NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول أسطورتي | السلسلة الثالثة | ـ عشرون جزء 16/10/2023

الخاتمة


- السعادة ليست في أين تكون .. بل مع من تكون ..
, ٣٦ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, بعد أشهر قليلة ..
, دخلت سيارة مصطفى من بوابة الفيلا الكبيرة .. ركنها في الكراج وترجّل منها باتجاه الفيلا ..
, قطب جبينه وهو يرى نوافذها مُظلمة على غير العادة .. فقط الأضواء الخارجية في الساحة والحديقة مُضاءة ..
, فتح الباب بهدوء ودخل ليرى الظلام يعمّ الأرجاء .. نظر حوله في الظلام بحذر متمتماً: ليه الضلمة دي .. هما فين ..؟
, أغلق الباب خلفه واقترب من الصالة وهو يُحاول إخراج هاتفه ليضيء به ..
, اقترب من زرّ الإنارة ليضغط على عدة أزرار وتبدأ الأضواء تُنير المكان ..
, توقّف مكانه متصنّماً بذهول .. عينيه مُعلّقة بما يراه .. قالب كيك كبير من طابقين .. باللون الأبيض والأحمر .. فوقه شموع كثيرة مشتعلة ..
, الصالة مُزيّنة بالكامل .. أضواء صغيرة جداً مُعلقة على الجدران تُضيء وتنطفیء كل ثانية بألوان مختلفة ساحرة ..
, صورته الكبيرة التي تتصدّر القاعة وأسفلها بلالين كُتب بها جملة إنجليزية « Happy Birthday To You »
, نظر لما حوله بانبهار وصدمة تطغى عليه .. فجأة خرج الجميع من جميع جوانب الصالة صارخين بصوت واحد جميعاً ما عدا سيف: كل سنة وأنت طيب ..
, سيف بصراخ بنفس اللحظة: هابي بيرثدي تو يوووووووو ..
, التفتوا نحوه جميعاً بغيظ وانزعاج ليتراجع بتوتر هاتفاً: إييه في إيه مالكوا كنت فاكركوا هتقولوله كده ..
, بقوا جميعاً يرمقونه بغضب ليهتف: خلاص خلاص آسف كل سنة وأنت طيب ..
, تأفّف الجميع بغيظ ثم عادوا بنظراتهم نحو مصطفى الذي مازال متجمداً مكانه .. لا يستوعب ما الذي يحدث ..
, اقتربت منه عبير وقفت أمامه بعينين لامعتين: كل سنة وأنت طيب يا حبيبي كل سنة وأنت معانا ومنوّر البيت .. كل سنة وأنت جمبي ..
, رمش ينظر إليها ودموع تشكّلت سريعاً في عينيه .. ابتسمت ومدت يديها تُحاوط وجهه بحنان لتطبع قبلة حانية فوق جبينه ..
, حاوطها بذراعيه سريعاً يدفن رأسه في كتفها متنهداً بارتياح ومشاعر كثيرة تختلج داخله ..
, ابتعدت عنه لينظر نحو الجميع الذين يُتابعونهم بابتسامات متوسّعة .. اقتربت نور إليه سريعاً لتُعانقه بقوة وسعادة: كل سنة وأنت طيب يا أبيه وعقبال مليوون سنة يارب ..
, ابتسم بسعادة يعانقها بحب: وأنتي طيبة ياحبيبتي **** يخليكي ليا ..
, هتف سيف بصراخ: وسعوا كده سيبوني عايده عشان يتبارك بيا ..
, ضحك مصطفى بنظرات دامعة ليقفز سيف فوقه هاتفاً: كل سنة وأنت طيب يا ميصو يا حبيبي هابي بيرث دي يا عمري كل عام وأنت بخير يا روحي عقبال م تعيش 300 سنة يارب يا قلبي ..
, ازدادت ضحكات مصطفى وهو يُعانقه: وأنت طيب يا كبدي وتعيش350 سنة ..
, اقترب منه أدهم بحب وجذبه إليه يعانقه بقوة: كل سنة وأنت طيب يا حبيبي وع قبال سنين كتير تعيشها بفرح وسعادة كل سنة وإحنا مع بعض وأنت معانا ..
, ازداد الدمع في عينيه متشبّثاً به بقوة .. حياته تغيّرت منذ دخوله هنا وعودته إليهم .. تذكر فجأة عيد ميلاده الأخير الذي قضاه معهم عندما كان صبياً صغيراً .. تذكر هدية أدهم له التي مازال يحتفظ بها لا يقوى على فراقها ..
, شدّد من احتضانه هامساً بصوت مختنق: **** يخليك ليا يا أدهم .. يارب نفضل دايماً مع بعض يا أخويا ..
, هتف أحمد بحب: كل سنة وأنت طيب يا ميصوو ..
, ابتسم مصطفى مبتعداً عن أدهم ليعانق أحمد بسرعة: وأنت طيب يا صاحبي ..
, اقتربت منهم جمانة بعيون دامعة لتحيط بوجهه وتقبل جبينه بحنان: كل سنة وأنت طيب يابني وعقبال م أشوف ولادك ..
, أمسك يديها بين يديه وانحنى يُقبلهم بحب وامتنان .. نزلت دموعه رغماً عنه لتمسحهم له سريعاً بحنان ..
, التفت يرى والدته رقية تجلس فوق كرسيها المتحرك والممرّضة تدفعه باتجاهه .. أسرع إليها سريعاً يجثو على ركبتيه أمامها يمسح دموعها التي تبلّل وجهها بغزارة ..
, هتفت وهي تتحسّس وجهه: **** يجعل كل أيامك فرح وسعادة كل سنة وأنت طيب يابني **** ميحرمنيش منك يارب ..
, انحنى يقبل رأسها بحنان: ولا منك يا حبيبتي **** يخليكي ليا ..
, اقتربت ليلى منهم ببطنها المنتفخة وقد أصبحت في الشهور الأخيرة من الحمل .. ازداد وزنها وتغير شكلها لتُصبح مغرية وجذابة أكثر في عيني أحدهم ..
, هتفت بحب: كل سنة وأنت طيب يا مصطفى ..
, مصطفى باتسامة: وأنتي طيبة وعقبال م تشوفي ابنك يارب ..
, اقترب الجميع منه .. مروة وإسراء كرم وأمير وحمزة الصغير ..
, الجميع كان قد دعاهم أدهم ليُشاركوه هذا اليوم .. يُريد أن يُعيد إله ولنفسه أيامهم القديمة وطفولتهم التي سُرقت منهم على غفلة من الزمن .. لتعود هذه الأيام مع عائلة أكبر مع أفراد مُتحابين متكاتفين .. مع فرحة وسعادة وابتسامات تزين وجوههم برضى وحب ..
, وقف بعدما استقبل التهنئات والمُباركات ينظر إليهم بدموع .. التفت نحو رقية يشعر بغصة تخنقه .. تذكر عيد ميلاده الفائت .. يوم كان مازال مصطفى الذي غيّره الزمن .. عندما كان الكره والحقد مازال يطغى عليه ويُصارع الخير داخله ..
, بكى أكثر وعاد ليجثو أمام كرسي والدته والتي عادت للبكاء هي الأخرى وكأنها علمت بماذا يُفكر ..
, رفع نظره إليها هاتفاً ببكاء: فاكرة عيد ميلادي الفايت يا ماما ؟ ف فاكرة كنت عامل إزااي ؟
, كان الحقد عاميني .. كانت الغيرة جوايا كبيرة منهم .. من العيلة دي اللي هي السبب بسعادتي دي .. من عيلتي .. فاكرة أنا عملت إيه وقتها ؟ رغم كل حقدي وقسوتي بس كنت أندم .. كنت ندمان على اللي عملته و**** ندمان ..
