𝗟𝗘𝗚𝗘𝗡𝗗 𝗞𝗬𝗦𝗘𝗥
مشہرفُہ قسہم الہصور
طاقم الإدارة
مشرف
نسوانجى مثقف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
نسوانجي قديم
ناشر صور
ناشر مجلة
عزيزي القارئ هذه قصص منقولة عن لسان مؤرخين ومفكرين وباحثين وأنا لا أضيف شئ أو أنقص شئ منها وأتمنى لكم قراءة ممتعة.
أول ساحر معنا وهو
عبد**** الحظرد
وهو من أصل يمني عربي وهو من أصحاب النسب والنفوذ والرقي وأيضاً شاعر ولقب أيضاً بالمجنون ولكن هنا يدخل مطمعم قلب كل رجل ومن الراجل ما يطمع في الشهوات والمال والنساء والسلطة ولكن هذا الرجل مطمعه في النفوذ إلا أبدي السيطرة وهنا تبدأ رحلت عبد**** الحظرد .
ومعلومه أنه حقيقي وليس روايه كما كتب البعض لكاتب أمريكي.
عبد**** الحظرد شاعر يمني الأصل ، كان معروف بين الجميع بأنه شخص مجنون ، وذلك لأفكاره الغريبة بشكل دائم ، فهو كان يؤمن بأن الغوص في الماضي ، لا يمكن أن يتم سوى بالاتصال ببعض المخلوقات التي عاشت ، خلال تلك الفترات المنصرمة من تاريخ البشرية ، وتلخصت فكرته في محاولة اللقاء بالجن ، فهم في رأيه مكن عاشوا قبل وجود الإنسان ، ولديهم من الأسرار ما قد يعيد للبشرية الكثير من المفقودات ، ويحل الكثير من الألغاز غير المفهومة .
how to create a url for an image
قرر الحظرد أن يسافر وحده ، عبر صحراء الربع الخالي ، بحثًا عن الجن وآثارهم ، قرابة العشر أعوام وقد كان في اعتقاده ، أن الصحراء من أكثر الأماكن الموحشة والغامضة والخالية ، التي يمكن أن يستقر بها الجن والوحوش والشياطين أيضًا .
عقب تلك الفترة الطويلة لمغيبه ، عاد الحظرد إلى وطنه ، وقد حمل كتابًا قال أنه قد قام بتأليفه ، وأن هذا الكتاب كنز لو يعلمون ، فهو يحوي كافة أسرار وخبايا السحر والطلاسم الحقيقية لجلب الجان ، وتسخيرهم ، حيث التقى الحظرد كما ادعى ، بالعديد من الشياطين والجن ليتعرف من خلالهم ، على لغتهم وكيفية الاستعانة بهم ، وتعلم منهم أسرار السحر والموتى والمخلوقات التي عاشت ، قبل وجود الجن والإنس معًا كذلك ، ولم يكن الأمر سوى دجل واضح من الحظرد ، فقد عرف عنه الخيال الخصب والواسع .
قام الحظرد بتأليف كتابه المعروف باسم مخطوط العزيف ، والذي احتوى على الكثير من الطلاسم واللغات غير المفهومة ، ويعني اسم العزيف في لغتنا العربية ، صوت الحشرات الصادر في سكون الليل ، حيث كان العرب يعتقدون قديمًا ، بأن صوت الحشرات هذا هو في الأصل صوت الجن عندما يتهامسون في الليل .
ادعى الحظرد أن تلك اللغات التي يذخر بها كتابه ، ما هي إلا لغات الجن المعروفة لهم ، والتي كانوا يتحدثون بها وقد علّموه إياها ، كما احتوى الكتاب أيضًا على بعض الصور التي رسمها الحظرد ، للمخلوقات والجن التي عاشت على الأرض قبل وجود البشر
بالطبع رجل عاش مشتهرًا بجنونه ، وأتى بكتاب لا يعلم سوى **** من أين أتى به ، أن تنتشر الأساطير حوله ، فقد قيل أن وفاة الحظرد لم تكن طبيعية أيضًا كعقله وأفكاره ، حيث روى البعض بأن الحظرد ونظرًا لاستخدامه السيئ ، لما رواه له الجن بشأن الطلاسم ولغاتهم ، قد انتقم منه الجن ، بأن أرسلوا له مخلوقًا غريبًا هاجمه وهو جالس بين الناس ، والتهمه في غمضة عين واختفيا سويًا
تم ترجمة هذا الكتاب فيما بعد ، إلى عدة لغات منها الإنجليزية ، وقد حصل الكاتب ومؤلف قصص الرعب والخيال العلمي لافكرافت ، على نسخة من هذا الكتاب وذكر بعضًا مما كُتب فيه ، في رواية له باسم أسماء الموتى ، كما أن هناك العديد من أفلام الرعب المستوحاة من هذا الكتاب .
قام الفاتيكان بإحراق العديد من النسخ المنتشرة من هذا الكتاب ، وتم الاحتفاظ بنسخة واحدة في مكتبة الفاتيكان الخاصة ، إلا أن الساحر آليستر كراولي ، استطاع الحصول على تلك النسخة والاستعانة بها ، فيما قام بتأليفه من كتب شريرة ، وقد عُرف عن آليستر كراولي بأنه من أقذر السحرة على مر التاريخ
لا تنسوني بالدعم لتكملة باقي السحرة وقراءة ممتعة للجميع ❤️
القصة الثانية
وبعد حكايه الساحر الحظرد نكمل ونبدأ تاني حكايه معانا مع أكبر وأشرس السحرة وهو لقب بأبن الشيطان وهو ما وصل به من سحر وجبروت كانت تخشاه باقي السحرة
هازارد
في عهد النمورد بعد بداية عهد النمرود على ضفتي نهر الفرات والعراق انتشر السحر في أرض بابل كانتشار النار في الحطب اليابس فقط ذكر **** بابل في القرآن الكريم وبين أن الشياطين كانت تتلو السحر على الناس وتعلمهم إياه فلم تشهد الأرض في ذلك العصر سحرا أكبر من سحر بابل حتى ان كهنة آسون وشياطين معبد أمون تعلموا الصحراء الأسود منهما وافشوه في مصر القديمة
فقد ذكر المؤرخ الآرامي نيبو أن البابليين انتصروا على الآراميين بعدما استحوذوا على السحر الأسود والشعوذة ضدهم حتى طمست عقولهم واعينهم وباتوا لا يقدرون على القتال.
قصة الساحر هازارد
انتقل سحر في بابل جيل بعض جيل بعدما أرشفوا كتاب التلاصم والشعوذة وتفننوا فنون السحر إلى أنه ظهر من بينهم ساحر لم تشهد الأرض مثل خبثه وقوة سحره في ذلك العصر وهو هازارد الساحر
الساحر هازارد هو اخطر ساحر في التاريخ وعرف بذلك الاسم تيمم باسم النمرود المتجبر فأصبح كبيرهم في الشر وزعيمهم بالسحر الأسود لكنه تفرد بسحر لم تعرفه بابل
ذلك ليس خرافة أو ضرب من ضروب الخيال بل هو حقيقة أكدها القرآن الكريم ووثقها التاريخ القديم والحديث
انطلق للعالم من أرض بابل وأكاد وأشور وسومر وكان البابليون الشعب الذي يؤرخ كل شيء كان لديهم نظام غريب للتاريخ
حتى بات عندهم أكبر مكتبة حوت من مختلف العلوم إلى أنها حوت بين ألواحها شر قديما وهمسات ملعونة عرفت باسم السحر الأسود القديم
روت هذه الالواح طلاسم من السحر لن اكتبها ولكنها ذكرت معارك بابل وكيف انتصروا على أعدائهم بالسحر والشعوذة
ذكر في التاريخ القديم أنه ولد في بابل ساحر من أخطر سحرة العالم في السحر وذلك في عام 1900 قبل الميلاد أي بعد مئات الأعوام من هلاك النمرود.
لم تروي كتب التاريخ عن حياة الساحر هازارد الأولى لأنها ركزت فقط على مدى قوة سحرية وطغيانه في بابل
كان ذلك الساحر هو هازارد الساحر هذا أمير السحرة وكبيرهم.
كان في بداية حياته شديدة التأثر بأساتذة السحر في مدينة اوروك وهي مدينة سومارية بابلية تقع على ضفاف نهر الفرات وتبعد عن مدينة أور حوالي 35 ميلا
تعلم الساحر هازارد السحر والشعوذة من ألواح السوماريين والآشوريين ومن فنون البابليين في السحر الأسود
ولكنه أتى بسحر خبيث يعتقد و**** أعلم أنه تعلمه من الشياطين وهو سحر منزاز الشيطاني ومنزاز كلمة بابلية تدل على أرواح الموتى
وسحر منزاز هو نوع من السحر الأسود يقوم على تحضير الأرواح لمعرفة الإسرار والخفايا أو ماضي عن حضارة ما .
والأمر المؤسف ان سحر منزاز ما زال يمارس إلى الآن وهو من أبشع أنواع السحر على الإطلاق يقوم هازارد بسحر النكرومانسية بطريقتين الأولى يقوم برسم التلاصم على الأرض والتمتة بطريقة خاصة ومن ثم القيام بطقوس تقشعر لها الابدان
واما الطريقة الثانية هي أكثر بشاعة من الأولى فتقوم على التمثيل لأجساد الموتى لمعرفة كل ما عرفوه وسمعوه وتعلموهم خلال حياتهم الدنيوية
إذا سحر النكرومانسية أو سحر الشَّعنَذة هو سحر يستخدم طريقة لتحضير الأرواح واستخلاص الاسرار من الموتى
كان لهذا السحر أثرا عظيم في بابل فقد جعل من الساحر هازارد اسما تهابه سحرة أوروك وتلعنه كهانة أشون ومعابد أمون فقد بات يقصده أهل بابل لتنجينا ومعرفة الأسرار والخفايا التي لا يعلمها إلا الشخص عن نفسه
سحر القرين الذي كان يستخدمه هازارد الساحر
وفي هذا الأسلوب كان الساحر هازارد يقوم بتحضير القرناء من الجن والشياطين بعد أن يخضع لطلباتهم فيعطوه أسرار من حياة قرنائهم بني البشر
ولكنهم لا يعطون أيا من هذه الأسرار إلا بعد أن يقوم المستحضر بأمور لا يمكننا ذكرها لأنها كفر وشرك ب**** ولعياذ ب****.
