هاتفاً: حصليني ع العربية يلا ..
, مهرة: هتاخدني فييين ؟
, عمار: تعالي بسس ..
, زفرت باستسلام واتجهت لتستقل السيارة بجانبه لينطلق بها خارج البوابة الكبيرة ..
, في مكان آخر ..
, جلست تسنيم فوق إحدى طاولات ذلك المطعم الهادئ .. تتكئ بذراعيها فوق سطح الطاولة تهز رأسها مُدندنة بتأثر: خليه يدور عليا كل شوية ومايلاقينيش
, خليه يتعب شوية ويحلم بيا ومايشوفنيش
, مش هجري تاني وراه علشان غلبت معاه
, وعن نفسي هعود نفسي من دلوقتي مايوحشنيش ..
, رمقها سالم الجالس مقابل لها بسخرية: أه أه غني ياختي ما أنت مش فارق معاكي ..
, زفرت تسنيم هاتفة بإصرار: أه هغني وأنفّذ اللي بغنيه برضه هااا ..
, سالم بضيق: بت متسوقيش فيها أوي هاااا ده أنتي لما بتعنّدي بتبقي زي البغل ..
, تنهدت تسنيم بحرارة هاتفة: ما أنا بجد غلبت معاه وخلاص مبقتش مستحملة أنا حاسة أني بصارع الدنيا لوحدي وبحب لوحدي معرفش أنا حاسة أني تعبت ..
, رفع حاحبيه بدهشة وهتف: بت أوعى تكوني زهقتي منه و..
, تسنيم: أزهق إيه هو لعبة أنا بحبه بس الحب ده بيتعبني بدل مايريّحني أنا دايماً اللي بدي وهو اللي بياخد ..
, سالم: بس هو برضه بحبك وبغير عليكي ..
, تسنيم: أه عارفة بس غيرته صعبة وحبه أصعب .. منكرش أوقات بحسه بحبني أكتر ما أنا بحبه وبقولهالي بس دي تُعتبر أوقت نااادرة ..
, هتف بهدوء: أهم حاجة متوقعيش نفسك في مصيبة أنا عارفك كويس عنادك ده بوديكي في داهية ..
, تسنيم: لا لا متقلقش أنا عارفة بعمل إييه ..
, رمقها سالم ساخراً وعادت هي للغناء لتهتف بضحك: أحلا حااجة بشيرين دي أن كل أغانيها مناسبة لياا هههه ..
, التفت ناظراً نحو بوابة المطعم ليهتف بسرعة: بت بتتت ركزي هما جم اهو ..
, رمقته هاتفة: أجمد يالااا أجمددد ..
, التفتت تُلوح لهم ليلتفت عمار نحوها ويجذب مهرة معه حتى توقف بجانبهم هاتفاً: عاملين إييه ..؟
, هتفت تسنيم مرحبة لتجذب مهرة لتُجلسها بجانبهم ليجلس عمار هو الآخر هاتفاً: أهو ياستي جبتلك مهرة ..
, هتفت مهرة بتعجب: هو في إيه ..؟
, تحمحمت تسنيم ناظرة لسالم الذي توتر فجأۃ لترفع حاجبيها بغيظ هاتفة: مفيش بس أنا حبيتك وارتحتلك أنا وسالم صديقي وقررنا نتعرّف عليكي أكتر ..
, رمقتها مهرة بصمت والتفتت نحو سالم الذي يبتسم بتوتر لتتنهد بعدما عرفت مخططهم .. فيما هتف عمار بتوتر: بت يا تسنيم أنتي هتجبيلي التهزيق وربنا لو حيدر عرف هيقتلني ..
, تسنيم: أجمد أنت التاني في إيييه مالكم ..
, عمار بهمس: ماهو مش بيطيق اللي أسمه سالم ده ..
, تسنيم بغرور: ما أنا هعلمه الأدب وأخليه يطيقه ..
, عمار: ياخوفي بس هو اللي يعلمنا الأدب كلنااا ..
, تسنيم بتوتر: بس يالا متوترنيش احم سيب سالم يتعرف على مهرة ..
, عمار: هو سالم بحبها ..؟
, تسنيم: أه هو معجب بيها من أول نظرة ولازم نساعده ..
, عمار: أهممم .. سالم إزيك عامل إيه ؟
, ابتسم سالم هاتفاً: الحمد**** لولا بس إيد أخوك ..
, ضحك عمار بتوتر وهتف: شوفت مهرة تعرّفت عليها ؟
, ضربت تسنيم جبهتها ونكزته بحنق: مالك يالا مش كده ..
, عمار: في إيه بسرّع الأحداث طيب قبل ما حيدر يطب علينا ..
, التفت سالم يبتسم لمهرة متحدثاً معها بعدة مواضيع فيما هتفت تسنيم لعمار: بقولك يا عمورة أنا عايزة حيدر يغير عليا ..
, عمار باستنكار: أكتر من كده ياختي ..
, نفت بسرعة: لا لا أسمع بس أنا عايزاه يغير بس من بعيد من غير مايقرب ..
, رمش بعينيه هاتفاً: يعني إيه ..؟
, تسنيم: معرفش بقا اتصرف ..
, عمار: أتصرف إيه لا مليش دعوة أنتي دايماً خناقاتك مع حيدر بتنتهي بهزيمة كاسحة ليكي ..
, تسنيم: ما هو أنت المرة دي معايا وهننتصر ..
, عمار: لااا ..
, تسنيم برجاء: بلييز ياعمورة الأمورة قوله بس أنك شوفتني ماشية في الشارع وورايا أربعة ..
, عمار: أربعة إيه ؟
, تسنيم بغيظ: أربع كلاب رجالة ياخويا ماتركز معايا طيب ..
, عمار: ودول بيعملوا إيه وراكي طيب ؟
, اتسعت ابتسامة تسنيم: بيعاكسوني ..
, شهق عمار برعب: أنتي عايزاه يتجنن لا ياختي مش أنتي اللي هيفش غله فيكي أناااا عشان متدخلتش وفرمتهم وجبتك ليه حية أو ميتة ..
, تسنيم: أسمع بس قوله أن أنا معبرتهومش خالص وأني وفية ..
, عمار: أه ومُخلصة وبيتوتية وكده ..
, تسنيم: عليك نوور ده أنا عايزاه يشعلل من الغيرة والغيظ إيه رأيك ..
, زفر هاتفاً: بحاول بس مأوعدكيش هاا أصلي بخاف وهو مستحلفلي ..
, ضربته تسنيم على ظهره بإعجاب: بطل يا حبيبي بطللل **** يخليك ليااا ده أنا غلبانة و**** ..
, عمار: بس يابنتي هتقطعي قلبي خلاص ..
, استمعا لصوت قادم من جانبهم هاتفاً: إيه ده إزيك يا تسنيم عاملة إيه ؟
, التفتت تسنيم نحوها وابتسمت هاتفة: نادية أهلا عاملة إيه ..؟
, سحبت نادية إحدى الكراسي وجلست عليها هاتفة: كويسة متوقعتش ألاقيكي هنا أنا جاية مع أختي وجوزها .. هو مين بقا خطيبك ؟
, ابتسمت تسنيم هاتفة: لا ولا واحد ده سالم أبن عمتي وده عمار أخو خطيبي الصغير ..
, التفتت نادية ترمقهم بابتسامة مسلّمة عليهم وركزت نظراتها على عمار مبتسمة باتساع لتعود وتلتفت نحو مهرة التي شحُب وجهها بصدمة وضمت قبضتيها أسفل الطاولة تفركهما بتوتر ..
, هتفت نادية بخفوت: ودي تبقى مين ؟
, تسنيم: مهرة صديقة العيلة ..
, رفعت نادية حاجبيها: أهه صديقة تشرفنا .. أوك أنا بس حبيت أسلم عليكي عايزة مني حاجة ..؟
, تسنيم: سلامتك يا حبيبتي مع السلامة ..
, رحلت نادية بعدما ألقت نظرة أخيرة على مهرة المتوترة ليهتف عمار بضيق: هي مين دي يا تسنيم ..؟
, رفعت مهرة رأسها مبتلعة ريقها وهتفت بتوتر: أانتي أنتي تعرفيها منين ؟
, هتفت تسنيم بحذر: في إيه مالك هو أنتي عارفاها ؟
, نفت مهرة برأسها محاولة تمالك نفسها: ل لا لا بس بس هو يعني شبهت عليها طلعت مش هي ..
, هتفت تسنيم: دي آنسة جات جديدة على المدرسة اللي بدرس بيها وتعرفت عليها وتصاحبنا .. هي بت لذيذة على فكرة ..
, عمار: لذيذة إيه مشوفتيش قعدت إزاي من غير عزومة ولّا نظراتها ..
, تسنيم: لا حرام هي بس عفوية شويتين ..
, سالم: و**** أنتي اللي عفوية ..
, زفر عمار بضيق وابتلعت مهرة ريقها مغمضة عينيها بنبضات قلب تتسارع داخل صدرها بقوة وخوف ..
, تعالى رنين هاتف عمار ليبتلع ريقه هامساً: منك لله يا تسنيم ..
, التفتت تسنيم نحوه بحذر: أوعى يكون اللي في بالي ..
, عمار: هو ياختي٣ نقطة إحم أيوه يا حيدر ..
, حيدر: أنت فين ؟
, التفت عمار حوله شاعراً بأنه يراه كالعادة عند افتعاله لشيء خاطئ ليهتف: ع عايز إيه ؟
, حيدر بحذر: أهه اللهجة دي أنا عارفها كويس ..
, عمار: لهجة إيه ؟
, حيدر: بتهبب إيه يالا أنت فيين أعترف حالاً ..
, همست تسنيم بنحيب وهي تضع أذنها قريباً من الهاتف: أوعى أووعى متعترفش بسهولة يخربيتك ده أنت فضيحة بتقر كل حاجة من غير ولا قلم ..
, حيدر: هو مين اللي بيتكلم عندك ده ؟ عمااار ..
, عمار: لا بقا أنا هقول لأبويا مش هفضل عايش بالرعب ده ..
, حيدر: رعب إيه ياحبيبي مش أنت مؤدب أووي ومبتعملش حاجة غلط يبقى هتترعب لييه يا قلب أخوك ..
, عمار: منكم لله كلكم ..
, حيدر: أخلص أنت فين ؟
, عمار: ب بمشي بمشي في العربية ..
, حيدر: ومش قاعد في أوضتك بتذاكر ليييه مش إمتحانك بعد كام يوم ولا إيه ؟
, عمار بضيق: بقولك إييييه مذاكرة مش هذااكر تعبتتت أنا هسيب الكلية ..
, حيدر: طب بقولك إييه أمشي في العربية لحد بيت وسام هاته في إيدك وتعالى أنت وهو ع الفيلا ذاكروا كويس أووي ساعتين بس وهكون عندكم وأشوف ذاكرتوا ولا لأ وقتها الضرب هيشتغل ..
, عمار بصدمة: نعممم لااا مش..
, أغلق الخط بوجهه ليصرخ عما بغيظ: ياااارب مخلقتنيش لييه زي زين غبي وبذاااكر ..
, تسنيم: هو في إييه ؟
, لطم عمار وجهه بنحيب: مفيش ياختي أنا هفضل مُعذب طول عمري ٣ نقطة أنا هرجع الفيلا بقا ..
, نهضت مهرة بسرعة وكأنها لم تصدق: أيوه وأنا اتأخّرت عايزة أمشي ..
, عمار: يلا بينا وأنتي يا تسنيم أقطعي علاقتك بيا خاالص ..
, تسنيم: إخس عليك مينفعش أنت أخ خطيبي حبيبي ..
, عماز: هتقطعيها غصباً عنك أصل بكرا هتكوني بتقري الفاتحة على روحي ..
, أسرعت مهرة أمامه ليخرج هو خلفها منطلقاً بسيارته بسرعة ..
, في شركة عز الدين ..
, ترجّل زياد من سيارته أمام بوابة الشركة وكاد يدخلها ليتسمّر مكانه ناظراً لسيارة مركونة قريباً من الرصيف بداخلها منال وذلك المدعو خطيبها ..
, ضم قبضتيه بقوة ووقف يراقبهم بعيون مشتعلة غيرة وداخله يحترق .. توسعت عينيه بغضب جامح ناظراً لاقتراب مؤمن منها مقبلاً وجنتها فيما ابتسمت هي ببهوت محاولة إبعاده بلطف ..
, ابتلع ريقه بصعوبة وتسارع تنفسه .. سار خطوة للأمام ليعود ويحاول التسمر مكانه .. حافظ على صبره لدقيقة .. دقيقة فقط قبل أن يفقد سيطرته على نفسه متجهاً بخطوات غاضبة وأنفاس لاهبة فاتحاً باب السيارة بجانب مؤمن بقوة ويجذبه من ملابسه بعنف حتى أسقطه أرضاً ناظراً له بعيون مشتعلة غاضبة ..
, صرخ مؤمن بجنون: أنت أتجنننت أنت بتعمل إيييه ..؟
, انحنى زياد نحوه يجذبه من ملابسه ليلكمه بقوة لتصرخ منال مقتربة منه محاولة إبعاده: زياااد بتعمل إيه كفاية يا زياد عشان خااطري ..
, دفعها بعيداً عنه يتنفس بقوة صارخاً: أبعديييي سايباه يقرب منك كده لييييه أنت يابن٣ العلامة النجمية أقسم ب**** لاربيك ..
, صرخت منال تضرب ظهره بقوة وبكاء: كفااية بقا كفاية حرام عليك أنت بتعمل فيا كده ليييه ..
, اجتمع عدد من الناس حولهم واقترب الأمن على بوابة الشركة لتصرخ منال: أبعدووه عنه بسررعة ..
, اقترب رجال الأمن من زياد الذي تحول لوحش غاضب يكيل له اللكمات بقوة وقسوة حتى أبعده رجال الأمن عنه بصعوبة ..
, وقف بتنفس بقوة والتفت نحوها يجذبها من يدها بصراخ: أنتي مجنووونة أنتي بتعملي إيييه معاااه كفاااية كده يااا مناال ..
, صرخت تحاول إبعاده عنها ببكاء: كفاية أنت كفاااية بقااا فضحتني حرام علييك أنت خربتلي حياااتي ..
, شهقت ببكاء وكاد جسدها أن ينهار أرضاً ليسندها متنفساً بقوة وعيون متوسّعة بصدمة وربما قد عاد لرشده ..
, التفت حوله يرمق التجمع الذين يُتابعون بدهشة وهمسات بدأت تتناقل بينهم فيما نهض مؤمن عن الأرض بغضب ووجه دامي ليجذبها من ذراعها يُبعدها عنه بقوة: هو ده اللي بتحبيه صحح أنا كنت شاااكك أنتي وافقتي علياا بعد ما فضلتي ترفضيني كتيييير بس عشان هو كان زابلك ومش مديكي إهتمااام ..
, صرخت تُبعده عنها: أخرررس مسمحلكش تقول عليااا كده أنتوا إييييه اتقوا **** سبوني بحالي بقااا أنا مش عايزة حد مش عايزة حد فيكم ..
, صفعها مؤمن بقوة كادت تُسقطها أرضاً ليتلقّفها زياد بين ذراعيه بخوف وموجة غضب عادت لتشتعل داخله ليبتسم مؤمن مصفقاً بسخرية: أيوه أيوه ما كان من الأول أظهروا على حقيقتكم القذرة ..
, صرخ زياد بغضب: أخرس يابن٣ العلامة النجمية متخلينيش أطلع جناني علييييك أنت إزاي تمد إيدك عليهااا ..
, حاول إبعاد منال عنه ليعود ويهجم عليه ولكنها صرخت تدفعه بعيداً بقوة: كفااااية أنتوا إيه مبتحسوووش بياااا **** ياخدكم ربناا ياخدني أنااا ..
, شهقت ببكاء راكضة بعيداً عنهم تدفع الجمع أمامها محاولة الإبتعاد عن عيون الناس قدر استطاعتها .. جذبتها يد بقوة نحو الداخل لتشهق برعب وتستسلم بعدها ببكاء داخلة معه للشركة ..
, بعد مدة من الوقت ..
, جلس زياد ي مكتب حيدر واضعاً وجهه بين يديه يتنفّس بقوة ونبضات قلبه لم تهدأ بعد ..
, هتف حيدر بغضب: برافو عليك يابيه أهو كده خلااص أنت خسرتها وهي خسرت وفضحتها مبسوط دلوقتي أنت شوهت سمعتها الناس هتاكل وشها بسببك ..
, تزايد تنفس زياد بقوة وصدمة وغضب مع ندم حارق داخله ليهتف حيدر جاذباً خصلاته بغيظ: قولتلك من البداية كلّمهااا وأنت اللي ترفض ولما اتخطبت لغيرك قولتلك سيبهااا وريني بقا هتقبل تبص في وشك إزااي بعد اللي حصل ..
, همس زياد بألم: حيدر كفااية أنا مش مستحمل ..
, زفر حيدر بغضب: أومال البنت المسكينة هتعمل إيييه ليه كده يازياااد لييييه إحنا متربيناش كده أنت تقبل أختك ولا أي بنت تقربك يحصلها كده قدام الناس حرام عليك طب ع القليلة مش قدام الناس طيب البنت أهم حاجة عندها سمعتها وأنت كان لازم تحافظ عليها حرام عليك ..
, مسح زياد وجهه وهبّ عن جلسته يتنفس بضيق ويدور حول نفسه بندم وقلق .. ليتعالى رنين هاتف المكتب ويتجه حيدر نحوه مجيباً ..
, وضع السماعة بعد لحظات ونظر نحوه هاتفاً: أتفضل قدامي أبوك عايزك ..
, التفت زياد نحوه بسرعة ليهتف حيدر: يلا يا زياد مش وقت تعصبه أكتر ممكن يكون عرف باللي حصل ..
, ضمّ زياد قبضتيه بقوة والتفت خارجاً من المكتب ليلحق حيدر به مخرجاً هاتفه وما أن أتاه الرد حتى هتف: بابا تقدر تيجي الشركة شوية ؟
, قطب أدهم جبينه هاتفاً: ما أنا كنت جاي 5 دقايق وهكون عندك هو في إيه ؟
, حيدر: طب أطلع بوشك على مكتب عمو أحمد شكل في مجزرة ..
, أدهم بدهشة: نعم مجزرة إيه أحمد ماله ..؟
, حيدر: زفت الطين زياد نيل الدنيا وشكل عمو عرف ..
, أدهم بقلق مازحاً: ياسلام بقا اتقي شر الحليم إذا غضب ..
, حيدر: حضرتك بتفائلني أوي ..
, أدهم بضحك: طول عمري بقولك خليك على جنب لاحسن تجيلك ضربة طايشة كده ولا كده ..
, حيدر: وأسيب زياد لوحده ؟
, أدهم: مش هو يستاهل ..
, حيدر: يا باباا عشان خاطري طب غشان خاطر ماما طب عشان خاطر عمتو اتخيل يرجعلها أبنها بعاهة مستديمة ..؟
, أدهم: بعد الشر أقفل أنا وصلت اهو ..
, أغلق حيدر الهاتف محاولاً مجاراة خطوات زياد الغاضبة والقلقة حتى وصل بجانبه هاتفاً: بابا جاي متقلقش ..
, زفر زياد بضيق وطرق باب مكتب أحمد ليدخل بعدما سمع الإذن ويلحق حيدر به ناظراً حوله بحذر ..
, توسعت عيناهما فجأة ناظرين لمنال التي تجلس في أحد الأركان ووجهها محمرّ بكائاً ..
, ابتلع زياد ريقه وتنفس بقلق: م منال أنتي كويسة ..؟
, تلقى فجأة صفعة قاسية أدارت وجهه ليُغمض عينيه بقوة ويضم قبضتيه بعنف فيما وقف أحمد أمامه بوجه محتقن غضباً هاتفاً: برافوو عليييك هي دي تربيتي ليك يا زياد بيه مش كده تستقوي على بناات الناااس ..
, تبتلع زياد ريقه بألم متمتماً بدون النظر إليه: بابا أن..
, قطع كلامه عندما صفعه أحمد ثانية بقوة وصرخ: أنت إيييه عايز تبرر اللي عملته إزااااي مفيش مبرر للي حصل غير أني غلطت بتربيتك أنك مش متربي وعايز مين يعلّمك الأدب من أول وجديد .. أنت إزاي تجرأت وتعمل كده مش قولتلك أبعد عنهاااا البنت مخطووووبة أنت واعي ع اللي عملته أنت خربتلها حياااتهاااا يابني آدم ..
, اقترب حيدر بحذر محاولاً إبعاد أحمد الذي جذب ملابس زياد يهزه بقوة وغضب فيما زياد مستسلم بين يديه يضم قبضتيه بقوة وندم سامعاً شهقات منال التي عادت للبكاء ليغمض عينيه بألم مستمعاً لكلمات والده وغضبه الذي يُفرغه به لأول مرة في حياته بهذا الشكل .. لطالما كان هادئاً معه يُصحّح أخطائه بروية وحب وهو لم يكن الدلال الذي حصل عليه قد أفسده رغم كثرته بسبب أنه وحيد بل كان يقتدي بوالده ويعتبره مثله الأعلى دائماً إلا فيما يخص منال فقد تحول هدوئه وانصياعه لغضب وجنون ..
, هتفت حيدر بقلق: عمو ممكن تهدا شوية و..
, صرخ أحمد يرمقه بتهديد وعيون مشتعلة: حيدرررر متدخللللش فاااهم أبعد خالص وإلا اللي هيحصله هيحصلك أضعااافه ..
, مسح حيدر فوق خصلاته بحدة وتراجع عدة خطوات مبتعداً عنهما ليرفع نظره نحو الباب الذي فُتح ويرمق والده الذي دخل منه برجاء ..
, اقترب أدهم منهم سريعاً يُبعد أحمد عن زياد: خلاص يا أحمد ..
, هتف أحمد بقوة: أدهمم متدخلللش فااهم ..
, زفر أدهم هاتفاً بهدوء: لأ هتدخل عشان اللي بتعمله ده ممكن تندم عليه أنت كده بتزود المشكلة بدل ما تحلها .. أهدا كده وفهّمني حصل إيه وهنحل الموضوع بس بهدوء ..
, النفت نحو زياد وهتف بحدة: اترزع هناك أنت يالا ..
, زفر زياد بقوة واتجه نحو أحد المقاعد القريبة ليهتف أدهم لحيدر: وأنت اترزع جمبه ..
, هتف حيدر بدهشة: وأنا مالي ..؟
, رمقه أدهم بحدة ليزفر حيدر باستسلام وذهب ليجلس بجانبه ولم ينسَ أن يضربه بكتفه بقوة غيظ ..
, هتف أدهم بهدوء: ممكن أفهم المشكلة دلوقتي ..؟
, هتف أحمد بغضب: تفهم إييه تفهم أني معرفتش أربيييه وأنه أبن كلب بيلعب في مشاعر البنت وخربلها حياتها وبيدخل بينها وبين خطيبها وبيفرج الناس عليهم ..
, عاد أدهم لامساكه بعدما فقد أحمد أعصابه مُجدداً وكاد يتجه نحو زياد ليُكمل عليه فيما تحمحم حيدر محاولاً الإبتعاد عن زياد لئلا تصيبة ضربة طائشة على رأي والده ..
, هتف أدهم بقوة: أحمدد أهداا بقااا إحنا لازم نلاقي حل .. حيدر أحكي حصل إيه ..
, زفر حيدر بتردد وبدأ بسرد له كل ما يعرفه ليهتف أحمد بغضب: برافوو أهو البيه التاني بغطي عليييه ..
, حيدر: لا مش كده يا عمو أنا ك كنت بحذره و**** بعدين معلش هو بحبها و..
, هتف أحمد بغضب: بحبهااا ؟ بحبها وعمل فيها كل ده أومال لو بيكرهها ؟
, زم حيدر شفتيه ناظراً لأدهم مشيراً له بالتدخل ليهتف أدهم: خلاص بقا أهدا وهنلاقي حل ..
, همست منال بعد لحظات: أنا هستقيل يا أدهم بيه ..
, هتف أحمد بقوة: لااا ..
, هتفت منال برجاء: لو سمحت يا أحمد بيه متجبرنيش أنا خلاص مش قادرة أجي الشغل بعد اللي حصل النهاردة قدام الناس أنا هسيب الشغل خلاص ..
, هتف أحمد بقوة: مش أنتي اللي تسيبي الشغل اللي غلط هو اللي يسيبه ..
, هتف أدهم: تقصد إييه ..؟
, أحمد بغضب: أقصد أن منال هتفضل في مكانهااا وزياد هو اللي يسيب الشغل خاالص بقى يقعدلي في البيت جمب أمه ويتدلع وقتها براحته شكل الدلع ده فسده ..
, توسّعت عيني حيدر بصدمة والتفت نحو زياد الهادئ بشكل غريب ليهتف أدهم: أحمد ه..
, أحمد: ده اللي عندي ..
, هتفت منال: بس أنا برضه مقدرش أوافق اللي حصل قدام الموظفين و..
, هتف أحمد ناظراً نحوها والتفت نحو زياد بتهديد: اللي حصل النهاردة هيتصلح .. وزي مافضحك قدام الناس هيعتذر ليكي قدامهم ..
, عادت عيني حيدر لتتوسّع بصدمة وكأنه هو المعني بالكلام ونقل نظراته نحو زياد الذي مازال هادئاً .. ليهتف أحمد: دلوقتي تخرجوا قدام الموظفين ويعتذر ليكي ويبرئك من كل حااجة .. ومن بكرا ترجعي على شغلك ومكانك وأوعدك مش هتشوفيه قدامك ولا هيقرّب منك تاني هو مش هيرجع الشركة خالص ..
, هتف حيدر بقلق: بس ياعمو مش كده عشان خاطري ..
, هتف أدهم: أنا موافق ..
, حيدر: يا بابااا ..
, هتف أدهم: اللي غلط يتحاسب ..
, نهض زياد من مكانه ناظراً نحو منال التي ترمقه بعيون غامضة لائمة ليهتف: وأنا موافق ..
, أحمد: أنت هتوافق غصباً عنك محدش طلب رأيك أصلاً ..
, زفر زياد بضيق وهتف: أنا هعتذر ليها قدامهم بس اللي أسمه مؤمن ده ميرجعش الشغل ..
, صرخ أحمد بغضب: أنت بتتشرط عليناا برضه يا بجاحتك ..
, هتف أدهم بسرعة: أحمد أهداا .. أنا معاه برضه بعد اللي حصل مؤمن مش لازم ييجي هنا ..
, أحمد: ونقطع عيش الراجل علشان واد مدلع زي ده ..
, أدهم: لأ نقدر ننقله فرع تاني أو أي حاجة هو خلاص لا منال عايزة تشوفه بعد اللي حصل ولا هو ..
, زفر أحمد بغضب ليهتف أدهم: أطلعوا أنتوا التنين أستنوا برا .. أتفضلي معاهم يا آنسة منال ..
, نهض حيدر عن مقعده ليتجه للخارج برفقة زياد الذي حاول التكلم مع منال ولكنها صدّته بقوة ..
, هتف أدهم ناظراً لأحمد: زياد مش هيسيب الشغل يا أحمد ..
, التفت نحوه بغضب ليهتف أدهم سريعاً: مش للدرجة دي متنساش أن زياد مش متعود ع المعاملة دي منك ..
, أحمد: يبقى يتعوّد ..
, أدهم: أحمد أنت حالياً متعصب والكلام اللي هتقوله مش من قلبك .. زياد ياخد إجازة أسبوع وبعدين يرجع لشغله عايز تنقله قسم تاني وتسحب الصلاحيات اللي عنده ماشي بس الشغل مش هيسيبه كفاية اللي حصل دلوقتي قدامنا وقدامها هي بالذات متنساش أنه بحبها وهي برضه بتحبه وهو تعاقب قدامها وتهزق وكأنه عيل وكفاية أنه هيتعذرلها برضه .. أحمد هما التنين بحبوا بعض لو عايز ترجّع حياة البنت كويسة يبقى سيبلهم مجال يصلّحوا اللي حصل عشان لو فضلوا بُعاد عن بعض حياتهم هما التنين هتدمّر .. إيه يا أحمد مش أنا اللي هقولك الكلام ده أهدا وفكر كويس ..
, زفر أحمد بقوة ليُربت أدهم هلى كتفه: هطلبلك ليمون تهدي أعصابك ومتقساش أوي كده .. أنا خرج معهم يعتذر ليها ونلم اللي حصل ..
, أومأ أحمد برأسه بصمت ليخرج أدهم من المكتب مُغلقاً الباب خلفه بهدوء ..
, بعد مدة دخل أدهم مكتب حيدر الذي لحق به: يعني مش هيسيب الشغل يا بابا ؟
, أدهم: لأ اتطمن ..
, تنهد حيدر بارتياح: الحمد**** ..
, ابتسم وجلس على أحد المقعد مقابل طاولة المكتب ليهتف حيدر: اتفضل علی مكانك يا بابا ورا المكتب ..
, رفع أدهم حاجبيه: مكان إيه ده بقى مكانك أنت ..
, تحمحم حيدر هاتفاً: لا مينفعش حضرتك ده مكانك ..
, ابتسم أدهم بدهشة: واد أنت شكلك متربّي زيادة عن اللزوم وكده مينفعش لازم تقعد مع هارون وزين شوية طب حتى أخوك عمار اتعلم منه طيب ..
, حيدر بدهشة: هتعلم قلة الأدب ..؟
, أدهم: وفيها إييه مش أحسن من الأدب الزايد ده ..؟
, زم حيدر شفتيه لينهض أدهم هاتفاً: يلا على مكانك يا حيدر بيه الشغل هيزيد عليك بغياب زياد لأما هنجيب مهرة بداله لو تقدر ..
, ابتسم حيدر هاتفاً: لأ أنا هرجع معاك هذاكر لعمار ووسام ..
, ضحك أدهم ضارباً كفاً بالآخر: يابني أنت مبترحمش حرام عليك ..
, حيدر: مش أحسن ما يسقطوا دول لو محدش ذاكرلهم مش هيذاكروا لوحدهم ..
