NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول العشق وقليل منه يكفي ـ ثلاثون جزء 7/11/2023

٢١

بيديها البسيطه ذات البشرة البيضاء، كانت تتناول قطع الملابس المغسولة ب الاناء البلاستيكى الكبير
, وتقوم بنشرها على الاحبال المعلقه وتقوم بتشبيكها بمشبك الغسيل الشهير.
, صباح الخير يانشوان
, صباح النور يا ام على عامله ايه
, الحمد****، ايييه شكلك قربتى تعمليها ولا ايه
, قالتها السيدة وهي تشير الى بطن نشوان المنفوخ ف ابتسمت نشوان واردفت.
,
, خلصت التاسع من يومين ولما روحت للدكتور قالى البكرية بتطول. بس فيه خبط فضهرى مش مبطل
, لاء متسكتيش على نفسك، اول م تحسى بالوجع زايد ابعتى اى عيل يندهنى اجيلك مع عمتك ي حبيبتى، **** يقومك بالسلامه
, **** يخليكِ ياخالتى
, ولجت نشوان الى الداخل بعدما انتهت، ف وجدت زوجها مجدى قد استيقظ من نومه ابتسمت بوجهها البشوش له وقالت
, صباح الخير يا مجدى، هحضرلك الفطار عشان تاخد الدوا.
,
, تنهد مجدى بحزن واردف ناظراً الى الاسفل جالس على المقعد
, م انتِ عارفه انا لما بفطر اى حاجه بتعب
, حاجه خفيفه بس يامجدى، حته رغيف طرى بحته جبنه عشان الدوا تقيل عليك
, تركته نشوان واعدت له شطيرة صغيرة وأعطته إياها ومن ثم فتحت الاقراص دوائه له وناولتهم له بجرعه ماء
, بعدما انتهى مجدى، نهضت نشوان ف انتبه مجدى واردف
, رايحه فين
, هقوم اشوف فيه فالمطبخ يتعمل للغدا
, امسك يدها بحنو واردف
, بالراحه على نفسك شوية، فين امى؟
,
, سيبها نايمه معرفتش تنام طول الليل كانت بتتوجع من صداع دماغها
, نظر مجدى بعمق الى عين نشوان واردف بصوت دافئ
, انتِ حنينة اوى يانشوان، بس مش عارف ليه حصل كدا
, اشاح مجدى بوجهه بعيداً ف اقتربت منه تنظر اليه بعمق واردفت
, حصل ايه يامجدى
, قالتها وشعرت ب ألم ب امسكت ظهرها وانكمش وجهها ف وضع يده هو على يدها
, ايه فيه ايه
, الوجع من الفجر رايح جاى عليا بس انا مطنشاه
, طيب يالا عالمستشفى.
,
, مفيش حاجه، الدكتور قالى لما متستحمليهوش خالص ابقى تعالى وانا مستحملاه
, متشغلش بالك هروح اشوف ايه ورايا
, نهضت وبدأت تتخبط في الاوعية والاوانى بالداخل تقوم بتحضير الطعام، مضى وقت ليس بقليل
, ومن ثم صرخت صرخات متواصله حتى وقعت أرضا.
, هرول العم جابر والد مجدى ب احضار سيارة لها واستدعاء مهدى من المكان الجالس به الآن، واتت سيدتان من المنطقه تساند عمة نشوان في ظرف كهذا.
,
, اما عن مجدى فلاحول له ولاقوة بجسده الضعيف الذي التهمه المرض، كانت نشوان لاتستطيع السير ف حملها مهدى حتى اوقف سيارة عنوة وادخل نشوان بها ووالدته ومجدى
, ولاحقهم هو ووالده بدراجة بخارية ملكيه احد جيرانهم.
, على الفور دلفت الى غرفه العمليات، انتظرها الجميع بالخارج على احر من الجمر. كانت تقوم العمه بتلاوة القرآن، والعم جابر يتلو الاذكار في سره، مجدى يفرك بكلتا يداه.
,
, اما عن مهدى فقد اشعل سيجارة فقاموا بإخراجه. فأطفأها على الفور فقط يكون بجانبها.
, بعد وقت خرجت فاقدة وعيها وطفلتها بجانبها قطعة سكر تشبه ملائكه السماء، تشبه كثيراً ل مجدى وكأنها قطعه منه.
, الف حمدلله عالسلامه ي نشوان
, كانت كلمات العمه تأتى بنشوان من عالمها البعيد حتى انتبهت لما حولها وماحدث، ابتسمت مع سماعها صرخات طفلتها وصوت جلبه السيدات جيرانهم وهن يتحدثن
, حلوة البت زى القمر.
,
, هتطلع لمين وحشه، ابوها وامها حلوين
, سموها فاطمه على اسم ام نشوان **** يرحمها
, فالك برة يا ام على، لاتاخد اسمها ولا حظها، احنا نسميها اسم حلو من بتاع اليومين دول
, حاولت نشوان تقترب ييدها من يد مجدى واردفت بصوت متعب
, عاوزة اشوفها يامجدى
, انتبه مجدى من شروده واردف
, حاضر. البنت فين يا امى
, احضروا الصغيرة ف حاولت نشوان ان تحتضنها برغم التعب
, وابتسمت بوجهها وقبلتها كثيراً ومن ثم اخذها والد مجدى مردفا.
,
, شدى حيلك بقا عشان ترضعيها، تتربي فعزك انتِ وابوها
, ابوها حاسس انه مش هيعيش لها يابا
, ليه يابنى بس كدا
, ربتت نشوان على كف يده بهدوء واردفت
, **** يخليك ليها يامجدى، ومايربيها غيرك
, قالتها ومن بعيد يقف مهدى ناظراً لهما نظرته المعتاده، اظن من رؤيتى لو تحولت نظرته الى نارا لالتهمتهما بلا رحمه!
, مالك يا مجدى مش مبسوط
, قالتها نشوان برفق ف اردف مجدى يصتنع الابتسام
, طبعا مبسوط، بس جو المستشفى بيخنقنى انتِ عارفه.
,
, **** يشفيك يابنى ويرحمك من الكيماوى وقرفه
, قالتها والدته بحنو وهي تربت على كتفه، ف نطق مهدى أخيراً
, هتسموها ايه؟!
, انتبهت نشوان فلامست اصابعها الصغيرة برفق وتحدثت وهي تنظر الى عيناها المغلقتين
, مريم، انا بحب الاسم دا اوى، كنت لسه بقرا سورة مريم فالفجر
, مريم سمته بنت رؤوف اخويا ونص بنات شارعنا مسميين بناتهم مريم
, قالتها السيدة ام على جارتهم، ف اردفت عمة نشوان
, سموها ذكية على اسمى، عشان تطلع نبيهه وشاطرة.
,
, اخذ الجميع يضحك حتى مجدى الشارد في ملكوته، ف اردفت نشوان
, سموها حاجه بالميم عشان مجدى طيب، اختار انت يامجدى
, صمت مجدى واردف ب حزن
, اسماء البنات مبعرفش فيها م انتِ عارفه
, سموها نشوان على اسم امها!
, نطق بها مهدى بعفوية ف نظر الجميع إليه، ف اردف هو مدافعا عن نفسه
, اصلا خالى سمى نشوان اسم غريب لما سمعه فالتليفزيون وهو اسم مش معروف
, يبقا نشوان. صح وللا إيه
, قالها مبتسماً ينظر ناحية نشوان ب حب بالغ، ف اردف والد مجدى.
,
, انا عندى فكرة حلوة، مدام امها عاوزة مريم او اسم بالميم عشان مجدى
, نسميها ماريا على اسم زوجه الرسول. اهو اسم حلو زى اسم امها
, وكمان عشان تبقا شبه البت ماريا بنت رزق الساعاتى وتبقى بعيون زرقا زيها
, ضحك الجميع ف اردفت عمة نشوان الى زوجها
, وهتجيب زرقان العيون منين بقا
, لو مطلعتش عيونها زرقه نبقا نغير الاسم ساعتها
, ضحك الجميع فعادت نشوان من ذكرتها مبتسمه وهي تقوم بتلبيس صغيرتها ماريا الحذاء قبل الذهاب إلى.
,
, الروضه كعادة كل يوم ورددت كالعادة
, **** يرحمك ي مجدى، يالا يا قلب ماما
, هااااااادييييير الكلبااااااه وحشتينااااى عبر القارات
, ضحكت هدير بشدة وهي تسمع زوجها صالح يتحدث اليها عبر كاميرا الهاتف اتصال على موقع التواصل الاجتماعي، ف اردفت له هى
, وحشتنى يا صالوحتشى، شايف الحته دى انت وحشتها. والحتة دى
, والحته دى كمان
, خلع صالح كنزته بطريقه مضحكه واردف.
,
, بس بقا يا جزمه تعبتينى اتصرف ازاى دلوقت، و**** انا ابن ناس عاللى بيحصلى دا كله
, صفقت هدير وتراقصت على اغنية مدارة بجانبها واردفت له
, بتعمل ايه فيومك بقا
, ثوانى بس ياحراميه، التى شيرت دا بتاعى صح
, ايوة، عجبنى وخدته عندك مشكلة
, اه عندى دنا قالب عليه الدنيا يا حلبسه
, حلبسه لما تهرى مصارينك قول يارب، انا خدته ولبسته والل عندك هاته
, متجوز عبده موته مش بنوتة عادية.
,
, بنوتة ايه يا روح النونة، انا بعون **** اثبت شارع كله شباب هفأ امثالك
, امال صالح بوجهه على الهاتف وهو يغمز ب احدى عينيه واردف
, بذمتك انا هفأ يا حلبسه
, لاء مش اوى بصراحه، شديد شديد يعنى
, ضحكت بخلاعه فصفق هو مردفا
, اللهم صلّ عالنبي، جاية امتى بقا يا امورة القمامير
, ليه يا هاسبوندى
, اهو عشان الاجابة فسؤالك يا متخلفه، بسأل عشان انا هاسبوندك
, جاية امتى بقا.
,
, لا عشان انت هاسبوندى وبتحكم وتشكم دا لما تضرب بدلتك المتينه من عند عم مشمش
, وتجيب علبه شيكولاته نضيفه وتدخل تكلم ابويا فتفاصيل النيش ومستلزماته
, لكن يا حبيب هارتى احنا اتجوزنا جوازة جوز كلاب مش لاقيين مأوى، ف فكك من الل بيشكك ومتعملش حوار يوميات زوج مكبوت عليا
, رفع صالح احد حاجبيه ولامس شاربه ب اصبعه وهو يقول
, اومال ايه يابت عاوزة تدورى على حل شعرك ولا ايه.
,
, مانا قولتلك ياصالوحتشى، عاوز تمشيها جوازة بجد يبقا كلها بجد مش نمشى على سطر ونفوت سطر
, يا مهندس بمفك صليبه ورا ودنك انت!
, عض صالح على شفته السفليه واردف
, كدا! ماشى انا هعرف بطريقتى. انتِ اصلا مش وش نعمه
, كنت هعملك حته يوم
, اقتربت هدير من شاشه الهاتف ببلاهه واردفت ب اهتمام
, كنت هتعمل ايه قول قول قول
, لاء خلاص قطعتِ برزقك ياحيوانه
, قول بقا يا جحش هقعد اتحايل عليك.
,
, كنت هجيب الاكلات الل بتحبيها الهى ماتلحقى تبلعيهم يابعيده، واطبخلك بنفسي
, ونجيب فيلم حلو
, غمز بعينه واكمل
, فيلم حلو هاه، ونسهر للصبح سوا فشقتى
, **** ياصالوحتشى، واااااو جدا بقا
, لاء خلاص بقا مفيش
, افتعلت بيديها حركه المسامحه وقالت له وهي تفتعل بعينيها منظر مضحك تدخل مقلتيها الى بعضهم البعض حول
, بليز ياصالوحتشى بليز بليز مش انا حبيبتك هاه. هاه
, لاء حبيبتى ايه، ياريتنى م كنت اتجوزتك طلعتِ وليه بومه.
,
, خلاص ياصالوحتششششى
, بلا صالوحتشك بلا ملوحتشك انتِ خليتِ فيها صالوحتشك وبتاع
, م خلاص ياض فيه ايه!
, قالتها بنبرة خشنه عما كانت تتحدث من قبل، ف انتبه هو بطريقة مضحكه
, مش بقول انا دبست نفسى فسواقه اوبر، يالا شوفى وراكِ ايه
, ورايا حيطه نياهاهاها
, اغلق صالح التطبيق في وجهها وهو يردف
, اقسم ب**** انا الل جبت مستشفى المهابيل لنفسى، هبقا اعلق يافطه على صدرى اقول للناس قولولى يالى متربتش عشان اتجوزت الحيوانه دى.
,
, تنهد وابتسم واردف
, حيوانه وكلبة وبياعه بطيخ فنفسها، بس جامدة جامدة واتنيلت وحبيتها
, يلعن ابو شكلها
, انتبه لصوت اتيان رسالة على تطبيق الواتساب من هدير مدون بها
, عشت احبك سنين وانا بحبك يا بغل ياجزمه وفالاخر تقفل ف وشى القميرا مش الكاميرا، ماااشى يابو الصلح يومين وجايلك وسنبدأ المعارك. استعد يابطلى القذر!
, ضحك صالح وارسل لها رساله صوتيه.
,
, مستنيكِ ياغوغائية ياعشوائية يابتاعت الحمص، يومين بالعدد لو مجتيش ودينى لاخونك
, ردت برساله صوتيه
, ساعتها هغزك فقفاك
, اوك غزينى عشان امسك المطوة من قفايا ادبها فعينك
, ايه حب الجزارين الل احنا فيه دا ياحووبي
, قولى لنفسك ياختى، عالعموم مستنيك بقا
, عشان
, عشان بحبك يا حوله
, قلبي يارب قلبي يا كاااااياااا
, اميرة احسن واحدة ترقص الرقصة دى، يالا يا ميرووو.
,
, هنا امسك زين ذراعها بحدة واردف بعدما دنى من أذنها لعلو صوت الموسيقى من حولهم
, هترقصيها مع مين ان شاء ****!
, لفت يداها حول عنقه واردفت بهيام
, معاك يا حبيبي طبعاً، وهو أنا اميرة مين. مش اميرتك انت
, ابتسم زين ولف ذراعيه حول خصرها الممشوق واردف
, اميرة حبي انا طبعاً
, بدأ يتمايلا على نغمات الموسيقى المدارة في الحفل مع تمايل الفتيات الحاضرات حولهم وهيامهم امام حركاتهم الحميلة العاطفيه.
,
, فكان يسحبها نحوه بسرعه تاره ويضمها إليه تاره ومن ثم يبعدها ثانية.
, يقترب من عنقها يستنشق عبيرها الخاص وهو مغمض عيناه وبحركه خفيفه يديرها لتسقط ب أحضانه ومن ثم يميل على شفتيها ف تنتهى المقطوعه!
, يصفق الجميع فتضحك هي وهو بخجل، ف تدرك اميرة ان والدها يناديها من بعيد
, هروح اشوف بابي عاوز ايه يا زين
, متتأخريش عليا.
, لامست باصابعها الرقيقه ذقنه الصغيرة ومررتهم على شعيراتها الصغيرة المنبته حديثاً وقالت ب دلال.
,
, معقول عيد ميلادى هقضيه مع حد غيرك ي الزين!
, ابتسم وعقد ذراعيه يتتبع خطواتها نحو والدها، وقفت وصافحت رجل مُسن هو يعرفه جيداً
, فهو شريك جديد لاحدى صفقات رشيد بك عمه وفي الاونه الاخيرة أصبح ملاصقا له في كل شئ وفي كل مكان.
, اميرة، سلمتِ على عمو شريف
, ابتسمت اميرة برقتها كالعادة ومدت يدها تصافح هذا الرجل
, ازيك ي اونكل
, امييييرة، قمر الحفلة كلها كُل سنه وانتِ برنسس ومنورة.
,
, ابتسمت اميرة بخجل فقدم لها الرجل الهدية، علبه من القطيفه فتحها فظهر بداخلها خاتم من الالماس باهظ الثمن. تناولته اميرة وقامت بقولها شاكره
, ميرسى جدا يا اونكل
, عجبتك؟!
, طبعا
, نظر الرجل حوله واردف لها
, مش عارف احمد فين، كان عاوز يسلم عليكِ ويقدملك هديته
, احمد. احمااااد
, ظهر من بقعه لست ببعيدة شاب وسيم الهيئة، يرتدى بذله غاليه بالطبع
, مبتسماً وانضم إليهم
, كل سنه وانتِ طيبة يا اميرة
, ميرسى وانت طيب
, لكزه والده واردف.
,
, قدملها الهدية الل دوخت لحد م جبتها
, تعثر الفتى ومن ثم اخرج من جيبه علبه مماثله لل العلبه التي قدمها والده وبها قطعه من الالماس أيضاً من الممكن ارتداؤها للتزين على الاثواب والفساتين.
, اخذتها اميرة مبتسمه وشكرته، ف هم رشيد بقوله مبتسماً
, اميرة من غير تطويل فالكلام يا اميرة بابي، عمو شريف الراوى طلبك ل احمد وانا وافقت
, قولتِ ايه.
,
, فزعت اميرة ونظرت ناحية زين الذي لايبعد عنهم بالكثير ووجدته عابس الوجه واطال النظر لها ومن ثم رحل بخطوات متباطئه.
, سرحان فيه ايه يا زووووز، للدرجة دى واكله دماغك!
, انتبه زين واستفاق من شروده واردف ب اهتمام
, مين دى ياعيسي؟
, قولى بس سرحان ف ايه دا كله بقالى ساعه بنادى عليك
, مفيش بس الاغنية الل انت كنت مشغلها فكرتنى بحاجه كدا
, قام عيسي بقرص احدى وجنتى زين بخفه وقال
, وحياة غمازاتك م الل افتكرته كان لاميرة؟!
,
, فيه ايه يابنى، هي موكلاك تجيبلى سيرتها 24ساعة؟!
, ضحك عيسى وهز رأسه بسخرية واردف
, ومين قال ان الفراق بينسى الحب، عادى تتفرقوا لكن تنسوا ويموت فيكم حبكم صعبه طبعا
, هنا امسك زين عيسي من اطراف ملابسه واردف
, لو مشينا بنظرية حضرتك العبقرية دى معنى ذلك انك مش ناسى البنت الل قبل نور ولا الل قبلها صح؟
, مط عيسي بشفتيه واردف.
,
, يابابا حواراتى حاجه وانت موضوعك مع اميرة حاجه تانيه، الل قبل اميرة كان اعجاب من طرف واحد ومكملش والل قبلها اه كنا بنحب بعض بس جرحتنى الهانم لما حسستنى انى مشبهبش اكون جوزجناب حضرتها
, اشار زين ناحية اذن عيسي واردف
, سامع نفسك قولت ايه؟! جرحتك! وعشان جرحتك انت بعدت وسيبت بعد حب سنين.
,
, قصتى مختلفه عنك، انت واميرة دوبتوا جوا بعض، بقيتوا شخص واحد زى حتتين تلج دوبناهم وعيدنا تشكيلهم من الاول. انت واميرة ع كلامك اتنين ضد الظروف والناس والبعد
, ايه اهم سمه فالحب يا عيسى من وجهة نظرك؟!
, التفاهم!
, وايه كمان؟
, الاحتواء، ووو
, وان الل قدامك يفهمك ويحبك زى م انت كدا، ملعبك ملخبط وحش حلو ابن ناس ابن خدامه
, بتعرف تتكلم بتتلخبط وتأتأ. لما يلاقيك واقع يسندك ويقولك انا جنبك.
,
, لكن مش مع اول شنكله يقولك مع السلامه انا مش مبسوط بالل بيحصل. الل بتحبه يكون منتمى لك
, انت وطنه ومكانه، الل بيعرف يسيب ويمشى محبش
, والل عاوز حبه يمشى بخطوات معينه محبش
, والل راسم حاجه لشريكه وشريكه خالفها ف اتهمه ب انه محبهوش محبش
, والل ميحسش ب اكتر قلب حبه محبش
, صمت ونظر الى ساعة يده واردف بجدية
, انا اتأخرت عالشغل. انانازل ولما ارجع نروح مشوار صالح نباركله
, يالا سلام.
,
, رحل زين وعيسى على نظرته له، امسك هاتفه واتصل ب نورهان عدة مرات حتى اجابته
, فينك يانور
, معلش مكنتش سامعه الفون، ايوة هنا
, انتِ راكبه تاكس ولا ايه؟ رايحه الجامعه
, لاء عندى مشوار قبل الجامعه هخلصه واروح
, تعجب عيسيف إلتوت شفتيه واردف
, مشوار ايه عالصبح كدا
, كانت تترجل نورهان الى داخل مقهى وتتلفت حولها وهي تردف لعيسي
, ايوة مشوار جه طارئ، هخلصه واكلمك باى.
,
, اغلقت على الفور، من الواضح انها في عجلة من امرها، لم يأخذ التفكير وقت طويل ببال عيسي
, فهو أيضاً على موعد لعمله ولابد من اللحاق به مبكراً.
, جلست نورهان الى اقرب منضدة وتركت هاتفها جانباً وجلس امامها شاب هندامه مرتب وانيق
, ف اردفت هي بثقه
, خير ياعلاء فيه ايه؟!
, امسح المكتب يا استاذ زين؟!
, انتبه زين لصوت العامل المُسن فرفع بصره واردف له
, ماشى ياعم زاهر انا هقف فالبلكونه اشرب النسكافيه بتاعى لحد م تخلص.
,
, ترجل زين الى الشرفه وترك العامل يقوم بعمله، مامضت الدقائق حتى سمع صوت تكسير ف دلف على الفور
, ل يجد الرجل مطروح أرضا غائب عن الوعى وكل جزء به يتشنج، تعلثم زين وتعرق وانفاسه بدأت تتهدج
, م استطاع مناداه احد او الاتصال ب أحد.
, بالكاد استكاع ان يضغط على الزر ف اتت السكرتيرة على الفور لتجد العامل فاقد وعيه وزين يحاول يلتقط انفاسه.
, مستر زين فيه ايه؟!
,
, هرولت تتصل بالاسعاف، حتى هرول جميع الموظفين يروا ماحدث، ولا احد يفهم م جرى!
, وصلت سيارة الاسعاف وحملت الاثنين، وبعد وقع الكشف على العامل غيبوبة مرض السكري بسبب عدم تناوله شيئا صباحا وانقطاعه عن تناول علاجه. اما عن زين فحالة عصبيه فقط.
, اطمأن الجميع ل حال زين بما فيهم نشوان، ومن ثم اقترح الطبيب ان يرتاح بضع ساعات ويريح اعصابه بالمشفى حتى يعود للعمل ثانية مستعيد وعيه ونشاطه.
,
, غفا زين بفعل الامبول المهدئ الذي سرى ب وريده، وبعدما ذهبت معهم نشوان شيئاً بداخلها
, جعلها تعود، فتراه بحاله هكذا ممدد نائم على فراش المشفى.
, دلفت الى غرفته من دون ان يشعربها احد، اخرجت منديل قطنى من حقيبتها ووضعته على يده ووضعت يدها واخذت ت تمتم ب ادعيه وسور قرآنية.
, تشبث يدها بيده كان يحويه حنان يكفى لمائه رجل غيره، وخوفها وتمتمها بالادعية ك ام تخاف على وليدها من الاذى.
,
, شعر بها زين، شعر ب انفاسها وصوتها الرقيق، شعر بضمه يدها على يده تفصلهما المحرمه
, هنا ثنى اصابعه على يدها برفق وكأنه يتحدث إليها، لاتتركينى، مهما بلغ الامر. إبقِ بجانبي!
, واضح انك مكنتيش عاوزة تقابلينى يانور
, نظرت نورهان الى هاتفها واردفت
, ياريت تقولى اتصالك الكتير ومسدجاتك وكل الدوشه الل عملتهالى ياعلاء الفترة الل فاتت دى ليه
, انا طلقت مراتى يا نورهان، وخدت الولد منها لأنها ست معندهاش مسؤولية ولاضمير.
,
, نورهان دا ذنبك، انا افتريت زمان عليكِ وعلى حُبنا
, سيبتك فعز ازمتك بوفاه عمى عبدالحافظ. وقبل فرحنا
, سيبك فعز م كنتِ محتاجالى، عارف انى كنت وحش واذيتك وتعبتك وحطمت احلامنا سوا
, همت نورهان بلملمه اشياءها كأنه لايتحدث من الاساس ف امسك هو بيدها
, بتعملى ايه
, اصل بتقول كلام انا ماليش دعوة بيه ومش مه بالنسبة لى ولو اعرف انك جاى عشان كدا
, مكنتش قبلت انى اقابلك
, نظر الى عيناها بعمق واردف
, اومال كنتِ فاكره هاجى ليه ي نور؟!
,
, ابتسمت نورهان ب انتصار واردفت به بثقه
, عشان اشوفك ندمان اشوفك بتعترف ليا انك غلطت فحقى، اشوفك بتحس زى م كنت بتحس
, اشوفك بتفكر فحد غير نفسك، ايه الل خلاك تقولى كل دا دلوقت ياعلاء
, عشان حاسس ان ذنبك **** جابلك حقك فيه ي نورهان، وانى..
, هتتعطف وتتكرم وتتنازل وتتقدملى من جديد ونتجوز، مش كدا
, صمت علاء ونظر لكفين يديه الممدوتان امامه على المنضده
, ايه دا! هتقبل تتجوزنى ياعلاء! ازاى يا راجل، انا منولش شرف اشيل اسمك.
,
, ازاى هتعملها! ازاى هتدوس على مرضك وشكوكك وتنحاز لصوت قلبك
, نور اصبرى واسمعينى للآخر
, ياعلاء كلامك لاخره مش مهم عندى انت ازاى مش مصدق
, نهضت من مكانها وامسكت حقيبتها واردفت بشموخ
, عاوزة اعلمك حاجه اتعلمتها منك، امسح حبي من قلبك دا لو كان بجد، عشان الجحود لما بيدخل قلب لشخص معين. عمره م يتبدل حب تانى ابدا. بيتبدل نسيان
, اه صحيح، انا حااليا مرتبطه بشخص عارف كل حاجه عنى وحكيتله حكايتك وحكايتك العرة الل بعدك.
,
, ومتقبل وشارينى، عشان الوحيد الل شايف نور من جوا
, واشترى قلب نور بقلبه. ، وعلى فكرة انا متأكدة ان مراتك ست كويسة جدا
, بس انت بير شكوك وامراض نفسية مهما الل قصادك ادالك. آخر مرة اشوفك او اسمع صوتك فيها ومن غير م اغير ارقامى لانك لا تعنينى اصلا ومن مدة طويلة، باى باى ياعلاء
, ثلاثة كؤوس من المشروبات تقدم امام صالح وعيسي وزين. امسك صالح بواحد منهم واردف بطريقته المعتاده.
,
, مدام كنت تعبان يا زين ليه جيت ياعم و**** وصلت مباركتك
, مش تعبان ولا حاجه انا بس انصغطت الفترة الل فاتت مش اكتر واصلا كنت محتاج اغير جو
, ارتشف عيسي الكثير من مشروبه واردف الى صالح
, و**** واتجوزت يا عنكبوت. ومين البت الل شحتفتك وطلعت رموشك من مكانها
, ضحك صالح بشدة واردف
, اه ياسيدى عقبالك اما تتكلبش كلبشتى
, نظر زين اليه واردف
, ليه مخلتناش نباركلك فشقتك صحيح.
,
, ياعم جوازتى جوازة مختلفه تمام الاختلاف عن اى جوازة سمعتوا عنها، يعنى حتى لو جيتوا مكنتوش هتلاقوا العروسه
, ابتلع عيسي مشروبه بسرعه بشكل مضحك واردف ساخراً
, ليه ماتت! موتتها ياض، يا آسر سا غادر ياسارق قلوب العذارى
, باس باس بطل نواح، موته اما تاخدك وانت عامل زى التربيه كدا
, ياعم انا متجوزها وهي متجوزانى بس هي فبيتها وانا فبيتى
, من غير قايمه ولا مؤخر ولا مقدم ولا شبكه ولا مهر.
,
, انتبه عيسي واتسعت حدقه عينيه واردف ب اهتمام
, ايه الجوازه الل مكلفتش حق سندوتش طعميه ببتنجان مقلى دى! عملتها ازاى يا نمس
, انا عارف انك مفكوك بس تلاقى نصك التانى فالفكفكه وتلاقى بنت مفلته زيك
, و**** لسه الواحد هيشوف العجب، قولى بقا نظام جوازكم ايه عشان اعمله مع السينابون بتاعى
, سينابون ايه ياعيسى، عاوز سينابون
, لا دى قصة ملكش فيها متحشرش شنبك فكل الل اقوله اشرحلى بقا.
,
, رن هاتف زين ب اسم نشوان، لمعت عيناه وانتفض قلبه فرحا ف ابتعد عنهم واجاب الاتصال على الفور
, الو
, على الناحية الأخرى تغمض عينيها نشوان خجلا وتعض شفتيها واردفت
, السلام عليكم. ازيك يا مستر زين
, وعليكم السلام ي نشوان
, عامل ايه حضرتك دلوقت؟
, و**** احسن، مفيش حاجه مجرد اجهاد وانا بتعب اما بشوف حد تعبان قصادى
, وضعت نشوان يدها على قلبها تهدئه واردفت متلعثمه
, الف سلامه ع حضرتك، بإذن **** مفيش حاجه واجر وثواب عند ****.
,
, صمت الاثنين ف اردف زين
, متشكر يا نشوان
, على ايه يا مستر، لازم كلنا نبقا جمب حضرتك، حضرتك مش بتسيب حد مننا وهو تعبان او ف ظرف
, ابتسم زين على عفويتها وطيبة قلبها فاردف
, بس انا مش بشكرك عشان كدا
, اومال عشان ايه؟
, عشان حسيت بيكِ اما رجعتِ بعد م الزملا مشيوا، وسمعت ادعيتك
, او بمعنى ادق، روحى سمعتك وجسمى وقتها ارتاح كأنه محتاجلك انتِ وطيبتك وادعيتك وهدوئك والراحة الل فيكِ، ف استكان وارتاح وهدى وبقا احسن.
,
, وكأن جرعات الافاقه والمسكنات اخدتهم مرة واحدة فبقيت احسن وكنت عاوز اكتر. فصوابعى ضمت على ايدك تقولى خليكِ بس انتِ بخلتِ ويدوب دقايق وسيبينى، بس على فكرة سمعتك وانتِ على الباب اما قولتِ سلامتك **** يبعد عنك كل شر يازين..
, كانت حلوة اوى زين منك من غير مستر، وكانت حلوة الدقايق بصُحبتك يانشوان
, انفاسها قطعت، اغلقت الهاتف على الفور ودفنت نفسها بالوسادة خجلاً وثد قذفت بالهاتف بعيداً. أما عنه.
,
, ف انتبه لغلق المهاتفه من قبلها، شعر بالضيق قليلاً ومن ثم ابتسم
, وزفر بعمق واردف بصوت غير مسموع الا له
, نشوان. شكلها كدا جت وخلاص ماليش مخرج، **** يستر
, دبرينى اعمل ايه فالمصيبة دى، ابوس ايدك ي نور اعمل ايه
, كانت روان تبكى بشدة وتحتضنها هدير ناظرة الى نورهان تنتظر ان تنفرج شفتيها عن اجابة على سؤال روان
, ف اردفت نورهان بنبرة كلها آسى.
,
, ادبرك تعملى ايه؟ هو انا مش حذرتك! انا مش قولتلك بلاش وعاندتينى وافتكرتى انى مبحبكيش وبغير منك
, جاية بعد المصيبة الل عملتيها تقولى تعملى ايه، فيه حد فالدنيا يعمل عملتك دى
, جسمك رخيص اوى للدرجة دى؟! بتتصورى وتبعتِ صورك عريانه وفيديوهات بترقصى بنفس الوضع
, يطلع ايه هو عشان ترضيه على حساب نفسك! وحساب **** ياروان
, ليه كدا ياروان، ليه!
, نظرت هدير الى نورهان واردفت.
,
, مش كدا ع فكرة يا نورهان المفروض انها منهارة واحنا لازم نهديها مش نزود عليها، والكلب دا ممكن فعلا يفضحها ولازم نتصرف. بيبتزها كل يوم وهي مش عارفه تتصرف
, صمت ثلاثتهم يفكرون في امر روان انها بالفعل ازمه بكل مقاييسها، التفتت نورهان ناحية روان وهي تتحدث بحدة
, لازم نتصرف والهانم السبب ف الل احنا فيه دلوقت وورطتها مع كلب منعرفوش زى دا يمسك عليها وعلينا ذلة، انتِ كانت دماااغك فين
, نهضت روان تردف ب انهيار شديد.
,
, خلاص بقا يا نوور خلاص خلاص خلاص حرام عليكم كفاااية
, طرقت نورهان بيدها على باب خزانتها بعنف واردفت
, معنديش اى حل غير انى اروحله واشوف عاوز ايه
, نهضت روان فزعه من مجلسها ومسحت عبراتها واردفت
, نور! لاء. اوعى انك
, عشانك، عشانك يا روان دا احنا روح واحدة هتنازل واشوفه عاوز ايه
, مانا الكبيرة حتى لو بدقايق. ولازم أنا الل اتصرف واشيل.
,
, استندت روان الى كتف هدير تبكى، بينما في رأس نورهان تدور الف فكرة وفكرة للخلاص من هذا المأزق اللعين، أحياناً نتعمد أن نفهم بعض الأمور خطأ لأن صحيحها مؤلم جداً.
, عندما تكتشف أن أقرب شخص إليك كان كذبة، سيصعب عليك تصديق الكثير.
, آدى الل عاند وقال مبسوط ب ارتباطه بيها واختياره فمحله، جت ورتنا وشها ربع ساعه ومشيت
, قالها شقيق فارس الاكبر، ف اردفت والدته بغضب.
,
, فارس اصلا مكانش له فالعيله كلها، اذا كانت البنت الاولانيه ولا التانيه ولا حتى امهم
, اظن بعد م يقوم من الل هو فيه لازم يفسخ خطوبته منها فوراً. دى بنت مش اد المسؤولية ولا بتحبه
, قالها والده بحدة ف اردفت شقيقة فارس الصغرى ب حزن
, بس فارس يقوم منها سليم يابابا
, يعنى ايه؟!
, الخوف يقوم فيه عجز او حاجه وهي الل تسيبه ويأثر دا ع نفسيته
, قالتها الفتاة ب أسى على ماجرى لشقيقها، ف عم الصمت لحظات واردف شقيق فارس الاصغر.
,
, انا خايف عليه، الغيبوبة طولت اوى وحاله كل يوم زى م هو
, تنهد الاب ب حزن واردف
, عاوزين نتصدق ونعمل حاجه لله عشان يقوم بالسلامه، شكل فارس ذنوبه مانعاه انه يقوم بالسلامه ي ولاد
, انا قلقان على ابنى
, نهضت الام فزعه تدافع عن إبنها الغائب الحاضر
, وايه الذنب الل هيعمله ابنى، ابنى راجل مستقيم ودكتور اد الدنيا والناس كلها بتحبه
, زمت شقيق فارس الاكبر شفتيه واردف ب امتعاض.
,
, اعتقد يا ماما بعد خطيبته ام وسط مخلوع مفيش اكبر من كدا ذنب. حتى الاولانيه اختها اما كان خطيبها، قال اسبابه فالفسخ انها مكانتش مظبوطه يبقا عمل معاها حاجه دى كمان
, **** يعافيه من الل هو فيه بقا
, اردفت الام بطريقه حادة لاولادها
, انتو هتشمتوا ف اخوكم! كُلنا بنغلط، يقوم بس منها وانا هخليه ينسى البنت دى وعيلتها نهاااائى
, وبالداخل. غرفه الرعاية الفائقه فارس ممد بعالم آخر في غيبوبة.
,
, وسط الاسلاك والاجهزة، لأول مرة من يوم الحادثة
, يحاول تحريك اصبعين من كف يده!
 