, شهقت ببكاء وهي تراه أمامها بهذه الحالة .. ربتت فوق وجنتيه بحنان: **** عوضك يا حبيبي **** عوضنا كلنا .. انسى كل اللي مريت بيه وعيش هنا مع عيلتك وأخواتك ..
, بكت عبير وهي تُتابعهم .. تعلم بأن سنين حياته الطويلة التي عاشها بظلم وحقد ستبقى في ذاكرته دائماً .. فليس من السهل نسيانها .. ولكنها ستسعى لتُساعده على ذلك .. ستعمل على إسعاده قدر استطاعتها وتعويضه عن كل مامرّ به .. وكم سعدت لفكرة أدهم هذه بترتيب مفاجأة له ..
, مسحت رقية دموع مصطفى بحنان ليرفع يديه يمسح دموعه سريعاً .. وقفت عبير بجانبه تُمسك بكتفيه .. رفع رأسه إليها يرى عينيها الباكيتين وابتسامتها الهادئة ..
, نهض يمسك يديها يقبلهما بحب: **** يخليكي ليا وميحرمنيش منك ..
, نظر للجميع كانت عيونهم دامعة بشدة ليبتسم لهم ابتسامة متوسّعة من بين دموعه .. كانت هذه دموع الفرح .. دموع النجاة من دنيا كادت تودي به لغياهب مُظلمة قاسية ..
, ابتسم باتساع وشرود .. سنة مرّت عليه .. في هذه السنة تغيّر كل شيء .. عاد مصطفى القديم .. مصطفى ذو العاشرة من عمره .. البريء والطفوليّ .. التفت نحو أدهم الذي يُتابعه بنظرات هادئة داعمة .. فعلاً كما قال .. لقد صدق في حديثه ووعيده فقد أعاده فعلاً لطفل العاشرة وكم هو سعيد بذلك ..
, سنة عاد بها .. وتغيّرت حياته كليّاً .. سنة خسر بها أب .. وربح عائلة بأكملها ..
, كم اختلف هذا اليوم عن يوم ميلاده الفائت .. كم نغير داخله وخارجه ومحيطه ..
, نظر نحو نور .. تلك البريئة الملائكية التي كان يلعب عليها ويخدعها في ذلك الوقت .. أصبحت الآن أخته .. ابنته .. نور حياته وقلبه ..
, التفت نحو سيف .. ذلك الصغير الذي كان يسعى لتدميره وتفريقه عن عائلته .. لم يعرف وقتها بأنه سيأتي عليه يوم يتمنى فقط إرضائه وقربه ..
, دمعت عينيه أكثر متأمّلاً ما وصل إليه بعد رحلة عذاب طويلة ..
, فاق على يد نور تُمسك بذراعه .. نظر إليها ليرى ابتسامتها التي يعشقها .. تنظر إليه بعيون طفولية بريئة .. برائتها هي من أحيت ضميره الذي كان شبه ميت ..
, من الناحية الأخرى أمسكه سيف ليسحباه نحو قالب الحلوى الكبير .. وقفوا أمامه وهو في المنتصف ..
, نظر حوله ليرى ابتسامة عبير المحبّبة إلى قلبه .. من حكى لها كل مافي قلبه .. وفتح قلبه وروحه لها ..
, ابتسم باتساع ونور تُعطيه سكيناً كبيراً: يلا الأول اطفي الشموع ..
, صرخ سيف بلهفة: اتمنى أمنية الأول يا ميصو ..
, ضحك بسعادة وعيون دامعة فكم تمنى هذه اللحظة .. أخوته مُحيطين به .. نور وسيف الذين كانا يتجاهلانه الآن يتشبثان به وكأنه عالمهم كما كان يتمنى قديماً ..
, أغمض عينيه متنهداً باتسامة حالمة راضية ومن ثم فتحهما وقرب رأسه من الشموع أمامه ينفخ عليها .. رمش بعينيه مقطباً جبينه بدهشة عندما انطفأت سريعاً قبل أن تصلها نفخته ..
, نظر حوله كان الجميع مُحيط به يُدني رأسه باتجاه الشموع .. همس بغيظ: بقا ده عيد ميلادكوا أنتوا ولّا أناا ؟
, ضحك سيف هاتفاً: إحنا وأنت واحد يا ميصو .. خلاص هات هديتي بقا ..
, رفع حاجبيه: نعمم ؟ على فكرة ده يووم ميلادي أناااا ..
, صرخ سيف: وعلى فكرة العربية مجبتهاليش لحد دلوقتي ..
, تأفف مصطفى بغيظ ليبدأ الجميع بالإقتراب منه وتقديم له الهدايا ..
, جلس الجميع بفرح وسعادة .. عندما خرجت أغنية من أحد جوانب الصالة .. كانت أغنية أجنبية خاصة بعيد الميلاد أشغلتها نور وهي تبتسم باتساع ..
, نهض كرم وسيف سريعاً بضحك يرقصون عليها بجنون وحركات مُضحكة أمام مصطفى الذي يرمقهم بغيظ ..
, اقترب أمير يجذبه من يده لتُساعده نور ومروة وأنهضوه ليُمسك سيف بإحدى يديه وكرم اليد الأخرى ويُحرّكوه معهم كالدمية ..
, وهو يصرخ بغضب يُحاول الإفلات منهم ولكن صرخاته تتلاشى مع صوت الأغنية الصاخب وضحكات الجميع المرتفعة ..
, نهض أحمد يُشارك نور برقصها المجنون هي وإسراء وسهى ليُمسكها من خصرها ويبدأ معها بحركات تشبه الرقص ..!
, نزلت مروة درجات السلم سريعاً بعدما وضعت هارون النائم في غرفته مغلقة الباب لئلا يستيقظ على ضجيجهم ..
, اتسعت ابتسامة ليلى بحماس ونهضت عن مقعدها تقفز ليسحبها أدهم بغيظ حتى وقعت فوقه صارخاً: قومي نطي زي القردة كالعادة مش شايفة بطنك قودامك مترين ؟
, صرخت بغضب: أنت بتتريق عليااا .. ابعد سيبني أرقص زيهم ..
, تفلّتت منه وأمسكت بيد حمزة الصغير لتجذبه معها ويُشاركها الرقص بضحك ..
, نهض أدهم بغيظ يجذبها لتجلس ولكنها تضحك باستمتاع كبير ليجد فجأة أحدهم يُمسكه بذراعه ويحرّكه بعشوائية ..
, نظر ليجد أحمد الذي يبدو بأنه جُنّ تماماً .. تجاهله يبتعد عنه ليشعر بأيادٍ كثيرة تمتد إليه لتجعله يرقص ..
, استسلم في النهاية بحنق وهو يتحرك معهم بشكل مضحك كالأبله وهو يشعر بنفسه كمهرّج السيرك ..
, نظر لعيني جمانة التي تدمع سعادة وليلى التي تُمسك بطنها الثقيلة ومع ذلك تضحك وتهتز بسعادة ..
, وجد نفسه يتنهد بارتياح وشكر كبير لما وصل إليه بعد عناء دام سنوات ..
, بعد لحظات هدأ الجنون وانتهت الأغنية ليزفر أدهم بغضب: أقسم ب**** مش هعديهالكوا عايش بين مجانين ..
, ضحك أحمد يضربه بكتفه وألقى بثقله فوق مقعده بتعب وهو يضحك بسعادة ..
, هتف سيف: ميصوو أنت مش ملاحظ حاجة ؟
, نظر إليه باستغراب: لأ .. حاجة إيه ..؟
, سيف: طب فكر كويس ياخويا ..
, ثم نظر نحو الجميع هاتفاً: إييه برضه أنتوا مش ملاحظين ؟
, نظروا لبعضهم بحيرة واستغراب ليهتف سيف: أدهم مأدهوش هديته لحد دلوقتي .. أوعی تكون مجبتلوش هدية هااا ؟
, هتف مصطفى بسخرية: ده على أساس أنت جيبتلي ..؟
, سيف بغضب: و**** أنا نجحت وأنت مجبتليش يبقى واحدة بواحدة ..
