NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول أسطورتي | السلسلة الثالثة | ـ عشرون جزء 16/10/2023

ناقد بناء

مشرف قسم التعارف
طاقم الإدارة
مشرف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
17 ديسمبر 2021
المشاركات
8,828
مستوى التفاعل
2,856
الإقامة
بلاد واسعة
نقاط
15,658
الجنس
ذكر
الدولة
كندا
توجه جنسي
أنجذب للإناث
➤السابقة




الحادي والأربعون

- وأراكَ في كلِّ البِقاعِ كأنّما
, لا جُرُمَ في فلَكي يدورُ سِواكُ ..
, ٣٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, صباح اليوم التالي ..
, نظرت مروة بصمت نحو إسراء الجالسة بجانب نور التي مازالت في ثبات عميق ، بادلتها الأخرى نظرات حائرة لتنظر نحو ليلى التي تجلس في الناحية الأخرى ..
, زفرت عبير تنقل نظراتها نحوهم هاتفة: يعني إيه اللي بيحصل حد فاهم حاجة ؟
, مروة بحيرة: مش عارفة ..
, عبير: يعني إيه عايزة أفهم ، هي نور ليها أخ تالت غير أبيه أدهم وسيف ؟ طب إزاي ؟ وليه بقولوا إن هو اللي اغتصبها ..؟!
, إسراء: معملش حاجة ، هو كان عامل كل ده عشان ينتقم بس هو مقدرش يقرّب عليها **** ستر الحمد**** ..
, مروة وهي تهز رأسها: ده اللي بقولوا عليه صلة الدم أو حاجة زي دي ..
, ضربتها عبير هاتفة: مش وقت ظرافتك يا مروة ..
, مروة: وأنا بقول إيه دي الحقيقة .. ثم نظرت نحو ليلى هاتفة: هي هتفوق إيمتى ؟!
, تنهّدت ليلى وعلى وجهها علامات الإرهاق: كمان شوية بقالها من مبارح نايمة ، أنا كلّمتكوا علشان نبقى كلنا جنبها ماما تعبانة وأدهم وسيف ميقدروش يدخلوا هنا ..
, نظرت إسراء نحو نور تمسح فوق شعرها بحزن وندم شديد .. حلّ الصمت من جديد كل واحدة منهنّ تفكر بشيء مختلف ..
, إسراء تفكر بنور وما هي ردة فعلها عندما تستفيق ، وكرم يشغل حيّزاً آخر من تفكيرها ..
, ومروة تفرك يديها بقلق ، فسيف لم يُجبها منذ البارحة واليوم يحبس نفسه في غرفته لا يستجيب لأحد ..
, أمّا ليلى فالجميع في تفكيرها وأوّلهم حبيبها المُتعب ، تعلم بأنه لم ينَم طوال الليلة الفائتة .. يدخل يطمئنّ على نور وهي نائمة ثم على والدته ويُحضر لها الطعام يُطعمها ويوصيها على نور ، ويحاول معرفة مايفكر به سيف الصامت بلا فائدة ..
, وعبير تفكر بهيئة تلك الشخصية الغريبة .. ذلك الذي يسعى خلف الإنتقام ليكتشف في النهاية بأنه ينتقم من عائلته .. يتراجع في آخر لحظة وقد لعبت صلة الدم دورها كما تقول مروة وأنقذته من انتقامه وأنقذتهم ..
, خرج صوت خافت من نور التي بدأت تحرّك رأسها وتفتح عينيها ببطئ والبنات يحدّقن بها بخوف وقلق ..
, ليلى بهدوء: نور حبيبتي أنتي صاحية ؟
, فتحت عينيها لترى ليلى قربها تمسك بيدها وعلى وجهها ابتسامة هادئة ، نقلت نظرها لإسراء التي امتلأت عيناها بالدموع ..
, حاولت النهوض لتساعدها ليلى وإسراء لتلمح عبير ومروة جالستان أمام سريرها بصمت وترقّب ..
, لحظات بقيت صامتة ولم تجرؤ إحداهنّ على الكلام أو السؤال ..
, انتفض جسدها فجأة وصوت صارخ مبحوح يجتاح رأسها: أنا أخوكي يا نور ، أنا ملمستكيش ..
, وضعت يدها على قلبها الذي بدأ بالخفقان بشكل مؤلم ، ودموعها طفرت من عينيها بغير شعور ، بدأت تتنفّس بسرعة بسرعة وجسدها يرتعش .. والبنات كلّهم تصنموا مكانهم خائفين ..
, فاقت ليلى على نفسها وعلى عهدها الذي قطعته بأنها ستقف قربها وتساعدها .. لتقترب منها تُمسك كتفيها وتديرها ناحيتها هاتفة: نور إهدي يا حبيبتي ، أتنفسي شوية إهدي ..
, أمسكت نور بيدها تتشبّث بها وتحاول الكلام ولكن شهقاتها تمنعها: ل ليلى !!؟
, مدت ليلى يديها تمسح دموعها وهي تنظر نحوها بقوة قائلة بصوت هادئ عميق: أنتي كويسة يا نور ، أنتي بخير محدش قرب منك محدش لمسك متخافيش ..
, رفعت عيناها إليها وقرأت ليلى داخلهما الأمل والتوسل والخوف لتعود وتهتف بها: متعيطيش أنتي كنتي تعيطي علشان اللي حصلك دلوقتي مش هسمحلك تعيطي وتئذي نفسك لأنك لسا زي م أنتي يا نور محدش لمسك صدقيني ..
, انفجرت في بكاء شديد لتقترب منها إسراء تحتضنها وتحاول تهدأتها وهي تهمس لها بكلام مهدئ بأنها مازالت كما هي وأن ما حصل معها كان مجرد كابوس وقد صحت منه ..
, بقيت دقائق طويلة تبكي ودموعها لا تعرف الجفاف وكل واحدة من صديقاتها تُعيد على مسامعها نفس الكلام كما أخبرتهم ليلى .. تريد أن يترسّخ هذا الكلام برأسها وتؤمن به .. ودماغها ما زال داخله ذلك الصوت الصارخ: أنا أخوكي يا نور أنا ملمستكيش ..
, توقفت عن البكاء فجأة وهي تتحسّس البيجاما التي ترتديها .. فركت رقبتها بعنف وهي تحاول تخليص نفسها من من ملابسها هاتفة: ع عاوزة أخد دوش مش قادرة ..
, بدأت تتلعثم في كلامها لتمسكها إسراء تساعدها على النهوض هاتفة: تعالي معايا هتستحمي وتغيري هدومك ومروة هتسرحلك شعرك أنتي المهم تبقي كويسة ..
, بعد دقائق طويلة مضت عليهم وهم ينتظرونها في الغرفة ، دخلت الحمام ولم تسمح لأحد بمساعدتها رغم هيئتها المتعبة والشاحبة ، أمضت داخله وقتاً طويلاً ولم تخرج بعد ..
, هتفت عبير: هي مخرجتش ليه أنا مش سامعة صوتها بالبداية كانت تعيط دلوقتي إيه ..!؟
, اقتربت ليلى تطرق الباب بقلق: نوور .. نور أنتي كويسة ؟!
, فتح الباب فجأة وخرجت نور وقد استحمّت وأبدلت ملابسها وشعرها منسدل حول وجهها ومازالت قطرات المياه تتساقط منه ، مشت بجمود نحو سريرها لتقترب ليلى تُجفّف لها شعرها بالمنشفة وهي مازالت صامتة ..
, نظروا لبعضهم بقلق لتقترب مروة قائلة: نور إحنا جينا هنا من بدري ومأكلناش حاجة إيه رأيك نجيب الفطار هنا وناكل كلنا مع بعض ؟!
, بقيت صامتة تنظر أمامها ، وربما لم تستمع لكلام صديقتها وصوت واحد فقط كان داخلها يتردّد بكثرة ويطغی علی جميع الأصوات : نور أنتي أختي أنا ملمستكيش ..
, اتجهت ليلى نحو الباب هامسة: خلّيكوا جنبها أنا هجيب الفطار هنا ..
, خرجت ليُقابلها أدهم سريعاً هاتفاً بلهفة: صحيت صح ؟! هي كويسة عاملة إيه طمنيني ؟!
, اقتربت منه تحاوط وجهه المتعب بيديها تنظر إلى ملامحه وتلك الهالات السوداء تحت عينيه بحزن: هي كويسة يا أدهم ، قولتلك نور قوية وهتبقى كويسة أكتر لأنها عرفت إنها زي م هي ومحدش لمسها .. أنت بس اللي مش كويس حرام عليك نفسك ..
, أمسك يدها يتنهّد بإرهاق هامساً: مش قادر يا ليلى خايف .. خايف أووي ..
, جذبته معها لينزلا إلى المطبخ وتطلب من الدادة سامية تحضير الفطور .. لتقرّب منه كأس عصير طازج وسندويشة صنعتها له وجلست قربه تُطعمه بيديها وهي مبتسمة .. نظر إليها بتعب وبدأ يأكل من يدها بصمت ، وبعدما انتهى هتفت: دلوقتي هتطلع تنام أنا عارفة إنك منمتش ولا ساعة ، واتطمن نور جوا عينينا كلنا جنبها وماما دلوقتي هتطلع ليها روح انت ارتاح علشان تقدر تقف جنبها وتساعدها لازم تبقى قوي زي م عرفتك ..
, أخفض عينبه نحو يدها فوق الطاولة ليمسكها ويرفعها نحو شفتيه يقبّلها بحب وامتنان هامساً: هنام ساعة بس لو مصحيتش صحّيني ماشي ؟
, ابتسمت تومئ برأسها وداخلها تريده فقط أن ينام ولن توقظه إلّا بعدما يأخذ كفايته ، نهض عن كرسيه وانحنى يقبّل جبهتها خارجاً من المطبخ ، لتأخذ هي صينية الطعام وتدخل لغرفة نور وتجدها قد عادت إلى البكاء في حضن والدتها ، اقتربت واضعة الصينية فوق السرير هاتفة: إيه ده يا جوجو ليه خليتيها تعيط تاني إحنا عايزين حد يضحكها فين سيف قولوله يجيلها ..
, ثم نظرت لمروة قائلة بمرح: هو سيفو فين عايزين ظرافته ولماضته شوية ..
, ابتلعت ريقها تبتعد عن والدتها بصمت وهي تنظر إليهم بحيرة وتردد ..
, ابتسمت ليلى عندما شاهدت نظراتها لتقول: أدهم دلوقتي أكل ، كان عايز يطلع ياكل معانا بس أنا منعته قولتله ميصحش دي قعدة بنات مش كده يا نور ؟
, رفعت نظرها إليها وبقيت صامتة تفرك يديها بتوتر ..
, اقتربت إسراء ومروة وعبير تجلسان على السرير حول صينية الطعام لتهتف جمانة: حلوة أووي القعدة دي والسرير لو توسخ مين هينضفه ده بقا ؟!
, ضحكت ليلى هاتفة: أنا مليش دعوة ده ابنك أدهم هو اللي علّمني الأكل كده قوليله هو ينضفه ..
, ابتسمت جمانة بحب هاتفة: سيف أكل معاه ؟!
, قطبت ليلى جبينها ونظرت نحو نور هاتفة: لا سيف من مبارح وهو فأوضته مأكلش حاجة ولا حتى خرج منها .. واضح أنه زعلان أووي يمكن مروة زعلته ..
, لاحظت تغير ملامح نور وقظ قطبت جبينها وامتلأت عيناها بالدموع ، لتهتف بمروة: روحي يا مروة شوفيه وصالحيه يلا ..
, مروة بابتسامة وهي تأكل عدة لقمات سريعة: هروح وأقوله إن نور صحيت هيفرح أووي ..
, نهضت سريعاً وخرجت من الغرفة لتتّجه نحو غرفة سيف تطرق الباب بهدوء: سييف !؟
, لم تتلقّى أي رد لتهتف بمرح: سيفو حبيبي المتوحّد ، ملاكي الحزين ..
, هتفت بصوت أعلى عندما لم يُجبها: سيف متخلينيش أتجنن أرفع صوتي أكتر وألمّ علينا الناس افتحلي الباب يابن الناس مش هقرّب منك ولا هاجي صوبك متخافش ..
, ضحكت بخفة لتهتف بعدها: نور فاقت يا سيف ..
, فُتح الباب فجأة لتنتفض بفزع وهتف بها سيف بلهفة وهيئة مُبعثرة: بجد فاقت ؟ هي كويسة ؟ عاملة إيه ؟! قوليلي حالتها إيه م تتكلمي يا بت !؟
, نظرت إليه بغضب ودفعته داخلة إلى الغرفة لتشهق بصدمة وهي ترى حالتها الفوضوية والأغراض المبعثرة بها لتهتف: إيه ده ياسيف أنت عيل صغير يعني ؟ ليه عامل في الأوضة كده ؟!
, اقترب منها يُمسكها من ذراعها قائلاً: جاوبيني يا حيوانة نور كويسة ؟!
, رفعت نظرها إليه وابتسمت هاتفة: وحشتني ..
, صرخ بها لنفاذ صبر: ده وقته يا مروة ؟!
, بقيت صامتة تنظر إليه بحزن لتهتف بعدها: أمال إيمتى وقته ؟! بقالي زماان بتكلّم معاك عايزة أرجعك زي م كنت ، من بدري وأنا بحاول معاك إنك تتزفت وتفتحلي الباب وأنت مبتردش ومفكرتش إن في حيوانة خايفة عليك .. فعلاً أنا حيوانة علشان بخاف على واحد بارد وغبي زيك ..
, اتجهت للخارج ليجذبها من ذراعها هاتفاً: مروة أرجوكي ، آسف حقك عليا بس .. بس أنا تعبان مخنوق أرجوكي متضغطيش عليا ..
, تنفست بهدوء هاتفة: هي كويسة صحيت قبل شوية ، ودلوقتي بتاكل مع البنات ، ليلى ذكرتك قودامها أنت وأدهم بس معملتش حاجة ، بس شوفتها زعلت عليك أما قولت إنك مأكلتش حاجة وقاعد فأوضتك ..
, ابتسم باتساع وانطلق نحو الباب: أنا هروحلها ..
, تشبّثت به بغيظ هاتفة: تروح لمين يا حيوان م تهدا شوية ، قولنالك زعلانة بس متكلّمتش أنت عايزها دلوقتي تكره أم اللي جابوك ..؟!
, وقف ينظر نحوها بلهفة ليهتف: طب يعني أعمل إيه أنا عايز أطمّن عليها عن قُرب ..
, مروة: هي كويسة هبقى أقولك أخبارها المهم متبوظش اللي بنعمله أرجوك ، كنا كلنا متوقعين ردّة فعل تانية خاالص بس باين الحمد**** إنها بخير وقوية وقدرت تتعافى أرجوك أهدا شوية ..
, بقي صامت ينظر نحوها لتهتف به: هروح أعملّك حاجة تاكلها بعدين نام مش شايف شكلك بقا عامل زي مصاصي الدماء ..
, قطب جبينه هاتفاً: مش جعان ، قوليلي أدهم فين ؟!
, مطّت شفتيها بامتعاض هاتفة: طبعاً واضح إن معنديش تأثير عليك زي ليلى على أدهم ، أه يا نيلة بختك يا مروة ..
, مطّ شفتيه هو الآخر هاتفاً: والنبي بلاش أم ظرافتك دلوقتي مش فايقلك ، قوليلي أدهم فين ؟!
, مروة: أدهم الطيّوب المتعاون سمع كلام ليلى أكل قبل شوية ودلوقتي راح ينام ..
, سيف بابتسامة: طيب م أنا كمان بسمع الكلام وهروح أنام دلوقتي .. يلّا أنتي روحي لنور امشي ..
, اتجه نحو سريره يجذب وسادته ويتجه خارجاً من الغرفة لتلحق به مروة هاتفة: خد رايح فيين يا جدع أنت ..؟!
, نظر سيف لها هاتفاً بتلقائية: رايح أنام يا مروة هسمع الكلام وأنام **** ..
, تركها واتجه نحو غرفة أدهم المجاورة ليفتح الباب ويدخل مغلقاً الباب خلفه بهدوء وبقيت هي مكانها ترفع حاجبيها ناظرة حولها بغباء ..
, دخل ليراه نائماً على جانب من السرير وملامحه مرهقة ومُتعبة ، وقف قربه يُضيّق عينيه هاتفاً بامتعاض: طبعاً دلوقتي بقا ينام على طرف واحد علشان ليلى المُبجّلة تنام جنبه .. مااشي يا أدهم مااشي ..
, ألقى وسادته في الناحية الأخرى وقفز بثقله فوق السرير ساحباً الغطاء فوقه مُغمضاً عينيه ليغوص سريعاً في نوم عميق كان بحاجته كثيراً ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, جالساً وحده في الظلام ، بردٌ تخلّل في أطرافه ، ستائر النوافذ مُغلقة تمنع أشعة الشمس البرتقالية التي بدأت بالغروب من الدخول ..
, بين أصابعه سيجارة يرفعها نحو فمه ليسحب منها وينفث الدخان في الهواء وبعدها يسعل بشدة وقد تكوّنت غيمة من الدخان فوقه ..
, لقد اطمأنّ عليها من ليلى قبل لحظات ، كان جُلّ أمله واهتمامه بها أوّلاً وبعدها ليتفرّغ لمن كان السبب في كل ذلك ..
, ألقى السيجارة أرضاً يدهسها تحت حذائه قبل أن تنتهي ليمدّ يده نحو علبة السجائر يُخرج واحدة أخرى .. ابتسم بسخرية وهو يتذكّر ذلك اليوم الذي وجد به أدهم في شقته وعلى نفس هذا المقعد الذي يجلس عليه هو الآن يجلس وقد كان يُدخّن بشراهة .. عندما ترك له علبة السجائر وقال بأنه ربما يحتاجها ..
, تذكّر في يوم حادثة نور عندما عاد بعد منتصف الليل يبحث بلهفة وجنون عن تلة العلبة التي خبّأها ليُنهيها سريعاً في أقل من نص ساعة فقط ، وبعدها احتاج لعشرات العلب طوال تلك الأيام ..
, رنّ هاتفه ليرفعه نحو أذنه هاتفاً بجمود: إيه الأخبار يا موسى ؟!
, موسى: كل يوم بحوم حولين الفيلا شوية ، في حد من رجّالته عمال يفتش ويدوّر علشان يعرف أخبار نور ..
, أظلمت عيناه بتوعّد هاتفاً: هو فين دلوقتي !؟
, موسى: قبل شوية دخل القصر ، عايزنا نجيبه ؟!
, صمت أحمد قليلاً ليقول بعدها: سيبوه دلوقتي بس خلي عينك عليه أما أقولك تجيبهولي ..
, موسى: حاضر يا باشا ..
, أغلق هاتفه وألقاه جانباً بإهمال وعاد ينفث من سيجارته متوعّداً وعيناه مُظلمة بشدة ..
, في الفيلّا ..
, ركضت مروة بسرعة تُمسك هاتفها تضمّه إلى صدرها وضحكتها متّسعة لتصطدم بإسراء لتهتف الأخيرة: فيه إيه مالك بتجري كده ليه أنتي عيلة يا مروة ؟! اهمدي بقا إيه الحركات دي ..
, انفجرت مروة بالضّحك هاتفة: هشش اسكتي كنت بعمل حاجة مهمة ..
, قطّبت جبينها لتخرج ليلى من غرفة نور بعدما اطمأنّت عليها وذهبت في النور لتهتف: حاجة إيه ؟؟
, نظرت نحوها واقتربت منها ترفع هاتفها أمامها هاتفة بمرح: حاجة هتدمّر مسيرة سيف المهنية والفنية وحاضره ومستقبله بصّي ..
, نظرت نحو الصورة لتهتف: نهارك أسود أنتي دخلتي الأوضة إزاي يا حيوانة ؟!
, اقتربت إسراء تنظر بفضول لحظات لتنفجر بضحك صاخب وتُشاركها مروة لتأتي عبير هاتفة: أخرسي أنتي وهي في إيه مالكوا ؟
, ليلى بغضب: الحيوانة دي داخلة أوضتي أنا وأدهم ومصوراه وهو نايم ..
, شهقت عبير بصدمة ونظرت نحو مروة بغضب لتهتف مروة سريعاً: أوضتك قولتيلي ؟! لا يا ماما روحي شوفي مين اللي احتلّها دلوقتي ، بعدين أنا مش بصوّر حبيب القلب بتاعك أنا بصوّر سيفوو حبيبي ..
, إسراء بسخرية: حبيبك وعايزة تدمّري مسيرته المهنية ومش عارفة إيه ..
, عادت مروة للضحك: معليش الصورة دي هتبقى في حوزتي تحسّباً لغدر الزمن ..
, اتجهت ليلى نحو الغرفة هاتفة: أنا هصحّيه وهقوله عليكي خليه يشلوحك ..
, أجابتها مروة بضحك: قوليله وأنا بقا عندي سلاح فعّال هنشرله الصّورة دي في كل وسائل التواصل الإجتماعي والإعلام ..
, دخلت ليلى إلى الغرفة لتكتم ضحكتها بصعوبة وهي ترى نومة سيف المُضحكة وهو يضع رأسه فوق كتف أدهم فاتحاً فمه ببلاهة وإحدی يديه فوق وجه أدهم الذي يبدو عليه الإنزعاج في نومه وقدميه كل واحدة في مكان ..
, اقتربت من أدهم تهزّه هامسة: أدهم إصحى ، أدهم ..
, فتح عينيه بصعوبة وقد شعر بنفسه نام لساعات طويلة كان بحاجتها ، ليقطّب جبينه منزعجاً وهو يُمسك يد سيف يدفعها بعنف من فوق وجهه ويرفس قدمه التي كانت فوقه بغضب ، اعتدل في جلسته هاتفاً بضيق: الحيوان ده إزاي نام هنا ؟!
, ضحكت ليلى هاتفة: مش عارفة و**** ..
, نظر للظلام خارجاً ليهتف: إيه ده أنا نمت كل الوقت ده مصحيتنيش ليه يا ليلى مش قولتلك هنام ساعة بس ..؟؟
, ابتسمت هامسة بحنان: أنت كنت تعبان ومرضيتش أصحّيك صعبت عليا ، واطمن نور كويسة أووي ودلوقتي نايمة متقلقش يلا قوم غسل وشك وانزل اتعشا معانا ..
, أدهم: صحباتك لسا هنا ؟!
, ليلى وهي تتّجه لغرفة الملابس: أيوه هنا هيتعشّوا معانا بعدين هيروحوا .. عادت للغرفة تمدّ له ملابسه ومنشفة كبيرة: يلا خش خد دوش ومتتأخرش ، صحّي سيف ينزل كمان هو مأكلش حاجة من مبارح ..
, ابتسم لها بحنان وجذبها من ذراعها هاتفاً: هو أنا قولتلك أنك وحشتيني ؟!
, ابتسمت تضع يديها على صدره بحركة مُحبّبة له ولها: وأنت كمان وحشتني أووي أووي ..
, رفع حاجبه هاتفاً: ده إحنا اتطوّرنا بقا ؟!
, رفعت نفسها تُقبّله أعلى غمّازته اليتيمة هامسة: أه هتطوّر وحسّن من أدائي شوية ..
, ضحك مُجيباً: لا من ناحية الأداء ف هو عاجبني جداً يا حرَمُنا المصون ..
, ضحكت هاتفة: وبرضة لازم أطوّر نفسي يا زوجنا المصون ..
, أدهم بخبث: ما تيجي أقولّك حاجة ..
, ابتعدت عنه هامسة: بس يا أدهم الجماعة مستنّين تحت ..
, قرّبها منه هامساً: يستنوا كمان شوية مش هيحصل حاجة ..
, ابتسمت ناظرة نحوه بعشق لتُحيط عنقه بذراعيها تتعلّق به وهو يُحيط خصرها بذراعيه مُقترباً منها بحبّ ، قبل أن يُغمض عينيه شاتماً نفسه وحياته وكلّ من يعرفه أو لا يعرفه وهو يستمع لصوت سيف يقول جملته المشهورة: أنتوا بتعملوا إيه ؟!
, ضحكت ليلى بخجل وابتعدت عن أدهم هاتفة: متتأخّروش على العشا ..
, استدار له ليراه مُعتدلاً بجلسته على السرير ناظراً نحوهم بسخرية ليقترب منه هاتفاً بحنق: قوم يا زفت إنزل إطفح سمّ اللي ياخدك ..
, رفع حاجبيه هاتفاً: مالك متعصّب كده مش تبص حوليك قبل م تعمل حاجة الأول ؟! بعدين أنتوا ليكوا أوضة تلمكوا ..!
, وسّع عينيه بذهول وجذبه من ملابسه هاتفاً بغيظ: أمال إيه اللي شايفه حوليك يا حيوان أوضة مين دي يا تافه ؟!
, نقل سيف نظره في المكان ليهتف: معليش متآخذنيش مش مركّز أووي أصلي دلوقتي حتى صحيت .. ثم ابتعد عنه هاتفاً: أنا إيه اللي جابني هنا ؟! مش قولتلك يا واد يا أدهم بلاش الحركات دي متقدرش تنام من غير م كون جنبك إيه لسا عيل صغير بتخاف من البعبع حضرتك ؟!
, دفعه يُبعده من أمامه متّجهاً نحو الحمام: غور من وشي يا حيوان الأوضة دي هقفلها هتبقى مُحرّمة عليك من يوم ورايح ..
, خرج سيف من الغرفة هاتفاً: هنشوف ، إعمل كده وشوف هيحصلّك إيه ..
, صرخ أدهم بغصب من داخل الحمام فاقداً أعصابه من الغيظ: أنت بتهدّدني يا واطي يا زبالة ؟! أنا هورّيك صبرك عليا يا تافه يا جزمة يا جحش ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, بعد يومين ..
, كان يجلس في الكفتريا التابعة للشركة وهي تنظر إليه بخجل غريب عليها ، هذه ثاني مرّة يجلسان سويّاً وفي المرة الأولى لم تتعدّى الخمس دقائق وأمضتها بمحاولة أن تكون ثقيلة ، وهو أمضاها بالخجل والتردد ، ولكن قلبها لا يستوعب قصر المدۃ وكأنه يعرفه منذ زمن ، أما هو فلا يعلم ماذا أصابه يُريد التعرّف عليها أكثر ، يُريد الجلوس معها ، تأمّل ملامحها وحركاتها ..
, هتفت بمحاولة لخلق حديث: يعني أنت بقالك متخرّج سنتين ؟
, أومأ برأسه لتهتف فجأة: أنت عندك كام سنة ؟!
, ابتسم أمير مجيباً: 25
, اختفت ابتسامتها هامسة بخفوت: العمر كله ..
, قطّب جبينه متسائلاً: مالك ؟!
, رفعت نظرها نحوه هامسة: مفيش اتأخرنا على الشغل هطلع المكتب ..
, أمسك ذراعها يمنعها من النهوض هاتفاً باهتمام: لا قوليلي الأول مالك زعلتي من إيه ؟!
, نظرت إليه بصمت وحزن وهي تتذكّر حديثه المُختصر في المرّة الماضية بأنه يُريد أن يقتربوا من بعضهم أكثر ويتعرّفوا أكثر ، قطّب جبينه بحيرة ليهتف فجأة: أنتي زعلتي عشان أنتي أكبر مني بسنة ؟!
, نظرت إليه هاتفة: وبالنسبالك عادي الموضوع يعني ؟!
, هتف بصدق: طبعاً عادي وأكتر من عادي كمان .. أمسك يدها بغير شعور هاتفاً بلهفة: سهى اسمعيني أنا عارف من البداية إنك أكبر مني بسنة ومع ذلك حبيت أتعرف عليكي وأقعد معاكي ، مش عارف أنا انجذبت ليكي كده إزاي بس اللي عارفه إنك بقيتي شاغلة كل تفكيري متخليش العمر يأثّر على علاقتنا أنا حاسس من نظراتك ليا إن إحساسك تجاهي زيي بالظبط صح ؟!
, لمعت عيناها من حديثه هامسة بخجل وهي تُبعد يدها عنه: بس ، بس أنا أكبر بسنة و٣ نقطة
, قاطعها هاتفاً باندفاع وجرأة لم يعرف بأنها موجودة لديه: سنة واحدة لا هتقدّم ولا هتأخّر في ناس كتير أووي بيتزوّجوا وبكون الفارق سنة وسنتين وخمسة ، أنا بالنسبالي مفيش مشكلة يا سهى المهم الإنسانة اللي هرتبط بيها تكون كويسة وكون مرتاح معاها ومتفاهمين ، الحب ميعرفش عمر يا سهى ..
, رفعت حاجبيها بدهشة من كلامه المُندفع هاتفة: حب !؟
, تراجع بخجل طفيف ولا يعلم كيف فلتت أعصابه وقال كل هذا الكلام ولكنه كان صادقاً به تماماً: أيوه يا سهى أنا حاسس تجاهك بحاجات غريبة أول مرة بحس بيها ، برتاح وأنا معاكي ، قلبي بدق جامد أما بشوفك ، بحس نفسي فرحان أووي أما بشوف ضحكتك من أول يوم شوفتك بيه علطول بفكر بيكي وبتخيلك معايا ، لو كان ده حب فأنا بحبك يا سهى بحبك أووي ..
, ابتسمت بخجل تُخفض رأسها هامسة: وأنت كمان ..
, أمير: أنا كمان إيه ؟!
, سهى بخجل: أنت كمان شاغل تفكيري أووي ..
, ابتسم أمير باتساع هاتفاً: يعني هتديني معاد مع أبوكي صح ؟!
, خفتت ابتسامتها هامسة بهدوء: أبويا متوفي **** يرحمه ..
, أسرع هاتفاً: أنا آسف مقصدتش ، **** يرحمه
, أومأت برأسها بخفوت ليقول بتردد: يعني مين ليكي حد كبير أتكلم معاه ، مامتك أخواتك أو عمك أي حد ..
, ابتسمت سهى وقلبها ينبض فرحاً فلم تتوقّع أن يحدث كل ما تتمنّاه بهذه السرعة ، خلال عدة أيام أحبته وهو أحبها لا تصدّق تشعر بنفسها سندريلا وقد أحبها الأمير من أول نظرة ، همست داخلها بإطراء: برافو عليكي يا سهى يابت أم سهی و**** ومطلعتيش قليلة .. أما أعمل نفسي تقيلة شوية وصعبة المنال ..
, تحمحمت هاتفة: مش شايف إننا اتسرّعنا أووي يعني ناخد على بعض شوية الأول ..
, هتف بلهفة: هناخد على بعض أما نخطب ونتزوج ، أنا بصراحة مش شايف إننا متسرعين حاسس إني عايزك تبقي معايا بأسرع وقت ..
, اتسعت ابتسامتها ولم تستطع إخفائها وقد كانت خائفة من فكرة تراجعه لتهتف: عندي أخويا الكبير هبقى أقوله وآخدلك معاد ..
, ابتسم هاتفاً: يبقى كده متفقين ، بس أرجوكي قوليله يقدم المعاد وميتأخرش .. ثم هتف بعدها بتوتر: سهى !؟
, نظرت نحوه بصمت ليتابع: أنتي عندك مشكلة لو سكنتي مع أهلي ؟! ماما وأخواتي البنات ؟!
, ابتسمت سهى وداخلها تهتف: ده أنا لو هعيش معاك فقفص بتاع فيران مفيش مشكلة ياخويا ..
, ثم هتفت: أمير أنا بالنسبالي مفيش حاجة مهمة أكتر من إني أعيش مع الشخص اللي بحبه ويحبني ونعيش بسعادة وراحة حتى لو هعيش معاه فأوضة واحدة .. أهلك هما أهلي وأخواتك هيكونوا أخواتي الصغيّرين ، أنا وحيدة معنديش أخوات بنات ولا أخوة غير أخويا الكبير ، يبقى بالنسبالي إني أعيش مع أهلك هيبقى حلم واتحقق ..
, ابتسم باتساع ولمْ يدرِ ماذا يقول ، فقط شعر بأن الدنيا بدأت تضحك له بعدما قست عليه سنين طويلة ، عمله أصبح ثابتاً بمعاش يكفيه ويزيد ، كسب أصدقاء جدد أوفياء لن يجد مثلهم أبداً ، والآن الإنسانة التي اختارها شريكة حياته تُخبره بأنه الأهمّ في حياتها ، أغمض عينيه شاكراً ربه على ذلك العوض الجميل ..
, نهضت سهى قائلة: إمشي نروح اتأخرنا على الشغل ..
, نهض معها: هروح المكتب معاكي هسلّم على أدهم ..
, ابتسمت له وصعدا معاً في المصعد وما إن دخلا مكتبها حتى هتفت بفرح: موسى !؟
, اندفعت نحوه تُعانقه هاتفة: مجيتش مبارح ليه ؟!
, موسى بابتسامة لأخته الصغير الوحيدة: وحشتيني يابت ، معليش كان عندي شغل أووي ..
, يد قوية سحبتها بعنف من ذراعها صارخاً: أنت إزاي تحضنها كده أنت اتجنّنت ؟!
, رفع موسى حاجبيه بدهشة ناظراً نحو سهى ثم نظر له هاتفاً: إيه ده أمير أنت بتعمل إيه هنا بعدين أنت مالك ؟!
, صرخ أمير بغيرة وغضب: مالي بقا عايزني أشوفك قدامي بتحضنها وأفضل ساكت وتقولي مالي ، وأنتي يا آنسة إزاي تسمحي لنفسك تحضنيه كده !؟
, هتفت سهى باندفاع: إهدا يا أمير ده مش حد غريب ، أعرفك موسى أخويا الكبير بس باين أنكوا عارفين بعض ..؟
, وسّع عينيه بذهول ورمش ببلاهة ناظراً نحوهم: أخ إيه يا عينيا ؟! مين أخ مين ده أخوكي ؟!
, ابتسمت تهزّ رأسها بسرعة ليلطم وجهه بادئاً بالنّحيب الذي تعلّمه من سيف: أه ياني ياماا يا نصيبتي يا وقعتي السودة نهار أسود ومنيل بستين نيلة عليك وع اللي جابوك يا أمير ..
, قطّب موسى حاجبيه هاتفاً لأخته: سهى ماله ده ؟!
, هزت كتفيها بحيرة: مش عارفة و**** ، تفتكر هو اتبسط أووي أما عرف أنك أخويا ؟!
, نظر نحو ذلك الذي مازال ينتحب ليهمس بفخر: أكيد طبعاً هيتبسط بشوفتي بس أنتي تعرفيه منين ؟!
, سهى بصوت عالٍ: ده الشّخص اللي حكيتلك عليه ودلوقتي كان بقولّي عشان آخد معاد معاك ..
, لمعت عيناه بشدة والتفت نحو أمير وقد اتسعت ابتسامته ليقترب منه يحتضنه بقوة وحماس هاتفاً: هو ده ؟! و**** وطلع ذوقك حلو يا بت يا سهى ، أهلاً أهلاً ومرحباً بصهري العزيز إزيك ياعم أمير عامل إيه يا حبيبي !؟
, ضحكت سهى بسعادة هاتفة: شوفت يا أمير ده أخويا واعتبر إن الموافقة حصلت عليها من دلوقتي ..
, حاول أمير التملّص من ذراعيّ موسى اللتان تعصرانه وهو يُشدّد عليه بفرح ليهتف بفزع: موافقة إييه ؟! أنا مش هتجوّز مش هتجوز إبعد عني يا جدع أنت إبعد ..
, سهى بهدوء: متتكسفش يا أمير موسى زي أخوك **** !
, أمير بسرعة: زي أخويا وأنتي أخته يبقى أنتي زي أختي مينفعش نتجوّز سيبوني فحالي **** يستر عليكوا دنيا وآخرة ..
, ثمّ دفع موسى بعيداً عنه مهرولاً بسرعة خارج المكان ..
, نظر موسى لسهى هاتفاً: بيتكسف أووي ده ..
, ضحكت تومئ برأسها بغباء: أووي أووي ، أكيد فرحان علشان أخد الموافقة من دلوقتي ، حبيبي يا موسى يا قلب أختك أنت ..
, موسى وهو يُعدّل ثيابه: حبيبتي يا سوسو أنا ليا مين غيرك ، قوليله يجي النهاردة لو عايز مفيش مشكلة أمير ده غالي عليا أووي ..
, ثم دخل لمكتب أدهم مغلقاً الباب ورائه واقترب منه هاتفاً: أوامرك يا باشا ..
, رفع أدهم نظره نحوه هاتفاً بغيظ: إيه الحفلة الي عاملينها برا دي ؟!
, ابتسم موسى هاتفاً: بنحتفل بزواج أختي يا باشا ..
, رمش ببلاهة هاتفاً: أختك ؟! هو أنت ليك أخت غير سهى ؟!
, موسى: لا لا هي أختي سهى يا باشا هتتزوّج قريب ودلوقتي العريس كان برا ..
, أدهم: متقوليش إنه طلب إيدها منك دلوقتي برا ؟!
, موسى: لا هو باينته بيتكسف شويتين تلاتة أمير وأنت عارفه ..
, هبّ من جلسته كالملسوع صارخاً: أميير ؟! أمير هيوقع الوقعة السودة دي ويتجوز أختك ؟!
, قطب موسى حاجبيه هاتفاً: وقعة سودة ليه يافندم أختي مالها حضرتك ؟!
, تحمحم أدهم هاتفاً وهو يلوّح بذراعيه: إحم لا أبداً أختك سهى مفيش زيها بس أنا خايف على أمير بصراحة ، أصل هي متعرفش حاجة غير الشغل أنا خايف إنها متكونش عارفة تتزوج برضه ..
, ابتسم موسى ببلاهة: لا لا هي بتعرف يا باشا بس أمير لازم يخفّف شوية من كسوفه أصل كده مش هيساعد ..
, نظر نحوه بغيظ وأغمض عينيه يُهدّئ من نفسه ليعود ويجلس وراء مكتبه هاتفاً بجدية: إيه اللي حصل معاك ؟!
, موسى بجدية: زي م قولت لحضرتك على الفون مصطفى كل تحرّكاته تحت عينينا مبيروحش مكان غير حولين الفيلا والقصر ..
, أومأ أدهم بهدوء هاتفاً: وأحمد ؟!
, موسى: قالنا نسيبه دلوقتي لغاية م يدينا خبر ..
, ضغط على قبضتيه مفكّراً ليهتف بعدها: أي حاجة يقولّك عليها أحمد تخبرني بيها الأول وأنا بعدين هقولك لو هتنفّذها أو لأ فاهم ؟!
, موسى: حاضر يا باشا ..
, أدهم: وخلي بالك أحمد ميعرفش إنك بتعرّفني اللي بيحصل تمام ؟!
, أومأ برأسه إيجاباً ليتابع أدهم: خلي عينك على مصطفى وشوفلي حالة مامته عاملة إيه ..
, موسى: إحم مامته دخلت غيبوبة يا فندم ..
, قطب جبينه هاتفاً: مصطفى عرف ؟!
, موسى: مش عارف يا فندم بس هو مرحلهاش المستشفى ولا مرّة ..
, عاد بظهر للخلف وغرق في تفكير عميق ليهتف بعد لحظات: خدلي معاد مع الدكتور منصور دكتور نور بأسرع وقت ..
, أومأ برأسه ليهتف أدهم بحزم: متنساش اللي قولتلك عليه ، كل تحركات مصطفى وأحمد وسيف توصلني فاهم ؟!
, موسى: حاضر يا فنذم متقلقش ..
, خرج موسى من المكتب ليبقى أدهم ينظر أمامه بتفكير عميق ، يُفكّر بشيءٍ ما لا يعلم صحّته ولكنه سيحاول ، مازالت النيران مُشتعلة داخله ولكن ما حدث قد قلب كلّ الموازين ، خاصّة بعدما علم بأن أخته مازالت طاهرة لم تُمسّ بسوء ، فرك جبينه بإرهاق وقراره يعتمد على ماسيقوله الدكتور منصور ، وبعدها سينفّذه مهما كان الثمن ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, مساء ..
, استيقظت نور من غفوتها ، لتقترب منها ليلى هامسة: وأخيراً صحيتي .. عاملة إيه دلوقتي ؟!
, نظرت حولها للظّلام الذي حلّ لتهتف بهدوء: كويسة .. ماما فين ؟!
, ليلى: قبل شوية خرجت كانت قاعدة عندك من لما نمتي ..
, أومأت برأسها بهدوء ونظرت أمامها بصمت ، لتقترب ليلى تحتضنها هامسة: مالك يا نور ، قوليلي بتفكري في إيه يا حبيبتي ؟!
, بقيت صامتة والدموع بدأت تغزو وجهها لتمسح ليلى دموعها هامسة: مش قولنا كفاية عياط ؟! مش عايزة أشوف وشك الجميل ده مليان دموع تاني .. أنتي كويسة يا نور كل اللي عشتيه كان كابوس وصحينا منه كلنا ، متعمليش فنفسك كده يا نور أنتي قوية لازم تواجهي كل حاجة زي م أنا واجهت .. أنا مرّيت بحاجات كتير أووي لو كنت ضعفت واستسلمت مكنتش دلوقتي عايشة السعادة مع أدهم رغم إني مش عارفة أنا مين ولا أهلي مين ، بس أنا قويت وأدهم معايا قوّاني وساعدني زي م هو دلوقتي مستنّي إشارة واحدة منك عشان ياخدك فحضنه ويقف معاكي ، أخواتك بحبوكي أووي متئذيش نفسك وارجعي زي م كنتي عشانهم ..
, ازداد بكاء نور لكلامها لتحتضنها ليلى مربّتة على كتفها وتركتها لتُفرغ شحنة حزنها وبكائها .. هدأت أخيراً وشهقات خافتة تخرج منها لتنظر نحو ليلى بهدوء .. بقيت تنظر لها بتردّد لتقول أخيراً بتقطع وصوت مبحوح من أثر البكاء: ع عايزة أا أبيه ، عايزة أبيه أدهم ..
, ليلى: عايزة أدهم ؟! عايزاه يجيلك هنا أنتي متأكدة ؟!
, أومأت نور برأسها وعادت للبكاء هامسة: عايزة أبيه أرجوكي محتاجاه ..
, ابتسمت ليلى بلهفة وخرجت مُسرعة وقلبها ينبض بسعادة لحبيبها الذي سترى أخيراً لمعة عيناه السّعيدة .. وصلت إلى الصّالة حيث يجتمع الجميع بمن فيهم أحمد وإسراء ومروة وعبير لتهتف بأدهم: أدهم نور صحيت وعايزة تشوفك ..
, هبّ من مقعده ناظراً لها بعدم تصديق ليهتف بانفعال: بتقولي إيه ؟!
, ليلى بابتسامة: بقولك هي عايزاك روحلها يلّا هي قالتلي عايزة أبيه أدهم ..
, بقيَ لحظات ينظر نحوها بذهول لتشقّ ابتسامة وجهه لا إرادياً ولمعت عيناه بتأثر ، وانطلق يصعد درجات السلّم بلهفة ، يُتابعه أحمد بقلب خافق .. وضع يده على قلبه وشعور عظيم اجتاحه .. هي تُريد أدهم ، وهو يُريدها ، يُريد أن يأخذها بين ذراعيه ، يضمّها بجنون ويُشبع شوقه واحتياجه لها .. هو غبي ، مُغفّل هو وقلبه الذي عاش معها سنين كثيرة والآن فقط قد بدأ بالنبض لها مُضيّعاً عليه سنين طويلة ..
, في الأعلى ..
, اندفع داخلاً إلى غرفتها ناظراً نحوها بلهفة .. انتفضت ناظرة نحوه ببكاء ليتراجع بخوف من انتفاضتها خائفاً عليها ، ابتلع ريقه ينظر إليها باهتزاز ودمعة ساخنة سقطت على وجنته وهو يراها أمامه وقد طلبته ، تُريده هو ، قلبه خافق ، خائف عليها وخائف من صدودها تجاهه من جديد ..
, زال خوفه فجأة عندما مدّت يديها نحوه كطفلة صغيرة ترتجي حضن والدها ليندفع نحوها جاذباً جسدها الصغير لتغرق داخل أحضانه الدافئة ..
, خوف كبير اجتاحها عند رؤيته ولكن حاجتها له كانت أكبر .. لتُدرك بعدها أن خوفها ذاك مُجرّد أوهام اصطنعتها بنفسها ، فهو والدها وأخيها سندها وأمانها الذي لو خانها العالم أجمع هو سيبقى وفيّاً لها ..
, تشبّثت به باحتياج تدفن نفسها داخل أحضانه أكثر ، وهو يُشدّد من احتضانها حتى تكاد تتكسّر ضلوعها غير عابئاً بألمها وهي غير مُهتمّة به ، تُريد فقط أن تشعر بالأمان الذي افتقدته طويلاً وهو يُريد فقط أن تعود صغيرته ، نوره نور حياته ..
, بقيت لحظات طويلة مُتشبّثة به وهو يقبّل رأسها ووجهها بفرح وسعادة ، مسح دموعها بيديه مُبتسماً لها هامساً: وحشتيني يانور وحشتيني أووي ..
, عادت للتشبّث به من جديد ليُفتح الباب فجأة ويدخل سيف الغاضب والذي لم يقدر أحد على منعه هو وعناده من الدخول ..
, تشبثت بأدهم أكثر حالما رأته وهي تتذكّر ثورته عندما اعترفت بالفاعل ليستدير أدهم نحوه هاتفاً: أنت دخلت إزاي ؟!
, اقترب سيف منهم قائلاً بغضب مكبوت: دخلت من الباب ، يعني أنت بس اللي يحقّلك تدخل ؟!
, ثم قام بتنعيم صوته مُقلّداً نور هاتفاً بسخرية: والغبية دي ، أبيه عايزة أبيه جيبولي أبيه إن شاء **** تولّعي أنتي وأبيهك ده ..
, رفع أدهم حاجبيه وهو يجذب نور الساكنة إلى أحضانه أكثر: إطلع برا يا سيف ..
, نظر نحوه هاتفاً بعناد: مش خارج ، مش لوحدك عايز تطمّن على أختك أنا برضه ..
, زفر أدهم بضيق وكاد أن يطرده من جديد قبل أن يستمع لصوت نور الخافت: سيف ؟!
, ابتسم سيف بلهفة واقترب منها يُبعد أدهم بعنف عنها ناظراً نحوه بانتصار ، وجلس قرب نور يبتسم باتساع لتبادله الإبتسامة بتردد ليجذبها فجأة ويحتضنها بشوق وحنان هامساً: طول عمرك حيوانة وغبية مش تقولي إن ليكي أخ أسمه سيف غير أبيهك الغبي ده !؟
, أدهم: احترم نفسك يا سيف ..
, لمْ يجبه واحتصن نور أكثر التي ابتسمت وهي تُشاهد ملامح أدهم المغتاظة من كلامه ..
, دخلت ليلى في تلك اللحظة تبتسم بسعادة وتتشبث بذراع أدهم السعيد ، نظر نحوها وعيناه تلمعان بحب ليخرجا سوياً من الغرفة ..
, ليلى بابتسامة: أنا فرحانة أوي ، خفت أووي من كلام الدكتور قبل كده بس نور أثبتتلنا إنها قوية ، أنا فرحانة برضه عشانك ، عايزة أشوف ضحكتك من قلبك تاني ..
, ابتسم بهدوء وراحة كبيرة تسلّلت إلى قلبه ، وجذبها فجأة إلى أحضانه يعانقها بفرح ويشمّ رائحتها العبقة التي يعشقها هامساً: أنتي نعمة فحياتي يا ليلى ، مش هقدر أعيش من غيرك أبداً حياتي كلها معلقة بيكي ..
, تحسّست نبضات قلبه المتسارعة فرحاً وحباً وبقيت صامتة للحظات طويلة مُتمتعة بدقات قلبه أسفل رأسها ، ليخرج سيف من الغرفة ووقف ينظر إليهم هاتفاً: أنتوا بتعملوا إيه مش ليكوا أوضة تقعدوا بيها ؟!
, نظر نحوه أدهم هاتفاً: و**** مبقتش عارف ، حتى الأوضة بتاعتنا بتطلعلنا منها فجأة ..
, هزّ سيف كتفيه بصمت ولا مبالاة واتجه نحو غرفته وقد تبدّلت ملامحه فجأة ، هاقد اطمأن عليها وعادت أخته كما كانت ، والآن انتقامه سيبدأ ٣ نقطة
, ٣٥ العلامة النجمية
, دخل الغرفة بهدوء .. صمت ساكن في المكان فقط دقّات قلبه الصّاخبة التي تملأه .. وقف قرب الباب بهدوء وقد كانت جالسة على سريرها بسكون ، تنبّهت على دخول أحدهم لتستدير له وينتفض قلبها شوقاً وحُبّاً .. لمعت عيناها العسليّتان وهما تغرقان في ليل عينيه ، من غير شعور منه ابتسم .. ابتسم للمعان عيناها العاشقة التي بات يُدمن النظر إليها ، تلك النظرة من شغف وجموح ، خجل وبراءة قاتلة تظهر له هو فقط ..
, اقترب بخطوات بطيئة وعيناه لمْ تنزلا عن عينيها اللتين تُطالبانه بالإقتراب أكثر ، جلس قربها على السرير ينظر نحوها بصمت ، لتُبادله النظرة بأخرى والصمت بصمت آخر ..
, ابتلع ريقه وهو يشعر بغصّة مؤلمة داخله ، تذكّر مُعاناته وحيداً طوال الفترة الماضية ، سهره ليالٍ طويلة وحيداً في منزله يتخيّلها أمامه في كلّ ركنٍ منه ، يتخيّلها تُرفرف أمامه كفراشة من غرفة لأخرى ، تُحيل ظُلمته نوراً بنورها ، وتلوّن منزله الكئيب بألوان ضحكاتها وعيناها ..
, إحساس كبير بالوحدة داهمه عندما لم يكن قربها ، هي فقط من ستملأ عليه حياته ، وهي فقط من ستحوّل وحدته ويُتْمه لعائلة كبيرة سعيدة ، صوتها فقط من سيُطرب أذنيه واسمه من بين شفتيها يعشقه ..
, همس بتقطع بعينين مليئتين تأثّراً وصدقاً كبير: وحشتيني ..
, نظرت نحوه وعيناها تلمعان ليتابع بشرود: وحشتيني أووي ، حياتي بقت ضلمة من غيرك ، مكنتش متوقّع فحياتي إني هحس كده وهشعر بالوحدة دي رغم كل اللي حوليا بس عشان أنتي مش جمبي ، مكنتش متوقّع إني هحب واحدة زي م بحبك .. بنت هتبقى كل حاجة ليا وهتبقى حياتي معلّقة بيها .. مشاعري جت فجأة ، خطفتيني بلمح البصر دقات قلبي مبقتش ملكي ، أنتي بقيتي كل حاجة يا نور كل حاجة ..
, غصّ صوته في آخر كلماته ، وكلامه يخرج من قلبه المُرهق بكمّ مشاعره الجيّاشة ..
, سالت دمعة حارقة مُستسلمة من عينيه أحرقت قلبها لتمدّ يدها بارتعاش تمسحها وقلبها مازال ينبض له ، نبضات صاخبة نادمة ، متألمة وعاشقة ..
, نور ببكاء: بحبك يا أحمد ، بحبك أووي
, رفع نظره نحوها وقلبه ازداد نبضه هامساً: بتحبيني صح ؟! بتحسّي كده تجاهي زي م أنا بحس ؟!
, ابتسمت هامسة بدموع: بحبك من زماان من قبل م انت تحبني ، أنت كنت لسا شايفني أختك الصغيرة بالوقت اللي أنا كنت شايفاك أكتر من كده ، شايفاك حبيبي وكل حياتي ..
, ابتلع ريقه يقترب منها ويُحاوط وجهها بيدين مُرتجفتين ، هامساً بغير تصديق وعينيه امتلأتا بالدموع: بتحبيني ؟! أنا مش بحلم صح ؟ أنتي صاحية ورجعتي ليا زي م كنت بدعي كل يوم ؟ أنتي رجعتيلي تاني وبتحبّيني زي م بحبك صح يا نور حياتي ؟!
, بكت وهي تستمع لكلامه وإحساسها بأنها ظلمته يكبر داخلها لتهتف برجاء: سامحني يا أحمد ، سامحني عشان خاطري ..
, وضع إصبعه فوق شفتيها يمنعها من الكلام هامساً بحنان وتأثّر: هشش مش عايز أسمع حاجة ، عايز أسمع بس أنك بتحبيني زي م بحبك ، بتفكّري بيا زي م بفكّر بيكي ، إني بوحشك زي م بتوحشيني ، إنك هتبقي مراتي زي م هبقى مراتك بقصد جوزك ..!
, انفجرت ضاحكة من بين دموعها التي بلّلت وجهها ، ورفعت يديها تمسح دموعها وهي تُحاول تمالك ضحكاتها المرتفعة ، ليبتعد عنها مُبتسماً ببلاهة وعيناه دامعتان ..
, هدأت ضحكاتها أخيراً ناظرة نحوه بابتسامة هادئة ، لتتذكّر كلامه المُتأثر وتعود للضحك من جديد ..
, هتف بها: م خلاص بقا كانت زلّة لسان ، فعلاً إنك غبية على رأي أخوكي سيف ..
, ازدادت ضحكاتها عندما استمعت لصوته الحانق ، لتبتسم أخيراً هامسة بتأثر: هبقى مراتك ؟!
, ابتسم بحب هاتفاً: أمال مرات مين ، مفيش واحدة هتدخل قلبي وبيتي غيرك ، مفيش واحدة هديها اسمي غيرك انتي .. ومفيش حد هيبقى جوزك غيري فاهمة ؟!
, اتسعت ابتسامتها بسعادة ليهمس: خليكي مبتسمة كده ، ضحكتك هي اللي بتحييني يا نور ، بحبك و**** بحبك أووي ..
, ابتسمت بخجل وحُمرة طفيفة طغت على وجهها ، ليقترب منها يطبع قبلة فوق جبينها قبلة حانية أدمنتها منه خلال الأيام الماضية ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, بعد يومين ..
, دخلت من باب الفيلا مهرولة وهو تصرخ وخلفها دخل سيف راكضاً وراءها بغضب ..
, نظرت حولها لترى أحمد جالساً في الصالة لتتجه صاعدة درجات السلم هاتفة: ملكش دعوة ده تلفوني وأنا حرة بيه ..
, صعد خلفها صارخاً: تعالي هنا وهاتي الفون يا مروة بلاش غباء ..
, ركضت في الطابق العلوي بسرعة هاتفة: بس مش هتمسح الصورة ..؟
, صرخ بغضب: لا همسحها لأنك مجنونة وحيوانة و**** لربيكي يا مروة هاتي الفون لحسن أكسره فوق دماغك وأكسر دماغك كمان ..
, اقترب متها لتصرخ بفزع راكضة وتصطدم بأدهم الذي خرج من غرفته هاتفاً بهم: فيه إيه أنتي وهو بتزعقوا كده ليه ؟
, اقتربت منه مستنجدة: إلحقني يا أبيه ده عايز يضربني ..
, نظر نحوه بغضب: نعم ؟!
, اقترب سيف هاتفاً: بلاش كدب يامروة وهاتي الفون ولا عايزاني أقوله كل حاجة ؟!
, نظر أدهم نحوهم صارخاً: كفاية أنتوا التنين حد يقولي فيه إيه؟
, هتف سيف: دي الحيوانة مروة خُد الفون بتاعها وشوف اللي هي عاملاه ..
, رفع حاجبيه باستغراب ونظر نحو مروة قائلاً: إديني الفون يا مروة ..
, نظرت نحو سيف بغيظ ليرفع لها حاجبيه باستفزاز ، عادت بنظراتها نحو أدهم هاتفة بابتسامة: ما بلاش !؟
, مدّ يده أمامها هاتفاً بحزم: الفون يامروة ..
, مروة بتوتر: اسمع مني بلاش ..
, بقي ينظر إليها بصمت ويده ممدودة لتستسلم في النهاية وتضع هاتفها في يده المفتوح على صورة سيف وهو نائم ..
, وسّع عينيه بصدمة ناظراً نحوها: إيه ده ؟!
, ابتسمت بتوتر هاتفة: مفيش بس حبيت شكل سيف ، بصّ قد إيه حلو وكيوت قولت لنفسي أما أصوره وأحتفظ بيها ك ذكرى جميلة ..
, هتف سيف بغضب: كدابة دي صورتني وقبل شوية كانت بتستفزني وبتغيظني بيها ..
, جذبها أدهم من أذنها هاتفاً : قولتيلي كيوت مش كده !؟
, صرخت هاتفة بألم: ولا كيوت ولا حاجة خلاص خد الصورة والفون كله لو عايز ..
, نظر نحوها سيف بنصر هاتفاً: عشان تعرفي أنتي بتلعبي مع مين يا شاطرة٣ نقطة
, صرخ هو الآخر عندما أمسكه أدهم من أذنه هاتفاً بهم: أعمل فيكوا إيه مش عارف ، الحقّ عليا أنا إزاي سمحت لعيال صغيرة يخطبوا قال وعايزين يتجوّزوا ..
, سيف: أنا مليش دعوة يا أدهم هي اللي دماغها زي دماغ السمكة ..
, مروة بغيظ: من عاشر القوم بقا ..
, هتف أدهم بتحذير: بسس مش عايز كلمة زيادة ، شايفين لو اللي بيحصل دلوقتي اتكرّر ولّا أي حركة من حركاتكوا التافهة هعمل إيه ؟! هلغي الخطوبة من أساسها ومفيش خطبة وزواج لغاية م حس أنكوا كبرتوا فاهمين ..
, هتفت مروة بلهفة: أنا بالنسبالي فاهمة شوف الأخ هنا ..
, سيف بسرعة: م أنا فاهم من زمان و**** .. كل حاجة إلّا الخطوبة ..
, تركهم أدهم بملامح منزعجة واتجه يبتعد عنهم بعدما أعطى الهاتف لسيف الذي مسح الصورة فوراً وعلى وجهه علامات الإنتصار ..
, نزل إلى الأسفل ليجد ليلى تُحاول كتم ضحكاتها ليبتسم لها قائلاً: شوفتي قلّة العقل ؟! مش عارف وافقت على خطبتهم إزاي ..
, رفعت حاجبيها بتعجّب ولكنها ضحكت تماشياً معه ليسمعا صراخ إسراء وهي تخرج من المطبخ بملامح غاضبة وهي تتّجه نحو ليلى التي صرخت بضحك وأسرعت تختبئ وراء أدهم ..
, إسراء: أنتي اللي حطيتيها مش كده ؟!
, ضحكت ليلى هاتفة: معليش كنت بجرّبها بس وجت فيكي ..
, نظر نحوها أدهم وهو يرفع حاجبيه باستغراب: فيه إيه ؟!
, هتفت إسراء بغضب وغيظ ناظرة نحو ليلى الضاحكة: الحيوانة دي لا مؤاخذة حطت بالطبق بتاعي حرباية ..
, رفع حاجبيه بذهول هاتفاً: حرباية ؟! جابتها منين دي ؟!
, ضحكت ليلى هاتفة بفخر: لا دي حرباية اصطناعيّة مش حقيقية .. هههه و**** منظرك مسخرة بجد ..
, اقتربت إسراء منها بغيظ لتهرب ليلى من طريقها متابعة ضحكاتها وأدهم يقف مكانه بذهول ، كان يظنها تضحك لأفعال سيف ومروة ليكتشف بأنها أكثر جنوناً منهم ، ضرب كفاً بالأخرى متمتماً: عايش ف حضانة أنا ولا إيه ؟!
, قطّب جبينه ناظراً نحو أحمد الصامت يجلس بشرود ويمسك بيده هاتفه .. اقترب منه متمعّناً بالنظر إليه ليهتف بعدها: نور فين ؟!
, رفع أحمد رأسه متنبّهاً على اسم نور الذي نطقه ليجيب: طلعت أوضتها قبل شوية ..
, هتف بقلق: ليه مالها تعبانة !؟
, أحمد بنفي: لأ كويسة .. مالك أنت بتسأل عليها ؟
, نظر نحوع بصمت عدة لحظات ليقول بعدها بهدوء: عايز أتكلم معاها ف موضوع ..
, أحمد: موضوع إيه ؟!
, اتجه أدهم نحو السلالم هاتفاً: هتعرف بعدين ..
, تابعه أحمد بعينيه بسكون وهو لا يعلم بماذ يفكر ..
, في مكان آخر ..
, دخل تلك الغرفة المتوسّطة .. كانت خالية إلّا من طاولة خشبية صغيرة حولها كرسيّين .. وقعت نظراته على ذلك الواقف قرب النافذة ينظر إليه بجمود ..
, خرج العسكري مُغلقاً الياب ورائه ليهتف كامل بغضب: جاي هنا بكل بجاحة بعد إيييه ؟! قولتلّك خرجني من هنا بأسرع رقت وأنت مصدقتش إني اتحبست ..
, بقي مصطفى ينظر نحوه بعينين جامدتين ، داخلهما لمعة غريبة يراها كامل لأول مرة .. احمرار كبير يسكن زرقاوتيه وهالات سوداء مُتعبة تستكين أسفلها .. اقترب منه غير مبالٍ بحالته فمنذ متى وهو يهتمّ لأحد غير نفسه ..
, جلس على إحدى الكراسي يتّكئ بمرفقيه على الطاولة أمامه ورفع نظره إليه هاتفاً بحدة: وبعدين ، جاي هنا عشان تسكت ؟! المحامي ال٣ العلامة النجمية مقدرش يخرّجني ترفده من شغله معانا وتجبلي محامي تاني فاهم ؟!
, ابتسم مصطفی بسخرية ، سخرية اجتاحت كل ملامحه هامساً: بصفتي إيه ؟!
, قطب جبينه بحدة: بصفتك إزاي يعني ؟!
, اقترب منه مصطفى ومازالت اللّمعة الغريبة داخل عينيه هامساً ببطء: بصفتي إيه عايزني أسمع كلامك ده .. بصفتي إيه عايزني أساعدك تخرج ..؟
, صرخ به بنفاذ صبر: بصفتك ابني .. ولا البيه فرحان إن أبوه بالحبس وبقا يتسرمح على كيفه ؟ حتى شركاتي بدل م تسندها قبل م تقع سايبها كده ..
, ازدادت الإبتسامة الساخرة على وجهه هاتفاً: تصدّق مش عارف أفرح أو لأ .. فعلاً زي م انت قولت أبويا بالحبس .. هههه حاجة تشرّف بتنقّل من أب لأب والتنين يطلعوا بالحبس عمرك شوفت زي ده ؟!
, ضيّق عينيه ناظراً له وكأنه مُختل عقليّ ليهتف صارخاً : أنت مجنون متوّهش الكلام يا مصطفى .. المرة دي مش هسيبك قبل م تعمل حاجة وتخرجني ، ممنوع عني الزيارة بس أنت قدرت تدخل يبقى هتقدر تخرّجني من هنا ..
, بقي ينظر إليه بجمود ليُبادله كامل النظرات متنهداً وقال أخيراً بما أوصله إليه دماغه الجشع: عايز كام ؟!
, رفع حاجبه هاتفاً: كام إيه ؟!
, ضغط على قبضته بحدّة: فلوس .. عايز كاام عشان تخرّجني من هنا أنا عارفك كلب فلوس ..
, مصطفى: زيك تقصد .. كلب فلوس زيك وزي أخوك ..
, هتف به بشراسة: إخلص وجاوبني عايز كان ولّا عايز شركة ، هفرغلك شركة باسمك المهم أخرج من هنا ..
, وقف مصطفى ببطء وعيناه عليه يُتابع ملامحه الحادة ليهتف ببطء: مش عايز أسمي يتوسّخ بشركاتك ال٣ العلامة النجمية ٣ نقطة ولو تديني فلوس الأرض كلها مش هخرجك من هنا فاهم يااا .. يا كامل بيه ..
, رفع نظره إليه بغير تصديق هاتفاً: أنت بتتكلم كده إزاااي ؟!
, مصطفى بجمود: أتكلّم براحتي ، لأن جه اليوم اللي مصطفى السّاكت كلّ السنين دي يتكلّم ، جه اليوم اللي يدافع عن نفسه يعيط ، يصرخ وميحبسش فقلبه زي زمان ..
, كان كامل ينظر إليه بغرابة وحيرة ، كان كلامه غريباً عليه ولا يُناسب الموقف أمامه .. همس باستغراب: أنت عايز إيه ؟!
, لحظات طويلة بقي ينظر إليه يتذكّر حياته التي عاشها معه منذ طفولته ، يتذكّر معناته تشكيكه به وسحبه بالقوة كل فترة للتّحليل وكشف هويته .. لو أنه اكتشف من وقتها بأنه ليس أبنه لما كانت حياته هكذا الآن ، لما كان وصل لهذه الدرجة من الحقد والقسوة .. واليأس !
, تكلّم أخيراً بصوت خارج من بئر عميق: عايز أعرّفك الحقيقة .. الحقيقة اللي كنت مخدوع بيها من زماان ..
, طالعه بنظرات حذرة حائرة لينطق مصطفى ببطء وحقد وألم: حقيقة إني مش ابنك ..
, لاحظ جحوظ عينيه ببطء ، إهتزازة عضلة فكّه ومحاولته النطق بلا فائدة .. كانت نظراته غير مستوعبة: إا إييه ؟!
, مصطفى بجمود يُخفي خلفه ألماً كبيراً: مش أبنك يا كامل بيه أنت ملكش عيال يااا ٤ نقطة يا عمي ..
, جحظت عيناه أكثر وهبّ من جلسته ناظراً نحوه بجنون: ع عمي !؟؟
, ارتفعت زاوية فمه بنصف ابتسامة ساخرة مكسورة: أه عمي .. أنا ابن شريف يا كامل بيه .. ابن شريف اللي قدر يضحك عليك من زمااان ولسّا لحد دلوقتي ..
, هزّ رأسه بنفي مجنون مُتمتماً بذهول: لأ .. لا كداب هو هو كداب هو قال كده عشان يكسرني مش عارف إزاي هيدمّرني ملاقاش غير الطريقة دي ..
, ابتسم بسخرية: ليه أنت هتتكسر لو مطلعتش ابنك ..؟! ليه أنت اعتبرتني ابنك فيوم من الأيام ..
, نظر نحوه بجنون ليصرخ مصطفى: قولي اعتبرتني ف يوم ابنك ، سألت عني اهتمّيت بيا عرفت أنا بحب إيه وبكره إيه عرفت أنا عايش إزاااي ؟! هتتكسر لييه يا كامل بيه ؟! عشان أخوك خدعك ؟! عشان رغم كل اللي عملته بيه هو اللي انتصر في الآخر ..؟
, ابتلع ريقه غير مستوعب ، أطرافه ترتجف ليعود ويجلس فوق كرسيه بإنهاك ..
, حلّ صمت فجأة إلّا من أنفاسهم التي تتسارع بقوة .. فجأة شعر بشيء يُحاوطه .. يدين تمسكان به بقوة .. فتح عينيه المرهقة ليجد نفسه داخل أحضان مصطفى ..!
, همس خافت قرب أذنه أرسل قشعريرة في جسده: صح إنك مش أبويا بس لازم أودعك ..
, ابتعد عنه أخيراً ليرفع كامل نظراته نحوه بتشتت ، استدار مصطفى سريعاً من دون أن ينظر نحوه وخرج من الغرفة مُغلقاً الباب خلفه بهدوء ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, مساء ..
, رن هاتف أدهم ليرفعه إلى أذنه: نعم ؟!
, رفع حاجبيه بجمود هاتفاً: هو فين دلوقتي ؟! ٧ نقطة متعملش حاجة سيبه أنا جاي ..
, أغلق هاتفه لينهض عن مائدة الطعام يُمسك سترته ويرتديها على عجل ..
, ليلى: أدهم فيه إيه رايح فين ؟!
, نظر نحوها بابتسامة: مفيش مشكلة كده في الشغل مش هتأخر ..
, ابتعد سريعاً خارجاً من الفيلا لتتابعه عينيّ ليلى بقلق بالغ ويضيّق سيف عينيه بريبة وهو يشعر بأنه يُخطط لشيء ..
, كما قالها نزار .. شكراً مع خالص احتقاري ..
, في مكان آخر ..
, كان يجلس على كرسي قرب سريرها .. ينظر لها بصمت وأفكار قاتلة .. شريط حياته معها يُعاد أمام عينيه يقتله ويزيد من ألمه واختناقه ..
, لم يشعر بنفسه سوى يبتسم هامساً وهو يعلم بأنها لن تسمعه ولن تُجيبه كالعادة طوال تلك السنين: دي نهايتي يا أم مصطفى ؟! شكراً شكراً ليكي عشان عيّشتي ابنك بالجحيم ..
, أغمض عينيه لا يُريد الحديث أكثر ، حياته تدمّرت أمامه ، أمله الوحيد في النجاة من هذا الوحل الذي يعيش به قد ذهب .. وحيد هو الآن تماماً ولم يعد يتحمّل وحدته ..
, نهض عن كرسيّه وانحنى يُقبّل جبينها بصمت .. صمت يقتله ولا يستطيع أن يفعل شيء مهما تكلّم ، صرخ ، بكى لن يجد أحد قربه ولن ينفعه ..
, خرج بخطوات بطيئة ، ذهن شارد وعينين تحجّرت الدموع داخلهما .. اطمئنّ خلال الأيام السابقة عن نور .. ملاكه البريء الذي أذاه أبشع أذيّة .. يعلم بأن الجميع حاقد عليه ، من أرادهم قربه هم الآن يتمنّون موته وهو سيحقّق لهم هذه الأمنية ويُخلّصهم منه ..
, في مكان آخر ..
, كان يجلس في غرفة واسعة متهالكة فوق كرسيّ خشبي قديم .. يحني جذعه ويتّكئ بيديه فوق ركبيته ناظراً أمامه بصمت .. عيناه مُظلمتان كليلٍ بهيم مُخيف وعقله يصوّر أمامه صوراً كثيرة لطُرق انتقامه ..
, رفع هاتفه يُطالع الوقت وقد طلب منهم إحضاره إليه .. استمع فجأة لصوت سيارة تقترب .. انتفض ناهضاً عن مقعده بقلب خافق متسارع .. خرح من باب المخزن الحديدي ليُلاقيه ضوء سيارة قادم باتجاهه .. رفع يده يحمي عينيه من ضوئها الذي شقّ الظلمة حوله ..
, صمتٌ هو كلّ ما تلقّاء لينزل يده أخيراً ينظر أمامه ، ليهتف بصدمة: أدهم !؟
, اقترب منه بخطوات جامدة وعينين أكثر جموداً ليقف أمامه تماماً هاتفاً: أيوه أدهم ..
, نظر أحمد وراءه لم يجد أحد ليرفع نظره إليه صارخاً وقد فلتت أعصابه: هو فييين ؟! وديتوه فيين أنطق ..؟
, تكلم أدهم بجمود: محدش جابه أصلاً ..
, وسع عينيه بصدمة صارخاً: موسى !؟ الكلب موسى كان بقولّك كل حاجة صح ؟! أنت كنت عارف ومنعته يجيبه ؟!
, بقي صامت ينظر إليه ليقترب منه أحمد يُمسكه من ملابسه صارخاً: أنت عايز إييه ؟! ليه مخليتوش يجيبه ؟! عايز تسيبه يفلت بعملته وتسيب حق أختك ؟؟
, لم يتحرّك أدهم من مكانه وتابع نظرات الجمود نحوه ليقول أخيراً: أنت قولتها ، حق أختي .. يبقى أنت مالك !!؟
, اهتزّت عيناه وأفلت قبضتيه عنه ليهتف بشراسة: أختك أنا ربيتها معاك يا أدهم متنساش ده ..
, ابتسم أدهم بجمود: مش ناسي ، ولسا بقولك نور أختي وأنا اللي لازم أجيب حقها أنت مالك ؟!
, صرخ به بغضب: لأنك مش عارف تتحرك ولا تعمل حاجة أنت ساكت لحد دلوقتي وسايبه على كيفه .. يبقى أنا دلوقتي اللي هاخد حقها ومصطفى هقتله بإيديا دوول هعيشه جحيم ف عمره م عاشه ..
, بقي ينظر إليه بصمت ، مُلاحظاً ثورته ، رجفة جسده من الغضب والقهر .. يعلم جيداً إحساسه ناحية نور ولكنه لا يعترف ..
, نظر حوله قائلاً بهدوء: إرجع ع الفيلا محدش هيجيلك هنا ..
, رفع نظره إليه بثورة: هجيبه .. لو رجالتك مجابهوش أنا هجيبه وهاخد حقّي منه وأقتله ..
, نظر إليه هاتفاً بصوت جامد: مش من حقك ..
, صرخ بثورة: لأ حقي .. حقي إني آخد بتار نور اللي أنا ربيتها على إيديا ، حقي أنتقم لكل الأيام اللي عشناها بعذاب وبقهر وهو السبب .. حقي أنتقم ليا ولنور ..
, تابع أدهم بنفس الصوت الجامد: لا مش من حقك .. عارف ليه ؟!
, اقترب منه أكثر هامساً: لأن اللي اتأذّت بتكون أختي .. واللي أذاها بكون مصطفى .. أخويا !؟
, نظر إليه بغير تصديق هز رأسه يُحاول الإستيعاب ليصرخ به: أخووك ؟! أنت بتعتبره أخووووك يا أدهم ؟!
, ابتعد أدهم عنه هاتفاً: ملكش دعوة ، أنت شيل إيدك من الموضوع ده خالص وإرجع الفيلا الرجالة برا مش هيسمحولك تروح مكان تاني ..
, اقترب منه يُمسكه من ملابسه بعنف يهزه بجنون: أنت اتجنّنت ؟ أنت حصل لعقلك حاجة أكيد أنت مش أدهم اللي بعرفه ..
, نظر نحوه يُبعد يديه عنه بقوة هامساً: هنتكلّم بعدين ..
, كاد يُجيبه ليوقفه رنين هاتف أدهم وقد رفعه لأذنه سريعاً ٣ نقطة لاحظ تغيّر ملامحه ، تقطيبة حاجبيه وضغطه علی قبضتيه بشدة ..
, أنهى أدهم الإتصال وانطلق بسرعة نحو سيارته ..
, صرخ به أحمد: فيه إيييه يا أدهمم ؟!
, أجابه وهو يستقلّها: مفيش أنت ارجع الفيلا يا أحمد وهنتكلم بكل حاجة بعدين ..
, تركه وانطلق بسيارته بجنون وأحمد ينظر في إثره نظرات مُشتعلة وغاضبة ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, - في وقت ألمك ، قِف ساكناً حتى يمرّ الحزن .. أو اضحك عالياً حتى يمرّ الناس ..
, ٣٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, يقف أعلى ذلك الجسر .. ظلام حوله تضيئه أنوار الشارع الخالي في هذه الساعة المتأخّرة .. نظر إلى المياه المُظلمة أسفله .. يُطالعها بنظرات يائسة متألّمة .. الجميع يُريد الخلاص منه .. وهو بات يكره نفسه ويُريد الخلاص منها أيضاً ..
, أغمض عينيه مُتنهّداً ودموع حارقة بدأت بلسع وجهه .. حاول منعها ولكنها أبت إلّا أن تسقط وتزيد ناره اشتعالاً .. لمْ يبقَ له شيء في هذه الحياة أبداً .. الشيء الوحيد الذي كان يعيش لأجله انتهى .. حياته استحالت رُكاماً وهو لن يقف على الأطلال يبكي ندماً وحسرة ، كفاه ما بكاه طوال حياته ، يكفيه ندمه الذي ينهش داخله بلا رحمة .. يكفيه ألمه ودموعه التي لا تنضب ..
, فتح عينيه لتنهمر دموعٌ أكثر كالشّلال ، هذه آخر مرة سيبكي بها ، آخر مرة سيضعف ، وآخر مرة سترتفع شهقاته كطفلٍ صغير ..
, منذ صغره لمْ يبالِ أحد ببكاءه بشهقاته المتألّمة وأنينه الموجع ، ويعلم بأنّ لا أحد سيبالي الآن ، ولكنه يُريد أن يبكي لقد ودّع الجميع ألا يحقّ له أن يُودّع دموعه التي رافقته أكثر من عشرين سنة ..!؟
, ارتفعت شهقاته حتى شقّت عنان السماء ، ظلام حوله كظلام حياته وروحه ، وجعه يزداد مع كلّ دمعه يذرفها وحرقة قلبه لا ترحمه ..
, أمسك الحافّة أمامه بيديه ، ليرفع جسده بإنهاك ليصعدها ، أصبح واقفاً أعلاها ، الهواء البارد يلفحه ويُبعثر دموعه الحارقة ويُبردها ، لا يشعر بالبرد فناره المُشتعلة تزيد إتّقاداً .. الماء تحته يجري بسكون مُخيف ، سكون يُناديه ليُحيله إلى جنون وثورة .. نظر نحو السماء بألم ، يشعر بقطراتٍ خفيفة من المياه لا يدري أهي دموعه أم مياه الأمطار التي بدأت بالسقوط لتمحي ذنبه القاتل ، هل لمثله **** ؟! هل مثله يملك حقّ طلب الغفران ؟! لا أحد يُجيبه ، لا أحد معه ليفهمه ليشعر بألمه وخوفه ، يأسه وانهياره .. ولا أحد يمنحه هذا الحق ..
, نظر إلى الأسفل ، يرى على صفحة الماء ضحكاتٍ صاخبة لطفل صغير يركض في أحياء فقيرة ، مليئة بدفءٍ وحبّ .. يرى وجوه الماضي أمامه يرى ضحكاتهم ، حنانهم ودفئهم ، يسمع أصواتهم في أذنيه ويراهم يمدّون أيديهم إليه يُنادونه نحوهم ..
, ابتسم باتساع وسط دموعه التي مازالت تتساقط مع قطرات المطر المُنهمرة ، مدّ يديه نحوهم بشرود يُريدهم أن يحتضنوه يُريد لآخر مرة أن يشعر بالدّفء الذي افتقده .. اتّسعت ابتسامته وتغبّشت الصورة أمامه ورجله تتأرجه في الهواء وأصواتهم مازالت تُناديه ، مدّ رجله الثانية يفتح ذراعيه أكثر وجسده بدأ بالتهاوي في الهواء مُغمضاً عينيه ينتظر دفئاً وحناناً يحتاجه ..
, كل ما لاقاه هو برودة ، برودة قاسية استحكمت في جسده وآلمته ، خفتت ابتسامته الحالمة لتبهت شيئاً فشيئاً ، ذبُلت عيناه المتأمّلة وضمّ ذراعيه التي كانت مفتوحة ينتظر عناقاً وأخفضهما إلى جانبيه ، رفعهما إلى جسده ، يضمّ نفسه بنفسه ، يُعانق جسده وروحه بنفسه كما فعل دوماً ، يفرك جسده بحنان ودفء يُقدّمه لنفسه بيأس وحسرة وموت بطيء بدأ يتسلّل إلى خلاياه ..
, انحبست أنفاسه ، ورغم انقطاع الهواء عنه ورغم معرفته بالسباحة والعوم لم يتحرّك ، كان مُستسلماً لكلّ شيء ينتظر لحظة خلاصه وراحته ينتظر فناءه كما ينتظره الجميع ..
, أغمض عينيه باستسلام وجسده بدأ بالتراخي ، يداه خانتاه أيضاً لتترك جسده وتفكّ عناقه مستسلمة حوله بيأس ..
, يدٌ قوية شعر بها حوله ، ذراعان صُلبتان تُمسكان جسده بقوة كادت تكسره .. صوت مياه متخبّطة حوله ، وقوة هائلة تدفعه إلى الأمام ، يسمع كل شيء ويشعر بكل شيء ولكن جسده انهار ، جسده استسلم ولا يُريد معرفة شيء ولا ينتظر شي آخر .. ازداد اختناقه مع ازدياد قوّة اليدين الليتين تتشبّثان به ، صدرٌ قوي عريض شعر به يسنده ، رأسه مال ناحيته بانهيار يتّكئ عليه بإنهاك وهو لا يعرف هويته ، فقط مُستسلم مهما كانت نهايته ..
, سحبه حتى الحافة ليرفعه بنفَسٍ كاد ينقطع وأنفاس لاهثة ، سحبه على الأرضية الترابية يُمدّد جسده المُستكين أمامه .. جلس قربه يضرب وجنته بقوة يحاول إفاقته ..
, صرخ به وهو يضرب وجنتيه ويهزّ وجهه بعنف: مصطفى !؟
, أخفض يديه يضعهما فوق صدره يُحاول الضغط عليه بقوة عدة مرات وهو يصرخ به ليستفيق ، شهقة قوية خرجت منه أخيراً لينتفض جسده بادئاً بالسعال المخيف ..
, وضع يده على صدره وقد رفع جذعه يحاول أخذ أنفاسه التي قُطعت وهو يسعل بشدة .. لحظات غامت عيناه بالدموع من جديد حالما أدرك بأنه مازال حياً .. شهقات بكاءه ارتفعت مع شهقات أنفاسه المقطوعة لتملأ صدره غصّة مؤلمة ..
, رفع نظراته للواقف أمامه ، لينتفض بصدمة وهو يرى أدهم واقفاً بجمود غريب ، نظراته قاتلة مُرعبة ورغم ذلك يرى داخلهما نظرة غريبة لم يستطع تفسيرها ..!
, فتح فمه يُحاول إخراج الكلام من بين دموعه وأنفاسه اللّاهثة: أا أده٣ نقطة
, لم يكدْ يُكمل الكلمة حتى حطّت على وجنته صفعة قوية عادت لتُسقط جسده المتعب أرضاً ، رفع نظره لأدهم الذي اقترب منه وقد ازدادت نظراته حدة .. ليُحاول رفع جسده ناظراً إليه لتطيح به صفعة أخرى صمّت أذنه وكادت تكسر أسنانه من قوّتها ..
, صرخ به أدهم: أنت اتجننت ؟! عايز تقتل نفسك ؟! عايز تموت كافر أكتر م أنت عشت حياتك وسخ وقذر ؟!
, رفع نظره إليه بصمت ودموعه عادت لتحرقه وهو يستمع لهتاف أدهم الشرس: عايز تهرب ؟! تنتحر بدل م تكفّر عن أغلاطك بدل م تتلقّى اللي هيحصلك وتنال جزائك ؟!
, تمتم قائلاً بدموع: أنت ليه أنقذتني ؟!
, صرخ أدهم: عشان مش أنت اللي هتقتل نفسك ، بقالي زمااان عايز أخد بتاري وأنتقم ومش واحد زيك هيضيّعلي تعبي ..
, انحنى نحوه هامساً بشراسة: موتك هيكون على إيديا أنا مش إيديك أنت ، مش هسمحلك تخلّص نفسك من غير م تلقى عقابك على إيديا ..
, تراجع بجسده يهز رأسه بجنون هاتفاً بقهر: لأ .. لأ سيبني أنا كنت هموت كنت هخلّصكوا مني أنقذتني لييه ؟! عايز مني إيه ؟! سيبوني فحالي أنا سيبتلكوا كل حاجة سيبتكلوا الدنيا باللي بيها ..
, أدهم بغضب: محزرتش .. مش على كيفك ، مش أنت اللي بتنهي حياتك بالسهولة دي ، فين مصطفى الحاقد اللي عايز يقتل وينتقم ..!!؟
, صرخ مصطفى بثورة وقهر: أنا انتقمت ، أه انتقمت اغتصبت اختك ددممّرتكوا أه صح انتقامي مش كامل بس ددممّرتكوا ، وجّعتكوا حرقتلكوا قلوبكم زي م قلبي بيتحرق من زمااان ..
, نهض واقفاً أمامه بجسد مُترنّح: سيبني فحالي بقا خليني أمووت ..
, أدهم بجمود: هتموت ، بس مش على إيدك .. هتموت لما أنا بقرر .. بس الأول هخلّيك تتمناه ومتطولهوش .. هخلّيك تتعذب ..
, صرخ مصطفى بيأس: مش عايز .. لأ مش عايز أنا هموت ، أنا بتعذب عايز أرتاااح ، مش عايز أموت على إيدكوا أنتوا لأ ، إلّا أنتوا ، العيلة الوحيدة اللي بتمنّاها مش عايز أموت على إيديها ..
, اقترب أدهم منه هاتفاً بقسوة: للأسف أمنيتك دي مش هتتحقّق .. مش هسمحلك تموت .. مش هسمحلك تئذي نفسك بنفسك كل حاجة هعملها أنا بنفسي .. فاهم ؟!
, سقط أرضاً يبكي ، يبكي بحرقة وكأنه لم يبكِ منذ زمن ، شهقاته ارتفعت والأمطار حوله تزايدت ، وأدهم يقف أمامه بجمود يُتابعه بعينين غريبتين داخلهما استكان ألمٌ قاتل ..
, هتف به بجمود: قوم ارجع القصر يلّا ..
, رفع رأيه نحوه وقد تبلّل وجهه بدموع ومياه : أنت ليه بتعمل كده .. ليه مش تقتلني دلوقتي ؟! طب لييه متعذّبنيش دلوقتي ؟!
, هتف أدهم: لسا وقتك مجاش .. من هنا ورايخ اللي أقوله أنا هيتنفّذ .. إنسى إنك مصطفى .. إنساه خالص ..
, صرخ به بألم: أنت عايز مني إيييه ؟! سيبني فحالي يا أخي مش عايز أعيش مش عايز أفضل كده إبعد عني .. هموت هقتل نفسي ومحدش ليه دعوة بيا ..
, بقيَ ينظر إليه بجمود مُقطباً حاجبيه ليهتف أخيراً: عشت كل حياتي بحمي عيلتي .. عشت اللي محدش عاشه وعانيت اللي محدّش عاناه .. وصلت لهنا حسّيت إني خلاص ارتحت ، عيلتي كلها فأمان حسيت إني نجحت ووصلت للّي عاوزه ٣ نقطة بس للأسف بالنهاية اكتشفت إني فشلت .. فشلت إني أنقذ عيلتي ..
, غصّ صوته متابعاً: فشلت إني وقّف معاهم وساعدهم ، اكتشفت إن مش كلّ عيلتي بخير .. اكتشفت إن في حد سيبته ورايا قبل عشرين سنة ، حد من عيلتي لسّا موجود بالبر التاني .. لسا بالبرّ اللي أبحرت و هربت أنا وعيلتي منه ، برّ الحقد والقسوة ..
, ازدادت شهقات مصطفى يأساً وضرب على قلبه قهراً هامساً: أنت عايز إيه قولي وريّحني يا أما سيبني أمووت وأرتاح ..
, أدهم بجمود: مش أدهم عز الدين اللي يسيب حد من عيلته محتاح .. مش أدهم عز الدين اللي يسيب حد من أخواته يموت كده ..
, رفع نظره إليه فجأة ، ينظر بغرابة وجنون .. هتف بقهر: مش أخوك .. أنا مش أخوك أنت ملكش أخوات غير سيف ونور .. أنا مصطفى عدوّك ، ابن عدوك ، مصطفى اللي عاش كل حياته حاقد عليك ، اللي عاش كل حياته عايز يقتلك وينتقم منك .. أنا مش مصطفى بتاع 10 سنين ، أنا تغيّرت .. بقيت إنسان تاني ، بقيت شيطان لازم تبعد عني ..
, أدهم: ومين قال إن أخويا مصطفى اللي قدامي دلوقتي ..؟! اقترب منه هاتفاً بهدوء وألم: أخويا اللي بعرفه عمره 10 سنين ، أخويا اللي بتكلم عنه هو مصطفى الطفل اللي ميعرفش إيه يعني حقد وقتال ..
, صرخ به بأعصاب مُتلفة: بس أنا عااارف ، عارف أقتل عارف أحقد وأنتقم ، إبعد عني هتستفاد مني إييه ؟! كنت آه كنت العيل اللي ميعرفش حاجة كنت العيل البريء بس العشرين سنة دوول كبّروني .. العشرين سنة دول زرعوا جوّايا سوااد كبير ..
, أدهم: وأنا همحي من حياتك العشرين سنة دول .. مصطفى اللي هاخده عمره 10 سنين بس .. الطفل اللي ملاقاش حد يربيه طوال السنين اللي فاتت أنا هعيد تربيته من جديد .. هبدأ من عمر10 سنين .. همحي كل السّنين اللي صنعت منك مصطفى القاعد قدّامي دلوقتي ..
, همس مصطفى بتعب متوجّع: مش هتقدر .. إبعد عني يا أدهم مش هتقدر ..
, همس أدهم بقسوة: أدهم اللي واجه كل صعوبات الحياة ، اللّي واجه أعدائه من أقرب الناس ليه ومع ذلك كبر وتعلّم ووصّل عيلته للّي هما بيه دلوقتي ، مش هيصعب عليه يربّي عيل عمره10 سنين ..
, رفع عينيه إليه ، رُغم الإهانة التي تعرّض لها ، رغم نعته بأنه *** صغير يحتاح التربية لم يتأثّر ، ربما لأنه فقد الإحساس أو ربما لأنه يشعر بصدق حديثه .. هو ربّى نفسه بنفسه ، تربّى على الظلم والحقد والحرمان ليُغذي مصطفى الحاقد داخله ويُميت مصطفی الطيّب البريء .. هو لم يجد من يُربيه ، لم يجد أحد حوله أبداً حتى ولو كان حيوان أليفاً يتبعه كظلّه .. لا أحد أبداً ..
, بقي ينظر داخل عيني أدهم .. والآن فقط استطاع تفسير نظراته الغريبة التي لمحها .. نظرات ، خوف .. ألم .. قسوة وتردّد .. أدهم الذي عرفه طوال عمره يُصارع نفسه وحقده ونار انتقامه ليُعيده إلى سنين غابرة .. ليُعيده لنقطة واحدة حيث كان مازال معهم وبينهم .. يُعيد الزمن إلى تلك الفترة التي ترك بها فرد من عائلته من غير أن يُنقذه .. تركه للظّلم وقسوة الحياة بغير إرادته وغير معرفته ٣ نقطة وهاقد علم به الآن ، علم بأنه موجود وقد أحالته الحياة لوحشٍ حاقد .. وعليه الآن إعادته للبداية ولكن هذه المرة أن يأخذه معه كما أخذ عائلته سابقاً أن ينقذه كما أنقذهم ..
, فاق من سرحانه على وصول رجال أدهم حولهم .. وقف موسى بالقرب من أدهم الذي استدار نحوه قائلاً: خدوه للقصر ، ميخرجش منه أبداً لحد م أنا أقول ..
, اقترب الرجال يُحاولون رفع جسد مصطفى المتراخي ليُدخلونه إلى السيارة ويدخل أدهم سيارته ينطلق خلفهم بغير شعور ٣ نقطة
, دخان كثيف بدأ بالظّهور لهم ، دخان مع ألسنة نار عالية مُلتهبة تظهر بوضوح كلّما تقدموا من القصر .. ضيق أدهم عينيه بحذر وأسرع في قيادته حتى تخطّى سيارة رجاله أمامه ليقف أمامه القصر فجأة ويترجّل منها يشاهد الدمار أمامه ..
, فتح عينيه بشدة وهو يشعر بأنه داخل أحد الأفلام .. قصر بأكمله بحترق أمامه ، ألسنة اللهب تتصاعد وتضرب عنان السماء .. دخان كثيف حوله شكّل غيمة أعلاه .. رجال كثيرون ينتشرون في المكان وسيارتي إطفاء وصلتا في نفس وقت وصوله ..
, اقترب بخطوات مرتعشة وهو ينظر لجثث رجال كامل التي انتشرت فوق الأرضية .. دماء في كل مكان وأصوات صراخ وتألم ..
, ابتلع ريقع صارخاً بأحد الرجال أمامه: فيه إييه ؟! إيه اللي بيحصل ..؟
, كان أحد رجال كامل الناجين من هذه الحادثة ليقول بسرعة وتلعثم: هجموا علينا ، ضربوا علينا رصاص وحرقوا القصر .. ده فاروق بيه مفيش غيره ..
, أدهم: مين ده مين فاروق ده ..؟
, تردّد الرجل ليمسكه أدهم صارخاً به ليصرخ بخوف: فاروق بيه رجل الأعمال المصري اللي عايش بفرنسا ، كان ليه شغل مع كامل بيه وكامل بيه خانه وسرقه ، والمعروف عن فاروق إنه متوحش مبيسبش حقه وليه علاقاته مع عصابات ومع مافيا وهو اللي عمل كل ده ..
, دفعه أدهم عنه ينظر حوله بجنون .. لقد فاق كامل كل توقعاته .. كان يعلم بأن أعماله قذرة مشبوهة ولكن أن يوقع نفسه بأشخاص كهذا لم يكن يتصوّر ..
, نظر بتشتت نحو مصطفى الذي نزل من السيارة راكضاً بجنون .. يصرخ وهو يرى القصر أمامه يخترق .. لقد عاش به أسوأ أيام حياته ولكنه أمضی كل حياته به ، قصر طفولته وشبابه .. يحترق أمامه وكأنه لا شيء أبداً ..
, صرخ برعب وجنون وعينان تذرفان دموعاً وهو يركض إلى الداخل .. حاول الرجال منعه ولكن ثورته كانت أعظم ليدخل عبر الباب مُنطلقاً نحو الدرجات يصعد إلى غرفته التي لم تمسّها النار بعد .. بكى بجنون وهو ينظر حوله .. اتجه نحو خزانته ليفتحها يُبعثر مابداخلها يُخرج صندوقاً خشبياً صغيراً ..
, جلس أرضاً يتحسّسه بيدين مرتجفتين ، صندوق طفولته البريئة ، صندوق حياته القصيرة التي عاشها بهناء .. بكى أكثر وهو يتذكر مافعله وما عاشه .. بدأ يسعل باختناق والدخان الكثيف طغى على غرفته ..
, ضمّ الصندوق إلى صدره وضمّ جسده متكوّراً حول نفسه وكأنه قد عاد فعلاً *** العاشرۃ ، كان يُريد الموت والخلاص وهاقد أتاه .. على الأقل سيموت الآن مودّعاً الجميع وبين يديه برائته وطفولته المفقودة ..
, ازداد سعاله بشدة واستحال جسده للون أسود نتيجة الدخان الكثيف .. صوتٌ اخترق عباب الدخان .. صوت صارخ خائف: مصطفى .. مصطفی ..
, صوت بدأ بالوضوح أكثر والإقتراب أكثر .. واختناقه ازداد أكثر .. ليرتخي جسده ضائقاً صدره وساقطاً فوق الأرضية الباردة ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, في الفيلا ..
, كان يجلس يهز قدميه بتوتر وثورة ، يُحاول الإتصال به منذ فترة وهو لا يجيبه .. صرخ بجنون: مش بيرد ، مكنش لازم أسيبه كده أخوك هيمنعني أخد حق أختك .. عايزني أسيب مصطفى يفلت باللي عمله ..
, اقترب منه سيف الذي كان يمشي أمامه ينتظران أدهم حتى يأتي ليهتف: أنت الحق عليك .. عايز تنتقم مش كده .. مش تلجأ لرجالة أدهم .. عايز تنتقم روح انتقم بنفسك .. بعدين رايح تنتقم لوحدك .؟! مش شايف إن في حد تاني عايز ينتقم زيك ؟!
, رفع نظره إليه بغضب: و**** الحد التاني قاعد بالعسل ، كل اللي بيعرفه هو الجنون والهيافة وسايب كل حاجة ، ع القليلة حاولت أوصلّه حاولت أنتقم مش زيك ..
, ابتسم سيف بسخرية ليهتف بجمود: ومين قالك إني سايب كل حاجة ؟! أنا عارف بعمل إيه كويس ومصطفى هنتقم منه .. بس اللي عقلك الغبي معرفوش إن أدهم مش سايبنا .. أدهم براقب كل تحرّكاتنا من يوم الحادثة لحد دلوقتي .. أنا عارف كل ده وعارف إن مهما كان اللي هنعمله هو هيكشفه ويقف بطريقنا .. أنا مستني بس يمل مستي فرصة اقدر اتحرّك براحتي .. أنت مع الأسف رغم معرفتك الكبيرة بأدهم بس عينيك معميّة عن كل ده وغبائك زاد ..
, صرخ به أحمد رغم أنه شعره بأنه على حق: خلاص يا سيف ، أنا سكنتك كتير أووي لاحظ إنك بتغلط بيا ، مش معنى إني سكتلك وسيبتك ده يديك الحق تزيد وتبجح في الكلام ..
, نظر نحوه بغضب وهمّ أن يجيب ليقاطعه هاتف أحمد الذي تعالى رنينه ، انتفض الإثنان بترقب ورفع أحمد هاتفه: أيوه يا مجدي عرفت حاجة ؟!
, توسعت عيناه بصدمة ليقترب منه سيف ناظراً له بلهفة واستفهام .. تمتم أحمد: أنت متأكد ؟!
, أغمض عينيه بغير استيعاب مُغلقاً هاتفه هو ينظر أمامه بشرود ..
, صرخ سيف: في إيه يا أحمد مجدي قالك إيه ؟!
, رفع نظره إليه بتشتت هاتفاً: القصر .. قصر كامل بيحترق كله ..
, رفع حاجبيه بذهول هاتفاً: إزاي ؟! يعني إيه قصر فحاله بيحترق إزاي حصل ده ؟!
, هز أحمد رأسه بشرود هاتفاً: مش عارف ، بيحترق كله ورجالته مقتولة .. ثم عاد بنظراته إليه هاتفاً: وأدهم هناك .. هو ورجالته ..
, ضيق عينيه ناظراً نحوه بحذر وقلب نابض: تقصد إيه ؟!
, بقي ينظر إليه ليهتف بعدها: هو هناك ، ومصطفى هناك ..
, تعالت أنفاسه هامساً بغير تصديق: ح حرقه ؟! ه هو حرق القصر بمصطفى ..؟!
, لم يُجبه أحمد ليبقى سيف واقفاً ينظر أمامه بتشتت .. هل يُعقل بأن من فعل ذلك أدهم ؟! هل أوقف أحمد عن انتقامه لينتقم منه بهذه الطريقة ؟!
, لا يُنكر بأنه يتمنی موت مصطفى ولكن ، بهذه الطريقة البشعة ؟! هل وصل حقد أدهم وغضبه لهذه الدرجة ؟!
, حل الصمت عليهم لحظات طويلة ، لم يجرؤ أحدهم على الكلام .. لينتفضا فجأة حالما فُتح باب الفيلا وأدهم دخل منه بخطوات بطيئة وهيئة .. مُزرية ..
, اقترب منهم ينظر إليهم بجمود ليبادلوه النظر بريبة وذهول .. كانت ملابسه مشققة أو محترقة .. وجهه وذراعيه ممتلئان سواداً .. هيئته فوضوية وهناك احمرار طفيف في وجهه وذراعه ..
, هتف أحمد بجنون: أنت عملت إيه يا أدهم ؟!
, لم يُجبه ليبتلع سيف ريقه هامساً: حرقته ؟!
, لم يتلقوا إجابه ليتمتم سيف بتشتت: حرقته يا أدهم ؟! أ أانت حرقت مصطفى والقصر ؟!
, تكلم أخيراً بهدوء: ماما فين ؟!
, نظر له أحمد بضيق وهو يعلم بأنه لن يتكلم إن لم يُرد دلك ليهتف: أمك نايمة بقالها زمان عايزها ليه ؟!
, ابتعد عنهم متجهاً نحو غرفة والدته: عايزها بموضوع روح انت اللبيت ..
, نظروا لبعضهم بحيرة وأدهم يدخل غرفة والدته رغم معرفته بأنها نائمة ، كاندائماً يؤجّل حديثه معها حتی تستفيق والآن يدخل إليها بتلك الهيئة المقلقة ويريدها في موضوع لا يستطيع تأجيله ..!
, سيف: أحمد اتكلم مع حد لازم نعرف اللي حصل ..
, هز رأسه هاتفاً: أدهم مش عايز يتكلم يبقی رجالته كمان مش هيتكلموا ..
, اتجه سيف نحو الباب: أنا رايح القصر عايز أعرف كل حاجة ..
, جذبه أحمد قبل أن يخرج هاتفاً: مفيش خروج يا سيف مش ناقصنا قلق أكتر من كده .. بكرا هنعرف كل حاجة خليك أنت هنا ومتزيدش غضب أدهم أكتر ..
, اتجه أحمد نحو الباب: أنا هخرج انت إياك تخرج من هنا فاهم ؟!
, أومأ سيف برأسه بشرود ليتابع أحمد: استنى أدهم وشوف لو هتقدر تفهم منه حاجة أنا رايح ..
, عاد ليومیء بشرود وعقله يعمل بسرعة يحاول معرفة ما يحدث أمامه ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, طرقت الباب عدة طرقات خفيفة .. لتفتح لها ليلى الباب وعلى وجهها أثار النوم همست بقلق: نور أنتي كويسة مالك ؟!
, تنهدت قائلة: أنا آسفة جيت بدري كده بس عايزة أتكلم مع أبيه شوية ..
, قطبت ليلى جبينها لتهتف: عايزاه ليه هو لسا مفاقش ..
, تراجعت نور وفركت أصابعها بتردد لتهتف: خلاص هرجع بوقت تاني ..
, اسرعت من أمامها لتغلق ليلى الباب مضيقة عينيها بحيرة ..
, اتجهت نحو السرير تجلس قرب أدهم النائم .. مدت يدها تتحسّس الحرق الطفيف على وجنته .. لقد جائها البارحة بهيئة مزرية دبّت في قلبها الرعب ، لم يُجب على تسائلاتها ولم ينطق بحرف ، فقط استحم وأبدل ملابسه المحترقة ووضع رأسه داخل أحضانها متمتاً: عايز أنام ..
, لم تمضِ دقائق قليلة إلّا وكان قد سقط في نوم عميق مُتعب .. بقيت لحظات ساكنة حتى تأكدت من نومه لتنهض مُحضرة مرهم للحروق تضعه فوق حروقه وتعقّم الخدوش الموجودة في وجهه وذراعيه ..
, ابتسمت بحب وحنان ماسحة شعره بهدوء .. فتح عيناه ببطى لتقابله عينيها المبتسمة بحنان .. مد يده يُمسك يدها التي تمسح فوق خصلاته ليقبّلها بحنان ..
, همست: مش هتقولي إيه اللي عمل بيك كده مبارح ؟!
, تنهّد بإرهاق ونهض معتدلاً ينظراً نحوها: هبقى أقولك بعدين ..
, أومأت برأسها تستشعر حزنه ولا تريد أن تضغط عليه لتقول: قوم خد دش هنزل أحضر الفطار ونور جت من بدري كانت عايراك ..
, قطب جبينه متسائلاً: ليه ؟!
, ليلى: مش عارفة ، بس كانت متوترة وقلقانة ..
, ضيق عينيه ونهض مُتجهاً بصمت نحو الحمام ، تابعته ليلى بعينيها لتذهب محضرة له ملابسه وتنزل لتحضر الإفطار ..
, بعد لحظان طرقت نور الباب ليسمح لها بالدخول .. دخلت لتجده يرتدي يترته السوداء لينظر نحوها باستفهام ..
, اقتربت منه بهدوء ملامحها جامدة ويديها تفركان ببعضهم ..
, اقترب منها يجذيها من يدها ليُجلسها قربه على السرير متسائلاً: مالك يا نور قالتلي ليلى إنك عايزاني ..
, أغمضت عيناها مُتنفسة تحاول تهدأة نفسها .. ليجذبها يحتضتها بخفة هامساً : قوليلي أي حاجة متخافيش ..
, ابتعدت عنه ناظرة نحوه قائلة: أنتي قولتلي قبل مبارح حاجة ، وقولتلي فكر كويس ..
, أدهم: قولتلّك خدي وقتك يانور أنا مش مستعجل المهم عندي أنتي ..
, هزت رأسها هاتفة بجمود: بس أنا فكرت .. وموافقة
, رفع نظره بتفاجؤ من موافقتها السريعة ليهتف: نور أنتي متأكده ؟!
, أومأت برأسها هاتفة: موافقة بس عندي شرط ..
, قطب جبينه بتساؤل ليراها تزيد من فرك أصابعها وأغمضت عينيها هامسة: عايزة أروح الدكتورة أتأكد إني كويسة ..
, رمش بعينيه لينهض ناظراً نحوها بجمود .. رفعت عيناها إليه رغم ارتباكها وخجلها مما تقوله ولكنها لن تتراجع أبداً .. هتف بها قائلاً: نور .. أنتي صاحية للي بتقوليه ؟!
, أخذت عدة أنفاس قائلة: عارفة قصدك ، عارفة إن ده صعب عليا ، وأنا موجوعة جداً بس مش هتراجع يا أبيه .. أنا عايزة أرتاح مهما كان الثمن .. ده شرطي إني وافق وحضرتك قولتلي هتنفّذلي كل اللي عايزاه ..
, أغمض عينيه يشد على قبضته هاتفاً: خلاص زي م انتي عايزة ..
, استدار يبتعد عنها قائلاً بجمود: النهاردة الضهر حضري نفسك هاخدلك معاد مع دكتورۃ وأجي أوصلك ..
, هتفت ببكاء: أبيه ..
, التفت سريعاً ينظر نحوها ليعود ويجذبها داخل أحضانه يُشدّد عليها هامساً: مش قادر أعمل كده مش قادر أتخيل أختي وبنتي رايحة لدكتورة عشان الموضوع ده .. بس أنا وعدتك ، وعدتك إني أنفّذ كل اللي عايزاه ، وعدّتك إني أساعدك وأقف جنبك ولو كان ده هيريّحك ف أنا موافق .. متخافيش هبقى جمبك وهسندك دايماً ..
, مسحت عينيها بابتسامة باهتة وابتعدت عنه بخطوات سريعة عائدة إلى غرفتها .. يُتابعها هو بعينيه المتألّمة ، تنهّد بإرهاق وضغط شديد وهو يعلم أن الفترة القادمة ستكون خانقة عليه أكثر ..
 
  • عجبني
التفاعلات: البرنس احمد و ☠️ B̷A̷D̷ M̷A̷N̷ ☠️
الثاني والأربعون

- وعندما مررتَ بجانبي غضضتُ بصري لكنّ قلبي التفتْ ..
, ٣٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, ترجلت نور من السيارة لتدخل بخطوات سريعة نحو الفيلا يتبعها أدهم بهدوء ..
, دخلت لتلتقي بليلى أمامها وعلى وجهها علامات القلق .. تجاهلتها بجمود لترتقي درجات السلّم وتدخل إلى غرفتها مُغلقة الباب ورائها .. تشعر بنفسها تحتاج لأن تبقى وحيدة مُنعزلة ..
, نظرت ليلى لأدهم الذي دخل لتقترب منه هاتفة: إيه اللي حصل يا أدهم هي كويسة ..؟
, نظر إليها ثم حوّل نظراته نحو السلالم ليتنهد: أيوه كويسة الحمد**** ..
, ليلى بقلق: هي طلعت أوضتها من غير م تتكلم مالها !؟
, مسح على وجنتها بحنان هاتفاً: مفيش هي محتاجة شوية وقت لوحدها سيبيها وهتبقى أحسن إن شاء **** ..
, أومأت برأسها ثمّ رفعت نظرها إليه هاتفة: ها بقا مش هتحكيلي ؟!
, بقي ينظر إليها بصمت ليُمسكها من يدها بحنان ويتجه نحو السلالم ليدخل غرفتهما ويجلسها قربه على السرير ..
, نظرت إليه باستفهام: فيه إيه يا أدهم قولي ؟
, تنهّد قائلاً بجدية: بصي يا ليلى هحكيلك كل حاجة وقولك قراري إيه وأنتي تديني رأيك ..
, رمشت بعينيها مُعتدلة بجلستها: قول ..
, بدأ يُخبرها بكل شيء وبما قرّره وسوف يعمل على تنفيذه لينتهي أخيراً ناظراً لملامحها المفكرة والقلقة ..
, ليلى بهدوء: أنت قولتلي نور وافقت ؟
, أومأ برأسه: أيوه وروحنا للدكتورة قبل شوية ده كان شرطها عشان توافق ..
, هتفت بقلق: بس ده مش هيئذيها ؟ يعني ..
, قاطعها قائلاً: لو كان هيئذيها مكانتش وافقت بالسهولة دي ، غير كده أنا معملتش ده من نفسي قبل م أعمل أي حاجة أنا استشرت دكتورها وهو قال مهما أثّر عليها ف تأثيره الإيجابي هيكون أكبر من السلبي وهيساعدها عشان تواجه اللي حصل ..
, هزت رأسها بهدوء لتهتف: ومامتك وسيف ؟
, أجابها: ماما مبارح بالليل قولتلها كل حاجة ، هي اقتنعت بكلامي .. ماما طول عمرها عايزة سعادتنا ومش هتوقّف قدام سعادة حد وهي مش بتكرهه أصلاً .. بس سيف ٣ نقطة مش عارف ده هتعب معاه أووي مش بس سيف أحمد برضه ..
, رفعت نظراتها نحوه مضيّقة عينيها: أحمد ؟ ليه ؟!
, نظر إليها مضيقاً عينيه هو الآخر: أنتي بتسألي ولّا عايزة بس تتأكّدي ؟
, رفعت حاجبيها: أتأكد من إيه ؟
, ابتسم بسخرية لتهتف بعدها بحماس: طب كويس يبقى أنت كمان حاسس زي م أنا حاسة صح ؟
, أومأ برأسه بابتسامة وهدوء: أيوه حاسس إنك بتحبّيني زي م أنا بحبك ..
, ضربته على صدره بغيظ لتتنبّه فجأة وتتجمد يدها على صدره هامسة بذهول: قولت إيه ؟
, ارتفعت ضحكاته قائلاً: كلام الملوك لا يُعاد ..
, تشبثت به هاتفة: وحياة مامتك لتعيد اللي قولته ده انا مصدقتش يا خويا ..
, ازدادت ضحكاته هاتفاً: ده أنتي واقعة أووي ؟
, هزت رأسها بلهفة: أووي أووي عيد اللي قولته يلّا سمعني ..
, ابتسم لها باتساع واقتري يحاوط وجهها بيديه هامساً أمامه: بحبك يا لولاا بحبك أوووي ..
, اتسعت ابتسامتها وأغمضت عيناها متنهدة وكأنها كانت في سباق طويل وقد خرجت منه مُنتصرة .. تابع ملامحها السعيدة ليهتف باغترار: يا جامد يا أدهم بكلمة واحدك ثبتتها طول عمري جامد و****
, فتحت عينيها مبتسمة له هامسة: عيد تاني ياخويا سيبني أركز شوية ..
, عاد للضحك هاتفاً: ده أنتي مصدقتيش ، مش هقول قبل م انتي تقولي ..
, رفعت حاجبيها بغيظ: و**** ؟
, أومأ برأسه لتعود وتعتدل في جلستها متكتفة هامسة بجدية: قولي بقا هتنفّذ إيمتى ..؟
, رفع حاجبه هاتفاً بسخرية: بتتوّهي الكلام مش كده ؟
, لوّحت بيدها هاتفة بجدية: ولا بتوه ولا حاجة بس الموضوع ده حسّاس شوية ولازم ناخد حذرنا ..
, زفر بضيق: أنا خلاص اتخدت قراري ومش هتراجع كلها يومين بس عشان إدي وقت لنور تتفهّم وتتأكد من موافقتها ..
, نظرت له قائلة بتردد: وهتعمل إيه مع سيف وأحمد ؟
, أدهم: أحمد ممكن يفهمني مع الوقت بس سيف مش عارف ..
, تأفّفت ليلى بانزعاج هاتفة: طب ولازم تحسب حساب سيف فكل حاجة يعني ؟ أنا مش عارفة ليه مش بيكون طيوب ومتفهم زيك أنت ونور ..
, رفع حاجبيه هاتفاً: مالك اتعصبتي كده ..؟
, ليلى: مفيش خلاص اعمل اللي انت عايزه أنا خارجة أطمّن على نور .. لسا سيف سيف أبوك علی أبو سيف يا شيخ ..
, أدهم: طب تعالي هنا الأول وحشتيني ..
, نظرت له بنصف عين ليبتسم تلك الإبتسامة التي تعشقها منه ، نهض مقترباً منها ليحيط خصرها بذراعه هامساً: إيه بقا وحشتيني ..
, حاوطت عنقه بذراعيها متعلقة به كالطفلة هاتفة: وأنت كمان وحشتني أوووي ..
, رفع حاجبيه هاتفاً بمرح: الليلة يا عمده ..
, ضحكت بخجل مبتعدة عنه لينحني مقبلاً وجنتها قبلة سريعة هاتفاً: مفيش مهرب يا عمده ..
, ضربته على كتفه هاتفة: بس بقا ليسمعونا ..
, ثم ابتعدت عنه نحو الباب لتلتفت بغيظ عندما استمعت لضحكاته هاتفة بخجل: قليل أدب ..
, في الغرفة الأخرى ..
, دخلت إلى غرفتها رمت حقيبتها بإهمال ودخلت نحو الحمام .. توقّفت أمام المرآة الكبيرة .. لحظات طويلة بقيت تنظر إلى انعكاس صورتها أمامها .. ملامحها الهادئة عيناها العسليتان الصافيتان ، جسدها الصغير وشعرها الحريري الذي استطال قليلاً ..
, شبح ابتسامة لمحته في انعكاسها لترفع يدها نحو فمها تلاحظ الإبتسامة الخافتة التي تشكّلت عليه .. تذكرت كلام أحمد بأنها ستصبح زوجته ولا أحد سيصبح زوجاً لها غيره ..
, رفعت عيناها نحو المرآة تُتمتم بهدوء تُحاكي صورتها: محدش هيبقى زوجك غيره ؟ محدش لمسك يا نور ولا هيلمسك غيره ..؟!
, اتسعت ابتسامتها أكثر رغم جمود ملامحا رغم وجع قلبها ممّا أقدمت عليه وتلك النغزة المؤلمة داخلها التي هاجمتها وهي تتمدّد على كرسي الفحص أمام الدكتورة ولكنها الآن تشعر براحة .. راحة غريبة تسلّلت إليها كما شعرت بها عندما اعترفت بالحقيقة ..
, خلعت ملابسها لتتجه وتقف تحت المياه الدافئة ، أغمضت عيناها باسترخاء وقطرات المياه تُبللها تمسح إثمها وتُطهّر جسدها الذي من الأساس لم يتدنّس ..
, فتحت عينيها عند سماعها هتاف ليلى من الخارج ، لتخرج من تحت المياه رغم استرخائها واستمتاعها وترتدي روب الإستحمام الطويل لتخرج وترى أمامها ليلى جالسة منتظرة فوق سريرها ..
, ابتسمت لها ليلى وهي ترى وجهها النضر وقد عاد جزء كبير من نضارته وإشراقه لتُبادله نور الإبتسامة وتُسرع نحوها تعانقها بحب وامتنان هامسة من بين دموع تشكلت داخل عينيها: شكراً ..
, ربتت ليلى على كتفها بابتسامة سعيدة ومسحت فوق خصلاتها المُبلّلة بحنان ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, بعد أيام قليلة ..
, فتح الباب ودخل إلى تلك الغرفة بهدوء ، ليجده جالساً على السرير بملامح شاردة ووجهه وجسده الذي يظهر عليه آثار حروق طفيفة ..
, تنبّه لوجوده ليرفع نظره نحوه ويجده يقترب منه بجمود .. وقف أمام سريره هاتفاً: عامل إيه دلوقتي ؟!
, هز رأسه بهدوء: كويس ..
, همهم بخفوت ناظراً نحو ساعته ، استدار نحو النافذة يُطالع خارجاً بصمت وحاجبين مقطّبين ، تابعه مصطفى بعينيه وهو يراه يُفكّر بشيء ما يبدو متردد أو خائف ..
, زفر بإرهاق وصدره يؤلمه من كمّ الدخان الذي استنشقه قبل عدۃ أيام ، استفاق منذ يومين مساء ليجد نفسه على هذا السرير في المستشفى وعلى فمه قناع الأكسجين فيما حروقه الطفيفة تؤلمه ليُدرك بأنه قد نام يوماً كاملاً بجسد مُنهك ومرهق .. وقد أمضی اليومين التاليين هنا لكي تلتئم حروقه ويتحسّن قليلاً بأمرٍ من رجال أدهم الذين منعوه من الخروج وقد حاصروه وضغطوا على أنفاسه بأمر من أدهم ، ليبقى حبيساً لهذه الغرفة بغير إرادته كانوا حوله دائماً حتى كاد أحدهم أن يدخل معه الحمام ..! أغمض عيناه بقهر وهو يتذكر الحريق الذي أقحم نفسه به .. هذه ثاني مُحاولة له للموت ولم تنجح ..
, خرج من شروده على صوت هاتف أدهم ، تابعه وهو يأمر أحدهم بأن يأتي إليه ، لمْ يجرؤ على سؤاله ولا يعلم ماذا سيفعل به أدهم وعلی ماذا خطط خلال الأيام الماضية ..
, لحظات ليدخل أحد رجاله هاتفاً: كلّه تمام يا باشا ..
, أدهم: حاجاته معاك ؟
, أومأ الرجل برأسه: أيوه يا باشا كل حاجاته اللي كانت بالشقّة واللي تبقی منها في القصر ووراقه وكل متعلّقاته معانا وشنطته في العربية تحت ..
, قطّب مصطفى حاجبيه هاتفاً: حاجات مين ؟! أنت بتعمل إيه يا أدهم ؟
, التفت له بجمود هاتفاً: حاجاتك أنت ولّا عايز تبقى في القصر بعد م احترق ؟!
, مصطفى: ملكش دعوة هدبّر نفسي أنت مالك ؟
, أدهم ببرود ساخر: هتدبّر نفسك إزاي بالقصر اللي بقا رماد ولّا الشقّة اللي أنت استأجرتها باسم مستعار ورجعت لصاحبها خلاص ؟ ولّا بأملاك أبوك سوري بقصد أملاك كامل اللي اتحجز عليها بعد م اتكشفت كلّ أعماله ؟ ولّا هتروح تستنجد بيه ؟ أحب أبشرك إن لو كان في أمل واحد بالمية أنه يخرج من الحبس دلوقتي خلااص .. أعماله كلها اتكشفت وطلع متورّط بحاجات أكبر بكتير من اللي تقدر تتخيّلها .. يعني كامل خلااص بح معدش موجود ..
, ابتلع مصطفى ريقه ناظراً له باهتزاز هامساً: أنت عايز إيه ؟!
, هزّ أدهم كتفيه ببرود: مش مضطّر أقولك ، قولتلّك قبل كده اللي هقوله أنا هيتنفّذ أنت دلوقتي بتمشي على أمري أنا وملكش حق السّؤال أو الإعتراض ..
, ابتعد أدهم عنه مُتجهاً نحو الباب: قوم يلّا هنخرج من هنا ..
, مصطفى باستفهام: هنروح فين ؟
, نظر أدهم إليه: ملكش دعوة ..
, مصطفى بعناد: وأنا مش هخرج من هنا قبل م أعرف هتوديني فين ؟
, أدهم ببرود: هتعرف بعدين ..
, ثمّ وجه كلامه للرجل قربه: جيبه معاك ..
, اقترب الرجل من مصطفی يسحبه من ذراعه لينزعها منه بعنف ناظراً نحوه بغيظ: بعرف أمشي لوحدي إبعد إيدك ..
, رمقه أدهم بجمود ليقول لرجله: هاته فإيدك يا مجدي ..
, اقترب منه مجدي ثانيةً يسحبه من ذراعه بالقوّۃ ليغتاظ مصطفى ويشعر بالقهر داخله لتلك المُعاملة ..
, خرجا من المستشفى ليجد أدهم ينتظرهم داخل السيارة بصمت .. دخل جالساً قربه في المقعد الأمامي لينطلق أدهم سريعاً ومصطفى يحاول تبيّن إلی أين يؤدّي الطريق أمامه ..
, في الفيلا ..
, كانوا مجتمعين في الصالة .. وأحمد يجلس معهم ونظراته لم تنزل عن نور ، نظراته لامعة بعشق لم يتخيّل من قبل أنه سيشعر به أبداً ..
, ونور الخجلة كانت تجلس قرب والدتها تُطالعه بحب وهيام بنظرات اعتادها منها منذ فترة طويلة ، راحته كانت من أجلها عندما سمع بأنها ذهبت للدكتورة ، رآها أكثر ارتياحاً وتحسّناً ليسعد لأجلها رغم أنها احتلّت قلبه واستحكمت بكلّ خلايا جسده مهما كانت ..
, كان سيف يجلس غير مهتمّاً يُطالع هاتفه بين يديه ، فيما جمانة وليلى تنظران لبعضهم بنظرات قلقة وترمقان الجميع بتوتر لم يُلاحظه أحد ..
, رن جرس الفيلا لتنتفض ليلى من جلستها بغير شعور وتقترب جمانة من نور التي نظرت إليها بقلب خافق واقتربت منها هي الأخرى لا إراديّاً ..
, فتحت الخادمة الباب لحظات ليدخل أدهم بخطوات ثابتة وملامح جامدة .. نظراته كانت مُعلّقة على نور التي بدأ جسدها بالإرتجاف بمحاولة يائسة على التحكّم بنفسها .. طالعته ليلى بقلق هي وجمانة فيما قطب أحمد حاجبيه وهو يرى مجدي يدخل خلفه وفي يده حقيبة كبيرة يضعها على الأرض ..
, هتف أحمد باستغراب: الشنطة دي لمين يا أدهم ؟!
, رفع سيف عينيه عن هاتفه حالما سمع سؤال أحمد المستفهم لينظر نحو أدهم الجامد وتلك الحقيبة الكبيرة قربه ..
, رمقهم أدهم بصمت وعاد بنظراته الهادئة المُطمْئنة نحو نور التي أخذتها والدتها داخل أحضانها تهدّئها ..
, توتر الموقف من صمت أدهم ونظر أحمد بحيرة لحالة نور فيما بدأت ليلى تفرك بيديها وهي تدعي أن تمرّ هذه الدقائق على خير ..
, هتف أدهم في النهاية: في حد جه معايا ودي شنطته هو هيعيش معانا هنا ..
, نظر سيف نحوه بتساؤل: مين الحد ده وهيعيش معانا إزاي ؟
, ضيّق أحمد عينبه ناظراً نحو أدهم بقوة وتشكيك ليُدرك أدهم بأنه قد علِم من هو ، استدار ناظراً نحو مجدي : اطلع جيبه يا مجدي ..
, أومأ برأسه ليتجه للخارج ، لحظات قليلة ليدخل مُمسكاً بمصطفى من ذراعه ..
, رفع مصطفى نظراته نحوهم ببطء .. هذه المرّة الأولى التي يدخل بها الفيلا .. المرة الأولى التي يراهم هكذا عن قرب بعد كل تلك السّنين .. يرى تلك السيدة التي لطالما أغدقت عليه من عطفها وحنانها ، أمّه الثانية التي لم يشعر بأن لديه أمّ سوى بوجودها .. وقعت عيناه عليها ٣ نقطة ملاكه الصغير المُرتجف بين أحضان والدتها ، كم ازدادت جمالاً وبراءة قاتلة .. يراها تُغمض عيناها وتشدّ بقبضتيها على ملابس والدتها مُتنفّسة بسرعة ، تُحاول فتح عينيها بتردّد تشجّع نفسها لكي تواجهه بعد كل ماعانته بسببه ..
, فتحت عينيها لتقابل عيناه اللّامعة ، لمعة اشتياق وحنان كبير فاضت منهما ، لمحت تلك النظرات ولكنها بتشتّتها وخوفها لاحت أمامها نظراته الأخيرة ، نظراته التي تقطر حقداً وغلّاً كبير .. ازدادت رجفتها ودفنت رأسها في حضن والدتها التي شدّدت من احتضانها تهمس في أذنها بكلمات مُهدئة ..
, توسعت عيني سيف بذهول ، جسده بدأ يرتجف غضباً كحالته كلما رآه أمامه ، همس بتقطّع وغير تصديق: د دده ده بيعمل إيه هنا ؟!
, نظر نحوه أدهم ليقول بهدوء وصوت قوي: مصطفى هيعيش معانا من النهاردة ..
, فلتت من سيف ضحكة عصبيّة ورجف جسده أكثر صارخاً: قولت إييه ؟! مين اللي هيعيش معانا هنا ؟ أنت أكيد بتهزر صح ؟!
, هتف أدهم بهدوء: الحاجات دي مفيهاش هزار يا سيف .. مصطفى من النهاردة واحد مننا ..
, جحظت عيني سيف متجمّداً مكانه ليصرخ بجنون: أنت اتجننت ؟؟
, أدهم بتحذير: سيف ..
, صرخ سيف وقد فلتت أعصابه: أنت اتجنّنت أكيد ، أنت مش ف وعيك خاالص إيه اللي بتقوله ده ؟!
, همّ أدهم بالكلام ليُقاطعه أحمد الذي لايقلّ غضباً: أدهم ؟! أنت واعي للّي بتعمله ؟ أنت جايب عدوّك لنص بيتك ؟! عايزه يعيش معاك هنااا بعد كل اللي حصل ؟!
, أدهم بجمود ناظراً نحوه: آه واعي لكل اللي بعمله ، أنا اتخذت قراري مصطفى هيعيش هنا .. كلمتي دي هتمشي ع الكل اللّي أقوله هيتنفّذ وبس ..
, نظر أحمد نحو نور التي مازالت في أحضان والدتها الجامدة .. قطّب جبينه باستغراب وريبة .. لينظر نحو ليلى التي تُتابعهم بقلق .. رفع حاجبيه بذهول عندما توضّح له كل شيء .. ف نور ووالدتها وليلى على علم بكل شيء من البداية ..
, كانت ليلى تنظر نحوهم بقلق ، ترى هيئة مصطفى أمامها وهي تتذكر ذلك اليوم عندما خطفها كامل ، عندما أنقذها مصطفی ممّن كان سيعتدي عليها ، تذكرت كيف تخيّلته نفس هيئته سيف عندما أنقذها هي ومروة ، وتذكرت عيناه اللتان ذكّرتاها بعيني أدهم .. من أين لها أن تعرف وقتها بأنه في النهاية سيكون أخاهم ؟!
, سيف بصراخ: مستحييل مصطفى ده هقتله ، بدل م تنتقم منه ع اللي عمله جاي مدخّله بيتك ؟! مش هسمحلك فااهم مش هسمحلك ..
, اندفع بجنون نحو مصطفى الساكن ليسارع بلكمه بوجهه بكلّ قوته ، لكمة قويّة كادت تُسقطه أرضاً رغم ضخامة جسده وقوته ولكن تعبه وجروحه مازالت مُستحكمة به ..
, اقترب منه يلكمه مرة أخرى وأخری بقوۃ و غضب قاتل وهو يشتمه ويصرخ به بثورة كثورته عندما علم بأنه الفاعل ..
, توقف أدهم ينظر نحوهم بجمود ومصطفى يُحاول صدّ اللّكمات التي تأتيه من سيف الثائر .. يعلم بأنه إن أوقف سيف ف سيُجنّ جنونه أكثر من قبل ولكنه لايُريد من البداية أن يُصبح الوضع هكذا .. مصطفى سيبقى معهم هنا ويجب عليه من البداية اتخاذ قرار حاسم بشأنه مهما كان بذلك سيظلم أحداً منهم ولكنه مُجبر ..
, أشار نحو مجدي ليُسارع الآخر بإبعاد سيف عن مصطفى ولكن سيف صرخ بجنون وعاد بكل قوته للتشبّث به وهو يريد قتله ، اقترب أدهم يسحبه من كتفيه ليُبعده عنه بعنف ..
, توقف مصطفى بأنفاس متقطّعة وهو يمسح الدماء التي نزفت من أنفه .. فيما وقف سيف ينظر نحوه بعينين حمراوتين من الغضب وأنفاس لاهثة ..
, تكلّم أدهم بجمود: أنا قولت مصطفى هيبقى هنا وكلامي هيتنفّذ ومش هتراجع عنه مهما كان ..
, هتف سيف بجنون: على جثّتي فاااهم على جثتي أنه يعيش هنا ؟
, هتف أدهم بحزم: وأنا قلت هيعيش هنا وكلمتي أنا اللي هتمشي ..
, صرخ سيف بانفعال: وأنا قولت على جثتي يا أدهم ..
, هز أكتافه قائلاً ببرود: على جثّتك أو لأ مصطفى هيبقى هنا ..
, رفع حاجبيه وعيناه متوسّعة بصدمة وغير استيعاب .. يشعر بأن مايسمعه غير حقيقي .. هل أصبح مصطفى الآن الطيب والجيد وهو الشرير برفضه لوجوده بينهم ..؟ كيف لمن كان يسعی ليقتله بيديه أن يُسكنه الآن في منزله وأمام عينيه ؟!
, اقترب من أدهم بثورة ليتّجه أحمد نحوه يُمسكه من ذراعه هاتفاً بقوة: سييف إهدا ..
, نظر نحوه هاتفاً: مش سامع بقولك إييه ؟ جايبه يعيش هنا يا أحمد ؟! والتاني جاي معاه بكل بجاحة ..
, نظر أحمد نحو سيف يمسكه بقوة هاتفاً: مش لوحدك معارض اللي بيحصل يا سيف أنا كمان ، بس الظاعر إن مفيش حد غيرنا ..
, ضيّق عينيه والتفت ينظر نحو والدته وأخته السّاكنتين .. نظر نحو ليلى وأخذ ينقل نظراته بينهم بقهر .. صرخ بهم: أنتوا موافقين ؟! موافقين يعيش معانا بعد كل اللي عمله ؟! أنا مش مصدّق ..!
, نفى برأسه صارخاً: ماماا أنتي موافقة ؟! افتكري اللي عمله فبنتك ، افتكري إن نور كانت هتروح من بين إيدينا بسببه ..
, تنهّدت والدته وأشاحت بوجهها عنه هامسة: أنا مع أدهم في كل اللي بقرّره ..
, رفع حاجبيه بذهول وعدم استيعاب .. والتفت نحو أدهم الجامد .. يراهم جميعاً صامتون حتى أحمد ، رغم غضبه الظّاهر إلّا أنه صامت ..
, هتف بهم بقهر: بس أنا مش موافق وورّوني هتعملوا إيه ..
, هتف أدهم بقوة وصرامة: أنا قولت اللي عندي .. والوحيد هنا اللي ليه حق الرّفض هي ماما ونور صاحبة العلاقة .. همّا التنين بس اللي من حقّهم يرفضوا ويعارضوا اللي بيحصل ٣ نقطة
, صمت قليلاً ثم عاد ليقول بهدوء: وهما التنين موافقين .. يبقى القرار هيتنفّذ ..
, نظر سيف نحو أحمد ليُبادله الآخر نظرات مشتعلة واقترب من أدهم ينظر له بجمود قائلاً بعدها بحدة: مصطفى ميدخلش الفيلّا هنا يا أدهم ..
, رمقه بنظرات جامدة: وأنا قولت أنه هيعيش هنا يا أحمد ..
, ألقى نظرة حارقة مليئة بالحقد نحو مصطفى الذي بادله النظرات بأخرى ولكن هادئة مشتاقة .. فأحمد كان صديقه في صغره كما كان أدهم .. هما استمرّوا بصداقتهم فقط هو من خرج عن الصف ..
, نظر أحمد لسيف الصّامت بقهر لينظر نحو أدهم قائلاً: هيعيش هنا .. بس رجله مش هتخطي خطوة واحدة جوّا الفيلا دي ..
, قطب حاجبيه هاتفاً: إزاي ؟!
, أحمد بجمود: بالملحق اللي جنب الفيلا .. هيعيش هناك .. بس دخول لهنا ممنوع وكده كلامك هيتنفِذ .. ولو محصلش كده ف أنا هقف بطريقك وأمنعك وأكون بصفّ سيف ..
, قطب أدهم حاجبيه بشدة مُفكراً ، نظر حوله وهو يشعر بأن الوضع سيتأزم أكثر .. لا يُنكر بأنه من البداية يُفكّر بذلك فهو لن يجعله يسكن معهم ويحتكّ بهم مباشرةً ، ولكن كان عليه قول لذلك ليجعل خيار السّكن بالملحق أهون عليهم من تواجده بينهم داخل الفيلّا .. نظر نحو والدته التي تومئ له بهدوء وهي تعلم إن لم يوافق ستحدث كارثة .. هي لا تريد لأولادها أن يتفرّقوا ولكن كلام أدهم الذي ألقاه على مسامعها قبل غدۃ أيام قد أحيا شيئاً داخلها .. لمْ تجعل الحقد يتحكّم بها يوماً وتُدرك بإحساس داخلها بأن مصطفى نادم ويستحق فرصة جديدة ..
, زفر أدهم بضيق لينظر نحوه قائلاً: تمام مفيش مشكلة ..
, ثم حوّل نظره نحو سيف: قولت إيه يا سيف ؟!
, ابتسم سيف بتهكّم ساخر: دلوقتي انتهبت لسيف ؟! دلوقتي حسّيت بوجوده ..؟
, تنهد أحمد بجمود قائلاً: سيف ده رأيي عشان نخلص من اللي بيحصل هنا بقا .. شوف باين الكل موافق وعلی رأي أدهم هم أصحاب العلاقة مش إحنا ..
, نظر نحو أدهم الذي قطّب جبينه بضيق من نظرات أحمد اللّائمة والمجروحة ، لم يكن يقصد أن يُخبره بأن لا علاقة له بالأمر ولا يحقّ له الرفض ، رغم أن كلامه صحيح ولن يتراجع عنه ، فنور هي التي تأذت ووالدته أيضاً وهما من يملكان الخيار ..
, شد سيف على قبضتيه وهو يرى كل شيء يُهدم أمامه ، الجميع موافق ويعلم بأن لا أحد سيستمع لكلامه ..
, نظر نحو أحمد ليراه يرمقه بنظرات يطلب منه الموافقة ليهتف بقهر: مش موافق .. أنا مش مواافق ..
, هتف أدهم بحزم: سييف .. مصطفى هيعيش هنا أو في الملحق مفيش أيّ خيار تاني .. ولو مقرّرتش دلوقتي ف ده معناه إنه هيسكن هنا جوا الفيلا .. دلوقتي ليك الخيار هنا أو برا بس مفيش مكان تاني ..
, أغمض عينيه يضغط على قبضتيه بشدة وقهره يتزايد داخله ليزفر أخيراً قائلاً بجمود وصعوبة: في الملحق ..
, تنهّدت ليلى وكأنّ حملاً ثقيلاً سقط عن كاهلها لتقترب من نور تسحبها معها إلى الأعلى كما طلبت منها جمانة .. أوصلتها إلى غرفتها وعادت تقف على السلالم ناظرة إليهم ..
, نظر أدهم نحو مجدي: خد شنطته للملحق يا مجدي وقول للرجالة ينضّفوه ويشوفوا لو ناقصه تصليحات أو أي حاجة ..
, اقترب مجدي يأخذ الشنطة ويخرج بهدوء ليحلّ الصمت فجأة فقط نظرات حاقدة وغاضبة بينهم ..
, هتف سيف أخيراً: مش معنى إني وافقت يسكن هنا إنه هيبقى واحد مننا ، الواطي ده مش عايز ألمحه قودامي أبداً .. لو شوفته بس لمحة هدفنه فأرضه سامعني يا أدهم ؟!
, أحمد بجمود: وأنا زي سيف .. مش موافق بس مش عايز أكسر كلامك اللي متعوّدناش نكسره .. الكلب ده لو أقدر بقتله وأخلّص عليه ، قولّه ميظهرش قودامنا ، الفيلّا دي ميقرّبش عليها خالص يعتبر نفسه هوا وموجود هنا وإلّا أنا مش ضامن نفسي يا أدهم ..
, تنفّس بهدوء قائلاً: حالياً هيحصل اللي عايزينه بس بعدين هيكون فيه كلام تاني ..
, صرخ سيف بغضب: قصدك إييه ؟! ال٣ العلامة النجمية ده مش هيبقى واحد مننا أبداً متحلمش .. ده يشكر ربه إننا لمّيناه من الشارع وأويناه بعد م قصره اللي كان فرحان بيه بقی ولا حاجة ..
, ثم نظر بسخرية لاذعة نحو مصطفى الذي تغيّرت ملامحه وقبض على يديه بشدّة ، كان يعلم بأنه غير مُرحّب به وعندما جاء به أدهم إلى هنا اعترض بشدة وكاد يخرج ولكن أدهم قد منعه بالقوة .. ولكن رغم كل استعداداته وكل أغلاطه لا يستطيع أن يستمع لكلامهم هذا عليه بدون أن يتأثّر .. فهو رغم كل حقده وسواده ولكن جزءاً من قلبه يُحبهم ويتمنّاهم ولا يتحمل منهم ذلك ..
, أدهم بهدوء: هيقعد دلوقتي بالملحق وبعدين لكلّ حادث حديث ..
, أومأ أحمد برأسه مُرسلاً لمصطفى نظرات كادت تقتله فيما هتف سيف بعناد: مفيش كلام تاني بعد كده ، أنا مش هسمح لواحد٣ العلامة النجمية زي ده يوسّخ بيتي بوجوده بيه ..
, ثم اقترب من مصطفى هامساً بقسوة وسخرية: وشك القذر ده مش عايز أشوفه قودامي طول م أنت موجود وإلّا اللي هيحصلّك مش هتتوقّعه كفاية إننا شفقنا عليك وهنقعّدك ف بيت وإلّا أنت زيك زي كلاب الشوارع متفرقش عنهم فحاجة .. ثم دفعه بإصبعه في وجهه هاتفاً: تفضل محبوس جوا الملحق ومتخرجش منه خالص مش عايز يومي يتعكّر بخلقتك ..
, انفعل مصطفى الذي لمْ يعتد على هذا الكلام ، كان طوال عمره مغروراً حاقداً ورغم ندمه وإستيائه إلّا أنه لا يستطيع أن يمحي20 سنة بلحظة ولابدّ لسيّئاته أن تخرج .. دفع يد سيف عنه بعنف هاتفاً باستهزاء: ومين اللي ضحك عليك وقالك إني أنا طايق أشوف وشك ، إبعد من خلقتي مكنش ناقص غير عيال صغيرۃ تتمرجل قودامي ..
, احتدّت عيني سيف وغلت دماءه ولكن قبل أن يقوم بأي شيء جائت صرخة أدهم التي زلزلت أركان الفيلا: مصطفى !!؟
, انتفض الجميع لصرخته والتفت مصطفى نحوه ليرى عينيه اللّتين غامتا بلونٍ داكنٍ مُخيف .. اقترب أدهم منه هامساً أمام وجهه بشراسة: مش معنی إني جيبتك هنا يبقى تتطّاول على أهل بيتي ٣ نقطة تقعد هنا بأدبك واحترامك يا أمّا أنا هضطّر أسيب كل شغلي وأعلّمك الأدب ..
, مصطفى بهدوء: وأنا مطلبتش منك تجيبني ه٥ نقطة
, قاطعه أدهم بإشارة من يده وعينين حادتين قائلاً بصرامة: كلامي يتسمع لأنه مش هينعاد تاني .. تقعد بأدبك وإلّا هعلمهولك بنفسي لأن بكلا الحالتين خروج من هنا مفيش .. مفهوم ولا أفهّمك بطريقة تانية بس صدّقني مش هتعجبك خالص ..
, بقيَ مصطفى ينظر إليه بقوة وعينيّ أدهم الحازمتين لم تتزحزحا عن عينيه قيد أنملة ، ليزفر في النهاية مُشيحاً بوجهه عنه باستسلام ولكن أدهم لم يتركه هكذا ليعود ويهتف به: مسمعتس صوتك ، مفهوم ؟!
, عاد ينظر إليه باحتقان ضاغطاً على قبضتيه بحنق وغيظ ، يعلم بأن أدهم يفعل ذلك عن قصد ، يُعامله بتلك الطريقة التي لم يُعامله بها أحد مُسبقاً أبداً ويُسمعه ذلك الكلام الجارح وأمامهم بتعمّد منه ..
, ولكنه في النهاية لا يملك الخيار أمام عينيه القاتلتين ليهمس أخيراً: مفهوم ..
, عاد أدهم للخلف قليلاً وكاد يُعيد عليه السؤال بقصد ولكنّه تراجع في النهاية ، فهو لن يفعل أكثر من ذلك أمامهم ، ومصطفى سيعيش معهم ومثلما فرض وجوده عليهم سيفرض شخصيّته أيضاً ، ولكن ليس الآن فعليه أوّلاً إضافة تعديلات وإصلاحات علی تلك الشخصيّة لتستحقّ أن تفرِض وجودها هنا ..
, هتف بصوت عالٍ بزهير ليأتي إليه سريعاً فيُخبره بأن يوصل مصطفى حيث ملحق الفيلا الموجود في الحديقة قرب غرفة الحراس ..
, خرج مصطفى معه لتقترب منه جمانة ناظرة إليه بهدوء لتهتف أخيراً: مكنتش متوقعة تعمل غير كده ، أدهم مش بيعرف يحقد أبداً .. الظلم اللي اتظلمته علّمك متظلمش حد تاني ومتشرّبهوش من نفس الكاس اللي شربته أنت ..
, ألقت على مسامعه هذا الكلام وصعدت خلف ابنتها وكانت تقصد أن يسمعها باقي الحاضرين ليُقطب أحمد جبينه بشرود وتبتسم ليلى بهدوء أما سيف فكأنه لم يستمع لشيء ونظراته المُظلمة مثبّتة على باب الفيلا الذي خرج منه مصطفى منذ قليل ..
, نظر أحمد لأدهم بهدوء لحظات بقيا ينظران لبعضهم ليزفر أحمد في النهاية قائلاً وهو يتّجه إلى الخارج: النهاردة بالليل تعال الشقة عندي عاوزك ..
, تركهم وخرج مُسرعاً من الفيلا لينظر سيف نحو أدهم الجامد ، بادله أدهم النظرات بهدوء وهو يعلم من هيئته بأنه لن يسكت عمّا حدث الآن أبداً ..
, تركه سيف مُتجهاً إلى الخارج بخطوات غاضبة وقد شعر بنفسه قد اختنق وزاد قهره وحنقه ..
, ابتسمت ليلى بهدوء واقترب تُربّت على كتف أدهم بحب .. نظر إليها وقد اختفت معالم الجمود ليحتلّ القلق معالم وجهه هامساً: نور كويسة ؟!
, ليلى بهدوء: وصّلتها أوضتها غسلت وشها وقالت هتنام ، ماما طلعت تشوفها دلوقتي بس متقلقش هتبقى بخير ..
, زفر بحرارة ماسحاً وجهه بضيق هامساً: مش عارف للحظة كنت هتراجع بس .. بس عرفت لو تراجعت دلوقتي مش هيبقى فيه فرصة تانية أبداً ..
, عادت لتُربّت على كتفه بحنان: واللي عملته هو الصح ، مهما كان هيحصل من مشاكل دلوقتي وخناق بس بالنهاية ده هيكون من مصلحة الكل ..
, أغمض عينيه بارهاق لتُمسكه من ذراعه هاتفة: تعال اطلع ارتاح شوية هجيب أكل لينا ناكله في الأوضة ..
, سار قربها يُحاوط خصرها بذراعه ويصعدان سوياً درجات السلم بهدوء ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, في الخارج ..
, بعد أكثر من ربع ساعة بقي واقفاً في الخارج ، خرج مجدي من الملحق يُخبره ليدخل ..
, دخل بخطوات بطيئة ينظر حوله في كلّ الأنحاء .. لا يختلف الملحق عن الفيلا كثيراً .. أثاث فخم بذوق أنيق وراقي صالة صغيرة بمقاعد بنية مذهّبة وطاولة زجاجية في المُنتصف .. أكمل خطواته إلى الداخل ليجد مطبخاً واسعاً فيه كل ما يحتاجه الشخص .. تنبّه على إحدى الخادمات التي خرجت من غرفة موجودة في آخر الرواق .. اقتربت منه هاتفة باحترام: الأوضة جاهزة يا مصطفى بيه وحاجاتك موجودة جوّا ..
, همس بشرود: شكراً ..
, ابتسمت برسميّة قائلة: في أكل في التلّاجة وأي حاجة محتاجها في المطبخ هتلاقيها ، وحضرتك لو احتجت حاجة الفون اللي موجود جنب الباب موصول بفون المطبخ بتاع الفيلا أي حد من جوا هيرد عليك ويجيلك .. ولو محدش رد في الحرس برا قول لأي حد فيهم ، تؤمر بحاجة تانية حضرتك ؟
, قطّب جبينه من هذا الإهتمام ليومئ برأسه: لا متشكّر ..
, أومأت برأسها خارجة بهدوء مُغلقة باب الملحق خلفها ، بقي وحده ليتقدّم ويدخل إلى تلك الغرفة التي خرجت منها .. كانت غرفة كبيرة يتوسّطها سرير عريض باللون البني المتدرّج .. خزانة بجانبه على طول الحائط وفي الناحية الأخرى تسريحة لاحظ عليها علبة بارفانه التي كان يضعها في الشقة .. وباب بني كبير علم بأنه الحمام المُلحق بالغرفة .. اقترب من إحدى النافذتين الموجودتين ليفتح الستارة التي كانت بلون سكّري غامق ويُلقي نظرة للحديقة خارجاً .. لاحظ عدة حراس قرب البوابة الخارجية وغرفة الحرس الموجودة قرب الملحق ، وقع نظره على الفيلا يتمعّنها بهدوء ، كانت كبيرة أنيقة مظهرها يدلّ على الأناقة والفخامة ولايدري لِمَ شعر بها أيضاً بأنها دافئة .. القصر الذي كان يسكنه رُغم ضخامته ورفاهيّته كان بالنسبة له موحشاً بغيضاً يزرع انقباض داخل قلبه كلّما نظر إليه ..
, استدار متّجهاً نحو خزانة الملابس فتحها ليجد ملابسه القليلة التي كان يضعها في الشقّة إضافة إلى بعض الملابس التي نجت من الحرق .. أخذ بيجاما منها لتقع عينيه على شيء بنّي صغير في أسفل الخزانة .. وضع ملابسه من يده ليقترب وتلمع عينيه عند رؤية صندوقه الخاصّ .. صندوق طفولته وحياته السعيدة ..
, لاشعوريّاً ابتسم لرؤيته وقد كان يظنّه قد احترق ، ولا يدري بأنّ أدهم قد أنقذه مثلما أنقذ صاحبه عند رؤيته يتشبّث به بهذه القوة ليعلم بأنه غالٍ عليه كثيراً .. فتحه لتظهر أمامه طفولته البريئة .. أوراق كثيرة مُكدّسة لرسومات مُختلفة كان يرسمها بصغره لوحده أو هو وأدهم .. ورسومات أخرى مُضحكة عبارة عن شخبطة ليتذكّرها وقد كانت تخصّ سيف ذو الثلاث سنوات عندما كان يُقلّدهم ويرسم .. دفتر مذكّراته الصغير وهو يكتب به ماحدث معه في مدرسته من أشياء طفولية بريئة وقد توقف عن الكتابة بعدما كُشف أمر والدته وحلّت الكارثة على حياتهم ..ابتسم لتلك الوردة الذابلة التي كان قد زرعها مع والدته في حديقة قصرهم .. وتلك السّاعة السوداء الصغيرة ، هدية أدهم له في عيد ميلاده الأخير مازالت موجودة معه كذكرى جميلة ..
, أغمض عينيه وعلى شفتيه مازالت تلك الإبتسامة ، ليُغلق الصندوق أخيراً ويُعيده مكانه متّجهاً إلى الحمام ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, نظر نحوه وهو يجلس أمامه بغضب ، جسده يرتجف وعيناه مُحتقنتان بشدة ، اقترب منه هاتفاً: بلاش تعمل حاجة تندم عليها بعدين يا سيف ..
, التفت له بغضب: أنا لسا معملتش بس هعمل ، هخلّيه يندم ع اليوم اللي ولد بيه ، هخليه يندم أنه داس بيتنا ، مش هسمحله يفضل عندنا لو على جثتي ..
, تنهد هاتفاً بضيق: يا سيف الموضوع ميتحلّش كده ، إهدا شوية وفكر فعقلك ، مصطفى صح غلط بس الحمد**** أختك كويسة وهو معملهاش حاجة ..
, صرخ بثورة: يعني كان لازم نستنا يعملها حاجة علشان نقتله ؟ مش كفاية اللي عمله ؟! مش كفاية الأيام اللي عشناها بعذاب بسببه ؟ أنا مش هنسى كل ده هو طول عمره بيكرهنا وعايز ينتقم مننا ومش هصدّق أنه فجأة قرّر يبقى إنسان ..
, زفر بهدوء ، ليبقى صامتاً لحظات قبل أن يهتف: أي حد فينا ممكن يغلط يا سيف ، مهما كان نوع الغلط وحجمه ، وأي حد فينا بيندم على غلطه وبيتمنّى فرصة تانية عشان يصلّحه ..
, نظر إليه بجنون وكلامه لا يدخل لعقله أبداً ، يمكن أن يُصدق هذا الكلام ولكن ليس مع مصطفى ليس مع من كرههم طوال حياته وأراد الإنتقام منهم وكان دائماً حذِراً منه مُبتعداً عنه وعن والده ..
, قطّب كرم حاجبيه: أنت مش مقتنع بكلامي مش كده ؟
, هتف به : ولا هقتنع لا بكلامك ولا بكلام أي حد ..
, أغمض عينيه يُحاول الهدوء ليقول: معليش برضه هقول اللي عندي .. أنت عشت زي مصطفى ياسيف ؟!
, نظر إليه باستفهام ليهتف كرم: جاوبني عيشت زيه !؟
, قطّب جبينه هاتفاً بحقد: محدش عاش بوجع وبتعب قد م احنا عشنا يا كرم ..
, هتف كرم قائلاً: أنتوا ٣ نقطة أنت دلوقتي قلتها عشتوا أنتوا مش أنت لوحدك .. يعني كنتوا كلّكوا مع بعض ، كلّكوا ساندين بعض بتحبّوا بعض بس هو كان لوحده .. هو وحيد يا سيف مفيش حد جنبه مكنش حد معاه يقوله الصح من الغلط كبر على كده .. كبر وأبوه بيحقد عليكوا تفتكر هيطلع بحبكوا إزاي وهو عايش حياة زي دي ؟!
, بقيَ صامت لم يجبه ويعرف كرم بأنه لم يقتنع ولكنه تابع: الدليل على أنه صادق فندمه أنه معملش حاجة لنور تراجع بعد كل حقده وقسوته وكرهه بس تراجع .. ده بيدلّ إن لسا في جزء جواه نضيف مقدرتش حياته القذره توسّخه .. **** بيغفر وبيرحم يا سيف أنت العبد مش قادر بس تديه فرصة واحدة أنه يعيش ك إنسان زي الناس ؟
, نظر نحوه هاتفاً بكره: مش قادر أنسى ..
, كرم: محدش طلب منك تنسى أكيد مش هتنسى ولا حد فيكوا هينسى وأوّلكوا أدهم اللي دخّله بيتكم ، بس لازم تغفر لازم تسامح عشان تقدر تعيش يا سيف ..
, همس: مش مضطّر ..
, هتف به: لأ مضطّر .. مضطر عشان أوّلاً وأخيراً ده أخووك ..
, هبّ واقفاً ينظر إليه هاتفاً بحقد وغضب: مش أخويا ، ال٣ العلامة النجمية ده يخسى يكون أخوياا ومتقولش الكلام ده تاني ..
, نهض ناظراً نحوه بغضب: لا هقوله لأن دي الحقيقة اللي لازم عقلك الغبي ده يتفهّمها بقا ..
, صرخ بنفاذ صبر: لأ .. لأ على جثتي ويا أنا يا هو بالفيلا .. ده واحد زبالة واطي قذر وأنا مش مضطر أستحمله .. ده أنا هخلي حياته سوده هخليه يخرج من عندنا زي م دخل هذلّه ..
, شد على قبضتيه هامساً من بين أسنانه: إطلع برا يا سيف ..
, رفع نظره نحوه بتفاجؤ ليصرخ كرم: مش سامع ؟ قولتلّك أطلع برا ومتورّينيش وشك تاني لغاية م يبقى فقلبك شوية رحمة ، لغاية م يبقى عندك إحساس بالناس اللي حوليك ، مش كلّهم حصلوا ع اللي أنا حصلت عليه يا سيف بيه مش كل الناس عاشت بالدلال والغناج وطلباتها كانت مُجابة زيك .. رغم أنكوا تعذبتوا بس حياتكوا دي مزرعتش فقلبك ولا ذرّة رحمة .. رووح من وشي لا بترحم ولا بتسيب رحمة **** تنزل ..
, تنفس بجنون ناظراً نحوه بثورة ليستدير مُتّجهاً لباب الغرفة وخرج من المنزل مُتجاهلاً والد كرم الذي كان يُناديه وصفع الباب خلفه بعنف ..
, محمود: في إيه يا كرم مالكوا بتزعقوا كده سيف ليه خرج بالشكل ده ؟
, كرم بجمود: سيبه خلّيه يحس باللي بيعمله ، ده اتجبّر أووي ومبقاش ليه كبير ..
, قطّب حاجبيه هاتفاً: أنت بتتكلّم كده ليه ؟
, زفر كرم بانزعاج: سيف بقا قلبه قاسي أووي يا بابا ، مبيسامحش بسهولة أبداً ، حقده بيطول أووي مش ناقص غير يحقد عليا أنا كمان لو غلطت معاه .. الوحيد اللي بيسامحه حالاً مهما كان اللي بيعمله بيه هو أدهم وده بسبب تعلّقه الزايد بيه ، بس أيّ حد تاني لو يغلط غلط كبير مش هينسهاله أبداً ..
, تنهد محمود مُربتاً على كتفه: وأنت لازمتك إيه بقا ؟! بدل م تطرده اقف جنبه علّمه وحاول معاه مش تسيبه كده ..
, كرم مبتسماً بهدوء: ومين قال إني سيبته أنا عارفه حتى لو أنا سيبته هو مش هيسبني فحالي وهيفضل لازق بيا ، بس أنا عاوزه يفكّر فحاجة غير مصطفى وانتقامه منه ، عايز ألهيه وأنسيه لحد م حاول أقنعه ..
, تنهد محمود بهدوء خارجاً ليغمض كرم عينيه بقوة وإرهاق ، لايريد أن يتورّط سيف مع مصطفى ،يعلم كمّ حقده عليه ولو تركه لجنونه لقتله ..
, قطّب جبينه عند استماعه لهاتفه ليتجه صوبه وما إن حطّت عيناه على الإسم حتى لمعتا بشدۃ وتسرّب كل ضيقه واستيائه ..
, رفعه بلهفة مُجيباً: إسرااء ؟
, ابتسمت باشتياق لصوته المتلهّف: عامل إيه ؟
, ابتسم باتساع قائلاً بحب: دلوقتي بقيت كويس وفرحاان أوي أما سمعت صوتك ..
, تورّدت وجنتيها وهي تشعر بشعور غريب يجتاحها ، كرم لم يخرج من تفكيرها طوال الأيام الماضية ، تفكّر به بجنون تراه وتسمع صوته في كل مكان .. أصبحت تقف ساعات طويلة أمام خزانتها تنتقي ملابسها بتركيز ومن قلب متلهّف ، تتخيل نظرات كرم لها ، تتخيل رأيه بهيئتها وملابسها .. كانت تنتقيهم بحب وبالٍ طويل أكثر مما كانت تفعل في أيّام عشقها لسيف ..
, كرم: إسرااء سامعاني ؟
, إسراء: أيوه أيوه ..
, عاد ليبتسم قائلاً: وحشتيني على فكرة ..
, ابتسمت وصارعات قلبها لتقول بعد تردّد: وأنت كمان ..
, رفع حاجبيه قائلاً بأمل: أنا إيه ؟
, تردّدت وتعالت أنفاسها لتهتف: كمان وحشتني ..
, تجمّد مكانه فاتحاً عينيه بذهول ، ابتسامته شقّت وجهه ووقف مكانه بهيئة مضحكة مذهولة: إا إسراء ؟! أنا وحشتك ؟
, ابتلعت ريقها وعيناها دامعتان قائلة برجاء: ساعدني يا كرم ..
, تألّم قلبه لرجائها هامساً: أنا معاكي ياروح كرم ، قوليلي أنتي عايزة إيه وأنا هعمله ..
, ابتسمت بحزن وامتنان ، رغم كل مافعلته به مازال معها ، يُحبها ويتمناها .. بقي يعشقها طوال تلك الفترة رغم علمه بحبها لغيره ، كم ستكون محظوظة به لو أنها تخطّت مشاعرها القديمة واستجابت له ..
, همست بخفوت: عايزة أبدأ تاني ، عايزة أقرّب منك ومش عايزلك تبعدني عنك ، عايزاك تقف ف طريقي وتخليني جنبك بالقوة .. عايز حبّك يا كرم ..
, ابتسم بتأثر وعيناه دامعتان ليهمس: أنا معاكي زي م قولتلك ، مش هسيبك يا إسراء لو مهما حصل ، إبعدي عني ازعقي وتوهي براحتك بس بالنهاية أنتي ليا .. أنتي لكرم وبس ..
, بقيت صامتة تستمع لكلامه الذي ضرب عميقاً في قلبها ، الحب ليس مشاعر فقط ، الحب إهتمام ، إعتناء ، إحتواء .. الحب موقف ثابت مهما كثُرت الضّغوطات .. الحب هو ما يكنّه كرم لها وليس ما تكنه لسيف أو ما كانت تكنّه ، فمشاعرها بدأت تتخبّط وتتّجه نحو شخصٍ يُغرقها باهتمامه ورعايته .. والإهتمام فقط يستطيع صُنع مشاعر الحب والعشق ..
, هتف قائلاً: عايز أشوفك .. بكرا الصبح هاجي الكلية عندك ، ماشي ؟
, ابتسمت قائلة: هستناك ..
, ثم أغلقت الهاتف بسرعة متنفّسة بقوة وتوتر ، فيما هو اتسعت ابتسامته أكثر ، وغرق في حبها أكثر وأكثر .. وأخيراً سينال ما انتظره طوال سنين ، سيحصل على ما صبر لأجله بكل قواه القلبية والعقلية ..
, ٣٦ العلامة النجمية
,
, وقف ينظر إليه بجمود ، والآخر يُبادله نظرات حادة جامدة ..
, وضع أدهم إحدى يديه في جيبه هاتفاً: هاا قولتلّي أجيلك ؟
, نظر إليه بضيق جليّ على ملامحه هاتفاً: عملت كده ليه يا أدهم ؟!
, أدهم: أنت عارفني كويس يا أحمد ، وأكيد عارف عملت كده ليه ..
, أحمد بحدة: واللي عمله ؟
, أدهم بهدوء: عمل إيه ؟
, أحمد بانفعال: كل ده وبتقولي عمل إيه يا أدهم ؟!
, تنهّد أدهم قائلاً: قولي عمل إيه ؟!
, أحمد: ونور ؟!
, أدهم: مالها ؟!
, أحمد: أدهممم ٣ نقطة
, أدهم: لا بجد بسأل مالها ؟ هي كويسة أهو والحمدلله ، وهي وافقت على وجوده يبقى أنت معترض ليه ؟!
, رمقه بضيق شديد لحظات طويلة ليقترب عدة خطوات منه هاتفاً بصوت قوي واثق: أنا عايز أتجوز أختك نور ..
, بادله النظرات بجمود ، صمت طويلاً ليهتف بعدها: ليه !؟
, أحمد: هو إيه اللي ليه ؟!
, أدهم: سؤالي واضح ، عايز تتجوّز نور ليه ؟!
, أحمد بانفعال: أمال أسيبها والواطي هناك ؟ ده على جثتي ..
, أدهم ببرود: وأنت مالك ؟!
, أحمد: نعممم ؟!
, أعاد كلامه ببرود: أنت مالك ؟! نور أختي ، موجودة فبيتها معززة مكرّمة ، مصطفى مش هيدخل جوا ، مش هتشوفه .. غير ده هي بين أمها وأخواتها قادرين يحموها ويهتمّوا بيها أنت بقا مالك ومالها ؟!
, ضغط أحمد على قبضتيه بغضب هامساً من بين أسنانه: قولتلك مش هسيبها وهو هناك ، مش كفاية مشيت معاك ومكسرتش كلامك رغم إني قادر على ده !؟
, أدهم بهدوء: آه وأنت دلوقتي عايزني أمشي معاك وأردلّك جميلك ده فأختي ؟!
, أحمد بغضب: أدهم أنت بتقول إيه ؟!
, أدهم بهدوء وبرود: بحاول أعرف ليه عايز تتجوّزها ؟ ليه نور ؟! وليه دلوقتي بالذات ؟!
, صرخ أحمد بنفاذ صبر وقلب خافق مُغتاظ :بحبها يا أخي ، بحبهااا بعشقهاا ومبقتش قادر أعيش من غيرها ، وبغيير ، بغيير عليها من وجوده حتى لو كان هو أخوها ، ارتحتت كده ؟!
, صمت يتنفّس بتسارع واتجه يجلس على أحد المقاعد يهز قدميه بتوتر وانفعال ..
, لاحت ابتسامة خفيفة على شفتي أدهم ليهمس بعدها ببرود أثار حنق الذي أمامه: طب م أنا عارف ..
, صرخ أحمد بغضب: إطلع برا يا أدهم ..
, فلتت من أدهم ضحكة لم يستطع كتمها لينهض أحمد بجنون وغيظ يُمسكه من كتفيه يُديره ويدفعه أمامه إلى خارج الشقة ..
, حاول أدهم السّيطرة على ضحكاته وعلى قوة أحمد المُغتاظ ليتمسّك بالباب هاتفاً: خلاص هسكت خاالص ..
, دفعه أحمد هاتفاً: تسكت أو لأ البيت ده متعتبهوش تاني فااهم ؟!
, أدهم ببرود ساخر: ليه ده بيت الزوجيّة !؟ مش هتدخّل حد عليه غير حبيبة القلب ؟
, صرخ به وهو يدفعه: أدهم !؟
, رفع يديه أمامه مُشيراً له بالهدوء: أوك أوك خلاص آسف خلينا ندخل ونتكلم ..
, دخل جالساً على المقعد من جديد ليجلس أدهم أمامه ناظراً نحوه بجدية: من إيمتى ؟!
, نظر أحمد نحوه بتساؤل ليردف أدهم: من إيمتى بقيت بتحبها ؟! طول عمرك بتعتبرها أختك ، المشاعر دي بدأت بينكوا من إيمتى ؟! مش أنت بس أنا شايفها هي كمان زيك ..
, لمعت عيناه عند ذكرها ليهتف بشرود: مش عارف يا أدهم و**** ، فجأة لقيت نفسي كده ، حاولت أمنع تفكيري بيها ، حاولت أكبت مشاعري دي بس مقدرتش ، صدّقني ولا مرة فكرت بحاجة مش كويسة تجاهها و**** طول عمرها بالنسبالي زي أختي الصغيرة بس من فترة حاسس إن مشاعري دي اتغيّرت قلبي مش ملكي يا أدهم صدّقني ، بس و**** العظيم مقرّبتش منها بشكل مش كويس ولا عملت حاج٥ نقطة
, صرخ بألم عندما قذفه أدهم بالمنفضة الزجاجية أمامه لتُصيب صدره بقوة ، رفع نظره نحوه هاتفاً في إيه يا حيوان ؟
, أدهم بغضب: محدش حيوان وغبي غيرك ، بتقولي الكلام ده إزاي ؟!
, هتف أحمد بتوتر: آسف و**** بس ، بس أنت سألتني وكان لازم أقولك مشاعري أا أنا آسف بجد عارف إنها أختك وبتغير عليها و٣ نقطة
, صمت عندما اندفع أدهم نحوه وجذبه من ياقته بعنف هاتفاً: أنت غبي يالا ولّا إيه ؟
, هتف بارتباك: في إيه ؟! خلاص مش هتكلم تاني أنا آسف ..
, زفر أدهم بغضب ودفعه يُبعده عنه بعنف هاتفاً: تصدق دلوقتي حاسس نفسي عبيط أووي ، عارف ليه ؟ لأني اكتشفت إن صاحب عمري اللي فرحان بيه طلع واحد أهبل وتافه وغبي ..
, أحمد بهدوء: فيه إيه يا أدهم ، أنا عارف قد إيه بتحب أختك وعايز اللي تتجوزه يكون أحسن حد في الدنيا ولو أنت شايف إني مش مناسب ف٣ نقطة
, التفت أدهم نحوه بجنون ليهمس بذهول: لا مبدهاش بقا .. ثم اقترب منه يلكمه بقوة في وجهه ليصرخ أحمد بألم: خلاص يا أدهم قول إنك مش عايزني وبلاش تعمل كده .. صرخ من جديد عندما تلقّى لكمة أخرى وأدهم يصرخ بجنون: يا حيوااان يا غبي ، أنت إييه مفيش عقل خاالص ؟ أنا كان قصدي عن الكلام اللي أنت قولته إنك مفكّرتش بيها بطريقة مش كويسة ولا قرّبت منها ، هو يعني أنا مش عارف ده ؟! مش عارف أخويا وصاحب عمري كويس ؟بتقولي كده إزاي وكأنك حد غريب ودلوقتي حتى عرفته ؟!
, رفع نظره له بذهول ليهمس: يعني أنت مش معترض ؟!
, أدهم: لأ معترض ، لأن الصراحة دلوقتي حتى اكتشفت إني مش عارف صاحبي ومش هجوّز أختي لواحد غبي زيك ..
, اتسعت ابتسامة أحمد هاتفاً: يا حبيبي يا أدهم ..!
, أدهم: ولا أنت مسمعتش بقولّك مش هجوّزهالك ..
, أومأ برأسه هاتفاً: ياقلبي يا أدهم ..
, مسح على وجهه مِهدّئاً نفسه ثم عاد للجلوس مكانه ليهتف أحمد: هاا قولي هنتجوز إمتى ؟
, نظر نحوه بغيظ ثم قال بجدية: مش بالسرعة دي ، نور لسا صغيرة يا أحمد ..
, هتف أحمد بهدوء: يعني إيه ، تقصد إن الفارق بينا كبير ؟!
, أدهم: ركّز يا حيوان ، نور لسا صغيرة وعندها دراسة ، ده غير عن المشكلة اللي حصلت ..
, أحمد: م أنا مش بقول دلوقتي ، بعد م تتخطّى المرحلة دي ..
, أدهم بهدوء: خلاص يبقى لما يخلص الترم ده في الإجازة ..
, اتسعت ابتسامته بشدة فقريباً ستصبح زوجته ، ليُتابع أدهم: وقتها نبقى نفكّر ..
, اختفت ابتسامته سريعاً ليهتف بغيظ: تفكر في إيه يا خويا ده بدل م تقولي في الإجازة هجوزك ؟!
, أدهم: م أنا مش هجوز أختي لأي حد ..
, أحمد: نعم يا عينيا ؟!
, هز أدهم كتفيه قائلاً ببرود: أنا لازم أسألك عليك الأول دي الأصول .. مش ممكن يكون ليك علاقات وتخبيصات قديمة ؟! أو تكون متجوز قبل كده بالسر وعندك عيل ولّا حاجة ؟! لازم نسأل ونستفسر ونعرف أخلاقك كويس وبعدين نبقى نفكر هنوافق أو لأ ..
, نظر أحمد نحوه بحنق وغيظ لينهض فجأة يُمسكه من ملابسه وينهضه مُتجهاً به نحو الباب هاتفاً: غوور من وشي البيت ده لو دوسته تاني رجلك هكسرهالك فااهم !؟
, هز أدهم كتفيه ببرود مُعدّلاً ملابسه وهو يقول: هي الحقيقة بتوجع برضه ..
, صرخ أحمد: بررا يا أدهم مشوفش خلقة أهلك تاني هنا يا معفن يا زبالة ، وبتقول سيف طالع لمين ، م النسخة الكبيرة قودامي أهو ..
, صفع الباب خلفه بعنف وآخر ما شاهده كانت نظرات أدهم الباردة والتي زادته غيظاً وحنقاً شديد ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, تنهد بهدوء ليقول بعدها: كرم معاه حق ياسيف ..
, أغمض عيناه بقوة ونهض قائلاً: أنا الحق عليا اللي اعتبرتكوا صحاب وجيت أحكيلكوا كل حاجة ..
, نهض واقفاً أمامه ليقول: وعشان إحنا صحاب بجد بنقولك كده ، إحنا مش هنخدعك ومش هنزيد النار اللي فقلبك ونغذّي فكرة انتقامك ، سيف متسيبش مشاعرك وغضبك يتحكّموا بيك أرجوك ، فكّر فعقلك شوية وهتعرف إننا على حق ..
, نظر نحوه باحتقان ، لا أحد يفهمه ، النار التي بقلبه تزداد اشتعالاً كلّما فكر بأنه سيعيش معهم ، كيف له أن ينسى عذاب أخته وعذابهم ، بل هو لايذكر ذلك فقط ، يتذكّر كمّ المشاكل التي حدثت معهم قبلها ، تشكيكه بأخته وخلافه معها ومع أدهم وتعب والدته ، لقد ضرب أخته لأوّل مرة في حياته بسببه ، وأدهم ضربه لأول مرة وهذا أكثر ما آلمه ، وكل ذلك بسببه هو .. هل سينسى كل ذلك بلحظة !؟
, رن جرس المنزل ليتركه أمير ويتجه ليفتح الباب ، ما إن فتحه حتى قابلته ابتسامة مُتّسعة بلهاء ..
, أغمض عينيه زافراً بضيق: نعم ؟!
, قطّب موسى حاجبيه هاتفاً: نعم **** عليك يا مارو ياحبيبي ، هنفضل واقفين كده ؟!
, أخذ نفساً عميقاً ليتنحّى سامحاً له بالدخول .. عاد موسى للإبتسام ودخل ليُمسك الباب من أمير ويُغلقه بنفسه ثم يُحاوط كتف أمير بذراعه مُربّتاً عليه وهو يقوده للداخل ..
, دخلا للغرفة ليرفع سيف حاجبيه ويهتف موسى بفرح: سيفوو بيه عامل إيه ؟!
, ابتسم سيف بهدوء وهو يرى معالم وجه أمير الحانقة: كويس يا موسى أنت عامل إيه ليك وحشة و**** ..
, ضحك موسى بخفّة هاتفاً حبيبي يا سيفو ، أنا الفترة دي مشغول شوية ده غير إن تعرّفت على سكّرة جميلة زي أمير .. قالها مُربّتاً بقوة على ظهر أمير ليشهق باختناق ..
, جلس موسى على أحد المقاعد لينظر نحوهم هاتفاً: إقعدوا مالكوا هو أنتوا محتاجين عزومة ؟ مالك يا مارو البيت بيتك **** ..!
, تمتم أمير جالساً بحنق: كويس إنك عارف إن البيت بيتي ..
, ابتسم سيف وجلس قرب أمير هامساً: دلوقتي افتكرت ، أنت بقيت عاشق ولهان فأخت الشخصية اللي قدامك دي صح !؟
, أومأ برأسه بحسرة: آيوه صح اتنيلت على عيني وحبيتها ، شوفت ياخويا صاحبك حصلّه إيه ؟!
, ضحك سيف بخفة: ومالها سهى تتحب و**** ..
, نظر نحو موسى الجالس بأريحية: تتحب آه بس طالما الأخ ده موجود وقعتي هتكون سوده .. دي تالت مرة يجيني هنا بعد م عرف إني عايز أتجوز أخته ..
, هتف موسى بابتسامة: إيه يا أمير مش هتشرّبني حاجة .. قوم يلّا قول للآنسة تغريد تعملنا فنجانين قهوة من تحت إيديها .. أه استنا متخلّيهاش تحطلها سكر قولها بس تحط إصبعها بالفنجان وهو هيحلو لوحده ..
, نظر له بغضب ونهض متجهاً نحوه ، هل يتغزل بأخته أمامه ..؟! سحبه سيف من ثيابه حالما شاهد غضبه ليهتف: خلاص يا أمير متاخدش على كلام الغبي ده .. بس بجد هاتلنا قهوة ومن غير سكر ..
, ابتسم موسى: أه من غير هي هتحلو لوحدها ..
, عدل سيف من جلسته ناظراً له باستخاف: لا يا روحي أنا مش عايزها حلوة أصل الحلو مش محتاج حلو زيه ..
, زفر أمير للمرة التي لا يعرف عددها ، واتجه بخطوات غاضبة خارج الغرفة لئلّا يقوم بفعل شيء بهم ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, - الجميع يكتب عن الألم .. لكن الألم الحقيقي لا
, يُحكى
, ٣٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, مرّت عدة أيام .. مصطفى سكن في الملحق وبالفعل لمْ يخرج منه أبداً .. يعلم بأنّ لا أحد يُطيقه ، ولو خرج لن يحصل سوى على زيادة ألمه .. نور تُحاول تجاهل وجوده تماماً وعدم رؤيته ساعدتها في الأمر ، أمّا أحمد فقد ازداد قدومه للفيلا بل هو يفكر بجدية أن يسكن بها بعدما سكن مصطفى قريباً منهم .. يخاف عليها ويغار بشدة ولا يُريد تركها بمفردها لئلّا تلمحه مجرد لمحة صغيرة ..
, كانت ليلى تُراقب الملحق دائماً ، أفكار كثيرة تتصارع داخل عقلها .. هي لا تكره مصطفى أبداً ، ف ما فعله لأجلها تلك المرة لن تنساه أنقذها من الرجل الذي كاد يعتدي عليها وأنقذها من كامل .. فهو عندما أخرجها من الغرفة وقتها لم يكن يعلم بحضور أدهم .. ومازاد إحساسها تجاهه بأنه نادم ويستحق فرصة أخرى بأنه لم يقترب من نور ولم يمسسها بسوء .. شيء ما تريد معرفته .. تريد سؤاله عنه ولكن لا تواتيها الجرأة ..
, أما سيف فقد كان جامداً طوال تلك الأيام ، ولكن داخله يغلي كمِرجل .. كان يُصارع نفسه لئلّا يذهب إليه مكانه ويقتله ليرتااح ، يتكلّم مع مروة بالساعات وهي تحاول تهدأته وإثناءه عن أفكاره الإجرامية وتحاول جعله يتقبّل تلك الفكرة ولكن بلا فائدة .. نوبات غضبه عادت من جديد ولكن ليست كسابقتها ، بل هو غضب مع عناد طفوليّ أحمق .. تكاد تنفجر ضاحكة عليه كل مرة يحادثها ويخبرها بأفكاره الجنونية ولكنها تكتمها بمعجزة .. رغم ذلك هي خائفة من تطور الأمر ، خائفة من تنفيذ ما يقوله ..
, كان سيف يجلس في شرفة غرفته .. طاولة متوسّطة أمامه وفوقها العديد من المشروبات الساخنة والباردة ، كتبه وأوراقه وأقلامه مبعثرة فوقها وهو يجلس بتركيز و .. يذاكر !!
, في الحقيقة لم يكن يذاكر ، بل قد اتخذها حجّة ليجلس في الشرفة من دون أن يتلقّى إعتراضاً من أحد وهدفه الأساسيّ أن يُراقب الملحق بعينيه الغاضبتين .. ينتظر فرصة واحدة لأن يتمرّد مُصطفى ويخرج خارجه أو فقط يمدّ رأسه خارجاً لينزل وينقضّ عليه .. ولكن طوال تلك الأيام لم يخرج .. وهو يُريد الجلوس هنا ليمنعه أيضاً من الخروج عله يتعفّن داخل ذلك الملحق الذي بات يكرهه ..
, داخل الملحق ..
, كان متمدّداً فوق إحدى الأرائك .. وجهه شاحب وهيئته مُرهقة .. يُحدّق بالسقف بجمود وذبول .. يفكّر بما آل إليه وضعه .. ابتسم داخلياً بسخرية .. مازال الوضع كما هو .. وحيد .. والذي تغير هو المكان فقط لا شيء آخر ..
, نظر حوله بتشتّت ، رغم اعتراضه لمجيئه هنا إلّا أن شيئاً داخلياً به كان يتراقص فرحاً ولهفة ، العائلة الوحيدة التي تمنى أن يكون بينهم ها هي أمنيته قد تحقّقت .. أغمض عينيه بإرهاق يعلم بأن الجميع يكرهه ويحقد عليه .. ولكنه نادم ، نادم لما لا أحد يُصدقه ..؟! يشعر بنفسه مُتناقض لا يعلم ما الذي يريده .. كان فقط يريد أن يكون واحداً منهم وهاقد حصل ما أراده .. بعدها أراد فقط العيش معهم حتى لو كانوا يكرهونه وهاقد حصل أيضاً فلم الآن يُريد المزيد ؟!
, المشكلة بأنه يُريد أكثر من ذلك ولا حقّ له بطلبه .. هو لا وجود له هنا أساساً ، عبارة عن هواء كما أخبره أحمد .. كلامهم يرنّ في أذنيه حتى بات يظن نفسه هواء فعلاً .. لا يأكل إلّا القليل لا يشرب سوى عندما يفقد قدرته على المقاومة ، لا يرى ضوء الشمس سوى عندما تتسلّل إليه صباحاً .. هو محبوس هنا فعلاً ..
, نهض بخمول من مكانه ووقف مترنّحاً ، نظر من النافذة كما في كل يوم .. الحراس متواجدون كالعادة ، نظر للأعلى ليبتسم بهدوء وسخرية .. وسيف أيضاً متواجد كالعادة .. ذلك الصغير يعلم بأنه يُغيظه ويفعل ذلك بقصد الإمساك به مُتلبّساً خارج الملحق ، يُحبه مهما فعل به ، مهما أذاه في الماضي وأذى عائلته ولكنه يحبّهم .. كم تمنى أن يكون كأدهم ، عائلة تحبه أخوة لا يستطيعون الإبتعاد عنه .. كم يشعر بالسّعادة لتحقّق أمانيه ، هاقد أصبح لديه أخوة أصغر منه وأخ أكبر .. يُريد أن يشعر بشعور أنه محبوب ، يعتمد عليه أخوته ويتعلّقون به كالغراء .. كلّما رأى علاقة أدهم بنور وسيف الذين يتشبّثون به وكأنه الوحيد في العالم يتمنى ذلك لنفسه .. يُحبهم ولكنهم يكرهونه .. تنهد بتعب واقترب من مرآة ضخمة على طول الحائط .. بقي يتأمّل هيئته فيها بصمت .. تذكر عندما قذف بنفسه إلى المياه ، لو لم ينقذه أدهم وقتها لكان الآن قد مات وارتاح .. هو غير مرحّب به هنا فما الذي يفعله ؟!
, لم يشعر بنفسه سوى وهو يضرب المرآة بقبضته حتى تكسّرت .. نظر أرضاً ليرى قطع الزجاج المتناثر .. جلس على ركبتيه يُطالعها بصمت وشرود ..
, لو أنه مات لارتاح .. هو وحيد منذ زمن ومازال وحيد لم يتغيّر شيء .. بل إنه يشعر بأنه أصبح عبارة عن عبئ ، عالة فوق ظهورهم .. كان في البداية وحيد ولكنه يفعل مايُريده هو يصرف على نفسه ليس الآن يعيش على حسابهم كطفلٍ صغير .. عاد للإبتسام بسخرية فقد فعل أدهم ماقاله وأعاده طفلاً صغيراً محبوساً في منزله يصرف عليه لأكله وشربه وملابسه ..
, ازدادت ابتسامته وقطع الزجاج أمامه تلمع ببريق أمام عينيه .. امتدت يده يمسك قطعة زجاح كبيرة يرفعه مقابل عينيه .. أخفض رأسه نحو ذراعه .. هل يموت إن فعل ما يُشاهده في الأفلام دائماً ؟!
, ازدادت سخريته وهو يُخبر نفسه بأنه لاضير من التجربة فلا شيء لديه ليخسره .. أحكم قبضته على قطعة الزجاج ليُدنيها من معصمه يضعها فوقه ويضغط عليه بخفة .. دمعة حارقة سالت من بين جفونه لتسيل فوق وجنته وهو يُمرّر الزجاجة بقوة فوق شريانه النابض .. أغمض عينيه يعضّ شفته كاتماً صرخة ألمه ودماؤه بدأت في التدفّق بغزارة لتزيد شحوبه شحوباً ..
, في الفلّا .. كان أدهم يجلس في مكتبه .. يُتابع أعماله التي قرر الإشتغال عليها في المنزل .. أمامه حاسوب صغير موضوع فوق طاولة المكتب وموجه إليه فقط .. دخلت ليلى إليه لتبتسم بحنان مقتربة منه وتضع أمامه كأساً من العصير هامسة: عملتلك عصير كفاية عليك قهوة النهاردة ..
, رفع نظرها نحوها ليبتسم بحب .. همست وهي تتابع ابتسامته: لسا فاضل شغل كتير ؟!
, أومأ برأسه: أيوه في كمان شوية ليه ؟!
, ليلى: مفيش أنا عملت الغدا النهاردة وعاملالك الأكل اللي بتحبه ونور قالتلي أحمد هييجي كمان شوية عشان نتغدا مع بعض ..
, ابتسم هاتفاً: خلاص طالما أنتي اللي عملتي الأكل هاكل ، بعدين أنتي عارفاني مبفوتش الأكل معاكوا أبداً ..
, ابتسمت وهمّت بالكلام قبل أن تُلاحظ ابتسامة أدهم التي اختفت وحلّت محلها تقطيبة حاجبيه بقوة ، ووجهه قد تغيّرت معالمه وقد لمحت الخوف قد تمكّن منه وهو ينظر بالشاشة الصغيرة أمامه ..
, ليلى بقلق: فيه إيه يا أدهم ؟!
, انتفض واقفاً بسرعة وهلع راكضاً خارح المكتب لتلحق به بذعر من هيئتة .. خرج من باب الفيلا راكضاً نحو الملحق وهو يهتف بالحراس ..
, سمع سيف صوته الّصارخ لينظر من شرفته ويراه مُسرعاً بخوف وصراخ نحو الملحق .. ضيّق عينيه بريبة واتجه يخرج من غرفته للّحاق به ..
, دخل أدهم الملحق بسرعة متّجهاً حيث يتواجد مصطفى ، انخلع قلبه وهو يرى بقعة دماء كبيرة ومصطفى قربها جسده متمدد بارتجاف وهو يأن ألماً والدماء مازالت تسيل منه .. جلس قربه بعدما أمسك أقرب شيئ وجده ولم يكن سوى تيشرت قطني خاص بمصطفى ليضعه فوق معصمه النازف يضغط عليه محاولاً إيقاف نزيفه .. دخل رجاله بعدها وقد كانوا قد اتصلوا بالطبيب بعدما أخبرهم أدهم ..
, وصلت ليلى لاهثة لتشهق مُتراجعة بألم وهي تراهم أمامها ، دمعت عيناها وهي تشاهد وجه مصطفى الشاحب وقد غامت عيناه وهو على وشك فقدان وعيه ..
, ضرب أدهم وجنتيه صارخاً بعنف: مصطفى إصحى متغمّضش عينيك سامعني ؟!
, التفت له هامساً بضعف: خلااص يا أدهم سيبني مش كل مرة لازم ألاقيك قودامي وتمنعني أرتاح ..
, صرخ به بجنون وغضب وقد تملك خوفه منه: ترتاح من إيييه ؟ أنت فاكر لو انتحرت هترتاح ؟ فوق لنفسك بقا وكفاية تعمل بيا كده ..
, سالت دموعه هامساً بألم: فاكر لما قولتلّي إنك هتخليني أتمنى الموت ومطالهوش وهتخليني أتعذب ؟!
, لمْ يُجبه أدهم وبقي صامتاً وهو يحاول حبس دمائه وقد لوثت يديه وثيابه ليتابع مصطفى بقهر أوجع قلبه: مكنتش فاكر إن هيحصل ده بالسرعة دي ٣ نقطة أنا دلوقتي بتعذب .. بتعذب أووي .. وبحاول أموت بس أرجوك متمنعنيش المرة دي كفاية عليا كده .. كفاية ..
, خفت كلامه قي النهاية مُغمضاً عينيه باستسلام وإنهاك لتصرخ ليلى برعب وهي تستمع لصراخ أدهم به وهو يضرب وجنتيه بجنون وصدمة ليستفيق ..
, بعد ساعة ، خرج من الملحق .. يديه وثيابه مليئتان بالدماء التي تجمّدت .. اندفع نحوه سيف الذي علم بما حصل ولكنه لم يدخل إليهم .. شيء ما داخله قد منعه ..
, هتف بلهفة وذعر وهو يرى الدماء تغطّيه: أدهم أنت كويس ؟؟ إيه اللي حصلك ؟
, أغمض عينيه بضيق هاتفاً بخفوت: أنا كويس ده ددمم مصطفى ..
, ضغط سيف على قبضته هاتفاً: ليه بقيت جوا كل الوقت ده ؟!
, نظر نحوه هاتفاً بنفاذ صبر: الدكتور تأخر عنده عايزني أسيبه لوحده يعني ؟!
, سيف بحقد: و**** محدش قاله يعمل كل الدراما دي ..
, التفت له هاتفاً: كفاية يا سيف عندك حاجة تقولها تفضّل أما كلام زي ده مش عايز ..
, سيف بغضب: مش شايفه بيعمل إيه كل ده علشان يخلينا نصدق أنه ندمان .. أنا مش هصدقه ولو مهما عمل ده كله كدب وتمثيل ..
, صرخ به: وانتحاره كمان تمثيل ؟ والدكتور اللي كان عنده ، حالته الصحية وجسمه التعبان كل ده تمثيل ؟!
, نظر سيف له وقال بخفوت: خايف عليه ولّا دي شفقة ؟!
, نظر نحوه بغضب ولم يُجبه واندفع متّجهاً نحو الفيلا فيما بقي سيف واقفاً وهو ينظر نحو مكان سكن مصطفى هامساً بقسوة غريبة عليه: لو أنه مات كان أحسن ..
, نظر نحو الأعلى ليرى نور تقف في شرفة غرفتها تنظر إليه بحزن .. ابتسم بسخرية داخله وهو يعلم بأنها حزينة عليه الآن وقد صدّقت تلك التمثيلية ..
, أما نور فكانت تنظر نحو الملحق بألم وحزن بالغين .. هذه ثالث مُحاولة له بالإنتحار ، تعلم بأنه نادم بشدة ، وهي تصدّقه .. فبعدما تأكدت بأنها مازالت كما هي وهو لم يمسسها بدأ إحساس غريب تجاهه ينمو داخلها .. تخاف منه ، تحقد عليه ، تكرهه وفي نفس الوقت لا تتمنّى الأذى له أبداً ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, فتح الباب ليرفع حاجبيه هاتفاً: وأنا أقول ليه الضّلمة دي كلها مبقتش شايف قودامي ..
, سيف بهدوء: عامل إيه يا عزيزي ..؟
, عزيز بسخرية: إيه الأدب ده ؟! فين ظرافتك اللي كانت سابقاك ؟
, سيف: إحنا فيها إيه رأيك أوريهالك ؟!
, سحبه من ثيابه هاتفاً: وعلى إيه ياخويا مش عايز تبوظلي يومي أدخل ..
, هز سيف أكتافه ودخل بهدوء فيما يتبعه عزيز مبتسماً بحب .. هذا الولد يحبه ويحب ظرافته وخفّة دمه التي تُعيد إليه روح الشباب رغم كمية الإغاظة وضغطه الذي يرفعه له ..
, جلس سيف هاتفاً: عزوز أنا جعان ..
, هتف به: نعم ياخويا ؟ جاييني هنا عشان تاكل إيه شايفني فاتحها سبيل ..؟
, اقتربت حنان هاتفة: مالك على الواد يا عزّو حرام ده جعان قولي ياحبيبي نفسك في إيه ؟!
, اتسعت ابتسامة سيف ونظر بغرور نحو عزيز المنغاظ ليهتف بمسكنة: جعااان يا حنونة قلبي وعايز آكل أي حاجة من إيديكي الحلوين وبرضه عايز أدوق الأكل اللي بيعمله المطعم اللي فاتح جنبكوا ده ..
, هتف عزيز بغضب: بتقول إييه يا عينيا ؟ هو إحنا خلفناك ونسيناك يا بابا ؟ جيبيله أي حاجة يطفحها ويمشي بالسّلامة ياحنون ..
, حنان بتأنيب خفيف: م قولنالك خفّ شوية ع الواد مش شايفه خاسس إزاي .. ولا يهمك يا سيفو هعملك دلوقتي أطيب عشا قوم يا عزوز يلا اطلبله الأكل اللي هو عاوزه من المطعم ..
, هم عزيز بالصراخ لتهتف حنان: مفيش إعتراض يا عزو ده سيفوو صهرك زي ابنك برضه ..
, رفع هاتفه ناظراً بغيظ نحو سيف المُبتسم باتساع لتزيد ابتسامته من غيظه: تفضّل يا حيوان قول عايز تطفح إيه ..؟
, وضع سيف قدماً فوق الأخرى وبدأ بتعداد أنواع الأطعمة ، أنواع لا تُعدّ ولا تُحصى ..
, صرخ به في النهاية: بس يا حيوان هو فيل اللي هياكل ؟!
, هتف سيف بمسكنة: حنوووون تعالي شوفي عايزني أموت من الجوع ..
, قاطعه عزيز صارخاً بحنق: خلاص خلاص بسس هجبلك اخرس بقا ..
, عاد ليبتسم باتساع قبل أن يستمع لصوت غناء يأتي من إحدی الغرف .. انتفض ينظر حوله هاتفاً بانزعاج: إيه ده مين اللي بيجعر كده ؟!
, رفع حاجبيه بصدمة صارخاً: بيجعرر أنت بتقول عن مروة كده يا زفت ..؟!
, ابتسم سيف هاتفاً: آه دي مروة حبيبتي ؟! لا لا خلاااص ده ولا صوت العندليب ..
, فتحت مروة الباب لتتفاجأ بسيف أمامها يجلس مع والدها .. نزعت السمّاعات عن أذنها واقتربت منه مبتسمة: سيفوو مقولتلّيش أنك جاي ليه ؟!
, سيف: ياروح قلب سيفو عملتها مفاجئة وعلى قد م عزو اتبسط بشوفتي قرر يأكّلني من المطعم اللي جنب بيتكوا ده ؟
, نظرت نحو والدها: بجد يا بابا ؟! **** يخليك لينا ياحبيبي ..
, جلست قرب سيف ليهمس لها: وحشتيني ..
, اتسعت ابتسامتها: وأنت كمان وحشتني ..
, صرخ عزيز بغضب: أحترم نفسك أنت وهي شايفيني قفص جوافة ؟!
, تجاهله سيف ليهتف: أنتي محلوّة كده ازاي يا مرمر ؟!
, ابتسمت هاتفة: بجد ؟! وأنت جميل أوي أوي يا سيفو
, عزيز: بس بقااا .. قومي يابت اقعدي بعيد عنه يلّا مش ناقص قلة أدب ..
, نظر سيف لمروة هاتفاً: قومي قولي لحنون تيجي تشيل الكائن ده من هنا ..
, مروة: احترم نفسك يا سيف إيه كائن دي ؟ ده أبويا ..
, سيف بسخرية: حصلنا الرعب ياختي ..
, تنهدت ناظرة نحوه لتهتف: مالك يا سيف أنت زعلان ؟!
, بقي صامتاً ينظر إلى الأسفل قبل أن يهمس بخفوت: مصطفى النهاردة حاول ينتحر ..
, شهقت بصدمة هاتفة: إزاي وليه ؟!
, لم يُجبها وبقي صامت لتدرك بأنه لم يأتِ للحديث فقط أتى إليها لكي تخفّف من همه وحزنه الواضح ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, مرّ يومين .. تحسنت صحّة مصطفى قليلاً ، كان أدهم يذهب إلى الملحق للإطمئنان عليه على عكس الأيام الفائتة التي لم يقترب فيها أحد منه ..
, كان يأمر رجاله والخادمة التي تُحضر له الطعام بأن يهتمّوا بأكله وشربه وأحضر الطبيب إليه من جديد لمعالجة جرحه .. وعندما لا يذهب إليه كان يتفقده من خلال كاميرات المراقبة التي كان قد أمر رجاله بوضعها في الملحق قبل مجيئه ..
, اقتربت ليلى من الملحق تشدّ الوشاح السميك حول جسدها من برودة الطقس الليلي .. نظرت إلى الأعلى حيث غرفتها المُضيئة كان أدهم يسهر فيها متابعاً أعماله بتركيز لتستغلّ الفرصة وتذهب إلى مصطفى ..
, طرقت الباب بهدوء انتظرت لحظات طويلة ليفتح لها مصطفى أخيراً وقد ظهرت على وجهه علامات المفاجئة ..
, هتفت بتردد: ممكن أتكلم معاك شوية ؟!
, قطب حاجبيه هاتفاً: ليه ؟!
, ابتلعت ريقها هامسة: عايزة أسألك سؤال ..
, فتح الباب على الآخر هاتفاً : لو عايزة ادخلي لأن مش هقدر أخرج ..
, ابتسمت باهتزاز ودخلت إلى الصّالة ليتبعها تاركاً الباب خلفه مفتوح .. وقف ينظر لها بتوتر لتزداد هي توتراً ..
, همس أخيراً: أنتي جاية هنا ليه ، مش خايفة حد يشوفك ؟!
, ابتسمت محاولة التخفيف من توتّرها: هخاف ليه أنا حرّة ، بعدين محدش يقدر يمنعني وأنت عارف أدهم بيجي كل يوم هنا ..
, مصطفى: أيوه بس يعني ٣ نقطة تنهد قائلاً: خلاص قولي عايزة تسأليني إيه ..؟
, زفرت تشد الوشاح حولها لتهتف أخيراً: مامتك ..
, قطب جبينه وشد قبضتيه بشعور عميق اجتاحه ، شعور غضب كره وشوق: مالها ؟!
, توترت هامسة: و وقت ، وقت كامل خطفني ، ق قال إني مش بنته و بس هو هو قال إني بنتها أنا مش عارفة ..
, مصطفى بهدرء: أنتي عايزة تعرفي لو كنتي بنتها صح ؟!
, رفعت نظرها إليه هاتفة: مش عارفة ، أنا محسيتش بحاجة تجاهها حتى هي لما شافتني مبصتليش بنظرة أم لبنتها حسيتها عايزة تقول حاجة بس مش عارفة إيه هي ..
, صمت قليلاً ليهتف: وأنا حاسس كده .. وحاسس أو متأكد إنك مش بنتها ..
, فتحت عينيها هاتفة: ليه ؟!
, مصطفى بضيق وسخرية: مجرد إحساس ، رغم إن واحدة زي دي ممكن تتوقّعي منها أي حاجة بس اللي عارفه إنها كانت مع شريف وبس .. مش عارف ناس تانية ولو في حد غيره كان اتكشف زمان ..
, نظرت نحوه تستشعر ألمه وغصّته من حديثه عن والدته ، همست قائلة: دي تبقى أمك ..
, فلتت ضحكته بسخرية وهو يهز رأسه: أيوه أيوه أمي ..
, اقتربت منه هامسة بخفوت: على الأقل أنت عارف أهلك ، أنا لأ ..
, تخطّته خارجة من الملحق مغلقة الباب خلفها وهو يُتابعها بعينيه .. يعرف أهله ؟! ولكنهم لا يريدونه .. وهو لايريد نفسه .. أغمض عينيه يتذكر خوف أدهم عليه ، عصبيته وغضبه عندما استفاق بعدما حاول الإنتحار .. جنونه عليه عندما يرفض الطعام ليُجبره على الأكل رغماً عنه ، وعندما لا يحضر ينوب عنه رجاله الذين باتوا تقريباً يسكنون معه ويُحاصرونه كما فعلوا به عندما كان في المشفى .. لقد أخرجوا أي أدوات حادة من الملحق ، أزالوا جميع المرايا وجميع أدوات المطبخ كافة ، وقد بدأ طعامه وشرابه حتى الماء يأتيه من داخل الفيلا وبأوانٍ بلاستيكية لا تُسبب الأذى ..
, أخبره أدهم بأنه سيُحضر طبيباً لكي يراه ، رفض ذلك ، يعلم بأنه طبيب نفسي ليمنعه من الإنتحار الذي مازال يفكر به حتى الآن .. ولكنه عندما علم بأنه طبيب نور وافق .. يريد أن يعرف أخبارها .. يُريد أن يعلم لأي درجة وصلت أذيّته لها ..
, خرجت ليلى بخطوات سريعة من الملحق وعيناها مُغبّشة من الدموع ، اصطدمت فجأة بأحدهم لترتدّ عدة خطوات وترفع رأسها لتجد عينين غاضبتين أمامها ..
, توترت وحاولت تخطّيه ليسحبها من ذراعها بعنف: كنتي بتعملي إيه جوا ؟!
, تألمت من قبضته وسحبتها منه هاتفة: فيه إييه ياسيف إزاي تمسكني كده ؟!
, جز علی أسنانه هاتفاً: كنتي بتعملي إيه عنده جوا ؟!
, هتفت به: وأنت مالك !؟ ملكش دعوة بيا ..
, صرخ بها: لأ ليا .. الكلب ده محدش يروحله أنتي روحتي ليييه ؟!
, صراخه وصل لمصطفى في الداخل ليسارع نحو النافذة ويجد أمامه سيف الغاضب وهو يصرخ على ليلى .. من المؤكد أنه قد رآها تدخل إليه .. ضغط على قبضته لا يعلم هل يخرج أم لأ .. ولكنه بخروجه سوف يزيد من غضب سيف أكثر ..
, رفعت ليلى نظراتها نحوه هامسة: وطي صوتك يا سيف ومتزعقليش كده .. أنت ملكش دعوة بيا فاهم ؟!
, ابتسم بسخرية عصبية هاتفاً: أه مليش دعوة ، جوزك بقا بيعرف أنك بتروحيله ؟!
, وسّعت عينيها بصدمة من حديثه لتهتف: أنت قصدك إييه ؟؟
, نظر نحوها وغضب تملّك منه وهو يراها تدخل لمصطفى لينزل سريعاً حيث كان في شرفته نحوها ، هتف بها: قصدي واضح ، بتروحيله لييه وأنتي متعرفيهوش ولا يقربك فحاجة ؟! قولي عندك معاه إييه عشان تروحيله ؟! ولّا لأن أنتوا التنين زي بعض ؟!
, همست بتقطع وهي تنظر نحوه بذهول: قصدك إيه ؟!
, ابتسم بسخرية وقال بانفلات أعصاب وقد أعماه حقده علی مصطفی : زيه ملكيش أهل ، ولّا ليكون ليكي ويبقوا ٣ العلامة النجمية زي أهله ..؟ أو تطلعي في النهاية بنت حر٣ نقطة
, رفعت يدها المُرتعشة مقاطعة لتصفعه على وجنته بقهر .. صفعة لم تكن قوية فطاقتها تشعر بها قد نفذت ، جسدها يرتجف غضباً وقهراً وألماً ..
, وضع يده مكان صفعتها ناظراً نحوها بألم وندم ، حاول الكلام ولكنه لم يستطع أمام هيئتها .. ارتجفت شفتيها بألم موجع .. وزاغت عينيها بضياع ، ألمها واضح ولكنه ليس كألم قلبها النّازف ..
, سقطت دموعها الحارقة ليزداد ارتعاشها هامسة باهتزاز وكلام مُتقطّع: ك كنتوا أأنتوا أهلي ، كنت فا كنت فاكرة إن بقا ليا أاهل بوجودكوا معايا ..
, غصّت آخر كلامها ليختفي صوتها رغم الكلام الذي كانت تريد قوله ، تُريد الصراخ به بقهر ووجع ولكنها صمتت .. صمتت من ألمها الذي منعها من المتابعة .. لتركض بجنون باتجاه الفيلا ، قدميها ترتجفان بعنف كرجفة جسدها .. ولكنها ركضت .. تريد اللجوء إليه .. من لم يخذلها أبداً تُريده أن يحتويها الآن ، بضياعها وتشرّدها ونزيفها ..
, فتحت الباب بارتجاف لتظهر له هيئتها التي خلعت قلبه من مكانه .. انتفض ناهضاً عن فراشه بهلع واتجه نحوها هاتفاً: ليلى مالك ؟!
, تمسّكت به ، تشبثت بذراعيه وأظافرها تنغرز في لحم ذراعيه من قوة تشبثها .. تُريد النجاة .. تريده أن يأخذها إلى عالمه يُنسيها ما سمعته وما تعانيه ..
, تسمعه يصرخ بها ، يمسح وجهها ويفرك يديها الباردتين بين يديه الدافئة: ليلی حبيبتي سامعاني قوليلي مالك حصل إيه ؟! طب حاسة بإيه ؟!
, بماذا تحسّ .. ؟ كيف تُخبره بأنها على وشك فقدان إحساسها الآن ؟! كيف تخبره بأنها تنزف .. نزيفها على وشك أن يُميتها ..
, سحبها معه إلى الحمام وقلبه ينبض خوفاً من هيئتها .. لقد أخبرته بأنها ستنزل تتمشى قليلاً لحين انتهائه من عمله لتعود إليه الآن بهيئتها المُفزعة ؟! ما الذي أوصلها لذلك ؟!
, فتح الصنبور وكوّر يده ليملئها بالماء ويُلقيه علی وجهها مُبعداً خصلات شعرها المتناثرة والملتصقة بوجهها المبلّل بدموعها ..
, كان يهمس لها بأنه معها وقربها .. وهي تبكي .. تبكي بقهر وتتمسّك به .. تُحاول دفن رأسها داخل صدره تُريد الإختباء داخله من قسوة حياتها التي ظنّتها فتحت أبواب السعادة أمامها ..
, أعادها نحو الغرفة ليُمسك منشفة يجفّف وجهها ويرتب شعرها وهو يقبل جفنيها ووجنتيها وكامل وجهها .. جلس على السرير ليُجلسها بين أحضانه يهدهدها كطفلته الصغيرة ، يُقبلها ويفرك يديها يدفّئهما ..
, هتفت بارتعاش كلام مُبعثر متقطع ولكنه مسّ أعماقه بقسوة: أنا مش كده .. لا لا أنا لييه مليش أهل ؟؟ ليه ؟ أنتوا أهلي صح ؟ أنا بقيت منكم أنا ليا أهل أنا ، أنا مش بنت حرام أنا ليا أهل ..
, جذبها بين أحضانه يُشدد عليها بقوة كادت تكسر ضلوعها ، ولو يستطيع لباعد بين ضلوعه ليدخلها ويجعلها حبيسة داخله ، يُخبئها من الألم والقسوة والظلم .. همس بصدق وعيناه دامعتان: أنا أهلك ، أنا أمك وأبوكي وجوزك وحبيبك وأخوكي وكل حاجة ليكي ، أنتي بنتي أنا يا ليلى بنت قلبي وروحي .. أنتي بنتي كل حاجة ليا وأنا اهلك وكل ما ليكي ..
, بقي يُخبرها بهذا الكلام وهي متشبّثة به ، تستمع دقات قلبه التي ازدادت من الألم ، وهي تهذي بكلام غير مفهوم وغير مُرتب ، كلام تريد إخراج به قهرها ووجعها .. وهو من غير أن تتكلم يسمعها ، يسمع نبضات قلبها ، يشعر بها وبألمها وجنونها ..
, نامت داخل أحضانه ، يشدد عليها ويهدهدها مربتاً وماسحاً فوق رأسها بحنان ، يهمس داخل أذنيها بأنه يُحبها حتى بعدما غرقت في النوم ، يريد أن يدخل كوابيسها ليحيلها أحلاماً به هو فقط .. يقبل جفنيها النائمين على عينيها الدامعتين ، يقبّل وجهها الذي مازالت عليه آثار الدموع وقلبه مازال ينبض ألماً لأجلها .. لا يعلم كيف وصلت لتلك الحالة لقد كانت هادئة سعيدة يرى لمعة عيناها الفرحة طوال الوقت .. ما الذي فعل بطفلته ذلك ليُعيدها لنقطة الصفر بعدما جاهد وكافح ليملأ حياتها بسمة وفرح ..؟
 
  • عجبني
التفاعلات: البرنس احمد
الثالث والأربعون

- من أجلك ..
, سأتبعثرُ لملايين القطع
, سأسكن سماءكَ كالنّجوم
, أو أسكن طريقكَ كالحصى
, علّني أستطيع أن أصلَ إلى مداك ..
, ٣٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, صباح اليوم التالي ..
, فتح عينيه على أشعة الشمس التي تسلّلت إلى وجهه ، قطّب حاجبيه بألم من نومته الغير مريحة ، نظر جانباً لتسقط عينيه على أجمل وجه يمكن أن يراه .. ابتسم بحب ومد يده يزيح خصلاتها المتناثرة عن وجهها ليظهر له مع أشعة الشمس وقد ازداد جمالاً وروعة ..
, تغيّرت معالم وجهه وعبس عندما شاهد الإحمرار الطفيف في جفنيها متذكراً حالتها في الأمس .. بقيت ساعات تبكي وتنتحب وتهذي بكلام يوجع قلبه قبل أن يوجعها ، لا يعلم مابها وكيف وصلت لتلك الحالة ..
, نهض بهدوء من جانبها مُتجهاً نحو الحمام ليعود إليها بعد دقائق وقد ارتدى ثيابه الرسمية .. اقترب منها يداعب بشرة وجهها بحنان: لولاا ، ياقلبي إصحي ..
, فتحت عينيها على همساته في أذنها ومداعبته الحانية لوجهها لتقابلها ابتسامته العريضة .. تعدلت في جلستها وهي تفرك عينيها بنعاس وكان هو يتابعها بابتسامة حانية وقلق خفيّ ..
, ليلى: صباح الخير ..
, اتسعت ابتسامته: صباح الورد لأحلى وردة بحياتي ..
, رفعت حاجبيها هامسة: إيه المناسبة ..؟
, أدهم: إخس عليكي هو أنا مبسمعكيش كلام حلو إلا لما يكون فيه مناسبة ؟!
, ابتسمت بهدوء ابتسامة وصلته باهتة شاحبة ليمسكها من ذراعها قائلاً ببعض الجدية: قومي غسلي وصحصحي كده عشان ننزل نفطر قبل م روح الشركة ..
, تركته متجهة نحو الحمام ليجلس هو فوق السرير ينتظرها .. بعد عدة لحظات خرجت وقد أبدلت ملابسها لفستان بيتي طويل .. باللون الأخضر الغامق .. ابتسم بعشق وهو يراها بذلك الفستان الذي انتقاه لها سابقاً بلون عينيها .. مدّ يدها إليها لتتجه نحوه فيجذبها مُحيطاً خصرها بذراعه ويجلسها قربه ..
, أدهم: شوفتي ذوقي الحلو ، أهو الفستان هياكل منك حتة ..
, ليلى: هو حلو عشان أنا اللي لابسته مش أكتر ..
, هز برأسه قائلاً بفخر: برضه أنا ذوقي حلو ومتقدريش تقولي لأ عشان أنا اخترتك ..
, نظرت نحوه هامّة بالكلام لتصمت بعدها وهي تدرك أنه على حق .. استشعرت يده التي امتدت تمسك بيدها بحنان: ليلى بصيلي ..
, التفتت نحوه وهو يطالعا بحب وجدية: مش هتقوليلي إيه اللي حصلك مبارح ؟!
, قطّبت جبينها وأدارت رأسها لئلّا يلمح عينيها التي تجمعت الدموع داخلهما حالما تذكرت كلام سيف الجارح لها ..
, امتدّت يده يُدير وجهها بهدوء ليتألم قلبه عندما رأى الدموع داخل عينيها: قوليلي ياحبيبتي إيه اللي حصل ..؟! أنتي قولتيلي هتنزلي تتمشي شوية ورجعتي وحالتك كده ، حصل إيه حد زعجك ؟!
, ليلى بخفوت: لأ ..
, أدهم: أمال ؟! ليه كنتي بتعيطي كده ؟!
, ابتلعت ريقها هامسة: مفيش بس .. بس أنا لمحت الملحق اللي فيه مصطفى وشوفته وحيد ، وافتكرت نفسي إني كان ممكن كون أخته .. وبس كده ..
, ضيّق عينيه ناظراً نحوها بتمعن: ده اللي وصلك للحالة اللي كنتي بيها ؟! ليلى كلامك ده مدخلش دماغي ، مصطفى بقاله زمان هنا ليه مبارح بس حتى افتكرتي ده ..
, ليلى بتهرّب: صدقني يا أدهم ده اللي حصل ، أنا بس افتكرت إن مليش أهل وحسّيت نفسي عايزة أعيط وارتاح وبس ..
, بقي صامت للحظات يُتابع ملامحها الحزينة ، لم يصدّقها بل هي فاشلة أمامه بالكذب والتأليف ربما لو كانت فقط تبكي لكان صدّقها ولكنها كانت بحالة هيستيرية ، كانت تبكي وتصرخ وتهذي وكأنها قد عانت من صدمة ما ..
, تنهد أخيراً مُحيطاً وجهها بذراعيه ليقترب مقبلاً جبينها بحنان: وأنا قولتلك وهرجع أقولك ، أنا أهلك يا ليلى ، أنا كل حاجة ليكي مش بس جوزك ، مش عايزك تعيطي تاني أو تفكري في ده .. أنتي مكانك معايا هنا وف بيتي ..
, رفعت نظراتها نحوه بحب واحتياج لتقترب منه وتحاوط جذعه مستندة برأسها على صدره: **** يخليك ليا وميحرمنيش منك ..
, ابتسم يحتضنها بحنان ليبعدها عنه قائلاً: يلا بقا هيكون الفطار جهز خلينا ننزل نفطر مع بعض عشان متأخرش علی الشركة ..
, أومأت برأسها لتنزل معه وتجد نور ووالدته قد حضّرتا المائدة ، ابتسمت نور هاتفة: أهو الأميرة جت صباح الخير ياختي أنتي قاعدة ومرتاحة وأنا بحضرلك الفطار ..
, اقتربت منها وجلست على كرسيها: وماله قليل زمان قد إيه حضرتلك وطعميتك ..؟!
, نور: أه أنا قولت إنك مش هتعديهالي بقا وهتطالعي كل الأيام دي عليا ..
, اقترب أدهم منهم مبتسماً ليقبل والدته ويحتضن نور بحب وسعادة وهو يراها تتحسن يوماً بعد يوم وتعود لطبيعتها القديمة ..
, نور: أبيه حبيبي وحشتني ..
, ابتسم بحنان مقبلاً حبينها: وأنا وحشني الفطار من تحت ايديكي الحلوين ..
, نور: حبيبي عينيا ليك أنا كنت هطلعلك بالفطار على الأوضة بس قولت لنفسي ليك زوجة هي تعملك وتدلّك كده ..
, ليلى: بس يابت وتعالي اقعدي ..
, جلس أدهم على رأس السفرة لينظر نحو والدته: سيف مفاقش ؟!
, جمانة: قبل شوية نور صحّيته ودلوقتي هينزل ..
, لم تكمل كلامها وكان سيف ينزل درجات السلم متجهاً ناحيتهم ..
,
, سيف بهدوء: صباح الخير ..
, أجابه الجميع وليلى أجابت بصوت خافت غير مسموع ، أغمضت عيناها وقد عادت لتتذكّر كلامه الذي ضرب أعماقها بقسوة ..
, رفع سيف نظره نحوها ليراها تنظر في طبقها متجنّبة النظر إليه ، لم ينمْ طوال الليلة الماضية وقد تآكله الندم لما قاله .. لا يعلم كيف فلتت أعصابه وقال كلامه ذاك والذي يُقسم بأنه لم يخرج من قلبه ولم يُفكّر به من قبل مجرّد تفكير ، غضبه كان من مصطفى ولكنه قد صبّه كله فوق رأس تلك المسكينة ، والمشكلة بأنّ ماقاله جارح وقاتل بشدة ..
, جمانة بقلق: مالك ياسيف ، أنت تعبان ؟!
, حوّل نظره نحوها هاتفاً: لأ أنا كويس ..
, جمانة: أمال ليه وشك كده وعينيك مالهم ؟!
, سيف: مفيش يا ماما أنا بس منمتش كويس مبارح .. لما أرجع من الكلية هبقى أنام وأرتاح ..
, كان أدهم يُتابعهم بكلامه ليلتفت نحو ليلى الصامتة على غير العادة ، أخفض نظره نحو يدها التي تُمسك بكوب العصير وتشدّد عليه بقوة واضحة .. ضيق عينيه ناظراً لهم بتمعّن طوال الوقت وهو يشعر بأن هنالك شيء بينهما .. فليلى صمتت وتغيّرت حالتها منذ نزوله وهو الآخر رغم جموده وقلة كلامه خلال الأيام الماضية ولكنه الآن قد ازداد ..
, نهضت ليلى بعد وقت قصير وصعدت سريعاً نحو غرفتها .. تابعها سيف بعينيه بقلق وتوتر ، بقي قليلاً لينهض هو الآخر ويلحقها ..
, وقف أمام غرفتها متنفّساً بقلق ليطرق الباب بعدها بهدوء .. فتحت الباب ونظرت نحوه ، كانت نظرتها باردة جامدة ولكن الألم يسكن داخلها: نعم ؟!
, همس بخفوت: ممكن أتكلم معاكي شوية ؟!
, ليلى: لأ ..
, سيف برجاء: ليلى أ..
, قاطعته هاتفة بصوت خافت: مفيش كلام بينا ، خلاص كلامك وصلني مبارح ..
, سيف بندم: أقسم ب**** يا ليلى مكنش قصدي اللي قولته أنا بس كنت متعصب أووي وأنتي عارفة إني بكره مصطفى وأما شوفتك روحتيله اتجننت واتعميت من عصبيتي ..
, ابتسمت هامسة بوجع ولوم: أوقات الكلام اللي بنقوله وقت الغضب بكون صادق يا سيف ..
, سيف بانفعال: إلّا أنا ، و**** أنا معدش أشوف قدامي وبقول كلام مش من قلبي خالص .. أنا آسف يا ليلى عارف إنك زعلانة على الكلام اللي قولته بس صدقيني و**** مش قصدي ..
, هتفت به: زعلانة ؟! ابتسمت بسخرية لتهتف: أنا مش زعلانة يا سيف ، أنا مجروحة ، مدبوحة ، كلامك ده كسرني مش بس وجّعني .. تخيل إن العيلة اللي بتحبها الناس اللي اعتبرتهم أخواتك وحبيتهم من كل قلبك في الآخر هما ميكونوش معتبرينك حاجة فحياتهم ؟ تخيل في الآخر يقولولك إنك ملكش أهل أو أنك ابن حرام .. بعد م انت كنت معتبرهم أهلك ؟! بتوجّع مش كده ؟!
, ابتلع ريقه ناظراً نحوها بندم: عارف و**** اللي قولته كبير أنا غبي مبحسبش حساب لكلامي بس **** شاهد إني بعتبرك زي أختي و**** إنك زيك زي نور بالنسبالي ولا فيوم فكّرت بالكلام ده ، طلع مني غصب عني يا ليلى ..
, بقيت صامتة تنظر أرضاً بوجع وكلامه في الليلة السابفة يتردد في أذنها ويؤلمها أكثر .. تنهد بيأس من سكوتها ليهمس: أنا آسف يا ليلى سامحيني و**** منمتش مبارح وأنا حاسس بالذنب .. مكنش قصدي وحياة أدهم مكنتش قاصد قول كده وأنتي عارفة إني مبحلفش بحياته كدب ..
, لم تجبه ليحاول معها ثانية لترفع نظرها نحوه هامسة: مقدرش أنسى اللي قولته ، سيبها مع الوقت يا سيف ..
, سيف: ليلى ..
, همست قائلة: لو خايف إني أقول أدهم ف متقلقش ، مش أنا اللي بعمل كده أبداً ..
, تركته وعادت لتدخل غرفتها مُغلقة الباب خلفها بهدوء .. زفر بيأس وضيق ليتّجه إلى الأسفل خارجاً من الفيلا ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, بعد يومين ..
, دخل موسى إلى المكتب ليجد أدهم ينتظره ..
, أدهم: ها إيه اللي حصل ؟
, تقدّم منه ووضع أمامه عدة أوراق قائلاً: عملت اللي حضرتك طلبته ، والنتيجة زي م توقعنا ..
, رفع حاجبيه هاتفاً: إزااي ؟! أمال كامل جابها منيين ؟
, قطب موسى حاجبيه: مش عارف في حاجة بالموضوع ، التحاليل بتقول إنها مش بنتها وكامل عمل تحاليل معاها وبرضه مش بنته ولا هي بنت شريف ..
, جذب أدهم الأوراق ونتائج التحاليل يتفحّصهم وهو يعلم بأنه لن يغيّر شيئاً بهم ، ألقاهم فوق الطاولة بغضب وهو لايستوعب شيء .. نهض وبدأ يسير في المكتب ، إن لم تكون ابنتهم فمن تكون ومن أين أحضرها كامل ، أو بالأصح زوجة كامل من أين أحضرتها فكامل كان يظنها ابنة شريف ..
, نظر نحو موسى هاتفاً: وهنعمل إيه دلوقتي هنعرف إزاي ؟!
, موسى بهدوء: محدش هيقدر يجاوبنا غير مراته ..
, أدهم: قصدك رقية ؟!
, موسى: بالظبط ..
, أدهم بسخرية: وهنخرّجها من غيبوبتها إزاي بقا ؟!
, موسى: مش عارف ..
, أدهم: أنت عارف المشفى اللي مرات كامل ولدت بيها ؟
, موسى: مش هتصعب عليا ليه ؟؟
, أدهم: تروح هناك تطالع كل تقارير الولادة اللي حصلت بوقت ولادة مراته ..
, ضيّق حاجبيه قائلاً: حضرتك شاكك فحاجة ..؟
, أدهم: مش عارف مجرّد تفكير ، مش ممكن يكون حصل لخبطة أو حد بدّلهم مش عارف ٣ نقطة
, أومأ موسى برأسه: تمام هحاول ..
, نهض خارجاً من المكتب ولكنه عاد حالاً للجلوس مكانه قائلاً: إحم ممكن أطلب منك طلب يا باشا ؟!
, أدهم بهدوء: خير ؟!
, موسى بابتسامة: أنا قررت أخطب يا باشا ..
, ابتسم أدهم قائلاً: ألف مبروك ومين بقا تعيسة الحظ بقصد سعيدة الحظ ؟
, اتسعت ابتسامة موسى هاتفاً: تغريد ياباشا ..
, أدهم: تغريد مين ؟
, موسى: تغريد أخت أمير يا باشا ..
, رفع حاجبيه باستغراب ليهتف بعدها: وأنت كلمت أمير ؟!
, موسى: لا م ده اللي عاوزك بيه يا باشا ..
, أدهم بغيظ: والنبي بلاش كل شوية باشا باشا فلقتني يا أخي .. قول بقا عايز إيه ..
, موسى بابتسامة وجدية: إحم حضرتك عارف إن والدي متوفي يا باشا وإني مليش غير أختي سهى **** يخليهالي ..
, سكت قليلاً لينظر نحوه أدهم هاتفاً بغيظ: أميين **** يخليهالك ياخويا إخلص بقا في يومك ده ..
, موسى: حضرتك أنا بغض النظر عن أي حاجة أنا طول عمري بعتبرك زي أخويا الكبير وليا الشرف طبعاً وكنت بفكر طالما مفيس غير أختي وطالما أمير عارفكوا كويس وبقا قريب منكوا ف كنت بفكر حضرتك تروح معايا اما هروح أطلبها وكده يعني أنا عايز ٱخد وجاهة معايا ..
, نظر إليه بهدوء ليبتسم بعدها: بغض النظر عن غبائك المستفحل بس دي حاجة تشرفني يا موسى ، وأنا هكون سعيد ف ده وأهو نكسب بيك ثواب عشان لو روحت لوحدك أنت والمصونة أختك هتنيّلوا الدنيا أنا عارف وأمير ددممّه حامي مش هيستحمل ..
, ابتسم موسى باتساع وكأنه تلقّى إطراءً منه: حبيبي ياباشا متشكر ..
, أدهم: شوف الوقت اللي انت عايزه وردلي ..
, موسى: حبيبي يا باشا ..
, أدهم: يلا بقا على شغلك ..
, موسى بابتسامة: حبيبي با باشا ..
, أدهم: نعم ؟
, موسى: إحم حاضر يا باشا ..
, خرج من المكتب ليبقى أدهم وحده شارداً في ما توصّل إليه ، نظر نحو النافذة ليقطب جبينه بتفكير ثم نهض خارجاً من المكتب ..
, في الملحق ..
, سمع طرق على الباب لينهض من جلسته الشاردة كالعادة ، فتح الباب ليظهر أمامه وجه أدهم الجامد .. لم يستغرب ف أدهم اعتاد منذ محاولة انتحاره أن يأتي إليه تقريباً كل يوم ..
, ترك الباب مفتوحاً ودخل ليلحق به أدهم مُغلقاً الباب ورائه .. عاد للجلوس فوق أريكته ليقترب أدهم ويجلس مقابلاً له ..
, أدهم: عامل إيه ؟!
, مصطفى بخفوت: كويس ..
, هز رأسه بهدوء وحلّ الصمت فجأة ، كان قد جاءه الطبيب أكثر من مرة ، وهو كان يستقبله فقط لأجل الإطمئنان منه على نور .. أمّا أدهم كان ينظر نحوه بشرود مُتذكراً كلمات الطبيب والتي كان يعلم بها من قبل ..
, الدكتور منصور: مصطفى داخل بحالة إكتئاب حاد ، يأس وصّله لمرحلة إنتحار والسبب الغلط اللي عمله وندمه الشديد .. وطبعاً عدم تقبّل اللي حوليه لندمه وعدم وقوفهم جنبه ده زاد من يأسه وندمه وحس كده أنه مبيستحقش السماح ومبيستحقش الحياة ..
, _ مفيش حالات كده تقدر تعالج نفسها لوحدها ، أي مريض نفسي مهما كان وضعه لازم يكون حوليه صحبة ، أهل ، ناس تدعمه وتقوّيه وتسانده في محنته .. أما يقع تمد إيدها ليه وتوقفه تاني وأما يزداد إكتئابه تزرع جواه الأمل ..
, _ سيد أدهم أنا متفهّم وضعكوا جداً ، متفهم اللي أنتي وصلتوله بس حضرتك جيبتني وعايزني عالج مصطفى وده معناه أنك مش عايزه يتأذى .. عشان كده بقولك علاجه هيبدأ منكوا أنتوا مش منه هو ولا مني ولا من أي حد غيركوا .. رفضكوا ليه ووضعه بعزلة بعيد عنكوا مش بعالج حاجة بالعكس كده بيزيد تأزّم الحالة أكتر .. أنت لو عاوزه يتعالج كون الإيد اللي بتتمدله ، وقّف معاه ساعده يخرج من الدايرة اللي هو دخل بيها وأما يتخطى مرحلته الصعبة دي وقتها حاسبه واعمل اللي عاوزه ..
, زفر بضيق ممسّداً جبينه وكلام الدكتور يتردد في ذهنه ويُعاد مراراً .. رفع نظره نحو مصطفى الساكن مكانه وكأنه غير موجود في العالم ..
, هتف به: أنت بتعمل إيه ؟!
, تنبه ونظر له رامشاً بعدم استيعاب: إيه ؟؟
, زفر أدهم من جديد وهو لا يعلم ماذا يقول وكيف يُخرجه من حالته: بقصد هنا بتعمل إيه ؟!
, ابتسم مصطفى هامساً بسخرية: ليه عايز تجرب الحياۃ هنا لو عجبك الوضع ..؟!
, قطّب جبينه هاتفاً: قصدك إيه ؟!
, هز كتفيه بغير أن يجيب ليصمت أدهم هو الآخر ولا يعلم كيف اختفى كل الكلام الذي أراد قوله .. وقف معدلاً من ثيابه ونظر نحو مصطفى: أنت مبتخرجش ليه ؟!
, رفع نظره إليه: أخرج فين ؟!
, أدهم بهدوء : مش عارف ، أي مكان عايزه أخرج حتى لو ع الجنينة برا ..
, مصطفى: أه أنت كده عايز تساعدني علشان أموت أسرع مش كده ؟! متشكّر ..
, أدهم: أنا بتكلم جد ..
, نهض مصطفى ونظر نحوه قائلاً: وأنا بتكلم جد ، دلوقتي بعد كل الوقت ده عايزني أخرج عشان يشوفني أحمد ولّا المتوحّش أخوك ويقتلوني زي م هم قالوا ؟! على فكرة أنا مش خايف منهم ولو عايز كنت خرجت من غير م آخد إذن حد .. بس أنا مش عايز لأني مش عايز يكون موتي على إيدهم ولا عايز ٥ نقطة
, صمت مُشيحاً بوجهه عنه وقد كان يريد أن يقول بأنه لايُريد أن يُسبّب لهم مشاكل أخرى أكثر من ذلك .. أنّه ندم حقاً ..
, وأدهم تفهّم صمته وأفكاره ليقترب منه هاتفاً: على فكرة المتوحّش أخويا اللي بتقول عليه هو أخوك برضه .. وأنت بقعدتك دي مش بتعمل حاجة ولا هيطلع معاك حاجة .. أنت عامل زي السجين اللي انظلم ومدافعش عن نفسه فضل ساكت وأثبت التّهمة عليه ..
, رفع مصطفى عينيه الدامعتين هامساً: بس أنا مش مظلوم ، أنا غلطت فعلاً ..
, تنهد أدهم ونظر نحوه بجمود: وقعدتك دي ولّا تفكيرك بالموت هتكفّر عن غلطك ..؟ اللي غلط بيتعاقب وبيندم وبيعتذر مبيفضلش مستنّي الناس هي اللي تجيله وتقولّه تعال إحنا سامحناك .. اللي ندم بجد بحاول مرة وتنين وتلاتة وعشرة ..
, ألقى عليه نظرة أخيرة ، نظرة محمّلة بمشاعر مختلفة لم يستطع قرائتها .. ولكنه علم بكلامه ذاك بأنه يحثه على المحاولة أو أنه ٥ نقطة كأنه؟كان يُخبره بأنه على وشك مسامحته ولكنه يُريده أن يخطو خطوة باتّجاههم ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, دخل كرم وإسراء من باب الفيلا .. خلال اليومين الماضيين لم يفترقا أبداً كان كرم يكاد يطير من السعادة لتقبّل إسراء له وقد بدأ يُلاحظ ارتياحها وسعادتها بالحديث معه ..
, نظر نحوها بعدما فتحت لهما الخادمة الباب: أنا هطلع لسيف في أوضته وأنتي روحي لنور أما تروحي قوليلي ..
, أومأت برأسها لتدخل غرفة نور هاتفة: أنا اجييييت ..
, ابتسمت نور بفرح هاتفة: م أنا شوفتك ياختي أنتي وحبيب القلب ..
, ابتسمت بحرج وجلست هاتفة: عبير فين قالتلي هتيجي ..
, نور: زمانها على وصول المهم قوليلي بقا إييه ؟!
, إسراء: إيه ؟!
, غمزت نور بعينها هاتفة: بس بقا أنتي مشغولة عني بقالك كام يوم وعينيكي بتقول أنك عشقانة اعترفي بقا ..
, تنهدت إسراء بحرارة وبقيت صامتة لتصفق نور بيديها بحماس هاتفة: احكيلي كل حااجة بالتفاااصيييل ..
, إسراء: بس بقا يابت مفيش حاجة إحنا بنتعرف بس ..
, نور باستنكار: بتتعرفي ده اللي هو إزاي إن شاء **** أنتي شوفتيه بالشارع وعجبك وقولتي أما اتعرف ؟! اللي يسمعك ميقولش عارفاه بقالك سنين ..
, تكتفت إسراء هاتفة: وبرضه لازم نتعرف .. سيبك مني دلوقتي وهاتي حكيلي عنك ؟!
, نور: احكيلك إيه ؟!
, إسراء: حبيي القلب بتاعك ..
, ابتسمت نور ولمعت عيناها هاتفة: هشش اسكتي وارحمي قلبي حبيبي حوودة مفيش زيه ..
, رفعت حاجبيها هاتفة: اتقلي يابت اتقلي يا نور ياحبيبتي أبوس إيدك .. مالك مدلوقة كده ؟
, نور: ملكيش دعوة خلي تقلك ده يفيدك إلهي تلزق بيه واحدة مسهوكة منحنحة ويتزوجها ويبعد عنك خالص وانتي افرحي بتقلك اللي عاجبك ..
, في الغرفة الأخرى ..
, جلس ينظر نحوه بصدمة .. مسح وجهه يُهدئ من نفسه هاتفاً: أنت قولتلها كده إزااي ؟
, تأفّف سيف بضيق: أبوس إيدك ياكرم مش ناقصك أنا قولتلك اللي حصل عشان أرتاح عايز افضفض لحد مش عشان تلومني أنا عارف أصلاً إني غلطان ..
, نظر له بتمعن واقترب منه هاتفاً: أنت بتكره ليلى يا سيف ؟؟
, أجابه سريعاً: لأ أبداً إزاي بتقول كده ، أنا أه ممكن بغير منها شوية عشان أدهم بس أنا بحبها زي نور بالظبط ..
, كرم: واللي قولته ؟! كنت قاصده صح ؟!
, هتف سيف: لأ يا كرم أنت عارفني كويس أنا مبقولش كده ولا عمري فكرت بالموضوع ده .. بس كنت متعصب وقولت كده غصباً عني ..
, كرم بغضب: بس ده أكيد كان بعقلك وأما اتعصبت قولته من غير م تفكر بمشاعر حد .. شوفت إن كلامي صح ؟! أنت غضبك وحقدك هو اللي بمشّيك وسايب عقلك ، أنت عمال تجرح وتغلط في كل اللي حوليك .. عملتلك إيه ليلى عشان تجرحها كده هي ذنبها إيع في اللي عمله مصطفى ؟ ولّا ذنبها إيه إنها ملهاش أهل ؟ أنت إيمتى هتفوق لنفسك قولي إيمتى هتقدّر إن اللي بتعمله ده هيخلّيك تخسر كل حاجة ..؟
, نظر سيف نحوه بانفعال هو يعلم كل ذلك الكلام ولكن أن يسمعه هكذا يزيد من غضبه وندمه .. وكرم وقف أمامه يتنفّس بغضب وضيق شيء ما داخله آلمه على تلك المسكينة ، يشعر بمقدار جرحها وألمها القاتل .. لا يعلم لماذا يشعر بأنه لا يُريد الوقوف بجانب سيف هذه المرة رغم وقوفه معه دائماً ودعمه ، ولكنه الآن بعدما أخطأ في حق ليلى يريد أن يقف بصفّها هي ويساعدها في أخذ حقها وتضميد جروحها ..
, تنفس بغضب ناظراً نحوه: أنت غلطان وغرقان في الغلط وأنا لو مكان ليلى مش هسامحك ..
, سيف: إيه اللي بتقوله ده أنا حكيتلك عشان تساعدني وتريّحني بقالي يومين بحاول معاها وهي مش بتقبل تتكلّم معايا حتى ..
, كرم بغضب: معاها حق ولو مكانها بعمل أكتر من كده كمان وبقول لأدهم ع اللي حصل ..
, سيف بصدمة: كرم ؟!
, كرم بثورة: قولتلك أنت اتجبّرت أووي معدش يفرق معاك حد أبداً عمال تجرح وتستقوي ع الكل وفي الآخر عايزهم يسامحوك بسهولة ، أنت لازملك مين يفوّقك من الحقد والجنون اللي عايشه لازملك مين يحطلّك حد لتصرفاتك بقا .. وأنا هقول لأدهم كل حاجة ..
, هبّ سيف واقفاً بانفعال: أنت اتجننت إيه اللي بتقوله ده أنت عارف لو أدهم عرف باللي قولته هتبقى نهايتي ؟!
, كرم: يعني أنت عارف إن اللي عملته حاجة كبيرة ؟؟
, سيف: أه عارف عارف وندمان واعتذرت هعمل إيه أكتر من كده ؟! ليه محدش بصدقني ؟!
, كرم: وأنت صدقت الناس عشان يصدقوك ؟!
, سيف: قصدك إيه ؟!
, كرم بجمود: ما مصطفى برضه غلط وندم واعتذر ليه محدش صدقه وأداه فرصة ؟! أنت أما تغلط مش عايز حد يحاسبك عايز أما تعتذر يسامحوك علطول ..
, سيف بانفهال: أنت بتشبّهني بالواطي ده لييه ؟! ده غلطه مش زي غلطي أناا ، ده واطي وحقير وزبالة مغلطش مجرد حتة كلمة ..
, كرم: والحتة كلمة دول اللي بتتكلم عليهم جرحوا إنسانة وقتلوها ، أنت شايفها عايشة كده بس ادخل جواها وشوف إنها مكسورة بسبب حتة الكلام ده ..
, زفر بضيق ورفع نظره نحوه هاتفاً: هما كلمتين يا سيف هتروح تعترف لأدهم بكل حاجة بنفسك أو أنا اللي هقوله ..
, وسّع عينيه وهتف بغصب: مستحييل إيه اللي بتقوله ؟!
, كرم بجمود: ده اللي عندي ..
, سيف: وأنت مااالك ؟! بتتدخل بيا ليييه ؟؟ اطلع بررا وسيبني فحالي وأنا اللي كنت فاكرم صاحبي وهتساعدني خسارة يا كرم بجد ..
, اقارب منه كرم هاتفاً: أنا بساعدك ، بساعدك عشان تفوق لنفسك قبل م تخسر الكل حوليك .. هسيبك يومين بس تعترف لأدهم أو أنا اللي هقولّه كل حاجة ..
, اتجه نحو الباب هاتفاً: أو تخلي ليلى تسامحك بجد وقتها أنا هسكت ..
, صرخ بغضب: اطلع بررا الحق عليا اللي قولتلك كل حااجة بررا ..
, خرج كرم غاضباً ليری نور وإسراء أمامه وقد خرجتا على أصواتهم ..
, إسراء: كرم فيه إييه بتزعقوا كده ليه ؟!
, كرم بغضب: مفيش أنا خارج ..
, إسراء: طب استنى أجيب شنطني وأجي أوصلك ..
, كرم بغضب: توصليني فيين هي أول مرة أجي هنا ولا حضوتك فرحانة بعربيتك وعاوزة توريها للكل ..
, تنهدت إسراء بهدوء قائلة: مقصديش كده ، إحنا جينا مع بعض وهنرجع مع بعض بعربيتي أو بتاكسي مفيش مشكلة ..
, زفر كرم هاتفاً: آسف يا إسراء ..
, ابتسمت قائلة: اسبقني وأنا جاية وراك ..
, أومأ برأسه نازلاً ليلتقي بليلى أمامه ، وللمرة الأولى لاينظر للإبتسامة على وجهها بل ينظر داخل عينيها بعمق .. يرى الوجع والكسرة التي تعاني منها ..
, هتف بهدوء: عاملة إيه يا ليلى ..؟
, ليلی : كويسة وأنت عامل إيه وباباك ومامتك كويسين ؟!
, أومأ برأسه بابتسامة: كويسين بس أنتي وحشتيهم مش عايزة بقا تزورينا ولا إيه ؟؟
, ابتسمت بخفوت: إن شاء **** سلملي عليهم عقبال م أجي ..
, كرم بهدوء: متزعليش يا ليلى ، سيف مقصدش حاجة هو دايماً أما يتعصب بقول أي كلام م أنا قالي كلام أكتر من كده بكتير بس عارفه مش قاصده ..
, ابتسمت ببهوت: عشان كده كنتوا تتخانقوا ؟!
, تنهد هاتفاً: أنا عايز أساعده ، لا الكلام ولا الخناق ينفع معاه ..
, نزلت إسراء لتقطع حديثهم وسلمت على ليلى لتخرج بعدها مع كرم خارج الفيلا ..
, مساء
, كان سيف يتجه نحو سيارته ليستقلها قبل أن تدخل سيارة أدهم أمامه عائداً من الخارح ..
, نزل من سيارته هاتفاً: رايح فين كده ؟!
, زفر سيف بضيق: هروح لأمير ..
, أومأ برأسه واقترب منه متمعّناً به: في حاجة يا سيف ؟؟
, سيف: لأ مفيش ..
, أدهم بترقّب: أمال إيه اللي بيحصل معاك أنت وليلى ؟!
, رفع نظره نحوه بتفاجؤ وتوتر ليُلاحظ أدهم ذلك وتتأكد شكوكه ، منذ تلك الليلة التي انهارت بها ليلى وهو يرى توتر العلاقة بين هذين الإثنين ..
, أدهم: هااا ؟!
, سيف: مفيش حاجة ليه بتقول كده ؟!
, أدهم: متأكد مفيش ؟! أمال ليه ميتتكلموش زي العادة وليه بتتجنبوا بعض كده ؟!
, أغمض عينيه يُحاول إيجاد أي شيء ليقوله قبل أن يأتيهم صوت ليلى: مبنتكلمش عشان أنا زعلانة منه ..
, نظر سيف نحوها بذهول وهي اقتربت منهم بهدوء ليهتف أدهم: لييه ؟!
, ليلى: هو زعّل مروة وهي جاتني بتعيط وصعبت عليا أووي ف أنا زعلت منه ..
, أدهم بتمعن: بس كده ؟!
, ليلى بهدوء: أه بس كده أنت عارف إن مروة زي أختي ومبرضاش حد يزعلها ويئذيها ..
, نظر نحو سيف الذي يتابع ليلى بذهول ثم عاد بنظراته نحو ليلى: ماشي ..
, رمقهم بنظرة متشككة يحاول تصديق كلامها رغم أنه لم يدخل عقله ، لاحظ ارتباك سيف وبعدها ذهوله مما قالته ، ونظرات الإمتنان التي رمقها بها تدل لى أنها لم تقل الحقيقة .. تركهم متجهاً نحو الفيلا لتتجه ليلى خلفه قبل أن يوقفها سيف ..
, سيف: ليه مقولتيلوش ؟؟
, استدارت نحوه ناظرة له بقوة: إذا كنت فاكر إني عملت كده عشانك بتكون غلطان ، أنا عملت كده عشانه هو ، لأن لو عرف باللي أخوه قاله هيتجرح أووي وأنا مش عايزاه يزعل ، مش عايزة أمله يخيب بأخواته .. أنا عارفة لو قولتله هيتعصب ويزعل وتبقى بينكوا خناقة ومش عايزة أكون السبب مش أنا اللي بفرّق بين الأخوة أبداً ..
, اقترب منها هاتفاً: ليلى وحياة أغلى حاجة عندك خلااص أنا آسف مقصديش مش عايزة تصدقي لييه ؟
, ليلى بخفوت: أنا مصدقة ..
, سيف: أمال ليه مش بتسامحيني ؟!
, نظرت له هاتفة بحزن: عشان اتجرحت ، اتوجعت أووي مكنتش فاكرة إن أخويا اللي بحبه يسمّعني الكلام ده أبداً ..
, سيف بلهفة: وأنا مكنتش عايز أقول كده أنا بتكلم من غير تفكير و**** ، صدقيني أنتي زيك زي نور أه أوقات بتخانق معاكي وبغير منك على أدهم بس ده ميمنعش إني بحبك أووي سامحيني بقا أنتي قلبك أبيض أنا عارف ..
, تنهدت بهدوء قائلة: خلااص ..
, سيف بهدوء: خلاص إيه أنتي مبقيتيش زعلانة ؟!
, نظرت نحوه هاتفة بدموع: أنت أخويا يا سيف أنتوا عيلتي أنا بعتبركوا كده ومش عايزۃ أخسركوا ، حاول بس تعتبرني زي أختك ..
, سيف: و**** العظيم أنا بعتبرك من العيلة فعلاً معقول تفكري كده ده أنتي بالنسبالي زي أمي ..
, رفعت نظرها نحوه بغضب: هو إيه اللي زي أمك على فكرة أنا أصغر منك حتى ..
, أومأ برأسه سريعاً: أه أه عارف بس أنا مش قصدي ع السن أنا قصدي ع المكانة ، أدهم أبويا وأنتي مراته يعني لازم تكوني أمي ولّا عايزاني أعتبرك مرات أبويا معنديش مانع بس ده هيكون ليه تعامل تاني ..
, ليلى: لا لا خلاص سيبني أمك ع القليلة هلاقي احترام شوية ..
, ابتسم قائلاً بخفوت: صدقيني يا ليلی أنتي غالية عليا أووي وأنا فرحان جداً إنك بقيتي معانا ، أنا ميهمنيش أنتي بنت مين ولا جاية منين كفاية إن أدهم اختارك أنتي من بين كل البنات حتى أعرف إنك نادرة وغير الكل ..
, ابتسمت بخفوت وقد سعدت لكلامه ليتابع: مش عايزك تعلّقي على كلامي تاني أنا أما بتعصب مبشوفش قدامي ، أهلك آخر حاجة بفكّر بيها المهم عندي أنتي ٫ حتى لو كنتي بنت الكلبة السودۃ متفرقش معايا خالص ..
, نظرت له بذهول وأغمضت عينيها بغيظ هاتفة: متشكرة ياخويا على كلامة الجميل ده ..
, سيف بابتسامة: لا متشكرينيش دي الحقيقة أصلاً ..
, ابتسمت بخفوت واستدارت متجهة نحو الفيلا ليتنهد هو أخيراً براحة وقد انزاح الحِمل عن صدره ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, دخلت إلى المطبخ هاتفة: إيه اللي عاملاه هنا يابت ؟!
, نور بابتسامة: بصي يامامااا التورتة دي أنا عملتها بإيديا دوول ..
, جمانة بصدمة: وعشان حتة تورتة تعملي المطبخ كده ؟! إيه حصلت هنا معركة ولا إيه ؟!
, نور: يووو دلوقتي ييجي حد ينضّفه المهم بقا شوفي جميلة إزاي تعالي دوقيها وقوليلي رأيك ..
, اقتربت جمانة لتتذوقها متلذذة: لا كبرتي يابت وبقيتي آنسة محترمة تعرفي تعملي تورتة ..
, نور بفخر: حتى تعرفي اللي عندك ..
, جمانة بابتسامة حانية: زمان كنت بعمل التورتة بالنكهة دي دايماً .. أدهم كان بحبها أووي هو ومصطفى ..
, نظرت نور نحوها بتردد لتهتف بخفوت: مصطفى كان يحبها ؟!
, جمانة بشرود: ده مكنش يحب غيرها وكنت أعملهاله بعيد ميلاده دايماً ..
, تنهدت بحرارة ثم نظرت نحوها: يلا بقا لمي الفوضى اللي عاملاها دي أنا خارجة أقول لحد يساعدك ..
, بقيت نور مكانها تنظر بشرود نحو الكيكة التي كانت تصنعها منذ الصباح تتّبع تعليمات ليلى التي علمتها لها .. تنفست بهدوء وأحضرت سكيناً لتقطع منها قطعة كبيرة تضعها في صحن .. وضعت الصحن أمامها تنظر إليه بشرود وهي تحاول تشجيع نفسها .. بغير قصد استمعت لكلام طبيبها مع أدهم .. وعلمت بأنه لن يتحسّن إذ لم يرى تقبلاً ممّن حوله .. هي لا تريد أذيته ولا تكرهه أبداً .. أو ربما ظنت بأنها تكرهه وتحقد عليه ولكنها عندما تفكر بأنه سيموت قلبها ينقبض برعب وخوف ..
, أمتدت يديها المرتجفتين تُمسك بهما الصحن وتخرج بخطوات مترددة من المطبخ ..
, تقدّمت بتردّد وبطء وهي تنظر نحو الملحق .. تسارع تنفسها وقد وقفت أمام الباب المغلق تنظر نحوه بخوف .. استدارت تريد الهرب ولكن كلام الطبيب عاد يتردد داخلها ..
, رفعت يدها المرتعشة تطرق الباب طرقتين خافتتين بالكاد تُسمعان .. تلجلجت واهتزّ الصحن في يدها لتنحني وتضعه أمام عتبة الباب وتستدير بخطوات سريعة هاربة قبل أن يتسمّر جسدها مكانها وهي تستمع لصوت فتح الباب ..
, شدت قبضتيها فوق كنزتها لتُحاول إكمال طريقها قبل أن يصلها صوته الغير مُصدق: نوور ؟!
, أغمضت عينيها ووقفت مكانها مرتجفة ليعود صوته هامساً: نور ؟!
, ابتلعت ريقها وتنفّست بعمق لتلتفت نحوه ولكنها لم تقدر على النظر داخل عينيه .. وهو نظراته جملتها كلها ، نوره الذي دخل إلى ظلام روحه فأنارها وأحيا ما كان ميتاً داخله .. قلبه ينبض بعنف لا يُصدق قدومها إليه ، قلبه بدأ بالنبض منذ استمع لتلك الطرقات الخفيفة ، ظن بأنه يتهياً ولكن قلبه جعله يُسرع نحو الباب ..
, ارتجفت شفتيها هاتفة بتلعثم وهي تنظر في كل اتجاه عداه : م م ماما هي عملت ت تورتة وأنت بتحبها ومفيش حد يجيبهالك قومت أنا اجيت أا أنا هروح ..
, قطب جبينه يُحاول استيعاب كلامها المتقطع لينظر أرضاً ويرى قطعة الكيك الكبيرة الموضوعة أمامه .. رفع نظره نحوها ليراها تستدير من جديد ليهتف فجأة: نور استني ..
, توقّفت مكانها من جديد وعقلها يحثها على الهرب ولكن قلبها الذي لطالما كان يسعى لمساعدة الجميع لم يوافق ..
, اقترب منها بهدوء ووقف علي بعد خطوات عنها لئلا يرعبها: أنتي عملتي التورتة دي صح ؟!
, ابتلعت ريقها وأومأت برأسه سريعاً محاولة التخلص منه ، ليهتف بحنان: أنتي جيبتيهالي ولّا مامتك هي اللي طلبت منك ؟!
, رمشت بعينيها وبقيت صامتة. ليبتسم بعينين لامعتين: شكراً ..
, رفعت نظرها نحوه عندما استمعت لصوته الذي اختنق وكلمته التي شعرت بها وكأنه شخص محتاج وقد حصل على مايريده ..
, عادت لتتهرّب من النظر نحوه ليتابع بنفس الصوت الذي آلمها: بقالي سنين محدش عملي التورتة دي ولا قدملي حاجة .. بجد شكراً ..
, أومأ برأسها بصمت لتتجه راكضة نحو الفيلا وهو وقف مكانه يُتابعها بعينين دامعتين وشبح ابتسامة تسللت إلى شفتيه ..
, ركضت إلى الداخل بأنفاس منقطعة وخرجت من المطبخ متجهة نحو غرفتها لتلمح أمامها أدهم يقف على باب مكتبه وينظر باتجاهها .. لم تعرف كيف تفسّر نظرته لها ولكنه ابتسم لها في النهاية واقترب منها يحتضنها مهدّئاً من ارتجافة جسدها ..
, أدهم بخفوت: هشش اهدي ..
, همست بتلعثم: أا أنا كنت ، أنا أنا مش عايزاه يموت ..
, ابتسم لكلامها الطفولي المتقطع ليُبعدها عنه ماسحاً وجنتها بحنان: ولا أنا عايزه يموت .. إحنا مش هنقتله ..
, رجفت شفتيها هامسة بدموع: ب بس بس هو حاول ينتحر وو٣ نقطة
, قاطعها متسائلاً رغم أنه يعلم الإجابة: أنت سمعتي كلامي مع الدكتور صح ؟!
, عضّت على شفتيها بتوتر وأومأت برأسها: مكنش قصدي اسمع بس٣ نقطة
, أدهم: مفيش مشكلة كان لازم تسمعي الكلام ده .. أنتي عارفة يا نوري إني فخور بيكي جداً ؟
, رفعت نظرها إليه بتفاجؤ ليومئ برأسه مؤكّداً: أيوه أنتي كل يوم بتثبتيلي أنك قوية حتى أقوى مني ، وبتثبتيلي إن قلبك الطيب الحنين ده مش هيتغير ولا هيقسى ..
, نزلت دموعها ليمدّ يديه يمسحها بخفة هامساً وكأنه يُحادث طفلة صغيرة: إحنا مش عايزين نقتله هو أخونا ، هنعاقبه بس ونخليه يحس بغلطه بس الأول لازم نساعده صح ..؟؟
, أومأت برأسها إيجاباً بعينين لامعتين لينحني نحوها مقبلاً جبينها: دي بنوتي الحلوة اللي ربيتها ..
, ابتسمت بخفوت ورمشت بعينيها وقد ازدادت لمعتهما وهي تنظر خلفه ..
, استدار أدهم ليرى أحمد واقفاً خلفهم ويتابعهم بابتسامة هادئة .. هتف أدهم: ما لسا بدري يا بيه !؟
, اقترب منهم ناظراً نحو نور بشوق: م انت اللي سايب كل شغل الشركة على دماغي وقاعد هنا لازق بالحلوين ..
, سحبه من ملابسه متجهاً نحو المكتب: طب امشي معايا يا حلو أنت ..
, ابتعد عنه هاتفاً وهو ينظر لنور: م تسيبنا نسلم ع الحلوين الأول ياعم .. عاملة إيه يا نور ؟!
, ابتسمت بهيام وخجل من مراقبة أدهم لهما لتهتف: كويسة .. وأنت ؟!
, أغمض عينيه متنهداً قائلاً بغير شعور: كويسة وأنتي ؟!
, مسح أدهم وجهه بيأس وضحكت نور بخفة لتتسع ابتسامته هاتفاً: أنا أول مرة بعرف إن القمر بيضحك ..
, هتف أدهم بغيظ: أنت يا عم روميو اعرف ازاي بغازلوا الأول بعدين اتكلم ..
, نظر نحوه هاتفاً: ليه ماله كلامي مش عاجبك ولا لوليتي أحلى ؟!
, هتف بغضب: احترم نفسك يا أحمد وامشي قدامي ع المكتب ..
, هز كتفيه ناظراً نحو نور: هرجعلك يا لوليتي .. آه بقصد يا نوري .. ثم اتّجه نحو أدهم يزيحه من مكانه ويدخل أمامه إلى المكتب ، تابعه أدهم بغيظ ثم نظر نحو نور رافعاً حاجبه بمكر لتتورد وجنتيها وتندفع صاعدة درجات السلم بسرعة ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, - لحظة حُب ، تُبرّر عمراً كاملاً من الإنتظار ..
, ٣٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في اليوم التالي ..
, خرج من غرفته ناظراً للمكان حوله بهدوء .. زفر بإرهاق وجلس على إحدى الأرائك أمامه .. منذ البارحة لا يكفّ عن التفكير بنور .. لا يُصدق حتى الآن بأنه أتت إليه وفكّرت به .. ابتسم بشرود وهو يتذكر طيبة قلبها وبرائتها التي جعلته دائماً يريد التراجع عن انتقامه .. مازالت كما عرفها لم يتغير شيء حتى مافعله بها لم يغير من بياض قلبها ..
, عاد برأسه للوراء مفكراً بكلام أدهم .. وكلام الطبيب الذي كان يأتي إليه .. كان حتى الأمس يائس مُحبط ولكن مجيء نور كان كالشّعلة التي اتقدت داخله .. خيط خفيف من النور أضاء الطريق أمامه متذكراً معها كلام أدهم ..
, نهض بخطوات بطيئة مترددة نحو الباب ، فتحه لتقابله أشعّة الشمس الصباحية الدافئة .. كم من الوقت لم ينعم بأشعّتها تلك ، لم يشم هواءً طلقاً بحرية .. لقد افتقد أقل شيء كان بالنسبة له سابقاً أمراً عادياً .. كيف تغيّر حاله الآن وأصبحت حتى أشعة الشمس تعني له حياة ..؟
, خطى خطوة إلى الخارج ، وبعدها خطوتان وثلاثة ، حتى وجد نفسه خارج الملحق .. نظر حوله للمكان الذي كان يراه فقط من خلف النافذة .. أغمض عينيه متنفّساً بعمق .. الحراس يتابعونه من بعيد ولم يقترب أحد منه .. مشى عدة خطوات نحو الحديقة .. وقف أمام وردة حمراء متفتحة .. ابتسم بحنين وهو يتذكر والدته عندما كان يزرع معها وروداً متعددة في حديقة قصرهم .. بقي واقفاً قربها لحظات طويلة .. أمضى وقتاً ليس بقليل وهو ينظر حوله يتأمل كل شيء بعين جديدة ..
, لمح من بعيد فتاة تخرج من باب الفيلا ، ضيّق عينيه بحذر وذلك المعطف الأبيض وتلك المشية كأنه يعرفها من قبل .. لم يشعر بنفسه سوى وهو يقترب منها بهدوء ونظراته لم تنزلا عنها .. وقف على بعد قليل وهي تتكلّم على الهاتف أغلقته متابعة سيرها لتشعر بأحدهم قربها ..
, التفتت ناحيته لتراه ينظر نحوها بشرود .. رمشت بعينيها وهي تحاول تذكّر من هو وأين رأته ..
, أغاظها تحديقه بها بتلك الطريقة لتهتف: أنت يا أخ عايز إييه !؟
, فاق من شروده لينظر نحوها وصوتها قد سمعه سابقاً .. تخصّرت هاتفة بحنق: وكمان أطرش الأخ ، هتفاهم معاه إزاي ده بقا ؟!؟
, نظرت نحوه قائلة: بص لو عايز فلوس أدخل واخبط ع الباب ده هيدوك اللي أنت عاوزه .. بقي صامتاً لتضيق عينيها متمتمة: أعمل إيه أديه فلوس وخلاص ولا إيه ، كان لازم أتعلم الكلام بالإشارة و**** ..
, تحمحمت ترفع يدها أمام وجهه وهي ترفع صوتها وتمط شفتيها بحيث إذا كان يستطيع قراءة الشفاه ، بدأت تفتعل حركات عشوائية بيديها وهو تهتف: أنتت عايز إييه ؟ لو عايز فلوس هز براسك .. طب لو مش عايز ادخل من الباب هنا ؟! طب أنت ميين ؟!
, لمعت فجأة صورتها في دماغه ، صورة فتاة بالأبيض والأسود تشبه البطريق ، تسير بحنق وتأفّف وفي إحدى يديها فردة حذاء ..!
, رفع حاجبيه بشرود هامساً بغير شعور: بنت الشوز ..
, انتفضت بذعر مُدركة بأنه يستطيع الكلام ، لتعود وتضيّق عينيها ثم ترفع حاجبيها بذهول وغضب ، لتنفجر صارخة أخيراً: أنت بتشتمني ؟!! أنت بتشتمني أنا وأهلي يا حيوان يا واطي يا زبالة ، أنا بنت شوز يا شوز أنت وأهلك وكل عيلتك ؟! أما أنك واطي صحيح قال وأنا اللي صعب عليا وعايزة أتعلم لغة الإشارة ..
, رمش بعينيه مُحاولاً استيعاب ثورتها ليغيظها بروده وتتجه نحوه تضربه بحقيبتها هاتفة: أنا هوريك يا زبالة أنت ، أنت فاكر نفسك ميين يا قذر ده أنا هعرفك مقامك دلوقتي ..
, ابتعد عنها يحاول صد ضرباتها صارخاً بها: ابعدي يابت المجنونة انتي إييه ابعدي يا ولية ..
, اقتربت كل من إسراء ومروة بذهول لتمسكانها تبعدانها بالقوة وهي ترفس وتشتم بكل أنواع الشتائم وهي مازالت تلوح بحقيبتها التي قَُطع شريطها من كثرة الضرب: سيبوني عليه الجزمة ده أنا هربّيه ..
, إسراء بغضب: أنتي يا مجنونة بتعملي إييه إهدي وفهمينا فيه إيه ؟!
, نظرت مروة نحو مصطفى الذي يمسح على شعره بعدما جذبته بقوة ويده التي تلقت عضّة منها متمتماً: أه يابنت العضاضة أنا هربيكي ..
, مروة: عبير فيه إييه ؟!
, عبير بغضب: الحيوان ده بيشتم أهلي بقول إني بنت شوز ، محدش غيرك شوز أنت وعيلتك يا واطي ..
, جذبتها إسراء هاتفة من بين أسنانها: أخرسي بقاا يا حيوانة أنتي مش عارفة بتشتمي مين ؟
, صرخت قائلة بلامبالاة: بشتم مين يعني رئيس الجمهورية ولّا رئيس الجمهورية ولا لكون بشتم رئيس الجمهورية .. ؟
, مروة بغبظ: يا بت ده مصطفى أخو نور وأدهم وسيف ..
, لوحت بيديها: أخوهم ولا أبوهم أننن٣ نقطة
, هتف بسخرية: إيه القطة كلت لسانك !!
, نظرت نحو مروة مُشيرة إليه: ده مصطفى ؟! مصطفى مصطفى يعني ؟!
, إسراء بسخرية: أمال مصطفى يوسف يعني ؟!
, رمشت بعينيها لتصرخ بعدها: الكلب ده ، الحيوان ده اللي عمل كده بنوور ، أه يا واطي ..
, عادت لتقترب منه وهي تحاول الوصول إلى شعره تجذبه بعنف صارخة به: ووقعت ومحدش سمی عليك يا جبان ده أنا مستحلفالك بقالي زماان يا زبالة يا جزمة معفنة ..
, صرخ بها يبعدها بغضب لتُمسك يده وتعضّها ليصرخ وهو يلوي يديها بقوة فتصرخ به: إبعد يا جبان يا ضارب النساء ، أنا هورّيك أنت وأمثالك فاكرين الدنيا سايبة ، فاكر نفسك هتفلت بعملتك ده أنت يوم أبوك أسود ..
, عادت إسراء لتجذبها صارخة: عبييير خلاص بقا اهمدي قولنالك ده مصطفى مش عشان ترجعي تعملي كده ، عيب عليكي إيه التصرّفات دي ..؟
, صرخت تحاول الفلات منها: لااا سيبيني أنا هنتقم منه الواطي ده مش شايفة عمل بنور إييه ده أنا هقتله وأسلّم جثته لنور وأبيه أدهم سيبيني ..
, صرخت إسراء بنفاذ صبد: يابنت الغبية يا هبلة ما هوو أخوهم ، أخووهم وعايش هنا وهو معملش حاجة اسكتي بقا **** يسترك ..
, تجمّدت مكانها تنظر لإسراء بذهول ، نظرت نحو مروة التي تتابعها بغضب .. ابتلعت ريقها ناظرة له بترقّب لتضحك فجأة بتوتر: م تقولوا كده من الصبح يا جماعة ، **** عليا أما بفقد أعصابي وبيدبّ فيا الحماس ..
, صرخ مصطفى بغضب: هيقولوا إييه وأنتي جاية زي القطر المستعجل ، كان لازم تعرفي اللي قدامك قبل م ترمي الإتّهامات جُزافاً ..
, رفعت مروة حاجبيها بذهول وتمتمت بخفوت: جُزافاً ؟! و**** بعد كلامك المُنمّق ده بقيت متأكدة إنك أخوه لسيف ..
, عدلت عبير من ملابسها مُحاولة التهرّب: م أنت اللي غلطت وداخل بيا شمال من الأول ..
, مصطفى: أنا عملتلك إيه ، أنا بقول إني عرفتك أنتي البنت بتاعة الشوز ..
, وسّعت عينيها لتضرب كفها بالآخر هاتفة: شوفتوا لسا بقولي بنت شوز لسا بيشتم ده مترباش .. يا قادر .. هجمت عليه ثانية أو ثالثة ليُمسكها هذه المرة يكبل حركتها بغيظ هاتفاً بغضب: لأ يا ماما مش كل مرة هسمحلك ، إيدك دي هقطعهالك فاهمة ؟!
, حاولت الفلات منه لتهتف مروة بتوتر وهي تشاهد غضبه: خلاص يا مصطفى عيلة وغلطت قلبك أبيض **** !
, مصطفى: مش قبل م تعتذر ..
, رفعت حاجبيها هاتفة: أعتذر ؟! أنا أعتذر من واحد زيك ، طب غني بحلم بيك بقا ..
, قطب حاجبيه بغضب وهو يشد على يديها لتصرخ هاتفة: إبعد عني يا متوحّش يا همجي ..
, إسراء: خلاص يا عبير اعتذري يا حبيبتي وخلصونا بقا ..
, عبير وهي تحاول التفلّت منه: ده على جثتي ، ده أنا أقتله وأطعمي لحمه للكلاب ..
, رفعت قدمها بالكعب الذي ترتديه لتسقطها على قدمه بكل قوّتها فيتركها صارخاً بألم .. ابتعدت عنه تنظر نحوه بانتصار ، رفع نظره نحوها بغضب وقد احمرّت عيناه ألماً وغضباً ..
, ابتلعت مروة ريقها واختبأت وراء إسراء ، لتتراجع إسراء مُختبئة وراء عبير التي تكتفت متحلّية بالشجاعة ..
, همست إسراء بغيظ: إبقي فكريني أقطع علاقتي بيكي إذا خرجنا من هنا عايشين ..
, رمشت بعينيها وابتلعت ريقها ناظرة نحوه بترقب ، وجدته ينظر نحوها بنظرات قاتلة ..
, عادت لتضحك بتوتر من جديد لتليّن الموقف: بص أنا عرفتك وأنت معرفتنيش ، ميصحش كده ولّا إيه ؟!
, اقترب منها بخطوات غاضبة لتتراجع وهي تلوّح بيديها أمامها: بص ، اسمع إيه رأيك نفتح صفحة جديدة نتعرف زي الناس ، اسمع مني مش هتندم ..
, لم يُجبها واستمر بالتقدم نحوها وهو يرى خوفها منه .. تلفّتت حولها تُحاول النجاة لتعود وتنظر إليه هاتفة بسرعة : استنى استنى هعتذر ..
, توقف مكانه وتكتف ناظراً نحوها بقوة .. تنفست بارتياح لتنكز مروة إسراء فتنكزها إسراء هاتفة: اعتذري وخلصينا بقا في اليوم اللي مش فايت ده ..
, نظرت نحوه هاتفة : إيه رأيك نعقد صفقة مع بعض .. ؟
, احتدت عينيه لتهتف سريعاً: إهدا اهدا ياعم متتعصبش ، أنا بقول أنت غلطت وأنا غلطت برضه وعفا **** عمّا سلف ..
, رفع حاجبيه ونفى برأسه لتتابع: طب إيه رأيك أنا هعتذر بس أنت هتعتذر برضه ..
, مصطفى: أنا مغلطش بيكي عشان أعتذر ..
, عبير بانفعال: لأ غلطت أنت ضربت آنسة محترمة زيي .. وأنا مش هعتذر قبل م انت تعتذر ..
, عاد ليتقدم نحوها فتصرخ إسراء: لاااا استنى .. إيه رأيكوا تعتذروا أنتوا التنين مع بعض ؟!
, مروة بحماس: أيوه فكرة كويسة ، هتعتذروا بنفس الوقت وكده نخلص ..
, قطب مصطفى حاجبيه بصمت لتنكز إسراء عبير بقوة: انتي هتوافقي غصباً عنك فاهمة ؟!
, أومأت برأسها: طبعاً طبعاً ..
, نظر نحو الثلاثة الذين يتطلعون إليه بترقب ليهمس: موافق ..
, صفقت مروة هاتفة: يبقى هعد على التلاتة وأما قول تلاتة هتعتذروا مع بعض ..
, أومؤوا برؤوسهم إيجاباً لتبدأ مروة بالعد فيعتذر كل من مصطفى وعبير: أسف/ة
, إسراء: خلااص يبقا كده تمام .. اتعرفوا دلوقتي على بعض زي الناس ..
, عبير: أنا عرفته هعرّف عن شخصي المحترم دلوقتي ..
, لوى شفتيه بامتعاض لترفع أنفها بشموخ: أنا عبير بنت جابر ابن حيان ..
, رفع حاجبيه بذهول ليعود ويضيق عينيه بغضب .. تراجعت هاتفة بخوف: وربنا مش بتريق ده اسمي مش كده يابنات ..
, توقف مكانه ناظراً نحوها بتشكيك لتهتف إسراء: أيوه و**** هي اسمها كده ..
, ضمّ شفتيه قائلاً: تشرفنا ..
, ابتسمت بفخر هاتفة: أكيد طبعاً ليك الشرف إن بنت العالم العظيم جابر بن حيان بتسلم عليك وبتتكلم معاك ..
, قرصتها مروة في ذراعها هامسة: بس بقا يا غبية هتخليه يرجع يتعصب تاني ..
, همس بسخرية: أكيد طبعاً ، م أنا تشرفت بيكي من زمان من وقت الشوز ..
, نظرت نحوهم ثم عادت لتضرب كفيها هاتفة: لسا بقولي شوز ، شوز بعينك أنت وكل عيلتك .. شوز إيه ده اللي بتتكلم عنه يا أخينا ؟!
, كمّمت إسراء فمها هاتفة بغيظ: أنتي أني كلمة من أنه مصطفى أخووهم مدخلتش دماغك قوليلي وأنا أدخلها غصب عنها .. شوز إيه اللي بعين عيلته انتي اتهبلتي ؟!
, ابعدت يدها عن فمها هاتفة: م هو اللي لاحق الشوز ومش عارفة ليه ..
, ابتسم باستفزاز: أبداً أصل في بنت شبه البطريق كده مش عايز أذكر اسمها كان فإيدها فردة شوز وعمال تمشي زي الفقمة وتكعبلت ووقعت قدامي .. فاكراها ولا تحبّي أفكرك ؟!
, وسّعت عينيها بصدمة وقد تذكرته أخيراً .. الأمير شارل خاصتها .. ابتلعت ريقها بارتباك وقد تورّد وجهها بحرج من ذكرها لتلك الحادثة ..
, نظرت نحوه لترى ابتسامته الساخرة التي اتسعت باستفزاز لتهمس بتلعثم: وأنا هفتكرها إزاي يعني وهعرفها منين .. فرصة سعيدة ياا قولتلي اسمك إيه ؟! أيوه أيوه مصطفى فرصة سعيدة يلا بقا سلام ..
, ابتعدت عنه بسرعة لتخرج منه ضحكة ساخرة مستفزة ، التفتت نحوه بغيظ وحرج شديد ، ولكنها حاولت إخفائه بالغضب لتعود تريد التوجه نحوه: لأ بقا ده بجد لازمله تربية سبيوني عليه ، سبيوني محدش يمنعني ..
, نظرت نحوها إسراء بغيظ وبجانبها مروة التي هتفت: وحد ماسكك ياختي ؟!
, نظرت نحوهم بحنق لتعود ضحكات مصطفى الساخرة تتعالی .. نظرت إليه بغيظ وخجل ، لترمش بعينيها بهدوء .. ضحكته التي تردّدت في رأسها وصورته أمامها .. ضحكته التي لم تكن تظن بأنها جميلة هكذا .. للحظة تمنت أن يتابع ضحكاته أو أن يتوقّف الزمن في تلك اللحظة إلى الأبد ..
, لم تستوعب بأنها قد شردت به متابعة ضحكاته حتى توقف عن الضحك ناظراً نحوها مباشرة ، بشرود واستغراب لنظراتها ..
, ازداد ارتباكها ونظرت حولها بحرج وغيظ من نفسها .. التفتت مُسرعة تحاول الهروب من أمامه لتلحق بها كل من مروة و إسراء اللتين شعرتا بتلك الموجة الغريبة التي حدثت بين الإثنين ..
, فيما تابعها هو بعينيه ، قلبه نابض بشكل غريب وشيء ما في عقله يلمع بجنون ، شيء يدعوه للحياة .. يُخبره بأنه مازال يستحق العيش ، مازال هناك أمل ما في انتظاره ليفتح أبوابه أمامه ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, - من يتكلم أولاً ، يفكر ثانياً .. يندم ثالثاً ..
, ٣٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, مرت عدة أيام ، مصطفى اعتاد أن يخرج من حبسه الإنفرادي كل صباح .. يخرج ليجلس في الحديقة بضع دقائق وأحياناً تصل لساعات ثم يعود ثانية لعزلته قبل أن يلمحه أحد ..
, تنهّد وهو يجلس فوق كرسي قرب طاولة المطبخ .. مطبخ ليس مطبخه الخاص في الملحق بل هو مطبخ الفيلا .. فأدهم أصرّ إصراراً عجيباً بأن يصبح طعامه في الفيلا ولكي لا يعترض أحد منهم رضي أن يجلس في المطبخ لوجبة الغداء فقط والباقي في الملحق ..
, فرك جبينه بتوتر وهو يستمع لأصواتهم وكلامهم الغير واضح له وضحكاتهم المرتفعة .. يعلم بأن لا أحد يدري بدخوله هنا سوى أدهم ووالدته .. سيف وأحمد لو علما بذلك فهو متأكد بأنهما لن يوافقا أبداً .. لقد رفض عرض أدهم ذلك ولكن لو كان هو عنيد فأدهم أعند .. و يعلم بأن أدهم يُحاول تقريبه منهم ، منذ سكن معهم وأدهم يتقرب منه خطوة بعد خطوة وهو واقف مكانه لا يدري ما الذي عليه فعله ..
, زفر براحة وأصواتهم تخفت تدريجياً وقد خرجت نور للقاء صديقاتها فيما دخلت جمانة لتستريح بعد أن أخذت قرصاً منوماً نتيجة تعبها منذ أيام ..
, بدأ أخيراً يأكل براحته وقد منعه توتره وخوفه من الأكل مسبقاً ..
, في الأعلى ..
, دخلت ليلى غرفتها لتذهب نحو غرفة الملابس تُخرج ملابس لأدهم الذي سيعود من جديد إلى الشركة بعدما عاد للغداء معهم ..
, ذهبت لحقيبته ترتب الأوراق داخلها ، لتضيق عينيها بريبة عندما لمحت اسمها فوق إحداها .. امتدت يدها تخرجها وتتفحّصها لتتوسع عينيها بصدمة ، عادت لتُخرج باقي الأوراق بأيدٍ مرتعشة وقد شعرت بتغبّش الصورة أمامها من دموعها التي تجمعت فجأة وبسرعة ..
, ابتلعت غصة داخل حلقها وتنفسها بات سريعاً وهي ترى نتائج التحاليل أمامها .. هي ليست ابنة رقية ، ولا كامل ولا شريف .. وليست ابنة مديحة أو أمجد .. ابنة من هي إذاً ٣ نقطة؟!
, عقلها عصف بأفكار وشكوك كثيرة ، دارت الدنيا حولها بصدمة وغير استيعاب .. فُتح الباب فجأة لتشهق بفزع وتسقط الأوراق من يديها ..
, دخل أدهم ليراها تحدق به مباشرة ودموعها تملأ وجهها بصدمة ووجع .. زفر بضيق وهو يرى الأوراق أرضاً ليدرك بأنها قد رأتهم ..
, شتم نفسه داخلياً ولا يعلم ما الذي حلّ به ليُحضر الأوراق إلى هنا أمام عينيها ..
, اقترب منها بهدوء ناظراً نحوها بحنان وهي لم تنزل عيناها المتوسّعتان عنه .. مدّ يديه يحاول جذبها نحوه لتبتعد عنه وتنفي برأسها بألم ..
, همست بخفوت وهي على وشك الإنهيار: أانا مين .. قولي يا أدهم أنا مين ؟!
, أدهم بحذر: ليلى حبيبتي اهدي شوية واسمعيني ..
, عادت لتنفي برأسها ونظرت نحوه هاتفة بصدمة: أانت عملت التحاليل ؟؟ أانت مش قولتلي أنكوا أهلي لييه دلوقتي تعمل كده ؟! ليييه عايز تعرف ؟! مبقتش عاجباك صح انت انت
, جذبها إليه رغماً عنها يدفنها داخل أحضانها ويُسكتها عن التفوه بهذا الكلام الأحمق .. بدأ تنفّسها يتسارع أكثر وقد خاف عليها فعلاً .. تعالى صوت بكائها ليبعدها عنه ماسحاً دموعها مُلاحظاً رجفتها لينحني مُقبلاً جفونها بمحاولة لتهدئتها هامساً: أنتي عارفة إن آخر همي أنتي مين ومين أهلك .. أنا عملت كده عشانك يا ليلى عشان مش قادر أشوفك بتتوجّعي وأفضل ساكت ، أنا آسف مكنش لازم تشوفي الأوراق دول بس صدقيني مش هستسلم وهحاول أعرف مين أهلك عشانك .. ولو مش عايزة ده أنا هوقف ، لأن قولتلك ميهمنيش حد غيرك ..
, عادت للبكاء وزادت رجفتها: لأ لأاا لامش عايزة أانا مليش أهل .. أنا معنديش أهل ..
, عاد ليحاوطها ولكنها ابتعدت عنه هاتفة بهيسترية: أنااا ملييش أهل صح !! محدش يعرف جيت منين أاانا أنا مليش أهل زي م قالي أخوك .. معرفش أنا مين وإزاي جيت على الدنيا ..
, عاد للإقتراب منها ولم يُلاحظ من خوفه عليها ما تفوّهت به ليجذبها يحاول تهدئتها وهي بدأت في البكاء وشهقاتها ارتفعت كطفلة صغيرة وحيدة ..
, أدهم: أهدي يا ليلى أنتي ليكي أهل وأنا هلاقيهم بس مش عايز أشوفك كده وحياتي عندك مش قادر أشوف دموعك ..
, عادت لتنفي برأسها بنحيب وكلمات أمجد تتردد في ذهنها .. أنتي بنت حرام .. روحي شوفي أمك ال٣ العلامة النجمية عملت إيه ورميتك ..
, هزت رأسها بعنف وهو يراها تُصارع أفكارها وكأن وحشاً داخلياً يفترسها لتبكي هاتفة وهي تأشّر بيديها بغير معنى وكلمات سيف تزاحمت في عقلها بجانب كلام أمجد: لا لاااا يعني هما صح ؟ أانا مليش أهل صح كلامهم أنا بنت حرام زي م قال أمجد وأخوك .. أنا بنت حرام يا أدهم ؟! مش عايزه مش عايزة ده ..
, نظر إليها بصدمة هامساً بصوت غريب: مين اللي قالك بنت حرام ؟!
, عادت للبكاء هاتفة: مش كده أنا مش زي م هما قالوا حرام عليكوا أنا تعبت أنا عايزة أمووت ..
, احتدت عينيه مقترباً منها ليمسك وجهها بعنف يُجبرها على النظر إليه هاتفاً بصوت حاد: مين الي قالك بنت حرام ؟! أخويا قالك كده ؟!
, ابتلعت ريقها ناظرة نحوه باهتزاز وهي ترى عينيه اللتين غمق لونهما ، جسدها مازال يرتجف وشفتيها ترتعشان ولكنه توقف عند نقطة واحدة فقط ليهتف بها: قولي أخويا قالك كده ؟! سيف قالك أنك بنت حرام ؟!
, تسلل الخوف إلی قلبها وكأنها فجأة وعَت على نفسها واستوعبت ما قالته .. هتفت بقوة وهي مازالت تبكي: لأ لأ مقاليش هو مقاليش حاجة أنا بتكلم عن عن أمجد ..
, ضغط بقبضته على وجهها هاتفاً بحدة: أنتي قولتي أمجد وأخوك .. سيف قالك كده يا ليلى ؟!
, أحرقت الدموع عيناها وقد شعرت بقلبها يكاد يتوقف هاتفة: لأ يا أدهم لأ ..
, تمعّن في النظر نحوها ليهتف فجأة: الليلة اللي عيطتي بيها عشان ملكيش أهل كان وقتها قايلك الكلام ده صح ؟!
, أمسكت يده بقوة وعيناها تترجيانه: قولتلك لأ يا أدهم هو مقاليش حاجة ..
, نظر نحوها بألم هاتفاً: أنتي متعرفيش تكدبي عليا يا ليلی .. متعرفيش ..
, اندفع خارجاً من غرفته لتهتف به بصراخ وبكاء وجسدها يرتجف خوفاً .. وقد نسيت مشكلتها هي في اللحظة هذه لم تعد تريد أن تعرف أهلها ولا أي شيء آخر فقط تريده أن يهدأ ..
, أمسكته من ذراعه هاتفة: وحياتي عندك اهدا عشان خاطري لو بتحبني متعملش حاجة ..
, نظر نحوه بغضب وحدة ليهتف: دي مش المرة الأولى اللي بيغلط بيكي ، زمان عديتله كتير وكله عشان خاطرك بس توصل بيه للدرجادي ..
, ليلى بلهفة: وأنا مسامحاه و**** ومش زعلانة قولت عشاني يا أدهم ب**** عليك متعملش حاجة ..
, أغمض عينيه بشدة ليفتحهم فجأة وهو يستمع لصوت صراخ في الأسفل ليتجه مسرعاً وليلى تلحق به ..
, في الأسفل ..
, نهص مصطفى وعن كرسيه بعدما أنهى طعامه .. وقف لحظات يطالع المكان حوله .. لم يعد يستمع لصوت أحد فظن بأن الجميع ذهب ..
, اقترب من باب المطبخ الداخلي فضول ما يدفعه للخروج منه وإلقاء نظرة على المكان .. أو ربما حنين قلبه الذي يطالبه بالجلوس في المكان الذي احتواهم كل تلك السنين ..
, مد رأسه مستشعراً أي صوت وعندما لم يجد تشجع وخرج من المطبخ .. مشى في رواق صغير ليجد نفسه أمام طاولة السفرة ..
, تأمل المكان حوله بعينين حانيتين وابتسامة شاردة ليقترب جالساً فوق أحد الكراسي .. لحظات لينهض سريعاً وقد أدرك ما يفعله ..
, نظر نحو باب الفيلا الذي كان أقرب إليه من باب المطبخ .. تقدم عدة خطوات هاماً بالخروج قبل أن يتصنم مكانه عندما استمع لصوت أقدام على السلم ..
, التفت نحوه وهو يدعي بأن يكون هذا الصوت عائداً لأدهم أو حتى نور ولكن ما وجده كان سيف ..
, لم يكن قد رآه بعد ولكنه توقف مكانه لا يستطيع التقدم ولا التراجع .. رفع سيف نظره فجأة ليتسمر جسده بصدمة .. ثوان قليلة لتتوسع عينيه بجنون وقد سكنت داخلهما نظرة حادة شرسة حاقدة لطالما رآها منه ..
, اقترب منه سيف وغضبه قد وصل لقمته في تلك اللحظة ، لا يصدق كيف أنه تجرّأ ودخل إلى الفيلا التي حرّمها عليه .. كيف لوقاحته وبجاحته أن تصل لذلك الحد ..؟
, هتف بصوت غير مصدق: أنت بتعمل إيه هنا ؟!
, نظر نحوه مصطفى بصمت ليتابع سيف بصراخ وقد تملّكه الغضب الذي لا يستطيع السيطرة عليه كلما رآه: إيه اللي بتعمله هنا ؟! إزاي تدخل أصلاً ميين سمحلك ؟!
, أشاح مصطفى وجهه وهمّ بالخروج بغير كلام ولكن سيف جذبه صارخاً: أنت فاكرها وكالة أبوك تدخل وتخرج على مزاجك ، أنا مش قولتلك مش عايز أشوفك هنا ولا أنت مبتفهمش ؟! أنت باين مش هتتربّى إلا لما تاخد علقة مووت ..
, نظر مصطفى نحوه ليقول: ملكش دعوة بيا ..
, فتح عينيه بذهول ليندفع نحوه بجنون صارخاً: أنا هعرفك ليا دعوة أو لأ ..
, حاول لكمه بغضب جامح ولكن مصطفى لم يستسلم له كالسابق وتفادى اللكمة بخفة ..
, نظر سيف نحوه بغضب وهو على وشك قتله ليندفع نحوه مجدداً قبل أن يستمع هتافاً باسمه ..
, أدهم: سييف ..
, نظر خلفه ليرى أدهم ينزل درجات السلم متجهاً نحوهم .. وهو ينظر إليهم لم يكن يتوقع أن تكون المواجهة بينهم بهذه السرعة فمصطفى لم يره أحد خلال اليومين الماضيين والآن لا يُريد أن تصبح المشكلة أكبر ..
, وقف سيف ينظر له وهو يتنفّس بسرعة وغضب ليقف أدهم قريباً منهم ويهتف به بجمود: إطلع على أوضتك ..
, نظر نحوه بقوة واقترب منه هاتفاً من بين أسنانه: أنا مش عيل صغير عشان تقولي كده يا أدهم .. ال٣ العلامة النجمية ده بيعمل إيه هنا مين سمحله يدخل ؟ أنا مش قولت مش عايز ألمحه قدامي ؟!
, نظر أدهم نحو مصطفى ولمّ يدرِ مصطفى لِمَ رأى داخل عينيه لوم وعتاب ، فهو طلب منه أن يبقى في المطبخ الذي لا يدخله أحد سوى والدته ونور في بعض الأحيان .. ولم يُخبره أن يُظهر نفسه بهذه السرعة ..
, أدهم بهدوء: مصطفى كان بالمطبخ بياكل ودلوقتي هيخرج ..
, نظر سيف نحوه صارخاً: يعني إيه ؟ أنت كنت عارف أنه موجود ؟ أنت اللي سمحتله يدخل هناا ؟
, أومأ برأسه بصمت ليزداد انفعال سيف: وأنا مش قولت مش عايز أشوفه قودامي ؟ مش قولتلك ميدخلش الفيلا دي أبداً وإلّا هقتله أنت مبتفهمش ..؟
, اقتربت ليلى بخوف ووجهها محمرّ من آثار البكاء لتهتف: خلاص ياسيف عشان خاطري مصطفى هيخرج حالاً مفيش داعي٣ نقطة
, قاطعها صارخاً: أنتي ملكيش دعوة ..
, احتدّت عيني أدهم لكلامه معها ولكن سيف لم يُبالِ واقترب منه ناظراً نحوه بشراسة: أنت عايز إييه ؟ جيبته هنا غصباً عن الكل ودلوقتي هتقعّده بينا ؟ أنت إزااي تعمل كده إزااي مبتفكّرش فينا وبأختك معقول اتعميت للدرجادي ؟
, ضغط على قبضته هاتفاً بجمود: مصطفى واحد مننا ودلوقتي أو بعدين هيعيش هنا ..
, صرخ بثورة: لأ .. لأ مصطفى مكنش ولا هيكون واحد مننا .. ممكن تكون أنت بتعتبره كده أه عشان أنت معدش عندك دماغ تفكّر بيه خاالص .. نسيت كل حاجة عملها نسيت حقنا وحق أختك اللي كسرها .. جيبت اللي دبح أختك وسكّنته ف بيتك بدل م تاخد حقك منه .. إزلي عملت ده اللي بيعمل كده معندوش ولا ذرة رجولة أصلاً ..
, شهقت ليلى بذعر ورفع مصطفى عينيه نحوهم بعنف ونبضات قلبه ازدادت صدمة وخوف وذنب ..
, نظر له أدهم بصدمة ولاح في عينيه خيبة أمل كبيرۃ ، وهو يشعر بجسده تجمد وكأنه لا يستوعب ما سمعه .. نظر أرضاً لحظات يشد على قبضته بجمود وصمت ..
, فيما اقترب سيف أكثر متابعاً كلامه بثورة وغضب: ده مكانه مش هنا ، خلّيه برجع للمكان اللي جه منه ولّا يقعد بالشارع اللي هو قيمته .. أنت لو مش قادر تحافظ على أختك فسيباهالي أنا ، أنا اللي هقدر أحافظ عليها وأحميها ..
, ابتسم أدهم فجأة بوجع رغم وقوع هذا الكلام عليه كرصاصة اخترفت قلبه بلا رحمة .. رفع عينيه ببطء هاتفاً بصوت هادئ يُخفي وراءه ألماً: الظاهر إني معرفتش أربّي ولا حد من أخواتي .. ثم نظر إليه هاتفاً بخفوت : خاصة أنت ..
, تجمد سيف مكانه فجأة .. واندفع أدهم خارجاً من الفيلا بأكملها من غير أن ينظر لأحد منهم .. ركضت خلفه ليلى التي شعرت بقلبها يتكسّر لآلاف القطع ..
, ابتلع سيف ريقه ومازال ينظر أمامه بصدمة من نفسه .. ومصطفى ينظر إليه بصمت وإحساس الذنب بدأ يتضاعف أكثر ..
, استدار سيف له وامتلأت عيناه بالدموع الحارقة .. رجفت شفتيه بوجع واقترب منه هاتفاً ببكاء: أنت السبب ، كل الحق عليك أنت اللي عملت بينا كده ..
, اقترب منه يدفعه بصدره بعنف صارخاً وقد فقد أعصابه: أنت السبب **** ياخدك **** ينتقم منك ، أنت عايز إييه سيبنا فحالنا من لما دخلت حياتنا وأنت عمال تئذينا ..
, شهق باختناق وهو يشعر بنفسه قد انهار: ابعد عننا .. عايز إييه أكتر من كده أنت هتبعد أدهم عننا ، هتاخد أدهم مننا حراام عليك اللي بتعمله **** ياخدك أنا بكرهك أنت هتخلّينا نخسره إحنا ملناش حد غيره عايز تاخده مننا لييه ؟؟
, ابتعد عنه ولم تعد داخله طاقة للصراخ أو الضرب ، ليستدير مصطفى راكضاً خارج الفيلا بسرعة هائلة لا يرى شيئاً أمامه ، دخل الملحق بعنف وهو يشعر باختناق ووجع يقتله .. دخل حمام غرفته فاتحاً الماء فوقه ليسقط ماء بارد فوق جسده جعله يرتعش بشدة .. سقط على ركبتيه داخل الحوض وعقله يُعيد أمامه كل ما حدث .. دموعه بدأت بالهطول مع قطرات المياه لتبلّل وجهه بقوة .. وضع كفّيه يغطي وجهه وشهقاته بدأت بالإرتفاع بألم ولا يتمنى شيء في هذه اللحظة سوى أن يموت وينتهي كل شيء ٣ نقطة
, ٣٦ العلامة النجمية
, أوقف سيارته في ذلك المكان .. ترجل منها يسير بخطوات مترنّحة ومتعبة .. وقف مكانه ينظر بصمت وسكون غريب إلى المدينة أمامه .. أغمض عينيه عندما شعر بنسمة هواء باردة تضرب جسده بقوة ..
, نظر حوله بجمود وهو يشعر بقدميه كالهلام .. لم يشعر بنفسه وهو يجلس أرضاً بإنهاك .. بدأ يتراجع حتى وصل إلى سيارته القريبة ليتّكئ بظهره عليها ، رفع قدميه إلى صدره واضعاً ذراعيه عليها وأصوات وصور كثيرة تتردّد في عقله بجنون ..
, صوت والدته البعيد تسلل إليه رغماً عنه « **** يخليك لينا وميحرمناش منك أنت سندنا وقوتنا في الدنيا دي انت اللي وصلتنا لهنا من غيرك كنا هنموت »
, رفع يديه يُمسك رأسه بألم .. فالسّند والقوة الآن انهار ، كُسر وتدمّر .. عينيه امتلئتا دموعاً حرقته ، دموع لم يستطع منعها لتنهمر بغزارة تحكي وجع قلبه وكسرته ..
, بكى بشدة رغم محاولته التوقف ولكن دموعه أبت ذلك .. ارتفعت شهقاته ولم يُحاول كتمها ، فهو يُريد الراحة ..
, بعد دقائق طويلة قضاها في البكاء الذي لم يبكيه منذ زمن حتی عند حادثة أخته .. حلّ صمت عليه .. بقي مُغمضاً عينيه لا طاقة له بفتحهما .. مازال يسند رأسه بيديه بتعب وخمول .. أغلق عقله للحظة لا يريد التفكير أو تذكر أي شيء ..
, يد شعر بها توضع برقة فوق كتفه .. امتدت تمسح على شعره من الخلف بحنان .. كانت تنظر إليه بألم منذ فترة تقف قريبة منه تستمع لشهقاته الباكية ، تعلم بأنه لايُريد أن يراه أحد بهذه الحالة فانتظرت حتى هدأ ولم تستطع الإنتظار أكثر .. تشعر بألمه فقلبها يكاد يتوقّف حزناً وقهراً عليه .. وجعه تشعره بداخلها يطعنها بقوة ..
, أبعد يديه عن وجهه ليزداد ألمها وهي ترى عيناه المحمرّتان بشدة ووجهه الباكي .. نظر أمامه بشرود وهي اقتربت منه أكثر ومازالت يدها تتخلل خصلات شعره الغزير بحركة يُحبها منها واعتادها ..
, بدأ يتكلم بصوت خافت استشعرت القهر فيه وهو مازال ينظر أمامه: كل اللي عملته بحياتي ولا حاجة .. ياريت بقيت بالفقر .. ياريت لو بقيت لغاية دلوقتي بالحبس اللي دخلته وأنا صغير .. عملت كل حاجة بقدر أو مبقدرش عليها ، مكنتش عايز حد يقدّر ولا يكافيني ، كلّ اللي كنت عايزه أنهم يكونوا بخير .. بس ٣ نقطة بس لا هما بخير ولا حتى أنا .. لا هما قدّروا اللي عملته واعتبروني أبوهم ولا أنا قدرت أزرع الثقة جواهم .. أنا فشلت .. للمرة الألف بقول فشلت .. حتى أمي مش عارف موقفها مني إيه الكل جه عليا محدّش معايا الكل واقف ضدي أنا تعبت يا ليلى تعبت ..
, عضّت على شفتها بقهر وانسابت دموعها بصمت .. لا تدري ما الذي ستقوله له لتهدّئه ، كلامه خارج من قهره وحرقة قلبه كيف ستُطفي ناره بكلمات تافهة ..
, صمت يحاول ابتلاع غصّة علقت داخله ليتابع بصوت غريب: نور بنتي الصغيرة اللي ربيتها تخون ثقتي بيها وخارجة داخلة مع مصطفى عدوّي الأول .. رغم كل اللي حصل مصدقتش ده لدرجة أما بعت حد يراقبها أنبت نفسي وحسّيت بالذنب عشان شكيت بيها وموثقتش .. ورغم كل ده مش قادر أئذيها ، مش قادر عاقبها وأبعد عنها .. وفي الآخر يطلع عدوي هو أخويا من دمي ولحمي ..؟!
, وسيف .. سيف اللي أكتر شخص متفاجأ بيه لأنه كان أقرب حد ليا ولأنه كان متعلّق بيا جداً قولت لنفسي أنه بعمره مش هيسيبني ولا يلومني على حاجة وحتى لو عمل كده هو زي م كانت تقول أمي بيرضا علطول أما بصالحه ، بس هو يطلع منه كل ده ؟!
, ابني اللي ربيته هو وأخته يقول في الآخر إني معرفش أربي ؟! أخويا اللي ربيته يجي دلوقتي هو عايز ياخد أخته ويربيها لأني أنا مستاهلش ؟ لأني معرفش ومش قد الثقة ولا بيطلع بإيدي حاجة ؟
, مصطفى كرهته أووي حقدت عليه واتمنيت أقتله بس بالآخر طلع أخويا .. مصطفى عاش لوحده تعذب أووي عايز فرصة تانية ، حسيت بنفسي مكانه أما كنت صغير وطردونا من بيتنا ، كنت محتاج شخص واحد يمد إيده لينا ويساعدنا .. حاسس أنه هو كمان عايز ده .. ليه محدش فاهمني ؟
, التفت بنظر نحوها وهي تبكي إثر كلامه ليتلبع: طب ليه ؟! ليه يا ليلى أنا عملتلهم إيه غلطت بجد بتربيتهم ؟! ابتسم هاتفاً بشرود: شكلي غلطت بجد ، معرفتش أربيهم كويس لو ربيتهم مكنش ده حصل ..
, نهض فجأة لتنهض معه ، مسخ دموعه بجمود هاتفاً: أنتي جيتي هنا إزاي ؟!
, اقتربت منه تُمسك ذراعه قائلة بحنان وصوت باكي : قولت لأحمد يوصلني .. كنت عارفة إنك هنا ..
, نظر نحوها: ًو لسا هنا ؟!
, رمشت هامسة وقد عرفت ما يريده: أه قاعد بالعربية هناك ، بس وحياتي عندك سيبني معاك عشان خاطري أنا عايزه أفضل هنا ..
, أبعد يده عنها هامساً: مش لازم ، أنا طول عمري لوحدي حتى وقت حزني ، مش محتاج حد ..
, همست ببكاء: هو أنا أي حد يا أدهم ؟!
, لم يجبها لتهف له: قولي أنا أي حد ؟! مش أنت قولتلي إني كل حاجة ليك وأنت أهلي وكل حاجة ليا ؟! ليه عايز تبعدني دلوقتي أنت فكر إني هسيب أهلي لوحدهم كده ؟! ليه أما أنا بزعل وبنهار بتفضل معايا ومش عايزني أبعدك عني ليه دلوقتي هتبعدني ؟ ليه انت أناني كده ؟
, نظر لها هاتفاً: أناني ؟!! أناني عشان عشت طول حياتي عشان غيري ، سيبت نفسي وأحلامي وكل حاجة بس عشان أهلي وفي الآخر أناني ؟!
, اقتربت منه تمسكه من ملابسه هاتفة: أناني عشان أنا لما بزعل تفضل معايا وتزعل معايا ، ودلوقتي عايز تزعل لوحدك .. أناني عشان وقت فرحك بتقربني منك ووقت الوجع بتبعدني .. أنا عايزة أشاركك في الحزن قبل الفرح يا أدهم ، عايزة أفضل معاك ف كل وقت عايزة أحس إني قريبة منك قادره أساعدك ، عايزة أشعر بنفسي زيك ، زي م انت ساعدتني وحبيتني وغيرت حياتي متحرمنيش من ده عشان خاطري ..
, اقترب منها بجذبها فجأة في عناق قوي ، يشدد عليها متنفساً باحتياج رائحتها التي يحتاجها في تلك اللحظة وهي حاولت السيطرة علی بكائها لا تريد أن تؤلمه أكثر ، لا تريد أن تزيد وجعه وجعاً عليها ..
, ابتعد عنها يكوّب وجهها بيديه مقبلاً جبينها: أنتي ليا يا ليلى قلبك ملكي وكل حاجة فيكي بتاعتي أنا ، أنا مش عايز أزعلك مش عايز أتعبك مش عايز أخون وأخلف بوعدي ليكي .. أنا وعدتك هعيشك بسعادة ومن وقتها وأنا مش عارف اعمل كده ، متضغطيش عليا متخلينيش أحس إني فاشل أكتر من كده كفاية اللي حصلي عشان خاطري ..
, رفعت نظرها إليه بصمت ، تنظر داخل عينيه المترجّيتين لتهتف: توعدني إنك هترجع ومش هتعمل حاجة تئذيك ٣ نقطة؟
, ابتسم بشحوب: هعمل إيه يعني هنتحر ولّا هنتحر متخافيش الدكتور منصور لسا موجود ..
, ابتسمت وهي تعلم محاولته إخراجها من ألمها رغم ألمه هو .. عادت الدموع إلى عينيها وهي تستشعر كم هو رائع وكم هي تحبه وتعشقه ..
, مسح وجنتيها برقة هامساً: هقعد شوية مع نفسي وهرجع متخافيش هروح فين يعني ؟!
, همست قائلة برجاء: هستناك .. متتأخرش عشاني ..
, هبت نسمة باردة لتتخلّل عظامهم فنظر نحوها هاتفاً: امشي يا ليلى يلا أحمد مستنيكي ، الجو بقا ساقعة وانتي هدومك خفيفة ..
, همست من جديد: هستناك ..
, زفر بحرارة وهو يومئ برأسه: ماشي ..
, أمسك بدها وسحبها خلفه حيث رأی سيارة أحمد التي تقف بعيداً عنهم بجانب الطريق ..
, تركها لتمشي نحر السيارة ونظرت نحوه هاتفة: خلي بالك من نفسك ..
, ابتسم وعاد يومئ برأسه ناظراً نحو أحمد الذي يرمقُه بنظرات قلقة خائفة ليبتسم له ملوحاً بيده ..
, انتظرهم حتی صعدت ليلى السيارۃ وتابعها بعينيه وعيناها متعلقتان به حتى اختفيا عن ناظريه ليعود إلى مكانه جالساً فوق مقدمة السيارة ونظراته عادت للشرود ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, في غرفة بيضاء واسعة .. وعلى سرير أبيض ، جسد موصول بأسلاك كثيرة .. خرج صوت خفيف من أحد الأجهزة ..
, تعالت همهمات خافتة لتندفع الممرضة التي كانت في الغرفة مقتربة بلهفة .. همست بخفوت: حضرتك سامعاني ؟! أنتي كويسة ؟!
, نظرت حيث الأجهزة لتركض خارح الغرفة بسرعة ..
, لحظات لتعود مع الطبيب الذي بدأ بفحصها وقياس ضغطها واستجابتها ..
, وقف قربها هاتفاً: حضرتك كويسة يا هانم ؟!
, فتحت عينيها ببطء ونظرت حيث مصدر الصوت الذي يأتيها .. هتف الطبيب: حاسة بإيه في أي وجع ؟!
, هزت رأسها بتعب وهي تُحاول تذكر ما حصل معها واستيعاب أين هي ..
, عاد الطبيب لكلامه: حضرتك جيتي هنا بحادثة بقالك أسابيع بغيبوبة والحمدلله دلوقتي صحيتي الحمد**** على سلامتك ..
, رمشت بعينيها وهي تتذكر ما حصل معها لتفتح فمها محركة شفتيها ببطء ..
, ربت الطبيب على كتفها هلتفاً: أنتي فاكرة اسمك إيه ؟!
, عادت لمحاولة الكلام من جديد والطبيب يتابعها قبل أن تهتف الممرضة: يمكن دي مش بتتكلم ..
, قطب جبينه ثم عاد بنظراته نحوها وهي تُخرج همهمات خافتة ..
, عاد لسؤاله: عايزة حد يجيلك؟ طب تعرفي رقم حد من عيلتك عشان نتواصل معاه ..
, دمعت عينيها وهي تُصارع وتحرك شفتيها بقوة .. قبل أن يخرج صوتها مُتقطعاً مبحوحاً هاتفة باسم واحد: م م مصطفى ..؟!
, في الفيلا ..
, عادت نور من الخارج عند غروب الشمس لتتعجّب من الهدوء السائد في الفيلا .. نادت عليهم ولكن لا أحد يجيب وقد رأت والدتها نائمة ..
, صعدت إلى غرفتها بهدوء لئلا توقظهم وقد ظنت بأنهم قد نائمون أيضاً ..
, في الغرفة الأخرى ..
, تكوّر على نفسه فوق سريره يكتم شهقاته التي خنقته .. لا يعلم كيف وصل إلى هنا واندسّ تحت أغطيته شاعراً بنفسه قد انهار ..
, امتدت يده نحو هاتفه يضغط عليه بجنون .. لم يلبث أن أتاه صوت مروة هاتفة: سيفووو حبيبي ..
, لم يأتيها الرد فقط شعر بنفسه يحتاجها قربه ، يحتاج أن يشكي لها ما حصل معه لتهتف: سيف ؟!
, ارتفعت شهقاته هامساً ببكاء: مروة ؟!
, هتفت بلهفة وذعر: سيف مالك ؟؟ فيه إيه ؟! أنت كويس ؟
, همس من جديد: مروة .. أنا
, مروة وقد بدأت تدمع عينيها خوفاً: فيه إيه يا سف أنت فين بتعط ليه ؟! حد حصله حاجة ؟
, سيف ببكاء: مروة أنا تعبان ..
, مروة وقد بدأت فعلاً في البكاء رغم أنها لا تعلم شيئاً: مالك يا حبيبي قولي في إيه وأنت فين ؟!
, همس باختناق: كرم معاه حق ، هو قالي هخسر كل اللي حوليا ، قالي إني عمال أجرح في الكل كرم معاه حق أنا جرحته ..
, عضّت شفتيها بارتجاف: مين ؟! أنت عملت إيه ؟!
, تابع سيف وكأنه فقط يريد الحديث: كرم خاصمني كان عارف إني هوصل لده ، بس أنا معرفتش ، أنا مكنتش عايز ده يا مروة مقصدش ده و**** ..
, بدأت في البكاء وهي لا تعلم ما الذي يتحدث عنه فقط تسمعه يبكي بحرقة هكذا لأول مرة ، وهي بعيدة عنه عاجزة عن مساعدته: قولي أنت فين وأنا هجيلك ؟!
, ابتلع غصته هامساً: أنا جرحته ووجعته ، شوفت مصطفی قدامي ومقدرتش أتمالك أعصابي .. هو هو راح ، أنا جرحته هو بقى بيكرهني ..
, مروة ببكاء: عشان خاطري إهدا يا سيف وحياتي عندك ، محدش بيكرهك أنت معملتش حاجة اللي حصل مش قصدك أنا عارفة ..
, قالت من دون أن تعلم ما الذي يتكلّم عنه لكنها استشفّت من حديثه أن الموضوع يخصّ مصطفى ووجوده بينهم ..
, نفى برأسه ببكاء: لا هو بقى بيكرهني أنا عارف ده لأني جرحته وأذيته أووي أنا مبعملش غير كده بجرح اللي حوليا وبس ، متسيبنيش يا مروة أنا محتاجلك أنا آسف ..
, همست بحنان: مش هسيبك قولي أنت بالفيلا أنا هيجلك دلوقتي ..
, همس وعينيه تغمضان بتعب وإرهاق: عايز أنام ..
, هتفت: خلاص نام وارتاح وأما تفوق هنتكلم ماشي ؟
, سيف برجاء: متسيبنيش خليكي معايا ..
, همست بابتسامة: أنا معاك ومش هقفل نام أنت وارتاح يلا ..
, همس بضعف: متسكتيش ، عايز أسمع صوتك عايزك معايا ..
, ابتسمت هاتفة: خلاص أنت غمّض عينيك وأنا هفضل أتكلّم لغاية م تنام .. إيه رأيك أحكيلك عن أول يوم شوفتك بيه ؟!
, لم يجبها وبقيت تسمع لشهقاته الخافتة ، لتدرك بأن أدهم له علاقة بالأمر فهو لا يضعف ويصبح هكذا سوى بشيء يخصّه .. بدأت بالحديث معه بخفوت وهي تحكي له إحساسها في أول مرة رأته فيها .. بدأت تتكلم وتذكره بأحداث كثيرة من غير أن تتوقف .. حتى استمعت في النهاية لصوت أنفاسه المنتظم لتعلم بأنه قد غرق في النوم .. دمعت عينيها وجعاً عليه متمنية لو كانت قربه ، ثم أغلقت الهاتف بصمت .. عادت لتجذب هاتفها ثانية تريد الحديث مع كرم عله يستطيع الذهاب إليه والبقاء قربه ..
 
