NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

متسلسلة فانتازيا وخيال جزيرة المتعة _ حتى الجزء الثانى 20/3/2023

شغوف سكس

نسوانجى بادئ الطريق
عضو
نسوانجي قديم
إنضم
25 أكتوبر 2022
المشاركات
17
مستوى التفاعل
110
الإقامة
اللامكان
نقاط
546
الجنس
ذكر
الدولة
جمهورية ما يخصكش 😉
توجه جنسي
أنجذب للإناث
اهلا بيكو ازيكو عاملين ايه اتمنى تكون كلكم بخير 😉

اليوم عندنا قصه جديده حبيت اكتبها بأسلوب مختلف شويه عن القصص اللي فاتو و بطريقة تشويقية جديده اتمنى
انها تنال اعجابكم فكالعاده متنسوش تدعموني باللايكات لو انتو حبيتو القصه و اكتبولي عن ارأكم فالتعلقات عشان
ده فعلا بساعد و قرأة ممتعة 🙂

ملاحظة ( هذه القصة تحتوي على تفاصيل جنسية كالشذوذ و زنا المحارم و الدياثة و قد لا يتم ذكرها كثيرًا في هذا
الجزء لأسباب سردية تتعلق بالحبكة و لكن سيتم التطرق إليها اكثر في الاجزاء القادمة )

الجزء الاول
( تيه في ظلمات البحر )

سفينة تمخر عباب ذلك البحر المظلم
كانت سفينة كبيرة و مهيبة تشق بمفردها طريقاً في ذلك الفضاء الازرق اللامتناهي الذي يسلب الالباب
و كانت تبدو من طراز خاص جداً و منظرها الفريد يجعل اقصر الناس بصراً يدرك من بعيد بأنها سفينة حربية خصوصًا بتلك
الاعلام الجميلة و الغريبة المعلقة أعلى سواريها و دزينات الجند التي تتواجد على متنها .

و كان بها صخب و ضجيج يضفي في داخلها جواً استثنائياً وسط ذلك السكون الموحش المستفز
فتسمع اصوات قهقهات و ضحكات عالية و اصوات لعنات و مسبات توجه للخدم و العمال و كذلك صوت مزمار او طبل
هنا و هناك و كان يبدو ذلك الجو غريباً للبعض مثيراً للبعض الاخر و كئيباً لأخرين و يبدو ان لوشيوس كان من ضمن هذه الزمرة الاخيرة ، فكان يجلس مطأطأ الرأس كعادته في ركنه المفضل من تلك السفينة الذي اعتاد ان يجلس فيه و على حجره كتاب مفتوح لم ينجح في إكمال قرأته منذ يومه الاول هنا و تبدو على وجهه امارت الحزن و اليأس و المرارة لا تخفى على كل من يمر عليه او ينظر إليه ، لقد كان يجلس في ذلك المكان و بتلك الوضعية لساعات و ساعات و هو شارد و هائم في وجدانه منفصل عن كل ماحوله
ايكون قد ندم الى هذا الحد على قبوله لهذه المهمة هل كان ليرفض عرض الامبراطور لو عاد به الزمن الى الوراء
كان يفكر و عيناه مغمضتان حتى اذ اتاه خادمه كاليان يخبره بإقتراب وقت الغداء فقُطع بذلك حبل افكاره الذي لاينتهي و رفع رأسه و نهض بتثاقل يتبع خادمه الى غرفة الطعام و قبل ان يدخلها إلتفت الى ربان السفينة الذي وجده يوبخ عاملين بجفاء و قسوة و يكيل لهما الشتائم و اللعنات كعادته
" الى متى ستستمر هذا الرحلة المنكودة " قال لوشيوس في نظرة طفولية متوسلة
فالتفت اليه الربان و بقي صامتاً لثواني معدودة و هو يرمقه بنظرة مرتابة بعيونه الحادة المخيفة حتى قال
" اعتقد اني لست انا من يقرر هذا يا حضرة المستشار " و ارفق عبارته الاخيرة هذه بابتسامة ماكرة
ثم اضاف " انك انت المسؤول عن هذه البعثة و انت وحدك من يعلم متى ستنتهي الرحلة " و ادار ظهره لمحدثه و راح يكمل اهانة و توبيخ عامليه اما لوشيوس فقد غمم بشتيمة و اكمل طريقه الى غرفة الطعام مستاءً و منكسرًا
فقد مر على هذه البعثة التي يرأسها شهرين كاملين في البحر و لا تزال الى حد الان لا تجد وجهتها
شهران كاملان وسط هذه الزرقة الممتدة و الامواج العاتية و الوحشة القاتلة
فكان كل ما يهم الجميع حينها ايجاد محطة توقف و استراحة على الاقل ثم المضي بعدها و لو للجحيم
و كانت هذه البعثة قد كُلفت قبل ثلاثة اشهر بمهمة صعبة و شبه مستحيلة و هي المضي الى جزر ارخبيل العاج و العثور على جماعة من الجنود المفقودين الذين كانو قد ارسلو قبل ثلاث سنوات لاستكشاف تلك المنطقة و كان انطلاق تلك المهمة بأمر من الامبراطور ماتيوس الذي ارسل احذق و ادهى مستشاريه ليرأس تلك البعثة و يعمل على وصولها الى غايتها.

كانت السفينة تضم حوالي المئة فرد معظمهم من الجنود المدججين بكافة انواع السلاح و اما البقية فكانوا من طاقم السفينة الصغير الى جانب بعض الخدم الاخرين
و كان من المفترض ان يصلوا الى وجهتم منذ اسبوع لكن سوء الرياح و العواصف المتكررة ادت في النهاية الى تأخرهم
و راح اللوم يقع احياناً على ألدوس ربان السفينة العجوز الذي أُتهم بسوء اختيار المسار او لوشيوس رأس هذه الجماعة الذي رفض ان يأمر بالعدول عن مواصلة المسير بل و قد أُتهم الامبراطور ايضاً هو الاخر و اصبح الجميع يكيلون له الشتائم و اللعنات سرًا و جهاراً بسبب ارساله لهذه البعثة المنحوسة للعثور على اناس ربما لم يعد لهم وجود من الاساس على حد قول البعض .
مع اقتراب المساء جلس كل من الربان و لوشيوس و قائد الجند في قمرة القيادة يتجاذبون اطراف الحديث
و كان هناك موضوع واحد فقط استولى على كامل المساحة التي تدور فيها الاحاديث و هو " الى اين ستتجه السفينة بعد "
" ان الجنود في حالة سخط شديد يا حضرة المستشار و المؤنة بدأت تنفذ " قال ماركوس قائد الجند
ألدوس " ارى انه قد ان الاوان لتعلن عن فشل المهمة و تأمر بالعودة فالرجال لم يعودو يتحملون اكثر كما قال الضابط "
و نظر إليهما لوشيوس بعيون قلقة ثم قال " التراجع لا انا لا … استطيع فاوامر الامبراطور تقول … " حتى قاطعه ألدوس بعجرفة قائلًا " امازلت فعلا تقول مثل هذا الكلام "
لوشيوس " كلاكما يعلم اني لا استطيع التراجع بالرغم من حالة السخط و البؤس التي انا فيها بل نحن كلنا فيها فأنظرا الى حالتي فأنا أكثر اهل هذه السفية حزناً و غماً و مع ذلك فأنا اصابر و اقاوم حتى نصل الى هدفنا الذي هو في النهاية هدف نبيل لا يستحي المرء ابداً في اضاعة نصف عمره لتحقيقه "
" هراء هراء " قال ألدوس و قد هب واقفًا و علامات الغضب تغزو وجهه ذو التجاعيد الكثيرة و اتبع
" لست هنا لسماع موعظة حول نبل الاخلاق فأنا كل ما يهمني هو انقاذ حياتي و حياة رجالي من الموت "
ماركوس " تحدث باحترام مع المحترم يا ألدوس "
لوشيوس " لا عليك ماركوس فأنا اتفهم انفعاله و شعوره حيال هذا الامر "
ماركوس " انظر ايها المحترم اذا كنت تخجل من ان يلحق بك العار او تفقد حظوتك لدى الامبراطور اذا امرت بالعودة فيمكنني حمل كل هذا الوزر عنك فيمكنك الادعاء انك مريض و ان قواك الذهنية لم تعد كما كانت فتسلم بمقتضى الامر المسؤلية لي فأمر انا بالعدول عن خط السير هذا و الرجوع الى الديار بسبب طبيعة الظروف المحيطة بنا و هكذا ستخرج انت منها كما يقولون و لا تلام على اي قرار "
"معه حق افعل ما يقول ايها المحترم " قال ربان السفينة و عيونه تتفرس في لوشيوس في انتظار اي جواب
لكن لوشيوس بقي صامتاً لدقيقة كاملة و هو مذهول و مرتبك لا يعلم ماذا يجب ان ينطق الى انتهى في الاخير بالقول
" حسنًا إليكما ما قررت ننتظر ثلاثة ايام اخرى و ان لم تظهر جزر الارخبيل للعيان نعود ادراجنا "
فقال ألدوس " ثلاثة ايام اخرى ! و لكن … " فشده ماركوس من ذراعه
وقال " حسنًا حسنًا قرار جيد ثلاثة ايام فقط لا غير "
و فجأة ضربت السفينة هزة قوية جعلت الثلاثة يقعون أرضًا
ألدوس " تباً لا بد انها عاصفة أخرى " و انطلق نحو دفة السفينة يمسكها بقوة و يتصارع معها كما يحدث عند كل عاصفة
و كانت هذه العاصفة الرابعة التي تواجهها السفينة و قد بدت في البداية انها عاصفة صغيرة كسابقاتها لن تلبث إلا بضع دقائق ثم تختفي لكن الامر لم يكن كذلك هذه المرة !
فقد استمر الامر لأكثر من الساعة بل و بدأت العاصفة تزداد قوة و بالتالي بدأ الذعر يجتاح القلوب
و بدأ كل من على السفينة بإحضار الدِلاء و افراغ الماء الذي صعد الى سطح السفينة في حالة من الصخب و الهرج الذي لا مثيل له حتى نادى منادٍ من فوق الاشرعة " يابسة يابسة … انه الارخبيل " و وقع الخبر كالصاعقة على الكل و بدا ان غمامة اليأس قد انقشعت و ظهرت شمس الامل و لبضع ثوانٍ شخصت كل الابصار الى الامام و بدا كأن كاهلً عظيماً قد ازيل على الكل و راح الجميع يصرخون " الارض الارض … لقد وصلنا… انه أرخبيل العاج "
و راح كاليان يقول لسيده الذي كان في القمرة مع الربان " سيدي لقد فعلناها لقد وصلنا لقد نجحنا كان معك حق "
و جاوبه سيده بابتسامة شبه مطمئنة لكن ضربات الامواج على السفينة لم تتوقف بل و اخذت في التزايد حتى كادت تقلب السفينة كلها و عندما وصل الامر الى هذا الحد ادرك الجميع حينها التحدي القادم الذي عليهم ان يخوضوه و هو
محاولة الوصول الى الجزيرة قبل ان تدمرهم العاصفة ! لكنهم للأسف لم يكونوا قادرين على خوض هذا التحدي و بعد وقت ليس بالطويل سُمع صوت ارتطام عنيف و صوت صرخة مدوية لأن المياه اخترقت خشب السفينة و اخذت تنساب فيها بشكل سريع و كال الربان ألدوس الشتائم للجميع و هو يمسك دفة السفينة بيدين مرخيتين و يشاهد بعيون تملأها الدمع غرق هذا المخلوق الخشبي الكبير الذي طالما اعتبره محبوبته التي لا يفارقها و لا تفارقه و قفز بعد ذلك الكثيرون في البحر و كان من بينهم لوشيوس الذي كان قد تمسك بلوح خشبي كان جزء من سارية السفينة و هلك الباقون الذين بقيوا في السفينة .
كانت الامواج تلعب به يمنة و شمالاً و هو متشبث بذلك اللوح الخشبي الطويل و هو لا يكاد يرى اي شيء في هذه الظلمة الحالكة و كان قد احس بدنو اجله و هو في ذلك الوضع فأغمض عينيه و اسلم نفسه لذلك الخدر الابدي المسمى الموت الذي لطالما فكر فيه و حاول تخمين ماذا يكون بعده و لكن الاقدار قررت شيء اخر .