, هز مصطفى رأسه بغيظ ونظر لأدهم: هاا بقا أنت برضه نجحت وأنا مجبتلكش ..؟
, ضحك أدهم هاتفاً: لااا هديتك جاهزة من زمان ..
, سيف بحماس: هي فييين ؟
, مصطفى: لاحظ إن دي هديتي أنا ..
, سيف بضحك: إيه يا خويا شوفتك مش متحمس قولت أتحمّس عنك ..
, ضحكت نور هاتفة: أيوه بجد هي فين يا أبيه ؟
, أدهم بابتسامة مُشيراً لجيبه: في جيبي ..
, نظروا إليه بحيرة لتهتف مروة بضحك: إييه جايبله خاتم ؟
, كرم: وهتعرض عليه الجواز ..؟
, أدهم بابتسامة باردة: لا ياخفيف أنت وهي ..
, سيف: أوماال ؟
, ابتسم أدهم ونهض متجهاً نحو مصطفى الذي يُتابعه باستغراب لينهض واقفاً أمامه ..
, أخرج أدهم عدة أوراق من جيبه ومدها إليه بابتسامة متوسعة ..
, قطب مصطفى جبينه ليتجمع الجميع حوله بفضول وهو يفتح الأوراق ..
, مرّر عينيه على السطور أمامه ليرمش بصدمة .. رفع نظره لأدهم الذي يرمقه بابتسامة هادئة ليعود وينقل نظراته على الكلمات أمامه وبدأت الرؤية تزيغ أمامه من تكاثر الدموع في عينيه ..
, همس ناظراً لأدهم: ميتم ؟؟
, ابتسم أدهم يهز رأسه بالإيجاب: أيوه ..
, ابتلع ريقه وعقله سبح في الماضي بشرود .. نحو قصر كبير أمضى به طفولته وشبابه ليُصبح في الآخر رماد تذروه الرياح ..
, هتفت جمانة: ميتم إيه ؟
, ابتسم أدهم بهدوء: قصر كامل القديم .. بعد م اتحرق اتبنى مكانه ميتم .. وأنا سجّلت الميتم ده باسم مصطفى وهو هيكون صاحبه ..
, هتف مصطفى: أنا روحت شوفت العمال بيشتغلوا قالوا إن في راجل أعمال اشترى الأرض هناك ٤ نقطة ده أنت ؟
, هز رأسه بإيجاب: أيوه أنا .. كنت هعملهالك مفاجأة .. مخليتش حد يعرف إن أنا اللي اشتريته .. لأني عارف إنك ممكن تروح وتسأل عليه ..
, خرجت دموع مصطفى رغماً عنه .. حاول منعها ولم يستطع .. كان قد نسي قصره القديم نسي بأن هناك من يبني فوق رماده ..
, لم يكن يعرف بأن أدهم يُفكر به كل هذه المدة .. يبني في المكان الذي أمضى به سنيناً من القسوة والحقد والوحدة .. ميتماً يضمّ أطفالاً يتيمين ليعوّضوعم عن يُتمهم ووحدتهم ويُعوّض نفسه بهم عن طفولته المفقودۃ ..
, ارتجفت يده لتسقط الأوراق منها أرضاً .. انحنى سيف يأخذها سريعاً .. واقترب مصطفى من أدهم يُلقي بنفسه داخل أحضانه ..
, ارتفعت شهقاته التي لم يستطع كبتها .. فكرة بأن ذلك المكان لم يعد كابوس عليه .. لم يعد مكان وحدة وحقد وكره .. تلك الفكرة تجعله يعود طفلاً صغيراً كاؤلك الأطفال الذين سيعيشون به ..
, ضمّه إليه أدهم بشدة وهو يربت على كتفه .. دمعت عينيه يشعر بشعوره في هذه اللحظة .. همس بخفوت: وعد مني هخلي المكان ده جنة .. هخلي كل *** منهم بتشوف نفسك بيه أسعد *** بالدنيا .. مش هيحسوا بوحدة ولا احتياج .. المكان ده اللي كان كابوس بالنسباليك هخليه أكتر مكان تحبه وتروحله ..
, أبعده عنه يمسح دموعه هاتفاً: الميتم باسمك .. أنت هتبقى المدير بتاعه وتعمل كل اللي أنت عاوزه ..
, همس مصطفى بصوت متحشرج: م متشكر يا أدهم شكراً يا أخويا شكراً أووي ..
, ربت على وجنته بحنان هاتفاً: متشكرنيش مفيش شكر بينا ..
, التفت مصطفى إلى والدته رقيه .. ابتسم وهو يرى دموعها وابتسامتها الكبيرة .. اقترب منها يقبل يديها هاتفاً: شوفتي يا ماما .. القصر اللي عيشنا بيه القسوة والذل بقى ميتم .. ميتم مش هنسمح بيه للأطفال يعيشوا زيي .. قصر كامل بكل جبروته وفخامته بقا رماد ومكان الرماد ده ميتم ليا أنا ..
, شهقت تمسح فوق شعره بدموع: **** كبير **** كبير أوووي وعوّضك وعوضني عن كل حاجة يابني **** كبير وكريم أووي ..
, مسح دموعه ينظر إلبهم بغير تصديق .. حماس كبير داخله ولهفة ليهتف: أنا عايز أشوفه ..
, ضحك أدهم: هنروح كلنا بكرا ..
, هتف مصطفى: لا هروح دلوقتي .. هو فيه عيال ؟
, أدهم بهدوء: لسا متفتحش .. أنت اللي هتعلن عنه وتفتحه لأنه ليك .. بس عملت إعلان صغير عنه وجانا أكتر من خبر عن عيال من غير مأرى هنحطهم بيه ..
, ابتسم مصطفى باتساع يمسح دموعه بسرعة وبسمته لا تُفارقه .. إن بقي يشكره من هنا حتى ينتهي عمره لن يوفيه حقه .. ولن يُعبّر له عن مقدار امتنانه ..
, وإن بقي يضحك حتى نهاية حياته لن يُعبر حتى عن نصف سعادته في هذه اللحظة ..
, ابتسم عندما ربّتت عبير بيدها فوق ذراعه ليلتفت إليها سريعاً وينحني يحملها بين ذراعيه بسرعة ويدور بها بجنون مُخرجاً ضحكات سعيدة من بين دموع الفرح التي عادت لتنهمر فوق وجنتيه ..
, جلس بينهم من جديد بعدما أجل ذهابه لليوم التالي ليذعب الجميع برفقته ..
, نظر لسيف الذي يجلس قربه يأكل بشراهة بعدما استعاد صحّته كاملة وأصبح يأكل كما يريد ..
, هتف: سييف ..
, سيف: هممم ..
, مصطفى: أنا آسف ..
, رفع حاجبيه ناظراً إليه بريبة هاتفاً: أنت هتقتلني ؟
, مصطفى بدهشة: إيييه ؟
, سيف بحذر: أوماال بتعتذر مني ليييه ؟ بقا مططفى بيه بيعتذر مع العبد الفقير إلى **** سيفو ؟ أنت أكيد عاوز تقتلني وتاخد أعضااائي ..
, تأفّف مصطفى بغيظ: هو إيه قصة أعضائك اللي خايف عليها أووي كده محدش عنده كلاوي غيرك ..؟
, ضحك سيف هاتفاً: لا أنا اللي عندي غير خالص .. ده أدهم لغاية دلوقتي لاحقني عاوز كلية ..
, أدهم بغضب: بسس يا حيوان ..
, مصطفى بهدوء: لا برضه أنا آسف في حاجة عاوز أعترف بيها ..