  • عجبني
التفاعلات: البرنس احمد
الرابع والأربعون

- ربّما من انتحروا ،
, كانوا بحاجة إلى عناقٍ طويل
, صدّقني ..
, في زحامِ هذه الحياة نحتاج إلى عناقٍ بلا سبب
, أحياناً ،
, وردة بلا مناسبة ، أو رسالة صوتيّة لطيفة تحتضننا
, من على بعد ، وتجعلنا نبتسم لنُحارب هذا الضّعف ..
, ٣٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, حلّ الظلام في الأرجاء ، ونسمات هواء قوية باردة بدأت في الهبوب فوق تلك الفيلا ..
, كانت هي تنتظره ، بقلب متألم عليه .. لم تعد تريد أن تعرف من هي ، فقد أدركت اليوم بأنها من دونه لا موطن لها لا أصل ولا أهل حقاً ..
, جلست فوق السرير تُحاول الإتصال به مراراً دون فائدة .. اتكأت برأسها على السرير مُغمضة عينيها بإرهاق .. تذكّرت كلمات مروة لها عندما حادثتها قبل قليل .. كانت تُريد الإطمئنان على سيف ولكن عقلها أبى ذلك .. إن كان أدهم تألّم لكلامه فألمها أضعافه ..
, فكّرت باقترابها منه ومسامحته بأنه سيتعلم من خطأه ولكنها كانت مُخطئة فها هو الآن قد جرح أغلى ما لديها ولديه بدون أن يحسب حساباً لكلامه ..
, غفت بدون أن تشعر بنفسها وما زال هاتفها بين يديها تنتظر اتصاله أو عودته ..
, في الأسفل ..
, خرج مصطفى من الملحق .. لم يستطع النوم أبداً وإحساسه بالذنب يتفاقم .. جلس على الدّرجات الصّغيرة الموصلة لباب الملحق .. وضع رأسه بين يديه مُتنفّساً بعمق وهو يُفكر الإبتعاد عنهم .. وجوده بينهم يؤذيهم كما قال سيف ..
, تنبّه على دخول سيارة من باب الفيلا .. وقف بترقّب عندما علم بأنها سيارة أدهم .. انتفض قلبه وهو يرى هيئته الفوضويّة وهو يفتح باب السيارة ويترجل منها بترنح .. ملابسه مُبعثرة وشعره ثائر .. عيناه كالدم القاتم استطاع رؤيتهما من مكانه ..
, ضغط على قبضتيه واقترب منه ، وأدهم كان يقترب منه هو الآخر ..
, وقف مصطفى أمامه هامساً: أنت كويس ؟
, ضحك بسخرية هاتفاً: كويس ؟ أيوه أيوه أنا كويس أووي متشكر لسؤالك ..
, قطّب حاجبيه من لهجته الساخرة وهو يراه هكذا لأول مرة ، اقترب منه أكثر هاتفاً: أنا هخرج من هنا .. خلاص مليش مكان بينكوا أنا مش بسبّب غير المشاكل ، آسف عشان خرجت من المطبخ وحصل كل ده بسببي ..
, أومأ أدهم برأسه وقد عاد لجموده: وأنت قررت دلوقتي تهرب كالعادة ..
, رفع حاجبيه هاتفاً: لأ أنا مش بهرب ، أنا ببعد عنكوا بحميكوا مني ..
, رفع نظره نحوه وعيناه الحمراوتان احتدّتا وبرقتا بشدة: بتحمينا ؟! أنت فاكر نفسك كده بتحمينا ؟! أنت واحد جبان ، جباان بيعمل الغلط وبيهرب بدل م يواجهه .. كنت فاكرك تعلّمت ، فاكرك تربّيت وبقيت راجل يفهم اللي بيحصل حوليه بس للأسف ، تربية كامل مش هيطلع منها أحسن من كده ..
, لمعت عيناه بقهر وهمس بخفوت: أنت قولتها ، أنا تربية كامل .. أنا ابن كامل مش هقدر أعمل أكتر من كده ، مش أنت اللي ربيتني عشان تستنّى مني اللي أنت عاوزه ..
, ارتفعت زاوية شفتيه بسخرية ، ضحك بخفة هاتفاً بتهكم: مش أنا ؟! شايف تربيتي عظيمة أووي كده ؟! هههه ، تربيتي شوفتها النهاردة بعينك ، لا أبداً تربيتي شوفتها من زمااان أووي من لما قدرت تلعب على نور ..
, فتح يديه مشيراً باستسلام: هي دي تربيتي .. حلوة مش كده ؟! عجبتك أكيد .. الظاهر إن مهما بعدنا عن شريف وكامل مش هنقدر .. هيبقى ددممّهم يجري في عروقنا زي م أنت قولتلّي زمان .. الظاهر حتى أنا اللي كنت فاكر نفسي بعيد عنه طلعت في الآخر زيه ..
, نظر إليه بقهر من كلامه ، للمرّة الأولى يسمع منه هذا الكلام بهذا الضعف والإستسلام ، للمرة الأولى ينسب نفسه لشريف بعد كل تلك السنين التي كان يُحارب بها ليبتعد عنه .. اقترب منه يُمسكه من كتفيه بقوة هاتفاً بجدية: أدهم .. فوق لنفسك أنت مش كده .. أدهم عز الدين اللي محدش يقدر يكسره .. حتى أنا رغم ظلمي وحقدي مقدرتش عشان أنت أقوى ، أقوى بإيمانك بأخلاقك ، أقوى وجوّاك أنضف وأطهر من كل وساخة الدنيا حوليك .. متسيبش نفسك تستسلم بالطريقة دي ، متسيبش المصايب تكسرك بدل م تقوّيك .. مش أنت اللي تقول الكلام ده مش أدهم اللي يضعف .. أنا كل اللي عملته من قهري منك من غيرتي إني معرفش أكون زيك .. رغم كل اللي حصلّك عملت من الضعف قوة وكبرت ووصلت ، أنت متقدرش تتغيّر ولا تقسى عشان قلبك أبيض كبير وبساع الكل ..
, صمت يتنفّس بسرعة ، هذا الكلام كان قابعاً داخله منذ سنين ، كان يُحاول مسحه من عقله يُحاول نسيانه ولكن كل شيء حوله يذكّره به ويؤكّده له .. هاقد أتت الفرصة لقوله ، بكل الجدية وكل المشاعر التي يحملها له ..
, وربما أن يخرج هذا الكلام من شخص لطالما كان عدوّه ، من شخص كرهه وحقدَ عليه له تأثير أكبر وأعمق من أن يخرج من شخص قريب مَحب .. رفع أدهم نظره نحوه ، ناظراً داخل عينيه اللّامعتين ، تلمعان بجدية وحزم لم يرهما داخلهما من قبل ..
, عادت نظرات الجمود إليه ، ورفع يديه مُبعداً يديّ مصطفى عن كتفه بقوة غريبة ..
, رفع مصطفى عينيه نحوه يقرأ في نظراته أشياء كثيرة ، نظرة القسوة والكره عادت لعينيّ أدهم بعدما اختفت أياماً طويلة ..
, همس أدهم بقسوة: كنت عايز أقتلك .. كنت عايز أنهيك وأمحيك عن وش الأرض ..
, بقيَ ينظر إليه بصمت يستمع لكلامه وهو يعلم بأن هذا اليوم كان سيأتي عاجلاً أم آجلاً ..
, امتدّت يدي أدهم يخلع سترته الرسمية ليُلقيها أرضاً بإهمال ومازالت نظراته مثبّتة بقسوة عليه ..
, فتح أزرار قميصه العُلويّة ، ورفع أكمامه بعنف .. مُقترباً منه ببطء ..
, همس أمامه بجمود وقسوة: بس بعد كده اكتشفت إن اللي عايز أقتله أخويا .. فكرك هعمل بأخويا إيه بعد م عرفت باللي عمله ؟
, لمْ يُجبه وهو ينتظره أن يُكمل كلامه ، ليهمس أدهم بشراسة: هتقاتل زي الرجّالة ، هتخرّج كل حقدك وغضبك اللي عماك كل السنين دي .. مش هتستسلم فاهم ؟!
, هز رأسه بعنف: لأ .. مش هقدر ، أنا مستاهلش الفرصة دي..
, لمْ يُكمل كلامه وقد تلقّى لكمة قاسية فوق فكه أدمت شفتيه ، اقترب أدهم يجذبه بعنف وحشي من ملابسه هاتفاً: اللي قولته هتعمله ، هتكون راجل ولو لمرة واحدة عشان أدهم مش بيضرب ستات ..
, رفع نظره نحوه بغضب ، وأبعد يديه عنه ماسحاً الدماء عن وجهه واستدار ليعود نحو الملحق ليستمع لصوت أدهم المتهكّم: طول عمرك كده ، أهرب ، أهرب وأثبتلي إنك مش راجل .. الظاهر إنك اخترت تكون ست .. خسارة ..
, شدّ قبضتيه بغضب هامساً دون أن يستدير: أدهم أنا عارف اللي أنت بتحاول تعمله ، بتستفزّني عشان أقبل باللي عاوزه بس أنا بنصحك توقف هنا ..
, ابتسم أدهم هاتفاً: عشان جبان وخايف كالعادة ، فاكر نفسك راجل أما لعبت بمشاعر أختي وكدبت عليها ؟! فاكر نفسك لو اغتصبتها كنت هتثبت رجولتك وقتها ؟! م كمان ف دي مقدرتش تكون راجل ..
, استدار نحوه هاتفاً بصراخ: كفاية بقا أنت عايز إيه ، كنت هتفرح لو اغتصبتها بجد يعني ؟ أه مش راجل أنا مش راااجل ارتحت كده ؟!
, أدهم ببرود: يبقى نغيّر أسمك اللي مش لابقلك خالص ، أممم إيه رأيك نخلّيه بوسي ؟
, أغمض عينيه مُحاولاً تمالك أعصابه ليقترب أدهم هاتفاً: السكوت علامة الرضا .. تشرّفت بيكي يا بوسي هانم ..
, رفع نظره إليه باحتقان وضمّ قبضته بقوة ليوجّهها نحو وجهه بعنف .. تراجع أدهم بقوة نتيجة الضربة التي تلقّاها لينظر نحوه بغضب ..
, وقفا أمام بعضهما ، كل منهم ينظر في عيني الآخر بثورة وأنفاسهم تتعالى بصخب ..
, اقترب منه أدهم مسدّداً له لكمة في عينيه وأخرى في معدته .. ليصرخ مُنحنياً بألم ، وعاد لينهض وهو يركله بركبته بمعدته ..
, بدأ العراك يزداد عُنفاً ، طاقة غضب هائلة تفجّرت داخل الإثنين ، حقد وألم ووجع السنين لاح أمام عينيهما ليُعميهما عن أيّ شيء آخر ..
, الإثنين غاضبين ، حاقدين ، والإثنين بنفس القوّة تقريباً وضخامة الجسد ، إلّا أن أول من وقع أرضاً في النهاية مُستسلماً لضربات الآخر كان مصطفى .. ليس عن ضعف بل عن شعور بالذنب ، شعور بالرّاحة رغم وجعه وجروحه ، شعور بالراحة بأن يُقتصّ منه على جريمته .. استسلم لضربات أدهم المجنونة والمتوحّشة .. استسلم وقد كان ينتظر ثورته هذه منذ زمن ..
, أغمض عينيه في النهاية يكاد يفقد وعيه لينهض عنه أدهم بأنفاس لاهثة ووجه مكدوم وهو الآخر يترنح بوجع من الضرب الذي تلقاه: قوم متستسلمش كده .. مش هرحمك سامع ..
, ابتلع مصطفى ريقه بصعوبة مُحاولاً النهوض ولكن وجع عظامه وعضلاته التي شعر بها قد كُسرت لم تساعده ليعود ويتمدّد أرضاً بإنهاك ..
, اقترب منه أدهم وجلس بجانبه أرضاً بتعب وألم .. نظر نحوه وهو يتنفس بقوة وصدره يعلو ويهبط بجنون حتی باتت تخرج كنهيج حاد .. أغمض عينيه واستلقى متمدّداً هو الآخر قربه بجسدٍ منهار ..
, مضى وقت طويل أو قليل لم يشعرا بالوقت ، وجروحم السّاخنة بدأت تبرد وتزداد ألماً مع هبوب الرياح الباردة التي زادت من وجعهم ..
, اقترب راشد بتردّد بعدما دفعه رفاقه الذين كانوا منذ بداية العراك الوحشيّ يُتابعون بترقّب وتوتر ..
, وقف قرب أدهم الذي يُغمض عينيه هامساً بتردد: أا أدهم باشا ؟! حضرتك عايز مساعدة ؟؟
, فتح عينيه بضعف حالما تسلّل صوته إلى عقله لينظر نحوه بهدوء ، رفع يده نحوه لينحني راشد مُتمسكاً بها ويساعده على النهوض ..
, وقف أدهم ينظر نحو مصطفى السّاكن ودماؤه قد تجمّدت فوق وجهه .. اقترب منه هامساً لراشد: تعال ساعدني عشان ندخّله جوا ..
, اقترب راشد وقد أسنده من الناحية الأخرى مع أدهم ، فتح مصطفى عينيه المتورّمتين ببطء وهو يُحاول إسناد نفسه وجرّ خطواته فوق الأرض العشبية ..
, أدخلاه الملحق ليُمدّداه على السرير .. نظر أدهم لراشد: جيب علبة الإسعافات الأولية ..
, دخل راشد الحمام يبحث عنها ليعود ويُقدمها لأدهم متسائلاً: محتاج مساعدة يا باشا ..؟
, أدهم بنفي: لأ اطلع أنت ولما احتاجك هطلبك ..
, تردد راشد ولكن نظرة أدهم له جعلته يُسرع خارج الملحق مُغلقاً الباب ورائه ..
, وقف أدهم أمام المرآة يرى وجهه وتلك الكدمات القليلة التي بدأت بالإزرقاق ، كدمات وجهه لم تكن شيئاً بالمقارنة مع جسده فمصطفى قد ركّز بضرباته على جسده ومعدته مُتجنّباً وجهه ولا يعلم السّبب ، فيما هو قد أعدم وجه مصطفى بوحشية ..
, دخل الحمام يغسل وجهه ماسحاً الدماء عنه وبدأ بمعالجة كدمات وجهه وجسده الظاهرة ، أمسك منشفة صغيرة بلّلها بالماء وعاد حيث مصطفى الراقد فوق الفراش ..
, جلس قربه يمسح الدماء عن وجهه بالمنشفة المبللة ، وبعدما نظّفه قرّب علبة الإسعافات ليُطهّر ويُعقم جروحه وكدماته الكثيرة ..
, فتح مصطفى عينيه ناظراً لأدهم الذي يعقم له كدمات معدته ليهمس بضعف: مش هيفيد حاسس إن في ضلع من ضلاعي اتكسر ..
, أدهم ببرود: ياسيدي أكسرلك ضلع هيطلعلك عشرة غيره متقلقش ..
, ابتسم مصطفى رغم صعوبة الموقف ولكن كلام أدهم البارد وكأنّه لم يكن وحشاً كاسراً قبل قليل أضحكه ، ليصرخ مُتألّماً قاطعاً ضحكته الخافتة ..
, وضع يده على صدره هاتفاً بألم: لأ برضه حاسس إن ضلعي مكسور ، يمكن ده الضّلع السّايب ..
, رفع نظره نحوه هاتفاً: سايب إيه ؟!
, مصطفى بوجع: مش عارف ده اللي فاكره بكل اللي أخدناه في الأحياء في ضلع أسمه سايب ولّا حاجة زي دي يمكن ..
, رفع حاجبيه بتهكم ، واقترب منه يضغط فوق المكان الذي يُشير إليه ليصرخ مصطفى بألم هاتفاً: وبعدين معاك أنت هتقتلني ؟
, أدهم ببرود: ده مش وجع كسر يمكن بس ت
, مشروخ شوية ..
, نفى برأسه بألم: لأ لأ ده كسر .. الضلع اتدشدش ويمكن تفتّت خالص وبقى هباء منثورا ، الوجع ده مش طبيعي أكيد حصلّي حاجة عظيمة ..
, نظر أدهم نحوه بهدوء وابتسم داخله بوجع أعظم من وجع جروحه ، فكلامه وتهويله للأمر قد ذكّره بكلام سيف عندما يمرض أو حتى تنخزه شوكة بسيطة ..
, ابتلع غصّته آخذاً نفساً عميقاً ليُخرجه بصمت .. عاد بنظراته نحوه ليرى معالم وجهه المُنكمشة من الألم ..
, قطب حاجبيه هامساً: الوجع كبير أوي كده ؟؟
, هتف بضيق: أمال بتنيل بقالي من الصبح أقولك إيه ؟
, امتدّت يده نحو ملابسه ولكنه لم يجد هاتفه ليذهب نحو باب الملحق هاتفاً برجاله: حد يتكلم مع الدكتور ييجي حالاً وشوفولي تلفوني فين يمكن وقع مني هنا ..
, عاد للداخل وجلس قربه يراقبه بصمت ، بعد نصف ساعة حضر الطبيب أخيراً ليرفع حاجبيه من هيئة الإثنين أمامه .. اقترب من مصطفى يفحصه هاتفاً بعدها: لأ اتطمّنوا مفيش كسر ولا حاجة ده يدوبه شرخ صغير ، المهم ميتحرّكش أووي وياريت كمادات تلج تتحط مكان الإصابة مع المتابعة ده هيخفف الألم ..
, ثم نهض يكتب على ورقة ويقدّمها لأدهم: الدوا ده جيبوه حالة حضراتكوا والجروح دي يمكن تتأزم خاصة بالبرد ده والدوا ده هيفيدكوا ، وبالنسبة للسيد مصطفى الراحة التامة وميبذلش مجهود كبير وكمان تغذية كويسة عشان تساعده ..
, أومأ أدهم برأسه وأشار لراشد ليأخذ الورقة منه ويوصل الطبيب إلى الخارج ..
, اقترب أدهم من مصطفى هاتفاً بصوت هادئ: هبعتلك حد من الرجالة يقعد معاك هنا متتحركش ولو احتجت حاجة قوله وهو يجيبهالك ويساعدك ..
, نظر مصطفى نحوه بصمت .. فجأة دمعت عينيه بغير سابق إنذار هامساً بضعف: أنت سامحتني يا أدهم ؟!
, بقي مثبّتاً نظراته عليه عدة لحظات ومصطفى ينتظره بقلب خافق مُترقب ليهتف أدهم بجمود: الكل مستنّي من أدهم يسامحه ، الكل يغلط في حقه وفي الآخر لو أدهم مسامحش يبقى قاسي معندوش قلب يبقى مش ده أدهم اللي هما عايزينه ..
, أغمض مصطفى عينيه بتعب ووجع وقد ازداد ألم قلبه أضعافاً حتى فاق ألم جسده ..
, تابع أدهم كلامه بنفس الجمود: بس أنا اللي عملت كده ، أنا اللي وصّلتكوا للدرجادي .. سيف أنا اللي صنعت منه كده خوفي وقسوتي ودلالي ومراعاتي شكوكي وضغطي كل ده تراكم جوّاه وأثر عليه ، كل ده خلاه يغلط ويستنّى السماح ، يئذي ويعتذر ويستنى التفهّم والإحتواء ، مقدرش ألومه لوحده ولا أقدر ألومكوا لوحدكوا .. هلوم نفسي كمان الدنيا والظروف والوجع ..
, أخذ نفساً عميقاً حارّاً يُحاول به استدعاء هدوئه وبروده .. نظر نحو مصطفى الذي مايزال يُغمض عينيه بقهر وهو يعلم بأن طريقه مازال شاقّ وطويل ..
, همس أدهم بعد لحظات قائلاً بهدوء: بس رغم ده أدهم لسّا زي م هو ، رغم كل ده مقدرش أقسى ولا أبعد ولا أجافي .. ورغم كل اللي أنت عملته وكل الوجع اللي عيّشتنا بيه أنا مسامحك .. مسامحك يا مصطفى يا عز الدين ..
, فتح عينيه بصدمة ناظراً نحوه بغير تصديق .. عينيه مليئة تساؤلات عدة لم يستطع النطق بها .. تكبّل لسانه بقوة فقط دموع عينيه هي من تكلّمت بالنيابة عنه ..
, هز رأسه نافياً ببطء لا يُصدق بأنه نال مُسامحته التي كان قبل دقائق يظنّها بعيدة وشاقة .. لا يُصدق بأن مصطفى الوحش الحاقد ، الرجل الذي ددممّر عائلة بأكملها وأسكنها في وجع قاتل يحصل على مسامحة دافئة لا يظن نفسه يستحقها بهذه السهولة ..
, رغم كل عذابه ، ندمه ويأسه ووجعه ولكن عندما نطق أدهم بالسّماح تلاشت كل أيام وجعه السابق واندثرت وكأنها لم تكن أبداً وشعر بنفسه يحتاج عذاباً أكثر من ذلك يحتاج تعباً وألماً وقهراً ليستحق مسامحته ..
, نطق أخيراً بصوت مبحوح ودموعه بدأت بالهطول: أدهم ؟؟
, استدار أدهم عنه يُعطيه ظهره لئلّا يرى انفعالاته وتأثره .. جاهد ليُعيد صوته الجامد هاتفاً بغير أن يلتفت إليه: مليش دعوة بأخواتي وبأمي .. أنت قدرت تاخد السماح مني رغم إنك متستاهلش ، ودلوقتي جه دورك تحاول تخلّيهم يسامحوك .. قول عني ضعيف ، خفيف قادر تضحك عليا وتلعب على مشاعري قول اللي بتقوله بس أنا أما بحس بنفسي عايز أسامح حد حتى لو ميستاهلش هسامح ومش هستنّى رأي ولا نصيحة من حد .. مش هقدر أساعدك أكتر من كده ، أنا أديتك طرف الخيط وعليك أنت بقا تثبت بجد أنك ندمت ، وثبت إنك تستاهل السماح فعلاً .. وتعمل كل اللي تقدر عليه وتتعب عشان يسامحوك لأني أنا مش هتدخّل بعد كده أبداً هقف أتفرج من بعيد ولو لقيتك فشلت مش هتحرّك بالعكس أنت وقتها هتثبتلي إني غلطت دلوقتي أما وثقت بيك وسامحتك ..
, تنهّد في نهاية كلامه هاتفاً بجدية وتحذير: الكورة دلوقتي بقت فملعبك .. وتحرّكاتك هي اللي هتحدد نهايتك ..
, ألقى كلامه عليه واندفع مُغادراً الغرفة وبعدها خارج الملحق بأكمله ، ليبقى مصطفى وحيداً متألماً ، وصدى كلماته يصدح في عقله بصخب .. شيء خفيف من فرح تسلّل على استحياء داخله ، خائف من أن يفتح أمامه الأبواب على مصراعيها ويجد نفسه قد عاد لقاعه السّحيق من جديد .. ولكنه خائف من إقفالها أيضاً ويُمضي حياته بندم حارق ، هو سيحاول .. يحاول ويحاول ويُمرّر الكرة بخفة نحو هدفه الصحيح علّه في إحدى مُحاولاته تنجح تسديدته وتصل كُرته أخيراً إلى أهدافها ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, استيقظت تفتح عينيها وهي تشعر بذراعين صلبتين تُحيطان خصرها بشدة .. رفعت رأسها الذي كانت تضعه فوق صدره لتنظر نحوه فتشهق بخوف مما رأته ..
, حاولت النهوض وامتدت يديها تتحسّسان الكدمات فوق وجهه ودموعها تجمعت في عينيها .. فاق هو على شهقاتها التي ارتفعت لينتفض ناهضاً رغم ألمه: ليلى فيه إيه أنتي كويسة ؟
, نظرت نحوه هاتفة بخوف: إيه ده ، إيه اللي حصلك مبارح وتأخرت ليه ؟
, رفع يده فوق إحدى الكدمات على وجهه وتنهد بحرارة: مفيش دي حاجة بسسطة ..
, اقتربت تُمسك ذراعه هاتفة: يعني إيه حاجة بسيطة أنت متخانق مع مين ؟
, نظر نحوها وحاول الإبتسام: مفيش متقلقيش حاجة وعدّت هلاص ..
, ليلى بإصرار: وأنا لازم أعرف إيه اللي عمل بيك كده ..
, أدهم بمزاح: لأ متخافيش ده أنا شلوحته وشوهت وشه ..
, هتفت بغضب: أنت بتهزر وأنا خايفة عليك يا أدهم ؟!
, اقترب ماسحاً دموعها: يا روح أدهم اللي بتخاف عليا ، بصي هبقى أحكيلك بعدين كل حاجة تمام ؟
, ليلى: لأ أنا عايزة دلوقتي ..
, نهض أدهم قائلاً: لو موافقتيش مش هحكي لا دلوقتي ولا بعدين ..
, تكتّفت ناظرة نحوه بضيق ليهتف بها: ها قررتي إيه يا لوليتي ؟
, ليلى بهدوء: أنت تخانقت مع مصطفى صح ؟
, نظر نحوها بصمت لتنهض وتقف أمامه هاتفة: تخانقت معاه أخيراً ..؟! كنت عارفة إن برودك وصبرك كل المدة دي هينتهي في الآخر ..
, استدار متجهاً نحو الحمام: أيوه مع مصطفى .. وخلاص يا ليلى هنتكلم بعدين ..
, وقفت مكانها تنظر له بحزن شديد ، ورغم ذلك هي سعيدة لأنه أخيراً اختار التنفيس عن غضبه بدلاً من أن يكتم داخله كل شيء ..
, في الأسفل ..
, نزلت ليلى لتجد كل من جمانة ونور تحضّران المائدة ما إن رأتها جمانة حتى رمقتها بنظرات غريبة متفحّصة ..
, ليلى: صباح الخير ..
, نور: صباح الورد ناموسيتك كحلي ياختي ..
, ابتسمت بهدوء: معليش مبارح منمتش كويس ، عاملة إيه يا جوجو ؟
, جمانة بحب: الحمد**** أنا كويسة طول م أنتوا كويسين ..
, اقتربت منها هاتفة: ليلى ..
, نظرت لها بتساؤل لتهتف جمانة بهدوء: في حاجة حصلت مبارح وأنا معرفش ؟
, حاولت إخفاء توترها: ليه بتقولي كده ؟
, جمانة بهدوء: قلبي حاسس كده ومتسألينيش إزاي .. أدهم فين ؟
, ليلى: بيلبس هدومه شوية ونازل ..
, جمانة بترقّب: وسيف ؟
, ليلى: ماله ؟
, جمانة: قبل شوية نور طلعت تصحيه لقيته قافل على نفسه فأوضته وسيف ميعملش كده إلّا لما يكون في حاجة كبيرة .. إيه اللي حصل مبارح بعد م أنا دخلت أنام ؟
, ابتلعت ريقها بتوتر: مفيش يام..
, قاطعتها بحزم: ليلى لو مش عايزة تقولي الحقيقة متتكلميش ..
, عضت على شفتيها: أنا آسفة ..
, ربتت على كتفها بحنان: أنتي عارفة إنك بنتي ياليلى ، وأنتي يوم عن يوم بثبتيلي إن أدهم اختار صح .. أنتي نعمة ودخلت ع البيت ده يابنتي ..
, ابتسمت بتأثر: **** يخليكي لينا يا ماما ، بس بجد مقدرش أتكلم لو أدهم عايز يتكلم هو اللي هيقولك ..
, أومأت برأسها وانتبهت على أدهم ينزل درجات السلم لتسارع نور نحوه بقلق: أبيه في إيه حضرتك كويس إيه اللي حصلك ؟
, ابتسم بها بهدوء: مفيش ياقلبي حادثة بسيطة ..
, بدأت في البكاء ليهتف بمزاح: إيه يابنتي القلب الرقيق ده م أنا قدامك كويس أهو ..
, نور: أنا مقدرش أشوفك كده يا أبيه و**** ..
, ابتسم يحتضنها ناظراً باستغراب لجمانة التي لم تُبدِ أي انفعال ..
, جلس على رأس السفرة يتناول طعامه بصمت طغى على الجميع ، لتنهض نور هاتفة: أنا هروح بقا الكلية لحسن أتأخر سلام ..
, اقتربت تقبل أدهم في وجنته ليهمس: خلي بالك من نفسك يا نور ..
, أومأت برأسها لينظر نحو ليلى: هاا يالولا مش عايزة تروحي لماما مديحة ؟
, لمعت عينيها هاتفة: بجد هتوديني ؟
, أومأ برأسه: أيوه هوديكي وأنا رايح الشركة يلا اطلعي غيري هدومك متتأخريش ..
, اتسعت ابتسامتها لتنهض بسرعة صاعدة للأعلی ، فيلتفت هو نحو والدته هاتفاً: مالك يا ماما ؟
, ابتسمت قائلة: يعني بتوزعهم عارف إن في حاجة ..
, تنهد قائلاً: من أما شوفتيتي قبل شوية ومقولتيش حاجة حسّيت ..
, جمانة بهدوء: أنا شوفت كل حاجة حصلت مبارح يا أدعم ..
, رفع نظرها نحوها لتُتابع: المكان اللي تخانقتوا بيه متنساش إنه قدام شباك أوضتي ..
, زفر بضيق لتهتف: كنت عارفة إنك هتعمل كده من زماان بس إيمتى معرفش .. بس مكنتش فاكرة إنك هتسيبه هو كمان يضربك ..
, عاد ليزفر بضيق ليهتف بعدها: أنا .. أنا سامحته يا ماما ..
, ابتسمت بحزن: عارفة ..
, رفع نظره بتفاجؤ لتهتف: متبصليش كده ، أنا عارفة من أما جيبته يعيش هنا إنك هتسامحه فيوم ..
, تنهدت هاتفة: مصطفى واحد من ولادي ، من زماان كنت بعتبره زيك ميفرقش عنك .. قلبي محروق ع اللي حصل مع نور بس مش كل الخق عليه .. الدنيا والحياة اللي عشناها علمني مأظلمش حد ، ومصطفى مغلطش لوحده الغلط على نور كمان .. قلبي محروق على اللي عمله بس محروق وموجوع أكتر ع الحياة اللي هو عاشها .. مكنتش فاكرة إن العيل الصغير اللي بيفضل ماسك في ديلي فكل حاجة يعيش حياته كده بعيد عننا ..
, نظر نحوها بهدوء هاتفاً بخفوت: أنتي سامحتيه يا ماما ؟
, رمقته بنظرات هادئة: أنت عارف ليه أنا ساكتة وموافقة على كل اللي أنت بتعمله ؟؟ علشان واثقة بيك .. عشان العيل الصغير اللي فقد كل حاجة وعانى كل ده كبر وقدر يوصل للّي هو بيه .. أكيد بعد العمر ده كله مش هيتصرّف بطيش وغباء ..
, رمش عدة مرات يُحاول فهم كلامها لتنهض قائلة بخفوت: متقلقش عليا ، رغم وجعي من أختك مقدرتش أقسى عليها ، ودلوقتي وجعي منه مش هيوقّف بطريقي .. القلب ده عاش ومرّ عليه كتير أووي .. اهتمّ بنفسك ولو مرة واحدة وسيب كل حاجة ، مع الوقت هتتحلّ كل المشاكل بس أنت متصعّبهاش عليك ..
, تنهد بحرارۃ ولم يجد ما يقوله لتهتف فجأة: أخوك ماله يا أدهم ؟
, قطب جبينه بصمت ونهض قائلاً: أنا اتأخرت ..
, أمسكت بذراعه هاتفة: متنساش اللي قولتهولك زمان ..
, التفت نحوها هاتفاً: وهو ليه بينسى اللي بتقوليهوله أو اللي أنا بقوله ؟ ليه بينسى كل اللي بعمله ولّا هو معليش أما أنا لأ ..؟
, قطبت جبينها هاتفة بحذر: مالك يا أدهم ؟
, زفر بضيق هاتفاً: مفيش يا ماما بس الموضوع ده مش عايز نتكلم بيه ممكن ؟!
, جمانة: هو إيه اللي حصل وأنا معرفوش !؟ إيه اللي عمله أخوك خلّاك تتعصب كل ده ؟!
, أدهم: ماما أرجوكي ..
, تنهدت هاتفة: خلاص مش هنتكلم ..
, اقترب يقبل جبينها هامساً: أما تنزل ليلى قوليلها إني مستنيها في العربية ، سلام ..
, جمانة: **** معاك ياحبييي خلي بالك من نفسك ..
, أومأ برأسه بصمت خارجاً بخطوات سريعة وكأنه يهرب من شيء ما ، فيما قطبت هي حاجبيها تتابعه بقلق ..
, بعد عدة ساعات ..
, فتح راشد الباب مُتفاجئاً من قدومها لتهتف به: هو كويس ؟!
, أومأ برأسه باستغراب لتدخل مُتجهة نحو الغرفة وتقف على الباب ناظرة إليه بمشاعر مختلفة ..
, كان قد استيقظ منذ ساعة ومازال متمدّداً على الفراش .. يُعيد أحداث اليوم السابق الذي انتهى بشيء غير مُتوقّع ..
, رفع نظره عندما استشعر أحدهم واقفاً قربه ليوسّع عينيه بصدمة .. حاول النهوض ليتأوه بألم فتقترب واضعة الطبق الذي كان بين يديها على الطاولة بجانبه وتجلس قربه هاتفة: أنت كويس ؟ أقولهم يجببولك الدكتور ؟
, هز رأسه مُعدّلاً جلسته بصعوبة: لأ أنا كويس .. صمت قليلاً بتوتر لا يدري ما يقول لتهتف وهي تعود وتمسك الطبق: عملتلك شوربة أنت لازم تاكل وتتغذّى كويس ..
, رفع نظره نحوها بتفاجؤ وقد انعقد لسانه .. همست بهدوء: هتقدر تاكل لوحدك ولّا أساعدك ؟
, همس بضعف وقد أصبحت دموعه تعرف سريعاً طريقها لعينيه: ليه ؟!
, سألت بحيرة: ليه إيه ؟!
, رفع عينيه الدامعتين هامساً: ليه حضرتك بتعملي معايا كده ؟ بعد كل اللي عملته فيكوا جاية تساعديني وعاملالي الأكل بنفسك ؟ ليه أنتي مش بتكرهيني ؟!
, ابتسمت بحزن هامسة: وهو في أم بتكره ابنها برضه ؟!
, همس بغير استيعاب: ابنها ؟!
, رمقته لحظات بنظرات عتاب ولوم جعلت الندم داخله يزداد لتهتف: مش كنت بتعبرني أمك زمان ؟ مش كنت واحد من ولادي ؟!
, مصطفى: أيوه بس ده كان زمان ..
, جمانة: وإيه اللي تغيّر دلوقتي ؟!
, هتف: تغيّر حاجات كتيير .. أنا معدتش العيل الصغير البريء اللي عرفتيه .. أنا بقيت وحش .. بقيت أناني وحاقد ..
, جمانة بهدوء: الدنيا اللي عملت بيك كده بس أنت مش عايز والدليل إنك تراجعت عن انتقامك في آخر لحظة .. لو بقيت معانا مكنش كل ده حصل ..
, صمت لا يعلم كيف يُجيبها لتهتف: مفيش أم ممكن تكره ولادها حتى لو غلطوا وقسوا ، هي هتفضل هتسامح وتحنّ ..
, همس بخفوت: أنتي ليه حبيتيني رغم إنك لازم تكرهيني ..؟
, جمانة: أكرهك ليه ؟!
, مصطفى: عشان أنا ابن شريف ، جوزك اللي عمل كل ده فيكوا وابن السّت اللي خانك معاها ..
, ابتسمت هامسة: شريف مبعتبروش جوزي من زماان من لما عمل ده فينا .. الست أما تتجوز وجوزها يقسى ويدوس عليها تبقى أغلى حاجة عندها عيالها ، عيالها وبس .. وأنا عيشت عشانهم وبس وكرهته وحقدت عليه كل لما كنت بشوفهم بيتعذّبوا قودامي بسببه .. كرهته ع اللي عمله بيهم .. لو عايزۃ أكرهك لأنك أبنه كنت كرهتهم هما الأول ..
, مصطفى: بس هما ولادك أمّا أنا ابن الست اللي ٣ نقطة
, قاطعته هاتفة: أنا ليا حق بيك أكتر منها .. أكتر من رقية وكامل وشريف وأيّ حد .. العشر سنين اللي قضيتهم معانا أدوني الحق ده .. العشر سنين اللي كنت بالنسبالي ابني متفرقش عن ولادي فحاجة .. اللي كنت تقولي إنك بتبقى فرحان معانا أكتر من أبوك وأمك .. كنت تناديلي ماما ، أنت اعترفت بنفسك إنك بتفرح وتتبسط معانا إحنا أكتر من أهلك الحقيقيين .. يبقى أنت أبني .. ابني اللي قست عليه الدنيا واللي عذّبته وخليته حاقد بس رغم كل ده منساش السنين الي عاشها معانا ، منساش أصله الطيّب ..
, ابتلع غصّته بصعوبة وقد ازداد انهمار دموعه لتقترب منه ماسحة دموعه هامسة: أنت جرحتني أووي ، جرحت أمّك يا مصطفى عذّبتها ودبحتها .. بس رغم كل ده قلب الأم مبيقساش .. **** يسامحك يا مصطفی **** يسامحك يابني ..
, تعالى صوت بكائه لتنهمر دموعها وجعاً عليهم جميعاً .. حرّك شفتيه بضعف يُريد الكلام يريد أن تأخذه في أحضانها كما في الماضي ، همس بضعف وتقطع كلمة اشتاقها منذ زمن : ماما ..
, وهي فهمت عليه قلبها الخافق الحاني لا يُخطئ مشاعر أبنائه لتقترب منه تُحاوط رأسه بحنان لا ينضب .. جذبت رأسه على صدرها ليرفع يديه بضعف يُحاوطها باحتياج كبير ، وشهقاته بدأت بالإرتفاع وكأنه عاد طفلاً صغيراً لاجئاً بين أحضانها الحانية ..
, مسحت على شعره ودموعها تنهمر مدراراً وهي تستمع لشهقاته ، داعية ربها أن ينتقم ممّن ظلمه وظلمهم وفرّقهم عن بعضهم ..
, بعد مدة طويلة كان مازال يتشبّث بها كطفل صغير ، يخاف أن يكون ما يعيشه حلماً سيستفيق منه على واقعٍ مؤلم ، في يوم واحد تغيّر كل شيء ، حصل أخيراً على ما كان يظنّه صعب المنال ..
, ابتعدت عنه تمسح دموعه هاتفة: خلاص كفاية بقا ..
, مسح دموعه بألم لتهتف: شوفت أهي الشوربة سقعت هروح أسخّنها شوية وراجعة متتحرّكش ..
, ابتسم قائلاً بسخرية: ليه أنا قادر أتحرك من عمايل ابنك ، ده كسرني تكسير ..
, ضحكت بخفة: تستاهل ده من زمان ..
, تنهد هامساً بخفوت: عارف ..
, ربّتت على كتفه وخرجت من الغرفة ، لتعود بعد دقائق قليلة تجلس بجانبه لتمدّ له ملعقة طعام ..
, همس بحرج: أقدر آكل لوحدي ..
, ابتسمت: أوعي كده أنا هوكلك بنفسي بلاش تتكسف يا بطل ..
, ابتسم بشوق على ذلك اللقب الذي كانت تُطلقه عليه وهو صغير ، وفتح فمه بادئاً بالأكل من يديها وهو يشعر بنفسه وكأنه في حلم ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, جلس ينظر إليه يُتابعه بصمت والآخر يتأفّف ويُلقي كل شيء أمامه بانزعاج ..
, تنهد هاتفاً: مش كفاية بقا ولّا إيه ؟
, رفع نظره إليع هاتفاً: عايز إييه ؟
, أحمد: يا عم جيت هنا ليه لو مش عايز تشتغل ؟ بص المكتب حوليك بقا عامل إزاي ..
, نظر حوله للأوراق والملفات المبعثرة وبعضها ممزق ليدفعهم من فوق المكتب ويُسقطهم أرضاً بإهمال ..
, أحمد بضيق: أيوه أيوه كمّل م أنت متعبتش عليهم كل الليل ..
, أدهم بهتاف: الزفتة سهى فييين مجاتش لييه ؟
, لم يُجبه وبقي ينظر نحوه بضيق ليهتف أدهم: ما خلاص بقا هبقى أخدهم معايا اشتغل عليهم في البيت ..
, طرق الباب ليدخل أمير بابتسامة هادئة: السلام عليكم ..
, أحمد: وعليكم السلام عامل إيه يا أمير كأنك متأخر شويتين ..؟
, ابتسم أمير هاتفاً: م أنا مش جاي على الشغل جيت أقولكوا حاجة وماشي ..
, أدهم: هي إيه ؟
, أمير بحرج: إحم النهاردۃ خطوبتي أنا وسهى ..
, أحمد: بجد ؟ ألف مبرووك ليه مقولتلناش قبل كده ؟
, أمير: هي حاجة كده بسيطة بس تلبيس الدبل والشبكة .. وسهى من مبارح بتكلّم أدهم وهو مبيردش حتى أنا كلّمته مردش ..
, أدهم معتذراً: معليش يا أمير كنت مشغول ألف مبرووك يا حبيبي ولو احتجت حاجة أنا معاك ، مش هتعملوا حفلة ولّا حاجة ؟
, أمير: **** يبارك فيك ، لا اتفقنا بس قعدة عائلية وحاولت كلّمك مبارح أقولك إننا مش جايين بس مردتش حتى سيف بقالي من مبارح بتصل بيه ومش بيرد .. هو كويس ؟
, زفر أدهم قائلاً: كويس ، المهم ألف مبروك مكنش في داعي تيجي طالما النهاردة خطوبتك ..
, أحمد بمزاح: قال بيقولنا قعدة عائلية عشان إحنا منقرّبش ده بيطردنا بأدب ..
, ضحك أمير قائلاً: إزاي بتقول كده م أنتم أهلي .. بس ان شاء **** ع الفرح هنعمل حفلة وأنتوا مفيش داعي تتعزموا أنتوا أخواتي ..
, ابتسم أحمد : آه طبعاً إحنا نرفس الباب برجلنا وندخل .. ألف مبرووك ويلا بقا بسرعة لحسن تتأخر ع العروسة ..
, نهض أدهم بعدما خرج أمير ليهتف أحمد: رايح فين ؟
, جذب أغراضه مجيباً: هاخد معايا الشغل على البيت ، رايح أجيب ليلى من عند مامتها وأروح ..
, أحمد: ماشي روح أنت وهبقى أجيبلك الشغل معايا وأنا جاي ..
, أومأ برأسه خارجاً لينهض أحمد هو الآخر ويخرج بعده ذاهباً إلى الفيلا ..
, في الفيلا ..
, طرق الباب بهدوء لتفتح له هاتفة: إيه ده أنت إيه اللي جابك هنا ؟
, رفع حاجبه باستنكار: ده هو إستقبالك لحبيبك وجوزك المستقبلي ..؟
, تنهّدت قائلة: أحمد اطلع برا جاي على أوضتي ليه ؟
, أزاحها من طريقه هاتفاً: **** أوضة مراتي مأدخلهاش يعني ؟
, تبعته هاتفة: يابني أخرج ميصحش كده ..
, أومأ برأسه بهدوء ثم نظر لها غامزاً: مش أنا طلبت إيدك من أخوكي ؟
, شهقت بتفاجؤ هاتفة بفرح: بجد ؟
, أومأ بابتسامة وغرور: طبعاً وهو مصدقش وافق علطول ..
, نور: أممم وإيه كمان ؟
, أحمد: أنتي مش مصدقة ولّا إيه ؟
, نور: لا أبداً مصدقة ، بس عارفة إن أبيه أدهم مش هيستغني عني بسهولة كده ..
, أحمد: م أنا طلبت إيدك منه ..
, نور: وإنْ يكن ؟
, اقترب منها هاتفاً: تصدقي أنتي غبية أووي ..
, نور: ليه ؟
, أحمد: م كنتي قوليلي من زمان إني عاجبك أووي وبتحبيني كده مش كنت طلبت إيدك من أخوكي من ساعتها ؟
, نظرت نحوه بغيظ ليهتف: كلامي صح مش كده يا نونو ؟
, ابتسمت بخفوت لتجلس على سريرها هاتفة: طب أنت كنت قولي إنك بتحبني مش كنت خليتك تطلب إيدي من أخويا ؟
, أحمد بمزاح: م أنا طلبت إيدك منه خلاص ، قالي خدها مفيش مشكلة وجيت دلوقتي آخدها منك ..
, نور: ها ها خفّة ..
, أحمد: على فكرة أخفف من كده مفيش ..
, نور: م أنا عارفة آخرتك كده فعلاً ..
, .
, ابتسم وجلس قربها قائلاً بجدبة: أما يخلص الترم ده إحنا هنتخطب يا نور فاهمة ؟
, ابتسمت قائلك: وأبيه وافق ؟
, أحمد: ملكيش دعوة بأبيهك المهم أنا وأنتي موافين ..
, هزت كتفيها مجيبة: وأنا معنديش مشكلة ..
, أومأ برأسه: أه م أنا عارف إنك واقعة أوي أووي كمان أصلاً أنا مبترفضش ..
, صمت يتأمّل ملامح وجهها السعيدة ليهتف فجأة: نور ، أنتي سامحتيه لمصطفى ؟
, قطبت جبينها وابتلعت ريقها بصمت ليهتف: أدهم سامحه ..
, رفعت رأسها نحوه ليقول: أيوه تخانقوا مبارح بالليل وبعد كده هو سامحه ، بس مش هيجبركوا على حاجة تقدروا تسامحوه أو لأ ده راجع ليكوا ..
, همست بتردّد: وأنت ؟
, أشاح بوجهه عنها هاتفاً: أنا كنت عايز أقتله ، بس ٤ نقطة تنهد بحرارة هاتفاً: مش عارف إحساسي إيه ، معايا حق بكرهي ليه ولما أدهم يكلّمني بحس أنه معاه حق برضه ..
, نظر نحوها هامساً: أنا زي أدهم مش هجبرك على حاجة ، ولو أنتي سامحتيه وتقبلتيه كأخ ليكي أنا ممكن أحاول أتقبّله برضه ..
, نظرت أمامها بشرود وهي تفكّر بكلامه لينهض من عندها خارجاً من الغرفة بهدوء ليتركها تفكر وتتّخذ قرارها من غير ضغط من أحد ..
, مساءً
, نزل سيف درجات السلّم بعدما قضی يومه في غرفته ليجد والدته تجلس مع الدادة سامية ، نظرت نحوه بهدوء ليقترب منها مُتسائلاً بخوف: ماما هو أدهم ماله ؟
, جمانة: ماله إزاي يعني ؟
, سيف بقلق: شوفته من أوضتي أما رجع قبل شوية كان وشه مضروب .. إيه اللي حصل معاه ..؟
, جمانة بهدوء: مش عارفة ليه بتسألني أنا م تسأله هو ..؟
, ضغط على قبضتيه هاتفاً: ماما أنا ٣ نقطة
, جمانة بترقب: أنت إيه ؟ لسا زي م أنت متغيّرتش ولا هتتغير أبداً .. كنت زمان أقف معاك بس دلوقتي لأ ..
, سيف بخفوت: قصدك إيه ؟
, جمانة بحزم: قصدي إن مليش دعوة باللي بيحصل معاك بعد كده .. وأما تغلط متجيش تتحامى بيا عشان أنا مش هتدخّل ..
, نهضت من أمامه لتهتف قبل أن تذهب: يمكن وقوفي معاك زمان هو اللي عمل منك كده .. اتعلّم دلوقتي تقف مع نفسك .. وتعلّم متغلطش لو هترجع تندم بعدين ..
, تركته ذاهبة إلى غرفته لتنظر نحوه الدادة سامية هامسة: معليش يابني هي معاها حق برضه .. أنت لازم تعيد حساباتك تاني وتتعلّم من أخطائك مش تزيدها كل مرة ..
, كان يجلس على المقعد الجلدي في غرفة مكتبه وقد خرج أحمد من عنده بعدما أحضر له أوراق العمل الكثيرة ..
, وضع فنجان القهوة على الطاولة الصغيرة قربه مركّزاً نظره في الملف أمامه ..
, طرقات على الباب أخرجته من تركيزه ، بقيَ صامتاً ينظر نحو الملف بشرود من غير أن يقرأ حرفاً واحداً وهو يحفظ صوت تلك الطرقات عن ظهر قلب ..
, فتح سيف الباب بعدما لم يستمع لأيّ صوت .. وجده يجلس على ذلك المقعد ونظره مُثبّت على الملف أمامه .. وقف مكانه بصمت وتردّد .. ليخطو إلى الداخل بهدوء مغلقاً الباب ورائه ..
, اقترب منه ببطء ناظراً لكدمات وجهه بألم ، هتف بقلق: أنت كويس ؟
, بقيَ أدهم صامتاً ولم يرفع عينيه عن الملف أمامه فقط ابتسم داخلياً بسخرية .. لِمَ الكل يسأله هذا السؤال ..؟ هل يجرحونه ويسألونه في النهاية عن حالته ؟!
, انحنی سيف جاثياً على ركبتيه أمامه هاتفاً بصوت باكي: أنا عارف إن دلوقتي لو مهما اتكلّمت ومهما عملت مش هيشفعلي عندك ولا هيغفرلي اللي قولته، مش هقدر أبرّر ولا أقولك حاجة لأن لو قولتلّك أن أنت كل حاجة ليا مش هتصدّقني بعد اللي عملته ، ولو قلت إني غبي وحيوان مش هيأثّر ولا هيمحي اللي قولتهولك ، رغم إن كل اللي بقوله دلوقتي حقيقة و من قلبي وأنت عارف ده كويس .. أنا واحد غبي طول عمري، كان عندك حق أما كنت تقولي إني عيل مدلّع ومش قادر أشيل المسؤولية ، وقت اللي وقعنا بمصيبة بدل ما وقف جنب أخويا اللي طول عمره واقف معانا و اساعده أنا أذيته ودمّرته ..
, صمت مُحاولاً استرجاع صوته الذي اختنق ورفع نظره لأدهم ليجده كما هو وجهه جامد لا يظهر عليه أي تأثّر ممّا يسمعه ..
, عضّ شفته بارتجاف واقترب يُمسك بيده التي يحمل بها الملف هاتفاً : أنا بحبك أووي يا أدهم عارف لو قولت إيه مش هتبقی حاجة تجاه وجعك وجرحك وأنا مش هطلب منك تسامحني، عشان أنا عايز أتعذّب وأتعاقب ومفيش عذاب أقسی من بعدك عني ودي حاجة أنت لازم تصدقها لأن دي الحاجة الوحيدة اللي مقدرش أكدب بيها ..
, أنا هستحمل العذاب وبُعدك عني مُقابل جرحك اللي أنا سببتهولك، أنا جيت عشان قولك الكلام ده مش عشان تشفق عليّا لأ ، إنسى كل اللي قولتهولك دلوقتي لأنه ولا حاجة مُقابل وجعك وألمك .. بس أنا هقولك إني هصبر وهبقى أتعذّب ومستنيك لغاية ما وجعك يخفّ لغاية ما تحسّ نفسك قادر تكلّمني وتبصّلي من غير ما تفتكر اللي قولتهولك ، هبقى مستنّيك لغاية ما تحسّ نفسك رجعت تحب أخوك وأبنك الغبيّ زي الأول ..
, عاد ليرفع نظره نحوه ويتألّم قلبه أكثر لعدم رؤية أي ردّة فعل منه ، نهض وانحنى يُقبل جبينه بارتجاف هامساً: تصبح على خير يا أدهم بس تأكّد إني مش هكون ولا يوم بخير طرل ما أنت بعيد عني ..
, اتجه نحو الباب والتفت بنظره نحوه بدموع محبوسة حاول بمعجزة منعها من الخروج لأنها لن تغفر له هذه المرة ولن تجعل أدهم يُسامحه، وهو لن يُظهر ضعفه الآن فقد قرّر أن يكون قوياً من أجله ومن أجل أدهم ، خرج من المكتب مُغلقاً الباب ورائه وتركه وحيداً موجوعاً ..
, رمى أدهم الملف من بين يديه بعنف وأمسك فنجانه أمامه ليسقطه أرضاً بقوة ..
, امتدت يده تُرخي ربطة عنقه وهو بتنفس بتسارع .. يشعر بنفسه يختنق أو أنه يتمّنى ذلك أن يموت ويرتاح من عذابه ..
, دفع الملفات أمامه لتسقط هي الأخرى أرضاً وتمدد بجسده فوق المقعد واضعاً ذراعه يُخفي بها عينيه المتعبتين، كلام سيف أوجعه، و ما أوجعه أكثر بأنه لا يستطيع مسامحته. بأنه لم يستطع جذبه إلى أحضانه و التخفيف عنه كما كان يفعل دائماً ..
, لحظات ليشعر بثقل بجانبه وذراعين ناعمتين تُحيطان جذعه بحنان ..
, همست ليلی بخفوت: استنيتك وأنت مجيتش ومش قادرة أنام لوحدي ..
, ابتسم بحب وأحاط جسدها بذراعيه هامساً: ولا أنا قادر أنام لوحدي ، بقيتي حاجة أساسية من حاجات النوم ..
, ليلى: قولتلك مش بتعرف تكون رومنسي مصدّقتنيش قال حاجات النوم قال ..
, اتسعت ابتسامته هامساً: المهم المغزى ..
, ليلى وهي تدفن رأسها بصدره: م أنا عارفة بس إبقا فكرني اعلمك شوية رومنسية تقولها لأنثى رقيقة زيي ..
, همس بخفوت: ليلى ..
, همهمت ليتابع بهمس: غنّيلي ..
, ضحكت بخفة هامسة: ليه أنت عايز تثبت إني مش رقيقة ولا حاجة ، ده أنت إذا سمعت صوتي هتثبت إني مش أنثى أصلاً ..
, ضحك هاتفاً: حلوة الثقة بالنفس ..
, ليلى: على فكرة أنا كنت مشروع فنانة ولو تعبت على نفسي شوية كنت بقيت مشهورة بس أنا مش عايزة ..
, أدهم: ما أنا برضه كده ، ولازلت كده ..
, همست فجأۃ بجدية: أدهم ؟! أنت هتسيب مصطفى بالملحق ..
, قطب جبينه هاتفاً: ليه ؟
, رفعت نظرها نحوه هاتفة: أنت قولتلي سامحته وماما برضه ، ونور بتحاول كده .. هيفضل بالملحق لحد إيمتى ؟
, نظر نحوها هاتفاً: مش دلوقتي يا ليلى ..
, ليلى: مش ممكن وجوده بينكوا والتعامل مع بعض يقرّب بينكوا أكتر ؟
, أدهم: ممكن بس مش دلوقتي .. نامي دلوقتي أنا تعبان ..
, عادت لتُرخي رأسها فوق صدره تُحاوطها بذراعيها لتُغمض عينيها ذاهبة في نوم عميق ، ليبقى هو لم يستطع النوم وفي عقله أفكار كثيرة مُتخبّطة ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, اليوم التالي ..
, فتح باب غرفته ليجده أمامه ناظراً نحوه بهدوء .. تنهّد مُبتعداً عن طريقه ليدخل سيف إلى الغرفة جالساً على السرير وناظراً أمامه بصمت ..
, أغلق كرم باب غرفته ليقف ناظراً إليه بصمت هو الآخر ..
, زفر بعدها بضيق واقترب ليجلس بجانبه .. نظر نحوه هاتفاً: إيه ؟!
, رفع سيف نظراته إليه واقترب منه يعانقه هاتفاً بخفوت: وحشتني يا كوكو ..
, ابتسم هازّاً رأسه وهو يُبادله العناق: وأنت وحشتني ..
, سيف بخفوت: طلع زعلك وحش أووي ..
, ضحك كرم هاتفاً: م أنا عارف ..
, سيف بحزن: بس زعل أدهم وحش أكتر ..
, ربت على كتفه وهمّ بالكلام ليُقاطعهم فتح الباب وهتاف أمير: نحن هنااا ..
, ابتسم كرم ناهضاً: ألف مبروك يا ماروو ..
, أمير بابتسامة: **** يبارك فيك وع قبالك يا كرم .. ثم نظر نحو سيف هاتفاً: والأخ مش عايز يباركلي ولا إيه ؟
, نظر سيف نحوه بهدوء: ألف مبروك يا مارو وع قبال عندك ..
, رمش بعينيه ببلاهة ثم هتف بغيظ: تصدّق أنا أستاهل ضرب الجزم عشان جيت عندكوا و**** ..
, ضحك كرم يجذبه من ذراعه ليُجلسه معهم هاتفاً: قولي بقا أخبار الخطوبة إيه والفرح إيمتی ؟
, أمير: الحمد**** ، لأ الفرح لسا بدري عليه شوية ، المهم بقا أنتوا أخباركوا إيه ؟!
, كرم: الحمد**** كويسين ..
, هتف سيف باعتراض: لا أنا مش كويس ..
, نظر أمير نحوه: م أنت أكيد مش كويس لأنك مش بتسمع الكلام ..
, نظر سيف لكرم ليُجيبه الآخير: متبوصليش هو كان بكلمك مبارح وأنت مش بترد ف كلمني وأنا حكيتله ..
, أمير: إيه مش عايز حد يعرف أعمالك العظيمة ؟
, قطّب جبينه بانزعاج هاتفاً: مش أنت كبير وعاقل ، ساعدني طيب ..
, هتف بغضب: أساعدك إزاي ليه أنت بتقبل كلام حد غير عقلك الغبي شوف وصّلت نفسك لفين ؟
, نظر نحوه بصمت وأخفض رأسه بحزن ليهتف كرم: خلاص يا أمير مش شايفه زعلان ..
, أمير: م يزعل ولّا يولع كل ده من إيده ..
, نهض سيف بصمت ليجذبه كرم: أقعد أنت التاني مش وقت عنادك ..
, أمير: لا سيبه يروح م كلامي مش عاجبه عايز يعمل الغلط وإحنا نطبطب عليه ونقوله برافو ..
, عاد سيف للجلوس مُلتزماً الصمت ليهتف كرم: خلاص بقا يا شباب أمير استهدي ب**** كده مالك ؟
, زفر أمير بغضب ليهتف: عايز إيه دلوقتي ..؟
, هتف سيف بخفوت: عايز أدهم يسامحني ..
, أومأ أمير برأسه: هروحله دلوقتي أحط السلاح براسه أهدّده وقوله يسامحك حاضر ..
, رفع نظره نحوه بهدوء وهمس بخفوت: أنت عمال تتريق وأنا تعبان ..
, نظر أمير لكرم هاتفاً: ماله ده ؟
, كرم: معليش هو بيبقى مُسالم وهادي كده أما أدهم يخاصمه ..
, رفع حاجبيه هاتفاً: لا بجد طلع عنده إحساس أهو ..
, ضحك كرم هاتفاً: خلاص يا أمير خلينا نتكلم جد ، أنت بتقترح عليه إيه بقا ؟
, أمير باستنكار: مش أما يسمعنا الأول وينفّذ الكلام ؟ ده شايل في دماغه جزمة وهي اللي بتمشّيه ..
, سيف بهدوء: لأ خلاص المرة دي همشي على رأي جزمة تانية ..
, جذبه من ملابسه بغضب: قصدك إيه يا حيوان ؟!
, أبعدهم كرم هاتفاً: ما خلاص بقا أنت وهو وأنت يا زفت لسّا ليك نفس تهزّر وتتخانق مع الناس ..!
, هزّ سيف كتفيه: وأنا عملت إيه هو اللي فكّر الكلام ليه م اللي على راسه بطحة ..
, أمير: أستغفر االه العظيم أنا قايم ..
, صرخ كرم: بس أنت وهو أقعد يا أمير متجننيش أنا لحد دلوقتي ماسك أعصابي ..
, عاد أمير للجلوس ناظراً نحوهم بغضب .. ليهتف كرم: قول اللي عندك إنجز ..
, زفر هاتفاً: هو زعّل أدهم وعايزه يسامحه صح ؟
, سيف بسخرية: فالح ما شاء **** خمسة وخميسة ..
, أغمض عينيه متنهداً بغيظ ليتابع: يبقى لازم يعمل الحاجة اللي أدهم عايزها ..
, كرم: قصدك إيه ؟
, أمير: أدهم جاب مصطفى عندهم وأكيد عايزه يعيش معاهم دايماً ويسامحوه .. يبقى أوّل خطوة لازم يعملها عشان يصالح أدهم هتكون عن طريق مصطفى ..
, ضيّق سيف عينيه هاتفاً بهدوء غريب: يعني إيه ؟
, التفت نحوه قائلاً بحذر: يعني تحاول تتقرّب منه ..
, سيف بتساؤل: مين أدهم ؟
, كرم بغيظ: لااا يابني ركّز تتقرّب من مصطفى ..
, بقيَ صامتاً عدة لحظات وكرم وأمير يُتابعانه بحذر فهم يعلمان بأنه سيرفض بل سيثور عليهم ولكنه فاجأهم عندما همس بهدوء: هتقرّب منه إزاي ؟
, نظر أمير نحو كرم الذي بادله النظرات بتفاجؤ ليقترب أمير جالساً قرب سيف هاتفاً بحماس: يعني موافق ؟
, أومأ برأسه بصمت ليهتف أمير: يبقى لازم تحاول بأي طريقة ، ممكن تروحله وتحاول تتكلّموا شوية مع بعض ..
, سيف: مين أدهم ؟
, أمير: لأ مصطفى يا غبي ..
, سيف بخفوت: مش أنا اللي لازم اتقرّب منه هو ..
, كرم: وهيتقرّب منّك إزاي وأنت قافل كل السكك قدامه ؟ بعدين بعد اللي حصل مش هيتشجع ويحاول تاني ..
, أمير: إعمل الي قولتهولك يا سيف حاول تروحله ع القليلة بس تسلّم عليه وتمشي ، ولو حسيت إنك عايز تتكلّم معاه أو حتی تتخانق إعمل كده المهم يبقى فيه تواصل بينكوا ، متبقاش بعيد عنه كده ..
, نظر إليه مُتسائلاً: مين أدهم ؟!
, صرخ أمير بنفاذ صبر: يابني مصطفى .. مصطفى يا حيوان ..
, هز رأسه سريعاً بتفهّم ليتسائل بعدها: ولو عملت كده أدهم هيسامحني ؟
, ابتسم أمير بغيظ هاتفاً: و**** لو مكان أدهم كنت حبستك بالملحق مكان مصطفى وولّعت بيك ياكش نخلص من أم غبائك ده ..
, كرم: إهدا يا أمير هو بيتكلم جد ، عيب عليك خليك أنت الكبير العاقل ..
, أمير: ليه خليتوا بيا عقل أنتوا التنين ؟
, كرم لسيف: أيوه ياسيف يا حبيبي هيسامحك المهم أنت تتقرّب منه بجد وتكون عايز ده مش كام يوم تاخد غرضك منه وخلاص ..
, سيف: حاضر يا كوكو ..
, نظر أمير نحوه بتهكم: يحضرلك الخير ياحبيب كوكو ..
, أمير: يلا بقا امشي ومتنساش حاول تعمل كده بأسرع وقت فاهم ..
, سيف بحيرۃ: أعمل إيه ؟!
, أمير: تعمل إيييه يا حيوان ؟! بتزفت بقولك إيه بقالي من مبارح ؟ تحاول تحلّ المشكلة بينكوا ..
, سيف: أنا وأدهم ؟!
, نهض أمير صارخاً: جتك نيلة أنت وأدهم م يولع أدهم واللي جاب أدهم أنت غبي يالا عايز تجنني ؟
, ابتلع سيف ريقه هامساً: مقصديش أنا بستفسر بس ..
, أمير بغيظ: أنا ماشي .. اسمع يا سيف أنا قولتلك اللي عندي ، عايز تفضل بدماغ الجزمة ده افضل بس أنت اللي هتخسر بالنهاية ، دلوقتي فيه أمل أنك تصلّح كل حاجة إنما بعدين مش هتلاقي حد يساعدك ولا هيكون عندك فرصة تانية ، فكّر كويس ولو مرة واحدة ..
, خرج أمير من عندهم ليبقى كرم ناظراً نحو سيف بتفكير: أمير معاه حق يا سيف .. حاول ممكن أنت فاكر إن ده صعب عليك بس في الآخر تكتشف أنه سهل ..
, ربت على كتفه هاتفاً: قوم بقا ماما عملت الغدا هتتغدّا معانا وبعدين تروح وتشوف هتعمل إيه ..
, أومأ برأسه بتفكير وشرود ونهض مع كرم خارج الغرفة ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, بعد يومين ..
, كان الوضع مازال على حاله ، جمانة ذهبت مرة واحدة لتفقّد مصطفى الذي تحسنت حالته .. ونور مازالت تُفكر ، تراقب الملحق من شرفتها وكلما شجعت نفسها تعود للتراجع ، فيما سيف قد أمضى اليومين في غرفته .. لا يخرج منها إلّا نادراً وهو يحاول تجميع أفكاره ..
, وأدهم لم يقترب من مصطفى بعد ذلك اليوم ..
, خرج مصطفى من الملحق في الصباح .. كان قد اعتاد على مكانه المُفضل في الحديقة .. اقترب حيث تلك الورود المتفتحة ليجلس قربها بشرود .. هو يريد المحاولة ولكنه لا يعلم كيف يبدأ ، خائف من تأزّم الوضع أكثر ..
, وضع غرسة صغيرۃ كان قد طلبها من الحراس ، يُريد أن يزرع شي في هذه الفيلا ، ربما عندما تكبر وتصبح شجرة ربما يكون ما زال هنا وقد تغيرت حياته كما يُريد ، ولو لمْ يكن يكفيه أن يراها من بعيد ليتذكّر بأنه يوماً ما كان ضمن عائلته ..
, وقفت قريباً منه تتأمّله بصمت ، لتتحمحم بعدها بحرج: إحم ..
, لم يُجبها وكأنه لم يسمعها لتعود للتحمحم : إحممم إحمم ..
, لم تحصل علی إجابة أيضاً ..
, رمشت بعينيها ورفعت صوتها: ما قولنا إحممم ..
, أجابها بهدوء من غير أن ينظر نحوها: إحمين .. سمعتك من أول مرة مفيش داعي تعيديها ..
, همست بغيظ: وأما أنت سمعتني مبصيتليش ليه ولا عملت أيّتُها حركة ..؟
, أغمض عينيه متنفّساً بهدوء واستدار نحوها ينظر إليها ، شعرها الأسود الطويل يطير حول وجهها مع نسمات الهواء الباردة ونظراتها الفضولية التي تتأمله بالكامل ، مع لمحة طفولية على ملامحها الأنثوية ..
, تكتف بهدوء: عايزة إيه ؟
, ابتسمت قائلة: نتعرّف ؟
, رفع حاجبيه هاتفاً: مش كنا تعرفنا قبل كام يوم ولّا إيه ؟
, تحمحمت بحرج هاتفة : لا م دي كانت حاجة ع السريع إنما دلوقتي عايزين حاجة ع البطيء كده ..
, أخذ نفساً عميقاً وعاد لعمله وهو يسقي تلك الغرسة التي زرعها في مكان جلوسه الدائم ..
, اقتربت منه هامسة بفضول: أنت بتعمل إيه ؟
, مصطفى: وأنتي مالك ؟
, عبير: مفيش بسألك يعني لو عايز مساعدة ..
, مصطفى: ولو عايز مساعدة مش هطلبها منك ..
, تخصّرت هاتفة بحنق: وليه بقا حضرتك مشبهش ولا مشبهش .. أنا صنّفوني المُزارعة الأولى على الوطن العربي كله ..
, لم يُجبها لتتأفّف لغيظ من تجاهله فتصرخ به: أنت عايز إيه ؟
, التفت نحوها باستغراب لصراخها هاتفاً : أفندم ؟
, أنتي اللي جيتيلي هنا أنا مش عايز منك حاجة ..
, عبير: أنت عارف أنك غبي ومغرور أووي ..؟
, مصطفى ببرود: متشكر ..
, صرخت به: أنت بارد ليه كده ؟!
, مصطفى: عايزاني أعملّك إيه أقوم أرقصلك مثلاً ؟
, عبير : طب بوصلّي الأول إيه قلة الأدب دي ..؟
, استدار نحوها واحتدّت عيناه غضباً: اسمعي يا بنت الناس أنا ساكتلك بقالي زمان ، هتلزمي حدودك وتتكلّمي بأدبك أهلاً وسهلاً مش هتعملي كده يبقى تغوري من وشي أنا مش ناقص ..
, قطّبت جبينها هاتفة: أنت اللي مش محترم ولا مؤدب أنا بكلمك وأنت بتعاملني وكأني هوا ..
, رمش بعينيه ناظراً نحوها بعدوء .. تذكّر عندما كان هو يشعر بنفسه هواء رغم أن حالته لا تُقارن أبداً بها ولكن تلك الكلمة منها لا يعلم لم جعلته يتذكر نفسه ..
, تنفس ببطء هاتفاً: آنا آسف يا ستي كويس كده ؟
, ابتسمت هاتفة : لا متعتذرش ولا حاجة أنا بس كنت عايزة أتعرّف عليك ..
, مصطفى : ليه ؟
, عبير: ليه إيه ؟
, مصطفی بهدوء: أنتي لازقة بيا ليه ؟ ليه عايزة تتعرّفي عليا وتقرّبي مني بالوقت اللي الكل عايز يبعد ؟
, صمتت قليلاً لتهز كتفيها هاتفة: مفيش حاجة يمكن فضول إني اتعرف ع الشخصية البارزة ، عارف من لما عرفنا إن نور كويسة وانا عايزة أتعرف عليك عايزۃ أعرف إزاي كان جواك كل الحقد ده وفي الأخر تراجعت ، مش عارفة يمكن أنا فضولية أووي بس قصتك شدتني ..
, بقي ينظر إليها بصمت عدۃ لحظات لتهتف: أسفة لو فكرتك بحاجات مش كويسة بس أنا قولت الحقيقة ..
, همس بخفوت: مفيش مشكلة ..
, اتّسعت ابتسامتها لتقترب متربّعة فوق الأرض العشبيه المليئة بالورود هاتفة: يبقى تعال هنا وافتح قلبك وقولي كل حاجة ومتخفش سرّك ببير غميق ..
, نظر نحوها باستغراب ودهشة ، لا يدري كيف تتعامل معه .. أحيانا يراها طفولية كثيراً متذمرة فوضوية وغير مهتمة ، وأحيانا يرى خجلها وبرائتها وعفويتها ..
, ابتسم بشرود وهو ينظر لهيئتها وهي بين تلك الزهور ، تشبههم ، بل هي منهم أصلاً.. عبير .. وموطنها الأصلي بين الزهور ..
, رمشت بعينيها باستغراب لتحديقه بها: مصطفى ؟!
, فاق من شروده ليبتسم ويقترب جالساً قربها: قوليلي عايزة تعرفي إيه ؟
, عبير بحماس: كل حاجة ..
, مصطفی: بس كل حاجة لازملها وقت طويل ..
, عبير: وماله قاعدين ورانا إيه ؟
, مصطفى: لا مقدرش أنا مش هفضل هنا أكتر م ساعة ..
, فكرت قليلا: يعني انت هتحكيلي بجد ؟
, نظر لها بصمت ، لا يعلم لم قرّر أن يتكلم معها .. بل وشعر براحة هائلة معها ، قلبه يحثّة على إخبارها بكل شيء ، وهو بالفعل يحتاج لطرف مُحايد بعض الشيء شخص من خارج تلك العائلة يسمعه ويتفهمه يُفضفض له ما كان مُخبّئا في صدره منذ زمن ، ما كان يقوله لنور سابقاً عن عائلته كان صحيحاً فهو كان يُخبرها بأنه وحيد ولا أحد يهتم به وكم كان يشعر بالراحة عندما يفضفض لها .. وها هي الآن عبير ، يريد أن يشعر معها بنفس الراحة ..
, تنهد قائلاً: إبقي لما تيجي تعالي هنا لو لقيتيني هكملّك كل حاجة تمام ..
, عبير بعبوس: لأ وأفرض اني ملقيتكش هتروح حسرة بقلبي ، بص أنت تديني رقمك وأنا أكلمك لما أجي وانت تخرج هنا قولت اييه ؟
, مصطفى: انتي مش خايفة حد يشوفك ؟
, عبير: حد مين وأخاف ليه م انت واحد منهم وساكن في بيتهم وانا عايزة أعرف حكايتك فيها إيه دي ؟
, ابتسم لشجاعتها وكلامها المهوّن للأمر ليهمس: ماشي اتفقنا ..
, مدت له هاتفها ليسجل رقمه لتلمع عينيها بسعادة: أيوه كده تفضل بقا تكلم ..
, تنهد ناظراً أمامه بشرود ولسانه بدأ يتكلم من نفسه ، عن ماضيه ، عن طفولته التي فقدها وعن شبابه وهي تستمع له بفضول وصبر وحزن على حالته ،
, وكم شعر براحة هائلة بعدها ، عندما عاد إلى الملحق ووعدته انها ستعود له في القريب العاجل ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, عاد إلى الملحق بقلب هادئ مُستريح ، جلس على الأريكة متنهداً براحة قبل أن يستمع لرنين هاتفه ، قطّب جبينه وهو كان قد نسيه تماماً فمنذ دخوله إلى هنا لم يتواصل مع أحد أبداً .. نهض ليدخل غرفته مُلتقطاً هاتفه الذي يُضيء برقم غريب ..
, فتحه ليضعه على أذنه: نعم ؟! ٤ نقطةتيبّست معالم وجهه فجأة ولم يستطع النطق ، أغلق الهاتف بيد متراخية وجلس على سريره ناظراً للفراغ أمامه بشرود ..
, قلبه عاد لنبضه المؤلم والقاتل ودمعت عينيه رغماً عنه ، وهو يبحث حوله عن أي شخص يُساعده ، يعاونه أو حتى يشتكي له .. رفع هاتفه بتردّد وأيدٍ مُرتجفة ليضغط على أحد الأرقام ، وما أن أتاه الرد حتى همس بخفوت: ماما فاقت ..
, لم تمضِ عدّة دقائق حتى كان أدهم يدخل بسرعة من باب الملحق مُنادياً باسمه ، دخل ليجده مازال مكانه والهاتف أرضاً أسفل قدميه ..
, اقترب منه هامساً: مصطفى ؟
, رفع نظره إليه هامساً بشرود: رقيّة فاقت ..
, قطّب جبينه هاتفاً: عرفت إزاي ؟
, مصطفى: دلوقتي كلّموني من المشفى ، فاقت و ٤ نقطة واتكلّمت ..
, رفع نظره نحوه هاتفاً: اتكلّمت يا أدهم بعد أكتر من 12 سنة عيشت من غير م أسمع صوتها دلوقتي اتكلمت .. عايزة مصطفى ، عايزة ابنها اللي كانت نسياه كل السنين دي ..
, صمت أدهم لحظات ثم اقترب منه هامساً بحذر: أنت مش عايز تروحلها ؟
, نظر نحوه هاتفاً بثورة: أروحلها ليه ؟ هي أصلاً ولا حاجة بحياتي ..
, أدهم: بس دي تبقى أمك ..
, نهض عن جلسته صارخاً: مش أمي ، ولا عمرها كانت أمي لأ أنا مليش أمّ .. التفت نحوه هاتفاً: إيمتى كانت أمي هاا ؟ لما كانت بتبعدني عن البيت عشان تدخّل شريف فغيبة كامل ؟ لما مكنش همّها إلّا إنها متتكشفش هي وشريف أما أنا عيّشتني وحيد كل السنين دي ، عيّشتني مع أب طلع في الآخر هو عمي .. وبعدتني عن عيلتي الحقيقية اللي كان ممكن أكون إنسان تاني معاها ..
, نظر إليه وارتجف جسده هامساً: أمي اللي جابتني بالحرام ..
, نهض أدهم واقفاً أمامه هاتفاً: متقولش كده ، أنت مش ذنبك يامصطفى ، الذنب كله عليها هي وشريف .. أنت مش مجبور تروحلها .. خلاص لو حاسس إنك مش عايز تشوفها بلاش .. المهم أنت ..
, زفر متابعاً: هروحلها أنا ..
, ابتسم مصطفى هاتفاً: أكيد هتروحلها عشان تعرف جابت مراتك منين صح ؟
, نظر نحوه هاتفاً بقوة: مش حقي ؟ مش حقي أعرف جابتها منين ؟ الإنسانة التانية اللي ظلموها وعذبوها وعيّشوها مع عيلة غريبة ، مش أنت بس اللي مظلوم ليلى برضه ..
, صمت مُشيحاً بوجهه عنه ليقترب أدهم مربتاً على كتفه: إنسى كل حاجة دلوقتي ، أما تحس نفسك قادر تشوفها روحلها ، مش هخلّيهم يخرجوها من المستشفى بسرعة ولو خرجت هحطها فبيت لوحدها وأجبلها حد يفضل معاها ..
, رفع نظره نحوه هامساً: شكراً ..
, ابتسم أدهم بتكلّف وفكره مشغول بأنه قد أقترب أخيراً من معرفة الحقيقة خاصّة وأنها قد تكلّمت ، ربّت على كتفه من جديد وخرج من الملحق نحو سيارته منطلقاً بها إلى المستشفى ..
, دخل إلى تلك الغرفة حيث ترقد ، علم من الطبيب قبل دخوله بحالتها التي مازالت بحاجة للعناية ..
, اقترب واقفاً قربها ينظر نحوها بصمت ، فتحت عينيها لتتوسّع بخوف محاولة الكلام ..
, أدهم بخفوت عاملة إيه يا رقية هانم ؟
, ابتلعت ريقها من غير أن تجيب ليتابع: عايزة مصطفى ؟ مصطفى اللي دلوقتي حتى افتكرتي أنه ابنك ؟ مصطفى أخويا ؟
, بدأت تنظر نحوه بخوف ليُكمل: للأسف معرفتش ده إلا من وقت قليل ولو كنت عارف كنت ددممّرتك من زمان أنتي وجوزك وأنقذت أخويا اللي حولتوا حياته لجحيم ..
, اقترب منها هامساً بسخرية: إيه مبتتكلّميش ليه ؟ على حد عملي إنك بقيتي بتتكلمي زي الأول .. ولّا مش قادرة ؟ مش عايزة تفضحي نفسك أكتر من كده ؟
, أشاحت بوجهها عنه ليُمسك ذقنها بقوة يُديره نحوه هامساً بصوت حاد: ليلى جيبتيها منين يا رقية ؟ ليلى بنت مين ؟
, نظرت نحوه برعب تحاول تخليص وجهها من قبضته ليتابع: لو ليلى مش بنتك أمال بنتك اللي حملتي بيها فين ؟ ودّيتيها فين ليه مش موجودة ؟
, فتحت فمها لتهتف بخوف ولسان ثقيل: م معرفش ..
, ضغط بقبضته على وجهها هاتفاً: لأ تعرفي ، محدش يعرف غيرك أنتي زي م خبيتي حقيقة مصطفى كل الوقت ده قادرة تخبي حقيقة بنتك ..
, بدأت تبكي وتحاول تخليص نفسها منه بصعوبة وهي ترتجف خوفاً من هيئته ليدخل الطبيب في تلك الحظة هاتفاً: لو سمحت يا أدهم بيه هي عاوزة راحة ، مينفعش ده لحسن ترجع حالتها زي قبل ..
, نظر نحوها متهكماً: على راحتك ، مش مستعجل ، بس هرب مني مش هتقدري ، هبقی كابوس يخنقك ، أنا مش كامل تقدري تضحكي عليه ياا رقية هانم ..
, استدار للخروج قبل أن يقف مُلتفتاً لها: آه وبالنسبة لمصطفى ، متحلميش أوووي ، أبنك بقى بيكرهك يا هانم ، أبنك دلوقتي مع عيلته الحقيقية اللي بتحبّه ، أنتي بالنسباله دلوقتي ولا حاجة معدش طايق يشوفك ، أبنك بقا بيعتبرك كرت واتحرق ، خلااص ..
, ازداد بكائها لحديثه وهو خرج من غرفتها واضعاً حراسة عليها ، وهو يعلم بأنها ما زالت كما هي وكأنّ المرض لم يجعلها إنسانة حتى ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, خرج مصطفى من الملحق ، يُعدّل ملابسه التي يرتديها لأول مرة ، كان قد خفّف ذقنه وسرّح شعره كالسابق ، ملابسه أنيقة وهيئته عادت كما كان قديماً ، والفارق الآت بأن داخله قد تغير .. تغير للأحسن .. لينظر نحو أدهم الذي ترجل من سيارته متجهاً نحوه هاتفاً: أنت خارج ؟!
, مصطفى: أيوه ..
, أدهم بتساؤل: رايح فين ؟ هتروحلها ؟
, مصطفى: لأ ..
, أدهم: أمال ؟!
, ابتسم بسخرية: إيه هتمارس عليا دور الأخ الكبير ؟
, بادله السخرية هاتفاً: وماله نجرب ..
, تنهد مصطفى ثم قال بخفوت: هروح الشغل ..
, أدهم باستغراب: شغل إيه ؟
, مصطفى: شغل الشركة ..
, قطّب جبينه هاتفاً: شركة إيه ؟ أنت عارف أملاك كامل٦ نقطة
, قاطعه هاتفاً: مش لكامل ، ليا أنا ..
, رفع حاجبيه هاتفاً: أنت ليك شركة ؟ إزاي أنا معرفش ؟
, مصطفى بهدوء: عشان مش ملكي ، بس ليا نسبة أرباح بيها ..
, أدهم وقد شعر بأن كل ما يعرفه عن مصطفى قليل وأن هناك أشياء كثيرة لا يعلمها همس: إزاي ؟!
, همس مصطفى بشرود: كامل مش من بداية شغله حرام ، أما عرفت أنه بدأ يمشي فشغله شمال معدش خدت منه حاجة ، كان ليا حساب هو كان فتحهولي ، شيلت منه كل اللي حطهم بعد م بدأ شغله ده ، وسيبت الفلوس اللي كانوا موجودين واللي طالعهم من شركته العادية ، وبعدها خدتهم وشغلتهم بشركة رجل الأعمال ضياء ..
, أدهم بتساؤل: ضياء مختار ؟
, أومأ برأسه: أه هو كان وقتها محتاج سيولة ، وأبنه كان زميل ليا في الكلية ، كلّمته وهو كلم أبوه ، صح فلوسي مكنوش كتير أووي بس هي سندتهم ورجع مشي شغلهم من تاني ، ومن وقتها بقا ليا نسبة أرباح كبيرة .. بس أنا مكنتش أشتغل سيبتهم يتصرّفوا زي م هم عايزين ، وبعد موت ضياء استلم الشغل ابنه اللي هو زميلي وأنت عارفة أكيد مياكلش حرام ، هو طوّر شغله أكتر وبقت نسبتي تزيد من غير م اشتغل رغم أنه كان مجهّزلي مكتب خاص بيا ..
, صمت أدهم يحاول تجميع أفكاره ممّا سمعه ليتابع مصطفى: ودلوقتي عايز أبدأ من جديد وأشتغل مش هفضل زي زمان .. ثمّ رفع نظره نحوه هامساً: أنا مش وحش أووي كده يا أدهم ..
, لم يُجبه وبقي ينظر نحوه بصمت ليهمّ مصطفى بالذهاب قبل أن يوقفه أدهم: هتروح إزاي ؟
, وقف مصطفى ينظر إليه ليُدخل أدهم يده في جيبه ويمد له مفتاحاً ..
, مصطفى: إيه ده ؟
, أدهم: مفتاح عربيتك ، لما حاولت تنتحر كانت قريبة من المكان ، خليت الرجالة يجيبوها ، هتلاقيها في الكراج هناك ..
, نظر مصطفى إلى المفتاح بين يديه ثم عاد بنظراته نحو أدهم هامساً بامتنان: شكراً ..
, لم يُجبه واكتفى بإيمائه من رأسه ثم اتّجه نحو الفيلا يدخلها بصمت ..
, اقتربت ليلى من أدهم الجالس في مكتبه هاتفة: أدهم مقولتليش جوابك ..
, رفع نظره نحوها: جواب إيه ؟
, اقتربت منه تجلس على المقعد أمامه: عشان شغل مروة معاك ..
, تنهّد قائلاً: هي مطلبتش منك كده صح ؟
, أجابت سريعاً: لأ ، حتى أنا مقولتلهاش إني هسألك ، هي بس كانت قالتلي إنها هترجع تدوّر على شغل ..
, صمتت قليلاً ثم تابعت: مامتها مريضة وكل فترة بتروح المستشفى عشان غسيل الكلية وده بيكلّف أووي .. هي وقفت شغلها بقالها فترة طويلة ودلوقتي عايزة تبدأ شغل تاني بس باباها مش موافق ..
, أدهم: وهيوافق إزاي على شغلها في الشركة ..؟
, ابتسمت قائلة: هو بحبك وبيوثق بيك ولو موافقش أنت طيوب هتقدر تقنعه ، ثم إنه مكنش عايزها تشتغل شغلانة مش مناسبة ليها أمّا شغلها في الشركة ده هيفيدها بعدين بدراستها وتكسب خبرة ..
, صمت قليلاً مُفكراً ثم أجاب: خلاص يبقى قوليلها ولو وافقت معنديش مشكلة بس ده مش هيأثر على دراستها ..؟
, ابتسمت هاتفة: بجد ؟ أكيد هتوافق دي هتفرح أووي .. هي من زمان كانت عاوزة تشتغل بشركة .. واتطمّن مروة كانت تشتغل قبل كده ودرجاتها عالية من الناحية دي ميتخافش عليها ..
, سكتت فجأة ثم هتفت: مش لازم نقول لسيف الأول ؟
, نظر نحوها هاتفاً: تبقى هي تقوله ..
, أومأت برأسها هاتفة: على فكرة سيف كمان لازم يبدأ شغله عشان يبقى عنده خبرة .. إيه رأييك تخلّيهم يشتغلوا مع بعض ؟
, همس بسخرية: أه ده هيبقى شغل عنب ..
, ابتسمت هاتفة: أنا بتكلّم جد .. بص أنا خايفة سيف يرفض شغلها ولو اشتغل هو معاها كده هيوافق ..
, أدهم: بعدين بعدين ..
, لسلى: هو كل حاجة بعدين ، مش كفاية بقا ؟
, أدهم: كفاية إيه ؟
, ليلى بابتسامة: كفاية اللي بيحصل ، هو أنت فاكرني مش شايفاك علطول مزعوج ومتعصّب كده ..
, أدهم: أنا ؟
, هزت برأسها: أه أنت ، أما أنت هتتقلب وتتحوّل كده بتخاصمه ليه ، فاكرني مش حاسة عليك بتسأل عليه نور وجوجو دايماً وبتطمّن عنه ؟
, أشاح بوجهه عنها بلامبالاة: بيتهيّألك ..
, ليلى بابتسامة: أممم وبرضه بيتهيألي أمّا فضلت مبارح سهران ومستنّيه لغاية م رجع من برا ودخل الفيلا وقتها حضرتك قرّرت تدخل وتنام ؟
, أدهم: لومعندكيش كلام غير ده اتفضّلي من غير مطرود ..
, هزت كتفيها بابتسامة: هو كلام الحق دايماً مرفوض ..
, أدهم: برا يا ليلى برا ياحبيبتي لحسن معدش فيه شغل لا ليكي ولا لصاحبتك ..
, نظرت نحوه هاتفة: ليا أنااا ؟ أنت هتشغلني معاك رجُلة أعمال ؟ أااا بقصد سيّدة أعمال مُحترمة ؟
, ضحك هاتفاً: آه رجُلة أعمال يا قلبي ..
, عبست هاتفة: بطّل تريقتك بقا وقولي هبدأ شغلي إيمتى ؟
, أدهم: لأ لو كنتي فاكرة إن دلوقتي متحلميش مش قبل م تخلّصي كلية ..
, نظرت نحوه بتذمر: ليييه بقا ، ع فكرة أنا زيك يا هندسة وعندي خبرة واسعة من غير م أشتغل حتی أنا هطوّرلك شغلك اسمع مني ومش هتندم ..
, هزّ رأسه هاتفاً: بررا ياليلى ، قبل م أعمل نفسي راجل متعصب معندناش بنات تشتغل ..
, زمّت شفتيها بعبوس ناظرة نحوه برجاء ليهتف: متعمليش الحركات دي مش هتنفع معايا ويلّا بقا إلى الخارج ..
, زفرت بغيظ هاتفة: يبقى هروح أقول لمروة وأنت هتحطّها رئيسة مجلس الإدارة فاهم ؟
, أومأ برأسه: فاهم فاهم يا حرمُنا المصون ..
, أومأت برأسها بفخر وذهبت من أمامه لتُخبر مروة بأمر عملها ..
, مساءً ..
, جلس على ذلك الكرسي العالي ، متّكئاً بيديه على الرّخام أمامه ، هتف باللذي يُقدم مشروباً قربه: هاتلي مية ..
, تنهّد ماسحاً على وجهه وهو ينظر حوله في ذلك الملهى الليلي .. مضى زمن منذ آخر مرة دخله بها ..
, حتى الآن لم يُرد الدخول ولكن قدميه سارتا بغير شعور أو ربما هو بفعل العادة ..
, ضحكات عالية خليعة اخترقت أذنيه ، التفت ليرى إحدى الفتيات تُمسك بيدها مشروباً وتضحك بصخب وأحدهم يُحاوط خصرها بتملّك ..
, استدار يأخذ كأس الماء ليتجرّعه دفعة واحدة ، قبل أن يستمع لصوت مُرحّب: إيييه ده إيه ده ؟ بصوا مين عندنا هنا مصطفى عز الدين بذات نفسه .. و**** بعد زمان ..
, التفت نحوه بجمود ، لتُقابله تلك الإبتسامة الماكرة ولمعة العينين الخبيثة ، ضيّق عينيه بشدة ، كيف نسيه !؟
, جلس تامر على كرسي مقابل له وطلب لنفسه مشروباً ثم نظر بسخرية نحو كأس الماء أمامه هاتفاً: ده آخرك ؟
, تنهّد مصطفى هاتفاً: عامل إيه يا تامر ؟
, ازدادت ابتسامته سخرية: أنا اللي لازم أسألك السؤال ده .. سمعت إنك نفّذت إنتقامك بس للأسف مكتملش .. ثم اقترب منه هامساً بنظرات ذات معنى: وسمعت إنك بقيت واحد منهم ، أخوهم صح ؟
, ابتسم مصطفى بسخرية وهزّ كتفيه قائلاً: بقولوا كده ..
, رفع حاجبه هاتفاً: أفهم إيه من كلامك ده ؟!
, ضحك مصطفى بتهكّم: ياسيدي أخوهم ولّا أختهم متفرقش ، أنا لسا مصطفى متغيّرتش ..
, ضيّق عينيه بريبة هاتفاً بحذر: وسكنك عندهم بتسمّيه إيه ؟!
, مصطفى وقد لمعت عينيه: أسمه تكتيك ، دمااغ .. أسمه إني عارف أفكّر صح ..
, تامر بتساؤل: تفكّر في إيه ..؟!
, تعالت ضحكات مصطفى بسخرية ليصمت بعدها ناظراً نحوه بخبث ..
, تابعه تامر بصمت وتفكير ليقول بعدها بتنبّه: أنت قصرك اتحرق ، وأملاك أبوك ٤ نقطة!
, رفع مصطفى حاجبه الأيمن هاتفاً بدهشة: أهو وطلع معاك برافوو ..
, رفع حاجبيه بذهول ليقهقه عالياً: أه يابن الإيه ، ده أنت غلبتني صراحة .. وطبعاً أملاك مبقاش عندك ، وطالما بقيت أخوهم يبقى ليك حق عندهم صح كده ؟!
, ابتسم مصطفى غامزاً بعينه ليعود تامر ليقهقه هاتفاً: طب و**** مكنتش عارفك .. شابوو ليك بجد ..
, مصطفى بلامبالاة: طبعاً أنا عارف بعمل إيه مش زيك ..
, تامر: زيي إزاي ؟
, مصطفى: بقالك زماان بتفكّر بإنتقامك ومطلعش معاك حاجة ..
, نظر له تامر هاتفاً: م كل الحق عليك أنت اللي معطلني ، أولاً بإنتقامك الفاشل وبعدين بقصّتك الغريبة دي .. قولتلك عايز أضرب عصفورين بحجر واحد والوضع دلوقتي مش مناسبني ..
, مصطفى: وهيناسبك إيمتى بقا ؟!
, سكت تامر قليلاً يُتابعه بصمت ليُدير مصطفى عينيه في المكان متصنّعاً عدم المبالاة ليهتف تامر: قريب ..
, عاد بنظره نحوه ثم نهض هاتفاً: يبقى بالتوفيق .. هروح دلوقتي م أنت عارف لازم أعمل دوري صح في التمثيلية ..
, ضحك تامر بخفة وهو يهز برأسه ليخرج مصطفى من المكان وعيني تامر تُتابعانه بحذر وتركيز ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, - في اللّحظة التي تتردّد بها
, في قول كلمة عالقة في صدرك
, هُناك من ينتظر خروجها منك ..
, هناك من يحتاجُ سماعها
, ليُرتب كلماته العالقة في قلبه
, بناءً عليها !
, ٣٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في اليوم التالي مساءً ..
, خرج سيف من باب الفيلا .. وقد ارتدى سترة شتوية سوداء سميكة ، أغلقها بارتجاف وقد تزايدت سُرعة الرياح وبرودتها ..
, نظر نحو المكان الذي يُتابعه بتركيز منذ أكثر من يومين ولمْ يُقدم على أيّ خطوة .. زفر ماسحاً على شعره بضيق وقد تيبّست قدماه أرضاً تمنعانه من التقدّم ..
, وقف لحظات مكانه والرّياح تُطاير خصلات شعره ، جسده مُتجمّد وهو واقف في المُنتصف ، عقله يحثّه على الرجوع وقلبه يُخبره أن يُتابع .. وهو بين هذا وذاك تشتّت ولمْ يدرِ كم مضى عليه من وقت وهو واقف في حيرة من أمره وتردّد ..
, رفع نظره عندما دخلت سيارة أدهم من بوّابة الفيلا الخارجية .. أدخلها إلى الكراج الخاص ، ليترجّل منها ويتّجه نحو الفيلا ..
, تابعه سيف بعينيه حتى اقترب من مكان وقوفه ، نظر أدهم إليه لثانية وأشاح بوجهه مُتابعاً طريقه نحو الداخل بغير اهتمام ..
, ضمّ قبضتيه الباردتين داخل جيبيه وأخذ نفساً عميقاً يُملئ صدره من الهواء البارد علّه يُعدّل حرارته الداخلية ..
, استدار ينظر نحو أدهم الذي أغلق الباب خلفه ولم يهتمّ به وبوقوفه خارجاً في هذا الجو العاصف ..
, تأفّف بضيق وتنهّد بحزن ناظراً حوله .. أخذ نفساً عميقاً آخر وهو يشتم نفسه داخلياً .. كان قد تلقّی توبيخاً من كرم وتحذيراً شديد اللهجة من أمير لعدم إقدامه على فعل أي شيء ..
, هدّده أمير بأنه سيتركه ولن يُساعده ثانية ختى لو رآه يموت أمامه ، بل ما أخافه بأنه قد قال بأنها فرصته الأخيرة ..
, عاد للتأفّف والبرد قد نخر عظامه مُتمتماً بحنق: قال لمْ أُقدِمْ على شيء والجليد اللي واقف بيه ده إيه ؟ ده يحتاج جيش بحاله عشان يستحمله ..
, نظر نحو الفيلا وأراد أن يعود أدراجه ، ولكنه خاف بأنه لن يتشجّع ثانية ، فهو قد احتاج لأكثر من يومين لأن ينزل من غرفته .. وتجاهُل أدهم له الآن هو ما جعله مُتردّداً أكثر في العودة ..
, همس بغيظ: بس عاوز أعرف مين الكلب ابن الكلب اللي سمّاه مصطفى .. ده جزمة وكتير عليه ..
, أغلق مصطفى الضوء في الصالة ، واتجه نحو غرفته لينام بها .. تلك الأجواء العاصفة على الرغم من حُبه للشّتاء إلا أنه يكرهها ، فلطالما قضاها وحيداً مُندسّاً تحت أغطيته ببرد وخوف ..
, لم ينمْ معه أحد ، أو يسهر قربه يحميه من أصوات صفير الرياح المُخيفة ، ولم يجلس قرب المدفئة يتسامر مع أحدهم حتى انقضاء الليل ، أو حتی أن ينام مُطمئنّاً ..
, اتجه نحو غرفته ليتوقّف مكانه مُقطباً حاجبيه بحذر .. عاد أدراجه نحو الصالة وهو يظن نفسه قد سمع طرق على الباب ، أو ربما هو صوت الرياح الشديدۃ ؟
, عادت الطرقات الخافتة وقد وصلته قصيرة تنمّ عن تردّد صاحبها .. نبض قلبه فجأة هل يُعقل بأنها نور !؟
, عاد ليُشعل الإنارة متّجهاً نحو الباب ويفتحه بهدوء ، تراجع قليلاً مُغمضاً عينيه من قوّة الرياح التي دخلت من انفتاحة الباب ، رفع رأسه ناظراً أمامه ليزداد نبض قلبه صخباً ووجعاً وتتوسّع عينيه بصدمة كانت أعظم من صدمته بأدهم أو نور أو حتى جمانة ..
, همس بدهشة: سيف ؟
, أغمض سيف عينيه وقد كان ينظر أرضاً ليأخد نفساً عميقاً ويزفره بحرارۃ رافعاً رأسه نحوه ..
, نظرات مصطفى كانت مليئة بالدهشة والحذر ، ينظر نحو سيف الذي يضمّ سترته إلى جسده والهواء القويّ يُبعثر خصلات شعره القصيرۃ في كل اتّجاه ..
, رمش عدة مرات وهزّ رأسه يُحاول استيعاب وجوده أمامه الآن ، في هذه السّاعة المُتأخّرة وهذا الطقس ..
, همس سيف أخيراً مُحاولاً قدر الإمكان السّيطرة على أعصابه ليخرج صوته الحاد بتساؤل كان أقرب لصيغة الأمر: ممكن أدخل ؟!
 
  • عجبني
التفاعلات: البرنس احمد
الخامس والأربعون

- ولعلَّ ثُقباً أصاب قلبك
, جعله **** لكَ عيناً تُبصر الحقيقة ..
, ٣٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, الرّياح قوية شديدة البرودة ، ونظراتهم كانت كفيلة بأيّ كلام يُمكن أن يُقال ..
, مازال مصطفى متيبّساً مكانه ناظراً نحوه بحذر ، حيرة ، وأمل .. وسيف داخل عينيه نظراتٌ حادة ، قاتلة ، حيرة ، ارتباك ، وخوف ..
, تنحّى مصطفى عن الباب قليلاً مُخفضاً رأسه ومازال يُمسك بمقبض الباب بيده الأخرى ، تقدّم سيف بخطوات بطيئة داخل الملحق ، مشى بطريقه نحو الصالة ومصطفى أغلق الباب ورائه يتبعه بهدوء ..
, جلس على إحدى الأرائك ينظر أمامه بصمت ، ومصطفى واقف قريباً منه يشعر بحيرة من الموقف .. الجميع استطاع فتح حديث معهم ولكن سيف يشعر به مختلف ، ربما لثوراته السابقة وكرهه الذي يلمع في عينيه ..
, مرّت فترة طويلة من الصمت ليحاول بعدها مصطفى الكلام: أنت جيت هنا ليه ؟!
, رفع سيف حاجبيه وهو يُحاول جاهداً ألّا يفقد أعصابه ، نظر نحوه هاتفاً بحدّة: بيتي وأنا حر بيه أقعد بالمكان اللي أنا عاوزه ولّا لتكون فاكر إن المكان بقا ليك ؟
, زفر مصطفى قائلاً بهدوء: مش قصدي ، بس استغربت وجودك هنا رغم أنك قولت مش عايز تشوفني ..
, ابتسم سيف بسخرية: م أنا شوفتك خلاص حضرتك فاكر نفسك مالك المكان وبقيت تتحرّك بيه على مزاجك .. رغم إننا بس شفقانين عليك مش أكتر ..
, صمت مصطفى متنفّساً بهدوء .. إن كان أحد يستطيع إخراجه عن هدوئه وإحياء مصطفى القديم الشرس داخله ، هو سيف ..
, مصطفى: طب وإزاي بقا قدرت تشوفني دلوقتي ؟
, سيف بجمود: قولتلّك بيتي وأنا حرّ بيه ومش واحد زيك هيمنعني أدخل هنا ..
, زفر مصطفى بضيق هاتفاً: وليه دلوقتي بالذات ؟
, سيف: براحتي ملكش دعوة ..
, مصطفى: ماشي ..
, صمت حلّ عليهم من جديد ، وسيف يُدير رأسه متأملاً المكان حوله وكأنه يراه لأوّل مرة ..
, استدار مصطفى داخلاً غرفته ليهتف سيف من خلفه: رايح فين ؟!
, التفت له قائلاً: هدخل أنام ، قبل م تيجي أنا كنت هنام على فكرة ..
, سيف بحدة: أنت فعلاً معندكش ذوق مش شايفني هنا ؟
, مصطفى بسخرية: م البيت بيتك على رأيك مش بيتي أنا ، ف مفيش داعي أقف باستقبال جنابك ..
, سيف بغضب: أه بيتي بس عايز خادم بيه ، بعدين أنت إزاي تكلّمني كده ؟
, زفر مصطفى هاتفاً: ممكن تقولّي عايز إيه ؟! أنت أما شوفتني المرّة اللي فاتت حصلت مشكلة ليه جيتني دلوقتي كنت تجنّبني كالعادة .. ولّا عايز ترجع تفلّت أعصابك وتقول كلام زي اللي قولته وقتها ؟!
, لاحظ تغيّر نظرات سيف تدريجيّاً ، من الحدة والغضب إلى الهدوء ومن ثمّ الحزن .. ليبتسم داخلياً وقد أدرك بأنه قد لامس وتره الحسّاس ليُكمل مُحاولاً اللّعب عليه: قولّي بقا أدهم لسّا بكلمك بعد اللي قولتهوله ؟
, قطب سيف حاجبيه ناظراً أمامه بصمت وقد تزايد ذلك الوجع الذي يشعر به داخل صدره عند تجاهل أدهم له ، اقترب مصطفى منه هاتفاً: مجاوبتش يعني ؟؟
, همس سيف بخفوت: لأ ..
, نظر مصطفى نحوه بصمت .. يرى حزنه وألمه ، لقد نسيَ غضبه وحقده عليه فقط من أجل أدهم ، فكّر بنفسه كم يلزمه هو من الوقت ليكسب حبّهم وثقتهم تلك ..
, همس قائلاً: أنت جيتلي هنا عشانه ؟
, تنهّد سيف بهدوء: يمكن .. مش عارف .. أنت حمار وجحش متستاهلش بس يمكن معنديش طريقة تانية ..
, رفع حاجبيه ليهتف: سيف أنت بتكرهني ليه ؟
, نظر نحوه بغضب: لأنك واطي وحقير وزبالة ، أنت حيوان بعد كل اللي عملته جاي تعتذر ببساطة وتسأل السؤال الغبي ده وكأنه محصلش حاجة ؟
, مصطفى: بس هو محصلش فعلاً ..
, نهض سيف صارخاً: واللي عيشناه بسببك ؟ ونور اللي مقدرتش ترجع زي م كانت غير مع دكتور نفسي ؟ وأدهم ؟ أدهم الي شوفته قودامي منهار لأول مرة وكله بسببك .. هو بعمره مكنش ضعيف كده أنت السبب ..
, اندفع نحوه يُمسكه من ملابسه بقوة وقد لمعت عيناه بالدموع: وماما ؟ ماما اللي تعبت وكان ممكن أخسرها ؟ نور ، أخويا ، وأنا ؟ كل ده وبتقولي محصلش ؟
, أمسك مصطفى بيديه يُبعدها قائلاً بندم: بس أنا ندمت وبحاول أصلّح كل حاجة .. أنا ..
, صمت لا يعلم ماذا يقول .. يمكن لأيّ كلمة أن تزيد من غضب الذي أمامه ..
, عاد سيف للجلوس مكانه ليهتف فجأة: هاتلي عصير ..
, رمش ناظراً نحوه: عصير ؟ دلوقتي ؟
, سيف بغضب: أه دلوقتي أنت مالك ؟
, تنهد قائلاً: الجو بارد ، أعملّك حاجة سخنة أو..
, قاطعه هاتفاً: والنبي متعملش نفسك مهتم كده مش لابقلك ، هاتلي عصير بقا ..
, ضغط على قبضتيه متّجهاً نحو المطبخ ليعود بعد دقائق ويضع أمامه كأس عصير .. أمسكه سيف وارتشف منه قليلاً لتمتعض ملامحه هاتفاً بتقزز: عصير زبالة زيك .. قالها وألقاه أرضاً ليتكسّر بعنف ..
, نظر مصطفى نحو قطع الزجاج المُتناثرة وكم تمنّى لو لم يُعيدوا له الأدوات الزجاجية ، لكان الآن الكأس صامداً لمْ ينكسر .. نظر نحو سيف الذي يرفع حاجبه ناظراً نحوه بتحدّي .. علِم بأنه ينتظر منه كلمة واحدة ليبدأ الشجار .. مُستفز كأخيه ، تمتم بها داخله واقترب حيث الكأس المكسور ، جثى على ركبتيه بصمت يجمع القطع المُتناثرة ..
,
, تململ سيف في جلسته متأفّفاً بانزعاج .. لم يُعره مصطفى أي أنتباه واستمرّ بعمله مُحاولاً تهدأة نفسه قدر الإمكان ، هتف سيف بغضب: يارب إيدك تتجرح وتتقطع وميلاقولهاش علاج ..
, لم يُجبه أيضاً وتجاهله كليّاً .. ليصمت سيف قليلاً قبل أن يهتف بعدها: أنا جعان ..
, لم يتلقّ إجابة منه ليصرخ به: أنت مش سااامع بقولك جعاان ؟
, نهض مصطفى ناظراً نحوه ، ليذهب مُلقياً قطع الزجاج في القمامة وعاد إليه هاتفاً: أعملك إيه ؟
, سيف: جيبلي حاجة آكلها ..
, مصطفى بهدوء: هشوف لو بقي حاجة من العشا أجيبهولك ..
, سيف بصراخ: لأ مش عايز من عندك ..
, هتف مصطفى بسخرية: مس هحطلّك بيها سم متقلقش ..
, سيف: و**** أنت آخر واحد بقلق وبخاف منه ، وإقفل بؤك ده خالص ..
, مصطفى: عايز تاكل إيه يعني ؟
, سيف: بيتزا ..
, نظر نحوه هاتفاً: بيتزا منين ؟!
, سيف: أنت اعملهالي ..
, مصطفى بهدوء: معرفش أعمل بيتزا يا سيف ..
, سيف بعناد: وأنا مش عايز غير بيتزا ، عايزك تعملّي بيتزا زي اللي كان أدهم يعملهالنا ..
, مصطفى بغضب: يبقى روح لأدهم قولّه يعملهالك أنا مليش دعوة ..
, هتف سيف بحقد وقهر: م أدهم مش بيكلّمني بسببك وبسبب وجودك هنا ..
, مصطفى بحدۃ: أمال أنت جاييني ليه طالما كل مشاكلك بسببي ؟
, عاد سيف لهدوئه من جديد هامساً بخفوت: أدهم عايز كده .. أنا مش طايقك أصلاً بس لو ده هيخلي أدهم يسامحني أنا هعمله ..
, صمت مصطفى ناظراً إليه ليهتف سيف: أعملي بيتزا ..
, زفر مصطفى بحنق من تصرّفاته ، يُريد أن ينتقم منه ويُعذّبه بطرائق طفولية مُغيظة .. لو أنه مازال يثور عليه ويضربه لكان أفضل له ..
, دخل إلى المطبخ ، زفر بغضب مما هو به .. لو كان يعلم بأنه سيُعاني هكذا لم يكن ليطلب مسامحة هذا الصغير أبداً ..
, وقف واضعاً يديه في وسطه ناظراً حوله بضيق لكنه مُجبر .. مجبر على تحمّل نفسيته وعناده واستفزازه علّه ينجح في النهاية في كسب ثقته هو ونور ..
, عاد ليزفر بغيظ هاتفاً : يا صبر أيووب
, مد يده يُخرج هاتفه وفتحه ليبحث علی النت بصبر الجبال عن طريقة صُنع البيتزا ..
, بعد أكثر من نصف ساعة خرج مصطفى إليه بهيئة فوضوية وشعر مُبعثر ملابسه مليئة بالطحين وشيء والصلصة ، أنواع الطعام كلها سُكبت فرق ملابسه .. من قال بأنه يستطيع أن يفعل شيء أصلاً ..؟
, هتف مصطفى بضيق واستسلام : معرفش أعملها يا سيف ..
, نهض سيف صارخاً: أنت بقالك مقعدني مستنيك كل الوقت ده وفي الآخر معملتش ؟
, مصطفى بهدوء: هحاول أعملّك حاجة تانية ..
, هتف سيف: لأ أنا عايز بيتزا .. عاد لجلوسه السابق هاتفاً: امشي جيبلي بيتزا جاهزة من أي محل ..
, نظر نحوه بصدمة ثم حوّل نظره لساعة الحائط المعلّقة ليهتف: سيف أنت بوعيك ؟ هلاقي محل فاتح دلوقتي إزاي بالوقت والطقس ده ؟ الساعة قرّبت على واحدة ..
, سيف بغضب: و**** الحق عليك ، كنت قول من الأول إنك متعرفش مش تعمل نفسك شيف زمانك ..
, وسع عينيه بذهول ، ألم يُخبره بالفعل بأنه لايعلم ؟ زفر مُحاولاً معه من جديد: سيف ..
, سيف: برافو عليك ضيّع وقت أكتر من كده وفي الآخر قولي الوقت اتأخر .. قولتلك إمشي ومترجعش إلّا والبيتزا معاك ..
, أغمض مصطفى عينيه مساحاً وجهه بضيق وإرهاق ، نفض ملابسه بعنف ودخل جاذباً سترته وهو يرتديها هاتفاً: هروح أجبلك حاضر ..
, سيف باستغراب من موافقته: دلوقتي ؟!
, صرخ مصطفى بغيظ: مش أنت عايز كده ؟!
, رمش سيف بعينيه بصمت ، ثم وضع قدماً فوق الأخرى مُستجمعاً كرهه وحقده عليه هاتفاً: يبقى متتأخّرش جيبلي كل الأنواع اللي موجودة ..
, لمْ يُجبه وفتح الباب ليصفعه خلفه بعنف .. بعد مرور ساعة تقريباً فتح الباب داخلاً وفي يده أكياساً كثيرة .. كان يرتجف برداً وغضباً ، اقترب واضعاً الأكياس على الطاولة هاتفاً: اتفضّل لفّيت كل البلد على مالقيت محلّ فاتح ..
, لم يأتُه الرد ليستدير ناظراً نحوه وتفاجأ به نائماً على الأريكة ..
, اقترب منه بغيظ يُحاول إفاقته بعدما جعله يلف المدينة بأكملها يأتي ليجده نائماً بسلام ! همس بغيظ: قووم جيبت البيتزا مش عايز تطفحها !؟
, لوّح سيف بيده وكأنه يُبعد ذبابة هاتفاً: بس يا حمار ..
, ضغط على قبضته بغيظ وهمّ بإفاقته ولكنه تراجع في النهاية لا يريد أن يعود لطلباته التي لا تنتهِ ..
, همس بغيظ: كل الحق على أدهم اللي عمل منه كده ، ده نور اللي هي بنت وأصغر منه بحسها كبيرة وعاقلة وموزونة ..
, وعلى ذكر نور ، هبّ واقفاً وجذب الأكياس خارجاً من الملحق ..
, وقف أسفل شرفتها ناظراً نحوها ، الأضواء مُغلقة يعلم بأنها نائمة ولكنه سيحاول ..
, انحنى يُمسك حجراً صغيراً ليقذفه نحو شرفتها فيضرب بالزجاج ، أعاد الكرة عدة مرات هو يدعي أن تستفيق .. ابتسم لنفسه بسخرية ، لو أخبروه قبل شهرين فقط بأنه سيأتيه يوماً يتصرّف به كالمراهقين ويركض مُتوسّلاً مُسامحة ورضا من بالنسبة له أطفالاً لربما كان قد مات وقتها من الضحك .. اشتعلت الإنارة فجأة ليبتسم متنهّداً براحة ، انتظر قليلاً قبل أن يجدها تخرج إلى الشرفة وتنظر حولها بخوف وحذر .. نده باسمها بخفوت لتتنبّه له وتراجعت شاهقة بخوف ..
, همس سريعاً: هشش إهدي متخافيش ده أنا ..
, ابتلعت ريقها مُقتربة من سور الشرفة تتمسّك به بقوة وهي تنظر نحوه ..
, ابتسم بحنان هامساً: عاملة إيه ؟
, بقيت صامتة تحاول استيعاب ما يفعله ، هل يوقظها في منتصف الليل ليسألها هذا السؤال ؟!
, همس قائلاً: تاكلي بيتزا ؟!
, ردّدت بذهول: بيتزا ؟
, أومأ برأسه رافعاً الأكياس مجيباً: أيوه بصي ، بيتزا بكل الأنواع كنت جايبهم لسيف بس لقيته نايم ..
, عادت لتردّد بذهول: سيف ؟!
, اتسعت ابتسامته: أيوه هو عندي بالملحق جوا ..
, نور بحذر: سيف عندك ؟!
, عاد ليومئ إيجاباً وهي توسّعت عينيها ممّا تسمعه ليقول: كان جعان وعاوز بيتزا مقدرتش أقوله لأ أنتي عارفة عناده ، روحت جيبتلّه وأما رجعت لقيته نايم ، إيه رأيك تاكلي لسّا سخنين ..
, همست بتردد: لأ مش عايزة سيبهم لسيف ..
, وضع الأكياس أرضاً فاتحاً سترته وأخرج لوح شيكولا كبير هاتفاً: طب بوصي جيبتلك معايا إيه ؟ مش كل دول لسيف أنا حسبت حسابك برضه .. أنتي بتحبي الشوكولا صح ؟
, لمعت عيناها هامسة: جيبتلي أنا ؟
, نظر نحوها بحبّ مجيباً: أيوه كلهم ليكي ولو عاوزة كمان هجبلك أكتر تعالي خوديهم ..
, لاحظ ترددها ليهتف بتفهّم: بصي هحطهم قودام الباب وأرجع وأما تشوفيني رجعت انزلي خوديهم ماشي ؟
, عضّت شفتها بتوتر ولكنها هزت رأسها إيجاباً ليبتسم متّجهاً نحو الباب وضعهم أمامه وعاد ناظراً نحوها: أنا هدخل الملحق ومش هخرج تاني يلا انزلي ..
, أومأت برأسها وراقبته حتى دخل الملحق ، لتنزل سريعاً فاتحة باب الفيلا وتأخذ الأكياس مع لوح الشيكولا المفضّل لديها ولم تستطع السيطرة على ابتسامتها المتوسّعة ..
, راقبها هو من نافذۃ الملحق بقلب خافق ، تنهد بارتياح عندما دخلت مُغلقة الباب ورائها ، ابتعد عن النافذة وجلس على الأريكة مقابل سيف النائم ..
, نظر نحوه بشرود .. الكل يقترب منه خطوة وخطوات وهو واقفاً مكانه بحيرة وتردد .. نور التي أذاها تُحاول الإقتراب منه ، وها هو سيف أكثر شخص يكرهه هو الآن أمامه ويُحاول حتى لو كان من أجل أدهم ولكنه على الأقل حاول ودخل إليه تاركاً كل حقده وكرهه ..
, لحظات ليضيء هاتفه ويصدح بنغمة الرسائل فتحها لينتفض قلبه فرحاً وتهليلاً ، امتلأت عينيه بالدموع وابتسامته شقّت وجهه .. كانت فقط كلمة واحدة ولكنها عنت لقلبه الكثير .. كانت رسالة من نور ، فقط "شكراً "
, تنهد مُحاولاً السيطرة على انفعالاته ليتجه نحو سيف يُحاول تعديل نومته الغير مريحة ، ولكنه في النهاية غيّر رأيه وحمله متجهاً به نحو غرفة نومه ليمدّده فوق السرير واضعاً الغطاء فوقه ..
, وقف ينظر نحوه بحيرة ، هل ينام قربه أم لا !؟
, خرج بعدها من الغرفة مغلقاً الباب ورائه وقد آثر سلامته ، فلا شيء يضمن له أن لا يتحول سيف ثانية وينقضّ عليه في منتصف الليل يمتصّ دمائه أو يقتله ويُخفي جثّته ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, - خُلِقَتْ من تراب ، فكيف لا ينبتُ الورد منها ؟
, جميلةُ العينين يغارُ الورد من حُسنها ..
, ٣٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, صباحاً ..
, _ اطلعي وريني يابنتي مش هاكلك و**** ..
, هتف أدهم بنفاذ صبر لتلك المُستعصية في الحمّام منذ أكثر من ربع الساعة لتهتف بارتباك: لأ مش عايزة الفستان قصير أووي بص أديني بجامتي اللي ع السرير ..
, هتف قائلاً: بجامة إيه وقصير إيه يا شيخة م أنا شوفت كل حاجة قبل كده ..
, وسّعت عينيها شاهقة: أنت قليل أدب ..
, هتف: قليل أدب بس بتحبيني وبتموتي بيا .. اطلعي بقا يا ليلى وريني الفستان أنا جبته عشاني مش عشانك أصلاً ..
, صرخت بحنق: يبقى ألبسه أنت أنا مليش دعوة ..
, صمت ليهتف بعدها: أوك ، مفيش مشكلة يبقى هاخده لواحدة تانية تجرّبه وتوريني .. مش عايز من حاجة ..
, قطبت جبينها بغيظ وتنفّست مُهدئة من نفسها وهي تعدّ على المئة داخلها ، أصبحت تعرفه وتحفظ أساليبه تلك ، هو يستفزّها ويُثير غيرتها لتخرج ولكن لا لن يُفلح هذه المرة ..
, بقيت صامتة تُحاول شدّ طرف الفستان إلى الأسفل .. تمتمت بغيظ: إيه قلة الأدب دي حد يعمل فستان زي ده ؟ ده المايو ساتر أكتر منه ..
, كان فستان رقيقاً من الدانتيل الأحمر .. ذو فتحة صدر مثلّثية واسعة وعلى ظهره شرائط مُتشابكة مربوطة بنعومة لتظهر نصف ظهرها العلوي ، قصير لا يكاد يغطّي فخذيها البيضاوين ..
, انتفضت على طرق الباب من جديد لتهتف: قولتلك مش هخرج ولو اضطرّيت أقعد هنا لآخر عمري ..
, همس بغيظ: بس اسكتي دلوقتي بقيتي بتتكسفي **** يرحم أيام كنتي تق٤ نقطة ولّا أسكت أحسن ..
, ضمّت قبصتيها بغضب وخجل من كلامه ليهتف بعدها : بعدين أنا خلاص مش عايز أشوف الفستان أمسكي جبتلك بجامتك أهو ..
, نظرت خلفها لملابسها التي كانت ترتديها قبل أن تجرّب الفستان ، سقطت منها بالخطأ لتتبلّل بالماء وهذا ما جعلها تحت رحمته ..
, هتفت به: بس أنت مش هتغش فاهم ؟
, صرخ بها: أغش إيه يا مجنونة إحنا بنلعب ؟ أمسكي هدومك خلصيني عندي شغل ..
, أدارت المفتاح في قفل الباب بهدوء لتفتحه ببطئ وحذر ، أظهرت إحدى عينيها ناظرة نحوه لترى ابتسامته الهادئة وكان بالفعل يُمسك في يديه بجامتها .. بادلته الإبتسامة بتسليك لتمد يدها وتنتزع ملابسها من قبضته .. ولكنه كان أسرع عندما أمسك بمعصمها ودفع الباب بقدمه داخلاً معها ..
, شهقت بصدمة وحرج واضعة ملابسها أمامها تخفي جسدها .. وقف أمامها متأملاً وجهها المحمرّ خجلاً ليهتف: عاملة إيه يا حرمُنا المصون ؟!
, همست بغيظ وحرج: أطلع برا يا أدهم ..
, وضع يديه خلف ظهره وبدأ بالإلتفاف حولها وعيناه تتابع كل تفصيلة من جسدها الذي تقشعر وسرت رعشة داخله همس وهو يهز رأسه: تؤ تؤ بتتكسفي من جوزك حبيبك ..!؟
, عاد ليقف أمامها ليمد يده ينتزع تلك الثياب من بين يديها .. تراجع رافعاً حاجبيه وعيناه تلمعان بالإعجاب .. كما تخيلها بل ازدادت أنوثة وفتنة ..
, اقترب منها يحاصرها بين يديه هامساً: عاوزة تخبي كل الجمال ده عني لييه ؟
, ابتلعت ريقها بحرج واضعة يديها على صدره ليقترب بوجهه منها مستنشقاً عبيرها الذي يفتنه .. تنهد هامساً: أنتي بتعملي بيا إيه ؟!
, رفعت نظرها نحوه ليهمس: كل مرة بحس وكأنها أول مرة بشوفك بيها ، أول مرة بلمسك .. بقيتي إدماني يا ليلى ..
, انحنى نحوها يقبلها قبلة خفيفة حانية ،
, ابتعد عنها متأملاً هيئتها في ذلك الفستان الذي انتقاه .. تلك الفتاة سترديه قتيلاً يوماً ما ..
, عاد للإقتراب منها لتبتعد هاتفة: خ خلاص يا أدهم لازم ننزل هنتأخر عن الفطار ..
, أدهم بهمس: وماله نتأخر ..
, ليلى: ميصحش كده هيعرفوا باللي بنعمله ..
, رفع حاجبه بمشاكسة: ليه إحنا بنعمل إيه ؟!
, ازداد احمرار وجهها خجلاً هامسة: خلاص ..
, أدهم بمرح: ليه بس م احنا حلوين كده أنتي مش بتسمعي القيصر بيقول إيه ؟!
, رفعت حاجبيها هاتفة: بيقول إيه ؟!
, جذبها هاتفاً: بقول نحن في أحلى مكان وثالثنا الحنان ..
, ضيقت عينيها هامسة بدهشة: وده لازمته إيه دلوقتي يا أدهم ؟!
, هز كتفيه ضاحكاً: مش عارف جه بدماغي بعدين ما هو مناسب أهوو ..
, نظرت في أرجاء الحمام حولها لتهتف به: أحلى مكان إيه يا أدهم إحنا في الحمام ياخويا ..
, ضحك قائلاً: ما الحمام حلو أهوو بصي عملتهولك باللّون ال٥ نقطة هو إيه اللون ده يا لولا ؟!
, همست بغيظ: بتسألني أنا ؟! مش عارفة يا خويا ده أسود يمكن ..
, قطّب جبينه: أسود إيه يابنتي ده أبيض ..
, رفعت حاجبيها بدهشة ، كيف اجتمع معه اللونين معاً ..
, همست بغضب وهي تأخذ بجامتها: إيه رأيك تخرج بقا عايزة ألبس هدومي ..
, همس بمرح: ما تلبسيهم هو أنا ماسكك ؟
, نظرت نحوه بغضب وغيظ ليهتف بسرعة: خلاص ياختي بلاش تتحوّلي .. أنا نازل أفطر عشان عندي شغل بالمكتب هنا قبل م روح على الشركة ..
, استدار خارجاً من الحمام وهو يهتف: متتأخريش يا حرمُنا المصون ..
, ابتسمت بخفة مغلقة باب الحمام ورائه لتهم بتغيير ملابسها سريعاً لاحقة به ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, دخل إلى الغرفة ليجده مازال نائماً .. وقف ينظر إليه بحيرة لا يعلم إن كان عليه إيقاظه أم يتركه ..
, اقترب قليلاً هاتفاً: سييف !؟ سيف إصحى ..
, همهم سيف متقلّباً للجهة الأخرى ليعود مصطفى لهتافه: أنت يابني قوم بقا ..
, سيف: أمممم
, مصطفى: أمم إيه ؟ إصحى بقا ..
, تأفّف وابتعد عنه متجهاً نحو الطاولة الموضوع عليها إبريق ماء كبير وكأس زجاجي قربه ..
, فتح سيف عينيه بصعوبة ، رمش عدة مرات ناظراً حوله باستغراب .. تعدّل في جلسته بنعاس لتقع عينيه على سترته الملقاة أرضاً بإهمال ..
, هتف به مصطفى وهو يسكب لنفسه كأس ماء : قوم بقا يلا ..
, قطب سيف جبينه ناظراً لسترته ثم نظر لجسده هاتفاً ببلاهة: يا فضيحتي ، أنت عملت بيا إييه ؟!
, تشرّق مصطفى الماء من فمه وبدأ بالسعال واضعاً يده على فمه .. احتقن وجهه باحمرار ووسع عينيه ناظراً نحو سيف الذي مازالت عينيه جاحظة .. هتف به: بتقول إيه ؟ هعمل بيك إيه أنت اتجننت ؟
, نظر سيف حوله ونهض مُقترباً منه يجذبه من ثيابه: اعترف يا حيوان عملت إيه وأنا إيه اللي جابني هنا أصلاً ..
, أبعده مصطفى بغيظ هاتفاً: متخفش أنا مغيّرتش ميولي قوم صحصح الأول وبعدين اتكلم مش ناقص غباء ..
, رمش بعينيه باستغراب ، ثم حوّل عينيه متمعّناً في الغرفة حوله ليوسع عينيه فجأة: إحنا فين ؟ إيه المكان ده ؟!
, نظر مصطفى نحوه بحنق: هنكون فيين يعني ؟
, سيف بهجوم: أنت خطفتني ؟ إيه المكان ده رجّعني حالاً أنت مش عارف بتلعب مع مين أنا بحذرك ..
, مصطفى بغضب: بلعب إيه ياعم إمشي من هنا ..
, سيف: همشي إزاي ومش عارف المكان ، رجّعني ع البيت .. أنت عايز مني إييه يا واطي ؟
, رمش بعينيه بذهول ليصرخ فجأة: كفاية ..
, انتفض سيف من صرخته ليهتف به: أنت عايز مني إيه ، أنا عايز أدهم ..
, رفع حاجبيه بذهول ثم أغمض عينيه بغيظ ، فتحهما لينظر نحوه وقد عاد للجلوس على السرير بهدوء مفاجئ .. تنهد بارتياح وأخيراً قد خرج من نوبة الجنون تلك ..
, رفع سيف رأسه نحوه قائلاً بهدوء: هو ده الملحق ؟
, مصطفی بغيظ : أه الملحق فاكرني هاخدك سياحة واصطياف يعني ؟
, رمش سيف بعينيه هاتفاً: أنا نمت هنا ؟
, مصطفى بسخرية: أنت شايف إيه ؟!
, نهض سيف سريعاً جاذباً سترته ليرتديها هاتفاً: كنت صحّيني أنا مبأمّنش على نفسي مع واحد زيك ..
, مصطفى: ليه يعني هغتصبك مثلاً !؟
, سيف بجمود: و**** منك بتوقّع أي حاجة ، أصل ليك سوابق ..
, زفر مصطفى بضيق وخرج خلفه ليراه جالساً فوق الأريكة هتف بدهشة: أنت مش هتخرج ؟
, نظر سيف إليه : عاوز أفطر ..
, مصطفى: م تروح تفطر في الفيلا ليه قاعد هنا ؟
, سيف: هيكونوا خلصوا فطار ، بعدين مش عايز .. قوم اعملي فطار أنت ..
, زفر بغيظ قائلاً: معرفش أعمل هجبلك اللي موجود ومليش دعوة لو معجبكش ..
, لم يُجبه وبقي على نظرات البرود الجامدة ، ليذهب إلى المطبخ ويعود بعدة صحون وضعهم أمامه بشكل فوضوي هاتفاً: أهو ده اللي عندي ..
, نظر سيف نحو الطعام لينهض بعدها قائلاً: مبقيتش عايز ، أطفح أنت إن شاء **** تتسمّم ..
, خرج من الملحق وصفع الباب خلفه بعنف هادر .. وقف مصطفى مكانه ينظر نحو الباب بانفعال .. جلس على الأريكة ليبدأ بالأكل قبل أن يسمع طرقات قوية على الباب ..
, نهض ليفتح فوجد سيف بهيئته الجامدة قائلاً: فين البيتزا اللي روحت تجيبهالي مبارح ؟
, ضغط على قبضتيه هاتفاً من بين أسنانه: م الباشا بعتني أجيبله ورجعت لقيته نايم .. مش معايا أديتها لنور ..
, سيف بغضب: نور ؟ وأنت تروح ليها لييه ؟
, مصطفى بهدوء: مروحتش ، حطّيتهم قودام الباب وهي خدتهم ..
, همس سيف بجمود: يكون أحسن ..
, استدار عائداً نحو الفيلا ليزفر مصطفى بضيق مغلقاً الباب خلفه ..
, في الفيلا ..
, راقبته ليلى حتى صعد إلى غرفته ، لتهرول مسرعة نحو غرفة مكتب أدهم تقتحمها بقوّة جاعلة من فنجان القهوة يسقط من بين يديه ..
, نظر نحوها هاتفاً بقلق: فيه إييه ؟
, ليلى بأنفاس لاهثة وتوتر: سيف .. سيف يا أدهم ؟
, ضيق عينيه هاتفاً بقلق: ماله سيف ؟
, ابتلعت ريقها واقتربت منه هامسة: مش هتصدّق قبل شوية شوفته خارج من الملحق ..
, رفع حاجبيه بغير تصديق ليهتف بعدها: قولي حاجة تتصدّق يا ليلى ، سيف هيروح الملحق ليه ؟
, هتفت بلهفة: بقولك شوفته بعينيا دوول و**** كان خارج من الملحق وبعدين دخل بكل هدوء وطلع أوضته ..
, عاد لقراءة الملف بين يديه هاتفاً: بيتهيألك يا حبيبتي ..
, اقتربت منه هاتفة بقلق: يا أدهم و**** شوفته ، أنا مش متطمّنة خالص ..
, رفع نظره نحوها: ياليلى سيف مش هيروح هناك ده لو يقدر بينسف الملحق باللي بيه هيروحله ليه بقا ؟!
, هتفت به: م بقولك مش متطمّنة .. أنا خايفة يكون قتله ..
, نظر نحوها بصدمة لتهتف بارتباك: كان خارح وشكله كده بقول زي اللي عامل جريمة ، مش عارفة أنا قلبي مش مستريح .. والنبي قوم شوف إيه اللي حصل يا أدهم ..
, أدهم بريبة: أنتي متأكدة ؟
, أومأت برأسها: و**** شوفته قولتلّك خايفة يكون عمل بيه حاجة بسرعة لحقه قبل م يلفظ أنفاسه الأخيرة ..
, هبّ أدهم ناهضاً عن مقعده وقد نجحت في إدخال القلق إلی قلبه ، ليتّجه خارج المكتب تتبعه ليلى وهي توصيه أن ينتبه لنفسه ..
, وقفت تُراقب من النافذة لتقترب جمانة تسألها بقلق: فيه إيه يا ليلى ؟!
, التفتت ليلى نحوها وهي تقرض أظافرها بتوتر قائلة: سيف قتل مصطفى يا ماما ..
, شهقت جمانة بصدمة هاتفة: بتقولي إييه ؟
, جاءت نور من خلفهم متسائلة: في إيه ؟
, جمانة بصدمة وخوف: ليلی بتقول إن .. إن سيف ٥ نقطة
, هتفت ليلى بخوف: سيف قتل مصطفى ..
, شهقت هي الأخرى بهلع وامتلأت عينيها بالدموع لترتجف قائلة: لأ مستحيل ، إززااي وإيمتى ؟
, ليلى بقلق: قبل شوية شوفته خارج من عنده ، وأنتوا عارفين سيف بيكرهه .. دلوقتي راح أدهم يشوفه ..
, هتفت نور بخوف: لأ كدب ، أنتي عرفتي إزاي ؟! طب هو إزاي قتله ؟!
, ليلى: مش عارفة ، بس **** العليم خنقه أصل مسمعناش صوت خالص ..
, انتحبت جمانة هاتفة: لأ مستحيل اتأكّدوا روحي يا ليلى اتأكدي مستحيل سيف يعمل كده ..
, أومأت ليلى برأسها: حاضر حاضر رايحة أهو ..
, لحقت بها نور وهي ترتجف خوفاً عليه ..
, في الخارج ..
, طرق أدهم الباب بقوة ليفتح مصطفى هاتفاً: وبعدين معاك قولتلك أديتهم لنور ٥ نقطة أدهم ؟!
, تمعّن في النظر إليه هاتفاً به: أنت كويس ؟
, قطب مصطفى حاجبيه: أيوه ليه ؟!
, أزاحه أدهم عن طريقه ليدخل ناظراً حوله بريبة ، هتف مصطفى بحيرة: فيه إيه يا أدهم ؟!
, استدار أدهم له هاتفاً: سيف جه عندك ؟
, مصطفى: أيوه جه مبارح ونام هنا كمان ..
, رفع حاجبيه بصدمة: إزاي ؟!
, هز مصطفى كتفيه: صدّقني أنا اتصدمت زيك ، لقيته مبارح قودامي وقعد هنا كان هيطالع روحي بطلباته ، وبعدين نام ، وقبل شوية صحي ورجع الفيلا ..
, تنهّد براحة ثم ضيق عينيه بحذر: مقالكش جه ليه ؟! ولا تكلمتوا بحاجة ؟!
, مصطفى بتنهّد: أيوه تكلمنا ، هو برضه مش طايقني ولا متقبّلني .. بس جه هنا عشانك ؟!
, همس بدهشة: عشاني أنا ؟!
, مصطفى بهدوء: أيوه ، قالي إنك أنت عايز كده وهو عايزك تسامحه ، وده السبب اللي خلاه يعمل ده عشان ترضى عنه ..
, رمش بعينيه باستيعاب ليبتسم مصطفى هاتفاً: ده نسي كل كرهه ليا وأنه كان عاوز يقتلني بس عشان أنت تسامحه وتحنّ عليه ، أنت محظوظ بيه بجد ..
, لم يُجبه وبقي ينظر نحوه بحذر مفكراً بكلامه ، همّ بالكلام قبل أن يستمع صوت طرق على الباب .. ليتجه أدهم نحو الباب ليفتحه فيجد ليلى بملامح خائفة ونور خلفها تبكي بهلع ..
, هتفت ليلى بخوف: أنت كويس ؟! لقيت الجثة ؟! خنقه خنق صح ؟! أنا كنت حاسة عشان مسمعناش أيّ صوت ودي طريقة سهلة ..
, نظر نحوها بصدمة وهي تدخل أمامه تلتفت حولها بحذر وترقب لتدخل نور الباكية خلفها: قتله ؟ لا لا مش مصدّقة ؟!
, دخلت ليلى إلى الصالة يتبعها أدهم المصدوم ونور الباكية لتجد مصطفى واقفاً أمامها ، تراجعت صارخة بهلع: يا مامااا عفرييت ؟!
, مصطفى بدهشة: فيه إيه ؟!
, اقترب أدهم هاتفاً بتهكم: ده المرحوم مصطفى ياليلى هانم ..
, رمشت بعينيها بتوتر هاتفة: مصطفى أنت لسّا عايش ؟!
, مصطفى بذهول: عايش ؟! ليه مين قالك إني موتت ؟
, تدخّلت نور باكية: ليلى قالت إن سيف قتلك ، قال خنقك .. شهقت هاتفة ببكاء: هو سيف قتلك بجد ؟
, رمش بعينيه بغير استيعاب ليشدّ أدهم شعره هاتفاً: أه قتله مش شايفاه مقتول قودامك وسايح بدمه ؟!
, ليلى بقلق: لأ مفيش ددمم ولا حاجة هو خنقه خنق بإيده ؟!
, أدهم بغضب: أه سوري معليش اتلخبطت .. أهو الجثّة قودامكوا شايفينها ؟
, ليلى: جثة إيه أنا مش شايفة حاجة ؟!
, ضيّق مصطفى حاجبيه بغضب: أنتوا قتلتوني ؟! أنتوا بتفاولوا عليا ؟!
, نظرت نور نحو ليلى بغضب لتبتلع الأخرى ريقها هاتفة بقلق: مليش دعوة أنا شوفت سيف خارج من عندك قولت أكيد قتلك م هو مينفعش أنت وسيف تجتمعوا فمكان واحد من غير م يبقى فيه قتلى وجرحى ..
, همس مصطفی من بين أسمانه: أدهم شيل مراتك من هنا أصل جناني هيطلع كمان شوية ومش عايز أئذيها ..
, هتف أدهم بغضب: م تئذيها ياخويا و**** مش هتكلّم ..
, هتفت ليلى بخوف: بتقول إيه يا أدهم إخس عليك ..
, دخلت جمانة بلهفة هاتفة: مجيتوش طمّنتوني لييه يا ولاد ، مصطفى ؟ مصطفى أنت كويس ؟!
, وسّع أدهم عينيه ناظراً نحو ليلى: يومك أسود .. أنتي كدبتي الكدبة وصدّقتيها وقولتيها للكل برضه ..
, همست بخوف: أنا كنت بمهّد الموضوع بس عشان متكونش صدمة كبيرة ..
, هتف أدهم بهدوء: محصلش حاجة يا ماما اتطمّني دي كنّتك المصونة يمكن معاها سخونية ولّا حاجة ..
, هتفت ليلى: لأ أنا الحمد**** تمام ..
, أمسكها من ذراعها يسحبها خلفه بغضب: نهار أبوكي مش فايت ياليلی ..
, ليلى: طب أبويا مين بقا مش أما تكون عارفه الأول م تتكلّم عدل ٦ نقطة سيبني ياعم أنتي ساحب وراك جاموسة ؟!
, اتجهت جمانة خلفهم مجفّفة دموعها: **** يسامحك يا ليلى وقعتي قلبي ..
, بقيت نور مكانها تمسح دموعها بظاهر يدها ، ومصطفى ينظر نحوها بحنان مُتجاوزاً صدمته .. نظرت حولها مُدركة بأنها قد بقيت معه وحدها ..
, التقت عيناهما ليقترب منها ببطء ، تراجعت إلى الخلف بخوف ليتوقف مكانه: خلاص إهدي ..
, ابتلعت ريقها باهتزاز ليهتف بحنان: كنتي بتعيطي ليه ؟!
, رفعت نظرها نحوه لتشيح بوجهها عنه .. همس بحب: كنتي خايفة عليا ولّا على سيف ؟!
, رمشت بعينيها وفركت يديها بتوتر .. عضّت شفتيها بارتجاف هامسة: عليكوا أنتوا التنين ..
, لمعت عينيه هامساً: أنتي مش هتتبسطي لو أنا موتت ؟!
, رفعت رأسها نحوه فجأة وكأنّ الفكرة قد صدمتها وأوجعتها لتهز رأسها بالنفي سريعاً ، ليرفرف قلبه بأجنحة السعادة ..
, التفتت تريد الذهاب ليهتف: نور ؟!
, توقّفت مكانها ليقترب خطوة هامساً: مصحاليش قبل كده أقولهالك .. أنا آسف يا نور بحد آسف .. كنت معمي وقافل عقلي خالص .. سامحيني ..
, ضغطت على شفتيها أكتر حتى أدمتها لتسمعه يُتابع: بس رغم كل ده أنا حبيتك بجد ، إحساسي كان زي إحساسك .. فاكرة أما كنتي تقوليلي إني بفكرك بأدهم ؟! وإن أما تقعدي معايا بتحسي نفسك كأنك معاه ؟!
, لم تجبه ولاحظ ارتجاف جسدها أراد التوقف ولكن ربما لن يجد مثل هذه الفرصة ليتابع: أنا برضة حسيت كده ، كنت حاسس إنك حتة مني ، فاكرة أما قولتلك إني أوقات بحسك أختي وأمي ؟ بحس معاكي بالإحتواء والحنان اللي كنت مفتقده ..إحنا التنين حسينا كده ، الدم مبعمروش تحول لمية .. إحنا من ددمم واحد .. وأنا ٥ نقطة أنا فرحان فرحان أووي بجد .. وعاوزكوا أنتوا كمان تفرحوا كده ..
, صمت قليلاً ليغصّ صوته هامساً: فرحان عشان بقا ليا أهل وأخوات ، عاوزكوا تحبوني زي م بحبكوا .. مش طالب أكتر من كده ..
, رفع نظره نحو جسدها المرتجف ، ليهمس: سامحيني يا نور ..
, مسحت دموعها التي عادت للنزول مجدداً يغزارة ، فكرة فقدانه لم تتحملها أبداً .. تريد مسامحته والتقرّب منه واحتضانه ولكن جسدها يأبی ذلك ، ترتجف وترتعش بخوف .. مازالت لم تُشفى بعد من تهيّئاتها وكوابيسها ، مازال جسدها يحتاج وقتاً للتعافي والشفاء ..
, همست بضعف: أنا ، أنا مش زعلانة منك ، أنا مش عارفة ..
, همس بلهفة: قوليلي ، قولي كل حاجة بقلبك ٣ نقطة
, همست بشرود: كنت بكرهك ، وبتمنى أقتلك ، بس ٣ نقطة بس بعدين مش عارفة يمكن قلبي مش عايز .. أنا ، أنا مش بكرهك دلوقتي مبتمنّاش تتأذى ، أما بتخيل أنك موتت قلبي بيتقبض مش عايزة أحس بالإحساس ده .. مش عارفة لو سامحتك أو لأ بس اللي بعرفه إني عاوزة ده ، عاوزة ده أكتر منك عشان أنا أرتاح ..
, ابتسم بحب ودموعه ملأت عينيه وهو يتابع كلامها وهي مازالت تُدير ظهرها له ، همست أخيراً بخفوت: بس .. مفيش أخت بتفضل زعلانة من أخوها ، أنت زي م قولتلك كنت تحسّسني أنك شبه أبيه أدهم .. يمكن مرت فترة كنت بشوفك وحش .. بس دلوقتي لأ ، لو إنك كده مكنش أبيه أدهم سامحك وقعّدك عندنا ومكنتش ماما سامحتك ..
, همس بصوت خافت: أنا مش وحش ، أنا عايزكوا معايا بس ، عايز أقضي باقي حياتي معاكوا ..
, عضّت على شفتيها هامسة : أنا اللي عارفاه إن بقا ليا أخ تالت ، أبيه أدهم وسيف و٤ نقطة وأبيه مصطفى ..
, نظر نحوها بعيون دامعة غير مصدقة ليردّد بذهول وغصة داخله: أا أبيه ؟!
, لم تُجبه ولم تلتفت له ، فقط اتجهت بخطوات سريعة مرتبكة نحو الباب لتفتحه مُهرولة إلى الخارج بسرعة تُريد الخلاص من هذا الموقف الذي أخذ الكثير من أعصابها وخلخل تماسكها وقوتها ..
, فيما بقيَ هو مكانه مصدوماً ، دموعه تنهمر ، لم تكن دموعه تخرج بسهولة ، فقط عند أصعب المواقف فقد نمی على الحقد والظلم والقسوۃ .. لم يدرِ بأنه سيأتي عليه يوم يبكي به على أقل موقف ، ولكنه راضٍ ، راضٍ تماماً ولو بكى كل يوم .. ف هو يبكي على شيء يستحق ، على أناسٍ يستحقّون دموعه فعلاً ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, جلس مع أصدقائه في أحد المطاعم ، وقد كان يحكي لهم كل ماحصل معه ..
, هتف كرم: كده كويس ، حاول تاني يا سيف يمكن تتقبّله ..
, سيف بضيق: مش عايز أتقبله أنا بس عايز أدهم يعرف إني بحاول ..
, صرخ أمير بغضب: نعم ياخويا ؟ إحنا تكلّمنا في إيه قبل كده ؟ مش قولنالك هتحاول عشانك الأول مش عشان أدهم .. أنت فاكر يعني أما يسامحك وبعدين يعرف إن كل ده كان تمثيل فكرك هيعمل إيه وقتها ؟؟
, زفر سيف هاتفاً: مش قادر ..
, تكلم كرم بهدوء: طب مصطفى عمل إيه ، خانقك ؟ حسيته بيكرهك أو عايز يئذيك ؟
, سيف: لأ ..
, كرم: يبقى أنت ليه متحاولش بجد .. هو باين أنه ندم فعلاً ليه متديهوش وتدي نفسك فرصة تتقربوا من بعض ..
, سيف بهدوء: مش قادر إنسى ..
, كرم: ومين قالك تنسى ؟ محدش هينسى بس لازم تتخطّوا اللي حصل .. هو صح غلط بس أي حد بيغلط ، أنت غلطت قبل كده بليلى ودلوقتي بأدهم أوقات الكلام بيئذي أكتر من الأفعال ياسيف ، فكرك ليلى نست اللي أنت قولتهولها ؟ هي بس تخطّت ده وسامحتك عشان بتحبك وبتعتبرك أخوها .. وأنت ده اللي هتعمله هتحاول تتخطى اللي حصل وتتقرب منه مش ممكن تتفاهموا وتحبوا بعض ؟
, أمير: كلام كرم صح ، أنت بس خفف عنادك وهبلك شوية وكل حاجة هتمشي تمام ..
, تأفف سيف بضيق ثمّ ابتسم باتساع عندما رأى مرة تدخل من باب المطعم برفقة صديقاتها ..
, اقتربت مروة مع إسراء وسهى هاتفة: عاملين إيه ؟
, سيف: مرمر وحشتيني تعالي ..
, جلست قربه لتجلس سهى قرب أمير وإسراء بجانب كرم ..
, هتفت إسراء: إيه ده مطلبتوش أكل أنا واقعة جوع ..
, ابتسم كرم هاتفاً: كنا مستنين حضراتكوا ..
, اقترب سيف من مروة ممسكاً بيدها هاتفاً: وحشتيني يا مرمورة قلبي ..
, ابتسمت بخجل هاتفة: وأنت وحشتني بقالك زمان مبتجيش الكلية حضرتك ..
, سيف: لأ متقلقيش هروح بكرا أنا وكوكو ..
, تحمحمت سهى بصوت عالٍ .. لتنتبه لها مروة وتسحب يدها من سيف الذي هتف: وده أسمه إيه إن شاء **** ؟!
, هتفت إسراء: أصل سهى **** يجزيها الخير ، أدتنا كام درس في الأمور دي ..
, رفع كرم حاجبيه: درس إيه ؟
, تحمحمت مروة هاتفة: اتفقنا إن ده يكون حب عُذريّ لغاية م نتزوّج ..
, كرم: حب عذرك إزاي ياختي ؟
, ضحكت سهى موضّحة: ده عذريّ يعني من بعيد لبعيد كده ..
, نظر نحوها سيف هاتفاً: وأنتي مالك عذري ولا عذرك أهو الموكوس ده نفذي دروسك وفلسفتك عليه ..
, هتف أمير: بس ياسيف ، برافو عليكي يا سهى يا حبيبتي ..
, ابتسمت معدلة من جلستها لتهمس لأمير: ها يا أميير قولت إيه ؟!
, أمير: في إيه ؟
, سهى: أميييرر ، في أخويا وتغريد ..
, أمير بهدوء: تغريد لسا صغيرة يا سهى ولسا بتدرس ..
, سهى: طب عادي م هو بيتخطبوا دلوقتي وبعد سنة يتزوّجوا وهتكمل دراستها موسى مش هيمنعها خالص ..
, أمير: لأ يا سهى ، أنا عايزها تكمل دراستها وهي تختار بنفسها ، هي لسة صغيرۃ ..
, سهى: مش صغيرة ولا حاجة على فكرۃ هي برضه بتحبه متقوليش إنك مش واخد بالك ؟
, أمير بتنهد: أيوه عارف بس..
, قاطعته هاتفة: عشان خاطري يا أمير ، موسى أول مرة بشوفه فرحان وعينيه بتلمع كده هو بحبها أووي ، خلاص وافق وأما ينتهي الترم ده يتخطبوا قولت إيه ؟!
, صمت قليلاً لتحثّه على الكلام فيهتف: خلاص هفكر ..
, سهى: كمان عاوز تفكر ، خلاص أنا هقول لموسى أنك موافق ..
, زفر بضيق هاتفاً: ماشي ماشي بس مفيش خطوبة دلوقتي أبداً ..
, أومأت برأسها بابتسامة قبل أن تنتفض على سيف وهو يضرب الطاولة هاتفاً بغضب: وأنا قولت لأ يعني لأ ..
, ضربت مروة الطاولة هي الأخرى صارخة: وأنا قولت هشتغل يعني هشتغل أنت مش من حقك تمنعني ..
, نظر نحوها بعصبية: لأ من حقي لتكوني شايفاني قفص جوافة قودامك ، أنا خطيبك يا أنسة واللي أقوله هتمشي عليه ..
, نظرت نحوه بحدة: لأ اللي بقوله أبويا همشي عليه وبابا موافق يبقى أنت مالك ؟
, سيف: أمال بتقوليلي ليه دلوقتي طالما أنا مليش لازمة ؟
, مررة: عشان يكون عندك علم .. وأنا بقولك أهو أنا هشتغل يعني هشتغل يا سيف ..
, كاد يهتف ليصرخ به أمير: مش كفاية بقا يا سيف ؟ الناس بتبص علينا خلصنا أنت وهي ..
, هتفت مروة بقهر: هو اللي مش عايز يفهم فيها إيه لو اشتغلت وكسبت خبرة ، بعدين أنا مش هشتغل مع حد غريب ده هي شركة أخوه وهكون مع سهى برضه ..
, سهى: لا اسمحلي يا سيف ملكش حق ، أنت معترض ليه ..؟
, سيف: كده ومحدش يناقشني خطيبتي وأنا حر ..
, هتف أمير: لأ مش حر يا سيد سيف ، هي زي م قالت ملكش حكم عليها دلوقتي ، من واجبها تخبرك وتديك علم بس قرارات زي دي طالما باباها موافق يبقى أنت متدخّلش ..
, نظر نحوه هاتفاً: وأنت مالك ؟ خليك فحالك يا أمير ومتدخلش ..
, هتف كرم: كفاية بقا يا شباب وطوا صوتكوا فضحتونا .. وأنت يا سيف متقولش حاجة تندم عليها بعدين ..
, نظر نحوه هاتفاً: أندم عليها ؟! دلوقتي بقا كل كلامي غلط وهندم عليه ؟
, إسراء بهدوء: سيف افهم الأول هي مش عايزة تشتغل بس عشان الشغل والخبرة هي..
, قاطعها هاتفاً: عارف وأنا بقولها مفيش شغل ولو عايزة حاجة تطلبها مني مش تروح تشتغل كده ..
, هتف أمير بغيظ : تطلبها منك ؟ ليه الباشا بيشتغل إيه ؟
, نظر نحوه هاتفاً: أمير لآخر مرة بقولك متدخلش ..
, نهضت مروة تُمسك حقيبتها لتخرج من المطعم ..
, هتف كرم بإسراء: إلحقيها يا إسراء متسيبيهاش لوحدها ..
, أومأت برأسها وهي ترمق سيف بنظرات غاضبة ..
, نظر كرم نحو سيف: عاجبك كده ؟
, أشاح بوجهه وهو يهز برجله بتوتر وضيق ..
, خرجت من المطعم وهي تبكي واتصلت بليلى ما إن أجابتها حتى هتفت ببكاء: ليلى ؟!
, هتفت ليلى بخوف: فيه إيه مالك ؟
, مسحت دموعها ووقفت في الشارع: سيف موافقش .. وتخانقنا ..
, ليلى بضيق: كنت حاسة إنه مش هيوافق .. معليش يا حبيبتي أهدي كده وتعالي عندي نتكلم ، سيبيه شوية بعدين حاولي تتكلمي معاه تاني ..
, هتفت: لأ مش عايزة ، بابا موافق يبقی هو يمنعني ليه ..؟
, اقترب أدهم مقطباً جبينه وهو يستمع لكلام ليلى ليُشير لها بسؤال فتهمس: سيف موافقش قولتلك مش هيوافق ..
, فكر قليلاً ثم فتح يده أمامها لتضع بها الهاتف فيضعه على أذنه ليسمعها تقول ببكاء: أنا مش هتكلم معاه تاني يوافق أو ميوافقش براحته ..
, هتف أدهم بهدوء: طب كفاية عياط زي العيال وبكرا تعاليلي الشركة نتفق على دوامك عشان ميأثرش على كليتك ..
, صمتت قليلاً بتوتر ثم هتفت: حاضر ببس .. أا سيف ؟
, هتف مجيباً: ملكيش دعوة بالبيه ده ، المهم أنتي عايزة تشتغلي ومفيهاش حاجة دي ..
, هتفت بخوف: طب ولو عرف ؟
, همس بسخرية: يوافق ميوافقش براحته مش ده كلامك ياختي ؟!
, همست بتردد: أيوه بس يعني ..
, زفر قائلاً: خلاص أنا هتصرف ، معاكي بكرا بس لو مجيتيش مفيش شغل ..
, ابتسمت بهدوء: ماشي أنا متشكرة ..
, ابتسم هاتفاً: بس ياختي خدي صاحبتك أهي ..
, أعاد الهاتف لليلی المبتسمة قائلة: هااا هتشتغلي ؟
, مروة: أيوه **** يستر بقا ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, دخل سيف إلى القاعة راكضاً ليجد الدكتور واقفاً أمامه يشرح للطلاب الذين يملؤون المكان ..
, هتف سيف بأنفاس لاهثة: صباح الخير يا دكتور معليش تأخّرت متآخذنيش ..
, دخل بدون أن يستمع لإجابته ليهتف الدكتور بغضب: أنت يالا داخل فين هي زريبة اطلع بررا ..
, نظر نحوه سيف بتفاجؤ وعاد بخطوات هاتفاً: فيه إيه يا دكتور داخل المحاضرة **** !
, صرخ به بغضب: جاي متأخّر أكتر من نص ساعة وعايز تدخل ؟ اطلع برا يلا متضيّعش وقت على زمايلك ..
, هتف سيف بابتسامة: مفيهاش حاجة يا دكتور ، مش بقولوا أن تصِل مُتأخّراً خيرٌ من أن لا تصل أبداً .. أهو ده أينشتاين اللي بقولها مش أنا ؟!
, وسّع عينيه هاتفاً: أنت مسمعتنيش بقولك برا !؟ تطلع قبل م أعمل حاجة مش هتعجبك ..
, لوى سيف فمه هاتفاً: طب كلها نصّاية بس تأخير بعدين كل الحق على كوكو هو مصّحانيش .. ولا يا كوكو مصحيتنيش ليه يالا كده فوّتت عليا المحاضرة المهمة دي ؟!
, أخفض كرم رأسه مُتمتماً: **** ياخدك هتضيّعلي مستقبلي ..
, صرخ الدكتور بغضب: قولتلك بررا .. ومين بقا كوكو ده ؟!
, هتف سيف بابتسامة مُشيراً إليه: أهو اللي قاعد ورا أمّ الأحمر هناك .. مصحّانيش بدري طب ينفع كده يا دكتور ؟!
, نظر الدكتور نحو كرم ليراه يُخفض رأسه مُتصنّعاً عدم الإهتمام ليهتف: أنت يا سيد كوكو ولّا عو عو اطلع بررا ..
, وقف كرم بتردّد هاتفاً: ليه يا دكتور أنا معملتش حاجة ..
, هتف الدكتور: كفاية إنك صاحب المُختلّ ده يلّا برا متضيعش وقتي على الفاضي ..
, ابتسم سيف باتساع ليهتف: هي مروة فين برضه مصحّتنيش ليه ؟؟
, اقترب منه كرم بغيظ مُتمتما: هتصحّيك ليه مش متخانقين .. أنا هوريك اصبر عليا ..
, هتف الدكتور ناظراً نحو الطلاب: مين مروة دي كمان ؟
, هتف سيف: لا لا هي مصحيتنيش عشان إحنا متخانقين ، معليش كنت ناسي .. طب م تدخّلني طيب يا دكتور أنا صاحي وجاي الكلية عايز أبني مستقبلي وحياتي سيبني تكسب بيا ثواب ..
, سحبه كرم يُخرجه بعصبية فيما احتدّت عيني الدكتور غضباً ليهتف: تعال هنااا ..
, ابتسم سيف هاتفاً: حبيبي أنا قولت إنك طيب مش زي الدكتور اللي قبلك أعوذ ب**** تقول مراته مجننته وجاي يطالع جنانه علينا ..
, صرخ الدكتور: أنت اسمك إييه ؟!
, هتف سيف بفرح: أسمي سيف ناديلي سيفو إحنا بقينا صحاب .. بس أنت معرّفتش على نفسك ، خلاص متقلقش أنا عارفك أنت اسمك عاصم ٣ نقطة أو عصام ..!
, همّ الدكتور بالكلام ليهتف سيف سريعاً: أااا خلاص عرفت أنت مُعتصم أيوه معليش اتلخبطت شوية .. سمع ضحك الطلاب من حوله لينظر نحو الدكتور هاتفاً بحذر: أاا عصمت ؟؟ مم ثانية بس أوعي يكون أسمك إعتصام ؟!
, لطم كرم وجهه مُنتحباً فقد علم بأن هذه المادة ستبقى معه ليوم الدين ..
, صرخ الدكتور فاتحاً دفتره هاتفاً: اسمك الكامل إيه ؟! سيفو إيه ؟!
, انفجر سيف ضاحكاً ببلاهة وجميع الطلاب من حوله تعالى ضحكهم ليضرب الدكتور بيده على الطاولة: بسسس إيه قلة الأدب دي فاكرين نفسكوا ببيت أبوكوا ؟!
, نظر نحو كرم الواقف بغيظ ليهتف: قول اسم صاحبك واسمك حالاً ..
, ابتلع كرم ريقه هاتفاً: معليش يا دكتور المرة دي بس ع٤ نقطة
, قاطعه هاتفاً: هتقول أساميكوا ولا تلاقوا نفسكوا حالاً مفصولين ؟
, هتف سيف: إهدا يا إعتصام شوية **** .. خلص يا كوكو قولّه أسامينا اللي قاتل نفسه عليها دي ..
, هتف كرم باسمه وأخبره بعدها اسم سيف الواقف مكانه بفخر ..
, نظر نحوهم الدكتور هاتفاً: أنتوا التنين مش عايز أشوف خلقتكوا في محاضرتي بعد كده فاهمين ؟! وادعوا أوووي إنكوا تنجحوا السنة دي يلّا برررا ..
, هتف سيف بهدوء: م إحنا دايماً بندعي الحمد**** ، و برضه جوجو بتدعيلي أنت عارف قلب الأم بقا وكده ٥ نقطة
, سحبه كرم من ذراعه بقوة ليُخرجه من القاعة .. جرّه ورائه في الرواق الطويل ليصرخ سيف: فيه إييه يا كوكو ؟ مالك ده بعد م ريّحتك من محاضراته اللي هتاخد أكتر من تلت ساعات ولا هتفهم منها حاجة ؟!
, وقف صارخاً به: أنت حمااار غبي ؟! عارف عملت إييه ؟! إحنا خلااص سقطنا السنة دي كمان كله بسببك .. ده بيدينا مادتين على فكرة مش مادة واحدة .. وعلى قولته ادعي إنك تنجح ..
, تركه ذاهباً من أمامه ليعود له من جديد صارخاً: أنت مالك ومالي ؟! صحّيتك فوق المليون مرة .. بعدين أنت اتجننت كنت هتورّط مروة معاك .. الحمد**** إنها مش موجودة ..
, رمش سيف هاتفاً: لا متقولش كده هننجح متخفش ..
, هتف كرم بغيظ: أه هننجح في المشمش ، منك لله ..
, سار سيف خلفه خارجاً وهو يُحاول إرضائه بغير فائدة .. وقف مكانه فجأة هاتفاً: أوبااا إيه ده خناقة ؟
, ابتسم باتساع ساحباً كرم من ذراعه: خناقة يا كرم تعااال نتفرج ..
, حاول سحب ذراعه منه هاتفاً: إبعد يا سيف مش ناقص غباوة ..
, وقف سيف مقطباً حاجبيه ليهتف فجأة: دول مش شلة تامر ؟
, نظر كرم نحو الشّجار بين مجموعة من الشباب ليهتف: أيوه الطويل هناك صاحبه كنت بشوفه معاه دايماً .. إيه ده رأفت ..؟
, نظر نحوه هاتفاً: رأفت مين ؟!
, كرم بغضب: رأفت ده طالب جديد اتنقل الترم ده ، لسا سنة أولى ٣ نقطة ومن وقت شافوه وهما عاملينه شغلتهم علطول كده ..
, سيف: ليه ؟!
, كرم: عشان مرة تخانق مع تامر وأكيد السيد تامر مش بيسكت .. **** ياخد الأشكال اللي زي دي ..
, ضغط سيف على قبضتيه متجهاً نحوهم بغضب .. فإن كان يكره شيء في حياته فهو الظلم والتنمر ..
, اقترب من أحدهم وقد كان يضحك ساخراً على المدعو رأفت وقد التفّ حوله هو وأصدقائه .. نكزه سيف بإصبعه بهدوء وما إن التفت له حتى تلقى لكمه في أنفه جعلته ينزف ..
, صرخ الشاب بغضب: أنت تاااني ؟! أنت فاكر تامر هيسكتلك لأ انت متعرفوش .. حاول لكمه ليُعاجله سيف بلكمة أخرى هاتفاً: طب قوله إني مستنيه ولو كان راجل يواجهني ..
, التفت الإثنين الآخرين باتجاه سيف لمعاونة زميلهم ، تراجع سيف رافعاً قبضتيه وهو يهتف: لااا إحنا متفقناش على كده ، الكثرة تغلب الشجاعة ..
, احتدّ الشجار بينهم ليتدخّل كرم سريعاً بعدما تلقى سيف لكمه في وجهه ..
, حاول بعض الطلاب فكّ الشجار ليُطلبوا أخيراً إلى عميد الكلية ..
, وقف سيف مربّعاً ذراعيه إلى صدره ناظراً نحو الثلاثة أمامه بتحدّي ليضرب العميد المكتب أمامه هاتفاً: أنتوا مش هتخلّصونا من مشاكلكوا بقا ؟!
, نظر سيف نحوه: هما اللي بدأوا ..
, هتف أحدهم: أنت مالك ؟! أنت اللي اتدخلت بينا عامل سبع الرجالة ..
, سيف ببرود: و**** اللي زيكوا عايزين أكتر من كده .. بس لو سابوني عليكوا كنت طعميت جثثكوا للكلاب ..
, صرخ العميد بذهول: أنت يا سيف ، أنت مش هتتعدّل أبداً ؟!
, هتف سيف قائلاً: مش قبل م عدّل الكللابب دول وربيهم كويس ..
, هتف بهم العميد: أنتوا فاكرين كل مرة هتفلتوا ، المرة دي مش هقبل غير بفصل ..
, هتف كرم: يا دكتور إحنا كنا بنساعد رأفت ، هما من وقت اللي جه وعاملين عليه عصابة ..
, صرخ العميد: أه وأنتوا الملاك الحارس بتاعه ؟!
, خلاص كفاية ..
, اقترب منه أحد الدكاترة هامساً بأذنه لينظر بعدها العميد نحوهم هاتفاً: االدكتور اتدخّل عشانكوا ، كنت عايز أفصلكوا من الكلية خااالص .. بس هكتفي بفصل مؤقّت عشانه بس .. بس مش قبل م توقعوا تعهّد بعدم حصول كد مرة تانية ..
, أنت يا مازن أنا عارف إن والدك مسافر بس الدكتور حاتم قرّر يكون وليّ أمرك المرة دي بحكم القرابة ..
, تمتم سيف بسخرية: أه قول كده من الأول ، قرابة ..
, نظر نحوه العميد وقد استمع له ليرمقه بنظرات حادة : هتفضلوا هنا لغاية م ييجوا أولياء أموركوا م إحنا فاتحين حضانة هنا الحمد**** ..
, نظر نحو سيف هاتفاً: أنت من زمان كان لازم تتفصل ودلوقتي هكلم أدهم بيه ..
, توترت معالم سيف فجأة ليهتف: لييه طيب ؟ أدهم مش هناا أصلاً ..
, العميد: أنا عارف شغلي كويس ..
, هتف سيف بارتباك: طب هو ، اسمع هو لازم أدهم يعني ، مش بتقبل حد تاني من أهلي ؟!
, تكتّف العميد هاتفاً: حد زي مين يعني ؟!
, فكر سيف ناظراً نحو كرم الذي يشتمه بداخله ليهتف: أخويا التاني هكلّمه دلوقتي إيه رأيك ؟
, قطب العميد حاجبيه بغضب: أخوك تاني إيه أنت فاكرني مش عارف إن ملكش غير أخوك أدهم بيه ؟!
, لوّح سيف بذراعيه هاتفاً: لا و**** وطلع عندي أخ تاني وحياة عينيك دول .. ولو عايز أما ييجي تأكد من بطاقته ..
, العميد: كلمه خلصني .. وأنت يا كرم ؟!
, هتف كرم: ااا ز زي العادة يا دكتور أخوه أخويا ، أبويا أداه الصلاحية أنت عارف ..
, أومأ برأسه ليخرج سيف واقفاً أمام المكتب .. هز قدميه بتوتر ليتبعه كرم هاتفاً: هتكلم مصطفى ؟!
, نظو نحوه هاتفاً: معنديش حل تاني ، مش ناقص أطيّن الدنيا مع أدهم أكتر من كده ..
, رفع هاتفه بتردد يتصل به ليجيب مصطفى: نعم ؟!
, ابتلع ريقه هاتفاً بتردد: مصطفى الكلب أنا سيف ..
, قطّب مصطفى حاجبيه تاركاً الملف الذي بين يديه وهو جالس في مكتبه في الشركة .. ليهتف باستغراب: سيف ؟! بتكلمني ليه ؟!
, سيف: مش عشان سواد عينيك اتطمن ، احم اسمع أنا واقع بمشكلة عايزك تيجي تخرّجني منها زي الشعرة من العجين ..
, ضربه كرم بكتفه هاتفاً: اسكت يا سيف هو إحنا بالقسم وهو محامي م تتكلّم عدل في يومك ده ..
, هتف مصطفى: مشلكة إيه مالك ؟!
, سيف: بص أنا في مكتب العميد هو هيفصلنا أنا وكرم وعايز وليّ أمرنا يوقّع تعهد ولّا حاجة ..
, صمت مصطفى باستغراب ليهتف: وأنت عايزني أنا أجي ؟! طب مقولتش لأدهم ليه ؟
, صرخ سيف بغضب وحقد: م أدهم مش بيكلّمني بسببك هفضل أقولها لحد إيمتى .. أنت واطي أنت اللي خليته يخاصمني كنت قولتله ومطلبتش حاجة منك خاالص ..
, ضغط مصطفى على قبضته هاتفاً: خلاص هاجي متقلقش ..
, هتف سيف: هتيجي غصباً عنك أصلاً مش بمزاجك .. وتعال بسرعة متتأخرش .. أنا خايف العميد الحيوان يكلّم أدهم مش عايزه يعرف باللي حصل ..
, أغلق الهاتف بوجهه ليجد كرم ناظراً نحوه بغضب: م تعلّي صوتك أكتر وسمّع الدنيا والعميد برضه ..
, بعد أكثر من نصف ساعة .. خرج مصطفى برفقة سيف وكرم من غرفة العميد ..
, ليهتف كرم: متشكر يا مصطفى ..
, مصطفى بابتسامة: مفيش داعي للشكر ..
, هتف سيف: أكيد أصلاً ده واجبك تعمل كده وأكتر من كده ..
, نظر كرم نحوه ليهتف: أنا رايح البيت سلام ..
, سيف: رايح فين خليك شوية ..
, كرم وهو يُحاول أن يترك لهم مجالاً للحديث: لا مقدرش هروح أبويا محتاجني سلام ..
, وقف سيف مكانه لينظر نحوه مصطفى هاتفاً: مش هتمشي ؟!
, هتف سيف بغضب: وأنت مالك ؟! عملت اللي عليك ي**** بقا امشي من وشي ..
, تنهّد مصطفى بضيق قبل أن يبتسم قليلاً هاتفاً بالرجل الذي أمامه: دكتور عامر عامل إيه ؟!
, اقترب الدكتور يُصافحه هاتفاً: الحمد**** أخبارك إيه يا مصطفى ، وإيه أخبار آدم ؟! أنت بتعمل إيه هنا ؟!
, أومأ برأسه بابتسامة: الحمد**** كويسين وأهو مطحونين بالشغل .. جيت هنا علشان مشكلة حصلت مع أخويا وكنت بشوف اللي حصل ..
, هتف الدكتور: إيه ده أنت ليك أخ هنا ؟!
, أومأ مصطفى برأسه ليلتفت نحو سيف بجانبه ، قطّب حاجبيه بحيرة ليعود ويلتفت ورائه فيجد سيف يختبئ خلفه .. قطّب جبينه باستغرب ليجذبه قربه هاتفاً: أه ده سيف أخويا ..
, توسّعت عيني الدكتور غضباً ليهتف: الحيوان ده يبقى أخووك ؟!
, هتف سيف: حيوان إيه م تحسّن ألفاظك عيب عليك أنت دكتور مُحترم ..
, نظر نحوهم مصطفى بذهول ليهتف: أنتوا تعرفوا بعض ..
, هتف سيف: أيوه ده الدكتور إعتصام طردني من محاضرته النهارده من غير م أعمل حاجة ، ده فوق م جيت وعاملّه قيمة وعايز أحضرله ..
, هتف الدكتور بغضب جامح: أنت قليل أدب فعلاً .. اسمع يا مصطفى أخوك ده مش متربي يا ريت تشوف شغلك معاه ، وأنا من دلوقتي بقولك ممنوع يتقدّم على الإمتحان بالمواد اللي أنا بدرّسها ..
, هتف مصطفى: إهدا يا دكتور عامر في إيه بس ..؟
, تمتم سيف: عامر ؟! مش لابقلك أبداً الصراحة ..
, هتف الدكتور بغضب: مفيش داعي نتكلم أنا خلاص الكائن ده مش هيدخل على الإمتحان بموادي ، وانتهينا .. ابقا سلملي على آدم .. سلام ..
, نظر مصطفى نحوه بذهول ثم نظر نحو سيف الذي يمسح على خصلات شعره معدّلاً ملابسه بغير اهتمام .. هتف به: فيه إيه ؟!
, مشى سيف خارجاً أمامه: مفيش دكتور قليل أدب سارق شهادته مش عارف منين ..جاي يتدّكتَر علينا ..
, تبعه حتى وصل إلى سيارته: جاي يعمل إيه ؟!
, هتف سيف: يعمل علينا دكتور وهو مبيفهمش واحد زائد واحد يساوي إيه ؟! ده شايف نفسه أنه بيدي ماديتين م غيره بيدي تلاتة أربعة ..
, مصطفى: خلاص يا سيف ممكن تفهّمني فيه إيه وليه هو متعصب كده ؟
, سيف بغضب: لأنه غبي ودماغه جزمة ومُتعصّب وهمجي فاكر إن لو منعني من تقدمة الإمتحان كده هيكسرني ، بس لأ ده بعينه ..
, ابتلع مصطفى ريقه هاتفاً: بس يا سيف ..
, سيف: ليه عشان بقول الحقيقة ، ده غبي وحيوان واللي أغبى منه اللي أداه الشهادة وعمل منه دكتور ..
, هتف الدكتو من خلفه: متشكّر لذوقك جداً يا سيف بيه ، عموماً إحنا هنتقابل كتيير أووي ..
, توسّعت عيني سيف وهو يرى الدكتور يتجه نحو سيارته ليهمس لمصطفى: أنت مقولتليش أنه ورايا لييه ؟! طب مش تزمّر ولّا تقول إحم إحمم ؟
, زفر مصطفى: م انت اللي بتتكلم كده بصوت عالي ومش حاسب حساب حد .. أهو برافو عليك سقطت السنة دي بجد ..
, همس سيف بتوتر: طب مش أنت عارفه وسلّمت عليه وكده م تكلمه ..
, نظر نحوه بغضب: أكلّمه إزاي بعد اللي سمعه منك دلوقتي .. بعدين أنا مش عارفه أووي يا دوبه شوفته مرة مرتين مع آدم اللي بشتغل معاه ..
, هتف سيف: يبقى كلّم اللي آسمه آدم ده وقوله يكلمه ..
, نظر نحو بغضب ، ثم صعد سيارته هاتفاً: اطلع ..
, اقترب سيف بغير شعور يفتح الباب بجانبه ليستقل السيارة وقبل أن ينطلق مصطفى صرخ سيف: اقف عندك نزلني يا حيوان انت واخدني فيين ؟!
, نظر مصطفى نحوه ليهتف سيف وهو ينزل: أنا عندي عربيتي مش محتاجك امشي من هنا بقا ..
, هتف مصطفى: سيف اطلع هنبعت حد يجيب عربيتك خلينا نتكلم شوية ..
, نظر نحوه بعصبية: أنت آخر حد اتكلم معاه فاهم ؟!
, هتف مصطفى: يبقى أنا هقول لأدهم كل حاجة حصلت دلوقتي .. وهقوله إن الدكتور قال عليك قليل أدب ومش متربي ..
, نظر سيف نحوه صارخاً: استرجي قول كده وأنا أقتلك ، مش كفاية كل اللي حصلي بسببك ؟!
, زفر مصطفى هاتفاً: طب اطلع مش هقوله لو طلعت ، وبعدين أنا عايز أساعدك برضه ..
, وقف سيف مكانه ناظراً حوله وهو يُفكّر وبعد أكثر من ربع ساعة كادت بها أعصاب مصطفى أن تتفتّت ، تنازل أخيراً وصعد مجدداً جالساً قربه بصمت ..
, هتف سيف ناظراً للطريق أمامه: أنت رايح فين يالا ده طريق البيت ..
, نظر نحوه باستغراب: أه طريق البيت مالك ؟
, هتف سيف بغيظ: فعلاً انت اللي قليل الأدب وحيوان ، م أنا طالع معاك للمرة الأولى ، ده بدل م تاخدني على مطعم فاخر وتأكّلني .. ؟!
, رمش مصطفى بعينيه هاتفاً: أنت جعان ؟!
, صرخ سيف: ملكش دعوة ، ومن غير م كون جعان أنت لازم تعزمني ..
, هتف مصطفى بهدوء: خلاص خلاص ، هعزمك متتعصّبش ..
, هتف سيف: ياريت يكون مطعم كويس وأكله طيب مش زبالة زيك ..
, زفر مصطفى بهدوء: سيف ، ممكن تحترمني شوية بس ؟!
, نظر نحوه هاتفاً: م أنت اللي مهزأ مش مُحترم أبداً ، ولو هحترمك هكون بغلط ..
, صمت مصطفى من غير أن يجيبه فهو أدرك بأن ردّه تحت لسانه وإن قال له كلمة واحدة سيردّها عشرة ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, وصل مصطفى إلى الفيلا ، ليترجّل من سيارته وينزل سيف من المقعد الخلفي فقد جعله سائقه الخاص ..
, هتف سيف: هبقى أديك أجرك بعدين ياسطا ..
, رمقه مصطفى بغيظ ولا يدري كيف استطاع تماسك أعصابه كل هذا الوقت ..
, سمع حمحمة من خلفه ليستدير فيجد عبير واقفة قربه لتهتف: م بدري يا باشا بقالي ساعة مستنياك ..
, ابتسم مقترباً منها: ليه مقولتليش إنك جاية ؟
, عبير: كنت عايزة أعملها مفاجأة .. سيبكمن ده قولي بقا سيف كان بيعمل معاك إيه ؟
, اتجه نحو المكان الذي يجلس به في العادة هاتفاً: مفيش ..
, لحقته هاتفة بفضول: لأ فيه حاجة قولي .. مش على أساس هو مش طايقك ؟
, نظر نحوها هاتفاً: مش عارف ، ويمكن لغاية دلوقتي مش طايقني ..
, رفعت حاجبيها متسائلة: أمال إيه ؟؟
, رفع نظره نحوها هامساً: أنتي ليه فضولية أوي كده ؟
, هتفت به: لا أنا مش كده خالص بس باللي يخصك بحس نفسي عايزة أعرف كل حاجة ..
, رمش بعينيه هامساً: ليه ؟
, تنهدت مجيبة: مش عارفة و**** ..
, سألها فجأة: أنتي مرتبطة يا عبير ؟!
, رفعت نظرها نحوه وتورّدت وجنتيها هامسة: لأ ..
, تسائل مجدداً: ومفيش حد ف حياتك ؟
, ابتسمت هاتفة: معرفش ..
, مصطفى: إزاي ؟!
, عبير: فيه ومفيش .. نظرت داخل عينيه هاتفة: مش عارفة أحدّد إحساسي إيه .. خايفة قول إني بحبه وأظلمه ، وخايفة كون بحبه وهو لأ ..
, غرق داخل عينيها وصمت بشرود كبير .. يشعر بأن حديثها عنه هو .. ولكنه لايعلم ما إحساسه هو أيضاً .. يشكر تردّدها وتخبّطها فهي جريئة مُغامرة ، ربما لو تأكدت من مشاعرها لكانت صارحته وهو يشعر بنفسه غير مُستعدّاً الآن لتلك الخطوة .. يُريد أن يكسب حبّ عائلته ، يُريد أن يُشبع شوقه إليهم أن يَشبع من حنانهم وحبّهم ومن ثم يفكّر في قلبه ومشاعره ..
, تنبه على حديثها وهي تهتف: إيه بقا مش هتكملّي حكايتك ؟!
, ابتسم ناظراً نحوها: وصلنا لحد فين ؟
, بادلته الإبتسامة بفضول هاتفة: أما مامتك عملت الحادثة وبقت مريضة ..
, وعلى ذكر أمه ، عاد للشرود مجدّداً ، يشتاقها لا يُنكر ذلك ولكنها ظلمته ، هي أكثر واحدة ظلمته وجارت عليه ..
, همست عبير: مصطفى ؟! آسفة لو فكرتك ..
, ابتسم هامساً: متتأسّفيش أنا منسيتش أصلاً ، خلاص هكمل ..
, عدّلت جلستها فوق الأرض العشبية ناظرة نحوه وهي تتابع كلامه بفضول وتركيز شديد ..
, في اليوم التالي ..
, صعد مصطفى نحو مكتبه في الشركة لتقابله السكرتيرة هاتفة: صباخ الخير مصطفى بيه السيد آدم طالبك بمكتبه حالاً ..
, أومأ برأسه واتجه نحو مكتب آدم ، من كان زميلاً له في الكلية وحافظ على ماله طوال تلك السنين ..
, ما إن دخل حتى هتف به آدم: جيت يا خويا ، أنت إزاي متقولّيش ..؟
, جلس أمامه هاتفاً: أقولك إيه ؟!
, آدم: تقولي إن أدهم عز الدين يبقى أخوك مش أبن عمك ..
, نظر له فجأة هاتفاً: أنت عرفت إزاي ؟
, ابتسم آدم مجيباً: قبل شوية أدهم كان هنا ..
, مصطفى: أدهم عايز إيه ؟
, رفع حاجبه ناظراً نحوه: بيعرض عليا عرض مغري ، وبصراحة مقدرتش أرفض بس برضه لازم آخد برأيك ..
, مصطفى بنفاذ صبر: م تقول بقا وتخلصني ..
, ضحك آدم هاتفاً: عرض عليا ندمج شركاتنا مع بعض ، وتبقى شركة واحدة .. وطبعاً أنت عارف محدش عاقل بيرفض العرض ده ، هو صح شركتي ماشية ومشهورة والحمدلله بس برضه إننا نضمّ شغلنا لشركة عز الذين كده أرباحنا هتزيد أوووي ..
, ضيق مصطفى عينيه بشرود غير مستمعاً لبقية كلامه ، يفكّر بعرض أدهم ذاك ..
, وفي شركة أدهم ..
, اندفع أحمد داخلاً من الباب ليُغلقه بقدمه خلفه هاتفاً: أنت اتجننت ؟
, رفع نظره نحوه هاتفاً بغيظ: عايز إيه ؟
, اقترب منه هاتفاً: إزاي تعمل كده من غير م تقولي ولييه ؟
, هتف أدهم بتساؤل: وأنت مش موافق ؟
, هز أحمد كتفيه هاتفاً: لأ موافق ورايا إيه .. بس ليه دلوقتي ؟
, تراجع أدهم بظهره للخلف ناظراً نحوه ليُقطب أحمد حاجبيه هاتفاً بتقرير: عشان مصطفى صح ؟
, زفر أدهم هاتفاً: مصطفى ليه نسبة أرباح في الشركة دي بقاله زمان ، وعو بدأ شغله بيها يعني حتى لو قولتله ييجي يشتغل معانا هنا مش هيوافق ..
, أحمد: طب وفيها إيه ؟
, نظر نحوه هاتفاً: فيها إني عايزه معايا ، وعاوزه يحس إنه في شغله ومرتاح وبنفس الوقت يكون شغل ده هو شغل عيلته وأخواته ويكون معاهم مش لوحده كده .. بعدين كده أحسن الشركتين بنفس المستوى وده هيزيد من شهرتنا وأرباحنا وهما برضه ، وهيجينا عروض كتير أروي أما نعلن الدمج ده ..
, تنهّد أحمد هاتفاً: وآدم وافق ؟
, ابتسم أدهم بثقة: طبعاً وافق ده عرض ميتفوّتش أصلاً ..
, أحمد: ومصطفى عارف بالكلام ده ؟
, أدهم بنفي: لأ دلوقتي هيقولّه آدم وأكيد هيوافق .. كده هتبقى الشركتين شركة واحدة ويبقى شغلنا واحد ..
, أومأ برأسه بهدوء ليهتف: م تخلّيني أخرج مع نونو والنبي يا أدهم ..؟
, نظر نحوه بغيظ: تخرج معاها فين يابني اللي يسمعك يقول مش كل يوم لازق بينا من الصبح لآخر الليل ده أنا شاكك إنك نسيت طريق بيتك أصلاً ..
, أحمد: م البيت غير خروجة حلوة نكون لوحدنا أنا وهي والشيطان تالتنا .. نهض فجأة قائلاً: بص أنا هشوف لو خلصت محاضراتها هخرج وبسس هسس ولا حرف ..
, نظر أدهم نحوه وفتح فمه ليتكلّم ليهتف أحمد سريعاً: م قولنا هسس ولا حرف أنا مش هسمع حاجة هخرج معاها يعني هخرج ومش هرجّعهالك إلّا آخر الليل وهسس اخرس ، سلام ..
, خرج سريعاً صافعاً الياب ورائه ليضرب أدهم كفه بالآخر وهو يهز رأسه بيأس ..
, لحظات ليدخل إليه موسى وفي يده ملف كبير ليهتف أدهم: إيه يا موسى ؟
, اقترب منه ووضع الملف أمامه وهو يقول: دي تقريباً كل حالات الولادة اللي حصلت بنفس وقت ولادة مرات كامل ..
, أدهم بتمعّن: تقريباً !؟
, موسى بهدوء: يا فندم الحالات كتيرة أووي ده غير إن في منها مش من هنا ومنها حالات مش موجود بيانات عنها خالص ..
, أدهم وهو يفتح الملف يتصفّحه: مش من هنا إزاي يعني ؟
, موسى: يعني في منهم من محافظات تانية يمكن تلاتة من اسكندرية ده غير إن في خمس حالات أنا بحثت عليهم ولقيتهم مسافرين .. وتقريباً 6 حالات مش معروفة .. م هي مشفى قديمة ومعروفة من زمان ..
, تمعن أدهم في الأسماء الكثيرة أمامه ليقول بعدها: عايزك تبدألي بالحالات اللي هنا أنت بنفسك وبنفس الوقت ابعت حد يشوف الحالات برا المحافظة ، ممكن يكون كامل ولّا رقية قدروا يجيبوها من من محافظة تانية عشان محدش يقدر يوصلها ..
, موسى: تمام يافندم ، بس هنكلمالناس دي ولا نعمل التحاليل علطول ..
, رفع نظره نحوه هاتفاً: لو تقدر متقولش كل حاجة ، ولو حسيت إن قصّتهم بعيدة ومش ممكن تكون ليلى بنتهن متقولش حاجة ، بس طبعاً لازم تديهم رؤوس أقلام علشان يوافقوا يعملوا التحاليل ..
, أومأ برأسه: حاضر يا فندم ..
, أدهم: مش عايز تأخير يا موسى .. قولي بقا قررتوا الخطوبة إيمتى ؟
, ابتسم موسى هاتفاً بسعادة: أما يخلص الترم ده ، وأخيراً أمير باشا حنّ علينا ووافق ..
, ابتسم أدهم بهدوء وأشار إليه للخروج .. فيما عاد بظهره ناظراً أمامه بشرود ، يفكر بشيء ما ليفعله لها ..
, ٣٤ العلامة النجمية
, - غالباً تُقتل العلاقات الطيّبة ،
, برصاصة طائشة من لسانٍ أحمق ..
, ٣٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, مساءً ..
, فتح الباب بهدوء ليأخذ بعدها نفساً ويزفره بعبوس .. هتف سيف بسخرية: أوعي تكون شوفت عفريت ؟
, نظر نحوه بصمت ودخل تاركاً الباب مفتوح ورائه ، دخل بعده سيف مُغلقاً الباب واتجه نحو الصالة ليجلس بأريحيّة فوق إحدى الأرائك ويُمدّد رجليه على الطاولة أمامه ..
, مصطفى: جاي ليه ؟!
, سيف: ليه أنت مزعوج من جيتي هنا ؟
, مصطفى بضيق: أه مزعوج ..
, هز سيف أكتافه هاتفاً ببرود: وهو المطلوب ..
, تنهد مصطفى وجلس أمامه بصمت ليهتف سيف: جعان ..
, رفع نظره إليه هاتفاً بغيظ: هو أنت كل لما تشوفني بتجوع ولّا إيه ؟
, سيف بقرف: تؤ خلقتك بتسد النفس ، بس برضه جعان .. قوم ماما عاملة محشي شوفتهم بياكلوه دلوقتي جيبلي منه ..
, هتف بحنق: وليه مأكلتش معاهم جاييني ليه ؟؟ بعدين معنديش من ده ..
, رمقه بصمت ليتعدّل بعدها بجلسته هامساً: مليش نفس آكل هناك .. وقوم بقا أنا عارف إنهم بيحسبوا حسابك بالأكل ..
, ثم هتف بعدها بغضب: أوعي تكون طفحتهم كلهم **** يجعلهم سم على قلبك ..
, نهض هاتفاً: لأ اطمن مستنيك تطفحهم معايا ..
, عاد بعد قلبل ليضع الصّحون أمامه وجلس قربه ليهتف سيف: قوم أنت عايز تسد نفسي ؟ اقعد هناك مبحبش حد ياكل معايا ..
, نظر نحوه بغيظ وأخد صحنه لينهض ويجلس مقابلاً له: متسوقش بيها أووي يا سيف أنا لحد دلوقتي مستحملك ..
, رفع نظره بغضب: أنت اللي متفكّرش نفسك إني طايقك ولّا حتی معتبرك أخويا ، أنا لو بإيدي بقتلك ..
, صمت مصطفی قليلاً ليقول بعدها بجمود: ولو قتلتني هتستفاد إيه يا سيف ؟
, سيف: هرتاح وآخد بتاري ..
, مصطفى: وبعدين ؟ كده هتاخد حق أختك وحقك صح بس بعدين هتدمّر عيلتك كلها .. أنت هتئذيهم حتى أكتر م أنا أذيتهم .. أنت هتدخل الحبس ولو مهما حاولوا مش هتقعد بيه أقل من10 سنين ، ده غير أختك هتتكسر أكتر من قبل ومامتك لا سمح **** ممكن يحصلها حاجة ، وأخوك اللي بنى كل ده هيتدمّر أما يشوف كل حاجة تهدمت قودامه .. قكر بعقلك يا سيف ، أنا مش طالب حبّك ولا حاجة ، أنا بس عايز ننهي العداوة اللي بينا ..
, ثم نهض ناظراً نحوه هاتفاً بهدوء: أنا عارف إنك مش طايقني رغم كل محاولاتك ومحاولاتي .. بس الفرق بينا إنك بتحاول عشان أدهم إنما أنا بحاول عشانك .. من زمان في خناقة كبيرة جوايا ، بصارع نفسي عايز إئذيكم ومش عايز .. فاكر يوم شوفتك بالكازينو وكنت هتشرب ؟ وقتها مش عارف حصلّي إيه أنا صح يومها استفزّيتك وعصّبتك أووي بس كل ده كان عشان أمنعك تزيد بغلطك ، كنت عارف لو تخانقت معاك مكنش هيأثّر بيك بقدر م أستفزِك وأغيظك .. وقتها أما مشيت حسّيت براحة كبيرة أووي عشان أنقذتك ٣ نقطة صمت قليلاً مُتأمّلاً ملامحه الشاردة ليهتف: إحنا التنين مشتركين بنفس الحاجة يا سيف ، اللي هي أدهم .. أنت بتحبه وبتعمل أي حاجة عشانه وأنا برضه .. يبقى خلّينا ننسى خلافاتنا عشانه ، خلّينا نتجنّب العداوة شوية أو نتناساها ..
, لم يُجبه سيف وبقيَ صامتاً وعاد ليأكل بهدوء ليزفر مصطفى بضيق عائداً للجلوس مكانه ..
, مرّت فترة صمت طويلة قبل أن يترك سيف الملعقة هاتفاً: مصطفى ؟
, مصطفى: نعم ؟
, سيف بخفوت: هو أدهم هيسامحني إيمتى ؟
, زفر مصطفى بغيظ هاتفاً: مش عارف .. ثمّ نظر نحوه هاتفاً: على فكرة أنا قولتلّه إنك جيتلي وبتتقرب مني عشانه ..
, رفع نظره إليه بأمل: بجد ؟؟
, أومأ برأسه بابتسامة هادئة ، ليبتسم سيف بخفوت ناظراً في صحنه ..
, صمت سيف قليلاً ثم هتف: مصطفى ؟
, مصطفى بصبر: نعم ؟
, سيف بتوتر: هو أنا هسقط السنة دي بجد ؟
, تنهد مصطفى قائلاً: من إيدك يا خويا ..
, سيف: طب م تعمل حاجة كده ولا كده ..
, مصطفى: كده إزاي يعني ده بعد اللي سمعه منك مش لازم يينجحك بعشر سنين قودام .. و**** أعلم قولتله إيه جوا المحاضرة برضه ..
, زم سيف شفتيه قائلاً: طب م تكلّم اللي بسموه آدم ده عامل نفسك أخويا ع الفاضي ؟
, تأفّف مصطفى هازاً رأسه: خلاص هشوف ..
, صمت سيف وعاد ليُكمل طعامه ، نظر مصطفى نحوه بشرود ليتنبّه فجأة: سيف ؟!
, نظر نحوه بغضب: عايز إيه يا حيوان شايفني فايقلك ؟
, رمقه بحنق ليغمض عينيه متنهداً وعاد لينظر إليه مُتسائلاً بحذر: أنت تعرف حد اسمه تامر ؟
, ضيّق عينيه مجيباً: ليه ؟
, مصطفى: أنت تخانقت معاه قبل كده صح ؟
, سيف بشك: وأنت عرفت إزاي ، وبتسأل ليه ؟
, مصطفى بهدوء: تامر مش هيسكتلك ياسيف ، هو عايز ينتقم منك خلّي بالك ..
, ابتسم سيف بتهكم ليعود ويسأل: وأنت تعرف الزفت ده منين ؟
, حكّ رأسه هامساً: كنت بشوفه أوقات في الملهى ..
, ابتسم بسخرية مُجيباً: أممم قولتلي .. تامر ده عيل تافه ومش هيطلع بإيده حاجة ده واحد جبان ..
, مصطفى: برضه خلي بالك منه .. حاسس إنه ناوي على حاجة .. وخلي بالك من مروة ..
, هتف بغضب: ليع الواطي ده جاب سيرتها ؟
, أومأ مصطفى برأسه: أيوه ، عايز ينتقم منكوا أنتوا التنين ..
, هتف سيف من بين أسنانه: الواطي و**** منا سايبه ..
, نهض عن جلسته ليهاف مصطفى: على فين ؟
, نظر نحوه: راجع الفيلا بعدين أنت مالك ..؟
, ابتسم مصطفى متّجهاً لأحد الأركان ليُخرج بعدها لوح شيكولاتة كبير هاتفاً: امسك ده ، اديه لنور ..
, نظر سيف للّوح الشيكولا أمامه ثم ابتسم بسخرية: أنت بتغريها بالشيكولا يا حيوان ؟ فاكر إن بكام قطعة شيكولا كده هتسامحك ..؟!
, تكتّف مصطفى هاتفاً بابتسامة: ملكش دعوة دي حاجة بيني وبينها ..
, قطّب سيف حاجبيه بغضب ليهتف: هديهولها بس هقولها إنه مني ..
, ابتسم مصطفى بهدوء: زي م انت عايز المهم يوصلها .. ولو عايز انت كمان هديك أو خده ليك وهجيب واحد تاني ..
, هتف بسخرية وقرف: فاكرني عيل زيك باكل شوكولا ؟ أنا متمشيش عليا الحاجات دي .. بعدين مش عايز منك حاجة ، أكيد هيكون رخيص وزبالة زيك
, ثم رمقه بغضب ليخرج صافعاً الباب ورائه ..
, ركل الباب بقدمه لتنتفض نور هاتفة: وبعدين معاك يا سيف خضيتني حرام عليك .. بعدين إزاي تدخل كده ؟
, نظر نحوها ببرود وهو يلوك في فمه وفي يده يمسك لوح الشوكولا الذي أُكِلَ أكثر من نصفه ..
, مدّه لها هاتفاً: أمسكي جيبتلك ده ..
, رفعت حاجبيها بذهول ثم نظرت ليده: متشكرة تعبتك معايا كمّله يا حبيبي كمّله بالعافية ..
, أخذ قطعة أخرى منه ثم ألقاه أمامها: لا مينفعش أنا جيبته ليكي ده حقه ملايين ، ده أفخر وأغلی نوع أصلاً ، م انتي أختي حبيبتي مجبلكيش غير الغالي ..
, أخذته ناظرة له لتبتسم هاتفة: طب ماشي هعمل نفسي مصدّقتك رغم إني عارفة إن ده من أبيه مصطفى ..
, وسّع عينيه بذهول صارخاً: أا إيه يا بت ، مين ده ؟ الكلب ده بقا أسمه أبيه ؟ وأنا المُحترم اللي بخاف **** اسمي سيف لوحده ؟
, تراجعت بتوتر هاتفة: خلاص أنا قولت عشان الإحترام لو عايز أقولك كده مفيش مشكلة ..
, نظر نحوها بغضب: الكلب ده اسمه مصطفى قوليله صوص لو عايزة وعارفة أسمع منك كلمة أبيه تاني هحدفك من البلكونة دي فاهمة ؟
, أومأت برأسها بتوتر وما إن خرج حتی ركضت نحو البلكونة تنظر نحو الملحق .. ابتسمت بهدوء متنهّدة بحرارة ، وهي تُحاول أن تدفن خوفها وقلقها وانهيارها عميقاً داخلها ..
, وقف سيف أمام غرفة أدهم وليلى وضع يديه في وسطه مُتمتماً: دول بيعملوا إيه ؟
, سمع صوت أقدام ليُسرع نحو غرفته ، وقف ينظر من الباب ليجد ليلى خارجة من الغرفة ، هتف بخفوت: بست تعالي يابت ٣ نقطة ليلى ؟؟؟
, التفتت نحوه لتتجه إليه باستغراب ، دخلت هاتفة: فيه إيه يابني ؟
, سحبها من ذراعها ليُجلسها على إحدى الأرائك في غرفته هاتفاً: عاملة إيه يا لولا ؟
, رفعت حاجبها باستغراب لتبتسم هاتفة بسخرية: قول بقا عايز إيه ياخويا بلاش مُقدّمات ..
, ابتسم قائلاً بتوتر: إحمم قلبي يا لولا ، هو أدهم عامل إيه ؟
, تكتّفت هاتفة ببرود: كويس ..
, قطب جبينه: يعني إيه كويس ..؟
, نظرت نحوه باستغراب: يعني إيه ؟ كويس ياعم زي الناس كده بياكل ويشرب وصحتة فل ..
, نفخ بغيظ هاتفاً: م تتكلّمي عدل ياليلى مالك ؟
, ابتسمت هاتفة: أيوه عاملين بيها متخاصمين وكل حد بيسأل عن التاني من تحت الطاولة ..
, هتف بلهفة: هو بيسأل عني بجد ؟
, نظرت إليه بعتاب: أيوه بيسأل عليك وبيطمّن عنك من أول يوم خاصمك بيه رغم أنك متستاهلش ..
, زم شفتيه بحزن هاتفاً: أنا غبي وحمار عارف ، طب يعني إيه ؟
, ابتسمت هاتفة: خلاص متزعلش ياخويا ، هو بيحبك أووي وهيسامحك بس اصبر شوية بس ..
, زفر بضيق ثم نظر نحوها: يبقى تفضلي مع السلامة انتهى شغلك ..
, نظرت إليه بغيظ: و**** كنت عارفة إنك هتعمل كده ، الحق عليا أنا اللي عاملتك زي الناس البني أدمين ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, نظر نحوهم بسخرية ولكن داخله غيظ وكره شديد ، مدّ يده يتجرّع كأس المشروب أمامه كاملاً ليهتف أحد رفاقه: الواطي ده ، أنت معملتش بيه حاجة لغاية دلوقتي ليه يا تامر ؟
, رفع تامر حاجبه بتهكّم: شوف مين بيتكلم ، مش أنت يا مروان كنت معارض ده الأول ؟
, هتف المدعو مروان بحقد : ده قبل م يعمل بينا كده النهاردة ، مش عارف مين اللي مشغّله حارس شخصي لكل حد في الكلية ، فاكر نفسه راجل ٬ أنا هورّيه العيل ال٣ العلامة النجمية ده
, ضحك تامر ناظراً نحو وجوههم المليئة بالكدمات ليهتف بخبث وعينين لامعتين: متقلقوش ، دلوقتي مبقيتش لوحدي ، بقينا خمسة هههه وكده التار كِبر أوووي عن الأول ..
, هتف مازن: أنا معاك من زماان يا تامر باللي هتعمله ، بس سيف عليا ..
, صرخ أحدهم: مش أنت بس يامازن ، سيف علينا كلنا ..
, تامر بمكر: والمزة بتاعته ؟!
, مازن: مش كنت عايزها لوحدك إيه اللي تغير ؟
, تعالت ضحكات تامر بقذارة: ده كان زمان يا بابا ، دلوقتي كل حاجة تغيرت .. المزة هنتقاسمها إحنا كلنا ، بس أنا اللي همتلكها الأول ..
, نظر نحو عيونهم التي تلمع بغضب ليُتابع: عايز أذلّهم ، ومفيش ذل أكتر من كده ، هحرق قلبه وأورّيه رجولته اللي هتبقى في الأرض ٣ نقطة بس الأول أشوف اللي عامل نفسه أخوه ده ..
, قطّب مازن حاجبيه متسائلاً: مين ؟
, ضحك تامر بسخرية: مصطفى .. مصطفى نفسه صاحبنا .. تخيّلوا طلع أخوه ..؟
, نظروا لبعضهم بدهشة واستغراب ليهتف أحدهم: إزاي كده ؟ ويعني إيه ؟ أوعي تقولي عارف باللي هتعمله ؟
, نظر نحوهم هاتفاً: هو عارف إني هنتقم .. بس مش عارف إيمتى وإزاي .. وعلى حسب قوله هو لسا عايز ينتقم منهم زي م كان بقولنا زمان ..
, نظر نحوه مروان بشك: وأنت صدقته ؟
, ضحك تامر ثم لمعت عينيه بخبث: فاكرني عيل ابن يومين يمشي عليا أي كلام ؟! هههه هو مش عارف بيلعب على مين .. ده عاش عندهم وندم وحاول ينتحر غير إنه بقى بيشتغل ووضعه تمام هينتقم ليه بقا ؟
, نظروا نحوه بابتسامات خبيثة ليُتابع تامر: فاكر نفسه هيلعب عليا بس على ميين أنا كاشفه ، وهتسلّا معاه شوية لغاية م يجي وقت التنفيذ ..
, نهض مروان ناظراً نحوه بقوة: معاك ف كل حاجة هتعملها ، بس أنا مش هستنا أكتر .. معاك يومين بس ، لو منفّذتش أنا هعمل كل حاجة لوحدي ..
, ضيّق تامر عينيه ثم نظر نحوه: أسبوع واحد بس يامروان وهنتمّم كل حاجة ، أنا بقالي زمان بخطط ومستني الوقت المناسب ، كنت هجيب رجالة بس طالما بقيتوا معايا يبقى هنكون إحنا بس تمام ؟
, بادله النظرات بصمت ليهتف بعدها مُشيراً بسبِابته: أسبوع بس ، أكتر من كده مش هستنى .. سلاام ..
, قالها بلهجة باردة غاضبة وحاقدة واتجه خارجاً بخطوات سريعة خارج الملهى الليلي تُتابعه عيون رفاقه اللّامعة بغض وحقد حارق ..
 