٢٢

جهد صغير مبذول خيرٌ مِن وعدٍ كبير مَقطوع، . وردةٌ في اليد أصدَق مِن بُستانٍ في الوعد!
, ياستى وقت بس ماتدعكِ الفانوس وتقولى محتاجالك ياعيسي، عيسي هيكون تحت امرك
, فيه ايه بقا
, خلعت نورهان نظارتها الشمسية ووضعتها على المنضده امامها. ملحوظ بشكل كبير توترها وارتباكها
, بدا ذلك واضحاً بحركه أصابعها وهزة ساقيها، ونظرة عيناها التي تحوى خلفها الكثير.
,
, عيسي، انا طلبتك عشان موضوع كبير ومش هعرف اشيله لوحدى واول م انغرزت فيه
, جيت انت فبالى
, نظر عيسي إليها ب إهتمام وحاول تخفيف ارتباكها واردف
, وانا قولتلك تحت امرك يا نور، خير
, فيه مصيبة
, ياساتر يارب، مصيبة مرة واحدة!
, ياعيسي مبهزرش
, يابنتى بحاول اخفف من عليكِ، اهدى، فيه ايه قولى
, هما شعرت نورهان بالخزى والحسرة مما ستخبره به، ولكن على كل حال قَطع السيف العزَل ولايوجد امامها خيار آخر.
, روان اختى
, مالها زحاليق هانم.
,
, بدأت ان تروى القصة بكاملها إليه، كام يستمع إليها ب إهتمام. كان وجهه عاديا في بداية الأمر ومن ثم بدأ في العبوس شيئا ف شيئا حتى زفر بحرارة وغضب وما ان اكملت نورهان ماتريد اخباره به ف اردف
, انا آسف يعنى، وآسف مقصدش حاجه، ايه الاستفادة فالل عملته دا
, زائد انك مش واخدة بالك من حاجه، روان توأمتك، ليه ميجيش فبالك لما نروح نشوف عاوز ايه الحيوان دا
, ميفتكرش ان انتِ روان والدنيا تبوظ مننا.
,
, اسندت نورهان رأسها الى كف يدها بفقدان امل واردفت ب حزن
, معرفش ياعيسي، معرفش عاوزة اتصرف قبل الفضيحه م تحصل وساعتها مش هي بس الل هتنضر
, كلنا.
, فرك عيسي ب اصابعه في مقدمه رأسه يفكر وهو يقول
, الحوار عاوز تفكير مش خبط لزق، عاوز دراسه عشان نعرف هنعمل ايه. احنا منعرفش يمكن عمل مليون نسخه لفيديوهات وصور الست هانم.
, صمت الاثنان يفكران. ف نظرت نورهان إليه نظرة توسل واردفت
, عيسي. ممكن طلب
, اتفضلى طبعا.
,
, الل قولته ليك دا خليه سر، انت عارف دا حوار حساس و
, ممكن متكمليش كلام، انا عندى 4اخوات بنات، وروان زيهم
, **** يستر عالجميع يانور. متقلقيش طبعاً
, وغير ان ليا اخوات، مش طبيعى تلجأى ليا فمحنتك واندل معاكِ وابقا قليل
, ابتسامه خفيفه بدأت تأخذ مكانها على وجه نورهان تدريجيا وقالت
, يعنى انت مغيرتش رأيك فينا
, فينا مين؟
, ابتسمت نورهان واردفت.
,
, انا وروان، وماما، والسر بتاعى والل عملته روان واستهتارها العادى و ماما الل انت شوفتها فالخطوبة
, لأول مرة يلامس عيسى أطراف اصابع نورهان المتشابكتين ببعضهما البعض فكلتا يداها واردف ب حب.
,
, نور، انا حبيتك وكنت شايف وعارف روان وفيديوهاتها وطققانها وبقول **** يهديها فيه ناس كدا الدنيا بتفضل ساحباها لحد م تفوق واعتقد الل هي فيه دلوقت دا هيفوقها، زائد ان مظلمهاش روان شخص طيب وعلى طبيعته وبيحب غيره ويتمناله الخير، وشوفت والدتك فخطوبة روان.
,
, مش هكدب واقولك مستغربتش استغربت طبعا، بس هي معملتش غلط هي بس بتعمل الل ميلقش بسنها ولا ب انها مخلفه بنات زى العسل زيكم. ان شاء **** لما اتجوزك هقولها اقعدى واتهدى بقا ياولية وروحى حجى وامسكِ سبحه ف ايدك واقعدى جمب اذاعة القران الكريم استمعى مع قهوتك فالبلكونة وعيشى سنك
, ضحكت نورهان بخفه ف اكمل عيسي
, اما بالنسبة للسر بتاع حضرتك الل مدوخنى السبع دوخات، ف انا بالى طويل ونفسى اطول معاكِ يانور.
,
, واى ان كان ايه هو متقبل ومتحمل، وبحبك وعمرى م هغير رأيي. إلا بقا لو هغير قلبي كُله يمكن ساعتها فعلا اقولك هغير رأيي واحب غيرك!
, تنهدت نورهان بشئ من استعادة الإطمئنان ثانية إليها واردفت بهدوء
, **** يخليك ياعيسى. **** يديم وجودك فحياتى
, مش عايزك تقلقى، انتِ مش وحدك هنفكر وب أمر **** هنحلها. بس اضحكِ
, النبي تبسم يانورالعين
, امالت نورهان ب رأسها متعجبه ب بابتسامه رقيقه واردفت إليه
, نورالعين!
, طبعا نور العين.
,
, طرق ب أصابعه على المنضدة بخفه واخذ يتغنى اغنية شهيرة بصوته بنبرة منخفضه وهو ينظر الى عينيها
, حبيبي يانور العين ياساكن خيالى. عاشق بقالى سنين ولاغيرك فبالى
, بتعمل اييه؟
, قالتها هدير تتلفت يميناً ويساراً وهي تضاحك، كان صالح ممسكاً ب غطاء السيارة وقام بتغطيتها كلياً ومن ثم دلف الى السيارة واغلق الباب خلفه
, انتِ مش عاوزة جو اكشن ومنبقاش ناس بتوع روتين
, ضحكت هدير بصوت عال ِ وهي تنظر حولها متعجبه واردفت له.
,
, عارف ياض ياصالح يابن المهبوشه انت، طلعت نفس دماغى
, اصبرررى دنا اعجبك اوى اوى
, كورت هدير قبضه يدها ودفعته بصدره واردفت ساخرة
, متاخدش فنفسك مقلب بس
, طب هوريكِ يا ام لسان طويل
, دفعها صالح بقوة وانقض عليها ك انقضاض ضرغام على فريسته ولكن بإرادتها، دقائق معدودة واقتربت سيارة شرطه اشتبهت في امر سيارتهم المغطاه وبها حركه مُريبه من الداخل.
,
, هبط ضابط الشرطة منها هو ومساعديه واقتربوا من السيارة فسمعوا اصواات صالح وهدير وهمساتهم وضحكاتهم معاً، فرفع غطاء السيارة لتلتقِ الاعين في موقف لا يحسدوا عليه!
, ****! انزلولى كدا بقا ياحلوين، ياصلاة النبي عليكم
, اتسعت عين صالح وقام ب ارتداء ملابسه سريعاً وهو يتلعثم في الحديث وهبط من السيارة مسرعاً
, حضرتك و**** احنا متجوزين
, هز الضابط رأسه واردف بعدم تصديق
, متجوزين اه، عالنت مش كدا يابابا. دا انتو ليلتكم زرقا.
,
, طرق على نافذة السيارة بعنف واردف
, انزلى ياسندريلا، خدوهم عالبوكس
, استقلا الاثنين سيارة الشرطه لأول مرّة في حياتهم، موقف غريب ولكنهما سيخرجان منه حتماً فهما متزوجان
, ولكن الفعل نفسه سئ جدا ويعتبر فعل فاضح بالطريق العام حتى وان كانا متزوجان فهو خطأ!
, و**** و**** ياباشا احنا متجوزين
, اخرس يالا متتكلمش خالص
, ياباشا انا مهندس محترم وعهد **** وانت شوفت البطايق
, فين القسايم لو متجوزين يابشمهندس. وبعدين المتجوزين دول.
,
, يعملوا زى القطط فالشوارع، و**** عيب
, تصنعت هدير البكاء واقتربت من مكتب الشرطى وهي تمثل مشهد درامى مماثل في فيلم قديم ما
, ياحضرة الظابط، ياحضرة الظابط انا وهو اتجوزنا على حب من 10سنين، رغم شغلته المحترمه الا ان كان معانا شقه ووقعت بسبب المقاول ابن الجزمة كانت مبانى مخالفه ووقعت والحمدلله مكناش فيها
, مسحت دمعاتها الكاذبه ب احتراف واخذت تتشدق بشفتيها وتتهدج بصوتها.
,
, يافندم حضرتك روحنا نقعد مع والدته بعد م قعدنى من الشغل. 10سنين ياباشا مفيش بيبي
, نفسنا فعيل يشيل اسمه ويكون سندى لمّا اكبر
, وامه قعدالنا عالواحدة يا حضرة الظابط، بتنيمه هو فالصاله. وانا فارشالى قدام الحمام فالطرقه
, هقولك ايه ياباشا، غصب عننا عملنا كدا
, عاوزين نخلف حته عيل. حرام. حرام.
,
, قالت جملتها الاخيرة بعدما ركعت على ركبتيها تكمل باقى مشهدها الاحترافى، ففوجئت بتصفيق حاد من زوجها صالح واطلاق صفيرة بعدما جلس على ساق ونصف امامها ومن ثم قال
, ****، هايل يافنانه هايل، بس عاوزينها من الزاوية دى احسن
, تحركت هدير ناحية صالح وقد دعست بقدمها قدمه كى يصمت واكملت بكاؤها ونحيبها، ف رق قلب الضابط واردف
, لو بس اشوف القسايم، هيبقا مفيش مشكلة ييجى حد يضمنكم وخلاص.
,
, هنا نظرت هدير خلسه الى صالح واخرجت لسانها اى ان خطتها قد نجحت أخيراً، ف اردف صالح للضابط
, حضرتك القسيمه فالبيت
, لو تكلم والدتك تجيبها
, غمزته هدير ثانية واردفت هى
, لاء لو صحيناها تجيلها ذبحه تروح فيها، انا شايله القسيمه بتاعتى عند بنت خالتى هكلمهم يجيبوها وبالمرة تضمننا، تسمحلى بمكالمه حضرتك.
,
, اومأ الضابط ب رأسه بالايجاب ف امسكت هدير بهاتفها وطلبت على الفور روان ف وجدت هاتفها مغلق، جزت هدير على أسنانها بغضب ف جربت نورهان ولم تستمع من الواضح انها نائمه، فقررت ان تتصل ب أميرة!
, فزعت اميرة فور علمها بما حدث، ف جلبت لها قسيمه الزواج واتت لها على قسم الشرطه على الفور.
, حضرتك مين؟
, تلعثمت اميرة ونظرت ناحية هدير وصالح وقد التوت شفتيها واردفت
, قريبة هدير
, بنت خالتى!
,
, تدخلت هدير بسرعة حتى يتم ضمانهم على يد اميرة ويتخلصا من هذا المأزق المزعج
, طيب بطاقتك هنا لو سمحتِ، والقسيمه
, نظر الضابط الى القسيمه وتاريخ الزواج ف رفع بصره إلى هدير واردف
, عشر سنين ايه يا مدام، جوازكم معداش عليه شهرين!
, ارتبكت هدير ومن ثم تصنعت البكاء مرة اخرى وقالت.
,
, امه! امه يا حضرة الظابط منها لله، كل شوية مشاكل كل شوية خناقات وتمسكنى تدينى العلقه لما بتعالج من مفاصلى و رُكبي. وهو زهق مننا وكل شوية يرمى اليمين كل شوية
, طلقنى 3مرات حضرتك وجرينا ع محلل لأن حضرتك برغم الظروف والضرب والإهانة والنومة قدام الحمام
, احنا روحنا فبعض. زى حضرتك كدا ماتقول قطتين بلدى وسط باسكت زبالة فالشارع!
,
, وبعد م اتطلقت من المحلل ردنى تانى حضرتك بقسيمه وقايمه جديدة تضمن حقى منه ومن امه ان شاء **** يعدمها!
, كانا اميرة وصالح ناظران اليها فاغران فمهما غير مستوعبان قدرتها على تأليف الافلام وحبكتها في دقائق معدودة وخروجها من المواقف ك الشعرة من العجين!
, نظر لها ضابط الشرطه ب تأفف واردف.
,
, طب خلاص خلاص، امضى هنا يا مدام اميرة وخدوا بطايقكم واول واخر مرة، عاوزين تخلفوا فيه اوتيلات فيه شقق للايجار بسعر بسيط. مش كدا حتى شكلكم ناس محترمه
, وانا لولا مش عاوزلكم مشاكل كنت حبستكم ودخلنا فقواضى ومحاكم.
, تهللت اسارير هدير واردفت مسرعه
, **** يخلى حضرتك، **** يكرمك بالخير ودبورة كمان وتبقا لوا
, خرج ثلاثتهم ف اردفت اميرة بنبرة غاضبه لهما.
,
, عيب اوى لما اعلم الادب لاتنين اكبر منى واحد مهندس محترم والتانية مضيفه طيران واقولهم ايه الصح والغلط، انتو كبار ومتجوزين. اعقلوا، الجنان مش حلو فكل حاجه
, ابتسمت هدير وعقدت ذراعها ب صالح واردف صالح ب اهتمام
, و**** يا مدام اميرة انا بضرب نفسى بالكوتشى المستورد ان اتجوزت المهفوفه دى
, ياسلااام يا واد، وهو مين صاحب فكرة العربية
, مش انتِ بتحبى الجنان يام ربع ضارب.
,
, انا بحب الجنان وانت وزير الخارجية فالعقل والرزانه، دا انت مهندس كفته!
, تدخلت اميرة واردفت وهي تلوح بيداها
, خلاص كفاية، وبعدين بقا خدوا خطوة كويسة ويبقا جوازكم زى الناس، بلاش شغل القطط دا
, انتو مش عيال صغيرة، انا هروح جايه معايا ياهدير
, نظرت هدير الى صالح واردفت الى اميرة.
,
, بصراحه ياميرو مكدبش عليكِ المعركه كانت ف اولها وشكلها كانت هتبقى ضرب نار لولا هادمين اللذات دول، ف انا وصالوحتشى هنشمشم على فكرة جديدة ونكمل الفيلم
, قالت كلماتها وغمزت إليه ف نظرت اميرة اليهما وافتعلت حركه بيدها أنهما بالتأكيد يعانيان من خلل عقلى، استقلت سيارتها ورحلت.
, بينما وقف صالح امام هدير واردف
, عاوزة تكملى الفيلم يا ام ليلة مش معدية
, قامت هدير بتسبيل عيناها غراماً واردفت
, صالوحتشششى.
,
, نيلة عليكِ وعلى صالوحتشك وعلى جوازتك الهباب، قدامى
, بقا انا امى السبب وبتدعى عليها اعدمها ان ش**** اعدمك انتِ قريب، متجوز يوسف السباعى
, كل دى افلام!
, استبقته هدير تضاحك وهو خلفها يصب عليها اللعنات والسباب مما قالت بقسم الشرطه وروت وألفت القصص والحكايات، وبداخله جنونه بها وتعلقه زاد بل وصل حد العشق الخفى الذي تكّنه هي له، بل واكثر!
, ترجل رجل ذو هيبة وخلفه زين الى مكتب نشوان، فنهضت نشوان واقفه ف اردف زين.
,
, قسم التسويق الالكتروني حضرتك، الاستاذة زينه والاستاذ محمد والاستاذة نشوان
, بصراحه كلهم بيعملوا مجهود جبار.
, ابتسم الجميع ف أردف رئيس مجلس إدارة الشركه لهم
, واضح جهودكم المبذولة الفترة الل فاتت وشوفت بعينى التطورات وبما ان انا الل مسكت رئاسه مجلس الادارة الجديد. وبشهادة استاذ زين شايف ان الشركه كلها شغاله على قدم وساق. ف شدوا حيلكم وعاوزين كل للتقدم والطاقه والحيوية.
,
, ترجل رئيس مجلس الادارة راحلا، وتبعه زميل نشوان بالمكتب وزميلتها بينما توقف زين
, عاوزين طاقه جبارة بقا، الراجل دا مبيهزرش
, نظرت نشوان ناحية زين واردفت بنبرة حاسمه
, ان شاء **** يامستر زين نكون عند حسن الظن
, نشوان
, نعم
, ابتسم زين واردف مداعبا إياها
, قولى نعم تانى كدا
, ارتبكت نشوان واردفت وقلبها يدق بسرعه
, مستر زين ارجوك
, وهو انا قولت ايه، انا بقول قولى نعم تانى. انتِ مال اعصابك فستك كدا.
,
, ابتسمت نشوان ونظرت الى الاسفل تعدل من هندام وشاحها وهو على نظرته لها فقال
, قوليلى يا نشوان هو انا لما مبقولش حاجه بتتبرجلى وتتوترى وتقعى وتتخضى، طب هو انا لو قولتلك عاوز اتجوزك هتدخلى انعاش بقا ولا هنترحم عليكِ بعد الشر
, عاوز ايه حضرتك. عاوز ايه. مين ايه
, جلست الى مقعدها مرة واحدة متسعه حدقيتيها بذهول تلتقط انفاسها بصعوبة ف اقترب منها قليلاً يضحك بشدة واردف.
,
, بس بس فيه ايه، نهارك ابيض و****، يابنتى فيه ايه اهدى اهدى خاااالص انا مقولتش حاجه اهدى
, اخذت تلتقط انفاسها بصعوبة. تحاول ان تستوعب قليلاً واضعه يدها على صدرها وتنظر بعيدا عنه بينما هو يراقبها قائلا
, ايه يانشوان! مش كل مرة اتكلم فيها معاكِ توقعيلى كدا، دا كلام مش قذائف نووية
, اصل حضرتك يعنى، اصل
, اهدى طيب اهدى.
, وقف ينظر لها وعلى ابتسامته، سكبت نشوان الى نفسها بعض الماء وشربت حتى ارتوت
, هديتِ، خلاص.
,
, هزت رأسها بالايجاب فاردف زين
, طيب انا عاوز اتجوزك
, أسندت رأسها الى المكتب أمامها مرة واحدة ف اردف زين ضاحكاً
, تانى هتتكهربي تانى، انا كدا هيركبنى العصبي على بال م اقول كلمتين. انا عندى كلام كتير ليكِ يابنتى **** يهديكِ. انا عارف ان رقتك وخجلك رقة ملايكه. بس مش كدا شدى حيلك معايا والنبي
, رفعت نشوان رأسها له ووجها شحبت الوانه واردفت بصوت متهدج متفاجئ.
,
, يعنى حضرتك مش قولت أنا مقولتش حاجه وهديت وحضرتك روحت قولت ف انا بقا ايه، انا ايه
, لا بصراحه انا قولت، وخدى وقتك وصلى استخارة واعملى الل عاوزاه
, ووقت م تقررى بلغينى بقرارك وف اى وقت منتظرك على احر من الجمر
, صوبت نشوان نظرتها له غير مستوعبه واردفت
, ابلغك بقرارى ف ايه، يالاهوى عليا
, ب ان ينفع تتنازلى مثلا لأن انا بصراحه شايفك فقصر عالى وانا مش قد المقام وو**** مش ببالغ ولا بتريق.
,
, ممكن تنزلى سلالم قصرك الشامخ ب اخلاقك وادبك ودينك وأصلك وتقوليلى قرارك
, ب أنك موافقه تكملى الل جاى فحياتك معايا او لاء..
, صمت لحظة ومن ثم أردف
, او انا آسف، نكمل احنا التلاته حياتنا سوا دنيا وآخرة
, امسك قلم امامها ودون ب ورقه
, انا وانتِ وماريا!
, يامستر زين **** يخليك، انا ست غلبانه وفحالى
, ياست الستات انتِ بس قولى موافقه وانا مستعد اعالج الاعصاب التعبانه دى ولا نشوفلها حل.
,
, دا انتِ حتى جامدة وعليكِ ردود محدش بيعرف يوقف قصادك فيها
, ولا دا معايا انا بس ولا إيه
, ابتلعت نشوان ريقها بصعوبة وامسكت رأسها واردفت لها
, يعنى حضرتك عاوز تتجوزنى وكمان موافق ب ماريا. طب بناء على ايه؟
, انت متعرفش عنى اى حاجة ولاتعرف اصلا انى قافلة باب الارتباط دا
, اقترب من وجهها وهي جالسه واردف وعيناه تسيل غراماً لها
, بناء على انى بحبك! والل بيحب بيبقا عاوز حبيبه على بعضه كدا باكدج.
,
, تركها ورحل بعدما نظر لها ب ابتسامته الساحره وبروز غمازتين وجنتيه، تنفست هي بصعوبة
, وارتمت رأسها مرة اخرى على المكتب تتمتم كالبلهاء
, يالاهوى، يالاهوى عليا وع سنينى، انا عاوز اتجوزك يانشوان، بناء على انى بحبك يانشوان. بحبك يانشوان ومش حلم المرة دى هو قالها كدا انا عاوز اتجوزك يانشوان
, وهو شايفنى كتير عليه! وبياخد اذن منى أفكر وارد
, لا، لاء حرام مش كدا طيب، يعنى هو مش شايفنى ان انا مش حمل.
,
, نشوان مالك، بتكلمى نفسك!
, قالتها زميلتها وهي تدلف خلف مكتبها تجلس ف رفعت نشوان رأسها اليها بتعب وذهول واردفت
, مش كان يبقا واحدة واحدة ي زينة
, دا الل هو ايه ياقلب زينه!
, اشارت نشوان ب أصابعها بطريقة غريبة غير مفهومه واردفت بصوت منخفض
, لاء مش قادرة. طب بصوا بقا
, فقدت الوعى للمرة الثانية ف صرخت زميلتها
, يانشوان!
,
, لم تكن اجملهن ولا اروعهن معاشرة. كانت تملك شيئاً واحدا يختلف عن معشر النساء، لها في الغواية باعٌ لاينقضى وإن قُضى نحبهُ. وإنه ل ضعيف ضعف طائر كسير الجناح امام هذه الانوثه المتأججه بنارها الجهنمى.
, انهما روان وفارس.
, كان ينظر الى خاتم الزواج الذي خلعته للتو له وهي تردف
, فارس، سورى مش هعرف اكمل، اولا انت وقعتنى فمشكلة كبيرة أوى
, ومش عارفه هخرج منها ازاى وانا ونورى متورطين بسببك فيها، وكمان حاجه.
,
, انت دلوقت حصلك شلل مؤقت وهتسافرتتعالج برة
, وانا مبعرفش اعمل ايه فالأمور دى، ف سورى يافارس بجد
, كان نفسي نكمل زى م بدأنا، بس الجيم بقا وحش اوى فالنهايات
, وكفاية انى مش هعملك مشاكل بالل عملتهولى من غير م تعرف
, ابتسم فارس ابتسامه جانبية ساخرة من قولها واردف
, وهو انا كنت بضربك على ايدك ياروان، انتِ الل كنتِ سامحه بكل حاجه وكنتِ موافقه ومبسوطه
, انتِ الل سهلتِ نفسك عالاخر وانا اصلا ملاقتش منك اى مقاومه.
,
, على عكس نورهان اختك! كنت بلمح بحجات وكانت بتصدنى وبتنفر منى ومع ذلك كنت بحاول مع اقفالها المسوجرة.
, رفعت روان حاجبيها وصفقت بكلتا يديها ساخرة وقالت
, وااااو، سووو نايس، انا كنت ساهله ونور صعبة موت
, وانت خسرتنا احنا الاتنين يا دكتور يا محترم
, وعلى فكرة انا مكنتش بحبك. انا بس حبيت الفكرة مش اكتر
, نظرت الى نورهان شقيقتها واردفت
, سورى يانورى، انا وافقت انا وهو نتخطب عشان اثبت حاجه واحدة.
,
, ان مش كل حاجه انتِ وبس كويسة فيها زى م بابا كان بيقول، كان بيقول عليكِ عاقله وهادية ورومانسية وحنينه. وانا طايشه ودماغى بايظه ومش بتاعت مذاكرة ولا مستقبل
, كنت عاوزة اثبت ان فيه حاجه من حجاتك انتِ فشلتِ فيها وانا نجحت
, بس **** عاقبنى، عاقبنى بفضيحتى دى دلوقتِ
, وعاقبنى ب اختيار انسان زى دا يكون سبب فكسر بينى وبين اختى وف عار ليا وسط الناس بس عشان ارضى غرورى وارضى حب نفسي
, سورى تانى يا نورى.
,
, قامت بعناق شقيقتها بشدة وذرفت دمعه على ثياب نورهان ومن ثم همت بمسحها وابتعدت مردفه
, انا هستناكِ برة، متتأخريش
, انصرفت روان خارج غرفة فارس بالمشفى، بينما وقفت نورهان امام سرير فارس وهو ممدد هكذا امامها
, ف هم هو ببدء الحديث
, عاوزك تسامحينى يا نور
, رفرفت نورهان ب اهدابها عدة مرات وهي تنظر للاسفل ومن ثم رفعت بصرها متعجبة وهي تهتز بمكانها واردفت.
,
, هو انا عندى سؤال بسيط، كلكم بتطلبوا انى اسامح ازاى على كسر قلبي ونفسى!
, يعنى عندكم جرأة ازاى وجبروت عامل كدا!
, تنهدت بهدو ونظرت له وهو لاحول له ولا قوة هكذا واكملت
, عالعموم مش وقته، ايه هيفيد بسلخ الشاة بعد دبحها، م هي اندبحت خلاص
, **** يقومك بالسلامه يافارس، واظن كدا صفحتك معانا اتقفلت
, ويارب نعرف نطلع من المصيبة الل انت ورطت روان فيها والل برغم كل الل عملته هي فيا هقف معاها عشان هي نص روحى التانى!
,
, صمت فارس واشاح ب نظره بعيداً يتهرب من نظراتها ف اردفت هي مودعة إياه
, انا معرفش ليه اهلك بيعاملونا كدا وبالاخص انا، بس مش مهم **** مش هيرضى بالظلم والل انا متأكدة منه انك ظالمنى فحاجه خليتهم مش عاوزين بيصولى حتى!
, نورهان انا كنت بحبك!
, قالها بتعب بالغ. ف هزت نورهان رأسها يمينا ويسارا تعجبا واردفت
, حبتنى! انت بتعرف تحب!
, ليكِ حق تستغربي، انا اصلا بشوف ان الحب دا لعنه، وبخاف منه ومبقربلوش.
,
, عشان هو نقطه الضعف الل بتذل، لكن انا فعلا حبيتك رغم كل احتياطات قلبي
, صمت لبرهه وابتلع ريقه واكمل وهو ينظر لها
, و إنتِ كان ليكِ الشرف أنك أتحبيتِ مني. انك تتحبي من واحد حاطط الف حِصن على قلبه!
, اطالت النظر به وتركت امره لله وخرجت لشقيقتها التي كانت تنتظرها بالخارج، ف وجدت عائله فارس على نظرتهم لهما ب احتقار ومع قول والدة فارس
, شرفتم الحبة دول وتعبتوا نفسكم.
,
, بعدما ترجلا الفتاتان، عادت نورهان اليهم واردفت بقوة صوت
, مش حابين نتعب نفسنا تانى مع ابنكم يا طنط، خلاص الحكايتين خلصوا
, بس ابقوا ادعوا لابنكم يقوم من الل هو بخير عشان انا واختى مش مسامحينه. للأبد!
, لو تَعلم كم أُحبك لندمتَ خجلًا من وقاحة أفعالك.
, كرهينى فيكِ حاولى ب أى شكل، متسيبيش على حُبي ليكِ فيوم علامه
, ساعدينى يمكن وانتِ ماشية عالاقل، يجيلى قلب اقولك ساعتها ب السلامة.
,
, وطّى صوت المسجل دا يا واد يامهدى، واسمعنى
, عاوزة ايه يامااا
, اطفأت الام جهاز الكاسيت القديم واقتربت من ابنها متهلله اساريرها
, ايه الاغانى الل انت مشغلها دى؟! نهايته. جايبالك يا واد حته عروسة
, اخرج مهدى السيجارة من فمه ونظر الى والدته غير مكترث
, عروسة! عروسة ايه ياما. هو انا قولتلك عاوز اتقندل
, اومال هتخلل جمبي، الل فسنك عيالهم فثانوى، دا انت اكبر من اخوك الل يرحمه الل اتجوز وخلف قبلك.
,
, اهتز قلبه لذكرها زواج شقيقه الراحل من معشوقته، اكملت والدته
, بُص بقا، بنت الست ام محمود. البت ندى الكبيرة، ست بيت وشاطرة وادب واخلاق وعلى ادنا
, وزى حالاتنا. ايه رأيك انا اتكلمت مع ابوك قالى ماشى واشوف رأيك
, تركها مهدى وفتح خزانته، ف اخفى كيس بلاستيكى كان يظهر منه اوراق مالية كثيرة وتناول تى شيرت ل يرتديه واردف بعدم اعتناء
, أما، فكك ياما مش هتجوز ولا ندى ولاعلا.
,
, اومال يا واد كنت هتموت عالجواز زمان من نشوان ليه، ودلوقت بعد مابقيت اد العجل كدا مش عايز يكونلك بيت وكمان معترض. دا يارب هما الل يرضوا بينا بشربك ونصبك وبلاويك السودا
, جلس ثانية بعد ذكرها نشوان ف تحول الى حمل صغير
, نشوان! نشوان الل فصّلت عليا اخويا وهي عارفه انى بعشق خطاوى رجليها
, وهو يابنى كانت هترضى بيك ازاى وانا بتاع برشام وخمرا وبودرة. يابنى هي زى بنتى وحالك ميرضيش حد.
,
, اومال عاوزة تجوزينى دلوقت ليه؟ مانا حالى هو حالى
, إلتوت شفتى كفعله السيدات كِبار السن واردفت
, اهى ندى بنت ام محمود ابوها كان مسجون قبل كدا والحال من بعضه، والبت سِنها كبر عالجواز وفاتها القطر
, ضحك مهدى بشدة ساخراً مما تقوله والدته واردف
, ايه ياما الجوازة دى، فكك منى ياما لاهتجوز ندى الل فاتها القطر ولا رضا الل داسها القطر
, نهض واحضر بنطالاً من خزانته وهو يردف بعد تنهيدة حنين عميقه.
,
, الل اتعودت امسك فحضنها عشان مبكيش. مختارتنيش
, يبقا بعدها مش عايز ولاشايف حد
, تفتكر يا ولا لو كان انصلح حالك، مش كنا اقنعناها تتجوزك بعد اخوك وتحاجى عليها هي وبنتها واسمها معانا هنا.
, يعنى هي مستنية ينصلح حالى ياما، نشوان بتكرهنى حتى لو شافتنى واقف على منبر بخطب!
, بقيت بخاف المسها لا تتوسخ ياما. والنبي **** يرضى عنك سيبك منى خالص ياما.
,
, الطيب الحنين الل كان بيمشى بالورقة والقلم بتاعكم مات، والفاقد البرشمجى الشمام على رأيها موجود
, ومهدى مش مجدى ياما. وياريتنى كنت مجدى كنت عالاقل هعرف اخدها فحضنى تشيل بحضنها ليا كل الخوف الل جوايا من الدنيا. ومنها!
,
, س يلزمنا عمراً إضافيّاً ل نسيان هذه السنوات التِي قضيناها ب زمن لاُيشبهنا، ب غابة دخلناها طيوراً و خرجنا منها حطابين، سيلزمنا الكَثير من الصلوات والدعاء ل نسيان كّل مَ مررنا بهِ. س يلزمنا الكثير من الوقت والعمر إذاً!
, ايه الل بتقوله دا، انت عاوز تقول ان بابي مكانش واخد باله منك كفاية بعد موت اونكل خليل **** يرحمه
, ترجل زين عدة خطوات يسيرها بغضب ناحية أميرة واردف.
,
, انا مقولتش كدا، انا بحكيلك الل حصل وانتِ مش مصدقه ومكنتش اصلا عاوز أقول
, كان هيفضل السر دا جوايا لحد م اموت
, بيدها كانت اميرة تمسح على شعرها عدة مرات، حركه لا ارادية عفوية تفعلها ومن ثم استنشقت بعمق وزفرت وتحدثت
, ومظهرتش المُشكلة دى يا زين الا لما اتجوزنا
, محكتش ليكِ الا لما اتجوزنا يا اميرة، تفرق.
,
, اومال قبل الجواز كان ايه، والل حصل. والل كان والمصيبة والفضيحه، العُقدة افتكرها عقلك الباطن لما أخيراً اتقفل علينا باب واحد!
, طب ازاى استوعب دا ورغبتك فيا الل بتزيد يوم عن يوم. حضنك. نفسك. كلامك
, نظرتك. كل دا وتقولى مش قادر وغصب عنك!
, لمسة ايدك وانت نايم فسابع نومه جمبى لجسمى بتقيد فيا الشوق ليك اضعاف ومع ذلك نيجى للواقع ومش بتقدر، كشفنا عند دكتور واتنين بسبب هوسك انك مريض زى عمو خليل.
,
, ويقولوا مفيش، انا سؤالى دلوقت كل المشاكل دى ظهرت واحنا سوا لسه
, وكل الل فات وحُبنا. والارف الل اتحملته بسببك من بابي، كل دا كان ليه يا زين؟!
, اقترب زين منها وضمّها إليه بحنو مردفاً بصوت خفيض بائس
, استحملينى يا اميرة، ماليش غيرك
, انا معاك يا زين، بس خايفه ييجى وقت يكون فوق احتمالى وساعتها مش عارفه قرارى هيكون ايه
, ظَلّت ب أحضانه تستمع الى نبضات قلبه ب إسمها، وتمضى الايام بينهم ولاشئ ينتهى ولا حال يتبدل!
,
, تذكرت اميرة كُل هذا واحساسها ب ذنب ناحيته، ناحية الزين كما كانت تناديه، هل كان يتداعى الامر ان تسمعه اكثر تحتويه ترى وجهه الآخر المظلم ف تنيره!
, ام أن الحمل كان زائداً عليها، لاتستطيع استيعابه. منزلها الزجاجى التي ترى من خلاله العالم، رأت من خلاله حلوى ذات الوان مُبهجه وطعم سكرى لذيذ. ولا يوجد لديها اى خلفيه عن اشياء اخرى. وقتها هل هي ضحية؟ ام بقيود الماضى أُجرمت!
,
, انا لو عطشان في صحرا انتِ عرقسوسى، لو جيبي مفهش نِكلة انتِ كل فلوسى
, كانت تتراقص هدير مع زوجها صالح ب احدى النوادى الليلية، تستمتع بوقتها معه لآخر نفس.
, اما عنه فبدأ يشعر انه يريدها معه طيلة الوقت وليس بعض الوقت وهذا الاحساس س يترتب عليه الكثير.
, تعالى ياسهير يا ذكى. هتتعشى ايه
, غمزت له هدير ب احدى عيناها واردفت
, اتعشاااااك ياحلو
, ياملاففانى اكتر من عقرب الثوانى. من الدوخه شايف الاحمر مقرب عالفيرانى.
,
, صفقت هدير وتناولت السيجارة من فمه واخذت تتراقص في مكانها فقال صالح
, **** يخربيتك مش عارف طلعتِ لأمى منين
, من الحَلبسه ياروح امك والشوزة الل كسرتهالى فاكر ياض
, ضحك صالح كثيراً واردف
, اه الجزمة الل اشتريتيها من العتبه السبعه منها بعشرين جنيه
, امتعض وجه هدير وهي تأكل المقرمشات امامها وقالت ب ازدراء
, اه ياخويا فاكره، وان شاء **** لو مبطلتش تريقه هنسل الل لابساها دى ع دماغك.
,
, ضحك صالح كثيرا وتراشقا بالمسليات والمقرمشات التي امامهم وهما يتضاحكا، ف اردف صالح
, بت ياهدير مش ناوية تحكيلى انتِ معفنه وبخيلة ليه، ولا حكاية امك وابوكِ ولا ابوكِ فين اصلا
, وفين اهلك يا لقيطه
, ارتشفت هدير الكثير من المشروب امامها واردفت وهي تعبأ فمها مقرمشات
, اعتبرنى لقيطه ومتنشغلش
, لابجد
, لما نتجوز زى الناس الطبيعيه ابقا اقولك يابن زبيدة
, عرفتِ اسم امى منين يابت انطقى
, ضحكت هدير ضحكتها البلهاء واردفت.
,
, من القسيمه يامغفل، انا هقوم اكمل رقص لحد م ييجى العشا
, هدير!
, نظرت هدير ناحية الشخص الذي يناديها ف وقفت مشدوهه ف أردف لها الشخص متسعه حدقتيه
, انا مصدقتش من بعيد شايفك اقول هدير ولا مش هدير. ازيك ي هدير
, ردت هدير سلامه بلعثمه
, تمام
, مين دا ياهدير
, قالها صالح ف اردف الرجل
, معقول يا هدير م تعرفيه عليا، دا انتِ قضيتى فبيتى اكتر من الل قضيته فبيتكم!
, اتسعت حدقة عين صالح ذهولا واردف
, بيته!
 