منها كان هازارد الساحر يعلم في قرارة نفسه أن السحر الذي أظهر بابل ما هو إلا خدمته للشياطين
عظم شأن هازارد الساحر وكبر اسمه وازداد مع الأيام شرا في السحر وفنونه الحقيقية التي تخفى الساحر هازارد ورائها لم تكن كما كان يعتقد أهل بابل
وإنما كانت تكمن في سحر العيون واسترهاب العقول واستخلاص المعلومات من قرناء الإنسان من الشياطين فقد كان يدعي بأنه كان يقوم بتحضير الأرواح فهذا كذب وافتراء كبير
لأنه في الحقيقة كان يقوم بتحضير قرين الشخص المتوفي والقرين تبعة لشريعة الإسلام هو الجن فلكل إنسان قرين متفرد فلا يوجد قرير واحد لشخصين أو قرينين لنفس الشخص
فكلمة القرين تعني حرفيا الرفيق الدائم فهل يوجد إنسان يجهل نفسه كذلك القرين يعلم أدق التفاصيل عن نفسه
كيف تعلم الساحر هازارد السحر الأسود اشد وافتك أنواع السحر؟
لنكمل أراد سحرا خاصا يعطيه قوة حقيقية
فكان يسعي لتعلم الماجي البابلي والماجي ليست المكعبات التي تستخدمها في مطبخك بل هي كلمة بابلية تعني السحر الأسود ظهرت في عهد النمرود
ويقال و**** أعلم أنه استخدم سحر منزازو لتحضير القرناء واكتساب سحر من سحر عزازيل وشبهزيل وهما الإسمان اللذان سجلهما التاريخ البابلي كناية عنها هاروت وماروت
فقد يعتقد أن سحرهما من أشد وأفتك أنواع السحر الذي نزل في باب قديما فذكر أنه استحضر بعض قرناء ذلك الزمان
بينما يذكر لكاتب أحمد خالد مصطفى في روايته أنتيخريستوس أنه قام باستحضار قرين الفاتنة عشتار أميرة الجمال ومهووسة الملك وذلك من أجل نسخ تعاليم السحر القديم
فعشتار أكثر من عاشر السحرة وخالطت شرهم وقد خلدها الرومان في تاريخهم باسم فينوس والهها اليونان باسم أفروديت وأما العرب عبدوها باسم اللات ولعياذ ب**** .
تذكر الروايات ان الساحر هازارد كان يسجد لابليس تماما كما فعل النمرود لاكتساب سحر اكبر وشر خبيث فهل سيتوقف شر الساحر هازارد عند هذا الحد؟
الجواب البسيط بالطبع لا
كيف أجبر هازارد الساحر البابليين عن عبادة الشمس والنار والكواكب
أصبح هازارد الساحر فجأة يحض البابليين على عبادة الكواكب وتعظيم الشمس فقد كان البابليون يعتقدون أن للكواكب القدرة على التأثير في حياة الإنسان تماما كما يقول المنجمون اليوم
وتجد الكثير من الأشخاص يؤمنون في هذه الأمور لدرجة أنك تجد بعضهم قابعين في بيوتهم خوفا من الخروج لأنه سمع من دجال الأبراج والفلك أن المريخ سيدخل في مدار الجوزاء وهذا سيسبب لها الحظ التعيسة والفشل.
والأغرب من ذلك بأنه يسمونه علما من دون أن يدرك المستمع أنه نوعا من الدجل وهو شركة ولعياذ ب**** والأغرب من ذلك كله أن يدعي أنه **** ولكنه يؤمن بكلام الدجالين.
أو كما يعرفون اليوم بقارئي الأبراج والمنجمين الذين باتوا يظهرون على الشاشات في نهاية كل عام ويستمع إليهم ملايين البشر .
فتنهج الساحر هازارد هذا الأسلوب لإغراق الناس بوهم الأبراج وعبادة الكواكب وحيث أيضا علي تعظيم الشمس والنار وهو طلب خاص من الشياطين أنفسهم فقد كان بمثابة الشيطان الناطق في البلاد
إذ كان يضل بأمرهم فيزيدوه بسحرهم الأسود فالشيطان عشق قديم للشمس والنار فقد دعا جميع الحضارات قبل وبعد بابل إلى عبادة الشمس وتعظيمها وخداع الناس بأنها عظيمة وكبيرة أكبر من الأرض بمئات آلاف المرات
على الرغم بأن **** وصفها بالقرآن الكريم بالسراج ووصف الأرض بالقرار.
فمبدأ تعظيم الشمس والنار هو مبدأ اتخذه الساحر هازارد مع شياطينه لنشره بين سكان بابل وما يزال هذا النهج يطبق باستمرار .
يقول الكاتب هاري ساكز في الصفحة 441 من كتابه عظمة بابل علم التنجيم الذي كان التنبؤات وهذا نوع من التنبؤات يدعى بالقانونية والشرعية على ضوء اللاهوتي البابلي وما يزال يحظى بتقليص النظام العالمي اليوم
فتجد مثلا منظمات عالمية سرية ومحافل دولية بما فيها المؤسسات السياسية والدينية يظهر جميعها رموزا بابلية وفرعونية قديمة .
وفي هذا السياق هناك أمر مهم يجب معرفته في التاريخ من بني بابل؟ وكيف ظهر السحر في بابل؟
السحر الأول تلته الشياطين على بابل وعلمته للناس أما بناء مدينة بابل فليس كما تظن وتعتقد
من هو الذي بنى بابل وكيف انتشر فيها السحر
من هو الذي بنى بابل وكيف انتشر فيها السحر؟
قد ذكر بعض المؤرخين أن أول من سكن بابل هو سيدنا نوح السلام وذلك بعد الطوفان العظيم ذكر في معجم البلدان أنا أول من سكنها نوح عليه السلام وهو أول من عمرها
وكان قد نزلها بعض الطوفان ومن خرج معه من السفينة إليها لطلب الدفء فأقاموا وتناسل فيها وكثروا من بعض نوج وبنوا فيها المدائن
فاتصلت مساكنهم من دجلة والفرات إلى أن بلغوا من دجلة إلى الأسفل ومن الفرات إلى ما وراء الكوفة
وجاء في كتاب التحرير والتنوير بابل بلد قديم مدن العالم والاسم أصله أكّديَّ وتسمى باب أيلو أي باب **** ويرادفه بالعبرية أيل
كانت مدينة بابل من أعظم مدن العالم القديم بانها أولا أبناء نوح بعد الطوفان ثم تولى عليها اعتناء أصحاب الحضارات من السومريين والأشوريين والبابليين
فقد كانت أولى بلاد ما بين النهرين في العراق وأسست على شريعة توحيد **** وظلت على هذا الأمر لسنوات مديدة وقرون عديدة
إلا أن ضل الناس وانتشر السحر وعبدة الكواكب والأصنام من دون **** فكان الشرك والسحر الآفة الكبرى التي أهلكت بابل في العسر القديم
وأما اليوم فقد جعلوا أعين الناس ترى شيئا غير حقيقية وتؤمن بها على أنها حقيقية
خداع العين والتمويه والترهيب والخوف كل ذلك يؤثر في خيال الإنسان
الإنسان المراد سحره حيث يصبح خياله تحت سيطرة الساحر فيريه ما يريده أن يراه ويخيل إليه ما يريد أن يتخيله إن كنت تأمل أن ترى الحقيقة بعينيك فالحقيقة لا ترى إلا بالقلوب الحية .
وهنا اختم القصه ونلتقي في قصة أخري من السحرة الثلاثة ونتعرف علي آخرهم .
ومن هنا نأتي بأخر ساحر وهو ساحر متجبر ومشعوذ خارق ومتعمق وله باع قوي وقذر لأبعد الحدود وهنا نبدأ ب
إليستر كراولي
هو كراولي ساحر في أوائل القرن العشرين ونحكي معآ ونقرأ هذه السطور لنري سؤ وأقبح وشذوذ هذا الساحر
upload picture
إليستر كراولي... أخبث رجالات القرن الـ20
ولد لعائلة مسيحية وتحول إلى "صديق للشيطان" وادعى أنه يحمل تكليفاً من حورس الفرعوني وربطته علاقة ملتبسة مع الإخواني حسن البنا
اندبندنت عربية الأربعاء 6 ديسمبر 2023 13:45
أليستر كراولي وطقوسه الغريبة (غيتي)
يحار المرء في تعريف هذه الشخصية المخيفة والمثيرة للجدل في آن واحد، لا سيما أن اسمه اقترن بالغموض غير المسبوق، منذ مولده في أول الربع الأخير من القرن الـ19، ووفاته في منتصف القرن الـ20.
قرابة ثمانية عقود، ملأ فيها الدنيا وشغل الناس، فهو الكاتب المسرحي والروائي وكاتب السير الذاتية والشاعر والرسام ومتسلق الجبال.
غير أن كل ما تقدم يصطف في جهة، وعلاقته بالعوالم السرية الخفية، من السحر الأسود والقوى الخفية، جانب آخر لا سيما أنه عرف نفسه بأنه "النبي المكلف" بتوجيه الإنسانية إلى "عين حورس"، في أوائل القرن الـ20.
يعن السؤال عن سر الاهتمام بهذا الرجل مصرياً أولاً، وعربياً ثانياً؟
هنا يحمل الجواب إشارات أكثر إثارة وربما خطورة.
Crowley-1934 britanica.jpg
أليستر كراولي عام 1934 (الموسوعة البريطانية)
كراولي من المسيحية إلى التعاليم الباطنية
تبدأ قصة إدارود ألكسندر كراولي الذي سيشتهر لاحقاً باسم "إليستر كراولي"، والذي يصعب حصره في مسمى بعينه في 12 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1875، حين وُلد لأسرة غنية تتبع المذهب "البليموثي"، أحد أفرع المسيحية البروتستانتية، في منتجع رويال ليمنغتون في مدينة وركشير في إنجلترا.
كان من الطبيعي أن ينمو الفتى في أجواء إيمانية مغرقة في التقليدية، وإن شئت الدقة قل الأصولية.
غير أن هذا لم يحدث، فقد كره هذه التعاليم، ومضى متبعاً ما أطلق عليه "تعاليم باطنية غربية"، لكن وجود والده من حوله، قطع عليه طريق الإغراق في هذا الاتجاه الفكري الروحاني.
كان والده إدوارد كراولي، من أشهر المهندسين المعماريين في إنجلترا في ذلك الوقت، ووالدته هي "إميلي بيرثا بيشوب"، التي كانت تعاني على الدوام من تصرفات ابنها الغريبة، وبخاصة منذ أن بلغ الثامنة.
رويداً رويداً، بدأت ملامح العنف والقسوة تغلب عليه، إذ درج على مهاجمة أقرانه، وإحداث إصابات جسمانية بهم، مما قاده وهو حديث السن، لأن يعرف بـ"الوحش كراولي".
بدا وكأن الحل بالنسبة لأسرته، وضعه في مدرسة مسيحية محافظة، تتبع النظام الداخلي، أي الإقامة والدراسة معاً، وهو نوع ملتزم إلى حد التشدد، بهدف تعليم الأولاد لا سيما المشاغبين تحسين سلوكهم، ومساعدتهم على اكتساب خبرات الانضباط.
على أن رد فعل الفتى كراولي جاءت مختلفة بالمرة، فعوضاً عن تقويم عوده، كره المسيحية كرهاً شديداً، ورفض كل تعاليمها، واستمر على هذه الحال إلى حين وفاة والده، التي كانت نقطة تحول هائلة في مساره.
ورث "إليتسر" ثلث ثروة والده، فيما لم يكن قد غادر سن المراهقة بعد، ليجد نفسه مالكاً لملايين الجنيهات الاسترلينية.
كانت بداية الطريق المثير، من عند التحاقه بجامعة "كامبريدج" العريقة في إنجلترا، وكان ذلك عام 1895، حيث بدأ الانخراط في دراسة العلوم النفسية والروحانية، وعلوم الأدب الإنجليزي.
تبدو السيرة الذاتية لكراولي، وكأنها نوع من أنواع الأساطير المخيفة، لا سيما أنه أقبل حكماً على دراسة واعتناق أفكار "القبالاه" والسحر والشعوذة الموجودة في الديانتين البوذية والهندوسية.