  • عجبني
التفاعلات: البرنس احمد
السادس والاربعون

في اليوم التالي ..
, دخلت إلى مكتبه تضع أمامه الأوراق التي طلبها منها ، كانت هادئة على غير عادتها ، رفع نظره نحوها هاتفاً: خير مالك يا سهى ؟!
, نظرت نحوه بتفكير ثم قالت بتردّد: قبل شوية كنت عند مروة لقيتها قاعدة بتعيط ..
, أدهم: ليه ؟
, تأفّفت هاتفة: سيف النهاردة عرف إنها بدأت شغل بقالها يومين وشكله كده زعقلها وتخانقوا تاني ..
, زفر بضيق وبقيَ صامتاً لتهتف: معليش يا أدهم بيه أنا قولتلّك عشان لو تقدر تلاقي حل ، ده سيف مش عارفة إيه اللي حصلّه طول عمره كان قيس ابن الملوّح إزاي بقى دلوقتي مُلوّح لوحده مش عارفة ..
, رفع حاجبه بذهول هاتفاً بتهكّم: ملوّح ؟ طب أمشي من وشي قبل م ألوحك ..
, تحمحمت هاتفة: عن إذنك ..
, عاد ليزفر ثانية ماسحاً على شعره بعنف ، أمسك هاتفه يضغط على شاشته ليأتيه بعد أول رنة مباشرة صوت سيف الغير مُصدّق: أدهم !؟
, هتف بجمود مُختصر: تعال على الشركة ..
, ثم أغلق الهاتف بوجهه زافراً بضيق ..
, بعد أقل من ربع ساعة دخل سيف المكتب بلهفة وهو غير مُصدق بأنه قد كلّمه أخيراً ، هتف عند دخوله بلهفة: أدهم ؟
, نظر نحوه قائلاً: اقعد ..
, اقترب سريعاً جالساً على أحد المقاعد مُقابل المكتب يتطلّع إليه بعينين لامعتين لينظر أدهم نحوه بجمود هاتفاً: أنا مش جايبك هنا عشاني لأن مفيش كلام بينا أصلاً ..
, رمش سيف بعينيه وقد بدت خيبة الأمل فيهما واضحة بشكل كبير وتسلّل ذلك الألم داخل صدره إلّا أن أدهم تابع بنفس اللّهجة رغم رؤيته لمعالم الآخر: جايبك علشان أعرف مشكلتك مع مروة إيه ، أنت عارف كويس إنها محتاجة الشغل ده ، ما أنت قبل ما تعرفها كانت تشتغل ومش شغل بالشركة بين صحابها زي دلوقتي ، ومع ذلك حبيتها وقبلت بيها ودلوقتي بقا بقيت رافض ده ومش عايزها تشتغل !؟
, قطّب سيف حاجبيه وهمّ بالكلام ليقاطعه أدهم بصوت حاد: والدها موافق وهي عايزة تساعده ده غير إن شغلها هيديها خبرة أووي ويفتح قودامها مجالات كتير بعد التخرّج .. هي قالتلك وأديتك علم عشان هي بتحبك وخايفة على زعلك بس أنت باين متستاهلش ، بدل ما تشجّعها وتقف جنبها تساندها عمال تزيد مشاكلها وهمومها أكتر ..
, ثم اتّكأ بيديه فوق المكتب قائلاً: تقدر تقولي لو هي مشتغلتش هتساعدها أنت إزاي وأنت لسا بتدرس ومعندكش شغل ؟ تقدر تقولي سبب واحد لرفضك الغير مُبرّر ده ؟ أبوها موافق وهي هتشتغل بشركة أخوك .. أنت عارف إني بعتبرها زي أختي الصغيرة وسهى وأمير معاها يبقى ترفض ليه ؟! لتكون دي شركة حد غريب أو مش واثق في أخوك ؟! قول ما ده اللي واضح من تصرّفاتك وأنا بصراحة معدتش مستغرب منك حاجة ، لو ده كان السبب ف حقك بقا تعترض ..
, رفع سيف نظره نحوه وهو يعلم بأنه تطرّق على موضوعهم ويُذكّره بكلامه له ليهتف بسرعة وألم: أدهم أنت عارف إني مبوثقش بحد في دنيا دي قد ما بوثق فيك أنت ، بلاش تقول كده وتوجعني، أنا عارف إن اللي قولتهولك ك٣ نقطة
, قاطعه أدهم هاتفاً: قولتلك كلام عننا مفيش ، أنا جبتك نتكلّم بمشكلتك أنت ومروة مش بمشكلتك معايا ..
, زفر سيف بحزن هاتفاً: خلاص أنا موافق ، أصلاً ميحقليش أرفض ..
, عاد أدهم بظهره للوراء مُجيباً: يبقى تفضّل روح صلّح غلطك وخليها تشوف شغلها كويس بدل ما تخليها تعيط على الصبح ..
, أومأ برأسه سريعاً ثم نهض ناظراً له بتردّد و رجاء ، تجاهله أدهم وعاد لعمله ليزفر سيف بضيق ويخرج من المكتب وبعدها توجّه إلى مروة بعدما سأل سهى عن مكانها ..
, وقف على باب المكتب الذي تتواجد به ، ليجد مروة جالسة خلف إحدى الطاولات وأمامها حاسوب تعمل عليه ، وفي الغرفة ثلاث طاولات أخرى كخاصّتها تجلس خلف كل طاولة فتاة ..
, نظر لهيئتها الحزينة وعينيها المحمرّتين من البكاء ليقترب منها وتوقف أمام طاولتها ناظراً نحوها بندم ، همس بخفوت: مروة ؟
, رفعت نظرها إليه سريعاً وما إن رأته حتى اغرورقت عيناها بالدموع مجدّداً ليهمس سريعاً: بس متعيطيش ، تعالي نخرج شوية عايز أتكلم معاكي ..
, أومأت برأسها بهدوء ليخرج أمامها وتلحق به مباشرة ، رأته يقف أمام إحدى النوافذ العريضة لتقترب منه وما إن شعر بها حتى استدار سريعاً مُمسكاً بيديها بحنان هاتفاً: آسف يامروة ، أنا بجد آسف عشان رفضت شغلك وزعّلتك بس و**** ده من خوفي عليكي ، أنا مش عايزك تتعبي ولا تنهمّي ، عايزك دايماً مروة اللي بتهزر وبتضحك وتتجنن معايا علطول .. خوفت الشغل ياخدك مني وتزيد همومك ومشاكلك ..
, صمت قليلاً وهي تنظر إليه ليُتابع: عارف إنك محتاجاه وإني غبي وفاشل مقدرش أعملك اللي عايزاه بس..
, قاطعته هاتفة بلهفة: متقولش كده أنت مش ذنبك أنا وضعي كده .. أنا عاوزة أساعد أبويا محتاجة الشغل ده بس أنت الحمد**** حالتك كويسة ولسا بتدرس يعني معذور وقودامك وقت طويل عشان تبني نفسك ، أنت صح دايماً بتهزر وبتضحك بس أنا عارفاك كويس لو صمّمت على حاجة هتنجح بيها وهتحقّق كل اللي عاوزه ..
, ابتسم ناظراً إليها بحب: وحشتيني أووي ..
, ابتسمت قائلة: أنا بس مش عايزاك تكون زعلان مني ..
, نفى برأسه: لأ أنا مزعلتش ، أنا كنت خايف عليكي بس ..
, نظرت نحوه بحب ثم هتفت: أنت مش في الكلية ليه ؟
, ضحك معدّلاً ياقة قميصه: أصل خطيبك بعيد عنك مفصول ..
, شهقت بذهول: إييه ؟!
, أومأ برأسه وحكى لها بشكل مُختصر ماحدث معه لتهتف: يخربيتك يا سيف كل ده حصل أما مكنتش موجودة ، تفوه عليك أنت دايماً بتعمل أكشن من ورا ضهري يا خاين ..
, نظر إليها ضاحكاً بدهشة: إيه ده افتكرتك زعلتي عشان اتفصلت طلعتي عايزة أكشن ، طب هبقى أعملك متخافيش ، أه صح قولتلك إن الدكتور ده حطني في دماغه يعني إحتمال أسقط السنة دي كمان ..
, عبست هاتفة: لأ متقولش كده هتنجح إن شاء **** أنت ارجع كلمه واعتذرله ..
, هتف بغضب: نعم أنا أعتذر من الحيوان ده ؟ على جثتي ..
, نظر إلى آخر الرواق لتتوسّع عينيه ويهتف: يلا بقا يا آنسة ارجعي على شغلك ..
, التفتت إلى حيث ينظر لتجد مصطفى وآدم ومعهم رجل آخر ، عادت بنظراتها نحوه: في إيه يا سيف ؟!
, سيف: خلاص روحي هقولك بعدين ، سلام ..
, اتجه إلى حيث مصطفى ليجذبه من ذراعه قبل أن يدخل المصعد: أنت بتعمل هنا إيه ؟!
, رمقه مصطفى باستغراب: أنت اللي بتعمل إيه ؟!
, تأفف سيف: م تجاوب يا حيوان وملكش دعوة بيا بعدين مين دول اللي معاك ؟
, زفر مصطفى بضيق هاتفاً بحدة: سيف ممكن تحترن نفسك مرة واحدة أو حتى دلوقتي بس ، إحنا مش لوحدنا ، وده بكون آدم شريكي والمحامي ..
, هتف سيف: أيوه ده بتاع الدكتور الحيوان ؟ مش هتقوله يكلّمه ولا إيه ؟!
, نظر مصطفى لساعته هاتفاً: خلاص هقوله سيبني بقا هنتأخر على أدهم ..
, سيف بتساؤل: مقولتليش أنت هنا بتعمل إيه وليه دول جايين معاك ؟
, مصطفى: جينا نخلّص أوراق الدمج بين الشركتين ..
, سيف باستغراب: شركتين إيه ؟!
, مصطفى بسرعة: شركة أدهم وشركتي أنا وآدم وسيبني بقا سلام ..
, وقف سيف مكانه يُحاول الإستيعاب ليهتف به قبل أن يرحل: يعني إيه دمج ؟ هيبقوا شركة واحدة ؟
, مصطفى: أيوه ..
, قطب سيف حاجبيه هاتفاً: ومين اللي قرّر القرار التافه ده ؟
, ضيّق مصطفى عينيه: وأنت مالك متعصب كده ؟ بعدين أدهم هو صاحب الفكرة وأصرّ عليها ..
, نظر نحوه بصمت قليلاً وكأنه قد ألجم لسانه ليتحرك مصطفى من أمامه داخلاً المصعد ..
, بعد وقت ، خرج آدم ومعه محاميه ومحامي شركات أدهم وخرج أحمد معهم من المكتب بعدما قاموا بتوقيع الأوراق اللازمة ..
, نظر سيف عبر الباب المفتوح ليتأفف بانزعاج وهو يرى مصطفى مازال جالساً وكأنه لا ينوي المغادرة ، نظر نحو آدم الذي خرج من المكتب وهو يُكلم محاميه ليشتم مصطفى داخله بغيظ ..
, اقترب واقفاً على الباب المفتوح يهزّ قدمه بغيظ ، تحمحم بصوت عال: إحم إحمممم ..
, التفت مصطفى وأدهم نحوه لينظر نحو مصطفى ويُشير إليه بوجهه بغيظ ..
, مصطفى ببلاهة: هاا ؟؟
, تأفف سيف هاتفاً: الدكتوووور ..
, مصطفى: دكتور مين ، ماله ؟
, نظر سيف بطرف عينه نحو أدهم الذي تجاهله وهو يعمل على حاسوبه الشخصي ليهتف: تعال يا مصطفى عاوزك حالاً ..
, نهض مصطفى هاتفاً: طب م تقولي دكتور إيه أنت تعبان ؟!
, همس سيف بحنق: مش على أساس تكلم آدم يا حيوان هبقى مستني لحد إيمتى ..؟
, رفع حاجبيه وهو يهز رأسه بإدراك: آآه طب م تقول كده من الأول ..
, سيف: روح الحقه يا حيوان هتكلمه دلوقتي فاهم ومتسيبهوش قبل ما يكلّم الدكتور الواطي ..
, أومأ برأسه واتجه معه للخروج قبل أن يهتف أدهم: مصطفى ..
, توقف مصطفى مع سيف والتفتوا نحوه ليهتف أدهم: سيف مبيروحش الكلية ليه يا مصطفى ؟!
, تألم سيف من تجاهله له وهو أمامه وسؤاله شخص آخر عن شيء يخصّه هو ، ولكنه ما إن أدرك سؤاله حتى انتفض واقترب من مصطفى يقرصه في خاصرته ..
, هتف مصطفى بتوتر وألم: آه ، مش عارف يمكن عنده إجازة ..
, عاد ليقرصه ثانية هامساً بأذنه: إجازة إيه يا حيوان اتكلم عدل لحسن يشك ف حاجة ..
, أدهم: إجازة ؟! وجت منين الإجازة دي ؟
, نظر مصطفى لسيف ليعود وينظر لأدهم: إجازة وخلاص عادي بتحصل ..
, همس سيف: **** ياخدك ..
, هز أدهم رأسه باستنكار: أممم يعني مش عشان مفصول أسبوعين مش كده ؟!
, توسّعت عيني مصطفى وسيف ونظروا لبعضهم بصدمة ليهتف مصطفى: مين ده اللي مفصول ؟؟ لا لا إيه اللي بتقوله مش كده خالص .. هيتفصل ليه أنت عارف سيف مش بتاع مشاكل أبداً ده غير أنه شاطر ومُهذّب ومحترم والدكاترة هناك بيشكروا بيه ..
, توسّعت عيني سيف بصدمة أكبر لكلامه ليهتف فجأة: **** ياخدك جاي تكحّلها قومت عميتها ، طب ع الأقل قول حاجة تتصدّق مش كده .. ثم نظر نحو أدهم هاتفاً: أيوه اتفصلت أسبوعين وعارف إنك عارف مش عارف منين بتجيب معرفتك دي ، بس أنت عارف إني بعترف بكل حاجة ..
, رمش مصطفى بعينيه بغير فهم لكلامه: أنت بتقول إيه ؟!
, رمقهم أدهم بصمت لحظات قليلة ليعود ويلتفت نحو حاسوبه يُكمل عملهم من غير أن يُجيب على سيف وتجاهلهم كلياً ..
, نظر سيف نحوه بضيق وحزن، ثم نظر لمصطفى بغضب وسحبه من ذراعه بعنف يُخرجه من المكتب ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, بعد يومين ..
, دخل أدهم من باب الفيلا ليبتسم حالما رأى ليلى أمامه .. اقترب منها لتبادله الإبتسامة: تأخرت ليه حضرتك ؟
, رفع حاجبه هاتفاً: اتأخرت إيه أنا جاي ع موعد الغدا تماماً ..
, نظرت نحوه بتمعّن لتهتف: أنت مالك بقالك يومين كده مش طبيعي ؟!
, ضحك هاتفاً: مش طبيعي إزاي يابنتي بيتهيألك بس ..
, ليلى: لأ أنا متأكدة ، بقالك كام يوم علطول مشغول وبتتأخّر على غير عادتك ، وكمان تلفوناتك اللي مش بتخلص ..
, صمتت لتهتف فجأة: أنت بتخوني ؟!
, نظر نحوها بدهشة لينفجر ضاحكاً على سخافتها: واضح إنك فاضية وعايزۃ تتسلّي شوية مش كده !
, هتفت بضيق: أدهم متوهش الكلام ، اعترف حالاً أنت بتخوني ؟
, لوى شفتيه بامتعاض وقبل أن يُجيب تعالى رنين هاتفه ، ضيّقت عينيها ونظرت إليه بشك واضعة يديها على خصرها ولكنه لم يُعرها هتماماً وذهب من أمامها ليجيب على الهاتف ..
, عاد ليجدها كما هي ترمقه بنظرات غضب قاتل .. ابتسم مقترباً منها ولكنها ابتعدت عنه بغيظ ، ضحك وعاد ليجذبها هاتفاً: ما تبس بقا يابنتي وبلاش التكشيرة اللي بتخوّف دي ..
, ليلى بغضب: اعترف يا أدهم ..
, اتسعت ابتسامته مُقترباً منها: هعترف بعد شوية ، بس أنتي وحشتيني ..
, رفعت يديها لصدره كادت تبعده ولكنها كالعادة عندما تشعر بدقات قلبه الصاخب أسفل يدها تشعر بالأمان ، وتتسلل راحة هائلة إلى قلبها العاشق .. ابتسمت ناظرة نحوه وكأنها لم تكن غاضبة قبل لحظات لينحني مُقتربا منها ببطء ..
, أغمضت عينيها تنتظر اقترابه ولكنه طال ، فتحتهما من جديد لتراه مقطّباً حاجبيه بتفكير ..
, همست: أدهم ؟!
, تأفّف قائلاً: لأ ميصحّش كده .. مش متعود على ده أبداً ..
, رفعت حاجبيها بدهشة ورمشت بعينيها: مالك !؟
, نظر نحوها هاتفاً: مش أنا كنت هبوسك ؟
, ازدادت نظرات الدهشة في عينيها وهزت رأسها: أيوه وفيها إيه ؟
, هتف بجدية كادت تُضحكها: فيها إن محدش قاطعني ولا قال أنتوا بتعملوا إيه .. وأنا مش متعود كده حاولت اتعوّد مقدرتش ..
, وسّعت عينيها بذهول وفتحت فمها لتتكلم لتعود وتغلقه وقد اختفت الكلمات ، عادت لتنظر نحوه بحذر تتأكد من عدم إصابته بالجنون أو شيئاً من هذا القبيل ..
, هتفت بريبة: أه وماله كده أحسن كده تاخد راحتك يا حبيبي ..
, قطب جبينه بضيق: لأ مش أحسن ..
, اقتربت منه تُسايره في الكلام : يا حبيبي عادي إهدا أنت كده وروق دمك .. تعال قرب شوية ..
, جذبته من ذراعه ليضيّق عينيه بحذر وتفكير وعاد ليبتعد عنها: لأ أنا لازم ألاقي حل ..
, تركها مُبتعداً وهو يصعد درجات السلم ، هتفت به بدهشة: أنت رايح فين يابني ٣ نقطة؟ لم يُجبها لتهتف بغيظ: طب تعااال هنا أنت مش كنت عايز تبوسني ؟
, وضعت يديها تُكمّم فمها سريعاً ناظرة حولها بحرج ، لتتنهد براحة عندما لم تجد أحد حولها وتنظر إلى الأعلى بغيظ شديد ..
, في الأعلى ..
, دخل إلى غرفته مُغلقاً الباب ورائه نظر حوله ليلمحه واقفاً في الشرفة .. هتف بهدوء: سيف ..؟
, استدار سيف بسرعة موسّعاً عيناه ، اندفع داخلاً إلى الغرفة هاتفاً بفرح: أدهم ؟
, زفر أدهم وتقدم للجلوس على السرير: تعال هنا يا خويا ..
, ابتسم سيف واقترب جالساً أمامه وهو ينظر إليه بلهفة قائلاً: أدهم أنا..
, قاطعه هاتفاً: اسمع يا سيف ..
, صمت ينظر إليه ليتنهّد أدهم متابعاً: بص أنا وعدتك زمان إني معدش أعمل كده وأبعد عنك بس ، بس أنت وجّعتني يا سيف ..
, دمعت عيون سيف يهتف باندفاع: أزا عارف بس مكتش قصدي و**** ، معليش أنا قولتلك هستحمّل منك أي حاجة بس..
, أدهم بهدوء: إيه رأيك نتفق إتفاق .. أنا بحبك وأنت بتحبني بس اللي أنت قولته كان كبير .. مش بس قولتهولي ، أنا عرفت باللي قولته لليلى برضه ..
, همس سيف بندم وتوتر: بس.. هي سامحتني ..
, نظر أدهم نحوه قائلاً: بس ده مبيمحيش الكلام اللي قولتهولها ..
, سيف بتردد: يعني إيه ؟!
, أدهم: أنا بحبك وعارف إنه مش قصدك ، ومش قادر أبقى بعيد كده بس بنفس الوقت مش قادر اقرب أنا عايز وقت متضغطش عليا ..
, سيف: وقت قد إيه يعني ؟
, أدهم: وقت وخلاص ..مش عارف ..
, سيف : وهتعمل إيه ؟
, نظز نحوه بامتعاض: هقعد مع نفسي وأولول ، أنت مالك هعمل إيه ..؟ زي مل بعمل بالعادة ..
, صمت سيف قليلاً بحزن ليهتف بعدها ينظر له برجاء: بلاش يا أدهم ..
, اقترب منه أكثر هاتفاً: أنا آسف و****، أنا هعمل أي حاجة بتقولهالي عشان تسامحني .. مقصديش حاجة من اللي قولته أنت عارفني كويس لما بتعصب ..
, نظر أدهم نحوه هاتفاً: أنت بتتقرّب من مصطفى ليه ؟
, أشاح سيف بوجهه عنه ليهتف أدهم: أنت كده بتستغلّه عشان اسامحك وبعدين ترجع تعمل عداوة معاه زي الأول صح ؟
, هتف سيف بسرعة: لا و**** مش كده ، أنا .. أنا صح كنت عايز اتقرب منه الأول عشانك لأنك أنت عايز كده ، بس أنا عايز أدي نفسي فرصة عشان أتقبله ، حاسس أنه تغيّر وكفاية أنه مستحملني ..
, ابتسم أدهم بسخرية: أه ولو مستحملكش يبقى هو لسا حقير زي ما كان قبل وميستاهلش فرصة مش كده ؟
, سيف: لأ مش كده ، أدهم أنا كنت بكرهه كنت عايز أقتله أنا لحد دلوقتي قلبي بيوجعني إزاي هو قاعد بينا من غير ما اعمل حاجة ، بس لما بتكلم معاه بحس إن إحساسي ده معدش موجود أووي ، أدهم أنا كمان عايز وقت معاه ..
, ثم نظر نحوه برجاء: بس أنت بلاش تسيبني لوحدي، أنا محتاجك ..
, زفر أدهم بضيق ثم نظر نحوه قائلاً بقوة: اسمع يا سيف المرة دي بس هسامحك ، بس أقسم ب**** لو اللي حصل و اتكرّر تاني لساني ما هيخاطب لسانك لآخر يوم بعمري وهوريك غضبي يبقن إزاي ..
, هتف سيف سريعاً من غير تفكير: موافق ، وحياتك عندي مش هعمل كده تاني أنا تعلّمت من اللي حصل و**** ومبقتش بتسرع كده، أنا مش هستحمل بعدك وأنت عارف، بس بس أنت ساعدني أنا خايف اقول كلمة من غير قصد أنا مش عايزك تزعل مني ..
, أدهم: عارف إنك عايز وقت عشان تقدر تتحكّم بنفسك ، وأنا مش هحاسبك .. بس اللي لازم تعرفه إن مصطفى بقا واحد مننا .. وقريباً هييجي يعيش هنا جوا الفيلا يا سيف ..
, رمش سيف بعينيه وأومأ برأسه سريعاً: اعمل اللي أنت عايزه، بس ممكن أطلب طلب ؟
, نظر نحوه بتساؤل ليقول سيف: ممكن أما أغلط تاني متبعدش عني كده.؟ أضربني بس متخاصمنيش .. أنا عارف أنت مش عايز تضربني عشان متئذينيش بس أنت كده بتئذيني أكتر ، أنت عارف أنا عندي تخاصمني الدنيا كلها بس أنت لأ، يوم واحدفي بعدك بيعدي عليا سنة ..
, نظر إليه أدهم ليتنهد قائلاً: هنشوف الموضوع ده بعدين ..
, ابتسم سيف بوسع هاتفاً: يعني أنت سامحتني ؟
, أدهم بهدوء: قلبي طيّب أعمل إيه ؟
, اتسعت ابتسامته هاتفاً: طب ممكن أطلب منك طلب تاني ؟
, أدهم بملل: خير ؟
, سيف بعيون دامعة: ممكن أحضنك ؟
, ابتسم أدهم مُقترباً منه وعانقه بقوة ليُبادله سيف العناق هامساً بخفوت وتحشرج: وحشتني يا أدهم ..
, ابتسم أدهم هاتفاً: وأنت وحشتني ياض وحشتني لماضتك وهادم اللذّات اللي جوّاك ..
, ابتسم سيف مغمص عيناه بحب و أمان،
, ابتعد أدهم عنه هاتفاً: أنت عارف هيحصل إيه كمان يومين ؟
, سيف: إيه ؟
, أدهم بابتسامة: أخوك هيتزوّج ..
, رمش بعينيه ببلاهة ثم نهض بعدها هاتفاً بصدمة: إيييه ؟! أنت هتتزوّج على ليلى ؟؟؟
, أدهم بغضب: بتقول إيه يا حيوان ؟
, سيف بغضب: هتتزوج عليها يا خاين ؟ هو يعني عشانها أوزعة وبنصّ عقل يبقى متسواش ؟ حراام دي خلقة **** ..
, نهض يجذبه من ملابسه هاتفاً بصدمة: أنت غبي يالا إيه اللي بتقوله ده ؟
, سيف: مش أنت بتقول هتتزوّج بعد يومين ؟ وليلى هتعمل بيها إيه حرام عليك هتجبلها ضرّة ليه ؟
, دفعه أدهم بغيظ: و**** الضرة موجودة بالأصل .. أنا هتجوّز ليلى يا ذكي ..
, توقّف ناظراً نحوه بمحاولة استيعاب ليوسّع عينيه بعدها ويضربه بكتفه: إيه ده يا جدع طب بتقولّي ليه ؟! ثم ابتسم بخبث: أنت عايز مساعدة من أخوك حبيبك ولّا إيه ؟!
, رفع حاجبيه بصدمة هاتفاً: نهارك أسود .. أنت يالا هتخلّيني ربيك من أول وجديد دلوقتي حالاً ..
, سيف بهتاف: م أنت اللي بتقول كده ، عيب دي أسرار زوجية بتقولهالي ليه ؟ بس تصدّق افتكرتك اتزوّجتها من زمان طلعت مستنّي عشان عايز نصيحة ومساعدة .. طب م كنت قول بتتكسف ليه ؟ لا حياء في العلم يا خويا ..
, جزّ على أسنانه بغيظ ورفع يده يمسح شعره ووجهه بعنف ليهمس: لأ متشكر لخدماتك مش عايز منك حاجة أنا هتزوّجها يعني أعمل فرح ، حفلة فاهم يا أذكى أخواتك ؟
, سيف بإدراك: آآآه طب م تقول كده من الصبح عيب خليت دماغنا يروح شمال ، **** عليك يا دومي ..
, تأفّف أدهم بغيظ: أنا الحق عليا اللي قولتلّك ..
, هتف سيف: طيب طيب خلاص آسف ، قولي ليه هتعمل فرح وإيمتي وفين ؟
, تنهد بهدوء هاتفاً: بعد يومين ، بفكر أعمله هنا في الفيلا ..
, سيف: إزاي هتلحق كل ده ..؟
, ابتسم أدهم: ده شغلي ، وأنا مجهّز كل حاجة .. وعلى فكرة بقا جيبتلّك معايا بدلة حلوة ليك ..
, سيف بفرح: بجد ليا أنا ؟
, أومأ برأسه: أيوه مش أنت قولتلّي إن ذوقي بيعجبك ، أنا جيبتلك معايا عشان متسرقليش بتاعتي بعد شوية هجبهالك ، المهم دلوقتي أنا رايح أقول لليلى ..
, اندفع سيف معه ليهتف أدهم: رايح فين يا حيوان ؟
, سيف بحيرة: هنروح نقول لليلى ونفاجئها **** !
, أدهم بغيظ: ليلى مراتي ، يعني أنا اللي بفاجئها أنت ملكش دعوه فااهم ؟
, نظر نحوه باستغراب لتتسلل ابتسامة إلى شفتيه وهو يهز رأسه: أممم معليش المفاجأۃ فيها حاجات كده وكده صح ؟
, أغمض عينيه وهو يأخذ نفساً عميقاً ليهتف: سيف أقسم ب****..
, هتف سيف: خلاص خلااص بلاش تحلف أنا هقعد هنا بس مش هطوّل أنا عايز أشوف البدلة بتاعتي ..
, نظر نحوه هاتفاً: ماشي هنشوف ، انت مش هتخرج من هنا قبل م انا اقولك أصلاً الحق عليا كان لازم أفاجئها قبل م أجيلك ..
, اندفع خارجاً من الغرفة مُغلقاً الباب ورائه ليقفله هاتفاً: إبقى وريني هتخرح إزاي بس بنصحك متنطش من البلكونة أصل راسك هيتكسر ..
, ذهب سريعاً نحو غرفته المجاورة ، ليُغلق الباب خلفه بلهفة ..
, بعد فترة ..
, دخلت ليلى غرفتها تبحث عنه وما أن أغلقت الباب واستدارت حتى شهقت بدهشة وعينيها لمعت بلهفة ..
, اقتربت ببطء وعيناها تلمعان بانبهار .. وصلت حتى السرير وهي تنظر لذلك الفستان الأبيض اللّامع الذي يفترشه .. مدّت يديها تمسح على قماشه الفاخر .. تلك الفراشات الصغيرة التي تتناثر عليه بشكل كبير مُتناسق ، في منتصف كل فراشة ماسة فضية لامعة تبرق بلمعان يُبهج العيون ..
, أمسكته من ياقته المطرّزة بماسات وفراشات متناثرة على صدره بفوضوية .. رفعته بصعوبة بسبب وزنه الذي ازداد من الماسات التي تملأه .. وقفت أمام المرآة بعقل مُغيّب وضعته أمام جسدها ونظرت بانبهار لهيئتها به .. لمحت على المرآة أمامها وجهه الحبيب .. ابتسامته الحانية وعينيه اللامعتين بعشق خالص لها فقط ..
, اقترب منها ببط وعينيه تتواصلان مع عينيها من خلال المرآة ، حاوط خصرها من الخلف واتكأ بذقنه فوق كتفها ، وامتدّت يديه تُمسكان معها الفستان وتثبّتانه أمام جسدها ..
, همس بخفوت وهو ينظر داخل عينيها في المرآة: عجبك ؟
, رمشت بعينيها هامسة: ده ليا ؟
, ابتسم هامساً: أمال هيكون لمين غير لمراتي وحبيبتي وأحلا حاجة حصلت بحياتي .. !؟
, دمعت عينيها هاتفة: أنا هلبس الفستان ده يا أدهم ؟!
, أمسك الفستان ووضعه علی السرير ليقترب منها يُديرها نحوه ، حاوط وجهها بيديه هامساً: أيوه هتلبسيه ياروح أدهم ، هحقّق حلمك حتى لو متلبطيهوش .. أنا عارف إن ده حلمك ، أنتي بنت وأي بنت هيكون حلمها تلبس الفستان الأبيض ده صح ..؟
, سحبها معه ليُجلسها قربه على السرير وهو يُمسك يديها هاتفاً بحنان: ليلى ؟! أنا بدوّر على أهلك ..
, نظرت نحوه ونفت برأسها: لا انا مبقيتش عايزة ، أنا كفاية عليا أنت ، و**** معدتش عايزة اعرف مين أهلي أنتوا أهلي وأنت كل عيلتي ..
, همس بحب: معليش أنا بدوّر عليهم ، كنت عايز أفرحك .. بس خايف ، خايف اتأخر خايف ملاقيهومش ، خايف لاقيهم وميتقبّلوش ده .. أنا عايزك تفرحي عايز أحقّق وعدي وأعيشك بسعادة .. أنا عايز أعوضك عن كل الأيام اللي عشتيهم هنا بحزن بسبب المشاكل ..
, ابتسمت قائلك: قولتلّك كل اللي بعيشه معاك بحبه حتى لو كان حزن ومشاكل أنا موافقة ..
, هتف قائلاً: بس أنا مش عايز ده ، عايز أعوضك وأفرحك عايز أقضي معاكي وقت لوحدنا .. أنا من البداية عايز أعملك فرح قدام الناس كلها ، بس إحنا تزوّجنا بسرعة وغير ده أنتي مكنتيش عايزة حفلة .. عشان كده سكتت بس دلوقتي عايز أفرح معاكي .. عايز أفرح وأعوض نفسي وأعوّض أهلي عن كل المشاكل اللي حصلت معانا ..
, اتسعت ابتسامتها لتهتف: ده اللي شاغلك عني ؟
, ابتسم: لا أنا بخونك ..
, ضحكت ناظرة نحو الفستان لتهتف: ده أجمل فستان شوفته بحياتي ، أنا مكنش متوقعة فيوم إني هلبس فستان زي ده ..
, ابتسم قائلاً: لسّا مشوفتيش حاجة ، بعد يومين هيكون الفرح ، هنا في الفيلا ..
, نظرت نحوه بدهشة: يومين بس ؟ هلحق أعمل كل حاجة إزاي ؟
, .
, ابتسم وهو يمسح على وجنتيها: أنتي متعمليش حاجة ، مهمتك تقعدي زي الأميرة وكل حاجة هتجيلك حد عندك ، أنا جهزت كل حاجة وبعد شوية العمّال هييجوا عشان التجهيزات للحفلة ، يومين هتكون كل حاجة جاهزة ، فستانك والحاجات اللي معاه كلّه جاهز ..
, اتسعت ابتسامتها بلمعان واقتربت منه تُحاوط عنقه بذراعيها هامسة بتأثر: أنا بحبك أووووي يا أدهم ..
, ا
, ابتسم يضمّها إليه هاتفاً: وأنا بعشقك ياروح أدهم ، يلا بقا قومي جربي الفستان ده ولو أي حاجة معجبتكيش قوليلي حالاً فاهمة ؟
, هتفت: ده تحفففة فوق التحفة ده عجبني أووي أنا هكلّم البنات خليهم ييجوا يشوفوه ..
, ابتسم هاتفاً: مااشي ياختي ..
, فتح الباب ليدخل بسرعة حمزة هاتفاً: لولااا
, نظرت نحوه لتفتح ذراعيها: زوووماا وحشتني وحشتني ..
, .
, هتف قائلاً: وأنتي وحشتيني وجيت أشوفك بالفستان الأبيض ..
, رفعت حاجبيها ليهتف: عمو أدهم قالي وماما أهي جاية ورايا ..
, دخلت والدتها من الباب هاتفة: وأنا جيت أهو ..
, نهضت ليلى سريعاً تحتضنها: وحشتيني يا ماما ..
, احتضنتها هامسة: وأنتي وحشتيني ياروحي ، وأخيراً هشوفك بالفستان جنب عريسك .. ده حلمي يا ليلى ..
, اقتربت لتتوسع عينيها عند رؤية الفستان أمسكته هاتفة وهي تنظر نحو أدهم بامتنان: مش عارفة أقولك إيه **** يديك على قد تعبك **** يباركلك في أهلك ورزقك وأخواتك ..
, ابتسم ونهض مقبّلاً رأسها لينظر نحو ليلى التي تتصل بصديقاتها هاتفة: بت يا مروووووة تعالي حالاً انتي والبنات جيبي إسراء وعبير وهرن على سهى أقولها تجيب تغريد معاهاا ..
, مروة باستغراب: ليه يابت فيه إيه ؟
, اتسعت ابتسامتها هاتفة: هوريكي فستان الفرح ..
, مروة: فرح مين ؟
, ليلى: فرررحي أنااا بسرعة متتأخّرييش ..
, أغلقت الهاتف بوجهها ناظرة نحو أدهم الذي ابتسم هاتفاً: يبقى هخرج دلوقتي بس هاخد بدلة سيف اللي جيبتهاله ، لحسن بعد شوية يزعجكوا ..
, أخذ البدلة التي كانت ماتزال في أكياسها ليترك ليلى ووالدتها في الغرفة ، اتجه نحو غرفة سيف وفتح الباب داخلاً بحذر وهو يضع البدلة أمامه ..
, أبعدها عن وجهه ناظراً حوله باستغراب .. جاء صوت سيف من خلفه: بتعمل هنا إيه يا عينيا ؟
, استدار له ليراه واقفاً أمام الباب هتف بهلع: يخربيتك أنت خرجت إزاي ؟
, اقترب منه مُشيراً نحو الشرفة: أصل أنا عندي تكتيك وتخطيط مُنظّم وسيبت بأوضتي الحبل ده عشان غدر الزمن والأيام العصيبة ..
, نظر له متنهداً باستسلام ليهتف: طب تعال بقا شوف البدلة ..
, اقترب منه وأخذها بابتسامة واسعة .. ثم نظر نحوه مُضيّقاً عينيه: والبدلة بتاعتك فين ؟ أنت هتلعب عليا عايز أشوف بتاعتك أوعي تكون أحلى من دي ؟؟
, هتف بغيظ: مش أنت قولت بيعجبك ذوقي خلاص أنا جيتهالك عايز إيه بقا في البدلة بتاعتي ؟
, اتجه نحو الباب هاتفاً: ويلّا سيبها من إيدك وانزل البنات هييجوا كمان شوية لليلى .. والعمال هييجوا كمان ..
, خرج من الغرفة ليلحقه سيف .. وجد والدته تأتي نحوه هاتفة: هاا قولي عجبها الفستان ؟
, ابتسم هاتفاً: أيووه ، وكلمت صاحباتها هييجوا وتقيسه .. اندفعت نور نحوهم هاتفة: أيواا بقا ده ذوقي أكيد هيعجبها ..
, أدهم: بس يابت أنا كنت جايبه أنتي كل اللي قولتيه وااو حلوو تحفة ..
, نور بضحك: المهم أنه عجبني يعني ذوقي يلا بقا أنا هروحلها ..
, هتف سيف بحيرة: فستان إيه ؟
, جمانة: فستان الفرح بتاع ليلى .. و**** أحلا حاجة عملتها يا أدهم كنا محتاجين ده من زمان ..
, هتف سيف: هو الكل كان بيعرف بموضوع الفرح إلا أنا ؟
, تركته جمانة هاتفة: وأهو عرفت هتعمل إيه يعني ..؟
, نظر سيف نحو أدهم ليهتف أدهم: متبوصليش كده أنا حر بقول للّي عايزه ..
, اتجه نازلاً درجات السلم ليلحق به سيف سريعاً ليجدوا إسراء وكرم يدخلان من باب الفيلا ..
, هتفت إسراء: ليلى فيين ؟
, أدهم: إيه ده جيتي بسرعة ..
, ابتسم كرم قائلاً: كنا قريبين من هنا أما كلّمتها مروة ..
, أدهم: ليلی فوق مع مامتها مستنياكي ..
, أومأت برأسها وركضت بلهفة نحو السلالم ..
, نظر كرم نحو سيف الذي يلتصق بأدهم بابتسامة بلهاء .. رفع حاجبيه بتساؤل لتتّسع ابتسامة سيف هاتفاً: حبيبي يا كوكو ..
, ضحك كرم قائلاً لأدهم: الحمد**** يبقى هرتاح منه ومن زنه ..
, بعد قليل جاءت كل من مروة وعبير .. لتتبعها بعدها سهى برفقة أمير وتغريد ..
, صعدت الفتيات إلى غرفة ليلى حيث كانت في غرفة الملابس ووالدتها تُساعدها على ارتدائه .. كان ضخماً بكمّ هائل من القماش المنفوش والماسات الثقيلة ، لتخرج بعدما حضرت جميع الفتيات ..
, ما إن وصلت أمامهن حتى تعالت الشهقات انبهاراً بهيئتها الملائكية ..
, هتفت مروة: وااو لا لاااا أنا قولت إن ذوق أدهم حلو قبل كده بس ذوقه روووعة إيه الفستان الجامد ده ؟
, اقتربت إسراء تتفحّصه هاتفة: ده تقيل أووي حاملاه إزاي ؟
, ضحكت جمانة مقتربة منها لتقبّلها في وجنتها هاتفة: قمر يا حبيبتي و**** **** يسعدك ..
, ابتسمت ليلى واقفة أمام المرآة ، ومن خلفها صديقاتها كل واحدة تُبدي رأيها في مظهرها الذي يروه للمرة الأولى ..
, نظرت لشكلها بعينين لامعتين فرحاً .. ترى حياتها التي أصبحت بيضاء كبياض فستانها .. لامعة بالحب والحنان كلمعانه .. دارت بغير شعور حول نفسها ليدور الفستان مُتماشياً مع جسدها ..
, تشعر بنفسها ستموت سعادة وفرحاً وحمااس .. قلبها ينبض بشدة عندما تتذكّر بأنها عروس .. ستخرج بعد يومين أمام الملأ بفستان كالحلم .. وبجانبها أميرها الوسيم الذي لن تجد مثله ولو درات بقاع الأرض ..
, تجمّع الشباب في الحديقة ، أمير وكرم وجلس معهم مصطفى الذي علم بموضوع الفرح .. كان قد حضر العمال والمُشرف عليهم وبدأوا بتحضيرات بسرعة .. الحديقة واسعة تُحيطها الأشجار بأرض عشبية ناعمة وأزهار منوعة .. مسبح كبير في جانبها وجلسة صغيرة قربه .. كانوا قد بدأوا في زينة بسيطة وتجهيز مكان جلوس العروسين .. الجميع يعملون بسرعة وتفاني وأدهم يُتابعهم من نافذة مكتبه يخرج إليهم كلّ فترة ليُشرف عليهم أو ليزيد أشياء تخطر في عقله ..
, يُريد أن يُفرحها ، يريدها أن تنبهر كمل انبهرت بالفستان ، يريد للمعة عينيها أن تزيد أكثر وأكثر ..
, نظر كرم حوله هاتفاً: مكنتش عارف إن أدهم هيعمل فرح ، **** يهنيه هو وليلى ، ليلى تستاهل ..
, أمير: عقبال عندك يا كرم ..
, ابتسم متذكراً علاقته بإسراء اللتي تطوّرت كثيراً ، يرى سعادتها ولهفتها بالحديث معه ، تطمئنّ عليه دائماً وتفرح برؤيته .. أغمض عينيه هامساً: ياارب ..
, هتف مصطفى: سيف فين ؟
, ضحك كرم: لازق بأدهم جوا مش بسيبه **** يعينه ليه الجنة و**** ..
, أمير بضحك : حرام ده مصدّقش ..
, ابتسم مصطفى بخفوت ، رغم القلق الذي تسلّل إليه .. خائف من أن يعود سيف كما كان .. خائف من أن يتراجع عن تقرّبه منه بعدما عادت علاقته بأدهم كما كانت من قبل ..
, .
, ابتسم وهو يرى عبير خارجة من الباب ليُسرع ناحيتها هاتفاً: عبيير ؟
, نظرت نحوه: عامل إيه يا ميصو ؟
, قطب جبينه هاتفاً: نععممم مين ميصو ده ؟
, تراجعت هاتفة: ملقيتش دلع على أسمك غير ده .. مش حلو صح ؟ أنا قولت كده و**** هبقى أفكر بواحد تاني بعدين دلوقتي مش فاضية ..
, هتف قائلاً: ليه إيه اللي شاغلك ، بعدين كده تمشي من جنبي ومتسلميش ..
, رفعت حاجبيها: أناا ؟ أه معليش كنت مستعجلة عشان أشوف فستان ليلى .. يووو كده لهّيتني ابعد عن طريقي نسيت الفون بسيارة أمير عايزة أصوّر الفستان عشان أجيب زيه ..
, ابتسم قائلاً: عجبك ؟
, عبير بحالميّة: أوووي أوي ده أجمل من فستان سندريلا بذاتها و**** ، ع قبال أما ييجيني واحد زيه ..
, ابتسم بشرود: ولو جالك أحلا منه هتعملي إيه ؟
, هتفت: أحلا منه إيه مفيش أحلا من ده خاالص ..
, زفر هاتفاً: بقولك لو جالك ، هتعملي إيه ؟
, لوّحت بيدها هاتفة: يجيني إزاي منين يا حسرة ، ليه أنا لاقية مين يبوصلّي ..
, رفع حاجبيه هاتفاً: ليه بتقولي كده ؟!
, عبير: أصل بحب واحد غبي بعيد عنك وهو مش عايز يفهم ولا يتحرّك ولا يعمل أيّتُها حاجة ..
, قطب جبينه وهتف من بين أسنانه: ومين ده بقا ؟
, هتفت: لا فكك منه ده غبي وجبان ..
, هتف بغيظ: و**** ؟
, أومأت برأسها: أيوه أيوه ده مبيفهمش مهما عملت ميعرفش إني بحبه .. وأنا عمال ألمّحله وهو ولا هنا ..
, هتف بمكر: طب قوليله مباشرة ليه التلميح ..
, هزت رأسها بيأس: وبإيه هيفيد البوح لو البعيد لوح ..
, هتف بغيظ: نعم ياختي ؟!
, تراجعت من صرخته هاتفة: إهدا يا جدع مالك أنا بقول عن اللوح اللي بحبه ..
, رمقها بغيظ: امشي من قودامي يابت مش ناقص هبلك ..
, مصمصت شفتيها هامسة: علی أساس أنا ناقصة
, لوحنتك يا لوووح .. غبي كل الناس تزوّجوا وحبوا إلّا أنا قاعدة بصارع المجهول كلّه بسببه ..
, في الداخل ..
, هتف أدهم بغيظ: ماخلااص بقا ، مش شايف صحابك قاعدين هناك روحلهم وسيبني فحالي ..
, قطّب جبينه هاتفاً: الحق عليا عاملك قيمة وعايز أقعد معاك ، مش زي مراتك اللي باعيتك عشان حتة فستان ..
, رفع حاجبيه هاتفاً: طب وحياة أمك بيعني عشان البدلة اللي جبتهالك أنا موافق ٣ نقطة
, .
, هزّ رأسه مقترباً من مكتبه: بتقول إيه يا أدهم أنا مستحيل أعمل كده أبداً ، أنا مش خاين وناكر المعروف ..
, زفر بضيق ماسحاً على وجهه ليهتف سيف: بقولك يا أدهم ؟
, أدهم: خير ؟!
, سيف بجدية: أنا عايز أشتغل ..
, رفع نظره بدهشة مُتسائلاً: تشتغل ؟!
, أومأ برأسه بجدية هاتفاً: أيوه عايز أشتغل في الشركة ، ومتقوليش دراستي أنت عارف إني مش فالح أصلاً .
, ابتسم بسخرية: أيوه برافو عليك كويس إنك عارف ..
, هتف سيف: أدهم أنا بتكلّم جد ، أنا عايز أشتغل وأوعدك إني هذاكر بجد وهنجح السنة دي متقلقش ..
, نظر نحوه باستغراب: ليه ؟!
, تنهّد هاتفاً: عايز أعمل حاجة ومأفضلش بنظرك كده ..
, أدهم بدهشة: ليه أنت بنظري إيه ؟
, سيف بخفوت: تافه ومجنون ومش متحمل مسؤولية ..
, رمش بعينيه هاتفاً بجدية: سيف أنا صح بقولك كده بس ده عشان المشاكل اللي أنت بتعملها ، مش قصدي تشتغل ، طالما أنا موجود مش هخلّيكوا تحتاجوا حاجة لا أنت ولا أختك ، أنتو عندكوا دراستكوا وده أهم ..
, هتف سيف: بس أنت اشتغلت وكنت لسا بتدرس ، أنت بقالك بتشتغل من زمان ومشتكيتش ، الدراسة مش هتأثّر .. وأنا قولتلّك ووعدتك إني مش ههملها بالعكس أنا ههتم بيها أكتر المهم وافق ..
, نظر نحوه يراه يتحدث هكذا بهذه الجدية وهذا الإصرار لأوّل مرة ليهتف: أنا كنت مجبور يا سيف ، وضعي كان غير وضعك ..
, سيف: واعتبرني دلوقتي مجبور .. أنا عايز أشتغل من دلوقتي ، ومش شغل كبير علطول بحكم أني أخوك لا ، أنا عايز أبدأ من الأول ، زيي زي أي موظف عادي .. وأما تشوفني أستاهل وبشتغل كويس حطني بالمكان اللي أنت عايزه وشايفه مناسب ..
, بقي ينظر إليه وهو يرى ملامحه الجديدة عليه ، ويستوعب اقتراحه وكلامه الذي لم يكن يظن بأنه سيُفكّر به يوماً ، بل لقد كان يظن أن يطلب منه مكتباً خاصاً به بكل فخر وغرور ، لم يستطع ان يمنع ابتسامته الهادئة التي ارتسمت على شفتيه ليهتف بعدها: يبقى بعد الفرح وبعد م أرجع من السفر هتبدأ شغل تمام ؟
, اتسعت ابتسامته واندفع نحوه يُقبّله هاتفاً: حبيبي يا دومي يا أحلا أخ في الدنيا ، بس بقولك إيه ؟ أنا عايز تعمل كافتريا الشركة تخليهم يجيبوا أكل كويس زي أكل أمك أصل مش هقعد 8 ساعات كده على فنجان قهوۃ .. وياريت تحطني بنفس المكتب مع مروة والبنات الحلوين اللي كانوا معاها ..
, رفع حاجبيه بدهشة ثم هز رأسه بيأس: كنت عارف إن شوية العقل اللي نزل عليك فجأة مش للّه ..
, ضحك سيف بمرح ثم صمت فجأة صارخاً بعدها: أنت قولت إيييه ؟؟
, تراجع بفزع من صرخته: فيه إيه يا حيوان ؟
, هتف سيف: أنت قولت أما ترجع من السفر ؟ أنت مسافر ؟؟؟
, تنفس أدهم بهدوء هاتفاً: أيوه أمال أعمل فرح من غير شهر عسل ..
, وسع عينيهه وعاد للصّراخ : شهر ؟ هتسافر شهر يا أدهم ؟
, تنهد أدهم : بس يا زفت ، مش شهر ده كلّه أسبوع واحد ، المهم مش هنفضل هنا ..
, ابتلع ريقه هاتفاً: خدني معاك ..
, رفع نظره نحوه صارخاً: و**** ده اللي كان ناقص ، أنت يا أخي إيه رأيك تعملّي كمين فأوضة نومي ؟ ده أنا هربان منك أنت بالذت عايز تلحقني لهناك كمان ؟
, هتف سيف: يعني إييه ، هتاخد ليلى وأنا تسيبني ؟ لا مش عايز هفضل هنا أعمل إيه لوحدي ؟ بعدين أنت زمان قولتلي معدش هتسافر ..
, تأفّف أدهم فاركاً جبهته ، وقد كان منذ زمن يُسافر من أجل عمله وفرع شركته التي كان في إحدى الدول خارجاً ولكنه قد نقله إلى بلده من أجل ألّا يُسافر ، خاصّة وأنه لا يُريد ترك عائلته وحدهم .. إضافة لتذمرات سيف الخانقة هو ونور ..
, هتف قائلاً: مش هسافر برا البلد ، هنروح أسبوع علی شرم ونرجع ..
, سيف بإعتراض: لا مش عايز ..
, صرخ به: وأنت ماالك ؟ هسافر يعني هسافر وإلا مفيش شغل ليك وأنت حر بقا ..
, وقف سيف مفكّراً ليهتف بعدها: خلاص أوك سافر براحتك أديتك الإذن ..
, رفع نظره له بغيظ: لا و**** وكتر خيرك ، امشي من وشي يا سيف مش ناقص غباء .. اطلع شوف العمال برا ..
, سيف: لا مش عاا٥ نقطة ثم نظره نحوه: وليه لأ ؟ هروح أشوف العمال وأشرف عليهم بنفسي ، ده أنا هعملّك فرح محصلش ..
, انتفض أدهم يجذبه قبل أن يخرج: لا أبووس إيدك خلاص أقعد أنا مبسوط بقعدتك دي أووي يا حبيبي .. مش عايز فرحي يبوظ بسببك **** يسترك ..
, سيف: أخس عليك هيبوظ ليه قولتلك هعملك فرح محصلش للأمير هينري بذات نفسه أنت أقعد مرتاح بس وأنا هعمل كل حاجة ..
, تركه مغادراً من المكتب ، ليجلس أدهم على كرسيه مُتحسّراً على فرحه الذي سيصبح أضحوكة ..
, ٣٤ العلامة النجمية
, - وتشاءُ أنتَ من الأماني نجمةً
, ويشاء ربّك أن يُناولك القمر ..
, ٣٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, مرّ اليومين التاليين بسرعة هائلة ، ورغم سرعتهم إلا أنهم كانوا مليئين بأشياء كثيرة ، الجميع مشغول يعمل على قدم وساق .. ولكن أهمّ حدث كان رغم انشغالهم هو ما أثّر في مصطفى وكان الأهم بالنسبة له ، عندما تمّ إعلان الدمج بين الشركتين .. وقد ظهر أدهم وأحمد مع آدم ومصطفى أمام الجميع وكاميرات الصّحافة لإعلان الدمج الغير متوقع ، ولكن ما فاجئه هو حديث أدهم الأخير وإعلانه بابتسامة هادئة بأن مصطفى يكون أخوه وليس ابن عمه .. وقتها لم يستطع السّيطرة على مشاعره وهو يرى القاعة تضجّ بالأسئلة والحديث المُستغرب لم يصدّق متى انتهى ذلك اللقاء ليعود سريعاً ويختلي بنفسه مُهدئاً ضربات قلبه السريعة ..
, تمّ تجهيز كل شيء تماماً وتبقّت فقط اللمسات الأخيرة .. الفيلا زُيّنت بالكامل بأضواء ملوّنة تتدلّى من سطحها حتى الأسفل .. كان مظهرها فاتن مُبهج ، الأضواء تلمع بشدة يستطيع أي شخص رؤيتها عن بعد ..
, ابتسم أحمد بانبهار وهو يرى جنيّته الصغيرة أمامه ، بفستان أحمر ناري .. طويل حتى كاحليها بشريط أسود في منتصفه وتركت شعرها الغجري مُنسدلاً بطوله مع تموّجات صغيرة .. تضع أحمر شفاه قاتم ومكياج خفيف يناسب نعومة بشرتها ..
, همس بحب: ع قبالنا يا نونوو ..
, ابتسمت ناظرة نحو ربطة عنقه الحمراء لتهتف: علشان كده سألتني عن لون فستاني ؟
, نظر نحو إشارتها ليبتسم: أيوه عايز أكون زيك .. ثم اقترب منها هامساً: هو أنا قولتلك قبل كده إنك جمييلة أووي ..
, همست بخجل: من غير م تقولي أنا عارفة نفسي ..
, أحمد: أه يا واثق أنت ..
, اقترب سيف من خلفه هاتفاً: هو أنا قولتلك قبل كده إنك بارد أووي ..
, تأفّف أحمد والتفت نحوه هاتفاً: هو أنا قولتلك قبل كده إنك غتيت أووي ..
, سيف بابتسامة: لأ مقولتش ..
, أحمد بغيظ: يبقى هقولك ، أنت غتيت أوووي وتافه برضه ..
, هز سيف أكتافه ببرود: متشكّر ..
, ضحكت نور هاتفة: أنا هروح لليلى .. ثم اقتربت من سيف هامسة بأذنه: وعلى فكرة مروة فرحت أووي بالفستان اللي أنت جيبتهولها وعينيها بقا يطلع منهم قلوب لدرجة قعدت تبوس بيه دي باست الشوز اللي معاه برضه ..
, اتسعت ابتسامته وفلتت ضحكته بشدة ليهتف أحمد بغيظ: أنتي قولتيله إيه ؟
, نور بإغاظة: دي أسرار أخويّة ملكش فيها ..
, ذهبت سريعاً من أمامه ليتجه أحمد نحو غرفة أدهم: أنا هروح لأدهم ..
, لحقه سيف بخطوات سريعة وتخطّاه فاتحاً باب غرفته: أنا هروحله قبلك ..
, دخلا إلى الغرفة ليدفعه أحمد أمامه بغيظ شديد حتى كاد سيف يسقط أرضاً ..
, التفت لهم أدهم: فيه إيه ؟
, أحمد بحنق: الحيوان ده مش عارف هيبطل حركات العيال دي إيمتى ..
, ابتسم أدهم وعاد ليستدير وهو يعدّل ربطة عنقه الزرقاء الغامقة ، اتجه نحو السرير يجذب سترة بدلته السوداء الفاخرة ليُسرع سيف يجذبها ويقف خلفه يساعده في ارتدائها فوق قميصه الأسود وعلی صدره خطّين زرقاوين غامقين ..
, هتف أحمد بسخرية: أيوه برافو عليكي يا سيف فعلاً إنك زوجة صالحة ..
, ارتفعت ضحكات أدهم لهتف سيف وهو يعدّل بدلة أدهم: طب روحي قيسي الفستان اللي هتلبسيه يا حودة وتعالي وريهولي ..
, ثم نظر نحوه هاتفاً: بعدين ملكش دعوة خليك فحالك فاهم ، ده فرح أخويا وعايز أساعده بلاش الحقد والغيرة ده ..
, هتف أحمد بغيظ: غيرة !؟ أه م هو واضح مين اللي بغير فينا ، واللي لما قولتلّه هروح لأدهم سبقني زي العيال ..
, أمسك سيف زجاجة العطر من فوق التسريحة ليقف أمام أدهم ويُغرقه بها .. تراجع أدهم هاتفاً: بس يا زفت أنت عايز تخنقني ؟
, همس سيف بحيرة: ليه بس أنا بحطلك عشان تقول إن ريحتك حلوة ..تأفف أدهم واستدار نحو المرآة مُعدلاً شعره وهو يهتف: في حاجة ناقصة يا أحمد ؟
, أحمد: لا ات٥ نقطة صمت ضاغطاً على قبضته بغيظ عندما قاطعه سيف هاتفاً: لأ يا أدهم كل حاجة جاهزة والناس بدأوا ييجوا ومصطفى وموسى تحت بيستقبلوهم وقبل شوية كنت تحت معاهم ، والحرس حولين الفيلّا .. والأكل أهم حاجة متواجد بكثرة ..
, أحمد: أه أ٤ نقطة
, قاطعه سيف: والبنات كلّهم جهزوا وهما عند ليلى فأوضة نور ، وماما تحت هي وحماتي حياتي وحمايا العزيز ، وصحابي وأهلهم ..
, أحمد: بس د٣ نقطة
, سيف بتفكير: ومين كماان؟ مين يا سييفو مييين ؟ أمممم ؟؟
, اقترب منه بنفاذ صبر يجذبه من بدلته صارخاً: ولا أنت باين إنك عايز تربية ، أقسم ب**** هطلع جناني عليك دلوقتي ..
, حاول سيف الإبتعاد عنه: فيه إيييه هو سألني وأنا جاوبته ..
, جذبه أكثر صارخاً: هو سأل أحمد ، إيه أنت أحمد ؟؟؟
, سيف: طب إبعد عني خلاص مكنتش أعرف ، كل ده عشان جاوبت أنا ، م أنت كنت هتتلكّك كالعادة ، شوفت أنك أنت اللي بتغير ..
, التفت نحوهم أدهم: أيوه أيوه برافوا كملوا أصل أنا مش موجود أصلاً إيه رأيكوا نحوّل الفرح ده لحلبة مُلاكمة ؟!
, سيف: أدهم قوله يبعد البدلة هتبوظ ..
, دفعه أحمد بعيداً: غور جتك نيلة و**** أنك عيل تافه ..
, تأفّف سيف بانزعاج وبدأ يتمتم شاتماً أحمد بكل أنواع الشتائم وهو يُحاول تعديل بدلته التي تجعلكت ..
, ابتسم أحمد واقترب معانقاً أدهم بأخوّة هاتفاً: ألف مبروك يا أدهم يارب تتهنّى وع قبال م أشوف ولادك يارب ..
, ابتسم أدهم مُربتاً على كتفه:**** يبارك فيك ، ع قبالك أنت ونور يا أحمد أصل مش هلاقي ليها حد زيك ومش هأمّن عليها غير معاك أنت ..
, ابتسم بحب ليتراجع أحمد للخلف بسبب دفعة من يديّ سيف الحانق ، الذي اقترب من أدهم يُعانقه هاتفاً: ألف مبرووك يا دومي يا حبيبي وع قبال عندي أنا ومرمر ..
, ضحك أدهم يعانقه هاتفاً: ع قبال عندك يا خويا ..
, طرقات على الباب جعلتهم يلتفتون لتدخل نور بهيئتها التي زادت ضربات قلب أحمد رغم رؤيتها قبل قليل ، اقتربت بعينين لامعتين واحتضنت أدهم بحب هامسة: أنا فرحانة أووي يا أبيه ألف مبروك ..
, احتضنها مربتاً على شعرها بحنان: **** يبارك بيكي ياقلبي ، ع قبال أما أشوفك بالفستان الأبيض ..
, ابتعدت عنه هاتفة بحماس : ليلى طالعة جميلة أوووي ، بجد تحفة ..
, ابتسم بسعادة ليهتف سيف: إشمعنا هي بتقولها قلبي وبتمسح على شعرها وأنا لأ .. هو أنا ابن البطة السودة يعني ؟
, ضحكت نور ومدّت لسانها إليه بإغاظة غافلة عن ذاك المتيم الذي يُصارع دقات قلبه التي باتت تؤلمه .. ويُتابعها في أقل حركة تخرج منها ..
, خرج أدهم من الغرفة .. واتجه بقلب خافق نحو غرفة نور حيث كانت ليلى تتجهّز وتجتمع مع البنات ..
, طرق الباب بخفوت لينتفض قلبها بقوة وقد علمت بأنه قد جاء ..
, استدارت نحو الباب لتراه يدخل بطلّته السّاحرة وهالته التي تأسرها منذ أول لقاء لهما .. راقبت مُحيط عينيه الهادئ ، والذي بدأ بالهيجان الثائر ، لمعة عينيه ازدادت وقد توسّعتا بجنون مُبهر ..
, توقف مكانه ناظراً نحوها بانبهار ، أراد أن يُبهرها لتُبهره هي بطلّتها اللتي خطفت أنفاسه وبصره ..
, اقترب منها ببطئ وعينيه تجولان على ذلك الفستان الذي يبتلع جسدها الصغير ، كانت كملاك بريء تُحيطه غيمة بيضاء سميكة لامعة بنجوم مُضيئة ..
, وكأن فجأة الفستان قد ازداد جمالاً عن قبل أم هي من زادته جمالاً بحُسنها !؟ وكأنها مِسكٌ تساقط فوق ورد البنفسج لينتُج عنه أية الجمال أمامه .. ربّما ليست الأجمل في الدنيا ولكنها الأجمل في عينيه .. تسائل في نفسه .. هل هي تنتمي للسّماء ؟ فكأنها قد خُلقت من ضلع نجمة .. لتكون مُضيئة ، لامعة فاتنة ، وباهرة الحُسن .. كان جمالها فوق كلّ جميلة وحسنها وكأنه القمر ..
, وصل أمامها يتأمّل وجهها ذو الحُمرة الذي تسلّلت إليه ليتورّد الجوري الذي يسكنه ، شعرها المرفوع وقد تبقّت بعض الخصلات الملفوفة مُتناثرة على وجهها وكتفيها .. بذلك التاج الماسيّ اللامع الذي يُزين شعرها وتنسدل من جانبيه الطرحة الطويلة الشفافة ، وقد امتلأت بفراشات صغيرة لامعة على طولها ..
, انحنى يُحيط وجهها بيديه وهو يتأملها بعشق وهي الأخرى تُبادله بنظرات غير مصدقة وكأنها في حلم .. قبّل وجنتها بحنان جارف هامساً أمام وجهها: مبروك ياحبيبتي .. مش قادر أوصف شعوري باللحظة دي **** يخلّيكي ليل ويقدّرني عشان أسعدك ..
, ابتسمت ولمعت عينيها تأثراً وقد نسيت كل حديث البنات السّابق بألا تبكي وتتأثر من أجل ألا ينتزع المكياج لتسيل دمعة خفيفة على وجنتها تُجيبه بدون كلام على كلامه ..
, ابتسم ماسحاً دمعتها بإبهامه ليعود مقبّلاً جبينها ثانية ، ابتسمت والدتها ماسحة دموعها التي انهمرت هاتفة: خلي بالك منها يا أدهم ..
, أدهم: دي فعينيا وبقلبي أنتي عارفة ..
, ابتسمت مروة هاتفة: يلا بقا الناس مستنين تحت ، تعالوا يابنات هننزل وراها ..
, ابتسم أدهم وهو يمدّ ذراعه لليلی فتدخل ذراعها بع ليتّجه ببطء خارج الغرفة ومروة هي وإسراء تسيران خلفها تُمسكان طرحتها الطويلة التي تجرّ خلفها أرضاً .. فيما عبير وتغريد تلحقان بهما مع والدتها ..
, صمت الجميع فجأة عن الكلام والحديث الصاخب وقد بدأوا في التصفيق ما إن تعالت موسيقى هادئة من أحد الأركان ، وقد خرج دُخان أبيض خفيف من جانبي الباب الذي خرج منه ليلى وأدهم الذي نظر حوله بتعجّب من هذا الدخان الذي لم يطلبه بل لم يُفكّر به أساساً ..
, ابتسم عندما وجد والدته أمامه ليتجه نحوها هو وليلى ، انحنى يقبل يدها لتهتف بدموع: ده أجمل يوم بحياتي إني شوفتك عريس وجنبك عروستك أجمل بنت في الدنيا **** يفرحك يا بني ويباركلك وشوف ولادك عن قريب ..
, عانقت ليلی بحنان هامسة: مبرووك يا حبيبتي خلي بالك منه هو بيعشقك ..
, ابتسمت ليلى بحب واقتربت منها كريمة والدة كرم لتحتضنها بحنان جارف ، وابتعدت تمسح على وجنتها هاتفة: ألف مبروك يابنتي ، **** يسعدك ياحبيبتي أنا فرحانة أووي عشانك ..
, جاء محمود يحتضنها مقبّلاً جبيتها وقلبه ينبض
, بحب لتلك الفتاة التي دخلت قلبه: مبروك يا بنتي ..
, ليلى: **** يبارك بيك يا عمي ..
, اقتربت عائلة مروة تُبارك لها وبعدها أخوات أمير ووالدته ليقترب كرم هاتفاً: ألف مبروك يا ليلى ..
, أومأت برأسها مُبتسمة بسعادة ليسلّم ويُبارك لها سيف وأصدقائه .. جذبها أدهم من خصرها يمشي بها في أركان الحديقة وهي تنظر حولها بانبهار تام ، وكأن الحديقة قد قُلبت تماماً ..
, نظرت للأضواء الملوّنة التي تملأ الفيلا ، وقعت عينيها على المسبح وقد تناثر على صفحة الماء الزرقاء بوالين بيضاء وورديّة كثيرة ، ورود اصطناعية متفتّحة تطفو هلى سطحه بقلب كل وردة شمعة ورديّة مُشتعلة لتُضفي مظهراً ساحراً ..
, الأشجار حتى لم تخلوا من الزينة شرائط ملونة بالأبيض والورديّ مع أضواء ملونة تنزلق من أعلاها .. تحت أقدامها قُصاصات ملوّنة وأوراق ورود بدأت بالتساقط عليهم لا تعلم من أين لتسير فوقهم هي وأدهم وهم يُحيّون الناس حولهم برؤوسهم .. الطاولات الدائرية متوزعة بشكل منظم والكراسي مُزيّنة بشرائط من نفس اللونين .. وفوق كل طاولة عدة شموع ملوّنة كالتي في المسبح ..
, وصلت حيث مكان جلوسهما الذي لايقل جمالاً عما حوله ، كان مقعداً ضخماً باللون الأبيض ومن خلفه إطار بشكل قلب مُضيء لتظهر وداخله تتواجد صورۃ مكبرة لها ولأدهم .. وحول القلب أضواء ورديّة وبيضاء كثيرة .. فيما الشموع والبلالين متناثرة حول مقعدهم بفوضوية راقية ..
, ابتسمت بسعادة وصديقاتها تُساعدنها على الجلوس بفستانها الضّخم .. جلست قربه بسعادة ليُحيط خصرها بتملك .. كان موقعها مُطلاً على الحديقة بأكملها ، الآن حتى أحست بكمية الناس المتواجدين ، فقد كانت مُغيّبة بما حولها ..
, التفتت نحوه هاتفة: مش مصدّقة يا أدهم ..
, .
, ابتسم باتساع: لا صدقي يا رووح أدهم كل ده عشانك ..
, اتسعت ابتسامتها بفرحة ليُتابع: بس فيه بتاع الدخنة دي مش عارف جه منين أكيد ده شغل سيف المجنون ..
, ليلی: بالعكس ده جميل أووي أنا حبيته ..
, ابتسم مُلاحظاً سعادتها وحماسها ، لتبدأ تلك الموسيقى الهادئة فينهض يمدّ يده نحوها لتنهض معه .. مشى بها نحو مساحة صغيرة مُزينة بتلك الشرائط اللامعة ومن إحدى الأركان تخرج فقاعات صابون تتناثر حولهم بخفوت .. استدارت تنظر حولها مع دخنة بسيطة بدأت بالظهور لا تعلم من أين وكأنها تخرج من فستانها كلما تحركت .. تلوح حولهم مع تلك الفقاعات التي كانت تعشقها في صغرها .. التمعت عينيها أكثر وهي تنظر إليهم وقد نسيت بأنها قد جاءت للرّقص معه .. راقب سعادتها الطفولية وانبهارها ليجذبها نحوه يُحيط خصرها بذراعيه هاتفاً: عجبك يا ليلى ؟
, التفتت نحوه وهي تكاد تطير فرحاً: دول بحبهم أوووي ، من صغري وأنت بحب أعملهم ..
, ابتسم لها لترفع ذراعيها تُحيط عنقه ، والتفت حوله باحثاً بعينيه عن سيف ، فهو لم يفكر بفقاعات الصابون تلك ولا بالدخان وقد كان أكثر شيء لفت نظر جميلته ، التقت عينيه به وهو يُتابعه من بعيد وكانت تقف بجانبه مروة ليبتسم له أدهم باتّساع ويرفع إبهامه نحوه فتتّسع ابتسامة سيف بسعادة ..
, تابع أدهم رقصه معها ببطء وهو غارق في أعشاب عينيها .. وهي تنظر نحوه بصمت أبلغ من الكلام ..
, هتفت مروة الواقفة قرب سيف: حلوين أوي يا سيف ..
, ابتسم بسعادة ليقول بفخر: إيه رأيك بالزينة ؟ دول أنا أشرفت عليهم .. بصي الدخان ده اللي حوليهم دي فكرتي ..
, رفعت حاجبيها بدهشة: بجد ؟ رووعة ياسيف و**** دول أحلا حاجة أنا برضه عايزة بفرحي منهم ..
, ابتسم ناظراً نحوها: عجبك الفستان ؟
, التفتت إليه تبتسم بحب ، ونظرت لفستانها بلون البنفسج الغامق .. كان مُنسدلاً بطبقات من الشيفون يصل إلى مابعد ركبتيها ، صدره مُطرّز بخيوط ذهبية لامعة ، حتى خصرها يُحيط به شريط عريض باللون الذًبي .. حذاء بلون الذهب مع وردة بنفسجية مُعلقة بجانبه ، وقد أمسكت حقيبة صغيرة بنفس اللون ..
, جعلت شعرها بتموّجات عريضة وهي ترفع جانباً منه وتترك الجانب الآخر منسدلاً حول وجهها بنعومة ..
, همست بحب: عجبني جداً ، أنت كل حاجة بتعملها بتعجبني يا سيف ..
, اتسعت ابتسامته هاتفاً: لسا في حاجة عاملها هتعجك أوووي انتظري وسَترين ..
, هتفت بفضول: حاجة إيه ؟؟
, ضحك هاتفاً: متقلقيش ، شوية وهتعرفي بس أما تخلص الرّقصة دي ويرجعوا على مكانهم ..
, رمشت بعينيها المُكحّلتين تُحاول استنتاج ما قام به ، ولكن ما فعله كان خارج كل توقّعاتها ..!؟
, مقعد بلون البنفسج ، أصغر من مقعد أدهم وليلى بقليل ، مُزيّن من جوانبه بشرائط ذهبية لامعة .. ومن إحدى جانبيه تخرج عدة بوالين بنفسجية وبيضاء مربوطة بخيط ترتفع نحو الأعلى ، وعلى إحدى البالونات تظهر صورۃ سيف وعلى الأخرى جانبها صورة مروة مُكبّرة ..
, وُضِع هذا المقعد بجانب المقعد الخاص بأدهم وليلى تماماً ، تابعه أدهم بعينيه باستغراب لتتسائل ليلى: إيه ده يا أدهم ..؟
, رمش بعينيه هاتفاً: و**** مش عارف .. يمكن ٣ نقطة
, قطع كلامه عندما لاحظ اقتراب سيف الذي يجذب مروة بخفّة من ذراعها وعلى شفتيه ابتسامة عريضة ، ليهتف وهو يقف أمام المقعد: إيه رأيك يا مرمر ؟
, هتفت بانبهار : إيه ده ياسيفو ؟ يجنننن ..
, اتسعت ابتسامته: عجبك ؟ بصي عملتهولك نفس لون فستانك ، تعالي اقعدي هصوّرك يلّا ..
, ابتسمت وأسرعت تجلس بلهفة فوق المقعد ليُخرح هاتفه غير عابئاً بمن حوله وغير مُهتماً بنظرات أدهم الحارقة التي يرمقه بها .. أخذ لها عدة صور لينده علی أحد الرجال ، يُعطيه هاتفه: تعال صورني معاها يلا ..
, جلس قربهاً ليلتقط لهم الرجل عدة صور ..
, هتف به سيف قبل أن يذهب: خليك هنا هحتاجك كمان شوية .. نظر نحو أدهم الذي هتف: دلوقتي حتى فضيتلي حضرة جنابك ، إيه اللي أنت عامله ده ؟
, هتفت مروة: إيه يا أدهم معجبكش ؟ ده عملي مفاجأة هو أنت بس اللي تعمل لليلی ..
, سيف بغرور: شوفت أفكاري الخارقة ..
, ضحكت ليلى: بجد يا أدهم حلوين سيبهم ..
, نفخ أدهم بغيظ: أنا كنت عارف إن حركة الدخان والفقاعات دي وراها حاجة .. خليه يا خويا أقعد م انا عارف هتلحقني حتى ع القبر ..
, هتف سيف: بعيد الشر عنك يا أدهم ، يلا بقا ابتسم هصوّرك أنت ليلی ..
, ابتسمت ليلى وأمسكت بيد أدهم ليلتقط لهم سيف عدة صور ، وأعاد الهاتف لذلك الرجل ليتقدم هو ومروة يجلسان بجانب أدهم وليلى ليلتقط لهم صور هم الأربعة ..
, ابتسمت إسراء بسعادة هاتفة لكرم: تعال يا كرم نتصور معاهم ..
, نظر نحوها بحب ، يراها تتهادى أمامه بفستانها الفيروزي الطويل ، بتلك الورود الصغيرة المتناثرة عليه ، وشعرها الأشقر الذي ازداد طوله حتى وتخطى كتفيها ، ينسدل بنعومة حول وجهها وذلك الطوق الأبيص من الورود الذي تضعه حول رأسها يزيدها جمالاً ورقة .. همس هاتفاً: إسراء؟
, التفتت نحوه ليهتف: إيه رأيك نتخطب ؟
, رمشت بعينيها واتسعت ابتسامتها بغير شعور ليهتف بلهفة: موافقة صح ؟
, عضت شفتيها وأومأت برأسها ليقترب منها سريعاً يأخذها بين ذراعيه بغير تصديق هاتفاً بجنون: وأخييراااا
, ضحكت قائلة: بس مش دلوقتي ، بص تغريد وموسى هيتخطبوا بنهاية الترم ده إيه رأيك نعمل خطوبتنا معاهم ؟
, همس بلهفة: موافق على أي حاجة المهم نتخطب أنا مصدقتش ..
, ابتسمت لتسحبه من ذراعه لكي يُشاركان الأربعة بصورهم لتنضم لهم تغريد وأمير وسهى التي سحبته بلهفة وفضول وهي ترفع فستانها الأزرق الغامق الطويل ، والذي تتناثر عليه ماسات اصطناعية لامعة ، وشعرها الأسود الذي تعدّى خصرها يلوح حولها ليلوح معه قلب أمير الذي يراه لأول مرة ، كانت دائماً ترفعه أو تجدله حتی في خطوبتهم فقد رفعته فوق رأسها ، الآن فقط حتى أسدلته ليرى طوله ولمعانه كاملاً ..
, على مقربة منهم قد سحبها من يدها ليضمّ جسدها إليه يجعلها تشاركه الرقص .. شعر بارتجافة جسدها بين يديه لا يدري أهي بسبب خوفها القديم أم بسببه هو .. المهم لديه بأنها معه أخيراً عادت له ..
, اتسعت ابتسامتها هاتفة: فاكر الحفلة الماضية أما رقصنا ؟
, نظر نحوها مُبتسماً: أيوه فاكر ..
, رآها ترفع حاجبيها بمكر لتتعالى ضحكاته هاتفاً: ماشي يا ستي وفاكر أما سيبتك لوحدك تمام كده ؟
, ابتسمت قائلة: سيبتني ليه يا أحمد ؟
, ضحك قائلاً: م قولتلك كنت تعبان ..
, نور: تعبان برضه ولا ده من تأثيري المُحكم ..
, عاد ليضحك من جديد: مُحكم ؟! تنهد ناظراً نحوها: أيوه ياختي من تأثيرك المُحكم ده ، كنت لسا بقاتل مشاعري اللي بحسّها .. نور أنتي كنتي دايماً بالنسبالي أختي وأما فجأة مشاعري تغيرت خوفت .. قرّرت أبعد لغاية م أتأكد عشان مأذيكيش خاصة وأنا شايف عينيكي اللي بتلمع دي ..
, ابتسمت هامسة: ودلوقتي اتأكدت ؟
, أعاد خصلة من شعرها لهلف أذنها هامساً: مفيش حد قدي متأكّد دلوقتي ، حتى لو هرجع أشوفك أختي أنا هتزوّجك يعني هتزوجك ..
, ضحكت بسعادة وقد توقّفت الموسيقى الهادئة ليبتعد عنها ويقودها إلى الطّاولة التي كانا يجلسان عليها .. هتف قائلاً: هروح رحّب وسلّم على كام واحد جه متأخّر وهرجعلك تمام ؟
, أومأت برأسها لتنهض هاتفة: يبقى هروح أتصور معاهم هناك ..
, ابتسم وذهب لكي يرحب ببعض المدعوّين .. فيما هي اتّجهت نحوهم ..
, كان مصطفى يجلس بعيداً ، ينظر حوله بهدوء ، وفرحة داخليّة هائلة تُعشعش في قلبه .. يرى سعادة الجميع أمامه ضحكهم ورقصهم .. تنهد بامتنان شاكراً ربه ، نظر حوله كان يجلس على إحدى الطاولات وحيداً .. يُريد الإقتراب منهم ولكنه لا يعلم لمَ مازال هناك حاجزاً يُبعده عنهم ..؟ لا يعلم لمَ أحياناً يشعر بأنه منبوذ من قبلهم ..!
, نظر نحو أدهم الذي يجتمع الجميع حوله بضحك وجنون صاخب .. ابتسم ونهض عن جلسته اقترب من حيث جلوسهم ليقف أمامهم تماماً ..
, ابتسم أدهم عندما وقعت عينيه عليه ليتشجّع مصطفى ويقترب عدة خطوات أخری هاتفاً بابتسامة وهو يمدّۃيده ليصافحه: ألف مبروك يا أدهم ..
, نظر أدهم نحو يده المُمتدّة أمامه كي يُصافحه ولكنه أبعدها عنه .. أنزلها مصطفى بهدوء وقد خفتت ابتسامته رغم محاولته السّيطرة عليها ليجد نفسه فجأة قد جُذب لأحضان أدهم وهو يهمس له: كده ببارك الواحد لأخوه مش زي طريقتك ..
, رمش بعينيه التي امتلأت دموعاً فجأة ، كانت المرّة الأولى التي يحتضنه بها أدهم بعد طول هذه السنين .. رفع يديه يُبادله عناقاً كان هو بحاجته أكثر من أي شخص .. كم شعر بنفسه قد أضاع سنين كثيرة ببُعده عنهم .. كم عاش حياةً فارغةً من دونهم والآن فقط قد رُدّت إليه روحه المسلوبة ..
, ربّت أدهم على كتفه بخفّة وكأنه يُنبّهه لطول عناقهم وقد صمت من حولهم يُتابعونهم بهدوء .. ابتعد عنه مصطفى وهو لا يقوى على النظر في عينيه ليمدّ يده مُصافحاً ليلى بابتسامة: ألف مبروك يا ليلى ..
, ابتسمت مصافحة له هامسة: **** يبارك فيك يا مصطفى وع قبالك أنت وعبير ..
, رفع نظره نحوها بتفاجؤ لتضحك مقتربة منه وتهمس: على فكرۃ اللوح اللي قالتلك عليه ده أنت ، أكيد عارف صح ؟
, لاحت على شفتيه ابتسامة لتهتف: هي مستنياك ، بس مبنصحكش تتأخر أصل هي مجنونة ويمكن تعمل فضيحة ..
, اتّسعت ابتسامته يومئ برأسه بسعادة ، واستدار عائداً لمكانه وقد لمح عند استدارته نظرات نور الفضولية وابتسامتها الهادئة نحوه ، بادلها الإبتسام وهو يهزّ رأسه بعدوء ، ليلمح بعدها نظرات سيف التي لم يستطع تفسيرها .. كان جامداً ينظر نحوه بهدوء ، هزّ رأسه بتحيّة صغيرة وابتعد عنهم ، فخلال هذين اليومين لم يكن بينه أي احتكاك مع سيف أو نور ، حتى سيف فربما مثلما توقع ، قد تخلّا عنه بعد عودة أدهم له ..
, مشى بهدوء جالساً فوق طاولته ، ليأتيه صوت أنثوي من خلفه: ليه قاعد كده وحيد يا ليل حزين يا ليل ؟
, استدار نحوها مُقطّباً حاجبيه ، لحظات ليعضّ شفته محاولاً كتم ضحكته ، لمَ تُصرّ هذه الفتاة أن تجعله يتذكر الطريق كلّما رآها ؟! كانت ترتدي فستان أسود طويل مُمتلئ بورود بيضاء كبيرة على طوله ، وشعرها الأسود الحريريّ ترفعه على شكل ذيل حصان .. مع بعض الخصلات التي تركتها متناثرة فوق وجهها ..
, قطّبت جبينه وجلست قربه: مساء الموز يا حلو يا لوووز سينجل ولّا محجوز ؟ بتضحك على إيه يا ميصوو ؟؟
, هتف بها: بت أنتي بقالك يومين قولتي هتفكّري بدلع تاني ؟ لو ملقيتيش ارجعي على مصطفى أنا مش ناقص ..
, هزت برأسها هاتفة: أفف ملقيتش طيب وماله ميصو ده حتى حلو وع الموضة ، طب قولّي بيبو عادي ..
, هتف بسخرية: و**** بيبو أحلا من ميصو اللي مش عارف جبتيه من أني داهية ..
, ابتسمت هاتفة: لقيته مكتوب على جريدة كانت مرمية ع الأرض ، يمكن ده أسم دوا .. لأ لا ده اسم شجرة يمكن أهه .. رمشت بعينيها ناظرة نحوه: طب و**** مليش كام يوم قريته هو اسم شجرة ولا ماركة أحذية ؟
, تأفّف مُشيحاً بوجهه عنها لتهتف: هو أنا حكيتلك عن اللوح ..؟
, نظر إليها هاتفاً بغضب: بت أنتي صدّعتيني باللوح بتاعك ده غوري من وشي أنتي وهو ..
, نظرت نحوه بغيظ لتهتف: و**** مش الحق عليك الحق عليا أناا اللي معبرتك ، إنسان لوح همجي غبي ، قوم اضربني قلمين كمان م أنت ضارب نساء قاتل مأجور ..
, وسّع عينيه هاتفاً: بت أنتي بتجيبي الكلام ده منين قاتل مأجور إيه يا ولية ؟
, هزت كتفيها هاتفة: مش عارفة شوفتها من كان يوم في فيلم أجنبي ..
, نظرت نحوه بصمت لتهتف فجأة: ميصو ؟؟
, لم يجبها لتهتف سريعاً: طب خلاص مصطفى ؟
, مصطفى: نعم ؟
, هتفت به: هو أنت مربوط ؟ أا بقصد مرتبط في حد بحياتك يعني ؟
, التفت ينظر نحوها بصمت ، تأمّل ملامحها وعينيها الفضوليتين ، قطّب جبينها لا يعلم بماذا يُجيب ، هتف أخيراً: يمكن ..
, عبير: إزااي يعني ؟
, مصطفى بهدوء: يمكن فيه ، بس يمكن أنا م متأكد من مشاعري .. مش عايز أظلمها معايا وأنا وضعي كده ..
, ابتلعت ريقها بابتسامة: هي مين ؟
, تأملها بصمت قد طال هذه المرة ليهمس بغير شعور: بنت كده شبه البطريق ..
, رمشت بعينيها بذهول ثمّ قطبت حاجبيها وكادت تصرخ قبل أن تهدأ ثانية مستوعبة بأنها هي ..
, اتّسعت ابتسامتها متغاضية عن تسميتها بالبطريق لتهتف: طب أنت حاول مش هتخسر ، ولو هي بتحبك هتستناك ..
, مصطفى بهدوء: وأنا كده هعمل ، بس مش دلوقتي ..
, عادت لتبتسم من جديد قبل أن ترى إسراء تناديها م بعيد لتنهض هاتفة: هروح لإسراء ورجعالك .. متتحرّكش ..
, ابتسم ناظراً نحوها وهي تبتعد عنه .. ثمّ أغمض عينيه متنهداً بحرارة ، فتحهما ليلمح أحمد جالساً وحده .. رمش بعينيه مفكّراً ثم نهض سريعاً ووصل قربه ..
, وكأنّ الجميع قد قالَ " وداعاً " في نفس اللّحظة التي كنت أنوي فيها أن أُخبرهم بأنّي حزين ..
, جلس في الكرسي بجانبه ليرمقه أحمد بنظرات صامتة ثم أشاح بوجهه عنه ..
, هتف مصطفى: فاكر أما كنا صغار واتفقنا إحنا التلاتة يكون فرحنا فيوم واحد ؟
, التفت أحمد نحوه هاتفاً: أنت قولتها ، كنا صغار ومفيش حاجة بتفضل على حالها ..
, مصطفى بهدوء: بس أنتوا فضلتوا ..
, ابتسم أحمد بسخرية ليُتابع مصطفى: وبسببي محصلش فرحكم بيوم واحد صح ؟
, أحمد بتهكّم: أيوه برافو عليك عارف ..
, زفر مصطفى هاتفاً: إحنا كنا صحاب يا أحمد ، ليه منرجعش كده ؟
, أحمد: قولتلك مفيش حاجة بتفضل على حالها .. صاحبي مكنش كده ..
, هتف مصطفى: فعلاً ، بس الدنيا بتغير ، محدش عاش مكان حد عشان يحس بيه ..
, أحمد: أيوه وأنت دلوقتي هتعمل حياتك مُبرّر للي عملته ..؟
, مصطفى: بس أنا معملتش حاجة يا أحمد .. أنا أه حقدت وكرهت وانتقمت بس بالنهاية تراجعت ، أنا لسّا جوايا مصطفى القديم ليه عايزيني أدفنه تاني ؟
, أحمد: هتدفنه ليه ، م بقا ليك أهل وقودام الناس كلها ..
, مصطفى بخفوت متألّم: وأنت يا أحمد .. أنا عارف إنك بتحبها أووي ، وزعلان عليها ، بس أنا معملتش حاجة أيوه أذيتها أووي بس بالنهاية مكمّلتش ..
, أنت ليه كده ؟ ليه متحاولش تديني فرصة واخدة بس ..؟ أنت لو معترض عليا مكنتش قبلت بشراكتنا ..
, أحمد: أنا قبلت عشان أدهم ..
, مصطفى: لأ لأ كنت تقدر ترفض وأدهم مش هيعترض ، بس أنت عايز ده صح ؟
, زفر أحمد بضيق هاتفاً: مصطفى سيبني لوحدي ..
, مصطفى بهتاف: لا ، أنا تردّدي هو اللي عمل ده ، سكوتي كل السنين دي هو اللي وصّلني لهنا .. أنا لو اتكلمت من زماان ، لو جيت لأدهم قولتلّه كل حاجة كنت حميت نفسي وحميتكم من الإنتقام اللي دمرنا كلنا ، بس تردّدت ، خوفت وقسّيت قلبي كده .. بس دلوقتي مش هسكت ..
, التفت بجسده نحوه هاتفاً بحرقة: أنت فاكرني معنديش إحساس ؟ أنا صح تجاوزت مرحلة اليأس والإنهيار وبحاول صلّح كل ده بس ده بيتعّب ، بيقتل وبيحرق أوووي .. أنك تشوف أخواتك اللي أنت هتموت وتاخدهم فحضنك بيكرهوك ومش متقبلينك .. فاكرني كده مبسوط ؟
, لمْ يُجبه أحمد وبقي ينظر إليه بصمت ليُتابع مصطفى: طول عمري بتمنى يكون عندي أخوات أصغر مني ، ودلوقتي بقا عندي بس هما مش متقبليني ، تصوّر بعد م لقيتهم وبقيت أخ كبير ليهم بعاملوني وكأني خادم عندهم .. فاكرني مش بتأثر ؟ قلبي مش بيحترق أما بشوف نظرات الكره فعينيهم ؟ فاكرني مش بحسّ بقلبي بيتكسر أما أخويا اللي أصغر مني يشتمني يعاملني زي العبيد وأنا ساكت ؟
, ابتلع ريقه وقد امتلأت دموع القهر عينيه هاتفاً: مش بتأثّر أوي بدل م كون أخ كبير وهما يحترموني بقيت أنا اللي لاحقهم ولازم أحترمهم ؟ أنا مش بتعب وبتقهر أما بفضل لاحقهم فكل حتة مستحمل كل شتايمهم وكرههم ومعاملتهم ليا وكأني أنا الصغير وهما أكبر مني .. فاكرني مش بموت ألف موتة وأخويا الصغير اللي مصدقتش لقيته واللي كان حلم أنه يكون موجود ليا أما بيمد إيده عليا وبيضربني وأنا ساكت !؟ ساكت عشان حاسس بذنبي وأني أستاهل ده ؟ مكنتش عايز كده .. كنت عايز عيلة عادية ، كون أخ كبير يحبوه ويحترموه مش واحد يفضل لاحقهم بس عشان يرضوا ، بتقبّل أي حاجة بكل ذلّ ومهانة وبنفس الوقت بتبسط أوووي رغم أني بكون مذلول ..
, نهض ناظراً نحوه: شوفت الحالة اللي بقيت بيها ؟ شوفت اليأس اللي بقيت عايش بيه ؟ ده اللي وصلتلّه ، وباين إني هبقى كده لآخر عمري .. وحيد ، رغم تواجدهم حوليا بس حاسس نفسي وحيد منبوذ منهم .. بس عارف إني مبسوط ؟ رغم كل اللي بيحصلّي مبسوط ، المهم أنهم معايا وأنا بينهم مش عايز أكتر من كده حتى لو كان قلبي محروق منهم ..
, نظر أحمد حوله بهدوء ليرى بعض العيون الفضولية التي بدأت في متابعة الموقف لينظر نحوه بحزن: خلاص يا مصطفى إهدا ..
, ابتسم مصطفى بسخرية هاتفاً: أهو عشان ده أنا وصلت لكده ، عشان الشفقة اللي شايفها جوّا عينيك دي ، كان ممكن أروح لأدهم زمان أحكيله كل اللي بيحصلّي وأقعد معاهم وبينهم بس ده اللي ردّدني ، ونظرة الشفقة اللي كنت بشوفها من الناس بشوفها من الخدم اللي فقصرنا ، بشوفها من صحابي اللي حكيتلهم بصغري عن اللي بيحصلي ، نظرة الشفقة دي هي اللي خوّفتني هي اللي عملت مصطفى الحاقد اللي جوّايا .. بلاش النظرة دي يا أحمد مش عايز أكرهك ..
, هتف أحمد: مش شفقة ، متفضلش مش واثق بنفسك كده ، أنا دلوقتي حتى عرفت إني غلطان وإن كل الكلام اللي قاله أدهم صح ، يمكن هو أول حد فاق منا وقدّر الموقف اللي إحنا بيه ، هو أوّل حد شاف مصطفى القديم جوّاك رغم كل الكره والحقد اللي كان بيك ، أنا شوفته متأخر ، بس قلبي كان محروق يا مصطفى .. تخيّل بنفس اليوم اللي عرفت مشاعري بيه وجيت اعترف بكل حاجة أتفاجأ بيها قودامي بالمنظر اللي حرق قلبي عليها ؟ تخيل بعد أيام طويلة وأنا بقاتل نفسي عشان أفهم مشاعري وبعدت عنها وسيبتها وحيدة باليوم اللي قرّرت إني أصلّح كل حاجة يحصل ده وحس إني خسرتها ؟ أنا ده اللي واقف بطريقي يا مصطفى مش حاجة تانية ..
, نهض فجأة يُمسكه بكتفيه هاتفاً: بس يمكن دلوقتي حتى فوقت ، دلوقتي حتى شوفت صاحبي العيل بتاع الحيّ والكورة .. أغمض عينيه متنهداً ليقول بخفوت: معاك حق ، الدمج قبلت بيه من غير م أدهم يقولي حاجة ، قبلت علشان عايز ده يا مصطفى علشان عايزك معانا ..
, ابتسم مصطفى بخفوت ابتسامة باهته ليربّت أحمد على كتفه وعاد للجلوس ثانية ليعود مصطفى للجلوس معه بصمت ، ربما الصمت بعد تلك المُصارحة كان أفضل شيء ممكن أن يحدث ..
, ومن خلفهم على بعد ليس كبير ، يقف هماك بتخشب ، عيناه متوسعتان مما سمعه ، رجفت شفتيه فجأة بألم وهو يعود ويكرّر في رأسه كلمات مصطفى المقهورة ، ابتلع ريقه مُحاولاً الإبتعاد قبل أن يلمحه .. استدار بجسده يسير بغير هدىً يُحاول الإبتعاد عن التجمّع ، وجد نفسه أخيراً في الجانب الآخر من الحديقة ، مكان خالٍ من الناس ، وضع يده متكئاً على الجدار قربه وهو يتنفس بسرعة ..
, انزلق جسده جالساً فوق الأرض العشبية واضعاً يديه على رأسه بصمت ، وكلمات مصطفى لا تبرح عقله .. رفع نظره أمامه لا يعلم هل يشعر بالألم عليه أم على نفسه ؟! هل يشعر بأن مصطفی مظلوم أم يشعر بنفسه هو ظالم ؟!
, صوت خافت أتى من قربه لينهض فيجد مروة تقف أمامه ، همست له: مالك يا سيف ؟
, مسح وجهه معدّلاً من ملابسه: مفيش بس اتخنقت وجيت أشم شوية هوا هنا ..
, مروة: اتخنقت وإحنا برا ؟
, لم يجبها لتقترب منه واضعه يدها على كتفه: شوفتك قريب من مصطفى وأحمد وكان شكلهم في مشكلة بينهم وبعدها أنت جيت هنا .. إيه اللي حصل ..؟
, ابتلع ريقه ورفع رأسه هامساً: أنع مش وحش يا مروة مش كده ؟ أنا حقي أزعل منه ع اللي عمله صح !
, قطبت جبينها بحيرة لتومئ بإيجاب: أيوه من حقك تزعل ، أنت مش وحس لو كنت كده مكنتش حاولت تتقرّب منه وتتقبله .. أنت جواك عايز ده يا سيف متنكرش .. مصطفى أخوك زي أدهم طب حاول اعتبره أدهم واتقرب منه هتنجح صدفني ..
, نظر نحوها بصمت وكأنه يفكر في كلامها لتسحبه معها هاتفة: يلّا بقا مش هترفص معايا ؟ الفرح مش حلو من غيرك ..
, مشى خلفها وحالما عادا حتى التفت سريعاً نحو المكان الذي كان يجلس به مصطفى ولكنه لم يجده ، تنهد بكبت وحاول طرد تلك الأفكار التي تنغّص فرحته ..
, انتهى الفرح في وقت مبكّر ، رغم كل أجواء السعادة والمرح .. وقف أدهم فأمام باب الفيلا الخارجي هاتفاً بتذمر: يا ماما قولي حاجة خلصت من نور يجيني سيف ؟
, نور بعبوس: أنت مخلصتش ، أنا لسا مش موافقة بس عشان ليلى مش عايزة أزعلها ..
, هتف سيف: خدني معاك يا أدهممم ، طب بلاش أسبوع ب**** عليك أربع أيام كفاية ..
, نظر نحوه بضيق لتهتف جمانة: بس أنت وهي ، أدهم هيروح ولو عليا كنت قولتله يبقى شهر هو مش هيقعدلك بيبي سيتر ..
, ابتسم أدهم بخفة واقترب يحتضنها ويودعها ، ثم ودّع نور التي تشبثت به غير معتادۃ علی غيابه عنها ، وودّع أحمد ثم سيف الذي يرمقه هو وليلى بنظرات شريرة .. ضحك هاتفاً: خلااص بقا بكرا هسفّرك بفرحك على جزر المالديف إيه رأيك ؟
, سيف: لا مش عايز أنا هفضل هنا إلّا لو سافرت معايا ..
, انفجرت ليلى ضاحكة ليهتف أدهم: و**** الحق عليا ، المهم بقا خلّي بالك من نفسك وأمك وأختك ماشي ياسيف ؟
, ابتسم بخفوت بومئ برأسه واقترب يُعانقه بصمت .. تنهّد أدهم ناظراً نحو سيف ونور العابسين كعادتهم عند ابتعاده عنهم .. نظر محو مصجفى واقترب منه يعانقه بخفة هامساً: أخواتك وماما أمانة عندك يا مصطفى أنا واثق بيك ..
, ابتسم وعينيه لامعتين هاتفاً: دول بعيوني ، متقلقش انت اتبسط ..
, ودعهم منطلقاً بسرعة هو وليلى إلى المطار حيث كادت تُقلع الطائرة قبل وصولهم ، ليترجّلا من السيارة ، نظر نحوها هاتفاً: يبقى هنروح بالعربية لو اتأخرنا ..
, هتفت: لأ بالطيارة ، أمسكت ببده هاتفة: أجررري ..
, وسع عينيه وهو يراها ترفع بيدها الأخرى فستان زفافها وتركض بأقصى سرعة لها رغم الكعب الذي ما زالت ترتديه ، ركض معها في صالة المطار والجميع توقّف من حولهم يُتابعهم بدهشة وضحكات مرتفعة فيما أحد رجاله يركض خلفه وهو لا يستوعب ما يحدث ، يُمسك معه حقائبهم ..
, بعد لحظان جلسا في الطائرة في مقعدهم المُخصّص ، بأنفاس مُتقطّعة .. نظرت نحوه تتنفّس بسرعة يُبادلها النظرات وهو يلهث بشدة ، لحظات انفجرا ضاحكين بجنون مُسبّبين التفات جميع ركّاب الطائرة حولهم ..
, ضحكت بشدة وهي تُحاول التوقّف وقد احمرّ وجهها من الضحك وهو يهز رأسه بحسرة رغم دقات قلبه السعيدة .. هذه أول بادرۃ له بالجنون معها وهو يكتشف معها شيئاً جديداً ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, - أن تنتظرَ إمرأة بالذّات ، خارجَ الزمن وخارج الحسابات ، أن تنتظرها كما لو أنّ لا امرأة سواها على الأرض .. يا للجهاد .. يا للنّصر العظيم حين تفوزُ بها ..
, وصلا إلى وجهتهم ليساعدها في النزول من السيارة أمام ذلك الفندق الفخم في شرم الشيخ .. دخل معها وهو يُحاوط خصرها بحب .. ليكون في استقبالهم مجموعة من العاملين بعازفين على المكان بجاني كل منهما يستقبلانهم بمعزوفة هادئة .. ابتسم لها واقترب أحدهم يأخذ حقائبهم ليأخذها في المصعد .. فيما اتجه أدهم بها نحو السلالم ولم يستقلّ المصعد ، قطّبت جبينها باستغراب لتتوسّع عينيها وهي تری تلك الشموع التي تملأ الدّرجات من الجانبين مع ورود متناثرة فوقها .. صعدا لتجد رواق بأكمله مليء بالشموع المُضيئة والورود الحمراء المتناثرة .. وصلا حيث جناحهم ليجد العامل قد وضع الحقائب داخلها ..
, توقّف ناظراً نحوها لينحني فجأۃ يحملها بين ذراعيه بخفة ، حاوطت عنقه واتسعت ابتسامتها ليدخل إلى جناحهم مُغلقاً الباب ورائه .. شهقت وكأن هذا يوم الإنبهار لتجد الجناح مزين بأكمله بشموع وورود وبلالين تملأ المكان .. دخل بها إلى الغرفة الداخلية لتبرق عينيها وهي ترى ذلك السرير الضّخم وعليه تتناثر ورود حمراء وقد كُتب في الورود اسمها ..
, أنزلها أرضاً يتأمّل معالم وجهها المبهور وابتسامتها السعيدة ، ابتسم لها يُحاوط وجهها بيديه وانحنى مقبلاً جبينها: وأخيراً بقينا لوحدنا ..
, رمشت ناظرة نحوه بحب لتقع عينيها على شرفة الغرفة وتلك الطاولة المليئة بالطعام والشموع تملأ المكان .. نظر حيث تنظر ليسحبها من ذراعها إلى الشرفة حيث الإطلالة الرائعة وسحب لها الكرسي لتجلس عليه ..
, جلس مقابلاً لها ينظر لها بعشق وهي قد التمعت عينيها بالدموع .. ابتسم هاتفاً: عايزك تنسي كل حاجة خاالص ، أنا وأنتي وبس .. مفيش حد غيرنا ومفيش دموع ولا حزن ..
, مسحت دموعها قبل أن تتساقط لتراه يمدّ يده يرفع لها ملعقة مليئة بالطعام هاتفاً: أنتي دلوقتي بنتي وهتاكلي من إيديا ..
, ابتسمت وبدأت تأكل وتُطعمه أحياناً وبعد انتهائها ، دخلت الغرفة تأخذ ذلك الثوب الأبيض الحريري القصير .. دخلت إلى الحمام خلعت فستانها بصعوبة لترتديه ، وفكّت شعرها لتسدله فينزل بتموجات شمسية متعرّجة حتى أسفل ظهرها .. خفّفت مكياجها كما علمتها إسراء لتبدو أكثر نعومة وفتنة ..
, خرجت من الحمام بخجل وقلبها نابض ، تشعر بأنهم الآن قد تزوجوا ، تشعر بأن هذه أول ليلة لها معه ، التفت لها وهو يقف في البلكونة ليدخل إليها مغلقاً الباب ورائه .. اقترب منها مُبتسماً وعينيه تسيران علی منحنيات جسدها الظاهر أمامه .. اقترب منها وقلبه لا يستطيع السيطرة على دقاته وهو يشعر بأنها المرّة الأولى التي يحصل عليها وتُصبح بين يديه ، ناعمة فاتنة مُغرية ..
, وقد كان ذلك فعلاً ، كانت كليلتهم الأولى ، جامحة ، دافئة مليئة بالمشاعر التي فجّرت قلوبهم من تضاربها .. كانت ليلة من أجمل ليالي عمرهم ، قضوها وحدهم في مكان بعيد ، بعيدعن الحزن ، عن المشاكل والهموم ، ليلة فقط عامرة بالحب ، العشق والهيام ..
, نامت نور بسعادة ولكن بعد سهرٍ طويل ، فأحمد قد نام في الفيلا هذه الليلة ، ووجوده قربها في نفس المكان لمْ يُهدئ نبضات قلبها .. وجعل عينيها مستيقظتان وحالمتان .. فيما هو كان يجلس في غرفة سيف التي تركها له ودخل هو لغرفة أدهم ، جلس يُحاول السّيطرة على مشاعره ، يشعر بنفسه يشتاقها وهي قبل قليل كانت أمام عينيه .. نام بعد وقت طويل وهو يُصارع ويشتم نفسه داخله ..
, فيما هناك زوج من العينين ساهرتين ، وقف سيف في شرفة الغرفة الخاصة بأدهم فهو كعادته ينتقل إليها عندما كان أدهم يُسافر قديماً .. عينيه مُثبّتتين على مكان واحد .. وهو ينظر نحوه بألم ..
, كان مصطفى يجلس فوق المقعد المُزين الخاص بأدهم و ليلى .. الفوضى مازالت تعمّ الحديقة وفي الصباح سيأتي العمّال للتنضيف .. هبّت نسمات باردة حوله ليُحكم إغلاق سترته الشتوية التي ارتداها فوق بدلته الرسمية .. ناظراً أمامه بصمت ..
, كان يحلم بدخول الفيلا ، الجلوس معهم ، أن يشعر بنفسه ولو لمرة واحدة قريياً منهم و أخوهم الكبير بغياب أدهم .. ظنّ للحظة أن يطلب منه أحد ذلك ، أن تنظر نحوه نور ببرائة وتدعوه للنوم معهم في الفيلا هذه الليلة ، أو أن يعود سيف لاستفزاره له والجلوس معه ..
, تنهّد ناظراً أمامه بصمت غافلاً عن تلك العيون التي تُراقبه .. كان سيف يشعر بمشاعر مُتضاربة داخله .. وكلمات مصطفی تعود وتتردّد من جديد ، شدّ قبضتيه على سور الشرفة وهو ينظر نحوه .. وحيد .. كما قال لأحمد .. منبوذ .. ينظر إليه وهو يجلس وحيداً في المكان الذي كان يضج بالناس قبل قليل ..
, تسائل في نفسه لما لم يدخل إلى الملحق ؟ هل كلامه مع أحمد أثر عليه ، هل هو يفتقر للونس والحنان ليجلس هكذا ؟
, رمش بعينيه وهو لايعلم ماذا يفعل .. تنهد بإرهاق يُريد الذهاب إليه ولكن عقله يمنعه ، نظر نحوه نظرة أخيرة ولكنها لم يحسم أمره بعد .. دخل إلى الغرفة واقفاً بحيرة .. زفر في النهاية واستلقی فوق السرير .. نظر نحو السّقف ورغماً عنه كلمات مصطفى تتردّد داخل عقله لتُرهقه أكثر ، هل هو ظالم لهذه الدّرجة ؟ هل هو يُعامله كخادم أو عبد ؟ عض شفته التي عادت ترجف مجدّداً بوجع .. شهقة خرجت منه بغير شعور .. استدار على جانبه يُمسك وسادة أدهم يضمّها لصدره باحتياج .. ودفن رأسها بها يُحاول السيطرۃ على نفسه ، ولكنه لم يستطع لتنهمر دموعه فجأۃ بغير إرادته ومازال صوت مصطفى المقهور يملأ أذنيه ويزيد ألمه أكثر ..
 
  • عجبني
التفاعلات: البرنس احمد
السابع والأربعون

- من يدخلُ مدينة الحبّ ، إمّا يعود طفلاً يُحب كلّ
, الأشياء ، وإمّا يخرج منها مُسنّ لا يُدرك إلى أيّ
, منفى ينتمي ..
, ٣٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, استيقظت صباحاً على لمسات ناعمة تجول فوق وجهها ، فتحت عينيها رامشة بنعاس لتقابلها ابتسامته المحببة ..
, أدهم: صباح الورد ..
, ابتسمت واعتدلت في جلستها لتراه مستعداً بملابسه العادية ، كانت قليلاً ما تراه بملابسه تلك فدائماً ما يرتدي البدلات الرسمية نتيجة لعمله حيث كان يرتدي قميصاً باللون الأزرق مُتناسباً بشدة مع لون عينيه وسروالاً أسود اللون مع حذاء رياضي أبيض ..
, وساعته السوداء الفاخرة التي لا يخلعها ..
, هتفت باستغراب: أنت صاحي من إيمتى ؟
, أدهم: نص ساعة بس يلا قومي قدامنا يوم طويل ..
, نهضت متسائلة: ليه هنروح فين ؟
, أدهم: ليه حضرتك فاكرة إننا جينا هنا علشان نفضل قاعدين كده ؟ لا يا قلبي ده أنا هخرجك كل يوم ولففك المدينة كلها ومش هنرجع إلا آخر الليل ..
, ثم اقترب منها متسائلاً: أنتي كان في مكان محدد عايزة تروحيله ؟ مثلاً برا البلد ؟
, ابتسمت هاتفة: مكان محدّد إيه يابني ده أنا أبعد مكان روحتله هو آخر الشارع عندنا في الحي وبعدين ع الكلية ، مش لما نعرف بلدنا الأول بعدين نخرج ..
, اتسعت ابتسامته وسحبها من ذراعها يُدخلها الحمام بحماس: يبقى بسرعة هدومك جوا البسي وخلينا ننزل نفطر وبعدين نبدأ رحلتما ..
, ضحكت بسعادة: رحلة ؟
, أومأ برأسه بمرح: أيوه هنروح ع الجلاس بوت ، وبعدين هسيبلك الإختيار ليكي أي حاجة عاوزاها هنعملخا ومن بكرا هعملك برنامج نمشي عليه ونلف المدينة كلها ..
, لمعت عيناها بسعادة لتدخل سريعاً إلى الحمام وبعد ربع ساعة خرجت مرتدية فستان طويل باللون الأخضر الغامق هاتفة بحنق: أخضر يا أدهمم أخضررر ؟؟
, تعالت ضحكته هاتفاً: وماله يا حبيبتي بصي طالعة أموورة بيه إزاي ثم إني أنا كمان لابس زي لون عيوني عادي .. يلا بقا تعالي أنا هسرحلك شعرك هعملك حاجة حلوة ..
, رفعت حاجبيها هاتفة: **** يستر منك ..
, صخك وسحبها من ذراعها ليجلسها أمام المرآة ويبدأ في تسريح شعرها بسرعة وهي تصرخ عليه بغيظ .. انتهى أخيراً ليتراجع قليلاً ناظراً لتحفته الفنية بابتسامة ..
, هتفت بذهول: أنت يابني عايزني أخرج كده قودام الناس ؟
, ابتسم ناظراً نحوها: حلو مش كده ، أنا قولت إنه هيعجبك أووي ..
, كان قد قسم شعرها لنصفين ليجعل من كل نصف جديلة طويلة كفتاة صغيرة ذات العشر سنوات ..
, هتفت بغيظ: تبقى بتحلم و**** على جثتي أنت عايز الناس تضحك عليا ويقولوا متزوج طفلة ؟ عيب ده إحنا مبارح كنا عرسان ..
, وسع عينيه بنحيب وهو يراها تفكه غير مبالية بمجهوده هاتفاً: لاااا حرام عليكي كان حلو يا غبية .. و**** أنك مبتفهميش حاجة ..
, هتفت بغيظ: أنا مبفهمش ولا أنت ؟ هتخرّجني كده عشان أبقى علكة على لسان الناس والبنات يضحكوا عليا قول إنك عايز تعمل مني أضحوكة ..
, ضحك هاتفاً: أضحوكة إيه يابنتي ، بعدين أنا عاجبني كده مالهم الناس ..
, فكت شعرها لتفرده على كتفيها بفوضوية وتنحني مرتدية حذاء ذو كعب خفيف ، أمسكت حقيبتها في يدها واقتربت منه: أنا جاهزة ..
, رمقها بنصف عين: على أساس كده أحسن !
, أومأت برأسها بتكبر وسبقته خارجة من الغرفة ليلحق بها سريعاً ..
, نزلا إلى الأسفل ليتناولا طعام الإفطار .. وبعدها ذهبا في السيارة التي كان أدهم قد استأجرها مسبقاً .. حتى وصلا لوجهتهم ..
, وصلوا حيث القارب الزجاجي ليساعدهم أحد على الصعود .. انتظروا قليلاً حتى امتلأ القارب وبدأ رحلته في المياه .. وهي تنظر حولها بانبهار وفرح .. كانت المرة الأولى في حياتها التي تأتي بها إلى هنا .. بل المرۃ الأولى التي تذهب في رحلة ..
, فهي كما قالت له أبعد مكان ذهبت إليه كان جامعتها ومحل العطور الذي كانت تعمل به .. ابتسمت باندهاش وعينيها توسّعتا بدهشة وهي ترى أمامها الأرض الزجاجية للقارب .. وقفت هي وأدهم في المكان المخصص وأسفل قدميهم كانت أسراب كثيرة ومتنوعة من الأسماك تسبح في المياه ..
, ضحكت بسعادة غير مصدقة: بص يا أدهم السمكة دي شبه موسى ..
, رفع حاجببه ناظراً للسمكة التي أشارت نحوها ليضحك هو الآخر عندما شعر بها تشبهه فعلاً رغم أنه لا يعلم وجه الشبه بين موسى والسمكة ..!
, ابتسمت وهي ترى الحياة المائية في الأسفل والنباتات الملونة والشُّعب المرجانية ذات الألوان الرائعة ، كانت عيناها تزدادان التماعاً وفضولاً كلما رأت شيئاً جديداً وضحكتها عالية كضحكات الأطفال حولها الذين قدموا مع أهاليهم ..
, وهو كان يراقبها بسعادة مطلقة ، يريدها فقط أن تكون سعيدة هانئة البال تضحك بدون أن تفكّر في الغد .. نظر للقضبان الحديدية الموجودة أعلى الزجاج وهو يرى شخصاً يسير فوقها .. قطب حاجبيه ناظراً نحو ليلى التي فتحت حديثاً شيّقاً مع *** صغير بعمر أخيها ..
, أدهم: ليلى تطلعي على هنا ؟؟
, نظرت لمكان إشارته وهو يشير إلى القضبان الحديدية لتهتف باندهاش: ليه نقدر ؟
, ابتسم هاتفاً: أيوه ..
, نظرت إليه وهو يرفع جسده ليتخطّى السور أمامه ويقف في أعلى القضبان ، مد يده إليها ليرفعها من وسطها لتقف قربه في الأعلى ..
, نظرت حولها بمرح وبعض الحرج من نظرات الناس إليهم ، ولكنها لم تهتم حيث سحبها خلفه وباتت تسير فوق القضبان ومن أسفلها تماماً ترى عمق البحر وأصنافه النباتية والحيوانية المتواجدة داخله ..
, لم تستطع السيطرة على ابتسامتها وكادت تقع لتتمسّك به صارخة: أدهم إحنا لو وقعنا الزجاح ده هيتكسر ونغرق ؟
, ضحك باستمتاع هاتفاً: أيوه بس متخافيش جوزك بيعرف يعوم هينقذك ..
, تشبثت به أكثر هاتفة: وليه مقولتليش مكنتش طلعت .. يا مامااا أدهم هقع الحقني ..
, جذبها إليه وهو يضحك على خوفها ليقول: مش كنتي عاملة شجاعة وباحثة قبل شوية وبتشرحي للواد ده معلومات كلها غلط أصلاً ؟
, شهقت بصدمة: معلوماتي أنا غلط ؟ أنت غيران مني عشان عندي قاموس لغوي ومخزون بحري ؟
, رفع حاجبيه: مخزون إيه ياختي ..؟
, أجابته بثقة: مخزون بحريّ ، بص أنا بشرح لمين يابني أنت جاهل مش هتفهم حتى لو شرحتلك ..
, نظرت نحو الطفل الذي كانت تُحدثه قبل قليل لتهاف: أدهم بص الواد شوشو عايزنا نجيبه عندنا تعال نجيله حرام ..
, أمسكها هاتفاً: نجيبه فين يا مجنونة اعقلي دول أصلاً يمكن فأي لحظة ينزلونا من هنا ..
, سحبته هاتفة: لا ب**** عليك بص هو بريء إزاي تعال شيله ووقفه معانا يلا ..
, زفر باستسلام ليصل حيث الولد يرفعه بين يديه ويجعله يقف فوق أحد القضبان ، ليصيح الولد بحماس ويبدأ بالركض عليها ..
, وسّع أدهم عينيه: الواد ده طلع قرد ، كان يطلع نفسه لوحده ..
, هتفت بفرح: بص يا قلبي قد إيه فرحان ..
, اقترب الولد منهم: عموو ممكن تجيبلي أخويا هو برضة عايز يجي هنا ..
, ليلى بحماس: أيوه يا أدهم جيبه يلا حرام
, عاد من جديد ليحضر أخوه الأصغر منه ليبدأ القرد الآخر بالركض في كل مكان والصياح ..
, أخرجت ليلى هاتفها بمرح هاتفة: أدهم قول تشيييييز ..
, زم شفتيه: جبنة ..
, تعالت ضحكتها ملتقطة صورة سيلفي لهما هي بضحكتها المُتسعة وهو بعبوسه اللطيف في عينيها ..
, وبعد أكثر من ربع ساعة كان مكانهم قد مُلئ بالأولاد الصغار ، والأًهالي بدأت في الإعتراض والصياح خوفاً عليهم ليهتف أدهم: يخربيتك يا مجنونة بصي عملتي إيه ..
, هتفت باستغراب: وماله خليهم يفرحوا حرام ..
, صرخ أحد المشرفين عليهم: إيه اللي بيحصل هناا مين اللي سمح للعيال دي تطلع كل حد ينزل ابنه حالاً ..
, أمسك أدهم بيدها وهو يسحبها: مش سامعة بقول إيه كل حد ينزّل ابنه تعالي أنزلك كانت ساعة منيلة أما جيبتك هنا ..
, ضحكت هاتفة: استني يا أدهم هقع **** ..
, هتف بسرعة: بس يابت اخرسي دلوقتي يقولوا اللي طلعهم ينزلهم وأنا مش ناقص أصلاً ..
, توقف مكانه فجأة عند صياح أحد الرجال: اللي طلّعهم فوق ينزلهم جيبوا الراجل اللي طلعهم حالاً ..
, انفجرت ليلى ضاحكة وهي ترى نظرة الهلع في عينيه ، ليجذبها من خصرها ويحملها فوق كتفه مسرعاً في مشيته حتى وصل إلى نهاية القضيان أنزلها هاتفاً: بسرعة يا ليلى خلصيني ..
, ونزل من بعدها ليمسك بيدها ويخرجها إلى سطح القارب ، ما إن خرج حتى تنفس الصعداء ناظراً نحوها بغيظ وقد ارتفعت ضحكاتها أكثر: شكلك بقا مسخررة .. قال أدهم عز الدين هربان من شوية عيال ..
, تأفف هاتفاً: م الفضل ليكي ياحبيبتي ثم إن ضهري اتكسر وأنا بطلعهم لسا عايزاني أنزلهم ، قال حرام دول قرود يقدروا يعملوا كل حاجة لوحدهم ..
, ابتسمت مقتربة منه: طب ماشي خلاص أنا آسفة بلاش التكشيرة الحلوة دي ..
, رفع حاجبيه لتهتف: أيوه حلوة أعمل إيه أنت كل حاجة منك حلوة ..
, اتسعت ابتسامته هاتفاً: و**** ؟
, أومأت برأسها ليهمس: أنا بقول نلغي مشاريع النهاردة ونرجع الفندق إيه رأيك ؟!
, ابتعدت عنه هاتفة: لأااا أنت قولتلي هنعمل كل حاجة عاوزاها وأنا قررت هنعمل شوبينك ..
, نظر نحوها هاتفاً: شوبينة إيه ياختي ده مشروع ؟
, أومأت برأسها: أيوه هنروح نلف المدينة كلها على رجلينا وأي حاجة تعجبنا هنجيبها كفاية طول عمري بعمل شوفينك من غيو م أجيب حاجة دلوقتي هيبقى شوبينك ..
, ضحك هاتفاً: شوفينك ؟ طب ماشي ياختي أنتي ناوية على موتي أنا عارف ..
, ابتسمت بسعادة وبعد ساعة عاد القارب إلى مرساه لتنزل هي وأدهم يستقلان السيارة ويوقفانها أمام أحد المولات الكبيرة ، ليبدآن بالسير في كل مكان ودخول المحلات جميعها تقريباً حتى محل ألعاب الأطفال قد دخلاه بأمر من ليلى ..
, ابتسمت وهي ترى قلادة صغيرة باللون الأزرق وداخلها حرفN كبير هتفت بسعادة: دي هتعجب نور أووي هجيبهالها ..
, ابتسم ناظراً نحوها لتسقط عينيه على قلادة صغيرة ناعمة كانت باللون الأخضر الغامق وللصدفة في داخلها حرفA كبير لتتسع ابتسامته هلتفاً: ليلى بصي دي ؟
, نمرت نحوها لتُعجب بها لتراه يقدمها للبائع لكي يضعها مع أغراضهم الأخرى هتفت بحنق: لو كنت فاكر إني هلبسها تبقى بتحلم مش أخضرر مش عايزة أخضر ..
, ضحك يجذبها من يدها ويأخد الأغراض من البائع: طب ماشي المهم أجيبها عشان متبقاش حسرة بقلبي ..
, هتفت به: هو أنت كل حاجة لونها أحضر هتبقى حسرة بقلبك ؟
, أومأ برأسه بابتسامة لتتنهد داخلة معه نحو محل ساعات فاخر .. ابتسمت وهي تقف أمام تشكيلة منوّعة من الساعات الفخمة لتقع عينيها أخيراً على ساعة سوداء مُنقّشة بالذهبي على إطارها وفي داخلها رُسم حرف M بلون الذهب ، اتسعت عيناها بشدة هاتفة: أدهن هناخد دي ..
, ضيّق عينيه ناظراً باستغراب: لمين دي ؟
, هتفت بسعادة: دي هديها لسيف بص خرف M جواها ده حرف اسم مروة ..
, ابتسم لها لتهتف ، طب استنى شوية هدوّر على ساعة ليك ..
, ابتسم قائلاً بهدوء: مش محتاح يا ليلى أنا عندي ساعة ومش بقلعها أبداً ..
, قطّبت جبينها باستغراي ، لتأخذ السّاعة بعدما وضعها البائع في علبة مغلفة وتخرج من المحل ليلحقها أدهم بعدما دفع ثمنها أمسكها بيدها هاتفٱ: أنتي زعلتي ؟
, ابتسمت له: هزعل ليه بالعكس ، بس أنا لاحظت الساعة علطول فإيدك ليه مش بتقلعها ؟
, تنهد بابتسامة ليجذبها نحو إحدى المقاهي الصغيرة داخل النول .. جلس بعدما طلب لهما عصيراً طازجاً ونظزر نحوها هاتفاً: دي غالية عليا أووي أول هدية بتجيني ..
, ضيقت عينيها هاتفة: هدية من مين ؟ أوعي تكون ليك قصة حب قديمة وهي جابتهالك ؟
, ضحك هاتفاً: لا ياختي اتطمني أنتي الأولى والأخيرة ..
, ابتسمت عندما وضع النادل كؤوس العصير أمامهم لتهتف: طب قولي بقا من مين ؟
, تنهد بابتسامة: دي هدية من نور وسيف .. مكنتش لسا فاتح الشركة دي كان معايا فلوس شوية بس كنت عامل أكتر من محل ببيع بيهم حاجات مختلفة ، وشوية شوية اتطوّر شغلي وبعد م خلصت كلية حتى فتحت الشركة .. بوقتها كنت دايماً بفاجئهم وبجبلهم هدايا وبيوم عيد ميلادي تفاجأت بيهم جايبين الساعة دي .. كانت غالية وفخمة أووي استغربت قدروا يجيبوها إزاي ، بس اللي عرفته بعدين أنهم فضلوا يحوشوا فلوس من مصروفهم لشهور طويلة عشان يقدروا يجيوهالي ..
, ابتسمت بحب: أخواتك بحبوك أووي ..
, أومأ برأسه: أيوه وقتها قالولي إنهم عارفين إني غايز أبقى رجل أعمال كبير ليا شركة وهما جابولي الساعة الغالية دي عشان تليق براجل أعمال زيي .. وقتها من الفرحة كنت هعيط .. فرحت أووي يا ليلى والساعة دي مبقيتش بتفارق إيدي أبداً .. لغاية م فتحت الشركة بقيت أكبر شوية شوية وهي معايا ، بالنسبالي هي بخت حلو وبتديني جرعة تفاؤل كبيرة ..
, ابتسمت ناظرة نحوه بحب .. لتهمس بخفوت: وأنت بالنسبالي بختي الحلو اللي **** بعتهولي بعد كل سنين اللي اتعذّبت بيها .. عينيك وحدهم قادرين يدوني تفاؤل كل عمري .. **** ميحرمنيش منك يا أدهم ..
, التسم بعنق حتى بانت غمازته اليتينة ليرفع يده يُقبلها بحنان ليهتف بعدها: يلا بقا خلصي كاسك عشان نرجع الفندق نتغدى ونرتاح شوية ونباشر رحلتنا ..
, ضحكت تومئ برأسه: تمام يا برنس ..
, أدهم: اشربي ياليلی اشربي يا حبيبتي ..
, تعالت ضحكاتها فرحاً .. كانت تضحك في هذا اليوم وكأنها لم تضحك من قبل .. وكأن كل همومها وأحزانها قد اندثرت ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, في الفيلا ..
, فتحت له الدادة سامية الباب ليدخل إلى الداخل فيجد جمانة تُعد مائدة الإفطار ..
, هتف بهدوء: صباح الخير ..
, رفعت نظرها نحوه بابتسامة: صباح النور ياحبيبي تعال ..
, اقترب بتردّد لتتجه نحوه تقبّله في جبينه هاتفة: يلا الفطار دقيقتين وهيكون جاهز وهما هينزلوا دلوقتي هنفطر كلنا مع بعض ..
, ابتسم ناظراً نحوها بامتنان ، وقد أيقظته صباحاً لتُخبره بأن يأتي للإفطار معهم .. رفض في البداية ولكن أمام إصرارها لم يجد بدّاً من الموافقة ..
, هتف بهدوء: طب هما بيعرفوا إني هفطر معاهم ؟ يعني مش ممكن يعترضوا ؟
, قطبت جبينها هاتفة: هيعترضوا ليه ؟ أنت من أهل البيت وده هيحصل دلوقتي أو بعدين مش لازم يعرفوا يعني .. زي م هما بيفطروا أنت كمان هتفطر ..
, تنهّد بحرارة لتهتف مربتة على كتفه بحنان: متفكرش كتير أروي ، أنت كمان لازم تعمل حاجة لازم تتقدّم خطوة مش علطول هما الي لازم يحاولوا ..
, نظو نحوها هامساً: أنا و**** بحاول بس ، مش عايز أضغط عليهم كده حاسس إن دي مش محاولة كأني بحاصرهم كده ..
, هزت رأسها بنفي: لأ أبداً ، وحتى لو هتضغط عليهم ده أحسن ليك وليهم ، هما لازم يتعوّدا على ده متخفش ..
, أومأ برأسه ليرفع نظره نحو السلالم ، دق قلبه بترقّب وهو يرى نور نازلة عن درجات السلم بابتسامة مُشرقة وهي بكامل أناقتها ورقتها ..
, ما إن وصلت إليهم حتى خفتت ابتسامتها ناظرة نحوه بحيرة .. ابتسم لها ابتسامة هادئة: صباح الخير ..
, ابتلعت ريقها وهي تهز رأسها: صباح النور ..
, جمانة: نور مصطفى النهاردة هيفطر معانا ..
, رفعت وجهها تنظر إليهم باستغراب ليقول مصطفى: لو مش عايزة أ٤ نقطة
, قاطعته بلهفة: لأ لأ مش كده البيت بيتك أصلاً ..
, ابتسمت جمانة هاتفة: يبقى يلّا اقعدوا الفطار جاهز ..
, ابتسمت نور وذهبت لتجلس مكانها قرب والدتها وقد كانت مُقابل مصطفى الذي ترك الكرسي بجانبه فارغاً والذي كان كرسي سيف ..
, نزل أحمد في تلك اللحظة ناظراً نحوهم باستغراب: صباح الخير ، إيه ده مصطفى بتعمل إيه هنا ؟
, مصطفى بهدوء: هفطر هنا عندك مانع ؟
, ابتسم أحمد بخفوت ونظر نحو نور الهادئة ليهز كتفيه: هيكون عندي مانع ليه .. ثم غمز لنور خفية وهو يحرّك شفتيه بدون صوت: وحشتيني ..
, اتسعت ابتسامتها بخجل ونظرت حولها لتلمح شبح ابتسامة على وجه مصطفى ، سعلت لتُخفي ارتباكها وقد علمت بأنه رآهم فيما فلتت ضحكة من أحمد على هيئتها ..
, جلس أحمد وبدأ في الأكل لينزل بعدها سيف .. رفع مصطفى نظراته نحوه وإن كان يخاف أن يُطرد من ًهنا فلا يوجد سوى سيف لأداء تلك المهمّة ..
, هتف سيف: صباح الخيرر ٣ نقطة ثم هتف بغضب: أنت بتعمل إيه هناا ؟؟
, قطّب مصطفى جبينه لتهتف جمانة بحزم: سييف مصطفى هيفطر معانا أنا اللي قولتله وهيتغدا برضه ومش عايزة أيّ اعتراض ..
, رمش سيف بعينيه ناظراً نحوها: مصطفى مين .. !؟
, ثم نظر نحوه: أنت هنا ؟
, رفع مصطفى حاجبيه لتهتف جمانة: أمال أنت زعقت كده لمين ؟
, عاد الغضب إليه وهو يتّجه نحو أحمد الذي يجلس على رأس السفرة وتحديداً على كرسي أدهم ليُمسكه من ملابسه هاتفاً: الواطي ده مش شايفة قاعد فين ؟ قوم يالا ده الكرسي بتاع أدهم محدش هيقعد عليه ..
, أبعده أحمد بغيظ: إبعد يا سيف متخلينيش أتجنن عليك أنا من مبارح مستحلفلك مش هامل الكرسي ولا هاكل أخوك لو قعدت عليه ..
, هتف سيف بعناد وهو يجذبه من ملابسه: برضه هتقوم ، يلا مفيش حد هيقعد عليه غير أدهم أنت حيوان أنت عايز تورثه من دلوقتي ..
, هتف أحمد بغيظ: أستغفر **** العمظيم ياعم ابعد عن هدومي بقا أنا هروح الشركة ..
, سحبه سيف حتى أبعده عن الكرسي ليقترب مُربتاً على الكرسي بعدوء: أيوه كده متخفش ياحبيبي مش هخلّي الواطي ده يقعد عليك تاني ..
, أحمد بغضب: بصي يا جوجو لاقيلك حلّ معاه ده اتجنن وبكلّم الكرسي الحيوان ده ..
, اتجه جالساً قرب نور من الناحية الأخرى ليراها تضحك عليهم نظر نحوها بغضب ليهمس بعدها: تصدّقي برافو عليه سيف مكنتش عارف إن القعدة هنا استراتيجية كده ..
, ضحكت بخفة هاتفة: طب ودلوقتي عرفت ، طبعاً أنا المكان اللي بختاره استراتيجي ..
, هتف بهدوء: تؤ تؤ ده لأنك قاعدة هنا وقادر أشوفك كويس ..
, ابتسمت ناظرة نحو سيف الذي اتجه ليجلس فوق مقعده الدائم وقد كان بجانب مصطفى الذي مازال مستغرباً حتى الآن بأنه لم يتحدّث بشيء ..
, فيما سيف منذ أن رآه تحاشى النظر نحوه وعادت كلماته للمرّة المليون ربما تتردّد في ذهنه ..
, بدأ يأكل بهدوء وصمت مقطباً حاجبيه وهو لا يعلم كيف سيتعامل معه في الأيام القادمة ..
, نهض أحمد هاتفاً: الحمد**** ، أنا هروح الشركة دلوقتي عايزين حاجة ؟
, جمانة: لا يابني مع السلامة بس متنساش تيجي على وقت الغدا فاهم ؟
, ابتسم ضاحكاً: وأنا اقدر أتأخر يا جوجو قلبي ؟ مصطفى مش هتروح ؟
, مصطفى: عندي شغل شوية مع آدم وبعدين هلحقك على الشركة ..
, أومأ برأسه لتنهض نور سريعاً هاتفة: وأنا هروح دلوقتي عشان متأخّرش سلام .. قبلت والدتها التي دعت لها كالعادة عند خروجها وتوقفت ناظرة بحيرة وخوف .. كانت دائماً تُقبل أدهم عند خروجها ولكنه الآن غير موجود ومن حلّ مكانه لا تستطيع .. جسدها يرفض الإقتراب منه حتى الآن .. ابتلعت ريقها مُسرعة نحو الخارج لتلحق بأحمد ليوصلها إلى كليتها ..
, نهض سيف بعدها صاعداً إلی غرفته بدون أن يقول شيئاً ليلتفت مصطفى نحو جمانة وعلى وجهه علامات الحزن .. نهضت وجلست قربه مربّتة على كتفه: هيتعوّدوا على وجودك صدقني .. وبكرا أما تغيب هيسألوا عنك ولادي وأنا عارفاهم .. أنت بس استحمل شوية .. نور بتحاول رغم كل اللي حصل معاها هي عايزاك معانا ساعدها عشان هي تساعد نفسها كمان ..
, أومأ برأسه متفهّماً: أنا بخاول و**** ومش عايز أكتر من كده ..
, جمانة: لأ عايز ، وهتلاقي اللي عاوزه بس لازم تصبر فاهمني ..
, ابتسم واقترب يقبّل رأسها بامتنان: **** يخليكي ليا .. أنا من غيرك بضيع ..
, هتف سيف من خلفهم: ماما كلّمتي أدهم ؟
, جمانة: هكلمه لييه بقا ؟ سيبه بحاله يا سيف خليهم يتبسطوا ..
, سيف: أه يعني أنا اللي هبوظلهم رحلتهم مش كده ؟ أنا عايز أتطمن علييهم بس ..
, التفتت إليه هاتفة بحزم : ولا تطمّن ولا حاجة متخلينيش أخد تلفونك منك ، سيب أدهم وليلى بحالهم يوم واحد ع القليلة ..
, تأفف سيف بغيظ وخرج من الفيلا بغضب ليبتسم مصطفى هاتفاً: باينته مش هيرد عليكي ..
, ضحكت بخفوت: م أنا عارفة ..
, ابتسم ناهضاً: أنا هروح دلوقتي عندي شغل ..
, هتفت: أيوا بس متن٣ نقطة
, قاظعها بضحك: خلاص هرجع على وقت الغدا عارف .. ادعيلي يا أمي ..
, ابتسمت بحنان: **** يباركلك ويوفقك ياحبيبي ويحقّقلك كل اللي أنت عايزه ..
, خرج بعدًا متجهاً نحو سيارته ليقترب منه سيف بهدوء ، نظر نحوه هاتفاً: مصطفى؟
, التفت إليه: فيه إيه ؟
, سيف: أنت خليته يكلّم الدكتور ؟
, مصطفى : دكتور مين ؟
, سيف بغضب: دكتور مين ياحيوا٩ نقطة ب بقصد عن الدكتور الغبي أنت مش قولت هتقول لآدم ؟؟
, ضيق مصطفى عينيه ولا يعلم إن ما سمعه صحيح ، هل كان سيشتمه وبعدها تراجع ..؟! فيما توقّف سيف مكانه يشيح بوجهه عنه ، فعلاً كما قال مصطفى هو يشتمه ٬ يُعامله وكأنه أصغر منه حتى أنه تعوّد على مُعاملته هكذا بغير شعور .. نظر نحو مصطفى ليراه يضيّق عينيه متعجّباً .. ضمّ قبضته بشدّة ، هل لهذه الدرجة أثّرت به عدم شتيمته له ..؟!
, هتف سيف: مصطفى ؟
, رمش بعينيه هامساً: أيوه وهو كلمه الدكتور بكون قريب خالته وقال أنه رفض بس آدم قالي أنه عارفه هيلحّ عليه شوية ويظبط كل حاجة ..
, اتسعت ابتسامة سيف: وقولتله عني أنا وكوكو ؟
, نظر نحوه باستغراب: مين كوكو ؟ أا أيوه أيوه عرفت أه قولتلّه عنك أنت وكوكو بتاعك ده ..
, عدّل ملابسه هاتفاً: و**** وشايف نفسه إعتصام ده وبيرفض فاكر نفسه دكتور بجد ..
, ابتعد سيف عنه ليهتف مصطفى: أنت رايح فين ؟
, سيف بغضب: وأنت مالك راا٥ نقطة زفر بضيق هاتفاً: رايح ع الكلية ..
, عاد مصطفى ليتصنّم مكانه من جديد بتفكير مُستغرب ليزفر سيف من جديد ، لم يكن يظن بأن الأمر صعب عليه هكذا، ، أن يكبح شتائمه وغضبه وقلّة أدبه تلك ..
, مصطفى: إزاي رايح الكلية و..
, قاطعه سيف: عارف عارف أنا هقعد مع مروة في الكافتريا بس٣ نقطة
, أومأ برأسه وانطلق نحو سيااته ليزفر سيف من جديد يُحاول تمالك أعصابه .. يشعر بمشاعر متخبّطة داخله لا يستطيع تفسيرها ، أحياناً يشعر بنفسه يكرهه وأحياناً أخرى يُريد التقرّب منه أو أن فضوله يدفعه لذلك ، أو أنه مُستغرب من تحمّله له وتلبية طلباته كل ذلك الوقت بغير أن يشتكي ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, مرّ اليوم عليهم بكل جنونه ليعودا إلى الفندق .. رمت بجسدا قوف السرير هاتفة: التوبة معدش أطلع معاك فمكان أنت فضيحة ..
, نظر نحوها بغضب واضعاً يديه في وسطه لتنظر نحو وتنفجر بضحك صاخب وكأنها ثملة ..
, هتفت من بين ضحكاها: بجد المرة دي منظرك مسخرة وزبالة ..
, صرخ بها: محدش زبالة غيررك ، أنتي يابت هتشوّهي سمعتي بكل اللي عملته ؟ بقا أنا أدهم عز الدين يدخل محل ويهرب منه من غير م يدفع نهارك أسود يا ليلى ..
, صرخت عند اقترابه منها لتصعد فوق السرير بحذائها: وأنا مالي أنت اللي قبلت التحدي أعملّك إيه ؟
, صرخ بها: قبلت عشان مكنتش عارف إن اللي متجوزها مجنونة وغبية وعايزة تدمّر مسيرتي النضالية ..
, عادت لتضحك من جديد: نضال مين والناس نايمين يا عم اهدا شوية محصلش حاجة بس جريوا وراك شوية وضيّعوك عادي ..
, ضيق عينيه هاتفاً بحذر: بت أنتي أوعي تكون دي الشغلانة اللي كنتي تشتغلي بيها زمان ؟ يا ماما أنا متجوز حرامية ومعرفش ..
, ضحكت بجنون وانحنت تخلع حذائها وتُلقيه ناحيته بإهمال: طب ب**** عليك سيبني دلوقتي هرتاح شوية وأما أصحى هنكمل خناق ماشي ؟
, نظر نحوها بغضب لتبتسم مقتربة منه ، حاوطت عنقه بذراعيها واقتربت مقبّلة وجنته: خلاث يا دوني يا عسل أنت بكرا هنروح نفس المكان وأقولهم إن ده تحدي وجوزي حبيبي مش بيقبل الهزيمة أبداً موافق كده ؟
, بقي ينظر نحوها بغضب لتهتف: طب خلاص إيه رأيك نغمل تحدي تاني وأنت اطلب مني اللي عايزه ..
, بقيت ملامحه جامدة ليرفع حاجبيه فجأة مبتسماً خبث: أي حاجة عاوزها ؟
, تراجعت قليلاً هاتفة بحذر: أيوه أي حاجة ..
, أدهم: أي حاجة أي حاجة ..؟!
, عادت للوراء مُتمتمة: بص مش أي حاجة أي حاجة بس أي حاجة ..
, اقترب منا لتصرخ بعدها: لاااا خلاص أنا بنسحب وبعلن فوزك خلااص ..
, خلع قميصه ليلقيه نحوها بإهمال هاتفاً: تؤ تؤ لازم أعرف إن مراتي حبيبتي قد التحدّي ..
, أمسكت القميص هاتفة: عيب عليك استر نفسك ..
, رفع نظره هاتفاً: استر نفسي ؟ طب ماشي أنا هخليكي دلوقتي أنتي اللي عايزه تنستري ..
, شهقت متراجعة ومدت اصبعها أمامه: أنا بحذرك يا أدهن يا عز الدين ..
, ابتسم باستمتاع وصعد فوق السرير العريض متجهاً نحوها لتهتف: كل ده علشان قالوا عنك حرامي م عادي يعني مفيش جديد ..قطب جبينه: بت أنتي مبتتعلميش أبداً عايزاني أربيكي يعني دلوقتي ..
, نظرت نحوه مبتسمة بمحاولة إغراء: ليه بس م أنت حرامي من زمااان سرقت قلبي وروحي وعقلي من غير استئذان ..
, حاول كتم ابتسامته على محاولتها رغم أنه سعد لحدييثا ليعود ويتقدم منها لتقترب منه مُحاوطة عتقه: وم وقتها وأنا مش عارفة أنا فين ومين بص حتى نسيت أهلي مين ومعرفش حاجة ده كله من تأثيرك عليا أنت ..
, حاوطها بذراعيه ناظراً نحوها بجمود ليراها تبتسم وتقبله من وٓنته: ياخوااتييي علی الغمازة الحلوة دي ، دي حتى أحلی من اللي عندي ..
, هتف ناظراً نحوها: ليلى ، بس يا حبيبتي ..
, عبست هاتفة: بس ليه؟ أنا بحاول أغريك ياقلبي ..
, ابتسم هاتفاً: مش ناجحة يا حبيبتي ..
, تراجعت هاتفة: ليه بس محاولتي فاشلة ؟ طب أعمل إيه إزاي زمان كان ينجح معايا وأغريت الكل ؟
, صرخ غاضبٱ: أغريتي إيه ياعينيا ؟
, اتسعت ابتسامتها: أغريت كل حد شافني أنت فاكرني قليلة ولّا إيه ؟ لا يابني فوق لنفسك واعرف أنت بتتكلّم مع مين ..
, تنهد بتعب وجلس على السرير ، لتجلس قربه: أه و**** عاوزه راحة كده ..
, نظر نحوها يتأمل ملامحها لتهتف: أنت يابني أخدت تلفوني فين ؟
, أدهم: قفلته ..
, ليلى باعتراض: ولييه بقا دلوقتي بكونوا عمال يكلمونا وقلقانين ..
, أدهم: راجل ومراته في شهر العسل بقصد أسبوع العسل عايزين منهم إيه وليه هيقلقوا أصلاً ؟
, ليلى: مش ممكن تكون أنت بتضحك عليا ولا خدعتني وتجوزتني وبعدتني عن أهلي عشان تخطفني وتبيع أعضائي ولّا تبيعتي في السوق السودا ..؟
, رفغ حاجبيه بدهشة متسائلاً: وده جيبتيه من أي فيلم بقا ؟
, تعالت ضحكتها هاتفة: مش عارفة ممكن ده فيلم أجنبي حضرته أنا ونور جزاها **** خيراً كانت بتنبّهني على اللي ممكن تعمله ..
, هتف فجأة: ليلى ، أنتي اشتغلتي في إيه ؟
, نظرت نحوه باستغراب ليتابع: اللي عرفته إن أمجد أجبرك تشتغلي بحاجات كتير ..
, ابتعدت عنه قليلاً ظنها قد انزعجت ولكنها تربعت على السرير ناظرۃ نحوه باهتمام: اشتغلت بمحل بقالة كان لينا ..
, قطب جبينه لتهتف: أيوه ده اللي كان أمجد مأجّره ليكم ، وبعدين كان عمري ممكن 12 سنة اشتغلت بيه زي الكلبة لا ده الكلبة كانوا يهتموا بيها وبيرمولها عضمة إنما أنا لا ..
, ابتسم على حديثها رغم أنه يعلم بأنها تتحدّث بتلك الطريقة لتخفّف عنه وعن نفسها لتهتف: وبعدين أمجد خسر فلوسه في القمار ولّا الشموس مش عارفة أسمها إيه وباع المحل .. وبقا كل يوم ينزّلني ويشغلني بالمحلّات اللي بالحي .. حتی اشتغلت صبي قهوة ..
, قهقهت ضاحكة بقهر لتنظر نحوه: متكشّرش كده ، فترة وعدّت ، بس و**** شغلي ده أفادني أووي وبقيت بعمل شاي وقهوة مفيش زيهم فيكي يامصر ..
, ابتسم بحزن لتهتف: اللي بتفكر بيه صح ، حاول يشغّلني معاه وياخدني الأماكن اللي بيروحلها بس ماما كانت تقف في طريقه ، ومرۃ كان هيجبرني أروح بس أنا رفضت ، وقتها ضربني أووي وكان عنري يمكن 15 سنة بس ، صاحب المحل اللي كنت بشتغل بيه أنقذني منه وجريت على البيت احتميت بماما ، من بعدها مش عارفة ليه معدش حاول ياخدني معاه ، وقّف فترة كبيرة أوووي .. بس بعدين ..
, أدهم بخفوت: بعدين إيه ؟
, رفعت نظرها نحوه هاتفة : بعدين عرفت ليه ، كان طمعان فيا .. كان عايزني ليه لوحده .. من وقتها بدأت تحرّشاته بيا وتحوّلت حياتي من جحيم لجحيم أكبر .. كرهت نفسي وجسمي كرهت إني كبرت وجسمي بيتغيّر وكرهت جمالي الخارق ..
, ابتسمت ماسحة دمعتها التي سابت لتقترب منه تندس داخل أحضانه: بس من بعد م لقيتك كل حاجة تغيرت ، كل لمسة منك محت لمسات كتيرة قذرة منه ، كل كلمة حلوة منك نسّتني كل كلامه القذر .. أنا بحبّك أوووي يا أدهم بحبك أوووي ومش مممن أعيش من غيرك ..
, حاوطها مشدّداً من عناقها ليقبلها بحنان وقلبه نابض من اعترافها بحبه ليهاف: آسف مكنش قصدي فكرك بده وأنا اللي كنت عايزك تفرحي الأيام دي ..
, همست بنفي: لا بالعكس ، أنا بقيت مدة طويلة حابسة جوايا ، حتى مروة مكنتش بحكيلها كل حاجة هي أوقات بتتهوّر وهوفت تتجنن عليه ويئذيها .. كان لارطزم اتكلم عشان أرتاح ، أنت قولتلّي الأيام دي هرتاح وهتبسط وراحتي إني اتكلّم ..
, جذبها إليه أكثر مُستنشقاً عبيرها الأخّاذ ليتنهد بعدها بصمت ماسحاً على شعرها ، لحظات لتغفو بين ذراعيه من تعب اليوم كلّه أو من ذكريات عانت منها ومن ألمها سنين طويلة ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, عاد مصطفى إلى الملحق بعد تناوله طعام الإفطار معهم ، فجمانة أصرّت على أن يتناول جميع وجباته معهم ، ولم يعترض أحد .. كانت نور تُلقي عليه السلام من بعيد وتجلس صامتة طوال الوقت أو أنها تتحدّث قليلاً ..
, فيما سيف كان هادئاً على غير عادته يرمقه بنظرات لايستطيع تفسيرها .. ولم يأتي إليه في الملحق منذ فترة طويلة ..
, جلس على إحدى الأرائك ناظراً أمامه بصمت ، رمش بعينيه فجأة وجذب هاتفه ضاغطاً على عدة أرقام ..
, ما إن أتاه الرد حتى ابتسم هاتفاً: عامل إيه يا تامر ؟
, تامر: أهلاً أهلاً مصطفى بيه ، أنت اللي عامل إيه ومبروك قال أخوك عمل فرح ؟
, ضحك مصطفى هاتفاً: شوفت المسخرة ؟ قال بعد م تزوجوا بقالهم شهور يعمل فرح دلوقتي ؟ ياسيدي كده أحسن ..
, تامر باستفسار: أحسن ليه ؟
, اعتدل مصطفى بجلسته هاتفاً: لا شكلك معرفتش آخر الأخبار وإن بقت شركتنا واحدة حتی تعرف إني مش بقول أيّ كلام .. ودلوقتي هو مسافر يعني فضالي الجو هناا ..
, ابتسم تامر هاتفاً: وأحمد !؟
, ضحك مصطفى من جديد: ولا هيطلع بإيده حاجة أنا ظبطت وضعي معاه وبقا بيأمنّي .. بس أنت قولي إيه اللي حصل معاك ؟
, تامر بهدوء: في إيه ؟
, مصطفى بتافاجؤ: يعني إيه في إيه ؟ في انتقامك من سيف والمزة اللي معاه ، مش كنت عايز وقت مناسب ؟ في وقت مناسب أكتر من ده ، أخوه مش هنا وأنا هسهلّك كل حاجة لو عايز ..
, ابتسم تامر هاتفاً: م ده الوقت بالذّات اللي مش مناسب ..
, مصطفى بحذر: ليه ؟
, ضحك تامر قائلاً: أنا عايز أخوه يكون موجود ..
, مصطفى: أنت أكيد مجنون إزاي ؟ لو كان موجود مش هتقدر تمسّ شعرة منه ، مشوفتش عمل إبه في رامي واللي اسمها ناريمان ..
, تامر: بس أنا مش رامي يا جبيبي ولا ناريمان ، أنا تااامر .. وهو هيعرف كويس مين أنا واللي معايا مش هييوقف بطريقهم حاجة أصل سيف عامل ليه أعداء أووي وهما ناطرين إشارتي ..
, صمت مصطفى بترقّب ليهتف: طيب وإزاي هتتعامل مع أخوه ؟
, ابتسم تامر مجيباً: دي مهمتي أنا ، المهم عايز أثبتله إن مفيش حاجة هتقف في طريقي وأخوه اللي شادد ضهره بيه مش هيقدر يعمل حاجة ..
, مصطفى: بفهم من ده إن إنتقامك مش هيبدأ قبل م يرجع أدهم ..
, صمت تامر قليلاً ليأتيه صوته بلهجة غريبة: بالضبط ، لغاية م يرجع أنا صابر .. ثم تابع بمرح: إيه رأيك نسهر مع بعض النهاردة زي العادة ؟
, ابتسم مصطفى: و**** وحشتني السهرات دي ، بص ياعم هشوف الوضع هنا عشان مألفتش أي انتباه وهحاول أجيلك يلّا سلام يا برنس ..
, أغلق هاتفه وقذفه أرضاً بغيظ هامساً: غبي يا مصطفى غبي ..
, نهض يسير بغير هدى وهو يفكّر بما قاله ، هل لهجته كانت غريبة أم هو شعر بها كذلك ؟ لم يكن عليه أن يلحّ بالسؤال والإستفسار لربما ظنّ بأنه يُحاول استنطاقه ومعرفة ما يُخطط له ..
, وقف فجأة وتوسعت عينيه من الفكرة لينفي برأسه: لأ لأ مش ممكن يشك كده ، هو دايماً بيتكلم بالطريقة دي مش حاجة جديدة يعني ..
, عاد للجلوس مكانه بتوتر: يبقى في وقت من دلوقتي لغاية م يرجع أدهم والحمدلله مش هيعمل حاجة حاليّاً يمكن أقدر أكشف هو بيخطّط على إيه ..
, زفر ماسحاً وجهه بعنف ليسمع طرقاً بل ضربات حادة على الباب ، ابتسم رغماً عنه وهو يعلم بأن هذه طريقة سيف لإزعاجه ولا يعرف بأنّ هذه الطرقات الصاخبة أحب علی قلبه من أي طرقات هادئة أخری ..
, اندفع نحو الباب بابتسامة متوسّعة ولكنه أخفاها ليفتح ناظراً له .. هتف سيف بجمود: مش سامعني بخبط على الباب ولّا البعيد أطرش؟ تأخرت لييه ؟
, مصطفى بهدوء: كنت في الحمام ، ولا كمان عايزني أخرج من الحمام عشان أفتحلك !؟
, هتف بجمود وهو يُزيحه عن طريقه: أيوه تخرج وتفتحلي وبعدين ترجع الحمام مش عفضل مستني وقتي مبيسمحش ..
, تنهد مصظفی مُغلقاً الباب خلفه هاتفاً: حاضر مرة تانية هخرج وأفتحلك حتى لو كنت مش لابس حاجة ماشي ..
, نظر سيف نحوه بغيظ ليُلقي بجسده فوق الأريكة مُمدّداً رجليه باسترخاء ..
, نظر نحوه ليراه يرمقه بنظرات هادئة هتف به: مالك واقف كده ؟ روح جبلي حاجة أشربها ولّا آكلها ..
, مصطفى: مش قبل شوية فطرت ؟
, اعتدل سيف هاتفاً بغضب: وأنت مالك أنا بجوع بسرعة ..
, ذهب مصطفى نحو المطبخ ليُحضر له سندويشة يقدمها له: أمسك دي ..
, أخذها سيف بحدة: إيه ده ياغبي الناس تقول تفضّل ..
, مصطفى: تقول تفضل أما ينطلب منها باحترام ..
, رمش سيف بعينيه بصمت ناظراً نحوه بحذر .. وللمرّة الأولى يرى نظرته في عينيه .. رغم نظراته الهادئة إلّا أن لمحة من الحزن والألم تتخلّلها ..
, ابتلع ريقه ووضع السندويشة أمامه: مش عايز ..
, مصطفى: ليه مش كنت جعان ولّا من إيدي بتخاف يكون جواها سمّ ؟
, استفزه كلامه ليهتف: قولتلك مبخفش منك أصلاً ومش عايز أكل من إيدك حاجة تقرف ..
, جلس على مقعده متنفّساً بغضب ليرفع نظره نحوه: قوم هاتلي كاسة عصير ..
, زفر مصطفى بغيظ ليذهب نحو المطبخ ويعود بكأس عصير يضعه أمامه ..
, جلس مقابلاً له يرمقه بنظرات غاضبة .. نظر إليه سيف بضيق منه ومن نفسه ومن كلامه الذي لا يبرح دماغه منذ يومين ..
, تأفف بانزعاج ومدّ يده يأخذ كأس العصير ليمدّ يده الأخرى ويأخذ السندويشة بهدوء ويبدأ في أكلها ..ناظراً نحوه بتحدي ..
, تابعه مصطفى بعينيه بصمت حتى انتهى سيف ليضع الكأس بقوة أمامه على الطاولة هاتفاً بابتسامة: الحمد**** .. ثم نظر نحو مصطفى هاتفاً: عامل إيه يا مصطفى يا حبيبي ؟
, رفع حاجبيه هاتفاً بدهشة: نعم ياخويا ؟
, ضحك سيف هاتفاً: معليش كنت جعان شوية ، أنت مش أنت وأنت جعان ..
, قهقه ضاحكاً بعدها ليبتسم مصطفى بهدوء ، تابعه وهو ينهض ويستكشف المكان وكأنه لم يره من قبل ..
, هتف مصطفى: بتدوّر على إيه ؟
, التفت سيف إليه ليسمع طرقاً على الباب .. اندفع بسرعة يفتحه ليتفاجأ بعبير أمامه ..
, رفع حاجبيه بدهشة: أنتي بتعملي إيه هنا ؟
, ابتسمت هاتفة: أنت اللي بتعمل إيه ؟ أنا عايزة مصطفى هو فين أوعي تكون قتلته ؟
, سيف: لا لسا كنت بدوّر على حاجة أقتله بيها ..
, هتف مصطفى من الخلف: عبير عاملة إيه ؟
, اتسعت ابتسامتها وأزاحت سيف عن طريقها : كويسة إزيك أنت ؟
, مصطفى بابتسامة مُتحاشياً نظرات سيف الذي يرمقه بفضولية: كويس ، مقولتليش إنك جاية ليه ؟
, ابتسمت هاتفة: لا م أنا جيت عشان نور هنذاكر مع بعض شوية ونروح الملية عندما محاضرة بعد ساعتين ، وقولت أسلّم عليك ..
, ابتسم بحب هاتفاً: متشكّر يا عبير ..
, اتسعت ابتسامتها ثم اقتربت منه هامسة: هو سيف بيعمل عندك إيه ؟
, نظر نحو سيف ثم اقترب منها هامساً: هو دايماً بيجيلي هنا ..
, اقتربت من اذنه هامسة: خلي بالك من نفسك كان بيدوّر علی يلاح علشان يقتلك كويس إني جيت هنا وأنقذتك ..
, ابتسم هاتفاً: متشكر يا آنسة نردهالك بالأفراح ..
, ابتعدت معدّلة من ملابسها لتهتف: شوفناك بخير يلا سلام هجيلك بكرا ..
, ابتسم يومئ برأسه لتتخطّى سيف ناظرة نحوه بتكبر لينظر نحوها بتكبّر أكبر .. أغلق الباب خلفها واستدار على شفتيه نظرة شرّيرة وابتسامة خبيثة وهو يهز رأسه وكأنه اكتشف شيئاً عظيماً ..
, اغتاظ مصطفى من نظراته هاتفاً: خير ؟
, ازدادت نظرات الخبث: أمممم أه يا واطي .. وطلعت مخبّي بهدومك وعامل الحمل والوديع ؟ تؤ تؤ تعال هنا تعال اعترف بكل حاجة ..
, تأفّف مصطفی عائداً لجلوسه ليلحقه سيف: زعلت يامصمص ؟ طب قولي المزة كانت بتقولك إييه ؟
, هتف بغضب: سييف ؟
, ضحك سيف هاتفاً بإغاظة: بتغيري يا بيضة ؟ ووقعت ومحدش سمّى عليك يا مصطفى .. قولي بقا إزاي بتعرف عبير ومن إيمتی ؟
, مصطفى: ملكش دعوة ..
, هتف سيف بغضب: لأ ليا أنا عايز أعرف كل حاجة ..ودلوقتي حالاً ..
, هتف مصطفى: سيبني فحالي يا سيف واطلع من هنا ..
, صرخ سيف بغضب: أنت بتطرني ؟ أنت فاكر البيت ليك عشان تتحكّم على مزاجك ؟
, رفع مصطفى نظراته نحوه ليراه يرمقه بغضب وحقد ، نهض يأخذ سترته يرتديها هاتفاً: معاك حق البيت مش بيتي ولا ليّا حق بيه أنا خارج سيبتلّك كل حاجة ..
, اتجه نحو الباب فتحه خارجاً ليصفعه خلفه بغضب ، استدار سيف ينظر حيث ذهب بصدمة ، لا يعلم هل صدمة من نفسه لأنه عاد لكلامه السابق أو صدمة من مصطفى الذي تكلّم هكذا لأوّل مرة ..
, أمسك الكأس الزجاجي أمامي يقذفه بعنف على الحائط المقابل ليتكسّر متبعثراً بقوة .. شد خصلات شعره بغضب وخرج من الملحق عائداً نحو الفيلا ..
, دار مصطفى في سيارته بغير هدى .. تنهد بحرارة وعيناه غامتا بحزن وهو يمرّ من الشارع الذي يوصل لقصرهم .. كان القصر يُرى من مكانه لكبره وضخامته ولكنه الآن لا يرى شيئاً .. اقترب بسيارته أكثر لينخلع قلبه وهو يرى بقاياه ما زالت متواجدة .. وعمال كثيرون وآليات تقوم بجمعها وإزاحتها .. قصر شامخ فاخر أصبح رماداً تذروه الرياح ..
, اقترب سائلاً أحد العمّال قربه: هو إيه اللي بيحصل هنا ؟
, استدار نحوه هاتفاً: وأنت مين ..؟
, مصطفى: أنا كنت بعرف سكان القصر اللي كان هنا ..
, العامل: أيوه واضح أنك معرفتش إن القصر اتحرق واتحجز عليه وتباع في المزاد ، الأرض دي اشتراها راجل أعمال مش فاكر اسمه ودلوقتي بيبنوا عليها ميتم ..
, مصطفى: ميتم !؟ طب مين راجل الأعمال ده ممكن تسأل حد عنه ؟
, العامل بحيرة: و**** مش عارف نسيت اسمه ، ت٣ نقطة
, قطع حديقه عندما ناداه أحدهم ليهتف: عن اذنك يا بيه لازم أرجع لسغلي ..
, صمت مصطفى ناظراً نحو العمال بشرود .. قصره الذي أمضى حياته به سيتحوّل الآن إلى ميتم ! لا يُنكر بأن هذا أدخل سعادة إلى قلبه ، ف إن كان سيتحول إلى ميتم أسهل عنده بأن يتحوّل إلى قصر آخر أو نادي أو أي شيء ..
, ألقى نظرة أخيرة عليه وهو يُفكر بأنه سيعود ويسأل عن رجل الأعمال ذلك عله يقبل أن يُشاركه في بناء هذا الميتم .. فهو يريد أي شيء يُطفي به ناره المتّقدة ..
, عاد ليسير ساعات في سيارته ليعود أخيراً قبل غروب الشمس بقليل ..
, كان سيف في الفيلا يهتف بغيظ: يعني إيه حركات العيال دي ؟ إزاي يقفلوا تلفوناتهم مش ممكن نحتاجهم ؟
, جمانة: وهتحتاجهم ليه بقا عشان تغلس عليهم كعادتك ، أنا اللي قولتلهم يعملوا كده ..
, هتف بتذمر: طب أنتي مش عايزة تطمّني عليهم طيب افترضي الطيارة وقعت بيهم ..
, هتفت بغضب: بعد الشر عنهم ، وأنا بتظمن عنهم أصلاً مبارح بالليل كلّمني أدهم من الفندق وسأل عليكم وطمنته عنكم وخلاص ..
, نظر نحوها بصدمة: وليه مقولتليش ؟ هاتي رقم الفندق عشلطان نكلّمه ..
, جنانة: هتقولهم إيه جيبولي أخويا اتكلّم معاه هتضحّك الناس عليك يا سف اعقل كده كلّها يومين تلاتة ويرجع ..
, تأفف بانزعاج: لسا 5 أيام مش يومين تلاتة .. أفففف حرام عليكي ياماما ..
, توقف مضيّقاً عينيه ناظراً من النافذة ليُسرع إلى الخارج ما إن رأى سيارة مصطفى تدخل عبر البوابة ..
, ترجّل مصطفى من سيارته متّجهاً نحو الملحق ليهتف سيف بغضب: م لسا بدري رجعت دلوقتي ليه مش عايز تكمل سهرتك مع حد ؟
, نظر نحوه بجمود وأشاح بوجهه مُتابعاً طريقه ..
, لحق به سيف صارخاً: أنا مش بكلّمك ؟ أنت إزاي تتجاهلني كده أنت فاكر نفسك مين ؟
, استدار نحوه مصطفى بغصب: بتكلّمني فعلاً معليش آسف لجنابك نسيت إنك الملك المدلّل اللي لازم الكل ينحني بطاعة ليه ، اللي لازم أما يطلب حاجة تحضرله حالاً ، آسف يا سيف باشا نسيت مقامي وفكّرت نفسي بيحقلّي أعمل اللي عاوزه ..
, توقّف سيف مكانه بصدمة من هجومه هذا ليهتف: أنت بتتكلّم كده ليه ؟
, مصطفى بنفاذ صبر: وهتكلّم معاك إزاااي ؟ ليه أنا بيحقلي أتكلّم أصلاً ؟ لازم أفضل قافل بؤي ومستحمل كل اللي يجيني ، حااضر أنا هعمل كده ، حاجة تانية ؟
, قطّب سيف حاجبيه هاتفاً: أنت ماالك ؟
, زفر مصطفى بضيق واتجه نحو الملحق ليتبعه سيف داخلاً رغماً عنه .. خلع مصطفى سترته وألقاها على الأريكة بإهمال ليهتف سيف: أنت كنت فيين ؟
, مصطفى: ملكش دعوة ..
, صرخ به: يعني إييه مليش دعوة ؟ أنا عايز أعرف حالاً كنت فين ومرديتش على تلفوناتي ليييه حضرتك ؟
, رفع نظره نحوه بعدما جلس على الأريكة: وأنت بتكلّمني لييه ؟ أنا مشيت عشان أريّحك من شوفتي عايز إييه ؟
, سيف بغضب: م إحنا استنيناك عشان تتغدا معانا زي م ماما قالت وأنت مجيتش .. أنت فاكر كده هتمشّينا على مزاجك ..؟
, نظر نحوه بصمت ، نظرات جامدة ليهز رأسه بعدها بتعب: معليش أنا بعفيكوا من ده ، باكل هنا لوحدي زي م تعوّدت ..
, ابتلع سيف ريقه ناظراً نحوه باهتزاز لتعود كلماته ترنّ في أذنيه .. ضمّ قبضتيه بغضب ، كلّما حاول أن يكون طبيعياً فجأة يشتعل بغضب قاتل ..
, تأفف بانزعاج وهو يرى مصطفى يتجاهله ويدخل باتجاه غرفته .. زفر بضيق ليلحق به هاتفاً: أنا مش عشان ده ، ماما هي اللي كانت قلقاتة عليك ..
, لمْ يُجبه مصطفى ودخل لغرفته ليلحق به سيف هاتفاً بتبرير: عشان كده كلمتك ، أصلاً انت متهمنيش فحاجة .. قولت أكلّمة عشانها كنت قول هتتأخّر حرام كانوا جعانين وعايزين يلكلوا ..
, نظر نحوه بغيظ وهو يتجاهله تماماً ليصرخ: أنا مش بكلّمك ؟؟
, تجاهله آخذاً ثيابه ليدخل إلى الحمام داخل غرفته .. ضرب سيف الأريكة أمامه بقدمه .. واتجه يجلس فوق السرير بضيق ..
, بعد دقائق خرج مصطفى ووقف أمام المرآة يُصفف شعره وكأن لا أحد حوله ..
, توقف سيف مقترباً منه: أنت مش جعان ؟! أنت تغدّيت ؟
, تابع تصفيف شعره واتجه بعدها مُخرجاً عدۃ أوراق ليجلس على السرير يتفحّصها .. نظر إليه سيف بغيظ وهو غير معتاظ على تجاهل من أحد ..
, اقترب واقفاً أمامه: مش بترد ليه ؟ ٦ نقطة أنتتت بسألك جاوبني مش بترد عليا ليه ؟
, جلس أمامه والآخر مازال مثبّتاً عينيه على الأوراق أمامه ليهتف سيف: إيه يعني أنت مش هتكلمني تاني ؟ جاوب مش هتكلّن معايا ولّا إيه ؟
, نهض بغيظ صارهاً: يكون أحسن .. مين قالك أصلاً إني قاتل نفسي عشان أتكلّم معاك ، أنا بس .. بس كنت عايز أتسلا .. أيوه انت بالنسالي تسلية مش أكتر ..
, نظر إليه وهو يشعر به وكأنه لايسمع حاول استفزازه ولكن الآخر صامت .. هاتف بحنق: أنت فاكر نفسك إنك بطريقتك دي هتتغلّب عليا ؟ بتكون غلطان أصلاً أنا اللي مش طايق أتكلّم معاك ولا أبص فخلقة أهلك دي ..
, فقد أعصابه من صمته واتجه نحوه ينزع الأوراق من يده بعنف يُلقيها أرضاً وهو ينظر نحوه بحنق .. رمقه مصطفى بنظرة باردة رغم بركان الغضب الذي بدأ يغلي داخله ، انحنى يجمع الأوراق بصمت ليزداد غيظ الأخر وينحني يُمسكها ويمزّقها بعنف ويُلقيها بوجهه وهو يرمقه بحدة ..
, وكأنّ تلك القشة التي قصمت ظهر البعير لتخرج نظرات الحدة من عيني مصطفى صارخاً: أنت اتجننت إيه اللي عملته ده ؟ أنت فاكر الأوراق دي لعبة ؟
, صرخ سيف: أنت اللي فاكر نفسك إنك تقدر تتجاهلني ، بتكون غلطان أما بكلّمك بترد عليا فاهم ؟
, رمقه بنظرات غاضبة محتثنة: أيوه فاهم الأمير سيف المدلل مبيحبش حد يتجاهله حقك عليا معليش ..
, تأفّف سيف بانزعاج من طريقة كلامه الجديدة معه: بلاش الكلام ده أنت حصلّك إييه ؟
, نظر نحوه بصمت ، صمت داخله كلام كبير كلام وعتاب ٫ لوم واعتذار ولكنه لم ينطق بأي شيء .. تركه متّجهاً نحو المطبخ وبدأ بإعداد القهوة ..
, زفر بضيق متنهّداً عندما لم يشعر بأي حركة حوله ، ربما سيف استسلم وخرج ، رغم ألمه وكرهه لما يحدث ولكنه لم يعد يحتمل مهما كان يحب جلوسه معه والبقاء بقربه ولكن ربما قدره أن يبقى وحيداً ..
, اهتزّت القهوۃ بيده وهو يستمع لصوته: أعملّي معلك فنجان ..
, استدا نحوه بذهول ، لقد ظنّه خرج .. ضيق عينيه ناظراً داخل عيني الآخر الذي ينظر نحوه بنظرات غريبة .. تنهد بشرود وهو يفكّر بمعاملته له خلال هذين اليومين .. ما الذي غيّره هكذا ؟ لو كان سيف القديم لهجم عليه يُبرحه ضرباً على معاملته وتجاهله له ..
, استدار يُكمل إعداد القهوة ليصبّ لنفسه فنجان وآخر لسيف ويخرج إلى الصّالة .. جلس واضعاً الفنجان أمامه بصمت ..
, نظر سيف نحوه بتردد ليهمس بعدها بخفوت: شكراً ..
, توسّعت عيني مصطفى بذهول ونظر إليه فجأة بمحاولة استيعاب .. رمش سيف بعينيه وأشاح بوجهه عنه مُمسكاً فنجانه يرتشف منه .. للحظه توقّع مصطفى أن يرميه بالفنجان في وجهه متقزّزاً ولكن الٱخر بقي هادئاً ..
, رمقه بحذر غير مُطمئناً لهدوئه ذاك .. هتف سيف: مقولتليش أنا مش جعان ؟
, لم يُجبه مصطفى ليهتف سيف بضيق: أنت يعني مش عايز تكلّمني ؟
, رفع مصطفى حاجبيه بصمت ، هذۃ المرّة الثانية التي يسأله هذا السؤال ، نظر نحوه بتمعّن وربما عرف مقصده منه .. فهو بات على علم ببعض تصرّفات سيف .. هل هو يُحاول الإعتذار بطريقته ؟
, ابتسم داخليّاً بسخرية فسيف من النوع الذي يجعلك تُسامحه بدون اعتذار ، ربما معه فقط يُصبح هكذا ، فمهما دلّت تصرّفاته وكلامه على ندمه واعتذاره إلّا أن كبريائه اللّعين يمنعه من نطقها له ..
, هل يعلم بأنه سامحه من غير أن يلفظ حرفاً واخداً أصلاً ؟! وإن كان يعلم فلماذا يُلحّ عليه بالحديث أليزيد من تعلّقه به أكثر ليتعذّب أكثر برفضه له ؟!
, هتف سيف بغيظ: مصطفى ؟؟
, التفت نحوه بهدوء: نعم ؟
, تهلّلت أساريره هاتفاً: أنا جعان ..
, مصطفى: ليه مش تغديت ؟ وبعد شوية يجي العشا هتاكل ..
, همس سيف بخفوت: لأ أنا مأكلتش ..
, مصطفى: ليه بقا ؟ مش على أساس كنتوا مستنين عشان أٓي ؟
, سيف: أيوه هما أكلوا بس أنا لأ ٣ نقطة كنت مزعوج ..
, رمش بعينيه ناظراً نحوه بذهول ، ربما هذا الصغير سيصيبه بنوبة قلبية قريباً .. هل كان مُنزعجاً ممّا حدث معهم صباحاً ولأنه لم يعد وقت الغداء ؟!
, قرأ سيف تساؤلاته تلك ليهتف بتهرب: مزعوج عشان متكلّمتش مع أدهم هو قافل فونه مش لحاجة تانية أصلاً ..
, رفع مصطفی حاجبيه بإدراك ورغماً عنه تسلّلت ابتسامة صغيرة إلى شفتيه أعلمت الآخر بأنه قد عرف السبب .. تأفف سيف بانزعاج وجلس بصمت ..
, تجاهله مصطفى وأكمل شرب فنحان قهوته ..
, نهض سيف إلى الداخل لحظات ليبدأ مصطفى بسماع أصوات تكسير عالية ، زفر ناهضاً ليجده واقفاً في المطبخ ينظر نحو عدة صحون تكسّرت ..
, مصطفى: إيه اللي عملته ده ؟
, سيف بضيق: جعان ومعندكش حاجة ، أنت عايش إزاي ؟
, مصطفی بسخرية: على الطاقة الشمسية ..
, لحق به سيف: كلّم حد من الفيلّا يجيبلنا أكل ..
, تابع مصطفى طريقه ليتكلم عبر الهاتف ، لحظات ليأتي الطعام إليهم وضعه مصطفی أمام سيف واتجه جالساً على أريكته ليهتف سيف: أنت مش هتاكل ؟
, مصطفی بجمود: لأ كُل أنت بخاف أسدلّك نفسك وتقرف ..
, نظر نحوه بصمت وبدأ بالأكل ، تأفّف بعد مدة قليلة هاتفاً: مبقتش عايز أكل ..
, مصطفى: براحتك ..
, نظر سيف نحوه بضيق وعدّل جلسته مُتكتفاً بحنق .. تابعه مصطفى بضيق هو الآخر شاتماً أدهم في داخله الذي أوصله إلى تلك الحالة من الدلال ، اتجه جالساً قربه ليبدأ في الأكل بصمت .. رمقه سيف لحظات بتردّد ليهتف: عارف ؟ مينفعش أفضل من غير أكل ولّا إبه ؟
, لم يُجبه مصطفى وأخفى ابتسامة كادت تظهر علی وجهه .. بعد مدة عاد مصطفى للجلوس مكانه .. ليتابعه سيف ناظراً نحوه بغيظ منه ..
, نظر مصطفی إليه: سيف ؟
, انتبه إليه بسرعة وكأنه يُريد منه أن يفتح حديث ليهتف: أنت بجد عايز تشتغل ؟
, سيف: مين اللي قالك أدهم ؟
, أومأ برأسه ليهتف سيف: أيوه عايز هو بس أنت اللي تشتغل يعني ؟
, مصطفى: طب أنت بتفهم حاجة بالشغل ده ؟
, هز سيف أكتافه: لأ بس بتعلّم فيا إيه ؟
, مصطفى بهدوء: وليه متبدأش شغل وأنت عارف شوية بيه وكده أدهم هيتفاجأ بيك ..
, نظر نحوه بلهفة هاتفاً: إزاي ؟!
, ابتسم مصطفى: إيه رأيك علّمك ؟
, توسعت عيني سيف هاتفاً: ليه أنت بتعرف ؟ أا قصدي أنت جحش بتعرف إزاي ؟!
, نظر نحوه ليراه يرمقه بنظرات غاضبة ليهتف بسرعة: مش جحش ، يعني بقصد جحش فاهم وذكي ..
, لم يُجبه مصطفى لينهض سيف جالساً قربه: أنت بجظ هتعلّمني ؟!
, مصطفى: ده لو أنت عايز ..
, أومأ سيف برأسه بلهفة: أيوه عايز و**** ، عايز أبدأ شغلي وأنا بعرف كام حاجة ..
, ابتسم مصطفى بهدوء وذهب مُحضراً عدة أوراق وضعهم أمامه ليهتف: أنت طلبت منه يحطك في شغل ابتدائي .. وعلی ما أعتقد هيحطك في الحسابات .. لأن ده اختصاصك .. ودلوقتي هعلمك حاجات أساسية لازم تكون عارفها ..
, اتسعت ابتسامة سيف وأومأ برأسه بلهفة .. بدأ مصطفى يشرح له بعض الأساسيات بشكل مبسِط وأسلوب سهل وخفيف .. وعيني سيف تمشيان على الأوراق أمامه تلك التي كان يظنها طلاسم غير مفهومة أصبحت الآن عبارة عن شيفرات لديه مفتاحها ..
, ولكن رغم ذلك لا بدّ وأن يضع بصمته الخاصة وأن يُبدع بأفكاره الخلّاقة ، هتف مصطفى بغيظ: سيف متجننيش .. إزاي هنعمل كده .. نسبة الأرباح كده هتكون أقل من نسبة الإنتلاج بكتير ، وبالطريقة دي بشهر واحد الشركة هتبقى بالأرض ..
, سيف: وماله نستلف من البنك شوية ونرجع من جديد عادي بتحصل زي بالأفلام ..
, تأفف مصطفى بغضب: أنت قولتها بالأفلام مش بالواقع ..
, هتف سيف بذهول: إزاي ؟! أمال ليه بقولوا الفيلم ده مأخوذ عن أحداث واقعية ، يعني كده بيكدبوا علينا ؟!
, مصطفى: أستغفر **** العظيم ، سييف متخلينيش أضربك ، إحنا دلوقتي بنتكلّم في الشغل مش في الأفلام ..
, سيف: طب إهدا شوية طيب مالك بتقلب كده فجأة ؟
, مصطفى بغضب: بقلب كده عشان ده شغل ، رزقنا وأرزاق الناس ولو تصرفنا على هوانا يبقى بأقل من شهر هنقفل الشركة ونبيع لبن ..
, قهقه سيف هاتفاً: لأ أنا هروح أصيد سمك وأبيع مليش في اللبن ده ..
, صرخ مصطفى بعصبية: سيييف ..
, اباتلع سيف ريقه وهو ينظر نحوه كيف تحول ، منذ أن بدأ يشرح له كان أسلوبه سلساً وبسيطاً ولكن لهجته قوية حازمة ، تأفف هاتفاً: خلااص بس أنا كنت بقولك فكرتي مش أكتر عشان نزيد مراتب الموظفين ..
, مصطفى: أيوه عشان لما يبقى عندك مرتب يكون كتير مش كده ؟!
, هتف سيف: وأنا مالي بالمرتب معايا فلوس ..
, مصطفى بسخرية: لا يا حبيبي أما تبدأ شغلك هتبقى زيك زي أي موظف عادي وليك مرتب ، لتكون مفكر إن بطاقتك البنكية دي هتفصل معاك ؟ يبقى متعرفش أدهم في الشغل ، ده معندوش يما ارحميني ، ليك مرتب وأما تغلط في شغلك هتتعاقب ويتخصم منه ، كده عشان تقدّر قيمة الشغل كويس ..
, نظر نحوه ليراه جاحظاً عينيه بخوف ليهتف: تؤ تؤ شكلك هتتراجع عن الشغل مش كده ؟!
, سيف: إيه ده حران عليكوا ليه كده ؟!
, مصطفى: علشان كده بقولك اتعلّم من دلوقتي أصل أنت غبي ، ليه حق الدكتور ده يظردك ، إيه ده إيه الدكاترة اللي بتخرّج ناس أغبياء زيكوا مش عارف .. أنت إزاي هتقعد وتشتغل في شركة ..
, تأفف سيف هاتفاً: ما خلاص بقا كان مجرّد إقتراح من دماغي مش محتاج كل ده ، يعني خلاف في الرأي لا يُفسد للودّ قضيّة ..
, رفع حاحبه: نعم ياخويا ؟! ودّ قولتلي ؟! من الآخر يا سيف عايز تتعلّم يبقى تلتزم بأدبك وبتشغّل دماغك ده ، ولومش عايز أنا مش مضطر ضيّع وقتي عليك ..
, هتف سيف: و**** مشّغله بس مش عارف يممن جعان شوية ..
, نظر نحوه بغضب ليهتف سيف: خلاص مش جعان خلينا نكمل ..
, نظر مصظفى لساغته هاتفاً: مفيش داعي أنت دماغك قفل ، دلوقتي هيمونوا بيحضروا العشا امشي قوم اتغشا وبكرا نكمّل ..
, نهض سيف: قوم يلا هناكل ونرجع نكمل دلوقتي مش لبكرا ..
, مصطفى: سيف مش كل حاجة هتقدر تفهمها وتتعلمها بيوم واحد ، أنت لازملك أكتر من يوم خلاص بكرا نكمل وروح انت أنا لسا مجوعتش ..
, نظر نحوه سيف بصمت ، ليخرج من الملحق بهدوء .. تنهد مصطفى ناظراً للفوضى التي خلّفها مكانه ، ضحك بخفّة فالملحق يبقی كما هو لحين دخول سيف إليه يقلبه رأساً على عقب .. لا ينكر بأنه تفاجأ من ذكاء سيف واستيعابه السريع و أفكاره والتي البعض منها يبدو مجنوناً ولكنه لم يعرف كيف يُصيغها وإذا ترتّبت قليلاً ونُظمت ستصبح مشروعاً كبيراً ناجحاً .. ضمر في نفسه بأنه سيعرض هذه الأفكار على شركائه ليقوموا بتنفيذها ولكن بعد أن يبدأ سيف العمل لكي يُشارك معهم ويوضع أسمه على المشروع ..
, سمع خبطاً قوياً على الباب ليذهب يفتحه ويجده يمسك صينية مليئة بالطعام هاتفاً: جيبت الأكل هناا تعال ناكل ..
, مصطفى: مش عايز يا سيف أنا تعبان هدخل أنام ..
, سيف: والشغل ؟؟
, مصطفى: نبقی نكمل بكرا ياسيف تصبخ ع خير ..
, تنهد سيف بضيق وأكل بضع لقيمات سريعة ، نهض ناظراً حوله بملل .. اتجه نحو غرفة مصطفى أنار الضوء ليراه متمدّداً على فراشه رفع عينيه هافاً: في حاجة يا سيف ؟!
, سيف بهدوء: عايز أنام ..
, مصطفى بحنق: نام هو أنا ماسكك إيه رأيك أنيمك فحضني وأغنيلك كمان ؟؟ لحظة شوية أنت شربت اللب وفرشيت سنانك قبل ولّا لأ عايز تستحمى ؟ أدخل معاك برضه ولا إيه ؟؟
, ضحك سيف هاتفاً: لا بس مليش حيل أروح اليبت ..
, اعتدل مصطفى متكتّفاً: والمطلوب ..؟!
, اقترب سيف وخلع حذائه مُتمدّداً قربه: المطلوب قوم اقفل النور عايز أنام بكرا هروح الكلية عشان مروة ..
, رفع حاجبيه باستغراب ، اقترب منه هامساً: أنت مش خايف مني ؟!
, تمتم سبف وهو يغمض عينيه: لأ أنا خايف عليك مني بصراحة ..
, ابتسم مصطفى بخفوت ناظراً نحوه بحيرة من تصرّفاته .. نهض مُغلقاً النور وعاد ليتمدد فوق فراشه من الناحية الأخری مُغمضاً عينيه ليغرق سريعاً في نوم عميق ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, كأنّه كُتب علينا العيش هكذا ، مُعلّقين في منتصف
, الأشياء كلّها ، لا نُحبّ ما يحدث ، ولا يحدثُ ما
, نُحبّه ..
, ٣٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في اليوم التالي صباحاً ..
, تأفّف سيف وهو يجلس على إحدى الطاولات في الكفتريا ، نظر نحو ساعته بضيق ..
, دخلت مروة سريعاً من باب الكفتريا لتلمحه من بعيد ، اقتربت منه بسعادة: سيفووو أنا جييت ..
, سيف بغضب: **** ياخدك إيه كل ده ، بقالي أكتر من ساعتين مستني جنابك ، الساعة بقت 11 كنتي فين كل ده ؟!
, نظرت نحوه بغضب: إيه كل ده يا سيف كنت في المحاضرة **** ، والدكتور أدانا النهاردة زيادة أعمل إيه يعني أقوله معليش سيفو مستني برا لازم أخرج ..؟
, تأفّف وعاد للجلوس ثانية ، جلست قربه بابتسامة لينظر نحوها: وحشتيني ياجزمة ..
, ضحكت قائلة: وأنت وحشتني يا سوسو ..
, نظر نحوها وجذبها من مقدمة ملابسها: مروة احترمي نفسك لحسن أشلوحك فاهمة ؟!
, تصنّعت الخوف هاتفة: حاضر ياباشا أخر مرة ..
, ابتعد عنها هاتفٱ: بلاش تبقي مدلوقة عليا كده أنا عارف إني مزز وحليوة ولا أقاوَم بس عيب اتقلي ..
, ضحكت هاتفة: تصدق أنك تافه أووي ..
, نظر نحوها هاتفاً: مقولتلكيش إني عاملك مفاجئة صح ؟!
, لمعت عينيها بابتسامة: مفاجأة إييه قوولي ..
, ضحك هاتفاً: لااا متسألينيش عشان متبوظش المفاجئة .. خلاص اخرسي بس مفاجئة إيه .. فانتاستك ..
, تكتفت ناظرة نحوه بغيظ ليعود ويضحك من جديد وهو يلاعب حاجبيه بإغاظة ..
, هتف فجأة: كلمتي ليلى ؟!
, نظرت نحوه بنفي: لأ تلفونها مغلق علطول ..
, تأفف هاتفاً: دي ماما قالتلهم يقفلوا تلفوناتهم مش قادر أتكلّم مع أدهم ..
, همت بالكلام لتمرّ من قربها فتاة تمسك بيدها كأس عصير ، احتكّت بكرسيّها لتتعثّر فجأة ولتتمسِك بالطاولة فينسكب العصير فوق ملابس مروة التي نهضت شاهقة بصدمة ..
, اعتدلت الفتاة تنظر إليها بخوف هاتفة: و**** مش قصدي أنا ، أنا اتكعبلت فجأة بالكرسي بتاعك ..
, هتفت مروة وهي تنفض ملابسها بعدما رأت خوفها: خلاص مفيش مشكلة ..
, مدّت الفتاة يدها نحو علبة المناديل لتأخذ منها وتقترب من مروة هاتفة بنبرة شبه باكية: أنا هنضّفهولك معليش و**** غصب عني أنا آسفة أووي ..
, أبتسمت مروة ناظرة لسيف ثم نظرت إليها: خلاص قولتلك مفيش مشكلة أصلاً أنا خلصت محاضراتي وهرجع البيت ..
, ابتلعت الفتاة ريقها هاتفة: معليش تعالي الحمام تغسليه شوية عشان العصير ده مبيروحش بسهولة ..
, هتفت مروة: لا مفيش داعي هرجع البيت خلاص ..
, الفتاة بإصرار: لا و**** مينفعش تعالي بس أنا هغسلّك البقعة دي عشان متفضلش كده باينة ..
, نظرت مروة نحوها بتردد لتنظر إلى سيف: يبقى هروح معاها ياسيف مش هتأخر ..
, سيف: مفيش مشكلة أنا مستني ..
, الفتاة: معليش يا أستاذ أنا آسفة و**** ..
, ابتسم بهدوء: مفيش مشكلة محصلش حاجة لكل ده ..
, ابتسمت الفتاة بامتنان لتمسك مروة حقيبتها وتتجه معها إلی الحمامات .. بقي سيف جالساً مكانه بعد دقائق قليلة جاءه شاب في عمره هاتفاً: لو سمحت ..
, التفت نحوه بتساؤل ليقول الشاب بارتباك: ممكن أتكلّم معاك شوية ؟!
, سيف بهدوء: أيوه اتفضل ..
, تلفّت الشاب حوله هاتفاً: ممكن نخرج نتكلم برا ، مش عايز حد من صحابي يسمعنا هنا ..
, التفت سيف حوله باستغراب ونهض معه هاتفاً: مفيش مشكلة اتفضل بس مش هتأخر ..
, الشاب: 5 دقايق بس مش هعطلك ..
, خرج سيف معه ليتّجه الشاب نحو أحد المقاعد البعيدة قليلاً عن الكفتريا جلس عليها ليجلس سيف قائلاً بسرعة: تفضل بس ياريت تختصر شوية أصل مستعجل ..
, نظر نحوه الشاب قائلاً: أنا اسمي سليم ، طالب هنا في السنة التالتة..
, سيف: تشرفنا بس أنت بتعرفني منين وعايز إيه ؟؟
, سليم: أنت سيف عز الدين صح ؟!
, أومأ سيف برأسه ليهتف الشاب: أنا عرفت إن أخوك أدهم بيه عنده شركة وبوظف بيها اللي معندوش خبرة بيعملهم دورة تدريبية الأول ..
, سيف: أبوه صح بس لسا معرفتش عايز إيه ؟!
, الشاب بابتسامة: أنا عايزك تطلب منه يوظفني عنده ..
, سيف: وليه متروحش أنت تقدم على وظيفة ؟!
, نظر سليم أرضاً بحزن هاتفاً: أنا روحت وهما مقبلونيش ..
, سيف: أيوه وأنت عايزني أتواسطلك عنده صح ؟! بعتذر منك يا سليم بس طالما متقيلتش يبقى أنت متستاهلش ده عشان أخويا مبيوظفش عنده ناس مش كفؤ ..
, نظر نحوه سليم هاتفاً: صدقني أنا أستاهل هو بس يجربني وهيشوف ، أنا صح معدلاتي مش كويسة بس ده من وضعي اللي عايش بيه .. أنا حالتي المادية صعبة يا سيف بيه وبشتغل ليل نهار ومبيبقاش عندي وقت عشان أذاكر ..
, رمقه ييف بصمت ليتابع سليم: أنا جيتلك عشان لو تقدر تساعدني لو متقدرش خلاص أنا آسف بس بجد أنا محتاج الشغل ده ..
, تنعد سيف هاتفاً: خلاص أديني رقمك وأنا هكلمه أما يرجع من السفر ..
, فرِح الشاب هاتفاً قيل أن يُدخل سيف يده في جيبه: لأ انا معايا رقمك هكلمك إيمتی ؟!
, سيف: أسبوع كده كلمني وهقولك تمام ؟!
, ابتسم سليم بامتنان: بجد متشكر مش عارف أقولك إيه ..
, أومأ سيف برأسه ناهضاً: معلبيش أنا اتأخرت سلام ..
, اتسعت ابتسامة سليم وهو يراه يبتعد عنه .. رن هاتفه في جيبه ليُخرجه مجيباً: كل حاجة تمام ..
, قبل عدة دقائق ،
, خرجت مروة والفتاة من الحمام وهي تهتف: أنا آسفة مرة تانية ومتشكرة ليكي ..
, ابتسمت تومئ بحنية من كمية الإعتذارات التي تلقّتها منها لتهتف: خلاص يابني مفيش مشلكة .. أنا هروح بقا ..
, تركتها متجهة نحو الكفتريا دخلتها سريعاً لتنظر نحو طاولتهم الفارغة .. نظرت حولها باستغراب وخرجت من الكفتريا تنظر حولها باحثة عنه ..
, رفعت هاتفها تكلّمة مرة واثنتين ولكنه لم يُجب ،
, تأفّفت متجهة نحو البوابة ليرن هاتفها باسمه فتحت الخط سريعاً ۃهتفت: سيف أنت فين وخرجت ليه ؟!
, جائها صوت غريب هاتفاً: أنتي مروة خطيبة سيف صح ؟!
, قطبت جبينها هاتفة بقلق: أيوه صح ، هو فين وأنت مين ..؟
, الشاب: اهدي ومتخافيش أنا زميلكوا في الدفعة ، شوفت سيف كان قاعد في الكفتريا وباين تعبان وروحتلّه عشان أشوف ماله وفجأة كان هيغمی عليه ..
, شهقت هاتفة: إيه ؟ هو فين هو كويس حصله إيه ؟؟
, الشاب بضيق: مش عارف بصراحة كنت هاخده المستشفى وهو رافض جداً هو عنيد أوي .. أنا بيتي جنب الكلية وأخويا دكتور جبته عشان يفحصه يشوف ماله من حالته باين تعبان أووي ..
, دمعت عينيها بخوف هاتفة: طب اديني العنوان ..
, الشاب: انتي لازم تيجي تقنعيه أخويا بقول لازمله مستشفی تعالي العنوان ٥ نقطة هو قريب هستناكي برا تمام ؟!
, أغلقت الخط مسرعة تعبر شارعين أمامها وقلبها خافق برعب .. تبلفّتت في البنايات حولها وهي تتذكر المكان الذي قاله لها .. اتجهت مسرعة نحو بناية من أربه طوابق .. صعدت السلالم لتجد شاب أمامها ملامحه مألوفة لديها ولكنها لم تعرف من هو هتف بها: تعالي يامروۃ مروۃ أنا اللي كلمتك ..
, هتفت مسرعة: هو فين إيه حالته ماله ؟!
, مشى أمامه إلی إحدى الشقق بالطابق الثالث: تعالي لازم تقنعيه عشان نوديه المستشفى ..
, قطبت جبينها فجأة بتنبه وهي تتذكّر كلامه عن المفاجأة التي يُعدها لها .. رفعت حاجبيها بغيظ منه وهي ستوبّخه على إخافتها بتلك الطريقة ..
, دخلت خلف الشاي بسرعة وهي تحاول تذكر أين رأته لتتذكر بأنه قال بأنه زميل لهم في الدفعة وربما لمحته من قبل .. ، لتدخل سريعاً إلى الشقة ناظرة حولها بلهفة ..
, توقفت فجأة بخضة وهي تجد نفسها وجهاً لوجه مع أكثر وجه تمقته في حياتها .. تامر ..
, ابتلعت ريقها بصدمة وعدم استيعاب وتضاعف خوفها أكثر بعدما تأكدت بأنها ليست مفاجأۃ منه وظنت بأنهم قد فعلوا لسيف شيئاً سيّئاً ..
, ابتسم تامر ابتسامة لزجة ساخرة: مفاجأة مش كده ؟!
, نظرت لمن حوله واستدات تنظر للرجل الذي أدخلها لترى ابتسامته الخبيثة ..
, عادت بنظراتها نحو تامر هاتفة بخوف: سيف فين ؟ أنت عملت بيه إيه ؟!
, ضحك تامر بخفة هاتفاً: تؤ تؤ حرراام .. سيف يا أنورة لسا مجاش دلوقتي هخليه يجي برجليه لعندي .. زي م جيتيلي أنتي ..
, ابتلعت ريقها وارتعش جسدها استدارت فجأة راكضة نحو الباب تحاول فتحه لتجده مغلق ، تعالت ضحكات الرّجال حولها لتصرخ: افتح الباب ، بقولك افتح الباب وخرّجني من هنا حالاً ..
, تامر: إهدي يا حلوة وفّري صوتك ده عشان هتعوزيه كمان شوية ..
, صرخت به برعب تخلّل أوصالها: أنت عايز إيييه سيبني بحالي بقا يا أخي حرام عليك ..
, اقترب تامر منها بنظرات خبيثة حاقدة همس أمام وجهها: عايزك أنتي ، عايزك بين إيديا من زماااان ودلوقتي هحقّق ده ..
, نظرت نحوه بشر: ده بأحلامك مش هخلّيك تمس شعرة واحدة مني فاهم ؟
, ابتسم هاتفاً: ومين هيمنعني ؟ خطيبك اللي عامل نفسه راجل ؟! خطيبك ده هدوسه تحت رجلي دلوقتي ، هخلّيه يشوف بعينيه معنى الرجولة وهو شايف خطيبته بين إيدين راجل تاني ..
, ارتعش جسدها بفرزع من حديثه ونظرت نحوه بتقزز رغم خوفها لتصرخ: قولتلك بأحلامك أنت واحد قذر وحقير وزبالة ، أنت أبعد م تكون عن الرجولة أصلاً ..
, صفعها على وجهه بقوة أدارته بعنف ، نزفت شفتها لتضع يدها علی وجهها بألم ، حاولت قدر الإمكان التحكّم بدموعها إلّا أنها لم تستطع أمام كلامه ..
, اقترب منها جاذباً خصلاتها بين يديه هامساً بشرّ ووعيد: اللي معندوش رجولة ده هيخليكي تشوفي معناها كويس ، من زمان عاملة نفسك الخضرۃ الشريفة وأما جه سيف اللي مليان فلوس روحتيله ودلقتي نفسك عليه .. طب ليه م أنا برضه معايا فلوس كتير أووي إيه رأيك أديكي ونتبسط لليلة واحدة ؟
, نظرت نحوه رغم ألمها ورفعت يدها محاولة صفعه ، أمسك يدها يلويها بعنف لتصرخ بألم بالغ .. همس أمام وجهها: تؤ تؤ إهدي شوية قولتلك وفّري صوتك وطاقتك لبعدين .. أما ييجي خطيبك الفارس المُنقذ وقتها هخليكي تعرفي إني راجل أنتي وهو ..
, .
, همست بألم رغم خوفها الداخلي على سيف وهي تراه يتوعد له: لومهما عملت هتفضل بنظري عيل زبالة ده البنت فيها رجولة عنك ..
, شدّ قبضته علی شعرها لتصرخ به: سيبني يا حيوان و**** لأصوت وألم الناس عليك ..
, قهقه هاتفاً: صوّتي يا حلوۃ صوّتي زي م انتي عايزۃ ، رفع صوته صارخاً : يا نااس حد يلحّقنا هاااا ؟!
, نظر نحوها بخبث: أهو زي م انتي شايفة مفيش حد خااالص ، كلهم سابونا عشان نشوف شغلنا كويس ..
, هتف أحد الرجال: تامر تعال بقى رن عليه أنا مفياش صبر استنى عشان اقتله ..
, شهقت مروة برعب وسالت دموعها بقهر صارخة: لا متعملش كده إلّا سيف سيبه فحاله ياتامر كفاية اللي عملته ده ..
, نظو نحوها برفعة حاجب: اللي عملته ؟! م أنا لسا معلمتش حاجة يا مرمر ههههههه
, سقطت أرضاً ونزلت دموعها خوفاً عليه لتهتف بشهقات: **** ينتقم منك **** ياخدك ..
, تعالت ضحكات الرجال من حولها ليُمسك تامر هاتفه ويرن علی أحدهم ..
, في الناحية الأخری ..
, عاد سيف إلى الكفتريا وجلس مُنتظراً مروة ، وعندما طال غيابها مدّ يده يُخرج هاتفه ليتكلم معها ولكنه لم يجده .. نظر حوله باحثاً في جميع جيوبه ولكن لا فائدة ، ضرب الطاولة بقبضته و نهض متّجهاً نحو الحمامات ينتظرها أمام الرواق ، طال غيابها وهو يری البنات تدخل وتخرج وهي لم يلمحها ..
, أوقف إحدى البنات: ممكن لو سمحتي تفوتي تشوفي واحدة اسمها مروة قوليلها سيف مستني برا ..
, دخلت الفتاة لتخرج قائلة: مفيش غير 3 بنات جوا ولا واحدة اسمها مروة ..
, قطّب جبيته هاتفاً: إزاي ؟! أنتي متأكدة ؟!
, أومأت برأسها لينظر حوله بحيرة وقلق .. عاد إلى الكفتريا ليسأل عنها ليخبره أحدهم بأنها خرجت منذ مدة ..
, تسلل قلق كبير إليه وخرج يبحث عنها وزاد عصبيته هاتفه الذي لم يجده حتى في سيارته ..
, اقترب منه فجأة أحدهم هاتفاً: لو سمحت دي مكالمة ليك ..
, نظر نحوه باستغراب هاتفاً: ليا أنا ؟! وعلى تلفونك إزاي ؟!
, هز الشاب كتفيه وهو يمد الهاتف نحوه ..
, أمسكه سيف ليضعه علی أذنه : أيوه مين معايا ..
, تامر: معاك عملك الأسود يا سيف بيه ..
, قطّب سيف جبينه بغضب عندما عرفه ليهتف: أنت عايز إيه ياحيوان ، أنا مش فاضيلك ..
, ضحك تامر هاتفاً وهو ينظر نحو مروة التي تنظر إليه بخوف: مش فاضيلي عشان بتدوّر علی المزۃ بتاعتك صح ؟!
, تصنّم سيف مكانه بصدمة ليهتف بتهديد: مروة ؟! مروة فيين يا تامر أقسم ب**** لو مديت إيدك عليها ولا لمست شعرة واحدة منها هقتلك سااامع ؟!
, تعالت ضحكات تامر الشامتة ليهتف: ده أنا مديت ايدي أوووي أوووي ولسا همدها بس قولت لنفسي مينفعش سيفوو حبيبي لازم يكون موجود وشااهد ..
, صرخ سيف فاقداً أعصابه من فكرۃ أن مروۃ بين يديه: و**** لأقتلك سيب مروة يا حيوان وخليك راجل مرۃ واحدۃ وواجهني ..متدخّلش البنات بمشاكلنا ..
, تجهّمت معالم تامر هاتفاً: هكون راجل كمان شوية وهوريك بعينك يا سيف بيه متستعجلش .. ومشكلتي مش معاك وبس مشكلتي مع المزة دي برضه .. هاا مش عايز تشوف اللي هيحصل ولّا هتسيبها لوحدها كده ؟!
, صرخ سيف: أنت فين يا ولكي وديني لقتلك وهتشوف مني حاجة بعمرك مشوفتهاش أنت فييين ؟
, ضحك تامر هاتفاً : تعال العنوان ٧ نقطة الطابق التالت الشقة على يمينك هستناك بفاارغ الثبر متتأخرش أصل مقدرش أمسك نفسي عنها أكتر ..
, صرخت مروة برعب: متجيش ياسييف متجي٣ نقطة
, قطع تامر الإتصال ناظراً نحوها لتنهض بجنون مقتربة منه: أنت حيوااان أنت أقذر حد شوفته بحياتي أنت إيييه ، بدأت بمحاولة ضربه ليقترب منها مروان ومازن يمسكانها بالقوة وهو تبكي وتصرخ بهيستريا من رعبها علی سيف وقد علمت من كلامهم بأنهم لا ينوون إبقائه حيّاً ابداً ..
, قذف سيف الهاتف أرضاً واستقلّ سيارته بسرعة رهيبة رغم قرب المكان ووثكثل حيث البناية والتي كانت فارغة تماماً لا يسكنها أحد ، والشارع نن حولها فارغاً ، هاتفه ليس معه ليستنجد بأحد وهو بالأصل توقف عقله خوفاً عليها من ذئب بشري حاقد ..
, صعد درجات السلم بجنوون ليخبط على الباب بعنف صارخاً: إفتح ياتامر افتح ياجباان ..
, فتح أحدهم الباب ولم ينتظر سيف ليعاجله بلكمة قوية أودع بها كل غضبه وخوفه ورعبه ..
, دخل بجنون ناظراً حوله ليجد مروة ساقطة أرضاً ووجهها محمرّ ، نهضت بلهفة متّجهة نحوه ببكاء: امشي يا سيف هيقتلوك امشي عشان خاطري ..
, ابتلع ريقه بلهفة يتفحّص وجهها ثم اشتعلت عينيه ناظراً لتامر الذي وقف يُطالعه بحقد قاتل وعينين حانقتين ..
, صرخ سيف بغضب: و**** لقتلك يا واطي يا ٣ العلامة النجمية أنت بتستخبى ور البنات ، طالع مروة هنا يا تامر خلّيها تخرج وواجهني ..
, هتف تامر بحقد: قولتلّك مشكلتي معاك ومعاها مش أنت لوحدك ..
, أشار لرجاله ليقتربوا ويجذبوا مروة التي بدأت بالصراخ ، جُن جنون سيف واندفع يُكيل إليهم لكمات قاسية وقد ازدادت طاقته وقواه من خوفه عليها ورغبته في إخراجها من هذا المكان ..
, هجم عليه الثلاثة دفعة واحدة وهو بدأ بالصراخ و ضربهم بقوة .. هجموا عليه بغضب وتامر جذب مروة من ذراعها بعنف كبير .. لتصرخ وهي ترى سيف يسقط أرضاً وأحدهم قد ضربه بقضيب حديديّ سميك ..
, سقط أرضاً ينزف دماء من فمه ناظر نحو تامر الذي يُمسك مروة لينهض رغم ألمه مُتجهاً نحوه وانقضّ عليه بجنون ليُخلّص مروة من قبضته ..
, بادله تامر الحاقد ضرباً واحتد بينهم العراك الوحشي ليقترب الثلاثة لمساعدة تامر وتكاثروا عليه حاقدين كلًّ منهم يحقد عليه ويريد الانتقام منه ، وقد نُزعت من قلوبهم الرحمة همّهم الوحيد أن ينتقموا لأنفسهم ولكرامتهم ..
, صرخت مروة مُحاولة مساعدته ونظرت حولها تبحث عن أي هاتف لتستنجد بأحد ولكن قبل أن تجد أمسكها شخص من شعرها لتصرخ بألم وبكاء مفزوع ..
, وقف تامر يُمسكها من شعرها بغضب وهو يرى رفاقه يُبرحون سيف ضرباً حتى سقط أرضاً والدماء تنزف من فمه وأنفه ..
, نظر سيف إليها بإنهاك وألم ينهش في جسده وهي تنظر نحوه بخوف ..همس بألم وجاهد ليخرج صوته:سيبها يا ٣ العلامة النجميةوخلي شغلك معايا ..
, ضحك تامر: لسا بتقاوح ، لسا متربيتش ؟
, تنفّس سيف وأنفاسه تخرج بصعوبة ووجع صدره وجسده يفتك به ، ابتسم تامر بشماتة واستمتاع وجذب مروة يُقرّبها نحوه لتصرخ باكية بحرقة عليه وعلى نفسها وهي ترى نظراتهم الجائعة نحوها والحاقدة نحو سيف ..
, حاول سيف النهوض ليتلقّى ضربة بالقضيب الحديدي علی ظهره أسقطته أرضاً بعنف ، رفع عينيه نحوها وتامر يضحك باستماع وهو يرمقه بنظرات مجنونة هاتفاً: بقالي زمااان مستني اليوم ده .. مستني أكسر غرورك ورجولتك اللي فرحان بيها دي ، مش أنت قولت مش هتسمحلي ألمس شعرة منها ؟!
, ضحك ورفع قبضته يشدّها على خصلات شعرها لتصرخ باكية وهو يُتابع: أهو بص شعرها كلّه بين إيديا وعمال بلمسه ، هي كلّها بين إيديا وهلمسها هنا هاخدها هنا قودامك وأنت بتتفرج بس ..
, بكت مروة بفزع وهي ترى أحدهم يُخرج من حزامه سكّيناً صغيرة وعيناه تقطر كرهاً وحقداً وهو يُقرّبها من سيف الذي يشتعل غضباً وقهراً ويُحاول رفع جسده المتكسّر لإنقاذها من بين يدي الوحش القذر أمامه ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, تأفّف مصطفى بضيق لتهتف عبير: مكنش قصدي يا مصطفى بس كان لازم أتكلّم ..
, نظر نحوها هاتفاً: ممكن نقفل الموضوع ده خالص ..
, اقتربت منه وهما يجلسان في الحديقة أمام حوض السباحة هاتفة: دي تبقى مامتك يا مصطفى ، روح شوفها ع القليلة واتكلم معاها ..
, نهض ناظراً نحو مياه المسبح أمامه بصمت لتنهض خلفه: فكر كويس يا مصطفى عشان متندمش بعدين .. أنا و**** بقول ده عشانك ، عايزلك تبقى مرتاح ومش عايزاك تندم ..
, التفت نحوها هامساً بامتنان: متشكر يا عبير ..
, ابتسمت: على إيه ؟!
, تنهد هاتفاً: إنك علطول جنبي ومعايا وبتسانديني ، بجد مش عارف أشكرك إزاي .. انتي بقيتي حاجة مهمة فحياتي يا عبير يومي مبيكتملش لو مشوفتكيش وقولتلك كل اللي فقلبي ..
, اتسعت ابتسامتها هاتفة: يعني أنت بتحكيلي أنا بس ؟
, نظر نحو هاتفاً: أنتي أول حد أفتحله قلبي وأقوله كل حاجة جوايا .. أنا وثقت بيكي بسرعة مش عارف إزاي ..
, لمعت عيناها بحب وهي ترى عينيه اللّامعتين ، ترى نظراته المُحبة ولكنها تلمح تردّداً داخله ، تعلم بأن أفكاره متخبطة ولا يفهم حقيقة مشاعره وهي ستساعده لأن يصل إلى بر الأمان وستبقی معه حتی يصل إليها ..
, ابتسمت: أنا هروح بابا وصل أهو ..
, أومأ برأسه هاتفاً: مع السلامة ..
, ألقت عليه نظرة أخيرة ثم ذهبت مسرعة وهو يُتابعها بعينيه بحب وحنان ..
, عاد للجلوس مكانه قبل أن يتقدم زهير هاتفاً: مصطفى بيه في واحدة هنا عايزاك ..
, رفع نظره مقطباً جبينه: مين ؟
, زهير: مش عارف يا بيه دي لابسة نضارات قد راسها ومغطية وشها كأنها مش عايزة حد يعرفها ..
, نهض بسرعة متجهاً معه إلى البوابة ، ليرى فتاة تلبس السّواد وتضع قبّعة كبيرة تغطّي بها شعرها ..
, اقترب منها مضيقاً عينيه وهو يرى انتفاخ صغير في بطنها .. نظر نحو وجهها بحيرة لتقترب منه سريعاً تجذبه لأحد الأركان وتخلع النظارات هاتفة بهلع وعينيها محمرّتين مع وجه شاحب: أرجووك أنقذ سيف تامر هيقتله ..
, صُددمم عندما تعرّف عليها والصّدمة الأكبر من كلامها ليهتف: أنتي بتعملي إيه هنا ؟ وإيه اللي عرفك بتامر ؟
, أمسكت ذراعه باستنجاد هاتفة بارتجاف: مش وقته ب**** عليك أنا عرفت أنه هيقتله هو وصحابه بسرعة أنقذه قبل م ينفّذ اللي هو عايزه ..
, دقّ قلبه بعنف وتزاحمت الأفكار في رأسه ، ولكن فكرة واحدة ثبتت به بأن تامر قد خدعه ونفّذ انتقامه سريعاً .. صرخ بها بلهفة: هوو فين أنتي تعرفي مكانه ؟
, أومأ برأسها بقوة مُخرجة ورقة صغيرة وهي تهتف بجنون: ده العنوان اللي هما بيه بس متروحش لوحدك وبسرعة أبوس إيدك إلّا سيف مستحيل يموت ب**** عليك اعمل أي حاجة ..
, جذب الورقة منها بعنف واتجه نحو سيارته صارخاً بالحرس حوله: بسرعة الحقوني ..
, نظروا لبعضهم بتفاجؤ من صراخه وسرعته ولكنّهم نفّذوا أمره ليتّجهوا نحو إحدى السيّارات يستقلونها بسرعة لينطلق مصطفى خارجاً من البوابة بسرعة جنونية وهو يُحاول الإتصال بسيف بدون فائدة .. ضرب المقود أمامه بغضب من نفسه كيف سمح لتامر بخداعه واللعب عليه هكذا . هو لم يستطع حماية سيف إن لم يُنقذه الآن لن يُسامح نفسه طوال حياته ، بل سيخرج من بينهم لأنه لا يستحقّ البقاء معهم وهو حتى لا يقدر على حمايتهم في أول موقف يواجههم ..
 
  • عجبني
التفاعلات: البرنس احمد
الثامن والاربعون

- رغم كلّ الثقل الذي يشدّ القلب للأسفل ،
, هُناك شيءٌ ما يُناديه فينهض ..
, ٣٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, دخلت سيارته عبر بوّابة الفيلا وهو يضحك بمرح على جنيّته الصغيرة قربه ، لم يكن يظنّ يوماً بأن حياته لن تكتمل إلّا بوجود من كانت له أختاً في السابق ..
, هتف قائلاً: يلا بسرعة غيري هدومك ونرجع نخرج نتغدّا برا عازمك على أحلا وجبة سمك في العالم ..
, عبست هاتفة: أنت يابني مش عارفني بكره السمك مبطيقهوش ؟؟
, ابتسم يهزّ برأسه: أيوه بس أنا بحبه وأنا وأنتي واحد .. يبقى هتحبيه عشاني مش كده ؟!
, رفعت حاجبيها: لا متفرحش كتير أووي إلا في الأكل ملكش دعوة أنت في سكة وأنا في سكة تانية .. لو عايز نبقى واحد يبقى أنت لازم تكره السمك ..
, نظر نحوها بصدمة: أكرهه إيه يابنتي دي أصعب ، أنتي لو تحبيه هتقدري طب اتخيّلي السمكة إنها أنا وكليني هتأدمني عليها و**** زي م بقولك ..
, هزت رأسها: بلاش الغرور الزايد ده ب٣ نقطة
, صمتت عندما سمعته يُتمتم بخفوت: إيه اللي بيحصل ؟!
, نظرت إليه لتراه مُقطباً جبينه وهو يعبر البوابة ناظراً حوله هتفت به: مالك يا أحمد فيه إيه ؟!
, توقّف بسيارته داخل الفيلا ليترجّل منها قائلاً: البوابة مفتوحة ومفيش حد عندها ..
, نزلت خلفه: ده وقت غدا يمكن بياكلوا ولّا حاجة ..
, هتف مقطباً جبينه بريبة: لأ هما مبيسيبوش البوابة كده .. ادخلي أنتي جوا هشوف فيه إيه وأجيلك ..
, نظر حوله مُتجهاً نحو الحديقة الخلفيّة حيث عدة حراس موجودين هناك ..
, هتف بهم: إيه اللي بيحصل هنا فين الحراس على البوابة ..؟
, اقترب منه أحد الرجال هاتفاً: مش عارفين يا باشا مصطفى بيه خد عربيته وقلّهم يمشوا معاه بسرعة .. كان باين إن في حاجة حصلت ..
, ضيق عينيه بقلق: من إيمتى الكلام ده معرفتش ولا أي حاجة ؟!
, هز كتفيه بحيرة هاتفاً: ملوش زمان يا باشا و**** معرفش راحوا فين كانوا مستعجلين أووي ..
, تسلّل قلق بالغ داخله وأخرج هاتفه يُحاول الإتصال بمصطفى أو بأحد الرجال الذين معه ولكن بدون فائدة ..
, دخل الفيلا لتتجه نحوه جمانة هاتفة بقلق: فيه إيه يا أحمد والحراس فين ؟
, رمقته نور بتمعّن وهي ترى معالم وجهه القلِق لتقترب منه: إيه اللي حصل عرفت حاجة ؟!
, هتفت جمانة: مصطفى مش هنا بالعادة مبيتأخّرش عن وقت الغدا من غير م يقولي ..
, نظر نحوها هاتفاً: أنتي معرفتيش حاجة ؟ مقلكيش راح فين ؟
, هتفت بحيرة وقلق: لأ مقلّيش ليه إيه اللي حصل ..
, جلس على أحد المقاعد: الحرّاس بقولوا أنه خرج بسرعة وقلهم يلحقوه بس مش عارفين راح فين ، بحاول أتصل بيه مش بيرد ولا حد من الحراس بيرد برضه ..
, جلست جمانة بقلق هاتفة: يعني إيه أنا قلبي مش متطمّن خالص ، وسيف برضه مش هنا وتلفونه مقفول ..
, التفت نحوها باهتمام: سيف خرج من إيمتى ؟
, أجابت بقلق: خرج من الصبح على كليته قال هيشوف مروة .. نور ب**** عليكي كلّمي مروة اسأليها هما فين أنا خايفة أووي ..
, أخرجت نور هاتفها تُحاول الإتصال بمروة كثيراً لتتجهّم ملامحها بخوف هامسة: مش بترد ..
, نهض أحمد يسير جيئةً وذهاباً وقلقه قد ازداد فيما ازداد خوف جمانة هاتفة بنبرة شبه باكية: قلبي مقبوض ولادي فين حاسة إن في حد حصله حاجة استرها يارب .. يارب احميهوملي ومتخليش مكروه يصيبهم يارب ..
, ابتلعت نور ريقها واقتربت من والدتها تُربّت على كتفها ، وهي تنظر نحو أحمد الغارق في التفكير وقد تضاعف خوفه .. تسلّل خوف هائل على سيف ومروة ، وخوف آخر على مصطفى ..
, أغمضت عينيها تدعو **** أن يُعيده لهم ، هي لن تتحمل بأن يُصيبه سوء مهما كان قد فعل بها ولكنه أخوها وبدأت في تقبّله ولا تريد خسارته ..
, فيما كان أحمد يدور حول نفسه يُحاول الوصول لأيّ أحد ، أخرج هاتفه مكلّماً موسى ليوكل إليه مهمة البحث عنهم ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, كانت تصرخ برعب فاق طاقتها وهي تبكي بانهيار على حبيبها الذي تكاثرت عليه الكللابب من حوله ..
, ندم وشعور بالذنب ينهش داخلها لأنها السبب منذ البداية بعداوته مع تامر ذلك الوحش عديم الرحمة .. سقطت أرضاً ترتجف بعد أكثر من صفعة تلقّتها من تامر لكي يُشعل النار في قلب سيف عليها ..
, رفعت نظرها بهلع وهي تستمع لتامر يطلب من مروان أن يُعطيه السكينة .. أخذها بابتسامة شيطانية مُقترباً من سيف المتمدّد أرضاً يحاول التنفس بصعوبة بعدما تلقّى عدة ضربات وركلات فوق صدره ..
, تامر: شيلوه ..
, اقترب مازن وشاب معه ليُمسكانه من ذراعيه ، يوقفانه بصعوبة وقد امتلأ وجه دماء مازالت تنزف ..
, ابتسم تامر بشرّ هامساً باستمتاع: تؤ تؤ مش كده ، عايزه على ركبه يركع قدامي .. عايز أشوفه مذلول ..
, تعالى بكاء مروة وحاولت النهوض ليُمسكها مروان من ذراعها بالقوة ، انصاع مازن والآخر له ليُنزلوه رغماً عنه يُسقطونه على ركبتيه أمام أقدام تامر الذي يرمقه بنشوة انتصار ..
, لم يهتمّ سيف لذلك كل ما كان يُفكر به كيف سيُنقذ مروة من بين أيديهم ، أو كيف يموت بعيداً عن عينيها الباكيتين لئلّا يؤلمها بموته .. لقد أدرك بأنه وقع بين أيدي من لا يرحم ومن سيثأر لكرامته بطريقة وحشية غبية حاقدة ..
, انحنى تامر نحوه ومازالت نظرات الإنتصار والإستمتاع في عينيه .. رفع السكينة أمام وجهه هامساً: إيه رأيك تموت بالسكينة دي ؟؟
, رفع سيف نظراته نحوه وعينيه حمراوتين كالدم .. ليبتسم تامر باتّساع هاتفاً: متخفش ، مش هتموت دلوقتي في حاجة لازم تشوفها الأوّل ، عايزك تستمتع بيها زي م أنا هستمتع وأنا بعملها ..
, ازادت ملامح سيف ألماً وقهراً وهو يعلم مقصده ، ليبصق في وجه تامر بحقد هاتفاً بشراسة رغم ضعفه: الوسخ هيفضل طول عمره وسخ والنضيف هيفضل نضيف مهما دنّسته إيد قذرة زيك ..
, تغيّرت معالم وجه تامر وباتت كلوحة شيطانية حاقدة متوعّدة مُتجسّده في وجهه ، رفع يده ببطء يمسح بصقته ودمائه معها عن وجهه بكمّ قميصه ومازالت عيناه داخل عينيه بكره ..
, همس وهو يُقرّب السكين من رقبته: دلوقتي هوريك الوسخ ده هيعمل بالنضيفة دي إيه .. وقتها قول إنها هتفضل نضيفة وطاهرة بعد م أنا أخدها .. ابتسم وهو يضغط طرف السكين على رقبته: مش أنا وبس .. شايف دول ؟! هخليهم كلهم يدنسوها كلهم هتكون بين إيديهم كمان شوية .. بس أنا هكون رحيم معاك ، هخلّيك عايش لغاية م تشوفها معايا أنا بس وجسمها بين إيديا وبعدها هقتلك عشان متكمّلش الباقي رغم أنها حاجة متتفوتش ههههه ، هخلّيك تموت وحسرة جواك إنك مش راجل ومقدرتش تنقذها ، إن حبيبتك دي بتتنقّل بين إيدين أكتر من راجل وأنت طلعت عديم رجولة وسيبتها كده ..
, انتفض جسد مروة بفزع وخبّأت وجهها بيديها صارخة عندما مرّر نصل السكين الحاد على رقبته من الأعلى إلى الأسفل ليُخلّف جرحاً دامياً اندفعت دماؤه بغزارة ..
, أغمض سيف عينيه ألماً حاول كتمه فيما تامر أعاد السكين إلى مروان الذي يتابعهم بجنون وكل مافعل به لم يُشفي غليله بعد ..
, ابتعد تامر عنه متّجهاً نحو مروة التي تبكي بعالم آخر خوفاً عليه ، أمسكها من ذراعها لتنتفض صارخة برعب وتحاول الإبتعاد عنه .. ضحك تامر باستمتاع ناظراً نحو سيف الذي نسي ألمه وهو يُعافر ليتخلّص من قبضتهم حوله حتى يُنقذها وقد ارتفع الدم إلى وجهه واحتقن بحقد قاتل ..
, ابتعدت عنه مروة تزحف أرضاً إلى الخلف بانهيار هاتفة بصوت معذّب: ع عشان خاطري سيبني عشان خاطر **** سيبنا بقا ابعد عني كفااية ..
, اتسعت ابتسامته وهو يسحبها من قدميها ليجرّها فوق الأرضية أمامه وهي تُحاول التشبّث بأي شيء حولها ، انحنى بجسده فوقها مُمسكاً خصلات شعرها بشدة وقد ازدادت رجفتها بشكل مخيف .. ابتسم ينحني بوجهه ليدفنه في عنقها يقبلها بعنف لتصرخ بانهيار ..
, زادت معافرة سيف وقد ظهرت لديه قوة أنسته وجع جسده وهو يرى نظرات تامر الجائعة والذي مدّ يديه نحو بلوزتها ليشقها نصفين أمامهم .. شهقت برعب تحاول الإبتعاد عنه ليتخلّص سيف منهم بجنون راكضاً نحوه وقد عميت عينيه عن أي شيء ، أمسك القضيب الحديدي ليرفعه بكل طاقته المتبقية له ليُسقطه فوق رأس تامر بعنف .. اقترب منها خالعاً قميصه الذي امتلأ دمائاً وهو يستر به جسدها وقد نزلت دموع عينيه رغماً عنه عليها ..
, تشبّثت به باستنجاد وخوف عليه وعلى نفسها وهي تشهق بانهيار ، صرخت بجنون وهي ترى تامر يقترب منه واضعاً كفه فوق جرح رأسه النازف ناظراً إليهم بغلّ ، اقترب الباقون ليجرّوا سيف يُبعدونه عنها لتتشبّث به أكثر وهو ازداد جنونه أكثر ليضربهم بكل قوته المتبقّية بهيستريا وجنون وقد أصبح همه الوحيد أن ينجو بها من مستنقع الخراب هذا ..
, أمسك مروان السكين وقد اشتعلت عيناه بعنف وهو يرى مقاومة سيف المُستميتة رغم جروح جسده التي تخرّ أقوى الرجال ، لم يعد يُطيق صبراً وهو يراه يُحاوط مروة بقوة يبعدها عن تامر الذي يجذبها من بين أحضانه ، اقترب منه صارخا برفاقه أن يُبعدوه عن مروة بالقوة ليلكمه أحدهم في وجهه فوق كدماته المؤلمة ، وأبعدوه عنها وهي تحاول اللحاق به بهلع ..
, صرخت بأقوى صوتها حتى تجرّحت حنجرتها وهي ترى مروان يُمسك بالسكين بشدة ويقترب منه ليطعنه بقوة في جسده وأخرجها بقوۃ أكبر لتخرج دمائه غزيرة تسيل علی أرضيّة الشقة ، تنفّس مروان بعنف وهو مازال مُمسكاً السكينة التي تقطر دماً ليعود ويقرّبها إلى جسد سيف ويطعنه مرة أخرى في معدته مُدخلاً نصل السكين كاملاً ..
, انهار سيف بألم وهو يشعر بروحه قد قطعت ، خرجت الدماء من فمه ليسقط بعنف فوق الأرضية مُحاولاً البقاء مستيقظاً وعينيه على مروة التي نست تامر وما يُريده منها وهي تتابعه بعينيها اللتين تتوسّلانه أن يبقى فاتحاً عينيه من أجلها ..
, صرخ تامر: مش دلوقتي يا مروان كان لازم يشوف الأول كان لازم أكسره ..
, اقترب مروان بجنون نحو سيف الذي مازال يُحاول النهوض وأراد ضربه مجدّداً ليمنعه مازن بالقوة ..
, التفت تامر نحو سيف صارخاً: مش هخليك تموت قبل م أهينك .. خليك عايش يا٣ العلامة النجمية
, اقترب سريعاً من مروة التي تصرخ باسم سيف برعب ، جثى فوقها بحقد ورغبة جائعة وهو يتحسّس جسدها بقذارة صارخاً بسيف وهو ينظر نحوه: شوف أهي حبيبتك بين إيديا ..
, همس سيف بضعف متألّم وهو يريد فقط إنقاذ مروة وبعدها فليمت: ب بلاش يا تامر ، هعملك أي حاجة عايزها .. إلّا مروة سيب مروة يا تامر أرجووك ..
, ضحك تامر بانتصار: دلوقتي بقيت تترجاني ، شوفت رجولتك منفعتكش في حاجة .. اترجّاني كمان عايز أسمع توسّلك ليا يلّا ..
, أبعد قميص سيف عن جسدها وهي تُحاول المقاومة ببكاء ، التفتت تنظر نحو سيف الذي سالت دمعة حارقة من عينيه أحرقت قلبها وجسدها ، ناظراً نحوها بضعف نظرات اعتذار أدمتها ليهمس بضعف: س سامحيني ..
, ازداد بكائها بجنون صارخة باسمه وهي تراه يغمض عينيه باستسلام وحوله بركة دماء غزيرة .. فقد وعيه بانهيار وقد فقد الكثير من دمائه وشحُب وجهه ، صرخت باسمه تُحاول به أن يستفيق: سييف ، عشان خاطري متسيبنيش سييف اصحى ..
, انهارت بألم وهو تستمع لضحكات تامر: مش هيرد عليكي سيبك منه وركزي معايا ..
, بكت بجنون تدفعه من صدره بكل قوتها ولمفاجأتها استطاعت ذلك وكأن قوة خارقة رفعته من فوقها ، ابتعدت عنه وهي ترتجف بهلع ، رأت مصطفى يرفع تامر من فوقها بعنف وعينيه مشتعلتين بشكل مُخيف ، قذفه أرضاً بجنون ليسقط تامر فوق طاولة زجاجية تكسّرت وسقط جسده فوقها بقوۃ ..
, صرخت برعب متّجهة نحو سيف الغارق في دمائه: سييف ، الحقوني سييف .. مصطفى سييف هيمووت ..
, ترك تامر فجأة واقترب من سيف يجثو أمامه بارتجاف .. انخلع قلبه من مكانه وهو يرى هيئته المميتة ، دماؤه التي مازالت تسيل من جرح رقبته والتي تجمّد قسم منها ودماؤه الجامدة فوق كدمات وجهه التي أخفت معالمه الوسيمة .. فيما صدره العاري والطعنتين الغائرتين في معدته تنزفان بغزارة ..
, جثت مروة قرب رأسه ترفعه بيديها لتضعه فوق أقدامه وقد سقطت دموعها الغزيرة فوق وجهه المُددممّى .. تترجاه أن يستفيق بصوت مبحوح متوجع ..
, لم يرى أحد تامر وهو ينهض بسرعة مُستغلّاً الموقف ، ورجال مصطفى يُكيلون الضربات لرفاقه من حوله ، اتجه مسرعاً لإحدى الغرف مغلقاً الباب خلفه ليخرج نحو الشرفة يتسلّق حائطها ليقفز نحو شرفة الشقة المجاورة .. وبعدها قفز بجنون نحو الطابق الأسفل .. ليتابع طريقه إلى داخل الشقة الفارغة وخرج من بابها راكضاً بسرعة جنونية مبتعداً عن المكان ..
, سالت دموع مصطفى بغير إرادته وهو يرى سيف بتلك الحالة ، نهض مُسرعاً ناظراً نحو مروة ليخلع سترته يمدّها لها صارخاً وهو يسحب قميص سيف المُلقى أرضاً: البسي دي وحطي القميص ده فوق جرحه حاولي توقفي النزيف هناخده المستشفى ..
, مسحت دموعها بيديها الملطّختان بدماء سيف ليتلوث وجهها بدموع ودماء .. أمسكت السترة تلبسها سريعاً ومدت يدها إلى القميص الذي يربطه مصطفى فوق الطعنات النازفة تحاول مساعدته ..
, انحنى يحمل جسد سيف المرتخي بين يديه واتجه نحو الباب لتلحقه سريعاً بخوف .. صرخ برجاله: كفاية ، جيبو الكللابب دول معاكوا والحقوني على المستشفى بسرعة ..
, خرج من الشقة بسرعة وقلبه نابض بعنف خوفاً من فقدانه وهو يرى شحوب وجهه ودمائه المتجمّدة فوقه .. أدخله سياراته من الخلف لتدخل مروة معه وتضع رأس سيف في حجرها وهي تضغط على جرحه محاولة إيقاف دمائه .. ساق السيارة بسرعة رهيبة ناظراً كل ثانية نحوهم في المرآة ، ضرب المقود بغضب جامح وهو يلعن كل شيء لتأخّره عليهم .. شد على المقود حتى كاد ينخلع بين يديه وهو يتخطى السيارات من حوله صارخاً وقد فقد أعصابه بتوتر من صوت بكاء مروة: كفااية بقا بلاش عياط اخرسي ..
, انتفض جسدها برعب ثم انفجرت في البكاء أكثر من قبل .. مسح وجهه بغضب وزفر باختناق هاتفاً وهو على وشك البكاء: كفاية يا مروة ، هو كويس ، هيبقى كويس ادعيله متضعفيش كده ..
, أجابته ببكاء: كله بسببي ، أنا السبب أنا اللي عملت بيه كده ياريته معرفنيش ومقربش مني بحياته المهم يفضل عايش ، مش عايزة غير ده مش هقدر أعيش من غيره يا مصطفى أرجوووك ..
, مصطفى بخنقة: ادعيله يا مروة ، ادعيله ..
, عادت لبكائها بخوف وهي تمسح فوق شعره الغزير .. حتى وصلا إلى المستشفى .. ترجل مصطفى من سيارته وفتح الباب الخلفي مُخرجاً سيف وحمله بين ذراعيه متّجهاً للداخل ومُتجاهلاً نداءات رجل الأمن بعدم السماح له بأن يركن سيارته في هذا المكان ..
, سارت خلفه بأقدام واهنة ، دموعها غزيرة وصوت بكائها مرتفع حتى جذبت العديد من العيون حولها ، مابين مُشفق ومتألم على حالها ..
, دخل به صارخاً بالأطباء والممرّضين ليُسرعوا إليه بنقالة وضع سيف فوقها ليُدخلوه سريعاً لغرفة الفحص ويدخل الطبيب خلفهم بسرعة ..
, وقف مصطفى بضياع وأنفاس لاهثة ، يشعر بالزمن قد توقف من حوله ، التفت خلفه ليرى مروة المتجمدة مكانها ، كان وجهها بدموعه ودمائه المتجمدة يدل عن كمّ الألم والعذاب الذي عاشته .. اقترب منها يجذبها نحوه بمحاولة لبثّ الطمئنينة داخلها وهي وكأنها أرادت حضناً يُهدئها ، يُطمئنها بأنه سيعود إليها ، يُدفّئها بعد هذا البرد والخواء الذي تشعر به في غياب عينيه عنها ..
, تشبّثت به بانهيار وعادت لبكائها: مش عايزاه يموت أنا مش هعيش من غيره .. أنا بحبه أووي قولّه يرجع وأنا مش هزعله مني وهعمل كل اللي هو عاوزه ..
, ضمّها إليه وكلامها يُدمي قلبه أكثر ليهمس بخفوت: هيرجع ، و**** هيرجع أنا عارفه سيف مبيستسلمش .. مش هيخلّي اليوم ده يمرّ من غير م يستفزني ويعصّبني .. هيرجع عشان يخبط عليا ويزعجني ويقولي جعان .. هيرجع و**** ..
, عضّ شفتيه مانعاً دموعه من السقوط ولكنها أبتْ إلّا أن تخرج لتُعبّر عن عذابها ليهمس ببكاء: هيرجعلنا صدقيني مش هيسيبنا .. سيف مستحيل يكون قاسي علينا كده .. هيرجع ..
, بدأ يُردد تلك الكلمة وكأنه يحاول إقناع نفسه قبل إقناعها .. كان هو من يُريد حضناً يهدّئه ربما أكثر منها .. لم تمضِ ساعات على تحسّن علاقتهم قليلاً ليخسره الآن بلمحة بصر .. لم يُصدق نفسه أن أصبح بينهم ليخسرهم الآن بتلك الطريقة ..
, ابتعد عنها ملتفتاً بلهفة وهو يراهم يُخرجونه بعد لحظات قليلة والطبيب يهتف: دخلوه العمليات حالاً ..
, اندفع نحوه هاتفاً بخوف: هو كويس ؟ حالته إيه طمني أرجووك ..
, الطبيب بسرعة: ادعيله ..
, شهقت مروة بهلع وكأن كلمة الطبيب تلك قد زادت من ألمها وانهيارها ، ليهتف مصطفى محاولاً مداراة خوفه: ادعيله إحنا لازم ندعيله ، هو هيبقى بخير بإذن **** ..
, سحبها من يدها مسرعاً نحو غرفة العمليات حيث أدخلوا سيف إليها ..
, في الفيلا ، كان الوضع يزداد سوءً ، وجمانة قد بدأت في البكاء هاتفة: مش بيرد عليك برضه ؟ أنا قلبي بيوجعني أوووي ، ولادي مش كويسين أنا قلبي حاسس و**** ..
, بكت نور بخوف وهي ترى أحمد الذي فقد أعصابه وركل المقعد أمامه .. أعاد الإتصال بمصطفى للمرة الألف ، والذي كان قد وصل أمام غرفة العمليات ..
, أخرج هاتفه من جيب سرواله ليتفاجأ بعدد الإتصالات والرسائل التي أتته والتي لم يشعر بها .. ابتعد عن مروة التي تتكئ على الحائط قرب باب العمليات وتسند رأسها فوقه بإنهاك ..
, فتح الخط سريعاً ليأتيه صوت أحمد الصارخ برعب: أنتت فييين مش بتتزفت ترد لييه ؟! روحت فين أنت والحراس إيه اللي بيحصل ..؟!
, ابتلع مصطفى ريقه مُحاولاً أن يخرج صوته قائلاً بصوت غريب: أحمد لو في حد عندك متخليهوش يعرف اللي هقولهولك ..
, قطب جبينه ناظراً بخفاء نحو نور وجمانة اللتين تتابعانه بلهفة .. ابتعد عنهم بهدوء وخوف داخلي ليسقط قلب جمانة أرضاً وقد تأكدت بأنه قد حدث مكروه لأولادها ..
, همس أحمد بأعصاب خائرة: فييه إييه يا مصطفى أنت فيين ؟!
, مصطفى بألم: أنا في المستشفى يا أحمد .. سيف مش كويس ..
, انقبض قلبه برعب هامساً: ماله سيف إيه اللي حصله انطق ..؟
, مصطفى باختصار وهو غير قادر على الكلام: هقولّك بعدين يا أحمد المهم دخّلوه العمليات دلوقتي ، حالته مش بتطمّن تعال مستشفى ٨ نقطة وجيب نور وماما معاك بس متقولهومش عت وضعه ..
, أغلق أحمد الهاتف مُغمضاً عينيه بشدة قد شعر بحمل ثقيل فوق صدره .. سمع بكاء نور من الخلف وصوت جمانة التي تهتف بجمود: مين فيهم ؟؟ سيف صح ؟ سيف ابني حصله حاجة ؟!
, استدار نحوها واقترب منها يقبل رأسها هاتفاً بهدوء: لأ اطمني سيف كويس بس حصله حادثة بسيطة ولازم نروحله دلوقتي ..
, شهقت نور ببكاء: هو كويس صح ؟! أحمد متكدبش علينا عشان خاطري سيف ماله ؟! أخويا ماله يا أحمد ؟!
, بكت جمانة وهي تستشعر من لهجته بأن الأمر أعظم من ذلك ، فهي من ربته وتعرفه جيداً .. نظرت نحو نور بحزم وهي تحاول أن تقوّي نفسها: اطلعي يا نور مع أحمد هغير هدومي وأجيلكوا ..
, ذهبت إلى غرفتها وحالما دخلتها حتى انفجرت ببكاء مرير ، قلبها يُحدّثها بأن صغيرها ليس بخير ، قلبها لم يخطئ في حياته أبداً .. مسحت دموعها بعنف لتنهمر أخرى كالسيول ، لبست أول شيء جاء في يدها واندفعت خارجة من الفيلا بأكملها .. لتجد أحمد ونور الباكية قربه في السيارة وهو يحاول تهدئتها وطمأنتها رغم أن ما سمعه غير مطمئن أبداً ..
, انطلق بسيارته بسرعة حتى وصلوا بأقل من ربع ساعة .. دخلوا بسرعة يسألون عن مكانه ليصعدو الدرجات مُسرعين .. وقع نظرهم على مصطفى الجالس فوق إحدى الكراسي ومروة التي تدير ظهرها إليهم ..
, ركضوا نحوهم في الرواق الطويل لتهتف جمانة: سيف ، سيف ماله يا مصطفى ابني حصله إيييه ؟!
, رفع وجهه من بين يديه ليلتقي بعينيها الباكيتين .. نهض يجذبها نحوه ويُجلسها قربه ليزداد بكائها خوفاً صارخة: انطق قولي هو فيين حصله إييه ؟!
, استدارت مروة نحوهم حالما سمعت أصواتهم لتشهق نور من هيئتها .. كان وجهها مكدوماً مليئاً بدماء ودموع يابسة .. ترتدي سترة مصطفى حول جسدها ويظهر على رقبتها آثار اعتداء ..
, رجفت شفتيها بشدة ناظرة نحو نور بانهيار ، لتندفع نحوها بسرعة تُلقي بنفسها بين ذراعيها لتنفجر في بكاء حارق بعدما مرّت دقائق كانت جامدة بهم تماماً ..
, بكت نور أكثر وهي تحاول استيعاب ما يحدث حولها ، شدت من احتضانها لمروة التي بدأت في الإرتجاف .. اقترب أحمد منهم هاتفاً: نور إهدي ، مروة لازم الدكتور يفحصها هي مش كويسة ..
, ابتعدت عنهم مروة صارخة بجنون: لأا لا أنا مش كويسة ادام سيف جوّا ، أنا هفضل هناا ومش هتحرك من مكاني قبل م هو يخرج .. مش همشي من هنا قبل م يفتح عينيه ويبوصلي ..
, شهقت باختناق وانهار جسدها لتسقط أرضاً مستندة علی الحائط خلفها وبدأت تبكي بصمت ..
, بكت نور أكثر واتجهت إلى والدتها التي انكمش قلبها خوفاً على فلذة كبدها .. تحاول النهوض لمروة لمساعدتها ولكنها لم تقدر .. نظر مصطفى نحو نور التي تدفن نفسها في حضن والدتها تبكي وتحاول أن تهدئها في نفس الوقت ..
, نهض بارهاق وجلس في الناحية الأخرى منها .. رفع يده بتردد يربت على كتفها .. ابتعدت عن والدتها تنظر نحوه بدموع أوجعت قلبه ..
, همس ببكاء: هيبقى كويس متخافيش ..
, ارتجف جسدها وهي ترمش بعينيها المبللتين ، ليحاول الإقتراب منها أكثر ويجذبها داخل أحضانه ..
, ارتجف جسدها أكثر وهي لا تستطيع السيطرة على دموعها لتنهمر كالسيول تغرق قميصه الأبيض الذي تلوّث بدماء سيف .. ربت على كتفها ماسحاً فوق شعرها يحاول تهدأة رجفتها المتزايدة .. فجأة ابتعدت عنه ، لتقف بترنح تتجه نحو أحمد الواقف يتابعهم بصمت وألم ، اقترب منها سريعاً يتلقفها بين ذراعيه لتتشبّث به هامسة: عاوزة سيييف ، أحمد أنا عاوزة سييف ع عشان خاطري ..
, ضمها إليه بحنان هامساً: هو بخير يا مروة صدقيني دلوقتي هيطلع الدكتور ويطمنا .. اهدي أنتي بس لازم تكوني قوية مش شايفة مروة حالتها إزاي ، هي محتاجة حد معاها ..
, ابتعدت عنه ناظرة نحو مروة التي عادت إلى جمودها ، عينيها جاحظتين ترمق باب غرفة العمليات بجمود مُخيف ..
, تابع أحمد: لازم تبقي معاها ودلوقتي هكلم أمير عشان يجيب سهى وإسراء يوقفوا جنبها .. بس أنتي خليكي قوية ، لازم سيف أما يطلع يعرف إنك مسيبتيهاش لوحدها هيفرح أووي أنتي لازم تخليه مبسوط ..
, مسح دموعها وقبل جبينها بحنان: يلا بقا حاولي تتماسكي عشان مامتك وعشان أخوكي ومروة .. وعشاني أنا كمان مش قادر أشوفك كده ..
, ابتلعت ريقها تومئ برأسها بارتجاف ، واتجهت نحو والدتها تجلس قربها وتحاول التهدئة من خوفها ..
, نظر أحمد نحو مصطفى لينهض الآخر متجهاً إليه .. ابتعدوا عنهم ليهتف أحمد بغضب: ممكن أفهم بقا إيه اللي حصل ؟! أنت روحت فيين وإيه اللي وصّل سيف ومروة للحالة دي ؟؟
, مسح مصطفى وجهه بعنف هاتفاً: ناريمان ، خطيبة سيف القديمة جت الفيلا وقالتلي إن تامر اللي كان تخانق معاه زمان هيقتله .. أدتني العنوان وروحتله أنا والرجالة لقيت ٣ نقطة
, شد على قبضته هامساً: لقيت سيف سايح بدمه على الأرض ومضروب وال٣ العلامة النجمية تامر كان بحاول يعتدي على مروة ..
, احتدت عيني أحمد هامساً: وهما فين دلوقتي وديتوهم فين ؟!
, مصطفى: الرجالة أخدوهم مش عارف هيكونوا ودّوهم فين ..
, أومأ أحمد برأسه سريعاً وهو يعلم بأنهم قد أخذوهم للمخزن القديم في مكانهم المعتاد .. صمت قليلاً ناظراً نحو هيئة مصطفى المُشعثة ليهتف: لازم نخبّر أدهم ..
, رفع مصطفى عينيه نحوه هاتفاً: بلاش نقوله دلوقتي ، خلينا نتطمن على سيف الأول بلاش نشغله ونخوفه ..
, نفى أحمد برأسه قائلاً بإصرار: لازم يعرف كل حاجة دلوقتي ، أدهم وأنا عارفه كويس مش هيعديهالنا لو مخبرنهوش باللي حصل حالاً .. حتى لو استنينا هو مش هيقبل ده وإحنا مش عايزينه يتعصب .. كفاية عليه اللي هيسمعه .. ومروة هتحتاج ليلى جنبها برضه ..
, شد مصطفى خصلات شعره بعنف كعادته هو وإخوته إن ازداد توترهم وغضبهم هتف: مش عارف أعمل اللي أنت عاوزه ..
, أحمد: يبقى ارجعلهم مينفعش نسيبهم وكلِم أمير وكرم خليهم ييجوا ويجيبوا معاهم صحاب مروة لازم يبقوا جنبها بالوضع ده .. وأنا هروح أكلم أدهم ..
, أومأ مصطفى برأسه: ماشي هكلّمهم ، بس أنت هتكلمه إزاي مش هو قافل فونه هو وليلى ؟؟
, ابتعد عنه أحمد مخرجا هاتفه: أنا عارف هوصله إزاي .. اتّصل إلى أحد رجالهم هناك ، والذي يكون مع أدهم وليلى خطوة بخطوة من بعيد .. أخبره بأن يعطي الهاتف سريعاً لأدهم ..
, في الجانب الآخر ..
, ابتسم أدهم بارتياح وهو يخرج من حمام الجناح مجفّفاً شعره بمنشفة صغيرة بين يديه ..
, ابتسم وهو يراها جالسة أمام طاولة صغيرة وهي تأكل بنهم .. هتف بتسلية: إيه ده يا مفجوعة مسبتليش خاجة ؟
, رفعت نظرها نحوه وفمها مليء بالطعام لتهتف بكلام غير مفهوم ، ارتفعت ضحكته هاتفاً: طب بس ابلعي الأول بعدين اتكلمي ..
, ابتعلت هاتفة: م أنت اللي واخدني من غير فطار قال إييه رحلة ولا أرووع .. جتك نيلة أنت ورحلتك اللي مليانة بنات دي ..
, تعالت ضحكاته ناظراً نحوها وهي تتكلم بحنق وتعود لطعامها من جديد .. ليقترب جالساً قربها: أعمل إيه وأنا حلو كده ومفتول العضلات والنساء ترتمين تحت قدميّ ..
, رفعت حاجبها هاتفة: ترتمين قولتلي ؟! طب م أنا الرجال كانوا واقفون أمام باب منزلي وأمي لا تلحق أن تكنّسهم ليعودوا من جديد ..
, انفجر ضاحكاً ليهتف بها: اسكتي ب**** عليكي هتفضحينا بلغتك المنيلة دي ..
, هتفت به: أنت فاكرني نسيت البت اللي قعدت قبالك وأنت لفيت وشك عملت نفسك متعرفنيش ؟! نهارك أسود ومنيل بستين نيلة يا أدهم يا ابن أم أدهم .. أنت كنت عايزها تجيلك مش كده أه يا واطي يا خاين ..
, ضحك هاتفاً: مش أنا دي هي اللي قعدت قبالي ، وبصراحة البت حلوة ، الجمال ميخبيش نفسه يا ليلى يا حبيبتي ..
, زمت شفتيها بغيظ ونهضت عن المائدة ليهتف: كملي أكلك مخليتيش حاجة ..
, استدارت نحوه بغضب ليضحك وهو يُتابع أكله: خلاص ياقلب أدهم النهاردة بالليل هاخدك مكان المرة دي هيكون بجد مفاجأة ..
, ضيّقت عينيها هاتفة بلهفة: فيين ؟!
, هز كتفيه هاتفاً: لأ قولتلك مفاجأة مكان هنكون بيه بس أنا وأنتي لوحدنا .. فقط لا غير ..
, اتسعت ابتسامتها بلهفة: طب قولي المكان بس عشان أعرف هلبس إيه ..
, أدهم: خلاص بعدين أنا هخترلك هدومك المهم تبقى المفاجأة مفاجأة ..
, تأفّفت بانزعاج ليبتسم متابعاً كلامه: بس شوفتي ياليلى الفستان اللي البت كانت لابساه أحمرررر يا لهوووي مش زيك مبتلبسيش غير أخضر ياختي زهقتيني وأنتي شبه الشجرة كده .. و**** للحظة كده تخيّلتك شجرة مُتحركة ..
, قالها وانفجر ضاحكاً على معالم وجهها المندهشة ، ضمّت قبضتيها بغيظ ، وهي تنظر نحوه بذهول ثم احتدت نظراتها بغضب وحنق ..
, ابتلع اللقمة ناظراً نحوها بحذر: بلاش يا ليلی أنا بحذّرك من الإقدام على أيّتها خطوة مجنونة ستندمين عليها لاحقاً ..
, همست به: مين الشجرة المتحركة دي ؟؟
, أدهم: أنتي .. أاا اهدي يا حبيبتي ده أنا الشجرة و**** بس أنتي حاولي تهدي من نفسك شوية اتنفسي بهدوء كده ..
, رفعت حاجببها هاتفة: أنت شايفني مجنونة ؟!
, لوّح بيديه يحاول كتم ضحكته: لا لأبداً مين بيقول كده ، أنتي ست العاقلين ياقلبي ..
, فلتت ضحكته وهو يتذكر إحساسه القديم بأنها منفصمة لتصرخ به: أنت بتضحك عليا ؟
, ازدادت ضحكته: ليه أنتي شايفة نفسك مضحكة ؟!بلاش الطريقة دي يا ليلى عشان ميظهرش الإنفصام عليكي تاني ..
, ضغطت على أسنانها بغيظ لتتجه نحوه ، قفز واقفاً وابتعد عن مائدة الطعام بسرعة هاتفاً: اهدي ياليلى بلاش حركات غبية زيك ..
, اندفعت نحوه مُمسكة صحناً فارغاً وألقته باتجاهه بعنف ، وسّع عينيه وانحنى ليمرّ الصحن من فوق رأسه ويصطدم بالحائط متكسراً بعنف .. نهض ونظر نحو قطع الزجاج المكسور ليتنهد براحة هاتفاً: الحمد**** أنتي يا بت هتقتليني ؟!
, أمسكت صحناً آخر لتقذفه نحوه فينحني ثانية خلف إحدى الأرائك ، تكسّر الزجاج على مقربة منه ليصرخ بألم وهو مازال خلف الأريكة ..
, توترت هاتفة بخوف: أدهم حصلك حاجة ؟!
, لم يجبها وعاد ليصرخ ثانية لتهتف: أنت بتضحك عليا فاكرني هصدقك ؟!
, هتف: أنتي هتقتليني يا ليلى إيه ده ددمم ؟! ددمم ياليلى الحقيني ..
, ركضت نحوه خلف الأريكة لتراه يُدير ظهره ماسكاً يده بألم .. هتفت به: فيه إيه يا أدهم هو القزاز ده عملك حاجة ؟؟
, هتف ناظراً نحوها بألم: مش القزاز اللي عملي أنتي ، أنتي عايزة تقتلي جوزك حبيبك ؟!
, اقتربت منه وجلست قربه سريعاً ممسكة بيده ، تفحّصتها هاتفة: فين الدم ؟؟ أنت متجرحتش ؟!
, ابتسم باتساع ودهشة: إيه ده الدم راح ؟!
, ثم رفع نظره نحوها بتمثيل فاشل: مش عارف راح فين ، يمكن أما مسكتيها التأم الجرح خلاص وبقيت كويس ..
, نظرت نحوه بحده وغيظ لتعود وتقترب منه بحنق ، ضحك بصخب وهو يُحاول تفادي ضرباتها بقبضتي يديها ، رغم صغرها إلا أنها كانت تضرب بقوة ليهتف: خلااص خلاص أستسلم .. كفاية يا ليلى أنتي قررتي تقتليني بجد ؟!
, صوت ضربات صاخبة على الباب ارتفع وطغى على أصواتهم العالية ، أمسك يديها بقوة هاتفاً: إهدي يا ليلى بقا ..
, تراجعت للخلف مقطّبة جبينها: مين اللي بيخبط كده ..؟
, نظر نحوها بقلق ونهض سريعاً: مش عارف حاسس إن في حاجة مش طبيعية ..
, ليلى: لا متقولش كده إن شاء **** خير ..
, اتجه مسرعاً يفتح الباب ليزداد إحساسه السيّء حالما وجد أحد رجاله الذين سافروا معه ولازموه طوال الأيام الماضية عن بعد ..
, هتف به: في إيه يا رائف إيه اللي جابك هنا دلوقتي ؟!
, رائف وهو يمد له الهاتف: أحمد بيه عاوزك حالاً يا باشا حاجة ضرورية ..
, دقّ قلبه بخوف وجذب الهاتف من يده مُغلقاً الباب خلفه .. اقتربت منه ليلى هاتفة: في إيه يا أدهم ..
, أجابها وهو يتصل بأحمد بتوتر: مش عارف أحمد عاوزني أكيد حصل حاجة ..
, ابتلعت ريقها بخوف متابعة مكالمته ليهتف حالما فُتح الخط: أحمد فيه إيه أنتوا كويسين حد حصله حاجة ؟!
, صمت أحمد قليلاً يحاول إيجاد طريقة لكي يخبره .. ليسمع هتافه من الناحية الأخرى: أحمدد جاوبني متجننيش ..
, همس أحمد بهدوء: تقدر تحجز على رحلة بأسرع وقت وتيجي هنا ؟!
, ازداد نبض قلبه هاتفاً بخوف: ليه ؟!
, أغمض أحمد عينيه بتردد ، لا يعلم ما الذي سيقوله له ، كيف يخبره بأن أبنه الذي رباه على يديه يُصارع الآن شبح الموت وحده ؟! كيف يخبره بأن أخته وصغيرته تكاد تنهار بأي لحظة ؟! وأن والدته تتحمّل الصدمة تلو الأخرى بقلب يكاد يتفتّت وينعدم ؟!
, سمع صراخ أدهم من الناحية الأخرى: أحممد ورحمة أبووك ارحمني وقولي فيه إييه ؟!
, اقتربت منه ليلى تمسك بذراعه مهدئة وهو يكاد يفقد أعصابه ليأتيه صوت أحمد المتردد: سيف في المستشفى .. عمل حادثة صغيرة وأنت لازم تكون جنبه ..
, تجمّد جسده بمكانه ناظراً أمامه بصدمة لينبض قلب ليلى رعباً وهي تستمع لصوته الغريب: الحادثة مش صغيرة يا أحمد صح ؟! هو مش كويس ؟!
, زفر أحمد بضيق هاتفاً: لا دي حادثة صغيرة بس أنا خبرتك علشان عارفك كويس هتقلب الدنيا فوق دماغنا لو محدش قالك ، بعدين أنا عارف سيف متعلّق بيك جداً وهو دلوقتي هيكون محتاجك جنبه أكتر من أي حد تاني ..
, أغلق أدهم الخط بوجهه من غير أن يجيبه وقلبه يزداد نبضه المؤلم ، من جملة أحمد الأخيرة علم بأن أخيه ليس بخير ..
, هتفت ليلى بخوف: أدهم فيه إيه مرن اللي عمل حادثة ؟؟
, نظر نحوها هاتفاً بسرعة: غيري هدومك بسرعة هنرجع دلوقتي ..
, هتفت بقلق: ليه قولي فيه إيه ؟!
, صرخ بتوتر: قولتلك بسررعة يا ليلى أنا هشوف لو في حجز لو مفيش هنرجع بطيارة خاصة ..
, انتفضت من صرخته واتجهت سريعاً لتبديل ملابسها فيما هو خرج مُسرعاً من الغرفة ليعود ويرتدي ملابسه هاتفاً: خلينا نمشي بسرعة الطيارة كمان نص ساعة ..
, هتفت: وحاجاتنا مش هنجيبها ؟!
, هتف بلهفة: الرجالة هيجيبوها بعدين ..
, بعد نصف ساعة كانت تجلس قربه في مقعد الطائرة الخاصة وقد أقلعت منذ دقائق .. نظرت نحوه ترى وجهه الجامد وهو يجلس ويهز قدمه بتوتر بالغ ..
, مدت يدها تضعها فوق يده تربت عليها بهدوء رغم أنها لم تفهم منه سوى بأن سيف في المستشفى .. التفت نحوها وهالها الخوف الذي يسكن داخل أحداقه .. عينيه لامعتين بدموع متحجرة داخلها ولمحة خوف وألم واضحة أمامها ..
, همست بهدوء: هيبقى كويس متخفش ..
, مسح وجهه بيده متمتماً: ياارب يا ليلى يارب ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, عاد أحمد نحوهم ليرى جمانة تجلس كما تركها فوق المقعد وبين يديها **** صغير استعارته من إحدى الممرضات ، كانت تتلو آياته بخفوت وعيناها تذرفان دموع الخوف والألم ..
, ونور تجلس قربها بدموع صامتة وتتابع مروة الجامدة أمامها بغير حراك ، تراقب باب غرفة العمليات ..
, فيما مصطفى يسند نفسه على الجدار جانبه بإرهاق شديد وخوف كبير ينهش داخله بغير رحمة ..
, رفع نظره نحو أحمد الذي وقف قربه ليهتف: كلمته ؟!
, أومأ برأسه: أيوه حجز بطيارة خاصة يمكن ساعة أو أكتر بشوية ويكون هنا ..
, أومأ برأسه بخفوت وعاد يتكئ برأسه فوق ذراعه المستود على الحائط .. ابتعد عنه أحمد جالساً قرب نور التي تبكي بصمت ..
, مد يده ماسحاً دموعها لتقترب منه تدفن نفسها في صدره بخوف هامسة: مش قادرة أستوعب ، أنا مش عارفة إيه اللي حصل ومروة مش بتتكلم ..
, أحمد بخفوت: بعدين هنعرف كل حاجة أما يخرج سيف بالسلامة ونتطمن عليه ..
, همست بخوف: أنا خايفة أوووي ، م مش عاوزة أخسره ..
, شدد من احتضانها هاتفاً: مش هتخسريه ، مش هنخسره يا نوري هو هيكون بخير ، أدهم جاي ع الطريق هو وليلى ..
, رفعت نظرها نحوه بأمل: بجد ؟! أبيه هييجي أنت قولتله ؟!
, أومأ برأسه: أيوه كان لازم يعرف وهو جاي ، اهدي انتي مش عايزينه يقلق علينا كمان ..
, أومأت برأسها بخفوت وبقيت ساكنة داخل أحضانه .. مرت دقائق طويلة لتخرج إحدى الممرضات بسرعة .. رأتها مروة لتنتفض من جلستها الجامدة تنهض بصعوبة وأقدام واهنة وهي تتشبث بملابس الممرضة بشدة ..
, هتف مصطفى بخوف: سيف كويس طمنينا أرجوكي ؟!
, هتفت بلهفة: المريض فقد ددمم كتير محتاجين ددمم بسرعة اللي بالبنك عندنا مكفاش ..
, هتف أحمد بسرعة: أنا زمرة دمي O خدوا مني قد م انتو عاوزين المهم يبقى كويس ..
, سحبته معها بغير كلام لغرفة جانبية لتسحب كمية كبيرة من دمائه وتعود مسرعة نحو غرفة العمليات ، أوقفتها مروة هاتفة بشحوب: عايش ؟ هو عايش صح مش هيمووت ؟؟ سييف مش هيمووت فاهمة ؟!
, نظرت نحوها الممرضة بشفقة لتهتف: إن شاء **** سيبيني أخدله الدم ده عشان ميموتش ..
, تركتها مروة سريعاً بخوف لتدخل الممرضة للداخل من جديد .. جاء مصطفى يسند أحمد الذي رغم بنيته القوية إلا أن كمية الدماء التي أُخذَت منه لم تكن قليلة وهو رفض أن يبحثوا عن شخص آخر لكي لا يضيعوا الوقت .. ورفض تعليق محلول له ..
, نظر مصطفى نحوهم بعدما أجلس أحمد على المقعد بجانب نور ، ليتجه مسرعاً مكلماً أحد الرجال ليعود بعدها وفي يده علبة عصير صغيرة قدمها له مع شطيرة: خد كل واشرب دي عشان تقدر تقف على رجليك ..
, ثم قدّم علبة أخرى لنور ، نظرت نحو العلبة في يده ثم رفعت نظراتها نحوه ، كانت نظراته متألمة حزينة وخائفة .. مدت يدها بارتعاش تأخذها منه بصمت .. ليُعطي واحدة أخرى لجمانة ويجبرها على شربها ..
, وصل في تلك اللحظة أمير مع سهى وكرم مع إسراء وعبير ..
, اقترب كرم هاتفاً بخوف على صديقه: سيف فيين هو كويس عشان خاطري قولولي أنه كويس ..
, نهض مصطفى نحوه هاتفاً: لسا بالعمليات مخرجش ..
, أمير: إيه اللي حصل إزاي اتصاب كده ؟!
, زفر مصطفى بضيق فيما جلست عبير قرب نور التي عادت للبكاء ما إن رأتها ..
, انحنت إسراء نحو مروة تتفحّص ملامحها بألم ، همست بها: مروة ، قومي مينفعش تفضلي قاعدة كده ..
, سهى: قومي يا مروة يلّا سيف كويس متخافيش ..
, نظرت إسراء نحو سهى بحيرة وقلق عندما بقيت مروة على جمودها القاتل .. حاولتا معها كثيراً ولكنها لم تستجب لأي منهم ، لتتجها للجلوس فوق المقاعد باستسلام ..
, جلست إسراء تنظر نحو كرم الذي يمشي أمامهم بتوتر وخوف ، يقف كل دقيقة ناظراً نحو الباب ليعود ويمشي من جديد بخوف بالغ ..
, راقبت عبير مصطفى بعينيها وهو عاد للإستناد على الحائط وعلى وجهه يبدو التعب والإرهاق .. لاحظت الدماء الجامدة التي تغطّي قميصه وملابسه المشعثة .. نهضت واقفة قربه بصمت .. لا تعلم ما الذي يمكن أن تقوله ولكنها فقط تشعر بأنها تريد الوقوف بجانبه ، تشعر بألمه الذي يحاول كتمه .. كان هو يقف بألم بالغ ، مازالت هيئۃ سيف وهو غارق في دمائه لا تبرح مخيلّته أبداً ولا يستطيع محوها .. يخاف أن يخرج الطبيب في أية لحظة ليُخبرهم بأنهم قد فقدوه وإلى الأبد .. كان داخله موجة بكاء عنيفة ، داخله يبكي ولايظهر خارجه دمعة واحدة ..
, جلس أمير بجانب أحمد محاولاً الإستفسار عما حدث وما أوصل سيف إلى تلك الحالة ..
, ساعة أخری مرت عليهم والجميع في خوف ورعب تام ، وما زاد رعبهم الوقت الذي مر بدون أن يخرج أحد لطمأنتهم .. فقد كرم أعصابه واتجه نحو الباب صارخاً: مفيش حد يطمنا في أم المخروبة دي ؟! أنتوا فيين حد يخرج بقا حرام عليكوا ..
, أمسكه أمير بقوة يبعده عن الباب: خلاص يا كرم إهدا كفاية متزيدهاش علينا ..
, وقف كرم بتنفس بقوة وضرب الحائط بقبضته بعنف .. رفع عينين دامعتين لأمير هاتفاً: أقسم ب**** لاقتله ، وحياة أبويا لو سيف حصله حاجة هقتله هو وكل اللي معاه حتى لو هقضي باقي عمري كله في الحبس ..
, كاد أمير يصرخ به ليُفتح باب غرفة العمليات فجأة ، انتفضت مروة ناهضة بجنون وقد شلّ لسانها عن الكلام ، أسرع الجميع نحوه بتساؤلات وخوف في عيونهم ..
, هتف مصطفى بخوف: طمنا يا دكتور ب**** عليك ..
, نظر نحوهم هاتفاً بعملية: مش هخبي عليكوا وضعه مش كويس أووي ، هيبقى دلوقتي تحت الملاحظة لغاية م تستقر حالته .. الطعنتين اللي تعرضلهم دخلوا جوا معدته واضطرّينا نستأصل الجزء اللي اتضرّر منها وتقطيبها من الداخل ، إضافة لكمية الدم اللي فقدها خلت جسمه يضعف أووي خاصة إن السكين اللي انطعن بيها دخلت وخرجت لو بقت مكانها مكنتش الطّعنة هتبقى صعبة أووي كده ..
, هتفت جمانة بخوف: يعني إيه أبني كويس ؟؟ سيف هيعيش صح ؟!
, نظر نحوها بهدوء: متقلقيش يا أمي هو صح لسا بمرحلة الخطر بس إن شاء **** خلال الساعات الجاية لو محصلش أي مضاعفات هيكون تجاوز النرحلة دي ونقدو نقول إنه بقى كويس .. متنسوش إن مش بس طعنتين وقطب في الخارج في جواه كمان الجرح المقطب وده هياخد وقت عشان يشفى .. ده غير كمية الجروح والكدمات اللي مالية جسمه بس الحمد**** مفيش أي كسور في رضوض بإيده الشمال وضلعين من أضلاعه .. إحنا هنخرجه دلوقتي على العناية الفائقة ادعوله ..
, تنفّست مروة بسرعة وهي ترى عدة ممرضين يخرجون بسرير وفوقه جسد حبيبها الغائب عن الوغي ، نزلت دموعها أخيراً شاهقة بألم لتقترب منه جمانة سريعاً ممسكة بيده .. تابعته حتى أدخلوه العناية ليهتف الطبيب بعدها: عفواً بس الواضح إن دي محاولة قتل وأنا مضطر أبلغ البوليس ..
, نظر نحوه أحمد هاتفاً: ممكن يا دكتور نأجل ده شوية بس لغاية م نطمن عليه مش أكتر ..
, زفر الطبيب هاتفاً: أنا مقدر وضعكوا ، هنستنا كام ساعة أو لغاية بكرا بس .. غير كده مقدرش أستنى أكتر ..
, أغلق باب العناية بوجهها لتقف خلف الزجاج تُتابعه ببكاء وهم يوصلون بجسده عدة أسلاك وقناع التتفس فوق وجهه ..
, التفتت تتظر للجميع حولها ، زاغت عينيها فجأة وانعدمت الصورۃ أمامها ، لتسقط أرضاً مغشياً عليها وقد انهار جسدها أخيراً من كمّ ما لاقته من رعب وألم ..
, اندفع كرم وإسراء نحوها وذهب أمير محضراً الطبيب حيث أدخلت لغرفة جانبية وقام بفحصها وتعليق محلول لها: انهيار عصبي نتيحة الصدمة وطبعاً الوضع اللي عاشته ده ، أديتها مهدئ كام ساعة وهتفوق أهم حاجة متتعرضش لأي ضغط أو قلق .. ألف سلامة ..
, خرج من عندها ليهتف أمير: لازم تكلموا أهلها عشان ييجوا ..
, أخرجت إسراء هاتفها سريعاً واتصلت بوالد مروة مُخبرة إياه بما حصل .. فيما بقيت قربها هي وعبير ..
, خرج الباقون من الغرفة لتقف نور وجمانة أمام الزجاج تراقبان سيف من بعيد وقد فشل أحمد بمحاولة إقناعهم بالعودة للراحة ..
, نظر مصطفى نحوهم بضياع وألم .. يشعر بأن قلبه منقبض بشدة .. سار عبر الرواق الطويل ناظراً حوله بتشتّت .. تسارع نبضه فجأة وهو يتذكر بأن والدته في نفس هذه المستشفى ترقد منذ أيام طويلة ..
, تنفّس بسرعة ناظراً حوله بألم ، اتجه نحو السلالم متجهاً نحو غرفتها بغير شعور .. وقف قرب بابها حيث يقف رجلان من رجال أدهم ..
, امتدت يده نحو المقبض بتردد .. أغمض عينيه محاولاً تهدأة نبضاته المتسارعة وألمه الذي فتك به ..
, فتح الباب أخيراً يدخل ببطئ لتقع عينيه على ذلك السرير الأبيض الذي يضمّ جسد والدته الذي لم يرها منذ أيام طويلة ..
, اقترب منها ببطئ يجول بعينيه فوق ملامحها الشاحبة ، سالت دمعة حارقة على وجهه وهو يتذكر بأنها تكلّمت .. تكلمت بعد أكثر من إثنا عشرۃ سنة حُرم من سماع صوتها .. تكلّمت وهو لم يكن قربها ليستمع لصوتها الذي اشتاقته روحه المفجوعة ..
, جلس قربها يتأملها بصمت ، وما حصل في حياته عذابه وانتقامه وندمه وما حدث معه في هذا اليون يمرّ أمام عينيه بسرعة جنونية ، ليعصف الألم برأسه فجأة وتخرج شهقات عالية منه يعبر بها عن ألنه وخوفه ..
, هتف بصوت باكي: لييه !! ليه بعد م لقيتهم يحصل فينا كده ؟! أنا عايز أعيش معاهم عايز يبقوا جنبي ، لييه ؟! أنا مقدرش أخسر حد فيهم و**** مقدرش قلبي معدش يستحمل أكتر من كده و**** ..
, تحركت رقية بانزعاج لتستمع فجأۃ لشهقات مرتفعة ، فتحت عينيها بصدمة ناظرة لمصدر الصوت لترى ولدها أمامها بعد امتناعه عنها فترة طويلة .. دمعت عينيها بسرعة وسالت دموعها بحرقة هاتفة بضعف: مصطفى ؟! مصطفى ابني ..
, رفع رأسه نحوها وصوتها الذي أتاه من وادٍ سحيق تسلّل إلى أذنيه بعدما غاب عنهما زمناً طويلاً ، صوت والدته الحنون الهادئ الدافئ ، صوت الدفء والحنان الذي افتقدهما طويلاً ..
, همست ببكاء: مصطفى ؟
, بكى من جديد وكأن أحداث حياته كلّها حدثت له في تلك اللحظة ليجتمع ألمه وقهره غضبه وحقده وبكائه في وقت واحد ..
, اقترب منها سريعاً لتفتح ذراعيها له ليلقي بنفسه داخل أحضانها الدافئة .. دفء افقتده منذ كان طفلاً صغيراً ، حضن أفتقده من وقتها وها هو الآن يعود إليه بعدما أصبح شاب كبيراً ناضجاً ليُعيده هذا الحضن وهذا الدفء لطفولته البريئة من جديد ..
, همست بلسان ثقيل وهي تبكي بجنون مقبّلة رأسه قبلات كثيرة مشتاقة: م مصطفى .. اننت جيتلي ، خ خوفت أمووت من غير م م شوفك .. خوفت أمووت وأنت ز زعلان مني وبعيد عني .. سامحني س سامحني يا بني ..
, بكى أكثر متشبّثاً بها كطفل صغير ، متمتماً بكلمات غير مفهومة وكأنه يُريد البكاء فقط .. سمعته يقول من بين بكائه: مش عايزه يموت ، مقدرتش أنقذه من بين إيديهم مش عايزه يموت ..
, همست له: هو مين ؟!
, هتف ببكاء: سيف ، سيف مش عايزه يموت أنا هخرج من حياته لو هو عايز ده بس المهم يفضل عايش ..
, ابتلعت ريقها مربتة فوق رأسه وهي لاتعلم عما يتكلم .. عاد للبكاء بخوف استحكم منه وحاول إخفائه طوال الساعات الماضية ..
, دقائق طويلة مرّت عليه وهو داخل أحضانها وهي تبكي بصمت .. كانت خائفة من رفضه لها ، تتذكر دائماً كلمات أدهم بأنه كرهًا ولم يعد يطيقها ، تعلم بأنها خائنة وضيعة ، أنانية ولا يمكن أن تُسمّى أمّاً .. تقبل أن يفعل بها أي شيء ، أن تموت أو تقتل تقبل بأي شيء في هذه الدنيا فقط أن لا يكرهها ابنها .. تتحمّل أي شيء إلّا فكره ابتعاده عنها وكرهه لها لن تستحملها أبداً .. أمضت أياماً طويلة تبكي بحرقة كلما تذكرت كلمات أدهم وكلما مرّ يوم عليها بغير أن يأتي إليها كان يخفت الأمل لديها تدريجياً ..
, ابتعد عنها فجأة ناظراً نحوها بصمت .. همست به ببكاء: متبعدش عني .. متسيبش أمك لوحدها عارفة إني قذرة ومش ممكن أكون أم بس أنا مش عايزۃ غيرك يا مصطفى .. أرجوك اقتلني ادبحني اعمل بيا أي حاجة بس متبعدنيش عنك يابني .. أنا تغيّرت و**** تغيرت كل السنين اللي عيشتها عاجزة تغيّرت ، بس مكنتش قادرة اتكلّم .. أنا عارفة إن ده عقاب **** ليا وأنا أستاهل بس أني أخسرك مش هستحمل هموت يا مصطفى هموووت و**** ..
, نظر إليها بعينين دامعتين وشرود كبير .. ابتعد عنها متجهاً سريعاً نحو الباب ليستمع لصوت بكائها الذي تعالى .. وقف مكانه مُغمضاً عينيه بشدة .. ضغط على قبضته باختناق وعاد يستدير نحوها بتشتت ..
, اقترب منها وانحنى يُحيط وجهها بيديه هاتفاً بحيرة وضياع: هتيجي معايا ؟ هجيبك تعيشي عندي ماشي ؟ أنتي هتفضلي معايا ..
, ابتلعت ريقها بارتجاف وعادت تبكي بغير تصديق ليمسح دموعها هاتفاً: مش هسيبك هنا .. أنا هاخدك معايا ..
, همست بضعف: ال القصر اتحرق ؟!
, نفى برأيه هامساً: مش بالقصر ، أنا عايش معاهم ، مع عيلتي الحقيقية .. أنا هاخدك تعيشي معايا هناك وهما مش هيعترضوا أنا متأكد ..
, رمشت بعينيها تنظر نحوه وهو يقول بإصرار وحيرة في نفس الوقت .. تمسكت بيديه بشدة هامسة: أي حا حاجة هقبل بأي حاجة المهم أكون جنبك ..
, ابتعد ماسحاً دموعه بابتسامة مهتزة: هجيلك بعدين .. أنا همشي ..
, أومأت برأسها تتوسّله بعينيها أن يُصدّق بكلامه ليومئ برأسه بهدوء خارجاً من الغرفة .. ابتعد قليلاً يسند نفسه على الحائط قربه ليشعر بيد تمتدّ إلى كتفه .. استدار لتلتقي عينيه بعيني عبير القلقة ..
, همست بخفوت: شوفتها ؟! اتكلمتوا ؟!
, أومأ برأسه ناظراً نحوها بحيرة: أانا ، أنا وعدتها أجيبها تعيش معايا .. مش عارف ..
, لاحظت حيرته وتشتته لتهتف: اللي عملته صح .. دي هتفضل أمك يا مصطفى مهما عملت .. حاول تحسّن علاقتكوا مع بعض .. أنت لازم ترتاح وقلبك وضميرك يرتاح ، حتى لو أخواتك تقبلوك أنت هتفضل حاجة جواك توجعك على أمك ..
, نظر إليها بصمت وكأن كلامها مسّ قلبه ودخل إلى أعماق عقله .. همس بامتنان: متشكر يا عبير ..
, ابتسمت هاتفة: لو قولتلي الكلمة دي تاني هضربك ..
, اتسعت ابتسامته هاتفاً: عبير ؟!
, رفعت نظراتها نحوه بتساؤل ليهتف فجأة: تتزوجيني ؟
, وسعت عينيها ناظرة نحوه بغير تصديق لتهتف: وأخيراً نطق أبو الهول ؟! م لسا بدري يا خويا فاكرني هستناك العمر كله ؟!
, تراجع من كلامها هاتفاً: مش فاهم ..
, هتفت به: وهتفهم إزاي وأنت زي اللوح كده ..
, مصطفى بحيرة: أنتي مش موافقة ؟!
, نظرت نحوه بغضب لتقترب منه تجذبه من قميصه هاتفة: ولو مش موافقة هتعمل إيه ؟
, ابتلع ريقه هامساً: م معرفش ، هسيبك على راحتك أنا مش هجبرك ..
, ازدادت نظرات الحدة في عينيها لتهتف: اسمع ياللي اسمك مصطفى ، أنت ليا أنا وبس فاهم ؟! هااا فاهم ولا أفهّمك بطريقتي ؟!
, نظر نحوه بدهشة وحيرة ليهتف: يعني أنتي موافقة ؟!
, دفعته تُبعده عنها هاتفة بغيظ: يخربيت أم غبائك يا أخي ..
, تركته مُسرعة من أمامه بغضب وبقي هو يتابعها بذهول وحيرة شديدة ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, - يُحبّها لأنها تملك كتِفاً يسَعُ كلَّ خراب رأسه ..!
, ٣٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, ركض عبر ممرّات المستشفى ناظراً حوله بلهفة وخوف .. وهي تتبعه راكضة بتوتر بالغ .. لمح أمامه والدته وأخته نور تقفان أمام إحدى الغرف ..
, اقترب بلهفة لتلتفت له والدتها وتشهق هاتفة: أدهم ؟!
, اندفع نحوها لتُلقي بنفسها بين ذراعيه وتبدأ ببكاء مرير هامسة بحرقة: شوفت عملوا بيه إيه ؟! أبني هيروح من بين إيديا عايزين يقتلوه يا أدهم عايزين يقتلوا سيف ..
, ضمّها إليه بشدة هامساً بخوف: محدش هيقرب منه أوعدك يا أمي .. سيف كويس ومش هسمح لمخلوق يمسّ شعرة منه اهدي ..
, التفت نحو نور التي تتابعهم ببكاء ليمد ذراعه لها فتقترب منه بلهفة ويضمها يحاول تهدئتها .. هتفت به: مش قادرة أشوفه كده يا أبيه ، هو مش كويس هو كان هيموت ..
, ابتلع ريقه وحوّل عينيه نحو الزجاج الذي كانت تقفان أمامه لينخلع قلبه بصدمة من هيئة سيف التي يراها أمامه عن بعد .. أغمض عينيه يحاول محوَ صورته تلك مُلتفتاً نحو ليلى التي اقتربت من الزجاج لتشهق برعب وتبدأ عيناها بالدموع ..
, التفتت على صوت إسراء التي تنده عليها لتقترب منها هاتفة: إيه اللي حصل يا إسراء مين اللي عمل بيه كده .. نظرت حولها متسائلة: ومروة فين ؟!
, تنهدت إسراء بحزن: مروة تعبت أووي وهي بالأوضة دي .. جالها انهيار عصبي ..
, ألقت نظرة نحو أدهم الذي ما زال يحتضن أمه وأخته مُحاولاً تهدأتهم لتصل عبير في تلك اللحظة هاتفة: ليلى الحمد**** على السلامة ..
, همست: **** يسلمك .. هو إيه اللي بيحصل يا عبير فيه إيه ؟؟
, سحبتها إسراء من يدها هاتفة: تعالي اتطمني على مروة الأول وطمّني أمها دي حالتها مش كويسة من أما سمعت الخبر ..
, دخلت معها بلهفة لتتبعها عبير بسرعة .. خرج كرم وأمير من الغرفة حال دخولهم ، وكان مصطفى واقفاً مكانه بصمت ..
, ابتعد أدهم عن والدته يمسك بيدها هاتفاً: اهدي يا ماما عشان خاطري هو كويس متخافيش ..
, نظر نحو نور هاتفاً: أنتي هترجعي الفيلا مع ماما ترتاحوا شوية..
, قاطعته جمانة: أنا مش هتحرّك من هناا يا أدهم مش هسيب أبني لوحده ..
, التفت نحوها هاتفاً: وأنا روحت فيين يا ماما ، أنا هفضل معاه ..
, اقترب أحمد هاتفاً: قولهم يا أدهم دول بقالهم زمان هنا بعدين الدكتور قال إن سيف مش هيفوق النهاردة يعني قعدتهم هنا ملهاش لازمة ..
, التفت أدهم نحوهم ليُجلسهم على المقاعد أمامها هاتفاً: أنا هروح أكلّم الدكتور .. وأما أرجع أنتوا هترجعوا البيت فاهمين ..؟
, التفت نحو أمير الذي ذهب معه يدلّه على الدكتور الذي يتابع حالة أخيه ..
, بعد دقائق خرج من الغرفة وملامحه متغيّرة ، عيناه مُحتدة بغضب قاتل بعدما علم بما أصابه .. الدكتور أخبره بكل الإصابات التي تعرّض لها بالتفصيل .. شد قبضتيه بحقد وقهر كبير ..
, عاد نحو والدته ليقول بجمود: أحمد خد ماما ونور على الفيلا الدنيا هتليل ومش هيسمحوا نفضل كلنا هنا .. بكرا الصبح هترجعهم ..
, حاولت جمانة ونور الإعتراض ليهتف أدهم بحزم: ماما لو سمحتي .. كفاية سيف مش عايزين أنتوا تتعبوا كمان .؟ يلا يا أحمد خدهم ..
, ساعد أحمد جمانة على الوقوف لتمشي نور قربه بصمت .. التفتت نحو أدهم الذي اقترب منها يحتضنها هامساً: هترجعي بكرا يا حبيبتي ، بس عشان خاطري خلي بالك من نفسك ومن أمك ..
, أومأت برأسها بدموع ليُقبل جبينها مشيراً لأحمد بالخروج ..
, هتف كرم مقترباً منه: أدهم ؟!
, استدار أدهم نحوه ليقترب كرم منه ويحتضنه باحتياج .. بادله أدهم مغمضاً عينيه بشدّة وكأنه يحتاجه أكثر ، يكفي بأنه صديق أخيه المقرب والذي كان دائماً معه ولا يفرّق بينهم أبداً ..
, هتف كرم بحدة: الواطي ال٣ العلامة النجمية كان هيقتله هو وصحابه ، أنت مش هتسيبه يا أدهم مش كده ؟!
, ابتعد عنه أدهم ناظراً لعيني الآخر المحتدة وهو يرى كرم بهذه الحالة لأول مرة .. هتف بجمود: حق سيف هاخده .. مش هسيبهم يتهنوا أبداً ..
, التفت نحو مصطفى الذي مازال مكانه .. قطب جبينه من هيئته وتلك الدماء التي تغطي ملابسه ..
, اقترب منه هاتفاً بجمود: إيه اللي حصل بالظبط يا مصطفى ؟!
, زفر مصطفى بضيق وجلس على أحد المقاعد ليتبعه أدهم جالساً قربه وهتف بجمود: سامعك ..
, قصّ عليه مصطفى كل ما حدث لتحتدّ عيني أدهم أكثر وتزداد احتقاناً وشراراً ..
, نهض يشد خصلات شعره بقوة وغيظ .. التفت نحو غرفة العناية بألم ليتجه نحوها ويفتح بابها ببطئ ، منعته الممرضة من الدخول لتقدّم له بعدها لباساً معقماً وتذهب خارج الغرفة .. أغلق الباب خلفها واقترب ببطء وقلبه مُنقبض من هيئة سيف أمامه ..
, وقف قربه ينظر بألم لوجهه المكدوم والمليء بالجروح .. جرح رقبته وتلك اللّاصقة الطبية الكبيرة فوقه .. صدره العاري والملفوف بأربطة بيضاء كثيرة حول معدته .. مع علامات زرقاء كثيرۃ مخيفة تملأ جسده ..
, ابتلع غصّته بألم وهو يراه هكذا لأول مرة في حياته ، كيف سمح لهم بفعل ذلك بصغيره .. كيف كان سيُقتل وهو بعيد عنه ..؟! أغمض عينيه بوجع يحرق قلبه .. مدّ يده يمسح بخفة فوق خصلات شعره المتناثرة على جبينه ..
, همس بضعف: وحياتك عندي يا سيف لأخد حقك من كل حد مس شعرة واحدة منك ، وحياتك عندي لدمرّهم كلهم .. أنت بس فوق .. متوجّعش قلبي عليك يا سيف أنا مش هستحمل ده أبداً لو بتحبني قوم خليك قويّ .. أنت زعلان مني عشان سافرت وسيبتك مش كده ؟! كنت عايزني سافر بس أربع أيام أهو رجّعتني دلوقتي قبل م يخصلوا .. سامحني ومتعاقبنيش بالقسوۃ دي أنا مش هسيبك تاني يا حبيبي .. هفضل معاك وهعملك كل اللي أنت عاوزه أنت بس اصحى وقوم ، قلبي بيوجعني وأنا شايفك كده أنت عارف إنك أغلى حد بحياتي أنت ابني يا سيف متعملش كده في أبوك عشان خاطري ..
, لم يشعر بنفسه ووجهه امتلأ بدموع غزيرة وهو يتكلم بغصّة تكاد تخنقه وتملأ صدره وجعاً .. دخلت الممرّضة في تلك اللحظة تخبره بأن عليه الخروج ..
, عاد ليلتفت نحو سيف ماسحاً دموعه وانحنى يقبّل جبينه هامساً: أنت هتفوق ياحبيبي هتبقى كويس عشاني أنا متأكد .. أمسك يده يضغط عليها بقوة ليزفر باختناق خارجاً من الغرفة بصمت ..
, رفع نظره نحو مصطفى الذي مازال يجلس مكانه بصمت .. اقترب منه بعدما خلع اللباس المخصّص هاتفاً: أنت ليه هنا ؟! ليه مروحتش معاهم وغيِرت هدومك دي .. أنت لازم ترتاخ كمان ..
, لم يجبه مصطفى وأشاح بوجهه عنه .. اقترب أدهمم جالساً قربه: مالك ؟!
, مصطفى بخفوت: آسف ..
, التف نحوه متسائلاً ليتابع مصطفى بألم: أنت سيبتهم أمانة عندي ، أنت أمّنت بيا وأنا مكنش قد الأمانة ، مقدرتش أنقذه أنا آسف ..
, بقي ينظر إليه بصمت وألم ليمدّ يده مربتاً على كتفه: سيف كويس ، مهما حصل معاه هيبقى كويس في النهاية وده بفضل **** وفضلك .. الحاجة الوحيدة اللي ممكن تئذيه هي مروة ..
, رفع مصطفى نظره نحوه ليتابع أدهم بقوة: مروة لو كان حصلها حاجة لو كان الواطي ده قدر يئذيها كان سيف هيتدمّر نهائي ، وبفضلك أنت الحمد**** محصلش حاجة .. مروة كويسة وسيف هيبقی كويس كلنا جنبه ومروة معاه .. كل ده بفضلك أنت وسيف هيقدّر كل ده متفكرش بحاجة تانية خالص ..
, زفر مصطفى بإرهاق وربما راحة تسللت داخله .. ربت أدهم على كتفه: قوم يلا لازم تروح البيت ، أنا هدخل أتطمن على مروة ..
, نهض سريعاً يدخل الغرفة ليرى ليلى تجلس قربها وعينيها محمرتين من البكاء ، والدة مروة تجلس من الناحية الأخری تبكي بصمت ..
, اقترب عزيز منه هاتفاً: الحمد**** على سلامتك يا بني ..
, صافحه هامساً: **** يسلمك ، مروة عاملة إيه ؟!
, تنهد عزيز بألم على ابنته الوحيدة: الدكتور قال هتفوق بعد كام ساعة ، هي كويسة .. رفع نظره نحوه هامساً: بفضل أخواتك هي كويسة .. مش عارف أقول إيه **** يخليهوملك ويقوّم سيف بالسلامة ..
, ابتسم أدهم ببهوت وهتف قائلاً: قومي يا إسراء أنتي وعبير لازم ترجعوا البيت بقا .. وأنتي يا سهى يلا أمير مستنيكي برا ومش عايز إعتراض من حد ..
, رفعت ليلى نظرها نحوهن: أيوه أنتوا امشوا أنا هفضل معاها هنا ..
, راقبها أدهم بعينيه يعلم بأنها لن تسمع كلامه وتترك صديقتها أبداً ..
, خرجت إسراء وعبير وسهى ليُلقي أدهم نظرة أخيءة نحو مروة ويخرج من الغرفة .. اندفع نحوه كرم هاتفاً: أنا مش هروح في حتة يا أدهم سامعني ؟!
, أدهم بهدوء: قعدتك هنا مش هتعمل حاجة ..
, كرم: ولو كان أنا مش هسيب سيف أنا عفضل هنا لحد م يفوق ..
, أدهم: كرم
, قاطعه هاتفاً: مش هروح يا أدهم ، سيف مش أخوك لوحدك ..
, التفت نحوه بصمت وعيناه تألمت ودمعت لتُعلم كرم بكمّ ما يعانيه ويُجاهده ليسيطر على نفسه .. همس أدهم: سيف مش بس أخويا ، هو ابني وأنا هفضل معاه هنا ، روح خد إسراء معاك ارتاح شوية وارجع بعدين لو عايز .. يلا مش عايز حد فيكوا هنا ..
, ذهبوا جميعاً ليجلس أدهم فوق أحد المقاعد ، اقترب منه أحمد هاتفاً: أنت كويس ؟؟
, رفع نظره نحوه: رجعت ليه ؟؟
, أحمد: مصطفى راح البيت مامتك نامت ونور كمان ومصطفى معاهم ..
, أومأ برأسه بصمت ليجد أحد الضباط قادماً نحوه هو وعسكري معه .. وقف أمامهم هاتفاً: حضراتكوا قرايب المصاب سيف عز الدين ؟!
, نهض أدهم قائلاً بجمود: أيوه أنا أخوه ..
, الضابط: لازم ناخذ أقوالك ونعرف مين اللي عمل كده علشان القانون ياخد مجراه ..
, نظر إليه أدهم بقوة هلتفاً بجمود: وأنا مش عايز القانون ياخدلي حقي ، حق أخويا هاخده بنفسي ..
, وقف أحمد قربه: أدهم اهدا شوية ..
, الضابط بغضب مكبوت: سيد أدهم أنا مقدّر حالتك كويس ، بس اللي هتعمله غلط ، إحنا عرفنا إن حضراك أخدت الناس اللي عملت كده وهما عندك ، إحنا بنطالبك تسلمهم لينا بهدوء وإحنا هنشوف شغلنا معاهم ..
, أدهم: وأنا قولت هاخد حقي بإيدي ومش عايز أشتكي على حد ..
, زفر الضابط بغيظ ليرفع أدهم نظره نحو قصي الذي وصل إليهم في تلك اللحظة هتف بهم: فيه إيه مالك يا أدهم ؟!
, أدهم: قول لزميلك يمشي من هنا ، حقي هاخده بنفسي مش محتاج حد منكوا يساعدني ..
, نظر الضابط نحو قصي هاتفاً: قصي كلّمه اللي بيعمله ده غلط وهو اللي هيتحمّل المسؤولة ..
, هتف قصي: إهدا يا شادي خلاص أمشي أنت وأنا هشوف ..
, ابتعد الضابط مع العسكري معه ليهتف قصي: ممكن أفهم إيه اللي بتعمله ده يا أدهم ؟!
, أدهم بجمود: بعمل إيه ؟!
, قصي بغضب: أنا عارف إنهم عندك بتغطّي عليهم لييه ؟! أنت عارف أن دلوقتي القانون معاك أما لو عملت بيهم حاجة هيبقى ضدك ..
, هتف أدهم بحزم: الكللابب دول مش هيخرجوا من عندي قبل م أخد حقي منهم ، ومتقلقش بعدها هسلمهوملك أصل مش هخلّيهم يتهنوا أبداً ..
, قطّب قصي حاجبيه ناظراً نحو أحمد الذي يُشير إليه بالهدوء ليهتف: ماشي يا أدهم المرة دي بس هقف معاك بس يكون بعلمك لو العيال دول عملتلهم حاجة أنت اللي هتتحاسب ..
, أدهم: متخفش يمكن أسلّمهوملك عايشين ..
, صرخ قصي بغيظ: يمكن ؟!
, أحمد: إهدا يا قصي كمان لازم تقدّر اللي هو بيه ..
, تأفف قصي بغضب: م أنا مقدر وهحاول أستحمل بس قول لصاحبك ده ميتهوّرش يا أحمد سامعني ؟!
, رمقه أدهم بنظرة باردة وذهب من أمامه ليسمعه يهتف: أدهم استنی في حاجة كمان ..
, تابع سيره: بعدين يا قصي مش فايق دلوقتي لحاجة ..
, كاد يُتابع طريقه ليسمعه يهتف بسرعة: أمجد اتمسك ..
, توقّف مكانه والتفت إليه مضيّقاً عينيه بتساؤل ليتابع قصي: كان بيدخّل مخدرات لشريف .. مش عارف بجيبها منين بس كل الفترة دي كان بيهرّبها ليه .. واتمسك مبارح ..
, لاح شبح ابتسامة ساخرة على شفتيه ومازال ينظر نحوه بصمت ، هتف قصي: التحقيق لسا جاري معاه بنحاول نعرف كان يجيبها منين ويدخّلها إزاي ..
, أدهم بسخرية: طب كويس أووي حاجة تانية ؟!
, زفر قصي بضيق ليتركه أدهم ذاهباً بخطوات سريعة نحو الخارج وهو يشعر بالهواء ينقص من حوله ..
, هتف أحمد: مكنش لازم تقولّه دلوقتي كفاية اللي هو بيه ..
, قصي: قولت وخلاص ، المهم بقا متخليهوش يتجنن أنا اللي شايفه أنه مش ناوي على خير أبداً ..
, هتف أحمد: و**** يا صاحبي محدش هيقدر يوقفه .. خاصة لما يعرف إن تامر هرب ..
, قصي باستغراب: إزاي ؟! مش هما معاكوا ؟
, أحمد: صحاب تامر اللي كانوا معاه مسكناهم بس اللي اكتشفته قبل شوية إن تامر قدر يهرب مش عارف إزاي ..
, تأفّف قصي بضيق ليتابع أحمد: يعني مهمتك دلوقتي تسيب العيال الي عندنا وتركّز على تامر تحاول تعرف هو فين لأنه أكتر حد أدهم عايز ينتقم منه ..
, قصي: ماشي هشوف بس المهم متسيبهوش يتجنّن ..
, أحمد: اسكت هو لسا معرفش بهروبه خايف أقوله يقلب الدنيا فوق دماغنا ..
, قصي: يارب يقلبها فوق دماغكوا ودماغه وتريحوني من بلاويكوا ..
, خرجت ليلى من الغرفة لتسأل عنه أخبرها أحمد بأنه خرج ..
, لحقت به بسرعة لتراه من إحدى النوافذ يجلس فوق مقعد خشبي بقديم أمام المستشفى .. نزلت إليه سريعاً لتقترب منه وتجلس قربه بصمت ..
, راقبت معالم وجهه المتألمة لتهتف: أنت كويس ؟!
, لم يجبها لتقترب منه تمسك يده بحنان: شوفت سيف ؟! هو كويس ؟
, أغمض عينيه بألم هامساً: لأ ، مش كويس ، سيف للمرة الأولى بكون مش كويس وللمرة الأولى بفشل إني أنقذه وأحميه ..
, همست بخفوت: متحمّلش نفسك فوق طاقتك يا أدهم ، هيبقى بخير أنت ملكش دعوة بالي حصل ..
, تنهد بخفوت والتفت ناظراً نحوها بوجع: ليه بيحصل معايا كده يا ليلى ؟! ليه كل م بحاول أفرح تيجي حاجة ترجّعني لوجعي وحزني تاني ؟! ليه يغني مكتوب عليا كده ؟! مكتوب عليا أبقى بالحزن دايماً ؟! مش بس أنا ، أنتي كمان معايا كل م بحاول أفرحك وأغوّضك تتقلب كل حاجة بالعكس .. تعبااان أوووي حاسس نفسي مخنوق منظر سيف مش بيروح من بالي كان هيموت وأنا بعيد عنه كنت هخسره .. أنا عملت كل حاجة بس عشان يكونوا بخير مأذيتش حد ليه هما عايزين يئذوني ؟! ليه عايزين يخلوني أخسرهم بعد كل اللي عملته عشانهم ؟! حراام اللي بيحصل يا ليلى أنا تعبت ..
, دمعت عينيها واقتربت منه بصمت لتجذب رأسه تسنده علی كتفها وهي تمسح فوق خصلاته بهدوء: سيف كويس أنت جنبه ومروة بخير كلنا معاه أنت بس خليك قوي عشانه وعشان أهلك .. متفكرش بالحاجات البشعة دي ، فةر أنه بخير إن دي فترة وهتعدي ، أنت اللي عملته مضعش ع الفاضي .. فكر كويس أنت كسبت أخ جديد ، مصطفى معاكم وهيبقی جنبك هو أنقذ سيف ومروة عشان بحبكم عشان هو زيك .. مهما حصل أنتوا مع بعض وهتسندوا بعض ..
, شعرت ببلل فوق رقبتها لتعلم بأنه يبكي بصنت ، همست: عيط خرّج كل اللي جواك ، العياط مش ضعف ، عيط دلوقتي عشان تضحك بعدين وتبقى أقوى ..
, لحظات طويلة بقي يبكي بصمت ويسند رأسه فوق كتفها وهي تحاول تهدئته والتخفيف من ألمه الذي تشعر به يقتلها ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, اقتربت منها بسرعة لتجذبها هاتفة: قوليلي حد عنده ؟!
, تلفّتت الممرضة حولها: لأ أدهم بيه نزل قبل شوية بس في ع الباب واحد يمكن صاحبه ..
, هتفت بلهفة: إعملي أي حاجة وأبعديه أنا لازم أدخلّه ..
, أجابت بتردد: هبعده إزاي خلاص أنا قولتلك وضعه وهو نايم يعني مش هتستفادي حاجة ..
, همست بحدة وهي تضع كمية من المال في جيبها: أنا اللي بقولك عليه تنفذيه ، معاكي دقيقتين ولازم تبعديه عن الأوضة فاهمة ؟!
, أومأت برأسها بسرعة وذهبت نحو أحمد ، تكلمت معه قليلاً لتعود إليها هاتفة: بسرعة هو مش هيتأخر أقل من 5 دقايق ولازم تخرجي ..
, لم تُجبها ورفعت قبعة معطفها تُغطّي خصلاتها النارية الثائرة ، اقتربت من غرفته لتفتح الباب وتدخل تغلقه خلفها بهدوء ..
, اقتربت حيث سريره وقد اشتعلت عينيها بجنون .. تراقب وجهه الذي تعشقه وقد أصبح مليئاً بالجروح والإحمرار .. ضغطت على قبضتيها هامسة بحدة: متخفش أنا هلاقيه وأقتله .. هو تجرّأ وأذاك وكان عايز يقتلك وأنا مش هسيبه أبداً ..
, اقتربت منه وعينيها تجولان على جسده تتأمّلانه بحب وهوس رغم جروحه التي تملأه تراه أجمل شخص في حياتها .. انحنت تتلمّس خصلات شعره السوداء هامسة: وحشتني .. وحشتني يا سييف أووووي ..
, وضعت يدها على بطنها المنتفخة قليلاً هاتفة: ده أبنه حاولت أقتله مقدرتش ، ده حقير زيه .. ضربت فوق بطنا بجنون: مش بيمووت ، مش بيموت الواطي ابن الواطي ..
, نظرت نحوه هاتفة: لو كان ابنك ، أوقات بتخيله أبنك أنت .. لييه عملت كده ليه ؟!
, صرخت بجنون: شوفت البت دي عملتلك إييه !! شوفت إيه اللي حصلك بسببها !؟ هي حقيرة هي السبب ، كل اللي هيجيك منها وجع ودمار .. منت هتخسر حياتك بسببها .. ليه مبقتش معايا ؟! لييه وأنا مستعدة أعمل أي حاجة عشانك ؟!
, انحنت تمسك وجهه بلهفة وتُبعد قناع الأكسجين عنه هاتفة: أنت ليا أنا ، مش هسمح لحد يئذيك تاني ومروة دي هخلّصك منها .. محدش هيقف بطريقي حتى أخووك فااهم ؟! لو اضطرّيت أقتله هعمل كده المهم أفضل معاك ..
, شعرت بأنفاسه الحارّة التي تخرج بصعوبة فوق بشرتها ، غامت عينيها بجنون وانحنت تُقبل شفتيه برغبة وعشق ..
, ازداد جنونها وهي تتذكّر بأنه بهذه الحالة بسبب مروة ، بأنه دافع عنها بحياته لتزداد قبلاتها أكثر وهي تُلقي بجسدها فوقه مُتناسية المكان حولها ورغبة واحدة في عقلها هي أن تتخلّص من كل شخص أبعدها عنه وأولهم مروة وأخيه ..
, خرج صوت من أحد الأجهرة الموصول بجسده ليدلّ على ضعف تنفّسه وتدهور حالته ، دخلت الممرّضة سريعاً لتشهق برعب: أنتي بتعملي إيييه أخرجي حالاً الدكتور هييجي ..
, اقتربت منها تدفعها عنه وهي تُحاول إعادة جهاز التنفس إلى فمه وأنفه بعدما فقد أنفاسه وإصابات صدره تمنعه من التنفّس بسهولة ..
, أبعدتها صارخة: اطلعي بررا بسرعة يلااا ..
, تنفّست ناريمان بجنون لتُمسك بالممرضة: متقربيش منه كده ، ابعدي ..
, صرخت الممرضة: أنتي مجنونة ؟! قولتلك هييجوا يشوفوكي هنا بسرعة اطلعي ، أنتي كنتي هتقتليه ..
, اهتزت عينيها ناظرة نحوه بجنون لتهتف: هيعيش فاهمة ؟! سييف مش هيموووت ؟؟ أنا هستناكي تحت هتجيلي بعد 10 دقايق فاهمة ؟!
, كانت تصرخ بجنون أرعب الممرّضة لتهتف: فاهمة بسرعة يلا اطلعي أبوس إيدك هتخربي بيتي ..
, دخل الطبيب سريعاً في تلك اللحظة صارخاً: إيه اللي بيحصل هما ؟!
, أسرعت ناريمان بالخروج من الغرفة لتركض عبر الرواق في اللحظة التي وصل بها أحمد ورآها خارجة بسرعة .. قطب جبينه ناظراً لهيئتها محاولاً أن يعرف منه هي ليسمع صراخ الطبيب في الغرفة فينتفض بخوف ويدخل مسرعاً .. فيما انطلقت ناريمان تجري عبر الرواق الطويل بأنفاس لاهثة وهي تعِد نفسها وتعِده بقلبها بأنها ستعود رغماً عن أنف الجميع ..
 