كان صوت الامواج الخفيفة و النوارس البعيدة هو أول ما سمعه عندما فتح عينيه و هو مدد على بطنه على تلك الرمال الناعمة الساخنة و بقي على ذلك الوضع لدقائق قبل ان يحاول القيام بتثاقل و يعلم اين هو بل و ماذا حدث
" هل أنا في الجنة ! " كان يفكر و هو ينظر حوله كالمجنون و لا يستوعب اي شيء يراه
فقد نجا ! نجا من الموت لقد فعلها و لم يغرق في قاع الظلمات لكن اين هو و كيف وصل الى هنا ؟ هل تكون المياه وحدها قد جرفته الى الجزيرة حينما كان متشبثًا بلوح الخشب ذاك ايعقل انه هو وحده من اختارته الامواج لينجو من تلك الكارثة و يحط بسلام على اليابسة ان هذا لشيء عُجاب
و بقي قرابة الساعة و هو يبحلق حواليه بشكل مريب الى الشاطيء الذي حط فيه و أشعة الشمس الحارقة تلفح وجهه بقوة
لقد استيقظ في وقت الظهيرة تقريباً و هو لايعلم بالتحديد فأي منطقة نزل في أرخبيل العاج
لم يكن هناك غيره على هذا الشاطيء الكبير المقفر و كان يمشي عاري الجذع حافي القادمين حاسر الرأس لا يستوعب الى حد الان هذا الوضع الذي هو فيه
و بقي يروح و يجيء على طول الشاطيء لا يعلم ماذا ينبغي عليه ان يفعل و لا الى اين يجب عليه ان يتجه فقد كان البحر يحاصره من جهة و الدغل الموحش يحاصره من جهة الاخرى
وجلس مجددًا على تلك الرمال الساخنة الذهبية و هو يمد بصره الى اشجار جوز الهند المصفوفة امامه و ينتظر في خوف و شوق ان يخرج اي شخص ما من ذلك الفضاء الاخضر المجهول الذي لم يجرؤ الى حد الان على الايغال فيه .
و بعد لأي سمع صوتاً مألوفًا يناديه فالتفت يميناً و شمالاً و لم يجد احد ، هل هو يهلوس لا بد انه كذلك
لكن الصوت تكرر هذه المرة و بشكل واضح و دوي قوي
" لوشيوس لوشيوس " كان الصوت يقول
فنظر مجدداً الى يمينه باتجاه الدغل حتى ترأى له شاب اسمر عاري الجذع يركض نحوه بجنون
لوشيوس " كا… كا …كاليان ! "
انه هو خادمه كاليان لم يكن يصدق بأنه يراه
و ماهي إلا ثوانٍ حتى ترامى الاثنان في احضان بعضهما و كلاهما يذرفان الدموع و يلهجان بعبارات الشكر و الحمد
و بعد عناق دام قرابة الدقيقة سئل السيد خادمه عن ما جرى و كيف نجا و اين هما
فقال الاخير " عندما قاربت السفينة على الغرق قام الربان و معه جماعة من الجند بإخراج قارب نجاة و ألقوه في البحر و ركبوا فيه و كنت انا معهم لكن لسوء حظنا كانت سارية من السفينة قد سقطت بطولها على الفلوكة فانقسمت الى نصفين و هلك كل الركاب ما عداي انا و الربان فقد تشبثنا بالنصف الذي تبقى منها و رحنا نجذف بأقصى قوتنا بإتجاه الجزيرة حتى وصلنا في نصف الليلة الماضية و رسونا على الجانب الاخر من الشاطيء "
لوشيوس " اذا فقد نجا ألدوس هذا خبر رائع اين هو الان ؟ "
كاليان " انه في الجانب الاخر و قد ارسلني لكي استطلع جزء من هذه الادغال بغية ايجاد طعام او ملجأ و انا ابحث منذ ساعات و لكن بلا فائدة فالغابة كبيرة جداً و انا لم اجد مأوىً او ملجأ نلجأ إليه "
سأل لوشيوس بعيون مرتبكة " هل استطعت تحديد اين نحن من جزر الارخبيل "
كاليان " ارخبيل …. اي ارخبيل نحن ا…"
لوشيوس " نحن الأن في جزر أرخبيل العاج أليس كذلك "
كاليان " أبداً يا سيدي نحن لسنا في ذلك المكان فهذه ليست جزيرة من جزر الارخبيل "
قال لوشيوس بنظرة فيها شيء من الاستهزاء " و كيف علمت هذا "
كاليان " انني يا سيدي كما تعلم من تلك المنطقة و انا اعرفها شاطئاً شاطئاً جزيرة جزيرة و هذه الارض ليست هي موطني
فعندما كنت اتجول في تلك الادغال لاحظت ان الاشجار و النبتات الموجودة في هذه الجزيرة ليست مألوفة بالنسبة لي بتاتاً و هي ليست موجودة في جزيرتي و لا في اي جزيرة اخرى من جزر الارخبيل كما ان هذه الغابة كبيرة جدًا لأن تكون في احد جزر الارخبيل و بالتالي فأنا متأكد يقيناً اننا في دوليتالا "
قال لوشيوس الى محدثه و هو يحك رأسه في شرود " دولي … دوليتالا جزيرة المتعة "
فهز كاليان رأسه بالايجاب و هو يتأمل وجه سيده الذي لم ينجح في اخفاء فزعه و هلعه عندما سمع بذلك الاسم
" هيا يا سيدي علينا ان نذهب الى الربان في الجهة الاخرى من الشاطيء و انا اعتقد انه سيسر عندما يرى اني عدت بشيء اغلى من كل ما كان يتوقعه و تأبط ذراع سيده المذهول المسحور و اخذ يجره معه الى داخل تلك الغابة الكثيفة
التي ذهل لوشيوس لشدة اتساعها و تنوعها النباتي الكبير و بعد قرابة الساعة وصل الاخيران الى العجوز ألدوس اللذان وجداه يحاول ان يشق حبة جوز هندي عملاقة بخنجره الصغير ذو المقبض الفضي و ما ان بصر بهما حتى ترك ما كان يشغله
و هرع يركض نحوهما و يحتضنهما بقوة ، من كان يدري ان داخل هذا الشيخ الثعلبان شيء من المشاعر !
ألدوس " اشكر السماء على ان جعلتك تنجو يا لوشيوس فقد ظننت اني سأبقى وحدي مع هذا الفتى القرد ! " وقهقه الثلاثة و راحو يجلسون على حصير كان قد صنعه ألدوس من أوراق الشجر العملاقة .

و عندما بدأ الليل بالاقتراب قام كاليان بإشعال نارٍ و تحلق الثلاثة حولها و اخذو يتسامرون و في يد كل واحد منهم حبة جوز هند عملاقة يرتشف ما بداخلها من شراب
لوشيوس " يقول كاليان اننا في جزيرة دوليتالا فهل هذا صحيح "
ألدوس " و ما أدراني أنا أيها المحترم قد يكون هذا صحيحًا او قد يكون خاطئاً ، ولكن المهم ان نجد ملجأ في وقت قريب و اعتقد ان جزيرة بمثل هذا الكبر يستحيل ألا تكون مأهولة بالسكان "
و هز لوشيوس رأسه موافقاً و قال له كاليان " ثق بي يا سيدي فأنا متأكد اننا في دوليتالا بالرغم من اني لم أطأها من قبل " و بعدها اطبق صمت ثقيل بين الثلاثة دام لدقائق حتى قال لوشيوس للربان بنظرة شبه غامضة " اعتقد انك قد سمعت مثلي عن الشائعات و الحكايات التي تدور حول هذه الجزيرة " فجاوبه الربان " أجل قد سمعت بعض الامور الغريبة التي تحكى عن هذه الجزيرة " ثم ارتشف بعض من شراب الجوز و اكمل " منذ بضع سنوات كنت قد تعرفت الى بحار مخضرم كان يكبرني في السن حينها و قد حكى لي بأنه قد رسا ذات مرة في هذه الجزيرة عن طريق الخطأ و انه قد اقام بها ثلاثة أيام كان قد رأى فيها على حد ما زعم ارواحاً شريرة تحوم و تصرخ في كل ليلة امام مرأى طاقم السفينة "
لوشيوس " و أما أنا فما سمعته مختلف أو بالاحرى ما قرأت عنه فقد قرأت مرة في احد الكتب الجغرافية بأن هذه الجزيرة أحد اكثر الاماكن غموضا على وجه الارض و ان بها مدينة عظيمة قومها من أكلي لحوم البشر و انها مقر للفساد و الانحلال الاخلاقي و الجنسي ولذالك سميت بجزيرة المتعة "
قال الربان ألدوس مخاطباً كاليان "و انت يا فتى انت من سكان الارخبيل و لا بد انك قد سمعت قصصاً معينة او معلومات غريبة عن هذه الجزيرة "
فرفع كاليان رأسه و قال فإندفاع كأنه كان ينتظر بفارغ الصبر دوره في الكلام " منذ كنت صغيراً و انا اسمع قصصا و خرافات عديدة تدور حول هذه الجزيرة و قد كان قومي يسمونها الجزيرة المحرمة ليس لأن لا أحد يذهب إليها او يدخل إليها و لكن بسبب هالة الغموض التي تحيط بها و قلة التجار و البحارة الذين يزورونها فبالرغم من أنها لا تبعد سوى مئتي ميل عن الارخبيل الى ان معظم السفن تتجاوزها و لا تتوقف فيها الا عند الضرورة و عندما كنت اسئل والدي و قد كان تاجراً عن السبب الذي يدعوه الى تحاشي تلك الجزيرة في رحلاته التجارية فقد كان يقول لي دائماً تلك العبارة المليئة بالغموض
(ان فيها قوما ليسوا كباقي البشر ) و قد روت لي جدتي مرة قصة غريبة حول سكان تلك الجزيرة
فكانت تقول لي انه قبل مئات السنين كان أولئك القوم جزء من سكان جزر ارخبيل العاج و كانوا يقطونون تحديدا جزيرة
إيوا الصغيرة و كانوا في ذلك العصر قد استحدثوا بعض العادات و الممارسات الشاذة التي لم يقبلها بقية السكان و لا حاكم الجزيرة الذي امر فوراً بطردهم بلا عودة من جزيرته فأخذوا بعدها يتنقلون من جزيرة الى اخرى و لم يرحب بهم و يتقبلهم اي احد من سكان تلك الجزر بسب سوء طبعهم و فساد معتقدهم فألفو أنفسهم مضطرين الى مغادرة الارخبيل و فعلا غادروا و لم يعودوا مجدداً فقد عثروا على موطن جديد هو هذه الجزيرة و قد اسموها دوليتالا التي تعني جزيرة المتعة
لأن كل شيء فيها مباح " و أطبق الصمت مجدداً على الثلاثة إلا ان نطق ألدوس قائلا " كل شيء مباح ! فعلاً غريب "
وقال لوشيوس و هو يتوجه بالسؤال لكاليان "و ماذا عن كونهم اكلة لحوم بشر "
فجاوبه الاخير " لم اسمع عنهم هذا من قبل , لكن ما اعلمه انهم و بالرغم من انعزالهم عن العالم الخارجي فإنهم حضارة مزدهرة و غنية يسكنون مدينة عظيمة هي أجمل من كل مدن الدنيا "
قال ألدوس و هو يتثائب " اذا كان الامر هكذا فيجب علينا البدء في البحث عن هذه المدينة في الغد "
فقال لوشيوس بنبرة يشوبها القلق و التردد " لا … لا بد انك تمزح انا لا يمكنني اقتحام تلك الغابة مجدداً فنحن لا ندري من يعيش داخلها "
" أتخاف ان تؤكل و انت حي ايها المحترم " قال ألدوس و بدأ يقهقه عالياً و كذلك فعل كاليان .
و في اليوم التالي تمكن الثلاثة من بناء كوخ صغير من خشب الاشجار و أوراق النباتات و قاموا فيه بتخزين مؤنتهم من الطعام كبعض الفاكهة و الاسماك و بهذا كانوا قد حلوا مشكلة مكان المبيت و الان جاء الوقت لإيجاد حل للمشكلة الاكبر التي كانت تؤرقهم و هي كيفية الخروج من هذه الجزيرة الملعونة ، و كان قد مضى عليهم ثلاثة أيام في ذلك المكان حينما صرح الربان ألدوس بفكرته الجريئة جهاراً
ألدوس " علينا ان نبني فلوكة صغيرة كما بنينا الكوخ و نبحر بها الى احد جزر الارخبيل "
فقال لوشيوس و هو يهم برمي حجر على مجموعة من حباة الجوز المتعانقة فوق الشجرة
" تبدو فكرة جميلة و لكن كيف سنعرف الاتجاه الصحيح لوجهتنا و نحن في قارب بدائي في منطقة شبه مجهولة بالنسبة إلينا "
ألدوس " لا تقلق فأنت مع بحار ذو خبرة كبيرة ، إنها خمس و ثلاثون سنة يا صاح خمس و ثلاثون سنة و انا في البحر و قد تعرضت من قبل لمواقف مشابهة " و اخذ يمسد بفخر شاربيه العظيمين الذين احتلهما الشيب ثم أكمل
" حتى ان الفتى خادمك ذاك له بعض الخبرة في أمور الابحار و الملاحة حسبما حدثني لذا لا تخف من هذه الناحية فالمهم هو ان علينا ان نصنع قارباً قويا و متيناً يصمد لمسافات طويلة او بالاحرى ان جاز التعبير نعيد ترميم قارب النجاة الذي اتيت به انا و كاليان و ننطلق به الى جزر الارخبيل و اعتقد أن الامر لن يزيد عن الثلاثة أيام للوصول إليها فما قولك "
لوشيوس "ربما و لما لا "
و بعد برهة جاء كاليان و اخذ الربان يحدثه عن خطته الجديدة بلهفة غير ان الاخير قطع حديثه بعجالة مخبرًا اياه بأن المؤنة المخزنة في الكوخ قد اختفت فذهل الربان للأمر و لم يصدق ما سمع للتو و هرع يركض نحو الكوخ الذي كان موقعه وسط شجيرات تين صغيرة في طرف الدغل القريب من الشاطيء
و هرع كذلك لوشيوس و كاليان ورائه و هو قليق حيران
" من الوغد الذي قد يفعل هذا " قال ألدوس و عيونه تقدح شرراً
لوشيوس " يمكن ان يكون حيواناً صغيراً كقردٍ مثلاً "
" و هل يمكن لقردٍ او حتى مجموعة قردة ان تحمل معها كل هذا الطعام " رد ألدوس بضجر
كاليان " لقد ارتكبنا خطأ جسيمًا عند تركنا الكوخ من غير مراقبة و لكن ما يهم الان هو ان نعيد تخزين مؤنة جديدة من الطعام و أقترح ان نبدأ الان "
فردد لوشيوس و ألدوس في وقت واحد " أجل معك حق "
و اتفق الثلاثة على ان يذهب كل واحد منهم في إتجاه داخل الغابة و يحضر معه قدر ما يستطيع من ثمار و طرائد
و بهذا تفرق الثلاثة وكل واحد منهم يبغي تحصيل اكبر قدر من القوت و الزاد .