, سيف بهتاف: إييييه ؟ متجوز علياا يا ميصووو ؟ بقا كده ؟ هونت عليك فين حبنا اللي كان زمان ؟ فييين الحب والعشق ؟ هانت عليك العشرة يا٣ نقطة
, مسح وجهه بغيظ يُقاطعه سريعاً: بسس بقاااا .. بص أنا بعيد ميلادي الفايت بعتت صورك لأدهم .. ودلوقتي باليوم ده افتكرتها أووي ولازم اعتذرلك ..
, رمش سيف بعينيه ثم هتف بذهول: يا فضيحتي .. صوري أنا وأنتت بأوضاع مُخلّة ؟
, ثم أمسكه من ملابسه يهزّه بغضب: أنت خطفتني إيمتى يا سااافل ؟ أنت عملت بيا كده إزااااي ؟
, التفت الجميع نحوه لتهتف جمانة: في إييه ؟
, أبعده مصطفى بغضب صارخاً: في إن ابنك قليل أدب وعاوز تربية وأنا إن شاء **** اللي هربيه ..
, سيف بغضب: تربي مين يا باباااا عايزني أقولهم عملت بيا إيييه ؟ إخس عليك يا مصطفى مكنتش فاكرك كده يل واطي ..
, رفع مصطفى يده ليضربه بقوة في مؤخرة عنقه ليصرخ سيف بألم هاتفاً: أنتت بتضربني ؟ أدددهممم ده بيضربني ..
, صرخ مصطفى: ولااا متخلينيش أكسر ظماغك كماان اخرس ولا حرف واتعدل وأنت بتتكلّم معايا ..
, سيف بصراخ: أيوه عايزني أسكت واسيب شرفي يتمرّغ بالتراب ؟ لااا وألف لا ..
, مصطفى بغضب هامساً: أنا بعتله صورتك وأنت بالكازينو يا سيف وبتشرب ..
, هدأ سيف هامساً بحذر: بشرب إيه ؟
, شد مصطفى خصلات شعره بغيظ: أستغفر **** ياااارب ..
, ثم نظر إليه هاتفاً: تصدق .. مش الحق عليك ااحق عليااا أنااا اللي ضميري بعذبني وعايز أعتذر .. ده أنا كان لازم أولع بيك من ساعتها ..
, رمش سيف بعينيه بتفكير ليهتف: لا برضه مش فاهم ..
, مصطفی ببرود: مفيش شوفتك سكران وبتشرب قومت صوّرتك وبعتله الصورة مع كام كلمة حلوين يشعللوه عشان يقتلك وتولع بينكوا .. واضح كده فهمت يا حبيي ؟
, هزّ سيف رأسه بالإيجاب ليصرخ فجأة : أه يااا واااطي وأنا أقول أدهم كان مش طايقني ليييه ؟ أا ثانية بس هو مش انت اعترفتلي بيها من زمان ولا إيه !؟
, مصطفى بغيظ: أه بس دلوقتي افتكرتها اووي لأنها بنفس يوم ميلادي ..
, هز سيف رأسه ليعود ويهتف: آه يا واطي أدهم مكنش طايقني بسببك ..
, مصطفى: ياريته قتلك وريحنا منك كان أحسن ..
, هتف أدهم بغضب: أيوه يا مصطفى برافو صغر عقلك كمان ..
, التفت له سيف بحذر: أنت تقصد إييه ؟
, مصطفى بسخرية: واضحح جداً يا حبيبي قصده إن دماغك صغير وأنا مش لازم أصغره زيك ..
, هتف سيف بصدمة: جوجو شوفتي ولادك بيعملوا بيا إييه ؟ مش كفاية مجابوليش العربية ؟
, زفرت جمانة بغيظ من هذه الإسطوانة التي تشتغل أمامها كل يوم .. ومصطفى وسيف كل يوم على هذه الحالة فمصطفى ينتقم من سيف في الشركة ليأتي دور سيف ويردّ له الصاع صاعين في البيت ليعود مصطفى ويردّ اعتباره في الشركة ليعود سيف وينتقم في المنزل من جديد ..
, هتفت ناظرة لليلى التي تجلس بجانب أدهم تتكئ برأسها على كتفه بنعاس: اطلعي يا حبيبتي ارتاحي أنتي شكلك تعبانة ..
, نظرت لها ليلى تهز رأسها بنعاس لتهتف جمانة: شيلها يا أدهم مينفعش تتطلع السلم هتتعب ..
, أدهم: قولتلها ننتقل الأوضه تحت هي مش عايزة ..
, ضحكت ليلى تمد ذراعيها له: عشان تشيلني يا حبيبي يلا شوف شغلك بقا ..
, نظر إليها بغيظ: مش هييجي الولد لغاية م ضهري يتكسر ..
, هتفت بغيظ: قصدك إييه أنا تقيلة وتخينة ؟ سامعة يا جوجووو ؟
, جمانة: لا يا حبيبتي أنتي ست البنات مترديش على حد ..
, نظرت إليه بانتصار هاتفة: يلااا بقا شيلني ..
, تنهد باستسلام كما في كل يوم ليرفعها بين ذراعيه بسهولة رغم كبر بطنها وازدياد وزنها ولكنها تبقى كالريشة بين يديه ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, بعد عدة أيام ..
, فتحت عينيها بعد منتصف الليل .. تشعر بتعب كبير .. مدّت يدها تمسح فوق بطنها برفق وهي معتادة على حركات صغيرها داخله كالعادة ..
, صغيرها الذي تبيّن بأنه ذكراً .. ابتسمت بسعادة كبيرة وهي تتذكر فرحتها هي وأدهم عند سماعهم بالخبر لتبقى بعدها تتأمله بجنون علّه يأتي شبيهاً به ..
, ازداد الوجع الذي تشعر به في بطنها لتعضّ فوق شفتها بخفة وتُحاول الإعتدال ..
, نظرت بجهة أدهم لتراه غارقاً في النوم .. مسحت على بطنها من جديد ولكن الألم فاق استطاعتها لتصرخ: أدهمممم آه ..
, تململ في نومه وتقلّب .. كاد يعود للنوم لتهزه بيدها صارخة: أدهمم الحقنيييي آه أدهم ..
, نهض يفتح عينيه بنعاس وقلق .. أشعل المصباح بجانبه ونظر إليها بقلق: في إييه مالك أنتي كويسة ؟
, طرقات ارتفعت على الباب وصوت مروۃ تهتف: ليلى أدهم أنتوا كويسين ..؟
, تمسّكت ليلى بثياب أدهم هاتفة بألم: الحقنييي يمكن بوولد ..
, رمش بعينيه بعدم استيعاب ثم نظر للساعة بجانبه هاتفاً: دلوقتي ؟ الساعة لسا تلاتة استني للصبح طيب ..
, جحظت عينيها بغيظ وغضب لتجذبه من ملابسه أكثر صارخة: بقوولكك بووولدد بوولد يا غبي أستناا إيييه ؟؟
, دخلت مروة يتبعها سيف سريعاً بعدما استمعا لصراخها لتُسرع مروة إليها بخوف: اهدي يا ليلى مالك أنتي بتتوجعّي ؟
, هتفت ليلى بألم وصراخ: الحقيني يا مروة أنا بووولد ..
, صرخت بغضب عندما رأتهم متجمّدين أمامها : الحقووني يا كلااااااب ..
, قفز أدهم عن السرير يدور في الغرفة ليقترب منها سيف هاتفاً: اهدي كده اتنفّسي خودي شهيق زفير شهيق زفيير .. علّميها يامروة ..
, مروة باستنكار: أعلّمها إزاي كنت ولدت قبل كده ولّا إيه ؟
, نظر أدهم لسيف الذي يقف بجانبها يُعلمها ماذا تفعل وهي تنظر إليه ببلاهة .. تغيرت معالم وجهها أكثر لتصرخ بألم كبير أفزعهم ..
, صرخت وبدأت تبكي ألماً: الحقووني منكوا لله خدوني المستشفى أنا هعلّمكووووو ..؟
, هتف أدهم سريعاً: بسرعة يا سيف امشي جهز العربية هغير هدومي ..