  • عجبني
التفاعلات: البرنس احمد
التاسع والاربعون

- دائماً هناك تعويض ربّاني مُخبّأ عند **** .. فلا تحزن ..
, ٣٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, دخل مُسرعاً إلى الغرفة ليجد تلك الممرّضة وهي تقف متوترة قرب الطبيب الذي يفحص حالة سيف ..
, أحمد بقلق: إيه اللي حصل ؟!
, هتف الطبيب براحة بعدما انتهى من عمله: الحمد**** مفيش حاجة تقلق ومفيش مضاعفات ساعتين لو وضعه استمرّ على كده هننقله على أوضة عادية ..
, ابتسم أحمد براحة ليندفع أدهم تتبعه ليلى إلى الغرفة بقلق .. ارتخت ملامحه عندما رأى ابتسامة أحمد: الحمد**** هو كويس ..
, ليلى: هيفوق إيمتى يا دكتور ؟
, الدكتور: الأحسن حالياً يفضل نايم عشان الوجع هيكون صعب يتحمّله لازمله راحة تامة وأما يصحى هنحطّ ليه نظام غذائي يمشي عليه ..
, أدهم : لغاية إيمتى يعني ؟
, الطبيب: العمليات اللي بيتم بيها استئصال جزء من المعدة لازملها مراعاة بشكل كويس ، ونظام أكله وغذائه هيتغيّر بشكل كامل وتقريباً هيفضل كدة لشهور عدۃ ويبدأ شوية شوية يرجع زي م كان .. هبقی أوضّحلكوا كل ده أما يصحی ونتطمّن عليه ..
, تنهّد أدهم بقلق مما سمعه ليهتف الطبيب: ياريت تخرجوا دلوقتي أو شخص واحد يفضل معاه ، هيفضل كام ساعة تحت الملاحظة وبإذن **** هيبقی منيح ويتنقل أوضة عادية ..
, خرجوا من الغرفة لتهتف ليلى: أدهم أنا هرجع لمروة لو عوزت حاجة تعال عندي ..
, أومأ برأسه هامساً: ليلى أنتي أكلتي حاجة ؟
, تنهّدت قائلة: متقلقش كنت لسا هشوف مامة مروة وأنزل أجيب أكل لينا عشان هي كمان حالتها صعبة ..
, أحمد: يبقى أنا هنزل أجيب أكل لينا كلنا مش هتأخّر ..
, ذهب من أمامهم لتقترب ليلى من أدهم الشارد وتُربت على كتفه هامسة: متقلقش هيبقى كويس بإذن **** ..
, زفر بضيق يومئ برأسه بصمت ..عاد أحمد سريعاً لتدخل ليلى إلى الغرفة فتجد والدة مروة مستلقية على السرير الفارغ بجانب سرير مروة .. اقتربت منها: تعالي يا حنون جيبتلك حاجة تاكليها ..
, حنان: مليش نفس يا ليلى كلي أنتي ..
, تنهدت تجلس قربها: مينفعش اللي بتعمليه ده ، أنتي لازم تهتمي بصحتك حرام عليكي نفسك ، مروة كويسة أهي عايزۃ يعني أول م تفوق أنتي تقعدي مكانها ؟
, حنان بألم: مش قادرة أشوفها كده ولا قادرة أتخيّل اللي حصلها ..
, ليلى: هي كويسة **** ستر ، متحمّليش نفسك أكتر من كده ..
, فتحت الكيس الذي به طعام خفيف هاتفة: تعالي بقا كلي معايا لقمتين تسندي نفسك ..
, ساعدتها على الجلوس لتبدأ في الأكل معها بصمت حلّ عليهم ..
, في الغرفة الجانبية ، جلس أدهم على مقعد مُقابل سرير سيف .. أجبره أحمد على الأكل ليأكل لقيمات خفيفة ثم يدخل إلى الغرفة ..
, نظر نحو سيف يتأمّل ملامح وجهه المكدوم .. تنهد بإرهاق وحزن عليه ممّا سيعانيه لاحقاً بعدما سمع كلام الطبيب ، هو يعلم بأن سيف لن يتحمّل ذلك ولن يعتاد عليه بسهولة ..
, نظر لساعته كان الوقت قد تعدّى منتصف الليل وكان جسده مُنهك تماماً ولكنه لا يستطيع النوم ..
, فُتح الباب ببطء ليدخل مصطفى يقترب منه جالساً قربه ..
, هتف أدهم: أنت رجعت ليه ؟!
, مصطفى بهدوء: أحمد راح الفيلّا ، وماما ونور ناموا .. أنا مقدرتش أنام حاسس نفسي مخنوق ..
, نظر نحو سيف هاتفاً: عامل إيه ؟!
, زفر أدهم بضيق: الدكتور قال أنه كويس .. بكرا هينقلوه أوضة عادية ، بس هيتعب بعدين أووي بسبب إصابته ..
, مصطفى: المهم أنه بخير ..
, أومأ أدهم برأسه بخفوت .. حلّ عليهم صمت فجأة ليهمس مصطفى: أدهم ؟!
, التفت نحوه بتساؤل ليرفع نظره إليه هامساً: الحمد**** على سلامتك ..
, ابتسم أدهم بخفوت وكأنه قد نسي بأنه سافر ، يشعر بأن هذا اليوم قد مرّ عليه وكأنه عام كامل ، اقترب منه واحتضنه بقوة ليبادله مصطفى الحضن باحتياج ..
, ابتعد عنه هامساً: خوفت عليه أووي ، أنت عارف إن دي أول مرة بحياتي بخاف بالشكل ده ؟
, ربت أدهم على كتفه هاتفاً: أهم حاجة أنك لحقته .. مش هنخسره بعد م تجمّعنا مش هنخسر بعض يا مصطفی سامعني ؟
, أومأ برأسه بابتسامة ليهمس بعدها بتردد: شوفتها النهاردة ..
, أدهم: أمك مش كده ؟
, مصطفى: أيوه ..
, أدهم: أيوه ؟
, مصطفى بتردد: مش عارف ، حاسس نفسي مشوش ، أنا عايزها تعيش معايا ..
, صمت أدهم قليلاً ناظراً نحوه ليهتف مصطفى: أنت إيه رأيك ؟
, أدهم بهدوء: فيه إيه ؟! إنك قرّرت تسامحها ولّا تجيبها تعيش عندك ؟
, مصطفى: وإيه الفرق ..؟
, أدهم بجمود: الفرق كبير يا مصطفى .. لو بتسألني عشان سامحتها ف مش هعترض أبداً بالعكس دي أمك وأنت من واجبك ومن حقّها عليك إنك تديها فرصة تانية ، مهما كبرت أنت لسا محتاج ليها .. أما لو بتسألني بقرارك تجيبها تسكن معاك ف ده مش هجاوب عليه ..
, مصطفى: ليه ؟!
, أدهم بنظرة معاتبة: لأن لسا كنت بقولك إحنا مش هنخسر بعض ولا هنفترق تاني .. معنى كلامي إننا بقينا مع بعض بقينا واحد .. يعني اللي يخصّك يخصني واللي يخصني يخصّك ، والبيت اللي عايز تستأذن تجيب أمك عليه ده بيتك وأنت ليك حق بيه .. وعيب عليك تسألني السؤال ده يا مصطفی بعد كل ده ..
, نظر نحوه بصمت ولمعت عيناه بدموع حارقة .. همس بغصّة: **** يخليكوا ليا .. أنا مش عايز غير ده ..
, عاد أدهم يحتضنه هامساً: أنت أخويا يا مصطفی ، كنت وهتفضل كده مش من دلوقتي من زماان أووي ، أنا بعمري مكرهتكش كرهت تصرفاتك ، كرهت تفكيرك وكرهت كامل اللي عمل منك كده ، لكن أنت لو بس جيتلي مرّة واحدة ، لو بس طلبت مني ننسى كل اللي فات كنت هوافق علطول ..
, مصطفى بحزن: سامحني يا أدهم .. أنا كنت غبي كان الكره والحقد عاميني سامحني ..
, أدهم: قولتلك أنا سامحتك من زماان يا مصطفى يا ريت ننسى اللي فات ونبدأ من تاني .. أنت أخويا الصغير وأنا مسؤول عن كل حاجة تخصّك وأنت أيّ حاجة عاوزها تجيلي وتقولي أنا فاهمني ؟
, أومأ برأسه بابتسامة سعيدة وراحة داخلية هائلة ..
, عاد الصمت عليهم من جديد ليهتف مصطفى: أدهم في حاجة لازم تعرفها ..
, أدهم: إيه ؟
, مصطفى: تامر .. هرب ..
, انتفض واقفاً مكانه: إييه ؟!
, مصطفى: تامر قدر يهرب مش عارف إزاي ، أنا لسا عارف قبل شوية ..
, أدهم بغضب وانفعال: إزاي حصل كده ؟! مش الرجالة مسكوهم كلهم ؟
, مصطفی: أيوه ده اللي كنا فاكرينه ، أنا أول م دخلت ضربت تامر وسيبت الرجالة يشوفوا شغلهم مع الباقيين ، بس بعدين كان كلّ همي بسيف وإزاي أنقذه ملاحظتش إختفائه ولا حد لاحظ ..
, مسح أدهم على وجهه وشد خصلات شعره بعنف وهو يكاد ينفجر غضباً ..
, هتف مصطفى: إهدا يا أدهم الرجالة بقوموا بشغلهم دلوقتي ومش سايبين مكان إلّا وعمال يدوّرا بيه ..
, نظر نحوه باشتعال: مش كفاية ، أنا هدمّره .. هدمّرهم كلهم ..اسمع يا مصطفى أنت وآدم كل الشركات اللي كان ليها استثمارات في الشركة عندنا وفي شركة أبوه لل** تامر تطالبوهم يسحبوها من عنده حالاً ، ولو مش عايزين ده إنهي أعمالنا معاهم علطول ..
, مصطفى بذهول: أدهم إيه اللي بتقوله ، أنت متأكد أنهم هيسمعوا كلامنا ؟ ممكن يقفوا لجانب أبوه م هما هيخسروا كده .. وإحنا برضه هنخسر ..
, أدهم بحزم: ميهمنيش كل فلوس الأرض متسواش عندي ضفر واحد من ضوافر سيف ، أهم حاجة كلامي ده يوصل ليهم ، اللي عايز يفضل معانا أهلاً وسهلاً اللي مش عايز الباب يسع جمل .. من بكرا أسهم أبوه لازم تبقى في الأرض سامعني ..؟
, زفر مصطفى بعدم راحة وهو يهزّ رأسه بانصياع أمام نظرات أدهم المشتعلة والمتوعّدة ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, أصوات كثيرة تصدح في رأسها بلا رحمة ، صراخ ، بكاء ، ضحكات حاقدة ودماء غزيرة .. اقتربت ببطء تنظر لذلك الجسد الممدّد أمامها أرضاً بغير حراك .. اقتربت أكثر وأقدامها ترتجف لتجثو على ركبتيها أمامه .. امتدّت يديها المُرتعشة إليه تُدير وجهه نحوها ..
, تراجعت صارخة برعب وهي ترى وجه سيف غارقاً في دمائه .. وضعت يديها على فمها شاهقة بألم وقلب ينتفض بوجع .. عادت لتقترب منه بلهفة صارخة بصوت تجرّح: سيييف .. سييف ..
, شهقت بقوة صارخة باسمه لتنتفض ليلى من مكانها وتتّجه نحوها ، فيما استفاقت والدتها التي كانت تنام قربها لتُسرع إليها بخوف ..
, ليلى: مروة حبيبتي إهدي أنتي كويسة !؟
, نظرت حولها وهي تتنفّس بتسارع لتلتقي عينيها بعيني والدتها الخائفة .. ابتلعت ريقها ناظرة نحو ليلى تحاول أن تستشفّ منها أي شيء يُريح فؤادها ..
, حنان وهي تحتضنها وقد نزلت دموعها: مروة يابنتي الحمد**** على سلامتك ألف حمد وشكر ليك يارب ..
, ابتعدت عنها فجأة صارخة: سيف ؟ سييف فيين حصله إييه سيف ؟
, كانت تصرخ بهيستريا وخوف لتهدئها ليلى: سيف كويس يا مروة اطمني و**** كويس ..
, مدّت يدها تنزع تلك اللاصقة التي تثبّت إبرۃ المحلول في يدها لتُحاول النهوض: هو فين عايزة أروحله عشان خاطري عايزة أشوفه ..
, حنان وهي تمسح دموعها: هو كويس ياحبيبتي و**** ، يلّا يا ليلى وديها ليه عشان تطمّن عليه ..
, ساعدتها ليلى لتُسرع بلهفة خارج الغرفة ، واندفعت تدخل غرفة سيف الذي كان قد نُقِل إلى غرفة عادية ..
, دخلت بسرعة متّجهة نحو سريره لتعود لبكائها من جديد بعدما رأت هيئته .. شهقت بألم واقتربت تتلمّس وجهه بحنان ودموعها تتسابق للسقوط على وجهها: سييف ؟ سيف حبيبي ؟
, همست ببكاء: سييف قوم ، ع عشان خاطري متسيبنيش قووم أنا آسفة آسفة و**** ، خليك معايا يا سيف وحياتي عندك ..
, بكت ليلى وهي تنظر إليها بوجع ، ليتجه أدهم نحوها يمسح دموعها هامساً بحزن: مالك يا ليلى إهدي مينفعش كده أنتي لازم تقوّيها ..
, دفنت رأسها في صدره هامسة ببكاء: هو هيفوق إيمتى أنا مش قادرة أشوفهم كده ، مروة مش هتبقى كويسة من غيره ..
, احتضنها بحنان هامساً: هيفوق قريب إن شاء **** ..
, بدأت مروة بالصراخ وهي تبكي بحرقة: طيب قووم كلّمني ، أنت نايم لييه ؟ قوم بس خليني أتطمن عليك وبعدها هبعد عنك عشان متتأذيش بسببي تاني .. قوم عشاني ..
, اقترب أدهم منها هاتفاً: خلاص يا مروة كفاية كده .. هو هيفوق الدكتور طمّني هو كويس ..
, استدارت تنظر إليه ببكاء: أنا السبب ، هو دافع عني زمان ودلوقتي كل اللي حصله بسبب٣ نقطة
, قاطعها هاتفاً بحزم : مش عايز أسمع منك الكلام ده تاني فاهمة !؟ أنتي فاكرة سيف هيفرح بكلامك اللي بتقوليه ده ؟!
, أمسكها من كتفيها هاتفاً: مروة سيف مش بيحبك وبس هو بيعشقك ، هو بضحّي بحياته عشانك .. متلوميش نفسك على حاجة ملكيش دعوة بيها .. أنتي لو مكانه هتعملي زيه ، أنا متأكد إنك مستعدّة تقدميله روحك لو هو طلبها .. مروة هو كويس هيفوق قريب وهيرجعلنا هو عمل كل ده عشان أنتي تبقي كويسة متخليهوش يصحی ويشوفك بالحالة دي ، متزوديهاش عليه أكتر هو محتاجك ..
, شهقت بوجع هامسة: أنا بحبه ، أنا بحبه أووي ..
, جذبها إلى أحضانه بخفة هامساً: وهو بيحبك أووي يا مروة ومش هيسيبك أبداً ..
, ليلى: يلا يا مروة تعالي معايا أنتي لازم ترتاحي ..
, ابتعدت عن أدهم ماسحة دموعها: لأ أنا هفضل هنا جنبه مش هسيبه ..
, تنهد أدهم هاتفاً: إحنا كنا بنقول إيه يا مروة ؟ أنتي لازم تبقي كويسة عشانه ..
, مروة: أنا كويسة ..
, أدهم: لأ مش كويسة ، روحي ارتاحي وأما يصحى أنا هقولك ، إحنا جنبه وماما ونور هييجو كمان شوية ..
, نفت برأسها بألم لتجذبها ليلى هاتفة: مروة اسمعي الكلام ، تعالي ارتاحي ولازم كمان تغيري هدومك دي وتاكلي حاجة مينفعش تفضلي كده ..
, نظرت نحو أدهم بتردّد ليهتف: روحي غيري هدومك وكلي كام لقمة وتعالي هتلاقيه صاحي إن شاء **** ..
, أومأت برأسها سريعاً لتُلقي على سيف نظرة أخيرة متألّمة ثم اتجهت مع ليلى خارج الغرفة ..
, بعد فترة ..
, كانوا متواجدون في غرفة سيف ، والدته ونور وأدهم وأحمد وكرم .. فيما كانت ليلى مع مروة وصديقاتها في غرفتها وهنّ يُجبرنها على الأكل ..
, شعر بثقل كبير في جسده ، شيء ما يُكبّل أطرافه يمنعه من الحركة .. أصوات بكاء بعيدة يسمعها في أذنيه بدأت تتّضح أكثر فأكثر ، بكاء *** صغير خائف ومتألّم .. وجوه غريبة ومُخيفة أمامه ضحكات شرّيرة مرعبة .. وجه واحد مألوف لديه ولكنه يملك ملامح شيطانية مُخيفة .. شيء رفيع يلمع بوضوح أمام عينيه ، يقترب منه شيئاً فشيئاً وهو يُحاول التراجع بلا فائدة .. جسده صغير وبكائه الطّفولي تعالى بقوّة وفزع .. ألم حاد شعر به كاد يخلع روحه .. وجع استشرى عبر جسده وشلّ يده بقوة قاتلة .. صرخة قوية خرجت منه وأسمٌ واحد خرج من بين شفتيه بفزع ، أسم أخيه ، رعب هائل ما تملّكه لتُظلم الدنيا أمامه فجأة ..
, عادت أصوات بكاء جديدة تخترق سمعه ، نهض من مكانه ينظر للظّلام حوله .. استطاع الوقوف وجسده قد تحرّر أخيراً وكبُر .. اقترب من مصدر الصوت ليُصدم بوجهها أمامه .. كانت تبكي وتصرخ باستنجاد .. أسمه يخرج من بين شفتيها بتقطّع .. تصرخ به ليستفيق .. رآها تُخفي وجهها بيديها وتُتابع بكائها مع توسّلاتها المقهورة .. أبعدت يديها عن وجهها فجأة ليجد دماء كثيرة تغطّيه .. انقبض قلبه رعباً عليها ليصرخ باسمها بخوف .. مرووة .. نظرت إليه بتشتّت وعيناها تُغمضان ببطء ليبدأ بالصراخ بها ومحاولة الوصول إليها بدون فائدة وكأن جسده قد عاد لشلله السابق ، وكأنّ ذلك الشيء مازال يتشبّث به بقوة يمنعه من إنقاذها تابع صراخه المذعور باسمها .. مروة ٣ نقطة مروة ..
, فتح عينيه بشدّة وخرج صوته بصراخ ضعيف متألم: مروة ؟!
, انتفض الجميع من حوله لتركض نور هاتفة: سييف أنت صحيت أنت كويس سامعني ؟
, اقتربت والدته قربها تُمسك يده وقد انسابت دموعها .. عاد ليُغمض عينيه من جديد وهو يستمع لأصوات كثيرۃ من حوله .. فتحهما بضعف والرؤية مغبّشة أمامه هامساً: مروة ؟
, هتفت جمانة ببكاء: هي كويسة ياحبيبي كويسة وجتلك هنا تطمّن عليك وكمان شوية هتيجي تاني ..
, أغمض عينيه مُبتلعاً ريقه الجاف وهمس: عطشان عاوز مية ..
, اندفع كرم ليُقرّب منه كأس الماء ليأخذه أدهم هاتفاً: الدكتور قال مينفعش يشرب علطول ..
, أحضر من جانبه قطنة صغيرة بلّلها بالماء ليقرّبها من فمه يُبلل شفتيه ببطء .. همس بخفوت: سيف أنت كويس حاسس بإيه ؟
, عاد ليفتح عينيه مُجدداً وهو يشعر بقطرات صغيرة من الماء تُرطب فمه ليهمس: مروة ..
, أدهم: هي كويسة يا حبيبي متقلقش المهم أنت تقوم لأنها مستنياك ..
, بدأ جفناه يُغمضان ببطء من تأثير الأدوية والمسكّنات متمتماً: أدهم ؟!
, أدهم بلهفة: روحه ؟
, سيف وهو يعود للنوم من جديد: وحشتني ..
, ابتسم أدهم بوجع هامساً: وأنت وحشتني أووي ..
, ربّت أحمد على كتفه: الحمد**** على سلامته ..
, أومأ أدهم برأسه واتجه نحو نور التي عادت للبكاء ليمسح دموعها: فيه إيه ياقلبي هو فاق أهو .. هو كويس ..
, ابتسمت من بين دموعها هامسة: دي دموع الفرح أنا كنت خايفة عليه أووي ..
, احتضنها بإحدى ذراعيه ليضمّ والدته في ذراعه الآخر مقبّلاً جبينها: متقلقيش يا أمي هو كويس زي م شوفتي ..
, مسحت دموعها: الحمد**** .. الحمد**** ..
, جلس كرم بجانب سريره هاتفاً: طب مش لازم نقول للدكتور أنه فاق ؟
, أحمد: الدكتور قبل شوية جه وفحصه وكان متوقّع يصحى بأيّ لحظة ، وقال لو رجع نام ده شيء طبيعي من الأدوية اللي بيدوهاله يعني مفيش حاجة تخوّف ..
, أومأ برأسه ناظراً نحو سيف بصمت ، ونظرات غريبة .. همس: لازم يدوه مسكنات عشان لو فاق هيتوجّع أوي صح ؟
, أحمد: أيوه كده قال الدكتور ده أفضل ليه ..
, عاد ليومئ برأسه من جديد هامساً بصوت غريب: كويس ..
, لم يَلحظ أحد طريقة كلامه الغريبة ، سوى شخص واحد .. أدهم .. كان يرمقه بنظرات متمعّنة يُحاول تخمين ما يفكّر به ..
, دخلت مروة وليلى في تلك اللحظة لتبتعد نور وجمانة عن السرير فتقترب مروة بارتجاف: هو مفاقش ؟
, أحمد: قبل شوية فاق وكان بيسأل عليكي ..
, نظرت نحوه بلهفة ليبتسم: قولناله أنك كويسة وهتجيله ..
, ابتسمت ودمعت عيناها لتجلس بجانبه على السرير مدّت يديها لتُحيط بيده التي كانت ملفوفة بأربطة نتيجة الرضوض والضربات التي تلقاها فوقها ..
, نزلت دموعها وهي تنظر إليه .. ليتجه البقية خارج الغرفة وتبقى هي وكرم ..
, همست وهي تنظر نحو سيف: وحشتني يا سيف .. خوفت عليك أووي .. أنت عايز تعرف غلاوتك عندي ؟ أنت غالي عليا أووي يا سيف أغلی من نفسي ..
, جائها صوت كرم هامساً بقوة: حق سيف مش هيضيع .. هجيبله حقه يا مروة صدقيني ..
, شهقت ببكاء وهي تتذكّر تلك اللحظة التي شعرت بأن روحها قد خرجت منها عندما رأته يسقط أرضاً أمامها ودماؤه تتدفّق منه بغزارة ونظرته لها في ذلك الوقت لم تستطع نسيانها ..
, فتح الباب ليدخل والدها ووالدتها .. نهض كرم خارجاً ليُفسح لهم المجال .. حاوطها عزيز بذراعيه مُقبّلاً رأسها بحزن عليها وعلى ذلك الصغير الذي كان يعتبره كابنه: الحمد**** على سلامته يا حبيبتي ..
, بكت بين أحضانه هامسة: ك كان هيموت .. كنت هخسره ..
, ابتسم هامساً: عمر الشقي بقي ياختي والواد ده زي القطط بسبع أرواح اتطمّني بقاله ستة هيموّتنا بجلطة كلنا قبله ..
, ضحكت بخفة رغماً عنها: عندك حق ..
, نظر عزيز نحو سيف نظرة مليئة بالحزن والفخر والإمتنان .. كم يودّ لو يستفيق الآن لينهال عليه بالأحضان والشكر على مافعله .. لولاه لما بقيت ابنته الوحيدۃ سليمة معافاة بعد كل ما حصل .. رغم مشاكسته واستهتاره الدائم إلّا أنه رجل لا كالرّجال في المواقف الصعبة .. وهو سيموت راضياً مُطمئنّا طالما ابنته ستكون معه في أيد أمينة ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, جلس كرم في الكفتريا التابعة للمستشفى شارد الذهن ، اقتربت إسراء جلست قربه هامسة: كرم أنت كويس ؟
, التفت نحوها يومئ برأسه: أيوه ..
, تنهدت قائلة: مالك يا كرم ، بقالك من مبارح على حالتك دي ..
, ابتسم بسخرية: مالي ؟ صاحبي وأخويا كنت هخسره بسبب عيل ابن كلب .. وأهو دلوقتي ياعالم حالته هتتحسّن ولّا لأ ..
, إسراء: متقولش كده يا كرم إن شاء **** سيف هيرجع زي م كان .. أنا لسا خارجة من عنده والدكتور قال هيبقى أحسن ..
, كرم بجمود: أيوه أحسن لدرجة كل نظامه هيتغير وهيفضل لشهور قدام يعاني من اللي حصل أكله وشربه وتحركاته كله هيكون محسوب ..
, ربّتت على يده هامسة: أهم حاجة أنه بخير وأي شيء تاني هيبقى سهل وإحنا كلنا معاه وهنساعده ..
, نظر إليها لحظات بجمود تام أقلقها لتهتف: أنت بتفكر في إيه ياكرم ؟
, كرم بجمود: بفكر باللي لازم أفكر بيه وأعمله ، بفكر إزاي هاخد حقه وأنتقم ع اللي عملوه بيه ..
, هتفت بقلق: كرم أنت بتقول إيه ؟ متعملش حاجة متهوّرة أرجوك ..
, زفر بضيق: خلاص يا إسراء اقفلي ع الموضوع ده دلوقتي ..
, كادت تجيبه ولكنها عادت للصمت متابعة ملامحه الجامدة بقلق ، جلست قربها سهى هاتفة: عاملين إيه ؟
, التفتت نحوها بملامح متوترة لتهمس الأخرى: مالك ؟
, إسراء: كرم مش عارفة في إيه بدماغه ، أنا خايفة يعمل حاجة تئذيه ..
, ربتت سهى على كتفها: اتطمني مش هيحصل حاجة هو أكيد لسا زعلان علشان سيف م انتي عارفاهم هما أكتر من أخوة ..
, نهضت سهى عندما رأت أمير يدخل الكفتريا لتتجه إليه قائلة بهمس: كلّم كرم حاول معاه يخرج من حالته دي ، إسراء خايفة عليه ..
, ألقى نظرة نحو كرم الشارد ليزفر بضيق: الحمد**** كنت عند سيف وقالوا أنه كويس .. دلوقتي هتكلم مع كرم أشوف ماله ..
, أومأت برأسها لتتجه معه إلى طاولة كرم وإسراء ..
, في الأعلى ..
, جلس مصطفى على المقاعد خارج غرفة سيف ، لتجلس قربه عبير بصمت ..
, نظر إليها هامساً: مالك ؟
, تكتّفت هاتفة: أنت اللي مالك ؟
, مصطفى: مفيش أنا كويس ..
, عبير: مصطفى أنت هتجيب مامتك تعيش معاك بجد ؟
, نظر إليها يومئ برأسه لتبتسم بهدوء هامسة: كنت عارفة إنك هتعمل كده ..
, تنهد بحرارة: مقدرش أسيبها يا عبير ، دي أمي ..
, هتفت فجأة: أنت هتتزوج إيمتى ؟
, مصطفى بدهشة: نعم ؟
, نظرت نحوه هاتفة: إييه في حاجة مش مفهومة ؟ هتتزوج إيمتى ؟
, توتر ناظراً إليها بدهشة: يعني إيه ؟
, عبير: أستغفر **** .. أنت مش طلبت إيدي ؟
, رفع حاجبه باستغراب وعاد يومئ برأسه بصمت لتهتف: طب وأنا موافقة ..
, رمش بعينيه بصمت لتتسلّل إبتسامة خافتة فوق شفتيه لتهتف: بس قولهالي الأول ..
, مصطفى بحيرة: هي إيه ؟
, عبير: أنت عايز تتزوجني ، قولهالي الأول عشان أوافق ..
, ابتسم مُعتدلاً بجلسته: تتزوّجيني ؟!
, لوت شفتيها هاتفة: مش دي يا غبي ..
, قطب جبينه بغضب ليهتف: عبير احترمي نفسك ..
, تأففت هاتفة: م أنت اللي مش بتفهم .. بص إيه الحاجة اللي بقولها الراجل للبنت قبل تتزوّجيني ؟
, ضيّق عينيه ناظراً إليها بتفكير ليهتف فجأة بابتسامة: تتخطبيلي ؟!
, ضربت كفها بالآخر بتحسّر: لا حول ولا قوة إلّا ب**** .. واضح إن ده قدرك يا عبير يابنت جابر ابن حيان .. معليش هستحمل ..
, مصطفى بحيرة: هو إيه اللي بيحصل معاكي ؟
, عبير: مصطفى .. أنت ليه عايز تتزوجني ؟
, رمش بعينيه ناظراً إليها بهدوء .. زفر بحرارة ثم اعتدل بجلسته وهو يتابع عينيها المتلهّفتين ليهمس: عبير ، أنا عايزك معايا .. ساعديني وإقفي جنبي .. مش هقدر أوعدك إني هعمل كل حياتك سعادة بس اللي هوعدك بيه إني هعمل كل اللي أقدر عليه علشان أسعدك .. أنا راجل لسا خارج من حياة كلها ظلم وحرمان .. عايزك تتحمّليني .. تتحمّلي تقلّباتي تقصيري .. غيرتي وغضبي .. عايزك أما أغلط تساعديني وتنبّهيني أما أنسى٤ نقطة
, قاطعته هاتفة: ما خلاص يابني أنت هتغني ؟ قولها بقا يلا وأنا هتحملك حتى لو كنت قرد ..
, ابتسم بخفة هامساً: أنا بحبك يا عبير ..
, اتسعت ابتسامتها أكثر وزادت لمعة عيناها المتلهفة هاتفة: وأخيراً ، كنت فاكراك هتعذبني معاك أمتر من كده .. اقتربت منه هامسة بحنان: أنا بمووت بيك يا مصطفى بحبك أووي ..
, زادت دقات قلبه حتى باتت تقرع كالطبول لتتلاقى مع دقات قلبها المرتفعة ..
, ابتسمت ليلى بلهفة وعيناها تتابعانهما بسعادة .. همس أدهم من خلفها: بتعملي إيه عندك ؟
, التفتت إليه بحماس: وأخييراً مصطفى قالها أنه بحبها ..
, رفع عينيه باتجاه مصطفى وعبير الجالسين مع بعضهما يتحدثان بحماس ليهمس: وأنتي مبسوطة ؟
, أومأت برأسها بسعادة: أيوه .. أنت مش فرحان عشانهم ؟
, ابتسم بهدوء مجيباً: أكيد ، مصطفى لازم حياته تتغيّر ، لازم يبقى في حاجة جديدة وأمل جديد ..
, اتسعت ابتسامتها هامسة: أنا متأكدة كل حاجة هتتغير وكمان سيف أما يفوق هتتحسّن علاقتهم مع بعض ..
, زفر قائلاً: يارب ..
, اقتربت منه تُحيط وجهه بكفيها هامسة بقلق : أنت تعبان صح ؟
, رفع يديه تُمسكان بيديها وابتسم بحنان: طول م أنتي جنبي هبقى كويس متقلقيش ..
, استطالت على رؤوس أصابعها لتطبع قبلة خفيفة فوق غمازته الصغيرة هامسة: وأنا معاك دايماً .. ومتفكرش في حاجة أنا مش زعلانة أصلاً ..
, رمقها بحيرة لتبتسم: أنا عارفة أنت بتفكر في إيه ومش هفضل أقولك إن سيف ونور أخواتي واللي يصيبهم بيصيبني .. حتى لو عيشت معاك بحزن ومشاكل كل عمري أنا هكون سعيدة لأنك جنبي ..
, تنهد بحرارة هامساً: بقيت بخاف أفرح .. كل لما بفرح وبحاول أعيش حياتي تيجي حاجة ترجّعني لورا .. خايف يحصل حاجة زي دي .. خايف عليهم وعليكي ..
, همست بخفوت: وأنا خايفة عليك ، خايفة من الهم اللي أنت حامله علطول .. خايفة مقدرش أعوّضك أو وقوفي جنبك ميكفيش..
, قاطعها قائلاً بحنان: أنتي مجرّد وجودك بحياتي هو اللي مقوّيني وبيديني طاقة يا ليلى .. أنا من غيرك هكون تايه وضايع ومكسور بعد كل اللي حصل ده ..
, ابتسمت هاتفة: يبقى متفكّرش في حاجة تانية .. سيف كويس صح هيتعب شوية بس كلنا معاه .. المهم أنه بخير وكلنا كويسين ..
, رأى أحمد يتجه إليهم بخطوات متسرّعة ليبتعد عن ليلى مضيّقاً عينيه: فيه إيه يا أحمد ؟
, أحمد بلهفة: عادل يوسف أبوه لتامر جه الشركة وعاوز يقابلك حالاً ..
, أدهم بجمود: قوله إني مش بقابل حد الفترة دي مش فاضي ..
, أحمد: أدهم مينفعش كده أنت عارف من الصبح لحد دلوقتي أغلب اللي كانوا داخلين شراكة معاه ألغوا الشراكة دي وكل المستثمرين اللي معاه سحبوا أعمالهم .. أسهمه عمال تنزل كل شوية بشكل رهيب .. أنا عارف أنك أنت السبب ورا ده يعني لازم تقابله وتتصرّف معاه ..
, وضع يديه في جيبيه هاتفاً: وأنا مش هقابله دلوقتي .. هخلّيه لحد م تنزل أسهمه أكتر وتبقى شركاته في الأرض وقتها هحنّ عليه وقابله ..
, أحمد: يا أدهم مينفعش اللي بتعمله ده ..
, أدهم بحدة: أمال ينفع اللي ابنه عمله ؟ أنا مش هخلّيه يخسر فلوسه وأملاكه أنا هخليه يخسر عيلته وأولهم ابنه ..
, أحمد: وهو ذنبه إييه ؟
, أدهم: ذنبه أنه أبوه .. ذنبه أنه راجل عاش بنعمة ومقدّرهاش .. ولد وف بؤه معلقة من دهب مقدرش يحافظ عليها .. ذنبه إن أنا كنت عيل صغير وعرفت ربي أخواتي كويس وهو اللي كان عايش بنعمة ورفاهية معرفش .. لا ده كمان لجأ رغم غناه لأساليب قذرۃ زيه عشان الفلوس .. ذنبه أنه كان شاهد على عمايل ابنه القذرة وساكت ، ذنبه أنه كان شايف كل حاجة بتحصل قودام عينيه وفاكر إن بالفلوس يقدر يحلّ كل حاجة ويشتري الناس .. خلي الفلوس دلوقتي تنفعه أما يخسر كل حاجة وأولهم الفلوس اللي بيعبدها ..
, صمت يتنفّس بسرعة وقد كان صوته يعلوا أكثر فأكثر كلّما استمر في الكلام حتى انتهى بصراخ حاد .. نظر نحو أحمد بشراسة: لسا مشافش حاجة لا هو ولا الباقيين .. لسا عندي ليه هدية هتعجبه أووي أووي صبره عليا بس ..
, أحمد بقلق: أدهم أنت ناوي على إيه ؟
, أدهم: قولتلّك ، هدمّرهم كلهم .. هعلّمهم إزاي ييجوا على حاجة تخصّني .. أنا زمان كنت أسكت فكّروا سكوتي ده ضعف ومهتمّوش .. بس دلوقتي لأ .. دلوقتي مش هسكت بعد م كنت هخسر أغلى شخص على قلبي .. أنت فاكرني هادي وساكت بس جوّايا بيتحرق يا أحمد .. أنا قلبي بيتقطّع وأنا شايف سيف بالحالة دي .. حاسس روحي بتتسحب مني طول م هو نايم ومش حاسس على حاجة .. وجعه اللي بشوفه على وشّه بيئذيني ، كل كلمة آه منه بتوجّعني .. وكل جرح جرحوه بيه هجرحهم أضعافه .. أنا مستني بس يفوق ويبقى كويس وأتطمن عليه ووقتها هييجي دوري ..
, صمت أحمد ناظراً إليه بصمت ، كان يعلم مقدار ألمه وكل ما قاله الآن لا يُساوي شيئاً أمام وجعه الداخلي ، ولكنه خائف عليه من فكرة الإنتقام تلك ..
, ذهب أدهم من أمامه لتلحق به ليلى التي كانت تستمع إليهم بعينين دامعتين ووجع قلبها يزداد عليه بعدما سمعت صوته المُتألّم وكلماته المخنوقة ..
, خرجت نور في تلك اللحظة من غرفة سيف لتجد أحمد واقفاً مكانه بصمت وجمود .. اقتربت منه هاتفة: أحمد ليه واقف كده ؟!
, رفع نظراته نحوها ليبتسم بخفة هامساً: مستنيكي ..
, ابتسمت بخفوت قائلة: ليه أبيه أدهم كان بيزعق كده ؟
, زفر هاتفاً : مفيش حاجة بسيطة ، مين عند سيف ؟
, نور: مروة بس معاه جوا .. مامتها وماما قاعدين في أوضتها مع بعض ..
, أومأ برأسه: يبقى تعالي سيبيها وخلّينا ننزل نقعد مع بعض ونشرب حاجة ..
, ابتسمت هاتفة: أوك هجيب شنطتي ..
, دخلت لتجد مروة جالسة قربه منذ ساعات لتأخذ حقيبتها وتخرج مع أحمد لينزلا إلى الكفتريا ..
, بعد فترة ، كانت مروۃ ناتزال جالسة بجانبه .. تتأمّل معالم وجهه بألم .. زفرت بضيق وهي تشعر بألم يفتك في رأسها ..
, انتفضت فجأة وهي تشعر بيده تتحرّك بخفة بين يديها .. هتفت بلهفة: سييف ؟ سيف حبيبي سامعني ؟
, تحرّك جفنيه بصعوبة وهو يشعر بثقل كبير يضغط عليهما .. همس بصوت خافت ولكنها سمعته: مروة ؟
, ابتسمت وانسابت دموعها: أنا هنا ياقلبي أنا جنبك افتح عينيك ..
, ابتلع ريقه مُحاولاً التنفس بهدوء ليتأوّه بألم من صدره وأضلاعه المرضوضة وجرح معدته ..
, هتفت بخوف: سيف أنت كويس ؟ هنادي للدكتور ..
, حاول رفع يده المتضرّرة يتشبّث بيدها بضعف ليفتح عينيه أخيراً ناظراً إليها .. اتسعت ابتسامتها بعينيها الدامعتين: الحمد**** على سلامتك ياحبيبي .. الحمد**** بقالي زمان مستنياك تفوق ..
, رمش بعينيه وصوت صراخها المبحوح يتردّد في أذنيه .. انقبض قلبه هاتفاً: مروة أنتي كويسة حصلك حاجة ؟!
, نفت برأسها بابتسامة: لا محصلّيش متقلقش ..
, ابتلع ريقه ولمْ تكفِه إجابتها وقد شعر بنار مستعرة داخله: ال٣ العلامة النجمية عملك حاجة قوليلي يا مروة ؟
, لاحظت انكماش ملامحه بألم من انفعاله وكلامه السريع لتربّت على خصلات شعره هاتفة بسرعة: إهدا ياسيف عشان خاطري أنا و**** كويسة ومحصلّيش حاجة ، هو ملحّقش يعمل حاجة مصطفى جه وأنقذني منه .. وجابنا هنا على المستشفى ..
, نقل عينيه على ملامحها بلهفة لتعود وتؤكّد له: وحياتك عندي إني كويسة متخافش قولتلك مصطفى جه ولحقني ..
, همس بخفوت: مصطفى ؟!
, أومأت برأسها مسترسلة: أيوه جه هو والرجالة وضربهم ، وبعدين شالك ووداك على هنا .. كان خايف عليك أووي وأنا كنت هموت من خوفي عليك ..
, صمت ناظراً إليها ثم سألها: أنا بقالي قد إيه هنا ؟
, مروة: من مبارح ودلوقتي بقت الساعة 4 .. أنت كويس حاسس بحاجة ؟
, أشاح بوجهه عنها بصمت .. كيف يقول لها بأنها يشعر بقلبه يؤلمه بشدة .. يؤلمه لأنه استسلم في أكثر موقف تحتاجه به .. لولا قدوم مصطفى الذي لا يعلم كيف أتى لكانت الآن مذبوحة مكسورة وكان تامر قد نفّذ انتقامه الوحشي ..
, عند تلك النقطة تسارعت دقات قلبه وهو يتذكّر صوراً مما حدث معهم .. حاول التنفّس قظر الإمكان ولكن تنفّسه كان يؤلمه أكثر .. بدأ شيئاً فشيئاً يشعر بألم حارق يتسلّل عبر خلاياه .. عظامه يشعر بها مُتكسّرة وكل خلية في جسده تنبض بالألم .. أغمض عينيه بشدّة محاولاً كتم ألمه ولكنه قد فاق احتماله خاصة مع أنفاسه التي كادت تقطع وهو لا يستطيع التنفس من ألم صدره ..
, هتفت مروة بقلق: سيف ؟ أنت كويس ؟ أناديلك الدكتور ؟
, ابتلع ريقه ومازال يُغمض عينيه بوجع .. ولكنه فاق احتماله بعدما بدأ يشعر بألم الطعنة في معدته .. كان يشعر به يحترق بشدة .. تأوّه بصوت عال لتنتفض بخوف: هنادي الدكتور حالاً استحمل شوية ..
, لم يستطع أن يُجيب عليها لتهرول خارجة من الغرفة بلهفة متّجهة نحو مكتب الدكتور الذي يتابع حالته ..
, خلَت الغرفة في تلك الأثناء فقط تأوهات خافتة حاول كتمها .. وهو لا يستوعب مقدار الألم الذي يشعر به في كامل جسده ..
, فُتح الباب بهدوء ليُغلق بعدها سريعاً وتقترب منه هاتفة بلهفة: سيف ؟ مالك ياحبيبي ؟ أنت بتتوجّع ؟
, كان مايزال مغمضاً عينيه بألم ولكن صوتاً غريباً تسلّل إليه ، ليس صوت مروة لتُناديه حبيبي .. حاول أخذ أنفاسه وهو يشعر بيدين تتلمّسان خصلاته المتناثرة فوق جبينه وتتحسّس وجهه بشغف ..
, فتح عينيه بضعف ناظراً لوجه تلك الفتاة فوقه بخصلاتها النارية الثائرة .. ازدادت سرعة أنفاسه ورفع يده الموضوع بها إبرة المحلول يُحاول إبعاد يديها عن وجهه هامساً: إبعدي عني ..
, هتفت بلهفة: سيف أنا جيت عشانك ياحبيبي أنا٤ نقطة
, صرخة حادة خرجت من خلفها: أنتي إيه اللي بتعمليه هنا ؟
, استدارت تنظر إليها بشراسة وعيناها اشتعلتا بحقد: جيت أبقى عنده ، جيت أشوف حصلّه إيه من تحت راسك .. أنتي لعنة عليه يا مروة فاهمة كل اللي هو فيه بسببك انتي ..
, ضغطت مروة على قبضتيها وانكمش قلبها بألم ، ولكن رؤية ناريمان قريبة بتلك الطريقة من سيف حبيبها جعلت نارها تستعر داخلها أكثر ..
, اتجهت نحوها بغضب ومدّت يدها تجرّها من شعرها بعنف .. تُحاول جذبها نحو الباب لتُلقيها خارجاً .. صرخت ناريمان بألم وبدأت في محاولة إبعادها عنها ..
, صرخت مروة وهي تجذبها بشدة: أنتي لسا متربيتيش ، اطلعي برا مش عايزة أشوفك هنا تاني سامعة ؟!
, احتدّت ملامح ناريمان وخرجت منها شراسة حاقدة لتُخلّص نفسها من بين يدي مروة الغاضبة صارخة: مش من حقك ، سيف كان ليا قبلك ، أنتي دخلتي على حياته ودمّرتيها .. وأنا هرجعه ليا تاني .. مش هسمح لأي حد يقف بطريقي وأولهم أنتي ..
, اندفعت مروة نحوها من جديد بغضب تُحاول ضربها أينما تصل يداها ، ولكنها حالما انتبهت على بطنها المنتفخة حتى انتفض قلبها برحمة وابتعدت قليلاً عنها لترتخي قبضتيها لبُرهة ، استغلّت ناريمان ابتعادها وقد وقعت عيناها على مقصّ كبير موضوع على طاولة صغيرة مليئة بأدوات طبية .. جذبته فجأة وبسرعة وقد زادت شعلة عينيها بغضب تُريد فقط أن تتخلّص منها ليبقى سيف لها وحدها ..
, قلّصت المسافة بينهما ورفعت المقص بقبضتها وهي توجّهه نحو جسد مروة ..
, صرخ سيف بفزع ولكن صرخته خرجت ضعيفة متألمة: مروة ؟!
, ابتعدت مروة عن مرمى يديها في آخر لحظة لتُحاول تخليص يدها من المقصّ الذي تمسك به ، زادت معالم وجه ناريمان حقداً عندما فشلت في ضربها لتعود وتهجم عليها من جديد وقد زادت قوتها وشراستها أضعافاً .. أمسكت مروة يدها بقوة تُحاول إبعادها عنها ولكن قوة ناريمان المتوحّشة كانت تزداد كلما زادت مقاومة مروة .. ركلتها في قدمها بقوة لتتعثر مروة وتسقط أرضاً بعنف ..
, انتفض سيف بهلع وهو يرى ناريمان تندفع بقوتها فوق مروة الواقعة أرضاً وتُحاول طعنها بالمقص الحاد في يدها .. امتدت يده المرضوضة بارتجاف مُقاوماً ألمه لينتزع اللاصقة التي تثبّت إبرة المحلول في يده الأخرى بعنف مسبّباً بجرح سالت دمائه ولكنه لم يأبه وتابعه محاولة النهوض رغم ألم جسده بأكمله الذي بدأ ينهش به .. كان يهتف باسمها بضعف مُخرجاً أنفاسه بصعوبة من ألمه ..
, نهض متمسّكاً بالفراش قربه واتجه بصعوبة وترنح نحو الإثنتان ، كانت مروة مازالت تعافر وتُبعد ناريمان التي وُلدت عندها قوة غريبة ورهيبة ، وقد أفزعتها ملامح الشّراسة والجنون التي ملأت وجهها وأخفت معالمه الجميلة ..
, وصل سيف إليهما وهو يصرخ بمروة التي ازدادت قوّتها حالما رأته ينهض من أجلها وبقعة الدماء الصغيرة التي أخذت في الإتّساع من جرح معدته الغائر .. حاول الإنحناء متألماً بشدة ليُمسك يد ناريمان التي تتشبث بالمقص بقوة يمنعها من الإقتراب من مروة ..
, لتستطيع مروة دفعها بقوة من فوقها وضربت قبضتها تلطم وجهها بعنف .. سقط المقص من يدها وتراجعت ساقطة أرضاً مبتعدة عنها .. نهضت مروة سريعاً تسند جسد سيف الذي يقف بصعوبة ، اندفع الطبيب في تلك اللحظة إلى الغرفة ليرى ناريمان قد عادت بمحاولة لجذب المقص قربها .. صرخ بها واندفع يُبعدها عن مروة بعدما عاودت الهجوم عليها ..
, اقتحم أدهم الغرفة بجنون بعدما استمع لأصوات الصراخ العالية ليُسرع نحو سيف وقد كان على وشك فقدان وعيه من الألم .. حمله بهلع وعاد ليمدده فوق السرير وقد دخلت ليلى وأحمد برفقة نور في تلك اللحظة .. ليُمسك أحمد بناريمان بشدة والتي كانت قد جُن جنونها وبدأت في محاولة الهجوم على الطبيب ..
, أدهم بصراخ: دكتوور تعال شوف حالة سيف بسرعة وأنت يا أحمد طالعها لبرا حالاً ..
, انتفضت ناريمان فجأة تنظر نحو سيف الممدد على السرير أمامها ، رفعت نظرها إلى أدهم الذي يرمقها بنظرات جحيمية قاتلة ، ورغماً عنها ارتعشت بقوة وتسلّلت قبضة باردة تعصر قلبها بشدة عندما لمحت نظراته الشرسة التي يُرسلها إليها والتي ذكّرتها بتجربتها السابقة مع غضبه ..
, جذبها أحمد خارجاً وهو يُكلّم أحد الرجال بأن يأخذها خارج المستشفى ، ثم أمر رجلين في البقاء أمام باب الغرفة ..
, في الداخل أسرعت مروة نحو سيف وهو يتألم من حركته تلك وقد عاد جرح معدته للنزيف ..
, هتفت مروة بخوف: دكتور عشان خاطري قولي هو كويس ؟
, كان الطبيب قد تقدّم لفحصه فيما وقف أدهم بجانبه يضغط على يد سيف بقوة ونظراته حملت توعداً شرساً ..
, أعاد الدكتور تقطيب جرح معدته الذي فُتح نصفه ، وطلب من الممرضة أن تُعيد تركيب المحلول من جديد هاتفاً: ميصحّش كده يا جماعة مش كل شوية هيدخل حد وترجع تسوء حالته كده .. لو الوضع هيفضل بالشكل ده هيكون خطر عليه وممكن يرجع للعناية تاني ..
, أدهم بتساؤل: ليه مين اللي دخل قبل كده ؟!
, أحمد بهدوء: مش عارف مبارح سيبت الأوضة لدقيقة رجعت لقيت الدكتور عنده وقتها لما قال إنه بقى كويس ..
, قطب أدهم جبينه بضيق وهو يشعر بأن ناريمان قد دخلت هنا من قبل .. نظر نحو والدته وأصدقاء سيف الذين تجمّعوا جميعاً في الغرفة ليهتف: مش عايز حد يفضل هنا الكل يخرج محدش هيبقى غير مروة ..
, انصاع الجميع لأمره خاصة من لهجته الحازمة ، ليبقى مع مروة ينظر إليها بصمت .. هتف بعد لحظات: إيه اللي حصل يا مروة ؟؟
, مسحت دموعها قائلة: سيف فاق ، وروحت أنادي الدكتور لقيت الحيوانة دي عنده وبتقولّي إنها جت ترجّعه ليها ومش هتسمحلنا نبعدها عنه ، أنا تعصبت أووي وحاولت أطردها بس هي تهجّمت عليا عايزة تقتلني عشان هبعدها عن سيف ..
, مسح وجهه بضيق هاتفاً: متسيبيش الأوضة تاني ، لو عايزة تخرجي قولي لأي حد يقعد مكانك .. وناريمان مش هترجع تاني متقلقيش ..
, أومأت برأسها بصمت ناظرة نحو سيف الغارق في نوم عميق ..ليزفر بحرارة خارجاً من الغرفة ..
, مضى الليل بطوله وقد عاد الجميع لمنازلهم ليبقى أدهم ومروة بجانب سيف الذي قضى الليل كاملاً نائماً بسبب المهدّئات التي يأخذها ..
, في الصباح التالي ..
, خرج أدهم من الغرفة بهدوء تاركاً مروة نائمة بجانب سيف .. وجد أحمد أمامه الذي جاء مصطحباً معه نور وجمانة وليلى وقد دخلوا سريعاً للإطمئنان على سيف الذي مازال يغطّ في النوم ..
, هتف أحمد بسرعة: سهى وأمير في الشركة .. وسهى كلّمتني قبل شوية وقالتلي إن أبوه لتامر في الشركة من بدري وعايز يقابلك بأي شكل ..
, أدهم: أنت عارف جوابي ..
, كاد يتخطّاه قبل أن يُمسك به أحمد هاتفاً: والراجل بقاله من مبارح مستني يقابلك ، الكلام اللي عايز تقوله روح قوله بوشه وخلّص شغلك معاه بقا ..
, رمقه بصمت عدة لحظات ثم تركه خارجاً من المستشفى ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, دخل مكتبه بهدوء لينتفض عادل والد تامر ناهضاً عن مقعده وهو ينظر إليه بترقب .. رمقه بجمود واضعاً إحدى يديه في جيبه ..
, هتف عادل بلهفة: أدهم بيه بقالي من مبارح بحاول أوصل ليك و٣ نقطة
, قاطعه أدهم هاتفاً: توصلي ليه ؟! تبرّرلي اللي عمله ال٣ العلامة النجمية ابنك ولّا تحاول معايا عشان أنقذك من الإفلاس ..؟
, احتقن وجه عادل غيظاً وحرجاً ولكنه مُضطر لمقابلته بل مضطر للإذلال أمامه فهو الوحيد الذي يستطيع مساعدته قبل أن تنهار أعماله بلمح البصر ..
, هتف عادل: صدّقني يا أدهم بيه أنا معرفتش إنه هيعمل كده ومكنتش أعرف إن ده أخوك أصلاً .. أنا لما ألاقيه ه٤ نقطة
, عاد ليقاطعه هاتفاً بحدة: مش أنت اللي هتلاقيه أنا .. اقترب منه متابعاً: وأما ألاقيه هخلّيك تنسى إن ليك ابن وهو هينسى إن ليه أب .. أبنك كان مجهّز كل حاجة صح ؟ فلوس أبوه موجودة قادر يهرب لأي بلد هو عاوزه .. بس للأسف الشديد مقدرش .. ودلوقتي مستخبّي مش قادر يهرب ولا قادر يكشف مكانه اللي هلاقيه أنا حتى لو كان تحت الأرض ..
, ثم اقترب منه أكثر هامساً: نصيحة يااا عادل ، إنسى إن ليك ابن اسمه تامر واعتبره ملوش وجود خالص ..
, ابتلع عادل ريقه وعاد ليُحاول معه في موضوع آخر هاتفاً: كل الشركات اللي سحبت فلوسها ومساهماتها في الشركة بتاعتي قالوا إنك أنت اللي طلبت منهم ده ..
, أدهم بجمود: أيوه أنا في حاجة ؟!
, عادل بترجّي: أدهم بيه أنا مليش دعوة باللي ابني عمله ليه تدخل الشغل بالحياة الشخصيّة .. بص لاقي ابني هو غلط ويستاهل أنا مش همنعك عنه بس أرجووك شغلي وتعبي كله هيتدمّر لو أنت مأنقذتنيش ..
, ابتسم أدهم بسخرية واحتقار واشتعلت عينيه: ليه أنت مالك ؟ فاكرني هستناك تسلّمني ابنك ولّا إيه ؟ أنت مفهمتش إيه يعني تنسى إن ليك ابن ؟ ده لو كنت معتبره ابنك أصلاً .. أصل الفلوس بتنسّي الشخص حتى نفسه ..
, عادل: أرجوك يا أدهم بيه اطلب مني أي حاجة أنا هعملها بس رجّعلي شغلي زي م كان أنا كام ساعة وهضطر أعلن إفلاسي البنك هيحجز على كل أملاكي أنا هتدمر ..
, أدهم: وماله ، ارجع جمع فلوس تاني م ده مش صعب عليك ولّا إيه ؟!
, صمت عادل ناظراً إليه بترقب ليهتف أدهم: مش فلوسك اللي أسّست بيها شركتك دي كانت من تجارة مخدرات ولا أنا غلطان ؟
, رجف جسده جاحظاً عينيه ليبتسم أدهم بسخرية متابعاً: أممم طب مش نص أموالك حالياً من المخدرات برضه ؟ وشركتك دي عبارة عن غطاء لأعمالك دي مش أكتر ؟؟ وخايف دلوقتي تأفلس عشان وقتها هتكتشف وهتتعفن في الحبس ؟
, عادل بتلعثم وحدة: أ أانت إيه اللي بتقوله ده ؟!
, أدهم: بقول إيه ؟ أنا بفكرك بالطريقة اللي كسبت بيها فلوس عشان دلوقتي أما تعلن إفلاسك ترجع من الأول .. استدار أدهم واتجه ليجلس على كرسيه خلف المكتب .. رمقه بنظرات جامدة هاتفاً: ودلوقتي لو مش عايز نهايتك تبقى في الحبس متخلينيش أشوف وشك قدامي تاني ..
, نظر إليه عادل بشرود ، لا يعلم ما الذي سيقوله .. هو يعرف عنه أشياء كان يظنّ بأنه قد أخفاها جيداً .. أغمض عينيه باستسلام واتجه إلى الباب ليأتيه صوت أدهم من خلفه: بحضّرلك هدية هتوصلك قريباً أتمنى تنال إعجابك ..
, قطّب جبينه والتفت برأسه ناظراً إليه بحيرة ليهتف أدهم: ومتحاولش تدوّر على ابنك ده لو فكّرت تدوّر عليه بالأصل لحسن هيبقى مصيرك زيه ..
, ضغط عادل على قبضتيه بغضب مكبوت .. وفتح الباب خارجاً من المكتب بعنف ، صحيح سيُفلس ولكن لديه من يدعمه كان يُريد أن يكونوا آخر أشخاص يلجأ إليهم لئلّا يُثير الشبهات حول أعماله الغير مشروعة ولكن لا يوجد حلّ أمامه غير هذه الطريقة ..
, دخل سيارته ورفع رأسه ناظراً نحو الشركة باحتقان ، لقد ذلّ نفسه بمجيئه إلى هنا ، لم يكن عليه القدوم من الأساس .. ذلك الأدهم يظنّ نفسه يملك الجميع ولكنه سيعلّمه كيف يهينه بذلك الشكل ويدمّر ما سعى لبنائه طوال حياته .. تامر كان آخر همه فهو لم يشعر بأن لديه ولد من الأساس .. كان طوال حياته يسعى لبناء شركاته واسمه وسمعته والوصول إلى الثراء الفاحش .. طالما الأموال متوافرة لديه فهو يستطيع شراء أي شيء حتى الأولاد ..
, أدار محرّك سيارته وهو ينظر أمامه عازماً على تنفيذ ما يُفكر به .. فمن يعرفهم قلوبهم قاسية لاتعرف الرحمة ، القتل أسهل شيء لديهم وهو سيستغلّ ذلك ..
, همس بشراسة: أنت اللي اضطرّيتني على كده يا أدهم عز الدين .. محصلش فيوم وحد أهاني وغلط معايا كده وفضل عايش .. أنت اللي اخترت نهايتك تكون قريبة ، وبأبشع طريقة ..
, خرج أدهم من الشركة بعدما عجز عن البقاء فيها مع نار غضبه التي اشتعلت عند لقائه لعادل .. كان يريد أي شيء ينفس عن غضبه الذي يكبته وقهره ووجعه منذ حادثة سيف ..
, استقل سيارته ولنطلق بها بسرعة شديدة مكلماً أحد رجلله ، بعد دقائق قليلة وصل إلى حيث المكان الشبه مهجور ، في المخازن القديمة الخاصة بالشركة ..
, ترجّل من سيارته بوجه جامد وعينين حادتين ، كان يتواجد عدد كبير من رجاله يُحاوطون المكان بحذر ، اقترب منه موسى هاتفاً: كله تمام يا باشا ..
, التفت نحوه بجمود: رحّبتوا بيهم كويس ولا هضطر أنا أعمل كده ؟
, موسى: رحّبنا زي م أمرت يا باشا ..
, اندفع أدهم إلى الداخل هاتفاً: يبقى أنا هكمّل ترحيب دلوقتي ..
, دخل موسى خلفه ليجد أدهم واقفاً أمام ثلاث كراسي حديدية .. وعلى كل كرسي يجلس شاب مُعصب العينين ومكمّم الفم ، ومقيّد بسلاسل حديدية مُحكمة ..
, وقف أدهم أمامهم ينظر إليهم بعينين ازدادتا حدة وشراسة .. التفت إلى أحدهم متذكّراً كلمات مروة: واحد اسمه مروان هو اللي ضربه بالسكينة وكان عايز يقتله ..
, أشار بيده نحوه ليهمس موسى: أيوه يا باشا هو ده ..
, ضغط على قبضتيه بحقد واندفع نحوه بغضب ليكلمه على وجهه بعنف ومن قوة وشراسة اللكمة سقط كرسيّه أرضاً ليرتطم جسده بقوة ويُخرج تأوهات مكتومة ..
, انتفض الإثنين الباقيين يُحاولان حلّ قيودهما بلا فائدة .. أجسادهم مليئة بالجروح ودماء جامدة وعلامات السّوط والجلد تملأهم حتى مُزّقت ثيابهم .. بدؤوا يُديرون رؤوسهم ناحية الصوت ورعب احتلّ داخلهم خاصّة وأنهم لا يرون شيئاً .. طوال اليومين الماضيين وتلك الغمامة تُحيط بعيونهم لتمنعهم من الرؤية .. إضافة لفمهم المُكمّم الذي يمنعهم من إخراج صراخهم من الألم .. فقط آذانهم من تسمع لأيّ صوت مهما كان صغيراً .. وعند فقدان الحواس ماعدا السمع يُصبح المرء أكثر حذراً وترقّباً وأكثر خوفاً خاصة وأنه لا يعلم من أين يأتيه الخطر والألم ..
, وهذا ما يريده أدهم .. أن يثير جنونهم وهيستيرتهم .. أن يبقوا في مكان غير عالمين بما يدور حولهم .. فقط الخوف والألم هو ما يشعرون به ..
, اقترب أدهم يجذب مروان من ثيابه ليُعيد ويرفعه مع الكرسي كما كان .. ابتعد قليلاً يخلع سترته السوداء ويحلّ أزرار أكمام قميصه يرفعه حتى مرفقيه ..
, اندفع عائداً نحو الثلاثة .. لتبدأ وصلة الألم والصراخ المكتوم من جديد .. كان يضربهم بغضب أعمى عينيه عن أي شيء آخر ، يُريد إيلامهم كما آلموا أخيه وأهله .. يريد إخراج كامل غضبه وناره التي تحرقه ..
, بعد فترة ليست بالقصيرة .. خرج عبر الباب الحديدي يحمل سترته فوق كتفه .. هتف برجاله: عايزهم يفضلوا عايشين .. ومش عاوزهم يناموا أبداً فاهمين ؟ كل م يُغمی عليهم تفوّقوهم ومش عايز أوصيكم عليهم أكتر من كده ..
, موسى: تحت أمرك يا باشا متقلقش ..
, نظر إليه أدهم هاتفاً بجمود: هجبلك ناس تانية ترحّب بيهم ..
, موسى: مين ؟
, أدهم: أنت عارفهم كويس مش لازم أقولك عليهم .. بس مش دلوقتي خلينا الأول نتسلّا بدول شوية وبعدين يجي دور الباقيين ..
, أومأ موسى برأسه بصمت وهو يرى وجه أدهم الجامد بشكل غريب ومخيف ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, في المشفى ..
, تجمّع الجميع في غرفة سيف الذي مايزال نائماً ..
, كانت مروة تجلس بجانبه على السرير والجميع حولها على المقاعد في الغرفة ..
, دخل أدهم في تلك اللحظة بعدما عاد للفيلا وبدل ثيابه التي مُلأت بدماء الثلاثة من كثرة ضربهم .. نهضت ليلى بقلق واتجهت إليه: كنت فين يا أدهم ومش بترد على تلفونك ليه قلقتني عليك ..
, زفر مربتاً على خصلات شعرها بهدوء: روحت شوية على الشركة وبعدين على الفيلا غيرت هدومي ومسمعتش الفون ..
, اتجه إلى سرير سيف ليجلس على مقعد بجانبه ، حيث تجلس والدته .. بعد فترة قصيرة هتفت مروة بلهفة: سييف أنت صحيت ؟
, تنبه الجميع لهتافها ليقتربون منه بسرعة .. فتح سيف عينيه بصعوبة ليعود ويُغلقها ثانية متجنّباً الضوء السّاطع .. عاد لفتحها ليرى رؤوس متعدّدة تطلّ عليه من الأعلى مع ابتسامات متوسّعة .. أغمض عينيه مجدداً وهو يستمع لأصوات كثيرة مُتداخلة سبّبت له صداع حاد ..
, التفت ينظر نحو مروة التي تمسك بيده بحماس هاتفة: حبيبي الحمد**** على سلامك أنت كويس ؟
, أومأ برأسه ببطء شديد لتنهال عليه المباركات بسلامته وهو يُجيب شاكراً بصعوبة .. دخل الطبيب بعدما استدعاه كرم ليبتعد الجميع عنه ويبدأ في فحصه ..
, هتف قائلاً: الحمد**** على سلامته هو بقى كويس بس زي م قولنا لازم مراعاة وراحة تامة .. هكتبلكوا التعليمات إزاي تتعاملوا مع حالته دي وهنبدأ بيها من دلوقتي ..
, جمانة: طب يقدر يخرج من هنا إيمتى يا دكتور ؟
, الدكتور: الأحسن يفضل يومين كدۃ علشان نتطمّن عليه ويبدأ نظامه الغذائي من دلوقتي خاصة وإن جرح معدته الداخلي هيحتاج وقت عشان يلتأم أكتر من الخارجي .. بس أوّل حاجة لازم ينظّم طريقة أكله وشربه يعني مش ياكل ويشرب بنفس الوقت ، الوجبات لازم تبقى على مراحل متعددة وبكميّات قليلة يعني مينفعش 3 وجبات كبيرة في اليوم .. وقائمة الأكل المسموح بيها واللازم يتجنبها هكتبهالكوا وأبعتها مع الممرّضة ، بس بشكل عام الأكل المالح والحامض ، الأكل الحار جداً والحلو جداً كل ده لازم يتجّنبه .. ده غير في حقنة لازم ياخدها كل شهر لتعويض النقص الحاصل بالعصارات اللي بالمعدة .. لو عايزين اختصاصي تغذية ممكن أبعتلكوا واحد من عندي ..
, نظرول لبعضهم بدهشة وقلّة حيلة بعدما استمعوا لكلامه ليتأفّف سيف بانزعاج وصوت الدكتور يضرب على رأسه بقوة ليهتف: ممكن تخرّجوا البني آدم ده من هنا صوته زاعجني ..
, التفت الدكتور نحوه مقطباً حاجبيه بانزعاج ليهتف: طيب أنا هرجع على شغلي والممرّضة هتجيلكوا كمان شوية ، بعد م يخلص مفعول المسكن هيحسّ بوجع لو مقدرش يستحمل هنديه مسكن و٣ نقطة
, قاطعه سيف: متشكرين ياخويا نردهالك في العمليات والحوادث إن شاء **** ..
, كتمت مروة ضحكتها على ملامح الطبيب المغتاظة والذي لو كان يعلم بأنه سيستمع منه لهذا الكلام لما عالجه من البداية ..
, خرج بهدوء بدون أيّ كلمة ولكن صوت صفع الباب ورائه أعلمهم بكم الغيظ الذي تملّكه ..
, اتجهت جمانة نحو سيف تقبله ماسحة على شعره: الحمد**** على سلامتك ياحبيبي كده تخوفني عليك ..
, ابتسم سيف بخفوت: **** يسلمك يا جوجو وحشتيني ..
, ابتسمت ماسحة دمعتها التي سالت بغير شعور ليهتف عزيز: قولتلكوا ده زي القطط بسبع أرواح محدش صدقني أهو رجع بلماضته دي ..
, حنان: معليش المهم أنه رجعلنا بالسلامة ..
, سيف: حياتي يا حماتي شوفت ياعزيز الكلام الحلو ده ، علّميه ياحنون أنا مش هفضل مستحمله طول حياتي .. أصلاً أنا مش عارف أنتي مستحملاه إزاي لحد دلوقتي ..
, اندفعت نور نحوه هاتفة: أيوه يعني خطيبتك وأهلها الأول وإحنا آخر همك ؟!
, ابتسم لها بخفوت لتقترب منه تُعانقه بخفة لئلّا تؤلمه هامسة: وحشتني يا سيفوو و**** ..
, ربت على رأسها هامساً: وأنتي يا نور وحشتيني ..
, هتف كرم وهو يقترب منه ويُلقي بنفسه عليه يعانقه بشدة: وحشتني يا سيفوو متعملش بيا كده تاني الدنيا ضلمة من غيرك ياحبيبي ..
, صرخ سيف بألم: يا حيوان ابعد أنت هتقتلني ؟!
, انتفض كرم يبتعد وهو يتحسّس صدره بقلق: آسف آسف مقصدتش قولي بيوجعك فين ؟
, سيف بملل: وسّع كده ياعم قطعت نفسي ..
, فُتح الباب في تلك اللحظة ليهتف أمير بسعادة: كيفَ حالك أيها المطعون ؟
, ضحك الجميع ليهتف سيف بألم وضحك: بس يا حيوان متضّحكنيش ..
, اقترب منه يسلم عليه هاتفاً: خوفتنا عليك يا سيفوو عامل إيه ؟
, سيف: كويس ..
, اقترب أدهم يجلس بجانبه هاتفاً: بالراحة عليه يا جماعة مش كده ..
, التفت سيف نحوه هاتفاً: أدهم وحشتني ..
, ابتسم يُربت على كتفه بحنان: وأنت كمان وحشتني يا سيف .. قولي عامل إيه في حاجة بتوجعك ؟
, سيف: دلوقتي لأ ولو وجعتني متجيبوش الدكتور الغبي اللي كان هنا قبل شوية صوته مش حلو ..
, ابتسم أدهم يومئ برأسه : خلاص نغيّره عشانك .. دخلت ليلى هي ووالدتها ليندفع حمزة نحو سيف هاتفاً: سيفوو ليلى بتقول أنك فوقت وأنك بطل ..
, سيف بسعادة: أدهم الحق مراتك بتتغزل بيا ..
, ضحكت ليلى واقتربت منه تسلّم عليه هي ووالدتها هاتفة: قول أنك مسمعتش الكلمة دي بحياتك قومت فاكرني بعاكسك ..
, حاول سيف النهوض بألم ليُساعده أدهم فيرفع جذعه قليلاً ويتّكئ على الوسائد خلفه .. الجميع تجمّع حوله بسعادة لعودته إليهم ..
, اقترب سيف برأسه ليكتئ فوق كتف أدهم الذي حاوطه بذراعه بحنان فيما كانت مروة جالسة بجانبه من الناحية الأخرى تنظر إليه بصمت غريب ..
, دخل مصطفى بعدما سمع بأنه استفاق ليجده جالساً في سريره يبتسم بخفة ، اتسعت ابتسامته براحة هاتفاً وهو يقترب منه: الحمد**** على سلامتك يا سيف ..
, التفت سيف نحوه لتفتر ابتسامته قليلاً وهو يتذكر كلمات مروة له .. همس بخفوت: **** يسلمك ..
, اقترب مصطفى بهدوء وانحنى يقبل جبينه هامساً: عامل إيه ؟
, ابتلع سيف ريقه هامساً: كويس ..
, شدّد أدهم من احتضانه حالما شعر بتوتره ليهتف سيف ناظراً لمصطفى الذي يقف قرب سريره: متشكر يا مصطفى ع اللي عملته معانا ..
, مصطفى بابتسامة: مفيش شكر بينا يا سيف أنت أخويا .. بالعكس أنا معملتش حاجة كان المفروض أجي قبل كده ومسمحش لحد يقرّب منك ..
, رمش بعينيه ناظراً نحو مصطفى الذي ينظر إليه بحنان غريب عليه .. أومأ برأسه بصمت متجنباً نظرات مروة التي ترمقه بها وهي صامتة ..
, هتف أدهم بهدوء: يلّا يا جماعة المهم اتطمنا عليه مفيش لازمة لقعدتكم هنا دلوقتي ..
, والد كرم: إيه اللي بتقوله ده ، سيف زي ابني ..
, أدهم: عارف ياحاج بس كفاية معطلين أعمالكوا كده هو الحمد**** بقى كويس .. وبعدين لازم نسيبه مع خطيبته شوية حرام مش كفاية قاعدين على قلبهم كده ..
, ابتسم والد كرم ليخرج هو وزوجته وتبعهم الآخرون واحداً تلو الآخر .. ليبقى أدهم أخيراً مع مروة بجانبه ..
, انحنى أدهم يقبل جبينه هامساً: أنا هبقى برا وأرجعلك بعد شوية ..
, أومأ سيف برأسه بصمت وقد لاحظ أدهم نظراته نحوه وكأنه لا يريد منه الخروج وتركه بمفرده مع مروة ..
, خرج مُغلقاً الباب ورائه زافراً بضيق ، همست ليلى: مالك ؟
, أدهم بهدوء: وضع سيف ومروة مش عاجبني ..
, ليلى بخفوت: أنت كمان لاحظت ده ؟
, أومأ برأسه: أنا عارف سيف بفكر في إيه ..
, ربتت على كتفه هامسة: إن شاء **** خير ..
, التفتت مروة إلى سيف الذي ينظر أمامه بصمت .. همست قائلة: مالك يا سيف ؟
, أجابها بدون أن ينظر إليها: مفيش أنا كويس ..
, مروة بهدوء: أمال بتتجاهلني ليه ؟
, التفت إليها يرمقها بنظرات غريبة ثم زفر بضيق مُشيحاً بوجهه عنها .. هتفت به: قولّي بتفكر في إييه ؟
, سيف: مروة أرجوكي٣ نقطة
, قاطعته بهتاف وقد تشكّلت دموع في عينيها: أرجوك أنت ، ليه بتعمل بيا كده ؟ أنا كنت هموت من خوفي عليك لو حصلّك حاجة أنا كنت قتلت نفسي .. أنا مصدّقتش إنك رجعتلي عايز تبعدني عنك ليه ؟!
, سيف بألم: لأني مقدرتش أحميكي .. أنا مقدرتش أنقذك ولو مصطفى مجاش كنتي دلوقتي٦ نقطة صمت يُغمض عينيه بشدة لتمدّ يدها تدير وجهه نحوها هاتفة بدموع: أمال إيه اللي على وشك ده ؟ كل الجروح اللي بجسمك اللي كنت هتموت بسببها دي إيه ؟ مش كنت بتحميني وبتنقذني ؟ لو أنت استسلمت من البداية كان ممكن تقول كده بس أنت بقيت لآخر نفس بيك .. متحمّلش نفسك الذنب يا سيف ..
, أبعد رأسه عن يدها هاتفاً بوجع: وأنا مش قادر أنسى ده ، أنا فشلت إني أحميكي أنا تخلّيت عنك وسيبتك بين إيديه وياعالم كان هيحصلك إيه .. أنا مستاهلش أكون معاكي٣ نقطة
, قاطعته هاتفة: متقولش كده يا سيف ، مش عايزة أسمع الكلام ده تاني فاهمني ؟!
, أغمض عينيه متذكّراً صورتها الأخيرة وهي بين يدي تامر الذي يُحاول الإعتداء عليها بحقد وهو قد فقد وعيه وتركها .. نفى برأسه هاتفاً: كفاية يا مروة أنا جوايا بيتحرق .. حاسس نفسي ضعيف وصغير .. مش قادر أنسى ده مش قادر ..
, صرخت به وهي تبكي: يعني إييه كلامك ده هااا قولي ؟ عاوز تسيبني ؟ كده بتكون قوي يعني ؟ عاوز تسيبني لحد غيرك ؟
, نظر نحوها بعينين متّسعتين وقد دمعتا نافياً برأسه لتهتف: أنت كلامك معناه كده ، عايز تبعدني عنك لييه ، كده هتقدر تنسى ؟ طب أنا ليه معملتش زيك ؟
, نهضت واقفة وهي تصرخ به: أنا كنت عاوزة أسيبك وأبعد عنة ، كل اللي حصلّي وحصلك بسببي أنا ، تامر كان بينتقم مني ومنك عشان ساعدتني ودافعت عني .. يعني أنا السبب .. ليه مبعدتش عنك زي م بتحاول تعمل أنت دلوقتي ؟ جاوبني لييه ؟
, سيف بألم: خلاص يا مروة ..
, مروة: لأ مش خلاص ، أنا مبعدتش عشان بحبك ، عشان حياتي ملهاش معنى بعيد عنك .. أنت دلوقتي عايز تبعد ؟ أنت قادر على ده ؟ قادر تعيش من غيري ؟
, ازدادت أنفاسه وبدأت تخرج بصعوبة ليهتف: وأنا مقدرتش أحميكي فايدتي إييه إني أكون معاكي ..؟
, وقفت تتنفّس بسرعة ودموعها تنزل بألم لتهتف: مش هرد عليك ياسيف ، بس لازم تعرف إن كلامك ده جرحني ، أنت عايز تتخلى عني بس أنا مش هسمحلك .. بس لو قولت الكلام ده تاني أو فكرت بيه مش هسامحك أبداً سامعني ؟؟
, أشاح بوجهه عنها بألم وهو يشعر بوجع بدأ بالتسلل لجسده لتستدير خارجة من الغرفة بسرعة ، وجدت أمامها أدهم وليلى اللذين ينظران إليها بترقب ، أشاحت بوجهها المليء بالدموع وانطلقت مسرعة من أمامهم لتلحق بها ليلى سريعاً ٣ نقطة
, دخل أدهم إلى الغرفة ليجد سيف بحالة عصبية وهو يضغط على جرحه بألم .. هتف بقلق: مالك يا سيف أنت كويس ؟
, سيف بقهر: مفيش أنا كويس .. كويس أوووي محدش يسألني السؤال ده تاني ..
, نظر نحو إبرة المحلول المعلّقة بيده وفجأة صدح في عقله صوت بكاء *** صغير ، وتتابعت بعده بسرعة تلك الصور التي رآها أثناء غيبوبته .. تنفس بارتجاف ومد يده ينزع اللاصقة بشدة صارخاً: مين اللي جاب دي هناا مش عايزها ..
, اقترب أدهم يمنعه من إخراجها: إهدا ياسيف شوية مينفعش اللي بتعمله ده ..
, تابع سيف إخراج الإبرة بغضب: مش عايزهاا ابعدها عني ، أنا عايز أخرج من هنا حالاً ..
, تنهد أدهم هاتفاً بهدوء: هتخرج إهدا أنت بس وأنا هخرجك متقلقش ..
, نظر له بعينين دامعتين ليقترب أدهم منه يحتضنه هاتفاً: ليه بتعمل كده يا سيف ؟ ليه بتعذب نفسك وبتعذبها معاك ..؟!
, ابتلع ريقه شاعراً بألمه يزداد هامساً: مقدرتش أنقذها يا أدهم ، م مقدرتش ..
, أدهم: بس هي كويسة ، أنت كنت هتموت عشانها ده مش كفاية ؟ أنت وقّفت قلوبنا من خوفنا عليك ومروة كانت حالتها صعبة متزيدهاش عليها ، أنت بالشكل ده بتئذيها أكتر من اللي حصلها قبل متغلطش كده حرام ..
, ابتعد عنه يمسح دموعه ليُلاحظ ملامحه المنكمشة من الألم ، هتف بسرعة وهو يعدّل من جسده ليعود لاستلقائه: هروح أنادي الدكتور عشان يديك مسكن ..
, سيف بضعف: مش الدكتور ..
, ابتسم أدهم بخفوت: خلاص الممرضة ..
, ثم اقترب يمسك إبرة المحلول ليعود ويحاول أن يثبّتها هامساً: إهدا خالص هحطهالك ..
, نظر إليه بتشتت وهو يعيدها له وتلك الصور مازالت تتردد في رأسه بجنون ..
, خرج أدهم مسرعاً ليعود بسرعة مع الممرضة التي وضعت في المحلول مسكن ليسري في جسده ويبدأ في إغماض عينيه ببطء ..
, عادت ليلى وهي تجذب مروة من ذراعها هامسة: تعالي بقا هو مجنون متتجننيش زيه خليكي عاقلة ..
, رفع أدهم نظره إليهم مبتسماً بخفوت لتقترب مروة بهدوء وتجلس قرب سيف من الناحية الأخرى ..
, همس أدهم: لسا منامش ..
, أمسكت مروة بيده هاتفة: سيف ؟
, فتح عينيه ناظراً إليها بصمت وندم لتبتسم بخفوت هامسة: مس هسيبك فاهمني ؟
, ابتسم إليها بصمت وعاد لإغماض عينيه بهدوء غارقاً في النوم ..
, هتف أدهم: مصطفى فين ؟
, ليلى: قبل شوية مشي قال هيرجع الفيلا ..
, أومأ برأسه بصمت لينهض يجذبها من يدها يخرجها من الغرفة ، هتفت به: فيه إيه ؟
, أدهم: مصطفى هيجيب أمه تعيش معاه ..
, رفعت حاجبيها بتفاجؤ لتهتف: إيمتى ؟
, أدهم: مش عارف .. بس هو مقالش لحد غيري ..
, ليلى: يعني ماما لسا متعرفش ؟
, هز رأسه نفياً لتهتف: يبقى لازم تقولها .. هي لازم تعرف متنساش إن دي الست اللي جوزها خانها معاها ، أنا متأكدة إنها مش هتعترض على وجودها بس برضه لازم يكون عندها علم في ده ..
, أومأ برأسه هاتفاً: يبقى تعالي نروح الفيلا دلوقتي ، هقولها هناك ونرتاح شوية ونرجع نيجي المسا سيبي مروة مع سيف دلوقتي ..
, هزت رأسها بصمت لتمسك بيده تسير معه خارج المستشفى .. ما إن دخل سيارته حتى رن هاتفه ليُجيب سريعاً: إيه اللي حصل ؟
, ابتسم بعدها بعينين لامعتين هاتفاً: هو فين دلوقتي ؟١٠ نقطة تمام يبقى ابعتوله هدية إفلاسه خلّيه يستلمها ويتسلّا بيها شوية ..
, أغلق الهاتف بابتسامة غريبة لتهتف ليلى: فيه إيه مين ده ؟
, ابتسم ناظراً نحوها: أبوه لتامر أعلن إفلاسه خلاص ..
, رمشت بعينيها هاتفة بقلق: وهدية إفلاسه إيه دي ؟
, توسعت ابتسامته أكثر ليتحرّك بسيارته ناظراً أمامه بصمت ..
, في مكان آخر ..
, خرج من شركته بعدما سرّح جميع العاملين فيها بعدما تلقّى إنذاراً من البنك بالحجز عليها ..
, أرخى ربطة عنقه بحنق واختناق وقد حاول التواصل مع من يعرفهم ولكن لايعلم لمَ لا أجد يُجيب ..
, بل يعلم ، الجميع تخلّى عنه الآن وقد علموا بأن أمره سيكشف قريباً ولا يُريدون أن يتورّطوا معه ..
, صوت رسالة وصلته على هاتفه أخرجه من شروده ليفتحها بضيق .. تجمّد الدم في عروقه حالما رأى محتواها واحتقن وجهه بغضب قاتل .. « مراتك هي وشريكك بيتفقوا عليك من زمااان وأنت مختوم على قفاك .. روح لبيتك دلوقتي وهتشوف بنفسك »
, ابتلع ريقه ضاغطاً على الهاتف بشدة ليُدير محرّك سيارته منطلقاً فيها بجنون ..
, وصل سريعاً إلى فيلته ليدخلها بسرعة شديدة .. صعد رجات السلالم متجهاً نحو غرفته .. توقّف خارجاً قرب الباب ليستمع لضحكات مرتفعة خليعة بصوت زوجته .. ازداد احتقان وجهه وهو يُدخل يده في حزامه مُخرجاً سلاحه الذي دائماً يرافقه .. أمسكه بيده بإحكام وهو يستمع لصوتها تهتف: قولي بقا الفلوس اللي أخدتها منه مش هيبقالي نسبة منها ولّا إيه ؟
, جاءه صوت رجل عرفه سريعاً وهو يُجيبها: طبعاً ياقلبي مش كفاية كل الأيام دي اللي بتساعديني بيها ؟ ده إحنا شركاء برضه .. ضحك متابعاً: دلوقتي هتلاقيه بيعلن إفلاسه وأملاكه كلها هيتحجز عليها ..
, زوجته: يبقى لازم أخرج من هنا قبل م يرجع وهرفع عليه دعوى خلع أصل معدش يلزمني بعد كده ولّا أنت إيه رأيك ؟
, لم يتحمّل أن يصبر أكثر ليقتحم الغرفة رافعاً سلاحه يصوّبه نحوهم بجنون لتصرخ المرأة برعب تحيط غطاء السرير على جسدها وينتفض الرجل من السرير: إهدا إهدا يا عادل أن٤ نقطة
, صرخ به: متتحركش .. أنت ؟ أنت يا فيصل تخوني ؟ مش كفاية لميتك من الشارع من الزبالة اللي كنت عايش بيها وعملت منك بني آدم بعد كل ده تخوني مع مراني في نص بيتي ؟ و**** لاقتلك يا ٣ العلامة النجمية
, صرخت زوجته برعب: لأ لأ يا عادل عشان خاطري إهدا وأنا هشرحلك ..
, صرخ بها بجنون: تشرحيلي إيه يا٣ العلامة النجمية وأنا شوفت وسمعت كل حاجة ، بتخونيني مع صاحبي وبتسرقي فلوسي يا٣ العلامة النجمية
, حاولت النهوض بسرعة هاربة من أمامه ليُجنّ جنونه ويعمي غضبه عينيه . وجّه السلاح نحوها لتنطلق منه رصاصة استقرت في قلبها تماماً ..
, جحظت عيني شريكه عندما سقط جسدها أمامه أرضاً وارتجف يُحاول تهدأته والإبتعاد عنه ليصرخ به عادل: وأنت يا٣ العلامة النجمية فاكرني هسيبك .. ؟
, اندفع نحوه صديقه بجنون يُحاول إمساك السلاح من يده وإبعاده عن مرمى جسده ، ولكن غضب الآخر وصدمته جعلته أقوى وأشرس ليدفعه بعنف مُطلقاً أكثر من رصاصة لتستقرّ جميعها في جسد صديقه ..
, سقط أرضاً تحت قدميه جاحظاً عينيه والدماء تخرج من فمه وجراحه تنزف .. أغلق عينيه أخيراً لتخرج روحه ويبقى أمامه جثة هامدة ..
, وقف عادل مكانه بصدمة مما فعله .. جنونه وغضبه أعماه تماماً .. سمع شهقات وصراخ الخدم من خلفه مع هروبهم خارج الفيلا بهلع .. ارتجف جسده وألقى سلاحه أرضاً بفزع .. ليستدير راكضاً للخارج بجنون ، استقلّ سيارته بسرعة هادئة يهرب من هذا المكان ..
, نظر حوله بتشتّت وأطرافه ترتجف خوفاً ، داس على الوقود ليُسرع بجنون وأمامه تتشكّل صور مليئة بدماء حمراء قاتمة .. صرخ يضرب المقود أمامه يُحاول إبعاد الصور من رأسه ولكنها أبت ذلك ..
, أصوات أبواق سيارات صاخبة تصدح في أذنيه ، صراخ وشتائم يتلقّاها ممّن حوله وهو يشعر بنفسه بغير عالمه .. أدار المقود بقوة محاولاً تفادي سيارات فجأة تكاثرت أمامه وهو غير واعٍ ماهو به ..
, احتكّت إطارات سيارته بالإسفلت بصوت حاد لتُخلّف خلفها موجة من دخان كثيف وتنقلب عدة مرات بعنف تعالى صراخه هلعاً وألماً عدة لحظات ليختفي بعدها كل شيء ويحلّ الصمت تماماً ..
, تجمّعت سيارات كثيرة حول سيارته المقلوبة يحاولون إخراجه من داخلها ، ولكن صرخ أحدهم بهلع: العربية هتنفجر محدش يقرب ..
, هرع الجميع مبتعدين عنها وما هي إلا لحظات قليلة ليدوي صوت انفجار كبير هزّ الأرجاء بعنف واندلعت النيران في تلك السيارة لم يقدر أحد على إطفائها ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, دخل يدفع أمامه كرسيّها المتحرّك بهدوء .. توقف في منتصف الصالة واتجه ليجثو على ركبتيه أمامها يُمسك بيدها هاتفاً: عجبك المكان ؟
, نظرت حولها بهدوء ثم عادت لتنظر إليه هامسة بلسان ثقيل: مش مهم المكان ، طالما أنت معايا أنا مش عايزة أكتر من كده ..
, ابتسم هاتفاً: أنا قاعد هنا ، وأنتي هتفضلي معايا هنا برضه ..
, مسحت على شعره بحنان هامسة: مش مصدقة يا مصطفى إني معاك من غير م حد يئذينا .. الحمد**** أنا فرحانة أووي ..
, أومأ برأسه ونهض مقبّلاً جبينها: وأنا فرحان أووي يا أمي ..
, التمعت عيناها بالدموع وهي تنظر إليه ، عدل ملابسه هاتفاً: المنرضة هنا لو عوزتي أي حاجة اطلبيها منها ، ارتاحي شوية أنا هروح ساعتين كده وارجعلك ..
, رقية: هترجع المستشفى مش كده ؟
, أومأ برأسه إيجاباً: أيوه عايز أقعد مع سيف شوية هو فاق النهاردة وبقى كويس ..
, ابتسمت قائلة: نفسي أشوف سيف ده اللي مجننك كده ، معرفش غير أدهم بس ، أما نور وسيف مشوفتهومش أبداً ..
, ابتسم هاتفاً: هتشوفيهم قريب ، أنتي هتبقي واحدة مننا وهما مش هيعترضوا أنا واثق ..
, تنهّدت بحرارة تتمنّى ذلك من أعماق قلبها .. نظرت حولها تتمعّن في المكان ومصطفى يُكلّم الممرضة التي أتت معهم ويوصيها عليها .. لقد بقيت حبيسة قصر كامل لسنوات طويلة مؤلمة وخانقة وها هي الآن قد تحرّرت منه أخيراً .. كم أضاعت سنوات من عمرها وهي بعيدة عن ابنها غير قادرة حتى على الدفاع عن نفسها أو الإعتذار .. الآن هي حرّة وقد عاد لها ولدها الذي ظنّت بأنها خسرته ، بعيداً عن كامل وبعيداً عن كل من يؤذيهم ..
, ودّعها مصطفى خارجاً من الملحق ، فتح الباب ليتفاجأ أمامه بجمانة واقفة وقربها أدهم وليلى ..
, نظر نحو أدهم باستغراب ليهتف الآخر: جيبتها مش كده ؟
, أومأ برأسه بصمت ليهتف أدهم: أنا قولت لماما دلوقتي ..
, نقل نظره نحو جمانة الجامدة ليهتف بخفوت: لو مش عايزاها تقعد هنا أنا ه٣ نقطة
, قاطعته هاتفة: لو مش عايزاها كده هكون مش عايزة سعادة ابني وأنا معملش كده يا مصطفى ..
, صمتت قليلاً هامسة: هي فين ؟
, مصطفى: جوا ومعاها الممرضة ..
, دهلت بخطوات بطيئة لتقف على باب الصالة ناظرة نحو تلك المرأة التي تبدو أكبر منها بشعرها الأبيض وملامحها المتعبة وتجاعيدها الكثيرة .. التفتت رقية تنظر نحو تلك المرأة التي تُتابعها بصمت لتتسع عينيها سريعاً حالما عرفتها. ..
, جمانة بهدوء: أكيد عرفتيني يا رقية مش كده ؟
, ارتجف جسد رقية بهلع وهي تتذكر الماضي وصوره تتتابع أمام عينيها .. نظرت إليها خائفة من أن تطردها خارجاً وتُبعدها عن ولدها بعدما تحسّنت علاقتهم ، مثلما هي أبعدت عنها زوجها قديماً وساهمت في دمارهم ..
, همست جمانة وكأنها قرأت أفكارها: متخافيش ، أنا مش قذرة زيك ولا قلبي قاسي كده .. أنتي أمّ مصطفى وهو بيحبك وعايزك تفضلي معاه وأنا مش هقف بطريق سعادته أبداً ..
, ابتلعت رقية ريقها ناظرة نحوها بتردد لتهمس بتقطع: ج جمانة أأانا..
, هتفت جمانة: متقوليش حاجة ، أنا مش عايزة أسمع منك حاجة أبداً .. المهم إن أبنك سامحك مفيش داعي حد تاني يسامحك .. أنتي هتفضلي هنا معززة وأي حاجة عاوزاها هتجيلك ، بس ياريت مشوفش وشك قودامي نهائي لأني مش هضمن ردة فعلي وقتها .. متخلينيش أئذي مصطفى برفضي ليكي يا رقية ، خليكي معاه وخليه هو معايا بس ابعدي عني وعن ولادي سامعة ؟
, أومأت رقية برأسها سريعاً لتستدير جمانة خارجة من المكان بقلب متألم ، لم تكن هكذا أبداً ولكن مازالت كرامة الأنثى الجريحة داخلها تؤلمها بشدة .. خيانة زوجها لها مهما كانت مواصفاته ومهما كانت تكرهه آلمتها ، ذهابه إلى إمرأة أخرى ليتمتّع داخل أحضانها تاركها هي وأولادها في ابظلم والفقر والحاجة ما زالت تضغط على قلبها وتوجعه ..
, خرجت مُحاولة الكلام بطبيعية وهي تلمح نظرات مصطفى القلقة والمتوترة ، اقتربت منه تُحيط وجهه بيديها هامسة: إيه كنت فاكرني هرفضها ؟ أنت تعرف عني كده ؟
, أمسك يديها بين يديه يقبّلها هامساً: أنا معرفش غير إن قلبك كبير وبيسع الكل حتى اللي أذوكي وظلموكي ..
, جمانة بتأثر: وأنا هفضل كده زي م بتعرفني .. خليها هنا أهلاً بيها ..
, ابتسم وانحنى يقبل جبينها بامتنان .. هتف أدهم بجانبه: أنت هتروح المستشفى ؟
, أومأ برأسه قائلاً: أيوه هروح اقعد مع سيف شوية ده لو سمحلي حضرته ..
, ضحكت جمانة هاتفة: متقلقش هيسمحلك ده لأنه بقا عصبي وعاوز مين يطالع عصبيته عليه ..
, ابتسم هاتفاً: عاوزين حاجة ؟
, جمانة : خلي بالك من نفسك ومن سيف يابني **** معاك ..
, ذهب من أمامهم لتتجه جمانة إلى الفيلا هاتفة: تعالي يا ليلى هعمل شوربة خفيفة لسيف عشان ياكلها زي م قال الدكتور ..
, ليلى: أيوه هاجي حالاً ..
, راقبت أدهم الذي ابتعد عنها يُجيب على هاتفه ، لترى ابتسامتهاط ولمعة عينيه المنتصرة .. اقتربت منه بعدما أنهى اتصاله هاتفة: ممكن أعرف فيه إيه ؟!
, التفت نحوها بابتسامة مجيباً بلهجة متوعدة: تامر وقع بين إيديا ..
, ليلى: بجد ؟ لاقوه فين ؟
, أدهم: كان مستخبي عند واحد بيهرّب ناس بطرق غير قانونية برا البلد .. ولاقوه قلل م يقدر يعمل حاجة ..
, جذبها من يدها يتجه معها نحو الفيلا وعيناه تلمعان بنصر وإصرار ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, وصل مصطفى إلى المستشفى ، ليتّجه سريعاً نحو غرفة سيف .. ما إن اقترب حتى استمع لصراخ يخرج منها ، ركض مسرعاً ودخل الغرفة ليجد الطبيب يقف بغضب مع الممرّضة قرب سريره وسيف يرمقه بنظرات مشتعلة ..
, مصطفى بلهفة: فيه إيه ؟
, التفت الدكتور إليه هاتفاً: السيد سيف عايز يشرب قهوة دلوقتي تخيّل ؟!
, سيف بغضب: م أشرب ولّا أتزفّت أنت بتدفع من جيبة أبوك يا جدع أنت ؟
, الدكتور بغضب: بص بقولي إيه ؟ أنا بتكلّم عشان صحّتك ، أنت لسا خارج من عملية كنت هتموت بسببها ، أنت لسا مستوعبتش معنى إن معدتك معدتش زي م كانت قبل ، تم استئصال جزء منها لو هتفضل على حالتك دي هتوصل ليوم نستئصلها كلها ..
, سيف: هو على مزاج أبوك يعني ؟ أنت مالك أنا مطلبتش منك حاجة .. قومي يا مروة هاتيلي قهوة حالاً ..
, نظرت مروۃ نحو الدكتور بتردد ليهتف: يا آنسة القهوة أكتر شيء ممكن يضرّه أصلاً ، إذا هو مش عارف مصلحته فين متكونوش زيه ..
, اقترب مصطفى هاتفاً: خلاص ياسيف إهدا ممكن تشرب حاجة تانية غير القهوة ..
, نظر نحوه سيف بغضب ليهتف الدكتور: حالياً مينفعش أي نوع من المشروبات خالص .. مية دافية لو عايز ..
, انفعل سيف من جديد مُشيراً نحوه وهو ينظر لمصطفى: أهوو شوفت ؟ شوفت ده باين أنه قاصدها ، عايز يموّتني من الجوع والعطش .. أنت يا جدع أنت متأكد أنك دكتور ولّا بيّاع سمك ؟
, مصطفى: دكتور معقول مفيش غير ماية ؟
, الدكتور بنفاذ صبر: حضرتك أنا قدّمتلكوا قائمة بالنظام الغذائي اللي لازم يمشي عليه ، ولو عايزين اسألوا الأخصائي هبعتهولك كمان شوية .. السيد سيف لسا خارج من العملية وجرحه ملتأمش وأي أكل أو مشروب غلط ممكن يأدّي لكارثة ..
, سيف: وأنت مالك ، أنا أهو كويس ومش حاسس بحاجة ولّا عاوز تمارس مهنتك دي اللي مش فالح بيها على حسابي ؟
, نظر نحوه الدكتور بغيظ: و**** حضرتك مش حاسس بحاجة علشان المسكّنات اللي أديتهالك قبل شوية ، إبقی وريني نفسك أما يخلص مفعولهم ..
, حكّ مصطفى رأسه بحيرة ليهتف أخيراً: خلاص يا دكتور متشكّرين ليك تقدر تتفضّل ..
, ألقى عليهم نظرة محتقنة واتجه خارج الغرفة وسيف يهتف: وياريت متورينيش خلقة أهلك دي تاني ، أصلاً شوفتك دي هي اللي هتخلّيني أستئصل معدتي كلّها مش القهوة ..
, صفع الدكتور الباب خلفه بعنف هائل لتهرول الممرضة تتبعه بصمت .. ألقى سيف نظرة حارقة نحو مصطفى الذي يرمقه بهدوء ..هتف به: خير أنت التاني ؟
, تحمحم مصطفى بخفوت: مساء الخير ..
, سيف: مساء الشهرة ..
, انفجرت مروة ضاحكة بجنون ، لينظر إليها مصطفى باستغراب لحظات قبل أن يهز رأسه بعدما فهم مقصده ..
, اقترب منه ليجلس قربه هاتفاً: عامل إيه ؟
, سيف: م تبطلوا بقا تسألوني السؤال ده يعني ملكوش عينين تشوفوا عامل يه ؟ عامل محشي تاكل ؟
, مصطفى: لأ متشكّر أكلت في البيت ..
, انتفض سيف معدلاً جلسته ليصرخ فجأة بألم هائل .. نهض مصطفى بلهفة يُحاول مساعدته وتعديل جلسته وسيف يهتف: محشي ؟ عاملين محشي وأنا مش موجود ؟
, مصطفى بسرعة: لأاا أنا كنت بهزر بس ..
, سيف بشك: أمال أكلتوا إيه ؟
, مصطفى: أكلنااا .. أنا مأكلتش حاجة أصل مفيش في البيت غير جبنة ..
, عدّل سيف من رأسه فوق الوسادة هاتفاً براحة: كويس ، كويس ..
, ابتسمت مروة ونهضت هاتفة: أنا هخرج أشم شوية هوا وراجعة مش هتأخر ..
, خرجت من الغرفة ليلتفت مصطفى ناظراً لسيف الذي غرق في شروده فجأة .. ربت على كتفه: روحت فين ؟
, التفت سيف نحوه بصمت ، قال بعد لحظات: أنت عرفت إزاي مكانا يا مصطفى ؟
, زفر مصطفى هاتفاً: أنا كنت عارف إن تامر هينتقم وحذّرتك من ده ، كنت بحاول أعرف منه بس هو الظاهر إنه كشفني وماقليش الحقيقة ، بنفس اليوم ناريمان جت الفيلا وطلبت تقابلني ، أدتني العنوان وقالتلي إن تامر عايز يقتلك .. روحت أنا والرجالة هناك لقيتك فاقد الوعي وبعدها انت عرفت اللي حصل ..
, ابتلع سيف ريقه مقطباً حاجبيه: ناريمان وديتوها فين ؟
, مصطفى: مش عارف أدهم قالهم ياخدوها فين ..
, أومأ برأسه بصمت .. ليعود ويلتفت إليه بعد لحظات هامساً: شكراً يا مصطفى ..
, ابتسم مصطفى هاتفاً: أنت ملاحظ إن دي تاني مرة تشكرني بيها ؟ سبحان مغيّر الأحوال بقت الكلمة دي سهلة عليك أووي ..
, ابتسم سيف بخفوت ليهتف مصطفى بصدق لمع في عينيه: أنا عشانك بعمل أي حاجة يا سيف ، أنا بديكوا روحي لو أنتوا طلبتوها صدقني .. أنتوا أخواتي اللي مصدقتش إني بقيت معاهم وبينهم ..
, لمْ يُجبه سيف أو ربما لم يعرف بما يجيبه ، صمت ناظراً أمامه ليهتف بعدها بانزعاج ونحيب: أنا همووت ..
, انتفض مصطفى ناظراً إليه بخوف: ليه في حاجة بتوجعك أنادي الدكتور ؟
, نفى برأسه هاتفاً: لأ بس أنا مأكلتش حاجة ، عايزين بموّتوني ساعدني ..
, مصطفى: أساعدك إزاي ..؟
, سيف بلهفة: جيبلي حاجة آكلها قول لماما تعملّي طبخة وتجيبهالي هنا ..
, تنهد مصطفى هاتفاً :ماشي خلاص دلوقتي هكلّمها ..
, ابتسم سيف براحة هاتفاً: ومش عايز الدكتور ده يدخل هنا تاني ..
, مصطفى: ماشي ..
, سيف: أنت مش عايز تشرب قهوة ؟ دلوقتي شرّبني معاك بس شوية مش هيأثّر ..
, مصطفى بتردد: خلاص زي م أنت عايز ..
, سيف: افتح الشباك عايزين نستنشق هواء عليل ..
, نهض مصطفى ليفتح النافذة وعاد للجلوس قربه بصمت ..
, سيف: مصطفى ؟
, مصطفى: نعم ؟
, سيف بانزعاج: أدهم فين ؟ سايبني كده بصارع الأعداء لوحدي ؟
, مصطفى بذهول: أعداء إيه ؟
, سيف: كل حاجة وأوّلهم الدكتور الجحش ده ..
, مصطفی: هو في الفيلا بيرتاح شوية وهييجي ..
, سيف: مصطفى ..
, مصطفى: خير ؟
, سيف: عايز أروح الحمام ..
, زفر مصطفى ناهضاً: طب يلّا هساعدك ..
, مدّ سيف يده المعلّق بها المحلول: شيل دي الأول ..
, أخرجها مصطفى من يده بحذر ليضعها جانباً ويهمّ بمساعدته ..
, هتف سيف: لأ خلاص مبقتش عايز ..
, مصطفى: نعم ؟!
, سيف: خلاص كده كويس ..
, نظر مصطفى نحو الإبرة التي أخرجها منه ليزفر بضيق وهو لا يعرف كيف يُعيدها ، خرج مسرعاً ينادي لإحدى الممرضات لتدخل معه وتقترب تُعيد تركيبها .. قبل أن تندلع عاصفة مُتمثّلة بسيف ويبدأ بإلقاء شتائمه وعصبيته فوق رأس المسكينة لتهرول خارج الغرفة باستسلام ..
, وقف مصطفى واضعاً يديه في خصره يرمق سيف بنظرات منزعجة ليهتف الآخر: بتبوصلي كده ليه ؟ اطلع برا مش عايز حد معايا خالص ..
, مصطفى: أنت عارف إن المحلول ده هو اللي مخليك عايش لحد دلوقتي ؟ أنت مش هينفع تاكل حالياً ولا تشرب والمحلول ده ركبوه ليك عشان بعوّض نقص السوائل والأغذية اللي في جسمك يعني هو دلوقتي اللي بغذّيك ..
, سيف: متشكّرين لشرحك المُبسّط ..
, تأفّف مصطفى بضيق مخرجاً هاتفه وهو يتصل بأدهم فهو لوحده لن يستطيع السيطرة عليه حالياً في حالته تلك ..
 
الخمسون

- الحياة فرص🌟
, الأمل لا يموت ، والطرق تتسع لا تضيق
, وأنت وحدك صاحب القرار
, فاختر ما يليق بقلبك ..
, ٣٧ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, التفت ينظر إليه وهو يجلس في الجانب الآخر من السرير ، هتف مصطفى بغيظ: متبوصليش كده ده الدكتور كان هيسيب شغله ويبيع لبن بسببه ..
, ابتسم بخفة ناظراً نحو سيف الذي غرق في النوم بعدما رفض تعليق المحلول لتبدأ جراحه تؤلمه فيضطرّ الطبيب لإعطائه مسكّن من جديد ..
, زفر أدهم هاتفاً: كانت ماما عاملة شوربة ومصرّة تيجي معايا وبعد محايلة قدرت أقنعها تفضل في الفيلا ..
, أومأ مصطفى برأسه بصمت ليهتف بعدها: أدهم ؟؟
, التفت إليه بتساؤل ليتابع مصطفى: هتعمل إيه بيهم ؟
, احتدّت ملامحه بقتامة هامساً: هتسلّا بيهم كل م بكون فاضي أو متعصّب .. ولو عايز أنت كمان تقدر تتسلّا مفيش مشكلة ..
, زفر مصطفى بضيق: تامر عرف إن أبوه وأمه ماتوا ؟
, ابتسم بسخرية: ولو عرف يعني انت فاكره هيتأثر ولّا يزعل عليهم ؟ الحاجة الوحيدة اللي هتأثر بيه هي إن أبوه خسر كل حاجة ومش هيورث منه ولا مليم ..
, مصطفى: وكرم ؟
, أدهم: ماله ؟
, مصطفى: قبل شوية سمعتك بتتكلّم معاه وبتوعده بحاجة .. إيه هي ؟
, تنهد أدهم ناظراً أمامه بصمت .. ثم هتف بشرود: كرم وسيف أصحاب من أما كانوا 7 سنين .. ومن وقتها وهما مع بعض .. كرم معندوش أخوات وعوّض ده بمحبته وقربه لسيف .. وسيف رغم أنه متعلّق بيا جداً ومش بفارقني برضه تعلق بكرم أووي ومبقاش يفارقه ده حتى بصغرهم كنا نفصلهم عن بعض بالعافية وماما رجعت خافت على سيف يتعلق بيه بالطريقة اللي كان متعلق بيا ..
, عاد ليتنهد قائلاً: كرم كان هينتقم لوحده من تامر ، الطريقة اللي كلّمني بيها ولمعة عينيه كانت بتقول أنه مش هيتراجع ، هو صح ساكت بس عمال يخطط إزاي هينتقم منهم ويلاقيهم ، وأنا عشان هديه وميتورّطش بحاجة وعدته إني هساعده ..
, حلّ الصمت عليهم بعدها لحظات طويلة ليهتف أدهم: مش هترجع البيت بقا ؟ مينفعش تسيب مامتك لوحدها هي لسا متعودتش على المكان ..
, نظر نحوه مصطفى بتردد قبل أن يومئ برأسه بصمت ، لا يعلم هل تقبّلها أدهم فعلاً أم لأ ، أم أنه يُخطط لمعرفة منها ما كان يريده من قبل ..
, فتح سيف عينيه ليجد أدهم ومصطفى بجانبه هتف فجأة بخفوت: أدهمم مصطفى الكلب مجبليش أكل ..
, انتبه الإثنين عليه ليهتف أدهم: أنت كويس ؟
, سيف بخفوت: جعان ..
, حكّ مصطفى مؤخرة رأسه هامساً: إحم يبقى أنا هروح البيت عاوزين حاجة ؟
, سيف بلهفة: جيبتلي الطبخة اللي ماما عملتهالي ؟
, نظر مصطفى نحو أدهم: هااا .. أيوه أيوه أدهم جابها ..
, التفت سيف نحو أدهم بابتسامة وهو يُحاول تعديل جلسته: بجد طب ساعدني عشان أقعد ..
, ساعده أدهم في تعديل جلسته متكئاً على الوسائد خلفه .. ليهتف مصطفى: يبقى أنا هروح إديه الطبخة يا أدهم يلا هو جعان .. سلام ..
, نظر نحوه أدهم بغيظ ليهتف سيف: رايح فين خلاص تعال هسمحلك تاكل معايا ..
, مصطفى بسرعة: لا لااا أنا مش جعان طعمي أدهم لو عايز ..
, أدهم بغيظ: أقعد يا مصطفى مينفعش سيف مريض لازم تسمع كلامه ..
, مسح وجهه بتوتر ليلتفت سيف نحو أدهم: فين الطبخة قولي بقا ماما عملتلي إيه ؟
, رفع أدهم نظره لمصطفى الذي يبتسم له بتوتر ليُخرج من جانبه إحدى العلب التي تحتوي شوربة خفيفة كان قد نصحهم الطبيب بها ..
, فتحها أمامه ومدّها له وهو يبتسم ببلاهة .. رمش سيف بعينيه ناظراً نحو الشوربة شزراً لينسلّ مصطفى بخفة وتسلّل خارجاً من الغرفة ..
, هتف سيف بغضب: إيه ده ؟
, أدهم بهدوء: شوربة ، الدكتور قال دي هتفيدك مينفعش تاكل غيرها ..
, تنفّس بغضب لتؤلمه أضلاعه هاتفاً: أنتوا كمان هتعملوا زي الدكتور ؟ أنتوا هتموّتوني ؟
, أدهم بخفوت: إهدا يا سيف ده مش كلام من عندي ولا من عنده ، لو أكلت حاجة تانية هتضرك وتتوجع كول دي دلوقتي وبعد..
, قاطعه صارخاً بقهر: مش عايز إبعدها عني مش هاكل حاجة وسيبوني أمووت من الجوع ..
, أدهم بحدة: سييف صوتك ميعلاش عليا وهتاكل يعني هتاكل حالتك مش لعبة تقدر تتصرّف على مزاجك ..
, سيف بعصبية: وأنا قولت مش عايز ومش هاكل حاجة أنا عارف أنتوا عايزيني أموت محدش مهتم بيا أنتوا تاكلوا محشي وأنا شوربة ..
, أدهم: مين اللي قالك إننا أكلنا محشي إهدا يا سيف العصبية مش مناسبة ليك ..
, سيف بغضب: ملكش دعوة دلوقتي بقيت مهتم ؟ أطلع برا أنا هجيب أكل بنفسي مش محتاج حد ..
, زفر أدهم بضيق: يا سيف يا حبيبي بلاش تصرفات عيال ، ا..
, سيف بنرفزة: عيل أيوه أنا عيل بس مش هتضحكوا عليا وتطعموني الأكل ده .. أنا عايز أخرج من هنا ..
, أدهم: مش هتقدر لبكرا هشوف الدكتور لو ينفع يكتبلك على خروج ..
, سيف بانفعال: وأنت مالك ولّا الدكتور ماله أنا عارف نفسي عايز أخرج ولّا أنتوا مصدقتوش حصلي كده وعايزين تنتقموا مني ..؟ أه صح آسفين يا باشا بوظنالك شهر العسل بتاعك ..
, رفع حاجبيه بذهول: سيف إيه اللي بتقوله ده يا غبي أنت فاكرني زعلان على ده ..؟
, سيف بقهر: أيوه أمال إيه كنت عايز تسافر ومسألتش عن حد أبداً ، حتى مكلّمتنيش ولا مرة واحدة .. متشكر ليك لجيتك هنا تقدر ترجع أنت والمدام بتاعك ..
, زفر أدهم هاتفاً: سيف أنا كنت سايبكوا ومتطمّن عليكوا وكنت بكلّم ماما كل يوم وبسأل عنكوا .. وبدل م تقول إني جيت وكنت هموت من خوفي عليك عمال تتهمني إني مزعوج عشان بوظتلي شهر العسل أنت فعلاً معندكش ددمم ..
, سيف بغضب: أنت اللي معندكش ددمم واطلع من هنا يلّا الحقه للحيوان اللي خرج قبل شوية أنا مش عايز حد معايا ..
, أغمض أدهم عينيه متنفساً بغضب مكبوت: إيه رأيك تتعدل شوية بكلامك ؟ وكلام عن مصطفى بالطريقة دي مش عايز أسمعه منك تاني فاهمني ؟
, نظر إليه بحنق وقهر ثم عاد للإستلقاء مكانه مديراً رأسه للناحية الأخرى بغضب ..
, تنهد أدهم هاتفاً: مش عايز٤ نقطة
, قاطعه بحدة: عايز أنام ..
, أدهم: مش هتاكل الأول ؟
, لم يُجبه وقد أغمض عينيه وكأنه يخبره بتلك الطريقة بأنه سينام ولا يريد أن يستمع لشيء آخر ..
, رمقه أدهم بصمت ثم زفز بضيق ونهض خارجاً من الغرفة .. التقى بمصطفى أمامه الذي هتف: إيه اللي حصل سمعته كان بيزعق ..
, تذكر أدهم هروبه لينظر إليه بغيظ: أنت ياجبان تتسحب كده زي الحرامية وتسيبني معاه ؟
, مصطفى بتبرم: يا عم اسكت من غير حاجة هو مش طايقني عايزني أفضل قودامه وأنت بتعرض عليه شوربه ؟ و**** لو إني فضلت جوا لكان بلعني أنا والشوربة دي ..
, زفر أدهم بغيظ وجلس على أحد المقاعد ليهتف فجأة: مروة فين ؟
, مصطفى: جه باباها أخدها قبل شوية هي بقالها يومين هنا مرجعتش على البيت وهتيجي بكرا الصبح ..
, تأفّف أدهم بغيظ: أمال مين اللي هيقنع البني آدم ده دلوقتي أنه ياكل ؟
, مصطفى: ليه مقتنعش معاك ؟
, أدهم: إيه الغباء ده يعني لو كان اقتنع كنت لاقيتني هنا ؟
, ضحك مصطفى: إيه ده طردك من عنده مش كده ؟
, أدهم: ها هاا خفيف يالا ..
, ضحك مصطفى هاتفاً: يابني مقتنعش منك هيقتنع من مروة ؟ دي قلبها رقيق أما يقولها كلمة هتقف في صفّه دي قبل شوية كانت قايمة تجبله قهوة ..
, أدهم: يبقى اتفضل حضرتك حاول معاه ..
, هتف مصطفى بسرعة: أنت شايفني مستغني عن حياتي ؟ لا ياعم امشي انت اقنعه مش هو بيسمع كلامك دايماً إيه اللي تغيّر دلوقتي إزاي تسكتله ؟
, زفر أدهم هاتفاً: مش عايز أضغط عليه .. بعدين هو جمع كل حاجة عملتها معاه وعاوز يحاسبني عليها دلوقتي لأنه عارف إني مش هتكلم حاجة ..
, مصطفى: لا حنين و**** ..
, تأفف أدهم بانزعاج ليهتف مصطفى: أدخل قبل م تبرد الشوربة أكتر ويبقى معدش تنفع .. ميكونش قلبك رقيق أووي استعمل القوة شوية .. يلا بقا أنا همشي سلام ..
, رحل مصطفى بسرعة لينهض أدهم داخلاً إلى الغرفة .. لم يتحرك سيف وكان مازال مغمضاً عينيه ، اقترب منه قليلاً ليستشعر انتظام أنفاسه .. علم بأنه قد غرق في النوم ليتنهد براحة لأنه لن يعود للمعاناة معه ، ثم جلس وعاد ينظر إليه بانزعاج وحزن .. كان يعلم بأن سيف لم يتحمّل ذلك وأنه الآن لن يُحاول أبداً التعوّد فهو عنيد وسيفعل دئماً عكس ما يُقال له فقط لإزعاجهم حتى لو كان سيضرّ نفسه ..
, ضغط على قبضتيه بحنق ليُخرج هاتفه متصلاً بأحدهم ما إن أتاه الرد حتى هتف: عملتوا إيه ؟
, أومأ برأسه واحتدّت عينيه هاتفاً: مش عايزهم يناموا يا موسى عايزهم ينهاروا ع الآخر فاهم ؟
, عاد ليهتف بعدها: كويس ، كام يوم وهقولك أسماء اللي هتجيبهم وتعمل معاهم الواجب دلوقتي اهتم باللي عندك مش عايز أوصيك ..
, أغلق هاتفه وعينيه تشتعل بتوعّد ، سيتركهم ليُخرج غضبه بهم عندما يريد ، ولولا وجوده وحيداً مع سيف الآن لكان ذهب إليهم وأخرج نوبة غضبه وحزنه بهم الآن ..
, نظر نحو سيف هامساً: غضبك ده اللي بتخرّجه علينا هخلّيك تتخلّص منه باللي يستحق ، هخليك تاخد تارك بإيدك يا سيف وده وعد ..
, زفر بانزعاج وأرجع ظهره متكئاً على المقعد خلفه ، أغمض عينيه وهو يرسم برأسه صوراً كثيرة لانتقامه ..
, ٤٢ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ،
, هتفت جمانة بغيظ: يابني بس المرة دي هتاكل كده وبعدها خلاص عشان خاطري ..
, لم يُجبها واستمر برفضه للطعام لتهتف: مروة كلّميه مينفعش كده هو بقاله كام يوم مأكلش حاجة ..
, مروة: خلاص يا سيف اسمع كلام مامتك طيب حرام عليك ..
, أشاح بوجهه عنهما ناظراً أمامه: مش هاكل شوربة ..
, تأففت جمانة بانزعاج لتُعطي الطبق لمروة وتخرج من الغرفة ، هتفت مروة: شايف اللي عملته كفاية عناد بقا ..
, نظر لها بغضب ثم أشاح بوجهه لتهمس بحزن: حرام عليك ياسيف أنت هترجع تتعب زي الأول وأنا مش هستحمل ده ..
, التفت إليها ليراها على وشك البكاء ليهتف: ما خلاص بقا مش أنتي كنتي عايزة أكشن ومغامرات ..؟
, نظرت إليه هاتفة: ده رعب مش أكشن .. ويلا بقا هتاكل عشان خاطري ..
, عاد ليشيح بوجهه هاتفاً بعناد: مش شوربه ..
, مروة: أستغفر **** ..
, دخل كرم واقترب منهم مبتسماً: برضه مش هياكل ؟
, مروة: لأ تعال شوفلك حل معاه ..
, كرم: متقلقيش أمير جاي دلوقتي وهنخلّيه ياكل غصباً عنه ..
, دخل أمير في تلك اللحظة وتقدم منهم قائلاً بحزم: أنت عيل ياسيف ؟ لا بجد بسأل إيه اللي أنت بتعمله ده ؟ أنت عارف إنهم كلهم متجمعين برا بس عشان يقنعوا سعادتك تاكل وأنت آخر همك ؟
, نظر إليه بغضب: م أنا عايز آكل بس مش شوربة أنا محدش بفكر بيا .. لسا كل شوية شوربة إيه مفيش غيرها ..!؟
, كرم: أيوه فيه بس دي مش هتئذيك اسمع الكلام دلوقتي وبعدين٣ نقطة
, قاطعه هاتفاً: مش هاكل كلوها أنتوا سيبوني أنا أموت من الجوع ..
, أمير بغضب: لأ هتاكل وغصباً عنك كمان مش على مزاجك ..
, سيف: يبقى وريني إزاي ..
, زفر كرم ثم هتف فجأة: أنت مش عايز تنتقم يا سيف ؟
, التفت إليه بدهشة ليتابع كرم: مش عايز تنتقم من اللي عمل بيك كده ؟ أهو حتى حرموك الأكل كويس ..
, سيف: أنت قصدك إيه ؟
, كرم بجمود: قصدي إني أنا هنتقم .. أنا مستني بس إنك تبقى كويس علشان تشاركني وتاخد تارك بس الظاهر أنت مش عايز ده ولا هامك ..
, نهض وهو ينظر إليه: أنا كنت هموت من خوفي عليك ، الكام يوم دول حسيت برعب فظيع وأنت دلوقتي بتكمّل عليا اللي هما بدأوه .. لو عايز تنتقم معايا هستناك إنما لو مش عايز ف أنا هنتقم لوحدي مش بس عشانك ٣ نقطة لا عشانك أنتي كمان يا مروة وعشاني أنا ..
, رمش سيف بعينيه ينظر إلى ملامحه الجامدة ولكنه استطاع قراءة الألم داخل عينيه .. همس بتردد: المرة دي بس ٣ نقطة بعد كده مش هاكل ..
, ابتسم أمير هاتفاً: إحنا مش عايزين غير ده يلا يا مروة ..
, ابتسمت وبدأت في إطعامه بنفسها فهو إحدى يديه متضرّرة والأخرى معلق بها المحلول .. فيما ابتسم كرم بارتياح رغم أن كل ما قاله حقيقي .. إن لم ينتقم أحد معه سينتقم بنفسه ويأخذ بتاره وتار صديقه ..
, مرت عدۃ أيام خرج بها سيف من المستشفى وعاد إلى الفيلا .. مازالت جراحه وأضلاعه تؤلمه وقد ازداد عناده وغضبه على تلك الوصفات التي يصفها له الدكتور من الطعام ويرفض أكلها .. ما زالت آلامه تداهمه ويأخذ المسكّنات مما يزيد من تلك النار المستعرة داخل أدهم من غضب وحقد ..
, تجمعت البنات في غرفة نور لتبدأ عبير في سرد كل ما حصل معها هي ومصطفى .. هتفت ليلى بسعادة: طب والخطوبة إيمتى بقا ؟
, عبير: م أنتي عارفة الوضع هو مستني لغاية م سيف يطيب وبعدين هيكلّم أبويا ..
, إسراء: بجد و**** أنا مبسوووطة أوووي يبقى هنكون أنا وأنتي وتغريد إيه رأيكوا نعمل الخطوبة مع بعض ؟
, عبير باستنكار: لأ ياختي أنتي مستنية الترم ده لحد م يخلص إنما أنا مستعجلة ومش هستنى ..
, ضحكت نور: يابت اتقلي مش كده ..
, إسراء بسخرية: شوف مين بيتكلم والنبي خليكي ساكتة ..
, هزت أكتافها هاتفة: على فكرة يا إسراء نسيتيني .. أنا برضه خطوبتي آخر الترم ده ..
, ليلى: مش أما يوافق أدهم الأول ..
, شهقت بقلق: إييه هو قالك حاجة ؟
, ضحكت ليلى: إهدي إهدي لا مقالش بس يعني حاساه مش هيوافق هو لسا شايفك صغيرة ..
, زفرت بارتياح: ياشيخة خضيتيني فكرت قالك مش هيوافق .. وبعدين هو هيفضل شايفني كده حتى لو بقي عندي50 سنة بوصي ده سيف الراجل اللي أكبر مني لسا شايفه صغير .. مفيش مشكلة أهم حاجة اتخطب ..
, ضحكت إسراء: شوفتوا التقل يا بنات ؟
, دخلت مروة زافرة بضيق لتهتف ليلى: مالك يابت ؟
, نفخت مروة وجلست بغيظ: هو كل م سيف هياكل لازم نعمل نفس المسلسل أنا زهقت ..؟
, عبير بهدوء: معليش الصراحة هو معاه حق إيه الوجبات دي اللي بقول عنها الدكتور ده أكل فيران ..
, هتفت مروة بغيظ: فيران إيه ياختي أسكتي ومتقوليش الكلام ده قودامه هو من غير حاجة هيولّع في أم اللي جابونا إحنا والدكتور ..
, ليلى بهدوء: معليش بقا هيتعوّد هو لسا في البداية ..
, مروة بيأس: م ده اللي تاعبني إنه لسا في البداية وهيبقى فترة طويلة كده .. ده غير الحاجات التانية اللي قال الدكتور ممكن تحصل معاه ..
, إسراء: حاجات إيه ؟
, مروة: مش عارفة قال حاجات عن قرحة ممكن تحصل لو ملتزمش بالوجبات اللي بقوله عليها وأوقات ممكن يستفرغ وقت التوتر والخوف أو فأماكن وأجواء مش مناسبة ليه خاصة وهو بيهمل بالدوا بتاعه والأكل كده ..
, زفرت إسراء بضيق وتعالى رنين هاتف نور لتهمس باستغراب: ده رقم غريب ..
, التفتت إليها ليلى: معلش ردي شوفي مين ..
, فتحت الخط ووضعته على أذنها: ألو
, جاءها صوت شاب وهتف بعد تردد: ألو٣ نقطة أا مين بيتكلم ؟
, رفعت حاجبها باستنكار: نعم ؟ حضرتك أنت اللي كلمتني أنا اللي لازم اسألك أنت مين ؟
, هتف الشاب: معليش ممكن غلطان بالرقم أنا آسف ..
, همست بهدوء: مفيش مشكلة ..
, أغلقت الخط لتنظر لهن هاتفة: قال غلطان بالرقم ..
, هزت إسراء أكتافها وعادوا من جديد للكلام والضحكات .. شعرت نور بوصول رسالة إلى هاتفها لتفتحها وقد كانت من نفس الرقم الغريب ..« على فكرة صوتك حلو أووي »
, رفعت حاجبيها بذهول من كلامه نظرت نحو البنات وكانت كل واحدة ملتهية بالكلام مع الأخرى .. مسحت الرسالة سريعاً وهو تفكر من يكون .. ثم نفضت تفكيرها ذاك ف مؤكد بأنه يريد التسلية والمعاكسة كغيره ..
, في الغرفة الأخرى ..
, كان ينظر إليهم بغضب ليهتف أحمد بغيظ: أنا ليه بعذّب نفسي أنا خارج يولع هو وأكله ..
, خرج من الغرفة ليصرخ سيف على كرم وأمير: وأنتوا بتعملوا هنا إيه اطلعوا برااا سيبوني أموت أنا مش هاكل تاني من الأكل ده حرام عليكوا ٣ نقطة
, اقترب أمير ببطء: يا سيف اسمعني مينفعش ده ه٣ نقطة
, قاطعه عندما قذفه سيف بقنينة ماء بجواره لتُصيب كتفه بقوة .. نظر نحوه بغضب وهتف: تصدق مش الحق عليك الحق ع اللي عاملّك قيمة وخايف عليك أنت متستاهلش أصلاً ..
, هتف سيف بغضب: أنتوا اللي متستاهلوش أنتو أنانيين بتاكلوا وبتسيبوني أنا كده جعان .. قولتلكوا اطلعوا برا مش عايز حد ..
, زفر أمير بضيق ونظر نحو كرم الجامد مكانه ليذهب باتجاهه ويسحبه من ذراعه: تعال سيبك منه خليه يموت زي م هو عايز ..
, سيف بقهر: أيوه أنتوا ده اللي عاوزينه أنا عارف .. تأوّه بألم من جرح معدته ليعود إليه أمير هاتفاً: سيف اهدا شوية خلاص متاكلش بس متتعصّبش ده مش بفيدك ..
, أبعده عنه بغيظ وألم: ملكش دعوة اطلع برا ..
, تأفف أمير وخرج من الغرفة لينظر سيف نحو كرم صارخاً: وأنت التاني الحقه يلا ..
, كرم: أدهم هييجي ووقتها هتاكل غصباً عنك ..
, سيف: ملكوش دعوة بيا سيبوني بحالي بقا ..
, رمقه كرم بجمود ثم خرج من الغرفة ليبقى سيف يتنفس بصعوبة وغيظ ..
, دخل أدهم في تلك اللحظة ليرمقه بجمود وملل ، نظر إليه سيف وجهّز نفسه للقتال والصراخ كالعادة ..
, اقترب وجلس بجانبه مُمسكاً صحن الطعام ويقرّب الملعقة من فمه بصمت .. أشاح سيف بوجهه عنه متمتماً بحنق: مش هتزفت آكل ..
, قرّب أدهم الملعقة من فمه أكثر ليدفعها سيف بيده بعنف هاتفاً: قولتلك مش هاكل ابعد عني ..
, نظر أدهم نحو الطعام الذي وقع من الملعقة بجمود ، ليعود ويملأها من جديد ويُقربها من سيف الذي نظر نحوه بغضب من بروده وصرخ: كلوها أنتوا أنا مش عايز .. واطلع برا ..
, أدهم بهدوء: سيف يلا ياحبيبي كول دي بس ..
, رفع حاجبيه بغيظ: قولتلك مش عايز ..
, أومأ أدهم هاتفاً بهدوء :طب المرة دي بس يلّا ياحبيبي ..
, هتف بعصبية: أنت فاكرني عيل ؟ روح طعمي مراتك مش أنا ..
, زفرأدهم بضيق ليهتف: يلّا يا سيف متعذّبنيش اسمع الكلام ..
, سيف بغيظ: امشي خلّي مراتك هي اللي تسمع الكلام ..
, عاد ليزفر بضيق هاتفاً: ممكن متدخّلش مراتي بالنص ف كل حاجة ؟
, سيف: ملكش دعوة وروح لمراتك وسيبني بحالي بقا ..
, أدهم: سيف ..
, سيف: مش هااكل كلوه انتوا .. وكفاية كده أنا تعبان ..
, أدهم بقلق: مالك قي حاجة بتوجعك ؟
, سيف بغضب: ملكش دعوة بيا .. أنا عايز أخرج من هنا ..
, أدهم: سيف قولت هتخرج من المشفى وخرّجناك ، ده البيت ودي أوضتك هتخرج فين ؟!
, سيف: أيّ مكان أنا اتخنقت عايز أخرج تعبت وأنا قاعد كده ..
, تنفّس بحرارة: خلاص كول دلوقتي وأنا هخرجك ..
, صرخ سيف: أنت بتضحك عليا ؟ مش هاكل وابعد ده عني لحسن أكسره ..
, نظر أدهم إلى الصحن ليُقرّبه منه أكثر ويعود لمحاولة إطعامه بصمت .. اغتاظ سيف وعاد يدفع الملعقة بغضب ثم دفع الصحن ليسقط أرضاً ويتكسّر وتنسكب بعض محتوياته على ملابس أدهم ..
, نظر سيف نحوه يتنفس بغضب لينظر أدهم بجمود نحو الصحن المكسور أرضاً ثم لملابسه .. لينهض بعدها بصمت خارجاً من الغرفة ..
, صرخ سيف بغضب: أنتوا كلاب محدش مهتم بيا .. أنا عايز آكل ..
, نظر حوله بغيظ ليصرخ: أنا عايز مصطفى .. أنتوا يا بهايم حد ينادي مصطفى ..
, زمجر بغيظ وقرّب هاتفه يُحاول الإتصال به ولكنه لم يُجب ليكلم أحد الرجال ليرسله إليه ..
, بقي ينتظره دقائق طويلة ليدخل مصطفى أخيراً هاتفاً بقلق : في إيه يا سيف مالك ؟
, رفع نظره إليه بلهفة هاتفاً: مصطفى ..؟
, اقترب منه مصطفى بحيرة ليتمسّك سيف بقميصه هاتفاً برجاء: مصطفى خدني عندك مش عايز أقعد هنا أرجوك ..
, مصطفى بدهشة: عندي فين ؟ فيه إيه يا سيف ؟
, تمسّك به أكثر وكأنه طوق نجاته هاتفاً: خدني عندك الملحق ، أنا عايز أقعد معاك مش عايز أفضل هنا هما مش بحبوني .. هيقتلوني ..
, أمسكه مصطفى من كتفيه هاتفاً بهدوء: خلاص إهدا شوية وفهّمني فيه إيه مين زعجك ؟
, سيف بنحيب: كلهم .. عايزين يموتوني من الجوع .. مصطفى أنا جعان أووي وهما مش بطعموني وسابيني متلقح هنا ولا حد حاسس بيا خودني معاك عشان خاطري ..
, ابتلع مصطفى ريقه ناظراً إليه بتردّد لا يعلم هل هو حقاً يُشفق عليه أم أن كلام سيف الطفولي هو ما يجعله يشعر هكذا ..؟ وللحظة كاد يضعف ويُحضر له كلّ أنواع الطعام التي يريدها .. تحمحم يُجلي صوته هاتفاً: طب إهدا شوية أنا هعملّك اللي أنت عايزه ٣ نقطة
, سيف بنفي واستنجاد: خرّجني من هنا أنا عايز أعيش معاك أنا جعان مش باكل حاجة هنا ولا بشرب أنا هموت يا مصطفى ..
, حكّ مصطفى رأسه بتوتر ناظراً إليه وهو يتمسّك به بشدة ليهتف: خلاص أنا هفضل معاك هنا إيه رأيك ؟
, سيف: لا مش عايز خرّجني من هنا هما كلهم بيكرهوني حتى أدهم ..
, مصطفى: إيه اللي بتقوله ده هما بحبوك وخايفين عليك ..
, سيف بنفي: لأ هما بيكرهرني وأدهم خرج ومعدش جه عندي بس عشان رميت طبق الشوربة بالغلط .. وأنا تعبان وبتوجّع ومحدش حاسس بيا مصطفى ساعدني مستيبنيش ..
, أومأ مصطفى برأسه: خلاص خلاص زي م أنت عايز قوم يلّا هاخدك معايا ..
, سيف بخفوت: أنا مش قادر أمشي شيلني ..
, نظر نحوه بغيظ: نعم ياخويا ليه البيه مشلول ؟ قوم يا سيف يلا أنت لازم تساعد نفسك ..
, نظر نحوه سيف بصدمة: حتى أنت مش حاسس بيا كلكوا عليا حرام عليكوا ..
, تأفف مصطفى: خلاص خلاص هشيلك وأمري لله ..
, دخل أدهم هاتفاً بجمود: وهتاخده فين بقا ولّا هتطعميه إيه ؟
, سيف بغضب: ملكش دعوة مصطفى مش هيموّتني من الجوع زيكوا ..
, أدهم بجمود: مش حضرتك اللي رافض تاكل ؟
, رمقه بحنق صارخاً: لأن ده مش أكل أصلاً .. مصطفى هيطعميني اللي أنا عاوزه زي مبارح ..
, وسّع مصطفى عينيه بصدمة والتفت أدهم إليه بغضب وتحفّذ ليهتف سريعاً : لا و**** مش زي م أنت فاكر أنا جيبتله شيبس بس الدكتور قال مش هيضر لو أكل منه شوية ..
, أدهم بغيظ: بقا شيبس ده أكل ده اللي عاوز تاكله حضرتك ؟
, سيف بغضب: أنتوا أكلتوا بيتزا وأنا لأ عايزني أفضل ساكت يعني ..؟ مصطفى جبلي شيبس بطعمة البيتزا زيكوا لأنكوا أنتوا مبتحسّوش بيا أكلتوا ولا كأن في كلب جعان وقاعد عمال يهوهوو ومحدش سائل بيه ، والنهاردة بتاكلوا ملوخية وأنا سايبني هموت من الجوع .. وهو هيجبلي دلوقتي شيبس بطعمة الملوخية .. مصطفی مش حارمني من حاجة ..
, لطم مصطفى وجهه بتورّط هاتفاً: ملوخية ؟ شيبس وملوخية إزاي بس يا سيف ؟
, التفت إليه هاتفاً: أنت بتتخلّى عني ؟ أنت عايزني أموت من الجوع زيهم ؟
, مصطفى: لأ يا حبيبي مش كده هجبلك شيبيس بس بالبيتزا زي مبارح ..
, سيف بعناد: لأ بالملوخية ..
, مصطفى بحنق: ياسيف ملوخية إييه يابني مفيش حاجة زي دي ..
, سيف: لأ فيه بس قول أنك أنت اللي مش عايز تساعدني .. خلاص سيبني أنت كمان أخس عليك كنت فاكرك بتحبني ..
, زفر مصطفى بغيظ ليهتف أدهم: سيبه أما يجوع هياكل لوحده ..
, نظر إليه سيف بحزن ثم استلقى على فراشه مُديراً ظهره لهم ..
, مصطفى لأدهم: عاجبك كده ؟
, نظر أدهم إليه بصمت ثم أشار إليه بالخروج من الغرفة ..
, خرج مصطفى ليقترب أدهم جالساً قرب سيف ينظر لظهره بصمت وهتف بعدها: قوم عشان تاكل يا سيف لازم تاخد دوا ..
, لم يُجبه ليهتف أدهم: في حقنة لازم تاخدها يا سيف ..
, انتفض من مكانه والتفت إليه هاتفاً : لا مش عايز يا أدهم ..
, أدهم بهدوء: عارف إنك مش عايز بس دي هتساعدك علشان ترجع تاكل اللي أنت عاوزه .. يلّا ياسيف قوم عشان خاطري أنا قولتلهم يرجعوا يطالعولك الأكل قوم يلا ..
, نهض سيف معدلاً جلسته بصمت لتدخل إٍحدی الخادمات وفي يدها طبق قدّمته لأدهم ليبدأ في إطعامه بصمت وسيف شارد بصمت هو الآخر ..
, عندما انتهى وكاد أدهم يخرج هتف سيف: أدهم ؟!
, التفت نحوه: عيونه ؟
, أدار رأسه إليه هاتفاً بهدوء: أنا حصلي حاجة زمان ؟
, قطب أدهم جبينه باستغراب متسائلاً: حاجة إزاي يعني ؟
, سيف: أنا اللي بسألك .. حصلي إيه أنا مش فاكره أو أنت مقولتليش عنه ؟
, نظر إليه أدهم بصمت ليهتف بحذر: أنت بتسأل ليه ؟
, همس وهو يتابع ملامحه: مش عارف .. مش فاكر .. حاسس إني شوفت حاجات وأنا في المشفى ، مش فاكر بس شوفت كامل و٥ نقطة شوفت نفسي وكنت صغير مش عارف ..
, ضيق عينيه محاولاً التذكر أكثر قبل أن يداهمه صداع مفاجئ ليشد على رأسه بألم ..
, هتف أدهم بلهفة: متحاولش تفتكر ده هيضرّك ..
, سيف: أفتكر إيه ؟ في حاجة صح ؟
, نظر إليه أدهم بجمود ثم هتف: أما كنت صغير كامل خطفك .. كان عايز يخطف نور بس فشل ، ووقتها هو أذاك أمر رجاله يدوك حقنة مخدرة بطريقة بشعة وبعدين رجّعك ليا .. أخدتك المشفى لأن كانت حالتك صعبة ووقتها أنت فقدت الذاكرة .. أو فقدت الجزء ده من ذاكرتك بسبب الرعب اللي حصلك .. ومن بعدها معدش ذكرت حاجة وبقيت بتخاف من الحقن كده ..
, وسع عينيه بذهول وهو يستمع لكلامه وعادت تلك الصور التي رآها سابقاً تتردد أمامه ..
, هتف أدهم بحزم: ماما متعرفش بحاجة يا سيف أوعى تقولها حاجة .. هي كل اللي عارفاه إنك اتأذيت وأنت بتلعب وبس ..
, نظر إليه بشرود ليتابع أدهم: فاهمني يا سيف ؟
, أومأ برأسه بصمت وهو يحاول التذكر ولكن بلا فائدة ..
, في المساء ..
, تسلّق مصطفى الشرفة من خلال الشجرة قربها التي امتدت أغصانها إليها .. وقف يأخذ أنفاسه بسرعة ثم اتجه نحو الباب الزجاجي ..
, نظر داخل الغرفة بهدوء ليجد جمانة تبتعد عن السرير وتخرج من الغرفة مُغلقة الباب ورائها ..
, نظر إلى السرير ليجد سيف يجلس فوقه وهو يطالع هاتفه بين يديه .. اقترب اكثر ورفع يده يطرق على الزجاج بخفوت ..
, لم ينتبه له ليعود ويطرق بقوة أكبر وغيظ .. رفع سيف رأسه ليتفاجأ به في الشرفة من الخارج .. هتف مصطفى: قوم افتح الباب ..
, قطب جبينه بحنق: أنت مش شايفني مريض ؟ هقوم إزاي ؟
, تأفّف مصطفى بغيظ: ما بلاش الدلال الزايد ده قوم خلصني ..
, زم سيف شفتيه بحنق وغيظ ليرفع مصطفى كيساً كبيراً ويلوح به أمامه .. توسّعت عيني سيف ونهض بسرعة ليتأوه بألم ولكنه لم يأبه بذلك وأسرع بخطواته ليفتح الباب بلهفة هاتفاً: جايبلي معاك إييه ؟
, أبعده مصطفى ودخل مغلقاً الباب خلفه ، جلس على سريره هاتفاً: جيبتلك شيبس بطعمة البيتزا ..
, ابتسم سيف بسعادة ليعود ويهتف بحنق: والملوخية ؟
, زفر مصطفى بغيظ ثم أخرج عدة أكياس شيبس كبيرة وألقاهم فوق السرير ليجلس سيف قربه هاتفاً: مجبتليش مش كده ؟
, نظر إليه ثم ابتسم بخبث: لأ إزااي أنت متعرفش مين أنا ولّا إيه ؟
, رفع حاجبيه بذهول: جيبت ؟
, أومأ برأسه بابتسامة ليهتف سيف بدهشة: ولقيت إزاي ؟ هو فيه بطعمة الملوخية ؟
, ترك الأكياس وجذبه من مقدّمة ملابسه بخفة هاتفاً بغيظ: يبقى حضرتك عارف إن مفيش وبرضه بتعاند مش كده ؟
, تأوّه سيف بألم ليتركه مصطفى سريعا ، نظر له سيف بغيظ: وأنا يعني ذنبي إيه إني مشتهي الملوخية ؟
, تنهد مصطفى ثم عاد للإبتسامة بخبث: طب بقولك إيه أنا جيبتلك ملوخية بس متقولش لحد فاهم ؟
, هتف بلهفة: بجد ؟ طيب طيب هي فين ؟
, مصطفى بتحذير: أوعى يا سيف لسانك ده ميتكلمش بحرف فاهمني وإلا هفرمك ..
, أومأ برأسه سريعاً بلهقة: خلاص وحياتك مش هقول حاجة هات بقا عايز أكل ..
, فتح مصطفى الكيس ليُخرج علبة صغيرة منه كان داخلها ملوخية قد أخذها من طعام الغداء ليُحضرها إليه ..
, اقترب سيف ليأخذها ليبعدها مصطفى هاتفاً: أوعى كده ، أنت فاكر نفسك هتاكلها كلّها ؟
, سيف باستنكار: نعم ؟ أمال إيه ؟ جايبها ليه حضرتك ؟
, مصطفى بفخر: مش عشان تاكلها كده .. بالطريقة دي هتضرّك .. بص أنت تجيب شيبس وتغمسها بالملوخية وتاكلها وكده هيبقى شيبس بطعمة الملوخية مع تحيات الشيف مصطفى عز الذين ..
, رفع حاجبيه باستنكار وسخرية ليهتف مصطفى وهو ينهض: على راحتك أنا حبيت أساعدك مش أكتر يبقى أنا همشي ومفيش أكل ملوخية ..
, أمسكه قبل أن يذهب: خلااص و**** فكرتك حلوة اقعد بقا ..
, عاد للجلوس قربه ليفتح أحد أكياس الشيبس ويفعل كما أخبره ويبدأ في إطعامه وعلى شفتيه ابتسامة فخر واعتزاز ..!
, بعد فترة طويلة خرج من غرفته ، سار في الرواق بهدوء حتى وقف أمام غرفة يعلمها جيداً إنها غرفة نور .. توقف للحظات بتردّد وكاد أن يذهب ولكنه حسم أمره في النهاية ورفع يده ليطرق الباب طرقات خفيفة ..
, فتح الباب بعد لحظات لتشهق بتراجع وارتباك عندما ظهر أمامها مصطفى .. ابتسم بحنان ناظراً إليها لتهمس بتلعثم: أنت بتعمل إيه هنا ؟
, تابع النظر إليها قائلاً بهدوء: كنت جاي اتطمن على سيف ومقدرتش أخرج قبل ن أتطمّن عليكي ..
, رفعت نظرها إليه رامشة ثم همست بخفوت: أنا كويسة ..
, اتسعت ابتسامته ورفع أمامها كيساً صغيراً لترفع حاجبيها باستغراب فهتف : جيبت لسيف حاجات وحسبت حسابك بيهم .. دول ليكي ..
, ابتلعت ريقها ناظرة نحو الكيس بعينين لامعتين ، ابتسمت قليلاً ليهتف: دول شوكولا وكمان شيبس وعصير ولو عايزة حاجة تانية بس قوليلي ..
, ابتسمت بخفة ومدّت يدها تأخذه منه هامسة: متشكرة ..
, أمال رأسه بتساؤل: مش عايزة حاجة تانية ؟
, نفت برأسها بصمت ، ليهمس: ماما عايزة تتعرف عليكي ..
, رفعت نظرها نحوه بتفاجؤ ليومئ برأسه متابعاً: أنتي وسيف عايزة تشوفكم أنا حكيتلها عنكوا كتير أووي وهي حبتكوا من كلامي عنكوا ٣ نقطة
, أومأت برأسها بخفوت ليهتف: يعني إيه هتيجي عشان تشوفيها ؟
, نظرت إليه بتردّد ليقول: أنا مش هجبرك بس بقولك إنها عايزة تشوفك .. واتطمّني مش هكون موجود أما تجي أنا هخرج ..
, نفت برأسها سريعاً: لأ مقصدش ده بس يعني..
, ابتسم بحنان هامساً: يعني أقدر أكون موجود لو جيتي ؟ مش عايزاني أخرج ..؟
, نظرت إليه بتردد لتهتف: وتخرج ليه م يعني البيت بيتك .. وبعدين هتخرج ليه البيت بيتك ليه تخرج ..؟
, ارتفعت ضحكاته لكلامها لتنظر نحوه بحرج وارتباك ، توقف ناظراً إليها بابتسامة: طب وأنتي قولتيها البيت بيتي يبقى أما تجي هكون باستقبالك ..
, هزت رأسها سريعاً لتتهرّب منه وكادت تغلق الباب ليهتف: استني أنا لسا مروحتش ..
, رفعت نظرها إليه بتساؤل ليهتف: مش هتعزميني آكل معاكي دول ..
, نظرت نحو الكيس بيدها وهتفت: مش على أساس دول ليا أنا ؟
, مصطفى: أيوه بس يعني لازم تعزميني اتطمني مش هقبل العزيمة وهقولك مستعجل بس عشان البروتوكول ٣ نقطة
, رفعت حاجبيها بذهول لتبتسم بعدها هاتفة: بس أنا مبحبش البروتوكولات دي وأما حاجة تجيني مش بشارك بيها حد ..
, ابتسم ينظر إليها بسعادة عدة لحظات وكأنها ارتاحت بالحديث معه كما يرتاح إليها ، همس بعدها: أنا همشي ، تصبحي على خير ..
, نظرت إليه بصمت قليلاً ليهم بالذهاب فتهمس بخفوت: وأنت بخير ..
, انتظرها حتى أغلقت باب غرفتها ليتجه نحو السلالم ويخرج عائداً إلى الملحق ..
, ٤٢ العلامة النجمية
, بعد يومين ..
, اجتمعوا في صالة الفيلا .. كانت مروة وعائلتها بينهم وقد جاؤوا للإطمئنان على سيف بعدما خرج من المستشفى وتحسّنت حالته قليلاً .. جلست معهم جمانة تتبادل الحديث مع والدة مروة ، وأدهم يجلس على أريكة صغيرة وبجانبه ليلى .. فيما نور وأحمد الملتصق لها لا يفارقها منذ قدومه يجلسان بجانب آخر وعزيز قريباً منهم ..
, نزل سيف درجات السلّم مع مروة التي تُمسك بذراعه وتسانده .. نهضت حنان مقتربة منه لتسلم عليه بابتسامة: لا الحمد**** باينتك بقيت كويس جداً ..
, ابتسم باتساع وهتف بعدها: آه يا حنون لوتعرفي بيحصلّي إيه .. أنا مظلوم أصلاً وكل م ببقى كويس برجّعوني زي قبل ..
, هتف عزيز بسخرية: أهو هنبدأها شكاوي وزن من دلوقتي ..
, نظر إليه سيف بضيق وهتف: مروة هو أنتي جدك مات إزاي ..؟
, مروة باستغراب: جدي مين ؟
, سيف: جدك أبوه لعزيز ، هو مات مقتول يعني وأنا اللي قتلته عشان كده هو مش طايقني ولّا إيه ؟
, ضحكت مروة بعدما فهمت حديثة قائلة: لا و**** مين قالك أنه مش طايقك ؟ ده أنت مشوفتهوش أما كنت في المستشفى كان هيموت من القلق عليك ..
, رفع حاجبيه باستنكار: عزيز ؟ وقلقان عليا ؟ لا مستحيل مش مصدّق ..
, عزيز: أيوه طبعاً متصدقش لأن ده محصلش هي بس مش عايزة تدايقك ..
, مروة بخبث: بجد يا بابا أمال مين اللي كان يعيط ويقولي الواد ده لو حصلّه حاجة أنا مش هستحمل ؟ أنا ؟ أوعى يكون أنا ؟!
, عزيز بتهرب: لأ ممكن يكون الحاج محمود ولّا أدهم أنتي غلطانة ياختي ..
, مروة: أممم ومين اللي قالي سيف متسيبيهوش أبداً ده صهر مش هلاقي زيه ولا أنتي هتلاقي زوج زيه الحاج محمود برضه ؟
, محمود: بيتهيألك .. بيتهيألك ..
, ضحكت حنان وعادت للجلوس مكانها: طب خلاص بقا يا مروة جيبي سيف خليه يقعد يرتاح ..
, نظر سيف نحو ليلى التي تُتابعهم بابتسامة وهي تجلس قرب أدهم الذي يُحاوطها بذراعه .. تمتم بخفوت: دول مش حاسبين حساب حد عيب كده ..
, مروة بتحذير: أوعى ياسيف سيبهم عيب عليك أنت ..
, رمقها ببرود واتجه نحوهم ببطئ لينظر نحو ليلى قائلاً: عاملة إيه يا لولا ؟
, رفعت حاجبيها بريبة لتهتف: كويسة الحمد**** إزيك أنت يا سيفو عامل إيه ؟
, سيف بهدوء: هبقى كويس كمان شوية ..
, رمقته باستغراب: ودلوقتي إيه ؟
, نقل نظراته بينهم ليبتسم: هاا إن شاء **** القعدة هنا عاجباكم ؟ تمام كده ولا نغيّرهالكم ؟
, رمشت ليلى بعينيها هامسة: أدهم إلحق أخوك بقول إيه ؟
, أدهم: فكك منه ده مجنون ..
, نظرت نحو سيف هاتفة: أه كويسين الحمد**** شكراً لسؤالك ..
, هزّ برأسه: على الرحب والسعة حضرتك تنوري .. بس بجد لو المكان مش عاجبك قولي متتكسفيش ..
, اعتدلت بجلستها بأريحية هامسة بابتسامة: لأ كويسة الحمد**** المكان هنا زي الفل ..
, لوى فمه بغير رضى: بجد طب كويس ..
, ثمّ اقترب منها هاتفاً: قومي بقا خلّيني أجرب الفل ده ..
, ليلى: نعم ياخويا ؟
, سيف: زي م سمعتي كده قومي ، عيب عليكي اقعدي مع جوزك كده في أوضتكوا إنما هنا إبعدي عنه مسافة مترين تلاتة .. يلّا قومي ..
, رفعت حاجبيها بغيظ من وقاحته لتهتف من بين أسنانها: إمشي من وشي يا سيف بدل م أتجنن عليك ..
, هتف بذهول: أنتي بتهدّديني ؟ طب و**** م أنا سايبك قاعدة هنا قومي قبل م أفقد أعصابي ..
, رمقته بغضب وعناد هاتفة: مش قايمة وأعلى ما في خيلك اركبه ..
, ضمّ حاجبيه بغضب لتهتف بغضب أكبر: أدهم شوف أخوك أنا مش هقووم من هنا ..
, التفت لها بصمت ثم رفع نظره نحو سيف هاتفاً بهدوء: سيف شايف المقعد الحلو اللي هناك ده ؟
, التفت سيف نحو إشارته ثم أومأ برأسه فتابع أدهم: تروح تقعد هناك زي الشاطر ومشوفش وشك قدامي هنا يلّا ..
, احتدّت نظراته هاتفاً: أنا عايز أقعد هنا ..
, هتف أدهم: يبقى تعالي يا ليلى أنا وأنتي نقوم نقعد هناك ..
, سيف: أنت رايح فين ؟ هي بس اللي تقوم أنت خلّيك ..
, رمقه بسخرية: و**** هي مراتي وأقعد مكان م هي قاعدة محدش ليه دعوة ..
, ابتسمت ليلى بانتصار وهي ترمش بعينيها ببراءة .. ليهتف سيف بخفوت: أنا عايز أقعد جنبك ..
, هز أدهم أكتافه وهو يُحاوط ليلى أكثر: وأنا عايز أقعد جنب مراتي حبيبتي ..
, اتسعت ابتسامة ليلى وهي تضع يدها فوق يده حول خصرها ليرمقهم سيف لحظات بصمت .. أخفض رأسه أخيراً لتزفر ليلى براحة فقد انتصرت .. قبل أن يضع سيف يده فوق جرح معدته هاتفاً بألم: أنا عايز أقعد هنا المكان ده بيريّحني قومي يا ليلى يلا ..
, نظرت إليه بغيظ وهي تعلم بأنه يُمثّل الألم لتهتف: وأنا مش قايمة ..
, نظر سيف نحو والدته التي انتبهت لحديثهم: ماما شوفي كنتك المصونة خليها تقوم أنا عايز أقعد جنب أدهم ..
, هتفت جمانة بقلق وهي تراه يتألم: قومي يا ليلى يابنتي معليش هو تعبان استحمليه ..
, نظرت إليه بضيق وحنق متمتمة بغيظ: قصدك هو عيل استحمليه ..
, ثم التفتت نحو أدهم هامسة بضيق: دي آخر مرة هسمحله يتدخل بينا يا أدهم لاقيلك حل معاه وبسرعة سامعني ؟
, ابتسم لها بخفوت وأومأ برأسه لتنهض بغيظ وهي ترمق سيف الذي وقف بانتصار ينظر إليها من جانب كتفه بسخرية .. اقترب يجلس بهدوء بجانب أدهم وهو يتألم من وجع رجله بعدما مشى عليها وبقي واقفاً لحظات طويلة ..
, ابتسم ناظراً لأدهم: عامل إيه يا دومي ؟
, زفر بانزعاج ونظر إليه: حركاتك دي هتبطلها إيمتى حضرتك ؟
, رفع حاجبيه هاتفاً: حركات إيه ؟
, أدهم وهو يتكلم بانزعاج: حركات العيال اللي بتعملها ، أنا سكتلك كتير أووي على تصرفاتك دي وقولت معليش هيتغيّر ، بس بعد كده لأ مش هفضل ساكت وأنت عمال تزيد في تصرّفاتك الغير منطقية دي .. مينفعش اللي بتعمله ده ، ليلى مراتي ومن حقها تبقى معايا وجنبي مش دايماً هتراعيك وتتنازل عشانك ..
, رمش سيف بعينيه ناظراً إليه باستغراب من كلامه في الموضوع في هذا الوقت ، ثم فجأة تحوّلت نظراته إلى جمود غريب وألقى نظرة نحو ليلى التي تُتابعهم بصمت .. أخفض رأسه ناظراً إلى يديه في حجره بصمت وجمود ، وقد ظهر على ملامحه الضيق والحزن ..
, تعالى رنين هاتف نور لتُخرجه من جيبها تطفئه وتعيده ثانية ليهتف أحمد: دي تاني مرة يرن مبتروديش ليه ؟
, همست بخفوت: مفيش ده رقم غريب مش مهم ..
, رفع حاجبه: رقم غريب وبرن أكتر من مرة ؟ طب م ترودي شوفيه مين أقولك هاتي أنا هكلمه ..
, هتفت قائلة: مفيش داعي خلاص أكيد مش هيرن تاني لو حد عارفني وعايزني كان بعت مسج ..
, نظر نحوها بغيظ من برودها: أبو شكلك ياختي ، وافترضي مثلاً أنا اللي كنت برن عليكي من رقم جديد ولا حصلي حاجة واستعرت فون حد عشان أكلمك أقوله استنا أبعتهالها مسج الأول أصلها مش بترد على أرقام غريبة ؟
, هتفت بذهول: أحمد يعني أنت عاوزني أرد على أرقام غريبة ؟
, أحمد: لا يا غبية بس لو رن أكتر من مرة ده معناه حد عارفك ..
, قلبت عينيها بملل: ماشي ماشي إبقى فكرني مرة تانية ..
, هز رأسه ليهتف فجأة: أنتي يابت مبتروحيش الكلية ليه ؟
, التفتت إليه هاتفة بتلقائية: أروح إزاي أنت مش شايف أخويا تعبان ومريض ؟ ميصحش كده ..
, أحمد بسخرية: لا و**** وفيكي الخير يا حبيبتي جدعة ..
, أومأت برأسها بفخر: أمال إيه عشان تعرف مين عندك ، أنا مينفعش أسيب حد محتاج وتعبان من غير م أمدّ إليه يد المساعدة ..
, ابتسم بخفوت ليهتف بعدها بشرود: مش ممكن تكون يد المساعدة دي مديتيها لحد ميستاهلش ؟
, ثم التفت إليها هامساً: مش ممكن تعاملك بطيبة كده وثقتك العميا بالكل هي اللي بتوقعك بمشاكل أنتي متستاهليش تحصل معاكي ؟
, رمشت بعينيها بصمت ونظرت إليه بألم .. همست بخفوت: يمكن معاك حق ..
, أحمد: أنتي طيبة أووي يا نوري .. متخليش طيبتك دي تكون سبب بتعاستك ..
, نظرت نحوه لتراه يُتابعها بحب خالص يلمع في سواد عينيه وكأنه قمر مضيء بعشق وهيام .. ابتسمت إليه رغماً عنها وقد شعرت برسالة وصلت إلى هاتفها ولكنها لم تخرجه ليقرأها .. شردت ناظرة أمامها بتفكير .. نفس الرقم الغريب يكلّمها منذ تلك المرة التي كلمها بها بالغلط .. أجابت مرة واحدة وقد أعاد نفس الشيء وأخبرها بأنه مخطئ .. ظنت بأنه مخطئ بالفعل ويرن أكثر من مرة ليتأكد من الرقم ولكن رسالته الثانية التي أرسلها أعلمتها بأنه ليس كذلك « تصدقي صوتك الجميل مش بروح من بالي »
, تنهدت بانزعاج وهي تفكر بأنه لو استمر على تصرفاته تلك ستخبر أحمد أو أدهم .. فهي قد تعلمع من خطئها سابقاً ، ولا تريد لتردّدها وطيبة قلبها ونيّتها الصافية أن توصلها إلى داهية أخرى ..
, بعد لحظات تقدمت الخادمة تمسك بيديها صينية كبيرة مليئة بكؤوس العصير وتقدمها لهم .. اقتربت من سيف ليهتف بها: تعالي ..
, اقتربت منه ليمدّ يده يأخذ كأساً منها ، نظرت إليه باستغراب ولكنه لم يُعرها إهتمام .. كاد يشرب ليُمسكه أدهم بيده يبعد الكأس عنه: مينفعش ..
, لم يُجبه وضغط على الكأس بيده أكثر ولكن أدهم استمرّ في إبعاده عنه حتى أخده منه هاتفاً: بلاش عناد ياسيف كفاية حركاتك دي بقا ..
, احتقن وجهه قهراً وجذب الكأس من يده ليقذفه أرضاً بكل قوته ويتسّكر لأشلاء مُحدثاً صوتاً قوياً .. صارخاً بحنق: ملكش دعوة بياا ..
, التفت الجميع بصدمة مما حدث .. هتفت جمانة بقلق: فيه إيه ؟
, هتف أدهم: سيييف ..
, تنفّس بغضب واختناق وهتف: متكلّمنيش ٣ نقطة مصطفى فيين ؟ أنا عايز مصطفى ..
, وكأنه قد سمعه ليدخل في تلك اللحظة بعدما فتحت له الخادمة الباب اقترب منهم بابتسامة هادئة: السلام عليكم ..
, رفع سيف عينيه إليه وهتف بلهفة: مصطفى ..!؟
, التفت نحوه ثم نقل نظراته بين الجميع ليرى بجانبه نور المتوترة تنظر ناحية سيف بقلق والجميع نظراتهم عليه .. ضيّق عينيه هاتفاً بقلق: فيه إيه مالكوا ؟
, هتف سيف وهو يُحاول النهوض: خرّجني من هنا يا مصطفى مش عايز أفضل هنا ..
, اقترب منه بسرعة يُسانده هاتفاً بحيرة: فيه إيه ياسيف قولي ؟
, تشبّث به بقوة ليسنده مصطفى بذراعيه ليهتف سيف بقهر: أنا عايز أخرج مخنووق أوي ..
, رمش مصطفى بعينيه وهو ينظر نحو الجميع بحيرة واستغراب ولكنه تابع طريقه لخارج الفيلا وهو يسند سيف معه ..
, وصلا حتى الحديقة ليُجلسه مصطفى على أحد المقاعد المتواجدة وجلس قربه ناظراً إليه بصمت وحيرة .. لا يعلم لمَ أصبح سيف يلجأ إليه هو عندما ينزعج منهم ! ولكنه رغماً عنه ذلك يُعجبه ويشعر بنفسه أصبح مسؤولاً عنه بشكلٍ أو بآخر ..
, اقترب منه وضع يده على كتفه هامساً: ممكن تقولّي إيه اللي بيحصل معاك ؟
, لمْ يُجبه وبقي ينظر أرضاً بصمت ، تنهد مصطفى ونظر أمامه بصمت هو الآخر ، سمع شهقة تخرج من جانبه ليلتفت له هاتفاً بقلق: سيف مالك أنت بتعيط ؟
, مسح سيف دمعته التي خرجت رغماً عنه وهمس بعدها بيأس: أنا عارف إني حِمل تقيل عليه .. عارف بس .. بس مش بإيدي ..
, ضيّق عينيه هاتفاً باستفسار: حمل على مين إيه اللي حصل ؟
, ابتلع سيف ريقه هامساً: على أدهم .. هو مش مجبور يستحملني هو بقا عنده مراته وبكرا هيبقى عنده عيال مش هيفضل متفرّغ عشاني ..
, رمش بعينيه بحيرة هامساً: أنت بتغير من ليلى يا سيف ؟
, نظر إليه هاتفاً: مش بإيدي أنا بحاول مش بقدر .. هو السبب هو اللي عمل مني كده .. ودلوقتي بقی عايزني أبقى لوحدي وأتصرّف عادي وطبيعي ..
, بادله النظر بجمود قائلاً: أنت مفكرتش تروح لدكتور يا سيف ؟
, رفع نظره نحوه فجأة وهتف: أنا مش مجنوون ولا مريض عشان أروح الدكتور ..
, مصطفى بغيظ: هو كل م حد اتذكر قدامه الدكتور النفسي لازم يقول الكلمتين دول ؟ أنت فاكر الدكتور النفسي تواجد بس عشان المجانين ؟
, سيف بحنق: لا تواجد عشان الحيوانات اللي زيك ، أقولك روح أنت لدكتور وياريت يكون بيطري ..
, رفع حاجبه ناظراً نحو بغيظ متمتماً: مفيش فايدة فيك هتفضل بجح ولسانك أطول منك حتى في أحلك المواقف ..
, سيف بسخرية: أحلك المواقف ؟ جيبت الكلام النضيف ده منين حضرتك ؟
, تأفف مصطفى بغضب وكتّف يديه ناظراً أمامه بصمت .. سمع من يناديه بصوت عالي: سيفوووو
, التف سيف لمصدر الصوت ليجد حمزة راكضاً باتجاهه فتح ذراعيه إليه ليُعانقه حمزة بقوة آلمته ، لا يعلم متى بدأت علاقته بهذا الطفل تتطور هكذا ..
, حمزة: وحشتني يا سيفووو عامل إيه يا بطل ؟
, ضحك سيف هاتفاً: كويس أووي يا صديقي الصدوق و**** محدش بقدرني وبيهتم بيا غيرك ..
, اقتربت مديحة لينهض مصطفى يسلّم عليها باحترام ، وألقت السلام على سيف: الحمد**** على سلامتك يابني عامل إيه ؟
, ابتسم بخفوت: كويس .. هما جوا وحماتي حياتي هي وجوزها برضه هنا ..
, ابتسمت بخفة: تعال يا حمزة نسلم عليهم يلا ..
, التفت حمزة نحو سيف واقترب من أذنه هامساً: جيتلك الشوكولا اللي عاوزها يا سيفوو دي اللي منعك عنها الدكتور بس سيبك منه ده غبي مبيفهمش ..
, اتسعت ابتسامة سيف وضرب بكفه كف حمزة هاتفاً: أحبك وأنت بتدللني كده ..
, ضحك حمزة واتجه خلف والدته بسرعة للداخل .. رفع سيف نظره لمصطفى هاتفاً بسخرية: اقعد يا محترم يا مذوق ..
, التفت نحوه بغيظ ليهتف بعدها: سيف .. أنا هخرّج ماما تقعد هنا ..
, نظر إليه سيف هاتفاً: يعني إيه ؟
, مصطفى: مفيش بس بقولك يعني ..
, هز سيف رأسه: وأنا مالي ..؟
, رن هاتفه ليُخرجه ويبتسم باتساع مجيباً: كوكو ؟
, ضحك كرم هاتفاً: حبيب كوكو .. بص أنا جاي دلوقتي مع ماما وبابا قال عايزين يتطمّنوا عليك قولتلهم إنك زي القرد محدش صدقني ..
, ضحك سيف وكأنه يُغازله: حبيب قلبي أنا قاعدلك مستنيك برا عشان أستقبلك ..
, كرم: لا مش مصدق سيفو بيه بجلالة قدره هيستقبل العبد الفقير إلى **** كرم ؟
, هتف سيف وهو يرى مصطفى يخرج من باب الملحق ببطء ويدفع أمامه كرسي والدته بخفة: بقولك إيه أنا مستنيك متتأخّرس يلّا سلام ..
, تقدم مصطفى بكرسي والدته وهي تنظر للحديقة حولها بإعجاب لينحني نحوها: هاا عجبك ؟
, ابتسمت هامسة: جميلة جداً ، فكرتني بحديقة قصرنا القديمة ..
, لاحت في عينيه نظرة حنين هامساً: أما كنا نزرعها أنا وأنتي بالورد صح ؟
, رفعت نظرها إليه ثم أشارت نحو إحدى الورود هامسة: دي اللي قولتلي إنك زرعتها أنت صح ؟
, ابتسم يومئ برأسه: أيوه ، هاخدك تشوفيها بعدين بصي سيف بيستنى هناك ..
, التفتت نحو إشارته لترى سيف يُتابعهم من بعيد ، دفع مصطفى الكرسي حتى اقترب حيث سيف يجلس على المقاعد تحت أشعة الشمس الدافئة ..
, رمقهم سيف بصمت وهو يجول بعينيه على ملامح رقية وكرسيها المتحرك وقدميها العاجزتين ، رفع نظره لتلتقي عينيه بعينيها ويراها تبتسم له بخفة .. فجأة رمش بعينيه متذكّراً بأنها كانت عشيقة والده !
, رفع نظره نحو مصطفى الذي يُتابعه بتمعّن ، تذكر بأن مصطفى أحد الضحايا بينهم .. من عاش في عائلة ليست عائلته .. أمال رأسه بشرود وهو يفكر بطريقة تعامله معه .. حتى عندما وجد عائلته الحقيقية لم يجد منها حبوراً وترحيباً كما ينبغي ..
, ابتلع ريقه وهو يتنفّس بألم ليقترب منه مصطفى هاتفاً بقلق: سيف أنت كويس ؟ في حاجة بتوجعك ؟
, نظر إليه نافياً برأسه بصمت ليهتف مصطفى: عايز تدخل جوا ؟ أساعدك ؟
, ضغط على قبضته بشدة وألم من تعامله معه بتلك الطريقة رغم كل مافعله به ، همس بخفوت: لأ كرم جاي دلوقتي ..
, أومأ مصطفى برأسه ثم حاول الإبتسام ناظراً نحو والدته: ماما ده هو سيف ..
, ابتسمت رقية بخفوت ومدت يدها لتصافحه هامسة: مصطفى علطول بكلّمني عنك مش بيسكت ليل ونهار وهو بيتكلم عنكوا وأنت أكتر واحد ..
, رمش بعينيه ونظر نحو مصطفى الذي يُتابع بترقّب ، ولا يدري لمَ رغبة داخلية تُلحّ عليه بأن يجعله يفرح ويُسعده ، ليلتفت نحو رقية ويمد يده ببطء نحوها يسلم عليها بخفة ..
, لاح شبح ابتسامة على شفتي مصطفى وارتياح على ملامحه ، ربما كان يخاف من وقاحة سيف أن تخرج أمامها ، نظر إليه سيف ليشتم نفسه بغيظ من ابتسامته ليشعر بنفسه يعود ويريد أن يُغضبه من جديد ..
, همست مروة من الخلف: سيف ؟
, التفت إليها ليجدها تقف بارتباك بجانب نور التي تنظر نحو مصطفى ورقية بارتباك ..
, ابتسم مصطفى بخفة هاتفاً: تعالوا أعرفكم على ماما ..
, نظرت مروة ونور لبعضهم بحيرة لتنقل مروة نظره لسيف الهادئ ، سحبت نور من ذراعها لتقترب منهم ..
, سلمت على رقية بخفوت معرّفة عن نفسها ، لتقف نور بصمت تتابعهم .. اقترب منها مصطفى هامساً: مالك يا نور مش عايزة تتعرّفي عليها ؟
, رفعت نظرها إليه وهي ترى اللهفة داخل عينيه .. ثم نظرت نحو سيف الذي يتابعهم بصمت ..
, مشت عدة خطوات نحو رقية لتنحني أمام كرسيها تنظر إليها بصمت وربما بإشفاق من حالتها ..
, ابتسمت بخفة ومدت يدها هامسة: أنا نور ..
, دمعت عيني رقية وهي تتذكّر ما حصل مع تلك الفتاة بسببها وبسبب إنتقام أعمى .. مدت يديها رغماً عنها لتضمّها لصدرها بخفوت وحنان واعتذار ..
, تفاجأت نور من فعلتها ولكنها بادلتها مُربتة على ظهرها بخفة ، فهي لا تستطيع رفضها خاصة وهي بذلك الوضع ..
, في الداخل .. عادت ليلى للجلوس قرب أدهم بعد خروج سيف مع مصطفى .. نظرت إليه بصمت وارتباك وزفرت بضيق .. مرت لحظات طويلة بقيت صامتة لتضع يدها فوق يده مربتة عليها: أنت كويس ؟
, التفت نحوها بابتسامة وهو يومئ برأسه بخفة ، همست بأسف: مكنتش عارفة أنه هيحصل كده أنا آسفة ..
, ابتسم يُحاوطها بذراعه: بس بقا ، أنتي ملكيش ذنب ..
, زفرت بضيق: لأ ليا هو مريض وحالته مش كويسة كان لازم أراعيه مش أعصبه أكتر .. أنا عارفة إن اللي هو بيه صعبوبخليه يتعصب أكتر مكنش لازم أعمل كده ..
, ربت على كتفها هامساً: الذنب مش ذنبك أنتي .. أنا اللي عملت منه كده .. وأنا دلوقتي السبب باللي أنتوا التنين بيه .. أنتي من حقك تبقي معايا وعارف إنك استحملتيه أووي .. بس معليش يا ليلى الفترة دي بس لغاية م يتحسّن ويبقى كويس وبعدين هلاقي حل ..
, أومأت برأسها بخفة لتجد والدتها تدخل إليهم لتنهض بلهفة تحتضنها مرحبة بها ، اقتربت مديحة تسلم على أدهم وركض نحوهم حمزة هاتفاً بسعادة: عموو أدهم وحشتني ..
, أدهم وهو يُبعثر شعره: وأنت وحشتني أووي إيه ده أنت كبرت أووي كده إزاي وبقيت راجل ..
, ضحك حمزة بفخر هاتفاً وهو يبرز عضلاته: أنا بلعب رياضة وبقى عندي عضلات .. وهو يرفع يديه ويلوّح بهما سقط منه لوح شوكولا كبير من بين ملابسه ..
, رفعت ليلى حاجبيها بدهشة وهتفت: إيه ده يا حمزة ؟
, نظر أرضاً والتقطه سريعاً هاتفاً بضحك: لا مفيش ده شوكولا جيبتها معايا هاكلها دلوقتي وطعميكي معايا ..
, رفعت إحدى جاجبيها بشك ليهتف أدهم وهو يجذبه من ملابسه: جايبه لمين ده يا زوما ؟
, همس بتوتر: إهدا شوية ياعم قولتلك ليا أنا ..
, أدهم: أنا سمعت سيف وهو بكلمك وبقولك عشان تجيبهوله ..
, هتف بصدمة: إييه ؟ سمعته ؟
, أدهم بغضب: يبقى كلامي صح وده لسيف مش كده ؟
, تأفف حمزة وابتعد عنه هاتفاً: م أنتوا اللي حارمينه من كل مقوّمات الحياة وأنا جيت البطل المنقذ عشانه ..
, ليلى بذهول: أدهم إلحق ده بقول مقومات الحياة .. كلامه منمّق زي سيف ..
, ضحك أدهم بخفوت ومد يده يأخذ الشيكولا هاتفاً بهدوء: اسمع يا زوما سيف لو أكل من ده هيمرض أووي وهيرجع المستشفى ومش هتقدر تشوفه زي دلوقتي ..
, حمزة بحزن: بس هو عاوز ياكله حرام ..
, أدهم: هياكله بس مش دلوقتي أما يطيب ويبقى كويس ، وأنت لازم تساعده مش تخليه يمرض أكتر فاهمني ؟
, أومأ برأسه بعبوس هاتفاً: خلاص يبقى كُله أنت ومراتك ..
, ليلى: إيه مراته دي م تتعدل شوية أنت بقى كل كلامك زي سيف ولّا إيه ؟
, هز كتفيه بلامبالاة وبرود كما تعلم من سيف لتتأفف بغيظ وحنق ..
, في الخارج ، ابتعدت نور عن رقية التي اقترب منها مصطفى يمسح دموعها التي انهمرت بغزارة ..
, همست مروة: تعالي يا مروة نرجع جوا .. سيف مش هتدخل ؟
, سيف بنفي: لأ هقعد كمان شوية كرم جاي هو وأهله هستناه ..
, أومأت برأسها وسحبت نور معها لداخل الفيلا .. نظر سيف نحو مصطفى بصمت وهو يجثو أمام كرسي والدته يكلمها بخفوت ..
, بعد لحظات قليلة دخل كرم وأهله من بوابة الفيلا الخارجية ليبتسم سيف باتساع ناهضاً واتجه إليهم ببطء .. اقترب منه كرم هاتفاً: عامل إيه يا سيف ؟
, سيف: وحشتني يا كوكوو .. محموووود وحشتني ..
, ضحك محمود هاتفاً: بس يا قليل الأدب ..
, ربت على كتفه بخفة وحنان .. ليتجه إليهم مصطفى ويسلم عليهم باحترام أثار سخرية سيف وبدأ ينظر إليه بابتسامة ساخرة جعلته يتأفف بغيظ ..
, عاد مصطفى نحو والدته التي تتابعهم من بعيد بتمعّن .. وقف قربها هاتفاً: عاوزة ترجعي جوا ؟
, هتفت بشرود وقلق: دول م مين ؟!
, ابتسم مصطفى يتابعهم بعينيه: ده كرم صاحب سيف .. ودول مامته وباباه ..
, رمشت بعينيها بتوتر وابتلعت ريقها وهي تضغط على قبضتيها بخوف هاتفة بتلعثم: ا اسمه ك كرم إيه ؟
, قطّب جبينه ونظر إليها هاتفاً: ده كرم الحديدي ، وأبوه الحاج محمود الحديدي .. بجد ده ونعم الصاحب لسيف هو وأهله ..
, رجفت شفتيها فجأة وارتعش جسدها بتوتر بالغ .. بقيت تتابعهم حتى دخلوا إلى الفيلا لتهتف بصوت مبحوح: رجعني جووا ب بسرعة ..
, ضيّق عينيه هاتفاً باستغراب من هيئتها الغريبة: مالك يا ماما أنتي تعبانة ؟
, هتفت بتوتر وزادت رجفتها: لا لا .. ر رجعني جووا حالاً ..
, انحنى إليها بقلق: ماما م٣ نقطة
, قاطعته بصرخة حادة: قولتلك حالاً ٣ نقطة
, نظر إليها بحيرة ثم نظر نحو الفيلا حيث دخل كرم وعائلته مع سيف .. اقترب منها يدير كرسيها ويدفعها بخفة يُدخلها إلى الملحق وعقله يعمل بسرعة جنونية ولاح على ملامحه الجمود الشديد ..
, أدخلها إلى الغرفة ووقف أمامها هاتفاً: عايزة حاجة ؟
, نفت برأسها سريعاً هاتفة: لأ لأ سيبني لوحدي عاوزة أرتاح ..
, وقف ينظر إليها وهي تتنفّس بسرعة شديدة وعينيها امتلأتا بدموع متحجرة ..
, تركها خارجاً من الغرفة وأغلق الباب ورائه .. وقف في منتصف الصالة وضع يديه في خصره بتفكير عميق .. جلس على أحد المقاعد ووضع رأسه بين يديه يضغط عليه بشدة ..
, رفع رأسه بعد لحظات ناظراً أمامه بجمود كبير .. والدته كانت حامل .. وكامل الذي كان يظنه والده أخذ طفلتها وأعطاها لأمجد .. طفلتها ليلى ولكن بعد التحاليل لم تكن كذلك .. حاول أدهم سؤالها ولكنها لم تستجب إليه .. ورغم ذلك وافق على بقائها معهم رغم كل مافعلته بهم ٣ نقطة تنفس وهو يضغط على قبضتيه متذكراً هيئة والدته قبل قليل ..
, وقف فجأة يدور حول نفسه كالثور الهائج .. كانت هادئة مبتسمة بعد تعرّفها على سيف ونور ، فجأة تغيّرت حالتها ، رجفة جسدها واضحة لعينيه تماماً وخوفها وتوترها الشديد .. ضرب الطاولة برجله وهو يشعر بحرارته ترتفع .. كرم وعائلته .. سؤالها عنهم وتغيرها في ذات اللحظة التي رأتهم بها ..
, وقف يتنفس بنهيج ونظر نحو غرفتها .. لقد سامحها ، اشتاقها واشتاق للجوء إلى أحضانها التي حُرم منها .. ولكنها مازالت كما هي .. لم تتغير أبداً .. ألم كبير في قلبه يشعر به يحرقه ..
, لم يعد يُطيق الصبر اتجه مسرعاً نحو غرفتها لتنتفض بجلستها وهي تمسح دموعها بيد مرتجفة .. نظرت نحوه وهو يتقدم منها بجمود ..
, وقف أمامها هاتفاً: أنتي مخبية عني إيه ؟
, نظرت إليه بارتباك: م مفيش حاجة مالك ؟
, انحنى بجذعه نحوها هامساً من بين أسنانه: إيه قصتك مع كرم وأهله ؟؟
, وسّعت عينيها بذهول: قصة إيه ؟ مفيش حاجة ..
, ضغط على قبضته بغضب هاتفاً: أمال إيه اللي حصلك أما شوفتيهم ؟ ليه حالتك قلبت كده ؟ أنتي تعرفيهم قبل كده صح ؟
, نفت برأسها هاتفة: لأ معرفهومش .. ومحصليش حاجة أنت بيتهيألك ..
, صرخ ضارباً كرسيها بقبضته بغضب: مدام رقية ..
, رفعت نظرها بصدمة هامسة: مدام ؟
, صرخ بغضب: أيوه مداام .. مدام كامل .. اللي قودامي دي مرات كامل مش أمي .. أنتي لسا زي م أنتي متغيرتيش .. للأسف كنت فاكرك تغيرتي عشاني كنت فاكر إن وأخيراً هترجعلي أمي اللي فقدتها من زماان .. حرام عليكي ليه بتعملي بيا كده لييه ؟!
, ابتعد عنها يخفي دموعه التي تجمّعت في عينيه لتبكي هي شاهقة بحرقة: لأ متقولش كده يابني أنا بحبك أنا تغيرت و**** تغيرت متظلمنيش ..
, التفت إليها بقهر ودموعه تنزل على وجنتيه: متقوليش ابني ، أنا مش ابنك .. أنا جيبتك هنا وسامحتك على كل حاجة عملتيها لأني بحبك لأني عاوزك تبقي معايا بس أنتي مش عايزة يبقى أنتي مش أمي .. سامعة مش أمي ..
, تعالى صوت بكائها بقهر متمتمة بكلمات غير مفهومة وهو يقف أمامه يحترق من داخله .. مسح دموعه بعنف واقترب منها بجمود غريب .. انحنى أمام وجهها هامساً بجمود: الحاجة اللي مخبياها ليها علاقة بأهل ليلى مش كده ؟
, تابعت بكائها بجنون ليُمسك بكتفيها بحدۃ وجعلها تنظر داخل عينيه وهو ينظر لها بقوّة هاتفاً: دلوقتي حالاً هنروح ليهم تقوليلهم كل حاجة تعرفيها ومخبياها عنهم فاهمة ؟!
, وسّعت عينيها بتوتر نافية برأسها ليضغط على يديها بقوة أكبر وهو لم يعد يتحمّل .. يُريد أن يعيش كما يعيش الجميع ، يريد أم أب أخوة أخوات .. يريد عائلة بعد كل سنين القهر والحرمان التي عاشها .. وهي لا تفهمه ، لا تسمع لنداء قلبه .. لا تُلبّي توسّلاته ومطالبه .. وإذا هي لم تُرد ذلك ، إن كانت سوف تبقى تعيش كما علّمها زوجها فهو لا يريدها ، وسيتخلص منها ويكتفي بأخواته وجمانة تلك الأم التي متأكد بأنها ستُغنيه عن أمه الحقيقية ..
, همس بشراسة: دلوقتي هنروح وهتقولي كل حااجة .. ولو مقولتيش يبقى إنسي إن ليكي ابن اسمه مصطفى ..
, نظرت إليه بصدمة وألم وهي تُحاول تبين صدقه من ملامحه ، ولكنها لم ترى على وجهه إلّا الجمود وعينيه أمامها تلمع بإصرار وقهر ..
, تمتمت ببكاء: م مصطفى ؟؟
, لم يُعطها فرصة واتجه خلفها يُمسك مقبض الكرسي من الخلف ليدفعه أمامه بسرعة بدون أن يقول أي كلمة .. ذعرت وهي تراه يخرج من الملحق وحاولت الكلام معه ولكنه كان فقط جامد .. هذه آخر فرصة سيعطيها لها .. وإما أن تختاره وتبقى معه ، أو تختار حياتها القذرة القديمة .. رغم أنه لا يُنكر بأن قلبه يتقطع أشلاء صغيرة دامية لفكرة فقدانها بعدما عادت إليه ..
, كان الجميع في صالة الفيلا ، ضحكات مرتفعة تخرج منهم بمرح وسعادة .. سيف يجلس بجانب كرم ومروة .. وليلى مازالت تجلس بجانب أدهم وقربها والدتها وأخيها .. فيما أهل كرم مع أهل مروة وجمانة .. ونور عادت للجلوس مع أحمد ..
, فجأة حلّ الصمت في المكان ما إن اقترب منهم مصطفى يدفع أمامه كرسي والدته ويوزع نظراته عليهم بجمود شديد ..
, كانت هي ترتجف بشدة لدرجة جذبت انتباههم نحوها ، نظرت إليهم بخوف وارتباك لتتعلق عينيها أخيراً على ليلى التي تتابعها بقلق ..
, هتف أدهم: فيه إيه يا مصطفى ؟!
, نظر إليه مصطفى بصمت ، ليقول بجمود: في حاجة لازم تسمعوها ..
, نظر إليه أدهم بتمعن ثم نقل نظره نحو رقية المرتجفة .. دق قلبه بعنف فجأة ليعود بنظراته نحو مصطفى ، نظراته مُتسائلة وخائفة وجمود مصطفى أعطاه الإجابة .. اقترب من ليلى أكثر يُحاوط خصرها بدعم يشعر بأنها ستحتاجه بعد قليل ..
, التفتت تنظر إليه باستغراب وحيرة شديدة لتهتف جمانة بقلق: إيه اللي بيحصل يا مصطفى ؟ وإيه الحاجة اللي هنسمعها ؟
, عاد لينقل نظراته بينهم وابتعد قليلاً عن رقية حتى بان إليه وجهها الشاحب ولكنه قسى قلبه وأشاح بعينيه عنها .. كتف يديه هاتفاً بجمود: مدام رقية عايزة تقولكوا حاجة ولازم كلّكوا تسمعوها .. قولي يا مدام رقية تفضلي اتكلمي الكل سامعك ..
, نظر الجميع لبعضهم بحيرة ثم علّقوا أنظارهم على رقية التي أخفضت رأسها بارتجاف .. بدأت شهقات تخرج منها وهي تبكي بحرقة ..
, ضغط مصطفى على قبضتيه صارخاً: أنا مش جايبك هنا علشان تعيطي .. أنا جايبك علشان تتكلمي .. قولي كل اللي عملتيه زماان قولي ليلى تبقى بنت ميين ؟
, شهقت ليلى بانتفاض ليُشدّد أدهم من احتضانه لها .. نظرت إليه مرتجفة ثم علقت عينيها برجاء وخوف على رقية الباكية .. تُريد أن تعرف حقيقتها ومن أهلها ولكنها خائفة .. خائفة من كمّ اليأس وخيبة الأمل التي عانت منها سابقاً ..
, نهض عزيز هامساً: طب إحنا هنمشي ا٣ نقطة
, قاطعه مصطفى بصوت حاد: محدش هيمشي .. الكل لازم يسمع .. يلّا يا مدام رقية اتكلّمي وإلّا أنتي عارفة إيه اللي هيحصل ..
, رفعت عينيها إليه برجاء ولكنه قابلها بجمود وأشاح بوجهه بصمت .. عادت لتُخفض رأسها غير قادرة على النظر لأحد منهم .. وبدأت دموعها تتساقط رغماً عنها وهي تختاره هو ..تختار ابنها الذي ظلمته كثيراً .. وذكريات الماضي تلوح أمام عينيها بكل تفاصيلها المؤلمة والحاقدة ..
, همست بصوت خافت ولكنه تسلّل لمسامعهم نتيجة الصمت المُطبق حولها: كنت حامل ب 3 شهور .. أما عرف كامل كل حاجة .. اتجنن وبقا شيطان قاعد جواه وكان عايز يقتلني أنا واللي ف بطني لأنه كان فاكره مش ابنه .. بس فجأة تراجع أما عرف إنها بنت .. عيّشني بجحيم أسوأ أيام حياتي .. كل يوم من الصبح لليل كله ضرب وإهانة وشتايم .. كان يهددني باللي ف بطني كل م ضربني .. كان يتكلم بقسوة ووحشية .. كنت خايفة .. كنت خايفة أووي على بنتي اللي هتلقى مصير وحشي من قبل م تولد .. تخيّلت هتعيش إزاي وأبوها بهدّد أنه هيئذيها من قبل م تيجي .. تخيّلت حياة الذل والوحشية اللي هتعيشها وخوفت .. ارتعبت أووي وبقيت أفكر هحميها إزاي ..
, شهقت باختناق وهي تُحاول إخراج صوتها من دون أن تنظر إليهم: أنا غلطت كتير أووي كنت قذرة وسيئة بس اللي حصلّي وعّاني ورباني .. والكام شهر اللي كنت حامل بيهم اللي عيشتهم مع كامل اللي كان اتقلب 180 درجة وبقى وحش ، الشهور دول خلتني شوف كل أغلاطي ، حطت بقلبي خوف كبير وحنية على بنتي اللي مش عارفة إيه اللي مستنيها بس اللي عارفاه إنه هتكون حاجة دموية وشيطانية تليق بكامل .. خاصة وأنا شايفاه بقا بعامل مصطفى ابنه إزاي ..
, رفعت نظرها تلمح نظراتهم القلقة والدامعة والمترقبة لتتابع: بقيت بفكر كتير هنقذها إزاي .. بقيت بحاول أفكر بطرائق عشان ساعدها حتى لو أنا موتت بعدها .. اتفقت مع شريف وهو زرع حد جوا القصر يوصلّه تحركات كامل وكنا نعرف عاوز يحلل فين عشان يعرف لو مصطفى ابنه أو لأ وكنا بعدها نزور النتائج عشان متبقاش حياتنا جحيم أكتر من اللي عايشينه ..
, تنفست وهي تتذكر تلك الفترة هاتفة: وقتها اتصرّفت لوحدي من غير م حد يعرف .. رشيت ممرضة بالمستشفى والدكتورة اللي هتولدني .. حكيتلهم قصة تانية من دماغي وحاولت اكسب حنيتهم وتعاطفهم مع الفلوس الكتير اللي عرضتها عليهم خاصّة وأنا عارفة إنهم عايشين بفقر وحاجة .. بيوم الولادة مثّلوا إن حالتي صعبة وولادتي مستعصية .. دخّلوني لأوضة خاصة ومنعوا حد يدخلّي .. وقتها ولدت و٨ نقطة
, رفعت نظرها نحو والدة كرم ترمقها للحظة لتعود وتُشيح بوجهها مبتلعة ريقها: كانت في ست في الأوضة جنبي بتولد ولحظّي ولدت بنت .. كانت حالتها صعبة جداً وسمعت إن حصلها نزيف جامد وفقدت وعيها .. كانت وقتها فرصتنا كبيرة والوحيدة .. ولدت بنتي بوستها وشميت ريحتها اللي هتحرم منها وبعدها أخدتها الممرضة اللي كنت اتفقت معاها .. خرجت من باب داخلي ورجعت بعد دقايق وعلى إيديها طفلة صغيرة أول ولادتها .. قربتها مني شوفتها وبعدها فقدت وعيي وسيبتهم يتصرفوا زي م قولتلهم ..
, نظرت نحوهم وهي تبكي وتتذكر تلك الفترة ..
, فلاش باك..
, خرجت الممرضة تُمسك بيدها طفلة صغيرة تلفها بملائة بيضاء صغيرة .. قدمتها لكامل الذي ينتظر خارجاً بلهفة ..
, ابتسمت بهدوء: ألف مبروك يا بيه جاتلك بنت زي القمر ..
, أخذها منها بجمود وحملها بين ذراعيه ينظر إليها بشر وتوعد ..
, خرجت رقية على نقالة لتخرج خلفها الدكتورة هاتفة: الحمد**** كانت الولادة صعبة بس هي دلوقتي كويسة ..
, لم يهتم بها ولم يلتفت إليها لتهتف الدكتورة: لو سمحت هناخد البنت نفحصها وبعدين هنسلمهالك ..
, أعطاها الطفلة وبقي في الرواق يجلس منتظراً فوق أحد المقاعد ليُخرح هاتفه متصلاً بأحد رجاله: أمجد ، ساعة وألاقيك قودامي في القصر متتأخرش فاهم ؟
, أغلق الهاتف منتظراً بصبر .. وفي تلك الأثناء كان شريف قد تسلل إلى المستشفى يرى الطفلة في يد الدكتورة وهي تسلّمها لرقية .. ألقى نظرة قصيرة عليهم ثم خرج مسرعاً قبل أن يمسكوا به ..
, حملت رقية طفلتها الحقيقية بين يديها تضمها لصدرها وهي تبكي بحرقة .. ربما **** زرع في قلبها محبّة لطفلتها رغم أنها كانت قذرة قاسية القلب ولكن ربما أحبتها لكي يتعذب قلبها عليها ببعدها عنها ..
, هتفت بالممرضة بأمل وترجي: أرجوكي عايزة أعرف كل حاجة عن العيلة اللي هتسلّميها ليهم .. أنا عايزة أفضل متابعتها واتطمّن عليها من بعيد عشان خاطري ..
, أومأت الممرضة برأسها سريعاً هاتفة: تمام خلاص هجبلك كل المعلومات بس اديني البنت دلوقتي الراجل زوج الست اللي بتولد مستني هديهولها .. وكمان هنرجع البنت المزيفة لجوزك ..
, أعطتها إليها سريعاً لتخرج وتقترب من الرجل الذي يمشي في الرواق بتوتر كبير هو ووالدة الرجل قربه تُمسك بين أحضانها طفلاً صغيراً لا يتعدى السنة ..
, ابتسمت ابتسامة واسعة وقدمت له ابنة رقية الحقيقية هاتفة: ألف مبروك تربى بدلالك زي القمر ..
, اتسعت ابتسامته بلهفة وتلقّف الفتاة من بين يديها وعينيه تلمعان بسعادة: ألف الحمد**** يارب ..
, ثم نظر نحو الممرضة بلهفة وقلق: مراتي كويسة طمنيني أرجوكي ..؟
, ابتسمت بخفوت: متقلقش إن شاء **** هتكون كويسة دلوقتي الدكتورة هتخرج وتطمنك ..
, مرّت لحظات طويلة لتخرج الدكتورة هاتفة: الحمد**** على سلامة المدام هي بقت كويسة ، بس لازم تفضل تحت المراقبة .. المدام للأسف حالتها كانت صعبة وحصلها نزيق جامد مقدرناش نسيطر عليه اضطرينا نستئصل الرحم من غير م ناخد موافقة حد أصل الوضع كان صعب جداً ..
, نظر إليها بصدمة وتشكّلت الدموع في عينيه ، شهقت والدته التي تجلس خلفه بحزن .. مسح وجهه بإرهاق هامساً: مفيش مشكلة أهم حاجة إنها كويسة ..
, مرّ يومين بعدها عادت رقية إلى القصر لتواجه جحيمها المتمثل بكامل ، وكانت على حق فقد اختفت ابنتها في نفس يوم ولادتها .. صرخت عليه وثارت لتعلم في النهاية بأنه سلمها لأمجد وسينتقم منها ويحرق قلبها عليها ..
, في ذلك اليوم قدمت الممرضة إليها بحجّة الإطمئنان عليها وعلى حالتها بعد ولادتها المُستعصية ..
, هتفت رقية بلهفة وهي تجلس على سريرها: قوليلي جبتيلي المعلومات ؟
, أومأت الممرّضة برأسها لتخرج ورقة بيضاء مطوية وتُقدّمها لها: دي فيها كل اللي قدرت أحصل عليه ..
, فتحتها بلهفة وقرأت اسم العائلة وعنوانها لتلمع عينيها بحب وحنان ..
, همست الممرضة: اعذريني مش هقدر أفيدك أكتر من كده بجد أنا خايفة ننكشف ..
, نفت برأسها : لا متقلقيش وأنا متشكرة ليكي جداً ، خلاص دورك انتهى وباقي فلوسك بكرا هيكونوا عندك ..
, الممرضة: متشكرة ليكي جداً عن اذنك ..
, خرجت الممرضة لتدخل بعدها إحدى الخادمات بعدما طلبتها رقية ، كانت خادمة صغيرة عاشت في القصر مع أمها التي كانت خادمة مثلها وتربت بينهم ، وكان ولائها المُطلق لرقية لتهتف بها: امسكي الورقة والعنوان ده ، عايزاكي تجيبيلي أخبار العيلة دي كلها ، عايزة حد يراقبهم من بعيد تعرفي أخبارهم مهما كانت صغيرة عايزة أعرف عنهم كل حاجة فاهمة !
, أخذت الخادمة الورقة قرأتها ثم خبأتها في جيبها هاتفة: متقلقيش يا ست رقية خدامتك أنا ..
, همست رقية ببكاء وانقباض قلب: وفعلاً بقت تجيبلي كل يوم والتاني أخبار العيلة دي ، وبقت حياتي تبقى جحيم أكتر وأكتر من غضب كامل وشكه وخوفي ليكشف إن مصطفى مش ابنه .. كان عزايا الوحيد إني عارفة أخبار بنتي الحقيقية وعارفة إنها عايشة بعيلة بتحبها وموفرالها كل حاجة ، ومش هتعيش بذل وقسوة زي م كان كامل متوعّدلها ..
, عضت شفتيها بانهيار: ل لغاية م ٣ نقطة لغاية م جه اليوم .. اليوم اللي كان من أسوأ أيام عمري .. كانت قايلتلي الخدامة إن بنتي مريضة وجسمها ضعيف .. كنت بدعي دايماً إنها تبقى كويسة بس الظاهر إن **** كان بعاقبني ، أولاً ببعدي عنها وبعدين مرضاش إني برّد قلبي واتطمن عليها عن بعيد ، كان بعاقبني ببعدها عني للأبد ..
, شهقت ببكاء وانهيار هامسة: بعد فترة صغيرة جاتلي وقالتلي إن ٩ نقطة قالتي إن بنتي م.. بنتي ماتت ٤ نقطة
, بكت باختناق متابعة وهي تضرب على صدرها بوجع: بنتي اللي هرّبتها من إيدين كامل عشان متعيش القسوة والوحشية ، اللي كنت فرحانة عشان هتعيش مبسوطة بعيلة تحبها بنتي اللي أنقذتها ماتت ٣ نقطة ماتت ومقدرتش أعملها حاجة أبداً .. الدنيا انهارت قدامي واسودت خالص .. بقت حياتي ضلمة مفيش حاجة تنورها .. وقتها وقفت مراقبة العيلة دي .. م خلاص اللي كنت بتابعهم عشانها راحت هراقبهم ليه تاني ؟٤ نقطة تابع شريف يضغط عليا عشان ميكشفش حقيقة مصظفى وكملت بس قلبي كان ميت ، كنت منهارة خالص واستسلمت للجحيم .. بس اللي كان بيحصل فوق قدرة تحمّلي ، حاولت أهرب مرة وتانية تالتة وكتيير ، وكل مرة جحيمي يزداد ، للمرة اللي هربت بس هربت من مصير لمصير أسوأ .. ضربتني عربية ومن وقتها وأنا كدة ..
, ضربت قبضتها في الكرسي بجنون هاتفة: عاجزة بقيت عااجزة ومبتكلّمش .. **** عاقبني أسوأ عقاب ، كنت جاحدة وقذرة وأنانية ،كنت قاسية أوووي ولحد دلوقتي قاسية إني حرمت أبني من عيلته الحقيقية وعيّشته بظلم كبيير .. وغلطي الأكبر إني حرمت عيلة من بنتهم ، خليتهم ينهاروا ويبكوا على بنت هي مش بنتهم ولا تقربلهم .. وموّتت بنتهم وهي بالحقيقة لسا عايشة ، لسا عايشة بتتنفّس ومش عارفين ولاهي عارفة عنهم حاجة ، خليت بنتهم تعيش أسوأ كابوس وأسوأ غيشة بس عشان بنتي متتأذاش .. بس الحقيقة لا بنتي نقذتها ولا البنت دي .. كلّه بسببي .. أنا عارفة إني غلطت .. غلطت كتير أووي وغلطي ده مبيتغفرش .. بس ٦ نقطة بس أتمنى تسامحوني ..
, شهقت في النهتية تُغطّي رجهها بكفّيها وتدخل في نوبة بكاء جديدة وهي تهذي: سامحوني عشان ابني يسامحني ..
, كانت تعلم بأن تعرّيها بحقيقتها القيطذرۃ أمامهم بهذا الشكل سيصنع شرخاً كبيراً بعلاقتها مع ابنها ، سيُعيد الجفاء والكره من جديد وهي لن تتحمّل ذلك أبداً ..
, تمسكت كريمة بذراع زوجها بارتجاف .. نظراتها بعينيها الخضراء اللمعة منصبّة على رقية المنهارة .. تنفّسها بات سريعاً حتى خاف زوجها عليها وساندها بذراعيه ..
, نظر نحو رقية يسترجع ما قالته ، هي تكلّمت عنهم .. تلك قصتهم ما روتها .. ولادة زوجته المستعصية نزيفها واستئصال الرحم مرض ابنته الرضيعة وموتها .. ابنته التي ماتت والتي مازالت ذكراها عالقة بينهم لشدة حبهم لها ولأنها كانت آخر من أنجبوها وبعدها فقدوا تلك القدرة ، ابنتهم التي احترقوا من حزنهم عليها ليست ابنتهم ؟؟!
, همس بصوت مبحوح وهو يرى زوجته علی وشك الإنهيار تماماً: م مين مين العيلة د دي يا مدام رقية ؟؟
, رفعت نظرها نحوهم ببكاء ووجهها وعينيها منتفخين بشدة .. هتفت بصوت كاد يختفي: العيلة دي عيلتكوا .. محمود الحديدي و وو مراته كريمة النجار ٣ نقطة
, صاعقة وقعت على رؤوس الجميع سمّرتهم مكانهم بدون كلمة وكأن على رؤوسهم الطير .. انهارت كريمة تماماً بين ذواعي زوجها وهي تتنفس بصعوبة واختناق ..
, نظر كرم بضياع وتيه نحو والديه ليقف سيف قربه بضياع وخوف أكبر ممسكاً بذراعه بدعم ..
, صوت صرخة فزعة خرجت من أدهم: ليلى ؟!
, تلقف جسدها الصغير الذي تهاوى بين ذراعيه ليضمها إلى أحضانه بخوف وقلق يشدد عليها برعب من خسارتها ..
, بدأت أصوات الهتاف تتعالى لتسرع جمانة نحو ليلى تحاول إفاقاها ورش قليل من الماء على وجهها بلا فائدة .. ومديحة التي بدأت تنتحب قربها ببكاء يقطع قلوب الجميع لسماعه ، بكاء على ابنة عاشتت بغير عائلته، حاولت البحث عنهم وكلما بحثت كانت تصطدم بواقع مرير ، لتستسلم في النهاية غير عالمة بأن عائلتها أقرب إليها من أي أحد ..وحمزة الذي بدأ في البكاء على أخته ووالدته ..
, وقف كرم قرب والده بصمت الذي يمسح العرق البارد الذي يسيل على جبين زوجته ، وأحد الحاضرين قدم له كأس من الماء ليسكب منه على يده ويمسح وجهها ويساعدها على الشرب .. دموعها بدأت بالنزول سريعاً لتختلط مع دموع زوجها المكلوم على ابنة عانوا من فقدانها وهي على قيد الحياة .. وجعهم الآن بات أعظم ، وجع فقدان قدرة الإنجاب ، وجع خسارة ابنتهم التي انتظروها بفارغ الصبر ، وجع الخوف على وحيدهم كرم الذي لا يملكون غيره ، وضعفيّ وجعهم على ابنتهم الحقيقية التي عاشت بعيداً عنهم في كنف عائلة عانت منها الوحشية والقسوة ، وهم غافلون عنها لا يدرون بوجودها من الأساس ..
, احتضنها محمود بشدة لتدفن نفسها بين أحضانه وقد عادت إليهم ذكرى وفاة ابنتهم وكأنه حدث اليوم .. كان يحتضتها بدعم وبكاء وهي تنتحب بحيرة وقهر ..
, وقف كرم ناظراً نحوهم بتشتّت كبير .. رأى أدهم الذي أسرع يحمل ليلى بين ذراعيه وهو يصرخ: اطلبوا الدكتور بسررعة ..
, صعد بها وخلفه والدته ووالدتها ومروة ونور .. نظر نحو والديه الغارقين في أحزانهم الماضية والجديدة ..
, استدار بصمت وضياع يمشي بخطوات منكسرة خارج الفيلا وهو ينظر أمامه بتيه ..
, التفت سيف حوله وجد رقية قد زادت في بكائها ، ومصطفى قربها يضغط على قبضتيه بغضب وعينيه محتقنتين بشدة ..
, لمح طيف كرم يخرج ليلحق به ببطئ واضعاً يده على جرح معدته الذي شعر به كالسكين الحارقة التي عادت لتحرقه وكأنه طُعن بها اليوم .. ربما من التوتر والخوف والقهر ازداد وجعه اضعافٱ كما قال الطبيب الغبي .. ولكنه لم يأبه بل أسرع بخطوات متعجلة وحقده يزداد على تامر الذي منعه م اللحاق بصديقه ..
, رآه يتجه نحو بوابة الفيلا صرخ به: كرررم ؟؟ كرم استنى ..
, ولكن الآخر لم يتوقف أو ربما لم يسمعه من الأساس ليصرخ سيف بكل مقدرته مُصارعاً وجعه وقد تبلّلت عينيه بالدموع: كررم مترووحش عشان خاطري ..
, والآخر لم يسمعه وانطلق مغادراً في سيارۃ أجرۃ قبل وصول سيف إليه ، وقف سيف مكانه بألم ينظر لطيف السيارة التي تبتعد عنه .. قلبه منقبض بشدة ووجع جسده داهمه بقسوة ..
, سالت دموعه قهراً على صديقه وعلی نفسه ، دموع القهر والعجز لأنه لا يستطيع اللحاق به ، لا يستطيع الوقوف بجانبه ..
, صرخ بغضب وقهر ويعلم بأن صرخته لن تصل لمسامع صديقه الذي ابتعد عنه امتاراً كثيرة: كرررم خليك معايااااا كرم ؟!
, سقط أرضاً بألم ليُسرع الحراس إليه يحاولون مساعدته ولكنه دفعهم بكل غضبه وحقده وناره المستعرة .. لينهض بترنح يمشي نحو الفيلا بقلب ازداد ألماً وكلما خطى خطوة يسمع أصوات بكاء وصراخ قوية ..
, حاوط أدهم جسدها يصرخ بها لتستفيق وهو يضع عطراً أمام أنفها ولكنها كانت بعالم آخر ، عالم يصوّر لها معاناتها السابقة منذ صغرها ، عالم يُذكّرها بالمرّۃ الأولى التي رأت فيها محمود وأحبته وتعلّقت به بشكل جنوني غريب ، لمست به طيبة وحنان أبوي كادت تحسد كرم عليه .. كريمة تلك السيدة التي ذُهلت لكثرۃ الشبه بينهما رغم أن معالم كريمة التي ملأها الشقاء والحزن من بعد موت ابنتها أخفت قليلاً من ملامحها .. تلك العائلة التي تمنّت أن يكون لها مثلهم وكانت تنظر لكرم بعين خشيت أن تكون حاسدة عليهم .. كرم ؟! ذلك الشاب الذي تعرّفته قبل أن تعرف عائلتها ، صديقها الذي أصبح مُقرّباً منها بحنيته وشهامته وطيبته الخالصة ، كرم ؟ ذلك الذي تعرّفت عليه كأنهما غرباء ولكن القدر جعله أقرب إليها من أيّ أحد آخر ، جعل دماؤه هي نفسها تلك الدماء التي تجري في عروقها منذ ولادتها ..
, في الأسفل تعالى رنين هاتف أحمد مرة واثنان وثلاثة وهو يمشي في الصالة بقلق منتظراً الطبيب ..
, هتف بغضب وهو يُجيب أخيراً: نعم ياا قصي نعممم عايز إيه يا أخي مش برد معناها مشغووول ..
, هتف بذهول من كلامه: فيه إييه يابني مالك ؟ أنا برن على أدهم مش بيرد وحضرتك برضه خير إيه اللي بيحصل معاكوا ؟
, زفر بضيق فاركاً جبينه: طب مترنّش عليه تاني لحسن يبقى ده آخر يوم بحياتك ..
, قصي: ليه ؟!
, تأفف بانزعاج: مش وقتك خالص يا قصي الوضع هنا مقلوب مراته تعبانة والكل هنا على آخره ..
, صمت قصي ليهتف بعدها: إيه اللي حصل ؟
, عد يتأفّف هاتفاً: مراته عرفوا أهلها الحقيقيين مامة مصطفى اعترفت بكل حاجة .. وأهلها طلعوا عيلة كرم صاحب سيف ..
, فتح عينيه بذهول هاتفاً: معقول ؟
, أحمد: مش وقت صدمتك دلوقتي اقفل بقا أنا مشغول ..
, قصي بهدوء: يبقى كويس إنه مردّش عليا هو مش ناقص ..
, قطب جبينه متسائلاً: فيه إيه ؟
, تنهد قصي مُجيباً: شريف .. دخل العناية ، جرعة مخدرات زائدة .. حالته حرجة ..
, وقف مكانه بجمود .. ثم أغمض عينيه ماسحاً على وجهه ليهتف: متخبّرش أدهم دلوقتي سيبه لحد م يعدّي الموضوع ده وبعدين قوله ..
, قصي: تمام .. ابقی طمني ..
, أغلق الهاتف ضاغطاً عليه بشدة وهو ينظر أمامه بجمود شديد ..
, خرج الطبيب من عندها بعدما علّق لها محلول .. بقي أدهم يجلس قربها على السرير يتأملها بصمت .. أغمض عينيه متكئاً على السرير خلفه لا يعلم هل يفرح لأنها وجدت عائلتها الحقيقية وليست أي عائلة ، بل عائلة لن تجد مثلها أبداً .. أو يحزن لحالتها تلك ويقلق من ردة فعلها عندما تستيقظ ..
, كان قد مرّت عليها فترة دائماً مرحة تضحك وتمزح فيما يخصّ عائلتها المجهولة وكأنها فعلاً استسلمت لقدرها واتخذت منه هو وأهله عائلة لها .. ولكنه اكتشف الآن بأن جرحها كان عميق جداً وقد أخفته وصبرت عليه بمهارة تُحسد عليها ..
, ابتسم بحنان وهو يسير بأصابعه فوق ملامحها الشاحبة .. المهم بأنها معه سواء تقبّلت عائلتها أم لأ ولكنه متأكد بأنها ستتقبلها فهي تحبهم من قبل أن تعرف بحقيقتهم ..
, في الأسفل كانت تجلس مديحة تبكي وجمانة بقربها هتفت بها : كفاية يا مديحة ليلى خلاص كويسة متعمليش ف نفسك كده ..
, مديحة بحزن: أنا زعلانة عليها ع القهر اللي عاشته كل السنين دي ..
, جمانة بحنان: وأهو دلوقتي **** عوّضها بعيلة بتحبها أووي وعايزة رضاها ، مش كده يا أم كرم ؟
, رفعت عينيها المحمرّتين إليها هامسة: البنت دي من لما شوفتها وقلبي حسّ بيها ، حبيتها أووي حسيت في حاجة بتربطني بيها مش عارفة إيه هي .. حتى محمود حس بده كان يقولي دايماً كده ..
, محمود بهدوء وهو يربت على كتف زوجته بعدما مضت فترة طويلة وهي منهارة بين ذراعيه: متفكّريش في حاجة وحشة ، ده كان ابتلاء واختبار من **** .. والحمدلله عوضنا دلوقتي برجوعها لينا .. عوّضنا بمحبتها لينا من قبل م تعرف إننا عيلتها وعوضنا إنها تزوجت ودخلت على عيلة مفيش زيها وبنعتبرها عيلتنا التانية ..
, جمانة: **** يشهد إن ليلى بنتي بحسها قريبة مني زيها زي ولادي .. الحمد**** على كل حال ..
, حمزة بحيرة: أنا مش فاهم حاجة ..
, ابتسم محمود وفتح ذراعه إليه يقرّبه منه ليقترب حمزة بهدوء فيحتضنه الآخر هاتفاً: أنت بتحبها ل ليلى مش كده ؟
, أومأ برأسه بشدة: أيوه بحبها أووي
, ابتسم محمود أكثر هاتفاً: أنت صح صغير بس اللي اكتشفته إن دماغك أكبر منك بكتيير وفاهم إن ليلى مامتك ربتها بس هي مش بنتها صح ؟
, أومأ حمزة ثانية وضيّق عينيه الصغيرة بتفكير ليهتف محمود: طب لو قولنالك إن أنا أبوها ودي مامتها وكرم صاحبك أنت وسيف بكون أخوها هتوافق ؟
, رمقه حمزة لحظات بصمت ليهتف بعدها: هي هتبقى معايا مش كده وهتبقى أختي ؟
, ابتسمت كريمة بحنان وهي تمسح فوق شعره: أنت أخوها طبعاً وده معناه إن أنت أخ كرم ابني يعني ابني برضه أنت فى عندك مامتك مديحة وأنا هكون أمك التانية موافق ؟
, هتف حمزة بسعادة: يعني أقدر أقولك ماما ؟
, أومأت برأسها بعينين لامعتين ليهتف بعدها: لا هقولك كوكو زي سيفو ..
, ضحكت هاتفة: خلاص زي م أنت عايز ..
, همس محمود وهو ينظر نحو مروة ونور: هو كرم راح فين معرفتوش ؟
, هتف سيف وهو يقف أعلى السلالم بقهر: دلوقتي حتى افتكرتوا كرم ؟ و**** كتر خيركوا ..
, جمانة: سيف إيه الكلام ده ؟
, نظر إليها بغضب ونقل نظراته بينهم وهو يضغط بقبضته على حرف السلّم .. كان قد حاول اللحاق به بسيارته ولكنه لايستطيع القيادة وعندما طلب من الحراس لم يستجيبوا له وأدخلوه بالقوة .. زاد قهره وهو يرى الجميع مشغول بنفسه وبليلى ولم يذكروا غياب كرم حتى الآن ..
, همست كريمة باكية: أنا عارفة أنه هيكون زعلان ومصدوم بس أنا كنت زيه محسّيتش على نفسي ..
, مروة بهدوء: متخافيش هو هيكون منيح ، إسراء معاه دلوقتي ..
, رفعت نظرها إليها بلهفة لتهتف مروة: هي دلوقتي كلمتني وقالتلي إنه عندها وهتقابله متقلقيش ..
, نظر سيف نحوها وقد ازداد قهره ليصعد نحو غرفته صافعاً الباب خلفه بقوة ..
, نظرت نور نحو أحمد الذي يجلس بصمت ناظراً أمامه بشرود .. اقتربت منه هامسة: مالك يا أحمد ؟
, التفت إليها هامساً: مفيش بس تعبان شوية ..
, هتفت بقلق: تعبان مالك ؟ حاسس بإيه ؟
, ابتسم بخفوت: متقلقيش أنا كويس بس مرهق شوية ..
, همست بسرعة: هروح أعملك كاسة ليمون تريحك ماشي ؟
, أومأ برأسه لتذهب نحو المطبخ ، تذكرت فجأة تلك الرسالة التي وصلتها لتُخرج هاتفها فتحتها لتتوسع عينيها بذهول « أنا عارفك كويس من زماان .. وكنت عاوز أتكلم معاكي معدتش قادر أصبر أكتر من كده .. هقابلك في الكلية أما ترجعي للدوام .. بالمناسبة اسمي إياد ..»
, توترت ناظرة حولها بارتباك .. لا تعرف أحد بهذا الإسم .. يبدو بأنه يعرفها جيداً .. كيف ذلك ؟ هل يعقل بأنه معها في الكلية ؟
, تنفست مهدئة نفسها ثم اتجهت لتصنع كأس عصير لأحمد ، وهي لا تستطيع إخباره الآن بسبب حالته ووضعهم جميعاً ..
, في مكان آخر ..
, خرج كرم بضياع من الفيلا .. استقل سيارة أجرة هامساً للسائق بتشتت: أمشي ..
, بعد مدة هتف السائق: يابني قولي في مكان عايز تروحله ؟ بقالنا أكتر من نص ساعة بنلف كده ..
, نظر إليه بضياع كبير وهو يسترجع كل شيء حدث معهم قبل قليل .. وضع رأسه بين يديه بتعب ليهتف فجأة: هديك عنون وديني عليه ..
, أعطى السائق العنوان ليصل بعد فترة قليلة ، ويترجل من السيارة .. وقف أمام البوابة الكبيرة ناظراً لتلك الفيلا المتوسطة الحجم بشرود .. قلبه ينبض بشدة .. وعقله مغيّب .. متعب هو كثيراً وضائع وقدميه جاءت به إلى هنا إلى حيث وضع قلبه منذ سنوات ..
, أخرج هاتفه يتصل على أحدهم وما إن فتح الخط حتى همس بخفوت: محتاجلك أووي ..
, انتفضت إسراء بقلق: مالك يا كرم أنت فين ؟
, أغمض عينيه متنفّساً بألم لتهتف بخوف: كرم أنت فيين أنت هجيلك دلوقتي ..
, هتف قائلاً: اطلعي أنا واقف برا ..
, رفعت حاجبيها بذهول: أنت هنا في الفيلا ..؟
, لم يجبها وأغلق الخط سريعاً .. اتجه بخطوات ثقيلة ليجلس فوق الرصيف المحاذي للفيلا بصمت ..
, بعد لحظات قليلة خرجت إسراء بثيابها المنزلية وقفت أمام البوابة تنظر حولها بقلق حتى لمحته ليتزايد قلقها أضعافاً من هيئته الغريبة ..
, ركضت إليه حتى وقفت أمامه بخوف: كرم ؟
, رفع عينيه إليها بلهفة لتشهق بخفوت من هيئته المتعبة وعينيه المحتقنتين بشدة .. جلست قربه على الرصيف هامسة بغير شعور: مالك يا حبيبي ؟
, التفت إليها سريعاً ، المرة الأولى التي يسمع تلك الكلمة منها .. خرجت بشكل عفويّ بغير شعور منها ، تلك الكلمة العفوية أنعشت قلبه وأكدت له بأنها باتت تحمل منه شيئاً كبيراً في قلبها ..
, ابتسم بغير شعور وعينيه دمعت وكأنه وصل لنهاية مطافه الذي صارع به كثيراً ..
, لم تدرك هي بماذا يفكر بل رأت عينيه دامعة لتشعر بقلبها يتألم ودمعت عينيها بغير شعور: عشان خاطري ريحني قولي إيه اللي حصلك ؟
, همس بخفوت: بحبك أووي يا إسراء ..
, بدأت تبكي فجأة ، شعرت بنفسها هي السبب في معاناته تلك وهي من أوصلته لتلك الحالة .. همست بلهفة وصدق: وأنا .. وأنا بحبك و**** العظيم بحبك .. أنا تردّدت كتير أقولها بس بكل حاجة بحسك بيها .. أنت علطول معايا وبفكر بيك .. أنت مش بتغيب عن بالي .. سامحني أنا عذبتك أووي ولسا بعذبك بس و**** مش قصدي و**** بحبك ..
, ابتسم ورفرف قلبه بسعادة وكأنه نسي همومه وأحزانه ، اقترب منها يمسح دموعها بحنان: أنتي عارفة أنا بحبك قد إيه ؟ عارفة إني عيشت سنين وأنا مستني اللحظة دي ؟ عارفة إن بكلمة منك همي بيزول وكأنه مش موجود ..؟
, همست بندم: و**** مش قصدي ..
, نفى برأسه هاتفاً: مش أنتي ، أنا مش زعلان منك ولا من حد ..
, رمشت بعينيها متسائلة: مالك يا كرم ؟
, تنهد وابتعد عنها ناظراً أمامه: قبل شوية كنت مخنوق وهموت .. بس دلوقتي بقيت أحسن ..
, إسراء: فيه إيه ؟
, التفت إليها قائلاً: ليلى عرفت أهلها الحقيقيين ..
, قطبت جبينها وهتفت فجأة: إيييه ؟
, أومأ برأسه بهدوء .. لتهتف: ميين ؟ عرفتهم إزاي قولي ؟
, هتف مجيباً: النهاردة والدة مصطفى قالت كل حاجة .. عيلتها الحقيقية إحنا يا إسراء ..
, التفت إليها متابعاً: ليلى بتكون أختي اللي ماتت وهي صغيرة .. اللي ماتت مش أختي هي بنت كامل ورقية وبدّلوا بينهم في المستشفى ..
, وسّعت عينيها بصدمة غير مستوعبة لتهتف: إيه اللي عرفتوه احكيلي ..
, حكى لها كل شيء سمعه وكل ما مرّ بهم لتهتف بعدها وهي مازالت تحت تأثير الصدمة: وأنت كنت مزعوج ليه ؟
, نظر إليها بحيرة وهتف بتشتّت: مش منها .. أنا بحب ليلى وبعزها جداً .. أوقات كنت بحسها قريبة مني ، حتى أما كان سيف يغلط بيها كنت بخانقه وبزعل عليها .. اتخنقت أووي من اللي عشناه .. ماما شالت الرحم ومعدتش قادرة تجيب ولاد ، وبابا كان بحبها أووي فضل معاها رغم كل الكلام والتحريض اللي كان يسمعه أنه يتزوج عليها ويجيب عيل تاني يكون أخ ليا وسندي .. كنت بسمعهم بيتكلموا عنها ، ماما كانت وحيدة أهلها ومتعلقة بأمها جداً وكانت عايزة بنت عشان تعوضها ده وعشان تكون أختي ونبقى مع بعض .. بابا وماما تعذبوا أووي وأنا تعذبت بينهم ، خوفهم الزايد عليا وقلقهم كل م بتأخر عن البيت .. مكنش ليهم غيري وده خلاهم عايشين بقلق وخوف دائم ..
, رفع نظره إليها بدموع: تعذبوا كتير أووي ، وبالنهاية بنتهم تطلع عايشة ؟ أنا قلبي وجعني أووي على أهلي اللي انهاروا .. وعلى ليلى اللي طلعت أختي وأنا معرفش .. تخيلي تعرّفت عليها وكأنها غريبة عني وكنت قريب منها كل الفترة دي وعارف بمعاناتها وتطلع في الآخر أختي ..؟!!
, تنفّست بهدوء مربتة على كتفه لتهمس بعد لحظات: ليلى تستحق تكون سعيدة ، هي تعذبت أووي وربنا عوّضها بيكم ..
, أومأ برأسه بشرود وتنهد بضيق لتهتف: أهلك هيكونوا بحاجة ليك دلوقتي متخوّفهومش عليك ، مش أنه لاقوا بنتهم يبقى هيقل خوفهم عليك وقلقهم .. هيتمسّكوا بيك أكتر وأنت لازم تقف جنبهم ..
, مسح وجهه بإرهاق هامساً: أنا كنت عاوز حد يريحني كنت ضايع ومش حاسس بحاجة ..
, ابتسمت بحنان هامسة: وأنا دايماً جنبك ومعاك مش هسيبك مهما يحصل .. قوم بقا روح البيت وارتاح ، اقف جنب أهلك وجنب ليلى .. دلوقتي بقى ليك أخت تحبها وتحافظ عليها ..
, نظر إليها بامتنان هاتفاً: أنا بحبك أووي يا إسراء
, ضحكت هاتفة وهي تشعر براحه وسعادۃ: وأنا بحبك أوي أوي يا روح إسراء .. يلا قوم هوصلك ..
, نهض هاتفاً: لأ خلاص هاخد تكسي الشمس هتغيب كمان شوية خليكي هنا ..
, هتفت بعناد: خليك هنا هجيب العربية دقيقة واحد بس ..
, ركضت مسرعة لداخل الفيلا لتخرج بسيارتها بعد لحظات وتقف أمامه بابتسامة متوسعة ، ابتسم لها بارتياح وفتح الباب ليدخل بجانبها ..
, في مكان آخر ..
, أعاد مصطفى والدته إلى الملحق وخرج بعدما أوصى الممرّضة عليها .. خرج لا يعلم إلى أين ، طاقة غضب كبيرة ما شعر بها داخله ، كان يعلم بما فعلته والدته ، يعلم بكم القذارة والحقد التي كانت تحياه ولكن أن يسمعه بأذنه منها كان كبيراً عليه وقاتلاً ..
, خرج بسيارته يسير في الطرقات بغير هدى .. لا يعلم كيف سيتعامل معها بعد الآن ، هي اختارته واختارت الإعتراف بكل شيء ، لا يُنكر أن حالتها المنهارة أثرت به كثيراً ولكنه متعب من كمّ القذارة التي كان يعيش بها ، غاضب وحاقد على كل شيء .. يريد أن يرتاح ولكن الراحة تأبى القدوم إليه ..
, أخرج هاتفه بعد لحظات طويلة واتصل بها هاتفاً: عبير أنتي فين ؟
, عبير ببرود: وأنت مالك ؟
, تأفف بغيظ: عبير متطالعيش جنانك وهبلك ده عليا قولي أنتي فين عايزك حالاً ..
, شهقت هاتفة: م تحترم نفسك إيه عايزني دي ؟ بص مفيش حاجة هتحصل بينا غير بالحلال ، حد **** بيني وبين الحرام يا باشا ..
, رغماً عنه ابتسم ، بل ضحك بخفوت لمجنونته التي دائماً تتكلم بأول ما يخطر في بالها بغير حساب .. تنهد هاتفاً: طب عايز اتكلم معاكي كويس كده ؟
, عبير: نتكلم في إيه حضرتك ؟
, مصطفى: عبير .. أنا تعبان عايز أتكلم معاكي ممكن ؟
, عبير بخفوت: هستناك قدام البيت متتأخرش ..
, أغلق الهاتف سريعاً وانطلق بسيارته إليها ، وجدها واقفة تنتظره وما إن وقف أمامها حتى دخلت بجانبه في السيارة هاتفة: اطلع بينا على مكان هادئ وراقي لنتكلّم به ..
, ابتسم هاتفاً: على فين قصدك ..
, اعتدلت بجلستها ودلته على الطريق ليقف بعد فترة في مكان عالي وأسفله كان الماء يجري بهدوء وسكينة ..
, خرج من سيارته وجلس فوق مقدمتها لتخرج خلفه وتقفز بجسدها لتجلس قربه ناظرة نحو الماء بصمت ..
, همست بعد لحظات وهي تتأمل ملامحه: مالك ؟
, تنهد بإرهاق قائلاً: ماما .. ماما اعترفت بكل حاجة ..
, قطبت جبينها: اعترفت بإيه ؟
, زفر هاتفاً: باللي عملته زمان ، بأهل ليلى الحقيقيين اللي كان فاكرها كامل بنتها هي وشريف ..
, عبير: لأ ثانية واحدة أنا مش فاهمة حاجة ..
, نظر نحوها بصمت عدة لحظات وحكى لها كل شيء ، ليعود غضبه إليه من جديد ..
, همست بخفوت: يعني ليلى تبقى أخت كرم ؟
, أومأ برأسه بهدوء لتهتف: وأنت زعلان ليه دلوقتي ..؟
, نظر إليها هاتفاً: زعلان ليه ؟ أنا مخنوق ومقهور من كل حاجة ، حاولت أسامحها وأديها فرصة بس اللي اكتشفته إن اللي عملته كبير أووي مش قادر أستوعبه لحد دلوقتي ..
, هتفت بهدوء: بس أنت سامحتها ودخّلتها على بيتك وعارف بالماضي بتاعها وقررت تديها فرصة ، ليه دلوقتي أما اعترفت بكل حاجة هتبعد عنها ؟
, مصطفى: لأن اللي عملته كبير أووي ، مش قادر اتخيل القسوة والحقد اللي كانت عايشة بيهم ..
, عبير: بس بالنهاية ندمت ، واعترفت بكل حاجة .. بالنهاية هي اختارتك يا مصطفى زي م قولتلي .. اعترفت رغم إنها عارفة إن ده هيأثر على علاقتكوا .. بس مفضلتش ساكتة .. ده معناه إنها ندمت بجد وعايزاك معاها ..
, همس بألم: حاسس نفسي بقيت ب بنفر منها ، حاسس إني مش هقدر اتقبل ده أبداً ..
, عبير: أنت لسا تحت تأثير الصدمة ، أنت كنت عارف بس إنك تسمعه سمع ده أثر عليك .. متخفش كله هيبقى تمام بس أنت اهدا ٣ نقطة
, زفر بضيق لتهتف: أنت مش بحاجة ليا دلوقتي قد م أنت بحاجة لعيلتك .. وهما محتاجينك .. أنت بقيت واحد منهم لازم تقف معهم وتساندهم ووقتها هتحس براحة لأنك قدرت تعملهم حاجة تساعدهم .. امشي روح لأخواتك ..
, التفت إليها يرمقها بصمت كبير .. هتف بعد لحظات: امشي أوصلك ..
, ابتسمت بهدوء وقفزت من أعلى السيارة لتعود إلى السيارة وينطلق بها بسرعة ..
, حل المساء ..
, أرادت كريمة بشدة أن تبقى حتى تستيقظ ليلى ولكن محمود أجبرها على الذهاب ليُعطوا لليلى الفرصة حتى تستوعب الأمر ..
, بقي أدهم قربها ينتظرها حتى تستيقظ .. بعد رحيل الجميع بدأت ترمش بعينيها بخفوت .. نظرت حولها باستغراب كان الظلام قد حلّ ولا يضيء الغرفة إلا ضوء خافت يأتي من الشرفة المفتوحة والستائر تتطاير بنسمات هواء باردة ..
, اعتدلت بجلستها ونظرت أمامها بجمود وهي تتذكر ما حدث معها .. بدأت دموعها تتساقط رغماً عنها وتعالت شهقاتها وضعت يدها تحاول كتمها .. نظرت حولها شاعرة باختناق لتنهض عن السرير بسرعة وتتجه نحو الشرفة ..
, تفاجأت به واقف أمامها يُدير ظهره لها ، يمسك بحرف الشرفة ناظراً أمامه بشرود شديد ، شرود في عالم آخر لم يجعله يستمع إلى بكائها أو يشعر بوجودها ..
, هتفت بصوت باكي: أدهم ؟
, انتفض فجأة وكأنها أخرجته من وادٍ عميق والتفت نحوها بلهفة ، اتجه إليها يأخذها بين ذراعيه: حبيبتي أنتي كويسة ؟
, ابتلعت ريقها هامسة: ك كويسة ..
, نظر بقلق إلى ملامحها لتتمسّك بيديه حول وجهها هامسة بدموع: أدهم أنا عرفت عيلتي ؟! أا أنا بقى ليا عيلة مم مش مش بنت حرام !!؟
, ضغط على وجهها بيديه هاتفاً: مين قال إنك كنتي بنت حرام .. أنتي ليلى البنت اللي تعذبت وعانت وبقت قوية مفيش حاجة تكسرها .. **** عوضك بعد م صبرتي واستحملتي كتيير .. **** عوضك بأحلا عيلة ممكن تحصلي عليها .. عيلة بتحبك زي م بتحبيها ..
, بكت بين يديه هامسة: االحاج م محمود أابويا ؟ أا أنا كنت بحبه أوي
, أدهم بتأثر: وأهو **** بعتهولك عشان يكون أبوكي .. هو عارف قد إيه بتحبيه وربنا كرمك بيه هو ومراته وابنه كرم ..
, رمشت بعينيها: كرم ؟ كرم أخويا أنا ؟
, ابتسم يمسح دموعها بحنان: أيوه أخوكي ، أنتي بقى ليكي أخوات كتير مش بس واحد ..
, نظرت إليه لحظات صامتة لتبتعد عنه هامسة بجمود: أما عايز أعمل تحليل ..
, قطب جبينه بحيرة: ليه ؟
, التفتت نحوه هاتفة: أنا اتعلّمت من اللي حصلي ، أنا مش هتأمّل ويطلع كل أملي ده ع الفاضي .. أنا كنت موافقة كامل يكون أبويا بس ع القليلة أعرف مين عيلتي .. وكل م لقيت عيلة تطلع مش هي .. أنا عايزة اتأكد إلا العيلة دي يا أدهم ، إلا دي ، العيلة دي بالذات مش هستحمل أخسرها بعد م اتزرع جوايا أمل إنها تبقى عيلتي ..
, عاد ليقترب منها وجذب رأسها ليسنده فوق صدره القوي هامساً: خلاص هنعمل التحليل ده رغم إني متأكد إن المرة دي مش هيخيب أملك بإذن **** ..
, تشبثت به بقوة واحتياج ، هي تشعر بنفسها تنتمي إليهم ولكن ما عانته كبير وفوق احتمالها ولا تريد أن تعيشه ثانية ..
, خرج سيف من غرفته بعدما عجز عن النوم ، نزل إلى الأسفل ليجد نور أمامه هتف بها: أحمد مشي ؟
, نور: أيوه مشي قبل شوية أنت رايح فين ؟
, سيف: خارج أشم هوا ..
, خرج من باب الفيلا .. واتجه نحو الحديقة ليجد أمامه مصطفى جالس على أحد المقاعد يضع رأسه بين يديه ويبدو عليه الإنهاك .. اتجه نحوه حتى جلس قربه هاتفاً: مصطفى ؟
, رفع رأسه إليه هاتفاً: أنت بتعمل هنا إيه ؟
, سيف: أنت اللي بتعمل إيه ؟ مالك ؟
, زفر بضيق متمتماً: مفيش ..
, نظر سيف نحو الملحق وأنواره المطفئة ليعود بنظره إلى مصطفى قائلاً بتردد: أانت مش عايز تدخل الملحق يعني ؟
, لم يُجبه مصطفى وقد بان عليه الضيق أكثر .. تردد سيف وصمت ثم عاد ليقول: طب تعال أدخل معايا ..
, التفت إليه مضيّقاً عينيه: معاك فين ؟
, سيف بهدوء: معايا الفيلا .. أنت مش عايز تروح الملحق تعال نام معايا الليلة في أوضتي ..
, رفع حاجبيه بدهشة وقد تبلكم من حديثه .. نظر إليه ليتبين صدقه ولكن سيف كان هادئاً مع بعض التردد .. هتف سيف: خلاص لو مش عايز بلاش .. أو متنامش فأوضتي تقدر تنام فأوضة الضيوف هي فاضية أصلاً ..
, رمش بعينيه يحاول الإستيعاب ليهتف بعدها: لا مش عايز ..
, صمت سيف ونظر أمامه بضيق ..التفت له مصطفى هاتفاً: أنت كويس ؟
, سيف: بتسأل ليه ؟
, نظر إليه مصطفى لملامحه المتعبة وهتف: أنت أخدت الدوا ؟ أكلت حاجة بعد الصبح ؟
, سيف بهدوء: لأ مليش نفس ..
, تنهد مصطفى بضيق وهتف: مينفعش اللي بتعمله ده ..
, سيف بسخرية: لو هتبدأ محاضراتك اللي مش بتنتهي قولي عشان أقوم ..
, مصطفى بهدوء: أنت كدة بتئذي نفسك واللي حوليك يا سيف .. حاول اتعايش مع وضعك صدقني هترتاح بعدين ..
, نظر إليه سيف بحزن ثم أجاق بخفوت: مش قادر .. مش قادر يا مصطفى كل حاجة بقت بنظام ، معدتش أطلع وأدخل زي م أنا عايز كل حاجة بشتهي أكلها ولا أشربها بتكون ممنوعة .. أنا مش متعوّد على ده أبداً أنا تعبت بقالي أكتر من أسبوع على الحالة دي زهقت ..
, نهض مصطفى هاتفاً: واللي بتعمله ده هثخليك تفضل كده طول حياتك ، اتحمل الكام يوم دول عشان ترتاح بعد كده .. بعدين أنا مش حارمك من حاجة مش بجيلك شيبس ؟ وبكرا هجيبلك شوكولا برضه ..
, سيف: يعني أنت كده بتغريني مثلاً ؟
, ابتسم مصطفى: أيوه بالنبسة لحالتك دي دول يعتبروا أكبر إغراء ٣ نقطة امشي معايا بقا علشان تاكل ..
, أمسكه من ذراعه ليسير قربه حتى دخلا من باب المطبخ الخارجي .. جلس سيف على أحد المقاعد الموجودة ليبحث مصطفى عن طعام سيف حتى وجده وقام بتسخينه ..
, جلس وبدأ في إطعامه لتدخل نور فجأة إلى المطبخ ، شهقت بفزع عندما وجدتهم ليهتف سيف: مالك يابت شوفتي عفاريت قودامك ؟
, نظرت نحوهم بدهشة: أنتوا بتعملوا إيه هنا وفي الوقت ده ؟
, مصطفى: أنتي اللي بتعملي إيه هنا قالي سيف إنك نمتي ..
, نور: مجانيش نوم نزلت أعمل قهوة ..
, اتجهت نحو أحد الأركان لتحضر القهوة ليهتف مصطفى: اللي ميجيلوش نوم يشرب قهوة برضه ؟
, نور: أمال إيه ؟
, اتجه حتى وقف قربها هاتفاً: يشرب لبن ..
, رفعت حاجبيها هاتفة: أنا مش طفلة على فكرة ..
, ابتسم لها واقترب يُطفئ الغاز الذي تقف أمامه .. لمست يده جسدها بشكل عفوي ولكنها للحظة اقشعرت وسرى فزع داخلها جعلها تتراجع كالملسوعة ..
, وقفت بعيداً عنه تلتقط أنفاسها لترفع عينيها إليه ، وجدته يُتابعها بصمت وألم احتل ملامحه ، عضت على شفتها بندم وقلة حيلة ثم استدارت وانطلقت هاربة خارج المطبخ ..
, وقف مصطفى لحظات مكانه ينظر نحو طيفها الهارب ، ثم عاد وجلس على كرسيه ..
, نظر نحوه سيف بصمت ، كان في البداية يغضب عند رؤية مصطفى لنور أو ذكرها ولكنه الآن بدأ يشعر بأنهم يجب عليهم التكلم ، يجب أن تختلط به لتتخلص من حالتها تلك ، وما حدث الآن أمامه يخبره بضرورة ذلك ..
, لم يدرِ ماذا يقول له لينهض بهدوء هامساً: تصبح على خير ..
, هتف مصطفى بدون أن ينظر إليه: متنساش تاخظ الدوا قبل م تنام ..
, نظر إليه بصمت ثم خرج من المطبخ ، زفر مصطفى بحرارة وأعاد رأسه على ظهر الكرسي مغمضاً عينيه بتعب وإرهاق ..
, في الأعلى ..
, وقف سيف أمام غرفة نور ، تردد وأراد الدخول إليها ولكنه سمع صوتها تتمتم ببعض الكلام وتبكي ، سمعها تذكر اسم أحمد ليعلم بأنها قد لجأت إليه ليساعدها ويريحها ..
, تابع طريقه نحو غرفته ، نظر إلى غرفة أدهم وليلى ليقترب منها ويطرق الباب طرقات خافتة بالكاد تُسمع لئلا يزعجهم إن كانوا نائمين ..
, ولكن أدهم كان جالس بالقرب من ليلى التي غرقت في ثبات عميق بعد بكائها وخوفها ، ليبقى بجانبها غير قادر على النوم .. نهض بعدما استمع بطرقات خافتة عرف صاحبها ..
, فتح الباب ليراه أمامه همس له: أنت لسا منمتش ؟
, نظر له سيف بهدوء: ليلى عاملة إيه ؟
, زفر أدهم بحرارة وهمس بخفوت: دلوقتي بقت كويسة .. نامت قبل شوية ..
, أومأ سيف برأسه بصمت وكاد يعود لغرفته ليهتف أدهم: أنت عامل إيه كويس ؟
, عاد ينظر نحوه نظرات غريبة ليهتف بجمود: مش مهم .. المهم ليلى ..
, وكأنه فهم مقصده ليهتف بهدوء: لأ .. المهم أنت وليلى يا سيف مش ليلى لوحدها ..
, بقي ينظر إليه بتلك النظرات مجيبا: بس ليلى أهمّ ..
, زفر بضيق ليهتف سيف: تصبح على خير ..
, تركه وعاد نحو غرفته ، ليزفر أدهم بضيق أكبر وهو يُتابعه حتى دخل نحو غرفته مغلقاً الباب ورائه .. ضرب حافة الباب بقبضته .. ونظر نحو ليلى النائمة .. ثم عغد للنظر نحو غرفة أخيه ، زفر بانزعاج وهو لا يستطيع تركها بمفردها هذه الليلة ، ليدخل مغلقاً الباب ورائه ليعود يستلقي قربها ويجذبها داخل أحضانه مغمضاً عينيه بتعب ..
, ٤١ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, نظرت كريمة بصدمة مما يقوله لتهتف وهي على وشك البكاء: هي مش عايزانا ؟ هي مش عاوزة أهلها ؟
, نفى أدهم برأسه هاتفاً: مش كده يا أم كرم .. ليلى عانت وشافت كتير .. هي خايفة تتأمل وبالآخر تتصدم وتنخذل تاني .. هي عاوزة تتأكد ..
, نظرت كريمة بعينين باكيتين نحو زوجها الهادئ ليهمس أدهم: صدقيني هي بتحبكوا وعاوزة تبقى معاكوا ولو مش كده مكنتش فكرت تعمل التحليل ده .. هي عاوزة تتأكد لأنها مس هتستحمل تخسركوا تاني ..
, نظر إليه محمود هاتفاً بحزم: وإحنا هنعمل التحليل ده ، ودلوقتي ..
, ابتلعت كريمة ريقها ونهضت هاتفة برجاء: أيوه دلوقتي .. مش هستنى أكتر من كده عشان خاطري دول أكتر من 20 سنة مش قادرة أصبر أكتر ..
, نهض أدهم سريعاً هاتفاً: يبقى خلونا نمشي .. نظر حوله فجأة: كرم فين ؟
, محمود: في أوضته ، هو نام متأخر مبارح سيبه ..
, أومأ برأسه وخرج معهم ، رأوا ليلى تجلس بارتباك في سيارة أدهم ولم تنزل معه عندما جاء ليخبرهم بقرارها .. نظرت نحوها كريمة بحنان وشوق بالغ كانت تودّ لو تذهب إليها وتحتضنها وتُشبع شوقها إليها ولكنها ستصبر هذه الساعة وبعدها لن تجعلها تبتعد عن أحضانها ، فهي متأكدة بأنها ابنتها ٣ نقطة
, وصلوا إلى المستشفى وليلى تلقي نظرات خفية نحرطوهم ، قلبها يتألم وخائفة من النتيجة ، لا تغلم ما الذي ستفعله بعدها ، هل تذهب وترمي بنفسها بين أحضانهم وتبكي إلى الأبد .. أم ستقف بحيرة كالغريبة ..
, أكثر من ساعة مرت عليهم وأدهم يكلّم طبيباً يعرفه لتسريع النتيجة ٣ نقطة
, خرج الطبيب في النهاية ليتجه معه أدهم وحده سريعاً ، بقيت ليلى تجلس على المقاعد بصمت وارتباك ، هذا الموقف ذكرها سابقاً عندما اتت لإجراء التحاليل هي وأدهم ، تذكرت فرحتها عندما لم يكن أخاها ، ابتسمت لتلك الذكرى بحنين .. ليصل أدهم في تلك اللحظة ويجد ابتسامتها التي تزين وجهها .. علم بأنها تذكرت ذلك اليوم كما تذكره هو بكل تفاصيله ..
, نهضت كريمة سريعاً هي ومحمود واقتربا من أدهم بلهفة ، تنبهت ليلى لقدومه لتنهض وتبقى واقفة مكانه تتابعهم عن قرب .. ألقى أدهم نظرة نحوها ، نظرة هادئة مطمئنة مرتاحة وسعيدة ..
, ثم نظر نحو محخود مخرجاً النتيجة : التوافق إيجابي .. ليلی بنتكوا وأنتو أهلها ..
, شهقت كريمة بتأثر ، كانت تعلم كانت متأكدة من ذلك .. ضم محممود ورقة النتيجة بيده ورفعها نحو أنفه يشمّها بعمق وسعادة شاكراً ربه .. التفت هو وزوجته ينظران لليلى التي وقفت مرتجفة مكانها ونظرها معلق عليهم بدموع بدأت بالنزول بهدوء ٣ نقطة
, اقترب منها أدهم حاوط وجهها بحنان هانساً: دول عيلتك يا ليلی خلااص تعبك كل السنين دي هينتهي هنا .. دول أهلك أمك وأبوكي .. دول اللي عيطتي كتير وتعذبتي كتير علشان تلاقيهم ..
, شهقت ببكاء وهي تتمسّك بيديه حول وجهها ليمسح دموعها وينحني يقبلها بجبينها لحظات قبلة طويلة عميقة يبثها دعمه وحنانه ..
, ابتعد عنها مفسحاً المجال أمام والديها .. والدها ؟! ما أحلاها من كلمة تُرددها علی لسانها وداخل قلبها ..
, اندفعت كريمة ببكاء غير محتملة الإنتظار وهي تفتح ذراعيها لتضمها إليها بقوة شديدة .. بدأت تبكي بشهقات مرتفعة لتشاركها ليلى شهقاتها القوية .. أبعدتها عنها تقبل كامل وجهها تقبل جفنيها ووجهها المبلل بالدموع .. اقتربت منها مقبّلة كتفها تشتم عبق رائحتها ، ابنتها التي دُفنت أمامها هاهي حية الآن تتنفّس ، ها هي الآن بين أحضانها ..
, مضت لحظات طويلة وقد نسيا ما حولهم ، كان التناس يمرون قربهم يقفون قليلاً أمام هذا المشهد ، كان مؤثراً بحق ، لقاء أم بابنتها بعد سنين طويلة ، وانتهاء رحلة عذاب ابنتها بعدما وجدت عائلتها التي سُلبت من بينهم قسراً ..
, اقترب محموظ الذي نزلت دموعه بغير إرادته ، قلبه ينبض حباً لتلك الفتاة منذ رآها أول مرة وحتى الآن ، أبعد كريمة بخفة ليتلقف طفلته بين ذراعيه الحانيتين .. حاوطها بحنان ، ودفء .. ذراعيه صلبتين قويتين ولكن كل ما شعرت به هو الحناان والأمان والراحة داخل أحضانه ، تماماً كما تشعر مع أدهم أبيها وأخيها وكل عائلتها ..
, أب لطالما افتقدته ، افتقدت أن تستشعر حلاوة تلك الكلمة ، كلما ذكرتها جاءت أمامها صورة أمجد بهيئته القاسية ولاحت صور عذابها .. كلما ذكرتها شعرت بأنها تنفر منها .. تكرهها .. ولكنها الآن نطقتها بقلبها وهي بين ذراعي هذا الرجل الصلب القوي الحاني والعطوف .. صعدت الكلمة حتی وصلت وعلقت في لسانها .. قالتها بضغف وهمس خافت: بابا ..
, وهو قد استمع إليها ليضمها أكثر لصدره يُطفي ناره المستعرة .. ابنته التي واراها التراب بيديه قبل أكثر من 20 سنة هاهي الآن بين أحضانه يضمها ويستنشق رائحتها .. همس ببكاء وحنان: رووح بابا يا روحي يابنتي وحشتيني وحشتيتي أووي ..
, لم تتحمل كريمة واقتربت تضمّ الإثنين بشدة وشاركتهم بالبكاء .. كانت عائلة سعيدة ، افترقت طويلاً لتتلاقى الآن بكثير من الدموع وكثير من الحب ..
, بعد لحظات طويلة ابتعد محمود عنها يمسح دموعها ويقبلها على جبينها قبلة أبوية حانية .. هتف قائلاً: أنتي هتيجي معانا ٣ نقطة
, هنا تدخل أدهم هاتفاً: لااا هنبدأها من دلوقتي ؟ اسمع يا حاج بنتك دي مراتي ؟ وأنا جوزها أنا مييين ؟ جوزها يعني مكانها جنب جوزها مش أبوها لاحظ الفرق كده ..
, ضحكت ليلى من كلامه لتهتف كريمة: وإحنا أهلها ولسا مشبعناش منها ..
, هتف أدهم: بيتي مفتوح ليموا تيجوا تشبعوا منها عندي زي م انتوا عايزين إنما شبع برا البيت نوو مفيش ..
, ابتسمت ليلى ولمعت عينيها بحب وهي ترى عبوسه تعلم بأنه خائف من أن تتركه وتذهب معهم .. وكيف تُخبره بأنها لو كانت تملك مئة عائلة سيبقى هو بالنبسة لها عائلتها الأولى وموطنها الرئيسي وملجأها الأوحد ..؟!
, لقد تحمّلها في أحلك لحظات حياتها وأسوأها .. بقي معها وساندها .. هل بعدما تحسّنت حالتها الآن ووجدت عائلتها ستتركه ؟ هل عليه أن يعيش معها الحزن وتعيش الفرح مع غيره ؟
, اقتربت منه هامسة: ومين قالك إني هروح ؟ أنا مكاني معاك جنبك وبقلبك .. مش هسيبك ..
, لاحظت لين ملامحه ابتسامته الهادئة وتعمّق غمازتها اليتيمة التي تعشقها .. ابتسمت بسعادة لابتسامته هاتفة: خلاص تعالوا أنتوا معانا ..
, ابتسمت كريمة بحب ناظرة لزوجها ليرمقها هو الآخر بابتسامة ، يعلمان كم ابنتهم تعشق زوجها ، تدمنه ولن يفرضوا شيئاً عليها يكفيهم بأنها عادت لهم أخيراً بعد أن كانت اختفت من حياتهم ..
, هتف أدهم لمحمود: أنا هكلم معارفي إجرائات تغيير الاسم هتبدأ متقلقش كام يوم وهرتب كل حاجة ..
, هتفت ليلی: تغيير اسم مين ؟
, أدهم: اسمك انتي ..
, شهقت : إيه ؟ أنا مش عايزة أغير اسمي ..
, ضحك محمود هاتفاً: متقلقيش مش اسمك هتبقي ليلى وهيبقى ده قيس بتاعك بس هسجلك علی اسمي ، هتبقي ليلى محمود الحديدي ..
, نظرت إليه بنظرات لامعة لتتوسع ابتسامتها وتومئ برأسها سريعاً بموافقة سعيدة ٣ نقطة
, بعد عدة ساعات ..
, دخلت الخادمة إلى غرفة سيف محضرة له طبق الطعام .. وضعته أمامه ليهتف بها: شيليه مش عايز ..
, نظرت له بملل وتردد ليهتف: إيه مسمعتيش ؟ مش جعان دلوقتي أما أجوع هاكل ..
, هتفت به: بس الست جمانة قالتلي ٥ نقطة
, قاطعها بهدوء غريب هاتفاً: عارف عارف قولتلك أنا مش جعان وأما أجوع هاكل من ده وهقولك تجيبيهولي ..
, رفعت حاجبيها بدهشة من هدوئه الغير متوقع لتقترب وتأخذ الصحن من جانبه .. نظرت أرضاً وضيّقت عينيها مقطبة حاجبيها باستغراب .. انحنت أرضاً وهي ترى عدة حبوب بيضاء متناثرة على الأرضية بعشوائية .. التفتت تنظر إليه لتراه مُلتهياً بهاتفه لا يشعر بها .. ثم أخذت الحبوب بيدها متمتمة: هو طلع بيرمي الدوا بتاعه مش بياكله يعني ولّا إيه ؟
, هتف بها: أنتي لسا هنا ؟
, انتفضت ونهضت سريعاً خارجة من الغرفة وهي تظن بأنه لا يأخذ دوائه ، وهدوئه الغريب قبل قليل وتقبله للطعام هذا علی غير عادته هو أكّد لها ذلك ..
, بعد لحظات ..
, طرق باب الغرفة .. ليدخل دون أن يسمع الإذن .. وجده جالس على السرير بشرود ..
, هتف بخفوت: عامل إيه يا سيف ؟
, التفت نحوه لتحتدّ عينيه بغضب صارخاً: أنت بتعمل إييه هناا ؟ اطلع بررا ..
, هتف كرم بتهدأة: حقك عليا يا سيف إهدا ..
, صرخ بغضب أكبر: بقولك اطلع برا يا واطي اطلع أنت مش صاحبي ولا أعرفك سيبني بحالي .. امشي من وشي ..
, أمسك وسادة عن سريره وقذفه بها ثم بدأ يضرب عليه بكل ما يقع في يده ..
, صرخ كرم: كفاية يا سيف خلاص ..
, صرخ سيف بقهر: أنت واحد واطي زباالة ، أنت مش عارف حصلي إيه من مباارح وأنا بحاول أوصلك ومش قادر حسستني إني غبي وعاجز ومليش فايدۃ .. أنت معندكش ددمم مبتحسش بيااا مفكرتش أني قلقان عليك وأنت ولا على باالك أصلا .. كنت ع القليلة رد عليا طمني بس ابعتلي مسج واحد ، انت شوفت كام مرة رنيت علييك ؟ أنا بقيت بتصل بكل حد بس عشان اطمن عليك يا حيوان ..
, همس كرم بخفوت: قولتلّك حقك عليا ، عارف إني طنّشتك أووي بس كنت مخنووق .. خلاص إهدا متخلينيش أكون السبب بتعبك ..
, نظر نحو يتنفس بغضب وضيق ثم هتف بقلق: أنت كويس ؟
, ابتسم كرم بخفوت ، كان قد مرت ساعة لعودة والديه إلى المنزل وأخبروه بعينين لامعتين لم يرهم هكذا أبداً من قبل وأخبروه بكل ما حصل معهم .. لم يتحمل أن يجلس في البيت أكثر وقد شعر بحاجته لصديقه في تلك اللحظة ..
, دخل إلى الغرفة مبتسماً ومغلقاً الباب خلفه واتجه ليجلس قربه بصمت ..
 