كان لوشيوس يمشي بخطى وئيدة و هو يلتفت يمنة و شمالًا في لهفة و توجس في تلك المنطقة الكثة بأشجار فاكهة غريبة لم يراها من قبل في حياته و كانت في يده حربة خشبية صغيرة صنعها له ألدوس بخنجره الصغير
و بينما هو يدنو من احد ثمار تلك الفاكهة العجيبة ليقطفها اذ به يسمع صوت حفيف قوي قرب شجيرات غير بعيدة عنه
فتراجع و أمسك حربته بكلتا يديه و أخذ وضعية الهجوم تحسباً لأي خطر قادم و قلبه يكاد يشق صدره و يخرج منه من شدة الخفقان ثم اذ به يرى طيف كيان صغير يركض بين تلك الشجيرات فزاد هذا من هلعه و أخذ يتقدم بخطوات مرتعدة الى ذلك المكان الذي رأى فيه ذلك الجسم المتحرك و كلما اقترب اكثر فأكثر كلما اخذ صوت الحفيف يعلو و الصورة تزداد وضوحاً ، فتاة انها فتاة تختبئ بين تلك الشجيرات الصغيرة هكذا كان المشهد عندما اكتملت الصورة
و لكن ممن هي تختبئ فالاكيد انها لا تختبئ منه لانها لم تره أصلًا و كان هو يراقبها و هو ورائها على بعد عشرة امتار
و كان لايرى منها سوى ظهرها النصف عاري و شعرها الاسود الداكن المنسدل حتى خاصرتها و فجأة تحركت الفتاة بشكل سريع بعد أن لمحت شيئاً و دوى صوت صرخة طويلة ادخلت الفزع على قلب لوشيوس الذي حول ناظره الى الجهة الاخرى ليفجأ برجل اسمر عليه ثياب محارب يخرج من وسط تلك الاشجار و في يده حربة طويلة كان قد سددها على الفتاة لكنها لم تصبها ، و ركضت الفتاة و الرجل في اثرها و لوشيوس يتبعهما بعيونه الذاهلة الى ان تبخرا امامه وسط تلك الخضرة المتداخلة فقرر ان يتقدم نحو الاتجاه الذي سلكاه و بعد ثوانٍ معدودة سمع صوت صراخ و بكاء مكتوم فراح يتبع الصوت مجدداً حتى اقترب منه و بصر بمشهد جديد
كان ذلك المحارب يمسك الفتاة من شعرها بقوة و هو يصرخ في وجهها بعبارات عنيفة و غريبة لم يتمكن من فهمها و كانت هي الاخرى ترسل العنان لدموعها و تجهش في البكاء و تلح على جلادها بعبارات متوسلة ان يرحمها لكن هذا الاخير قام بضربها بصفعة قوية دوى صوتها في كل ارجاء الغابة
و استفز هذا المشهد لوشيوس الذي كان يراقب من على مسافة قريبة و رغب في التدخل إلا ان صراعاً داخلياً طارئاً منعه من ذلك و بقي ينظر لذلك المشهد العبثي الذي امامه دون ان يحرك ساكناً
إن معه حربة و هذه الفتاة المسكينة تحتاج الى مساعدته فلما لا يتدخل و ينقذها
و لكنه قد يفشل في تسديد الحربة على ذلك الوحش و بالتالي سيضطر الى خوض عراك بالايدي معه و هذا مما لايبرع فيه هو بتتاً كما علم من تجارب سابقة فمالعمل ؟ و بعد ثوان قليلة من التفكير مرت كأنها ساعات رفع المحترم حربته بحركة مهيبة و تقدم بخطوات متمهلة الى مسرح الاحداث
حيث كان الرجل لا يزال يجر الفتاة من شعرها و يحثها على الذهاب معه و ما إن اقترب منه اكثر حتى ثبت في مكانه و رفع حربته اكثر استعدداً للرمية الحاسمة و رفع المحارب بصره ليفاجأ بمنظر شاب قوقازي يحمل حربة في يده و كذلك فوجئت الفتاة التي بقيت تحدق فيه بتوسل و استغراب و بشكل مباغت انطلق من وسط الشجيرات القريبة خنجر خاطف مالبث ان إستقر في صدر المحارب في لمح البصر و شوهد ألدوس يخرج من بين الحشائش مسرعاً و هو يقول
" أنتم بخير ؟ " . ( يتبع )
( اتمنى انه يكون الجزء ده نال اعجابكم و عارف ، عارف انه جرعة الجنس و المتعة فيه معدومه بس ده زي ما قلت في البدايه لأسباب سردية أظن انكم متفهمينها فلذلك لو انتم حبيتو القصه و عايزينها تكتمل بأجزاء اخرى اقوى اكتبولي عن أرأكم فالتعليقات عشان الصراحه دي اول تجربه ليا مع النوع ده من القصص و مش عارف هيعجبكم و لا لا فخبروني فالتعليقات و لو لقيت دعم مناسب هكمل القصه ، و شكراً )


أهلا بيكم ازيكو عاملين ايه اتمنى تكونو كلكم بخير 😉
اليوم عندنا تكميلة للقصة السابقة اللي واضح انه نالت اعجاب بعضكم فأتمنى انه الجزء ده يعجبكم اكتر من الجزء اللي فات ، و متنساش لو انت ما قرأتش الجزء اللي فات يبقى روح اقراه احسن عشان تعرف و تفهم القصة كويس
و قرأة ممتعة 🙂
ملاحظة ( هذه القصة تحتوي على تفاصيل جنسية كالشذوذ و زنا المحارم و الدياثة )

الجزء الثاني
( عروس الدم )

و شوهد ألدوس يخرج من بين الحشائش مسرعاً و هو يقول " أنتم بخير ؟ "
لقد كان هو الذي قام برمي الخنجر و هو الذي انقذ الفتاة في اللحظة التي كان فيها لوشيوس قاب قوسين او ادنى من الاشتباك مع ذلك المحارب المجهول .
" يا لك من عجوز غريب " قالها لوشيوس و هو يبتسم و يتنهد بقوة قبل ان يرتمي في حضن منقذه العجوز الذي بقي يتأمل الفتاة و القتيل بعيونه الزرقاء الحادة و هو لا يفهم اي شيء وقال
لوشيوس مجدداً بعد ان تنفس الصعداء
" حمداً للرب انك قد أتيت لقد...ا... "
لكن ألدوس تجاهله ببرودة و راح يتقدم ببطء نحو ذلك المحارب الذي كان قد فارق الحياة فقد ارداه قتيلاً في لمح البصر و أمسك بمقبض خنجره المغروس في صدره و سحبه بقوة لتنفجر بعدها عين ددمم صغيرة راحت تسيل بغزارة ثم تقدم نحو تلك الفتاة الغامضة التي ظهرت فجأة في ذلك الدغل ، و كانت تزحف و تحاول النهوض بأقصى طاقتها بغية الفرار لكنها لم تقدر
و بقي لوشيوس و رفيقه يحدقان فيها بعجب و ذهول لثوانٍ قليلة قبل ان ينطق الاخير
" مهلاً ... انتِ ... توقفي " و عندها حاولت الفتاة النهوض مجدداً و ركضت بضع خطوات الى الامام لكنها مالبثت ان سقطت بكامل ثقلها على الارض و راحت تطلق صرخات صغيرة متتابعة هرع بسببها الرجلان إليها و راحا يحاولان التواصل معها و طمئنتها لكنهما لم يفقها شيئاً مما تقول فقد كانت تنطق بلغة غريبة و غامضة لم يتمكن الرجلان من فهمها و لكنهما علما بعد رؤيتها و هي تمسك رجلها اليمنى بكلتا يديها و تأن من الالم ان قدمها قد كُسرت ، فراح لوشيوس يربت على كتفها و ظهرها و هو يهز رأسه ببطء و على وجهه ابتسامة مصطنعة اراد ان يطمئنها بها .