غير أن بعض المصادر تتوقف عند جزئية مهمة للغاية، ستترتب عليها أمور مستقبلية لا يزال أثرها ممتداً في الشرق الأوسط خصوصاً، وبقية أرجاء العالم.
هذه الجزئية متعلقة باحتمال تجنيده من قبل الاستخبارات البريطانية الخارجية. ويقول أصحابها إنه ظل طوال حياته عميلاً لهم، وجاسوساً يقوم بتأدية خدمات تقليدية لبلاده.
غير أن البعض الآخر من كتاب سيرته وهم كثر، ينكرون عليه هذه العمالة، وإن لم يقدموا الدليل الشافي الوافي على ذلك.
حين انتهت دراسة كراولي، كان مستقبل مختلف جداً ينتظره، لا سيما بعد انضمامه رسمياً لواحدة من الجماعات المغرقة بدورها في أعمال الماورائيات... ماذا عن هذا؟
aleister-crowley-getty1934.jpg
أليستر كراولي في ملابس غريبة (غيتي)
كراولي ورهبان الفجر الذهبي
خلال سنوات دراسته الجامعية، كانت ملامح انغماس كراولي في العالم الآخر قد اتضحت تماماً، لا سيما بعد أن تحول من القراءات والتنظير الفكري، إلى ممارسة حفلات أقل ما توصف بأنها شيطانية، فقيل إنه كاد يرى الشيطان وجهاً لوجه أو أنه رآه بالفعل.
من بين الإرث الذي خلَّفه له والده، كان أحد القصور المهجورة، الذي اعتبر "بيتاً للشيطان"، كان يقيم فيه طقوساً غريبة مثل تقديم القرابين من القطط والكللابب، والقيام بطقوس جنسية مخيفة إرضاء للشيطان، كما مضى بعيداً في دراسة وسائل الاتصال بالقوى الشريرة في العوالم الروحانية البعيدة عن البشر.
لكن القرار الذي سيشكل لاحقاً شخصية كراولي، تمثل في انضمامه لواحدة من أخطر الجماعات السرية المنتشرة في الإمبراطورية البريطانية في ذلك الوقت، التي كانت تضم عدداً كبيراً من عبدة الشيطان والسحرة.
عرفت جماعة "رهبان الفجر الذهبي" بأنها تضم مزيجاً من الأفكار والتعاليم المسيحية، إلى جانب كثير من جذور الحضارة الفرعونية القديمة، مع الاستعانة بمخطوطات عصر النهضة، وبدا وكأن سبب انضمامه إليهم، هو رغبته في إنشاء تنظيمه الخاص أو بلورة رؤيته الذاتية للاتصال بالعوالم الخفية.
انضم كراولي بالفعل إلى هؤلاء، وعاصر وعصر أفكارهم وطقوسهم، وتشرب منابع منطلقاتهم، وحين شعر بأنه على درجة كافية من المعرفة السوداء، قرر أن ينفصل عنهم ليستكمل طريقه بنفسه، مستغلاً في ذلك ما توافر له من ثروة هائلة عن والده، وبهدف الرجوع إلى أصل "السحر الأسود القديم"، في الحضارات البشرية السابقة.
كثرت رحلات كراولي قبل أن يتزوج من "إديث روز كيلي" في حدود عام 1904، إلى الهند وإلى الصين وإلى أميركا الجنوبية، حيث القبائل المتبقية من حضارتي الإزتيك والمايا، وكلتاهما كانتا على درجة عالية، من التواصل مع العوالم الخفية، التي يزعم كثيرون أنها كانت شريرة بامتياز لتعاطيها مع السحر الأسود، كذلك زار منطقة أغوار الأردن، وهناك عاش هائماً في الصحراء، باحثاً عن أشياء لم يسمع أحد عنها من قبل لا سيما في الجبال والمغارات وشقوق الأرض.
غير أن القصة الأكثر غموضاً في حياة كراولي، ستكتب في بلد عربي آخر، عميق الصلة بالتاريخ القديم، الذي لا تزال حبات عقده الحضارية غير واضحة المعالم، وبخاصة المنطقة الواقعة بين العلوم الروحانية الإيجابية وتلك الأخرى المعروفة بالسحر الأسود... إلى أين ذهب كراولي؟
Aleister_Crowley,_Golden_Dawn.jpg
أليستر كراولي في ملابس فرعونية (غيتي)
كروالي في مصر... سحر الفراعنة
حل كراولي بمصر سائحاً، وقد كان ذلك عام 1904، للاحتفال بشهر العسل مع زوجته "روز".
كانت مصر في ذلك الوقت خاضعة للاحتلال البريطاني، غير أن إقامته طالت كثيرا جداً عن قضاء شهر العسل، لا سيما بعد أن سكن بين المصريين.
حين عادت زوجته إلى إنجلترا على أمل أن يلحق بها في الرحلة المقبلة عبر البحار، بدأ كراولي مسيرة أقل ما توصف بأنها جنونية، إن لم تكن شيطانية، من دون تهوين أو تهويل.
سكن كراولي بين المقابر، وخصوصاً مقابر الفراعنة، وجدران المعابد الفرعونية القديمة.
في وسط تلك الأماكن التي كانت بعيدة عن اهتمامات المصريين العاديين في ذلك الوقت، وفي ظل الحماية البريطانية، ارتكب كراولي كثيراً جداً من الموبقات في تلك الأماكن التي كانت لها قدسية خاصة لدى المصريين القدماء، إذ أقام عديداً من الحفلات الماجنة المليئة بالخمر، ووزعت فيها المخدرات، ومارس فيها ضيوفه الجنس، ناهيك بكثير من الطقوس الشيطانية.
بدا وكأن كراولي استطاع في مصر ممارسة نوع من أنواع "تناسخ الأرواح"، بمعنى أنه تقمص شخصيات مصرية قديمة، وعليه كان يعيش وسط المصريين كواحد منهم، ومن غير أدنى مقدرة على كشف هويته الإنجليزية.
لكن القصة المثيرة لكراولي مع مصر والمصريين، تبدأ من عند ادعائه بأن الإله حورس، أحد آلهة المصريين القدماء، قد اختاره شخصياً أول الأمر ليحمي قبورهم من السرقات التي كانت تجري من جانب الإنجليز، وفي الوقت عينه يقوم بحماية الطقوس السحرية المكتوبة داخل جدران المعابد الفرعونية.
حين حل كراولي بمصر ادعى هو وزوجته "روز" التي يبدو أنها كانت مساعدة له في أعماله الظلامية، أنهما أمير وأميرة من إنجلترا، وقد تمكنا من استئجار شقة في القاهرة، أقاما فيها غرفة معبد، وبدآ بما اعتقداه استدعاء الآلهة المصريين القدماء له.
في الوقت ذاته كان كراولي يدرس التصوف الإسلامي واللغة العربية، ووفقاً لتصريحاته لاحقاً، فقد بدأت زوجته "روز" تهذي بانتظام، وأبلغته ذات مرة بـ"أنهم ينتظرونك"... من هم هؤلاء الذين ينتظرون كراولي؟
في 18 مارس (آذار) من عام 1904، أوضحت "روز" أن هم، تقصد بها حورس، وهو إله الشمس عند قدماء المصريين، وفي 20 مارس أعلنت عن أن "اعتدال الآلهة قد حان"، وقادته إلى متحف قريب، حيث أرته جثثاً تعود إلى ما قبل الميلاد بنحو سبعة قرون. ويقول كراولي في كتاباته، إن عدد تلك الجثث بلغ نحو 666 جثة، وهو عدد الوحوش التي ستظهر في نهاية العالم بحسب المفهوم ال*****.
لم يتوقف المشهد عند هذا النحو، فوفقاً لتصريحات كراولي، فإنه في الثامن من أبريل (نيسان) سمع صوتاً مدوياً يدعي أنه "إيواس" رسول حورس... ما الذي أخبره إياه هذا الصوت الغريب والعجيب، وربما المخيف في الوقت عينه؟
aleister-crowley-in-england.jpg
أحد الكتب عن أليستر كراولي (أمازون)
عن الروح "أيواس" وكتاب القوانين
يقول كراولي في مذكراته، إنه وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية، استمع إلى هذا الوحي الحورسي، الذي جاء على لسان المرسل " أيواس"، وأنه من دون كل ما استمع إليه في كتاب، حمل اسم "كتاب القانون"، الذي سيكون له شأن كبير في عالم السحر والسحرة منذ أن وضعه كراولي أوائل القرن الـ20.
اعتبر كراولي أن ما أنزل عليه، هو دين جديد يسمى الـ"ثيليما"، وقد افتتحه بالقول "كل رجل وكل امرأة هو نجم"، ما الذي كان يعنيه كراولي بهذا التعبير؟
المعنى باختصار غير مخل، أن كل رجل وكل امرأة هو إله، وهي العبارة التي شكلت مفهوماً عاماً سرعان ما انتشر في عديد من الحواضن الغربية، وسار على دربه عدد من الأسماء، الذين أرسوا قواعد عبادة الشيطان من أمثال أنطون لافاي مؤسس ما يعرف بـ"كنيسة الشيطان"، ومغني الروك مارلين مانسون، وكلاهما اعتبر أن ظاهرة "الساتنيزم" أو "الشيطنة"، هي أن تعبد نفسك لأنك أنت المسؤول عن خيرك وشرك.
أصبح كراولي بعد هذا الكتاب، رغم ما جاء فيه من شرور، أيقونة ومصدر إلهام لكثير ممن أتوا بعده، ونشروا أفكاره التي اعتبرتها حواضن عدة، دينية وثقافية، مسمومة، وروجوا لها من خلال السينما والفنون، وقد اعتبر صاحب صيحة شريرة حيث سطر في كتابه هذا قوله: "افعل ما تريد، فهذا هو القانون كله".
اعتبر كثير من المؤرخين أن كراولي هو نسخة من "لوسيفر" أي الشيطان نفسه، وقد ورد في "كتاب القانون" القول: "العصيان هو مفتاح السعادة".
صارت أقوال كراولي دستوراً للتمرد، والانفلات، والحريات المغشوشة، كما صارت أفعاله تمثل نمطاً حياتياً، تجذر في وعي الأجيال الجديدة في أوائل القرن الـ20، وهناك من يربط بين تلك الأفكار وما عرفته القارة الأوروبية على نحو خاص من حركات اجتماعية، بعد الحرب العالمية الثانية لا سيما بعد أن سادت حقبة من اللامعنى، بعد 70 مليون قتيل بين المعسكرين المتحاربين، النازي والمحور، حركات من نوعية موسيقى الروك التي أعجب القائمون عليها بأفكار كراولي، وتغنت بها ولاكتها ألسنة جماهير الشباب من الهيبز، وبعض من حركات السلام العالمي المغشوشة، حتى تقررت وصارت بمرور الزمن مفاهيم توارثتها الأجيال اللاحقة.
على أن ما هو أهم وأخطر من " كتاب القانون " الذي اعتبره كراولي نوعاً من الوحي الذي هبط عليه، ذلك اللقاء السري والغامض الذي جرى على أرض مصر بين كراولي ومؤسس تلك الجماعة الوليدة لاحقاً، التي ستملأ الدنيا تعصباً وراديكالية، ويبقى أثرها فاعلاً على المديين السياسي والروحي لعقود طوال مقبلة... ماذا عن هذا أيضا..