الحادي والخمسون

- وسارَ الظلُّ نحوكَ والجهاتُ لأنّ الروح عندكَ وهي
, أصلُ ، وحيث الأصلُ تسعى المُلحقاتُ ..
, ٣٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, نظر إليه بابتسامة صامتة ليشيح سيف بعينيه عنه .. هتف كرم: ما خلاص بقا قولتلك آسف حقك عليا ..
, سيف بضيق: عايز إيه دلوقتي ؟
, ضحك كرم: عايز أقولك حصل معايا إيه ؟
, سيف بضيق: متقولش عارف ، السنيورة طلعت أختك ..
, كرم: سييف ..
, سيف بانزعاج: أهو بدأنا من دلوقتي .. أنت جاي عندي لييه هااا روح مش ليلى بقت أختك ؟ قوم روحلها أنا عارف إنك جيت هنا عشانها مش عشاني ..
, ابتسم كرم بهدوء: ومين اللي قالك كده ؟ أنت أخويا قبل م أعرف إنها أختي ..
, سيف بسخرية: أه طبعاً بس دلوقتي خلاص بقت هي أختك الأصلية يعني هي رقم واحد ..
, كرم: ده شيء طبيعي ..
, التفت إليه بصراخ: نعممم ؟
, ضحك كرم وهو يضربه بخفة على كتفه: خلااص ياعم بهزر معاك ..
, سيف: لأ مش بتهزر م ده طبيعي على قولتك ومن قبل م تعرف إنها أختك أنت كنت تقف معاها قصادي ..
, كرم بهدوء: الدم بحن يا سيف ..
, سيف: أممم ماشي يبقى أمشي من عندي أنا مش من دمك ..
, كرم: رُبّ أخٍ لك لم تلده والدتك ..
, سيف: لم تلده أمك ..
, ضحك كرم قائلاً: خلاص أمك .. المهم بقا قلبك أبيض وصغنن وطيووب وبحبني ..
, تأفف سيف بضيق هاتفاً: اخلص عايز إيه ؟
, تنهد كرم هامساً: عايز أقابل ليلى بس مش عارف هعمل إيه ..
, سيف: بسيطة روح لأوضتها اللي جنب أوضتي دي أخبط على الباب وادخل هتلاقيها قاعدة قولها هاي إزيك وخلاص ..
, نظر إليه بانزعاج ليتأفّف سيف وهو ينهض: قوم تعال معايا ..
, كرم بتوتر: سيف ٣ نقطة
, التفت إليه هاتفاً: إيييه مش عايز تقابلها طيب ؟ خلاص يا كرم اعتبرها لسا ليلى اللي تعرفها قبل م تكون أختك .. امشي بقا تردّدك ده ملوش معنى ..
, سحبه من ذراعه ليخرج من الغرفة ويتجه للغرفة الجانبية .. طرق الباب عدة طرقات خافتة ليسمع صوتها يأذن بالدخول ..
, تراجع كرم وهمّ بالذهب ليجذبه سيف هاتفاً: رايح فين يا حيوان مكنتش عارف إنك جحش للدرجة دي ..
, كرم بتوتر: سيف أنا خايف ..
, سيف: من إيه بقا ؟ دي أختك مش مصاصة دماء ولو إنها يعني أوقات بتتوحّش وبتبقى زومبي وأوقات دراكولا بس ده ميمنعش إنها وقت طبيعتها تبقى بنت زي السكرة ه٣ نقطة
, صرخ به بغضب: سييف احترم نفسك اللي بتتكلم عليها دي بتكون أختي ..
, سيف بغضب: أختك يبقى أدخل ليها يكش تولع أنت وهي ..
, نظر إليه بغيظ وغضب ليُبادله سيف النظرات ويُفتح الباب في تلك اللحظة وتقف ليلى بحواجب مرتفعة وهي تنظر إليهم بدهشة ..
, ليلى: فيه إيه ؟
, التفتوا نحوها ثم التفتوا لبعضهم بصوت واحد: عاجبك كده ؟
, نظرت ليلى نحو كرم للحظة ثم غامت عيناها بحنين كبير .. همست بخفوت: ك كرم ؟
, التفت إليها بسرعة ناظراً إلى التماع عينيها الخضراوتين كعينيّ أمه ، لقد شبّه عينيها لأمه عند أول لقاء لهما ولكن قد يخلق من الشبه أربعين .. كيف له أن يعرف بأنها أخته فقط من عينيها !؟
, همس بتوتر: ليلى أانا ٣ نقطة
, دفعه سيف من كتفه وأزاح ليلى عن طريقه ليُدخله الغرفة ويدخل معه ويُجلسه فوق السرير ..
, نظر نحو ليلى التي تُتابعهم بصمت ليهتف: بلاش تناحتك دي أنا على آخري منكوا أنتوا التنين تعالوا اتعرّفوا علی بعض زي الناس ..
, كرم بخفوت: إحنا متعرفين يا سيف ..
, سيف بتفاجؤ: آه صح يبقى تعالوا زيدوا في التعارف ههههه ٣ نقطة
, كرم: تافه ..
, اقتربت ليلى بهدوء منهم لينظر سيف إليها بصمت قليلاً ثم ابتعد عنها مُتجهاً نحو الباب .. ألقى عليهم نظرة أخيرة وترك الباب مفتوحاً وهو يهتف: سيبوا ده مفتوح عشان مينفعش الخلوة الشيطان شاطر ..
, رمقه كرم بغيظ ليخرج من الغرفة بصمت .. جلست ليلى بجانبه على السرير .. تشعر بشيء غريب .. كانت دائماً تتحدّث معه بطلاقة وعفوية ولكنها الآن ستتحدث إليه على أنه أخوها لأول مرة ..
, لحظات صمت طويلة ليهتفا معاً: ليلى / كرم ٣ نقطة؟
, نظر إليها وضحك بتوتر لتُتابعه هي بنظراتها تتأمل ملامحه بعين أخرى .. ترى خصلات شعره البنية الفاتحة التي تُشبه خصلاتها تقريباً .. حركات وجهه ويديه تُشبهها في بعض التفاصيل .. كيف الآن حتى انتبهت لذلك !؟
, رفع نظره إليها فجأة ليراها تتأمّله بصمت وعينيها غائمتين بحنان كبير ، عيني والدته يراها في عينيها وابتسامتها الحانية .. همس بخفوت: أانا مش عارف أقول إيه بس ٣ نقطة ليلى أنا فرحان أوي ..
, ركّزت نظراتها عليه ليهتف بتأكيد: أيوه فرحان علشان طلعتي أختي رغم إني لغاية اللحظة دي مش قادر أستوعب إزاي حصل ده بس ده ميمنعش إني فرحان عشانك وعشان أهلي وعشاني أنا كمان ..
, رمشت بعينيها التي دمعت وبقيت صامتة لينظر نحوها بحنان: إحنا صحاب قبل م نكون أخوات .. أنا احترمتك جداً وبجد كنت دايماً أقول إنك بنت جدعة ومفيش زيك .. أبويا وأمي أما عرفوكي كانوا دايماً يتكلموا عنك .. حتى من قبل م يشوفوا شكلك الحقيقي .. قلبهم كان حاسس زي قلبي .. أوقات كتير كنت بحسّك قريبة مني و وكنت بزعل عليكي وكنت بنزعج أووي من سيف أما يزعلك ويخانقك ومش عارف إيه اللي كان يخليني أعمل كده ٤ نقطة بس دلوقتي عرفت ..
,
, ابتسمت بتأثر وعينيها دمعت رغماً عنها لينظر لها هو الآخر بعينه البنيتين الحانيتين .. همس قائلاً: دلوقتي بقا عندي أخت .. أخت بحبها و بعمل أي حاجة عشانها أنا مش قادر أوصفلك إحساسي ده لسا جوايا ملخبط ومن مستوعب التغيير ده ، بس أنا عيشت طول عمري مع أخت يا ليلى ..تنهد متابعاً: عيشت مع أخت بس أخت ميتة ، عيشت بزعل وحزن كل م بنذكرها .. بس دلوقتي الوضع تغيّر ، أختي اللي عيشت معاها طلعت عايشة وقودام عينيا ..
, عضّت على شفتها تمسح دمعتها هامسة: وأنا فرحانة .. فرحانة أوي يا كرم أا أنا بقا عندي أهل ، عندي عيلة بتحبني وبحبها أنت عارف قد إيه عانيت كلّكوا عارفين بس الحقيقة إن محدش مهما كان هيحس بنفس الإحساس اللي كنت عايشاه ، مش هيحس بالنار الي بتاكلني .. بالوجع والرعب والمهانة .. أنا كنت مستعدة كون بنت الكللابب السود المهم أعرف مين أنا وجيت منين ..
, ضحك بتوتر هامساً وهو يمسح دموعه قبل نزولها: بس متقوليش طلعنا كلاب سود ولا أحلا من كده ..
, انفجرت ضاحكة لدعابته التي ألقاها لكي يُضحكها ويجلي جوّ الحزن الذي حلّ عليهم .. نظر إليها بعينين لامعتين وابتسامة سعيدة .. كما أخبرها مازال غير مُصدّق .. غير مستوعب .. أخته الصغيرة من لحمه ودمه أمامه حية تُرزق .. وهو أصبح أخ كبير لها .. أصبح مسؤولاً كما كان يرى الناس مع أخوتهم ، أصبح لديه حضن يلتجأ له وعقل يُسارع إليه عند وقوعه في حيرة .. حصل على قلب طاهر وحب لا متناهي لا يختفي ولا يندثر مع تقدم السنين .. حب الأخوة الذي يصنع المعجزات .. ضحكات متواصلة ، عيون لامعة ، مغامرات مجنونة ومشاكل وعقوبات جماعية .. شجارات دائمة على أتفه الأشياء تصل بهم حدّ التبرّي من بعضهم وقطع علاقتهم وتنتهي باعتذار بسيط وحضن كبير .. فما طعم الأخوة إن لم يكن هناك شجارات كبيرة ، وحب أكبر ٣ نقطة!؟ أصبح لديه مسؤولية ، اهتمام ، حب ، واحتواء .. أصبح رجلاً غيوراً شهماً وحنوناً .. أصبحت قوة وصلابة وغضب الدنيا به وحنان وخوف وحرص العالم بأسره في أحضانه ٣ نقطة
, لمْ يدرِ بأن تفكيره ذاك أخذه من مكانه ، ومشاعره طغت على كل شيء حوله لتنهمر دموعه ببطء تُبلّل وجنتيه لتكون هي الإعلان الأبلغ عن ما يجيش بصدره ولا يَقال ٣ نقطة
, بكت هي الأخرى لبكائه فإن لم يُسيطر هو على نفسه أمام مشاعره التي طغت عليه فماذا عنها ، وهي التي عاشت معنى اليُتم ، بل عاشت معنى الضياع واللا إنتماء .. عاشت معنى فتاة لقيطة كادت تسمعها ممن حولها .. وقد سمعت أصعب منها ..
, وعى على نفسه فجأة ومسح دموعه بسرعة وهو ينظر إليها .. اقترب منها ورفع يديه المرتعشتين تأثراً يمسح دموعها .. أغمضت عينيها لتنساب دموع أخرى منهما .. همس بخفوت: دلوقتي أنتي معانا .. أنتي أختي أنتي ليلى محمود الحديدي ومحدش يقدر يمسّ شعرة واحدة منك ولا يزعجك بحرف واحد .. أنتي أختى يل ليلى أخت كرم ومش هسمح لحد يئذيكي تاني ..
, ابتسمت بلهفة وسعادة اجتاحت قلبها ، كلمات قليلة عنَت لها الكثير بصوت حازم غيور وحنون ..
, اقترب منها أكثر لتنظر نحوه بشوق وتلقي بنفسها بين ذراعيه التي حاوطتها بحرص وحنان .. وكم ارتبكت مشاعره لحظتها وغلت دماؤه وإحساسه الذي تفاقم يُخبره بأن تلك التي بين أحضانه قطعة منه ، جزء من دمه كان مفقود واسترجعه بعد سنين طويلة مُضنية ..
, لحظات بقيت داخل أحضانه وعادت دموعها للنزول فرحاً وسعادة وقلبها ينبض بتهليل ..
, وقف سيف يتّكئ على حافة الباب يُتابعهم بصمت ليهتف بعدها: مش كفاية كده ولّا إيه ؟
, ابتعدت عنه سريعاً ونظرت خلفها ، ليهتف كرم: أنت لسا هنا ؟
, دخل سيف بهدوء هاتفاً: أيوه أنا جيبتك هنا وأنا هرجّعك أنت أمانة عندي ..
, كرم: متشكر ياخويا أقدر أرجع لوحدي ..
, سيف بهدوء: بس أنا مقدرش أرجع لوحدي عايزك ترجع معايا ..
, كرم: مش عايز أنا هفضل هنا ..
, سيف بهتاف: ده بعينك فاهم قوم معايا أحسنلك يا كرم ..
, كرم بذهول: مالك يابني خلاص اقعد هنا معانا مفيش مشكلة ..
, سيف بسخرية: و**** ؟ وأنت فاكرني مستني إذنك لو عايز أقعد هنا ؟
, ليلى بهدوء: خلاص يا شباب خلونا ننزل لتحت كرم أنت هتتعشا معانا صح ؟
, ابتسم إليها هاتفاً: أيوه هبقى هنا ..
, اتسعت ابتسامتها ليهتف سيف: مش هتمشي بقا ولّا إيه ؟
, كرم بملل: سيف إمشي أنت دلوقتي وأنا هلحقك ..
, سيف: رجلي على رجلك .. ولّا دي هتسرقك أنت كمان ؟
, ليلى بدهشة: أنت قصدك إييه ؟
, رمقها بنظرة جانبية هاتفاً: قصدي واضح و**** .. خلاص جوزك خليتهولك مش عايزه سيبيلي صاحبي بقا ..
, ليلى: و**** صاحبك ده أخويا ..
, هتف سيف: وجوزك يبقى أخويا سرقتيه ليه ؟
, رفعت حاجبيها بذهول: برضه بقولّي سرقته ياعم دي سنّة الحياة ..
, سيف: مش حياتي أنا ، وأنتي سرقتيه يعني سرقتيه عايزاني أسيبلك أخوكي يبقى سيبيلي أخويا غير كده مفيش ..
, كرم: خلاص يا سيف ..
, نظر نحوه بغضب: أنت بتقولي أنا خلاص ؟ طبعاً م هتقف بصفها كالعادة وأنا آخر همك ..
, كرم: مين قال كده أنا بقولّك خلاص عشانك مينفعش تتعصب كده ..
, سيف: يبقى إمشي معايا ..
, اتجه نحوه كرم هاتفاً: خلاص أنا خارج ، هبقى هنا يا ليلى علشان اتعشا معاكوا ..
, أومأت برأسها بصمت ليخرج من الغرفة ويلحقه سيف .. توقف سيف على الباب فجأة واستدار ينظر إليها ..
, تكتفت هاتفة: خير حضرتك مش حصل اللي أنت عاوزه عايز إيه تاني ؟
, رمقها بصمت واقترب منها لتُضيّق عينيها بحذر .. مدّ يده إلی جيبه لتهتف بذعر: خلااص خود كرم وأدهم كلهم ليك مش عايزاهم بس بلاش تقتلني ..
, نظر إليها بذهول: بس يا غبية ..
, أخرج من جيبه علبة سوداء صغيرة ومدّها إليها هاتفاً: امسكي دي ليكي ..
, نظرت لما في يده ورفعت حاجبيها: متفجّرات ؟
, سيف بسخرية: لا اتطمني لو عايز أقتلك كنت خنقتك دلوقتي ع الصامت من غير م حد يحسّ على حاجة ..
, فتحت العلبة بين يديها لترى قرطاً بلون أزرق غامق بشكل وردة صغيرة وداخلها نقش اسم ليلى باللون الأسود بخطّ صغير جداً بالكاد يُرى ولكنها لمحته ..
, هتفت بدهشة: إيه ده ياسيف الحلق ده ليا أنا ؟
, سيف بملل: أمال لأمّي ..؟!
, ابتسمت ناظرة إليه: ده جميل أووي أوي متشكرة بجد ، بس إيه مناسبته يعني ؟
, نظر إليها بهدوء هاتفاً: مش أنتي لقيتي أهلك بعد كل السنين دي ..؟؟ أنا مبسوط عشانك أنتي وكرم وأهله .. مقدرتش أخرج أجيبلك هدية وصّيت الشغالة وهي لاقت ده وجابته على ذوقها .. لو معجبكيش تقدري تغيريه ..
, لمعت عينيها هاتفة بلهفة: بالعكس ده جميل أووي ورقيق ذوقها حلو ، شكراً أوي يا سيفو ..
, هتف: لا شكر على واجب ولو إني كنت عايز أجيبلك غير ده ٣ نقطة أصل كنت بفكّر أجيبلك شوز عليه راس كلب بس يلّا الأيام جاية تبقى تتعوض ..
, نظرت إليه بدهشة لتضحك بعدها هاتفة: دلوقتي اتأكدت إنك مش بتكرهني ..
, نظر إليها فجأة: أكرهك ؟ ليه هو أنتي قتلتي أمي وأنا معرفش ؟! هو صح أوقات بكون عايز أقتلك أو أجي عليكي بالليل أخنقك وأتخلّص منك بس ده ميمنعش إني بحبك شويتين تلاتة أربعة وبتراجع في آخر لحظة ..
, ابتسمت هامسة: أنا مش باخد أدهم منك يا سيف أنا٣ نقطة
, قاطعها هاتفاً: مش معنى إني عاملتك بالحُسنى ده معناه إنك مرحّب بيكي لا ياختي متحلميش ..
, تنهدت بحرارة وتعلم ذلك جيداً ولكنها في هذه اللحظة لم تجد غير ابتسامتها التي تزين وجهها بسعادة ..
, استدار يخرج لتهتف به بلهفة وتذكّر: ا استنى يا سيف ..
, التفت إليها بتساؤل لتُسرع لغرفة الملابس وتعود بعد لحظات مُمسكة بيدها علبة صغيرة وتُقدّمها له .. هتف وهو يأخذها: إيه ده ؟
, ابتسمت هامسة: دي هدية جيبتها عشانك ..
, هتف بجمود: لأ مش عايز مش معنى إني جبتلك هدية ترديهالي ..
, أجابت سريعاً: لا و**** مش كده ..أنا جيبتهالك من وقت شهر أاا أقصد يومين العسل .. بس بعدين أنت شوفت اللي حصل واضطرّينا نرجع وحاجاتنا جت تاني يوم بس بعدين مجاش علي بالي اديهالك ودلوقتي حتى افتكرتها ..
, فتحها أمامه لتظهر ساعة فاخرة غاية في الجمال وداخلها حرفM كبير ، ابتسم باتساع عندما رآه لتهتف: ده حرف اسم مروة كنت عارفة أنه هيعجبك ..
, ابتسم ناظراً نحوها: متشكر جميلة جداً ..
, اتسعت ابتسامتها بلهفة لتهتف: يبقى أنا هنزل أساعد ماما بتحضير العشا ..
, أومأ برأسه بهدوء وخرج من الغرفة لتخرج خلفه ، وجد كرم أمامه الذي هتف بحدة: ده اللي عايزني ؟ بقالي ساعتين مستني جنابك ..
, رمقه بصمت ثم اتجه إلى غرفته ليلحق به كرم سريعاً ..
, ٤١ العلامة النجمية
, - ومرّة في العمر .. يقفُ الإنسان بجوارِ أحدهم ولا
, يودُّ التحرّك حتى لو فاتهُ العالم ..
, ٤٠ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, تجمّعوا على مائدة العشاء .. وقد جاء أهل كرم أو أهل ليلى وكرم ليُشاركوهم هذه الفرحة ، وقد أتت أيضاً والدتها مديحة وحمزة لتتعرّف أكثر على عائلة ابنتها الجديدة .. كانت ليلى تكاد تطير من السعادة .. كانت ناعمة رقيقة ابتسامتها تزين وجهها وأجمل ما بها عشبتاها اللامعتين وكأنه قد تساقطت عليهم قطرات الندى الصباحية ..
, جلس أحمد بجانب نور كالعادة وهو يرمي عليها نظرات عاشقة .. تلك الصغيرة في أصغر حركة منها تجذبه بشكل لا إرادي .. وكأنه يسبح في مجرّتها لا ينجذب لسواها ..
, كانت جمانة قد أعدت الطعام الذي تحبه ليلى ، ابنتها الثانية التي دخلت قلبها بعفويتها ، يكفي بأن ولدها وسندها يهيم بها لتتربع على عرش قلبها بغير استئذان ..
, همس أدهم لليلى الجالسة قربه: مبسوطة ؟
, التفتت له بعينيها اللامعتين لتلتقي بعينيه الأكثر لمعاناً وكم ودّت أن تلقي بنفسها بين ذراعيه وتوقف الزمن إلى الأبد .. كم يلزمها من سنين ودهور لتشكره وتوفيه حقه عليها .. هل يسألها إن كانت سعيدة ؟ كيف تُخبره بأن قلبها يكاد ينفجر في أية لحظة ويُغرق الجميع بسعادة صافية ..؟ كيف تُخبره بأنها لا تتكلّم فمن شدة حماسها وفرحتها انكتمت أو خائفة من أن يخرج صوتها زعيقاً صراخاً وتهليلاً كالمجنونة .. !؟
, همست بتقطع: أا أوي ..
, ضغط براحته على يدها فوق الطاولة ومسح عليها بحنان يبثها دعمه ودفئه الذي لم تعد تملك العيش من دونه ..
, نزل سيف في تلك اللحظة ورآهم متجمّعين أمامه وقف ينظر نحوهم بضيق وملامحه متعبة .. تحمحمت نور مشيرة برأسها لجمانة لتنظر جمانة نحو سيف هاتفة: عاوز حاجة يا حبيبي ؟
, نظر نحوها بهدوء: لأ ..
, لاحظ أدهم بأنه يرتدي سترته الشتوية ليهتف: أنت طالع فين ؟
, سيف بجمود: رايح لمصطفى ..
, رفع حاجبيه باستغراب ناظراً نحو جمانة التي بادلته النظر ليعود ويهتف بتساؤل: مش ملاحظ إن خروجاتك ليه كترت أووي الفترة دي ؟
, رمقه بحنق هاتفاً: م أنتوا اللي راميينه بآخر الدنيا مش بقدر أوصلّه غير لما بروحله ..
, أدهم بذهول: إحناا ؟؟
, هز رأسه بحنق: أيوه أنتوا ومتقولوليش خروجاتي كترت ادام أنتوا اللي مش عارفين تتصرفوا وتقربوه مني عشان معدش أخرج ..
, تركهم خارجاً من الباب لتهتف جمانة: الواد ده اتجنن ..
, نظر أدهم إليها بصمت لتهمس ليلى: أنا برأيي ييجي بقا يقعد هنا ولّا أنت إيه رأيك ؟
, نظر إليها بتفكير ثم هتف: هشوف الموضوع ده بعدين ..
, في الخارج .. اتجه إلى الملحق ليخبط على الباب بصخب كما تعوّد ، فتح مصطفى هاتفاً بغيظ: يا بني آدم أنا معدتش قاعد لوحدي هنا ..
, رمقه ببرود ثم أزاحه عن طريقه ودخل .. جلس على أحد المقاعد في الصالة ينظر حوله بفضول ..
, اقترب مصطفى يجلس قربه ونظر لهيئته المنزعجة ليعلم بأنه قد لجأ إليه كالعادة .. هتف قائلاً: ليه خرجت دلوقتي بالساقعة دي كنت قولي وأنا أجيلك ..
, نظر إليه بصمت ولم يجب ليهتف بعدها: مصطفى ؟
, مصطفى: نعم متقوليش عصير كالعادة ، المرة دي لو تطردني برا البيت مش هقدر أجيبلك ..
, هتف سيف: لأ لأ مش عايز .. هي مامتك فين ؟
, نظر إليه بملامح منزعجة: جوا في الأوضة ..
, سيف بهدوء: طب جيبها هنا نتسلّا معاها ..
, تأفف بانزعاج ليهمس سيف: أنت لسا زعلان منها ؟
, مصطفى بهدوء: مش وقت الكلام ده ..
, سيف: هي بتحبك .. هي باين إنها فعلاً ندمانة ..
, نظر إليه بصمت وعتاب وهمس بكلام لم يستطع كبحه: وأنا بحبك ، وأنا فعلاً ندمان ..
, رمش سيف بعينيه بدهشة ثم أشاح بوجهه عنه ليزفر مصطفى بضيق ..
, همس سيف: أنت بتنام هنا ؟
, مصطفى: مفيش هنا غير أوضة نوم واحدة ماما بتنام بيها وأنا بنام هنا في الصالة ..
, نظر إليه بهدوء ثم هتف: مش عايز تيجي عنا ع الفيلا ؟
, مصطفى باستغراب: ليه ؟
, سيف: لأ مش دلوقتي أنا بقصد تيجي تنام يعني يبقى ليك أوضة زينا ..
, بقي مثبتاً نظره عليه بصمت وتمعّن لا يعلم ما الذي يقصده بكلامه .. هو لا يُنكر بأن علاقته به تحسنت كثيراً عن قبل ولكنه في نفس الوقت خائف من أن يكون ذلك مجرد شكر أو عرفان بالجميل على ما فعله معه هو ومروة وعلى إنقاذه لهم .. لو كان سامحه ألم يكن سيخبره بذلك ؟ أم أن سيف سيسامحه بدون أن يقول شيئاً ويكتفي بالأفعال التي تدلّ على ذلك ..؟
, زفر بضيق وحيرة ثم هتف: أنا مرتاح هنا ..
, زم سيف شفتيه بغيظ ولم يجبه ، خرجت الممرضة في تلك اللحظة ليهتف مصطفى: هي عاملة إيه ؟
, الممرضة: الحمد**** كويسة ودلوقتي نامت ..
, نظر إليها سيف هاتفاً: تعالي اقعدي ..
, رمقه مصطفى بغيظ لتقترب هي جالسة قريباً منهم هتف سيف: أنتي أسمك إيه ؟
, الممرضة: جميلة يا بيه ..
, ابتسم سيف هاتفاً: **** جميلة اسم على مسمّى و**** ..
, همست بخجل: متشكرة ..
, سيف: طب أنتي ليه بتشتغلي هنا ؟ بقصد يعني عايشة فين ؟
, همست بخفوت: أنا أهلي مش من هنا بس أنا جيت علشان الدراسة وأخويا متزوج وساكن هنا وأنا قاعدة معاه ..
, سيف: أممممم ٦ نقطة أنتي بتشتغلي بالمشفى ؟
, جميلة: أيوه يا بيه ..
, سيف: إيه اسم المستشفى ؟
, مصطفى بغيظ: وأنت عايز إيه بأسئلتك دي ؟
, سيف: ياعم بسلّي نفسي لحسن أطق وموت ..
, جميلة: مستشفى ١٢ نقطة
, هز سيف رأسه وهتف بجدية: طب المستشفى دي مش ناقصها دكاترة ؟
, رمقته باستغراب هاتفة: لا الحمد**** فيها أطباء كتير ..
, سيف: أممم طب خلاص مفيش مشكلة بس لو في يوم نقصكوا دكتور ولّا حاجة تعاليلي أنا موجود ..
, جميلة باستغراب: ليه حضرتك دكتور يعني ؟
, ضحك سيف هاتفاً: لأ بس تقدري تقولي إني أجدع من أجدعها دكتور .. بصي أنا مش دارس طب بس بمارس المهنة دي ك هواية ٣ نقطة
, وسّعت عينيها بدهشة واستغراب ليهتف مصطفى بغيظ: خلاص يا آنسة تقدري ترجعي على شغلك أكيد عايزة تنامي تصبحي على خير ..
, سيف: إيه على فين قاعدين ..
, مصطفى: تصبحي على خير يا آنسة ..
, نظرت نحوهم باستغراب ثم دخلت إلى الغرفة ليهتف مصطفى: ملقيتش تسلية غير دي حضرتك ؟
, سيف بتذمر: أعمل إيه يعني ده الموجود ده بدل م تسلّيني ..
, مصطفى: أسلّيك بإيه حضرتك ..
, تأفف بانزعاج وأعاد رأسه للخلف يسنده على الأريكة وأغمض عينيه .. هتف مصطفى: مالك مش مظبوط من لما جيت هنا ؟
, قطب جبينه هاتفاً: زهقان ..
, مصطفى: من إيه ؟
, سيف بيأس: من حياتي ..
, نظر إليه مصطفى بغرابة من كلماته ليهتف: ومالها حياتك بقا ؟
, تنهد سيف هامساً: قبل شوية كنت بحاول أنام ، غفيت وشوفت تامر في منامي ..
, همس مصطفى باهتمام: شوفت إيه ؟
, سيف وهو مازال مغمضاً عينيه بضيق: شوفته ماسك سكينة وبحاول يقرب من مروة وهي بتبعد عنه .. كنت أنا مربوط ومش قادر أعمل حاجة ..
, فتح عينيه ناظراً للسقف بألم: تماماً زي م كنت بالحقيقة .. صحيت وطار النوم من عيني حسيت نفسي مخنوق أووي .. حاسس إن في نار جوايا افتكرت كل حاجة عملها وكأنها كانت مبارح ، حتى جروحي حسيت إنها لسا بتوجعني زي م كانت أول .. مخنوووق يا مصطفى ..
, نظر إليه مصطفى بحزن ، جراحه كانت على وشك الإلتئام ، وبقايا كدمات على وجهه كادت تختفي ، ولكن الجرح هو جرح روح وقلب ليس فقط جرح جسد .. همس بخفوت: أنت بقيت كويس ومروة كويسة انسى كل اللي حصل ..
, نظر نحوه هاتفاً: أنسى إزاي ؟ بحاول أنسى بس قولي هنسى إزاي واللي عمله ملاحقني بكل تفصيلة بحياتي ..؟ إذا باكل أو بشرب هفتكره إن هو السبب بمشكلتي .. محبوس مش قادر أخرج مكان ولا أعمل اللي عايزه حتى وقت بنام أهو شوفته ، دلوقتي سيبتهم متجمعين وفرحانين عارف لو قعدت معاهم هنكد عليهم ومش قادر أقعد ولا أشاركهم .. الواطي ابن٣ العلامة النجمية و**** لو يرجع بيا الزمن لكنت قتلته وريحت نفسي ..
, تنهد مصطفى مربتاً على كتفه: طب خلاص يا سيف اهدا مينفعش التوتر والعصبية دي ..
, هتف بحنق وقهر: أيوه شوفت ؟ ده اللي بقصده كل حاجة مينفعش كل حاجة لازم أراعي نفسي بيها وهو السبب هو ابن٣ العلامة النجمية ..
, نظر إليه مصطفى بصمت ، ليبدأ سيف يتنفس بسرعة وغضب .. نظر بضعف نحو مصطفى وهو يشعر بتقلبات في معدته .. تنفس بسرعة مقطباً حاجبيه ليهتف مصطفى بقلق: سيف مالك ؟
, نهض سريعاً متجهاً إلى الحمام انحنى أمام الحوض مخرجاً كل مافي جوفه .. لحق به مصطفى بقلق ليراه على تلك الحالة ووجهه محتقن بألم هتف بقلق: سيف في حاجة بتوجعك حاسس بإيه ؟
, لم يُجبه وهو يتنفس سريعاً ومعدته تؤلمه بشكل غريب .. فرك مصطفى ظهره بخفه ضاغطاً على خاصرتيه من الناحيتين ليساعده ليعود ويستفرغ من جديد ..
, سنده بذراعه ليغسل وجهه ويبلل شعره بخفة ، ليسنده وهو يخرج به هاتفاً: فيه إيه معدتك بتوجعك ؟
, هتف سيف بألم: أيوه بتوجعني أووي ..
, مدده على إحدى الأرائك هاتفاً بلهفة: هتصل بالدكتور اهدا شوية ..
, قام بالإتصال ثم عاد وجلس قربه يتحسس جبينه هاتفاً: في حاجة تانية بتوجعك ؟
, نفى برأسه بغير كلام ليهتف مصطفى: أنت أكلت حاجة مش مظبوطة يا سيف ؟
, عاد لينفي برأسه ليهتف: طب أخدت الدوا ؟
, هز برأسه بالإيجاب ليهتف: طب خلاص دلوقتي ييجي ويطمنا مش هيتأخر ..
, في الفيلا ..
, بعد انتهاء العشاء عاد كرم وأهله إلى منزلهم قبل أن يتأخّر الوقت ، دخل أدهم وأحمد إلى المكتب لمباشرة الأعمال التي قد أهملوها في الفترة السابقة ..
, دخلت إحدى الخادمات بعدما طرقت الباب لتهتف: أدهم بيه ممكن أتكلّم معاك ف حاجة ؟
, أدهم: الحاجة مش بتتأجل ؟
, هزت رأسها بالنفي بتردد ، لينهض أحمد: طب خلاص أنا هاخد دول معايا هكملهم بكرا الصبح أصل حاسس نفسي تعبان وعايز أنام ..
, أدهم: ماشي ..
, أحمد: هتيجي الشركة بكرا صح ؟
, أدهم بهدوء: مش عارف لو قدرت هاجي في أعمال كتر متوقفة بغيابي رغم إن مصطفى وآدم مش بقصروا ومعاهم أمير بس لازم بقا روح ..
, أحمد: يبقى كلّمني بكرا تصبح على خير ..
, خرج من المكتب ليلتفت أدهم نحو الخادمة: اتفضلي اقعدي ..
, اقتربت منه وجلست على أحد المقاعد أمام المكتب ليهتف: خير كنتي عايزة تقولي إيه ؟
, نظرت نحوه بتردد لتهتف بعدها: بصراحة في حاجة شوفتها معرفش لو اللي بفكر بيه صح ولّا دي حاجة عادية وبسيطة ..
, قطب جبينه متسائلاً: حاجة إيه قولي ؟
, همست بخفوت: النهاردة أخدت الغدا لسيف بيه قالي بالأول أنه مش هياكل ، وقال لما يجوع هيقولنا ، كان هادي بشكل غريب مش زي قبل ..
, نظر نحوها أدهم: طب وفيها إيه يعني مش فاهم م ده كويس ؟
, هتفت بخفوت: هو كويس لو اللي بفكر بيه مش صح يابيه ..
, هتف أدهم بنفاذ صبر: م تقولي اللي بتفكري بيه وخلصيني ..
, تنهدت هاتفة: وأنا خارجة من أوضته لقيت ع الأرض حبوب دوا مرمية تحت رجليا بشكل فوضوي ..
, ضيق عينيه هاتفاً: حبوب إيه وقصدك إيه ؟
, همست: دي زي الحبوب بتاع الدوا اللي سيف بيه بياخده .. أانا بصراحة خوفت ليكون مش بياخد الدوا خاصة وإن محدش بقا بيديهوله بإيده زي قبل .. خوفت ليكون بيرميهم كده وهو هادي بالشكل ده عشان منشكش بيه .. أنا مش عارفة لو تفكيري ده صح بس حاولت ألاقي تفكير تاني ملقيتش وملقيتش تفسير للحبوب المرمية دي غير التفسير ده .. أنا مقدرتش أبقى ساكتة وقولت أقولك ..
, قطّب حاجبيه ناظراً أمامه بجمود ثم هتف بها: اطلعي أوضته جيبيلي علبة الدوا بتاعه ولو في أي علبة تانية جيبيها ..
, أومأت برأسها لتخرج سربعاً وتعود بعد لحظات هاتفة وهي تمد له علبتين: دول اللي لقيتهم ..
, تفقّدهم ليرى إحداهم فارغة والأخرى مازالت ممتلئة قليلاً ليهتف: دول بس اللي موجودين ؟
, أومأت برأسها هاتفة: العلبة الفاضية دي جيبتوها معاكوا من المستشفى كان لسا فيها ودي اللي كنتوا بتدوهاله بإيدكوا وأما خلصت جبتوا العلبة التانية دي ومن وقتها بدأ ياخده لوحده ..
, قرأ على العلبة كم عدد الحبات الموجودة ليعد الحبوب المتبقية ويحسب عدد الأيام فيجد بأنها ناقصة كثيراً؟..
, تمتم بداخله: إزاي ده ؟ دول ناقصين أكتر من اللي لازم .. معقول بيرميهم بشكل عشوائي ؟
, في الملحق ..
, انتهى الطبيب من فحصه ليهتف: مفيش حاجة تقلق جروحه التأمت تقريباً الحمد**** بس طالما قولت إنه عامل استئصال لجزء من معدته ده شيء طبيعي يحصل لو مهتمش بنفسه كويس ..
, هتف مصطفى بقلق: يعني هو حصلّه إيه دلوقتي ؟
, الطبيب: ممكن أكل حاجة مش مناسبة ليه أو شرب أو ممكن مش بيلتزم بمواعيد الأدوية بتاعته ، وممكن الحالة دي نفسية وعصبية أثّرت على معدته ، القلق التوتر والضغط والعصبية كل ده ممكن يكون ليه تأثير سلبي ونبّهت الأعصاب اللي بمعدته وكده بتتشنّج وبيظهر الوجع .. أهم حاجة بوضعه ده اهتمام كامل والبعد عن أي ضغوطات ممكن تحصل يبقى هادي ويبعد عن العصبية ، كام يوم والجرح الداخلي هيلتئم وحالته هتتحسّن أكتر ومش هيبقى في عنده مشكلة غير بنوعية غذائه وأكله ..
, أومأ مصطفى بتفهم هاتفاً: متشكرين يا دكتور عذبناك .. مشى معه حتى الباب ليخرج الطبيب ، رمقه أدهم وهو قادم باتجاه الملحق ليسرع بخطواته نحوه .. لمحه مصطفى قبل أن يُغلق الباب ليهتف أدهم بقلق: فيه إيه الدكتور ده لمين ؟
, مصطفى بهدوء: تعال أدخل ، سيف تعب شوية ..
, دخل سريعاً ليجده متمدّداً على الأريكة بتعب ، هتف بمصطفى: إيه الي حصل وإيه اللي قاله الدكتور ؟
, مصطفى: مش عارف لقيته فجأة تعب وبدأ يستفرغ وبعدين معدته وجعته ، الدكتو قال ممكن آكل حاجة مش كويسة أو ضغط وعصبية أو مش واخد الدوا .. أداه حقنه مسكنة للألم ..
, نظر أدهم نحوه ثم نظر نحو سيف ، وهو يضغط على عليه الدواء في جيبه ، هتف فجأة: طبعاً هيحصله كده والبيه مش بياخد الدوا بتاعه ؟
, مصطفى: إيه اللي بتقوله ؟
, أدهم: أهو قودامك اسأله ، أكيد اللي حصلّه من ورا دماغه الغبي وعناده ..
, نظر إليه سيف بصدمة هاتفاً: أنت بتقول إيه أنا باخد الدوا ..
, أخرج أدهم العلبة من جيبه هاتفاً: وده إيه ؟ إيه تفسير إن العلبة ناقصة أكتر من اللي كان لازم تاخدهم ؟ وإيه تفسير الحبوب اللي لاقتها الخدامة علی أرض أوضتك ؟
, رمقه سيف بصدمة واعتدل بجلسته بصعوبة هاتفاً: لأ مش صح أنا باخد الدوا نظامي ..
, هتف مصطفى بقلق: خلاص يا سيف ارجع نام وإهدا ..
, سيف بهتاف: مش سامع بقول إيه ؟
, أدهم: لأن دي الحقيقة ، لو بتاخده بانتظام مكنش نقص كده ولا كان الحبوب مرمية كده ولا انت هتتعب دلوقتي ..
, قطّب جبينه بقهر وصرخ به: لأ كنت هتعب وأكتر من كده كمان الدوا مش هيعملي حاجة وأنا مخنووق وموجوع .. بعدين مين اللي قالك إني مش باخده مش معنى إنك لقيت كام حبة مرمية تتهمني كده ..
, هتف أدهم بغضب: مش كام حبة دول أكتر .. واللي بيثبت ده إن العلبة دي ناقصة أووي راحوا فين مش معقول أخدتهم كلهم دفعة واحدة ..
, نظر سيف لمصطفى بألم ثم هتف بأدهم: وبرضه ملكش حق تتهمني كده ، وبعدين أنت ملكش دعوة أنا اللي مريض وأنا اللي هتأذّى أنت مااالك بيا ..؟
, ضغط على معدته بألم ليقترب مصطفى منه يمدده هاتفاً: خلااص ياسيف مسمعتش الدكتور قال إيه مش لازم تتعب وتتعصّب إهدا ..
, هتف أدهم: الدوا راح فين يا سيف ؟ قول لو كنت بترميه دايماً هتتعب بالشكل ده متفكّرش إن دي آخر مرة ..
, نظر سيف إليه بقهر ثم هتف وهو ينظر لمصطفى باستنجاد: مصطفى ..
, زفر مصطفى بضيق: خلاص يا أدهم مش وقت الموضوع ده هو تعبان ..
, أدهم بغضب: تعبان من إيده هو اللي عمل بنفسه كده بعناده ..
, نظر سيف نحوه وهمّ بالنهوض بألم ليصرخ مصطفى وهو يمنعه: كفااية بقاا خليك نايم وأنت يا أدهم اطلع برا ..
, نظر أدهم نحوه بغضب ليهتف مصطفى بغضب أكبر: أيوه اطلع برا مش شايف حالته إزاي ولّا اتعميت ، مش وقت تعاتبه ولا تحاسبه دلوقتي هو تعبان والدكتور قال يبعد عن أي ضغط وعصبية وتوتر ، كفاية كده أنت فاكر إن الدوا لوحده هيفيده هو مش هيعمل حاجة طالما عايش بالضغط ده ..
, بقي ينظر نحوه لحظات بغضب ثم استدار خارجاً من الملحق وصفع الباب خلفه ..
, حاول سيف النهوض ليهتف مصطفى: اقعد يا سيف متخلّينيش أتجنن عليك أنت التاني .. كفاية اللي حصلّك ..
, عاد سيف ليستلقي بتعب هاتفاً بضعف: أنا باخد الدوا يا مصطفى و**** باخده ..
, تنهد بحرارة هاتفاً: عارف ومصدّقك إهدا أنت بس وبكرا هنعرف كل حاجة ..
, سيف بخفوت: بس هو مش مصدّقني ، أنا مش برميه بعدين لو هرميه مكنتش هرميه بأرض الأوضة عشان محدش يشوفه كنت هرميه في الزبالة ولّا من الشباك ..
, ابتسم مصطفى بخفوت: لا حزين وواعي حضرتك .. ماشي يا سيف إهدا أنت دلوقتي وحاول تنام وبكرا هنفهم كل حاجة ..
, أغمض سيف عينيه بتعب وبقي مصطفى بجانبه حتى رآه قد غط في النوم ..
, دخل إلى الغرفة ليعود بغطاء وضعه فوقه ، ثم خرج من الملحق وهو يرى ساعته الوقت قد تعدى منتصف الليل بقليل ..
, جلس على أحد المقاعد في الحديقة .. لحظات ليسمع فجأة صوت خافت عرف بأنه صوتها .. نهض من مكانه واتجه نحو شرفتها المظلمة ليسمعها تتكلم بصوت خافت ولكنه عصبي مع أحدهم ..
, ضيّق عينيه يُنصت إليها وهو تخبر أحدهم بألّا يُزعجها ثانية .. وقف لفترة قصيرة حتى انتهت وهي تزفر بانزعاج ..
, همس فجأة: نور !؟
, شهقت بخوف ونظرت إلى الأسفل لتراه على الضوء الخافت واقف أسفل شرفتها .. ذهبت وأشعلت الإنارة وعادت تنظر إليه بتوتر خائفة من أن يكون قد سمع مكالمتها ..
, نظر نحوها بهدوء: كنتي بتكلّمي مين ؟
, ضغطت بقبضتها على سور الشرفة: مفيش د دي حاجة بسيطة ..
, همس بحزم: مين ده اللي بيزعجك يا نور ..
, همست بتوتر: محدش ..
, هتف بإصرار: أنا سمعت كل كلامك يا نور ، في حد عمال يزعجك قوليلي مين ده وأنا هتصرّف معاه ..
, نظرت إليه بحيرة ليهتف: قوليلي يا نور متخافيش أنا هتصرف ومش هقول لحد أنتي مش لازم تفضلي ساكتة .. انتي مش واثقة بيا ؟
, رمشت بعينيها تنظر إليه ، لا تعلم أتثق به أم لا .. لم ترَ منه شيئاً يُسيء لها منذ قدومه ولكن تجربتها معه دائماً ما تطفو على سطح مشاعرها ..
, ابتسم بخفوت وحزن وكأنه يعلم بما تفكر ليهمس: خلاص متجاوبيش .. بس اللي لازم تعرفيه إني موجود لو عوزتي أي حاجة مني أنا هساعدك .. بس اللي بيحصل مش لازم تسكتي عليه قولي لأدهم أو حتى أحمد أنتي مش عارفة ده ممكن يعمل إيه لازم حد يقوقفه ..
, بقيت صامتة تنظر إليه بتردد ، انتظرها عدة لحظات ولكنها استمرّت بالصمت ليتنهد بعدها هاتفاً: فكري بكلامي كويس يا نور أنا عاوز مصلحتك .. تصبحي على خير ..
, عاد إلى الملحق بعدها وبقيت هي تقف مكانها تنظر إليه بشرود ..
, ٤٢ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, توقفت سيارة أحمد أمام الكلية ، والتفت لنور الجالسة قربه هامساً بابتسامة: بتخلّصي إيمتی ؟
, نور: على الساعة12 كده ..
, أومأ برأسه: يبقى أما تخلصي كلّميني وهاجي أوصلك إيه رأيك نتغدا مع بعض النهاردة ؟
, اتسعت ابتسامتها تومئ برأسها: أيوه موافقة أصل كان في موضوع كنت عاوزة أكلمك بيه ..
, قطب جبينه: موضوع إيه ؟
, لعبت بخصلاتها بتوتر هامسة: خ خلاص هبقى أقولك أما نلتقي يلّا بقا سلام ..
, أحمد: خلي بالك من نفسك ..
, ابتسمت وفتحت الباب وسارت باتجاه الكلية ، بقي يُتابعها بعينيه حتی دخلت عبر البوابة ليحرك سيارته وينطلق بها ..
, دخلت تنظر حولها تبحث عن إسراء لتصطدم بأحدهم .. رفعت نظرها معتذرة لترى شاب يقف أمامه بابتسامة هادئة ..
, همس قائلاً: لا أبداً حصل خير ..
, أومأت برأسها ثم ضيقت عينيها فجأة ورفعت عينيها تطالعه بصدمة: أا أنت ؟
, ضحك بخفة ولمعت عينيه: هتغر بنفسي بقا عرفتيني علطول ..
, رمقته بغضب: أنت عايز مني إييه ؟
, الشاب: عايزك ..
, تنفست بغضب هاتفة: اسمع ياا ٣ نقطة
, هتف سريعاً: إياد .. اسمي إياد أكيد فاكرة ..
, هتفت بغضب: ميهمنيش وابعد عن طريقي احسنلك فااهم أنا لسا مقولتش لحد و**** ل٣ نقطة
, هتف يقاطعها بضحك: حيلك حيلك .. ومين اللي قالك إني خايف أصلاً .. أنتي لسا متعرفيش مين إياد ..
, نظرت نحوه بغضب واستحقار ثم تركته لتهمّ بالذهاب ، جذبها من ذراعها فجأة هامساً: متفكريش تقولي لحد مش عشاني أنا بقول كده لمصلحتك ..
, حاولت جذب ذراعها منه لتراه يرفع يده أمامها ، نظرت لما يُمسكه لتشهق بصدمة وهي ترى صورتها مع رجل غير واضح المعالم وهم بأوضاع مخلة ..
, ابتسم بجانبية هامساً: شوفتي ليه بقولك لمصلحتك ؟ اسمعي الكلام لحسن أزعل وزعلي أنا وحش أووي .. يا ترى بقى عيلتك المبجلة ولا ده اللي اسمه أحمد حبيب القلب أصحابك ومعارفك هيقولوا إيه أما يشوفوا بنتهم بالوضع ده ؟ صعبة مش كده ؟
, ثارت دماؤها ودفعته تبعده عنها بقوة ، تركها بصمت لتهرول راكضة مبتعدة عنه بجنون .. وجدتها إسراء أمامها لتجذبها هاتفة: مالك يا نور فيكي إيه وليه تأخرتي ؟
, بدأت تتنفس بسرعة وترتجف بتوتر لتهتف إسراء بقلق: في إيه يا نور أنتي كويسة ؟
, ابتلعت ريقها تهز رأسها: ك كويسة ، كويسة ..
, إسراء: طب مالك ليه حالتك كده حصل معاكي حاجة ؟
, نور: لا لا بس بس كنت جاية بسرعة عشان متأخرة ..
, صمتت تنظر إلبها بقلق لتهتف: طب تعالي ندخل ونبقى نتكلم بعدين ..
, سارت معها سريعاً لتتقابلا مع عبير ويدخلون سوياً إلى الداخل وهي تحاول نسيان ما حدث معها رغم الخوف داخلها والتوتر لا تدرِ هل تخبر أحمد أم تصمت ..؟
, ٤١ العلامة النجمية
, اقترب سيف يجلس على مائدة الغداء .. نظر نحو ليلى التي يجلس بجانبها كرم الذي جاء منذ الصباح لرؤيتها .. ضيّق عينيه بضيق وهو يراهم يتحدّثون بهمس وقد انسجما تماماً ..
, هتفت جمانة بقلق وهي تضع الطبق الأخير على الطاولة: سيف بتعمل إيه أنت مينفعش تاكل م٤ نقطة
, قاطعها بملل: أيوه أيوه عارف و**** متزفت عارف كل حاجة هو مينفعش أقعد معاكوا يعني من غير أكل ..
, ابتسمت بحنان هامسة: أكيد ينفع ، السفرة ملهاش طعم من غيرك ..
, نظر حوله بضيق ثم هتف: مصطفى فين ليه مش بياكل معاكوا ؟ ولّا أنتو بس اللي بيحقّلكوا تاكلوا ؟
, رفعت حاجبيها بذهول هاتفة: بناخدله أكله هناك ..
, هتف بها: وليه بتاخدوله هناك ليه مش هو ييجي هنا ولّا هو ابن البطة السودة يعني ؟
, رمشت بعينيها هامسة: مش أنت اللي كنت عايز ده ؟
, التفت إليها بهتاف: أنااا ؟ أيوه أنا طب أنتوا تردّوا عليا ليه ملكوش كلمة يعني ؟
, جمانة بملل: عايز إيه دلوقتي يعني ؟
, سيف: مفيش مش أنا اللي عايز ، بس عيب عليكوا أنتوا عيلة محترمة مينفعش سايبين ابنكوا بعيد عنكوا الناس تقول علينا إيه ؟ قال قاعد بملحق لا يَقي من بردٍ ولا يغني من جوع فاكرين نفسكوا كده متكرّمين عليه ..؟
, نظرت نحو أدهم بصمت ليهتف الأخير: أنت عايزه يقعد معانا هنا جوا الفيلا ؟
, التفت سيف ينظر إليه بجمود ليهتف: أنت متكلّمنيش ..
, جمانة: فيه إيه ؟
, نهض سيف هاتفاً: أنا هروح لمصطفى ..
, تركهم متجهاً نحو الخارج لتهتف جمانة: فيه إيه يا أدهم ؟
, أدهم: مفيش حاجة بسيطة المهم يا ماما قولي للخدم يجهزوا أوضة الضيوف اللي مقابل أوضة سيف ..
, جمانة بابتسامة: هتجيبه يسكن معانا هنا صح ؟
, أومأ برأسه: أيوه جه الوقت المناسب مش عايز نسيبه أكتر ..
, هزت برأسها موافقة لتهتف بهدوء: ورقية ؟
, تنهد هاتفاً: كنت بفكر نفتحلها الأوضة اللي جنب أوضتك هنا ، أنتي عارفة هي مش هتقدر تطلع وتنزل ع السلالم ..
, نظرت إليه بصمت ثم زفرت هامسة: معاك حق ، خلاص يبقى هقول للخدم ينضفوهم ويشوفوا ناقصهم إيه والمسا إن شاء **** هينتقلوا ..
, ابتسم ناهضاً: يبقى هروح أقول لمصطفى يجهز نفسه وبعدها هرجع الشركة هحاول متأخرش بالرجعة ..
, جمانة: **** معاك يا حبيبي ..
, التفتت بعد خروجه نحو ليلى وكرم الذين لم يشاركاهم الحديث منذ البداية لتهتف: مالكوا أنتوا التنين ؟
, نظر كرم إليها بابتسامة ثم قطب حاجبيه هاتفاً: إيه ده أدهم راح فين ؟
, نظرت ليلى باستغراب نحو كرسيه الفارغ لتهتف: كأني كده سمعت صوت سيف ولّا أنا غلطانة ..؟
, التفت كرم نحوها: لأ أبداً مش غلطانة أنا برضه سمعته .. فين هو التاني ؟
, همست جمانة بسخرية: طبعاً هتحسوا إزاي بحالتكوا دي ، م تاخدها تقعد معاكوا كام يوم خلّصوا كلامكوا ورغيكوا ده وبعدين رجّعها ..
, نظر كرم إليها يعلم بأنها تسخر منهم ولكن الفكرة قد أعجبته ليهتف بسعادة: أيوووه برافو عليكي يا جوجو أنتي قولتيها .. إيه رأيك يا ليلى تيجي تقعدي معانا كام يوم بابا وماما هيفرحوا أووي ..؟
, ابتسمت باتساع هاتفة: فكرة حلوة أووي .. ثم هتفت: بس مش عارفة لو أدهم هيقبل ..
, هتف بحماس: طب م تجيبيه معاكي ..
, نظرت نحوه بسعادة ليهتف: أكيد هيوافق لو كان هو معاكي أنا متأكد هما يومين تلاتة وترجعوا ..
, ليلى: يبقى النهاردة هنكلمه ونفتح معاه الموضوع تمام ؟
, كرم: أوك .. بصي أنا هكلّم ماما وبابا دلوقتي هيطيروا من الفرح ويجهزوا أوضة ليكوا وبكده لو فكر أدهم يعترض مش هيقدر ..
, ضحكت تؤيّد كلامه وهي تضرب كفها بكفه: **** عليك يا كوكو أيوه كده ..
, نظرت نحوهم جمانة وهي تتابعهم بابتسامة سعيدة حانية وهي تدعي أن تدوم تلك السعادة عليهم بعدما حصلا عليها من أنياب الحياة ..
, في الخارج ..
, هتف مصطفى بهدوء وهو يجلس مع سيف في الملحق: مش عايز ياسيف ..
, ضيّق عينيه هاتفاً: لييه طيب هتفضل قاعد هنا طول عمرك ؟
, نظر إليه بهدوء ثم هتف بحذر: لأ كنت بفكّر أشتري بيت قريب منكوا كده وأسكن بيه أنا وماما ..
, وسّع عينيه بصدمة هاتفاً: أنت بتقول إيه أنت أكيد بتهزر ..؟
, مصطفى: لأ مش بهزر أنا هعمل كده .. مش عايز تقّل عليكوا أكتر من كده ..
, سيف بغضب: تتقّل علينا إيييه أنت مجنون إيه اللي بتقوله ده ؟
, مصطفى بجمود: مش ده اللي أنت عايزه ؟ أنا قعدت هنا غصباً عنك ودلوقتي هخرج وأريّحك مني ..
, ضغط على قبضته بغيظ وتمتم بحنق: أيوه وأنت قليل الأدب بتقعد غصباً عني وأما أبقى موافق هتخرج ؟
, مصطفى بحدۃ: احترم نفسك يا سيف أنا صح سكتلك كل الفترة دي بس ده مش ضعف مني فاهمني ؟ خلاص أنا بدأت أدوّر علی بيت مناسب مفيش داعي لموافقتك أو اعتراضك ..
, نظر نحوه يتنفّس بغضب وذهول ولا يدرِ لمَ غصّة كبيرة استحكمت منه ؟ لمَ حزِن عندما قال سيبتعد عنهم ؟ لمَ يشعر بأنه يُريده أن يُبقيه هنا معهم حتى ولو بالقوة ؟ تذكّر عندما كان يفعل أيّ شيء ليُخرجه ويُلقي به خارجاً والآن سيفعل أي شيء من جديد ليُبقيه ..
, نهض بغضب واقترب منه يجذبه من ملابسه صارخاً: أنت هتفضل هنا يعني هتفضل سااامع ؟
, أمسك مصطفى بيديه يُبعده عنه هاتفاً بحدة: مش قولتلّك احترم نفسك ؟
, أرخى سيف يديه فجأة مبتعداً عنه ثم نظر إليه هاتفاً: أنت مش هتخرج من هنا يا مصطفى سامعني ؟ هتخرج من الملحق ده على الفيلّا غير كده مش مسموح ..
, مصطفى: وأنا مش هفضل عايش تحت أمركوا مصطفى اقعد هنا حااضر ، مصطفى ملكش دعوة ومتعتبش باب الفيلّا كمان حااضر .. دلوقتي الكلمة دي معدتش موجودۃ بقاموسي .. دلوقتي هعمل اللي أنا عاوزه ..
, وقف ينظر إليه بصمت ، ثم هتف بتشتت: ب بس أنت كنت عايز تعيش معانا قبل كده إيه اللي تغيّر دلوقتي ..؟
, نظر إليه مصطفى هامساً: كنت بس أنتوا صدّيتوني ، ودلوقتي أنتوا عايزيني أفضل معاكوا وأنا هعمل زيكوا هصدّكوا زي م عملتوا بيا ..
, صرخ سيف بغضب: بس أنت كنت تستاهل ..
, مصطفى بجمود: وبرضه دلوقتي أستاهل علشان كده أنا هخرج من هنا وهسيبلكوا كل حاجة ..
, سيف بغضب: مش على مزاجك مفيش خروج من هنااا لو هتمووت ..
, رمقه بجمود شديد مُخالف تماماً لنبضات قلبه التي تتراقص فرحاً داخله وهو يرى تمسّكه الشديد به لدرجة وصلت به لتهديده كما كان يفعل من قبل تماماً ، ولكن الفارق بأنه كان يفعل ذلك ليُبعده أما الآن ليُقرّبه منهم ويبقى بينهم ..
, هتف مصطفى وهو ينهض: أنا قايم أجهّز نفسي هروح الشركة وخلال كام يوم هخرج من هنا ..
, سيف بعناد: مش هترووووح ..
, مصطفى: ليه ؟
, سيف: ليه إيه ؟
, مصطفى: ليه مش عايزني أخرج أنت كنت عاوز ده إيه اللي تغير ؟
, سيف بهدوء: غيرت رأيي مبقتش عايز ..
, مصطفى بسخرية: وأنا مش همشي على رأي حضرتك ..
, تنهد سيف بحزن ثم هتف بلهجة خرج بها رجاء واضح: مصطفى متروحش عشان خاطري ..
, رفع مصطفى حاجبيه ناظراً نحوه بصمت يُريده أن ينطقها ، أن يُخبره بأنه سامحه ويعتبره الآن أخاً له ويتقبّله .. ولكن عناد الآخر لا يسمح له ليهتف: أصلاً أدهم وماما مش هيسمحولك ووريني بقا هتقنعهم إزاي ..
, ابتسم مصطفى يهز رأسه بيأس من الحصول علی كلمة شافية منه ليتّجه نحو الداخل ، استمع لطرقات على الباب ليعود أدراجه ويفتحه ، وجد أدهم أمامه فتترك له الباب مفتوحاً وهو يهتف: هدخل أجهز نفسي علشان نروح مع بعض ..
, دخل أدهم مغلقاً الباب ورائه واتجه نحو الصالة وجد سيف يجلس على الأريكة ينظر أمامه بتفكير و يهز رجله بعصبيّه .. جلس قربه هاتفاً: مالك ؟
, سيف بغضب وهو مازال ينظر أمامه: كل اللي بالعيلة دي مجنون أقسم ب**** من أدهم وأنت نازل كلّه عايز دكتور مجانين ..
, رفع أدهم حاجبيه بذهول هاتفاً بهدوء: مين دول ؟
, سيف: قولتلّك كلّهم لا وفي منهم عايزين بيطري .. عيلة تجيب الهمّ والمرض و**** .. قال مش عايز يبقى هنا أنا هورّيه والتاني أدهم بكون غبي لو سمحله يخرج ..
, أدهم بغيظ: سيف حبيبي بوصلي ..
, سيف بغضب وهو ينظر نحوه: عايز إيه يا أخي مش شايفني مشغول ؟ ٣ نقطة أا أدهم أنت إيه اللي جابك هنا ؟
, أدهم بسخرية: القدر ياقلبي علشان أسمع كلامك الجميل ده ، وإيه كمان يا مؤدّب يا متربي ..؟
, سيف بغيظ: لأ أنا مش متربي ولا حاجة ومتكلّمنيش تاني لحسن أقل أدبي عليك ..
, أدهم: احترم نفسك يا سيف واتكلّم عدل ..
, نظر إليه سيف ببرود ثم أشاح بوجهه عنه ، دفعه أدهم بكتفه هاتفاً: إيه يالا هتفضل مخاصمني كده كتير ؟
, سيف: ملكش دعوة ..
, أدهم: لأ ليا أصل مقبلش أخويا حبيبي يفضل زعلان مني خلاص بقا سماح المرة دي يا سيفوو ..
, هزّ أكتافه بصمت ليضربه على كتفه بخفة مبعثراً شعره: ما قولنا خلاص ياعم قلبك أبيض أنا آسف يا سيدي ي**** بقا اضحك متكشرش كده لحسن بخاف ..
, أبعده سيف عنه هاتفاً: ملكش دعوة ..
, أدهم: طب يا سيدي حقك عليا وأدي راسك أبوسها ٣ نقطة قبّل رأسه هاتفاً بضحك: هاا بقا رضيت علينا سموّك ولّا نبوس كمان ؟
, ابتسم سيف بخفوت ثم هتف: أنا باخد الدوا ..
, نظر إليه أدهم بتفكير ولكنه هتف: بتاخده ياسيدي ..
, سيف: ومراتك سراقة ..
, أدهم: وحرمية بعيد عنك ..
, سيف: وهي مش أهم مني ..
, أدهم: سيف رقم واحد ومن بعد مليون ييجي العالم ..
, سيف: بتتريق حضرتك ؟
, أدهم بضحك: خالص ..
, سيف برجاء: يبقى كلّم مصطفى قال هو مش عايز ييجي يسكن بالفيلا أدهم متخليهوش يخرج من هناا سامعني ؟
, أدهم: إيه اللي مش عايز هو علی مزاجه يعني ؟
, سيف: قال عايز يشتري بيت جنبنا يسكن بيه هو وأمه ، أدهممم متخلّيهوش يعمل كده فاهم اقتله لو اضطرّ الأمرزط ..
, أدهم بتفكير: خلاص متقلقش مين ده اللي هيسمحله ده بيحلم .. المهم بقا أنت كويس ؟
, نظر نحوه باستغراب: ليه السؤال ده ؟
, أدهم: يومين وهنروح المستشفى عشان الدكتور يفحصك ويتطمّن على جرح معدتك لو التأم ..
, سيف: مش عايز أروح ..
, أدهم: مش لازم رأيك أنت التاني أنا عايزك تروح يعني هتروح ، لو جرحك التأم هيغيّرلك نوع الدوا ويمكن يوقفه ومعدش هتعاني وتتعب زي الأول ..
, عبس سيف بضيق وهتف: مش هيفيدني بحاجة أنا عايز آكل زي الناس ..
, أدهم: م أنت هترجع تاكل بس شوية شوية ، سيبك من ده دلوقتي المهم بعد م نتطمّن عليك أنا عاوزك بموضوع ..
, التفت نحوه باهتمام: مهمة سرية ..
, قطب جبينه وضربه بكتفه هاتفاً: سرية إيه يا غبي بلاش رخامتك دلوقتي ..
, سيف: أمال إيه ؟
, أدهم: هتعرف بعدين المهم بقولّك عشان تجهز نفسك ..
, سيف بحنق: يبقى كنت متقوليش دلوقتي بالمرة أنت تشعلقني كده وتسيبني في حيرةٍ من أمري ؟
, أدهم: تمالك نفسك يا هذا لم يحِن الوقت بعد ..
, جائهم صوت مصطفى الساخر: لا و**** طلعت مستضيف أهل قريش عندي ومش عارف ..
, أدهم: ما الذي يهذي به هذا الرجل الأجرب ..؟
, سيف: لست أعرف يا مولاي ..
, مصطفى: كفاية بقا انتوا التنين ..
, أدهم: إخرس أيها العبد الأسود ..
, قهقه سيف بضحك هاتفاً: **** عليك يا مولاي لديك نهفات شربات ..
, مصطفى: شربات إيه دي لماضة وتقل ددمم ..
, نهض أدهم هاتفاً: كفى أيها الصعلوك والحق بي إلى بيت المال ..
, تعالت ضحكات سيف من جديد لينظر مصطفى نحوهم بغيظ ويتجه بغضب نحو أدهم الذي أسرع هارباً من أمامه ليهتف به: أجرب وأسود وصعلوك طب و**** مش هعديهالك وهتشوف ..
, بعد دقائق في السيارة هتف أدهم بمصطفى الجالس بجانبه: أنت قولت لسيف إنك هتشتري بيت قريب مننا وتنتقل عليه ؟
, ابتسم مصطفى بصمت لينظر نحوه أدهم هاتفاً: ليه قولتلّه كده ؟
, مصطفى: لأن دي الحقيقة ..
, أدهم: لو قدرت تضحك على سيف مش هتقدر عليا ، قولي بقا ليه قولتله كده ؟
, تنهد مصطفى هاتفاً وهو ينظر أمامه: سيف كان أكتر حد رافضني ، أنا صح كنت أسكت وأتقبّل كل اللي كان يقولهولي واللي يعمله بس أوقات كتير كنت بنجرح منه ..
, أدهم: وأنت بتردها ليه دلوقتي يعني ؟
, التفت إليه هاتفاً: أنت ده رأيك ؟
, أدهم: أومال إيه ؟
, مصطفى: تقدر تقول بجسّ نبض ، أنا عارف إن نور مش هتعترض على قعدتي معاكوا في الفيلا ولا أحمد ، فاضل سيف عايز أعرف رأيه بيا لو عايزني بجد ولّا بس ده ردّ جميل ..
, أدهم: رد جميل على إيه ؟
, مصطفى: إني أنقذته هو ومروة ..
, هتف أدهم بابتسامة: وأنت فاكر إن سيف بردلّك الجميل دلوقتي ؟ ده لو عايز يردّه هيعتبر إن كلمة شكراً كفاية وزيادة .. سيف تغيّر وبقى عاوزك معانا بجد ..
, ابتسم مصطفى: تفتكر ده ؟
, أدهم: أنا متأكد ، هو شكله كده اتعلق بيك ده إحنا معدناش قادرين نحوشه عنك أما يضيع نلاقيه عندك .. والنهاردة كان بخانقنا وهيعلن علينا الحرب ليه سايبينك كده بآخر الدنيا ومش سائلين عنك ..
, اتّسعت ابتسامة مصطفى بسعادة ليهتف أدهم: النهاردة بالليل هتنتقلوا ، قولت لماما تجهز أوضكوا أنت ومامتك وهينقلوا حاجاتكوا عليها ..
, هتف مصطفى: والممرضة المرافقة لماما ..
, قطب جبينه هاتفاً: أيوه صح غابت عن بالي ، دلوقتي هكلّم ماما وقولها تجهزلها الأوضة اللي جنب المطبخ .. يلّا إنزل بقا هركن العربية ولاحقك ..
, ترجل مصطفى من السيارة مُعدلاً بدلته وهو يضع نظاراته الشمسية التي تزيده جاذبية مع ابتسامته المتوسّعة التي باتت تُرافقه دائماً واتجه بخطوات ثابتة يدخل من باب الشركة بهيبة ووقار ..
, ٤١ العلامة النجمية
, - لمْ أكن أنوي إزعاجك ..
, ولكنّها تضيقُ وتضيق فلا أجدُ مكاناً غير قلبك أهرب إليه ..
, ٤٠ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في المساء ..
, عاد مصطفى من الخارج ليدخل متجهاً نحو الملحق ، وجده فارغاً من أشيائه ووالدته غير موجودة .. تنهد وعاد للخروج متجهاً إلى الفيلا ..
, دخل لتخبره الخادمة بالصعود نحو الأعلى ، صعد درجات السلّم ليجد جمانة أمامه التي هتفت: أنت جيت ياحبيبي تعال أوضتك جاهزة ..
, دخل الغرفة ليجد سيف يجلس على السرير ، كانت غرفة واسعة بستائر زرقاء متدرّجة على طول الحائط ، وسرير بنفس اللون تقريباً مع خزانة ملابس وتسريحة وحمام ملحق .. وعلى ناحية منها أريكة كبيرة وحولها عدة مقاعد متفرقة .. وتحتوي على شرفة كبيرۃ كما في كل الغرف ..
, هتف سيف ويبدو عليه الحماس: مصطفى تأخرت ليه يا غبي تعال شوف الفرش جابوه النهاردة أنا اللي اخترتهولك ..
, رفع حاجبيه هاتفاً باستغراب: غيّرتوا الفرش ليه طيب ؟
, جمانة بحنان: معقول يعني دي أوضتك وأول مرة تدخلها كان لازم نغيره ، لو معجبكش ممكن تعمله تفصيل على ذوقك كنا هنأجّل نقلتك لغاية م تختار بس سيف عند وعايزك تنتقل النهاردة قومنا جيبناه جاهز ..
, اتّسعت ابتسامته بسعادة وهتف: هي ماما فين ؟
, جمانة: في أوضتها تحت وأوضة الممرّضة جنبها متقلقش ..
, دخل أدهم وليلى في تلك اللحظة لتهتف: إيه ده فعلاً الفرش حلو أووي ..
, سيف بغرور: طبعاً مش أنا اللي اخترته أنتي فاكرة كل الناس ذوقها زيك ؟
, رفعت حاجبيها هاتفة: وذوقي ماله بقا يا سيف بيه ؟
, سيف بجمود: ذوقك كان حلو بس مرۃ واحدة بحياتك أما اخترتي أدهم غير كده خلّيني ساكت بلاش فضايح أحسن ..
, جمانة: خلاص متبدأوش خناق ، المهم يا مصطفى حاجاتك كلها في الدولاب مسيبناش حاجة هناك .. ويلّا بقا جهزوا نفسكوا هنزل أجهز العشا ..
, فتح مصطفى الدولاب لينظر نحو صندوقه الصغير ويتنهّد براحة ، هتف أدهم: ممكن أعرف فيه إيه الصندوق ده اللي كنت هتخسر حياتك عشانه ؟
, رفع مصطفى حاجبه : ده على أساس متعرفش ؟
, أدهم: لا و**** مفتحتوش قولت لنفسي دي حاجات خاصة ..
, ابتسم مصطفى وأخرج الصندوق ليجلس على السرير ويفتحه هاتفاً: ده فيه كل طفولتي ، حاجات عادية بس بالنسبالي دي كل حياتي ..
, أخرج عدة أوراق ورفعها أمام أدهم هاتفاً بابتسامة: فاكر الرّسمات دول ؟
, اقترب أدهم يُطالعهم بعينيه ، رسمات طفولية ملونة وأخرى شخبطات لاتمتّ للرسم بصلة ، لمعت عينيه بحنان كحال الجميع عند رؤيتهم لشيء من طفولتهم ليهتف بحماس: دول رسماتنا أنا وأنت أما كنا صغار ..
, مصطفى وهو يُشير إلى سيف: ورسمات البيه ده كمان ..
, قفز سيف بلهفة: إيييه بجد ؟ طول عمري بقول إني كان لازم أطلع فنان من صغري والموهبة دي بدمّي ..
, ضحك مصطفى وهو يُعطيه رسمة هاتفاً: أيوه بص موهبتك كانت عاملة إيه ؟
, أخذ الورقة بلهفة ليرى خطوطاً وشخبطات بقلم الرصاص وأشكال غير مفهومة وكأنها شعوذات .. قطب جبينه باستنكار: أنت بتتريق عليا ؟
, تعالت ضحكاته هاتفاً: أبداً و**** دي رسماتك أنت يا حبيبي ..
, اقتربت ليلى وما إن رأتهم حتى انفجرت ضاحكة وهي تنظر إلى سيف باستفزاز: إيه ده فنان بجد هايل ههه ..
, رمقها بغيظ هاتفاً: ع القليلة بحاول من صغري مش زيك مش فالحة بحاجة بعدين أنا كنت صغير أووي دي حاجة عظيمة أصلاً إن طلع معايا الرسمة الجميلة دي ..
, هزت رأسها بضحك: أيوه أيوه م أنا عارفة ..
, سيف بغضب: أدهم لم مراتك بدل م اتجنن عليها قولها إني كنت صغير ، كان عندي كام سنة ؟
, أدهم: سيف اتلم انت الأول إيه الكلام ده ..؟
, مصطفى: كان عندك تقريباً تلت سنين ..
, سيف بفخر: شوفتي تلت سنين وبحارب وبتحدى الجميع والحمدلله نجحت أهو ..
, لفت نظره ساعة سوداء صغيرة ليمسكها هاتفاً: إيه دي ؟
, مصطفى بابتسامة: دي هدية أدهم ليا بعيد ميلادي الأخير ..
, سيف: الأخير ليه متت بعدها ولّا إيه ؟
, مصطفى: لا يا ذكي بس دي كانت آخر سنة بعيشها بينكم ..
, هتف أدهم بدهشة: دي لسا معاك ؟
, مصطفى بحنين: أيوه مقدرتش أتخلّا عنها ..
, هتف سيف: هاتها هديها لزوما ..
, حاول سحبها منه بغيظ: عايز تهديه روح اشتريله هدية مش تاخد من عندي دي هتفضل معايا ..
, ضمّ الساعة إلى صدره هاتفاً: مش قادر أطلع أنا هديهاله أما يبجي عيب عليك كبّر عقلك شوية ..
, قفز فوقه ليتكوّر سيف على نفسه مُخفياً الساعة وهو يهتف: بلاش معيلة يا مصطفى يا كبير وخليك عاقل أدهم إلحقني أنا مريض ..
, مصطفى بغضب: اديني الساعة يا سيف و**** أقتلك هاتها وبلاش تعصّبني أكتر ..
, صرخ سيف: آآه هموت ابعد عني يا حيوان ..
, مصطفى بغضب: طب عشان الحيوان دي مش هبعد إلا لما تديهالي يا محترم يا متربي ..
, دخلت نور في تلك اللحظة ناظرة إليهم بدهشة: فيه إيه ؟
, ليلى بملل: مفيش شوية عيال عمال يتخانقوا ..
, رفع سيف رأسه عندما سمعها: بت انتي أمشي من وشي أحسنلك هااا أنا على آخري منك ٣ نقطة إهدا شوية يا مصطفى خلينا نعمل هدنة ٤ نقطة
, توقف مصطفى قليلاً ليهتف سيف: بصي يا بنت الناس أنتي في سكة وأنا في سكة تانية خاالص لا بتئذينا ولا بنئذيكي أعوذ برب الناس من الوسواس الخناس متقربيش مني يا أخت أنتي ارحمي أمي وسيبيني بحالي **** يرضى عليكي ٣ نقطة كمل يا مصطفى ..
, مصطفى بغيظ : شايفني عيل زيك وعقلي صغير ..؟
, وسّعت ليلی عينيها بذهول: أنت شايفني عفريتة قودامك ولّا جنّي م تحترم نفسك يا أخ أنت عيب عليك أنا مرات أخوك ..
, هتف سيف: بلا مرات أخويا بلا أبويا احمدي **** إني لسا مخلّيكي على ذمته ..
, شهقت بصدمة صارخة: إيه اللي بتقوله ده م ترمي عليا يمين الطلاق كمان مش أحسن ؟
, هز سيف أكتافه: أنتي اللي طلبتي ده أنتي طالق طالق طالق وبالتلاتة ..
, شمّرت ليلى عن ذراعيها بغضب: لااا بقا أنت لازملك تربية ..
, اقتربت منه لينهض سيف بغضب:ومين بقا اللي هيربيني حضرتك ؟ ..
, هجمت عليه بغضب لتجد نفسها مرفوعه في الهواء وهي تلوح بقدميها بغضب وأدهم يصرخ: كفاية بقا أنتي وهو متخلونيش أفقد أعصابي ..
, هتفت بغضب وهي تحاول التخلّص من قبضته: سيبني عليه أربيه الواطي ده ..
, صرخ سيف: تربي مين يا ماما ربي نفسك الأول ده أنتي مش شامّة ريحة التربية أساساً ..
, هتف مصطفى وهو يُبعده عنها: عيب عليك يا سيف دي مرات أخووك ..
, سيف بغضب: مرات أخ مش متربية ..
, ليلى: سيبني عليه يا أدهم ده أنا هاكله بسناني ..
, سيف بسخرية: يمي يمي خوفتيني بصي جسمي بيترعش إزااي ..
, هتفت نور بغضب: بااسسس ..
, توقف الجميع فجأۃ ليروها تنظر إليهم بغضب: و**** برافو عيال في الحضانة أنتوا ؟
, نظروا لبعضهم بصمت لتقترب منهم بعوس هاتفة: كل واحد شحط طول بعرض وعمال تتخانقوا زي العيال لا وقودامي برضه ؟!
, أخفض أدهم ليلى حتى أنزلها أرضاً وهي تُعدّل ملابسها ، ثم توقف فجأة رامشاً بعينيه بصدمة .. هتف بذهول: بتقولي إيه ياختي ؟
, ابتعدت عنه ضاحكة بتوتر: و**** مبقولش ..
, هتف بها وهو بجذب خصلة من شعرها: و**** عال مش ناقص غير أنتي تعملي كبيرة علينا وأنا اللي كنت فاكرك واعية وعاقلة ..
, هتفت بألم: سيبني طيب ملقيتش تستقوي غير عليا ؟ ودول البهايم لا مؤاخذة بيتخانقوا قودامك وأنت ساكت ..
, تركها يدفعها بغيظ هاتفاً: و**** هتجنن في الآخر من وراكوا أنا عارف هلاقيها منين ..
, خرج من الغرفة لتلحق به ليلى بعدما ألقت نظرة حارقة على سيف الذي ضحكك باستخفاف ، بقيت نور تنظزطر إلى مصطفى وسيف بتردد ..
, هتف سيف: مالك يابت متنحة كده امشي اطلعي برا ..
, نور: وليه متمشيش أنت ؟
, سيف بابتسامة ؛ لأ أنا بايت هنا الليلة الحمد**** ..
, هتف مصطفى بحنق: بتقول إيه يا عينيا ..
, سيف بابتسامة: مفيش داعي تتصدم وتفرح كده طبعاً مش هسيبك لوحدك بأول بيوم ليك هنا ..
, مصطفى بغيظ: لأ متشكر بعرف أنام لوحدي مش هيجيني البعبع ..
, سيف: وبرضة لازم أبقى معاك ده واجبي ..
, نفخ بضيق وهو يُعيد أغراض الصندوق لداخله ويضعه في الخزانة ، بقيت نور واقفة بتردد .. تذكرت لقائها مع أحمد وقد كانت مقررة أن تخبره بكل شيء ولكن ما حدث معها وذلك الحيوان الذي هددها قد جعلها تتراجع وترتبك .. ألحّ عليها كثيراً لمعرفة ما كانت ستخبره به ولكنها قد تهربت منه ..
, نظرت نحو مصطفى الذي دخل الحمام ، شيء ما يدفعها لإخباره ..هي تثق به ولكن لا تعلم لمَ تتردد في إخباره بذلك والكلام معه ..
, جاءت الخادمة لتناديهم للعشاء لتهتف نور: إمشي يا سيف النهاردة في وصفة جديدة بس هتعجبك ..
, سيف: بجد يعني مش شوربة وأكل ملوش طعمة ؟
, ابتسمت نافية: لأ روح وهتشوف ..
, نهض خارجاً من الغرفة لتتجه جالسة على السرير منتظرة ، بعد لحظات خرج مصطفى من الحمام مرتدياً بجامته وهو يُجفّف شعره بالمنشفة ، تفاجأ بها أمامه تجلس وكأنها تنتظره ..
, هتف بتفاجؤ: نور أنتي بتعملي إيه هنا ؟
, نظرت إليه بتردد هامسة: ك كنت مستنياك ..
, قطب جبينه واتجه ليجلس قربها ولكنها ابتعدت عنه سريعاً وهي تفرك يديها مرتبكة ، تنهد هاتفاً بهدوء: فيه إيه ؟
, ابتلعت ريقها ناظرة نحوه بتردد لاحظه ليهتف: الموضوع عن اللي كان بيزعجك صح ؟
, رفعت عينيها نحوه وقد أزاح حملاً كبيراً عنها لتومئ برأسها بصمت ليهتف بحذر: لسا بدايقك أنتي مقولتيش لحد صح !؟
, عضّت على شفتها بارتباك هاتفة: ك كنت هقول ..
, ضيّق عينيه: كنتي ؟ وليه مقولتيش ..
, لاحظ ترددها وخوفها ليهتف بهدوء: متخافيش يا نور قوليلي كل حاجة وأنا معاكي وهساعدك ، ليه مقولتيش لحد ؟
, أعمضت عينيها تأخذ نفساً عميقاً وبدأت بإخباره بما حدث معها اليوم ، رفعت هاتفها إليه هاتفة: د دول الرسائل اللي بعتهالي قبل كده ..
, أخذ العاتف وقد احتقنت عينيه بغضب كبير ، ضغط على قبضتيه بغضب هاتفاً: و**** م أنا سايبه وهوريه ابن٣ العلامة النجمية
, ارتجفت من غضبه هاتفة: ع عشان خاطري ه هو ه٣ نقطة
, هتف مقاطعاً بهدوء: متخافيش يا نور الواطي ده مش هيقدر يعمل حاجة مش هيلحق أصلاً ..
, فتح هاتفه ونقل رقمه إليه ثم فتح هاتفها مخرجاً الشريحة وكسرها بقوة هاتفاً: بعد شوية هنزل أجيبلك رقم جديد ومتديهوش غير للّي واثقة بيه .. وأنا هعرف شغلي معاه ، أنتي متأكدة أنه من الكلية ؟
, رمشت بعينيها بحيرة: مش عارفة هو قالي في الرسالة هيشوفني في الكلية وبعدين شوفته بس مش عارفة لو كان طالب بيها أو لأ ..
, ضيّق عينيه مفكراً وهز رأسه بإيجاب: متروحيش الكلية اليومين دول لغاية م أعرف مين هو تمام ؟
, أومأت برأسها وهتفت بتلعثم: أ أانا خايفة ال الصور و
, قاطعها هاتفاً: قولتلك متخافيش ، واضح إن الصور معاه لمجرد تهديد وبس عايزك تخضعيله وتسمعي كلامه عشان يبتزّك بعدين يعني اختفائك ده مش هيخليه يعمل بيهم حاجة ولا هيساعدوه بالعكس هيحاول يوصلك بأي طیيقة قبل م يعمل كده .. أعملي اللي قولتلك عليه وأنا هحاول أعرف مين هو ومين اللي باعته ..
, هتفت بانتباه: باعته ؟
, هز رأسه بشرود: أيوه يا نور ، دي مش عمايل حد بحبك أو حتى مهووس بيكي في حد باعته قاصد من ویاها حاجة .. والحد ده بيعرفنا أو بيعرفك كويس ..
, التفت إليها بابتسامة: بس أنتي متخافيش محدش هيقدر يقرب منك وده وعد ..
, نور بتردد: هو أنا عملت صح لما مقولتش لأحمد ؟
, ضيق عينيه هاتفاً: دلوقتي صح مش عارفين إيه اللي كان هيعمله ، بصي لو لقيت الموضوع محتاج يعرف بيه أنا هقوله تمام ..؟
, هزت رأسها هاتفة: وأبيه أدهم ؟
, نظر إليها للحظات ثم هتف: أنتي ليه جيتي قولتيلي قبل م تقوليله هو ؟
, تنهدت بحرارة ثم هتفت بحيرة: مش عارفة ..
, مصطفى: إزاي ؟
, نور: صدقني مش عارفة ، يمكن لأنك سمعتني مبارح أو أو إني عايزة أثبتلك إني مش كده ..
, مصطفى: كده إزاي يعني ؟
, نور: يعني مش زي م فهمت إني مبوثقش بيك ، أنا واثقة بيك و**** ..
, ابتسم بخفوت هامساً: أنتي متعرفيش الكلمة دي ريّحتني إزاي ..
, نهضت هاتفة: طب يلا ماما جهزت العشا من بدري ..
, أومأ برأسه بابتسامة ثم أخرج هاتفاً يتصل على أحدهم: آدم في حد عندك ممكن يجيبلي معلومات عن صاحب رقم معايا ؟١١ نقطة تمام هبعتهولك بمسج دلوقتي عايز كل حاجة عنه بأسرع وقت ٨ نقطة
, أغلق الهاتف وأرسل له رسالة بالرقم ثم نهض خارجاً من الغرفة ..
, وجد أدهم في غرفة سيف المفتوحة ليدخل خلفه هاتفاً: بتعمل إيه هنا يا أدهم ؟
, التفت إليه زافراً بهدوء ثم هتف مُشيراً بيده: تعال شوف هنا ..
, اقترب منه ثم نظر في سلّة المهملات الصغيرة الموجودۃ في الغرفة ليرى عدة حبات من الدواء مرمية بها ليهتف: إيه ده ؟
, أدهم: ده اللي كنت بقصده أنه بيرمي الدوا ومش بياخده ..
, قطّب مصطفى حاجبيه هاتفاً: طب مش ممكن يكون مش هو اللي بيرميه ؟
, أدهم: أمال هيكون مين يعني أنا ؟
, تذكّر مصطفى كلام سيف السابق بأنه لو سيرميهم فسيكون في القمامة وليس أرضاً تمتم بخفوت: معقول هو بعد م اتكشف بقا بيرميهم هنا ؟
, أدهم: بتقول إيه ؟
, هز رأسه يُبعد تلك الأفكار هاتفاً: خلاص سيب الموضوع ده دلوقتي ومن بكرا خده المستشفى واتطمن عليه ..
, أدهم: م أنت هعمل كده فعلاً ..
, خرجا من الغرفة لينزلابعدها للأسفل حيث الجميع على مائدة العشاء ليهتف أدهم: سيف بتعمل إيه عندك ؟
, سيف بابتسامة: النهاردة أكلي معاكوا يا سادة ..
, نظر نحو والدته لتهتف جمانة: الدكتور بالوصفة اللي قدمهالي شوية خضار مسلوقة مع رز والحمدلله قبل ياكلها ..
, سيف: أيوه هقبل لأن كنت محروم من كل حاجة وماله الخضار مغذية ومفيدة ..
, ضحكت هاتفة: يبقى كول يلّا قبل م يبرد ..
, اتجه مصطفى للجلوس بجانبه لتهتف جمانة: سيف كان لازم الكرسي بتاعك يقعد عليه مصطفى ..
, رفع نظره نحوها بغضب لينظر إلى مصطفى الذي هتف سريعاً: لااا لا براحتك خليك مكانك ..
, عاد بنظره نحو جمانة هاتفاً: أنا ومصطفى مش بينا الحاجات دي يا جوجو خليكي بحالك وبكنتك ..
, هتفت ليلى: وإيه هلاقة كنتها بالموضوع دلوقتي ولّا أي حاجة هتدخل ليلى بيها ؟
, سيف ببرود: محدش وجّه ليكي الكلام وخلّيكي بحالك ..
, كادت تردّ عليه ليهتف أدهم: خلاااص أنتوا التنين سيف هخليك ترجع تاكل بأوضتك لوحدك لو مسكتش ..
, هتف سيف: أيوه أنتوا مش عايزيني أطيب عايزيني أفضل لوحدي ده بدل م تتبسط وتفرح إني بقيت كويس ورجعت أنوّر السفرۃ وأفتح الشهية .. ماشي يا أدهم يابن أم أدهم خليك مع مراتك وأنا سيبني لوحدي ٣ نقطة
, ثم نظر نحو مصطفى الذي يأكل ليهتف: لااا دلوقتي مش لوحدي مصمص معايا ..
, سعل مصطفى بشدۃ ليجذب كأس الماء ويتجرّعه دفعة واحدة ، هتف سيف: مالك غصّيت أما قولت إنك معايا لتكون هتقف ضدّي أنت التاني ؟
, نفى برأسه سريعاً: لأ أبداً معاك يا حبيبي بس من الفرحة اتشرقت كده ..
, ابتسم سيف بانتصار ناظراً نحو ليلى باستفزار وإلى أدهم بغيظ وغضب ..
, ٤١ العلامة النجمية
, بعد يومين ..
, جلس مصطفى في صالة الفيلا ينظر أمامه بتفكير وشرود .. تذكّر مكالمة آدم له قبل قليل: الرقم مسجّل باسم راجل حوالي50 سنة عايش مع بنته الوحيدة في ١٠ نقطة ده اللي وصله الراجل اللي بعته ..
, مصطفى: إزاي راجل كبير أكيد في حاجة غلط .. اسمع يا آدم اديني رقم الراجل بتاعك ده ..
, آدم: هبعتهولك دلوقتي بس عايزه ليه ؟
, مصطفى: عايزه يروح للراجل ده يفهم منه لو رقمه ده لسا معاه أو لأ .. لأن أكيد مش لازم يكون معاه ووصل للواطي ده ..
, آدم: مين الواطي ده ؟ مصطفى فهمني أنت بتسأل عليه ليه ؟
, مصطفى: هبقى أقولك بعدين خلاص ابعتلي رقمه مستنّيك سلام ..
, خرج من شروده عند نزول سيف من الأعلى ومعه مروة ..
, جلست مروة هاتفة: مصطفى شوف الغبي سيف عايز ياكل كشري وبالشطة كمان ..
, سيف بغضب: بتشتكيني ليه يعني وأنتي مالك أنا بقيت كويسة اسألي الدكتور الغبي اللي بالمشفى مبارح روحتلّه وتفاجأ جداً من شفائي العاجل قالي دي معجزة يا سيف دي حاجة خارقة ..
, ضحكت بسخرية هاتفة: والنبي أسكت حتى بالمرض عاير تعمل نفسك غراندايزر .. أنت غيران مني علشان أنا مبارح أكلت وأنت لأ ..
, سيف: وهغير ليه ياحبيبتي وأنا قادر أكل اللي أنا عاوزه .. بعدين مين أنتي علشان أغير منك ..
, مروة بغرور: أنت مش أوّل ولا آخر حد بغير مني على فكرة ..
, سيف بتهكم: ليه فاكرة نفسك جوليانا جولي ولّا إيه ؟
, مصطفى: أنجلينا جولي ..
, سيف وهو يلوّح بيده: اللي هي ..
, مروة: أنت شايف إن أنجلينا حلوة دي متطلعش نقطة ببحري أصلاً ..
, سيف: طب قومي بصي في المراية الأول ..
, نظرت إليه بغيظ هاتفة: أهو أنت اللي زي القرد أصلاً ..
, سيف: وأنتي غوريلا ..
, مروة بغضب: أنت تجاوزت حدودك يا سيف وأنا مش هستحملك أكتر طلقني حالاً ..
, نظر إليها هاتفاً: ده بعينك ..
, مروة: بقولك طلقني ..
, سيف: مستحيل واللي ببطنك ؟؟
, شهقت بذهول هاتفة: نهارك أسود إيه اللي ببطني ده ؟
, سيف بهتاف: البيتزا والشيبس والبسكويت والعصير ٣ نقطة إلخ إلخ٣ نقطة
, مروة بذهول: يا حيواان أنت بتحسبهم عليا ؟
, سيف: طبعاً عشان الحلال والحرام ومحدش ياكل حق حد ..
, مروة: يخرب بيتك ..
, دخل كرم في تلك اللحظة يُسلّم عليهم لتهتف مروة: تعال شوف صاحبك بقول إيه ..
, جلس كرم ناظراً حوله: فين أدهم الأول ؟
, سيف: مش هنا ..
, كرم باستغراب: إزاي هو قالي روح الفيلا عاوزك أنت وسيف ..
, سيف: قالك أنه عاوزني ؟
, كرم: عايزني أنا وأنت .. ثم نظر نحو مصطفى: مقالكش حاجة يا مصطفى ؟
, مصطفى: لأ طلع من الشركة بدري ومقالش رايح فين ؟
, ضيّق كرم عينيه وأخرج هاتفه يتّصل به ولكنه لم يُجب .. لحظات قليلة ليدخل موسى بعدما فتحت له الخادمة الباب ليقترب منهم هاتفاً بهدوء: كرم وسيف الباشا عايزكوا ..
, نهض كرم هاتفاً: هو فين ؟
, موسى: تفضلوا معايا هوصّلكوا ليه هو بعتني عشان أخدكوا ..
, مصطفى: هو فين ومجاش ليه ؟
, موسى: دي أوامره إني أجيبهم ليه وهو هيقولهم كل حاجة ..
, نهض مصطفى هو الآخر هاتفاً: يبقى امشوا أنا هروح معاكوا ..
, خرج الثلاثة وصعدوا في إحدى السيارات السوداء الكبيرة ليجلس موسى في المُقدّمة بجانب السائق الذي انطلق بها مُسرعاً ..
, لحظات مرّت حتى وصلوا إلى مكان مهجور .. نزل مصطفى ليرى مجموعة كبيرة من الرجال تُحاوط ذلك المخزن القديم الذي كان تابعاً للشركة ..
, نزل خلفه سيف وكرم ينظران حولهما بحيرة ، تابعوا طريقهم ليجدوا أدهم يقف مع أحد رجاله أمام باب حديديّ كبير ..
, نظر نحوهم بجمود ثم هتف: إيه اللي جابك يا مصطفى ؟
, مصطفى: عايز أعرف فيه إيه وعايز إيه من كرم وسيف وإيه اللي جابنا المكان ده ؟
, نظر أدهم نحو سيف ثم اقترب منه واضعاً يده فوق كتفه بهدوء: أنت كويس ؟
, رفع عينيه إليه بدهشة واستغراب هاتفاً: أيوه كويس بس فيه إيه يا أدهم أنا بدأت أقلق ..؟
, أدهم: مفيش يا سيف كنت عايزك أنت وكرم بحاجة كنت بجهّزلها من زمان واستنيت لغاية م تحسنت صحتك ..
, مصطفى: أدهم قول بقا في إيه ؟
, أدهم: هتعرفوا كمان شوية ٣ نقطة موسى بعتت حد يجيب أمير ؟
, موسى: أيوه يا باشا دلوقتي وصل عنده وهيجيبه معاه ٣ نقطة
, مصطفى: أمير برضه ؟
, أدهم: أكيد. مش هتكتمل الحفلة من غيره ..
, همس كرم لسيف: حفلة إيه اللي بقول عليها أخوك أنا حاسس أنه منفصم ودي شخصيّته التانية وهيقتلنا ..
, سيف بقلق: سبحان **** إحساسك زي إحساسي تقول صاحبي بجد ! لو كنت أعیف كده كنت بعتت مصطفى بدالي ..
, كرم: نهارك أسود هتخليه يموته مش على أساس صافي يا لبن ..
, سيف: حليب يا أشطا ..
, اقترب منهم مصطفى هامساً: بقولكوا إيه أنا مش متطمّن ..
, كرم لقلق: مين سامعك يا خويا ..
, مصطفى: أنا مش عارف إيه اللي غضب عليا وخلّاني أتنيل علی عيني وأعمل نفسي بطل شجاع وعايز أعرف اللي بيحصل ..
, سيف بقلق: بصوا هو مش بقولوا الجري نص الجدعنة ؟
, مصطفى: و**** بالحالة دي الجري هيكون الجدعنة كلها وعيلتها معاها برضه ..
, كرم: يبقى نعد ع التلاتة واجروا على العربية هناك ماشي ؟
, هزوا برؤوسهم ليهتف: واحد .. تنين ..تلاتة
, ركضوا بسرعة نحو السيارة ليصرخ أدهم: على فيين ؟
, توقفوا فجأۃ واستداروا نحوه ليهتف بجمود: مش عيب عليكوا عاملين زي الفرخة البلدي كده يااا رجالة .. ؟
, سيف: ده مصطفى ..
, مصطفى: حيوان ..
, أدهم: تعالوا هنا هخليكوا تدخلوا ..
, اقتربوا سريعاً ليُشير لرجاله بفتح الباب الحديدي الكبير ، هتف أدهم بسيف قبل دخوله: سيف لو حسّيت إنك تعبان ومش قادر تكمّل أخرج حالاً ..
, سيف بذهول وقلق: أكمل إيه أنت عايز تقتلني ؟
, أدهم: لأ عايز أريحك وأعملك كل اللي كنت عاوزه ..
, قطّب جبينه بعدم فهم ليضع ذراعه فوق كتفه ويُدخله معه ، وجد كرم ومصطفى يقفان بصمت ، كانت ملامح كرم قد تغيّرت وحلّ عليها الجمود وعينيه البنية قد غمق لونها حتى بانت سوداء ..
, كان مصطفى يقف بجمود رغم الإستغراب الذي يطغى عليه ..
, نظر حيث يُثبّتون أنظارهم لتتسع عينيه رافعاً حاجبيه بذهول واستغراب ..
, نظر إلى أدهم الجامد هامساً: م مين دول ؟
, مصطفى: إيه كل ده يا أدهم ؟
, ابتسم أدهم بصمت ناظراً لما أمامهم ..
, كانت هناك عشر كراسي حديدية مصفوفة بجانب بعضها بشكل نصف دائرة .. فوق كل كرسي هناك شخص مقيد بسلاسل حديدية قاسية محكمة الإغلاق حول يديه وقدميه وبقيّة جسده ..
, لم تكن ملامحهم ظاهرۃ فالجميع توجد فوق عينيهم عصابة سوداء كبيرة وفمهم مُكمّم هو الآخر بقماشة سوداء تُخفي نصف وجههم ..
, عاد سيف ينظر إليهم وهو يُضيّق عينيه ، أحدهم ربما عرفه .. من كان يتمنى لو يعود به الزمن ليقتله ويُخلّص نفسه منه .. من هو السبب بما حصل معه وما يُعانيه الآن ..
, نظر إلى أحدهم لاحظ تلك الخصلات النارية المتمرّدة .. عرفها حالاً وكيف لا يعرفها وهي كانت أول سبب لمعاناته .. هل يُعقل بأنها منذ ذلك اليوم الذي هاجمتهم به في المستشفى موجودة هنا في هذا المكان ؟
, نظر للإثنين قربها مُقطّباً جبينه بمحاولة التذكّر ولكنه لم يعرفهم ، كان واضح من خصلات إحداهم البنية الطويلة بأنها فتاة والأخرى بخصلاتها السوداء .. لا يعلم أحد منهن سوى ناريمان فمن الإثنين الأخرين ..
, كانت ناريمان منذ استماعها لصوته واشتمامها رائحة عطرها التي تعرفها جيداً قد تنبّهت حواسها وتحركت نبضات قلبها بجنون .. أيام طويلة وهي تنتظر خبراً عنه تترجّى الجميع هنا بأن يُخبروها عن حالته .. ولكن لا من جواب شافي يُطمئنها ويُريح قلبها وعقلها المهووس به ..
, نظر سيف إلى أحدهم لحظات ليرفع حاجبيه بذهول مُتمتماً: رامي ؟
, التفت كرم سريعاً حيث نظرات سيف ليجد أحدهم مقيّد كما حال البقية وعلى وجهه ويديه وجسده بثيابه المُمزّقة أثار كدمات مُزرقّة كما الجميع أيضاً ..
, رفع أدهم يده يُشير لأحد رجاله بإزالة العصابة التي تُكمم عيونهم ، ليتجه رجلين منهم ويبدآن بإزالتها واحداً تلو الآخر ..
, نفضت ناريمان رأسها وهي ترمش بعينيها بصعوبة تُحاول الإعتياد على الضوء الذي دخل بهما .. أدارت رأسها سريعاً في الإتجاه الذي سمعت منه صوته لتراه واقفاً أمامها بكامل صحّته ، وجروحه التي رأتها سابقاً تملأ وجهه وتُخفي معالمه الوسيمة عنها قد اختفت تماماً ..
, نقلت عينيها على جسده بلهفة ظاهرة ورغماً عنها حاولت الإبتسام رغم القماشة التي تُكمّم فمها بقوة ، خرجت همهمات منها تُحاول لفت نظره حيث كان ينظر بجمود نحو تامر الذي يُبادله النظرات الجامدة مُخفياً رعبه الداخلي ..
, التفت سيف نحوها لتتّسع ابتسامتها فتُعيقها القماشة وتتوسع عينيها أكثر زائدة في همهماتها .. بقي يرمقها بجمود بدون أي ردۃ فعل نحوها ولكنها لم تبالِ وبقيت تتأمّله بلهفة تُحيي نبض قلبها الذي بدأ في التعالي أكثر ..
, نظر كرم ومصطفى إلى البقية ولكنهم لم يتعرّفوا على الجميع ، هتف مصطفى: مين كل دول يا أدهم ؟
, كرم: أنا معرفهومش كلّهم قولي الباقي مين ؟
, نظر نحوهم أدهم ثم نقل نظره إلى المُقيّدين أمامه هاتفاً بصوت جامد قاسي : دول كل حد شارك بأذية سيف من البداية لحد دلوقتي ولو كان بكلمة واحدة بس .. مش أنت يا كرم كنت عايز تنتقم ؟ أهو قودامك كلّ دول أنتقم منهم براحتك ..
, نظر كرم إليه بصمت ثم رمق سيف بنظرات جامدة بادله سيف النظر ثم وجه سؤاله لأدهم : طب وأمير ؟
, لاح شبح ابتسامة جامدة على شفتيه وعينيه غامقتين هامساً: م أمير برضة شارك بأذيتك زمان .. ولازم يكون موجود ..
, انتفض سيف وكرم ينظران لبعضهم بقلق هائل ثم هتفا بصوت واحد: بتقول إييييه ؟؟!!
 
الثاني والخمسون

- أنا لا أنسى .. أنا فقط أترك الأشياء جانباً ..
, ٣٥ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, وصلت السيارة السوداء الكبيرة ليترجّل منها أمير ينظر حوله باستغراب .. كان سيف وكرم يقفان بتوتر وقلق وهما يران ملامح أدهم الجامدة كُليّاً ..
, همس مصطفى: أدهم بلاش اللي بتفكر بيه أمير ذنبه إيه ده كله كان زمان ، و**** مش ناقص غير تجيبني أنا وتربطني جنبهم ..
, ابتسم أدهم بجانبية هامساً: م ده اللي هيحصل فعلاً ..
, وسع عينيه بخوف: نعممم ؟ أنت اتجننت دماغك لسعت أنا ماشي ..
, أدهم: طول عمرك جبان ..
, مصطفى: أمال عايزني أفضل هنا بالجنان اللي بيحصل ده ؟
, وصل أمير ودخل عبر الباب الحديدي ليتفاجأ بالجميع أمامه ، نقل نظره بينهم ليُصدم برؤية المقيّدون أمامه .. تفاجأ برؤية رامي وشاب آخر يعرفه جيداً فهو من شلة رامي كان يراه معه دائماً ..
, نظر إليهم بحذر ليرى نظرات سيف وكرم القلقة ..التفت نحو أدهم الذي هتف به: أهلاً وسهلاً بالسيد أمير شرّفتنا ..
, رمش بعينيه بقلق: ا الشرف ليا و**** ..
, تمتم سيف بتوتر: دلوقتي هشوف الشرف ده هيروح فين ..
, قطّب أمير حاجبيه ناظراً إليه بحيرة ليهتف سيف: أدهم بلاش حرام عليك أمير معملش حاجة ..
, رفع أمير حاجبيه بدهشة قم ابتسم هامساً بتوتر: إحم معليش يعني أانا مش فاهم حاجة ، هو إيه اللي بيحصل هنا ؟
, ابتسم أدهم بجمود واضعاً يديه في جيبيه بهيمنة .. مشى بخطوات ثابتة حتى توقّف أمام ناريمان هاتفاً: دي ناريمان .. عارفينها وعارفين عملت إيه بسيف زمان ، هو صح أنا عاقبتها وانتقمت بس فجأة كدۃ حسيت إني لسا مشفيتش غليلي منها وقررت نعيد تربيتها من جديد ..
, وسّعت ناريمان عينيها وارتجف جسدها خوفاً ليرمقها أدهم بسخرية ويتخطّاها واقفاً أمام فتاة ذات شعر أسود طويل تنظر إليه برعب ليهتف: ودي صاحبتها جولي ، مفيش داعي أشرح كتير المهم هتروح بذنب صاحبتها ليها علاقة أو لأ أنا قرّرت وانتهى ..
, تجاهل رجفتها وتمتماتها ليتخطّاها لفتاة بشعر بني طويل تنقل نظرها بعيناها البنيّتين الواسعتين بين الجميع بخوف وحيرة ابتسم ناظراً لها ليهتف: والحلوة دي ، أممم افتكرتها يا سيف ؟
, نظر إليها سيف بحيرة ، ملامحها مألوفة ولكنه نسيَ أين رآها هتف أدهم: متعذبش نفسك وتتذكر ياحبيبي أنا هقولك .. البت دي ميرا اللي دلقت العصير على مروة أما كنتوا قاعدين في الكفتريا قبل م تحصل الحادثة ، وخلّتها تبعد عنك عشان ينفّذوا خطتهم ، وطبعاً بأمر من السيد تامر ..
, نظر سيف إليها بتذكر لتنظر إليه هاتفة: و**** هو هددني ووالله٣ نقطة
, قاطعها أدهم : بسسس .. ممنوع أي حد فيكم يتكلم ، أنتو بتصرخوا وبتزعقوا كمان شوية من الوجع وبس ..
, نظروا إليه جميعاً بفزع من كلامه ليتّجه هو نحو أحدهم ليقف أمامه هاتفاً: عامل إيه ياا سليم ، مش اسمك سليم ولّا أنا غلطان ؟ متجاوبش مش مهم ، ده بقا يا سيف سليم أكيد فاكره ده اللي خرّجك برا الكفتريا وألّف قصة أنه فقير وعايز يشتغل وحاجات زي دي .. أممم قولي يا سوسو لقيت شغل ولّا لسا ؟ أصل سايبلك مكان فارغ في شركتي لو عايز ..
, لم يُجبه ولم ينتظر أدهم ليجيبه ، واتجه نحو رامي الذي ينظر إليه بخوف ليهتف: حبيبي رامي عامل إيه ؟ أني إستضافة عجبتك أكتر دلوقتي ولّا المرة اللي فاتت ؟
, رمش بعينيه بصمت ولكن أدهم ثبّت نظره عليه وكأنه ينتظر إجابة ليهتف بتلعثم: اال اللي أنت عاوزه يا باشا ..
, ضحك أدهم بجمود وربت على وجنته بخفة: برافو عليك حافظ الدرس كويس ..
, اتجه نحو المذعور الذي يكاد يبلّل ثيابه والذي يجلس بجانب رامي ليهتف: تؤ تؤ اهدا شوية مش هاكلك .. انت سامر صح صاحب رامي .. بص أنا كنت عايزك من المرة الفايتة بس أنت كنت مريض ولّا مريض مش عارف .. المهم دلوقتي لقيتك وقرّرت أتعرف عليك ..
, احتدّت عينيه فجأة وهو يصل لآخر أربعة .. اقترب منهم ، كانت علامات الضرب والسّياط تملأهم أكثر من البقية بكثير ، وكأنه أفرغ كل غضب الدنيا بهم .. وهذا صحيح فكان كلما غضب أو تألم أتى إليهم ليُفرغ غضبه وحقده بهم ..
, نظر نحو مروان الذي كاد يفقد وعيه رعباً وهو يلمح نظراته التي تكاد تقتله ، نظراته مُرعبة متوعّدة لمْ يرَه هكذا رغم المرّات الكثيرة التي أتى إليهم بها وأبرحهم ضرباً وعذبهم بقسوة ، كان ينظر إليه بذعر وكأنه لم يكن هو نفسه من أدخل السكين بقوة داخل جسد سيف بغير أن يهتز له رمش ..
, التفت أدهم نحو مازن وزيد .. وحالهم لا يختلف عن مروان أبداً .. تراجع وهو يُثبّت نظره على تامر ، رأس الأفعى والمُدبر والمخطط ..
, اقترب مصطفى بتوتر من سيف هامساً: سيف حبيبي أنا آسف ..
, سيف: علی إيه ؟
, مصطفى: أصل افتكرت حاجة عملتها معاك زمان وشكله كده أدهم هيحطني معاهم بعد شوية ..
, سيف: عملت إيه يا حيوان ..
, مصطفى: مش أنا صوّرتك في إحدى المرات أما كنت في الكازينو ..؟
, سيف بذهول: يا وااطي ..
, مصطفى: وخود الكبيرة بقا ، أنا بعتت الصور دي لأدهم ..
, وسع عينيه بذهول: يخربيتك وأنا أقول ليه أدهم كان مش طايقني كده ليه ، أنت حقير للدرجة دي ؟
, مصطفى: كنننت ؟ كنت وتوبت إلى **** ..
, سيف: أه يا واطي يا زبالة ..
, مصطفى: م تحترم نفسك بقا أنت فاكرني هسكتلك ، بعدين أنت كنت في الكازينو يا حبيبي فاهم يعني إيه ؟ يعني تخرس وتقفل بؤك خالص ..
, كاد يصرخ به ليبتلع كلماته عندما سمع هتاف كرم الجامد: سيبهم ليا يا أدهم .. أنا عارف شغلي معاهم كويس ..
, التفت سيف نحو كرم الذي عاد لجموده الغريب .. اقترب أدهم منهم ونظر نحو أمير بجمود .. أسرع سيف ليقف بينهم والتفت نحو أدهم هاتفاً: أدهم بلاش ..
, أدهم بجمود: ليه ؟
, سيف: كده بلااش مش أنت جيبت كل دول عشاني وعشان أنا انتقم وآخد حقّي ؟ وأنا بقولك أهوو أمير خط أحمر خرّجه من دماغك خالص ..
, همس أمير فجأة بخفوت: معليش يا سيف ، أنا مش هكون أحسن منهم ..
, سيف بغضب: أنت اخرس ..
, أدهم بغيظ: أه و**** إخرس ومتسمّعنيش صوتك .. يخربيت الغباء .. أنا جايبك هنا زيك زي كرم وسيف يا أمير .. لو عايز ده أهم قودامك لو مش عاوز الرجالة هتوصّلك مكان م جيت ..
, نظر إليه أمير بدهشة ثم زفر براحة: يا شيخ خضيتني كنت لسا بفكر ههرب من هنا إزاي ..
, ابتسم أدهم بجمود مربّتاً على كتفه ثم التفت لسيف هاتفاً: إيه مستني إيه ؟
, رفع نظره نحوه ليستمع لصراخ جولي وميرا بذعر وهما تترجّيانه أن يفكّ أسرهم ..
, التف سيف إليهم ثم هتف: دول ملهومش علاقة باللي حصل يا أدهم ..
, رمقهم أدهم بجمود ثم هتف: براحتك ، أنا جيبتهم ليك وهما تحت تصرّفك ، عايز تعفي عنهم هيحصل مش عايز يبقى حقك ..
, همس من جديد: وناريمان ..
, احتدت نظراته هاتفاً: ونسيت عملت إيه في المستشفى ؟ نسيت إنها كانت عايزة تقتل مروة ولّا أفكّرك ؟
, عبست ملامحه هامساً: فااكر ب بس ٤ نقطة صمت ناظراً إليها ، كانت صامتة تماماً وكأنها استسلمت بعدما سمعت بأنه هو من سيتولّى أمر عقابهم والإنتقام منهم .. نظراتها كأنها ترجوه .. وهي هذا ما تشعر به في الحقيقة ، يوماً بعد يوم شعورها تجاهه يكبر يكاد يقتلها .. هوسها وجنونها به يزداد ، حتى الآن بعدما عرفت بأنه هو من سيأخذ حقه بيده استسلمت تماماً ورقص قلبها طرباً وكأنها ستتلقّى منه مديحاً أو هديّة شكر .. لم تكن مُبالية بشيء .. يكفيها أن يقترب منها ، أن تستنشق رائحته العبقة ، أن تستشعر به قريباً منها ، أن يلمسها حتى ولو كان بصفعة قاسية علي وجهها .. إلى أيّة درجة وصل تعلّقها به إلى أيّ حدّ باتت مهووسة بشخصه ؟ هي نفسها لا تعلم ..
, هتف تامر أخيراً بعدما طفح به الكيل: أنتوا فاكرين إن عملتكوا دي هتعدي بالسّاهل ؟ أنتوا فاكرين مفيش قانون ولا حاجة ؟ عايشين بغابة أنتوا ؟
, اتجه نحو كرم بعدما خلع سترته هاتفاً: اعتبر نفسك دلوقتي بغابة .. وشريعة الغاب هي اللي هتمشي هنا .. لكمة قاسية فجّرت دمائه وأسقطته مع الكرسي أرضاً .. لكمة حتى كرم تفاجأ كيف خرجت منه بهذه القوة .. ولكنه كل ما يراه أمامه هيئة سيف الغائب عن الوعي في المستشفى .. كل ما يشعر به هو موت بطيء بطيء خانق تماماً كما كان شعر في تلك الفترة ..
, أنهضه عن الكرسي وهمّ بلكمه قبل أن يسمع كلمات أدهم الجامدة الذي يوجّهها لتامر: وحضرتك مستني مين ينقذك ولّا ياخدلك حقك اللي مش موجود أساساً ..؟
, نظر تامر نحوه وهو يتنفّس بغضب ، غضب نابع من خوفه ورعبه الداخلي الذي لا يُريد إخراجه ..
, هتف أدهم بجمود: مستني أبوك ؟ أبوك اللي مش عارفين لحد دلوقتي يخرّجوا جثته اللي تفحّمت خالص ؟
, نظر أصدقائه نحوه بصدمة ليهتف هو بغضب: أنت بتقوول إييه ؟
, أدهم بجمود: دي الحقيقة ، أبوك تمّ تسفيره لجهنم وبئس المصير ، عربيته ولّعت اتفجرت وجثته مش معروفة دي جثة ولّا بقايا العربية ..
, تنفس تامر بغضب غير مصدق: أنت أنت كدااب ..
, مطّ أدهم شفتيه هاتفاً: طب مش عايز تعرف إيه اللي عمل بيه كده ؟
, تامر بصراخ: أنتتت أنت اللي قتلته أنا هورييك و**** مش هسيبك ..
, ضحك أدهم باستفزاز وقال ساخراً: أنا ؟ أيوه أنا .. أنا اللي كنت سبب بإفلاسه ..
, تمتم تامر ذاهلٱ: قولت إيه ؟
, ابتسم أدهم بسخرية: إفلاسه .. أبوك فلّس .. خسر كلّ شركاته حتى شغله الرئيسي اللي كلّه وساخة خسره ، أملاك معدش فيه ولا حتى حبة تراب واحدة .. يعني بالمُختصر أنت هتخرج من هنا ده لوخرجت يعني ، على الشااارع .. عرفت فين ؟
, ازاد تنفسه حده ونهيج ليبتسم أدهم وقد كان يعرف بأن ذلك أكثر ما سيهمّه .. ليُتابع: طب مش عايز تعرف إيه كمان اللي خلّاه يعمل الحادثة دي غير إفلاسه ؟
, نظر إليه تامر بعينين حمراوتين وهو يتمنى لو كان قد قتل سيف بيديه لكي يمحي تلك الإبتسامة التي يراها على وجه أدهم ..
, هتف أدهم: مش أمك طلعت واحدة٣ العلامة النجمية وبتضحك على أبوك اللي كان مختوم على قفاه كل الوقت ده وهي بتسرق من فلوسه وبتطعنه بشرفه وبتخونه مع صاحبه ال٣ العلامة النجمية في نص بيته ..؟
, جحظت عيني تامر بذهوول وصدمة ، هو يعلم والدته بأنها تعبد الأموال وهي همّها الأول والأخير ولكن أن تكون بتلك القذارة فلم يتوقع ذلك أبداً ..
, هتف أدهم فجأة: تؤ تؤ أستغفر **** دول ناس ميتين وميجوزش ع الميت غير الرحمة ..
, تامر بتمتمة: م ماتت ؟
, أومأ أدهم برأسه ناظراً إليه بأسف وشفقة مصطنعين: أيوه يا حرام ماتت أما كشفها أبوك وشافها مع صاحبه بأوضته وبسريره برضه .. مش أبوك طلع عنده شرف وقتلها ؟
, لاحظ جحوظ عينيّ الآخر أكثر ليهز برأسه مؤكداً: أيوه ضربها بالنار بالسلاح اللي كان معاه وماتت ..
, تامر بجنون: أانت إيييه ؟ إيه أنت السبب أنتتت ..
, أدهم بابتسامة: عليك نوور أيوه أنا اللي بعتله الرسالة وكشفتله الحقيقة اللي كان مخدوع بيها من زمان قولت حراام مش كفاية فلّس لسا هيفضل مخدوع ..
, التفت إلى مروان الذي يُتابعهم بصدمة وقد تسلل إليه رعب أرجف جسده بشدة .. هتف أدهم به: بس متقوليش ، و**** طلع أبوك يا مروان صاحب جدع ..
, رفع مروان نظره إليه بحذر ليهتف أدهم: مش هو كان كل الفترة دي محافظ على مامة تامر لحسن تلجأ للغريب عشان يشبعها ؟ لا وبرضه على قد م هم صحاب ماتوا بنفس اليوم .. شكلهم كانوا متفقين يروحوا يسلّوا بعض بالنار ..
, ارتجف مروان بذهول: م مين ؟ مين اللي مات ؟
, أدهم بتلقائية: أبوك يا مروان م تركز كده **** .. مش أبوه لصاحبك تامر ده هو اللي قتله أما شافه مع مراته في وضع إحم وضه مش ولا بد يعني .. مُخل للآداب ؟ يمكن بسمّوه كدۃ ..
, صمت حلّ عليهم .. كلّ منهم غرق في أفكاره وصدمته ليُتابعهم أدهم بجمود ساخر هاتفاً: مازن وزيد .. لا لااا اتطمّنوا متفزعوش كده ، مماتوش ولا حاجة بس باباك يا ميزو دلوقتي في السجن هتشوفه كمان عشر سنين كده وأنت يا زيدو أنا مليش دعوة بس باباك اختفى .. شكله كده كان على علاقة بشغل أبوه لتامر وأما فلّس وورقته اتحرقت قرر يهرب وينفد بجلده .. متخفش بدوّرلك عليه هلاقيه قريباً ..
, وقف ينظر إليهم بصمت ثم استدار ناظراً لسيف وأمير ومصطفى الذين لم يكونوا أقلّ ذهولاً من البقيّة .. ابتسم هاتفاً: إيه واقفين عندكوا بتعملوا إيه الجماعة مستنيين .. أصل عوّدتهم لو عدّى يوم من غير م يتضربوا هيحسوا بحاجة ناقصاهم ..
, اتجه نحوهم ونظر نحو سيف هاتفاً: هما قودامك سيب اللي عاوز تسيبه واعمل اللي أنت عاوزه بالبقية .. بس خلي بالك تمام ..؟
, نظر إليه سيف بصمت ليهتف أدهم برجاله حوله: خلوا بالكوا ..
, هزوا برؤوسهم بصمت وجمود ليهتف أدهم: متضيّعوش وقت ، قصي هييجي كمان شوية ، أصل في ناس هنا كانت تبيع مخدرات للطلاب في الكلية .. نظر نحو زيد ومازن ليرتجفوا بخوف وقد أتت نهايتهم .. ويتابع هاتفاً: وفي بلاغ مقدم ضد ناس حاولت تقتل أخويا وتعتدي على خطيبته أكيد مش هسيبهم من غير م يتعاقبوا بالقانون ..
, ألقى نظرة أخيرة عليهم ثم اتجه خارجاً ووقف أمام الباب الحديدي من الخارج .. لحق به مصطفى سريعاً ليهتف: أنت عملت كل ده إيمتى ؟
, نظر إليه أدهم بجمود: أدهم عز الدين ميسيبش حقه يا مصطفى .. لا حقه ولا حق اللي يخصّه ..
, خرجت ابتسامة مصطفى هاتفاً: تصدق دلوقتي مبقتش خايف لو حد أذاني ، ورايا رجالة ..
, أدهم: يا رااجل ..
, ضحك مصطفى: أه و**** ..
, في الداخل .. ما إن خرج أدهم حتى احتدت عيني كرم سخرية وشماتة .. هتف قائلاً: إيه يا تامر زعلان على موت أبوك ولّا على الورثة اللي مش هتحصّل منها ولا مليم واحد ؟
, رفع نظره إليه بحدة صارخاً: أخرس يا ابن محموود متنسااش نفسك ..
, لكمه كرم بغضب وانفعال ليسعل تامر بشدة باصقاً الدماء من فمه وعاد ليلكمه من جديد فيصرخ تامر بحقد: أيوه اضررب دلوقتي بقيت راجل يا بتاع إسرااء ..
, وسع عينيه بجنون ليُتابع تامر: إيه حنّت عليك أخيراً ولا لسا لاحقها زي البديكارد ..؟
, صرخ كرم بحقد وبدأ بضربه أينما تأتي يداه ليتّجه إليه سيف يُبعده عنه بقوة هاتفاً: ابعد يا كرم ٣ نقطة سيبه عليا أنا .. أنا اللي عندي تار معاه لسا مأخدتهوش ..
, التفت نحو تامر الذي يُتابعه باحتقان .. ابتعد كرم ووقعت أنظاره على مروان الذي شعر بالخوف واليأس .. اقترب منه ببطء وقد ازدادت ناره داخله وذلك الرماد من ناره التي خفتت مع تحسن سيف عاد لإشعال نفسه وهو يرى مروان الذي طعنه بقسوة وحقد ، لم يشعر بنفسه إلّا وهو ينقض عليه بجنون لترتفع صرخات مروان بألم وصوت مبحوح ..
, وقف أمير ناظراً لسيف الذي يواجه نظرات تامر المحتقنة .. اتجه أحد الرجال ليمدّ يده بسوط غليظ هاتفاً: ده هيفيدك يا سيف بيه ..
, نظر إليه سيف لتلمع عينيه بحقد هو يرى هذا السوط الأسود الغليظ بين يديّ الرجل ، أخذه منه ورفع في الهواء ليُسقطه أرضاً ويخرج صوتاً حاداً يضرب على الأسماع بفزع ..
, التفت نحو تامر الذي صرخ بارتجاف وهو قد جرّب ألمه سابقاً: م م متقربش مني فاااهم ، أنت فاكر إن دي رجوله تستقوي عليا وأنا مربوط ..؟
, همس سيف بجمود: زي م كنت أنت راجل واستقويت عليا أنت وصحابك وتكاترتوا زي الكللابب .. زي م كنت راجل وأنت بتعتدي على خطيبتي قودام عينيا وأنا عاجز .. لو فاكر إن دي مش رجولة يبقى عملتها ليه ؟
, اقترب منه أكثر وملامحه قد احتدّت وعينيه اشتعلت ، كان ما حدث يمرّ أمام عينيه ليالٍ كثيرة ، كلّما كان يتوجّع أو يُمنع عن الأكل يذكر بأنه السّبب ، كلما رأى ضحكة مروة أمامه يتذكّر وقت صراخها المبحوح واستنجادها به وهو عاجز .. كلّما تذكر عجزه وقتها تغلي دماؤه داخله وتُناديه كل جوارحه للإنتقام ..
, رفع السوط عالياً ليُسقطه من جديد ولكن هذه المرة على جسد تامر المملوء بالجراح لتتفتّق جراحه ثانيةً وتتقيّح ويصرخ بصوت كاد يختفي مما مرّ به .. عاد ليضربه من جديد بكل قواه وحقده ولا يرى أين يضربه ، ليسقط السّوط على وجهه فيصرخ بألم مجنون وهي يشعر بحرقة السوط ولسعته ، ليضربه مرة أخرى ليسقط فوق عينه وجانب وجهه الآخر ، ليعود مرة ومرة ومرة حتى نسيَ عددها وصراخ تامر يتعالى بشكل هيستيري مُرعب .. وكلّما تعالى صراخه كان سيف يستمع لصراخ آخر ، كلّما صرخ تامر يستمع لصرخة مروة المذعورة وكلّما عَلَى صوته يعلو صوتها واستنجادها أكثر لتزداد قوة ضرباته حقداً وقسوة ..
, اقترب أمير من البقية .. نظر نحو رامي بصمت ، كم كان يُريد لو ينتقم منه لكلّ تلك السنين التي أذلّه بها وعامله كالعبد .. كم كان يُريد أن يُريه العزّ وراحة البال التي هو بها الآن .. ولكنه للحظة تراجع .. لا يعلم لماذا ولكنه لا يريد ذلك ، رامي صفحة وطواها بل مزقها من كتاب حياته منذ زمن ولا يريدها أن تعود حتى لو على سبيل الإنتقام وردّ كرامته ، يكفي ما فعله أدهم به وهو يعلم تماماً بأنه قد فعل به ذلك من أجله هو أيضاً ليس فقط من أجل سيف ..
, اتجه نحو مازن وزيد الذين تنتفض أجسادهم مع كلّ ضربة من السياط ويشعرون بلسعته وكأنه يسقط على أجسادهم .. ليقترب منهم مشمّراً عن ذراعيه ويهجم عليهم بجنون هاتفاً: مش هتفضلوا لوحدكم أنا هنااا ..
, ابتعد سيف يلهث بشدة ناظراً نحو تامرالذي أنهِك جسده وسالت دماؤه من كل مكان ، اقترب أحد الرجال ليُلقي عليه سطلاً مملوئاً بالماء المُثلجة ليشهق صارخاً بألم تعدّى المعقول ..
, نظر سيف نحو الرجل الذي مدّ إليه سكيناً صغيرة هاتفاً: ممكن دي تحتاجها برضه ..
, أخذها سيف كالمُغيّب ، ومازال صراخ مروة يصدح في رأسه ويؤلمه ، نظر نحو تامر الذي يُتمتم بكلمات غير واضحة وهو لايهمّه أساساً ما يتفوّه به ولا يريد أن يسمعه .. رفع يده فجأة يتحسّس جرح رقبته الذي مازال أثره ظاهراً .. ثبّت نظراته على رقبة تامر واقترب منه ببطء مقرّباً السكينة منه تماماً كما فعل معه سابقاً .. هز تامر رأسه بضعف وهو يشعر بجسده يحترق بالكامل متمتماً: ب بلاش ب بلاش يا سيف خ خلاص ه هعمل كل اللي أنت عاوزه هعتذرلك ق قودام الكل قودام الكلية كلها لو عايز وهعتذر لمروة و
, قاطعه سيف بحدة: أسمها ميجيش على لسانك القذر ده فاااهم ؟
, هز رأسه بجنون رغم ألمه هاتفاً: فا فاهم و و**** فاهم هعتذرلك أنت ب بس آآآه٣ نقطة
, صرخ بوجع عندما غرز سيف نصل السكين في رقبته مُتجاهلاً كلامه ، أنزلها ببطء إلى أسفل رقبته حتى وصل إلى صدره ولكنه لم يتوقّف تابع نزولها مع صرخات تامر التي ملأت المكان وطغت على صرخات الجميع ألماً أو ذعراً ..
, ومن بينهم كانت هي تصرخ بجنون .. لم يكن يهمّها ما تراه ، المهم هو .. كان حقدها على تامر أضعاف حقده ولو طلب منها سيف لكانت انتقمت معه وأرته عذاباً كالجحيم .. تصرخ كالمجنونة وخصلاتها النارية تتناثر حول وجهها بثورة كثورة صوتها الصارخ: اقتله يا سيييف ، اقتللله ده ميستاهلش يعييش ده كان هيقتلك اقتللله سييييف .. اقتله يا حبيبي هو يستاهل ده احرقه ٣ نقطة
, ابتعد سيف عنه وألقى السكين أرضاً مُتجاهلاً صراخه المتألّم وكاد الآخر أن يفقد وعيه قبل أن يُسكب عليه سطل آخر من المياه المُثلجة ليزيد ألمه أكثر ..
, التفت سيف نحو البقية ، رأى تلك الفتاة التي تكاد تفقد وعيها رعباً وجولي التي تصرخ باستنجاد وبكاء ورامي المرتجف مكانه مع صاحبه الذي ربما قد بلل نفسه أخيراً .. وسليم الذي بدأ في البكاء ..
, هتف بأحد الرجال: فكوا دول سيبوهم يخرجوا مش عايزهم ..
, نظر الرجل نحو إشارته ليهتف: حضرتك متأكد يا سيف بيه ؟
, أومأ سيف برأسه ليتنفس رامي الصعداء وتهمد حركة جولي متمتمة بكلمات غير مفهومة .. اتجه الرجال ليفكوا قيودهم ..
, هتف سيف وهو ينظر نحو ناريمان المجنونة التي تنتفض ببطنها المُنتفخة وتصرخ بجنون ليهتف: وفكوا دي كمان خرجوها من هنا وودوها على بيتها حالاً فاهمين ؟
, أومأ الرجل برأسه ليذهب إليها يفكّها لتزيد من صراخها: مقتلتووش لييه ؟ كان هيقتلك .. كان هيحرمني من شوفتك ..؟
, ثبّتت نظرها على تامر الذي بالكاد يوازن نفسه لتحتد عينيها وتصبح حمراء كالدم صارخة بحقد وجنون: لازم يموت ، لازم يتقتللل زي م كان هيعمل بييك ، لو فضل عايش هيقتلك لااا لا مس هسمحله يقتلك .. إلا أنت إلا سييف فاهميين ..؟ إلّا سييف ..
, ما إن فكّ قيدها حتى انتفضت من مكانها وتولّدت لديها قوة غريبة لتُسرع وعينيها مثبّتة على شيء واحد .. شيء يلمع أرضاً كلمعان عينيها الحمراوتين .. فلتت من قبضة الرجل مُسرعة لتلتقط السكين من الأرض واتجهت إليه وبلمحة بصر غرزتها في جسده ..
, صرخت بجنون وزعيق ملأ المكان وهي تغرز السكين في قلب تامر الذي جحظت عيناه الحمراء بصدمة وألم بالغ .. صرخت بصوت زاعق: هقتلك ، همووتك مش هخليك تفضل عااايش ، كنت هتقتله .. وأنا هقتلك أنا هخلّصه منك ومن شرررك هنتقم ليا ولييه ..
, توسّعت عيني سيف كما الجميع ليتجه نحوها سريعاً يُحاول إبعادها عنه ، ولكنها ثارت أكثر وقوتها الغريبة ازدادت أكثر مع صراخها : ابعدوووا هقتلله هقتله موت يا حقيير موت ..
, اتجه الرجال الذين هالهم الموقف وسمّرهم للحظة مكانهم ليسرعوا يبعدوها عنه بعدما صرخ سيف بهم ، ولكنها كانت قد أخرجت السكين لتغرزها ثانية داخل قلبه فتجحظ عينيه أكثر بشكل مُخيف وتخرج الدماء من فمه بغزارة وهو يُحاول التنفس بصعوبة شديدة ..
, أبعدوها عنه ومازال سيف مُمسكاً بها لتحاول المقاومة وتريد أن تطعنه مرة ثالثة ورابعة وعاشرة حتى تتأكد من موته ، ضربت بقدميها ويديها ما حولها ليُحاول الرجلين تكبيل حركتها بصعوبة وتأتي إحدى الضربات القوية العشوائية التي لايعلم مصدرها في جسد سيف الذي تأوّه بألم خافت من معدته التي تلقّت الضربة ..
, وكأنّ تأوّهه ذلك هو ما أفاقها من نوبة حقدها على تامر لتُسقط السكين التي تقطر دماً من يدها وتلتفت إليه ترى معالم الألم على وجهه الذي تعشقه ويده التي يضعها فوق معدته وقد بدأ يتنفّس بسرعة ألماً وعصبية من الموقف بأكمله ..
, هتف كرم وهو يُمسكه بكتفيه: خلاص خلينا نخرج ياسيف انت مش كويس ٣ نقطة
, اتجهت ناريمان نحوه تتأمّله بجنون ، مدت يديها المُلطّختين بالدماء تتحسّس وجهه بهستريا مُتمتمة: أنت كويس ؟ أنا قتلته .. هقتل الكلّ ، هقتلهم عشان ميئذوكش تاني ، مش هسمح لحد يقرّب عليك ، أنا معاك أنا جنبك حتى لو مروة معاك أانا موافقة المهم تبقى معايا المهم تقرّب مني ٣ نقطة هقتلها بعدين ، دلوقتي راضية معليش أنا راضية بس قرّب مني بس بس إلمسني ..
, كانت تتكلّم بشكل هيستيري وهي تتحسّس وجهه بأكمله لتلوّثه بالدماء الطازجة وتلوّث رقبته وصدره وهي تتحسّسه بجنون وضياع وهوس ..
, أبعدها كرم عنه وهتف بالرجال للإمساك بها ، وقد اختنق سيف من رائحة الدماء التي سكنت أنفه لتتغيّر ملامحه ويزيد تنفسه أكثر ، دخل أدهم ومصطفى في تلك اللحظة بعد مناداة أحد الرجال لهم ..
, نظروا لتامر ، أو لجثّة تامر بعينيه الجاحظتين وجسده الدامي والطعنتين اللتين تنزفان بغزارة ..
, أسرع أدهم نحوهم ليقترب من سيف هاتفاً بقلق: أنت كويس ، آسف مكنتش عارف هيحصل كده ..
, تنفس سيف من فمه مُتحاشياً رائحة الدماء التي تُشعره بالغثيان ، واقترب من أدهم الذي حاوطه بيديه بخوف من الدماء التي ملأته .. ليستنشق سيف بجنون رائحة عطره التي رغم قوتها لم تطغى على رائحة الدماء ولكنها هدّأت من تقلبات معدته قليلاً ليهتف أدهم وهو يُخرجه من المكان: طالعوا دي من هنا وفكّوا دول قصي زمانه على وصول ..
, ثم نظر نحو رجاله الذين يقفون بصمت هاتفاً بحدة: وأنتوا حسابكوا معايا بعدين ..
, كان قد طلب منهم بأن يتنبّهوا جيداً ، أن لا يجعلوا سيف وكرم وأمير يتمادون بانتقامهم أو تُعمى عيونهم ويقومون بفعلٍ مجنون .. ولكنهم لم ينفّذوا ما أمرهم به كما يجب ..
, خرج من الباب الحديدي ليُجلس سيف على أحد المقاعد خارجاً .. اقترب مصطفى يمدّ له قماشة مبلّلة: أمسك دي نضّفله الدم اللي على وشه ..
, أخذها أدهم ومسح الدماء عن وجهه ورقبته هاتفاً بقلق: أنت كويس حاسس بإيه مش قولتلك لو تعبت أخرج حالاً ، آسف كان لازم أجل الموضوع ده أو ابقى معاك جوّا ..
, مصطفى بجمود: خلاص اللي حصل حصل كلب وراح دي النهاية المتوقّعة لقذر زيه ..
, وصلت عدة سيارات ليترجّل منها قصي الغاضب بجنون ورجاله حوله ، صرخ بهم: ممكن أفهم إيه اللي بتعملوه ده ؟ أنا مش قولتلك يا أدهم متتصرّفش من دماغك أنت إيه يا أخي هتجنني كل يوم جايبلي مصيبة وتدبسني بيها ؟
, هتف أدهم بجمود: خلصت ؟
, صرخ قصي بجنون: طبعاً ده اللي فالح بييه .. ولأ مخلّصتش أنا لو هبدأ دلوقتي مش هخلص لبعد شهر ..
, نظر إليه بجمود هاتفاً: يبقى أما أشوف شهر أكون فاضي بيه هبقى أقولّك عشان تتكلم براحتك .. أدخل دلوقتي خود اللي جوّا ، واطلب عربية إسعاف علشان الجثة ..
, صرخ بصدمة: جثة ؟؟ إيه اللي عملته يا أدهم جثة ؟ اسمع لحد هنا وكفااية بقا الموضوع بقی في قتل وجثث أنا مش هخون مبدأي وشغلي وخرّجك منها فاهم ؟؟؟
, مصطفى بهدوء: قصي أعمل اللي أدهم بقولك عليه دلوقتي وبعدين هنفهمك ..
, نظر قصي نحوه باحتقان وهتف: طبعاً هستنى من أخووه إيه غير كده .. عيلة تجيب العلّللة ، أنا مش عارف إيه اللي خلاني اتزفّت أعرف ناس زي دوول ..
, دخل مُسرعاً طالباً من رجاله الدخول خلفه ليخرجوا مُمسكين بمازن وزيد ومروان الذين حالتهم في الحضيض ، ورجاله الآخرون ممسكين بجثة تامر بين يديهم ، ليخرج قصي وغضبه قد ازداد أضعافاً وعينيه احتقنتا أكثر صارخاً: إيه المهزلة اللي حصلت دي يا أدهممم دي أخرتك تبقى قااتل بلطجي إحنا مش عصابات ولا مافياا إيه اللي عملته ده فهمنيييي ..
, مسح أدهم على خصلات شعره هاتفاً: ممكن تهدا شوية عشان أشرحلك ..
, شدد على قبضتيه بشدة ليخرج في تلك اللحظة كرم وأمير صارخين: أدهم إلحقنا ..
, نظر أدهم نحوهم ليجد رجال قصي يمسكونهم بشدة هتف بقصي: قولهم يسيبوهم دول تبعي ..
, قصي بغصب: حااضر هتزفت أقولهم م أنا خدام الباشااا .. سيبوهم ..
, تركوهم ليتجهوا نحو أدهم وسيف يقفون بجانبهم ، نظر قصي نحو ناريمان التي مازالت تصرخ بجنون .. ليهتف: ودي جيبتوها من أني داهية بقا ؟
, هتف أدهم: دي اللي قتلت تامر ..
, رفع قصي حاجبيه ناظراً نحوها ثم هتف: قولي اللي حصل ..
, شرح له أدهم ومصطفى باختصار لينظر نحو ناريمان التي تابعت صراخها رغماً عن كل شيء ليهتف: دي مجنونة يعني ؟
, مصطفى: و**** مش عارفين بس ده اللي واضح مش كده يا أدهم ؟
, نظر أدهم إلبها بصمت ، مُتذكّراً تصرّفاتها السابقة ، جنونها بسيف حدّ الهوس ، محاولتها قتل مروة وقتل تامر الآن .. هز رأسه هامساً: مش عارف ..
, زفر قصي بحرارة وهو يستمع لصوت سيارة الإسعاف تقترب ليرفع إصبعه مهدّداً: دي آخر مرة يا أدهم فااهم آخر مرة هقف معاك وأساعدك بعد كده أنا براا مواضيعك خااالص ولا أنت صاحبي ولا تعرفني .. فاااهم ؟؟؟
, نظر نحوه أدهم بسخرية مخفيّة فالكلام هذا قد مرّ على مسامعه أكثر من مليون مرة مع اختلاف الزمان والمكان طبعاً .. ليهز رأسه هاتفاً: فاهم فاهم يا قصي بيه ..
, احتدّت نظرات قصي أكثر ولكنه أغمض عينيه زافراً بتعب ، ثم أشار لرجاله بإدخال الجميع للسيارات ومعهم ناريمان ، اتجه نحوهم ليُدخلوا جثة تامر في السيارة ، ويتجه نحو سيارته هاتفاً بأدهم: إلحقني أنت واللي معاك أشوف آخرتها معاكوا ..
, دخل في سيارته لينطلق بها سريعاً .. هتف مصطفى: هنلحقه ؟
, أدهم: أيوه إحنا هنكون شهود في القضية .. امشوا ..
, اتجهوا نحو سياراتهم لينطلقوا جميعاً خلف سيارات قصي ورجاله ..
, وصلوا بعد دقائق لأحد الأقسام ليدخلوا ويضعوا مازن ورفاقه في الحبس وناريمان في زنزانة آخری ..
, اتصل أدهم بالمحامي الخاص به ليأتي بعد دقائق عدۃ ويدخل إلى الضابط الذي استلم القضية ، قدم الأوراق والإثباتات التي تُدين مازن ورفاقه ، ليتأكد الضابط من صحتها ويقوم بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق .. ودخل الجميع بعدها مع قصي ليُدلوا بشهادتهم عن قضية مقتل تامر .. انتظروا بعدها أكثر من ساعة ليصلهم تقرير الطب الشرعي .. وإثبات أن تامر قد مات بطعنتين اخترقتا عضلة القلب تماماً ومات في ساعتها ..
, جلس الجميع في المكتب بعدما استدعى الضابط ناريمان ، لتدخل بسرعة مُحاولة الإفلات من قبضة العسكري الذي يمسكها بقوة .. ما إن رأت سيف حتى اتجهت إليه سريعاً لتجثو أمامه هاتفة بابتسامة متوسعة: أنت كويس .. أيوه كويس خلّصتك منه كل ده علشانك يا سيفو كله علشانك يا حبيبي ، شوفت قد إيه أنا بحبك؟ مستعدة أعمل أي حاجة عشانك .. أي حاجة و**** أنا اللي أستاهلك مش مروة أنا ..
, أبعدها العسكري عنه بأمر من الضابط الذي هتف بها: أنتي متهمة بقتل تامر زي م شهدوا الموجودين هنا الكلام ده صح ؟
, التفتت إليه هاتفة بابتسامة مجنونة رافعة يديها أمامها: أيوه صح ، أنا قتلته بإيديا دوول قتلته وتخلّصت منه وخلّصت سيف حبيبي ..
, قطب الضابط حاجبيه باستغراب من هيئتها وكلامها ليهتف بحذر: مين سيف ؟
, اتسعت ابتسامتها وأشارت نحو سيف بهوس: سييف ده ، هو حبيبي .. تامر حاول يقتله ، ضربه وعذّبه وأنا كنت بدوّر عليه من زمان علشان انتقم منه وأهو انتقمت وقتلته ههههه ..
, هتف الضابط: يعني أنتي معترفة بده ؟
, أومأت برأسها سريعاً وابتسامتها تتوسّع ليهتف بها: قتلتيه بس عشان تنتقمي ؟
, هزّت رأسها نفياً هاتفة بحقد: قتلته علشانه واحد قذر ، ضربني ، واغتصبني ٣ نقطة ضربت على بطنها صارخة: الواد ده منه هو .. الأول سيبته عشان أقول إنه ابن سيف بس مقدرتش ، وبعدين حاولت اتخلّص منه قالولي لو شيلته ممكن أموت ، تخيّل هو السبب .. حتى ابنه عاوز يعذبني ، ولو شيلته هيموّتني .. شوفت قذارة وحقارة أكتر من كده ؟ الواد ده زيه عنيد وبجح عاوز ييجي غصباً عني مماتش رغم كل المحاولات اللي عملتها مماتش ..
, نظرت نحو سيف مُتابعة: قتلته علشان انتقم وكمان علشان خلّص سيف منه ، هو لو فضل عايش هيموّته ، هيقتل سيف ويعذبه وأنا .. أا أنا مقدرش أشوفه بيتعذّب ، دمعت عينيها وشهقت فجأة لتنفجر في بكاء متابعة صراخها: مش هشوفه بالمشفى تاني لا لااا مش عايزة أشوفه وأوجّع قلبي ، ولو سيبته عايش كان هيعمل حاجة يخلّيني أشوف سيف تاني بالمستشفى ، أو كان هيقتله وهيخلّيني أدفنه ، عشان كده قتلته ومستعدّة أقتل كل اللي هيئذيه حتى لو كان أنت فااهم ؟
, تراجع الضابط من صراخها وهجومها عليه مقطباً جبينه بتمعن ، نظر نحو قصي ليُبادله الآخر نظرات وكأنه يؤكد على الفكرة التي طرأت في دماغه ..
, بعد ساعة خرج أحدهم من باب مكتب الضابط لينهض أدهم ومن معه ليدخلوا سريعاً فيسمعوا الضابط يهتف بكلام لأحد العساكر قربه الذي يفتح دفتراً يُسجّل كلامه: تم إحالة المدعوة ناريمان عصام مراد إلى مستشفى الأمراض النفسية والعصبية في٢٠ نقطة بعد الشكوك في قدراتها العقلية وبعد الفحص عليها من قبل الطبيبي سالم عبد الفتاح والذي شخّص حالتها بمرض نفسي ثنائي الطور ٣ نقطة إقفل المحضر واعمل نسخة من ده وديه للنيابة وخليهم يرحّلوها بأسرع وقت مع إبقاء حراسة عليها ..
, رفع نظره نحو الذين يقفون أمامه ليهتف المحامي الخاص بهم: في حاجة مطلوبة مننا يا حضرة الضابط ؟
, نظر نحوهم ونهض مقترباً من أدهم يصافحه: لأ أبداً زي م أنتوا شوفتوا اتأكّدنا من كل حاجة الدكتور اللي فحصها أكّد إن معاها مرض نفسي بس لسا مشخصهوش كويس هناك هنعرف كل حاجة ونبقى نخبركم باللي وصلناله .. تقدروا تتفضّلوا وفرصة سعيدة يا أدهم بيه ..
, ابتسم أدهم بخفوت ليهتف قصي بغيظ: ب**** عليك بلاش الكلام ده أنت عارف قبل سنين الكلمة دي هي اللي وصّلتني لهنا ، قولتله فرصة سعيدة وهو أصرّ يثبتلي إنها كانت منيلة بسمعمية وستين نيلة على دماغي ودماغ اللي جابوني ..
, ضحك أدهم بخفة ليضحك الضابط هاتفاً: لا خلاص سعيدة المرة دي بس غير كده هنعملها حزينة ..
, خرج الجميع من القسم ، هتف أدهم بأحد رجاله: وصّل كرم وأمير علی بيتهم ..
, هتف كرم: لأ أنا جاي معاكوا ..
, نظر نحوه ثم هتف: طب روح غيّر هدومك الأول ..
, نظر كرم نحو ملابسه التي تملأها بقع ماء جامدة ليهز رأسه ويتّجه مع أمير نحو أحد السيارات بعدما ألقى نظرة على سيف الجامد بشكل غريب ..
, اتجه أدهم نحو سيارته ليستقلّها ويجلس مصطفى بجانبه من الأمام ، ليجلس سيف من الخلف بصمت تام وهو يُطالع الخارج من النافذة قربه ..
, نظر مصطفى لأدهم ليُبادله أدهم النظرات ثم نظر من المرآة نحو سيف هاتفاً: سيف أنت كويس أوديك الدكتور ؟
, لم يُجبه أو ربما لم يسمعه وبقي مُحافظاً على صمته الغريب وعينيه تنظران نحو الخارج وهما لا تريان شيئاً أمامه غير جثة تامر وصراخ ناريمان الهيستيري بأنها قتلته من أجله ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, هتف أحمد وهو يجلس مع جمانة ونور في صالة الفيلا: الدنيا هتليل وهما مجوش لحد دلوقتي .. لا والتاني أدهم مبيردش على تلفونه ومصطفى قافله وسيف قافله برضه ..
, جمانة بقلق: إهدا طيب متقلقنيش أكتر ..
, نفخ بغيظ هاتفاً: طبعاً م أدهم بقا عنده مصطفى هيفتكرني لييه ؟
, رفعت نور حاجبيها بدهشة: مالك يا أحمد أنت قلبت على سيف ولّا إيه ؟
, نظر إليها بحنق: م هو أنا لو معرفتش راحوا فين هتجنّن ويحصلّي حاجة .. وأدهم من أما جه مصطفى وهو ناسيني خالص ..
, التفت سريعاً نحو ليلى التي تنزل درجات السلم هاتفاً: هاا رد عليكي ؟
, ليلى: لأ مش بيرد وبعتله مسج برضه مردش أنا خايفة ..
, اتجه نحو أحد المقاعد هاتفاً بارتياح: طب كويس مش أنا لوحدي اللي مردش عليا ..
, نور بغيظ: وده وقته يا أحمد ..؟
, لوّح بيده هاتفاً: وقته أو لأ مش هو اللي فضّل مصطفى عليا يشرب بقا أكيد هيكون واقع في مصيبة ومش هيقدر مصطفى يخرّجه منها زي م كنت أعمل .. خليه يعرف قيمتي كويس ..
, هتفت ليلى بلهفة وهي تنظر من النافذة: أهو أدهم جه ..
, أسرعت تركض إلى الخارج لترى أدهم يترجّل من السيارة ، ركضت نحوه تعانقه بقلق هاتفة: أدهم أنت كويس مبتردش عليا ليه قلقتني عليك ..
, احتضنها بخفة هامساً: معليش يا حبيبتي حقك عليا كنت مشغول ..
, ابتعدت عنه ناظرة نحوه بقلق: الحمد**** على سلامتك ، فيه إيه وتأخرت ليه طيب ؟
, أدهم: **** يسلمك .. التفت نحو سيف ومصطفى ثم نظر نحوها: تعالي ندخل جوا وهحكيلك كل حاجة ..
, أومأت برأسها بصمت ليُحاوطها بذراعه ويدخل معها نحو صالة الفيلا .. دخل بعدهم مصطفى وسيف الذي يسير بشرود ..
, قطّبت نور حاجبيها هاتفة بخوف: س سيف إيه الدم ده ؟
, نظر إليها بصمت ثم نظر نحو ثيابه ليتجاهلها صاعداً درجات السلم نحو غرفته ، نهضت جمانة بقلق: فيه إيه يا أدهم كنتوا فيين وسيف ماله ؟
, نور: إيه الدم اللي كان على هدومه ؟
, زفر أدهم بإرهاق واتجه ليجلس على المقعد بجانب أحمد الذي استشعر حدوث شيء ما ، هتف به: مالك يا أدهم ؟
, نظر أدهم نحو ليلى هاتفاً: ممكن تخلّي حد يعملنا قهوة دماغي مصدعة جامد ..
, هزت برأسها سريعاً والتزم الجميع الصمت رغم قلقهم .. وصل بعد لحظات كرم الذي هتف لحظة دخوله: سيف فين هو كويس ؟
, جمانة: حد فيكوا يتكلم بقا أنا قلبي مش مستحمل ، فيه إيه يا كرم وليه بتسأل على سيف ؟
, نظر نحوهم ليجلس فوق أحد المقاعد ويبدأ بسرد كل ماحصل معهم بالتفصيل .. هتفت ليلى بذهول: هي بجد طلعت مجنونة ؟
, مصطفى: مش مجنونة ، ده مرض نفسي مش عارف إيه هو لسا متأكّدوش ..
, نور: لأ م اللي بتعمل كده مش هتكون غير مجنونة ، معقول واحدة تقتل كده بدم بارد بالسهولة دي ؟
, ليلى: لأ وحاولت قبل تقتل مروة ..
, نور: ده غير اللي عملته زمان ، والواد ده اللي بتقول إنها حاولت تتخلّص منه .. إزاي كانت هتسيبه أما كانت هتعتبره أنه ابن سيف وأما فشلت في ده كرهيته وعايزه تشيله .. معقول لمجرد خيال أنه أبنه يخلّيها تعمل كده ومتتخلصش منه ؟
, تمتمت جمانة بقلق: كلامكوا صح .. دي باينها مجنونة أو أو٣ نقطة
, مصطفى بهدوء: مهووسة ..
, رفعت نظرها نحوه تومئ بصمت ليتنهد أحمد هاتفاً: المهم إن الواطي ده خلصنا منه هو وشلته القذرين .. بس أنت يا أدهم مبتردش عليا ليه ؟
, رمقه بغيظ هاتفاً: ده وقتك يا أحمد ؟ بقا كل اللي قولنهولك ع الفاضي ؟
, نظر أحمد نحو مصطفى: أيوه بس كنت قادر تمسك الفون وتخبرني أو حتى تفصل بوشي .. ولّا مصطفى بقوم بالواجب وزيادة ؟
, رفع مصطفى حاجبه: نعم يا خويا ؟
, أدهم بنفاذ صبر: مش ناقصكوا أنتوا التنين كفاية اللي بيا ..
, أحمد ببرود: أنا لو كنت معاك مكنش حصل كد ده أساساً ..
, مصطفى بغيظ: أه علشان حضرتك معاك العصا السحرية قادر تعمل بيها كل حاجة صح ؟
, أحمد: لأ يا خفيف معايا دماغي اللي بفكر كويس مش جزمة ..
, مصطفى: تقصد إيه بالجزمة بقا ؟
, صرخ أدهم بغضب: كفاية بقا أنت وهو ولا حرف ..
, نهض مصطفى بغيظ كاد يتجه للأعلى لولا أن لمح طيفاً يُتابعهم من بعيد .. وقف مكانه بصمت ثم اتجه إليه .. أدار الكرسي ليدفعه أمامه ويدخلها نحو الغرفة ..
, همست ببكاء: هتسيبني دلوقتي برضه يا مصطفى ؟
, التفت ناظراً إليها ليرى معالم التعب التي زادت على وجهها ، رغماً عنه تألم .. كان يُريد أن يُعيدها نضرة مشعّة كما كانت في السابق ولكن حالتها تسوء أكثر من قبل وبسببه .. انحنى يجثو أمام كرسيها ونظر إليها بصمت ..
, سالت دموعها ومدّت يديها تتحسّس وجهه وخصلات شعره: مش هتسامح أمك بقا ؟ مش هتحنن قلبك عليها ؟ أنا مش بنام الليل بستناك تجيلي .. لو مسامحتنيش دلوقتي هفضل سهرانة مستنياك ..
, أغمض عينيه متنهداً: ليه بتعملي في نفسك كده .. أنتي مش بقصر كامل علشان تتعبي وتتعذبي ..
, همست بخفوت: وهستفاد بإيه إذا كنت بعيد عني وزعلان مني ؟ قصر كامل أرحملي لو أنت مكنتش معايا .. أنا اعترفت بكل حاجة يا مصطفى اعترفت وندمت .. سامح أمك بقا سامحها اللي بقت في نهاية حياتها وعايزة تموت وأنت رضيان عليها ..
, سالت دمعه منه هاتفاً وهو يتمسّك بيديها: متقوليش كده ، بعد الشر عليكي ، متقوليش كده أنا مش هستحمل يحصلّك حاجة و**** مش هستحمل ..
, بكت هامسة: يعني سامحتني ؟ هترجعلي ؟ ابني مصطفى هيرجعلي ؟
, أغمض عينيه بألم وهز رأسه بخفوت هامساً: أيوه .. أنتي أمي وأنا ابنك .. مفيش حاجة هتفرّقنا .. مفيش حاجة هتبعدنا يا أم مصطفى مفيش ..
, اتسعت ابتسامتها وزاد بكائها لتحني رأسها تقبل جبينه بحنان ليقترب منها يقبل يديها بحب هاتفاً: **** يخليكي ليا أنا مصدقتش رجعتيلي يا أمي متبعدينيش تاني متخلينيش أتوجّع منك تاني عشان خاطري ..
, حاوطته بحنان متمتمة: مش هيحصل .. صدقتي مش هيحصل يا حبيبي ..
, في الأعلى ..
, دخل إلى غرفته يسير بآليّة وعقل شارد .. اتجه نحو الحمام المُلحق فتح الماء البارد ووقف تحته بكامل ثيابه لينهمر فوقه بغزارة .. أغمض عينيه متكئاً بيديه على الحائط قربه تاركاً الماء يتغلغل بين خلايا جسده ويُنعشها قبل أن تموت .. لمْ يشعر ببرودته وعقله يعمل ويتزاحم بالأفكار والصور والتخيّلات ..
, تعب من كمّ التفكير ، فتارة يعود حقده من جديد عندما يذكر صورة مروة المُستنجدة وجسده العاجز ، وتارة أخرى يتسلّل الذنب داخله ، وهو يشعر بأن كل ماحدث بسببه .. قتل تامر مهما كان يكرهه لكنه لمْ يُرد قتله لم يُرد له أن يموت بتلك الطريقة .. وناريمان باتت مجنونة .. هل فعلاً جُنّت أم أنها كانت هكذا منذ البداية ؟ عيناها تنطقان صدقاً عجز عن محوه ، لمْ يلمحه بهذه القوّة وهذه الجدية من قبل .. ولكنها اليوم أثبتت بطريقتها المجنونة والمريضة صِدق حديثها .. هل يُشفق عليها أم أنها هي من فعلت بنفسها ذلك ولا يجب أن يبالي بها؟ لا يُنكر بأنه قد صدّها كثيراً وأبعدها عنه ولكن هذا لا ينفي أنه يشعر بقليل من الشفقة نحوها .. أو بكثير ..!
, خرج بعد مدّة طويلة وقد غيّر ثيابه المبتلّة ، اتجه نحو سريره ومازالت خصلات شعره تقطر ماء ولم يُكلّف نفسه عناء تجفيفها .. ألقى بثقله فوق السرير متدثراً بغطائه وتكوّر على نفسه بجمود .. عيناه شاخصة يُحدّق أمامه بغير رمش .. جمود كبير احتلّه مُحاولاً به إسكات زحمة أفكاره ومشاعره التي كادت تقتله جنوناً وضجراً ..
, أغمض عينيه بشدّة متذكّراً السكين الذي غُرس في قلب تامر ، وانتفض جسده شاعراً بها تخترق معدته حتى أنه قد تخيل السكين أمامه بيد مروان ليُعيد ويغرسها بمعدته من جديد ويختلط صوت صراخه بصراخ ناريمان ومروۃ وتأوّهه هو وتامر .. نهض سريعاً يتنفّس بضيق ولا شعورياً تحسّس معدته مكان الطعنتين وهو يشعر بألم حقيقي كبير .. نظر حوله هل كان يحلم أم أنها أفكاره التي لا ترحمه ..؟ نظر للوقت لم يكن قد مرّ 10 دقائق لاستلقائه في السرير ..
, مسح وجهه وخصلاته وجذبها بعنف يُهدّئ من نفسه ولكن ألمه يزداد أكثر وعرق بارد بدأ يشعر به فوق جبينه .. تنفّس بوجع وهو ينهض سريعاً نحو الحمام لينحني فوق الحوض وهو يشعر بحرقة تمتد من معدته صعوداً .. حاول التقيؤ ولكنه لم يستطع فقط قطرات ددمم قليلة جداً خرجت منه ليشهق برعب وهو يراها وللحظة ظنّ بأنه يتخيّلها ..
, خرج بسرعة وألمه يزداد مع ازدياد خوفه وتوتره ليستند على الباب صارخاً بألم: أدهم ..
, حاول السير بترنّح وأفكاره تكالبت عليه ولم ترحمه في تلك اللحظة لتزيد من تشتّته ووجعه .. صرخ من جديد بقوة خائرة وخرج صوته تأوّهاً موجوعاً: أدهمم ..
, رفع نظره نحو الأعلى بتنبّه مُقطباً جبينه بحذر .. صمت الجميع عن الكلام من حوله ما إن رأوا حالته ، عادت أذنه لتلتقط الصوت مجدداً لينتفض فجأة واقفاً عن مقعده واتجه بسرعة صاعداً السلالم بلهفة .. نهضوا جميعاً خلفه بقلق من هيئته ليُسرعوا ورائه بخوف ..
, وصل إلى غرفته وكاد يفتحها قبل أن يُفتح الباب أمامه ويخرج سيف بهيئته التي أفزعته .. اندفع يسند جسده الذي كاد يسقط أرضاً هاتفاً بهلع: سيف إهدا فيه إيه حاسس بإيه ؟
, رآه يُمسك معدته بقوة ليهتف وهو يُساعده على التمدّد فوق السرير: هتصل بالدكتور حالاً ..
, همس سيف بألم وهو يهز برأسه بجنون: ددمم ف في ددمم أانا هموت ..
, رفع حاجبيه ووقف مُتسمّراً مكانه ليندفع نحو الحمام ليرى على الأرض بقع دماء طفيفة .. خرج بسرعة مُخرجاً هاتفه ليجد الجميع قد تجمّع حوله .. اتصل بالدكتور الذي كان يُعالجه في المستشفى وبعث أحد رجاله لإحضاره بسرعة ..
, عاد للغرفة وكان الجميع يجلس فوق رأسه بقلق هتف بغضب وقلق: إيه اللي بتعملوه ده كفاية كده هتتعبوه أكتر سيبوه يرتاح بقا ..
, التفتت نحوه جمانة ليلمح الدموع تغطّي وجهها ، اندفع نحوها يُقبل يدها هامساً: يا أمي خلاص عشان خاطري بقا الدكتور هييجي كمان شوية اهدوا ..
, همست نور ببكاء: إيه الدم ده هو هيموت زي م قال ؟
, أغمض عينيه هاتفاً: مفيش ياحبيبتي مترديش عليه ده عبيط .. الدكتور هييجي ويطمنّا إهدي أنتي بس ..
, نظرت نحو أحمد الذي اقترب منها مربتاً على كتفها بصمت .. ليهتف كرم: هو مش كان كويس وجرحه التأم إيه اللي حصل ؟
, ضغط أدهم بين عينيه يهدّئ من صداعه الذي يتفاقم لتنظر نحوه ليلى بقلق وحزن هامسة: اهدوا يا جماعة هيبقى كويس إن شاء **** ..
, خرجت من الغرفة إلى الأسفل لتعود سريعاً تمسك بيدها كأساً من الماء وحبتي دواء بيدها الأخرى ، اقتربت من أدهم هامسة: أدهم خد الدوا ده عشان الصداع .. كنت هجيبلك تاكل معاهم حاجة بس عارفة مش هتقبل .. خدهم دلوقتي وإن شاء **** هتبقى أحسن ..
, أخذهم منها بامتنان فرأسه يكاد ينفجر بأية لحظة متجرّعاً كأس الماء دفعة واحدة ..
, لحظات ليصل الطبيب ويخرج الجميع مُفسحين له المجال ، بقيَ معه أدهم ومصطفى ليحترق أحمد غيظاً في الخارج لأنه قد تمّ استبعاده ..
, نهض الدكتور يوضّب حقيبته ليهتف مصطفى: إيه يا دكتور طمنّا ؟
, وقف أمامهم قائلاً بهدوء: على مايبدو دي بداية قرحة ..
, قطب أدهم جبينه بقلق: والعمل ؟
, الدكتور: قولتلكوا لازم يلتزم بالأدوية والنظام اللي وصفتهوله ، مبارح كان كويس إيه اللي حصل ..؟
, زفر أدهم بضيق ليهتف مصطفى: النهاردة كان يوم صعب شوية ..
, هتف الطبيب: ممكن عصبية توتر خوف .. وعدم انتظام بالأدوية والتعليمات ..
, مصطفى: وكمان اتضرب على معدته ..
, طبيب: كمااان .. طب هو بياخد أدوية تانية غير اللي وصفتهاله ؟
, مصطفى: لا أبداً ليه ؟
, الدكتور باستغراب: مستغرب ليه القرحة جت بالسرعة دي رغم إن جرحه كان التأم شوية .. تنهّد متابعاً: بكل الأحوال دي بداية قرحة يعني ممكن متطوّرش أكتر من كده مع الأدوية الجديدة والغذاء واللي لازم يتّبعه كويس المرة دي هتتراجع وتخف إن شاء **** .. بس يا جماعة أرجوكوا الموضوع مفيهوش لعب ولا هزار الأمر وصل لقرحة ولو اتطوّرت لا سمح **** هيبقى عندنا مشكلة كبيرة لازم تخلّوا بالكوا منه كويس .. أديته دلوقتي حقنة مُسكّنة للألم والدوا ده تجيبوه وياخده بموعده .. نظامه الغذائي هيمشي عليه من البداية مع زيادة شرب السوائل .. فواكه زي الجزر موز أو تفاح دول هيساعدوه أكتر .. وألف سلامة عليه ..
, أخذ مصطفى الورقة التي كتب عليها الدواء ليخرج معه يوصله حتى الباب ويوصي أحد الرجال بجلبها ..
, عاد للداخل ليجد الجميع يجلس قربه وأدهم يُطمئنهم .. هتفت نور: أنا هفضل معاه وهنام هنا عشان لو احتاج حاجة ..
, جمانة: مفيش داعي يانور أنتي عندك كلية بكرا أنا اللي هبقى هنا ..
, رفع مصطفى عينيه نحوها فجأة وكأن تذكّر أمراً قد غاب عن باله .. خرج مُسرعاً من الغرفة ليدخل غرفته ويتّصل بالرجل الذي أرسله إليه آدم .. ما إن أجاب حتى هتف: أنا مصطفى ، اسمع بتروح للراجل صاحب الرقم اللي آدم كلّفك تدوّر عليه وبتحاول تعرف منه رقمه فين وإزاي وصل لحد اسمه إياد فاهم ؟ ١١ نقطة بأسرع وقت ولو تقدر روحله دلوقتي المهم بكرا لازم يكون عندي كل المعلومات لازم أوصل للي أسمه إياد ده بأي طريقة ٥ نقطة
, أغلق الخط ماسحاً وجهه بتعب ، واتجه يدخل الحمام ليأخذ حماماً سريعاً يُرخي عضلاته وخرج بعدها مُتّجهاً لغرفة سيف ليجد أدهم بجانبه ليلى ..
, هتف بهم: فين الباقيين ؟
, ليلى: أدهم أقنعهم إن هو اللي هيفضل جنبه ماما راحت أوضتها ترتاح وأحمد مشي وخد معاه كرم .. ونور راحت أوضتها ..
, أومأ برأسه بصممت لينظر نحوهم هاتفاً: قوموا أنتو كمان يلا على أوضتكوا أنا هفضل معاه ..
, ليلى: مفيش داعي يا مصطفى أنت شكلك مرهق روح نام وأنت برضه يا أدهم ومتقلقوش أنا هفضل جنبه لو احتاج حاجة ..
, أدهم: لا معليش مرتاح كده أما اتعب هروح ..
, تقدم مصطفى ليجلس على أحد المقاعد بصمت ، لتدخل نور بعد لحظات إليهم ، هتفت ليلى: أنتي لسا منمتيش ؟
, نور: مجانيش نوم .. اقتربت لتجلس قربها ليهتف أدهم مُتسائلاً: مش عندك كلية بكرا الصبح أنتي وهي ؟
, نظرتا لبعضهم بصمت لتهتف ليلى: أنا مش هروح ..
, نور: وأنا برضه مش هروح ..
, أدهم: وليه بقا ؟
, نظرت نور بارتباك نحو مصطفى الذي يُتابعها بنظرات هادئة لتهتف: مفيش معنديش حاجة مهمة هبقى أروح اليوم اللي بعده ..
, زفر بضيق مُتراجعاً بظهره على الكرسي وهو يُغمض عينيه بارهاق ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, جلس مصطفى في حديقة الفيلا يهز قدمه بتوتر وهو ينتظر اتصالاً من الرجل الذي كلّفه بالبحث عن إياد ..
, رفع رأسه نحو بوابة الفيلا ليبتسم بخفة عندما رآها تدخل برفقة مروة وهي ترتدي فستاناً طويلاً باللون الأسود ..
, نهض بهدوء واقترب منهم لتبتسم باتساع عندما رأته أمامها ، هتف بخفوت: عاملين إيه ؟
, مروة بابتسامة: كويسة سيف عامل إيه دلوقتي ؟
, أومأ برأسها: هو كويس ماما جمانة ونور عنده ..
, تركتهم وتابعت سيرها لداخل الفيلا ، التفت مصطفی لعبير رافعاً حاجبه: لابسة أسود ليه حضرتك ؟
, عبير: أسود زي سواد حياتي وأيامي وقلبي ..
, همس بسخرية: لسا مشوفتيش سواد يا حبيبتي استني أما نتزوج بس ..
, نظرت إليه بتوتر: ليه بس وأنا اللي بقول هتبقى حياتي قوس قزح اخس عليك مكنش العشم ..
, تنهد يسحبها من ذراعها نحو أحد أركان الحديقة ، وجلس متربّعاً على الأرض العشبية .. اتسعت ابتسامتها بخفة وجلست قربه .. نظرت نحو تلك الغرسة التي غرسها منذ فترة كان بها يائساً وحيداً ..
, هتفت تشير نحوها: كأنها كبرت شوية ؟
, نظر إليها بصمت ثم ابتسم يهز رأسه هامساً: كنت وأنا بزرعها بفكر لو هشوفها بتكبر وأنا هنا أو هكون برا .. أهو سبحان **** أنا بقيت هنا ..
, عبير: بس على فكرة هي لسا مكبرتش يعني ممكن تبقى برا بعدين ..
, رفع نظره نحوها بغيظ لتضحك بتوتر: مالك ياعم إهدا بنهزر **** .. المهم بقا ارغي ..
, مصطفى: نعم إيه إرغي دي ؟
, ابتسمت ناظرة لعينيه بخفوت وهمست: عينيك دول بعرف منهم إيمتى عاوز تتكلّم .. المرات اللي كنت باجي بيها هنا وأسمعلك مراحتش ع الفاضي .. أنت جيت وثعدت هنا في مكاننا .. وبعينيك كلام قوله أنا سامعاك ..
, ابتسم بخفوت يتأملها بصمت ثم هتف: إيه رأيك نتزوج علطول من غير خطبة وحاجات زي دي ..
, قطبت جبينها هاتفة: نعم ياخويا ؟ لا يابابا إحنا متفقناش على كده أنا عاوزة أتخطب زيي زي الناس مليش دعوة ..
, مصطفى: يابت أنتي هتتزوجي علطول يعني هتكوني أحسن من الناس ..
, نفت برأسها هاتفة: لأ لأ مش عايزة التواضع حلو أنا مش عايزة أتكبّر على حد ..
, زفر بضيق هاتفاً: وهتفيدنا الخطبة بإيه بقا ؟
, نظرت إليه قائلة: نتقرّب من بعض ناخد على بعض شوية وكدة ..
, مصطفى: وحياة أبوكي ؟ كل ده ولسا متقربناش ومتعرفناش ..
, هزت أكتافها هامسة: وأنا اش عرفني مش ممكن بتضحك عليا مثلاً ؟ ولا اتقربت مني على أساس مظلوم ووحيد ؟ لازم اتأكد الأول ..
, عاد ليزفر من جديد بحنق ليهتف: كنت عايز أقولك إني باليومين دول هروح أطلبك من أبوكي ..
, رفعت نظرها نحوه بلهفة هاتفة: بجد ؟ طب قول و**** ..
, ابتسم ساخراً: و**** .. إيه مالك مبسوطة كده تقولي أول مرة تتجوزي ..
, اتسعت ابتسامتها ثم عبست هاتفة: قصدك إيييه ؟
, مصطفى: بهزر ياختي ، اتبسطتي أووي أهو أومال عاوزة تأجلي كل حاجة ليه ؟
, عبير: بأجل إييه أنا بس بقولك مش عايزة كل حاجة بسرعة خلينا شوية شوية كده ..
, مصطفى: ماشي ، يبقى أما يبقى سيف كويس هنروح كلنا ونطلبك يومين تلاتة مش أكتر من كده ..
, اتسعت ابتسامتها أكثر وأومأت برأسها بسعادة هائلة..
, في الداخل ..
, جلست مروة بجانب ليلى في غرفة سيف .. نظرت نحوه كان شارد الذهن ..
, همست بخفوت: سيف أنت زعلان على ناريمان ؟
, نظر إليها بصمت لا يعلم ماذا يجيبها لتهتف به: م تتكلّم مش هي اللي أذتنا الأول ..؟ أذيتك أنت وبعدين حاولت تقتلني للدرجة دي أثرت بيك ؟
, نفخ بضيق واتكأ على السرير خلفه لتهتف: أيوه كلامي مش عاجبك عشان غلطت بيها صح ؟
, ليلى: اهدي يا مروة هو مش قصده كده برضه اللي حصل مش سهل ..
, مروة بعصبية: مش سهل عارفة بس هو مش ذنبه حاجة مش هو اللي قتل الواطي اللي اسمه تامر وناريمان طلعت مجنونة م أنا من البداية مش مرتحالها ..
, هتف سيف بتأفف: خلاص يا مروة اقفلي ع الموضوع ده ..
, مروة: ليه أنت قفلت عليه الأول ؟
, سيف: لأ مقفلتش ولا عايز اقفل قبل م أتأكد من كل حاجة ..
, مروة: تتأكد من إيه إنها مجنونة ؟ وبعدين اتأكدت هتعمل إيه يعني ؟
, زفر بضيق قائلاً: مش عايز أتكلّم بالموضوع ده يا مروة ممكن ؟
, مروة: لأ مش ممكن ..
, نظر إليها بضيق هاتفاً: يبقى أهي ليلى قودامك اتكلمي معاها هي أنا تعبان ومش ناقص ..
, ضيقت عينيها تشعر بنار تحرقها من الداخل .. تخاف من مشاعر سيف أن تتغيّر .. هي تعلم بأنه يحبها ولم ولن يُحب غيرها ولكن تخاف أن تتغير مشاعره ناحية ناريمان ، ربما الشفقة والإحساس بالذنب يجعله قرياً منها وهي لن تتحمّل ..
, همست ليلى: تعالي يا مروة نخرج سيبي سيف يرتاح ..
, ألقت نظرة نحوه لتراه يُغمض عينيه لتتنهد ناهضة وتخرج من الغرفة .. جلست هي وليلى في غرفتها لتهتف ليلى: اهدي عليه شوية هو تعبان ..
, نظرت إليها بحزن هاتفة: أنا تعبت يا ليلى تعبت و**** .. أنا على أعصابي من وقت الحادثة خايفة عليه وعلى نفسي .. أنا برضه تأثرت باللي حصل لتامر وناريمان بس مش كده ..
, ليلى: عشان انتي مشوفتيش اللي حصل قودام عينيكي هو شاف ، بعدين ناريمان قتلت تامر علشان سيف ..
, مروة: م ده اللي خايفة منه .. ده اللي حاسة أنه مأثر على تفكير سيف ويمكن مشاعره ..
, هتفت ليلى بدهشة: أنتي بتشكّي بحبه ليكي ؟
, هزت رأسها نفياً: لأ أبداً بس خايفة يحنّ على ناريمان ويقرّب منها بعد اللي عملته ..
, نظرت إليها ليلى بتفكير ثم تنهدت هامسة: متفكريش بحاجة دلوقتي سيف تعبان ولازم تفضلي جنبه وبعدين حتى لو هيتقرب من ناريمان انتي خليكي معاه ومتسبيهوش ، لو عايز يروحلها روحي معاه ..
, طرق الباب في تلك اللحظة ليدخل كرم هاتفاً: بتعملوا إيه هنا ؟
, نهضت ليلى بابتسامة تعانقه هاتفة: ليه بابا وماما مجوش معاك ؟
, ابتسم قائلاً: مش أنتي هتروحيلهم ؟
, نظرت إليه باستفسار لتتذكر فكرتها التي كانت ستنفذها هاتفة: أي ه صح كنت ناسية .. بس اللي حصل نساني أقول لأدهم ..
, كرم: روحت لسيف لقيته نايم أو عامل نفسه نايم مش عارف ..
, نهضت مروة هاتفة برجاء: أرجوك يا كرم افهم منه هو بفكر بإيه أنا خايفة عليه ..
, نظر إليها هاتفاً: متقلقيش بس سيبيه شوية مع نفسه وبعدين هحاول معاه .. يلا تعالوا أدهم قاعد تحت خلينا نقوله يا ليلی ..
, نرلتا معه لتجدانه بجلس مع جمانة وأمير ..
, كرم: إيه يا أمير جيت إيمتى ؟
, أمير: إيه يابني أنا جيت مع أدهم من الشركة مشوفتنيش ؟
, كرم: لا و**** مخدتش بالي ، المهم يا أدهم أنا وليلی كنا عايزينك في موضوع كده ..
, التفت نحوهم متسائلاً: موضوع إيه ؟
, تحمحم كرم هاتفاً: أا موضوع كده ..
, ليلى: م تخلص يابني قوله بقا ..
, كرم: بص خلي ليلى تقولك ..
, نظرت نحوه ليلى بغيظ ليهتف أدهم: انجزوا بقا موضوع إييه ؟
, ليلى بابتسامة: بص إحنا لطفكرنا بحاجة وعايزين ناخد موافقتك عليها ..
, تكتف متأففاً بنفاذ صبر: خير ؟
, ليلى: أنا عايز أقعد كام يوم مع أهلي ..
, ضيق عينيه باستغراب: مش فاهم .. أهلك مين ؟
, كرم بغيظ: أهلها مين يعني يا أدهم إحنا طبعاً ..
, أدهم: أيوه تقعدي فين يغني ؟
, كرم بغيظ أكبر: معانا ياعم يعني ف بيتنا ..
, أدهم: نعم ياخوياا ؟
, هتفت ليلى سريعاً: اسمع الأول مش لوحدي هقعد هناك أنا وأنت ..
, أدهم: مين اللي قال كده ؟
, هتف كرم وليلى: إحنا ..
, أدهم: ومين اللي قال إني موافق ؟
, كرم بهدوء: أنا مليش دعوة ليلى البطلة قالت هي هتتصرف ..
, نظر نحو ليلى لتتسع ابتسامتها هاتفة: م أنت هتوافق عشاني ..
, نظر إليها بهدوء: مش عارف يعني هتقعدي قد إيه ؟
, ليلى: يومين تلاتة بس .. عشان خاطري يا أدهم أنا مصدقتش لقيت أهلي عايزة أفضل معاهم وقت أكتر عايزة أقعد في نفس البيت اللي هما بيه وحس إن ليا عيلة بجد .. أنا عارفة إنك مش هتقبل لو كنت لوحدي عشان كده بقولك روح معيا هما يومين تلاتة بس ونرجع إيه رأيك ؟
, نظرت جمانة إليها بهدوء لتهتف: مراتك معاها حق يا أدهم .. ده من حقها لو مش عايزها تروح لوحدها روح معاها ..
, التفت إلى والدته ثم نظر نحو ليلى وكرم الذين يتابعانه بتوطرقب وحماس ثم تنهد هاتفاً: تمام موافق ..
, اتسعت ابتسامتهم بسعادة ليضرب كرم كفه بكف ليلى بحماس هاتفاً: أوضتكوا جاهزة وماما وبابا بيستنوكوا ..
, أدهم: ده أنتوا مجهزين كل حاجة بقا ..
, كرم: كنا متأكدين إنك هتوافق ..
, أدهم: يبقى لبكرا بس أتطمن على سيف ونمشي ..
, هتف سيف: وتطمن عليا ليا حضرتك أنا كويس روحوا من دلوقتي ..
, نظر إليه كرم وهو ينزل درجات السلم: أنت مكنتش نايم ؟ أمال مخليتنيش أقعد عندك ليه ؟
, سيف بجمود: كده مش عايز .. ثم نظر نحو ليلى وأدهم هاتفاً: مستنيين إيه اطلعوا خدوا حاجاتكوا وامشوا ..
, نظرت نحوه ليلى بصمت ثم نظرت لمروة بحنق هامسة لها: شوفتي أهو هيبوظلنا كل حاجة ..
, مروة بغضب: يبوظ براحته فاهمة ؟
, ليلى: أيوه فاهمة دلوقتي شوفي مش هنروح بكرا وأدهم هيتراجع ..
, هتف أدهم بهدوء: أنت خارج فين خليك بأوضتك ارتاح .. سيف أخد الدوا يا ماما ؟
, جمانة: أيوه أخده قبل شوية ، سيف اسمع كلام أخوك انت لازم ترتاح خليك بأوضتك ..
, سيف بضيق: عاوزيني اتخنق يعني ؟
, جمانة: لا ياحبيبي بس عشانك أنا مش عايزاك تتعب تاني عشان خاطري متوجعش قلبي عليك كده ..
, تأفف ييف هاتفاً: طب ليه الإبتزار العاطفي بتاع الأمهات ده خلاص ماشي هسمع الكلام ..
, ابتسمت بحب ليهتف: بس مش دلوقتي هخرج شوية لمصطفى ..
, أدهم: جيبنالك مصطفى لهنا عشان معدش تخرج دلوقتي هو يجيلك ..
, سيف: هو مش خدام عندي علشان يجيلي وقت اللي أنا عايز .. بعدين أنا عاوز أخرج واتنفس بقا اتخنقت .. وخليك بحالك وخود مراتك وامشوا من هنا مش ده اللي عاوزينه ؟
, أدهم: لأ خلاص مش هنروح الفترة دي أو هخلي أهلها ييجوا عنا ..
, وسعت ليلى عينيها بدهشة ثم نظرت لمروة هاتفة بغضب: شووفتي ؟ قولتلك ده اللي هيحصل ..
, تركتهم صاعدة نحو الأعلى بغضب ليهتف أدهم بهدوء: مالها دي ؟
, سيف: الحقها لحسن يطقلها عرق ..
, أدهم: بس يا سيف ..
, سيف: أنا مليش دعوة انتوا كنتوا عايزين تروحوا .. روحوا بكرا محدش يفكر بيا فاهم ؟
, أدهم: ملكش دعوة أنا غيرت رأيي ..
, تأفف سيف خارحجاً من الفيلا ليجد مصطفى يودع عبير من باب الفيلا ويعود للداخل هتف ما إن رآه: أنت خرجت ليه ؟
, نظر سيف إليه هاتفاً: إيه ده جت هنا وقعدتوا زي الأيام الخوالي وبعدين راحت ؟
, مصطفى بغيظ: بلاش استفزار يا سيف ..
, ابتسم سيف هاتفاً: كنتوا بتتكلنوا عن إيه ؟
, جلس مصطفى على أحد المقاعد هاتفاً: ملكش دعوة ..
, جلس سيف قربه وقبل أن يتكلّم رن هاتف مصطفى لينهض مبتعداً عنه ويتحدث .. أخبره الرجل بأن رقم الرجل الكبير في السن قد أضاعه منذ مدة ولا يعلم شيئاً عن المدعو إياد ..
, تأفف واقفاً مكانه يُفكر بشيء ما ، ثم اسرع نحو سيارته يستقلها خارجاً ولم يجاوب على ندائات سيف خلفه ..
, وصل بعد لحظات إلى مكان عمل قصي ، دخل المكتب سريعاً ليرفع قصي عينيه بغضب ثم نهض هاتفاً: ولا حرف هخليهم يرموك بالحبس وتتعفن وأنت حوا فااهم ؟
, اقترب منه هاتفاً: عاوز منك خدمة ..
, قصي: مليش دعوة بيكوا خالص ..
, مصطفى متجاهلاً حديثه: أمسك الرقم ده عايز تعرفلي فين هو بالضبط دلوقتي ..
, نظر قصي نحوه عندما انتبه لجديته هاتفاً: لازم يكون بيتكلم منه عشان نعرف نلقط الإشارة منين ..
, قطب مصطفى جبينه ثم ضغط على الرقم يرن ليحيب إياد سريعاً ولكن مصطفى لم يتكلم .. وأغلق الهاتف بعدها ليعود بعد لحظات ويتصل إياد به ..
, هتف مصطفى: هرد عليه وألهيه شوية اعرفلي حالاً ..
, نهض قصي سريعاً يسخبه من يده لأحد الغرف حيث كان يجلس عدة أشخاص ، اتجه نحو أحدهم هاتفاً: في رقم لازم نعرف المكالمة جاية منين بسرعة ..
, وصل الرجل عدة أسلاك في الحاسوب أمامه ليفتح مصطفى الخط سريعاً وبدأ الكلام معه .. حاول إلهائه عدة لحظات قبل أن يُشير إليه قصي بإتمام المهمة ..
, أغلق معه سريعاً وأخذ العنوان من قصي واتجه بسرعة خارج القسم مستقلاً سيارته بسرعة شديدة ..
, جائه اتصال من أدهم ليفصله ليعيد ويتصل به ثانية ، أجابه هاتفاً: هكلمك بعدين يا أدهم ..
, أدهم بحزم: لأ دلوقتي .. فيه إيه وخرجت بالسرعة دي ليه ؟
, وصل قصي إلى المكان مترجلاً من سيارته ينظر حوله في الشارع ..ومازال الهاتف على أذنه ..
, نظر حيث مدخل إحدى البنايات ليجد شاباً يخرج منها ، ضيق عينيه متذكراً عندما وصفته نور له .. ودق قلبه سريعاً لا يعلم لم شعر بأنه هو نفسه ..
, رفع الشاب عينيه لتلتقي بعيني مصطفى الجامد على بعد قليل منه ، وسع عينيه بذهول وقد تعرف عليه فهو يعلم أخوة نور جيداً ..
, تنفس بسرعة ناظراً نحو هاتفه ليشك بأن الرقم الغريب الذي كلمه هو نفسه أخوها ، نظر نحو سيارته وفجأة ركض بأقصى سرعته باتجاهها ليلحق به مصطفى صارخاً به أن يتوقف .. صعد لها مديراً محركها لينطلق بها بسرعة شديدة ..
, عاد مصطفى نحو سيارته بسرعة ليستقلها وينطلق خلفه وترك هاتفه جانباً وأدهم مازال يهتف به أن يُجيبه .. هتف مصطفى بلهفة: هقولك بعدين يا أدهم سلام ..
, أغلق معه ناظراً بتركيز نحو سيارة إياد الذي يُحاول الدخول بين السيارات لكي يُخفي نفسه ..
, ابتعد عنه كثيراً ليضرب مصطفى المقود بغضب ويزيد في السرعة باحثاً بعينيه عنه ، تكاثرت السيارات أمامه وسُدّ الطريق نظر حوله بعصبية ليُوقف السيارة وينزل منها ناظراً حوله ..
, رفع حاجبيه بصدمة وهو يشاهد السيارۃ المتحطمۃ أمامه ويجتمع حولها عدد كبير من الناس ..
, اقترب بسرعة يُبعد الجميع ليجدهم يُخرجون أحدهم جسده مُمتلئ بالدماء حتى أخفى معالمه ولكنه عرفه .. صرخ بهم: بسرعة هنوديه الإسعاف بسرعة ..
, حملوه ليضعوه في سيارة أحدهم ويعود هو إلی سيایته يمشي خلفهن بجنون وهاتفه لم يكف عن الرنين ..
, وصلوا إلى المستشفی ليُدخلوه إلى العمليات سريعاً بقي يقف أمام الباب يسير بجنون منتظراً ليخرج الطبيب بعد أكثر من ساعة ليُسرع مصطفى نحوه ناظراً لمعالمه ..
, هتف الطبيب: أنت بتقربله إيه ؟
, مصطفى: م مش بقربله ده عمل حادثة وجيبناه هنا هو كويس حالته إيه ؟
, تنهد الظططبيب هاتفاً بأسف: الخطبة على دماغه كانت جامدة ده غير كمية الجروح والكسور اللي مالية جسمه ، هيتنقل العناية دلوقتي بس للأسف .. دخل غيبوبة ..
, وسع عينيه بصدمة ناظراً إليه بذهول ليهتف الطبيب: هنحاول نوصل لحد من أهله علشان ييجي ياريت حضرتك تبقی هنا لغاية م ييجوا ..
, رمش مصطفى بعينيه ليذهب الطبيب من أمامه ، نظر أمامه ليراهم يُخرجوه على السرير ، تنفس بغضب وضرب الجدار بقبضته بضيق .. ثم انطلق خارج المستشفى وجلس في سيارته ناظراً أمامه بغضب ..هاقد تخلّص منه ولكنه خسر فرصة معرفة من الذي أرسله أو لماذا يفعل ذلك ..
, عاد هاتفه ليتعالى رنينه ليجذبه ويُجيب بهدوء: أيوه يا أدهم ربع ساعة وهكون عندك ..
, أغلق معه بجمود ليُدير محرك سيارته ويعود إلى الفيلا .. وجد الجميع متجمّع بقلق وأحمد قد أتى أيضاً جالساً بجانب نور المتوترة والتي تشعر بأن الموضوع يتعلّق بها ..
, رفع نظره إليها بصمت لتتأكد من شكوكها سريعاً ..
, هتف أدهم بقلق: روحت فين يا مصطفى إيه اللي حصل ؟
, نظر إليهم ثم اقترب ليجلس على أحد المقاعد ثم نظر لنور بصمت ، وكأنه يطلب منها الإذن بالحديث .. توترت فاركۃ بيديها ليُلاحظها أحمد هامساً: مالك يا نور ؟
, لم تُجبه وعضّت على شفتها بتوتر ليهتف مصطفی: أنا هقولكوا ..
, التفت الجميع نحوه وبدأ يقصّ عليهم كل ما حصل مع نور وما حصل معه حتى وصل لدخوله المستشفى ووقوعه في غيبوبه ..
, نظر أحمد نحو نور بذهول و حزن هاتفاً : وليه نور مقالتلناش إحنا الكلام ده ؟
, هتف مصطفی: كانت عايزة تقولك بس الواطي هدّدها وهي ترددت ..
, أحمد بغضب : أيوه ترددت وخافت تقولي بس تجري ليك تقولك رغم كل اللي عملته معاها ..
, رفع مصطفى نظره إليه بصدمة وألم وهتف أدهم بغضب: أحمد ..
, هتف أحمد بغضب: أهو استفادت إيه ، ثم نظر إليها: استفدتي إيه ياهانم أهو مقدرش يوصله ولا يعرف مين اللي باعته وليه ..
, دمعت عينيها هامسة: أنا آسفة أنا كنت عايزۃ أقولك ب
, قاطعها صارخاً: بس فضلتي مصطفى عليا صح ؟
, انتفضت من صراخه عليها ليهتف أدهم بحزم: مصطفى أخوها .. دي حاجة طبيعية تفضّلها عليك وأنت لسا مفيش بينك وبينها أي حاجة ..
, نظر إليه أحمد بغضب وصدمة: أخوها ؟ اممم ماشي ماشي ..
, اتجه خارجاً من الصالة لينهض أدهم واقفاً أمامه بغضب: م تهدا بقا في إيه لكل ده ؟ مصطفى أخوها وهي قالتله يساعدها لو كانت قالتلي كنت عملت كده ؟
, نظر إليه بغضب: لأ مكنتش عملت لأنك غير ..
, نهض مصطفى واقفاً وهو ينظر إليه ولم يخفى الألم في صوته: فعلاً هو غير ، هو أخوها الحقيقي من أمها وأبوها مش أخ بس من الأب ، هو اللي رباها وكان معاها دايماً ويساندها مش اللي باعها ولعب بيها .. هو الشريف النضيف مش قذر زيي ..
, تركهم وخرج من الصالة بسرعة خارجاً من الفيلا وقف في منتصف الطريق كان يُريد التوجّه إلى سيارته ولكن قدماه أخذتاه نحو الملحق ، فتح الباب ببطء ودخل بخطوات بطيئة هادئة ينظر حوله وعيناه تدمع رغماً عنه ، دخل نحو غرفته القديمة ليُلقي بنفسه فوق السرير بكل ثقل قلبه وهمومه الكثيرة ..
, وقف سيف سريعاً بعد خروج مصطفى ناظراً إلى أحمد الذي تجمد مكانه بصمت ، اقترب منه صارخاً: أنت إيه يا أخي مفيكش إحساس ؟ إيه اللي قولته ده أنت فاكر نفسك مين ؟
, التفت إليه أحمد بصدمة من نفسه ولكن غضبه كان أكبر ليهتف بتهكم: شوف مين بيتكلم دلوقتي مش ده كان كلامك زمان ؟ مش أنت كنت معتبره غريب؟
, صرخ سيف بقهر: زمااان كان زماان دلوقتي لأ وأنت ملكش دعوة ، لو عاوز أقوله الكلام ده كنت قولتهوله مش محتاج لحضرتك .. دلوقتي بقى أخويااا فاهم ؟ مصطفى أخويا ومش هسمحاك تكلمه كده ..
, هتف أحمد بغضب: تماام يا سيف ماشي دلوقتي أنا اللي طلعت برا بعد كل ده .. مش كنت أنا أخوك قبله ؟ إيه اللي تغير دلوقتي ؟
, اقترب منه سيف صارخاً بغضب: مكنتش أخويا أنا مكنش ليا أخ غير أدهم وبس ودلوقتي بقا أدهم ومصطفى أنت متدخلش بينا .. بتحب أختي يبقى تحترم نفسك وتحترمها ، أخواتها أولى بيها وباللي بيحصل معاها أنت ملكش دعوة ..
, وسع أحمد عينيه ناظراً إليه بصدمة ثم نظر نحو نور الباكية التي تقف بجانبها مروة وليلى القلقتين ..
, هز رأسه بسخرية هامساً: فعلاً مليش دعوة أنتوا أخوات تتهنوا ببعض ..
, هتف أدهم بهدوء: كفاية بقااا إحنا مش عيال نتخانق كده .. نسينا المشكلة الأساسية ومسكنا في بعض ؟
, صرخ سيف بقهر ودموع وهو يتذكر كلام مصطفى: هو السبب قوله هو ، سمعت قال إيه لمصطفى ؟ أنا مش هسمحله يتكلّم كده تاني ومش هسامحه أبداً
, هتف أدهم بقلق: ممكن تهدا شوية يا سيف دلوقتي بتتعب أكتر ..
, صرخ سيف: مش هااممني اللي أعرفه إن ممنوع أي حد يكلم مصطفى كده قودامي ولا بغيبتي ..
, اقتربت جمانة منه هاتفة: محدش هيتكلم كده ، مصطفى ابني وأخوكم مصطفى كان وهيفضل واحد مننا .. سامع يا أحمد ؟
, رفع نظره إليها ليملح نظرات العتاب داخل عينيها ، ابتلع ريقه بخجل من تصرفه ولكنه غاضب .. غاضب ويغار بشدة ..
, تركهم سيف خارجاً ليُشير أدهم لكرم باللحاق به ، خرج خلفه مسرعاً ليراه يبحث بعينيه عن مصطفى ليسأل أحد الحراس ويُخبره بأنه دخل الملحق ..
, اتجه نحو الملحق ليجد الباب مغلق طرق عليه بعنف هاتفاً: مصطفى ؟ انا سيف افتحلي ، مصطفى أنا عارف إنك هناا ..
, اقترب كرم هاتفاً: سيف اهدا شوية وهو هيخرج لوحده ..
, سيف بغضب: لأ مش هسيبه هيفتحلي ودلوقتي ..
, عاد ليطرق على الباب وينده عليه ومصطفى مُستلقي على جانبه فوق السرير مغمضاً عينيه بإرهاق .. يستمع للطرقات الصاخبة والصرخات باسمه ولكنه لم يُبالِ ..
, نظر أحمد نحو أدهم ثم إلى جمانة التي همست: أقعد يا أحمد ..
, رمش بعينيه ناظراً إليها ليراها تنظر إليه بهدوء ، يعلمها جيداً تلك السيدة التي أغنته عن والدته لن تستطيع الغضب منه أبداً ..
, أشاح بوجهه عنها هامساً: أنا آسف ..
, ثم خرج مُسرعاً من المكان ، فلتت نور من يدي ليلى ومروة تلحق به حتى وصل إلى الباب هتفت: أحمد ..
, توقف مكانه بغير أن يستيدر إليها ويده مثبتة فوق مقبض الباب لتهتف ببكاء: كنت هقولك ، فاكر أنا تغدينا مع بعض بالمطعم ، كنت هقولك وقتها بس هو كان هددني ..
, بقي واقفاً يستمع إليها بصمت لتتابع: خخوفت وترددت ، و ومصطفى سمعني مرة وأنا بكلمه وبقوله ميكلمنيش تتني ع عشان كده حسيت إن .. إن إذا قولتله هو أسهل عليا .. أنا ٣ نقطة أنا واثقة بيك أكتر من نفسي و**** وكنت هقولك بس٣ نقطة
, صمتت تمسح الدموع عن وجهها ولا تعلم ماذا تقول أكثر .. اقتربت منه حتى وقفت خلفه تماماً ولكنه بقي متسمراً مكانه بغير حراك ، همست بصوت مبحوح: أحمد ، مش هتبوصلي ؟
, أغمض عينيه ضاغطاً على مقبض الباب بقبضته هاتفاً: ادخلي جوا يا نوور ..
, ثم فتح الباب ليخرج بسیعة وتبقى هي واقفها مكانها بدموع .. اقتربت تُمسك الباب المفتوح تنظر إليه وهو يستقل سيارته وينطلق بها خارج البوابة بغير أن يُلقي ولا حتى نظرة واحدة نحوها ..
, عادت إلى الداخل لتجد الجميع يجلس بصمت .. رفع أدهم نظره إليها بصمت لتعود للبكاء ثانية خوفاً من أن يكون قد غضب منها كأحمد لأنها لم تُخبره .. اقتربت منه سريعاً وجلست بجانبه هاتفة: أبيه و**** كت هقول لأحمد أو هقولك بس بس مصطفى كان سمعني وأنا بكلمه وفاكرني مبوثقش بيه .. أنا قولتله عشان يعرف إني بوثق بيه وبعتبره أخويا زيك و**** العظيم مكنش قصدي ..
, نظر نحوها بهدوء وابتسم ماداً يده يمسح دموعها بحنان: بتعيطي ليه طيب م أنا عارف ..
, أمسكت يده التي تمسح دموعها هاتفة بلهفة: يعني أنت مش زعلان مني عشان مقولتلكش ؟
, قطب جبينه هاتفاً: زعلان شوية بس ، بس ادام قولتي لمصطفى مفيش مشكلة هو أخوكي الكبير زيي ومن حقه يعرف كل حاجة ..
, ابتلعت ريقها هامسة: بس أحمد ..
, ربت بخفة فوق وجنتها هاتفاً: أحمد بغير عليكي مش أكتر ، بس مكنتش عارف إن غيرته غبية أوي كده خليته يقول كلام هو نفسه مش معترف بيه ..
, همست بخفوت: و وأبيه مصطفى ؟
, ابتسم بشدة على كلمة أبيه التي تقولها لمصطفى وتمنّى لو يسمعها منها مصطفى فهو متأكد بأنها ستُفرحه هتف بهدوء: ده التاني قفوش زي العيال الصغيرة سيبك منه دلوقتي شوية وهيرجع ..
, هتفت جمانة بهدوء: بس لازم نعرف قصة إياد ده وإزاي عمل كده وليه ؟
, قطب أدهم حاجبيه بصمت ثم هتف بهدوء: انسوا الموضوع ده خلاص انتهى .. وأنا هحاول أعرف كل حاجة ..
, مساءً ..
, وقفت نور في شرفة غرفتها تُمسك هاتفها تُحاول الإتصال بأحمد الذي لا يُجيب ، بعد محاولات عديدة ورسائل منها في النهاية أغلق هاتفه ..
, تنهدت بحرارة ناظرة للسماء السوداء فوقها والنجوم تلمع بها كلمعان الدموع في عينيها .. رأت أدهم يخرج من باب الفيلا متجهاً نحو الملحق ..
, اقترب أدهم من سيف الجالس على الدرجات الصغيرة أمام الملحق ، هتف به: مش هتدخل بقا دلوقتي هتتعب أكتر ..
, رفع نظره إليه هاتفاً: و**** وفيك الخير دلوقتي افتكرت ..؟
, تنهد أدهم هاتفاً: أنا فاكر من زمان امشي ارجع ع الفيلا عشان تاكل وتاخد الدوا ..
, نهض سيف قائلاً: مش قصدي تفتكرني ، قصدي على مصطفى دلوقتي حتى افتكرت تجيبه ؟
, نظر إليه بهدوء مجيباً: لأني عارفه كويس وعارف إن مش هيرد على حد فينا لغاية م يهدا ..
, هتف سيف: ولسا مهديش لحد دلوقتي ؟
, أدهم: مش عارف خلينا نجرّب ..
, فُتح الباب فجأة ووقف أمامه مصطفى هاتفاً: مفيش داعي تجربوا ..
, صرخ سيف: أنت فيين مفتحتليش الباب ليييه افتكرتك موتت كنت عاوز أخرّج جثتك عشان الدفنة ..
, أزاحه عن طريقه ليدخل ويتبعه أدهم بصمت ، ليرفع مصطفى نظره نحو شرفة نور وتلتقي عينيه بعينيها عن بعد .. رمقها لحظات قليلة وهي مثبتة نظرها عليه ليتنهد في النهاية ويدخل مغلقاً الباب خلفه بهدوء ..
, هتف أدهم: شكله الملحق عاجبك أووي حنيت ؟
, رمقه سيف بغضب من كلامه ليرفع حاجبه بتعجّب ، فقد أصبح سيف مُحامياً عنه فجأة ..
, هتف سيف: براحته يقعد بالمكان اللي هو عايزه محدش ليه دعوة بيه ..
, ابتسم مصطفى بهدوء وجلس بجانب سيف مقابل أدهم ، رفع أدهم حاجببه يهز برأسه: و**** ؟ برافو ..
, هتف مصطفى: إياد دخل غيبوبة مش عارف هيفوق منها إيمتى ، وقبل شوية عرفت أنه عايش لوحده أهله مسافرين من زمان ..
, نظر إليه أدهم ثم تسائل: أنت برأيك في حد باعته ؟
, مصطفى: أيوه ، مستحيل يعمل كده من نفسه ، ولو كان كده مكنش أما شافني هرب ، لو كان بحبها وعاوزها بجد كان وقف وواجهني ..
, أومأ أدهم برأسه: معاك حق ..
, نهض فجأة قائلاً: نبقى نتكلم في ده بعدين .. امشي نرجع الفيلا ..
, بقي مصطفى يجلس بصمت لينهض سيف يسحبه من ذراعه: امشي يا مصطفى يلا أنا تعبان ..
, مصطفى: مالك ؟
, أدهم: البيه ده بقاله ساعات قاعد مستنيك تفتحله الباب خليه يرجع بقا أوضته يرتاح كلمتك بقت مسموعة أكتر من كلمتي ..
, هتف سيف: ملكش دعوة بيا أنت روح أنت ومراتك ..
, مصطفى بحيرة: يروح فين ؟
, سيف بغضب: هيروحوا يقعدوا ببيت أهلها دي فكرة المدام ..
, أدهم: م قولنالك أجلناها خلاص ,.
, سيف: وأنا مالي اعمل اللي عاوزه انت ومراتك تعال يا مصطفى ..
, مسح مصطفى على شعره ووجهه وخرج خلفه ليتبعهم أدهم مغلقاً الباب خلفه ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, تعالى رنين هاتفه ليُوقظه من نومه ، تأفف بضيق يفتح عينيه بصعوبة ماسحاً وجهه بنعاس ..
, اعتدل في جلسته ناظراً للساعة ليراها الحادية عشر صباحاً .. رفه حاجبيه بتفاجؤ لنومه لتلك الساعة ، لقد سهر ليلة البارحة لساعة متأخّرة ولم يستطع النوم ..
, عاد هاتفه للرنين من جديد ليرى اسم قصي على شاشته ، فتح الخط ورفعه إلی أذنه قائلاً بخفوت: عايز إيه عند الصبح ؟
, قصي بجدية: ناايم ملكش بالعادة ..
, أحمد: أيوه مبارح منمت٤ نقطة
, قاطعه قصي هاتفاً: مش وقت قصة حياتك دلوقتي صحصح كده واسمعني ..
, قطب جبينه بحذر: خير ؟
, قصي: شريف ..
, مسح أحمد وجهه بتعب وتذكر هاتفاً: أيوه أيوه معليش نسيت الموضوع ده ، خلاص تقدر تقوله أو أنا هقوله دلوقتي ..
, صمت قصي قليلاً ثم هتف: مفيش داعي تقوله .. في حاجة تانية ..
, ضيّق عينيه هاتفاً: إييه ؟
, قصي بهدوء: شريف ٣ نقطة مات ..!
 
الثالث والخمسون

كل الطرق تؤدي إليك .. حتى تلك التي سلكتها لنسيانك ..
, ٣٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, استيقظ صباحاً في وقت متأخّر .. نظر حوله فلم يجدها .. اعتدل بنعاس ناظراً نحو الساعة لينهض بسرعة واتجه نحو الحمام ليخرج بعد دقائق وارتدى بدلته الرسمية ..
, وقف أمام المرآة يُسرح شعره الغزير الذي يلمع بقطرات مياه ندية .. أمسك ساعته السوداء ولبسها .. عدّل من هندامه وبدأ يرش قطرات من بارفانه الفاخر ..
, دخلت إلى الغرفة في تلك اللحظة .. تجاهلته واتجهت نحو السرير وبدأت في ترتيبه .. نظر إليها من خلال المرآة بهدوء .. هتف بابتسامة: صباح الخير ..
, لم تجبه وتابعت ترتيبها للسرير وانشغالها بأي شيء عداه .. رفع حاجبه بتعجب واستدار متكئاً على التسريحة ورائه وهو ينظر إليها بصمت ..
, طال صمتها وانشغالها لتدخل نحو غرفة الملابس مُتجاهلة وجوده تماماً .. تبعها واقفاً على الباب ليراها ترتب الملابس بهدوء تام ..
, همس يناديها: ليلى ؟ ٥ نقطة لولااا ؟ .. لوليتي ؟
, رفع حاجبه بابتسامة جانبية عندما لم تجبه ليقترب بخطوات منها حتى وقف خلفها تماماً .. قرّب وجهه منها بشدة حتى لفحت أنفاسه الساخنة عنقها من الخلف لتُغمض عينيها مُخفية رعشة بدأت تتسلل إليها .. همس بخفوت: لولا زعلانة ليه ؟
, أغمضت عينيها بغيظ من تأثرها به وألقت الملابس من يدها هاتفة من بين أسنانها: ملكش دعوة ..
, ابتسم بدهشة: لا واضح إن الموضوع كبير أوي .. مالك ؟
, استدارت إليه بجسدها لتصبح مواجهة له ملتصقة به تماماً .. رفعت وجهها المحمرّ غضباً نحوه هاتفة: لو كنت مهتم بيا كنت عرفت مالي من غير م تسأل ..
, ابتسم بخفوت ناظراً لهيئتها الغاضبة وعيناها اللّامعتين وهما تقدحان غضباً .. وجهها الأبيض مع حمرة خديها ناتجة من انفعالها .. هل تعلم بأنها تُصبح مُغرية بعينيه أكثر وقت غضبها ؟! تظن بنفسها غاضبة وستُخيفه ولكنه كلّ ما يفكر به حالياً كيف يتذوق حمرة خديها المنتفخين .. وشفتيها التي بدأت الآن تضغط عليها غيظاً من ابتسامته .. يُريد أن يتذوّقها وهي غاضبة ..
, اتسعت ابتسامته لتظهر غمازته الجميلة نقطة ضعفها ولكنها تجاهلتها بكبرياء هاتفة بغضب وهي تدفعه بقوة من صدره: إبعد من وشي مش عايزة أشوفك أما تبقى تفتكرني وتفتكر إن ليك حيوانة متزوجها وقتها تعال ..
, رفع حاجبيه وانفجر ضحكاً فجأة: ليه بتقولي عن نفسك كده يا حبيبتي اهدي وصلي ع النبي كده ..
, صرخت بغيظ وهي مازالت تدفعه: أنتت ملكش دعوة بيااا رووح عندك حاجات أهم مني روحلها م أنا هنا مليش لازمة أساساً أنا رجل كرسي ..
, ضرب كفيه بتعجب: يابنتي ليه أنتي صغيرة بعين نفسك كده .. ميصحّش ياحبييتي إهدي كده وخليكي واثقة من نفسك ..
, ازداد غيظها وقهرها لتدفعه بقوة أكبر ولكنه أمسك يديها بين قبضتيه هاتفاً: طب اهدي شوية خلينا نتفاهم ..
, ليلى: مفيش تفاهم بينااا أنت باارد معندكش قلب أنا الحق علياا أنت عايش ولا كأنك متزوج أنا آخر همك أصلاً ..
, ابتسم مقترباً منها وهو يحاوط جسدها بقوة: مين اللي قالك كده .. تبقي غبية أووي لو دي نظرتك بيا ..
, هتفت بخفوت: لأن دي الحقيقة مش لازم حد يقولي أنا شايفة كل حاجة ..
, أدهم: شايفة إيه ؟
, رفعت نظراتها إليه بحدة لتراه يتابعها بهدوء هتفت: مفيش ..
, خلّل أصابعه في خصلات شعرها وأزاح ملقط شعرها لينسدل حول أكتافها بثورة .. ابتسم وهو يُتابع خصلاته التي تتمرّد مغطّية وجهها وشرد في تفاصيلها التي تنعش قلبه برؤيتها ..
, احتدّت عينيها أكثر وهي تراه يبتسم تلك الإبتسامة السخيفة غير عابئاً بها لتجمع شعرها بيديها من جديد وتلفّه أعلى رأسها على هيئة كعكة ليهتف بعبوس: لااا عملتيه كده ليه سبيبه مفلوت أحلا ..
, صرخت به بانفعال: ملكش دعوة ده شعري وأنا حرة بيه ابقا أعمل بشعرك أنت كده طوّله وافلته ..
, أدهم ببرود مغيظ: طب أنا شعري هياخد فترة طويلة علشان يطول أهو شعرك موجود ..
, ازداد غضبها أكثر لتصرخ: أنت أنت .. أنتتت
, أدهم: إيه يا حبيبتي أنتي علّقتي ؟
, ليلى بصراخ: أنت باااارد ..
, دفعته بغيظ شديد خارجة من غرفة الملابس لتقف على الباب هاتفة: وغبي ..
, خرجت إلى الغرفة ليلحق بها وهو يبتسم لا إرادياً لهيئتها الغاضية التي تزداد جمالاً وجاذبية أكثر ليهتف: خلاص ياحبيبتي متزعليش حتى لو علّقتي برضه جميلة ، بصي هجبلك دوا عشان متعلِقيش تاني وتبقي تتكلمي بطلاقة ..
, كادت تبكي من حنقها الشديد وشدت شعرها بغيظ ليتمرد من ربطته متناثراً حول وجهها من جديد وخصلاته تتطاير حولها لتتبعها عيني أدهم الفضوليتين وكأنه *** يرى لعبته المفضلة .. رفعت نظرها إليه لتراه يتابعها بتمعن لتعود وترفع شعرها بغيظ وبقوة آلمتها ولكنها لم تأبه ..
, تبدّلت نظراته للخيبة وعاد عبوسه هاتفاً: م تسيبيه كده ياختي لازم يعني الكوتشي اللي عاملاه فوق راسك ده ..
, وسعت عينيها بغضب لتهتف: أنت فعلاً معندكش ددمم أبداً .. وأنا مش هفضل معاك بنفس المكان أنا هسيبلك الأوضة دي اشبع بيهاا ..
, أدهم: ليه بس أنا عملت إيه ؟
, تركته بغضب خارجة من الغرفة واستدارت إليه هاتفة بغضب وحزن: أنت عارف كويس عملت إيه مفيش داعي أقول ..
,
, خرجت بعدها مُغلقة باب الغرفة ورائها بعنف جعله ينتفض رافعاً حاجبيه بدهشة ..
, همس بخفوت: شكلك كده زودتها شوية يا أدهم ..
, حك طرف ذقنه بخفة واتجه نحو الباب فتحه خارجاً عبر الرواق .. قطب جبينه عندما استمع لباب إحدى الغرف يُغلق بخفوت ..
, اقترب من غرفة نور وطرق الباب هاتفاً: نور أنتي هنا ؟
, هتفت ليلى من الداخل: امشي من هنا جاي هنا لييه ؟
, همس بخفوت وهو يُحاول فتح الباب الذي قفلته: أنتي اللي جيتي هنا ليه ؟ اطلعي يا ليلى ..
, هتفت بعناد: لأ أنا هفضل هنا وملكش دعوة بيا روح على أوضتك تتهنّى بيها ..
, أجابها بمحاولة: ياحبيبتي يا لولا يا قلب قلبي أنتي افتحي وخلينا نتفاهم يلا يا أمورة أنتي يا شطورة ..
, ازداد غضبها من طريقته لتهتف: قولتلك مش خارجة وامشي من هناا يلااا ..
, أدهم: بسس وطي صوتك يابنتي لحد يسمعك نور فين ؟
, نظرت ليلى للغرفة الفارغة ثم هتفت بغيظ وصوت أعلى: ده اللي هامّك حد يسمع ؟ أيوه طبعاً م سمعتك وبريستيجك أهم عندك من مراتك ..
, أدهم بهدوء: طب تعالي نرجع أوضتنا نتفاهم بهدوء بلاش الكلام من خلف الأبواب المُغلقة ده ..
, اشتدّ غيظها من سخافته لتهتف: امشي يا أدهممم متعصبنييش أكتررر .. أنا مش عايزااك ولا عايزة أتكلم معاك من هنا ورايح وسيبني بحالي ومتقربش مني خااالص فااهم ؟
, قطب جبينه بغضب من صوتها الذي ازداد علواً ليهز رأسه بخفوت هاتفاً وهو يضرب الباب بقبضته: ماااشي يا ليلى ماااشي ..
, انتفضت من ضربته القوية على الباب ولكنها بقيت صامتة لتسمعه يهتف: تُريدينها حرباً فلْتكُن ..
, جحظت عينيها ذهولاً من تفاهته وهي التي كانت تظن نفسها قد نجحت في إغضابه ..
, عاد ليهتف من جديد: أنا ماشي زي م انتي عايزة رايح الشركة وياريت لما أرجع ألاقيكي عقلتي وشيلتي دماغ الجزمة ده ورجعتي أوضتنا وإلا هيكون ليا تصرف تاني .. سلاام ..
, ضغطت على قبضتيها بغضب ، لتسمع خطواته تبتعد عن الباب .. زفرت بغيظ وحنق وبقيت واقفة مكانها بصمت ..
, تأففت بعدها بانزعاج وأدارت المفتاح في الباب لتفتحه ، وقبل أن تضع قدمها خارج الغرفة كان أحدهم يدفعها فجأة لتشهق بذعر ..
, دخل يدفعها أمامه مُغلقاً الباب خلفه وهو ينظر إليها بابتسامة .. قطبت جبينها ثم نظرت نحوه بغضب: أنت عايز إييه ؟
, ازدادت ابتسامته مع اقترابه منها: عايز مراتي لولا قالولي إنها عندك ..
, ليلى: مش عندي ومش هتلاقيها لولا دي ماتت خلاص ..
, شهق بدرامية هاتفاً: ماتت ؟ إزاااي ؟ هعمل إيه أنا دلوقتي ؟ مين اللي هيكويلي هدومي ويجهزهوملي ؟
, عضت شفتها بغيظ صارخة: أنتتتت أا أنت. ٣ نقطة
, أدهم بابتسامة: ياقلبي أنتي علقتي تاني بصي جيبتلك معايا الدوا ده يارب ينفع معاكي ..
, تظاهر بإخراج شيئ من جيبه ليزداد حنقها من بروده وتصرخ به بصوت باكي: كفااية بقا ..
, رفع نظره إليها ولمح الدموع في عينيها .. اقترب منها سريعاً لتبتعد عنه ولكنه أمسك بها يجذبها من خصرها هاتفاً: ليه الدموع دي بس ؟
, حاولت إبعاده عنها ليزيد من احتضانها أكثر لتبدأ في البكاء دافنة رأسها في صدره .. مسح على ظهرها بخفوت متكئاً بذقنه فوق رأسها هامساً: هشش خلاص ياحبيبتي ..
, رفعت يديها تمسح دموعها بظاهر يدها هامسة ببكاء: ابعد عني متكلمنيش ..
, ابتسم للهجتها الطفولية الباكية ليقرص وجنتها بخفة وكاد يعود لابتسامته البلهاء ولكنه تمالك نفسه لئلّا يزيد من غضبها أكثر ..
, حاوط وجهها هامساً: القمر بتاعي زعلان ليه بقا ممكن يتكرّم عليا ويقولي ؟
, رفعت نظرها نحوه بعتاب يلمع مع لمعان دموعها .. همست بخفوت: أنت مش عارف بجد ؟
, أدهم: هو يعني لازم أعرف ؟
, ازداد عبوسها ليهتف بلهفة: خ خلااص اهدي استني شوية هفكر ..
, أغمض إحدى عينيه وفتح الأخرى ناظراً للسقف بتفكير ، قم عاد بنظره نحوها هامساً: زعلانة علشان أممم علشان أمممم٣ نقطة
, ازاد عبوسها أكثر ليهتف: أنتي زعلانة علشان مروحناش عند أهلك صح ؟
, بقيت تنظر إليه بصمت وعتاب ليتنهد هاتفاً: طب أنتي شوفتي اللي حصل ..
, ليلى بهدوء: ليه إيه اللي حصل ؟
, ضيق عينيه مجيباً: يعني اللي حصل مع سيف ونور ومصطفى وكده ..
, أومأت برأسها: أيوه برضه يعني مفهمتش حصل إيه ؟
, نظر إليها هاتفاً: ليلى أنا موافق إننا نروح نفضل معاهم الوقت اللي انتي عايزاه مش يومين بس .. وقولتلك إني موافق بس ٤ نقطة
, قاطعته هاتفة: بس أخوك اعترض يبقى لازم تقوله حاضر وتعملّه اللي هو عايزه صح ؟
, قطّب جبينه بضيق من كلامها ليهتف: القصة مش كده يا ليلى بس سيف مريض ومقدرش أرفضله طلب وهو بحالته دي ..
, ليلى: ليه إذا رفضت طلبه هيمرض أكتر يعني ولّا إيه ؟
, أدهم: مش كده بس لازم أبقى جنبه ..
, ليلى: مامتك معاه ، ونور ، وأهو مصطفى بقا معاه وعلاقتهم تحسّنت جداً لازم أنت تكون موجود يعني ؟
, أدهم: أنتي عارفة إن سيف متعلق بيا جداً ..
, هتفت بانفعال: متعلق بيك دي مش مشكلتي .. أنا كمان مراتك وحقي أبقا معاك زيه بالظبط ليه متقولش الكلام ده ليه هو خلّيه يفهم ؟ أنا يعني مش متعلقة بيك ؟ مفييش إحساس زيه ؟
, أدهم: يا ليلى افهميني أنا عارف قصدك و**** بس هو غير .. هو تعلّقه بيا غير وخاصة أنه مريض الفترة دي واللي مرّ بيه مش سهل ..
, ليلى بهتاف: متعلّق بيك كده يبقى يروح يتعالج ..
, تجمد ناظراً إليها بصدمة .. لتنظر هي نحوه بغضب وقليل من الندم .. ولكنها لن تتراجع ومقتنعة تماماً بما قالته ولكنها انفعلت بشكل كبير وكان يجب أن توصلها إليه بطريقة أكثر هدوئاً ..
, هتف أدهم بجمود: الكلام ده مش عايز أسمعك بتقوليه تاني يا ليلى .. فاهمة ؟
, رمشت بعينيها هامسة: أنا ، أنا مش قصدي بس ده رأيي واللي أنا حاسة بيه و..
, همس بخفوت: فاهمة يا ليلى ؟
, زمت شفتيها هامسة: حاضر ..
, أدهم: ليلى .. تنهد ماسحاً وجهه وهو يخلل أصابعه في خصلات شعره .. ليقترب منها فجأة ملتقطاً شفتيها بقبلة جامحة بثّها كل غضبه وشوقه وعشقه لها ..
, رفعت يديها بسرعة تُحاوط عنقه بذراعيها ليقربها منه أكثر ويتعمّق في قبلته لها .. ابتعد عنها قليلاً ملتقطاً أنفاسه لينظر نحوها وهي تلهث بعنف ووجهها اصطبغ بحمرة محببة وشفتيها انتفختا باحمرار ..
, دفعها لتسقط على السرير خلفها وانحنى فوقها يعود لتقبيلها قبلات خفيفة متفرّقة على وجهها ليعود نحو شفتيها يأخذها برحلة أخرى من عشقه وهيامه .. هامساً بين قبلاته الكثيرة بحبه لها وتنفيذه لكل ماتريده .. وهي تبادله بشغف وتتخلل بيديها بين خصلات شعره الغزير تقرّبه منها أكثر ..
, خرجت نور من الحمام تجفف شعرها بمنشفة صغيرة بين يديها .. رفعت رأسها لتجحظ عينيها ناظرة للإثنين أمامها بصدمة ..
, شهقت بخجل صارخة وهي تستدير بجسدها عنهما مغطّية وجهها بيديها: عااا أنتوا بتعملوا إيييه هناا ؟
, انتفض أدهم ناهضاً من فوق ليلى بهيئتها المبعثرة وشعرها الفوضوي الذي فكه من عقدته أثناء جموحه الجارف ..
, وقف يلتقط أنفاسه بسرعة ماسحاً على شعره وجذبه بعنف وخجل من الموقف الذي وُضع به ، ازدادت ليلى احمراراً وعدّلت ثيابها بارتجاف ونهضت بحرج شديد لينظر إليها أدهم باتّهام فهي من عرّضتهم لهذا الموقف المخجل .. نظر نحو نور التي مازالت تدير ظهرها لهم وتغطي وجهها بيديها ليتسلل احمرار طفيف لوجهه شاعراً بخجل من رؤية أخته الصغيرة لهم بهذا الوضع .. والمشكلة بأنهما في غرفتها هي وعلى سريرها .. حمد **** في سره بأنه لم يتمادى أكثر فقد كاد يفقد السيطرة على نفسه ويأخذ راحته أكير وهو ينوي معها على كل خير ..
, أبعدت نور يديها من فوق عينيها واستدارت نحوهم ببطئ .. تشبّثت ليلى بذراع أدهم تُخبئ نفسها خلفه لينظر نحوها عابساً بغيظ .. هتفت ليلى بتلعثم: ده د د ده أخوكي أنا مليش دعوة ..
, تحمحمت نور بخجل متجنبة النظر لأدهم هامسة: أنتوا بتعملوا بأوضتي إيه ؟
, همس أدهم بغيظ: دي ليلى الكلبة ..
, شهقت ليلى بدهشة: أنااا مش أنت اللي لحقتني وماشي في ديلي ؟
, نظر إليها بغضب واحتقان لتهتف نور بخبث طفيف: طب تاني مرة ابقوا خدوا بالكوا لو في حد شايفكوا مش لحاجة بس عشانكوا يعني عشان تاخدوا راحتكوا ومتقطعوس اللحظات ال أ أإحم الحميمية ..
, رفع أدهم حاجبيه بذهول من كلامها .. أهذه هي أخته الصغيرة التي رباها على يديه .. التي تخجل من الهواء .. مسكين كم هو مغشوش بأخواته فعلاً ..
, أمسك ليلى يسحبها من ذراعها هامساً: إمشي يا فضيحة يخربيتك هتبوظي سمعتي ، لينا أوضة تلمنا على رأي سيف اللي مش عاجبك ده ..
, سحبها معه للخارج وقبل أن يخرج ألقى نظرة عابسة نحو أخته هاتفاً بغيظ: قليلة أدب ..
, خرج صافعاً الباب ورائه لتتعالى ضحكات نور من خلفه: قال أنا قليلة أدب أمال اللي شوفته قودامي كان إيه ؟
, صمتت واقفة مكانه لتهتف بتنبه: إيه ده نسيت أسألهم لو أوضتي عاجباهم وبتفتح النفس كده هديهالهم و**** ..
, عادت للضّحك مجدداً بصوت عالي سمعه أدهم وازداد غيظه ليدفع ليلى لغرفتهما مُغلقاً الباب ورائه ..
, عدّلت ثيابها بتذمّر هاتفة: إييه يا جدع بالراحة ..
, أدهم بغيظ: راحة ؟ و**** مش هتشوفيها تاني . بقا أناا أناا تحطيني بالموقف الزبالة ده ؟
, رفعت حاجبيها بدهشة: زبالة إيه ياعم وماله يعني خلاص ده سوء تفاهم بس ..
, هتف بغضب: سوء تفااهم إييه البت شافتنا وإحنا بالوضع ده لا وفوق كده كنا فأوضتها وعلى سريرها شوفتي المسخرة ؟
, حكّت رأسها بحرج متمتة: طب خلاص حاجة وعدّت ..
, نظر نحوها بغيظ: عدت آه وأنا هعمل إييه بعد كده ؟ نور دي بنتي ومنكتش عايزها تشوفنا كده ..
, رفعت نظرها نحوه وهي تدرك معنى كلامه وشعوره لتهتف: بس إحنا مبنعملش حاجة غلط يعني إحنا متجوزين ..
, أدهم: أيوه بس مش بأوضتها أوووف منك يا ليلى ..
, ليلى: طب خلاااص بص أنا هبقى اشرحلها الحكاية كلها متقلقش وهقولها إني أنا اللي جيت أوضتها وافتكرنا إنها مش موجودة ..
, نظر نحوها بعبوس لتبتسم هاتفة: خلااص بقا فكها بلاش التكشيرة دي طيب ..
, زفر ماسحاً وجهه بهدوء لتهتف: م أنت الحق عليك معرفتش تمسك نفسك يعني ، معليش أنا عارفة إني جذابة بس شوية شوية مش قدام الناس ..
, أدهم بغيظ: والنبي اسكتي .. مش انتي اللي عاملة فيها زعلانة وروحتي أوضتها كله منك ..
, قطبت جبينها بتذكر هاتفة: أيوه صح افتكرت أنا زعلانة منك متكلمنيش ..
, نظر إليها باستهزاء: أيوه أيوه امشي ارجعي روحي أوضتها تاني ..
, نظرت إليه بغضب هاتفة: أنا بتكلم جد أنت مصالحتنيش ..
, تنهد مقترباً منها: أنتي عايزة إيه تروحي تقعدي عند أهلك ؟ ماشي يا ستي هنروح ..
, رفعت نظرها نحوه بتفاجؤ ولم تستطع منع ابتسامة سعادة على شفتيها: بجد ؟
, ابتسم يهز رأسه بخفوت لتهتف: وسيف ؟
, أدهم: خلاص متهتميش اللي انتي عايزاه هعملهولك .. جهزي نفسك بكرا هنروحلهم ..
, هزت رأسها بسرعة بسعادة ليتجه نحو المرآة يعدل من ملابسه وشعره هاتفاً: كليتك مبتروحيش عليها ليه يا هانم ؟
, اختفت ابتسامتها لتهتف بغيظ: مليش نفس ..
, استدار نحوها متسائلاً: ليه ؟ في حاجة بتزعجك ؟
, هزت رأسها بالنفي هاتفة: لأ بس حاسة إني مليش نفس ، أنا عايز أقضي وقت أكبر مع أهلي .. بعدين متخفش عليا أنا تعودت على كده من السنة الأولى مبداومش غير الحاجات المهمة وبركز شوية في وقت الإختبارات ..
, نظر نحوها بصمت وهو يعلم بأن طبيعة حياتها القديمة كانت مُتعبة وقاسية عليها وقد كانت تعمل لتجلب المال بدلاً من أن تقضي وقتها ذاك في دراستها وجامعتها .. تنهد بحرارة وهو يشعر بأنه يُريد أن يفرحها وأن قراره بالذهاب معها إلى أهلها لن يتراجع عنه أبداً وهذا أكثر ما سيُسعدها ..
, أومأ برأسه هاتفاً: يبقى تقدري تقضي وقتك ده في الشركة ..
, نظرت إليه بدهشة: يعني إيه ؟
, ابتسم مقترباً منها: يعني بدل م تقضي كل وقتك في البيت من غير كلية ولا حاجة تيجي تقعدي في الشركة وتتعلّمي شوية حاجات تنفعك ..
, رمشت بعينيها بذهول لتتسع ابتسامتها صارخة بلهفة: أنت بتتكلم جد ؟؟؟؟
, ابتسم باتساع: أيوه إلا لو كنتي مش عايزة ؟
, هتفت بانفعال: مش عااايزة ؟؟! أنت بتهزر ده أنا مصدقتش وافقت .. يعني هتشغلني معاك يا أدهمم صححح ؟
, أدهم وهو يربت على وجنتها بخفة: أيوه ياروح أدهم هتيجي معايا في المكتب وعلمك كل حاجة ..
, رفعت نفسها تتعلّق به وتُحاوط عنقه بذراعيه قافزة بمرح: حبييب قلبي يا دووومي يا عسللل أنتت ٣ نقطة
, ضحك بخفة محاوطاً خصرها وهي تقفز بين ذراعيه بسعادة ..
, قطّب سيف حاجبيه بريبة وهو يخرج من غرفته ويسمع أصوات صراخها وضحكها المرتفع .. ضيّق عينيه واقترب واقفاً أمام باب غرفتهم ..
, سمعها تضحك بمرح لتضيق عينيه أكثر يُريد معرفة السبب ..طرق الباب عدة طرقات خافتة ولكن لم يُجبه أحد ..
, عاد ليطرق بصخب هاتفاً: أدهم أنت هناا ؟ أنا هفتح الباااب ٤ نقطة أنا هفتحه هااا ٣ نقطة هفتحه ..
, تأفف عندما لم يُجبه أحد وقطّب جبينه بعبوس ليُفتح الباب عندها ويظهر أدهم أمامه ليبتسم بخفوت هاتفاً بفضول: أنتوا بتعملوا إيه ؟
, اقتربت ليلى هاتفة بغضب: وأنت مالك بنعمل إيه راجل ومراته إيه اللي حشرك بالنص ؟
, نظر إليها سيف ببرود: ريحي أنتي على جنب أنا مبتكلّمش معاكي ..
, ثم نظر لأدهم قائلاً وهو يُشير لليلى: البت دي ليه كانت تضحك ؟
, ليلى بعصبية: إيه بت دي بت أما تبتك احترم نفسك أنا مرات أخووك ..
, ابتسم سيف ببرود: أممم عفواً مش بنت بقيتي مدام ولّا أنا غلطان ؟
, تراجعت بخجل طفيف من وقاحته ليهتف أدهم: سيف احترم نفسك ..
, تنهد سيف بخفوت قائلاً: ليه كنتوا تضحكوا ؟
, ليلى ببرود: مفيش مبسوطة علشان هبدأ شغل مع أدهم بالشركة ..
, رفع سيف حاجبيه بدهشة ناظراً لأدهم: هتشغّلها معاك بجد ؟
, أدهم: أيوه عندك مانع ؟
, سيف: وأنا ؟ مش قولتلي هبدأ شغل كمان ؟
, أدهم: أيوه أما تبقى كويس هتبدأ شغل دلوقتي لأ ..
, هتفت ليلى سريعاً: ومبسوطة برضه عشان أنا وأدهم هنروح نقعد مع أهلي الوقت اللي أنا عايزاه ..
, نظر أدهم نحوها بدهشة وغضب لأنها أخبرته ولكنها رمقته بتحدّي ولامُبالاة ..
, هتف سيف بحذر: هتروحوا تقعدوا مع أهلها ؟
, أدهم بهدوء: أيوه ..
, سيف: وأنا ؟
, ليلى: أنت إييه ليكون هو البيبي سيتر بتاعك ومش عارفين ؟
, قطّب سيف جبينه ناظراً لأدهم بضيق ، فهتف أدهم: أنت إيه ؟
, صمت سيف ينقل نظره بينهم ثم همس: مفيش ، أنا كويس ..
, استدار عائداً لغرفته بصمت ليهتف أدهم: عاجبك كده ؟
, ليلى: أيوه عجبني جداً ..
, زفر أدهم قائلاً: طب يلا بقا أنا همشي تأخرت أووي مش كفاية صحيت متأخر ..
, وقف سيف في شرفة غرفته ناظراً أمامه بضيق وحزن .. لمح سيارة أحمد تدخل عبر البوابة ليترجل منها بهدوء .. قطب جبينه ضاغطاً على سور الشرفة بقبضتيه وقد عاد إليه غضبه منه من جديد ..
, كاد ينزل إليه ليطرده ويُفرغ غضبه به لما قاله لمصطفى ولكنه وجد أدهم يخرج من باب الفيلا وأحمد يقترب منه سريعاً يسحبه من ذراعه بجمود ..
, قطب حاجبيه مضيّقاً عينيه وهو يراهم يقفون معاً قرب سيارة أحمد ..
, هتف أدهم: فيه إيه يا أحمد مالك ؟
, أحمد بهدوء: اسمع قبل فترة قصي كلّمني ، وقال إن ٤ نقطة قلي إن شريف دخل العناية نتيجة جرعة مخدرات زايدة .. بس كان الوقت مش مناسب علشان نقولك لأن وقتها كانت أم مصطفى اعترفت بأهل ليلى الحقيقيين وكده ..
, تكتّف أدهم هاتفاً بجمود: والمطلوب دلوقتي ؟ رجع كلّمك وقلك تخبّرني صح ؟ أهو عرفت متشكر ليكوا ، هعمله إيه يعني .. **** يشفيه ..
, تردد أحمد ناظراً إليه بحذر: هو كلّمني النهاردة بس ٣ نقطة
, أدهم: خلاص عرفت يا أحمد قوله إنك خبرتني ..
, مسح أحمد وجهه بارتباك قائلاً: م هو مش عايزني أقولك الحاجة دي ، فيه حاجة تانية ..
, ضيّق أدهم عينيه باستفهام: إيه ؟
, زفر أحمد هاتفاً: شريف ٣ نقطة كان في العناية ووضعه حرج و٤ نقطة هو مات ٤ نقطة
, رفع نظره لأدهم ليراه متجمداً مكانه وعيناه مثبّتتان عليه وكأنه لم يستمع .. يعلم بأن وضعه ليس بهيّن .. فقد عاش طوال حياته بعيداً عنه يكرهه لكنه هو صديقه ويعرفه جيداً .. يعلم بأن جزءاً صغيراً مُخبّئاً في قلبه كان ما يزال مُحتفظاً بصورة والده القديمة .. في حيّهم القديم عندما كان مايزال طفلاً صغيراً يلعب حوله وهو يجلس في البقّالة خاصتهم ..
, همس بخفوت يُخرجه من جموده: أدهم أنت لازم تيجي معايا عشان هيخرجوه يمكن من المستشفى لازم نعمل الإجرائات .. تقدر تجيب مصطفى معاك هو كمان لازم يعرف ..
, نظر إليه نظرة جامدة ضائعة وهز رأسه بشرود متجهاً إلى الداخل .. ليبقى أحمد واقفاً مكانه واستند على سيارته بتعب ..
, لم تمضِ دقيقة وخرج أدهم ومعه مصطفى الذي رآه أمامه في الصالة ولم يخبره بشيء سوى: شريف مات ..
, اقتربا من أحمد الذي هتف وهو يستقل سيارته: يلا تعالوا ..
, اتجه أدهم نحو سيارته ليتبعه مصطفى ويجلس بجانبه .. وانطلقت سيارتهم خلف سيارة أحمد خارجين من البوابة ..
, ضيّق سيف عينيه وانقبض قلبه بشدة شاعراً بشيء غريب غير طبيعي وعدم راحة ..
, انطلق بسرعة خارجاً من غرفته ليصطدم بنور التي هتفت: فيه إيه مالك ؟
, لمْ يُجبها واستمرّ بنزوله درجات السلم راكضاً بسرعة نحو الخارج ليستقلّ سيارته بسرعة كبيرة خارجاً من البوابة رغم مُحاولة الحراس لمنعه بسبب حالته الصحيّة ..
, انطلق بها بسرعة هائلة واتجه للطريق الرئيسي ليُخفّف سرعته عندما لمح سيارتهم من بعيد .. مشى على بعد مُناسب يُتابعهم بعينيه وهو يحاول طرد الأفكار السيئة التي اشتعلت بذهنه ..
, حاول قدر الإمكان أن يُحافظ على المسافة بينهم رغم كثرة السيارات ولكن نظره مثبت على سيارة أدهم التي يحفظ شكلها ونمرتها عن ظهر قلب ..
, توقفت السيارات أمام المستشفى الموجود بها شريف .. ليترجل كل من أدهم ومصطفى واقترب منهم أحمد ليدخل الثلاثة إلى الداخل تحت نظرات سيف المُستغربة .. وهو يعلم هذه المستشفى جيداً .. نزل من السيارة يلحقهم إلى الداخل بسرعة من غير أن يروه ..
, وصلوا إلى الغرفة التي يوجد بها شريف ليجدوا قصي واقفاً أمامها مع بعض العساكر .. رفع نظره إليهم ليرى ملامح أدهم الجامدة ومصطفى كذلك ..
, تنهّد قائلاً: قبل ساعة قلبه وقّف .. كان بيتنفس ع الأجهزة من فترة .. يعني كان شبه ميت ..
, لم يُجبه أحد وكل منهم سابح في أفكاره .. فتح قصي الباب ودخل أمامهم ليدخلوا بعده ..
, أول ما وقعت عيني أدهم عليه هو ذلك الجسد المغطّى كاملاً بالبياض .. بدأ يقترب ببطء وعيناه لم تحيدا عنه .. كان شريف متمدّد على السرير لا يظهر منه شيء وتلك الملائة البيضاء تغطّي جسده بالكامل ..
, توقّف عندما وصل إليه .. وقف بجانب السرير بصمت وجمود غريب .. برود قاتل ما شعر به ، برود سكن أطرافه وجمّدها ومنعه من رفع يده لإزاحة الملائة عن وجهه .. فقط توقف ، وتوقف الزمن من حوله ..
, اقترب قصي يُبعد الملائة ليظر وجهه الشاحب .. بهالات حمراء وسوداء حول عينيه المنتفختين بشدة .. ولونه بدأ يميل للون الموت لشحوبٍ أكثر وبرود ..
, وقف أحمد بجانبه .. ينظر تارة نحو شريف ثم يعود بنظره لأدهم يُحاول قرائة أفكاره .. وأدهم شارد في دنيا أخرى .. عالم آخر مليء بالحب والدفء وفجأة تحوّل لصقيع .. لقسوة وجنون وموت ..
, شريف .. والده ها هو أمامه .. كم تمنى في صغره أن يموت .. في كل عملٍ عَمِلَ به ، في كل مذلّة ومهانة لاقها كان يدعي عليه من قلب محروق متألم .. قلب *** جريح يُعذّب بذنب لا علاقة له به .. ها هي دعواته تتحقق .. بعد أكثر من عشرين عاماً ها هو يراه أمامه ميّت .. جثة هامدة لا حياة فيها ولا نفس .. ذلك الحقد الذي كان يشعره ، تلك القسوة التي زُرعت داخله تجاهه جعلته يدعي عليه بكل قسوة ووحشية وهو واثق بأنه عندما يموت لن يهز به رمش ولن تدمع له عين .. كان واثقاً بأنه سيطير فرحاً ، سيقفز يُهلّل ويصرخ بسعادة في كل الأحياء والحارات التي يمرّ بها .. كان واثقاً ومُستعداً .. ولكن لمَ الآن تلك القبضة الجليدية تُمسك به وتكاد تخنقه ؟ لم تلك الغصة استحوذت منه تخبره بأنه تيتّم ؟ ألم يكن يتيماً من قبل ؟ هل شعر بأن لديه أباً في يوم من الأيام ؟ لمَ الآن حتى شعر بذلك ؟ أحسّ بأنه كان له أب وخسره .. أحسّ بأنه في هذه اللحظة بالذات .. أصبح اسمه يتيم بحق ٣ نقطة!
, هل يُعقل بأن أمله المسجون داخله كان ما يزال حياً حتى هذا اليوم ؟ هل أمله بأن يعود إليهم نادماً مُكفّراً عن أخطائه مُحتوياً عائلته بين أحضانه بقلب جديد وحياة جديد .. هل كان مازال موجوداً فعلاً ؟
, أجل كان موجود كان حياً ، يُصارع وينازع الموت كل ليلة ، بقيَ صامداً داخله حتى الرمق الأخير ولكن بموت شريف الآن أعلن موته ٤ نقطة!
, فُتح الباب فجأة ، وصوته أخرج أحمد وقصي من هدوئهم المهيب .. لتتوسّع عينيهم عند رؤية سيف يقف أمامهم وكان نظره مثبّت علی ذلك السرير وذلك الجسد .. حيث يقف أخيه بجمود ..
, اقترب بخطوات بطيئة يرمش بعينيه بعدم استيعاب .. ذلك الوجه ظهر أمامه .. كان شاحباً بشكل مُخيف .. كان مُختلفاً عن المرة الوحيدة التي رآه بها .. تلك المرة التي لم تؤثّر به أبداً .. لم تؤثر بشريف وهو يرى أمامه قطعة منه لم يرها منذ سنين طويلة بل زادته خبثاً وقذارة ٣ نقطة
, تلك المرة التي أراده بها أن يخون أخاه ، كما فعل هو .. التي كان يُريد بها أن يزرع داخله حقد وكره على أخيه وها هو الآن هو وأخوه يقفان معاً أمامه وهو راقد جثة بلا حراك ..
, ارتجفت شفتيه فجأة وازداد معدّل تنفسه وضربات قلبه تسابقه .. اقترب أكثر من السرير مدّ يديه المُرتجفتين يُمسك بجسد شريف الراقد ..
, هزه قليلاً بخفوت .. عاد ليهزه ثانية بقوة أكبر ودموع متحجّرة ملأت عينيه .. همس بجمود: قوم ٧ نقطة أنت مش سامعني ؟ بقوولك قووووم ..
, بدأ صوته يعلو فجأة وهزّاته لجسده تزداد عنفاً حتى بدأ جسده الساكن ينتفض فوق السرير وسيف يصرخ: قووم أنت مينفعش تمووت .. مينفعش تمووت كده قووم أنت لازم تتعذب .. لازم تموت ألف مرّة وأنت عايش لازم إحنا نقتلك إحنا نموتك مينفعش تموت بالسهولة دي قوووم ٣ نقطة
, نظر أحمد لأدهم الذي مازال واقفاً ببرود وجمود تام ومازالت أفكاره تسبح في دنيا أخرى وكأنه لا يشعر بشيء من حوله .. نظر نحو قصي بقلق ثم استدار ناظراً نحو الباب ..
, كان مصطفى مازال واقفاً هناك بغير حراك .. جامد كجمود أدهم وربما أكثر من ذلك .. يُراقب ذلك الميت أمامه من يقال عنه أنه والده ٣ نقطة والده ؟!!
, أغمض عينيه بحرقة تسري داخله .. والده الذي أنجبه بالحرام من أمه .. أمه زوجة أخوه الذي عاش معه طوال سنين على أنه أبوه ..
, كيف يستطيع احتمال ذلك ..؟ جمود غريب وفراغ كبير يشعر به داخله .. وكأنّ داخله غرفة فارغة من أيّ شيء وهو متأكّد بأنه لو صرخ داخله الآن لتردد صوت الصدى أعلى من صرخته بكثير .. داخله فارغ حتى من الهواء فقد بدأ يختنق شيئاً فشيئاً ..
, ازداد صراخ سيف الذي طفرت دموعه بغير إرادته ، كان مقهوراً ، موجوعاً ليس لنفسه فقط بل لأدهم ومصطفى ونور ووالدته .. مقهوراً من حياة عاشوها بقسوة كله بسبب ذلك الميت ..
, صرخ به بجنون: موتت لييه ؟ بعد كل اللي عملته تموت بالسهولة دي ؟ بعد كل القذارة اللي عيشت بيها تموت كده ؟ ليه مرجعتلناش ؟ ليه مكنتش زي كل الآباء هاا ليه ، ليه تعمل بمراتك وعيالك كده حرام علييك موتت لييه قبل م تجاوبني ؟ موتت ليه قبل م ترجعلنا إحنا عايزين أب .. و**** عايزين أب .. حرام عليك حرمتنا منك لييه ؟ قول ليه عملت كده ؟ لييه قتلت عيالك ودبحتهم كده ليه مرجعتش لينا كنا سامحناك .. و**** كنا سامحناك بس كنت ارجع .. ارجع وقولنا إننا عيالك .. ارجع وخدنا بحضنك ارجع وخلينا نقولك بابا .. ارجع يا شريييف .. يا أبويااا .. ارجع حرام عليك حرام **** ينتقم منك .. **** يحرقك أنت مكنش لازم تموت كده لازم تتحرق لازم تتعذب أنت أقذر حد شوفته بحياتي أنت قذر واحد قذررر ..
, اختنق صوته في النهاية ليصبح شهقات خافتة مؤلمة ليهتف أحمد بأدهم الذي مازال جامداً رغم أن أذنيه التقطتا صوت سيف الصارخ وكلماته التي مسّت قلبه .. تلك الكلمات التي كان يُريد البوح بها .. التي كانت تسكن قلبه منذ زمن وأراد الصراخ بها باحتيااج هاقد قالها سيف بدلاً عنه ولكن لا من مُجيب .. فمن يترجّاه ، يصرخ به ، يسبّه ، يشتمه ، ميت والأموات لا تعود للحياة أبداً ..
, هتف أحمد بأدهم: أدهم امسك نفسك مش شايف أخواتك يلا لازم تخرجهم من هنا وتبدأ بالإجرائات مينفعش كده ..
, نظر أدهم نحوه بشرود وضياع ليُمسكه أحمد من كتفيه هاتفاً: فوق يا أدهم علشان خاطري الوضع مش مستحمل .. ثم استدار نحو مصطفى الجامد هاتفاً: وأنت يا مصطفى خلاص هو مات متقدروش تعملوا حاجة بقا .. بصوا سيف حالته إزاي مش هو مريض ومينفعش يتعرض لأي ضغط ؟ هيتعب أكتر لو سيبتوه كده فوقوا بقا عشانه هو ..
, رمش مصطفى بعينيه هامساً فجأة: س سيف جه إزاي ؟
, أحمد: مش عارف أكيد كان لاحقنا ..
, نظر مصطفى نحو سيف واقترب منه وقد كان يجلس أرضاً قرب سرير شريف مازال يضرب جسده بقبضتيه التي خارت قوتهما بضعف كبير ..
, انحنى قربه يُمسكه بكتفيه هاتفاً: كفاية بقا يا سيف تعال قوم معايا ..
, أبعده سيف عنه بضعف ولكن مصطفى عاد ليتمسّك به ويُحاول رفعه لينهض سيف معه وهو يشعر بضياع كبير وتشتت ..
, دار بعينيه حوله في الغرفة وعادت لتسقط على جسد شريف أمامه .. رفعهما ناظراً نحو أدهم .. كان مازال جامد مكانه ينظر إلى اللاشيء ..
, ورؤيته هكذا آلمت قلبه عليه وزادته قهراً بشدة .. يشعر بألمه .. يخاف عليه من مشاعره داخله يعلم بأنه أكثر شخصاً بهم سوف يتألم ويتأثر .. رؤيته بهذا الضياع زادته ضياعاً أكثر وهو الذي دائماً ما كان يجد نفسه به ..
, فلتَ من يدي مصطفى واقترب منه ببطء حتى وقف أمامه .. وأدهم ينظر إليه .. أو ينظر من خلاله .. فهو لا يرى شيئاً أمامه ، نظره مثبّت بجمود وضياع ..
, همس سيف ببكاء: أدهم ؟
, لم يُجبه وبقي على حالته تلك ليرفع سيف يديه يُمسكه من ملابسه هاتفاً: أدهممم رد علياا ..
, اقترب قصي منهم ليُشير إليه أحمد بالتوقف ، فهو يعلم بأن سيف وحده القادر على إخراج أدهم من دائرة جموده القاتل ..
, بقيَ جامداً كما هو ليزداد بكاء سيف خوفاً من حالته واقترب أكثر يُحيطه بذراعيه بشدة دافناً نفسه داخل أحضانه ومتكئاً برأسه فوق صدره يدفعه داخله وكأنه يريد الإحتماء به أو يريده أن يشعر بوجوده ..
, رمش أدهم بعينيه فجأة شاعراً بيدين تشتدّان من حوله وجسد سيف يرتجف بين أحضانه .. أخفض نظره إليه لٍظة ثم رفع يديه ببطء ليعانقه بقوة أكبر ، يمدّه بالدعم أو يستمدّه منه ، فكلاهما منهار .. تائه .. وموجوع ..
, همس بصوت مخنوق: سيف ..؟
, صرخ سيف وهو يزيد تشبثاً به: أدهمم .. شريف ماات .. م مات أبوك مات يا أدهم ال اللي أذاك وعذبك مات خ خلاص ..
, أغمض أدهم عينيه بألم هامساً بخفوت: أيوه مات خلاص شريف مات .. شريف انتهى من حياتنا خلاص ..
, ربت أحمد على كتف أدهم ليتنبه له ، هز رأسه بخفوت وأبعد سيف عنه والتفت يلقي نظرة أخيرة على ذلك المسمى أباه ثم خرج مع أحمد خارج الغرفة ليلحق بهم سيف سريعاً ..
, عاد قصي ليرفع الملائة يُغطي جسد شريف كاملاً وخرج من الغرفة ، ليبقى مصطفى وحده .. رفع نظره إليه واقترب من سريره ، مدّ يده يُزيح الغطاء عن وجهه ووقف يتأمله بصمت ..
, همس بخفوت جامد: مش عارف أقولك إيه بجد .. كسبت إيه من كل اللي عملته ده يا شريف ؟ قولي كسبت إيه ؟ أهو أنت موتت ومحدّش من ولادك زعل عليك أبداً .. بالعكس هما ارتاحوا منك .. ارتاحوا منك يا شريف .. يا أبويا .. كان لازم أقوك كلمة أبويا علشان تحسّ .. عشان تتوجّع لو فيك حتة رحمة وضمير .. استفدت إيه وأنت دلوقتي وحيد معندكش حتى حتة عيل صغير يدعيلك بالرحمة .. باللحظة دي بالذات مفيش حاجة هتنفعك حتى فلوس الأرض كلها مش قادرة تساعدك وأنت وحيد .. إحنا بس اللي كنا هنساعدك .. ولادك وعيلتك اللي كانوا هيقفوا جنبك يدعولك ويترجّوا **** يرحمك ويغفرلك .. بس أنت خسرت حتى الميزة دي خسرتها بإيدك وعمايلك القذرة .. خلّيك بالعذاب دلوقتي اتعذب لوحدك ..
, خرج من الغرفة سريعاً واستدار يُلقي عليه نظرة أخيرة قبل أن يُغادر خارج المستشفى كلها ، ليقف قرب سيارة أدهم مُستنداً عليها بتعب ووجع ..
, بعد لحظات طويلة اقترب منه أدهم وسيف وأحمد من خلفهم .. هتف أدهم: مصطفى أنت هنا كنت بدور عليك ..
, التفت إليه هامساً بخفوت: اتخنقت جوا مقدرتش أبقى .. الدفنة إيمتى ؟
, أدهم: لبكرا ، عشان دلوقتي معدش نلحق ..
, أومأ برأسه بخفوت وهو يُخفض رأسه أرضاً بوجع وانكسار ، اقترب أدهم منه ووقف أمامه مُمسكاً بكتفيه بقوة هاتفاً: شريف مات خلااص .. متفكّرش بحاجة تانية ، المهم إحنا مع بعض .. مفيش حاجة هتفرّقنا .. اللي كان سبب كل عذابنا وبُعدنا عن بعض خلاص ارتحنا منه ومعدش موجود .. المهم دلوقتي إحنا وبس ..
, رفع نظره يُطالعه بعينين لامعتين بالدّمع ولم يقوَ على قول أيّ شيء ليهز رأسه بصمت ، جذبه أدهم بقوّة يُعانقه بشدة وحنان خربّتاً علی ظهره بدعم ليُبادله مصطفى باحتياج مُغمضاً عينيه بقوّۃ .. هو لم يعد وحيداً الآن ولا منبوذاً كما في السّابق .. أصبح لديه عائلة .. وأخوة حوله فمّما يخاف ؟
, ابتعد أدهم عنه ليرفع مصطفى نظره فتلتقي بعيني أحمد الذي يُتابعهم عن قرب .. اقترب أحمد منه حتى وقف أمامه هامساً: مش عارف أعزيك أو لأ ..
, ابتسم مصطفى بسخرية: قول اللي أنت عايز بلاش مقدّمات ..
, ابتسم أحمد هامساً: حقك عليا ..
, مصطفى بابتسامة: م أنا عارف ..
, توسّعت ابتسامة أحمد واقترب يحتضنه بخفة ، عندما تعالى رنين هاتفه ، أخرجه ليجدها نور ليبتعد عنهم هاتفاً: طب يلا أنا هلحقكوا على الفيلا ..
, ابتعد مُتجهاً إلى سيارته وهو يُجيبها: أيوه يا نور ..
, هتفت بلهفة: وأخيراً رديت عليا ؟
, تنهد وهو يجلس في سيارتً ناظراً أمامه بصمت لتهتف بقلق: مالك يا أحمد أنت كويس ؟
, تمتم بخفوت: أيوه كويس متشغليش بالك ..
, ضيّقت عينيها بقلق: مال صوتك ؟ إيه اللي حصل يا أحمد سيف خرج من فترة بسرعة من غير م يقولي وكان شكله مستعجل ومتوتر قولي فيه إيه أخواتي كويسين ؟
, أحمد: كويسين يانور متقلقيش ودلوقتي راجعين الفيلا كلنا ..
, نور بقلق أكبر: راجعين كلّكوا ؟ يبقى أكيد في حاجة حصلت صح ؟
, مسح على وجهه بإرهاق هامساً: فيه حاجة حصلت بس متقلقيش كلهم كويسين دقايق وهنكون عندك ..
, صمتت قليلاً ثم همست بخفوت: تمام مستنياكوا ..
, هتف أدهم لمصطفى وسيف: يلّا خلونا نرجع لازم ماما تعرف باللي حصل ..
, رفع مصطفى نظره متنبّهاً .. فكّر كيف ستكون ردة فعل والدته رقية عندما تعلم بأن شريف قد مات ؟ وتفكيره ذاك قد زاده قهراً وألماً عندما ذكّره بأن والدته كانت عشيقة له وخائنة لزوجها وقد أنجبته بالحرام ..
, استدار سيف مُتجهاً نحو سيارته ليهتف أدهم: أنت رايح فين ؟
, التفت إليه هامساً بتعب: عربيتي هنا هرجع بيها ..
, أدهم: اطلع معايا أنت تعبان مش هينفع تسوق نبقى نبعت حد ياخدها ..
, لم يُجادله ودخل سريعاً في المقعد الخلفي فقد كان بالفعل مُتعباً جداً وربّما لقائه بوالده قد استهلك كل طاقته ونفسيته .. ليسند رأسه على زجاج النافذة قربه مغمضاً عينيه بتعب وإرهاق شديد ..
, دخل مصطفى السيارة بجانب أدهم لينطلق بها سريعاً متّجهين نحو الفيلا ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, - في العاصفة وحدها ، يتعرّف الطير على شكل جناحيه ..
, ٣٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, وصلوا إلى الفيلا ليترجل أحمد من السيارة متجهاً نحو الداخل فيجد نور قد فتحت الباب بلهفة تنتظرهم ..
, استدار مصطفى للخلف مقطّباً جبينه عندما لم يستشعر أي حركة من سيف ليجده مستنداً على الزجاج ويبدو أنه قد نام من كثرة التعب ..
, هتف مصطفى: سيف يمكن نام ..
, التفت أدهم للخلف ثم هتف: اسبقني أنت لجوا هجيبه معايا بلاش نصحيه ..
, خرج مصطفى من السيارة ليجد نور تقف مع أحمد الصامت أمام الباب ، ابتسمت بارتياح لا إرادياً عندما وجدته بقترب منهم لتعلم بأنه بخير ..
, اتجه أدهم للباب الخلفي يفتحه ليرفع سيف النائم بين يديه وُيخرجه من السيارة وهو يحمله .. شهقت نور بهلع وتركتهم راكضة نحو أدهم: س سيف ماله إيه اللي حصله ؟
, أدهم بخفوت: هشش وطي صوتك هو نايم مفيش حاجة اهدي ..
, اهتزت عينيها بقلق: نايم ليه طيب هو كويس ؟
, أدهم: كويس بس تعب شوية ونام ادخلي بقا هطالعه أوضته ونازل حالاً ..
, أومأت برأسها لتدخل ويدخل خلفها أحمد ومصطفى نحو الصالة فيما صعد أدهم للطابق العلوي ليضع سيف في غرفته ..
, مدّده فوق السرير وانحنى ينزع حذائه ثم دثره بالغطاء .. خرج من الباب قبل أن تقع عينيه على درج مفتوح في التسريحة وفوقها علبة دواء فارغة ..
, قطب جبينه مقترباً منه ليجد في الدرج عدة علب فارغة وبرشام دواء ربما لوجع الرأس فارغ نصفه .. أمسكه يتمعّن النظر به ثم ألقى نظرة غريبة مفكرة نحو سيف النائم ..
, ما إن دخلوا الصالة حتى هتفت جمانة التي تجلس بجانب ليلى بقلق: إيه اللي حصل كنتوا فين ؟
, جلس مصطفى فوق أحد المقاعد ليتبعه أحمد وجلست قربه نور بقلق هي الأخرى ..
, هتفت جمانة بنفاذ صبر: م تردوا قولوا قي إيه بقاا فين أدهم وليه سيف كان نايم كده ؟
, زفر أحمد بضيق ثم هتف: دلوقتي أدهم هيقولك كل حاجة اتطمني كلنا بخير ومفيش حاجة تقلق ..
, ضيّقت عينيها ناظرة إليهم فيما كان مصطفى نظره مثبّت نحو رواق طويل فيه تقع غرفة والدته .. خائف ومتألم من ردة فعلها مهما كانت ..
, نزل أدهم في تلك اللحظة بعقل شارد ، اقترب منهم جالساً بصمت فوق أحد المقاعد لتهتف جمانة: أدهم قولي بقا فيه إيه ؟
, رفع نظره نحوها بتنبّه ثم زفر بحرارة ونهض مقترباً منها حتى جلس قربها .. تابعته باستغراب وهو صامت ، ثم مد يديه مُحيطاً إحدى كفيها وهو يربت عليها بخفة ..
, جمانة: أدهم ؟
, تنهد هامساً: متخافيش كلنا بخير وكويسين .. مفيش حاجة هتعذبنا وتكسرنا تاني ..
, نظرت إليه بترقب ليرفع نظره داخل عينيها هامساً: شريف .. مات النهاردة ..
, تجمدت مكانها بصدمة ناظرة إليه بتمعن لتهتف: قولت إيه ؟ م مين اللي مات ؟
, أدهم: شريف .. شريف مات خلاص .. كان في العناية واخد جرعة مخدرات عالية ..
, نقلت نظرها بينهم والجميع يُطالعها بصمت .. شعور غريب ما شعرت به لحظتها .. لا تعلم هل تحزن على زوجها وأب أولادها أم لا .. نهضت بصمت متجهة إلى غرفتها لتغلق الباب خلفها بهدوء ..
, رفع مصطفى نظره نحو الرواق الذي يضمّ غرفة والدته .. وحدة من استمع لشهقة خافتة بصوتها .. شهقة آلمت قلبه بشدة ..
, دخلت جمانة إلى غرفتها .. جلست فوق سريرها ناظرة أمامها بصمت وجمود غريب .. شريط حياتها يُعاد أمام عينيها بسرعة هائلة .. عذاب .. عذاب هذا هو كل ما تتذكّره من حياتها معه .. سالت دموعها رغماً عنها .. ربما دموع الإرتياح .. أو دموع الخلاص .. التخلّص من شبحه الذي كان مرافقاً لهم طوال سنوات عديدة ..
, دخل أدهم في تلك اللحظة لتمسح دموعها سريعاً ناظرة إليه .. اقترب منها حتى جلس بجانبها وقبلۃأن يتكلم هتفت بخفوت: ارتحنا منه .. معدش موجود مين يعذبنا .. رفعت رأسه تنظر داخل عينيه متابعة: الشبح اللي كان عايش بينا راح .. معدش فيه حد يأثر عليك وعلى تفكيرك .. مفيش قوة في الأرض هتخليك ترجع تشك في أخوك تاني صح ؟
, رمش بعينيه للحظة بتنبّه .. كلامها وكأنه ومض داخله ليضيء شيئاً خفياً .. هز رأسه سريعاً بغير كلام واقترب يحتضنها بشدة أو هي من كانت تحتضنه .. كان طفلها ووالدها في نفس الوقت لسنوات طويلة وهي كانت أمه وابنته وستبقى ..
, نهض مصطفى صاعداً نحو غرفته ، ليلتفت أحمد نحو نور الجامدة .. اقترب منها هامساً: نور ؟
, التفتت إليه ومع التفاتتها سالت دموعها هامسة: مات .. كلكوا شوفتوه إ إلا أنا ..
, نهضت فجأة تدور حولها بضياع هاتفة بارتجاف: كلكوا شوفتوه وعرفتوه .. إلا أناااا أنا بنته معرفش حتى شكله إزاي .. ولدت وهو بعيد عني لا يعرفني ولا أعرفه ودلوقتي مااات مات وبرضه مشوفتهوش ..
, نهض مقترباً منها يجذب يديها ليشعر بهما باردتين بشدة نظر إليها بقلق: إهدي يا نور عشان خاطري ياحبيبتي .. هو مات وخلاص وبكرا الدفن متقدريش تعملي حاجة ..
, وقفت مكانها تنظر إليه بصمت غريب ليقطب جبينه بشدة متسائلاً: نور مالك ؟
, بقيت لحظات جامدة لتهتف بعدها: عايزة أشوفه ..
, رفع حاجبيه بصدمة: تشوفيه ؟؟ ليه ؟
, هتفت نور بقوة: عااايزة أشوووفه دلوقتي .. هتودّيني ليه ولّا أروح بنفسي ؟
, أحمد مهدئاً: نوور كده مينفعش عايزة تعذبي نفسك ليه ا٣ نقطة
, قاطعته هاتفة: هتوديني أو لأ ؟؟
, نظر إليها يلمح الإصرار في عينيها ليزفر باستسلام هاتفاً: خلاص جهزي نفسك هوديكي ..
, أومأت برأسها بجمود لتنطلق صاعدة نحو غرفتها سريعاً ليخرج هو ينتظرها في سيارته وهو قلق من رؤيتها لوالدها للمرة الأولى في حياتها ولكنه ميت ..
, دخل أدهم غرفته ليجد ليلى تنتظره جالسة على السرير بقلق .. نظر إليها للحظة بصمت ثم اقترب يخلع سترته ويُلقيها بإهمل فوق مقعد جانبي واقترب يخلع حذائه ويتمدد فوق السرير مغمضاً عينيه بتعب ..
, نظرت إليه بتوتر وتردد ، لا تعلم ما الذي ستفعله لتخفف عنه .. لا تستطيع أن تعزيه بوالده وفي نفس الوقت لا تستطع أن تفرح من أجله ، وتعلم بأنه إن بقي صامتاً هكذا فهي لن تستطيع إستدراجه للكلام إن لم يُرد هو ذلك ..
, انحنت فوقه رافعة يدها متخلّلة خصلات شعره تمسح فوقها بخفة .. ازداد إغماضه لعينيه وشعور بالراحة يتسلل إليه شيئاً فشيئاً من مداعبتها لشعره وجبينه ..
, مدّت يدها الأخرى تدلّك جانبي رأسه ليفكّ تقطيبة جبينه بهدوء بعد لحظات وترتخي ملامح وجهه المتشنّجة ..
, بعد لحظات طويلة لاحظت انتظام أنفاسه لتعلم بأنه قد غرق في النوم .. دثرته في الغطاء جيداً خارجة من الغرفة وهي تشعر بتوتر وحيرة .. لا تعلم كيف تتعامل معهم في هذا الموقف خاصة وهي لاتعلم مشاغرهم جيداً ..
, رأت نور في طريفها عينيها محمرّتين بشدة دخلت غرفتها بسرعة وهي تشهق بخفوت .. رفعت نظرها لأحمد الذي كان يتبعها لتهتف بقلق: نور مالها كنتوا فين ؟
, تنهد هاتفاً: خدتها تشوف شريف .. هي أصرت على ده ..
, زفر بضيق متابعاً: وياريتني مأخدتهاش ..
, ليلى: ليه ؟
, أحمد: شريف شكله مش كويس وبقاله زمان ميت ده غير حالته الصحية قبل وإدمانه .. وهي أما شافته مقدرتش تمسك نفسها زعقت وبدأت تعيط .. خرجتها من عنده بالعافية وطول الطريق وهي بتعيط كده ..
, زفرت بقلق هامسة: معليش ده طبيعي عشان دي أول مرة تشوفه دلوقتي هتهدا ..
, هز رأسه بصمت داخلاً إلى غرفة نور ليبقى بقربها فيما نزلت هي للأسفل مخرجة هاتفها متصلة بكرم الذي هتف: أيوه يا لولا قوليلي أقنعتي أدهم عشان تيجوا ؟
, زفرت بضيق هامسة: مش وقت ده يا كرم خلينا نأجله دلوقتي ..
, قطب جبينه: ليه ؟ مال صوتك أنتي كويسة ؟
, ليلى: مش عارفة .. أنا محتاجاك يا كرم ..
, كرم بقلق: مالك ياحبيبتي قوليلي حد زعجك طب حد حصله حاجة ..؟
, ليلى: شريف مات ياكرم والدنيا هنا غريبة مش عارف هتعامل معاهم إزاي ..
, كرم بصدمة: إييه ؟ مات إيمتى وإزاي ؟
, ليلى: مش عارفة قالوا إنه كان في العناية بسبب الإدمان ومات النهاردة ..
, كرم بقلق: سيف كويس ؟
, ليلى: نايم عشان كان تعبان ، تعال يا كرم متسبينيش لوحدي ..
, نهض كرم يتّجه خارج المنزل وهو يهتف: طب خلاص اقفلي دلوقتي أنا جاي حالاً ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, بدأ ذلك الجمع من الناس يخفّ تدريجياً .. الجميع سمع بوفاة شريف .. والد رجل الأعمال أدهم عز الدين .. ورغم تفاجؤهم واستغرابهم الكبير من وجود أب له والذي لم يكونوا يعرفون عنه شيئاً إلّا أنهم قد حضروا جميعاً للجنازة ..
, الجميع كان متواجد حتى كاميرات الصحافة لم يمنعها أدهم هذه المرة .. تمّ الدفن بحضور الجميع حتى والدة مصطفى التي أصرّت على الحضور ..
, وعادوا بعدها بصمت إلى المنزل .. تجمّعوا في الصالة كلّ منهم شارد في وادٍ آخر بغير كلام ..
, همس محمود لكرم: هيفتحوله عزا صح ؟
, كرم: أكيد يا بابا هو رغم كل اللي عمله بيهم بس اعترفوا بيه قدام الكل ودفنوه زيه زي أي حد لا وكرموه زيادة برضه .. أكيد هيكون فيه عزا ..
, نهض سيف بهدوء ليهتف كرم: رايح فين ؟
, سيف بتعب: هطلع أوضتي تعبان ومصدع ..
, نهض كرم ليصعد معه ليرفع أدهم نظراته نحوهم بصمت وتفكير عميق ..
, انتهت أيام العزاء .. كان أدهم وإخوته يقفون جنباً إلى جنب يستقبلون التعازي بوالدهم الذي لم يكن لهم كوالد أبداً ، كان فقط شبحه من يعيش بينهم ويُددممّرهم لحظة بلحظة ..
, ورغم ذلك فالكل يعمل بأصله ليتمّ دفنه والتعزية به والتصدّق عن روحه كما لو كان أباً حقيقياً لهم ليستغرب الناس ويكثر كلام الصحافة والإعلام عن تلك العلاقة الغامضة التي تربط بينهم وعن والدهم المُختفي طوال سنوات ولم يظهر إلا ساعة موته ..
, نزل أدهم درجات السلم ليجد الجميع متجمع على مائدة العشاء .. كانت مروة وإسراء وكرم وأهله وعبير متواجدون أيضاً ..
, جلس على رأس السفرة بصمت لتهتف جمانة بإحدى الخادمات: جيبي أكل سيف يا زهرة ..
, لاحظ كرم الجو المتوتر والصمت المطبق عليهم ليُحاول إطراء الجو قليلاً بالمزاح القليل والكلام .. وشيئاً فشيئاً بدأت تُشاركه مروة وأهله وليلى .. لتتنهد جمانة بارتياح .. فالقلق والتوتر قد خيم علی منزلهم منذ أيام وقد ضاق صدرها من ذلك ..
, اقتربت إحدى الخادمات لتضع طلق الطعام الخاص بسيف أمامه .. نظر نحوه لحظة ثم رفع نظره إليها هاتفاً: كليه أنتي ..
, تنهّدت جمانة بملل هاتفة: يابني كام يوم بس وهترجع تاكل زي البني آدمين صدقني ..
, توسعت عينيه بشده هاتفاً: يعني دلوقتي باكل زي الحيوانات صح ؟
, كتمت ليلى ابتسامتها هاتفة: لا أنت مقامك كبير ..
, رفع نظره إليها بغضب هاتفاً: أدهم لم مراتك ..
, هتف كرم: م تحترم نفسك ياعم إيه يلمها دي شايفها متبعترة ..؟
, سيف: محدش كلمك أنت .. محموووود لم ابنك ..
, محمود: اتلم يا ابني ..
, رفع كرم حاجبه بدهشة ناظراً لوالده ليهتف محمود: حرام مش شايفة مريض كده ..
, سيف بذهول: أنت يا محمود يطلع منك الكلام ده ؟ إيه شفقان عليا ولا إيه ؟
, محمود: وهشفق ليه م انت زي القرد أهو ليك إيدين ورجلين زي الناس وبتشوف وبتسمع وبتحكي وبتشم و٤ نقطة
, قاطعته كريمة هاتفة: إيه يا محمود دماغك لسعت ..؟
, سيف: ب**** عليكي يا كوكاية ده متجيبهوش معاكي تاني مش ناقصني عزيز تاني بحياتي ..
, مروة بهتاف: وهو لازم تدخّل أبويا بكل حاجة يعني ؟
, نظر إليها ببرود ثم هتف: مش هاكل الأكل ده يعني مش هاكله .. هات طبقك يا مصطفى ..
, رفع مصطفى نظره إليه: نعم يا خويا ؟
, مد سيف يده ليأكل من طعامهم لتهتف جمانة: أوعى يا مصطفى متخليهوش ..
, انتفض مصطفى يُبعد يد سيف هاتفاً: اعقل يا سيف شوية هجيبلك شيبس صدقني ..
, سيف: فاكرني عيل حضرتك بياكل شيبس ؟ أنا مبحبوش أصلاً ..
, مصطفى باستنكار: وده من إمتى ان شاء **** ؟
, سيف: من دلوقتي وابعد من قودامي هاكل زي أكلكوا يا أما أنتوا سيبوا الأكل ده وكلوا معايا ..
, هتف مصطفى بغيظ: كفاية بقا يازفت سيبنا نعرف ناكل ..
, نهض سيف هاتفاً بحنق: كله يسيب الأكل يلا مفيش عشا النهاردة ..
, مصطفى بذهول: يخربيتك إيه قلة الأدب دي ..
, هتف سيف بعبير: أنتي يابت مش سامعة بقولك سيبي اللي فإيدك ؟
, نظرت عبير حولها ثم رفعت نظرها نحو سيف مُشيرة لنفسها ليهتف بغضب: أيوه أنتي سيبي الأكل يلا ..
, نظرت حولها من جديد لترى الجميع توقّف عن الطعام يُراقبهم لتضع الملعقة من بين يديها فوق الطاولة بهدوء ناظرة إليه بابتسامة غبية ..
, نظر إليهم سيف بانتصار ليلمح أدهم قربه يُمسك ملعقته متابعاً طعامه ببرود تام .. توسعت عينيه ناظراً إليه بذهول هاتفاً: أنت يا جدع أنا مش قولت محدش ياكل ؟
, لم يُجبه وتابع طعامه بهدوء ثم نظر إليهم: أهلاً وسهلاً ياجماعة مالكوا كلوا مكسوفين ليه ؟
, نظروا لبعضهم بتوتر ليبتسم لهم هاتفاً: اتفضلوا كلوا مفيش حاجة من قيمتكوا ..
, رمش سيف بعينيه هاتفاً: محدش ياكل طالما أنا مش هاكل زيكوا يبقى مفيش أكل ..
, لم يُجبه أحد بل ردوا على كلام أدهم ليبدأ الجميع بالأكل من جديد وهو مازال واقفاً ينظر إليهم بجنون وحنق ..
, التفت نحو مصطفى هاتفاً: مصطفى سيب الأكل ..
, تشرّق مصطفى بطعامه هاتفاً: يخربيت مصطفى يا شيخ ملقيتش غيري قودامك ؟
, هتف سيف بغضب: يبقى أنا مش هاكل وهفضل من غير أكل لغاية م أموت ..
, هتف أدهم ببرود: لو تقدر متقصرش ..
, التفت إليه بغضب ثم نظر نحو صحنه ليمسكه ويلقيه أرضاً بقوة ليتكسّر بصوت قوي وتتناثر أجزائه ومحتوياته على الأرض ..
, نظر إليهم بتحدي ليبقى الجميع صامت ، وقف يرمقهم بتحدي وغضب وينتظر شخصاً واحداً فقط ليتكلم أو فقط يعطس ليُفرغ فيه شحنة غضبه وشتائمه ولكن الجميع التزم الصمت بإشارة من أدهم ليزداد حنقه أكثر ويتركهم صاعداً نحو غرفته ..
, اقتربت الخادمة هاتفة بهدوء: جمانة هانم بعمل أكل تاني لسيف بيه وبطلعهوله أو لأ ؟
, رفع أدهم نظره إليها يُتابعها بصمت لتهتف جمانة لها: لأ مش دلوقتي سيبيه شوية لغاية م يهدا ..
, أومأت الخادمة برأسها سريعاً لتعود نحو المطبخ وأدهم يتابعها حتى اختفت من أمامه ..
, بعد انتهاء العشاء ورحيل الجميع جلس أدهم في مكتبه بتفكير .. ليدخل مصطفى إليه هاتفاً: مالك يا أدهم حاسس إنك مش كويس م وقت العشا ..
, رفع نظره إليه هاتفاً: تعال يا مصطفى ..
, اقترب منه وجلس على المقعد أمام المكتب لينهض أدهم يستدير حول طاولة المكتب لبجلس على المقعد المقابل له ..
, راقبه مصطفى باستغراب متسائلاً: فيه إيه يا أدهم مالك ؟
, نظر إليه بتفكير ثم هتف: أنت مش ملاحظ إن في حاجة غريبة بتحصل في البيت ده ؟
, رفع حاجبيه بتعجب: حاجة غريبة إزاي يعني ؟
, أدهم بحيرة: مش عارف ..
, رمش مصطفى بعينيه متسائلاً: مش فاهم عليك أنا قصدك إيه وحاسس إزاي وفي مين ؟
, أدهم: سيف ..
, مصطفى: ماله ؟ م هو علطول كده من وقت الحادثة وهو عصبي ومتنرفز كده مفيش جديد ..
, أدهم: لأ في حاجة تانية ..
, مصطفى: م تقول بقا في إيه ؟
, نهض أدهم يسير أمامه في المكتب ثم التفت إليه هاتفاً: أما خرجناه من المستشفى الدكتور كان وصفله دوا وإحنا كنا بنديهوله ..
, مصطفى: تمام
, أدهم: وبعد أول علبة دوا سيبناه ياخده لوحده صح ؟
, مصطفى: برضة يعني مش فاهم ..
, أدهم: فاكر أما راحلك الملحق وتعب وجيبتله الدكتور ؟
, مصطفى بهدوء: أيوه ..
, أدهم: قولتله إيه أنا وقتها ؟
, قطب مصطفى جبينه متذكراً ثم هتف: أنت قصدك أما جيتله واتهمته أنه مش بياخد أدويته صح ؟
, أدهم: بالظبط .. وقتها الدوا كان ناقص أووي وحبوب دوا مرمية فأوضته ..
, مصطفى: أيوه وبعدين ؟
, أدهم: قبل كام يوم شوفت علب أدويته فاضية وكان في برشام بعتقد ده بياخدوه ع الصداع يمكن ..
, مصطفى: طب وفيها إيه يعني م دي علب الأدوية اللي بياخدها ..
, عاد أدهم للجلوس أمامه هاتفاً: مش ملاحظ إن سيف علطول تعبان ؟
, ضيّق مصطفى عينيه: أدهم أنت شاكك في إيه قولي ؟
, أدهم: مش شاكك ، ده تفكيري بقوله بصوت عالي عشان تفكّر معايا .. سيف علطول تعبان وجسمه مرتخي .. ده غير الصّداع اللي بقيت ملاحظ أنه مبقاش بيفارقه .. الخدامة اللي بتاخدله الأكل مش عارف ليه حاسس إنها بتعمل حاجة ..
, مصطفى: تقصد إنها عمال تحطله حاجة في الأكل بتاعه ؟
, أدهم: مش عارف ، ده مجرد شك ممكن كون غلطان وظالمها بس ده إحساسي ..
, مصطفى بهدوء: طب ونفترض إنها بتديله حاجة في الأكل إيه مصلحتها من ده وهتستفاد إيه ؟
, نظر أدهم إليه بجمود ليهتف: وإياد كانت مصلحته إيه أما حاول يتقرّب من نور ؟ واستفاد إيه من اللي عمله ؟
, رفع حاجبيه بتنبّه وطال صمته مفكراً ليهتف بعدها: ممكن يكون ليها علاقة بإياد مثلاً ؟
, هز أدهم رأسه هاتفاً: مش بالضرورة .. بس ممكن التنين عندهم نفس الغاية ..
, مسح مصطفى فوق خصلاته بتوتر وحيرة ليهتف: طب والعمل دلوقتي هتتأكد إزاي ؟ هتكلم الخدامة ؟
, أدهم: لأاا مش عايزها تحس على حاجة لأن ممكن نكون فعلاً ظالمينها بتفكيرنا ده ..
, مصطفى بهدوء: يبقى لازم نبعدها عن سيف في حال كانت فعلاً بتعمل كده ..
, أومأ أدهم برأسه: ده اللي هيحصل هقول لماما معدش تسمحلها هي اللي تجهزله أكله أو تطالعهوله أو حتى تدخل أوضته ..
, أومأ مصطفى برأسه بصمت مقطّباً جبينه بتفكير وقد جعله كلام أدهم يقلق خاصة عند تذكره ما فعله إياد ليخاف من أن يكون بالفعل أحدهم يحاول أذيّتهم ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, دخلت مروة إلى غرفة سيف لتجده يجلس في الشرفة بصمت .. اقتربت منه تنظر إليه بهدوء لتستدير تتّكئ على حرف الشرفة ناظرة أمامها ..
, رن هاتف سيف ليُخرجه ويتكلّم مع أحدهم .. جذب انتباهها اسم ناريمان الذي نطق به لتلتفت إليه مُقطبة جبينها وعندما انتهى الإتصال نهض عن مقعده داخلاً إلى الغرفة ..
, سارعت تلحقه لتراه أخذ ثيابه مُتّجهاً نحو الحمام وسّعت عينيها تُتابعه باقتضاب ، جلست فوق السرير تنتظره ليخرج بعد لحظات ويتجه نحو المرآة يُعدل ملابسه وشعره ..
, نهضت مُقتربة منه: أنت رايح فين ؟
, سيف: عندي شغل مش هتأخّر تعالي هوصلك معايا البيت ..
, تكتّفت هاتفة بضيق: وإيه الشغل ده بقل وإزاي ظهر فجأة ومين اللي كان بكلمك ده ؟
, تأفّف بضيق هاتفاً: مروة متوجعيش دماغي شغل وخلاص هقولك بعدين ..
, هتفت بغضب: والشغل ده مع ناريمان مش كده ؟
, نظر إليها بصمت لتهتف: رايحلها المستشفى صح ؟ مين اللي كان بكلمك يا سيف ؟
, صمت قليلاً ثم هتف: الدكتور المسؤول عن حالتها أديته رقمي عشان يكلّمني ..
, مروة: يكلّمك ليه ؟
, سيف: عشان أعرف حالة ناريمان إيه ..
, مروة: وتعرف لييه ؟ عايزها ليييه بقا مش خلاص هي خرجت من حياتنا ليه عاوز تدخّلها تاني يا سيف أنا مش فاهمة أنت عايز إيه ..
, زفر جاذباً خصلات شعره بضيق ليهتف: مش عارف حاسس إني عايز أعرف حالتها متنسيش إن هي قتلت تامر عشاني ..
, هتفت بعصبية: عشانهاا هي .. أولاً قتلته عشانها لأنه اغتصبها كانت عاوزة تنتقم منه وبعدين عشان مش قادرة تعيش من غيرك حسب قولها ..
, هتف بجمود: مش مهم المهم إن تامر اختفى من حياتنا بسببها ..
, هزت رأسها هاتفة: أيوه وهي برضه خرجت من حياتنا وأنت مستحملتش ده حضرتك شايف نفسك وحاسس بالغرور إنها مهووسة بيك للدرجة دي وبتعمل أي حاجة عشانك صح ؟
, رفع حاجبيه بدهشة هاتفاً: أنتي إيه اللي بتقوليه ده أنتي دماغك لسعت ولّا إييه ؟
, مروة: مش دي الحقيقة ؟
, صرخ بغضب: لأ مش هي ومتفكّريش تقولي الكلام ده تاني .. ده عقلك الصغير هو اللي بصوّرلك كده .. أنا عاوز أعرف حالتها متنسيش إنها كانت زميلة ليا قبل كده .. صح غلطت بينا بس هي قتلته عشااني فاهمة يعني إيه ؟
, نظرت إليه تتنفس بغضب: رووح ، روحلها مستني إييييه ؟
, ألقى عليها نظرة غاضبة ليخرج من الغرفة بغضب ، تفاجأت ليلى من صراخهم الذي سمعته وهي في غرفتها لتفتح الباب وتجد سيف خارجاً بسرعة وغضب .. اتجهت للغرفة لترى مروة تقف في منتصفها وتكاد تنفجر غضباً وغيظاً ..
, ليلى: فيه إيه مالك ؟
, مروة بغضب: عايز يروحلها ، عايز يتطمّن على ناريمان شكلها وحشته ..
, رفعت ليلى حاجبيها بدهشة ثم هتفت بغضب: وأنا قولتلك إيييه قبل كده ؟ مش قولتلك متسيبيهوش لوحده ؟ متخليش غيرتك تعميكي يا مروة .. سيف لسا حاسس بالذنب ومحمّل نفسه المسؤولية أنتي متضغطيش عليه بالشكل ده ..
, رمشت بعينيها ناظرة إليها لتصرخ ليلى بغضب: مستنية إيييه امشي الحقيه ياغبية ..
, ركضت مروة تأخذ حقيبتها وتُغادر الغرفة بسرعة ، رغم أنها ليست مُقتنعة تماماً ولكنها لن تترك سيف مع تلك الحية وحدهما أبداً ..
, خرجت من الفيلّا لترى سيارته تخرج عبر البوابة لتهتف به: سسييييف استنى ..
, أشارت للحراس بإيقافه لتركض نحو سيارته المتوقفة خارج البوابة وتدخل جالسة في المقعد الجانبي تلتقط أنفاسها ..
, هتف بضيق: خير عاوزة إيه حضرتك ؟
, مروة بلهاث: هاجي معاك مش هسيبك لوحدك معاها بخاف تاكلك ..
, رمقها بغضب وضيق لتُحاول الإبتسام وهي تضربه بكتفه: م خلااص ياعم فكها بقا روح اتطمن عليها وأنا معاك يلا ..
, زفر بضيق مشيحاً بوجهه وينطلق بالسيارة بسرعة ..
, بعد فترة كانا يجلسان في مكتب الدكتور وهو يجلس خلف مكتبه بهدوء ..
, هتفت مروة: نفهم من حضرتك إنها كانت مريضة من زمان ؟
, أومأ برأسه هاتفاً بعملية: بالظبط .. المرض كان معاها من فترة طويلة بس مظهرش بشكل كبير ومتأزم لغاية دلوقتي .. وطبعاً الحالة الإجتماعية اللي حوليها هي اللي أثرت عليها ..
, سيف: يعني مفيش أمل تتعالج منه ؟
, الطبيب: فيه طبعاً بس قليل .. وضعها وصل لدرجة متقدّمة وسيطر عليها كُلياً .. المرض ده بسموه الإضطراب ثنائي القطب .. ده نوع ممكن يسبب نوبات من الإكتئاب أو الإبتهاج بتختلف شدتها حسب تأزم حالة المريض .. في مرضى بتكون الحالة متأزّمة عندهم زيها كده وفي مرضى لأ بتظهر عليهم أعراض خفيفة زي الإكتئاب الخفيف ، الزعل حب العزلة والوحدة والرغبة بالبكاء فقدان الإهتمام وحاجات كتير أووي .. ودي ممكن تتعالج بالأدوية .. هي بقا تُعتبر مصابة بالحالتين أو بالطورين مع بعض ..
, مروة: إزاي يعني ؟
, الطبيب: بالمرض ده الإكتئاب ممكن يوصل لدرجة من كره الذات ، العدوانية ، نفور من الحياة اللي بأدي أخيراً لرغبة كبيرة بالإنتحار .. طبعاً المريضة لسا لغاية دلوقتي موصلتش للمرحلة دي وإن شاء **** بنتمنى متوصلش ، بس بنفس الوقت تُعتبر حالتها متقدمة جداً .. المريضة خلال مرضها ممكن باللاوعي عندها أو خلال نوبة من نوباتها اللي ممكن تظهر على شكل إثارة وحماس وزيادة الطاقة اللي جواها ، التشتت وحتى اتخاذ قرارات متسرعة والإنجذاب لحاجات معينة وأفكار غبية حمقاء .. ممكن خلالها تتعلق بأي حاجة تُعتبر دي طريقها للخروج من حالة الإكتئاب واليأس الغريب اللي صايبها وتبقى دي الحاجة الوحيدة اللي عايشة عشانها ، زي مثلاً المدمن يبقى متعلق جداً بالمخدرات أو بأي نوع من اللي بياخده وبيعتبره هو الووحيد اللي هيحلله مشاكله ويبيقي ياخد منه لحد م يغرق بيه أكتر .. وده اللي وضح عند المريضة دي .. ناريمان تعلقت بحضرتك يا سيف بيه ..
, سيف بهدوء: يعني مرضها هو السبب بتعلّقها ده ؟
, هز الطبيب رأسه نافياً: لأ مش هنقدر نجزم بده .. هي صح مريضة بس أكيد ليها عقل وقلب ومشاعر ، أكيد طبعاً كان فيه إعجاب منها ناحيتك ، يمكن الإعجاب ده اتطوّر لحب ، ومع صدّك ليها ووجودك مع بنت تانية غيرها ازداد حبها ده زي م بيحصل بأغلب القصص اللي عارفينها ، وهي بما إنها مريضة ف ده أثر عليها وخلّا حبها يزداد بشكل كبير لدرجة من الهوس .. ممكن مش حب بقدر م هو هوس وتعلّق وحب امتلاك .. وشوية شوية الوضع اتطوّر لدرجة بقت وكأنها عايشة حياتها لتحقيق الحاجة دي اللي عايزاها .. وبالأوقات اللي بتشتد عليها نوبة الإكتئاب أو المرض ده بيزيد الهوس اللي جواها أكتر وتبقی بتعمل حاجات غير طبيعية وممكن تكون غريبة ، ممكن توصل بيها لقتل زي م حصل مع المريضة بالظبط .. وطبعاً لحد دلوقتي تعتبر نوبات الهوس اللي صابتها خفيفة لأنها لو كانت كبيرة كانت ممكن تدخل بحالة هذيان وانفصال عن الواقع وغياب عن الوعي ..
, زفر سيف هامساً: والعمل دلوقتي؟
, الطبيب: المريضة طبعاً هتفضل عندنا هنا وهنشرف على حالتها بأقصى استطاعتنا وإن شاء **** نقدر نسيطر عليها .. أنا كلمتك عشان خبرك باللي وصلناله من خلال التشخيص والفحص ..
, هز رأسه بصمت ثم هتف: نقدر نشوفها ؟
, الطبيب: حالياً بوضعها ده لأ .. الأحسن تفضل بعيدة عن الناس الفترة دي ، لغاية م تبدأ تاخد أدويتها بانتظام وأما يبدأ مفعول الدوا يأثر بيها وقتها تقدر تشوفها .. خاصة إن حضرتك هي الحاجة اللي هي متعلّقة بيها وشوفتك قودامها دلوقتي هتفكّرها بكل اللي حصل ويمكن تزداد نوبة المرض عليها أكتر وإحنا ده اللي بنحاول نتجنّبه عشان متتأزمش حالتها أكتر من كده خاصة وهي حامل وده هيأثر على صحة الجنين ..
, أومأ برأسه متفهّماً ثم نهض يسلّم عليه ويشكره خارجاً من الغرفة برفقة مروة ..
, دخل إلى سيارته لتجلس قربه بصمت .. أدار محرك السيّارة وانطلق بها بصمت تام وهي تفهّمت صمته ذاك .. فهي نفسها لا تدري ماذا تقول .. رغم أنها تكره ناريمان ولكنها قد أشفقت على حالتها تلك ، وعلمت بأن مرضها هو السبب وراء تصرفاتها الغير عقلانية تلك ..
, أوصلها إلى منزلها ، وانطلق عائداً نحو الفيلا ..
, دخل إلى الصالة ليجد مصطفى يجلس هناك ، هتف ما إن رآه: كنت فين ؟
, اقترب سيف جالساً فوق أحد المقاعد: ملكش دعوة ..
, لوى فمه بامتعاض: هتفضل قليل أدب طول عمرك ..
, سيف: البركة فيك ..
, مصطفى: قصدك إيه يا حيوان ؟
, تأفف سيف بتذمر هاتفاً: هي طالبة معاك خناق يعني عاوز إيه سيبني فحالي ..
, هتف مصطفى بغضب: يكون أحسن الحق عليا أنا اللي عاوز أطمّن عليك ..
, سيف: متشكر يا خويا نردهالك بالأحزان ..
, مصطفى: تافه ..
, أراد سيف الرد عليه عندما وجد ليلى تنزل درجات السلّم وفي يدها حقيبة متوسّطة الحجم ..
, قطّب جبينه ونهض هاتفاً: إيه اللي فإيدك ده ؟
, نظرت ليلى نحو الحقيبة ثم إليه هاتفة: شايف إيه حضرتك ؟ دي شنطة ..
, هز رأسه بسرعة: أيوه م أنا عارف إنها شنطة بس رايحة فين ؟ إن شاء **** أدهم طلقك وهترجعي بيت أهلك ؟ تؤ تؤ حرام زعلت شوية صراحة بس معليش متهتمّيش بكرا تلاقي اللي أدهم أحسن منهم ، برضه معليش متهتميش أهم حاجة السترة والمودة والرحمة بلاش حب وحاجات عيب .. يلا روحي مع السلامة هتوحشينا شوية بس متقلقيش هنبقى نزورك بإذن **** ..
, رفعا حاجبيها وعيناها تتوسّعان شيئاً فشيئاً من كلامه لتهتف بعدها بغضب: أدهمم تعال الحق الغبي ده بقول عليا إييه ؟ فال **** ولا فالك يا حيوان ..
, هتف سيف: م تحترمي نفسك يا طليقة أخويا أنتي فاكرة إنك لسا مراته ويحقلّك تتكلّمي .. ؟ يلا بقا الباب من هنا يسع جمل ..
, هتفت بغضب: مش خارجة وهفضل قاعدة على قلبك يا سيف بيه ووريني هتعمل إيه ..
, أشار سيف للحقيبة ببرود: أمال دي إيه حضرتك ؟ يلا بقا يا ليلى هانم اخرجي من هنا فرصة سعيدة ..
, هتفت ليلى بشماتة: أوك هخرج دلوقتي ، بس مش لوحدي ..
, رفع نظره إليها ثم ضيّق عينيه بحذر: أومال ؟
, رفعت رأسها بتحدي وسخرية: خارجة أنا وأدهم جوووووزي ..
, رمش بعينيه بذهول ثم هتف بحذر: عيدي اللي قولتيه كده ؟
, ابتسمت هاتفة: إيه يا سيفوو بقيت أطرش ولّا إيه بقولك هخرج مع جووزي هروح أنا وأدهم نقعد مع أهلي .. م أنا قولتلك قبل كام يوم إننا هنروح يظهر إنك نسيت ..
, نظر إليها بغضب ثم هتف: على جثتي ..
, هزت أكتافها بلامبالاة: مفيش مشكلة على جثتك زي م أنت عايز ..
, هتف مصطفى بهدوء: وأنت مالك م يروحوا يقعدوا هناك فيها إيه يعني ؟
, سيف بغضب: أنت متدخلش ملكش دعوة ..
, نزل أدهم درجات السلم وهو يعدّل ملابسه لتبتسم ليلى ناظرة لسيف بانتصار ..
, ما إن وصل إليهم حتى هتف سيف بغضب: أنت رايح فين يا أدهم ؟
, رفع نظره إليه بتعجب من صراخه ليهتف: هروح كام يوم أنا وليلی نقعد مع أهلها ..
, سيف بجمود : ارجع اطلع أوضتك مفيش خروج ..
, رفع مصطفى حاجبيه ثم فجأة انفجر ضاخكاً بصخب من طريقته تلك ليهتف: **** عليك يا سيفو ضحكتني ومليش نفس ..
, رمقه سيف بضيق ثم عاد بنظره لأدهم: هاا مسمعتنيش قولتلك اطلع مفيش خروج ..
, أدهم: و**** ؟ ومين ده اللي هيمنعني بقا ؟
, سيف: أنا .. واطلع بالذوق أحسن م تطلع بقلة الذوق يلا ..
, صرخ أدهم بغضب: اتلم يا سيف واتعدل وانت بتتكلم معايا ..
, سيف بغضب: يبقى اطلع أوضتك ومترووحش ..
, هتفت ليلى: وأنت مالك بينا ملكش حكم عليه فاكر نفسك أبوه ولا أخوه الكبير امشي العب بعيد يا بابا ..
, سيف بغضب: أنتي ملكيش دعوة ..
, زفر أدهم بضيق هاتفاً: بص يا سيف أنا وليلى هنروح كام يوم ونرجع اسكت واقعد عاقل ومتطرنيش نفضل طول عمرنا هناك .. امشي يا ليلى ..
, مشت معه نحو الباب ليُمسك سيف بأدهم من ملابسه هاتفاً: رايح فييين تعال هنا ..
, أبعده أدهم عنه بغضب: بلاش معيلة يا غبي ..
, سيف: روحي يا ليلى لوحدك أدهم مش هيروح دول أهلك مش أهله ..
, ليلى: أهلي هما أهله مش كده يا أدهم ؟
, ابتسم هاتفاً: أيوه كده يا روح أدهم ..
, هتف سيف: بلاش رومانسية مفقوعة مش هتروح يا أدهم ..
, تأفف أدهم هاتفاً: اخرس يا سيف ، مصطفى عندك أهو رخّم عليه براحتك .. أنا هروح يلا يا ليلى ..
, سيف: وأنااا ؟
, أدهم بهتاف: أنت إيييه يابني خلاص يومين تلاتة أربعة سبعة ونرجع .. سيب هدومي يا زفت ابعد ..
, تخلّص منه معدلاً من ملابسه: يلا بقا أنا ماشي ..
, خرج هو وليلى من الباب ليقف سيف بجمود غريب من غير أن يُحاول اللّحاق بهم أو منعهم .. ليهتف مصطفى بحذر: سيف أنت كويس ؟
, استدار إليه بهدوء ليهتف: أيوه أيوه ..
, مصطفى بريبة: أيوه إيه ؟
, ابتسم سيف بخفوت وهز كتفيه هاتفاً: مفيش أنا طالع أوضتي عندي شغل يلا سلام ..
, راقبه وهو يصعد درجات السلم ليرفع حاجبيه بذهول من هدوئه وريبة مما يخطط له ..
, ٣٤ العلامة النجمية
, دخلت إحدى الخادمات المطبخ ناظرة حولها بترقّب .. أغلقت الباب خلفها لتخرج هاتفها من ملابسها وتفتحه وهي تتنبّه لأيّ صوت حولها ..
, ضغطت على عدة أرقام وما إن أتاها الرد حتى هتفت: أيوه أنا زهرة ..
, عادت لتنظر حولها ثم وضعت يدها على فمها قائلة بهمس: الوضع مش بطمن أنا حاسة إنهم حسوا على حاجة أصل جمانة هانم نبّهت عليا إني معدش أقرب من أوضة سيف بيه أو من أكله ..
, صمتت بقلق تستمع للطرف الآخر قبل أن تتوسع عينيها بقلق هامسة: هعمل كده إزااي كده هيكشفوني حالاً ..
, نظرت حولها هامسة من جديد: مقدرش صدقني أنا كانت مهمتي من الأول إني أزرع الشك جواهم شوية شوية ونفذت ده وبعدين طلبت مني اديهاله مع أكله برضه وافقت غير كده أنا مقدرش بخاف اتكشف دول ناس أنا مش قدهم ١٠ نقطة هتفت بحزم بصوت هامساً: اسمع حضرتك أنا لحد هنا ومهمتي أنتهت عايز تعمل ده يبقى شوف حد غيري أنا مش هعرض حياتي للخطر وفلوسي عايزاها تصلني علی بيتي بأسرع وقت .. سلام ..
, أغلقت الهاتف سريعاً متنهّدة بقلق ثم عادت لتدسّ الهاتف في جيوب ملابسها خارجة من المطبخ بهدوء ..
, في اليوم التالي صباحاً ..
, جلست ليلى بسعادة هائلة قرب أدهم على مائدة الإفطار في بيت أهلها .. نهضت سريعاً تأخذ عدة أطباق من يدي والدتها هاتفة: أقعدي يا ماما أنا هجيب الباقي ..
, ابتسمت كريمة وعينيها تلمعان بحنان ثم جلست قرب أدهم هامسة: صدقني لو تفضلوا عندنا العمر كله مش هزهق منكوا ده أنتوا عملتوا جو في البيت الكئيب ده ..
, هتف كرم وهو يقترب جالساً قربهم: بقا كده يا ماما ؟ اللبيت كئيب ده اللي طلع معاكي ؟
, ضحكت كريمة هاتفة: طب بزمتك مش حاسس إن البيت بقا أحلا بوجودهم ..
, ابتسم هاتفاً: بصراحة أيوه أنا طول عمري وحيد وحاسس إن البيت اتملى عليا دلوقتي ..
, هتفت كريمة بتأنيب: وحيد إيه يا كرم أومال إحنا روحنا فين ؟ بتردّهالي يعني ؟
, ضحك أدهم هاتفاً: و**** يا جماعة وأنا برضه مبسوط أووي كفاية عليا إني شايف ليلى فرحانة ..
, اتسعت ابتسامة ليلى وهي تستمع إليهم لتضع الأطباق أمامهم وتصف كؤوس العصير فوق الطاولة ، ثم اقتربت من كريمة تجلس قربها وانحنت تقبل رأسها بحب .. ربتت كريمة فوق وجنتها بحنان هامسة: **** يخليكي ليا وميحرمنيش منك يارب ..
, كرم: وميحرمكيش مني برضه ولّا كرم بقا نسخة قديمة ؟
, ضحكت كريمة بخفة ليقترب محمود في تلك اللحظة هاتفاً: شوفت يا كرم أهو أمك بقا عندها بنت عشلن تعمل حلف علينا أنا وأنت ..
, رفعت كريمة حاجبيها: و**** طول عمركوا أنت وعو عاملين أغلبية ساحقة مش بيحقلي أنا دلوقتي ع القليلة تعادل ؟
, ضحك أدهم: إييه هو فريق كرة قدم ولّا إيه ؟
, محمود بضحك: بصراحة حاجة زي دي ..
, التمعت عيني ليلى بحب ناظرة لأدهم ليهتف أدهم بابتسامة: بصوا يا جماعة إحنا جينا هنا مش عشان نفضل قاعدين في البيت ، هنخرج نقضي النهار كله مع بعض وأنا عازموكوا على الغدا في مطعم ليلى إيه رأيكوا ..
, كرم بحماس: أنا مواافق جداً ولو عاوز نخرج نفطر هناك مفيش مشكلة ..
, ضحك أدهم هاتفاً: لأ خلاص الفطور هنا والغدا هناك .. وبرضه هنروح لماما مديحة وزوما ناهدهم معانا ..
, ابتسمت كريمة لحنان: أيوه دي فكرة جميلة جداً ، مديحة ست طيبة أووي وزوما هو أخوهم وهيفرح أوي لو قضى اليوم معاهم ..
, ابتسمت ليلى باتساع ناظرة نحو أدهم بشكر وامتنان ..ليبدأ الجميع في الأكل بسعادة وجو عائلي دافئ ..
, رن جرس المنزل لينهض كرم هاتفاً: خليكوا أنا هفتح ..
, خرج من الغرفة متجهاً نحو الباب ، فتحه ليجد أمامه ابتسامة سيف البلهاء ..
, رفع حاجبيه هاتفاً: خيير ؟ إيه اللي جابك هنا حضرتك ؟
, اتسعت ابتسامة سيف أكثر هاتفاً وهو يُعانقه ويقبّله بحماس: كوكووو حبيبي وصاحبي وحشتنيي أووووي ..
, ابتعد عنه كرم بغيظ هاتفاً: مجاوبتش يعني جاي هنا لييه ؟
, نظر إليه سيف بتعجّب: وحشتني وجيت أشوفك **** ..
, أزاحه عن طريقه داخلاً: حبيبي يا كوكو فجأة كده حسّيت نفسي إنك واحشني وحابب أشوفك وأقضي كل وقتي معااك قومت جيت حالاً منمتش الليل كنت هجيلك بس قولت عيب يا واد يا سيفو أما ييجي الصبح وأهو وأنا جيت .. أهلاً وسهلاً بيا طبعاً ..
, دخل بعدها وكرم يسير خلفه بغيظ رغم فرحه به فهو قد تعوّد للخروجات معه فهو واحد من عائلته .. ولكنه يعلم تماماً ما الذي أتى به إلی هنا و ليس اشتياقاً له ..
, دخل سيف هاتفاً بصوت عالي: يا أهل المنزل أنا جيييت ونوّرت ، يا محمووووود يا كوكااية قلبي أنا هنا هل من أحدٍ هناا ٣ نقطة؟
, رفعت ليلى نظهرها نحو أدهم بغضب ، ليضرب أدهم جبينه بيأس هامساً: نسينا إزاي إن كرم صاخبه ..؟
, رفعت كريمة حاجبيها باستغراب وضحك محمود ناهضاً من مكانه لكي يستقبله مع استمرار صراخ سيف الذي أصبح يجعر بأنه جاء ونوره قد شعّ في المكان وجلب لهم البركة والسّرور ..
 
