NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

BABA YAGA

أحـيآڼآً يڴوٍڼ إڴڕآ۾ آلحـبْ دڣڼةّ💔
العضوية الذهبيه
الكاتب المفضل
نسوانجى مثقف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
نسوانجي خفيف الظل
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
نسوانجي كروي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
ناشر مجلة
إنضم
17 يوليو 2023
المشاركات
25,563
مستوى التفاعل
15,244
الإقامة
YAGA CITY
نقاط
51,590
الجنس
ذكر
الدولة
YAGA WORLD
توجه جنسي
أنجذب للإناث
(في قرية صغيرة كان يعمها السلام و الهدوء، كان الناس يعيشون في سرور و بدون قلق)
"هاهاهاهاهاهاها، أمسكني إن استعطت"
"انتظري أيتها المغرورة سأمسكك الآن"
"كيااااااه"
"ماااريا...ماذا بك تتعثرين بلا شيء"
"اه..لا....كنت أجري و فجأة رياح ما........ايه.....أخي.. ما ذلك الشيء"
فجأة ظهرت بوابة دائرية عملاقة و بدأت تتسع شيئا فشيء الى أن أصبح لا يمكنك رؤية محيطها و كانت كبحيرة شاسعة في السماء
بعد لحظات بدأت عدة ظلال تظهر منها رويدا رويدا حتى أصبحت أعدادهم لا تحصى، دوى صوت كبير من بينها يبث الفزع في القلوب قائلا "نفذوا العمل بسرعة"..كان الصوت آتيا من طرف مخلوق كان يشبه البشر الى حد كبير، لكن كانت هناك أشياء قليلة مختلفة به
كان له قرنين صغيرين ذهبيين بجبهته و أذنين حادتين بالجزء الافقي و السفلي و أنيابا كالتي لدى مصاصي الدماء في الأساطير و عينين صفراوين و كان يرتدي معطفا أسودا مغلقا بحيث لا يمكنك رؤية جسده
فور صراخه، بدأت الظلال تتفرق في جميع الأنحاء ثم قام هو بالنزول أرضا ليقف امام الطفلين الصغيرين
عندما ريا الاثنان ذلك المشهد أمامهما لم يهربا و بدل ذلك بقيا ليشاهدا تلك الأشياء الغريبة في السماء، كونهما لم يعرفا العالم خارج قريتهما، رؤيتهما لشيء كتلك البوابة أثار اهتمامهما بشدة
بعد لحظات ريا تلك الأشياء الغريبة تتفرق و ظل ما نازل أمام أعينهما و عند وصول هذا الكائن للأرض و وقف أمامهما، تغيرت نظرة التعجب و الفضول التي كانت على وجههما الى نظرة خوف و فزع بسبب شكل ذلك الكائن
"ياااااه.............."
صرخت 'ماريا' صرخة مدوية من الخوف، لكن هذه الصرخة توقفت فجأة، فقام الأخ الذي كان مرعوبا بالنظر لجهة أخته الصغرى ليجد جسدا ملقيا على الارض و دماء تسيل منه و رأس مقطوع بجانبه
"ماريا.....ماري...ما..آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه......"
نادى الفتى اسم أخته بوجه مفزوع و عينين فارغتين، فيصرخ بصوت مرتفع مرتعب لكن كما حدث مع اخته قطع رأسه فجأة برياح غريبة موقفة صراخه
(أثناء هذا، كان هناك اضطراب في القرية)
كان الناس في فوضى يتساءلون عن تلك الظلال البعيدة جدا في السماء التي ظهرت فجأة
"آه، أنظروا انهم يتفرقون، ما كان ذاك يا ترى"
(أمام منزل مهترئ)
"ما ذلك الشيء، لدي شعور سيء ايتها الأم، أين الطفلين"
"اه..إنهما..ايه..لقد كانا هنا فقط منذ فترة صغيرة يلعبان"
فور انتهاء الأم من كلامها بدأ ضوء غريب يسطع في السماء
تكلم أحد من سكان القرية "هوي....ما ذلك يا رفاق...."
كان هناك في السماء ذلك الكائن ذا القرنين الذهبيين من قبل و بإشارة من يده ظهر شيء كروي الشكل و صغير لكنه بدأ يكبر شيئا فشيء الى أن أصبح بحجم استطاع أن يغطي القرية كاملة، لقد كانت عبارة عن كرة نارية ضخمة للغاية كما لو أنها شمس صغيرة و بإشارة من يده مرة أخرى بدأت تنزل الكرة النارية الضخمة في اتجاه القرية
"وااااااااه..اهربوا"
حاول جميع من في القرية الهروب لكن هذا كان مستحيلا و اصطدمت الكرة مخلفة ورائها حفرة ضخمة كما لو أن نيزكا سقط هناك
(في قرية أخرى)
"اهربوا....اهر...ارخخخخ" عندما كان الرجل يحاول تحذير الناس قطعه شيئا ما لنصفين و في لحظة جميع من كان يحاول الهرب حدث لهم ما حدث لسابقهم
و في خلال دقائق فقط من تفرق الكائنات الغامضة جميع القرى المحيطة بالمنطقة أبيدت عن بكرة أبيها
كانت هناك قرى تشتعل بالنيران و أخرى أصبحت أراضي جليدية و أخرى ممزقة لأشلاء كما لو أن إعصارا هائلا مر عليها، هناك قرى كانت بها جثت ممزقة كما لو أنها افترست من قبل وحوش ما
(لقد انتهينا من المنطقة هنا، ماذا عنك) كان ذلك الكائن الشبيه بالبشر من قبل واضعا إصبعي السبابة و الوسطى بجانب جبهته و بدى كأنه يخاطب شخصا ما
(آه، نعم نعم، بالطبع انتهينا) أجابه شخصا ما بكسل و الصوت كان لفتاة
(حسنا هذا جيد..استمري في الخطة) فور انتهائه قام بالتحليق للسماء ليقف في وسطها و على وجهه نظرة استمتاع بالمنظر الذي أمام مرآه من قتل و ذبح و حرائق
"آآآآآه، كم أحب رائحة الدم هذه و صرخات الرعب المملوءة باليأس، هذا 'العالم الواهن' سيكون خطوة سيدنا العظيم الأولى في الاستيلاء على باقي العوالم الرئيسية و يتربع على العرش الذي يدعي ذلك الوغد الحقير أنه يملكه، لكن هذا لن يستمر لفترة أطول"
(أيها القائد، توجد مشكلة هنا، المرجو القدوم للمساعدة) بينما كان يتكلم لوحده قام شخص ما بالتواصل تخاطريا معه طالبا النجدة
(همم، ماذا؟ ما الذي حدث؟ ألا زلتم لم تنهوا عملكم بعد) أجابه القائد بنبرة غضب و نية قتل تخرج من عينيه
عندما سمع التابع قائده بدأ يغضب أجاب بسرعة (لا، في الحقيقة بينما كنا نهاجم هذه القرية ظهر فجأة عدة فرسان من بينهم أشخاص يستطيعون استخدام السحر من المستوى الرابع، ويبدو أنني الناجي الوحيد للآن)
تفاجأ القائد قليلا عند سماعه المستوى الرابع، لكن هذه النظرة تغيرت لتصبح كالتي لدى الطفل عند استلامه لعبة جديدة (هممم، يبدو أن رحلتنا لن تكون مملة لتلك الدرجة كما اعتقدت، أنصت جيدا، قم بتأخيرهم ريثما أصل لهناك)

(علم)
'بووووووووووووووم'
قام القائد بالطيران بسرعة فائقة مخترقا سرعة الصوت لكي يصل بأسرع وقت ممكن
في مدينة ما كانت رائحة الدم و الجثث تملأ المكان، كان هناك بقايا من الضحايا هنا و هناك في كل مكان بالقرية
"أسرعوا، أسعفوا ذوي الجراح البليغة و أنقذوا من تتم مهاجمته، أنت هناك،لا زلت شابا نحن الان في أشد الحاجة الى مزيد من الأيدي، قم بالمساعدة في الإخلاء، و انت..."
كان هناك شخص ذو بينية كبيرة و بشرة سمراء قليلا و شعر بني مع عينين بنفس اللون، كان يرتدي درعا فضيا و يقوم بتوجيه الناس و أمر الجنود، و أثناء فعله لهذا أتى جندي يرتدي درعا حديديا بسيطا مسرعا ليعطي تقريره
"حضرة الجنرال، لقد تم إسعاف الجميع، بقيت هذه الجهة فقط و ننتهي، و أيضا، يبدو أن قائد الوحدة الثانية التقى مع العدو و هو في مواجهة مباشرة معه الآن"
كان الجنرال يستمع للتقرير باهتمام و عندما سمع أن العدو لا زال هنا و أن قائد الوحدة الثانية هو من يواجه الخصم صرخ قائلا "أنت ، أين موقعهما؟ أخبرني بسرعة"
أجابه الجندي "حسنا، يبدو أن الموقع في شمال المدينة عند مدخل الغابة"
قام الجنرال بوضع يده على ذقنه و بدأ يفكر بأمر ما و بعد لحظات أعطى أمره للجندي "قل لقائدي الوحدة الأولى و الثالثة أن يلحقاني مع 40 جندي إلى مكان قائد الوحدة الثانية، أما قائدي الوحدتين الرابعة و الخامسة فقل لهما بأن يسرعا في الانتهاء من الإخلاء لأن المكان قد يصبح خطرا"
بعد قوله لهذا و استجابة الجندي لأمره قام بالركوب فوق حصانه و أسرع بالذهاب
"هه...هه...هه"
كان هناك شخص يتقطر عرقا و يلهث، كان يرتدي درعا نحاسيا، ذو شعر طويل أشقر و عينين زرقاوين و يحمل سيفا مغطى بضوء أزرق مكهرب
"اللعنة، ألا تنتهي أعداد هذه المخلوقات، أقطعها ثم أقطعها لكن لا تنتهي، كما توقعت علي قتل مصدرها و إلا لن انتهي أبدا"
فور انتهاءه من كلامه قام ظل بالطيران في اتجاهه ليقوم بقطعه لنصفين بسيفه المكهرب. ثم نظر في اتجاه العدو ليرى كائنا على شكل بشري لكنه يصل لثلاثة أمتار علوا ، له قرني استشعار مثل التي عند النملة و عينين زجاجيتين و جسدا مغطى بقشرة صلبة
"نعم علي قتل ذلك الوغد شبيه النملة، لكن المشكلة هي أنني كلما حاولت الاقتراب منه يقوم جيش النمل ذاك بسد طريقي، و لم يتبقى لي الكثير من الطاقة السحرية بعد أن قتلت الاثنين الآخرين"
كان يحيط بالرجل النملة جيش من النمل و الذي كان كبيرا جدا مقارنة بالنمل العادي حيث كل واحدة منهم كان طولها نصف طول الرجل العادي و قشرتها تبدو كدرع من حديد
"علي إيجاد خطة عاجلا و ليس آجلا و إلا..."
أثناء تكلم قائد الوحدة الثانية مع نفسه محاولا التفكير في خطة ما، بدأ العديد من النمل بالجري بسرعة في اتجاهه و عند رؤيته هذا قام بتحريك رأسه يمينا و يسارا موقفا تفكيره
"اللعنة، لنقم بتجريب هذا، مع أن استخدامه سيضع عبئا هائلا على جسدي و قد تكون له أعراض جانبية كوني لم أتقنه بشكل كامل لكن هذا لا يهم الآن، المهم هو الاهتمام بشأن العدو أمامي و القلق بالأمور الأخرى عندما تأتي"
في هذه اللحظة بدأ الضوء المكهرب الذي يحيط بالسيف بالسطوع بقوة والزحف محيطا ذراعه أولا حتى أحاط جسمه كاملا
"بوووووووووووم"
سطع جسده بضوء ازرق مكهرب و تحولت عيناه للأبيض و قام بالجري بسرعة كبيرة لدرجة ان خطواته تركت وراءها الأرض مشتعلة و قام بتوجيه سيفه بشكل أفقي في اتجاه الجيش مخترقا إياه في لحظة وصولا للرجل النملة الذي تفاجأ بالمنظر أمامه فحاول مراوغة السيف لكن ذراعه اليمنى طارت من مكانها محلقة للسماء مما جعله يصرخ بطريقة غريبة
"جييااااااه، ما الذي يحدث هنا؟ لم يخبرني أحد أن هناك شخصا في االعالم الواهن يستطيع استخدام المستوى الرابع من السحر، يجب على الاتصال بالقائد"
قام الرجل النملة بوضع إصبعي السبابة و الوسطى على جانب جبهته و بدأ يخاطب شخصا ما
قائد الوحدة الثانية كان يلهث بشدة، فكما توقع، استخدام تلك التقنية يضع عبئا هائلا على جسده، لكن كان لا زال بإمكانه التحرك و يستطيع القيام بهجمة أخرى
قام باتخاذ وضعيته مستعدا للهجمة الثانية ثم بدأ ينظم تنفسه
(علم) انتهى الرجل النملة من حديثه تخاطريا ثم قال مباشرة " فالتظهروا يا اتباعي اللطفاء"
صرخ الرجل النملة فظهر هذه المرة من تحت الأرض جيشا ضعف السابق حيث كان يقارب 500 نملة ضخمة و تابع بإعطائه أمرا لجيش النمل "فالتحموني"
فور أمره لهم قاموا بالتجمع بسرعة كبيرة جدا مكونين جدارا ضخما و سميكا جدا
"هاهاهاهاها، فالنرى إن كنت ستستطيع اختراق هذا الجدار الآن "
بعد سماعه هذا، كان قائد الوحدة الثانية قد أتم استعداده فأسرع في اتجاه جدار النمل بسرعة أكبر من السابق ثم وصل سريعا لحائط النمل، و عند التقاء رأس السيف المكهرب بالجدار تسبب في ثقب ضخم و الذي بدأ يتسع شيئا فشيء إلى أن تفجر الجدار تماما و أكمل السيف طريقه نحو الرجل النملة المصدوم مما حدث.................. يتبع!!!

اهلا ي جدعااان😂مبدأيا انا مجرد ناقل للقصه
القصه دي عظمه بجد فحبيت انشرها هنا ده عشان لو حد هيقول انا قرأتها قبل كده

تاني حاجه القصه لسه في مقدمه بدايه البدايه كل ده لسه توضيح ولسه كمان الجزء التاني
هيبقي توضيح لاحداث العالم في الوقت ده واي الي بيحصل فيه وكل حاجه هتبان مع الاجزاء
في الاخر اتمني ليكم قرأه ممتعه 🖤🥀

الجزء الثاني

فششششششش

توقف السيف فجأة ليرفع صاحبه رأسه و يجد ثلاث أصابع على شكل منقار موقفا سيفه المكهرب، "ما....ذا" صدم تماما مما يرى أمامه

"أوه، لقد أتيت أيها القائد" كان الرجل النملة فرحا بينما بدأ يسترخي بعد أن واجه الموت قبل لحظات، أما بالنسبة لقائد الوحدة الثانية فكان هذا مرعبا بالنسبة له، فهو كان يفتخر بنفسه كأصغر قائد وحدة بعمر الخامسة و عشرين سنة و ظن أن فوزه ضد الرجل النملة قد تقرر حتى لو كان خصما سبب له المعاناة، لكنه قال المهم هو أنني من سأفوز و ما سيأتي لاحقا سأهتم به عندها في وقته، لكن هذه الغطرسة و هذا الغرور اختفيا تماما بعد رؤيته لسيفه بقوته القصوى يوقف بثلاثة أصابع فقط من دون أن يتأثر صاحبها أو حتى يتزعزع من مكانه

"هووه، هناك حقا بشري يستطيع استخدام المستوى الرابع، لكن بالنسبة لي لا شيء قد تغير، لا تزال سوى قمامة أمامي"

بعد قوله لهذا قام بكسر السيف عن طريق ضغطه عليه بأصابعه الثلاث ثم جعل يده اليمنى بشكل رمح و وجهها مباشرة نحو قلب قائد الوحدة الثانية الذي خارت قواه و لم يكن لديه وسيلة ليدافع بها عن نفسه منتظرا موته المحقق فقط، لكن مباشرة قبل أن تلمس يد العدو قلبه



"بووووووووووووم"

ضرب العدو من طرف رمح مكهرب فجعله يوقف هجومه الذي تسبب في إنقاذ قائد الوحدة الثانية و انتشر الغبار بسبب الصدمة

"م..معلمي"، عندما رأى قائد الوحدة الثانية معلمه رجعت له روحه التي تخلى عنها قبل قليل

صرخ الجنرال في وجهه "أيها الاحمق، ألم أقل لك مئات المرات ألا تكون متسرعا"

رد قائد الوحدة الثانية قائلا "آسف ايها المعلم"

"هوووووووووووه" كان العدو القائد متفاجئ أكثر من المرة السابقة، "إن هذا غير متوقع حقا، هناك شخص يستخدم المستوى الخامس من السحر، هممم، و يبدو أنك تستطيع استخدام المستوى السادس أيضا، إذن، من أنت؟"

"........................"

"أنت، أيها الفضي هناك، لقد سألتك سؤالا، و عندما أنا اسأل شخصا فهو عليه أن يجيب"

قام العدو القائد بسؤال الجنرال بغطرسة كبيرة، لكن في تلك اللحظة كان الجنرال مصدوما فهو اعتقد انه أنهى العدو بهجومه السابق، فلقد كان ذلك الهجوم واحدا من أفضل تقنياته إن لم تكن أفضلها من المستوى الخامس فبدأ يتساءل مع نفسه "ما الذي يحدث هنا بالضبط لقد كان ذلك رمحا مشحونا بسحر البرق من المستوى الخامس، كيف لم يصب بخدش واحد"

اسودَّ وجه العدو لأنه تم تجاهل سؤاله "همممم، أنا أضع 'خاتم اللغة' الخاصة بالعالم الواهن لذا أنا متأكد من أنك تفهمني، لهذا أكره القمامة، لا تعرف حتى كيف تجيب، لكن لا يهم من أنت أو من اين أتيت لأنك في النهاية ستموت" لقد كان أسلوب العدو في كلامه متعاليا تماما كما لو أنه يتحدث لحشرة ناطقة

"معلمي، إن هذا الشخص غريب، لقد هاجمته بسيف 'نمر البرق' بالمستوى الرابع لكنه أوقفه بثلاث أصابع بكل سهولة كما لو أنه شيء طبيعي"

عندما سمع المعلم عن هذا صدم أكثر من السابق بكثير و تذكر تدريباته مع تلميذه حيث عندما هاجمه هذا الأخير بنفس التقنية، كان قد احتاج لثلثي قوته الكاملة ليصدها مع أن هذا كان قبل شهرين و قوة التقنية كانت لابد و أنها قد ازدادت بسبب موهبة تلميذه العالية و مع ذلك لم تؤثر قط في العدو، كان هذا مرعبا كفاية ليتخلى الجنرال عن فكرة القتال و محاولة إيجاد طريقة للهرب حتى و لو هرب تلميذه فقط، و لهذا قال في عجلة من أمره

"يا 'رعد'، قائدي الوحدتين الاولى و الثالثة قادمين لهنا، انهض و خذ حصاني و اذهب بسرعة لإيقافهما ثم اتجهوا مباشرة نحو العاصمة و قل كل ما جرى هنا بالتفصيل للجنرالات و الامبراطور، سأحاول الصمود هنا ريثما تذهب"

"لكن أيها المعلم...."