ألدوس " من هذه الفتاة و كيف وجدتها و من ذلك المحارب "
قال صاحبه و هو يمسك برجل الفتاة العارية و يدلكها ببطء " لا أعلم لقد كان كل شيء سريعاً و..." ثم روى له ما كان من امره فاستعجب ألدوس و بقي يمسد طرف شاربه الابيض الكبير في حركة متكررة و هو يتأمل هذه الفتاة السمراء الجميلة الكسيرة التي كان لوشيوس يحاول تخفيف ألمها بحركات يديه
ألدوس " لقد مات ذلك الوغد ... لقد مر وقت طويل منذ ان قتلت أحداً " و بقي ينظر في شرود و كأنه كان يفتش في ذاكرته عن شيء معين حتى قال لوشيوس و هو ينظر تجاه الجثة بارتباك و هلع " اجل ا... لقد ...انها اول مرة اشاهد فيها احداً يموت امامي " فرد الربان و على وجهه نظرة غامضة " و يبدو انها لن تكون الاخيرة "
ثم اردف بعدها قائلاً " اعتقد ان هذا المكان خطر و ينغي علينا التحرك بسرعة ، و يمكننا اخذ الفتاة معنا الى الكوخ فقد يأتي المزيد منهم "
فهز لوشيوس رأسه في حركة تدل على الموافقة و قام بصعوبة بالغة بحمل الفتاة التي لم تعارض الفكرة البتة ، و راح الثلاثة عائدين للكوخ متمنين ان يكون كاليان هناك أيضاً و قبل تحركهم بقي ألدوس يتأمل مجدداً تفاصيل تلك الجثة عن قرب فقد كان على ما يبدو انها لرجل ثلاثيني يبدو من هيئته انه محارب بسبب درع البرونز الدائري الصغير المعلق على صدره و سيفه الصغير المغمد المعلق على خاصرته اليمنى اضافة الى قبعته الحمراء الطويلة الغريبة الشكل وقد كانت المرة الاولى التي يرى فيها زياً عسكرياً بهذا الشكل يجمع بين البدائية و الحداثة
ألدوس " انها المرة الاولى التي ارى فيها لباساً حربياً كهذا " و راح يهم بنزع السيف عنه
و قال لوشيوس و قد بدت منذ الان تظهر على وجهه علامات التعب و الضجر جراء حمله للفتاة
" و أنا أيضاً ان زيه فعلاً غريب و لا يشبه ابداً زي جنود أرخبيل العاج الذي وصفه لي كاليان " ثم صمت قليلاً و أتبع " أعتقد انه كان على حق نحن فعلا في دوليتالا ! " .

ثم مشى الثلاثة بإتجاه الغرب حيث يقع الكوخ القريب من الشاطئ
و في نصف الطريق سأل لوشيوس صديقه عن كيفية إيجاده لهم في هذا الدغل الشاسع المُضَلل
فرد الاخر قائلاً " لقد كنت اتمشى في الغابة على غير هدى و اعتقدت اني ضعت على غير العادة و لم اكن قد ظفرت بطرائد و طعام غير بعض حبات من الموز و عناقيدٍ كبيرة من العنب قد اوقعتها كلها عند سماعي لصرخات مدوية كانت على مسافة بعيدة مني فهرعت مسرعاً احاول تتبع الصوت و في يدي خنجري حتى وصلت لمكان الموقعة و كان ما كان "
و قال لوشيوس " انها حقاً لصدفة عجيبة ، و لكن رمية الخنجر تلك لم تكن كذلك بالطبع بل كانت رمية محارب محترف "
فظهرت على ثغر ألدوس إبتسامة عريضة و قال و هو يمسد شاربه في حركة افتخارية كعادته
" أه اجل بالرغم من اني بت عجوزاً الان إلا ان بصري ما زال ثاقباً و يدي ما زالت لاتخطئ هدفها أبداً "
و كان لوشيوس يحمل بصعوبة و مشقة بالغة الفتاة بين ذراعيه النحيلتين و لكن الذي كان يزيد قهره اكثر هو تلك الافخاذ السمراء الناعمة التي كانت يده اليسرى تحتك بها و تستشعر طرواتها
فقد كان جزء الفتاة السفلي عارٍ تماماً تقريباً فكانت ترتدي لباساً حريرياً بنياً يستر منطقة الصدر نزولاً الى الركبتين كقطعة واحدة و قد جعل لوشيوس افخاذها الممتلئة المثيرة تنكشف اكثر بحمله لها حتى ان العجوز ألدوس لم يتمكن من منع نفسه من إلقاء بعض النظرات الشهوانية المُختلسَة الى ذلك الجسم الساخن المرتمي في أحضان صديقه لوشيوس الذي مالبث ان بدأ يشعر بحركة خفيفة تحت سرواله الاسود كأن إنتصاباً مفاجئاً كان يحدث و قد حاول منعه و لكنه لم يستطع فكيف يستطيع كتم شهوته و هو يمسك حسناء شبه عارية بين ذراعيه ، و راح يتحسس بأصابع يده بشكل لا إرادي تلك الارداف الممتلئة التي كانت عليها بضع قطرات من العرق بسب الحر الشديد الذي لا يطاق و ازداد تعرقه هو الاخر و زاد زبه إنتصاباً و كاد ان يخرق مقدمة سرواله
و واصلت اصابعه الزحف ببطء و على غير إرادته الى ما بين أفخاذ الفتاة التي بدت رغم كل هذا غير منتبهة للأمر ، و بقيت عينا لوشيوس تمسح كامل جسدها من الاسفل الى الاعلى حيث لاحظ نهودها الضخمة الممتلئة التي تكاد تخرج من تحت الثوب و بدا أن حلماتها كانت في حالة انتصاب
و كان هذا الشعور الجديد الذي يختبره أول مرة قد أنساه كل تعبه و ضجره و خفف عليه ثقل حمولته و كان يحس كأنه في دنيا ثانية حتى ناداه ألدوس و عرض عليه أن يحمل هو الفتاة لما بقي من طريق فوافق الاخر بعد تردد
و انتقلت الفتاة الى ذراعي حاملٍ جديد و إرتبك كذلك لوشيوس عندما رأى صديقه العجوز ينظر بعيونٍ مزدرية الى الخيمة التي كانت منصوبة في سرواله و قام بمحاولة مدارتها بكلتا يديه
و اكمل الثلاثة المسير و بعد ساعتين تقريباً من المسير وصل الثلاثة الى موقع الكوخ حيث كان كاليان ينتظرهم داخله و ما إن وقعت عينه على الفتاة حتى إرتبك و تشابكت الكلمات في حلقه و هو ينظر إليها في ذهول و عجب و إرتياب حتى روى له رفيقاه ما كان من أمرهما و أُجلست الفتاة داخل الكوخ و أُعطيت بعض من شراب جوز الهند
و بقيت صامتة و هي ترقب بعيونٍ بريئة و مرتعبة هؤلاء الغرباء الثلاثة الذين أنقذوها و التي لا تعرف الى حد الان كيف تتواصل معهم .

قال لوشيوس و هو يربط رجلها بمنديل من الكتان
" احتاج الى بعض الاعشاب لكي اطحنها و أدهنها على رجلها فهل تذهب لتحضرها لي يا كاليان "
فهب كاليان واقفاً و عينه لا تزال على الفتاة و قال
" اجل اجل فقط قل لي ما تحتاجه "
و قبل ان يقول لوشيوس جملته التالية
قام خادمه بتوجيه عبارة غامضة للفتاة بلغة لم يستطع هو فهمها و لكنه فوجئ بالفتاة و هي تتجاوب و تعيد نفس العبارة فأصابه الارتباك و بقيت عيناه شاخصتان على الفتاة
كاليان " لُويانْ "
الفتاة " لو... لُويانْ لُويانْ "
لقد ردت الفتاة على كاليان و قد فهمته و فهمها
فكأنهما يتحدثان لغة واحدة ، و ما ان رأى هو تجاوبها مع كلمته الغريبة تلك حتى جلس في وضعية القرفصاء امامها و راح يغرد بكلمات و جمل غامضة اخرى و امارات البهجة و الفرح تغزو وجهه الامرد الحليق و الفتاة ترد هي الاخرى بتلك اللغة الغريبة و قد بدأت اساريرها في الانفراج
و كان لوشيوس يقف و هو صامت ذاهلٌ لا يزال غير مستوعبٍ للموقف حتى قال لخادمه بلهجة مُستغربة " كك...كيف ... كيف تتحدث معها ... ماهذه اللغة " فرد كاليان بصوت مرح و لهجة صبيانية " انها توليا... ان اسمه توليا "
لوشيوس " توليا ... ماذا تقول "
كاليان " لقد أخبرتني ان اسمها توليا انا استطيع فهم لغتها إنها تشبه لغة شعبي مع قليل من الاختلاف " و أكمل حديثه مع الفتاة و هو يمسك يدها و العبرات تكاد تنزل من عينيه و دخل بعدها ألدوس و فوجئ هو الاخر بتلك المحادثة الغير متوقعة التي كانت تدور بين كاليان و الفتاة
كاليان " هيه ألدوس أريد ان اعرفك بتوليا صديقتنا الجديدة "
فصدرت من العجوز ضحكة عالية و جلس قرب الفتاة و هو يقول " لم أكن مخطئاً عندما قلت انك لست من عالمنا هذا يا فتى " و اتبع جملته هذه بقهقهة عالية و كذلك فعل رفيقاه و تبسمت الفتاة بالرغم من أنها لم تكن تفقه شيئاً مما يقولون
و بعد حديث قصير أخر مع الفتاة و قف كاليان فجأة و قال لصديقيه بلهجة شبه أمرة
" فلنتركها ترتاح قليلاً وحدها انها تقول انها متعبة و بحاجة الى قليل من الراحة "
و خرج الثلاثة من الكوخ و تركوا الفتاة ترتاح في خلوتها وجلسو على رمال الشاطئ و اخذو يتجاذبون اطراف الحديث
ألدوس " إذاً أخبرنا ماذا اخبرتك الفتاة ... من هي و من اين أتت و من ذلك الرجل الذي كان في إثرها بل و كيف تمكنت من فهمها اصلاً "
قال كاليان " عندما رأيت توليا صامتة و لا تفقه شيئاً حاولت عبثاً التواصل معها بلغتي و لكن اتضح انها قد فهمتني وردت علي السلام بكلمة (لُويانْ) التي تعني مرحباً ، فهي في الاخير من سكان دوليتالا الذي يتحدثون لهجة قديمة و منسية من لغة التولوك لغة جزر أرخبيل العاج "
لوشيوس" و ماذا اخبرتك قل لنا "
قال كاليان " كما أخبرتكم من قبل فقد قالت لي ان اسمها توليا و أنها اتت من المدينة المحرمة التي تقع في وسط الجزيرة ثم سألتني عن اسمي و من اين انا و كيف تعلمت لغتها و سألت أيضا عن اسمائكما و من اي البلاد اتيتما "
قال لوشيوس مرتبكاً " المدينة المُحرمة و
مالذي ... " حتى قاطعه ألدوس قائلاً " و من ذلك المحارب الذي كاد أن يقتلها "
كاليان " لا أعلم بالضبط فقد أثَرت ان تخبرني بتفاصيل أكثر عندما تأخذ قسطها من الراحة و لكنها أخبرتني على العموم انها مطاردة من بعض الرجال الذي يريدون أذيتها بغير حق و طلبت مني ان اسمح لها بالبقاء في هذا المكان الى أجل أخر "
قال لوشيوس بنبرة يشوبها خوف ظاهر
" أخ... انا أحس بأن كارثة قريبة ستحلُ بنا "
و هز ألدوس رأسه في حركة موافقة و هو يتأمل وجه صاحبه القلق المتشائم .