, صرخت بجنون: تغييير إيييه يا رووح أمككك بقولك بوولدد ..
, هتف بها باستنكار: أومال عايزاني أروح كده !؟
, صرخت مروة بخوف: خلااص يا أدهم غير بسرعة البت هتمووت ..
, صرخت ليلى وهي تجذبها بشعرها: بعد الشر عنييي يا جزززمةةة أنتي هتفاولي عليااااا يا جوجووووو هاتولي ماماا أنا عايزة ماماااا آآه يا كلاب منكوا لله منكوا لله أنا كان مالي ومال الجواااز من أم العيلة المتخلّفة دي ..
, خرج أدهم بسرعة ليحملها بين يديه .. أحاطت عنقه سريعاً وهي تصرخ ليهتف بغيظ: خلاااص فهمت انك هتولدي خرمتي ودنيي ..
, جذبت خصلات شعره بغيظ صارخة ليصرخ بألم: يابنت المجنووونة اهمدي بقاا ..
, شدّت على رقبته حتى كادت تخنقه وهو يُحاول إبعاد يديها عنه لتصرخ جمانة عندما وجدتهم ينزولون درجات السلم ويتبعهم مصطفى وعبير بعدما استفاقوا على أصواتهم: فييه إيييه مالها ليلى ؟
, صرخت ليلى ببكاء: هوولد الحقيني يا جوجوو هموووت ..
, صرخ أدهم وهو يخرج من الباب: بسسس اخرسي بعد الشر اتنفسي اتنفسي ..
, صرخت بغيظ: أنت هتعمل زي أخوووووك منكوا لله عيبة مجنوونة **** ياخدكووووا ؟
, صرخ بألم عندما عضّته في رقبته ليُبعدها عنه بغيظ: يابنت العضاضة يابنت الجزمة ..
, صرخت وهي تضربه ليضعها في السيارة التي تجلس فيها مروة ويجلس بجانبها وسيف حرك السيارة ليُسرع بها للخارج ..
, أسرع مصطفى لسيارته يأخذ معه جمانة وعبير التي أخرجت هاتفها تكلّم نور ..
, وصلوا بعد لحظات ليخرج أدهم من السيارة بخوف وهو يرى هيئة ليلى المتألّمة وعرقها الذي بدأ يتصبّب منها ومع ذلك مازالت تُتمتم بشتائم لايعلم من أين تأتي بها ..
, بكت مروة خوفاً وتذكرت يوم ولادة ناريمان .. لينقبض قلبها بخوف أكبر على صديقتها ..
, حملها أدهم بين ذراعيه ودخل يتبعه الجميع وهو يصرخ بهم ..
, اقتربت إحدى الممرضات تجرّ نقالة تُقربها منهم ليُمدد جسدها فوقها وهي تشبثت بملابسه بألم: حسبي و**** ونعم الوكيل بيك حسبي **** ونعم الوكيل بيك يا ابن جماااااانة ..
, هتف وهو يقبل جبينها ويمسح فوق رأسها: أنتي بتتحسبي على إيييه دلوقتي اهدي كده انتي هتبقي كويسة أنا معاكي متخافيش ..
, صرخت بقوة ليفزع مُبتعداً عنها وقد صمّت أذنيه صرخت بغضب وبكاء وهي تجد الجميع حولها ينظرون إليها بقلق: منكوا لله منك لله يا أدهم يا ابن أم أدهم .. منكوا لله .. آآآه ..
, تجهزت غرفة العمليات سريعاً وهي تصرخ وتشتم بهم لتصرخ ناظرة لأدهم: أشوف فيك يووم يا أدهم أشووف فييك عشرين يووووم .. سييييف سيف ده أنت مظلوووم ومخدووع يا سييييييف ..
, رمش سيف بعينيه مُقترباً منها: بتقولي إييه ؟
, صرخت بألم ليهتف أدهم: خلااص يا حبيبتي اهدي وصلي ع النبي كده ..
, هتف سيف: بتقول إني مخدوع لييه ؟
, هتف أدهم بسرعة: مفيش دي هرمونات الولادة مش أكتر ..
, صرخت بغضب: هرومونااات إيييه يا بن جمااانة .. منك لله كل اللي بيحصلي بسببك .. سيييف ده أنت مخدوووع انت مش عارف مستنيك إيييه آآه أنت مستني سيفووو ب بس هو..آآه
, هتف سيف بريبة: هو إيييه ؟ أوعى تقولي إنها بنت ؟
, هزّت رأسها بألم: آآه لااا ده وااااد واااد حسبي **** ونعم الوكيل ..
, جمانة بذهول: هي بتتحسب على مين يا أدهم ؟
, أدهم: لا متخديش في بالك هي مش عارفة بنقول إيه ..
, صرخت ليلى: حسبي **** ونعم الوكيل بييييك يا أدهمممممم ..
, ابتسمت جمانة بسخرية: لا واضح إنها متعرفش ..
, نظر لليلى بغيظ لتنظر له شزراً: اقسم ب**** أطلع من هنا بالسلامة بس وهوريك وشي التاااانيييي ..
, سيف بذهول: هو أنتي بقا عندك وشيين ؟
, ليلى بصراخ: من عاشر القوووم بقااا آآه سيف يا سيف أنت مظلووم آه٤ نقطة
, كاد يسألها من جديد لتقترب عدد من الممرضات ويدخلونها إلى غرفة العمليات ..
, وقف أدهم بالخارج يمسح وجهه بعنف .. ويدور حول نفسه ..
, هتف مصطفى: اهدا يا أدهم ان شاء **** هتبقى كويس ..
, نظرت عبير لمروۃ التي جلست فوق أحد المقاعد وبدأت في البكاء لتهتف: فيه إيه يا مروة اهدي ..
, مروم بارتجاف: م مش قادرة افتكرت ناريمان أنا خايفة عليها أووي ..
, التفت إليها أدهم سريعاً بقلق وعينين متوسعتين .. نظر نحو باب الغرفة التي دخلت منها بقلب خافق ..
, أقدامه مشت وحدها يُسرع بخطواته تجاه الباب ليفتحه ويدخل رغماً عن الجميع ..
, اقترب منها حيث استمع لصرخاتها المتألمة ليتألم قلبه أضعافها ..
, وجدها متمددة فوق أحد الأسرة وجهها محمر من شدة البكاء .. نظرت إليه بلهفة وبكاء: أدهممم الحقنيييي ..
, اقترب منها سريعاً لتستسلم الطبيبة التي تولدها بعدما شعرت بحاجتها له ..
, وقف بجانبها يمسح عرقها ويقبل جبينها ووجنتيها: أنا معااكي يا قلبي أهدي انتي هتبقي كويسة صدقيني وهتجيبي أحلا نونو بالعااالم ..
, بكت متشبثة به وهي تُقاوم ألمها: خايفة أمووووت .. أدهم لو مت٣ نقطة
, وضع يده فوق فمها ينظر إليها بقوة: متقوليش كده بعد الشر عنك يارب يومي قبل يومك ياليلی .. انتي هتولدي وهتيجيبي حيدر يا أم حيدر .. اهدي واتوكلي على **** ..
, بكت وهي تصرخ بألم ليُمسك يدها سريعاً وهي تضغط عليها بألم .. انحنی يُحاوط رأسها وقرب وجهه منها يُقبلها بجنون وخوف كبير هامساً بةل كلمات الغزل التي يحفظها غير عابئٱ بكل العيون حولهم التي تراهم وتسمعهم ما يهمه فقط أن تكون بخير ..
, بعد فترة من الوقت ..
, همست نور بخوف: هما اتأخروا كده لييه ؟
, هتف أحمد: اهدي ان شاء**** خير ..