, ربت أدهم على كتفه هاتفاً: يبقى يلا يا خويا هات حاجاتك وخلينا نمشي ..
, أسرع حيدر جاذباً سترته ليرتديها بسرعة مع نظاراته الشمسية ويلحق بأدهم للخارج ..
, ٣١ العلامة النجمية
, في مكان آخر ..
, فتح هارون باب المكتب لتدخل ريماس خلفه بحذر .. هبّ فهد عن جلسته هاجماً عليه بصراخ: يابن الكلب خطفت بنتي يا٣ العلامة النجمية ..
, تراجع هارون هاتفاً بقوۃ: لو سمحت متغلطش دي مراتي أخطفها إزاااي ..؟
, توسّعت عيني فهد وصرخ بغصب: مرات مين يا ٣ العلامة النجمية أنت اتجننت ..؟
, اقترب هارون ماسكاً بيد ريماس وقدم ورقة للضابط الذي يجلس خلف مكتبه هاتفاً: ده عقد زواجي بيها يا حضرة الظابط أنا وريماس متجوزين بقالنا أسبوع يعني البلاغ اللي اتقدم ضدي ده بلاغ كاذب ..
, نظر الضابط بتدقيق لعقد الزواج ليهتف: فعلاً يا فهد بيه هارون بيه والآنسة ريماس متجوزين ..
, صرخ فهد بغضب: أنت بتقووول إيييه ده كذاااب هو أجبرهااا تعمل كده ريمااس قولي اللي حصل ..
, هارون بدهشة: **** وأجبرها ليييه يا فهد بيه مادام هي بتحبني وأنا بحبها إيه الكلام ده عيب عليك ..
, صرخ فهد محاولاً الهجوم عليه مجدداً ليمنعه الضابط الذي هتف: فهد بيييه التزم الهدوء لو سمحت .. عقد الزواج قدامي صحيح وبنت حضرتك أهي تقدر تسألها من غير مشاكل .. اتفضلي يا آنسة قولي هو أجبرك بجد ومتخافيش من حاجة ..
, ابتلعت ريقها ناظرة بطرف عينها نحو فهد الذي يرمقها بتهديد لتأخذ نفساً عميقاً هاتفة: لا يا حضرة الظابط هو مأجبرنيش على حاجة أنا تجوزت بإرادتي ..
, هارون بفخر: شوووفت ..
, هتف فهد بحدة وتهديد: أنت مهددها أكيييد هو أجبرك تقولي كده ..
, ريماس: لأ يا بابا أنا تجوزته برضايا وأنت بتكرهه عشان كده قدمت البلاغ ده صح ..؟
, توسعت عيني فهد ولمعتا بتهديد مخيف لترتجف داخلها بقوة تعلم بأن غضبه ذلك كله سيصبّه على رأس والدتها لينتقم منها ..
, هتف الضابط: إحنا متأسّفين يا هارون بيه بس البلاغ اتقدّم من أبوها وكان لازم نشوف شغلنا زي ما أنت عارف ..
, لوح هارون بيده: عادي مفيش مشكلة ..
, هتف الضابط: لو حضرتك عايز تشتكي عليه بتهمة بلاغ كاذب ده حقك ..
, التفت هارون نحو فهد الذي تشتعل عينيه بحقد مخيف ليمطّ شفتيه هاتفاً: لأ لأ بلاش معلش راجل قد أبويا بلاش نمرمطه في الأقسام جسمه مش هيتعود على التخشيبة أصله طري أوي ..
, كتمت ريماس ابتسامتها رغم غيظها وغضبها فيما زاد اشتعال عيني فهد غضباً وتوعداً ..
, هتف الضابط: تمام تقدر تتفضل حضرتك مع الآنسة ..
, أومأ هارون جاذباً ريماس معه ليخرجا من المكتب .. لحق بهم فهد سريعاً صارخاً: أقسم ب**** مش هسيبك يا هارووون أنت بتتحداااني وما عاش اللي يتحدى فهد الزيات ..
, هتف هارون: هشش بهدوء يا فهد بيه والتزم الأدب **** ..
, اقترب فهد من ريماس التي اختبأت وراء هارون الذي هتف: أقف عندك أنت رايح فييين دي مراتي ساامع مراااتي .. شوفت أني تجوزتها ..؟
, توسعت عيني فهد غضباً وحقداً ليُلاعب هارون حاجبيه مُستفزاً له ويجذب ريماس بيده هاتفاً: عن أذنك يا فهد بيه أصلك قطعت علينا شهر العسل .. تعالي يا مراتي يا حبيبتي ..
, سارت ريماس بجانبه والتفت هو نحو فهد: تجوزت بنتك تن تن تن ..
, ضربته ريماس بكتفه: أخرس بقا يخربيتك ..
, ضحك هارون ملتفتاً نحو فهد الذي هتف: هتندم يا هاروون هتندم أوووي ..
, هارون: نينينينيي تجوزت بنتك تن تن تنن ..
, تعالت ضحكات ريماس خوفاً وغيظاً وجذبته من ملابسه للخارج بسرعة يُلاحقهم فهد بعيونه الغاضبة المهددة ..
, دخلا السيارة بسرعة لتهتف: أنت قليل أدببب على فكرة ..
, هارون: شكررااا ..
, رمقته بغيظ: يابني بقولك قليل أدب أنت مش بتضايق لما حد يقولك كده ؟
, هز هارون كتفيه: وأضايق لييه أنتي بتقولي قليل أدب ده يعني عندي أدب بس قليل زي مثلاً قليل الدسم وكده ..
, رمشت بعينيها بدهشة وابتسمت تهز برأسها: و**** أنك مجنون ..
, هارون: بيك أنت يا جميل يا مرااتي ..
, تعالت ضحكاتها بدهشة ليهتف بعدها بجدية: بس تعرفي يا ريماس ..
, التفتت نحوه بحذر ليهتف: تعرفي أنك قوية وأنا مشوفتش بنت زيك خالص .. رغم كل اللي بيحصل قادرة تقفي قدامه وتضحكي من غير خوف ..
, ريماس: غير خوف إيه ده أنا مرعوبة ..
, ضحك هارون هاتفاً: مش قدي ..
, عادت لتضحك بقلق ليهتف: إزيك يا مراتي ..؟
, رمقته بغيظ: إيه بتجرب الكلمة ي بدل قبلت زواجها ..؟
, ضرب جبهته بلهفة: إيييه ده إزااي نسيت ..
, ريماس: نسيت إيه ؟
, هتف بحنق: نسيت أقول لأبوكي قبلت زواجها وأمدله لساني ..
, رمقته بغيظ وضربته بكتفه بقوة: أنت في إيييه ولا إيييه أنا مرعووبة ..
, هارون: مش قديييي .. يا مراتي ..
, رمقته وهو يرمش بعينيه متمتماً: مراتي تعالي نجيب أكل يا مراتي أنا واقع جوع عايزة تاكلي إيه يا مراتي ..؟
, رمقته بضيق وهتفت: أي حاجة يا جوزي ..
, مط شفتيه بإعجاب: مرات صالحة و**** زي ما جوزنا عايز بتاكل .. حبيبتي يا مراتي ..
, رمقته بدهشة وتنهدت تُرجع ظهرها للخلف بقلق يتزايد داخلها مثله محاولاً إخفائه بالضحك والمزاح ..
, في فيلا عز الدين ..
, بحثت مهرة بتوتر ويد مُرتجفة بين أغراضها حتى وجدته .. ضغطت على الأرقام المكتوبة أمامها ليأتيها الرد بعد لحظات ..
, هتفت مهرة بتوتر: ن نادية ؟
, نادية بابتسامة: إيه ده مهرة بجلالة قدرها بتكلّمني ..
, هتفت مهرة بحدة: أنتي عااايزة إييييه فهّميني ..
, نادية بدهشة: **** وأنتي حد جه جمبك ..
, هتفت مهرة بغضب: متفكرينيش مش عارفة أن صحبتك مع تسنيم في حاجة من وراها ..
, نادية: أمممم ماشي وأهو عرفتي هتعملي إيه بقا ..؟
, هتفت مهرة بحدة: مش هسمحلك تقربي منها ..
, تعالت ضحكات نادية هاتفة: زي مثلاً ماعملتي في حمزة ؟ حمزة اللي حبيتيه وسكنتي معاه ..
, أغمضت مهرة عينيها بقوة وهمست: أنتوا عايزين منهم إيييه ..؟
, نادية: وأنتي مالك طيب خلاص مهمتك فشلتي بيها سيبي غيرك ينفذ أصل اللي هيجيلنا فلوس كتير أوووي ..
, هتفت مهرة بحدة: وعلشان الفلوس تتصرّفوا بالطريقة القذرة دي ..؟
, نادية ببرود: ملكيش دعوة إحنا علينا ننفذ اللي بتقوله فريدة هانم وبس هي عايزانا نعمل كده يبقى هنعمل .. أه صح طلع حلو عمار ده وأنا أقول الست روعة متمسّكة بيه أوي كده ليه تصدقي ده أحلا واحد من بين اللي أعجبت بيهم ..
, توسّعت عيني مهرة ودق قلبها بعنف: أانتي أنتي بتقولي إيييه عمار إييه اللي عايزينه ..؟
, نادية: وأنتي مالك مش كفاية مش بنقرّب عليكي ولا على أختك .. بس متفكريش هنسيبك هااا لما نحتاجك هنجيبك وهتنفذي غصباً عنك يا أما بالفلوس يا أما بالتهديد وأنتي حرة بقا .. سلام يا ميرو ..
, أغلقت الخط بوجهها ليسقط هاتف مهرة أرضاً بارتجاف وتجلس فوق سريرها بعيون متوسعة ..
, لطمت وجهها بقوة وخرجت دموعها بألم وخوف .. لم تستطع تنفيذ مهمتها التي أُوكلت إليها بعدما أنقذها حمزة وساعدها لم تستطع أن تغدر به ولكنها كذبت عليه لأكثر من سنة كذبت بعملها ولقائها به والذي كان مُدبّراً ومُخطّطاً له ..!
, فتح باب الغرفة ليهتف حمزة: مهرة مالك بخبط ع الباب مش سامعة ؟
, أدارت وجهها تمسح دموعها بسرعة ليقترب منها هاتفاً: في إيه مالك أنتي بتعيطي ؟
, نفت برأسها بصمت ليجلس على السرير بجانبها: مهرة بصيلي ..
, التفتت نحوه بعيون محمرة ليهتف: مالك في إيه حد زعجك ؟
, نفت برأسها سريعاً: لأ لأ متقلقش أانا كويسة ..
, حمزة: أومال بتعيطي لييه ؟
, ابتلعت ريقها محاولة التهرب وهمست: ع عشانك ..
, ضيّق عينيه بحذر: أنا مالي ؟
, نظرت إليه بدموع: أنا أنا حاسة بيك وبوجعك اللي بتحاول تداريه عارفة أان..
, قاطعها زافراً بحرارة: كفاية يامهرة ..
, خرجت دموعها بألم: هي متستاهلش الحب ده كله أنت بتعذب نفسك ..
, حمزة: مهررة ..
, اقتربت منه تُحيط عنقه بذراعيها بقوة ليقطب جبينه متنهداً ويرفع يديه بتردد مربتاً على كتفها بخفة ..
, كانت تعانقه باكية مُعتذرة عن كل ما تُخفيه عنه أو تسببه له معتذرة عن عدم قدرتها على البوح بما في داخلها ..
, توسّعت عينيه فجأة ناظراً لوقوف رحمة على باب الغرفة ترمقهم ببرود ظاهري ..
, ابتلع ريقه مُشيحاً بوجهه عنها محاولاً إبعاد مهرة عنه ونهض ناظراً لرحمة التي ابتسمت بسخرية تنقل نظراتها بينهم وعادت لتستدير مُبتعدة عنهم بغضب ..
, التفت حمزة نحو مهرة التي ترمقه بأسف ليتنهّد ماسحاً وجهه بضيق وثقل كبير يكتم أنفاسه واتجه خارج الغرفة بصمت ..
, دخلت ملك بسرعة لتجد مهرة بهذه الحالة .. ركضت جالسة أمامها بخوف: م مهرة مالك ؟
, التفتت مهرة نحوها وأغمضت عينيها بألم خوفاً عليها لتجذبها إلى أحضانها بقوة وارتجاف ..
, عانقتها ملك بخوف هامسة: م مهرة ف فيه إيه أانتي بتخوفيني ..
, نفت مهرة برأسها تحتضنها بحنان: مفيش بس عايزاكي تفضلي جمبي دايماً ومتزعليش مني يا ملك ..
, ملك بحذر: أازعل ليه ؟
, مهرة: من أي حاجة صدقيني مش بإيدي حاجة و**** ..
, رمشت ملك بعينيها بألم وضمّتها بقوة شاعرة بالذنب هي الأخرى وخوف من إخفائها ماحدث معها في تلك المرة عن الجميع ..
, في غرفة جانبية ..
, التفت وسام نحو عمار الجالس بجانبه بملامح شاحبة ليهمس: ه هو وشه قلب كده ليه ؟
, عمار بقلق: **** يستر شكل طلع عندك أخطاء ..
, رفع وسام حاجبيه: طلع عندي ؟ ما أنا مكتبتش حاجة غير الغلط ياخويا ..
, زمّ عمار شفتيه يمنع ضحكته من الخروج: و**** والسامعك ..
, عاد وسام ليهتف بتوتر: ه هو مش أدانا سؤال شفهي نفكر بيه ؟
, عمار بصدمة: أه أه كان إيه ؟
, وسام: ما أنا بسألك أاصلي نسيته ..
, عضّ عمار شفته بتوتر: أانا مش مطمن ..
, وسام: أخلص واسأله السؤال كان إيه ..
, ابتلع عمار ريقه ناظراً لحيدر الذي يسير أمامهم في الغرفة يُمسك عدة أوراق بيديه يتفحّصها بنظرات مُركزة بعدما اختبرهم بما درسوه يقرأ أجوبتهم لتضيق عينيه بغضب وغيظ ..
, هتف عمار بتوتر: ح حيدر هو هو يعني بص إحنا سمعنا السؤال وعارفين إجابته وكل حاجة بس بس في مشكلة كده أان أن السؤال نسيناه ..
, وسام: أه أه فعلاً ..
, التفت حيدر نحوهم وهتف: **** عاوفين إجابته إزاي ادام نسيتوه ؟
, ابتلع عمار ريقه هاتفاً: أاصلنا يعني ذاكرنا كتير أووي وهنعرف كل حاجة مش كده يا وسام ..؟
, وسام: أووي أوووي حتى شوف أجوبتي مش هتلاقي ولا حرف صح من كتر المذاكرة ..
, رمقهم حيدر بغضب ورفع الأوراق أمامهم ليُمزّقها بعنف .. توسعت عيني وسام وشهق عمار بصدمة: إيييه ده تعبييي راااح ..
, حيدر: أه تقصد تعبك بالتأليف صح ؟
, عمار بنحيب: تأليف إيه يا حيدر حرام عليك أنا تعبت وأنا بكتبهم وإيدي وجعتني ما تدوّر كويس طيب إلا ماتلاقي جواب صح كده ولا كده ..
, صرخ حيدر بغضب: أنتوا بتستعبطوا أنت وهو الإمتحان بعد كام يوم ومش مذاكرين حاااجة ..
, هتف عمار بسرعة: أنا بذاكر قبل بيوم ..
, وسام: أانا أنا قبل ب بساعة ..
, رمقهم حيدر بنظرة غاضبة ليهتف: ماشي أصبر عليا أنت وهو هوريكم المذاكرة بتكون إزاي ..
, ابتلع وسام ريقه متمتماً: هو مش طالع طيوب لعمتي لييه ؟
, عمار: م معرفش أانا أنا عايز بابا ..
, وسام: وأنا عايز حد ينقذني عااااا ..
, التفت عمار نحو نظرات وسام لتتوسّع عينيه هو الآخر ويقفز عن جلسته بسرعة ناظراً لحيدر الذي عاد إليهم يُمسك حزامه بيده ليهتف: إايه ده يا حيدر ماكان أقلام وموافقين بلاش حزام **** يسترك ..
, اختبأ وسام خلف عمار متمتماً: حاول تلعب على وتر الحنية ..
, عمار: وده بيلعبوا عليه إزاي ده ..؟
, وسام بغيظ: يابني عيط واتشحتف وأعمل نفسك غلبااان ..
, ابتلع عمار ريقه ونظر لحيدر: والنبي يا حيدر ده أنا أخوك الصغير بص هذاكر أوعدك ب بس بس مش المادة دي أصلها صعبة وبنت كلب ..
, وسام: والدكتور لسا أكلب ..
, عمار بتمتمة: بقولك إيه أنا عارف مين هينقذنا ..
, وسام: مين ؟
, عمار: عمو سيف هو ممنوع الضرب عنده خاصة لو في مذاكرة بالنص ..
, وسام: يبقى يبلا بينا ..
, التفتا نحو حيدر الذي اقترب منهم ليصرخا بفزع متجهين لباب الغرفة بسرعة ..
, صرخ حيدر بغضب لاحقاً بهم لينزل عمار درجات السلم بسرعة متجهاً للصالة ليصرخ: بابااااا الحقني يا بابا هيضربني .. عمووو سييف ..
, التفت أدهم نحوه وعمار يقترب ليختبئ خلفه فيما وسام أسرع للإختباء خلف سيف هاتفاً: الحقني يا سييفو حيدر بيضربنا علشان مش بنذاكر ..
, سيف باستنكار: نعم ياخويااا أدهم هو أبنك اتجنن ..؟
, نزل حيدر درجات السلم صارخاً: تعال هنا أنت وهو حالاً ..
, وقف سيف ينظر نحوه بغضب: أنت يا واد يا دردر اتجننت بتضربهم لييه ..؟
, حيدر: الكللابب بيهرّجوا عايزين يروحوا الإمتحان ومش مذااكرييين ..
, صرخ سيف بانفعال: وفيها إييييه ..؟
, توسعت عيني حيدر بصدمة: نعم ياعمو عايزهم يسقطوا ؟ أنت ترضى أبنك يروح الإمتحان مش مذاكر ..؟
, سيف: ياريت يا خوياااا ده حلمي اللي مش هيتحقق بسبب زين الكلب ده ..
, هتف حيدر بغضب: بس أنا بقى مش بسمحلهم اشمعنا زين يذاكر وينجح وهما لأ ..
, سيف: أصله كلب ..
, هتف زين بضيق: إيه يا حيدر قول ماشاء **** وأنت يا بابا متدخلش بدراستي لو سمحت ..
, سيف: مش هتدخل خلاص أنا فقدت الأمل بيك مفيش بقا قدامي غير عمار ووسام حبايب قلبي أنا حطيت كل أملي بيهم متخذلونييش ..
, ابتسم عمار ببلاهة: ولا يهمك ياعمو أنت تؤمر ..
, صرخ حيدر بغضب: عماار ..
, تمسّك عمار بوالده: يا بابا قوله بلاش ضرب طيب أنا حساس ..
, ابتسم أدهم بخفوت هاتفاً: سيب البتاع ده من إيدك يا حيدر وكفاية مذاكرة الليلة ..
, هتف حيدر بغضب: لا يا بابا مش كفاية الكلبين دول مذاكروش حااجة اصلاً ..
, أدهم: معلش بكرا يذاكروا فكك منهم دلوقتي ومتعصبش نفسك ..
, وسام: **** يبارك فيك ياعمووو ..
, رمقهم حيدر بغضب وتوعّد ليستدير صاعداً درجات السلم متجهاً نحو غرفته ..
, ألقى نفسه فوق السرير بضيق ليجذب هاتفه متفحّصاً له ..
, قطب جبينه بحدة ناظراً لتلك الحالة التي تضعها تسنيم على الواتساب بأغنية شيرين .. أنا مش مبيناله أنا ناوياله على إيه
, ساكتة ومستحلفاله ومش قايلاله ساكتة لييه
, خليه يشوف بعنيه إيه اللي ناوية عليه
, هخليه يخاف من خياله لما أغيب يوم عن عنيه
, توسّعت عينيه بصدمة واشتعلتا بغضب ليُرسل لها: أنتي مستحلفاااااالي ؟؟
, أجابته سريعاً بوجه مبتسم: بصراحة أه ..
, حيدر: تسنييييم ..
, توسّعت عينيها بصدمة أكثر حالما وجدها قد حظرته .. لينتفض عن جلسته يتصل بها لتُغلق الخط بوجهه وتقفل هاتفها سريعاً ..
, لتضحك بخوف متمتمة: أستررر ياااارب ..
, سالم: هيستر عليكي إزاااي بعد اللي عملتيه ده يخربيتك يا تسنيم وبيت اللي يعرفك ..
, رمقته بتردد وابتلعت ريقها فيما من الناحية الأخرى كانت هالة غضب عائلة تُحيط بحيدر الذي يكاد ينفث اللهب مع أنفاسه ..
, ٣٣ العلامة النجمية
, كأني أطارد قلبًا لا يخصني وأفاوضه على العودة إلى صدري..
, "حمزة"
, ٣٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد عدة أيام ..
, وقف هارون متكئاً على سيارته على بعد قليل من الفيلا .. يرمق بعينيه السوداء الغامقة تلك الزينة والأضواء التي ملأت حديقة الفيلا ..
, فيما سيارات تدخل عبر بوّابتها يترجّل منها رجال أعمال ومعارف العائلة لحضور تلك المناسبة ..
, زفر بقوة مُخرجاً هاتفه الذي يتعالى رنينه مجيباً: نعم ..
, فريد: هارون أنت فين أوعى تدخل ..
, هارون: ولو دخلت يعني هيحصل إيييه ده كتب كتاب أختي ياا فرييد مش قااادر أقف كده أتفرج عن بعيد ..
, هتف فريد بسرعة: هارون معلش بس أنت عارف فهد ده متجنن ممكن يكون مراقب كل حاجة ومراقبك أنت برضه خلي بااالك منك ومن عيلتك ..
, زفر هارون ماسحاً وجهه بعنف وأغلق الخط بوجهه بعيون دامعة يرمق تلك الأضواء المتلألأة عن بعد ..
, في حديقة الفيلا عُلقت الزينة في كل ركن بها .. أضواء تتناثر في المكان بمنظر جميل يزيد الحديقة جمالاً وسحراً .. فيما حوض السباحة نُثرت على مياهه ورود ملوّنة وشموع مُضيئة تطفو على سطحه ..
, كاميرات الصحافة ثُبّتت في كل مكان لنقل ذلك الحدث لزواج أبنة عائلة عز الدين العريقة ..
, وقف حيدر بجانب والده ووالدته والجميع تأنّق ببدلات سوداء أنيقة فيما ارتدت ليلى فستاناً أسوداً لامعاً حتى كاحليها ..
, التفت ناظراً لبوابة الفيلا لتتّسع عينيه بغيظ وهو يرى تسنيم تدخل مع عائلتها وهي تسير بجانب سالم ..
, ضمّ قبضتيه بقوة ناظراً لفستانها الأزرق الطويل والذي يلتف حول جسدها بنعومة وإغراء فيما خصلاتها تركتها منسابة بنعومة على ظهرها وكتفيها ..
, ألقت نظرة نحوه عن بُعد لتهولها نظرته المختلطة بغضب وإعجاب غريب ..
, أشاحت بوجهها عنه وتوقّفت بجانب سالم تدّعي الضحك والاستمتاع فيما اتجهت عائلتها نحو أدهم وعائلته ليُباركوا لهم ..
, زفر حيدر بغضب وهمّ بالتوجه نحوهم ليُمسكه أدهم بذراعه هاتفاً: أوعى تنيل حاااجة فااهم مش ناقصنا فضايح ..
, رمقه حيدر بغيظ: مش شايف الزفتة واقفة مع الزفت وبتتمرقع ..
, هتف أدهم بسخرية: ما تدور أنت على زفتة تقف معاها برضه ..
, حيدر: مش عايز غير الزفتة دي ..
, ضحكت ليلى بخفة وهتفت: خلاص يا حيدر سيبهم طب أعمل نفسك مش مهتم طيب ..
, أدهم: مش مهتم إيه ده هيولع أنا شامم ريحة شياط و**** جدعة يا تسنيم ..
, حيدر بغيظ: حضرتك فرحان فيا ؟
, أدهم: أوووي .. أمشي معايا يلا نستقبل الضيوف مع عمك ..
, زفر حيدر بحنق واتجه مع أدهم الوقوف بجانب سيف لاستقبال المعازيم ..
, داخل الفيلا ..
, ابتسمت ورود بثناء لنفسها وهي ترتدي فستاناً أبيض قصير بحزام ذهبي في المنتصف .. فيما خصلاتها رفعتهم بتاج فضّي صغير من الورود الامعة ..
, التفتت للخلف نحو نوار التي تهتم بأظافرها المطليّة بلون أحمر غامق كلون فستانها القصير حتى ركبتيها فيما شعرها عقصته وأسدلته على أحد كتفيها بنعومة ..
, هتفت ورود: رأيك إييه ؟
, رفعت نوار نظراتها لتراها تدور حول نفسها لتبتسم هاتفة بفخر: حلوة أوووي زيي ماشاء **** ..
, هتفت ورود بلهفة: يعني لو شافني هيقول عليا حلوة ..؟
, نوار: أه أه أنا متأكدة بس أنتي الأول قوليله أنه حلو ..
, قطبت ورود جبينها بحذر: أقوله كده بجد ؟
, نوار بتشجيع: أوماال يابنتي هو باين بيتكسف أنتي ابدأي وقوليله طالع حلو ووسيم بالبدلة دي ولايقالك وكده ..
, رمشت ورود بعينيها وابتسمت بسعادة لتهتف: أووك ماااشي هروحله اسبقيني أنتي على تحت دوّري على عريس ليكي ..
, نهضت نوار عن جلستها هاتفة: دول اتعموا في عينهم وقلبهم ولاد الكلب كلهم
, ورود بشفقة: معلش يا حبيبتي معلش ..
, تركتها خارجة من الغرفة بابتسامة واسعة لتتجه نحو غرفة زين .. طرقت الباب عدة طرقات وفتحته ناظرة حولها في الغرفة ..
, قطبت جبينها بحذر واقتربت منه وهي تراه يجلس فوق سريره يضم قدميه لصدره ناظراً أمامه بشرود فيما كان مايزال يرتدي بجامته البيتية الأنيقة ..
, اقتربت لتجلس بجانبه هاتفة: زين مالك ؟
, التفت نحوها يتأملها بصمت لتهتف بقلق: أنت كويس قاعد كده ليه ؟
, همس بخفوت: رحمة هتتجوز من غير هارون ..
, صمتت ترمقه بحزن ليهمس: إزاي هيحصل كده معقول هارون مش هيكون معانا في اليوم ده ؟ هو هييجي مش كده ؟
, تنهّدت بحزن وامتلأت عينيها بالدموع هامسة: إن شاء **** ييجي ..
, زفر بقوة هاتفاً: مش قادر أحضر الحفلة من غير وجوده هو كان علطول مستني اليوم ده .. أنا زعلان أووي من رحمة أوووي ..
, ابتسمت بخفوت وربتت على كتفه بخفة: معلش هي اختارت طريقها كده وهارون هيرجع إن شاء **** بس أنت متزعلش .. يلا بقا الكل تحت مستني والضيوف بدأت توصل وسامر وعيلته كمان هييجوا كمان شوية يلا بقا مينفعش تسيب عمو سيف لوحده ولا إيه هو برضه هيكون زعلان وعايز هارون جمبه أقف أنت جمبه طيب ..
, رمقها متأملاً ملامحها وفستانها لتتحمحم بخجل ناهضة: يلا قوم ..
, تنهد ناهضاً عن سريره ليهتف: الفستان حلو عليكي على فكرة ..
, دق قلبها بعنف وابتسمت باتساع لتتحمحم هاتفة: إحم و وأنت برضه طالع حلو أووي والبدلة لايقة عليك جداا ..
, قطب جبينه باستنكار وهتف: نعم يااختي بدلة إييه أنتي بتتريقي عليااا ؟
, ابتلعت ريقها شاتمة نوار في سرها وهتفت: لا لا م مش قصدي ..
, هتف زين بحدة: لااا قصدك أنتي بتتريقي أني لساا في البجامااا أطلعي برا يا بت يلاااا ..
, رمقته بغيظ وهتفت: أنت قليل أدب ومش محترم ومش لاقية عليك البدلة ..
, تركته خارجة من الغرفة بغضب لتلتقي بملك ومهرة اللتين خرجتا من الغرفة بفساتين زرقاء طويلة تزيد من جمالهم ..
, رمقتهم بغيظ واتجهت تنزل درجات السلم باحثة عن صديقتها ..
, في غرفة جانبية ..
, قبّلت مروة جبين رحمة هاتفة بدموع: مبروك يا حبيبتي ألف مبرووك ..
, ابتسمت رحمة تُعانقها بنبضات قلب تنتفض داخل صدرها بقلق مما تُقدم عليه ..
, تأملتها مروة بفستانها الكريمي الطويل يضم جسدها المتناسق بنعومة وإغراء .. كتفيها العاريين والتي تُغطيهما بوشاح منقوش بخيوط ذهبية لامعة .. فيما عينيها الغامقة محيطتان بكحل عريض زاد من اتساعهما وشفتيها مطلية بأحمر غامق مثير .. بخصلات مرفوعة مقدمتها بورود ذهبية متناثرة فوقه بجمال ..
, هتفت عبير: مبروك يا رحمة يارب تتهني .. يلا بينا يا مروة ننزل على تحت ولما ييجي سامر يطلع ليها ..
, رحمة: لأ أستنوا أنا هنزل معاكم ..
, مروة: تنزلي ليه ؟
, هزت رحمة كتفيها بابتسامة: عادي يا ماما أنا متعودة ع الحفلات اللي زي دي هرحب بالضيوف ولما ييجي سامر نبقى نرحب بيهم مع بعض ..
, تنهدت مروة هاتفة: ماشي يا حبيبتي إحنا هنسبقك ..
, أومأت رحمة برأسها وتابعتهم حتى خرجوا من الغرفة لتُمسك هاتفها تتصل على سامر الذي لا يجيب ..