"ليست هناك ' و لكن'، قم بما قلت لك و إلا سنموت جميعا، هذا افضل خيار الان"

قام رعد بالنهوض من مكانه بصعوبة و ذهب في اتجاه معلمه لكن عندما كان في طريقه تكلم وراءه صوت غريب

"هذا رد لما فعلته سابقا"

استدار رعد ليرى ماذا يحدث و إذا به يرى بالرجل النملة كان يطير في اتجاهه من قوة اندفاعه

و في يده خنجر لكن و قبل وصوله لعنق رعد الذي كان يستهدفه قام المعلم بالتحكم في رمحه و تحريكه في اتجاه الرجل النملة مخترقا صدره محدثا ثقبا ضخما

"يبدو ان هذا مجرد حثالة، المشكلة الحقيقية هي تلك الوحش الذي كان يشاهد في صمت الى الان..ما الذي يخطط له........ماذا؟.....انه....يبتسم "

بينما يتكلم الجنرال مع نفسه كان العدو القائد مبتسما ابتسامة عريضة و خبيثة مستمتعا بالذي يحدث امامه، و فور رؤيته هذا قام المعلم بالصراخ

"رععععععععععععددد، أسرع"

عندما سمع رعد معلمه يصرخ هكذا استجمع كل ما تبقى له من قوة و اتجه نحوه

"هاهاهاهاهاها......هاهاهاهاهاهاهاها......هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها" صدرت ضحكة شيطانية من فم الوحش تاركة الجنرال متجمدا

"هاهاهاهاهاهاهاها...حاولوا بكل ما لديكم...قاوموا...عاندوا...و اكتسبوا أملا، حينها سآتي و أحطمه لتقعوا في يأس عميق، إن قتلتكم من البداية لن تكون هناك أية متعة في هذا، ليس هناك ما هو أمتع و أجمل من سقوط القمامة في اليأس بعد فتحها لأبواب الأمل و من ثم رؤيتها تغلق في وجهها هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها"

"مممم، حسنا لقد قررت سأبدأ بالتلميذ، فرؤية معلمه يغرق في وديان اليأس سيكون أمرا في قمة الروعة"

كان الجنرال يصرخ مع نظرة رعب على وجهه "اللعنة، تبا، تبا، تبا، رعد فالتسرع"

حاول رعد بكل ما لديه لكن لا زال بعيدا عن معلمه، فهذا الأخير لم يقم بمساندته لكي لا يتشتت تركيزه عن الوحش الواقف هناك بعيدا عشرات الأمتار فقط، فإن ذهب ليساعد رعد، حينها ستكون نهايتهما معا

(أجب، يا شيطان اليأس، أجب يا شيطان اليأس، هناك تغيير في الخطط، عد الآن، الأمر مستعجل) قام شخص ما بالتحدث مع شيطان اليأس آمرا إياه بالعودة

أجاب 'شيطان اليأس' بغضب (الللللعنة، ماذا تريد الآن، أنا في وسط متعتي، إبحث عن شخص اخر، تفقد أمر 'سوكورديا' لقد قالت أنها قد سبق و انتهت من عملها، يجب أن تكون متفرغة)

(لقد سبق و فعلت هذا و هي في طريقها إلى هنا، فلتأتي أنت أيضا، إن هذا أمر من سيدنا العظيم فلتأتي حالا)

(حسنا حسنا)، "تبا إنني حقا أكره هذا الشخص، لو لم يكن مقربا من سيدنا لكنت قتلته منذ زمن طويل" بعد أن أنهى شيطان اليأس محادثته نظر إلى الجنرال ثم ابتسم ابتسامة عريضة خبيثة مرة أخرى و حلق في السماء عاليا الى أن اختفى



بعد مرور يوم

في قاعة كبيرة يمكنها أن تسع لمئة شخص، بطاولة طويلة في الوسط، كان هناك خمسة عشر شخصا جالسين على الكراسي الجانبية للطاولة و يحيطهم جو جدي حتى دخل شخص ما يبعث شعورا يجعلك تعرف انه ليس شخصا عاديا بحيث إن قارنته مع شخص من العامة سترى الفرق واضحا كالذي بين الأرض و السماء، كان يرتدي معطفا أحمرا عليه رمز 'امبراطورية النضير الوهاج' و كان بجانبيه خادمين في حلة سوداء، قام الذي على الجانب الأيمن بالصراخ قائلا "التحية للأمبراطور المعظم"

قام الجميع بالانحناء قليلا احتراما للشخص أمامهم و اتجه هذا الأخير نحو العرش الموجود خلف الطاولة ليجلس ثم قال "اجلسوا" أشار الإمبراطور للجميع فجلسوا ثم أكمل "حسنا، فالنبدأ الاجتماع"



بعد دقيقه من بدايه الاجتماع

"م..ماذا..هل تقول أن مثل هذا الوحش موجود، أن لا يتأثر برمحك البرقي من المستوى الخامس يا 'براون'، من هذا الوحش بالضبط " كان الصوت قادما من رجل يبدو في منتصف العمر بشعر و عينين سود مرتديا درعا فضيا

"نعم، أنت بالخصوص يا 'هِيْ' ستعرف عما أتكلم لأنك رأيت و جربت قوة رمحي عدة مرات عندما نتدرب، لقد كان وحشا حقيقيا، لا قد يكون هذا تقليلا من شأنه" بدأ يتذكر 'براون' الابتسامة الخبيثة التي كانت على وجه 'شيطان اليأس' فعقد حاجبيه و قال "لقد كان ذلك شيطانا" ثم جمع شتات نفسه و أكمل حديثه "آه، على ما أتذكر لقد ناداه الرجل النملة الذي سبق و أخبرتكم عنه بالقائد"

"القائد؟ هل هذا يعني أنه واحد من قادة الجيوش التي هاجمت الإمبراطورية، لا أحد غيرك التقى بقائد آخر و لهذا ان كان هذا صحيحا فهذا يعني أن هناك آخرون بمثل قوته او ربما أكثر" أجابه هذه المرة رجل عجوز لكنه كان مفعما بالحياة و يرتدي درعا فضيا هو الاخر

أجاب براون "بالتفكير في الأمر قد يكون هذا صحيحا أيها المعلم 'تشارلي' "

بعد سماع كلامه جميع الحاضرين صدموا و عم الصمت مرة أخرى في القاعة الكبيرة، فقط التفكير في أن وحشا مثل هذا موجود جعل الجميع يرتعب خوفا و لكن أن يكون هناك العديد من مثله، ما هذه اللعنة التي أنزلت عليهم. أكمل شخص آخر بدرع فضي أيضا "لكن كيف يمكن أن يحدث هذا، نحن نعلم جميعا نعلم أن 'حاجز الحماية السماوية' يحيط بجميع أماكن تواجد الوحوش، و لا يمكن أن يُخترق الحاجز، فهذا ما كان عليه الأمر لملايين السنين"

بينما الجميع يتناقشون قام أحد ما بالطرق على الباب ليقوم أحد الخادمين بفتحه فوجد جنديا "ماذا تريد هناك اجتماع مهم الان"

"لا في الحقيقة التقرير عاجل و يجب أن يعلم به جلالة الإمبراطور و الجنرالات في أسرع وقت ممكن"

"اتركه يدخل" جاء الصوت من الإمبراطور و مباشرة قام الخادم بالانحناء قائلا "سمعا و طاعة"

دخل الجندي و ركع قليلا أمام الحضور على ركبة واحدة ثم قال مباشرة "لقد وردتنا أخبار عن تلقي إمبراطوريتي 'الرياح العاتية' و ''الأمواج الهائجة' هجوما البارحة و ليس هذا فقط بل أن من هاجمهم كانت وحوشا غريبة "

"ماذا قلت هل هذا صحيح؟" قام الجنرال 'تشارلي' من السابق بالتحدث مجددا مكملا "هذا يأكد لنا أن هجوم البارحة لم يكن مدبرا بطريقة ما من واحدة منهما، أتقول لي أن شخصا ما لديه الجرأة الكافية ليهاجم الامبراطوريات الثلاث التي تحتل العالم؟ أليس هذا كما لو انه يهاجم العالم أجمع؟ لكن من هذا الأحمق بالضبط الذي يتجرأ على فعل هذا؟"

"و أيضا" أكمل الجندي تقريره " قال بعض الناجين من الهجوم أنهم رأوا شيئا دائريا غريبا في السماء و ظلال كثيرة بدأت تظهر من خلاله قبل الهجوم مباشرة، و الأخبار التي أتت عن الإمبراطوريتين تقول أيضا أن هناك بعض الناجين قالوا نفس الشيء"

صدم الجميع تماما، و بصوت مذعور قال الجنرال 'تشارلي' "قد نكون نواجه شيئا أكبر مما نتخيل، جلالة الإمبراطور، أقترح أن نسرع في طلب لقاء مع كلا الإمبراطوريتين و التحدث بشأن هذا معهما، فإن كان هناك عدوا يتجرأ على مهاجمة الإمبراطوريات الثلاث وقتما شاء فيجب علينا الاستعداد جيدا"

بدأ الإمبراطور يفكر قليلا ثم بعد دقائق معدودة أعطى الأمر "أرسلوا مبعوثا لكلا إمبراطوريتي 'الأمواج الهائجة' و 'الرياح العاتية'



(في قرية بأقصى جنوب إمبراطورية 'النضير الوهاج' قرب الحدود المشتركة مع إمبراطورية 'الأمواج الهائجة')

'استهلال.....استهلال.....استهلال' (صوت الطفل عند الولادة)

كان هناك منزل مهترئ يأتي منه صوت بكاء رضيع بينما أمه تحمله، بعد دقائق بدأ يشع بنور ساطع فجأة فأجبر كل من الأم و سيدة كانت معها على إغلاق عينيهما لكن و بعد دقائق، النور ضعُف شيئا فشيء الى أن أصبح باهتا جدا و بمجرد حدوث هذا دخل لمنزلهم الذي بالكاد يمكنك تسميته منزل رجل عجوز له تجاعيد كثيرة و ذو شعر و لحية طويلين و حاجبيه نميا حتى وصلا لوجنتيه الفارغتين

قامت تلك السيدة بالذهاب له و سألته "ماذا تريد أيها الجد"

لم ينظر لها العجوز أبدا و بدلا من ذلك كان ينظر للطفل الذي كان في حضن والدته بينما يتمتم بشيء لم تفهمه تلك السيدة

"أيها الجد، هل أنت ضائع؟ آسفة و لكن يمكنك الانتظار قليلا فأنا مشغولة كثيرا فكما ترى لقد رزقنا بمولود جديد"

قام العجوز برفع يده اليمنى و تمريرها من فوق وجه السيدة لتفقد هذه الاخيرة الوعي مباشرة، ثم قام بالاتجاه صوب الأم التي كانت مصدومة مما حدث قبل لحظات بينما تنادي اسم المرأة التي سقطت أمامها "سميرة؟" قامت باحتضان طفلها بشدة و هي ترتعد بينما تقول "أرجوك لا تفعل شيئا لابني سأفعل أي شيء، إلا ابني أرجوك، أرجوك لا تؤذه "

لكن العجوز لم يصغي لها أبدا هي الأخرى، و بينما هي تتوسل كان هو يتقدم ببطء الى أن وصل إليها، قام العجوز برفع يديه في اتجاهها و قام بلمس جبهتها بسبابة يده اليمنى فأغمي عليها أيضا، ثم وضع نفس اليد على رأس الطفل ليبدأ المولود بالسطوع مجددا لكن هذه المرة أقوى بكثير من السابق، بدأ العجوز بقول شيء ما كأنه يرتل تعويذة ما

"يا أيها المختار، الطفل الاخير، هذه القوة ستجلب لك معها السراء و الضراء، مع ذلك سيكون عليك التحمل، كل هذا من أجل الحفاظ على التوازن"

بعد أن أنهى كلامه صرخ قائلا "ختم"، بدأ يتجمع كل النور الذي كان يحيط بالرضيع حول يد العجوز ثم دخل مرة واحدة بجسده عن طريق جبهته

"من بين كل الأماكن، أن يكون شخصا من العالم الواهن أضعف عالم على الاطلاق من العوالم الرئيسية، يا له من أمر ساخر، سنلتقي مرة أخرى عندما تكون مستعدا، إلى اللقاء أيها المختار"

استدار العجوز و اختفى في رمشة عين



بعد 15 سنة

"حسنا، أنا ذاهب يا أمّي." جاء الصوت من فتى يحمل حقيبة على ظهره وشعره قرمزي، بعينين حمراوين.

"رافقتك السلامة يا 'باسل'. واهتم جيدا بـ' أنمار'، فهي صديقة طفولتك العزيزة. آه، أظن أنّها الصديق الوحيد الذي تملك على أيّ حال، هوهوهوهوهو"

قام الفتى بإجابة أمّه و نظرة ملل على وجهه: "أنا لا أحتاج أيّ أصدقاء. وأيضا هي ليست صديقتي. إنّها فقط تلحقني منذ نعومة أظافرنا."

"هذا صحيح، يا عمّتي نحن لسنا صديقين، نحن خطيبان متعهّد كل واحد منّا للآخر بالزواج منه." أجابتها هذه المرة فتاة جميلة بشعر ذهبي طويل يأخذ الأنفس و عينين زرقاوين كالسماء الواسعة.

اختفت نظرة الملل من على وجه باسل لتتحول الى نظرة تفاجؤ: "هاه؟ ما الذي تقولينه أيتها الحمقاء المتخيّلة؟ متى وعدتك أنا بشيء مثل هذا؟"

أجابته 'أنمار' بابتسامة خفيفة مغمضة العينين: "هيّا، هيّا. هل تدّعي الجهل؟"

بدأ باسل ينزعج و أجابها بصوت مرتفع: "هاه؟ أيّ جهل تتحدثين عنه؟ ما لم يحدث لم يحدث، ولهذا توقّفي عن إخبار الناس بهذا الهراء."

بدأت الدموع تتجمع في عينيْ 'أنمار'، وعند رؤية الأم لذلك صرخت في وجه باسل قائلة: "يا باسل، أعرف أنك ستشعر بالخجل إن قيل لك هذا أمام شخص آخر، و لكن لا ترفع صوتك بهذه الطريقة في وجه شخص وعدته بالزواج." وبدأت الأم تربّت على رأس أنمار لتخفّف من ألمها، ولكن في تلك اللحظة ظهرت ابتسامة عريضة على وجه 'أنمار'

فرد باسل بينما يشير بإصبعه نحو أنمار: "انظري يا أمي. إنّها تضحك. إنّها تخدعك. إنّها لا تبكي. إنّها دموع التماسيح فقط."

نظرت الأم لباسل و قالت له بغضب: "ألا تخجل من نفسك؟ أن تبكي زوجتك المستقبلية وبدل مواساتها تناديها بالمخادعة. لا أتذكّر أنّني ربيتك هكذا."

عادت نظرة الملل إلى وجه باسل واستسلم عن محاولة تصحيح الأمر، ثم تمتم: "أناديها بالمخادعة؟ مناداتها بالمخادعة كلمة لطيفة عندما نتطرّق لوصفها." ثم قال: "حسنا لا يهم، لقد تأخرنا، لنذهب الآن."

"حسنا." أجابته 'أنمار' بالموافقة لتكمل الأم: " سأقولها مرّة أخرى. اهتم بـ'أنمار' جيّدا؛ فالإنسان لا يعلم قيمة الشيء الحقيقيّة إلّا بعد فقدانه." قالتها الأمّ و هي تضع 'أنمار' على صدرها وتعاملها بحنان بينما تعتلي نظرة حزينة وجهها.

"إذن إلى اللقاء يا أمي." "إلى اللقاء يا عمتي."

أجابتهما الأمّ والدموع بعينيها: "إلى اللقاء يا طفليّ العزيزين، فلتحترسا."............ يتبع!!!!

الجزء الثالث

(قبل ثلاث سنوات، بعد اثنتي عشر سنة من هجوم الشياطين)

في غابة قرب قرية بجنوب إمبراطورية 'النضير الوهاج'. كان هناك فتى في الثانية عشر من عمره يجري و يبدو كأنه مطارد من شيء ما

"لهث،لهث،لهث،لهث، تبا إلى متى سيلاحقني هذا الوغد" قام الفتى بالاختباء وراء شجرة و بدا مضطربا كما لو أنه مطارد من قبل وحش ما

"تبا، لماذا دخلت إلى منطقتها، إن كنت أعرف أن هذا سيحدث لكنت قمعت فضولي، من الجيد أنني لم أتعمق كثيرا و لاحقني واحد فقط، لكن ماذا أفعل الآن..."

'بوووووووووووووم'

أوقف تفكيره ضربة جاءت من وحش اخترقت الشجرة جعلته يحلق نحو جرف كان أمامه و بدأ يتكور حتى توقف بسبب اصطدامه بحجر كبير كااخ تقيء الفتى القليل من الدم و عندما فتح عينيه رأى قردا ضخما محلقا في السماء متجها نحوه نتيجة لقفزه

'آآآآهه، يا لها من حياة قصيرة و مملة، مع أنني كل ما أردت فعله هو رؤية أشياء جديدة و مثيرة تبعد عني ضجري' بعد قوله هذا فقد الوعي

'فسسسسسسسسسسسس'

قام شيء ما بقطع القرد الضخم و هو في السماء قبل وصوله للفتى

(داخل كوخ ما)


"همم، آه هذا مؤلم، جسدي بأكمله يؤلمني، ما الذي يحدث؟ أين أنا؟ على ما أذكر كان القرد الأزرق الضخم يلحقني و....آه"

دخل رجل عجوز للكوخ بينما يضغط الفتى على رأسه من الألم "أووه، لقد استيقظت أيها الفتى، خذ فالتشرب هذا الدواء سيجعلك تتحسن"

أجابه الفتى بينما يتألم "امم، من أنت أيها العجوز"

"فالتشرب أولا الدواء و من ثم نستطيع التحدث"

'بلع بلع بلع'

"هممم، أوه لقد اختفت الضوضاء من رأسي، شكرا أيها العجوز، إذن من أنت و لماذا انا هنا؟"

" أنا الشخص الذي أنقذك من ذلك القرد" أجابه العجوز بينما الفتى يحدق فيه بعمق

أجابه الفتى و نظرة تعجب على وجهه "آه، بما أنك ذكرت الأمر، بدأت أتذكر، آه، لقد كنت على وشك أن أقتل من طرف القرد الأزرق الضخم ثم فقدت الوعي، إنتظر لحظة، كيف قمت بالهروب و أنت تحملني؟"

أجابه العجوز "هوهوهو، أهرب؟ لماذا أفعل هذا؟"

فقال الفتى "هاه، ما الذي تتحدث عنه، ماذا؟ أتحاول القول لي أنك قتلته أم ماذا؟ "

"أجل" قالها العجوز بكل برودة

عندما سمع الفتى رده تفاجأ و بدأت عيناه تشتعل حماسا "أيها العجوز هل يمكن أنك ساحر؟"


بينما ينتظر الفتى الرد متحمسا أجابه العجوز "أجل، ماذا؟ هل لديك اهتمام في السحر أيها الفتى"

قفز الفتى من مكانه ناسيا آلامه واقفا أمام العجوز و قام بلف أحدى يديه على الأخرى التي كانت على شكل قبضة و انحنى قليلا ثم قال " بما أنك ساحر، أيمكنك أن تكون معلم هذا الشخص الجاهل هنا أيها المعلم" كانت على الفتى نظرة حزم و إصرار مع توتر قليل منتظرا جواب الرجل العجوز

"أيها الفتى، قبل أن نتطرق لموضوع غدوك تلميذي أم لا، لنتحدث قليلا"

بدى على وجه الفتى تعبير استغراب لكنه قال في الحال "حسنا، أيها المعلم"

فأجابه العجوز "أنت، لم أصبح معلما لك بعد، لماذا تناديني بهذا؟"

أجابه الفتى بنظرة احترام كبيرة على وجهه "حسنا، شخص عظيم مثلك لا يجب مناداته بغير هذا"

بدأ العجوز يضحك "هوهوهو" ثم أكمل قائلا "إنك فتى مثير للاهتمام، ما إسمك؟"

قال الفتى و هو فرح "باسل"

سأله العجوز "حسنا أيها الفتى 'باسل'، لماذا كنت ملاحقا من قبل ذلك القرد؟ هل دخلت إلى منطقته بالخطأ؟ "

بدأ 'باسل' بحك رأسه "آه، هذا" ثم أجاب "في الحقيقة أردت اكتشاف تلك 'المنطقة المحظورة' فقط، فلقد كان لدي اهتمام بها منذ وقت طويل، لكنهم يقولون أن 'المناطق المحظورة' خطيرة و لا يجب على الناس العاديين دخولها"

حك العجوز ذقنه ثم سأله من جديد "و لماذا تريد أن تصبح ساحرا أيها الفتى باسل"

لم يجب باسل فورا و بدا كما لو أنه يفكر في شيء ما و بغضب قال "لقتل الشياطين الملاعين و حماية المقربين مني في وقت الحاجة"


كانت نظرة غضب غير طبيعية في عيني الفتى الصغير مما جعل العجوز يتفاجأ قليلا لكن باسل أكمل "مع أنني أظن أن سببي الأكبر يأتي من فضولي حول السحر فقط، فإن كنت ساحرا يمكنك دخول 'المناطق المحظورة' و اكتشافها كما تشاء، هاهاها"

بدأ العجوز يفكر في شيء ما لثواني ثم أجاب "حسنا سأعلمك، لكن بشروط" أماء باسل موافقا ثم أكمل المعلم كلامه "لا تعلم شخصا آخر ما أعلمك و لو كان أقرب المقربين لك من دون موافقتي، لا تخبر أي شخص عني، أن تقوم بكل ما آمرك به بدون مناقشتي في الأمر لمرة ثانية، إن كنت توافق على هذا فسوف أعلمك"

فأجاب باسل مباشرة من دون أن يفكر لثانية واحدة "أنا تحت رعايتك أيها المعلم الموقر"

"حسنا، إذهب لمنزلك و ارتح جيدا، بالنظر لإصابتك سيأخذ الأمر منك أسبوعا على الأقل لتشفى، بعد هذا، فالتأتي لهذا الكوخ ستجدني أنتظرك"

أجاب باسل "حسنا، أيها المعلم، أنا ذاهب الآن"

أوقف العجوز باسل و قال له بينما يعطيه ورقة مرسوم عليها مسار ما "إنتظر لحظة، إتبع هذه الخريطة في عودتك لتجد هذا الكوخ" لكن بينما يحاول العجوز إعطاءه الخريطة أجابه باسل قائلا "إنني أعرف هذه المنطقة كراحة يدي إن استثنيت المناطق المحظورة و لهذا لا تقلق سأعرف طريق العودة لهذا الكوخ"

نظر إليه العجوز ثم قال "ألم تكن ستقوم بأي شيء من دون مناقشة في الأمر لمرة ثانية"

وضع باسل يده على رأسه و بدأ يحكه قائلا "آه، هذا صحيح، آسف أيها المعلم، سآخذها"

قال له المعلم "لقد أعطيتك هذه الخريطة ليس لأنك لا تعرف الطريق، ولكن لكي تجد هذا الكوخ عند عودتك لأنني سأغير مكانه، و أنا قد سبقت و رسمت الموقع الذي سأنقله له"

تفاجأ باسل ثم قال "آسف أيها المعلم، تلميذك كان جاهلا" بعد قوله لهذا الكلام أخذ الخريطة و ذهب في طريقه للمنزل

كان العجوز يراقبه إلى أن اختفى ظله و هو يقول "كنت أنوي تركه ليستعد طبيعيا من دون تدخلي، لكن لا ضرر في تسريع الأمر، فببنيته هذه سيكون مستحيلا عليه البدأ في استخدام السحر، و لهذا سأحاول الإسراع من جعلها مستعدة، لكن..." تذكر العجوز نظرة الفتى الغاضبة

"يبدو أن تدريبه سيكون صعبا قليلا من جهة العقل، فالعقل هو كل شيء في السحر، ذلك الغضب قد يكون عائقا لنموه بالمستقبل، إنها مهمة صعبة التي تركتها على عاتقي يا 'جلالة الملك الأصلي'، لكن تابعك هذا سيكمل واجبه على أكمل وجه، و أيضا شخصيته قد أعجبتني بعد كل شيء"