الرابع والخمسون

- هناك أسطورة تقول :
, أن الشمس والقمر كانا مغرمان ببعضهما ولكن لم يستطيعا أبداً أن يكونا معاً ٤ نقطة
, لاختلاف توقيتهما ٣ نقطة💔
, لذلك خلق **** الخسوف ، ليبرهن أنه لا يوجد حب مستحيل في هذه الحياة ..
, يتباعدان عمراً .. ليلتقيان ساعتان ..
, ليعبران عن الحب العميق بالعناق ..
, ٣٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, خرج الجميع عائلة ليلى وكرم برفقة أدهم ومع سيف الذي فرض نفسه عليهم وجعل ليلى تستشيط غضباً من ابتساماته السّمجة ونظرات التحدي التي يرمقها بها ٣ نقطة
, وصلوا إلى ذلك المطعم الذي تُضيء لافتته باسم ليلى بخطّ كبير راقي ٣ نقطة ابتسمت باتساع متذكرة المرة الأولى التي أتت إليه ليُحيط أدهم بخصرها مبتسماً ويقبل غمازتها التي ظهرت تزين وجهها: تعالي هنعمل شوية تعديلات عليه وعايزك انتي تقرري بنفسك وتشرفي على كل حاجة ٣ نقطة
, نظرت إليه بدهشة: أنا ؟
, أدهم: أيوه أنتي يا هندسة مش قسم ديكور حضرتك ؟
, رمشت بعينيها هاتفة بلهفة: أايوه ب بس أنا ولا مرة عملت كده ٣ نقطة
, أدهم: أومال المشاريع اللي بتنفذيها في الكلية دي إيه ؟ متقلقيش خليكي واثقة من نفسك واللي تتخيليه قودامك نفذيه حالاً ..
, نظرت إليه وهو يرمقها بابتسامة هادئة مشجعة لتتسع ابتسامتها بلهفة: ماشي ..
, أمسك يدها ليدخل معها إلى المطعم حيث سبقهم الجميع وكان أدهم قد حجز طاولة كبيرة لهم ..
, جلس كرم يُمسك هاتفه بابتسامة ليلمحه سيف هاتفاً: خيرر بتكلم المزة ؟
, كرم: احترم نفسك يا سيف ..
, هز أكتافه ثم هتف: وأنا برضه هكلم المزة بتاعتي هو بس أنتوا ..؟
, كرم: يبقى هخلي إسراء تعدي عليها وييجوا مع بعض ..
, اتسعت ابتسامة سيف وأخرج هاتفه ليكلم مروة ..فيما كانت ليلى تسير في المطعم بجانب أدهم .. حيث يتواجد عدد قليل من الزبائن .. وتتأمل المكان بعينين حالمتين وهي تتخيل أشياء وديكورات مختلفة وتخبرها لأدهم فيما أحدهم يسير معهم ويسجل كل ما يُقال له ..
, أحاط أدهم خصرها وأشار نحو واجهة زجاجية كبيرة هاتفاً: بفكر نشيل دي ونعمل ترّاس كبير هنا ..
, نظرت إليها تتأمل ما قاله لتبتسم هاتفة: أنا المسؤولة هنا وأنا اللي بقرّر ..
, ضحك قائلاً: تحت أمرك يا باشا أنا كنت بقول فكرتي المتواضعة بس ..
, ضحكت بخفوت هاتفة: بس بجد فكرة حلوة أووي .. لو عملناها هيكبر المطعم أكتر ويبقى أجمل خاصة لو عملما بسين كبير تحت التراس ده وكبرنا الجنينة شوية ..
, هتف بضحك: ايه يابنتي كل ده مكانتش حتة فكرة صغننة .. اللي بتقوليه ده عايز وقت ..
, هزت أكتافهها قائلة: وماله المهم هيبقی حلو ..
, هتف قائلاً: أنتي عارفة إني كنت هعمل مطعم وأبنيه من الأول ويكون باسمك .. بس مكنش عندي صبر استنى أكتر واشتريت ده وعملت بيه شوية تعديلات ..
, ابتسمت بسعادة تتأمل المنظر أمامها بتأمّل وفرح لترفع نظرها إليه: المطعم ده فيه ذكريات جميلة أووي مش عايزۃ أغيره ..
, ابتسم ماسحاً وجنتها بخفوت: وأنا برضه .. ليا ذكريات بيه جميلة جداً .. ولذيذة جداً .. و٣ نقطة
, هتفت محاولة ان تبتعد عنه وهو يقترب منها أكثر: إيه يا أدهم الناس بتبص علينا ..
, ابتسم بسعادۃ وانحنى يقبلها من وجنتها هاتفاً: تبص. ..
, أبعدته عنها بخجل هاتفة: عيب يا أدهم ..
, ضحك قائلاً: عيب .. خلاص عيب يا مدام ليلى احترمي نفسك والحاجات دي تتعمل فبيتك مش هنا ..
, نظرت إليه بغيظ ليجذبها من يدها ضاحكاً ويعودا حيث يجلس الجميع ..
, عادوا بعد أكثر من نصف ساعة وكانت تتمسّك بيد أدهم بسعادة لتهتف بفرح عندما وجدت مروة وإسراء جالستان مع أهلها: أنتوا جيتوا إيمتى ؟
, مروة: من بدري ياختي أنتي اللي مش فاضيالنا ..
, ضحكت ليلى هاتفة بفرح: أدهم عاوز يعمل تعديلات في المطعم وأنا هشرف عليها وأخيراً هشتغل بمجال دراستي ..
, مروة: بجد أهو حصل اللي كنتي بتتمنيه دايماً .. قوليلي هتعملي إيه ؟
, إسراء: من غير م تقول أنا عارفة ذوق ليلى جميل أووي ..
, مروة: عرفتي إزاي ؟
, إسراء: فاكرة يوم جيتوا لعندي أنتي وهي مش وقتها شافت أوضتي وبقت تقولي ع الألوان والديكورات اللي لازم اعملها علشان تطلع أحلا .. من وقتها حسّيت إنها عندها موهبة عظيمة ولو اشتغلت بيها هتنجح وتبهر الكل ..
, ابتسمت ليلى بسعادة لتهتف: أقولكوا هعمل إيه ؟
, هتف سيف: بلاش ياختي سيبيهم فاكرين إنك عندك موهبة بلاش يتصدموا ..
, رفعت حاجبيها بغيظ: أنا مش بكلّمك .. وأنت غيران مني علشان عندي ذوق جميل وأنت لأ ..
, سيف بملل: بلاش ترجعي على قصة الذوق قولتلك ذوقك كان مرة واحدة حلو أما حبيتي دومي بعد كده لأ ..
, هزت قدميها بعصبية ثم هتفت بعناد: وبرضه ملكش دعوة مش بكلمك أنا هقولهم هما أنت سد ودانك ..
, وضع قدم فوق الأخرى هاتفاً: يبقى اخرجوا برا أنا مش هقفل وداني عايز أسمع زقزقة العصافير .. ومش مضطر يحصلي تلوث سمعي بسبب حضرتك ..
, ليلى بغضب: أنت اللي تطلع برا ده المطعم ليا أنا ..
, رفع حاجبه هاتفاً: بجد مكنتش عارف .. يبقى تحترمي الضيوف اللي عندك وتعامليهم بذوق وأدب ولا دي متعرفيهاش ..؟
, ضمّت قبضتها بغضب ناظرة لأدهم الذي هتف: مش كفاية بقا ولّا إيه ؟
, ليلى: قوله هو ..
, سيف: أنا مبعملش حاجة بس مبحبش الكدب والمجاملة وأقول إن شغلك حلو وهو غير كده خالص ..
, هتف كرم: طب بس بقا إحنا جايين نتبسط مش نتخانق ..
, ليلى بغيظ: معاك حق يا كرم إجينا لوحدنا نتبسط بس في نااس بتفرض نفسها علينا وهي غير مُرحّب بيها أبداً ..
, مط سيف شفتيه باستهزاء هاتفاً: مش هناكل بقا ولا إيه رغم أنه سدت نفسي ..
, ليلى: يكون أحسن ..
, هتفت مروة ناظرة لسيف: حضرتك هتاكل إيه بقا ؟
, سيف: اللي هتاكلوه طبعاً هو أنتوا تاكلوا وأنا لأ ..؟
, تنهدت هامسة: سيف أنت عارف إن مينفعش تاكل من الأكل ده ..
, سيف بهدوء: أيوه م أنا عشان كده بقول هاكل .. لأنه مينفعش ..
, تأففت هاتفة: أنت عنادك ده هتبطله إيمتى ..؟
, سيف باستغراب: ليه م أنا جميل كده وأنتي بتحبيني ..
, رفعت حاجبيها بسخرية ليبتسم غامزاً: اعترفي يلا انك بتحبي كل حاجة بيا بس بتكابري ..
, ابتسمت بخفوت: لأ أنا بخاف عليك ..
, سيف بابتسامة: م أنا برضه بخاف على نفسي ..
, مروة: يبقى متاكلش ..
, سيف: عايزاني أموت من الجوع يعني ؟
, مروة: لأ أما ترجع البيت كول ..
, ابتسم سيف بخبث هاتفاً: تديني إيه ؟
, مروة: إيه ؟
, هتف بمرح: قولي بحبك يا سيفوو بصوت عالي وأوعدك مش هاكل حاجة ..
, رفعت حاجبيها ناظرة حولها بدهشة: لأ مستحيل أنت مجنون ؟
, هز أكتافه قائلاً: يبقى هاكل وذنبي برقبتك ..
, نظرت إليه بضيق ليبتسم لها بمكر لتهتف: و**** لو أنا سمحتلك يبقى أدهم أهو مش هيخليك تاكل حاجة ..
, ابتسم بثقة: محدش هيقدر يمنعني .. قولي زي م قولتلك وأنا مش هاكل خاالص ..
, تقدم النادل بطاولة يدفعها أمامه موضوع عليها طعام كثير وشهي بأصناف مختلفة ليبدأ في توزيعها أمامهم مع المشروبات والمقبلات .. لتتسع ابتسامة سيف أكثر وهو يرمق مروة بانتصار ..
, هتفت به: اعمل اللي أنت عاوزه انت اللي هتتأذى مش أنا ..
, سيف بحزن: وأهون عليك أتعب وأرجع المستشفى تاني يا مرمر ؟ خسارة حبي ليكي ..
, مروة: من إيدك .. أنا مليش دعوة ..
, بدأ الجميع بالأكل ليمسك سيف كأس عصير ويبدأ بارتشاف القليل منه لتهتف مروة: أدهمم بص سيف بيشرب عصير ..
, سيف: يا جبانة ..
, ليلى: سيبيه يشرب خليهم يستئصلوله معدته كلها ويفضل طول عمره من غير أكل ..
, سيف: أيوه اتكلمي أكتر علشان أقطعلك لسانك وتفضلي طول عمرك من غير م تتكلمي وتصدّعينا بصوت الببغان ده .. وعلطول تقولي مممممم ..
, ثم قهقه ضاحكاً بصخب ..
, نظرت إليه بضيق هاتفة: قليل أدب ..
, سيف ببرود: متشكر لذوقك ..
, أدهم: سيف شيل العصير ده من إيدك ..
, سيف بعناد: لا أنا هشرب منه .. أما مروة تقولي لأ هشيله ..
, أدهم: قوليله يا مروة ..
, نظرت إليه بغيظ ليهتف سيف: لأ لازم تقولّي على طريقتي ..
, كرم: وإيه طريقتك بقا ..؟
, سيف بضحك: هتعرف كمان شوية اصبر ..
, مروة: متوثقش كتير كده ..
, هز أكتافه وتابع شربه ثم مدّ يده يُمسك بملعقة أمامه ليبدأ في الأكل من أنوع الطعام المختلفة ..
, هتف كرم: سيف متعاندش ..
, إسراء بفضول: سيبه ياكرم عايزة أعرف الطريقة بتاعته ..
, رفع حاجبه هاتفاً: وعشان تعرفي طريقته نسيبه يتعب كده ؟
, تأففت هاتفة: م هو مش عيل صغير ليه عقل يفكر بيه ..
, ابتسم قائلاً: أنتي الفضول ده جايبتيه منين مكنتيش كده ..؟
, ضحكت قائلة: اتعلمت بقا ومنكم نستفيد ..
, ابتسم بسعادة هاتفاً: أنتي مش عارفة هيحصل إيه كمان كام يوم ؟
, رفعت حاجبيها: لأ إيه ؟؟
, ابتسم هاتفاً وهو يأكل: هتعرفي بعدين ..
, هتفت بلهفة: كررم أنت بتغيظني يعني ؟
, ضحك قائلاً: لا أبداً قولتلك هتعرفي بعدين ..
, إسراء: أصلاً مفيش حاجة أنت بس بتحرك فضولي ..
, هز أكتافه هاتفاً: أووك ..
, قطبت جبينها هاتفة: كرم بجد قولي فيه إيه ؟
, ضحك ينظر إليها قائلاً: خلاص هرحمك .. أنا هاجي أتقدملك ..
, فتحت عينيها بدهشة وابتسمت هاتفة: بجد !؟
, أومأ برأسه: أيوه مش عايزة يعني ؟
, هتفت بسرعة: لأاا أبداً مش كده بس إحنا كنا متفقين أما ينتهي الترم ده ..
, كرم بهدوء: هاجي أطلبك رسمي .. وشهرين كده وينتهي الترم ده نبقى نعمل خطوبة ونلبس الدبل ٣ نقطة وبعد بفترة قليلة نعمل فرح ونتزوج .. وبعد كام شهر أنتي تحملي وبعد تسع شهور يجينا عيل صغنن جمل زيي و٤ نقطة
, ضحكت عالياً هاتفة: إيه ده أنت مخطط على كل حاجة بقا ٣ نقطة
, ابتسم يهز رأسه: أيوه أنا مبنمش الليل بقعد بخطط واتخيل عشان تبقى كل حاجة محسوبة ..
, إسراء بضحك: طب ومحدّدتش جنس المولود كمان ؟
, كرم بضحك: لأ دي حاجة بإيد **** .. بس يعني لو كانت بنت جميلة وحلوة زيك يكون أحسن ..
, ابتسمت باتساع ولمعت عينيها بحب يزداد في قلبها كلّما مرت به الأيام .. حب لم تلحظه في غمرة تخبط مشاعرها القديمة ٣ نقطة ولكنها الآن تدرك بأن سنوات عمرها السابقة كانت مراهقة طائشة وعمياء وقد أضاعت دفئاً كبيراً وسعادة هائلة من بين يديها ٣ نقطة ولكنها تحمد **** بأنها قد لحقت بها قبل أن تخسرها نهائياً ..
, انتفضت فجأة من شرودها به على هتاف مروة الحانق بصوت عالي: بحبك يا سيفووو ٤ نقطة
, تعالت ضحكات سيف بصخب تاركاً الطعام من بين يديه وهو ينظر نحو وجهها المحتقن غضباً وخجلاً يُحاول تهدأة ضحكاته بلا فائدة لتُمسك مروة حقيبتها بسرعة خارجة من المطعم ..
, كرم بذهول: يخربيتك يا سيف إلحقها ..
, إسراء بغضب: و**** لو مكانها مش هعديهالك أبداً ..
, ضحك سيف الذي لم تنقطع ضحكاته من الأصل وخرج بسرعة يلحق بها ..
, امتدّت يد أدهم تحيط بخصر ليلى يتحسسها بمداعبة هاتفاً بمرح: الواد ده ذكي أووي زيي ..
, همست ليلى بغيظ: قصدك قليل أدب أووي زيك ولم إيدك احسن أكسرهالك ..
, ضحك بمرح وتسلية وقربها منه أكثر لتمد يدها تُبعده: بلاش رخامة يا أدهم ..
, همس قرب أذنها: عايزاني خليكي تعملي زي مروة يعني ..؟
, همست بغيظ: ده بعينك .. أنت اللي بتعمل زيها مش أنا ..
, رفع حاجبه هاتفاً: فاكراني مبعملهاش ؟
, نظرت إليه هاتفة: مظنش ..
, ضيق عينيه بلمعان ناظراً إليها بتحدي لتهتف سريعاً بتوتر: لااا خلاص صدقتك و**** عارفة إنك بتعملها ..
, أدهم: لأ أنا هخليكي تشوفيها على أرض الواقع ..
, ليلى بخجل: خلاص يا أدهم .. متفضحناش عيب كده ..
, أدهم : **** م قبل شوية كان المطعم ده بتاعك وأنتي حرۃ وحاجات كتير هنتفضح ليه بقا ..
, ليلی : أيوه بس برضه مينفعش قودام الناس ..
, هز كتفيه هاتفاً: خلاص يبقى أما نرجع البيت .. ثم نظر إليها غامزاً: بس مش هيبقى قول وبس لأاا وفعل برضه .. يعني نظري وعملي ..
, رفعت نظراتها إليه بخجل لينظر نحوها مبتسماً ثم التفت حوله واقترب منها فجأة ليطبع قبلة خاطفة فوق شفتيها .. شهقت بخجل ناظرة حولها وتسللت حمرة فوق خديها عندما وجدت إسراء تُشيح بوجهها عنها سريعاً لتعلم بأنها رأتهم .. نظرت نحو أدهم بغيظ ليقابلها بابتسامة عريضة غامزاً لها بتسلية ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, عاد الجميع للمنزل مساء بعض قضاء يوم عائلي بسعادة وجو أسري دافئ .. كانت ليلى تطير سعادة وابتسامتها لا تفارقها وأخيراً حصلت على عائلة تمنتها منذ زمن ..
, جلست والدتها قربها بابتسامة: أنتي فرحة البيت ده يا لولا ..
, ابتسمت بسعادة واقتربت منها تقبل يدها: **** يخليكي ليا وميحرمنيش منك يا قلبي ..
, اقترب محمود مبتسماً ليجلس قربها من الناحية الأخرى: يلا ياحبيبتي أدخلي ارتاحي أنتي وجوزك باينتك تعبانة ..
, نظرت إليه مبتسمة: بالعكس ده كان أجمل يوم بحياتي و**** أنا مبسوطة أووي أووي ..
, ربتت محمود على كتفها مقبلاً جبينها بحنان لتنهض مقبلة وجنته بسعادة هاتفة بسعادة وصدق مستشعرة حلاوة كلمتها: تصبح على ألف خير يا أجمل أب في الدنيا ..
, ضحك محمود بحب ولمعت عينيه برضى لتخرج ليلى متجهة نحو غرفتها التي تنام بها هي وأدهم .. وجدت سيف يقف مع كرم أمام غرفته لتهتف: أنت مروحتش ليه لحد دلوقتي ؟
, التفت إليها رافعاً حاجبه: بتقولي إيه ياختي سمعيني كده تاني ؟
, تكتّفت ناظرة إليه: بقول إن الوقت تأخر وعايزين ننام ..
, سيف: م تتخمدي هو أنا ماسكك ..
, ليلى: لأ بس عاوزين نقفل الباب من وراك يلا بقا ..
, نظر إليها بثقة: ادخلي اتخمدي ومتسمعنيش صوتك أنا بايت هنا ..
, رفعت حاجبيها بغضب: بتقول إيه ليه ملكش بيت إن شاء **** ؟
, هز أكتافه: ليا وعايز أبات مع صاحبي ادخلي نامي بقا يلّا ومتنسيش تفرشي سنانك وتشربي اللبن ..
, قطبت جبينها بغضب ليهتف كرم: خلاص يا لولا يلا تصبحي على خير يا حبيبتي ..
, خرج أدهم من الغرفة الجانبية: أنتوا بتعملوا إيه هنا ؟ سيف أنت لسا مروحتش ؟
, التفت إليه: لأ أنا مش هروح هبات مع كرم ..
, أدهم: وليه بقا إن شاء **** ؟
, سيف: كده .. فيها إيه يعني أهو أنت بايت برا البيت .. زمان كنت تخانقتي علشان بنام برا دلوقتي عجبتك القعدة هنا ..؟
, أدهم: دول أهل ليلى يعني أهلي مش حد غريب ..
, سيف: أهو شوفت إني كان عندي نظرة مستقبلية طعلوا أهل مراتك اللي ببات عندهم مش حد غريب ..
, زفر أدهم هاتفاً: خلاص خليك أما نشوف أخرة عنادك دي إيه ..
, سيف: م أنا كده كده هفضل هنا من غير م انت تسمحلي ..
, رمقه أدهم بملل ثم جذب ليلى من ذراعها ليدخلا إلى الغرفة .. جلست على السرير بضيق ليهتف: مالك ؟ الواد ده قالك حاجة تزعجك ؟
, رفعت نظرها إليه تضغط على أسنانها بغيظ: مستفزز أووي ..
, ضحك مقترباً منه هاتفاً: في دي معاكي حق .. بس أنتي برضه أوقات بتكوني مستفزة أوي ..
, تنهدت بخفوت: برضه هو اللي بيستفزني وبعصبني ..
, أدهم: طب خلاص أنتي كمان استفزيه وعصبيه عادي ..
, رمقته بحنق لتتسع ابتسامته يتابع ملامح وجهها وهي تدير عينيها في الغرفة حولها بهدوء لتبتسم بحب هامسة: أنت متخيل إن الأوضة دي كانت هتكون أوضتي ؟
, ضحك مجيباً: أيوه أنا تخيلت من أما شوفت باربي اللي قاعدة هناك دي ..
, نظرت نحو إشارته لتری دمية باربي شقراء موضوعة فوق إحدی الطاولات لتضحك قائلة: وأهو رجعتلها بس بعد م عدّيت مرحلة الألعاب والباربي ..
, ابتسم ناظراً إليها مداعباً وجنتها: ومين قال إن عديتي المرحلة دي ٣ نقطة أنتي لسا طفلتي .. جواكي طفلة صغننة أووي .. أنتي لسا بنتي الصغيرة اللي بحبها وبدللها ..
, ابتسمت ناظرة إليه بحب ليقترب منها بشغف هامساً أمام وجهها: وحشتيني ..
, امتدت يديها تحيط بعنقه لينحني طابعاً عدة قبل فوق شفتيها ليزيد من اشتعاله هامساً: مفيش أنت كمان وحشتني .. أنا هفضل علمك لحد إيمتى هاا ؟
, ضحكت بتوتر تغمض عينيها من اقترابه منها بشكل خطير لقلبها وقبلته التي يطبعها بحنان أهلكها .. همس بصوت خافت مشتعل: كنا بنقول إيه ؟
, همست بتخدر: إيمتى ؟
, أجابها من بين قبلاته الحارة: أما كنا في المطعم ..
, ليلى: م نعرفش ..
, ابتسم ناظراً لوجهها الذي اشتعل حمرة هاتفاً: أه تذكرت ٣ نقطة كنت بقولك إني هشرحلك عملي على أرض الواقع ..
, رمشت بعينيها ناظرة إليه ليمددها على السرير ويده تحلّ أزرار قميصه بسرعة هامساً: وحشتيني يا لولا ..
, ابتلعت ريقها متشبّثة به ليُلقي قميصه أرضاً بإهمال واقترب منها يعود ملتقطاً شفتيها بقبلة جامحة يبثها شوقه وحبه ورغبته بها .. لتذوب بين يديه تبادله عشقه بعشق مُماثل ويدخلا سوياً عالم خاص بهما فقط .. عالم عشقهم وحبهم اللّامتناهي ليشرح لها بكل ضمير أصول العشق نظرياً وعملياً ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, وضعت نور كأسين من العصير فوق الطاولة الصغيرة في حديقة الفيلا .. ثم ابتسمت جالسة بجانب أحمد هاتفة: مقولتليش يعني ليه مروحتش الشركة النهاردة ؟
, أحمد: عشان أنا مش حمار أخوكي .. هو يروح يتبسط مع مراته ويتفسّح وأنا أتزفت أشتغل ..
, ضحكت برقة وهي تُقدم إليه كأسه ليأخذه منها ناظراً إليها بحب: وحشتيني على فكرة ..
, نور: وأنت برضه وحشتني ..
, ارتشف من الكأس قليلاً ثم وضعه أمامه قائلاً: بصي أنا هكلم أخوكي ..
, قطبت جبينها: في إيه ؟
, نظر إليها هاتفاً: هو كان قايلي أما ينتهي الترم ده هتقدملك بشكل رسمي ونعمل خطوبة ، بس أنا مش عايز كده ..
, رمقته بغضب هاتفة: نعم ياخويا ؟ أومال عايز إيه حضرتك ؟ غيّرت رأيك ولّا إيه ؟
, ابتسم هاتفاً: وأنا أقدر ؟ ده أنا بعدّ الأيام والساعات والثواني لغاية م تبقي مراتي وفبيتي عايزاني أغيّر رأيي ؟
, عبست قائلة: أومال ليه بتقول مش عايز ..؟
, أحمد: لأني مش عايز ..
, نظرت إليه بغضب ثم نهضت هاتفة: يبقى أنا برضه مش عايزة .. كويس إنك ظهرت على حقيقتك من دلوقتي ..
, ضحك باستمتاع وتمسّك بيدها يُعيدها للجلوس: خُدي يابت هنا اسمعيني الأول .. أنا مش عايز خطوبة ..
, صرخت بغضب: وبتعيدها برضه يا جباار ..
, عاد للضحك من جديد وهي تحترق من الغيظ ليحترم نفسه أخيراً مُتحمحماً ثم نظر إليها بحب: أنا عايز جواز مرة واحدة ..
, وسّعت عينيها بدهشة: جواز إيه ؟
, رمقها بغيظ: جواز سفر م تركزي معايا كده .. أنا مش عايز خطوبة .. مش قادر أصبر أكتر من كده .. عايز نتجوّز وأجيبك على بيتي وتفضلي معايا وجمبي دايماً .. وكلّيتك هتكمّليها وأنتي عندي بس إننا نفضل بالحالة دي مقدرش ..
, ابتسمت هاتفة: بس أبيه أدهم٣ نقطة
, قاطعها هاتفا: متشغليش بالك أدهم عليا المهم إنك موافقة .. موافقة انتي صح ؟
, ابتسمت ثم هزت أكتافها: هفكر ..
, رمقها بغضب هاتفاً: لا متفكّريش خلاص جوابك وصلني كويس إنك ظهرتي على حقيقتك من دلوقتي ..
, ضحكت بمرح: بتقلّدني حضرتك ؟
, تنهد هاتفاً: طب و**** لو أخوكي موافقش لاقتله وأخطفك ..
, شهقت بغضب: متقولش كده تاني بعد الشر عنه ..
, أحمد: أنا بقول لو موافقش .. بس أكيد هيوافق .. طبعاً هو هيلاقي فين شاب حليوة ومزز ومسمسم وعسل وسكر محلي محطوط على كريما زيي .. حبيبي يا حودة ..
, ارتفعت ضحكاتها بتسلية مرحة فنظر إليها بحب يكبر في قلبه دائماً ..
, بعد فترة كان متمدّد على المقعد يضع رأسه في حجرها ويغمض عينيه باسترخاء .. ويدها تعبث في خصلاته السوداء الناعمة باستمتاع ..
, فتح عينيه يُطالع وجهها المُحبّب إلى قلبه وخصلات شعرها التي تضرب في وجهه ليستنشق عبيرها الأخّاذ ..
, همس بخفوت: عارفة يا نوري ..
, همهمت ناظرة لوجهه ذو الملامح الرجولية الحادة ليهتف بابتسامة: دي أجمل لحظة بحياتي ..
, نور: ليه ؟
, تنهد هامساً وهو يلفّ خصلة من شعرها حول إصبعه: علشان قاعد معاكي وراسي فحضنك كده .. ياااه حاسس نفسي إني ملكت العالم ..
, رمشت بعينيها مستوعبة كلامه ثم نظرت لجلستهم ..
, وسّعت عينيها بذهول وكأنها أخيراً استفاقت من حلم أخذها من الواقع لدنيا حالمة لتنتفض مُمسكة بخصلات شعره تجذبها بقوة وترفع رأسه عن حضنها صارخة: يااا قلييل الأدب ..
, صرخ بألم مُمسكاً برأسه وهو ينهض: مالك يابت تحوّلتي كده م كنا حلوين ..
, وقفت تتنفس بغضب: أنت قليل أدب .. إزاي تحط راسك فحضني ..؟
, رفع حاجبه باستنكار: و**** محسّساني إني أجبرتك م كله كان برضاكي يا حلوة ..
, شهقت بصدمة: إيه الكلام اللي بتقوله ده اسكت عيب عليك لحد يسمعنا .. برضايا إيه وزفت إيه يلا قوم من هنا ..
, أحمد: ياشيخة اتوكسي م حضرتك ايدك كانت فين قبل شوية ؟
, رفعت حاجبيها بذهول: اخرس يا قليل الأدب ..
, ضحك باستمتاع: اخرس ليه مش كنتي بتلعبي بشعري ومبسوطة والدنيا مش سايعاكي ؟
, رفعت إصبعها أمام وجهه مهددة: أحمد أخرج من هنا ومتورنيش وشك تاني خالص ..
, نهض معدلاً ملابسه ثم اقترب منها ورفع يده يُمسك إصبعها ويضغط عليه بقوة: أولاً الحركة دي بتستفزني أووي متعمليهاش قودامي تاني ..
, عبست ناظرة نحوه بغضب ليتابع وهو يعدل شعره: وثانياً أنا خارج وهخليكي تترجيني علشان أرجعلك تاني وأنا مش هرجع .. كويس إنك ظهرتي على حقيقتك من دلوقتي ..
, رفعت حاجبيها بدهشة ليغمز لها ضاحكاً: هروح أدور على واحدة ملهاش حقيقة زيك ..
, قالها وانفجر ضاحكاً بتسلية .. لا يعلم لماذا ولكنه يُريد فقط أن يضحك بوسع قلبه وروحه .. ف روحه تُرفرف وتطير في سماء مليئة بالحب والسعادة عندما يكون قربها ..
, ابتسمت رغماً عنها ليبتسم لها بسعادة متجهاً نحو سيارته ، استقلها ونظر إليها من خلف الزجاج ليضغط على بوق السيارة بحركة غبية مزعجة وهو يضحك على ملامحها المغتاظة من الصّوت القوي .. أدار سيارته وتحرك بها نحو البوابة ومازال يضغط على البوق بقوة ، ثم أخرج رأسه من النافذة يمد لسانه إلها بإغاظة وكأنه قد تحوّل لطفل صغير مشاكس لتزداد ملامحها غيظاً وتزداد ضحكاته أكثر وكم يُحب إغضابها واستفزازها هكذا ..
, في بيت كرم وعائلته ..
, جهّزت ليلى ووالدتها مائدة الغداء في حديقة المنزل الصغيرة حيث جلسة جميلة بين الورود الملونة المختلفة ذات المنظر الجميل ..
, ابتسمت ليلى بحب متنهدة باستمتاع بهذا اليوم الجميل وأشعّة الشمس التي خرجت من خلف السحب لتبعث الدفء حولها كما أصبح داخلها دافئاً وسعيداً ..
, ذراعين حاوطتا خصرها من الخلف وقبلة حانية طُبعت قرب أذنها مع أنفاس حارة لفحتها هامساً: وحشتيني ..
, ابتسمت واستدارت إليه بحب معدلة من ملابسه: قولي بقا هنروح فين النهاردة ؟
, أدهم: النهاردة يوم لينا أنا وأنتي وبس ..
, ليلى: ليه ؟
, أدهم: كده .. ميحقّليش يوم مع مراتي ولّا إيه ؟
, ابتسمت قائلة: يحقلك كل الأيام مش يوم واحد بس ..
, ابتسم باتساع قائلاً: ليلى أنا مبسوط أووي ..
, ليلى: وأنا مبسوطة أوي لأنك جمبي وأهلي معايا ..
, أدهم: بس مسألتنيش أنا مبسوط ليه ؟
, ليلى: ليه ؟
, أدهم بابتسامة: علشان مامتك عملت ورق عنب وأنا كان نفسي بيه من زماااان ..
, ضربت صدره بقبضتها بغيظ: يا رخم ..
, ابتسم باتساع: رخم بس بتحبيني ..
, ضحكت قائلة: ليه مقولتليش كنت عملتهولك من زمان ..
, أدهم: لأ أنا مبقولش .. أنتي لازم تعرفي بنفسك لازم تحسّي ..
, هتفت باستنكار: أحسّ إزاي ..
, ابتسم جالساً فوق أحد الكراسي وسحبها لتجلس بجانبه: هبقى أعلّمك بعدين .. دي سهلة أووي الموضوع كلّه عبارة عن حسحسة ..
, ضحكت باستغراب: حس.. إيه ياخويا ؟
, أدهم: كنت عارف إنك مش هتفهمي .. بصي أما نرجع بالليل هعلمك تحسحسي كويس ..
, ابتسمت بخجل وعادت لتضربه في كتفه: قليل أدب ..
, أدهم: أنا قولت حاجة ؟ أنتي اللي دماغك علطول شمال ..
, ليلى بغيظ: أدهمم خلاص ..
, ضحك قائلاً: طب يلّا بقا عايزين ناكل مش عايزين نتأخر ..
, تأففت قائلة: طب قولي هنروح فين طيب ..؟
, نظر إليها قائلاً: هنلف البلد كلها .. بس أول حاجة هنروح المطعم العُمّال بدأوا من الصبح شغل وتعديلات .. هتشوفيهم شوية وبعدين نروح مكان تاني ..
, لمعت عينيها بلهفة: بجد .. أنا متشوقة أووي .. طب وبالنسبة للشغل بالشركة ؟
, أدهم: مش ناسي ياحبيبتي .. أما أنا أرجع الشغل هاخدك معايا وتبدأي شغلك نظامي تمام كده ؟
, ابتسمت واقتربت تقبل وجنته بحب وسعادة ليهتف كرم من خلفهم: نحن هناا يا جمااعة راعوا السناجل طيب ..
, ضحكت ليلى قائلة: سنجل إيه ياخويا وإسراء راحت فين ..؟
, تنهد جالساً قربهم: م هو أنا لحد دلوقتي سنجل .. بس يومين تلاتة وهتقدّملها ونتخطب ..
, ابتسم أدهم بحنان: يبقى الخطوبة هتكون بالمطعم بتاع ليلى برضه .. وأنا متكفّل بكل حاجة بس اصبر شوية على م يجهز ..
, هتف كرم بلهفة: لااا مش عايز أنا مقدرش أستنى أكتر من كده ..
, هتف أدهم بحب: مش هتستنى .. أسبوع واحد والشغل هينتهي ويبقى من حظك المطعم يكون جديد تعمل خطوبتك بيه ..
, ليلى: أنا من رأي أدهم يا كرم ..
, نظر إليهم باقتناع ثم هتف: أووك بس أسبوع واحد بس أكتر من كده لأ ..
, أدهم: أسبوع ياخويا وهحاول قبل الأسبوع كمان كويس كده ؟
, ابتسم كرم بامتنان: كويس أووي ..
, اقتربت كريمة تضع باقي الأطباق على الطاولة ليلحق بها محمود ويجلس فوق أحد الكراسي ..
, هتف أدهم: سيف فين ؟
, كرم: سيبته كان بيكلم مروة ..
, خرج سيف في تلك اللحظة متّجهاً نحوهم ليهتف كرم: أهو جه .. تعال ياخويا كول معانا ..
, نظر سيف نحو الطعام بجمود ثم هتف: لا مقدرش آكل من ده ..
, رفع أدهم حاجبيه متعجباً: سمعني قولت إيه ؟ مينفعش ؟ أنت سيف اللي بتتكلم ؟
, تأفّف سيف بانزعاج: وفيها إيه يعني مش كنتوا تقولولي أراعي نفسي ولّا دلوقتي معدش يعجبكوا ؟
, ليلى بغيظ: وأنت مالك بتتكلم كده ليه ؟
, سيف: أنتي ملكيش دعوة ..
, كرم بملل: أهو بدأنا شغل الضراير ..
, هتف سيف: أنا خارج ..
, أدهم: فين ؟
, سيف بهدوء: راجع البيت ..
, ليلى بارتياح: وأخيراً .. طريقك أخضر ..
, تجاهلها سيف بجمود وخرج متجهاً نحو سيارته ليستقلها تحت نظرات أدهم المتمعنة ٣ نقطة
, وصل إلى الفيلا ليركن السيارة مترجلاً منها بتعب .. دخل الفيلا لتهتف والدته عندما رأته: إيه كل ده ياسيف تأخرت ليه ؟
, سيف: كنت نايم عندهم ..
, جمانة: عارفة ياحبيبي بس سيبهم دلوقتي لوحدهم شوية مع بعض ..
, سيف بملل: م أنا سيبتهم أهو ..
, ابتسمت بحب: عشان أنت بتوحشني أووي ..
, ابتسم مقبلاً رأسها: حبيبتي يا جوجاية قلبي .. أنا طالع أرتاح بأوضتي ..
, أومأت برأسها قائلة: يبقى أنا في الجنينة لو عوزتني ..
, أومأ برأسه صاعداً درجات السلم ليُقابل إحدى الخادمات في طريقه ..
, هتفت بخفوت: عاوز مني حاجة يا سيف بيه ؟
, نظر إليها وهو يفرك جانبي رأسه هاتفاً: لأ متشكر ..
, أومأت برأسها نازلة ليلتفت إليها قائلاً: أستني .. اعمليلي قهوة وهاتيلي حاجة للصداع ..
, الخادمة: حاضر يابيه ..
, أكمل طريقه نحو غرفته ليدخلها متمدّداً فوق سريره بتعب وصداع داهمه بقوّة ..
, عادت إليه بعد لحظات تضع على طاولة قربه فنجان القهوة .. وقدّمت له حبة دواء مع كأس ماء: اتفضل يا بيه ..
, أخذهم منها وشرب الدواء متجرّعاً كأس الماء كاملاً: متشكر يا زهرة ..
, ابتسمت بخفوت تهز رأسها لتستدير خارجة من الغرفة بعدما بدأ بارتشاف فنجان القهوة أمامه ..
, خرجت مُغلقة الباب ورائها في نفس اللحظة التي فتح مصطفى باب غرفته المُقابلة ليتفاجأ بها أمامه فهتف: أنتي كنتي بتعملي إيه فأوضة سيف ؟
, نظرت إليه بتوتر من لهجته الحادة مجيبة: حضرته طلب مني أعملّه فنجان قهوة وأجبله حاجة للصداع ..
, قطّب حبينه: سيف هنا ؟
, هزت رأسها: أيوه يا بيه جه قبل شوية ..
, مصطفى بجمود: طب امشي دلوقتي ومتجيش هنا تاني سامعة ..؟
, هزت رأسها تمشي من أمامه بسرعة ليتجه لغرفة سيف يفتحها فيجده يُمسك رأسه بيده متابعاً الشرب من فنجان قهوته هتف مغلقاً الباب خلفه: سيف أنت كويس ؟
, رفع نظره إليه: أيوه كويس ..
, جلس بجانيه متسائلاً بقلق: مالك راسك بيوجعك ؟
, سيف بهدوء: أيوه ليلة مبارح منمتش كويس وصحيت ودماغي بتوجعني ..
, مصطفى بخفوت: طيب نام دلوقتي وارتاح وأنا هصحيك على المسا نتعشا مع بعض ..
, أومأ سيف رأسه بصمت خالعاً حذائه ليستلقي فوق سريره مغمضاً عينيه بتعب .. تنهد مصطفى بكبت ناظراً إليه ثم خرج من غرفته مغلقاً الباب خلفه بهدوء ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, بعد يومين ..
, كانت ليلى جالسة في حديقة منزلها تستشيط غيظاً .. فقد استيقظت منذ الصباح على شجاراتها مع سيف التي لا تنتهي ويبدو بأنها لن تنته أبداً ..
, جلس قربها كرم ضاحكاً لتهتف: عاجبك اللي بيعمله صاحبك ده ؟
, ضحك قائلاً: دلوقتي بقا صاحبي م طول عمره أخو جوزك ياختي ..
, تأففت هاتفة: فكر معايا بطريقة نتخلّص منه ..
, صرخ بوجهها: تتخلّصي منه إيه يا متوحشة ؟
, هتفت بسرعة: إيييه مالك ميروحش دماغك لبعيد يا غبي .. أنا قصدي يعني نخليه يرجع الفيلا .. حرام عليك يا كرم أنا مبلحقش أقعد مع أدهم ساعتين على بعض ..
, كرم: م أنتي اللي عقلك صغير وكل م قال كلمة بترديهاله عشرة ..
, هتفت بغيظ: مقدرش أسكت ده مستفزز أووي و**** بعدين هو بردهالي عشرين ..
, كرم: تقومي أنتي تردياهاله تلاتين ..
, هتفا بغيظ: اخلص إحنا هنقعد نعد .. لاقيلي طريقة عشان يرجع الفلا بسرعة ..
, هز أكتافه بحيرة قائلاً: بصي باختصار ..
, أومأت برأسها بلهفة ليتابع بتقرير: مفيش أي حاجة ممكن ترجّعه ..
, عبس وجهها بغيظ هاتفة: لأ فيه .. وأدهم يعرفها كويس وأنا هقوله يخلّيه يرجع ..
, هتف كرم باهتمام: حاجة إيه ؟
, هزت أكتافها: معرفهاش .. بس يعني أكيد أدهم عارف كويس م هو مفيش حاجة تصعب عليه مع سيف ..
, التفت كرم نحو باب المنزل ليهتف: أهو أدهم قوليله ..
, اقترب أدهم هاتفاً: بتقطعوا بفروة مين بقا ؟
, أمسكته ليلى من ذراعه لتُجلسه قربها هاتفة: أدهم أنت مش بتحبني ؟
, رفع حاجبه بتعجب هاتفاً: في حاجة ورا السؤال ده .. قولي ..
, ابتسمت ناظرة لكرم الذي هز أكتافه بمعنى ليس له علاقة لتضربه بكتفه ناظرة لأدهم: أنا عايزاك تتخلص من سيف ..
, نظر إليها بغضب: نعم ياختي عايزاني أقتل أخويا أ٣ نقطة
, قاطعته واضعة يدها على فمه لتُسكته: هشش تقتله إيه يا بني اسمع للآخر ..
, أبعد يدها يدها ناظراً إليها بغضب لتهتف: عاجبك اللي بيعمله ده ؟ مش بتعدي ساعة غير وإحنا عمال نشد في بعض .. بعدين أنا عايزة أخرج معاك نشوف المطعم وصلوا لفين وهو هيحشر نفسه بينا ..
, تكتف بغير رضى قائلاً: والمطلوب ؟
, ابتسمت بهدوء: خليه يرجع الفيلا ..
, تأفف أدهم: م انتي عارفة مش هيرجع يا ليلى ..
, ليلى بثقة: بس أنت عارف إزاي تخليه يرجع ..
, نظر إليها بتعجب لتهتف: أيوه عارف يلا استخدم إحدى طُرقك معاه ورجعه ..
, أدهم: مش عايز ..
, ليلى بتذمر: يلا يا أدهم عشان خاطري طيب .. أنا عايزة أخرج معااك ..
, تأفف قائلاً: خلاص هحاول بس دي أول وآخر مرة تمام ؟
, هزت رأسها بابتسامة سعيدة ناظرة نحو كرم بثقة ..
, نهض داخلاً إلى المنزل ليجد سيف أمامه يكلم محمود .. تصنّع الغضب ووقف متأففاً ليتسائل محمود: مالك يابني حصل حاجة ؟
, نظر إليه قائلاً: مش عارف و**** يا حاج ..
, جلس على إحدى الأرائك ليهتف سيف مقترباً منه: فيه إيه ؟
, نظر إليه بغضب: البيه مصطفى عايز يسيب الفيلا ..
, وسّع عينيه بدهشة: نعمم ؟ يسيبها إزاي يعني ؟
, أدهم بغيظ: يعني إزاي يا سيف زي الناس .. مش هو كان عمال يدور على بيت قريب يسكن بيه هو ومامته ..؟
, هتف سيف بغضب: وبعدين ؟
, أدهم: قال لاقى مكان قريب من الفيلا .. واشتراه وعاوز ينتقل باليومين دول ..
, سيف بغضب: ده مجنوون .. أومال وافق يقعد جوا بالفيلا ليه ؟
, أدهم: شكله كده كان بيضحك علينا ..
, سيف: وأنت وافقت ع الجنان اللي عاوز يعمله إزاي تسمحله ؟
, أدهم: هعمل إيه يعني ياسيف حاولت أمنعه مقدرتش .. قالي إننا كلنا عايزين كده بس بنقول العكس عشان ميزعلش ..
, سيف: إيه العيلة الغبية دي ياربي .. وأنت سايبه كده على مزاجه ؟
, أدهم: سيف .. مصطفى مش عيل صغير أفرض عليه هيعيش فين ومع مين .. خلاص الظاهر إن هو اختار الطريق ده .. **** يسهله ..
, توسّعت عينيه بصدمة وغضب: لأ مش يسهله .. ده أنا هكسر رجله قبل م يطلع خطوة واحدة برا البيت .. على جثتي ..
, أدهم: وهتعمل إيه يعني خلاص هو فاكرنا عايزين ده .. أيوه صح ممكن لما تقوله يبقى يسمع منك خاصة إنك انت أكتر حد كنت معارض قعدته ..
, تأفف سيف نافخاً بضيق: أنا رايحله .. أنا هوريه ..
, خرج مسرعاً من المنزل لم يتمالك أدهم ضحكاته ليضحك بصوت عالٍ مستمتع: **** عليا مكنتش عارف إني ممثّل بارع بالشكل ده .. خسارة موهبتي دي متكونش في السينما العالمية .. و**** أنا خسارة في البلد دي بجد ..
, هتف محمود الذي كان يتابع الموقف من بدايته: هو في إيه ؟
, عاد أدهم للضحك مجدداً هاتفاً: في إن **** يعين مصطفى ع اللي جاي .. ويعيني أما يعرف إني أنا اللي بعتت سيف ليه .. يلا معليش يامصطفى فدايا ..
, دخلت ليلى مبتسمة بفرح: أنت قولته إيه ده انت لسا ملحقتش تدخل ..
, ابتسم معدلاً ملابسه بفخر: عيب عليكي أنتي بتتكلمي مع أدهم عز الذين .. يلا بقا بسرعة اجهزي علشان نخرج ..
, اتسعت ابتسامتها بفرح تدخل غرفتها وبعد أقل من 10 دقائق خرجت معه لتتمسّك بذراعه بسعادة ويخرجان من المنزل تحت نظرات محمود الفرحة والداعية لهم ..
, في الفيلا ..
, هتفت عبير بغضب وهي تجلس بجانب مصطفى في مكانهم المفضّل من الحديقة: فين ده اللي هيجي يتقدّملي ؟
, ضحك قائلاً: أنتي صدّقتي ؟
, نظرت إليه بغضب: تصدّق أنك بارد أووي ..
, مصطفى: أوعى كده لحسن أروح أتقدم لبنت غيرك ..
, ابتسمت بثقة: طب ابقا قابلني لو واحدة قبلت بيك ..
, رفع حاجبه: ليه بقا فاكراني قليل ولّا إيه ؟
, هزت أكتافها ناظرة حولها: عادي مش بطال ..
, مصطفى بغيظ: يخربيتك .. أنتي عايرة تتجوزيني ليه ؟
, هتفت بدهشة: أناا ؟ مش أنت اللي طلبت إيدي ؟
, مصطفى: وحضرتك وافقتي ..
, عبير: قولت أكسب حسنات من وراك .. أصل مفيش واحدة هتقبل بيك وأنت كده ..
, مصطفى: كده إزاي يعني ؟
, عبير: بارد أووي .. ومتعرفش حاجة بالرومنسية والحب ..
, نظر إليها بضع لحظات ليبتسم بعدها: طب م تعلّميني أنتي ..
, اتّسعت ابتسامتها واقتربت منه فجأة ليتراجع بذعر: إييه في إيه ؟
, عبير: مالك ؟ هعلمك شوية رومنسية ..
, مصطفى: طب من بعيد كده **** يسترك ..
, عبير: تؤ مينفعش لازم كون قريبة منك ..
, نظر إليها وهي تكاد تلتصق به ليبتلع ريقه بتوتر مستنشقاً رائحة عطرها التي دغدغت حواسه .. ضغط على قبضتيه بضيق: ابعدي يا عبير أحسنلك ..
, عبير: مش قبل م تتعلم تكون رومانسي ..
, مصطفى بغيظ: يا غبية لو مبعدتيش مش هينفع بعدين لا رومانسية ولا حاجة ..
, عبير باستفهام: ليه ؟
, أغمض عينيه يعضّ شفته بغيظ وهو يتنفس بعمق ليفتحهما فجأة يُمسكها من خصرها محاوطاً جسدها بذراعيه لتشهق بخجل هاتفة: أنت بتعمل إيه ابعد ؟
, هتف أمام وجهها: قولتلك ابعدي أنتي اللي جنيتي على نفسك ..
, ابتلعت ريقها وأنفاسه تلفح بشرة وجهها بجنون هامسة بتوتر: م مصطفى ا ابعد ..
, اقترب منها أكثر يقربها منه ومازال يحاصرها بين ذراعيه .. أغمض عينيه مُنحنياً بوجهه منها بتخدر من رائحته التي تغلغلت داخله .. هتفت فجأة بغباء: بص دي اللي زرعتها كبرت أهو ..
, فتح عينيه ناظراً إليها لتتحول عينيه الهائمتين لنظرات مغتاظة وقد نجحت بغبائها في إخراجه من لحظة هيامه بها .. أبعدها عنه هاتفاً بغيظ: اتنيلي أهو بعدت ..
, ابتعدت عنه تلتقط أنفاسها وضربات قلبها تضرب داخلها بقوة .. ضحكت فجأة بتوتر وهي تلعب بخصلات شعرها هاتفة: الغرسة كبرت ..
, رمقها بغيظ وغضب ثم نظر نحو تلك الشجرة الصغيرة التي زرعها وتكبر كل يوم .. ابتسم فجأة متنهداً بعمق .. كان كلما رآها يتذكر أيامه السابقة ويأسه ..
, هتف قائلاً: كبرت وأنا لسا هنا ..
, عبير: مش قولنالك متتأمّلش أووي ..؟
, رمقها بغيظ من جديد ليصدح صوت عجلات سيارة قوية تدخل عبر بوابة الفيلا .. التفتا إليها باستغراب ليروا سيف يترجّل منها وعلى وجهه علامات الغضب .. ما إن لمحهم سيف من بعيد حتى صرخ: مصطفى يااا حيواااان ٣ نقطة
, رمش مصطفى بعينيه هاتفاً بتوتر: و**** باين كده إنها هتكبر وأنا مش هنا .. معاكي حق مش لازم أتأمّل ..
, اندفع سيف نحوه بغضب وقفز فوقه ليسقط مصطفى متمدداً أرضاً على ظهره هاتفاً: إيييه ؟
, قفز سيف فوقه يُمسكه من ملابسه صارخاً بغضب: أنت هتروح فين ياا غبي ؟
, مصطفى بهتاف: أرووح فين م انا مترزع هنا قودامك فيه إيه بقا ؟
, جذبه سيف من ملابسه أكثر هاتفاً بغضب: مش على أساس معدش هتخرج من الفيلا .. ليه دلوقتي عايز تخرج ولقيت بيت .. أنت كنت بتضحك علينااا ؟
, أمسكه مصطفى من يديه يدفعه عنه بغضب هاتفاً: اقعد كده وفهمني .. مين اللي قالك هروح انت اتجننت ولّا عايز بس حاجة عشان تتخانق معايا ..؟
, نهض سيف يتنفس بغضب: أنت بتضحك علينا قولتلنا هتبقى ودلوقتي عايز تمشي .. أنت حيوااان ..
, صرخ مصطفى بغضب: كفااية يا سيف .. مسمحلكش تتكلّم معايا كده .. فهمني الأول في إيه ..
, سيف بغضب: في إنك واحد غبي وحيوان ومفيش خروج من هنا لو على جثتي سامع ؟
, عبير باستفهام: ليه هو كان هيخرج ؟
, نظر إليها سيف هاتفاً: أيوه الباشا لاقى بيت وعايز يتنقل عليه فاكرنا هنسمحله ..
, نظرت عبير نحو مصطفى بغضب: أنت إزاي تعمل كده ؟ ومقولتليش ليه ؟
, مصطفى بغضب: والنبي يا عبير اسكتي أنا على آخري ..
, هتفت بغضب: لأ مش هسكت .. إيمتى كنت هتخبرني بعد م تتنقل ؟
, تأفف بغيظ صارخاً: بااس اخرسوا أنتوا التنين محدش يتكلم معايا فاهمين ..
, اتجه بخطوات غاضبة نحو الفيلا ليلتفت سيف نحو عبير هاتفاً: أنتي بتعملي إيه هنا ؟
, عبير بغضب: وأنت مالك ؟ أسمع يا سكين ولّا سيف إذا كنت فاكر إنك هتعاملني زي ليلى وأفضل ساكتة تبقى بتحلم ..
, اقترب منها ببرود هاتفاً: بصي يا حلوة الباب من هناك لو مش عاجبك تقدري تخرجي منه بكل هدوء ..
, زمت شفتيها بغضب هامسة: أنت بتطردني ؟
, سيف: سمّيها زي م انتي عاوزه .. شوفي الدنيا هتليل خلي حد من الرجالة توصلك ..
, صرخت بغضب: مش عايزة ..
, التفت إليها بغضب لتتراجع هاتفة بتوتر: م مش عايزة حد يوصلني هكلم أبويا ..
, أومأ برأسه بهدوء ثم التفت متجهاً نحو الفيلا ..
, دخل يبحث عن مصطفى لتخبره نور بأنه صعد لغرفته ..
, فنح باب الغرفة داخلاً بغير استئذان ليصرخ مصطفى: مش فيه باب تخبط عليه يا قليل الأدب ..
, هتف سيف ببرود: مش أنت هتمشي ؟ يبقى الأوضة دي معدتش ليك وهدخلها براحتي ..
, تأفف مصطفى بغضب: بس عاوز أعرف مين الحيوان اللي قالك إني همشي ..؟
, هتف سيف بغضب: متقولش حيوان محدش غيرك حيوان فاهم ؟
, رفع رأسه نحوه بغضب ثم تنفس مهدئاً من نفسه: اطلع برا عاوز أنام ..
, سيف: ولو مطلعتش ..؟
, مصطفى بغضب: سيف بلااش الحركات دي قولتلك اطلع برا أنا مش طايق نفسي ..
, رمقه سيف بغضب وتوعد: ماشي بس يكون بعلمك أنت هتفضل هنا وهمنعك تخرج حتى لو كان بالقوة ..
, نظر إليه مصطفى بسخرية هاتفاً بتهكم وقد عرف بأنه مهما قال بأنه لن يخرج فهو لن يصدقه: نبقى نشوف مين هيمنعني ..
, احتدت عيني سيف ثم بعدًا ابتسم ابتسامة جانبية أثارت ريبة وشكوك مصطفى لينظر نحوه بحذر .. ولكن سيف تجاهله خارجاً من الغرفة بهدوء تام ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, صباح اليوم التالي ..
, استيقظ من نومه يرمش بعينيه بخمول .. تثائب مُحاولاً التمدد بجسده ليجده مُكبّل لا يستطيع الحراك .. فتح عينيه بنعاس غير مستوعب ما الذي يشعر به ..
, نظر ليده اليمنى ليجدها مُقيّدة بحبل غليظ في حافة السرير .. وسّع عينيه رافعاً حاجبيه بدهشة .. نظر ليده الأخرى ليجدها على نفس الحالة .. جذب يديه بشدة يُحاول تخليصها من الحبال ولكن دون فائدة ..
, عقد حاجبيه بغضب وصدمة مما هو به ليفتح باب غرفته في تلك اللحظة ورأى سيف يدخل مُغلقاً الباب خلفه .. وقف متّكئاً على الجدار بابتسامة سمجة: صباح الخير .. أتمنى تكون إقامتك عندنا عجبتك .. مرضيتش تخرج من هنا من غير م أديك هدية الوداع ..
, نظر مصطفی إليه بغضب محرّكاً جسده: إيه اللي عامله ده يا حيوان فكني ..؟
, سيف بابتسامة: تؤ تؤ تؤ إهدا يا ميصو مش كده .. أنا بودّعك بس ..
, مصطفى بغضب: تودعني إيه أنت مجنون بقولك فكني يا سيف لحسن أتجنّن عليك ..
, ضحك سيف بتسليه هاتفاً: اتجنن ياحبيبي معليش مسموح ليك المرة دي ..
, صرخ بغضب: سييف ..
, سيف بهدوء: نعم ؟
, أغمض مصطفى عينيه مُحاولاً تهدأة نفسه ليهدر من بين أسنانه: سيف أقسم ب**** لو م فكيتني دلوقتي لهكون موريك الوش التاني ليا وهربييييك ..
, ضحك سيف: أنا متربي غصباً عنك .. ومش هفكك ووريني هتعمل إيه ..
, صرخ مصطفى بغضب: أنت بتعمل كده ليييه فهمني ..؟
, احتدت عيني سيف بغضب: لأنك ضحكت علينا فاكرنا عيال صغيرة .. قولتلنا هتبقى هنا وروحت تدوّر على بيت من ورانا وهتنقل عليه ..
, نظر إليه مصطفى بغيظ وذهول: مين اللي قالك كده .. أنا من الأساس مدورتش على بيت خالص حتى لما كنت عاوز امشي من هنا ..
, اقترب منه سيف وقفز فوقه بثقله يُمسكه من ملابسه بغضب: أنت لسّا هتكدب عشان نصحى فيوم نلاقيك واخد حاجاتك وطالع ..ده بعينك ..
, صرخ مصطفى بألم من ثقل سيف الذي اندفع فوقه لينظر إليه صارخاً: سيف احترم نفسك وفكّني بقاا خلينا نتفاهم بهدوء ..
, سيف بغضب: مفيش تفاهم بينا .. أنت مش هتخرج من هناا أبداً ..
, مصطفى بغضب: مش هخرج خلااص و**** مش هخرج فكني بقا ..
, نظر إليه سيف بتشكيك ليهتف مصطفى: قوم بقا إيه القعدة دي قوم يا زفت ..
, نظر سيف نحوه بغضب وهزّه من ملابسه: أنت بتضحك عليا تاني ؟
, تأفّف مصطفى بغيظ ونفاذ صبر منه ليصرخ: م خلااص بقا كفاية لحد هنا أنت مبتفهمش .. قولتلك مش هخرج قوم عني بقا وفكني كفاية معيلة بلاش قلّة أدب أكتر من كده ..
, هتف سيف: قلة أدب ؟
, نظر نحوه مصطفى وهو في قمة غضبه هاتفاً: أيوه قلة أدب .. أنت قليل أدب ومش متربي والحركات دي مبيعملهاش واحد بعمرك .. لحد هنا وكفاية أنا مش أدهم علشان أفضل مستحمل تصرّفاتك دي .. استحملتك كتير أووي وكنت قول معليش أنا برضه غلطان وحقه يعمل كده .. بس خلاص دلوقتي لأ .. دلوقتي سواء قبلت أو لأ أنا أخوك الكبير وغصباً عنك وهفضل في البيت ده ورجلك فوق راسك .. ومش هسمحلك تقلل مني تاني أو تقلّ أدبك عليا وإلّا هتشوف مني تصرّف مش هيعجبك خاالص .. أنت فاااهم ؟؟
, نظر إليه سيف يُتابع حديثه بهدوء تام .. حتى انتهى مصطفى من كلامه وصمت يتنفّس بغضب وغيظ .. رفع نظره إليه ليجده جامد ينظر إليه بهدوء ويديه تجمدت حول ياقة ملابسه ..
, أخذ مصطفى نفساً عميقاً مستوعباً ما قاله رغم أنه معه كامل الحق به .. ولكنه يعلم حساسيّة سيف الكبيرة خاصّة في هذه الفترة .. تأفف بانزعاج رغم أنه ليس نادم وهذا ما سيعمل عليه في الأيام القادمة .. سيفرض احترامه على الجميع وأوّلهم هذا القرد القابع فوقه متشبّثاً به بغير حراك ..
, نظر إليه هاتفاً بهدوء: فك إيديا يا سيف ..
, ارتخت قبضتي سيف عن ملابسه بجمود .. ثم نهض من فوقه واقترب يفكّ يده اليمنى بهدوء ثم تركه خارجاً من الغرفة بصمت .. مدّ مصطفى يده يفك يده الأخرى التي مازلت مُقيّدة وهو يشتم كل شيء ..
, بعد فترة في غرفة سيف ..
, كان يقف في شرفة غرفته ناظراً أمامه بضيق جليّ على ملامحه .. تأفّف بغضب من مصطفى ومن أدهم الذي اكتشف بأنه ضحك عليه لكي يُبعده عن ليلی التي تلتصق به كالغراء ..
, رأى مروة تدخل عبر بوابة الفيلا .. وسّع عينيه ناظراً لفستانها الطويل بلون الأزرق المتدرّج .. حيث بدأ عند صدرها بلون سماوي هادئ ليبدأ في زيادة اللون وغمقه حتى وصل عند كاحليها لأزرق عاتم .. وشعرها الذي استطالت خصلاته تركته مفلوتاً بفوضوية ..
, رمش بعينيه يستوعب هيئتها وتلك الشياكة التي تتمتّع بها ، هتف بابتسامة مرحة ملوّحاً لها: مرمررررر ٤ نقطة
, رفعت عينيها المكحّلتين إليه .. لتبتسم بشفتيها المطليتين بأحمر قاتم تزيد من كبرهما و إغرائهما ..
, لوّحت له بخفة ثم أسرعت بخطواتها للداخل .. فتح باب غرفته بعد لحظات ليجدها تتجه إليه ..
, وقف فجأة متصنّماً مكانه بذهول ثم مدّ يده يسحبها من ذراعها ليُدخلها إلى الغرفة مُغلقاً الباب سريعاً ..
, دفعها على الحائط قربه ناظراً لهيئتها المغرية أمامه .. ابتسمت بفرحة داخلية وهي ترى تأثّره بها .. كانت قد أمضت أكثر من ساعتين وهي تقف أمام المرآة تجهّز نفسها وتنتقي ملابسها بعناية .. وضعت كحلاً غامقاً في عينيها لتزيد من اتساعها وجاذبيتها وحمرۃ شفتين غامقة مُثيرة .. والآن تبدو النتيجة مُرضية لها .. وله ..
, ابتلع ريقه هامساً: هو فيه إيه ؟
, ضحكت هامسة متصنّعة الدلال: إيه ؟
, رفع حاجبه بدهشة: في حد هيتجوّز ؟
, ابتسمت تمدّ شفتيها بإغراء: تؤ ..
, سيف: طب هيتخطب ؟
, عادت لتقول: برضه تؤ ..
, هتف يتأمل شفتيها اللتين جذبتا انتباهه: أومال إيه ؟
, أمسكته بملابسه بخفة ثم ربتت على صدره وكأنها تمسح غباراً من فوقه .. لتدفعه بخفة تسير في الغرفة بهدوء وتعمّد ..
, شهقت فجأة وهو يدفعها بيديه لتسقط على ظهرها فوق سريره .. انحنى فوقها قائلاً: قوليلي إيه مناسبة اللي عاملاه في نفسك ده ؟
, ابتلعت ريقها وهي تجد عينيه الزرقاوتين تتدرّجان بلونٍ كلون فستانها وتغيمان بمشاعر شتى لأوّل مرة تراهما بوضوح هكذا .. نجحت في إغرائه صحيح .. ولكن من سيُنقذها من تلك العاصفة التي تلمحها داخل عينيه وملامحه ؟ همست بخفوت: ك كنت ع عاوزة عاوزة .. ك ا
, قرب وجهه منها أكثر مُحيطاً خصرها بيديه: هممم ؟
, ابتلعت ريقها وهي على وشك البكاء: ك كنت عاوزة أغريك بجمالي الخارق .. ع عشان متلعبش بديلك ..
, رفع حاجبيه بدهشة من كلامها ولو أنه في وضع آخر لكان انفجر ضاحكاً واستمتع بإغاظتها .. ولكنها وهي أمامه الآن ك قطعة شوكولا ذائبة بين يديه .. شهيّة مُغرية لن يستطيع تمالك نفسه أكثر .. فعلاً قد نجحت في إغرائه وسوف يُريها بأنها نجحت تماماً ولن يلعب في ذيله سوى معها هي ..!
, انحنى بوجهه نحو وجهها أكثر لتختلط أنفاسهما بجنون وصدرها يهلو ويهبط وقلبها يضرب صدرها بترقّب .. أغمضت عينيها مُستسلمة لحالة الخدر التي شلّت جسدها .. وهو هاجت أنفاسه أكثر وفقد السيطرة على نفسه لتتلامس شفتيهما بخفة أحدثت شرارة سرت عبر أوردتهما وضربت قلوبهما بقوة ..
, فُتح الباب فجأة وجمانة تهتف: سيف يلا ع الغدا ي٥ نقطة
, ابتعد سيف فجأة بانتفاض ناهضاً من فوقها مع دفعتها لصدره بيديها بذعر وقد استفاقت من خدرها اللّذيذ ..
, رمشت جمانة بعينيها ناظرة نحو الإثنين بذهول .. كانت أنفاس الإثنين وحدها المسموع في تلك الغرفة .. أنفاس سيف التي أصبحت كالنهيج وبمعجرة استطاع السيطرة على نفسه وتركها .. مع تلك الحمرة التي تسللت لوجهه وأذنيه بحرج .. وهي أصبح وجهها كحبّة طماطم شهية ومن حظّها بأنه لم يُشاهدها هكذا لكان عاد وفقد سيطرته على نفسه من جديد ..وهي تُدير وجهها للناحية الأخرى تكاد تذوب خجلاً في مكانها ..
, همست جمانة أخيراً بجمود ترحمهما من ذلك الموقف: لو خلّصتوا انزلوا عشان الغدا جاهز ..
, خرجت تاركة الباب خلفها مفتوح تُنبّههم بأنها تنتظرهم لئلّا يعودوا لما كانوا يفعلونه ..
, ابتلع سيف ريقه ماسحاً على وجهه وهو يجذب خصلاته بشدة .. اندفع نحو حمام غرفته وأخفض رأسه تحت الصنبور فاتحاً الماء لتنهمر المياه الباردة فوقه تُبرّد من حرارة جسده المرتفعة وأنفاسه السّاخنة ..
, نهضت مروة واقفة مكانها بارتجاف لا تعلم أين تذهب .. نظرت نحو الشرفة لتخرج إليها سريعاً مُخرجة أنفاسها بسرعة وخوف وخجل كبير .. والنسمات الهادئة تضرب جسدها ووجهها بانتعاش ..
, هتف باسمها بعد لحظات قليلة لتستدير إليه ناظرة لخصلاته المبلّلة .. نظرا لبعضهما بصمت لتُشيح بعدها بوجهها عنه بخجل ناظرة أرضاً .. فيُشيح هو الآخر بوجهه عنها هامساً بتلعثم وتهرّب: أاا ا ها أأاا ا ٣ نقطة ب اأا د ٣ نقطة هووووف ٥ نقطة ادخلي اغسلي وشك لو عايزة ..
, رمشت بعينيها ورغماً عنها خرجت ابتسامة خافتة على شفتيها وهي تكتم ضحكة داخلها لكلامه المُتلعثم .. شتمت نفسها داخلياً لإغرائها المتعمّد .. كانت يجب أن تبقى عطية صبي الميكانيكي كما أخبرها سابقاً ..
, رفعت نظرها إليه لتجده يُخلّل يديه في خصلاته الغزيرة يزم شفتيه بحيرة وامتعاض .. رفع نظره إليها لتلتقي عيناهما من جديد .. لحظات من الصمت لينفجرا بعدها بضحك صاخب في نفس اللحظة .. تعالی صوت ضحكهما الهيستيري حتى جذب أنظار الحرّاس المتواجدون حول الفيلا ..
, وقد استمعت إليهما جمانة وهي تنتظرهما على مائدة الغداء في الأسفل لتبتسم بخفوت وفي قلبها سعادة داخلية هائلة ..
, هتف مصطفى بدهشة: إيه حصل إيه ؟
, ضحكت جمانة بخفة هاتفة: قول محصلش إيه ؟
, رفع حاجبيه هاتفاً: طب محصلش إيه ؟
, عادت للضحك من جديد هاتفة: هقولك بعدين .. قومي يا نور قوليلهم إننا مستنينهم علشان نتغدا ..
, تأففت نور بانزعاج هاتفة: هو كل حاجة في البيت ده نور نوور .. هما قاعدين يضحكوا ويهزروا وأنا الخدامة بتاعتهم ..
, جمانة: بس يابت وقومي بقا بلاش رغي ..
, طرقت نور الباب بغضب ليدخل سيف ومروة من الشرفة فهتفت بهم: مش ماما قالتلكوا انزلوا اطفحوا ؟ ولّا عايزين عزيمة رسميّة أنت وهي ؟
, سيف: خلاص نازلين أهو ..
, رمقتهم بغضب ثم خرجت بسرعة .. هتفت مروۃ: طب أنا هحط عيني بعين مامتك إزاي ؟
, سيف: عادي بوصيلها وهي هتبوصلك وكده تيجي عينك فعينها .. سهلة ..
, تأفّفت بانزعاج منه هاتفة: أنا هقرأ المعوّذات وأنزل ..
, سيف باستنكار: اخرسي يابت هو أمي عفريتة ..؟
, نفخت بضيق وما زال حرجها يتملّك منها وهي تشتم نفسها للمرة المليون لتخرج من الغرفة يتبعها سيف متمتماً: كويس إن ماما هي اللي شافتنا .. لو كان أدهم كان دلوقتي نفخني وشعلقني وطالع ميتين أمي ومكلّمنيش لسنة قدام ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, - منذُ رأيتك وأنا أطيرُ فوق الأرض ..
, لا جاذبيّة لعينيك ..
, ٣٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد يومين ..
, كانت ليلى وأدهم مازالا في منزل والديها .. كل يوم يخرجان بمفردهما أو مع عائلتها .. أشرفت بنفسها على المطعم وبدأت تجهّز لحفل خطوبة أخيها .. وهي سعيدة بشدة لأنها ستُقدم شيئاً له هو وصديقتها إسراء .. كان سيف يتنقّل بين الفيلا ومنزل كرم دائماً ويعود للنوم في الفيلا ..
, دخل مصطفى الصالة ليجد الخادمة تضع على الطاولة أمام سيف فنجان شاي كبير ..
, قطّب جبينه وأبعده من أمامه ناظراً للخادمة بشك ليهتف سيف: فيه إيه ؟
, مصطفى: مين اللي عملك الشاي ده ؟
, سيف: أنا قولت للخدامة تعملهولي فيها إيه يعني ولو سمحت أنت متكلمنيش تاني ..
, نظر إليه مصطفى بغيظ هاتفاً: ليه بقا إن شاء **** ؟
, سيف بجمود: كده ويلّا امشي من قودامي ..
, هتف مصطفى بغضب: سييف ..
, سيف: يادي النيلة عاوز بسيف إيه يا اخي سيبني فحالي مش أنا قليل أدب ومش متربي ؟ يبقى ابعد عني أحسن ..
, مصطفى بابتسامة صفراء: قليل أدب نزيدهولك شوية ومش متربي نربيك ورانا إيه ..؟
, رمقه سيف بغضب وهمّ بالكلام قبل أن يُشير إليه مصطفى بالسّكوت هاتفاً سريعاً بهدوء: بعد كده لو عاوز حاجة اطلبها من الدادة سامية بس تمام ؟
, نظر إليه باستغراب: ليه بقا ؟
, مصطفى: كده أحسن واسمع الكلام ياسيف لمصلحتك ..
, سيف بغضب: لأ مش هسمع منك حاجة مش فاهمها فهمني ليه الأول يا كده يا اما مش هرد عليك ..
, تأفف مصطفى بانزعاج ونهض من أمامه يأخذ الفنجان معه .. أخرج هاتفه متصلاً بأدهم ليهتف: بقولك إيه الخدامة دي أنا مش مطمّن من ناحيتها ..
, أدهم بقلق: ليه عملت حاجة تاني ؟
, مصطفى: م المشكلة إنها معملتش بس مش متطمن خالص أنا بقول نرفدها أحسن ..
, أدهم: وأنا بفكر كده بس خايف نكون بنظلمها ونقطع برزقها ..
, مصطفى: يبقى نأمن ليها شغل فمكان تاني ..
, أدهم: ماشي أنت اتصرف ..
, مصطفى: أنت هترجع إيمتي بقا ؟
, ابتسم أدهم: ليه وحشتك ؟
, ضحك مصطفى: أوي أووي البيت ضلمة من غيرك ..
, أدهم بمرح: قريباً هاجي أنورهولك .. بجد هاجي أشوف جوجو وحشتني .. المهم أنت خلي بالك ..
, مصطفى: تمام مع السلامة ..
, أدهم: سلام ..
, دخلت مروة بعدما فتحت لها الخادمة الباب لتقترب جالسة قرب سيف الذي كان ينظر لهاتفه بصمت .. رفع نظره إليها ثم ابتسم فجأة غامزاً لها لتنظر إليه بغيظ ثم بدأت بالضحك ليُشاركها هو الآخر ..
, مروة: قليل أدب يا سيف ..
, سيف: متشكر أووي يامروة ..
, رنّ هاتفه في تلك اللحظة لتتغيّر ملامحه وهو يرى الإسم على شاشته ..
, همست مروة: مين ؟
, تنهد بضيق مُجيباً: أيوه يا دكتور ؟١٠ نقطة لييه ؟
, انتفض واقفاً مكانه: إييه ؟ ٩ نقطةطب وأنا هعمل إيه يعني ؟٨ نقطة ماشي ماشي أنا جاي ..
, أغلق الهاتف ناظراً أمامه بقلق لتنهض مروة هاتفة بخوف: فيه إيه يا سيف حد حصله حاجة مين الدكتور ده ؟
, التفت إليها يرمقها بصمت ثم هتف بجمود: ناريمان .. حاولت تنتحر مبارح ..
, شهقت بصدمة: إيه ؟ بس الدكتور قال إن حالتها مش متقدّمة لدرجة الإنتحار ..
, هز رأسه بحيرة: معرفش بقا .. عاوزني أروحله دلوقتي ..
, مروة بترقب: ليه ؟
, نظر إليها: مش عارف و**** قال عاوزني .. أنا هروح ..
, أمسكت به هاتفة بتصميم: أنا هاجي معاك ..
, سيف: مش لازم يا مروة خلاص أنا هقولك على كل حاجة ..
, مروة: رجلي على رجلك مش هتتحرّك من غيري .. يلّا خلّينا نمشي ..
, تنهد بضيق لتُمسك حقيبتها وتخرج معه من الفيلا يستقلان السيارة إلى المستشفى التي تتواجد بها ناريمان ..
, بعد فترة جلسا كجلستهم السابقة أمام مكتب الطبيب المُتابع لحالة ناريمان ..
, هتف سيف: ممكن أفهم ليه طلبتني أجيلك ؟ أنا قبل كنت عاوز بس أعرف حالتها مش عشان أفضل رايح جاي ..
, تنهّد الطبيب قائلاً بهدوء: أنا متفهّم كلامك .. بس حضرتك كمان لازم تتفهّمني .. أنا طبيب ودي مهنتي وأقسمت أشتغل بكل أمانة .. حضرتك لو شوفت حد محتاج .. مش هتساعده ؟
, قطب سيف جبينه بحيرة: أيوه طبعاً هساعده بس ليه السؤال ده ..؟
, نظر إليه الطبيب بهدوء: ناريمان دلوقتي مريضة .. عاوز من حضرتك تعتبرها حالة إنسانية محتاجة لمساعدة وتساعدها ..
, نظر سيف نحو مروة التي هتفت متسائلة: ممكن توضح أكتر حضرتك .. هو هيساعدها إزاي ؟
, الطبيب بهدوء: ناريمان حالتها تأزّمت .. إحنا عملنا كل اللي نقدر عليه بس برضه مش لارم ننسى إنها حامل .. ولو أديناها أدوية ومهدّئات بتراكيز عالية ده هيضرّ بالجنين أووي .. عشان كده مقدرناش نتعامل كويس مع حالتها دي بسبب الجنين اللي جواها اللي مانعنا نوصفلها أدوية ومسكّنات قوية .. وده الي خلا حالتها تتأزّم بالشكل ده ..
, تأفف سيف بانزعاج: برضه مفهمتش أنا ملي ومالها ؟
, نظر إليه الطبيب قائلاً: ناريمان عملت من ملاية السرير زي حبل المشنقة وعلقته بالسقف رغم إننا لحد دلوقتي مش عارفين عملتها إزاي بس واضح إن فكرة الإنتحار متجذّرة جواها بشكل كبير وده خلّا مفيش حاجة تقف قصادها .. إحنا أنقذناها على آخر نفس .. نقصها أكسجين أووي والجنين كان تقريباً هيموت .. بس الظاهر إن **** كاتبله عمر ورايدله يعيش ..
, ابتلعت مروة ريقها بتأثر وانقبض قلبها خوفاً .. رغم كل ما حدث معهم بسببها ولكنها لا تُريد ذلك .. خاصة وأن هذا الجنين لا ذنب له في كل مشاكلهم .. جاء من أب مات مقتولاً على يد أم شبه مجنونة ستموت انتحاراً ..
, فاقت من شرودها على سؤال سيف: والمطلوب مني ؟
, رمقه الطبيب بصمت عدة لحظات ليهتف في النهاية: ناريمان متعلقة بيك .. أنت الوحيد اللي هتقدر تمنعها من الإنتحار وتشيل الفكرة دي من دماغها ..
, سبف باستغراب: أنا ؟ إزاي ؟
, الطبيب: المريضة وصلت لدرجة متقدّمة قليل جداً بيها حالات الشفاء .. وتقريباً هتفضل الباقي من عمرها بالشكل ده .. بس طالما هي حامل والطفل بكامل صحته مرضها ده هيأثّر عليه أووي زي م حصل المرۃ دي .. والأولوية إننا لو مش هنقدر ننقذ الأم هي إننا ننقذ الجنين .. وعشان ننقذه لازم نمنع أمه من الإنتحار .. ومحدش هيعمل كده غيرك ٣ نقطة أنا عايز من حضرتك تتقرّب منها ..
, وسّع سيف عينيه بذهول هاتفاً: أتقرّب منها إزاي يعني مش فاهم ؟
, الطبيب: حضرتك فاهم عليا كويس أووي أنت والأنسة خطيبتك ..
, نظر سيف نحو مروة التي شحُب لونها فجأة وزاغت عينيها وقد نشب صراع مُحتدم داخلها ..
, سيف محاولاً الهدوء: ممكن توضّحلي ..
, الطبيب: أنا طلبت من حضرتك من البداية إنك تعتبرها حالة إنسانية .. ناريمان ممكن تموت منتحرة فأي لحظة .. وللأسف لو ده حصل ف مش هتموت لوحدها الجنين اللي جواها هيموت .. هو دلوقتي دخل بالشهر السادس يعني مكتمل وحرام نخاطر بيه كده .. المطلوب منك تتقرّب منها تخلّيها تشوفك هي متعلّقة بيك وأما تشوفك قودامها ممكن تهدا .. حالتها متأزمة بس مشاعرها لسا موجودة ممكن تتأثر بيك وتردّ عليك .. ع القليلة نهدّيها لشهر قودام ممكن بعدها لو حالتها وحالة الجنين كويسة نعملها عملية ونخرج الجنين وبعدها تخلص مهمتك .. أنا بطلب منك تحكّم عقلك وقلبك وضميرك لو مش عشانها هي عشان الجنين اللي ملوش ذنب ده .. ممكن ده يأثر عليه ولو **** كتبله عمر يخلق مشوّه ولّا فيه إعاقة لا سمح **** .. لو هترضى إنه يحصله كده ف أنا كلامي معك بيخلص لحد هنا .. ولو مش هترضى زي م ده عشمي بيك يبقى وافق وساعدنا ..
, أغمض سيف عينيه ماسحاً وجهه بضيق وحيرة .. رفع نظره نحو مروة لتزداد مشاعره اضطّراباً من هيئتها ..
, هتف الطبيب ناهضاً: هسيبكوا شوية تقرّروا مع بعض ..
, لم يُجبه أحد ليخرج مغلقاً الباب ورائه .. حلّ الصمت فجأة ليقطعه سيف بصوت متوتر: أا أنا ..
, همست ناظرة للأرض: أنت هتوافق ٥ نقطة صح ؟
, نفخ بضيق قائلاً: مروة أنا ضايع .. أنتي عندك حلّ تاني ..؟ لو عند قوليلي وأنا مش هتردد وأنفّذه ..
, ابتسمت بألم ورفعت عينيها إليه: المشكلة إني معنديش .. المشكلة إني عايزاك ليا لوحدي وبنفس الوقت مش عايزة أئذي حد وأسيبه وهو محتاج .. عايزة أساعدها وأساعد العيل اللي جواها بس مش على حسابي ..
, نهض يدور في الغرفة بغير هدى وهي تُتابعه بصمت .. تعلم بأنها تضغط عليه كثيراً ولكن ما ذنبها لتتحمل أخرى تُشاركها به حتى لو بنظرة أو كلمة .. ناريمان مشاعرها باقية .. وسوف تستغلّ وجوده هي تعلمها جيداً ٤ نقطة ولكنّها مريضة ..!
, نهضت متّخذة قرارها هاتفة: وافق يا سيف .. أنت مش هترتاح لو موافقتش .. وأنا .. أنا برضه مش هكون مرتاحة ..
, نظر إليها بترقب لتقترب منه تُمسك يده بين يديها: يلّا خلينا نطلع ..
, أومأ لها بصمت بدون أن يُكلّمها فهو يعرف بأنها ضغطت على نفسها ومشاعرها .. ليخرجان وكان الطبيب يجلس في الخارج لينهض ناظراً لهما ومن ملامحهما عرف بأنهما قد وافقا على طلبه ..
, ابتسم بارتياح وأشار إليهم باللّحاق به .. وصلوا إلى باب غرفة بيضاء في رواق طويل مليء بالغرف .. التفت نحوهم ثم هتف: أنسة مروة .. حضرتك لو سمحتي هتستني هنا ..
, مروة: لييه ؟
, الطبيب: حضرتك خطيبة سيف بيه .. وناريمان لو شافتك هنكون بنزيد من تأزم حالتها مش العكس .. ده لأنك بتشاركيها بيه ..
, مروة بغضب: هي اللي بتشاركني بيه مش أنا ..
, الطبيب: أنا متفهم ده . بس حضراتكوا وافقتوا أتمنى تكمّلوا للآخر ..
, نفخت بضيق مُشدّدة إمساكها لحقيبتها بغضب ليهتف سيف: خلاص يا مروة استني هنا ..
, نظرت إليه هاتفة: متتأخّرش يا سيف فاهم ؟
, زفر هاتفاً: ماشي ..
, دخل الطبيب أولاً .. لتظهر له ناريمان متمدّدة فوق سرير أبيض .. تُحدق بالسقف بجمود .. كانت عيناها مفتوحتان لا ترمشان .. هالات سوداء أسفلهما ووجهها شاحب وقد اختفت نضارته وحُسنه وبدت كأنها شبح .. جسدها هزُل بعض الشيء لقلة أكلها ومرضها .. وبطنها المنتفخة واضحة بشكل ملحوظ بسبب ضعف جسدها ..
, هتفت الطبيب: عاملة إيه يا ناريمان ..؟
, التفتت ناظرة إليه بصمت .. ثم ابتسمت بسخرية كعادتها .. كان هو من أنقذها من حادثة الإنتحار وكم باتت تمقته .. لا أحد يتركها وحدها لا أحد يجعلها تتصرّف كما يحلو لها وكما كانت حرّة في السّابق ..
, ًهتف الطبيب بابتسامة: في حد جه معايا عشان يشوفك .. عاوز يدهل أدخلهولك ؟
, قطبت جبينها بحذر ثم هتفت: مش عايزة أشوف حد ..
, ابتسم الطبيب ناظراً لسيف الذي وقف على الباب بصمت .. ينظر بحيرة نحو تلك الفتاة التي أصبح لا يعرفها .. تغيرت تماماً بأيام قليلة فقط ..
, هتف الطبيب: حتى لو كان الحد ده هو سيف ؟
, رمشت بعينيها وأذنيها التقطتا هذا الأسم الذي حُفر في كل خلية من جسدها .. نظرت للطبيب بحذر تخاف أن تتأمل بشيء ويكون يكذب عليها .. أشار الطبيب للباب لتُدير رأسها إليه وتتوسّع عينيها ببريق قوي وهي تراه يقف أمامها بجسده العريض الذي تعشقه .. ينظر إليها بصمت وفي عينيه مشاعر شتى ..
, ابتسمت بسعادة دون شعور وهي تتأمّله وتعتدل في جلستها بصعوبة .. كان كما هو وسيم كعادته وقلبها يقرع طبول صاخبة لرؤيته أكثر من السابق بكثير ..
, نهضت عن السرير مُقتربة منه ليخرج الطبيب سريعاً مُغلقاً الباب ورائه .. أسرعت ناريمان إليه وقفت أمامه بلهفة .. فجأة رفعت يديها النحيلتين تتحسّس وجهه بغير تصديق هتفت بسعادة: سييف حبيبي ..
, أمسك يديها بهدوء يُبعدها عنه هاتفاً: عاملة إيه يا ناريمان ؟
, اتسعت ابتسامتها وألقت نفسها في أحضانه تتشبّث به غير مصدقة: أنت هنااا ؟ أنا مش مصدقة وحشتني أوووي ..
, تردّد قليلاً وهي تزداد تشبّثاً به .. أغمض عينيه بضيق وهو يشعر ببطنها المنتفخة تُلامس جسده وهي تضغط عليه بقوۃ .. وكأنّ هذا ما ذكّره بأنه قادم من أجل هذا الجنين وحده . . رفع يديه بتردد يُربت على كتفها ويحتضنها بخفة .. ثم أبعدها عنه لتهتف: أنا مبسووطة أوووي .. قولي أنت عامل إيه حد أذاك حد عملك حااجة ؟
, تنهد يسحبها من ذراعها ليُجلسها على السرير وهي تنظر إليه بلهفة وهيام .. هتف بهدوء: أنتي ليه بقيتي كده ؟
, ناريمان: كده إزاي ؟
, زفر سيف ماسحاً وجهه ثم نظر إليها بهدوء: أنتي متغيّرة .. ليه مش بتهتمي بنفسك زي الأول ..؟
, رمشت بعينيها بجمود ثم ابتسمت هاتفة: يعني أنت كنت تشوفني الأول حلوة ؟
, رفع نظره إليها بتفاجؤ ليهتف بتردد: أا أيوه ..
, ناريمان بأمل: ودلوقتي ؟
, ابتلع ريقه يُحاول إيجاد شيء ليقوله لتهتف: ع عاوزۃ مراية ..
, نظر إليها: ليه ؟
, ناريمان بغضب: هما أخدوا كل المرايا من عندي معتدش قادرة أشوف نفسي .. أديني الفون بتاعك ..
, سيف بهدوء: مفيش داعي يا ناريمان أنتي زي م انتي جميلة .. بس لازم تهتمّي بنفسك شوية أنتي مش لوحدك أنتي حامل ..
, قطبت جبينها هاتفة: الواد ده مش عايزااه .. هو السبب بكل حاجة هو وأبوه .. أنا هقتله زي م قتلت أبوه .. ضربت بطنها بقبضتيها بقوة ليُمسك يديها بلهفة هاتفاً: لأاا أنا عايزه ..
, توقفت فجأة تنظر إليه بحذر: إييه ؟
, هتف سيف بغضب: زي م قلتلك أنا عايز الواد ده .. مش كنتي قايلة زمان أنه أبني ؟
, ناريمان: بس بس هو مش ابنك د٣ نقطة ده ابن الكلب اللي كان عاوز يقتلك ..
, هز رأسه بقوة هاتفاً: انسي ده .. انسيه خالص انتي سيبتيه جواكي عشان تقولي أنه ابني .. وأنا دلوقتي موافق .. قولي انه أبني خلّينا نتخيل أنه ابني وسيبيه .. أنتي مش هتسبيه عشاني ؟
, نظرت إليه بصمت وترقب .. نهضت تنظر حولها بجنون ثم التفتت إليه بغضب: أنت بتقوول إييه ؟ دلوقتي بقيت عايزه ؟ هااا جاوب دلوقتي بقا ابنك ؟
, زفر سيف بضيق ونهض ناظراً إليها بقوة: أيوه يا ناريمان دلوقتي حسّيت بقيمته ٤ نقطة أنا عايز الواد ده وأنتي عايزاه .. اعتبريه ابني يا ناريمان انتي قتلتي تامر عشاني .. معقول مش هتسيبي الواد ده عشاني برضه ؟ مش أنتي بتقولي إنك بتحبيني ؟
, صرخت بغضب تُمسكه من ملابسه: أنا بحبك بحبك أووي أكتر من أي حد .. بس أنت مش بتحبني ..
, أمسكها سيف من يديها هاتفاً: مين قال كده ..
, ناريمان بلهفة: إييه ؟ أنت بتحبني ؟
, سيف بهدوء: مش عارف يا ناريمان .. بس أنتي مش مستغربة إني جيت هنا عشانك ؟ حسيت نفسي عايز أشوفك ..
, ابتسمت باتساع: يعني أنا وحشتك ؟
, ابتلع ريقه ناظراً نحوها بتردد: أايوه ..
, اتسعت ابتسامتها أكثر ولمعت عينيها ليهتف فجأة: بس الظاهر أنتي مش عايزاني .. يبقى أنا همشي ..
, جذبته قائلة: لأاا انا عايزاك ..
, التفت إليها بجمود: لو عايزاني هتعملي اللي أنا عاوزه هتسبيلي الواد ده ..
, وقفت فجأة تُطالعه بحيرة ليهتف: خلينا نتخيّل إن ده ابني وأبنك ، مش هتسبيه لو هو ابني ؟ خلينا نرجع للوقت اللي كنتي عاوزاه وقايلة انه ابني ..
, صمت ينظر إليها هي تتابعه بصمت .. عادت لتجلس فوق سريرها .. امتدّت يدها تلمس بطنها المُنتفخة بخفوت .. ربتت عليها بحنان ثمّ فجأة ابتسمت هامسة: ابنك ؟
, اقترب يجلس أمامها هاتفاً: أيوه ..
, ضحكت تهز برأسها قائلة: أيوه ابنك .. خلاص هو ابنك بس بس أنت هتفضل معايا .. أنت هتفضل جمبي فاهم ؟
, سيف : أنا جمبك بس أنتي هتوعديني انك تبقي كويسة .. وتاكلي كويس .. عايز أما أرجعلك تاني تكون صحتك بقت أحسن عن قبل ..
, اتسعت ابتسامتها واقتربت منه .. انحنت بوجهها نحوه ليُمسكها من كتفيها يُبعدها عنه ولكنها أصرّت لتُمسك به واقتربت تُحاول تقبيله فوق شفتيه ليُدير رأسه بسرعة وتقع القبلة على وجنته ..
, نظر إليها وهي تعود لتقبيله ليُبعدها عنه بحذر قائلاً: خلاص يا ناريمان ..
, نهض فجأة وهي تنظر إليه ليهتف: أنا هرجعلك بعدين ..
, ناريمان بغضب: لأاا أنت هتفضل معايا ..
, سيف: أنا هفضل معاكي وهجيلك دايماً بس مينفعش أبقى هنا مش هيسمحولي .. بس أنا هجيلك .. وعاوزك تكوني كويسة وترجعي حلوة زي قبل .. وتخلّي بالك من نفسك ..
, نهضت مقتربة منه بلهفة متمسكة به: متسبنيش ..
, ابتسم قائلاً: مش هسيبك بس أنتي برضه نفّذي وعدك ليا ..
, نظرت إليه باستفهام ليمد يده يضعها فوق بطنها هاتفاً: العيل ده .. أنا عاوزه ..
, ابتسمت تضع يدها فوق يده .. وكأنه زوجها وذلك ابنهما بالفعل .. همست بابتسامة: إبننا ..
, أومأ برأسه بحذر: أيوه .. يلّا اوعديني ..
, اتسعت ابتسامتها: أوعدك ..
, رفعت جسدها نحوه لتعود لمُحاولة تقبيله ولكنه أبعدها عنه قائلاً: بعدين يا ناريمان ..
, ناريمان: أنت لسا زعلان مني .. خلاص أنا هسيبه عشانك ..
, سيف: خلاص .. أنا همشي دلوقتي .. هجيلك تاني مش هتأخر عليكي ..
, وقفت تتنفّس بسرعة وامتلأت عنيها بالدموع ليقترب منها يُحاوط جسدها بخفة هاتفاً: هجيلك و**** ..
, ناريمان: ب بوسني ..
, سيف: ناريمان ..
, تشبثت بملابسه بقوة ليُغمض عينيه متنهداً وانحنی نحوها .. أغمضت عينيها بشدة تتنفس بسرعة منتظرة لتشعر بقبلة خفيفة فوق جبهتها .. فتحت عينيها ناظرة إليه ليبتعد عنها سريعاً قائلاً: هجيلك قريباً متنسيش وعدك .. سلام يا ناريمان ..
, ناريمان بهتاف: سييف ٣ نقطة
, هتف قائلاً :لو زعقتي مش هجيلك تاني سامعة ؟
, وضعت يديها فوق فمها بقوة ليبتسم ملوّحاً لها ويخرج مغلقاً الباب خلفه .. اتكأ عليه مُغمضاً عينيه بقوة ومُخرجاً أنفاسه بضيق واختناق ..
, يد حانية ربتت على كتفه ليفتح عينيه ويرى ابتسامة الطبيب الهادئة .. همس له: متنساش إن ده واجب
, إنساني وهتكسب منه ثواب العيل ده ..
, أومأ سيف برأسه بصمت هامساً: هجيلها بعد كام يوم ..
, الطبيب: بس متتأخرش .. خطيبتك برا مستنياك في العربية ..
, نظر إليه سيف بصمت ثم اتجه بخطوات هادئة إلى الخارج ..
, دخل سيارته ناظراً أنمامه بصمت .. ومروة كانت تجلس بها منذ دخوله .. لم تستطع تخيل ما الذي يحدث داخل الغرفة لتهرول للخارج وهي بالكاد تسيطر على دموعها التي انهمرت لحظة دخولها السيارة .. كان وجهها مُحمراً وعينيها منتفختين .. نظر إليها بألم يُريد أن يضمها لحضنه ولكن في نفس الوقت لا يُريد .. فهي وهو لن يكونا مرتاحين وهو كان مع امرأة أخرى حتى لو لم يحدث شيء بينهما ..
, آثر الصمت مُنطلقاً بسيارته حتى وصل إلى منزلها .. وقف صامتاً لتُمسك حقيبتها خارجة .. هتف قبل نزولها: مروة ؟
, وقفت دون أن تستدير إليه ليهمس من خلفها: متنسيش إني بحبك أنتي وبس ..
, أغمضت عينيها بقوة هامسة: مش ناسية ..
, خرجت مُغلقة الباب خلفها مُهرولة بخطوات سريعة نحو بنايتها .. ليُتابعها هو بعينيه بألم زفر بضيق عائداً نحو الفيلّا ..
, في الفيلا ..
, دخل أدهم من الباب لتركض نحوه نور بسعادة: أبييه ..
, تلقاها بين ذراعيه بضحك لتهتف: وحشتني أووي ..
, ابتسم بحنان وأنتي كمان وحشتيني عاملة إيه ؟
, نور: كويسة .. بس زعلانة منك .. كده تنسانا ؟
, نظر إليها بدهشة: إيه يابت الدراما دي ده على أساس إني مكنتش بكلّمك كل يوم ولّا إيه ؟
, نور: بس برضه مكنتش بشوفك .. أنا برضه عاوزه خروجه زي ليلى وتفسحني في كل مكان هو كل حاجة لمراتك يعني ؟
, رفع حاجبيه هاتفاً: إيه بدأنا غيرة انتي التانية ولّا إيه ؟
, ضحكت قائلة: أيوه بيحقلي أغير على دومي حبيبي ..
, ابتسم قائلاً بمكر: أممم شكله كده أحمد مش قايم بالواجب .. ليه هو مش بيفسحك ؟
, تراجعت نور: احم احم .. هو كلمك ؟
, أدهم باستغراب: فيه إيه ؟
, لعبت بخصلاتها بتوتر: ي يعني عشان الجواز وكده ..
, هتف باستنكار: نعم ياختي .. ده بعينه مفيش جواز ولا حاجة .. انتي قولتيله إيه ؟
, نور بتوتر ضاحكة: متقلقش قولتله هفكر ..
, هتف بغيظ: هتفكري ؟ لا ياحبيبتي متفكريش خالص .. مفيش جواز يعني مفيش ..
, نور: وأنا بقول كده برضه ..
, رمقها بغيظ لتضحك قائلة: خلاااص يا معلم مفيش جواز زي م انت عاوز ..
, تنهّد ناظراً نحو والدته التي تقدمت باتجاههم ليبتسم بسعادة ويقترب منها يقبل رأسها ويديها: وحشتيني يا جوجو ..
, عانقته بحنان مبتسمة: حبيبي وحشتني ليه مجبتش ليلى معاك ؟
, ابتسم قائلاً: أنا جاي سلم عليكوا وأقعد معاكوا شوية وراجع .. بنجهز على خطبة كرم ..
, رفعت حاجبيها بسعادة: بجد .. ألف مبرووك **** يتمم على خير ..
, ابتسم بسعادة ليسمع صوت مصطفى من خلفه: منور يا أدهم ..
, ضحك ملتفاً له ليعانقه بخفة: ده نورك يا ميصو ..
, نظر إليه بعيظ: متشكر لذوقك يا دودو ..
, ضربه أدهم على كتفه بغيظ ضاحكاً ليجذبه مصطفى هاتفاً: تعال معايا عاوزك ..
, جذبه من ذراعه ليصعدا درجات السلم سريعاً ويُدخله إلى غرفة سيف .. نظر أدهم للغرفة الفارغة: فيه إيه وسيف فين ؟
, زفر مصطفى متجهاً نحو الطاولة وأمسك عدة علب وأشرطة أدوية فارغة: بص دي ..
, أمسكها أدهم بحيرة ليهتف مصطفى: دول الأدوية اللي بياخدهم .. وده للصداع فاضي .. وده واحد تاني خالص نصه .. وده ٤ نقطة نظر إليه بحذر: ترامادول خالص نصه تقريباً ..
, صُددمم أدهم وأخذ الشريط منه هاتفاً: ده بيعمل عند سيف إيه لقيته فين ؟
, مصطفى: كان محطوط هنا مع باقي الأدوية .. وده واحد تاني مخبّى بين هدومه ..
, نظر إليه أدهم بذهول وهو يُقلّب الأدوية بين يديه بقلق وشك ..
, دخل سيف الفيلا وأفكاره تتصارع داخله ليداهمه صداع قوي .. نفخ بضيق فاركاً جانبي رأسه .. وجد الخادمة أمامه تتطلّع إليه بحذر وتوتر ليهتف بها: اعمليلي أي حاجة اشربها وهاتيلي دوا للصداع بسرعة ..
, نظرت إليه بتوتر ليتركها صاعداً دراجات السلم .. لتلطم وجهها بخوف ..
, في غرفته كان أدهم يقف واضعاً يده في إحدى جيبيه ويده الأخرى مُمسكة بالأدوية وبجانبه يقف مصطفى بحذر وقلق .. دخل سيف ليجدهم أمامه هتف أدهم: وأخيراً شرّفت .. كنت فين ؟
, تأفّف سيف خالعاً سترته هاتفاً: بقولكوا إيه أنا على آخري منكوا أنتوا التنين تعبان وعاوز أنام اطلعوا برا ..
, احتدت نظرات أدهم هاتفاً: وإيه اللي تاعبك بقا ..؟ دول ؟
, نظر إليه سيف باستغراب ليجده يرفع أمامه الأدوية في يده ليهتف: إيه دول ..؟
, أدهم: أنت اللي هتجاوبنا إيه دول .. كانوا بأوضتك وبين هدومك ..
, سيف عندما اقترب هتف بضيق: دول أدويتي اللي باخد منها ..
, أخذ مصطفى شريط الدواء هاتفاً: بس الترامادول مش من الأدوية بتاعتك يا سيف .. ده بيعمل عندك إيه وجبته منين ..؟
, رمش بعينيه ناظراً للدواء بتمعّن هامسا: يعني إيه ترامدول ؟ بعدين .. ده بشرب منه لما يجيلي صداع .. الخدامة أديتهولي أما طلبت منها حاجة تخفّف الصداع ..
, نظر أدهم ومصطفى لبعضهم بقلق ليهتف أدهم: والشريط اللي كان بين هدومك ؟
, سيف: هدوم إيه أنا بحط أدويتي هنا كلها مع بعض ، ومالكوا بتتكلّموا كده فيه إيه أنا مش ناقص ..
, صمت أدهم ينظر إليه بتمعن ليهتف بعدها: أخدت منه غير الحبات دول يا سيف ؟
, زفر سيف بضيق: لأ مأخدتش غير الفاضيين دول .. واطلعوا بقا عايز ارتاح .. أدهم متروحش عاوز أقولك حاجة مهمة أما أصحى .. يلا اطلعوا وشوفلي الخدامة تجبلي حاجة أشربها وقولها إني لقيت دوا الصداع مفيش داعي تجبهولي ..
, اتجه نحو سريره أخذاً شريط الدواء وهمّ بشربه قبل أن يُمسكه مصطفى هاتفاً: أنت عارف ده إيه ؟
, نظر إليه بغضب: م خلاص بقا قولتلكوا تعباان عايزين إيه !؟
, مصطفى: ده دوا مخدّر يا سيف ، زي المورفين كده اذا أخدت منه أووي بيعمل إدمان ..
, رمش بعينيه بصدمة ناظراً للدواء بين يديه ليهمس: بس أنا مباخدش غير لما يجيلي صداع ..
, مصطفى: والفترة دي أنت علطول مصدع ..
, سيف: قصدك إيه ؟
, مسح أدهم وجهه بضيق كبير ليهتف: أنت متأكد إنك مش مخبّي عنا حاجة يا سيف ..؟
, سيف: حاجة زي إيه ؟
, أدهم: إيه اللي جاب الدوا بين هدومك ، أنت مخبّيه عشان محدش يشوفه ؟
, سيف بغضب: إيه الكلام اللي بتقوله ده ؟
, هتف أدهم بغضب وخوف داخلي مما يحصل بغير علمه ولا يعلم لماذا : بقول إنك بتاخد من الزفت ده .. إن حضرتك ممكن تكون بقيت مدمن ..
, وقعت الكلمة على سيف كالصّاعقة ليتجمّد مكانه ثم ضحك بعدها فجأة بسخرية: يااه مدمن مرة واحدة ؟
, أدهم بغضب: أنت بتتريق ؟
, سيف بغضب: أيوه بتريق على دماغك وتفكيرك ده .. أنا يادوب واخد منه كام حبة مش هتعمل حاجة ..
, أدهم: وتعبك كل الفترة دي .. الصداع اللي بيجيلك ومش بفارقك .. جسمك اللي حاسّه عمال يضعف أكتر من قبل ..؟
, سيف: ده علشان كنت مريض قبل ومن الأدوية اللي باخدها مش من ده ..
, مصطفى بهدوء: كلام أدهم صح يا سيف ..
, نظر إليه سيف بغضب ثم نهض واقفاً وهو يصرخ: أنتوا متفقين عليا .. عايزين إيه قولتلكوا تعبان ومش ناقص حاجة .. كفاية بقا حاطين حاجة في دماغكوا وفاكرين إنها هي الصح ..؟
, أدهم بجمود: لأنها صح ..
, نظر إليه سيف بتحدي: لأ مش صح .. أنتوا اللي غلطانين ..
, أدهم: يبقى نتأكد من ده ..
, سيف: هنتأكّد إزاي ؟
, أدهم: تمشي معانا دلوقتي علی المستشفى نعملّك تحليل ونشوف ..
, نظر سيف نحو مصطفى الذي واضح بأنه يوافق فكرة أدهم ليزداد غضبه منهما هاتفاً: موافق أنا هروح معاكوا وهتشوفوا إن كل اللي بتقولوه ده كلام عيال ومش صحيح ..
, أدهم: يبقى خلينا نمشي ونشوف لو كلام عيال ..
, هتف سيف بصدمة: أنت مالك بتتكلم كده وكأنك عايز يكون كلامك صح فعلاً ؟؟؟
, نظر إليه أدهم هاتفاً بهدوء يُخفي قلقه الدّاخلي: بحاول أتوقع الأسوأ عشان مأتصدمش بعدين ..
, زفر سيف بغضب ممسكاً سترته: يبقى امشوا .. ودلوقتي هتشوف إني أنا الصح .. وكل اللي بتقولوه ده من خيالكوا .. ووقتها مش هسامحكوا أنتوا التنين أبداً ..
, خرج أمامهم سريعاً بغضب ليزفر مصطفى لاحقاً به بجانبه أدهم الذي أسرع بخطواته حتى وصل خارج الفيلا ليقترب من رجاله يأمرهم بشيء ما ثم يتّجه نحو سيارته التي يجلس فيها سيف من الخلف ومصطفى يستقلها من الأمام ليصعد خلف المقود يُدير محركها خارجين من البوابة إلى المستشفى وفي داخلهم قلق كبير من أن يحدث ما يخافون منه ..
 
الخامس والخمسون

- أسوأ ما قد يحصل هو أن يتوجّب عليكَ الصّمود والمواصلة في حين أنك في حاجة ماسّة إلى الإنهيار والبُكاء ..
, ٣٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, دخل الثلاثة المشفى بعد طريق قضوه بالصمت التام .. اتجهوا حيث أحد الأطباء الذين يعرفهم أدهم ليدخلوا إلى الغرفة مع أحد الممرّضين ..
, جلس سيف بغضب فوق الكرسي المخصّص يرمق الإثنين أمامه بجمود وتوعّد .. ليقترب منه الممرض يُشمّر عن ذراعه .. تنبّه سيف فجأة لينظر إليه هاتفاً: أنت يا جدع بتعمل إيه ؟
, الممرض بحيرة: حضرتك هنعمل التحليل ..
, سيف بغضب: اتنيل شوف شغلك عاوز بدراعي إيه ؟
, الممرض بتعجّب: يا بيه م أنا هاخد عينة منك الأول وبعدين نحلّلها ..
, انتفض سيف بغضب: تاخد إيه ياخويا ؟ شوف شغلك كويس يا اما ابعت حد تاني غيرك .. مش عارف بس مين الغبي اللي وظّفك هنا ..
, نظر الممرض إليه بغيظ ليُخرج إبرة ومعقم ليكي يقوم بسحب عينة دماء منه .. نظر سيف نحوه متوجساً يرفع حاجبيه بحذر .. صرخ فجأة: عااااااا يا حيواااان ٣ نقطة
, ذُعر الممرض من صرخته ليتراجع بفزع: فيه إييه ؟ حضرتك كويس ؟
, هتف سيف بغضب مُتراجعاً بظهره على المقعد: شيل البتاع ده من إيدك يخربيتك أنت ملاك رحمة ولّا شيطان مريد ..!
, نظر الممرض إلى الإبرة في يده بحيرة ثم نظر نحو سيف ليبتسم بسخرية: حضرتك بتخاف من الحقنة ؟ إخس ع الرجالة ..
, وسّع سيف عينيه بغضب استحوذ منه فهو من الأصل يُريد أن يُفرغ غضبه من أخويه بأحد طالما أنه لن يستطيع أن يفرغه بهم .. جذبه من ملابسه بقوة صارخاً: قولت إييه ؟ سمّعني كده تاني لحسن مسمعتش كويس ..
, اقترب أدهم يُمسك يديه يبعدها عنه بغضب: خلاص يا سيف ..
, سيف بعصبية: مسمعتش قال إيه طب و**** م أنا خارج من هنا قبل م أديله علقة يحرم بعدها يبص ف وش حد ..
, هتف الممرّض وقد استطاع أن يتخلّص من بين يديه: إيه المهزلة دي أنت فاكر نفسك مين ..؟
, هتف الدكتور بحزم: إيه اللي بيحصل هنا ؟
, التفت إليه الممرّض: البيه ده عمال يتصرّف زي العيال ومش عاوزني أخد منه العينة ولو سمحت يا دكتور أنا هخرج واتفضل أنت اتصرف معاه عن اذنك ..
, صرخ سيف بغصب: ومين قالك إني عاوزك أنت اللي تاخدلي الزفتة اطلع برا و**** إن م خليتك تترفد النهاردة ميكونش اسمي سيف ..
, هتف أدهم بحدة: مش كفاية بقا اترزع هنا ..
, التفت سيف إليه بغضب وعدّل جلسته يُرتب ثيابه بعصبية هاتفاً: انجزوا انا مش فاضيلكوا اعملوا التحليل المنيل بقا ..
, تأفّف الطبيب ناظراً بضيق نحو مصطفى وأدهم الذين يقفان بجمود .. اقترب من سيف وعاد ليُشمّر عن ذراعه لينظر إليه سيف باستنكار: أنت هتعمل زي صاحبك ؟ أنت مت٣ نقطة
, قاطعه أدهم: بس ياسيف ..
, مدّ يده يأخذ الإبرة من الطبيب ليمسك ذراع سيف مبعداً كمّ سترته هاتفاً: متتحركش ومتضغطش عليها كالعادة ..
, هتف سيف بتوتر: هو مفيش غير الطريقة الغبية دي علشان نحلّل ..؟
, همس أدهم وهو يغرز الإبرة في جلده: لأ مفيش واسكت بقا بلاش زن زي العيال ..
, أغمض سيف يأخذ نفساً عميقاً متمتماً: أنت السبب أصلاً .. ماشي يا أدهم أنا هصبر الكام دقيقة دول بس و**** مش هعديهالك لا أنت ولا الكلب اللي واقف هناك ده ..
, هتف مصطفى بهدوء: على فكرة سمعتك .. وقولتلك قليل أدب هنزيدهولك شوية .. صبرك عليا أما نرجع ..
, نظر سيف إليه بغضب: أنت بتهدّدني ؟ ماشي يا مصطفى أطلع من هنا بس .. أنت وهو و**** مش هسيبكوا وهقول لماما ع اللي عملتوه بيا ..
, رمقه مصطفى بسخرية مُكتفاً ذراعيه فوق صدره ليُبادله سيف نظرات غاضبة .. انتهى أدهم يُقدم الإبرة للطبيب .. وخرجوا ينتظرون نتيجة التحليل على المقاعد أمام الغرفة ..
, تكتّف سيف يرمقهم بغضب وهما يقفان أمامه بصمت .. هتف قائلاً: أنتوا مش مكسوفين من نفسكوا ؟
, نظروا لبعضهم ثم التفتوا إليه ليهتفا بصوت واحد: إحنا ؟ لييه ؟
, قطّب سيف جبينه: وبرضه مفيش لا إحساس ولا ضمير ؟ أنتوا جريتوني هنا واتهمتوني إني مدمن وبتعملوا تحليل غبي زيكوا وبتشكّكوا بيا كل ده وبتسألوني ليه ؟ فاكرين نفسكوا هتعملوا زي م بيحصل في الأفلام ؟
, نفخ أدهم بضيق وكلما مرّ الوقت يزداد قلقه من النتيجة ليهتف مصطفى: إحنا عايزين نتطمّن عليك بس ..
, سيف بغضب: تطمن عليك حية بسبع رؤوس .. بجد أخس عليكوا مكنتش فاكركوا كده .. كل واحد شحط طول بعرض أكتر من التاني عمال يتهموا ويشككوا بأخوهم الصغير ده بدل م تهتمّوا بيا وتدلّلوني ..؟ و**** اللي يسمع إن عندي تنين أخوة هيحسدني وهو مش عارف اللي فيها .. هيعرف منين إن اللي عندي دول عبارة عن كتلة غباء وتناحة متحرّكة والتاني جلطة بإيدين ورجلين ..
, وسعوا عيونهم بذهول مُتابعين حديثه وتوبيخه وهو قد انطلق ولم يعد أحد قادراً على إسكاته .. يُخبرهم بخصالهم السيئة التي بهم .. وكلام وشتائم يُحضرها من كوكب آخر .. إضافة لتذمّراته وتهديداته بأنه سيُخبر والدته لتضع حدّاً لتجبّرهم وتسلّطهم الإستبدادي .. أو أنه سيفضحهم على كل وكالات الأنباء في العالم وأمام الصحافة التي يظهران أمامها رجال أعمال ناجحين بكلّ رزانة ووقار ولا يعلم الناس أن وراء هذا القناع هناك شخصيّتهم الحقيقية المتمردغة بالتراب ٧ نقطة وأشياء أخرى وأخرى٣ نقطة وهما صامتان تماماً .. أو أنهما يستمتعان بكلامه الذي سهّل عليهم وقت الإنتظار والترقّب الصعب ..
,
, عاد الدكتور من مركز التحليل داخل المستشفى ليقف أدهم ومصطفى بلهفة عندما رأوه فيما رمقه سيف بضيق يمطّ شفتيه بامتعاض ولا مبالاة فقط ينتظر أن يرى وجوههم عندما يعلمون النتيجة ووقتها لن يترك شيئاً في الدنيا إلّا وسوف يستخدمه للإنتقام منهم وهما قد شكّكا بنزاهته وإخلاصه لنفسه وشخصيته السّامية ..
, دخلوا إلى الغرفة ليجلس الطبيب خلف مكتبه يضع نظّاراته الطبية وهو يتمعّن في نتيجة التحليل أمامه ..
, هتف أدهم: خير يا دكتور النتيجة إيه ؟
, رفع الدكتور رأسه ينقل نظره بينهم ليهتف بهدوء: النتيجة قودامي بتقول إن فعلاً في نسبة مخدرات بدمه ..
, هتف سيف بانتفاض: شوفتوا أنتوا الل١٤ نقطة
, صمت حلّ عليهم فجأۃ عندما قطع كلامه يُحاول استيعاب ما تفوّه به الطبيب ..
, رمش بعينيه هاتفاً: أنت قولت إيه ؟
, نظر مصطفى إليه ثم حوّل نظره للطبيب قائلاً: النسبة قد إيه ؟ وهيتخلّص منها إزاي ؟ هو كده يُعتبر مدمن أو لأ ؟
, الطبيب: النسبة مش كتيرة .. بس برضه مش قليلة .. منقدرش نقول مدمن لأن المدمن بتبقى نسبة المخدرات مُركّزة بدمه وبتظهر عليه علامات الإدمان واضحة ومبيقدرش يفضل هادي من غير م ياخد المادة المخدرة .. أما بحالة سيف ف هو أما ينتهي مفعول المخدر بحس بصداع جامد ، تعب وإراهاق دول أعراض جانبية عادية ..
, هتف أدهم بجمود: العلاج إيه ؟
, الطبيب: حالياً هندّيه مهدئات بتراكيز خفيفة عشان لما يجيله الصداع أو يتعب تاني ياخدهم .. ودوا يسحب المادة المخدّرة تدريجياً من جسمه .. فترة العلاج مش طويلة يعني إن شاء **** أسبوع عشر أيام ويكون جسمه نضف من السم ده .. بس هو لازم يستحمل أوي وميلجأش للأدوية والمسكّنات إلا للضرورة القصوى ..
, مد يده مخرجاً ورقة وقلم وبدأ بكتابة أسماء الأدوية وهو يقول: بعد 10 أيام راجعوني عشان نعمل التحليل تاني ونتطمن على النتيجة .. وياريت لو براجعني بعد كام يوم عشان نشوف نسبة تجاوبه مع الأدوية .. لازم يبدأ من النهاردة .. ده غير الغذاء الصحّي اللي لازم ياكله خلال الفترة دي اللي هيساعده عشان تخرج المادة دي من جسمه من غير م يزداد تعبه وضعفه ..
, مد الورقة نحو أدهم ولكنه كان ينظر أمامه بشرود وجمود من غير أن يشعر بها .. ليأخذها مصطفى منه شاكراً ليتابع الطبيب: كتبتلكوا هنا الأدوية اللي هيحتاجها وطريقة العلاج .. مع الغذاء والحاجات اللي هتساعده عشان ترجع صحته زي قبل وياريت يبعد عن أي نوع تاني من الأدوية غير اللي أنا وصفتهاله عشان ميحصلش تداخلات دوائية تأدّي لمضاعفات احنا في غنى عنها ..
, أوما مصطفى برأسه: متشكّر يا دكتور عذبناك .. يلا يا أدهم ..
, رفع أدهم نظره نحوه ثم نهض معدّلاً من ملابسه .. لينهض سيف بصمت خارجاً من الغرفة قبلهم .. ما إن خرح حتى هتف الطبيب بمصطفى وأدهم: فيه حاجة لازم تنتبهوا عليها ..
, التفتوا إليه بتساؤل ليهتف مصطفى: هي إيه ؟
, الطبيب: الحالة النفسية الكويسة هي قبل أيّ علاج .. مفيش علاج بينجح طالما النفسية زفت .. لازم تأمنوله جوّ صحي كويس وهادئ تفضله جمبه من غير ضغوطات وتوتر عشان ميرجعش يلجأ للمادة اللي بياخدها دي ..
, هتف مصطفى بسرعة: لا يا دكتور حضرتك فاهم غلط .. هو مش أخدها عن قصد ده كان بياخدها من غير م يعرف هي إيه ..
, تنهد الطبيب متفهماً: عامتاً بالحالتين الحالة النفسية الجيدة مطلوبة جداً خلوا بالكوا .. ومتنسوش بعد 10 أيام جيبوه علشان نرجع نعمل تحليل ونتطمن عليه ..
, مصطفى: تمام يا دكتور عن اذنك ..
, خرج هو وأدهم الذي كان جامداً تماماً وعقله يسبح في أفكار مختلفة .. يحاول تجميع كل ما سمعه وما مرّوا به ويربط الخيوط ببعضها علّه يجد تفسيراً لما يحدث معهم ..
, وجدوا سيف يقف في الرواق ينظر أمامه بصمت التفت ينظر إليهم بحيرة وضياع ليقترب منه مصطفى: يلا خلينا نرجع البيت ..
, تابع أدهم طريقه للخارج بصمت ليلاحقه سيف بعينيه ثم التفت لمصطفى هامساً: أنا مش مدمن يا مصطفى ..
, زفر مصطفی ماسحاً وجهه بضيق: مين قال إنك مدمن مسمعتش الدكتور قال إيه ؟ هي مدة بسيطة تتعالج بيها وخلاص ..
, هتف سيف بتشتّت: هو عشان كام حبة أخدتها بقيت مدمن وباخد مخدرات ؟ إزاي .. و**** أنا مأخدتش غيرهم يا مصطفى ..
, مصطفى: أنا عارف ده و**** خلاص إهدا أنت ومتفكرش بحاجة ..
, نظر إليه هاتفاً: أدهم مش مصدقني ، فاكرني أخدت المخدر ده قصد .. هو بيشك بيا ..
, مصطفى باستنكار: إيه الكلام اللي بتقوله ده يا غبي هو بس مصدوم وخايف عليك صدقني .. يلّا خلينا نطلع دلوقتي هيكون مستنّي ..
, هز رأسه بشرود يسير بجانبه ليدخلا السيارة حيث كان أدهم جالساً خلف المقود يُمسك به ويضغط عليه بقضتيه بشدة حتى ابيضّت مفاصله ..
, أدار محرّك السيارة بصمت لينطلق بها بسرعة شديدة بغير كلام .. رمقه مصطفى بهدوء وهو يعلم بماذا يفكر هو أيضاً مصدوم مثله ويلقي الذنب علی نفسه لأنه لم يستطع حماية سيف أو أن يُبعد تلك الخادمة بالشكل الصحيح قبل أن تفعل به ذلك ..
, رمقهم سيف بصمت شاعراً بألم في صدره .. وصداع بدأ يُداهمه أو بالأحرى لم يُفارقه منه منذ خروجه من عند ناريمان ولكنه الآن بدا أشدّ وأعنف وكأنه يُريد أن يفتك به .. أدار رأسه نحو النافذة يفتحها بأكملها ليضرب الهواء القوي وجهه بشدة ليُغمض عينيه غير قادر على فتحهما نتيجة سرعة السيارة الشديدة والهواء الذي يلفحه .. أخذ عدة أنفاس يُحاول تهدأة نفسه وإزاحة أفكاره التي ستقضي عليه قريباً ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, تبكي وجسدها يرتجف بخوف شديد .. تروح وتجيء ضمن الغرفة وهي تلطم على وجهها بحسرة وذعر ..
, سمعت صوت محرك سيارة لتُسرع نحو النافذة ويسقط قلبها أرضاً عندما رأتهم ينزلون منها ووجوههم جامدة زادت من خوفها ..
, نزل أدهم من السيارة بسرعة ليلحق به مصطفى يقف أمامه هاتفاً: رايح فين ؟
, أدهم بجمود: عايز أعرف دلوقتي كل حاجة ومين اللي باعتها .. ابعد عن طريقي ..
, مصطفى: هي فين أصلاً ..؟
, أدهم: لما خرجنا خليت الرجالة تجيبها وتحبسها في الملحق وابعد عن طريقي بقا ..
, زفر مصطفى يمسكه من كتفه قائلاً: خلينا نهدا شوية الأول يا أدهم .. بعدين ممكن ماما جمانة تسمع باللي حصل مش لازم تعرف حاجة كفاية عليها كل اللي شافته ..
, زفر أدهم يبتعد عنه هاتفاً: ميين مين اللي عاوز يعمل كده .. إذا كان شريف مات وخلصنا منه كامل وأمجد في الحبس واصحاب سيف محدش هيسترجي يقرب منه ..
, ضيق مصطفى عينيه بشرود ليهتف بعدها: خلينا ندخل الفيلا دلوقتي أحسن ماما تحس على حاجة .. وكمان شوية نيجيلها أنا وانت ..
, جذب أدهم خصلات شعره بغضب ليستدير معه يدخلان الفيلا .. قابلتهم جمانة بنظراتها المشككة والقلقة هاتفة: كنتوا فين ؟ وسيف ماله طلع أوضته وكان شكله غريب ؟
, تنهد أدهم واقترب منها مبتسماً بهدوء: مفيش ياحبيبتي كان عندنا شوية شغل وأخدنا سيف معانا ..
, رفعت حاجبيها بشك: شغل إيه ده ومن إيمتى بتاخدوا سيف معاكوا ..؟
, مصطفى: م هو اللي حشر نفسه بينا وأصرّ يروح معانا وبعدين معجبوش الوضع وكان هيرجع ..
, تنهدت بخفوت غير مصدقة لتهتف: طيب ماشي .. اطلعوا غيروا هدوموا وارتاحوا شوية نص ساعة والعشا يكون جاهز .. أدهم أنت هتبات هنا ؟
, أدهم بهدوء: هتعشا معاكوا وأرجع هناك ..
, تركهم يدخل غرفة مكتبه .. جلس على كرسيه خلف المكتب بجمود .. زفر بضيق يُريد أن يخرج إلى تلك الخادمة ويُفرغ غضبه كاملاً بها .. لا يعلم لمَ كلما ظن بأن مشاكلهم قد حُلت تظهر أمام مشكلة أخرى أكبر من سابقتها ..
, صعد مصطفى درجات السلم ليتجه نحو غرفة سيف فتحها وجده يجلس فوق سريره بشرود .. تنهد ودخل مغلقاً الباب ورائه ليقترب جالساً بجانبه ..
, هتف بعد لحظات: خلاص بقا م الدكتور طمنّا وكلها كام يوم وترجع أحسن ..
, نظر سيف نحوه بجمود ليهتف بعدها: أنت كمان قول إني أنا اللي عملت كده بنفسي ..
, رفع حاجبيه بذهول: أنا كمان ؟ ليه مين قالك كده أصلاً ؟
, سيف: أدهم .. هو فاكر كده ..
, مصطفى بهدوء: لا أنت فاهم غلط هو مفكرش كده بس بحاول يعرف مين السبب ورا اللي بيحصل ده ..
, سيف: أممم
, نظر إليه مصطفى بهدوء ليراه يخلع سترته وحذائه وتمدد على سريره هاتفاً: الباب من هناك ..
, مصطفى بغيظ: تصدق إنك تافه ..
, سيف: متشكر ..
, تأفف خارجاً من غرفته ليعود وينزل للأسفل يدخل غرفة مكتب أدهم ..
, اقترب يجلس فوق أحد المقاعد أمامه هاتفاً: مالك بتفكر في إيه ؟
, رمقه أدهم بصمت عدة لحظات ليهتف بعدها: إياد ..
, قطب مصطفى حاجبيه: إياد ؟ ماله ؟
, أدهم: حاسس إن ليه علاقة بالخدامة دي أو باللي بعتها ..
, مصطفى: قصدك تقول إن اللي باعتهم شخص واحد ؟
, أدهم: بالظبط ..
, هز مصطفى رأسه باقتناع ليهمس بعدها: يعني أنت مش شاكك بسيف مش كده ؟
, نظر نحوه أدهم بذهول: أشك بيه ؟ إيه اللي بتقوله ده ؟
, مصطفى: هو اللي بقول كده .. بعدين أنت من لما خرجنا من المستشفى ومكلمتوش ولا بصيت بوشه حقه يفكر كده ..
, أدهم بغضب: يبقى ده مجنون وغبي معقول أشك بيه بالطريقة دي ؟
, زفر بعدها بعصبية ثم مسح وجهه همساً: أما مات شريف ماما قالتلي حاجة نبهتني مش قادر أنساها .. علطول برددها جوايا ..
, مصطفى: هي إيه ؟
, رفع نظره إليه بشرود ثم هتف: قالتلي إن شريف خرج من حياتنا .. ومعدتش هشك بسيف تاني زي قبل .. الكلام ده فوقني .. أنا كان ممكن أتهمه وأشك بيه لو كنت أدهم القديم بس دلوقتي لأ ..
, ابتسم مصطفى بهدوء هامساً: يبقى اطلع كلمه وانزل عشان نتعشا مع بعض ..
, خرجا من المكتب ليتجه مصطفى نحو الصالة ويصعد أدهم درجات السلم للأعلى ..
, فتح باب الغرفة ليجده مستلقي فوق سريره محدقاً بالسقف بشرود .. أغلق الباب خلفه واقترب حتى جلس بجانبه هامساً بهدوء: سيف ؟
, التفت إليه ثم عبست ملامحه واعتدل في جلسته متكتفاً: خير عاوز إيه ؟
, رفع أدهم حاجبيه بدهشة: نعم ياخويا ؟ وهعوز منك إيه يعني ولا حاجة ..
, سيف بامتعاض: يكون أحسن ..
, زفر أدهم بغيظ ليهتف: سيف ا..
, قاطعه سيف هاتفاً: قبل ن تقول أي حاجة أيوه أنا كنت بجيب الحبوب دي وأخدها أصل بحب أبقى مُدمن أووي يا خراابي ع الإدمان تحس نفسك كده بدنيا تانية خالص فوق الخيال و٤ نقطة
, قاطعه أدهم صارخاً: بسس يا حيوان .. أنا مش جاي أقولك كده ..
, نظر نحوه سيف بغضب هاتفاً: أومال جاي ليه أنا مش محتاجك اطلع برا ..
, مسح أدهم وجهه بيده بغيظ هاتفاً: أنت عاوز إيه ؟
, سيف بغضب: مش عاوز حاجة .. تعبان وعاوز أنام أصل الإدمان بيتعب زي م أنت عارف ..
, أدهم بغضب: أوعى أسمع منك الكلمة دي تاني .. أنت مش مدمن يا سيف ..
, نظر نحوه سيف بصمت ليتابع أدهم: في حد كان بيديلك المخدر ده في الأكل أو في الشرب .. حد عاوز يوصلك للإدمان ده ..
, سيف باستغراب: مين ؟
, زفر أدهم هاتفاً بحيرة: مش عاوف ..
, رمش سيف بعينيه هاتفاً: مفيش حد يعمل كده .. إذا كان شريف ومات والتاني بالحبس وتامر اتقتل وناريمان بالمستشفى والباقي محدش هيقدر يقرب وليلى مراتك مش هنا برضه ..
, نظر نحوه بغضب هاتفاً: ومراتي علاقتها إيه بالموضوع ده يا حيوان ؟
, سيف ببرود: عادي م يمكن بتغير مني وعاوزة تنتقم ولّا حاجة ..
, رمقه بغضب زافراً ليهتف: مش عارف .. المهم دلوقتي تخلي بالك من نفسك متاكلش حاجة غير لما تعرف مين اللي عملهالك .. وتاخد أدويتك دي بانتظام هي فترة صغيرة بس ..
, تأفف سيف بضجر: مش عااوز أنا زهقت أووي بقالي زماان كله مستشفى وأدوية ودكاترة و**** زهقت وتعبت ..
, نظر إليه أدهم بحنان هاتفاً: معليش يا حبيبي هما كام يوم وترجع زي الأول وبعدها مش هتضطر تاخد أدوية ولا أي حاجة ..
, تأفف سيف بضيق ثم نظر إليه هاتفاً: أنت هترجع لمراتك ؟
, أدهم: أيوه هتعشا معاكوا وارجع ..
, سيف: يبقى ارجع من دلوقتي خليها هي تعشّيك ..
, نظر نحوه بغيظ لينهض قائلاً: معاك حق هروحلها .. أنا الحق عليا اللي بقيت هنا ..
, ثم التفت إليه قائلاً: سيف .. ماما متعرفش بحاجة ومش عاوزها تعرف فاهمني هي مش ناقصة ..
, أومأ سيف برأسه بصمت ليتوقف أدهم فجأة متنبّهاً وعاد يستدير إليه ويجلس بجانبه: أنت قولتلي النهاردة إن عاوز تقولي حاجة مهمة إيه هي ؟
, نظر نحوه سيف مبتسماً بسخرية: لسا فاكر حضرتك ؟
, زفر أدهم بملل: سيف أنت شوفت اللي حصل ده ويلّا بقا قولي في إيه ؟
, نظر سيف نحوه بصمت ثم تربع في جلسته متنهداً بكبت: ناريمان ..
, قطّب أدهم جبينه باستغراب: مالها ؟
, نظر سيف إليه قائلاً: أنا كنت قايل للدكتور بتاعها يقولي حالتها أما يشخّصوها ..
, أدهم: ليه ؟
, سيف بضيق: مش عارف .. كنت لسا متأثر إنها هي اللي قتلت تامر عشاني وكده ..
, أدهم: وبعدين ..؟
, سيف: هي طلعت مريضة ومبارح حاولت تنتحر .. والدكتور طلب مني ساعدها ..
, أدهم بهدوء: تساعدها إزاي ؟
, نظر إليه بضيق: قال هي متعلّقة بيا ولازم اتقرّب منها عشان حاول امنعها تنتحر تاني .. عشان الجنين اللي جواها .. هو بقى بالشهر السادس تقريباً وهي عاوزه تتخلّص منه ..
, صمت أدهم بضع لحظات هاتفاً: وأنت وافقت ؟
, مسح سيف خصلات شعره بضيق: مش عارف .. هناك حسيت نفسي موافق وروحتلها وقابلتها ..
, ثم رفع نظهره إليه قائلاً بتردد: قولتلها تعتبر إن الواد ده أبني أنا زي م كانت قايلة زمان وتسيبه يعيش ..
, ضيّق أدهم عينيه بتمعن: وقالتلك إيه ؟
, سيف: هي فرحت ووافقت .. بس مقدرش أسيبها الدكتور قالي لازم كل كام يوم روحلها وأنا وعدتها إني هرجعلها تاني ..
, أدهم: وأنت عاوز إيه دلوقتي ؟
, تأفف سيف بضيق: مروة كانت معايا .. عرفت كل حاجة حاسس إني بظلمها أنا مش بسببلها غير الوجع ..
, هتف أدهم: لا متقولش كده .. هي كانت معاك وعرفت إنك هتشوف ناريمان صح ؟
, سيف: أيوه .. هي اللي شجعتني أعمل ده ..
, أدهم.: يبقى مش ذنبك لوحدك .. هي صح هتزعل بس هتزعل أكتر لو مساعدتهاش .. أنا عارف مروة بتفكر في إيه هي بتغير عليك وعاوزاك تفضل معاها وبنفس الوقت مش عايزة تسيب ناريمان من غير م تساعدها .. الموضوع صعب برضه ..
, سيف بحيرة: يعني أعمل إيه دلوقتي ؟
, أدهم: خليك زي م أنت .. ساعدها لو ده هيريّحك كمّل اللي بدأته ومروة هتتفهم كل حاجة .. تذكر أنك مش بتعمل كده عشانها هي لا عشان العيل اللي ببطنها حرام مش ذنبه حاجة .. بعدين خلاص متفكرش بحاجة دلوقتي يومين وتيجي خطبة كرم مش عايز تساعده وتفضل جمبه ولّا إيه ؟
, ابتسم سيف بسعادة قائلاً: من النجمة هكون عنده .. بس قول لمراتك من دلوقتي متقربش مني خالص ..
, ابتسم أدهم بهدوء مربتاً على كتفه: يبقى خلينا ننزل نتعشا مع بعض .. وكلمة إني بشك بيك أوعى تطلع منك تاني فاهم وإلّا و**** مش هتتخيل اللي هعمله بيك ..
, سيف بتذمر: م أنت اللي مكلمتنيش خالص وعامل زي م كون قالتلك أبوك .. حقّي فكر كده ..
, أدهم بمرح: لا يا حبيبي لو قتلتلي أبويا كنت حطيتك على راسي هزعل منك ليه .. قوم بقا خلّصني لازم تاكل وتاخد الدوا اللي وصفهولك الدكتور ..
, نهض سيف عن السرير يلحق به سريعاً ليخرج من غرفته متجهاً للأسفل ..
, بعد مدة من الوقت خرج أدهم يتبعه مصطفى باتجاه الملحق الذي أمر رجاله بوضع الخادمة به ..
, دخل سريعاً كانت الخادمة قد تلفت أعصابها من الإنتظار والترقب .. وقفت عن جلستها بارتجاف تنظر إلى ملامحهم الحادة والمخيفة ..
, اقترب منها أدهم ببطئ ليهتف بصوت جامد: سؤال واحد وعاوز عليه إجابة حالاً .. مين اللي بعتك ؟
, بكت الخادمة بارتجاف: أأ ارجوك يا بيه و**** العظيم أنا مليش دعوة أ٣ نقطة
, قاطعها بحدة: قولتلك عاوز إجابة حالاً مش مضطر أسمع منك حجج وتبريرات لا هتقدم ولا هتأخر لأني عارف كل حاجة وشاكك بيكي من زمان والحاجة الوحيدة اللي كانت تمنعني عنك هي إني كنت خايف كون ظالمك ..
, ازداد بكائها وانحنت تقبل يده بخوف ليسحبها سريعاً هاتفاً: هتقولي مين اللي باعتك وقايلك تعملي كده ولا تقضي بقية حياتك بالحبس لغاية م تتعفني ؟
, صرخت بخوف: لا أرجووك وحياة أغلا حاجة عندك أانا مجبورة و**** العظيم ..
, اقترب مصطفى هاتفاً بهدوء: إهدا يا أدهم شوية .. هي هتحكيلنا كل حاجة وبالتفصيل مش كده ياا زهرة ؟
, استنشقت بخوف تمسح دموعها بارتجاف: حاضر و**** هقول كل حاجة و**** ب بس متئذونيش عشان خاطري ..
, أشار إليها مصطفى للجلوس على أحد الأرائك لتنصاع له سريعاً تفرك بيديها بخوف .. سحب مصطفى أدهم للجلوس مقابلاً لها وجلس بجانبه موجّهاً نظراته نحوها: قولي كل حاجة ..
, أبتلعت ريقها هامسة ببكاء: أانا و**** مليش دعوة أنا بقالي زمان بشتغل عندكوا معملتش حاجة غلط وحضراتكوا شاهدين .. ب بس أاخويا ٣ نقطة أخويا هو اللي أجبرني أعمل كده ٤ نقطة ه هو قالي إن هيجينا فلوس أووي أنا عارضته و**** وموافقتش ب بس هو هددني إنه هيبعد عني ومش هشوفه تاني وأنا يا بيه وحيدة مليش غيره بعد م توفوا أهلي .. وافقت وبعدين بعدين ٣ نقطة أا أنا كانت مهمتي بالأول بس أزرع الشك جواكوا وألعب بأدوية سيف بيه عشان تشكوا بيه أنه بيتعاطى دي كانت مهمتي مش أكتر ..
, هتف أدهم بجمود: أومال مين اللي كان بيديله مخدرات مش أنتي ؟
, عادت للبكاء أكثر هاتفة: أايوه أنا بس و**** اتجبرت .. الديون زادت علينا أووي خاصة و وأخويا كان متديّن فلوس كتير من الناس وكان هيتحبس .. و واللي قاله يعمل كده جه ع البيت وهددنا إنه هيحبسه لأنه برضه كان متديّن منه .. وقتها أداني كيس فيه مادة بيضا وقالي حطها بأكل وشرب سيف بيه من غير م حد يحسّ .. أنا اتجبرت و**** عشان يسامحنا بالديون ووعدنا يدينا فلوس عشان نوفي الديون اللي مغرّقانا ٣ نقطة أانا وافقت وعملت كده ب بس بعدين زادت طلباته وقالي أديه دوا مش فاكرة أسمه بس ده مخدّر مفعوله قوي .. أانا رفضت ده كفاية اللي كنت بعمله ب بس فجأة أخويا غاب عن البيت يوم ويومين وتلاتة ومعرفش عنه حاجة وقتها هو أا أجبرني يا بيه قالي إن أخويا عنده وهددني بيه وقتها وافقت بس و**** العظيم عشان أخويا اللي مليش غيره أنا و**** مظلومة ومكنتش عاوزة أعمل كده ده أنتوا كنتوا عيلتي التانية ..
, ابتسم مصطفى بسخرية: عيلتك التانية وعملتي بينا كده أومال لو كنا أعدائك ؟
, بكت أكثر وهي تنتحب وتتمتم: و**** مقصديش و**** ع عشان أخويا ..
, رمقها أدهم عدة لحظات بصمت ليهتف: أخوكي ٥ نقطة
, رفعت نظرها نحوه بلهفة ليتابع: أخوكي اسمه إياد ؟
, وسّعت عينيها بذهول هاتفة: أا أيوه أيوه أخويا إياد .. والنبي يا بيه لو تعوف عنه حاجة قولي و**** العظيم مسيبتش مكان مسألتش عنه بيه ..
, قطّب مصطفى حاجبيه بريبة: بس اللي عارفه إن إياد ده ساكن لوحد .. إزاي بتقولي إنه معاةي ؟
, هزت رأسها بالنفي سريعاً: لا و**** إحنا ساكنين مع بعض ببيت أهلنا ٣ نقطة أرجوك يا بيه أنت تعرف فينه ..؟ الواطي بجد أخده وهدّدني بيه ولّا إيه ؟
, هتف أدهم بترقب: مين ده ؟ مين اللي طلب منكوا كل ده ؟
, عضّت شفتيها باكية: معرفوش ..
, نهض أدهم فجأة صارخاً بغضب: يعني إيه متعرفيهوش مش لسا بتقولي شوفتيه وتواصلتي معاه ؟ أنتي بتكدبي ليه ؟
, انتفضت من صرخته لتهتف بذعر: أانا أعرف شكله ب بس هو مين وأسمه إيه و**** معرفش كل اللي عارفاه إن أخويل كان متديّن منه و**** معرفش أكتر من كده ..
, هتف مصطفى: مش كنتي تتواصلي معاه ؟
, هزت رأسها: أا أيوه أيوه رقمه معايا ع الفون ..
, أدهم: فين الفون بتاعك ؟
, الخادمة: أخدوه الرجّالة برا ..
, اندفع مصطفى خارجاً ليعود بسرعة ومعه هاتفها .. أخذته منه تضغط على رقمه هاتفة: الرقم أهو ..
, هتف أدهم بجمود: كلّميه ..
, وسعت عينيها هاتفة بتردد: أا أكلّمه ليه ؟ أ اقوله إيه ؟
, أدهم وهو يجزّ على أسنانه: قولتلك كلميه وبعدين هتعرفي ..
, ابتلعت ريقها وعادت للبكاء أكثر من قبل ليهتف مصطفى: بتعيطي ليه دلوقتي ؟ كلميه خلينا نعرف مين هو ..
, ابتلعت ريقها قائلة من بيت شهقاتها المرتفعة: م م مقدرش ٣ نقطة هو هو قالي معدش أكلمه تاني ..
, أدهم بحذر: قالك إيمتى ؟
, ازداد بكائها أضعافاً بخوف ليُمسكها أدهم من ذراعها بقوة صارخاً: م تتكلمي يابت قالك إيمتى أنتي كلمتيه النهاردة ؟
, بكت بألم هاتفة: أانا أنا أيوه ك كلمته النهاردة أما حسيت أنكوا شكّيتوا بيا .. و وقالي وهددني إني معدش أكلمه ..
, دفعها أدهم يُلقيها على الأريكة بغضب جامح ليُمسك الهاتف يضغط على رقمه ويتصل به .. لحظات ليأتيه الرقم خارج الخدمة ..
, هتف مصطفى بغضب: هيكون لغى رقمه أمّا عرف أنه اتكشف ..
, ضغط أدهم على الهاتف بيده ليُلقيه بغضب فيرتطم بالحائط بعنف قبل أن يتكسّر لأشلاء مبعثرة .. نظر إليها بعينين ناريّتين ثم انحنى نحوها هامساً: أقسم ب**** لو مكنتيش بنت لكنت ربيت بيكي البلد كلها ..
, ارتجفت بخوف باكية: و و**** معرفش أنه هيحصل كده أانا كان همي أخويا .. ز زي م حضرتك خايف على أخوك أنا برضه .. و**** مش قصدي و**** ..
, هتف مصطفى بغضب: أنتي متعرفيش حاجة عن أصحاب أخوكي ؟ اللي هو مديون ليهم أي حاجة ؟
, هزّت رأسها بالتفي سريعاً باستسلام ليصرخ أدهم بغضب ضارباً المقعد قربها ليسقط أرضاً بعنف وصوت قوي ..
, صرخت الخادمة برعب وبكاء ليهتف أدهم: أخوكي ده اللي فاكراه بين ايدين اللي باعتك أهو متلقح بالمشفى بغيبوبة ..
, .
, جحظت عينيها بصدمة هامسة: إ إيييه ؟
, لم يجبها ووقف يتنفس بغضب لتنفجر باكية وتنحنى عند قدميه: أبوس إيدك يا بيع أبوس رجلك قولي أخويا فين ؟ إيه اللي حصل معاه .. أرجوك لو عاوز تحبسي أحبسني بس اتطمن عليه وحياة أغلى حاجة عندك وخياة أخووك سيبني أتطمّن على أخويا وبعدين أحبسني ٣ نقطة
, لمْ يُجبها وبقي يُغمض عينيه يتنفس بغضب لترفع نظرها نحو مصطفى باكية: ع عشان خاطري يا بيه أرجوووك أنا مليش غيره قولي أخويا فيين أرجوك قولي هو فين ..؟
, تنهد مصطفى بكبت ناظراً نحوها لينحني يجذبها من ذراعها ينهضها معه بهدوء: خلاص اهدي هاخدك تشوفيه ..
, انحنت تُقبل يده بارتجاف: **** يخليك **** يباركلك و**** هخرج من حياتكوا مستعدّة أعمل أي حاجة تكفّر عن ذنبي و**** مستعدة أخد عقابي بس بس أخويا عشان خاطر **** أخويا عايزاه مليش غيره ده وصيّة أمي قبل م تموت ٣ نقطة أخويا الصغير مليش غيره ..
, نظر إليها مصطفى لحظات بشفقة لينقل نظره نحو أدهم الذي لانت ملامحه قليلاً لانهيارها مُتخيّلاً نفسه مكانها وأحد أخوته بعيد عنه ..
, زفر أدهم بضيق ماسحاً وجهه بعنف: مصطفى خودها تشوف أخوها وتفضل معاه ..
, مصطفى: تمام ..
, التفتت نحوه بامتنان: **** يخليك **** يباركلك ويسعد قلبك ٣ نقطة
, أدهم بحمود: مرتبك هتاخديه وزيادة عليه مصروف شهرين وكل الديون اللي عليكوا أنا هتكفّل بيها .. بس وشك ده مش عايز ألمحه بالفيلا هنا ولا بأي مكان تاني .. أخواتي وأمي لو قرّبتي نحيتهم لكون دافنك انتي وأخوكي بسابع أرض ..
, أومأت برأسها سريعاً بخوف: و و**** و**** العظيم م مش هعمل كده تاني أقسم ب**** .. **** يخليك يا بيه و**** أفضالك مغرّقاني وال..
, قاطعها بإشارة من يده: متفكريش إني هسيبك .. عيني هتفضل عليكي دايماً ولو لعبتي بديلك هكون واقف قصادك وهتشوفي مني وش تاني غير اللي شيفاه ده .. والراجل ده لو رجع وتواصل معامي أنا هعرف ومش هسيبك وقتها لا أنتي ولا هو ساامعة ؟
, هزّت رأسها بخوف: سامعة و**** ..
, استدار أدهم خارجاً من المكان وهو يهتف: مصطفى اتصرّف معاها زي م قولتلك ووديها لأخويا تشوفه ..
, أومأ برأسه ثم التفت نحو الخادمة هاتفاً بهدوء: ادخلي اغسلي وشك هطلع أقول للرجالة تجهّز مرتبك ولو ليكي حاجة هنا في الفيلا ادخلي جيبيها هستناكي بالعربية برا ..
, مسحت دموعها سريعاً: **** يخليك يا بيه بجد مش عارفة أقولك إيه ..
, مصطفى: متقوليش حاجة .. انتي لو جيتي عندنا وقولتيلنا اللي بيحصل معاكي مكنتيش وصلتي لهنا وكنا إحنا اتجنّبنا كل اللي بيحصل معانا ده وعرفنا مين اللي عاوز يئذينا ..
, الخادمة: سامحني يا باشا أانا كنت معمية ك كنت خايفة على نفسي وعلى أخويا اللي مليش غيره و**** ..
, مصطفى بعدوء: خلاص الموضوع خلص .. أدخلي أعملي اللي قولتلك عليه أنا هستناكي برا ..
, هزت رأسها سريعاً لتدخل تغسل وجهها وتأخذ أغراضها من البيت متجهة نحو سيارة مصطفى الذي كان ينتظرها ليُقدّم لها ظرفاً مليئاً بالمال لِقاء خدمتها عندهم ولمساعدتها في الديون التي عليهم كما أخبرهم أدهم .. لينطلق معها خارجاً من البوابة يوصلها حيث أخوها إياد ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, - بينما هي تُجيد ألف بيتٍ فصيح ..
, تتلعثمُ أمام عيونه ..
, ٣٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, عاد أدهم قبل منتصف الليل إلى منزل ليلى .. دخل الغرفة بهدوء ليراها مستلقية فوق سريرها ما إن شعرت بوجوده حتى اعتدلت في جلستها سريعاً تنظر نحوه .. رأت هيئته المتعبة وملامحه الجامدة وهو يمسك سترة بدلته فوق كتفه بتعب ..
, هبّت واقفة اتجه نحوه أمسكت وجهه بقلق: مالك يا أدهم كنت فين وتأخّرت ليه ؟
, اتجه نحو السرير مُلقياً سترته بأهمال لتلحق به وجلست قربه: يا حبيبي قولي فيه إيه متخوفنيش عليك ..
, ابتسم بهدوء وجذبها إليه يضمّها لصدره بحب: أنا كويس متقلقيش ..
, حاوطت جذعه بحنان هامسة: أومال تأخرت ليه ومالك ؟ متخانق مع حد ؟
, ثم ابتعدت عنه هاتفة بحنق: أوعى يكون سيف اللي متخانق معاه ..؟
, ضحك بخفوت واستلقى على ظهره ليجذبها سريعاً وتستلقي فوقه واضعة رأسه فوق صدره .. مدت يدها بحركة غريزية تتمّلس صدره فوق قلبه النابض لتزيد من نبضاته .. وراحت يديه تتحركان بحركة رتيبة حول جسدها ..
, همس قائلاً: مش عايز أفكر بحاجة تعبت من التفكير ..
, قطبت جبينها ورفعت رأسها تنظر لوجهه المتعب وعينيه المغمضتين .. تحسّست ذقنه النامية بأصابع حانية هامسة: إيه اللي حصل ؟
, همس ومازال مغمضاً عينيه: سيف .. كان هيبقى مدمن ..
, شهقت بصدمة هاتفة باستنكار: مدمن ؟ إزااي سيف مبيعملهاش مستحيل ..
, فتح عينيه ينظر إليها: مش هو .. الخدامة كانت بتديله مخدرات بأكله من غير م حد يحس .. أنا ومصطفى كنا شاكين والنهاردة اتأكدنا ..
, ليلى بقلق: اتأكّدتوا إزاي هي اعترفت ؟ وسيف كويس ؟
, زفر بتعب هامساً: عملناله تحليل في نسبة مخدرات بدمه .. والخدامة اعترفت وطلعت أخت إياد اللي كان عمال يلاحق نور ..
, رمشت بعينيها باستيعاب لتهمس: يعني هي وإياد في حد باعتهم وهو نفس الشخص صح ؟
, أدهم: أيوه .. بس مش عارف مين والخدامة متعرفوش ..
, تنهدت بقلق ثم عادت تسند رأسها فوق صدره هامسة: متقلقش المهم أنهم بخير وأكيد هتلاقي طريقة تعرف مين وراهم أنا متأكدۃ ..
, ابتسم يُحاوط جسدها بقوة: عايز أنام ..
, حاوطت ييديها حول جذعه لتندسّ داخل أحضانه أكثر وتدفن رأسها قريباً من رقبته .. أغمض عينيه بارتياح يستنشق رائحة شعرها العَطرة ليطبع عدة قبلات حانية فوق رأسها وأعلى رقبتها ..
, شهقت فجأة وهو يقلب وضعهم لتصبح من الأسفل وهو يشرف عليها من الأعلى بابتسامة عاشقة هاتفاً : غيرت رأيي مش هنام .. هعمل حاجات أفيد ..
, ابتسمت بخجل هامسة: خلاص يا أدهم أنت تعبان ..
, رفع حاجبه هاتفاً: تعبان ؟ طب أوريكي التعبان ده قادر يعمل إيه ؟
, ضحكت بغنج هامسة: لا متورينيش م انا عارفة ..
, هز رأسه برفض: برضه هوريكي أنا عندي كلام وأفعال مش كلام وخلاص .. لازم نفيد البشرية شوية ..
, ضحكت بحب وهو يطبع عدة قبلات خاطفة فوق وجنتيها هاتفة: هتفيدها إزاي بقا ؟
, نظر إليها بمكر: باللي هعمله أنا هجيبلها ذرية صالحة ..
, ابتسمت له بحب وتعلقت برقبته هاتفة: يبقى أنا عايزة أفيدها معاك ..
, لتتّسع ابتسامته مُنحنياً يدفن وجهه فوق عرقها
, النابض بشدة جانب رقبتها .. ارتعشت من أنفاسه التي لفحتها بقوة ليُتابع هو قبلاته فوق النبض الذي تسارع أكثر .. ويديه تعزفان سيمفونيات صاخبة فوق جسدها الذي يُطاوعه في أصغر لمسة منه ..
, رفع رأسه نحوها بوجهها الذي اشتعل حُمرة ويعود ليُشبع نفسه من رحيق شفتيها وورود وجنتيها وعبقها الذي لن يشبع منه أبداً ..
, تابع قبلاته لها يشبعها من كلامه الهامس ومشاعره التي تطغى عليه عندما يكون معها .. ويده تحل أزرار بلوزتها بأنامل مرتعشة من رغبته بها لتساعده هي على ذلك ناظرة لعينيه البتان تفيضان عشقاً وهيجاناً عميقاً ..
, مر يومين ..
, تقدّم كرم وعائلته لإسراء واتفقوا على حفل الخطوبة في المطعم وبدأوا في التجهيزات .. انتهت ليلى وأدهم من ترتيبات المطعم في أسرع وقت .. كان وقتُها مُمتلئ فصباحاً تخرج مع إسراء ومروة وعبير وتُشاركهم نور في التسوّق وجلب حاجاتهم إستعداداً لخطوبة كرم وإسراء وباقي اليوم تُمضيه في المطعم تُشرف على كل شيء بسعادة ولمعان كبير في عينيها ..
, وليلاً تعود لشجاراتها مع سيف التي لا تنتهي خاصة وهو لا يُفارق كرم خلال هذين اليومين .. وقد طلب منها أدهم مُراعاته خلال فترة علاجه لتحبس شتائمها داخلها حتی تنفجر دفعة واحدة ..
, جاء اليوم الذي ينتظره الجميع .. ذهبت ليلى وصديقاتها منذ الصباح إلى منزل إسراء .. واجتمع الشباب في منزل كرم بفرحة هائلة ..
, ابتسم أحمد بسعادة داخلية يكاد يطير من الفرح وقد أرسل لجنيّته الصغيرة فستاناً يتوق ليراها به .. فيما كان أدهم يجلس بجانبه وعلى شفتيه ابتسامة متوسّعة يُكلّم ليلى طالباً منها أن تُريه الفستان الذي انتقته هذه المرّة بنفسها ..
, وقف سيف أمام كرم بسعادة .. يكاد يخنقه وهو يُعدل له ربطة عنقه التي لا يعرف أصلاً كيف يفعلها .. ليتأفّف كرم بغيظ: ابعد يا زفت فاكر نفسك زيي م أنا كنت ألبسهالك ..
, سيف بمرح: م أنا بردهلك بالأفراح كده ..
, دخل أمير ناظراً نحوهم بغيظ: يا خونة يا جزم ..
, اتسعت ابتسامة سيف واتجه نحو يعانقه: ماروو حبيبي فينك ياراجل ..؟
, أمير بغيظ: فيني أنا ؟ أه يا واطي منك ليه مكنتش بلحق اطردكوا من بيتي دلوقتي بقى حلم اني أشوفوا ..
, ابتسم كرم قائلاً: معلش م انت عارف كنا نروحلك ونعملّك مشاكل بسبب راس الكلب ده دلوقتي مرتاحين شوية ..
, اقترب يحتضنه بحب هاتفاً: ألف مبروك يا كوكو ..
, سلّم على الجميع عندما دخل مصطفى ببدلته السوداء الكالحة وشعره بنفس اللون مع عينيه الزرقاوتين اللامعتين .. كانت وسامته تُنافس وسامة أدهم وأخيه فهو كثير الشبه بهم ..
, ابتسم بسعادة قائلاً: ع قبال عندي ..
, ضحك أحمد هاتفاً: إيه يابني اتحرك شوية لسا زي م أنت ..
, عدّل مصطفى من ثيابه: لا متقلقش بكرا هروح اتقدم معدش فيه تأخير ..
, رفع أدهم حاجبيه: ده من إيمتى إن شاء **** ؟
, هز أكتافه بمرح: شوفت صدفة أبوها وأخدت معاد معاه .. عندك مانع ؟
, هز الآخر أكتافه: هيكون عندي مانع ليه أنا متجوز ومبسوط لازم غيري يتبسط برضه ..
, سيف: إحنا هنمشي إيمتى ؟
, نهض أدهم يُزرّر سترته الرمادية الغامقة مع قميصه الأسود اللامع وربطة عنق زرقاء هاتفاً: لو خلصتوا خلونا نمشي ناخد البنات ونروح المطعم .. كرم أهلك هاخدهم معايا في العربية ..
, كرم: تمام ..
, سيف: أنااا هاخد معايا كرم وأنت يا أمير اعتمد على نفسك ..
, أمير بغيظ: متشكر يا خويا ليا عربيتي .. جتك نيلة أنت واللي كنت واحشه وجه يشوفك ويسلّم عليك ..
, سيف بابتسامة: تعال يا كوكوو خلينا نمشي .. لحظة شوية بوصلي أنا حلو مش كده ؟
, تكتّف كرم قائلاً: على ما أعتقد دي خطوبتي أنا مش أنت .. بس رغم ده يعني اممم مقبول مش بطال ..
, تأفف سيف بغيظ هاتفاً: لأ حلوو وأحلا منك برضه أنت وأدهم ومصطفی ..
, سحبه مصطفى من ثيابه هاتفاً: لازم يعني أسم مصطفى يتواجد بكلامك مش كده امشي قودامي يا خويا ..
, رتب سيف ملابسه بغضب واتجه للخارج يتبعه كرم ومصطفی ..
, بعد لحظات توقّفت السيارات أمام الفيلا الخاصة بإسراء ..
, ليترجّل كرم من السيارة بابتسامة يُريد الدخول ليجد أحدهم يندفع بسرعة سابقاً له .. قطب جبينه يسحبه من ياقته من الخلف بغضب: أنت يا حيوااان أنا العرييييس أنااا يا ناااس و**** أنا ..
, أبعده سيف عنه بغيظ: م خلااص بقا كله جاي ع البدلة بتاعتي خلاص هقلعهالكوا دلوقتي لو عايزين ..
, كرم بحنق: لأ يا خويا سيبها لنفسك مش عايزين نشوف مناظر مُخلّة .. بس ع القليلة احترمني شوية يا أخي أنا لازم أدخل قبلك ..
, تأفّف سيف يمدّ يده يدعوه للدخول: تفضّل ليديس فيرست ..
, رمقه كرم بغيظ ثم تجاهله داخلاً حيث فتحت له الخادمة الباب .. رأى سريعاً إسراء تنزل عن درجات السلم الطويل بفستان فيروزي طويل لامع وكأنّ به أضواء مُنيرة .. ضيّق من عند الصدر لينسدل باتساع نحو الأسفل حتى كاحليها .. وشعرها قد رفعته بتسريحة ناعمة تاركة عدة خصلات مجعّدة حول وجهها مع ميكب يُناسب لون الفستان .. ابتسم بسعادة مُقترباً منها ليجذب يدها بحب ناظراً لعينيها بهيام: أنا قولتلك إنك أحلا بنت شوفتها بحياتي ؟
, ابتسمت وعينيها تلمعان لتشيح بوجهها عنه مانعة دموعها من السّقوط أمام عينيه العميقتين وملامحه التي تذوب حُباً .. كلما تذكرت ظلمها له سابقاً تشعر بنفسها تُريد البكاء حتى ينتهي العالم .. وهي أمام كتلة الحب هذه لن تستطيع مُقاومة نفسها ..
, هتف سيف من خلفه: أنت يا عريس ..؟
, التفت نحوه كرم بغيظ ليراه يُمسك باقة من الورود البيضاء هاتفاً: مش دول ليك ولّا إيه ؟
, اتّسعت ابتسامة كرم واتجه إليه يقبله من وجهه: طب واللهي أنت أجدع صاحب في الدنيا كلّها نسيت أجيبهم معايا ..
, سيف: عشان تعرف قيمتي كويس .. المهم بقا مرمر فين مروووووووووة ٣ نقطة؟
, كرم بغيظ: بس يا حيوااان ..
, التفت نحو إسراء يمدّ لها باقة ورد بيضاء تتخلّلها أوراق خضراء تُضفي عليها منظراً ناعماً وجميلاً: دول ليكي رغم إن الورد مبيحملش ورد ..
, هز سيف رأسه يلوي شفتيه بامتعاض ليهتف كرم بدون أن يلتفت نحوه فهو يعرفه: بس يا زفت ..
, ضحكت إسراء هامسة: شكراً ..
, صرخ سيف فجأۃ: مروووووووة ..؟
, استدار كرم إليه هاتفاً: أبوس إيدك ارحمني أنا مصدقتش جه اليوم ده مش عايز يغيّروا رأيهم بسببك ..
, سيف: أنا مالي بنادي على خطيبتي يا جدع **** .. خلاص مش هتكلّم تاني أهو ..
, وضع يديه على فمه بحزن ليُبعدها فجأة صارخاً: مروووووووة ..؟
, تعالت ضحكة إسراء ولم تتمالك نفسها ليستدير كرم نحوها بابتسامة سعيدة .. اقتربت والدتها منها تقبلها وتبارك لها هي وكرم .. ليلحق بها والدها يُسلّم عليهم بابتسامة سعيدة حانية ..
, نزلت مروة درجات السلم تتبعها ليلى وباقي البنات ليهتف سيف: أنت طرشة يابت ؟
, رفعت وجهها باعتزاز تسير بغنّج وساعدها فستانها الذي زاد من غنجها وهو يلوح حول ساقيها البيضاوتين ..
, راقب ذلك بعينٍ أخرى وكأنّ ما حدث معهما ذلك اليوم في الفيلا قد جعله يراها من منظورٍ آخر وجعل مشاعره ورغبته دائماً تتدفّق إلى السطح حال رؤيتها أمامه ..
, وصلت إليه تقف قربه ومازال نظره مثبّتاً نحو الأسفل حتى انحنى قليلاً بغباء ناظراً نحو حذائها الأسود ذو الكعب العالي الذي يُناسب لون فستانها الأسود مع حزام ذهبي عريض في المنتصف ، قصير يصل حتى ركبتيها مُظهراً ساقيها النحيلتين .. وشعرها تركته مُنسدلاً بنعومة هائلة حول وجهها الذي وضعت عليه القليل من مستحضرات التجميل ..
, ضربته على كتفه بغيظ: أنت يا أخ بوصلي هناا ..
, هتف وهو على نظراته: هااا ؟
, عادت لتضربه مجدّداً بقوة ليتأوّه بغضب: أنتي متوحشة ..؟
, هتفت: أنت اللي قليل أدب ..
, رمش بعينيه بتذمّر: هو ليه الكل بقولي قليل أدب ؟
, مروة: وده مش بيدلّ على حاجة يعني ؟
, سيف: حاجة إيه ؟
, مروة: إنك قليل أدب بجد ..
, ابتسم باتساع ناظراً نحو خصلاتها الناعمة التي تتحرك معها كلما تكلّمت .. نظر نحو عينيها حيث وضعت كحلاً أذابه نازلاً بنظراته إلى شفتيها التي أكثرت من وضع الحمرة فوقهما لتزيد من عذابه ..
, همس بخفوت: مرمر ..؟
, ابتسمت بتوتر وهي تلمح نظرته التي رأتها سابقاً ذلك اليوم في غرفته لتهمس بتلعثم: إمشي نطلع يلا ..
, سبقته خارجة وراء كرم وإسراء ليلحق بها سريعاً كالمُغيّب ..
, وصلت ليلى حيث يقف أدهم أمام سيارته لترفع حاجبيها بدهشة ناظرة نحو ربطة عنقه الزرقاء .. اتسعت ابتسامته عندما رأى نظرتها ليقترب منها يتأمّلها بحب: وحشتيني الشويتين دول ..
, تكتّفت هاتفة: أنت عرفت إزاي إني لابسة فستان أزرق ؟
, رفع حاجبيه هاتفاً: وربنا معرف .. بس تقدري تقولي كده حسّيت ..
, رفعت حاجبها باستنكار: حسّيت ؟
, أومأ برأسه: أيوه دي اللي أنتي مش فالحة بيها وهعملّك عليها درسين تلاتة كده .. أصل الدرس الأول في الحسحسة منفعش معاكي ..
, ابتسمت مُرخية يديها ليجذها فجأۃ من خصرها: بس إيه الجمال ده .. ده طلع ذوقك حلو أهو ..
, حاوطت عنقه بذراعيها بفخر : طبعاً حلوو مش أنا حبيتك ؟
, نظر إلى شفتيها المطليتين بحمرة قانية وخصلات شعرها الشمسة الناعمة تنسدل بإغراء حول وجهها وظهرها .. رفع خصلة من شعرها يتأمّل لونه وبريقه الخاص: شعرك بقى طويل ..
, ابتسمت بسعادة هاتفة: أيوه شوفت طول أووي عن قبل ..
, أدهم: طب عارفة ليه ؟
, ابتسمت بحب: عشان أنت معايا وهو بيطول عشانك ..
, هز رأسه ناظراً إليها: تؤ تؤ ..
, ليلى: أومال ؟
, ابتسم واقترب منها هامساً: عشان الغذا اللي بتطفحيه كل يوم ..
, ضربت صدره بغيظ: رخم ..
, لتتعالى ضحكاته بسعادة ناظراً نحو فستانها الأزرق الطويل .. بأكمام من الشيفون صدره ممتلئ بماسات زرقاء لامعة ..
, جذب يدها بابتسامة يفتح لها باب السيارۃ ليُدخلها بها حيث يجلس والديها بابتسامات سعيدة ..
, اقترب أحمد يفتح باب سيارته لجمانة حيث دخلت بها ، لينظر خلفها نحو جنيّته التي تكاد تُصيبه بسكتة قلبية عاطفية ..
, ابتسمت بسعادة وهي تراه يتأملها بعينين لامعتين وملامح مبهوتة .. ضحكت مقتربة منه وهي تلوّح بيديها أمام وجهه ..
, ابتلع ريقه هامساً: إيه اللي أنتي لابساه ده ؟
, رفعت حاجبيها بضحك: مش أنت اللي جبتهولي **** ..
, هز رأسه برفض: لأ أنا مجبتش حاجة زي دي ..
, أمالت رأسها بمرح : أومال ؟
, نظر إليها هاتفاً: بت انتي اثبتي متتحركيش قودامي كده ..
, ارتفعت ضحكتها بتسلية ثم نظرت له بخبث وهي تدور حول نفسها تُمسك فستانها الفضي اللّامع بستراسّات فضية مُضيئة ليدور مشكّلاً موجة من الأضوء حولها ..
, عادت بنظراتها إليه وابتسامتها متّسعة ليهمس لها: ماشي يا نور حسابك معايا بعدين ..
, هزت أكتافها بدلال: متقدرش أبيه أدهم سيقف لك بالمرصاد ..
, رفع حاجبيه بمكر: أوك هنشوف ..
, نظرت نحوه بترقّب وشكّ: أنت هتعمل إيه ؟
, ضحك بسعادة وخبث ثم أمسك يدها وانحنى نحوها: هتعرفي كمان شوية متستعجليش على رزقك .. بس مكنتش أعرف إن ذوقي حلو كده ..
, نور: أنت ذوقك حلوو من أما حبيتني ..
, أحمد: وقبل كده ؟
, نور: مكنش عندك ذوق خالص ..
, ضحك باستمتاع يجذبها ليفتح الباب قربه: تفضلي أميرتي ..
, ابتسمت بسعادة ودخلت السيارۃ ليُغلق الياب خلفها ويتّجه حيث مقعد السّائق مُنطلقاً بسيارته بسرعة وسعادة ..
, وقفت عبير أمام مصطفى الذي يتّكئ على سيارته واضعاً إحدى يديه في جيبيه ومُسلّطاً نظراته نحوها ..
, تخصّرت بوقفتها هاتفة: مش هتقول حاجة ؟
, رفع نظره نحوها يتأمّلها بدءاً من شعرها الأسود الذي رفعته على شكل ذيل حصان تاركة خصلات قصيرة تُغطّي جبهتها .. ذلك الكحل الأسود الذي زاد من بروز عينيها واتّساعهما .. نزولاً إلى تلك الفراشات الصغيرة البيضاء التي تغطي صدرها حتى خصرها .. ليتحوّل لونهم فجأة للأسود نزولاً إلى الأسفل ! أسود ؟؟
, عاد يرفع نظره نحوها: مُصرّة يعني تكوني بطريق عاجبك أووي ؟
, قطّبت جبينها بضيق هاتفة: وأنت مالك أنا كده عاجبني ..
, مصطفى: وإن شاء **** بخطوبتك هتكوني بطريق برضه ؟
, عبير: وهي فين خطوبتي بقا شكلها مش هتيجي أبداً ..
, ابتسم بمكر قائلاً: أمال مين العريس اللي هييجي يتقدّملك بكرا ؟
, نظرت إليه بتفاجؤ: عريس ؟ أنا معرفش حاجة ..
, رفع حاجبه بمكر لتهتف: وربنا معرفش حاجة عريس إيه ؟
, عدّل ملابسه ماسحاً على خصلاته برفق: العبد الفقير إلى **** الواقف قودامك أهو ..
, وسّعت عينيها بدهشة ثم هتفت بفرح: أنت بتتكلم بجد ؟
, أومأ برأسه بابتسامة: أيوه بكرا هكون أنا وأهلي عندك بس أبوس إيدك مش عايز بطريق ولا أي نوع من الطيور ..
, ضحكت بسعادة هاتفة: خلااص خلاص فهد أو حمار وحشي ..
, رمقها بغيظ لترتفع ضحكاتها ثم هتفت: أنت قولت لأبويا ..؟
, مصطفى: أيوه أومال بقالي من الصبح بقولك إيه ..
, ابتسمت بسعادة وعينين لامعتين لتجده فجأة مُمسكاً بيدها بين يده ناظراً إليها بحنان: تعالي نمشي الكل سبقنا ..
, رفعت نظرها إليه بابتسامة لتلمح نظراته الشغوفة بها .. تعلم بأنه يُحبها بل مُتيّماً بها ولكنه يؤجّل كل شيء لوقتٍ لاحق حتى اعترافاً صريحاً وكلمات غزل يؤجّلها ليُمطرها بها لاحقاً ..
, مشت قربه حتى فتح لها باب السيارة لتصعد ويستدير هو يصعد في الجهة المقابلة مُنطلقاً نحو المطعم ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, وصلوا إلى المطعم .. كان مُضيئاً من الداخل والخارج بأضواء كثيرة ملونة ..
, بساط أحمر طويل يصل من بدايته في الخارج حتی الداخل .. تمسّكت إسراء بذراع كرم الذي تظهر سعادته واضحة من عينيه .. كان الجميع يقف بجانبهم وهما يمشون فوق البساط الأحمر المليء بأوراق ورود ملونة ..
, ابتسمت إسراء بحب تنظر نحو ليلى التي تلمع عينيها بفرح بالغ .. ثم رفعت نظرها نحو كرم الذي يُشدد من احتضان يدها بين يديه ينظر حوله بانبهار وقلبه يقرع طبولاً .. ازداد تشبّثها به تشعر بحماس ولهفة كبيرة حتى دخلا ..
, ونهض الجميع من المدعوّين المتواجدين ليقفون يلتفتون نحوهم ويبدأ التصفيق الحار .. وعلى دخولهم انسابت موسيقى هادئة من أحد أركان المطعم الواسع ..
, لتقترب منهم ليلى هامسة: يلا هتفتتحوا الحفل برقصة ..
, اتّسعت ابتسامة كرم أكثر وأمسك يد إسراء بنعومة بعدما أعطت باقة الورود لليلى .. لتقف مع كرم في وسط ساحة صغيرة مزينة حولها بأشرطة حمراء وبيضاء مع أوراق الورد المُتناثرة أينما يضعون أقدامهم ..
, أحاط خصرها بذراعيه يقرّبها منه .. لتتمسّك بكتفيه ناظرة نحوه بحب فاض من مُقلتيها .. بدأ يتحرك معها بخفة وأجسادهم تتمايل بنعومة على أنغام الموسيقى الهادئة ..
, رفعت نظرها إليه من جديد لتلمح تلك الدمعة التي احتلّت طرف عينه .. وعينيه اللامعتين ينظر نحوها بحب وكأنه غير مصدّق بأنها بين يديه وملكه بعد سنوات عذاب ويأس عاشها ..
, وهنا عادت رغبتها في البكاء من جديد .. عادت تلك الغصّة تستحكم منها بقوة لتجد نفسها بلا شعور ترفع يدها تمسح تلك الدمعة قبل أن تنهمر
, ودموعها بلّلت عينيها هامسة بتقطع: سامحني يا كرم .. سامحني يا حبيبي أنا بحبك أووي و**** بعشقك ..
, رمش بعينيه بعشق أعظم من عشقها .. ليرفع يديه هو الآخر يمسح دموعها بحب: أنا بحبك يا روح كرم .. ومش زعلان منك أنا حاسس نفسي بحلم وأنا معاكي دلوقتي وأنتي بين إيديا .. يااه يا إسراء متتخيليش اليوم ده استنّيته قد إيه وأخيراً **** أكرمني بيكي ..
, كان مشهدهما من بعيد يختصر أعظم قصص الحب .. هو يُحيط وجهها بيديه الحانيتين يمسح دموعها من الندم والحب وهي تمسح دموعه بيديهاالنّاعمتين دموع رجل مُتيّم .. رجل عاشق انتظر وقد أكرمه ربه بعد صبره الطويل ..
, مسحت ليلى دموعها سريعاً ناظرة نحو أدهم: أنا فرحاانة أوووي ..
, ابتسم بحب ورفع يده يمسخ دمعتها التي هربت منها بغير شعور وانحنى يُقبل مكانها هامساً: وأنا فرحان لفرحك .. شوفتي المطعم بقا حلو إزاي بعد م انتي اشتغلتي بيه ..؟
, نظرت حولها بابتسامة سعيدة: يعني عجبك ؟
, أدهم: وفي حاجة انتي تعمليها ومتعجبنيش برضه ؟
, ابتسمت ناظرة إليه بحب ينبض في قلبها وداخلها بغير فناء: أنا بحبك أووي ..
, ابتسم بحنان هاتفاً: وأنا برضه بحبني أووي ..
, ضربت صدره بغيظ: أدهم أنت رخم أووي ..
, ضحك بسعادة مُحيطاً خصرها: رخم بس بتحبيني ..
, ابتسمت له بحب: بحبك أووي أووي و**** ..
, أدهم بمرح: م أنا برضه بحبني أووي أووي و**** ..
, ضحكت بحب تتعلق بعنقه هاتفة وعينيها تلمعان: أنت عارف إن عندي ليك مفاجأة حلوۃ أوووي أووي ؟
, رفع حاجبه بابتسامة: لو بتعملي كده عشان أقولك إني أنا برضه عندي ليكي مفاجأة ف مش هتستفادي حاجة .. أنا عندي مفاجأة لكرم وبس ..
, نظرت إليه بدهشة: مفاجأۃ إييه ؟
, هز أكتافه قائلاً: هدية خطوبته ..
, هتفت بفضول: قولي هي إيه أرجوك عشان خاطري ..
, ضحك باستمتاع: لأاا هتعرفيها كمان شوية ..
, ليلى: يا أدهم بقولك عشان خاطري ..
, أدهم: م أنا عشان خاطرك هقولهالك كمان شوية ..
, تأففت بتذمر ليهمس: هاا هي إيه المفاجأة اللي مجهزاها حضرتك ؟
, لوت شفتبها بتذمر: مش هقولك ..
, أدهم: ليه ؟
, ليلى: لأنك بتخبي عليا .. خلاص مش هقولهالك غيرت رأيي ..
, أدهم: وأهون عليكي يا لولا ؟
, ليلی: أيوه تهون ادام أنا هونت عليك ..
, ضحك قائلاً: مهونتيش يابت هقولهالك بس مش دلوقتي ..
, ابتعدت عنه متكتّفة: وأنا مش هقولك المفاجأۃ بتاعتي لا دلوقتي ولا بعدين ..
, أدهم: م ٥ نقطة
, توقّف فجأة عن الكلام عندما ارتفع صوت أحمد في المطعم .. استدار نحوه كان كرم وإسراء قد أنهيا رقصتهما وجلسا فوق أريكة صغيرة باللون الأحمر مزينة بأضواء وورود ملونة ..
, كان أحمد يقف خلف الميكريفون المثبّت فوق منصّة صغيرة .. ونور تقف قربه تنظر إليه بحيرة وبعض الإرتباك وهو يهتف بابتسامة متوسّعة: إحم إحم مساء الخير يا جماعة .. أحب أرحّب بيكوا بهذا الحدث التاريخي العظيم ..
, همسا نور بغيظ: انجز يا تافه ..
, ضحك باستمتاع قائلاً: أولاً برحّب بككوا وعايز أقول ألف مليون مبروك يا كرم أنت وإسراء وع قبال الفرح الكبير بقا .. إحم طبعاً أنتوا عارفيني كويس أنا أحمد سعيد .. صاحب أدهم عز الدين وأخوه ..
, اتسعت ابتسامته قائلاً: أنا عايز أقول دلوقتي حاجة مهمة .. أنا فقدت أهلي من سنين طويلة وعيلة أدهم صاحبي وأخويا وحبيبي كانت ليا عيلتي التانية اللي أنا بفتخر وبعتز بيهم .. أنا عمري محسيتش إني يتيم بينهم .. أدهم كان أخويا وأبويا وصاحبي وكل حاجة وهيفضل كده بإذن **** ومامته جوجاية قلبي .. أنتي ليا أمي التانية أنا بحبك أووي و**** .. أخواته كانوا زي أخواتي الصغيرين بحبهم أووي .. بس ده كان من فترة صغيرة بس ٣ نقطة لأن حد من أخواته معدش أخويا .. لا لاااا بقا حاجة أكبر من كده بكتير .. الحد ده هي نور .. نوري اللي كنت بغبائي فاكرها أختي الصغيرة بس اللي اكتشفته إن قلبي ده م تحركش غير ليها .. اللي اكتشفته إنها حبيبتي وصاحبتي وأمي وعشقي الأول والأخير .. اللي اكتشفته إني بحبها أووي وإنها من وهي صغيرة كان حبها بيكبر جوايا شوية شوية لغاية م فاض الحب ده من قلبي وهيغرق كل حاجة حوليه ..
, ابتسم ناظراً نحوها بعينيها المتوسّعتين والدامعتين لكلامه .. ثم عاد بنظراته نحو جمانة التي تُتابع حديثه بتأثر وسيف ومروة ومصطفی وأدهم والجميع يتابع بإنصات وتركيز وتأثر ..
, همس مُتابعاً: وبما إنها بقت كل حاجة ليا .. أنا عاوزها معايا بأقرب وقت عايز أصحى ألاقيها جمبي وأنام ويكون وشها آخر وش بشوفه .. عايز حبي ليها يكون في النور وبموافقة الجميع .. أنا عارف إني مأترفضش أساساً لأني عريس مفيش زيي .. بس برضه أنا أحمد سعيد قرّرت اطلب إيد نور نوري حبيبتي وأغلا حاجة عندي دلوقتي وقدامكوا وقدام الكل ..
, نظر نحو أدهم وجمانة ومصطفی هاتفاً: أنا بطلب منكوا إيد نور .. وأوعدكوا إنها هتكون بعينيا زي م هي بقلبي .. وهحافظ عليها وأراعيها وأدللها وربنا يقدرني أفرّحها وخليها أسعد واحدة في الدنيا دي ..
, أخرج من جيبه علبة مخملية باللون الأحمر ليفتحها أمامهم هامساً: الدبلة أهوو .. لو قولتوا موافقين هلبسهالها دلوقتي وتبقى خطيبتي قودام الكل .. ولو موافقتوش ٦ نقطة يبقى برضه هلبسهالها متفرقش ..
, ضحك الجميع ناظرين نحو أدهم وأحمد يُتابع: أنا مستني .. والقرار ليكوا ..
, التفتت نور إليه تتمسّك بذراعه ليُدير رأسه نحوها مبتسماً ابتسامة عاشقة وعينيه السوداوتين تلمعان بعشق خالص ..
, نظرت ليلى بقلق نحو أدهم الذي تغيرت ملامح وجهه من التأثر إلى الجمود فجأة .. وتركها متجهاً ببطئ نحوهم ..
, نظر إليه أحمد من بعيد ليهمس فجأة بتوتر: بت يا نور أخوكي جه يولع بيا ..
, نور بغيظ: تستاهل علشان تعمل كده من غير م تقولي وتكسفني قودام الناس ..
, أحمد: هو أنا عملت إيه طلبت إيدك ودخلت البيت من بابه مش أحسن م أدخل من الشباك ..؟
, نور: يبقى استلقى وعدك يا خويا أنا مليش دعوة ..
, هتف بتوتر: لا ياختي أنتي هتفضلي هنا وتفكي بينا شكل الليلة دي مش معدية ..
, نغزها في كتفها هاتفاً بابتسامة : أقولة ابتسمي شوية يابت عشان الناس متحسش على حاجة ..
, نظرت أمامها بتهكم وبعض الخجل وهي تبتسم باصفرار: مش محتاجة تحسّ يا خويا م هما سمعوا كل حاجة أدي الميكرفون أهو ..
, وسّع عينيه ناظراً نحو الميكرفون الذي مازالوا يقفون أمامه ليرتفع في تلك اللحظة ضحكات متفرّقة من الجمع ليندفع سريعاً يدفع الميكرفون بذعر حتى سقط أرضاً لتتعالى ضحكات الجميع هذه المرة ..
, رفع نظره نحو أدهم الذي وصل إليهم ليرفع يديه أمانه: بص ياعم لومش موافق مفيش داعي تضرب وتشوّه وشي الجميل ده قولي بهدوء ورزانة وأنا هنسحب بهدوء .. مفيش داعي للهمجية وأساليب العنف ..
, ضيّق لأدهم عينيه بغضب ثم رفع قبضته ليضربه بصدره بقوة ألمته: أنت حيوااان ..
, ثم جذبه فجأة في عناق رجولي قوي مربتاً على ظهره بحب هاتفاً: مبرووك يا خويا .. وأنا أقدر أرفض ..!
, وسع أحمد عينيه وابتعد عنه هاتفاً: يعني أنت وافقت ؟
, أدهم: عايزني موافقش يعني أوك خلاص مش..
, قاطعه بلهفة ؛ لااا ده أنا مصدقتش ..
, عاد ليعانقه بفرح وهو يضحك من قلبه ضحكة صافية عاشقة .. والتفت يلبس الخاتم بسرعة لنور ويجعلها تلبسه خاتمه ..
, ابتسم أدهم ليقتیب من نور التي تشتعل خجلاً من نظراته .. حاوط وجهها بين يديه بحنان كبير انحنی يُقبل جبينها بحب هامساً: مبروك يا نووري .. ألف مبروك ياحبيبتي ..
, رفعت نظرها إليه فجأۃ تستشعر تلك الغصّة في صوته .. لتصدم من تلك الدموع التي تلمحها داخل عينيه ..
, همست وهي على وشك البكاء: أنا مش هتجوزه أنا عايزه أفضل معاك ..
, ابتسم بحب كبير لطفلته الصغيرة: مين قال إني هسمحلك تتجوزيه خطبة وبس مفيش أكتر كن كده .. وحتی بعد الجواز أنتي هتفضلي جنبي أنا بقولك أهو ..
, ألقت بنفسها بين ذراعيه تكاد تبكي من كمّ مشاعرها ليُحاوطها بشدۃ يجذبها نحوه وكأنه يريد تخبأتها عن العالم ٣ نقطة شعوره الآن كشعور أبٍ ربّى ابنته الصغيرۃ الوحيدة حتى كبرت وسيسلّمها لزوجها بعد كل سنين عاشتها معه بحلوها ومرّها .. يشعر بنفسه سيخسر قطعة كبيرة من قلبه لن يُعوّضها شيء أبداً وسيبقی مكانها فارغاً مكتوباً باسمها حتى نهاية العمر ..
, يُريدها أن تبقى معه أن تبقى طفلته لا تكبر أبداً .. ولكنه يُريد أن يراها سعيدة مع صديقه وأخيه الذي كان معه في السرّاء والضرّاء ..
, اقتربت جمانة بلهفة منهم لهتف أحمد: جوجو قلبي شوفتي اللي عملته ده ولا اكني نجم من نجوم هوليود ..
, ضحكت بسعادة ودموع تشكّلت في عينيها لتعانقه بحب كبير فهو ابنها الذي لم تنجبه .. ثم اتجهت نحو نور تحتضنها مقبلة ومباركة لها بحب .. مع دموعها التي لم تستطع السيطرة عليها وهي ترى ابنتها الصغيرة تصبح عروساً ..
, اقترب سيف بابتسامة احتضنها هامساً: مبرووك يا نووري ..
, عانقته بابتسامة سعيدۃ: **** يبارك بيك يا سفوو ..
, وقف سيف أمام أحمد هاتفاً ببرود: مبروك يا حودة ..
, أحمد باستنكار: هي دي المباركة يا حيوان ..؟
, هز سيف أكتافه: و**** حضرتك كان لازم تطلبها مني مش بس من أدهم وماما ومصطفی هو أنا مليش وجود ولّا إيه ؟
, هتف أحمد: لأ إزاي ودي تيجي .. ليك وجود بس بحضور أدهم وجودك ملوش معنى ..
, رفع سيف حاجبيه هاتفاً: طب هعتبر نفسي مسمعتش حاجة .. عشان لو أنا قلبت أنت عارف هقلب دماغ الكل هنا ولو عارضت علی جوازك هخلّيهم كلهم يعترضوا ..
, تراجع أحمد هاتفاً: و**** انت قادر وتعملها خلاص يا خويا متأسّفين ..
, اقترب مصطفى احتضنه بسعادة: مبرووك يا أحمد ..
, أحمد: **** يبارك فيك وع قبال عندك يا ميصو ..
, اقترب مصطفی واقفاً أمام نور .. لتتنبّه إليه فجأة ترفع نظرها نحوه بتوتر ..
, ابتسم بسعادۃ وحنان بالغ رغم نبض قلبه المؤلم بأنه لا يستطيع الاقتراب منها أو تهنئتها كما البقية ..
, همس بحب: مبروك يا نوري ..
, رمشت بعينيها وقد بدأتا تدمعان من كلمته التي كان يُطلقها عليها لتهمس: **** يبارك بيك و وع قبالك ..
, اتسعت ابتسامته ينظر إليها بحب: إن شاء **** ..
, عادت ترفع نظرها إليه ترمقه بصمت ليبتسم لها أكثر ويبتعد عنها بهدوء ..
, اقترب منها أحمد هامساً: روحتي فين ؟
, نظرت إليه هامسة: م مش عارفة ..
, تنهد قائلاً: متضغطيش على نفسك .. كل حاجة هتبقى كويسة مع الوقت صدقيني ..
, ابتسمت بخفوت تنظر إليه بسعادة .. فعلاً كل شيء مع الوقت سيتحسّن .. كما تحسّنت حياتها معه وحصلت على أغلی شخص كانت تحلم به وبقربه ..
, ابتسمت إسراء بسعادة هاتفة قربها: ياعيني ياعينيي .. أخدتي الأضواء مني يابت ..
, ضحكت نور بفرح وعانقتها بلهفة وقوة هاتفة: أنا فرحاااانة أووووي ..
, ابتسمت إسراء مبتعدة عنها تنظر إليها بحنان .. لطالما كانت تشعر بنفسها أنها أخت نور الكبرى وأحياناً أمها .. رغم أعمارهم المتماثلة ولكن طيبة قلب نور وبرائتها كانت تجعلها كالطفلة ..
, همست بحنان: يارب تتهني يا حبيبتي وعلطول تبقي مبسوطة كده ..
, ابتسمت نور وعادت تحتضنها لتهتف عبير: اوعي كده عايزين نسلم ع العروسة الجديدة ..
, إسراء: قصدك إيه إني أنا بقيت قديمة ؟
, عبير: أيوه كويس إنك عرفتي بنفسك .. مبروووك يا نونووو ..
, ضحت نور بسعادة تُعانقها لتنضم ليلى ومروة إليهم بسعادة وحب ..
, لتعود إسراء بعد لحظات إلی مقعدها هي وكرم .. ابتسم قائلاً: مكنتش متوقع أحمد يعمل كده ..
, إسراء بابتسامة: ولا أنا .. أحمد بحبها أووي ..
, كرم بحب: وأنا برضه؟
, التفتت إليه باستنكار: أنت برضه إيه ؟
, اتسعت ابتسامته هاتفاً: أنا برضه بحبك أووووي ..
, ابتسمت بحب تتأمل عينيه اللامعتين بحنان بالغ .. ليصدح صوت آخر على الميكرفون .. وهذه المرة صوت أدهم ..
, التفتا إليه وهو يقول: إحم مساء الخير يا جماعة .. أولاً أهلاً بيكوا لحفل خطوبة أخويا الصغير وأخو مراتي كرم .. وعايز أقولهم ألف مبروك .. وببارك برضه لأحمد صاحبي وحبيي هو وأختي وبنتي الصغيرة نور قلبي .. بس في مفاجأۃ صغيرۃ أنا كنت مجهّزها عشان كرم وإسرار .. أتمنى تعجبكوا ٤ نقطة أهو جه بموعده ..
, التفت الجميع حيث إشارته ليروا بعض من رجال أدهم يدخلون وبجانبهم شخص يبدو كبيراً في السن يُمسك دفتراً في يده .. وسّع كرم عينيه بصدمة هامساً .. المأذون ..؟
, شهقت إسراء بتافاجؤ وهي تسمع أدهم يهتف: أنا طلبت من والد إسراء إن الحفل يكون مش بس خطوبة .. برضه يكتبوا بيه الكتاب وطبعاً هو الحمد**** بعد جهد كبير وافق .. أنا خليتها مفاجأة ليكوا أتمنى تعجبكوا ..
, نظر نحو كرم والذي يبدو بأن المفاجأة لم تَنل إعجابه فحسب بل إنها كادت تطير عقله وتُصيبه بالجنون من شدة فرحته وحماسه ..
, ليتجه أدهم نحو المأذون وتوضع طاولة صغيرة أمام مقعد كرم وإسراء ليجلس المأذون عليها مع والد إسراء ..
, ابتسم سيف بسعادة ليركض بسرعة ويجلس هاتفاً: أنااا هكون الشاهد مليش دعوة ..
, اتسعت ابتسامة كرم: أساساً مش هقبل بحد غيرك .. فين أمبر برضه ..
, أمير: أنا أهو يا خويا ..
, اقترب ليجلس بجانب سيف ليبدأ المأذون إجرائاته وسيف وأمير الشاهدين .. لينتهي بجملته المباركة التي زادت من نبضات قلب كرم ناظراً نحو إسراء هاتفاً: وأخيييرررراااا أنا مش مصدق ..
, نهض بسرعة ليحملها فجأة يدور بها بجنوون غير مصدق ماحدث وضحكاته تعلو وتملأ المكان ..
, اقتربت والدته تقدم له الشبكة الخاصة بإسراء ليأخذها منها بلهفة ويبدأ في إلباسها لها بسعادة وإسراء ثابتة .. تُحاول استيعاب بأنها الآن زوحته .. زوجة كرم الحديدي الذي نبض له قلبها بعد عناء ..
, بعد دقائق كان سيف يجلس بجانب مروة على إحدى الطاولات .. يبتسم بسعادة يراقب فرحة كرم بلهفة .. التفت ناظراً نحو مروة ليقطّب حاجبيه بحذر وتقع عينيه فوق شامة صغيرة أسفل أذنها من الخلف ..
, وسّع عينيه يمدّ يده وكأنه وجد لعبة للمسها بإصابعه انتفضت فجأۃ هاتفة: إيييه يا سيف ..
, رمش بعينيه: أنتتي عندك شامة .. أنا أول مروة بشوفها ليه ؟
, ابتسمت هامسة: أيوه كنت علطول بفلت شعري كده ..
, هز رأسه: لا لاا مش علطول بس أنا أول مرة بشوفها اعترفي يابت انتي راسماها رسم صح ؟
, نظرت إليه بغيظ تمد يدها مكان الشامة تمسح عليها: بص شوفت إنها مش رسمة ٣ نقطة؟
, هز رأسه بنفي: لأ أنا هتأكد بنفسي ..
, مدّ يده من جديد يتحسّسها بأصابعه بخفة لترتعش فجأۃ تبعده هامسة: خلاص يا سيف ..
, رفع نظره إليها يتأمّل رجفتها ثم حول نظره نحو الشامة من جديد .. أغمض عينيه ماسحاً وجهه بغيظ .. ليعود ويستدير نحوها يرمقها بحرص وهي ترتب شعرها تحاول إخفائها عن مرمى عينيع ..
, مدّ يده بلا شعور يُزيح خصلات شعرها التي تُغطّيها .. وعاد يتحسّسها بأصابعه .. وجسده شيئاً فشيئاً يقترب منها من غير شعور ..
, أغمض عينيه بنشوة عندما أصابته موجة من عطرها الذي دغدغ حواسّه .. ليقترب أكثر بعقل مُغيّب يطبع قبلة حارة وراء أذنها فوق موضع الشامة بالتحديد ومشاعره قد طغت عليه كعادته الأخيرة معها ..
, ارتعشت فجأة ليشعر بارتعاشها ويشعر بنفسه يطبع عدة قبلات أخرى في نفس المكان .. مدت يدها تبعده عنها بضعف: سيف مينفعش ..
, حاول الإقترب أكثر لتهمس: سيف عشان خاطري ..
, رمش بعينه وابتعد فجأة كالملسوع .. ينظر إليها بعينين جاحظتين من انجرافه معها بتلك الطريقة .. نظر إلى الحمرة التي طغت عليها مُحاولة ترتيب شغرها وتعديل جلستها ليضع كل الحقّ عليها وعلى جمالها وفتنتها تلك .. وعلى محاولة إغرائه السابقة التي جعلت مشاعره التي كانت ساكنة تهتاج داخله وتتمرّد حتى فقد السيطرة عليها .. وكلما رآها يشعر بأنها مُغرية حتى لو كانت صبي الميكانيكي ..
, وقف فجأة ماسحاً وجهه ينظر حولهه لترفع نظرها إليه: سيف ؟
, نظر إليها بأنفاس لاهثة ليُمسك كأس الماء ويتجرّعه دفعة واحدة هاتفاً: متقربيش مني تاني ..
, مروة باستنكار: نعم ياخويا أنا اللي مقربش ولا أنت ..؟
, سيف: أنتي وانا .. بصي خليكي بعيدة عني أحسن .. أقولك أنا اللي هبعد ..
, سار خطوتين ليعود ناظراً إليها: أقولك تاني .. أنا هتجوز ..
, وسعت عينيها فجأة: إيييه ؟
, سيف: هتجووز خلاص أنا هتجوزك هو يعني بس كرم يكتب الكتاب .. وأنا برضه ..
, مروة: سييف أنت بتقول إيه ؟
, سيف: ملكيش دعوة اترزعي مكانك هنا ومتقربيش جمبي ..
, راقبته يبعد عنها بخطوات سريعة متجهاً لأحد الأركان لترفع يدها تمسح فوق قلبها النابض وهي شاكرة له ابتعاده عنها في تلك اللحظة حتى تُهدئ من أنفاسها ونبضاتها ومشاعرها الصاخبة ..
, وصل سيف حيث يقف أدهم بجانب ليلى مصطفى ..
, أمسك ليلى يُبعدها من أمامه هاتفاً: غوري من هنا ده كلام رجالة ..
, نظرت نحوه بغيظ: أنا كنت واقفة هنا قبلك ابعد أنت ..
, تأفّف سيف هاتفاً: هتبعدي من هنا وإلّا أستخدم معاكي القوة ؟
, رفعت حاجبيها بغضب: نعم ياخويا قوة إيه أنت عايز تضربني تفضّل تعالی مستني إيه ؟
, سيف: اللهم طولك يا رووح .. امشي من وشي خلصيني وتعال يا أدهم ..
, جذبه من ملابسه يُبعده عنها ليهتف أدهم: ابعد ايدك با سيف أنت ساحب جاموسة ..
, وقف مصطفى قربهم بهدوء: عاوز إيه يا سيف ..
, نظر سيف نحو الإثنين هاتفاً: عاوز أتجوز ..
, لوى أدهم فمه بامتعاض ناظراً حوله ورفع مصطفى حاجبيه بحيرة: تتجوّز إزاي يعني ؟
, هتف سيف بحنق: إزااي يعني زي الناس عايز أكتب كتابي على مروة ودلوقتي حالاً ..
, حكّ مصطفى رأسه بحيرة وأدهم مازال ينظر حوله بملل .. أمسكه سيف من وجهه يُديره إليه هاتفاً: أنتتت مش سامعني بقولك عايز أتجوز .. المأذون لسا هنا يلّا قبل م يروح ..
, نظر إليه أدهم بجمود: هتتجوّز ليه ؟
, شد سيف خصلاته بغيظ: كده هتجووز .. يعني بس كرم اللي يكتب كتابه ؟ بقا أنا أخوك تسيبني لبعد الكلية وهو تجوزه من دلوقتي .. م احنا بنفس العمر أنا عايز أعمل زيّه عايز أكتب كتابي دلوقتي ..
, أدهم: ومروة موافقة ؟
, سيف: ملهاش دعوة ..
, مصطفى: طب وأهلها وأبوها ..؟
, سيف: يووو م أدهم هيقنعه لعزيز يلا عشان خاطري هتجور ..
, نظر أدهم نحو مصطفى ثم حاول الإبتعاد هاتفاً: لأ ..
, جذبه سيف يتمسّك به وبدأ بالنحيب: لأ ليييه ؟ أتجوز عشان خاطري بص المأذون هنااا عايز أتجوز يا أدهم أرجووك كل الناس تجوزت إلّا أنا يرضيك يعني أفضل كده ..؟
, نظر نحو مصطفى الذي يتابعه: مصطفى عشان خاطري قوله يوافق عايز أتجوز يا نااس .. حرام عليكوا أدهمم وحياتي عندك وافق لو بتحبني يلّا بقا رووح اقنع عزيز وتعال ..
, أشار أدهم برأسه بالنفي ليزداد نحيبه وتشبّثه بالإثنين أمامه: لااا مفيش اعتراض هتجوز خلااص صح أتجوز ؟؟٦ نقطة السّكوت علامة الرّضا يبقى امشوا نكتب الكتاب وامشي يا أدهم اقنع عزيز بسرعة ..
, أدهم وهو يُبعده عنه: خلاص يا سيف ..
, نظر نحو الإثنين هاتفاً: أنتوا مش بتحبوني يعني مليش خاطر عندكوا صح ..؟ أيوه صح م أنت اتجوزت القردة ليلی هتهتم بيا لييه ..؟
, زفر أدهم هاتفاً: القردة دي مرات أخوك وليها احترامها ..
, سيف: أما اتجوز هبقى أحترمها .. أنا هكتب الكتاب يا أدهم حرام عليك والنبي أتجوز والنبي وحياتي عندك أنت و مصطفى ٤ نقطة مصطفى قول حاجة ..
, مصطفى: حاجة ..
, سيف بنحيب: مصطفى عشان خاطري وحياۃ بيبو عندك جوّزني طب و**** لو م اتجوزت هزعل منكوا أوي وهتأكد أنكوا مش بتحبوني خالص ..
, لم يُجبه أحد وبقيا ينظران إليه ليهتف بصدمة: أنتوا مش بتحبوني صح ؟ أنا كان لازم أعرف .. أنتوا كلكوا كلاب ٣ نقطة
, أدهم: سييف ..
, سيف: أنا عايز أتجوّز يا جدع .. أنت ماالك ..
, أدهم: يبقى امشي اقنع عزيز بنفسك وتجوز ..
, وقف ينظر نحو عزيز ليهتف: م هو مش بيطيقني ومش هيوافق عشان يغيظني ..
, أمسكه من ملابسه يحتضنه باستعطاف: علشان خاطري يا أدهم وافق أرجوك أرجوك أرجووووك ..
, أبعده أدهم هاتفاً بحزم: قولت لأ يعني لأ ..
, نظر سيف نحو مصطفى: مصطفى أرجوووك ..
, هز مصطفى أكتافه :مقدرش أعملك حاجة ..
, وقف ينظر إليهم بضيق وحنق: ده آخر كلام عندكوا ؟
, لم يجبه أحد ليهز رأسه: ماشي ..
, بقي يرمقهم بصمت عدة لحظات وهما يتجاهلان وجوده ليبتعد عنهم أخيراً وتقترب ليلى هاتفة: كان عاوز إيه ؟
, مصطفى: يكتب كتابه على مروة ..
, ليلى: وبعدين ؟
, مصطفى: زي م انتي شايفة ..
, هتفت بغضب: وموافقتوش لييه بقا ؟ مش حرام عليكوا الواد عايز يتجوز .. أهو كرم صاحبه وكتب كتابه ليه هو ممنوع يعني ؟
, هز مصطفى أكتافه مشيراً لأدهم: مليش دعوة اسألي جوزك ..
, نظرت نحو أدهم: إيه يا أدهم ؟
, ابتسم أذهة بخفوت: تيجي نرقص ؟
, نظرت إليه بعبوس لتزفر أخيراً وتذهب معه نحو أحد الأركان ليبدآن في الرقص على أنغام الموسيقى وهي تسند رأسها فوق كتفه ويديها تحاوط جذعه بحب ..
, بعد مدّة كان سيف يجلس وحيداً فوق إحدى الطاولات المليئة بأنواع حلويات ومشروبات مختلفة .. وقد أعلن معاداته للجميع ..
, رفع بالشوكة أمامه قطعة كيك كبيرة ليأكلها بنهم وتلذّذ وبعدها يتجرع نصف كأس العصير . . ينظر حوله وكلّما كانت تلتقي عينيه بعينيّ أيّ أحد من المتواجدين حتى كان يعبس بشدة وغضب وأحياناً يتمكلّه حسّ طفولي مُتمرّد ليُخرج لسانه لهم خاصة لكبار رجال الأعمال انتقاماً من أدهم ومصطفی ..
, جلس مصطفى بجانبه هاتفاً وهو يُبعد كأس العصير عنه: أبووس إيدك كفاية أكل كل ده هتتعب .. قولي أنت أخدت أدويتك النهاردۃ ؟
, هتف سيف وهو يُتابع أكله: ملكش دعوة بيا متعملش نفسك مهتم كده ..
, تأفف مصطفى هاتفاً: م خلاص يا سيف بعد الكلية هتتجوز مرة واحدة مع فرح مش بس كتب كتاب ..
, هتف سيف بعناد: أنا عايز دلوقتي ..
, زفر مصطفى هاتفاً: أدهم مش موافق ..
, سيف بلهفة: يعني أنت موافق ؟
, نظر إليه مصطفى بحذر فهو يعلم بأنه سيطلب منه إقناع أدهم: أاا ي يعني شوية كده ..
, أمسكه سيف من يده هاتفاً : يبقى امشي اقنع أدهم عشان خاطري ..
, مصطفى: هووف يا سيف مقدرش ..
, ضرب سيف الشوكة على الطاولة بغضب هاتفاً : طبعاً متقدرس لأن الحاجة دي خاصة بسيف .. لو خاصة بيك كنت فوراً أقنعته أو هو كان اقتنع ووافق علطول .. أنتوا مش بتحبوني أنا مش أخوكوا .. أنتوا بس لو تقولولي اسم الجامع اللي لقيتوني جمبه وأنا هروح أدوّر على أهلي هناك وهسيبلكوا كل حاجة ..
, نظر إليه مصطفى هاتفاً: م دي المشكلة ياحبييي .. إننا ملقيناكش قدام جامع .. المشكلة لقيناك جمب حاوية الزبالة وخوفنا نقولك عشان متتجرحش مشاعرك ..
, وسّع سيف عينبه ناظراً إليه: كنت عارف وحاسس إني مش أخوكوا أهو طلعت بالآخر كده بجد .. **** يسامحكوا ..
, تأفف مصطفى بضيق: خلاص يا سيف ..
, سيف: أنت مش حاسس بيا محدش حاسس بيا أنا عايز أتجوز حرام عليكوا أنا مريض بكرا تخسروني هاا , جوزوني طيب ..
, نظر مصطفى إليه بتوتر ولا يعلم لمَ يضعف أمام نحيبه ذاك . زفر وأمسك كأس العصير من بده: طيب بس بقا شيل دي من إيدك خلاص ..
, دفعه عنه هاتفاً: ملكش دعوة وابعد عني وسيبني فحالي روح لأخوك أدهم أنا مش أخوك .. لو كنت أخوك كنت ساعدتني ووافقت ..
, زفر مصظفى بغيظ .. ثم نهض متجهاً نحو أدهم .. جلس قربه هاتفاً: مش شايف سيف بيعمل بنفسه إيه ده هيرجع يمرض زي الأول ..
, أدهم بهدوء: هو مش عيل صغير هو عارف أنه هيتئذى ..
, مصطفى: أيوه هو عارف بس عناده أكبر .. أنت موافقتش ليه طيب ؟
, أدهم: موافقتش على إيه ؟
, مصفى بغيظ: بلاش برودك يا أدهم موافقتش يكتب كتابه ليه ..؟
, أدهم: كده ..
, مصفى: إزاي يعني كده فهمني .. مش شايفه مستعجل وشاف صاحبه كتب كتابه قودامه ؟ أدهم خلي بابة هو بحب مروة أووي وعلطول معاها وهو متهوّر يعني ممكن يبقى في تجاوزت كده وكده ..
, أدهم بهدوء: م هو عشان كده بقول .. إذا دلوقتي فيه تجاوزات يبقى أما يكتب الكتاب هيفكر نفسه بقى جوزها خلاص وممكن يتمادى أكتر .. وأنت عارف الجواز يعني إشهار ومسؤولية وبيت مش بس كتب كتاب وخلاص ..
, مصطفى: طب كانوا كتبوا الكتاب دلوقتي وأما ينتهي الترم فرح علطوا ..
, أدهم: والوقت ده هيعملوا إيه هقدر أبعدهم عن بعض إزاي وهما كاتبين الكتاب ..؟
, تأفّف مصطفى بغيظ ثم نظر نحوه: بس أنا موافق ..
, التفت إليه أدهم بجمود: يعني إيه ؟
, مصطفى: يعني موافق يكتبوا الكتاب ولّا رأيي برضه ملوش قيمة ..؟
, تنهد أدهم بضيق: وأنا مش موافق .. رأيي برضه ملوش قيمة ؟
, تكتف مصطفى بغيظ هاتفاً: يبقى مليش دعوة لو حصل لسيف حاجة من الأكل اللي بيطفحه ده ..
, نظر أدهم نحو سف الذي كان يوقف بجانبه أحد نوادل المطعم ويملي عليه أوامره التي لا تنتهي .. ليهتف مصطفى: بجد مش هتوافق ؟ انت قولت بيحصل تجاوزات انت متوقع ده ولّا شوفته ؟
, ابتسم أدهم ناظراً أمامه بجمود .. يظن بأن لم يره أحد ولكنه رأى انجرافه مع مروة .. ولو وافق على كتب الكتاب سيتجاوز حدوده بحجّة أنه زوجها كما قال لمصطفى ..
, هتف أدهم: شوفت أو لأ مفيش كتب كتاب .. وأساساً عزيز مش هيوافق دلوقتي أبداً أنا عارفه .. أصلاً لو هو شافهم ده كان لغى الخطوبة من الأساس ..
, قطب مصطفى حاجبيه بحيرة ليزفر بضيق قائلاً: مش عارف بقى اعمل اللي انت عاوزه ..
, أدهم: م أنا هعمل كده ومفيش جواز لبعد الكلية وخلاص ..
, نهض مصطفى سريعاً ليعود ويجلس قرب سيف الذي وضع يده فوق معدته هاتفاً: يا حيواان ..
, مصطفی: إيييه مالك أنا عملتلك إيه ؟
, سيف: وجّعتلي معدتي أما قعدت قوم اقف ..
, مصطفى: يا تافه .. قولي بتوجعك ؟
, هز رأسه هاتفاً: **** يااخدكوا كلكوا ..
, أميكه مصطفى هاتفاً: يبقى قوم معايا الحفل بقا بآخره هترجع ترتاح في البيت وتاخد الدوا يلا امشي ..
, هتف سيف بعناد: لا مش عايز أنا هتجوز ..
, هتف مصطفى: يابني تتجوز إزااي والمأذون مشي خلاص .. قوم معايا ربا يسترك مش ناقص ابتلي بيك قوم ..
, أنهصه مغه غصباً وهو يهتف: مش ناقصني تتعب وبكرا هروح اتقدّم لعبير .. **** لو تعبت لأرميك بأقرب مستشفى ومش هقول لحد عليك لغاية م روح اطلبها وارجع ..
, أخرجه معه نحو السيارة حيث بدأ البعض بالرحيل لانتهاء الحفل وصعد كرم وإسراء في إحدى السيارات التابعة لرجال أدهم حيث أوصلهم السائق إلى منازلهم .. وعادت ليلى وأدهم يبيتان هذه الليلة في الفيلا من أجل أن يذهبا في اليوم التالي جميعاً مع مصطفى لطلب يد عبير لمصطفی ..
 