, زفرت بضيق وألقت هاتفها غلى السرير ناظرة للساعة لتدرك بأنه في طريقه إليها .. عدّلت نفسها أمام المرآة واتجهت بكعب ذهبي عالي خارج الغرفة تنزل للأسفل بابتسامة طبعت فوق شفتيها زادتها جمالاً وجاذبية تنتقل بين الضيوف القليلين تُرحب بهم فيما ضيوف آخرون مازالوا يأتون دقيقة بعد أخرى ..
, في الأعلى في إحدى الشرفات المظلمة تماماً وقف حمزة بعيون هائجة بدموع تهدد بالسقوط .. دموع حارقة كاحتراق روحه الآن ..
, يُحاول التنفس بقوة مُبرّداً نيرانه الداخلية ولكن تنفسه لا يزيدها سوى اشتعالاً ..
, رمقها من الأعلى بعيون مغبّشة بالدموع .. يشكو إليها قسوتها عليه وعذابه الطويل بسببها .. يشكو دقات قلبه الملتاعة حباً وشوقاً لها ..
, استدار يعود لغرفته المظلمة كظلام أيامه القادمة بعدما يخسرها .. جذب خصلاته بقوة .. يريد أن يصرخ .. يبكي ينده باسمها ببحة صوت مجروح حزين علّها تسمعه ..
, تنفّس بقوة ودموعه تساقطت تبلل وجهه بعدما فشل في كبحها .. نهض بسرعة وغضب نحو الحمام يغسل وجهه بمياه باردة لم يشعر ببرودتها من حرارته المرتفعة التي تكاد تحرقه ..
, خرج مجففاً وجهه بعيون تحولت للجمود المخيف .. اتجه نحو خزانته مُخرجاً بدلة أنيقة ليبدأ في ارتدائها بجمود وكأن روحه تحوّلت لرماد خامد بعد اشتعالها .. وكأنه فقد شعوره بكل شيء .. يريد فقط أن يُنهي ذلك الإحتراق حتى النهاية ليعود بعدها لغرفته مُلملماً رماده المتعب المقهور يضمّه مواسياً وباكياً ..
, خرج بعد لحظات من غرفته يسير في الرواق بوجه جليدي خالي من كل أشكال الحياة .. توقف أمام غرفتها المفتوحة ليأخذ نفساً عميقاً مستنشقاً رائحتها التي تسلّلت إليه من الداخل ..
, لم يستطع منه نفسه من الدخول لعالمها .. عالمها رقيق مناقض لقسوتها .. عالم سحري يُهدئ روحه ويُطيب جراحه المكلومة ..
, تلمّس ثيابها فوق سريرها بفم مبتسم وعيون مغيّبة .. نقل نظراته حولها يودع عالمها فليس له حق به بعد اليوم ولا بصاحبته التي اختارت البعد عن قلبه وعن حبه ..
, أخذ نفساً عميقاً طويلاً ليُخرجه بهدوء .. واتجه يسير خارج الغرفة لتُوقفه رنة من هاتفها الموضوع فوق السرير ..
, توقف مكانه للحظات كاد يتجاهله ولكن شيء ما جذبه نحوه بخطوات مرتجفة .. مد يده يفتح تلك الرسالة وأنفاسه تتعالى بعد رؤيته لاسم سامر ..
, فتحها ناقلاً عينيه على سطورها القليلة ولكنها ستُسبب الدمار لمالكة قلبه ومعذبته .. تنفس بقوة وثقل هائل جثم فوق صدره يخنقه .. أرخى ربطة عنقه بقوة محاولاً التنفس بعيون متوسعة غضباً وحقداً وأملاً ..!
, نظر مجدداً نحو الوسالة وضم الهاتف بقبضته بقوة كادت تكسره .. أسرع يخرج من الغرفة بخطوات سريعة وعيون مصمّمة مصرة رغم كل ما سيلقاه ولكنه سيمضي ..
, نزل درجات السلم بسرعة شديدة وخرج من بوابة الفيلا المفتوحة .. نفل نظراته بين الضيوف الذين ازدادوا فيما كاميرات الصحافة بدأت بنقل كل ما يحدث ..
, نظر لعائلته جميعاً بوجوههم المبتسمة أدهم يقف بجانب مصطفى مع أحد رجال الأعمال وسيف بجانبه زين بوجه متجهّم ينظر حوله وكأنه ينتظر أحد ..
, فيما عمار يلتصق بحيدر محاولاً تهدأته لئلا ينفجر بالجميع كما أوصاه والده ..
, نوار التي تبحث بعينيها عن عريس فيما ربيع ووسام بجانب ورود يتحدثون بضحكات مرتفعة وزياد يقف بعيداً عنهم بجانب والدته يرمق والده الذي يشيح بنظراته عنه يتجاهله منذ ذلك اليوم ..
, أغمض عينيه بقوة معتذراً داخله لكل شيء .. وعاد يفتحهما ناظراً لرحمة التي تبتسم ولكنه لمح توتراً في عينيها قلقاً من تأخّر سامر وعائلته ..
, لن يسمح لأحد بالتحدث عنها بكلمة .. مهما عذّبته لن يسمح لأحد بتعذيبها ولو بنظرة .. تلك العنجهية والغرور بنظراتها ومشيتها مُرحّبة بالضيوف لن يجعلها تختفي وتنكسر ..
, أسرع نحوها بعيون مُعلّقة عليها حتى التفتت هي نحوه .. قطبت جبينها بارتباك داخلي من نظراته وابتعدت عن الضيوف متجهة نحوه ليقف هو مقابلاً لها .. مواجهاً لنظراتها المرتبكة ..
, مدّ يده التي مازالت تضغط فوق هاتفها لتتوسع عينيها بصدمة من وجود هاتفها معه .. أدار شاشته نحوها لتواجهها تلك الرسالة ..
, قطبت جبينها بحدة تنظر لعيون حمزة الغامضة وعادت تنظر لهاتفها تمد يديها تأخذه منه فيما عيونها التي تجمّدت تقرأ سطور تلك الرسالة القصيرة المؤذية" رحمة أنا بحبك بحبكك أوي بس آسف عارف آسفي مش هينفع دلوقتي في حااجة بس برضه آسسف ..
, أنا مسافر مع أهلي دلوقتي أنا بالمطار آسف مقدرتش أقولك بس خوفت عمو كان واخد كل أملاكنا في حال استمرينا بالجوازة دي هو بهدد أبويا وبهددني ومقدرتش أتخلا عن أهلي ولو تخليت وأخترتك هنعيش في الشارع من غير ولا حاااجة آسفف رحمة بحبك "
, رجفت يديها بصدمة وتجمد جسدها بالكامل .. توقفت الأصوات حولها لم تعد تستمع سوء لصوت أنفاسها القوية .. وربما دقات قلب حمزة الصاخبة ..
, وعلى الجانب الآخر كان يسير سامر بانكسار خلف والده .. بضعف يشعره داخله وخزي من نفسه واستسلامه مُحاولاً إقناع نفسه بأنه لا يستحقّها .. لا يستحق قوتها ومواجهتها لعائلتها لأجله فيما هو خانها في أول مواجهة ..
, همس حمزة بخفوت: رحمة ..
, لم تُجبه .. وكأنها لم تسمعه .. وكأن جمودها ذاك طغى على جميع حواسها ليُمسك الهاتف بسرعة قبل سقوطه من بين يديها .. فيما نظراته تنتقل في المكان بين الضيوف الذين حضروا بالكامل وبدأت نظراتهم المتسائلة المستنكرة من التأخير ..
, أغمض عينيه يتنفس بقوة ليمدّ يده يسحبها من ذراعها بقوة متجهاً بها نحو تلك المنصة الصغيرة الموضوعة في منتصف الحديقة مُحاطة بأضواء ملونة فيما ثُبّت ميكرفون في منتصفها ..
, سارت معه بصمت غير شاعرة بقدميها تتحرّكان .. تسير باستسلام أوجع قلبه بشدة وكسره .. زاد غضبه وحقده داخله وتصميمه لرد كرامتها مهما كان علی الأقل أمام نفسها هي ..!
, وقف على تلك المنصة ليُوقفها بجانبه وهي مازالت على نظراتها الجامدة تنظر للفراغ بنظرات تائهة لا ترى شيئاً أمامها ..
, التفتت عدة عيون نحوه فيما عائلته استغربوا وجوده بجانبها واستغربوا حالتها الغريبة والتي لم تكن أغرب من نظراته وصوته وهو يهتف على الميكرفون: لو سمحتوا يا جماعة عايز أقول حاجة مهمة ..
, صمت الجميع عن الكلام واستدارت كاميرات الصحافة نحوه ليُغمض عينيه زافراً بقوة ..
, ضمّ يدها بين يدسه بشدة وكأنه يستمد منها القوة والشجاعة للمتابعة .. ابتلع ريقه ينظر لعائلته باهتزاز حاول إخفائه ليهتف بصوت جامد: الكلام ده هقوله لعمو أدهم وعمو سيف ..
, نظر أدهم نحو سيف المستغرب ومن الخارج تسارعت نبضات قلب هارون بحدة واقترب من الفيلا بغير وعي منه شاعراً بشيء خطير سيحدث لتقترب خطواته شيئاً فشيئاً حتى وقف على بوابتها الكبيرة مُثبتاً نظراته على حمزة ورحمة يرمقهم بذهول وغرابة وخوف ..
, هتف حمزة ناظراً لأدهم وسيف: أنا عايز أقول قدام الكل .. أا٤ نقطة
, أغمض عينيه يشد على يد رحمة بقوة وغير شعور منه حتى كاد يكسرها ورغم ذلك لم تشعر بذلك فقد حان دورها لتفقد شعورها بكل شيء ..
, عاد يفتح عينيه يتنفس بقوة هاتفاً: أنا بحب رحمة وعايز أتجوزهاا ..
, توسّعت عيون الجميع بصدمة والتفت الناس حولهم مُتمتمين بعبارات غير مفهومة فيما ثبّت هو نظراته على أدهم الذي جمدت ملامحه بشكل مخيف وسيف الذي يرمقه بصدمة بجانبه زين المذهول ..
, هتف حمزة متابعاً: لو أنا متجوزتهاش محدش هيتجوزها لو مكانتش لياااا يبقى مش هتكون لغيرييي ..
, ابتلع ريقه مُتابعاً وهو يتجاهل نظرات الجميع وكلماتهم: سامر مجاش ولا هييجي أصلاً ..
, تعالت الهمهمات أكثر ليهتف سريعاً: أصله معاياا أنااا .. هو وعيلته .. قولت مش هتبقى لغيري وأي حد عايزها هيواجهني وسامر اتحدّاني وكان لازم أقفله .. رجالتي خاطفينه هو وعيلته يعني لو استنيتوا من هنا للصبح ساامر مش جاي ولا هييجي خااالص ..
, تنفس أكثر هاتفاً: ولا هفرج عنه إلا بشرط وااحد بسسس .. وحضرتك يا عمو أدهم أنت وعمو سيف لازم توافقوا عليه ٤ نقطة شرطي هو جوازي من رحمة ٤ نقطة وحالاً !!
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
التاسع عشر

أتمنى أن لا تنجو مني يومًا، أن أبقى مألوفًا لديك وتتعثر بي دائمًا ..
, ١٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, صمت طويل حلّ عليهم .. أو طغى على عائلته المصدومة فقط .. فيما همهمات مُتفرقة كانت تخرج من الضيوف مُستنكرين أو مدهوشين ..
, حاول إبعاد نظراته عن أدهم الذي تجمد مكانه فجأة بعيون زرقاء هاجت للحظة ثم أظلمت .. تقف بجانبه ليلى بعيون مصدومة دامعة لاتُصدق مافعل صغيرها الذي ربّته .. فيما أضواء الكامرات تُضيء وتنطفئ كل لحظة ناقلة حدثاً أكبر من توقعاتها ..
, عاد حمزة للهتاف: أنا هتجوزها وبعدين هطالع سامر وعيلته مفيش كلام تاني غير ده ..
, شدّ يد رحمة يسير نحو تلك الطاولة المزينة بورود وشموع ملونة .. حيث جلس المأذون عليها ينظر باندهاش لما يحدث ..
, جلس حمزة بجانبه وأجلس رحمة قربه ناظراً للأرض بانتظار .. طال انتظاره والعيون تُحدق به فيما الموسيقى خفتت نهائياً .. ليستمع بعدها لخطوات أقدام تقترب منه ببطء أو ثقل وكأن صاحبها يضغط الأرض بقوة أسفله ..
, جلس أحدهم من الجانب الآخر للمأذون وحمزة لم يرفع نظره بعد ليرى من هو .. أدهم ؟ أم سيف ؟
, هتف المأذون بحذر: نبدأ ؟
, ضغط حمزة قبضتيه بقوة والتفت لتلك اليد الممدودة ملاحظاً ارتجافتها ليرجف قلبه معها ندماً وذنباً .. يد ممدودة أمامه باستسلام ليُنهي تلك الفضيحة التي حدثت على العلن .. ليرفع حمزة يده يضعها في تلك اليد التي لم يعرف بعد لمن تنتمي ..
, سار الوقت ببطء .. بطء شديد يزيد من ثقلهم واختناقهم .. ليهتف المأذون بصوت قوي موجّهاً كلامه لرحمة الجامدة: أنتي موافقة تتجوزيه يابنتي ؟
, عاد الصمت من جديد وهي مازالت على جمودها .. ليبقى حمزة جامداً هو الآخر .. مُنتظراً منها أن تُنقذ نفسها وفضيحتها أمام الناس وأمام عائلتها .. منتظراً أن تُقدّر ما فعله من أجلها ومن أجله ..
, أعاد المأذون سؤاله للمرة الثالثة ولم يُكلف أحدهم نفسه عناء الإقتراب منها وتنبيهها .. لتتحرّك شفاهها الذابلة بعد لحظات صمت وصدمة .. متمتمة بعدة حروف كان وقعها على لسانها ثقيلاً وعلى قلبه هو أخفّ من ريشة ..
, رحمة: موافقة ..
, تابع المأذون مراسيم الزواج ليعلم حمزة في النهاية بيد من وضع يده ويزيد ألمه في قلبه أضعافاً عند معرفته بأنه سيف .. رغم أن أدهم من كان يُنصّب نفسه ولياً لها ..
, وربما الآن رفض وضع يده بيده حتى .. ليرفع نظراته نحوه ويراه يُحدق بهم بعيون جامدة خالية من كل شيء فيما ليلى ترمقه بدموع وعتاب كبير ..
, انتهى كل شيء .. لينهض المأذون راحلاً .. ويبقى حمزة جالساً مكانه بتسمّر ..
, صعد مصطفى على المنصة هاتفاً: معلش يا جماعة الحفلة انتهت متشكرين لحضوركم وتصبحوا على خير ..
, هتف بسرعة ولهاث من صدمته وقلقه من القادم .. ليتعالى الهمس بين الجمع ناهضين من أماكنهم فيما رجال الحراسة يُنظّمون خروجهم مع خروج الصحفيين بكاميراتهم التي تحمل حدثاً سيُحكى لأيامٍ وأيام وكلهم في عقولهم تدور ملايين العنواين والسيناريوهات لما سيُكتب غداً في الجرائد وعلى قنوات التلفزة ..
, خلت تلك الحديقة من الجميع وبقيت العائلة فقط وعيونهم مُعلقة علی حمزة ورحمة الجالسين مكانهم بصمت وجمود ..
, نظر أدهم نحوهم بحدة سامحاً لبركان الغضب في نظراته أن يثور .. وهتف بصوت حاد: حصلوني ع المكتب ..
, رفع حمزة نظراته نحوه ليعود ويشيح وجهه عنه يمد يده يُمسك بيد رحمة بقوة وتلك مازالت جامدة لا تعي شيء ..
, نهض معها بقلب مرتجف ليسير للداخل حيث أسرعت العائلة باللحاق بهم ليدخلا المكتب حيث أدهم وليلى .. مصطفى وسيف ومروة وأحمد .. فيما وقف الجميع في الخارج بتوتر كبير ..
, دخل حيدر غرفة المكتب بقلق ونظر لوالده الذي رمقه بنظرة لا تُفسّر ولكنه لم يمنعه من الحضور ..
, من بين ذلك الجمع شقّ طيف سريع ذلك القلق والخوف .. ودخل بسرعة لغرفة المكتب مُثيراً موجة اضطراب ودهشة بينهم ..
, وقف هارون بأنفاث لاهثة بجانب حيدر في زاوية المكتب والذي التفت نحوه بصدمة وتمتم بغير تصديق: هارون ..؟!
, التفت هارون نحوه قارئاً اشتياقاً في عينيه واندفع حيدر يهم بمعانقته ليُوقفه صراخ أدهم الحاد مترافقاً مع صفعة قاسية دوت في أرجاء المكتب: عملت كده ليييييه ..؟
, سقط حمزة على الأريكة خلفه بعد تلك الصفعة التي هوت فوق وجنته بقوة لترتفع معها شهقات الحاضرين .. ويقترب هارون بسرعة منهم ليُمسكه حيدر بذراعه يمنعه من التقدم ناظراً لهيئة والده الثائرة بقلق ..
, تنفّس أدهم بقوة وعيونه الزرقاء تلمع بجنون تحت أضواء المكتب المنيرة .. عيونه هائجة بشكل مُخيف وجسده يرتجف غضباً وصدمة مما حدث ..
, صدمة بأقرب الناس إليه ..
, تنفس وخلّل أصابعه في خصلاته وجذبها بقوة والتفت نحوه ليراه قد نهض عن الأريكة ووقف مكانه ينظر أرضاً بصمت تام .. يتهرّب بعيونه عنه ورأسه مطأطأ ينتظر فقط أن تمرّ تلك الدقائق العصيبة ..
, صمته المُغيظ ذاك جعل أدهم يزداد جنوناً وصرخ به بصوت حاد: ما تنطق عملت كده ليييه ؟ قولي أديني سبب واااحد بسس يخليني أعذرك واسامحك .. سبب واااحد بس يخليني أستحمل الفضيحة اللي جبتهالي دي ..
, حافظ الآخر على صمته العنيد .. صمته القاتل الذي أشعل نيران أدهم بجنون وصرخ بصوت هادر: بقولك أنطق قووول .. ساكت لييه م قبل شوية كنت عمال تبجح وتتواقح قدام الكل ولا كأن ليك كبير ..
, صمت يُخرج أنفاسه يكاد يختنق يشعر بالتيه والجنون من كل ما يحدث .. وذلك الصمت الذي ساد المكان بسكوته يزيد من خنقته .. مع شهقات بكاء خافتة يسمعها من حوله ..
, صرخ ناظراً للذي يبدو وكأنه تحوّل لصنم صامت ساكن من دون أي ردة فعل: حمزززززةة ..
, ضمّ حمزة قبضتيه بقوة شديدۃ كادت تكسر عظامه وتُخرج الدماء منهما .. وجز على أسنانه بقوة كبيرة مُحاولاً البقاء على صمته وسكوته لئلّا ينفجر أمامهم ..
, عاد صوت أدهم هامساً بصوت مبحوح مُتعب: عملت كده ليه يا حمزة ؟
, أغمض حمزة عينيه الحمراوتين وهمس بصوت خافت كابتاً ألمه: زي م قولت برا يا عمي .. مفيش حاجة تانية ..
, ناظره أدهم بصمت .. يتفحّصه بعيون ثاقبة هائجة .. لا يُصدقه وقلبه يُحدّثه بحدوث بشيء أكبر من تبريره السخيف الذي ألقاه على مسامع الجميع في الخارج .. تبرير سخيف كاذب رغم صحّته تماماً ..!! فهو يعلم بعشقه لرحمة .. ولكن في هذه اللحظة كان كاذب وبشدة ..
, نقل عينيه نحو تلك التي اختلط دمعها بكحل عينيها ليسيل على وجنتها أخيراً رغم منعها له ولكنه تحدّى وتابع طريقه .. تبدو بهيئة مُبعثرة وكأن فستانها الكريمي ذاك تحول لأسود تماماً مع اسوداد الكحل الكئيب الذي غطى وجهها الفاتن ..
, هز أدهم رأسه أخيراً بخفوت وألم والتفت خلفه ناظراً بعيون حمراء غاضبة نحو حيدر وهارون الذين يقفان بصمت تام لا يجرؤ أحدهما على التدخل ..
, ابتسم داخلياً بسخرية عند رؤية هارون أمامه بعد طول غياب .. وكأنه كان ينتظر تلك الحادثة بل تلك الفضيحة على العلن ليعود إليهم ..
, استدار مُجدداً نحو حمزة الذي يُحافظ بصعوبة على ملامحه الصنمية الجامدة رغم البراكين التي تغلي وتفور داخله بطريقة مؤلمة له حارقة وموجعة .. ورغم كل وجعه لا يُريد التكلم ، يُريد أن يُحافظ على ذلك سرّاً داخله يحرقه ويُدمره حتى يموت .. فلو كان فداءً لها مهما فعلت به فسيموت راضياً رغم دماره ..
, هتف أدهم بصوت جامد: اطلع أوضتك وخدها معاك ..
, ثم التفت جانباً نحو تلك الجامدة هي الأخرى .. جامدة بشكل مُخيف ومُفزع ..
, وجهها تلطّخ بالكحل الذي جفّ تاركاً أثر الدموع على وجهها النضر والذي تحول لشاحب باهت مؤلم ..
, رمقها أدهم بألم كبير عليها ومنها .. قلبه يؤلمه على الإثنين الجامدين أمامه وفي نفس الوقت قلبه غاضب ثائر غير راضي ..
, هتف مجدداً بجمود برع في تمثيله لإخفاء ألمه: لو عايز تسيب البيت اتفضل الباب مفتوح أنا مليش دعوة بيكم تاني .. كلكم بقيتو كبار وعارفين مصلحتكم فين .. ولو مصلحتك يا دكتور حمزة أنك تفضحنا كده وتخلي اللي يسوى واللي ميسواش يتكلم علينا ف بجد برافو لأنك نجحت .. اتفضل خدها وامشي من وشي ومشوفكش قدامي تاني ..
, اقترب حمزة منها بسرعة ليُمسك كفها بيده بقوة متجاهلاً نظرات الجميع ومتجاهلاً رعشة جسدها القريب منه .. يسحبها معه بقوة خارج المكتب وهي تنجرّ خلفه بشرود كبير ، وخوف من مجهول مُفزع مُقدمة عليه ، ألم قلب عظيم ، وحب انتهى مُرغماً في تلك اللحظة ..
, لاحقته عيون الجميع في الخارج وتجاهل هو كل شيء بصبر الجبال صاعداً درجات السلم بغير أن ينظر لأحد يكفيه نبض قلبه الذي يكاد يقتله ..
, سقطت ليلى فوق أحد مقاعد المكتب لتسقط دموعاً أخرى من عينيها نافية برأسها ما شاهدته .. رفعت نظراتها لأدهم الذي عاد للجمود كجمود الجميع وارتباكهم ..
, فيما ضمّ سيف قبضتيه بقوة لا يعلم ما الذي سيفعله .. ولكن شيء ما داخله فرح بشدة لخلاصه من ذلك السامر البغيض ..
, التفت فجأة على صوت هاتف تعالى رنينه بوقاحة يشق صمتهم وجمودهم .. لتتوسع عينيه بصدمة وينبض قلبه لرؤيته لهارون أمامه أخيراً .. ولده الذي اشتاقه وكان ينتظر وقوفه بجانبه في هذا اليوم غير عالماً بأنه سيحتاجه أكثر بعد تلك الفضيحة ..
, أجاب هارون على هاتفه عند رؤية عدة مكالمات من ريماس ورسائل منها لم يكن قد سمعها في غمرة تلك الصدمة ..
, ليأتيه صراخها المذعور: ه هاروون ماما الحق مامااا ..
, ابتلع ريقه هاتفاً: مالك في إيه مامتك فيين ؟
, صرخت ببكاء: أنت اللي فيييين ماما ماما جات هنااا بتروح مني ماما بتموووت الحقني أبوس إيدك فريد مش بيرد علياا عايزة دكتووور ..
, مسح وجهه بصدمة وعنف وألقى نظرة تائهة نحو الجميع الذين يُحدقون به .. لتعود وتشق صرخاتها وبكائها المذعور ذلك الصمت لينتفض خارجاً من المكتب بقلب مقهور وشوق لم يُشبعه بعد ..
, خرج من بين الجمع في الخارج ليرفع زين نظراته نحوه بصدمة ناظراً لخروجه السريع وكأنه غير عابئ بأحد ..
, سار خلفه بخطوات مرتجفة يُحاول الإسراع حتى وقف على بوابة الفيلا ناظراً لخطوات الآخر السريعة ومازال هاتفه فوق أذنه يُكلم أحدهم ويُهدّئه ..
, تجمّعت الدموع في عينيه بقسوة .. هو من يحتاج إليه ليُهدئه .. يحتاج لحضنه ليختبئ به من تلك الصدمة التي ستؤثر عليهم جميعاً .. لا يعلم في صفّ من يقف أخته والتي تبدو وكأنها تجمدت بغير مشاعر .. أم والده وأمه وعمه ..؟
, ابتلع ريقه يرى ابتعاده عنه والذي لم يكن يظن بأنه سيحدث بعد طول غيابه وفراق يعود إليهم كالغريب ويرحل عنهم أكثر غربة ..!
, صرخ بصوت مرتجف: ه هاروون ..
, توقف هارون على بوابة الفيلا الخارجية .. مستديراً نحو ذلك الصوت الذي اخترق قلبه ليزيد من ألمه .. رآه يتكئ على باب الفيلا .. رأى لمعة عيونه الدامعة والمترجية ..
, ابتلع ريقه ينظر لانهيار جسده وجلوسه فوق درجات الفيلا القليلة ومازالت عيناه مُعلقة به ينتظر قدومه لانتشاله من بئر الضياع الذي على وشك الوقوع به ..
, أغمض عينيه بقوة وارتعاش عندما عاد ليستمع لبكاء ريماس وترجياتها .. تنفس بقوة متراجعاً للخلف بألم .. ينظر لذلك الذي ابتسم فجأة من بين دموعه التي تملأ عينيه حالما رأى تراجعه وتردّده ..
, زادت ابتسامة الآخر مرارة .. سخرية وانهيار مانعاً نفسه من البكاء بالقوة .. واستدار هارون أخيراً متابعاً طريقه للخارج وفي قلبه ملايين الأعذار فشل في تقدمتها له أو لهم ..!
, ضمّ زين قدميه لصدره غير عابئاً بالمكان الذي يجلس به .. وأسند رأسه فوق ركبتيه ناظراً لاختفائه عن مرمى عينيه محاولاً إقناع قلبه بأنه خسره ..
, أدار هارون محرك سيارته بقوة وأغلق الهاتف بوجه ريماس الباكية ليُكلم العميد هاتفاً: عايز دكتور ع الشقة بسرررعة ..
, العميد: هما الرجالة مبعتوش دكتور لسا ..؟ قالولي أنه مامتها جات ..
, هتف هارون ضارباً المقود أمامه بقوة وغضب: مجااااش الست بتموووت أمّنوا الطريق أنا جاي معرفش لسا مامتها جات إزاااي ..
, العميد: الطريق مأمن الرجالة ماشيين وراك متقلقش والدكتور هبعته حالاً خلي بالك من نفسك يا هارون أوعى يطلع فخ ..
, أغلق هارون الهاتف ماسحاً وجهه وضرب رأسه بقوة وعنف غير عابئاً بألمه وكأنه يريد عقاب نفسه لما يُسببه للجميع من وجع ودمار ..
, وصل لتلك الشقة أخيراً ودخلها بسرعة مُستمعاً لصوت صراخ ريماس الباكي .. دخل لاحقاً صوتها ليراها تجلس على ركبتيها أمام إحدى الأرائك فيما سيدة ممدّدة فوق الأريكة أمامها ..
, توسّعت عينيه بصدمة ناظراً لهيئتها المخيفة .. وجهها لا تظهر ملامحه من كثرة الدماء والجروح والكدمات التي غطته .. ملابسها مُمزقة دامية وإحدى يديها ملتوية وكأن كسراً بها ..
, هيئتها مرعبة تحكي كم الألم والقسوة التي تعرضت لها .. صرخت ريماس عند رؤيته: هارووون أبوس إيدك الحقني أبوووس إيدك ماما بتروح منييي ..
, اقترب بسرعة ولهفة يتحسّس نبضها وأنفاسها المُثقلة .. ليهتف بتوتر: أهدي أهدي ه هي هي عايشة ..
, صرخت ببكاء: الدكتووور فييين أنا عايزة دكتوور عايزة ماماااا ..
, هتف بسرعة: أهدي ه هي هتبقى كويسة هتبقى كويسة متقلقيش ..
, أسرع بخطواته نحو الباب الذي طُرق بخفة ليفتحه بسرعة بدون أن يأخذ إحتياطه ليرى أحد الأطباء مع عسكري جانبه .. سحبه من يده سريعاً ليدخل الطبيب والذي تفاجأ مما يراه .. أسرع هاتفاً: دخلوها نيموها على سرير بسرعة ..
, اقترب هارون يحملها بين ذراعيه ليُدخلها غرفة ريماس .. مددها فوق السرير ودخل الحمام مُحضراً قماشة مُبللة بالماء كما طلب منه الطبيب ليأخذها منه ويبدأ في تنظيف الدماء عن وجهها وجسدها لتظهر جروحها الغائرة ..
, وقفت ريماس جانبه ببكاء وخوف وحدّق هارون بها بعيون تائهة .. مضت دقائق طويلة عليهم لينهض الدكتور ماسحاً يديه لتهتف ريماس برجاء: ماما كويسة هي مفاقتش ليه ؟
, هتف وهو يكتب شيئاً على ورقة صغيرة مُلملماً أغراضه: هي كويسة برغم الضعف العام اللي بجسمها وكمية الجروح والرضوض .. بس بشكل عام حالتها مستقرة عندها كسر في كف إيدها الشمال ورضوض بمناطق متفرقة بجسمها ده غير كمية الجروح الكتيرة ..