مرت الأيام بسرعة و كان باسل يأكل الفطور مع أمه فدخلت فتاة مرسوم على وجهها ابتسامة مع عينين مغمضتين "صباح الخير يا عمتي 'لطيفة'، صباح الخير يا باسل"


أجابتها 'لطيفة' "أوه مرحبا بك يا أنمار" لكن عندما رأى باسل تلك الفتاة أصدر صوتا منزعجا 'غيي' ثم وقف مباشرة من على كرسيه و قال "أمي أنا ذاهب الآن" و خرج مسرعا نحو الغابة

قالت أنمار بإحباط "آه آه، لقد هرب مرة أخرى، يا له من شخص خجول"

"آسفة يا صغيرتي أنمار، عندما يرجع سأتكلم معه بشأن هذا" قالتها الأم و نظرة أسف على وجهها

عندما رأتها أنمار أجابتها "آه، لا تقلقي يا عمتي، إنه الأمر المعتاد فقط"

(في الغابة)

كان باسل يحمل الخريطة و يتبع الطريق المرسوم عليها حتى وصل إلى الكوخ "و أخيرا وصلت، لماذا غير مكانه لهذا العمق في الغابة"

بينما باسل يتساءل قام أحد بإجابته على حين غرة من وراءه "لكي لا يلاحظنا أحد بينما أدربك"

التف باسل ليجد العجوز ثم قال له "صباح الخير أيها المعلم"

"صباح الخير أيها الفتى باسل، إتبعني" أمره العجوز فأجاب باسل قائلا "حسنا أيها المعلم"

قام الاثنان بالغوص عميقا في الغابة بينما يتحدثان

"ماذا تعرف عن السحر أيها الفتى باسل" سأله العجوز فرد باسل قائلا "السحر هو عبارة عن طاقة الإنسان الكامنة التي يمكنه استعمالها بعد التدرب على كيفية التحكم بها، و هناك مستويات تبتدأ بالمستوى الأول و تنتهي بالسابع، و كل مستوى ينقسم لثلاث أقسام

القسم الأولي، القسم المتوسط و القسم النهائي

يقال أن الساحر لديه قوة بدنية تفوق الشخص العادي بكثير و في كل مرة يرتفع الشخص بالمستوى تتمدد حياته لعشر سنوات أخرى، و لهذا السحرة معروفون بطول العمر حيث هناك من وصل لمائة و سبعين سنة "


"همم" وضع العجوز يده على ذقنه ثم قال "ليس سيئا"

تعجب باسل فسأل معلمه "لماذا أيها المعلم، فأنا قرأت كل الكتب الموجودة بمكتبة القرية التي تتحدث عن السحر"

أجابه العجوز "هذا صحيح، ما قلته لم يكن خاطئا، و بالنسبة لعمرك و موارد بحثك فهذا جيد بالنسبة لك، لكن ما تعلمته من المكتبة لا يقدر بـسوى نسبة واحد من المائة عن السحر، فبالنسبة للطاقة الكامنة التي تحدثت عنها هي طاقة حياة الشخص نفسها و التي يمكنه استخدامها إلا بعد تدرب طويل في جعل عقله متصل بكل 'نقط الأصل' الموجودة بجسده و التحكم بها، أي فهم 'أحجية لغة جسده' الفريدة من نوعها و فكها، عند فعل هذا سيمكنه فتح نقط الأصل و بهذا سيكون قادرا على استخدام طاقة حياته و التي هي السحر، لكن مع أن إسمها طاقة الحياة لا يعني أنها تستهلك حياته الخاصة"

كان باسل ينصت بكل تركيز و اهتمام و الدهشة تزداد في كل كلمة يقولها معلمه "إن رأيي كان صائبا، إنك حقا مذهل أيها المعلم"

أجابع المعلم "مذهل؟ هوهو، هذا لا شيء سوى بداية البدايات، عندما تصل ل'المذهل' بحق عندها سترى ما أعني بكلامي، و بما أنك ستتعلم تحت يدي سأتأكد من تمرير معرفتي كاملة لك"

بدى على وجه باسل تعابير التحمس و الفرح لكنه لاحظ أنهم بدأوا في الدخول لمنطقة محظورة "حسنا أيها المعلم، لكن إلى أين نحن ذاهبين، لقد تعمقنا كثيرا في الغابة"

"آه، لمكان جميل للتدرب، هوهوهو" قالها العجوز و نظرة شيطانية على وجهه، و عندما رأى باسل وجه معلمه صعدت قشعريرة مع جسده بينما يقول "لدي شعور سيء حيال هذا"

"حسنا، كما قلت لك سابقا، سيكون بإمكانك فتح نقطك الأصلية عن طريق فك أحجية جسدك، و لهذا سيكون عليك التحكم في كل مشاعرك و عواطفك و تخلي عقلك من الأفكار لتصل لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، عند إتمامك لهذا سيكون يإمكانك رؤية تلك النقط و فتحها واحدة تلو الأخرى، مع أن هذه العملية لا تتم بكل سهولة فهناك أشخاص أمضوا بها شهورا و آخرين أعواما و هناك من لم يصل لنتيجة أبدا"

قام العجوز بتعليم باسل عن السحر في طريقهم إلى أن وصلوا إلى واد عميق بحيث لا يمكنك رؤية قعره، و أصوات زمجرة تصدر منه، و عند مشاهدة باسل لهذا المكان قام بسؤال معلمه و ابتسامة فاقدة للأمل مرسومة عل وجهه "معلمي، لا تقل لي أن هذا مكان تدريبي"

قام العجوز بنظرة شيطانية مبتسمة مرة أخرى و هو يضحك "هوهوهو، هذا صحيح، سأجعلك تتمنى الموت على التدرب تحت يدي"

كان العجوز يشرح لباسل و هو جالس جلسة تربيعة

"هذا صحيح، و عندما تفتح نقط الأصل، يبقى الشخص يحتاج فقط لدفعة تجعل طاقته السحرية تتفعل، ويجب أن تكون من طرف شخص لديه تحكم لا بأس به في السحر و إلا سيدمر جسد المطبق عليه العملية"

قال باسل و بصوت منخفض متقاطع و يبدو من خلاله أنه يعاني "يلهث، يلهث.....هوه، هكذا إذا، و..ما..هي..هذه..الدفعة..يا معلمي؟ 'يلهث..يلهث' كان العرق يملأ جسم باسل

أجابه العجوز "ركز الآن على تدريبك الحالي، فعلى ما يبدو، لا يزال أمامك طريق طويل لتقطعه حتى تصل لتلك المرحلة، هوهوهو"

كان العجوز في الواقع جالسا فوق ظهر باسل الذي كان في الهواء فوق الوادي العميق و لديه دعامتين خشبيتين على شكل أفقي فقط، عصى طويلة في جهة يديه تمتد على عرض الوادي و أخرى في جهة قدميه وإذا فقد توازنه و لو قليلا سيكون طعاما لأصحاب الأصوات المخيفة بالأسفل

مرت مدة و قال العجوز "حسنا، يكفي لليوم أيها الفتى"

قال باسل للمعلم "أيها المعلم هذا اليوم العاشر و لا زلت لم تبدأ في التعليم العملي للسحر، إلى متى سأبقى أقوم بهذه التدريبات القاسية من دون البدء في تعلم السحر؟"

أجابه العجوز "إلى أن تصبح مستعدا"

"و متى سأصبح مستعدا أيها المعلم؟ " كان باسل يطرح على المعلم نفس الأسئلة كل يوم و مع ذلك يتلقى نفس الإجابة

"عندما أقول أنك أصبحت كذلك، و الآن كفى من الأسئلة و اذهب للمنزل ثم عد غدا باكرا" أمر المعلم باسل بالعودة و عندما اختفى ظل الفتى قام العجوز بالقفز لداخل الوادي بينما يقول "و الآن لنحصل على عشاء اليوم"


(في منزل باسل)

كانت 'لطيفة' أم باسل تطبخ العشاء بينما كان الابن في غرفته و مستلقيا على سريره منغمس في تفكيره (لماذا المعلم لا يبدأ في التعليم التطبيقي للسحر، كل يوم كل ما أفعله هو قطع الخشب بينما أحمل أوزانا بيدي، و الجري لساعات بينما أحمل أوزانا برجلي، و القيام بتمارين الضغط، و في الأخير يجعلني أستلقي فوق ذلك الوادي المخيف بينما يجلس فوقي و يتحدث لي عن السحر، و بسبب هذا كل يوم أصبح جحيما، حسنا، لقد وعدته بفعل كل ما يطلبه، نعم، و أيضا معلمي شخص عظيم لا بد و أن ما يجعلني أفعله له معنى كبير وراءه" بينما باسل يفكر سمع أمه تناديه ليأتي ليتعشى

"أين كنت تذهب اليوم بكامله للعشرة أيام السابقة، و أيضا تعود متعبا جدا، ما الذي يحدث معك مؤخرا، لا تقل لي أنك تذهب للمناطق المحظورة" كانت الأم تسأل ابنها بنظرة انزعاج ممزوجة مع قلق

"آه، إنني..." عندما كان باسل يحاول شرح ما يحدث معه لأمه تذكر وعده للمعلم ثم قال "لا، إنني...لقد أصبح لدي صديق و نحن نتدرب معا طوال اليوم، يبدو أنه يريد أن يصبح ساحرا هو الآخر"

تعجبت الأم من ابنها كاره الصداقات، المهتم في الكتب فقط و الذي ليس لديه أدنى اهتمام في الآخرين قد أصبح لديه صديق

عندما رآها باسل قال منزعجا "ماذا، حتى أنا يمكنني على الأقل إنشاء صداقة واحدة" ثم أكمل طبقه و ذهب للنوم

غدا فجرا استيقظ باسل و وجد أمه قد استيقظت بالفعل، أكل الفطور الذي أعددته و ودعها منطلقا نحو الغابة

التقى باسل بمعلمه و بدأ في تقطيع قطع الخشب و بعد مدة أزال الأثقال من يديه و وضع الخاصة برجليه ثم بدأ يجري وفق المسار الذي حدد له و الذي كان مملوءا بالعقبات الصعبة، و من ثم بدأ القيام بتمارين الضغط، بعدما انتهى، حمل الدعامتين الخشبيتين و ألقاهما فوق الوادي و اتخذ وضعيته مثل السابق ثم جلس المعلم فوقه من جديد بينما يعطيه دروسا حول السحر

استمر الأمر هكذا لمدة شهر آخر

"حسنا، يبدو أنه حان الوقت"

عند سماع باسل لمعلمه يقول هذا، تعبيره الممل على وجهه تحول لآخر متحمس و قال

"أووه، أخيرا سأبدأ في تعلم السحر"


نظر إليه المعلم و تنهد ثم قال "آسف لتخييب ظنك و لكنك لا زلت غير مستعد، ما قصدته بآوان الوقت هو أنه قد حان وقت الانتقال للمرحلة الثانية"

عند سماع باسل معلمه هذه المرة حدث عكس السابق و رجعت نظرة الملل على وجهه و قال "حسنا أيها المعلم، لكن...."

لاحظ العجوز تعبير باسل و تنهد مرة أخرى بينما يفكر مع نفسه "يبدو أنه يحتاج لمحفز، حسنا"

"أيها الفتى باسل، لا تقلق، إن كل ما تفعله له سبب مقنع و هدف ثابت، ستكون مكافأتك من هذا عظيمة" مع أن العجوز حاول مواساته لكن تعبير باسل لم يتغير و لهذا قال "إن استعطت المواكبة مع التدريب الذي سأمنحه لك و إكماله سوف أشرع في تعليمك السحر"

عندما سمعه باسل عاد مرة أخرى وجهه المتحمس "أووه، إذا كم من المدة سيستمر هذا التدريب؟"

أجابه المعلم" سنة واحدة"

"هاه، سنة كاملة؟ هل تقول أنه يجب علي الاستمرار في المعاناة هكذا من دون تعلم السحر لمدة سنة كاملة" انصدم باسل من المدة فهذه الأسابيع السابقة كانت جحيما كفاية ذهنيا و جسديا لكن المعلم يقول أنه سيستمر في هذا لمدة سنة أخرى و أيضا قال إن استطاع المواكبة في هذا التدريب، ألا يعني هذا أن معاناته ستزداد فقط

"لا تتفاجأ هكذا، فإن استمررت في التمرين العادي سيأخذ منك الأمر سنتين على الأقل، لكن بما أنك متسرع لهذه الدرجة قررت الإستعجال في التدريب، و أسرع من وتيرته، و إن كنت لست مهتما إنس أمر تعليمي لك السحر، فواحد من شروطنا كان الموافقة على كل أوامري"

بقي باسل يفكر في الأمر مدة طويلة "ممم، لقد التقيت أخيرا بساحر ليعلمني، لا يجب علي رمي هذه الفرصة، إن كنت سأدخل لأكاديمية السحر بعاصمة الإمبراطورية، يجب أن أكون قد سبق و دخلت للمستوى الأول، بهذا سأكون قادرا على تلقي منحة، بقي لي حوالي ثلاث سنوات لأصل للسن الأدنى للقبول، أنا أعيش في قرية في جنوب الإمبراطورية بعيدة عن كل المدن و لهذا الالتقاء بساحر آخر في ظرف هذه المدة قريب للمستحيل" بقي باسل يفكر هناك لدقائق، لكنه قرر أخيرا و قال لمعلمه "آسف أيها المعلم للتأخر، فالنبدأ هذا التدريب الذي تحدثت عنه"

أجابه المعلم في الحال و كأنه قد توقع إجابته مسبقا "يبدو أنك اتخذت قرارك، حسنا إتبعني"

ذهب الإثنان عميقا في الغابة و بدآ يقتربا من مكان لدى باسل ذكرى مرسوخة عنه في ذاكرته و عندما وصلا خطى العجوز خطوة لداخل حاجز غير مرئي، لكن باسل الذي كان وجهه مرعوبا قال له


"أيها المعلم أليست هذه المنطقة المحظورة الخاصة بالقرود الزرقاء الضخمة، لماذا أتينا لمثل هذا المكان؟"

أجابه العجوز " 'لماذا' أنت تقول؟ أليس هذا واضحا؟ للتدريب بالطبع"

سأل باسل مرة أخرى "هاه، و لماذا سندخل إلى المنطقة المحظورة من أجل التدرب فقط؟"

أجابه العجوز بابتسامة خفيفة "حسنا، ستعرف هذا عندما نصل لوجهتنا"

(داخل المنطقة المحظورة)

كان الإثنان يمشيان بينما باسل كان خلف معلمه و ينظر يمينا و يسارا ويلتفت للخلف ليرى إن كان هناك أية وحوش قادمة و بمجرد مرور ثلاثة دقائق على دخولهما إلا أنهما قد صادفا وحشا و الذي بدوره عندما شاهدهما زأر بشراسة و انقض عليهما

كان قردا أزرقا ضخما، لكن ليس كأي قرد أخر لقد كان كبيرا كما يوحي اسمه بطول حوالي ثلاثة أمتار و كبير الحجم مع أنياب عملاقة إن عضت شخصا ما لن يبقى منه شيئا

باسل شاهده ليقول بصوت مرعوب كونه قد مر بتجربة قاسية المرة الماضية "أيها المعلم، ماذا نفعل إنه آت في اتجاههنا"

أجابه المعلم بكل برودة "آه، لا تقلق، لا تنسى أنني أنقذتك من واحد مثله سابقا"

تذكر باسل قول المعلم كونه قتل ذلك القرد من ذلك الوقت و أنقذه، عندها ارتاح باله قليلا لكنه بقي مستعدا لأي شيء قد يحدث

كان القرد الأزرق الضخم متوجها نحوهما لكنه توقف فجأة في السماء و لم يعد يستطيع تحريك إصبع واحد

صدم باسل مما يرى أمامه، ذلك القرد الضخم لا يقدر على فعل شيء، لكن ما فاجأه أكثر كانت الرياح المحيطة به، كانت أول مرة يشاهد فيها السحر، السحر الذي قرأ عنه في الكتب فقط، فرح باسل كثيرا عندما رآه لأول مرة في حياته، سأل معلمه عدة مرات ليستخدمه لكنه كان يتلقى إجابة الرفض في كل مرة و يحثه المعلم على التركيز في التدريب


و بينما باسل كان متأثرا بما حدث، كانت الرياح تحمل القرد مقيدة حركته و آتية به في اتجاههما، و عندما وصل القرد أمامهما، أنزله العجوز من السماء من دون فك قيده المصنوع من الرياح الذي كان يحيط بيديه و رجليه

اقترب العجوز منه و وضع يده فوق رأسه و قال له "الآن يجب أن تكون تفهمني، لدي شيء واحد فقط سأطلبه منك، إن فعلته سأعفو عن حياتك، إن لم تفعل سأقتك فقط و أبحث عن غيرك، موافق أم لا"

"كي كي...قهقهة " (صوت القرد)

"حسنا لقد تفاهمنا، إن حاولت الهروب أنت تعرف ما سيحدث لك، و لهذا لا تفعل شيئا غبيا"

"كي كي"

التفت العجوز إلى باسل ليقول له "حسنا، يبدو أننا وجدنا لك شريكا مناسبا في التدريب"....................... يتبع!!!!!!!


(الجزء الرابع)


بوووم، بوووووم، بوووووووم

لكمات متتالية من طرف القرد الأزرق الضخم تلحق باسل الهارب

"آآآه، لماذا علي المرور بكل هذا من أجل تعلم السحر فقط، أليس هذا غريبا" كان باسل يشتكي بلا توقف بينما يراوغ لكمات القرد الذي يهاجمه تحت أوامر المعلم

كان باسل بمجرد ما أن يراوغ اللكمة الأولى تأتيه الثانية مباشرة من دون وقت للراحة و يستمر الوضع هكذا حتى يغيب عن الوعي، لكن بعد أيام استطاع إنهاء التدريب المعطى له بدون فقدان الوعي، استمر الأمر هكذا حتى بدأ يستطيع مواكبة اللكمات الموجهة له بارتياح قليلا.

عندما أصبح يستطيع تجنب جميع لكمات القرد بسهولة، قام المعلم برمي الأثقال الخاصة بيديه و رجليه أمامه في اليوم التالي مما جعله يعود لنقطة البداية، و في كل مرة يتحسن في تجنب القبضات ترمى أمامه أوزان أكثر ليرتديها حتى وصل ما يحمله لعشر كيلوجرامات بيديه و عشرة أخرى برجليه

و مرت الأيام

أمر المعلم باسل بإزالة الأثقال و التوقف عن الهرب و محاولة مواجهة القرد في مباراة مباشرة هذه المرة

فعل باسل ما أمره به المعلم و اتخذ وضعية استعداد بينما ينتظر القرد القيام بالحركة الأولى

في الأيام الأولى كان باسل خائفا جدا من القرد و هذا ما كان يجعله قادرا على الاستمرار في الهرب، لكن مع الوقت بدأ باسل ينسى تجربته السابقة التي كان فيها على حافة الموت. و عندما واجه القرد الأزرق الضخم كل هذه الأيام، بدأ شعوره بالخوف منه يقل

أمر المعلم القرد بعدم الهجوم إلا عند دخول باسل لنطاق ضرباته و التركيز على الدفاع فقط و الرد على الهجوم


و لهذا بدل الانتظار اندفع باسل في اتجاه القرد الضخم و عندما اقترب من نطاق هجومه اتجهت نحوه لكمة بسرعة لكنه استطاع مراوغتها بسهولة

راوغ باسل الهجمة و اتجه يمينا و بينما ذراع القرد اليسرى كانت موجهة نحو مكانه السابق، قام باسل بإلقاء لكمة نحو جانبه، أصابت قبضته الجانب الأيسر للقرد لكنها لم تعطي نتيجة مقبولة

قفز باسل متراجعا للوراء و بدأ ينظر في لكمته و يتذكر سرعته عند مراوغته لكمة القرد و أيضا حتى عندما قفز قبل قليل للخلف، رأى أن لكمته أصبحت أقوى و سرعته أصبحت أكبر و قدرة قفزه ارتفعت، لاحظ أن جميع قدراته ازدادت بشكل كبير، حتى عندما لكم القرد كانت فقط لكمة للتجربة لكنها أخرجت قوة أكثر مما كان يتوقع مثلما حدث مع سرعته في المراوغة و مدى قفزه

لم يحظى باسل طوال الأسابيع الماضية بفرصة ليجرب فيها لياقته، كان كلما ينتهي من التدريب يعود إلى المنزل منهكا جدا، و لهذا لقد تفاجأ من مدى تطوره

أحكم باسل قبضته قائلا مع نفسه "أستطيع فعلها"

بمجرد ما أن انتهى من كلامه مع نفسه اندفع مرة أخرى صوب القرد لكن هذه المرة لم يدخل لنطاق هجومه و بدأ في الدوران حوله منتظرا ثغرة ما

رأى باسل أخيرا ثغرة في دفاع القرد و اندفع صوب رجله اليسرى مستهدفا وراء الركبة و عندما كاد أن يضربها قفز صاحبها نحو السماء و عندما وصل من تحته باسل ركله نحو الأرض

'كااااخ'

تقيء باسل القليل من الدماء جراء الضربة و اصطدامه بالأرض لكنه نهض بسرعة و تراجع هروبا من رجل القرد الأخرى التي كانت تستهدفه

"يبدو أن هذا لن يكون سهلا كما توقعت" كان يقولها باسل بينما يمسح الدم من فمه و يبتسم ابتسامة متحمسة

'هه...هه...هه يلهث، يلهث'

"في الأخير لم أستطع إصابته بضربة أخرى" كان باسل مستلقيا فوق الأرض و يتنفس بصعوبة و يقطر عرقا