1899 getty1.jpg
غموض كبير حول حقيقة أليستر كراولي (غيتي)
كراولي وصحراء سيفار... وحش أم شيطان؟
هل كان كراولي وحشاً شيطانياً في صورة إنسان، وهل امتلك قدرات روحانية سوداء إن جاز التعبير، تحصل عليها من تعاهدات خفية وشراكات سرية، مع أرواح ما بعد كونية؟
المؤكد أن الحقيقة المطلقة لهذا الرجل قد يكون البعض منها كامناً في أضابير أجهزة الاستخبارات العالمية عامة، والبريطانية خاصة.
غير أنه بلا شك كان البشري الوحيد الذي استطاع دخول صحراء سيفار في الجزائر مع نخبة من أصدقائه ومريديه، ومن بينهم من دون أدنى شك، عدد من السحرة والمشعوذين الذين ماتوا جميعهم في داخل تلك المنطقة، بينما هو الوحيد الذي استطاع الخروج سالماً منها، وما من أحد يدرك كيف فعلها، وهو أمر يعد خرقاً عجيباً... لماذا؟
صحراء سيفار، هي كهوف جبلية غير مسكونة، إلا بالجن والأرواح كما يشاع عنها، وتعد أعجوبة العالم الثامنة. ويقول بعض المؤرخين إنها تعود إلى 20 ألف سنة، وداخل كهوفها رسومات منها ما حيَّر العلماء مثل مخلوقات بشرية تطير في السماء مرتدية ما يشبه أجهزة الطيران، وأخرى لنساء ورجال يرتدون ثياباً تشبه ما هو موجود في الزمن الحاضر، وكذلك رجال يرتدون معدات رياضة الغطس، وبعضهم يجر أجساماً أسطوانية غامضة، وكذلك سفناً ورواد فضاء.
على أنه مهما يكن من أمر تلك المنطقة الصحراوية المخيفة، فإن كراولي هو وحده من دخل تلك المدينة وخرج منها، ولاحقاً ترك رسومات مهمة عنها، تكاد تدفع المرء لتصديق نتائج البحث الذي أجراه فريق أوروبي زارها عام 2018، واستطاع تصويرها من فوق فقط، ومن غير مقدرة على دخولها، وخلص التقرير إلى أنها مدينة موجودة قبل مجيء البشر إلى الأرض.
هل كان لكراولي أصدقاء في الداخل كفلوا له الدخول والخروج بأمان، ومن أي جنس أو صنف، روحاني أو جسداني أولئك الأصدقاء؟
المؤكد أن سر هذا الرجل قد ذهب معه نهار الأول من ديسمبر (كانون الأول) 1944، حين وجد ميتاً، ومن حوله زجاجات الخمر والمخدرات، وبعد موته أقام له عبدة الشيطان محفلاً عظيماً، أحرقوا فيه جثته وهم يتلون صلوات مرعبة تمجد إبليس، وإن لم يتم الكشف بصورة واضحة عما فعلوه برماده بعد حرقة
أول ساحر معنا وهو
عبد**** الحظرد
وهو من أصل يمني عربي وهو من أصحاب النسب والنفوذ والرقي وأيضاً شاعر ولقب أيضاً بالمجنون ولكن هنا يدخل مطمعم قلب كل رجل ومن الراجل ما يطمع في الشهوات والمال والنساء والسلطة ولكن هذا الرجل مطمعه في النفوذ إلا أبدي السيطرة وهنا تبدأ رحلت عبد**** الحظرد .
ومعلومه أنه حقيقي وليس روايه كما كتب البعض لكاتب أمريكي.
عبد**** الحظرد شاعر يمني الأصل ، كان معروف بين الجميع بأنه شخص مجنون ، وذلك لأفكاره الغريبة بشكل دائم ، فهو كان يؤمن بأن الغوص في الماضي ، لا يمكن أن يتم سوى بالاتصال ببعض المخلوقات التي عاشت ، خلال تلك الفترات المنصرمة من تاريخ البشرية ، وتلخصت فكرته في محاولة اللقاء بالجن ، فهم في رأيه مكن عاشوا قبل وجود الإنسان ، ولديهم من الأسرار ما قد يعيد للبشرية الكثير من المفقودات ، ويحل الكثير من الألغاز غير المفهومة .
how to create a url for an image
قرر الحظرد أن يسافر وحده ، عبر صحراء الربع الخالي ، بحثًا عن الجن وآثارهم ، قرابة العشر أعوام وقد كان في اعتقاده ، أن الصحراء من أكثر الأماكن الموحشة والغامضة والخالية ، التي يمكن أن يستقر بها الجن والوحوش والشياطين أيضًا .
عقب تلك الفترة الطويلة لمغيبه ، عاد الحظرد إلى وطنه ، وقد حمل كتابًا قال أنه قد قام بتأليفه ، وأن هذا الكتاب كنز لو يعلمون ، فهو يحوي كافة أسرار وخبايا السحر والطلاسم الحقيقية لجلب الجان ، وتسخيرهم ، حيث التقى الحظرد كما ادعى ، بالعديد من الشياطين والجن ليتعرف من خلالهم ، على لغتهم وكيفية الاستعانة بهم ، وتعلم منهم أسرار السحر والموتى والمخلوقات التي عاشت ، قبل وجود الجن والإنس معًا كذلك ، ولم يكن الأمر سوى دجل واضح من الحظرد ، فقد عرف عنه الخيال الخصب والواسع .
قام الحظرد بتأليف كتابه المعروف باسم مخطوط العزيف ، والذي احتوى على الكثير من الطلاسم واللغات غير المفهومة ، ويعني اسم العزيف في لغتنا العربية ، صوت الحشرات الصادر في سكون الليل ، حيث كان العرب يعتقدون قديمًا ، بأن صوت الحشرات هذا هو في الأصل صوت الجن عندما يتهامسون في الليل .
ادعى الحظرد أن تلك اللغات التي يذخر بها كتابه ، ما هي إلا لغات الجن المعروفة لهم ، والتي كانوا يتحدثون بها وقد علّموه إياها ، كما احتوى الكتاب أيضًا على بعض الصور التي رسمها الحظرد ، للمخلوقات والجن التي عاشت على الأرض قبل وجود البشر
بالطبع رجل عاش مشتهرًا بجنونه ، وأتى بكتاب لا يعلم سوى **** من أين أتى به ، أن تنتشر الأساطير حوله ، فقد قيل أن وفاة الحظرد لم تكن طبيعية أيضًا كعقله وأفكاره ، حيث روى البعض بأن الحظرد ونظرًا لاستخدامه السيئ ، لما رواه له الجن بشأن الطلاسم ولغاتهم ، قد انتقم منه الجن ، بأن أرسلوا له مخلوقًا غريبًا هاجمه وهو جالس بين الناس ، والتهمه في غمضة عين واختفيا سويًا
تم ترجمة هذا الكتاب فيما بعد ، إلى عدة لغات منها الإنجليزية ، وقد حصل الكاتب ومؤلف قصص الرعب والخيال العلمي لافكرافت ، على نسخة من هذا الكتاب وذكر بعضًا مما كُتب فيه ، في رواية له باسم أسماء الموتى ، كما أن هناك العديد من أفلام الرعب المستوحاة من هذا الكتاب .
قام الفاتيكان بإحراق العديد من النسخ المنتشرة من هذا الكتاب ، وتم الاحتفاظ بنسخة واحدة في مكتبة الفاتيكان الخاصة ، إلا أن الساحر آليستر كراولي ، استطاع الحصول على تلك النسخة والاستعانة بها ، فيما قام بتأليفه من كتب شريرة ، وقد عُرف عن آليستر كراولي بأنه من أقذر السحرة على مر التاريخ
لا تنسوني بالدعم لتكملة باقي السحرة وقراءة ممتعة للجميع ❤️
القصة الثانية
وبعد حكايه الساحر الحظرد نكمل ونبدأ تاني حكايه معانا مع أكبر وأشرس السحرة وهو لقب بأبن الشيطان وهو ما وصل به من سحر وجبروت كانت تخشاه باقي السحرة
هازارد
في عهد النمورد بعد بداية عهد النمرود على ضفتي نهر الفرات والعراق انتشر السحر في أرض بابل كانتشار النار في الحطب اليابس فقط ذكر **** بابل في القرآن الكريم وبين أن الشياطين كانت تتلو السحر على الناس وتعلمهم إياه فلم تشهد الأرض في ذلك العصر سحرا أكبر من سحر بابل حتى ان كهنة آسون وشياطين معبد أمون تعلموا الصحراء الأسود منهما وافشوه في مصر القديمة
فقد ذكر المؤرخ الآرامي نيبو أن البابليين انتصروا على الآراميين بعدما استحوذوا على السحر الأسود والشعوذة ضدهم حتى طمست عقولهم واعينهم وباتوا لا يقدرون على القتال.
قصة الساحر هازارد
انتقل سحر في بابل جيل بعض جيل بعدما أرشفوا كتاب التلاصم والشعوذة وتفننوا فنون السحر إلى أنه ظهر من بينهم ساحر لم تشهد الأرض مثل خبثه وقوة سحره في ذلك العصر وهو هازارد الساحر
الساحر هازارد هو اخطر ساحر في التاريخ وعرف بذلك الاسم تيمم باسم النمرود المتجبر فأصبح كبيرهم في الشر وزعيمهم بالسحر الأسود لكنه تفرد بسحر لم تعرفه بابل
ذلك ليس خرافة أو ضرب من ضروب الخيال بل هو حقيقة أكدها القرآن الكريم ووثقها التاريخ القديم والحديث
انطلق للعالم من أرض بابل وأكاد وأشور وسومر وكان البابليون الشعب الذي يؤرخ كل شيء كان لديهم نظام غريب للتاريخ
حتى بات عندهم أكبر مكتبة حوت من مختلف العلوم إلى أنها حوت بين ألواحها شر قديما وهمسات ملعونة عرفت باسم السحر الأسود القديم
روت هذه الالواح طلاسم من السحر لن اكتبها ولكنها ذكرت معارك بابل وكيف انتصروا على أعدائهم بالسحر والشعوذة
ذكر في التاريخ القديم أنه ولد في بابل ساحر من أخطر سحرة العالم في السحر وذلك في عام 1900 قبل الميلاد أي بعد مئات الأعوام من هلاك النمرود.
لم تروي كتب التاريخ عن حياة الساحر هازارد الأولى لأنها ركزت فقط على مدى قوة سحرية وطغيانه في بابل
كان ذلك الساحر هو هازارد الساحر هذا أمير السحرة وكبيرهم.
كان في بداية حياته شديدة التأثر بأساتذة السحر في مدينة اوروك وهي مدينة سومارية بابلية تقع على ضفاف نهر الفرات وتبعد عن مدينة أور حوالي 35 ميلا
تعلم الساحر هازارد السحر والشعوذة من ألواح السوماريين والآشوريين ومن فنون البابليين في السحر الأسود
ولكنه أتى بسحر خبيث يعتقد و**** أعلم أنه تعلمه من الشياطين وهو سحر منزاز الشيطاني ومنزاز كلمة بابلية تدل على أرواح الموتى
وسحر منزاز هو نوع من السحر الأسود يقوم على تحضير الأرواح لمعرفة الإسرار والخفايا أو ماضي عن حضارة ما .