, مد الورقة نحو هارون: دي شوية أدوية ومسكنات ياريت تجبوها اهتموا بغذائها كويس جداً وهاجي بعد يومين أغير على الجروح بتاعها .. أديتها دلوقتي مسكن مش هتصحى قبل الصبح ..
, أومأ هارون برأسه هاتفاً: متشكرين يا دكتور ..
, هز الدكتور رأسه وسار مع هارون الذي أوصله على الباب مُعطياً تلك الورقة للرجل الواقف أمامه ليُحضر ما دُوّن فوقها ..
, أغلق الباب عائداً نحو الغرفة ليجد ريماس تجلس على السرير بجانب والدتها المستكينة تُقبل يدها ورأسها ببكاء وألم شاعرة بعمق الذنب لما حدث بها بسببها ..
, زفر هارون هاتفاً: خلاص يا ريماس هي كويسة الحمد**** سبيها دلوقتي ترتاح يلا ..
, رفعت نظراتها نحوه ببكاء آلم قلبه وهتفت بشهقات متفرقة: أنا السبب بكل حاجة حصلتلها ده د ده متوحش ده مش أبويااا هي كانت بتحبه و**** كانت بتحبه أووي ليه يعمل كده ليييه ياهاروون جاوبني لييه ..؟
, اقترب منها مربتاً على كتفها بألم يزداد داخله لتقترب منه باحتياج تعانقه بألم متمتمة باعتذارات لكل شيء وكأنها هي سبب كل ما يحصل ..
, مسح هارون فوق خصلاتها يراها لأول مرة بهذا الإنهيار والضعف الشبيه بضعفه الداخلي والذي يُحاول منع ظهوره ..
, تنهد مُبتعداً عنها بقوة صدمتها بعدما فقد السيطرة على دموعه التي تجمعت في عينيه .. خرج متجهاً نحو غرفته ليسقط فوق سريره واضعاً رأسه بين يديه يشدّد من إمساكه عله يهدء الصداع الذي داهمه ودموعه جرت باستسلام فوق خديه فيما وجهه احتقن قهراً وألماً ..
, يد شعرها تُوضع على كتفه ليرفع وجهه سريعاً نحوها ويرى ريماس بشفتيها المرتجفتين وارتعاش يدها تتأمل بكائه الذي زاد من ألمها وذنبها ..
, أشاح بوجهه عنها زافراً ببكاء لتجلس هي بجانبه بصمت .. تسلل صوته المبحوح لمسامعها متمتماً بألم: شوفتهم ومقدرتش أعمل حاجة ك كنت مستني أقرب منهم ولما قربت محصلش حاجة غير أني زدت وجعهم ووجعي ..
, نقلت نظراتها نحوه والتفت هو إليها بعيون مقهورة دامعة: مقدرتش أقف معاهم وأواسيهم مقدرتش أشبع شوقي ليهم .. ز زين زين أخويا كان مستنيني أقرب منه آخده في حضني زي زمان بس أنا بعدت شوفته وهو بينهار قدامي ومعملتش حاجة ك كنت خايف ع عليكي وعلى مامتك خوفت أتأخر واتحمل ذنبها في رقبتي لو حصلها حاجة ..
, مسح دموعه بعنف فيما توسعت عيونها الباكية والدامية وكأنها طُعنت بقوة عدة مرات ليهتف: وأختي محتاجاني معرفش حصلها إيه ولا حصل كل ده لييييه .. جاوبيني أنتي يا ريماس أنا بيحصل معايا كده لييييه ؟
, شهقت ببكاء نافية برأسها: أانا آسفة آسفة وربنا .. مكنتش جيت ك كنت كنت خليك معاهم أانا أنا كنت خايفة و**** خوفت أخسرها معنديش غيرها يا هارون معنديش إلا أمي .. أنا السبب بكل حاجة أنا اللي اتدخلت بمهمتك وخليتها أصعب أنا آسفة آسفة أووي ..
, تنهد بقوة عدة مرات محاولاً إسكان دموعه وهتف بعد لحظات: مامتك جت هنا إزاي ؟
, همست بألم: الباب كان بيخبط خوفت يكون حد منهم ب بس بس سمعت صوتها .. فتحته لقيتها وقعت في الأرض قدامي وفقدت وعيها .. معرفش حصلها إيه ولا جات هنا إزاااي خوفت ومعرفتش اتصرّف ..
, زفر بقوة يهز أسه ليهتف: بكرا لما تصحى إن شاء **** نعرف منها كل حاجة ..
, أومأت برأسها بصمت ليهمس: أنا عايز أنام ..
, التفتت نحوه بألم وهزت رأسها بصمت لتنهض خارجة بخطوات مرتبكة متألمة .. حتى أغلقت الباب خلفها لتخرج دموعه مجدداً بألم وحرقة ..
, ٣٣ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, رفع أدهم نظراته نحو الجميع الجامدين بسكون غريب .. التفت لكرسي حمزة ورحمة الخاليين ليتنهد بكبت كبير .. فيما كرسي زين كان خالياً هو الآخر وربما لم يشعر أحد بخلوّه لكمّ صدمتهم وشرودهم ..
, نهض عن جلسته هاتفاً: سيف تعالى أنت ومصطفى ..
, اتجه نحو غرفة مكتبه لينهض سيف لاحقاً به سريعاً ومن خلفه مصطفى الذي أغلق الباب خلفه ناظراً لأدهم الذي زفر جالساً فوق مكتبه بإرهاق ..
, هتف سيف بخفوت: مالك يا أدهم ؟
, رفع أدهم نظراته نحوهم هاتفاً: سامر سافر هو وعيلته ..
, قطب مصطفى جبينه بحذر: يعني إيه إيمتى حصل ده مش حمزة كا..
, قاطعه أدهم هاتفاً: سامر سافر بالليل وقبل وقت الحفلة ..
, توسّعت عيني سيف بصدمة واقترب منه هاتفاً بتردد: م مفهمتش يعني ه هو ساب ساب رحمة ؟
, أومأ أدهم برأسه بجمود وهتف: اللي عرفته أن أبوه أجبره يسافر معاهم .. ومكنش هييجي الحفلة خالص ..
, مصطفى: وحمزة عرف إزاي ؟
, مسح أدهم على خصلاته بحدة وهتف سيف بصدمة: شوفت الصور اللي اتنشرت ؟ شوفت حمزة معاها و وفي إيده موبايل ..
, أدهم: معرفش ممكن سامر خبّرها وممكن رامي قالها عشان يذلّونا ويفضحونا لما يسيبوها كده والناس تعرف أن خطيبها سابها بيوم جوازهم ..
, جلس مصطفى على أحد المقاعد ليهتف: يعني حمزة مكانش خاطفهم ولا أي هبل من اللي قاله ؟
, نفى أدهم برأسه وزفر بقوة هاتفاً: حمزة بيحب رحمة بجد ..
, التفت سيف نحوه بجمود .. وكأن شيء داخله كان يؤمن بذلك من قبل .. ليهتف مصطفى: هو مرضاش عليها الفضيحة بس فضحنا كلنا ..
, تمتم سيف بخفوت: بس هو أنقذ بنتي ..
, التفت مصطفى نحوه ليهمس سيف: تخيّل لو الناس عرفت أن خطيبها سابها كان هيحصل إيييه كانت هتتكسر قدام الناس كلهم ..
, مصطفى بسخرية: وهي كده متكسرتش ؟
, سيف: ع القليلة اتكسرت جواها لوحدها من غير حد مايعرف الحقيقة .. حمزة استحمل كل ده بنفسه ..
, مصطفى: أنت بتدافع عنه ..؟
, صرخ سيف بغضب: أه بداافع عنه عشاان اللي كان هيحصل كان أكبر من اللي حصل مبارح بكتييير والفضيحة كانت بتمسّ سمعة بنتييي ..
, توقف يتنفس بقوة ومصطفى يُتابعه بصدمه لهجومه وثورته الغريبة فيما أدهم يُتابعه بجمود وألم داخلي يعلم سبب تلك الثورة جيداً لتدمع عيون سيف هاتفاً: هو ساعدها وساعدنا كلنااا كفاية بقى نزوّد المشكلة علينا أكتررر أنا ولادي بخسرهم هارون رااح زين قافل على نفسه واهي رحمة برضه اتكسرت أنا هستحمللل إيييه تاني .. حمزة ساعدها وأنا مش هنسهاله ده خااالص ..
, صمت مصطفى بتنهد وجلس سيف فوق أحد الأرائك يتنفس بقوة .. ليهتف مصطفى: هنقولهم ؟
, نفى أدهم هاتفاً: لأاا مادام حمزة عمل كده عشان ينقذها وينقذ سمعتها قدام الناس وقدام عيلتها يبقى إحنا مش هنفضح اللي حصل .. ممكن مامتها تعرف بس وهقول لليلى بس محدش من العيال يعرف حاجة مش عايز رحمة تتأثّر باللي حصل ولا تشوف نظرة مش تعجبها ..
, أومأ مصطفى برأسه بحذر ليهتف سيف: وحمزة ..!؟
, التفت أدهم نحوه ليرى الرجاء في عينيه ليزفر هاتفاً بقوة: وهو تجاهلنا ليييه نسي أن عنده أهل يرجعلهم لييييه ..؟
, سيف: يعني كنت هتعمل إيه أكتر من اللي عمله ..؟
, هتف أدهم بغضب: مهما كااان ع الأقل اكون عارف مش أطلع زي العيل قدام الناس وقدااامكم مش يستعبطنا كلنااا ويصغّرنا قدام الناااس ممكن كنا فكرنا بحااجة تااانية ..
, سيف: الكل كان عارف أن خطيب رحمة هو سامر ولو أي خطة تانية كانت هتتكشف حالاً .. يعني إييه العريس ميجيش ويجي مكانه واحد تااني باااينة أووي ..
, رمقه أدهم بغضب وأنفاس متسارعة ليهتف مصطفى: خلاص طيب أهدوا ..
, أشاح سيف بنظراته عنهم ليزفر أدهم هاتفاً: أنت عايز إيييه ؟
, التفت سيف نحوه هاتفاً: متعملش كده في حمزة ورحمة ..
, أدهم: ماشي كلّمهم وقولهم يعملوا اللي هما عايزينه بس ملهومش دعوة بيااا ..
, سيف: يااا أدهمم ..
, أدهم: ده آخر كلام عندي أنا خلاص اكتفييت بكل اللي حصلّي منهم كلهم ..
, تركهم سيف خارجاً من المكتب بسرعة ليهتف مصطفى: أهدا يا أدهم ما أنت عارف هو متعصب كده ليه ..
, أدهم: وهو عارف برضه أنا متعصب لييه .. أنا عارف أنه موجوع ع اللي حصل وعشان مقدرش يقرّب من هارون والتاني راح ولا كأننا عيلته أنا هلاقيها منيييين ..
, زفر مصطفى بضيق وصمت لئلّا يزيد غضبه ليزفر أدهم ماسحاً خصلاته بحدة محاولاً تهدأة نفسه ..
, في الأعلى ..
, دخل حمزة من شرفة غرفته لتقع عينيه على سريره الذي استوطنت به رحمة منذ ليلة الأمس ولم تتحرّك .. ولولا أنه يرى اهتزاز جسدها الخافت مُشيراً لتنفسها لظن بأنها جثة هامدة بلا روح ..
, لم يرها تبكي منذ دخولهم الغرفة رغم اعتقاده بأنها ستنهار فور خلوّهم بنفسهم .. وذلك آلم قلبه لعدم وثوقها به أو عدم اقترابها منه بشكل يُمكنها من رمي همومها وأثقالها على كتفه باكية وشاكية سامحة لضعفها بالخروج أمامه ..
, فقط جلست على السرير لدقائق طويلة بل ربما لساعات وجلس هو على الأريكة ينظر لظهرها الجامد بسكون مخيف ..
, استلقت بجسدها بعد لحظات طويلة عاشها كالدهر .. ليزفر بقوة وكأنه كاد يختنق ويبتسم فجأة لهروبها للنوم فوق سريره وعلى وسادته مُغطية نفسها بغطائه الخاص ..
, رؤيتها بين أحضان غرفته الخاصة دغدغت قلبه وسمحت لجروحه وألمه وذنبه بالخفوت والإستكانة ..
, وثوقها بسريره كموطن للإلتجاء جعل من ابتسامته تتسع رغم عتابه ولومه الذي يكنه لها داخله ..
, زفر بقوة خارجاً من أفكاره وذكرياته ليتجه نحو تلك الأريكة التي نام عليها ليلة أمس بغير أن يغفو .. وانتقلت نظراته من جديد عليها .. نامت كما هي بكحلها الذي جفّ فوق وجهها بفستانها الأنيق بل بكعب حذائها العالي ..
, تذكر نومها العميق .. بل هربها من واقعها بدلاً من البكاء والإنهيار .. واقترابه منها ليلاً يُنظف وجهها المستكين الشاحب .. خالعاً لها حذائها يُدثرها بغطائه متأملاً ملامحها التي يعشقها رغم عذابها له ..
, استمع لطرقات خافتة على الباب ليرفع نظره نحو الساعة التي تُشير للحادية عشر صباحاً .. لم تتأخّر رحمة سابقاً عن الإستيقاظ لهذه الساعة المتأخرة ويعلم بأنها صاحية تدّعي النوم ..
, نهض بتردد متجهاً نحو الباب .. غير مستعداً لمواجهة أحد أو تحمّل اللوم والعتب ..
, فتح الباب ليجد ليلى بوجهها المبتسم بخفة ودموعها التي تسكن عينيها ..
, أشاح بنظره عنها متألماً خجلاً لتجذبه فجأة بعناق قوي حاني دمعت له عينيه متذكراً والدته وحضنها الدافئ ..
, رفع يديه يضمها بقوة واحتياج يتمسّك بها بشدة مُستنجداً بقربها وأحضانها .. وربتت هي على كتفه ماسحة خصلاته الكثيفة متمتمة بدموع: معلش يا حبيبي معلش ..
, أغمض عينيه يتنهد بقوة عالماً بأنها قد عرفت الحقيقة وهمس باختناق: م مش عايز حد يعرف ..
, ابتسمت باتساع وابتعدت عنه تضم وجهه بين يديها هامسة: وأنت فاكرنا هنعرّفهم ؟ مقولتلناش ليه يا حمزة مش أنا مامتك التانية ؟
, ابتلع ريقه مُشيحاً بنظره عنها لتُمسك وجهه بقوة تديره نحوها هاتفة: أوعى تخجل من اللي عملته .. أنت أه غلطت علشان معرفتناش بس مغلطتش وأنت بتدافع عنها وبتحميها من عيون ولسان الناس .. أنت بتحبها وده بيشفعلك كل حاجة حتی جنانك ولو مكنتش عملت كده مكنتش بتحب بجد ..
, وجد نفسه يبتسم بصدمة من حديثها لتُربّت على وجنته هامسة: هي صاحية ؟
, نفى برأسه بخفة لتُلقي نظرة نحو تلك التي تكوّرت على نفسها أسفل الغطاء تسمع همساتهم بعيون مليئة بدموع تُقاوم لئلّا تنزل ..
, همست ليلى بخفوت: هجبلك فطار مينفعش تفضل كده وحاول صحّيها .. حمزة متضغطش عليها اديها وقتها .. مامتها هتجيلها كمان شوية ..
, أومأ برأسه بخفة وهتف: ع عمو أدهم ..
, نظرت نحوه بحزن وهمست: متقلقش هو عايز وقته ..
, صمت حمزة يضم قبضتيه زافراً بقوة لتُربت على كتفه ناظرة للخادمة التي أحضرت صينية ملية بالطعام ..
, أخذتها منها ومدّتها لحمزة الذي دخل يضعها فوق طاولة صغيرة في أحد الأركان ..
, همست ليلى بخفوت: كُل كويس وحاول تخلّيها تاكل ..
, أومأ برأسه بصمت لتتنهد خارجة من الغرفة مُغلقة الباب خلفها ..
, جلس على كرسي أمام طاولة الطعام .. وعادت نظراته لتتوجّه نحو تلك الساكنة .. نهض يسير نحوها بتردد وعيناه لاحظتا تكوّرها على نفسها أكثر ..
, هتف بصوت خرج بارداً جامداً رغماً عنه: رحمة قومي افطري ..
, لم يأته رد فقط تحرُّك فوضوي أسفل الغطاء أعلمه بتسارع أنفاسها ليهتف: قومي عارف أنك صاحية ..
, ضمّت قبضتيها بقوة حتى خدشت أظافرها المطليّة باطن كفها .. ليهتف بصوت حاد: مش هكرر كلامي ..
, استدار بعدها عائداً نحو الكرسي محاولاً تهدأة أنفاسه الغاضبة .. رأى الغطاء يبتعد عن رأسها وجسدها يرتفع عن السرير لتُعطيه ظهرها كما في الليلة السابقة ..
, مد يده يشرب من فنجان قهوته مُسكّناً صداع رأسه الحاد فيما جلست هي بجمود مُجدداً وكأنها تُعيد لحظة البارحة ..
, رآها تنهض بعد قليل متجهة نحو الحمام بغير أن تنظر له مغلقة الباب هلفها بهدوء .. زفر بقوة وعادت طرقات الباب لينهض يفتحه ويجد مروة أمامه بحقيبة صغيرة تحوي أغراض رحمة وملابسها ..
, أفسح لها المجال لتدخل وتضع الحقيبة أرضاً والتفتت نحوه ترمقه بامتنان مُختلط بعتاب كبير ..
, زفر هاتفا: طنط مروة عشان خاطري مش عايز كلام ..
, أومأت بتفهم: مش هتكلم .. بس ٣ نقطة شكراً ..
, رفع نظره نحوها لتبتسم هامسة: مش لازم نقولك كده فعلاً أنت ساعدت نفسك قبل ماتساعدها هي ..
, زفر بقوة وضيق لتهتف مُغيرة الموضوع: هي فين ..؟
, أشار نحو الحمام بصمت واتجه يجذب فنجان قهوته خارجاً إلى الشرفة تاركاً لهم المجال ..
, اتجهت مروة نحو الحمام طرقت الباب بخفة وفتحته .. لتراها تقف أمام المرآة بوجهه مُبلل بالماء البارد تنظر لهيئتها الشاحبة وعيونها المتألمة ..
, اقتربت مروة منها بألم لتضع يدها على ظهرها مربتة عليه بخفة ودموع .. التقت عينيها بعيني رحمة في المرآة لتُديرها نحوها بسرعة تحتضنها بقوة وألم عليها ..
, بدأت مروة بالبكاء بقوة سامحة لدموع رحمة بالخروج هي الآخري .. متشبثة بوالدتها بقوة غريبة عليها فاقدة أي كلام لتقوله لتُواسي به نفسها أو والدتها .. فيما استمع حمزة من الخارج لبكائهم الخافت والذي زاد من ألمه أكثر ..
, وفي الخارج ابتعدت مهرة عن الباب سريعاً عائدة بخطوات متعثّرة نحو غرفتها .. دخلتها متجهة نحو سريرها بجسد يرتجف ودموع تحرقها .. ضمت نفسها في سريرها تبكي وتشهق بقوة محاولة إقناع نفسها بأنها لا تستحقه .. وأن حبه كله موجّه لتلك الفتاة التي احتلّت غرفته الآن أمام عينيه كما كان يحلم دائماً ..
, ٣٢ العلامة النجمية
, كان يُعطي ردّات فعل مبالغة، يرقص على أي أغنية، يُبدي الاهتمام بأي فكرة، يضحك على أسخف نكتة .. لكن لو أمعنت النظر قليلًا، لوجدته في الحقيقة يبذل جهدًا رهيباً ليشعر بأي شيء ..
, ١٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, اتسعت ابتسامة ريماس بلهفة ودموع مقبلة يد والدتها السليمة: ماماا ماما سامعاني يا حبيبتي ؟
, كانت ترمش بعينيها بتعب وخرج أنين خافت من بين شفتيها ليدخل هارون الغرفة حالما استمع لصوت ريماس الفرِح .. اقترب بسرعة جالساً بجانبها ليهتف: زينة هانم حضرتك كويسة ؟
, فتحت عينيها أخيراً بتعب وتأوّهات خافتة تخرج منها .. نقلت نظراتها نحو ريماس الذي ابتلّ وجهها بالدموع وانحنت تُعانقها بحذر لئلا تؤلمها: الحمد**** أنك كويسة خوفت عليكي أووووي ..
, ابتسم هارون بخفة: الحمد**** ع سلامة حضرتك ..
, التفتت ريماس نحوه بدموع ولو كانت بموقف آخر لانفجرت ضاحكة مُستهزئة على احترامه وأدبه ..
, لاحظ نظراتها بطرف عينه ليضربها على رأسها بقوة آلمتها والتفت نحو زينة التي تُتابعهم بدموع: حضرتك حاسة بإيه أجبلك الدكتور ؟
, نفت برأسها وحاولت الإعتدال ليُساعدها هارون وريماس سريعاً .. شهقت ببكاء تمد يدها نحو ريماس: أن أنتي كويسة ياحبيبتي الحمد**** يارب الحمد**** أنا مش مصدقة أنك قدامي ..
, هتفت ريماس بألم: أنا آسفة يا ماما سامحيني كل اللي حصلك ده بسببي أنا أا..
, قاطعتها زينة تضغط على يدها نافية: لأ أنتي معملتيش حاجة غلط أنا بس خوفت عليكي المهم أنك ارتحتي منهم فهد اتوحش وعايد عايش عشان مصالحه وبس المهم عندي أنك خلصتي من قرفهم كنت خايفة عليكي أووي ..
, ابتسمت ريماس واقتربت تقبل جبينها لتلتفت زينة نحو هارون الذي يُتابعهم بابتسامة خافتة: أنت هارون صح ؟
, أومأ برأسه واتسعت ابتسامته لتهمس ريماس بغيظ: هتكلم عنك متعذبش نفسك أه ده هارون شوفتي مشهور إزاي ..؟
, ضحك هارون بخفة واعتدل بجلسته لترمقه ريماس بغيظ أكبر: إييييه دلوقتي بقيت مؤدب ..؟
, هارون: بصي يا زينة هانم بتعامل جوزها إزااي وأنا اللي تنازلت وتجوزتها وسيبت بنات الكرة الأرضة اللي بيجروا ورايا ناكرة معروف بنتك دي ..
, ضحكت زينة مدارية ألمها وهتفت: مبسوطة أني شوفتك بجد أنت شبه أهلك أوووي ..
, زم شفتيه وتغيّرت معالم وجهه: شبههم إزاي يعني ..؟
, ابتسمت بحنان: ممكن مش بالشكل بس بالطبع .. برغم أني قرأت أن الشخص بياخد من طباع أهله وشكلهم حتى لو مكانوش أهله الحقيقيين ..
, ابتسم بخفة وتنهد هاتفاً: طب ممكن حضرتك تحكيلنا وصلتي هنا إزاي ؟
, ريماس: أه يا ماما قدرتي تخرجي من هناك إزاي من غير ماحد يعرف ..؟
, تنهدت زينة بألم وهتفت: قبل كام يوم باباكي جه متجنن وقالي أنك تجوزتي أنا فرحت وقولتله أني فرحانة وكده أحسن وهو اتجنن أكتر وفرّغ غضبه فيا كالعادة .. مبارح في خدامة ساعدتني معرفش ليه بس جت ليا فجأة بتقولي أمشي معاها بسرعة خرجتني بالسر بس بآخر لحظة كشفونا ضربوا علينا نار وكانوا هيصيبوني بس فجأة ظهر قدامي رجالة تشاكلوا معاهم وخدوني وجابوني هنا قولولي أنك هنا أنتي وهارون ..
, ضيّقت ريماس عينيها بحذر: مين الرجالة دول ؟
, نفت زينة برأسها: معرفش أنا كنت فاكرة أنتوا هتعرفوا ..
, التفتت ريماس نحو هارون الذي يقطب جبينه بصمت ليهتف: عموماً الحمد**** ع سلامتك حضرتك هتفضلي معانا هنا وهتبقي كويسة إن شاء **** ..
, ابتسمت زينة متمتمة: متشكرة أووي يابني ع اللي بتعمله معانا .. أنا عارفة أننا هنسبّبلك مشاكل بس..
, قاطعها بسرعة: إيه اللي بتقوليه حضرتك ده واجبي أولاً ده شغلي وثانياً بقى البت دي بقت مراتي ..
, ريماس: بت أما تبتك قليل أدب ..
, هتف باستفراز: طب قومي يلا اعملي حاجة عشان نطفحها لااا قصدي أنتوا تطفحوها اا أا.. أنتي أنتي تطفحيها بس يلا يابت ..
, توسّعت عينيها بغيظ وضربته بكتفه: قليل أدب مش متربي ..
, هارون: أجري يابت ومتحرقيش الأكل زي كل مرة هاا ..
, شهقت ريماس بغضب: أنا بحرق الأكل ياض ثم انت مبتاكلش منه أصلااا ..
, هارون: أه بس بشم ريحة حريق ..
, هتفت بغيظ: دول أعصابي ياخوياا أعصابي اللي بتتحرق كل لما بتكلم معااك ..
, هارون: أوك خلاص أنا مخاصمك مش هكلمك عشان سلامة أعصابك بس ..
, رمقته بغيظ واتجهت خارج الغرفة هاتفة: هعملّك عصير تشربيه يا ماما وبعدين أجهز الأكل أنتي لازم تهتمي بأكلك كويس ..
, ابتسمت زينة ولمعت عينيها بحب وشوق وهي تتأمل شجاراتهم الطفولية ليهتف هارون: ارتاحي حضرتك ومتقلقيش من حاجة يا زينة هانم كله هيبقى كويس ..
, هتفت بعتاب: زينة هانم إيييه بس قولي أي حاجة بس بلاش هانم دي ..
, اتسعت ابتسامته وهز رأسه: طيب يا أي حاجة أنا همشي دلوقتي ..
, رمقته بدهشة لتتغيّر نظراتها للغيظ هاتفة: و**** بنتي ليها الجنة ..
, هارون: من ورايا أنا عارف ..
, ابتسمت وهي تراه ينهض من جانبها متجهاً خارح الغرفة .. أغلق الباب خافه متنهداً وسار نحو غرفته بصمت ..
, عادت ريماس إلى والدتها ووضعت بجانبها كأس عصير طازج لتهتف زينة: أنتي كويسة يا ريماس هارون عامل معاكي إيه ؟
, هزت ريماس كتفيها: شوفة عينك هموت بسببه مجلوطة ..
, ضحكت زينة بخفة وهمست: طب هو كويس مش عارفة ليه خرج دلوقتي وباين زعلان ..
, قطبت ريماس جبينها وتنهدت بحزن: لأ با ماما هو بحاول يهزر ويضحك بس هو موجوع وتعبان من لما بابا خطفه وهو مشافش أهله عشان متهدّد بيهم ..
, زفرت زينة بألم وشردت بعينيها الدامعة هامسة: مش عارفة أسامح فهد ع اللي بيعمله ..
, رمقتها ريماس بحزن وقرّبت كأي العصير منها: بلاش تفكري دلوقتي في حاجة أشربي العصير ده وأنا قايمة أجهزلك حاجة تاكليها ..
, أخذت زينة منها كأسه العصير وراقبتها بعيون قلقة حزينة وهي تخرج من الغرفة مُغلقة الباب خلفها بهدوء ..
, ٢٩ العلامة النجمية
, بعد يومين ..
, اجتمع عمار وأصدقائه في غرفة زين والذي كان يتربّع على سريره واضعاً كتبه أمامه يُعيد المادة للمرة الثالثة ربما وعمار يلطم وجهه بتحسّر وحنق ..
, هتف وسام بضيق: سيبوه سيبوه ..
, عمار بغيظ: أنا عمري مسمعتش أن حد زعلان وبذااكر ..
, ربيع: لا أنا سمعت هو ممكن بيهرب بالمذاكرة من زعله ..
, عمار: أنت خليك في حالك المهم أنا مسمعتش بقاله يومين مش بيتكلم بس بذاااكر ..
, زمّت ورود شفتيها هامسة: حرام عليكم مش شايفينه حزين ..
, وسام: ما إحنا جايين هنا علشان نخرجه من حالة الحزن دي بس هو مطنشنا ..
, نوار: سيبوه طيب يشوف مستقبله مش كفاية أنتوا فاشلين ..
, التفت عمار نحو زين الذي ينقل عينيه فوق سطور المحاضرة أمامه وكأن لا أحد بجانبه .. زم شفتيه بحزن على حاله ليلتفت نحو ربيع الذي يهتف: بقولكم إييه مش تساعدوني علشان أتدرّب وأبقى ممثل كويس ..
, التفتت نوار نحوه بحماس: أنا هساعدك أنا عارفة أمثل أووي ..
, وسام: تقصد يعني هنمثل ؟
, هتف ربيع بحماس: أه أه أنا كتبت حتة نص إنما إيييه دماااار إيه رأيكم نوزع الأدوار وتمثّلوا معايا ..؟
, ابتسم عمار بحماس هاتفاً: أه أنا موافق ..
, ورود: وأنا كمان خلونا نمثل هنا علشان زينوا يتفرّج ويفرح ..
, ابتسم ربيع مُخرجاً عدة أوراق من جيبه وهتف: يبقى يلا بينا هنقسم الأدوار بينا بس أنا البطل الأساسي ..
, كادوا يصرخون إعتراضاً ليهتف بغضب: يا أما كده يا بلااااش أنا اللي كاتب النص أصل قررت أبقى كاتب برضه مش بس ممثل ..
, رمقه الجميع بسخرية وتمتم عمار: أه بكرا يقولنا عايز يبقى مخرج ..
, زفر وسام هاتفاً: يابني هات أي حاجة خلصنا أساساً إحنا بنعمل كده علشان زينو بس مش عشانك ..
, ابتسم ربيع: ما أنا برضه بعمله عشان زينو يلا يلا هنتدرّب بسررعة ..
, بعد مدة ..
, اقتربت نوار وهي تضع فوق رأسها وشاحاً أحمر اللون من ذلك الكرسي الذي يجلس فوقه ربيع بتربّع وكأنه ملك على عرشه .. يقف بجانبه عمار بنظرة جامدة .. وربيع يلفّ شيئاً فوق رأسه وُضع بقلبه مشبك شعر كبير وكأنه تاج مُرصّع بالجواهر ..