٢٣

هدير!
, نظرت هدير ناحية الشخص الذي يناديها ف وقفت مشدوهه ف أردف لها الشخص متسعه حدقتيه
, انا مصدقتش من بعيد شايفك اقول هدير ولا مش هدير. ازيك ي هدير
, ردت هدير سلامه بلعثمه
, تمام
, مين دا ياهدير
, قالها صالح ف اردف الرجل
, معقول يا هدير م تعرفيه عليا، دا انتِ قضيتى فبيتى اكتر من الل قضيته فبيتكم!
, اتسعت حدقة عين صالح ذهولا واردف
, بيته!
, وقفت هدير بثبات وتمالكت نفسها واردفت ناظرة الى زوجها صالح.
,
, اعرفك يا صالح استاذ خيرى. معرفه قديمه وطويلة
, جوزى البشمهندس صالح
, صافحا بعضهم البعض وكان ينظر صالح ناحيته ب غضب ف اكمل صالح
, ايه بقا المعرفه الطويلة الل كانت فبيته يا مدام هدير
, هقولك ي حبيبي
, التفتت الى هذا الغريب واردفت بقوتها المعتاده وانفها العالِ
, اظن عرفتك على جوزى ومفيش اى داعى لوجودك دلوقت بين اتنين عرايس جداد لمجرد انك قابلتنى صدفه!
,
, شعر الرجل بالاحراج ف هم بالرحيل وانصرف، امسك صالح ذراع هدير بقوة وقال
, دلوقت حالا تقوليلى مين دا، قريبك. حبييك كان ايه دا
, جلست هدير امامه بكل هدوء واردفت
, بص ياصالح، هتعمل الراجل الل عنده نخوة وغيره على مراته وبتاع هقولك مبياكلش معايا، لأن الراجل الل عنده نخوة مبيقومش بعلاقه زوجية مع مراته فالشارع تحت اسم الجنان.
,
, مبيرقصهاش قدام الناس ويشربها ويسكى وريد واين، لكن انا واخداك على آخر دماغك م تجيب عشان اشوف اللعبة هتتنهى فصالح مين فالاخر..
, اما بالنسبة لو بتشك ف شرفى ف مسمحلكش! لأن انت عارف كويس واظن شوفت بعينك انى متلمستش قبل منك ومش بس لوجود عذريتى، فيه حجات كتير اثبتت انى لو شمال كنت رضيت اهجص معاك من الاول ومكانتش هتبقا فارقه بينك وبين اى حد عدى عليا
, لكن انت اول راجل فحياتى ودى الحقيقه.
,
, اما بقا انك عاوزنى اجيب الشريط من اوله، واحكيلك مين دا ومعرفه ايه وقعادى فبيته اكتر من بيتنا
, ف احب اقولك لما ابقا اعرف انا عنك كل حاجه وابقا فعلا ماضيك والحاضر والل جاى معايا، ونبقا اتنين لبعض بجد متجوزين وسرنا وقلبنا واحد، وبتحبنى وبتخاف عليا وبتغير عليا وعلى شرفك
, فعلا هسلم لك ي صالح، وهقولك حكايتى كلها
, استمعها صالح حتى النهاية ومن ثم قال.
,
, المفروض انى بعد خطبتك العصماء دى كلها اكتم واحط شوز فبوقى واقول هي عندها حق عشان كل م اسألك على اى حاجه فحياتك قبل كدا تقوليلى الكلمتين دول كأن دا العقاب الوحيد ليا على قرارى ف ارتباطى بيكِ
, ابتسمت هدير ب سخرية واردفت.
,
, انت لحد دلوقت موصلتش ليك الفكرة! يعنى مخك الشغال الحلو الامور الل وصلك لكلية هندسة وبعدها تشتغل فشركه طيران كبيرة مفهمكش ان هدير فؤاد مبتتنازلش ومبتعرفش تتنازل ومناخيرها فالسما ومستعدة تشوط اى حد بشوزتها عادى، لكن معاك انت وافقت وسكتت واتنازلت عشان بتحبك!
, عشان هي فحرب مكسبها وهدفها الوحيد هو قلبك! لسه مخدتش بالك؟
, وكسبتِ قلبي ياهدير وامتلكتينى وحبيتك ومبقتش اقدر استغنى عنك.
,
, وملبسنى قصير ومحزق وبرقص وياك وبشرب وبتنام معايا فالشارع، ودا اسمه حب؟
, انا كدا واحدة شقط من الشارع بورقه رسمى
, مش انتِ صاحبة الفكرة؟!
, ترقرقت دمعه بعيناها واردفت بصوت متهدج ضعيف غير معتاد ع هدير
, ايوا انا، تعمل ايه يعنى فقلب حبك واتعمى ومش شايف غيرك وخايف يخسرك وفنفس الوقت مش عاوز يمشى فالسكه الشمال!
, اضطريت افكر ف اى جنان، وارخص نفسى معاك عالاخر لحد م فعلا ابقا ادمانك وحبيبتك وعشقك.
,
, ف اخدك من حتتك لحتتى بقا ونتجوز صح
, ارتعب صالح بوجهه واردف
, ونجيب ف عيال، ومسؤلية وارف والواد سخن ياصالح ورايح فين ياصالح
, اقعد معانا ياصالح خدنا معاك ي صالح. ونتخانق والجيران تسمع صوتنا
, والفلوس متقضيش مصاريف البيت والعيال والمدارس والدروس والشغل والبنزين والمصيف والخروج والفسح
, واللبس والاكل والشرب.
, امالت هدير ب وجهها ب حنو واكملت له.
,
, ودفا وعيال كتير اسمهم على اسمك، وبيت لامننا كلنا فحضن بعض محدش يعايرنا ب لقمه او طقم شحاته
, بيت بتاعنا وملكنا ب كل الل فيه. يوم نسهر نضحك على مسرحية
, وليلة ننام متعكنين واصحيك تانى يوم ببوسه على خدك ووردة امشيها على عيونك واقولك انا اسفه
, تقولى تخنتى بلاش لبسك الضيق دا، اقولك بلاش سجاير عشان الولاد خليها فالبلكونه.
,
, وصورة كبيرة لينا كلنا ف احتفال عيد ميلاد اصغر ولادنا متعلقه عالحيط اول م ندخل من الباب نشوفها
, انسابت الدمعه ف مسحتها ونظرت لاسفل ل ثانية وعادت تنظر لوجهه بقوة
, اعتقد هو دا الل نفسى فيه معاك
, هز صالح رأسه كثيراً واردف خائفاً
, لاء لاء وانا قولتلك مش هقدر
, ابتسمت بسخرية وقالت
, تمام. وانا موافقه، هنكمل على كدا ومفيش اى سؤال يخص الل فات
, خالصين؟!
, عقد صالح حاجبيه واردف منزعجا.
,
, يعنى اسمع واحد بيقولك قعدتى فييييتى! بيييتى اكتر من بيتك لمراتى واسكت!
, ضربت هدير كفا ب كف تضاحك بشدة
, سبحان **** في طبعك ي اخى، ايه الجوازة السطر وسطر دى
, ياحبيبى هو شيلة ع بعضها، يا كدا يا كدا
, تختار ايه
, هنا صالح امسك ب اشياءه كلها من على المنضدة واردف ب اقتضاب
, انا هروح ياهدير. سلام.
,
, تركها وذهب ف وقفت هي تنظر ناحيته ب إنكسار ومن ثم عدلت هندامها ورفعت أنفها ب تعالى كعادتها وامسكت ب اشياءها ورحلت بعده من المكان ,
, فيلم صغير وعايزك فيه ومن غير ولا مليم وانت جاى جاى مفيهاش تفكير
, سمع زين عيسي وإلتوت شفتيه
, دا تحصيل حاصل رأيي انا اى كلام يعنى
, لا يابن السلاطين العفو، بس اصل دا فعل خير وانا محتاجلك اوى معايا
, امسك زين عيسي من احدى وجنتيه وقرصه بخفه وقال بدعابة.
,
, ايه حكايتك ياعيسوى كل شوية محتاجلك اوى محتاجلك اوى، اثبت يا واد راجل ياض ولا مش راجل
, ضحك عيسي بشدة واردف
, عيب عليك يا زنزونى، عيييب دا الرجولة تقولى يا معلم، بطل بس تحور فالمواضيع
, انت معايا فالحوار دا وخلاص لبست يا معلم
, عقد زين ذراعيه امام صدره واردف له
, حوار ايه بقا ان شاء ****؟!
,
, هبط زين من سيارة وعليها سرينه الشرطه مرتدياً بذلة ضابط الشرطه الشهيرة والقبعه خاصتهم الكاب وترجل خطوات ب ثقه نحو مكان عشوائى يبدو عليه القذارة مما يحويه من اشياء واشخاص!
, وخلفه عدد من الاشخاص يرتدون عساكر، وعيسي يرتدى جلباب فضفاض وملصقا ب وجهه شارب مزيف وحاجبين ثقيلين وكأنه مُخبر بالمباحث.
, كان يسير زين وهو يمنع نفسه من الضحك ويتذكر كلمات عيسي له عن الخطة التي وضعها له والتي يجرى تنفيذها الآن.
,
, بُص يا زوز، انت هيئتك وهيبتك هيئة ظابط ابن ناس بسم **** ماشاء **** تقول الست الوالدة كانت بتت حم على امين شرطه. ياخراشى جماله حلو
, كان يداعب عيسي زين في وجهه بيده ف اردف زين له معترضا
, اخلص، قول الحواركله
, هتعمل ظابط، وانا مخبر وهجيب شوية عيال اعرفهم بيتشتغلوا فالكومبارس والمجاميع
, وسرينة شرطه فوق العربية واللبس سهل
, هنروح مكان. هنقبض عالل فيه وناخد مسروقات هما سارقينها.
,
, وفيها حجات تودى ناس معرفه ف داهية، هنجيبها ونعمل نفسنا قبضنا عليهم نشممهم حاجه فالعربية
, ونقلبهم ف اى حته، ناخد الل يخصنا واكيد هما برضو حرامية مخضرمين
, هنلاقى مسروقات لناس تانية. نسلمهم لاى قسم شرطه عن طريق اى واد من المجاميع
, لا انا ولا انت حنظهر فالصورة. المهم لاب توب وموبايل بتوع ناس معينه عليهم حجات خاصه
, طيب ياحدق يا اذكى اخواتك، ممكن يكون معاهم حجات تانية تخص الناس دى فلاشة او ميمورى.
,
, فتح مخك. هنقعد ندور يعنى؟
, لا يا زين باشا، هنا بقا هرجع لامجادى للاسف، هولع لهم ف ام المكان اول م نمشى كلنا
, بحيث لو عندهم نسخ ف اى حته تولع وتتنسى!
, ليه كل الفيلم العبيط دا يعنى، م نبلغ عنهم وخلاص
, ياسيدى حجات فيها اعراض ناس لو بلغنا كدا زودنا الفضايح.
,
, عاد زين الى المخطط يحاول ان يكون جادى كالعادة، ولج الى المكان فوجد مجموعة من الشباب من الواضح انهم مدمنين وعلى غير طبيعتهم، ف اردف بقوة صوت هزت ارجاء المكان
, لم يابنى بقا كل القرف دا وهاتهم عالعربية برة
, انتشر الجمع في المكان وتم الامساك بهم والكل رافعا كلتا يديه وعيسي ممسك بعصا قوية
, ويضرب بلا رحمه، فقال زين
, كل دى مسروقات؟! وعاملين مخبأ! يومكم مش هيعدى دى اقل مافيها 5سنين سجن
, دنى عيسي من اذن زين واردف.
,
, بحبح ايدك شوية خمس سنين ايه هما سارقين لانش بوكس قول 25قول اعدام دى عيال فاقدة ومش هاممها حاجه
, اردف واحدا منهم يبدو انه رئيسهم وقال في غضب
, ياباشا دى مش مسروقات الحجات دى بتاعتنا، احنا شغالين فالاجهزة الاليكترونيه
, اخرس يالا
, صفعه زين صفعه خلف رقبته صوتها كان مدوياً، ف دنى عيسي منه واردف
, عشرة على عشرة حته قفا عداله، واحد تانى عشان الحبايب
, نظر زين يتصنع الغضب ناحية عيسي واكمل.
,
, يلا لموا الحوش دول، وانت قول فين بقية المسروقات والا هنولع فيكم وفالمكان دلوقت
, انطق يالااا!
, اصطنع رجل العصابه تحية تعظيم سلام للشرطه واردف وهو شبه مخدر وغير واع ِ
, يابيه دى كل الحاجه احنا لسه متصرفناش فيهم
, هنا امسك عيسي بالحاسوب النقال الخاص ب فارس وهاتفه كما وضحت له نورهان بالظبط عن نوعيهما فالشكل والاصدار!
,
, غمز عيسي ب احدى عينيه الى زين وهرول الجميع ممسكين بهم وتم زجّهم الى داخل السيارتين بعدما حصلوا على عدة هواتف وعدد من اجهزة حاسوب نقال.
, رش عيسي المخدر بالسيارة وهبط منها، امسك الاناء البلاستيكى المملوء بالسولار وتم رشّه بالمكان كله وشعل
, عودا من الكبريت وقذف به وهرب معهم بالسيارة!
, وأحياناً لا نحتاج لشيءٍ كبير ليبهجنا، فقط قرب البعض من أرواحنا يسقي يومنا الجاف، وتزهر بهم قلوبنا.
,
, اللهم انى استخيرك ب علمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم
, ف إنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وانت علّام الغيوب.
, رفعت نشوان رأسها من الارض إثر السجود ومن ثم جلست ل تقول التحيات وانهت صلاتها.
, جلست الى فراشها وتهيأت للنوم بعد قيامها بصلاة الاستخارة. وتذكرت كلماته وطريقته الجميلة
, العذبة وطريقة توصيل مشاعره لها.
, ابتسمت نشوان ل تذكرها ل حبيبها الوحيد الذي سكن روحها قبل قلبها، زين!
, اتفضلى ياستى!
,
, كان يقدم عيسي جهاز الحاسوب النقال والهاتف الى نورهان مُبتسماً، فغر فاه نورهان وامسكتهم قائله وصوتها يمتزج به نبرة الفرح
, بتهزر ياعيسي، بتهزر بجد، عرفت تجيبهم انا مش عارفه اشكرك ازاى
, وهما ازاى ادوهالك عادى كدا ببساطه. طيب
, اهدى بس وخدى نفسك يانور، هو الموضوع مكانش سهل بس انا عشانك اعمل المستحيل
, كانت تنظر له نورهان ب امتنان وبالغ المشاعر الفياضه، واردفت له وعيناها تقطر حباً.
,
, هو انا ممكن اقدملك ايه ياعيسي قصاد الل عملتهولى دا؟
, ابتسم عيسي واردف بصوته الحنون وعباراته التي لا تخلو ابدا من كلمات الحب لها والغرام
, ينفع تقدميلى نور بقا. عشان و**** تعبت
, ضحكت نورهان بخفه ورقه كالعادة واردفت
, للدرجة دى مستعجل؟!
, ايوة طبعا مش بحب. دا سؤال
, عاوزنى معاك لآخر العمر ياعيسي
, ولو العمر مش هيبقاله آخر يبقا المُنى كله. وافضل معاكِ للأبد
, عضت نورهان على شفتيها وتحدثت ونبرتها مترددة.
,
, مش عارفه يا عيسي، خايفه بعد م اقولك على سرى وعالل متعرفوش تسيبنى زيهم
, ظهر على وجه عيسي علامات الغضب واردف
, انا مش زى حد يا نورهان
, متأسفه ي عيسي. بس علاء كان بيحبنى حُب.
, لم يستطع عيسي ان ينتظرها كى تكمل حديثها عن حبيبها القديم واردف منزعجا
, انا مش علاء! ومش كل مرة هتجيبلى سيرة علاء وفارس. حتى لو علاء حبّك حب كبير
, حتى لو بيحبك بالسنين. علاء معرفش يقدر نورهان ولا فهمها.
,
, وفارس كان واحد لعبي عين فالجنه وعين فالنار، عجبته الدكتورة ام مركز من مستواه اللبقه الهادية
, وعيشته سنه وحياته المجنونة الطقه اللاسعه. فضربك انتِ واختك روان فكوكتيل متين ولكن برضو محبكيش
, انا عيسي يا نور، عيسي احمد العشماوى، عيسى الل اول مرة شافك فيها.
,
, قلبه وجعه وهو ميعرفكيش اما سمع انينك وانتِ بتعيطِ ووقف يفهم ايه الحكاية، عيسي الل يومها منامش غير لما اتكلم معاكِ ف اى كلام فالدنيا لغاية م هديتِ وبقيتِ احسن رغم ان اصلا وقتها معرفش مالك بس المهم يفضل جمبك!
, بللت نورهان شفتيها بلعثمه واردفت معتذرة
, انا مقصدش ياعيسي انا بس قلقانه ونفسى اتطمن
, رفع عيسي بيده خصله من خصلات شعرها المنسدلة على وجهها واردف مبتسماً.
,
, ومعاكِ العمر كله لحد م تطمنى وتحكيلى وساعتها كأنى مسمعتش حاجه خالص وهثبت على موقفى
, انا عاوز نور.
, نظر الى ساعه يده واردف وهو على عجلة من امره
, انا دلوقت همشى لأن عندى تصوير خارجى. عاوز امشى وانتِ مبتسمه بقا
, ابتسمت نورهان ف ابتسم هو وداعبها بشعرها الجميل الفوضوى المتناثر حول وجهها وتركها ورحل، ف امسكت هي قلمها ودونت ب دفتر مكتوب ب اوله
, عوض القلب. عيسي وكتبت الاتى.
,
, إحنا نستاهل حد يعمل عشاننا المستحيل، مش حد كان ف ايده يعمل بس الممكن ومعملوش.
, قفزة خلف قفزة، كانت تتقافز روان فرحاً عندما سلمتها نورهان الحاسوب والهاتف الخاص ب فارس وعليهم كل اشياءها
, نوررررى بحبك بحبك بحبك اوووووووى، عملتِ ايييه انتِ طلعتِ جامدة زوحليقه
, كانت نورهان مبتسمه، واردفت لها
, يالا بقا شيلى الحجات بتاعتك من عليهم ورجعيه لفارس
, عبست روان بوجهها بطفولة واردفت.
,
, نو نو، فارس ايه اصلا هو فاكرهم مسروقين. لاحسن يعرف يرجع نسخه تانيه منهم ولا حاجه
, مم يبقى خلاص خليهم ف دولابك هنا قصادك عشان تفتكرى الل حصل ومتعمليش كدا تانى
, قالتها وهي تقوم بقرص أذنها كتهذيب لها فضحكت روان واردفت
, يعنى خلاص يانورى الولد السافل دا مش حيهددنى تانى او يكون معاه نسخ تانية؟!
, اومأت نورهان ب رأسها بالنفى وقالت
, معتقدش، الل انقذك وانقذك من الموقف السخيف دا اكدلى ان كله اتمحى خلاص.
,
, قامت روان ب احتضان اختها بشدة وهي تدور حول نفسها في الغرفة فرحه ومن ثم فتحت الحاسوب وبدأت ب مسح الاشياء من عليه التي تخصها نهائيا ً
, بينما همت نورهان بالرحيل وهي تردف لها
, هاه عاوزة حاجه تانيه منى؟!
, نظرت روان لها ب حب واعتذار واردفت لها
, نورى، انا لازم اقولك سورى سنين كتير قدام عشان تستاهلى
, انقذتينى وضحيتِ انتِ ودايما شايله همى وبتنصحينى ومعايا رغم ان انا وحشه جدا معاكِ
, وحشه زحاليق كمان.
,
, ابتسمت نورهان واكملت روان
, كنت بغير منك، وكنت بحاول ابوظلك اى حاجه عشان بس تبقى بتغلطى زيي وحد يقولك كلام بايخ زى توجيهات بابا الل كانت طول الوقت ليا
, حتى خطوبتى من فارس وانا اصلا مبحبوش، سورى بجد نور
, مسحت نورهان على وجه روان وقالت لها بنبرة متسامحه
, هزعل ازاى منك يعنى، دا انتِ روحى التانية حتى لو كنا مش شبه بعض.
,
, كان العناق العاشر او الحادى عشر، لا اتذكر. ولكن ما اتذكره بالفعل هو ما بين الحين والآخر نحتاج لأن نكون
, مثل فصل الخريف ندع كل ما يؤلمنا يتساقط من داخلنا لنفسح المجال لربيعٍ قادم.
, طرقتين من يد ناعمه لباب زجاجى خاص ب مكتب احدهم ب عقار فخم، حيث يأتى صوت من الداخل
, يتفضل بالدخول
, رشيد بك، الاحصائيات جت ومش كويسة خالص
, هز رشيد رأسه بالايجاب ونفث دخان سيجاره باهظ الثمن واردف
, تمام، اتفضلى انتِ دلوقت.
,
, تركته الموظفه ورحلت واغلقت الباب، امسك رشيد الملف ونظر فيه مالياً
, هو يعلم ان في الآونة الأخيرة مجموعة آل سلطان على وشك الانهيار هناك خسائر فادحه ومناقصات تذهب من بين يديه، هو يحق الامر بينه وبين سريرته ان بعدما فض شراكته مع شريف الراوى.
,
, ومن ثم ترك زين المجموعة واصبح زمام الامور بيده وحده، كان عبأ عليه وحده علاوة على كِبر سنه وترك اميرته وفتاته مدللته ابنته الوحيدة اميرة لقصرهم وكل هذا انعكس على عمله.
, ترك الملف وترجل ناحيه الشرفه الزجاجيه المُطله على مبانى تشبه مبنى المجموعة لديه ونظر الى السماء وتذكر شيئا مهماً بعدما تنهد تنهيدة طويلة اتت بكل ما في الداخل
, يابابي ارجوك وافق.
,
, زفر رشيد وجلس بجانب اميرة ابنته وامسك يدها بدلال اعتادت هي عليه وقال
, اميرة السلطان، اميرة بابي. زين ينفع يكون رئيس مجلس إدارة المجموعة عشان انا سقيته الشغل بالمعلقه من وهو صغير، ينفع يدير الشغل ومحدش يعرف زيه
, يعرف اديله فلوس يعيش بيها، يشترى عربية، بدلة، لبس ماركه، ساعة مستورة
, لكن مديلوش جوهرتى الوحيدة كمان!
, مطت اميرة شفتيها بطفولة لصغر سنها وقتها وقالت في حزن.
,
, بابي انا وهو بنحب بعض اوى واسفه لو بقولك كدا بس لازم تعرف
, ابتسم رشيد ب دهاء واردف
, وهو انا مش عارف يا اميرتى! انا عارف كل حاجه بتحصل فالقصر هنا قدامى او من ورايا
, وعشان كدا بقولك لاء
, بابي اول مرة متوافقش على حاجه عاوزاها، بليز يابابي مش ممكن حبك فيه كل دا وتربيتك له
, وتيجى عند جوازنا متوافقش
, عشان زين مهما حصل وكان ابن اخويا فعلا، فهو ابن الجليسه الزبالة الل جايه من الحوارى.
,
, وانتِ عارفه ان كلنا بنشك ف نسبه لينا
, نهضت واقفه اميرة عابسه الوجه واردفت
, بابي انتو اتأكدتوا كتير من الموضوع دا بالتحاليل وطلع فعلا مننا وطنط مرات اونكل خليل **** يرحمه ست شريفه
, هنا اقترب رشيد من اميرة وامسكها من كتفيها واردف بقوة ينظر لعيناها
, افهمى! زين مالوش اى حق ف اى حاجة هنا، انتِ وبس الل ليكِ حق
, وعشان كدا هو بيمثل عليكِ الحب وطلبك للجواز عشان يعرف بجد ياخد كل حاجه من حقه.
,
, لكن انا شايف ان كويس اوى كل الل اخده لحد دلوقت. يبقا ميحلمش كمان عليهم ياخد اميرة! نجوم السما اقرب
, تركته اميرة غاضبه تتجه نحو غرفتها بالاعلى، نظر رشيد ناحيتها ومن ثم اردف الى نفسه
, ازعلى دلوقت وبُكره حتفهمى انا بعمل عشانك ايه
, سمع صوت خطوات قادمه نحوه واذ هو زين ل يجلس معه امام حمام السباحة بالقصر
, واردف
, اخبارك ايه ياعمى.
, اخذ يتلفت حوله
, اميرة فين؟
, ابتسم رشيد وامسك سيجاره واشغله ونفث دخانه ومن ثم قال.
,
, اميرة فوق
, طيب انا هطلع لها
, هم زين بالقيام ف اردف له رشيد
, ابقا باركلها على خطوبتها من احمد الراوى يا زين، لانها اخيرا وافقت!
, ثبت زين مكانه وكأن هناك من اقتنص رصاصة غادرة بقلبه على حين فجأة ومن ثم انفرجت شفتيه بالكاد واردف
, مبروك ياعمى.
, عاد رشيد من ذكراه تلك، ينعت نفسه بالغبي. ام انه كان القرارالسليم حينها
, وإلا م كانت تزوجت منه ابنته رغم انفه وايضا تم الانفصال بينهما ب محض إرادتها.
,
, نعم انها إرادتها، ف هي أقامت حفل كبيربعد طلاقها من زين وتركت القصر والمكان ب رمته وكل هذا يعنى
, انها كَرهت مامضى ومايتعلق به وان مافعله رشيد هو الصواب، وكل مايؤرقه الآن هو ترك زين له بالعمل
, هذه فقط كانت بمثابه انقسام ظهر له ولكنها ارادة **** ثم ارادته وزين لم يترك مجال للنقاش حتى حينها!
, مستر زين التقارير بشغلنا عالتسويق الشبكى الاسبوع الل فات والل قبله
, قدمت نشوان الملف ومن ثم نظر لها زين واردف ب جدية.
,
, اوك سيبيه يا استاذة
, تركته نشوان وشعرت ان معاملته قد تغيرت ف نفضت عن تفكيرها هذه الفكرة وقدمت له اعذار ب مخيلتها
, احيانا ضغط العمل يجعلنا لا ننتبه لتصرفاتنا.
, وبعدها ب وقت مر زين على بعض المكاتب يطلب منهم بعض المهام وولج الى مكتب نشوان
, استاذة زينه فين
, اجازة انهاردة، يوم الراحه بتاعتها
, طيب
, هم بالخروج ف اوقفته
, مستر زين
, ايوة
, هو فيه حاجه؟!
, وقف زين وترجل للداخل
, حاجه زى ايه
, تلعثمت نشوان واردفت
, اصل حضرتك شكلك متضايق.
,
, رفع زين احد حاجبيه واردف بجدية مُفتعله
, ايوة طبعا متضايق
, ليه! قصدى هو حد مننا قصرفى حاجه فالشغل
, لاء بالعكس
, ابتلعت نشوان ريقها بهدوء وحاولت اخراج الكلمات وقالت
, اومال فيه ايه حضرتك
, يعنى مش عارفه؟!
, فغر فاه نشوان له، ف قام ب خفض صوته نسبياً واردف
, انا كُل دا مستنى على فكرة
, مستنى ايه حضرتك
, قرار حضرتك بالموافقه، او الرفض وانا هخليها موافقه اصل انا مش هسيبك
, ضحكت نشوان وحاولت تخبئ وجهها عنه ف اكمل هو.
,
, كل دى استخارات ياستى؟
, اصل انا
, طيب اصبرى عشان لسه هتقعدى اصل أنا اصل هما وتأتأ ى وتوقعى ونجيب مية بسكر
, انا عندى حل وسط
, على نظرتها له نشوان غير منفرجه شفتاها عن اى كلمه واردف زين
, انا اعزمك على العشا ف اى مكان انهاردة
, اندفعت نشوان بالرد وقامت بالمهاجمه سريعا كعادتها
, عشا! عشا ازاى حضرتك لاء طبعا عشا واخرج
, اهدى طيب، مش كل دا مرة واحدة انا لسه مكملتش. تعالى وهاتى فريق كورة معاكِ.
,
, متجيش لوحدك ياستى، هنتكلم وهوضحلك كل حاجه عنى وبعدها لو عاوزة تقوليلة اى حاجه عنك هبقا شاكر جدا الحقيقة. مش عايزة برضو مش متضايق
, اسمعينى وبعدها قررى ف موضوعنا قرار لان محتاج جدا اتكلم معاكِ وتسمعينى وتعرفى عنى كل حاجه
, نظرت له نشوان مصوبه مقلتيها الى عيناه ولاول مرة تفعلها واردفت
, حتى لو مرتبطناش
, هز رأسه زين واردف
, حتى لو مرتبطناش. تمام كدا
, تنهدت نشوان وامسكت رأسها ف اردف زين مداعبا إياها.
,
, طيب انا الحق اطلب لك ليمون من البوفيه والاسعاف قبل م توقعى
, سلامو عليكو
, تركها وذهب بسرعه ف اخذت تضحك بشدة وهي تلامس موضع قلبها.
, باما معاكِ فلوس؟
, قالها مهدى بينما كانت تمسك الام ورقة ماليه كانت ساقطه اسفل خزانته واردفت له
, ماهو معاك فلوس اهو بتسألنى على فلوس ليه؟
, اخذها منها بسرعه واردف
, مالكيش دعوة ياما بالفلوس دى مش بتاعتى، بقولك معكيش انتِ فلوس نازل عالقاهرة
, ليه
, عاوز اشوف ماريا.
,
, إلتوت شفتيها حركه النساء المتقدمه بالعمر في الاحياء الشعبيه واردفت
, ماريا برضو ولا ام ماريا يا موكوس!
, ماشى ياما، ام ماريا عشان انا موكوس. هاتى الفلوس وخلصينى
, ورحمه اخوك م معايا ال خمسين جنيه هنمشى بيهم لاول الشهر
, انزعج مهدى وقذف ببعض الملابس الموضوعه جانباً واردف
, اوووه. عاوز فلوس عاوز فلوس ودلوقت
, ياخويا م تتصرف تصريفاتك هنعملك ايه يعنى
, دلف الى غرفه والديه يبحث وهو يردف.
,
, مينفعش تصريفه، انا عاوز مبلغ عاوز اجيبلها حاجه بالحلال عشان ترضى تاخدها
, وحشتنى اوى
, والكلام دا بقا على ماريا ياعين امك!
, التفت مهدى إليها ممتعضاً من دون ان يتفوه ب اى كلمه. ,
, عشان خاطرى يا اميرة مش هعرف اروح وحدى
, اغلقت اميرة الكتاب من بين يديها واردفت الى نشوان
, نوشا حبيبتى انتِ مش بيبي، روحى لوحدك دا Date يعنى ميعاد
, بتاع اتنين بيحبوا بعض وهيبدأو يوضحوا حجات لبعض اروح انا اعمل ايه يابنوته.
,
, لاء حرام اخرج معاه وحدى وهو نفسه متفهم دا وقالى هاتى الل عاوزاه معاكِ
, تعجبت اميرة ورجعت بظهرها الى الخلف واردفت
, ايه البنى ادم دا! وهو ازاى هيكلمك عن مشاعره وارتباطه بيكِ قدام حد؟
, هو فاهم دماغى وحاسه انه كمان يشبهنى يا اميرة، عاوزة اقولك انا فعلا بحس نفسي فعالم تانى لمجرد
, اشوفه وهو بيصلى. يانهار ابيض
, ابتسمت اميرة وقالت لها.
,
, لااا الحالة عندك وصلت خلاص، عاوز ليه هو ميعاد يعرف موافقه عليه ولالاء انتِ موافقه جدا اهو
, خبأت نشوان وجهها بيدها واردفت
, لاء يا مرمر مش هقدر، مش هقدر تبين له اى حاجة من الل بحسهاله
, انا اصلا حاسه انى بحبه فنفسي من قبل م يحبنى هو ويقولهالى
, اقتربت اميرة منها واردفت
, هو قالهالك؟!
, هزت نشوان رأسها ف اردفت لها أميرة
, انا مبسوطالك اوى يا نشوان، انتِ لازم تعيشي وتبدأى حياتك يا حبيبتي.
,
, ومتوقفيهاش وهو شكله حد مناسب وفعلا بيحبك ومقدرك من كلامك دا
, على فكرة انتِ مقولتليش اسمه ايه
, فتحت هدير باب الغرفة مرة واحدة
, معلش مستأذنتش، بس قولت عادى يعنى اكيد مش بتبوسوا بعض
, انا هطلب بيتزا وكريب اتعشى برة فالجونينة حد معايا؟
, نظرت اميرة ناحيتها واردفت
, اطلبيلى، بس بقولك ايه م توفرى عشا هنا واتعشى مع نشوان ف Date خاص بيها معزومه عليه؟!
, قفزت هدير وانضمت اليهم واردفت.
,
, ايوا بقا والدنيا مزحلقه على رأى روااان، ميعاد وحركات ياشيخ نشوان!
, بس بقا متكسفونيش. ب**** عليكِ ي اميرة يالا
, مش هقدر بجد مودى مش حلو يا نوشا مش عاوزة اعكر عليكِ، خدى المجنونة دى
, لاااا فككم منى انا ضاربه خناقه مع هاسبوندى ابن الصرمه ومش عاوزة اى حاجه تفكرنى بحبنا عشان خلاص كرهته وبفكر اعضه واطلبه فبيت الطاعه!
, ضحك ثلاثتهم ف اردفت نشوان
, ياجماعه محدش موافق ليه، حرام ب**** حد ييجى معايا بقاااا.
,
, باب سيارة اجرة يُفتح وتدلف نشوان ونورهان ويقوم السائق بتحريك المقود ومن ثم يصل مهدى فيراهم
, ف يصعد ثانية الى السيارة التي يستلقها وهو يأمر السائق
, ورا العربية دى ي اسطا
, تصل نشوان ونورهان الى المكان الذي اشار زين ل نشوان به في رسالة، فوجدته ب انتظارهم
, لم يصافح نشوان لأنها لا تصافح رجال، وصافح نورهان ورحب بهم
, وجلس ثلاثتهم الى منضدة.
,
, جلس يبتسم الى نشوان وهي تخبأ وجهها عنه، فنهضت نورهان وذهبت الى مكان آخر بالقرب منهم بمفردها
, وبدأ زين بالحديث لها
, قبل اى حاجه ويارب م توقعى منى هنا، شكلك سُكر وانتِ داخله عليا انهاردة
, خجلت نشوان كثيرا واحمرت وجنتيها ف اكمل زين وهو يميل ب رأسه لها
, وضحكتك قمر برضو
, على مسامعه قليلاً وناظريه أيضاً، كان مهدى يشاهد كل شيء!
 
٢٤

قبل اى حاجه ويارب م توقعى منى هنا، شكلك سُكر وانتِ داخله عليا انهاردة
, خجلت نشوان كثيرا واحمرت وجنتيها ف اكمل زين وهو يميل ب رأسه لها
, وضحكتك قمر برضو
, على مسامعه قليلاً وناظريه أيضاً، كان مهدى يشاهد كل شيء!
, كانت تبتسم نشوان خجلاً وتنظر الى أسفل طيله الوقت وتعدل من هندام وشاحها حركتها المعهوده، كان يطيل زين النظر بها ومن ثم أردف مبتسم الوجنتين.
,
, مش عاوز اطول عليكِ، لأن اكيد انتِ عاوزة تمشى بدرى وانا عارف
, خلّينى اجمع نفسي كدا عشان اعرف اقولك الل عاوز اقوله لك من زمان
, رفرفت نشوان ب اهدابها تعجباً ورددت بعده جملته
, من زمان!
, ايوة يا نشوان من زمان. عاوزك تقعدى معايا القعدة دى واحكيلك حكايتى كلها
, مش عاوز غير بس تسمعينى. كنت الاول بحس ان عاوزك تسمعينى من كتر الراحه الل كنت بحسها فيكِ
, وبعدين شوية بشوية بدأت اتعود. بقيت مشغول.
,
, بقى اليوم كله عبارة عن نشوان. ولو مش شايفها قصادى فالشغل، ابقا بفكرفيها!
, تؤمروا ب ايه حضراتكم!
, قطعه صوت النادل، فتم فصل زين عن عالم حديث قلبه الذي بدأ للتو
, ف عاد للخلف ضاحكاً يردف الى نشوان
, تاكلى ايه؟!
, اجابته ب خجل بالغ
, لاء مش هاكل، انا بس شوية وهمشى
, عَلم زين مدى خجل نشوان لتعرضها لموقف ك هذا لأول مرة وكان متفهماً الأمر حقا ف هز رأسه واردف الى النادل.
,
, طيب احنا ممكن نشرب درينك مثلا اتنين لمون بالنعاع وشويه ونشوف العشا وحواره
, تحت امر حضرتك
, تركهم النادل ف تابع زين حديثه
, كنتِ بتقولى ايه
, انا مقولتش حاجه. حضرتك الل كنت بتتكلم
, بجد! انا
, اه
, اصل معرفش ليه الكلام كان طالع من قلبي انا. وقلبي هو انتِ
, شهقت نشوان بصوت مسموع جعل نورهان تنتبه معها واردفت هي وانفاسها متهدجه
, يا مستر زين واحدة واحدة معلش
, حاضر حاضر لسه اللمون مجاش صحيح. حاضر
, ضحكت هي بخفه ف اكمل زين.
,
, نشوان. مبدئياً قبل م ابدء كلام مفيش حضرتك ومستر وبالذات فقعدتنا دى
, او عالاقل خليها انهاردة، متفقين؟!
, اومأت ب رأسها إيجاباً ف اكمل هو
, ثانياً بقا احب اعرفك بنفسي، زين خليل السُلطان. ابن عيله السُلطان
, لو سمعتِ عنها، تمتلك اكبر مجموعة من مجموعات شركات التسويق العقاري فمصر
, ضيقت نشوان عيناها تتذكر شيئاً ومن ثم قالت
, اه، شوفت لهم اعلان وشوفت حضرتك فيه. يانهار ابيض عالصدفه؟!
,
, اقترب زين بوجهه الى امام على المنضده واردف مداعبا
, حضرتك تانى؟!
, ابتسمت واردفت
, اسفه، شوفتك فيه. بس نسيت ومجاش فبالى
, طيب ياستى كدا انتِ عارفانى معرفه سابقه قبل الشركه، من الاعلان ولما خبطك فالشارع
, والفلوس وقعت وقفشتى فيا كأنى حرامى
, ابتسمت نشوان وخبأت فمها بخجل فقال هو
, طبعا عاوزة تسألى ليه انا بشتغل فالشركه الل احنا فيها ومش فشركات عيلتى؟
, ايوة فعلا كنت لسه هسأل، لو مش هيضايق حضرتك.
,
, يادى حضرتى، لاء مش هيضايق حضرتى انهاردة يومك انتِ تسألى وانا اجاوب ولو مش هتسألى
, هجاوبك انا لأن حاسس بالل عاوزة تقوليه
, صمتت نشوان ونظرت إليه ب اهتمام ف اكمل زين
, انا كنت متجوز يانشوان، اتجوزت بنت عمى. عن حب سنييين طويلة
, او تقدرى تقولى وعيت عالدنيا لاقتنى بحبها
, شعرت نشوان بالغيرة قليلاً، ف اتى النادل بعصير الليمون ووضعه وانصرف
, ف اخذت رشفه منه تختبأ خلف غيرتها واحمرار الدماء بوجنتيها.
, لاحظ زين واكمل.
,
, وياستى بعد كل الحب وكل العشق والصراعات الل قبل جوازنا وماصدقنا اصلا اننا نتجوز وكل دا انفصلنا، تم الطلاق
, بمحض إرادتها وإرادتى.
, بللت نشوان شفتيها وسألته
, طب ايه السبب؟
, بدا يظهر على وجهه الارتباك، ف اخذ يمسح عيناه ب منديله وبدأ يتحدث
, كانت طول الوقت بتشوفنى اقل، رغم اننا ولاد عم ددمم ولحم واحد، بس كانت بتشوفنى كدا رغم غرامها ليا والل اكاد اجزم انها محبتش غيرى اصلا.
,
, كانت بتشوفنى كدا عشان والدتى كانت جليسه وممرضه والدى **** يرحمه، والدى كان مريض صرع وبعض الامراض المزمنه فالدماغ. كانت بتخليه مش ف وعيه معظم الوقت
, ووالدتى كانت بتراعيه ومع الوقت جدى خلى والدى يتجوز والدتى عشان تفضل مُقيمه معاه ع طول
, وحصل دا، لكن الل مكانوش عاملين حسابه ان الجواز يبقا شرعى وبجد ووالدى يقيم علاقة شرعيه زى اى راجل عادى ووالدتى تبقا حامل فيّا!
,
, امسك زين كوب العصير يرتشف منه القليل بطريقه مهذبه ونشوان على نظرتها وتركيزها معه
, وقالت
, لو الكلام هيخليك..
, الكلام ليكِ هيخلينى ارتاح، سيبينى اكمل
, اتفضل
, تنهد ب عمق واكمل ب أسى
, شككوا ف نسبي وعملوا اكتر من تحليل واتأكدوا من انى ابن خليل السلطان ولكن الشيطان صورلهم انها حيله من امى. فقرر جدى فحياته يكتب كل ثروته لعمى، والد حبييتى
, وميكتبش حاجه لوالدى. ولا اى حاجه!
, بس دا حرام شرعاً
, كان شايف انه مريض وميستحقش.
,
, بس المريض دا **** رزقه ب ولد له الحق
, شافوا ان الولد مجرد أداة للجليسة بتاعت الحوارى عشان تاخد كل الثروة
, صمتا الاثنين ف قالت نشوان متسائله
, ووالدتك فين؟
, معرفش اى حاجة عنها ولا هي فين ولا عايشه ولا ماتت، والدى توفاه **** وطردوها وهددوها
, وفضلت انا مع عمى، ربانى ودخلنى احسن مدارس.
,
, وكنت مع دا دراعه اليمين فالشغل، حبه حبه كنت عكازه الل بيسند عليه والبوصله الل ميعرفش يمشى من غيرها، بقيت بترقى فالمجموعة رغم سنى الصغير ومتابعتى لدراستى الجامعية
, طبعا كنت بلبس واكل واشرب واشترى، بس عارف انها مش فلوسي
, وان هييجى يوم ويتقالى مع السلامه ملكش اى حق ف اى حاجه.
, ارتشف من كوب العصير وابتلع فتحركت تفاحه ادم برقبته واستطرد
, على الجانب الآخر من النهر، كان حبي لبنت عمى بيزيد بشكل جنونى.
,
, وكانت هي بتكبر قصاد عينى يوم عن يوم وبتحلو، العرسان بدأت وكترت
, كنت انا بقا بقيت الچان الاوحد فحياتها. كنّا سوا عاملين اجمل قصة حب ممكن تسمعى عنها
, وكل حاجه تتخيليها عملناها سوا، سفروخروج وفسح ورقص وجوابات واغنيلها
, اعترف ان فيه تجاوزات حصلت بينا. بس مش لدرجه انى.
, اوماات نشوان ب رأسها ونظرت لاسفل خجلاً ف اكمل هو
, عمى حس بحبي ليها، ف قرر ف ثوانى انها تتجوز غيرى وانى منساش العرق الصعلوكى الل فيا.
,
, وابص لفوق حتى لو كنت ابن عمها، ف بعد مداولات ومحاولات منى ومنها
, اتجوزت بقراره هو لأنه دايما بيشوف الاصلح ليها. اتجوزت وانا عايش معاهم فنفس المكان
, وبشوفها كل فحضنه ومعاه وواقف متكتف!
, نظرت نشوان إليه ب حزن على ماكان يشعربه وقتها، اكمل زين وكأنه طفلاً صغيراً اخيرا عاد الى أمه
, ويقوم ب قص كل الاحجيات التي فاتتها في حياته.
,
, جوازتها مكنتش كويسه وكان زوج مهمل وسئ اهم حاجه شغله وانه يطيع اوامر باباه وباباها من غير جدال!
, هزت نشوان رأسها متفهمه واجابت ساخره
, جوازة مصلحه يعنى بتاعت الطبقات الراقية
, بالظبط كدا، طبعا صعب واحدة زيها بعد كل الحب الل شافته معايا تلاقى نقيض عامل كدا
, ف اتطلقوا وبعد محاولات كتييير انا وهي اتجوزنا
, ومع ذلك ومع كل حبها ليك شافتك نفس نظرة باباها
, زفر زين بحرارة وأردف بنبرة تحمل الكثير من الحزن.
,
, مش كدا وبس، انا هقولك السبب الرئيسي ف انفصالنا. ويمكن دا السبب برضو الرئيسي فقعدتنا دى
, وانى اعزمك عالعشا واتقدم ليكِ بطلب الجواز، عشان تبقى عارفه كل حاجه
, والقرار ف ايدك.
, الصمت ؛وقفة وداع ل أشياء كنا نحملها، فذهبت تحمل كل ما فينا.
, على صَمته مهدى يتابع حديثهما وبداخله تتأجج النيران، على غير عادته الصمت المبالغ فيه وهذا السكون والهدوء!
,
, ولكن أحياناً ليس كل الهدوء مستحب، ف هناك هدوء نسبي يسبق عواصف رعدية ممطرة!
, بعد مضى وقت، أتى العشاء الذي طلبه زين لهما ول نورهان على منضدتها أيضاً. كان قد افضى زين كُل مافى جعبته لمعشوقته والكرة المقذوفه اصبحت بملعبها الآن والخيار بيدها.
, نهض الجميع من على مناضدهم، فسرعان م ترجل مهدى خارج المطعم يتخفى منهم، حتى خرج ثلاثتهم
, اوصلكم!
, ابتسمت نورهان ونظرت الى نشوان تنتظر ردها ف أجابت نشوان.
,
, معلش مش هينفع، احنا هنطلب تاكس
, تدخلت نورهان مردفه
, مفيش مشكلة يا نشوان لو استاذ زين يوصلنا يعنى
, معلش يانور
, ابتسم زين متفهما نشوان جيداً وأردف
, سيبيها يا آنسة نور، انا خلاص حفظت نشوان
, قامت نورهان بالاتصال ب احدى سيارات الأجرة وظل زين معهم حتى أتت واستقلاها الاثنتين ومن ثم استقل زين سيارته ورحل.
, حتى ظهر مهدى ينظر ناحيتهم وعيناه تتحدث عشقاً وغدراً. ,.
,
, نسيت نفسي في دنيا كُلها امانى، رجعلى عمرى المَنسى وليل الحب صَحانى
, وحنين الشوق ف حُبك مدوبنى، مسهرنى. مخلينى ادوب واعشق اعيش واعشق
, كانت تستمع هدير لغناء الهضبه عمرو دياب على جهاز الحاسوب المحمول الخاص بها في غرفتها، وتتصفح صورها مع زوجها صالح والايام الماضيه الجميلة بينهما.
, والاغنية مع صورهما لن تذكرها فقط ببعض المواقف وحسب، بل رأتهم امامها صوت وصورة.
,
, تتقلب بفراشها ومن ثم تفرك عيناها فتجده مستيقظ بجانبها ينظر لها ويتمعن النظر
, صباح الخير ياواد
, صباح النور يا بت
, مالك مركز فيّا كدا ليه وانا نايمه، بتشبه ولا حاجه؟
, آه بشبه بصراحه
, متقولش شبه امك!
, ضحك صالح بشدة وأردف لها وهو يلكزها بيدها في جنبات جسدها
, امى ياللى متربتيش. لا طبعا مش شبه امى
, اومال مبحلق فيّا ليه
, عشان قمر اوى وانتِ مخمودة، ولسانك المتبرى منك دا ساكت ومحطوط جوا بُقك.
,
, تستعد هدير للنهوض من على الفراش وتعتدل
, بس اوعى كدا اوعى، القمرات كتير انت هاتثبتنى
, هنا امسك صالح بذراعها يوقفها ودنى منها وعيناه مصوبه بعيناها
, عندك حق القمرات كتير، بس الل خطفت قلبي واحدة
, ابتسمت هدير وشعرت ان الكلمه قد دغدغت احساسها من الداخل، ف اكمل صالح وهو يستميلها إليه ل تنام على ساقيه وهو يتحدث
, انا من اول م اتعينتى وعينى عليكِ، بس مناخيرك المرفوعه كانت مخليانى عاوز اديكِ بالجزمة.
,
, واكسرهالك، وانا الل تابعتك وشوفتك كنتِ ساكنه فلوكاندة حقيرة كدا
, كُنت مهتم اوى بتفاصيلك ومن غير م تحسي او اى حد يحس. حبيتك!
, نظرت إليه هدير لأعلى ب هيام بالغ وهي ممسكه ب كف يده وممدة على ساقيه
, وايه كمان؟!
, واتعلقت بيكِ اكتر لمّا حسيت إنك واقعه فيّا يابت
, ضحكت هدير ولكمته في صدره بخفه، ف آمال ب وجهه عليها ينوى تقبيل شفتيها مردفاً بصوت منخفض.
,
, وعاوز اعترف ان برغم كل الستات الل عرفتهم، إلا انك دمرتى كُل الحصون يا موناليزا..
, وبخفه بدأ يستطعم قطعتين الفراولة بوجهها والمسمى لهما شفتين حتى ذهبت معه هي الأخرى بمكان وعالم آخر يُذهبها إليه هو في كل مرة عندما يقوم بتغطيتهما بالغطاء بالكامل على جسديهما
, معلناً بداية حرب عِشق جديدة.
, وتظل الاماكن القديمه ْ تَحكى قصصاً صامته تركتها آثارهم، في نفس الوقت كان ينظر صالح.
,
, الى ساعة يده التي قدمتها له هدير حين عودتها من إحدى رحلاتها، وقطع شروده صوت شقيقته
, يعنى تتجوز وتنبسط وتعمل فرح مجنون وشهر عسل أجن واعرف بالصدفه وانتو زعلانين سوا
, مط صالح شفتيه، ف اقتربت شقيقته منه بحنو وربتت على يده بكف يدها وهي تتحدث
, انا عاوزه اعرف ايه الغلط الل قالته مراتك عشان تفكر انك تسيبها؟
, عاوزة تحول كل حاجه حلوة لكابوس، عاوزة تحول الجنان والخفه واللذاذة ل واقع وقرف
, ومكانش دا اتفاقنا من الاول.
,
, يابنى ماهى فيوم كانت حتزهق وتطلب الل طلبته دا، هي عاوزة بيت واسرة وكانت واخداك على اد عقلك وخلاص ومستنيه التَكّه تيجى منك بس انت مش هنا ومستمتع
, احنا مكملناش 3شهور سوا، طب سنه حتى
, سنه وكنت هتسيبها ياصالح، انسى بقا الل فات. انسى بابا وماما
, مانا متجوزة ومخلفه اهو وزى الفل فيه ايه؟!
, نهض صالح غاضباً من مكانه وأردف
, لاء مش هنسي، بابا وماما كانو خناق عمّال على بطال. كانو زعيق وصوت عالى.
,
, كانوا كل يوم عياط وشكاوى وبهدلة، ماما كانت بتقعد بينا في بيت جدو اكتر من بيتنا على طول زعلانه منه
, البيت كان قايد حريقه ليل ونهار وانا ماصدقت كبرت وبعدت وانفصلت عن عالمهم وبقيت عايش ب دماغى
, أمالت شقيقته ب وجهها ناحيته واردفت بهدوء
, ولما اتجوزت بنت خالو كملت يا صالح
, كنت غبي، افتكرت ان هبعد عن بيتنا ببيت جديد انا عاوز اعمله على مزاجى.
,
, اتاريها نسخه طبق الاصل من ماما وانا بقيت زى بابا فالزعيق والشخط والخناقات والهروب من المسؤلية
, اتجوزت بدرى وهي خلفت بسرعه واتورطت ومقدرتش
, تنهدت شقيقته ب حزن ف أكمل صالح
, لكن انا حبيت هدير، وحبيت جناننا وحبيت انها مطاوعانى على دماغى
, حبيت اننا بنعمل كل حاجه من غير مشاكل، مفيش تعقيد
, مفيش روتين مفيش ارف وزهق وملل وهروب
, انا الل كنت بدور عليها، انا الل كنت بستناها
, نهضت شقيقته خلفه ولامست ذراعه وادارته لها.
,
, يبقا ترجعلها ياصالح، انا متاكدة ان هدير غير، والل قدرت تفرحك فتلات شهور
, هتفرحك على طول، بس اديها زى م بتاخد. ,
, قوللى يا ثروت، انا عملت ايه عشان تعمل فيا كدا؟
, ليه خونتنى! ومع اعز صحباتى، حرام عليك، انا عمرى ماهسامحك
, عمرى
, كاااات!
, توقف الممثلون من اداء المشهد امام عيسي، ف نهض عيسي مقترباً منهم وقال
, هناخد الشوت تانى بس عن قرب، بس ب احساس اقوى من كدا تمام.
,
, ابتعد عيسي مرة اخرى وجلس الى مقعده وامسك مكبر الصوت وبجانبه نورهان تشاهد بصمت وابتسامه لاتفارقها، ف اقتربت منه تتمتم بهدوء
, ببقا مستمتعه وانا شايفاك بتشتغل ياعيسي
, سمعها هو ف ابتسم وترك المكبر ونظر إليها
, هو انا قولتلك قبل كدا
, قولت ايه
, انك احلى حاجه من كل حاجه، ومش عارف اركز فالشغل عشان انتِ جمبي
, امسكت نورهان المكبر واعطته له واشارت الى الممثلون وقالت في همس
, لاء انا عاوزاك تكمل وانا هسكت خالص.
,
, ضحك عيسي واكمل عمله ونورهان بنظرتها الجميلة له، ودونت ب دفترها خلسه دون ان يلتفت
, أبحث عن القلب الذي سيحبك وأنت في أسوء أوقاتك. وعن الحضن الذي س يضمك وأنت في أضعف حالاتك
, اختلس عيسي النظر لها وهي تكتب، وبعدما انتهو من تصوير المشاهد
, امسك الدفتر منها فجأة!
, لاء عيسي هاته، عيسي متبقاش رخم بقا هاته
, لاء اصبرى انا هعرف صندوقك الاسود كله من هنا اصبرى بس
, هاته متبقاش رخم
, انا رخم.
,
, امسكه وفر هارباً منها تحاول ان تلاحقه، فتحه وقرأ العنوان ب اول صفحاته عوض القلب، عيسي
, ومن ثم تصفح باقى الصفحات ووقعت عيناه على كلمات ابهجته كثيراً حتى تم اختطاف الدفتر منه وهو هائم بين كلماتها عنه.
, هات بقا يا عيسي. ****!
, اقترب عيسي منها وامسك بالدفتر قذفه بعيدا بحركه مضحكه
, ايه دا
, شبّك اصابعه ب أصابعها، والصق جسده نسبيا بالقرب من جسدها واردف
, كل دا حب فيا انا
, تهربت بنظرات خجله واردفت
, وهو انا قولت انه فيك؟!
,
, عوض القلب عيسي دا يبقا ايه؟! بتاع البقاله الل ع اول الشارع
, تهربت منه وهرولت بعيداً
, بس بقا ياعيسوى يووه
, هنا امسك عيسي ب مكبر الصوت واردف به بصوت عالى جهور
, يانورهان تتجوزينى! والنبي قولوها تواااافق!
, التم الممثلون على طاقم اعداد الفيلم ونظروا اليهما ف اكمل عيسي
, قولولها انى بحبها وهي بتحبنى بس فيه حاجه واقفه فالنص انا مش عارف ايه هى
, هرولت ناحيته نورهان تحاول كتم فمه
, بس ياعيسي كفايه فضايح.
,
, قولولها وافقى يا نوووور، بعد الفيلم م يخلص لو موافقتيش هخطف مامتك طنط لطيفه الزلحدار
, واختك رونى حلزونى ماليش دعواااه
, ضحكت نورهان ف اردف الجميع خلفها في صوت واحد
, وافقى يا نووووور
, ضحكت بشده وخبأت وجهها وهي تشير له بيده انه مختل عقلياً ف اردف هو
, طب يالا بقا مدام مجنون، هغنيلك
, اجمل مافيها الل واخدنى. ضحكه بريئة بتوعدنى
, بحجات كتييير بحلم بيها انا من زمان مستنيها. لكنى موش هحكيهااا
, ميتحكيش عليهاااا.
,
, احدهم قام بتشغيل الاغنيه على الفور فتراقص الجميع وتراقصت نورهان بيد عيسى خجله وممسك هو
, مكبر الصوت يفتعل به التمارين وتضحك هي وتحول موقع التصوير لفيلم آخر رومانسى بطولة العاشقان
, عيسى ونورهان.
, لو تمكنت من رؤية قلوب البشر. لرأيت في كل قلب قصة وجع!
, فلنرحم بعضنا بعضاً لعل **** يرحمنا.
, كان احدهم يناول الآخر سيجارة بها الكثير من المواد المخدرة، والثانى بقوم بحقن نفسه في اوردته.
,
, ومن ثم هدأ وانتعش، ومن بعيد يجلس مهدى لايفعل اى شئ سوى البُكاء وحيداً
, يتذكر ماسمعه من هذا العاشق الذي يُدعى زين، ويتذكر ضحكاتها وخجلها. صوتها الناعم
, وكلماته المفعمه بالغرام لها، يبكى ب احتراق شوق دام لسنوات داخله، واخذ يتمتم إلى نفسه كالمعتوه
, يعنى خلاااص كدا، كل مرة تتاخدى منى واقف ساكت
, مرة اخويا ومرة ابن الذوات! طب انا ناقصنى ايه يا نشوان يابنت قلبي وروحى.
,
, عشان مش بعرف البس ولا عشان مبعرفش اتكلم ولا عشان برشمجى وحشاش وبودرجى!
, يعنى قصدك بتخافى منى يا نشوان؟ تخافى من اكتر حضن ضمك في صغرك!
, ولمين كان سهرى ولمين كان عذابي يابنت خالى، مفيش مرة عرفتِ تشوفى وجعى وتشوفى قلبي
, بجرى عليكِ مشتاقلك بعد كل مرة بتصبي فوق دماغى تهزيقك وتقليلك منى، بيفضل قلبي يعشقك وميشوفش غيرك يانشوان. شايفك بتضحكيله، مكسوفه منه
, عيونك لمعانه فيها صورته ياغاليه!
,
, قلبي رايحلك طاير فجأة لاقيته اتسجن. طب انتِ حاسه باللى فيّا ولا بتفكرى فجوازتك الجديدة من الباشا
, وناسيه ان فيه خدام طول عمره كان تحت رجلك مستنى نظرة عطف حتى!
, وسنين ضياعى كُلها ف كوم، وضياعى منك كوم تانى. لكن وحياتك وغلاوتك فقلبي
, م هسيبك تتهنى يوم يا نشوان، لا انتِ ولاهو ,,.
,
, على نغمات الموسيقى المعزوفه من قبل فرقه ايطاليه ب احدى المنتجعات السياحية المشارك بها رشيد بك السُلطان، كانت تتراقص بمفردها اميرة، فقد قررت ان تأخذ قسط من الراحه وان تقوم بفصل عقلها وتفكيرها وشرودها الدائم بتغير المكان والاشخاص.
, تتراقص هائمه وسط الجموع في وضح النهار امام شاطئ البحر، منظر خاطف الأعين حتى اقترب احدهم منها
, ليه بترقصى وحدك يا اميرة، انتِ ممكن تشاركينى الرقصه دى.
,
, انتبهت اميرة، انه احد معارفها القدامى من النادى الرياضى المشتركه به، صافحته فقال هو
, مبسوط ان شوفتك، بقالنا كتير مااتقابلناش مش بتروحى النادى وللا ايه
, ابتسمت اميرة واردفت برصانتها المعهودة
, لاء بروح، بس انا غيرت النادى كُله واشتركت ف نادى تانى
, هز رأسه واردف لها بعدما ارتشف رشفه من مشروبه الممسك به
, ممم يبقا الكلام الل بيتقال صح
, انتبهت أميرة
, ايه الل بيتقال؟!
,
, بعد طلاقك انتِ وزين سيبتِ القصر واونكل رشيد وصحباتك وحتى النادى
, تلعثمت اميرة وسارت بعيدا بخطوات متباطئه فوق الرمالً، ف لاحقها وهي تردف
, انا مبحسش انى انفصلت عن زين، الل ممكن تحكى عنه انى اتطلقت منه هو احمد شريف الراوى
, لكن زين حتى بعد الإنفصال، بحس ان روحى معاه وروحه ساكنانى لسه
, تعجب الرجل وعقد حاجبيه وقام بسؤالها
, طيب ماترجعوا يابنتى، ليه مصعبينها على بعضكم كدا.
,
, رفعت اميرة رأسه لها بكبرياء كما تعودت وأردفت
, انا وزين لما قربنا اوى، بِعدنا جدا. بقينا ابعد اكتر م كنا قريبين واحنا بُعاد
, فيه جرح حصل وفيه غُربه وفيه حبات عقد كانت بينا انفرطت كلها ومش عارفين نلمها
, وانا وهو اختارنا ان انا نبعد، يبقا مالوش لازمه نبان ضُعاف
, وعشان كدا لما بتيجى سيرة طلاقى او انفصال بقول عن احمد، لأن زين كان حبيبي يعنى اكتر من كلمه جوزى، عشان جوزى دى انا محسيتهاش لكن حبيبي دى عمرى كله.
,
, حتى بعد حفلة طلاقك منه! كل الناس وقتها قالت انك مبسوطه انكم انفصلتوا
, عشان وقتها كنت بحتفل ب فك حصار اكتر حاجه كرهتنى فيه، زين الزوج
, لكن زين الحبيب، لسه هنا
, قالتها واشارت الى قلبها، ابتسم الرجل لها فقالت اميرة
, محدش حيفهم. انا ماشيه رايحه الاوتيل
, مبسوطه انى شوفتك، سلم لى على داليدا
, تركته وسارت بمفردها وتذكرت اهم ذكرى كانت بينهما في يوم من الايام.
, يا اميرة مش قادر، ناااار فيا. يعنى ايه انت ف حضنه.
,
, وبيلمسك كل يوم. قوليلى ازاى بياخد الل مش من حقه وانتِ حقى
, كانت تحاول اميرة ابعاد جسد زين عنها بقدر الإمكان وان تغلق فمه وهي تتحدث
, زين، زين ارجوك خلاص كفايه اتجوزته والل حصل حصل وانت معرفتش تعمل حاجه مع بابي
, عمى بهدلنى يا اميرة حسسنى انه ممكن يشحتنى لقمه لكن جوهره عينه دى عاليه عليا.
,
, قام ب احتضانها بشهوة بالغه وهو يقبل رقبتها ووجهها وشفتيها بشكل عشوائي وانفاسه تلهث، اما عنها فقد داهمها الحنين الى لامساته وقبلاته وعناقه ورائحته وانينه ب أحضانها ف تناست امرها في أحضانه. فهمس بجانب اذنها وهو يقبلها ويلصق جسده بجسدها اكثر
, حكايتنا مخلصتش يا اميرة، اعملى حاجه عشان الزين، مينفعش يا اميرة انتِ بتاعتى انا
, ملكى انا، ارجوكِ يا اميرة. انا كدا مش هعرف اعيش.
,
, اتفضل ياعمى، انا كنت حاسس وحضرتك مصدقتنيش. المرة دى بقا شوف بعينك
, كانت كلمات احمد الراوى تتساقط على اذنيهما كالرصاص، فتوقف زين عما كان يفعله مشدوهاً امام نظرات احمد زوج اميرة ورشيد بك والدها!
, عادت اميرة من الذكرى وهي تجلس على مقعدها تراقب الغروب. منظر بديع ولكن ليس كل غروب يُعد ساحر.
,
, هناك غروب ارواح. غروب صور. غروب قصص وحكايات تعلن نهايتها الأبدية، نترقبها بهدوء بدون ادنى حيله لاقناعها بالاشراق من جديد.
, عُلبه من اللبن الزبادى المُحلاه كانت تقوم نشوان ب اطعامها ل طفلته ماريا، تضع الملعقه فمها وهي شاردة مبتسمه ذهنها عالق ب اجمل لحظات حياتها، لقائها معه وتتذكر.
,
, انا حبيت اقولك كل غلطاتى وسقطاتى من قبلك حتى لو اتجوزت البنت الل اتجاوزت معاها ف انا مش عارف اسامح نفسي وبتمنى وبدعى **** يسامحنى. ومتأكد ان **** خلق التعب الل فيا يظهر لما اتجوزتها عشان استعجلت واتعاقبت ب انى اتحرم منها ومعرفش استمتع بيها ك زوجه، ومش ندمان ولا زعلان انى قولتلك على ذنوبي الل قبلك، عاوز ابدء صفحه بيضا معاكِ
, عاوز ارتاح بقا تعبت جرى. و**** تعبت. متعشم ف **** يكون قرارك بالموافقه.
,
, ووقتها عمرك م هتندمى، ولو يوم عدى عليكِ وحسيت انى خالفت وعدى يارب اكون وقتها تحت الارض ومش معاكِ، ايوة حبيتها وعشقتها، بس انتِ حاجه تانيه يانشوان، انتِ الطمأنينه والراحه وانتِ الامان
, مام. خلثت. خلث
, انتبهت نشوان ف قذفت بالعلبه فارغه بسلة المهملات، وحملت طفلتها تقوم بغسل وجهها ويداها ويستعدا لنوم عميق واستقبال يوم آخر.
, اوووف بجد وقتها وقعت ف بيج ميستيك، كنت فعلا هتزحلق زحاليق مهوووله.
,
, قالتها روان اثناء تجمعها مع اصدقاءها ب نادى ليلى وسط صخب الموسيقى والرقص والاحاديث، فقالت لها إحداهن
, بس انتِ كنت بتحبي دكتور فارس يا رونى
, ارتشفت روان شيئا من مشروبها ومن ثم أردفت لها
, لاء مش بحبه، فارس كان محطه كدا عاوزة اقول التيك توك مش فتيات ليل يعنى
, وان اى حد فالدنيا يحب جدا يرتبط بينا. احنا نجوم
, بس بقا حصل حادثه وشلل بلا بلا المود بقا وحش اوى في الآخر
, رن هاتف روان ب اسم والدتها ف ابتسمت وقالت.
,
, دى ماما، هيلوووو ماما
, روان، افتحى النت بسرعه
, واتس رونج مام
, فيه مصيبه!
, اهتمت روان فقامت بفتح موقع التواصل الاجتماعي لديها وتصفحت حتى توقفت عند فيديو لها وهي عاريه ترقص وتغنى وعنوانه
, فتاة التيك توك الشهيرة رونى حافظ شاهدها ترقص وتغنى عارية تماما قبل الحذف
, وضعت روان يدها على فمها بهلع تصرخ
, يانهار اسود!
 