, هتف حمزة الذي جاء مع والدته بفرح: يعني لولا هتجيب نونو وأنا هبقى عمه ؟
, ضحكت مديحة هامسة: أيوه شوفت هتبقی عم وأنت لسا صغنن كده ..
, فُتح باب الغرفة بعد لحظات لتخرج الطبيبة بابتسامة هادئة .. أسرع الجميع إليها لتهتف: الحمد**** المدام ولدت وجابت واد زي القمر .. جوزها لسا عندها دلوقتي هننقلها علی أوضة عادية.. ألف مبرووك ..
, ابتسمت مديحة بدموع: ألف حمد وشكر ياارب ..
, اقتربت نور تعانق جمانة التي خرجت دموعها فرحاً وسعادة ..
, ليخرج أدهم بعد لحظات وبين يديه لفافة بيضاء تحتوي صغيره .. ابنه البكر وفلذة كبده .. ابنه من معشوقته الذي انتظره طويلاً بفارغ الصبر ..
, أسرع الجميع إليه بابتسامات متوسعة ليمد سيف يديه يحمله بفرح ودموع: أنا بقييت عمممم سيفووو الصغير جه وأخيييراااا ..
, مدت نور يدها: اديهولللي ..
, أخذته منه بسعادة وبكت وهي تضمّه إلى صدرها بحنان .. همست: ألف مبروووك يا أبيه ..
, ابتسم لها يقبل جبينها بابتسامة دامعة ليُحاوط أحمد جسدها ناظرٱ للصغير بفرح ..
, احتضن مصطفى أدهم بقوة مباركاً: ألف مبرووك يا أدهم ع قبال م تفرح بيه وتشوف ولاده ..
, أدهم: أميين يارب وع قبالك ..
, اقترب منه سيف يعانقه بسعادة: مبروووك يا دومي ألف مبرووك ..
, أدهم: **** يبارك بيك يا سيفوو .
, اقترب من والدته يقبل رأسها لتهمس ببكاء: وأخيراً شوفت ابنك يا أدهم الحمد**** الحمد**** عيشت وشوفت اليوم ده ..
, أخذه من بين يدي مديحة التي كانت تقبله وتُريه لحمزة الذي شقت ابتسامة وجهه ..
, أعطاه لجمانة لتُمسكه بين ذراعيها وتنهمر دموعها بغزارة فرحاً وشكراً ..
, خرجت ليلى على السرير النقال لتُسرع مروة وعبير نحوها هاتفين: الحمد**** على سلامتك يا ليلی ..
, فتحت عينيها بتعب لتبتسم بعدها وتعود لتغمضهما بإرهاق ..
, نقلوها لغرفة عادية ليتجمّع الجميع حولها بسعادة بالغة والصغير بين يديهم ٣ نقطة
, فتحت عينيها بعد فترة لتجد أدهم يجلس بجانبها ويستقبلها بابتسامة سعيدة وعينين لامعتين ..
, ابتسمت له هامسة بدموع: أدهم ؟
, اقترب منها يقلبها: ياروح أدهم ألف مبرووة يا حبيبتي ألف مبرووك ..
, همست ببكاء: فين ابني عايزة أشووفه ..
, ساعدها أدهم على الإعتدال بجلستها وجلست مديحة من الجهة المقابلة تُقرّب منها ابنها ..
, ابتسمت بسعادة وهي تمسك جسده الصغير بين ذراعيها .. قربته منها تضمّه لصدرها تودّ لو تستطيع فتح أضلاعها وتخبئه .. أغمضت عينيها بإحساس غريب .. شعور كبير من الحناان طغى عليها .. شعور الأمومة الموجود في داخل كل فتاة منذ الصغير وها هي الآن أصبحت أماً .. بكت بجنون وهي تُقبل وجنته ورأسه بحب وحنان كبير .. لو استطاعت لقدمت له روحها إن احتاج لها .. نظرت نحوه بحنان جارف وابتسامتها متوسعة بسعادۃ ..
, مسح أدهم دموعها يقبلها وحاوط جسدها ليحتضنهما معاً: مبروك يا حبيبتي مبروك أنا مبسوط أووي ..
, رفعت نظرها إليه: أنا مش مصدقة و**** مش مصدقة ..
, عادت للبكاء لتربت مديحة فوق كتفها: **** يخليهولكوا ويتربى بعزكوا ياارب ..؟
, هتف سيف بفرح: ألف مبرووك يا أم سيفووو ..
, رفعت نظرها إليه ثم نظرت نحو أدهم ترفع حاجبيها ..
, رمقهم سيف باستغراب ليهتف فجأة: قوليلي يا لولا أنتي ليه كنتي تقولي إني مخدووع ؟
, نظرت إليه بدهشة متذكرۃ صراخها وجنونها لتضحك بتوتر: مفيش ده أنا مكنتش عارفة بقول إيه مش كده يا أدهم ..؟
, أدهم: أيوه أنا قولتلهم دي هرمونات الولادة ..
, ضحكت مروۃ هاتفة: انتي قعدتي تتحسبي وتدعي علينا كلنا .. يا لهووي أنا بكرا هيحصلي كده ؟
, نور بسعادة: أنا مبسووطة أوووي بقيت عنة للمرة التاانية ..
, هتف سيف بصراخ: الواااد فيين ؟ فين هاروون ؟
, جمانة بسخرية: دلوقتي افكرته ؟ هو مع الدادة سامية متخافش ..
, تنهد يهز رأسه بارتياح ليعود ويبتسم هاتفاً: هاا بقاا فين حلاوتي ..؟
, نظروا إليه جميعاً بغيظ ليصرخ: إيييه مش كفاية مجبتوليش العربية ؟
, صرخ مصطفی بغضب: اخرس يا سيف ولا حرررف ..
, نظر إليهم بغضب: أيوه طبعاً أنا لازم اتخرس ماااشي بس عشان سيفوو الصغير حبيب عمه هسكتلكوا ..
, نظرت ليلى نحو أدهم الذي رفع كتفيه بلامبالاۃ .. عادت لتبتسم ناظرة لصغيرها بين يديها .. تشعر بأن الدنيا أعطتها أكثر مما تستحق .. كم **** رحيم بعباده ليُخرج من ظلماتهم نوراً يُضيء دروبهم المظلمة ومن آلامهم يخلق آمالاً وأفراحاً كثيرة ..
, في نفس اللحظة التي دخلت بها كريمة ومحمود مع كرم وإسراء بعدما أخبرتهم نور ..
, في اليوم التالي ..
, خرجت ليلى من المستشفى وعادت إلی الفيلا ..
, ليستقبلهم الجميع بالترحيب والسعادة .. جلست في غرفتها ليقترب أدهم منها يجلس مقابلاً لها على السرير ..
, ابتسم ومد يده يُحيط وجهها بين يديه هامساً: شكراً يا ليلى ..
, ابتسمت هامسة: على إيه ؟
, أدهم بخفوت: علی السعادة اللي عايشها معاكي على أنك خليتيني أب .. ياااه متعرفيش قد إيه مبسوط وأبني قودام عينيا .. أنا مبسوط أكتر لأنه منك أنتي .. عاوزه يطلع شبهك بعينيكي وضحكتك وجنانك ..وحنانك ..
, ابتمست بعينين دامعتين هامسة: **** يخليك ليناا يارب وميحرمناش منك ..
, انحنى يُقبل جبينها بحنان لتتشبّث به متحسسة ضربات قلبه الصاخبة .. ليُحيط بجسدها بين ذراعيه دافناً وجهه في عنقها مُستنشقاً رائحة خصلاتها الشمسية ..
, بعد فترة ..
, صرخ مصطفى بغضب: اعقل يا مجنوووووون ..
, صرخ سيف بغضب: ابعدووو محدش يقرب يا كلاااااب يا خاينيييين أنا هوريكوووا ..
, صرخت مروة: اهدا يا حبيبي مش كده ..