جاء معلمه و قال له "كما لو أنك ستفعل، إنه مخلوق عاش حياته كاملة في البرية و خبير في المعارك، أ ظننت أن غرا مثلك سيستطيع إصابته من الأول؟"

أجابه باسل "لكنني أصبته في المرة الأولى"

أكمل المعلم "صحيح أنك أصبته، لكن هذا حدث فقط لأنه كان متفاجئا من ازدياد سرعتك المفاجئ لأنك أزلت الأثقال، لكن عندما أقاس سرعتك لم تكن لك أي فرصة أمامه"

"حسنا هذه مباراتك الأولى ضده، لا تقلق، لقد أبليت حسنا بالنسبة للمرة الأولى" مدحه المعلم ثم قال له "ارتح قليلا، و اشرب هذا الدواء سيسرع من إرجاع طاقتك"

تفاجأ باسل و قال "أ كان لديك هذا الشيء المفيد و لم تعطه لي من قبل أيها المعلم؟"

أجابه المعلم بينما يضحك "هوهوهوهو، حسنا لقد كان لدينا وقت كاف لتركك تتعافى طبيعيا، لكن الآن بما أنني وعدتك بتعليمك السحر بعد سنة من الآن فيجب على الإيفاء بوعدي، و لهذا سيكون عليك أن تكون كل يوم في حالة جيدة لتستطيع اتباع التدريب"

"عندما ترتاح جيدا، فالتأتي لتأكل معي إنني أنتظرك في المكان المعتاد"

شرب باسل الدواء الذي أعطاه له معلمه و بعد مرور دقائق أحس أنه يستطيع التحرك قليلا، ذهب ليشارك معلمه الطعام و بعد الانتهاء قام بتوديعه و ذهب للمنزل

عندما دخل باسل للمنزل تفاجأت أمه، كلما عاد باسل للمنزل يكون منهكا تماما و لا يقدر على التحرك، لكن هذه المرة مع أنه يبدو عليه التعب لكنه يبدو نشيطا بالمقارنة مع الأيام السابقة

كان باسل يتحدث مع أمه بينما يأكلان، و فجأة تحولت نظرته لواحدة حزينة

"أمي، ألا تواجهين أي مشكلة، أنا آسف، أذهب بالصباح و لا أعود إلا عند الغروب، في الشهرين الأخيرين لم أعد أمكث بالمنزل، أنا أعرفك يا أمي أنك لن تطلبي مني القيام بشيء، لكن أتمنى أن تقولي لي أي شيء قد تحتاجينه و سأقوم به"

رأت 'لطيفة' أم باسل ولدها يشعر بالذنب و لهذا حاولت التخفيف عنه " آه لا تقلق، إن أنمار تأتي لمساعدتي غالبا، و أقضي غالب وقتي معها هي و والدتها 'سميرة' و لهذا لا أشعر بالوحدة كثيرا، لهذا لا تقلق و افعل ما تريد، لكن عدني بشيئين اثنين"

فرح باسل لسماع أخبار أمه و كان مستعدا لقبول أي شيء تقوله


"أولا، لا تقم بأي شيء خطير يعرض حياتك للخطر، ثانيا، عندما تلتقي بأنمار لا تهرب منها فقط و لكن قم بتحيتها على الأقل، فهي صديقتك منذ نعومة أظافركما، و طريقة تصرفك معها سيئة للغاية"

عندما كان باسل يستمع لأمه، أماء رأسه موافقا على كل شيء تقوله، لكن عندما قالت أنمار توقف، لكنه مع ذلك كان قد سبق و قرر أنه سيوافق على كل ما تطلبه أمه و لهذا وافق على شرطها الثاني أيضا

استيقظ باسل باكرا اليوم أيضا و أكل فطوره كالعادة مع أمه، و عندما انتهى كان خارجا من المنزل فصادف أنمار أمام الباب، حاول الهرب لكنه تذكر وعده مع أمه و لهذا نظر للجانب الآخر بينما يقول بصوت منخفض بالكاد يسمع "صباح الخير" و ذهب في طريقه بسرعة

عندما سمعت أنمار تحية باسل تفاجأت و قالت "هل فقط قبل قليل..." ثم دخلت للمنزل "صباح الخير يا عمتي لطيفة"

أجابت أم باسل "صباح الخير يا صغيرتي أنمار"

أنزلت أنمار قماش به القليل من الخضر ثم قالت "ظننت أنه لم يكن بالأيام السابقة في المنزل محاولا تجنبي فقط، لكن لا يبدو أن ليس هذا ما في الأمر، عمتي لطيفة، أين يذهب باسل طوال اليوم؟"

أجابتها الأم "آه، لقد قال أنه يذهب للتدرب على السحر مع صديق ما"

"هاه...صديق؟" تفاجأت أنمار مما سمعت قبل لحظات

أجابتها الأم و هي فرحة "نعم، كان هذا قبل شهرين عل ما أذكر، أ ليس هذا مفاجئا؟ أن يصنع باسل صديقا آخر غيرك"

قالت أنمار بينما تبتسم بتصنع "نعم، إن هذا مفاجئ بحق" ثم أكملت مع نفسها "كما لو أن هذا ممكن، أنا أكثر من أي شخص أعرف مدى عدم اهتمام ذلك الولد بأي شيء آخر غير السحر و الكتب و الاكتشافات الجديدة، صديق؟ لا تمزح معي"

(في المنطقة المحظورة)

كالعادة لم يكن باسل يستطيع توجيه أي لكمة للقرد و يتلقى فقط العديد منها في كل مرة يحاول أن يضربه


استمر الأمر هكذا لأسبوع حتى استطاع أن يضرب القرد الضخم

"وااااه، أخيرا استطعت فعلها، لقد استطعت فعلها يا معلمي" كان باسل فرحا جدا و أخيرا اللكمة التي كان يحلم بها لمدة أسبوع قد استطاع القيام بها

'ططن'

"على ماذا أنت متحمس أيها الأحمق" قام المعلم بضرب باسل على رأسه ثم أكمل قائلا "كل ما فعلته هو تحقيق لكمة واحدة فقط، لا تفرح بهذا فقط"

قاطع المعلم فرحة باسل ليعود هذا الأخير للواقع المر و هو أنه بعد أسبوع كامل من المواجهة مع القرد قد استطاع لكمه مرة واحدة فقط، مما جعله غاضبا عندما فكر به و استأنف التدريب من جديد

استمر على نفس المنهاج لمدة شهر آخر

تكلم المعلم فجأة بينما كان يشاهد باسل يقاتل القرد الأزرق الضخم "أووه، يبدو أنه أخيرا بدأ يستطيع مجابهته قليلا"

كان باسل يتبادل اللكمات بشكل متتالي مع القرد الأزرق الضخم

كان يراوغ ما يستطيع من اللكمات و يدافع بيديه ما لم يلحق مراوغتها، بعدها يهاجم بسلسلة من الهجمات المختلطة باللكمات و الركلات

"يبدو أن الإحباط من عدم استطاعته تحقيق غير تلك اللكمة فقط في أسبوع استطاع التقدم به للأمام"

"حسنا، لقد مرت مدة، لنجعله يرتديهم مرة أخرى"

نادى المعلم باسل و ألقى أمامه الأثقال، أخذها باسل و وضعها عليه هذه المرة من دون أن يتذمر و رجع ليقاتل القرد، بسبب حمله الأثقال أصبحت حركاته بطيئة، لكنه لم يترك هذا يحبطه


بقي كل يوم يزيد من وزن الأثقال إلى أن وصل إلى 15 كيلوجرام في يديه و أخرى برجليه بعد أن كانت 10 كيلوجرام

بدأ يستطيع القتال ضد القرد بسهولة بينما يحمل الأثقال، عندها أمره معلمه بإزالة الأثقال، و أمر القرد الضخم بالهجوم أيضا بدل الاكتفاء بالدفاع و رد الهجوم فقط

اتخذ باسل وضعية القتال و حاول الاندفاع صوب القرد لكن هذا الأخير سبقه هذه المرة في الهجوم و انقض عليه باللكمات

بوووووم، بووووووووووم، بووووووم

وثب القرد لاكما باسل عدة لكمات لكن و لا واحدة قد أصابته ، راوغها جميعها بكل سهولة و عندما رأى القرد أن لكماته لا تنفع، غضب و قفز للسماء محاول النزول على باسل و غرسه في الأرض

باسل رأى من خلاله و لم يترك هذه الفرصة تضيع، عندما اقتربت رجل القرد منه راوغها بسرعة و بمجرد ملامستها للأرض ركل وراء ركبتها فسقط صاحبها على الأرض ليكمل باسل هجومه بلكمة في منتصف ظهر القرد "غوااه" و يبدو أن هذه المرة قد أثرت كثيرا لدرجة جعلته يصرخ من الألم، قفز باسل و لوح برجله في اتجاه رأس القرد

بوووم

سقط القرد مغميا عليه على الفور بدون أن يصيب باسل حتى بهجوم واحد

"واااااااااااااااااااااااااه"، صرخ باسل صرخة النصر كما لو أنه جنرال يعلن الفوز في حرب ما، ثم قال للقرد المغمى عليه "شكرا لك، لقد كنت شريكا جيدا في التدريب"

أطلق العجوز سراح القرد ليذهب، ثم أمر باسل ليتبعه

خرج الاثنان من المنطقة المحظورة الخاصة بالقرود الزرقاء الضخمة ثم ذهبا في اتجاه الوادي العميق

كان مزاج باسل جيد لأنه هزم أخيرا القرد، و مستعدا للقيام بأي شيء يأمره به معلمه، بينما هما ذاهبان في وسط الغابة كان العجوز يُري لباسل الأعشاب المفيدة و الصالحة لاستخلاص الأدوية منها و الأعشاب الضارة و السامة، كان ينصت جيدا له فكل ما يقوله معلمه لم يجده في أي كتاب قد قرأه من قبل

وصل الاثنان للوادي العميق

ذهب العجوز و ألقى نظرة في الأعماق ثم نادى باسل و الذي استجاب له بدوره

سأل المعلم باسل "هل تعرف ماذا يسمى هذا الوادي أو الوحوش التي به بالأسفل هناك؟"

أجاب باسل "لا، لا أعرف، هذا هو المكان الوحيد الغير معروف ما الذي يسكنه في هذه الغابة العظيمة على عكس المناطق المحظورة الأخرى"

أكمل المعلم قائلا "حسنا، إن إسمه 'وادي الظلام العميق'، أما بخصوص الوحوش، سننزل للأسفل و سوف تشاهد بنفسك"

تعجب باسل قليلا و أجاب"حسنا، أيها المعلم"


في الأيام الأخيرة أصبحت ثقته في معلمه أكبر مما سبق و أضحى يفعل كل ما يأمره به من دون تذمر و شكاوي

حمل المعلم باسل بسحر الرياح كما فعل للقرد في المرة السابقة لكن بدون أن يسلب قدرته على الحركة ثم قفزا للداخل

كانا ينزلان ببطء و كلما اقتربا من الأسفل اشتدت الظلمة أكثر و ارتفعت أصوات الزمجرة المخيفة، أصبح لدى باسل مقاومة تجاه زئير الوحوش قليلا و لم يعد يرتعد في كل مرة يسمعها، لكن الأمر مختلف مع هذه الأصوات التي تجعلك تعتقد أن زئير القرد الأزرق الضخم لطيف بالمقارن معه

اقترب الاثنان من الأرض كثيرا و لم يكن السطح مرئيا، و فجأة خرجت خفافيش لكنها ليست كأي خفافيش عادية، كانت ضخمة حيث حجمها يصل لنصف متر تقريبا

عندما كانت تحاول مهاجمة الاثنان، قطعتها رياح المعلم لأشلاء و في لحظة امتلأت الأرض أسفلهما بجثث 'خفافيش الظلام'

ألغى المعلم سحره من على باسل و وقفا على الأرض، كان الظلام حالكا جدا و لا يمكنك رؤية أصابعك

فجأة ظهرت كرة ضوئية فوق كتف المعلم أضاءت ما حولهما، فوجدا عدة كهوف و كل كهف تخرج منه نية قتل مخيفة تجعلك لا تريد التفكير حتى في الدخول لها

ذهب المعلم و باسل مباشرة مع طريق الوادي، اعترضت طريقهم عدة وحوش، لكنها كانت تلقى نفس مصير الخفافيش، استمر هذا إلى أن وصلا لكهف كبير ثم دخلا، و بمجرد أن وطأت رجلهما داخله دوى زئير يثير الرعب في القلوب

قال المعلم "يبدو أنه أحس بوجودنا، حسنا فلنذهب أيها الفتى باسل"

أجابه باسل بنبرة خائفة "حسنا أيها المعلم" مع أنه كان خائفا إلى أن هذا لم يجعله يعصى معلمه، بما أن معلمه معه فلا يوجد هناك ما يخاف منه، هذا ما كان يفكر به باسل

تعمق الاثنان في الكهف و ظهرت خفافيش و وحوش أخرى، و في كل مرة يتم تقطيعها بالرياح. كان الكهف عميقا جدا و يتفرع لعدة مناطق أخرى بالداخل


وصل الاثنان لفتحة داخل الكهف مثل التي في المدخل و عندما مرا منها وجدا نفسيهما في مكان واسع مقارنة مع الطريق الذي أتيا منه

و أمامهما وجدا وحشا مستعدا لهما و بمجرد أن دخلا كان مستعدا للانقضاض عليهما في أي لحظة، هذه المرة لم يفعل المعلم شيئا و قال لباسل أن يتعامل معه

صدم باسل مما قاله معلمه، فالوحش أمامه بطول حوالي أربعة أمتار و لديه مخالب تخترق الجدران و قرنين مثل الخاصة بالثور لكنهما أكبر بكثير و بنية ضخمة حيث إن تلقى الشخص ضربة واحدة من يديه ستقتلك فورا، لكن المعلم أمره بالتعامل معه

اندفع باسل صوب الوحش و بدأ يستخدم نفس الاستراتيجية التي استخدمها مع القرد الضخم أول مرة

غير باسل اتجاهه بعد اندفاعه صوب الوحش و همَّ بالدوران حوله، أثناء فعله هذا بدأ معلمه يقول له "لا تظن أن هذا الوحش مثل ذلك القرد، مع أنه يتساوى معه في السرعة لكن لديه ثلاثة أضعاف قوته، و لا تستخف به فتلك الحيل لا تنفع معه فهو يتغذى على تلك الخفافيش التي رأيتها سابقا، و لهذا ردود فعله سريعة أيضا...."

فور قوله لهذا أتت لباسل ضربة من حيث لا يدري أرسلته محلقا و اصطدم مع الحائط مغميا عليه، حاول الوحش إنهاءه بالضربة القاضية لكن العجوز أوقفه، و قام بوضع يديه علي رأسه و فعل به ما فعل بالقرد من قبل

مرت حوالي الساعة و استفاق باسل، عند فتحه لعينيه وجد الوحش أمامه فصرخ ثم حاول الهرب لكن جسده كان محطما، و لم يستطع التحرك، حينها خرج المعلم من وراء الوحش و قال له

"لا تقلق إنه تحت سيطرتي، و بما أني فعلت هذا أنت تعرف ما المغزى منه"

أجاب باسل و بسمة فاقدة الأمل على وجهه "يجب على هزيمة هذا الوحش الآن"

أكمل المعلم "هذا صحيح، هذا الوحش أقوى من القرد و لديه عدة تقنيات ستعطيك خبرة أكبر"

"هذا الوحش اسمه 'دب الأعماق' و كما ترى إنه يعيش في أعماق الوادي فقط و يتغذى على الحيوانات الليلية الموجودة هنا


ستتدرب هنا لمدة شهرين بدون العودة للمنزل، لكن عد هذه الليلة و أخبر أمك بهذا و سنبدأ غدا

أخرج المعلم دواء مثل السابق و أعطاه لباسل الذي شربه سريعا وارتاح إلى أن استطاع التحرك قليلا ثم ذهب للمنزل عند الغروب

أكل باسل العشاء مع والدته كالعادة و عندما انتهيا من الأكل استعد باسل لإقناع أمه بالسماح له الغياب لمدة شهرين

أمه كانت تعزه كثيرا، فمنذ أن مات زوجها و عائلتها بسبب هجوم الشياطين قبل اثني عشر سنة، أصبح هو كل ما تملك في هذا العالم، و كانت حريصة دائما عليه، حتى أنه في كل يوم يعود تسأله نفس الأسئلة دائما أين كان طوال اليوم؟ ماذا كان يفعل؟...و نظرة القلق تكون على وجهها، و لهذا كان يعرف أن أمه لن تقبل بهذا الشيء، لكنه لا يملك خيارا آخر سوى إقناعها، فهو يريد تعلم السحر و دخول الأكاديمية ثم الحصول على المنحة لكي يسهل معيشة أمه قليلا

استعد باسل ذهنيا ثم اتجه نحو أمه التي كانت تغسل الأطباق و قال لها

"أمي، لدي شيء أقوله لك، في الحقيقة أنا سأغيب لشهرين لكي أتدرب و لن أعود للمنزل إلا بعد انقضاء هذه المدة، لهذا أعرف أنك ستعارضين هذا و لكن فوق كل هذا أنا أرجوك، اتركيني أذهب"

كل كلمة قالها باسل كانت ثقيلة عليه و كان يستطيع سماع إجابة أمه قبل حتى أن تقولها

قالت الأم "حسنا، لما لا"

عند إجابة الأم أكمل باسل مباشرة بعدها "آه، كنت أعرف أنك سترفضين، لكني مصر على رأيي و لهذ.......إيه......هل قلت 'حسنا' قبل قليل يا أمي"

حاول باسل التأكد من رأيه لتجيبه أمه مرة أخرى "أجل، لقد قلت حسنا"

صدم باسل "هااااااااه، ألن تمنعيني؟ ألن تحاولي إيقافي؟ ألن تعارضي ذهابي بشدة؟" بدأ باسل يفكر أنه ربما قد بالغ التفكير و أن أمه قد لا تكون وحيدة لتلك الدرجة التي يتخيلها


أجابته والدته "حسنا أنا أعرف طبعك و بدى عليك أنك سبق و قررت الذهاب لهذا لا فائدة مما سأقول أنت ستذهب، أليس كذلك؟"

أجاب باسل بصوت محبط "نعم هذا صحيح، لكن.." و أكمل بصوت منخفض لا يسمع "ظننت على الأقل أنك ستحاولي إيقافي قليلا، أ لست مهما لتلك الدرجة؟" ثم ذهب لغرفته مخفض الرأس من الإحباط

عندما وصل لغرفته سقط نائما مباشرة من التعب و جاءت أمه لتلقي عليه نظرة و تقول بصوت منخفض بينما الدموع تنهمر من عينيها "كما لو أنني سعيدة بذهابك أيها الأحمق، لقد صنعت ذلك الوجه الخاص بأبيك فكيف يمكنني منعك" ثم أغلقت باب اللغرفة و ذهبت

حل الصباح، و أكل باسل الفطور كالعادة و ودع أمه التي كانت عينيها حمراوتين و واضح عليها أنها كانت تبكي ثم ذهب نحو الغابة قاصدا 'وادي الظلام العميق'

التقى بمعلمه و قفزا للداخل و بمجرد وصولهما للأرض هاجمتهما الخفافيش، كوَّن المعلم حاجزا من الرياح حوله و التف لباسل الذي كان يتوقع منه القيام بشيء ما تجاه الخفافيش

"ماذا تفعل؟ لقد بدأ تدريبك بالفعل"

"ماذا؟"

"لحظة وصولك و التقائك معي كان تدريبك قد سبق و بدأ و لهذا عملك الأول هو صيد هذه الخفافيش"

"إييييييه"

صدم باسل لكنه دخل في طور المعركة بسرعة لأن الخفافيش لن تنتظره، الخفافيش رأت أنه عديم الجدوى مهاجمة المعلم فاتجهت نحو باسل

كان الظلام حالكا، هذه المرة لم يقم العجوز بإنارة المكان مما جعل خيار باسل الوحيد الاعتماد على حواسه المتبقية

سمع باسل صوت الخفافيش و هي متجهة نحوه و لهذا حاول مهاجمتها عندما تقترب لكن من حيث لا يدري عضته خفافيش في ظهره، كانت هذه الطيور متعودة على القتال في الظلام الحالك و بما أنها تعتمد على تحديد موقع عدوها بالصدى، حيث ترسل صوت عالي النبرة ثم ينعكس مرة أخرى، و يعطي معلومات عن شكل العدو، بعد المسافة، و الاتجاه للكائن، و هذا جعلها الخصم الأسوء لباسل

كان باسل كلما يحاول توجيه لكمة نحوها تراوغها و تعضه في الثغرات التي خلفتها وضعية لكمه

هنا جاء صوت معلمه "لا تحاول التقاط صوتها فقط، اشعر بها و بتواجدها، استعمل جميع حواسك، عندها أينما ذهبت ستكون أنت الأسرع في تنفيذ الهجوم بحيث لا تستطيع الهرب

حاول باسل فعل ما يقوله معلمه لكن جميع محاولاته باءت بالفشل و تلقى عدة عضات و في الأخير سقط غائبا عن الوعي، تنهد معلمه بعد مشاهدته ثم قطع الخفافيش و حمله جاعلا إياه يتكئ على حائط و أشربه ترياق ما، فعلى ما يبدو أن عضات الخفافيش كان بها سم ضعيف و لهذا لم يسقط باسل مباشرة، استيقظ باسل و أعاد الكرّة واحدة تلو الأخرى

بعد خمسة أيام أخيرا بدأ باسل يستطيع مراوغة عضات الخفافيش و الهجوم عليها بقبضتيه محطما رأسها، استمر هكذا إلى أن قتل جميع الخفافيش التي كانت تستهدفه، لكن عند الانتهاء لم يخرج سالما بالكامل و لهذا أعطاه المعلم الترياق ليشربه مرة أخرى