, هتفت نوار ببكاء: الرحمة يا مولاااي الرحمة ..
, نهرها ربيع بحدة وجمود: أغربي عن وجهي أيتها المُخادعة لعنة **** عليكي ..
, صرخت نوار بخوف: أرجوك يا مولاي أتوسل إليك أنا ورائي دستة من العيال ..
, قطب عمار جبينه وهمس: أنتي يابت خرجتي عن النص ليه دستة عيال إيه دي ..!
, رمقته نوار بتفاجؤ وهزت رأسها سريعاً باستدراك: أرجوك يا مولاااي أتوسل إليك إن أمي مريضة وكانت تحتاح للعلاج الباااهظ الثمن اضطررت أن أسرق من الخزينة الملكية أرجووك الرحمة ..
, هتف ربيع مُشيراً لحرسه: لقد أخبرتك بالحل وأنتي لم توافقي ذوقي الآن من العذاب .. أخرجوها من هنا ألقوها في السجن حتى تتعفّن ..
, صرخت نوار عندما اقترب وسام منها يجذبها بقوة: هيا أمامي أيتها المرأة الملعونة ..
, نوار: لا لا يا مولاااي أرجووك أقبّل يديك سأفعل ما تأمرني به فقط لا تسجنني ..
, ربيع: لقد فات الأوان قلت لكم أخرجووهااا ..
, جذبها وسام بسرعة: يا لكي من ثقيلة الوزن أيتها المرأة اللعينة ..
, نوار: بل أنت ثقيل الوزن أنت وملكك الظالم هذاااا ..
, عمار بشهقة: ظاااالم هل تجرّأتي للتو وشتمتي جلالة الملك أيتها اللعينة المعتوهة الجزمة ؟
, ربيع: ماذا تقترح أيها المستشااار ؟
, عمار: أقترح يا مولاي أن تتعذب عذاباً يكون عبرة للرعيّة لئلّا يتجرأ أحدهم ويشتم جلالتك ..
, ابتسم ربيع يهز رأسه بثناء: ذكّرني أن أكافئك على تلك المشورة الرائعة يا مستشار ..
, انحنى عمار بخفة: طوع أمرك يا مولااااااي ..
, أشار ربيع لوسام: خذها أيها الحارس أقطعوا رأسها ويدها ورجلها ولسانها وافقأوا عينها وبطنها وعلّقوها على بوابة القصر حتى يراها الرايح والجاي ..
, صرخت نوار بفزع: لا لااا يا مولاااي لااا الرحممة ..
, وسام بحزن: أخبرتك أنك لعينة ولكنكي لم تصدّقيني أرأيت لعنتك تلك حلّت عليكي وعلينااا ..
, نوار: ساعدني أيها الحااارس ..
, هز وسام رأسه: لا أستطيع فأنتي لعينة .. أنظري هاقد أتت زوجة الملك أذهبي واطلبي منها الصفح والغفران ..
, أسرعت نوار نحو ورود التي دخلت تضع تاجاً شبيهاً بتاج ربيع فوق رأسها لتصرخ: أرجوكي يا مولاتي الرحمة أطلبي من الملك أن يرحمني ولا يقطع كل شيء بي ..
, شهقت ورود بحزن: هل سيُقطّعك إرباً إرباً ؟
, نوار ببكاء: أجل يا مولاتي ساعديني بارك **** بك ..
, اتجهت ورود بجزع نحو ربيع: ما الذي سمعته يا جلالة الملك يا إلهي هل أصبحت الآن قاسي القلب هكذاا ..؟
, ربيع بحب: لا أيتها الملكة بل أن مستشاري الأكبر هو من أشار إلي بذلك ..
, ورود بلوم: وهل أنت *** حتى تسمع كلامه ..؟
, عمار: لو سمحتي يا جلالة الملكة لا تتدخّلي في شؤون المملكة أهتمّي فقط بأمورك النسائية المُعقّدة تلك ..
, ورود بشهقة: هل تسمع يا جلالة الملك ؟
, ربيع: ما الذي تتفوّه به أيها المستشار الحمار ؟
, عمار بغضب: هل أصبحت الآن حماراً يا مولااااي إذاً فلتسمعي يا جلالة الملكة ما سأخبرك به ..
, ورود: كلّي آذان صاغية ..
, عمار بغضب: زوجك الملك قد أحب تلك المرأة ولكنها لم تقبل به لذلك قرّر معاقبتها ..
, شهقت ورود بصدمة وهتف الحارس: يا إلهي لمَ لمْ تقبلي به أيتها اللعينة لو كنت مكانك لما تردّدت في ذلك أبددداً ..
, ورود: هل كنت تخونني أيها الملك ؟ هل هذا جزاء حبي لك ؟
, ربيع: سأقتلك أيها المستشار الخائن ..
, عمار: أعلى ما في خيلك أركبه أيها الملك ..
, ربيع: لا تسيئي فهمي يا ملكتي لقد أحببت المساعدة فقط تلك المرأة عااانس وقررت أن أتزوجها ..
, شهقت نوار بصدمة وصرخت: أنا عااانس أنااا ؟ أنت خرجت عن النص لييه يالااا ..؟
, جفل الجميع من صراخها ليهتف وسام: في إيه يابت أهدي ..
, نوار: مش سااامع بقول علياا إيييه قال أنا عانس ..
, ربيع بتوتر: تمثيل يا بنتي تمثيل ..
, نوار بصراخ: لا ما أنت أكيد شايفني عانس بجد علشان كده قولت أني عانس ..
, جلست فوق سرير زين تبكي لتهتف ورود بصدمة: إيه يا نوار بتعيطي ليه ..؟
, نوار: كلهم شايفيني عانس مفيش حد بحبني ..
, جلس وسام بجانبها بحزن وصرخ: أنتوا بتقولوا على أختي كده ليييه ربيييع هقتلككك ..
, نوار: محدش بحبني ولا ببصلي ليييه ليييه ؟
, وسام: معلش ياحبيبتي دول كلاب كلهم كلاب متزعليش ..
, قذف زين الكتاب من يده بقوة ليلتفت الجميع نحوه بدهشة وحماس لتمكّنهم من إخراجه عن صمته لينظر نحوهم صارخاً: أنتوا إيه اللي بتنيلووه ده هو ده تمثييييل ؟!
, ربيع: في إيه يابني أه تمثيل حلو أووي ..
, رمقهم زين بغيظ: ده أنتوا شلة فشلة بس يخربيت اللي هيقبلك يا ربيع ده أنت عااار ..
, ورود: أنا مع زينو فعلا ..
, ربيع: بتبعيني يا قردة ؟
, ورود: زينو إيه رأيك تكتبلنا أنت مشهد من عندك وإحنا نمثله ؟
, التفت زين نحوها بتفكير ولمعت عينيه فجأة ليهز رأسه بابتسامة متحمسّة ..
, اقتربت ورود منهم: بقولكم إيه لو كتب أي حاجة هنمثّلها تمام إحنا مصدقناش أنه رجع يعبّرنا ويضحك تاني ..
, زفر الجميع باستسلام ليهتف ربيع: ولو أني هنزل في عين نفسي بس معلش كله فدا زينو ..
, بعد مدة من الوقت ..
, سار ربيع على يديه وركبتيه ليلتقي بوسام الذي يقف مثله على أربع ..
, هتف ربيع بحنق: هوهوو كيف حالك يا كلب الشوارع هوهو ..؟
, وسام بوجه محتقن: هوهوو أغرب عن وجهي وإلا جمعت الكللابب من أبناء عمي وخالي وزوجة خالي هوهو وعمة جدي وعشيرتي لنقضي عليك أيها الكلب المُدلل هوهو ..
, ربيع بتكبر: لن تستطيع فعل شيء أيها الكلب أبن الكلب فأنا صاحبي يعمل وزير ..
, جائت ورود تسير على أربعة مثلهم وهتفت بابتسامة: ميااااو ..
, وسام بسخرية: هل أصبح الكللابب يتعايشون مع القطط أيضاً ..؟
, ربيع: لا شأن لك يا هذا هوهو ..
, ورود: مياااوو لقد كنت أبحث عنك لماذا تقف مع هدا الكلب القذر المشرّد ..؟
, ربيع: لا شيء إنه يتبجّح فقط ..
, قفزت بجانبهم نوار بتوحش: ميااااووووو ميااااوو ..
, ربيع بسخرية وقرب: هاقد جائت صاحبتك المتوحّشة يا كلب الشوارع ..
, وسام: نحن معشر الكللابب لا نُصاحب القطط يا هذا ..
, ورود: مياااووو لقد رأيتك البارحة تلحس قطة ..
, شهق عمار وتقدم منهم بصدمة: هوهو هل تلحس القطة يا كلب ؟
, وسام بتوتر: لاا يا أبي الكلب لقد كنت أعضّها ..
, ورود: مياوو بل تلحسها وتقبلها وقد كانت قذرة مثلك ..
, عمار بصراخ: يا لك من كلب عاااق هل تقبل القطط القذرة أمثالك لقد أخطأت في تربيتك فعلاً كلّه بسبب والدتك الهجينة ..
, ربيع بصدمة: هل تزوجت من هجينة يا عمو الكلب ؟
, عمار بتحسر: أجل يا ولدي لقد تزوجت من قطة مُهجنة لكلب وها هي النتيجة أمامي ولد عاق قذر يُقبل القطط ..
, نوار: مياااوووو لا تُخطئ يا عمي ولدك لم يفعل شيئاً بل القطة هي من تحرّشت به ..
, عمار: وما دخلك أنتي أيتها المتوحشة هوهو ..
, تعالت ضحكات زين وهو يمدّ هاتفه ويُصوّرهم بذلك المشهد الذي ابتدعه من مُخيلته يهتف بتلحين: ألفٌ أرنب يجري يلعب يأكل جزراً كي لا يتعب هههه ..
, صرخ ربيع ناهضاً: لا بقااا أنا مش همثّل الفن الهابط ده أنا ممثللللل مممثل قديررر ..
, عمار بغيظ: فعلاً يازين أنت كده بتهينا هااا إحنا وافقنا عشانك بس ده مش هيفيد ربيع ..
, زين بدهشة: **** ومش هيفيده ليييه أنتوا أغبياء مصدقين أنه هيبقى قدير ويمثل تاريخي وبتاع ده آخره دبلجة أفلام كرتون قطط وكلاب وخنازير .. إيييه ده نسيت أحط في المشهد فرخة يلااا معلش المشهد الجاي متزعلوش والفرخة هتبقى ورود ..
, رمقته ورود بغضب: بعييينك لما تبقى بقرة قداامي هبقى فرخة .. قليل أدب مش متربي ..
, زين بدهشة: في إيه الفرخة حلوة وبتبيض ..
, صرخت ورود بحنق: وأنت عايزني أبيييض ؟
, تراجع للخلف بتوتر: تبيضي إيه لا مش دلوقتي مش لما تتقمّصي الدور كويس الأول ..
, صرخت بغضب: أنت إنسان تااافه معندوش ددمم ..
, نوار بغيظ: فعلاً قال وإحنا اللي عايزين نساعده ..غووور ياض ..
, عمار: أنت غبي كده ليه يا زين ..؟
, زين: أوعى هااا الفيديو التحفة ده معايا في ثانية أنشره على حسابي وهتلاقي فوقكم عضم كتير أووي من الناس عشان الكللابب اللي زيكم ..
, رمقه عمار بغيظ: أنا الحق عليا اللي سيبت مذاكرتي وجتلك .. أمشي يا وسام ..
, وسام: إيه ياعم ذاكر أنت أنا بكرا أصلي بذاكر قبل بساعة زي ما أنت عارف ..
, عمار: أه صح يبقى أنا همشي أذاكر دلوقتي .. و**** لو حيدر ولّا بابا شافوني وأنا كلب هيحوّلوني كلب بجد يا قليل الأدب يا زييين يا واطي يا حشرة ..
, خرج من الغرفة بغضب ليهتف زين: أنتوا مكبرين الموضوع أوي كده ليييه بعدين يا ربيع مش كفاية عملتك كلب بيت مدلل وصاحبك وزير ..!؟
, رمقه ربيع بغيظ: يارب ياخويا الوزير يجيلك ويقتلك ..
, زين: لا ما أنا محدّدتش وزير إيه .. إيه رأيكم يكون وزير التعليم ؟
, نهض ربيع وصرخ بغيظ خارجاً من الغرفة ليهتف وسام: بصراحة يا زينو كنت جامد يالا إيه الأفكار اللي عندك دي قال كلب وقطة ..
, ابتسم زين بفخر: أوماال إيييه عندك هنا دماغ شغااال مية مية بقولك ..
, وسلم بحماس: قول ياحبيبي ..
, زين: أطلع برا عايز أكمل مذاكرة بكرا الإمتحان يا فاااشل ..
, رمقه وسام بغيظ والتفت يُمسك الكتاب ليضربه بوجهه بحنق: أمسك أمسكك ذاكر يا دحيح الكلببب ..
, تركه بغضب خارجاً من الغرفة وصفع الباب خلفه بقوة ..
, ٢٩ العلامة النجمية
, التنهيدة .. هي الحرف التاسع والعشرون .. هي الحرف المكتفي بنفسه ..!
, ٢٢ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في اليوم التالي ..
, وقف حمزة أمام مرآته يُعدل من ملابسه والتفت بجمود لتلك النائمة فوق السرير أو أنها تدعي النوم ..
, منذ ماحدث لا أحد يُكلّم الآخر .. فقط يُعلمها بحضور الطعام لتنهض عن السرير الذي بقي موطن لها في كل أوقاتها ..
, زفر بضيق وهتف: أنا هروح الشغل ..
, لم يلق رداً منها ليهتف بجمود: هتأخر .. أنتي متروحيش شغلك لا دلوقتي ولا بعدين ..
, لاحظ تحرّكها من أسفل الغطاء ونهضت تنظر له بحدة من عينيها الذابلة ..
, قابلها بنظرات جامدة .. باردة يُحاول إخراج كلمة منها على الأقل .. يُحاول إعادة تلك الشرسة التي لا تقبل أن تُفرض عليها أوامر من أحد مهما كان خاصة هو ..
, ولكن ماحدث جعل ألمه يزداد وغضبه يتضاعف .. فقط نهضت عن السرير بخطوات تُخفي رجفتها ودخلت إلى الحمام مُغلقة الباب خلفها بهدوء يُناقض داخلها ..
, راقبها بعيون متألمة .. كيف تغيرت هكذا هل فقدت حدتها وغضبها وتحدّيها ؟
, كيف استطاع سامر أن يكسرها أمام نفسها بهذا الشكل !؟
, هل أصبحت الآن خائفة مترددة منصاعة ؟!
, ضم قبضتيه بقوة وزفر بحرارة يُمسك حقيبته واتجه خارج الغرفة مغلقاً الباب خلفه بقوة ليُعلمها برحيله علّها تأخذ راحتها الآن ..
, فتحت باب الحمام بحذر بعدما استمعت لصوت الباب الخارجي يُغلق خلفه .. سارت بخطوات متثاقلة حتى عادت إلى السرير تنظر أمامها بعيون امتلأت بالدموع ولكنها أبت أن تنزل ..
, نهضت تتنفّس بقوة وموجة غضب داهمتها .. حدة وجنون .. تتذكر ما حدث معها .. الإهانة التي لاقتها .. جنونها وغيرتها وتكبّرها فقط من أجل أن تُسيّر كلمتها عليهم جميعاً وفي النهاية خُذلت .. وكُسرت أمامهم ..
, خرجت دموعها بصدمة وعيون جاحظة وبدأت تمسحهم بجنون وعنف لتحمر عينيها أكثر مع وجهها .. وصرخت بغضب تُلقي ما تجده أمامها أرضاً بقوة تُحاول التنفيس عن غضبها بأي شيء عل ذلك يريحها ولو قليلاً ..
, في الأسفل
, وقف حمزة أمام سيف الذي وجده في أسفل السلالم .. أشاح بنظره عنه بصمت وكاد يبتعد ليُمسكه سيف بذراعه يديره نحوه: حمزة ..
, رفع حمزة نظراته نحوه منتظراً عتاباً أو صراخاً ولكن قابلته ابتسامة سيف الهادئة يضربه بكتفه هاتفاً: إيه يالا مالك مش إحنا صحاب ..
, قطب جبينه بصمت وصدمة ليهتف سيف: في إيييه مش كنت زمان تهرّبلي شوكولا عشان آكل نسيت ولا إيه ..
, شبح ابتسامة مرّ على وجع حمزة ليتنهد سيف هاتفاً بابتسامة باهتة: رحمة كويسة ؟
, ابتلع حمزة ريقه بألم ليهمس سيف: خلي بالك منها ..
, همس حمزة ناظراً له: أنت مش زعلان مني ؟
, سيف: لأ ..
, حمزة بدهشة: إزاي طيب وعمو أدهم وع..
, قاطعه سيف هاتفاً: مليش دعوة بيهم أنا أساساً كنت عايز أشكرك أنت أنقذتها ..
, حمزة بخفوت: بس هي مش كويسة ..
, سيف: لو مكنتش عملت كده كانت هتبقى حالتها أسوأ من كده بكتير ..
, تنهد حمزة بحرارة وهتف: أنا آسف ..
, سيف: متتأسّفش قولتلك مش زعلان ..
, حمزة: وعمو أدهم ..
, قطب سيف جبينه بقوة ليهتف حمزة: بلاش تشد معاه ياعمو عشاني أنا عارف أني غلطت لما تجاهلتكم بس مكنش قدامي حل تاني ..
, زفر سيف بضيق وهتف: كنت رايح شغلك ؟
, أومأ حمزة بصمت ليهتف سيف: يبقى أمشي وخلي بالك من نفسك ..
, تركه مُبتعداً عنه بضيق واضح ليتنهد حمزة مُعدلاً ملابسه واتجه خارج الفيلا ..
, في مكان آخر ..
, اقترب زياد من نور التي تُحضّر مائدة الإفطار لتبتسم هاتفة: صباح الخير يا حبيبي يلا عشان الفطار جهز ..
, اقترب منها بضيق وجلس على كرسيه لتهتف: مالك ؟
, رفع نظره نحوها بغيظ: يعني مش عارفة مالي .. جوزك ..
, ضحكت واقتربت منه بحنان: ماله جوزي بقا ؟
, زياد بحنق: مش بكلمني ولا ببصلي تقولي مش أبنه ..
, ابتسمت مربتة على خصلاته بحنان: ما أنت برضه اللي عملته مش قليل ..
, زياد: أنا غبي وزفت وحمار مش لازم يعمل عقله من عقلي ..
, ضحكت هاتفة: طب خلاص أهدا أنت عارفه بيحبك ومش بيقدر يزعلك ..
, زياد باستنكار: و**** بجد أومال اللي عمله ده إيه ..؟
, هتف أحمد بجمود وهو يقترب ليجلس على كرسيه: اللي عملته ده تصحيح لغلطي في تربيتك ..
, رمقه زياد بحنق وهتف: شوفتي يا ماما ..؟
, أحمد: متدخّلش أمك في كل حاجة مبقتش أبنها المدلع ..
, نور: إيه يا حودة الكلام ده هو هيفضل أبني مدلع طول عمره ..
, رمقها أحمد بنظرة عابرة ليهتف زياد: ماما ماتجبيلي أخ يا ماما أتسلا معاه ..
, رفعت حاجببها بدهشة وهتفت: إيه ده أنت أول مرة تطلب كده ؟
, زم شفتيه ناظراً لأحمد باتهام: ماهو أنا مكنتش محتاج كان جوزك مكفيني بس دلوقتي حسيت أني وحيد بجد كلهم عندهم أخوات يتسلوا معاهم اشمعنا أنا ..
, ضحكت نور بخفة: لا متقلقش ماهو هيصالحك ويتكلم معاك مش كده يا حبيبي ؟
, رمقها أحمد بحب ثم هتف بجمود: لأ ..
, نور: إييه يا أحمد طب عشان خاطري أنا ..
, أحمد: والبنت اللي خربلها حياتها دي إيه ؟
, التفتت نور نحو زياد: أنت بتشوفها يا زياد ..؟
, زياد بسخرية: وهشوفها إزاي وجوزك نقلني الحسابات هي في حتة وأنا في حتة تانية خاالص ..
, نور: وأنت مستنيه يحطك جمبها ما تروحلها طيب ..
, أحمد: ممنوع ..
, التفتت نحو أحمد بغضب: ممنوع إيه أنت حد منعك عني زماان إزاي تمنع أبنك دلوقتي وهو بحبها .. زياد مترودش عليه لو بتحبها محدش هيمنعك ..
, زم زياد شفتيه وهتف: طب ماهي مش طايقاني طيب ..
, ابتسمت نور هاتفة بحماس: طب خليها تطيقك من أول وجديد بص هي لو بتحبك هتكون زعلانة منك بس مش بتكرهك .. وأنت بقا صالحها ..
, رمش بعينيه بلهفة: إزااي ..؟
, نور: أعملها حاجة رومانسية خليك لاحقها في كل حتة خليها تشوف أنك بتحبها ومتمسّك بيها مش لوح زي ماكنت الأول ..
, ابتسم أحمد بجانبية لكلماتها وهتف زياد: إزاي ؟
, التفتت نور نحو أحمد بخبث: إزاي بقا دي بتاعة أبوك أصله رومانسي أووي وهيعلّمك ..
, أحمد: أنا مليش دعوة بيه ..
, زياد برجاء: يابابا عشان خاطر ماما طيب علّمني شوية بس وسيبني ..
, رمقه أحمد بغيظ ليهتف زياد: خلاص طيب و**** بحبها وكنت حمار وغبي ما أنت برضه اللي عملته مش قليل مش كفاية أني وحيد ومظلوم ..
, نور بحزن: يعيني عليك يابني ..
, رمقهم أحمد بغيظ: خلاص أنتي وهو قطعتوا قلبي ..
, ضحكت نور بسعادة ونهضت تقبل وجنته: هجبلك القهوة بتاعتك يلا علم أبنك حرام عليك تسيبه وحيد ..
, ابتسم زياد باتساع والتفت نحو أخمد الذي يُلاحق نور بعينيه ليقترب منه مقبلاً رأسه: أنا آسف متزعلش مني ..
, تنهد أحمد بصمت ليهتف زياد: يلا بقا ياحودة عشان نورك طيب ..
, ابتسم أحمد هاتفاً: عايز إيه ؟
, زياد: علمني أبقى رومانسي ..
, أحمد: وده هعلمهولك إزاي ده لازم يبقى طالع من جوااك ..
, زياد: يعني طيب أعمل إيه ؟
, زفر أحمد بغيظ: هقولك كام حاجة وأنت أبدع من عندك ..
, اتسعت ابتسامة زياد وهز رأسه بعيون لامعة بفرح وحماس مُستمعاً لكلمات والده الذي لطالما كان يُغنيه عن الأخوة والأصدقاء ..
, ٣٢ العلامة النجمية
, في الكلية ..
, نظر عمار حوله بتوتر وزفر بضيق وهو يجلس في قاعة الإمتحان ناظراً لورقته الموضوعة أمامه بجانب ورقة الأسئلة ..
, زفر مجدداً بغيظ مُتمتماً بعدة شتائم والتفت نحو وسام الذي يجلس على الناحية الأخرى ينظر حوله بملل ليهمس: كتبت حاجة ؟
, نفى وسام برأسه: هكتب منين ياخويا أنت كتبت ؟
, أومأ عمار برأسه بخفة: أه كتبت أسمي ..
, زم وسام شفتيه يكتم ضحكة كادت تنفلت منه ليعود وينظر في ورقته سريعاً عندما هتف أحد المراقبين: عينك في ورقتك ..
, تأفّف وسام بضيق: أبص في ورقتي على إيييه على خيبتي ..
, هز عمار قدمه بتوتر وتأفّف بضيق وعاد يلتفت نحوه: ماتخلي حد يغششك طيب ونقلني ..
, نظر وسام حوله باستنكار: دول ولاد كلب كلهم ..
, عضّ عمار شفته بتوتر يزداد: ح حيدر هياكلني ..
, وسام: أبويا هيتبرا مني ..
, عمار بنحيب: وأبويا هيعلقني يابختك أنت عندك واحد بس ..
, زفر وسام بضيق وهتف: بص حاتم قريب منك أهو ..
, التفت عمار نحو حاتم هامساً: بست بست واد ياحاتم ..
, التفت حاتم نحوه بغيظ وأدار رأسه عنه ليهمس عمار: إخس عليك وأنا اللي حطيت أملي فيك ..
, همس حاتم بحدة: متكلّمنيش لا أنت ولا صاحبك ..
, زم عمار شفتيه بضيق: أحسن يارب تسقط عنده حق عمك يكرهك ..
, رمقه حاتم بغضب وتهديد وأبعد نظراته عنه ليهمس عمار: على فكرة من فرّج على مؤمن كربة فرج **** عنه كربة من كرب يوم القيامة فرّج كربتي **** يفرج عنك ..
, تجاهله حاتم متابعاً حل الأسئلة ليهمس عمار: بص زين بص ..
, التفت وسام نحوه لتشتعل عينيه غضباً وغيظاً وهو يراه ينكبّ على أوراقه وقد امتلأت كلها ومازال يكتب باندماج ..
, وسام: الواد ده قليل أدب كده ليه مش يراعي المؤدبين اللي زينا طيب ..
, زفر عمار بضيق: بقولك إيه أنا أتكسف أسلّم الورقة بيضا كده هكتب حاجات من عندي ..
, وسام: وأنا ياخويا يلا نبدأ تأليف بسم **** ..
, التفت عمار ووسام لأوراقهم ليبدأوا في الكتابة وبعد لحظات زفر عمار بابتسامة: خلللصتتت ..
, وسام: كتبت إيه أنا دماغي وقفت ..
, عمار بغضب: أنت عايزني أغششك من تعبي ياض ..؟
, وسام بغضب: أنت صدقت نفسك ولّا إييه ؟
, اقترب أحد المراقبين منهم وأمسك ورقة عمار: برا ..
, توسّعت عيني عمار وهتف: لييه أنا معملتش حاجة هو عايزني أغششه وأنا رفضت عشان من غشنا فليس منااا ..
, وسام: بس ياض .. يا دكتور متصدقهوش أساساً هو مش كاتب حاجة صح حتى اسأل الدحيح اللي قاعد هناك ده واد يا زينووو تعالى بص على ورقته كده ..
, التفت زين نحوهم وهتف بغضب: دكتور لو سمحت أنا مش عارف أركز ..
, عمار: تركز إيييه بعد كل ده يا حمار ده أنا لو كتبت ربع كتابتك كنت سلمت وخرجت من زمااان ..
, صرخ المراقب بغضب: أتفضل أنت وهو على برررا حالاً ..
, زم عمار شفتيه بضيق وترك الورقة التي كان يتشبّث بها ونهض يُلملم أغراضة خارجاً بحنق من القاعة حتى وصل لمقعد زين يرمقه بغضب ..
, رمقه زين هو الآخر بغضب ليضربه عمار على رأسه بحنق: دح دح يا دحيح الكلببب أنا هقول لأبووك و**** ..
, اقترب وسام منهم بغضب: وأناا هصوّرك بالمنظر العيب اللي شوفته ده وأوريه لأبوك ده هيجيله صدمة رباعية الأبعاد ياعيني ..
, صرخ المراقب مقترباً منهم: براا أنت وهو لاحسن تتحرموا من كل المواد يلاااا ..
, زم عمار شفتيه رامقاً زين بغيظ واتهام وخرج من القاعة يضرب الأرض بقدمه بغضب ليلحق به وسام شاتماً بغيظ ..
, بعد مدة من الوقت ..
, خرج زين من القاعة متجهاً للخارج لتُقابله نظرات وسام وعمار الغاضبة والمهددة ليهتف بحذر وغيظ: إييه ؟!
, عمار: أنت قليل أدب ومش متربي ..
, وسام: ياخسارة تعب عمو سيف بتربيتك وتنشأتك ..
, زفر زين بغيظ: أهو حوار كل إمتحان .. بقولكم إيه مش بعد كل إمتحان هتعملولي المناحة دي سيبوني عايز أذاكر وأروح التدريب السباق اتحدّد بعد الإمتحانات مباشرة ..
, سار الثلاثة معاً ليهتف وسام: بس كانت حتة تأليفة إنما إييه الدكتور هيفرفر ههه ..
, ابتسم عمار باتساع وفخر ليرمقه كل من زين ووسام بريبة ليهتف زين: قول ياض كتبت إيه أنت التاني ..؟
, وضع عمار يديه في جيبي بنطاله بابتسامة واسعة ليهتف زين: أوعى تكون كتبت عباراتك الطنّانة الرنّانة هاااا ؟
, ضحك عمار يهز رأسه بخفة ليهتف وسام: أنت ياض مش هتتربى بقا كل مرة نفس الموضوع عايز تتهزق من كل دكاترة الكلية ولّا إيه ..
, زين: وياريت يتعلم في النهاية كلهم بيتريقوا عليه وتبقى فضيحة ويسقط كالعادة من غير فايدة .. فاكر أيام ثانوي لما عملت كده والمستر صورها ونشرها ع الفيس ؟
, وسام بضحك: أه وحيدر بقا عرف خطّك وكانت ليلة لووووز ..
, رمقهم عمار بحنق ليعود ويهتف بحماس: لأا لأااا المرة دي كتبت عبارة مؤثرة جدددااا هتخليه يعيط وينجّحني ..
, زين: هي إيه يا ناصح ؟
, ابتسم عمار هاتفاً: كتبتله "يُحكى أن رجلاً سقَى كلباً فدخل الجنة فما بالك بدكتور أنجح طالباً !؟"
, رمش زين ووسام بعينيهما بصدمة ليهتف وسام: ومرسمتش جمبها إيموشن حزين لييه أنت غبي ياض أنت شبّهت نفسك بالكلب ..؟
, نفى عمار بسرعة: لااا ده تعبير مجازي بس ..
, زين بسخرية: والدكتور لما يقرأ كده هتغرغر الدمعة في عينه ويقول هنجّح أخويا في الدين ده وندخل الجنة سوا ..