٢٥

نور انتِ في وعيك ب إتهامك ليّا دا!
, كانت تلهث نورهان ب شدة وانفاسها متقطعه بعدما طلبت مقابلة عيسي على الفور بعد عِلمهم بما حدث ل روان من وقع المشكلة عليهم وحجم المفاجأة وقالت وعيناها يتطاير منها الغضب
, ايوة ف وعيي ياعيسي، الفيديو الل اتسرب ل روان اختى دا بسببك
, كان ينظر لها عيسي يشعر ب أن الجنون كاد يفتك به ولكنه يتمالك أعصابه للنهاية
, فيديو ايه الل سربته؟! وايه مصلحتى ف كدا.
,
, مصلحتك نسب المشاهدة طبعا ع فيديو عامل كدا، دولارات فحسابك وفلوووس على حساب فضيحه أختى
, وحساب البنت اللي آمنت لك وحطت لأول مرة من سنين ثقتها فيك
, اغرورقت عينا عيسي بالدموع واردف لها غير مصدق
, هو انا سامع بجد؟ يعنى انتِ يانورهان شيفانى بالرُخص دا. يعنى مش بس مش واثقه فيا لا وشيفانى واحد حيوان ووسخ ورخيص ويبيع عهده معاكِ بخصوص اختك ويبيع حُبك!
,
, ليه عملت كدا ياعيسي؟ كدا مش روان بس اتفضحت وانا وماما والعيلة كلها، ليه ياعيسي
, انا كنت حبيتك خلاص. كنت امنتلك دوناً عن كل الناس، ليه!
, هنا مسح عيسي عيناه بقوة ونظر لها نظرة تحولت ل نظرة وحش فجأة واردف لها
, لاء متنأمنيش يا نور لأن نظرتك ف محلها، وكملى جلدك وعذابك فيا ومش هدافع وايه كمان يانور
, اقول ايه ي عيسي؟ فاكر اما كنا سوا وقولتلى لو عندك سر خطير انا عندى سر اخطر.
,
, وتعالى نلعب كل حد فينا يقول سره للتانى ويشوف هيتقبله ولا لاء. وقتها كنت عارفه انها حيلة منك عشان تخلينى اتكلم بس مصدقتش انك فعلا عندك سر. سر فبير غويط مضلم
, انك بتخون الامانه ياعيسي
, اسفرت شفتى عيسي عن ابتسامه ساخره واردف لها وهو يمسح ذقنه باصبعيه
, انا خونت الامانة فعلا ي نور، مدام مسلسلنا الدرامى هيوقف لحد اليوم الل احنا فيه دا.
,
, والساعه الل احنا فيها قصاد بعض هِنا. زى مابين ضلوعى فيه قلب اطهر وأرق من قلب ***
, هو نفس القلب دا بيتحول ل غول لو حد عدا حدوده معاه أو أذى حد بيحبه، زمان كنا احنا والدى ووالدتى واخواتى البنات عايشين مع عمى ومراته وولادهم الاربعه الصبيان.
,
, كانت دايما مرات عمى تعاير امى بخلفه البنات ودا الل عرفته وفهمت عليه بعدين لما جيت الدنيا وبدأت اشب وافهم وأوعى. بلد ارياف والكلام بيتعرف وبيسرى فلمح البصر. وبعدين جيت انا
, عيل زى القمر. بس مع الوقت بدأت تظهر له نقطه غريبة ف وشه بتكبر يوم عن يوم ولونها بيختلف وبيغمق
, لحد م اجتاحت نص وشه!
,
, والدى كان على اد حاله، معرفش يعمل ايه فيا لحد م خلاص لبست فيها، مرات عمى ام الولاد قالت لامى يوم م **** كرمك ياختى ادالك عيل نص وشه محروق.
, امى باتت تعيط طول الليل، وانا بيتهم تانى يوم فقبورهم!
, شهقت نورهان بخوف وهي تخبأ فمها ف اكمل عيسي بنبرة قوته الغيرمعتاده منه وعيناه المفتوحتان بشراسه.
,
, غرقت بيتهم سولار عشان عمى كان سواق والجاز والسولار دا كان موجود عندنا دايما، وبعود كبريت كان كل شئ مُنتهى وكل الل حصل اقاويل كتيرة ومحدش عرف حقيقتها الا انتِ واقرب صاحب ليا.
, عرفتينى يانور!
, كادت تنظر له لاتعرف من هذا الشخص المُتحدث بهذه الصيغه من الجنون، اقترب منها عيسي خطوات فابتعدت هي وامسك معصم يدها بقوة مردفا.
,
, بتتهمينى بعدم امانتى على فيديوهات اختك وصورها! وانا بتهمك ب أنك اكتر شخصية انانية شوفتها فحياتى. كاتمه سرك وسيبانى أحبِّك واطلب منك الجواز وكل دا حضرتك ب إرادتك وبمزاجك وقت م تفتحى الستارة عن سِرك انا تحت امرك فالوقت الل تختاريه.
, بس انا مستنتش يانور، ماهو دا آخر فصل فمسرحيتنا بقا
, انا عِرفت كُل حاجه، كُل حاجه يا نور.
,
, عقدت نورهان حاجبيها ناظرة الى عيناه مباشرة وقلبها يخفق وكأنها ضربات ملاكم بجسد غريم أمامه بقوة وابتلعت ريقها بصعوبة
, عارف!
, ايوة عارف، من علاء
, حاولت التنصل من قبضه يده بصعوبة وقالت بنبرة خوف منه بالغه
, وصلت ل علاء ازاى؟
, من تليفونك..
, تليفونى
, ايوة، كُنت هموت واقرب هموت واقولك متخافيش. هموت واضّمك واقولك مهما كان سرك انا قابل
, انا مهكر فونك وبسمع كل مكالماتك، وكل محادثاتك بقراها.
,
, وعرفت رقم علاء. وقابلته وحكالى كل حاجه
, بتتجسس على فونى ياعيسي.! انا حاسه انى بحلم لاء بحلم ايه انا فكابوس حرام عليك
, حرام مش كله ورا بعض كدا
, عشان متتهمنيش بالباطل بحاجه معملتهاش، لاء بقا فوقى واعرفى الل عملته بجد عشان نبقا سوا خالصين
, انا عرفت سِرك. وانتِ عرفتِ حقيقتى، لما بتأذى مبستناش
, او حد يأذى اقرب م ليا. أو صبرى ينفذ مع حد
, لكن يشهد عليا ****، انى مخونتش امانتك ولا امانة أختك.
,
, ابتسم ثغر نورهان بخوف وعيناها تسيل دموع على وجنه واحدة واردفت
, طب كويس انك عرفت ياعيسي، وعرفت من علاء كمان
, وعلى رأيك دا كان آخر مشهد فالمسرحية، مسرحية بدأت بأحلى فصول للعشق ممكن اتنين يعيشوها
, وانتهت نهاية قاسية مدبوحين بسكينه مسنونة مخدناش وقت فالموت وروحنا بتفرفر
, بس لو كُنت فوقت من صدمتى ب علاء بصعوبة، وانت كنت السبب انى افوق من صدمتى ب فارس.
,
, ف وجعى منك عمره ما هتشفى منه ياعيسي، عشان وجع فقلبي الل أنت كُنت عوضه
, او كنت فاكره كدا. تركته ورحلت تبكى وصوت شهقاتها يتعالى
, تركته ب مكانه يعود إلى طبيعته الاولى ك *** صغير تائه، قد تكون إنساناً لطيفاً لوقت طويل , ولا أحد ينتبه لك , لكن بمجرد أن تخطئ سيلتفت لك الجميع.
, الطيبون لا يلتقون صدفة. بل تجمعهم نواياه.
, الهاتف يهتز. يبدو أنه اتصالاً، يضئ ويظلم مرة اخرى، بجانب الصغيرة النائمه.
,
, حتى ولجت نشوان بعدما انتهت من اغتسالها بالمرحاض وتوضأت كى تصلى ركعتان قبل نومها كما اعتادت
, فوجدت هاتفها مُضاء. امسكته واذ بها عدة مكالمات فائته من زين!
, سُرق قلبها، بل تم خلعه بقوة من داخل جسدها لا استطيع نُكران ذلك! ابتسمت ب تحفظ وهي تدرك النيّه وراء إتصاله الآن. همت ب رد الاتصال حتى قطعه عليها واتصل هو ف أجابت
, السلام عليكم
, وعليكم السلام ورحمة ****، انا صحيتك؟!
,
, تنحنحت نشوان وجلست بجانب صغيرتها النائمة بخفوت كى لا توقظها وأردفت بصوت هادئ على استحياء
, لاء كُنت صاحية، بس كُنت بعيدة عن التليفون
, نشوان
, نعم
, ينعم عليكِ **** يارب، بقولك ايه انا عارف ان القرار صعب بالذات بعد الل قولتهولك آخر مرة
, بس الانتظار أصعب ف الرفض انا قابله لكن متسبنيش كدا حرام بصراحه
, كادت كلماته تفتك بوتين قلبها، طريقته وعذوبة صوته وجمال حياؤه في طلبه
, أردفت له نشوان قائله بنبراتها الواثقه كالعادة.
,
, انا خلاص وصلت لقرارى يا مستر زين
, طب ايه قرارك من غير مستر
, ضحكت بخفوت ف سمع هو نبرتها المخفيه وابتسم فقالت
, انا موافقه حضرتك
, ايه؟
, موافقه يافندم
, لاء موافقه حضرتك ويافندم دى هناك فالشركه، لكن هنا انا واحد بتقدم بطلبي ليكِ تكونى حلالى مينفعش فيه يافندم وحضرتك خالص
, قضمت نشوان شفتها السفلى خجلة وتلوح بيدها من هول جرأتها عليها ف أردف هو
, ياريت تانى نفس الجملة بس بعد م نعمل مونتاج للكلمتين الل مالهمش لازمه.
,
, انا موافقه
, يا مين
, يالاهوى!
, ايه دا انا موافقه يالاهوى
, ضحكت نشوان بشدة ومن ثم تذكرت ماريا فنظرت ناحيتها وكممت فمها سريعاً وأردفت
, كُنت هصحى ماريا
, يالا قولى الجملة صح، انا عارف انك هتطلعى روحى بس مفيش مشكلة
, انا موافقه يا زين
, اللهم بارك اللهم صلِّ عالنبي بقا، هقابل اهلك امتى وفين العنوان فالمنصورة بالظبط؟!
, وضعت يدها على قلبها وقالت وانفاسها متلاحقه ونبرات صوتها فَرحه
, على طول كدا.
,
, على طول ايه، انا فاتح معاكِ الموضوع دا من قبل امتحانات الثانويه العامه، يالا قولى
, حاضر، سيبنى ارتب معاهم الاول وبعدها هقولك
, ابتسم زين وعاد بظهره للخلف وأردف
, ماشى وانا مستنى تصبحِ على خير
, اغلق الهاتف ووقف يدندن اغنية عالقه بذهنه ف وحد عيسي قادم من خلفه ووجهه عابس، من فرحة زين لم يستطع تفسير ذلك هرول ناحية عيسي مُبتسماً وأردف
, عيسوووووى انا انهاردة أسعد واحد فالدنيا.
,
, ناظر إليه عيسي بنظرة مكسورة غير متحدث ف أكمل زين
, قريب اوى هتيجى معايا، بما انك كُل اهلى دلوقت ونتقدم للبنت الل بحبها ومقدرش استغنى عنها
, لأنها اخيرا وافقت ي عيسوووى واااافقت ياعسعس
, انفرجت شفتى عيسي اخيرا وقال بنبرة باهته خالية من المشاعر
, مبروك يا زين
, يبارك فيك يا عيسوى، بس مالك؟
, لا مفيش حاجه. مش هتقولى بقا مين العروسة
, ابتسم زين ولكم عيسي على صدرة ب محبة وقال.
,
, هتتفاجئ، انا بصراحه كُنت مستنى الموضوع يمشى واول م يحصل هقولك
, على نظرته عيسي إليه واومأ ب رأسه تساؤلا ف أجاب زين
, نشوان
, فغر فاه عيسي شيئا ف شيئا وبدأ يتضاحك على مقاطع بشكل هيسترى حتى أصبحت ضحكاته متتاليه بصوت جهورى وهو يضرب كفاً ب كف، اما عن زين فتعجب من رد فعله هذا واستطاع أن يفسر ذلك بأن اى فعل يقوم به عيسي له تفسير ف وقف أمامه ينتظره حتى انتهت دوامه ضحكاته الساخره وعقد زين ذراعيه وأردف.
,
, خلصت؟ ممكن افهم ايه بقا رد الفعل دا؟!
, انتهى عيسي وهو يحاول التقاط انفاسه ومن ثم نظر إلى زين وارتمى ب أحضانه يبكى بشدة
, وكأن هناك شخص عزيز عليه قد فارقه للتو، أو أنه أراد فقط أن يرى أحدهم يُحاول مِن أجله ولو لمرة واحدة فقط. ,
, هتطلبِ ايه يافندم؟!
, انتبهت هدير ف أردفت إلى النادل
, قطعتين نجرسكو وبانية
, تحت امرك يافندم.
,
, تركها النادل ورَحل ف نظرت حولها الى المطعم وطرازه وطريقته وفخامته، عادت بذكرياتها إلى الوراء سنوات عِدة، سمعت ب أذنها الآن ذلك الصوت الذي تبغضه وتلعنه في كل وقت
, صوت ملتصق بذاكرتها بِ كُل ماهو أليم. ملتصق بِ كُل ندبة تُركت داخل روحها المُتعبه.
, عودة إلى ماضى هدير.
,
, طفلة صغيرة ذات التسع سنوات ولجت الى منزل فخم الهيئة والاثاث والبناء وكانت تتحرك بين ارجاءه كالفراشة، ف امسكتها سيدة بدينه من كتفها بعنف وقالت بصوتها الرخيم
, **** ياعمتى، ايه البيت الحلو دا. دا هيبقى بيتنا ولابيت مين
, بت ياهدير اسمعى وبطلى حركه، ابوكِ يا حبيبتي سابك وطفش ومعرفلوش طريق
, وانا يا حبيبتي مش قد مصاريفك الل كل يوم عمّاله تزيد. البيت دا هتشتغلى فيه.
,
, تكنسي وتغسلى وتمسحى البيت والسلالم وتجيبي طلبات وتنشرى الغسيل وتكوى
, عاوزاكِ لهلوبة يابت
, اتسعت حدقه عين الصغيرة فزعاً واردفت خائفه
, هعمل كل دا لوحدى ياعمتى
, يابت م انتِ هتاكلى وهتنامى ف الاُبهه دى، اومال وهتاخدى فلوس كمان
, عاوزة تحويشيها عاوزة تصريفيها انتِ حرة انا كدا عملت الل عليّا
, لاء انا هحوشها اتعلم ياعمتى، عاوزة اكبر وابقا مُدرسة زى الابلة زينب عندنا
, لكمتها السيدة على ظهرها بقبضه يدها وقالت.
,
, تطلعى زى زينب زى حُسنات ميخصنيش، اقعدى هنا وبلاش مشاكل وطولة لسان
, معرفش هشغلك فين تانى، كُل حته عاملالى مشاكل فيها
, أتى رجل مُسن وبصحبته شاب يقارب السبع عشر سنوات ينظران الى الصغيرة هدير
, ذات العيون الفاتنة والوجه الجميل والشعر الطويل منذ الصِغر وأردف الرجل لها
, هى دى البنت؟
, هتبقا خدامتكم يابيه، ومتنساش حلاوتى
, حلاوتك على بنت اخوكِ يا زينات؟!
, ضحكت السيدة بدلال بذئ وقالت.
,
, طب شوف ان م غلبت الميّه والنار عندكم مبقاش انا زينات
, نظر الرجل الى هدير واردف لها
, تعالى هنا ياهدير سَلمى عليّا وعلى ابنى، خيرى
, اقبلت هدير وصافحتهم خائفه من هذا العالم الجديد، وقبضت العمة ثمن بيع إبنه اخيها ك خادمه فالمنزل
, ورحلت ف كانت تنظر هدير ناحيتها حتى غابت عن نظرها وسمعت صوت عال حاد من امرأة يبدو انها في آخر عِقدها الرابع
, بنت هدير!
, انتبهت هدير والنادل يضع لها الطعام ويتحدث إليها.
,
, اى خدمه تانيه يافندم
, ابتسمت هديرب سخرية وقالت
, مُتشكرة
, امسكت الشوكه والسكين وشَرعت في تناول طعامها بعد تذكرها لهذه الذكرى البائسة الراسخه في ذهنها أبدا ما كانت هي وليست هذه الذكرى فقط. بل هي كانت البداية!
, بيديه المتناثرة عليها الشُعيرات الصغيرة السوداء. كان يتناول مشروبة ويُخرج سيجارته المُشتعله من فمه، ف ربتت يد ناعمه على كتفه وقالت بصوت يمتزج به الميوعه والدلال والتغنج.
,
, إنت هتقعد الليلة كلها؟ ماتيجى نرقص شوية
, نظر صالح ناحية هذه الفتاة الجميلة التي اتت ب صحبته الليلة ك عادته من الفتيات صديقاته، واردف ب لامبالاه
, ماليش نفس بصراحه انهاردة
, انت كل يوم ملكش نفس يا صالح. اومال كلمتنى ننزل نسهر ليه
, يووه هتخنقينى امشى
, اوووف انت بقيت كئيب موت انا هروح اشوف حد اسهر معاه بدل كأبتك دى.
,
, تركته الفتاه وتذكر صالح كلمات ل هدير تعقب كلمات صديقته هذه او تشبه ذات الموقف حينما كانا بنادى ليلى ك هذا يستمتعان بوقتهما وارادت هدير ب أن تقوم ب استفزازة كالعادة
, ايه رأيك فالليلة يا شوزة، احلى من الليلة الل قبلها مش كدا
, ارتشفت هدير بعض من المشروب ب كأسها وقالت وهي تتراقص على نغمات الاغانى ب مكانها
, اى يوم معاك حلو ياض، انا اصلا لا كنت بدخل الاماكن دى ولاعمرى شوفتها.
,
, ف تخيل بقا دخلتها مع حبيب قلبي الحُمار الل هو حضرتك
, أراد صالح ان يجذب أطراف مشاكستها كعهده فقال
, عشان بخيلة ومعفنه لازم متدخليش الاماكن دى كبيرك تبصى من برة يا ست كُحيت
, قامت هدير بتكوير قبضه بدها والكمته في صدره بقوة تأوه هو منها وقالت
, اولاً انا كنت حريصه على فلوسى ودا شئ ملكش دخل بيه يا مهندس نص كُم، ثانيا ادخل ليه الحتت دى.
,
, انا لا مصاحبه ولا بصاحب ولا ليّا بحركات الفرافير والقرف دى، انا ملكه زمانى يا اسطا صالح
, مش بتاعت كل يوم واحد، هو واحد بس ولما شاور عليه قلبي جبته وحبيته واتجوزته!
, عاد صالح من ذكراه وأمسك الهاتف واضاءه ل يرى خلفيته صورتهما معاً. يحملها فوق ظهره ويلتقطا صورة السيلفى مخرجان السنتهما للكاميرا يضحكان ضحكه نابعه من القلب.
, قوليلى ألمها من وراكِ ازاى المرة دى؟ حرام عليكِ يا شيخه الفضيحه مطالتكيش لوحدك.
,
, دى طالتنا كُلنا
, قالتها نورهان مندفعه بصوتها العالِ في وجه روان شقيقتها، ف أردفت والدتهما لطيفه
, وانا فكرى سابنى وعاوزنا نسيب بعض، ليه يا رونى تعملى كدا يابنتى ليه
, نظرت نورهان الى والدتها ب امتعاض وقالت ب استهجان.
,
, ماما! احنا مش فمشكلتك مع اونكل فكرى خالص الل تطلقوا او لاء مش مشكلة اصلا لأن من البداية كل تصرفاتك انتِ وروان غلط وبترجعوا تتهمونى انا ب أنى مثاليه زيادة عن اللزوم وانى بشبه بابا ف حزمه وشدته، بابا كان عارف الصح والغلط ياناس حرام عليكم
, احنا ففضيحه، فيديو الهانم لف مصر كلها وبقا يتبعتلى على فونى من ارقام غريبة ويتقالى الل انتِ مدراياه اختك كشفته وكلام ف منتهى البذاء وقلة الادب.
,
, على صفحتى وعلى اى كونت ليا او ليها، ارحمونى ارحمونى
, حتى آخر أمل ليا فحياتى خسرته بسببها.
, كانت روان تبكى فقط، ف استطردت الام محاولة تهدئه الموقف
, انتِ مش قولتِ يانور انك لميتى الموقف وفيه حد ساعدك وجبتوا حجات فارس، الفيديو دا جه ازاى
, جلست نورهان تمسك مقدمه رأسها كاد التفكير ان يفتك بها ويجّن جنونها، وقالت بصوت مهزوم
, معرفش اتهامى كان صح ولا غلط، ولا فيه حاجه تانيه السبب.
,
, نظرت ناحية النافذة وقالت بخيبة امل تشوب صوتها
, كنت فاكره انه احسن حاجه فالدنيا تحصل لأى حد، أتارى مشكلة روان عرفتنى مين هو. ووشه التانى
, طب وانا هعمل ايه دلوقتِ؟
, قالتها روان ودمعاتها على وجهها لاتكف، نظرت نورهان إليها وقالت.
,
, هو انتِ لما هببتى المصيبة دى كُنتِ سألتِ حد مننا تعملِ ايه؟ لما قلعتِ هدومك ورقصتِ عريانه قدام الكاميرا ل فارس وتعرفيه اد ايه انتِ بلونداية وقمر ومحصلتيش كُنت سألتِ حد مننا اعمل كدا ولا لاء؟
, يعنى انا نفسى بجد اعرف، لمّا كان بيطلب منك صور عريانه واوضاع زبالة انا اما شوفتها حسيت انك مش اختى وانك زيك زى اى بريستيود متأجرة حقيرة كُنت بتعملى دا بهدف ايه ي روان؟
,
, طب المكالمات الجنسية؟! يعنى ايه غرض الاستمتاع منها، مخوفتيش منه؟ من نفسك؟ طب **** مجاش على بالك؟!
, نهضت روان ب اندفاع وقالت بعصبيه بالغه الى شقيقتها
, والنبي ماتعملى فيها الطاهرة الشريفه، م انتِ وعلاء كنتوا هاريين بعض تفعيص وارف واسمكم بتحبوا بعض من واحنا صغيرين وبوس واحضان ومحدش اتكلم، محدش احسن من حد يانور، ومحدش كبير عالغلط
, ترقرقت دمعة خذلان ب عين نورهان ونظرت لشقيقتها وقالت.
,
, عندك حق، محدش نبي ومحدش كبير عالغلط، وانا كُنت عارفه ان ب حُبي ل علاء بغلط وعشان كدا مع اول موقف شكّ فيّا وسابنى! ونولت جزائى يا روان الل لحد دلوقتِ بدفع تمنه
, صمت ثلاثتهم ووالدتهم تشاهد محكامتهم لبعضهم البعض وكأنها لأول مرة تتعرف على فتياتها الاثنين وكأنها من عالم وهن بعالم آخر!
, تنهدت نورهان وقالت وقلبها ينزف دماً من جُراحه الغائرة المتتالية.
,
, بس مش من العدل، إنى اشيل مُصيبتى زمان لوحدى ولحد الآن، واتحمل مُصيبتك دى برضو
, لأن اكتر من كدا حرام!
, ترتب نفسك لتعيش في هذه الدنيا، لا تنسى أن تضع قلبك في مكان آمن!
, يا الف نهار أبيض يا ألف نهار مبروك يا نشوان، بجد بجد مدير وابن ناس وعربية يا منت كريم يارب
, ابتسمت نشوان من طريقة عمتها العفوية ف أردف زوج عمتها العم جابر ب وهن وضعف ل كِبر عمره.
,
, انتِ تعبتِ يابنتى وشقيتِ ودا جزاء المولى لك عز وجل، كفاية وقفتك مع مجدى ومرضه وشيلتك لينا طول السنين الل فاتت
, ربتت نشوان على كف يد زوج عمتها وقالت بهدوءها وصفاء روحها المعروف عنها.
,
, انتو اهلى، ومجدى ابو بنتى وابن عمتى واول حما وسند فحياتى ياعمى، ولو عالعريس ف انا وافقت عشان حسيت فعلا انه شارينى انا وبنتى وان أخيرا هعيش مرتاحه من غير شقا ومن غير مانا بجرى فالدنيا لغاية م يتقطع نفسى واحارب وحدى ضد طواحين الهوا.
,
, لكن يعلم **** مش عشان عربية ولا مدير ولامستواه كويس، انا بدور عالامان ياعمتى وعلى كتف اتسند عليه لما اتعب واقوله شيل انت بقا عنى، وعن اب يحب ماريا من قلبه لأن هو كمان **** مكرمهوش ب أولاد من جوازه الاولانى.
, ابتسمت العمه لطيب حديث إبنه اخيها وقامت بعناقها واردفت
, وماله يابنتى حقك، انتِ لسه صغيرة ولازم تعيشي يابنتى ومتدفنيش نفسك بالحيا، قوليله يشرف ف اى وقت
, بس البيت على أده يا ذكية، هييجى فين بس.
,
, قالها زوج العمه بضعف الفقر، فقالت نشوان مدافعه
, البيت مفيهوش عيب يا عمى، وهو عارف كُل حاجه ومفيش حاجه تعيبكم ولا تعيبنى
, وهتقابلوه زى م انتو كدا لأن انتو اهلى وعزوتى وانا ف اى مكان برفع راسى بيكم
, صمتت ل برهه وأردفت مترددة
, هو بس قلقانه يومها ل، مهدى يكون هنا ويعمل مُشكلة ولا حاجه
, لم تنته نشوان من جُملتها ف دلف مهدى وقد سمع كلماتها الأخيرة ف أردف إليها.
,
, خايفه من مهدى ف ايه ي بنت خالى؟! ولا اقول حمدلله عالسلامه الأول ولا مش مطولة ولا إيه
, لكزته والدته ب كوعها في بطنه وقالت
, مالك يا واد داخل حامى عليها كدا مش بالراحه
, عقدت نشوان ذراعيها امام صدرها وأردفت تنظر له بثبات وتحدِ كعادتها
, سيبيه ياعمتى، لاء يامهدى راجعه تانى لأن معنديش إجازات. أنا جيت ابلغ عمتى وعم جابر ان فيه عريس متقدملى وجاى البيت عشان يعملوا حسابهم.
,
, تمالك نفسه مهدى وهو ينظر لها وقلبه يتآكل وكأن سُكب عليه مادة كاوية تكويه ب نارعِشق لايسمح لها الزمان ان يُعلن عن هويتها، أردف لها ب ثقه أيضاً محاولا تجاهل انه يعلم الموضوع
, عريس! ماشاء**** ياست نشوان و**** الف مبروك، ودا بقا الل نزلتِ مصر عشان تِشقطيه
, بعد شعاراتك زى بتوع الانتخابات انا مش هتجوز انا مش هتجوز وهفضل على ذكرى مجدى **** يرحمه
, ب عصا خشبيه، حركها العم جابر ناحية مهدى وأردف.
,
, واد يامهدى، ايه كلامك دا وانت مالك تتجوز ولا لاء دى سُنة الحياه هتترهبن يعنى
, ابتسم مهدى ب سخرية وأردف
, لايابا تتجوز وتعيش حقها
, من ثم اقترب من جلستها وأردف لها وهو ينظر لكلتا عيناها
, حقك يابنت خالى، والل يدافع عن حقه دا ميزعلش حد
, قالها وترك ساحة النقاش وولج الى غرفته كالعادة بعدما رمى قنبله تتلاعب بصدها خائفه من إنفجارها في اى وقت غير مسبوق له حساب او إنتباه.
,
, نشوان، هى البنت الل كُنت مُعجب بيها يا زين، هي الل كُنت بكلمك عليها قبل نورهان
, وفاتحتها ب أنى عاوز اتقدم لها بس هي رفضت الموضوع كُله جُملة وتفصيلا، قفلت الباب خالص من غير ماتسمع، معرفش بقا عشان شكلى مش عاجبها
, ولاهى كانت بتدور على صيدة أكبر واحلى واحسن. ف أختارتك انت، او ممكن نقول بشياكة
, كُنت حصانها الربحان يابن السُلطان فالنهاية وقشيت كُل الل عالتربيزة.
,
, والليلة كمان خسرت نورهان، يعنى مش بس انا فاشل فالحُب. انا مستاهلش ان يفضل حد معايا للنهاية
, انا شخص مؤذى يا زين. ومبقتش احب حد.
, كانت كلمات عيسي تتردد ب أذن زين وهو يقوم بجمع اشياءه في حقائبه ومن بعدها ترك المنزل وخرج واغلق الباب خلفه!
, انا روحت يوم وجيت، انتِ هترجعى امتى بقا وحشتينى وفيه اخبار عاوزة اقولهالك.
,
, كانت تتحدث نشوان إلى أميرة عبر مكالمات الفيديو، ابتسمت أميرة لما تراه من مشاعر نشوان ظاهره على وجهها فقالت
, و**** يا نوشا كلكم وحشتونى، بس انا فعلا كُنت محتاجه البريك دا أوى الايام دى
, تقريبا محدش فالبيت غيرى انا وهدير، حتى روان ونورهان مش هنا
, مممم. فيه مشكلة مع روان معرفش انتِ متابعه ميديا ولا لاء
, تعجبت نشوان وقالت
, معرفش، انا مش من عادتى اتدخل ف الل لايعنينى او فمشاكل حد غيرى طالما هو معرفهليش.
,
, صمتا الاثنين فقالت اميرة
, ابقى ابعتيلى صور كتير لماريا عشان بتوحشنى موت البنوتة دى، وحاولى تقوليلى اى تصبيرة عن اخبارك الحلوة
, ضحكت نشوان ب خجل وأحمرت وجنتيها
, مش عارفه يا اميرة، بُصى شكل كدا قريب هسيبكم وامشى، هييجى يتقدملى عندنا فالمنصورة
, هديله ميعاد وهيروح يطلبنى منهم
, كونجارتوليشن حبيبتى، بجد الف مبروووك مش قولتلك **** مش بيسيب حد خالص يا نشوان وانتِ تستاهلى حبيبتى
, تعالى بقا وحشتنى قعدتنا وكلامنا سوا.
,
, انا آخر محطاتى دُبي، هرجع ومع اول طيارة وهنحكى وهنرقص ونفرح كُلنا عندنا كام ليدى اسمها نوشا ام ماريا حبيبتى
, **** يخليكِ يا اميرة ويعزك، ورحلة سعيدة يارب، هستناكِ ع نار
, اغلقا المكالمه، وفتحت أميرة الرواية التي كانت تقرأها وغارقه ب أحداثها قبل مكالمه نشوان لها
, أصبحت كلما أقترب مني أحد اطرده. أبرع في العلاقات عن بعد وأخشي من أول اجتياز لخطوط مساحة الراحه الخاصه بي. من رواية ساعتين وداع ل أحمد مهنى.
,
, كانت ترتشف قهوتها إثر جلوسها بمقهى ذا براس يتحدثون ان هناك تحتسى افضل والذ قهوة ممكن ان تتذوقها ب حياتك.
, أنا شوفتك من بعيد وقولت اتحقق انتِ ولا مش انتِ، بس طلعتِ انتِ، اميرة!
, نفس الخطفه الل اتخطفتها وقت م شوفتك أول مرة.
, رفعت اميرة عيناها عن الكتاب لل تتسع حدقتيها وتصمت تماما عن الرد.
 