وعندما خيم الليل تحلق الثلاثة كعادتهم حول النار خارج الكوخ لتناول وجبة العشاء التي كانت عبارة عن أسماك مشوية و بعض ثمرات من الفاكهة
و لم يكن أحد منهم قد اقترب من الكوخ مرة أخرى فقد أثر كل واحد منهم ان لا يدخله لأن فيه إمرأة نائمة ٫ و كانت توليا قد إستيقظت من نومها على رائحة السمك المشوي في أول الليل فخرجت من الكوخ و هي تمشي على إستحياء بخطوات متعرجة و متعثرة بسبب اصابتها حتى اقتربت منهم و بقيت تصطنع اللامبالاة و هي تنظر الى زرقة البحر التي تتحول سواداً عند حلول الليل
حتى ناداها كاليان بإسمها و سألها المجيء فأستجابت له و جلست بالقرب منه امام تلك النار فأعطاه بعضاً من قطع السمك المشوي و المجفف التي راحت تقضمها بنهم و شراهة كأنها لم ترى طعاماً منذ مدة طويلة
ألدوس " تبدو الفتاة جائعة جداً ، يبدو انها لم تأكل منذ فترة "
قال لوشيوس بعد ان فرغت الفتاة من طعامها و كذلك فعل الباقون " إسألها يا كاليان ان كان بإمكانها ان تخبرنا بقصتها كاملة "
فوجه كاليان السؤال إليها بتلك اللغة الغريبة التي كانا يتحدثاها فردت عليه ببضع جمل طويلة و مترددة قبل ان تصمت مجدداً
كاليان " تقول انها تود في البداية ان تشكركما على انقاذها و ابعاد كامل الخطر و الشر عنها ، و هي تشكرك انت بالذات يا ألدوس و تقول لك انها مدينة بحياتها لك ايها السيد النبيل "
فاحمرَّت وجنتا ألدوس و اخذ يكتم بسمة على ثغره اخذت في البروز على غير إرادته
ثم نطقت الفتاة مجدداً و بقيت هذه المرة تتكلم بإسهاب و وضوح مع الفتى الذي كان يهز رأسه تارة و ينطق بكلمة اشبه بلعنة تارة اخرى و كان يبدو متفاعلاً معها متأثراً بكل كلمة تخرج من فمها
و كانت هي قد بدأت اثار دموع تظهر على أعينها الواسعة البراقة ، و بعد بضع دقائق مرت كساعاتٍ على ألدوس و لوشيوس اللذان بقيا صامتين ينظران الى المحادثة ببَلهٍ و استغراب و ينتظران بلهفة و شوقٍ ترجمة ذلك الحوار المُبهم الكلمات صمتت الفتاة و اخذ كاليان في الترجمة بسرعة
" تقول ان اسمها الكامل هو توليا بنت اورار و هي قد بلغت حديثاً الواحدة و العشرين من عمرها و هي من شعب ال( إيزو ) الذي يقطن المدينة المحرمة ، مدينة دوليتالا العظيمة الحاضرة الوحيدة في هذه الجزيرة الواسعة الاكناف و قد ولدت هناك و ترعرت في منزل جدتها الطاعنة في السن التي كفلتها و ربتها بعد موت والديها حتى كبرت و بلغت و جاء موعد تزويجها حسب تقاليد شعب الإيزو فهم من عادتهم كما تقول ان يزوجوا الفتاة عند بلوغها لسن الواحدة و العشرين " ثم صمت قليلاً و اخذ يتمتم بكلمات لم يفهمها رفيقاه
و بعدها أكمل " و تقول انها قد اختارت العريس التي احبته و احبها و كان وسيماً و شاباً يقاربها في العمر و كان من المقرر ان يُعقد يوم زواجهما قبل خمسة أيام لكن كانت هناك مشكلة ا... " و صمت كاليان مجدداً و حثه ألدوس على الإكمال
فأكمل قائلاً " المشكلة كانت تتمثل في الليلة التي قبل الزفاف ليلة الدم !
كما سمتها هي فقد كان من عادات شعبها في هذه الليلة ان يدفعوا بكل فتاة عذراء مقبلة على الزواج الى كاهن المدينة لكي يقوم هو نفسه بنكاحها و فك بكارتها قبل ان تُسلم الى زوجها
لذا فقد أخذتها جدتها الى معبد الكاهن في الليلة التي تسبق يوم زفافها و قدمتها الى الكاهن كعادة كل القوم و بقيت تنتظرها قرب المدخل و بقيت هي مع الكاهن العجوز الذي أخذها الى الغرفة المقدسة على حسب تعبيرها لكي يفك بكرتها و لكنه ما إن بدأ بالاقتراب منها حتى منعته و شرعت في الابتعاد عنه فحاول عندها ان يغصبها على جماعه و لكنها دفعته بعيداً لينزلق على أرضية ملساء فيقع على رأسه وَقعةً ادت الى وفاته بشكل سريع و عندها ... و عندها وجدت هي نفسها في مأزق عظيم لم تستطع الخلاص منه الا عبر الهروب خفية من المدينة و منذ ذلك الوقت و الجميع يبحث عنها و يطالب بدمها " و بقي كاليان بعد انتهائه من تلك الترجمة المُتعبة يرقب النار المتوهجة بعيون متأملة حتى قال لوشيوس و هو ينظر لتوليا " انها فعلا لقصةٌ غريبة "
و قال ألدوس في نبرة شبه مشمئزة " و هذا فعلاً من أقذر ما سمعت ... يبدو ان تلك الفتاة المسكينة كانت تعيش وسط برابرة أوغاد "
و همت الفتاة بعدها بالنهوض و لكن لوشيوس ناداها باسمها و امسكها من يدها بلطف و اشار عليها بالجلوس مجدداً و هو يرمقها بإبتسامة بريئة و قال لخادمه الذي كان لا يزال شارداً
" إسألها يا كاليان ماذا تنوي هي ان تفعل و الى اين ستذهب و القوم كلهم يبحثون عنها و يريدون قتلها "
فقام كاليان بتوجيه السؤال لها و جاوبته هي بصوت شبه مختنق و متردد
كاليان " تقول انها لا تعلم الى الان اين يجب عليها ان تذهب او ماذا عليها ان تفعل فهي المرة الاولى لها التي تخرج فيها من المدينة "
و نطقت بعدها الفتاة مجدداً و هي تنظر بإستحياء الى الارض و بدا ان كاليان قد عجب اكثر لكلامها هذه المرة
و قال " و هي تود ان تقدم لنا اعتذاراً بسبب ضررٍ ألحقته بنا من قبل ثم صمت قليلا و اكمل بتردد كبير
" انها تقول انها هي من سرق الطعام من الكوخ البارحة فلقد كانت خائفة و جائعة و لم تجد حتى لقيمات تسد بها جوعها و لهذا فعندما رأت الكوخ من بعيد تقدمت إليه مُستغربة و متعجبةً حتى دخلته و كان وقتها فارغاً فوجدت فيه ذلك المخزون من الطعام فأكبت عليه فوراً و لما سمعت اصواتنا تقترب حملت معها كل ذلك المخزون و خرجت مسرعةً الى الدغل "
و بعد هذا الكلام المفاجيء علت الدهشة وجه لوشيوس و هب ألدوس واقفاً كذلك تغمره الدهشة و صاح في كاليان " ماذا ... اكانت هي من ... "
حتى امره لوشيوس بالجلوس و قال بنبرة مُطمْئنة و هو يبتسم في وجه الفتاة ببلاهة
" نحن نسامحك يا توليا " و ترجم خادمه كلامه لها و راح هو يهدء في ألدوس الذي كان قد انتابه بعض الغضب فقد كان هذا اخر ما يود سماعه
و همت توليا بالنهوض مجدداً بعد رؤية وثبة ألدوس تلك لكن كاليان اجلسها و طمئنها بكلمات أخرى و بعد صمت ثقيل دام قرابة العشر دقائق
خاطب لوشيوس كاليان قائلاً " يمكنك ان تقول لها ان بإمكانها ان تسافر معنا الى جزر الارخبيل عندما ننتهي من ترميم قاربنا " و تُرجم الكلام لتوليا فعلت بسمة عريضة وجهها و راحت تلهج بعبارات بدت كأنها عبارات شكر و حمد
و بعد برهة نطق ألدوس قائلاً " قل لها أن تخبرنا ببعض التفاصيل عن تلك المدينة المُحرمة و حياة شعبها" و كالعادة تُرجم السؤال و تبعه جواب تُرجم هو الاخر
كاليان " تقول ان المدينة المحرمة مدينة كبيرة شاسعة تقع في وسط الجزيرة تقريباً و هي تبعد عن هنا حوالي النصف يومٍ تقريباً و يعيش بها أكثر من عشرة ألاف ساكن و يحكمها ملكٌ يسكن قصراً عظيماً و له مئات الجند و هو يدعى باربا ...
الملك باربا ، و المدينة لا يدخلها و لا يخرجها أحد الا بإذنه او بإذن جنوده و هي مُحرمة على كل الغرباء الاخرين الذين ليسوا من شعب الايزو فلا يسمح لأي أحد منهم بدخولها "
لوشيوس" إسألها هل فعلا قومها من اكلي لحوم البشر "
و قهقهت الفتاة عندما سمعت ترجمة السؤال و ردت بالنفي برأسها ثم أردفت بكلام أخر
كاليان " تقول لك ان شعب الايزو على الرغم من انعزاله التام عن كل العالم الخارجي الا انه شعبٌ راقٍ و متطور مُلمٌ بكل العلوم و بارعٌ في العديد من الحرف ، الا انه و مع كل هذا فهو ليس شعباً محباً و مضيافاً للغرباء فقليلون هم الغرباء الذين دخلوا المدينة و خرجوا منها "
وصمتت الفتاة قليلاً ثم اردفت قائلةً على لسان كاليان " وهي تقول انه منذ وقتٍ ليس بطويل كان قد اتى الى الجزيرة مجموعة من الرجال البيض الغرباء في اعداد كبيرة و تجرؤ على اقتحام الجزيرة فعرف بأمرهم الملك فأمر بهم فقتلو جميعاً إلا واحداً منهم و كان قائدهم فتم إقتياده الى المدينة و أخذه الى الملك الذي قام بعدها بالعفو عنه و عينه مستشاراً له و هو منذ ذلك الحين يعيش في القصر مع الملك و يحلو للعامة تسميته ب المارد الابيض "
و اتسعت حدقتا لوشيوس بعد سماع هذا الكلام و راح يرمق صديقه العجوز بنظرة ذات معنى
و ازدحمت الكلمات في حلقه قبل ان يخرجها ثم قال في الاخير لكاليان و وجهه كله حيرة و ارتباك
" اهذا صحيح ما قالته ... اهذه القصة حقيقية يا كاليان أعد سؤالها أرجوك "
فطلب الاخير توضيحاً من توليا بشأن هذا التفصيل و قال بعدها " تقول انها كذلك فكل اهل المدينة يعرفونها و المارد الابيض لا يزال يعيش هناك في قصر الملك " و هنا هب لوشيوس واقفاً و هو يمط على شفتيه و بدا كأنه إكتشف شيئاً ما
لوشيوس " اذا صح ما تقوله هذه الفتاة يا ألدوس و صح كذلك تخميني فإن الغرباء البيض المقصودن في هذه القصة هم جنود بعثة القائد كايوس التي انطلقت قبل ثلاث سنين و التي كنا بصدد البحث عنها "
قال ألدوس بعد ان هب هو الاخر واقفاً
" مم... ماذا ... هل انت مدرك لما تقوله "
لوشيوس" و لما لا يكون صحيحاً فتلك البعثة كانت اخر بعثة فرنجية تمر بالقرب من هذه المنطقة "
كاليان " قد يكون ما تقوله صحيحاً يا سيدي و لكن ... "
قال لوشيوس و على وجهه إبتسامة نصرٍ زائف
" اعتقد اننا في الاخير و رغم كل ما حدث قد وجدنا ضالتنا يا سادة "