السادس والخمسون

- وكأنّما على تفاصيلِ وجهك .. يرتاحُ الكوكبُ المُتعب ..
, ٣٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, في اليوم التالي ..
, خرج مصطفى من غرفته يُرتب ملابسه وسترته السّوداء الغامقة .. رفع يده يُعيد خصلات شعره السوداء إلى الخلف فتتمرّد خصلة شاردة تنام على جبينه تزيده وسامة على وسامته ..
, رفع عينيه الزرقاوتين يسير في الرواق بابتسامة تُزين وجهه الوسيم ..
, نزل درجات السلم ليجد جمانة وبجانبها ليلى وأدهم ..
, ابتسم بسعادة هاتفاً: أناا جااهز ..
, رفعت جمانة عينيها نحوه لتبتسم بحنان كبير .. نهضت مقتربة منه بسعادة احتضنته وقبّلته في جبينه: **** يتمّم على خير يا بني ويفرحني بيك يارب ..
, لمعت عينيه بسعادة ورفع كفها بين يديه يُقبله بامتنان وحب: **** يخليكي ليا يا ماما وميحرمنيش منك ..
, رفع نظهره حيث قدِمت الممرّضة تدفع كرسي والدته أمامها .. كانت قد ألبستها وجهّزتها تماماً لتذهب معهم .. رأى عينيها المبلّلتين بالدمع تنظر إليه باهتزاز ليُسارع إليها يجثو أمام كرسيّها ورفع يديه يمسح دموعها التي انهمرت: بتعيطي ليه دلوقتي مش أنتي عايزة تشوفيني عريس ؟
, رفعت كفيها المرتجفين تُحاوط وجهه بدموع: **** شاهد إن ده أجمل يوم مرّ عليا بحياتي .. أنا بستنا اليوم ده من زمان الحمد**** **** أحياني وشفته ..
, أمسك يديها يقبلهما بحب وجذب رأسها يقبله هامساً: **** يطول بعمرك يا أمي ويقدرني أسعدك وتشوفي ولادي .. خلاص كفاية عياط بقا وإلّا هغير رأيي ..
, ابتسمت ماسحة دموعها: **** يخليك ويباركلك يا حبيبي ..
, نزلت نور درجات السلّم بعدما ارتدت فستان طويل ناعم باللون الأزرق السماوي .. وتركت خصلاتها مُنسدلة حول وجهها .. كانت حمرة خديها الطبيعيّين تُزينها وابتسامتها العاشقة وعينيها اللامعتين تكفيانها لئلّا تستخدم أي مستحضرات تجميل أخرى ..
, هتفت ناظرة حولها: هو أحمد مجاش ..؟
, التفت نحوها أدهم بابتسامة: لأ ياختي مجاش ولا هييجي ..
, رفعت حاجبيها بابتسامة: ومش هييجي ليه بقا .. حضرتك مس هتفدر تضحك عليا هو كان لسا بكلمني أهو وقالي أنه وصل ..
, هز رأسه بغيظ هاتفاً: أنا الحق عليا اللي وافقت بس قولت لنفسي مش عايز أكسفه قودام الناس ..
, دخل أحمد هاتفاً بمرح: أوعى كده جايبين في سيرتي .. وأنا برصه محبيتش أكسفك وترجيتك توافق لأنك لو موافقتش كنت هخطفها قودام عينيك وشوف بقا الفضيحة ..
, نور: بس يا أحمد **** .. بعدين أنت قولت لو أبيه موافقش هتقتله مش هتخطفني ..
, نظر أحمد إليها سريعاً ليهتف أدهم بغضب: يقتل مين ياختي طب لو كام راجل يعملها ..
, ضحك أحمد هاتفاً: أنتي يا نوري علطول بتفهميني غلط ياحبيبتي أنا قولت هخطفك يا قلبي ..
, نور: لأاا قولت لو أخوكي موافقش هقتله وأرتاح منه أنا لسا فاكرة كلامك .. وقولت٣ نقطة
, وضع يده على فمها يجذبها إليه ناظراً نحوهم بابتسامة: بتهزر ..يااه هههه **** عليكي وعلى هزارك همووت ههه ٣ نقطة
, رمقه الجميع بنظرات جامدة مشمئزة ليبعد عنها قائلاً: جتكوا نيلة أنتوا واللي بيجي عندكوا عيلة غتيتة .. بصو يا جماعة أنا مش هاجي هنا تاني لغاية يوم فرحي آخد البت دي من عندكوا والسلام ..
, هتفت ليلى وهو تتطلع إلى هاتفها: مش هنمشي بقا عبير بتقولي إنها مستنية وإسراء عندها ..
, هتفت جمانة: سيف فين مجهزش لغاية دلوقتي ؟
, تكتفت نور هاتفة: سيف مش هييجي معانا ..
, مصطفى بهتاف: نعم ياختي ؟
, نور: ه هو قالي أنا مليش دعوة ..
, ليلى: ليه مش هيروح ؟
, هزت نور أكتافها بحيرة ليتركهم مصطفى صاعداً درجات السلم بغضب .. فتح باب غرفته وجده يجلس على سريره واضعاً سماعات في أذنه وهاتفه بين يديه ..
, اقترب منه هاتفاً: أنت مجهزتش نفسك لييه لحد دلوقتي ؟
, هز سيف رأسه وأكتافه بحركات رتيبة وكأنه يرقص على أنغام الموسيقى الصاخبة التي يسمعها ليقترب مصطفى ينزع السماعات من أذنه بحدة هاتفاً: أنتت يا زفت رد عليا ..
, نظر سيف نحو السماعات التي انتزعها مصطفى منه يُلقيها أرضاً ثم رفع نظره لمصطفى بغضب: عاايز إيه ؟
, مصطفى: مجهزتش نفسك ليه علشان تروح معانا ..؟
, مط سيف شفتيه بتفكير: أروح معاكوا فين ؟
, شد مصطفى خصلات شعره تلك التي بقيَ ساعة أمام المرآة يُسرّحها بعناية لينزعها الآن غيظه من هذا السّخيف الذي أمامه ليهتف: فيين ؟ فين يعني يا سيف أنت مش عارف إني هروح أتقدم لعبير النهاردة ولّا إيه ؟
, رفع سيف حاجبيه بابتسامة مندهشة واقترب منه يُقبله في وجنته: بجد ؟ طب ألف مبروك يا ميصو يا رب ميوافقوش ..
, ضم مصطفى قبضته بغيظ: سييف معاك 5 دقايق بس وعايز أشوفك مترزع قودامي تحت فاهم ..
, نهض سيف عن سريره: وليه الخمس دقايق أنا هترزع تحت من دلوقتي ..
, أمسكه من ملابسه بغضب: سييف تترزع تحت باللباس الكامل ..
, نظر سيف نحو ملابسه بدهشة هاتفاً: هو أنا في حاجة ناقصة من هدومي ؟ أهو التيشرت وال٣ نقطة
, صرخ مصطفى بغضب: سيييف متجننيش أنت بتعمل كده لييه ؟
, نظر نحوه بغضب وعاد يجلس على سريره: مبعملش حاجة .. أهو عندك الكل تحت هيروحوا معاك اشمعنا أنا دلوقتي اللي بعطلك ..؟
,
, مصطفى: لأني عاوز الكل ييجوا معايا وأنت أخويا ولازم أول حد تيجي ..
, سيف: مش عايز كفاية عليك اللي تحت دول ..
, مصطفى: أنت ماالك كده من الصبح قاعد هنا ومش بتكلم حد .. أنت تعبان ولا حاجة ؟
, سيف بسخرية: ده على أساس يهمكوا ..؟
, جلس مصطفى بجانبه هاتفاً: أنت زعلان علشان مكتبتش كتابك على مروة صح ؟
, سيف: لاا برافو كويس إنك فاكر ..
, زفر مصطفى بغيظ: طب وأنا ذنبي إيه .. حاولت أقنعه ومقتنعش ..
, نظر سيف إليه بصمت ليهتف مصطفى: قوم يلّا جهز نفسك مش كفاية عايزك معايا ومش هروح من غيرك ؟
, سيف: لأ مش كفاية ..
, مصطفى: إييه ؟ مش كفاية إني مش هتقدم لعبير ادام أنت مش معايا ؟؟؟
, تأفف سيف بغيظ: كفاية شوية ..
, ابتسم مصطفى هاتفاً: يبقى يلا قوم جهز نفسك هنتأخّر عليهم .. عشان خاطري يا سيف أنا عاوز الكل معايا في اليوم ده معقول هتحرمني إني أشوفكوا كلكوا جمبي ..؟
, زم سيف شفتيه ثم نفخ بضيق: خلاص صعبت عليا ..
, ضحك مصطفى مبعثراً شعره بفوضوية: يبقى قوم يلا هستناك تحت ..
, أبعد سيف يده متأففاً بضيق: إبعد إيدك كده فاكرني ابن أختك ..؟
, رفع مصطفى حاجبيه: لا أبن اختي أكبر منك ومن عقلك ده .. بعدين أما أدهم يعملك كده تفضل ساكت وبتتبسط ..
, نظر إليه بتحدي: أيوه أدهم بحبها منه أنت لأ ..
, مصطفى: ماشي يبقى خليه يوافق يجوّزك الأول ده اللي عمال تتغزل بيه ومترضاش عليه كلمة ..
, سيف: أنت الحق عليك كنت تقدر تقنعه ..
, رفر مصطفى بغيظ: أستغفر **** العظيم ..
, سيف بحنق: أيوه استغفر أصل الكلام معايا ***** ..
, ابتسم مصطفى بغيظ: لا إزاي أنت قيمتك كبيرة .. أبوووس إيدك بسرعة الجماعة مستنيين مش معقول نتأخر عليهم من أول مرة ..
, فتح سيف خزانة ملابسه ووقف واضعاً يده أسفل خده مُفكّراً بعمق .. ليلطم مصطفى وجهه ويشدّ شعره بغيظ وقد انتزعت هيئته المُرتّبة الوسيمة من تصرفات سيف المُغيظة ..
, اتجه سيف نحو الباب ليصرخ مصطفى: رايح فيين يا حيوان أنت هتهرب تعال هنا ..
, التفت نحوه واضعاً كفه على فمه: هششش أسكت ولا حرف ليسمعك ..
, مصطفى بدهشة ناظراً حوله بحذر: هو مين ؟
, تركه سيف خارجاً من الغرفة ليقف مصطفى لحظات ينظر حوله بحذر وغيظ .. عاد سيف سريعاً مُغلقاً الباب خلفه بحماس ..
, نظر إليه مصطفى بتساؤل: روحت فين وإيه القميص اللي بإيدك ده ..؟
, ابتسم سيف بحماس: قميص أزرق بلون عينيا الحلوين هيليق عليا أووي ..
, مصطفى: جبته منين ؟
, اتجه سيف نحو الحمام يأخذ معه بنطال أسود غانق هاتفاً: أبداً أصل دولاب أدهم عامل عروض وتنزيلات ع الهدوم قولت أستفاد منه شوية ..
, دخل الحمام مُغلقاً الباب خلفه ليمسح مصطفى وجعه بغيظ: قميص أدهم ؟ شكل الليلة دي مش معدية **** ياخدكوا .. وياخدني معاكوا برضه ..
, خرج بعد لحظات قليلة يرتدي حذائه الأسود اللّامع واتجه نحو المرآة يُسرّح شعره الأسود الغزير .. أمسك زجاجة عطر ورش منها بسخاء متلذذاً برائحتها ..
, ضيّق مصطفى عينيه يشمّ الرائحة ليقترب منه ووسع عينيه فجأة صارخاً: نهار أبوك مش فابت أنت يا حيوان دي إيه اللي جابها عندك ؟
, انتفض سيف مُتراجعاً ليراه يمسك زجاجة عطر فاخرة ناظراً نحوه بغضب .. ابتسم سيف بتوتر هاتفاً: دي ليا ..
, جذبع من قميصه بغضب: اعترف يا سيف .. سرقتها مني إيمتى ؟
, أمسك سيف بيده يُبعدها عنه: ط طب ابعد شوية عشان القميص وإلّا معدش أرووح هاا ..
, ابتعد مصطفى بحنق يضغط على الزجاجة بيده ليُرتّب سيف قميصه هاتفاً: هو مش أنا وأنت واحد ؟
, رفع مصطفى حاجبه باستنكار: وده من إيمتی إن شاء **** ؟
, ابتسم سيف: من زمااان أووي بس أنا مكنتش أقولك عشان متغترّش بنفسك .. بس الصراحة أنا وأنت واحد يا حبيبي يعني حاجاتك هي حاجاتي زي مثلاً البارفان بتاعك ده هو ليا وليك .. وشوف عندك الشوز بتاعي والشراب دول تقدر تعتبرهم ليك برضه ..
, أخفض مصطفى نظره ليراه يمدّ قدمه أمامه ركله بها بغضب هاتفاً: مش هعمل حاجة دلوقتي عشان منتأخرش .. بس حسابك معايا بعدين ..
, زمّ سيف شفتيه بضيق ثم نظر إليه قائلاً: بص شعرك مش متسرّح تعالى هعملهولك ..
, عبس مصطفى ناظراً إليه ليبدأ سيف بتسريح شعره بهدوء رغم أفكاره الشيطانية التي لعبت بعقله بأن ينزع هيئته ولكن نظرات مصطفى لا تُبشر بالخير أبداً لذلك احترم نفسه وقام بعمله على أكمل وجه ..
, نظر مصطفى لهيئته في المرآة ثم هز رأسه بثناء مُرتباً ملابسه ودفع سيف أمامه: امشي قودامي يلّا ..
, سيف: طب متزوقش عارف امشي لوحدي ..
, نزلا درجات السلم ليروا الصالة فارغة .. خرجوا من الباب ليجدوا الجميع ينتظروهم قرب السيارات وقد أدخلوا والدته في سيارته ..
, اقتربوا منهم ليهتف سيف: أنا هروح بعربيتي ..
, أدهم: لأا .. أنت هتيجي معانا أو مع مصطفى ..
, نظر سيف نحوه بغضب ثم هتف: يبقى هروح مع مصطفى لأنكوا ناس ميتقعدش معاهم خالص ..
, قطّبت ليلى حاجبيها ناظره نحوه بتمعّن .. لتتوسّع عينيها فجأة هاتفة: نهارك أسود القميص ده بتاع أدهم ..
, التفت سيف نحوها بغضب: لأ مش بتاعه بيتهيألك بعدين أنتي مالك ..؟
, هتفت بغضب: يعني إييه مالي أنت سارق هدوم جوزي يا جدع أنت .. أدهم بص ده القميص بتاعك سرقهولك ..
, نظر أدهم نحوه هاتفاً: مش هتبطل العادة دي بقا ..؟
, هتف سيف بغضب: محدش ليه دعوه بيا ..هو يعني ميخلقش من شبه القميص أربعين ؟ ولمّ مراتك ده على أساس هي مبتسرقش هدومك أبداً ..؟
, ليلى بحنق: ده جوزي يعني مسمهاش سرقة وألبس من عنده براحتي ..
, سيف: و**** وده أخويا ألبس من عنده براحتي .. واحترمي نفسك بقا مش لوحدي باخد منه ..
, أدهم: خلاص بقا ..
, ليلى: أنا مأخدتش غير مرة واحدة بس .. مش زيك علطول رايح جاي ع الدولاب بتاعه ..
, وسع سيف عينيه بغيظ: وأنتي مااالك بيا ع القليلة بسرق حاجات تتلبس وعليها القيمة مش زيك ..
, شهقت ناظرة نحوه بغضب: ليه أنا بسرق إيه بقا ..؟
, سيف: بتسرقي حاجات داخلية .. معقول حاجات زي دي بعينك ؟
, عادت لتشهق من جديد: يابن المجنونة ..
, ارتفعت ضحكات نور في المكان أمام موجة الغضب التي سرت بين الجميع .. جذبها أحمد واضعاً يده على فمها: معليش يا جماعة اعذروها ..
, أبعدته نور عنها هاتفة من بين ضحكاتها: أندر وير يا ليلى ؟ مكنتش عارفاكي كده ٣ نقطة هههه يا لهووي همووت مش قادرة ..
, احتقن وجه ليلى بغضب واحمرار ناظرة إليها لتُحاول نور كبت ضحكاتها ولكن لم تستطع هتفت بضحك: معليش أسفة و**** أسفة معليش أحمد شوف شغلك ..
, جذبها من جديد يُكمّم فمها بقوة هامساً: يابت المجنونة فضحتينا كفاية اللي عمله سيف بالولية اسكتي بقا ..
, اهتزت بين يديه واحتقن وجهها وعينيها دمعتا بشدة من كبت ضحكاتها .. لتعود وتتخلّص منه مُنفجرة ضحكاً رغم أنها تعلم بأنه يجب عليها التوقف ولكنها غير قادرة وكأن شيئاً ما يُضحكها ..
, بدأ أحمد يسعل بشدة مُحاولاً أن يطغى على صوت ضحكات نور ويكبت ضحكاته هو الآخر ..
, نظر أدهم بغضب نحو سيف هاتفاً بحدة: أنت زودتها أووي يا سيف وأقسم ب**** كلمة زيادة لندمك ..
, احتدّت عيني سيف هاتفاً: هي اللي بدأت أنا كنت بحالي ومش بكلّم حد ..
, صرخ مصطفی بغضب: كفااااية بقااا .. ولا حد فيكوا هيفتح بؤه تاني فاااهميين ..؟ وأنت يا أحمد خلّي البني آدمة دي تسكت خاالص مش عايز أسمع ولا صوت ..
, رمشت نور بعينيها ناظرة إليه بحذر ليتحمحم أحمد ينظر حوله وكأن الأمر لا يعنيه .. فيما حلّ صمت مُفاجئ على المكان ..
, هتف مصطفى بغضب: أقسم ب**** اللي هيتكلّم تاني هقلب عليه وأوريه وشي التاني اللي لسا محدش شافه ..
, اترزع يا سيف بالعربية معايا من سكات .. وأنت يا سيد أدهم خود مراتك وع العربية يلّا أنا مش فاضي للعلب العيال ده وخلّوا ليلتكوا دي تعدي علی خير ..
, نظر أدهم نحو ليلى ليجذبها من ذراعها هاتفاً: تعالي ياختي شكل كده مصطفى تحوّل ..
, سارت معه بصمت ناظرة باستغراب لهيئة مصطفى الغاضبة وهو يرمق الجميع بحدة وشرار ..
, دخلت جمانة ونور وأحمد في المقعد الخلفي من سيارة أدهم وليلی بجانبه .. لينطلقوا خارجين من بوّابة الفيلّا خلف سيارة مصطفى الذي جلس سيف بجانبه ومن الخلف والدته رقية .. وخرج أمامهم مُتّجهين لمنزل عبير ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, دخلت ليلى إلى الغرفة التي تجلس بها عبير وإسراء هاتفة بمرح: أنتي فين يا عروسة لسا مجهزتيش ؟
, إسراء بحنق: بقالي ساعة بحاول معاها تطلع ..
, ليلى باستغراب: ليه مالها ؟
, عبير بتوتر: أنا متوترة أووي مش عايزة أطلع خلاص ماما وبابا كفاية ..
, نظرت إليها ليلى بغضب: إيه اللي بتقوليه ده إحنا جايين عشانهم ولّا عشانك .. قومي بقا بلاش سهوكة ..
, فركت يديها ناظرة للمرآة: قولولي شكلي طالع إزاي وحشة مش كده و**** كنت عارفة ..
, تأفّفت ليلى بغيظ: قومي يابت خلصيني الناس مستنيين أنتي عايزة مصطفى يولع بيكي من غير حاجة هو متعصّب والدخان عمال يطلع من ودانه ..
, نظرت إليها بتوتر: متعصب ؟ عصبتوه ليه بس طب حسوا بيا شوية ..؟
, إسراء: هي نور فين ؟
, ليلى بامتعاض: قاعدة برا ياختي لازقة بعريس الغفلة وعاملة نفسها سيدة مُحترمة مستنية تعاين عروسة أخوها ..
, ضحكت إسراء هاتفة: و**** معاها حق .. المهم يا عبير قومي خلّصيني أنا هخرج مش هفضل أحايل بيكي ..
, فتحت والدتها الباب لتهتف بغضب: أنتي لسا قاعدة م تثومي يابت خودي صينية القهوة وتعالي ضيّفي الجماعة .. في إيه يا إسراء مش لازم أنتي تقوليلها ..؟
, إسراء: و**** يا طنط بنتك دي دماغها لاسعة وأنا عييت فيها ..
, همست عبير: ماما هو في كتير ناس برا ؟
, والدتها: نعم ياختي ده على أساس أنتي متعرفيش مين دول قومي بدل و**** بالشبشب فوق دماغك ..
, عبير: مش قادرة حاسة نفسي مكسوفة ..
, والدتها بغيظ: من إيمتى بقا إن شاء **** طول عمرك دبش وقليلة أدب دلوقتي نزل عليكي الكسوف فجأة ..
, عبير: **** يسامحك يا ماما خلاص أهو هترتاحي مني ..
, والدتها: طب قومي ياختي متفضحيناش الناس تقول علينا إيه .. اخلصي ..
, انتفضت عبير من صراخ والدتها في الكلمة الأخيرة لتنهض مُعدّلة خصلاتها بتوتر وتخرج معها ليلى وإسراء ..
, كان يجلس وعلى وجهه علامات الغضب المُحتقن .. يُهدد ويتوعّد لها في داخله .. يجلس منذ أكثر من ساعة ولم يتشرّف حتى الآن برؤية حضرة جنابها ..
, رفع نظره فجأة عندما هتف والدها: تعالي يابنتي ادخلي ..
, نظر نحو الباب ليراها تدخل وفي يديها صينية فوقها فناجين قهوة ترتجف وتنظر نحو الفناجين بتوتر .. رغماً عنه خرجت ابتسامته عند رؤية خجلها وتوترها الذي لم يلُق لها أبداً ..
, قطّب جبينه عند اقترابها وهو يتأمّل فستانها الطويل المُتعدد الألوان .. كان ذو أكمام طويلة وفتحة صدر دائرية مُرصّعة بماسات اصطناعية .. والفستان كله من ٣ نقطة الريش ٣ نقطة!
, ريش ملوّن ولامع .. لا يُنكر بأن مزيج ألوانه الغريبة النادرة خطف أنفاسه ولمعت عينيه لرؤيته .. كانت ألوانه ك طاووس يفرش أجنحته ويفتحها بمنظر ساحر خاطف للأبصار ..
, طاووس .. تلك الفتاة ستُصيبه بسكتة قلبية ليس حُباً بل غيظاً وحنقاً .. ولكن رغم ذلك لم يستطع إنكار جمالها اللّافت وهي ترتديه وهو ينساب على جسدها بإغراء واضح مع خصلاتها السّوداء المفلوتة حول ظهرها وخصرها بلمعان ..
, وصلت إليه تمدّ الصينية أمامه ليبتسم لها بعشق لم يستطع مُداراته .. رفعت نظرها إليه مُلاحظة ابتسامته ولمعة عينيه التي زادت من ارتباكها .. ابتسمت بخفية وتوتر وابتعدت عنه بعدما أخذ فنجانه لتضيّف أهلها وتجلس بجانبهم ..
, تحمحم أدهم هاتفاً: إحنا تكلمنا بالموضوع نيجي بقا للتفاصيل ..
, جابر والد عبير: أنا معنديش مشكلة في حاجة .. أنتوا معروفين وأكيد مش هلاقي لبنتي أحسن من مصطفى .. لو التنين متفقين يبقى على بركة **** ..
, هتف مصطفى بهدوء: لو سمحت يا عمي أنا عندي طلب ..
, والدها: اتفضل يابني ..
, مصطفى: أنا مش عايز خطوبة .. أنا بعد أذنك عايز كتب كتاب علطول وفترة قصير ونعمل الفرح .. إحنا تعرّفنا على بعض ومتفاهمين وحضرتك عارف أدهم من زمان وقولنالك كل حاجة وبرأيي مفيش داعي للتأجيل والتأخير أكتر من كده أرجو إنك مترفضش ..
, رفعت عبير وجهها نحوه بدهشة ليرمقها بنظرات هادئة محتوية .. نظرت نحو والدها تستشفّ رأيه ليهتف: و**** يابني أنت فاجئتني .. بس برضه زي م قولتلك أنا معنديش مانع ولو عبير وافقت أنا موافق .. هاا ياعبير قولتي إيه ؟
, نظرت إليه ثم نحو مصطفى لتُخفض نظرها هامسة بدقات قلب مرتفعه: اللي تشوفه حضرتك يا بابا ..
, كاد مصطفى أن ينفجر ضاحكاً لأدبها وهدوئها ذاك ولكنه ابتسم فقط بسعادة ليهتف والدها: بس مش هيحصل حاجة دلوقتي لحد م ينتهي الترم ده .. هما أقل من شهرين وتيجي الإجازۃ ووقتها اعملوا الي عايزينه ..
, جمانة: وأنا من رأيك برضه ..
, والدتها: أيوه وكده ياخدوا وقتهم بالتجهيز وإحنا نجهز بنتنا بالراحة ..
, ابتسمت والدۃ مصطفی بسعادۃ ناظرۃ لفرحة ابنها ..
, فيما هتف أدهم بابتسامة: يبقى نقرا الفاتحة ..
, رفع الجميع أيديهم أمام وجوههم ليبدؤوا بقراءة الفاتحة بسعادة ليتتهي مصطفى ماسحاً وجهه وهو يُرسل لعبير نظرات راحة هادئة لأول مرة يشعر بها لهذا الدرجة ..
, عاد الجميع بعد حلول الظلام بابتسامات سعيدة .. لتجلس نور وأحمد في صالة الفيلا مع بعضهم فيما دخلت كل من جمانة ورقية لغرفهم أما أدهم وليلى فقد جهزت نفسهما للعودة لمنزل ليلى ..
, هتفت نور: أبيه مش قولتلي إنكوا مش هتطولوا هناك أنتوا بقالكوا كتير قاعدين عندهم ..
, ابتسم أدهم هامساً: هما يومين ياقلبي وهنرجع و**** م انتوا وحشتوني أووي ..
, ابتسمت ليلى تودعها: وحياتك هنرجع بأقرب وقت بس أغلب حاجاتنا هناك أوعى تعملي زي سيف هاا ..
, ضحكت نور هاتفة: لأ متقلقيش اتطمني ..
, هتف أدهم: هاا يا أحمد القعدة هنا عاجباك ؟
, وضع أحمد قدماً فوق الأخرى: أوي أووي ..
, أدهم باتسامة صفراء: طب قوم ياحبيبي قودامي لحسن خلي مصطفى يقلب عليك م أنت عارفه مستنّي حاجة ويولّع بينا كلنا ..
, تأفف أحمد بغيظ ناهضاً: كنت قايم أصلاً ..
, ثم اقترب من نور هامساً: عاوزة حاجة يا نونو ؟
, نور بابتسامة: عاوزة سلامتك يا قلب نونو ..
, هز رأسه بهيام متنهداً: حياة وقلبه لقلب نونو ..
, ضحكت بخفة ليهتف أدهم: امشي قودامي لحسن تبقى كمان شوية قلبه لمصطفى ..
, أحمد: هو مصطفی بقا أداة التهديد بتاعتك ؟
, أدهم ببرود: يلّا يا يا أحمد .. أه وصح بكرا جهزوا نفسكوا هنروح مع موسى علشان نتقدم لتغريد ..
, أحمد بدهشة: بجد ؟ هي الفترة دي فترة التقدمات ولّا إيه ؟
, نظر إليه أدهم بغيظ: والنبي خليك ساكت .. وقودامي يلا
, تأفّف بضيق ثم هتف: نونو حبيبتي متناميش هرن عليكي أما أصل البيت سلام يا حبي ..
, ابتسم نور بسعادة ليرمقها أدهم بجمود لتتحمحم صاعدة درجات السلّم إلى غرفتها تنتظر مكالمته فيما خرج أدهم وليلى خلف أحمد ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, بعد يومين ..
, فتح سيف الباب ببطء ليدخل إلى الغرفة بهدوء .. كانت جالسة تتأمّل الخارج بهدوء من عبر النافذة الكبيرة ..
, تسلّلت إليها رائحة عطر تعشقها لتُغمض عينيها بانتعاش والتفتت نحوه .. ابتسمت بسعادة واتجهت إليه سريعاً تُلقي بنفسها داخل أحضانه تتشبّث به بشوق ..
, بقي هو متجمد مكانه ويديه مرتخيتين حوله .. ليرفعهما ببطئ يضعهما على ظهرها ..
, همست بسعادة: وحشتني أوووي أووي تأخرت عليا لييه ؟
, أبعدها عنه هامساً بهدوء: معليش غصباً عني كان عندي شوية شغل ..
, قطبت جبينها: يعني الشغل أهم مني ؟
, تنهد وأمسك بيدها يسحبها ليجلس فوق مقعد بحانب السرير ويُجلسها قربه: لأ مش أهمّ بس برضه مقدرش أجله ..
, ناريمان: هو إيه الشغل ده ؟
, سيف: سيبك من ده ، قوليلي عاملة إيه ؟
, ابتسمت تنظر إليه بسعادة: دلوقتي بقيت كويسة جداً ..
, سيف: بتعملي زي م وعدتيني ..
, اتسعت ابتسامتهتا واضعة يدها تُربّت فوق بطنها البارزة: أيوه .. مش أنت عايز الولد ده يبقى هجيبهولك ..
, ابتسم ناظراً لهيئتها التي يبدو بأنها تحسّنت قليلاً عن قبل .. هتف بهدوء: برافو عليكي كده تعجبيني ..
, رفعت نظرها إليه بلهفة: بجد عجبتك .. أنت بتحبني صح ؟
, زفر سيف هاتفاً: دلوقتي الممرضة هتجبلك الأكل عشان تاكلي وتاخدي الدوا ..
, ناريمان بإلحاح: س سييف أنت بتحبني ؟
, تأفّف قائلاً: خلاص يا ناريمان مش وقت الكلام ده أهم حاجة دلوقتي تاكلي وتخلّي بالك من نفسك تمام ؟
, نظرت إليه بهدوء وشرود تام لتهتف فجأة وقد لمعت عينيها بكره: مروة عاملة إيه ؟
, نظر إليها يلمح الكره في عينيها ونبرة صوتها ليهتف: كويسة ..
, ابتسمت بجانبية: أنت بتحبها هي صح ؟ مبتحبنيش .. أنت عاوز الواد ده بس مش عاوزني أنا ..
, نهضت فجأة ترتجف وتنظر إليه بجنون لينهض بسرعة يُحاول تهدأتها: إيه اللي بتقوليه ده يا ناريمان اهدي شوية ..
, هزت رأسها بجنون: لأ لأاا م مش ههدا أنت بتحب مروة .. أنت بتحبها وبتكرهني أنت هتاخد ابني وتسيبني أنا عارفة ..
, ابتلع ريقه يتابع ارتجافها وتحرّكاتها الهيستيرية ليهتف وهو يُمسك بيديها يُحاول تهدئتها: ناريمااان .. متعمليش كده .. أنا عايزك انتي والواد ده متقوليش كده تاني ..
, نظرت إليه: لأ أنت عايز الولد بس أنت مش هتفضل معايا أما أولد ..
, نظر إليها صارخاً بنفاذ صبر: م تهدي بقااا قولتلك عايزك انتي والولد مش هاخده منك .. ده ابنك زي م أنا بعتبره ابني كفاية بقا اللي بتعمليه ده ..
, تجمّدت من نبرة صوته المرتفعة لتتركه جالسة على السرير بجمود .. لحظات قليلة لتنفجر فجأة ببكاء وارتفعت شهقاتها في المكان ..
, توقف ينظر إليها بحيرة وضغط كبير .. ليزفر بعدها بضيق واقترب منها يجلس مُقابلاً لها ..
, هتف بهدوء: بتعيطي ليه دلوقتي ؟
, لم تُجبه وتابعت بكائها ليمدّ يده يُبعد يدها التي تُغطي وجهها هامساً بهدوء وحنان استغربه من نفسه: ناريمان كفاية عياط بقا قوليلي بتعيطي ليه طيب ؟
, همست ناظرة إليه: لأنك مش بتحبني .. أنت هتسيبني ..
, سيف بهدوء: مين اللي قالك كدة طيب .. أنا قولت عايزك انتي والولد ده مش الولد لوحده ..
, نظرت إليه بأمل: يعني مش هتسيبني ؟
, هز رأسه بهدوء وامتدت يده يمسح دموعها قائلاً: لأ مش هسيبك .. بس أنتي كده بتخلفي وعدك معايا ..
, عبس وجهها: إزاي ؟
, سيف: قولتيلي هتهتمي بنفسك وبابنك بس أنتي كده بتعيطي وده هيئذيكي أنتي والولد ..
, مسحت دموعا بسرعة هامسة: لأ خلااص أنا مش هعيط .. بس متسيبنيش عشان خاطري ..
, ابتسم قائلاً: مش هسيبك خلاص ..
, دخلت الممرضة في تلك اللحظة تجر أمامها طاولة صغيرة عليها أطباق طعام صحّي خفيف ..
, لتضعها أمامهم هاتفة: وقت الأكل والدوا يا ناريمان ..
, هتف سيف: سيبيهم هنا أنا هطعميها ..
, استدارت الخادمة خارجة من المكان لتهتف نارينان: أنت هتأكّلني بإيديك ..؟
, نظر إليها بهدوء: أنتي عاوزة كده ؟
, هزت رأسه إيجاباً بابتسامة متوسّعة ليرفع الملعقة بين يديه يُقرّبها من شفتيها لتتلقّفها بسعادة تتأمل ملامحه وهو يجلس أمامها بهدوء ..
, أمضى وقت معها أطعمها وأعطاها دوائها برضى وهدوء لم يكن يظنّ بأنه قادر على ذالك يُناقض الضيق الذي يشعر به داخله .. لتتشبّث به عند خروجه فيضطر أن يعدها بأنه سيعود قريباً من جديد ..
, خرج من المستشفى يأخذ أنفاسه المحبوسة .. التفت ينظر نحو البناء يشعر بأنه قد خرج من عالم مُختلف .. داخل المستشفى يشعر باختناق كبير وضغط أكبر من اضّطراره للكذب عليها ومراعاتها رغم أن هذا اللقاء الآن كان أسهل عليه من السابق ولكنه قلق مما سيحدث معهم لاحقاً ..
, دخل سيارته مُخرجاً هاتفه بعدما وجد عدة اتصالات من مروة ليهتف عندما استمع لردّها: انتي فين ؟
, بقيت صامتة قليلاً لتهتف بعدها: اتأخّرت كده ليه يا سيف ؟
, زفر ماسحاً وجهه بضيق: مروة أرجوكي أنا مش ناقص ..
, مروة بجمود ووجع: طبعاً مش ناقص .. أسيبك بقا ت٣ نقطة
, هتف مُقاطعاً: كفااية بقا يا مروة خلاص ..
, صمتت تتنفّس بغيظ وكادت تقفل لتسمعه يهتف: أنتي فين أنا هجيلك ..
, مروة: في الشركة ..
, سيف باستغراب: الشركة ؟
, مروة: أيوه خلاص أنا غبت عن الشغل أوي ..
, تنهد قائلاً: أدهم في الشركة ؟
, مروۃ: لأ مجاش ..
, زفر سيف بغيظ ثم هتف :طب أما تخلصي قوليلي وأنا هجيلك أوصلك ..
, مروة بهدوء: مفيش داعي هرجع مع أمير وسهى ..
, صمت ناظراً أمامه بجمود: مش كفاية يا مروة ..؟ هتعملي كده كل مرة يعني ؟
, تأففت هاتفة: أنت وعدتني متتأخّرش عندها ..
, سيف: اللي حصل بقا ..
, مروة: حصل إيه عملتوا إيه ؟
, سيف بغيظ: هنعمل إيه يا مروة كبري عقلك شوية ..
, مروة: أنت بقالك أكتر من 3 ساعات عندها يا سيف إيه عجبتك القعدة معاها ..؟
, سيف: أيوه عجبتني أووي .. كفاية بقا إيه اللي بتقوليه ده أنتي عارفة من البداية أنا بروحلها ليه وأنتي كنتي موافقة ..
, مروة بغضب: معدتش موافقة ..
, سيف بصراخ: هو لعب عيال يا مروة ..؟
, مروة: أيوه أما بلاقي خطيبي يبعد عني وهخسره يبقى مش هسمح بده وأقف ساكتة ..
, سيف: أنا عملت إيه دلوقتي .. اتأخرت عندها لأن بقالي فترة مروحتش وممكن أتأخر عشان روحلها تاني .. مروة بلاش تضغطي عليا كده أرجوكي ..
, مروة: دلوقتي بقيت أنا اللي بضغط عليك يا سيف ..؟
, تأفف جاذباً خصلات شعره بقوۃ : مش قصدي كده و**** بس ..
, مروة: خلاص .. مش هضغط عليك تاني .. سلام ..
, سيف بغيظ: مروة م٣ نقطة مروة ٣ نقطة مروة ؟
, ألقى الهاتف قربه بعنف بعدما أغلقت في وجهه صارخاً: غبييية ..
, مسح وجهه بغيظ وحنق ثم زاد من سرعة سيارته مُنطلقاً بها حيث منزل ليلى ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, _ الحمد**** ..
, هتفت إسراء بهذه الكلمة بعدما أنهت غدائها وهي جالسة على المائدة بين أفراد عائلة كرم ..
, هتفت كريمة بحنان: كلي ياحبيبتي مكلتيش حاجة ..
, ابتسمت إسراء: مأكلتش إيه ده أنا مخليتش حاجة الحمد**** شبعت تسلم إيديكي على الغدا الحلو ده ..
, محمود: بالهنا والشفا يابنتي أنتي نوّرتينا ..
, إسراء: **** يهليك ياعمي ..
, نهضت عن المائدة مُتجهة للداخل لتغسل يديها .. التفتت عند انتهائها لتعود للغرفة لتشهق بخضة عندما اصطدمت بكرم أمامها ..
, وضعت يدها على صدرها هامسة: إيه يا كرم خضيتني ..
, كرم: سلامتك من الخضة ياحبيبتي ..
, ابتسمت هامسة: البقية خلّصوا علشان أساعد مراة عمي وشيل الأطباق ..
, اقترب منها مبتسماً بحب: مراة عمك ؟ أحلا كلمة دي ولّا إيه ؟
, ابتسمت بخجل ليقترب منها أكثر هامساً: طب وأبن عمك مش هتساعديه برضه ؟
, أخفضت رأسها أرضاً بخجل متمتمة: أساعده في إيه ؟
, زاد من اقترابه منها ونبضات قلبه ارتفعت لتختلط مع دقات قلبها الصّاخبة .. شهقت فجأة عندما دفعها لترتطم بالحائط خلفها ويُحاوطها بيديه هامساً: تساعديني أصبر ليوم الفرح ..
, ابتلعت ريقها شاعرة بأنفاسه تضرب عنقها بغير رحمة وهمست بتوتر: ك كرم أأنت بتعمل إيه ابعد دلوقتي حد يشوفنا ..
, انحنى نحوها أكثر دافناً وجهه في تجويف عنقها ليزداد ارتعاشها أكثر وهو يهمس: يشوفونا أنتي مراتي ..
, أغمضت عينيها بارتعاش ترفع يديها متشبّثة بكتفيه: كرم ..
, همس وهو يواصل تقبيلها في نفس المكان يريد إشباع شوقه إليها .. مازال غير مصدّق حصوله عليها .. وجودها بين يديه ملكه وزوجته .. ويبدو بأنه لن يصدق أبداً: روحه ..
, تشبّثت به أكثر تطلب الدعم منه وقدميها أصبحتا كهلام غير قادرة على الوقوف أكثر ليبتعد عنها مُستشعراً ثقل جسدها الذي أسندته عليه .. نظر إليها بأنفاث لاهثة: أنتي كويسة ؟
, ابتلعت ريقها تهز رأسها بخفوت وهي ماتزال تُغمض عينيها بقوة .. أمسكها من خصرها هاتفاً: إسراء فتحي عينيكي ..
, فتحتهما ناظرة إليه لتُشرق شمسه .. ليُهديها ابتسامة متوسعة عاشقة .. ابتلعت ريقها أكثر تبتعد عنه محاولة تعديل خصلات شعرها التي تبعثرت ..
, همس بخفوت: إسراء ..
, رفعت رأسها إليه بخجل وحمرة تعلو خديها ليهمس: بعشقك ..
, ابتسمت ولمعت عينيها مُشيحة بوجهها عنه هامسة: وأنا برضه ..
, كرم: أنتي إيه ؟
, نظرت إليه بتشتّت وعينين زائغتين ونبضات قلبها ترتفع أكثر لتدير بوجهها عنه وتُسرع بخطواتها للخارج .. اصطدمت أمامها بليلى التي هتفت: مالك يا بنتي بتجري كده ليه ؟
, نظرت إليها لترى ليلى وجهها المتغضّن حمرة لتهتف: إيه اللي حصلك يا إسراء ؟
, همست بتلعثم: م مفيش أا هو أنت خصلتوا أكل ؟ يبقى هساعدكوا ..
, ابتسمت ليلى بمكر هامسة: أمم وأنا أقول كرم مختفي فين ..
, نظرت إليها بعبوس وخجلها يزداد أكثر من نظرات ليلى الخبيثة لتتركها سريعاً مُتجهة حدث يجلس الجميع ..
, ضحكت ليلى بخفة لتجد كرم أمامها .. تكتفت هاتفة: إييه ؟
, رفع نظره إليها ليضحك هاتفاً: أنتي اللي إييه ؟
, ليلى: عملت بالبت إيه اعترف دي مش شايفة قودامها بتجري وكأن حد لاحقها ..
, ضحك يحكّ رأسه بخفة: بت يا ليلى مش أنتي كنتي بتشكيلي على سيف اللي بيحشر نفسه بينكوا ؟ يبقى متعمليش زيه دلوقتي أوك يا حبيبتي ؟
, نظرت إليه بعبوس وتقطيبة حاجبين ليضحك بخفة ومدّ يده مربتاً فوق رأسها وكأنها طفلة صغيرة أمامه وتابع طريقه ليُشاركهم الجلسة ..
, وصل إليهم كانت والدته ترفع الأطباق عن الطاولة وقد رفضت أن تُساعدها إسراء التي جلست بصمت ومازالت الحمرة تطغى على وجهها ..
, رفع أدهم رأسه ينظر نحوه وابتسم غامزاً له بمكر .. تعالت ضحكات كرم بمرح وسعادة ناظراً نحو إسراء التي تكاد تذوب خجلاً ..
, نهضت بتوتر هامسة: أا أنا اتأخرت همشي بقا ..
, أدهم: تمشي فيين لسا بدري وكرم مشبعش منك قصدي من شوفتك .. مش كده يا كرم ؟
, رمشت بعينيها ناظرة نحو كرم بخجل مُتزايد ليضحك أدهم بخفة هاتفاً: خلاص مقولناش حاجة ..
, محمود: إيه يا أدهم سيب العيال بحالهم ..
, أدهم بضحك: وأنا بقول إيه يا حاج م دي الحقيقة ..
, ابتسمت ليلى مقتربة منهم لتجلس بجانب أدهم هاتفة: فيه إيه رايحة فين يا إسراء ..؟
, نظرت إليها وهي علی وشك البكاء خجلاً من الجميع: هرجع البيت تأخرت ..
, ليلى: تأخرتي على إيه مش أنتي قولتي هتقضي كل اليوم عندنا ..؟
, جزت إسراء على أسنانها بغضب: غيرت رأيي ..
, هتفت ليلى بمكر: ليه إيه اللي خلاكي تغيري رأيك ؟
, أغمضت عينيها بغيظ ليجذب أدهم ليلى نحوه: سيبيها يا حبيبتي ممكن تكون بتتكسف ..
, ليلى بمرح: وأنا بقول كده برضه .. خلاص يا إسراء تقدري تمشي ..
, نظرت إسراء إليها بتوعّد لتتّجه خارج المنزل من غير أن تودّع أحد .. لحق بها كرم سريعاً ليجذبها من ذراعها هاتفاً: إسرااء ..
, نظرت إليه بحنق: عايز إيه ؟
, نظر إليها باعتذار: أنتي زعلتي ؟
, تكتفت هاتفة: إيه رأيك ؟ عاجبك الحفلة الي عملتوها عليا جوا ..؟
, أمسك يظها باعتذار: آسف و**** كنا بنهزر ..
, إسراء: دي رخامة وتقل ددمم مش هزار ..
, كرم بابتسامة: معاكي حق مكنتش عارف إن ليلى وأدهم رخمين كده ..
, إسراء بغيظ: وأنت معاهم برضه ..
, أومأ برأسه سريعاً: وأنا معاهم صح ..
, نظرت إليه بغضب ليبتسم بوجهها باعتذار لتتنهد هاتفة: أنا همشي بقا ..
, كرم: طب تعالي أوصلك ..
, إسراء: توصّلني فيت يابني عربيتي هنا ..
, كرم: لا انتي فهمتيني غلط أنا قصدي أوصلك للعربية ..
, ضربت كتفه بغيظ: رخم ..
, ضحك يجذبها من خصرها يمشي بجانبها حتى وصلت إلى سيارتها ليفتح لها الباب .. ابتسمت واستقلّتها ناظرة إليه بسعادة ليلوح لها بيده هاتفاً: بحبك ..
, ضحكت بخفة ملوّحة بيدها له وانطلقت مُبتعدة عنه .. وقف يتنهد بحرارة متابعاً طيف سيارتها الذي يبتعد عنه وهو في قمة سعادته واسترخائه ..
, وصلت أمامه سيارة سيف الذي ترجل منها هاتفاً: أنت واقف هنا بتعمل إيه ؟
, تنبه له كرم ليبتسم هاتفاً: أنت جيت إيمتى ؟
, رفع سيف حاجبيه: لسا واصل .. إيه اللي موقفك هنا ..
, كرم بسعادة: مفيش كنت بودع إسراء ..
, سيف: ليه هي هتسافر ؟
, رمقه بغيظ هاتغاً: بلاش ظرافتك دلوقتي ..
, تخطّاه سيف داخلاً وهو يهتف: أدهم هنا ؟
, كرم: أيوه ..
, سيف بسخرية: طبعاً مش هيفارق ست الحسن والجمال ..
, كرم: هنبدأ من دلوقتي .. مالك شكلك مزعوج ؟
, لم يُجبه ودخل حيث وجد محمود وكريمة يجلسان مع أدهم وليلى في الغرفة ..
, هتف سيف: أنت هتفضل سايب شغلك وقاعد هنا مع مراتك لحد إيمتى ؟
, تأففت ليلى بضيق: أستغفر **** العظيم ..
, نظر إليها سيف: أيوه لازم تستغفري كتير أووي ..
, أدهم بحزم: مش هنبدأ أنت وهي .. سيبونا هاديين ..
, ليلى: أنا مبعملش حاجة هو يسيبني فحالي وأنا مش هتدخّل بيه ..
, سيف: أنا سايبك بحالك من زمان أنتي اللي علطول لازقة بينا ..
, ليلى بغضب: قبل م نبدأ ده جوووزي .. يعني ألزق بيه براحتي محدش ليه دعوة ..
, تأفف سيف بغيظ جالساً فوق أحد المقاعد بغضب واضح ..
, محمود: مالك يابني فيه إيه ؟
, سيف: مفيش يا محمووووود
, محمود: تصدق إنك تافه ؟
, سيف: أيوه بصدق ..
, ضرب محمود كفاً بكف ونهض هاتفاً: أنا داخل أرتاح شوية .. تعالي يا كريمة ..
, نهضت معه سريعاً لترتاح من شجارات ليلى وسيف التي ستبدأ ولن تنتهي ..
, هتف سيف: قومي هاتيلي كاسة عصير ..
, ليلى: أنا مش خدامة عند اللي خلفوك ..
, رفع حاجبه بغضب هاتفاً: أحسن .. بعمل بنفسي مش ناقص أشرب من إيدك وأتسمّم ..
, نهض أدهم هاتفاً: أنا هخرج أقعد في الجنينة برا تعالي يا ليلى ..
, وقف كرم هاتفاً: أنا هاجي معاك ..
, نهض سيف عن مقعده ناظراً نحو ليلى بغيظ ثم دخل إلى المطبخ ليُمسك بالأدوات الموجودة أمامه وبدأ يطرقهم ببعضهم ويُبعثرهم في المطبخ في كل مكان لإزعاجها ..
, أعدّ لنفسه كأس عصير بعدما أحال المطبخ لكومة قمامة .. لينظر إليه أخيراً بعدم رضى ويتركه بإهمال فوق الطاولة وعاد ليصنع قهوة .. وكل فترة يُحاول الإتصال بمروة ولكنها لم تكن تُجيبه ليزداد غضبه وحنقه أكثر ..
, دخلت ليلى المطبخ ناظرة إليه بذهول: أنت إيه اللي بتهببه ده ؟
, نظر إليها هاتفاً بجمود: اطلعي برا ..
, ليلى بغضب: احترم نفسك يا سيف بلاش طريقتك دي .. أنت قاصد تعمل كل ده صح ؟
, تأفف بانزعاج يضرب ما بيده بغضب لتهتف به: أيوه كمّل واكسر كل حاجة برضه ..
, سيف بعصبية: أنتي مااالك اطلعي برا بقولك ..
, أمسك هاتفه بغيظ وعاد ليتصل بمروة من جديد وهي تفصل بوجهه ليزداد غيظه زافراً بغضب .. رفع نظره ليجدها ما زالت تقف أمامه ترمقه بنظرات زادت من عصبيّته ليهتف: ليلى اتقي شرّي واطلعي برا ..
, رفعت حاجبيها وهتفت: إيه اتقي شري دي ؟ أنت بتهدّدني ؟ أنت اللي تطلع برا كفاية كل اللي عملته هنا ..
, سيف: وأنا مش خارج .. ده مش بيت أبوكي ..
, ليلى بغضب: أمال بيت أبوك أنت علشان عامل كل ده ومش عايز حد يكلّمك ..؟
, أمسك كأساً زجاجياً بغيظ ثم قذفه أرضاً بقوة أسفل قدميها لتشهق مُتراجعة بذهول ثم احتدّت عينيها ناظرة إليه بغضب: أنت بتعمل كده لييه ؟ أنت فاكر إن دي تصرّفات حد كبير وعاقل ؟
, سيف: لأ سيبتلّك العقل ليكي أنتي .. وعشان أنا مش كبير ولا عاقل خودي ..
, أمسك كأساً آخر ليقذفه أرضاً فيتكسّر لأشلاء بجانبها لتتراجع أكثر بغضب وغيظ: كفااية يا سيف عيب اللي بتعمله ده مش معنى إنك متعصّب مش عارفة من مين تيجي تطالع كل ده علينا ..
, اقتربت تدعس فوق قطع الزجاج تبحث عن شيء لتُنضّف تلك الفوضى التي خلّفها .. ليهتف بها: قولتلك اطلعي برا متقرّبيش ..
, نظرت إليه هاتفة: ملكش دعوة اطلع أنت سيبني أروق المطبخ ..
, سيف: مش خارج ..
, أمسك كأساً زجاجياً آخر وقد تفاقم غضبه وضغطه النّفسي واختناقه السّابق وتجمّع كلّه في هذه اللحظة ليُحاول قذفه أرضاً كسابقه لتُسرع نحوه تُحاول سحبه منه بغضب: مش هسمحلك كفاية كل اللي عملته هنا ..
, أبعدها عنه بغضب وهي تتشبّث بالكأس وقد تملّك منها الغضب والعناد هي الأخری ووصل غيظها إلى ذروته لتمدّ يدها تدفعه بصدره بغضب وترفع قدمها تضرب فوق قدمه بقوّة وحنق ويدها الأخرى تُحاول أن تجذب الكأس منه .. ليمدّ يده هو الآخر مُقلّداً لها ويدفعها عنه بغضب وهو يُحاول إبعاد رجليه عن مرمى ضرباتها ..
, هي تضغط على شفتيها بغيظ وتوعّد وهو يزداد غضبه أكثر .. ليدفعها بقوة فاقت قوّتها فتتراجع عدة خطوات بتعثّر وتسقط أرضاً على جانبها بقوة .. مدّت يدها غريزيّاً أثناء سقوطها تُحاول الإستناد عليها لتصرخ بألم هائل عند اختراق قطع الزجاج المُتكسّر يدها ورجلها بقوة وتتدفّق منها الدماء الغزيرة ..
, توقّف سيف فجأة مكانه نظر ليده الفارغة وقد استطاعت سحب كأس الزجاج منه .. لينظر نحوها ويجد أن الزجاج الذي دخل يدها هو من أثر الكأس الذي أخذته منه وتكسّر عند سقوطها أرضاً ..
, ابتلع ريقه ناظراً إليها وهي تتألّم وقد خرجت دموعها بوجع ليُسرع نحوها جاثياً على ركبتيه غير عابئاً بالزجاج الذي حوله ..
, هتف بخوف: ل ليلی أنتي كويسة ؟ تعالي هسندك ..
, هزت رأسها بنفي وارتفعت شهقاتها الباكية: إيدي وجعاني وو ورجلي م مش قادرة همووت ..
, سيف : لا م متقوليش كده بعد الشر أنا آسف و**** ا٣ نقطة
, صرخ أدهم بخوف وهو يندفع داخل المطبخ عند استماعه لصوت صراخها: ليلى مالك يا حبيبتي إيه اللي حصل ..؟
, انحنى إليها بسرعة يُمسك يدها النازفة ويتحسّس باقي جسدها بخوف ليرى قدمها التي تمتلئ بالدماء .. هتف بخوف: إزاي حصل كده أنتي كويسة ؟
, بكت أكثر بألم وهو يمسح دموعها سريعاً ويحملها بين ذراعيه بسرعة يُدخلها الغرفة ليُجلسها فوق السرير هاتفاً بلهفة : اهدي يا حبيبتي متخافيش ..
, لحق به سيف سريعاً ليدخل كرم بعدها مُقترباً منها بخوف مُمسكاً عدة مناديل ليمسح الدماء ويوقف النزيف .. فيما دخل أدهم الحمام مُحضراً علبة الإسعافات الأولية وجثى على ركبتيه أمامها جاذباً يدها التي كان كرم قد مسح دمائها ليتّضح له عدة جروح نازفة ولكنها لم تكن عميقة .. تنهد براحة مقرّباً منها القطنة بعدما وضع عليها المعقّم وبدأ بتعقيم جروحها وهو ينفخ فوقها بهدوء ليُخفّف من ألمها ..
, مسحت دموعها وبقيت شهقاتها الخافتة فيما أدهم كان يربط الشاش حول يدها بحرص .. أنتهى ليرفع يدها نحو شفتيه يُقبّل كفها بحنان: سلامتك يا حبيبتي مفيش حاجة ده جرح بسيط وهيطيب بسرعة ..
, انحنى نحو قدمها التي كانت ك يدها عدة جروح كبيرة وليست عميقة .. قام بتعقيمها ولفّ الشاش الطبّي حولها بحرص وعناية ماسحاً فوقها بحنان ..
, ابتسم إليها ماسحاً وجهها المُبلل بالدموع ليقبل جبينها هاتفاً: خلاص ياحبيبتي أنتي كويسة كفاية عياط .. لسا بتوجعك ..؟
, مسحت ما تبقی من دموعها تهز رأسها بالنفي بخفوت وهي تنظر نحو يدها المُضمّدة بصمت ..
, هتف كرم: إزاي حصلك كده .. ؟
, كان سيف يقف قربهم صامت منذ البداية ينظر إليها بخوف وندم كبير .. مسح على شعره بتوتر لترفع هي نظراته إليه ترمقه بصمت ليُشيح بوجهه عنها بندم وارتباك ..
, هميت بخفوت: م مفيش كنت بروق المطبخ و وقعت الكاسة من إيدي وتكسرت ..
, أدهم باستنكار: وقعت وجرحت إيدك ورجلك إزاي والمطبخ أصلاً كان مليان قزاز .. ؟
, ابتلعت ريقها بتوتر ليهتف أدهم بتمعّن ناظراً إليها هي وسيف: إيه اللي حصلّك يا ليلى قولي الحقيقة ؟
, همست قائلة: صدقني ده اللي٣ نقطة
, قاطعها سيف هاتفاً: حصلها كده بسببي .. أنا آسف مكنش قصدي و**** ..
, رفع أدهم نظراته إليه هاتفاً بغضب: عملتلها إيه ؟
, ليلى: مفيش يا أدهم هو كسر الكاسة من غير قصد وأنا مخدتش بالي من القزاز ..
, أشار إليها أدهم بالصمت ونهض هاتفاً وهو ينظر لسيف: عملت إيه أنت كنت بالمطبخ قبلها وهي دخلت وراك إيه اللي حصل ..؟
, نظر إليها سيف ليراها تُشير إليه بالنفي لئلّا يُخبره ليهتف بخفوت: كنت متعصّب وكسرت أكتر من كاسة وهي كانت عمال تحاول تاخد كاسة من إيدي عشان مكسرهاش وأنا زقيتها فوقعت فوق القزاز ..
, رمقته ليلى بنظرات لائمة لقوله الحقيقة فيما احتدّت عيني أهم بغضب: وحضرتك دلوقتي مبسوط أوي باللي حصلها مش كده ؟
, نفى سيف برأسه سريعاً: لأ و**** صدقني مكنش قصدي اللي عملته أنا كنت متعصّب بس ..
, أدهم بغضب: متعصب تقوم تطالع كل عصبيتك فوق دماغها صح ؟ أنت هتكبر إيمتى فهمني هتفضل ولد كده علطول ؟ أنت شايفني ساكتلك وبعدّيلك اللي بتعمله قولت تسوق بيها ؟
, هتف كرم بخفوت: خلاص يا أدهم حصل خير ..
, هتف أدهم بغضب: لأ محصلش .. مش شايف حالة ليلى ؟ المرة دي عدت كدة المرة الجاية إيه هيقتلها ..؟ م أنا مش هستغرب هو من زمان عايز ده .. من زمان عمال يكبّر بالكلام معاها من غير احترام وأنا بعدّيله كل حاجة بمزاجي وعشان ليلى , أما تصل بيه البجاحة لدرجة أنه يئذيها ف ده مش هعديه أبداً ..
, سيف بندم: أنا و**** آسف وحياتك مش قصدي أئذيها و**** مكنتش عارف إن ده هيحصل .. و**** يا ليلى مش قصدي ..
, ليلى بخفوت: عارفة ياسيف و**** خلاص حصل خير ..
, هتف أدهم : ليلى أنتي متدخّليش .. هو السبب .. عايز أعرف تصرّفاته دي هتفضل لحد إيمتى .. صغر العقل والمعيلة اللي هو بيها هيسيبهم إيمتى ؟ أنا زهقت وتعبت منه ومش هفضل مستحمله كتير ..
, رفع سيف نظره إليه هاتفاً: أنا قولتلك مش قصدي يا أدهم معقول أنت فاكرني قاصد أئذيها ؟ أنا مستحيل أعمل كده .. وحياتك عندي مش قصدي كنت متعصب ومش شايف قدامي ..
, هتف أدهم بغضب: كلامي مش بس عن دلوقتي بس اللي حصل ده خلّاني أتكلم ومأفضلش ساكت .. بعدين متحلفش بحياتي تاني أنت فاهم لأني مش هصدقك .. أنت إيه اللي جابك هنا أصلاً ..؟ أنا وليلى جينا هنا لوحدنا أنت تلحقنا لييه وأنا مصدّقتش أرتاح منك من مشاكلك وتصرفاتك دي ..؟ سيبنا فحالنا يا أخي إحنا مش ناقصينك ..
, نظر سيف نحوه بصدمة من حديثه ليبتلع غصّة ألم شعرها تخنقه .. هتف كرم: أدهم أرجوك كفاية عشان خاطري إيه اللي بتقوله ده ؟
, أدهم بجمود: أطلع برا يا سيف مش عايز أشوفك هنا تاني مش طايق أشوف وشك قودامي ولا أسمع صوتك .. أنا وليلى جينا هنا علشان نرتاح مش ناقصينك كل يوم جاي هنا بتعمل مشاكل من ولا حاجة .. مش هفضل مستحملك وساكتلك علطول ..
, رفعت ليلى عينيها وهي تعضّ شفتيها بألم تنظر إلی ملامح سيف التي انكمشت بوجع مدت يدها تُمسك بكفّ أدهم تضعظ عليه برفق .. ليستدير سيف خارجاً من الغرفة بسرعة وصمت كبير ..
, لحق به كرم سريعاً ليجد باب المنزل مفتوحاً وسيف يُسرع بخطوات أشبه بالرّكض نحو سيارته .. استقلّها سريعاً ليصرخ كرم باسمه ولكنه أدار مُحرّكها ينطلق بها بسرعة وجمود من غير أن يُجيب على ندائاته ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, - وكأنّ السماء لفظتكِ من ثغرِ غيمها .. ف أمطرتكِ صَيباً نافعاً لقلبي ..
, ٣٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد فترة ..
, دخلت الغرفة تمشي بخفوت .. تنظر حولها بحذر .. اقتربت حتى وقفت أمام باب الشرفة تُمسك به بيديها ناظرة لظهره العريض أمامها ..
, كان يقف مُتكئاً على سور الشرفة ناظراً أمامه بضيق وشرود .. تنهّدت تُتابعه بصمت ثم لمعت عينيها فجأة بحب وحنان مُتذكّرة شيئاً ما ..
, اتجهت نحو خزانة ملابسها تنتقي إحدى فساتينها التي أهدتها إياها والدتها .. أمسكت فستان أحمر ناري .. قصير لما فوق الركبة مع حمالات رفيعة وضيّق من الصدر والخصر حتى يتّسع قليلاً من أسفله ..
, ألقت نظرة على أدهم الذي ما زال على وضعه لتبتسم بخفوت وتتّجه نحو الحمّام مُغلقة الباب ورائها .. بعد نصف ساعة تقريباً خرجت بهيئة مُختلفة تماماً عمّا كانت عليه ..
, تبتسم بسعادة وحُمرة خدّيها تطغى عليها من ذلك الفستان القصير الذي يكاد لا يُخفي شيئاً .. وقفت أمام المرآة تتأمّل شكلها .. بأحمر الشفاه الغامق الذي أكثرت منه مُبرزاً شفتيها المُغريتين .. وذلك الكحل الذي حاوط عينيها كالسوار مع رموشها الطويلة الفاتنة ..
, نظرت للفستان الذي يحتوي في وسطه خرزات صغيرة ملوّنة تُخرج صوت خشخشة عند تحرّكها .. لتبتسم أكثر تحني جسدها وهي تضع شيئاً ما في قدمها ..
, نهضت تفرد خصلاتها الشمسية الطويلة حتى خصرها تلوح به بتغنّج مع تموجات خفيفة طبيعية زادته غنجاً وإغرائاً ..
, تحرّكت تمشي بخفّة ليخرج ذلك الصوت الرتيب من خصرها .. وذلك الخلخال الناعم الذي وضعته في قدمها يرنّ بصوت مُغري وجذاب .. وقد لاق بقدمها البيضاء الناعمة ..
, أغمضت عينيها تأخذ أنفاس تُهدّئ بها من نبضات قلبها التي ازدادت ارتفاعاً مما ستُقدم عليه .. ذهبت نحو الباب لتقفله بالمفتاح ثم اتجهت نحو أحد الأركان تُمسك أحد السيديهات الموجودة على الطاولة قربها .. لحظات لتبدأ موسيقى هادئة بالإرتفاع تملأ جوّ الغرفة الساكن ..
, عادت لتُخرج أنفاسها بهدوء واقفة في منتصف الغرفة والموسيقى من حولها تتعالى شيئاً فشيئاً حتى جذبت انتباه ذلك الواقف في الخارج ..
, قطّب أدهم جبينه بحذر مُلتفتاً بجسده نحو الغرفة .. لمح طيفها يتحرّك من خلف الباب الزجاجي الشفاف والستائر التي يُحرّكها الهواء في كل الجهات تمنع عليه الرؤية بدقة ..
, اقترب بغير شعور نحو الداخل مضيّقاً عينيه باستغراب وكلّما اقترب خطوة يظهر أمامه جزء من جسدها حتى ظهر أمامه كاملاً عند دخوله .. تتحرك بغنج ودلال تتلوّى بجسدها بحركات تزيد من إغرائه .. تنحني يميناً ومن ثم شمالاً وخصرها يهتز بانتظام مع الإيقاعات الموسيقية لتلك الأغنية التي لا يذكر أين سمعها من قبل ..
, التقت عينيها العشبيتين بعينيه لتُلاحظ ارتفاع هيجانها وذلك البحر داخلهما يهتاج بأمواجه ويتمرّد .. أغلق باب الشرفة بيدين مرتجفتين رغبة وعقل سابح مع تلك الحورية أمامه ..
, تابعت رقصها الإحترافيّ الذي يراه منها للمرة الأولى لتنحني بخصرها إلى الأمام فيكشف مقدمة صدرها لتزيد من اشتعال ناره وتعود لترتفع ببطء ويديها الإثنتين ترفعها فوق رأسها وتحرّكهما بحركات معقدة ولكنها جذابة .. تنظر إليه مع كل التفاتة من جسدها لتغرق في بحور عينيه الثائرة .. شفتيها المُغريتين جذبتا انتباهه عندما بدأت في تحريكهما ببطء وصوت خافت خرج من بينهما تُحاكي كلمات تلك الأغنية التي بدأ يتردد صداها في ذلك الجو المشحون ..
, عيناكَ ليالٍ صيفيّة .. ورؤىً وقصائدُ ورديّة
, ورسائلُ حبٍّ هاربةٌ .. من كتبِ الشوقِ المنسيّة
, عيناكَ ليالٍ صيفية ورؤىً .. وقصائدُ وردية
, ورسائلُ حب هاربةٌ .. من كتبِ الشوق المنسيّة
, عيناكَ ليالٍ صيفيّة ورؤىً .. ورؤىً وقصائدُ ورديّة
, ارتفعت أنفاسه مراقباً جسدها المُتمايل أمامه بقلب خافق .. لتنزل عينيه ببطئ عليه من خصرها النحيل حتی نهاية الفستان لتظهر ساقيها البيضاوتين المستديرتين نزولاً إلى قدميها الحافيتين وإحداهما مُضمّدة ..
, حتى وصل بعينيه لذلك الخلخال اللّامع في إحدى قدميها .. ثبّت نظره عليه بدهشة وهو يراها تتحرّك بخفة وتناسق وكأنها نسيت قدمها المجروحة .. تابعها وقد ارتفعت حرارة جسده مُراقباً تحرّكات قدمها والخلخال يتحرّك معها مُخرجاً رنيناً يُنافس ضجيج قلبه شعر به وكأنّه يدعوه ليقترب ..
, كلّ شيء بها يدعوه للإقتراب والنيل من شهدها الذي لن يملّ منه ولن يشبع .. عادت كلمات الأغنية من جديد لترتفع عينيه سريعاً نحو شفتيها حيث كانت تنظر إليه مباشرة وتُحرّكهما كالسّابق بصوت هامس وصل إلى أذنيه رغم خفوته ..
, من أنتَ ؟؟
, من أنتَ زرعتَ بنقلِ خُطاكَ الدّربَ وروداً جوريّة ؟
, من أنتَ ؟؟
, كالضّوءِ مَررتَ ك خفقِ العطرِ كَ هزِّ أغانٍ شعبيّة ..
, ومضيتَ شِراعاً يحمِلني كقصيدةِ شمسٍ بحريّة
, لوعودٍ راحتْ ترسِمُها .. أحلامُ فتاةٍ شرقيّة
, عيناكَ ليالٍ صيفيّة ورؤىً .. ورؤىً وقصائدُ وردية
, وجد نفسه يقترب ببطء مُثبّتاً عينيه داخل عينيها وقد فقد صبره وتوازنه .. وهي قد ازدادت حُمرة خدّيها حتى نافست الورود الجورية تبدو أمامه شهية كقطعة فراولة مُغطاة بالكراميل .. وهي تنظر إليه بنبضٍ مجنون وجسدٍ فقدت السيطرة على حركاته التي زادت إغرائاً عن قبل وقد شعرت بأنها حرّة .. تطيرُ في سماءه هو وحده .. لترفع يديها حولها تُحرّكهما بخفة وتغنّج وهي تشعر بأنها كالفراشة تُريد التحرّر وتفرد جناحيها عالياً دون مُقاومة ودون حواجز .. تُراقب هيجان مُحيطه وقد ارتفع صوتها مع كلمات الأغنية التي عشقتها وكأنها قد خُلقت لتُغنّيها هي له ..
, من أنتَ ؟؟
, من أنتَ وسِحرٌ في عينيكْ .. يزفُّ العُمرَ لأُمنيّة
, لكأنّكَ من قمرٍ تأتي .. من نجمةِ صُبحٍ ذهبيّة
, من أرضٍ فيها شمسُ الحبْ .. تُعانق وجهَ الحريّة
, وأنا في العُمرِ مُسافرةٌ ومعي عيناكَ وأغنيّة ..
, عيناك ليالٍ صيفيّة ورؤىً .. ورؤىً وقصائدُ ورديّة ..
, انتهت الأغنية مع انتهاء المسافة التي تفصل بينهما .. لتتلاحم أجسادهما كما تلاحمت نبضاتهما .. وتختلط أنفاسعما اللّاهثة عندما جذبها بشدة مُستنشقاً بنهم عبير شعرها الخلّاب مُدخلاً رائحتها نحو الأعماق ليجعلها تتغلغل في كل خلايا جسده ..
, كانت تلهث بقوة من فرط جهدها وخجلها ومشاعرها .. وحرارة جسدها التي استمدّتها من حرارة جسده المُلاصق لها .. ارتفعت يديها تتحسّس بهما صدره الصّلب لتشعر بضربات قوية أسفل يدها .. ضربات قلبه الذي أعلن عصيانه وتمرّده ..
, دفن وجهه في تجويف عنقها المرمري مُستنشقاً عطرها الأخّاذ الذي وضعته في ذلك المكان بسخاء .. فوق ذلك العرق النابض الذي أدمن تقبيله واستشعار دقاته بشفتيه ..
, همس بأنفاس تلفحها لتزيد من حرارتها: أنتي عملتي بيا إييه ؟ عملتي إيه أنا مش عارف ..
, أغمضت عينيها وأنفاسها تزداد حتى شعرت باختناق واستندت بجسدها عليه تُحاول التماسك .. قدميها أصبحتا هلاميّتين وكأنهما غير موجودتين ليقوم هو بمهمة إيقافها ..
, انحنى وهو مازال يدفن وجهه في عنقها ليرفعها بين يديه .. تسبّثت به بقوة مُحيطة عنقه بذراعيها وأنفاسها وتضرب بشرة وجهه لتزيد من ناره ..
, وضعها على السرير لينحني فوقها دافناً وجهه في خصلاتها تاركاً قبلات متفرّقة أينما تحط شفتيه .. بشرة وجهها كاملة .. زاوية شفتيها عنقها وعرقها النابض .. حتى نزل لمقدمة صدرها الظاهرة طابعاً قبلات سريعة لا تشبع ..
, عاد لتلك اللتين أغرتاه مستعداً لالتهامهما ليلتقطهما بشفتيه مغمضاً عينيه بقوة .. مستشعراً نكهة ثمار التوت داخلهما .. قبلها مراراً حتى تعمّق بقبلته محاولاً أخذ أكبر قدر من شهدها لعلّه يُعينه على الساعات التي لا يكون قربها ٣ نقطة
, رفعت يديها تضرب فوق صدره بضعف ليبتعد عنها فتشهق بقوة وقد قُطعت أنفاسها .. نظر إليها لاهثاً بشدة: ليلى ؟
, نظرت إليه بعينين زائغتين وفرجت شفتيها تعبّئ صدرها من الهواء الذي ينقصها: أ أدهم ؟
, ابتلع ريقه وعاد ينحني إلبها يطبع عدة قبلات خفيفة بكامل وجهها ويديه تتحسّسان بتقي جسدها الغضّ ..
, رفع عينيه الغائمتين ناظراً داخل عينيها: أنتي عملتي بيا إيه .. مش قادر أمسك نفسي وابقى بعيد عنك .. أنتي بقيتي إدماني يا ليلى إدماني ..
, عاد يقبلها في أماكن متفرّقة من وجهها لتلمع عينيها بعشق متخللة خصلات شعره بأصابعها بنعومة قائلة: بحبك أووي يا أدهم و**** ..
, ابتسم بحب ورفع يده يضغط بأصابعه بخفة فوق شفتيها اللتين تورّمتا وقد مُسحت الحُمرة عنهما بفعل شفتيه: أنا بعشقك .. بموت بيكي أنتي غالية عليا أوووي يا ليلى أنتي بقيتي نبضي ..
, ابتسمت متشبثة به لتنهض قليلاً معتدلة في جلستها ليُحاوطها بذراعيه وتصبح داخل أحضانه وما زالت متشبثة بعنقه ..
, تنهدت بخفوت ثم نظرت إليه لتهمس بعدها: مكنش ينفع تعمل كده ..
, قطب جبينه مستوعباً ما قالته وكأنّ عقله صفحة بيضاء .. ناسياً كل شيء قبلها .. يتذكّرها هي فقط .. لتعود وتمسح فوق خصلاته بخفة: اللي قولته لسيف ..
, زفر مشيحاً بوجهه عنها لتُمسك ذقنه تجعله ينظر داخل عينيها: أنت غلطت وعارف ده صح ؟
, أدهم بهدوء مُمسكاً بيدها المجروحة: وده اسمه إيه ؟
, تنهدت تسحب يدها من بين يده هامسة: مش غلطه لوحده .. أنا دخلت وراه شوفته متعصّب كان لاۃم اتجنّبه بس عنادي وغبائي خلاني أفضل واقفة عشان أغيظه ..
, رفعت نظرها إليه: الجرح ده مش من القزاز اللي هو كسره .. أنا أخدت منه الكاسة وهي اللي اتكسرت بين إيديا لما وقعت ع الأض .. يعني لو مأخدتهاش مكنش حصل بإيدي كده ..
, أمسك يدها بحنان يمسح عليها برفق وتأنّي لتبتسم بخفوت: بس اللي قولتهوله كان غلط .. حرام عليك هو صعب عليا .. وأنت عارف إنك غلطت لولا كده مكنتش مزعوج ومدايق من لما راح ..
, أدهم بضيق: مكنش قصدي أقول الكلام ده كنت متعصّب وخايف عليكي ..
, ليلى: بس أنت قولته ..
, أدهم: بس مش قصدي ..
, ليلى بخفوت: مش قصدك يا أدهم ؟
, تأفف هاتفاً: اللي قصدته بس إني مش عايز أشوف وشه دي قولتها قصد علشان أزعجه وكنت زعلان منه .. بس الكلام اللي قبله و**** مش قصدي ..
, ربتت على وجنته هاتفة: يبقى تقوم دلوقتي تقوله كده ..
, رفع حاجبيه بدهشة: أقوله دلوقتي إزاي ؟
, ليلى: تروحله وتقوله ..
, ضيّق عينيه: نعم ياختي .. عايزاني أسيبك بعد كل اللي عملتيه بيا ده ؟
, ابتسمت بسعادة وأحاطت عنقه بذراعيها: ومين قالك إني هربانة ..أنا أهو مستنياك هنا ومش هتحرّك من مكاني ..
, بقي صامتاً ينظر إليهت بعبوس وضيق لتتنهد هاتفة: أدهم أنت لازم تصلّح اللي عملته .. هو كان زعلان منك من أما رفضت أنه يكتب كتابه علی مروۃ ولحد دلوقتي مصالحتهوش ولا قولتلّه سبب رفضك .. ودلوقتي اللي قولتهوله أكيد جرحه ..
, رفعت نظرها إليه مؤنبة: بعدين مش أنت قولتلي لازم أراعيه الفترة دي لأنه تعبان ولسا بيتعالج .. طب أنا هراعيه أنت مهمتك إيه بقا تبوظ كل حاجة ؟
, أدهم: م قولنا مش قصدي ..؟
, ليلى: بس هو ميعرفش أنه مش قصدك .. أهو دلوقتي هيكرهني أكتر لأني السّبب إنك زعقتله وخاصمته ..
, نظر إليها بصمت لتتابع كلامها: فاكر الفترة اللي كان بيها في المستشفى ؟
, تأفّف بضيق هاتفاً: بتفكّريني بيها ليه دلوقتي ؟
, ليلى: أنت متحمّلتش تفتكرها حتی .. طب فاكر حالتك كانت إزاي وقتها ..؟ أنت قولتلي إنك عاوزه بس يفوق ويرجعلك وأنت هتعملّه كل اللي هو عايزه مهما كان .. فاكر كلامك ده ..؟
, نزر إليها مضيّقاً عينيه لتهمس: وقت الشدة والفقدان بتحس نفسك مستعد تعمل أي حاجة عشان متخسرش حد بتحبه .. بس أما ينتهي كل ده بترجع على وضعك تاني .. وأنت عملت كده دلوقتي .. مخليتهوش يكتب كتابه ليه طيب ؟ مش ده كان طلبه وعاوزه ؟
, رفع يده يمسح وجهه بغيظ: عايزۃ إيه دلوقتي ؟
, ابتسمت بخفة: تروح تصالحه ..
, أدهم: مش دلوقتي .. مش قبل م تقوليلي المفاجأة اللي وعدتيني بيها ..
, اتسعت ابتسامتها ولمعت عينيها بسعادة .. ثم عادت لتقطّب حاجبيها بضيق .. لن تُخبره الآن حتى يذهب لمصالحة أخيه ويعود فإن أخبرته بها الآن سوف يزداد تشبّثاً برأيه بأن سيف كان سيؤذيها بفعلته تلك ..
, لتهمس ناظرة داخل عينيه: إيه رأيك أقولهالك أما نرجع الفيلا .. مش أنت قولتلي أجهّز الشنط علشان نرجع بكرا ؟
, قطب جبينه بعبوس: هنرجع بكرا .. بس المفاجأۃ عايزها النهاردة ..
, ليلى: يا حبيي ن..
, هز رأسه بالنفي: عايزها النهاردة مليش دعوة وإلّا مش هروح مكان ومفيش رجوع ع الفيلا ..
, تنهدت بخفة هامسة: خلاص يبقی أما ترجع هقولهالك ..
, أدهم بابتسامة: طب قوليها دلوقتي ..
, ابتسمت هامسة: تؤ .. لازم أعملك جو رومنسي ..
, رفع حاجبيه بتعجب: ليه بقا .. أنتي بقيتي رومنسية أووي اليومين دول ومتفجرة الأنوثة .. صح قوليلي أنتي من إيمتی بتعرفي ترقصي كده ..؟
, ضحكت هاتفة: طول عمري يابني بس مين يقدر .. يلّا امشي دلوقتي وأنا هجهّزلك الجو الرومنسي على **** تتعلم منّي شوية ..
, اقترب منها هامساً: طب هقولك كلمتين دلوقتي ..
, وضعت يديها فوق صدره تُبعده ليقترب منا أكثر لتتمنّع بإغراء مبتعدة عنه: لأ .. هتروح الأول وبعدين تعال قولي .. أنت دلوقتي مزعوج وزعلان وأنا مش عايزاك كده .. أنت هتكون شارد وعقلك هناك .. وأنا عايزاك كلك معايا قلبك وعقلك وجسمك وكل حاجة بيك .. عايزاك النهاردة تنسى كل حاجة خالص وتكون معايا .. معايا أنا وبس ..
, نظر إليها بشرود وازدادت لمعة عينيه أكثر وابتسامة عاشقة فوق شقتيه لتهمس: يلا امشي صلّح كل حاجة وتعال هكون مستنياك .. مستنية قلبك وعقلك وكل حاجة بيك من غير م حد يشاركني ..
, اتسعت ابتسامته واقترب منها فجأة يجذبها بعناق كبير شعر بنفسه يحتاجه .. حاوطته بذراعيها بحنان بالغ مبتسمة بعشق ..
, ليبتعد عنها ونهض مرتدياً سترته .. نهضت سريعاً تُمسك منديلاً لتقترب منه رافعة نفسها تمسح أحمر الشفاه الذي انتقل من شفتيها إلى شفتيه ووجهه ..
, ابتسم بسعادة وانحنى يطبع قبلة خاطفة علی شفتيها هامساً: هرجعلك بسرعة .
, رفعت إصبعها أمامه: مترجعش قبل تكون حلّيت كل حاجة مفهوم ..؟
, ازدادت ابتسامته هاتفاً: مفهوم يا حرمنا المصون ..
, اتجه نحو الباب يفتحه ليلتفت نحوها بسعادة: هرجعلك يا جميل ..
, بادلته الإبتسامة ليغمز لها هاتفاً: الليلة يا عمدة ..
, ضحكت بخفة: امشي بقا يلّا ..
, ابتسم لها وخرج مُغلقاً الباب ببطء ومازال ينظر داخل عينيها حتى أغلق الباب خلفه تماماً ..
, لتتنهّد بحب واضعة يديها فوق قلبها النابض بحب وعشق وترقّب .. وشيء ما داخلها ينبض بخوف .. خوف من أن تخسر تلك السّعادة التي تعيشها بين يديه .. خوف من خسارته ..!
, في الفيلا ..
, دخل أدهم ليجد مصطفى يجلس في الصالة الذي هتف عندما رآه: إيه اللي جابك ؟
, أدهم باستنكار: نعم ياخويا بقا ده استقبالك ليا ؟
, نهض مصطفى مقترباً منه: ليه أنت رجعت هنا ولّا جاي زيارة ..
, أدهم بغيظ: يا تافه زيارة إيه .. البيت بيتي يا بابا ..
, قولي بقا فين الجماعة ؟
, مصطفی: ماما جمانة دخلت ترتاح بأوضتها وأمي نايمة ونور فوق بأوضتها وسيف سمعت صوت عربيته قبل شوية كنت بالمكتب شكله كده طلع أوضته ..
, أومأ أدهم برأسه: يبقى أنا هطلع فوق ..
, مصطفى: فيه حاجة يا أدهم ؟
, هز رأسه بنفي: لأ مفيش خليك بشغلك مش عايز الشركة يحصلها مشاكل بغيابي ..
, صعد درجات السلم سريعاً ليجد نور تخرج من غرفته .. ابتسمت بسعادة: وأنا أقول ليه الفيلا نورت فجأة ..
, ابتسم هاتفاً: يا بكاشة ..
, اقتربت منه تعانقه هاتفة: وحشتني يا أبيه .. ليلى جت معاك ؟
, ابتسم بحب مربتاً على وجنتها: هنرجع بكرا وهفضل قاعد على قلبكوا لحد م تزهقوا مني ..
, نور: مش هنزهق منك أبداً .. المهم بقا عايزاك بخدمة كدة ..
, نظر إليها بغيظ: أنتي مالك بقيتي تافهة كده ..؟
, رفعت حاجببها ببراءة: أنا ؟ **** يسامحك يا أبيه خلاص مش عايزة حاجة بقا متشكرة ..
, جذبها من يدها بغيظ: إيه بابت الحركات دي .. قولي اتفضلي أنا تحت أمرك ..
, ضحكت بخفة هامسة: ميأمرش عليك ظالم يا حبيبي .. ده أنت قلبي وأخويا و..
, أدهم: أخلصي يا ماما أنا مستعجل ..
, نور: مستعجل على إيه بقا دلوقتي حتى جيت ولّا هو تسجيل حضور وبس ؟
, نظر إليها هاتفاً: يبدو إن الحاجة اللي عايزاها أنتي هي لماضة ورخامة جيبتيهم من أحمد وعايزۃ تجرّبيهم عليا ..
, ضحكت بخفة هاتفة: **** عليك أنت بقيت بتقول كلام فرفوش وعسل زيك ..
, رفع حاجبيه بغيظ لتتحمحم هاتفة: خلااص هقولك ..
, تكتّف بملل ناظراً إليها لتهتف: عاوز عربية ..
, أدهم باستغراب: عربية إيه ..؟
, هتفت بغيظ: عربية إيه يعني يا أبيه عربية عادية ..
, أدهم: أيوه بس أنتي عندك عربية مع السواق ..
, هزت رأسها بالنفي: أنا عاوزة عربية خاصّة بيا لوحدي .. أنت علّمتني زمان السواقة ومعايا شهادة .. وعاوزة دلوقتي عربية وابقی اسوق بنفسي ..
, نظر إليها أدهم بتمعن: ليه ؟
, نور: ليه إيه ؟
, أدهم: ليه بقيتي دلوقتي عايزۃ عربية م بقالك زمان راضية بالعربية ومعاها السواق ..
, ابتسمت هامسة: تقدر تقول كده تغيير .. هاا قولي هتجبلي عربيةصح ؟ وحياتي يا أبيه عشان خاطري ..
, تنهّد هاتفاً: خلاص موافق .. فكريني كمان يوميت أخدك معايا وتختاري العربية اللي عايزاها ..
, قفزت بسعادة تحتضنه: متشكرة أووي أووي أووي **** يخليك ليا يا أبيه ..
, ربّت على كتفها بحب: ويخلّيكي ليا يا قلبي .. يلا بقا سيبيني أشوف شغلي ..
, نور: شغل إيه ؟
, أدهم : ملكيش دعوة يلّا امشي من قودامي ..
, اتسعت ابتسامتها تهز كتفيها بلامبالاة وابتعدت عنه لتعود وتلتفت له هاتفة: والنبي تعالوا بكرا من الصبح بدري مش عايزاك تبعد عنا تاني ..
, ابتسم بحنان: حاضر عينيا ليكي ..
, تنهدت بابتسامة وعادت تدخل غرفتها مغلقة الباب خلفها بهدوء ..
, زفر متجهاً نحو غرفة سيف .. طرق الباب عدة طرقات خافتة وفتحة .. ليُقطّب جبينه عندما وجده مُغلقاً .. عاد ليزفر مجدّداً بضيق وطرق من جديد بقوة هاتفاً: سيف أنا أدهم افتح الباب ..
, لم يلقَ ردّاً ليهتف: سييف أنا عارف أنك جوا وسامعني افتحه متخلّينيش اتجنن وأكسره عايز اتكلم معاك شوية ..
, تأفّف عندما انتظر أن يُحدّثه أو أن يسمع حركة من الداخل لكن بلا فائدة .. اتجه نحو غرفته يدخل غرفة الملابس .. ليفتح عدة أدارج يبحث داخلها حتى وجد عدة مفاتيح متشابهة ..
, أخذهم بيده خارجاً من الغرفة وبدأ يُجرّبهم في الباب حتى فُتح معه .. تنهّد بخفة واضعاً المفاتيح الباقية بجيبه وفتح الباب داخلاً الغرفة ..
, تقدم من سريره حيث كان سيف متمدّداً يُدير ظهره له .. وقف هاتفاً: حضرتك مش بترد عليا ليه ؟
, لم يُجبه ليقترب أكثر هاتفاً بضيق: أنا مش بكلّمك يا سيف ؟
, ضيّق عينيه أكثر بغضب وجلس بجانبه يضربه بكتفه: أما أكلّمك تبوصلّي وترد عليا أنت فاهم ..؟
, تأفف سيف بانزعاج واعتدل بجلسته ناظراً إليه: عايز إيه ؟
, أدهم: ليه قافل الباب مش قولتلك معدش تعمل الحركة دي تاني ؟
, سيف بسخرية: م أنت فتحته أهو ميصعبش عليك حاجة ..
, أدهم: بس برضه الٍركة دي مش عايزها تاني بلاش التصرّفات الغبية دي ..
, سيف: معلش لازم تتحمّل م أنا عيل وتصرّفاتي كلها زي العيال قدرك بقا ..
, مسح أدهم وجهه بضيق هاتفاً: مكنش قصدي أقولك كده ..
, هز سيف رأسه بجمود: أمم ماشي .. جيت ليه دلوقتي ودخلت هنا ليه مش حضرتك مش طايق تشوف وشي أهو أنا بريّحك مني ..
, أدهم: قولتلّك مكنش قصدي كنت متعصب وخلاص ..
, سيف: متعصب أو لأ أنا هريّحك مني .. بعدين أنت جيت ليه كنت خليك مع مراتك اللي بتحبها مش أحسن ..
, هتف أدهم بغضب: مراتي دي هي اللي قالتلي أجي هنا يا سيف ..
, نظر إليه بسخرية: أيوه يعني لو هي مقالتلكش مكنتش شرّفت هنا ولا كلّمتني صح ؟ برافو اسمع كلامها كويس ..
, أدهم: أنت بتتكلّم كده ليه ده فوق م أنها مرضيتش أنك تفضل زعلان ..؟
, سيف: أنا مش بتكلّم عليها .. أنا بتكلم عليك أنت اللي بترضی أفضل زعلان ..
, أدهم: مالي أنا ؟
, سيف: مش ملاحظ نفسك كل حاجة بحياتك بقت مراتك .. حتى دلوقتي أما قالتلك تجيلي جيت بسرعة من غير م تفكّر ده بدل م أنت تيجي من نفسك .. أنت معدش مهتم بينا خالص ولا بيا ولا بتسألني عن حاجة ..
, قطّب أدهم حاجبيه بضيق: قصدك إيه .. أنت حصل معاك حاجة ؟
, رفغ حاجبيه بسخرية: و**** ؟ متشكّر مش عايز بقا سؤالك أنا عارف أحلّ مشاكلي بنفسي ..
, نظر إليه أدهم بحيرة ليهتف سيف: قوم ارجع لمراتك .. مفيش داعي تيجي هنا تاني واتطمّن أنا مش هروحلكوا هناك تاني هخلّيكوا ترتاحوا مني لأنكوا مش ناقصيني ..
, زفر أدهم قائلاً: متعلّقش ع كلمة قولتهالك وقت عصبيتي يا سيف .. أنا كنت متعصّب وخايف على ليلى مش عارف طلع معايا الكلام ده إزاي .. أنا بس قولتلك إني مش عايز أشوفك لأني كنت متعصب بجد .. بس الكلام اللي قبله مش طالع من قلبي ..
, سيف: مش مهم .. بعدين واضح إن ده كان بقلبك من زمان ..
, أدهم باستنكار: إيه اللي بتقوله ده يا سيف ؟ قولتلك كنت متعصب أنت بنفسك بتقول أكبر من الكلام ده بوقت عصبيتك ولّا أنا غلطان ؟
, نظر إليه سيف بصمت ليهتف أدهم: إيه فاكر آخر كلام قولتهولي وقت عصبيتك وجرحتني بيه أووي ولّا أفكرك أنا ؟
, قطب سيف حاحبيه بضيق: أنت عارف قولت كده ليه ومين السبب ..
, أدهم بغضب: وأنت عارف إن خوفي على ليلى وغضبي من خناقاتك معاها وعدم احترامك ليها هو السبب .. ليه أنا وقتها سامحتك وقدّرت إنه مش بقصدك وأنت دلوقتي مش عايز تقدّر ده ..؟
, هتف سيف: سامحتني .. بس أنت وقتها عاقبتني ..
, رفع أدهم حاجبيه بدهشة: يعني أنت دلوقتي عايز تعاقبني ؟
, أشاح سيف بوجهه عنه: لأ مش قصدي ..
, أدهم: أمال ؟
, تأفّف سيف وعاد ليتمدّد فوق سريره كما كان من قبل واضعاً الوسادة فوق رأسه هاتفاً: خلاص ارجع لمراتك أنا هنا ومش هتحرّك ولا هزعجكوا تاني .. وأنت مش هتشوف وشي اللي مش طايقه قودامك ..
, هتف أدهم بغضب: رجعت للكلام ده .. يا سيف بقولك مش قصدي .. أنا جيتلك عشان عارف إن اللي قولته غلط ومكنش عايز أقوله ..
, سيف: قصدك جيت عشان ليلی طلبت منك لولا كده مكنتش شوفتك قودامي ..
, زفر أدهم هاتفاً: كنت هتشوفني بس هي وضّحتلي حاجات كنت نسيانها ونبّهتني عليها .. هي بتحبك وبتعتبرك أخوها ..
, سسف: وأنا مش بكرهها ..
, أدهم: يبقى ليه كل اللي بتعملوه ده ..؟
, لم يُجبه سيف وبقي صامتاً ليهتف أدهم: أنت مديني ضهرك ليه بوصلي وأنا بكلّمك ..
, لم يُجبه ليدفعه بكتفه هاتفاً: سيف بقولك بوصلي بلاش قلة أدبك دي ..
, سيف: معلش عيل مش عارف بيعمل إيه ..
, صرخ بغضب: بلاش تصرّفاتك دي يا سيف بلاش استفزاز .. أنا جاي أتكلّم معاك ونحلّ كل حاجة مش تعصّبني أكتر ..
, زفر بغضب كبير عندما لم يُجبه هاتفاً: مش عايز تتكلّم يعني ؟ ٣ نقطة سييف ؟ ٤ نقطة أنت يا زفت بقولّك بوصلّي متخلّينيش أتجنن عليك ٤ نقطة جاوبني ..؟
, سيف: اتجنّن براحتك ..
, أدهم: أستغفر **** العظيم .. قوم كلّمني شوية وهخرج ..
, سيف: اخرج من دلوقتي ..
, هتف أدهم: أنت حصلّك إييه عاوز افهم .. إيه العناد اللي أنت بيه ده أنا جيت أصالحك ميبّس دماغك لييه ؟
, سيف بسخرية: معليش أنت متعوّد ع سيف اللي بكلمة منك بيرضا وكأن محصلش حاجة صح .. معليش مليش نفس دلوقتي ..
, أدهم: ع القليلة قدّر جيتي هنا ..
, سيف: أنت مقدرتش لمّا بروحلك هناك وكنت عايز أشوفك عايزني أقدر دلوقتي ليه .. ؟
, نهض أدهم واضعاً يديه في جيبيه ناظراً لظهره من الخلف هاتفاً: ده آخر كلام عندك ؟
, لم يُجبه ليصرخ: جاوبني ٥ نقطة ماشي بس يكون بعلمك أنا جيتلك وأنت اللي صدّيتني متلومنيش ع اللي هيحصل بعد كده ..
, سيف بسخرية: عادي هيحصل إيه أكتر من كده .. خلاص وشي مش هتشوفه وصوتي مش هتسمعه خليك هناك الوقت اللي أنت عاوزه محدش هيزعجك .. مع السّلامة واقفل الباب وراك ..
, أغمض أدهم عينيه بغضب ماسحاً على وجهه وجذب خصلات شعره بشدة: ماشي يا سيف مااشي .. بس أنت بعدين هتندم أووي ..
, اتجه نحو الباب ثم عاد والتفت هاتفاً: سامعني ؟ هتندم هااا هتندم أووي ..
, خرج مسرعاً من الغرفة صافعاً الباب خلفه بقوة وغضب ..
, تعالى رنين هاتف سيف ليجذبه ناظراً للرقم بسخرية رفعه هاتفاً: عايزة إيه أنتي التانية ؟
, مروة: إيه عايزة إيه بتكلّمني كده ليه ؟
, سيف: أتكلّم براحتي محدّش ليه دعوة اتزفتت وكلمتك مليون مرۃ وحضرتك بتفصليني دلوقتي حضرة جنابك جه على بالك تكلّميني وعايزاني أجاوبك عادي .. إيه رضيت عني البرنسيسة دلوقتي ؟ رغم إني معملتش حاجة ..
, زفرت مروۃ بغيظ: أنا كنت مزعوجة ..
, سيف: وأنا دلوقتي مزعوج ومخنووق .. كل اللي حصل بسببك أنتي ..
, مروة بقلق: حصل إيه ..
, هتف بغضب: ملكيش دعوة .. اقفلي بقا ومتحاوليش تتصلي بيا تاني لحسن أضطر اقفل الفون خالص .. لأني مش هرد عليكي زي م عملتي بيا ..
, مروة: سيف مالك متعصّب كده ليه ..؟
, سيف: ملكيش دعوة .. أنا عاوز أنام مش عايز حد يزعجني سلام ..
, أغلق الهاتف بوجهها يُلقيه بجانبه على السرير زافراً بضيق وهو يمسح وجهه بعنف .. جذب الغطاء فوقه ليُغطّي كامل جسده ويُغمض عينيه مُحاولاً النوم ..
, خرج أدهم من الفيلّا بغضب .. كانت الشمس قد مالت للغروب ونسمات هواء بدأت بالبرود ..
, ليستقلّ سيارته منطلقاً بها بسرعة خارج البوابة ..
, بعد لحظات من السير بها قطّب جبينه فجأة وهو يُشاهد شيئاً في المرآة الأمامية .. ضيّق عينيه يثبّتها أمامه ليرى تلك السيارة التي يراها منذ خروجه وكأنها تُلاحقه ..
, دخل طريقاً جانبياً ناظراً نحو السياة ليراها تلتف وتدخل في الطريق خلفه .. قطب حبينه مزيداً من سرعتة لتزيد السيارة سرعتها أكثر ..
, زاد السرعة حتى تخطّى الطريق الضيق ودخل إلى الطريق السريع الذي يصل بين المدينتين .. دخل بين السيارات السريعة مُزيداً من سرعته ..
, بقي يُتابع السيارة من المرآة أمامه ليراها تقترب منه أكثر فأكثر وتُلاحقه بإصرار غريب .. انتفض عندما تلقّت سيارته ضربه قوية من الخلف .. كادت تُفقده السيطرة عليها ..
, تحكّم بها سريعاً مُزيداً من سرعتها ليرى تلك السيارة السوداء المُظللة ما زالت خلفه .. دبّ القلق في قلبه يُحاول إخراج هاتفه من جيبه ليتصل بأحدهم .. لتصبح تلك السيارة موازية له تماماً لتقترب أكثر حتى بدأت تحتكّ بسيارته بقوّة وتعمّد ..!
, ٣٦ العلامة النجمية
, نهضت عن السرير بقلق .. اقتربت تنظر من النافذة وقلبها يضرب بعنف .. اتجهت نحو الخزانة لترتدي ردائاً طويلاً فوق فستانها القصير الأبيض الذي ارتدته من أجله ..
, خرجت من الغرفة بهدوء تدخل الصّالة المُظلمة .. أنارت ضوئاً خافتاً وجلست فوق أحد المقاعد تُحاول الإتصال به مراراً ..
, نظرت إلى الساعة كانت تُشير للحادية عشر والربع .. حاولت الإتصال به كثيراً ولكن هاتفه مُغلق .. الجميع دخل لينام منذ أكثر من ساعة وهي بقيت في انتظاره وقد جهّزت كلّ شيء من أجل ليلتهم التي وعدته بها ..
, شيء ما في داخلها يدعوها للخوف .. ودموعها تكاد تخرج رغماً عنها .. خائفة من شيء مجهول .. كانت مُعتادة على تأخره ولكن الآن هاتفه مُغلق وخوفها الذي لا تعلم طبيعته يكاد يقتلها ..
, أمسكت هاتفها من جديد تضغط على شاشته ورفعته لأذنها وهي تهزّ قدمها بتوتر ..
, تململ سيف في نومه بضيق لتمتدّ يده من أسفل الغطاء في كل الإتجاهات يتلمّس حوله .. تأفف بغيظ عندما لم يجده والرنين أزعجه .. نهض يفتح عينيه قليلاً بنوم ليجد الهاتف مُلقاً على الأرض ..
, انحنى بجذعه فوقه ليسند رأسه على الأرض مُغمضاً عينيه مُتابعاً نومه وهو يجيب: أمممم
, همست ليلى بتوتر: س سيف ؟
, أبعده عن أذنه بحيرة ليعود ويضعه هاتفاً: غلط غلط .. سيف في البيت اللي جمبي على إيدك الشمال ..
, هتفت ليلى بتوتر: سييف مالك أنا ليلى ..
, تأفّف بانزعاج: ليلى ولّا عبلة قيس وعنترة مش عندي امشي دوّري عليهم بعيد عني ..
, ازداد قلقها هاتفة: سيف أرجوك صحصح كده واسمعني ..
, زفر بضيق ناظراً للظلام حوله ليرفع حاجبيه بدهشة: هو النهاردة إيه أنا نمت كام ساعة ..؟
, ليلى: لسّانا بنفس اليوم يا سيف .. أرجوك قولي أدهم فين ؟
, حاول أن يرفع جسده ولكنه تعثّر بالغطاء ليقع أرضاً بقوة .. تأوّه شاتماً بغيظ ثم عدّل جلسته: بتسألي عنه ليه هو مش عندك ؟
, ازداد خوفها هاتفة بصدمة: أنا افتكرت أنه لسا عندكوا .. بقالي ساعات بستنّاه وبرنلّه فونه مقفول ..
, رمش بعينيه بقلق: أدهم خرج من هنا من زمان كان لازم يكون عندك دلوقتي ..
, قالت بنبرة شبه باكية: و**** مجاش أنا خايفة عليه أووي فونه مقفول ومش عارفة أوصلّه ..
, نهض سريعاً وقد دقّ قلبه برعب .. فتح باب شرفته يبحث عن سيارة أخيه ولكنه لم يجدها .. نظر نحو الحرّاس هاتفاً: زهيير ..
, التفت إليه واقترب يقف أسفل الشرفة: خير يا سيف بيه ؟
, سيف بقلق: أدهم مش هنا ؟
, زهير: أدهم بيه خرج من بدري يا سيف بيه ومعدش جه ..
, ابتلع سيف ريقه هاتفاً: معرفتوش راح فين ؟
, هزّ رأسه بالنفي قائلاً: لأ يا بيه خرج بسرعة وكان باين أنه متعصّب ..
, ضغط بقبضته فوق سور الشرفة ليستمع لليلی تهتف بخوف: ميعرفوش هو فين مش كده ؟
, مسح فوق وجهه وقد ازداد رعبه هاتفاً: اقفلي دلوقتي هحاول أشوف هو فين واسأل عنه ..
, ليلى ببكاء: عشان خاطري طمنّي عليه يا سيف أرجوك ..
, سيف: خلاص يا ليلی حاضر اقفلي أنتي دلوقتي ..
, أغلق هاتفه سريعاً ليقول زهير: خير أدهم بيه حصلّه حاجة ؟
, نظر سيف إليه بخوف وهو يُحاول الإتصال بأدهم ليجد هاتفه مُغلق: م مش عارف .. زهير اسأل الرجالة لو حد شاقه وحاول تعرفلي من الرجالة اللي عند الشركة لو هو هناك .. أدهم مش لاقييه ..
, زهير بسرعة ولهفة: حاضر تحت أمرك إن شاء **** خير وهنلاقيه ..
, ٰضرب سيف السور بقبضته هاتفاً: أنا غبي كلّه بسببي ..
, نظر حوله بتشتّت ثم دخل غرفته بسرعة .. خرج منها حافياً نحو الغرفة المُقابلة اقتحمها بلهفة متّجهاً نحو السرير حيث ينام مصطفى ليهزه هاتفاً بخوف: م مصطفى .. مصطفى اصحی عشان خاطري قوم ..
, تحرّك مصطفى بنوم: بس يا زفت ..
, صعد فوقه يهزّه بغضب وخوف وهو على وشك البكاء: مصطفى أرجووووك قوم عشان خاطري بسرعة ..
, فتح مصطفى عينيه ليجده فوقه دفعه بغضب: عايز إيه يا زفت إرحم أمي بقاا أبوس إيدك ..
, نهض سيف بارتجاف: أظهم ..
, مصطفى بغيظ: ماله سي زفت شايفه بمنامك ..؟
, سيف بخوف: أدهم مش موجود مش عارف هو فين مش لاقيينه ..
, قطّب مصطفى حاجبيه باستغراب: قصدك إيه ؟ سيف متلعبش عليا الحاجات دي مفيهاش هزار قول الحقيقة وإلّا مش هرحمك ..
, نظر إليه بدمع يلمع بعينيه: و**** مبهزّرش دلوقتي ليلى كلّمتني وقالتلي هو مش عندها وفونه مقفول وهو خرج من عندنا من زماان محدش عارف هو فين ..
, نهض مصطفى سريعاً بلهفة: إهدا شوية ممكن يكون فونه خالص شحنه ..
, هز رأسه بنفي وتشبّث به: لأ أنا خايف .. أنا الحق عليا مكنش لازم خلّيه يطلع من هنا ..
, زفر مصطفى مُحاولاً الإتصال به ليجده مغلق .. كلّم أحد رجاله وطلب منه البحث عنه في كل الأماكن التابعة لهم ..
, هتف مصطفى: في نكان أدهم بروحله مش عارف هو فين بس تقريباً كده بروحله أنا يكون مزعوج ..
, سيف بلهفة: خلينا نروح ندوّر فيه ..
, مصطفى: مش عارف مكانه هيسأل أحمد ..
, رفع هاتفه يتّصل به وعندما أجابه هتف سريعاً: أحمد المكان اللي بروحله أدهم فين ؟
, أحمد بنوم بضياع: نعم مكان إيه ..؟ لحظة لحظة أنت مين ؟
, مصطفى بغضب: أحمد فوق كده وركّز معايا أدعم مش لاقيينه ولا بمكان .. قولي المكان اللي هو بروحله أما يكون مزعوج هو فين ؟
, نهص أحمد سريعاً: يعني إيه مش لاقيينه ؟
, مصطفى: مش عارف وفونه مقفول ..
, ارتدى أحمد ملابسه على عجل هاتفاً: طب اقفل أنا هروح المكان ده وأشوفه لو هناك وهردلّك خبر ..
, مصطفى: بسسرعة يا أحمد إحنا قلقانين عليه ..
, أغلق هاتفه ليهتف سيف: قال إيه ؟
, مصطفى: هيروح يشوفه لو هناك ويخبرنا ..
, خرج سيف من الغرفة بخوف ليلحقه مصطفى هاتفاً: إهدا يا سيف إن شاء **** هنلاقيه خلينا ننزل نقعد تحت في الصالة ..
, دخل سيف غرفته مُرتدياً حذائه الرياضي ونزل بسرعة يمشي ويدور في الصالة بخوف وتوتر ..
, فتحت جمانة باب غرفته عندما استمعت لأصواتهم .. دخلت الصّالة لتتفاجأ بهيئتهم القلقة لتهتف بهوف: فيه إيه مالكوا قاعدين كده ؟
, نظر إليها سيف وبغير شعور هتف بخوف: أدهم مش عارفين هو فين ..
, ضربت صدرها بخوف هاتفة: إيييه ؟ يعني إيه مش عارفين هو فين إيه اللي بيحصل يا مصطفى ..
, ابتلع سيف ريقه وجلس فوق أحد المقاعد بقلق ليهتف مصطفى مُحاولاً الهدوء: إهدي يا ماما هو بس فونه مقفول وليلى بتقول إنه مش عندها .. ممكن يكون راح الشركة ولّا أي مكان تاني ..
, نظرت إليه بغير اقتناع لتجلس فوق أحد المقاعد وقد تسارع نبض قلبها بخوف .. نظرت لهيئتهم القلقة لتنزل نور عن السّلالم هاتفة: فيه إيه ؟
, اقتربت منهم بقلق: ماله أبيه أدهم فيه إييه قولولي ..؟
, مصطفى: مفيش يا نور إخنا لسا مش عارفين حاجة اهدوا شوية ..
, وضعت جمانة يدها فوق قلها الذي تسارع نبضه بألم ورمقتهم فجأة بجمود وضياع: ابني هيروح مني .. خلاص ..
, نظروا إليها بصدمة لتهتف نور ببكاء: إيه اللي بتقوليه ده ياماما بعد الشر عنه ؟
, ابتلعت ريقها ناظرة نحوهم باهتزار .. وقلبها يُحدّثها منذ ساعات بأنه سيحدث شيء وإحساسها ذاك لم يجعلها تَنم هذه الليلة وهي تشعر باختناق وترقّب .. والآن قد تأكد إحساسها ..
, تعالى رنين هاتف مصطفی الذي هتف بخوف: قولي يا أحمد طمنّي ؟
, أحمد بهدوء: ملقيتوش .. كلمت موسى وكلّف كل رجالته يدوروا عليه .. أنا بطريقي ع الفيلا .. حد عرف ..؟
, مصطفی: كلنا هتا مستنيين ..
, زفر أحمد بضيق: قولتلهم ليه دلوقتي .. ؟
, مصطفى: مش وقته يا أحمد المهم نطمّن علی أدهم ونعرف هو فين ..
, لمعت عيني جمانة بالدمع وقد عرفت أنهم لم يجدوه لتضع رأسها بين يديها بخوف وألم ..
, ساد الصمت بعد لحظات والجميع يترقب بقلق .. ليصل أحند في تلك الأثناء يرمقهم بصمت .. اتجهت إليه نور سريعاً: أبيه فين معرفتش هو فين ؟
, زفر يُمسكها بيدها ليحلس قربها هاتفاً: الرجالة لسّا بتدور ..
, خرج نحيب جمانة الخافت وهي تضرب وجهها بخوف لتبدأ نور في البكاء فزعاً ..
, نهض سيف هاتفاً بجنون: أنا مش هفضل مستني الرجالة أنا قايم أدور عليه ..
, صرخ مصطفى وقد فقد أعصابه: تدوّر عليه فيين فاكرنا عايشين بشارعين بس ..؟ اهدا شوية خلينا نعرف هنتصرف إزاي مش ناقصنا حد تاني يحصلّه حاجة ..
, سيف بصراخ: عايزني أحط ايدي على خدي ومستني ؟ ده أخويااا ..
, مصظفى: ده أخونا كلنا وخايفين عليه بس لازم نهدا شوية ..
, دخلت ليلى وكرم في تلك اللحظة لتقترب منهم هاتفة بعينين محمرتين من البكاء: ملقيتوش أرجوكوا قولولي هو فين ؟
, أحمد: أنتوا إيه اللي جابكوا بالوقت ده ؟
, كرم بقلق: شوفت ليلى سهرانة وقلقانة على أدهم اللي لسا مجاش مقدرناش نستنى أكتر .. طمنونا عرفتوا حاجة عنه ..؟
, أحمد بقلق: لأ لسا ..
, اقترب كرم من سيف يربت على ظهره بخفة: إهدا يا سيف إن شاء **** هنلاقيه ..
, ابتلع ريقه ناظراً إليه باهتزار ليدخل أخد الرجال مُمسكاً بحقائب أدهم وليلى ..
, هتف مصطفى: إيه دول ؟ لحقتي توضبي حاجاتكوا بالسرعة دي ؟
, ليلى: كنت مجهّزاها من بدري لأنه كان قايلي هنرجع بكرا هنا ..
, نظر إليها سيف بألم ثم انهار جالساً فوق مقعده بخوف كبير تملّك وشعوره بالضياع الذي يشعره عندما يكون بعيداً عنه بدأ يُداهمه بشكل أكبر من أي وقت مضى ..
, هتف مصطفى بعد لحظات : إحنا لازم نخبّر قصي .. لازم يدوّر معانا يعرفلنا موقع فونه وسيارته ..
, أحمد: هنستنا الرجالة الأول وبعدين نكلّمه ..
, هتف موسى وهو يدخل نحو الصالة قائلاً بأسف: مقدرناش نوصله .. ملوش أي أثر ..
, وقعت الكلمة عليهم كالصاعقة ليتبادلوا النظرات المُرتعبة .. وقلوبهم تهوي أرضاً بفزع ..
 
السابع والخمسون

- ولحظة انتهاء العاصفة لن تتذكّر كيف نجوت منها ، لن تتذكّر كيف تدبّرت أمركَ لتنجو ، ولن تُدركَ هل انتهتْ العاصفة أم لا ، ستكون مُتيقّناً من أمرٍ واحدٍ فقط: حين تخرج من العاصفة لن تعود الشخص نفسه الذي دخلها ، ولهذا السّبب وحده كانت العاصفة ..
, وعاصفتهم لم تكن عاصفة فحسب .. كانت إعصاراً هائجاً ضرب كل شيء حوله بقسوة .. ليُخلّفهم رُكاماً وخراباً من بعده .. غيّرهم بين ليلة وضُحاها وجعل عقولهم تتفتّح على أشياء كانوا غافلين عنها .. لتُصبح حياة أغلى شخص في حياتهم هي فقط ما تهمّهم ولتذهب كلّ الخلافات والجفاء بعدها إلى الجحيم ..
, عاد مصطفى متأخراً كان الظلام الحالك قد طغى في الأرجاء كما يطغى داخل الفيلا منذ أسبوع ..
, جلس بإنهاك وتثاقُل فوق أحد المقاعد الموجودة في الحديقة .. انحنى يضع رأسه بين يديه ويُغمض عينيه بتعب ..
, أسبوع كامل مرّ على اختفاء أدهم .. أسبوع بحثوا عنه في كل مكان .. لم يتركوا مكانا أو أحداً إلّا وسألوا عنه ولكن لا فائدة .. كما قال موسى في تلك الليلة التي سقطت قلوبهم بها أرضاً .. لا أثر له أبداً ..
, قاموا بمحادثة قصي سريعاً والذي عمل على نشر عناصره في أماكن مختلفة .. يبحثون عن مواصفات سيارته ونمرتها .. يجوبون الطرقات والشوارع .. ولكن أيضاً لم يقدروا على شيء ..
, شعر فجأة بحرقة في عينيه ليعلم بأنها دموعه التي كان يحبسها غصباً عنه طوال اليوم .. كلّ يوم يخرج ليبحث عنه متوقّعاً أسوأ الإحتمالات ولكنه يعود خالي الوفاض كالعادة ..
, البقاء في الفيلا يقتله .. يزيد من وجع قلبه وناره المُستعرة .. لا يستطيع النظر في عيونهم وجميعهم يعقدون آمالاً عليه ..
, يرى جمانة شاردة وفي عينيها يلمع الدمع أغلب الوقت .. بدت الآن ك عجوز هرمة .. وكأن هذا الأسبوع قد مرّ عليها ك عشر أعوام كاملة في غياب ولدها وفرحتها الأولى ..
, كانت كسيرة .. مُنحنية الظهر وذابلة .. لا شيء يُخرجها من حالتها تلك سوى عند سماع اسمه أمامها لتلمع عينيها وتترقّب بلهفة .. وعند سماعها بفشل الجميع بإيجاده تعود لعزلتها تلك ..
, رفع رأسه للسّماء .. وانهمرت دموعه من غير أن يوقفها .. أسبوع واحد وقد خيّم الحزن على الفيلا بأكملها .. إذن ماذا بعد ذلك ..؟ كيف سيعيشون إن طال غيابه عنهم .. كم من الحزن مازال ينتظرهم يا **** !؟
, نور تحبس نفسها في غرفتها .. يسمعها تبكي بحرقة ولكنه عاجز عن مساندتها .. أحمد معها أغلب الوقت يُحاول تهدأتها ولكن الكلمات لا تُجدي نفعاً إن لم يسمعوا خبراً أكيداً عنه ..
, وأحمد يُريد من يُهدّئه .. يعلم قربه لأدهم ورفقتهم التي امتدت لسنوات .. يبدو ثابتاً ولكن داخله ينهار ..
, كلّما فشلوا في إيجاده عادت نور لحالتها الهيستيرية من البكاء ليعود أحمد لألمه الذي يكبته بقوة ..
, وسيف لا يعلم لمَ يخاف عليه لهذه الدرجة .. يحبس نفسه داخل غرفته في الليل .. وفي النهار يخرج بوجه جامد وعينين متورمتين .. يُحاول البحث عنه بنفسه .. يجنّ جنونه عندما ينتهي اليوم ولا يعلمون عنه أي خبر .. ليهدأ فجأة بجمود غريب .. يعلم تعلّقه الشديد بل المرضيّ به .. وهذا أكثر ما يُخيفه ..
, مسح دموعه فجأة بعنف ورفع هاتفه متصلاً بقصي ليهتف: مفيش أي أخبار جديدة يا قصي ؟
, تنهد قصي بحرارة ويأس: لسا يا مصطفى .. بس احنا بنعمل كل اللي بنقدر عليه .. إن شاء **** هنلاقيه بس أنت أهدا ..
, ابتسم مصطفى بسخرية: هادي .. أكتر من كده مقدرش أهدا ..
, حلّ الصمت من الجانبين ليهتف مصطفى: قصي .. خلي الرجالة يبدأوا يدوّروا برا القاهرة ..
, هتف قصي بدهشة: برا إزاي يعني ؟ أنت متوقع إن أدهم ميكونش في القاهرة خالص ؟
, زفر قصي ماسحاً وجهه بيأس: مش عارف .. مبقيتش متوقع حاجة خالص .. بس بقالنا أسبوع عمال ندور في القاهرة ومفيش ولا أثر حتى يكون صغير ليه .. لو موجود هنا كنا لقينا ولّا سمعنا أي خبر عنه .. مش عارف و**** أنا متلغبط وحاسس بنفسي هنهار بأي لحظة ..
, قصي بهدوء: خلاص يا قصي .. يومين نكمّل بحث هنا .. وبعدين هننقل البحث للمحافظات اللي حولينا ..
, أغلق مصطفى الهاتف ناظراً أمامه بيأس وانهيار ..
, نهض يدخل الفيلا بخطوات بطيئة .. لم يعد يُحب الدخول إليها وهو لا يستمع داخلها سوى أصوات البكاء والنحيب .. ولا يرى سوى وجوهاً حزينةً كسيرة ..
, رحل عماد البيت ورُكنه الأساسيّ .. رحل الدّاعم الأول والصدر الحنون الذي ضمّهم بحنان ورفق رغم كلّ المصاعب التي واجهتهم .. رحل وياليتهم يعلمون إلى أين .. !
, صعد درجات السلّم مُستنداً على الجدار قربه .. حتى وصل لغرفته .. ألقى بنفسه فوق السرير خالعاً حذائه وتمدد يُحدّق بالسقف بشرود ..
, وفي الغرفة المجاورة ..
, تكوّرت على نفسها كالجنين .. وردة ذابلة لا ماء يُنعشها ولا طعام .. فقط رائحته وصوته وحضنه الدافئ القادر على إحيائها .. ولكنه ليس هنا .. تركها كورقة خريف هشّة من دونه .. تتقاذفها الأرصف والطرقات وتدهسها أقدام المارّة بغير أن يعلم أحد بمعاناتها ..
, أسبوع ذاقت به المرار .. غيمة سوداء حطّت فوق قلبها ولم تبرحه حتى الآن .. غيمة حزن وبكاء وقهر تشعر بها ستدوم حتى النهاية ..
,
, انسابت من عينيها الدّموع .. دموعها لم تجفّ منذ فقدانه .. منذ تلك الليلة التي عادت بها إلى الفيلّا وهي تحبس نفسها في غرفتها .. تخرج لتتقصّى أخباره وتعود حزينة مقهورة ذابلة أكثر .. تعود حيث سكَنها وأمانها .. الغرفة التي حوتهم معاً .. من شهدت على جنونهم وجموحهم .. مِحراب عشقه المعبق بعطره الزّاكي ..
, كلّ شيء ما زال كما هو .. ملابسه .. أغراضه ورائحة عطره التي تشتمّها بجنون وكأنها عقار لتسكين آلام قلبها النازف ..
, حتى ذلك القميص الذي كان آخر ما ارتداه .. أحضرته معها من منزل والديها .. تضمّه إلى صدرها كلّ ليلة تشتمّ رائحته بعمق لتتسلّل عبر أوردتها وشرايينها تُشعرها بأنه سيعود .. سيعود إليها كما وعدها .. وأدهم لا يُخلف الوعد أبداً ..
, بكت .. انسابت دموعها أكثر .. وكلما شعرت بنفاذها تنفجر بركة أخرى من الدموع .. نهارها وليلها وأيامها مُتشابهة .. تنتظر خبراً عنه بدقات قلب مترقّبة ملهوفة ومشتاااقة ..
, اختفت ابتسامتها وذبلت الورود الجورية التي كانت مُتفتّحة فوق خدّيها .. أدمنت السّهر .. حتى سَكن الليل تحت عينيها .. بهالاتٍ سوداء تحكي عن لياليها السّاهية .. لياليها الباكية المُتألّمة .. لم يعد السّاقي موجوداً لتذبل زهرته التي زرعها بيديه وتتساقط أوراقها شوقاً وضعفاً وألماً في بعده ..
, بكت بجنون تضمّ القميص تدفن وجهها به أكثر .. ويدها تمتدّ ببطء تُحاوط بها بطنها .. حيث داخله تنمو بذرة حبهما التي سقاها وراعاها بحبه وعشقه بعناية .. جنينها الصغير الذي ضاعت فرحتها وفرحته بمعرفة والده به ..
, كانت تُريد إخباره أوّل الناس .. تُريد لمحيط عينيه أن يهتاج بجنون مُحبّب إلى قلبها .. أن يرقص فرحاً وتتعمّق غمّازته اليتيمة من شدة ابتسامته .. تُريد أن ترى لمعة عينيه الآسرة ..
, كانت تُريد وتُريد .. ولكن القدر كان أقوى منها ومنه .. تبكي بحرقة وكأنها خسرته تماماً .. قلبها يدقّ بصخب وخوف .. تشعر به يتألم وهي ليست قربه .. تُحاول الإتصال به مرِات عديدۃ .. تنتظر بلهفة صوته الذي تعشقه بدل ذلك الصّوت اللّعين الذي يُخبرها بأن الهاتف مُغلق ..
, نهضت ومازالت تُحيط بطنها بحماية .. تنظر حولها بضياع .. هيئتها الذابلة .. وعيونها المتورّمة تتأمل ما حولها وكأنها انفصلت عن العالم .. تشعر بنفسها أخرى .. ترى ليلى تقف في الزاوية تضحك بجنون وصخب داخل أحضان من مَلك فؤادها ..
, إذن من هي ؟! وكيف وصلت إلى هنا !؟ أغمضت عينيها وذكرياتها معه تُرعبها .. تُخبرها بأنها ستموت إن لم تجده ..
, نظرت إلى القميص لتُدنيه من بطنها هامسة بصوت مبحوح: شامم ريحته !؟ مش قادرة أجيبهولك .. ولا قادرة أسمّعك صوته .. معنديش إلّا ريحته .. قولي ياحبيبي هستنا لحد إيمتى ..؟ أنت حاسس بيا صح ؟ أنت عاوز تشوفه عاوز تحضنه وتنام فوق صدره زيي ..
, رفعت عينيها تنظر للسّماء السوداء من باب الشرفة .. نهضت تفتح الباب الزجاجي لتخرج وتقف مُستندۃ للسّور مُغمضة عينيها ونسمات هواء عليلة تضرب بشرة وجهها الشاحبة ..
, فتحت عينيها تُطالع السّماء بنجومها المتناثرة المُضيئة في كل مكان .. همست بصوت متألم ودموعها تروي ورود خدودها الذابلة: وحشتني أووي .. وحشتني وربنا وحشتني من أول يوم .. وحياة أغلى حاجة عندي وحشتني .. هترجعلي إيمتى يا حبيبي !؟ هترجع إيمتى ؟! محتاجاك و**** .. محتاجة لحضنك يدفّيني .. بردانة من غيرك يا أدهم .. تعبانة أووي .. مش أنت مبتخلينيش أتعب ؟ طب تعالى شوف حبيبتك تعبانة إزاي ..
, بكت بجنون لينقطع كلامها .. انحنت تجلس على ركبتيها واضعة رأسها بين يديها بتعب وانهيار: هعمل إيه من غيرك قولي .. هعيش إزاي وأنت دنيتي .. هتيتّم من غيرك يا أدهم رغم وجود أهلي معايا بس أنت بالنسبالي كل أهلي .. ارجعلي عشان خاطري .. طب عشان خاطر ابنك اللي متعرفش عنه حاجة واللي مستنّيك .. ارجعلي وأنا و**** ما هعمل حاجة تزعّلك مني .. هكون بين ايديك مراتك اللي بتحبك .. مش أنت كنت عايز أقولك المفاجأة ..؟ طب تعالى يا أدهم إحنا ناطرينك ..
, نهضت بتعثّر تتمسّك بكلّ شيء حولها .. تشعر بنفسها ستختنق وقد نفذ الهواء من حولها رغم النّسمات العليلة التي بدأت بالقوة .. لتدخل بسرعة تجذب قميصه وتدفن وجهها داخله مُستنشقة بجنون رائحته .. لتنتعش رئتيها وصدرها فهو وحده هوائها .. ولو مُلأت الدنيا هوائاً لن ينفعها للتنفّس من دونه ..
, عادت للسّرير .. تتكوّر على نفسها كوضعيّتها السابقة .. تُناجي جنينها الذي وحده من يُصبّرها على نار فقدانه المُتأجّجة داخلها .. ورائحته تستنشقها كلّ دقيقة وكأنها أصيبت بالإدمان عليها .. تبكي بحرقة وقهر تتوسّله أن يعود إليها بعد غياب أنهك روحها وفؤادها ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, يجلس على الأرض بجانب السرير يتكئ عليه ناظراً أمامه بجمود شديد .. عينيه متورّمة من كثرة البكاء وعقله يُصوّر له خيالات قاسية تزيد من ألمه ..
, لن يحتمل بعد ذلك .. يشعر بأنه يختنق .. الجميع مُتعب وموجوع .. ولكن لا أحد مذبوح مثله .. كمذبوح مازال يُعافر ويتخبّط مكانه , عينيه شاخصة نحو السماء وحرقة الدم الذي يتدفّق من مكان الذبح يحرقه .. يشعر بنفسه هكذا وليس أمامه طريقة للنّجاة ..
, استند على سريره لينهض بتعثّر كل شيء يؤلمه وجسده ماعاد يحمله .. يلوم نفسه لما حدث معهم .. يُعنّف نفسه ويُعاقبها بأنه جعله يخرج من عنده حزيناً ، غاضباً ..
, وصل لباب غرفته يفتحها ببطء .. هدوء يسكن الفيلا لا يُسمع بها صوت .. الجميع في غرفهم ينتظرون وانتظارهم يذهب هباء ..
, كان مصطفى على حالته .. يُحدّق بالسقف بجمود وتفكير .. تنبّه على فتح الباب ببطء التفت برأسه نحوه ليرى سيف يقف أمامه بهيئته المؤلمة لكلّ من يراها .. اعتدل بجلسته بخوف: سيف مالك ؟ تعال ..
, دخل الغرفة ببطء يتّجه إليه وعيناه بدأتا بذرف الدّموع .. جذبه مصطفى من يده وأجلسه قربه بخوف: مالك يا سيف إهدا شوية ..
, ابتلع سيف ريقه بألم ليتشرّق به ويبدأ بالسعال وانفجر بالبكاء في نفس الوقت .. هبّ مصطفى يجلب كأس الماء وساعده على الشرب هاتفاً: سيف عشان خاطري كفاية متعملش بنفسك كده .. قولي فيه إيه وجيتلي هنا ليه ..؟
, رفع نظره إليه شفتيه ترتجفان بألم: أا أدهم عاوز أدهم ..
, غامت عيني مصطفى بحزن هامساً: هنلاقيه إن شاء **** بس أنت إهدا وخليك قوي ..
, هز رأسه بنفي موجع: لاا لا أنا مش قوي أنا ضعيف من غيره .. أا أنا محدش حاسس بيا .. حاسس نفسي هموت روحي بتتسحب مني بتوجعني .. و**** بختنق بختنق يا مصطفى بختنق وهموت..
, انتفض مصطفى يتأمّله بخوف وهو يربّت على وجنته: سيف اصحى اللي بتعمله ده مش هينفع ولا هيرجّع أدهم ..
, بكى سيف هامساً: أمال إيه اللي هيرجّعه ..؟ بقالي كتير مستحمل وبدوّر عليه .. هو مكنش يقبل يشوفني تعبان خالص .. مش ممكن دلوقتي يرجع !؟
, مصطفى. بخوف: لأ مش ممكن .. أنت كده بتئذيه وبتئذينا أكتر فوق وخليك قوي عشان ندوّر عليه ونلاقيه ..
, سيف بألم: أسبوع يا مصطفى .. أسبوع وكنت قوي وبدوّر عليه .. أنا مكنتش أتحمّل يبعد عني ساعة واحدة متخيّل بقا الأسبوع ده عمل بيا إيه !؟
, مسح مصطفى وجهه بألم: معليش يا حبيبي عارف و**** ..
, نظر إليه سيف بألم وهمس بصوت مُتقطّع: هو م مش أنت أخويا !؟ أادهم كان بحبك أووي كان يوصّيك علينا لما هو يخرج .. يعني كان يخلّيك مكانه ..
, زفر مصطفى بحزن: أخوك يا سيف أخوك وصاحبك وكل اللي أنت عاوزه ..
, ابتلع سيف ريقه هامساً: أانت بتشبهه أووي .. أنت أخويا زيه أانا محتاجه .. ملقيتش غيرك ألجأله أنت زيه ، شبهه ، ع عاوز حضنه يا مصطفى .. وحشني حضنه أوووي و**** وحشني ساعدني عاوز أحسّ بيه معايا مصطفى أرجوك متسبنيش ..
, نظر إليه مصطفى يُجاهد نفسه لكبت دموعه وهو يراه ضعيفاً يلجأ إليه عندما فقد أمل لقائه .. يطلب حضنه ودفئه الذي افتقده من أدهم ..
, همس فاتحاً ذراعيه بحنان: تعال ياحبيبي أنا أهو ..
, تأمّله سيف باهتزاز وقبل أن يقترب منه كان مصطفى يجذبه بقوة ليدفنه بين أحضانه يُشدد عليه بحنان واحتياج .. ربما هو نفسه كان يحتاج لذلك الحضن قبل أيّ أحد آخر ..
, دفن سيف نفسه داخله بقوة غير عابئ بيديّ مصطفى التي تُشدّد عليه حتى كادت تتكسّر أضلاعه .. كان همّه فقط أن يشعر بحضنٍ افتقده ويكاد يموت شوقاً إليه .. يُريد لو يفتح مصطفى أضلاعه ويُخبّئه بها عن العالم حتى عودة أخيه .. انفجر في بكاء مرير وبدأ جسده يهتزّ بين يديّ مصطفى الذي يُربّت على ظهره ويمسح فوق خصلات شعره بحنان ورفق وقد تسلّلت دموعه بصمت هو الآخر ..
, مصطفى بهمس: هشش إهدا أنا جمبك خلاص ..
, أخفض سيف رأسه يدفنه في صدره هامساً ببكاء وندم: أنا السبب .. خلّيته يخرج من هنا كان لازم خليه معايا .. راح وهو زعلان مني يا مصطفى كان جاي يصالحني ويراضيني بس أانا رفضته .. أنا عصّبته وزعّلته ..
, عاد للبكاء أكثر من قبل عند تذكّره جمله أدهم الأخيرة ليهمس بجنون: ق قالي إني هندم .. و**** لما خرج من عندي قالي إني هندم بعدين أوووي .. أنا دلوقتي ندمت يا مصطفى و**** ندمت أوووي .. لو أعرف إن ده هو الندم اللي كان بيتكلّم عنه كنت مخليتوش يطلع قبل م أنا راضيه وأصالحه وأبوس إيديه ورجليه عشان يسامحني .. أنا ندمت و**** ندمت خليه يرجع بقا كفاية عليا كده و**** كفاية ..
, ابتلع مصطفى ريقه بصعوبة وعضّ شفتيه بألم يمنع نفسه من الإنفجار في البكاء ليهمس بصوت مُتحشرج: هيرجع .. و**** هيرجع أنا متأكد .. عشان خاطري خلاص مقدرش أستحمل وأنا شايفك كده ..
, لم يتلقّ رداً منه سوى بكاء مرير وشهقات مرتفعة .. ليضمّه أكثر ويتمدّد على السرير حتى استلقى عليه وسيف مازال داخل أحضانه .. همس سيف فجأة بصوت مبحوح متشبّثاً به: أانا بحبك أووي يا مصطفى و**** مش بكرهك و**** .. أنت أخويا وحياة أدهم بحبك متسيبنيش عشان خاطري وغلاوتي عندك يا مصطفی هعملّك أي حاجة بس متسيبنيش ..
, همس مصطفى بجانب أذنه بسرعة: هشش بلاش الكلام ده يا أهبل .. أنا مش هسيبك ولو على موتي .. أنت أخويا وابني وصاحبي مش هزعل منك حتى لو زعّلتني .. بس كفاية عياط عشان خاطري خلاص ..
, توقفت بجانب الباب بارتجاف .. تراهم أمامها من الباب المفتوح .. ترتجف بألم من كلمات سيف التي شعرت بها أصابت عميقاً في روحها .. تشعر بروحها تُفارقها بفراق أبيها وأخيها وسندها وملجأها .. من لم تجد أباً غيره منذ ولادتها .. صاحبها وحبيبها ورجُلها .. من وجدته قربها في أصعب لحظات حياتها .. من فتح حضنه لها في الوقت الذي كانت تستحقّ النبذ والعقاب .. ولكن قلبه الحنون أغرقها بحنيّته رغم خطئها .. يده العطوفة ربّتت عليها بحب ودعم رغم كل ما فعلته ..
, وضعت يديها على فمها تمنع شهقات كادت تخرج منها لتحبسها داخلها وتزداد رجفة جسدها .. تُريد حضناً كحضنه .. تريد دعماً كدعمه وحناناً كحنانه عليها .. سيف وجد ملجأه ولكن هي كيف ستلجأ لمن كان أول من كسرها وآلمها ..؟
, تأمّلتهم وغيمة مُغبّشة من الدموع تمنع عليها الرؤية .. رغم كل ذلك تحتاج الدعم .. وإلّا انهارت .. رغم كل ألمها وترددها تُريد الإقتراب منه علّه يُعوّضها عن خسارتها ..
, دخلت بأقدام مُرتجفة .. تفرك يديها ببعضهم بارتباك وارتعاش واحتياج .. ومصطفى وسيف مازالا غافلين عنها تماماً ..
, ابتلعت ريقها هامسة بارتجاف وصوت مهتز: أا أبيه ..!؟
, تنبّه مصطفى على صوتها الخافت ليرفع رأسه سريعاً عن الوسادة ويُصدم من هيئتها أمامه .. اعتدل قليلاً ومازال يحتضن سيف لينظر إليها بتمعّن وقلق: مالك يا نور ..؟
, رجفت شفتيها تنظر إليه بتوسّل واحتياج قرأه داخل عينيها .. ولكنه تردّد فهو لايريد أن يزيد عليها أكثر ..
, اقترب وجلست بجانبه ترتجف بخوف وألم .. رفعت عينيها الباكيتين إليه: وحشني أووي ..
, ابتسم مصطفى بحنان: كلنا وحشنا يا نور ..
, رمشت بعينيها لتنهمر دموعها أكثر وتنظر لسيف السّاكن بين أحضانه .. لاحظ مصطفى نظراتها إليه ليقول: هو كويس ..
, رفعت نظرها إليه ليقرأ بهما احتياجاً أكبر .. ليعلم بأن نظراتها تلك لم تكن سؤالاً عن حالة أخيها بل تمنّياً ورجاءً أن تحظى بما يحظى به ..
, قطب جبينه هامساً: نور ..؟
, بكت فجأة تُغطي وجهها بيديها وبدأت بالنحيب ليهمس مصطفى بقلق: نور .. اهدي ..
, هزت رأسها بين يديها قائلة بتقطع: م مش قادرة .. مش قادرة ع عايزة أبيه أدهم ع عايزة أبويا محتاجاه أووي ..
, أبعد أحد ذراعيه عن سيف ليمدْه نحوها بتردّد وعينين دامعتين: تعالي يا نور ..
, أبعدت يديها عن وجهها تنظر إليه بوجه محمرّ ومُبلّل بالدموع .. رأت يده الممدودة نحوها تدعوها للدخول بين أحضانه .. رمشت بتردد وارتعش جسدها أكثر ليهمس: تعالي .. متخافيش ..
, اقتربت بجسدها منه .. رفعت يدها بارتجاف إليه .. لاحظ ارتعاشها ليُمسك بيدها بحنان ناظراً لتعابير وجهها .. ابتلعت ريقها تنظر ليدها داخل يديه .. مُتذكّرة كلمات أدهم التي دائماً ما كان يُخبرها بأنهم يجب عليهم مساعدته وتقبّله بعدما عاش سنين طويلة وحيداً ..
, اقتربت منه أكثر تُغمض عينيها بشدة وأنفاسها تسارعت .. ليجذبها إليه أكثر حتى أصبحت داخل أحضانه .. أغمضت عينيها أكثر تضمّ قبضة يديها بشدة وارتجاف .. وكان هو يضمّها بحنان جارف .. يُربّت علی كتفها ويمسح فوق رأسه بخفة مُهدّئاً من رجفتها ..
, كان يضمّهما سويّاً .. والإثنان يرتجفان بين يديه .. ليعود للإستلقاء فوق وسادته لتستلقي نور فوق صدره تتمسّك به بشدة وتُبعد أي أفكار سلبية تُصيبها .. تُحاول استمداد الدفء الذي شعرته حالما أدخلها لأحضانه .. تُحاول استمداد القوة والمواساة ..
, ضمّهما سوياً بحب وحنان .. ذلك الحضن الذي تمنّاه دائماً .. ولكنه لم يتمنى حدوثه في هذا الموقف بالذات .. في الحزن والألم .. ورغم ذلك .. لا يستطيع إنكار سعادته التي شعرها داخله .. وهو يرى تشبثهما به وكأنه محور الكون الخاص بهما .. تماماً كما كان يحلم أن يكون بالنسبة إليهم في أوقات يأسه وتعاسته .. الآن شعر بشعور أدهم .. ذلك الشعور الذي يُدغدغ القلب والمشاعر .. أحدهم يتمسّك بك يُشعرك بأن الحياة لن تستمرّ بدونك .. الآن شعر بغضب أدهم السّابق وشعر كم احتاج من القوة والسّيطرة على أعصابه ليتقبّله بينهم بعدما فعله بأخته الصغيرة وابنته .. فالآن بتمسّكها به كالطفلة الصغيرة يشعر بأنه يُريد تخبئتها عن العالم أجمع وقتل كل من يرميها حتى بوردة .. يشعر بأنه لو كان مكان أدهم لما استطاع مُسامحة من فعل بها هكذا حتى ولو كان أخيه ..
, انتظمت أنفاس الأثنين فوق صدره .. ليرفع الغطاء فوقهما يُدثرهما بهدوء .. ويحتضنهما بحرص مُغمضاً عينيه وقد شعر بهدوء لم يشعر به منذ أسبوع ..
, وفي الخارج .. خارج الفيلا على ذلك الطريق الواسع المُظلم .. تقف تلك السيارة في وسط الظلام .. ساكنة هادئة .. ولكن داخلها صوت بكاء مقهور ..
, يُرجع مقعد الراكب للخلف ويتمدد عليه مُغمضاً عينيه بشدة .. دموعه تنهمر منه بقهر وعجز .. يتذكر طفولته وشبابه الذي قضاه مع رفيق دربه .. صديقه وأخيه وكل أهله ..
, ضرب المقعد قربه بشدة: ياارب .. تعبت ساعدني عشان ألاقيه .. هو مش صاحبي وبس يا رب هو كل أهلي .. إلّا أدهم يا رب متعاقبنيش بيه .. إلّا أدهم هستحمل أي حاجة إلّا بُعده عني مليش غيره يارب مليش ..
, عاد للبكاء باختناق .. يشعر بعجز كبير .. بحث في كل مكان .. ولكنه فشل .. فشل في إيجاده وفشله يقتله ويحرقه ..
, لن يتحمل ابتعاده عنه .. وفكرة خسارته لا يتقبّلها .. يكاد يُجن .. وكلما مرّ يرم من دون أن يجده ازداد يأسه وألمه ..
, يعلم بأن الجميع متألم مقهور .. فأدهم كان عماد البيت ومن دونه سيتشرخ ويتصدّع .. هو من كان يجمع الجميع حوله .. من جاهد وقاتل نفسه حتى يحميهم من كل ما مرّ بهم .. وهو الذي كان معه دائماً ..
, منذ صغرهم اتفقا على البقاء سوياً .. في حياتهم وعملهم ومصائبهم .. لم يفترقا يوماً واحداً .. لم يختفِ أحدهم إلّا والآخر على علم بمكانه .. فكيف اختفى أدهم اليوم من دونه .. كيف خان وعدهم الذي قطعاه وعاهدا به أنفسهما ..؟
, نظر نحو الفيلا لتلك الأضواء المُطفأة على غير العادة .. الظلام هذا هو نفسه الظلام داخل قلوبهم .. تنهّد بعمق وحرارة كبيرة ..
, وعلى بُعد أمتار .. اختلطت تنهّداته بصوت خاشع باكي .. صوت آيات قرآنية تخرج من فمّ مُعطّر لأم مكلومة ثكلة .. تُناجي رب السماء بعودة فلذة كبدها وحارسها وأمانها .. ليعود إليهم وتعود ضحكة المنزل بعدما افتقدها طويلاً ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, بعد عدة أيام ..
, نزلت درجات السلّم ببطء .. بقلب خافق وخائف .. نظرت لتجمّع الجميع في الصّالة .. نهضت إليها والدتها مديحة سريعاً تعانقها بدموع على حالتها ..
, لتقترب منها كريمة تُجلسها على المقعد الجانبي لتهمس بخفوت: ف فيه إا إيه ..؟!
, نظرت إليها مروة بيأس من حالتها لتعود وتنظر إلى سيف .. طوال الأيام الماضية حاولت معهما ولكن بلا فائدة .. سيف وكأنه قد نسيها تماماً .. في بعض الأحيان تُهدّئ من ثورته ليهدأ بشكل غريب وتظن بأنه قد اقتنع بحديثها ولكنه يعود أعنف وأقسى من قبل .. وليلى باتت قليلة الكلام .. فقط فيما يخص أدهم تتكلم بغير أن تنتهي ..
, زفر كرم بضيق لتُربت إسراء الجالسة قربه فوق كتفه هامسة: اهدا يا كرم .. إن شاء **** قصي هيكون عرف حاجة عنه ..
, نظر إليها بأمل: ياارب .. يارب يكون كلامك صح لأنه لو معرفش الكل هينهار ..
, إسراء بابتسامة: متقلقش .. اتفائل شوية .. قصي قالنا أنه جاي وعنده معلومة مهمة ..
, هز رأسه إيجاباً لينظر نحو ليلى التي هتفت بعصبية مُفرطة: حد يجاوبني فييه إييه .. متجمّعين كلّكوا لييه ؟
, مسحت جمانة دموعها ونظرت إليها: سمعت مصطفى بيتكلم مع قصي .. وقصي عرف أكيد حاجة عن أدهم ..
, نظرت إليهم بلهفة وارتفعت دقات قلبها .. ثم نظرت لمصطفى الذي مسح وجهه بضيق .. لم يكن يُريد أن يُجمعهم كلهم خوفاً من أن تكون معلومات قصي سيئة أو أنها لا تُثلج فؤادهم بلقائه ..
, دخل قصي في تلك اللحظة ليتفاجأ بالجميع أمامه .. نظر بعتاب نحو مصطفى الذي زفر بضيق هاتفاً بنفاد صبر: تعال اتكلم يا قصي محدش هيقوم من هنا .. قول اللي عندك إحنا خلاص تعودنا ع الوجع ..
, نهضت ليلى بهدوء تنظر إلى قصي الذي جلس فوق أحد المقاعد .. لم تكن تستطيع البقاء جالسة .. تشعر بنبضاتها تكاد تقتلها من شدة سرعتها ، تُراقب شفتيّ قصي بلهفة شديدة ..
, مشت ببطء حتى استندت على جدار قربها .. تتأمل الجميع بصمت .. تُريد الصراخ به أن يتكلم ولكن شعرت بصوتها قد اختفى فجأة ..
, لتصرخ نور بدلاً عنها: في إيييه اتكلم بقا وارحمنا ..؟
, رفع أحمد نظراته نحو قصي ليحل القلق ملامحه .. فقد عرف بأن ما يُريد قوله لن يُعجبهم أبداً ..
, تنهد قصي قائلاً بدون أن ينظر لأحد منهم: إحنا بدأنا ندوّر خارج القاهرة .. وعربية أدهم صوّرتها احدى الكاميرات ع الطريق الرئيسي اللي بوصل برا المدينة .. النهاردة جانا بلاغ إن في حادث سير حصل على نفس الطريق وبنفس يوم اختفاء أدهم ..
, رفع نظره ليرى جحوظ عينيهم وترقّبهم بصمت ليُكمل بحذر: روحنا هناك وكان فعلاً في حادث عربية خارجة عن الطريق الرئيسي مسافة طويلة .. العربية مولّعة بالكامل من فترة طويلة .. مش باقي منها غير الفحم .. أخدنا عينة منها عشان نفحصها ونحلل لو .. لو كانت البقايا دي بقايا عربية لوحدها أو.. أو كان في حدّ جواها ..
, صمت طغى علر المكان فجأة .. أنفاسهم تتعالى بسرعة لتُصبح كنهيج .. ربما لم يستوعبوا ما سمعوه .. أو أنهم لا يُريدرن ذلك .. لا يريدون استيعاب بأن أدهم .. الرجل الأول في حياتهم من يسكن داخل قلوبهم هو الآن عبارة عن بقايا مُتفحّمة ..
, نهض سيف فجأة .. رغم ارتجاف جسده ولكنه لا يريد التصديق .. اقترب من قصي بسرعة .. جذبه من ملابسه بجنون صارخاً بصوت مبحوح بعد أيام طويلة من البكاء والصراخ: أنت بتقول إييييه ؟! أدهم مش ميّت مستحيل أنت كداااب أنت مش عارف تشوف شغلك كويس .. مش عايزينك يا أخي إحنا هندوّر عليه ونرجّعه لينا عايش ٤ نقطة ارتخت قبضته عن ملابسه وقصي يقف ساكناً مُقدّراً حالته ليهمس سيف ببكاء: أنت كدااب .. أبووس إيدك قول إنك بتكدب مستحيل تكون دي عربية أدهم مستحييل .. أبوس إيدك يا قصي بلاش الكلام ده أنت كده بتقتلنا .. عشان خاطر أدهم كفاية كده حراام علييك ..
, نظر إليه قصي بألم ووجع هو الآخر على صديقه: للأسف .. اتأكّدنا إن العربية بتاعته فعلاً .. ادعوا إن تكون عربية لوحدها وهو ميكونش جواها .. نتيجة التحليل لسا مظهرتش هحاول إنها تطلع بأسرع وقت ..
, تعالى صوت بكاء فجأة من أحد الأركان .. بكاء ونحيب عالي لأوّل مرة يصل لهذا الحدّ .. التفتوا جميعاً إلى رقية الجالسة فوق كرسيها المُتحرّك جسدها يهتز من شدة بكائها ورجفتها ..
, بقوا ينظرون إليها وكأنهم يُريدون أي شيء ليُلهيهم عن صدمة ووجع ما سمعوه قبل قليل .. لترفع عينيها إليهم بانتحاب: هو هو مفيش غيره .. كاامل .. هو اللي بيعمل كل ده مفيش غيره ..
, هبّ مصطفى واقفاً ينظر إليها بذهول: كامل إزاااي ..؟ هو بالحبس .. وبعدين هو خسر كل فلوسه خلااص هيجنّد ناس تعمل فينا كل ده إزااي ؟معقول هو ورا حادثة أدهم ؟ مش ممكن ..
, نفت برأسها سريعاً متابعة بكائها: لأ لأ .. هو شيطاان .. كامل شيطاان بشكل إنسان .. هو مش هيسكت عن اللي حصلّه وهينتقم .. هو عنده فلوس لسا عنده ..
, صرخ مصطفى بجنون: ولييييه دلوقتي حتى اتكلّمتي ؟! لييه دلوقتي حتى قولتيلنااا بعد كل اللي حصل مع نور وسيف ؟ ودلوقتي أدهم ٣ نقطة؟؟
, بكت أكثر هاتفة: م مكنتش أعرف اللي حصل .. أنتوا مقولتوليش حاجة .. و وأنا وأنا كل اللي حصلي وحياتي معاه خلتني أنسى حاجات كتير عنه .. لأني كنت أسمعها وأعرف عنها بالصدفة بس ..
, مصطفى: حاجات زي إييه ؟ الفلوس جابها منييين بعد م اتحجز على كل أملاكه ..؟؟
, رقية: كامل كان كلّ شغله شماال .. وكان أوقات بيحسب حساب يتكشف أو اللي هو شغال معاهم يبيعوه ويخونوه .. هو ليه حساب برا البلد .. حساب ببنك بإيطاليا باسم مزوّر وبطاقة مزورة .. أكيد ده محدش عرفه ومش هيكونوا حجزوا عليه .. أكيد سحب الفلوس منه ..
, قصي بذهول: وأكيد هيكون حد ساعده في كل ده .. حد راحله الحبس اللي هو على أساس ممنوع عنه الزيارات ..
, تجمّد مصطفی مكانه فجأة .. متذكراً كل ماحدث معهم .. من فعل بهم ذلك شخص يعرفهم جيداً يعرف كل ما يخصّهم .. ويُريد إحداث الفتنة والشّكوك بينهم ..
, نظر نحو الجميع الذين هالهم ماسمعوه .. وجمانة التي لا تدري ما الذي تكلّم عنه بخصوص سيف .. فهي لا تدري سوى عن ذلك المدعو إياد ..
, وفي غمرة ذهولهم وصدمتهم .. كانت ليلى الوحيدة التي لم تتجاوز صدمة ما سمعته من قصي .. ومازال عقلها يُردّد حديثه داخله .. طفرت دموع حارقة من عينيها فجأة .. وألم حاد شعرت به يقطع أوصالها وسائل دافئ يسري على فخذيها ببطء ..
, لتضع يدها فوق بطنها تُمسكه بوجع كبير صارخة باسمه: أادهمم ٣ نقطة
, التفت الجميع لصرختها المتوجّعة لتهوي فجأۃ أمام عيونهم ويرتطم جسدها أرضاً بعنف فاقدة الوعي .. وبقعة من الدماء بدأت تتشكل أسفلها ..
, ليتجمّدوا مكانهم من الصدمة وكريمة ومديحة تصرخان بخوف وفزع .. اندفع سيف بسرعة يرفع رأسها محاولاً إفاقتها وهو يصرخ باسمها .. ليقترب كرم وقد دمعت عيناه بخوف: شيلها يا سيف هنوديها المستشفى ..
, ركض أحمد سريعاً: هجهز العربية بسرعة ..
, حملها سيف بلهفة بين يديه وقلبه ينبض بصخب .. يعلم شيئاً واحداً فقط .. بأن أدهم لن يعود لهم إذا هم خسروا ليلى .. فهي قطعته الثمينة التي لطالما كانت كذلك ..
, دخلوا السيارات لتدخل مروة وكرم بجانب ليلى الساكنة وقد شحب وجهها بشدة .. مروة تضع رأس ليلى في حجرها وتبكي بجنون ..
, وفي المقدمة سيف ينظر إليهم كل ثانية يصرخ بأحمد أن يُسرع والآخر يقود بجنون كاد يُعمي عينيه ..
, وصلوا للمستشفى سريعاً لينزل كرم يحملها بين يديها صارخاً بالمُمرّضين حوله ليُقرّب له أحدهم نقالة مددّها فوقها بخوف ليُدخلوها سريعاً للغرفة ويندفع الطبيب خلفهم ..
, وصل الجميع خلفهم ليدخلوا بلهفة وخوف عليها .. وقفوا في الرواق ينتظرون بفزع عند رؤيتهم حالتها ووالدتها تبكي بخوف فيما أخيها الصغير يجلس يجانب والدته ويبكي مثلها ..
, بعد أكثر من نصف ساعة خرج الطبيب ليُسارع الجميع إليه بلهفة وعيونهم تتسائل بخوف ليهتف والدها: طمنّي يا دكتور بنتي كويسة ؟
, الدكتور بعملية وهدوء: اتطمّنوا دلوقتي بقت كويسة .. جالها انهيار عصبي سبّب لها نزيف الحمد**** قدرنا نوقفه ونسيطر عليه والجنين وضعه كويس بس لازم تهتم بنفسها وبصحتها جداً الفترة دي ..
, تجمّدوا مكانهم يُحدّقون بالدكتور بعينين مصدومة لتهمس جمانة: ج جنين ؟!
, هز الطبيب برأسه: أيوه بنتكوا حامل في شهر وأسبوعين تقريباً .. بس صحّتها مش كويسة لازم تخلّوا بالكوا منها جداً وتبعدوها عن أي ضغط عصبي وقلق .. هننقلها دلوقتي أوضة عادية ونعلّقلها محلول ولما تفوق تقدروا تخرّجوها .. الحمد**** على سلامتها..
, ابتعد الطبيب من أمامهم لتتعلّق عيونهم على ذلك السرير الأبيض الذي يدفعه عدد من الممرضين .. ركضت إليها جمانة بلهفة ودموعها خرجت رغماً عنها تقبل جبينها باكية: حامل يا حبيبتي .. هتجيبي أول حفيد ليا هتجيبي أبن أدهم !؟
, بكت مديحة وكريمة وعانقتا بعضهم بابتسامات شاكرة .. لتقترب مروة وإسراء من نور التي انفجرت باكية فجأة .. على أخيها الذي ترك قطعة منه داخل حبيبته وفارقهم .. لتُعانقانها مهنّئين لها بأنها ستصبح عمة ..
, نظر إليها أحمد .. سعيد لذلك الخبر الذي أثلج صدورهم بعد أيام من نيران أشعلته .. ليجذبها داخل أحضانها يضمّها بشدة مقبلاً رأسها وعينيه دامعتين: مبرووك يا حبيبتي مبروك ..
, تشبّثت به ببكاء: ابن أبيه أدهم .. هو هيبقى أب بس مش عارف .. هو مش هنا مش بينا يا أحمد ..
, مسح فوق شعرها بابتسامة مُنكسرة: هيرجع وهيعرف وهيفرح أووي و**** .. أنا متأكد ..
, همست ببكاء مُتألم: ياارب يا أحمد يارب يسمع منك .. مش هستحمل بعد أكتر من كده ولا ليلى هتستحمل ..
, لم يتمالك محمود فرحته لاطمئنانه على ابنته وسماعه بخبر حملها ليخرّ ساجداً في مكانه يحمد **** بابتسامة ودموع: الحمد**** ألف الحمد**** يارب ..
, ربّت كرم على ظهره بابتسامة لينهض محمود ويُعانقه بشدة ومازالت كلمات الحمد والشكر على لسانه ..
, أدخلوها غرفة قريبة ومنعوا تجمّعهم قربها كي ترتاح في جوّ هادئ .. ليبقوا أمام غرفتها ويجلسون على مقاعد في الرواق ..
, نظر مصطفى إليهم يمسح دموعه بابتسامة .. وعبير قربه تبتسم باتساع .. نظر إليها لتهمس: مبرووك هتبقى أحلا عم في الدنيا ..
, اتسعت ابتسامته أكثر هامساً: هبقى أحلا عم لما ييجي أدهم ويرجعلنا بالسلامة ..
, هزت رأسها رغم القلق الذي شعرت به من احتماليّة أن تظهر نتيجة التحاليل مؤذية لهم وموجعة ..
, اتجه مصطفى إلى أحمد وقف أمامه بجمود .. ليفهم أحمد نظراته ويسحبه من يده بسرعة هاتفاً: تعال هنكلّم قصي يخلّينا نقابله ..
, أومأ مصطفى برأسه وسار بجانبه سريعاً خارجين من المستشفى ..
, اقتربت مروة من سيف الذي ما زال مُتصنّماً مكانه منذ سماعه لخبر حملها ..فقط دموعه تخرج من عينيه بغير أن يرمش أو يتحرك ..
, وضعت يدها على ذراعه هامسة: مبروك يا سيف .. أنت مش مبسوط ؟
, التفت إليها ليذرف دموعاً أكثر .. همست بقلق: س سيف !؟
, تركها مُبتعداً عنها بخطوات سريعة .. وجد نفسه يخطوها نحو غرفة ليلى .. فتح الباب ليدخل ويُغلقه خلفه بسرعة ..
, نظر إليها وهي فوق السرير .. وجهها شاحب ومُتعب كحالهم جميعاً .. اقترب منها ببطء ودموعه لم تُفارقه .. حتى انحنى على ركبتيه بجانب سريرها .. ابتسامة شقّت طريقها وسط دموعه .. ابتسامة سعيدة فرِحة .. قلبه يتراقص فرحاً وهو يتأمّل تلك التي تحمل في أحشائها قطعة من أخيه الغائب ..
, مدّ يده يلمس بطنها من فوق الغطاء وابتسامته تتوسّع أكثر مع ازدياد دموعه .. سعيد رغماً عن كمّ الوجع الذي داخله .. وكأنه يُريد أيّ شيء ليُعيد إليه البسمة ..
, همس ببكاء وصوت مُتحشرج: م مبروك يا ليلى .. مبروك يا مرات أخويا .. لو هو هنا كان طار من الفرحة .. أنا مبسوط أووي و**** إن هيبقى ليا أخ جديد .. أيوه أخ .. لأن أدهم أبويااا أنا وابنه هيكون أخويا .. هو هيرجع و**** لو مش عشانا إحنا عشان الحتة منه اللي عايشة جواكي دي .. سامحيني على كل حاجة عملتها بيكي .. إحنا تعّبناه وعذّبناه معانا أووي بس هو حنين وبحبنا وهيرجعلنا .. شكراً يا ليلى شكراً عشان فرّحتيني أخيراً بدل م كنت بموت وبتقطّع كل يوم ..
, انحنى يمسح خصلات شعرها بحنان .. يشعر بها أكبر منه رغم أنه الأكبر .. يشعر بها تنضح حناناً كحنان والدته .. ربّما الآن قد شعر حقاً بأنها بمنزلة والدته كما أخبرها سابقاً .. الآن عندما أحسّ بأن الطفل الذي داخلها هو أخوه لتُصبح هي الآن أمهما معاً ..
, أمسك يدها التي بها المحلول يضغط عليها بحنان وانحنى يُقبّل جبينها ودموعه مازالت تُبلّل وجهه لتنتقل إلى وجهها ..
, ابتعد عنها ونهض ينظر إليها بابتسامة هادئة .. ثم خرج من الغرفة مُغلقاً الباب خلفه بهدوء وتنهّداته تخرج بحرارة كبيرة ..
, أسرع مصطفى وأحمد بالخروج وأحمد يتحدّث مع قصي على الهاتف .. توقف مصطفى فجأة ناظراً لأحد الأركان ليُغلق أحمد الهاتف مُتسائلاً: وقّفت ليه ؟
, التفت إليه هاتفاً: شوفت الخدّامة اللي كانت في الفيلا .. الأوضة اللي هناك دي أوضة أخوها .. تعال شوية ..
, اتجه مصطفى للغرفة يطرق الباب ويفتحه سريعاً .. انتفضت الخادمة زهرة من جلستها قرب سرير أخوها ووقفت تنظر إليهم بخوف .. التفت مصطفى لإياد ليتفاجأ به فاتحاً عينيه وينقل نظره بينهم ..
, هتف مصطفى: أخوكي صحي إيمتى ؟؟ ومخبّرتيناش ليه ؟
, ابتلعت ريقها هاتفة بسرعة: و**** قبل شوية حتى فاق يا مصطفى بيه ..
, اقترب أحمد من إياد سريعاً هامساً بشرّ: قول بقا .. مين اللي كان وراك ؟ مين اللي باعتك علشان تئذي نور انطق ..؟
, تلعثم إياد وبدأ يتكلّم بكلمات غير مفهومة ليُمسكه أحمد بيده بشدۃ صارخاً: انطق بقولك لحسن دخّلك غيبوبة مش هتصحى منها تاني ..
, هتف إياد سريعاً بخوف: و و**** أانا اتجبرت أعمل كده .. ه هو م ماجد باشا هو اللي قالي أعمل كلّ ده ..
, ألقى أحمد نظرة نحو مصطفى الذي قطّب جبينه باستغراب: مين ماجد باشا ده ؟ وهو يعرفك منين ؟
, ابتلع إياد ريقه ليضغط أحمد على ذراعه بقوة أكبر آلمته ليهتف: ك كنت شغّال معاه زمان وليه فلوس معايا مقدرتش أردهومله ووهو هدّدني أنه هيحبسني لو منفّذتش اللي هو عايزه ..
, صرخ أحمد بغضب: قولنالك يطلع مين ماجد باشا ده .. وعايز إيه بأدهم وعيلته ؟!
, هتف بتوتر: و**** م معرفش .. اللي عارفه أنه هو عايز ينتقم منهم كلّهم .. سامحني يا بيه و و**** غصب عني ..
, مصطفى بجمود وترقّب: ماجد إيه ؟ إيه اسم عيلته ؟
, ابتلع إياد ريقه الجاف: م ماجد عبد السلام معرفش غير أسمه ده ..
, ضيّق مصطفى عينيه ينظر لأحمد بحيرة فيهتف أحمد: بيشتغل إيه ده ؟ أنت كنت شغال عنده فين ؟
, إياد: ك كان عنده معرض عربيات جديدة وقديمة .. وكنت شغال هناك .. معرفهوش أووي لأنه كان علطول يسافر عنده شغل برا البلد ..
, أحمد: كان يتواصل معاك إزاي .. ادينا رقمه وعنوانه ..؟
, إياد بارتجاف: م معرفش و**** معرفش هو كان يجيلي البيت أما يعوزني .. ح حتى معرض العربيات قفله من فترة كبيرة وباعه .. أقسم ب**** معرفش أكتر من كده ..
, أغمض مصطفى عينيه بحنق يجذب خصلات شعره بقوة .. واندفع يخرج من الغرفة ليلحق به أحمد سريعاً ليهتف: يعني مش كامل اللي ورا كل ده ؟!
, هتف مصطفى بحيرة وتشتّت: مش عاارف .. بس حاسس إن كامل ليه يد بالموضوع .. خاصة لما عرفت إنه لسّا عنده فلوس محدش يعرف عنها حاجة ومش محجوز عليها ..
, أحمد: قصي مستنّي بالقسم عشان نروحله امشي ..
, خرجا من المستشفى وبعد دقائق قليلة وصلوا حيث المكان المحبوس به كامل ..
, قابلهم قصي بوجه جامد: الحرّاس اتحقّق معاهم .. وعرفت إن في حد كان يجيله كل فترة هنا بعد م رشى الحرّاس اللي حوليه ..
, ابتسم أحمد بسخرية: الفساد بكل مكان .. حتى باللي يخصّ أمن البلد والناس الفلوس هي اللي بتتحكّم بكل حاجة ..
, قصي بجمود: زي م فيه فاسدين فيه اللي يقفوا قصادهم ويحاسبوهم .. أنا غيرت طاقم الحراسة كلّه اللي حوليه ومنعت عنه الزيارات خالص .. والتحقيق جاري معاه لغاية م نصل لحسابه ويتمّ الحجز عليه ..
, أومأوا برؤوسهم ليُشير إليهم باتباعه .. ليلحقوا به سريعاً ويُدخلهم نحو غرفة فارغة إلّا من طاولة وكرسيّين حولها ..
, وقفوا بصمت وجمود ليُفتح الباب ويدخل منه جنديّين يُمسكان بكامل من ذراعه بقوة ..
, التفتوا ينظرون إليه .. ضيّق مصطفى عينيه وانتفض قلبه حال رؤيته بعد هذه المدة .. كان شكله مُختلف .. عينيه ازدادتا حدة وخبث .. وجسده أصبح أكثر هزولاً .. وتلك الإبتسامة الساخرة التي رمقهم بها أكّدت له بغير أن يسأل بأنه هو وراء اختفاء أدهم ..
, ليندفع نحوه بغضب تملّك منه ويُمسكه من تلابيبه بقوة صارخاً: أنتتت إييه شيطان ؟ مكفاكش كل اللي عملته بينا كل السنين دي جاي دلوقتي تكمّل ألاعيبك الوسخة .. أنت هتفضل طول عمرك٤ العلامة النجمية؟
, ازدادت ابتسامة كامل الساخرة مع رفعة حاجبيه ليقترب أحمد يُبعد مصطفى عنه بجمود .. عدّل كامل من ملابسه وتكتّف ناظراً إليهم: جايين هنا ليه ؟ كنتوا هبروني بزيارتكوا المُبجّلة دي قبل بوقت مش كنت استقبلتكوا بمنظر كويس غير اللي أنا بيه ده ؟
, أشار على نفسه وثيابه ليهتف بعدها بضحك: مفيش مشكلة دي هدوم السجن مش هدومي الخاصة .. هاا بقا جايين هنا ليه ؟
, همس أحمد وهو يضغط قبضته بقوة: أنت ورا كل اللي حصل صح ؟
, نظر إليهم كامل بصمت ليبتسم فجأة وتتحوّل تلك الإبتسامة المقيتة لضحكات عالية ساخرة ولمعت عينيه بحقد: قصدك موت أدهم ؟ هههه أيوه أنا اللي ورا موته .. أنا دلوقتي صلّحت غلط عملته من زمان .. من لما خلّيت على حياته هو وأهله .. كان لازم أقتلهم قبل م يكبروا ويتحدّوني .. كان لازم أعمل بيهم زي م عملت ب أبوهم .. بس أهي دلوقتي نفّذت اللي نفسي بيه من زماان .. دلوقتي ارتحت أووي واقدر اتحبس براحتي .. هههه
, نظر إليه مصطفى بقهر ليهمس أحمد من بين أسنانه: أدهم مماتش .. هو لسا عايش وهيرجع .. وأنت هتتعفّن هناا أو هتكون نهايتك حبل الإعدام يلتف حولين رقبتك ..
, ازدادت ضحكات كامل بشر: مماتش ؟! أمال جثة مين اللي متفحّمة ومبقاش منها حاجة جثتي أنا مثلاً ..؟ أدهمم حبيبكوا مااات وشبع موت .. ماات واتحرق واتفحّم ومفيش قوة في الأرض تقدر ترجّعه تاني هههه ..
, صرخ مصطفى بقهر: أنت طول عمرك شيطان .. إبليس .. مش عارف أنا اتحمّلت أعيش معاك كل السنين دي إزااي ..
, رمقه كامل بحقد .. ربما حقد أكبر من حقده على أدهم ليهتف: أدهم وعيلته خسّروني كتير أووي .. أخدوا مني كلّ حااجة كللل حااجة .. ده حتى الحاجة الوحيدة اللي كنت فاكرها ملكي طلعت مش ليااا .. أبني .. أنت اللي ربّيتك وصرفت عليك .. أتاري عمال أربّي ابن عدوّي بنصّ بيتي ومش حاسس .. وأنت بكل بجاحة سيبتني .. تعرف إني كان ممكن أفضل معتبرك أبني لو م أنت تخلّيت عني وسيبتني ؟ بدل م تخرّج أبوك اللي رباك من صغرك من الحبس اللي رموه بيه وتساعده .. بس أنت عملت إييه ؟ اتخلّيت عني وروحت لأعدائك وأعدائي .. روحتلهم وتحمّلت منهم كلّ حاجة ..
, اقترب منه أكثر صارخاً بجنون وحقد: إزاااي مصطفى اللي كان شايف نفسه أكبر من كلّ الناس يقعد بحتة أوضة صغيرة ..؟ يتحمّل معاملته زي الخدم .. إزااي ..؟ ده أنا كنت معيّشك أحسن عيشة بإشارة واحدة من صبع رجلك كان يحضرلك اللي أنت عاوزه .. من غلطة صغيرة مني بعتني واشتريتهم بأغلا الأثمان .. اشتريتهم بكرامتك اللي داسوا عليها وبقت في الأرض .. كلّه علشانهم .. م أنت أبن أمك هتطلع إزاي غير زيها ..؟ هي باعتني واختارت شريف زمان .. وأنت بعتني واخترتهم ٣ نقطة اخترت أدهم .. كلّكوا اخترتوه زي م اختاروا زمان أبوه .. أمي اختارت شريف ومراتي اختارته حتى أنت بصغرك اخترته هو وعيلته .. ودلوقتي اخترت عيلته كلّكوا اتجمعتوا حوليه وهو بقى بنظركم البطل المُنقذ .. بقى مفيش زيه .. بقى هو الجزء النّضيف من عيلة عز الدين وأنا اتحبست بين أربع جدران زي الحشرة .. لاا مش هسمحلكوا بده أبداً ..
, ابتعد عنهم يُلوّح بيديه كالمجنون مُتابعاً: أنا اللي بعتت اللي اسمه إياد على نوور .. كنت عاوزه يفضحها .. كنت عاوز سيرتها تبقى على كل لسان بالبلد .. وبعتت الخدّامة وأديتها مخدّرات تديهاله عشان يبقى مُدمن زي أبوه .. م أنا مش هقع لوحدي هوقّع الكل معايا بطريقتي .. كنت هفضح نور دي بنت شريف اللي كنت عاوزها زمان تبقى مكان ليلى وأهينها وأنتقم منها لأنها بنته .. كنت هكسر عين أخوها بيها وخلّيه ميقدرش يبصّ بعين أيّ حد لأنه معرفش يربّي اللي كان يقول عليها بنته .. ودلّوع العيلة أخوه كنت هحرق قلبه عليه كنت هخلّيه يكرهه زي م كره أبوه بعد م بقی مُدمن زيه ويرميه زي م رماه وتتفكّك العيلة اللي بناها .. بس كل ده فشل .. فشل وزاد بقلبي نار عليكوا كلّكوا .. ملقيتش طريقة تانية غير أقتله وأطفي ناري .. أدهم أول كان حد لازم أقتله من زمان لأن من غيره مكانش حدّ وقّف بطريقي ومكنتش العيلة دي وصلت للّي هي بيه دلوقتي .. بموته هيموت الكلّ .. لما أقتله هكون قتلت وكسرت عيلته كلّها .. وأنا دلوقتي مبسووط أووي .. مبسوط وأنا شايف الكسرة والوجع اللي بعينيكوا .. ع قبال م أسمع بخسارتكوا واحد ورا التاني ..
, نظروا إليه بجمود رغم نيرانهم المُشتعلة داخلهم .. كان يتكلّم بحقد غير معقول .. بجنون كبير وغلّ يقطر من كلماته المسمومة .. حاول أحمد حاول وحاول السّيطرة على نفسه من دون فائدة ليهجم عليه وقد ملأه كلامه الذي سمعه حقداً وغضباً كبيراً .. دفعه أرضاً وجثى فوقه يُسدّد له اللّكمات القاسية .. حتى تفجّرت الدماء منه بغزارة وبدأ يسعل بجنون ورغم ذلك مازالت نظرة الحقد والخبث تخرج من عينيه الشيطانيّتين ..
, ومصطفى يُتابع ذلك أمامه .. يُتابع ويتذكّر نفس الموقف الذي عاشه .. كان به هو في موقع أحمد الآن والذي يتلقّى اللّكمات كان شريف .. في ذلك المستشفى حيث علِمَ بحقيقته وحجم خطئه الذي اقترفه بحق نور عندما اكتشف بأنها أخته وعائلتها عائلته ..
, تذكّر نهاية شريف بعدها .. وحيداً مُدمناً مُلقىً بإهمال وكره فوق سرير المستشفى .. وكامل ستُصبح نهايته هكذا وسيعمل على ذلك بكلّ قوته .. اقترب من أحمد الذي كان يُحاول خنق كامل بجنون وقد احتقنت عينيه قهراً وألماً من كلّ ماعاناه صديقه المُقرّب وأخيه الذي أهدته له الحياة ..
, أمسكه من كتفيه يُبعده عنه بقوة وكبّل ذراعيه وأحمد يصرخ بجنون: سيبني يا مصطفى هقتللله أقسم ب**** هقتله ..
, صرخ مصطفى هو الآخر يُبعده عنه: كفااية بقا خلااص يا أحمد أرجوك إحنا مش ناقصين .. ده هيموت أكيد بس هيتعدم على كل اللي عمله .. القانون هياخدلنا حقنا المرة دي بس أنت متوسّخش إيديك بواحد ٤ العلامة النجمية زيه ..
, دخل قصي الغرفة وخلفه رجاله ليُشير إليهم بإخراج كامل الذي كاد يفقد وعيه .. حملوه مُتّجهين به للخارج ليتفلّت أحمد من بين يديّ مصطفى مُتنفّساً بجنون ونهيج ..
, هتف قصي بجمود: تقدروا تقدّموا بلاغ ضدّه على كل اللي عمله .. الأوضه دي بيها كاميرا سجّلت كلّ اعترافاته .. مع الحساب البنكي المزوّر والإعترافات دي أنا بأكّدلكوا أنه مش هياخد أقل من إعدام ..
, نظر مصطفى إليه ثم ربّت بقوة على كتف أحمد هاتفاً بحزم: هنعمل كده أكيد .. لازم يتعدم ونخلّص الدنيا من شرّه بقا ..
, أومأ قصي إليهم ليأخذهم إلى أحد المكاتب حيث يجلس أحد الضبّاط خلفه وبدؤوا بتقديم البلاغ ضدّهم وقدّم قصي الإثباتات والدّلائل طالباً من الضّابط أن يُسرع في مُحاكمته لكي يضمن سلامتهم ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, رمشت بعينيها بضعف .. تشعر بهما ثقيلتان وكأن يضغط عليهما حجر قاس .. فتحتهما مُحدّقة بسقف الغرفة تستوعب أين هي وما الذي حدث معها ..
, حرقة الدّموع التي تشكّلت في عينيها وألم جسدها نتيجة ارتطامها بالأرض مع ألم بطنها قد ذكّراها بكل ما حدث ..
, لينكمش قلبها برعب وتضع يدها فوق بطنها سريعاً صارخة بصوت مبحوح: ابني ٣ نقطة!؟
, استمعت لصوت والدتها قربها وهي تمسح فوق خصلاتها بلهفة: الحمد**** على سلامتك يا حبييتي .. أبنك كويس متخافيش الدكتور طمنّا ..
, نظرت باتجاهها لتبتسم كريمة من بين دموعها .. حاولت ليلى النهوض لتُعاونها مديحة من الجهة الأخرى وتُرتب خلف ظهرها برفق واقتربت تحتضنها: خوفتينا عليكي وقعتي قلبي يا ليلى ..
, نظرت ليلى حولها لترى عيون صديقاتها تحدّقن بها بقلق .. ازداد الدمع داخل عينيها وبدأت في البكاء وهي تُحاوط بطنها بحماية ..
, همست كريمة وهي تمسح دموعها: عشان خاطري متعيطيش طب علشان خاطر أدهم وابنه اللي جواكي ده .. مينفعش ليكي الزعل والعياط يا حبيبتي أهدي وإن شاء **** أدهم هيرجع تاني ادعيله أنتي بس ومتعمليش بنفسك كده ..
, تابعت بكائها بانهيار .. كانت تُريده أن يكون أول من يعلم بخبر حملها .. ولكن الآن الجميع أصبح يعرف إلّا هو ..
, بكت حتى كادت تختنق لتدخل جمانة في تلك اللحظة واقتربت منها جالسة قبالتها .. أمسكت وجهها ترفعه إليها وهي تمسح دموعها هامسة: أنتي بتئذي نفسك .. وبتئذي ابن أدهم .. مش أنتي بتحبيه ؟ طب وغلاوته عندك بطلي عياط وكفاية كده .. عاوزاه أما يرجع بشوفك بالحالة دي ؟ هاا جاوبيني عاوزاه يرجع ويقول إننا مقدرناش نهتمّ بيكي ولا نراعيكي بغيابه ؟ أنتي ترضي يقول علينا كده ويزعل مننا !؟
, تعلّقت عينيها بعيني جمانة اللّامعتين بدمع تكبته بصعوبة .. ولكنها الآن ليست وحدها لتنفجر في بكاء مقهور .. الآن زوجة ولدها أمامها وابنه داخل أحشائها وعليها الحفاظ عليهم حتى عودة الغائب ..
, همست ليلى بصوت يكاد يختفي: استنيته أووي يا ماما .. وحشني .. همووت من غيره هيرجعلي إيمتى بقاا .. كنت محضراله المفاجأة عند عاوزاه يعرف أنه هيبقى أب .. ميعرفش لحد دلوقتي .. هيعرف إيمتى طيب ؟! ابنه هيفضل مستنيه لحد إيمتى ؟
, ابتلعت جمانة ريقها وجذبت رأسها تدفنه داخل صدرها تمدّها الدفء والقوة .. وتُخفي عينيها اللتين بدأتا بذرف دموع صامته .. هامسة بخفوت: هيرجع قريب بس ادعيله .. خليكي قوية زي م عرفتك .. هو عاوز ليلى القوية اللي مبتضعفش .. خليه يرجع يشوفك مستنياه ومعاكي حتة منه .. متخليهوش يتوجّع أما يشوف خالتك دي .. لو بتحبيه اهتمّي بنفسك وخلي بالك من ابنك كويس .. أنتي حتة منه أنتي وأبنه هو هيتوجع أما يشوفكوا كده .. متخليهوش يتوجع يا ليلى أرجووكي .. عشاني .. عشاني أناا .. أنا أمّ .. أنا أمه بحس بيه وبوجع متوجعيش قلبي يا ليلى أرجوكي ..
, ابتعدت عنها تمسح دموعها بخفة وانحنت تقبّل جبيتها بحنان ماسحة فوق شعرها .. تأملتها ليلى بعينين لامعتين ترى داخل عينيها القوة والثقة لتومئ برأسها بصمت ..
, ابتسمت جمانة وربتت فوق بطنها: مبروك ياحبيبتي متعرفيش أنا فرحت قد إيه بالخبر ده .. قولتلك أنتي فرحة البيت ونعمة دخلت حياتنا ..
, ابتسمت ليلى ورفعت يدها تُقبلها بامتنان: **** يخليكي لينا وميحرمناش منك يا رب ..
, ابتسمت جمانة بحب لتهتف كريمة: يبقى دلوقتي هخليهم يجيبولك الأكل عشان تاكلي وتقدري تقفي على رجليكي ..
, نظرت إليها نافية بهدوء: لا يا ماما مليش نفس بجد ..
, هتفت جمانة بحزم: إحنا قولنا إيه ؟ أصلاً إحنا مش بس عشانك بنتكلم .. لا برضه عشان البيبي الجميل ده ..
, نظرت إليها ليلى بضيق لتهتف مديحة: أيوه أنتي مبقيتيش لوحدك .. ومن دلوقتي أكلك هيزيد هتاكلي عن تنين ..
, نظرت إليها ليلى بذهول: إييه لا مقدرش أنا لوحدي مكنتش آكل أووي إزاي هعمل كده دلوقتي ..؟
, ابتسمت جمانة بحب: أنتي دلوقتي بتقولي كده ياختي بكرا أما تبقي منفوخة زي الكورة مش هنقدر نلحقلك أكل ..
, ليلى بعبوس: لأ مش هبقى كده ومش هاكل غير أكلي الطبيعي ..
, ضحكت جمانة: مش هتقدري .. بكرا البيبي ده هيبقى يجوع وعاوز ياكل كل شوية .. أنا كنت قول زيك بس أما ببقی حامل كنت آكل ومأشبعش ..
, ابتسمت ليلى بخفة: بجد !؟
, ابتسمت جمانة ولمعت عينيها بحزن: أما حملت بأدهم كنت عاوزة أحافظ على جسمي بس مقدرتش مكنتش بشوف نفسي غير جعانة .. ووقتها زاد وزني كنت بنزعج جداً بس لما بحسّ بيه جوايا بيرفس ويتحرّك كنت أتبسط أووي وأفضل آكل .. ثم ضحكت هاتفة: وأما حملت بسيفو بيه كان لازم يحطولي سريري بالمطبخ .. علطول لازم يكون بإيدي حاجة باكلها ولو مأكلتش مكنتش أتهنى ولا أرتاح وهو عمال يرفس ويضرب جوايا .. من وهو ببطني شقي وكل الأكل اللي أشتهيه يكون حاجات خيالية ومش موجودۃ ..
, ضحكت ليلى بخفة هامسة وهي تنظر نحو نور التي تُتابع كلامهم بابتسامة: ونور !؟
, غامت عيني جمانة بألم لتهمس: نور كانت هادية .. كنت بشتهي حاجات عادية .. نور اتعذبت معايا أووي .. الفترة اللي كنت حامل بيها كانت فترة صعبة علينا جداً .. ورغم كل ده نور كانت قوية واستحملت .. أنا ولادي كلّهم كده كلّهم بيستحملوا وأقوياء .. عشان كده واثقة إن أدهم هيرجع .. قد م غيابه طوّل هيرجع ..
, اقتربت نور تحتضن جمانة من الخلف وتقبل وجنتها بحب .. فيما ابتسم البقية بهدوء لتهتف مديحة بانزعاج: وأنتي يابت إزاي تبقي حامل ومتقوليش حاجة !؟
, ليلى: كنت عاوزة أعملها مفاجأة ..
, كريمة بتأنيب: مفاجأة إيه أنتي حامل بشهر ونص وكل ده وإحنا منعرفش عمال تقومي بشغل البيت كله معايا ومش راحمة نفسك وأنتي تنطّي بكل مكان زي القردة ..
, رفعت ليلى حاجبيها: قردة ؟ **** يخلّيكي يا ماما ..
, هتفت جمانة بحب: أمك معاها حق أنتي لسا ببداية حملك وده أول حمل ليكي هيكون صعب عليكي وعلى صحّتك لازم تخلي بالك من نفسك ومتتعبيش ..
, كريمة: قوليلي بقا أنا إزاي محسيتش بيكي ولا بان عليكي حاجة ..؟
, نظرت إليها ليلى بانزعاج: هيبان إزاي يا ماما هو هيتكتب ع جبيني يعني ..؟ أنا من فترة حسّيت بمغص شوية وكانت متأخرة عندي شكيت بالموضوع وجبت اختبار حمل واتأكدت ..
, ضيّقت كريمة حاجبيها: محسيتيش بدوخة ولا غثيان ولا حاجة !؟
, نظرت إليها ليلى ونفت برأسها لتهتف: بت يا ليلى أنتي متأكدة إنك حامل ..؟
, هتفت ليلى باستنكار: فيه إيه يا ماما مش قولتيلي إن الدكتور طمّنكوا وقالكوا إني حامل ؟!
, كريمة بإدراك: أيوه صح افتكرت .. يخربيتك مبقيتش مركّزة بسببك أنتي وإهمالك ده ..
, همست ليلى بهدوء: من فترة بقيت بدوخ وبحسّ نفسي هستفرغ .. من وقت غاب أدهم .. يمكن الأول من فرحتي وحياتي معاه مرتاحة مكنتش بحس بحاجة ..
, مديحة: وإهمالك لنفسك هو اللي هيزيد الأعراض دي .. أنا قايمة قولهم يجيبوا الأكل بتاكلي ونرجع البيت لو الدكتور كتبلك على خروج ..
, أومأت ليلى بصمت واستندت برأسها على الوسائد خلفها لتقترب منها صديقاتها يجلسن قربها بمحاولة لإخراجها من حزنها ووحدتها ..
, دخل الطبيب بعد فترة لفحصها لهتف جمانة: تقدر تخرج دلوقتي يا دكتور ..
, الطبيب بهدوء: حالتها مستقرة الحمد**** أهم حاجة تهتم بنفسها وأكلها كويس وتبعد عن أي زعل وضغط .. تقدر تخرج بس أنا بفضل تبقى هنا للصبح نتطمن عليها أكتر ..
, هتفت جمانة ناظرة إليها: يبقى تفضلي هنا أحسن ..
, ليلى: لأ ياماما مش قادرة أنا عايزة أرجع ..
, هتفت كريمة: خلاص يا حبيبتي هما الكام ساعة دول نامي وارتاحي وبكرا من الصبح هتخرجي ..
, استسلمت ليلى في النهاية لتنظر نحو مديحة: هو حمزة فين ؟
, ابتسمت لها قائلة: خليت كرم يرجعه البيت هو عند جارتنا أم سلمى هتخلي بالها منه النهاردة ..
, أومأت برأسها بصمت لتستلقي فوق سريرها مغمضة عينيها بتعب بإرهاق ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, خرجت ليلى من المستشفى وحولها الجميع .. ساعدتها والدتها وكرم لتصعد إلى غرفتها لتستريح .. جلست مروة بجانبها حتى ذهبت في النوم لتخرج من الغرفة وتنزل حيث الباقي مُتجمّعين في الصالة ..
, هتف سيف بحيرة: طب وماجد مين ده ؟ إزاي إياد قال إن ماجد اللي بعته وكامل برضه بقول إن هو اللي بعته ..؟
, كرم: ممكن كامل بيتعامل مع ماجد مباشرة وهو اللي كان يجيله الحبس وهو بقى اللي شغّل إياد وأخته معاه ..
, أحمد: ممكن فعلاً ..
, فتحت الخادمة الباب ليتقدّم منهم قصي بملامح مسودّة منكمشة وخطوات مُترددة ..
, رفعوا رؤوسهم إليه وقد هالهم شحوبه البادي على وجهه .. أغمض أحمد عينيه متنفّساً بعمق وقد شعر بما سيُريد قوله ..
, وقف قصي أمامهم ليُخفض رأسه أرضاً مُحاولاً استجماع شجاعته التي اندثرت .. همس بعدها بصوت خافت كان وقعه كالإنفجار في آذانهم: النتيجة ظهرت ٥ نقطة أا أدهم كان جوا العربية أما اتفجرت ..
, شدّد أحمد من إغماض عينيه بألم فاق تحمّله لتشهق مروة بهلع وتنظر باتجاه سيف سريعاً .. رجفت شفتيّ جمانة وشحُب وجهها حتى ظهرت عليه تجاعيد كثيرة وكأنها قد شاخت فجأة ..
, نهضت نور عن مقعدها جاحظة العينين .. دموعها وجدت طريقها لوجهها وصوتها اختفى تماماً داخل تلك الغصّة التي بدأت في خنقها ..
, نهض سيف يشعر بالدنيا تميد به .. وكأن الأرض انشقّت وبدأت تبتلعه ببطء قاتل للأعصاب .. همس بتشتت: قولت إيه ؟ أدهم مكنش بالعربية صح ؟
, نظر إليه قصي بتألم ليمدّ يد مُرتجفة يُمسك بها نتيجة التحليل وبصوت أكثر ارتجافاً: ا النتيجة بتقول إن ف في بقايا جثة مع بقايا العربية ..
, سيف بحذر: جثة !؟
, نظر نحو الجميع بعينين زائغتين هامساً: أادهم ب بقا جثة !؟ ط طب فين .. فين جثته دي !؟
, صرخ بجنون صراخ هزّ أركان الفيلا: ما تجااوب فين الجثة اللي بتتكلم عنها دي ..؟ جايبلي حتة تحليل كدااب وبتقولي أدهم بقاا جثة !؟
, سحب الورقة من يديه يُمزقها بعنف وألقاها بوجهه بقوة صارخاً: التحليل ده تبلّه وتشرب ميته .. أدهم مماتش فاااهم مماتش أدهم مش جثة .. و**** مش جثة أدهم لسا عايش اطلع برررا .. برااا يا كدااب اطلع براا ..
, بدأ يدفعه بجنون ويصرخ بزعيق وصوت مقهور: برررا أنت كدااب عايزه يمووت كلكوا عايزينه يموووت اطلع برا حرام عليك حراام ..
, خرجت من غرفتها ببطء .. أصوات صراخ تصلها تُحاول ألّا تفهم منها شيئاً حتى تصل إليهم لئلا تنهار قبل ذلك .. وقفت أعلى السلام تسمع صراخ سيف المجنون ..
, اقترب مصطفى يجذبه من كتفيه لينفضه سيف يُبعده عنه بجنون: ابعد عني قول لصاحبك يطلع برررا قوله يطلعع هو عايزه يمووت هو موّته ..
, همس مصطفى بقهر: قصي أنت متأكد !؟
, نظر إايه قصي لا يعلم بم يُجيبهم وماذا سيتصرّف في هذا الموقف ليجيب: التحليل بقول كده .. دي سيارة أدهم والجثة اللي جواها أكيد ليه ..
, التفت نحوه سيف بجنون عند سماعه من جديد لكلمه جثة .. حاوطت ليلى بطنها بيديها تنفي برأسها بجنون وعينيها لم تعودا تريان شيئاً من تجمّع دموع مالحة أحرقتها .. صرخت صرخة مدوية مذبوحة: لاااااا ٣ نقطةأدهم ..
, التفت الجميع إليها ليركض كرم بسرعة نحوها وهي بالكاد تسند نفسها وما إن وصل حتى سقطت بين يديه مُغشاً عليها .. بكى من رؤيتها هكذا وبكى من الخبر الذي سمعه .. حملها متجهاً إلى غرفتها وشقهاته تعلو في المكان ولم يستطع حبسها ..
, وضعت جمانة يدها فوق صدرها مُحاولة التنفس لتنتبه عليها كريمة سريعاً وتقترب منها قبل أن تُسرع إلى ابنتها وربتت فوق وجنتها بخوف: ج جمانة مالك ؟؟
, شهقت باختناق وطفرت دموعها بغزارة تُحاول التنفس لتُحضر مديخة كوب من الماء ويرشّوا وجهها به وهي يضيق صدرها أكثر من قبل وكأن الدنيا انطبقت عليه بقوة وعصرته .. إحساس بأن قطعة منها تُفارقها .. تشعر بهم ينتزعوها من صدرها انتزاعاً مؤلماً وقاتلاً ..
, نقلت نظرها بينهم مُحاولة أخذ أنفاسها بصعوبة ليرتخي جسدها فجأة بين يديهم لتصرخ كريمة ببكاء: حد يجيب الدكتور ب**** عليكوا بسررعة ..
, نظرت نور نحو والدتها التي تُحاول كريمة ومديحة إفاقتها .. رمشت بعينيها تشهق بشدة ولم تعد تتحمّل ما يحدث أمامها .. صعدت لغرفتها سريعاً بخطوات راكضة متعثرة تتمسّك بكل شيء حولها .. وجدت نفسها أخيراً ترمي بثقلها فوق سريرها وتنفجر ببكاء ملّت منه طوال تلك الأيام .. امتدّت يديها تسحب من أسفل وسادتها قميص أبيض .. قميص أخيها الذي أخذته من غرفته لينام معها كل ليلة تشمّ بها رائحتها وتشعر بوجوده قربها ..
, صرخت دافنة رأسها في السرير لتخرج صرخاتها مكتومة .. ضربت السرير بقبضتها بيأس تكاد تختنق .. صرخت بألم حارق في صدرها: ليييه لييه يارب لييه .. روخت ليه وسبتني ؟ مش هتمووت مش مصدقة و**** مش مصدقة و**** ..
, شهقت ترفع رأسها الذي شعرت به ثقيل جداً وأنفاسها تخرج بنهيج: هعيش من بعدك إزااي قولي .. هعيش من غير صوتك وغير حضنك إزااي ؟ مين غيرك هقوله يا أبيه ؟ سيبتني لييه يرضيك بنتك يحصل بيها كده يرضيك يا أبييه ..؟ يارب مش قادرة أستحمل كل ده مش قادرة ..
, طرق أحمد الباب هامساً: نور افتحي ..
, رفعت رأسها تصرخ بجنون: محدش يجيلي مش عاايزة أشووف حد ابعدوا عني كلكوا .. اطلعوا برااا مش عايزة حد معايااا ..
, وضع يده فوق الباب وكأنه يلمسها ويُربّت عليها .. كانت المرة الأولى التي تقفله رافضة أي شخص حولها .. همس ببكاء مخنوق: عشان خاطري ..
, بكت بجنون: عشاان خاطري أنااا رجّعهولي .. عشاان خاطري .. قووله يرجعع عشاان خااطري أنااا ..
, بكى ولم يستطع التحمّل .. تهاوى جسده أمام باب الغرفة ليسقط على ركبتيه .. استدار مُستنداً على الباب بظهره يستمع لصوت بكائها الذي يقطع قلبه بعدما تكسّر بسماع خبر صديقه ..
, رفع قبضة يده يضرب صدره بقوة مؤلمة .. ولكن ألده الداخلي يفوق أضعاف ما يشعره من ألم .. استدار هامساً: هموت يا نوور .. عيلتي ضاعت مني .. هموووت ..
, أسند جبينه فوق الباب يُغمض عينيه بضعف ودموعه كشلّالات لا تنضب .. فُتح الباب ببطء ليُبعد رأسه عنه ويجد نور تجلس على ركبتيها أمامه .. التقت عيونهم الباكية المتورّمة وتعالت نبضاتهم المُعارضة لكلّ ما سمعوه .. رفع يديه مُحاوطاً وجهها بارتجاف وقد فقد كلامه .. لتقترب وتُلقي بنفسها بين ذراعيه ويضمّها بقوة ..
, جاء الطبيب لليلى وجمانة وخرج من عندهما بعدما أعطى لكلّ واحدة حقنة مُهدّئة .. جلس مصطفى في حديقة الفيلّا .. ينظر أمامه بتصنّم .. لا يستوعب ما سمعه بل لا يُصدّقه من الأساس .. كيف لأدهم أن يتركهم ..؟ كيف لهم أن يخسروه بهذه السهولة من دون حتى أن يكون له قبراً يُهدّئ من حرقة قلوبهم عليه ..؟
, وضعت يدها فوق كتفه وجلست تنظر إليه بحنان .. خرجت دموعها رغماً عنها لتمسحها سريعاً .. التفت ينظر إليها .. تلك الفتاة من كان يُريد أن يُريها حبه لها يُعوضها عن أيام عاشتها معه وهو غير قادر على تحديد مشاعره .. كيف سيعوّضها الآن وهو نفسه قد فقد قلبه ومشاعره وأحاسيسه ..؟!
, ابتلع ريقه هامساً: أنتي مصدّقة ؟؟ أنا مش مصدّق ولا هصدق ده ..
, عضّت شفتها بألم لا تعلم ماذا تُجيبه ليهمس: متقوليش حاجة .. هو عايش بس مش عارف هو فين .. أنا هفضل مستنيه ومش هيأس ..
, مدّت يديها تُمسك وجهه وتجذبه نحوها ليسنده فوق كتفها .. حضنها فقط ما تستطيع تقدمته له في تلك اللحظة ، رفعت يديها تمسح فوق شعره ليبدأ ببكاء صامت ودموع تُبلل ثيابها لتمتدّ يديه تُحاوطها بارتعاش واحتياج أكثر من أيّ وقت مضى ..
, في الأعلى ..
, نظرت إليه بألم وهو مُتمدّد أمامها غير واعٍ لشيء .. كان قد هدئ هدوئاً مُرعباً بعد ثورته السابقة ليطلب كرم من الطبيب أن يُعطيه حقنة مهدئة .. لم يتوتّر ويخاف منها كالعادة بل ربما لم يشعر بها من الأساس .. وربما كان شاكراً لهم لمساعدته عن إخراجه عن الواقع ..
, خرجت منها دمعة مسحتها بسرعة وانحنت تُقبل جبينه وتمسح فوق رأسه برفق .. همست بضعف: سامحني .. ضغطت عليك أووي .. مكنتش عارفة اللي مستنينا ده .. عارفة إنك هتبعد عني مش هقدر أعوّضك عن غيابه .. عارفه أن هو بالنسبة ليك حد ميتعوّضش .. بس هفضل جمبك ومش هسيبك لآخر يوم بعمري ..
, انحنت تضع رأسها بجانب رأسه تنظر إليه بعينين باكيتين .. لتُغمض عينيها بتعب وتذهب في نوم عميق ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, وقف محمود في صالة الفيلا .. الجميع حوله ومصطفى جالس بجمود ..
, نظر لعزيز والد مروة هامساً: يعني إيه مش هيعملوله عزا ؟
, زفر عزيز: و**** مش عارف .. هما لحد دلوقتي مصدومين .. جمانة هانم هي وليلى مصحوش لغاية دلوقتي .. بعدين أنا برضه مش مصدّق ولا مستوعب اللي حصل ..
, نظر محمود إلى مصطفى وأحمد اللذان يجلسان بجانب بعضهما بهدوء كبير ليقول: عارف مش هيعملوا عزا قبل م ينتقموا ..
, عزيز: مش على أساس قدّموا بلاغ بيه وهيتحاكم ؟
, محمود: أيوه بس التاني اللي كان بيساعده عمال يدوروا عليه ..
, نزلت نور درجات السلم تستند على مروة وإسراء .. هيئتها ذابلة أكثر من قبل بالكاد تقف على قدميها .. نظرت نحو أحمد ومصطفى لتمتلئ عيناها بالدموع واقتربت منهم بخطوات مترنحة .. مد أحمد يده سريعاً يُمسكها لتجلس بينهم ..
, نظرت مروة وإسراء نحو عبير التي تجلس بصمت .. تنهّدت مروة واقتربت لتجلس بجانبها لينزل كرم درجات السلم يجلس بجانب إسراء بتعب ..
, ارتف صوت التلفاز في ذلك الوقت أدارت نور عينيها نحوه لينتفض قلبها عند رؤيتها لصورة أخيها الحبيب .. الجميع علم بما أصابهم والجميع يتكلّم عنهم .. رجل الأعمال المُلقّب بالأسطورة أدهم عز الدين لقى مصرعه في حادث سير مُرعب ..
, ارتجف جسدها فجأة مُتمسّكة بأحمد أكثر .. نظر مصطفى نحو التلفاز لتقع عينيه على صورته ولقب الأسطورة الذي يُزين الشاشة .. هل يدرون بأنه أسطورة بينهم فعلاً !؟ هل يعلم من كتب ذلك بأنهم من دونه كشعب فقد تاريخه وحضارته وأحلامه .. وقد انسحقت تلك الأسطورة ولم يعودوا أحياء من دونه ..؟
, دخل أمير في تلك اللحظة نظر إليهم ليقترب من مصطفى هاتفاً: أسف مقدرتش أجي مبارح و٣ نقطة
, قاطعه مصطفى قائلاً: متكمّلش .. مش هنستقبل عزا بأدهم .. إحنا هننتقم .. ننتقم وبس ..
, اتجه نحو التلفاز ليُطفئه تماماً فيهتف أمير: الصحافة برا متجمّعين بالعافية قدرت أدخل ..
, نهض أحمد سريعاً للخارج وقام بإعطاء أوامره للحرّاس بمنع أيّ صحفي من الوقوف أمام الفيلا ..ليهتف أمير بقلق: سيف فين ؟؟
, كرم بخفوت: لسا نايم .. مش عارف أما يفوق هيعمل إيه هو وليلى ..
, هتف مصطفى: أهم حاجة نعرف مين ماجد ده ونوصلّه .. أقسم ب**** هدفنه بسابع أرض ..
, أمير بحيرة: ماجد مين ؟!
, كرم بهدوء: واحد أسمه ماجد عبد السلام هو ورا كل اللي حصل كان بيتعاون مع كامل ..
, نظر إليهم أمير بصدمة: مااجد ؟!
, دخل قصي في تلك اللحظة مع أحمد ليهتف أحمد سريعاً: أنت تعرفه ؟!
, نقل أمير نظراته بينهم ليهمس: ماجد ده أخو رامي .. ماجد عبد السلام ..
, نظروا لبعضهم بصدمة ليهتف كرم: أنت متأكّد أنه أخووه ؟
, أمير: أيوه هو عنده أخ أكبر منه أسمه ماجد .. كان علطول بسافر وعنده شغل برّا وبرضه كان عنده معرض للسيارت هنا بس قفله .. م هما حالتهم المادية كويسة .. بعدين ممكن يكون هينتقم لأخوه ..
, هتف كرم: فعلاً هو ده اللي بنتكلم عنه ..
, أمسك مصطفى أمير من ذراعه بجمود: يبقى مش هنستنى ولا دقيقة أمشي دلني على عنوانه ..
, خرج أحمد بعدهم سريعاً ليهتف قصي: خليكوا هنا أنا هروح معاهم قبل م يتهوّروا ..
, نظر كرم نحو والده وعزيز بقلق ليجلس بعدها منتظراً على أعصابه ..
, في الأعلى .. استيقظت فجأة بفزع .. تتنفّس بقوة .. تراجعت بظهرها إلى السرير تضمّ ركبيتيها لصدرها ودموعها تنهمر بغزارة .. شهقاتها ارتفعت ومازالت تحت تأثير الصدمة تنفي برأسها بجنون ..
, نظرت حولها بضياع: أادهم ؟ لاااا هو مش ميت هو هيرجعلي .. أنا مش هقدر أعيش من غيره و**** مش هقدر .. هقول لابنه إيييه ؟ هييجي ليه وهو ملوش أب ؟ قلي يا أدهم هتخلّي ابنك يعيش من غير أب ؟ أنا مش هقدر أكون ليه أب ولا حتى أمّ من غيرك و**** مش هقدر يا أدهممم ..
, حضنتها والدتها قربها تستشعر رجفة جسدها المُخيفة .. لتركض كريمة تطلب من الممرضة الخاصة برقية أن تصعد لها تُعطيها مهدئ خوفاً من حالتها تلك ..
, تراخى جسدها وهي تهمس باسمه من بين شهقاتها ودموعها بلّلت وجهها غير قادرة على التّصديق ..
, عاد بعد فترة مصطفى مع أحمد وقصي وأمير بملامح جامدة .. اندفع كرم نحوهم بقلق: إيه اللي حصل ..؟
, نظر أمير نحوه بخفوت: طيارته كانت النهاردة الصبح .. ساب كل حاجة هنا وسافر .. شكله كده هربان ..
, ركل أحمد المقعد بجانبه بغضب ليسقط أرضاً بعنف وهو يشعر بثقل جاثم فوق صدره .. ليعود مصطفى يجلس بجمود: حتى لو كان بآخر الدنيا هوصلّه ..
, نظر قصي نحوهم بجمود وتفكير عميق وهو يشعر بأن هناك شيء غير مفهوم ..
, مضى الليل بطوله الذي كان كالدهر عليهم .. ينتظرون مجهولاً .. ربما عودة أدهم من الأموات أو انتقامهم الذي لن يتخلّوا عنه .. نامت نور بعد عودة انهيارها لتُحقن بإبرة مُهدّئة كما الحال مع سيف وجمانة وليلى .. أمضوا الليل غائبين عن الوعي ..
, في اليوم التالي عاد الصحافة للتجمِع مُنتظرين أي خبر لينقلوه .. ولا يعلمون متى سيظهر أحد من تلك العائلة ليُجيب على أسئلتهم ..
, هتفت مروة لوالدها بضيق: بابا أرجوك مش هروح من هنا خلاص سيف محتاجني ..
, عزيز: أنا وأمك هنا .. أنتي بقالك كام يوم مش بتنامي خالص حرام عليكي ..
, هزت رأسها بصمت وجلست فوق أحد الأرائك .. هتف مصطفى: سيف لسا نايم ..؟
, نظرت إليه بقلق: لأ .. صحي بدري ومرضيش يقولّي رايح فين .. ولا بردّ على تلفونه ..
, مسح مصطفى وجهه بضيق ليدخل أحمد هاتفاً: قصي جاي هنا كمان شوية عنده حاجة مهمة ..
, كرم بلهفة: حاجة إيه ؟
, أحمد: مش عارف و**** قال عايز الكل متجمّعين ..
, مصطفى بجمود: ممكن يكون عرف مكان ماجد عشان نقدر نوصله ..
, تنهد أحمد قائلاً: مش عارف و**** هو قالي الكل لازم يجتمع .. أنا طالع صحّي نور ..
, في مكان آخر ..
, توقفت سيارته بجانب الطريق الواسع .. ترجّل منها ببطء وخطوات جامدة .. عقله مُغلق عن كل شيء ..
, نظر حوله بضياع ومشى نحو أحد الأماكن .. دخل بين الحجارة والصّخور بجانب الطريق .. مشى مسافة قليلة لتظهر أمامه كتلة سوداء مُتفحّمة .. انكمش قلبه وغصّة كبيرة خنقته ..
, اقترب بجسد مُرتجف وقدميه يشعر بها قد شُلّت ولا يعلم كيف تتحرّك وحدها .. وصل إليها لتتعالى أنفاسه .. سقط على ركبتيه بانهيار ولمعت عينيه بدموع وهو ينقلهما علی تلك الكتلة السّوداء أمامه ..
, هل هذه سيارته حقاً ؟! هل تحوّلت لهذا الشكل البشع ؟! امتدّت يديه بارتجاف يتحسّس بأصابعه الحُطام الأسود والرّكام أمامه .. أمسك حفنة من الرماد بين يديه .. مسح دموعه بكمّ قميصه بعنف .. دموعه تمنع عليه الرؤية .. يُريد أن يرى ما تبقّى من سيارته .. أو حسب ما يقولون ما تبقى منه ..!
, همس بصوت متحشرج: دي مش عربيتك .. أانا عارف م مش دي هي .. لا عربيتك مكانتش كده يا أدهم ٣ نقطة؟ انقطع صوته في آخر كلامه وعاد ليمسح الدموع بعنف التي تتجمّع مُغطّية عينيه بسرعة شديدة: أادهم !؟؟ ه هقول الأسم ده لمين من بعدك ؟ معقول مش هبقى أقوله على لساني !؟ أانا تعودت عليه تعوّدت عليه وعلى صاحبه هتحرمني أقوله لييه ؟؟
, رفع الرماد وقطع الحديد المُتهالكة بيده .. رفعهما لوجهه مُغمضاً عينيه يستنشق رائحتهما وكأنها رائحة أخيه .. سعل بقوة وقد دخلت ذرّات الرماد أنفه ورئتيه ولكنه تابع استنشاقها وكأنها من ستُحييه ..
, وقعت عينيه على حبّات زرقاء صغيرة .. رمش بعينيه يمسح دموعه بيديه حتى تلوّث وجهه باللون الأسود .. مدّ يده يُمسك الحبّات المسودّة وهو ينفي برأسه بجنون .. تلك حبات المسبحة الزرقاء التي كان يُعلّقها دائماً في سيارته .. تلك هدية نور له منذ زمن .. ما الذي جاء بها إلى هنا ؟ كان يُحاول الإنكار بأنها سيارته كيف سيُنكر بعد الآن ..؟ صرخ بجنون نافياً برأسه: لاااا .. لا مش هي دي مش عربيتك يا أدهممم .. مش عربيتك هي شبهها أيوه أنا عارف شبهها .. طب أنت فيين ..؟ رد عليا لو كانت دي عربيتك طب أنت فييين ؟ إزاي عربيتك تفضل وأنت لأ ؟ إزااي تعمل بينا كده ؟؟
, استند بكفيه أرضاً وحاول النهوض .. نظر حوله ومازال يمسح دموعه بعنف .. بدأ يدور حوله بضياع .. ينظر للأعشاب والصخور قربه وذلك الطريق الذي تمرّ به سيارات سريعة غير عابئة بألمه .. السيّارات تمرّ ولا تعرف بأن على هذا الطريق هناك شخص قد فقد قلبه وروحه .. لا تدري بأنه تيتّم وضاع ..
, صرخ بصوت مهزوز: أدهممم ..؟ أنت فيين ؟ طب خلّيني شوفك آخر مرة بس .. أنت مش عايز ترجع ؟؟ ارجع يا أدهم واعمل اللي أنت عاوزه بينا ارجع وازعق واتعصب واضربني هعملّك كل اللي أنت عاوزه و**** بس ارجع واحضني مرة واحدة بس .. ارجع وخدني بحضنك طمنّي زي م كنت تعمل دايماً ..
, اقترب من حُطام السيارة وسقط أمامه يتحسّسه بجنون باكي: ارجع عشان خاطري .. وغلاوتي عندك ترجع .. مش أنا أبنك ..؟ هتيتّمني لييه يا أدهم ؟؟ هتخلّيني يتيم لييه ؟ مش هقدر كون يتيم متعوّدتش كون يتيم ولا حسّيت بالشعور ده بحياتي لأنك كنت معايا .. هتحسّسني بيه ليه دلوقتي ؟ الشعور ده قاسي يا أدهم بوجّع .. موجووع منه يا أدهم مش هقدر أستحمله ٣ نقطة عاوز حضنك .. تعال مرة واحدة بس احضني لآخر مرة بس .. يااااارب .. يااارب مليش غيره رجّعهولي ياااارب يارب .. يارب .. يارب ..
, انخفض صوته تدريجياً ناظراً للأرض هامساً بتلك الكلمة بجنون وكأنها هي من ستُنجيه وتُعيده ..
, عاد لصراخه من جديد ناظراً حوله يهتف باسمه وكأنه سيخرج من حطام السيارة ويعود إليه وكأنه سيستمع لندائاته وتوسّلاته ..
, توقفت عدة سيارات كانوا قد رأوه من بعيد .. هتف أحدهم: إيه اللي بيحصل معاك يابني استهدي ب**** ..
, ضرب الآخرون كف بالآخر يهزون رأسهم بحسرة وهو لم يكن يستمع لأحد .. كان ينتظر أن يظهر له أدهم بعدما ناداه ولكن للمرة الأولى في حياته يُناديه ولم يستجب له ..
, تركهم مُتجمّعين وعاد بخطوات كسيرة نحو سيارته .. يلتفت خلفه كل ثانية على أمل برؤيته .. دخل السيارة بتثاقل وصوت هاتفه يصدح داخلها .. ليُمسكه بغضب وقد شعر به يضغط على أعصابه ويؤلمه ليصرخ ما إن شاهد الاسم: عايز إيييه ارحمني بقااا سيبوني بحالي ..
, توتر الطبيب بخوف: آسف كنت بكلمك ومش عارف باللي حصل دلوقتي حتى سمعت .. البقية بحياتك..
, توسّعت عيني سيف بجنون عندما استمع لكلامه .. لا يُريد البقية بحياته يُريد أن يدفع كل عمره ليعود إليهم ولو يوماً واحداً .. يُريد أن يأخذ **** من عمره ليزيد على عمره أخيه ..
, هتف الطبيب: بعتذر كنت بكلمك من فترة عشان ناريمان لان بقالك فترة مجيتلهاش وحالتها هتتأزم وممكن تنتحر و٤ نقطة
, صرخ سيف بجنون: تنتحررر .. تتحرق تولّعع في داهية أنت وهي أناا مااالي بيها ..؟ سيبوني بحالي بقااا ..
, أغلق الهاتف بوجهه يُلقيه جانباً بغضب وهو يضرب المقود أمامه بجنون: تنتحرر .. يكون أحسن مش عايز حد معايا بقاا ..
, تنفّس بصوت مسموع غاضب هاتفاً فجأۃ وهو يسير بالسيارة بسرعة: تنتحر ؟؟؟! أيوه أيوه لازم لازم ..
, زاد من سرعة سيارته بجنوون وأغلق عقله عن كل شيء .. سوى شيء واحد فقط يُريد أن يرتاح ويذهب إليه ..
, في الفيلا ..
, دخل قصي الفيلا سريعاً .. وجد الجميع يجلس على أعصابه وقد نزلت ليلى بسرعة بعدما سمعت بأنه سيُحضر أخباراً عنه .. سيعود هي متأكّده وسوف تبقى تتقصّى أخباره ختى تموت .. جلست تُحاوط بطنها بيديها بحماية ورفق تُهدّئ جنينها داخلها بأن والده سيعود إليه من جديد ..
, نقل قصي نظره بينهم وكان وجهه يحمل لهفة وراحة ليهتف أحمد: إييه يا قصي قولنا بسرعة فيه إيه ؟
, أخرج قصي ورقة من جيبه هاتفاً: العربية كانت لوحدها .. أدهم مكنش جواها ودي النتيجة الحقيقية معايا ..
, انتفضت قلوبهم فجأة بانتعاش وكأنه قد سكب فوق صدورهم ماء مُثلجاً أطفأ نارهم الحارقة .. نهضت جمانة بلهفة أمسكت بذراعه بدموع: بجد ؟ أنت بتتكلم بجد مش كده أرجوك يابني قولي وريح قلبي أنا بمووت ..
, ربت قصي على كتفها مبتسماً: بجد و**** يا أمي المرة دي أنا اتأكدت بنفسي اللي اتفجرت دي العربية لوحدها واضح أنه خرج منها أو حد طالعه قبل م تنفجر ..
, نهض أحمد هاتفاً: إزااي والنتيجة القبل كانت إييه ؟!
, مصطفى بلهفة: قصدك إيه بإن دي النتيجة الحقيقية ؟
, نظر قصي نحوهم هاتفاً: مبارح لما عرفت مين ماجد ده وعرفت أنه سافر بالسرعة دي شكّيت بالموضوع .. واضح أنه هربان عشان منقدرش نوصلّه .. كامل كان متأكد إن العربية اتفجرت بأدهم وده كلّه من ورا ماجد .. روحت للموظف اللي أداني النتيجة وهدّدته .. اعترف إن ماجد راحله وأدّاله فلوس علشان يزوّر النتيجة .. وتاني يوم هرب وسافر لإيطاليا بعد م أخد كل فلوس كامل اللي كانت بالبنك هناك ..
, بكت ليلى رغماً عنها تضمّ بطنها بيدين حانيتين هاتفة بابتسامة: يعني هو عايش .. أدهم عايش أنا كنت متأكدة .. ربتت فوق بطنها بحب: سمعت يا حبيبي أبوك عايش مش هيسيبنا مش هيسيبني زي م وعدني زماان هو بعمره مخلفش وعده ليا ..
, ضمّها محمود بحب مقبلاً جبينها: الحمد**** يابنتي **** جبر بخاطرك الحمد**** ..
, ضمّته بقوة وبكاء: سمعت بقولوا إيه هو عايش مش ميت يا بابا مش ميت ..
, اتجه أحمد نحو نور بسرعة عانقها بقوة كاد يخنقها من شدة فرحته لتتشبّث به بسعادة وبكاء ..
, لتمسح جمانة دموعها ومصطفى يقبل جبينها هاتفاً: الحمد**** هيرجع يا ماما الحمد**** ..
, اقتربت منهم نور تحتضن والدتها ثم نظرت لمصطفى بعيون دامعة لتقترب منه أكثر تتعلّق بعنقه تعانقه ببكاء .. غامت عيناه بالدموع يُشدد من احتضانها يمسح على شعرها: هيرجعلك يا نور أبيهك هيرجعلك تاني ومش هيسيبك .؟ هلاقيه و**** هلاقيه ..
, ابتعدت مبتسمة ليمسح دموعها بلهفة ويقبل جبينها بحب ..
, ابتسمت إسراء بسعادة ليجذبها كرم معانقاً بلهفة: أنا فرحاان أووي ..
, ضحكت هاتفة: وأنا برضه .. أصلاً قلبي كان حاسسني ..
, رفع حاجبيه: و**** أمال مين اللي سألني مبارح هيعملوا العزا إيمتى !؟
, ضحكت هاتفة: مش من قلبي الكلام ده و**** ..
, التفت نحوهم هاتفاً: طب هنعمل إيه دلوقتي هندوّر عليه فين ؟
, هتف قصي بهدوء: أنا رجعت كلّفت الرجالة تدوّر بالمنطقة اللي حصلت بيها الحادثة وبالمدينة اللي بوصل عليها الطريق .. أدام دورنا هنا وملقيناش أيّ أثر ليه يبقى هيكون خارج القاهرة .. ممكن حد أنقذه وأخذه معاه ولّا حاجة .. المهم إننا اتأكّدنا أنه لسا عايش ومهما طال الوقت هنلاقيه ..
, هتفت مروة بقلق تكاد تبكي وهي تمسك هاتفها: سييف مش بيرد علياا عشان خاطري شوفوا هو فين أنا خايفة لحسن يعمل بنفسه حاجة ..
, عاد إليهم القلق لتنظر جمانة لمصطفى هاتفة: أخوك راح فين يا مصطفى إزاي خليتوه يخرج لوحده ؟ أنتوا عارفين سيف قد إيه متعلق بأدهم هو مش هيستحمل ..
, هتف مصطفى: خرج من غير م نعرف يا ماما اهدي هحاول أوصلّه ..
, وفي مكان آخر ..
, كان سيف يقود سيارته بسرعة .. نظر أمامه من بعيد لذلك الجرف الصخري وأسفله وادٍ عميق مليء بحجارة وصخور كبيرة ..
, أوقف سيارته فجأة ناظراً إليه بنبضات قلب مُرتفعة .. أغمض عينيه مُتنفّساً بسرعة ثم فتحهما وقدمه تضغط بشدة على دوّاسة الوقود .. اندفعت سيارته بسرعة جنونية .. تنهب الأرض الترابية أسفلها مُخرجة صريراً مُخيفاً .. وأمامه يقترب ذلك المُنحدر القاسي أكثر فأكثر لتزيد نبضاته ترقّباً وهلعاً ..
, توسّعت عيناه فجأة بصدمة وذهول .. جسد أخيه ظهر أمامه فجأة .. يقف في مُنتصف الطريق ناظراً إليه بقوة .. تعالت وتيرة أنفاسه أكثر من قبل .. عينيّ أخيه تُحاصران عينيه بقوة وحزم كبير .. قدمه ارتخت عن دواسة الوقود بسرعة والأخرى بدأت تضغط بجنون ولهفة فوق دوّاسة المكابح .. سيارته تقترب من المنحدر أكثر وتكاد تصطدم بجسد أخيه الذي لم يتحرّك قيد أنملة من مكانه ..
, صرخ بهلع وعينيه دمعتا عندما ظنّ بأنه سيصطدم به ويقتله بعدما وجده أخيراً .. ليدير المقود بين يديه بعنف وتزحف سيارته فوق الأرض مُحتكّة بها بقوة حتى خرجت شرارة منها وصوت حاد مُثيرة موجة غبار كبيرة حولها لتصطدم بصخرة كبيرة بجانب الطريق بقوة .. ونتيجة سرعة السيارة ارتدّت للخلف بعنف وعادت تصطدم بالصخرة من جديد ليهتز جسده وهو يصرخ بألم عند تكسر الزجاج من حوله .. رفع ذراعيه يحمي وجهه لتتوقّف السيارة بعنف جعل رأسه يصطدم بالمقود أمامه بقوة أحدثت داخله دوّاراً هائلاً وارتجاج .. أُغلِقت عينيه بثقل كبير ليستند رأسه أمامه بانهاك ورغماً عنه راحت عينيه الشبه مفتوحتين تنظران نحو ذلك المكان الذي لمح به أخيه .. لم يجد أمامه سوى الفراغ .. فراغ كبير مع موجة غبار تدور في المكان ليتحوّل الفراغ أمامه لسواد حالك فجأة وتُغمض عينيه ببطئ وسائل لزج ينزف من جرح رأسه مُلوّثاً عينيه وحاجبيه .. مُدركاً بأن مارآه لم يكن سوى طيف أخيه وقد حماه عند موته مثلما كان يحميه في حياته ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, جلسوا جميعاً بقلق بالغ ومصطفى يدور حول نفسه بجنون .. دخل موسى ليركض إليه مصطفى بلهفة: حد من الرجالة عرف راح فين ؟
, موسى بهدوء: سألت الكل محدش يعرف .. بس زهير قالي إن سيف سأله على المكان اللي لاقوا عربية أدهم بيه ..
, هتفت مروة ببكاء: هيكون راح هناك أكيد ..
, مصطفى: روح هناك يا موسى ولو لقيته جيبه معاك غصباً عنه .. أقولك أنا هاجي معاك ..
, أحمد: لا يا مصطفى خلّيك هنا مش لازم تروح .. موسى هيروح يجيبه ممكن ميكونش هناك برضه ..
, رفع مصطفى هاتفه يُكلّمه للمرة الألف من دون إجابة ..
, أصوات كلام كثيرة تختلط بعقله .. صوت رنين هاتفه يُوجع رأسه وهو يرتفع شيئاً فشيئاً يصمّ أذنيه ..
, يد تهزّه بقوة: أنت كويس يا أخ ؟
, بدأ يفتح عينيه ببطء ووجع كبير .. نظر أمامه للصّورة المُغبشة ابتلع ريقه بصعوبة يُدقّق نظره ويرمش بعينيه حتى استوَت الرؤية أمامه .. التفت لليد التي تهزه وهو يسمع أصوات تحمد **** بأنه بخير ..
, همس بتشتّت: أنا فين !؟
, هتف أحد الرجال : الظاهر إن حصل معاك حادثة والحمدلله **** ستر وكتبلك عمر جديد .. أنت كويس هنوديك المستشفى ..
, بدأ يتذكر ما حدث معه ليرفع يده يمسح دمائه التي تجمّد أغلبها .. قدّم له أحدهم زجاجة ماء وساعده على الشرب وأحدهم يمسح وجهه ويُنظّف الدماء عنه ..
, همس سيف مُستعيداً القليل من قوته: لا متشكر أنا كويس .. هرجع البيت ..
, الرجل: هترجع إزاي بص عربيتك شكلها عامل إزاي ..؟
, أدار سيف محرّكها ليشتغل معه فينظر إليه قائلاً: أهي اشتغلت هو بس القزاز متكسر شوية .. متشكر ..
, أدار سيارته يُحرّكها مُبتعداً عنهم وهو يسير ببطء .. عاد هاتفه للرنين ليجذبه من أرضية السيارة حيث سقط نتيجة الحادثة تفاجأ بعدد المكالمات الكبيرة من الجميع والرسائل القلقة التي تسأله عن مكانه ..
, وصل الفيلا أخيراً ليتجمّع حوله الحراس عند رؤيتهم لتلك السيارة وزجاجها المتكسر بالكامل ..
, تركهم بإهمال واتجه للباب فتحه ببطئ ودهل يترنح بمشيته ..
, وجد نفسه فجأة بحضن مصطفى الخائف وابتعد عنه ينظر إليه بصدمة: سيف إيه ده إيه اللي حصلك ؟
, اندفعت مروۃ نحوه تتلمّس جراح وجهه: إيه يا سيف اللي عمل بيك كده كنت فين ؟
, نظر أحمد من النافذة بذهول: عربيتك مالها يا سيف أنت عامل حادثة ؟
, نظر سيف نحوهم بصمت لتشهق جمانة وهي ترى سيارته متضرّرة بالكامل .. نظرت نحوه بدموع واقتربت منه: إيه يا سيف هتوجّع قلبي عليك أنت كمان ؟
, همس سيف بخفوت وهو يستند علی جسد مصطفی بتعب: كويس .. أنا كويس ..
, صرخ مصطفى بغضب: كويس إزااي وأنت بحالتك دي ؟ قولي إزاي عملت الحادثة أنت مجنون هتموّت نفسك .. ؟
, رفع سيف نظراته إليه ببكاء: أموّت نفسي بس أدهم ميموتش ..
, هتف مصطفى يُمسكه من ذراعيه: أدهم عاايش يا سيف عاايش فوق بقا إحنا هنلاقيه ..
, نظر إليه بصمت ولم يُصدق كلامه ليعتف أحمد: كلام مصطفى صح يا سيف النتيجة طلعت مزورۃ .. أدهم مكنش بالعربية أما اتفجرت ..
, شهق سيف بغير تصديق يُعلّق نظره بالجميع بلهفة ليرى الراحة على وجوههم .. نظر نحو ليلی التي تبتسم بعد يومين عاشتهما بعذاب كبير .. لا يهمّها إن لم يكن قربها الآن .. المهم بأنه ما زال حياً يتنفّس .. المهم بأنه سيعود إليها وإلى ابنه .. مسحت فوق بطنها بحب وازدادت ابتسامتها بعدما انتعش قلبها بفكرة عودته لها ..
, وجدت ابتسامة سيف طريقها لشفتيه مخرجاً أنفاسه الحارة .. اتجه مع والدته التي تتمسّك بذراعه لتجلس على المقعد .. نظر إليها وجثى على ركبتيه أمامها .. مُخفضاً رأسه وهو يضعه في حجرها وأغمض عينيه بارتياح كبير ..
, مدّت يدها تمسح فوق خصلاته وتمسح دموعه التي بدأت بالإنهمار ببطء .. ومروۃ تجلس بجانب جمانة تنظر نحوه بلهفة وارتياح ..
, فتح عينيه لتلتقي بعيني ليلى التي تُتابعهم بابتسامة ولمعت عينين .. ابتسم لها بحب ناظراً ليدها التي تمسح فوق بطنها برفق .. حيث تحتوي جزء من أدهم داخلها ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, في مكان آخر ..
, غرفة واسعة .. صوت طنين خافت يخرج من أحد الأجهزة الموجودة ..
, ثقل كبير في عينيه .. يُحاول فتحهما ولكن بلا فائدة .. تسلل لأذنه صوت الطنين الرتيب .. ابتلع ريقها يُحاول تحريك جسده .. حرّك أصابعه ببطء يرفع يده ليضعها فوق بطنه بتعب ..
, رمش بعينيه مصارعاً وجعه وإنهاكه ليفتحهما ببطء .. لم يرى شيئاً أمامه .. خيالات بيضاء وسوداء أمام عينيه .. أغمضهما من جديد وعاد يفتهما ..
, سقف غرفة أبيض كان أمامه .. أين هو ؟! وما هذا المكان ؟! لمَ جسده يشعر به مُخدّر بالكامل ؟! بل من هو أصلاً ؟!
, عقله غائب عن وعيه تماماً كما كان جسده غائب قبل قليل .. حاول تحريك أي قطعة من جسده ولكن لم يستطع ..
, شعور بالخدر عاد له من جديد .. وهذه المرة ليس خدر في جسده فقط بل بدأ يشعر به يتسلّل نحو رأسه .. لتتهالك جفونه بتعب وتنسدل بثقل فوق عينيه .. يعود ليُغمضهما من جديد عائداً لحالته السابقة مُستسلماً لذلك السّواد الذي سيطر على حواسّه وهو يدخل في عالم آخر مُنفصل عن واقعه ..
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
الثامن والخمسون

- لقد نامَ تاركاً حُلمه في ودائعِ اللّه
, فأيقظه اللّه على نورِ الإجابة ..
, ٣٨ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد عدة أيام ..
, في إحدى الفيلات الفخمة .. تنزل فتاة جميلة ذات شعر أسود طويل وناعم وهي ترتدي فستان أبيض يصل لركبتيها .. اقتربت من مائدة الطعام وانحنت تقبّل خدّ رجل كبير في السن هاتفة بابتسامة: صباح الفل على أجمل ميموو بالدنيا ..
, ضحك الأب قائلاً: صباح الورد ياحبيبتي إيه السعادة دي كلها ؟
, اقتربت سيدة في العقد الرابع من عمرها تهتف بغيظ: بت أنا مش قولتلك بلاش ميمو دي ..؟
, هتفت الفتاة: **** أمال أقوله إيه ؟
, نظرت إليها بغضب: تقوليله إيه يا قليلة الأدب ده باباكي ..
, ضحكت الفتاة بتسلية: خلاص يا مامتي هقوله بابايا وهسيبلك ميمو دي ليكي .. بس عاوزة أعرف لقيتيه فين ده اسمه مهند وبرضه شكله زي مهند أوعى يكون هو نفسه الواد ابن التركية ؟!
, تعالت ضحكات الأب هاتفاً بغرور: متعرفيش ممكن لو ترجعي لشجرة عيلتي تلاقيه قرايبي ..
, هتفت السيدة: طب اقعدي افطري ياختي ..
, جلست الفتاة هاتفة: معزومة ع الفطار .. فهد هييجي كمان شوية ونخرج مع بعض ..
, هتفت والدتها بجدية: مش لازم بقا تحدّدوا معاد الفرح يا زينة ؟ أنتوا بقالكوا مخطوبين من وقت طويل ..
, هتف والدها مهند: معليش سبيهم على راحتهم المهم أنهم مبسوطين .. ولو إني لسا على رأيي ..
, تنهدت زينة بهدوء: يا بابا يا حببيبي طب أنت شوفت إيه وحش من فهد ؟
, مهند: مفيش قولتلك شكله كده مش مريحني .. بس مش مهم أهم حاجة أنه عاجبك وهيسعدك ..
, هتفت زوجته ناظرة إليه باهتمام: قولي يا مهند معدش عرفت مين الراجل ده ؟
, هز رأسه بخفوت متنهداً: لسا .. وهو لحد دلوقتي مفاقش .. بيفتح عينيه ثواني ويرجع يفقد وعيه تاني ..
, همست زوجته بحزن: **** يشفيه يارب بجد زعلت عليه جداً رغم إني معرفوش .. **** يصبّر أهله أكيد هيكونوا خايفين عليه أووي ..
, شرد مهند بنظراته إلى ذلك اليوم قبل أكثر من أسبوعين .. عندما كان عائداً من القاهرة إلى مدينته بعدما كان يُنهي عملاً بسيطاً فيها .. هذه أوّل مرة يأتي بها القاهرة منذ صغره ولم يكن سيزورها هذه المرة أيضاً لولا صديقه الذي طلب منها خدمة لم يستطع رفضها له .. وربما سخّر **** رحلته تلك وعودته مُتأخراً في ذلك الوقت بعدما تعطّل عمله الذي لم يكن ليستغرق ساعة واحدة فقط .. ليعود متأخراً بعدما حلّ الظلام ليكون مُنقذاً لذلك الرجل المجهول من حادث مُرعب كاد يودي بحياته لولا رحمة **** به ..
, فلاش باك ..
, يقود سيارته بسرعة خفيفة نظراً للظلام حوله وقِصر نظره قليلاً وعدم تعوّده على القيادة لمسافات كبيرة ..
, فجأة صاروخ مرّ من جانبه أفزعه وكاد يُفقده السّيطرة على السيارة .. وما كاد يتمالك نفسه إلا وصاروخ آخر عاد ليمرّ من جانبه بسرعة جنونية .. تعالت دقات قلبه ناظراً أمامه بفزع .. لم يكونا صواريخ بل سيارات مُسرعة بسرعة جنونية مُخيفة ..
, بدأ يشتم بغيظ ظنّاً منه بأن هؤلاء عبارة عن شباب مراهقين فقدوا عقولهم وبدأوا باستعراض جنونهم بذلك الخطر والتهوّر ..
, وشيء ما دفعه ليزيد سرعته قليلاً خوفاً عليهم رغم أنه مُغتاظ منهم ولكنه وضع نفسه مكانهم عندما كان متهوّراً في شبابه ..
, ضيّق عينيه بريبة وهو يرى الصاروخ الثاني يحتكّ بالأول بقوۃ .. والسيارة الأولى تُحاول الإبتعاد وزيادة سرعتها أكثر .. والثانية مُصرّة وتحتكّ بها بتعمّد واضح بأنها تُريد أن تقلبها ..
, زاد من سرعة سيارته برعب وأخرج رأسه من النافذة يصرخ بالسيارات التي تمر حوله بسرعة علّ أحدهم يُساعده لإيقافهم .. ولكن لم يستجب أحد أو لم يسمعه أحد ..
, ليزيد من سرعته أكثر .. توسّعت عينيه برعب وهو يرى السيارة الأولى تخرج عن الطريق الرئيسي بعدما صدمتها الأولى بشدة .. وصوت صرير مُرعب يخرج من إطاراتها التي احتكّت بالإسفلت أسفلها .. بدأت تتقلّب عدة تقلبات قاسية ومازالت إطاراتها تدور بسرعة جنونية وتندفع بعيداً عن الطريق الرئيسي بين الصخور والأحراش ..
, أوقف سيارته فجأة بفزع وأنفاس مقطوعة .. وهو يرى السيارة الأخرى تقف بسكون على بعد قليل منها .. نظر حوله لبعض السيارات التي خفّفت سرعتها قليلاً لتعود وتسير متابعة طريقها ..
, نظر بخوف ثم مدّ يده يفتح باب سيارته قبل أن يُوقفه صوت دويٍّ مُرعب .. تجمّد جسده ناظراً نحو الصوت ليرى كتلة لهب كبيرة تندلع في مكان اندفاع السيارة .. عاد بنظره للسيارة الثانية الساكنة مكانها ليراها تتحرك ببطء وتزيد سرعتها تدريجياً مُبتعدة عن المكان بعدما أدّت مهمتها ..
, فتح الباب سريعاً بارتجاف واندفع بسرعة نحو كتلة النيران تلك .. نظر إليها بحسرة وحزن على صاحبها قبل أن يستمع فجأة لصوت تأوّهات مكتومة ..
, نظر حوله يبحث بضوء النار على صاحب ذلك الصوت .. وجد جسد يتحرّك على بعد ليس بقليل من مكان السيارة .. اقترب منه بسرعة وهاله منظر وجهه المُغطّى كاملاً بالدماء التي تخرج منه بغزارة حتى أخفت ملامحه .. جسده مُمتلئ بالدماء .. انتفض فجأة خالعاً سترته يضرب بها بقعة نيران مُشتعلة في ثيابه وبنطاله .. واضح بأنه خرج من السيارة قبل اندلاع النيران فيها وقد طالته بعض النيران والحروق .. كان الرجل يتأوه بألم كبير ويكاد يفقد وعيه ..
, هتف مهند: اتحمل شوية هساعدك بس اسند نفسك شوية بس ..
, لم يُجبه لينظر نحوه ويرى عينيه المملوئتين بالدماء مُغمضتين ليعلم بأنه فقد وعيه .. أمسكه من ذراعيه يُنهضه بصعوبة شديدة نظراً لثقل وزنه ..
, وبجهد جهيد ورغبة في إنقاذه خوفاً عليه استطاع رفعه فوق كتفه ومشى ببطء حذِر في الظلام إلی حيث مازالت أضواء سيارته مُنيرة .. وصل وفتح الباب الخلفي .. مدّد جسده فوقه وابتعد واضعاً يديه فوق صدره وهو يلهث بأنفاس مُتقطّعة من المجهود الذي بذله ..
, ابتلع ريقه الجاف وركض بسرعة يجلس خلف المقود مُتابعاً طريقه بسرعة جنونية على غير عادته .. حتى وصل إلى أحد المستشفيات الخاصة والتي كانت له نسبة بها .. ليقترب منه الممرضين والمُسعفين سريعاً يضعون جسد الرجل الفاقد وعيه تماماً والذي جسده أصبح خريطة من الجروح والحروق المؤلمة فوق أحد الأسرّۃ ..
, أدخلوه غرفة العمليات وقد انتظر هناك بتعب وخوف عليه .. بعد أكثر من ساعتين خرج الطبيب متنهداً يمسح عرقه عن جبينه بتعب: الحمد**** نجا بفضل **** وبفضلك على آخر لحظة .. جسمه في كمية جروح كبيرة منها العميق ومنها سطحي .. إضافة لحروق خفيفة بصدره وحرق من الدرجة التانية بجنبه .. رضوض بعدد من أضلاعه وكسر بإيده الشمال .. وشّه مليان جروح كبيرة وبعض الحروق واضطرّينا نضمده بالكامل .. بجد **** كتبله عمر جديد ونجّاه الحمد**** على سلامته .. هو قريبك يا مهند بيه ؟
, زفر مهند بارتياح وهز رأسه بنفي: لأ معرفوش .. ده عمل حادثة وأنا أنقذته من غير معرف هو مين .. ملقيتوش حاجة في هدومه بتدلّ على هويته ؟
, الطبيب: للأسف .. لقينا محفظة صغيرة بجيبة بنطاله بنفس المكان اللي محترق بيه وللأسف هي برضه محترقة بالكامل .. ومفيش ولا فون ولا أي حاجة تانية ..
, زفر مهند بخوف وقلق هامساً: **** يشفيه يارب .. ثم لمعت عينيه متذكّراً تلك السيارة التي فعلت به ذلك ليهتف: بقولك يا دكتور الحادثة دي كانت مقصودة أنا شوفت ده بعيني في حد عايز يقتله مش عارف ليه .. ولو عرف إنه لسا عايش ممكن يرجع ويحاول يقتله تاني .. عشان كده من هنا لغاية م نعرف هو مين عاوزك تخلّي بالك منه كويس ومتجيبش سيرته قودام حد خالص تمام !؟
, أومأ الطبيب برأسه بسرعة: أكيد طبعاً يا مهند بيه تحت أمرك .. أكيد مش هخلي حد يئذيه ادام **** كتبله عمر بعد كل اللي حصله ده واللي كان ممكن يموت بأرضه حالاً بس **** رايدله يعيش وأنا هعمل على ده برضه ..
, ربت مهند على كتفه هاتفاً: أنا همشي دلوقتي هبقى أجي اطمن عليه تاني .. خلي بالك ..
, الدكتور: مش محتاج توصية حضرتك ..
, خرج مهند مُتأخّراً في تلك الليلة .. ليعود ويقود بسرعة متوسّطة وإرهاق عائداً إلى فيلته التي يسكنها مع زوجته وابنته الوحيدة .. ليجدهم بانتظاره بقلق ليحكي لهم كل ما حدث معه بالتفصيل طالباً منهم عدم إخبار أي أحد بالأمر خاصة خطيب ابنته الذي لا يرتاح له أبداً ..
, وبعدها كل يوم تقريباً كان يذهب للإطمئنان عليه ليجده غائب عن الوعي تماماً .. نتيجة الأدوية والمُسكّنات الكبيرة التي يُعطيها له الطبيب لتجعله يبقى نائماً فاستيقاظه سيُسبّب له ألماً كبيراً في كامل جسده ..
, نهاية فلاش باك ..
, هتفت زوجته وهي تهزه من ذراعه: مهند إييه روحت فيين مالك ؟
, التفت إليها بشرود: هاا ؟ م مفيش بفكر بحاجة كده بحالة الراجل المسكين ده ..
, زوجته: حاجة إيه ؟
, نظر لمقعد ابنته ليراه فارغاً فيعلم بأنها خرجت لينظر لزوجته هاتفاً باهتمام وتفكير: مبارح كنت عند صاحبي وبالصدفة كان التلفزيون شغال وسمعت بقولوا أخبار عن اختفاء راجل أعمال أسمه أدهم عز الدين ..
, ضيقت عينيها باستغراب: أدهم عز الدين !؟ مش سامعة بالاسم ده ولا بالخبر ..
, هتف مهند: م أكيد مش هنسمع م احنا آخر مرة شوفنا بيها أخبار كانت لما كان عندي عشر سنين وأبويا مقعدني جمبه بالعافية ..
, ضحكت هاتفة: وأنا كان عندي تقريباً تمانية ..
, هتف بغيظ: بتهزري ؟ أنا بتكلم جد إحنا مش بتاع أخبار ولا مجلّات ولا حتى بنتك الغبية نفسي أشوفها مرة واحدة بس بتقرأ مجلة ولا بتتفرج على صور الممثلين ورجالة الأعمال المزز ..
, تعالت ضحكاتها من جديد ليرمقها بغيظ وغضب لتسكت هاتفة: خلااص أسفة ..
, زفر بضيق قائلاً: حاسس إن الراجل ده هو نفسه أدهم عز الدين ..
, نظرت إليه بذهول: معقول ؟
, مهند: أيوه معقول .. أصل سمعت أنه مختفي نتيجة حادثة عملها وعربيته تفجّرت وتقريبا كده بنفس المكان اللي لقيته بيه ..
, زوجته بجدية: وهتتأكد إزاي ؟
, مهند: هروح المستشفى النهاردة .. أنا شوفت صورة اللي أسمه أدهم ده والدكتور كان قايلي بأقرب وقت هيشيل الضمّاد عن وشه .. ووقتها هعرف إذا كان هو أو لأ ..
, أمسكت بذراعه قائلة بجدية: يبقى هروح معاك .. وإن شاء **** يطلع هو نفسه بجد قلبي واجعني عليه وعلى أهله هتكون حالتهم إزاي دلوقتي ..؟
, هتفت زينة من خلفهم: وأنا برضه هاجي معاكوا ..
, هتفت والدتها بذهول: أنتي بتعملي إيه هناا مش على أساس خرجتي ؟
, زفرت بغيظ: فهد قال طلعله شغل ضروري ومش هيقدر ييجي ..
, ابتسم مهند بسخرية: أنا قولتلكوا الواد ده مش مرتاحله ..
, زينة: يوو يا بابا رجعنا لنفس الموضوع ده ؟ م أنت برضه بيظهرلك شغل ضروري فجأة مش بس هو ..
, نهض يهز رأسه بتهكم: ماشي ياختي ماشي .. فضلتي سنين قافلة على قلبك ويوم م تقي تقعي على بوزك ..
, ثم اتجه للخارج هاتفاً: يلا هستناكوا في العربية معاكوا 5 دقايق بس ..
, لحقت به زينه هاتفة: أناا جاهزة من بدري قول لمراتك الكلام ده ..
, وصلوا بعد فترة إلى المستشفى .. ليدخلوا إلى إحدى الغرف ويلحق بهم الطبيب ..
, هتف مهند: هاا يا دكتور حالته كويسة ؟
, أومأ الطبيب برأسه بعملية: اتطمّن يا مهند بيه حالته اتحسّنت جداً عن قبل وجروحه بدأت تلتئم .. هنزيل دلوقتي الضمّاد عن وشه ..
, هتفت زينة باهتمام: طب هو هيصحى إيمتى ؟
, الدكتور: احنا هنبدأ نخفّف من المسكّنات اللي بندهاله ودي اللي كانت بتخليه يفضل نايم .. دلوقتي معدش هيحتاجها أووي ..
, دخلت الممرضة تقترب من الطبيب لمُعاونته ليتجه نحو ذلك المُتمدّد فوق فراشه ويبدأ في إزالة الضمّادات الطبية التي تُغطّي وجهه بالكامل ..
, اقترب مهند من السرير يُتابع عمل الدكتور باهتمام لتقف زينة ووالدتها تدعوان بأن يكون هو نفسه من يتوقّعونه ..
, أزال الطبيب الضمّادات ببطء ليظهر شيئاً فشيئاً وجهه الذي تملأه الجروح ولكن أغلبها كان مُلتئم بعد ذلك الوقت الطويل .. انتهى أخيراً ليظهر وجهه بالكامل وتتّسع ابتسامة مهند تدريجياً ملتفتاً نحو زوجته وابنته اللتين تُتابعانه بترقب هاتفاً: الحمد**** .. الحمد**** ..
, هتفت زوجته بسعادة: هو الراجل نفسه صح ؟
, أومأ برأسه سريعاً: أيوه هو ده الحمد**** كان قلبي حاسس ..
, دمعت عيني زوجته بسعادة: ألف الحمد**** **** جبر بخاطر عيلته ..
, اقتربت زينة بعيون فضولية متوسّعة .. لتنظر لوجهه بتأمل هتفت بتفكير: وأنا اللي كنت فاكراه هيطلع وحش وكل انتظاري ده هيروح ع الفاضي .. أتاريه مزز المزز وفهد ميجيش حاجة جمبه .. هييييح ياعيني ياعيني ..
, مهند: شوفتي ياختي التدبيسة اللي دبستي نفسك بيها .. أهو في ناس أجمل من نمر بتاعك ده بس أنتي عمية وغبية .. وآخر همك الحاجات دي ..
, زفرت بملل وتذمر: فهد يا بابا فهد **** ..
, هتف بها بغيظ: ملكيش دعوة ان شاء **** أقول حمار الوحش هتقولي آميين .. و..
, قاطعته زوجته بغضب: هو كل يوم على نفس الأسطوانة المشروخة دي .. الراجل المجهول ده بقا معلوم اخلصوا وجيبوله أهله بقا حراام عليكوا هيكونوا مستنيين على نار .. أنت يا مهند طالع فونك بقا وكلّم حد من عيلته ..
, زينة بتأكيد: أيوه يا بابي بسرعة كلّم أهله حرام ده صعبان عليا جداً ..
, أخرج هاتفه بتلقائية يهز برأسه .. ليتوقف لحظة ببلاهة ينظر إليهم بغيظ: أكلم أهله ؟ أقسم ب**** أنتي وهي اللي هتتكلّم منكوا تاني هلقّحها مكان الراجل ده .. هسس ولا حرف ..
, تكتفت زينة بتذمر ووالدتها تنظر لمهند بغضب .. لينظر هو نحو الطبيب: نقدر نوصل لأهله إزاي يا دكتور ..؟
, زينة: **** يا بابي يعني هو لو كان عارف مكنش وصلهم من زمان يعني ؟ م تشغّل عقلك شوية يا ميمو ..
, التفت إليها بغيظ هامساً من بين أسنانه: يابنت الجزمة اصبري عليا بس مش هعمل فضيحة قودام الناس ..
, هتفت بسخرية: ولا وفيك الخير يا ميمو أصل أنت معملتهاش قبل كده خالص ..
, زفر بغيظ ونظر للطبيب هاتفاً: عن أذنك ثانية يا دكتور هربي البت دي اللي مشمتش ريحة الرباية وراجع ..
, ركضت زينة تختبئ خلف والدتها هاتفة: هو أنت مبتستقويش غير عليا ؟ شايفني بنت وضلع قاصر تقوم تستغلّ ضعفي وطيبتي ؟ لااا ميغركش هدوئي أنا وقت الشدة بمية رااجل ..
, هتفت زوجته بغضب: ما تبسس بقا أنتي وهو و**** عال ناس عمال تعيط مش لاقية ابنها وأنتوا هنا ولا على بالكوا ..
, زفر مهند بغضب: البت دي خرّجتني عن طوري .. نسّتني الواجب الإنساني ..
, فلتت ضحكة ساخرة من زينة لكلمته لتضربها والدته بكتفها بغيظ: بس بقاا اتكتمي .. وأنت يا مهند لاقي طريقة توصل لحد من أهله أكيد هيكونوا عاملين إعلان ولّا حاجة ادام هو راجل أعمال ..
, هز رأسه بتفكير ليهتف فجأة وهو يضغط أحد الأرقام: هكلّم صاحبي هو أكيد عارف لأنه كان سامع بالخبر ده ..
, بعد دقائق أنهى مكالمته لينظر نحوهم بسعادة: أهو لقينا رقم أخوه هكلّمه ..
, الطبيب: يبقی اتفضلوا برا وسيبوا المريض يرتاح ..
, ركضت زينة خلف والدها هاتفة: هو ليه أخ ؟ تفتكر هيكون شبهه ولّا لأ ؟
, رمقها بغيظ: يارب يكون شبهه وأحلا منه برضه .. خلّيكي تتحسّري على زهرة شبابك الضايعة مع حمار الوحش خطيبك .. لا دي مش زهرة و**** دي طمطماية ..
, قهقهت تضرب كتفه بخفة: **** عليك يا ميمو أنت وكلامك العسل ده .. ده إيه الهنا اللي انا عايشة بيه يا اخي حااجة كده توووحفااا ..
, نظر نحوها بغيظ: هربيكي و**** اصبري عليا بس .. شوية وراجعلك ..
, زينة: خد راحتك يا باشا مش مستعجلين ..
, زفر بغيظ من ابنته التي لن تتغير ابدأ لينفض كل هذا من ذهنه عندما وصلته رسالة من صديقه يُرسل له الرقم المطلوب ليضغط عليه سريعاً بسعادة وراحة ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, في الفيلا ..
, اقتربت مروة لذلك المقعد في الحديقة .. جلست قرب سيف الشارد والذي لم ينتبه لها ولم يشعر بوجودها ..
, رفعت يدها تتحسّس جراح وجهه التي ضمّدتها له ووضعت لاصق طبي عليها .. هتفت بخفوت: مش هتقولي إزاي حصل معاك كده ؟
, التفت إليها بتنبه ليزفر بضيق: مفيش حاجة يا مروة قولتلك حادثة عادية وخلاص ..
, زفرت بخفوت وربّتت على كتفه: طب أدخل كول حاجة مينفعش تفضل كده .. شوف جسمك بقا عامل إزاي ..
, سيف بشرود: مليش نفس يا مروة و**** ..
, مروة برجاء: عشان خاطري يا سيف .. حرام عليك نفسك أنا مقدرش أشوفك كده و**** ..
, نظر لعينيها الدامعتين بشدة ليهمس بألم: و**** مقدرش ..
, رفعت يديها تمسح دموعها وكادت تنهض قبل أن يتمسّك بمعصمها هامساً: مروة ..؟
, التفتت إليه ليهمس بندم: سامحيني .. مش عارف الفترة دي قولت إيه وتصرّفت إزاي .. ده من وجعي و**** .. حاسس نفسي ضايع يا مروة و**** العظيم .. ضايع ويتيم ومليش حد ..
, اقترب تُحاوط وجهه بيديها تمسح دموعه التي كانت سخية تنهمر بسرعة منذ اختفاء أخيه لتهمس بحب: وأنا روحت فين ..؟ هتضيع وأنا موجودة يا سيف ؟ ضايع وأنا جمبك ..؟ تعال ليا وهتلاقي نفسك وتقوى .. ممكن مكونش بالنسبة ليك زي أدهم بس أنا عارفة إني قدرت ساعدك أووي الفترة دي بوجودي جمبك ..
, أمسك يديها يقبّل كفيها بامتنان ودموعه مازالت تنهمر منه لتهمس بابتسامة: طبعاً هتفرّغ غضبك وزعلك بمين غير بيا ؟ أصلاً محدش هيستحملك زيي .. أنا بحسب ده كله في ميزان حسناتي ..
, ابتسم ناظراً إليها: م أنا سبقتك وأخدت حسنات كتير أووي أما رضيت بيكي .. من غيري كنتي دلوقتي قاعدة على عتبة بيتكوا لابسة شبشب أبوكي وبتشحتي عرسان ..
, رفعت حاجبيها بغيظ: شبشب أبويا يا سيف ؟
, ضحك بخفوت: **** أنتي سيبتي إنك بقيتي شحاتة عرسان ومسكتي في دي ؟
, مروة: طبعاً لأن الفترة دي مرتاحة من خناقاتكوا أنت وأبويا قولت الحمد**** أنك نسيته أتاري مستحلفله ..
, ابتسم لها بخفوت واقترب يقبّل جبينها برفق لتهمس: أنا معاك يا سيف ومش هسيبك .. وأدهم هيرجع قريب وهترجع ضحكتك اللي وحشتني أووي .. هو هيرجع ووقتها هشكيله علی كل اللي عملته بيا أصل مش هعديلك حاجة أبداً ..
, ابتسم بشرود ورجاء: يارب يرجع ياا مروة يااارب ..
, وفي الأعلى كانت مُستندة على سور شرفتها تنظر أمامها في شرود وعينين لامعتين .. أخفضت نظرها نحو سيف ومروة لتبتسم بخفوت وتدمع عينيها أكثر .. متذكّرة أدهم الذي تنتظر عودته بفارغ الصبر .. وقلبها خائف يبكي من طول غيبته ..
, مسحت على بطنها برفق مُبتسمة لتتنبّه لسيارة مصطفى التي دخلت عبر البوابة بسرعة شديدة ..
, ترجّل مصطفى من سيارته بسرعة .. نظر حوله ليجد عبير خرجت من باب الفيلا .. ابتسم باشراق وصرخ بأعلى صوته: عبييييييررر ..!؟
, انتبهت إليه متفاجأة لترى ابتسامته السعيدة وخطواته المُسرعة تجاهها .. ابتسامته وصوته الفرح الذين افتقدتهما طويلاً .. لتجد فجأة ابتسامتها تتوسع بغير شعور هاتفة بضحك: عاااااا مصطفى ٣ نقطة؟؟
, ركضت باتجاهه ليصل إليها بسرعة يتلقّفها بين يديه .. تعلقت بعنقه سريعاً ليرفعها عن الأرض وبدأ يدور بها بجنون وضحكاته ترتفع بصراخ: بحبك بحبكككك ..
, تشبّثت بعنقه خوفاً من جنونه صارخة: نزلني خلاااص عرفت و**** وأنا بحبك نزللني ..
, ازدادت ضحكاته ولمعة عينيه ليُنزلها أخيراً فتستند فوق صدره بلهاث: منك لله يا مصطفى ..
, حاوط وجهها بين يديه وانحنى يقبّل جبينها ووجنتيها هاتفاً بين قبلاته: بحبك يا أحلى حاجة حصلت بحيااااي بحباااك ..
, رمشت بعينيها تنظر إليه باستغراب ورغماً عنها ابتسامتها تتوسّع أكثر فأكثر ..
, رفع نظره ليجد سيف ومروة يقفان يتابعانهما بعبوس .. رفع رأسه للأعلى ليجد ليلى تنظر نحوهم وقد بدأت في البكاء شوقاً وهي تتخيّل نفسها مكان عبير وأدهم في مكان مصطفى ..
, ابتسم مصطفى بعينين لامعتين هاتفاً: الحقووني بسرعة ..
, اتجه إلى باب الفيلّا والتفت نحوهم ليجدهم مازالوا واقفين مكانه وعبير تنظر إليه بحيرة ليضحك هاتفاً: بقلوكواا حاااالاً لقييت أدهمممم ٣ نقطة
, شهقات خرجت من الجميع ليركض سيف إليه سريعاً وتلحق به عبير ومروة .. دخل الصالة حيث الجميع يجلس باستغراب من أصوات ضحكه ..
, نظر إليه أحمد باستغراب من ابتسامته السعيدة ليلتفتوا نحو ليلى التي تنزل درجات السلم بسرعة شديدة وعينيها دامعتين ..
, وصلت إلى مصطفى في نفس اللحظة التي وصل بها سيف .. ليتشبّث الإثنين بملابسه هاتفين بأصوات مُختنقة من اللهفة وعدم التصديق .. هتفت ليلى بدموع ونبضاتها تهلل لما سمعته: لقيته لقيته بجد ؟ قولي أنك لقيته هو فين عايش صح هو كويس فيين ليه مجاش معاك ؟
, التفت إليها مصطفى بابتسامة وهمّ بالكلام قبل أن يجذبه سيف من ملابسه وقد خرجت دموعه هاتفاً برجاء: ب**** عليك خدني لييه هوفين ؟ عشان خاطري يا مصطفى قولي لقيته بجد ؟ قولي أرجوووك ..
, نهضت نور عن جلستها هاتفة: أبييه أدهم ؟ لقيتوووه هو فيين ؟
, تعلّقت عيني جمانة به ونهض أحمد مُترقباً ما سيتفوه به ليهتف مصطفى سريعاً: أهدووا يا جماعة هقولكوا .. أيوه لقيته .. أدهم كويس و**** ودلوقتي هنروح كلنا ليه ..
, هتفت جمانة بلهفة: هنرووحله ؟ هوو فيين عامل إييه هو كويس ؟
, تنهّد هاتفاً: متقلقوش هو كويس و**** .. زفر مُتابعاً بابتسامة: قبل كام يوم كنت هتجنّن من الصحافة اللي مالية الدنيا وصدعونا بأسئلتهم .. قومت طلبت منهم ينشروا إعلانات فكل مكان ويحطّوا رقمي لو حد شافه أو يعرف حاجة عنه يتّصل عليا .. والنهاردة في حد كلمني وقالي أنه معاه وهو نقذه يوم الحادثة ..
, هتف أحمد بحذر وتردّد ورجاء: بجد ؟ أانت متأكد ؟ متأكد إن هو قصده عن أدهم بالتحديد ؟
, ابتسم مصطفى بهدوء متفهّماً سؤاله وتردده: هو يا أحمد أنا اتأكدت .. أدهم رجعلنا تاني و**** ..
, دمعت عيني الجميع تلهّفاً ليعانق كرم إسراء الواقفة قريه بضحك: وأخيراً الحمد**** الحمد**** ..
, انفجرت نور في البكاء فجأة ورفعت كفيها تُغطي وجهها بانهيار .. التفت أحمد إليها بعينين مُغشيتين بالدموع .. ابتلع ريقه مُغمضاً عينيه يُخرج أنفاسه براحة بعد أيام طويلة شعر بها محبوسة داخله كادت تخنقه ..
, اقتربت كريمة من ليلى التي بدأت في البكاء تنقل نظرها بينهم بجنون وتشتّت .. حبيبها قد عاد إليها بعد أياام طويلة قضتها بانتظاره .. عاد لها ولابنه الذي تشبّث بالحياة من أجله .. ضمّتها والدتها بحناان جارف لتتشبث بها ليلى تتمتم بكلمات غير مفهومة .. لا فائدة للكلام الآن فالإبتسامات والدموع الفرِحة وحدها من تحكي معاناتهم وفرحتهم تلك ..
, بدأ الجميع بإلقاء التهنئة بسعادۃ .. يُهنّئون بعضهم بعودة من كان حصناً منيعاً بالنسبة لهم يحصّنهم من الألم والخوف والضياع .. عاد من تفتّتت قلوبهم حزناً عليه .. وخارت قواهم من شدة صبرهم وانتظارهم ..
, تجمّد سيف مكانه بذهول .. يُحاول استيعاب ما سمعه .. يُحاول تصديقه وهو يشعر بالحياة تسير عبر أوردته الميتة .. تنتعش خلاياه خلية بعد خلية وكأن خبر عودته ماء سرى عبر جذورٍ يابسة فأنعشها وأحيائها ..
, ابتسمت مروة من بين دموعها .. تشعر بشعوره ذاك .. تحسّ بما يُعانيه وما يحسّه الآن .. أصبحت تشعر بنفسها متعلّقة بأدهم كتعلقه به .. تشعر بالحياة تدب في أوصالها بعدما دبّت في أوصال حبيبها ..
, وضعت يدها علی كتفه تهمس في أذنه وكأنّ صراخ مصطفى لم يسمعه ليستمع لهمسات خافتة منها: رجع يا سيف .. أدهم رجع أخيراً ..
, التفت إليها ليشهق فجأة بدموع اقتربت منه تجذب رأسه لتدفنه في كتفها .. تشبّث بها كغريق محاولاً النجاة وشهقاته ترتفع ..
, احتضن أحمد نور بشدة لتتعلّق به بسرعة واستنجاد .. تستوعب ذلك الخبر الذي حلُمت بسماعه ليالٍ طويلة .. حتى باتت تسهر لتتخيّل أنه حدث معها ذلك وتبكي متخيّلة فرحتها وسعادتها .. ولكن كل تخيلاتها كان لاشيء مُقابل ما تشعره الآن .. تشعر بأن قلبها ينتفض داخل أضلعها يُريد الإسراع إليه يسقط داخل أحضانه يستشعر وجوده وعودته ..
, التفت مصطفی بابتسامة نحو عبير التي بادلته الإبتسامة بفرح كبير لعودة ابتسامته له وفرحته ..
, عاد ينقل نظراته بين الجميع ليقترب ويجثو أمام مقعد جمانة التي لم تُسعفها قدماها لتهوي جالسة فوق الكرسي تبكي شاكرة ربها لعودة بكرها وسندها تتأمّل لحظة رؤيته أن تشعر به داخل أحضانها أخيراً ..
, رفعت نظرها لمصطفى الذي تمسّك بيديها بحنان وانحنى مُقبلاً كفيها بحب .. رفع يديه يمسح دموعها هامساً بدموع: متعيطيش يا أمي .. أبنك رجع .. أخويا رجع ومش هيفارقنا تااني و**** ..
, حاوطت وجهه بيديها وقبلت جبينه بامتنان وحنان: **** يخليك ليا .. **** يخليكوا لياا يارب مش عايزة غير تفضلوا معايا وجنبي و**** ..
, ربّتت مديحة على كتفها بحنان والتفتت تحتضن حمزة الذي بدأ بالبكاء عند رؤيته للجميع يبكي حوله ..
, نهضت تقف بجانب ليلى التي تتشبث بكريمة ببكاء .. همست بخفوت: مبرووك يابنتي .. رجلك جوزك وأبو أبنك .. **** يخليه ليكي ياارب ..
, نظرت إليها ليلى بعينين اختفى ذبولهما في لمح البصر حالما انتعش جسدها بلقائه .. ألقت نفسها داخل أحضانها هامسة ببكاء: **** يخليكوا ليا .. أنا مش مصدقة .. أدهم رجعلي رجعلي بعد كل ده و**** رجعلي وكنت عارفة .. كنت عارفة هيرجع ومش هيسيبني ..
, نظر سيف نحو مصطفى يُعلّق عينيه عليه بلهفة كبيرة .. لمحه مصطفى ليبتسم مقترباً منه بخفوت: هاا بقا مش قولتلك هلاقيه حلاوتي فين بقا ..؟
, بكى سيف بسرعة واقترب منه ليتعلّق بعنقه سريعاً دافناً رأسه في صدره .. احتضنه مصطفى بسرعة وحنان وضحك هاتفاً: بقا هي دي حلاوتي يا خويا ؟
, هتف سيف سريعاً: خودني ليييه عشان خاطري خلينا نروحله ..
, ابتعد مصطفى عنه ونظر للجميع هاتفاً: يلا بسرعة جهّزوا نفسكوا وجهزوا العربيات .. هو مش في القاهرة والطريق طويل ..
, ركض الجميع ليتجهز بسرعة وخرج أحمد يُجهز العربيات ليهتف محمود بهدوء: هو فين يا مصطفى في بيت الراجل اللي نقذه ؟
, هز رأسه بنفي: هو في المستشفى .. ثم هتف سريعاً: بس متقلقوش هو كويس جداً الراجل طمنّي ..
, هتف عزيز بهدوء: هتنقلوه على المستشفى هنا صح ؟
, أومأ مصطفى برأسه: أيوه هنشوف لو حالته تسمح وهننقله ..
, محمود: يبقی مفيش داعي يروح الكل .. زي م قولت الطريق طويل .. احنا هنستناكوا هنا قولولنا المستشفى اللي هتنقلوه عليها واحنا هنكون في انتظاركوا ..
, نظرت مروة الى والدها ليهتف: البنات هيفضلوا هنا أحسن ..
, مروة بإصرار: لأا أنا هروح معاهم ..
, مصطفى بهدوء: أبوكي معاه حق .. مش لازم الكل يروح .. المهم إننا لقيناه وهنرجعه ..
, حاول الجميع الإعتراض ليهتف محمود: خلااص قولنا هتفضلوا هنا .. أمه وأخواته ومراته بس اللي هيروحوا ..
, وافق الجميع على مضض لتنزل ليلى درجات السلم بلهفة وابتسامة: يلااا أنا جااهزة ..
, خرج مصطفى برفقة الجميع .. ليجد سيف يجلس في سيارته من الأمام .. اتجهت ليلى بسرعة لسيارته لتركب في الخلف بلهفة بادية على وجهها ..
, قطب مصطفى جبينه ليهتف لجمانة وهو يفتح لها الباب: ادخلي يا ماما دول مش عايزين عزومة سبقونا ..
, ابتسمت بسرعة ودخلت السيارة لينظر نحو نور هاتفاً: هتيجي معايا ولا مع أحمد ؟
, نظرت نحو أحمد الذي ينتظرها لتبتسم هاتفة: مع أحمد سلام ..
, ابتسم لها بحب ثم دخل سيارته .. ليسرع كرم يدس نفسه في سيارة أحمد من الخلف قبل أن يسير بها هاتفاً: هرووح يعني هرووح امشي ..
, لم يُجادله أحمد ليمشي في السيارة بسرعة خلف سيارة مصطفی المُسرعة .. وابتسامات الجميع لا يستطيعون تخبئتها وهم في طريقهم للقائه بعد أياام طويلة عانوا بها من فراقه ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, وصلوا بعد فترة ليست بالقصيرة .. ليُسرعوا إلى تلك المستشفى التي أخبرهم مهند بعنوانها ..
, وقفوا أمام الإستقبال بلهفة وقلوب متشوقة وقلقة ليخرج مصطفى هاتفه سريعاً يُكلّم الرجل هاتفاً: إحنا وصلنا المستشفى واقفين في الإستقبال ..
, نهض مهند عن مقعده هاتفاً: تمام اطلع الدور التالت .. خامس أوضة على يمينك وأنا هيكون بانتظارك ..
, أغلق مصطفى سريعاً مُلتفتاً لهم: يلا خلونا نطلع ..
, وقف مهند في الرواق أمام ابنته وزوجته الجالستان على المقاعد الموجودة ..
, هتفت زينة: مين اللي جاي معاه يا ميمو ؟
, مهند: مش عارف أكيد أمه وأبوه وأهله اسكتي بقا ..
, تكتفت تنظر حولها مُنتظرة .. ليندفع مصطفى ومن معه في الرواق ينظرون حولهم بحيرة وعلى وجوههم قلق بالغ ..
, هتف مهند ملوّحاً وهو يقترب وينقل نظره بينهم بحيرة : أستاذ مصطفى ؟
, استدار إليه مصطفى سريعاً واقترب منه ليمد مهند يده لمصافحته: أنا اللي كلّمتك ..
, صافحه مصطفى بلهفة وامتنان: مهند بيه أنا مش عارف أشكرك إزاي بجد جميلك ده مش هننساه بعمرنا ..
, مهند بهدوء: ده واجبي وأنا لسا عارف بهويته لو كنت أعرف قبل كنت وفّرت عليكوا عذاب أووي ..
, هتفت جمانة بلهفة: هوو فين ابني فين ؟
, أشار إليهم نحو الغرفة لتنهض زينة ووالدتها بسرعة عندما تقدموا منهم .. همست زينة بذهول: إيه اللي أنا شايفاه قودامي ده ؟ هو العيلة دي كلها مزز ولّا إيه ..؟
, قرصتها والدتها بغيظ لتصمت ليقف الطبيب أمام الباب هاتفاً: اهدوا يا جماعة مينفعش تدخلوا كلكوا ..
, هتف مصطفى: حالته عاملة إييه يا دكتور أرجوك طمنا عليه خلينا نشوفه ..
, تنهد الطبيب بخفوت وبدأ يشرح حالته منذ دخوله المستشفى .. بكت ليلى بخوف هامسة: هو بقا كويس صح ؟
, الطبيب: أيوه كويس وهيفوق قريب إن شاء **** ..
, أحمد: إحنا نقدر ننقله على مستشفى تانية في القاهرة صح ؟
, الطبيب: أيوه حالته مستقرة وتقدروا تنقلوه بأي وقت .. ولو عايزين أنا ممكن خليهم يجهّزوا عربية إسعاف تنقلوه بيها ..
, أحمد: متشكرين يا دكتور ..
, اقترب سيف من الغرفة سريعاً: أنا هدخل أشوفه ..
, تنهد الطبيب هاتفاً: تقدروا بس ياريت متعملوش أي ضجة ومتتأخّروش .. أنا هروح خليهم يجهزوا العربية ..
, فتح سيف الباب بلهفة لتلحق به نور سريعاً وليلى التي شعرت بنبضاتها تكاد تثقب صدرها ..
, ظهر أمامهم ذلك السرير وجسد أدهم متمدّداً فوفه غائب عن الوعي تماماً لا يشعر بأحد من حوله ..
, اندفع سيف ونور نحوه بسرعة ولهفة .. بكت نور وهي تراه هكذا وتلمّست وجهه بغير تصديق: أابيه .. أحنا هنا إحنا جينا عشانك لقيناك .. فوق بقا عشان خاطري اصحى ..
, وضعت رأسها فوق صدره المُضمّد نتيجة جروحه وحروقه الكثيرة ودخلت في موجة بكاء عنيف ..
, أمسك سيف بيده يضمّها بين يديه ورفعها لفمه يقبّلها عدة مرات ودموعه تنهمر بغزارة ناظراً لوجهه بتأمل: وحشتني ياا أدهم ووحشتني وربنا وحشتني أوووي كنت هموت من غيرك و**** ..
, جلست جمانة قربه لتُبعد نور من فوقه وتمدّ يدها تتحسّسه بغير تصديق .. بكت وانحنت تقبل جبينه بحنان: الحمد**** .. رجعتلي يابني الحمد**** **** جبر بخاطري ومخدكش قبلي .. **** يجعل يومي قبل يومك يا نور عيني .. كسرتلي ضهري يابني حرقت قلبي بغيابك عني يا ولدي و**** حرقته ياارب خودني قبله يارب متورينيش فيه يوم وحش يارب ..
, اقترب مصطفى بابتسامة سعيدة ليُربت على كتف سيف هاتفاً: خلاص يا سيف الحمد**** هو بخير وهيخرج من هنا كمان شوية ..
, رفع نظره إليه ببكاء: هيفوق إيمتى ؟
, مصطفى: الدكتور قال قريب .. يلّا امسح دموعك دي بقا .. ثم اقترب من أدهم وانحنى يقبل جبينه بسعادة ورغماً عنه غصّ صوته بكلامه ليخرج مُتحشرجاً مُختنقاً: الحمد**** على سلامتك يا أدهم وحشتنا أووي ..
, جذب أحمد نور إلى أحضانه يمسح فوق شعرها بخفوت .. وعينيه متعلّقة على أدهم الساكن مكانه بغير حراك .. ابتسم بعينين دامعتين ورفعهما للسماء: الحمد**** يارب الحمد**** ..
, هتف مكلّماً جمانة: يلا يا جوجو أهو اتطمّنتي عليه تعالي نخرج برّا ونسيب العرسان مع بعض ..
, رفعت نظرها إليه ليغمز لها ناظراً نحو ليلى التي تستند علی الجدار خلفها وعيناها مُثبّتتان فوق جسد أدهم .. تذرفان الدموع بغزارة من غير أن ترمش .. لا تُصدق بأنه أخيراً أمامها حيّ يُرزق ..
, نهضت جمانة تمسح دموعها ومازالت تنظر لأدهم بلهفة ليقترب أحمد يُمسك بيده يضغط عليها بخفة وانحنى يقبل جبينه بسعادة بالغة ..
, ربت كرم على كتف ليلى يُشجّعها على التقدم .. التفتت إليه بعينين متورّمتين ليبتسم ويُحاوط كتفيها ويقترب معها .. وقفا بجانب سريره .. لينظر نحو أدهم بسعادة هائلة وانحنى يقبّله بشوق ..
, نظر لسيف الذي يُتابعهم بصمت .. لتقترب ليلى تجلس بجانب أدهم على السرير ..
, مسح سيف دموعه سريعاً وانحنى يقبّل جبين أدهم ناظراً إليه باشتياق كبير .. ثم استدار بسرعة يخرج من الغرفة .. تاركاً ليلى وحدها مع أدهم بعدما لحق به كرم للخارج ..
, خرجت جمانة ومصطفى يسندها لتجلس فوق أحد المقاعد .. وقف مهند وعائلته بابتسامة: الحمد**** على سلامته ..
, هتفت زوجته: الحمد**** أنه رجعلكوا بالسلامة و**** كل الفترة دي وإحنا نفكّر بعيلته وحالتها إزاي وابنهم بعيد عنهم ..
, رفعت جمانة عينيها الدامعة نحوهم: لااا هو مش ابني وبس .. أدهم رغم اني أمه بس هو أبويا وأمي وأخويا وأبني وحتى جوزي .. **** يجزيكوا الخير ويباركلكوا ببنتكوا وميحرمكوش منها .. أنتوا ردّيتولنا روحنا ..
, ابتسمت زوجته واقتربت منها مربّتة فوق كتفها: إحنا عملنا واجبنا وأدهم **** بعتله مهند في لحظة الحادثة علشان ينقذه **** كتبله عمر جديد ..
, هتف أحمد بفرح: بجد مش عارفين نشكرك إزاي أنت عارف إن من غير أدهم مكناش إحنا متجمّعين كده .. هو راس العيلة بالنسبة لينا ولو خسرناه العيلة دي هتتفكّك ..
, مهند: وربنا رايدله يعيش عشان تبقوا متجمّعين الحمد**** ..
, هتفت زينة بضحك: أنا قولت لميمو يفكّوله الضماد من زمان عشان نشوف وشه بس هو مرضيش ..
, مهند بغيظ: يابت ده وشه كان مليان جروح كنتي هتعرفيه إزاي ..؟
, نظرت إليه هاتفة: مين قالك إني كنت عايزة أعرفه بس ع القليلة كنا شبعنا من وشه الجميل ده قبل م ياخدوه أهو ملحّقناش نتأمّله كويس ..
, ضحكت جمانة بخفة هاتفة: و**** أنتي عسل ولو مكنش كل خد بولادي خاطب مكنتش طلعت من هنا قبل م أخدك كنة ليا ..
, هتفت بفرح: وماله طيب ننزل على ضرة مفيش مشكلة والأفضل يكون الواد اللي جوا ده ..
, وضع مهند يده يُكمّم فمها: واد بعينك بقا كل العضلات اللي جوا دي وبتقولي واد ..؟
, بدأت تتململ بين ذراعيه لتُبعد يده هاتفة بفضول: هو عينيه لونها إيه ؟ برضه زرقة زي دول ..؟
, أشارت نحو سيف ومصطفى الذي ابتسم لها هاتفاً: أيوه ياختي زرقة ..
, تنهدت بهيام: أمووت بالعين الزرقة أناا ..
, مهند بحنق: اتنيلي علی عينك ياختي أنتي بتسمّي عينين حمار الوحش بتاعك زرقة دي خليط غريب ووحش أووي .. ده غير أنه بصيب بالعين ..
, نظرت إلبه بغيظ: فهد ياباباااا فهد **** .. بعدين يعني هو بما أنه خليط عجيب يبقى جميل وساحر ونادر ..
, هز رأسه باستهزاء وهي تعدّ مواصفات خطيبها .. فيما التهى الجميع بمُتابعة حديثهم المرح بعدما انزاح عن قلوبهم ثقل وحزن كبير ..
, في الداخل ..
, جلست قربه بعيون دامعة تتأمّل وجهه الحبيب .. مسحت دموعها التي تمنع عليها الرؤية وهي تشهق باختناق .. الآن هو أمامها بعد طول انتظار .. بعد حزنها وشقائها بعيداً عنه .. كانت تعلم بأنه لن يتركها ولكن غيابه عنها أضناها .. هو عائلتها فكيف لها أن تعيش من غيره ؟
, مدّت كفا يديها تُمرّرهما على وجهه .. عينيه المُغمضتين وأنفه وجنتيه وشفتيه .. بكت وهي تمسح فوق جراحه المُلتئمة متخيّلة ألمه عند حدوثها .. نزلت يديها فوق صدره المُضمّد لكثرة الجروح والحروق به .. ومازالت جروح كثيرة ظاهر ..
, بكت أكثر وانحنت بوجهها تقبّل جروح صدره الظاهرة .. يديها بغير شعور ذهبتا لموضع قلبه .. تتلمّسه لتستشعر نبضاته الصاخبة .. وكأنه يشعر بقربها وبلمستها له رغم أنه نائم ..
, ابتسمت من بين دموعها الغزيرة وانحنت تقبل موضع قلبه بجنون واشتياق لذلك النبض الذي ظنّته قُطع لتنقطع حياتها معه ..
, همست بخفوت وتقطّع: ووحشتني .. وحشتني أووي وربنا .. وحشتنا كلنا .. كنت هموت من غيرك .. هونت عليك يا أدهم هونت عليك تسيب حبيبتك ومراتك وبنتك؟ أنا مقدرش أعيش من غيرك إزاي تسيبني كل ده ..؟
, رفعت نظرها لوجهه تتلمّس جفنيه المُغمضين بشوق: افتح عينيك دي خلي شمسي تشرق تاني بعد م عشت بضلمة من غيرك .. افتحهم خليني بوصلهم .. بوصلي وأنت عمال تضحك ولونهم يتغيّر معايا أنا وبس .. افتحهم يا حبيبي وحشووني أووي .. مش عايز تفوق وتعرف المفاجأة ؟ مش أنا كنت بستناك عشان قولهالك ؟ قووم قوم في حتة جوايا بتستناك من زماان عايزة تتعرّف علييك قوم عشان خاطري ..
, حاوطته بذراعيها تسند رأسها فوق صدره .. ويدها مازالت فوق موضع قلبه تُغمض عينيها برااحة هائلة واشتياق لسماع صوته وضحكته ورؤية البحر الثائر في عينيه ..
, خرجت بعد فترة لتجد الجميع مازال يجلس في الخارج .. كان وجهها مُحمرّاً بشدة وعينيها متورّمتين من كثرة البكاء ..
, تأملتها زينة بخفوت وتسلّل لداخلها ألم وحزن لتلك الفتاة من هيئتها الذابلة ورغم ذلك ملامحها الجميلة الناعمة ظاهرة بوضوح ..
, ابتسمت ونهضت تقترب منها: أنتي عسولة أووي وجميلة مينفعش الوش الحلو ده يعيط .. أه وربنا جميله ماشاء **** قولت لميمو يتجوّز واحدة شقرا وبيضة كده علشان يطلع شعري زيك بس هو أصرّ يتجوّز الولية اللي قاعدة هناك دي .. قال إيه بيحبها هووف ومن الحب ما جلبَ أولاد شكلهم مش زي م هم عايزين ..
, فلتت ضحكة من ليلى لكلامها ليضحك الجميع معها فتهتف بذهول: لااا قولنا إنك جميلة متسوقيش بيها كده .. غمازااات يا ولية أنتي ؟ غمازات وعماال تعيطي ومبتضحكيش ..؟ أنا أقول لازم أريّح الواد المتلقّح جوا منك ويتجوّزني أناا هو صح مش جميلة زيك بس عالقليلة مش بخبّي عنه الغمازات الحلوين دول .. لأني معنديش أصلاً ..
, عادت ليلى لتضحك من جديد ورفعت يديها تمسح دموعها .. رغم أن الفتاة تمزح ولكن إحساس الأنثى الغيورة داخلها قد اشتعل .. وربما كلامها قد أشعل داخلها شيئاً ٱخر .. غمازته التي تعشقها قد اختفت من عالمها باختفائه .. وهي الآن ستعمل على إعادتها من جديد .. وكيف تُخفي عنه وجهها وغمازتيها اللتان يُحبهما .. هل سيراها بهيئة ذابلة كهذه ؟
, ضحكت زينة هاتفة: أيوه كده طلعتي بتغيري وشردتي إزاي هتحسّني من نفسك .. عشان أما يفوق ويشوفني ميتجوّزنيش مش كده ؟
, نظرت إليها ليلى بعبوس لتعود لتضحك هاتفة وهي تشير لسيف ومصطفى: لااا اهدي كده وخلينا صحااب أنا صح معجبة بيه أووي ولّا لما يفتح وأشوف عينيه هعجب بيه أكتر زي التنين اللي شبهه دول .. بس أنا مخطوبة لفهودي أو لحمار الوحش على قولة ميمو ..
, رفعت أصبعها الذي يحتوي الخاتم أمامها لتبتسم ليلی بخفوت وتُكمل زينة: وفهودي ده مبستغناش عنه أبداً ومش هبدّله برجالة الأرض كلها كده علشان أغيظ ميمو اللي حاول أووي يفرّقنا بس نحنُ صامدون ..
, ضحكت ليلى بخفة هامسة: ألف مبروك **** يخليهولك ..
, زينة: ويخليلك المز اللي جوا ده .. بصي هو مش أني مخطوبة هبعد عنه لاااا أنا لو شوفتك زعلانة وبتعيطي كده تاني وبتخبّي جمالك ده هجيله ووقّعه بدبديبي وانزل عليكي ضرّة هااا قولتي إييه ..؟
, ضحكت ليلی ترفع يديها أمامها: لااا خلااص خليكي أنتي بفهودك ده وسيبيلي أدهومتي ..
, زينة بهيام: ياا أدهومتي .. ؟ ده إيه الاسم الجميل ده .. لازم خلي فهد يغير اسمه لأدهم وأهو معدش ميمو يلاقي اسم يقولهاله زي حمار الوحش ده ..
, نهضت جمانة واقتربت منها باسمة .. لتحتضنها وتقبلها بحنان: **** يخليكي يابنتي انتي وكلامك العسل ده .. **** يخليك فهودك ويفرّح أهلك بيكي يارب. .
, والدتها: قوليلها مش ناوية تفرحني بقا ..
, ضحكت زينة هاتفة: عايزاني أتجوز علشان يخلالك الجو مع ميمو لااا قاعدة على قلوبكوا انتوا التنين ..
, اقترب الطبيب منهم هاتفاً: العربية جاهزة يا جماعة .. قولوا اسم المستشفی اللي عايزين تنقلوه ليها ..
, مصطفى: مستشفى ٥ العلامة النجمية
, احنا هنمشي قودامهم ندلّهم عليها ..
, اومأ برأسه ودخل هاتفاً: هدخل أكشف عليه ونجهّزه عشان ننقله علی العربية .. هديه منوم خفيف علشان ميفوقش بالطريق ويتعب ..
, دخل الطبيب ومعه عدد من الممرّضين ليتم نقل أدهم إلی سيارة الإسعاف الواقفة أمام المستشفى ..
, اقترب أحمد وعانق مهند بامتنان: **** يخليك ويباركلك مش هننسالك اللي عملته لينا طول عمرنا ..
, ربت مهند على كتفه: قولتلكوا ده واجبي أي حد مكاني كان عمل كده ..
, سلّم عليه مصطفى وعانقه بحب: مش أي حد غير انه يكون ابن أصل زيك **** يخليك ..
, سلم الجميع عليهم لتقترب جمانة ونور تسلم على زوجته وزينة التي دمعت عينيها تشعر بأن هذه العائلة قد دخلت قلبها بسرعة ولا تُريد فراقهم ..
, وجمانة شعرت بنفس الشيء لتحتضنها هامسة: لما أدهم يتحسّن هنيجي نزوركوا هنا انتي بقيتي بنتي ..
, ابتسمت بسعادة: بجد يا جوجو ..؟
, نوز: أيوه بجد هخلي أبيه أدهم يجيبنا ليكوا .. اديني نمرة فونك يلا ..
, ضحكت زينة وأملتها رقمها بسعادة لتهتف ليلى: عقبال م نفرح بيكي أنتي وفهودك ..
, زينة بابسامة وهي تعانقها: عقبال م النونو ده ييجي ولو كانت بنت تسميها زينة ..
, ضحكت ليلى هاتفة: وأحلاا زينة و**** خلاص أوعدك لو جت بنت مش هسمّيها غير زينة ..
, اقترب سيف من مهند هامساً: أأنا مهما قولتلك وشكرتك مش هديك حقك أبداً .. أدهم مش بس أخويا وبس هو أبويا وعيلتي وكل حاجة بحياتي و**** أنا من غيره كنت همووت أنت رجّعتلي حياتي .. أنا متشكر أووي ..
, ابتسم مهند بعينين دامعتين واقترب يحتضنه هامساً: خلاص أهو رجعلك والحمدلله خلي بالك منه .. كان نفسي أووي بواد زيك بس الحمد**** **** أكرمني بواحدة مجنونة مرة واد ومرۃ بنت ..
, زينة بهتاف: بتقول حاجة يا ميمووو سمّعني ؟
, ضحك سيف ومسح دموعها هاتفاً : **** يخليك يا ميموو ..
, اقترب كرم يُسلم عليه هو الآخر شاكراً وأسرع نحو سيارة أحمد القريبة ..
, أخذ أحمد عنوانه ليهتف بعدها: هنجيلكوا قريب يإذن **** ..
, مهند: تنوروا و**** مع السلامة ..
, سارت سيارة مصطفى لتلحق بها سيارة الإسعاف التي بها عدد من الممرّضين وقد رفضوا أن تجلس ليلى أو سيف بداخلها ..
, ليعودوا ويجلسوا في سيارة مصطفى وعيونهم معلّقة خلفهم بسيارة الإسعاف التي تحتوي أدهم خوفاً من فقدانه وابتعاده عنهم من جديد ..
, فيما سيارة أحمد المبتسم باتساع وبجانبه نور تسير خلفها وكرم يجلس في المقعد الخلفيّ بهدوء يُكلّم إسراء في الهاتف ..
, فتح أدهم عينيه بضعف يشعر بجسده يهتزّ ولايعلم أين هو .. حاول النظر حوله ولكن شعور التّخدير الذي يسري بداخله وثقل جفونه جعله يعود ويُغمضهما من جديد مستسلماً للنوم ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, وقف الجميع أمام المستشفى بعدما أخبرهم مصطفى بقرب وصولهم ..
, حتى رأوا سيارة مصطفى تقترب من بعيد وخلفها سيارة الإسعاف وأحمد ..
, ترجّلوا منها ليبدأ رجال الإسعاف بتنزيل السرير النقّال الذي يوضع عليه أدهم بخفة من السيارة ..
, ركض سيف ومصطفى لمساعدتهم ليمشي خلفهم البقية ويلتقوا بالجميع ينتظرهم ..
, أدخلوه إلى أحد الغرف ليدخل الطبيب سريعاً ليفحصه ويخرج بعد دقائق هاتفاً بابتسامة: أدهم بيه حالته كويسة جداً والمنوّم اللي أدهوله هيروح تأثيره كمان شوية ويفوق .. وتقدروا تخرّجوه من هنا من بكرا ..
, اتسعت ابتسامات الجميع واقترب أمير من سيف يُعانقه بسعادة: ألفف مبروووك يا سيفووو ..
, عانقه سيف بضحك ودموع الفرحة تخرج من عينيه ..
, ابتسمت مروة بحب ناظرة إليه وبجانبها وقفت إسراء وعبير وكل واحدة تتأمل خطيبها وأبتسامات الفرحة على وجوههم بعدما فقدوها طويلاً ..
, بعد فترة قليلة تجمّع الجميع في غرفته .. نظر كرم نحوهم بضحك: الموقف ده مش بيفكّركوا بحاجة كده ..؟
, نظر إليه سيف باستغراب ليضحك أحمد: مش هتفتكر يا خويا كنت أنت متلقح مكان أدهم المرة الفايتة ..
, هتفت جمانة: متفكرونيش بعد الشر عنه **** يبعد المرض والوجع عن الكل ..
, نهض سيف ليجلس بجانب أدهم مقابل ليلى الجالسة .. رمقها بخفوت وابتسامة هادئة ثم اقترب من أدهم هاتفاً: أدهمممم ..
, مصطفى بغضب: بس يا حيواان سيبه يرتاح ..
, سيف بتذمّر: بقاله من لما اختفى نايم ومرتاح لازم يفوق بقا ..
, عاد لينحني نحو أذنه ومدّ يده يهزه بخفة: أدهممم دودوو اصحى ..
, أحمد بغضب: حد يشيل الواد ده من هنا سايبينه ليه ..!
, ضحك سيف ولايعلم لماذا .. فقط يُريد أن يضحك من قلبه يشعر بأن هموم الدنيا كلها انزاحت عن صدره .. يريد لأخيه أن يستفيق ويعود لمشاكسته وإغاظته وقد اشتاق لصراخه عليه وشتائمه ..
, نظر لأدهم متأمّلاً وجهه ليعود ويضحك ويمد يده يُغلق أنفه بأصابعه ..
, أمسكت ليلى يده تحاول إبعادها بغيظ: ابعد إيدك يا زفت هتخنقه ..
, ضحك يهزّ رأسه بالنفي: خلاص اهمدي شوية يا زفتة هفوّقهولك و**** ..
, نظرت إليه بقلق ليهتف بضحك: أدهمم فوق يا حبيبي يلاا ..
, توسّعت عينيها وهي ترى جفنيّ أدهم يتحرّكان بخفة .. رفعت نظرها لسيف الذي اتسعت ابتسامته هاتفة بذهول: عملت كده إزاااي يالا ؟
, ضحك يهز أكتافه: دي تعويذة سحرية أنتي مش هتفهميها أبداً ..
, عاد بنظراته نحو أدهم بلهفة ودمعت عينيه رغماً عنه هاتفاً: أدهمم حبيبي سامعني ؟
, اقترب الجميع منه بسرعة محاوطين سريره لتهتف ليلى: اهدوا يا جماعة وابعدوا هتخنقوه كده ..
, لم يُجبها أحد وتعلّقت عيونهم وهم يمدّون رؤوسهم من الأعلى يُتابعون استيقاظ أدهم ..
, ليفتح عينيه بخمول ويعود ويُغمضهما من جديد .. رمش بعينيه وفتحهما عدة مرات يرى صورة مغبّشة أمامه ..
, همس بخفوت مُبتلعاً ريقه الجاف: ع عطشان عاوز مية ..
, اندفع الجميع في نفس اللحظة نحو كأس الماء الموضوع على الطاولة قربهم .. ليتعثّروا ببعضهم ويسقط الكأس أرضاً بعنف ..
, نظرت ليلى نحوهم: إيه الي عملتوه ده ؟ هاتوا مية بسرعة ..
, مسحت فوق وجه أدهم بخفة هامسة: أدهم سامعني يا حبيبي ؟ أنا ليلى ..
, رمقها سيف بسخرية: حصله الشرف ياختي بتعرّفيه بنفسك ليه ده على أساس هو مش عارفك يعني ؟
, رفعت إصبعها أمامه: بص يا سيف لو هترجع لحركاتك دي تاني ف متحلمش أبقى ساكتالك فاهم ؟ وهاخد حقي بإيدي ..
, قطب سيف جبينه ليبتسم فجأة هاتفاً: لااا مش هرجع عشان سيفو الصغير اللي ببطنك ده .. أنا بحبك يا ولية أنتي ..
, ابتسمت بخفة ليمدّ يده من فوق أدهم هاتفاً: صافي يا لبن ..؟
, اتسعت ابتسامتها وضحكت تصافحه هاتفة: حليب يا قشطة ..
, همس أدهم بخفوت بعدما تسلّل صوتهم إليه: عاوز ماية يا زفت أنت وهي ..
, التفتا نحوه بسرعة ليهتف سيف بلهفة وضحك: أدهممم أنت سامعني ؟ أنا سيف عارفني ؟
, هتفت ليلی بغيظ: بتتريق حضرتك ؟
, ضحك متابعاً: أنا سيف ودي ليلی مراتك .. ودي أمك جوجو و٣ نقطة
, مدّت له جمانة كأس الماء هاتفة: شربه بسرعة واقفل بؤك ده ..
, أخذت ليلی كأس الماء ليفتح أدهم عينيه .. رمش بهما بذهول وهو يرى رؤوس مختلفة فوقه .. حاول أن يعدّها ليداهمه صداع مفاجئ ..
, همست ليلى بخفوت: ساعدني يا سيف ..
, رفع سيف رأس أدهم بين يديه لتُقرّب ليلى كأس الماء من شفتيه وتُساعده على الشّرب ..
, ابتسمت بسعادة: أدهم الحمد**** على سلامتك يا حبيبي أنت كويس ؟
, ابتلع ريقه هامساً بخفوت: كويس ..
, نظر لهم من جديد لتتوسّع ابتسامتهم ويبدأ الجميع يُهنّئه بالسلامة .. ابتسم لهم لتقترب جمانة منه بدموع تقبله بوجهه هامسة: الحمد**** ع السلامة يابني وحشتني ..
, قطب جينه هامساً: **** يسلمك يا ماما ..
, نظر إليهم هاتفاً: هو إيه اللي حصل أنا فين ؟
, نور: في المستشفى يا أبيه ..
, حاول أدهم النهوض لتُمسكه ليلی وسيف سريعاً يُعدّلان من الوسائد خلفه ليهتف: بقالي هنا قد إيه ؟
, بكت جمانة بألم هاتفة: مكنتش هنا يا أدهم .. كنت بعيد عننا ومنعرفش عنك حاجة دلوقتي حتى لقيناك ..
, ضيّق عينيه باستغراب وهو يربت فوق كتفها بحنان وقلق .. لينقل نظره نحو مصطفى وأحمد ..
, اقترب أحمد يربت على كتفه .. ثم فجأة انحنى يُعانقه بشوق وهمس: الحمد**** على سلامتك يا صاحبي .. الدنيا مش حلوة من غيرك ..احنا اتفقنا نفضل مع بعض دايماً متبعدش كده تاني ..
, رفع أدهم يديه يُعانقه وقد شعر بشيء غريب .. لا يعلم كم من الوقت أمضاه هنا ولمَ الجميع يبكي هكذا ويُخبره بابتعاده عنهم ..؟
, اقتربت نور منه بسرعة لتلقي بنفسها داخل أحضانه تتشبث به ببكاء: وحشتنيي يا أبييه وحشتني أووووي و**** .. متسبنيش تاني عشان خاطري وغلاوتي عندك متعملش بيا كده تاني ..
, ابتلع ريقه وأبعدها عنه يمسح دموعها وقبّل جبينها بابتسامة : مش هسيبك ياحبيبتي أنا هنا خلاص ..
, بدأ الجميع بالإقتراب منه يُسلّم عليه بشوق له وقد عادت ابتساماتهم اليهم بعد طول غياب وعيونهم دامعة بشدة ولكن هذه المرة دموع الفرح بلقائه وعودته إليهم سالماً ..
, خرجت الفتيات بعدما سلّمن عليه ليخرج محمود وزوجته وعزيز وزوجته بعدها ينتظرون في الخارج ويتركون عائلته معه ..
, ابتسم أمير وجلس على كرسي في الغرفة بجانب كرم الذي نظر نحوهم بسعادة كبيرة ..
, مسح مصطفى دموعه التي انهمرت بغير شعور منه .. واقترب منه يُبعدهم من حوله .. جلس بجانبه ينظر إليه بشوق واقترب يحتضنه بشدة واحتياج وصوته خرج مُختنقاً بغصّة داخله: وحشتناا يا أدهم وربنا منقدرش نعيش من غيرك .. أنت عارف حصلي إيه بغيابك ؟ كان لازم أفضل قوي بس جوايا كنت بمووت و**** .. أنا ضعيف من غيرك بستمدّ قوتي منك .. أنت اللي رجّعتني لحياتي ودخلتني العيلة دي وعيشتني بيها بعد م خسرتها زمان .. بس من غيرك هحس نفسي لسا وحيد زي م عيشت كل حياتي ..
, عانقه أدهم بشدة .. يشعر باحتياجه إليه من نبرة صوته الخافتة المؤلمة .. ابعده ومسح دموعه التي عادت وانهمرت من جديد .. ابتسم إليه هامساً: أنا هناا ومش هسيبك و**** ..
, ابتسم مصطفى وقبل جبينه بحب: **** يخليك لينا يا أدهم ..
, همس أدهم ناظراً إليهم: هو إيه اللي حصل ..؟
, زفر أحمد بتنهيدة عميقة وجلس على مقعد بجانب نور وبدأ يسرد له كل شيء بالتفصيل ..
, ذُهل أدهم ممّا حدث وذلك الوقت الذي اختفى به .. هل ظنوه فعلاً قد مات ؟ كيف كانت حالتهم وقتها ؟ هو نفسه لن يتحمّل إن أصاب أحدهم مكروه فكيف هم بعد معرفته بموته ..؟
, همس بخفوت ودموع: أنا آسف ..
, هتفت جمانة بسرعة: إيه اللي بتقوله ده .. أنت ملكش دعوة **** ينتقم من اللي كان السبب .. منه لله حرمنا منك ووجّعنا كل المدة دي ..
, نظر أمامه بشرود ليهتف: كامل إيه اللي حصل معاه بعدها ؟
, أحمد: محكمته كانت النهاردة .. بس معرفتش إيه اللي حصل ..
, نظر إليه مصطفى: بجد ؟ طب نبقى نكلّم قصي ونعرف منه كل حاجة ..
, ابتسم أدهم وهو يشعر بيده بين يديّ ليلى .. التفت ينظر إليها بشوق مُتأمّلاً هيئتها الذابلة وتلك الهالات السّوداء تحت عينيها .. رفع يده يمسح فوق وجنتها بحنان: وحشتيني ..
, تسلّلت الدموع خارج عينيها ليمسحها سريعاً: متعيطيش عشان خاطري كده هتوجّعيني .. أنا السبب باللي حصلّك ..
, همس سيف بسرعة بعدما كان صامتاً طوال ذلك الوقت: لأ أناا ..
, التفت أدهم نحوه لينظر إليه سيف بدموع وقد بدأ بالبكاء: أنا السبب بكل اللي حصل .. أنا السبب إني خليتك تجيلي لولايا كنت بقيت في البيت ومحصلكش كده ..
, مسح دموعه مُتابعاً: أنا آسف كل الحق عليا أنا زعّلتك مني و**** آسف و**** العظيم .. أنا غبي وحمار طول عمري وحقك تعمل بيا اللي أنت عاوزه .. أنت قلتلي إني هندم وأنا ندمت و**** ندمت أووي ..
, رفع نظره إليه ببكاء: بس مكنتش عايز كده ..مكنتش عايز العقاب ده يا أدهم أنا كنت همووت و**** العظيم كنت هموت ..
, ارتفعت شهقاته في المكان لتبدأ نور بالبكاء لكلامه فيُحيط أحمد بكتفيها يقرّبها منه بحزن ..
, نظر أدهم إليه بحزن وقد دمعت عيناه أكثر ليقترب منه ويجذبه داخل أحضانه بشدة .. تشبّث سيف به باحتياج كبير كالغريق وكأنه الآن قد عاد لحياته بين أحضانه هامساً بصوت مخنوق: سامحني عشان خاطري سامحني ومتسبنيش تاني .. وربنا مقدرش أتحمّل . وغلاوتي عندك متسيبنيش يا أدهم و**** أنا آسف أنا مش هزعّلك مني تاني ولا هزعّل ليلى بس متبعدش عني وحياتي متبعدش يا أبويا ده أنت أبويا و**** ياحبيبي أنت كل حاجة ليا ..
, شدّد أدهم من احتضانه وهو يمسح فوق شعره يُحاول تهدأته وقد خرجت دموعه بصمت: ششش يا سيف خلاص يا حبيبي أنا معاك ومش زعلان منك حتى لما قولتلك هتندم مكنش قصدي كده و**** .. كفاية عياط عشان خاطري ..
, بكت ليلى ناظرة نحوهم بخفوت وندم هي الأخرى .. دائماً ما تنسىى تعلّقه به وتبدأ بإغاظته والغضب منه .. ولكنها الآن قد ندمت لكل ذلك .. بعدما أحسّت بأن شعورها الخانق والمؤلم الذي شعرت به طوال تلك الفترة لم تكن وحدها من تشعر به بل سيف أيضاً وربما شعر بأضعافه نتيجة تعلقه به ..
, مسحت دموعها بسرعة تنظر إليهم .. كان الجميع يبكي بصمت ولكن بكائهم الآن اختلف عما سبقه ..
, أبعد أدهم سيف عنه ليمسح دموعه بحنان وانحنى يقبّل حبينه ناظراً إليه بقلق .. هل يعقل بأن كل هذه المدة يُحمّل نفسه الذنب بابتعاده عنهم ..؟ همس بخفوت بقلق ناظراً لجروح وجهه: إيه الجروح دي يا سيف أنت حصلك إيه ؟
, همس سيف بهدوء: مفيش حادثة بسيطة ..
, قطب أدهم جبينه بقلق: حادثة إيه؟ إيمتى ..؟
, سيف: خلاص ياعم م أنت مليان جروح بكل جسمك هي وقفت عليا أنا ؟
, بقي أدهم يرمقه بقلق واستفسار ليُمسك سيف بيده وقبلها بحب: وحشتني وا**** وحشتني ..
, تنهد أدهم وبعثر شعره بخفة: وأنت وحشتني ياض كفاية بقا هتخليني أعيط بدل م تضحّكني كالعادة ..ابتسم سيف ماسحاً دموعه بسعادة ..
, نظر نحو ليلى التي تُتابعهم بابتسامة .. ابتسم بخفة ونهض بهدوء هاتفاً: أنا هستنى برا ..
, رفع أدهم حاجبيه بذهول ناظراً إليهم بعدما خرج سيف: هو ده سيف بجد ؟
, ضحك الجميع ليهتف مصطفى: طب بس لحسن يرجع يغير رأيه ويلزق هنا تاني ..
, نهض هو الآخر لينهض الجميع خلفه .. أغلقوا الباب ورائهم تاركين ليلى معه ..
, جلس مصطفى بسعادة كبيرة في كفتريا المستشفى لتهتف عبير بفرح: وأخيراً شوفتك مبسوط ..
, تنهد هاتفاً.: ياااه يا عبير متتخيّليش فرحتي دلوقتي ..
, ربّتت على يده هامسة: **** يخليهولك يارب ..
, أمسك يده رفعها لفمه يُقبلها هامساً بحب: ويخليكي ليا حبيبتي ويقدّرني إني أسعدك .. كلها فترة قليلة وتبقي مراتي ..
, رمشت بعينيها لتشهق فجأة صارخة: عااااا مصطفى الحقني ..
, انتفض من صرختها هاتفاً: فييه إييه ؟
, لطمت وجهها هاتفة: أسبووووع .. بعد أسبوع بس وتبدأ الامتحانات يلهوووي ..
, ضحك هاتفاً: وماله أنتي قدّها ..
, نظرت إليه بحسرۃ: تبقى متعرفنيش يا خويا أنا فاشلة أووي ..
, رفع حاجبه بتعجب: **** بنت جابر بن
, حيان فاشلة ؟ إزااي مش طالعة لأبوكي يعني ولا إيه ؟
, عبير: أبويا مين ياعم ده أفشل من الفشل بذاته مبيشبهش جابر غير بأسمه بس ..
, ضحك هاتفاً: طيب خلااص إيه رأيك أذاكرلك ..؟
, رمقته بتمعّن هاتفة: أنت تفهم بالإنجلش ؟
, قطب جبينه باستنكار: أماال إيه ياختي ؟ فاكراني زيك ؟
, هتفت مهدّئة: إهدا شوية ياخويا لسا مبدأناش وعمال تزعق لا يا عم مش عايزة حد يتعصّب عليا ..
, ابتسم هاتفاً: اسمعي مني صاحلك أستاذ مزز وحليوة كده وكل م جاوبتي صح هيديكي بوسة ..
, شهقت بغضب: أحترم نفسك **** ..
, ضحك هاتفاً: خلاااص هذاكرلك يعني هذاكرلك كل يوم تيجي عندي نقعد بمكاننا بالجنينة ..
, ابتسمت هاتفة: عند الغرسة اللي زرعتها صح ..؟
, ضحك هاتفاً: أيووه شوفتي دي كبرت وأنا لسا موجود ..
, هزت رأسها هاتفة: ما قولنالك متتأمّلش ..؟
, عاد ليضحك من جديد وعينيه تلمعان بسعادة وحب كبير .. وقد عادت إليه الفرحة من جديد ..
, نظرت ليلى نحو أدهم .. ليُبادلها النظرات .. تعلقت عيونهم ببعضها .. عيناها العشبيّتان لمعتا بحب واشتياق .. وكأن بحر عينيه قد سقى أعشابها الذابلة لتزهو وتنتعش من جديد ..
, ابتسم بحب ورفه يديه يُحيط وجهها بحنان .. ابتسمت عند رؤيتها لغمّازته ودمعت عينيها بحب .. رفعت أصابعها تتلمّسها لتنحني نحوه سريعاً تقبلها باشتياق هامسة ببكاء: وحشتنييي وحشتني ياروح ليلى وقلبها وحياتها كلها ..
, ابتسم لها بحنان: سامحيني يا لولا ..
, ابتسمت له وأمسكت كفيه تقبّلهما ببكاء: أنت اللي سامحني أنا مش عايزة غيرك من الدنيا دي .. صدقني محدش بيعوّضني عن غيابك و**** .. أنت الوحيد اللي لو سيبتني بموت .. وحشتني يا حبيبي و**** ..
, رفعت نظرها إليه لتری عينيه دامعتين ينظر إليها بحنان .. وألم من ألمها ودموعها تلك .. يشعر بها وبوجعها طوال تلك الفترة ..
, اقتربت منه تُقبل جفنيه ليُغمض عينيه وتنهمر دموعه .. مسحتها له بأصابع مرتجفة واقتربت تقبله بشوق ..
, تسارعت أنفاسها تنظر إليه باشتياق كبير .. ليجذبها فجأة من رأسها ليأخذ شفتيها برحلة شوق واحتياج .. ربما يحتاجها هو أكثر ..
, حاوطت عنقه بذراعيها تُقرّبه منها أكثر .. تمسح فوق خصلاته التي طالت وتُبادله بشغف واشتياق ..
, فصل القبلة ليسند جبينه فوق جبينها وتختلط أنفاسهم اللاهثة ..
, نظر إليها هاتفاً بتقطّع: وحشتيني يا لولاا أنا هناا مش هسيبك تاني مش هخليكي تبعدي عن حضني ولا هبعد عن حضنك ..
, ابتسمت بحب ودموع هامسة: ومين قالك إني هسمحلك تبعد .. إحنا مش هنسمحلك .. بقالنا زمان بنستناك أنا وهو ..
, قطب حبينه هامساً: هو مين ..؟
, اتسعت ابتسامتها بدموع هامسة: المفاجأۃ اللي كنت بحضّرهالك .. المفاجأۃ دي ..
, أمسكت يديه تضعهما فوق بطنها برفق .. ناظرة داخل عينيع بعشق: أنا وأبنك اللي كنا هنموت ببعدك عننا .. بس هو تمسّك بالحياة عاوز يستنى أبوه ويشوفه ويسمع صوته .. تمسّك بالحياۃ عشان أمه اللي كانت عايشة عشانه وهو اللي صبّرها علی غيابك .. ابنك يا أدهم حتة منك جوايا مش هيسمحلك تسيبنا تاني بعد م رجعتلنا ..
, رمش بعينيه ينظر نحو بديه فوق بطنها بذهول .. كانت تمسح بيديها فوق يديه وهو مُتجمّد مكانه .. أبنه قطعة منه داخلها .. هل سيُصبح أباً حقاً ..؟
, أغمض عينيه بشدة يتنفّس بسرعة .. لقد عاش بدور الأب طوال حياته .. عاش يكره والده يمقته ويحقد عليه .. عاش يعرف معنى الأب الحقيقي السند والملجأ والأمان الذي هو خسره ولكنه لم يسمح لأخوته بخسارته ..
, نزلت دموعه من عينيه المُغمضتين وهي بقيت تتأمّله بحنان ودموع تُدرك حالته الآن جيداً وشعوره ..
, عضْ شفته يمنع نفسه من الإنفجار ببكاء صاخب .. بعد كل ماعاناه من والده أصبح هو الآن أباً ..
, كان لوقت طويل يكره ذلك .. يخاف من نفسه أن يصبح كأبيه شريف .. يخاف أن يؤذي ولده كما هو تأذّى .. أن يُشرّد عائلته ويهينهم ويذلهم كما فعل والده .. ولكن الآن بعد سماعه لذلك لم يستطع سوى أن يفرح .. ودقات قلبه تتعالی بجنون وتلهّف لرؤية صغيره بين يديه .. شريف مات واختفى من حياتهم وسيعمل على إخفائه من ذاكرته أيضاً سيكون لولده أباً وأماً وصديقاً وأخاً كما كان يحلم كل حياته وكما هو كان دائماً هكذا بالنسبة لأولاده سيف ونور ..
, فتح عينيه ينظر إليها وقد اهتاج مُحيطه الأزرق .. لمعت عينيه بحب وشوق واحتياج وشكر وامتنان .. ينظر إلى من ملكت قلبه ومن تحتوي داخلها على ولده من ستجعله أباً .. طفلاً منها قطعة من حبيته الأولى والأخيرة ..
, رفع يديه يُحيط وجهها هامساً: حاامل ؟ هتبقي أم وعتخليني أبقى أب ؟ أنتي خليتي قلبي يدق ويحبك زمااان خليتي حياتي تتغيّر ودلوقتي هتخلّيني أب .. هتخلّيني عوّض نفسي عن كل اللي حصلي وأبقى أب زي م كنت بحلم يكون أبويا .. بعشقك يا ليلی بعشقك يا أحلا حاجة حصلت بحياتي يا نعمة **** ليا ..
, انحنى يعود يُقبّلها بشوق بعشق جارف فاض من قلبه .. وهي تبكي بحب واحتياج له .. تبكي شاكرة ربها بعودته إليها .. تبكي وتُقبله بشغف مجنون وحب كبير ..
, ابتعد عنها يمسح دموعها ويضع يديه فوق بطنها .. ابتسمت بسعادة: كان بيستناك ..
, انحنى ببطء يسند رأسه فوق بطنها برفق .. يُحيط خصرها بذراعيه مُغمضاً عينيه بامتنان كبير .. ابتسم بفرح ودموغ هاتفاً: مبسوووط أووووي يا ليلی و**** مبسوط ..
, مسحت فوق خصلاته برفق وحب: **** يقدّرني وخليك دايماً فرحان ومبسوط كده ..
, قبل بطنها عدة قبلات بحب كبير وكأنه يُقبل أينه: حبيبي .. أنا هناااا هاااي ..
, تعالت ضحكاتها هاتفة: هااي ؟ إيه يابني هتعلّمه الصّياعة من دلوقتي ..؟
, ضحك بفرح كبير ونهض ناظراً لها يُقبلها فوق غمازتبها المتعمّقتين بسعادة هاتفاً: مبروووك يا لولااا مبرووك يا حبيبتي مبروك يا حيدر ..
, رفعت حاجبيها بدهشة: حيدر ؟ مش أم سيف يعني ؟
, ضحك يهز رأسه بالنفي لتهمس بتوتر: طب وسيف ؟
, عاد ليضحك من جديد: ماله ؟
, ليلی: أبووس إيدك مش عايزاه يتخلّص منه ويرميه في أقرب حاوية لو م سمّيناه على أسمه ..
, ضحك وعاد يُقبلها بسعادة: متخافيش أنا عارف أقنعه إزاي .. يا لهوووي سيف واحد وهتجنّن من وراه أومال لو بقوا تنين ؟
, ضحكت هامسة: أناا مليش دعوۃ أنا موافقة علی أسم سيف وهقوله الحق عليك أنت ..
, أدهم: يا جبانة ..
, هزت كتفيها: مليش دعوة آخر مرة تخانقنا كنا هنخسرك مش عايزة بقا اتخانق معاه تاني أبداً ..
, ابتسم بخفوت ماسحاً فوق خصلاتها برفق .. سعادته الآن لا يستطيع وصفها أبداً .. وهي الأخرى تلمح سعادته في عينيه وسعادتها أكبر لإسعاده ..
, جلس على المقعد خارج الغرفة .. أرجع رأسه يستند على الحائط خلفه وأغمض عينيه مُتنهداً تنهيدة طويلة ..
, جلست مروة بجانبه وضعت يدها فوق كفه تضغط عليها برفق: مالك يا سيف ؟
, فتح عينيه والتفت لها هامساً بابتسامة: مفيش مبسوط أووي ..
, ابتسمت له: يارب دايماً .. بس ليه حاسة إنك قلقان ..؟
, قطب جبينه بشرود .. وسحب يده من يدها بهدوء هامساً: مفيش ..
, تمعّنت النظر به قائلة: فيه إيه يا سيف قولي ؟
, مسح فوق وجهه بعنف وتوتر بادي عليه لتهتف بقلق: مالك يا سيف في إيه ؟
, نظر نحوها بتردّد لا يعلم لمَ يُريد الكلام وبنفس الوقت خائف هتف بتردد: مروۃ أناا .. أنا حاولت أنتحر ..
, بقيت تنظر إليه تحاول استيعاب كلمته لتهتف بحذر: إييه ؟
, زفر سيف بضيق: اللي حصل ..
, هتفت بخوف: تنتحر ليه يا سيف ؟ إزاي وإيمتى ؟
, ابتلع ريقه هاتفاً بنفاذ صبر: قبل كام يوم كنت يئساان كنت همووت مش عارف حصلي إيه و**** ..
, نقلت نظراتها عليه بعدم تصديق لتتنبّه فجأة هاتفة: الجروح اللي بوشك دي سببها محاولتك أنك تنتحر صح ؟
, نظر إليها بضيق وندم لإخبارها لتنهض فجأة تنظر إليه بعينين مصدومتين: يعني حادثة العربية مكانتش حادثة ؟ وقتها حاولت تنتحر صح ؟
, تأفف بغيظ وهتف: وطي صوتك يا مروة ..
, نظر إليه بذهول: وطي صوتي ؟ لييه ؟ مش عاوز حد يعرف بإنجازاتك ولّا إيه ؟ تنتحر يا سييف تنتحر ؟ أنا مش مصدقة أنت إزاي تفكر كده ..؟
, صرخ بغضب وقهر: عايزاني أعمل إيه والدنيا اسودت بوشي وكل السكك اتقفلت .. معدش لقيته وقالولي انه مااات عربيته مبقاش بيها حتة سليمة أعمل إيييه ؟
, صفقت بيديها بعصبية وسخرية: تنتحر .. بجد شابوو ده القرار الصح .. أنت واعي للي بتقوله ده ؟
, زفر بضيق جاذباً خصلاته بغيظ: خلااص ده اللي حصل وأنا كويس ..
, ضحكت بسخرية: كويس بجد ؟ إيه يعني كان لازم تكون دلوقتي بالتربة ولا مكسّر ومتلقح بالمسشفى عشلطان متكونش كويس وقتها ؟
, تأفّف بضيق مُشيحاً بوجهه عنها ولم يُجبها لتزفر بغضب: مش مصدقة أنك فكرت في ده يا سيف ونفّذت برضه مش مصدقة بجد ..
, نظر أمامه بجمود لتتكتّف ناظرة أمامها بصمت .. بعد لحظات استدارت نحوه بجمود وجدية: سيف ..
, التفت إليها لتُكمل بحزم: أنت لازم تتعالج ..
, توسّعت عينيه بصدمة هاتفاً: إييه ؟ أنتي بتقولي إييه ؟
, مروة بجدية: بقول اللي لازم يحصل .. أنت لازم تتعالج أنا مش هستنى لا سمح **** يحصل لأدهم حاجة ووقتها ترجع تعيد عملتك دي تاني .. أنت اللي بيحصلك ده أسمه مرض فاهمني حبّك ليه مرض ..
, صرخ بغضب: كفااية يا مروة .. أنا أه بحبه ومتعلّق بيه بس مش لدرجة تقولي كده .. هو أيّ حد بيحب أخوه يبقى مريض ..؟
, هزت رأسها بغصب: لأ مش أي حد .. بس لو كان زيك يبقى مريض ولازم يتعالج .. بص لنفسك ولحياتك إزاي .. بص لخناقاتك مع ليلى اللي مش بتخلص .. محاولتك الانتحار لمجرد إنك يئست شوية .. وأهو بالآخر طلع عايش وكنت هتخسر حياتك عشان ولا حاجة..
, تنفّس بغضب هامساً: كفاية يا مروة .. أنا الحق عليا إني قولتلك ..
, هتفت بثقة: أنت قولتلي لأنك عاوز ده .. عاوز حد يمنعك عن الغلط .. لأنك عارف ومتأكد آنه غلط .. أنا فاهماك كويس يا سيف .. أنت عارف إنك غلطان وعاوز تتراجع عنه وتصلّحه بس مش عاوز تعمل كده لوحدك .. محتاج حد يجبرك على كده .. عشان تحسّ نفسك مجبور تتعالج ومش رايح بإرادتك ..
, هز رأسه بنفي يمنع كلامها من الدخول لعقله رغم أنه أغلبه صحيح .. يعلم بأن تصرفاته غير منطقية أحياناً ويريد التخلّص منها ولكن ليس بنفسه يُريد أحداً معه يُجبره على ذلك ويقف بطريقه ليمنعه عن الإستمرار بها ..
, مسح وجهه بضيق: مروة عشان خاطري خلاص .. سيبيني مبسوط ..
, رمقته بصمت قلق .. تخاف من تهوّره .. لا تُصدق بأن تلك الليلة كانت ستخسره بها .. تنهّدت بضيق وخوف كبير في داخلها ..
, حلّ المساء بهد ساعات قليلة وعاد الجميع ليجتمّع بجانب أدهم الذي كانت عينيه تنضح سعادة وهو يُحاط ليلى بذراعه بحنان يرمق بطنها بنظرات لامعة بشدة ..
, دخل سيف الغرفة ليبتسم ناظراً إليه بغمزة: هااا قالتلك عن سيفو الصغير ولّا إيه ؟
, نظرت ليلى نحو أدهم ليُبادلها النظرات ويضحك بسعادة: أيوه ياخويا قالتلي عقبال عندك ..
, اقترب منه سيف وقبله هاتفاً: ألف مبرووك يا حبيبي هيبقی عندك سيفو الصغير يربى بعزك يارب ..
, كتمت ليلى ابتسامتها لتهتف نور: ولو جت بنت هتسميها نور يا أبيه ..
, هتفت ليلی سريعاً: لأ .. هنسميها زينة .. زي م وعدتها ..
, أدهم: زينة مين ؟
, ليلی: زينة بنت الراجل اللي أنقذك ..
, هتف أحمد: أيوه أنا أخدت عنوانه ووعدته إننا هنزوره قريب يا أدهم ..
, هز رأسه بهدوء: أيوه لازم نزوره وأشكره ع اللي عمله معايا ..
, ثم نظر لنور بحنان: خلاص ياقلبي البنت التانية هتكون على اسمك ..
, ضحك مصطفى: ليه ناوي تجيب كام بنت على كده ؟
, غمز له أدهم بضحك: اللي **** يقدّرني عليه ..
, ضربته ليلى بقبضتها بغيظ ليهتف بضحك: قصدي اللي **** يقدّر ليلی عليه ..
, ضحكت نور هاتفة: حبييي يا أبيه مفيش مشكلة لو مجبتش غير بنت واحدة عادي بكرا أبيه مصطفى بسمي بنته نور مش كده يا أبيه ..؟
, ابتسم بسعادة: كده يارووح أبيه ولو مجتش بنت هسمي ابني نور متخافيش ..
, رفع أدهم حاجبيه ناظراً نحوهم ثم هتف لليلی: ليلى هو أنا راح عليا كتير أووي ؟
, ضحكت هاتفة: مش أووي يعني ..
, هتف أدهم: بت يا نور من إيمتی ماشاء **** بقا عندك أبيه غيري ؟
, ضحكت هاتفة: يووو يا أبيه م أنت اختفيت فجأة كنت هقول لمين أبيه يعني ..؟
, ابتسم مصطفى بحب واقترب منها يقبلها بجبينها هاتفاً: حبيبة قلب أبيه من جوا ..
, ضحكت بخفوت لتلمع عيني أدهم بحنان وسعادة لرؤيتهم مع بعضهم .. نظر لنور وهو يرى مقدار سعادتها وعودتها كما كانت من غير خوف أو ارتعاش ..
, مد ذراعه نحوها: تعالي ياقلبي ..
, ابتسمت واقتربت منه ليُعانقها بحنان هامساً: متصدقيش أنا فرحان بيكي إزاي يا نوري .. **** يخليكي ليا يارب دي أحلا حاجة سمعتها ..
, عانقته بحب واقتربت تقبله: **** ميحرمنيش منك يا أحلا أبيه في الدنيا ..
, ابتسم ماسحاً فوق خصلاتها بحنان: وعلى فكرة عربيتك مش ناسيها وأول م أخرج من هنا هاخدك وتختاري العربية اللي أنتي عايزاها ..
, لمعت عينيها بفرح وعانقته تقبله هاتفة بسعادة: **** يخلييك لياا يا حبيبي ..
, نظر إليهم سيف بتذمر وغيرة ليهتف: إييه كل ده م أنا حبيت مصطفى من زمان ليه مفرحتش كده ؟
, نظرت إليه نور بإغاظة: أنت اطلع منها سبينا أنا وأبيه لوحدنا بلاش قر وحسد ..
, هتف سيف وهو يقترب منهم: على فكرة بقا مش بس نور اللي حصل معها حاجة تفرحك أنا برضه ..
, نظر إليه أدهم بتساؤل: خير هببت إيه المرة دي ؟
, ابتسم سيف باتساع وفخر: مش أنا ولولا حبيبة قلبي ومرات أخويا وأم سيفو الصغير اتصالحنا وبقينا سمنة علی عسل على قشطا علی مربى ؟
, رفع أدهم حاجبيه بتعجب وعدم تصديق: و**** ده بجد ؟
, هز سيف رأسه بحماس: أه و**** حتى بص كده ..
, اقترب من ليلى ليُقبلها فوق وجنتها سريعاً هاتفاً: حبيبتي يا لولاا ..
, لتنظر نحوه بغيظ ويصرخ أدهم: إيه ده يا زفت .. أما ربتك من أول وجديد ميكونش اسمي أدهم .. اطلع بررا ..
, نظر إليه سيف بذهول: **** أنا عملت إييه هو نور تاخدها بالأحضان وأنا تقولي زفت وتطردني ؟ ليه بقا ده فوق م أنا حبيت مراتك وعاوز أدللها ونفتح صفحة جديدة ..؟
, نظر إليه بغضب وغيرة: ده أنا هحرق صفحات حياتك كلها .. حسابك تقل معايا أوووي يا سيف .. لو قربت منها تاني هقتلك ..
, هز سيف أكتافه ببراءة: طب أنا مش عارف أنت متعصّب كده ليه هو يعني عشان عملت كده ..
, عاد ينحني يُقبلها بسرعة ليصرخ أدهم محاولاً النهوض: يا حيواان يا جزمة أقسم ب**** مش هسيبك وهتتعلق من ودانك أما نرجع الفيلا اصبر عليا يا واطي يا حلوف يا شبه القرد ..
, ضحك سيف عاليا وهو يبتعد عنه: اهدا شوية طيب يا جماعة متخلوهوش يقوم مينفعش علشان صحّته .. بت يا أم سيفوو امسكي جوزك ليقوم يقع من على السرير على بوزه ونضطّر نرجع نضمّدله وشه الجميل ده ..
, أدهم بغضب: طب و**** مش هعديهالك وهنتحاسب ياسيف .. كله بوقته ..
, هتف مصطفى باستفزاز: أصبر يا أدهم على امتحانات الكلية وقتها تبقى التعليقة جامدة ومحترمة جدااااً ..
, وسع سيف عينيه متصناً مكانه .. نظر لكرم الذي يجلس بهدوء ليهتف: كرم ؟ هو إحنا بشهر إيه ؟
, هز كرم كتفيه مُجيباً: لو بتسأل على الإمتحانات ف دي هتبدأ كمان أسبوع يا باشا ..
, لطم سيف وجهه بنحيب: محدش قالي ليييه ؟ احييه عليا وعلى سنيني السوده ..
, نظر لمروة هاتفاً: بت يا مروة انتي كنتي عارفة إنها بعد أسبوع ؟
, هزت رأسها: طبعاً عارفة دي إمتحانات مش لعبة ..
, نظر لعبير وليلى وإسراء: انتوا كنتوا عارفين ؟
, هزت إسراء رأسها هاتفة: أنا عارفة من زماان زي كرم ..
, ضحكت ليلى: طبعاً يا سيفو دي أقل حاجة ..
, عبير بلا مبالاة: أنا لسا عارفة قبل شوية ..
, عاد لنحيبه هاتفاً: يعني إيه كلكوا كنتوا عارفين إلّا أنا إزااي ؟ ليه محدش خبرني كنت استعدّيت نفسياً ..
, مصطفى: ده من الثقافة الزايدة وحسّك الدراسي العالي جداً .. معليش كل العلماء والمفكرين بينسوا حاجات مهمة بس مش مهم أهم حاجة النتيجة في الآخر ..
, نظر إليه سيف بغيظ: أنت بتتريق ؟
, مصطفى بنفي: أبدااً وهتريق لييه ؟ م انت ادام عرفت موعدها يبقى من بكرا هتبدأ مذاكرة وسهر ليالي ولّا إيه ؟
, ابتلع ريقه بصدمة .. لا يكره شيئاً في حياته بقدر مايكره الدراسة والإجتهاد ..
, هتف بخفوت: لاا مش بكرا .. بكرا هعمل حفلة لاستقبال دودو ..
, أدهم: بعينك ..
, سيف: إيه ؟
, أدهم بغيظ: دودو بعينك ..
, ضحك سيف: كويس إن دودو كنت فاكر الحفلة ..
, هتف أدهم بابتسامة: لااا مش الحفلة .. أنا عاوز استقابل رسمي يليق بجنابي .. أنا والباشا الصغير ده ..
, وضع يده فوق بطن ليلى لتضع يديها فوقها تضغط عليها بحب وسعادة ..
, هتف سيف بحمااس: طب و**** أحلااا حفلة عشانك أنت وسيفو الصغير .. يبقى أنا هروح من دلوقتي عشان أجهز ليها ..
, ركض نحو الباب ليعود ويسحب مروة من يدها هاتفاً: تعالي يا مرمر انتي هتكوني المساعدة بتاعتي ..
, خرج من الباب ليغمز هاتفاً لأدهم: خلي بالك من نفسك يا ضنايا .. وأنتي يا أم سيفو خلي بالك من سيفو الصغير .. ومتخليش جوزك يعمل حاجات كده وكده مينفعس ده بيضر بصحة البيبي ..
, أدهم بحنق: بررا يا سيف قبل م حسابك يزيد أكتر ..
, ضحك سيف بسخرية وخبث: **** مش كل الدكاترة بقولوا كده .. هاا يا ماما قوليله مش كلامي صح ؟ هو مش لازم يقرب من م٣ نقطة
, صرخ أدهم: بسسس يا سيف ..
, نظر إليه باستغراب: متعصّب لييه طيب لا حياء في العلم دي حاجة بالطّب .. شوفت لو أنا كنت دارس طب ؟ كنت دلوقتي بقدملك نصائح من ذهب .. وعشان خاطر عينيك كنت هتخصّص نسا وتوليد ونولدلك مراتك ونجبلك سيفو الصغير بين إيديك .. ونقولك ألف مبروك يا بيه واد زي القمر شبه عمه سيف أووي .. يلاا مفيش مشكلة أهي التجارة مقبولة ..
, مصطفى بسخرية: أنت اتخرج من التجارة اللي بتقول عليها مقبولة دي بعدين احلم بالطب يا حبيبي ..
, نظر إليه سيف: أنت حد مسلطك عليا النهاردة ؟
, مصطفى: لأ .. بس أنا بقيت أستاذ وهذاكر لعبير قولت لنفسي لو عايز تتنيل وتحط عقلك براسك وعايزني أذاكرلك مفيش مشكلة ..
, هتف سيف: تذاكرلي إيه ياعم ابعد عني لا بتئذيني ولا بئذيك أعوذ ب**** .. مين قال إني هذاكر أصلاً ..أنا مش هذاكر ..
, هتف أدهم: نعم ياخويا مش إيه ؟
, هتف سيف بسرعة: مش مش .. مفيش حاجة .. خليك أنت بمراتك وخلي بالك .. من بعيد لبعيد هااا مش عايزين تهور منك يا أدهم هااا سامعني بلاش تدخل إلی الأعماق أنا عارف إنها واحشاك وأنت راجل وفحل بس معليش استحمل ٣ نقطة
, ثم نظر لليلى هاتفاً: إبقي إديه كل شوية تصبيرة كده ع الماشي .. هنعمل إيه هما كام شهر وهيعدو بالسّهل بالصعب المهم هيعدوا ويشرّفنا سيفو الصغير وأبقوا حبوا براحتكوا ..
, نظرت ليلى نحوه بذهول من وقاحته التي يبدو بأنها ازدادت عن قبل .. كانت لتُحب مشاكله وتصبُر عليها أما إحراجها بوقاحته العلنيّة تلك فلن تحتملها أبداً .. ابتسم سيف ينظر لأدهم غامزاً له بخبث قبل أن يخرج ليزداد غيظ أدهم وحنقه وتمسح ليلی فوق خصلاتها ناظرة للسقف بتهرّب تدّعي عدم سماعها لكلامه وقد تسلّلت حمرة لخديها خجلاً تفضح زيف ادّعائها ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, دخل بعد فترة قصي للغرفة .. اقترب من أدهم هاتفاً بجدية: وأنت ميت أو عايش مش مريّحني خاالص هرتاح منك إيمتى ؟
, ضحك أدهم مجيباً: قدرك يا حبيبي لازم تستحمل ..
, ابتسم قصي واقترب منها يعانقه مربتاً على كتفه: ألف الحمد**** على سلامتك يا أدهم ..
, أدهم بابتسامة: **** يسلمك ياقصي متشكر على كل اللي عملته معانا ..
, ضربه قصي بكتفه هاتفاً: إيه اللي بتقوله ده ياغبي أنت أخويا ..
, أحمد: قصي النهاردة كانت مُحاكمة كامل صح ؟
, انتبه الجميع لسؤاله لينظروا نحو قصي الذي ابتسم بهدوء: أيوه ..
, مصطفى بلهفة: إيه اللي حصل ..
, ابتسم قصي بنقل نظره بينهم: حد كان يتاجر بالمخدرات وأعماله كلها شمال .. التحريض ع القتل ومحاولة تشويه سمعة بنت .. محاولات اغتصاب واحتيال والتسبّب بإدمان حد .. والإثباتات بالصوت والصورة تفتكروا بعد كل ده هيكون حكمه إيه ؟ .. طبعاً إعدام ..
, أغمض أدهم عينيه براحة .. رغم أنه عمه ولكنه لا يعتبره كذلك أبداً .. الآن سيستطيع الراحة وإطفاء ناره المُستعرة ..
, ضغط مصطفى على قبضتيه ناظراً أمامه بجمود .. صحيح بأنه كان والده ولكنه أكثر شخص يكرهه في هذه الدنيا وهو من ساهم في جعل حبل المشنقة يلتف حول رقبته ..
, جمانة: الحمد**** .. أخد جزائه اللي يستاهله ..
, نظر قصي لمصطفى مبتسماً: أخدت حقك وحق أمك يا مصطفى .. وكل اللي قدمته خلا الإعدام يقرب منه أكتر ..
, ضيق أدهم عينيه: قدم إيه ؟
, قصي: قدم بلاغ ضده بتعنيف والدته لسنين طويلة والتسبب بعجزها .. مع التقارير الطبية والشهود ..
, ربت أحمد فوق كتف مصطفى بهدوء: الظالم هيجيله يوم مهما اتأخر الوقت .. وأهو كامل بكل ظلمه وشرّه انتهى ..
, مصطفى بخفوت: الحمد**** ..
, هتف قصي: وماجد ؟ هتلاحقوه ؟
, هتف أدهم بهدوء: عرفت بيعمل هناك إيه ؟
, قصي: اللي عرفته أنه أخد فلوس كامل وبجهز يفتح معرض عربيات هناك ..
, أومأ أدهم برأسه بجمود: شكله كده عايز يستقر ومش هيرجع .. يبقى هو بحاله وإخنا فحالنا ادام بعيد عننا هنبقى بعيدين عنه .. بس لو فكر يرجع هنا تاني أنا هعرف شغلي معاه كويس ..
, هز مصطفى رأسه: كده أحسن .. مش عايزين مشاكل تاني ..
, ابتسم بعدها ونهض هاتفاً: أنا هرجع الفيلا ألحق سيف قبل م يولع بيها .. عايز تيجي معايا يا أحمد ؟
, أحمد: لأ هبقى هنا كمان شوية خود البنات معاك وصلهم ..
, نور: أنا هفضل هنا ..
, هتف أدهم: لاا .. مفيش داعي الكل يفضل أنا خلاص بقيت كويس ومن بكرا الصبح هخرج من هنا .. ليلى معايا هنا والباقي يروح يلا الوقت اتأخر ..
, نهضت البنات ليذهبن مع مصطفى ليبقى أحمد قليلاً وبعدها يخرج .. لتجلس والدته بجانبه على السرير .. مسحت فوق خصلاته الطويلة بحنان وقبلت رأسه: **** ميحرمنيش منك يابني ..
, ابتسم بقبل يدها بحب: ولا منك يا ست الكل رينا يخليكي لينا وتشوفي حفيدك الصغير ..
, ابتسمت تنظر لليلى بحب: الحمد**** **** أحياني لليوم ده .. عايزة أشوف ابنك وبعدها أموت ..
, هتف أدهم بلهفة: بعد الشر عنك **** يديكي طول العمر وتشوفي ولاد ولادك يارب ..
, ليلى: أنتي الخير والبركة يا جوجو **** يطول بعمرك ويخليكي لينا ..
, ابتسم جمانة بحنان ودمعت عينيها بحب وامتنان لعودة ولدها إليها بعدما كادت تموت بغيابه ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, في اليوم التالي ..
, دخلت السيارات بوابة الفيلا .. تجمّع الحراس جميعاً بلهفة لاستقبال سيّدهم بعد غياب طويل عنهم ..
, ترجّل من سيارته التي يقودها أحمد ونزلت ليلى تتمسّك بذراعه بابتسامة متوسعة ..
, نظروا حولهم بدهشة من صوره المنتشرة في كل مكان .. مع بوالين ملونة بأعداد كثيرة لا تُعد مُنتشرة حولهم فوق الأرض وتملأ الحديقة والطريق أمامهم .. مع شرائط ملوّنة مربوطة بالأشجار والأشياء حولهم ..
, شهقت ليلى مُشيرة لإحدى الصور: أدهم بص هنااك ..
, التفت حيث إشارتها ليُضيّق عينيه بغيظ: الواد ده عاوز تربية فعلاً .. جايب الصورة دي منين ..؟
, نظرت للصورة وهي تُدقّق بها .. كانت هي داخل أحضان أدهم يُحاوطها بذراعيه مُقرّباً وجهه منها بشدۃ وكأنه سيُقبلها .. واضح بأن المكان الذي يتواجدون به كان في المطبخ ..
, همست بغيظ: أكيد قفشنا مرة وصوّرنا يخربيته لا ومكبّر الصورة أووي وفرحان بيها ..
, صوت صافرة عالية خرج من أحد الأركان وسيف يركض إليهم صارخاً: وسعع وسعع حبيب قلبي وصل ..
, اقترب منه متعلّقاً به وهو يصرخ: الحمد**** على سلامتك يا كبييررر نورت الفيلا يا باشا ..
, اقتربت مروة منهم بضحك وهي تُمسك شيئاً بيدها وتقدم مثله لسيف وكرم الذي يقف قربه ..
, ضحك سيف هاتفاً: واحد اتنين تلاااتة ..
, ضغط الجميع زراً صغيراً ليخرج صوت انفجار خافت وتندفع قصاصات ورقية ملوّنة لامعة من بين يديهم تملأ المكان وتنهمر فوق رؤوس أدهم وليلى ..
, صرخ سيف بضحك: يا زهيرر الكلب هات هدية سيفوو الصغير بسررعة ..
, اقترب زهير منهم يُمسك بين يديه قالي كيك كبير وفوقه شموع مشتعلة .. قرّبه منهم ليُمسكه سيف منه يُريه لأدهم وليلى هاتفاً: يلا اطفو الشموع بسرعة ..
, نظرت ليلى وأدهم لصورة سيف مطبوعة فوق قالب الحلوى لتهتف ليلى: صورتك ليه بقا ؟
, ضحك سيف بحماس وفخر: دي هدية عشان سيفو الصغير أجيب صورته منين يعني ؟ قومت جيبت صورتي قبل كام سنة كده ..
, ابتسمت ليلى بخفوت لتقترب هي وأدهم يُطفئان الشموع بابتسامة سعيدة ..
, اقترب جميع الحراس يقفون أمامهم وسيف يُشير إليهم ليقفوا صفّين من الجانبين أمام أدهم وليلى مُشكّلين طريقاً ليمرّوا بينهم ..
, ابتسمت ليلى بضحك وهي تجدب ذراع أدهم ليمرّوا في الطريق القصير والحراس ينثرون فوقهم أوراق الورد مُغتاظين لجعلهم أضحوكة هكذا بأوامر من سيف ..
, سارت خلفهم جمانة وأحمد ومصطفى الذي أتى معهم بسيارته .. ليدخلوا إلى الفيلا التي كانت الزينة تملؤها كما في الخارج ..
, هتفت جمانة بحب: اطلع ارتاح بأوضتك شوية يا حبيبي أنت ومراتك عقبال م اعنلك أحلا غدا ..
, ابتسم أدهم مقبلاً يدها بحب: وحشني الأكل من إيديكي يا جوجو ..
, هتفت رقية بسعادة: الحمد**** على سلامتك يابني نورت البيت ..
, أدهم: **** يسلمك ..
, صعد هو وليلى درجات السلم الذي كان هو الآخر مُزين من الأسفل إلى الأعلى والرواق أمامهم ساروا به وصور الإثنين تملأ المكان مع صور سيف التي تدل على سيفو الصغير ..
, فتحت ليلى باب الغرفة بجانبها أدهم لتسقط فوقهم فجأة بتلات ورد حمراء ذات رائحة ذاكية ..
, وقفا مكانهم فجأة ينظران لبعضهم ليدخلا ويتفاجآن بالغرفة مزينة .. وبتلات الورد تشكّل فوق سريرهم شكل قلب بداخله صوره أدهم وورقة صغيرة كُتب عليها : الحمد**** على السلامة ٤ نقطة سيف ..
, ابتسمت ليلى بسعادة ودخلت غرفة الملابس .. خرجت تُمسك بيديها ملابس جديدة لأدهم لتراه يجلس فوق السرير يتأمّل الغرفة حوله بفرح وعينين لامعتين ..
, همست بحب: أدخل خد دوش عشان ترتاح قبل الغدا .. بعدين دقنك دي هحلقهالك كده مش عاجبني ..
, رفع حاجبيه متحسّساً ذقنه بيديه هاتفاً: أنا حلو بكل الأحوال ..
, ضحكت بسعادة وجلست فوق قدميه تُحيط عنقه بذراعيها هامسة: أنت أحلا حاجة في الدنيا دي ..
, حاوط خصرها ينظر إليها بعشق واقترب يقبل وجنتيها بحب واشتياق ..
, ابتعدت عنه هامسة: يلا يا حبيبي خش الحمام واطلع بسرعة عشان أوريك مهاراتي بالحلاقة ..
, ضحك بسعادة: **** يستر ..
, خرج بعد فترة وشعره يقطر ماء لتجذبه من ذراعه تُجلسه فوق السرير الممتلئ بالورود .. أمسكت المنشفة منه تُجفّف شعره بحنان .. ابتسمت وهي ترى خصلاته فوق جبينه بفوضوية لتُحضر الفرشاۃ وتبدأ في تسريحه له بسعادة وهو يتأملها بعشق ..
, دخلت الحمام لتُحضر بين يديها عدة الحلاقة .. كان يتكئ على السرير بظهره ليرفع حاجبيه: ليلى متتهوريش مش ناقصني جروح بوشي أكتر من كده ..
, ضحكت وصعدت السرير لتجلس فوق قدميه هاتفة: لا متخفش أنت مش عارف قدرات مراتك ولّا إيه ؟
, غمز لها بمكر: طبعاً عاارف ليكي قدرات هااايلة ..
, ضربته بصدره بغيظ: بلاش قلة أدب الواد يسمعك ..
, ضحك هاتفاً وهو يتحسس بطنها: سامع ياحبيبي ده أمك ليها قدرات محصلش زيها ..
, ليلى بغيظ: أدهم ..
, أدهم: رووحه ..
, ابتسمت وهي تدهن فوق ذقنه معجون الحلاقة بابتسامة سعيدة ..
, رفعت شفرة الحلاقة بين يديه تُحاول إمساكها بطريقة صحيحة وهي تُقطّب حاجبيها بحيرة .. تابع ملامحها ليهتف: عايزۃ تتعلّمي بيا يا ليلى ..؟
, نظرت إليه بتعجّب: مين اللي قال كده ده أنا أجدع حلاقة فيكي يا بلد .. أنت ثبّت راسك بس وخلي بالك لتتجرح ..
, ابتلع ريقه هامسا: خلي بالك انتي لو جرحتيني هجرحك يا ليلى أنتي بتنتقمي مني عشان غيبت كل ده أنا عارف ..
, ضحكت وقربت الشفرة من وجهه مُضيّقة عينيها باهتمام .. وهو يتابعها بتوتر ..
, طرق الباب بعد فترة كانت مازالت تقرّب الشفرة وتُبعدها بتردد وتعود لتُشجّع نفسها وهو يتململ بغيظ: وبعدين يا ليلى اخلصي عاوزة تجرحيني اجرحي بس بلاش القعدة اللي بتكسر الضهر دي ..
, فتح الباب ليمد سيف رأسه هاتفاً: أنتوا بتعملوا إيه ؟؟ أدخل ؟ محدش قالي أدخل أو لأ ؟
, هتف أدهم ولأول مرة بترحيب كبير: سييف حبيبي الحقني جيت بوقتك ..
, دخل سيف الغرفة بابتسامة: بجد ؟ دي أول مرة تقولي كده ..
, هتف أدهم: تعال خلصني أنا تعبت ..
, أغلق الباب خلفه واقترب منهم ليهتف بحماس: **** أنتي بتحلقيله هاتي عنك أنا أعرف ..
, نظرت إليه ليلى: لأ أنا عاارفة أعمل إيه ..
, صعد سيف السرير بجانبها هاتفاً: طب اتفضلي ..
, همست بتردد: بص أنا عارفة أعمل إيه بس عايزة البداية بس ..
, ضحك هاتفاً: بس كده ؟ اديني اللي بإيدك دي واتعلمي كويس وركّزي معايا ..
, أعطته شفرة الحلاقة ليقترب جالساً بحضن أدهم قربها باهتمام وتركيز ..
, وأدهم يرفع حاجبيه بدهشة وذهول وهتف مُستعيراً جملة سيف: أنتوا بتعملوا إييه ؟
, لم يُجبه أحد وقرّب سيف الشفرة منه وبدأ بالحلاقة له ببطء وهو يُعلّم ليلى التي بدأت بالتجربة به كل دقيقة وأدهم يكاد ينفجر غيظاً من الإثنين الذي لم يخلص منهما وهما متخاصمين أو مُتّفقين ..
, مساءً ..
, رحل الجميع الذي أتى للإطمئنان عليه وتهنئته .. وبقي يجلس في صالة الفيلا مع عائلته ..
, بعد فترة من الوقت دخل الجميع للنوم ليصعد هو درجات السلم مُتنهداً بسعادة وهو يشعر بنفسه قد غاب دهراً كاملاً ..
, مرّ بٓانب غرفة سيف ليسمعه يصرخ بغيظ .. فتح الباب فجأة ليجده يقذف هاتفه فوق سريره بغضب ..
, هتف بدهشة: مالك ؟
, نظر إليه سيف واقترب منه بلهفة وقلق بدأ يشعره عليه كثيراً: أدهم أنت كويس فيه حاجة حصل إيه ؟
, ضيق أدهم عينيه: إيه كل ده اهدا شوية هيكون حصلي إيه يعني بس بسألك مالك كنت بتكلّم مين ومتعصب كده ؟
, زفر سيف ماسحاً فوق شعره: ده دكتور ناريمان ..
, جلس أدهم فوق سريره هاتفاً باهتمام: عايز إيه ؟ وأخبار ناريمان إيه ؟
, جلس سيف بجانبه: مش عارف ؟
, أدهم: إزاي ؟
, سيف: من وقت أنت اختفيت معدش روحتلها خالص ..
, قطب أدهم جبينه: ليه ؟
, نظر نحوه سيف هاتفاً: عايزني أروحلها إزااي وأنت مختفي ومش عارف مكانك ؟
, تنهد أدهم بهدوء هامساً: ودلوقتي أنا رجعت تاني أهو .. مش هتروحلها ؟
, سيف بغيظ: لأ .. مش عارف ..
, أدهم: الدكتور كان بكلمك عشان تروحلها ..
, سيف: أيوه ..
, أمسك أدهم يده بجدية: روحلها ياسيف .. أنت بدأت حاجة يبقی تكمّلها للآخر .. متعرفش ممكن يحصل إيه بعدين .. ممكن لا سمح **** ابنها يموت أو هي يحصلها حاجة وقتها أنت هتحس بالذنب أووي عشان سيبتها ..
, نظر إليه سيف: كل لما بروحلها بتخانق أنا ومروة ..
, أدهم بهدوء: أنت وهي قرّرتوا ده مع بعض ولازم تكونوا قد كلمتكوا .. أنت بتروح علشان الولد مش عشان ناريمان .. أنت كنت عايز تساعدها متخليش حاجات بسيطة تخليك تتراجع كده لأنك أنت اللي هتتأذى بعدين صدّقني وهتندم ..
, غامت عيني سيف بألم: متقولش إني هندم تاني .. الكلمة دي بتفكّرني بحاجات مش حلوة ..
, ابتسم أدهم هاتفاً: يبقى عشان مترجعش الكلمة دي تفكّرك بحاجات مش حلوة من بكرا تروح وتزور ناريمان ماشي ؟
, أومأ سيف برأسه سريعاً بابتسامة ليهتف أدهم: وترجع بسرعة علشان تبدأ مذاكرة فاهم ؟
, تأفف سيف هاتفاً: ما بلاش المذاكرة دي وأوعدك إني هنجح ..
, أدهم بسخرية: تنجح ببرشام غش كالعادة صح ؟
, سيف ببراءۃ: أنااا ؟
, هتف أدهم بنفاذ صبر: من الآخر .. من بكرا هتبدأ مذاكرة ومفيش راحة والسنة دي هتنجح وإلّا مفيش جواز تمام ؟
, مطّ سيف شفتيه بامعتاض وتذمّر ليهتف أدهم بغيظ وغضب: ومش ناسيلك اللي عملته حسابك بعدين .. بس بجمّعهولك عشان تبقى العلقة جامدة المرة دي مش مش هتعدي بتهزيق بس ..
, نظر إليه سيف ليبتسم باتساع وسعادة وكأنه يُغازله ليهتف بضحك: طب وحياة أدهم وحشتني ..
, تنهد أدهم ونظر إليه مبتسماً ليقترب سيف يعانقه بسعادة: وحشتني أوووي **** يخليك ليااا يارب ..
, بعثر أدهم شعره بسعادة: طب يلا بقا نام الوقت اتأخر تصبح على خير ..
, سيف: وأنت من أهل الجنة يارب ..
, ٣٧ العلامة النجمية
, صباح اليوم التالي ..
, دخلت مروة الفيلا بسعادة وهي تُمسك بين يديها بعض الكتب والأوراق ..
, وجدت أمامها سيف ينزل درجات السلم لتهتف بهدوء: هتروح دولقتي ..؟
, سيف: أيوه ..
, أومأت برأسها بهدوء: **** معاك ..
, ابتسم هاتفاً: هرجع علشان نذاكر مع بعض ..
, رفعت حاجبيها بدهشة: ليه أنت هتذاكر ؟ مش مصدّقة ..
, ضحك هاتفاً: حكم القوي بقا .. وكرم هييجي النهاردة بأمر من أدهم علشان يذاكرلي .. شوفتي الهنا اللي أنا بيه ؟ أنتي جايبة كتبك معاكي ليه طيب ؟
, هتفت بابتسامة: هخلي مصطفى يذاكرلي ..
, رفع حاجبيه: و**** ؟ مصطفى بقا الإستاذ بتاعكوا ؟
, ضحكت تهزّ رأسها هاتفة: أيوه هو برا بالجنينة بذاكر لعبير ونور وإسراء .. وأنا هستنى دوري قال هو بيفهم بالتجارة أووي ..
, سيف: تجارة و إنجلش ولسا إيه برضه ؟
, هزت كتفيها: مش عارفة بس مصطفى ذكي جداً ..
, تأفف بغيظ: أنا خارج سلام ..
, ابتسمت تدخل الصالة لتجد أدهم يجلس يُحيط بخصر ليلى جانبه وهو يُطعمها بضحك هاتفاً: قلبي عليكي يابنتي هتبقي منفوخة ووحشة أووي ..
, همست ليلى بغيظ: ملكش دعوة كله فدى حبيبي الصغنن الجميل ..
, رفع حاجبيه بدهشة: بقا هو حبييك وأنا ؟
, ابتسمت هاتفة: أنت قلبي وروحي وحياتي كلها ..
, هتفت مروة: إحم إحم نحن هنااا ..
, التفتوا إليها لتهتف ليلى: إيه اللي بإيدك ده ؟
, اقتربت لتجلس قربهم تضع كتبها بجانبها: درس خاص عند المستر مصطفى ..
, ضحك أدهم هاتفاً: و**** جدع مصطفى ده قدر يلمكوا ويسيطر عليكوا ..
, ضحكت ليلى بخفة ليلتفت إليها هاتفاً: وأنتي هتتلمّي إيمتى ؟
, ليلى: أناا ؟ ليه ؟
, أدهم: حضرتك معندكيش إمتحان زيهم ..؟ اسمعي تخلصي أكلك ده وتطلعي الأوضة هذاكرلك بنفسي م هو مصطفى مش أحسن مني ..
, نظرت ليلى لمروة بغيظ لتهتف الأخرى: مليش دعوة ع القليلة حبيبك وجوزك اللي بيذاكرلك مش زي اللي عندي عاوز مين يذاكرله ..
, ضحكت ليلى باقتناع: عندك حق .. خلاص يا دومي موافقة ..
, خرج صوت صراخ مصطفى الغاضب لتضحك مروة: اقطع ايدي لو مكانتش إسراء جنّنته وخليته يتعصّب أنا عارفة دماغها السميك ..
, ضحكت ليلى ونهضت هاتفة وهي تُمسك الصّحون: هدخّل دول المطبخ وراجعة أجهّز نفسي ع المذاكرة بس بلاش زعيق زي مصطفى هاا ..
, أدهم بضحك: **** يسهل ..
, دخلت ليلى المطبخ لتنظر مروة نحو أدهم بصمت .. تنهدت بحيرة ناظرة إليه بتردد وخوف ولكنها حسمت أمرها في النهاية هاتفة: أدهم ..
, التفت إليها بتنبه لتهتف: كنت عايزة أقولك حاجة مهمة ..
, أدهم باهتمام: هي إيه ؟
, فركت مروة أصابعها خائفة من ردة فعل سيف لينهض متّجهاً أدهم نحو المكتب: تعالي يا مروة الحقيتي على المكتب ..
, نهضت خلفه بتردّد لتدخل مُغلقة الباب .. جلس فوق أحد المقاعد هاتفاً: تعالي اقعدي وقوليلي فيه إيه متخافيش ..
, ابتلعت ريقها وجلست بجانبه بتردد: الموضوع يخص سيف ..
, ضيق عينيه باهتمام وقلق: ماله سيف ..؟
, زفرت مُخرجة أنفاسها مُحاولة تشجيع نفسها لتُخبره بكل شيء .. فهي لن تُغامر بحياة سيف ثانية وستُحاول إنقاذه من نفسه بأي طريقة ..
 