٢٦

كانت ترتشف قهوتها إثر جلوسها بمقهى ذا براس ب دُبي يتحدثون ان هناك تحتسى افضل والذ قهوة ممكن ان تتذوقها ب حياتك.
, أنا شوفتك من بعيد وقولت اتحقق انتِ ولا مش انتِ، بس طلعتِ انتِ، اميرة!
, نفس الخطفه الل اتخطفتها وقت م شوفتك أول مرة.
, رفعت اميرة عيناها عن الكتاب لل تتسع حدقتيها وتصمت تماما عن الرد.
, إيه مُتفاجئه ولا مصدومه ولا مش متوقع تشوفينى؟!
, اعتدلت أميرة في جلستها وتركت الكتاب جانباً وتحدثت بجدية.
,
, التلاته. التلاته يا نائل
, ابتسم ذاك الغريب وأردف مُشيراً إلى الكتاب والقهوة، علامات مُميزة تدل من بعيد على أميرة السُلطان
, هتفضلى محبوسة جوا جدران رواياتك بتدورى على فارس احلامك الل شبه ابطالك الل بتقرى عنهم، ومش هتلاقيه يا أميرة. ملاقتيهوش ف أحمد ولا زين!
, زفرت أميرة ب عمق بعدما رفرفت ب أهدابها عدة وقالت
, عاوز ايه يا نائل، أكيد مش صُدفه بعد المُدة دى كُلها متقابلناش، جاى تقولى الكلمتين دول.
,
, هنا اقترب نائل من مجلسها وتحدث وعيناه صوب عيناها واأردف بعينان تتحدث شوقاً
, انا عايش على آخر مرة اتقابلنا فيها يا أميرة
, شعرت أميرة بالارتباك، بدا هذا واضحاً حينما ارتجف ثغرها قليلاً وتوترت حركة أصابعها ومن ثم أردفت إليه
, نائل، بليز تنسى آخر مرة اتقابلنا فيها والل حصل وقتها، لأن انا نفسي مش مبسوطه باللى حصل وتناسيته وتخطيته كمان
, نظر نائل لاسفل ومن ثم نظر إليها.
,
, انا عارف ان كونك كُنتِ وقتها ست متجوزة، ومش متجوزة اى حد ابن عمك وحبيب عُمرك، وتبقى فحضنى وتقضى ليلة كاملة معايا دى حاجه مش ساهلة
, بس بالنسبة لى كان احلى وأجمل وقت عيشته فحياتى، عارفه ليه؟
, نظرت أميرة إليه وهي تحاول تهدأ من سرعه انفاسها ومن فوران اعصابها اثر مايقوله لها واخبارها بماضى لايعلم اى شخص عنه شيئاً. حتى زين!
, عشان وقتها مَكنتيش ف وعيك، سهرانين كُلنا. انا وانتِ واختى وصحباتك واصحابنا كلهم.
,
, شربتِ. سكرتِ. طلعتك اوضتك وحصل الل حصل!
, فاكرة حصل ازاى يا أميرة؟!
, أمسكت أميرة الكتاب وقالت وهي تحاول تجاهله
, مش فاكرة يا نائل
, امسك نائل الكتاب وابعده ثانية وقال ب ثقه
, افتكرى معايا الل اتخطتيه، طبعا صعب تصدقى ان فيه حد بيتنفس عشقك اكتر من زين ابن عمك
, وانك فحضنه استسلمتى وحسيتى بكل معنى للسعادة والنشوى.
,
, يومها كنتِ بترددى إسمه وانتِ فحضنه، اختى الل هي صاحبتك كانت قايالالى انكم تقريبا مفيش اى علاقه زوجية بينكم رغم كُل الحب دا
, كنتِ عطشانه اوى يا أميرة، كنتِ عطشانه حب، وانا كُنت عطشانك سنين طويله
, بحبك من ورا قصرك الإزاز، وم صدقت حسيتِ ب أمان حضنى واديتك ومبخلتش ابدا يا اميرة
, ترقرقت دمعه داخل مقلتى اميرة، ف هم نائل ب مسحها ب منديلا وجلس بجانبها ب حنو وأردف.
,
, أميرة، الحاجه الل انتِ مسمياها غلطه دى، انا عايش عليها ل دلوقتِ
, لو ف اى وقت حسيتِ انك بجد عاوزة تختارى صح المرة دى حد بيحبك وعاوزك من سنين بس عيونك مكانتش بتشوف إلا زين، هتلاقينى، نائل رهن إشارتك يا أميرة السُلطان
, امسك كف يدها وهي تنظر له بمنتهى الاستسلام، وقبلها من الداخل قُبله مطولة وقبل احدى وجنتيها
, واعطاها الكتاب ثانية وتركها ورحل، ظلت تنظر ناحيته حتى هبطت دمعاتها.
,
, اميرة، هناك شعور متناقض بداخلك، خُنتِ الراوى مع حبييك زين وقُمتِ بخيانة الزين مع نائل، ذاك الغريب شقيق صديقتك ورفيقه الجيرة منذ عدة سنوات!
, هل تملكين اعتذارلثلاثتهم؟! أم انك تستطيعى بكامل جمودك وقوتك أن ترى انكِ كنتِ ضحيتهم، ضحية كانت تنتظر منهم القليل وبخلوا بعطاؤه!
, كلمات نائل وذكراه وقعت على قلبها وعقلها صنعت به ثقوب غائرة ف هُناك ثمة كلمات لها رؤوس حادة.
,
, تُحدث ثقباً في القلب يظل نزيف جُرحه إلى أجل غير مسمى. ,
, مستر زين؟
, ايوة يا نجلاء
, فيه حد برة عاوز يقابلك وبيقول اسمه حسام الدين بس واضح انها مش مقابلة شُغل
, تعجب زين وعقد حاجبيه واردف
, خليه يدخل ي نجلاء
, ولج شاب، له شارب ولحيّه خفيفتان، على استحياء كان يقدم قدم ويؤخر الاخرى حتى وقف زين
, اتفضل
, نظر الشخص له وأردف خائفا
, حضرتك زين خليل السُلطان؟
, ايوة، اقدر اساعدك ف ايه
, تنحنح الشاب واردف بصوت خافت.
,
, والدة حضرتك اسمها دولت فرج
, انتبه زين ف نهض من مجلسه ثانية وخلع نظارته الطبية وقال
, ايوة. هو انت
, أنا ابن خالك ي زين، امك بتموت وطلبت آخر حاجه تشوفك، ممكن تيجى معايا مفيش وقت
, هلع زين وهرول مع الشاب من دون تفكير، رأته نشوان وهو يخرج مسرعاً اتصلت به ولكنه لايستجيب مكالماتها، استقلا سيارة زين والشاب يروى طيلة الطريق وزين يقود ب اعلى سرعه.
,
, أمك يا زين، اتهددت من عمك والناس الل انت منها، ان لو لمحوها ف اى مكان او عرفتك مكانها هيقتلوك ومش هتعرف عنك حاجه، فيكون احسن انها متعرفش عنك حاجه وتبعد عن طريقك وهما يربوك على طريقتهم الذواتى بعيد عن طريقها الجربوع
, نظر زين إليه متوتراً يُحدثه وهو يقود وسط زحام شوارع القاهرة.
,
, انا دورت عليها كتير، روحت المستشفى الل كانت بتشتغل فيها روحت مكان اقامتها المكتوب ف شهادة ميلادى عملت كل حاجه محدش كان بيرد عليا محدش قالى هي فين حرام عليهم عمرى م هسامحهم، وهى ازاى تسمع كلامهم، ازاى تسيبنى كُل العمر دا من غيرها
, ازاى تعمل ف أبنها الوحيد كدا
, متظلمهاش يازين بيه، كانت بتنفذ الاوامر وكانت خايفه عليك وقالت عيشتك بينهم احسن من عيشتك معاها فالفقر، انا تعبت لحد م لاقيتك دورت فكل حته.
,
, روحت شركه عمك وقالوا انك سيبتها من مُدة طويلة، وسألت فمليون حته لحد م جبت مكانك من بتوع الاعلان الل طلعت فيه وعرفت مكان شغلك، يارب نلحقها
, نظر زين إليه خائفه وكلماته يتساقط منها الرعب
, هى تعبانه اوى؟!
, هى على فراش الموت بقالها مدة ي زين، وانا من يومها بدور عليك، عشان كانت دى أمنيتها
, ومعلش هي مش عاوزة عمك يعرف بمقابلتكم، خليها محافظة عاللى ضحت بيه من سنين ي زين.
,
, تساقطت دمعه من احدى عيناه وضغط على صوت الكلاكس اكثر من مرة للسيارات التي امامه ويقول بعنف
, يالااااا امشوا اخلصوا ب**** عليكم، فضوا الطريييق
, كان ينظر له الشاب مُشفقا واردف بكلمه صنعت وجعاً بقلب زين وكأنه يخطو بقلبه فوق زجاج مكسور
, أمى قالت روحها متعلقه بشوفتك، متخافش، هتشوفها وتشوفك لولا م روحها تطلع لربنا.
,
, اخذ زين مسار اخر وعلى اقصى سرعة كان يقود فوق الطريق وكأنه يطير ويحلق حتى يصل لها، محبوبته الاولى. ومعشوقته الغائبة الحاضرة، اول حبيبة بقلب زين، والدته!
, من يظن ان البُعد يقوم بمحو المحبه بالقلوب، بل أنها تزداد حتى نستطيع من كثرة الاشتياق ان نستعير قلباً على قلباً حتى يسعه الاشتياق!
,
, ولج الى المكان بسيارته، ب هيئته الفخمه، كانت تنظر سيدات الحارة الصغيرة إليه ويتمتن انه من المؤكد ابن السيدة دولت ابن الاثرياء..
, هناك من يتحسر لحال هذه السيدة ومنهم من تتهامس ب أذن الاخرى ب أنها كانت مُحقه ب ابعاده عن هذه البيئة من الواضح انه لايشبههم بوسامته وملابسه وطريقة تعامله، أشار له الشاب بالطريق ل غرفه والدته.
,
, ولج ببطئ ف وجد العديد من السيدات وهناك رجلاً يجلس عند رأسها، من الواضح انه شقيق والدته وهذا الشاب ابنه الذي استدعاه.
, خطوة والثانية والثالثة، جثى على ركبتيه امام فراشها وهي مغضمه العينين تتألم من أوجاعها فقال بصوت حزين يشوبه البُكاء ومسح على رأسها وأردف
, أُمى!
,
, سمعت صوته! استيقظ قلبها، حبيبك هُنا، *** احشائك، اول قصة حب احتضنتها. هى أرضه الاولى التي اتى منها وبنهايته يعود إليها. ببطئ التفتت ب رأسها له وقالت بفرحه مُتعبه
, زين! زين ابنى حبيبى
, وسط نحيب وبُكاء من كل من كان حاضر المشهد، كان يبكى زين لأول مرة بهذا الاحتراق ويقبل يداها ورأسها وكل منطقه بها ويعانقها وهي ممدة على فراشها. وظلّا على عناقهما لبعضهما البعض
, حتى تفوه زين بصعوبة من وسط بُكاءه.
,
, أمى، مش هسيبك تانى، ماشى انا سيبت كل حاجه ومش عايز منهم حاجه
, ومتخافيش من اى حاجه مش هيقدروا يعملوا لك حاجه ولا يعملولى
, هتقومى معايا، هتدخلى مستشفى كويسة وهكون جنبك ومش هسيبك تانى
, ابتلعت السيدة ريقها بصعوبة، وقالت والوهن كاد يفتك بها وبجسدها الضعيف
, خلاص يا زين، انا خدت نصيبي من الدنيا، انا بحمد **** انى شوفتك قبل م اقابل رب كريم.
,
, انا بحب **** أوى، كنت بتمناها. كنت بتمناها فكل **** اشوفك يا حبيبي وقلبي يرتوى بشوفتك واشم ريحتك واتنفس نفسك يا زين
, يحاول زين مسح دمعاته واردف لها يدعى القوة أمامها
, قومى معايا، قومى كُل حاجه هتبقى كويسة ان شاء ****، مش هسيبك تانى
, ابتسمت السيدة واصبح وجهها ملائكى مُشرق وهدأ انينها من الاوجاع ب جسدها وقالت بهدوء
, بقولك خدت نصيبي يا حبيبي، وانا راضيه يانورعين أمك. خد بالك من نفسك يا زين.
,
, ومتخافش من اى حاجه. دعواتى محاوطاك كانت طول مانا عايشة وهتفضل محاوطاك حتى بعد م أموت
, سكنت! صمتت، تعلقت نظرتها ب وجهه مُبتسمه وشهقت شهقه خروج الروح وظلت على سكونها!
, بكل وجع صار به، بكل الم تحمله طيلة سنوات عمره. بكل فرقة ووحشه وعذاب
, بكل كسره روح وقلب. بكل غصة ظلت بحلقومه
, ب اعلى ما اوتى من صوت امال بجذعه على صدرها ممسك بيديها واردف
, أومااااااااااااااى!
,
, انها كلمات لسيدات قدامى العهد، ان الروح تتعلق بمن تحب حتى تخرج الى بارئها ولكنها مع مرور الوقت مُحقه.
, تمت مراسم تصريح الدفن وتم دفنها وتشييع الجنازة والصلاة عليها. ونصب السرادق لتلقى العزاء
, كان يستقبل زين بالمقدمه شاحب الوجه يرتدى الاسود وفي يومان تتناثر الشعيرات الصغيرة ب ذقنه وشاربه
, بشكل عشوائى. يقف بجانب أناس لا يعرفونه ولا يعرفهم ولكنهم يظلّوا احباء وجيران والدته. ف أصبح منهم بالطبع.
,
, ب خطوات متثاقله، دنت من زين ومد يده مع قوله
, البقاء لله ي زين
, نظر زين لأعلى ليجده عيسي، قام بعناقه بقوه وهو يبكى بصوت حتى انتبهوا من حوله. لاحت دمعه ب عين عيسي تأبي الهبوط من اثر الموقف واردف
, شد حيلك. شد يا زين، **** بيحبك شوفتها واتطمنت عليها ووقفت على غُسلها ودفنتها واديك اهو فعزاها
, احسن م كنت فضلت العمر كله لاةتعرف عنها حاجه وبتحلم بيها كل يوم زى م كان بيحصلك.
,
, أردف زين شارداً تماماً ينظر في الفضاء أمامه وكلماته حزينه وصوته متهدج
, قلبي اتوجع بعد م لاقيتها وحسيت بحضنها، ملحقتش اشبع منها ملحقتش حتى اقعد معاها اشوفها بتحب ايه بتكره ايه ملحقتش احس ب اى حاجه
, **** يرحمها يا زين
, عمرى م هسامحهم، لو كنت أتجاهلت الل عملوه فيا ف عمرى م هسامحهم عالوجع الل حسيته فكلامها فالكام دقيقه الل شوفتها فيهم، انا فعلا بكرههم.
,
, أهم خلاص غارو فداهية. خليك انت بس فطريقك لحياتك بعيد عنهم وارميهم ورا ضهرك، ببنتهم دى كمان الل معرفتش تقدرك
, تنهد زين ب حزن ف أردف عيسي بعدماربت على كتف زين واردف
, من ساعه م قريبك كلمنى وانا كنت عاوز اجيلك بس قولت يمكن حابب يكون وحده، بس بصراحه اتصلت بيه وقالى الخبر وقولت مش هينفع اسيبك وحدك. د انت الزوز
, نظر زين إليه نظره معاتبه.
,
, انا آسف عاللى قولته اخر مرة على نشوان، انا بس كنت موجوع من نور وكنت بخبط ف اى حاجه
, هى ست كويسة وانا الل مفهمتش وقتها صح
, هز زين رأسه، ف رأو سيارة تأتى من بعيد حتى وقفت امام السرداق وهبط منها كل موظفى الشركه سيدات ورجال التي يعمل بها زين حتى العاملين.
, تعجب زين ف أردف عيسي
, كلمونى وادتهم العنوان، الناس كلها عاوزة تكون جمبك، انت مش وحدك ي زين.
,
, قام ب احتضانه ف اقترب منه الرجال يقوموا بتعزيته، حتى اقتربت نشوان ووضعت يدها ب خمارها وصافحت زين بحزن
, البقاء لله يا زين، هى في مكان احسن دلوقت
, سبحان من له الدوام
, دلف السيدات بالداخل الى مكان عزاء السيدات، وجلس الرجال بالعزاء يستمعون إلى القرآن الكريم.
, انتهى العزاء، ف خرجت نشوان وقامت بمناداة عيسي وزين سويا
, بعيداً عن الجمع وأردفت
, انا عارفه انه مش وقته، بس دا موضوعى ولازم اوضح فيه حاجه ل استاذ عيسي.
,
, مش وقته يا نشوان
, قالها زين ف صممت نشوان على التحدث
, معلش يا زين، استاذ عيسي غلط فحقى وانا لازم اوضحله لأن بسببه انا وانت يا زين حصل بينا شرخ فعلاقتنا
, تدخل عيسي قائلاً
, انا آسف يا مدام نشوان، انا فعلا وقتها كنت عصبي وكنت بمر ب اصعب اوقات حياتى
, استاذ عيسي، انا عمرى م هنكر فضلك بعد **** عليا فالشغل وفمعرفتى ب زين. بس انت لما طلبتنى انا رفضت نهائى لأن أولا طريق حضرتك غير طريقى خالص.
,
, زائد ان فعلا بحسك اخ ليا ومعرفش اشوفك زوج
, وبالنسبة لزين ف انا موافقتش بين يوم وليلة عشان هو صيدة احسن واكبر، انا كنت رافضه باب الارتباط برضو وتقدر تسأله
, بس دا نصيب وحصل، وعلى كل حال انا رفضت علاقتك بيا ك زوج لكن هحب لو فضلت علاقة الاخوية
, عالاقل لا انا ولا زين عندنا اخوات، ومش هيكون عندنا اخوات اصدق وافضل من حضرتك
, صمت عيسي وظل زين على نظرته لاسفل قدميه ف قال عيسي يشعر بالخجل من نفسه مما قالت.
,
, لا ماشاء **** عليكِ، انا مش عارف ارد يعنى جبتينى أرض ارض بصراحه، متأسف مرة تانيه وانتِ فعلا اختى واتشرف وان شاء **** بعد م تنتهى الظروف عند زين محدش هيطلب ايدك له غيرى
, ومحدش هيزيط فرحكم غيرى برضو..
, نظر عيسي ناحية زين وأردف
, لأن زين دا انتِ متعرفيش هو عندى إيه
, ابتسم زين واردفت نشوان
, طيب انا كدا وصلت وجهة نظرى، انا همشى مع جماعة الشركه بقا وابقى طمنى عليك يا زين لما اتصل بيك.
,
, رحلت نشوان وظل عيسي بجانب زين لا يتركه، فقد تعاهدا على السير معاً حتى وان اظلم الطريق أناره ضوء قلوبهم الصافيه.
, فلا تسألني عن حَالي، فحالي من حَال قلبِي ؛ وحالُ قلبِي من حالك.!
, بِ مفتاح شقته الخاص، كان يفتح صالح الباب ويلج الى شقته بعد يوم طويل ملئ بالتفكير والاحداث والامور الشاقة، ل يجدها أمامه ترتدى ملابس نومها وتجلس أمام التلفاز ب بهو الشقه الصغير
, هدير؟!
,
, نهضت هدير من مكانها واقتربت ناحيته بخطوات هادئه
, مفاجأة وحشه وللا إيه؟
, لامست رأسه وذقنه وشاربه ب أصابعها الطويلة الجميله وقالت وهي تحدق بعيناه
, وحشتنى اوى يا صالوحتى
, نظر صالح إليها بعمق شوقه لها ومن ثم تهرب من عناقها وجلس الى اقرب مقعد، شعرت هدير بالاحراج فضحكت ب سخرية وقالت له
, انت مش طايقنى خالص بقا؟!
,
, هدير، هدير انا حاولت اتأقلم على فكرتك بس بصراحه مش هقدر. انتِ كنتِ بتحاولى تلقطينى بالطُعم بتاعك دا وقولتِ تاخدينى على هوايا لحد م اجيلك برجلى للى عاوزاه
, بس.
, نظر صالح إليها متعجباً وأردف
, بس إيه؟
, ابتلعت هدير ريقها واردفت بثقتها كعهدها
, ماهى كل المقدمات الامورة الل انت قولتها دى بييجى بعدها بس، بس ايه بقا.
,
, نهض صالح من مكانه يحاول التهرب من عيناها، وذهب نحو المُبرد الكهربائى اخرج زجاجه مياه وشرب منها وعاد ثانية يجلس أمام هدير
, هدير انا حبيتك. وعشقتك مبقتش عارف استغنى عن وجودك ومبقتش عارف اتأقلم على حياتى الاولانية قبل م تيجى بس الل بتقوليه وطلبتيه كان صعب عليا اوى
, هنا خرجت هدير عن كظم غيظها واردفت بصوتها العالى.
,
, ايه الل طلبته عمل مُشكله عندك؟! انا عاوزة بيت طبيعى زى كُل البيوت، عاوزة جوازة طبيعيه ابقا انا وحبيبي تحت سقف بيت واحد ونعمل برضو كُل الجنان مش هنبقا روتنين ياصالح ولا هخنقك
, انت ليه خايف؟
, ارتعشت مقلتيه وهو يحدثها وأردف بنبرة حزينه إليها
, خايف عشان شوفت امى وابويا، وشوفت تجربتى انا الاولانية. واكيد انتِ كمان طالعه من تجربة منيله اكتر منى ب 600نيلة.
,
, ضحكت هدير ب سخرية منه وجلست القرفصاء على الأريكة وقالت وهي تلوح بيدها
, لا يا حبيبي، انا مكانش عندى تجربة اصلا، انا كان عندى جرح كبيييير اسمه ماما وبابا
, تحب تسمع الحكاية؟!
, اقولك، كان عندى ام دينها مش على دين ابويا. مسيحيه، شافها عمك فؤاد ابويا
, اتلوح، فضل وراها لحد م عصت اهلها واتجوزته. وخلفتنى
, تمام!
, لحد هنا تمام، مريم الل هي أمى كانت فاكرة ان فؤاد دا من غلط بقية الرجالة معصوم.
,
, لكن مكانتش تعرف ان محدش يآمن لجنس راجل ولا يديله قلب ولا إحساس لأنه ميستاهلش
, ابويا كان راجل مزواج. اتجوز بعدها 3تانيين، اهل أمى طلقوها منه بالمحكمه
, بعد م واحدة من ستاته الل قبل اكى رفعت عليه قضايا واتحكم لها فيها واتحبس وهرب.
, صمتت وضحكت بشدة واكملت
, قصة مُشرفه صح! اهو انا ابويا دا موعاش عليه، اوعى على مصايبه وفضايحه بس
, وامى خدوها اهلها ومن حزنها على فراقى ماتت.
,
, هبطت دمعه من احدى مقلتيها واكملت بكامل قوتها وكبريائها كعهدها
, عمتى مقدرتش على حملى ومراعتش الدم وصلى الرحم واعتبرتنى واحدة من ولادها
, شغلتنى خدامه، كنت بخدم فبيت خيرى الل قابلنا فالنايت كلوب
, كنت بمسح واغسل واكنس واروق، واذاكر واحوش واحافظ على نفسى يا صالح.
,
, وممرضة ومُسعفه وكل الل يحبه قلبك، ولما كنت الاقى شغل جنب شغلى فخدمة البيت كنت اعمله وانا الل فسنى بيستنى الشيكولاته قبل م ينام وبينام فحضن مامته على حدوتة قبل النوم!
, كان ينظر له صالح وقلبه يتمزق ف اكلمت هي دون النظر له
, اتعلمت وكنت شاطرة برغم كل دا، كتييير كانوا بيحاولوا معايا فاكرينى عشان الل طلعت فيه هبقا رخيصه.
,
, لكن حجود الناس والأيام علمونى ادى اى حد بالجزمة لو عدى حدوده معايا وابقا بنت بميت راجل مدام ماليش سند
, خلصت ثانوية عامه ودخلت كلية ارشاد سياحي. يمكن دى الحاجه الوحيدة الل استفدت بيها من بيت خيرى الل كنت بخدم فيه، عرفونى ان فيه شركه طيران عامله اعلان وامتحان وقدمت واتقبلت وبقيت مضيفه وبقيت زميلتك!
,
, حطيت القرش عالقرش عشان يبقالى ضهر ومحتاجش لحد، وعملت قلب من حديد محدش يقدر يخترقه لحد م قابلتك ي صالح، من اول يوم حبيتك ويمكن كانت دى غلطتى الوحيدة فالدنيا
, صمت الاثنان، اخذ يهز صالح رأسه وبداخله يردد أنه لن يحصل ابداً على شيء كامل، سيحصل على أشياء ناقصة تكتمل برضاه.
,
, نهض من مجلسه وعانقها بشدة كادت عظامها تتهشم ويسمع صوتها حتى بادلته هي عناق حاااار الاخرى. ومن ثم نظر لعيناها بعمق وقبلها قبله طوييلة افرغ بها شُحنه احتياجه لها طيلة الفترة الماضية ومن ثم أردف
, وبرغم انى محبتش غيرك ياهدير، وبرغم كُل الل قولتيه. انا خايف ومش هقدر
, صمتت هدير تنظر لكلتا عيناه في حركه عشوائية كانت ليس بحسابانها ردة فعله هذه ابداً!
, ابتعدت عنه ورفعت انفها في كبرياء وأردفت له
, بمعنى؟
,
, تنحنح صالح ونظر لها وقال
, إنتِ طالق ي هدير
, صفقت بكلتا يديها ك طير مذبوح يتراقص من شدة الالم وقالت
, على هامش كلامنا بقا، انا اتوقعت ان فيه معجزة ممكن تحصل ونفضل سوا
, بس انت فضلت البُعد، ف مبروك!
,
, تركته ودلفت الى الداخل وارتدت ملابسها وتركته هو وظنونه ومخاوفه وحملت كُل م كانت تحمله بقلبها له وقذفت به بعيداً بلا رجعة ف أحياناً رحيلهم يجعلنا نعيد إكتشاف أنفسنا و اكتشاف الأشياء من حولنا، و اكتشاف أنهم ليسوا آخر المشوار و لا آخر الأحساس و لا آخر الأحلام.
, على لافته كبيرة ب اول الجامعة كان مدون بها آلاتى.
,
, اعلان هام. تم فصل الطالبة روان عبدالحافظ ذكرى نهائيا من الدراسة بكلية التجارة وايقاف المُعيدة نورهان عبدالحافظ ذكرى عن العمل وتحويلها الى التحقيق
, كان يقف الطلاب يقرأوا ماحدث ويتهامسون منهم من حزن لما حدث للفتاتان ومنهم من اخذته الشماته بهم، ومنهم من كان حديثه الجانبي يؤخذ في الإعتبار.
,
, مبسوطه كدا؟! مبسوطه من الل حصل دا، يعنى مش بس فضحتى روان لاء وكمان اتأذت من تحت راسك بزيادة هي ودكتورة نور واتفصلوا **** يخربيتك
, ضحكت الفتاة ضحكة عاليه وجلست على سور صغير بالجامعة وقالت
, ياماما فارس دا بتاعى انا، ميروحش يخطب المعقدة دى ويسيبها ويخطب اختها الل مالهاش حاكم، كان لازم اشفى غليلى منهم. واعمل اى حاجه. دا اتشل وهما ولا ع بالهم الست رونى رمتله الدبله وباى باى.
,
, فارس دا مش استاذ فجامعه، دا واحد حقير وكان بيستخدمكم كلكم سِلعة عشان تحققوا مزاجه وسعادة حضرته
, لاء كان بيحبنى، وع فكرة بعتلى فيديو الزفته روان وبعدها عمل الحادثة يعنى كان ناوى يورينى اد اية بيستهبلها وواخدها على اد عقلها لكن كان هيرجعلى وهيسيبها ويتجوزنى انا
, استهزأت منها زميلتها واردفت ساخرة
, وانتِ بقا كنتِ بتصوريله نفسك زى الست روان؟
,
, فشر يا حبيبتي، اومال هو هيموت عليا ليه، انا مبدوقش انا بخليه يوصل للمأذون وبعدها يطلب زى ماهو عاوز
, دنت زميلتها تتحدث لها بنبرة يشوبها الكيد
, ع فكرة زى م بعتلك فيديو روان، وصورالبنات التانيين اكسد كان بياخد كلامك لغيرك مدام هو وسخ كدا
, وعلى فكرة الل بيفضح حد **** بيهتك ستره دنيا وآخره دا غير انك فضحتيهم، انتهى مستقبلهم
, ياعالم اخرتك شكلها ايه ياشيخه.
,
, تركتها ورحلت بعيداً ومن ثم خرجت خارج الجامعة وقامت بالاتصال ب نورهان من هاتف ب محل بقالة صغير واخبرتها بكل شئ ولكنها لم تفصح عن هوية او اسم الطالبة زميلتها التي فعلت هذا ولكنها أرادت ان تعلم روان ان لاتضع ثقتها ب احد مرة اخرى لانها كانت من صديقاتها المقربين.
, انتهت المكالمه ودلفت لطيفه الى نورهان
, فيه ايه يانور؟
, فصلوا روان وانا وقفونى ومتحولة للتحقيق.
,
, نهضت نورهان ناحية غرفه روان ل تجدها تستعد الى بث مباشر جديد لها ولكنها ترتدى ملابس اكثرحِشمه عما قبل وقد جدلت شعرها بجديلة وهذا غير مسبوق ل روان ووجهها خالِ من اى مساحيق التجميل
, انتِ رايحه تعملى لايف ومش حاسة بالمصايب طبعا
, نظرت روان ب انكسار الى نورهان واردفت ب صوت يشوبه الخذلان
, عرفت كل حاجه يا نور
, وعرفتِ مين الل سرب الفيديو بتاعك؟
, انتبهت روان واردفت
, مين.
,
, واحدة من الزبالة اصحابك، وكان ماشى معاها سى فارس وبعتلها الفيديو بتاعك وكان مصاحب عليها عشرة وياعالم كان بيعمل ايه تانى مستنقع الارف دا
, ربتت لطيفه على كتف روان بحنان وقالت
, الحمد**** اننا عرفناه على حقيقته وعرفنا حقيقة الفيديو بتاعك
, تعجبت نورهان وقالت
, ومستقبلها الل ضاع ياماما والقرف والعار الل راكبنا
, هخلصكم منه دلوقت ي نور.
,
, عقدت نورهان ذراعيها ووقفت خلف روان، ضغطت روان زر فتح الكاميرا واصبحت مُباشرة صوت وصوره امام معجبينها ومتابعينها
, منذ الحادث وهي غائبة عن وسطها تدفن رأسها بالرمال ك النعام تتلقى الصفعه تلو الاخرى، ولكن اليوم أرادت ان لا تصبح ثانية تحت رحمه أحد او تخشى نظرة أحد
, هاااى، انا رونى حافظ. او روان عبدالحافظ، ايوة انا صاحبة الفيديو الل برقص فيه عريانه.
,
, لخطيبي السابق استاذ الجامعة، الل كان عامل منى ومن زميلاتى وياترى مين كمان غيرنا
, مصيدة وحقل تجارب لملذاته
, ضحكت بخفوت وألم واكملت
, بتكلم زى العاقلين صح! ايوة انا عقلت وكبرت عشرين سنه على عمرى
, انا بعترف انى كنت غلطانه ومسمعتش كلام اختى. كنت ماشية ورا شعار متخلف ان لازم الواحد يسعد نفسه وميستناش السعادة من حد. كنت حاسه ان الدنيا كلها مِلكى ومش بيهمنى حد
, انا غلطت، وربنا الل هيحاسبنى مش انتو.
,
, مش عشان اترفع غطا سترى يبقا انتو ملايكه، لاء انتو اوسخ منى بس **** ساتركم
, انا اتفصلت عن الجامعة، واصحابي اتخلوا عنى والناس بيبصولى انا واختى وماما بصات قذرة
, على فكرة هما مالهمش ذنب، انا وبس صاحبة الذنب
, وهفضل اكفر عنه طول عمرى، تقريبا دا آخر لايف حظهرفيه
, مفيش تانى تيك توك او لايفات او رونى حافظ، فيه روان عبدالحافظ الل اتعلمت الدرس كويس
, ومش هتعمل الغلط تانى عشان بس تسعد نفسها ثوانى تلم كوارث بقية عمرها.
,
, انا همشى بينكم انا واختى وانا رافعه راسى
, لان كلكم شياطين وبتعملوا اضعاف غلطى، بس انتو شياطين متدارية
, فمتعايروش حد عشان ميجيش عليكم الدور
, هبطت دموعها ومسحتهم سريعاً واكملت
, انا بس عندى طلب لو لسه بتحبونى وعاوزينى اتصلح، اى حد ييجى قدامه الفيديو يعمل ريبورت عنه
, لحد م يتمسح. ومن هنا رايح هكون روان تانية خالص.
,
, لأن رونى ماتت بقرفها الل فات ومش هصحيها وهبدء اعيش صح زى اى بنت بتعرف تاخد بالها من نفسها ومن تربيتها وتحافظ على شرف واسم اهلها.
, ادعولى ابطل استهتار عشان التجربة دى قسمت ضهرى حرفياً وعشان كدا طلعت وبكامل قوتى اقولكم
, محدش يعمل زيي. مهما كنت ِ بتحبيه وهو بيقولك على وعود هو كداب وانتِ متغمى عنيكِ
, اوعى ترخصى نفسك لأنك غالية، وانا فعلا اتعلمت الدرس متأخر!
,
, انتهت روان وضغطت زر الانتهاء والتفتت خلفها ف وجدت نورهان تبكى وتفتح ذراعيها لها فقامت ب احتضانها بشدة. احتضان ام. احتضان وطن بعد غُربه، عناق ثقيل. عناق يحمل معنى غاب عنهم مدة طويلة ولكنه عاد ,
, وبعد مدة
, ايه ياض دا؟!
, دنى ذلك الشاب الغريب ذو الملابس الرثّه وقال بهمس في اذن مهدى
, بقولك ايه متسيحش، هما دول يابا الل الجماعه اشتروا بيهم الفلوس الهئ مئ بتاعتك.
,
, قذف مهدى بالمبلغ المالى امامه وامسك الشاب من تلابيب ملابسه ورفعه بقوته ل يقول بصوت رخيم
, اسمع ياااااض، مفيش حرامى بيرول على حرامى، قِب ببقية الفلوس لاولع ف أمك النهاردة
, هما دول والل عندك جيبه يا وحش الوحوش
, على وشك بدأ معركه ضارية بينهم بتراشق الكلمات البذييه والضرب ولكن تدخل البعض ف أردف الشاب الذي يتعارك مع مهدى.
,
, هو عارف ان فلوسه الفشنك ميجيبوش اكتر من دول، لكن عشان انهاردة خطوبة حبيب القلب الل فضلت ابو عربية 6متر عليه وريحته الحلوة جايبة آخر الشارع عاوز يفش غِلّه فيّا
, يابن الجزمة
, واخذ ينهال مهدى على ذلك الشاب بالضرب صفعه تلو صفعه ولكمه خلف لكمه وكأنه بالفعل يُخرج شحنة الغضب من داخله. من وقت م عَلم ب وجود زين بمنزلهم يتقدم لخطبة حبيسة قلبه الابدية، نشوان.
,
, وعلى الجِهة الثانية هناك، فرق كبير بين من يخوض معك حزنك بإرادته؛ كي لا تكون وحيداً لتعبرا سويا منه. ومن ينتظرك على الضفة الأخرى؛ ليخبرك بعد أن تتعافى، أنه كان يتذكرك ويتمنى لك الخير.
, كانا يجلس زين وعيسي مع عمة نشوان وزوجها بعدما نظفت نشوان المكان وصنعت بعض الحلويات وارتدت ادناء جميل الشكل مُناسب لهذة الجلسه ونظفت صغيرتها ماريا ومشطت شعرها
, منورين يابنى و****، وتعب الل جايبينه معاكم دا.
,
, قالها زوج العمة ف أردف زين خجلاً
, مفيش حاجه تقدركم ياعمى
, احنا ندخل فالموضوع على طول لأن ع بال م هما يجاملوك وانت تقعد تلم ف ايدك وهي تتكسف يكون ضغطى انا على
, ضحك الجميع ف أردف عيسي
, بص بقا يابركة، زين ابن ناس. ابن ناس ابن ناس يعنى جزمتة دى ب الف جنيه
, بس هو ساب العزوة والثروة وبدء معانا من تحت مع ان كلنا مزنوقين معرفش ايه الل جابه بس تمام يعنى
, قام زين بغمز عيسي واردف له مقتربا من أذنه وفال.
,
, اتكلم جد شوية بقا **** يحرقك
, اكتر من كدا! حاضر
, تنحنح عيسي واكمل
, زين والده اتوفى من زمان، ووالدته اتوفت قريب ومالوش اخوات، مالوش غيرة احنا اصحاب واخوات والعِشرة الحلوة والمُره
, ربت زين على يد عيسي وقالت العمة
, لاحول ولا قوه الا ب****، البقاء لله يابنى
, سبحان من له الدوام
, استطرد عيسي حديثه
, زين كان متجوز قبل كدا ومحصلش نصيب، وعاوز يجرب تاني مع بنت حلال تصونه وتصون بيته.
,
, ويكون مختارها قلبه، وهو ملاقاش احسن من الست نشوان
, ابتسمت نشوان بخجل تعدل من هندام وشاحها، ف هبطت ماريا من على ساقى نشوان ل تجلس ب احضان زين. نظرت العمة الى زوجها ف هم زوجها بالقول
, يابنى يزيدنا شرف، نشوان بنت اخو ذكية مراتى وربتها هنا مع ولادى وكانت مرات ابنى مجدى **** يرحمه
, وبصراحه جوهرة متتخيرش عن حضرتك الطيبون للطيبات فعلا
, بس يابنى احنا على أدنا ف اصبر هي تلملم نفسها وأحنا.
,
, طنط حضرتك انا مش عاوز غير نشوان وماريا بس، مش عاوز حاجه تانى
, نظر الحميع الى بعضهم البعض ب ابتسامه، ف هم عيسي قائلاً
, نقرا الفاتحه بقا وخَير البِر عاجله ونحدد ميعاد كتب الكتاب خلينا نقلبهم ونشوف ناس غيرهم
, ضحك الجميع ف رفع زوج العمه يده يشرع في قراءه الفاتحه والعمه ونشوان وزين وعيسي
, كان ينظر لها زين مبتسماً والاخرى خجله وقد احمرت وجنتاها، بعدما انتهوا عانق عيسي زين بحبور.
,
, وضمت العمة نشوان إليها بفرحه وقامت العمه بفعل الزغرودة بصوت بسيط لكبر سنها واذ فجأة دلف مهدى
, مُقطع الثياب وبوجهه دماء ومنظره كئيب للنفس، نظر ناحيتهم ودلف الى غرفته مباشرة دون سلام ولا كلام
, دلفت العمه خلفه، فنظر عيسى وزين إليه مُرتعبين ومال عيسي الى زين قائلا في همس
, مين دا
, معرفش
, انا خوفت منه، وداخل كدا تحس انه ملك الموت يخربيت سِحنته المعفنه
, انا خوفت برضو ي عيسوى.
,
, لا مش فال حلو يوم قراية الفاتحه نشوف التُربي دا
, شعرت نشوان ب أنهم يتهامسون بسبب مهدى فقالت بصوت مسموع
, دا مهدى ابن عمتى واخو مجدى بابا ماريا **** يرحمه
, هز زين رأسه واردف عيسي
, ااااه مهدى، الاسم مش ماشى مع الصورة خاالص بس بداية مُشرقه بالتفاؤل!
 