, ابتسم عمار بلهفة: بجد بجد و**** ..!؟
, وسام: أنت مجنون ياااض ..
, توقف زين عن سيره أمام بوابة الكلية وهتف: إلحق أنت وهو بصوا هناك ..
, التفت عمار ووسام نحو إشارته لتتوسع عيني عمار بتوتر ناظراً لحيدر الذي يتكئ على سيارته مُتكتفاً موجّهاً نظراته نحو بوابة الكلية ينتظرهم ..
, ابتلع عمار ريقه بتوتر وهمس: بقولكم إيه أعملوني ملاك قدام أخويا ماشي ؟
, وسام: أمشي بس وإحنا في ضهرك ..
, عمار: بس متطعنوش في ضهري هااا ..
, ابتسم الثلاثة باتساع واقتربوا من حيدر الذي نزع نظاراته الشمسية عن عينيه واعتدل في وقفته ناظراً لهم: ها طمنوني ؟
, رفع زين إبهامه مشيراً له: كوود كووود ..
, ابتسم حيدر مربتاً على كتفه: أنت طول عمرك برافو عليك والبهوات دول ..؟
, عمار: أنا كتبت كل حاااجة يا حيدر ..
, وسام: زيي بالظبط ..
, رفع حيدر حاجبيه يرمقهم باستنكار ليهتف عمار: إييه مش مصدق طب اسألهم طيب ..
, وسام: الصراحة يعني أنا شوفت ورقته مليااانة كتابات إيه ده بسم **** ماشاء **** **** يحفظه ويباركلكم فيه ..
, عمار: شوووفت حتى أسأل زينو هو عدى من جمبي وشاف كتابتي كلها صح ..
, زين: فعلاً فعلاً إيه ده ياعمووورة متوقعتكش كده خالص ..
, عمار: أومااال أنا لما بذاكر بركّز كوويس أووي ..
, زفر حيدر بعدم تصديق وهتف: طب يلا أنت هو قدامي ..
, زين: لا متشكر خد أخوك أنا وسامو هنروح ..
, التفتا مُسرعين نحو سيارة زين يُلاحقهم عمار بنظراته المغتاظة المتوترة .. صرخ فجأة بألم عندما جذبه حيدر من أذنه بقوة: كتبت ولّا كالعادة تأليف وعبارات مؤثرة هتهلّ دمعهم مِدراراً ..؟
, هتف عمار بألم محاولاً إبعاد يده: لا وربناا كتبتتت أه ياحيدر ودني ..
, تركه حيدر بغضب: إيه نوع الكتابة بالظبط ؟
, فرك عمار أذنه يرمقه بعيون دامعة مغتاظة: أنت مش واثق فيا ليييه هااا ؟
, حيدر بغضب: عشان دي مش أول مرة ده أنا حافظك يالا ..
, زم عمار شفتيه بحزن وهتف: أنت عايز إيه ..؟
, رمقه حيدر بغيظ: حالياً ولا حاجة مستني بس على آخر الإمتحانات وقت النتيجة يعني وبعدها نشوف حوار ثقتي بيك دي اللي عمال تطالب بيها ..
, رمقه عمار بغيظ ليهتف حيدر: أطلع ..
, عمار بعناد: مش هروح معاك في حتة ..
, حيدر: يبقى هات الفلوس اللي معاك وموبايلك وأرجع الفيلا مشي ..
, عمار بسخرية: هاخد فون أي حد وأكلم زينو ..
, حيدر بسخرية أكبر: همشي وراك في العربية وأراقبك ..
, صرخ عمار بغيظ: أنت عايز إيييه ..؟
, جذبه حيدر من يده يدخله السيارة: تروح معايا الشركة ..
, عمار: مش هروح وديني البيت حاالاً خلي الشركة تبقى مضلمة عليكم من غيري ..
, زفر حيدر بضيق واتجه يستقل السيارة بجانبه منطلقاً بها بسرعة متجاهلاً شتائم الآخر وتذمراته ..
, سار عمار خلف حيدر بعد وصولهم للشركة يرمق الجميع بغضب وغيظ والآخرون يتعجّبون من نظراته الغريبة ..
, هتف زياد يجذبه بسرعة: عمووورة ..
, التفت عمار نحوه: عايز إيييييه !؟
, زياد: مالك مين اللي مزعلك ..؟
, تأفّف عمار وتكتف هاتفاً: أخلص عايز إييييه ؟
, ابتسم زياد مُخرجاً من سترته وردة حمراء: خد دي ..
, أرخى عمار يديه رامشاً بعينيه ليبتسم ببلاهة: دي ليا أنا !؟
, زياد بغيظ: لأ ..
, تحوّلت عيني الآخر للغضب: أومال لميييين !؟
, زفر زياد يحكّ رأسه هاتفاً: إحم ممكن تديها لمنال ..؟
, ضيّق عمار عينيه بغيظ ليهتف زياد: يلا ياعمورة عشان خاطري ..
, زفر عمار بغيظ: ماشي ..
, سار متابعاً طريقه حتى مكتب أخيه ليتوقف أمام منال يرمقها بضيق ..
, رفعت نظراتها نحوه باستغراب: مالك ؟
, اقترب منها يمد لها تلك الوردة: خدي ..
, رمشت بعينيها مبتسمة وأخذتها منه تشمّها بفرح: **** حلوة أووي متشكرة يا عمووورة ..
, زم شفتيه بضيق وهتف: هو أنتوا البنات بتحبوا الورد ؟
, اتسعت ابتسامتها تهز رأسها: أووووي ..
, رمش بعينيه وابتسم فجأة: يعني لو أديت روما وردة هتفرح كده ؟
, عادت لتهز رأسها بسعادة ليهتف: بس الوردة دي من زياد هاا ..
, قطبت جبينها ناظرة للوردة بحزن وتنهدت لتذهب وترميها في القمامة ليهتف عمار: أنتي غبية كده ليييه ؟
, منال بجمود: حيدر بيه جوا اتفضل ..
, رمقها عمار بغيظ وتعالى رنين هاتفه ليُجيب سريعاً ويأتيه صوت روما: الحقني يا عماااار مصيييبة ..
, هتف بقلق: فيه إيييه !؟
, هتفت بسرعة: بابا هييجي الفيلا عندكم هو وماما وعايزني أجي معااااه ..
, عمار بصدمة: إيييييه !؟
, روما: أه عشان يباركوا لطنط عبير أنها صحيت أعمل حاااجة ..
, عمار: أنتي أعملي حاااجة مثّلي طيب أنك ميتة أو في غيبوبة ..
, روما: مينفعش مينفعش الحقني يا عماااااار ..
, فُتح باب المكتب بقوة واقتحمه عمار بسرعة: الحقني يا حيدررررر ..
, انتفض حيدر عن جلسته بفزع: في إيه ؟
, تمسّك عمار به يلهث بخوف: جاي .. جاي .. روما وباباها جايين عندنا الفيلاا ..
, ابتسم حيدر فجأة وعاد لجلسته باسترخاء واضعاً قدماً فوق الأخرى يرمق الآخر بعيون خبيثة ليهتف عمار: في إيييه مش تلاقيلي حل ..
, حك حيدر ذقنه مُدّعياً التفكير وهتف: والمقابل ..؟
, عمار بصدمة: أنت عايز تاخد من أخوك الصغير فلوووس ؟
, حيدر بغيظ: فلوس إيه ياض عايز مقابل تاني ..
, زم عمار شفتيه يرمقه بلوم: مش حرام عليك طيب ؟
, نفى حيدر برأسه بابتسامة مُستفزة ليهتف عمار: عايز إيه طيب ؟
, حيدر: أيوه كده اتعدل .. أمممم سبني أفكر ..
, عمار: حيدر بلاش معيلتك دلوقتي ممكن ..؟
, حيدر بحدة: عمااار اتعدل ..
, تأفف عمار بقلق: أنا خايف ..
, حيدر: خايف يبقی بلاش تقل أدب ..
, زم عمار شفتيه بغيظ وقلق ليهتف حيدر: اترزع هناك من سكات ..
, اتجه عمار نحو المقعد ليجلس عليه ليهتف حيدر: أممم مبدأياً كده خلينا في أوضتي تتنضّف كل يوم أصل زي ما أنت عارف يعني بحب الترتيب أووي ومش بأمّن لأي حد ينضفها ..
, عمار بضيق: ماشي ..
, حيدر: أصبر بس ده مش كل حاجة ..
, عمار: لأ بقا أنت بتستغلني ..
, حيدر: أيووون ..
, عمار: حيدر ..
, حيدر: أمم عايز إيه كمان يا حيدررر !؟
, تعالى رنين هاتف عمار مجدداً ليُجيب سريعاً: أيوه يا رومااا ؟
, روما بتنهيدة: دي ماما دعيالي في ليلة القدر بابا مقدرش ييجي طلع عنده شغل ضروري مينفعش يتأجّل ..
, توسّعت عينيه بدهشة وابتسم لتتسع ابتسامته تدريجياً مُغلقاً الخط ناظراً لحيدر الذي يُتابعه بتركيز ..
, ابتسم عمار بخبث واضعاً قدماً فوق الأخرى رافعاً أحد حاجبيه باستفزار ليهتف حيدر بغضب: في إيه ياض ؟
, هتف عمار: أممم خليني أفتكر قولتلي بتحب الترتيب أوي مش كده ؟
, حيدر بغضب: إيه اللهجة دي ماتتعدل ..
, حك عمار ذقنه مُقلداً حيدر: أممم كنت عايز إيه كمان يا حيدرر !؟
, رمقه حيدر بغضب وهو يراه ينهض مقترباً منه بابتسامة واسعة وفجأة مرّر يديه فوق طاولة المكتب ليَسقط كل ما عليها أرضاً بسرعة ..
, تراجع للخلف يكاد ينفجر ضحكاً على ملامح حيدر المصدومة وسار في المكتب يفتح الخزائن حوله لينثر كل مابها أرضاً بطريقة مستفزة ضاحكاً بشماتة ..
, أوقفه عن عمله صرخة حيدر بصوته المبحوح وكأنه خسر كل ما يملك في الحياۃ ليفزع مُتراجعاً للخلف ينظر لهيئته وكأنه تحوّل لأسد يزأر بشراسة ..
, نظر عمار حوله بخوف وصرخ بهلع راكضاً خارج المكتب ليسير حيدر فوق الأوراق المبعثرة لاحقاً به وقد نسي ماحوله يُريد فقط القضاء عليه .. ليركض خلفه في الشركة صارخاً باسمه جاذباً انتباه الجميع بنظراتهم المدهوشة والضاحكة مستغربين تصرّف مديرهم ليصرخ عمار بفزع مُتنقّلاً بين المكاتب حتى اصطدم فجأة بأحد أمامه وسقط أرضاً شاتماً بغضب ..
, رفع نظراته يهمّ بمتابعة شتائمه لتتوسع عينيه بصدمة ناظراً لهيئة والده الذي يُطلّ عليه من الأعلى بعيون زرقاء غامقة من شدة الغضب والغيظ ..
, ابتلع ريقه بخوف ونقل نظراته حوله ليرى الموظفين قد عادوا لأعمالهم سريعاً فيما توقف حيدر مكانه يُخلل أصابعه في شعره الكثيف بحدة ..
, هتف أدهم بغضب: ورايا أنت وهو ..
, أسرع عمار خلفه بفزع ورغم خوفه تمسّك به محتمياً من هيئة حيدر المتوعدة ..
, ليدوي صراخ أدهم بعد لحظات داخل المكتب بعدما نظر للفوضى التي تعمّه: أنت اتجننت ياحيدر إيييه ده مش المفروض مدير الشركة يبقى مكتبه مرتب مش حظيرة البقر دي ..
, ضحك عمار ببلاهة ليضربه حيدر بكتفه بقوة وهتف: يا بابا ده عمار حضرتك عمرك شوفت المكتب كده طيب ؟
, رمقهم أدهم بحدة هاتفاً بصرامة: المكتب يتروق حااالاً معاكم ربع ساعة بس عايز أشوفه بيلمع ..
, رمش حيدر بعينيه بصدمة: ربع ساعة إيه يا بابا الزفت ده خرب كل حاجة كانت مترتبة ومنظمة وتعبان عليها ..
, هتف أدهم بغصب: لو حضرتك متمعيلتش وجريت وراه في الشركة زي الأهبل كنت قدرت ترتبهم تاني ..
, ضحك عمار مجدّداً ببلاهة ليصرخ أدهم: عماااار ..
, زم عمار شفتيه وتمتم: أنا مش قصدي يا بابا أنا تعبان وكان عندي امتحان ..
, رمقه حيدر بغيظ وهتف أدهم: اتفضل أنت وهو نفذوا اللي قولته ..
, زفر حيدر بغيظ واتجه يسير في المكتب سريعاً يُحاول تنظيم الأوراق التي تبعثرت من ملفاتها وترتيبها بانتظام فيما عمار يجمعهم فوق بعضهم بعشوائية ويضعهم في الخزائن بخفية عن أعين أدهم الذي وقف مواجهاً للواجهة البلورية الكبيرة ينظر للخارج بجبين مقطب غيظاً وغضباً من أفعالهم ..
, ٣١ العلامة النجمية
, يقولون أن : " الذي ابتكر العناق كان أخرسًا، لأنه أراد أن يقول كل شيء دفعةً واحدة."
, ١٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد أيام عديدة ..
, تجمّع كبير من الناس والمشجعين ملأ ذلك المكان الكبير المخصّص للسباق ..
, هتافات كثيرة وصور للمتسابقين زيّنت المكان بشاشات كبيرة تعرض طريق السباق الخالي وتنقل تجمّع الناس شيئاً فشيئاً ..
, وقف وسام وربيع وعمار بجانب بعضهم ينظرون حولهم بحيرة وقلق لزين الذي لم يأتِ بعد ..
, زفر عمار بضيق: هو فيين بقا السباق هيبدأ ما المتسابقين كلهم هنا بصوا هشام ببصلنا إزاي ..
, وسام: اتصل بيه تاني ..
, عمار بضيق: مش بيرد ..
, هتف ربيع بسرعة: أهو جه عربيته هناك ..
, اقتربت سيارة زين منهم ليقف بجانبهم ويترجل منها بحماس ليهتف عمار: كنت فيين ؟
, زين: كنت عند الميكانيكي بعدل حاجات في العربية ..
, وسام: ده وقتك بص الكل متجمّعين ..
, ابتسم زين ناظراً حوله للجمع الهائل فهذا السباق على مستوى وطني ليس كسابقه وهو لثلاثة أعوام كان يأخذ لقب بطل الجمهورية في سباق السيارات وداخله تصميم كبير لنيله هذه السنة أيضاً ..
, زفر بقوة وقلبه يضرب داخله بعنف ناظراً لهشام الذي يُتابعهم عن بعد بابتسامة جانبية برفقة أصدقائه ..
, هتف أحد أصدقائه: يلا يا بطل جهز نفسك السباق هبدأ ..
, ابتسم هشام وهتف آخر: عندي ليك حتة مفاجأة هتعجبك ..
, رفع هشام حاجبيه: و**** مفاجآتك بتوغوشني يا أيمن بيه ..
, ضحك أيمن هاتفاً: متقلقش دي هتعجبك وهتكافئني برضه ..
, رمقه هشام ساخراً ليصدح أحد الأصوات من مكبرات الصوت طالباً منهم الإستعداد ..
, دخل زين سيارته مُبتسماً باتساع لأصدقائه الذين يُشجّعونه وهتف عمار: بالراحة يا زينو ..
, ضحك زين بحماس: يابيضة أنتي يا خوافة ..
, وسام: يلا يابطل عايزينك تغلب اللي أسمه هشام ده ..
, ابتسم زين بشرود متذكراً كلمات هارون بخصوص هشام وتشجيعه له .. زفر بقوة يعلم بأن ذلك السباق تنقله قنوات التلفزة ولكنه لا يعلم إن كان هارون مازال يهتم لمشاهدته أم أنه فعلاً قد ابتعد عنهم وخسره ..
, استعدّ الجميع في سياراتهم وأُعلنت بداية السباق ليخرج صرير عالي مخيف من سيارت كثيرة بدأت تنهب الأرض نهباً مخلّفة خلفها موجة غبار كبيرة بحركات احترافية مُراوغة السيارات الأخرى ببراعة وحنكة ..
, ابتسم زين بلهفة وقلبه ينبض بقوة وهو يتخطّى بسيارته السيارات التي سبقته حتى أصبح في المقدمة لتزداد ابتسامته اتساعاً وأملاً ..
, رمش بعينيه فجأة متذكراً خسارته السابقة .. قدوم هارون من أجله ومواساته ..!
, هل يُعقل بأنه سيأتي له إن خسر الآن أيضاً ؟ هل سيهرع إليه مواسياً ويقف بجانبه يدعمه كالعادة !؟
, قطب جبينه بقوة وتباطأت أنفاسه مع تباطؤ سيارته قليلاً بشكل ملحوظ جعل باقي السيارات تتخطّاه وقلوب رفاقه تنبض خوفاً وحذراً .. ليعود وينفض رأسه بغضب من تفكيره ذاك غاضباً منه ومن بُعده وجفائه .. وغاضباً من نفسه لاستمرار تفكيره به حتى كاد يخسر اللقب الذي رافقه لثلاث سنوات فقط من أجل رؤية من لا يُريده ولا يهتم لأجله ..
, عاد ينظر أمامه بحزم وقوة ويزيد من سرعة سيارته ليعود ويتخطى الجميع أمامه مُسبباً الحيرة والدهشة لهشام الذي يُتابعه بحذر مستغرباً من تصرفاته كاستغراب الجمهور الذي يُشاهد ..
, شخص واحد فقط من كان يعلم مايحدث .. يعلم جيداً تفكير الذي أمامه وتصرّفاته الغريبة .. يُراقب سيارته بعينيه من خلف شاشة التلفاز أمامه بقلب نابض بشوق وندم وابتسامة واسعة على شفتيه ..
, ابتلع ريقه بقلق يعلم بما يفكر به زين جيداً وذلك آلمه يعلم شعوره وإحساسه فهو ليس فقط بأخاه بل أبنه الذي يحفظه وتصرّفاته عن ظهر قلب ..
, شدّ هارون على قبضتيه بقوة متابعاً سيارته بقلق داعياً له في قلبه المرتجف فيما ريماس تجلس بجانبه تُتابعه بابتسامة مشجّعة ..
, دقائق طويلة مرّت على السباق ومسافة كبيرة قطعها زين بسيارته محاولاً مراوغة سيارة هشام التي كانت خلفه تماماً .. تنفّس بقوة وهو يزيد السرعة إلى آخرها ناظراً لخط النهاية الذي لاح عن بعد فيما تعالى نبض قلبه بقوة وحذر متذكراً ما فعله هشام في آخر لحظة من السباق السابق مقرّراً بأنه سيعترض طريقه هذه المرة ولن يسمح له بالتغلّب عليه مهما حدث ..
, صوت قوي خرج من سيارته ليقطب جبينه بحذر وتتوسّع عينيه بصدمة ناظراً لغطاء السيارة الأمامي الذي انخلع من مكانه بقوة بسبب السرعة الزائدة عن حدها والتي لم يعرف أصلاً كيف وصلت سيارته لذلك الحد الغير مسموح به ..!
, ليُخلع ويعود للخلف بقوة مصطدماً بالزجاج أمامه .. صرخ زين بهلع بعدما غطى عليه الرؤية وأدار المقود محاولاً الإنحراف بسيارته يميناً ويساراً علّه يُبعده من أمامه ليستطيع الرؤية .. فيما توسّعت عيني هشام الذي يسير خلفه وراقب مايحدث أمامه بعيون مصدومة وسيارة زين تتأرجح يميناً ويساراً بقوة حتى جحظت عينيه بجنون موقفاً سيارته بقوة وصدمة وهو يرى سيارة زين ترتفع مقدّمتها وتنقلب أمامه بعنف عدة مرات مُخرجة صوتاً عالياً من عجلاتها ومحرّكها لتحتك بالأرضية أسفلها بقوة شديدة وتنزلق مسافة طويلة قاحصة خط النهاية فيما صوت زين ارتفع من داخلها بألم وصدمة يرفع معه نبضات قلوبهم الهلعة .. لتتوقف السيارة أخيراً بعد عدة تقلّبات عنيفة ساهمت في كسر زجاجها وانقلابها رأساً على عقب فيما عجلاتها مازالت تتحرّك بقوة وسرعة مُخرجاً صوتاً صمّ آذانهم وانتفضت له قلوبهم لينتهي السباق أخيراً بفوز بطل الجمهورية زين عز الدين للسنة الرابعة على التوالي ولكن بخسارة فادحة فاجعة ..!
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
العشرون

كتفي التي هي لك، ربما تهتزُّ قليلاً، لكن لن تُهدَم أبداً..
, ٢٠ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, خطواته تكاد تُسابق الريح بسرعتها يركض دافعاً كل شيء أمامه غير عابئاً بأحد ولا بكم شخص دفعه ليسقط أرضاً بسببه ولا حتى بشتائمهم التي انهالت عليه ..
, أنفاسه من كثرة اضطّرابها يكاد يتعثّر بها ويختنق .. نبضات قلبه تتباطئ وتتسارع بشكل فوضوي مؤلم ..
, يلهث بقوة وكأنّ هواء العالم كله لا يكفي اختناق صدره خوفاً ولوعة ..
, صعد درجات السلم بسرعة شديدة ينظر حوله كالمجنون بهيئة مُبعثرة مؤلمة .. ابتلع ريقه الذي جفّ وصدره يعلو ويهبط بشدة لم يعد يحتملها .. عاد لركضه في الرواق بلهفة حتى تسمّر جسده مكانه يتنفّس بقوة حالما رأى عائلته أمامه ..
, جميعهم دون استثناء بوجوه شاحبة مختنقة بكائاً وخوفاً .. ابتلع ريقه بصعوبة ناقلاً نظراته المهتزّة بينهم ..
, انهيار مروة أرضاً بطريقة مؤلمة رافضة أي مساعدة فقط تنتظر الإطمئنان على صغيرها .. وبجانبها جلس سيف أرضاً بعيون جاحظة محمرّة وفشلت كل محاولات أدهم للتأثير عليه وإخراجه من حالته .. فيما ليلى تجلس بجانب ورود المنهارة بكائاً وصراخاً تُحاول مع عبير تهدأتها بلافائدة .. وبجانبهم تقف مهرة وملك بتجمّد وخوف مما يحدث ..
, من الناحية الأخرى جلس عمار أرضاً يدفن وجهه بين ذراعيه ويضرب الحائط خلفه برأسه كل فترة مصارعاً موجة بكاء عنيفة أغرقت وجهه بملوحتها الحارقة .. وحال صديقيه بجانبه لا يختلف عنه بوجوه لا تُفسّر والمشهد الموجع يُعاد أمامهم مرة وأخرى لتعود نبضاتهم للتقافز داخل صدورهم صارخين باسمه فزعاً وجزعاً ..
, جلس حيدر أرضاً بجانب عمار الذي يكاد يختنق بكائاً يجذبه إلى صدره بعناق مواسي فيما دموعه فشل في مقاومتها وانتصرت عليه ولكنها لم تُريحه بل زادت من خوفه وناره أكثر يُحاول تهدأة من حوله وقلبه يحترق داخله بقوة ..
, اقترب هارون منهم بخطوات مرتجفة وأنفاسه لم تهدأ بعد .. ووقعت عينيه على رحمة التي تنظر أمامها بعيون مصدومة ذابلة وشفاه يابسة مهتزة بارتجاف .. دموعها تخرج غزيرة تبلل وجهها المذعور فيما تنفي برأسها بصدمة ولا أحد يعلم فيما تفكر .. أهو ندم أم شوق وخوف لأخيها الذي خسرته قبل هذه الحادثة وخوفها الأكبر من خسارته بعدها ..
, فيما وقف حمزة مصارعاً كل براكينه الداخلية ليسند جسدها قبل أن ينهار مع ارتجافة قدميها وكأنهما تحوّلتا لهلام هش ..
, التفت مصطفى نحو هارون بعيون دامعة محاولاً كبتها ليهتف بأمل: هارون ..!؟
, تنبّهت حواس سيف فجأة لذلك الاسم ليزيح عينيه عن باب غرفة العمليات أمامه ويلتفت نحوه بعيون واضحة داخلها الصدمة والهلع ..
, نهض بارتجاف بكامل جسده ليُساعده أدهم على نهوضه مقترباً من هارون الذي فقد سيطرته على نفسه يتنفس بسرعة ودموعه هطلت من عينيه غزيرة حارقة شاهقاً بألم: ب بابا ..
, رجفت شفتي سيف بألم ومدّ يده يجذب هارون من ملابسه بقوته الضعيفة المتبقية له ليصرخ بصوت مرتجف يزيد من ألم الجميع: كنت فييييين جيت دلوقتي ليييييه جيت ل لما ه هخسره ؟ ل لما إحنا كلنا هنخسررره ..
, نفى هارون برأسه يشهق بارتجاف وغصة مؤلمة سكنت حلقه يشعرها حارقة كجرح متورم متقرّح تمنعه من الكلام وحتى التنفس فقط تزيد بكائه أكثر وأكثر ورغم ذلك دموعه لا تفي بإخراجها كاملة وإراحته .. بل تزيده ألماً وخنقة أكثر ..
, صرخ سيف ببكاء: أخووك برووح منيييي كلّكم بتروحوا كلكم أنا بخسر بس بخسركم ش شوفت حصل إيييه شوفت أخوك حصله إيييييه أنا أنا هعمل إيييه أن أنا هموووت ..
, أمسك أدهم كتفي سيف بقوة ملاحظاً رجفته التي آلمت قلبه أضعافاً ونقل نظراته في المكان لعائلته بأكملها ليزداد ألمه أكثر من انهيارها المفجع ..
, عاد يلتفت نحو هارون الذي تمتم بصدمة وبكاء بندم يحرق أحشائه: م مش عايز أشووووف مش ق قاادر أانا عا عايز أخوياااا ز زييين ..
, تنفّس بتباطؤ وسقط على ركبتيه بعدما فشلت قدميه في حمل جسده المرتعش صرخ بقوة محاولاً إخراج غصته التي لم يعد يحتمل وجعها: زييييييين .. أانا آسف وربناااا آسف آسف يا بابااا و وربنا آسف.. أانا أن ا أنا آسف ..
, جلس سيف أرضاً أمامه يرمقه بدموع غزيرة تغشي عليه الرؤية فيما صوت هاتف هارون يتعالى بينهم ليتجاهله الإثنان أو وربما لم يسمعوه ..
, لا يرون أمامهم سوى تلك السيارة المقلوبة بطريقة خلعت قلوبهم من مكانها وكأنها هي من قُلبت وكُسرت ..
, انحنى أدهم نحوهم هاتفاً بلهاث: خلاااص كفااية كده زييين كويسسس متعملووش كده وارحموني بقا ..
, رفع هارون نظراته نحوه ليُشيح أدهم بوجهه عنه مُخفياً دموعه التي تحرق عينيه .. وعاد يلتفت له هاتفاً بعدما تعالى رنين هاتفه لأكثر من مرة: رد على تلفونك ..
, ابتلع هارون ريقه ينظر إليه بدموع بغير إجابة ليهزه أدهم صارخاً: رد على تلفوونك شوف في إيييييه مش ناقصنا مصيبة تاانية هارووون فوووق ..
, رجف جسد هارون وبغير وعي انصاع لكلامه مُخرجاً هاتفه بيد مرتجفة لامحاً أسم فريد على شاشته .. أجاب باضطراب ليأتيه هتاف فريد المذعور بصوت ضعيف متألّم: ه هارووون ه هارون الش الشقة بتولع ..
, صمت هارون ومازال جسده يرتجف بغير فهم لما سمعه بل ربما لم يسمعه من الأساس ليعود فريد ويصرخ بكل ما يملك من قوة: بقولك الشقة بتولللع شقتي بتوولععع كلهااا سرقوا الحاجات اللي عندي.. آاسف ..
, ارتجفت شفتي هارون بصدمة وتراجع للخلف زاحفاً على الأرضية محاولاً تعديل قدميه المرتجفة لتُساعده على النهوض: ب بتقول إيه م مش.. مش فاهم ..
, هتف فريد بصوت يختفي: حرقوا الشقة خدوا الحاجات اللي عندي إلحق حيااااة حياااة هيقتلوها ه هياخدوا الفيديو منها برضه ا الحق يا هلووون وخخلي بالك من نفسك د دول خدوا اللي هما عايزينه مش مش هيستنوا ويخلّصوا عليك ..
, نفى هارون برأسه بصدمة ملاحظاً نظرات أدهم التي تركّزت عليه وهتف: ف فريد أنت كويس ؟
, ابتلع فريد ريقه بألم: ل لا ب بس إلحق حيااة ..
, هارون: فريد في إيه أنت فيين فريييد فرييييد ..
, هتف أدهم بخوف: هارون مالك ..؟
, وقف هارون مكانه يرمقه بألم وصدمة وتشتّت .. نقل نظراته لغرفة العمليات بتشوّش وصوت فريد يضرب على رأسه بألم ..
, ابتلع ريقه وأدهم يهزه: هارون في إيه فريد ماله هو التاني ..؟
, هارون بتمتمة: م معرفش ..
, خرج من أحد الأروقة رجلين يركضان باتجاههم ليهتف أحدهم: بسرعة يا باشا مفيش وقت ..
, التفت هارون نحوهم محاولاً التعرّف عليهم بغمرة ضياعه ليهتف أحد العساكر: يا باشا لازم تخرج من هنا بأسرع وقت فهد بعت رجالته هنا هخلصوا عليك ..
, ابتلع هارون ريقه بارتعاش وهتف أدهم بحذر: إيه الكلااام ده في إيييه ..؟
, هتف أحد العساكر: هارون باشا لازم يخرج من هنا حالاً بنحاول نأمن المستشفى هنحط هنا حراسة ليكم بس منعرفش رجالته هيدخلوا إزااي ..
, التفت أدهم نحو هارون الذي يُثبّت نظراته على غرفة العمليات وكأن العالم اختفى من حوله ..