والأمر المؤسف ان سحر منزاز ما زال يمارس إلى الآن وهو من أبشع أنواع السحر على الإطلاق يقوم هازارد بسحر النكرومانسية بطريقتين الأولى يقوم برسم التلاصم على الأرض والتمتة بطريقة خاصة ومن ثم القيام بطقوس تقشعر لها الابدان
واما الطريقة الثانية هي أكثر بشاعة من الأولى فتقوم على التمثيل لأجساد الموتى لمعرفة كل ما عرفوه وسمعوه وتعلموهم خلال حياتهم الدنيوية
إذا سحر النكرومانسية أو سحر الشَّعنَذة هو سحر يستخدم طريقة لتحضير الأرواح واستخلاص الاسرار من الموتى
كان لهذا السحر أثرا عظيم في بابل فقد جعل من الساحر هازارد اسما تهابه سحرة أوروك وتلعنه كهانة أشون ومعابد أمون فقد بات يقصده أهل بابل لتنجينا ومعرفة الأسرار والخفايا التي لا يعلمها إلا الشخص عن نفسه
سحر القرين الذي كان يستخدمه هازارد الساحر
وفي هذا الأسلوب كان الساحر هازارد يقوم بتحضير القرناء من الجن والشياطين بعد أن يخضع لطلباتهم فيعطوه أسرار من حياة قرنائهم بني البشر
ولكنهم لا يعطون أيا من هذه الأسرار إلا بعد أن يقوم المستحضر بأمور لا يمكننا ذكرها لأنها كفر وشرك ب**** ولعياذ ب****.
منها كان هازارد الساحر يعلم في قرارة نفسه أن السحر الذي أظهر بابل ما هو إلا خدمته للشياطين
عظم شأن هازارد الساحر وكبر اسمه وازداد مع الأيام شرا في السحر وفنونه الحقيقية التي تخفى الساحر هازارد ورائها لم تكن كما كان يعتقد أهل بابل
وإنما كانت تكمن في سحر العيون واسترهاب العقول واستخلاص المعلومات من قرناء الإنسان من الشياطين فقد كان يدعي بأنه كان يقوم بتحضير الأرواح فهذا كذب وافتراء كبير
لأنه في الحقيقة كان يقوم بتحضير قرين الشخص المتوفي والقرين تبعة لشريعة الإسلام هو الجن فلكل إنسان قرين متفرد فلا يوجد قرير واحد لشخصين أو قرينين لنفس الشخص
فكلمة القرين تعني حرفيا الرفيق الدائم فهل يوجد إنسان يجهل نفسه كذلك القرين يعلم أدق التفاصيل عن نفسه
كيف تعلم الساحر هازارد السحر الأسود اشد وافتك أنواع السحر؟
لنكمل أراد سحرا خاصا يعطيه قوة حقيقية
فكان يسعي لتعلم الماجي البابلي والماجي ليست المكعبات التي تستخدمها في مطبخك بل هي كلمة بابلية تعني السحر الأسود ظهرت في عهد النمرود
ويقال و**** أعلم أنه استخدم سحر منزازو لتحضير القرناء واكتساب سحر من سحر عزازيل وشبهزيل وهما الإسمان اللذان سجلهما التاريخ البابلي كناية عنها هاروت وماروت
فقد يعتقد أن سحرهما من أشد وأفتك أنواع السحر الذي نزل في باب قديما فذكر أنه استحضر بعض قرناء ذلك الزمان
بينما يذكر لكاتب أحمد خالد مصطفى في روايته أنتيخريستوس أنه قام باستحضار قرين الفاتنة عشتار أميرة الجمال ومهووسة الملك وذلك من أجل نسخ تعاليم السحر القديم
فعشتار أكثر من عاشر السحرة وخالطت شرهم وقد خلدها الرومان في تاريخهم باسم فينوس والهها اليونان باسم أفروديت وأما العرب عبدوها باسم اللات ولعياذ ب**** .
تذكر الروايات ان الساحر هازارد كان يسجد لابليس تماما كما فعل النمرود لاكتساب سحر اكبر وشر خبيث فهل سيتوقف شر الساحر هازارد عند هذا الحد؟
الجواب البسيط بالطبع لا
كيف أجبر هازارد الساحر البابليين عن عبادة الشمس والنار والكواكب
أصبح هازارد الساحر فجأة يحض البابليين على عبادة الكواكب وتعظيم الشمس فقد كان البابليون يعتقدون أن للكواكب القدرة على التأثير في حياة الإنسان تماما كما يقول المنجمون اليوم
وتجد الكثير من الأشخاص يؤمنون في هذه الأمور لدرجة أنك تجد بعضهم قابعين في بيوتهم خوفا من الخروج لأنه سمع من دجال الأبراج والفلك أن المريخ سيدخل في مدار الجوزاء وهذا سيسبب لها الحظ التعيسة والفشل.
والأغرب من ذلك بأنه يسمونه علما من دون أن يدرك المستمع أنه نوعا من الدجل وهو شركة ولعياذ ب**** والأغرب من ذلك كله أن يدعي أنه **** ولكنه يؤمن بكلام الدجالين.
أو كما يعرفون اليوم بقارئي الأبراج والمنجمين الذين باتوا يظهرون على الشاشات في نهاية كل عام ويستمع إليهم ملايين البشر .
فتنهج الساحر هازارد هذا الأسلوب لإغراق الناس بوهم الأبراج وعبادة الكواكب وحيث أيضا علي تعظيم الشمس والنار وهو طلب خاص من الشياطين أنفسهم فقد كان بمثابة الشيطان الناطق في البلاد
إذ كان يضل بأمرهم فيزيدوه بسحرهم الأسود فالشيطان عشق قديم للشمس والنار فقد دعا جميع الحضارات قبل وبعد بابل إلى عبادة الشمس وتعظيمها وخداع الناس بأنها عظيمة وكبيرة أكبر من الأرض بمئات آلاف المرات
على الرغم بأن **** وصفها بالقرآن الكريم بالسراج ووصف الأرض بالقرار.
فمبدأ تعظيم الشمس والنار هو مبدأ اتخذه الساحر هازارد مع شياطينه لنشره بين سكان بابل وما يزال هذا النهج يطبق باستمرار .
يقول الكاتب هاري ساكز في الصفحة 441 من كتابه عظمة بابل علم التنجيم الذي كان التنبؤات وهذا نوع من التنبؤات يدعى بالقانونية والشرعية على ضوء اللاهوتي البابلي وما يزال يحظى بتقليص النظام العالمي اليوم
فتجد مثلا منظمات عالمية سرية ومحافل دولية بما فيها المؤسسات السياسية والدينية يظهر جميعها رموزا بابلية وفرعونية قديمة .
وفي هذا السياق هناك أمر مهم يجب معرفته في التاريخ من بني بابل؟ وكيف ظهر السحر في بابل؟
السحر الأول تلته الشياطين على بابل وعلمته للناس أما بناء مدينة بابل فليس كما تظن وتعتقد
من هو الذي بنى بابل وكيف انتشر فيها السحر
من هو الذي بنى بابل وكيف انتشر فيها السحر؟
قد ذكر بعض المؤرخين أن أول من سكن بابل هو سيدنا نوح السلام وذلك بعد الطوفان العظيم ذكر في معجم البلدان أنا أول من سكنها نوح عليه السلام وهو أول من عمرها
وكان قد نزلها بعض الطوفان ومن خرج معه من السفينة إليها لطلب الدفء فأقاموا وتناسل فيها وكثروا من بعض نوج وبنوا فيها المدائن
فاتصلت مساكنهم من دجلة والفرات إلى أن بلغوا من دجلة إلى الأسفل ومن الفرات إلى ما وراء الكوفة
وجاء في كتاب التحرير والتنوير بابل بلد قديم مدن العالم والاسم أصله أكّديَّ وتسمى باب أيلو أي باب **** ويرادفه بالعبرية أيل
كانت مدينة بابل من أعظم مدن العالم القديم بانها أولا أبناء نوح بعد الطوفان ثم تولى عليها اعتناء أصحاب الحضارات من السومريين والأشوريين والبابليين
فقد كانت أولى بلاد ما بين النهرين في العراق وأسست على شريعة توحيد **** وظلت على هذا الأمر لسنوات مديدة وقرون عديدة
إلا أن ضل الناس وانتشر السحر وعبدة الكواكب والأصنام من دون **** فكان الشرك والسحر الآفة الكبرى التي أهلكت بابل في العسر القديم
وأما اليوم فقد جعلوا أعين الناس ترى شيئا غير حقيقية وتؤمن بها على أنها حقيقية
خداع العين والتمويه والترهيب والخوف كل ذلك يؤثر في خيال الإنسان
الإنسان المراد سحره حيث يصبح خياله تحت سيطرة الساحر فيريه ما يريده أن يراه ويخيل إليه ما يريد أن يتخيله إن كنت تأمل أن ترى الحقيقة بعينيك فالحقيقة لا ترى إلا بالقلوب الحية .
وهنا اختم القصه ونلتقي في قصة أخري من السحرة الثلاثة ونتعرف علي آخرهم .
عزيزي القارئ هذه قصص منقولة عن لسان مؤرخين ومفكرين وباحثين وأنا لا أضيف شئ أو أنقص شئ منها وأتمنى لكم قراءة ممتعة.
أول ساحر معنا وهو
عبد**** الحظرد
وهو من أصل يمني عربي وهو من أصحاب النسب والنفوذ والرقي وأيضاً شاعر ولقب أيضاً بالمجنون ولكن هنا يدخل مطمعم قلب كل رجل ومن الراجل ما يطمع في الشهوات والمال والنساء والسلطة ولكن هذا الرجل مطمعه في النفوذ إلا أبدي السيطرة وهنا تبدأ رحلت عبد**** الحظرد .
ومعلومه أنه حقيقي وليس روايه كما كتب البعض لكاتب أمريكي.
عبد**** الحظرد شاعر يمني الأصل ، كان معروف بين الجميع بأنه شخص مجنون ، وذلك لأفكاره الغريبة بشكل دائم ، فهو كان يؤمن بأن الغوص في الماضي ، لا يمكن أن يتم سوى بالاتصال ببعض المخلوقات التي عاشت ، خلال تلك الفترات المنصرمة من تاريخ البشرية ، وتلخصت فكرته في محاولة اللقاء بالجن ، فهم في رأيه مكن عاشوا قبل وجود الإنسان ، ولديهم من الأسرار ما قد يعيد للبشرية الكثير من المفقودات ، ويحل الكثير من الألغاز غير المفهومة .
how to create a url for an image
قرر الحظرد أن يسافر وحده ، عبر صحراء الربع الخالي ، بحثًا عن الجن وآثارهم ، قرابة العشر أعوام وقد كان في اعتقاده ، أن الصحراء من أكثر الأماكن الموحشة والغامضة والخالية ، التي يمكن أن يستقر بها الجن والوحوش والشياطين أيضًا .
عقب تلك الفترة الطويلة لمغيبه ، عاد الحظرد إلى وطنه ، وقد حمل كتابًا قال أنه قد قام بتأليفه ، وأن هذا الكتاب كنز لو يعلمون ، فهو يحوي كافة أسرار وخبايا السحر والطلاسم الحقيقية لجلب الجان ، وتسخيرهم ، حيث التقى الحظرد كما ادعى ، بالعديد من الشياطين والجن ليتعرف من خلالهم ، على لغتهم وكيفية الاستعانة بهم ، وتعلم منهم أسرار السحر والموتى والمخلوقات التي عاشت ، قبل وجود الجن والإنس معًا كذلك ، ولم يكن الأمر سوى دجل واضح من الحظرد ، فقد عرف عنه الخيال الخصب والواسع .