٢٧

ستااااااند بااااااى، أكشن!
, كان يدور المشهد الذي يقوم بتمثيله الممثلون القائمون على الفيلم الذي يعمل عيسي على إخراجه، الساعه تلو الأخرى. المشهد والآخر
, تغيير المكان، تغييير الزاوية
, ينهض عيسي يشرح وجهة نظره، يعود يجلس على مقعده المخصص له ممسك بمكبر الصوت
, يقطع تصوير اللقطه في وقت معين، يعيد الرؤية والكلام والسيناريو
, يلوح بيده على ضوء الشمس، يظهر منه وجه آخر حينما تتعثر رؤية مشهد مماثل لما في خياله.
,
, يغضب، يعلو صوته. يضحك حينما يتتعتع احد الممثلين في حفظ مشهده، يصفق حينما يعملون كما أراد على أكمل وجه، هذا هو عيسي العشماوى!
, كااااااات، كفاية كدا انهاردة انا فرهدت وانتو
, قالها عيسي، ف أجاب احد ممثلين العمل
, بكرة خارجى يا عيسوى
, اه، فيه استعدادات تانية تمام
, ذهب الجميع الى حيث مقصده، يقوم فريق الاعداد بجمع المُعدات والكاميرات والخلفيات.
,
, بينما عيسي مُنهمك في جمع اشياءه ويهم بالرحيل مُتجهاً إلى سيارته ف وجدها تقف أمامه!
, وحشتنى!
, نظر عيسي مالياً إليها، نورهان، حبيبة قلبه الوحيدة
, أو بالأحرى. بذكاء استطاعت ان تكون وحيدة قلبه والأولى والأخيرة
, حتى وان كان بينهم البُعدا زاد أميالاً، فما زادهم إلا الشوق حقاً!
, نورهان. خير فيه جديد جاية عشانه، فيه اتهام فيه مصيبة حاصله وانا السبب فيها.
,
, اقتربت نورهان تعاتب نفسها بداخلها وتقوم بعض شفتيها ندماً، ووقفت أمامه
, عيسي، انا عرفت بغلطتى وجاية مش عاوزة اخسرك
, انتِ خسرتينى فعلا يانور
, إمتى كُنت قاسي كدا ياعيسي
, من ساعة ما وجعتينى
, كان غصب عنى
, وغصب عنى أنا كمان
, هم ليدلف داخل سيارته ف أوقفته وقالت
, مانا رجعتلك وسامحتك حتى بعد م اتجسست عليا وعرفت سرّى الل كنت مخبياه
, مع ان دا مش من حقك وميخلنيش اسامحك وافقد الثقه فيك.
,
, بس اديتك عُذرك ب أنك عاوز تعرف مالى لأنى سكتت كتير
, على صمته ينظر لها عيسي ف اكملت نورهان بجدية مدافعه عن قلبها وعن نفسها في حضرته
, وخلاص انت عرفت، وعرفت بجد انك حبتنى بجد ومشكتش فيّا ولا ف اخلاقى زيّه ولا بعدت وظنيت فيّا السوء زى فارس، فضلت جمبي وكملت وكنت مستنى احكى واقول
, طب اقول ايه يا عيسي، اقول انى مش بنت بنوت بسبب الحادثة!
,
, انى فقدت عذريتى لما اتكسر الحوض وان المستشفى اتلهت ف والدى وموته ومطلعوش تقرير بأنى كنت عذراء وان انفضت عُذريتى بفعل الكسر!
, اقولك ان عشان مفيش دليل وكنت خلاص قربت على فرحى، علاء شكّ انى كنت على علاقه وحشه بحد وهو الل خلانى مش بنت! لمجرد انى كنت بسمحله بتجاوزات معايا لأنى كنت بحبه ومعميه
, وفاكراه بيحبنى وبيخاف عليا وعمره م هيشوفنى بنت وحشه، لكن هو اول واحد كسرنى وطفانى.
,
, وحطّم فيّا وبعنى بالرخيص أوى، طبعاً هو قالك كُل دا زائد شوية تاتشات من عنده لأنه بيحب الساسبنس
, كُنت عاوزنى اقولك انت كمان جرحى؟! م انت راجل زيهم ياعيسي وراجل فلااح يعنى بتوع اصول وعادات وتقاليد ومش هتصدقنى طالما ممعيش دليل
, اقترب عيسي منها ومسح على جانب إحدى وجنتيها ب رفق حنون ونظر لكلتا مُقلتيها وأردف
, ودا تانى نصبايه نصبتها عليكِ يانور غير السر بتاعى، أنا مكنتش اعرف حاجه عنك.
,
, ولا قابلت علاء ولا اعرف شكله ولا هكرت فونك وتقدرى تتأكدى من دا
, انا بس كُنت عاوزك تطمنى ان مهما كان سرك، انا مش زيّهم. وهفضل جمبك
, وبحبك
, فغر فاه نورهان مُتفاجئه واتسعت حدقتيها ف ضحك عيسي وقال
, وانتِ مشكورة اندلقتِ زى الجردل دلوقت وقولتِ كل الل كنت معرفوش عنك
, عيسى، عيسي ازاى
, وضع اصابعه فوق شفتيها
, شششش، عيسي بيحبك ومستحيل يخذلك او يزود ازمه الثقه عندك ب أنه يهكر فونك او يتجسس عليكِ.
,
, او حتى يسأل واحد مريض زى علاء عن نور حبيبته!
, انتِ مُتخلفه يابنتى؟!
, اغرورقت عيناها بالدموع وسقطت على وجنتيها ف هم بمسحهم واردف لها
, بتعيطِ ليه طيب
, نظرت لأسفل تبلل شفتيها وقالت بصوت متهدج خائف
, انت طيب بعد ماعرفت منى وو
, كأنى معرفتش، انا بحبك يانور، فاهمه؟!
, بحبك زى م انتِ كدا، مش حادثه ومشكلة هتغير رأى قلبي فالل سكناه
, مش شكّ مريض وكلام وفعل متخلف هيخلونى معرفش نور الل حبتها من جواها إيه.
,
, يعنى لما اعترفت ان كان فيه تجاوزات مع علاء وهو خطيبي وأن.
, ايوة غلط، بس مش هلومك لأن واضح انك اتعلمتِ من غلطك بدليل علاقتك بفارس وبيا بعده
, محدش منه سمحتيله يلمس ايدك حتى!
, نظرت له بتمعن وعيناها تتلألأ حُباً له
, أنا و**** كنت صُغيره اما حصل كدا مع علاء، وو**** م حد لمسنى وفعلا فقدت عُذريتى فالحادثه
, والغبية روان قالت لبعض صحباتها على مشكلتى وقالت لفارس
, اهى مودموزيل زحلوقه دى كارثه متنقلة بكل المقاييس.
,
, اسكت مش عرفنا مين سربلها الفيديو
, قالتها نورهان ببراءه طفله ف أجابها عيسي
, لا والنبي
, واحدة من صحاب السوء والشلة بتاعتها الل هي فاكرة انهم بيحبوها، كان بيبعت فارس فيديوهاتها ليها
, وكان مصاحب كذا بنت غيرها وهو خاطبها
, ايه دا يعنى مطلعتش انا، اخص عليا
, قامت نورهان بطرقه في صدره بمعاتبه واردفت
, مسامحنى؟!
, مسامحك من قبل ماتيجى أصلا، مانا برضو مش إمام جامع
, انا قتلت ناس وكنت صغير ومش فاهم، بس اسمه ذنب.
,
, وانتِ ملكيش حق تحاسبينى عالل فات فحياتى من قبلك
, زى مانا ماليش حق احاسبك، خصوصا انى عارفك كويس
, ابتسمت نورهان وقالت بعينان توحى غراماً
, يعنى خلاص، صفحه جديده ونبدء
, على بركه ****
, تنهد وأردف
, معرفش عاملالى عمل وللا ايه يابنت اللذينا
, ضحكت نورهان فقام بتقبيل رأسها اثر وقوفهم بالشارع، ف تلفتت نورهان حولها وأردفت خجلة
, احنا فالشارع ياعيسي
, طب بقولك ايه، اظن كدا بقا مش فاضل اى حاجه تانى
, انا عاوز اجى اخطبك، هاه!
,
, ألو، روان عبدالحافظ
, كانت تنهض روان إثر غفوتها العميقه واردفت
, ايوة
, احنا قناة، فريق اعداد برنامج نهاية الليل، حضرتك عندك استعداد للقاء تليفزيونى مع المذيعه..
, آخر الاسبوع؟!
, اعتدلت روان وانتبهت واردفت بخوف
, هو اللقاء دا بخصوص ايه
, بخصوص آخر لايف ليكِ على مواقع السوشيال ميديا وكمان البلبله الل حصلت قبلها
, بس انا.
,
, استاذة روان، اعتقد بنت فشجاعتك تقدر تطلع تحكى تجربتها لكل بنت تتعلم منها ويكون لنا السبق فاللقاء بيكِ ف إيه رأيك؟
, صمتت روان تُفكر، فقاطع المتحدث من فريق اعداد البرنامج
, فُرصه كويسة لبنت زيك شجاعه، وفرصه لينا نوعى بنات كتير من جيلك بتجربتك
, قامت روان بترجيع خصلات شعرها المبعثرة للخلف تفكر، ومن ثم اردفت
, هفكر وأرد ف اقرب وقت
, كلمات لطيفة في وقت عشوائي،
, إبتسامة في طريق مُزدحم،.
,
, دعوة في ظهر الغيب، كلها أشياء لاتكلف شيئًا، لكنها تخلق سعادة عظيمة
, في القلب.!
, الف مليووووون مبروك يا نوشا، ايوة بقا دى الأخبار الل تفرح
, قالتها احدى زميلات نشوان بالعمل اثناء تناولها لقطعة الشيكولاته التي تقوم نشوان بتوزيعها عليهم بمناسبة خِطبة زين السُلطان مدير الشركه لها، ف ردالاخر وفمه مملوء بالشيكولاته.
,
, عفارم يا مدام نشوان، اهى دى الجوازات حضرتك كسبتِ راجل سُكره وحسب ونسب ووسامه زى م قال الكتاب. وهو كسب جوهرة ادب واخلاق **** يهنيكم
, تبسمت نشوان وأردفت بخجلها المُعتاد
, **** يبارك فيك يا مستر حاتم
, ايه عفارم دى يا حاتم هو احنا ايام المماليك
, قالها احدهم ساخراً ف هم الزميل بالرد حتى ولج زين مبتسماً يردف الى نشوان
, نشوان تعالى عالمكتب عاوزك
, الف مبروك يا ريس
, نشوان وزعت شيكولاته، حلاوتنا منك ايه بقااا.
,
, قالتها احداهن، فابتسم زين واردف بوجهه البشوش
, ياسلام هقول للحسابات ان كُل حد منكم له يومين
, مكافأة يا فندم؟
, لاء خصم طبعا
, ضحك الجميع ف خرجت نشوان تتبعه إلى مكتبه حتى ولجت واغلقت الباب خلفها
, ايوة يافندم
, التفت زين إليها متعجباً وعقد ذراعيه قائلا
, فندم! تانى برضو
, وجهها بدا عليه اثار رد فعل طفولى وقالت
, مش حضرتك قايلى فندم دى فالشركه
, نشوان يا حبيبتي احنا اتخطبنا وبنحضر لجوازنا، حافظه مش فاهمه، اغنيهالك.
,
, ضحكت نشوان بخفوت وخبأت فمها بيدها ف قال لها هو
, يومين كدا وهننزل سوا نشوف الشُقق زى م اتفقت مع جوز عمتك
, خلاص ماشى بس مش هننزل وحدنا طبعا
, رفع زين احد حاجبيه وقال
, حتى بعد الخطوبة
, ايوة طبعا، انت لسه اجنبي عنى
, طيب ياستى انا اصلا كنت عامل حسابي. مش هنخرج وحدنا
, عيسي جاى معايا
, وانا هقول لحد من البنات برضو ييجى
, بنات مين؟
, بنات السكن الل انا فيه.
,
, لاء وفرى على نفسك تقولى لحد، انتِ من غير ماتقولى اصلا واحدة منهم جاية ومش انتِ الل هتقوليلها
, تعجبت نشوان وبدأات تشعر بالغيرة فقالت بنبرة غيرة انثوية باحته
, مين بقا الل جاية معانا من غير م انا اقولها، وانت تعرف بنات سكنى منين؟
, ابتسم زين ونظر ب عمق لعيناها
, دى غيرة!
, شعرت نشوان بالتوتر وقالت متلعثمه تبتعد بعيناها عن عيناه
, لاء غيرة ايه انا بسأل بس
, لاء غيره، بتغيرى يا نشوان
, احمرت وجنتيها وأردفت.
,
, قولى بقا متغيرش الموضوع
, ابتسم زين وأردف لها
, طيب ياستى عشان قربتِ تبقى قوطاية صغننه خالص، نورهان.
, انت الل هتقولها يعنى
, قالتها بتعجب ف اردف زين
, لاء انا ماليش دعوة، هي جاية مع عيسي
, دنى من أذنها بهدوء من فوق الوشاح وهمس بصوت دغدغ احاسيسها
, اصلهم غارو مننا. وهيتخطبوا، وانا رايح معاه اخطبهاله
, حاولت نشوان تمالك اعصابها ونظرت له مبتسمه وقالت
, بجد! انا معرفش الموضوع دا. يعنى نور تعرف عيسي
, ضحك زين واردف ساخراً يداعبها.
,
, تعرفه! لاء هما الاتنين ف ملحمه عشق بقالهم فتره زى حالاتنا كدا بس نور كانت بتدى ريق حلو يحلى عليه يومه. انما ناس تانية كانت ع طول دبش على طول لو سمحت على طول تقع والاسعاف بقت راكنه تحت
, عبس وجه نشوان ف اكمل زين
, بس بحبهم برضو طبعا
, كتفت نشوان ذراعيها أمام صدرها واردفت له
, قصدك يعنى انى كنت غلط
, اقترب اكثر فباعدت هي بخطوات عنه واردف بصوته الحنون
, انتِ على طول صح
, توترت نشوان وهمت بالرحيل.
,
, طيب انا همشى وأبقا شوف امتى الميعاد المناسب عشان ننزل مع نورهان وعيسي
, فى دقيقة اختفت من أمام عيناه اما عنه فهو يعرفها ويحفظها عن ظهر قلب، يعلم ان بكلمه منه يصنع لها الف عالم من الاحلام الجميلة. وب ابتسامه منها تَشع ب دنياه في كل مرة شمس يوم جديد، ف إعتاد دوماً أن من الممُكن ان تشرق كلمة مِنك في قلب أحدهم كما تشرق الشمس بعد الليل، لا تبخل! ,.
,
, من الطبيعي أن تضعف وتلين وتقسى وتتغيَّر، لا مشكلة في عدم التزامك بحال أو فكر او شعور أو مبدأ، أن تغيرك ليس بخطأ، لو أرادك **** ثابتًا طوال حياتك لخلقك حجرًا او من حجر.
, كورواسون وشاااى لزوم الفطار. رحلتك الساعه كام؟!
, نظرت هدير إلى زميلتها وقالت بفتور
, يعنى اقل من ساعه
, طالعه مع كابتن مين
, سعيد وهبه
, هزت زميلتها رأسها متفهمه وقدمت وجبه الافطار أمامها بينما هدير في شرود تام
, ف سألتها زميلتها.
,
, حد عارف فالشركه هنا انك اتطلقتِ من صالح؟!
, ظلت هدير على تجهمها ف ربتت زميلتها على كتفها وقالت
, هدير اتأكدى ان اى حاجة بتحصل لنا بتكون خير، عارفه انك زعلانه. كنت بحس انكم حبيتوا بعض بجد
, بس، قدر **** وماشاء فعل، وبعدين واضح ان صالح مش بتاع مسؤولية
, فى شرودها اردفت هدير بنبرة تحمل كُل معانى الآسي
, انا كُنت بحاول وقعدت أحاول وأحاول، كأنى بزق فحيييط كأنى بحاول احرّك صخر من مكانه.
,
, وهو جماد زى ماهو، اتنازلت وعملت الل لايمكن بنت تعمله
, وهو حتى برغم انه حَبنى مش عاوز يضحى، مش عاوز يتنازل
, كانت تسمعها زميلتها حتى تُفرغ كُل شعور بداخلها وتستريح من عناءها هذا
, دنت منها وقالت في همس
, إتأكدتِ أن كُنتِ حامل او لاء؟!
, ابتسمت هدير بسخرية وأردفت
, ايه الل هيفرق يعنى؟!
, لو حامل، ممكن حاجه تخليه يرجع ويتصلح الل بينكم
, نظرت هدير الى زميلتها بحزن وقالت بعد تنهيدة طويلة.
,
, تفتكرى يعنى ابنى او بنتى هو الل هيخلى صالح يتعدل؟ ماهو مخلف من واحدة قبل منى
, وسابها وكمل ف طيشه وحياته عادى
, زفرت زميلتها ب حزن، نظرت هدير الى ساعة اليد خاصتها وهمت بالنهوض للاستعداد ل رحلتها
, ف ترجلت حتى رأت صالح من بعيد، تصنعت عدم الاهتمام وضحكت بصوت عالِ وهي تلوح لأحد زملائهم خلف الزجاج وتقول بصوتها الجهور
, ازيك يا راامى، هحاول اجيبلك جيفت معايا من الرحلة دى ولو أنك ماتستاهلش.
,
, انصرفت ب كعبها الرنان في أرضيه المطار وخطواتها الواثقه المكابرة وهو خلفها ينظر لها حَسره دون ان تلتفت له.
, لطيفه هانم لطفى، وروان وفكرى زوج لطيفه. ونورهان!
, فى استقبال عيسي و ووالده واحدى شقيقاته الفتيات وزين.
, منورة يا طنط
, قالها عيسي الى لطيفه ف ضحكت ضحكه رقيعه فنظر عيسي الى زين وهمس ب أذنه
, هى الست دى مفيش حد يلمها؟ اومال عمو زهرى دى ايه كيس مارشميلو؟!
, نظر زين إلى الجالسين وهمس ب إذن عيسي.
,
, شكلك وحش بطل همز ولمز، خلى والدك يقول الكلمتين عشان نلحق نروح
, انا مش عارف ابويا ساكت ليه، شكله نام اصله منامش فالسكه
, نظر عيسي لوالده واردف
, بابا، باابااه. صحصح وقول الل حفظتهولك طول الطريق
, ضحك الجميع بخفوت فلكز والد عيسي ابنه عيسي بقدمه واردف
, ياست ام الدكتورة نورهان احنا يسعدنا ويشرفنا وبصراحه مش هنلاقى احسن ولا افضل ولا خُلق وادب وجمال
, خلص يابابا الناس بدأو ينامو
, اصبر ياعيسي.
,
, قالتها شقيقة عيسي، ف اكمل والد عيسي
, احنا طالبين القرب فالدكتورة ربّة الصون والعفاف الادب والاخلاق والجمال واللباقه والشياكه
, والفن والهندسة وحساب المثلثات، يابابا ابوس ايدك دقنى طولت
, يابنى مالك متسربع ليه
, خلاص خلاص انا اوفرعلى عمو، عيسي عاوز يخطب نورى صح واحنا موافقين وهما بيموتوا فبعض اساسا هييييه
, قالتها روان بعفويتها المتلازمه لها ف نظر زين وعيسي الى بعضهم البعض وقال عيسي
, مين دى
, زوحليقه هانم.
,
, انا هطلب ايد عروستك ليك وللا اقوم
, زين تعجب واخذ يكتم ضحكاته وهو يحاول بالامساك ب والد عيسي ويردف الى عيسي
, هو عمو متعصب ليه
, معرفش بقالى كتير مش قاعد معاهم، باين فيه حد لعب فكتالوجه وانا غايب
, همت لطيفه بتقديم الحلوى إليهم وقالت لتخفيف حدة الموقف
, يشرفنا طبعا، بس اهم حاجه رأى نور
, الجميع نظر الى نورهان ف ابتسمت ونظرت الى عيسي وقالت
, أنا موافقه
, نظر إليها عيسي وقال بهيام مداعباً إياها
, ودينى انا أُمى دعيالى.
,
, اقتربت نورهان في جلستها منه وقالت
, ليه يعنى
, اقترب عيسي أكثر
, عشان القمر دا هيبقا معايا لوحدى
, إنت الأجمل
, لاء انت بتكدب ياخلف، اجمل ازاى بوحمه السنجاب الل ف وشى دى
, إنت قمر يا عيسي وهي الل محلياك ومخلياك متميز
, م قولنا بطل حلاوة بقا انا على أخرى
, تنحنح زين وأردف يحاول لفت انتباه الجالسون له بدلاً من تتبعهم لمشهد عيسي ونورهان الغرامى المُقام أمامهم الآن.
, ياحج عيسي، ياحج عيسي **** يرضى عنك خلينا هنا.
,
, نقرا الفاتحه ونتفق عالشبكه يا مامت العروسة؟!
, قالتها شقيقه عيسي ف ابتسمت لطيفه وقالت وهي تنظر إلى فكرى زوجها
, ايه رأيك يافكرى
, مفيش مانع والف مبروك
, قامت شقيقه عيسي ب الزغرودة بصوت عالِ وفي نفس الجلسة اتفق الجميع على كُل شئ وتمت قراءة الفاتحه!
, وبعد أيام.
, كان الاربعه، زين ونشوان ونورهان وعيسي. فى رحلات استكشافية لمنزل الزوجية
, الخاص ب زين ونشوان أولا فالقاهرة، ومن ثم سيبدء عيسي ونورهان بالبحث بعدهم.
,
, بعدما ينتهى التحقيق مع نور بالجامعه وينتهى عيسي من تصوير الفيلم الحالى.
, يدخلان شقة. واثنين وثلاثه، هذه غير مُطلة على منظر جميل
, هذه صغيرة وتلك غرفه ماريا بها لا تليق بالاميرة الصغيرة!
, وسط ضحكات ونكات من عيسي، مغازلات من زين الى نشوان. التقاط عدة صور بواسطه نورهان، تناول غداء جماعى
, مدام نشوان الاخ المُريب مهدى دا اخوه الل كان جوزك كان زيه كدا، اصل انا والغلبان دا خوفنا اما شوفنا خلقته.
,
, شعرت نشوان بالاحراج وقالت
, لاء مجدى **** يرحمه كان غيره، وبعدين انا حكيت ل زين عنه بس هو مكانش شافه
, نظر عيسي متعجباً ناحية زين وهو يأكل فقال زين وهو يهز رأسه
, ايوة قالتلى نشوان عليه بس كنت اول مرة اشوفه
, مع احترامى ليكِ، تحسيه قتال قتله بنظراته بتوع الارهاب دول
, ارادت نشوان تغيير مجرى الحديث فقالت
, مكنتش متوقعه خالص ان نورهان وعيسي اصلا يعرفوا بعض
, لااااء يا مدام نشوان احنا حُبنا معلم عالاسفلت.
,
, قطعت نورهان قطعة لحم بالسكين أمامها وهي تتحدث
, والصدفه زين وعيسي انتيم، وانا ونشوان ساكنين فنفس المكان
, ومحدش مننا يعرف حاجه عن التانى
, يابنتى دا زيييين، زيييين خليل السُلطان ابو السلاطين يعنى المعلم والكووتش اومال
, انتبهت نورهان لأسم زين كاملاً وتذكرت شيئا فعادت الى الذكرى
, اميرة، اميرة جواب جايلك من البنك تقريباً
, أقبلت أميرة من نورهان وتناولت الخطاب وشكرت نورهان فقالت نورهان.
,
, اسمك اميرة رشيد السُلطان! اسم سينمائي اوى
, ابتسمت أميرة لها ورحلت، وفي ذكرى أخرى كانت تحاول اميرة تصليح قفل قلادتها الذهبية
, فى الحديقه الصغيرة وجلست إليها نورهان واردفت لها ب اهتمام
, بتعملى ايه
, بحاول اشوف قفل السلسله هيتصلح ولا اروح لبتاع الدهب يصلحه، كذا مرة تقع منى وآخر مرة ماريا بنت نشوان لاقتهالى
, طب هاتيها كدا، احاول اعملها ولو منفعش روحى لبتاع الدهب.
,
, كانت تحاول نورهان ف انفتح القلب المتدلى منها وظهر اسم اميرة وزين منه، ابتسمت نورهان واردفت
, زين! دا اسم طليقك؟!
, شردت أميرة ب ابتسامه واردفت اليها بنبرات بالغه الشوق
, دا اسم اغلى حد كان فحياتى، حبيبي طول العمر
, نوور. يانورى
, انتبهت نورهان مع صوت عيسي فقال لها
, سرحانه ومش بتاكلى فيه ايه؟!
, تصنعت نورهان عدم الاكتراث واردفت مبتسمه
, لاء انا تمام، الاكل هنا حلو اوى
, آه جدا.
,
, ان م فكرت به نورهان وتذكرته كان صحيحاً؟ ستصبح بعدها اعلان حَرب قادمة على هذا العاشقان
, وربما الملحمة س تبدء!
, برنامج تليفزيونى! اعمليه وش يا بنتى انتِ عبيطه؟!
, كانت تحك روان ب شعرها تفكر، ف اردفت هدير بطريقتها العفوية كالعادة
, مفيهاش تفكير يا دوجه السى، طبعا لازم تعمليه، اولهم شهرة بس شهرة أنضف من المستنقع القديم بتاعك يا معيزة مااااء ماااء
, كانت تنظر روان الى هدير ب تمعن تسمعها ف أكملت هدير.
,
, وفلوس، ومتعرفيش ممكن اللقاء دا يفتح عليكِ أبواب ايه تانية، انتِ عجبتينى ف الل عملتيه
, وعجبتنى شجاعتك وقوتك قصاد كُل الناس
, كملى يا روان، انتِ هتبقى أدها واحسن من الاول صدقينى
, بس يارب تكونى اتعلمتِ
, ابتسمت روان الى هدير، ف اردفت إليها
, وخلاص كدا مش هترجعوا انتِ وصالح؟!
, ارتبكت حركة عينا هدير، ارتبكا خضراوتيها الجميلتان وقالت
, انا ف الاول اتنازلت، وكان دا رد التنازل، خلاص يا روان مفيش صالح تانى
, فيه هدير وبس.
,
, استمعا لصوت تهليل بالخارج والفتيات يتحدثن ف خرجن يروا مايحدث، واذ بها أميرة قد عادت
, من رحلتها الطويلة حاملة حقائبها والهدايا، كانت تقبل نورهان ونشوان بحفاوة وحملت ماريا وقد اغدقت وانهالت عليها بمزيد من القبل الكثيرة.
, وحشتونى، وحشتوني بجد واكتشفت انى معرفش اعيش من غيركم فعلا
, هرولت روان ناحيتها وهدير وتصيح هدير بطريقتها
, مرووووووووشااااا، اهلا يا افندينا نورت مكانك ي اسطا كُل دى غيبة.
,
, حبيت اعرف غلاوتى عندكم واغيب شويتين
, اردفت لها نشوان
, غيرى هدومك ودخلى الشُنط وانا عاملة حته عشا محصلش
, قامت اميرة بقرص احدى وجنتى نشوان قائله
, دا بمناسبة الاخبار الحلوة بقا
, تدخلت هدير قائله بعفويتها المضحكه
, اسكتِ عالاخبار الل فاتتك مقولكييييش، نور ونشوان اتخطبوا وانا اتطلقت وروان اتفضحت وقريب هتطلع عالفضائيات تعمل افلام شيكس
, شهقت اميرة بطريقه مضحكه واردفت.
,
, لالالا، يخرب عقلك ياهدير انا هدخل اغير وانتو حضروا القاعدة فالجنينه هجيب هداياكم وجاية حالاً
, ذهبن كُل واحدة منهم الى حيث مقصدها، نشوان تعد طعام العشاء. نورهان تقوم بفرش الطاولة وتحضير الزهور، قامت روان بتشغيل الاغانى المُحببة الى اميرة ك صوت فيروز. وقامت هدير بالاتصال ب اقرب محل تطلب بعض المثلجات والعصائر والمياه الغازية.
,
, انتهت اميرة من تبديل ثيابها واخذها ل قسط من الاغتسال المُنغش بمرحاضها الخاص، ولجت الى غُرفتها
, حملت الاشياء وخرجت اليهن
, دى لماريا
, امسكت نشوان بالحقيبه بها الكثير من الملابس ******* المخصصه للفتيات في عُمر ماريا طفلة نشوان، فرحت نشوان كثيرا وشكرتها
, دا للمقروضه بتاعنا رونى
, حقيبه مستحضرات تجميل ماركة عالمية وعطور اخذتها وقفزت بمكانها كعهدها وقالت
, وااااااو هدية جاحدة زوحلييييقه يا مروووش
, دى لنووور.
,
, حقيبه بها لوحه مرسومه بالوان الشمع لصورة كبيرة تحمل وجه نورهان وبجانبها توقيع يحمل كلمات ل اميرة
, اضحكِ يانور ضحكتك قمر زيك
, ابتسمت نورهان وقبلت اميرة بخفه في احدى وجنتيها، حملت أميرة حقيبة اخرى واعطتها الى هدير
, وفتحتها هدير ل تجد بعض من الملابس التي يرتديها الفتيات في ايام زفافهم الاولى. ابتسمت هدير وصبت سخطها كالعادة.
,
, لا ماهو راح فراس ويا ابوه، قصدى خلاص بخ صالح ابقا البسهم فالمناسبات السعيدة ف اوضتى بقا
, ميرسى يا ميرررروو
, ودى بقا الل تعبت لحد م لاقيته ل نوشا العروسة
, حقيبة اخرجت منها نشوان فستاناً ذهبي اللون مُرصع بالجواهر الرقيقه، ثوب مَلكى حقاً كانت رؤيته تُذهب العقل من شدة جماله، فرحت كثيراً نشوان ل رؤيته وقامت ب احتضان اميرة بعمق وهي تردف لها شكراً وعرفاناً ف أجابت اميرة.
,
, عندنا كام عروسة، البسيه يوم كتب كتابك بقا انا جيباه محجبات اهو متقلقيش
, دى احلى هدية جاتنى فحياتى
, هاه احكولى اخباركم واحنا بنتعشى
, بدأوا في تناول العشاء، كانت تقص هدير حكايتها ومن ثم ماحدث ل روان بالكامل
, حتى وصلوا لقصة خِطبة نورهان الجديدة وكانت مفاجأة ب نورهان ان أميرة تعرفه
, جالى وانا الل عملتلك الورد، انا مكنتش اعرف انه ليكِ لحد م شوفت الورد عندك
, تذكرت نورهان وابتسمت قائله.
,
, يانهار ابيض، ازاى مخدتش بالى من اسم المحل عالكارت
, قالت أميرة بحب كعادتها
, عيسي شخص مهذب وبيحبك اوى يا نور اوعى تخسريه
, ابتسمت نورهان وارجعت خصله شعرها الى الخلف كالعادة وقالت
, طبعا عمرى م هخسره، انا م صدقت لاقيته
, **** يتم لكم ع خير يا قلبي
, نظرت أميرة الى نشوان بحملقه مضحكه وقالت
, مممم يلا الدور عليكِ ياشيخ نشوان
, بللت نشوان شفتيها وقالت.
,
, كتب الكتاب الاسبوع الجاى، وخلاص، بقالى بيت لوحدى ي أميرة مع راجل بيحبنى وبحبه وبيحب ماريا
, بعيد عن كل القرف والدوشه والمشاكل والتعب
, امسكت روان هاتفها ووجهته ناحية أميرة
, ومش بس كدا يا مروووش، دا قمرز قمرززز انا شخصياً كنت بكراش عليه
, بس فازت بيه بنت المحظوظه، دى هتعيش ف حب وبوس واحضان يكفوها 100 سنة زحاليييق قدام
, انارت هاتفها الى أميرة على صورة زين مع صوت نشوان وهي تقول الى روان.
,
, ياقردة انتِ كمان عارفه زين ومعاكِ صورته، احكيلى عارفاه منين
, وقف الزمن! وقفت الساعه، اتسعت حدقة عين أميرة. نهضت من مكانها
, إثر ماكانت روان تقص الى نشوان المرة التي رأته بها ورقصت معه في سهرة عيد ميلاد صالح
, وأميرة وكأنها لا تسمع أحدا. لاترى احداً كانت نورهان تنتبه معها وعلى الفور تأكدت
, وبصوت يملئه الكثير من خيبة الامل قالت اميرة ناظرة الى نشوان
, خطيبك الل هيتجوزك زين! زين خليل السُلطان؟!
,
, انتبهن باقِ الفتيات مع اميرة وعبوسها ف كفّوا عن الهَرج والضحك فقالت نشوان مؤكدة
, اه هو انتِ تعرفيه
, بعينان يملؤهما الدمع بحوراً نظرت أميرة إلى نشوان وابتلعت ريقها قائله.
 