ثم قال له "أحسنت، لقد استطعت الانتهاء أسرع مما اعتقدت"

فرح باسل من مديح معلمه وتبعه بما أنه بدأ بالمشي، لكنه هذه المرة دخل لكهف من الكهوف التي لم يدخلوها قبل ستة أيام

كان الاثنان يتوغلان في الكهف شيئا فشيء، و الظلام كان حالكا. بدآ يسمعا صوت بعيد بدى كالصرير آت من بعيد، ثم أضحى يرتفع أكثر و أكثر. شاهدا أمامهما عيونا حمراء قادمة من الظلام و تطلق نية قتل تجاههما

باسل تعود على الظلام و أصبح يعرف كيفية استغلال حواسه في الاحساس بوجود العدو، و لهذا عندما اقترب العدو قال لمعلمه "يبدو أنها وحوش برية على عكس الخفافيش لكن يبدو أن حجمهما لا يختلف كثيرا، لا من حيث الشكل أو العدد"

استعد باسل كالعادة، ثم انطلق في اتجاه سرب الوحوش ليجد فئران كبيرة حيث بمجرد وصوله إليها وَثَبَتْ أعداد هائلة في اتجاهه، لكن، كان لدى باسل خبرة من معركته مع الخفافيش الذين هم أسوء من هاته الفئران، و لهذا استخدم ما تعلمه و بدأ يضرب كل واحد منهم يدخل لنطاق هجومه

كانت هذه الفئران سريعة بشكل لا يصدق و قوة قفزها غير الطبيعية التي تعزز من قوة عضها، بحيث إن لمست لحما، سيطير من مكانه

كان يعرف باسل هذا جيدا، و لهذا لم يترك أي واحد منهم يعضه، و عنما يرى نفسه بدأ يُحاصَر، يتراجع قليلا فيأخذ مسافة و يبدأ بقتل من جديد كل واحد يقفز في اتجاهه

أخذت تلك الأعداد الهائلة من باسل نصف ساعة لينتهي منها كاملة لأنه ينهيهم واحدا بواحد، عندما انتهى منهم أكمل معلمه طريقه في الداخل و تبعه باسل

"لقد اخترت الخيار الصحيح عندما لم تتركهم يجرحوك، هذه الوحوش تسمى ب 'الفئران القاضمة'، إن أصابتك و لو بجرح صغير كنت لتسقط هناك مشلولا و تنقض عليك جميعها، ثم سترى لحمك يقضم منك بدون أن تقدر على فعل شيء، مع أنها خصوم أضعف مقارنة بالخفافيش، و لكنها تعوض هذا بسمها القوي الذي يسبب الشلل الفوري، اعتبر هذا درسا، عند التقائك بعدو جديد حاول جمع قدر كاف من المعلومات عنه قبل محاولة المهاجمة بتهور، أنا لن أكون معك دائما لأساعدك، و لهذا تذكر هذا جيدا"


"حاضر" أجابه باسل و عرق بارد يمر من على وجهه

أكمل الاثنان مسيرتهما، و أثناء هذا ظهرت وحوش أخرى، لكنها لم تكن تقارن بالسابقة، فأنهاها باسل بسهولة

وصل الاثنان لفتحة مرا منها ثم وجدا مكانا واسعا لكن ليس كبير مثل الخاص ب 'دب الأعماق' هناك وجدا عدة مخلوقات على شكل كلاب لكن تبدو كضباع جائعة ولديها فرو كثيف نسبيا، كانت أعدادهم مقاربة للمئة و أصوات زمجرة تتخلل جميع أنحاء الفضاء المحيط بهما

هذه المرة قبل أن يحاول باسل فعل أي شيء قام معلمه بنصحه

"احذر جيدا، لا تقاتلهم جميعا في آن واحد، إن أحاط بك أكثر من خمسة تراجع و جد خطة للتعامل معهم، إن اجتمعوا حولك اهرب، المهم هو أن لا تحاول أبدا القتال ضدها و هي مجتمعة، هذه الوحوش اسمها 'الكللابب المُهَشِّمَة' و معروفة بهجومها بأعداد كبيرة مرة واحدة و عندما تمر بالعدو لا يبقى منه أي شيء"

عندما انتهي المعلم من إرشاداته ظهرت الكرة الضوئية مضيئة المكان، ثم قام باستعمال سحر الرياح و تمزيق الحوائط المحيطة ثم قال "استخدم الحجارة المتساقطة كما شئت، أنا قدمت لك يد العون و الباقي يعتمد عليك أيها الفتى باسل"

أجاب باسل "حاضر أيها المعلم"

أثناء تكلمهم كان المعلم واضعا حاجزا حولهم و لم تستطع 'الكللابب المهشمة' اختراقه، عندما انتهى من كلامه ألغى الحاجز لتهجم عليهم بشراسة و كلها في آن واحد، اندفع باسل في اتجاه الحجارة المتساقطة على الجانب، فتبعته الكللابب بسرعة هائلة كما لو أنهم كيان واحد

بدأ باسل يدور حول المكان كله بسرعة و يرمي الحجارة بسرعة كبيرة، حيث الكللابب التي أصيبت ماتت فورا ليس فقط بسبب قوة الضربة بل أيضا لأن الحجارة كانت موجهة نحو رؤوسها


عندما بدأ يموت رفاقها توقفت قليلا، فاستغل باسل هذه الفرصة و حمل صخرة حجمها يساوي ضعفي الخاص به و أرسلها نحو القطيع

الكللابب عندما رأت تلك الصخرة ستسحقهم، تفرقوا في جميع الاتجاهات، تبع باسل الكللابب المكونة من ثنائيات و اقترب منهم بسرعة ثم قام بإلقاء ركلة قوية في اتجاه رؤوسهم محطمة إياها، عندما ينتهي من ثنائي ينتقل للآخر و بسرعة كان قد قتل نصف عددهم الكلي

بدأت الكللابب تتجمع من جديد و عندما لاحظ باسل هذا تراجع و اختبئ وراء الصخور من جديد و بدأ يحاول إخفاء وجوده

اجتمعت الكللابب و بدأت تبحث عن باسل باستغلال حاسة الشم و لم يمر وقت طويل حتى عرفت مكانه، اندفعت في اتجاهه بشكل مجنون، أصبحت غاضبة من باسل، فهو استخدم استراتيجية تجعل من هجومها الذي يعتمد كليا على الأعداد عديم النفع، حيث يقل من أعدادها بالحجارة شيئا فشيء، و عندما يرى ثغرة يخرج لهزيمة أكبر عدد قدر المستطاع، وعندما يرى نفسه سيحاصر يقوم بالتراجع

عندما أحس باسل أنها عرفت مكانه ألقى في اتجاهها الصخرة التي كان يختبئ ورائها، لكن هذه المرة لم تتفرق و انقسمت لمجموعتين مُراوِغَة الصخرة و أكملت جريها في اتجاهه، لكن باسل عندما رمي الصخرة كان قد توقع هذا، و لهذا كان قد سبق و بدأ بالجري وراء الحجارة حول محيط المكان و عندما أخذ مسافة بينه و بينها شرع في إلقاء الحجارة من جديد محطما جماجمها و استمر هكذا إلى أن أصبح أعدادها

حوالي العشرة فقفز باسل لوسط المكان و قال "معلمي، أريد قتالهم مرة واحدة، إن كانت أعدادها انخفضت لهذه الدرجة فلا يجب أن يكون هذا خطيرا جدا بما أنني عرفت طريقة قتالهم أيضا"

أومأ المعلم بالموافقة، فاندفع باسل صوب العشرة كلاب و التي بدورها فعلت نفس الشيء، لكن عندما اقترب منها باسل قفز مستهدفا آخر واحد في مجموعتها، نزل على جمجمته بقوة محطما إياها و التف ثم ركل الاثنين اللذين في الأخير، عندما اندفعت الكللابب لم تستطع التوقف بسرعة و لهذا كان باسل قد تخلص من ثلاثة منها بالفعل

غيرت الكللابب اتجاهها نحو باسل، لكن هذا الأخير قفز جانبا على اليمين و عندما وصلت الكللابب لمكانه السابق حمل حجارة و ألقى بها بكل قوته فاخترقت رأس اثنان في لحظة و اندفع ثم ركل واحدا بوسط جسمه فأرسله محلقا قاتلا إياه

قال المعلم "يبدو أن تدريباته القاسية بدأت تعطي نتائجها، لكن إن لم يكن من الأول فتى أدغال، ما كنت لأعطيه تلك التدريبات التي لا يستطيع الشخص الطبيعي تحملها، لكن بما أنه كان يمضي غالب وقت فراغه في الغابة يكتشفها أصبحت لديه قدرات بدنية تؤهله كفاية ليأخذ بتلك التدريبات، لقد أنقذه فضوله، هوهوهو"

بقي أربعة فقط، وقف أمامهم باسل ثم قال "تقدموا" لم تكن الكللابب قادرة على فهم ما يقول بطبيعة الحال، لكن مع ذلك عرفت أنه يستخف بها و هذا جعلها غاضبة

انطلق الأربعة نحوه فاتحين أفواههم و ألسنتهم تتدلى، لم يتحرك باسل من مكانه و بعينيه المغمضتين انتظر الكللابب إلى أن اقتربت منه كثيرا حتى ظنت أنها الرابحة و أصبح دفاعها مكشوفا، عندها فتح عينيه فجأة ليجد الكللابب أمامه مباشرة، أحكم قبضتيه و نزل بهما على الاثنين في الجانبين و قفز في مكانه محطما اللذين في الوسط بركبتيه، قتل باسل الكللابب الأربعة كلها في آن واحد مما فاجأ معمله من طريقة تعامله مع الموقف فصفق له


"أحسنت أيها الفتى لقد تطورت قدراتك البدنية كثيرا، لديك ذكاء يجعلك عبقري في المعارك، فلتستمر على هذا المنوال"

ابتسم باسل و سقط على الأرض على ظهره من التعب

"ارتح جيدا و عندما تستيقظ سنأكل و نكمل طريقنا"

لكن في هذه اللحظة عندما كان يتحدث المعلم كان باسل قد سبق و غط في النوم

بعد ساعات قليلة استيقظ باسل فوجد معلمه مشعلا نارا و يطهى الطعام و كانت رائحة لذيذة تأتي منه، عندما اشتمها باسل قفز بسرعة من مكانه و ذهب نحو معلمه طالبا صحنا، بدأ يأكل الطعام بسرعة "أوووه، هذا لذيذ جدا إنك طباخ ماهر أيها المعلم، من ماذا صنعت هذا الحساء ليصبح بهذه اللذة"

أجاب المعلم " لحم 'الفئران القاضمة' و بعض الأعشاب، ماذا؟ أ أعجبك لهذه الدرجة؟ "

عند سماع باسل لكلمة 'الفئران' بصق طعامه من غير إرادة ثم قال "ألم تقل أنها تحتوي على سم شلل قوي أيها المعلم؟"

أجابه المعلم "لا تقلق، لقد أزلته، إن مذاقها لذيذ مع أن شكلها قبيح، لا تقلق و كلها و إن تذكرت صورتها، فقط حاول تخيلها على أنها أرانب لذيذة"

أكمل باسل أكله متتبعا نصيحة معلمه، مع أن الأمر كان قاسيا بالأول لكن في النهاية اعتاد على الأمر بما أن مذاقها لذيذ، سهل هذا عليه تخيلها على شكل أرانب


انتهيا من الطعام ثم أزال المعلم الكرة الضوئية من جديدو قال "هيا فلنتحرك"، خرج الاثنان من الكهف و توجها نحو الخارج، عند خروجهما هاجمتهما الخفافيش مرة أخرى لكن باسل حطم رؤوسها بسرعة و أكمل طريقهما، اعترضت طريقهما العديد من الوحوش مثل 'القنافذ الحارثة' و 'السناجب الطائرة آكلة اللحوم' و 'الضفادع ذات الأذرع الطويلة' لكنهم قتلوا بسهولة من طرف باسل الذي اكتسب خبرة لا بأس بها في مقاتلة الوحوش ب'وادي الظلام العميق'، بينما هما ذاهبان سأل باسل معمله

"معلمي، لماذا لم ندخل إلى الكهوف الأخرى و بدل ذلك توجهنا مباشرة نحو كهف الدب"

أجابه المعلم "لأنه لم يحن وقت دخولك إلى هناك بعد"

تعجب باسل من كلام معلمه و قال مع نفسه "لم يحن وقت دخولي لهناك بعد؟ ما يعني أنني لست مؤهلا لها بعد، إذا هناك وحشا آخر أقوى من 'دب الأعماق' هنا"

بعد إمضاء باسل هذه المدة مع معلمه أصبح يفهمه قليلا و يعرف المعنى من وراء كلامه من دون أن يشرحه

نظر المعلم لباسل الذي بجانبه بينما يعتلي وجهه تعبير يدل على أنه يفكر ثم ابتسم

دخل المعلم و تلميذه للكهف و واجهتهما وحوشا كالسابق لكن هذه المرة قتلها العجوز من دون أن يترك باسل يتدخل

سأل باسل معلمه عن هذا "معلمي، لماذا لم تتركني أواجه أيا منها على الإطلاق؟"

أجابه العجوز قائلا "هذا لأنك ستواجه 'دب الأعماق'، يجب أن تحافظ على قدرة تحملك، أنسيت ما حدث لك المرة الماضية"

تذكر باسل ما حدث سابقا فارتعد قليلا، ذلك الدب قام بتلويح يده قليلا و هذا جعل باسل يلقى بعيدا محطم الجسد لكنه قال "لكن يا معلمي لقد تطورت أكثر من السابق بكثير خلال الأسبوع الماضي، لهذا لا أظن أنه سيحدث لي مثل السابق"

أكمل المعلم "لا تكن ساذجا أيها الفتى، ذلك الدب لم يستخدم إلا القليل من قوته، أنت لا زلت لم تراه في كامل جديته، بالإضافة إالى ذلك، إنه يستطيع استخدام 'المستوى الأول' من سحر الأرض، 'القسم المتوسط' منه"

تفاجأ باسل، يبدو أنه استخف بالعدو كثيرا، ففي المرة السابقة لم يستخدم الدب السحر ضده، و هذا يعني أنه لم يكن يستحق العناء من أجل استخدامه

بلع باسل ريقه من الخوف و بدأ يشعر أنه محظوظ لكون معلمه كان معه في تلك اللحظة، و إلا لكان في معدة الدب بحلول هذا الوقت


وصل الاثنان لمكان الدب بسرعة لأن المعلم كان يقتل جميع الوحوش التي تظهر. بمجرد وصولهما ظهرت كرة ضوئية فوق كتف المعلم مرة أخرى لتضيء المكان بأكمله

قال المعلم "حسنا، لا تقلق الآن فهو لا يزال تحت سيطرتي"

كان باسل متوترا و حذره مرتفع لأقصى درجة، لهذا حاول المعلم تهدئته قليلا، ثم أكمل قائلا

"سوف أجعله لا يستخدم السحر مؤقتا، لهذا لا تخف من سحره للآن، لكن يجب أن يكون جسمك لا يزال يتذكر تلك الضربة منه، لهذا أنصحك بالحرص و عدم تنفيذ نفس الحركة مرتين أمامه، لأن الأولى قد تنجح إن كان هذا ممكنا، لكن الثانية ستفشل بلا شك"

"حاضر أيها المعلم" بعد إجابة معلمه، بدأ باسل يمدد جسده قليلا، تقدم نحو وسط المكان بينما يبقي بينه و بين 'دب الأعماق' حوالي مسافة كبيرة، اتخذ باسل وضعية القتال ثم قال "حسنا، فلنبدأ"

بدأ باسل يدور حول الدب لكن هذه المرة كان قطر الدائرة التي مركزها الدب و يدور حولها كبيرا بحيث لا تصل يدي الدب إليه

دار باسل لمدة من الوقت محاولا إيجاد ثغرة في دفاع الدب لكن هذا الأخير لم يكشفها أبدا، اندفع الدب فجأة في اتجاه باسل عندما أصبح أمام مرآه و حاول اختراقه بقرنيه، تفاجأ باسل من الهجوم المفاجئ و قفز بكامل قوته

"أيها المعلم ألم تقم بجعله يدافع فقط و يرد الهجوم كما فعلت مع القرد" سأل باسل المعلم و عرق بارد يمر من على وجهه

أجابه المعلم "و لماذا سأفعل هذا؟ تلك المرة قمت بذلك فقط لأنه لم تكن لديك خبرة في القتال، إن كنت جعلت القرد يهاجمك من الأول لم تكن ستتقدم على الإطلاق لأنك ستبقى في موقف المدافع، لكن الآن الأمر مختلف، أنت لديك خبرة كافية و لهذا لم أكن أحتاج لأمره بذلك"


عبس باسل قليلا ثم بدأ يفكر "إن لم يكن المعلم أمره بعدم المهاجمة و الاكتفاء بالدفاع و رد الهجوم فقط، سيكون من الصعب جدا الاقتراب منه، ماذا أفعل الآن؟"

بينما باسل يفكر في خطة ما اندفع الدب من جديد في اتجاهه و لوح ذراعه اليمنى محاولا ضربه، حاول باسل المراوغة لكن المخالب الكبيرة قد لحقته و سببت له جروحا بجانبه الأيسر مما جعله يصرخ من الألم

لم يتركه الدب يرتاح و لو قليلا و بادر بالهجوم مجددا، حاول باسل الهروب بالدوران حول المكان لكن فجأة جاءته ضربة معترضة طريقه مسقطة إياه في مكانه

تنهد المعلم و قال "ألم أقل لك لا تحاول فعل نفس الشيء مرتين" تقدم في اتجاه باسل فاقد الوعي و أشربه الدواء

بعد ساعات استفاق باسل مع صرخة بسبب كابوس و كان متعرقا و بدأ يلمس الأماكن من جسده التي ضربها الدب لكنه وجدها قد سبق و تعافت بالفعل ثم تنفس الصعداء، بدأ يرى من حوله فوجد الدب مستلقيا بعيدا عنه و نظر للجانب الآخر فوجد معلمه يطهو الطعام فذهب إليه

قال المعلم "حسنا كل و سنبدأ من جديد"

"حاضر أيها المعلم" بعد إجابة معلمه أكل باسل الطعام الذي لم يبلع له في هناء بسبب تذكره لجراحه المميتة

عندما انتهى باسل رأى أن الدب قد سبق و استعد و ينتظره، وقف و اتجه لوسط المكان و اتخذ وضعية القتال من جديد

هذه المرة لم يحاول باسل الدوران حول المكان و اتجه نحو الدب مباشرة ببطء و عندما وصل لنطاق هجوم الدب، قام هذا الأخير بالوقوف على قدميه و تلويح يده اليسرى في اتجاه رأس باسل


راوغ باسل الهجمة بالانحناء بسرعة و عندما مرت اليد من فوقه قفز في اتجاه رأس الدب و ركله مستخدما ركبته، لكن تصدى الدب بجبهته لهجومه و لوح ذراعه اليمنى في اتجاه الجانب الأيسر لباسل لكن هذا الأخير استعمل رأس عدوه للقفز متجنبا الضربة

كان باسل يفكر عندما تراجع "يجب أن أهاجمه مباشرة بما أن الخدع لا تنفع معه مرتين و أحاول إخفاء خدعي للنهاية، و لهذا سأحاول خلق ثغرة ما لأستفيد منها إن لم يكشف عنها بنفسه"

اندفع الدب في اتجاه باسل على حين غرة لكن هذا الأخير قفز للجانب قبل أن تقل المسافة بينه و بين العدو و اندفع للأمام حتى صار خلف الدب و من ثم انطلق بسرعة محاولا ركله، لكن الدب التف له و وقف على رجليه ثم رفع يده اليمنى مستعدا لتوجيهها نحو باسل عندما يقترب، لكن هذا الأخير توقف فجأة و غير اتجاهه للجانب مرة أخرى و فعل كما السابق ثم ذهب خلف الدب من جديد لكن هذا الأخير التف هذه المرة أسرع من السابق و لوح بيده في اتجاه باسل

ارتسمت على وجه باسل ابتسامة تدل على كما لو أنه قام بمقلب لشخص ما و عندما اقتربت اليد منه قفز للسماء و التف ثم نزل بقدمه بكامل قوته على رأس الدب

كان المعلم يشاهد القتال و يحلله "هوه، بما أن الدب قد رآه يذهب من ورائه في المرة الأولى و حاول مهاجمته، في المرة الثانية أسرع في الدوران ليضرب الفتى الذي سيكون خلفه، لكن الفتى باسل كان قد توقع هذا و بدل الهجوم انتظر المبادرة من عدوه مما سيجعل دفاعه مكشوفا مؤقتا و عندها استغل الثغرة التي ظهرت، أو يجب أن أقول التي صنعها، إنه حقا عبقري في المعارك، استغل قدرة الدب التي تجعل استخدام نفس الهجوم معه لمرة ثانية عديم النفع تكون السبب في خلق ثغرة في دفاعه"

بالعودة للقتال، عندما ضرب باسل رأسه كان قد غرس رأس الدب في الأرض، لينهض سريعا و الغضب يملؤه ثم حاول ضرب باسل بيده لكن هذا الأخير قفز متراجعا و بمجرد نزوله على الأرض، اندفع الدب في اتجاهه محاولا اختراقه بقرنيه لكن باسل قفز من فوقه

استمر الأمر هكذا لقليل من الوقت إلى أن اندفع باسل هذا المرة في اتجاه الدب، هذا الأخير رأى باسل قادم فوقف على رجليه و رفع يديه مستعدا لسحق عدوه مع الأرض

عندما رآه باسل توقف في مكانه من دون أن يتحرك و بقي ينتظر، عندما شاهده الدب، غضب كثيرا ثم نزل على الأربع و اتجه نحو باسل بأكبر سرعة، ابتسم باسل مرة أخرى ثم قفز في اتجاه العدو الغاضب و التف في السماء كما السابق و نزل هذه المرة بقدميه الاثنين على رأس الدب الذي صرخ عندما تلقى الضربة و طرق رأسه كالمسمار في الأرض

نهض الدب و الدم يسيل من رأسه و يبدو أن كسورا حدثت في جمجمته، كانت عينيه تخرج نية قتل كبيرة، تراجع باسل للوراء قليلا، لكن عندما كان يفعل هذا، خرج فجأة من الأرض شكلا أسطوانيا حجريا مثلث النهاية و حاد الرأس و اتجه نحو باسل


دووووووو

أوقف حاجز من الرياح سحر الأرض الخاص ب'دب الأعماق' و ظهر المعلم بين باسل و الدب ثم قال "أمرتك بعدم استخدام السحر لكنك عصيتني، فلتدفع هذا بموتك'

'فسسسسسس'

قامت الرياح بقطع الدب لنصفين، سقط كل نصف على الجانبين. تنفس باسل الصعداء، لو أن الهجوم السابق قد أصابه لكان مات من فوره

شكر باسل معلمه لإنقاذه ثم نظر إلى جثة الدب و تأسف على حاله لأنه عصى أمر معلمه و ليس على موته، و بينما هو ينظر رأى شيئا غريبا يملع ثم قال "هل يمكن أن تكون......."