قام الحظرد بتأليف كتابه المعروف باسم مخطوط العزيف ، والذي احتوى على الكثير من الطلاسم واللغات غير المفهومة ، ويعني اسم العزيف في لغتنا العربية ، صوت الحشرات الصادر في سكون الليل ، حيث كان العرب يعتقدون قديمًا ، بأن صوت الحشرات هذا هو في الأصل صوت الجن عندما يتهامسون في الليل .
ادعى الحظرد أن تلك اللغات التي يذخر بها كتابه ، ما هي إلا لغات الجن المعروفة لهم ، والتي كانوا يتحدثون بها وقد علّموه إياها ، كما احتوى الكتاب أيضًا على بعض الصور التي رسمها الحظرد ، للمخلوقات والجن التي عاشت على الأرض قبل وجود البشر
بالطبع رجل عاش مشتهرًا بجنونه ، وأتى بكتاب لا يعلم سوى **** من أين أتى به ، أن تنتشر الأساطير حوله ، فقد قيل أن وفاة الحظرد لم تكن طبيعية أيضًا كعقله وأفكاره ، حيث روى البعض بأن الحظرد ونظرًا لاستخدامه السيئ ، لما رواه له الجن بشأن الطلاسم ولغاتهم ، قد انتقم منه الجن ، بأن أرسلوا له مخلوقًا غريبًا هاجمه وهو جالس بين الناس ، والتهمه في غمضة عين واختفيا سويًا
تم ترجمة هذا الكتاب فيما بعد ، إلى عدة لغات منها الإنجليزية ، وقد حصل الكاتب ومؤلف قصص الرعب والخيال العلمي لافكرافت ، على نسخة من هذا الكتاب وذكر بعضًا مما كُتب فيه ، في رواية له باسم أسماء الموتى ، كما أن هناك العديد من أفلام الرعب المستوحاة من هذا الكتاب .
قام الفاتيكان بإحراق العديد من النسخ المنتشرة من هذا الكتاب ، وتم الاحتفاظ بنسخة واحدة في مكتبة الفاتيكان الخاصة ، إلا أن الساحر آليستر كراولي ، استطاع الحصول على تلك النسخة والاستعانة بها ، فيما قام بتأليفه من كتب شريرة ، وقد عُرف عن آليستر كراولي بأنه من أقذر السحرة على مر التاريخ
لا تنسوني بالدعم لتكملة باقي السحرة وقراءة ممتعة للجميع ❤️
القصة الثانية
وبعد حكايه الساحر الحظرد نكمل ونبدأ تاني حكايه معانا مع أكبر وأشرس السحرة وهو لقب بأبن الشيطان وهو ما وصل به من سحر وجبروت كانت تخشاه باقي السحرة
هازارد
في عهد النمورد بعد بداية عهد النمرود على ضفتي نهر الفرات والعراق انتشر السحر في أرض بابل كانتشار النار في الحطب اليابس فقط ذكر **** بابل في القرآن الكريم وبين أن الشياطين كانت تتلو السحر على الناس وتعلمهم إياه فلم تشهد الأرض في ذلك العصر سحرا أكبر من سحر بابل حتى ان كهنة آسون وشياطين معبد أمون تعلموا الصحراء الأسود منهما وافشوه في مصر القديمة
فقد ذكر المؤرخ الآرامي نيبو أن البابليين انتصروا على الآراميين بعدما استحوذوا على السحر الأسود والشعوذة ضدهم حتى طمست عقولهم واعينهم وباتوا لا يقدرون على القتال.
قصة الساحر هازارد
انتقل سحر في بابل جيل بعض جيل بعدما أرشفوا كتاب التلاصم والشعوذة وتفننوا فنون السحر إلى أنه ظهر من بينهم ساحر لم تشهد الأرض مثل خبثه وقوة سحره في ذلك العصر وهو هازارد الساحر
الساحر هازارد هو اخطر ساحر في التاريخ وعرف بذلك الاسم تيمم باسم النمرود المتجبر فأصبح كبيرهم في الشر وزعيمهم بالسحر الأسود لكنه تفرد بسحر لم تعرفه بابل
ذلك ليس خرافة أو ضرب من ضروب الخيال بل هو حقيقة أكدها القرآن الكريم ووثقها التاريخ القديم والحديث
انطلق للعالم من أرض بابل وأكاد وأشور وسومر وكان البابليون الشعب الذي يؤرخ كل شيء كان لديهم نظام غريب للتاريخ
حتى بات عندهم أكبر مكتبة حوت من مختلف العلوم إلى أنها حوت بين ألواحها شر قديما وهمسات ملعونة عرفت باسم السحر الأسود القديم
روت هذه الالواح طلاسم من السحر لن اكتبها ولكنها ذكرت معارك بابل وكيف انتصروا على أعدائهم بالسحر والشعوذة
ذكر في التاريخ القديم أنه ولد في بابل ساحر من أخطر سحرة العالم في السحر وذلك في عام 1900 قبل الميلاد أي بعد مئات الأعوام من هلاك النمرود.
لم تروي كتب التاريخ عن حياة الساحر هازارد الأولى لأنها ركزت فقط على مدى قوة سحرية وطغيانه في بابل
كان ذلك الساحر هو هازارد الساحر هذا أمير السحرة وكبيرهم.
كان في بداية حياته شديدة التأثر بأساتذة السحر في مدينة اوروك وهي مدينة سومارية بابلية تقع على ضفاف نهر الفرات وتبعد عن مدينة أور حوالي 35 ميلا
تعلم الساحر هازارد السحر والشعوذة من ألواح السوماريين والآشوريين ومن فنون البابليين في السحر الأسود
ولكنه أتى بسحر خبيث يعتقد و**** أعلم أنه تعلمه من الشياطين وهو سحر منزاز الشيطاني ومنزاز كلمة بابلية تدل على أرواح الموتى
وسحر منزاز هو نوع من السحر الأسود يقوم على تحضير الأرواح لمعرفة الإسرار والخفايا أو ماضي عن حضارة ما .
والأمر المؤسف ان سحر منزاز ما زال يمارس إلى الآن وهو من أبشع أنواع السحر على الإطلاق يقوم هازارد بسحر النكرومانسية بطريقتين الأولى يقوم برسم التلاصم على الأرض والتمتة بطريقة خاصة ومن ثم القيام بطقوس تقشعر لها الابدان
واما الطريقة الثانية هي أكثر بشاعة من الأولى فتقوم على التمثيل لأجساد الموتى لمعرفة كل ما عرفوه وسمعوه وتعلموهم خلال حياتهم الدنيوية
إذا سحر النكرومانسية أو سحر الشَّعنَذة هو سحر يستخدم طريقة لتحضير الأرواح واستخلاص الاسرار من الموتى
كان لهذا السحر أثرا عظيم في بابل فقد جعل من الساحر هازارد اسما تهابه سحرة أوروك وتلعنه كهانة أشون ومعابد أمون فقد بات يقصده أهل بابل لتنجينا ومعرفة الأسرار والخفايا التي لا يعلمها إلا الشخص عن نفسه
سحر القرين الذي كان يستخدمه هازارد الساحر
وفي هذا الأسلوب كان الساحر هازارد يقوم بتحضير القرناء من الجن والشياطين بعد أن يخضع لطلباتهم فيعطوه أسرار من حياة قرنائهم بني البشر
ولكنهم لا يعطون أيا من هذه الأسرار إلا بعد أن يقوم المستحضر بأمور لا يمكننا ذكرها لأنها كفر وشرك ب** ولعياذ ب**.
منها كان هازارد الساحر يعلم في قرارة نفسه أن السحر الذي أظهر بابل ما هو إلا خدمته للشياطين
عظم شأن هازارد الساحر وكبر اسمه وازداد مع الأيام شرا في السحر وفنونه الحقيقية التي تخفى الساحر هازارد ورائها لم تكن كما كان يعتقد أهل بابل
وإنما كانت تكمن في سحر العيون واسترهاب العقول واستخلاص المعلومات من قرناء الإنسان من الشياطين فقد كان يدعي بأنه كان يقوم بتحضير الأرواح فهذا كذب وافتراء كبير
لأنه في الحقيقة كان يقوم بتحضير قرين الشخص المتوفي والقرين تبعة لشريعة الإسلام هو الجن فلكل إنسان قرين متفرد فلا يوجد قرير واحد لشخصين أو قرينين لنفس الشخص
فكلمة القرين تعني حرفيا الرفيق الدائم فهل يوجد إنسان يجهل نفسه كذلك القرين يعلم أدق التفاصيل عن نفسه
كيف تعلم الساحر هازارد السحر الأسود اشد وافتك أنواع السحر؟
لنكمل أراد سحرا خاصا يعطيه قوة حقيقية
فكان يسعي لتعلم الماجي البابلي والماجي ليست المكعبات التي تستخدمها في مطبخك بل هي كلمة بابلية تعني السحر الأسود ظهرت في عهد النمرود
ويقال و**** أعلم أنه استخدم سحر منزازو لتحضير القرناء واكتساب سحر من سحر عزازيل وشبهزيل وهما الإسمان اللذان سجلهما التاريخ البابلي كناية عنها هاروت وماروت
فقد يعتقد أن سحرهما من أشد وأفتك أنواع السحر الذي نزل في باب قديما فذكر أنه استحضر بعض قرناء ذلك الزمان
بينما يذكر لكاتب أحمد خالد مصطفى في روايته أنتيخريستوس أنه قام باستحضار قرين الفاتنة عشتار أميرة الجمال ومهووسة الملك وذلك من أجل نسخ تعاليم السحر القديم
فعشتار أكثر من عاشر السحرة وخالطت شرهم وقد خلدها الرومان في تاريخهم باسم فينوس والهها اليونان باسم أفروديت وأما العرب عبدوها باسم اللات ولعياذ ب**** .
تذكر الروايات ان الساحر هازارد كان يسجد لابليس تماما كما فعل النمرود لاكتساب سحر اكبر وشر خبيث فهل سيتوقف شر الساحر هازارد عند هذا الحد؟
الجواب البسيط بالطبع لا
كيف أجبر هازارد الساحر البابليين عن عبادة الشمس والنار والكواكب
أصبح هازارد الساحر فجأة يحض البابليين على عبادة الكواكب وتعظيم الشمس فقد كان البابليون يعتقدون أن للكواكب القدرة على التأثير في حياة الإنسان تماما كما يقول المنجمون اليوم
وتجد الكثير من الأشخاص يؤمنون في هذه الأمور لدرجة أنك تجد بعضهم قابعين في بيوتهم خوفا من الخروج لأنه سمع من دجال الأبراج والفلك أن المريخ سيدخل في مدار الجوزاء وهذا سيسبب لها الحظ التعيسة والفشل.
والأغرب من ذلك بأنه يسمونه علما من دون أن يدرك المستمع أنه نوعا من الدجل وهو شركة ولعياذ ب** والأغرب من ذلك كله أن يدعي أنه ** ولكنه يؤمن بكلام الدجالين.
أو كما يعرفون اليوم بقارئي الأبراج والمنجمين الذين باتوا يظهرون على الشاشات في نهاية كل عام ويستمع إليهم ملايين البشر .