, كان يقف فوق طاولة المكتب الخاصة بأدهم .. يرمي كل شيء أمامه أرضاً .. ويضرب بقدمه فوق الطاولة ذات السطح البلوري ليتكسر أسفله .. صرخ مصطفى عندما اتجه سيف نحو أحد الأركان مخرجاً الملفات العديدة الموضوعة بها ويلقيهم أرضاً وهو يُمزقهم بغيظ ..
, مصطفى: أنت مجنووون يالاااا اهداا بقاا كله علشان حتة اسم ..؟
, نظر إليه بجنون: حتة أسمممم بقا اسمي بقى حتة اسمم يا حيوااان ..؟
, مصطفى بغضب: احترم نفسك يا زفت ..
, نزل أدهم درجات السلم ليرفع حاجبيه من الدمار الذي حل بالمكتب هاتفاً بغضب: إيه اللي بيحصل ده ..؟
, نظر إليه سيف بجنون: أهوو الباشااا الكبير وصلل .. حيدرررر ؟ بقااا حيدر أحلااا من سييف يا حيوااان ..؟؟
, وسع أدهم عينيه صارخاً: أنت يا قليل الأدب اخرررس مش عايز أسمع صوتك وإلا هقتلك ..
, سيف بصراخ: ضحكت عليااا يا كداااب وأنا أقوول ليلى قالت إني مخدووع ليييه ..
, هتف أدهم: أنت مين اللي قالك .. ماما ؟
, سيف: ومش عايزها تقولي برضه ؟ أنت فاكر نفسك هتخدعني لحد إيمتى ؟
, أدهم: طب مااشي خلاص حيدر ولّا سيف هو اسم ..
, صرخ سيف وهو يُمسك الكرسي خلف المكتب ليقذفه باتجاههم ..
, صرخت مروة مهرولة خارج المكتب وانحنى مصطفى يتفاداه .. نظر حيث الحائط الذي ضرب به الكرسي ليضع يده فوق صدره متنهداً بارتياح ..
, هتف أدهم: اعقل وبلاش جنانك ده .. خلاااص أنا سميته حيدر وخلصناا بكرا أما يجيك ولد سميه سيف ..
, هتف سيف بنحيب: حراااام عليكوااا و**** حرام فيها إيه يعني لو سميته سيف هتخسر إييييه ؟؟ منكوا لله أنتوا بتكرهوني أنتوا مش بتحبووني أناااا عاارف ..
, نظر إليه مصطفى بتوتر وكعادته يتأثر ليهتف: فيها إيه لو سميته سيف يا أدهم ؟
, رمقه أدهم بغيظ: اخرس أنت التاني اللي شايفه قودامك ده كله تمثيل مش عارف يعني ولّا إيه ..؟
, هتف سيف: مش عااايز مش عااايز أنا عاوزك تسميه سيفووو حرااام عليك ..
, هتف أدهم: قولتلك سمي أبنك سيفو ..
, سيف بنفي: لأ أناا عايزه أبنك أنت وأنا سمي أبني أدهم .. وكده يبقى أبنك اللي هو سيفو على اسمي يبقى الباشا الكبير يطالع كل اللي كنت تعمله بيا على أدهم .. ويبقى أدهم ابني هو الصغير مش زينا كده ..
, وسعت مروة عينيها بصدمة: نهااارك أسوود أنت هتضحّي بأبنك عشان كده يا غبي ..؟
, سيف: ملييش دعوۃ حراام عليكوا مخطّطاتي باااظت ..
, أدهم بذهول: أنت إيه اللي بتقوله ده ياحيوااان ده اللي يسمعك يقول إني وحش ومش راحمك ؟
, هز سيف كتفيه بنحيب: حراام عليكوا مصطفى قول حاجة عشان خاطري مش أنا أخووك حبيبك اللي بتحبني ومش هتزعلني ؟ أنا مظلووم يا مصطفى متظلمنيييش ..
, هتف مصطفى مُتأثّراً: يا أدهم ا٣ نقطة
, قاطعه أدهم بغضب: ولااا حرف يا مصطفى ..
, نظر مصطفى سيف يهز كتفيه بقلة حيلة ليصرخ سيف : أنا هوريكوا إن مجننتلّكش اللي اسمع حيدر ده وخليته يلفّ حولين نفسه ميكونش اسمي سيف ..
, صرخ أدهم بغضب: جررب بس تقرّب منه ولّا تعلّمه على تفاهتك دي وهكون مووولع بيك ..
, دفعه سيف من طريقه وخرج من الغرفة بغضب ليصرخ أدهم: ولسااانك القذر ده هقطعهولك قريباً صبرك عليا يا واطي يا حلوف ..
, بعد عدة أشهر ..
, يجلس سيف على الأريكة في صالة الفيلا ..
, وأمامه الصّغيرين هارون وحيدر ..
, كان هارون يجلس بشكل مترنح بجسده الصغير ويحرّك يديه ورجليه بسعادة والصغير حيدر بجانبه يتكئ برأسه فوق جسد هارون يضع إصبعه في فمه يمتصه ويُخرج أصوات طفولية ومناغشة مُحبّبة ..
, هتف سيف بحزم وكأنه يُحدث أشخاص بالغين: سامعين بقلكوا إييه ؟ أنا سيفو وأنت هارون أنت ميين ؟ هاروون .. برافو عليك يا ولدي ..
, نيجي بقا للباشا الصغير ياخوااتي ع الحلاوة دي زي أدهم عسلللللل .. بص يا حبيبي أنت سييف اسمك إييه ؟٣ نقطة سيفو أنت سيفو أنا سيفو كل الناس سيفووو احفظها كويس سيفوووو .. سيفوو ..
, نظرت إليه جمانة بتحسّر على الصغار أمامه الذين لايفقهون شيئاً .. كل يوم يُجلسهم على نفس الجلسة هذه يُعلّمهم بالقوة أسمائهم ..
, دخل مصطفى من باب الفيلا لتهتف به: إلحق يا مصطفى سيف هيجنّن العيال ..
, التفت نحو سيف الذي يُمسك وجه هارون الذي بدأ يغفو على جلسته ورأسه يتدلّى فوق صدره .. أمسكه بوجهه يُربّت على وجنتيه: إصحى يا هارووون يا هرهر يا حبيبي يا ولدي يا فلذة كبدي يا ضنايا أنت .. اصحى فهّم الواد الرزل ده إنه اسمه سيييفووو ..
, هتف مصطفى بحنق: و**** مفيش رزل هنا غيرك .. أنت بتعمل بالعيال إييه ؟
, رمقه سيف بغيظ وغضب ثم عاد لعمله مع هارون وحيدر ..
, هتف وهو يقرص وجنة الصغير حيدر: سيفو حبيبي ياقلبي ركّز معايا هناا ..
, قطّب جبينه والصغير يلعب بقدمه الصغيرة ليُمسكها ويرفعها نحو فمه وهو يُخرج أصوات مناغشة ..
, هتف سيف به وهو يهز رأسه: بتاكل رجلك ؟ مجوّعينك أبوك وأمك مش كده ؟ شوفت إنك ملكش غيري أنا عمك اللي بيحبك واللي اسمك على اسمه ..؟
, جلست مروة قريبة منه تأخذ هارون ليصرخ: سيبيه ..
, هتفت بغيظ: حرام عليك يا سيف مش شايفه نايم على نفسه ..؟
, هتف بحزم: لسا الدرس مخلصش ..
, تأففت بغيظ ليتعالى بكاء هارون الصغير مُتمتماً بحروف غير مفهومة: أب م ا..
, ابتسم سيف باتساع: حبيبي اللي بيتكلم .. قول باااباااا .. سيفووو ..
, أخذته مروة رغماً عنه تحمله بين ذراعيها لتُهدّئ بكائه ..
, راقبها بغيظ ثم نظر نحو مصطفى الذي يُكتّف يديه ويُتابعه بغضب ..
, تجاهله ونظر للصغير الآخر: سيفووو ..