, وقف سيف بارتجاف واقترب منه يدفعه بعنف: هاروون أطلع يلاااا ..
, لم يُجبه ولم يتزحزح من مكانه رغم ضعفه ليصرخ سيف يضربه بصدره: هاروووون بقولك أمشيييييي ياا أدهممم ..
, شهق ببكاء مُستنجداً ليقترب أدهم هاتفاً وهو يُدير وجه هارون نحوه بقوة: هاروون بصلي فوووق كده أبوك مش مستحمل ولا أمك ..
, التفت سيف لمروة التي أُغمي عليها بعد استماعها لكلامهم وجائت إحدى الممرضات لمساعدتها برفقة ليلى ورحمة وعاد يلتفت نحو هارون ببكاء: أمشي من هناااا أمشي مش عايز أخسر حد تاااني مش عااااايز أخسررك ..
, همس هارون بصوت مذبوح: أ أخويا ..
, صرخ أدهم بحدة: أخوووك هيبقى كوييسس المهم أنت دلوقتي عااايزة يخرج يلاقيك موتت بعد كل الوقت اللي أستناك بيييه أمشي يا هاروون ..
, سحبه أحد العساكر بقوة: الرجالة قربوا من المستشفى في حركة غريبة تحت لازم نتحرّك العميد أمر بكده ..
, سحبه الآخر رغماً عنه وهارون مازال في صدمته يُراقب وجه والده الذي يبكي يُلاحقه بألم وأدهم الذي يحتضنه محاولاً التخفيف عنه أو عن نفسه ربما ..
, أستدار بعدها راكضاً بأنفاس زادت اضطراباً عن قبل وعيون اشتعلت توحّشاً مُخرجاً سلاحه ليصعدوا سطح المستشفى ويُقابلهم عساكر آخرون على سطح البناء المقابل .. فيما حبل طويل سميك عُلّق بين المبنيين ..
, زفر هارون بقوة وابتلع ريقه ناظراً لصرخات الرجال حوله يدفعونه بقوة نحو الحبل حتى تمسّك به واقفاً على حافة المبنى ليتأرجح جسده في الهواء متمسّكاً بالحبل بقوة وحبل آخر ربطوا خصره به لئلا يسقط ..
, أغمض عينيه التي تحرقانه بقوة متجاهلاً جميع من حوله وبدأ يُمرّر يديه على الحبل السميك من ذلك الإرتفاع الشاهق حتى وصل للناحية الأخرى بعد عناء طويل وشهق باختناق واستسلام ليسحبه العساكر الذين أمامه بقوة ليسقط على سطح المبنى الآخر يأخذ أنفاسه المسلوبة ..
, نهض بعدها مع العساكر حوله حتى نزلوا المبنى ليدخلوه أحد السيارات بسرعة وينطلقوا مبتعدين عن المكان ..
, في المشفى ..
, صرخ أدهم على الهاتف: موسى كلم رجالتك مش عايز أي حد يفضل مكانه حاوط الفيلا والشركة والمشفى واعرفلي مكان هارون لو تقدر كلم قصي يعرفلك مش عايز تمسّه حاااجة ..
, تنفس مرخياً هاتفه جاذباً خصلاته بقوة ليتنبّه لخروج إحدى الممرضات من غرقة العمليات تركض بسرعة مانعة أحد من إيقافها ليصرخ: حمزة في إييييه أعرفلي في إييه حاالاً ..
, التفت حمزة نحوه وهز رأسه بسرعة راكضاً خلف الممرضة ليعود بعد لحظات بلباس طبي كامل وقد كان يتجنّب دخوله ليقف بجانب رحمة وباقي العائلة ..
, دخل لغرفة العمليات وتعلّقت عيون الجميع به بأمل فيما دخلت الممرضة خلفه مع كيس مملوء بالدماء ..
, عاد سيف ليجلس أرضاً محاولاً تهدأة أنفاسه ودموعه التي عادت تعذبه مجدداً ..
, مرّ وقت طويل قاتل بالنسبة للجميع وعادت مروة رغماً عنهم لتقف بارتجاف وجسد يكاد يتهاوى في أية لحظة منتظرة بصبر فرغ منذ مدة ..
, خرج حمزة من غرفة العمليات مُبعداً القناع الطبي عن وجهه متجنباً نظرات الجميع نحوه ..
, وقف بجانب الباب ليهتف أدهم بحذر: حمزة ..؟!
, ابتلع حمزة ريقه ليصرخ سيف بعدما نهض مقترباً منه: أبني حصله إييييه زيييين كويييس فاااهم متقولش غير كده زيين مش هخسررره ..
, ابتلع حمزة ريقه ورفع نظره بابتسامة شاحبة: هو كويس متقلقش م مش هنخسره ..
, رجفت يدي سيف المتمسّكة به وأرخاهما يرمقه بألم وضياع مُتمتماً: ز زين ماله !؟
, هتف أدهم بقوة: زييين مااله ياحمزة ..؟
, حمزة: الدكتور هيخرج كمان شوية ..
, التفت الجميع نحو غرفة العمليات وقد استسلموا لصمت حمزة المُخيف .. ليخرج الدكتور بملابس تلوثت بدماء زين الغزيرة وملامحه مرهقة مُشفقة لحالة العائلة حوله ..
, نهض الجميع بارتجاف مُقتربين منه وهتف أدهم: طمنا يا دكتور زين كويس ؟
, هتف الدكتور بخفوت: كويس الحمد**** ع سلامته ..
, نقل أدهم نظراته نحو حمزة الذي ينظر أرضاً بألم ليهتف: كويس يعني إيييه أنا مش شايف حاجة كويسة في إييه ؟
, هتف الدكتور بهدوء: أهدوا يا جماعة ومتقلقوش هي الحادثة كانت جامدة أدّت لرضوض في مختلف أنحاء جسمه بس وضعها كويس رجله الشمال مكسورة وفي جرحين عميقين قطبناهم الخبطة ع دماغه برضه تمّ تقطيبها حالته بشكل عام مستقرّة بس ده ميمنعش أنها صعبة ومؤلمة ..
, نظر أدهم نحو حمزة وعلم من هيئته بأن الطبيب لم يقل كل شيء لتهمس مروة برجاء: أابني ع عايزة أشوفه عايزة أشوووفه والنبي ..
, الدكتور: هيتنقل كمان شوية العناية لازم يفضل تحت الملاحظة على الأقل24 ساعة تجنّباً لأي مضاعفات أو نزيف .. هو واخد مسكن قوي عشان مش هيستحمل كمية الوجع اللي في جسمه يعني مش هيصحى قبل بكرا وممكن اللي بعده حسب وضعه معلش وجودكم هنا مش هيفيد حالياً ..
, التفت نحو أدهم هاتفاً: حضرتك مين والده ؟
, أدهم: عمه ..
, هتف الدكتور بهدوء: ممكن لو سمحت أكلّمك على جنب مع والده ..
, التفتت مروة نحوهم بحدة وهتفت: لييه اللي هتقوله قوله قداامنا كلنااااا ..
, زفر الطبيب بتردد وهمس حمزة: هو بس هيشرحلهم عن وضعه أكتر متقلقيش ..
, سار أدهم ساحباً الدكتور معه لأحد الجوانب ولحق بهم سيف بتردد خائف من سماعه ما سيقوله ..
, هتف الدكتور بهدوء: الجروح مش بس في جسمه هو واخد خبطة جامدة على عينيه أدت لدخول القزاز جواها ..
, توسّعت عيني أدهم وابتلع ريقه محاولاً الهدوء وهمس: مش فاهم ..
, هتف الدكتور: إحتمال يفقد البصر ..
, تمسّك سيف بيد أدهم مستنجداً أو محاولاً التماسك ليهتف أدهم بصدمة: مش فاهم برضه إزااي يعني يفقده إزااي ده احتمال بس ولا إيه ؟
, الدكتور: للأسف 90 بالمية هيفقده ..
, غطّى سيف وجهه بقوة متنفساً بسرعة واهتزت عيني أدهم بصدمة ملتفتاً نحو حمزة الذي اقترب ليقف بينهم: مش هنقدر نحدّد لغاية مايفوق بس العين متضرّرة ..
, تمتم أدهم بخفوت: مش هنقدر نعمل حاجة ؟
, حمزة: برضه مش هنقدر نحدد قبل ما يفوق وتلتئم جروحه عشان نعاين نسبة الضرر قد إيه ممكن تكون قابلة للعلاج بأدوية بس وممكن نحتاج لعمل جراحي .. أنا هكلم دكتور صاحبي مختصّ وهخليه هو اللي يتابع حالته لازم نتأمّل بالخير ..
, قاطعتهم صرخة مدوية فزعة خرجت من مروة التي تعلّقت عيونها بذلك السرير الذي يتمدّد صغيرها فوقه .. لمحت كمية الجروح والشاش الطبي الذي يملأ جسده وماجعل صرختها تخرج رغماً عنها هو وجهه الملفوف بضمادات طبية مع رأسه لايظهر منه سوى فمه حتى عيونه غير ظاهرة أبداً ..
, سقطت على ركبتيها أمام السرير ترمقه بصدمة وتتذكّر معالم وجه أدهم وسيف .. لتنهمر دموعها صارخة: أبني كويسسس زييين كوييسسسس ه هو هو محصلوش حاااجة هو هيشووووف هيشووف ..
, راقبها الجميع بألم وصدمة والتفتت ورود نحو زين بعيون جاحظة تتمسك بأخيها الذي لايقلّ عنها صدمة ..
, اقترب عمار من سريره يُحاول لمسه وهو يشهق وينفي بألم: هو مش هيشوف يعني ؟ ح حيدر ز زين مش هيشوف تاني هما عاملين فيه كده ليييه !؟
, سحبه حيدر من ذراعه يُبعده عنه ليصرخ عمار ببكاء: لا سبني عايز أشوووفه أنتوا عملتوا فيه إيييييه زيين ..
, التفت حيدر نحو والده ليُغمض عينيه بقوة وقظ تأكد من حدسه وكلام مروة الذي مازال يدوي في أرجاء المستشفى صارخة باكية حتى انهارت مجدداً فاقدة الوعي ركضت إليها رحمة تُمسكها بقوة وتبكي ناظرة بين عائلتها بصدمة ورجاء حتى اقترب حمزة يحمل جسد مروة يُدخلها أحد الغرف يفحصها لتجلس رحمة قربها متمسّكة بها بقوة ..
, جلس سيف أرضاً مجدداً ليقترب منه مصطفى هاتفاً: سييف اهدااا متعملش كده كفاية مراتك ..
, نفى سيف برأسه: زين م مش هيشوف زين فقد بصره ..
, صرخ وسام ببكاء: لااا دول كداابين هو كوييسسسس متصدقهوومش ز زين زين م مش هيستحمل لاااا ..
, وقف كرم قريباً من ابنه وابنته التي تبكي بجانبه وحاولت ورود اللحاق بزين نحو غرفة العناية تصرخ ببكاء حارق محاولة الدخول وأيادي كثرة تمنعها حتى اتجه ربيع نحوها يحتضنها بقوة يُبعدها وهي تبكي متشبّثة به: ع عايزة زيييين ه عايزة أقف جمبه عايزه أ أديه عيووني عايزاااه ..
, اقترب أحمد منهم هاتفاً: وجودكم هنا ملوش لازمة الدكتور قال مش هيفوق قبل بكرا .. زياد خد العيال ورجعهم الفيلا ..
, صرخ عمار بقهر: لا أنا هفضل هنااا هستناه يصحى ..
, هتف أحمد بحدة: أدهممم متسبش حد هنا الكل هيمشي وأول ما تفوق مروة هتحصلكم ..
, هتف أدهم بهدوء: حيدر خد أخوك وولاد عمك وروحهم أنت وزياد ..إحنا هنحصلكم لما نطمن على مروة ..
, أومأ حيدر برأسه وسحب عمار معه رغماً عنه وزياد أخد البقية ليبقى أدهم برفقة مصطفى وأحمد ينظرون لسيف الذي يجلس أرضاً بجانبه كرم محاولاً تهدأته ..
, اقترب أدهم منه حتى جثى على ركبتيه يُمسك وجهه يُديره نحوه هاتفاً بحزم: سييف فوق وركز معايا مروة مش كويسة وزين مش هيفوق النهاردة إحنا أساساً لسا معرفناش وضعه خلينا نتأمل وإن شاء **** **** نش هيخذلنا قوم يلا لازم تقف مع مروة العيال هيرجعوا هنا لو مشافوناش روحنا ..
, همس سيف ببكاء: مش هسيب زين م مش هسيبه لوحده خليني هنااا مش همشي عشان خاطري ..
, نفى أدهم برأسه: لأ الكل هيمشي هنرجع نرتاح في الفيلا لو مش عشانك عشان مروة والعيال كلهم منهارين يلا يا سيف متضعفش كده أومال مين هيقف مع زين لما يفوق ..
, رجفت عيني سيف صدمة وتمتم: م مش عايزه يفوق ..
, أدهم: سيف ..
, نفى سيف بحدة: مش عاايزة يفوووق سيبوه نااايم م مش عايزه يعرف أانه م مش هيشوف ..
, مسح أدهم وجهه بألم وجذب رأس سيف لصدره متمتماً: عشان خاطري أنا يا سيف خلينا نمشي وبكرا هنرجع هنا هيفوق وهنكون كلنا جمبه إحنا مش هنسيبه ..
, خرجت ليلى من الغرفة الجانبية: مروة فاقت بس تعبانة أووي ..
, أدهم: خلي حمزة يجهز نفسه وساعدوها هنمشي ٣ نقطة
, ليلى: العيال روحوا ؟
, أومأ أدهم برأسه لتعود للغرفة حيث تجلس عبير وإسراء مع نور بجانب مروة الباكية لتهتف: يلا يا حمزة هنمشي ..
, التفت حمزة نحو رحمة الجالسة بصمت وجمود استحوذ عليها بعد موجة بكاء عنيفة ..
, اقترب منها يُنهضها معه متمتماً: يلا يا رحمة ساعدي مامتك اقفي جمبها هي.. هي دلوقتي مبقيش جمبها غيرك خليكي قوية عشانها ..
, ابتلعت رحمة ريقها ورفعت نظراتها المهتزة نحوه ليسحبها من يدها نحو مروة التي تهمّ بالنهوض لرؤية زين ..
, ٣١ العلامة النجمية
, ثمّ إنّنا مدينون بالحُب لكُلّ شخص جعلنا نُبصر شيئاً جميلاً في أنفسنا حين أوشكنا على الإنطفاء ♥️•
, ٢٣ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, وصل هارون بسارته لمنزل حياة .. اقتحمه بسرعة بعد رؤية الباب المفتوح والتفت حوله بصدمة للدمار الحاصل به .. التفت لصوت حياة: هارون ..
, اقترب منها يراها تجلس بين الدمار حولها ليهتف بلهفة: حياة أنتي كويسة حصل إيييه حد أذاكي ..؟
, نفت برأسها متمتمة: لا م مكنتش هنا ا الفيديو اختفى ..
, هتف بقوة: مش مهمم أمشي معايا يلا هنروح لفريد ..
, رجف جسدها بفزع: ف فريد ماله ..؟
, سحبها هارون بقوة: حرقوا شقته وخدوا الحاجات اللي عنده برضه معرفش حصله إييه بس هو مش كويس ..
, ركضت خلفه صاعدة بالسيارة التي قادها بسرعة شديدة حتى وصل لشقة فريد حيث تجمّع كبير من الناس والسيارات مع سيارة الإطفاء فيما ألسنة اللهب والدخان تملأ السماء والأجواء ..
, ركض بلهفة نحو سيارة الإسعاف حيث تلك النقالة التي وضع فريد فوقها وملابسه مملوئة بالدماء والحروق ..
, صرخ باسمه محاولاً إفاقته: فرييد فريييد سامعنييي فريد رد عليااا ..
, فتح فريد عينيه بألم متمتماً: هارون خلي بالك ..
, صرخ هارون بعيون دامعة: أخلي بالي من اييييه خلاص خلاص اسكت متتعبش نفسك خدووووه يللاا ..
, صرخ برجال االإسعاف ليُدخلوه في للسيارة ويدخل معه متمسّكاً بيده وتدخل حياة برفقته ببكاء ..
, تمسك بيده بقوة: استحمل عشان خاطري هتبقى كويسس متسبنيش أنت كمان يا فرييد ..
, خرج أنين خافت من فريد من خلف قناع الأكسجين زاد من ألم هارون ودموعه حتى اختفى صوته في النهاية وهارون يصرخ باسمه بقهر ..
, وصلوا للمستشفى أخيراً لينظر حوله هاتفاً: د دي مش المستشفى نفسها ..
, هتف أحد العساكر بلهفة: مينفش تروح هناك رجالة فهد موجودة منعرفش الطريقة اللي دخلوا بيها بس هناك خطر عليك وروحتك هناك هتسبب خطر على كل اللي في المستشفى ..
, أغمض عينيه يتنفس بقهر وسار خلف تلك النقالة برفقة حياة حتى أدخلوه غرفة العمليات ووقف هارون خارجها يسير بغير هدى ضارباً الحائط قربه بصراخ دوى في أرجاء المستشفى ..
, هتفت حياة: هنعمل إيييه دلوقتي مفيش حاجة ماسكينها عليهم هيقتلووك ..
, صرخ هارون بقهر: يقتلوني يقتلوني ويريحووني بقاااا أنا تعبتتتت ..
, شهق بقوة متمتماً لبكاء: تعبت أنا بخسر كل حاااجة أخوويااا معرفش حصله إيييه ودلوقي صاحبي ..
, ربتت حياة على كتفه بألم وانتظروا لوقت طويل حتى حرج الدكتور هاتفاً: وضعه مش مستقر هننقله العناية في كمية حروق كبيرة بمناطق متفرقة ومتصاب برصاصتين أدعوله ..
, مسح هارون وجهه بعنف يتنفس بقوة واختناق .. نظر حوله بألم وعاد بنظراته لفريد الذي أخرجوه أمامه متجهين به إلى العناية ..
, توقف مكانه بصدمة وألم وكأن الزمن وقف من حوله .. يشعر بنفسه مُشتّتاً تائهاً حتى نفسه قد أضاعها .. ينتظر أن يستفيق مما هو به أن يكون كابوساً مهما كان مؤلماً سيصحو منه قريباً على دفء عائلته ..
, انهار أرضاً فجأة ببكاء حارق وجلست حياة بجانبه تبكي بألم وخوف مربتة على كتفه محاولة تهدأته بلا فائدة ..
, رأته يبتعد عنها يمسح دموعه بعنف وتشتعل عينيه بغضب وألم .. همس بألم: خلي بالك منه ومن نفسك ..
, حياة: رايح فيين ؟
, لم يُجبها واتجه بخطوات واسعة خارج المستشفى .. تعالى رنين هاتفه ليتجاهله صاعداً في أحد سيارات العساكر خلفه صارخاً يمنعهم من اللحاق به ..
, عاد هاتفه ليتعالى رنينه أخرجه ليُجيب بلهفة: ع عموو عووو أخويااا كويس صحح ..؟
, هتف أدهم بتنهد: أنت كويس ..؟
, صرخ ضارباً المقود أمامه: أنا مش مهم إن شاء **** اتحرققق المهم زيييين ..
, همس أدهم: إحنا رجعنا الفيلا زين في العناية ..
, تمتم بصدمة: وسبتوه لوحده لييه ؟
, هتف أهم بجمود: مش هيفوق النهاردة مامتك تعبت وسيف٣ نقطة معرفش يا هارون معرفشش ..
, ضرب هارون المقود أمامه هاتفاً: قولي الحقيقة ياعمو عشان خاااطري قوووولي ..
, هتف أدهم بألم: زين٤ نقطة فقد بصره ..
, ترك المقود فجأة بجسد تصلّب مكانه ناظراً للطريق والسيارات أمامه بعيون غامت بالدموع وسيارته مازالت تسير وحدها ..
, ابتلع ريقه شاعراً بتلك الغصّة تعود مجدداً مع مشهد انقلاب السيارة أمامه والذي أسقط قلبه ألماً وصدمة .. يتذكر انقلابها جيداً وكأنه استمع وقتها لصراخ زين المتألم المستنجد .. يتذكر قفزته المرتجفة وكأنه أُصيب بلسعة كهربائية نفضت جسده بقوة صراخه باسم زين وخروجه من الشقة بأنفاس تكاد تنقطع ..
, عاد صوت أدهم يتسلّل من الطرف الآخر: هاروون هاروووون سامعني ..؟
, خرج صوت أبواق السيارات حوله ليُدير المقود سريعاً متجنباً الاصطدام بإحداها مُخرجاً صريراً عالياً من سيارته نتيجة توقّفها المُفاجئ ..
, هتف أدهم بصدمة: هاروون أنت كويسس جااوبنيييي ..
, تمتم بخفوت: كويس ..
, استمع لتنهيدة طويلة من الآخر هاتفاً: أنت فيين ..؟
, نظر هارون حوله بتيه: م معرفش ..
, أدهم: هاروووون ركز معايااا خليني أطمن على واحد فيكم بسسس ..
, ابتلع هارون ريقه: كويس ياعمو أنا كويس ..
, أغلق الخط بوجهه قبل أن يُجيبه ونظر أمامه بصدمة وضياع .. أغمض عينيه يُحاول تنظيم أنفاسه وتهدأة ضربات قلبه التي تضرب صدره بعنف ..
, عاد هاتفه للرنين لينتفض قلبه أكثر شاعراً بمصيبة جديدة .. أمسكه بيد مرتجفة وصوت أكثر ارتجافاً: أيوه يافندم ..
, هتف العميد براحة: أنت كويس عامل إيه فريد عامل إيه وأخوك ..؟
, ابتسم هارون فجأة بسخرية: معرفش ..
, العميد: هارون أوعى تضعف كل حاجة هتتصلّح هنتابع مهمتنا زي ماهي هنشدد الحراسة أكتر ونكثّف جهودنا ..
, هارون: أنا عايز أخويا ..
, صمت العميد بحزن ليهتف هارون: عايز زين أنا عايز أهلي .. سامعني يافندم عايز أهليييي اللي خسرتهم عايز أخوياااا ..
, زفر العميد بألم وهمس: هترجعلهم بس لما تبعد الخطر عنك وعنهم الأول ..
, صرخ هارون بحدة: أبعد إييييه أنا بجبلهم الخطر بسس أنا بعذبهم بسسس ..
, العميد: ع الأقل الخطر مش كبير حالياً .. أنت فين متقوليش هتروح المستشفى ..
, هارون: أيوه ..
, العميد بصراخ: أنت اتجنّنت رجالة فهد بدوّروا عليك هناك ..
, هارون بصراخ: وأخويا هناااك ..
, العميد: أخوك عنده أهله ..
, هارون: وأنا إييييه مش أخوه مش أهله مش كنت كل حااجة ليه أسيبه دلوقتي ليييه ليييه أانا مش مستحمل ..
, العميد: هارون يابني متعملش في نفسك كده وركز معايا رجالة فهد هناك لو شافوك مش هيتردّدوا ويخلّصوا عليك ..
, هارون: ميهمنيش ..
, العميد بصرامة: حياتك متهمكش بس حياة أهلك أه أنت فاكر لما يشوفوك مع أخوك ولا أهلك هناك هيترددوا ويستنوك لغاية م تفضل لوحدك ووقتها يقتلووك دول لو طالوا يقتلوا أهلك معاك هيعملوهاا .. فوق لنفسك وأعرف بتعمل إييييه متتهوّرش ومتلحقش مشاعرك دلوقتي ..
, تمام هارون بضياع: أعمل اييه ..؟
, العميد: أرجع ع الشقة حالياً عي لسا مؤمنة هنحاول نأمن مكان تاني أئمن أوعى تتهور يا هارون متتحركش حركة واحدة من غير أذني معلش استحمل عشانك وعشان عيلتك أكتر خليك بعيد عنهم يا هارون وجودك بينهم هينقل الحرب هناك أسمع الكلام كويس أبعددد ساحة الحرب عن أهلك ساامعني ؟
, ابتلع هارون ريقه مُغلقاً الخط بوجهه ناظراً أمامه بشرود .. بغير شعور عاد يُدير محرك السيارة يسير بها عبر الطريق بغير هدى وربما ضياعه هو من يقوده ..
, جملة واحدة تصدح في عقله
, "أبعد ساحة الحرب عن أهلك "
, " أبعد ساحة الحرب عن أهلك"
, تمتم بألم: هبعدهااا وهبعدهم عنها ..
, تنفّس بارتجاف متمتماً: هبعد الحرب كلهااا ..
, زاد سرعة سيارته بقوة شديدة حتى وجد نفسه أمام تلك المقبرة .. نظراته تعلّقت في ذلك الإتجاه حيث قبر والدته الحقيقية ..
, ترجل من السيارة بخطوات متهالكة وعقل يضج بالأصوات والصراخ والبكاء .. عقله يكاد ينفجر ..
, نظر حوله بألم يسير نحو ذلك القبر بشرود .. إن كان وجوده بين أحبّته حرباً فليُنهيها ..!
, اقترب أكثر بخطوات بطيئة مُتثاقلة يكاد يضعف وينهار أرضاً بأية لحظة ..
, وصل أخيراً لوجهته وعيناه تهتزان بألم وارتعاش ..
, وقف أمام القبر ذو الشاهد الرخامي .. تنهد بحرارة وانحنى يجلس على ركبتيه أمامه .. دموعه تشكّلت في عينيه بدون شعور منه لا يدري ماذا يقول وكيف يُخرج ذلك التراكم في قلبه ..
, في كل مرة يأتي هنا يصمت رغم زحمة الكلمات داخله .. ماذا عليه أن يقول الآن وماذا يشكو .. عجزه وانهياره ..؟ أم ضعفه وتخلّيه عن عائلته ..؟ ما الذي يستطيع قوله وعلى من يبكي ويصرخ ..
, على عائلته التي فقدها أم أخاه الذي لن يجده جانبه في أصعب لحظاته وأقساها ..؟
, يكاد يجزم بأنه هو من فقد بصره لا أخاه .. هو من يتألم ويتوجع لا زين .. هو من طُعن قلبه بسهام مسمومة تُنذر بموته القريب ..
, أغمض عينيه بألم هائل داخله ليصدح فجأۃ صوت معدن بجانب أذنه .. صوت يعلمه جيداً ليفتح عينيه على وسعها بتحفّذ ..
, وصوت غليظ خرج من خلفه: متتحركش حركة واحدة وهفجّر دماغك ..
, هتف هارون بهدوء وهو ينقل عينيه على الرجلين الآخرين الذين ظهرا أمامه بوجوه مُلثّمة وأسلحة موجّهة نحوه: عايز إيه ؟
, الرجل: معايا رسالة من الباشا وجيت اوصلهالك ..
, هارون: هي إيه ؟
, جهز الرجل سلاحه هاتفاً بقسوة: هي دي ..
, قطب هارون جبينه .. وللمرة الأولى لا يتحرّك .. لا يُدافع عن نفسه .. يشعر بجسده مُكبّلاً أو أن شعور داخله يريد ذلك .. يُريد أن يحصل على راحته بعد وجعه السابق .. يُريد أن يُنهي تلك الحرب التي تُخسره أغلى الناس على قلبه .. يريد أن يُنجدهم من الوجع الذي يُسببه لهم ويُنجد نفسه من ضعفه وقلة حيلته ..
, " أبعد ساحة الخرب عن عيلتك "
, وهو حالياً سيُبعدها حتى لو كان ثمن ذلك حياته ..!
, صوت أزيز رصاصة اخترقت المكان ليُغمض عينيه بانتفاض داخلي .. ليدوي أزيز رصاصتين أخريتين مرّتا من جانب أذنه لتهوي ثلاثة أجساد أرضاً بعنف وصوت ارتطامهم أخرجه من دوامة اليأس والاستسلام التي أوقع نفسه بها ..
, لينتفض فجأة وكأنهه وعَى على نفسه وعلى الوجع الذي سيُضيفه لقلوب عائلته ساحباً سلاحه من حزامه يلتفت حوله بلهفة ..
, وقعت عينيه على رجل يرتدي سواداً كاملاً .. يقف بعيداً عنه ومازال سلاحه بيده بعدما أطلق النار وأنقذه ..
, اقترب هارون منه بخطوات متعجّلة وجبين مقطب ليهتف بعدما رآه مُخفياً وجهه بوشاح أسود: أنت مين ؟
, هتف ذلك المجهول بصوت رخيم: يهمك تعرف أوي ؟
, هارون بجمود: أمال إيه مش عايزني أعرف اللي أنقذ حياتي أنت مين وتعرفني إزاي ؟
, هتف الرجل بعد صمت قليل مليء بالتفكير: أنا اللي أنت بتحاول تعرفه من زمان ..
, ضيّق هارون عينيه بحذر هاتفاً بحيرة: م مين ؟
, ابتسم الرجل مُزيحاً الوشاح عن وجهه .. ليظهر أمام هارون وجهاً وسيماً بملامح حادة رجولية وجامدۃ .. عيون بنية غامقة واسعة وخصلات شعر بنية كثيفة .. لكنه رغم ذلك بقي مجهولاً بالنسبة له ..
, هتف يهز رأسه باستغراب: أنت مين أنا أول مرة أشوفك ..
, ابتسم الرجل هاتفاً: ومش هتبقى آخر مرة ..
, هارون: يعني إيه ؟
, الرجل: أنا عارفك كويس .. أنت تحت عيني بقالك زمان وهتفضل ..
, هارون بذهول وحيرة وعقله أُغلق تماماً في تلك اللحظة بعد موجة الصدمات التي ضربته: أنا مش فاهم أنت عايز مني إيه وأنقذتني ليه ؟
, تنهد الرجل واستدار يهمّ بالرحيل: عشان أنت مينفعش تموت وأنا مهمتي أحميك ..
, تمتم هارون بتشتت يزداد: مهمتك ؟
, رفع نظره يُطالع ظهره متسائلاً: مهمة إزاي ومن مين ؟
, هتف الرجل بهدوء بدون أن يلتفت له: أنا اللي أديت لنفسي المهمة دي ..