فتنهج الساحر هازارد هذا الأسلوب لإغراق الناس بوهم الأبراج وعبادة الكواكب وحيث أيضا علي تعظيم الشمس والنار وهو طلب خاص من الشياطين أنفسهم فقد كان بمثابة الشيطان الناطق في البلاد
إذ كان يضل بأمرهم فيزيدوه بسحرهم الأسود فالشيطان عشق قديم للشمس والنار فقد دعا جميع الحضارات قبل وبعد بابل إلى عبادة الشمس وتعظيمها وخداع الناس بأنها عظيمة وكبيرة أكبر من الأرض بمئات آلاف المرات
على الرغم بأن **** وصفها بالقرآن الكريم بالسراج ووصف الأرض بالقرار.
فمبدأ تعظيم الشمس والنار هو مبدأ اتخذه الساحر هازارد مع شياطينه لنشره بين سكان بابل وما يزال هذا النهج يطبق باستمرار .
يقول الكاتب هاري ساكز في الصفحة 441 من كتابه عظمة بابل علم التنجيم الذي كان التنبؤات وهذا نوع من التنبؤات يدعى بالقانونية والشرعية على ضوء اللاهوتي البابلي وما يزال يحظى بتقليص النظام العالمي اليوم
فتجد مثلا منظمات عالمية سرية ومحافل دولية بما فيها المؤسسات السياسية والدينية يظهر جميعها رموزا بابلية وفرعونية قديمة .
وفي هذا السياق هناك أمر مهم يجب معرفته في التاريخ من بني بابل؟ وكيف ظهر السحر في بابل؟
السحر الأول تلته الشياطين على بابل وعلمته للناس أما بناء مدينة بابل فليس كما تظن وتعتقد
من هو الذي بنى بابل وكيف انتشر فيها السحر
من هو الذي بنى بابل وكيف انتشر فيها السحر؟
قد ذكر بعض المؤرخين أن أول من سكن بابل هو سيدنا نوح السلام وذلك بعد الطوفان العظيم ذكر في معجم البلدان أنا أول من سكنها نوح عليه السلام وهو أول من عمرها
وكان قد نزلها بعض الطوفان ومن خرج معه من السفينة إليها لطلب الدفء فأقاموا وتناسل فيها وكثروا من بعض نوج وبنوا فيها المدائن
فاتصلت مساكنهم من دجلة والفرات إلى أن بلغوا من دجلة إلى الأسفل ومن الفرات إلى ما وراء الكوفة
وجاء في كتاب التحرير والتنوير بابل بلد قديم مدن العالم والاسم أصله أكّديَّ وتسمى باب أيلو أي باب **** ويرادفه بالعبرية أيل
كانت مدينة بابل من أعظم مدن العالم القديم بانها أولا أبناء نوح بعد الطوفان ثم تولى عليها اعتناء أصحاب الحضارات من السومريين والأشوريين والبابليين
فقد كانت أولى بلاد ما بين النهرين في العراق وأسست على شريعة توحيد **** وظلت على هذا الأمر لسنوات مديدة وقرون عديدة
إلا أن ضل الناس وانتشر السحر وعبدة الكواكب والأصنام من دون **** فكان الشرك والسحر الآفة الكبرى التي أهلكت بابل في العسر القديم
وأما اليوم فقد جعلوا أعين الناس ترى شيئا غير حقيقية وتؤمن بها على أنها حقيقية
خداع العين والتمويه والترهيب والخوف كل ذلك يؤثر في خيال الإنسان
الإنسان المراد سحره حيث يصبح خياله تحت سيطرة الساحر فيريه ما يريده أن يراه ويخيل إليه ما يريد أن يتخيله إن كنت تأمل أن ترى الحقيقة بعينيك فالحقيقة لا ترى إلا بالقلوب الحية .
وهنا اختم القصه ونلتقي في قصة أخري من السحرة الثلاثة ونتعرف علي آخرهم .
ومن هنا نأتي بأخر ساحر وهو ساحر متجبر ومشعوذ خارق ومتعمق وله باع قوي وقذر لأبعد الحدود وهنا نبدأ ب
إليستر كراولي
هو كراولي ساحر في أوائل القرن العشرين ونحكي معآ ونقرأ هذه السطور لنري سؤ وأقبح وشذوذ هذا الساحر
upload picture
إليستر كراولي... أخبث رجالات القرن الـ20
ولد لعائلة مسيحية وتحول إلى "صديق للشيطان" وادعى أنه يحمل تكليفاً من حورس الفرعوني وربطته علاقة ملتبسة مع الإخواني حسن البنا
اندبندنت عربية الأربعاء 6 ديسمبر 2023 13:45
أليستر كراولي وطقوسه الغريبة (غيتي)
يحار المرء في تعريف هذه الشخصية المخيفة والمثيرة للجدل في آن واحد، لا سيما أن اسمه اقترن بالغموض غير المسبوق، منذ مولده في أول الربع الأخير من القرن الـ19، ووفاته في منتصف القرن الـ20.
قرابة ثمانية عقود، ملأ فيها الدنيا وشغل الناس، فهو الكاتب المسرحي والروائي وكاتب السير الذاتية والشاعر والرسام ومتسلق الجبال.
غير أن كل ما تقدم يصطف في جهة، وعلاقته بالعوالم السرية الخفية، من السحر الأسود والقوى الخفية، جانب آخر لا سيما أنه عرف نفسه بأنه "النبي المكلف" بتوجيه الإنسانية إلى "عين حورس"، في أوائل القرن الـ20.
يعن السؤال عن سر الاهتمام بهذا الرجل مصرياً أولاً، وعربياً ثانياً؟
هنا يحمل الجواب إشارات أكثر إثارة وربما خطورة.
Crowley-1934 britanica.jpg
أليستر كراولي عام 1934 (الموسوعة البريطانية)
كراولي من المسيحية إلى التعاليم الباطنية
تبدأ قصة إدارود ألكسندر كراولي الذي سيشتهر لاحقاً باسم "إليستر كراولي"، والذي يصعب حصره في مسمى بعينه في 12 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1875، حين وُلد لأسرة غنية تتبع المذهب "البليموثي"، أحد أفرع المسيحية البروتستانتية، في منتجع رويال ليمنغتون في مدينة وركشير في إنجلترا.
كان من الطبيعي أن ينمو الفتى في أجواء إيمانية مغرقة في التقليدية، وإن شئت الدقة قل الأصولية.
غير أن هذا لم يحدث، فقد كره هذه التعاليم، ومضى متبعاً ما أطلق عليه "تعاليم باطنية غربية"، لكن وجود والده من حوله، قطع عليه طريق الإغراق في هذا الاتجاه الفكري الروحاني.
كان والده إدوارد كراولي، من أشهر المهندسين المعماريين في إنجلترا في ذلك الوقت، ووالدته هي "إميلي بيرثا بيشوب"، التي كانت تعاني على الدوام من تصرفات ابنها الغريبة، وبخاصة منذ أن بلغ الثامنة.
رويداً رويداً، بدأت ملامح العنف والقسوة تغلب عليه، إذ درج على مهاجمة أقرانه، وإحداث إصابات جسمانية بهم، مما قاده وهو حديث السن، لأن يعرف بـ"الوحش كراولي".
بدا وكأن الحل بالنسبة لأسرته، وضعه في مدرسة مسيحية محافظة، تتبع النظام الداخلي، أي الإقامة والدراسة معاً، وهو نوع ملتزم إلى حد التشدد، بهدف تعليم الأولاد لا سيما المشاغبين تحسين سلوكهم، ومساعدتهم على اكتساب خبرات الانضباط.
على أن رد فعل الفتى كراولي جاءت مختلفة بالمرة، فعوضاً عن تقويم عوده، كره المسيحية كرهاً شديداً، ورفض كل تعاليمها، واستمر على هذه الحال إلى حين وفاة والده، التي كانت نقطة تحول هائلة في مساره.
ورث "إليتسر" ثلث ثروة والده، فيما لم يكن قد غادر سن المراهقة بعد، ليجد نفسه مالكاً لملايين الجنيهات الاسترلينية.
كانت بداية الطريق المثير، من عند التحاقه بجامعة "كامبريدج" العريقة في إنجلترا، وكان ذلك عام 1895، حيث بدأ الانخراط في دراسة العلوم النفسية والروحانية، وعلوم الأدب الإنجليزي.
تبدو السيرة الذاتية لكراولي، وكأنها نوع من أنواع الأساطير المخيفة، لا سيما أنه أقبل حكماً على دراسة واعتناق أفكار "القبالاه" والسحر والشعوذة الموجودة في الديانتين البوذية والهندوسية.
غير أن بعض المصادر تتوقف عند جزئية مهمة للغاية، ستترتب عليها أمور مستقبلية لا يزال أثرها ممتداً في الشرق الأوسط خصوصاً، وبقية أرجاء العالم.
هذه الجزئية متعلقة باحتمال تجنيده من قبل الاستخبارات البريطانية الخارجية. ويقول أصحابها إنه ظل طوال حياته عميلاً لهم، وجاسوساً يقوم بتأدية خدمات تقليدية لبلاده.
غير أن البعض الآخر من كتاب سيرته وهم كثر، ينكرون عليه هذه العمالة، وإن لم يقدموا الدليل الشافي الوافي على ذلك.
حين انتهت دراسة كراولي، كان مستقبل مختلف جداً ينتظره، لا سيما بعد انضمامه رسمياً لواحدة من الجماعات المغرقة بدورها في أعمال الماورائيات... ماذا عن هذا؟
aleister-crowley-getty1934.jpg
أليستر كراولي في ملابس غريبة (غيتي)
كراولي ورهبان الفجر الذهبي
خلال سنوات دراسته الجامعية، كانت ملامح انغماس كراولي في العالم الآخر قد اتضحت تماماً، لا سيما بعد أن تحول من القراءات والتنظير الفكري، إلى ممارسة حفلات أقل ما توصف بأنها شيطانية، فقيل إنه كاد يرى الشيطان وجهاً لوجه أو أنه رآه بالفعل.
من بين الإرث الذي خلَّفه له والده، كان أحد القصور المهجورة، الذي اعتبر "بيتاً للشيطان"، كان يقيم فيه طقوساً غريبة مثل تقديم القرابين من القطط والكللابب، والقيام بطقوس جنسية مخيفة إرضاء للشيطان، كما مضى بعيداً في دراسة وسائل الاتصال بالقوى الشريرة في العوالم الروحانية البعيدة عن البشر.
لكن القرار الذي سيشكل لاحقاً شخصية كراولي، تمثل في انضمامه لواحدة من أخطر الجماعات السرية المنتشرة في الإمبراطورية البريطانية في ذلك الوقت، التي كانت تضم عدداً كبيراً من عبدة الشيطان والسحرة.
عرفت جماعة "رهبان الفجر الذهبي" بأنها تضم مزيجاً من الأفكار والتعاليم المسيحية، إلى جانب كثير من جذور الحضارة الفرعونية القديمة، مع الاستعانة بمخطوطات عصر النهضة، وبدا وكأن سبب انضمامه إليهم، هو رغبته في إنشاء تنظيمه الخاص أو بلورة رؤيته الذاتية للاتصال بالعوالم الخفية.
انضم كراولي بالفعل إلى هؤلاء، وعاصر وعصر أفكارهم وطقوسهم، وتشرب منابع منطلقاتهم، وحين شعر بأنه على درجة كافية من المعرفة السوداء، قرر أن ينفصل عنهم ليستكمل طريقه بنفسه، مستغلاً في ذلك ما توافر له من ثروة هائلة عن والده، وبهدف الرجوع إلى أصل "السحر الأسود القديم"، في الحضارات البشرية السابقة.