( يُتبع )
 
  • عجبني
  • حبيته
التفاعلات: Ana loka, 💥✨🌟 قيصر الشرق ✨💥🌟, Elz3eeem و 14 آخرين
بداية جميلة ..
فى انتظار الجديد
 
  • عجبني
التفاعلات: #...EL-MAFIA...#
اكمل يا غالي
 
  • عجبني
التفاعلات: شغوف سكس
بداية مشوقة وجميلة
تسلم ايدك
منتظر جديدك بكل شوق
 
بدايه جميله ومشوقه كمل الجزء التاني بسرعه
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
اهلا بيكو ازيكو عاملين ايه اتمنى تكون كلكم بخير 😉

اليوم عندنا قصه جديده حبيت اكتبها بأسلوب مختلف شويه عن القصص اللي فاتو و بطريقة تشويقية جديده اتمنى
انها تنال اعجابكم فكالعاده متنسوش تدعموني باللايكات لو انتو حبيتو القصه و اكتبولي عن ارأكم فالتعلقات عشان
ده فعلا بساعد و قرأة ممتعة 🙂

ملاحظة ( هذه القصة تحتوي على تفاصيل جنسية كالشذوذ و زنا المحارم و الدياثة و قد لا يتم ذكرها كثيرًا في هذا
الجزء لأسباب سردية تتعلق بالحبكة و لكن سيتم التطرق إليها اكثر في الاجزاء القادمة )

الجزء الاول
( تيه في ظلمات البحر )

سفينة تمخر عباب ذلك البحر المظلم
كانت سفينة كبيرة و مهيبة تشق بمفردها طريقاً في ذلك الفضاء الازرق اللامتناهي الذي يسلب الالباب
و كانت تبدو من طراز خاص جداً و منظرها الفريد يجعل اقصر الناس بصراً يدرك من بعيد بأنها سفينة حربية خصوصًا بتلك
الاعلام الجميلة و الغريبة المعلقة أعلى سواريها و دزينات الجند التي تتواجد على متنها .

و كان بها صخب و ضجيج يضفي في داخلها جواً استثنائياً وسط ذلك السكون الموحش المستفز
فتسمع اصوات قهقهات و ضحكات عالية و اصوات لعنات و مسبات توجه للخدم و العمال و كذلك صوت مزمار او طبل
هنا و هناك و كان يبدو ذلك الجو غريباً للبعض مثيراً للبعض الاخر و كئيباً لأخرين و يبدو ان لوشيوس كان من ضمن هذه الزمرة الاخيرة ، فكان يجلس مطأطأ الرأس كعادته في ركنه المفضل من تلك السفينة الذي اعتاد ان يجلس فيه و على حجره كتاب مفتوح لم ينجح في إكمال قرأته منذ يومه الاول هنا و تبدو على وجهه امارت الحزن و اليأس و المرارة لا تخفى على كل من يمر عليه او ينظر إليه ، لقد كان يجلس في ذلك المكان و بتلك الوضعية لساعات و ساعات و هو شارد و هائم في وجدانه منفصل عن كل ماحوله
ايكون قد ندم الى هذا الحد على قبوله لهذه المهمة هل كان ليرفض عرض الامبراطور لو عاد به الزمن الى الوراء
كان يفكر و عيناه مغمضتان حتى اذ اتاه خادمه كاليان يخبره بإقتراب وقت الغداء فقُطع بذلك حبل افكاره الذي لاينتهي و رفع رأسه و نهض بتثاقل يتبع خادمه الى غرفة الطعام و قبل ان يدخلها إلتفت الى ربان السفينة الذي وجده يوبخ عاملين بجفاء و قسوة و يكيل لهما الشتائم و اللعنات كعادته
" الى متى ستستمر هذا الرحلة المنكودة " قال لوشيوس في نظرة طفولية متوسلة
فالتفت اليه الربان و بقي صامتاً لثواني معدودة و هو يرمقه بنظرة مرتابة بعيونه الحادة المخيفة حتى قال
" اعتقد اني لست انا من يقرر هذا يا حضرة المستشار " و ارفق عبارته الاخيرة هذه بابتسامة ماكرة
ثم اضاف " انك انت المسؤول عن هذه البعثة و انت وحدك من يعلم متى ستنتهي الرحلة " و ادار ظهره لمحدثه و راح يكمل اهانة و توبيخ عامليه اما لوشيوس فقد غمم بشتيمة و اكمل طريقه الى غرفة الطعام مستاءً و منكسرًا
فقد مر على هذه البعثة التي يرأسها شهرين كاملين في البحر و لا تزال الى حد الان لا تجد وجهتها
شهران كاملان وسط هذه الزرقة الممتدة و الامواج العاتية و الوحشة القاتلة
فكان كل ما يهم الجميع حينها ايجاد محطة توقف و استراحة على الاقل ثم المضي بعدها و لو للجحيم
و كانت هذه البعثة قد كُلفت قبل ثلاثة اشهر بمهمة صعبة و شبه مستحيلة و هي المضي الى جزر ارخبيل العاج و العثور على جماعة من الجنود المفقودين الذين كانو قد ارسلو قبل ثلاث سنوات لاستكشاف تلك المنطقة و كان انطلاق تلك المهمة بأمر من الامبراطور ماتيوس الذي ارسل احذق و ادهى مستشاريه ليرأس تلك البعثة و يعمل على وصولها الى غايتها.

كانت السفينة تضم حوالي المئة فرد معظمهم من الجنود المدججين بكافة انواع السلاح و اما البقية فكانوا من طاقم السفينة الصغير الى جانب بعض الخدم الاخرين
و كان من المفترض ان يصلوا الى وجهتم منذ اسبوع لكن سوء الرياح و العواصف المتكررة ادت في النهاية الى تأخرهم
و راح اللوم يقع احياناً على ألدوس ربان السفينة العجوز الذي أُتهم بسوء اختيار المسار او لوشيوس رأس هذه الجماعة الذي رفض ان يأمر بالعدول عن مواصلة المسير بل و قد أُتهم الامبراطور ايضاً هو الاخر و اصبح الجميع يكيلون له الشتائم و اللعنات سرًا و جهاراً بسبب ارساله لهذه البعثة المنحوسة للعثور على اناس ربما لم يعد لهم وجود من الاساس على حد قول البعض .
مع اقتراب المساء جلس كل من الربان و لوشيوس و قائد الجند في قمرة القيادة يتجاذبون اطراف الحديث
و كان هناك موضوع واحد فقط استولى على كامل المساحة التي تدور فيها الاحاديث و هو " الى اين ستتجه السفينة بعد "
" ان الجنود في حالة سخط شديد يا حضرة المستشار و المؤنة بدأت تنفذ " قال ماركوس قائد الجند
ألدوس " ارى انه قد ان الاوان لتعلن عن فشل المهمة و تأمر بالعودة فالرجال لم يعودو يتحملون اكثر كما قال الضابط "
و نظر إليهما لوشيوس بعيون قلقة ثم قال " التراجع لا انا لا … استطيع فاوامر الامبراطور تقول … " حتى قاطعه ألدوس بعجرفة قائلًا " امازلت فعلا تقول مثل هذا الكلام "
لوشيوس " كلاكما يعلم اني لا استطيع التراجع بالرغم من حالة السخط و البؤس التي انا فيها بل نحن كلنا فيها فأنظرا الى حالتي فأنا أكثر اهل هذه السفية حزناً و غماً و مع ذلك فأنا اصابر و اقاوم حتى نصل الى هدفنا الذي هو في النهاية هدف نبيل لا يستحي المرء ابداً في اضاعة نصف عمره لتحقيقه "
" هراء هراء " قال ألدوس و قد هب واقفًا و علامات الغضب تغزو وجهه ذو التجاعيد الكثيرة و اتبع
" لست هنا لسماع موعظة حول نبل الاخلاق فأنا كل ما يهمني هو انقاذ حياتي و حياة رجالي من الموت "
ماركوس " تحدث باحترام مع المحترم يا ألدوس "
لوشيوس " لا عليك ماركوس فأنا اتفهم انفعاله و شعوره حيال هذا الامر "
ماركوس " انظر ايها المحترم اذا كنت تخجل من ان يلحق بك العار او تفقد حظوتك لدى الامبراطور اذا امرت بالعودة فيمكنني حمل كل هذا الوزر عنك فيمكنك الادعاء انك مريض و ان قواك الذهنية لم تعد كما كانت فتسلم بمقتضى الامر المسؤلية لي فأمر انا بالعدول عن خط السير هذا و الرجوع الى الديار بسبب طبيعة الظروف المحيطة بنا و هكذا ستخرج انت منها كما يقولون و لا تلام على اي قرار "
"معه حق افعل ما يقول ايها المحترم " قال ربان السفينة و عيونه تتفرس في لوشيوس في انتظار اي جواب
لكن لوشيوس بقي صامتاً لدقيقة كاملة و هو مذهول و مرتبك لا يعلم ماذا يجب ان ينطق الى انتهى في الاخير بالقول
" حسنًا إليكما ما قررت ننتظر ثلاثة ايام اخرى و ان لم تظهر جزر الارخبيل للعيان نعود ادراجنا "
فقال ألدوس " ثلاثة ايام اخرى ! و لكن … " فشده ماركوس من ذراعه
وقال " حسنًا حسنًا قرار جيد ثلاثة ايام فقط لا غير "
و فجأة ضربت السفينة هزة قوية جعلت الثلاثة يقعون أرضًا
ألدوس " تباً لا بد انها عاصفة أخرى " و انطلق نحو دفة السفينة يمسكها بقوة و يتصارع معها كما يحدث عند كل عاصفة
و كانت هذه العاصفة الرابعة التي تواجهها السفينة و قد بدت في البداية انها عاصفة صغيرة كسابقاتها لن تلبث إلا بضع دقائق ثم تختفي لكن الامر لم يكن كذلك هذه المرة !
فقد استمر الامر لأكثر من الساعة بل و بدأت العاصفة تزداد قوة و بالتالي بدأ الذعر يجتاح القلوب
و بدأ كل من على السفينة بإحضار الدِلاء و افراغ الماء الذي صعد الى سطح السفينة في حالة من الصخب و الهرج الذي لا مثيل له حتى نادى منادٍ من فوق الاشرعة " يابسة يابسة … انه الارخبيل " و وقع الخبر كالصاعقة على الكل و بدا ان غمامة اليأس قد انقشعت و ظهرت شمس الامل و لبضع ثوانٍ شخصت كل الابصار الى الامام و بدا كأن كاهلً عظيماً قد ازيل على الكل و راح الجميع يصرخون " الارض الارض … لقد وصلنا… انه أرخبيل العاج "
و راح كاليان يقول لسيده الذي كان في القمرة مع الربان " سيدي لقد فعلناها لقد وصلنا لقد نجحنا كان معك حق "
و جاوبه سيده بابتسامة شبه مطمئنة لكن ضربات الامواج على السفينة لم تتوقف بل و اخذت في التزايد حتى كادت تقلب السفينة كلها و عندما وصل الامر الى هذا الحد ادرك الجميع حينها التحدي القادم الذي عليهم ان يخوضوه و هو
محاولة الوصول الى الجزيرة قبل ان تدمرهم العاصفة ! لكنهم للأسف لم يكونوا قادرين على خوض هذا التحدي و بعد وقت ليس بالطويل سُمع صوت ارتطام عنيف و صوت صرخة مدوية لأن المياه اخترقت خشب السفينة و اخذت تنساب فيها بشكل سريع و كال الربان ألدوس الشتائم للجميع و هو يمسك دفة السفينة بيدين مرخيتين و يشاهد بعيون تملأها الدمع غرق هذا المخلوق الخشبي الكبير الذي طالما اعتبره محبوبته التي لا يفارقها و لا تفارقه و قفز بعد ذلك الكثيرون في البحر و كان من بينهم لوشيوس الذي كان قد تمسك بلوح خشبي كان جزء من سارية السفينة و هلك الباقون الذين بقيوا في السفينة .
كانت الامواج تلعب به يمنة و شمالاً و هو متشبث بذلك اللوح الخشبي الطويل و هو لا يكاد يرى اي شيء في هذه الظلمة الحالكة و كان قد احس بدنو اجله و هو في ذلك الوضع فأغمض عينيه و اسلم نفسه لذلك الخدر الابدي المسمى الموت الذي لطالما فكر فيه و حاول تخمين ماذا يكون بعده و لكن الاقدار قررت شيء اخر .