, فقد هارون السيطرۃ على أعصابه وأسرع نحوه يجذبه من كتفيه بقوة يُديره نحوه صائحاً بوجهه مُخرجاً كل حرقته وغضبه: ما تفهمني بقا أنت مييين وتعرفني منين وإيه المهمة اللي بتتكلم عنها دي أنا مش فاهم حاااجة ..
, قابله الصمت من الطرف الآخر فقط يرمقه بنظرات هادئة ليشتعل غضبه أكثر: م تجاووب سكتت لييه ؟
, الرجل: عايز تعرف إيه ؟
, هارون: أنت ميين ؟
, الرجل: اللي كان معاك دايماً ..
, قطب هارون جبينه من هذا الغموض الذي تشكّل حوله هامساً: يعني إيه ؟
, الرجل: أنت عارف ..
, رمش هارون ناظراً حوله بتشتت ولمعت عينيه فجأۃ بصدمة متذكراً خيالات لأشخاص يراهم دائماً حوله يُحاوطونه من كل جانب وفي كل مهمة .. يراهم دائماً أمامه وفي كل وقت بل٣ نقطة فقط في لحظات الخطر التي تُواجهه ..
, التفت نحوه بسرعة بعيون حادة: الرجالة دول تبعك ؟
, الرجل: هما مين ؟
, هارون: رجالتك اللي كانوا بيحموني دايماً .. هما أنقذوني أكتر من مرة ودلوقتي أنت أنقذتني دول تبعك أنت صح وأنت اللي كلّمتني ع الفون ؟
, هز الرجل رأسه إيجاباً بصمت ليهتف هارون يهز رأسه بحيرة ورغم شوقه لمعرفته إلا أنه الآن ازداد حيرة ويأس: مش فاهم .. ليه ليه بتعمل كل ده وأنت ميين ؟
, زفر الرجل وظهر على وجهه التردد لأول مرة في حياته .. ورفع نظره إليه هاتفاً بعيون غامقة: لو قولتلك هتصدقني ؟
, تنفس هارون بسرعة وحيرة وشيء ما داخله يُخبره بأنه سوف يصدقه حتى لو أخبره بأنه كائن فضائي ليهتف بحدة : قووول ..
, زفر الرجل بقوة وهتف: أنا أبقى أخوك ..
, رمش هارون بعينيه وبقي ينظر إليه غير مستوعب وهز رأسه: أه يعني إيه ؟
, تنهد الرجل ناظراً لتشتّت هارون الواضح في عينيه وهتف: مش لازم تعرف دلوقتي المهم نمشي من هنا ..
, هتف هارون بصدمة: أنت قولت إيه ؟
, نظر الرجل نحوه وهتف بقوة: قولت أني أخووك إزاااي متسألنيش اسأل القبر اللي هناك ده ..
, التفت هارون نحو إشارته ونفض رأسه بصدمة: ده قبر تامر ..
, الرجل: اللي هو أبوك ..
, صرخ هارون بانتفاض: مش أبوياااا محدش أبوياا غير سيييف أنت عايز إيييه أبعدد ..
, اقترب منه يدفعه بصدره بقوة صارخاً وقد تحوّل ألمه لغضب: أبعددد وسبني بحالي خد رجالتك وأمشي أنت أنقذتني ليييييه عايز بيااا إيييه أنا عايز أموووت عايز أريّح أهلي مني ومن الخطر اللي حوليهم بسببي ..
, هتف الرجل بهدوء وأمسك يديه بقوة: وأنا عايز أريّحك من الخطر اللي حوليك ..
, هارون بصراخ: ملكش دعوة بيااااا أنت مييييين أصلاً عايز بيا إيييه أنت تبع فهد ..
, أبعده الرجل عنه بقوة ووقف يُعدل من ملابسه ناظراً حوله وعاد بنظر نحوه بقوة: وطي صوتك ممكن بلاش الجنان ده دلوقتي عشان مفقدش أعصابي حولينا رجالة شايفين ..
, نظر هارون حوله بجنون وصرخ: هما فيييين خليهم يطلعوووا أنتوا عايزين بيا إيييييه ..!؟
, زفر الرجل رافعاً يده بإشارة واحدة لتتوسّع عيني هارون بصدمة ويدور حول نفسه ناظراً من جميع الأنحاء لرؤوس الرجال التي تتقافز أمامه بملابس سوداء موحّدة ونظارات شمسية غامقة رغم ميول الشمس للغروب في ذلك الوقت ..
, زاد معدّل تنفسه مع ضربات قلبه التي عادت تضرب صدره بعنف وعاد الرجل يُشير لهم ليعودوا إلى أماكنهم مُختفين فجأة وكأنهم اختفوا تحت الأرض .. وكأنهم جن !!
, هتف الرجل: لأ مش جن لا دول بني آدمين ..
, التفت هارون نحوه بذهول وارتجاف ليهتف الرجل: عيب على ظابط يفكر كده **** ..
, اقترب هارون منه بسرعة وحاول لكمه ليتحرّك الرجل بسرعة خاطفة متجنباً لكمته وأمسك يده يلويها خلف ظهره بقوة آلمته وظهر ألمه على ملامح وجهه الغاضبة المذهولة ..
, وضع عينيه في عيني هارون يرمقه بنظرات حادة تخلّلت أعماقه هاتفاً: هتمشي معايا من سكات ترجع شقتك عند مراتك وبلاش تفكير غبي دلوقتي عشان من النهاردة هتلاقيني في وشك في كل حتة ولو كانت أوضة النوم ولو عايز أعتبرني جني معلش ..
, ابتلع هارون ريقه ورجفت عينيه متمتماً بضعف تسلّل إليه: أانت مين ..؟
, الرجل: أخوك ..
, ابتسم هارون ساخراً بمرارة: أخويا بروح مني ..
, الرجل: أعمل زيه وروح منه ..
, زادت ابتسامة هارون وكأن لا شيء يشغله ويُؤلمه ولكنها ابتسامة ألم تخرج من أعماقه: أخويا فقد بصره ..
, الرجل: لا دي مينفعش تقلّده بيها وتفقد بصرك إحنا محتاجينه ..
, تهاوى جسد هارون أرضاً ليتركه الرجل بهدوء وهارون يضحك بسخرية: أخ إيييه ده أنت مجنوون ..؟
, الرجل: قوم معايا يلا ..
, نفى هارن برأسه واحمرت عينيه أكثر: أخ إييييه ده منييييين أنت عارف أنا عندي كااام سنة ..؟
, الرجل: 25 وست شهور ممكن ..
, هارون بصراخ: وجاي دلوقتي تقول أنك أخوياااا إزااي أنا أخويا متلقح في المستشفى بين الحيا والموت من غير م أكون جمبه ..
, انحنى الرجل يجذبه من ذراعه بقوة: قوووم ..
, رمقه هارون بعيون دامعة وأنفاسه تزداد سرعة لينهض معه باستسلام وضياع عاد يستحوذ عليه مجدداً ..
, سحبه الرجل معه حتى أدخله سيارته الخاصة لينطلق بها بسرعة وهارون يجلس بجانبه بشرود سيطر على عقله ..
, وصل أخيراً لوجهته ليترجّل من السيارة ويلحق به هارون يصعد الدرجات خلفه ببطء .. توقف فجأة مكانه والتفت حوله بصدمة عندما وجد نفسه أمام باب شقته هو وريماس ..
, لم يُعطه الرجل مجالاً للسؤال وطرق الباب بقوة لتفتح ريماس الباب بحذر وتشهق بقوة جاذبة هارون نحوها تعانقه ببكاء: هارون حبيبي أنت كويسس الحمد**** ع سلامته هيبقى كويس إن شاء **** متقلقش ..
, ابتلع هارون ريقه شاعراً بجسده بين أحضانها وهي تبكي مربتة على ظهره بخوف سيطر عليها منذ خروجه المفزع ..
, وحاولت والدتها تهدأتها وهي تبكي ناظرة لشاشة التلفاز بحسرة وخوف شاعرة بوجع هارون وألمه ..
, سمعت فجأة تحمحم من جانبها لتبتعد عن هارون بحذر ناظرة لذلك الرجل الذي ينظر إليهم بهدوء ..
, تمتمت بقلق: ه هارون مين ده ؟
, ابتلع هارون ريقه ووعى على نفسه ليبتعد عنها ناظراً نحوه وهتف: معرفش ..
, تراجعت للخلف بفزع وعيون خائفة: ي يعني إيه أانت أنت مييين ؟
, تنهد الرجل داخلاً الشقة وأغلق الباب خلفه لتصرخ ريماس بفزع: أنت مييين يالا داخل هنا إزااااي هارووون في إيه ..؟؟
, عاد هارون بنظراته نحوه .. وشيء ماداخله يثق به بشدة .. شيء ما لا يعلم ماهيته يُخبره بأنه أخر خيط يستطيع التمسّك به بغير أن ينقطع ..
, تمتم بخفوت: بقول أنه أخويا ..
, توسعت عيني ريماس بصدمة وتابعت هارون وهو يتجه نحو غرفته بتشتت واضح عليه حتى دخلها مُغلقاً الباب خلفه ..
, عادت بنظراتها نحو الرجل ترمقه بحذر وعداء ليبتسم بوجهها بجمود وجلس فوق أحد الأرائك: عاملة إيه يا مدام ريماس ؟
, تراجعت للخلف بصدمة لا تعلم كيف تتصرّف .. تنقل نظراته بين الغرفة التي دخلها هارون وبين هذا الشخص غريب الأطوار والذي ينظر حوله وعاد ينظر نحوها: الست الوالدة عاملة إيه يارب تكون بقت كويسة ..
, ابتلعت ريقها متمتمة: أانت تعرف ماما ؟
, هتف بهدوء: أوماال .. زينة هانم مين ميعرفهاش ..
, تراجعت للخلف بسرعة حالما نهض عن جلسته: خدي راحتك هاا ..
, ثم اتجه نحو الغرفة التي دخلها هارون ليدخلها مُغلقاً الباب خلفه وتركها في ذهولها وخوفها ..
, نظر نحو هارون الذي يستلقي فوق سريره يدفن وجهه في الوسادة ويتنفس بصعوبة ليقترب منه هاتفاً: أنت كده بتخنق نفسك لو عايز تنتحر قولي عندي طرائق سريعة مش بالعذاب البطيء ده ..
, رفع هارون وجهه عن الوسادة يتنفس بقوة .. وكأنّ بتلك الطريقة يُعذّب نفسه ويلومها ..
, استلقى مُحدقاً بالسقف بألم ليجلس الآخر بجانبه هاتفاً: إيه رأيك تنام ..؟
, نقل هارون نظراته نحوه وتمتم: أنت أسمك إيه ..؟
, الرجل: تليد ..
, قطب هارون جببنه وتمتم: إيه الاسم ده ..!؟
, هز الرجل كتفيه: أهو أسم مش أحسن من هارون ..
, ابتسم هارون بشرود متذكراً بأن والده من أسماه ليهتف تليد: نام نام ..
, عاد هارون ينظر له ورمش بعينيه بصدمة قبل أن يقفز فجأة باعتدال يرمقه بحذر وذهول من سماحه له بالدخول .. وكأنه يُعاني من الضياع كل فترة ويعود فجأة لرشده .. حالته تلك لم تحدث له سابقاً إلا في هذا اليوم الذي يُريد بشدة أن يحذفه من ذاكرته وحياته ..
, هتف الرجل بتنهد: هنرجع لحالة الجنان تاني أهو ..
, صرخ هارون بصدمة وغضب: أنت دخلت هنا إزاااي أنت مييين ..!؟
, رمقه الرجل بخفوت: تليد أخوك ومتسألنيش إزاي عشان مليش نفس أجاوب نام دلوقتي وارتاح ..
, ابتلع هارون ريقه يرمقه عيون مهتزة دمعت فجأة ليُخرج تليد شيئاً صغيراً من جيبه ويقترب من هارون الذي يتراجع للخلف بحذر حتى غرز سناً صغيرة في رقبته جعل جسده يتخدّر سريعاً ويتهاوى بين يديه باستسلام ..
, زفر تليد معدلاً من جسده فوق السرير يُدثّره بالغطاء جيداً .. ونهض من جانبه ينظر عبر النافدة وهو يتصل بأحدهم ليهتف: شوفلي طريقة أوصلّه بيها عشان لو ملقيتش حل تاني هضطر أنفذ اللي في دماغي وربنا يستر بقا على البلد ..!!
, ٣٠ العلامة النجمية
, لن ينسى **** محاولتك في ادخال الطمأنينة بقلب غيرك ، عندما كان قلبك مُنهك ..☁
, ١٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في الفيلا ..
, خرج سيف من غرفته تاركاً مروة نائمة بعدما أعطاها حمزة حقنة مهدئة ..
, نزل درجات السلم للطابق السفلي ينظر للظلام حوله بعيون مُتعبة .. توقف في آخر الدرجات ليجلس عليها متكئاً على الحائط خلفه مُغمضاً عيناه بألم ..
, مرّت لحظات طويلة حتى استمع لصوت أقدام قريب منه حتى توقف صوتها أمامه وبقي مُغمضاً عيناه بتعب ..
, جلس أدهم بجانبه وهزه بخفة: سيف أنت كويس ؟
, تمتم بصوت خافت وعيناه مُغمضة: لأ ..
, تحسّس أدهم جبينه وهمس: قاعد هنا ليه أطلع نام في أوضتك ..
, فتح سيف عيناه الدامعة وهمس: عايز أبني ..
, زفر أدهم ماسحاً خصلاته وهتف: هنروحله بكرا بس مش عايزة تكون كده مش عايزين نضعفه ..
, تمسّك سيف به هاتفاً بشرود: فاكر لما حاولت أنتحر زمان ؟
, التفت أدهم نحوه بتنبّه ليهمس سيف بصوت مرتجف: أنا غلطت كان لازم أنتحر بجد ..
, توسّعت عيني أدهم بصدمة هتف: سيف إيه الكلام ده ..؟
, سيف: مكنش كل ده حصلي مكنتش بحس نفسي دلوقتي بموت بتوجع أنا يا أدهم بتوجعع أوووي هارون مش جمبي و وزين زين مش قادر أواجهه ه هعمل إيييه !؟
, سحبه أدهم من ذراعه بحدة: دي مش نهاية الدنيااا إحنا عدى علينا حاجات كتيييير وكنا نستحمل أوعى أسمع منك الكلام ده تااني أوعى ..
, نهض يسحبه معه وسار سيف خلفه باستسلام حتى فتح أدهم إحدى الغرف المغلقة .. تلك الغرفة التي كان يلجأ لها عند وجعه واختناقه .. عندما تزداد عليه مصائب الحياة يجد هنا السلوان والمواساۃ ..
, جلس على السرير وسحب سيف ليستلقي بجانبه مبتسماً بشوق: فاكر يا سيف كل اللي حصلنا ؟ فاكر ماما ؟
, رمشت سيف بعينيه وابتلع ريقه مديراً عينيه في تلك الغرفة الخاصة بوالدته .. شعور عميق داخله تسلّل إليه وكأنه عاد طفلاً صغيراً يلتجئ لأحضانها أو يستمع لصوتها الحاني ..
, فيما ابتسم أدهم بشرود ودموع تشكلت في عينيه مستشعراً وجودها بينهم .. تمتم بخفوت: رغم كل اللي حصل كنت بشوفها جمبي بتقويني كانت مجرد كلمة منها تحسّسني أن لسا في أمل أنا من غيرها كنت استسلمت من زماان ..
, التفت نحوه هاتفاً: هي كانت تخسر عيالها تشوف مشاكلهم ووجعهم بس تفضل صابرة ومستحملة تفضل قوية عشانهم وبقوتها إحنا قوينا وصبرنا ووصلنا لهنا .. عايز دلوقتي ولادنا يستسلوا قبل حتى ما يواجهوا كل حاجة ؟ عايز يضعفوا لما يشوفوا ضعفك ؟
, تنهد بتعب وشرود هاتفاً: لما أنت دخلت المشفى وحالتك كانت صعبة حسيت وقتها أني هنتهي كلنا ضعفنا بوقتها بس وجودنا مع بعض دلوقتي ده سببه أننا صبرنا واستحملنا .. زين هيبقى كويس عارف أنه هيتوجع وهيضعف وكلنا هنضعف بس ضعفنا لازم نخبيه يا سيف عشانهم ..
, ابتلع سيف ريقه ينظر إليه بعيون باكية ليزفر أدهم بحرارة واقترب مقبلاً جبينه يحتضنه: نام وبكرا هنروح لزين نفضل جمبه بدل ضعفك أدعيله عشان يبقى كويس ..
, تمتم سيف متمسكاً به بألم: متسبنيش ..
, ابتسم أدهم مغمضاً عيناه المتعبة: مش هسيبك ولا هسيبهم دول مش بس ولادك يا سيف ولادي أنا كمان ..
, زفر سيف بقوة ماسحاً دموعه التي بللت وجهه ليُغمض عينيه بشدة محاولاً الغوص في النوم ليُسكن ألمه ..
, في الأعلى ..
, دخل ربيع غرفة ورود التي تضم قدميها لصدرها جالسة فوق سريرها تبكي بتعب سيطر على جسدها ..
, اقترب منها بسرعة يضمّها هامساً: ورود خلاص ..
, همست بألم: مش هيشوف يا ربيع أانا أنا مش قادرة أستحمل و**** طب طب هو هيستحمل إزااي طيب ؟
, ابتلع ربيع ريقه بألم: معرفش أانا أنا خايف برضه ..
, اقترب يمسح دموعها هاتفاً: خلاص أهدي دلوقتي ونامي يلا بكرا لازم نروحله ونفضل جمبه ..
, أومأت برأسها مستلقية فوق السرير بإرهاق وهمست: خليك معايا ..
, ابتسم بألم وخلع حذائه ليستلقي بجانبها يحتضنها بحزن ..
, في الغرفة الجانبية خرج عمار من غرفته والتفت نحو حمزة الذي يُغلق باب الغرفة خلفه ليهتف: أنت رايح فين ؟
, رمقه حمزة بحذر وتقترب منه يتحسّس جبينه: مالك وشك أحمر كده ليه ؟
, نفى عمار برأسه: مفيش أانا كويس ..
, زفر حمزة بتعب: كنت لسا بتعيط حرام كده ياعمار متئذيش نفسك خش اغسل وشك ونام الوقت اتأخر ..
, هتف عمار بدموع: هو هو بجد مش هيشوف يا حمزۃ ؟
, قطب حمزة جبينه بقوة وهتف: لا هيشوف إن شاء **** بس عايز وقت لازمله علاج الأول ..
, تمسّك عمار به ببكاء: هو هو أنا..
, حمزة: عمااار خلاص ده مش هيفيد خش أغسل وشك ونام عشان بكرا نروحله ..
, أومأ عمار برأسه بصمت ليستدير حمزة متجهاً للخارج بعدما ألقى نظرة قلقة على باب غرفته حيث ترك رحمة نائمة وقد جفت دموعها على وجهها بألم وندم ..
, فتح عمار باب غرفة حيدر ونظر حوله من خلال النور الخافت هامساً بخفوت: حيدر ..
, فتح حيدر عينيه والذي لم يكن نائماً بعد .. ليعتدل قليلاً ناظراً لوقوفه علی الباب: تعال ..
, سار عمار بخطوات ضعيفة مغلقاً الباب خلفه واقترب منه ليسحبه حيدر يُجلسه بجانبه ناظراً لوجهه: أنت كويس ؟
, هز عمار رأسه بصمت ليهتف حيدر ماسحاً دموعه: قوم اغسل وشك وتعال نام ..
, استلقى عمار بجانبه: تعبان ..
, رمقه حيدر بتعب وجذبه من ذراعه: يلا ياعمار ..
, سحبه بقوة مانعاً اعتراضه ليُدخله الحمام الملحق بالغرفة يغسل وجهه بمياه باردة تُنعشه وعاد به إلى السرير يمدّ له منشفة صغيرة ليُجفف وجهه بسرعة وعاد يستلقي فوق السرير بتعب ..
, زفر حيدر بألم واقترب منه ليتمدد بجانبه هامساً: نام مش عايز كلام ..
, عمار: أنا خايف .. هارون مش هنا وزين مش هنا ..
, جذبه حيدر يحضنه بخفة هامساً: نام ومتفكرش كده كل حاجة هتبقى كويسة ان شاء **** ..
, رمقه عمار على الضوء الخافت بخوف يشتعل داخله شاعراً بأن تلك بداية المصائب فقط ..
, في اليوم التالي .. صباحاً ..
, وقف هارون أمام مرآته مُعدلاً من ملابسه بوجه جامد وعيون محتدة ..
, التفت نحو ذلك الذي احتلّ سريره منذ الليلة الفائتة واستفاق على ضربة من يده وهو نائم ..
, رمقه بحدة واقترب منه يهزه بعنف: أنتتت يا أسمك إيييه قوووم ..
, تمتم تليد وهو نائم: تليد تليد ..
, هارون: زفت قوووم ..
, فتح تليد عيناه البنية الواسعة يرمق نظراته الغاضبة المهددة .. اعتدل بجلسته مُعدلاً خصلاته ليرفع نظره بغضب نحو هارون الذي ضربه بكتفه بقوة: قوم أطلع من بيتي ..
, رفع تليد حاجبيه وهتف بصوت ذو بحة: بيت إيه ده ياض الشقة دي للحكومة ..
, ضيّق هارون عينيه بحدة وهتف: وأنت عرفت إزااي أن٤ نقطة أطلع برا ..
, زفر تليد بملل ورفع نظره نحوه مع كف يده الذي يشير بثلاثة أصابع: تلاتة ..
, هارون بحدة: إيه ؟
, تليد: أنا أكبر منك بتلت سنين ..
, رمقه هارون بغضب واختناق لا يريد أن يستمع لشيء أو أن يشغل عقله بشيء يؤلمه أكثر
, ..
, نهض تليد عن السرير هاتفاً: أطلع قول لمراتك تجهزلنا فطار محترم ..
, صرخ هارون بحدة: أنت إيييه يا أخي عااايز إيييه أطلع برررا أنا اللي فيا مكفيني مش نااقصني ..
, رمقه تليد بجمود: مالك ؟
, تنفّس هاوون بقوة وجلس فوق السرير ماسحاً وجهه بعنف: مش عايزيني أروح لأخوياا عايزين يحرموني أشوووفه ويحبسوني هناا ..
, قطب تليد جبينه واتجه نحو ملابسه السوداء الموضوعة فوق الأريكة ليُخرج منها سيجاراً فاخراً وضعه بين شفتيه وأشعله بخفة نافثاً الدخان بشرود ..
, رمقه هارون بنظرات حادة مُشتّتة .. لا يعلم لِمَ يُكلّمه وكيف يؤمّن لشخص لا يعرف عنه شيئاً سوى أسمه فقط ..؟!
, قطب جبينه بقوة وتوسّعت عينيه ناظراً لبيجامته السوداء الخاصة التي يرتديها هذا الشخص الغريب وقد احتلها هي أيضاً كاحتلاله غرفته وسريره لينهض صارخاً: إيه اللي أنت لابسه ده ؟
, التفت تليد نحوه وأنزل نظره للبجاما السوداء الأنيقة: لايقالي صح ؟ دي بتاعتك ..
, هارون بغضب: أنت مين سمحلك أصلاً تدخّل بيااا وبحاجاتي ..؟
, تليد بهدوء: بص يا هارون خلينا نكون على إتفاق من دلوقتي أنت أخويا وأنا أخوك إزاي متسألنيش أصل معنديش مزاج أتكلم حالياً ..
, ازداد تنفس هارون غضباً وضياعاً ليقترب تليد من ملابسه سحبها ودخل الحمام ليخرج بعد دقائق بملابسه السوداء الغامقة ووقف يُسرّح خصلاته بجمود .. جسده فارع الطول بعضلات قوية تختفي أسفل ملابسه الرسمية وهيئة متناسقة جامدة ..
, هتف هارون بتشتّت: أنت بجد أخويا ؟
, تليد: أه ..
, هارون: من تامر ؟
, تليد: أه ..
, قطب هارون جبينه واقترب تليد منه هاتفاً: عايز تروح لأخوك ؟
, التفت هارون نحوه بلهفة: أه بس الرجالة برا هيشوفوني ..
, تليد بلامبالاة: عايز فيهم إيه سيبها عليا ..
, هارون بحذر: إزاي ..؟
, ابتسم تليد ابتسامة جامدة واقترب منه ليتراجع هارون بغضب: متقربش ..
, تجاهله تليد وقرّبه منه بقوة ضاغطاً على جانبي عنقه لتُغلق عيني هارون بسرعة ويسقط بين يديه باستسلام ..
, فتحت ريماس باب الغرفة بعدما طرقته بقوة عدة مرات ولم يأتها الرد .. نظرت حولها في الغرفة بخوف وذعر من اختفائهم لا تعلم من ذلك الشخص الغريب الذي ظهر لهم فجأة وكيف يؤمّن هارون له بهذه السرعة ..!؟
, بحثت في الحمام وفتحت النافذة المُغلقة تنظر للخارج بحذر وريبة لتعود وتُغلقها بخوف وريبة ..
, تسلّل صوته لمسامعه واشتمّ رائحة نفّاذة قوية اخترقت أنفه ليرفع يده مُحاولاً إبعادها بضعف ..
, فتح عينيه يتنفّس ببطء ليظهر أمامه وجه تليد الجامد .. نهض عن استلقائته ودفعه بعنف: أنت عملت إييييه !؟
, هتف تليد بهدوء: هشش وطي صوتك إحنا في العناية ..
, توسّعت عيني هارون ودق قلبه بصدمة مُستمعاً لصوت ذلك الجهاز الذي يُظهر نبضات القلب ..
, ابتلع ريقه بألم مُلتفتاً لأحد الأركان لتقع نظراته المصدومة على ذلك الجسد الساكن أمامه بشكل مؤلم لقلبه ..
, اقترب منه بعيون امتلأت دموعاً وهربت شهقة موجعة من بين شفتيه ناظراً لوجهه المُختفي تحت ضمّادات قاسية تمنعه من رؤية صغيره ..
, مد يده يُمسك بها يد زين الساكن ناقلاً نظراته على جسده المليء بجروح وكدمات دامية ..
, ابتلع ريقه يضغط على يده وتنفس بقوة لتعود غصته إليه مجدداً تزيد من وجعه .. غصة لا يشعر بها سوى فيما يخصّ ذلك المستكين أمامه والذي يحرق قلبه بقوة من هيئته ..
, هتف تليد من خلفه: أهو شوفته ولو أني مش عارف شايف فيه إيه ده شكله متحنّط ..
, لم يُجبه هارون وسقطت دموعه بضعف مع ازدياد النيران المُشتعلة داخله .. انحنى يُقبّل يد زين بقوة متمتماً: آسف آسف يا زينو يا أخوياااا وربنا آسف على كل حااجة .. أانت أنت هتسامحني صح أنا عارف أنت مش بتزعل من أخوك .. مش بتزعل من هارون حبيبك ..
, ابتلع ريقه بصعوبة واشتعلت عينيه فجأة بحدة: وربنا مش هسيبهم يتهنوا هنتقم منهم كلهم وربنا ..
, تنفس بقوة وغضب ماسحاً دموعه بعنف والتفت نحو تليد الذي ينظر لساعته بجمود ليهتف: أنت ..
, التفت تليد نحوه: بتكلّمني ..!؟
, اقترب هارون منه: مش عايز أعرفك ولا أعرف حاجة عنك بس عايزك تساعدني بحاجة واحدة بس ..
, تليد: هي إيه ؟
, هارون: عايز نتيجة فحص العربية وسبب الحادثة قبل حد مايعرفها .. أنا شوفتها قداامي عربيته كانت بتتحرك بشكل غريب زين بعمره مش هيتهور ويعمل كده في نفسه ويخالف القوانين ..
, تليد: ماشي بكرا ..
, هارون بحدة: عايز أعرف النهاااردة ..
, تليد: هكلّم الجن بتوعي وأجبلك الخبر الأكيد النهاردة حاضر ..
, رمقه هارون بحدة متجاهلاً سخريته وعاد يلتفت نحو زين بألم يطعن بقلبه بقوة .. لا يعلم كيف ستكون حالته عندما يسمع بخبر فقدان بصره .. كيف سيستطيع صغيره إحتمال العيش في الظلام المخيف ..؟ بل كيف سيكون شعوره آنذاك وهو ليس بجانبه ..؟ هل سيخسره هذه المرة فعلاً عندما يشعر بتخلّيه عنه !؟
, ابتلع ريقه بارتجاف وعاد يقترب منه ليجذبه تليد هاتفاً: أنت استحليتها لازم نمشي بقا ..
, سحب هارون ذراعه من قبضته بقوة هاتفاً: أبعد عني وأطلع برا أنا مش هسيب أخوياا ..
, هز تليد كتفيه وأخرج سلاحه من حزامه ليقترب من هارون الذي يتوجّه نحو زين ليضربه به على غفلة أسفل رأسه بقوة متوسطة أسقطته أرضاً بإغماء لتتلقّفه ذراعيه بسرعة متمتماً: لازم يعني عنادك ده وأنا تليد بذات نفسي مستحمل معرفش إزاي ..
, أخرج هاتفه سريعاً متصلاً ليهتف: أطلعوا هنمشي ..
, أغلق الخط سريعاً متمسّكاً بهارون بقوة وحرص ليُفتح فجأة باب الغرفة ويدخل الطبيب الذي وسّع عينيه بتفاجؤ هاتفاً بحدة: أنت مين ودخلت هنا إزااااي ؟
, أسرع أدهم وسيف ومصطفى يقتحمون الغرفة بعد استماعهم لصوت الطبيب الحاد وتتوسّع عيونهم بصدمة وخوف .. ليهتف أدهم بعيون مذهولة مذعورة ناظراً لجسد هارون المستكين بين ذراعيه: أنت ميييين وهارون ماله بيعمل معاك إيييه ؟
, شتم تليد داخله بغيظ ورفع رأسه يرمق نظراتهم المهددة والخائفة بوجه لم يتخلّ عن جموده ليهتف بعدها بهدوء: أنا تليد أخوه إزاي متسألونيش عشان مش فاضي أتكلم ..!
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih و لست حائرا

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%