٢٨

وقف الزمن! وقفت الساعه، اتسعت حدقة عين أميرة. نهضت من مكانها
, إثر ماكانت روان تقص الى نشوان المرة التي رأته بها ورقصت معه في سهرة عيد ميلاد صالح
, وأميرة وكأنها لا تسمع أحدا. لاترى احداً كانت نورهان تنتبه معها وعلى الفور تأكدت
, وبصوت يملئه الكثير من خيبة الامل قالت اميرة ناظرة الى نشوان
, خطيبك الل هيتجوزك زين! زين خليل السُلطان؟!
,
, انتبهن باقِ الفتيات مع اميرة وعبوسها ف كفّوا عن الهَرج والضحك فقالت نشوان مؤكدة
, اه هو انتِ تعرفيه
, بعينان يملؤهما الدمع بحوراً نظرت أميرة إلى نشوان وابتلعت ريقها قائله
, أعرفه! دا إبن عمى يا نشوان، وكان جوزى وطليقى. وحبيبي!
, قالتها وسقطت دمعة من عيناها وهي تنظر نحو نشوان مصوبة مقلتيها، دُهشت نشوان فقالت هدير في خفوت.
,
, أوباااااز! ايه الليلة دى. ايه الصُدف دى كُلنا طلعنا نعرف بعض ونفس الدايرة ومحدش مننا عارف التانى
, ايه الفيلم الميكسيكى دا يا إخواننا!
, عبس وجه نشوان وعلى وجهها علامات مفاجأة خبرية أميرة، ومن ثم قالت بتساؤل
, بس أنا سألتك لما شوفت اسم زين فالسلسلة عن إسم طليقك قولتيلى إسمه احمد الراوى
, دا جوزى الاولانى، زين جوزى التانى. والاتنين انفصلت عنهم
, طب ليه مقولتيش زين؟!
, وليه انتِ سألتِ عن زين.
,
, عشان حسيت ان ممكن يكون فيه صلة معرفه وقرابة، وإنتِ موضحتيش دا ليّا
, عشان عمرى م اعتبرت زين طليقى، زين مسابنيش ولا سيبته زين لسه بيحبنى وانا كمان بحبه
, اشتعلت نيران الغيرة بعينان نشوان و بمنتهى الثقه والجمود كما اعتادت من قوة. لن تجد إنسان قوي دون ماضي مؤلم، بإختصار لا أحد يصل لمرحلة النضج دون أن ينكسر شيء ما في داخله. وهذا ماحدث ل نشوان ف استعدت للحرب التي ستندلع وبكامل قوتها قالت موجهه الى أميرة.
,
, لو لسه بيحبك مكانش حبنى أنا يا أميرة! انتو سيبتوا بعض بمحض إرادتكم
, رفعت أميرة حاجبها تعجباً وباقِ الفتيات يُشاهدن المعركة الضارية بصمت. وعينا نورهان عليهما كانت تعرف
, حقاً أن هذا سيحدث بعدما تأكدت شكوكها، أردفت أميرة بكبرياء
, دا حكالك كُل حاجه بقا؟!
, إحنا هنتجوز يا أميرة، وانا وهو صارحنا بعض بكل حاجه
, وقالك انه مريض وعاجز عن إقامة علاقه زوجية كاملة؟! ولا اتكسف يحكيلك ياعروسة.
,
, تدخلت روان برد فعل مفاجئ عفوى منها
, يانهااار زحالللليق، الجاحد دا مالوش فالستات! صحيح مفيش حاجه كاملة
, روااان! يلا بينا جوا
, قالتها نورهان وأشارت الى هدير ب احدى عيناها، كى تدخل كُل واحدة منهم داخل غرفتها وتترك ساحة الحرب للطرفين بمفردهما. وبالفعل تم إخلاء الحديقة لهما
, اهتزت نشوان وابتسمت ساخرة وقالت ناظرة إلى أميرة
, ولسه بتعايريه حتى بعد م سيبتوا بعض، لسه بتحسسيه بنقصه؟!
, اه قالى ي أميرة.
,
, و****! وقالك السبب بقا وللا اخترع عليكِ الحكايات، ولا معاكِ انتِ جرّب ولقى انه زى الفل وان كانت فيّا انا العِلة!
, مسمحلكيش! انا ست محترمه ي اميرة. ست ماشية ب اخلاقها وشرفها وسط مليون راجل ولا اتهز
, وزين اختارنى من وسط الناس عشانى أنا وعشان عارف مين نشوان
, وعلى فكرة قالى كل حاجه وأنا مش عاوزه اى شئ منه غير إنه يكون معايا
, ضحكت اميرة بسخرية ونظرت لها من أسفل لاعلى وقالت.
,
, عشان هو كتير عليكِ أصلا، اكيد هتتمسكِ بيه حتى لو بيعرج
, ترقرقت دمعه بعين نشوان واردفت بمنتهى القوة
, لو قصدك المستوى المادى، فهو ساب الجاه والمال وكل الل اتعرضله وبدء حياته من جديد وعلى نضيف
, ففى المستوى احنا زى بعض، ولو فالاخلاق. فهو بعد توبته عن كل الارف الل عمله قبل كدا وصراحته معايا
, ف **** كافئنى وعوضنى بيه عشان طول عمرى كنت شايلة قلبي وحافظه نفسى للى يستحقنى.
,
, اما لو بالنسبة للعلاقه، ف انا اختارته يكون شريك حياتى
, مش شريك سريرى! تفرق ي أميرة. وهفضل جمبه ومتقبلاه لحد م نشوف حل للمشكلة
, او منلاقيش، برضو متمسكه بيه
, تذكرت نشوان كلمات زين لها اثناء العشاء حينما قَصّ عليها كُل القصة.
, عودة بالذاكرة
, زفر زين بحرارة وأردف بنبرة تحمل الكثير من الحزن
, مش كدا وبس، انا هقولك السبب الرئيسي ف انفصالنا. ويمكن دا السبب برضو الرئيسي فقعدتنا دى.
,
, وانى اعزمك عالعشا واتقدم ليكِ بطلب الجواز، عشان تبقى عارفه كل حاجه
, والقرار ف ايدك.
, قالت نشوان ب إهتمام
, قول انا سامعاك
, امسك زين كوب الماء وتجرع منه قليلاً، كان النادل يقف أمام منضدة مهدى بالخلف
, ف رأى مهدى ان المكان فخم وانه لايستطيع دفع ثمن عشاء ب مكان ك هذا، ف رحل وانتظرهما بالخارج.
, بدء زين يروى المؤلم بقصته طيلة حياته، الجزء المظلم الذي مهما حدث سيظل منقوش بذاكرته مُعلق ب ذهنه.
,
, وانا صغير، كنت بروح المدرسة مع سواق تبع عمى رشيد. بعد وفاة والدى وطردهم لوالدتى
, هو تولانى وتولى مسؤليتى كاملة، السواق دا كان صغير فالسن. وانا من زمان بحب العب رياضه والعاب حديد، كان جسمى مفرود واكبر من سنى، وفمرة راجع من مدرستى زى كل يوم دخل السواق دا ف اماكن غريبة. لسه بقوله إحنا فين لاقيته زعق لى ورش حاجه اتخدرت
, وبعدها محستش إلا أنه..
, تنحنحت نشوان واتسعت حدقتيها من هول المفاجأة وقالت بخفوت واندهاش.
,
, اتحرش بيك؟!
, دمعت عينا زين واردفت نشوان
, وبعدين؟!
, مشى محدش يعرف لحد دلوقت راح فين، وانا مقولتش لحد بس اما اتجوزت بنت عمى مكنتش بقدر عالعلاقه. صورة الل حصل كانت قدامى كان طول الوقت عندى هاجس ان عمى الل سلطه يعمل فيا كدا
, عشان يخلينى عندى عقدة وعينى مكسورة فمقربش ناحيته جوهرته. بنته!
, تعاقدت حاجبي نشوان وقالت
, ايه الناس دى؟! ايه الجبروت دا.
,
, ولما حكيت لها مصدقتنيش كالعادة واتهمتنى ان كان كل همى اوصلها عشان الفلوس وبس
, تنهدت نشوان واردفت بحزن
, احنا مش لازم نسامح اى حد ممكن يكون عمل فينا شرخ اثر فحياتنا لفيما بعد،
, قالتها بنبرة أسى ف اردف زين إليها ب اهتمام
, ليه بتقولى كدا يا نشوان
, عشان انا كمان عندى جرح كبيير اوى يا زين، ولازم تعرفه عشان نبقا انت وانا بيّنا كل الل فات لينا فالنور وبعدها نقرر
, عادت نشوان من ذاكرتها ف وجدت أميرة تردف إليها.
,
, فهو بقا لاقاكِ بنوتة مُضحية وشجاعه وقابلاه على عيبه، والوحشه السافلة بنت عمه وحبيبته قبلك متقبلتوش، ف حب يتجوزك مش كدا؟! كأنى كنت مطب فحياته عداه وخلاص خلصنا!
, أرادت نشوان تهدئه الموقف قليلاً فقالت
, أميرة، انتِ الل كنتِ عاوزة تسيبيه وسيبتيه. ليه مش عاوزة تديله فرصه تانيه وتدى لنفسك
, عشان انا حياتى وقفت عليه يا نشوان
, انتِ الل موقفاها، انا متأكدة ان الل زيك فيه الالاف بيتهافتوا على بس كلمه منها.
,
, حتى لو فيه، ودا
, أشارت إلى قلبها ب عنف قائلة
, ودا، دا الل هو امتلكه، دا الل رافض يخرج منه اعمل فيه ايه! ياستى قدرى ان كبرت لاقيت قلبي مش ساكنه الا زين
, وانا ايه ذنبي يا أميرة، اقسم ب**** كل الل حصل كان صدفه ومشيئة وقدر **** انا لا رتبت حاجه ولا خطت لحاجه، وحتى معرفش انه كان طليقك ولا هو وهو بيحكيلى عنك دماغى جابت انه انتِ
, اصل منين يعنى، احنا مش ففيلم!
,
, وهتتجوزيه ي نشوان؟! للدرجة دى يخونك إحسانى وعطفى عليكِ؟!
, شعرت نشوان بجنون العَظمه الذي يمتلك أميرة والذي اشار له زين في اكثر من مرة في احاديثه عنها ف ردت نشوان
, إحسان وعطف! انا سكنت فبيتك زيي زيهم، وبدفع زيي زيهم مش من الشارع انا اوبتتغاضى عن أجرة اوضتى قصاد لقمتى! لو على اول موقف فتحتيلى بيتك فيه واستقبلتينى ف اكيد شايلاهولك فوق دماغى
, بس مش عشانه ممكن اضحى بشخص اختارته شريكِ العمر كله.
,
, عقدت أميرة ذراعيها امام صدرها وقالت مستهزءه
, طبعاً، فرصة لا تعوض ل نشوان الفلاحه الل كان آخرها تستلف تمن المواصلة!
, بمنتهى الكبرياء قالت نشوان وكأن كل واحدة منهم تقف في مكان برقعة الشطرنج وتلقى بالبيدق التابع لها ل يرين على من ستنتهى المباراة!
,
, ايوة فرصة ومن دهب كمان بس مش عشان الل قولتيه، عشان زين دا تاج يتحط فوق الراس ب اصلة وفصله ووالدتة رحمه **** عليها الجليسة الفقيرة باللى حصله زمان حتى بذنوبه، شخص من دهب وياحظى الحلو الل عترنى فيه. ومتشكرة ليكِ ولتلميحاتك
, انا مش هقبل الفستان ولا هدايا ماريا، ودلوقت حالا هسيب المكان، ومتشكرة مرة تانية لاستضافتى أنا وبنتى كل المدة دى ك فرد من افراد اسرة قصر الأميرة.
,
, تركتها وولجت نشوان الى غرفتها حاملة طفلتها تبدء في ترتيب أغراضها والحقائب بينما في غرفه نورهان كانت تتحدث روان الى نورهان عما يدور بالداخل والى أى نهاية توصلا طرفان الحرب
, لاء بجد، دا نهار زحاليييق مزحلق، صدفه غريبة جدا واوى ياترى مين فيهم الل هيكسب وموضوع نشوان وزين هيتم ولا فاكس، ياجماعة فيه لعنه بتصيبنا واحدة ورا التانية بجد
, كانت نورهان شاردة واردفت.
,
, لو أميرة مش عاوزة زين ونشوان يتجوزوا ف دا مش حقها، هي كانت تجربة وعدت فحياة زين وانفصلوا يعنى من حقهم هما الاتنين يعيشوا حياة جديدة مع ناس تانية الحياة مبتوقفش على حد
, جلست روان بجانب شقيقتها وربتت على ظهرها بحنو قائلة
, مبسوطة يا نورى ان أخيرا قلبك فرح مع حد يستاهلك زى عيسي، وانه اتقبل سرك مش زى علاء والشوز فارس
, ابتسمت نورهان واردفت.
,
, كنت حاسه انها من المعجزات ان حد يقبلنى زى م انا من غير م يشكك فيا وف أخلاقى، الحمد**** كنت دايما اقول اختارلى يارب ومتخيرنيش، المهم انتِ قررتى ايه فموضوع البرنامج
, انا رأيي تعمليه وتعلمى الناس كلها من تجربتك وتقولى انك مش خايفه من حاجه وارفعى راسك وسط الناس انت خلاص اتعلمتِ من غلطك
, ارتبكت روان واردفت الى نورهان
, نورى انتِ بتحبينى اوى كدا؟!
, طبعا يا روان، طول عمرى بقولك أنك نصى التانى. روحى التانية.
,
, تلعثمت روان وابتعلت ريقها بصعوبة وقالت الى شقيقتها
, نور انتِ مجبتيش سيرة لعيسي ان متعملش تقرير بحالتك من المستشفى وهو قبل عادى صح؟!
, اه، ليه
, صمتت روان وكانت عيناها تتلفت يميناً ويساراً بتوتر ف دنت نورهان منها قائلة
, ليه السؤال دا ي روان
, عشان، عشان انا عارفه التقرير فين واصلا المستشفى منستيش تعملهولك ولا حاجه انا الل استلمته من المستشفى وقت حادثتك انتِ وبابا ومن زمان عاوزة اقولك بس.
,
, نهضت نورهان غير مصدقه وقالت بغير استيعاب
, وإيه كمان ي روان؟!
, انا عاوزة اكفر عن ذنبي معاكِ يانور، انا كل الل حصدته دا بسبب غبائى زمان
, انا قطعت التقرير وانا الل شككت علاء من ناحيتك. الدنيا كلها كانت بتحبك ي نور وحواليكِ نور الشاطرة نور العاقلة وروان الغبية الطايشة. نفسى فحاجه واحدة من الل كانت حواليكِ بس و**** م كان قصدى اعملك حاجه تأذيكِ
, انتِ كنتِ تعرفيه؟! تعرفى التقرير فين ودليل يخرس اى حد.
,
, صمتت روان ف كررت نورهان سؤالها
, بتقابلي علاء و بتشوفيه؟ وبتكملى ف مسلسلك الدنئ عادى؟ كنتِ طيب بتعملى دا بقلب مرتاح؟
, انتِ ظالمانى، أنا أنا
, قالتها روان ب اندفاع تحاول الدفاع عن نفسها بكل ما استطاعت، ف اخذت نورهان تعلو صوت شهقتها قبل الدخول في نوبة بُكاء مريرة وقالت
, انا عرفت الحقيقة، الل كنتِ طول الوقت بتخبيها عنى بس الحمد**** **** كشفك.
,
, كشف انك متنفعيش تكونى اى حاجه ليا متنفعيش تفضلى فالمكانه الل حطاكِ فيها. يعنى مش بس انتِ اختى. مش بس توأمتى. انتِ نص روحى وانتِ دمرتينى يا روان دمرتييينى منك لله
, اصبرى طيب، واسمعينى وقتها مكنتش اعرف
, مكنتيش تعرفى ايه؟! يعنى ايه مكنتيش لو مكنتيش تعرفى مكنتيش هتتفننى فتدميرى كدا
, انا مستحيل اصدق و**** مستحيل.
, اقتربت روان من نورهان وقالت بهدوء.
,
, مكنتش اقصد، كنت عاوزاه يبعد عنك عشان كان انسان وحش وانانى وشكاك وكان تاعبك معاه
, انا عمرى م اذيكِ ي نور
, عقلى مش عارف يستوعب، هو احنا بجد اخوات!
, نور، انا كنت صغيرة وقتها وكنت فاكره انى بعمل حاجه عشانك
, حتى فالشخص الوحيد الل حبنى يا روان غيرتى منى برضو وخرجتيه من حياتى بلا رجعه وكمان خلتينى ماشية ب وصمه عار مش عارفه أدافع بيها عن نفسى حتى!
, أنا سألتك وقتها وانتِ محسستنيش انه يهمك أمره من الأساس.
,
, سألتينى عن إيه، مانا كان لازم احسس نفسي إنه الموضوع مش حيهمنى طالما حته ورقة تتشكك فيا وف أخلاقي
, شوفتى يا نور انا عملت لمصلحتك انت حتى عرفت وقتها حقيقة علاء وكنت بتدافعى عن نفسك ومكانش همك التقرير
, كنت بدافع عن الل باقى منى. لكن دا ميديش ليكِ حق تعملى كدا فيا ومش عاوزة اسمع منك كلمة تانية.
,
, نظرت إليها روان توقفت عن محاولات الدفاع المستميته عن نفسها بالكذب! هي حقاً تكذب ومُخطئه ولكن مهما ُحاولنا دائما أن نبقى بقُلوبِ *******ِ، يَظل العالم الخارجي يُجبرنا أن نكون ك الاشرارِ لا رحمةً ولا شفقه بِما إكتسبناه مِنه ومن أشخاصُه ومن ارواحاً لاتُشبهنا، فتطبيق العدل في المعاملة لمن يستحق اهمُ من حياتنا بأكملها.
, عاش مين شافك!
,
, استراح صالح من طريقه وجلس الى اقرب مقعد بمنزل زوجته السابقه واردف بعد تنهيده
, والل مش بيشوفنى عايش برضو، خير؟!
, خير ي صالح، انا كلمتك وقولتك ان الموضوع ضرورى جداً وفعلا هو ضرورى
, انا هسيب الولد لأن خلاص هتجوز
, ابتلع صالح ريقه بصعوبة وأردف لها
, تسيبي الولد لمين؟! أنا.
, انت ابوه، وانا كفايانى بقا لحد كدا. وبعدين انا حياتى متوقفش معاك وكمان تقف بعدك
, انا كمان هشوف حياتى زى مانت عايش وهتجوز انسان هيحافظ عليا.
,
, اخرج صالح منديلا من جيبه واخذ يمسح قطرات عرقه من على جبينه وقد بدأت نبضات قلبه فالتسارع ومن ثم قال
, م انتِ عارفه ان مش هينفع، انا مبعرفش اشيل مسؤولية حد
, عقدت السيدة ذراعيها وقالت بسخرية
, و****! لاء معلش تتعلم دا ابنك برضو
, طيب م تتجوزى وتخليه معاكِ، وانتِ عارفه اى حاجه بتطلبيها له انا ببعتهالك من غير نقاش
, حدقت السيدة به مالياً وقالت بنظرات جدية.
,
, خطيبي مش موافق بوجوده، عاوز يفرح بيا ومعايا ومش لازم يعنى يتحمل مسؤلية *** مش إبنه
, بس هو إبنك!
, اه أبنى، بس انا شيلت ع اد م اقدر وجه دورك بقا
, إثر تحدثهما وشدة الموقف بينهما، كان قد أخذ الطفل القداحه من أمام والده وكان يلعب بها بعيدا
, بعدما قام بتقليد والدته وقام بفتح عيون الموقد ب اكملها.
, المناقشة نارية والطفل يلعب، الحديث جعلهم لا يميزان رائحه الغاز التي تتسلل الى أنفاسهم.
,
, حتى شعرت هي فقامت على الفور تبحث عن طفلها حتى ضغط هو على القداحه واحدة من الالاف المرات التي يضغط عليها وحدث ما حدث!
, الفُرص الجديدة، العُمر الذي لن يتوقف على خيبة، الحياة التي لابد أن نعيشها كما يجب،
, المهم في نهاية المطاف. أن تجد الروح التي ترى فيها روحك.
, كان يجذب زين الستار من على نافذته وهو يتحدث هاتفياً مع نشوان التي قصت له كل ماحدث بينها وبين اميرة وعلى تركها للمكان.
,
, لا ننكر تعجب زين عن الصلة كيف أتت، ولكنه لم يهتم كثيراً للأمر فكل ما يريده الآن هو استقراره النفسى والسلام الداخلى. ونشوان!
, ولايهمك، كان متوقع الل عملته دا. أميرة فاهمه ان الدنيا ما ملكت إيمانها بس الل استغربته انك كنتِ ساكنه فبيتها
, تنهدت نشوان وهي تهم بفتح باب غرفتها بالفندق الصغير التي تجلس به فترة ماقبل زفافها هي وزين
, ثوانى يا زين هفتح الباب اكيد جايبين الفطار طلبته ل ماريا.
,
, انتظرها زين حتى انتهت ومن ثم قالت له
, هو أنا غلطت ف اى حاجه من الل قولتهالها يا زين؟!
, لاء مغلطتيش
, بس أميرة كانت صاحبتى، وفيه بينا حجات كتيرة حلوة ومواقف منها
, دلف عيسي إليه وجده يتحدث ف أشار له انه ينتظره بغرفته ورحل ف اكمل زين.
,
, ماشى بس مش عشان انا كنت جوزها تسمعك الإهانات دى وتهيينى كمان وعاوزة الحياة تقف وتمشى زى ماهى حابة. نشوان فرحنا هيمشى عادى وهنروح لبيتنا عادى وكل الل فات دا خلاص نقطعه من حياتنا ونفصل ونبدء من جديد
, **** المستعان ي زين
, صمتت نشوان ومن ثم قال زين ك تخفيف الأمر
, بس بقا مفيش عروسه تكشر
, وانت شايف انى مكشره فين؟!
, اهو مبوزة خالص اهو. يالا اضحكِ ولا اقولك انا حاجه تضحكك لأن ضحكتنى أنا شخصياً.
,
, ابتسمت نشوان واردفت له
, ايه هى؟!
, يعنى طلعت أميرة عاملة بيت مغتربات وفيه مين، هدير مرات صالح صاحبي ونورهان خطيبة عيسي واختها المجنونة روان زحليقه ونشوان الل هحبها وهتبقا مراتى ومفيش بينا كام شارع وعمرى لا خدت بالى منه البيت دا ولا محل الورد بتاعها
, ضحكت نشوان وقالت له بطريقتها الطفولية المعتادة
, لاء وروان ترقص وياك وتتصوروا وانا معرفش بقا ان المُز الل كانوا بيحكوا عليه يبقا أنت.
,
, ايه دا هما كانوا بيحكوا عنى. طب م تقوليلى بيحكوا إيه
, اشتعلت الغيرة بقلبها فقالت مداعبه له
, وبعدييين بقا
, يالاهوى عالغيرة يالاهوى
, ضحكت نشوان واخفت صوتها فقال زين
, صوت ضحكتك بيهون و****، ايوة كدا، تعالى نحلم سوا انا وانتِ بكرة ونسيب امبارح م خلاص عدى
, ولا إيه رأيك؟!
,
, تنهدت نشوان وصمتت، اغلق معها المكالمة وذهب الى غرفه عيسي ف سأله عن المكالمه لأنها كانت طويلة عن معتاد زين ونشوان فقصّ له كل القصه وبعدما سمعه عيسي للنهاية أردف
, ياعم عليا الطلاق دا فيلم اجدع واجحد من الفيلم الل بصوروا
, ياعيسوى خليك جد طالما بنتكلم جد.
,
, و**** م بهزر يا زوزز، طليقتك وحبيبتك الاولى تعمل بيت مغتربات وتسكن فيه خطيبتك دلوقت وحبييتى انا واختها ومرات صالح صاحبنا، لاء دا كدا فرح وعاوزين نعمل لولولولى
, قام زين بلكزه في كتفه واردف
, يابنى فكك بس من هزارك دا، تفتكر أميرة ممكن يكون رد فعلها ايه
, إلتوت شفتى عيسي وأردف.
,
, هيكون إيه رد فعلها! خلاص قالت بوقين زبالة فيهم غرور وعنجهيه بيت السلطان وخدتهم الغلبانه نشوان وخلصنا هتعمل ايه؟! هتعمل حجر عليك تكتب عليك ممنوع الاقتراب والتصوير؟!
, يعنى هي تطين حياتك وانت معاها وتصمم تطلقوا وبعدها عاوزة تخليك تترهبن لجلالتها
, نظر زين إلى عيسي متعجباً فاغرا فاه فقال عيسي
, ايه يا زوز مالك؟!
, اصل موقفك اتغير فجأة، انت كنت بتدافع عن حبي انا وأميرة وكنت بتشوف انى ظلمتها.
,
, جلس عيسي واردف ناظرا لاعلى الى زين وهو يقف امامه
, بص يا ابو الزنازين، انا بعد مماطلة اقتنعت. العلاقه الل تطفى وتوجع وتجرح
, و****! لو كانت عمر كامل من الحب تغور قصاد الوجع الل حسيته وانت بتحكيلى عن الل قالتهولك والدتك ع فراش الموت. او معايرتها ليك بعدم قدرتك معاها ك زوج وانها مصدقتش الل حصلك وموقفتش حتى جنبك.
,
, انت اما اتكلمت عنها كنت مجروح وسيبت لها هي وأبوها الدنيا والدين، لكن انا كنت ساعتها شايفك العاشق
, لكن بعد قصتك مع نشوان صدقت، ان فيه قلوب بتتغير وان القلب ممكن يحب اتنين عادى بس يختار صح
, وان لازم نعيش وننسى الل فات بقا حتى لو رفضت الحيطان ذكره!
, صمت الاثنين فقام عيسي بلكز زين وأردف
, سيبك انت، هتبقا احلى عريس وهيبقا احلى يوم وهتعيش يا بن السلاطين.
,
, وهتعمل بيت كان نفسك فيه وهتحس بدفا امك وابوك الل اتحرمت منهم
, عشان انت تستاهل يا زين وربنا وقعك فواحدة شبهك، مشتاقه أمان وشوية حنية. ,
, لا ادرى من صاحب المقولة، ولكنه كان على صواب حينما قال تحلوا الحياة برفقة أرواح إن اخطأنا خلقوا لنا ألف عذر،
, أهلاً ومرحباً بيكم انهاردة فبرنامج نهاية الليل، انهاردة معانا قُنبلة مفاجأة، صاحبة اكتر موضوع هز السوشيال ميديا الفترة الأخيرة.
,
, حصل جدل وبلبله من الصحف والقنوات. وطلعت هي بكل شجاعه وقالت انها كانت غلط وكانت معميه
, وان كلنا بنغلط. بس اهم حاجه نتعلم من غلطنا، رحبوا معايا ب رونى حااافظ!
, دلفت روان بثياب اكثر حِشمة عن سابقها، وقد جدلت شعرها لاتضع مساحيق لا تضع أشياءها الغريبة ب وجهها واصابعها. فتاة عادية، روان كما لم تشاهدها من قبل!
, رونى قبل اى حاجه عرفنيا عليكِ
, اسمى روان عبدالحافظ ذكرى، كنت طالبة بكلية التجارة قبل م يتم فصلى.
,
, كنت نجمة معروفه جدا فالتيك توك. بعمل فيديوز رقص وكدا وعندى اكتر من 2مليون فولورز
, قوليلنا يا رونى ايه الل حصل؟!
, بدأت روان في رواية قصتها كاملة، ونسب المشاهدة تزيد، وطلب الاعلانات يتزايد
, كان احدهم يتابع اللقاء ممسكاً بسيجارته ويدخنها بهدوووء ويستمع للحوارالمذاع أمامه.
, طيب ليه طلعتِ لايف وقولتِ كل الكلام دا، اذا كنتِ مقتنعه بالل حصل وعملتِ ومحدش اجبرك عليه.
,
, الل حصل كان حوار دلع لخطيبي وكدا، بس دا كان غلط. انا فعلا كنت ساعات ببقا طايشه وغبية فتصرفاتى
, بس اما وصلت انها تأذى غيرى قولت لازم اصلح بقا
, نظرت روان الى الكاميرا بعينان دامعتان
, زى م قولت لكل البنات، اوعوا تعملوا زيي، انا فوقت صحيح بعد الوقت م انتهى
, بس فوقت، اى شاب بيحبك او خطيبك وطلب منك تعملى كدا مش بيطلبه عشان بيحبك
, هو شايفك ساهله، وانا فارس كان شايفنى كدا عشان التيك توك والل كنت بعمله عليه.
,
, والتيك توك دا اكبر مقلب اى بنت بتاخده بهدف الشهرة والفلوس ففى الل بيشوفك مسخ وحاجه مؤرفه ومالكيش سعر ولاقيمة
, صمتت المذيعه ومن ثم ردت على كلمات روان وهي تشعربها
, حقيقي انتِ حد شجاع اوى يا روان، ويكفى مجيتك هنا النهاردة
, ابتسمت روان وصفق جمهور الخاضر بالاستديو، فقالت روان الى المذيعه
, هو ينفع اقول كلمه لحد عن طريق البروجرام
, اتفضلى، بس هتقولى لمين
, هقول ل نور، نور اختى.
,
, توجهت روان مباشرة الى الكاميرا وكأنها تراها أمامها وقالت بنبرات توسل ورجاء
, نورى، انا غلطت فحقك كتير، حتى فغلطتى دى انتِ اتعاقبتى معايا وملكيش ذنب
, وكنت انا من ذنبك ولحد دلوقت، بس و**** من هنا ورايح انا هتغير وهبقا احسن مش عشانى
, عشانك يانورى، وانا بحبك اوى
, صفق الجمهور انسابت دمعه من عينيها، وبالمقابل كانت ترى اللقاء نورهان بالمنزل وبكت أمامها وبداخلها قلب يسامح. انها نصفها الآخر أيضاً!
,
, قاعة كبيرة، تتهيأ لاستقبال حفل كتب كتاب وزفاف العروسان زين ونشوان
, العمة بالمنصورة والعم جابر يتهيأن ب ملابس انيقه جدا قد احضرتها لهم نشوان حتى مهدى لم تنساه وقد اشترت له بذلة ثمينه، قاموا هم بدعوة الاحباء والجيران حتى يذهب الجميع ال العُرس بالقاهره.
,
, نشوان تتأهب وتستعد بمركز التجميل وقد صاحبتها زميلة لها بالشركة ونورهان وروان، وعيسى مع زين من قبل ان تشرق شمس الصباح يهيأه ويغنى له ويصفق وقام بتعليه صوت الموسيقى والاغانى انه يوم الزفاف المنتظر.
, هدير قبل ان تخرج وتذهب اليهم. رأت اميرة تقف بالحديقة صامته ف اردفت لها
, هتزعلى لو روحت ي اميرة؟!
, نظرت اميرة ناحية هدير مبتسمه واردفت
, لاء طبعا ياهدير روحى.
,
, قبلتها ورحلت وحينما وصلت كانت نشوان قد ارتدت ثوبها الجميل الهادئ ووضعت مسحوق التجميل
, وكانت تصفق روان وتقوم بنقل الحدث مباشرة ونورهان تساعد نشوان وكأنها شقيقتها
, ف دلفت هدير ترقص وتصفق وقاموا ب التقاط الصور جميعا سويا.
, أتت سيارة العريس، صعد عيسي إليها وجلبها له فيده وكأنها وليها
, وعالناحية الاخرى كانت مفاجأة حضور مهدى الى الحفل هو ووالدته ووالده يقومون ب استقبال المدعوين.
,
, بالسيارة كان زين ونشوان بالخلف، وعيسي يقود بهم وبجانبه نورهان. وبسيارة هدير كانت روان وزميلة نشوان يتغنون ويصفقون.
, وصلوا إلى القاعه، تعالت الزغاريد، رحب بهم الجميع بحفاوة عناق وحميمة شديدة، الكل سعيد
, الكل يشعر ببهجه، جلس زين بجانب الماذون وزوج العمه الناحية الاخرى
, بدأ المأذون. بالصلاة عالنبي أولا ومن ثم بدأ بالتحدث في مكبر الصوت
, زين ينظر الى نشوان خلسة ب ابتسامه وهي تبادله بخجل ممسكه بيد نورهان.
,
, شعرها يتقاطر من المياه، ومن ثم نزعت معطف الإستحمام ووضعته على الفراش
, وامسكت بفستان فخم وقيم جدا وقامت ب ارتداؤه
, الحمد**** والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين، قول ي استاذ جابر زوجتك موكلتى السيدة الثيب نشوان عبدالقادر
, زوجتك موكلتى نشوان عبدالقادر
, قول يا استاذ زين قبلت الزواج من السيدة الثيب نشوان عبدالقادر
, ابتسم زين وغمز له عيسي واردف
, قبلت الزواج من موكلتك السيدة الثيب نشوان عبدالقادر.
,
, بجهاز مجفف الشعر كانت تصفف شعرها، وتضع من عطرها الغال زخات على ثوبها ورقبتها وصدرها العارى
, ومن ثم نزعت القلادة الذهبية بعنف ووضعتها على المرأة.
, بارك **** لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
, تعالت الزغاريد، قامت القاعه بتشغيل الاعانى ثانية والجميع يعانق بعضه البعض
, قام زين بعناق نشوان امام الجميع وطبع قبله على رأسها وضم ماريا له ومن دون انذار.
,
, جذبه عيسي الى مكان الرقص وقامت الفتيات بجذب نشوان وهي ترفض قد اعتراها الخجل كثيراً
, ارتدت حذاؤها، امسكت حقيبتها
, خرجت واعلقت المنزل واستقلت سيارتها، انها أميرة
, وفى طريقها تذكرت بعض من اسطورة عشقهم الماضية والتي ستظل محفورة
, عودة للذكرى
, حتفضل تحبنى يا الزين؟!
, قولى هتعيش لامتى
, وايه علاقة دا بسؤالى
, عشان انا عايش بحبك ي اميرتى، أميرة حبي أنا
, ذكرى ثانية.
,
, قولى يا زين انا عايشه ليه؟! انا مش قادرة اعيش يوم كامل مع احمد
, عايشة عشانى يا اميرة، انا من غيرك اموت!
, ذكرى ثالثه
, قولتلى كام مرة بحبك لحد دلوقتي؟!
, ابتسم زين وضمها إلى صدره واردف
, صعب اعرف
, عشان كتير
, عشان اد م بتنفس حبيتك، واد م حبيتك بتنفس، فاهمه حاجه؟!
, ايوة فاهمه
, طب فهمتِ إيه
, فهمت انك قلبي وانى بحبك
, مش ادى يا اميرة حُبي أنا.
,
, تتساقط دمعه وتشاهد امامها ما نى، وزين يتراقص مع نشوان واصدقاءهم وكأن المشهد يتحرك بالرتم البطئ
, اميرة في طريقها إليهم وهما في بداية ايامهم للسعادة. او العكس!
, دلفت اميرة بحذاؤها. خطوة الثانية، صخب وضحكات ورقصات واصوات عاليه
, وزغاريد، لاترى احد. لا تشعرب احد، نظرها محدق عليه هناك
, حتى اصبحت مقابلة له
, فتوقف هو! ونشوان ومن حولهم
, مبروك!
, اهتز زين قليلاً، نظر لها وأردف
, **** يبارك فيكِ.
,
, معزمتنيش ليه، مش كفاية ان خطيبتك كانت بخيلة ومقالتليش
, نظرت نشوان إليها والى البقية ف اردف زين لها
, محستش انك هتحبي تيجى، لكن لو اعرف كنت قولتلك
, تقولى على ايه؟! ع انى اجى اشوفك مع واحدة غيرى؟!
, اشوفك بتتجوز يا الزين!
, ايه؟! رد عليا هو الل بينا كان ايه
, اتسعت عين عيسي حينما علم ب انها صاحبة محل الورد زوحة زين السابقه، تدخل سريعاً
, مدام اميرة ممكن كلمتين بس على جنب انا وحضرتك
, نفضت اميرة يد عيسي بعنف وأردفت.
,
, ماليش كلام مع حد منكم، انا معرفش حد منكم. اذا كنت الل اديته كل حياتى عمل فيا كدا
, اقترب زين منها وارظف
, هو احنا حكايتنا مش خلصت وانتِ الل خلصتيها؟!
, اردفت أميرة بصرخه وقالت
, ايوة! خلصت وانا الل اقول تخلص ازاى وتفضل انت ازاى وتفضل على حُبي زى مانا عايشه ع حبك
, استغفرت نشوان ونظرت على الجمع الذي لايعلم من هذه ولمَ تقف هكذا، ومن ثم انتبهت!
, اين صغيرتها!
, ماريا فين؟! ماريا فين.
,
, انتبه الجميع، تشتت تركيز زين من اميرة وانتبه مع نشوان اخذ الجميع يبحث
, انتبهت نشوان لعدم وجود مهدى، صرخت ب اخر مافى صوتها من قوة
, مهددددى!
, بسيارة زين كانت نشوان ونورهان وعيسي يحمل بسيارته البقية على المنصورة فقد اشارت انهم بالتأكيد هناك، العمة وزوجها خائفون من تهور ابنهم ولكنهم يرتجون من **** الستر وأن لاتكون معه الطفلة ولكن نشوان متأكدة!
, تبكى بنحيب نشوان طيلة الطريق ويقوم زين بتهدئتها.
,
, انا كنت متأكدة انه مش هيعديها ع خير، منك لله يامهدى. الا بنتى، الا بنتى يامهدى هموووت
, يامارياااا
, يقود زين ويحاول يربت على ذراعها وهو يردف
, انتِ بتعيطِ؟!، متعيطيش وحياتك عندى انا الل السبب ف الل انتِ فيه وانا الل هطلعك منه!
, اهدى يانشوان انا معاكِ ومش هسيبك
, انا عارفه هيأذيها، هيموت بنتى عشان اتجوزتك ي زين
, طب ليه عشان هو زى م قولت مجرم ولا عشان..
, صمتت نشوان وهي تبكى وتستغفر وتنظر هنا وهناك
, م تفهمينى طيب.
,
, ارجوك ي زين مش قادرة اتكلم
, وصل الجميع يبحثون هنا وهناك حتى عثروا عليه يجلس على مقعد يضحك قامت نشوان بالانقصاض عليه تنهش بوجهه ب اظافرها حتى منعها زين فقال لها مهدى ببرود
, فيه ايه يا عروسه، ايه الل جابك من الفرح
, بنتى يامهدى، بنننتى
, ماريا! هي فين هي ضاعت
, مهدددى ابوس ايدك الا ماريا، انا عمرى م اذيتك
, يابنى قول تعرف مكان البنت ولا لاء
, قالها والده له ب استعطاف، فنظر مهدى للجميع واردف.
,
, ايه دا دلوقت كلكم بتحاولوا تكلمونى بهدوء وتطلبوا منى بهدوء؟ هو انا اصلا عايش معاكم
, هو انتو معترفين بيا ولاحتى المدام! ايه يا نوشا!
, مالك بتعيطى ليه
, حاول مهدى الامساك بوجهها ف ابعده زين بقوة وردف ينظر له
, بقولك ايه هتقول مكان البنت فين ولا نطلع عالقسم؟!
, ضحك مهدى بهسيتريا وهو يصفق واردف
, لاء حلوة، حلوة يابن الذوات، اطلعوا عالقسم كلكم كدا بربطه المعلم لو اثبتوا حاجه.
,
, اقتربت منه نشوان بتوسل وهي تبكى وقد تشوه وجهها بفعل لخبطه المساحيق من بكاؤها
, ابوس ايدك، عاوز ايه، انا هعمل الل عاوزه بس بنتى لاء
, عاوز ايه؟! ياااااه ي نشوان دلوقت عاوز ايه
, اقولك عاوز ايه؟! انا مكنتش اى حاجه من الدنيا غير ان كنت عاوزك
, عاوزك وبس، بس يانشوان!
, استحملت ضرب واهانه وشتيمه وبهدلة وقرف عشان بيجرى فدمى عشقك
, استحملت وفضلتِ عليا مرة اخويا ومرة ابن الذوات دا!
, صرخ بوجهها
, لييييه! ناقصنى ايييه.
,
, مزق ثوبه من على صدره قائلا
, فيه قلب هنا بيحبك اكتر منهم ومن اى حد، فيه قلب هنا خدااااامك!
, كنت عاوز فرصه وكنت هكون تحت رجلك العمر كله
, كنتٌ بتقرفى منى وتستحقرينى يانشوان. بتستعرى منى وحبك فقلبي مكلبش زى التعويذة
, الل لا راضية تحل عنى ولا عارف اعيش بيها!
, كان الجميع يشاهد وكأنها مسرحية تقام امامهم بالفعل، الكل صامت وص
, ثلاثى الخوف هم الابطال، نشوان وزين ومهدى.
, اقترب زين منه وامسكه من تلابيب قميصه.
,
, اسمع بقولك ايه انا صبرت كتير، نشوان حكيالى كل قرفك وانك شمام وتاجر ففلوس مزورة وبتاع ضرب وحاجه زفت ف ي تقول البت فين وتبطل المسكنه دى ليها عشان دى مراتى وكلمه كمان وهدفنك قدام اهلك هنا، ي هنعرف بطريقتنا وساعتها متلومش الا نفسك
, نظر مهدى الى مسكة زين له من ثيابه فنفضها بعنف وقال بثقه
, اعملوا الل تعملوه، ماريا خلااااص مبقتش معانا عالارض
, دنى من نشوان وأردف يحدث عيناها
, عشان تدوقى الوجع ع حق!
,
, شهق الجميع فقالت بصراخ نشوان وهي تضربه بصدره
, عملت فيها ايه؟! عمللت ايييه
, ماريا، ماتت يا نشوان ب اشارة منى كان كل شئ انتهى ودوقى الوجع بقا
, لاء يا مهدى، لاء يامهدى، لااااااااء لااااااء موتت بنتك يا غبي
, ماريا بننننتك!
, اتسعت حدقه مهدى بعدما كان يتحدث بعدم اكتراث وقامت العمة بطرق وجنتيها، اما عن نشوان فكانت تضرب بصدر مهدى بعنف غير واعيه وهو يقف جامداً غير مصدق م سمعه، وقف زين صلب بلا حراك.
,
, ودنى عيسي منه قائلا
, هو الل اتقال دا بجد؟! ولا ودنى عملت ايرور.
 
٢٩

عشان تدوقى الوجع ع حق!
, شهق الجميع فقالت بصراخ نشوان وهي تضربه بصدره
, عملت فيها ايه؟! عمللت ايييه
, ماريا، ماتت يا نشوان ب اشارة منى كان كل شئ انتهى ودوقى الوجع بقا
, لاء يا مهدى، لاء يامهدى، لااااااااء لااااااء موتت بنتك يا غبي
, ماريا بننننتك!
,
, اتسعت حدقه مهدى بعدما كان يتحدث بعدم اكتراث وقامت العمة بطرق وجنتيها، اما عن نشوان فكانت تضرب بصدر مهدى بعنف غير واعيه وهو يقف جامداً غير مصدق م سمعه، وقف زين صلب بلا حراك
, ودنى عيسي منه قائلا
, هو الل اتقال دا بجد؟! ولا ودنى عملت ايرور
, ب نحيب وبُكاء مرير كانت نشوان تتحدث بنبرة تشوبها المرارة ناظرة الى العمة وزوجها اللذان اصابهما الهلع إثر ما تفوهت به الآن
, ايوة، ايوة ماريا بنته، بنت مهدى.
,
, السر الل خفيته من وقت م اتحطت فبطنى ب ارادة من **** رغم كل الل عملته عشان تنزل
, عارفين كنت عاوزاها تنزل ليه؟!
, نظرت إليه ك قطة ضاع صغيرها وتحولت الى وحش له مخالب وهي تدب على صدر مهدى بقوة
, قولهم ليييه؟! ليه كنت عاوزة اموتها
, عشان البيه اغتصبنى، معدى اغتصبنى ياعمتى وانا على ذمة مجدى
, يالاهوى، يالاهوى. يالاااهوى.
,
, كانت تطرق العمة وجنتيها بقوة حتى اصابهما الاحمرار من فوران الدماء بهم، والرجل المُسن العم جابر على قول واحد
, لاحول ولاقوة الا ب****، لاحول ولا قوه الا ب****
, تقولهم الحكاية ولا اقولها انا يا مهدى! ايييه اتخشبت اما عرفت انك موتت بنتك
, ضميرك صحى!
, عودة إلى الماضى.
,
, فى احد الاوقات، كان مجدى مع والده يحضران عقد قران ب منزل قريب من منزلهم لاحد الجيران، والعمة مع اهل العروس، وكانت نشوان بمفردها بالمنزل تعد الطعام ك عادة من عادات مقيمى الأرياف
, يحضرون طعام العشاء و يذهبوا به الى المنزل الذي به العُرس.
, مشغولة نشوان ب التحضير، واذ ب مهدى بالبيت. لم تكترث لوجوده وظلت على ماتفعل، وجدته بداخل غرفته.
, كانت قد انتهت من اعداد الطعام، ف شرعت ب اخذ قسط من الاغتسال بالمرحاض.
,
, ذهبت الى غرفتها تحضر ثيابها، ف ولج خلفها مهدى
, مهدى؟! داخل ورايا الاوضه ليه
, كان ينظر لها وبعينيه يمشط كل صغيرة وكبيرة ب جسدها وهي ترتدى ملابسها المنزلية وتضع وشاحها على رأسها، كانت تعود للخلف مع تكرار سؤالها
, عاوز ايه؟! عاوز تاكل! الاكل فالمطبخ
, كان يقترب عليها وفمه يسيل ك وحش وسنحت له الفريصه أخيرا بالاختلاء ب فريسته، شعرت نشوان بالخوف ف امسكت ب قطعه ديكورية موضوعه على منضده بجانب فراشها
, وقالت بصوت عالى.
,
, اطلع برة يالا
, انا جعان يانشوان
, بقولك اطلع برة، عاوز تاكل الاكل فالمطبخ
, لاول مرة يكون البيت فاضى ومفيش غير انا وانتِ
, بقولك اطلع برة الاوضه دلوقت حالا ي إما و**** هفتح دماغك وارقع بالصوت
, ابتسم مهدى ساخراً وهو يقترب منها اكثر
, محدش هيسمعك، القرآن شغال على الآخر برة والناس زيطه وزمليطه
, اتسعت حدقة عيناها خوفاً وقالت وشفتيها ترتجف
, انت اتجننت! انا مرات اخوك يا مهدى
, ايوة مجنون! ايوووووة بيكِ.
,
, انقض عليها ضربته على رأسه ولكنها لم تفعل به شيئاً، كان يعتليها يحاول نزع ثيابها كانت تصرخ يضع يده على فمها تقوم بقضمها ب أسنانها يتحمل إثر مفعول المخدر الذي يسرى بدمائه، بقوه نزع ملابسها ومزقها ومزق وشاحها، انسدل شعرها الحريرى الطويل اخذ يستنشقه ويقبلها في كل جزء من وجهها وجسدها وهي تقاوم وتحاول. حتى امسك ب رأسها وطرقها عدة مرات على الارض حتى شعرت بالدوار. واحست بعدم التوازن، خلع هو ثيابه وارتكب فعلته وهو يكبل يديها بيديه وانفاسها بفمه حتى انتهى!
,
, نهض مهدى ينظرلها وخى بحالتها هذه، كانت فقدت الوعى. قبلها بكل شبر بجسدها العارى ومن ثم امسك ب غطاء وغطى جسدها مع قوله ناظر لها
, سامحينى يانشوان، سامحينى يا حبيبتي، غصب عنى كُنتِ حقى واستخسروكِ فيّا
, لكنى خدت حقى فيكِ خلاص وغصب عنهم، وعنك!
, بعد فترة من الواقعه، بدأت تشعر نشوان بالدوار والغثيان المستمر. الصداع الزغللة
, انسداد الشهية، وب الارهاق من اقل مجهود تبذله بالمنزل.
,
, اشترت اختبار للحمل وفعلته حتى تأكدت! بكت ب مرارة، قدرات مجدى زوجها الصحية جعلته فالاونة الاخيرة لايقوم بوجباته الزوجية معها، الكيماوى صنع من جسده نسيج هزيل واصبح لايقوى على فعل شئ.
, ولكن وماذا بعد! ماذا عساها ان تفعل الآن؟!
, كانت تحاول إجهاض هذا الطفل الغيرشرعى دون ان يشعربها أحد، تصعد سلالم المنزل وتهبط من أعلاه.
,
, تحمل أشياء ثقيله فوق رأسها وتصعد بها، تعمل بالمنزل فوق طاقتها، ولكن باءت كل محاولاتها بالفشل
, حتى اتى يوم.
, مالك يابت يانشوان؟! وشك مصفر زى الليمونة
, ابتلعت نشوان ريقها بصعوبة وهي تطعم زوجها وكان يبدو عليها مظاهر الاعياء الشديد ف اردفت الى عمتها
, مفيش ياعمتى
, دا انتِ حتى الاكل مبتاكليش. يابت قوليلنا مالك نوديكِ المستوصف نكشف عليكِ
, تنفست بصعوبة واخذت الدنيا تدور من حولها حتى سقطت مغشى عليها!
,
, سرعان م اخذوها الى اقرب مشفى بالبلدة حتى اخبرهم الطبيب ب أنها حُبلى! فرحت العمة وزوج العم كثيراً
, ولم يفرح مجدى.
, الجميع اعتقد بسبب مرضه لم يشعربفرحه خاصة حديثه المتكرر عن الفراق وانه سيفارقهم بيوم، فمن المؤكد انه لايريد طفله يأتى الدنيا دون اب.
, هذا معتقدهم، ولكن بينه وبين نشوان كان هناك حديث آخر
, كانت تبكى وتقبل يده قائله
, ورحمة ابويا وامى م عملت حاجه غلط يامجدى، انت عارفنى اقسم ب**** العظيم.
,
, امسكت المصحف الشريف امامه وركعت تحت قدميه وهي تحلف وتبكى حتى اسكتها هو واردف
, ليه يانشوان، اكمنى عيان
, و**** م عملت حاجه ولا لوثت شرفك، انا اتعرضت للاغتصاب واقسم ب**** العظيم دا الل حصل
, بكت كثيراً ف ربت على رأسها، رفعت رأسها له واردفت
, حاولت انزله وهو اصغر من كدا بس دلوقت بقا فيه روح حرام عليا، مش عارفه اعمل ايه
, دلنى انت
, كانت عينا مجدى اغرقتهم الدموع، فتوسلت إليه نشوان قائلة.
,
, انا مستعدة اقولك مين عمل فيا كدا ومستعدة اواجه بس خايفه، لو اتكلمت ممكن حجات كتير تحصل يامجدى
, لكن و**** انا م لوثت شرفك ولا جيت ناحية اسمك الل شايلاه كُل الل حصل كان غصب عنى ويعلم ربي.
, عادت نشوان من روايتها لما حدث بعينان تتحدث قوة وانكسار في وقت واحد، تنظر ناحية العمة وتقول
, كُنت بتتهمينى ب إنى موتت مجدى مش كدا، عارفه مين الل موت مجدى ياعمتى؟ هو
, سبب كل بلاوينا، مهدى، تحبي دى كمان تعرفيها ازاى.
,
, عودة الى الماضى
, مجدى نروح مستشفى، انت تعبان اوى
, كان يرقد مجدى على فراشه، شبح الموت يحوم حوله ويبدو انها ساعاته الاخيرة ولم يشعر به احدا إلاها!
, البت فين؟!
, تلعثمت نشوان وقالت
, برة مع عمتى
, نشوان
, نعم يامجدى
, ناولينى شوية ميّه
, ارتشف القليل واعطاها الكوب ثانية واردف بصوت متعب يكاد يكون مسموع
, قلبي واجعنى اوى يا نشوان اكتر من جسمى الل بياكله المرض
, ليه بس يامجدى. حرام عليك الل بتعمله فنفسك دا
, تعالا يالا نطلع عالمستشفى.
,
, اردف مجدى بلامبالاه
, خلاص، معادش له لزمه. انا خلصت رصيدى فالدنيا. انا بس كنت عاوز اقولك كلمتين فقلبي ليكِ من زمان
, قول يامجدى
, انا عارف مين ابو ماريا
, اخذت نبضات قلبها تتسارع وانفاسها تصعد وتهبط، ف استطرد مجدى حديثه
, بس مينفعش اقول عارفه ليه.
,
, عشان سترت عرضى وكتبتها ب أسمك، عمرى م هنسي يامجدى ومتعرفش فصلاتى كل يوم بدعيلك تقوم من شدتك دى ازاى وتفضل معايا لأن انت الوحيد الل بتحمينى فالدنيا دى حتى لو غصب عني غلطت فحقك ومكانش قصدى
, مش عشان كدا وبس
, اخذ يسعل ومن ثم قام ب إرجاع بعض الدماء من حلقه ف امسكته هي ملهوفه ف اردف يبكى.
,
, عشان امى هتموت فيها لو عرفت، ان اخويا الل ماليش غيره هتك عرضى وعرض مراتى، عشان اخويا محترمش حُرمتى وغصب مراتى على انها تنام معاه وكمان البنت بنته مش بنتى
, والناس هنبقا فضحيتهم ولبانتهم والبت هتفضل عايشه بالعار
, انا سترتكم يانشوان لانى هسيب الدنيا خلاص، يمكن يكون دا له منزلة عند **** يتشفعلى بيها ادخل جنته.
,
, مالهاش ذنب ماريا تتعاير بكرة ووبعده، حافظى على السر الل تعب قلبي. حافظى عالبيت وامى وابويا يانشوان
, سعل كثيراً، سال من فمه الكثير من الدماء حتى لفظ انفاسه الاخيرة على يديها فصرخت نشوان ل تدلف العمه تجده باكياً وبين يدى نشوان ميتاً!
, عادت نشوان من الذكرى تبكى بمرارة، جعلت الجميع يشاركها حزنها وما روت من القصة كاملة. وم انتهت الليلة بعد ولا مفاجآت مهدى حتى داهمت الشرطة المنزل
, ايه دا فيه ايه!
,
, قالتها نورهان ف اردف ضابط الشرطه لهم
, السيدة نشوان عبدالقادر فين
, كانت تمسح نشوان عيناها وقالت
, ايوة أنا
, اتفضلى معانا
, تتفضل معاكم فين ياحضرة الظابط
, ابعد زين نشوان خلفه وهو يردف الى الضابط وجها لوجه، ف اجابه الضابط
, متقدم فيها بلاغ من زوجها مهدى جابر انها تزوجت من آخر وهي ع ذمته!
, الجميع ينظر الى مهدى الذي لم تنفرج شفتيه منذ اعلامه ب ان ماريا بنته، فقال عيسي ساخرا ردا على كا مايحدث.
,
, ايه الليلة الكُحلى دى! مرات مين حضرتك المدام مرات الاستاذ زين الل قدامك دا
, اصاب نشوان الجنون وقالت متخبطه ممسكه ب زين خوفا
, انا مش متجوزاااه، انا مش متجوزه حد. انا جوزى زين خليل بس، ماتقولى حاجه ياعمتى
, نظر الضابط الى العسكر ليأخذوها الى السيارة، وهو يردف
, يالا عالقسم وهناك هنعرف كل حاجه، القسيمه الل عندنا سليمه وانك مرات مهدى جابر.
,
, اخذوها وهي تبكى و زين يحاول تخليصها منهم ومن ثم ادار ظهره الى مهدى ولاول مرة يظهر وحش كاسر بداخل الحمل الهادئ زين، ولكمه تلو اخرى وصفعه تلو الثانية دون توقف دون نفس!
, ومهدى يتلقى منه دون اى ردة فعل وزين يتحدث بجبروت
, بتعمل فيها كل دا لييييه، ليييه اقسم ب**** هموتك. هموتتك
, عيسي يحاول التخليص والرجل المسن والد مهدى والفتيات، حتى استحلفه ب**** عم جابر ان يتركه.
,
, فتوعد له زين وذهب خلف نشوان الى قسم الشرطه هو وعيسي والفتيات وتركوا مهدى ووالدته ووالده لايسعهم الرد لكل مفاجآت هذه الليلة.
, وهناك بقسم الشرطه
, حضرتك احنا لسه كاتبين كتبانا مفيش كام ساعة، ونشوان دى مراتى وكانت ست ارملة قبلى متزوجه من مجدى جابر لكن متجوزتش اخوه والقسيمه دى مزورة
, نظر الضابط له بعدم اكتراث واردف
, اثبت دا وهات محامى شاطر ليها لان الموضوع مش سهل
, قال زين ب رجاء له.
,
, حاضر هعمل كل جهدى، بس ممكن متباتش فالحجز
, لاء طبعا، دى قضية واتفتحت وبكرة هتتعرض عالنيابة. فالافضل لو كلامك صح تثبت دا لأن هتفضل محجوزة هنا
, شعر زين بقلة الحيلة، رحل ومعه عيسي والفتيات عائدا الى القاهرة لإحضار محامِ والقيام باللازم حتى يحلص نشوان من ورطتها هذه.
,
, استقل سيارته بمفرده، واستقلت الفتيات مع عيسي وعلى طريق القاهرة. كانت هناك سيارة تلاحق زين بينما هو لم يكن منتبه معها كان يتحدث تليفونيا الى محام مخضرم يعرفه عن طريق عائلته
, يعنى ايه الحل دلوقت
, حاجه من الاتنين، مدام الواد دا مزور شاطر ومش هنعرف نطعن فالقسيمه ودا هياخد وقت وطبعا مراتك كل دا فالحجز، انك ي تطلقها ويكدا يطلقوا سراحها مؤقتاً لحد م نثبت.
,
, ي حد يشهد من الاقارب درجه اولى انها مش مراته وكلامهم هيبقا قصاد كلامه
, يتحدث زين غير مكترث بالطريق حتى لاحقته السيارة، ف حاول الافلات منه وينظر بالمراه
, ومن دون سابق إنذار، تعثر في الرؤية أمامه ف كسر بعجلة القيادة على فجأة حتى انقلبت سيارته!
, يأتى مشهد يُعلمنا ما السبب في هذه النتيجه، يتحدث مهدى تليفونيا في يوم سابق عن يوم الزفاف مع مجموعة من الشباب الفاسدة امثاله.
,
, هو وهي هييجو ع هنا ع ملا وشهم، هي هتاخد نصيبها وهو بقا تفضلوا وراه عالطريق لحد م يغور فداهيه ونقراله كلنا الفاتحه!
, كانت هذه هي طعنات مهدى لهما حينما أخبرها، انه لن يتركهما، يتدعى ب ان نشوان حقه
, ومن يدافع عن حقه كان مُحقاً حتى لو أذآه!
, انتِ كُنتِ عاملة اجازة ليه؟!
, تنهدت هدير ب حزن واردفت
, شوفت يومين فاتوا من ابشع الايام، فكرونى بحاجه كدا
, ايه خير.
,
, لاء هو مش حوار ليا، حوار مع ناس اعرفهم وفعلا فمصيبة من مصايب الزمن معرفش هيطلعوا منها ازاى
, جانى مود اكتئاب سيطر عليا مقدرتش اجى الشغل
, دنت زميلة هدير منها واردفت
, مفيش جديد؟!
, عن مين؟!
, انتِ وصالح
, ولا اعرف عنه حاجه
, اتسعت حدقه زميلة هدير متعجبه وقالت بنبرة شبه عاليه
, بتهزرى! هدير صالح بين الحيا والموت
, ماذا سيحدث لو أخبرناهم عن عُمقِ مشاعرنا دون أن نعود مكسوري اللهفه!
,
, بكعبها الرنان، كان يطرق ارضية المشفى، تهرول حتى وصلت الى غرفته ف وجدته ممددا ومعظم جسده مغطى بالشاش رأته من الزجاج ف دلفت تقدم ب ساق وتتأخر بالاخرى
, رآها هو بلا حراك. دلفت واقتربت من فراشه
, صالح
, بمنتهى الوهن اردف لها
, ممكن تطمنى على أبنى ياهدير
, ترقرقت دمعه بعينها، وتركته وسألت عن غرفة الصغير ف وجدته
, اطمأنت ان حاله افضل من حال والده، وحزنت بشدة حينما علمت ان لم يكن ب استطاعهم انقاذ والدته وتوفت فالحال!
,
, حاولت ان تلامس الطفل النائم بفعل المسكنات لتخفف الآلام الحروق بجسده، لامست اصابعه الصغيرة وقبلتها وقبلت رأسه ومن ثم عادت الى صالح وجلست أمامه
, متقلقش هو كويس
, هز صالح رأسه لها ومن ثم قال بضعف
, متشكر ياهدير
, انا مكنتش اعرف ياصالح
, بس انا مش بشكرك عشان جيتِ
, اومال؟!
, عشان اصلا انتِ هنا بعد كل الل حصل منى وكل الل غلطته فحقك، يمكن مقومش من الل انا فيه.
,
, بس عاوز اعترفلك اعتراف. انا محبتش حد أدك. وعمرى م حسيت ان الحب والعشق غلطه الا معاكِ
, عشان ع اد م عشقتك معرفتش احافظ عليكِ. بس خلاص **** اخد حقك وهموت
, هموت من غير م اسعدك واحقق طلبك، هموت من قبل م اعرف ابنى انى كنت له اب واستحق فرصه تانيه
, حاولت هدير التماسك واردفت له
, ان شاء **** هتقوم ي صالح، هتقوم وهتفضل مع إبنك لأنه محتاجلك دلوقت ومالوش غيرك.
,
, حينما قالتها هدير تذكر صالح رحيل زوجته السابقه التي أيضاً اخطأ كثيرا بحقها ف بكى بشده، امالت هدير بجذعها على رأسه وقبلته وقالت
, متخافش كل شئ هيتصلح، وانا جمبك ومش هسيبك
, بحبك ي هدير
, وانا كمان بحبك ياحلوف، يعنى كان لازم تموت عشان تعرف قيمتنا
, ابتسم صالح ب وهن فقالت هدير له
, قولتلك متقلقش، عمر الشقى بقى. قوم عشان إبنك وعشانى ياصالح
, يا تكفير ذنوبي فالدنيا
, ضحكا الإثنين وظلا على نظرتهما لبعضهما البعض.
,
, كانت نورهان تمشط شعرها أمام المرآه تستعد للخروج وروان خلفها
, قامت بسؤالها
, خارجه؟!
, تنهدت نورهان بحزن
, اه رايحه مع عيسى لزين المستشفى
, طيب هغير واجى معاكم
, شردت نورهان وقالت ب أسى
, صعب اوى الل بيمروا بيه نشوان وزين دا، نشوان تموت بنتها وتتسجن على يد المجرم دا بجريمه زور محصلتش وزين يعمل حادثه وانا برضو متأكدة ان مهدى دا السبب فيها
, كانت تجدل روان شعرها وهي تتحدث لشقيقتها وقالت.
,
, حاسه ايه انا بقا متأكدة، ومتاكدة ان ماريا مموتهاش هو عاوز يخص نشوان شكله اتفه من انه يموت فرخه واكيد مخبي البنت فحته، حرام عليه يارب يموت ومن الموت زوحليقه عالنار كدا
, كانت تنظر نورهان بالمرآه ترى نفسها بعد آخر لمسات وهي تقول
, منه لله، قلبلهم الفرح ميتم
, اقتربت روان من شقيقتها وقالت بخبث
, لا وانتِ الصادقة، الل قلب لهم الفرح من الاول مجية البرنسيسة أميرة السلطان.
,
, أشارت روان بعينها خارجا ف اوضحت لها نور ان تغلق فمها منعاً للمشاكل، ف ذهبت روان ترتدى حذاؤها وهي تتحدث لشقيقتها
, بس غريب زحلقه حوار نشوان وماريا وانها بنت مهدى مش جوزها، يالاهوى طلعت نشوان آست كتير اوى والزفت القذر دا مبهدل حياتها عالاخر وقال ايه مكانش يعرف انها بنته يعملوها ويخيلوا
, اكيد مكانش عارف ان جوز نشوان من التعب مكانش فيه اتصال بينهم وبطلى كلام فقلة الادب يا بت انتِ.
,
, ياستِ وانا فتحت بوقى انا بتناقش معاكِ.
, صمتا ف وققت روان امام المرآة تضع حمره خفيفه اللون لشفتيها وتقول
, بس شكل زين مكانش عارف
, ليه؟
, وقف اتخشب كدا لما قالت زى م كلنا اتخشبنا
, لاء كان عارف
, التفتت روان الى شقيقتها وقالت بطريقتها الطفولية كعهدها
, انتِ تعرفى؟! طب قولى والنبي قولى
, هو اى رغى ياروان
, قولى بقا.
,
, مفيش، نشوان مصارحه زين بكل حاجه وانها اتعرضت للاغتصاب وماريا مش بنت مجدى بس جوزها ستر عليها ومرضيش تنزلها وكتبها ب إسمه، لكن مقالتش ل زين مين باباها فاهمه
, فهو اتفاجئ ان الزفت مهدى زى م كلنا اتفاجئنا وانها قالت كدا قدام مامته وباباه وقدامنا. بس بصراحه **** يكون فعونها كذا خبطه فالراس توجع كان لازم تزيح الصخر من على صدرها وتتكلم.
, وإنتِ عرفتِ منين كل دا؟!
, هو حكى لعيسي وعيسي قالى.
,
, نظرت نورهان في ساعة اليد وقالت مسرعة
, حلو كدا آخرتينى، يلا عشان زمان عيسي مستنى
, طب يلا هجيب شنطتى
, رن هاتف روان برقم لاتعرفه
, ثوانى يانورى اشوف مين دا
, اجابت روان
, الو
, انسة روان عبدالحافظ، تمام
, ايوة
, انا المنتج والمؤلف رأفت الشيخ، تسمعى عنى
, اتسعت عين روان بمفاجأة وقالت
, ايوة طبعا اسمع عن حضرتك
, طيب انا من غير تطويل عليكِ، عاوز نحدد ميعاد نتقابل فيه
, عشان؟!
, ضحك الرجل وقالت بأدب.
,
, تابعت آخر لقاء ليكِ تليفزيونى وكنت متابع القضية كلها من البداية وحابب نتعاون فعمل درامى عنك وتكونى بطلته
, نظرت روان الى نورهان وعلى فجأة سقطت مغشى عليها من هول الفرحه والصدمه معاّ.
, احياناً تتمَنى أنْ لا تفهَم، أن لا تلاحظ ب دقة، أنْ تدع الامور تجرى بثقوبها، تبقى ساكِناً دون أنْ تُحدث رد فعل، غالباً الجهل يمتص الضَرر.
,
, كان ينظر والد مهدى إليه هو ووالدته نظرات تحمل الحنق والغضب من كليهما، ومن ثم اردف اليه والده
, وديت ماريا فين يامهدى؟!
, لم يجيبه مهدى، فقفز الرجل من مكانه بغضب واردف إليه وامسكه من تلابيبه
, البت فين! البت فين يا وسخ يا جايف ياكلب، تغتصب مرات اخوك وتحمل حرام منك وتموت اخوك بحسرته واخرتها تسجنها بعقد حرام مزور لاهى مراتك ولا تعرفك وتموت البت
, انطق لو فاكر انى كبرت فالسن ومش هقدر عليك تبقا غلطان.
,
, ابعد مهدى يد والده عنه بعنف وقال
, بقولك ايه يابا خرج نفسك برة الدايرة دى، عشان الموضوع كبير عليك ي حج
, وانا مش مهدى الل هتمسكه تولع ف امه ضرب زى م كنت بتعمل
, أردف اليه الرجل بصوت متهدج حزين على وشك البكاء
, بتسقوى على ابوك ي مهدى
, قول يابنى متحرقش قلبك وقلبنا عالبت، انت موتتها بجد؟! طيب طلع نشوان من الل هي فيه وسيبها لجوزها يابنى محدش بياخد حاجه بالعافيه.
,
, قالتها الأم، فنهض مهدى منزعجا فقام الاب باللحاق به يهرول خلفه هو ووالدته
, مهدى، ولا يامهدى انطق قول البت فين لا الا انا الل هسلمك للبوليس واقول على كل حاجه يا خيب الرجا ياخلفه تجيب ورا من يومك
, قالها الاب ف انزعج مهدى وعاد على وشك ان يضرب ابيه ف امسك بذراعه الهزيل بقوة يتحدث اليه بنبرة تحذير
, ابعد ياعم جابر ومتخليش الجنونة تطلع عليك
, متستقواش على ابوك ي مهدى
, سيبيه يا ذكية، انا هبلغ عنه الوسخ دا.
,
, قالها الأب ف دفعه مهدى للخلف بقوة جعلت الاب يقع أرضاً فبكى وبكت الام ومشى مهدى هائم على وجهه ليفاجئ بسيارة مسرعه قادمه تدفعه في وجهها الناحية الاخرى مع صرخه مدوية لوالدته جعلت كل من بالشارع والمارين ينتبهوا مع صوت فرامل السيارة!
, راهنوا على النهايات، البدايات دائماً مبهرة.
, كان يقوم عيسي ب اسناد ظهر زين الى الوسادة برفق وهو ممدد على فراشه، ومن ثم اعتدل فقام ل عيسي بصوت متعب
, نشوان يا عيسي.
,
, ياعم خليك فنفسك وكل حاجه هتمشى تمام و****، يانور قوليله بعمل ايه ليل ونهار عشان موضوعهم
, تدخلت نورهان
, و**** من المحامى لعم جابر بابا مجدى متقلقش يا زين هنطلعها وانت **** هيشفيك وموضوعكم هيتم
, كان ينظر عيسي الى نورهان بحب ومن ثم اردف إلى زين
, اهو وشهد شاهد من اهلها، انا هفضل ورا عم جابر لغاية م نجيب اخر ابنه الشمام، عيل وش اهله كعب جزمه يخربيته حد يصدق يكون بالجبروت دا.
,
, يقتل البت ويسجن امها ويعمل فيلم ويخلى حد يقلب لك العربية، عيل جبار المفروض يروح يصور افلام فشيكاغو
, أردف زين بتعب اليه
, حاسس انه مموتش ماريا، وعاوز اى اثبات نطلع بيه نشوان هي مش حمل البهدلة دى
, ياحبيبي و**** م تقلق، اخوك فضهرك خد رقدتك انت بس ع خير
, وقوم هتلاقى كل حاجه زى الفل
, صمت الجميع للحظات ومن ثم قال عيسي
, انت راقد متدشدش وصالح راقد محروق هو وابنه، معرفش حد قارى علينا سورة ياسين طيب.
,
, ابتسم زين ف دلفت الممرضه
, معلش وقت الزيارة انتهى عشان المريض يستريح
, نظر اليها عيسي وقال
, طب دقيقتين
, حضرتك دى تعليمات المستشفى
, طب انا جايبله موز اثيوبي أكله الموز وامشى
, ممنوع يافندم
, طب تفاحه
, حضرتك كدا هتأذينى
, تنهد عيسي وصافح زين برفق ولوحت نورهان له ورحلوا على ميعاد غدا وقت فتح الزيارات وطمأنه ب انه سيعمل على ان يبقى الوضع مستتب دون مشاكل.
,
, مرت السويعات، بقدميها وحذائها الثمين كانت تطئو ارض المشفى التي بها زين، حتى وصلت الى رئسة التمريض وتحدثت إليها انها بحاجه للدخول الى المريض زين خليل لامرضرورى واعطتها الكثير من المال بعد جدل طال لوقت. البستها ملابس ممرضه وولجت إليه اثرنومه بفعل الادوية والعقاقير السارية بعروقه.
, وقفت طويلاً امامه تتأمله ومن ثم اردفت أميرة.
,
, مبسوط؟! مبسوط بكل الل حصل؟ هي دى بقا الل فضلتها عليّا وعلى قلبي! بنتها من حرام وواحدة منافقه وكدابة وقريبها بودرجى اجر بلطجيه عليك يقتلوك!
, بجد برافو، انا بأسف على اختيارك، واسفه لو افتكرت انى هفضل لطيفه طول عمرى، انا اميرة ي زين
, اميرة الل وحياة غلطة عشقها ليك مش هيتهنى بيك غيرها!
, فتح زين عينيه ببطء ففوجأ بها أمامه، حافظ على ثباته واردف ب وهن
, بتعملى ايه هنا
, هاخد حقى منك يا زين
, بس مالكيش حق عندى ي اميرة.
,
, لاء ليا، ولا نسيت، حق الحب والخيانه والوجع والقلق والتعب والتدمير النفسى
, حق كل حاجه حلوة عيشتها معاك جوا كدبه اسمها حبك
, حقى فيك. ومش هياخده غيرى
, نشوان خدت جزائها، بنتها ماتت وهي اتسجنت، قريبها المجنون قام بالواجب عشان تعرف تبص لفوق تانى
, اما بقا انت
, وهنا كانت المفاجأة، اخرجت من ثيابها سلاح نارى صغير وصوبته ناحيته، اتسعت حدقة عين زين واردف لها يحاول النهوض
, هتموتينى يا اميرة؟!
, وتموت كل حاجه معاك وتدفن.
,
, اميرة انتِ مستوعبه عاوزة اعملى إيه
, ايوة
, انا الزين ي أميرة
, رفعت انفها بكبرياء وقالت
, كُنت
, وحهون عليكِ؟!
, هُنت من زمان أوى
, صوبت السلاح نحوه واغمضت عيناها نطق هو الشهادتين وعيناه تسيل يتذكر ضحكه نشوان
, كلمات أمه، نكات عيسي، هيئته وسط موظفيه، عناقه ل أميرة.
,
, ارتجاف والده وقت نوبة من نوباته الهيسترية زفافه عليى اميرة، عقد قرانه هو ونشوان، اطلقت اميرة النيران عليه بدم بارد! سمع الجميع صوت الطلقة نارية، وَعم الظلام. ,.
 