كان صوت الامواج الخفيفة و النوارس البعيدة هو أول ما سمعه عندما فتح عينيه و هو مدد على بطنه على تلك الرمال الناعمة الساخنة و بقي على ذلك الوضع لدقائق قبل ان يحاول القيام بتثاقل و يعلم اين هو بل و ماذا حدث
" هل أنا في الجنة ! " كان يفكر و هو ينظر حوله كالمجنون و لا يستوعب اي شيء يراه
فقد نجا ! نجا من الموت لقد فعلها و لم يغرق في قاع الظلمات لكن اين هو و كيف وصل الى هنا ؟ هل تكون المياه وحدها قد جرفته الى الجزيرة حينما كان متشبثًا بلوح الخشب ذاك ايعقل انه هو وحده من اختارته الامواج لينجو من تلك الكارثة و يحط بسلام على اليابسة ان هذا لشيء عُجاب
و بقي قرابة الساعة و هو يبحلق حواليه بشكل مريب الى الشاطيء الذي حط فيه و أشعة الشمس الحارقة تلفح وجهه بقوة
لقد استيقظ في وقت الظهيرة تقريباً و هو لايعلم بالتحديد فأي منطقة نزل في أرخبيل العاج
لم يكن هناك غيره على هذا الشاطيء الكبير المقفر و كان يمشي عاري الجذع حافي القادمين حاسر الرأس لا يستوعب الى حد الان هذا الوضع الذي هو فيه
و بقي يروح و يجيء على طول الشاطيء لا يعلم ماذا ينبغي عليه ان يفعل و لا الى اين يجب عليه ان يتجه فقد كان البحر يحاصره من جهة و الدغل الموحش يحاصره من جهة الاخرى
وجلس مجددًا على تلك الرمال الساخنة الذهبية و هو يمد بصره الى اشجار جوز الهند المصفوفة امامه و ينتظر في خوف و شوق ان يخرج اي شخص ما من ذلك الفضاء الاخضر المجهول الذي لم يجرؤ الى حد الان على الايغال فيه .
و بعد لأي سمع صوتاً مألوفًا يناديه فالتفت يميناً و شمالاً و لم يجد احد ، هل هو يهلوس لا بد انه كذلك
لكن الصوت تكرر هذه المرة و بشكل واضح و دوي قوي
" لوشيوس لوشيوس " كان الصوت يقول
فنظر مجدداً الى يمينه باتجاه الدغل حتى ترأى له شاب اسمر عاري الجذع يركض نحوه بجنون
لوشيوس " كا… كا …كاليان ! "
انه هو خادمه كاليان لم يكن يصدق بأنه يراه
و ماهي إلا ثوانٍ حتى ترامى الاثنان في احضان بعضهما و كلاهما يذرفان الدموع و يلهجان بعبارات الشكر و الحمد
و بعد عناق دام قرابة الدقيقة سئل السيد خادمه عن ما جرى و كيف نجا و اين هما
فقال الاخير " عندما قاربت السفينة على الغرق قام الربان و معه جماعة من الجند بإخراج قارب نجاة و ألقوه في البحر و ركبوا فيه و كنت انا معهم لكن لسوء حظنا كانت سارية من السفينة قد سقطت بطولها على الفلوكة فانقسمت الى نصفين و هلك كل الركاب ما عداي انا و الربان فقد تشبثنا بالنصف الذي تبقى منها و رحنا نجذف بأقصى قوتنا بإتجاه الجزيرة حتى وصلنا في نصف الليلة الماضية و رسونا على الجانب الاخر من الشاطيء "
لوشيوس " اذا فقد نجا ألدوس هذا خبر رائع اين هو الان ؟ "
كاليان " انه في الجانب الاخر و قد ارسلني لكي استطلع جزء من هذه الادغال بغية ايجاد طعام او ملجأ و انا ابحث منذ ساعات و لكن بلا فائدة فالغابة كبيرة جداً و انا لم اجد مأوىً او ملجأ نلجأ إليه "
سأل لوشيوس بعيون مرتبكة " هل استطعت تحديد اين نحن من جزر الارخبيل "
كاليان " ارخبيل …. اي ارخبيل نحن ا…"
لوشيوس " نحن الأن في جزر أرخبيل العاج أليس كذلك "
كاليان " أبداً يا سيدي نحن لسنا في ذلك المكان فهذه ليست جزيرة من جزر الارخبيل "
قال لوشيوس بنظرة فيها شيء من الاستهزاء " و كيف علمت هذا "
كاليان " انني يا سيدي كما تعلم من تلك المنطقة و انا اعرفها شاطئاً شاطئاً جزيرة جزيرة و هذه الارض ليست هي موطني
فعندما كنت اتجول في تلك الادغال لاحظت ان الاشجار و النبتات الموجودة في هذه الجزيرة ليست مألوفة بالنسبة لي بتاتاً و هي ليست موجودة في جزيرتي و لا في اي جزيرة اخرى من جزر الارخبيل كما ان هذه الغابة كبيرة جدًا لأن تكون في احد جزر الارخبيل و بالتالي فأنا متأكد يقيناً اننا في دوليتالا "
قال لوشيوس الى محدثه و هو يحك رأسه في شرود " دولي … دوليتالا جزيرة المتعة "
فهز كاليان رأسه بالايجاب و هو يتأمل وجه سيده الذي لم ينجح في اخفاء فزعه و هلعه عندما سمع بذلك الاسم
" هيا يا سيدي علينا ان نذهب الى الربان في الجهة الاخرى من الشاطيء و انا اعتقد انه سيسر عندما يرى اني عدت بشيء اغلى من كل ما كان يتوقعه و تأبط ذراع سيده المذهول المسحور و اخذ يجره معه الى داخل تلك الغابة الكثيفة
التي ذهل لوشيوس لشدة اتساعها و تنوعها النباتي الكبير و بعد قرابة الساعة وصل الاخيران الى العجوز ألدوس اللذان وجداه يحاول ان يشق حبة جوز هندي عملاقة بخنجره الصغير ذو المقبض الفضي و ما ان بصر بهما حتى ترك ما كان يشغله
و هرع يركض نحوهما و يحتضنهما بقوة ، من كان يدري ان داخل هذا الشيخ الثعلبان شيء من المشاعر !
ألدوس " اشكر السماء على ان جعلتك تنجو يا لوشيوس فقد ظننت اني سأبقى وحدي مع هذا الفتى القرد ! " وقهقه الثلاثة و راحو يجلسون على حصير كان قد صنعه ألدوس من أوراق الشجر العملاقة .