قفز باسل سريعا نحو الجثة ليتأكد من شكوكه و عندما اقترب من الشيء الذي يلمع، فعَّل المعلم حاجزا اصطدم به الفتى ثم قال "لا تلمسه الآن، بالمناسبة لم نتحدث عن 'أحجار الأصل' كثيرا، أظن أنه حان الوقت لتعرف حولها أيها الفتى باسل"

أجابه باسل "أنا أعرف ما هي أيها أيها المعلم، إنني فقط رأيتها لأول مرة و تحمست قليلا"

عندما سمع المعلم باسل سأله "هوه، إذن قل لي ماذا تعرف عنها؟"

أجابه باسل بثقة لأنه قرأ عنها في الكتب و قال " حسنا، أحجار الأصل تكون في الوحوش التي تستطيع استخدام السحر، و عندما تقتلها تفتح صدرها من الوسط فتجد الحجر ثم تزيله، و عند فعلك لهذا تختفي الجثة كما لو أنها تتبخر في لحظة، بعد مدة يتم إنعاش الوحش الذي قُتل من جديد في المنطقة المحظورة، لكنه يكون فاقدا للذاكرة تماما عما حدث من قبل، و هناك استخدامات للحجر كصنع به 'أوعية السحر' مثلا"

عندما انتهى باسل من الشرح وضع يديه على جانبيه و رفع رأسه منتظرا مديح المعلم، لكن هذا الأخير وضع يده على ذقنه و قال "لقد سبق و قلت لك أن ما قرأته ليس سوى القليل جدا فقط و أنت لا تزال تخال نفسك تعرف الكثير"

نزل كتفي و رأس باسل نحو الأسفل محبطا و قال بصوت ممل "حسنا، هذا ما يجب أن يكون، بالطبع أنا لا أعرف شيئا، إذن حدثني أيها المعلم عنها"

أجاب المعلم مع ضحكة تهكمية من حالة باسل "هوهوهو، حسنا لا تحبط، لست أنت قليل المعرفة هنا، لكن لم يتوفر لك مصدر به الكثير من المعلومات، و أيضا ما قلته هو كل ما يعرفه جميع الناس تقريبا من هذا العالم"


عندما سمع باسل معلمه بدأ يفكر "من هذا العالم؟ ماذا يقول المعلم؟ إن كانت لدي المعرفة التي لدى غالبية الناس من هذا العالم، و المعلم يعرف أكثر من هذا، أهذا يعني أنه ليس شخصا من هذا العالم؟ لكن..."

بينما باسل يفكر قاطعه المعلم ببداية شرحه ليتحول تركيز باسل على كلام معلمه و تخلى عما كان يفكر به

"حسنا، قلتَ أن جثة الوحش تتبخر بعد أن تزيل الحجر، لكن أ تعرف لماذا يحدث هذا؟" أماء باسل رأسه يمينا و شمالا ليكمل المعلم حديثه "هذا لأنك بمجرد ما تلمس الحجر فإنه يصبح ملكك أو يمكنك القول أن 'حاجز الحماية السماوية' يعتبرك المالك الجديد للحجر و لهذا تختفي جثة المالك السابق، و بعد مدة يتم إنعاشه، لكن على ماذا تعتمد المدة التي يحتاجها ليتجدد؟"

أجاب باسل "لا أعرف أيها المعلم"

أكمل المعلم "حسنا، الوحوش كلها يتم إنعاشها أو تجديدها من طرف الطاقة التي تأتي من الحاجز، لكن تختلف مدة تجدد كل وحش من واحد لآخر و هذا يعتمد بشكل كبير على حجر الأصل الخاص بالوحش، فالوحوش التي لا تملك سحرا لا تملك حجرا أصليا و بالتالي تكون سرعة تجددها أبطء من التي تملك واحدا، لأن هذا الحجر هو أصل طاقة الوحش السحرية. فعندما تُزود جثة الوحش بالطاقة من الحاجز لتتجدد، يُسرع الحجر من العملية، و لهذا الوحوش السحرية تكون أسرع في التجدد من الوحوش الغير سحرية"

كان باسل ينصت للمعلم بتركيز كبير و يتفاجأ في كل مرة كما هي العادة و يردد مع نفسه "إنني حقا لا أعرف شيئا"

أكمل المعلم حديثه "كل ما قلتُه عن التجدد و تفوق الوحوش السحرية به صحيح، لكن هذا يكون في حالة 'إن لم تأخذ الحجر معك'، فإن فعلت هذا، ستتفوق الوحوش الغير سحرية في سرعة التجدد حيث يتجدد جسدها فقط، أما الوحوش السحرية فسيبدأ تكون حجرها الأصلي أولا و بعدها سيبدأ تجدد جسدها، و تكون سرعة تجددها تعتمد على كبر الحجر، فكلما كان أكبر كلما أخذ مدة أطول للتكون، بمعنى آخر كلما كان الوحش لديه قوة سحرية كبيرة كلما أخذ وقتا أطول في التجدد إن أخذت حجره الأصلي بعد قتله"

قال باسل "آه، و لهذا منعتني من لمس الحجر عندها، لكن أ هذا يعني أنني لا زلت سأقاتل هذا الدب؟"


أجاب المعلم "حسنا، بالطبع، ستفعل هذا إلى أن تكون قادرا على هزيمته بقوته الكاملة"

ظهرت نظرة إحباط على باسل ثم أكمل المعلم قائلا "أما ما قلتَه بشأن عدم تذكر الوحش لشيء عندما يُنعش من جديد، فيمكننا القول أن هذا صحيح، لكن بدل قول فاقد للذاكرة، يمكنك اعتباره وحش آخر و لديه الشكل نفسه فقط"

"حسنا، هذا ما تحتاج لمعرفته عن علاقة حجر الأصل بالوحش و طريقة عمله للآن"

أجاب باسل "حسنا، أيها المعلم"

"و الآن لنذهب للأكل قليلا و من ثم نكمل حديثنا" قالها المعلم و تبعه باسل متحمسا لطعام معلمه اللذيذ

ذهب المعلم لنصفي الجثة و شرع في تقطيعها بالرياح و أخذ اللحم الذي يريد و أشعل نارا و بدأ يطهو الأكل

عندما تحدث المعلم عن الأكل ظن باسل أنهما سيأكلان حساء 'الفئران القاضمة' من جديد لكنه كان مخطئا على ما يبدو، هذه المرة أكلا لحم 'دب الأعماق' المشوي و الذي كان لذيذا جدا بدوره، حيث بدأ باسل يتساءل مع نفسه حول هل جميع الوحوش لذيذة أم طبخ معلمه هو اللذيذ و بينما يأكل سأل معلمه

"أيها المعلم، ألا بأس لنا بأكله؟ ألن يؤثر هذا في سرعة تجدده؟"

أجاب المعلم "لا تقلق، لا يهم ما يحدث للجسد، فقط لا تلمس الحجر، و إن كنت تنوي أخذ الحجر معك و تريد الأكل في نفس الوقت، فلا تلمس الحجر فقط و كل ما تريد من لحم الوحش و عندما تنتهي لا بأس عندها بلمس الحجر، هذا هو الأهم، و الآن لنكمل حديثنا، ماذا تعرف عن استخدامات 'أحجار الأصل'؟"


أجاب باسل بينما يعض و يمضغ اللحم "حسنا، يمكنك بيعها و كسب المال، و صنع بها أسلحة تستطيع تعزيز سحرك و التي تسمى 'أوعية السحر' "

أكمل المعلم كلامه "حسنا هذا صحيح، يمكنك كسب المال من بيعها و يكون ثمنها حسب كبرها، و 'أوعية السحر' التي تحدثت عنها ليست كلها متشابهة، فكل 'وعاء سحري' له حد لمستوى السحر الذي يستطيع احتماله، و تكون قدرة احتماله حسب الحجر المصنوع منه، فإنْ كان الحجر يعود لوحش يستطيع استخدام المستوى الرابع من السحر، فسيكون الوعاء السحري المصنوع من هذا الحجر يستطيع تحمل المستوى الرابع من السحر، و من يستطيع صنع هذه الأوعية هم الحدادون، و يتطلب من كل حداد أن يكون لديه نفس مستوى الوعاء السحري الذي سيصنعه أو يفوقه، و هذا ينطبق على الساحر أيضا، فإن أراد استعمال وعاءً سحريا، سيكون عليه أن يكون لديه نفس مستوى ذلك الوعاء، لكن هناك استخدامات أخرى غير معروفة بهذا العالم، من بينها استعمال أحجار الأصل في صنع أدوية تقوم بالإسراع من العلاج و أخرى تعزز من قوة الساحر مؤقتا، و أخرى تساهم في بناء طاقته السحرية، و يتم هذا عن طريق مسحوق الأحجار و ليست أحجار الأصل نفسها"

تفاجأ باسل و تذكر الدواء الذي كان يعطيه له معلمه و قال "أووه، إذن، ذلك الدواء الذي كنت تعطيه لي هكذا صنع، لكن أي من أين أتيت بالحجر أيها المعلم؟"

أجاب المعلم "حسن لقد كان هناك قبل مجيئنا لهنا عشر دببة أعماق، و كنت آكلها من حين لآخر، لكن عندما بدأت في إسراع تدريبك، لم أكتفي بأكلها فقط، بل أخذت حتى حجرها الأصلي لأصنع به الدواء"

تكلم باسل "آه، هكذا إذن و ما اسم ذلك الدواء بالمناسبة أيها المعلم؟"

أجاب المعلم "آه، حسنا يمكنك تسميته 'شراب العلاج' فقط، حسنا، كما قلنا فهذا الدواء تتم صناعته من مسحوق الأحجار، لكن ليس كل شخص يستطيع صنعه، فقط من هو لديه معرفة كافية في كيمياء السحر يستطيع، و يجب أن يكون قد فاق المستوى الثالث على الأقل، و كلما كان مستوى الصانع مرتفعا كلما استخلص مسحوقا أفضل، لكن ليس هذا فقط ما يقيم جودة المسحوق، يبقى مستوى الوحش صاحب الحجر يلعب دورا كبيرا، فكلما كان مستوى الوحش مرتفعا، كلما كان الحجر و طاقته الخام السحرية أكبر و الذي سيساهم في استخلاص مسحوق ذو جودة جيدة"

"حسنا، هناك استخدام آخر و مفيد جدا، حيث يمكنك صنع من أحجار الأصل مكعبات للتخزين، و تكون سعة 'المكعب الفضائي' حسب حجم طاقة الحجر كذلك"

استغرب باسل من كلام المعلم و قال "مكعب فضائي للتخزين؟ ما هذا أيها المعلم؟"


"إنه مكعب بفضاء افتراضي كبير داخله و يمكنك وضع ما تشاء بداخله من دون أن تتلف هذه الأشياء حتى لو كانت طعاما لأن الوقت متوقف بداخله تقريبا"

تفاجأ باسل و تحمس كثيرا ثم قال "أوه، هذا رائع جدا، ألا يعني أنه يمكنني حمل أطنانا معي، إن كان هناك مثل هذا الشيء المفيد لن يحتاج أي شخص لحمل الأثقال مرة أخرى"

قاطع المعلم فرحة باسل قائلا "حسنا هذا صحيح، لكن بالنسبة للسحرة فقط، فالناس العاديين لا يمكنهم صنعه و لا استخدامه"

قال باسل و هو يأكل آخر قضمة من اللحم "آه، هكذا إذن، لكن لا يهم، يبقى أنه سيكون مفيدا للغاية حتى لو كان السحرة فقط من يستطيعون استخدامه"

أكمل المعلم "حسنا طريقة صنعه سنتطرق إليها لاحقا، و الآن لنتحرك لنكمل تدريبك"

أجاب باسل "حاضر أيها المعلم"

خرج الاثنان من الكهف و تعامل باسل مع جميع الوحوش التي اعترضت طريقهما من دون تدخل المعلم، فعند خروجهما بدأت الوحوش بالمهاجمة كالعادة لكن باسل استمر في هزيمتها واحدة تلو الأخرى و استمر الأمر هكذا لأسبوع و بدون أن يدخلا لكهف آخر حتى تجدد 'دب الأعماق' ثم ذهبا لكهفه من جديد...................يتبع!!!!!!!!!!!


(الجزء الخامس)

قوَّى باسل من حواسه و ردود فعله أكثر خلال الأسبوع الماضي استعدادا لمواجهة دب الأعماق من جديد. جميع الوحوش التي واجهها حتى الآن أصبحت سهلة بالنسبة له

و الآن و أخيرا سيواجه دب الأعماق مرة أخرى و هذا جعله متحمسا لأنه يريد تجربة إلى أي مدى قد تطورت قدراته

وصل الاثنان لمكان دب الأعماق و أنار المعلم المكان مرة أخرى، لكن باسل طلب منه ترك المكان مظلما

كان باسل لا يريد الاعتماد على الإنارة هذه المرة لأنه كان متحمسا حقا لرؤية إلى أي مدى أصبحت حواسه حادة

تقدم المعلم نحو دب الأعماق و قيد حركته بسحر الرياح ثم أمره كالسابق بعدم استخدام السحر. عاد المعلم إلى مكانه ثم تقدم باسل نحو وسط المكان و اتخذ وضعيته مستعدا

دب الأعماق بدوره كان مستعدا. انطلق باسل في اتجاه الدب بسرعة حتى وصل لأمامه ثم اختفى فجأة من أمام نظره


بوووم

أتت ركلة من باسل نحو جانب الدب الأيسر جاعلا هذا الأخير يصرخ 'غوااااااه' لكن باسل لم يتوقف عند هذا فقط، بل وثب في اتجاه الدب و أعاد الكرَّة راكلا إياه في نفس المكان من دون أن يتركه يرتاح. تقيء الدب القليل من الدماء ثم وقف على الأربع بسرعة و أخذ مسافة بينه و بين عدوه

كانت على وجه باسل نظرة فرح، على ما يبدو أنه وصل لمرحلة حتى الدب لم يعد يشكل له مشكلة. أحكم باسل قبضتيه و اتجه نحو الدب، هذا الأخير هذا المرة لم يكتفي بالوقوف و الانتظار فقط و اندفع بقرنيه في اتجاه باسل هو الآخر

عندما رآه باسل قادم نحوه، قفز في السماء و التف نازلا على رأس الدب، لكن هجمته تصدت لها يد الدب قبل وصولها للرأس. التقت قدم باسل مع يد الدب مما جعله يُقذف للوراء قليلا من قوة الدفع

"حسنا يجب أن لا أنسى أنه يتعلم أيضا أثناء القتال، لن يكون سهلا كتلك الوحوش" قال باسل مع نفسه. قوة باسل ارتفعت كثيرا خلال تواجده في 'وادي الظلام العميق' حيث الوحوش كخفافيش الظلام و الفئران القاضمة و الوحوش من نفس مقياس القوة أصبحت لا تأخذ منه وقتا و لا جهدا ليبيدها عن بكرة أبيها مهما كان عددها

لكن يبدو أن دب الأعماق ما يزال يمكنه المواصلة أكثر من الوحوش العادية، كان هذا شيئا طبيعيا لأن الوحوش السحرية لها ذكاء أعلى بالمقارنة مع الوحوش الغير سحرية و كلما كان مستواها في السحر عاليا كلما ارتفع ذكاؤها، و دب الأعماق مثال حي على هذا فقدرته التي تسمح له بجعل الحركة المستخدمة لمرة ثانية ضده عديمة النفع تأتي من ذكائه، حيث يكون قادرا على فهم قدرات خصمه إلى حد ما و صنع استراتيجية مضادة لها في الاستخدام الثاني لها

بدأ باسل بالدوران حول المكان و هذه المرة كانت سرعته أكثر من السابق لدرجة أن دب الأعماق لم يستطع تتبعه بعينيه و فجأة أتته ركلة أولى بجانبه الأيمن و ثانية بنفس المكان و أخرى ثالثة برأسه مسقطة إياه على الأرض فاقدا الوعي

فرح باسل لأنه كان قادرا على هزيمة دب الأعماق هذه المرة من دون أن يتلقى أي ضربة و لم يأخذ منه وقتا طويلا، التف باسل و ذهب لمعلمه ثم قال "أيها المعلم، أظن أنني مستعد لمواجهته بكامل قوته، عندما يستيقظ أرجوك مُرْهُ باستخدام كامل قوته" سأل باسل معلمه بنبرة صوت مليئة بالاحترام


أومأ المعلم برأسه موافقا ليتحمس باسل بشأن مواجهته السحر لأول مرة وجها لوجه

مرت ساعات و أثناء هذا طبخ المعلم بعض الطعام و أكله مع باسل و عند انتهائهما مرت دقائق فاستيقظ الدب معافى من جراحه ذهب المعلم في اتجاهه و عندما وصل أمامه وضع يده على رأس الدب الذي كان يبدو كما لو أنه حيوان لطيف في حضرة المعلم ثم قال، "استخدم كل قوتك من الآن فصاعدا، و اعلم أن حياتك تعتمد على هذا" أمر المعلم الدب ثم عاد لمكانه مرة أخرى. تقدم باسل نحو الأمام و اتخذ وضعية القتال مستعدا و بمجرد فعله لهذا خرج من الأرض عامود حجري حاد النهاية مستهدفا إياه

عندما رأى باسل العامود قفز للوراء بسرعة و ابتعد كفاية كي لا يصله العامود و بمجرد نزوله على الأرض كان دب الأعماق متقدما نحوه مستهدفا إياه بقرنيه و بمجرد اقترابه من باسل قفز هذا الأخير مرة أخرى في السماء متجنبا الهجوم

نزل باسل على الأرض و راوغ لقليل من الوقت اندفاعات الدب. بعد مدة اندفع باسل في اتجاه الدب لكن ظهر في طريقه عامود آخر موجه نحوه. راوغه باسل في آخر لحظة بقفزه جانبا بحيث مزق قميصه

تراجع باسل للخلف عدة خطوات ثم نظر لقميصه الممزق من الجانب، لو أنه تأخر لثانية، لا، للحظة أخرى فقط لكان جانبه أيضا ممزق و ليس قميصه فقط

"حسنا، تلك الأعمدة خطيرة، يجب أن أفهم كيفية عملها أولا إن أردت صنع خطة مضادة لها. على ما يبدو من العامودين اللذين أظهرهما قبل قليل، فطول العامود الذي يخرجه يصل إلى ثلاثة أمتار، و بما أنه كانت لديه أكثر من فرصة ليقتلني فيها إن استخدم أكثر من عامود واحد في نفس الوقت و لم يفعل هذا، فهذا يعني أنه لا يمكنه استخدام أكثر من عامود واحد في مرة واحدة، حسنا هذا ما يمكنني جمعه من معلومات للآن، لكن، هذا لا زال ليس كافيا بعد، فإن لم أعرف متى سيستخدم سحره لن

أكون قادرا على الهجوم، حسنا، لنكتشف هذا الأمر أولا" كان باسل بينما يقاتل يحلل سحر الأرض الخاص بدب الأعماق، فهذا كان أولويته الآن. لقد حفرت تعاليم معلمه في عقله، قبل أن يهاجم بتهور يجب عليه جمع أكبر قدر من المعلومات لصنع خطة مضادة و من ثم تنفيذها

انطلق باسل بسرعة و حطم العامود الذي استهدفه قبل قليل ثم شرع في حمل الحجارة من الأرض و رميها بكل قوة ذراعه في اتجاه دب الأعماق


دب الأعماق تصدى لجميع الحجارة التي استهدفته بقرنيه، كل حجر كان يلتقي بقرن من قرنيه كان يتحول لفتات، ببساطة كانت قساوة قرنيه كبيرة كما لو أنها مصنوعة من الفولاذ

استمر باسل على هذا المنوال من دون الحصول على نتيجة مقبولة و عندما تبقى له حجرين فقط اندفع في اتجاه الدب لكن بمجرد اقترابه قليلا خرج عامود من الأرض مرة أخرى، راوغه كالسابق لكن..