, تابع الصغير أكل قدمه بتجاهل ليهتف سيف بحذر: حيدر ؟
, رمش الصغير بعينيه ورفع رأسه نحوه بانتباه ليشهق سيف بغضب: نهاااركوا أسود يا ولاد الكلللب .. مين بعلّمه من ورايااا اعترفووو ؟
, ابتسم مصطفى بشماتة: محدش عمال يعلمه غيرك بس أنت مستر فاااشل .. بعدين ده ابن أدهم لو قدرت على أبوه الأول يبقى هتقدر عليه دلوقتي ..
, نظر سيف نحو الصغير بغيظ وغضب .. لتقترب منه ليلى بابتسامة .. بدأ يضحك باتساع ويرفع يديه نحوها لتبتسم له وتحمله وتبدأ في طبع قبلات متعدّدة على وجهه ويديه ورجليه بسعاادة: حبيب لولاا العسل بيعمل إييه ؟
, دخل أدهم من باب الفيلا ليبتسم مقترباً من ليلى بسعادة .. ما إن رآه الصغير حتى تعالی صوت ضحكه أكثر ..
, ضحك باتساع ومد يديه يأخذه من أحضان ليلى ليرفعه عالياً ويعود ويُنزله كما يُلاعبه دائماً ..
, هتف وهو يدفن وجهه في رقبته: حيدورة قلبي حبيبي عاامل إيه يابطل ؟
, رفع نظره نحو مصطفى الجالس يتابعهم وتجلس بجانبه عبير .. رفع نظره ينظر لسيف الذي يرمقهم بغضب: إييه مالكوا ؟
, سيف بغضب: مين اللي قايل لسيف إنه اسمه حيدر ؟
, هتف أدهم ببرود: تقصد ميين اللي قايل لحيدر أنه أسمه سيف ..
, سيف بغضب: أدهممم ..
, أدهم: إيييه ده يا حيوان اتلم يا كلب وأنت بتتكلم معايا ..
, سيف :إييه مقولتش حاجة قولت أسمك بس .. هو اسمك بقا شتيمة ؟
, ثم نظر لهم بغيظ: أنتوا لييه بتعملوا كده مش كفاية مجبتوليش العربية ؟
, مصطفى: أنت بقيت بتشتغل ليه مبتجبش عربية بنفسك ..؟
, سيف: لااا أنا عايزها تبقى هدية ..
, دخلت نور وأحمد من باب الفيلا لتهتف نور باستغراب: إيه العربية الجميلة اللي برا دي ؟
, ابتسم أدهم واقترب مُرحّباً بها بسعادة لتأخذ الصغير من بين يديه وتبدأ بملاعبته ..
, هتف سيف: عربية إييه ؟
, أدهم بسخرية: اطلع وشوف بنفسك ..
, أسرع يركض للخارج ليجد أمامه الحراس متجمّعين بجانب سيارة سوداء مكشوفة لامعة وفاخرة تشبه خاصة نور .. عليها كتابات باللون الفضي اللامع ..
, ابتسم باتساع صارخاً: زهيير الكلب إيه ده ؟
, زهير بغيظ: دي العربية بتاعتك يا سيف بيه ..
, صرخ سيف بسعادة: إيييييه ؟
, اقترب يفحصها بتمعّن وسعادة ليجد أدهم يقف قريباً منه وبين يديه صغيره الذي يضحك في حضنه بسعادة ويتعلّق برقبته وهو يقبل وجنته ..
, هتف أدهم: هاا إيه رأيك ولعلمك بقا دي آخر عربية هجبهالك أنا بقا عندي عيال وبقيت أب ومسؤول عنهم ..
, ضحك سيف باتساع واقترب يأخذ الصغير بين يديه ويرفعه عالياً كما يفعل أدهم معه: حبيب قلب عمه يا حلوو أنت يا دردر ..
, أدهم: دردر إيه ؟
, سيف بضحك: دردر ده دلع حيدر خلاااص يامعلم حيدر حيدر زي م أنت عايز .. ده حيدر حبيب عمه اللي هجوّزه بنتي ..
, أدهم باستنكار: نعم ياخوياا ده على جثتي ..
, سيف بغضب: هاا هنبدأها من دلوقتي .. مش كفاية وافقت على حيدر ..؟ بعدين مالها بنتي يعني ناقصها إيد ولّا رجل ؟
, تأفف أدهم بغيظ ليهتف: مش لما تيجي الأول .. فكك من الكلام ده دلوقتي .. والتهي بعربيتك الجديدة ..
, ابتسم سيف بلهفة واقترب منه سريعاً يعانقه بشدة ليصرخ الصغير باكياً بينهم ..دفعه أدهم بغيظ وأخذ الصغير هاتفاً: هتخنقه يا حيواان ..
, ابتسم سيف بامتنان: متشكر يا دوميي يا حبيبي .. **** يخليك ليا بس دي مش آخر عربية مليش دعوۃ زي م حيدر ابنك أنا برضه أبنك ولّا تخليت عني ؟
, ابتسم أدهم متنهداً: أنت ونور متخلاش عنكوا بحياتي كلها ولو جاني مية عيل غير حيدر .. ده أنا إحساس الأبوّة مش أول مرة حسّيته مع حيدر .. لا أنا حاسه من زمان أووي من لما كنت عيل صغير واضطرّيت ابقى أب لعيلين حلوين زيك أنت وأختك ..
, ابتسم سيف بسعادة وعينيه تلمعان: **** يخليك ليا يا أدهم ..
, رفع نظره ليجد مروة تراقبهم من شرفة غرفتهم ليصرخ: بت يا مرمر انزلي نلف شوية بعربيتي الجديدة بسرررعة وجيبي هرهر معاكي ..
, هتفت بضحك: هرهر نااام هنزل أناا ..
, ركض بسرعة يستقل السيارة ليُدير مُحرّكها ويضغط على بوقها بشدة وسعادة ..
, دخلت مروۃ بجانبه تُصفّق بحماس ليجد مصطفی يقفز جالساً من الخلف بعدما رفع جسد عبير لتجلس بجانبه ..
, التفت إليهم باستنكار: إيييه ؟
, عبير بحماس: هنلفّ بالعربية الجديدة يلا بقا يا سيفووو ..
, مصطفى: اتحرك يا سيفو خلّصنا بقا ..
, تأفّف بضيق ولكن عندما تحركت به السيارة عاد لابتسامته السعيدة المُتحمسة ..
, راقبهم أدهم بسعادة ليشعر بيدين تُحيطان بظهره من الخلف .. ابتسم واستدار لتظهر أمامه عينين خضراوتين يعشقهما ..
, همست بحب: **** يخليك ليهم ويخليهوملك ..
, ربّت فوق وجنتها بحنان: ويخليكي ليا يارب ونجيب أخ صغنن لحيدورة قلبي ..
, ضحكت بسعادة تمسح فوق شعر الصغير بين يديّ والده لتبتسم وعينها تلمعان: **** يخليه لينا ونشوفه عريس ..
, ابتسم بحب هامساً: أميين يارب ..
, انحنى نحوها يُقبل إحدى غمازتيها .. لينتقل للأخرى يقبلها بحرارة وحب .. لتبتسم تنظر إليه وهو يقبّل صغيره بحب وفي عينيها عشق يكبر يوماً بعد يوم .. تتأمّله وكأنه الرجل الوحيد في حياتها وكأنه آخر رجل على وجه الأرض وتدعو **** أن يُديمه عليها سندها ، أمانها ، وملجأها كما هو للجميع ..
, شعر بأن البطلة ستموت في نهاية الرواية فأغلق الكتاب سريعاً ..
, وعندما سألوه لماذا أخبرهم:
, النهايات نصنعها بأنفسنا ..❤
, ٢٥ العلامة النجميةالنهاية٦ العلامة النجمية
 
رووووووووووووووووووووووووعه
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%