٣٠
الاخير

هُنت من زمان أوى
, صوبت السلاح نحوه واغمضت عيناها نطق هو الشهادتين وعيناه تسيل يتذكر ضحكه نشوان
, كلمات أمه، نكات عيسي، هيئته وسط موظفيه، عناقه ل أميرة
, ارتجاف والده وقت نوبة من نوباته الهيسترية زفافه عليى اميرة، عقد قرانه هو ونشوان، اطلقت اميرة النيران عليه بدم بارد! سمع الجميع صوت الطلقة نارية، وَعم الظلام. ,.
,
, إنتبه زين من غفوته إثر هذا الحلم اللعين، تنفس الصعداء وحمد ربه انه كان حُلماً وأنه مازال هنا وأن اميرة لست ذاك الشيطان الذي رآه ب حلمه.
, أما عنها، ف كانت في منزلها قصر الأميرة تستعد ل تركه بعد إعلامها لكلاً من هدير ونورهان وروان ب أن امامهم مُهلة وبعدها س تغلقه.
, حتى محل الورد، اغلقته، وهل عادت الى والدها قصرها العاجى الزجاج مرة أخرى؟ أم أنها ستختار بداية ثالثة بعيدة عن كُل هذا وذاك!
,
, سيبتِ كُل حاجه ومشيتِ وأنا معترضتش، قولت اكيد عاوزة تعيش بحرية بعيد عنى لأنى طول الوقت كُنت بتحكم فقرارتك، كُنت بتطمن من وقت للتانى، لكن تسيبي البلد كُلها يا أميرة!
, رفعت أميرة بصرها إلى والدها رشيد بك وأردفت بهدوء وخذلان
, بابي، حاولت ابعد عن هنا عشان مفتكرش كُل الل حصللى هنا منك ومن الل حواليا. هربت لمكان بعيد وطريقه معيشة ابعد عن ما كنت قبل كدا
, بس الل هربت منه هنا، لاقيته هناك اكتر. واوحش وأصعب.
,
, بابي انا مبقتش عاوزة اتعامل مع حد، ولا اشوف حد، هروح مكان ابعد م يكون عنى، ميكونش يشبهنى ولا اعرف شئ عنه
, يمكن ساعتها القى نفسي. ويمكن اكفر عن ذنبي فحق ناس كتير
, رحلت بعدما قالت هذه الكلمات، وبداخلها تتذكر حنان زين الوارف عليها. كلماته، عناقه، احتواءه
, كل شئ زكل بادرة منه لا تستحق سوى الافضل منها ك ردة فعل من أميرة.
,
, ايقنت بداخلها انه يستحق الفرصة الثانية حتى لو كان قلبها يتمزق للاعتراف بتلك الحقيقة، ولكنها تعترف
, انها كانت المُخطئه الحقيقية ب اسطورة عِشقها بالزين، ف عليها أن تتركه للحال الذي اختاره وتضع نقطه
, وتبدء من جديد وللمرة الثالثة بنفس الشغف ونفس الإثارة ولكن هذه المرة قامت بمحو الماضى لتبدء من جديد مع أميرة جديدة الصورة والشخصية والحياه,.
,
, توجد أشياء بالحياة، العبث بها ليس له غفران، كأن تعبث بالضوء في قلب أحدهم ثم تُطفئه.
, نشوان عبدالقادر!
, انتبهت نشوان، الذي هُزل جسدها بفعل حبسها بالسجن كُل هذة المده. وبعينان منكسرتان بُكاء وحَسرة
, نظرت نحو رجل الشرطة ف أردف هو
, ايوة
, قومى حضرة الظابط عاوزك.
,
, بقدميها كانت تهرول نشوان تستبق زوج العمة الذي لايستطيع اللحاق بها من فرحتها العارمه بما سمعت بداخل مكتب ضابط الشرطه، تتسارع بالخطوات وبداخلها تستمع لما قيل منذ قليل وكأنه حُلماً لاتستطيع تصديقه
, نشوان، جوز عمتك قدم الإثباتات والادلة انك مش على ذمة المدعو مهدى جابر، وان القسيمه مزورة بفعله هو وبعض زملاءه والى جارى التحرى عنهم.
,
, بس للاسف هو توفاه **** ومفيش أى اجراء ضده دلوقت يُتخذ من إدعاءه الكاذب وتلفيق التهمه وتزوير في اوراق رسمية. هيتم اطلاق صراحك من سراى النيابة وهتروحى.
,
, تمت الإجراءات، وخرجت نشوان ملهوفة ناحية منزل العمة حينما اخبرها العم جابر ب ان وفاة مهدى كشفت مستوره. واخبروهم اصدقاء السوء لديه ب أنه كان يخفى الطفلة ماريا عند أحدهم ولم يمسسها احد بسوء، وان قسيمه الزواج مزيفه ليس لها اساس من الصحه ومستعد للشهادة امام الشرطه.
,
, دلفت نشوان والمنزل يغطيه السكون الا صوت المقرئ لاذاعة القرآن الكريم والنساء مُتشحات بالسواد ب عزاء مهدى والعمه تجلس بالمنتصف باكيه تنتحب فقيدها وليدها مهدى.
, رأت نشوان ماريا تجلس على ساقى العمة، هرولت تحتضنها وتغمر كل جزء بها بكثير من القُبل المحملة بالاشتياق واللهفه. لم تأبه للحادث المُقام ولا يتحرك بها ساكن سوى رؤيتها ل فلذة كبدها أمامها تراها رؤى العين وتطمئن لحالها اخيرا.
,
, دون كلام ولا سلام، اخذتها ورحلت، تم تواصلها بعيسي واخبرته عن كل شئ لأنه كان يتابع كل شئ خطوة ب خطوة مع المحامى ومع زوج عمتها.
, وإلى المشفى كان مقصدها تهرول إلا أن رأته، ولأول مرة تعبر عن اشتياقها هكذا إليه ولأول مرة تفصح عن مابداخلها من حب دفين إليه استمر لمدة طويلة بداخلها بين طيات قلبها وروحها.
,
, غمرته بالعناق الشديد وهو بادلها بكل الحب والحنين واللهفة، كانا ملتحمان ك جسد واحد. اروع مشهد تراه لعاشقان على الإطلاق، من الممكن بأن يخونك كل شيء إلا شعورك، المرء يشعر بكل شيء في أعماقه، يشعر بمن توقف عن حبهِ، ويشعر أيضا بمن ينتظر منه مجرد كلمة..
, نشوان، انتِ هنا قصادى، يعنى دا مش حلم بيكِ زى كل يوم
, بحبك يا زين، بحبك ومش هنفترق عن بعض تانى أبداً.
,
, امسكت له ماريا وقبلها ب وهن وفرحه وهي تردد بعينان لامعتان
, ماريا عايشه، ماريا اهيه يا زين فحضنى ومعايا وانت كمان معايا، مات الشيطان يا زين مبقاش فيه حاجه تفرقنى عنك تانى، مفيش حاجه هتخلينا نبعد عن بعض
, امسك زين أطراف اناملها وقبلهم واحد تلو الآخر برفق وانفاسه تتسلل الى احساسيها وهو يقول
, انا بقيت كويس خلاص، عاوز أخرج.
,
, هشوف يا حبيبي هينفع ولالاء وهنروح على بيتنا، الل اختارنا فيه كل حاجه سوا شبهى وشبهك وشبه ماريا
, من غير مشاكل يا نشوان
, من غير قلق من حد
, محدش هيقولنا كان ليّا الفضل عليكم فكذا وكذا
, ولاحد يقدر يهدم سعادتنا سوا تانى بعد النهاردة
, نهض زين وقام ب احتضانها هي والصغيرة كان مشهد ولا أروع، نبضات قلوب ثلاثتهم تكاد تسمعها عبر اوراقى التي اسطر فيها مايحدث، من شدة صدق المشاعر، من شدة صدق العِشق!
,
, تمسّك بذاك الذي تأتي اليه متشظيًا، مشتّتاً، وتعودُ منه كاملاً.
, طرقتين على بابها في الشقة الصغيرة التي استأجرتها مؤخرا، فتحت هدير لتجدهم أمامها
, صالح وإبنه!
, ابتسمت ابتسامتها العريضة التي تُميزها وقامت ب احتضان أبن صالح ودعتهم للداخل ولكن صالح توقف أمام باب منزلها قائلا
, أنا رديتك لعصمتى يا هدير قبل م آجى
, رفعت حاجبها وانفها كالعادة وقالت
, ايه دا! ومش خايف من المسؤلية؟! انا سمعت إنها بتعض.
,
, ضحك صالح كثيراً واردف لها
, هى بتعض منكرش، بس معايا احلى عضاضه فالدنيا، اشرس بنت قابلتها فحياتى
, واقوى ست ممكن اى حد يعرفها ويتعامل معاها، ومدينة حب وحنان كاملة
, فقولت مبدهاش بقا يا واد يا صالح، انت مش هتقدر تعيش من غير الحيزبون دى
, قدرك وقدرها تكونو سوا، ويكون معاكم سليم!
, نظرت هدير ب اشفاق نحو نجل صالح وبعدما ولجوا للداخل، احضرت هدير بعض المشروبات وجلست بجانب صالح تنظر إلى سليم.
,
, كانوا بيقولوا عيل صغير، وانا لما جيت المستشفى كان متغضى وشه بالشاش
, بس مكنتش اعرف إنه.
, لم تكمل حديثها ف أكمل صالح وهو ينظر نحو إبنه الجالس على السجاد يلعب ب العاب احضرتها له هدير خصيصا
, إنه معاق ذهنيا! سليم مولود بمتلازمه داون وعنده ضمور كمان ف بيبان عيل صغير رغم ان عنده 15سنه وانا عمرى م ذكرت الحوار دا لحد.
, اتنهد ب أسى واردف.
,
, اتحملت كتير مامته **** يرحمها، اتحملت فولادته و ف مسؤليته وفمرضه وف رعايته وانا كنت برمى لهم فلوس زى ماهى تعوز كل شهر وامشى، لا اسأل عنه ولا عنها
, اهم حاجه نفسى، اهم حاجه أعيش، مش هتحط فالل شوفته مع بابا وماما، مش هكرر مأساة جوازى تانى
, ومأساة معظم الل حواليا، مهمتنيش عندى إبن محتاج رعاية عن الطفل العادى حتى
, كان كل الل يهمنى صالح. لحد م جيت على أمه، وعليه.
, ثم رفع لها بصره ب حزن وقال
, وعليكِ!
,
, ربتت هدير على كف يده بحنو وقالت وهي تصوب عيناها الخضراء الساحره الى مقلتيه
, مستعدين نصلح الل فات يا صالح، احنا سوا وربنا كان دا ترتيبه من الأول بس مكناش عارفين
, هتستحملى سليم ب اعاقته وانا بجنانى ومخاوفى يا هدير؟
, هستحمل عشان بحبك
, إبتسم صالح ف اكملت هدير تداعبه كالعادة
, م انت كمان استحملت جنانى وقرفى، استحملت تناكتى استحملت.
, وضع سبابته على شفتيها وأردف.
,
, شششش، انتِ فكل جولة بينا بتكونى الأحسن، انتِ الافضل يا هدير ومفيش بعدك حد
, نظرت إليه هدير بعينان يملؤهما الغرام ف امسك هو يدها ووضعها على قلبه
, مكنتش اعرف ان العضو ابن الجزمة دا مش هيدق غير ليكِ، انا مرجعتكيش لعصمتى عشان مسؤلية سليم.
,
, كان ممكن اكمل ف مسلسلى اللامبالى الواطى واوديه لاى مستشفى أو مدرسة داخلية تقبل حالته، وانا اكمل حياتى زى م كانت بطيشى وعدم مسؤليتى عادى، بس حسيت انى مش هقدر ارجع تانى لل كنت فيه
, بعد الرسايل الل **** بعتهالى دى كلها، مش هينفع اسيب سليم
, ولا اسيبك
, ابتسمت هدير فقبلها في مقدمه رأسها واستندت هي الى صدره ينظران إلى سليم فقالت هى
, مامت سليم ست عظيمه، لحد آخر ساعه فعمرها بتضحى عشانه وفادته بنفسها
, **** يرحمها.
,
, اعتدلت هدير ونظرت إليه
, هنجيب شقه جديد ياض
, هنجيب يا زميلى
, وافرشها على ذوقى
, موافق
, وهنكتب قايمه ومؤخر انسى شغل الهبل الاولانى
, هنكتب قايمه وقاعدة وطايرة حاضر
, هنتجوز بحق وحقيق
, وهنام كل ليلة فحضنك
, هصحيك تروح على شغلك؟!
, وهنرجع تنغدا سوا
, هنخرج فالاجازات انا وانت وسليم
, ونتصور صور كتير نعلقها على الحيط ف الصالة
, هنتخانق ونزعق واعيط واتقمص منك.
,
, وادخل اصالحك سواء مزعلك ولا مزعلانى م انتِ مُستبدة وحسبي **** ونعم الوكيل فالظالم
, ضحكت هدير بشدة ووقفت وامسكت سد سليم وإلى الخارج، لبداية حياة جديد
, بداية امل ل كليهما، حاولوا الحفاظ على الأمل، لا يمكن للعالم أن يكون جميلًا بدون أحلامنا، لا يمكن للإنسان أن يعرف الحبّ، ولا يمكن لنا أن نعفو عن أحد، بدون رحمة منّا، وبدون أن تضحك شفاهُنا، بدون ان تتراقص دقات القلب بسبب تعويض جاء في وقته وآوانه!
,
, روونى، انا حلوة؟!
, نظرت روان الى وجه نورهان عامة وهيئتها بيوم زفافها وقالت بطريقتها العفوية
, قمرررز زوحليقاااااه، يخربيت كدا جدا بقا والديك بيدن بقا عيسوى مامته دعياااالوو
, امسكت روان كف يد نورهان تتراقص، ف ولجت والدتهم السيدة لطيفه ترتدى فستان انيق يليق بها و بسنها في ليلة زفاف ابنتها ومصففه شعرها بطريقة جميلة ومنمقه
, البنات جم لك يا نورى برة.
,
, اتسعت حدقة عين نورهان فرحاً ونشوان تدلف ب فستانها الكشميرى الرائع ووشاحها الرقيق، وهدير فستان قصير وكعبها الرنان كعهدها، أما عن روان فكانت ترتدى ثوب رائع مكون من قطعتين وكأنهن نجمات هوليوود!
, أما عن الصغيرة قطعة السَكاكر ماريا، احضرت لها نشوان فستان ملائكى له جناحين بالخلف ممسكه بعصا حميله وطوق على رأسها مُذهل.
,
, وبرقصة اجتمع الفتيات جمعيهن سويا وبالمنتصف العروس، نورهان حتى رن هاتفها كانت مكالمة عبر الانترنت
, من أميرة التي انتقلت للعيش أخيرا ب باريس تبحث هناك عن بداية جديدة وأوجه جديدة.
, أجابت نورهان الإتصال وهي تتراقص وسط للجمع بمركز التجميل
, مروووووشااا
, مبرووووووك يا نووووورى انتِ وعيسى، كان نفسي اكون جمبك بس حبيت برضو اشاركك
, إيه رأيك فيا يا أميرة بس بجد؟!
,
, بسكوتايه قمر طبعا، الف مليون مبروك ياقلبي، هستنى الصور وخلى البنوتة رونى تطلع لايف من فرحك عاوزة اشوفك
, نظرا روان وهدير الى الكاميرا وتحدثا إليها وهن يتراقصن
, ميروووووو، متقلقش ياقمر لايف لحظه بلحظااااه وحشتييناااه
, إبتسمت اميرة ولوحت لهم بالسلام واغلقت الاتصال ووضعت الهاتف جانبها وامسكت الرواية التي كانت بيدها
, وعيناها وقعت على هذا الجزء منها.
,
, لتتعايش على سطح هذا الكوكب عليْك أن تتجاهل ؛ وتتناسى ؛ ولا تُبالي ؛ولا تحترق ولا تنفعل ولا تغضب. ولا تسأل ولا تهتم. كُن أنت. لَك ولقلبك ولروحك. (من رواية العشق وقليل منه يكفى ل نور إسماعيل)
, رن هاتفها ف رأت اسم نائل ابتسمت واجابت الاتصال ببسمتها العريضه ولمعان برونزيتها في شمس باريس الباهته!
, يا نقاوة عينيا. ياروح قلبي
, يا أغلى الناس. معقولة حلاوتك دي
, بدوب في إيديك. من الإحساس
, لا بنام يا حبيبي ولا بهدى.
,
, ولا بقدر أعيش ليلة واحدة
, من غير ما أشوفك فيها
, هو انت هتيجي كام مرة
, في العمر يا روحي غير مرة
, وانا عايزة أتمتع بيها
, ولينا رقصة
, لينا رقصة
, أنا وانت مفيش حاجه ناقصة
, مزيكا وفرحة كبيرة
, خلصانة يا حبيبي كدة خالصة
, يتراقص الجميع بالقاعة الكبيرة، الوسط الفني زملاء عيسي. جمع من الفنانون ومخرجى الاعلانات والافلام والمسلسلات. بعض الصحفيون يغطون الحفل
, طاقم عمل الفيلم الذي ستقوم روان ببطولته، والمنتج المؤلف الشاب رأفت الشيخ.
,
, التى فوجئت به روان ب إنه شاب صغير السن ووسيم الهيئة.
, أما غن لفيف اساتذة الجامعة اصدقاء وزملاء العروس نورهان فقد حضروا مهنئين مبتسمين منهم من يصفق ومنهم من يتراقص حولهم.
, اما عن أبطالنا، يرقص صالح امام زوجته هدير رقصة شهيرة لهما يتمايلان ويصنعان نفس الحركات بجسديمها وكفوف ايديهم ويتغنيان مع الاغنية المُدارة خلفهم.
,
, نشوان تقف برقتها كعهدها تصفق وزين بجانبها ب حِلته التي زادته وسامه كاد يُغطى على عريس الحفل ويحمل ماريا يتراقص بها ونشوان تمتم المعوذات بداخلها وهي تنظر إليهم.
, اما عن العم فكرى زوج والدة العروس فهو يمسك العصا ويرقص بالمنتصف وتصفق له بشدة زوجته لطيفه
, وتطلق روان صفيرها له وهي تضحك.
, يانوووووور، يا نووووور عينى، بقيتِ مراتى حلالى بلالى يحلالى الغالى
, ياعيسي بس بتكسف.
,
, بتتكسف ايه يا جمل، دنا هدغدغ الدغاديغ النهاردة إحتمال اخلى طنط لطتشيفه امك الل مبطلتش رقص هي واونكل كُتكُت تدورلك على قطع غيار إضافية، انا هفترسك النهاردة
, ضحكت نورهان وهي تُخبأ فمها وعلى يدها الأخرى قامت بلف طرحتها الطويييله وفستانها الابيض الرائع المتلألا في الظلام، مُصمم من القماش الذي يُدعى فتافيت السكر وتصفيفه شعرها المنتازة جعلت لوجهها.
,
, شكل آخر غير المعتاد منها، اما عن بسمتها فهى نابعه من فرحة قلبها الداخليه
, وتراقص جزيئات روحها بعدما أخيراً وجدت شريك عمرها وشريك فرحتها.
, اجتمع الكُل، اصطفوا يفتعلوا الحركات ك مسك الشارب للشباب والفتيات تجلس على الارض تحتهم
, يمثلون المفاجأة ويضعون كفين ايديهم على وجوههم.
, صورة اخرى عيسي يحمل نورهان على ذراعيه والفتيات على الجانبين من الناحيتين يقفن واقفه ويضعن ذراع واحد بجانب من جذعهم.
,
, صورة تحتضن روان نورهان من جذعها والاخرى تبادلها لف ذراعها وينظران ناحية الكاميرا،
, صورة لنورهان فالوسط ونشوان وروان وهدير حولها والملاك ماريا فالمقدمه والجميع يرتدى الكاشمير المتفق عليه يتداخل به لون الشامبين والتقطت اللقطة!
, أما عن الاخوين الذان ولدتهما الأيام، الزين وعيسوى. فكانت لهما اكثرمن صورة سوياً
, يتأنق عيسي ببذلته الباهظه وبجانبه يقف زين بالجاكيت القصير وينظران للكاميرا.
,
, ينضم لهما صالح وتلتقط الاخرى.
, ينتهى الزفاف بعدما وصلت الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، يعود كل منهم الى قواعده الأولى سالمه
, حاملاً فرحا وذكريات وحب وعشق، القليل منه يكفى. يكفى إن كان حقيقياً
, يصبح كافياً لاعوام وعُمرا إضافياً.
, تركت أنا جهاز الحاسوب وانا اسطر آخر كلماتى على برنامج الكتابة الذي ادون عليه اساطيرى وقصصى. ف طرق الباب طرقة هادئه
, علمت هويته ف ابتسمت ودعوته للدخول
, اتفضل.
,
, أستاذة نور إسماعيل، اسعد **** اوقاتك يافندم
, عيسي بشوفك تلقائى بضحك
, ضحكنا انا وهو كثيراً فقال عيسي
, حضرتك الفضل يرجعلك، رسمتِ الشخصية وقومنا بيها على أكمل وجه
, ومحبتش اغير اسماء. كُل واحد منكم ب إسمه
, كان اختيار موفق منك لكل حد مننا ودوره وكأنك وانتِ بتكتبِ كانت قدامك الشخصيات من قبل م تقابلينا
, ابتسمت أنا لمجاملته الرقيقه هذه وأردفت اليه.
,
, انا كنت شيفاكم قصادى، وشايفه شخصياتكم. كُنت مستنيه بس اكسر حاجز الرواية الرابع
, واخرج عن المألوف واعمل كاستينج لناس اشوفهم رائعين فتجسيد الل كتبته
, وعشان يتعايشوا انه حقيقي، كُنت مفنشه الرواية كُلها للنهاية وكان فاضل الأسماء
, الل ضفتها أخيرا وهي اسمائكم الحقيقية!
, رجعت بذاكرتى للوراء حينما أعلنت عن احتياجى لوجوه جديدة للمشاركة في تمثيل فيلم ملحمة الحب والحرب واتى عدد لا بأس به، حتى وقع اختيارى على هؤلاء.
,
, وكان اللقاء الأول للزين!
, ايشمعنا اختارتينى انا لدور البطل؟!
, نهضت من على مقعدى وجلست أمامه وتحدثت إليه وكأنه شخص له معرفه ورصيد سابق لدى
, عشان رسمتى للشخصية بسماتها وكل مواصفاتها شوفتها فيك إنت. حتى اسمك هسميها زين!
, ابتسم هو بعذوبة، تلك الابتسامه التي تظهر غمازتيه واردف
, وانا ان شاء **** هكون عند حُسن ظنك
, عاوزة تقرا الدور كويس يا زين، تفهم كلامه وحركاته. تعيش جواه
, تحزن وتسكت، تهزر وتقول افيهات.
,
, عاوزة كل جانب فالشخصية يلبسك وكأنه عفريت
, تحسس الل بيشوفك، معاناة زين ففقد مامته وباباه، فتربية عمه المتغطرسة والعنصرية
, فعشقه لبنت عمه، للنقيض ان في لحظات تخليك تمحى الحب دا ب حب تانى
, مش هيبقا فيه إقناع سهل للمشاهد انه يقتنع بعد كَم الغرام الل بينك وبين بنت عمك انه يتحول لنسيان
, وذكريات وتعرف تحب من جديد
, مقصدى يا زين من شخصيتك، نتعلم قوة التسامح.
,
, الحب الحلال الطاهر بيبقا ازاى، لما الشيطان يضحك على البنى ادم ب اسم الحب
, ويعمل كل المحرمات عشان ينعم بلذة مش من حقه ويحصد بعدها سنين ندم
, عاوزة توضح اننا برغم الاخطاء بنتمسك بباب موارب نرجع بيه لربنا
, الصلاة، الخير. حب الناس!
, اختارتك البرنسس، أميرة
, تبسمت فظهرت قسمات وجهها الرقيقه وقالت
, ومتقلقيش من اختيارك يا استاذة نور
, انا لأول مرة بكسر حاجز رابع فروايتى وابقا بتكلم مع الابطال وبعيش معاهم دورهم.
,
, وعاوزة رسالتى توصل من خلالكم ع اكمل وجه، اتفقنا!
, تبسمت لى أميرة بوجهها الذي يشبه الأميرات، وصفت شكله وجهها وشخصيتها من قبل ان أراها وكأننى رأيتها بروحى قبل عيناى. قالت لى هى
, انا قريت الدور، وعجبنى جدا، فكرة ان شخص يتحول من ملاك وطيب وحنون وعطوف على كُل الل حواليه
, مجرد م حد يقرب من حبيبه يتحول لشخص شرس ومتوحش ومنتقم
, لا يا أميرة، مش حد بيحبه، اميرة شخص انانى بس دا حصل غصب عنها.
,
, الاب وتدليله وتدليل ابن عمها لها، كل طلباتها مُجابه كل أحلامها أوامر
, ف حست ان حبيبها شئ من ممتلكاتها، فدافعت عن اى مفيش اى حد يقربله
, وقصاد كدا ممكن يفضل سنين مركون هي نفسها متسألش فيه
, بس ميبقاش مع غيرها
, حب امتلاك تقصدى
, عاوزة توصلى الل عاوزة اقوله عن طريق أميرة، ان محدش بياخد كل حاجه
, وان اقتراف الذنوب والكبائر بيحرمنا من حجات كتير.
,
, بيخلينا منحسش بلذة حجات كنا منتظرينها، وان الإنسان مش جوا رواية عشان نستنى ناس تشبه ابطال الروايات، احنا جوا حقيقة حياة لازم نعيشها ونتقبلها
, هتعرفى؟!
, هقدر جدا ان شاء **** بقا
, ضحكت على عفوية روان، تميزت ب اختيارى لها من ضمن العديد من الفتيات اللاتى تقدمن للاختبار
, فتاة مرحه وجهها طفولى على عكس توأمتها التي تقدمت معها وكانت تشبه لشخصية نورهان كثيراً.
,
, او بالاحرى للشخصية التي جسدتها نورهان والتي اسندت اسمائهم الحقيقية لها.
, استاذة نور اساسا انا بعشق رواياتك وبتأثر بيها جدا، ولما عرفت بموضوع الكاستينج قولت جاية وش
, وانا مش عايزة غير عفويتك وشوية طرقة لزوم اننا ندخل فالشخصية، روان، فيه بنات كتير شخصيتك هتأثر فيهم
, هتعرفهم ان الحياة مش لعبه، وان ارواحنا مش لعبة، ولا اجسادنا
, ان فيه خد وهات وكلها حظوظ وانت الل بترسم حظك، عاوزة تفتحى عيون بنات جيلك.
,
, ان اللحظة الحلوة الل بيلاقوها ف دلع وحب وعشق الناس المرتبطين بيها، بتجنى سنين خسارة ليهم ولغيرهم ومش بتتمحى. دا فالدنيا وغير عذاب الآخرة
, هزت رأسها روان أى أنها تتفهم ما اقصده ف اكملت أنا
, دورك مش سهل ومؤثر، هنحاول بيه نفوق اكبر كم هيشوفوكِ عشان فيه حجات كتير حوالينا عاوزة تتصلح
, وكل واحد ولازم يبدء بنفسه. تمام؟
, هتسمى الشخصية هدير على اسمى.
,
, انا رسمت الشخصيات وانتو الل سميتوها، واحب اقولك عجبتنى قوتك وشدتك فالاختبار عشان كدا اختارتك
, شخصيتك المرسومه عالورق عاوزاها تتكلم، فيه ناس هتكرهك فالبداية وهيتقال عنك مُتكبرة
, وهيتقال غبيه، بس مش هنوصل للآخر وهتتحبي من الكل
, عاوزة السطور المكتوبة فشخصيتك تنطق، وصلى ان فاقد الشئ بيعطيه وبغباوة
, وصلى ان الحب هو الل بينتصر، والتقدير والكرامه اهم حاجه
, بس أنا مش بعرف كتير فالدين.
,
, اومأت براسى مع ابتسامتى الى نشوان واردفت
, ومين قال ان الاستقامه تعنى اننا ليل نهار نحضر دروس قرآن وذكر، الاستقامه من المنبع والداخل
, فى رسالة للبنات عن طريقك يا نشوان، إن العِزة في كَنف العزيز، وأن الحياء تاج البنت
, مهما سيطرت علينا الظروف الوحشه، مهما اتعرضنا لمغريات
, هتفضل عزتك بنفسك ودينك هما سلاحك الل غصب عن اى حد بيحترمك عشانهم.
,
, ويحبك بسببهم ووتتشالى فعينه. الاحترام، الادب، عزة النفس، انك تبقى غالية فعين نفسك قبل عين الل حواليكِ
, محدش يتلكك بالظروف ويعمل الغلط، فيه ناس بتقع في اصعب الابتلاءات وربنا بينجيها علشان بتفضل على مبدأها.
, الدور مش صعب على اد ماهو تركيبه
, ابتسم صالح وداعب شاربه ب طرف اصبعه وقال
, وانا مستعد للتركيبة دى جدا، وحبييييت!
, الناس حتكرهنى كدا؟!
, يبقى نجحت يامهدى
, فين النجاح لو شخصيتى اتكرهت.
,
, يبقى علمت واثرت فيهم، يبقا انت عملتها من قلبك وزى م مكتوب فالرواية
, نظر مهدى لاسفل واردف الى
, طيب م يمكن يكون فيه دور تانى اصلح لى
, بالعكس، الشخص الشاطر هو الل بيلعب اصعب دور، ومهدى لايقل شئ عن دور البطل
, بل هو البطل، لان هتخلى ناس كتير تحبك وتتعاطف معاك رغم انك غلط وتصرفاتك وحشه
, هيحبونى ازاى بس بكل البلاوى الل فالشخصية دى
, ضحكت كثيرا وقلت له
, كل م حتظهر البلاوى كل م هشوفك ناجح وهتبرز شخصيتك وهنوصل لرسالتى.
,
, عاوزة تقولى ايه يعنى
, نهضت من مكانى وكانت قدماى تدور بغرفة مكتبس الخاص وتحدثت مباشرة الى فارس
, تسمع عن المثل بتاع من برة ه**** ه**** ومن جوا يعلم ****
, هز رأسه متفهماً ف أكملت
, انا عاوزة اقول كدا، فيه ناس فمناصب عالية، ادوار متميزة
, شاب وسيم ومن عيلة واستاذ بالجامعه، وبيستغل طالباته لملذاته المحرمه المؤقته
, وبيتدارى ورا ستارة، احنا هنفتح العيون ان مش اى حد نثق فيه
, ومش اى وش بنشوفه، بيبقى وش حقيقى.
,
, تنهدت فور تذكرى لكل هذه الاحداث، كانت امنيتى ذات يوم ان تجسد احدى رواياتى في احد الافلام الدرامية. بل والاجمل اختيارى للابطال وكأننى تحدثت مع اوراقى ورأيتهم ينهضوا منها ليتجسدوا أمامى.
, وبعد نهاية الرواية ونهاية الفيلم ونجاحه الساحق، اعترفت ان الحياة فرصة، والعشق ايضا فرصة.
,
, والقليل منه يكفى، ان كان القليل صادق ووافى ويستحق، بين اللحظات التي لم نستطع الاحتفاظ بها للأبد، وبين تلك التي نعلق فيها لثواني تشبه الأبد.
, نحنُ متعبون، متعبون للغاية بين ما يذهب رغماً عنا وبين ما يجثو فوق صدورنا لا يغادر، ذكرى وحب وصور ودموع، وكِلمات لاتترك مسامعنا.
,
, أفق ياعزيزى من غفلتك، هناك أشياء بالحياة، العبث بها ليس له غفران، كَ العشق أيضاً ليس له غفرانً و كأنك تعبث بالضوء في قلب أحدهم ثم تُطفئه ثم تعيده وتطفئه وتعيده. هى ليست لُعبة بل اختيار حياةة كاملة، إختيار قلب وعليك التأنى في الاختيار لأنها مرة واحدة. واقتناص الفرص في وقتها شئ لحظى لايدوم. ,
, الحياة قد تنقلب عليك بِلحظه
, بِ مُكالمة هاتف
, بِ نتيجة تحاليل
, ب خطوة خاطئة في الشارِع
, بِ مقابلة شخص
, بِ كلمة.
,
, بِ موقِف!
, لحظة واحدة كفيلة بجعلك تدور حول نفسك
, مهما كانت مخططاتك، ترتيباتك و تأميناتك
, فالحياة كُل يوم تخبرنا انه لا يوجد فيها اية ضمانات.!
,
, تمت
 
روووووعة وبسيطة كمل ياكبير
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%