بوووم

أتت نطحة من الدب جاعلة باسل يحلق لأمتار حتى اصطدم بالحائط و تقيء الدماء، حاول الوقوف لكن هذا كان بلا فائدة، فعلى ما يبدو أن جانبه و ذراعه اليساريين قد تضررا لأنه دافع بهما في آخر لحظة و إلا لكان ميتا، قرني الدب لم يخترقاه كثيرا لأنه قفز للوراء مما قلل من شدة الضربة و تسببت له في جروح ليست ببليغة لكنها لست بسطحية أيضا

حاول الدب مهاجمة باسل مرة ثانية لكن المعلم أوقفه "توقف"، عند سماع كلام المعلم توقف الدب في مكانه و عند رؤية باسل لهذا تنفس الصعداء قليلا لأنه كان ميتا لا محالة، كان قد جرب بالفعل محاولة الهرب لكن جسمه كان متخدرا من الصدمة الناتجة عن الضربة

تقدم المعلم نحو باسل و أخرج 'إكسير العلاج' ثم أعطاه لباسل ليشربه. سقط باسل نائما في مكانه بعد شربه الدواء و ظل هكذا لساعات قبل أن يستيقظ

"لقد استيقظت أخيرا، أخبرني ماذا اكتشفت للآن في مواجهتك للدب عن قدراته؟" كان المعلم ينتظر باسل ليستيقظ بينما يجلس أمامه و بمجرد أن نهض، شرع في طرح الأسئلة عليه


رد باسل بينما يمسك رأسه "حسنا"

شرح باسل لمعلمه ما اكتشفه من قتاله للدب و مر بعض الوقت منذ بدء محادثتهما

قال المعلم "أهذا كل ما اكتشفته؟"

أجاب باسل بينما تعتليه نظرة تشير على أنه يتذكر شيئا ما "لا، ما زال هناك شيء لم أتأكد منه تماما لأنني تلقيت الضربة مباشرة بعدها، لكن أنا متأكد بنسبة 80 بالمئة"

"هوه، و ما هي؟ قل لي" قالها المعلم منتظرا رد باسل

أجاب باسل "حسنا، أولا، هو لا يستطيع مهاجمتي بسحر الأرض إلا بعد دخولي لمدى محدد و على ما أظن فإنه يتراوح بين ستة و ثمانية أمتار. ثانيا، لا يستطيع استخدام سحر الأرض إلا بعد مضي حوالي ثلاثين ثانية. حسنا هذا كل ما اكتشفته، لا زلت لم أعرف متى يكون سيستخدم السحر لكن أظن أني سأعرف هذا في المعركة القادمة" أكمل باسل شرحه و نظر للدب المستلقي في الزاوية بعيدا

تكلم المعلم "حسنا، هذا جيد جدا بالنسبة لأول معركة لك ضده و هو يستخدم سحر الأرض، اكتشافك لكل هذا علامة جيدة، حسنا فلنكمل التدريب" وقف المعلم و باسل. اتجه باسل نحو الدب الذي سبق و وقف عندما رآه


"حسنا أولا سأحاول جعله يستخدم سحره لأكتشف كيف يفعل هذا و أحاول اسغلال الثلاثين ثانية التي لا يستطيع استخدام السحر فيها، مع أن هذا لن يكون سهلا كالقول" بينما باسل يتجه نحو وسط المكان ليبدأ معركته الثانية، كان يفكر في حل ما سيمكنه من اكتشاف طريقة عمل سحر الدب

استعد باسل و قال مع نفسه "حسنا للآن سأحاول البقاء خارج المدى الذي يستطيع فيه أن يستخدم سحره، سأبقى خارج دائرة التي هو مركزها و قطرها اثني عشرة متر إن احتسبنا طول العواميد و أرى كيف سيتفاعل مع الوضع أولا"

كانت المسافة الآن بين باسل و دب الأعماق الآن تصل لحوالي عشرين متر و لهذا كان باسل مطمئنا لأنه يعرف أن سحر الأرض لن يبلغه بما أنه بعيد، لكن أثناء هذا بدأ الدب بالاندفاع في اتجاه باسل مقلصا المسافة بينهما

"هوه، بما أني بعيد كفاية كي لا يصلني سحره سيحاول تقليص المسافة، لكن لا تحلم بهذا" كان باسل يفكر و يحلل أفعال الدب ثم تراجع عدة خطوات للوراء و شرع في الدوران حول المكان بحيث كلما اقترب منه الدب ينتقل لنقطة أخرى بعيدة عن الدب في الدائرة التي يلتف حولها، و هكذا حفظ مسافة بينه و بين الدب، لكن فعل هذا طوال الوقت لن يصل به لنتيجة

بدأ باسل في تصغير قطر الدائرة شيئا فشيء محاولا الوصول لمدى سحر الدب و حساب المسافة بالضبط التي يصل إليها. كان الدب يتبع باسل محاولا تقليص المسافة بسرعة و باسل كان يبتعد عنه و من ثم ينقص من المسافة التي كانت بينه و بين الدب سابقا مرة أخرى

استمر الوضع هكذا إلى أن أصبحت المسافة بينهما تسعة أمتار فقط، عندها جاء هجوم سحر الأرض من دب الأعماق لكن باسل قفز في الحال للوراء ثم بدأ يفكر و ابتسامة على وجهه "حسنا، أولا، مدى سحره هو سبعة أمتار و عند إضافة طول العامود يصبح مداه عشرة أمتار. ثانيا و الأهم، أنه في كل مرة ينوي فيها استخدام سحره يضرب بقدمه على الأرض ثم بعدها بحوالي ثانية يخرج العامود من الأرض، حسنا"

كان باسل بجانب عامود السحر الذي استُخدم ضده في أول المعركة السابقة. حطمه و حمل ما يستطيع من الحجارة ثم وقف "حسنا هذا يكفي" و بعد قوله لهذا اتجه نحو الدب بحذر منتظرا إياه لكي يستخدم السحر

دخل باسل لمدى سحر الدب لكن الهجوم لا زال لم يأتي حتى بقي بينه و بين الدب سبعة أمتار فقط بووم عندها رأى باسل الدب يضرب بقدمه على الأرض فقفز للوراء عاليا بكامل قوته، لكن حدث ما لم يتوقعه فسس الهجوم أتى من وراءه و لحسن حظه أنه قفز باكرا فأصيب بفخذه الأيسر و عندما نزل على الأرض كان قد سبق و جمع شتات نفسه لأنه يجب عليه استغلال الثلاثين ثانية جيدا

في هذه الأثناء كان الدب متوجها نحوه مستهدفا إياه بقرنيه محاولا نطحه كالسابق، لكن باسل كان قد قفز للوراء لأنه يعرف أن الدب سيهاجمه بمجرد ما أن يراوغ العامود الحجري، فهذا سيعطيه مسافة أكبر ليستعد لاندفاعه قبل وصول الدب إليه، مع أنه لم يتوقع قدوم الهجوم من الخلف، و لهذا تنفس الصعداء و اعتقد أنه اختار الخيار الصحيح عندما انتظر حتى يعرف متى يستخدم الدب سحره، لأنه عند معرفته لهذا اكتسب تلك الثانية التي كانت السبب في نجاته الآن

اندفع باسل تجاه الدب الذي كان بدوره فاعل نفس الشيء، كان باسل مرتاحا لأن الدب لن يكون قادرا على مفاجأته بسحر الأرض

عندما اندفع باسل و اقترب من الدب، قفز للجانب الأيمن و شرع في رميه بالحجارة بكل ما يملك من قوة في ذراعه اليمنى

بووم، بووووم، بوووووم

رمى باسل جميع الحجارة مرة واحدة على الجانب الأيسر للدب مما جعل هذا الأخير يصرخ متألما "غواااااه' سببت له الحجارة عدة جروح مما جعل حركته مقيدة مؤقتا، استغل باسل هذه الفرصة. اندفع نحو الدب و ركل رأسه بقدمه اليمنى بكل قوته بوووم بدأ الدب يتمايل ليسقط لكن باسل لم يترك هذا يحدث و أعاد الكرّة راكلا إياه بقدمه اليسرى بوووم طررق بعد صوت ركلة باسل أتى صوت انكسار عنق معلنا عن موت 'دب الأعماق'
كانت على وجه باسل نظرة فرح كبيرة. ذهب لمعلمه ثم سأله "أيها المعلم، ألا بأس إن أخذت الحجر الأصلي منه هذه المرة بما أنني هزمته" كان باسل يريد تجميع محصوده الأول من هزيمته لوحش سحري و لم يستطع الانتظار أكثر

تنهد المعلم من حال المتعلم و أجاب "حسنا، لا بأس بما أنه قد مر وقت كاف لتتجدد الدببة الأخرى التي قتلتُها"

قفز باسل فرحا و ذهب بسرعة لجثة الدب و فتحها من وسط الصدر ثم أخذ الحجر لتختفي الجثة بعدها. كان الحجر بلون أزرق فاتح و يلمع من الداخل بطاقة غريبة بلون أزرق فاتح قريب للون الأبيض تتغلغل هناك. عندما حمل باسل الحجر الذي كان بحجم راحة يديه أحس بنتيجة مجهوده قد أتت أخيرا ثم التف و سأل معلمه "أيها المعلم، آخر مرة لم نأخذ الحجر و أنعِش الوحش بعد حوالي أسبوع، كم سيأخذ من الوقت هذه المرة بما أنني أخذت الحجر؟"

"آه، حسنا، حوالي شهر" أجاب المعلم ثم أكمل قائلا "لقد سمحت لك بأخذه بما أنه مر على بعض الدببة التي قتلتها حوالي ثلاث أسابيع و بقي لها أيام قليلة فقط على التجدد، لهذا حتى و لو تأخر ذلك الذي قتلته في التجدد، سيكون هناك دببة قد سبق و تجددت في خلال أسبوع"

قال باسل "آه، هكذا إذا، هناك دببة ستتجدد بعد أسبوع" كانت على وجه باسل ابتسامة خفيفة بينما ينظر للحجر في يديه لكنه فجأة فتح عينيه و قال بصوت متردد "أيها المعلم، هل يمكن أنني سأقاتل هذه الدببة بعد أسبوع؟"

أجاب المعلم مع ابتسامة "هوهو، بالطبع"

"و كم منها سيتجدد يا ترى؟" سأل باسل و زاوية فمه تهتز

أجاب المعلم مرة أخرى "أمم، في اليوم الأخير من الأسبوع الذي قلته سيتجدد الثالث"

عندما سمع باسل إجابة معلمه نزل كتفاه و رأسه للأسفل من الإحباط، فدب أعماق واحد سبب له المعاناة لكنه بعد أسبوع سيواجه ثلاثة في نفس الوقت. في هذه الأثناء بدأ باسل يفكر "أتساءل كيف حال أمي الآن؟ هل الأمر صعب عليها بما أنني اختفيت لكل هذه المدة من دون أن تعرف مكان تواجدي؟" تذكر باسل عيني أمه الحمراوتين بسبب الدموع اللتين رآهما صباح مغادرته المنزل و تألم لكنه تابع القول مع نفسه "حسنا، هذا كله من أجل تخفيف الأمر عليها مستقبلا" و بعدها جاءت صورة تلك الفتاة في عقله "حسنا بما أنها معها فلا يجب أن أقلق كثيرا"


(في قرية باسل 'السوق')

كانت هناك فتاة بشعر ذهبي يسلب القلوب كلما تطاير مع الرياح، و عينين بزرقة السماء الواسعة عند النظر لهما تأخذانك في رحلة بخيالك، مرتدية فستانا أبيض اللون مما زاد من جمالها أكثر. كانت الفتاة محاطة بهالة ملكية و تبدو كجنية أتت من أرض العجائب

"أوه أنمار"، "إنها أنمار"، "آه مرحبا بك يا أنمار في السوق هل ستشترين شيئا ما؟ إن كانت البطاطس، فلتأتي سأجعلها مخفضة بعشرين بالمائة من أجلك"، "إن كانت الطماطم فلتأتي سأجعلها بسبعين في المائة من ثمنها الأصلي"

كانت هناك طلبات البائعين بثمن منخفض تأتيها من كل مكان، فمن خلال هذا يمكنك أن ترى كم هي شعبية هذه الفتاة في هذه النواحي. كانت كل أعين الفتيان بعمرها و أكبر منها و أصغر منها مسحوروة بجمالها، معجبيها لم يكونوا فقط من الفتيان، بل حتى من الفتيات حيث كانوا يحترمونها و يعتبرونها قدوتهم

بينما الحديث يدور بينهم "آه، كم هي جميلة كالعادة"، "لا لا أليست أجمل من الأمس"، "آه إنها تصبح أجمل كل يوم"، "أتمنى لو أنها تصبح زوجتي في المستقبل" بمجرد أن قال الشخص الأخير هذا الكلام كانت هناك نظرات تأتي من عيون حمراء تحمل نية قتل من جميع المحيطين و عندما رأى هذا الشخص هذا، تراجع عن كلامه "لا، لا، لم أعني ما قلته" لكن نظرة الجميع لم تتغير "آآآه" ركض هذا الشخص هاربا بينما يتبعه حشد من الفتيان في مختلف الأعمار كضباع جائعة

"يااااااااه" صدرت صرخة من ذلك الشخص من مكان بعيد توحي على أن روحه خرجت من مكانها

ذهبت الفتاة للدكاكين و اشترت جميع المكونات التي كانت تحتاجها و بينما هي أمام بائع الجزر سألها هذا الأخير "أين باسل هذه الأيام لم أعد أراه أبدا مؤخرا"

أجابت أنمار "آه هذا...."

عندما كانت الفتاة ستجيب سمعت صوتا قادما من بعيد و الصوت كان للعديد من الأقدام و بدأ يرتفع شيئا فشيء معلنا اقتراب المسؤولين عنه و عندما وصلوا رموا نفسهم على بائع الجزر "هل قلت باسل قبل قليل؟"، "تكلم"، "أجب أيها العجوز"، "أين هو ذلك الصعلوك؟"، "إن رأيته في مكان ما أخبرنا أين هو و إلا...." فجأة قاطعهم صوت أنمار

"أيها الجميع من فضلكم اهدؤوا، هو لا يعرف مكان باسل، بالأحرى، لقد سألني عنه، و لهذا اتركوه من فضلكم"


اصطف الجميع جانبيا و حكوا رؤوسهم و وجناتهم حمراء بينما يقولون "آه هكذا، إن قالت هذا ملاكنا أنمار فلا بد أن هذا هو الأمر" و بعد أن انتهوا أحاطوا ببائع الجزر و عيونهم حمراء ثم قال واحد منهم "اسمع أيها العجوز، لقد أنقذتك ملاكنا هذه المرة، لكن لا أريد منك قول اسم ذلك الشقي الوغد أمام ملاكنا مرة أخرى و إلا...حسنا، أنت تعرف ما سيحدث، و إن حدث و أن رأيت ذلك الصعلوك كن متأكدا من إخبارنا"

(في هذه الأثناء في مكان باسل، صعدت قشعريرة معه و عطس😂)

بعد ما انتهى ذلك الشخص من الكلام اصطفوا مرة أخرى و انحنوا لأنمار قائلين "حسنا، نحن ذاهبين الآن، آسفون على الإزعاج أيتها الملاك أنمار" بعدها ذهبوا كلهم بينما هناك أصوات بينهم تقول "آه لقد نظرت لي"، "هاه، لا تحلم لقد كانت تنظر لي"، "بل لي أنا فقط كنت خلفكما و أسأتما الظن"، "هاه، من تظن نفسك يا هذا؟" ثم نشبت بينهم معارك

كانت الابتسامة دائما مرسومة على وجه أنمار و كانت شعبية بشكل لا يصدق في القرية. كانت ملاك الجميع و كل من يحاول الاقتراب منها يلقى مصرعه على يد ذلك الحشد من الفتيان. هؤلاء الفتيان كانوا معجبي 'الملاك أنمار' و يعتبرون نفسهم حرسها الشخصي

كان كل شخص يعرف هذا في القرية و لهذا و لا فتى كانت لديه الشجاعة الكافية للاعتراف بحبه لها، لأنه بمجرد أن ينوي فعل هذا، تكون الشائعات قد سبق و انتشرت عنه و يأخذ درسا حميما من الحرس الشخصي للملاك أنمار

كان الحرس الشخصي يضع عينيه على كل شخص يحاول الاقتراب من الملاك أنمار و يضعونه في قائمتهم السوداء. و في هذه القائمة السوداء كان هناك من يتصدر القمة و كل واحد من الحرس الشخصي يكرهه. كانوا متفقين على أنه إن رآه أي شخص منهم فعليه إخبار الباقيين عن مكانه و الذهاب لتصفية الحساب معه

كان هذا الشخص هو 'باسل' الصعلوك الشقي الوغد المكروه من قبل جميع الفتيان. كان هذا بسبب قربه من الملاك أنمار كثيرا. الكل يعرف أن ملاكهم معجبة بهذا الشخص و لهذا ليس هناك من لا يكرهه على حظه القوي و فوق هذا لا يعامل ملاكهم حتى بشكل جيد

كان باسل يعاني من الصغر من هذا الأمر. فحتى لو كان كاره صداقات و مهتم في الكتب فقط، لم يكن ليكون غريبا حصوله على صديق واحد على الأقل، لكن الأمر لم يكن هكذا، فهو كان منبوذا من الجميع بسبب علاقته القريبة بأنمار و شخصيته المتعجرفة، فهو كان يعاملهم دائما كما لو أنهم ليسوا سوى صراصير لأنه لم يكن مهتما لا بهم و لا بحبهم لملاكهم و لا بحبها له، و هذا جعلهم يكرهونه كثيرا و يضعونه في قمة قائمتهم السوداء

اشترت أنمار كل المكونات و ذهبت في طريقها خارج السوق

"أمي، لقد وصلت" دخلت أنمار لمنزلها


أجابتها أمها سميرة "آه، مرحبا بك هل جلبت كل ما طلبت منك إحضاره؟"

أجابت أنمار "نعم" بينما تنزل الخضر و الفواكه التي أحضرتها ثم أكملت قائلة "حسنا سأذهب الآن لمنزل العمة 'لطيفة' لإعطائها الخاصة بها"

خرجت أنمار من المنزل متوجهة نحو منزل باسل الذي كان فقط بجانب منزلها

دق، دق

"من هناك؟"

"إنها أنا يا عمتي لطيفة، لقد أتيت بالخضر و الفواكه"

فتحت لطيفة الباب فدخلت أنمار و أعطتها جميع المكونات ثم قالت "عمتي، ألا زال باسل يذهب لذلك الصديق و لا يعود إلا ليلا؟"

أجابت الأم "آه، لقد نسيت إخبارك، لقد ذهب ليتدرب و لن يعود إلا بعد شهرين على ما يبدو، إنه الآن غائب لأسبوعين بالفعل"

تعجبت أنمار من كلام عمتها ثم بدأت تفكر "شهران؟ مع صديقه؟ لا أظن أنه سيترك العمة لطيفة لوحدها كل هذه المدة فقط للتدرب مع صديق، كما توقعت هناك شيء ما وراء هذا"

كانت أنمار تعرف شخصية باسل جيدا، فبعد كل شيء منزليهما ملتصقين ببعضهما، كانت معه منذ نعومة الأظافر و هذا كان طبيعيا، لأن أميهما صديقتين منذ الصغر أيضا. فقبل أن يأتوا لهذه القرية كانتا تعيشان مع زوجيهما اللذين بدورهما كانا صديقين منذ الصغر، حتى وقعت حادثة هجوم الشياطين، و في سبيل هروب زوجتيهما اللتين كانتا واحدة منهما تحمل الرضيعة أنمار و التي هي سميرة و الأخرى كانت لطيفة الحامل بباسل، ضحى الزوجين بنفسيهما من أجل أن تعيش عائلتيهما


و منذ ذلك الحين كانتا الأمَّيْن تتكلان على كتف بعضهما البعض من أجل الاعتناء بطفليهما. و لهذا كانا باسل و أنمار لهما علاقة قريبة ببعضهما البعض منذ الصغر

"حسنا، عندما يأتي المرة القادمة سأحاول سؤاله و إن لم يجبني سأتبعه فقط و أعرف إلى أين يذهب" كانت أنمار تفكر مع نفسها

قالت لطيفة "صغيرتي أنمار، شكرا لك دائما على مجهودك، إنك حقا تساعديني، آه، قلي لأمك أن تأتي إلى هنا لنتشارك أكل الغذاء"

توقفت أنمار عن تفكيرها و أجابت "حسنا يا عمتي سأخبر أمي بهذا"

(بالعودة لوادي الظلام العميق)

مر أسبوع على هزيمة باسل لدب الأعماق و حان وقت تجدد الثلاث دببة

دو، دو، دو

كان باسل يحطم خفافيش الظلام واحدا تلو الآخر و بسرعة كبيرة جدا. أخذ منه جيش كامل من الخفافيش يصل عدده لحوالي مئتين خمسة دقائق فقط لينهيه

قال المعلم "حسنا يبدو أن سرعتك ازدادت مرة أخرى خلال الأسبوع الماضي، إن استمريت على هذا المنوال، في غضون سنة ستكون في أتم الاستعداد"

أجاب باسل "حسنا أيها المعلم"


أمر المعلم باسل "الآن لنذهب لكهف 'دببة الأعماق' "

أجاب باسل "حاضر أيها المعلم"

ذهب الاثنان و كالعادة قتل باسل جميع الوحوش في الطريق إلى أن وصلا للكهف و عند وضع قدميهما صدر زئير الثلاث دببة

أحكم باسل قبضتيه و شرع في قتل الوحوش مرة أخرى إلى أن وصلا لمكان الدببة، تقدم المعلم نحوهم و أمرهم بعدم استخدام السحر ثم استدار و قال لباسل "عندما تكون قادرا على هزيمتهم ثلاثتهم معا سأجعل واحدا منهم يستخدم السحر و عندما تهزمهم مرة أخرى سأجعل واحدا آخر يستخدم السحر و هكذا إلى أن تهزمهم جميعا، عند هزيمتهم لا تقتلهم لأننا لا نريد الانتظار أسبوعا كاملا، و ستستمر هكذا حتى تتجدد جميع الدببة و تهزمهم"