كثرت رحلات كراولي قبل أن يتزوج من "إديث روز كيلي" في حدود عام 1904، إلى الهند وإلى الصين وإلى أميركا الجنوبية، حيث القبائل المتبقية من حضارتي الإزتيك والمايا، وكلتاهما كانتا على درجة عالية، من التواصل مع العوالم الخفية، التي يزعم كثيرون أنها كانت شريرة بامتياز لتعاطيها مع السحر الأسود، كذلك زار منطقة أغوار الأردن، وهناك عاش هائماً في الصحراء، باحثاً عن أشياء لم يسمع أحد عنها من قبل لا سيما في الجبال والمغارات وشقوق الأرض.
غير أن القصة الأكثر غموضاً في حياة كراولي، ستكتب في بلد عربي آخر، عميق الصلة بالتاريخ القديم، الذي لا تزال حبات عقده الحضارية غير واضحة المعالم، وبخاصة المنطقة الواقعة بين العلوم الروحانية الإيجابية وتلك الأخرى المعروفة بالسحر الأسود... إلى أين ذهب كراولي؟
Aleister_Crowley,_Golden_Dawn.jpg
أليستر كراولي في ملابس فرعونية (غيتي)
كروالي في مصر... سحر الفراعنة
حل كراولي بمصر سائحاً، وقد كان ذلك عام 1904، للاحتفال بشهر العسل مع زوجته "روز".
كانت مصر في ذلك الوقت خاضعة للاحتلال البريطاني، غير أن إقامته طالت كثيرا جداً عن قضاء شهر العسل، لا سيما بعد أن سكن بين المصريين.
حين عادت زوجته إلى إنجلترا على أمل أن يلحق بها في الرحلة المقبلة عبر البحار، بدأ كراولي مسيرة أقل ما توصف بأنها جنونية، إن لم تكن شيطانية، من دون تهوين أو تهويل.
سكن كراولي بين المقابر، وخصوصاً مقابر الفراعنة، وجدران المعابد الفرعونية القديمة.
في وسط تلك الأماكن التي كانت بعيدة عن اهتمامات المصريين العاديين في ذلك الوقت، وفي ظل الحماية البريطانية، ارتكب كراولي كثيراً جداً من الموبقات في تلك الأماكن التي كانت لها قدسية خاصة لدى المصريين القدماء، إذ أقام عديداً من الحفلات الماجنة المليئة بالخمر، ووزعت فيها المخدرات، ومارس فيها ضيوفه الجنس، ناهيك بكثير من الطقوس الشيطانية.
بدا وكأن كراولي استطاع في مصر ممارسة نوع من أنواع "تناسخ الأرواح"، بمعنى أنه تقمص شخصيات مصرية قديمة، وعليه كان يعيش وسط المصريين كواحد منهم، ومن غير أدنى مقدرة على كشف هويته الإنجليزية.
لكن القصة المثيرة لكراولي مع مصر والمصريين، تبدأ من عند ادعائه بأن الإله حورس، أحد آلهة المصريين القدماء، قد اختاره شخصياً أول الأمر ليحمي قبورهم من السرقات التي كانت تجري من جانب الإنجليز، وفي الوقت عينه يقوم بحماية الطقوس السحرية المكتوبة داخل جدران المعابد الفرعونية.
حين حل كراولي بمصر ادعى هو وزوجته "روز" التي يبدو أنها كانت مساعدة له في أعماله الظلامية، أنهما أمير وأميرة من إنجلترا، وقد تمكنا من استئجار شقة في القاهرة، أقاما فيها غرفة معبد، وبدآ بما اعتقداه استدعاء الآلهة المصريين القدماء له.
في الوقت ذاته كان كراولي يدرس التصوف الإسلامي واللغة العربية، ووفقاً لتصريحاته لاحقاً، فقد بدأت زوجته "روز" تهذي بانتظام، وأبلغته ذات مرة بـ"أنهم ينتظرونك"... من هم هؤلاء الذين ينتظرون كراولي؟
في 18 مارس (آذار) من عام 1904، أوضحت "روز" أن هم، تقصد بها حورس، وهو إله الشمس عند قدماء المصريين، وفي 20 مارس أعلنت عن أن "اعتدال الآلهة قد حان"، وقادته إلى متحف قريب، حيث أرته جثثاً تعود إلى ما قبل الميلاد بنحو سبعة قرون. ويقول كراولي في كتاباته، إن عدد تلك الجثث بلغ نحو 666 جثة، وهو عدد الوحوش التي ستظهر في نهاية العالم بحسب المفهوم ال*****.
لم يتوقف المشهد عند هذا النحو، فوفقاً لتصريحات كراولي، فإنه في الثامن من أبريل (نيسان) سمع صوتاً مدوياً يدعي أنه "إيواس" رسول حورس... ما الذي أخبره إياه هذا الصوت الغريب والعجيب، وربما المخيف في الوقت عينه؟
aleister-crowley-in-england.jpg
أحد الكتب عن أليستر كراولي (أمازون)
عن الروح "أيواس" وكتاب القوانين
يقول كراولي في مذكراته، إنه وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية، استمع إلى هذا الوحي الحورسي، الذي جاء على لسان المرسل " أيواس"، وأنه من دون كل ما استمع إليه في كتاب، حمل اسم "كتاب القانون"، الذي سيكون له شأن كبير في عالم السحر والسحرة منذ أن وضعه كراولي أوائل القرن الـ20.
اعتبر كراولي أن ما أنزل عليه، هو دين جديد يسمى الـ"ثيليما"، وقد افتتحه بالقول "كل رجل وكل امرأة هو نجم"، ما الذي كان يعنيه كراولي بهذا التعبير؟
المعنى باختصار غير مخل، أن كل رجل وكل امرأة هو إله، وهي العبارة التي شكلت مفهوماً عاماً سرعان ما انتشر في عديد من الحواضن الغربية، وسار على دربه عدد من الأسماء، الذين أرسوا قواعد عبادة الشيطان من أمثال أنطون لافاي مؤسس ما يعرف بـ"كنيسة الشيطان"، ومغني الروك مارلين مانسون، وكلاهما اعتبر أن ظاهرة "الساتنيزم" أو "الشيطنة"، هي أن تعبد نفسك لأنك أنت المسؤول عن خيرك وشرك.
أصبح كراولي بعد هذا الكتاب، رغم ما جاء فيه من شرور، أيقونة ومصدر إلهام لكثير ممن أتوا بعده، ونشروا أفكاره التي اعتبرتها حواضن عدة، دينية وثقافية، مسمومة، وروجوا لها من خلال السينما والفنون، وقد اعتبر صاحب صيحة شريرة حيث سطر في كتابه هذا قوله: "افعل ما تريد، فهذا هو القانون كله".
اعتبر كثير من المؤرخين أن كراولي هو نسخة من "لوسيفر" أي الشيطان نفسه، وقد ورد في "كتاب القانون" القول: "العصيان هو مفتاح السعادة".
صارت أقوال كراولي دستوراً للتمرد، والانفلات، والحريات المغشوشة، كما صارت أفعاله تمثل نمطاً حياتياً، تجذر في وعي الأجيال الجديدة في أوائل القرن الـ20، وهناك من يربط بين تلك الأفكار وما عرفته القارة الأوروبية على نحو خاص من حركات اجتماعية، بعد الحرب العالمية الثانية لا سيما بعد أن سادت حقبة من اللامعنى، بعد 70 مليون قتيل بين المعسكرين المتحاربين، النازي والمحور، حركات من نوعية موسيقى الروك التي أعجب القائمون عليها بأفكار كراولي، وتغنت بها ولاكتها ألسنة جماهير الشباب من الهيبز، وبعض من حركات السلام العالمي المغشوشة، حتى تقررت وصارت بمرور الزمن مفاهيم توارثتها الأجيال اللاحقة.
على أن ما هو أهم وأخطر من " كتاب القانون " الذي اعتبره كراولي نوعاً من الوحي الذي هبط عليه، ذلك اللقاء السري والغامض الذي جرى على أرض مصر بين كراولي ومؤسس تلك الجماعة الوليدة لاحقاً، التي ستملأ الدنيا تعصباً وراديكالية، ويبقى أثرها فاعلاً على المديين السياسي والروحي لعقود طوال مقبلة... ماذا عن هذا أيضا..
1899 getty1.jpg
غموض كبير حول حقيقة أليستر كراولي (غيتي)
كراولي وصحراء سيفار... وحش أم شيطان؟
هل كان كراولي وحشاً شيطانياً في صورة إنسان، وهل امتلك قدرات روحانية سوداء إن جاز التعبير، تحصل عليها من تعاهدات خفية وشراكات سرية، مع أرواح ما بعد كونية؟
المؤكد أن الحقيقة المطلقة لهذا الرجل قد يكون البعض منها كامناً في أضابير أجهزة الاستخبارات العالمية عامة، والبريطانية خاصة.
غير أنه بلا شك كان البشري الوحيد الذي استطاع دخول صحراء سيفار في الجزائر مع نخبة من أصدقائه ومريديه، ومن بينهم من دون أدنى شك، عدد من السحرة والمشعوذين الذين ماتوا جميعهم في داخل تلك المنطقة، بينما هو الوحيد الذي استطاع الخروج سالماً منها، وما من أحد يدرك كيف فعلها، وهو أمر يعد خرقاً عجيباً... لماذا؟
صحراء سيفار، هي كهوف جبلية غير مسكونة، إلا بالجن والأرواح كما يشاع عنها، وتعد أعجوبة العالم الثامنة. ويقول بعض المؤرخين إنها تعود إلى 20 ألف سنة، وداخل كهوفها رسومات منها ما حيَّر العلماء مثل مخلوقات بشرية تطير في السماء مرتدية ما يشبه أجهزة الطيران، وأخرى لنساء ورجال يرتدون ثياباً تشبه ما هو موجود في الزمن الحاضر، وكذلك رجال يرتدون معدات رياضة الغطس، وبعضهم يجر أجساماً أسطوانية غامضة، وكذلك سفناً ورواد فضاء.
على أنه مهما يكن من أمر تلك المنطقة الصحراوية المخيفة، فإن كراولي هو وحده من دخل تلك المدينة وخرج منها، ولاحقاً ترك رسومات مهمة عنها، تكاد تدفع المرء لتصديق نتائج البحث الذي أجراه فريق أوروبي زارها عام 2018، واستطاع تصويرها من فوق فقط، ومن غير مقدرة على دخولها، وخلص التقرير إلى أنها مدينة موجودة قبل مجيء البشر إلى الأرض.
هل كان لكراولي أصدقاء في الداخل كفلوا له الدخول والخروج بأمان، ومن أي جنس أو صنف، روحاني أو جسداني أولئك الأصدقاء؟
المؤكد أن سر هذا الرجل قد ذهب معه نهار الأول من ديسمبر (كانون الأول) 1944، حين وجد ميتاً، ومن حوله زجاجات الخمر والمخدرات، وبعد موته أقام له عبدة الشيطان محفلاً عظيماً، أحرقوا فيه جثته وهم يتلون صلوات مرعبة تمجد إبليس، وإن لم يتم الكشف بصورة واضحة عما فعلوه برماده بعد حرقة