التاسع والخمسون

- أنت لست فرداً بالنسبة لي فأنا أراك الجميع ..
, أنت كل من سكن قلبي ..
, ٣٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, نزل أحمد من سيارته ليلمحهم يجلسون في الحديقة وصراخ مصطفى يرتفع ..
, ضحك واقترب منهم: فيه إيه مصطفى متعصب كده ليه ؟
, نهضت نور إليه بابتسامة سعيدة: تعال خلصنا منه عمال يزعق ومش فاهم هو بيدينا إيه ده فرنساوي مش إنجلش ..
, صرخ مصطفى: بت أنتي متجننيش أهلي تعالي اترزعي مكانك هناا ..
, تشبّثت نور بذراع أحمد: لااا ذاكر لعبير أنا مليش دعوة ..
, عبير بغضب: وأنا مبقتش عايزاك تذاكرلي .. بقا بتدينا فرنساوي كل ده وأنا أقول ليه مش فاهمة حاجة ..؟!
, نظر إليها مصطفى نظرة أرعبتها ليجذب خصلة من شعرها بقوة: قولتي إييه سمعيني تاني ..؟
, صرخت بألم هاتفة: بقول **** يخليك للغلابة اللي مش لاقيين حد يذاكرلهم زيينا .. مش كده يابت يا إسراء يخربيتك أنتي السبب خرّجتي عفاريته بغبائك المستفحل ده ..آآه
, صرخت بألم أكثر عندما شدّ على خصلة شعرها لتهتف: خلاااص أنت أحسن مستر في الدنيا وإحنا الأغبياء اللي دماغنا جزمة تمام كده ؟
, تركها بغضب: أيوه كده احترمي نفسك واتعدلي .. نور اترزعي مكانك .. وأنت يا أحمد شوف رايح فين وسيبنا ..
, صرخت نور: لاااا أحمد هيقعد معانا أنا بخاف على نفسي طول م الغبية إسراء موجودة ..
, إسراء بدهشة: أنتوا مالكوا بتكلّموني كده ؟ أنا فاهمة كل حاجة بس بستفسر هو حرام السؤال والإستفسار يعني ؟
, ضحك أحمد وجذب نور لتجلس مكانها وجلس بجانبهم: لأ مش حرام اسألي ياختي بس ارحميهم شوية .. بصي عملتي بمصطفى إيه ده شكله يخوّف ده أنا خايف منه الصراحة ..
, نظر إليه مصطفى بغضب ليهتف أحمد: بصوا بقا سيبوا المذاكرة شوية عايز أقول حاجة مهمة ..
, نظروا جميعاً إليه ليهتف بفرح: أنا قررت حاجة جميلة أووي زيي وهتعجبكوا ..
, مصطفى: حاجة إيه ؟
, أحمد بسعادة: فرح جماعي ..
, هتفوا جميعاً بدهشة: إيييه ؟
, ضحك هاتفاً بحماس: مش كلنا هنتجوّز بعد م تخلص الإمتحانات الزفتة دي ؟
, هزوا رؤوسهم بالإيجاب ليُتابع: يبقى ليه كل واحد يتجوّز لوحده .. احنا نعمل فرح جماعي هنا في الفيلا نكون كلنا مع بعض ..
, قطب مصطفى حاجبيه بتفكير: فكرة كويسة جداً أنا موافق ..
, نظر أحمد لنور لتبتسم له بسعادة: أدام دي فكرتك أنا موافقة جدا ..
, ابتسم لها بحب: قلبي ..
, نور: روحي ..
, مصطفى بغضب: بسسس أنت وهي ..
, أحمد بغيظ: أخلص من أدهم يجيني البيه ده ..
, هتفت نور: هاا إسراء وعبير موافقين ؟
, إسراء بفرح: أنا معنديش مشكلة وأكيد كرم هيوافق ..
, نور: وأنتي يا بيبو ؟
, عبير بلامبالاة: زي رجلي متفرقش المهم نتجوز ..
, رمقها مصطفى بغضب وتوعد لتتعالى ضحكات نور وإسراء عليهم ..
, هتف أحمد بحماس: يبقى اتفقنااا لازم نبدأ تجهيز من دلوقتي لأننا مش هنلحق بعدين .. إحنا ستة ..
, نظروا إليه ليتابع: أنا ومصطفى وسيفو وكرم وأمير وهنقول لموسى برضه ..
, مصطفى: ممكن موسى ميكونش معانا أصل أمير دماغه جزمة ومش هيوافق ..
, أحمد: نقنعه ع القليلة كتب كتاب المهم يكون معانا ..
, مصطفى: تمام مفيش مشكلة ..
, نهض أحمد بحماس: أنا هدخل قول فكرتي التي لا مثيل لها لأدهم .. أنت اهتم بالعيال دي مفيش جواز لو منجحوش وبدرجات عالية .. إلا نونو حبيبة قلبي هنتجوز ع الحالتين ..
, ضحكت نور بسعادة ليبتسم لها أحمد بحب ويرسل لها قبلة في الهواء ليغتاظ مصطفى صارخاً: بسس بقاا غور من هناا يا أحمد خليهم يرجعوا للمذاكرة بقا ..
, غمز أحمد لنور سريعاً واستدار يدخل الفيلا بحماس كبير ..
, في المستشفى ..
, فتح سيف باب الغرفة ليدخل بهدوء .. وقعت نظرات ناريمان عليه لتنتفض من مكانها ناظرة نحوه بمشاعر مختلفة .. كان وجهها محمراً وعينيها ذابلة ..
, هتف بخفوت: إزيك يا ناريمان ..
, ابتسمت بسخرية .. لتعود وتضحك بصخب وهو يتابعها بجمود: كويس يعني لسا فاكرني ؟
, هتف سيف وهو يتقدم منها: أنا منسيتكيش يا ناريمان ..
, صرخت بجنون: أمااال فينك كلل ده وفين وعدك ليا إنك هتجيلي وتقعد معايااا ولا ده كان كلام بالهوا وبس ؟
, نظر إليها بضيق ليهتف: وفين وعدك ليا أنتي كمان ؟ مش قولتيلي هتهتمّي بنفسك ؟ إيه المنظر ده ؟ مش حراح عليكي إيه ذنب الواد اللي ببطنك عشان تعذبيه معاكي بالشكل ده ؟
, نظرت إليه بقهر واشتياق وجنون: أنتت السبب أنا سيبته عشاانك وأنت سيبتني .. كنت عاارفة كنت حاسة إنك هتسيبني وتتخلّا عني وانت عايز الواد بس وهتسببني لما تاخده أناا عااارفة ..
,
, هتف بغضب: الكلام ده مش عايز أسمعه منك تااني فاااهمة ؟ أنا قولتلك إني مش هسيبك ومحدش جبرني على ده أنا جيت بإرادتي ..
, نظرت إليه واقتربت منه بغضب: أماال كنت فيين ؟ لييه مجيتليش كنت معاها مش كده كنت مع مرووة ..؟
, زفر بضيق هاتفاً: لأ يا ناريمان .. أنا كنت تعباان وموجوع أووي ..
, وسعت عينيها بلهفة وخوف .. اقتربت أكثر تتحسّس وجهه وكأنها الآن قد لمحت جراحه هتفت بخوف: إا إيه ده ؟ م مين عمل بييك كده ؟ ه هما حاولوا يقتلووك تااني !؟ جاوبني كانوا عايزين يقتلوك ويحرموني منك ..
, أبعد يديها عن وجهه بهدوء: لأ مش كده يا ناريمان اهدي ..
, صرخت بجنون وهي تعود لتتلمّس جراحه: لااا مش ههدا أنا هقتلهم .. أنا هخرج من هناا سيبني أخرج وأقتلهم سيبني أريحك منهم عشاان خااطري .. هما هيبعدوك عني هيحرموني منك ..
, هتف بحزم وهو يُبعدها: قولتلك محدش حاول يقتلني اهدي شوية وهحكيلك ..
, توقفت مكانها تنظر إليه بلهفة وترقب ليزفر ماسحاً على وجهه: أدهم كان مختفي .. كان عامل حادثة ومنعرفش عنه حاجة كل الوقت ده .. بس هو دلوقتي رجع ..
, رمشت بعينيها تقطب حاجبيها بشرود .. تذكرت ذلك اليوم عندما اختطفها وعذبها .. تذكرت كرهه لها وأنه السبب بإبعاد سيف عنها لتضحك فجأة بخفة ..
, نظر إليها بحيرة لتتعالى ضحكاتها وهي تمسك بطنها توازن نفسها .. ضحكت حتى دمعت عينيها وهي تقول بتقطع: عمل حادثة ؟ ههههه مماتش يعني ؟ ليه مماتش ؟ مش لو كان مات كان أحسن كنا ارتحنا منه ؟
, وسّع عينيه ينظر إليها وبركان من الغضب يغلي داخله وهي تتابع بكره: كاان لاازم يمووت هو حرمني منك هو بعدني عنك كان لازم يموت كنت وقتها رجعتلي ..
, صرخ بها بغضب جامح وهو يرفع يدها ليصفعها بقوة: اخرسيي ..
, شهقت بألم وتراجعت للخلف لتسقط على الأريكة خلفها .. نظرت إليه بعينين محمرتين لتراه يقف مكانه يتنفس بغضب وينظر إليها بقسوة وعيناه مشتعلة ..
, فجأة انفجرت في البكاء .. وضعت يديها تُخفي بهما وجهها وانخرطت في بكاء مع شهقاتها التي ارتفعت في المكان ..
, وقف ينظر إليها بغضب كبير وضيق أكبر .. نفخ بضغط واتجه نحو الباب لتصرخ: متسيبنيش ..
, توقف مكانه يغمض عينيه بغضب .. رفع يده يضرب الجدار بقبضته بقوة .. واستدار إليها يرمقها بجمود ..
, مسحت دموعها بسرعة ونهضت تقترب منه: أنا بحبك أووي ..
, أمسكها من ذراعها بقسوة وهو يجز على أسنانه: لو جيبتي سيرة أدهم تاني على لسانك ده هقطعهوولك فااهمة ؟
, هزت رأسها بسرعة وألم من قبضته التي تمسك ذراعها بقوة لتهتف: أنا مش قصدي .. بس هو بعّدني عنك أانت كنت هتفضل معايا لو هو معملش كده .. هو لو قالك تفضل معايا كنت هتسمع منه ..
, صرخ بغضب: أنا مش بسمع من حد أنا دلوقتي معاكي .. قولتلك هفضل معاكي ومش هسيبك بس كلمة تانية عن أدهم هخرج من هنا ومش هتشوفيني تاني خااالص سامعة ؟
, هزت رأسها بسرعة بخوف: لاا .. لا متروحش مش هقدر من غيرك عشان خاطري هعمل اللي انت عاوزه بس متسيبنيش ..
, تنهد بضيق هامساً: خلاص ..
, اقتربت منه تحتضنه باشتياق: وحشتني وحشتني أوووي ..
, أبعدها عنه برفق هاتفاً: تعالي نقعد هنا ..
, تشبثت بيده ومشت معه حتى جلسا فوق إحدى الأرائك .. تنهد بضيق هاتفاً: هتاكلي دلوقتي وترجعي تاخدي الدوا تاني ..
, همست برجاء: بس أنت مش هتسيبني تاني صح ؟
, هز رأسه بخفوت: لأ مش هسيبك ..
, ابتسمت بسعادة كبيرة وتشبّثت بيده .. حاول أن يسحبها منها ولكنها جذبتها إليها تقبلها باشتياق وحب ثم تضمّها إليها وهي تتأمله بلهفه ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, في الفيلا ..
, اقتربت مروة حيث تجلس صديقاتها ومصطفى .. وقفت قريبة منهم وهي تستمع لغبائهم الذي حل عليهم .. ضحكت باستمتاع هاتفة: متعذبش نفسك يا مصطفى دول ناس جاهلة ..
, إسراء: اسكتي يا مروة أحسلك ..
, مروة: أنا بقول الحقيقة وبالأخص أنتي أم دماغ سميك .. نصيحة يا مصطفى كل تعبك هيروح ع الفاضي صدقني ..
, مصطفى بغضب: و**** أنا شايف كده فعلاً ..
, هتفت نور بفرح: مرووة قالك أحمد فكرته ؟
, مروة: فكرة إيه ؟
, نور بحماس: الفرح الجماااعي ..
, نظرت إليها بدهشة: فرح مين ؟
, عبير: يا غبية فرحنا كلنا هنعمله مع بعض ..
, مروة بفرح: بجدد ؟
, نور بفخر: أيوه ده حودة حبيب قلبي هو صاحب الفكرة العظيمة دي ..
, ثم أردفت بسعادة: أهو سيفو جه ..
, التفتت مروة بسرعة نحوه ونظرت إليه بتوتر وهو يترجل من سيارته .. نظر إليهم من بعيد ثم دخل للفيلا فهو يشعر بضيق كبير بعد مقابلته ناريمان التي لا تنفك عن التقرّب والإلتصاق به أكثر من كل مرة ..
, فركت مروة بيديها بقلق ورفعت يدها تقرض أظافرها بتوتر لتهتف إسراء: بت يا مروة مالك ؟
, مروة: هاا .. لا أبداً مفيش ..أنا هستناكوا ع المقعد هنا بقا عقبال م تخلصوا ..
, ذهبت لتجلس فوق أحد المقاعد لتجلس قريبة منهم بقلق ..
, في الداخل ..
, كان أحمد يخرج من المكتب وبرفقته أدهم ليصرخ بسعادة: سيفوووو تعال يازفت شوف فكرتي العبقرية ..
, سيف بهدوء: فكرة إيه !؟
, أحمد: مش أنا اقترحت إننا نعمل فرح جماعي ؟ وفكرتي دي لاقت قبول واسع من كل شرائح المجتمع المحلي والعالمي ..
, أدهم بغيظ: بس يا حيوان و**** أغير رأيي ..
, أحمد بسرعة: لااا وعلى إيه أنا همشي بقا لازم أتفق مع شركة عشان تبدأ تنظيم الحفلة من دلوقتي .. وأنت اعمل اللي قولتلك عليه قودامنا حاجات كتير نعملها يلا سلااام ..
, زفر سيف بضيق واتجه ليصعد السلم ليهتف أدهم: سيف تعال شوية ..
, نظر إليه ليراه يسبقه لداخل المكتب .. تنهد ولحق به مغلقاً الباب ورائه ..
, جلس أدهم فوق أحد المقاعد ونظر إليه: تعال أقعد ..
, قطب سيف جبينه بقلق وجلس بجانبه سريعاً: مالك يا أدهم فيه إيه أنت تعبان ؟
, أدهم بهدوء: أنا كويس هتعب من إيه ؟
, سيف بخوف: أمال مالك ؟
, أدهم باستغراب: هو يعني لما ناديلك أتكلم معاك شوية لازم كون تعبان ؟
, سيف: لأ مش كده بس أنا خايف عليك ..
, أدهم: من إيه ؟
, زفر سيف بضيق ماسحاً وجهه ليهتف أدهم: عملت إيه مع ناريمان ..؟
, عاد سيف ليزفر بضيق: روحتلها وقعدت معاها شوية لحد م أكلت وأخدت الدوا بتاعها ..
, أدهم: هي كويسة ؟
, سيف بضيق: زي القردة ..
, أدهم: مالك بتتكلم عليها كده ؟
, نظر إليه سيف بضيق: مفيش المرة دي مزعوج أكتر من المرات الفايتة ..
, أدهم بهدوء: معليش المهم أنت عمال تساعدها وتساعد العيل اللي ببطنها ..
, تأفف سيف بضيق: أساعدها إزااي هو مجرد إني أروحلها كده هي هتخف ؟
, أدهم: مش الدكتور قالك كده ؟
, سيف: أيوه بس أنا مش عاجبني الوضع .. يعني إيه تنتحر لما بكون بعيد عنها هعملها إيه لما أروحلها يعني وهي عارفة إني مش بحبها ..؟
, رمقه أدهم بهدوء مخفياً قلقه الداخلي ليهتف: هي بتحبك ومتعلقة بيك ..
, سيف بغيظ: يعني بتحبني تقوم تنتحر مش للدرجة دي ..
, هتف أدهم بجمود: يعني مش عاجبك اللي هي بتعمله صح ؟
, سيف بسرعة: طبعاً مش عاجبني أبداً ..
, أدهم: ليه ؟
, سيف: يعني إيه ليه لأنها غبية ومش عارفة هي بتعمل إيه .. أما بغيب عنها بتبقى عاوزة تنتحر ..
, نظر إليه أدهم هاتفاً: يعني أنت ضد اللي هي عملته صح ؟ مش لازم حد ينتحر أما يغيب عنه شخص بحبه ..
, نظر إليه سيف فجأة ليهتف بحذر: أايوه ..
, أدهم: أيوه إيه .. لازم ينتحر أو لأ ؟
, رمش سيف بعينيه بحيرة ليهتف: بتسأل كده ليه ؟
, نهض أدهم عن مقعده هاتفاً: عادي .. بشوف رأيك .. بشوف لو مثلاً أنا غبت عنك أو أمك هتعمل إيه ..؟ بس ادام معارض اللي بتعمله ناريمان يبقى أنت مش هتعمل كده ..
, نظر سيف لظهره بحذر وتردد: ن ناريمان مريضة ..
, التفت أدهم إليه: يبقى معارض اللي بتعمله ليه ادام عارف عنها مريضة ؟
, قطب سيف جبينه بضيق وحيرة ليهتف أدهم: مالك عمال تناقض نفسك كده ..؟
, زفر سيف بضيق هاتفاً: أنا هطلع ارتاح بأوضتي ..
, هتف أدهم: مكملناش كلامنا ..
, سيف: مش عايز أتكلم عنها بقا ..
, أدهم بهدوء: مش هنتكلم عنها .. عنك أنت ..
, سيف بحيرة: أنا ؟ ليه ؟
, وضع أدهم يده في جيبه ونظر إليه بقوة: أنت عملت إيه بغيابي يا سيف ؟
, نظر بدهشة وقلق: عملت إيه في إيه مش فاهم ..؟
, أدهم: بكل حاجة .. لما سمعت إني موتت عملت إيه ؟
, ابتلع سيف ريقه بألم لتلك الذكرى هامساً: م مش عارف ..
, أدهم: يعني إيه ؟
, سيف بخفوت: مش عارف أنا اتصدمت ونمت وقتها أو يمكن أدوني حقنة ..
, أدهم: وبعدين ؟
, سيف: م مفيش .. بعدين عرفت إنك مكنتش في العربية وإنك لسا عايش ..
, أدهم: ومنسيتش حاجة تقولهالي ؟
, زفر سيف بتوتر ليهتف أدهم: طب احكيلي .. إزاي عملت الحادثة اللي سببت جروح بوشك ؟
, نظر سيف إليه بحذر: مفيش كنت ماشي بسرعة كبيرة من غير م أحس و٣ نقطة
, أدهم: قصدك كنت ماشي بسرعة وقاصد ده علشان تنتحر صح ؟
, رفع نظره إليه بصدمة وتردد وقلق: أانا مكنتش٣ نقطة
, أدهم: متكدبش يا سيف أنا عرفت كل حاجة ..
, ضاقت عينيه هاتفاً: مروة اللي قالتلك صح ؟
, أدهم: مروة خايفة عليك ..
, نهض سيف من جلسته هاتفاً بغضب: لا مش خايفة عليا هي مصدّقتش مسكت حاجة عليا علشان تقولهالك .. كله لأنها بتغير عشان بروح لناريمان ..
, أدهم: سيييف .. مروة قالتلي لأنها خايفة عليك .. عايزة تساعدك .. وأنت عارف كويس أووي إن اللي عملته غلط ..
, صمت سيف ناظراً إليه ليجذب خصلات شعره بضيق: أنا مكنتش بوعيي كنت تعبان ومخنوق أووي ..
, أدهم: تقوم تنتحر ..؟
, سيف: قولتلك مكنتش بوعيي ..
, أدهم بغضب: ليلى كانت بوعيها ؟ ماما وأختك ؟ كلهم كانوا واعيين إلّا أنت ؟
, نظر إليه سيف بألم: بس أنا كنت تعبان كنت بموت هما مش زيي ..
, أدهم: وكان الحل إنك تنتحر .. ترتاح من الدنيا بس تتعذب بالٱخرة وتموت كافر عشان ولا حاجة .. كنت عاوز تنتحر ولو قدرت كنت انتحرت ع الفاضي .. أنا أهو رجعت وعايش .. تخيل أرجع ألاقيك ميت يا سيف ؟
, صمت سيف ينظر إليه بألم لتحتدّ لهجة أدهم: تخيل لو أنا رجعت بعد كل الفترة دي وملقيتش أخوياا .. متخيل كان هيحصلي إييه ؟ متخيل هتصدم إزاي أما أعرف إنك انتحرت ؟ وإني أنا السبب بموتك ؟ أنت فاكرها سهلة عليا أوووي ؟ متخيل لما قالتلي مروة كده حصل بيا إيه ؟ فجأة أعرف إن كان ممكن أنت متكونش بينا دلوقتي .. كان ممكن تنتحر عشان حاجة غبية بدماغك قالتلك تعمل كده ..
, أخفض سيف نظره أرضاً بضيق ليقترب أدهم منه ومد يده يرفع وجهه إليه لينظر داخل عينيه متابعاً: لو حصلي حاجة تاني هترجع تعمل كده ؟ هتحاول تنتحر تاني ؟
, همس سيف: أنا آسف ..
, زفر أدهم بضغط كبير: آسف على إيييه ؟
, صمت سيف ليبتعد عنه أدهم ماسحاً وجهه بتعب: أنت مش بإيدك أنا عارف .. بس٣ نقطة
, همس سيف بعدما لاحظ صمته: بس إيه ؟
, التفت له أدهم بجمود رمقه بصمت عدة لحظات ليهتف بعدها: أنا مش هأمن ليك .. ولا هثق بيك تاني ..
, توسعت عينيه بصدمة: إيييه ؟
, أدهم: زي م سمعت ..
, سيف بتلعثم: أا أدهم٣ نقطة لييه ؟
, أدهم بجمود: لأنك هتعيد اللي عملته مرة وتانية وتالتة كل م حصلي حاجة ادام مش بإيدك ..
, سيف: طب أهو أنت عارف إن مش بإيدي ..
, أدهم بجمود: م عشان كده مش هثق بيك .. خاصة إنك قادر تتحكّم بيه ويبقى بإيدك .. وقتها ممكن أقدر أثق بيك تاني ..
, همس سيف بحذر: أنا ؟ إزاي ؟
, هتف أدهم بحزم: إنك تتعالج ..
, صمت سيف ينظر إليه بتجمد .. وأدهم يبادله نظرات جامدة ..
, عاد سيف ليجلس فوق المقعد بصمت وجمود كبير .. رفع بعدها نظراته لأدهم هامساً بقهر: أنا مش مريض ..
, ابتسم أدهم بخفوت واقترب منه .. جلس بجانبه وأمسك ذقنه يدير وجهه إليه: مين قال إنك مريض ؟
, سيف بتوتر: أمال قولتلي أتعالج ليه ؟
, تنهد أدهم بحرارة ثم هتف: أنا الحق عليا .. من صغرك وأنا بقرّبك مني بشكل كبير جداً .. وتعلقت بيا جداً من صغرك من غير م انتبه إن ده ممكن يئذيك بالمستقبل .. وخلاص بصغرك وبعقلك اللي كان صفحة بيضة مترسمش بيها غيري وفضل معلق جواك لغاية م كبرت .. بس الموضوع بقا صعب جداً .. المشاكل عمال تزيد ومحدش عارف ممكن يحصل معاه إيه .. أنا لو كنت موتت أنت كنت هتئذي ماما وأخواتك بموتك من بعدي ..
, زفر بضيق ثم نظر إليه متابعاً: أنت مش مريض ولا مجنون .. أنت عندك مشكلة ولازم تتحل ..
, هتف سيف: بلاش خلاص أنا كويس وأنت كويس مش هيحصل كده تاني ..
, أدهم: ولو أنا موتت ؟
, هتف سيف سريعاً بخوف: بعد الشر عنك متقولش كده ..
, أدهم بتأكيد : لو أنا موتت هيحصل كده .. وكده هتحمّلني ذنبك زي م أنا دلوقتي سبب مشكلتك دي ..
, سيف بهتاف: لأ مش أنت ..
, أدهم: أنا السبب .. وأنا بلوم نفسي أووي .. سيف اسمعني .. أنت هتحاول تتخلص منها فاهمني .. زي م رجعت علاقتك كويسة أنت وليلى عشاني أنا عاوزك تساعد نفسك عشاني .. أنت محتاج ده صدقني .. محاولتك تنتحر مش حاجة قليلة .. حتى بعد م انا رجعت أنت لسا خايف ارجع اختفي تاني من حياتك لسا بشوف الخوف والقلق بعينيك عليا من أقل حاجة ..
, سيف بخفوت: هعمل كده بس مبروحش الدكتور ..
, أدهم: من غير الدكتور متقدرش تعمل حاجة يا سيف ..
, سيف بتردد: بس أناا٤ نقطة
, قاطعه أدهم: مش هتعمل ده عشاني ؟ هتخليني أفضل حاسس بالذنب كده ؟
, صمت سيف بتردد ليهتف أدهم: اسمعني هنروح الدكتور وأنا هكون معاك .. أنت جرّب ولو مرتحتش مش هاخدك ليه تاني ولا هضغط عليك تمام ؟
, نظر إليه بحيرة ليهتف بعد لحظات: ولو مروحتش ؟
, تنهد أدهم ثم هتف بجمود: يبقى هتثبتلي إنك مش قد ثقتي اللي بديهالك .. ولا تستاهل إنك تكون أخويا ..
, ضغط سيف على قبضتيه بألم: عشان خاطري بلاش ..
, أدهم: أنت ملكش خاطر عندي ..
, نظر إليه بدهشة ليتابع أدهم بحزم: أنا مليش خاطر عندك ومش قادر تعمل أبسط حاجة عشاني يبقى أنت برضه ملكش خاطر عندي .. بس متفضلش تقول إنك بتحبني لأنك مبتعملش حاجة تثبت كلامك ده ..
, نهض عن مقعده متجهاً لطاولة مكتبه وهو يهتف: اطلع أوضتك بقا علشان تذاكر ..
, نهض سيف ينظر إليه بتردد وحزن .. يشعر بأن ضغطه وضيقه قد ازداد أكثر ..
, اتجه نحو الباب بصمت .. زفر بضيق كبير وهو يفتح الباب ببطء وعقله يفكر بتردد وحذر .. التفت ينظر لأدهم الذي يجلس خلف مكتبه يتابع أعماله بجمود .. ليهتف بتردد: كلم الدكتور وخليه يديك معاد .. أنا هروح عشانك ..
, رفع أدهم رأسه ينظر إليه بارتياح وقبل أن يتكلم كان سيف يخرج من المكتب مغلقاً الباب خلفه بهدوء ..
, زفر أدهم بضيق ونهض يخرج خلفه .. وجد كرم يدخل من الباب وما إن رآه هتف: أدهمم إزيك ؟
, ابتسم أدهم: أهلاً كرم باشا ..
, كرم بابتسامة: عامل إيه دلوقتي ؟
, أدهم: كويس الحمد**** .. جيت بوقتك يلا بقا اطلع لصاحبك هديه شوية واقعدوا ذاكروا عاوزه ينجح السنة دي يا كرم وهو بحالته دي مش هيفتح كتاب خالص ..
, كرم بضحك: متقلقش سيبها عليا وبرضه كلمت أمير يذاكرلنا أنا وهو .. أمير عارف يسيطر عليه كويس بس لو سمعت زعيق ولا تكسير متستغربش أصل أمير مبيقدرش يفضل بينا من غير عصبية ..
, ضحك أدهم هاتفاً: طب كويس يبقى هعمل نفسي مش سامع حاجة ..
, كرم: كويس أووي .. قولي بقا قولتلي هدي سيف ليه هو ماله ؟
, أدهم بخفوت: مفيش بس مدايق شوية اطلعله يلا ..
, كرم: ماشي ..
, صعد كرم درجات السلم متجهاً لغرفة سيف .. ليصعد أدهم بعد لحظات متجهاً لغرفته ..
, فتح الباب ليجد ليلى تجلس فوق سريرها وتفرش أمامها عدد من المحاضرات والأوراق ..
, ابتسم لها لتنظر له هاتفة: من أول حصة تأخير كده يا مستر أدهم ؟ خلي بااالك أنا مبحبش المستر اللي مواعيده بايظة ..
, ضحك باستمتاع واقترب منها هاتفاً: متأسّفين لجنابك آنسة ليلى معليش ..
, ليلى: المرة دي بس هعديهالك بس مرة تانية هجيب مستر غيرك ..
, أدهم باستفزاز: مين ده بقا ؟ المستر اللي قاعد تحت صوته واصل لآخر الشارع وهو بيزعق ..؟
, هتفت بغرور: أنا بإشارة واحدة من صوباعي وهتلاقي قودام الفيلا أكوام من المساتر..
, رفع حاجبيه بدهشة: من ال إيه ياختي ؟
, ليلى: مساتر دي جمع مستر ..
, أدهم: **** عليكي يا هندسة أنتي واخدة لغة عربية فين ياحبيبتي ؟
, ليلى بحماس: كانت تدينا آبلة جمييلة أووي وشاطرة جداً كنت علطول بحلم أبقى زيها ..
, هز رأسه بتأكيد: م أنتي بقيتي زيها ياقلبي جميلة وشاطرة برضه ..
, ابتسمت ليلى بفخر وسعادة ليخلع حذائه جالساً قربها هاتفاً: هنبدأ من إيه ؟
, ليلى: اللي أنت عاوزه دول كل المحاضرات اللي عندي .. ولو إني يعني مش متعودة حد يذاكرلي بس معليش شكلك كده زهقان وعاوز تتسلا هكسب بيك ثواب ..
, رمقها بنظرة جانبية: متشكرين ياختي **** يكتر من أمثالك ..
, ابتسمت تتابعه وهو يبعثر المحاضرات باهتمام ليمسك واحدة هاتفاً: هنبدأ بدي .. يلا ركزي معايا كويس ..
, وضعت يدها أسفل خدها متربعة وهي تنظر إليه بتركيز .. ليبدأ هو بالشرح لها بطريقة سهلة وبسيطة .. استدار إليها وهو يهتف: عيدي اللي قولتهولك ..
, تفاجأ بها تنظر إليه نظرات غريبة هائمة وعلى شفتيها ابتسامة خفيفة .. رفع حاجبيه بحذر: ليلى ؟
, اتسعت ابتسامتها: نعم يا مستر ؟
, زم شفتيه هاتفاً: أنتي خليتي بيها مستر ..
, هتفت بدهشة: قصدك إيه ؟
, ابتسم بخبث وهي يضع الأوراق جانباً ونظر إليها قائلاً: قصدي إني قررت أشرحلك حاجة تانية غير المحاضرة دي ..
, همست وهي تراه يقترب منها: هي إيه ؟
, ابتسم ليحاوط خصرها بذراعيه يقربها منه هامساً: دي ..
, اقترب منها سريعاً ليلتقط شفتيها بقبلة حانية بدأ يتعمق بها لتصبح حارة جامحة وشغوفة ..
, حاوطت عنقه بذراعيها تقربه منها أكثر وبعد لحظات أبعدها عنه ليأخذ أنفاسه المقطوعة .. هتفت وهي تلهث بتعب: بقا ده تعليمك يا مستر أدهم ؟
, هتف بها: وريني تعليمك يا أبلة لولا ..
, ابتسمت تنظر إليه بهيام لتقترب منه بعشق ينضح من عينيها .. حاوطت وجهه بيديها تشعر بلذة كبيرة .. أغمضت عينيها تستشعر وجوده معها بين ذراعيها أخيراً بعد أيام تفتت بها قلبها لأشلاء ..
, نظرت إليه بهيام وإحساسها بأنها ترغب به يزداد داخلها .. ربما من هرمونات الحمل كما أخبرتها مروة أو لأنها تريد إشباع عطشها وشوقها إليه طوال الأيام الفائتة .. اقتربت بوجهها منه تقبل فكه القوي بحنان تنثر قبلاتها فوقه مع أنفاسها الحارة التي أثارته ..
, نزلت بشفتيها إلى عنقه ورقبته تقبل تفاحة أدم التي تتحرك كل لحظة لتدرك تأثيرها الكبير به ..
, حاوط جسدها بذراعيه يضغط عليها برغبة وجعلها تتمدد فوق السرير لينحني نحوها يقبلها بكامل بوجهها برغبة شغوفة ..
, يده امتدت لأزرار بلوزتها لتفتح عينيها المغمضتين تأثراً وتنظر داخل عينيه الغائمة .. هتفت فجأة: لاا يا أدهم ..
, لم يجبها ومازالت يدها تحرر أزرارها لتمسك يده بقوة تبعدها عنها .. نهضت بعدها بسرعة: لأ مينفعش عشان البيبي ..
, نظر إليها برغبة وعاد يجذبها إليه: بيبي مين ..
, أبعدته عنها وهي تتململ بين ذراعيه: البيبي ابننا يا أدهم **** ..
, أبعدته عنها لتنهض عن السرير وتنزل من الناحية الأخرى سريعاً وهي تزرر بلوزتها من جديد ..
, رمش بعينيه ليهتف فجأة: بقا تعملي بيا كل ده وبالآخر تقوليلي بيبي ؟
, ضحكت بتوتر وهو تتنفس بسرعة: معملتش حاجة ..
, نهض أدهم باتجاهها: و**** طب مش هسيبك بقا والبيبي مش هيحصله حاجة اتطمني ..
, جذبها من ذراعها لتتفلت من بين يديه سريعاً: لااا و**** مش هخاطر بالبيبي عشانك ..
, رفع حاجبيه بدهشة: نعم ياختي ..؟
, هتفت سريعاً: أيوواا كده خلينا أخوات الفترة دي يابن الحلال وخلي الواد ييجي بخير وسلامة ..
, قطب جبينه بغيظ واقترب منها: تعالي يا ليلى أحسلك ..
, هزت رأسها سريعاً هاتفة: متقربش مني وإلا هقول لجوجو ..
, ابتسم بسخرية: تقوليلها إيه بقا ؟
, هتفت بثقة: هقولها ع اللي أنت عاوزه وخليها تعرف إن ابنها مش بفكر غير بالحاجات دي زيه زي كل الرجالة ..
, صرخ بغضب: وأنتي تعرفي بقية الرجااالة منين بقاا ؟
, انتفضت من صرخته هاتفة بتلعثم: ع عادي ياعم اهدا شوية أنت هتتحول ؟
, هتف أدهم بغضب مشيراً أمامه: هناا قودامي يا ليلى حالاً ..
, هتفت بحيرة: إيه ؟
, أدهم: تعالي اقفي قودامي ..
, هتفت بتوتر: اسمع مني بلاش ..
, رفع حاجبيه بصمت لتهز كتفيها بلامبالاة وتقترب منه ببطء: أوك زي م أنت عايز ..
, تكتف ناظراً إليها بجمود وعينين غاضبتين وهو يراقبها تمشي ببطء شديد ..
, ابتسمت له بارتباك لتهتف: معلش بقا أنا بحب الجري أووي ..
, ضم حاجبيه بحيرة ليراها تستدير سريعاً وتركض باتجاه باب الغرفة لتفتحه بسرعة وتخرج وهو يصرخ خلفها: يابنت المجنوونة ..
, خرج خلفها من الغرفة ليراها تركض على درجات السلم صرخ بغضب: خدي هناا يا زفتة انتي بلاش تجري كده يا غبيييية ..
, لم تجبه واستمرّت بالركض وهو خلفها: خلااص مش هعملك حاجة بس اهمدي ياقردة عشان الواد ٣ نقطة يابت يا ليلى خلاص مش هقرب منك و**** ..
, وقف أسفل السلالم يصرخ بغيظ: يخربيتك بقا اللي أنا عاوز أعمله بضر البيبي ومش عايزاني أقرب منك أومال اللي أنتي بتعمليه ده إيييه مش هيضره ؟ ع القليلة اللي أنا عاوزه هنتبسط بيه مش زيك ممكن تقعي ع دماغك وتكسريه بهبلك ده ..
, التفتت إليه فجأة لتضع يديها فوق فمها تكتم ضحكاتها .. ولكنها لم تستطع لتقهقه عالياً حتى دمعت عينيها واحمر وجهها خجلاً وضحكاً ..
, قطب جبينه ناظراً إليها بدهشة من جنونها والتفت حوله لتتوسّع عينيه وهو يرى جمانة تقف مع الدادة سامية قريباً منهم مع ابتسامات فوق وجوههم .. التفت للناحية الأخرة ليجد إسراء تنظر للسقف متصنعة اللامبالاة وبجانبها نور التي أدارت وجهها سريعاً تُكلم عبير التي نظرت إليها باهتمام وكأنهما ستحلّان قضية الشرق الأوسط .. فيما وقف بجانبهم مصطفى مكتفاً ذراعيه وعلى شفتيه رسم ابتسامة ساخرة شامتة ..
, ضغط على قبضتيه بحرج بالغ ليُشيح بوجهه عنهم وينظر لليلى التي مازالت ضحكاتها ترتفع ليزداد غيظه أكثر يجز على أسنانه وهو يتوعد لها ..
, اتجه سريعاً نحو باب مكتبه القريب بدون أن ينظر لأحد منهم وهو يصرخ بصوت مغتاظ: أنا عندي شغل محدش يزعجني خالص ومش عايز أسمع أي صوت ..
, دخل مكتبه بسرعة هرباً من عيونهم لينتفضوا بفزع من إغلاقه للباب بقوة هزت الجدران ..
, توترت ليلى متمتمة بخوف: يومك أسود إن شاء **** يا ليلى .. أنا لازم دور على مكان أتئاوى بيه الليلة .. ياربي كل الستات تنيّم جوزها على الكنبة إلا أنا هو اللي ينيّمني .. لا وياريت على كنبة ده هيشرّدني بالشارع زي الكلبة ..
, هتفت نور بضحك: بسم **** عليكي أنتي بتكلمي نفسك ..؟
, نظرت إليه ليلى لتهتف باستنجاد: نور .. حبيبتي بلاقي عندك حتة فاضية اتخمد بيها الليلة ؟ أصل و**** العليم لو بقيت في الأوضة عنده هنام وأنا متشعلقة ..
, تعالت ضحكات نور لتُشاركها البنات وجمانة التي مازالت موجودة .. نظرت نحوهم ليلى بحرج وغيظ وقد نسيت وجودهم .. وقد خرج مصطفى سريعاً لكي لا يزيد حرجها .. وهو يبدأ بتدريس مروة التي تنتظره .
, تمتمت ليلى بغيظ: هو ده ذنب أدهم بان بيا حالاً ..
, هتفت إسراء بضحك: اهدي ياختي انتي دلوقتي عندك سلاح فعّال جداً ..
, هتفت بحيرة: سلاح إيه ..؟
, جمانة بضحك: قصدها ع البيبي يا لولا .. رغم أنك غبية انتي إزاي تجري كده يابنتي حرام عليكي ..
, رمشت بعينيها هاتفة بضيق: هو ابنك خلا بيا عقل يا جوجو .. بعدين بلا بيبي بلا زفت هو مش هيهمّه .. يعني مش عارفة ابنك ولا إيه ؟
, ضحكت جمانة بسعادة: أه و**** عارفاه كويس **** يخليهولي يارب .. ليلتك سودة ان شاء **** انتي والبيبي ده ونصيحة بلاش تستخدميه سلاح لحسن يقلب ضدك ..
, هتفت ليلى بغيظ: ماشي يا جوجو وحيدة أنا ومفيش حد يساعدني كنت عارفة إني هواجه مصيري لوحدي ..
, جمانة: **** يكون بعونك يابنتي ..
, نظرت نحوهم ليلى بغيظ لتتأفف متجهة للمطبخ: تعالي يا دادة اعمليلي حاجة آكلها علشان اقدر أقف على رجليا واستحمل اللي هيحصلي ..
, ابتسمت الدادة سامية واتجهت خلفها للمطبخ لتتّسع ابتسامة نور وتسحب إسراء معها هاتفة: الحقينا يا عبير نعمل حاجة ناكلها مع ليلى ..
, دخلت البنات المطبخ خلفها لتبدأن بمساعدة الدادة في تجهيز العشاء بأصناف مختلفة .. لتبتسم جمانة بسعادة هائلة شاكرة ربها على عودة السعادة لحالتهم من جديد لتلحق بهم هي الأخرى ..
, وقعت نظراتها على رقية التي تتابعهم عن بعد بعينين دامعتين .. نظرت إليها بصمت لتهمس رقية بصدق: **** يخليهوملك ويخليكي ليهم ..
, تنهد جمانة هامسة: اللهم آمين ..
, نظرت للممرضة بجانبها لتهتف: جيبيها تدخل معانا المطبخ ..
, رقية بتردد: لا بلاش مش عايزة أزعجكوا ..
, هتفت جمانة بجمود: أنتي مش هتقدري تزعجينا .. البنات هيفرحوا بيكي .. هاتيها معاكي يا جميلة ..
, تقدمت جميلة الممرضة تدفع كرسي رقية وتدخل خلف جمانة التي سبقتهم لتمسح رقية دموعها شاكرة ربها رغم أن الطريق مازال طويلاً أمامها لكي تكسب محبة وغفران الجميع ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, بعد حوالي أسبوعين ..
, كان أحمد مشغول دائماً في التحضير للفرح الجماعي ومتحمّس بشكل كبير يُعاونه مصطفى وأدهم وأمير .. فيما البقية بدأت إمتحاناتهم منذ عدة أيام ..
, دخلت سيارة سيف بوّابة الفيلا ينظر حوله بحماس لكل العمال الموجودين والذي بدأوا بعملهم منذ فترة ..
, كان طوال تلك الأيام يذهب لناريمان يُحاول التقرّب منها والإهتمام بها لتتحسّن حالتها وحالة جنينها ..
, أما الطبيب فقد أجّل أدهم ذهابه إليه حتى نهاية امتحاناته ..
, ابتسم بسعادة مُخرجاً كيساً من سيارته قد أحضره معه .. دخل الفيلا ينظر حوله .. وجد ليلى تجلس في الصالة وفي حضنها طبق كبير من الفراولة التي بدأت تُدمنها في الفترة الأخيرة ..
, ابتسم هاتفاً بحماس: مين عاايز غزل البناااات ..؟
, رفعت نظرها إليه فجأة وأبعدت الطبق من يدها: عااااا أديني يا سيفووو ..
, ضحك هاتفاً: لااا بتاكلي فراولة من غيري مش كفاية أدهم منع حد يقرب عليها غيرك ؟
, اقتربت منه تُحاول أخذ الكيس منه بإلحاح: والنبي اديني واحد والنبي حراام عليك أنا بتوحم ..
, هتف ضاحكاً: وأنا بتوحم على فراولة ..
, هتفت ناظرة إليه برجاء: اديني يا سيفوو يرضيك يعني سيفو الصغير يطلع بعينه غزل البناات ؟
, وقف مكانه بتفكير: يا خلااثي على سيفو الصغير ده هو غزولة بنات صغنونة بحاله كفاية اسمه على اسمي ..
, نظرت إليه بأسف داخلي: قلبي معاك يابني و**** ..
, اقترب يجلس علی المقعد الذي كانت تجلس فوقه هاتفاً: تعالي بقاا أصلاً أنا جايبهولك علشان تعرفي إني مش حارمك من حاجة ..
, ابتسمت بسعادة واتجهت إليه سريعاً .. تربّعت فوق المقعد ليجلس بجانبها متربعاً وهو يمد لها كيس غزل البنات لتأخذه منه بلهفة وتفتحه وتبدأ بأكله بنهم .. فتح هو كيس آخر وبدأ يأكله هاتفاً: هاتي فراولة بقا ..
, قدّمت له الطبق هاتفة: خد كله ليك يا ياسطا ..
, أخذه منها هاتفاً بشكر: حبيبي يا زميلي .. بقولك إيه ..
, همهمت وهي تتابع أكلها: أممم
, سيف: أنتي عندك مادة إيمتى ؟
, أجابته: بكرا ..
, هتف بذهول: بكرا وقاعدة بتاكلي ؟ م تقومي تذاكري يابت هو جوزك فين ليه سايبك كده ؟
, قهقهت هاتفة وهي تأكل: مش هناا أومال أنا ليه واخدة راحتي كده ..؟
, ضحك قائلاً: يا بختك أنا أمير مش راحمني وكل م بحاول ألعب عليه يكون أدهم قفشني ..
, ضحكت ناظرة إليه بتنبّه: ألا صح قولي عملت إيه النهاردة في الإمتحان ؟
, تشرق بطعامه وبدأ بالسعال لتربت على ظهره بخفة وتقدم له كأس ماء ليتجرّعه سريعاً هاتفاً بضيق: بتفكريني لييه ؟
, هتفت باهتمام: لييه حصل إيه المرادي ؟
, سيف بحنق: دكتور ابن كلب كنت هفتح البرشام وهو واقف فوق دماغي .. مسابليش ثانية أتنفس بيها حتى ..
, هتفت بذهول: يعني إييه مكتبتش حاجة ؟
, هتف بفخر: عيييب عليكي ده أنا سيفوو يابت ..
, ليلى بضحك: اشجيني يا سيفو ..
, سيف باسترسال: اسمعي ياختي .. بعدما اسودّت الدنيا أمامي لم أجد حلاً سوى أن ٤ نقطة
, قاطعته بغيظ: بسس يا سيف اتكلم بالعربي ياخويا ..
, رفع حاجبيه بغضب: أنتي يا زفتة بتعلمي الواد اللي ببطنك غلط ؟
, هتفت ليلى بذهول: إيه ؟ أنا ؟
, سيف: أيوه أنا بتكلم عربي وأنتي بتقوليلي أتكلم عربي دلوقتي ممكن يفكر إن ده إنجليزي ..
, تأففت بضيق: اخلص يا زفت قولي عملت إييه ..
, ابتسم هاتفاً وعاد لأكله باستمتاع: عملت نفسي دوخت وتعبااان وهستفرغ .. وروحت الحمام خرجت البرشام ودورت ع الجواب .. وأمير **** يطول بعمره من بعد دروسه المكثفة اللي أدهالي قدرت أحفظهم بسرعة ورميت البرشام وبللته بالماية .. ورجعت ع اللجنة وهو بدأ يهتم بيا ويدللني .. حاسس بإيه يابني .. أنت كويس يابني ؟ اهدا ومتتوترش واكتب اللي فاكره يابني ..
, قهقه عالياً مقلداً صوت الدكتور في الآخر لتضحك معه هاتفة: معناها كتبت كويس ..
, سيف: مش عارف حاسس كده ..
, ليلى: حاسس ؟
, تأفف بغيظ: بصي يا لولا أنا خايف من النتيجة .. المواد اللي قدمتها كتبت ومكتبتش يعني تقدري تقولي كده إني على حافة الهاوية .. معرفش بقا ..
, ليلى بهدوء: متقلقش إن شاء **** هتنجح وكل حاجة كتبتها تبقى صحيحة ..
, سيف: يارب .. بس الدكتور الغبي إعتصام مش عارف أعمل معاه إيه .. أنا عارف هو عايز ينتقم مني ..
, هتفت ليلى: مش مصطفى راح وحل المشكلة ؟
, نظر إليها هاتفاً: أيوه ده بعد محاضرة طويلة عريضة منه بضرورة تحمّل المسؤولية والإلتزام بالأدب وأداء الواجبات قرر أخيراً يكلم آدم عشان يكلم الدكتور إعتصام .. المصيبة دي مش أول مرة بتحصل معايا مشكلة مع الدكتور ده .. بس دي الأصعب ..
, هتفت بتأنيب: م أنت الحق عليك مش على أساس أنت سيفو اللي بتلعّب الكل على صوابعك إزاي سمحتله يمسك البرشام معاك ياغبي ؟
, هتف بضيق: هو الحيوان طول الوقت وعينه عليا وجايب أسئلة من المريخ مقدرتش أكتب حاجة من غير البرشام .. كان باقيلي سؤال واحد وبخلص بس هو قفشني قبل م أكتبه .. دلوقتي هينتقم مني ويرسبني بالمادة بتاعته .. لا بالمادتين ..
, هتفت ليلى بهدوء: لا متخافش أدام سمحولك تدخل ع الإمتحان بعد م مسكوا البرشام معاك يبقى مش هيعملك حاجة اتطمن ..
, سيف: إن شاء **** يسمع من بؤك **** .. بصي يا لولا أنا بيوم النتيجة هاخد حاجاتي وأختفي يومين تلاتة أربعة لغاية م جوزك يهدا ويرجع ع طبيعته ..
, ضحكت بمرح هاتفة: ليه هيكون حصلّه إيه ؟
, سيف بتوتر: هيتحوول بعيد عنك وأنا مش هفضل قودامه علشان يقتلني .. لذلك قررت أهرب تجنباً لسفك الدماء ..
, هتفت بضحك: وهتروح فين يا عين أمك ؟
, سيف باهتمام: م أنا عاوزك تفكري معايا .. قوليلي أروح فين .. م أنا لو رحت لكوكو هيعرف حالاً ويجيبني من قفايا .. ولو روحت لأمير برضه هيجيبني .. وعزيز مش هيستقبلني بالعكس ده هيسلمني ليه تسليم أيادي على طبق من دهب مع خالص الحب ..
, تعالت ضحكاتها من جديد هاتفة من بينها: و**** معاك حق ياخويا .. بص إيه رأيك تقعد مع حد من الحراس ؟
, نظر إليها بتفكير ليهز برأسه مجيباً: لأ مقدرش دول كلاب هيعترفوا قبل أول قلم ..
, ليلى: تصدق عندك حق ..
, هتف قائلاً: بصي أنا هقعد في الكلية ..
, هتفت بحيرة: ملقيتش غير الكلية ؟
, ضحك هاتفاً: أيوه م دي المكان الوحيد اللي أدهم مش هيفكر يدوّر عليا بيه ..
, ضحكت هاتفة بإعجاب: **** عليك فعلاً عندك حق ..
, هتف بفخر: أي خدمة ؟
, ضحكت من جديد ليهتف: خلاص هبقى أفكر الكام يوم دول وظبط وضعي .. أدعيلي بقا فاضلي مادتين طلّعت عين أمير لحد م فهمت شوية بيهم ..
, ليلى: **** معاك ياسيفو ..
, ابتسم ناظراً لبطنها ليهتف بحماس: بقيتي بشهر إيه ؟
, قطبت جبينها بغيظ: إيه السؤال الغبي ده يا سيف .. هما يا دوبهم شهرين وأسبوع يمكن ..
, تأفف قائلاً: هتولدي إيمتى يعني أنا هستنا كتير ؟
, رفعت حاجبيها بدهشة لتهز رأسه بأسف عليه وهو يظن بأنه سيُسمّيه سيف لتهتف: طب أفرض كانت بنت .. ؟
, هتف بغضب: لأااا هيكون واد وهنسميه سيف فاهمة ؟
, تراجعت بدهشة وحنق: إيه ياعم بتزعق ليه أنا مالي ..؟ على فكرة أخوك هو المسؤول روح هدّده هو مش أنا .. أصل الراجل هو المسؤول عن تحديد جنس المولود مش الست ..
, هتف بغيظ: الراجل ولّا الست هتجيبي ولد يعني ولد فااهمة ؟
, هزت رأسه سريعاً: خلاص أوعدك هحاول ..
, هز رأسه بتأكيد: أيوه خليكي عمال تحاولي ٤ نقطة ثم هتف بصوت عالي: سيفووو حبيبي أنت سامعني ؟
, قرّب رأسه من بطنها وهي تُتابعه بذهول وهو يهتف: حبيب قلبي وحشتني ٦ نقطة متقلقش هخرّجك من عندك قريب أنت خلي بالك من نفسك يا بطل ..
, رفعت حاجبيها بدهشة وضحك وهو يَتابع: حبيبي يا سيفوو يا ضنايا .. أنا عمك سيفو أسمك على اسمي ياحبيبي أنا بقولك أهو عشان لما تيجي متتلخبطش بينك وبيني ..
, دفعته ليلى بعيداً عنها وقد صرعها بصوته العالي لتهتف: إبعد يابني إيه ده ناقصنا هبل .. خرمت ودنه بجعيرك ده ..
, سيف: م أنا بعلّي صوتي علشان يسمع مش كفاية حابساه جوا ومش راضية تطالعيه ..
, رفعت حاجبيها بدهشة ووضعت يديها على بطنها هاتفة: طب بسس بسسس بلاش كلام أهبل كده مش عايزاه يسمعك ويتهبل زيك ..
, نظر ليديها التي تضغط فوق بطنها ليهتف: أنتي بتعملي إيه دلوقتي ؟
, ليلى: بسدلّه ودانه للولد لحسن يتلوّث سمعه بحاجات هبلة ومجنونة ..
, رفع حاجبيه بذهول ليهز رأسه بتحسّر: سديله ودانه ياختي **** معاكي مش عارف هتبقي أم وست الكل والجنة تحت أقدامك إزاي ..
, ضحكت هاتفة: زي م أنت هتتجوّز وتبقى ربّ أسرة ومسؤول .. و**** مش لابقلك خااالص ..
, ضحك هاتفاً بتأكيد: و**** أنا حتى مش عارف إزااي ..
, ليلى: أهم حاجة تبعد عن أبني أنت وجنانك .. **** يعين مروة لما تحمل ويعين ولادك اللي هيناموا ويصحوا على صوتك وهما مش قادرين يسكّتوك ..
, رمقها باستهزاء هاتفاً: بس لو مكنتيش مرات أدهم كنت وريتك قيمتك ..
, رفعت حاجبيها هاتفة باستنكار: وريني دلوقتي يا خويا ده على أساس عامل حساب لأدهم يعني ؟
, سيف: أيوه بما أنه هو الكبير وكده .. وأنا زي م أنتي عارفة مؤدب ومحترم أوووي ..
, ضحكت مؤكدة: طبعاً أووي أووووي .. ثم هتفت فجأة: سيييف ..؟
, سيف بحذر: إيه ؟
, وضعت يدها فوق بطنها هاتفة: بطني بتوجعني ..
, سيف: ده على قد م طفحتي ..
, هزت رأسها هاتفة: لا لا ده وجع مش عارفة إزاي .. بقولك هو الحامل بيجيلها مغص ؟
, نظر إليها مضيّقاً عينيه بتفكير: مش عارف الصراحة أنا عمري محملتش قبل كده .. بصي هبقى أسألك الواد كرم ممكن يكون عارف ..
, هزت رأسها بشكر: أيوه أيوه اسأله وخبرني ..
, دخل أدهم ومصطفى في تلك اللحظة ليجدانهم مُندمجين في الأحاديث والأكل غير مُنتبهين لأحد ..
, هتف مصطفى بدهشة: إيه اللي لمّ الشامي ع المغربي ؟
, ضحك أدهم يُقلّب كفيه بحيرة: و**** علمي علمك يا خويا .. سيبك منهم وتعال معايا ع المكتب ..
, رمقهم مصطفى بدهشة ليهزّ كتفيه ويلحق أدهم نحو المكتب فيما بقيت ليلى وسيف يجلسان بدون أن ينتبها لقدومهم ..
, نهض بعدها سيف هاتفاً: أنا هطلع أوضتي أرتاح بقا وقومي أنتي ذاكري عيب عليكي ماديتك بكرا .. قومي من جدَّ وجدْ ومن سار على الدرب وصل ومن طلب العُلا سهر الليالي ..
, هتفت به: تصدق أقنعتني ودبّ بيا الحماس الدراسي أنا قايمة ..
, صعد درجات السلم هاتفاً: **** يديمني ليكوا مش عارف من غيري كنتوا هتنجحوا إزاي .. **** يقدّرني ويقوّيني ياارب ..
, ضحكت تُلملم الأغراض أمامها وتأخذ عدة حبات فراولة تأكلهم بسرعة وهي تشعر بسعادة هائلة وراحة كبيرة في هذه الفترة ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, بعد أيام قليلة ..
, نظرت مروة حولها وهي تجلس في القاعة قبل بدء آخر اختبار لهم في هذا العام الأخير ..
, تأفّفت بضيق من تأخّر سيف وكرم وهي تنظر لساعتها: يخربيته هيسقط ويحرمنا نتجوز أنا كان مالي ومال أم الجوازة المنيلة دي ..
, هتف سيف من خلفها: بتقولي حاجة ؟
, استدارت نحوه بغضب: أنتت كنتت فيين لحد دلوقتي ياغبي الإمتحان هيبدأ ..؟
, هز أكتافه بلامبالاة: وأهو جيت قبل م يبدأ .. متخافيش أنا بحترم المواعيد جداً .. والمذاكرة بقت في دمي وروحي وقلبي ..
, ضحك كرم من خلفه هاتفاً: أمير هيستناك لما ترجع من المادة دي بالذات أصلك طلعت عين أهله ومعرفتش تفهم حاجة ..
, اتجه ليجلس قريباً منه في المقعد المخصص ليهتف سيف: مش هروحله ولا هرجع البيت النهاردة ..
, كرم بسعادة: وأنااا زيك هاخد إسراء نقيس الفستان ..
, سيف بسخرية: تقيسوه ؟ طب أوعى يطلع مش على مقاسك هاا ..؟
, نظر إليه بغيظ: أسكت يالا مش ناقصك .. المهم هاخدها عشان تقيسه هو بقی جاهز ..
, ابتسم سيف ناظراً لمروة القريبة منهم ولكنها لا تسمعهم: يبقى هنروح معاكوا أنا ومروة عشان نقيس الفستان ..
, رمقه كرم باستفزاز: طب أوعى يطلع مش على مقاسك ..
, هتف سيف بإغاظة: لأ أنا أديتهم مقاسي كويس أووي متخافش يا عينيا ..
, هتف كرم وهو يعتدل في جلسته: طب بس بقا الدكتور دخل هيبدأ الإمتحان ..
, نظر سيف للمراقبين الذين دخلوا ليهمس بنحيب: هو عشان النهاردة آخر يوم هيخنقونا ؟
, كرم بغيظ: هشش ليسمعوك ..
, سيف: كوكو متنساش صاحبك ورفيق عمرك غششني يا حبيبي ..
, كرم: مليش دعوة أنت عايز أمير يعلقني ؟
, سيف بحنق: ملكش دعوة بأمير هو مش هيعرف بعدين مش هو اللي هيسقط عني .. بلا اختبار معلومات بلا زفت أنا من غير برشام وغش مش هقدر أنجح وذنبي برقبتك بقا يا صاحبي أو يلي كنت فاكرك صاحبي أن٤ نقطة
, همس كرم بحدة: ما تبسس بقاا يا جزمة خلاااص هعملك اللي أنت عاوزه بس أبوس إيدك اخرس لحسن نبقى برا أنا وأنت ..
, سيف: طيب طيب ا٤ نقطة
, هتف الدكتور: أنت اللي قاعد بالآخر ..
, نظر سيف حوله ثم خلفه ليعود وينظر للدكتور مُشيراً بإصبعه على نفسه ليهتف الدكتور بغيظ: أيواا أنت الإمتحان بدأ مش عايز أي صوت وإلا هتطلع برا وتتحرم تقدّم المادة .. ده آخر إمتحان الكل يكتب اللي هو حافظه ويخرج من غير أي ضجة ..
, سيف: بس يا
, كرم بسرعة: حااضر يا دكتور تحت أمرك ..
, ثم همس لسيف بغيظ: سيف فكر بمروة أنت مش عايز تتجوّز ؟ لو سقطت السنة دي هتتحرم من الجوازة دي اخرس بقا وعدي يومك ده على خير ..
, نظر سيف لمروة التي استلمت ورقة الأسئلة وبدأت بالكتابة سريعاً .. قطب جبينه متمتماً: يخربيت الذكاء أنا بس عاوز أعرف جايبته منين إذا كان عزيز ميعرفش واحد + واحد بساوي إيه .. ولا حنون دي مش حافظة بحياتها إلا أغنية آه يا حنان .. وأمير الأحزان و٣ نقطة
, كرم بغيظ: قريباً أمير هيعمل منك كتلة أحزان متحركة ده لو قدرت تتحرك إن شاء **** ..
, تأفف سيف بغيظ هامساً: هتكتم خااالص اتخرست سكتت سديت بؤي أهو ..
, بعد فترة من الوقت .. نظر سيف حوله بملل .. رفع حاجبيه متمتماً: هو الإمتحان سهل أوي كده ؟ مالهم كلهم عمال يكتبوا ؟ طب حد يبوصلّي طيب ..
, نفخ بغيظ ينظر لمروة: أنا هتجوزها إزاي دي .. و**** كان لازم هدّدها إني مش هتجوزها أدام هي ذكية كده .. هوووف واد ياكرم هات أي حاجة أي سؤال وغلاوة إسراء عندك يا شيخ ..
, مسح كرم فوق وجهه بغيظ هامساً: عايز جواب سؤال إيه ؟
, ضحك سيف بخفوت: اللي يطلع منك يا بني كل حاجة هتفيدني أصل ورقتي بعيد عنك بيضا بياض الثلج .. سنو وايت يعني وأنت بقا الأمير اللي هتحييها ..
, تأفف كرم بغيظ وهمس بصوت خافت بجواب السؤال الأول .. قرّب سيف رأسه بتركيز: بتقول إيه علّي صوتك شوية طيب ..؟
, أغمض كرم عينيه بحنق وتنفس بهدوء مُعيداً الإجابة ليهتف سيف بدهشة: برحمة محمووود ده هو الجواب ؟ و**** كان قلبي حاسس بس قولت أتأكّد أحسن .. أيووه برافو عليك يا كوكو افتكرت دلوقتي أما أمير كان يشرحهولي و..
, قاطعه بحنق كبير: طب وحيااة عيالك يا حيواان اكتبه بقااا مش وقت استنتاجات وأحاسيس دلوقتي مش بتقول ورقتك فاضية اكتب يا زفت ..
, كتب سيف السؤال ليهتف بخفوت: السؤال اللي بعده ..
, تنهد كرم وأخبره الإجابة ليهتف سيف بإعجاب: لا بجد شابوو ليك ده اللي سألت أمير عنه .. و**** كنت حافظه بس غاب عن بالي..
, كرم: سيييف ..
, سيف: خلاص بكتبه أهو .. اللي بعده بقا ؟
, همس له كرم بالإجابة ليرمش سيف بعينيه: مش فاهم ..
, كرم بغيظ: مش فاهم ولا مسمعتش كويس ؟
, سيف: التنين مع بعض .. عيد الجواب سيبني أركّز ..
, أعاده عليه هامساً: وحياة أدهم عندك أكتب اللي سمعته من غير م تفهم حاجة ..
, سيف باستنكار: من غير م أفهم إزااي ياغبي أنت عايزني أكتب حاجات معرفهاش ؟
, كرم: منك لله دلوقتي بقيت عاوز تفهم بآخر إمتحان ؟ أكتب من سكات يا سييف وحياة أدهم عندك بقولك ..
, تنهد سيف يهز رأسه: حلّفتني بالغالي خلاص هكتب وأمري لله ..
, كتب الجواب ليبدأ كرم بإجابته وهو يكتب من خلفه ..
, اقترب الدكتور منهم هامساً بابتسامة: هاا كويس كده مرتاحين ؟
, تحمحم كرم مُعتدلاً بجلسته لتتوسّع عينيه عندما هتف سيف باتسامة: أوي أووي يا دكتور **** يجزيك الخير ويباركلك يارب ..
, نظر كرم إليه برجاء ليصمت ليهتف الدكتور بحدة: أجبلكوا شجرة وتنين ليمون بالمرة وتركّزوا القعدة مش أحسن ؟
, قهقه سيف بمرح: **** عليك يا دكتور دمك ده شربات و**** .. متشكّرين ياخويا الحمد**** كده كويس ومرتاحين .. أقولك لو عايز فيه البت هناك دي خطيبتي تقدر تجبلنا أنا وهي الشجرة والليمون لو عايز .. وإن شاء **** بنردهالك بالأفراح ..
, لطمت مروة وجهها وهي تستمع إليه وأغمض كرم عينيه مُنتظراً ما سيحدث ..
, مدّ الدكتور يده يُمسكه من ياقة ملابسه هاتفاً: أنت هتصاحبني يالااا ؟
, نهض سيف هاتفاً: إييه مالك تحولت م كنت كويس قبل شوية في إيه ؟
, أخرجه من مقعده وأخذ ورقته وأشار لكرم هاتفاً له: سلّم ورقتك ولبرا حالاً ..
, نهض كرم هاتفاً بهدوء: أنا مليش دعوة يا دكتور ب..
, قاطعه هاتفاً: أنت فاكرني مكنتش شايفكوا أنت وهو .. بررا حالاً وإلّا مش هاخد أوراقكوا وهتسقطوا بالمادة دي ..
, اتجه كرم بغضب وسلم ورقته خارجاً من القاعة .. ليهتف الدكتور بسيف: وأنت الحقه ..
, نظر إليه سيف بضيق: أنا مش عارف أنت بقيت دكتور إزاي ..
, نظر الدكتور نحوه بغضب: بتقوول إيه يا قليل الأدب ..؟
, تأفف سيف هاتفاً: أهي ورقتي خودها مش عايزها **** الغني ..
, خرج من القاعة سريعاً ليُتابعه الدكتور بعينين مشتعلتين .. نظر نحو مروة التي تُتابعهم بقلق لتُدير وجهها سريعاً وتتصنّع الكتابة والتركيز ..
, خرجت بعد انتهاء الوقت .. وقفت خارج الكلية تنظر حولها لترى سيارة سيف التي قام بإصلاحها بعد الحادثة ..
, اتجهت إليها لتراه يجلس داخلها مُنتظراً وعندما رآها اتسعت ابتسامته: مرمر بسرعة إيه كل ده أنتي بتحلي لكل اللي باللجنة ولا إيه ؟
, نظرت إليه بغيظ واستدارت تجلس في المقعد بجانبه هاتفة: أنت إيه اللي عملته ده يا سيف ؟
, تأفف بضيق: والنبي بلاش الكلام ده هو الدكتور اللي غبي .. بكرا أنا لما أبقى دكتور مش هتكبر زيهم مش عارف ليه الغرور اللي هما بيه ده ..
, نظرت إليه بتهكم: طب لما تبقى دكتور ابقا متواضع بقا .. كرم فين ؟
, نظر إليها بضيق: خرج ومشي بتاكسي مرضيش يستنى ولا يكلّمني ..
, مروة: معاه حق ..
, تأفف بغيظ ليبتسم بعدها هاتفاً: جااهزة ؟
, قطبت جبينها بحيرة: على إيه ؟
, ضحك هاتفاً بحماس: تقيسي فستاان الفرح ..
, توسعت عينيها بلهفة: بجددد ؟
, هز رأسه بتأكيد: أيواا هو بقا جااهز من قبل يومين وكوكو وإسراء برضه هيروحوا خلينا نمشي هنلاقيهم هناك ..
, صفّقت بيديها بحماس ولمعت عينيها بفرح: هيااا بناا انطلق ..
, ضحك بحماس هو الآخر مُديراً محرّك سيارته وانطلق بها سريعاً لوجهتهم ..
, في كلية أخرى ..
, خرجت نور وصديقاتها وأصوات ضحكاتهم تتعالى بمرح ..
, صرخت عبير: وأخييييراااا خلصت لا إستعباد بعد اليووم ..
, ضحكت نور باستفزاز: اللي يسمعك يقول إن السنة هتتخرّجي .. لسا سنة كاملة قودامك هيستعبدك بيهم ..
, هتفت عبير بغيظ: المهم إني ارتحت منه .. لسا كل يوم لاحقني مش بناام ولا باكل ولا برتاح زي النااس على طول خانقني وعالق في زوري .. وأخييرراا .. بعدين السنة الجاية هبقى مراته وهعرف سيطر عليه بطريقتي وإغرائي و٣ نقطة
, توقفت بفزع عندما قبضت يد على ملابسها من الخلف كاللّص .. تعالت ضحكات إسراء ونور بشماتة ومصطفى يُمسكها بغضب ..
, التفتت برأسها بفزع لتهتف بابتسامة: م مصطفى ؟ عامل إيه ياحبيبي إزيك يااه ليك واحشة و**** ..
, رفعها مصطفى وهو مازال يقبض عليها: كنتي بتقوولي إييه سمعيني ..؟
, عبير بسرعة: كل خير يا حبيبي حتى اسأل البنات أهو .. مش كنت بقلكوا مش مصدقة إني خلصت إمتحانات وإني هتجوز ميصو خطيبي وحبيبي وحياتي ؟
, إسراء بضحك: آه فعلاً أنا شاهدة وبالعلامة كانت تقول إنها هتسيطر عليك و٣ نقطة
, صرخت بسرعة: وأنت تسيطر على قلبي وروحي وكياني و**** ..
, هتف بغضب وهو يدفعها أمامه: إمشي قودامي يا آخرة صبري ..
, نظرت إليه وهي تُعدّل ملابسها: مش هتبطل طريقتك دي بقا ؟ أنا مش جاموسة عندك ..
, احتدت عينيه بغضب لتتراجع هاتفة: خلاص جاموسة وبقرة برضه زي م أنت عايز ..
, تنهد بغيظ وأمسك بكفها بين يده القوية يسير معها نحو السيارة .. فتح لها الباب لترفع حاجبيها بدهشة من هذا الإحترام ..
, دخلت السيارة ليستدير هو ويجلس خلف المقود .. نظر إليها ليراها تُتابعه باهتمام .. ابتسم بسعادة هامساً: هاخدك تشوفي الفستان اللي عملتهولك على ذوقي ..
, توسعت عينيها بلمعان: فستان الفرح ؟
, تنهد بغيظ: أمال فستان إيه يا زفتة ٣ نقطة؟
, ضحكت بسعادة: من غير م شوفه هيعجبني كفاية أنه ذوقك أنت ..
, ابتسم هاتفاً: وعايزك تختاري البدلة بتاعتي علشان تكون على ذوقك ..
, عبير بلهفة: بجدد ؟
, ابتسم بحنان وأمسك يدها يرفعها لفمه ليقبلها بحب: أيوه عايز ألبس على ذوقك ..
, ابتسمت تنظر إليه بحب لتهتف: يبقى امشي بسرعة هخليك أوسم وأجمل حد بالفرح كله ..
, ابتسم لها ثم تحرّك بسيارته تحت عيني نور وإسراء ..
, ابتسمت إسراء بسعادة عند رؤية كرم يقترب منها .. اقترب منها هامساً: عاملة إيه وعملتي إيه في الإمتحان ؟
, ابتسمت له بسعادة: كويسة جداً .. والإمتحان كويس وأنت ؟
, زفر بهدوء: كويس
, هتفت نور: مالك يا كرم ؟
, ابتسم ناظراً إليها لتتسع ابتسامته فجأة: أهو العاشق جه عشانك ..
, التفتت حيث ينظر لينبض قلبها بصخب وهي ترى سيارة أحمد تقف قريباً منهم ويترجل منها بطلته التي تخطف أنفاسها ..
, ابتسم لها أحمد باتساع مُعدلاً من ملابسه ويرفع يده إلى شعره يُزيح خصلة سقطت على جبينه كعادته دائماً وهي تذوب معه في تلك الحركة ..
, ابتسم مقترباً منهم مرسلاً لها نظرات عاشقة: عملتي إيه في الإمتحان ؟ خلاااص من غير م تجاوبي متقلقيش نجحتي أو لأ أنتي هتبقي مراتي قريبا جداً ..
, ضحكت نور بفرح ليهتف أحمد وهو يضم يدها بين يده: عن إذنك يا إسراء هاخدلك صاحبتك شوية .. سلام يا كوكو ..
, ضحك كرم: سلام ياحودة ..
, أدخلها معه للسيارة وهي تُتابعه بعشق .. نظر إليها بعينين لامعتين .. هذه المرة الأولى التي ترى بها عينين سوداء تُضيء بهذا الشكل ..
, همس وهو يمسح فوق وجنتها: هتبقي مراتي قريباً يا نونوو ..
, ابتسمت له تُمسك يده بين يديها وهي تتأمّله بحب: أنا مبسووطة أووي ..
, هتف بهدوء: وعد مني هخليكي دايماً مبسوطة كده .. هنروح دلوقتي وريكي الفستان ..
, ضحكت هاتفة بلهفة وحماس: وأخيراً قررت تحن عليا وتوريهولي ..
, ضحك هاتفاً: طبعاً لازم تقيسيه علشان أعرف لو هيطلع على مقاسك أو لأ ..
, ابتسمت نور بحب: أنا عارفة أنه هيبقى أجمل فستان بالدنيا لأنه ذوقك ..
, أحمد بفخر: طبعاً طبعاً ودي أقل حاجة عندي ..
, ابتسمت تضربه بكتفه بخفة لينطلق هو الآخر بسيارته ..
, ابتسمت إسراء واستدارت لكرم: قولي بقا مالك مزعوج من إيه ؟
, ابتسم هامساً: خلاص لما شوفتك معدتش مزعوج .. عارفة يا إسراء إني حاسس نفسي بحلم .. لغاية دلوقتي مش مصدق إنك هتبقي ليا ..
, ابتسمت تنظر إليه بحنان: قريباً أما ألبسلك فستان الفرح وتاخدني من أبويا وأبقى ليك قودام الكل هتعرف إن ده حقيقي ولآخر العمر ..
, ابتسم لها واقترب يُحيط وجهها بين يديه بحنان وانحنى يُقبّل جبينها بحب: **** يخليكي لياا يارب ..
, تأملته بعشق هامسة: ويخليك ليا ياكرم وميحرمنيش منك أبداً يا حبيبي ..
, سيف: يا محني ..
, التفتا نحوه ليراه يقف وبجانبه مروة تُمسك بيده يُتابعانهم بابتسامات بلهاء ..
, عبس كرم مشيحاً بوجهه ليتأفف سيف مقترباً منه ويدفعه بكتفه: ما خلاص بقا يا عم أنت هتذلني علشان ترضا .. أنا آسف ياخويا خلااص ..
, كرم بغضب: متكلمنيش يا سيف ومتقربش مني تاني ..
, سيف بحزن: وأهون عليك يا كوكو .. يهون عليك سيفو صاحبك وحبيبك يفضل لوحده كده ؟
, تأفف كرم متنهداً: م المشكلة إنك متهونش يا زفت ..
, ضحك سيف وعانقه بخفة: حبيبي يا كوكوو و**** .. ثم غمز له بضحك: إمشي بقا هنقيس الفساتين ..
, رمقه كرم بغيظ ليضحك بعدها وهو يهز رأسه بيأس من صديقه .. أمسك سيف بيده يسحبه معه لسيارته بفرح ..
, رفعت مروة حاجبيها تنظر إليهم بدهشة .. التفتت نحو إسراء التي ترمقهم بدهشة وحيرة هي الأخرى ..
, هتفت مروة: بت يا سوسو أنتي متأكدة إن كرم جوزك ؟
, قلبت إسراء كفيها بحيرة: و**** قبل دقيقة كنت لسا متأكدة دلوقتي اتلخبطت معلوماتي .. حاسة أنه بقا جوز سيف ..
, ابتسمت مروة بسخرية وهي ترى سيف يفتح لكرم باب السيارة الجانبي: قصدك مراته ..
, تعالت ضحكات إسراء هاتفة: عندك حق .. أنا هخليه يقيس الفستان عني ..
, مروة بضحك: وأنا بفكر زيك ..
, ثم أمسكتها من يدها هاتفة: امشي يا أميرتي خلينا نقيس الفستان ياقلبي ..
, ضحكت إسراء بمرح واتجهت معها للسيارة حيث يجلس كرم وسيف الذين يبدو بأنهما قد نسوهم ..
, جلستا من الخلف لينطلق سيف بسيارته سريعاً نحو وجهتهم ..
, وصلوا بعد لحظات ..
, ترجّلوا من السيارة ودخلوا المكان الذي كان محجوز لهم مسبقاً لهذا اليوم ..
, استقبلوهم العاملات هناك بالترحيب لتتفاجأ مروة وإسراء بعبير ونور أمامهم ..
, ضحكت عبير وهو ترى ذهولهم: متتصدموش زي نور وسهى .. دول الشباب طلعوا حاجزين المكان ده مسبقاً ..
, التفتوا لهم ليروا أمير يقترب منهم وتقدمت سهى تسلم عليهم ..
, وقف الشباب بجانب بعضهم بابتسامات متوسّعة ليهتف أمير بإحدى العاملات: لو سمحتي جيبي الفستان بتاع سهى ..
, هزت رأسها إيجاباً ليهتف أحمد: وبتاع نور ..
, سيف بسرعة: ومرمر اا بقصد مروة بنت عزيز ..
, رمقته مروة بغيظ ليهتف كرم: وإسراء ..
, مصطفى: وعبير جابر بن حيان ..
, ضحكت عبير تنظر حولها بسعادة لهذا المكان الفخم والراقي وتتوزع فيه العديد من الفساتين بألوان وأنواع مختلفة ..
, دخلت البنات لغرفة القياس وبقي الشباب في الخارج ..
, بدأوا بمساعدة بعضهم مع العاملات في إرتداء الفساتين التي انبهرن بجمالها لتهتف مروة: أنا عارفة إن ذوق سيف حلو بس مش كده يا لهووووي حد يلحقني هاكل الفستان ده من جماله ..
, سهى بدهشة: يابن المجنونة يا أمير إيه الفستان الخرافي ده ؟
, ارتدت البنات الفساتين لتقفن أمام المرآة بابتسامات تزيّن وجوههن وعيونهن تلمع بفضول ولهفة وحماس كبير ..
, دمعت عيني نور وهي تدور حول نفسها كالحورية لتتجه لها إسراء تنظر إليها بحنان: أنا فرحانة أووي يا نور .. بسم **** ماشاء **** قمر يا قلبي ..
, ابتسمت لها واقتربت تحتضنها بسعادة: وأنا همووت من الفرحة .. أنتي أجمل يا سوسوو و**** **** يخليكي ليا ..
, هتفت سهى وهي ترفع الفستان وتتأمّل نفسها في المرآة: بقولكوا إيه ..
, هتفت الفتيات بانتباه: إييه ؟
, ابتسمت لهم بخبث: مش لازم يشوفونا بفستان الفرح قبل يوم الفرح ولّا إيه ؟
, ضحكت مروة ترفع إبهامها بثناء: أوافقك الرأي ..
, عبير: معاكوا .. رغم إني هتعلق ..
, ضحكت إسراء هاتفة: قلبي معاكي يا بيبو ٣ نقطة
, نور بابتسامة هادئة: وأنا برضه معاكوا .. رغم أنه أحمد متحمس أووي عشان يشوفني .. بس أدام المقاس مظبوط مش هخليه يشوفه لوقت الفرح ..
, هتفت عبير: أيوه صح .. فكركوا عرفوا مقاساتنا إزاي ؟
, هتفت مروة: مش عايزة تفكير .. أومال القردة ليلى كانت بتعمل إيه كل الأيام دي ؟
, عبير: هي أخدت مقاساتكوا زي م أخدت مقاسي ؟
, هزوا رؤوسهم بالإيجاب وإسراء تهتف: ضحكت عليا وقالت عاوزه تشوف لو وزنها زاد ع الحمل وكده ..
, ابتسمت سهى هاتفة: طب يلّا بقا أنتي وهي بسرعة غيروا قبل م يدخلوا هنا دول مجانين ..
, أبدلت كل واحدة الفستان وخرجن بابتسامات متوسّعة ومترددة ..
, توسعت عيون الشباب بدهشة لتتحول بعدها لغضب .. بعد أكثر من نصف ساعة يخرجن كما دخلن ..
, احتدت عيني مصطفى ناظراً لعبير التي اختبأت خلف نور بخوف ..
, لتهمس إسراء لهن: أه لو جبت عربيتي مكنتش بقيت هنا ولا دقيقة ..
, همست مروة بتنبّه: بت يا إسراء مش شوفتي سيف ساب المفتاح في العربية .. خليا نخرج من هنا ونهرب بيها ..
, نور بتوتر: فكرة كويس .. ونروح لأبيه أدهم يحمينا ..
, سهى: **** يخليلنا البشمهندس ..
, عبير بغيظ: اخرسي يا بومة كل الحق عليكي ..
, هتفت إسراء: بسس خلاص مش وقته .. بصوا باب الخروج قريب مننا هعد ع التلاتة أما أقول تلاتة تجروا بسرعة مليش دعوة باللي هتتأخر هنسيبها لقدرها ونمشي ..
, جهّزن أنفسهنّ أمام عيون الشباب الغاضبة لتهمس إسراء بالعد وما إن قالت ثلاثة حتى هُرعن بسرعة هائلة يركضن للخارج تحت ذهول الشباب الذين تجمّدوا بأماكنهم ينظرون لبعضهم بحيرة ليتنبّهوا بعدها بسرعة ويلحقون بهم تتابعهم عيون العاملات المتوسعة بضحك ودهشة ..
, انطلقت إسراء بسيارة سيف بسرعة شديدة وهي تهتف: بت يا مروة كلمي ليلى اسأليها أدهم فين لحسن نروحله ومنلاقيهوش ..
, أخرجت مروة هاتفها لتُكلم ليلى .. وبعدها أغلقت الهاتف بارتياح: هو بالفيلا الحمد**** ..
, تنفست عبير الصعداء بعدما كانت خائفة أكثر واحدة: الحمد**** ياارب ..
, وصلت السيارة إلى الفيلا .. لتنزل الفتيات منها بسرعة ويركضون للداخل بعدما فتحت الخادمة الباب أمامهم ..
, دخلوا بسرعة وهم يتنفسون بلهاث وخوف .. هتفت ليلى بقلق وهي تجلس بجانب أدهم: فيه إييه مالكوا ..؟
, هتفت مروة: أدهمم والنبي خبينا عندك ..
, نور: أبيه هيقتلونا و**** ..
, قطب جبينه بغضب: مين دووول ؟
, عبير: أخواتك وأحمد وأمير وكرم ..
, ليلى بذهول: أنتوا عملتوا إيه ؟
, حكت لهم سهى باختصار لتضحك ليلى ناظرة لهم بدهشة ويهتف أدهم بغضب: نهار أبوكوا أسود أنتي وهي وهي وهي وهي٣ نقطة
, ليلى بضحك: خلاااص يا أدهم حرام عليك مش شايفهم خايفين ..
, قرع جرس الفيلا لتصرخ الفتيات بخوف ويركضن خلف الأريكة التي يجلس عليها أدهم وليلى ..
, دخل الشباب بهيئات غاضبة .. صرخ مصطفى بغضب: عبييير ..
, رفعت يديها باستسلام وكأنه قبض عليها بالجرم المشهود: بريئة و**** دي سهى ..
, أمير بغضب: أنتي يا سهى ؟
, ابتلعت ريقها هاتفة: بص الفكرة الأساسية من مروة وإسراء ..
, شهقت مروة بدهشة: ياا جبااانة ..
, إسراء: بلاش كدب يا حيوانة اللي بيكدب بروح ع النار مش كده يا مروة ؟
, مروة: كلامك جواهر يا سوسو ..
, صرخ كرم بغيظ: إسراااء ..
, إسراء بخوف: دي نور .. هي رأس المشكلة ..
, نظر نحوها أحمد بغضب لتركض نحو أدهم تجلس بجانبه بخوف ..
, حاوطها أدهم بذراعه ناظراً لهم بغضب: هااا خلصتوا مسرحية الرعب دي ولّا إيه ؟
, أحمد بغضب: أنت مش عارف عملوا إيييه ..
, أدهم بتحدي: لاا عارف وأنا اللي قولتلهم يعملوا كده .. حد عنده إعتراض ؟
, نظروا إليه بذهول وغضب ليهتف كرم: بقاا مستني اليوم ده بقالي زماان بالآخر مستفادش حاجة ؟
, هتف أدهم بحدة: محدش ليه دعوة بيهم واللي هيقرب من واحدة منهم هيواجهني الأول .. تفضلوا وروني عضلاتكوا يا رجالة ..
, نظروا لبعضهم بحنق وغيظ ليزداد غيظهم عندما ابتسمت الفتيات بارتياح ..
, ضحكت ليلى هاتفة: منظركوا بقااا مسخرررة ..
, سيف بغضب: بس يا ليلى و**** لو مكنتيش أم سيفو كنت وريتك ..
, رفعت حاجبيها بتحدي: طب وريني دلوقتي مستني إيه ؟
, التفت سيف نحو أدهم بغضب:مااشي يا أدهم بقا أنا تعمل بيا كده ؟
, ثم اقترب منه بغضب: أنا هاخد خطيبتي وملكش دعوة ..
, صرخت مروة: متقربش مني أنا بحذرك ..
, هتف أدهم: مكانك يا سيف ..
, لم يُجبه ليهتف أدهم بغيظ: يخربيت عناد أهلك ده .. دي جوجو هي اللي قالتلهم كده وريني هتعمل إيه ..
, توقف سيف بدهشة ناظراً لجمانة التي دخلت الصالة: أنتي يا جوجو ..
, نظرت لهم بغضب: أنتوا مش مكسوفين من نفسكوا ؟ كل واحد شحط فيكوا طول بعرض وعاملين زي الولاد ..؟
, هتف أدهم بشماتة: قوليلهم يا جوجو ..
, جمانة بحزم: أنا اللي خليت البنات يعملوا كده .. ميصحّش تشوفوهم بالفستان قبل الفرح .. وياريت بقا محدش يوريني وشه هنا ومتشوفوش البنات قبل الفرح ..
, نظروا إليها بحنق وغيظ لينهض أدهم يمسك ليلى من ذراعها: تعالي يا حبيبتي سيبيهم يحلوا مشاكلهم لوحدهم ..
, ضحكت ليلى تنهض معه وهي تتشبث بيده: **** معاكي يا جوجو ربي العيال دي كويس ..
, ابتسمت البنات بسعادة لتجلسن فوق المقعد الذي كان يجلس عليه أدهم وليلى .. ويضعن رجلاً فوق الأخرى ناظرين للذين أمامهم بتحدي .. وجمانة تقف بجانبهم بحزم وصرامة ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, بعد عدة أيام ..
, طرق سيف باب الغرفة وقرب رأسه يستمع بترقّب ..
, فتح أدهم الباب ليتّكئ عليه وينظر نحوه بملل: خيير ؟
, ابتسم سيف باتساع وهتف: عاوز مراتك أم سيفو هي فين ؟
, رفع أدهم حاجبيه ومدّ يده يُمسكه من ياقته: ألفاظك تتعدّل ياا سيف .. إيه عايز مراتك دي ؟
, أبعده سيف عنه هاتفاً: خلااص أسف و**** بس عاوز أم سيفو شوية صغيرين ..
, هتفت ليلى من الداخل: تعال يا سيفوو ..
, ابتسم وأزاح أدهم عن طريقه ليدخل بسرعة .. كانت تجلس فوق السرير ليقترب منها ويتربع قربها بسعادة: عاملة إيه يا أم سيفو ؟
, ضحكت هاتفة: كويسة أنت عامل إيه ؟
, اتسعت ابتسامته بلهفة وقرّب رأسه من بطنها: سيفوو حبيبي مساء الخير مساء الشهرة أنا أمير الأحزان ..
, تعالت ضحكاتها بمرح ليهتف: سيفوو أنت سامعني أنا عمك سيفو الكبير .. عامل إيه يا حبيبي حد بيزعجك ؟ أدهم عمال يزعّلك ؟ لولا بتجوّعك مش كده ؟متقلقش يا حبيبي أنا جمبك ..
, تأفف أدهم بغيظ: وبعدين معاك مش سلّمت عليه اطلع بقا ..
, نظر إليه سيف بغضب: عملتوا إيه بالواد هو مش بيرد عليا أكيد زعلان ..
, توسعت عيني أدهم بغضب: أنت يا زفت هتجننلي ابني اطلع براا ..
, سيف: بسس أنت بتشتم قودامه دي تربيتك يا أدهم بيه ؟؟؟
, هتفت ليلى بضحك: متقلقش يا سيفو أنا هخلي بالي منه كويس ..
, ابتسم هاتفاً: حبيبتي يا أم سيفو و**** .. يلا تصبحوا على خير .. سيفو تصبح على خير ياحبيبي خلي بالك من نفسك واتغطى كويس ..
, مدّ يده نحو بطن ليلی وفجأة وجد أدهم يضرب يده بغضب هاتفاً: لم إيدك لحسن أقطعهالك يا سييف ..
, سيف بغضب: إيه بسلم على سيفو ..
, أدهم بغضب: أما يبقى ييجي الزفت سلم عليه دلوقتي ممنوع .. وتفضل برا بقا ..
, تأفف سيف بغيظ ثم نظر لليلى وانحنى يهمس بأذنها: لولا بكرا النتيجة أعمل إيه ..؟
, توسّعت عينيها بصدمة لتهمس له: بجد و**** مكنتش عارفة ..
, سيف بضيق: لأنك غبية .. أنا عارف من زمان وبحسب ع اليوم ده .. أدهم مش هيسيبني ومصطفى برضه مستحلفلي ..
, رفعت حاجبيها هامسة: مصطفى ليه ؟
, سيف: من وقت البرشام اللي قفشوه معايا وهو راح حلّ المشكلة وقتها قالي لو منجحتش بدرجات كويسة هيوريني وشه التاني ..
, تأففت ليلى بحسرة: مش عارفة ليه التهديد ده هو وأدهم حافظينه .. كلهم ليهم وشّين ..
, هز رأسه مجيباً: معاكي حق .. و**** أنا مفيش زيي .. ليا وش واحد بس مبغيّرهوش ..
, صرخ أدهم بغضب: كفااية بقا أنت وهي .. سيف اطلع بررا وإلّا أقسم ب**** هوريك وشي التاني اللي هتتمنى لو مشوفتوش بحياتك ..
, نظرت إليه ليلى بغيظ: كفاية بقا على الواد .. هو أنتوا فاكرين محدش ليه وشين غيركوا ؟
, رفع أدهم حاجبه بدهشة: نعم ياعينيا ؟
, تراجعت هاتفة: سلامة قلبك ..
, رمقها سيف بتهكم: **** يديم عليكي الشجاعة دي يارب ..
, ثم هتف: كنت عاوزك تلاقيلي حل بس خلاص هبقى أفكّر لوحدي .. سلام .. خلوا بالكوا من سيفو كويس ..
, خرج من الغرفة مغلقاً الباب خلفه ليلتفت أدهم نحو ليلى بغيظ: كنتوا بتتكلّموا في إيه ؟
, تمدّدت على السرير تضع يدها فوق بطنها: مفيش بنسلم على بعض ..
, عادت الطرقات على الباب ليتأفّف بغيظ ويتوعد له بأنه سيقتله فتحه بغضب لتفزع نور مُتراجعة ..
, ثم ابتسمت هاتفة: مساء الخير يا أبيه لو ممكن يعني تديني ليلى شوية عايزاها ..
, رفع حاجبيه بغيظ: أنتي كماان ؟ هو كله عاوز ليلى ولّا إييه ؟ عاوزاها لييه بقا ؟
, هتفت ليلى من الداخل: تعاالي يا نور سيبك منه ..
, ابتسمت نور ومدت يدها تزيح أدهم جانباً لتدخل وتجلس بجانب ليلى هاتفة: عاملة إيه يا لولا والبيبي أخباره إيه ؟
, ابتسمت ليلى هاتفة: كويسين جدا هاا قوليلي عاوزة إيه ؟
, تحمحمت نور ونظرت إليها بتردّد لتهتف ليلى ناظرة لأدهم: أدهم قوم هاتلي فروالة ابنك عاوزها ..
, أدهم بغيظ: ابني ؟
, ليلى بدهشة: إييه أنت هتتبرّا منه من دلوقتي ؟ أومال لما ييجي هتتحمل مسؤوليته إزاي بقا ؟
, تأفف بغيظ هاتفاً: ماشي يا ليلى أنا هوريكي اصبري عليا بس .. ثم التفت نحوها: مش بكرا النتيجة ؟ هبقى أشوفك وقتها ..
, ضحكت باستفزاز: شوف اللي أنت عاوزه أنا الأولى دايماً .. ويلا هات فراولة بقا يا بابا .. ده كلام ابنك مش أنا ..
, رمقها بغيظ ثم خرج من الغرفة صافعاً الباب خلفه وهو يتّجه نحو المطبخ ..
, التفتت ليلى نحو نور هاتفة باهتمام: ها يا نور قوليلي مالك ؟
, فركت نور بيديها بتردد لتهمس ليلى بقلق وهي تُربّت فوق يدها: فيه إيه يا نور ؟
, نظرت نور إليها هامسة: خايفة ..
, قطبت جبينها باستغراب لتبتسم بعدها: خايفة من النتيجة برضه ؟
, هزت نور رأسها بالنفي هامسة بتردد: لا ٦ نقطة من الجواز ..
, رفعت ليلى حاجبيها ثم ابتسمت بحنان: خايفة ليه ؟
, نظرت إليها نور بتوتر: م مش عارفة ..كل م قرّب يوم الفرح بحس نفسي خايفة و ومتوترة ..
, ليلى بهدوء: ده شيء طبيعي ياحبيبتي أي بنت هيحصل معاها زيك بالظبط ..
, ثم تنهدت ومدّت يدها تمسكها بذقنها تنظر إليها هامسة: أنتي خايفة من أحمد ..
, دمعت عيني نور هامسة: أنا بحبه أووي بس ..
, ليلى: أنتي اللي حصل معاكي زمان رجع يأثر بيكي دلوقتي صح ؟
, مسحت نور دموعها هامسة: م مش قصدي مش بإيدي ب بس خايفة ..
, ليلى: مش أنتي سامحتيه لمصطفى ؟
, هزت رأسها بلهفة: أيوه و**** سامحته وبحبه جداً بس..
, ليلى: يبقى متخليش حاجة زي دي تأثر عليكي .. دي فترة وعدت على خير إنسيها خالص ياحبيبتي وكأنها مكانتش موجودة ..
, اعتدلت في جلستها هاتفة: أنتي واثقة بأحمد مش كده ؟
, نور: أيوه ..
, ليلى: أحمد مفيش زيه وبحبك جداً ومش هيجبرك على حاجة ولا هيضغط عليكي أنا متأكدة .. أنتي قوليله اللي حاسّاه ..
, هتفت نور: أقوله ؟
, ليلى بهدوء: أيوه يا نور .. هو لازم يعرف علشان يعرف يتعامل معاكي رغم إني واثقة أنه هيقدر ينسّيكي كل حاجة بس برضه الأفضل تقوليله .. وهو هيتفهّم إحساسك ده وهيكون معاكي .. قوليله لو مش قادرة ومش جاهزة هو هيتفهّمك جداً وهيراعيكي .. وصدّقيني ده مجرّد إحساس من التوتر والقلق وهيروح لوحده .. وادام أنتي وأحمد بتحبوا بعض ومتفاهمين هتقدروا تعدّوا كل حاجة زي م عديتوا كل المشاكل .. وزي م قدرتي تقرّبي من مصطفى تاني وتحبّيه هتقدري تعملي أكتر من كده .. بعدين مجرّد تقرّبك من مصطفى ده بيعني إن خوفك ده كله أوهام وتهيّئات مش أكتر ..
, تابعت نور كلامها بتركيز واهتمام لتبتسم بسعادة هامسة: معاكي حق ..
, ليلى: أيوه كده أنتي توكلي على رب العالمين واثقي بأحمد وصدّقيني هتكوني أسعد واحدة في الدنيا إن شاء **** ..
, اتسعت ابتسامة نور بامتنان: أنا بحبك أووي يا ليلى ..
, ضحكت ليلى تُعانقها بحنان: وأنا بحبك أووي أووي ده انتي أختي يابنتي ..
, همست نور: **** يخلّيكي ليا يارب .. أنا هرجع أوضتي بقا تصبحي على خير ومتشكرة ليكي ..
, ليلى: على إيه يابنتي معملتش حاجة .. وانتي بخير يارب ..
, خرجت نور من الغرفة مبتسمة تشعر براحة كبيرة بعدما استمعت لكلام ليلى وقد ازدادت ثقتها بنفسها كثيراً .. فيما توقّف أدهم بجانب الغرفة يبتسم بحنان وحب بعدما استمع لجزء من كلامهم ليدخل الغرفة وبيده طبق مليء بالفراولة أحضره لجميلته ..
, في اليوم التالي ..
, دخل أحمد مكتب أدهم بسرعة وابتسامة هاتفاً: مش كفاية شغل بقاا أنا همشي ..
, هتف أدهم: هكمل كام حاجة كده بس ..
, ابتسم أحمد بسعادة: النهاردة النتيجة هاخد نور ومش هنرجع قبل المسا ..
, رمقه أدهم بغضب: لا يا روح أمك تاخدها ساعة واحدة بس وترجّعها أنا عاوزها ..
, أحمد بغيظ: عايز فيها إيه بقا ؟
, أدهك باستفزاز: عايز رجلها ..
, أحمد: يا تافه ..
, أدهم: اخرس يا أحمد وأمشي من وشي ساعة واحدة بس وترجّعهالي هاخدها معايا ..
, أحمد بانتباه: على فين ؟
, أدهم بابتسامة: هجبلها هدية النجاح ..
, أحمد: تقصد العربية ؟
, هز رأسه إيجاباً ليهتف أحمد برجاء: خدوني معاكوا ب**** عليك يا أدهم ..
, رفع حاجبيه ينظر إليه بدهشة: بس يا زفت أنت بتتكلم كده ليه ..؟
, هتف أحمد بإلحاح: والنبي خدني معاك عاوز أروح مع نونو وشوفها وهي مبسوطة بالعربية والنبي يا أدهم ..
, تراجع أدهم بظهره ينظر إليه بذهول وتعجب ليهتف: خلااص اخرس بقا يخربيتك هتروح ..
, اتسعت ابتسامة أحمد بحماس: يبقا أمشي دلوقتي هاتلها العربية وبعدين هاخدها ومش هرجّعها ع بالليل ..
, هتف أدهم بغضب: ده بعينك ..
, دخلت سهى المكتب ليهتف أحمد: إيه يا سهى أنتي مروحتيش لسا ؟ مش قولتلك تمشي أنتي عروسة يابنتي ومش لازم تشتغلي مترديش على أدهم ده تجوز وخلص ..
, ابتسمت هاتفة: لاا خلاص همشي بس هدي الملفات دي لأدهم بيه .. وضعت الملفات أمامه وخرجت سريعاً .. وجدت سيف أمامها لتهتف: إييه خضيتني جاي هنا ليه ؟
, سيف: جاي عشان ودعك ..
, سهى: ليه بقا رايح فين ؟
, سيف بنحيب: بلاد **** واسعة وربنا مبينساش حد من عباده .. أنا همشي من هنا قبل م يقتلوني ..
, توسعت عينيها بقلق: مين دول ؟
, سيف بقلق ونحيب: في تنين عمال يهدّدوني بالقتل ليهم فترة طويلة والنهاردة آخر يوم ليا في الدنيا دي ..
, شهقت بخوف: إيييه مين دول وهيقتلوك ليه ؟
, سيف بحسرة: مش عارف هما عاملين زي هتلر هيحرقوني أنا عارف .. لو بقيت هنا هيقتلوني بطريقة شنيعة ..
, هتفت به: أدهم ميعرفش بده ؟
, سيف بهتاف: لاااا هما قالولي مقولش لحد عشان هيقتلوا اللي هيعرف كمان ..
, شهقت مُتراجعة بخوف لينظر إليها: متخافيش أنا مش هضحّي بيكي هما مش هيعرفوا إني قولتلك .. بس أنا قولتلك عشان لما اختفي وأهلي ميلاقونيش تقوليلهم إني هربت وقوليلهم يدعولي وأني بحبهم جداً ..
, هتفت سهى بخوف: سيف أنت لازم تخبّر أدهم ويلاقيلك حلّ معاهم ..
, نظر إليها بحسرة: م المشكلة إني مقدرش هو واحد من العصابة ..
, رمشت بعينيها بعدم استيعاب: نعم ؟
, لوّح بيده هاتفاً: خلاص فكك المهم دلوقتي خلي بالك من نفسك ومن الكل .. وادعيلي ب**** عليكي ..
, دمعت عينيها تنظر إليه بخوف: طب قولي هتروح فين ..؟
, هز رأسه بنفي: لأ مقدرش مش هخاطر بيكي .. ممكن يمسكوكي ويجبروكي تقولي على مكاني .. الأحسن متعرفيش ..
, أدخل يده في جيبه وأخرج منها ورقة مطويّة .. مدها لها هاتفاً: ممكن تدي دي لأدهم لما أخرج من هنا ؟
, هتفت بخوف: إيه دي ..؟
, سيف بحزن: رسالة وداع .. مش هقدر أودّعه وش لوش .. أنا همشي بقا .. أشوف وشك بخير أو يمكن مشوفهوش تاني **** يعلم ..
, ابتلعت ريقها تُتابعه وهو يخرج بصمت لتنظر حولها بخوف كبير .. اتجهت بسرعة تقتحم المكتب لينتفض أدهم وأحمد من هيئتها ..
, هتف أحمد بدهشة وقلق: أنتي لسا هناا ؟ مالك لونك مخطوف كده ليه ؟
, ابتلعت ريقها بارتجاف واقتربت منهم بخوف ليهتف أدهم: في إيه يا سهى اتكلّمي ..؟
, هتفت بخوف: س س س ٤ نقطة
, أحمد بغيظ: اخلصي أنتي هتفضلي تسسّسي ..!؟
, رمقه أدهم بغضب ثم نظر لسهى بضيق: سس إيه أنتي التانية ؟
, هتفت بقلق: سيف سيف رااح ..
, قطب أدهم جبينه: راح فين ..؟
, اقتربت منه هاتفة بسرعة: راح .. هرب .. مش عارفة فين بس هو هربان في ناس عمال يهدّدوه بالقتل ..
, توسّعت عيني أحمد فجأة ناظراً لأدهم الذي ضمّ حاجبيه بقلق ثمّ رفع نظره إليها هاتفاً: يعني إيه وعرفتي إزاي ؟
, دمعت عينيها هاتفة: دلوقتي جه يودّعني وقالي أنهم هيقتلوه النهاردة وده آخر يوم ليه .. وهو هيهرب منهم وقالي أقولّكوا لما يختفي أنه هرب منهم وقال أنه بحبكوا أووي ..
, هتف أدهم باستنكار: إيه الكلام ده ؟
, مدّت له الرسالة بيد مُرتعشة: هو سابلك الرسالة دي .. دي رسالة وداع قال مش هيقدر يودّعك وش لوش .. يا حراام يا سيفوو قلبي معاك و**** ..
, أخذها منها أدهم بغيظ وقد شعر بخدعة في الموضوع ليهتف أحمد: اقراها بصوت عالي يا أدهم ..
, فتحها بحنق ومرّر عينيه فوق سطورها بغيظ
, « حبيبي أدهم الغالي ..
, تحية طيبة وبعد .. بص يا معلم أنت أخويا العزيز وحبيبي إهدا كده من غير عصبية واسمع للٱخر .. أنا وأعوذ ب**** من كلمة أنا قرّرت آسِفاً إنني أهرب من هناا .. أه و**** مش هفضل هنا يوم واحد .. زي م أنت عارف النهاردة النتيجة وأنا عارف بل إنّني مُتأكد إنك هتتحوّل ويركبك الرجل الأخضر وأنا لسا شباب وعاوز أتجوز بعد كام يوم ومش هستحمل اللي هيحصلّي منك .. أنا هختفي كام يوم كده لغاية م تهدا وحياااة عيالك يا شيخ إهدا وصلي ع النبي مفيش حاجة مستاهلة صحّتك أهم .. وقولّه لمصطفى ميدوّرش عليا لأنه مش هيلاقيني وأنت برضه متدوّرش أنا هستخبّى بمكان سرّي للغاية .. لغاية م تهدوا وترجعوا على طبيعتكوا أنتوا التنين .. معليش دي سنّة الكون ناس بتنجح وناس بتسقط .. ولو منجحتش السنة دي هنجح السنة اللي جاية مش حاجة عظيمة يعني الحياة كده كده هتستمرّ ومش مهم أصلاً أهم حاجة الأخلاق ..
, تحياتي ليكوا جميعاً ابقوا افتكروا ابنكوا الصغير اللي شرّدتوه بالشوارع أنت وأخوك بدل م تلموه وتدلّلوه .. **** معايا ومش هينساني إن شاء **** .. سلّملي على أم سيفو وعلى نونو وعلى جوجو قولها ابنك كان بطل متعيطيش ياماا .. يلا سلام .. لااا استنى ابقى قولها لسهى تسامحني كنت بختبر مواهبي بالتمثيل شوية علشان لما تلاقوني لا سمح **** أقدر أعمل نفسي ميت ..
, ودلوقتي مقدرش أقولّكوا غير إني بحبكوا .. هتوحشوني .. مواااه ٣ نقطة»
, رفع أدهم عينيه عن الرسالة لينظر لسهى التي توسعت عينيها وضمّت قبضتيها حنقاً وغيظاً منه لاستخفافه بها وخداعها .. نظر لأحمد الذي يرمش بذهول ثم انفجر فجأة ضاحكاً بجنون وأدهم ينظر نحوه بجمود ..
, غضبت سهى وضربت الأرض بقدمها وهي تخرج من المكتب متمتمة: عيلة مجنوونة ..
, تابع أحمد ضحكاته التي لا يستطيع السّيطرة عليها .. دمعت عينيه ليمسح دموعه ناظراً لأدهم الذي يُتابعه بجمود ليعود وينفجر بالضحك من جديد .. أرجع ظهره على الكرسي واضعاً يده فوق بطنه بتعب: أخخ بطني وجعتني من الضحك ههههه و**** مش قاادر ههه إيه الأخ اللي عندك ده يا أدهم لازم تحطه بالمتحف .. ده ثروة وطنية هايلة ..
, هتف أدهم بجمود: خلّصت ؟
, نظر إليه بابتسامة حاول كبتها: أيوه تقريباً ..
, نهض أدهم يضمّ الورقة بيديه ورماها في القمامة هاتفاً: يبقى امشي قودامي ..
, نهض أحمد بدهشة: إيه هتدوّر عليه ؟
, تجاهله خارجاً من المكتب ليعود أحمد للضّحك من جديد ويلحق به سريعاً ..
, في سيارة سيف ..
, كان هاتفه يرن ويتعالى صوته في السيارة وهو يهز رأسه ويُتمتم مع كلمات الأغنية التي يضعها نغمة رنين .. تنبّه في النهاية بأنها ليست مجرّد أغنية بل أحد يتّصل به ليُمسكه ويرى اسم كرم ينير شاشته ..
, أجابه سريعاً: كوكوو حبيبي مقدرتش أودعك أنا مهاجر يا صاحبي ..
, صرخ كرم بغيظ: أنتت فيين يا زفت مش بترد ليييه ..؟
, سيف: و**** كنت بغني مع الأغنية مخدتش بالي إنك بترن عليا ..
, كرم بغيظ: أستغفر **** العظيم .. أنت فيين بقا ..؟
, سيف: م قولتلّك مهاجر .. أدهم ومصطفى مش هيسيبوني وأنا بصراحة خايف أتجنن عليهم وأئذيهم ..
, ضحك كرم بسخرية: لاا إهدا يا سيف بيه دول هيفضلوا أخواتك مهما عملوا ..
, سيف بحسرة: هيجننوني يا كرم بحاول أفضل هادي ومأتعصّبش عليهم بس مقدرش لقد طفح الكيل ..
, تعالت ضحكات كرم من جديد ليهتف: طب يلاا يا جدع لم نفسك وتعال بسرعة ..
, سيف بدهشة: بقولك هرباان تقولي أجي لا يا عم مقدرش عيشوا من غيري وابقوا افتكروني ..
, كرم بضحك وخبث: يابني بقولك تعااال .. أنت مش عايز تتدلل عليهم ولّا إيه ؟
, سيف بحيرة: مين دول ؟
, كرم: على التنين اللي هربان منهم .. تعاال يابني حضرتك نجحت ياخويا وبتقدير جيد جداً .. هتيجي بقاا ولّا تكمّل هريبة ؟
, توسعت عيني سيف وأوقف السيارة فجأة وهو يصرخ: قووولت إييييه ؟
, صرخ كرم بغيظ: خرمت ودني يا حيوااان ..
, سيف بلهفة: والنبي عيد اللي قولته بسررعة ؟
, ضحك كرم هاتفاً: بقولك نجحت رغم إني مش عارف إزاي الصراحة .. قدرة قادر نجّحتك وجيبت جيد جداً زيي يخربيتك جيبتها منين دي ؟
, شقّت ابتسامة وجهه بسعادة وحماس: كوكووو أنت بتتكلم جدد ؟
, كرم بضحك: أيوه ياخويا جد ..تعال بقا من المنفى بتاعك أنا عندك في الفيلا ومروة برضه بس دي تقدير ممتااز ..
, سيف: يخربيت أم الذكااااء .. بص مصطفى عندك ؟ عرف ولّا لسا ؟
, كرم بضحك: أيوا عرف قبل شوية ولسا قاعد زي الصّنم مصدوم ياحرام ..
, ضحك سيف بشماتة وحمااس ليهتف كرم: وأدهم جه قبل شوية هو وأحمد وعرفوا ..
, سيف: بجد ؟؟
, كرم: أيوه وبرضه اتصدموا زي صدمة مصطفى .. ودلوقتي أخدوا نور علشان يجيبولها عربية ..
, سيف: وأنااا ؟
, كرم بضحك: م علشان كده بقولك تعاال الكرة بملعبك يا حبيبي .. أه نسيت جوجو برضه مصدومة بس مش أووي دي دخلت المطبخ تعملك الأكلات اللي بتحبها ..
, سيف: حبيبة قلبي جوجووو ..
, كرم بغيظ: واقفل بقاا خلّصني قولتلك أخبار العيلة كلها ..
, سيف: مااشي أنا جاي حالاً سلاام يا كوكوو .. آه صح ومبروووك ..
, ضحك كرم هاتفاً: **** يبارك بيك .. متتأخّرش ..
, ضحك سيف باستمتاع وحماس وأغلق الهاتف مُديراً محرك سيارته وانطلق بها بسرعة شديدة ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, دخلت سيارة بيضاء مكشوفة من بوابة الفيلا .. سيارة بيضاء جديدة ناعمة كصاحبتها ..
, ترجّل منها أدهم بابتسامة واتجه لباب السائق ليفتحه ويمدّ يده لتضحك نور وتمد يدها ممسكة بها ..
, أخرجها من السيارة لتقفز وتعانقه بحماس: متكشرة أوووي يا أبيه شكراً شكراً شكرررراً ..
, ضحك يحتضنها هاتفاً: أي خدمة .. ألف مبروك ياحبيبتي وع قبال لما تتخرجي أجيبلك أحلا هدية ..
, نزل أحمد من سيارة أدهم بغيظ بعدما أجبروه على قيادتها ليهتف: سيب هدية التخرّج عليا أنا ياخويا دي هتكون مراتي ..
, أدهم باستفزاز: و**** ؟ طب إيه رأيك إني مش موافق ؟
, نظر أحمد لنور بغيظ: نووور ..
, ضحكت مُعانقة أدهم: أنا مع أبيه اللي بقوله هوافق عليه ..
, أحمد بغيظ: و**** عيلة مجنونة على رأي سهى ..
, ضحكت نور بحماس: أنا هكلم البنااات ييجوا يشوفوا عربيتي الجديدة ..
, صرخ أحمد بغضب: لاااا أنتي هتيجي معايا ..
, نور بدهشة: على فين ؟
, أحمد: هنروح مشوار بمناسبة نجاحك ..
, نور بابتسامة: لا متشكرة كفاية عليا العربية اللي جابهالي أبيه ..
, أحمد: وأنا قولت هتيجي معايا يعني هتيجي ..
, قطّبت جبينها بعبوس وتعلّقت بأدهم: مش هتقدر تجبرني أناا هكلّم البنات يجولي ونحتفل بالعربية الجديدة مش كده يا أبيه ؟
, أدهم بابتسامة: كده يا روح أبيه كلميهم يا حبيبتي يلا ..
, أحمد: نووور ..
, أدهم: كلامك معايا أنا يا حودة ..
, أحمد: أستغفر **** العظيم يااارب ..
, ضحكت نور واختبأت خلف ظهر أدهم مُخرجة هاتفها لتُكلّم إسراء حتى تأتي لها هي وعبير ..
, خرجت من خلف ظهره بابتسامة متوسّعة ليهتف أحمد: مااشي يا نور .. أنا مش هتجوزك ..
, نور بلامبالاة: يروح واحد ييجي عشرة غيره مش كده يا أبيه ؟
, أدهم بضحك: كده ياروووح أبيه ..
, صرخ أحمد بغضب: ماااشي أنا هوريكوا ..
, ضحكت نور ناظرة إليه باستفزاز ..
, صرخ سيف وهو يخرج من باب الفيلا: أدهممممممم ..
, التفتوا إليه ليركض سيف وقفز فوقه يُعانقه بضحك: حبيبي يا دوومي أنا نجحت نجحتتتت .. هاتلي هديتي بقا ..
, ابتسم أدهم ليُبعده عنه بغيظ والآخر يتعلّق به كالقرد ليصرخ به: ماخلااص يا حيوان انزل بقا ..
, ابتعد سيف عنه بابتسامة متوسعة: مش هتقولي مبرووك ؟
, ابتسم أدهم هاتفاً: ألف مبرووك يا خويا ..
, سيف بدهشة: بس كده ؟
, أدهم: أومال عايز إيه ؟
, سيف بتذمر: فيين هديتي يا أدهم ؟
, أدهم: هدية إيه ؟
, سيف بحنق: هدية نجااحي **** ..
, ضحك أدهم هاتفاً: طب أنت عاوز هديتك إيه ؟
, سيف بلهفة: أنت وذوقك بقا ..
, رفع حاجبيه بدهشة: و**** ؟
, هز سيف رأسه بحماس ليهتف أدهم: خلاص سيبني أفكر يومين ..
, سيف بهتاف: إيييه يومين كتيير ..
, أدهم: طب خلّي مصطفى يديك هديته دلوقتي وأنا بعد يومين ..
, سيف بضحك: مصطفى مصدوم ومشي من هنا قبل م أنا أجي ..
, هتف أحمد بضحك: ألف مبروك يا سيفو كنت فاكرك هربت وخلصت ..
, ضحك سيف بمرح ثم نظر نحو نور التي تقف قرب سيارتها بسعادة ليهتف: إيييه ده يا نونووو ؟
, ضحكت هاتفة: شووفت عربيتي يا سيفووو ؟
, اقترب منها يتفحّصها بلهفة لينظر نحو أدهم: أدهممم بلاش تفكّر أنا عاوز عربية زي دي ..
, نظر له بغيظ: وعربيتك اللي ملهاش عندك كام شهر ؟ مش كانت على أساس آخر مرة تطلب بيها عربية ولّا إيه ؟
, هتف سيف برجاء: والنبي يا أدهم وحيااتي عندك .. بعدين عربيتي تصلّحت وأنت عارفني أما تتصلّح معدش بحبها .. عشان خاطري أنا عاوز عربية زي دي ..
, نور بعبوس: لأ مش زيها دي عربيتي لوحدي ودي ذوقي ..
, سيف: م أنتي ذوقك حلو علشان كده هجيب منها ..
, نظرت إليه لتبتسم بغرور: إذا كان كده مااشي ..
, نظر سيف نحو أدهم: هاا يا أدهم دي هدية نجاحي لازم أنا أختاارها يلاا بقاا وافق ..
, هتف أدهم: أهو مصطفى جه خليه هو يجيبلك عربية زي دي وأنا هفكّرلك بحاجة تانية ..
, نظر سيف لمصطفى الذي يترجل من سيارته ليركض نحوه بسرعة: مصطفى ٤ نقطة!!؟
, التفت إليه ليبتسم سيف باتساع ويعانقه بقوة هاتفاً: مبرووك عليا نجاحي وعاوز هديتي منك بقا ..
, ضحك مصطفى يعانقه بسعادة: ألف مبروك يا حبيبي .. عاوز إيه ؟
, هتف سيف بدهشة: إيه ده أنت مبقيتش مصدوم ؟
, ضحك مصطفى هاتفاً: مكنتش مصدوم منك بس .. كنت مصدوم من الفاشلة عبير دي نجحت برضه ..
, هتف سيف بلهفة: يبقی أنا عاوز عربية زي عربية نوور بالظبط ..
, نور بغضب: لأ مش بالظبط غيّر لونها عشان منتلغبطش ..
, نظر إليها مصطفى مبتسماً لتقترب منه هاتفة: أنت مباركتلّيش كويس كنت لسا تحت تأثير الصدمة ثلاثية الأبعاد ..
, ابتسم لها بحنان واقترب يقبل جبينها بحب: ألف مبروك يا حبيبتي .. قوليلي بقا عاوزة هدية محدّدة ولّا أجيبلك على ذوقي ؟
, ابتسمت بسعادة: على ذوقك بقا كل حاجة منك هتبقى حلوة ..
, مصطفى بابتسامة: حاضر ياحبيبتي أنتي تؤمري ..
, نظر إليهم سيف بعبوس: هو أنا شفّاف ولّا إيه حد يرد عليا ويقولي هيجبلي العربية يا جدعاان ..
, حاوط مصطفى كتف نور ليدخل معها إلى الفيلا خلف أدهم وأحمد لينظر إليهم سيف بذهول من تجاهلهم له ..
, دخل أدهم غرفته ناظراً نحو ليلى التي قابلته بابتسامة سعيدة ..
, ابتسم لها بحب واقترب يُحاوط وجهها بين يديه: مبروك ياحبيبتي ألف مبروك يا أحلاا مهندسة بالدنيا كلهاا ..
, ابتسمت بعينين دامعتين فرحاً وأمسكت يديه التي تُحاوط وجهه هامسة بدموع: **** يبارك فيك وميحرمنيش منك ..
, مسح دموعها التي خرجت رغماً عنها وانحنى يقبل جفنيها: بسس بلاش عياط ياقلبي .. دلوقتي ابنك يزعل بدل م يكون فرحان بتخرّجك ..
, ابتسمت بسعادة واقتربت منه تحتضنه بحب كبير متحسّسة ضربات قلبه التي تضرب أسفل يدها بصخب ..
, أسند ذقنه فوق رأسها وحاوطها بذراعيه بحنان هامساً: لولاا ..
, ليلى: رووحها ..
, أدهم : دلوقتي الكل هييجي ..
, قطبت جبينها: مين ؟
, ابتسم يبعدها عنه: مامتك وباباكي وماما مديحة وزوما وأهل مروة وصاحباتك والشباب كلهم .. هنروح نتعشّا بالمطعم بتاعك ..
, وسّعت عينيها بدهشة: بجد ؟
, هز رأسه بابتسامة: أيوه هنحتفل بنجاحكوا وتخرّجكوا بدل م نقعد هنا هنروح المطعم ..
, شهقت بلهفة: ومقولتليش لييه لحد دلوقتي .. هلحق أجهز نفسي إزااي بقا ..؟
, ضحك هاتفاً: متقلقيش هساعدك أناا .. بصي هخترلك فستان أخض٣ نقطة
, هتفت بغيظ: لااا مش أخضر اطلع برا وهختار هدومي لوحدي ..
, أدهم بدهشة: مش هتلحقي يا قلبي ..
, اتجهت نحو الحمام هاتفة: براحتي بقا مش هتمشوا من غيري أكيد ..
, ضحك هاتفاً: تماام ياباشا يبقى هستناكي تحت ..
, ليلى: أوك أوك ..
, ابتسم بحنان وسعادة ثم فتح باب الغرفة متجهاً للأسفل حيث بدأ الجميع بالقدوم تلبية لدعوته لهم ..
 
الستون


- العلاقات التي تستمرّ إلى النهاية مبنيّة على الصدق أولاً .. الإهتمام ثانياً .. الإخلاص ثالثاً .. والحب بعد ذلك يأتي من تلقاء نفسه ..
, أخوة عاشوا سويّاً .. عانوا .. جاهدوا .. تألّموا .. وصبروا .. وجاء الفرح ضيفاً دائماً إليهم بعد صبرٍ طويل ..
, أصدقاء لم تهزّهم نوائب الحياة ، أصدقاء كانوا السّند والكتف ، واليد التي تنتشلهم من بئر الصّعاب ..
, عائلة كبُرت بالحب .. انتعشت بالإهتمام .. وأثمرت بالمودّة والرحمة ..
, من صبرَ نال .. ومن لم ييأس أنزل **** على روحه السّكينة والأمان .. وبذرة الخير الصّغيرة ستنبت وتُزهر ولو زُرعتْ في أرضٍ جرداء يسقيها الشر والقسوة ..
, الغروب لا يحولُ دون شروقٍ جديد ..
, وشمسُهم أشرقت عليهم في النهاية لتُدفء برودة عالمهم المُظلم ..
, بالحب ، الإخاء والإيمان تستمرّ الحياة .. ويولد من رحم المعاناة قلب ينبض بالخير والأمل ..(بقلمي)
, بعد أيام قليلة ..
, وقف أمام مرآته يُعدل ربطة عنقه الزرقاء الغامقة بلون عينيه .. ابتسامته تزيّن وجهه لا يستطيع إخفائها .. هذا هو اليوم الذي كان ينتظره منذ مدة .. لحظة إجتماع سعادته مع حبّه وعائلته ..
, تنهّد ينظر لنفسه ولسعادته التي باتت لا تُفارقه .. ونظر حوله للغرفة التي غيّروا أثاثها ليُصبح أفخم ويليق بالعروسين .. كان يرتدي بدلة رسمية سوداء غامقة مع قميص أسود أسفلها .. وسامته تزداد كل يوم أكثر وسعادته تزيدها ..
, دخل صديقه ليقف قربه بضحك: إييه خلّصت تأمل وسرحان بنفسك ولّا إيه ؟
, ابتسم ناظراً نحوه: وأنت مالك ؟
, اقترب آدم يحتضنه بفرح: ألف مبروك يا مصطفى وع قبال م أشوف عيالك يارب ..
, بادله مصطفى الحضن الرجولي هاتفاً: **** يبارك بيك يا آدم وع قبال عندك ..
, ربّت على كتفه بخفة: بس إييه يا عريس طالع تحفة ..
, ضحك مصطفى ضحكة صافية: م أنا عارف طول عمري ياعم ..
, فُتح الباب فجأة ليدخل سيف بكامل أناقته .. يرتدي بدلة رمادية غامقة مائلة للسواد مع قميص أسود أسفلها .. وابتسامة متوسعة تملأ وجهه ..
, ابتسم مُقترباً منهم ليقف أمام مصطفى يرفع يده بربطة العنق هاتفاً: معرفش أربطها ، أمير مش فاضيلي وكوكو دخل الحمام ومش عارف بقا يخرج وأدهم حابس ليلى بالأوضه ومش بيفتح لحد ..
, ضحك مصطفى وهو يأخذها منه: وملقيتش غير مصطفى شوفت إن ملكش غيري ..
, بدأ يُثبّتها له وسيف ينظر إليه بابتسامة سعيدة هاتفاً: عارف يا واد يا مصطفى ..
, مصظفى باستنكار: واد ؟
, ضحك سيف هاتفاً: أيوه عارف يا واد يا مصطفى أنك طالع جميل أووي وشيك .. ده إيه الشياكة دي كانت فين تصدق أنك أحلا من أدهم ..!؟
, ضحك مصطفى بغرور: م أنا عارف ده والحمدلله جه اليوم اللي حضرتك تعترف بيه ..
, أنهى عمله ناظراً إليه بحنان: ألف مبروك يا سيفو ..
, ابتسم سيف واقترب يحتضنه ليبادله مصطفى بسعادة بالغة وسيف يهتف: **** يبارك فيك يا ميصو يا حبيبي ويارب ع قبالك ..
, أبعده مصطفى بغيظ: أنت يالا متخلينيش أتعصّب عليك بيوم زي ده ..
, ضحك سيف بإدراك: آه معليش كنت ناسي إنك عريس خلااص ألف مبروك يا عريس ..
, التفت نحو آدم الذي يُتابعهم بابتسامة: عامل إيه يا آدم يا حبيبي وإعتصام أخباره إيه ..؟
, ضحك آدم هاتفاً: كويس الحمد**** أهو خلصت منه ..
, دخل أدهم في تلك اللحظة يرتدي بدلته السوداء الغامقة مع ربطة عنق حمراء قاتمة تشبه خاصة سيف .. رفع حاجبيه هاتفاً: وأنا أقول الكرافتة التانية فينها أنت مش هتبطل اللي بتعمله ده ؟
, هتف سيف بسرعة: ده مصطفى مش أنا .. هو قالي أنك جيبت تنين نفس اللون وعاوز واحدة منهم قومت أنا ك أخ مؤدّب وبيسمع الكلام جيبتله واحدة منهم حراام هو عريس لازم يكون مبسوط ..
, أدهم بغيظ: و**** ؟ أومال ليه أنت اللي لابسها مش هو ؟
, هز سيف أكتافه: و**** أنا مش عارف دماغكوا دي إيه أنت وهو هتجننوني كل دقيقة بعقل لما جيتهاله غيّر رأيه أعمل إيه يعني عشان ميروحش تعبي ع الفاضي لبستها أنا ..
, هتف مصطفى بسخرية: معليش قدرك تعيش مع أخوات زينا استحمل يا حبيبي **** يعينك ..
, ابتسم أدهم مُقترباً من مصطفى وقف أمامه ينظر إليه بسعادة واقترب يحتضنه بقوة هامساً: مبروك يا مصطفى ألف مبروك يا أخويا **** يهنيك ..
, رفع مصطفى يديه ليضعه على ظهره مشدداً من احتضانه بقوة .. أغمض عينيه مُخفياً دموعه التي تشكّلت في عينيه: **** يبارك فيك وع قبال م تشوف ابنك وتفرح بيه ..
, ابتعد عنه ليهتف: **** يخليك لينا يا أدهم من غيرك مكنتش شوفت اليوم ده ولا فرحت زي م أنا فرحان دلوقتي ..
, ربّت أدهم غلى كتفه بقوة: أنت أخويا ياض وهعمل أي حاجة علشان أشوفك ضحكتك دي على وشك ..
, تكتف سيف هاتفاً: وبعدين ؟
, التفتوا إليه ليهتف بغيظ: هو مصطفى بس عريس هنا يعني ؟ وأنا بعمل إييه ؟
, ابتسم أدهم هاتفاً: تصدق بدأت أحسّ إني ندمان ..
, سيف بحذر: على إيه ؟
, أدهم بضحك: على إني هجوّزك يا خويا ..
, سيف بغضب: قولت إيه سمعتي كده تاني ؟ مش كفاية سايبك أنت ومراتك ومقربتش منك قولت لازم تتبسطوا شوية وتشبعوا من بعض و..
, أدهم بغيظ: بس يا حيوان ..
, هتف سيف بغضب: مش كفااية محدش جابلي العربية اللي عاوزها ؟ أنتوا فاكريني نسيتكوا كلهم جيبتولهم هدية النجاح إلّا أنا ..
, تنهد أدهم قائلاً: م أنا هجبلك بس مش دلوقتي مش كفاية بجوّزك أهو ..
, سيف بسخرية: عارف أتجوّز لوحدي مش محتاجك ده أنت كنت تاخد نصايح مني .. ثم غمز له: شوفت نصايحي دي فادتك إزاي أهو لولا حامل ..
, تعالت ضحكات مصطفى وآدم ليغضب أدهم ناظراً نحوه بغيظ: تصدق ب**** أنك قليل أدب ومش متربي ..
, سيف باستغراب: ليه طيب عادي يابني كلنا هنا رجالة زي بعض متتكسفش ..
, اقترب منه يجذبه من ياقته بغيظ: ولااا أقسم ب**** هزعلك ..
, هتف سيف بتذمر: البدلة ياا أدهمم **** ..
, دفعه أدهم بغضب ليُرتب سيف ملابسه بغيظ: أنا هنااا عرييس محدش يقرب مني .. أهي البدلة باظت كله بسببك ..
, دخل أمير وكرم إلى الغرفة وقد استعدوا بكامل أناقتهم ليقتربوا من مصطفى ويباركون له وهو يبادلهم المباركات ..
, تبعهم قصي الذي هتف بغيظ: طبعاً عند المشاكل تعال يا قصي وعند الأفراح محدش يفتكرني ..
, ضحك أدهم واقترب يسلم عليه ليقترب قصي يسلم ويبارك لهم ..
, هتف أدهم: يلاا بقا كله ينزل لتحت هشوف البنات لو جهروا الفرح هيبدأ بعد شوية لازم ننزل نستقبل المدعوّين ..
, خرج أمير وكرم يتبعهم مصطفى وآدم وقصي ليهتف أدهم بغيظ: وأنت يارفت هتفضل هنا ولّا إيه ؟
, سيف بخفوت: أنا عريس ..
, ضحك أدهم هاتفاً: والمعنى ؟
, تأفف سيف بغيظ متجهاً نحو الباب: مفيش حاجة أنا خارج كفاية عليا مصطفى يباركلي ..
, ابتسم أدهم باستفزاز: يا كداب ..
, خرج سيف ليقف أمام غرفة نور لحق به أدهم بغيظ: بتعمل إيه يا عينيا انزل تحت ..
, سيف: ملكش دعوة هاخد مراتي ..
, ابتسم أدهم واقترب يقف مقابله يُمسكه بكتفيه: عارف إني عايزك تفضل كده ..
, سيف باستغراب: كده إزاي يعني ؟
, أدهم بابتسامة هادئة: مش عايز الجواز يغيّرك .. عايزة تفضل بجنانك ده اللي تعوّدت عليه منك ..
, بعثر شعره بخفة هاتفاً: مش مصدق إن ابني هيتجوز النهاردة .. عارف إن الدنيا مش سايعاني من الفرحة .. مبروك ياحبيبي **** يسعدك ويباركلك بحياتك ..
, دمعت عيني سيف هامساً: **** يخليك ليا وميحرمنيش منك ..
, عانقه أدهم بقوة يتنهد بارتياح يشعر بفرح لا يسع الأرض في هذا اليوم .. يوم زواج أخوته بعدما اتّحدوا وتخطّوا كل الصعاب ..
, دفن سيف رأسه في صدره يعانقه بقوة داعياً ربه أن يُديم له أخيه وأبيه وسنده في هذه الدنيا ..
, ابتعد أدهم عنه يمسح فوق شعره ويعدل له ثيابه .. ثم ربت على وجنتيه بحب: يلا بقا انزل مع الشباب تحت ..
, ابتسم سيف بسعادة وقبل جبينه بحب ثم اتجه ينزل للأسفل ..
, تجمّع الشاب في الصالة كل واحد منهم ينتظر أميرته حتى تطلّ عليه ..
, تعالت الزغاريد من جمانة ومديحة ورقية ووالدتا كرم ومروة ..
, عندما هبطت حورية تتلحّف بغيمة من السماء درجات السلم تتمسّك بيد أبيها الذي يسير بجانبها بابتسامة واسعة وعيون دامعة ..
, رمش كرم بعينيه لتدمعان فجأة وهو يراها تتأبّط ذراع والدها ونظراتها مُعلقة به .. فستانها المُطرّز بماسات عند صدره الضيق ذو أكمام من الشيفون تصل حتى منتصف ذراعيها .. وطرحة طويلة منقشة بالورود تُعانق الأرضية من خلفها ..
, اقترب منها حتى وصلت أسفل السلالم ليُمسك بيدها ويقترب والدها يُسلم عليه مباركاً ويوصيه بها ..
, نظر إليها بشعرها المرفوع بتسريحة ناعمة مع مكياج خفيف .. لا يُصدق بأنها الآن عروسه .. ملكه وستُنير بيته أخيراً .. اقترب يُقبل جبينها بحب: ألف مبروك يا حبيبتي **** يقدّرني وأسعدك ..
, دمعت عينيها تنظر إليه بعشق تلمح عينيه الدامعتين وكأنه لا يُصدق ..
, عادت الزغاريد تصدح من جديد وعبير تنزل درجات السلم بجانب والدها ..
, اتسعت ابتسامة مصطفى واقترب منهم سريعاً .. ينظر إليهم من أسفل السلالم وهما ينزلان ببطء مُناقض لدقات قلبه التي تسارعت بجنون ..
, وصلت إليه وهو يتأمّلها بعيون عاشقة .. فستانها الأبيض الطويل ذو الورود الصغيرة التي تملأه من صدره حتى الأسفل .. مع حزام ذهبي رفيع في المنتصف ..
, تسدل شعرها الأسود الطويل بتموّجات سميكة مع تاج صغير أعلى رأسها تنسدل من خلفه طرحة طويلة تلمس الأرضية ..
, ابتسم مع عينيه الدامعة .. أمسك يديها من والدها وانحنى يُقبل ظاهرهما بحب وبطء يُشعلها وهي تتأمّله بابتسامة حانية ..
, همس بصوت خافت كثيراً ولكنها قرأت حركة شفتيه: بحبك ..
, ابتسمت له بحب: وأنا بعشقك و**** ..
, عاد صوت الزغاريد من جديد لينظر باقي الشباب سريعاً للأعلى كل منهم يتأمّل أن يرى عروسته ..
, ليبتسم سيف باتساع ويركض باتجاه السلالم .. ابتسمت مروة بسعادة واستعجلت بنزولها ليرمقها والدها بغيظ ..
, ضحك الجميع عليهم لتصل إليه هي ووالدها الذي هتف: رغم أنك تافه بس مقدرش مقولش إنك راجل وجدع ومش هأمّن على بنتي غير معاك ..
, ضحك سيف واقترب منه يعانقه: إلحقييي يا حنووون جوزك اختفی فيين ؟
, تعالت ضحكات الجميع واقترب سيف من عزيز يُعانقه : حبيبي يا عزوز وأخيراً اعترفت شوفتي يا مرمر أبوكي بحبني إزاي بس عمال يكابر ..
, ضحكت هاتفة: على فكرة أنا عروستك مش أبويا ..
, ابتعد سيف بسرعة عن عزيز ليقترب ناظراً إلها بهيام: شوفتي ذوقي حلو إزاي ..؟
, هتفت بغرور: طبعاً طبعاً مش اخترتني ..؟
, لوى سيف فمه هاتفاً: رغم إني بتكلم ع الفستان بس معليش هعديهالك ..
, ابتسم باتساع واقترب منها ينظر إليها بحب .. وشفتيها الملطليتين بأحمر شفاه غامق أثاره كالعادة .. فستانها طويل ومنفوش بطبقات متعددة سميكة وتتناثر عليه ماسات براقة .. ضيّق من عند الصدر بحمالات رفيعة .. وشعرها ترفع إحدى جانبيه وتركت الآخر منسدلاً .. وتاج لامع يُزينه ..
, اقترب أمير يقف بجانبه ويدفعه هاتفاً: ابعد شوية يا جدع ..
, نظروا للأعلى مع ارتفاع الزغاريد الفرحة وسهى تنزل برفقة أخيها موسى الذي يتأبّط ذراعها بحنان ..
, وقفا مُقابل أمير ليهتف موسى: خلي بالك منها يا أمير مليش غيرها ..
, ابتسم أمير بحب: في عينيا و**** ..
, عانقه موسى مُباركاً ليهتف أمير: **** يبارك فيك ومتزعلش مني أنت عارف تغريد لسا صغيرة .. هو كام شهر وهتكتبوا الكتاب ..
, ربّت موسى على كتفه بخفة: سعادة سهى هي سعادتي ..
, ابتسم أمير يُمسك بيدي سهى وانحنى يقبل جبينها بحب .. يتأمل فستانها الشبيه بفستان إسراء مع اختلاف بسيط ..
, نظر أدهم لنور التي بقيت وحدها في الغرفة .. دمعت عينيه رغماً عنه مُقترباً منها .. وقف أمامها يتأملها بحنان .. ابنته الصغيرة التي ستُفارقه اليوم ..
, حاوط وجهها بكفيه هامساً: رغم إني مبسوط أووي بس مقدرش قلك إني مش زعلان .. جوايا غصة مش عايزاكي تسيبيني ..
, عضت شفتها تمنع نفسها من البكاء ليُتابع هو ماسحاً أطراف عينيها قبل نزول الدموع: مبروك ياحبيبتي **** يهنيكي ويسعدك .. أنا متأكد إنك هتكوني سعيدة مع أحمد .. أحمد راجل من ضهر راجل .. جدع وطول عمره واقف معانا وأنتي عارفة ده .. مش عايزك تزعّليه ولا تغلطي بيه .. مش عايز مشاكلكوا تطلع برا بيتكوا .. خليكي زي م عرفتك يا نور وزي م ربيتك قلبك طيب وبساع الكل ..
, همست بخفوت: **** يخليك ليا يا أبيه ..
, ابتسم وانحنى يقبل جبينها لتلقي بنفسها بين ذراعيه تعانقه بقوة .. ستفترق عنه رغم أنها ستبقى قريبة منهم ولكنها حزينة لابتعادها هذا ..
, ابتعد عنها وعاد يقبل جبينها بحب: هتوحشيني يا نور حاسس البيت هيضلم من غيرك .. هتوحشني بنتي اللي ربيتها وكبرت قودام عينيا .. خلي بالك من نفسك يا روح أخوكي .. **** يهنيكي يا قلبي .. ويهني أحمد بيكي .. أنا واثق بيه جداً وعاوز أقولك لو عاوزة تلاقي أدهم تاني غيري ف هو هيكون أحمد ..
, ابتسمت بحب تهز رأسها بصمت تمنع نفسها من البكاء .. وخارج الغرفة وقف أحمد دامعاً .. ربما لا يفتقد أهله كثيراً في هذه اللحظة .. يكفيه صديقه وعائلته .. يكفيه ما سمعه منه وأثلج قلبه ..
, خرج أدهم مع نور ليتفاجآن بأحمد أمامهم مُبتسماً بحب وامتنان .. التقت عينيه بعينيه أدهم .. ليبتسم ويقترب منه يعانقه بقوة .. بادله أدهم العناق وهو يستمع إليه: طول م أنت جمبي ومعايا مش هحتاج حد تاني **** يخليك ليا يا صاحبي ويديمنا لبعض ..
, ابتسم أدهم هاتفاً: اللهم آميين ..
, ابتعد عنه وأمسك بيد نور ليُقرّبها منه .. حاوط أحمد يدها بين يديه وانحنى يقبلها بعشق .. ينظر لملاكه الصغير وذلك الفستان الذي يبتلع جسدها الغض .. فستان طويل ضيق من عند الصدر والخصر ليتسع شيئاً فشيئاً بطبقات منفوشة تتناثر عليها ستراسات لامعة ..شعرها مرفوع بتاج من الورود فوق رأسها مع طرحة طويلة مليئة بالورود الصغيرة ..
, اقترب يقبل جبينها هامساً: **** يخليكي ليا ويباركلي بيكي .. لو أقدر هقطع من لحمي وطعميكي ومخليش حاجة تنقصك يا نوري ..
, ربت أدهم على كتفه: يلا يا أحمد الشباب مستنين تحت ..
, هز أحمد رأسها ليتأبّط ذراعها ويسير معها ينزلا السلالم لتتعالى الزغاريد من النساء ويستقبلان المباركات ..
, مسح أدهم دمعته التي نزلت رغماً عنه بعدما مشوا من أمامه .. لتوضع يد حانية فوق كتفه .. استدار إليها يجد ابتسامتها التي يعشقها .. همست له: **** يخليهوملك ويخليك ليهم ..
, دمعت عينيه هامساً: مش قادر يا ليلى .. حاسس نفسي بدّيه حتة من روحي ..
, دمعت عينيها هامسة: بس الحتة دي متقدرش تعيش من غيرك ولا تبعد عنك .. نور أختك وبنتك وأحمد أخوك وصاحبك وهما التنين مش هيستغنوا عنك .. ادعيلهم بالسعادة وربنا يرزقهم الذرية الصالحة وإن شاء **** بتحمل ولادهم بين ايديك ..
, نظر إليها بعشق وعينين دامعتين .. يتأمل فستانها الأخصر الطويل الذي لبسته من أجله .. أخضر غامق بأكمام طويلة حتى معصميها .. وحزام ذهبي في المنتصف لينسدل بطبقات كبيرة حتى كاحليها ..
, شعرها الأشقر الطويل تركته منسدلاً بحرية .. وطوق من الورود الحمراء مع أوراق خضراء تضعه فوق رأسها لتُزيّن خصلاته الشمسية ..
, اقترب منها يُحاوط وجهها بيديه وانحنى يقبل غمازتيها الظاهرتين ..
, همس بحب: **** يخليكي ليا يا حبيبتي .. **** يباركلي بيكي وبإبننا اللي جاي ..
, أمسكت يديه التي تحيطها هامسة بحب: **** ميحرمنيش منك .. يا أحلا حاجة حصلتلي .. من غيرك يا أدهم كنت هفضل ضايعة وبدوّر على عيلتي .. كنت هفضل بالشقى والذل .. من غيرك مكنتش هعرف معنى الحب والعيلة .. معنى إن الأخ ممكن يحلّ مكان الأب ويعوّض عن غيابه .. معنى إن جوزي ممكن يكون كل عيلتي مش بس جوزي ..
, اقترب منها يُحيط جيدها بذراعيه الحانيتين .. لتبادله الحضن تشعر بانتمائها إليه .. تشعر بحنان ودفء أحضانه ..
, همس بخفوت وهو بتعد عنها ممسكاً يدها: خلينا ننزل ..
, هزت رأسها بصمت وسارت قربه ينزلان درجات السلم ليرى الجميع مازال ينتظرهم ..
, كل شاب مع عروسه يتأملها بغير تصديق وعيونهم دامعة بحب .. أولئك الرجال الذين تدمع عيونهم من العشق .. هم وطن لا يخون .. ولا يمكن أن يُخان ..
, خرج العرسان واحداً تلو الآخر تحت أصوات الزغاريد المُرتفعة والموسيقى الهادئة التي انسابت من أركان الحديقة التي تلألأت بأضواء منيرة ملونة .. واستعدّت بزينتها وشرائطها اللامعة وشموعها المضيئة لاستقبال عاشقين طال بعدهم لتشهد الآن على وصالهم ..
, جلس كل عروسين في مكانهم المخصص والمزين .. كان مقعد سيف ومروة في المنتصف كما أراد وحوله بقية المقاعد المزينة تُحيط بمقعده علی شكل قوس ..
, ابتسم سيف بسعادة هاتفاً: الجنينة بقت واسعة جداً بعد م شالوا الشجر من الحتة دي .. كانوا هيشيلوا الملحق بس أنا قولتلهم بلاش ممكن يطلعلي أخ تاني ولّا تالت نحطهم بيه ..
, سمعه مصطفى في المقعد القريب منه ليهتف بغيظ: تصدق أنك تافه وزي م قالك أدهم متربيتش خالص ..
, ضحك سيف مُرسلاً له قبلة بالهواء: **** يعزك يا ميصو ..
, نظرت إسراء لنور التي تجلس بابتسامة هادئة عاشقة تتأمل أحمد الجالس قربها كل لحظة .. التقت عينيها بعيني نور لتبتسم إسراء بحنان كبير .. فرحتها ازدادت بفرح نور وعودتها لطبيعتها .. مع فرح صديقاتها الأخريات ..
, تغيرت الموسيقى لينهض كل عريس يُمسك بيد عروسته نحو ساحة قريبة ويبدآن برقصة السلو ..
, ابتسم أدهم يمسك بي ليلى متجهاً نحوهم .. نظر إليها مُحيطاً خصرها بذراعيه لتنام يديها فوق كتفيه تنظر إليه بحب ..
, همس بابتسامة: فاكرة أول مرة رقصنا بيها ؟
, ضحكت هاتفة بعينين لامعتين: تحت المطر ؟
, ابتسم يهز رأسه بحب: تحت المطر .. مكنتش برقص وقتها كنت بطير .. لغاية دلوقتي بفتكر اليوم ده وكأنه حلم ..
, تنهدت بحب ورفعت يديها تُحيط بوجهه: وأنا برضه .. بس كل م بشوفك قودامي بعرف إن الحلم ده حقيقة وهيبقى لآخر العمر ..
, انحنى نحوها يسند ذقنه فوق رأسها لتضع رأسها فوق قلبه النابض مُغمضة عينيها بحب وجسدها يتمايل معه بخفة على أنغام الموسيقى العاشقة ..
, حضر المأذون بعد فترة ليبدأ بمراسم عقد القران للجميع .. لتصرخ مروة وسيف يرفعها يدور بها بجنون وفستانها الأبيض يدور معها بشكل ساحر ..
, ابتسم مصطفى ينظر نحو عبير بسعادة .. ليعانقها يدفن رأسه في عنقها المرمري .. مستنشقاً عبيرها الذي يعشقه ..
, ابتسم أمير بخفة محيطاً سهی بذراعيه وانحنى يقبل وجنتيها عدة قبلات مباركاً لها ولنفسه ..
, فيما لمعت عيني أحمد بعشق واقترب من نور يُخبئ جسدها عن الجميع بجسده الطويل الضخم .. ليهمس: نور .. أنا آسف بس مقدرش أستنى ..
, قطبت جبينها لتتوسع عينيها فجأة وهي تشعر بلمسات كالفراشة تلامس شفتيها .. وهو يطبع قبلة حانية شغوفة فوقها .. ابتعد عنها بسرعة ينظر إلى صدمتها ليبتسم وينحني يقبلها بجبينها ويحاوط جسدها بحب ..
, انتهى الفرح .. بعد مشاعر كثيرة مختلفة .. انتهى بعشق وسعادة وحب .. ليقف الجميع مودعين نور بدموع غزيرة ..
, ارتمت بين أحضان والدتها التي تبكي فرحاً لفرح صغيرتها وحزناً لفراقها همست بدموع: عشان خاطري متعيطيش .. مش هقدر أشوفك كده يا ماما ..
, مسحت جمانة دموعها: غصباً عني يا حبيبتي و**** فرحانة .. فرحانة أووي يا روح قلبي .. **** يهنيكي يارب **** يباركلي فيكي .. **** يسعدكوا يا ولاد ويهنيكوا ومتشوفوش شر بحياتكوا ..
, اقترب أحمد يقبل جبينها ويدها هاتفاً: إيه يا جوجو خايفة عليها وهي معايا .. متخافيش من النجمة هنكون عندكوا ده لو مخليتش أدعم يعملّي أوضة ونلزق هنا علطول ..
, ضحكت جمانة تعانقه بحب: **** يخليك يابني ألف مبروك يا حبيبي أنا مش خايفة عليها ادام هي معاك ..
, رحل أحمد بسيارته ونور تجلس بجانبه بدموع .. نظر إليها بحب يمسك يدها ليضعها فوق قدمه ويضغط عليها بكفّه طوال الطريق ..
, وصل لمنزله ليترجل ويفتح لها باب السيارة .. شهقت بخفة عندما حملها بين ذراعيه .. وانطلق بها لداخل البناية ..
, وصل لباب الشقة هاتفاً بضحك: مدي إيدك على الجيبة اليمين طلعي المفتاح وافتحي الباب يلا ..
, ضحكت تُخرج المفتاح وتُحاول فتح الباب ولكنه لم يُساعدها وأنفاسه القريبة منها تضرب عنقها بقوة ..
, همست بخجل وتوتر: بس يا أحمد ..
, ضحك قائلاً: بسس إيه بسرعة ياختي ضهري اتكسر ..
, نظرت إليه بعبوس ليضحك مقبلاً أرنبة أنفها بحب .. ابتسمت بخجل لتفتحه أخيراً ويدخل بسرعة ..
, أنزلها ووقف خلفها يُحيط جسدها بذراعيه وهي تنظر للمنزل المضيء بالشموع أمامها ..
, وورود حمراء تُزين الأرضية أسفل قدميها .. همس قرب أذنها: نورتي بيتك يا نوري نورتي بيتي وحياتي وقلبي ..
, دمعت عينيها واستدارت إليه تنظر إليه بعشق وتردد لمحه ليعلم بشعورها فقد كانت قد لمّحت له سابقاً .. حاوط وجهها بيديه: متخافيش مني .. أنتي عارفة إني بعشقك أنا لو هستناكي العمر كله مش هزهق وهكون أسعد راجل بالدنيا ..
, همست بدموع: بحبك يا أحمد بحبك أووي .. أنا مش عايزاك تستناني أنا عايزة أسعدك زي م أنت بتسعدني ..
, نظر إليها بعشق وانحنى يقبل وجنايها بحرارة .. أغمضت عينيها مُتشبّثة به ليهمس: متخافيش ..
, همست بسرعة وارتجاف: م مش خايفة .. خودني ليك يا أحمد نسيني كل حاجة غيرك ..
, تأمل معالم وجهها وعينيها المغمضتين هامساً: أنتي متأكّدۃ ..؟
, هزت رأسها بسرعة وعينيها مغمضتين ليحملها فجأة دافناً رأسه في عنقها متجهاً إلى غرفتهم المشتركة التي زينها كباقي منزله .. ويبدآ معاً عالمهم المليء بالعشق لتتمسّك به تُحاول إسعاده كما عاهدت نفسها .. ويُحاوط جسدها بحذر كالزجاج الذي يخاف عليه من الكسر يُراعيها ويُشعرها بالأمان كما عاهد نفسه .. لتُصبح زوجته أمام **** رغم كل الخوف والألم والمعاناة ..
, في الفيلا ..
, نظر سيف نحو مروة وهو يراها تجلس فوق السرير تتأمل الغرفة بثناء: برافو برافو ..
, اتكأ على الجدار قربه بعدما فك ربطة عنقه هاتفاً: هاا عجبك ذوقي ياختي ؟
, نظرت إليه بابتسامة مغترة: مش قولتلك عاجبني من زمااان ..؟
, ابتسم إليها هاتفاً: وأنا مش عاجبك ..
, راقبته وهو يقترب منها ليجلس بجانبها لتهتف: الذوق وصاحبه عاجبني ..
, جلس بجانبها لتنظر إليه فينظر إليها بعشق .. همس لها: إيه ؟
, هتفت بضحك: إيه ؟
, هز كتفيه بخفة لتهز كتفيها بضحك: أنا متجوزتش ولا مرّۃ قبل كده ..
, سيف: تصدقي ولا أنا ..
, ضحكت تنظر إليه: يعني إيه ؟
, اعتدل ناظراً إليها وهو يهتف باهتمام: بصي مش المفروض أنك أنتي تقلعي الفستان وتلبسيلي قميص نوم أحمر ولا أبيض ويكون قصيييير جداااً ويبان..
, ضربته بكتفه بغيظ هاتفة: لأ مش كده ..
, نظر إليها بتفكير ليهتف: أيوه عرفت .. يبقى لازم تقلعي الفستان وسحابه ميتفتحش معاكي وتجيلي وأنتي مكسوفة وأنا أساعدك ويبقى بيه همسات ولمسات..
, ضحكت هاتفة: لااا برضه مش كده ..
, نظر إليها لحظة ليبتسم غامزاً بخبث: خلاااص عرفت آه يا شقية عايزاني أنا أقلعك الفستان بنفسي مش كده ؟
, توسعت عينيها بدهشة هاتفة: يا قليل الأدب مش كده ..
, رفع حاجبيه بمكر: كده كده بس أنتي مكسوفة .. متتكسفيش يا قلبي أنتي بقيتي مراتي ..
, نظرت إليه بغضب: أنا قصدي أنك تقولي إنك فرحان ومبسوط وكلام حلو وغزل يا غبي ..
, ضحك يهز رأسه بنفي: لااا برضه أنتي عايزاني أقلعك الفستان وأنا مش هحرمك من حاجة خااالص ..
, خلع سترته يُلقيها أرضاً بسرعة لتبتعد عنه مُتراجعه وهي تراه يمد يديه نحوها .. صرخت بخفة ونهضت تبتعد عنه ليضحك: متخافيش هقلعهولك بكل هدوء وحب يا حب ..
, مروة بتحذير: أوعى يا سيف اثبت مكانك ومتقربش مني ..
, اقترب منها لتهتف: خطوة تانية وهصوّت وألم الكل عليك ..
, اقترب منها غير مبالي لتهتف بشبه بكاء: حرام عليك يا سيف ..
, ضحك مراقباً هيئتها ليصل إليها فتركض وتصعد فوق السرير بتعثّر من حذائها ذو الكعب العالي ..
, هتف بها بذهول: يابت المجنونة يا غبية اقلعي الشوز الأول فاكرة نفسك سندريلا ..؟
, انحنت تخلع حذائها لتقذفه إليه انحنى يتفاداه لينظر إليها بذهول: أنتي هتقتليني ؟ هتقتلي جوزك يا غبية هتترمّلي وأنتي بأول عمرك ..؟
, خلعت الفردة الأخرى وقذفتها باتجاهه لتُصيب كتفه ويصرخ بغضب: يابنت الكلب ..
, شهقت بغضب: بتشتم أبوياااا ..؟
, خلع حذائه بغيظ وصعد فوق السرير لتتراجع للخلف: ابعد يا سيف أنا بحذرك ..
, اقترب منها حتى ارتطم جسدها بظهر السرير ليُحاوط جسدها ويتكئ بذراعيه على الجدار خلفها محاصراً لها ..
, ابتسم لها هامساً: بحبك يا مجنونة ..
, هتفت بغيظ تحاول دفعه بصدره: وأنا بكرهك ..
, هز كتفيه بضحك: بتكرهيني أو لأ هحقّقلك أمنيتك يا قلبي ..
, ضيقت عينيها هاتفة: أمنية إيه ؟
, اتسعت ابتسامته بسعادة: أقلعك الفستااان ..
, مد يده إلى رأسها يفك التاج عنها والطرحة الطويلة ويُلقيهم أرضاً .. تابعتهم بعينيها بحذر ليهتف: متقلقيش دلوقتي هبعتلهم فستانك يتسلّوا مع بعض ..
, نظرت نحوه برجاء ليضحك بعلو ويُحاوط خصرها بسرعة .. نظر إليها لتغيم عينيه ويتغير لونهما وهو ينظر إلى شفتيها المغريتين ..
, انحنى نحوها يتنفس بقوة لتُغمض عينيها سريعاً وتلامس شفتيه شفتيها بقبلة عميقة شغوفة عاشقة ..
, تمسّكت بكتفه تبادله بجنون وحب وهو يذوب بها أكثر ويُذيبها معه .. ويداه تمتدّان بغير شعور منها يفك شرائط فستانها من خلف ظهرها بخفة وسرعة .. ليسقط عنها أخيراً ويلحق بسابقته على الأرض ..
, ولم يترك لها مجالاً للإعتراض فشفتيها مُغريتين وسوف ينهل من شهدهما حتى يشبع .. ليبدأ يخطّ على جسدها جنونه وعشقه وهيامه بها ..
, في الغرفة المقابلة ..
, خرجت عبير من الحمام ترتدي فستان أبيض من الدانتيل .. فستان عرائسي صغير صدره مُحاط بطبقة من الشيفون الناعم .. بحمالتين رفيعتين تُظهر عنقها ومقدمة صدرها ..
, نظر إليها مصطفى ليبتلع ريقه من هيئتها .. ترفع شعرها لتظهر رقبتها وكتفيها العاريين ..
, اقترب منها بعشق يتأمل جسدها المغري أمامه .. وهي لبست ذلك مجبرة بسبب والدتها التي جعلتها تعدها بذلك فهي تعلم ألاعيب ابنتها ..
, نظرت إليه لتضيّق عينيها بحذر من اقترابه .. تأملت ربطة عنقه المرتخية وأزرار قميصه العلوية التي فكها ليظهر صدره القوي ..
, رمشت بعينيها تتأمله .. لتصعد نحو عينيه التي تغيمان بمشاعر مختلفة .. وجدت نفسها تسير باتجاهه بغير شعور منها حتى وقفت أمامه ..
, مد يديه محيطاً خصرها الرفيع هامساً: عبير ..
, اتسعت ابتسامتها بحب: روحها ..
, أغمض عينيه لا يعلم إن كانت همستها تلك مُغرية له أم هو يشعر بها كذلك .. فتحهما عندما شعر بيديها تلمس صدره ..
, نظر إليها وهي تفك ربطة عنقه بخفة وتحل أزرار قميصه المتبقية .. وأصابعها تلمس صدره ليشعر بحرارة جسده ترتفع ونبضات قلبه تزداد .. رفع حاجبيه يُتابعها بصمت وهو يُسيطر على نفسه بالقوة .. وهي تمسك سترته تساعده على خلعها ..
, هتف بحيرة: أنتي بتعملي إيه ؟
, عبير: بساعدك علشان تغير هدومك لحسن تفضل ساعة كده وإحنا مستعجلين عايزين ننام ..
, رفع حاجبه باستنكار: نعم يااختي ؟
, نظرت إليه بحيرة: نعم **** عليك .. مالك بتزعق كده ليه ؟
, رمقها بغيظ وغضب: أنا هقولك ليه ..
, خلع قميصه بسرعة ليظهر صدره العاري أمامها فتصرخ بغضب: استر نفسك يا قليل الأدب ..
, مصطفى بسخرية: مش أنتي عايزاني غير هدومي بسرعة ؟
, عبير: تغيرهم مش تقلع خالص ..
, ابتسم بتوعد: أنتي لسا شوفتي حاجة ..
, نظرت إليه لتتوسع عينيها بصدمة وهي تراه يمد يده لحزام بنطاله يلقيه أرضاً بإهمال ..
, صرخت بغضب واتجهت إلى السرير ترفع الغطاء بسرعة وتغطي جسدها بالكامل مع رأسها هاتفة من أسفله: أنت يا سافل يا قليل الأدب ده أنا هفضحك بكل الحتة دي .. يا مرارك يا عبير ..
, صرخت بخوف وهي تشعر بيده تُبعد عنها الغطاء .. لتُخرج يدها من أسفله وتبدأ تضرب حولها بعشوائية: ابعد ابعد يا قليل الأدب أنت مش متربي أنا هقول لأبيه أدهم يربيك بقا أناا عبير جابر بن حيان أتخدع بيك كده ؟
, ضحك هاتفاً وهو يُبعد الغطاء بالقوة: اخرجي يا جبانة بوصيلي طيب ..
, شهقت وصرخت بغضب : أبص على إيه يا قليل الأدب ؟ إلزم حدودك أنا من بكرا هرجع لأبويا خلااص مش هقعد معاك ولا ثانية ..
, مصطفى: أومال هتستني لغاية بكرا ليه قومي امشي من دلوقتي ..
, عبير: ملكش دعوة ..
, رمشت بعينيها تُدير رأسها بكل الإتجاهات من أسفل الغطاء تحاول استراق السمع .. ولكن صمت طغى على الغرفة من حولها ..
, همست بغيظ: هو بيخدعني أنا عارفة .. خليكي هنا يا عبير أئمن ..
, طال صمتها وجلستها بتلك الطريقة لتتأفف وهي تشعر بالإختناق .. أخرجت رأسها ببطء تنظر حولها بترقب وحذر بالغ ..
, شهقت عندما امتدت يده تُمسكها من ذراعها لتُخرجها من أسفل الغطاء بقوة .. أغمضت عينيها سريعاً هاتفة: ياا مامااا ..
, ضحك هاتفاً: بس يابت لتفضحينا ..
, فتحت عينيها بغضب: م أنا ه٣ نقطة
, توقفت عندما رأته مرتدياً بيجامته السوداء الفخمة لرفع حاجبه هاتفاً: إيييه القطة كلت لسانك ؟ شوفتي إن قعدتك تحت الغطا دي ع الفاضي ..
, ضحكت تدفع بصدره بتوتر: م تقول كده من الأول يا راااجل ..
, رفع حاجبيه بدهشة ليبتسم بخبث مُقرّباً وجهه منها .. جذبها من رأسها بسرعة كادت تتكلم ليبتلع كلماتها وشتائمها بين شفتيه وهو يقبلها بقوة واحتياج ..
, ابتعد عنها بعد فترة لتلهث هاتفة: قليل أدب ..
, تأمل شفتيها المحمرّتين بعيون رائغة مثيرة ليقترب منها أكثر وينحني فوقها بعدما مدد جسدها فوق السرير مُسكتاً كل كلامها في قبلة جامحة أخرى تلتها قبل أخرى متفرقة أثارتها واستسلمت لها هاتفة: المرة دي بس .. واحد صفر ..
, لتُسكت هي ضحكته التي كادت تخرج منه بشفتيها التي حطّت فوق شفتيه بقبلة هي من بدأتها هذه المرة ..
, في الغرفة المجاورة ..
, هتف أدهم بغيظ وهو يتربع فوق السرير: مليش دعوة أخواتي يتجوزوا النهاردة وأنا لأ ..
, ضحكت وهي تأكل حبات الفراولة بتلذّذ: م أنت تجوزت قبلهم وهما لأ ..
, نظر نحو شفتيها التي تصبغت بالأحمر ليهمس: لولاا ..
, تنبّهت لهمسته المُغرية واقترابه الخطير منها لتهتف بترقب: البيبي يا أدهم ..
, اقترب منها أكثر هامساً: مليش فيه هو دلوقتي نايم ..
, ضحكت بتوتر هامسة: عرفت إزاي ؟
, هز رأسه يقترب بوجهه منها: هو ابني وأنا عارف كل حاجة عنه ..
, وضعت حبة فراولة بين شفتيها تمنع اقترابه ولكنه التقطها بشفتيه وأخذ قضمة منها لتبقى القطعة الأخرى داخل فمها وشفتيه تُلامس شفتيها بقبلة خفيفة ..
, ابتعد عنها يبتلع ما في فمه ويمدّ يده يُبعد الطبق من بين يديها لتهمس: أدهم البيبي ..
, قبلها قبل متفرقة هامساً: أنتي البيبي ..
, ضحكت فجأة ودفعته بعيداً عنها: خلااص يا أدهم **** ..
, جذبها من ذراعها قبل أن تنهض ليهمس: بس شوية بس ..
, ليلى: لااا أنا عارفاك مش هتسبني والبيبي هيتأذى مليش دعوة ..
, أبعدته عنها لتُطفئ الضوء وتعود إلى السرير هاتفة: يلا تصبح على خير ..
, تأفف بغيظ مُستلقياً على جانبه لتضحك وتستلقي قربه .. وجهها مقابل وجهه تراه على الضوء الخافت القادم من الشرفة ..
, أغمضت عينيها بنعاس وتعب بعدما عانت منذ دخولهم للغرفة وهو يُحاول معها كل ثانية وهي تخاف أن تضعف بكلامه ولمساته ..
, سمعت صوته فجأة يتسلل لأذنها منادياً باسمها لتفتح عينيها بسرعة ناظرة إليه .. ابتسم لها بعشق هاتفاً: لولاا أنتي عارفة هما بيعملوا إيه دلوقتي ؟
, قطبت جبينها بحيرة: هما مين ؟
, ابتسم باتساع: مصطفى وسيف وأحمد وأمير وكرم ..
, هتفت بحذر: بيعملوا إيه ..؟
, نهض مُعتدلاً بحماس: تعالي هقولك ..
, انحنى فوقها يحاوط جسدها لتهتف فجأة بغضب: أنت بتخدعني ؟
, هتف بحيرة: مالك مش أنتي عايزة تعرفي هما بيعملوا إيه ..؟
, دفعته عنها بغيظ: لا مش عايزة متشكرة ابعد عني ومتحاولش تلعب عليا تاني ..
, تأفف وعاد يستلقي بغيظ: يعني هما يعملوا كده وأنا أنام ؟
, ضحكت واستدارت للجهة الأخرى: معليش ..
, همس بغيظ وهو ينظر لظهرها: أنتي علطول بتمعلشيلي ..
, تعال ضحكها هاتفة: معليش برضه ..
, تنهد بحرارة ماسحاً وجهه بقلة صبر واقترب منها يُحيط جسدها بذراعيه ويقربها منه دافناً رأسه في عنقها من الخلف وهو يطبع عدة قبلات متفرقة لتهمس بتململ: خلاص يا أدهم نام عاقل ..
, ضحك هاتفاً: أمري لله هنام عاقل أهو ..
, قربها منه أكثر لتهتف بغيظ: يا أدهم خلاص **** ..
, عاد ليضحك من جديد: خلاص خلاص هنام تصبحي على خير ياقلبي ..
, ابتسمت تمسك بيديه المُحيطة بخصرها وتُغمض عينيها لتذهب سريعاً في نوم عميق ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, صباح اليوم التالي ..
, وقف الجميع في صالة الفيلا .. ينتظرون نزول سيف ومروة وبجانبهم حقائبهم للذهاب لأسبوع لشرم الشيخ بعدما حجز أدهم للجميع ..
, نزل سيف ومروة بجانبه بابتسامة واسعة ترتدي فستان كريمي طويل وتفرد شعرها بحرية ..
, هتف أحمد بغيظ: م كان بدري يا خوياا نزلت ليه ؟
, رفع سيف حاجبيه ينظر إليه بخبث: ده رأيك خلاص خلينا نطلع يا مروة ..
, صرخ كرم بغيظ: اترزع مكانك يا سييف هنتأخر يا زفت ..
, ابتسم أدهم ينظر إلى حماسهم ليهتف لسيف: هاا يا سيفو رفعت راسي ولّا زي العادة ؟
, رفع سيف حاجبيه بمكر: عيب عليك ده أنت كنت تاخد نصايحك مني اسكت بلاش نفتح في القديم ..
, تعالت ضحكات مصطفى على وجه أدهم المغتاظ فيما ضربت مروة سيف بكتفه هامسة: اخرس يا سيف ..
, أدهم: تصدق إني ندمت فعلاً إني جوزتك .. تافه حيوان ..
, ثم اقترب من نور يُعانقها بخفة: خلي بالك من نفسك ياحبيبتي ..
, ابتسمت له بسعادة ليبتسم لها وكم فرِح عند لقائها صباحاً وخدودها متورّدة من السعادة والخجل ..
, هتفت جمانة بحب: خلي بالك منها يا أحمد .. وأنت يا مصطفى خلي بالك منهم أنت الكبير ..
, هز مصطفى رأسه بغرور: متخافيش يا جوجو في عينيا .. ثم اقترب من رقية يحتضنها ويُقبل رأسها مودعاً ..
, هتف سيف بتذمر: أنا مش عايز أساافر ..
, التفت الجميع إليه بغضب ليهتف ناظراً لأدهم: امسي معانا يا أدهم مش هتفسح سيفو الصغير ؟
, أدهم بغيظ: أما ييجي زفت الصغير هبقى أفسحه خود مراتك وامشي من وشي ..
, هتف سيف: لاا مش عايز أسافر أسبوع كتير هنفضل تلت أيام بس ..
, هتفت ليلى بضحك: حرام عليك يا سيفو مش كفاية هو أسبوع واحد بس لسا عاوز تخصم منه ..؟
, هتفت مروة بضحك: لااا أنا موافقة ع اللي هو عاوزه المهم أفضل معاه ..
, التفت نحوها بهيام: قلبي و**** خلاص عشانك هيبقوا أربع أيام ..
, تعالت ضحكاتها هاتفة: متشكرين يا خويا ..
, هتف أدهم بابتسامة: ابقوا زي م أنتوا عايزين المهم تسافروا وتتبسطوا .. أنا وليلى هنفضل هنا مع جوجو .. يلا الطيارة بعد ساعة يا دوب تلحقوا .. ولما ترجعوا أنت وكرم ومروة هتبدأوا شغل بالشركة فاهمين ..
, هتف سيف بحماس: أيوواا هبدأ من دلوقتي لو عايز ..
, ضحكت جمانة تودّعه وتودع الجميع ليتعالى رنين هاتف سيف في تلك اللحظة .. قطب جبينه بضيق لتهمس مروة: مين ؟
, نظر نحوها سيف هاتفاً: ده الدكتور بتاع ناريمان ..
, قطبت جبينها بضيق ليتنبّه لهم الجميع .. هتفت ليلى: طب رد عليه شوف عاوز إيه ..
, زفر بضيق ورفعه لأذنه ليجيب عليه .. تابعه الجميع بتركيز ليُغلق الهاتف ينظر إليهم بصمت ..
, تسائلت جمانة: فيه إيه ؟
, سيف بهدوء: ناريمان .. بتولد ..
, هتفت ليلى بدهشة: دلوقتي ؟ هي مش لسا بالتامن ؟
, هزت مرة رأسها بإيجاب: أيوه تقريباً بنص التامن ..
, نور: وعاوز إيه ؟
, زفر سيف ناظراً لهم: قال هي بتولد ونقلوها مستشفى٥ العلامة النجمية وعايزاني جمبها ..
, صمت الجميع ينظرون لبعضهم بحيرة ليهتف أدهم: روحلها ..
, رفع نظره نحوه بتردد ليهتف مصطفى: أيوه يا سيف أنت بقيت معاها وساعدتها كل الوقت ده ساعدها للمرة الأخيرة وبعدين متروحلهاش تاني ..
, هتفت نور: أنا هروح معاك برضه ..
, أحمد: كلنا هنروح ..
, جمانة: والسفر ؟ خلاص هو يروح وبعدين يلحقكوا ..
, كرم: لا إحنا هنروح معاه كلنا ونبقى نسافر مع بعض بوقت تاني ..
, وافق الجميع على ذلك ليتّجهوا للخارج منطلقين بالسيارات إلى حيث المستشفى ..
, وصلوا بعد دقائق قليلة ليدخلوا سريعاً ويسألوا عنها .. صعدوا للطابق العلوي ليُقابلهم الدكتور النفسي الخاص بها ..
, هتف لسيف: كويس إنك جيت يا سيف بيه .. ناريمان عاوزاك معاها ..
, نظر سيف نحو مروة لتهمس: هي فين ؟
, الدكتور: في العمليات جوا .. تفضّل هتاخدك الممرضة تلبس الهدوم المخصصة وتدخل ..
, تركهم سيف واتجه مع الممرضة ليرتدي الملابس المعقمة ويعود إليهم ..
, فتح له الدكتور باب غرفة العمليات ليدخل سريعاً بعدما ألقى نظرة أخيرة نحو مروة التي تُتابعه بصمت ..
, وقف الجميع في الخارج بالإنتظار .. ودخل هو ليراها متمدّدة بألم فوق سرير المستشفى ..
, التفتت تنظر إليه بدموع تخرج منها لتبتسم بلهفة رغماً عنها تمدّ يدها إليه .. ابتلع ريقه ينظر إليها ليقترب يُمسك يدها ويضغط عليها هامساً: إهدي ياناريمان هتبقي كويسة ..
, بكت بألم وهي تضغط على يده بقوة حتى حفرت بأظافرها لحم يده هاتفة: متسيبنيييش .. أنت هتسيبني ..
, هتف رغم أنه يكذب عليها ولكن بحالتها تلك يُريد فقط تهدئتها: لأ صدّقيني هفضل معاكي دايماً .. أنتي إهدي دلوقتي عشان خاطري وعشان ابنك ..
, نظرت إليه بألم: أبننا .. ابننااا مش أنت قولتلي كده ..؟
, هز رأسه بسرعة يمسح قطرات العرق التي تسللت فوق جبينها: أيوه ابننا ابننا إحنا التنين اهدي بقا واتحملي عشان خاطري أنا جمبك أهو ..
, بكت وصرخت بألم كبير وهي تتنفس بقوة مع دموعها التي تخرج منها ويدها مازالت تتشبّث بقوة بيده وأظافرها تحفر عميقاً فيها وهو يُقاوم ألمه خوفاً عليها من هيئتها المتألمة ..
, في الخارج جلست مروة بارتجاف فوق أحد المقاعد وهي تسمع صوت صراخها الذي يتعالى بألم .. بكت وهي تهز رجلها بتوتر .. لتجلس ليلى بجانبها تُربّت فوق كتفها بخوف هي الأخرى ثم نظرت لأدهم هامسة: أدهمم ..؟
, التفت نحوها واقترب منها بقلق: مالك انتي كويسة ؟
, همست بخوف: هي الولادة بتوجّع أووي كده ؟
, نظر إليها بخوف ليهتف بعدها: لاا مبتوجعش هي زي شكة الدبوس صدقيني ..
, انفجرت مروة ضاحكة من بين دموعها ورفعت يديها تمسح دموعها هاتفة: صدقيه ياختي أصل هو لما جربها متوجّعش كده ..
, رمقها أدهم بغيظ: تصدقي دلوقتي عرفت إني مندمتش أصل أنتي وجوزك حلة ولاقت غطاها .. أنا بقولها كده علشان تهدا يا غبية ..
, ضحك أحمد هاتفاً: قولتلي شكة دبوس ..!؟
, ضحك مصطفى هو الآخر ليُشاركه الأخرون لينظر أدهم نحوهم بغضب: أقسم ب**** اللي هسمع صوته تاني هزعله ..
, أخفى الجميع ابتساماتهم خوفاً وهو تكتف يستند على الحائط خلفه بغيظ ..
, بعد أكثر من ساعة من الإنتظار وصرخات ناريمان بعد ولادتها المتعسّرة .. خرج سيف برفقة الطبيب .. كانت ثيابه فوضوية من شدة تمسكها به وهو اضطر أن يحتضنها مُقترباً منها ومهدّئاً ..
, أسرعت إليه مروة هاتفة وهي تتلمّس ثيابه: أنت كويس طوّلتوا كده ليه ؟
, هتف الدكتور: الولادة كانت صعبة شوية .. بس الحمد**** دلوقتي هي أحسن والواد هيجيبوه كمان شوية ..
, خلع سيف الملابس الطبية يُلقيهم جانباً ليجلس فوق أحد المقاعد بتعب .. هتفت ليلى: مالك يا سيف ؟
, رفع نظره نحوها بضيق: مش عارف .. وعدتها إني مش هسيبها .. مش عارف هعمل إيه دلوقتي ..
, ربت كرم فوق كتفه بهدوء: سيبها لربنا ..
, خرجت الممرضة بعد لحظات وبين يديها لفافة صغيرة تحتوي صبي صغير ..
, اقترب الجميع إليها لتجد مروة نفسها تبتسم باتساع وهي تتأمل تلك الهيئة الصغيرة أمامها ..
, مدت يديها تأخذه من الممرضة لتهمس بابتسامة: بسم **** ماشاء **** ..
, اقتربت ليلى بلهفة وعينيها تلمعان بسعادة متأمّلة الصغير أمامها ..
, هتفت الممرضة: لازم نحطه في الحضانة تقريباً أسبوع لأنه ولد بدري ..
, اقتربت جمانة تُمسك الصغير بعينين دامعتين لتهتف وهي تقربه من أدهم: امسكه يا أدهم أدن بودنه ..
, ابتسم يأخذ الصغير وقرب رأسه من أذنه مكبراً ..
, بعد لحظات خرجت ناريمان فوق سرير المستشفى يجره عدد من الممرضات ..
, أدخلوها غرفة مجاورة وهي غائبة عن الوعي .. واقتربت الممرضة تأخذ الصغير لتضعه في الحضانة ..
, بقي الجميع في المستشفى لا يعلمون ما الذي ينتظرونه ولكنهم لم يستطيعوا تركها وهي لا أحد معها ..
, بعد ساعة ..
, اقتربت الممرضة منهم هاتفة: المدام فاقت لو عايزين تشوفوها ..
, نظر الجميع لبعضهم وتوترت مروة بتردد فهي تعلم بأن ناريمان لن تتقبّلها ..
, عادت الممرضة بعد قليل وبيدها الصغير لتهتف مروة: جيبتيه ليه ؟
, الممرضة: علشان مامته تشوفه ..
, بقي الجميع في الخارج ينظرون لبضهم بحيرة .. وقد بدأ قلب مروة ينبض بخوف من فكرة عودة اقترابها من سيف ..
, مضى وقت ليس بالقصير ليخرج الطبيب من غرفة ناريمان بعدما طلبته الممرضة ..
, لينظر إليهم متنهداً: مين فيكوا سيف ومروة ؟
, نظرت مروة لسيف ليُبادلها النظرات باستغراب هاتفاً: إحنا ..
, هتف الطبيب: المريضة عايزة تشوفكوا ..
, هتفت ليلى: مريضة ؟
, الطبيب: المدام جالها حمى قوية .. وهي تعبانة جداً وطالبة تشوف سيف ومروة .. ياريت تدخلولها ..
, تشبّثت مروة بيد سيف الذي أمسك يدها سريعاً متجهاً للداخل ..
, نظر نحو سرير ناريمان حيث كانت مُستلقية فوبه بتعب .. وجهها محمر وعرق يتصبّب منها ..
, فتحت عينيها بإرهاق ودموع ناظرة نحوهم .. لم يخفَ على مروة نظرة الكره التي رمقتها بها .. لتتغيّر تلك النظرة عند رؤيتها لسيف .. حيث لمعت عينيها الباكية والمتعبة لتصبح أخرى عاشقة ومجنونة ..
, مدّت يدها إليه ليقترب منها بسرعة وهو يتألم لهيئتها .. هتف بهدوء: أنتي كويسة ؟
, نفت برأسها ببكاء: لااا .. م مش كويسة .. عايزاك جمبي زي م وعدتني ..
, شهقت بألم هامسة: تعباانة يا سيف .. س سيف حبيبي احضني ع عشان خاطري احضني لآخر مرة بس ..
, ابتلع ريقه مُتألماً ودمعت عيني مروة رغماً عنها لا تعلم أهي غيرة أم ألم ..
, انحنى سيف إليها وجلس بجانبها لتُحاول النهوض .. ساعدها وهو يُحيط كتفيها لتلقي بنفسها بين أحضانه ..
, حاوطها بذراعيه مُستشعراً رجفتها وحرارة جسدها التي انتقلت إليه ..
, بكت بقوة وتبلّل وجهها بالدموع .. همست بحب: بحبك .. بحبك أووي يا سيف أووي ع عشان خاطري قولي أنك بتحبني قولي ..
, نظر نحو مروة التي تبكي بصمت ثم همس: اهدي يا ناريمان عشان خاطري أنتي تعبانة لازم ترتاحي ..
, همست بألم: قولي أنك بتحبنييي قولي ولو كان كدب اكدب علييااا ..
, همس لها مهدئاً: بحبك يا ناريمان خلاص اهدي ..
, ابتسمت تأخذ أنفاس سريعة ورفعت يديها تُحاوط وجهه وتتحسّسه بحب .. تأمّلته بهوس وعشق وفجأة حطّت بشفتيها فوق شفتيه ..
, شهقت مروة بألم ترفع كفيها لتُغطي وجهها ببكاء .. انتفض سيف يبتعد عنها لتتشبث به أكثر: متسيبنيش يا سيف ..
, التفت نحو مروة التي تمسح دموعها بعنف لترفع نظرها إليهم فجأة عندما هتفت ناريمان باسمها ..
, نظرت إليها لترى نظرة غريبة في عيني ناريمان .. اقتربت منها بغير شعور مقطّبة حاجبيها ..
, ابتعد سيف عنها ولكنها بقيت متشبثة بيده تنظر نحوه بعشق ونحو مروة بنظرات غريبة ..
, هتفت ببكاء: هو بحبك .. س سيف حبيبي بحبك وبعمره محبنيش أنا عارفة .. أنت كدبت عليا يا سيف كدبت عليا قولتلي مش هتسيبني بس أنت كذااب ..
, همس بخفوت: ناريمان ..
, قاطعته بصراخ: كداااب .. بس برضه بحبك بحبك أوووي و**** و**** بحبك ..
, نقلت نظرها بينهم هامسة ببكاء: بس أنت هترتاح مني .. أنتوا التنين هترتاحوا بس أنا مليش حد ..
, شهقت ببكاء متشبّثة بيد سيف هاتفة: مليش حد في الدنيا دي أهلي نسوني خاالص .. معدش ليا حد غير ابني .. مليش غيره .. بس هو من بعدي هيفضل وحيد زيي ..
, بكت بألم تنظر إليهم: مش عايزاه يعيش الحياة اللي أنا عيشتها عشاان خاطري .. مش كفاية جه غصب عني وعن الدنيا دي .. مش عايزاه يعيش مغصوب ومظلوم ..
, نظرت لمروة تتنفّس بسرعة: أنتي بتحبي سيف صح .. بس مش هتحبيه قدي .. أنا عارفة أنك هتئذي ابني مش هتخليه معاكي بس وحياة سيف عندك متعمليش كده ..
, هتفت مروة ببكاء: مش ممكن أئذيه يا ناريمان .. أنا عارفة ان سيف بييجي عشانك بس أنا محاولتش أمنعه عشان ابنك يبقی مش هئذيه دلوقتي ..
, ابتسمت ناريمان بتعب هامسة وهي تنظر لسيف: سيف .. س سيف حبيبي ابني ابني أمانة برقبتك .. ك كنت عاوزة سمّيه سيف ب بس كنت عاوزة أفضل معاه وسميه على أسمك علشان أفتكرك دايماً وحسك جمبي .. ب بس دلوقتي أنت سميه ..
, نظر إليها بهدوء: أنتي اللي هتسميه يا ناريمان ده ابنك ..
, نظرت إليه هاتفة بألم: مش أنت بتعتبره أبنك ؟ مش أنت قولتلي كده يا سيف ؟
, هز رأسه إيجاباً لتهمس برجاء: يبقى سميه أنت .. ده أبنك .. أا أنا عارفة أنك مش هتحبه لأنه ابني وأبن اللي كان هيقتلك .. بس بس عشان خاطر أغلا حاجة عندك اعتبره ابنك .. متخليهومش يرموه بالميتم خوده ليك يا سيف ربيه أنت .. ع عشان خاطر **** يا سيف ..
, نظر سيف نحو مروة التي تخرج منها الدموع بصمت لتهتف ناريمان: قوليله يا مروة .. ابني ملوش ذنب عشان خاطري و**** ملوش ذنب ..
, همس سيف بهدوء: متقلقيش يا ناريمان ابنك جوا عينيا .. بس أنتي ارتاحي ومتقوليش كده ..
, همست تنظر إليه: هرتاح هرتاح وأنتوا ترتاحوا مني .. أوعدني يا سيف أوعدني تعتبره ابنك ..
, صمت سيف ينظر إليها بصمت لتهتف وهي تضغط فوق يده برجاء: أوعدني يا سيف ..
, همس بعد لحظات: أوعدك يا ناريمان متقلقيش ..
, ابتسمت لهم بإرهاق تُغمض عينيها بألم .. لم تحتمل مروة ذلك واتجهت مسرعة للخارج .. أسرعت ليلى نحوها لتلقي مروة بنفسها بين ذراعيها تجهش بالبكاء ..
, هتفت ليلى بقلق: اهدي مالك حصل إييه ؟
, دخل الطبيب إليهم ليخرج بعد لحظات قليلة وينظر الجميع نحوه ليتنهد هامساً: العوض بسلامتكوا .. البقاء لله ..
, نظروا جميعاً نحوه بصدمة ليخرج سيف من الغرفة ينظر أمامه بوجه جامد متألم ..
, اقترب منه كرم وأمير سريعاً ليربت كرم فوق كتفه: **** يرحمها ..
, نظر سيف نحوه ليهتف أمير: البقية بحياتك يا سيف ..
, أغمض عينيه بمشاعر مختلطة داخله .. ولكن أهم ما يشعر به هو الألم .. الألم من رحيلها بتلك الطريقة .. من كشفها لكذبه عليها .. من حبها المجنون وتشبّثها به حتى آخر لحظة في حياتها ..
, دمعت عينيه بشدة ينظر نحو مروة الباكية .. ليشيح بوجهه متّجهاً بسرعة نحو الغرفة التي يوضع بها الصغير ..
, وقف يُراقبه من خلف الزجاج .. مد يده يلمس الزجاج أمامه وكأنه يلمسه وعينيه تذرف الدموع .. قلبه يؤلمه عليه بشدة من يُتمه قبل أن يولد ويُتمه عند ولادته ..
, عاد بعد لحظات حيث مازال الجميع يقف في مكانه .. نظر إليهم بجمود ليُبادلوه النظرات بحيرة ..
, هتف بصوت جامد: أنا قررت حاجة .. ومش عايز حد يعترض ..
, نظروا إليه باهتمام ليزفر ناظراً لمروة ثم نقل نظره بينهم هاتفاً: أنا هربي الواد ده .. هتبناه ..
, صُددمم الجميع ينظرون إليه لتهتف نور: إيييه ؟
, كرم: إيه اللي بتقوله ده يا سيف ؟
, هتف أحمد: اهدوا يا جماعة خلونا نفهم ..
, سيف بحزم: مفيش حاجة مش مفهومة .. الواد ده أنا هتبناه ..
, هتف أدهم جمود: يعني إيه الكلام ده .. هو مش ابنك ..
, سيف بتصميم: بس أنا هعمله ابني ..
, هتفت جمانة بهدوء: ليه ؟
, نظر إليها بألم لتلمح الألم والرجاء في عينيه .. اقتربت منه هاتفة بتمعن: ناريمان قالتلك حاجة ؟
, نظر إليها بصمت لتهتف: ومروة ؟
, نظرت إليها مروة واقتربت تقف بجانبه: أنا مع سيف يا ماما ..
, نظرت جمانة إليها بصمت وقد أدركت بأن ناريمان قد أوصتهم بذلك ..
, هتف أحمد: أنا هروح شوف الإجرائات علشان نشوف أيمتى هنخرّجها ونكلم أهلها ..
, نظر سيف نحو مصطفى وأدهم الجامدين ليزداد ألمه أكثر ..
, نظر إليه مصطفى هاتفاً: أنت متأكد من قرارك ده يا سيف ؟
, هتف سيف: أيوه ..
, ابتسم أدهم بسخرية: طبعاً البيه مقرر وجاهز .. لأن مفيش حد يسأله الأول وياخد برأيه ..
, زفر مصطفى وهتف بهدوء: اعمل اللي أنت عاوزه ..
, نقل سيف نظره بين الجميع الذين حافظوا على صمتهم .. ليضغط على قبضتيه بألم وضيق كبير وانطلق بسرعة خارج المستشفى ..
, تابعته مروة بعينيها بألم ثم نظرت للجميع هاتفة: هو ساعد ناريمان علشان الواد ده .. دي وصية ناريمان .. ووصية الميت لازم تتنفذ .. وأنا وهو موافقين .. هو هيكون ابننا ..
, استدارت تُسرع بخطواتها نحو الغرفة التي يوضع بها الصغير .. وقفت تتأمله من خلف الزجاج ببكاء ..
, تُتابع تحركاته الخفيفة وهيئته الصغيرة .. ابتسمت بحب وألم عليه .. تُريد أن تُسعده بكل ما تملك ..
, وضع **** بقلبها حباً لذلك الصغير منذ أول لحظه رأته بها .. تشعر بقلبها يُرفرف وهي تتابعه بعينيها .. حنان جارف تحرك داخلها من أجله .. وكأن **** يُريد لهذا الصغير أن يحيا بحب وسعادۃ رغماً عن الجميع كما جاء للدنيا رغماً عنهم ..
, وقفت ليلى بجانبها تُتابع الصغير بعينين دامعتين .. تشعر به .. بيُتمه وضياعه ولو كانت قادرة لأخذته هي وربته وعوّضته عن يُتمه وفقدان أهله ..
, هتفت بخفوت: خليكي على رأيك .. الواد ملوش ذنب .. بصي صغير إزاي .. مش ذنبه إن ملوش عيلة مش ذنبه يعيش من غير أهل و**** مش ذنبه هو صغير ع العذاب ده و**** صغير أوووي ..
, بكت وكأنها تذكّرت نفسها لتلتفت لها مروة ببكاء هامسة: مش هسيبه .. أنا هكون مامته وكل حاجة ليه .. صدقيني هعوّضه عن كل حاجة ..
, ابتسمت ليلى تمسح دموعها واقتربت منها تحتضنها بقوة وحب وامتنان ..
, مساءً ..
, جلس الجميع في صالة الفيلا بصمت ..
, نهضت مروة تسير بقلق وهو تُحاول الإتصال بسيف ولكن هاتفه مُغلق ..
, هتفت جمانة بقلق: برضه مش بيرد ؟
, هزت رأسها بنفي: هاتفه مغلق أزا خايفة أووي ..
, ههتف أحمد: أهدوا إن شاء **** هيكون راجع ..
, نظر أدهم إليهم بقلق هو الآخر .. مسح وجهه بعنف وإرهاق .. وضيق يشعر به منذ خروجهم من المستشفى بعدما كلّموا أهل ناريمان ليُخبروهم بأنهم سيأتون لاستلامها في اليوم التالي .. وقد لمّحوا بشكل غير مباشر بعدم رغبتهم بالطفل ..
, يعلم بأن مصير الطفل سيكون مأساوي إن تركه لهم .. واضح بأنهم لا يُريدونه وسيلقوه في أقرب ملجأ بدون السؤال عنه .. هو لايُعارض قرار سيف .. ولكنه يخاف على الصغير .. يخاف على سيف ومروة إن تعلّقوا به وبعد أن يعرف الحقيقة يتركهم .. هو أكثر شخص يعلم كم أن المرء بحاجة عائلة وسند بجانبه .. تردد في البداية لفكرة إدخال *** غريب على العائلة ليس من نسلها .. خاصة وأنه ابن أكثر اثنين ساهموا في إيذاء أخيه .. ولكن قلبه لا يُطاوعه وضميره يعلم بأنه سيُعذبه إن هو ترك الصغير وحيداً بغير مساعدة ..
, دخلت سيارة سيف بوابة الفيلا .. ركنها في الكراج وتنهّد بتعب وإرهاق .. رفع يده أمام وجهه ينظر لآثار أظافرها التي غُرزت عميقاً في يده .. ابتلع ريقه بألم متذكراً وصيتها له ليمسح دمعة سالت منه رغماً عنه هامساً: هخليه ابني يا ناريمان وهوفي بوعدي ليكي صدقيني ..
, خرج من سيارته ليدخل الفيلا بهدوء .. نظر أمامه ليرى الجميع ينتظره .. أسرعت له مروة تحتضنه بخوف ودموع: كنت فيين يا سيف حرام عليك خوفتني عليك أووي ..
, حاوطها بحنان ينقل نظره بينهم لتبتعد عنه تنظر إليه بلهفة: أنت كويس يا سيف ؟ قافل فونك ليه ..؟
, همس بهدوء: فصل شحن ..
, نهض مصطفى هاتفاً بغضب: كنت فيين كل ده ؟ أنت مش بتفكر بحد أبداً مش عارف إننا هنكون قلقانين عليك ؟
, نظر سيف نحوه بصمت ليتنهد مصطفى مقترباً منه .. وقف أمامه واضعاً يديه فوق كتفيه هاتفاً: إحنا موافقين يا سيف .. مش إحنا اللي نسيب الولد وهو محتاج لينا ..
, رفع سيف عينيه ينظر إليه بأمل ليبتسم مصطفى مربتاً على وجنته: زي م أنت هتكون أبوه أنا هبقى عمه ..
, ابتسم سيف بخفوت واقترب يحتضن مصطفى بشدة هامساً باختناق: متشكر يا مصطفى ..
, لتبتسم مروة بفرح تنظر نحو ليلى التي بادلتها الإبتسام ..
, نهضت جمانة هاتفة بابتسامة: **** معاك ياحبيبي .. أول عيل هيدخل الفيلا دي هو ابنك ..
, ابتسم واقترب إليها يقبل جبينها بحب: متشكر يا جوجوو شكراً يا أحلا جوجو بالعالم ..
, ربتت فوق كتفه بحنان وفرح لسعادته .. نهض أدهم ينظر إليهم بجمود .. ليتوقف سيف يبادله النظرات ..
, تنهد أدهم هاتفاً: العيل ده لازم يعرف كل حاجة .. حقيقته لازم يعرفها أما يكبر ..
, هتف سيف بتردد: يعني أنت موافق ؟
, هتف أدهم بسخرية: ليه رأيي يهمك ؟ يعني لو موافقتش مش هتجيبه هنا ؟
, هتف سيف بسرعة: أنت أكتر حد يهمني رأيه .. بس لو موافقتش هلاقي أي طريقه أقنعك بيها المهم جيبه هنا ..
, ابتسم أدهم بهدوء هاتفاً: مش لازم تلاقي طريقة .. أنا مش هقدر عارض ده لأن مليش قلب أصلاً .. بس زي م قولت الواد ده لازم يعرف كل حاجة ..
, هتفت مروة: هنقوله الحقيقة أما يكبر مش هنكدب عليه ..
, ليلى بهدوء: مش لما يكبر .. لازم يعرف من لما يكون صغير بس واعي وفاهم .. عشان ميتصدمش أووي لما يكبر .. ويكون عارف ويتعايش مع وضعه ..
, اقترب سيف سريعاً يعانق أدهم بقوۃ وامتنان .. لتضحك نور هاتفة: يعني أنا بقيت عمة ؟ و**** جدع يا سيفو أنت ومروة ..
, ضحك يلتفت إليها هاتفاً: شوفتي تجوزت مبارح بس وجيبتلكوا عيل استنوا عليا كام يوم بس وهجبلكوا تلاتة ..
, ضحك الجميع واقتربت نور تُعانق مروة التي تشعر بسعادة بالغة وكأنها هي من أنجبته ..
, هتف أدهم: يلا بقا الكل يطلع ينام عشان تسافروا بكرا ..
, هتفت مروة: هنسافر ؟
, أحمد: أيوه ياختي هنسافر مش كفاية راح علينا اليوم ده ؟
, هتف سيف: بس أنا هحضر الجنازة ..
, نظر إليه أدهم بهدوء: أهلها هييجوا ويستلموها مفيش داعي لوجودك ياسيف كده أحسن صدقني ..
, صمت يهز رأسه بصمت ليهتف أدهم مبتسماً: يلا بقا كله أسبوع وترجع تلاقي أبنك خرجوه من الحضانة وتستلمه ..
, ابتسم سيف بفرح لتهتف نور: هاا ياسيف مقولتش هتسميه إييه ؟
, تنبه لذلك ونظر إليهم مفكراً بعمق والجميع ينظر نحوه بترقب ليهتف بعدها بحماس: هاروون ..
, رفعت مروة حاجبيها هاتفة: هارون ؟ أنت جيبته من هارون الرشيد يعني كان صاحبك ولّا إيه ؟
, رمقها سيف بغيظ: خفة يابت ..
, هتفت نور بفرح: حلوو أووي أنا موافقة خلااص يعني أنت بقيت أبو هارون ..
, ليلى: فين ده اللي كان عاوز يسمي ابنه أدهم ؟
, نظر سيف نحوها هاتفاً: م أنا هسمي أبني أدهم بس ابني التاني ..
, هتف أدهم بتمعّن: ليه مش ده ..؟ علشان مش ابنك مش من صلبك ؟
, نفى سيف برأسه سريعاً هاتفاً بصدق: لاا و**** .. أنا حبيته أووي كفاية كل المرّات اللي كنت بروح بيها لناريمان وأقنع نفسي أني بساعدها علشان الواد ده المرات دي خلتني أحبه واستناه وأتعلّق بيه من قبل م ييجي .. أنا حاسس أنه ابني فعلاً ولو هيجيني ولد مش هفرّقه عنه ولا هحبه أكتر منه بس أنا عايز سمّي أدهم للولد اللي هيكون ابني أنا ومروة عايزه يكون شبهي أنا ومروة وشبهك أنت ..
, ابتسم أدهم بارتياح لكلامه بعدما سقط في قلبه خوف على الصغير من أن يُعاني في المستقبل من التفريق والتمييز ..
, نظر إليه مصطفى يعلم بشعوره وخوفه وهو الٱخر سعد بجواب سيف وبالسعادة التي تنضح من عيني مروة وابتسامتها ..
, هتفت جمانة: إن شاء **** تشوفوا عيالكوا وعيالهم يارب ..
, هتف أدهم: محدش هيسمّي أدهم كفاية عليكوا أنا ..
, هز سيف كتفيه: نبقى نشوف ..
, سحب مروة من ذراعها بسرعة وصعد درجات السلم بخفة وسعادة ..
, ليهتف أدهم: يلا يا أحمد اطلعوا ناموا بأوضة نور عشان بكرا الصبح طيارتكوا .. وأنت يا كرم أنت وإسراء أوضة الضيوف فاضية يلا تصبحوا على خير ..
, أمسك بيد ليلى لتتشبّث بيده وتصعد معه للأعلى .. دخلوا الغرفة ليجلس فوق السرير بهدوء وصمت ..
, ابتسمن مُقتربة منه وجلست قربه تضغط فوق يده: مالك .. لازم تكون مبسوط إنك بقيت عم .. ولّا أنت مش موافق من قلبك ..؟
, هز رأسه بخفوت: مش كده .. بس خايف ع الولد ده .. خايف منقدرش نسعده أو نقصر معاه ..
, همست بخفوت: متخافش .. مروة وسيف بحبوه جداً دول تعلقوا بيه بسرعة رهيبة .. وأنا برضه حبيته وعارفة إن كل اعتراضك ده خوف عليه مش أكتر .. بس أنا مش عايزاك تخاف .. إحنا كلنا جمبه .. كلنا معاه ولما حد يئذيه ويظلمه هنقف قصاده .. مش عايزاه يعيش من غير أهل يا أدهم ..
, التفت ينظر إليها ليهمس بحب: أنا افتكرتك أنتي .. عرفت انتي حاسّة بإيه .. عرفت إنك هتفكّري كده .. وعارف إن الواد ده ملوش ذنب .. زي م سيف ساعده وهو ببطن مامته هنساعده كلنا وهو بالدنيا دي .. **** كاتبله عمر رغم كل اللي حصل ..
, ابتسمت تربّت فوق وجنته بحب: أنت لميت العيلة دي كلها جمبك .. قدرت تسعد الكل والفرح دخل قلوبنا بفضلك لأنك جنبنا ومعانا .. يبقى متخافش دلوقتي خالص أنت هتقدر تسعده وتحميه وتراعيه ومش لوحدك إحنا كلنا معاك ومعاه ..
, ابتسم لها بحب واقترب منها يُحاوط جسدها بذراعيه يضمّها بحنان كبير ويمسح فوق شعرها مقبلاً رأسها بحب .. وأغمض عينيه متنهّداً بأمل ووعد لنفسه بأنه سيفعل كل استطاعته لحمايته وإسعاده هامساً بأمل: إن شاء **** ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, سافر الجميع في اليوم التالي .. ليبقى أدهم وليلى في الفيلا برفقة جمانة ..
, ذهبت ليلى هي وأدهم للإطمئنان على الطفل ورؤيته في الحضانة لتبتسم بسعادة مُتأمّلة شكله وهيئته الصغيرة .. وهي تضع يدها فوق بطنها التي برزت قليلاً ..
, أيام مرّت حتى انتهى الأسبوع ليعود الجميع من رحلتهم .. بوجوه باسمة تملأها السعادة والفرح ..
, هتفت مروة بسعادة وهي تقف في صالة الفيلا: هنرووح نجيب هاروون ..
, ضحكت ليلى تقف بجانبها: يابنتي دلوقتي حتى وصلتوا ارتاحي شوية ..
, اقتربت منهم نور ضاحكة: أنا أول مرة بسمع واحدة ترجع من شهر العسل بقصد أسبوع العسل ويبقى عندها عيل حالاً ..
, هتفت مروة بغرور: دي قدرات يابنتي ..
, ثم نظرت نحو ليلى هاتفة: قوليلي يا ليلى شوفتيه ؟ شكله تغيّر ولّا إييه ؟
, ضحكت ليلى لحماسها هاتفة: اللي يسمعك يقول بقالك شهر بعيدة عنه ده يدوبك أسبوع بس .. بس الصراحة هو فتح عينيه ..
, صرخت مروة بحماس هاتفة: بجددد لونهم إيه بني ؟ لااا استني أزرق ..
, ضحكت ليلى تنفي برأسها: لااا لونهم أسود ..
, توقفت مروة مكانها ترمش بعينيها باستغراب .. لتعود وتهز برأسها وكأنها كانت قد نسيت بأنه ليس ابنها لتتوقّع لون عينيه المشابه لعينيها أو عيني سيف .. ثم عادت لتبتسم بسعادة .. حبها وحماسها له جعلاها تنسى ذلك وهي تُريد النسيان ..
, همست بهدوء: أيوه أسود .. زي عينين ناريمان بالظبط ..
, همست ليلى بابتسامة: لو زي عينيها يبقى هيكونوا تحفة ..
, ابتسمت مروة بهدوء: عندك حق .. ثم تنهدت هامسة: **** يرحمها ..
, ليلى: اللهم أميين ..
, اقترب سيف منهم هاتفاً: يلاا بقا يا مروة هنروح نجيبه ..
, عادت ابتسامتها المتوسّعة لتُسرع ليلى نحو أدهم هاتفة: أدهم خلينا نروح معاهم والنبي ..
, أدهم: نروح فين يابنتي اهدي كده واستنيهم هنا هما مش هيتأخروا ..
, هتفت برجاء: عشان خاطري طييب ..
, تنهد باستسلام: مااشي خلاص قودامي ..
, اتسعت ابتسامتها بسعادة وأسرعت خلف مروة وسيف ..
, تجمع الجميع في صالة الفيلا .. وجاء والديّ مروة الذين لم يروا الولد حتى هذه اللحظة .. رغم مُعارضتهم في البداية ولكن أدهم استطاع إقناعهم وحماس ابنتهم لذلك جعلهم يستسلمون ويُرحّبون بالأمر ..
, دخل أدهم إلى الصالة بابتسامة وخلفه سيف يحمل بين يديه الصغير الذي يفتح عينيه قليلاً ويُغلقها من جديد .. بجانبه مروة تنظر إليه بفضول وليلى من الناحية الأخرى التي تتأمله بسعادة ..
, نهض والدي مروة يقتربان منهم .. اقتربت حنان تمد يديها لتأخذه لتبتسم رغماً عنها: ماشاء **** جميل أووي ..
, أخذه عزيز منها ينظر للصغير بابتسامة لتقترب منه مروة هامسة: هاا يا بابا إيه رأيك ؟
, ابتسم ينظر إليها وإلى لمعان عينيها المُتلهّفة ليهمس: يربى بعزكوا يارب ..
, هتفت نور بلهفة: ادهولي عاوزة أشيله ..
, أخذته منه وانحنت تُقبله بوجنته الصغيرة ليقترب منها أحمد يتحسّس بشرة وجهه الناعمة ..
, تجمّع كرم وإسراء ومصطفى وعبير كلٌّ يحمله بدوره ويفحصه وكأنه أعجوبة ليبدأ الصغير بالبكاء ..
, رفع مصطفى حاجبيه بدهشة والصغير يبكي بين يديه ليدفعه نحو عبير بسرعة: خوديه بقول أنه عاوزك ..
, أخذته تنظر إلى بكائه بتوتر لتمدّه نحو نور: امسكي أنتي عمته ..
, أخذته تنظر إليه بحيرة ليتعالى بكائه فتنتفض هامسة: أحمد الحقني ..
, رفع يديه باستسلام: مليش دعوة ..
, ابتعد كرم واختبأت إسراء خلفه ليهتف سيف: أنتوا عملتوا بإبني إيييه يا متوحّشين ..؟
, أعطته نور الصغير ليهزه بقوة هاتفاً: هشش يا حبيبي هرهر هرهر
, مروة باستنكار: ده إيه ده ؟
, هتف ينظر إليها: بدلّعه **** ..
, ازداد بكاء الصغير لتهتف مروة: شوفت بعيط من أم الدلع المتخلّف ده ..
, سيف بحيرة: أومال أقوله إيه طيب ..؟
, مروة بغيظ: مش عارفة اتصرّف مش أنت سميته الإسم الخرافي ده ..
, اقتربت منهم جمانة هاتفة بغضب: ادوني الواد أنتوا عاملينه لعبة ..؟
, أخذته منهم وبدأت تهزه بخفة وتمشي به ليخفت صوت بكائه فيهتف سيف: **** عليكي يا جوجو خلاص هديهولك دايماً ..
, جمانة بحزم: أنتوا لازم تتعلموا ده كويس ..
, نظر سيف نحو أدهم هاتفاً: أدهم مش هنسجله على اسمي بقا ..؟
, هز أدهم رأسه بهدوء: أيوه .. امشي دلوقتي ..
, هتفت جمانة: استنوا تغدّوا الأول ..
, ابتسم سيف: أيوه أنا جعاا..
, قاطعه أدهم وهو يسحبه من ملابسه: بعدين يا ماما أما نرجع نبقى ناكل امشي يا سيف ..
, ذهبا معاً وبعد ساعات قليلة ابتسم باتساع وهو يجلس بالسيارة بجانبه بعدما انتهى من كلّ شيء وأصبح الصغير ابنه رسمياً .. أبنه هارون سيف عز الدين ..
, توقّفت السيارة فجأة لينظر حوله باستغراب ثم التفت لأدهم هاتفاً: وقّفت ليه ؟
, فتح أدهم باب السيارة ونزل منها مجيباً: إنزل دلوقتي هتعرف ..
, نزل سيف من السيارة واتجه ليقف بجانبه ناظراً بحيرة للبنايات الفاخرة حوله: إحنا بنعمل هنا إيه ؟
, نظر أدهم إليه هامساً بهدوء: أنت وعدتني ..
, ضيّق عينيه باستغراب: وعدتك إيه ؟
, أشار أدهم نحو البناية ليُدير سيف رأسه بحيرة لتسقط عينيه فوق لافتة كبيرة كُتب عليه أسم منصور ..
, رمش بعينيه بجمود وقد علم من اسمه وكلمة الدكتور الكبيرة أعلاه بأنه الدكتور الذي كان يُتابع حالة نور ..
, تنهد يضغط على قبضتيّ يديه ليرفع أدهم يده مربتاً فوق كتفه: مش هتتراجع ..
, نظر إليه بصمت ليهز رأسها بعدها: مش هتراجع .. ب بس خليك معايا ..
, ابتسم يسحبه من ذراعه: معاك .. أنا معاك دايماً ومش هسيبك متقلقش ..
, رفع سيف نظره نحو تلك اللّافتة ليتنهّد مُخرجاً أنفاسه بتوتر .. ولكنه حسم أمره ولن يتراجع .. علّها تكون خطوة جيدة له في حياته ..
, ٣٥ العلامة النجمية
, أنار ذلك الطفل الفيلا ومن فيها .. وكأنهم عادوا أطفالاً من جديد ..
, ذهبوا جميعاً في اليوم التالي لإحضار جميع مستلزمات الطفل كاملة ..
, وقد أُفرِغت غرفة قريبة من غرفة سيف ومروة وأُعيد دهنها وتغيّر أثاثها لتصبح غرفة ***** ملونة ومليئة برسومات لشخصيات كرتونية مشهورة ..
, ورغم ذلك كانت مروة وسيف يُصرّان على إبقائه معهما دائماً حتى وقت النوم ..
, بعد يومين ..
, طرقت ليلى باب الغرفة بابتسامة ليظهر لها وجه مروة التي هتفت: خيير ؟
, ابتسمت ليلى بسعادة وضحكت قائلة: أنتوا بتعملوا إيه ؟
, رفعت مروة حاجبيها بدهشة لتسمع ضحكات سيف من الداخل وهو يدعوها للدخول .. أزاحت مروة عن طريقها ودخلت بلهفة لتجد الصغير بين يديه ..
, لمعت عينيها بحب وقفزت فوق السرير بجانبهم .. مدّت يدها تحمل الصغير برفق وهي تُقبله قبلات خفيفة حانية ..
, هتفت مروة بعدما أغلقت الباب خلفها: ممكن أفهم أنتي بتيجي هنا كل يوم ليه ؟
, هتفت ليلى بدهشة: كل يوم إيه ياختي ده هما يومين بس اللي جه بيهم هارون ..
, مروة: يعني أنتي جاية عشان هارون ؟
, هتف سيف بسخرية: أومال جاية عشان وحشتيها ؟ هي جاية تجرّب وتتعلّم بهرهر حبيبي عشان متتكسفش قودام سيفو الصغير ..
, هتفت مروة من بين أسنانها: هرهر بعينك يخربيت الإسم ده بيعملي صدااع ..
, ابتسمت ليلى تنظر إليهظ لتهتف: مش أنتوا عرسان جدد ؟
, نظروا إليها باستغراب يهزون رؤوسهم: أيوه ..
, لتهتف بابتسامة: مش أنتوا عايزين تفضلوا مع بعض أكبر وقت وتعملوا كده كده ؟
, ضحك سيف هاتفاً: أيون ..
, هتفت ليلى برجاء: أدوني هارون الليلة والنبي والنبي ..
, صرخ سيف ومروة بسرعة أفزعتها: لااا
, تراجعت بتوتر وصرخ الصغير بخوف ليبدأ في البكاء .. هتفت بغيظ: عاجبكوا كده ؟ فيها إيه لو أديتهولي الليلة بس هستعيره شوية ورجّعه ..
, مروة: لااا مستحيل هارون ميبعدش عني ..
, سيف: وأنا برضه مش هخليه يبعد عني عايزة تشوفيه تيجي هنا ..
, تأففت بغيظ ثم عادت تبتسم وهي تهز الصغير الذي خفت بكائه لتهتف بفخر: شوفتوا هدي معايا إزاي ؟ يا حبيبي يا هارون ..
, نظرت مروة لسيف هاتفة: إحنا لو نجيب أخ لهارون هبقى أرضعه أنا ويبقى أخوه ..
, رفع حاجبيه هاتفاً: إزاي ؟
, مروة بغضب: إيه إزاي أنا هعلّمك ؟ لازم نجيبه بأسرع وقت ..
, نهضت ليلى بلهفة: بسرعة بسرعة جيبوه أنا هاخده معايا علشان تاخدوا راحتكوا ..
, أمسكها سيف من ثيابها يُعيدها للجلوس ووقفت مروة أمامها بغضب: سيبي الواد من إيدك واطلعي ..
, هتفت برجاء: لييه بس مش أنتوا عايزين تجيبوا أخ ليه ؟ مش لازم تفسدوله أخلاقه من دلوقتي ..
, هتفت مروة: ملكيش دعوة إحنا هنتصرف ..
, تأففت بغيظ لتبتسم هاتفة: كلها كام شهر وأجيبله أخ ووقتها أنا هرضعه ..
, نظرت مروة لسيف الذي بادلها النظرات المندهشة ليهتف: هو أنتي هتجيبي سيفو الصغير إيمتى ؟
, ابتسمت ليلى: كام شهر ..
, هتفت مروة بسخرية: و**** ؟ كنت فاكرة كام سنة يخربيت أم غبائك ..
, طرق الباب لتتجه مروة لفتحه .. وجدت أدهم أمامها ينظر إليها بابتسامة .. رفعت حاجبيها هاتفة: نعم ؟
, اتسعت ابتسامته: نعم **** عليكي يا حبيبتي .. عاوز مراتي ..
, هتفت ليلى من الداخل: تعاال يا أدهم خش يا حبيبي ..
, اتسعت ابتسامته وأزاح مروة عن طريقه برفق وقد ارتاح من سيف ومن قدومه لغرفتهم ولكن ليلى قد حلّت مكانه وبدأت هي بالذهاب إليهم ..
, أغلقت مروة الباب مُتمتمة بغيظ: لأنها أوضة أبوكي بتعزميه عليها ..
, جلس أدهم بجانب ليلى ليمدّ يده يأخذ الصغير منها مُبتسماً بحب .. فتح الصغير عينيه السوداوتين لتتّسع ابتسامة أدهم بسعادة وبدأ يناغشه ويهزه برفق ..
, شهقت ليلى عندما ابتسم الصغير ابتسامة خفيفة لتهتف: هو بيبتسملك كده ليه ؟
, هتف بغرور: أكيد طبعاً هيبتسم ليا بس .. هو بحبني أكتر منكوا ..
, هتف سيف بغيرة: لااا وأنا مبارح ضحكلي وكان عاوز يقوم يرقصلي برضه مش كده يا مروة ..؟
, هزت رأسها إيجاباً: أيوه كده وبالعلامة أنا عييت بيه لغاية م قرر يأجل فكرته لحد م جبله بدلة رقص ..
, نظر نحوها سيف باندهاش: بجد ؟ مقليش ابن اللذينا ..
, مروة: أيوه يا حبيبي بكرا هجبله البدلة وهيرقصلك كان عاملها ليك مفاجأة ..
, تابعهم أدهم بنظرات مغتاظة متحسّرة وهو يشتمهم بداخله ..
, عاد ليبتسم للصغير ويرفعه عالياً ثم ينزله والصغير تتعالى ضحكاته في المكان .. تراجعت ليلى بظهرها تتّكئ على السرير وهي تُمسّد بطنها بحب تتأمّل أدهم أمامها الذي يعود طفلاً مع هارون .. يهتم به وبأدق تفاصيله وترى لمعة عينيه السعيدة .. تنهدت مُتمنية أن تمضي الأيام بسرعة لتُنجب له ابناً من صلبه يُحبه كما يُحب هارون الآن ..
, عادت الطرقات على الباب لتتأفّف مروة وتنهض لتفتح .. وجدت أمامها ابتسامتين واحدۃ لعبير والأخرى لمصطفى ..
, هتفت: هارون نايم تعالوا بكرا ..
, رفع مصطفى حاجبيه بغضب: نايم إيه أنا سامع صوته وسعي كده ..
, هتفت عبير بغضب: بتعلّميه الكدب من دلوقتي يا مروة ؟ عيب عليكي أنتي لازم تكوني أُمّ فاضلة ..
, أبعدتها عن طريقها ودخلت ليتبعها مصطفى ناظراً لمروة بتأنيب: وقدوة حسنة برضه .. ومثل أعلى يُحتذى به ..
, تركها داخلاً وراء عبير لترفع حاجبيها بدهشة: يُحتذى ؟ ده إيه أم الكلام المُنمّق ده منك لله يا سيف ..
, أغلقت الباب واتجهت نحوهم لتجد مصطفى يحمل الصغير وعبير تمدّ يدها تقرص وجنته بخفة وهي تضحك هاتفة: يا خلااثي بصوا جميل إزاااي ..
, هتف مصطفى: تصدق يا واد يا سيف إني بقيت أحس أنه لابقله اسم هارون ده ..
, هتف سيف بفخر: أيوه طبعاً علشان تعرفوا إن كل اللي بقوله مدروس ومُنظم ..
, هتفت ليلى: والنبي اسكت هو بس لأننا تعوّدنا ..
, مروة: لا متعودناش ملناش يومين علشان نتعود هو كلامه مُنظم ..
, ابتسم مصطفى وهو يُتابع ملامح الصغير ويتحسّس بشرته .. أمسك يده الصغيرة يقبلها بحنان ليُحيط الصغير إصبعه بيده الصغيرة مُتمسّكاً به ..
, هتفت عبير وهي تقفز قربه: ياماماا أنا عايزة من ده ..
, توقفت فجأة ترفع حاجبيها بدهشة وحذر .. هتفت بهم: أنتوا حاسين بحاجة ؟
, نظروا إليها باستغراب: حاجة إيه ؟
, نظرت لسيف ومروة: أنتوا عرفتوا بغيروله الحفاضات إزاي ؟
, نظر نحوها مصطفى بريبة لتهز رأسها سريعاً .. امتدّت يده يضع الصغير فوق السرير بسرعة لتهتف مروة: لأ معرفناش ولا هنعرف دي جوجو **** يخليهالنا هي المسؤولة ..
, ابتسمت عبير ببلاهة: يبقى خدوه لجوجو **** يخلّيهالنا ..
, هتفت ليلى: ليه ؟
, رمشت مروة بعينيها: إيه الريحة دي ؟
, قفز أدهم عن السرير وأمسك بيد ليلى يسحبها معه هاتفاً: أنا كنت عايز أخد مراتي وأمشي .. يلا شوفناكوا بخير الحمد**** وتصبحوا على خير ..
, ابتسمت لهم ليلى بهدوء وتمسّكت بأدهم تخرج معه ..
, نهض مصطفى بابتسامة ليهتف: أنا كنت جاي أقول لسيف عشان ينزل بكرا الشركة ويبدأ شغل .. يلا بقا يا حبيبتي خلينا نسيبهم مع بعض ..
, عبير: يلا بينا يا ميصو ..
, خرجوا جميعاً من الغرفة ليستلقي سيف على السرير هاتفاً: مش ده ابنك حبيبك وأنتي أمه يبقى اتصرفي ..
, نظرت إليه بغضب ليهتف: اطفي النور عايزين ننام بكرا عندي شغل أصل جوزك بقا راجل أعمال ..
, تأفّفت وأمسكت الصغير خارجة من الغرفة ونزلت باتجاه غرفة جمانة لكي تُنجدهم ..
, في اليوم التالي ..
, وقف سيف وكرم بجانب بعضهم أمام مكتب أدهم الذي تقف بجانبه سهى تُقدّم له أوراق لتوقيعها ..
, هتف سيف بتململ: بسرعة يا أدهم بسرعة يا بابا أنا سايب ابني وجاي هنا أبني مستقبلي خلّيني أبنيه بسرعة وامشي ..
, هتف كرم بغيظ: بس يا سيف مش ناقص غباء على الصبح ..
, رفع أدهم نظره إليهم بحدة: أول حاجة تفاهتكوا دي تنسوها خالص إحنا بشركة مش بزريبة بهايم ..
, كرم: ده أخوك مش أنا ..
, تراجع أدهم بظهره هاتفاً: أنتوا دلوقتي هتكونوا بمرحلة التدريب .. مدة شهر ولما تنتهي المدة دي هنقيّم أدائكوا وشغلكوا ونشوف بعدين نحطكوا فين ..
, هزوا رؤوسهم بسرعة ليهتف أدهم: أنت يا كرم هتكون تحت إشراف أحمد ..
, كرم: تمام ..
, أدهم: وأنت يا سيف مصطفى اللي هيشرف عليك ..
, توسّعت عيني سيف سريعاً: إيييه ؟ لااا والنبي سيبني أنا مكان كرم مش عايز مصطفى ..
, هتف أدهم بحزم: خلصنا .. يلّا كله يروح على شغله أحمد ومصطفى هيعلّموكوا على كل حاجة ..
, هتف سيف برجاء: أدهمم وحيااة عيالك يا شيخ طب وحياة هرهر عندك بلاش مصطفى ده هيعلقني على أقل غلط والنبي بلاااش مصطفى ده مستحلفلي ..
, ابتسم أدهم بشماتة: م علشان كده هحطك عنده علشان يربيك كويس ..
, هتف سيف: كرم قوول حااجة ..
, كرم: حاجة ..
, تأفف سيف هاتفاً: طب حطني مكان كرم أو أنت بداله أرجووك خلاص ياعم ربيني أنت بس بلاش مصطفى ده معندوش ياما ارحميني .. قبل شوية سمعته بيزعق ع السكرتيرة عنده ..
, أدهم: ده اللي أنا عاوزه .. يمكن كان لازم أعمل كده من زمان بس أهو مصطفى جه مكاني وهو هيقوم بالواجب ..
, كرم بحيرة: مصطفى ده ببان هادي جداً .. بس مش عارف لما يتحوله بيحصلّه إيه ..
, أدهم: يلااا على شغلكوا ..
, تأفف سيف بغيظ: أنا هقول لأم سيفو عليك خليها تربييييك ..
, صرخ بآخر كلمة واتجه مُسرعاً للخارج عندما احتدت عيني أدهم بغضب .. لحق به كرم متجهاً لمكتب أحمد ..
, هتف سيف: كرم خلينا نبدل مع بعض محدش هيعرف ..
, كرم: مش ناقص غبائك يا سيف خلااص **** معاك ..
, تذمر سيف بضيق: طب أنا عايز مروة يا جدع عاوز أشتغل جمب مرااتي ..
, كرم: مليش دعوة روح قول لمصطفى الكلام ده سلام ..
, نظر إليه بحسرة ثم اتجه ببطء إلى مكتب مصطفى ..
, دخله بغير استئذان ليفزع عند سماع صراخ مصطفى: برررا يا حيوان اخبط ع الباب وأما تسمع اذني ابقا ادخل ..
, نظر إليه بدهشة وغيظ ومصطفى يرمقه بغضب ليخرج صافعاً الباب خلفه بغضب ويضرب على الباب بصخب كما تعود .. تأفف مصطفى سامحاً له بالدخول ..
, ليدخل سيف بغيظ هاتفاً: بص يا مصطفى لا تئذيني ولا بئذيك أنا عايز أشتغل مع مراتي .. تخيّل أنت عبير قريبة منك ومش قادر تشوفها ولا تشتغل معاها صعبة مش كده ؟
, هتف مصطفى ببرود: خلصت ؟
, سيف بغيظ: لااا مخلّصتش أنا عاوز مراتي معايا ومش عايزك أنت هي بالعافية ؟
, هتف مصطفى بغضب: اترزع هنا يا حيواان .. أقسم ب**** لو مكنتش زي م أنا عايز لهعلقك قودام الموظفين كلهم ..
, نظر إليه سيف بحنق وحسرة ليبدأ بالنحيب: حرام عليييك ده أنا أخووك يا جدع مش كفاية مجبتوليش العربية .. خليتوني أسيب أبني لوحده ودلوقتي بتفرّقوني عن مراتي طب و**** ده ظلم حرام عليك يا مصطفى حس بيا شوية عشان خاطري أنا مظلوم دايماً والنبي حرام عليكوا ..
, رفع مصطفى حاجبيه بريبة يُتابع نحيبه وداخله مغتاظ لأنه كالعادة يتأثر بنحيبه وحزنه الذي يعلم جيداً بأنه تمثيل لا أكثر ولكنه دائماً يتأثر به كالغبي ..
, هتف بغيظ: خلااص اترزع هنا هنتكلم شوية ..
, ابتسم سيف وجلس أمامه: قووول ..
, تأفف مصطفى هاتفاً: أنت هتتدرب لمدة شهر وبعدين هتبقى مع مراتك .. بعدين مالك خايف كده مش أنا كنت معلمك كام حاجة من زمان ..؟
, نظر إليه سيف بتفكير هاتفاً: تصدق صح .. خلاص يا معلم هبقى معاك ..
, مصطفى بغضب: سييف احترم نفسك هنا أسمي مصطفى بيه ..
, سيف: وأنا سيف بييه ؟
, مصطفى بغيظ: أيوه زفت بيه ..
, ضحك سيف بغرور ليهتف مصطفى: فاكر الأفكار والمشاريع الغبية اللي قولتهالي لما كنت علمك ؟
, نظر إليه للحظة بتفكير ليهتف بعدها: أيوه مالها ..؟
, ابتسم مصطفى بفخر: وقتها مقدرش أقولك إنها أفكار هايلة لأنك أنت قولتها بطريقة غبية جداً ..
, نظر إليه سيف بريبة: يعني إيه ؟
, ضحك مصطفى هاتفاً: يعني أنا عدلت عليها شوية وبقت هايلة ومُربحة جداً .. واقترحتها على أدهم وأحمد وآدم والكل عجبهم جددداً ..
, رمش سيف بعينيه ليبتسم هاتفاً: بجد ؟
, هز مصطفى رأسه: مش بس كده .. باجتماع بكرا هقولهم إن صاحب الأفكار دي هو أنت .. وكده هنبقى شركاء أنا وأنت وهنستلم مشروع ونعمله بفترة تدريبك دي .. إيه رأيك ؟
, نظر إليه بدهشة ولهفة ليقفز عن كرسيه متّجهاً نحوه وهو يقبله بوجهه بضحك: حبيبي يا ميييصووو يا نن عيني و**** بحبك أنا قولت لأدهم مش هدوس الشركة دي لو محطيتنيش تحت إشراف مصطفى بالذااات .. حبيبي حبيباااي ..
, صرخ مصطفى يدفعه عنه بغضب: بسسسس ..
, ابتعد سيف فجأة ينظر لغضبه وتحوّله ليصرخ مصطفى: اطلع برا خلي السكرتيرة تديك الملفات اللي عندها هتشتغل عليهم زي م علّمتك زمان وأقسم ب**** ياسيف لو شوفت غلطة واحدۃ بس هخليك تشتغل على ملفات الشركة كلها وتفضل الليل بطوله هناا فااهم ؟
, ابتعد سيف عنه يهز رأسه بسرعة متمتماً: قولت لأدهم بلاش مصطفى بس هو اللي أصرّ .. ماشي يا أدهم لو مجننتلكش مراتك واللي ببطنها ميكونش اسمي سيفو ..
, صرخ مصطفى: بسررعة يا حيوان جيبهم هتشتغل بيهم هنا قودامي عشان متغش كالعادة وتطلب مساعدة من حد ..
, تأفف سيف بعيظ وفتح الباب يصفعه خلفه بقوۃ أفزعت السكرتيرة .. ابتسم لها ببرود ليبتسم فجأة باتساع: سأذهب أُلقي السّلام على زوجتي ومن ثم أعود ..
, ضحك يهز رأسه بثناء وخرج م المكتب تحت نظرات السكرتيرة المُندهشة ..
, فتحت باب المكتب بخفة ومدّت رأسها من خلاله ..
, ابتسمت باتّساع عندما وجدته غارقاً في أعماله الكثيرة .. دخلت مُغلقة الباب خلفها بهدوء هاتفة: عامل إيه يا أبو حيدر ؟
, رفع نظراته فجأة ليهبّ عن جلسته متّجهاً إليها: ليلى ؟ إيه اللي جابك هنا أنتي كويسة ؟
, ضحكت هاتفة: هو لازم يكون في مناسبة علشان أجي أشوف جوزي حبيبي وأبو ابني ؟
, ابتسم لها وسحبها لتجلس فوق أحد المقاعد: وأنا أقول ليه الدنيا نوّرت فجأة ومعدتش شايف قودامي غير نوور ..
, ضحكت قائلة: مين نور أختك ؟
, رمقها بغيظ لتهتف: مش هبدأ شغلي أنا كمان ؟
, أدهم: قوليلي الأول جيتي إزاي ؟
, هتفت قائلة: جيت مع إسراء .. أقنعتها تيجي تطمّن على جوزها بأول يوم شغل ليه .. هاا بقا قولي مش هبدأ شغل ؟
, أدهم بنفي: لما تولدي تبقي تشتغلي ..
, هتفت بغيظ: ولما أولد تقولي اقعدي واهتمّي بإبنك والكلام الفارغ ده ..
, ابتسم لها يتأمل هيئتها وجسدها الذي يزداد جمالاً وإغرائاً عن قبل .. هتف: مش أنا اللي أقول كده .. أنتي متعذّبتيش ودرستي كل السنين دي علشان تقعدي في البيت .. أنا عارف إنك هتقدري تنظّمي وقتك كويس بين البيت والشغل وكفاية إنك هتشتغلي معايا وقودام عيني ..
, ابتسمت له هاتفة برجاء: يبقى خلّيني أشتغل من دلوقتي أرجووووك .. بص يومين بالأسبوع بس أو تلاتة باجي وبرجع معااك هاا قولت إيه ؟
, نظر إليها هاتفاً: أنا خايف تتعبي ..
, هزت رأسها بنفي: لاا و**** لما أتعب هقولك عشان خاطري يا أدهم أرجووووك ..
, ابتسم يُداعب وجنتها هامساً: خلااص موافق .. بس هتقعدتي معايا هنا في مكتبي ومش هتفارقيني ..
, اتسعت ابتسامتها تهز رأسها بحب: موافقة .. أخدت معاد مع الدكتورة وهنروحلها بكرا نتطمن ع البيبي ..
, تنهّد هامساً: عارفة إني بحبك أووي ..؟
, ضحكت واقتربت منه هاتفة: عارف إني بعشقك أووي ..
, أدهم: لأ عرّفيني ..
, ابتسمت هاتفة: بعشقك أووي أووي أووي ..
, رفع حاجبيه: بقا كده ؟
, هتفت باستغراب: أومال إيه ؟
, ابتسم بخبث مُشيراً بإصبعه فوق شفتيه لتُقطب جببنها هاتفة: إحنا بالشركة يا أدهم ..
, هتف بابتسامة: وماله ..؟
, هزت رأسها بالنفي ليهتف وهو ينهض: خلاص عندي اجتماع كمان شوية مع واحدۃ ست هبقی أقولها ت..
, جذبته من ملابسه بغضب هاتفة: ده عشان كنت أقتلك بيها أنت وهي ..
, هتف ببرائة: وأنا مالي اقتليها هي بس .. مش هي اللي هتبوسني علشان أنا محروم ومُعذّب و..
, قاطعت كلامه عندما جذبته من ملابسه نحوها وألصقت شفتيها بشفتيه بقبلة عميقه تشتعل غيرة قاتلة رغم أنها تعلم بمزاحه ولكن غيرتها الداخلية بدأت تظهر عليها هذه الفترة وتتملّك منها بقوة ..
, ابتسم بين قبلتها ليجذب رأسها من الخلف بيده يُخلّل أصابعه بشعرها الطويل ويده الأخرى تجذب خصرها إليه ليُعمّق قبلته أكثر .. يطبع صكّ ملكيّته عليها ويُثبت لها يوماً بعد يوم بأنه لها وحدها .. ملكها وبين يديها .. لتعلم هي ذلك بدون إثبات جديد .. يكفيها ما فعله لها .. تكفيها السّعادة التي تشعر بها بين يديه في منزله وداخل أحضانه .. تكفيها الأيام التي عاشتها في المرار والعذاب ليمحيها هو من ذاكرتها بطرفة عين .. فقط بابتسامة من شفتيه ونظرة واحدۃ من عينيه ..
, ابتعدت عنه تلهث بعنف ليسند جبينه فوق جبينها يأخذ أنفاسه بسرعة لتختلط أنفاسهم الحارّة بلهفة واشتياق ..
, حاوطها بذراعيه لتمتدّ يديها سريعاً فوق صدره بجهة قلبه الذي أدمنت تحسّس نبضاته التي تُحييها .. نظر لخضراوتيها وتلك الأعشاب المُتلألئة داخلهما بقطرات الندى مرويّة من ماء عينيه وبحره الهائج وهي تراه أمامها يموج ويثور ويبتسم لها هي فقط ..
, ابتسم لها بحنان لتبتسم له بإشراق عندما ظهرت غمازته اليتيمة التي تُدمنها رفعت يدها تتحسّسها بأصابعها .. لم تعد يتيمة أصبحت هي أمها وأهلها وعائلتها .. ابتسمت أكثر فتظهر أمامه غمّازتيها اللّتان يعشقهما ..
, همس بصوت خافت وكأنه لا يُريد أن ينزع تلك اللحظة وذلك الهدوء المُحبّب: كان في شعر قرأته قبل يومين ..
, همهمت مُستشعره أنفاسه التي تلفحها وتُثيرها مع نبضاته التي تضرب بصخب أسفل يدها ناظرة لهينيه بهيام: هممم ..؟
, ابتسم بحنان هامساً بصوت عذب تجمّل لأنها أمامه وتسمعه .. أو أن أذنيها لا تسمع منه سوی العذب والجميل ..
, وتغارُ من ذكرِ النّساء بحضرتي
, وتقولُ: سُحقاً ليتهم لمْ يُخلقوا ..
, فأقولُ: لو لم يُخلقوا لم تعرفي
, قلباً ك قلبي في هواكِ يُمزّقُ !
, فتقولُ: هل فيهنّ مثلُ حلاوتي ؟
, فأقول: لا حاشا وحُسنكِ ينطِقُ
, كلُّ النساءِ أمامُ حُسنكِ صورةٌ
, وجمالُكِ الأصلُ الأصيلُ الأصدَقُ
, تلألأت عينيها بالدّمع تنظر إليه بعيون لامعة .. وهو يبتسم لها بعينين أكثر لمعاناً .. وصمت طغى عليهم لترتفع صوت نبضاتهم بدلاً عنهم .. تتأمّله بحب ، ولهفة .. ويتأمّلها بشوق ، وحنان ..
, نظراته تُخبرها بأنّه يعشقها .. ونظراتها تُخبره بأنه عالمها .. مُنقذها .. أسطورتُها ..❤
, ١٢ العلامة النجمية تمت بحمد **** ١٢ العلامة النجمية



 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%