و عندما بدأ الليل بالاقتراب قام كاليان بإشعال نارٍ و تحلق الثلاثة حولها و اخذو يتسامرون و في يد كل واحد منهم حبة جوز هند عملاقة يرتشف ما بداخلها من شراب
لوشيوس " يقول كاليان اننا في جزيرة دوليتالا فهل هذا صحيح "
ألدوس " و ما أدراني أنا أيها المحترم قد يكون هذا صحيحًا او قد يكون خاطئاً ، ولكن المهم ان نجد ملجأ في وقت قريب و اعتقد ان جزيرة بمثل هذا الكبر يستحيل ألا تكون مأهولة بالسكان "
و هز لوشيوس رأسه موافقاً و قال له كاليان " ثق بي يا سيدي فأنا متأكد اننا في دوليتالا بالرغم من اني لم أطأها من قبل " و بعدها اطبق صمت ثقيل بين الثلاثة دام لدقائق حتى قال لوشيوس للربان بنظرة شبه غامضة " اعتقد انك قد سمعت مثلي عن الشائعات و الحكايات التي تدور حول هذه الجزيرة " فجاوبه الربان " أجل قد سمعت بعض الامور الغريبة التي تحكى عن هذه الجزيرة " ثم ارتشف بعض من شراب الجوز و اكمل " منذ بضع سنوات كنت قد تعرفت الى بحار مخضرم كان يكبرني في السن حينها و قد حكى لي بأنه قد رسا ذات مرة في هذه الجزيرة عن طريق الخطأ و انه قد اقام بها ثلاثة أيام كان قد رأى فيها على حد ما زعم ارواحاً شريرة تحوم و تصرخ في كل ليلة امام مرأى طاقم السفينة "
لوشيوس " و أما أنا فما سمعته مختلف أو بالاحرى ما قرأت عنه فقد قرأت مرة في احد الكتب الجغرافية بأن هذه الجزيرة أحد اكثر الاماكن غموضا على وجه الارض و ان بها مدينة عظيمة قومها من أكلي لحوم البشر و انها مقر للفساد و الانحلال الاخلاقي و الجنسي ولذالك سميت بجزيرة المتعة "
قال الربان ألدوس مخاطباً كاليان "و انت يا فتى انت من سكان الارخبيل و لا بد انك قد سمعت قصصاً معينة او معلومات غريبة عن هذه الجزيرة "
فرفع كاليان رأسه و قال فإندفاع كأنه كان ينتظر بفارغ الصبر دوره في الكلام " منذ كنت صغيراً و انا اسمع قصصا و خرافات عديدة تدور حول هذه الجزيرة و قد كان قومي يسمونها الجزيرة المحرمة ليس لأن لا أحد يذهب إليها او يدخل إليها و لكن بسبب هالة الغموض التي تحيط بها و قلة التجار و البحارة الذين يزورونها فبالرغم من أنها لا تبعد سوى مئتي ميل عن الارخبيل الى ان معظم السفن تتجاوزها و لا تتوقف فيها الا عند الضرورة و عندما كنت اسئل والدي و قد كان تاجراً عن السبب الذي يدعوه الى تحاشي تلك الجزيرة في رحلاته التجارية فقد كان يقول لي دائماً تلك العبارة المليئة بالغموض
(ان فيها قوما ليسوا كباقي البشر ) و قد روت لي جدتي مرة قصة غريبة حول سكان تلك الجزيرة
فكانت تقول لي انه قبل مئات السنين كان أولئك القوم جزء من سكان جزر ارخبيل العاج و كانوا يقطونون تحديدا جزيرة
إيوا الصغيرة و كانوا في ذلك العصر قد استحدثوا بعض العادات و الممارسات الشاذة التي لم يقبلها بقية السكان و لا حاكم الجزيرة الذي امر فوراً بطردهم بلا عودة من جزيرته فأخذوا بعدها يتنقلون من جزيرة الى اخرى و لم يرحب بهم و يتقبلهم اي احد من سكان تلك الجزر بسب سوء طبعهم و فساد معتقدهم فألفو أنفسهم مضطرين الى مغادرة الارخبيل و فعلا غادروا و لم يعودوا مجدداً فقد عثروا على موطن جديد هو هذه الجزيرة و قد اسموها دوليتالا التي تعني جزيرة المتعة
لأن كل شيء فيها مباح " و أطبق الصمت مجدداً على الثلاثة إلا ان نطق ألدوس قائلا " كل شيء مباح ! فعلاً غريب "
وقال لوشيوس و هو يتوجه بالسؤال لكاليان "و ماذا عن كونهم اكلة لحوم بشر "
فجاوبه الاخير " لم اسمع عنهم هذا من قبل , لكن ما اعلمه انهم و بالرغم من انعزالهم عن العالم الخارجي فإنهم حضارة مزدهرة و غنية يسكنون مدينة عظيمة هي أجمل من كل مدن الدنيا "
قال ألدوس و هو يتثائب " اذا كان الامر هكذا فيجب علينا البدء في البحث عن هذه المدينة في الغد "
فقال لوشيوس بنبرة يشوبها القلق و التردد " لا … لا بد انك تمزح انا لا يمكنني اقتحام تلك الغابة مجدداً فنحن لا ندري من يعيش داخلها "
" أتخاف ان تؤكل و انت حي ايها المحترم " قال ألدوس و بدأ يقهقه عالياً و كذلك فعل كاليان .
و في اليوم التالي تمكن الثلاثة من بناء كوخ صغير من خشب الاشجار و أوراق النباتات و قاموا فيه بتخزين مؤنتهم من الطعام كبعض الفاكهة و الاسماك و بهذا كانوا قد حلوا مشكلة مكان المبيت و الان جاء الوقت لإيجاد حل للمشكلة الاكبر التي كانت تؤرقهم و هي كيفية الخروج من هذه الجزيرة الملعونة ، و كان قد مضى عليهم ثلاثة أيام في ذلك المكان حينما صرح الربان ألدوس بفكرته الجريئة جهاراً
ألدوس " علينا ان نبني فلوكة صغيرة كما بنينا الكوخ و نبحر بها الى احد جزر الارخبيل "
فقال لوشيوس و هو يهم برمي حجر على مجموعة من حباة الجوز المتعانقة فوق الشجرة
" تبدو فكرة جميلة و لكن كيف سنعرف الاتجاه الصحيح لوجهتنا و نحن في قارب بدائي في منطقة شبه مجهولة بالنسبة إلينا "
ألدوس " لا تقلق فأنت مع بحار ذو خبرة كبيرة ، إنها خمس و ثلاثون سنة يا صاح خمس و ثلاثون سنة و انا في البحر و قد تعرضت من قبل لمواقف مشابهة " و اخذ يمسد بفخر شاربيه العظيمين الذين احتلهما الشيب ثم أكمل
" حتى ان الفتى خادمك ذاك له بعض الخبرة في أمور الابحار و الملاحة حسبما حدثني لذا لا تخف من هذه الناحية فالمهم هو ان علينا ان نصنع قارباً قويا و متيناً يصمد لمسافات طويلة او بالاحرى ان جاز التعبير نعيد ترميم قارب النجاة الذي اتيت به انا و كاليان و ننطلق به الى جزر الارخبيل و اعتقد أن الامر لن يزيد عن الثلاثة أيام للوصول إليها فما قولك "
لوشيوس "ربما و لما لا "
و بعد برهة جاء كاليان و اخذ الربان يحدثه عن خطته الجديدة بلهفة غير ان الاخير قطع حديثه بعجالة مخبرًا اياه بأن المؤنة المخزنة في الكوخ قد اختفت فذهل الربان للأمر و لم يصدق ما سمع للتو و هرع يركض نحو الكوخ الذي كان موقعه وسط شجيرات تين صغيرة في طرف الدغل القريب من الشاطيء
و هرع كذلك لوشيوس و كاليان ورائه و هو قليق حيران
" من الوغد الذي قد يفعل هذا " قال ألدوس و عيونه تقدح شرراً
لوشيوس " يمكن ان يكون حيواناً صغيراً كقردٍ مثلاً "
" و هل يمكن لقردٍ او حتى مجموعة قردة ان تحمل معها كل هذا الطعام " رد ألدوس بضجر
كاليان " لقد ارتكبنا خطأ جسيمًا عند تركنا الكوخ من غير مراقبة و لكن ما يهم الان هو ان نعيد تخزين مؤنة جديدة من الطعام و أقترح ان نبدأ الان "
فردد لوشيوس و ألدوس في وقت واحد " أجل معك حق "
و اتفق الثلاثة على ان يذهب كل واحد منهم في إتجاه داخل الغابة و يحضر معه قدر ما يستطيع من ثمار و طرائد
و بهذا تفرق الثلاثة وكل واحد منهم يبغي تحصيل اكبر قدر من القوت و الزاد .

كان لوشيوس يمشي بخطى وئيدة و هو يلتفت يمنة و شمالًا في لهفة و توجس في تلك المنطقة الكثة بأشجار فاكهة غريبة لم يراها من قبل في حياته و كانت في يده حربة خشبية صغيرة صنعها له ألدوس بخنجره الصغير
و بينما هو يدنو من احد ثمار تلك الفاكهة العجيبة ليقطفها اذ به يسمع صوت حفيف قوي قرب شجيرات غير بعيدة عنه
فتراجع و أمسك حربته بكلتا يديه و أخذ وضعية الهجوم تحسباً لأي خطر قادم و قلبه يكاد يشق صدره و يخرج منه من شدة الخفقان ثم اذ به يرى طيف كيان صغير يركض بين تلك الشجيرات فزاد هذا من هلعه و أخذ يتقدم بخطوات مرتعدة الى ذلك المكان الذي رأى فيه ذلك الجسم المتحرك و كلما اقترب اكثر فأكثر كلما اخذ صوت الحفيف يعلو و الصورة تزداد وضوحاً ، فتاة انها فتاة تختبئ بين تلك الشجيرات الصغيرة هكذا كان المشهد عندما اكتملت الصورة
و لكن ممن هي تختبئ فالاكيد انها لا تختبئ منه لانها لم تره أصلًا و كان هو يراقبها و هو ورائها على بعد عشرة امتار
و كان لايرى منها سوى ظهرها النصف عاري و شعرها الاسود الداكن المنسدل حتى خاصرتها و فجأة تحركت الفتاة بشكل سريع بعد أن لمحت شيئاً و دوى صوت صرخة طويلة ادخلت الفزع على قلب لوشيوس الذي حول ناظره الى الجهة الاخرى ليفجأ برجل اسمر عليه ثياب محارب يخرج من وسط تلك الاشجار و في يده حربة طويلة كان قد سددها على الفتاة لكنها لم تصبها ، و ركضت الفتاة و الرجل في اثرها و لوشيوس يتبعهما بعيونه الذاهلة الى ان تبخرا امامه وسط تلك الخضرة المتداخلة فقرر ان يتقدم نحو الاتجاه الذي سلكاه و بعد ثوانٍ معدودة سمع صوت صراخ و بكاء مكتوم فراح يتبع الصوت مجدداً حتى اقترب منه و بصر بمشهد جديد
كان ذلك المحارب يمسك الفتاة من شعرها بقوة و هو يصرخ في وجهها بعبارات عنيفة و غريبة لم يتمكن من فهمها و كانت هي الاخرى ترسل العنان لدموعها و تجهش في البكاء و تلح على جلادها بعبارات متوسلة ان يرحمها لكن هذا الاخير قام بضربها بصفعة قوية دوى صوتها في كل ارجاء الغابة
و استفز هذا المشهد لوشيوس الذي كان يراقب من على مسافة قريبة و رغب في التدخل إلا ان صراعاً داخلياً طارئاً منعه من ذلك و بقي ينظر لذلك المشهد العبثي الذي امامه دون ان يحرك ساكناً
إن معه حربة و هذه الفتاة المسكينة تحتاج الى مساعدته فلما لا يتدخل و ينقذها
و لكنه قد يفشل في تسديد الحربة على ذلك الوحش و بالتالي سيضطر الى خوض عراك بالايدي معه و هذا مما لايبرع فيه هو بتتاً كما علم من تجارب سابقة فمالعمل ؟ و بعد ثوان قليلة من التفكير مرت كأنها ساعات رفع المحترم حربته بحركة مهيبة و تقدم بخطوات متمهلة الى مسرح الاحداث
حيث كان الرجل لا يزال يجر الفتاة من شعرها و يحثها على الذهاب معه و ما إن اقترب منه اكثر حتى ثبت في مكانه و رفع حربته اكثر استعدداً للرمية الحاسمة و رفع المحارب بصره ليفاجأ بمنظر شاب قوقازي يحمل حربة في يده و كذلك فوجئت الفتاة التي بقيت تحدق فيه بتوسل و استغراب و بشكل مباغت انطلق من وسط الشجيرات القريبة خنجر خاطف مالبث ان إستقر في صدر المحارب في لمح البصر و شوهد ألدوس يخرج من بين الحشائش مسرعاً و هو يقول
" أنتم بخير ؟ " . ( يتبع )
( اتمنى انه يكون الجزء ده نال اعجابكم و عارف ، عارف انه جرعة الجنس و المتعة فيه معدومه بس ده زي ما قلت في البدايه لأسباب سردية أظن انكم متفهمينها فلذلك لو انتم حبيتو القصه و عايزينها تكتمل بأجزاء اخرى اقوى اكتبولي عن أرأكم فالتعليقات عشان الصراحه دي اول تجربه ليا مع النوع ده من القصص و مش عارف هيعجبكم و لا لا فخبروني فالتعليقات و لو لقيت دعم مناسب هكمل القصه ، و شكراً )
بداية جميلة جداً.. كمل وبالتوفيق
 
الجديد فين
 
تم الدمج ..
:
:
فضلاً وليس أمراً
طلب الدمج عن طريق الموضوع المخصص له
 
قصة جميلة تابع
 
من منكم عنده القدرة على إكمال هذه القصة فضلا لا أمرا رجاءا من لديه القدرة فليتواصل مع المشرفين
 
من منكم عنده القدرة على إكمال هذه القصة فضلا لا أمرا رجاءا من لديه القدرة فليكملها الآن
 
مرحبا بكم عزيزي الكاتب عزيزتي الكاتبة طالما قصتك في هذا القسم فيعني أنها متسلسلة فعليه حينما تريد تضيف جزء جديد عليك باتباع الخطوات التالية وهي اولا تضع الجزء الجديد في مربع الكتابة بالاسفل ثانيا تدخل على هذا الرابط
وتطلب دمج الجزء الجديد من قصتك وتكتب اسم قصتك وتكتب رقم المشاركة التي فيها الجزء أو تنسخ رابط قصتك
 
  • عجبني
التفاعلات: شغوف سكس

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%