صدم باسل بينما يفكر في ما قاله المعلم "جميع الدببة؟ ألم يقل المعلم أن هناك عشرة منهم في الأصل باحتساب الذي قتلته؟ أ هذا يعني أنني بعد ثلاث أسابيع من الآن سأكون أقاتل عشر دببة في آن واحد؟"

بدأ جسده يهتز، لكن ليس من الخوف هذه المرة، لقد كان من شدة الحماس، فكل التدريبات التي أعطاها له المعلم قد يمكن أنها كانت صعبة لكنها لم تكن مستحيلة و فوق هذا كله، بعدما ينتهي من التدريب المعطى له يرى نتائج هائلة و لهذا صرخ قائلا "حاضر أيها المعلم"

فسس، فسسس، فسسسس

بوم، بووم، بوووم


كان باسل يراوغ سحر واحد من الدببة الثلاث و يهاجم بالحجارة

"اللعنة، الأمر مستمر هكذا ليومين من دون أن أتقدم، لو كنت لا أعرف متى سيهجم الدب بسحره لكنت في عداد الموتى، لم أعرف هذا من قبل لأنه لم يكن سوى دب واحد فقط، لكن عملهم الجماعي متكامل، اللعنة" كان باسل يفكر بينما يهرب

"هوهوهو، قد تكون قد أصبحت في مستوى يخولك لهزيمة دب أعماق بنفسك أو مجموعة من الكللابب المهشمة، لكن مجموعة من دببة الأعماق في آن واحد لا يزال صعب عليك، فعلى عكس الكللابب المهشمة التي تعتمد على عددها بدون استغلاله جيدا فدببة الأعماق تعرف كيف تسخر قواها لبعضها البعض جيدا" كان المعلم يزود باسل بالمعلومات

هزم باسل الثلاثة دببة بالفعل في اليوم الأول لكن عندما جعل المعلم واحدا منها يستخدم السحر، أصبح باسل يجد صعوبة في الهجوم

فسسسسس
خرج عامود حجري حاد النهاية جارحا باسل بجنبه الأيسر و بينما هو يتألم أتى دب آخر بسرعة محاولا نطحه لكنه راوغه و بصعوبة، ثم جاء الثالث و نطحه هذه المرة

دافع باسل رافعا ركبته و مُنزلا ذراعه مكونا درعا على جانبه الأيمن محتميا من نطحة الدب، لكن، مع ذلك تسببت له القرون في جروح طفيفة بما أنها لم تصبه بشكل مباشر

تراجع باسل لعدة أمتار بسبب الضربة. و عندما أراد أن يرتاح قليلا أتى الدب مستخدم السحر مندفعا بووم نطحه هو الآخر و هذه المرة كانت ضربة مباشرة جعلت باسل يحلق في اتجاه الحائط بووم اصطدم مع الحائط و فقد الوعي في مكانه


بعد مدة استيقظ باسل و كان جسده معافى ثم قال و ضرب على الأرض بقبضته "اللعنة، مرة أخرى، هذه المرة الخامسة"

" تنهد...حسنا لا تنفعل، هذا شيء طبيعي، لا تنسى كم أخذت من الوقت فقط لهزيمة "القرد الأزرق الضخم، مقارنة بذلك الوقت، فتطورك الآن أسرع بكثير" قال المعلم هذا لباسل و أكمل "هيا فلتنهض، ليس لدينا وقت للراحة إلا عند الحاجة للأكل و قضاءها"

وقف باسل بسرعة و اتجه نحو الدببة. كان باسل يحاول قدر المستطاع تجنب الدخول لمدى سحر الدب، لكن في كل مرة كان يهاجمه الدبين الآخرين جاعلين إياه يدخله بالرغم عنه ليواجه العامود الحجري، يراوغه باسل و يهاجمه الدبين الآخرين و يدافع قدر المستطاع و من ثم يهاجم الدب الذي يستخدم السحر هو الآخر، و بهذا لم يكن لديه وقت ليستجمع فيه أنفاسه

استمر الأمر هكذا ليوم آخر و في ذلك اليوم تكون و تجدد الدب الرابع. بدأت الطاقة تتجمع على حين غرة في مكان من الفضاء المحيط، كانت كعاصفة صغيرة و عندما هدأت و اختفى الغبار فظهر 'دب أعماق' آخر

" يلهث يلهث....اللعنة، سيستمرون بالظهور واحدا تلو الآخر و أنا لا زلت لم أعرف كيف أتعامل معهم" كان وجه باسل شاحب، و يلهث من شدة التعب

في خلال الثلاث الأيام الأخيرة لم يكن باسل يفعل شيئا سوى المراوغة و الدفاع و الهرب، و الشيء الذي تغير هو طول الوقت الذي تمدد، حيث في المرة الأولى لم تمر سوى خمسة عشر دقيقة ليهزم حتى أصبح الآن يستطيع الاستمرار لثلاث ساعات، لكن عندما رأى أنه و أخيرا بدأ يرى أملا في مواجهة الثلاث دببة تجدد واحد آخر

سأل باسل معلمه "أيها المعلم، متى ستتجدد الدببة بالكامل من دون الذي قتلته أنا؟"

أجاب المعلم بينما يضحك "هوهوهو، بعد خمسة أيام من الآن"

صدم باسل ثم قال "أيها المعلم أريد أن أرتاح و أفكر في خطة ما، ففي كل مرة كانت أوقات راحتي قصيرة و ليس لي وقت لأفكر جيدا"

وضع المعلم يده على ذقنه و بدأ يفكر قليلا ثم قال أخيرا "حسنا، لك هذا، بعد خمس ساعات من الآن سنكمل"


فرح باسل عند سماع معلمه و قد أعطاه وقت أكثر مما كان يتوقع و يحتاج فذهب ثم اتكأ على الحائط جالسا جلسة تربيعة و واضعا يديه على ركبتيه، استرخى و دخل في حالة عميقة و بدأ يجمع أفكاره كلها عن جميع المعارك التي خاضها بداية بالقرد الأزرق العملاق وصولا لدب الأعماق

كانت المشاهد تمر واحدة تلو الأخرى بتفاصيلها بينما يفكر باسل "إن كان هناك شيء نقول عنه أنا مختص فيه فهو ذاكرتي القوية"

بقي باسل على هذه الحال طول المدة التي أعطاها له المعلم، كان هذا الأخير ينظر لباسل بتعجب و صدمة على وجهه.

"تلك الحالة....إنها بالضبط بداية المرحلة الأولى من حالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، أن يدخلها من دون أن يعلمه أي شخص، يا له من شخص مثير للاهتمام حقا، متشوق لمعرفة مستقبله" كان المعلم يفكر بهذا مع نفسه

انتهت المدة و فتح باسل عينيه من دون أن ينبهه المعلم بانقضاء الوقت ثم وقف و اتجه نحو الدببة الأربعة

ضرب قبضته في راحة يده الأخرى قائلا "حسنا، فلنبدأ"

تقدم باسل نحو الدببة ببطء، خطوة بخطوة، اندفع الدب الأول فراوغه باسل بسهولة بقفزه من فوقه متقدما نحو الأمام، ثم خرج العامود الحجري من وراء باسل لكنه رأى الدب عندما ضرب بقدمه على الأرض ليستخدم السحر، بقي باسل ينتظر الهجوم فقط و بهدوء، بمجرد ما أن خرج العامود الحجري من الأرض قفز باسل بقوة للأمام مبتعدا أربعة أمتار كي لا يصله العامود الحجري

و عندما نزل على الأرض كان الدب الثاني يندفع من الأمام بينما الذي هجم في الأول مندفع من وراءه، كان باسل محاصرا من الأمام و الخلف، ظهرت ابتسامة خبيثة على وجه باسل و بقي هادئا و لم يتحرك أبدا

جري، جري، جري

تقدم الدُّبان من الأمام و الخلف بينما باسل لم يحرك ساكنا، ارتفعت سرعة جريهما كثيرا و عندما بقي بينهما و بين باسل حوالي ثلاث سنتيمترات قفز هذا الأخير للسماء تاركا الدبين ليصطدما ببعضهما

بوووووووووووم

التقى الدبان ببعضهما البعض و تسببا في جروح لبعضهما البعض. باسل الذي كان ساقطا من السماء التف و نزل على الدبين بقدميه


بوووووووم

نزل باسل على جمجمتي الدبين و حاول ألا يقتلهما "أولا، انتهينا من اثنين، الباقي هو اثنين"

التف باسل ليجد الدب الثالث قد سبق و اقترب منه و كان على وشك الاصطدام به. قفز باسل للوراء و لم يبتعد من الدب المهاجم كثيرا و عندما اقترب منه هذا الأخير منه قفز مرة أخرى لكن هذه المرة للأمام تاركا الدب ليصطدم بالعامود الحجري الذي كان وراءه

بوووم

أصيب الدب بجروح لكنه كان لا يزال واعيا و لهذا ذهب باسل ليعطي الضربة القاضية. اندفع باسل في اتجاه الدب المجروح، و عند فعله لهذا خرج على حين غرة عامود حجري الذي أصاب كتفه الأيسر

من حسن حظ باسل أنه راوغ في اللحظة الأخيرة و إلا كانت ذراعه قد اقتلعت من مكانها. بمجرد أن راوغ باسل هجوم سحر الأرض اندفع مرة أخرى و ركل الدب المجروح مفقدا إياه الوعي

التف باسل و نظر للدب الأخير الذي لم يتقدم أبدا و كان يصر على أسنانه، و عندما رآه باسل قال "حسنا، هجومك المفاجئ لم ينفع، و سحرك لن تستخدمه مؤقتا، إنك في وضع لا يرثى له" ثم ابتسم و وثب في اتجاه الدب و أحكم قبضته و نزل عليه بها، تصدى الدب بجبهته لكنها لم تكن تقارن بقبضة باسل و خسر في مواجهة القوة

كان الدب سيسقط من شدة لكمة باسل، هذا الأخير تقدم نحو الدب المترنح و لوح برجله ضاربا الدب بقدمه جاعلا إياه يفقد الوعي

تصفيق، تصفيق، تصفيق

صفق المعلم لباسل بينما يقول "يبدو أن الوقت الذي أعطي لك كان له مفعوله الخاص"


أجاب باسل "نعم أيها المعلم، لقد استجمعت جميع أفكاري و خبرتي التي اكتسبتها من القتال ضد الوحوش و خصوصا دببة الأعماق و التفكير في خطة. الخطة كانت عدم الهروب و التقدم للأمام، الحذر من سحر الأرض، و استخدام العمل الجماعي للدببة ضدهم، فهذا قد نجح من قبل عندما أردت التغلب على قدرة دب الأعماق الأول التي تسمح له بجعل استخدام الحركة مرتين أمامه عديمة الفائدة"

"هوهوهو، أحسنت أيها الفتى" قالها المعلم و هو يضحك ثم أكمل "يبدو أنك بدأت تتعلم كيف تُسخِّر خبرتك في القتال، استمر على هذا المنوال، نحن هنا لشهر تقريبا الآن و قد تطورت قدراتك لهذا المستوى بالفعل، يبدو أن المجيء لهنا كان الخيار الصحيح، لكن كما قلت سابقا، لا تغتر بنفسك أبدا، مهما كان عدوك ضعيفا لا ترخي دفاعك و يجب أن يكون حذرك في أقصى درجاته، تذكر هذا دائما أيها الفتى باسل، ففي يوم ما ستواجه أعداء يستخدمون طرق خبيثة و لا يهتمون بما يفعلون من أجل الفوز"

وضع باسل قبضته في راحة يده الأخرى قائلا "حاضر أيها المعلم"

قال المعلم "الآن لنذهب للأكل و انتظار الدببة لتُشفى"

"أيها المعلم، لماذا تتعافى الدببة بعد مدة إن تركتها حية؟" كان باسل يتحدث مع المعلم بينما يأكلان

أجاب المعلم "آلية عمل شفاءها مثل الخاصة بتجديدها، فبدل أن تقوم طاقة 'حاجز الحماية السماوية' بالتجديد تقوم بالشفاء

تحدث باسل مع معلمه هكذا لساعات حتى شفيت الدببة و من ثم بدأ باسل بالقتال ضدهم من جديد و هذه المرة جعل المعلم دبا آخر يستخدم السحر

مر أسبوعان

بووم، بووم، بووم

كان باسل ينتقل من دب لآخر و يركله بكل قوته بينما يراوغ سحر الأرض. كان عندما يراوغ السحر يقوم بتحطيم العامود الحجري و يحمل الحجارة و يلقيها نحو الدببة و يندفع صوبها و يركل بعضها و يلكم البعض الآخر


وصل باسل لمرحلة حيث أصبح يقاتل جميع الدببة التسعة بينما يستخدمون السحر، عندما اكتشف باسل كيفية التعامل معهم، لم يصبح مهما له أعدادهم، مع أن سحرهم كان يسبب له الإزعاج لكن هذا لم يأثر عليه، بالأحرى، هذا ساعده على تقوية حواسه أكثر و حدسه في المعارك

بعد ثلاث أيام أخرى تجدد الدب العاشر و أخيرا حانت نهاية تدريبه الحالي

كان باسل واقفا في الوسط و تحيط به الدببة من جميع الجهات و لم تكن تاركة أي ثغرة صغيرة ليمر منها. بدأت الدببة تقترب شيئا فشيء حتى صار باسل في مدى سحرهم

ضربت الدببة أقدامها كلها في آن واحد و بعد ثانية اتجهت عشر أعمدة حجرية حادة النهاية نحو باسل

فسسسسسسسسسسسسس

اختفى باسل من مكانه في لحظة و كان أمام دب من الدببة

بوووم، بوووم، بوووم

"الأول، الثاني، الثالث..........و العاشر"

عندما وقف باسل أمام الدب ركله و بدأ يَعُدُّ، ثم ركل الذي بجانبه و دار على الباقين راكلا إياهم، تحرك بسرعة كبيرة من دون تركهم يحددون موقعه ليهاجمونه و بهذا أنهى جميع الدببة
أمضى باسل الأسبوعين المتبقيين في محاربة الدببة، عند هزيمتهم يأكل مع معلمه و يذهب للصيد خارج الكهف ثم يعود بالوقت الذي تكون الدببة قد تشافت فيه و من ثم يكمل قتاله معهم، تطورت قدرات باسل كثيرا و أصبح 'وادي الظلام العميق' مثل بيته الثاني، كان يتجول فيه بحرية و من دون خوف، الوحوش التي تواجهه يهزمها بسرعة و يكمل طريقه


و أخيرا انتهت فترة تدريبه هنا و حان موعد خروجه للعالم الخارجي و الذهاب لرؤية أمه و شم بعض الهواء النقي و رؤية ضوء الشمس و التمتع بالنجوم ليلا كما اعتاد أن يفعل

كان باسل خارج الوادي مع معلمه "حسنا أيها المعلم، أنا ذاهب، و كما قلت لي، سأرتاح للأسبوع القادم"

ذهب باسل في طريقه بعد أن ودع معلمه متجها نحو المنزل

فتح باسل باب منزله لتراه أمه، دمعت عيناها عند رؤية ابنها الوحيد عاد بسلام ثم ذهبت و حضنته، كانت عينا باسل تحمل نظرة حنونة جدا ثم قالت له أمه "حمدا على سلامتك" ليجيبها "لقد عدت يا أمي"

جلس باسل مع أمه و حكى لها بحماس عن الأحداث و الوحوش التي واجهها من دون أن يذكر لها الأخطر منها و أمه تستمع له مع ابتسامة مرسومة على وجهها

أكل باسل الفطور مع أمه ثم خرج قاصدا السوق. لقد مرت فترة طويلة منذ آخر مرة زاره بها، مع أن زياراته كانت من الأول قليلة لأنه يصادف الحرس الشخصي للملاك 'أنمار' و هذا كان يزعجه قليلا لأنهم في كل مرة يقومون بشيء غبي


همس، همس، همس

عندما دخل باسل للسوق بدأ العديد من الفتيان يتهامسون فيما بينهم. مع أن باسل قد لاحظهم، قام بتجاهلهم و استمر ماشيا في السوق يشاهد البائعين و الجو الصاخب كالعادة هنا. رأى باسل عجوزا مألوفا له و ذهب إليه

وقف باسل أمام العجوز بائع الجزر ثم قال "كيف حالك أيها الجد 'علي'، ألا زلت تبيع جزرا رائعا كالعادة"

رفع العجوز 'علي' رأسه وقال بصوت مرتفع "أوه، أوَ ليس هذا باسل، كيف حالك يا فتى، لم نعد نراك بالأرجاء في الشهور الأخيرة"

وضع يده على رأسه و ابتسم بينما يقول "آه لقد كنت مشغولا هذه الأيام و لم أجد وقتا لآتي لهنا"

قال علي "أمم، هل اعتكفت بالمكتبة أم ماذا؟ هي هي هي"

أجاب باسل "هاهاهاها، إنك تقول شيئا مضحكا أيها الجد، إنك تجعلني أبدو كمهووس بالكتب، المهم، هل هناك جزر رائع كالعادة؟"

أجاب الجد علي "نعم، لقد كان محصول هذا العام جيدا، هناك جزر حلو و غني بالماء كما تحبه تماما"

قال باسل "أووه، كما هو متوقع من الجد علي، أعطني البعض من فضلك"

أخذ باسل كيسا مملوءا بالجزر و عندما أراد أن يغادر قال الجد علي "يا باسل، احذر من أولئك الفتيان، إنهم يحومون المكان باحثين عنك كل يوم"

أجاب باسل "آه، لا تقلق أيها الجد، أو ليس هذا الشيء المعتاد فقط" ذهب باسل في طريقه و زار عدة دكاكين و كان معروفا عند الجميع مع أن شعبيته لم تكن بمثل الخاصة بأنمار لكنه كان يملك معجبات به هو الآخر مع أنه كان مكروها من الفتيان، كان لديه شعرا قرمزيا و عينين حمراوتين كانتا مليئتين بالفخر، وجهه الوسيم كان يسحر الفتيات في كل مكان تحله قدمه. كان جيدا اتجاه من يعامله بالمثل و طالحا في وجه من يسيء له أو للأقربين منه

كان باسل خارجا من السوق لكنه عندها سمع ضوضاء آتية من البعيد، فعاد ليرى ما الذي يحدث. عندما وصل شاهد شيئا لا يعجبه و عبس ثم أحكم قبضتيه بشدة


كان شخص ما عاقد يديه على عنق الجد علي و يصرخ في وجهه بينما هناك عدة أشخاص من الوراء يسبون العجوز "تكلم بسرعة أيها العجوز الخرف"، تكلم الشخص الذي يمسك الجد علي "لقد حذرناك سابقا، آه، ألم نفعل؟ لقد قلنا لك إن رأيت ذلك الصعلوك فلتخبرنا في الحال، أ ظننت أننا كنا نمازحك؟"

أنزل باسل الأمتعة و تقدم نحو تلك الجماعة

همس، همس، همس

"إنه باسل"، "هذا سيء لقد أتى"، "إن رأوه سيكون في مأزق"، "كان ليكون الأمر جيدا لو كان سيكون في مأزق فقط"

وصل باسل لتلك الجماعة ثم قال "أيتها الحثالة المجتمعة هناك". التف الجميع ليرى من الشخص الذي يتكلم "ألا تخجلون من أنفسكم أبدا يا ناس؟ تهددون رجلا عجوزا في مثل عمر جدكم"

عندما رأت مجموعة الحرس الشخصي للملاك 'أنمار' عدوهم اللدود ابتسموا كلهم ثم أفلت ذلك الشخص يده من عنق الجد علي و اتجه نحو باسل قائلا "هووه، لقد أتيت بقدميك لهنا، لقد بحثنا عنك ليلا و نهارا لكننا لم نجدك أبدا، لكن أن تأتي إلينا بنفسك إنك حقا لشخص غبي أيها الصعلوك"

ضحك أعضاء الحرس الشخصي جميعا على باسل بينما يمدحون قائدهم الذي كان فتى يبدو في الخامسة عشر من عمره "هاهاها، لا تقسو عليه أيها القائد 'عثمان'، خذ بالاعتبار شجاعته عندما قرر أن يأتي و يواجهنا بعد أن كان يختبئ كالفأر طوال هذا الوقت"

أجاب القائد عثمان "هاهاها، معك حق" ثم التف لباسل و أكمل " قبل أن نشرع في تأديبنا لك، أجبني أولا، لم قررت الظهور الآن بعد كل هذه المدة و أنت مختبئ؟"

حدق باسل في وجه عثمان بغضب ثم قال "أجبني؟ ألم تنس 'من فضلك يا سيدي' أيها الحثالة؟ أنسيت بالفعل ما الذي حدث قبل سنة؟ أتريدني أن أذكرك بذلك الدرس من جديد؟"

اسودّ وجه عثمان ثم انقض على باسل بغضب "لا تغتر بنفسك كثيرا أيها الصعلوك الغبي". أحكم عثمان قبضته و وجهها نحو باسل، هذا الأخير لم يتحرك مما جعل عثمان يظن أن عدوه خائف، لكن قبضته توقفت في مكانها في لحظة، فتح عثمان عينيه و فمه من شدة الصدمة حيث رأى لكمته متوقفة بسبب إصبعين فقط من يد باسل

عندما أوقف باسل لكمة عثمان بسبّابة و وسطى يده اليمنى قال له بهدوء لكن بنبرة حادة "إنك حقا حثالة، ألم أقل لك إنها 'من فضلك يا سيدي'، ليست 'الصعلوك الغبي'، يبد أنك حقا تحتاج لدرس آخر" نكز باسل قبضة عثمان بإصبعيه ليسقط (دفع قبضته بإصبعيه) ، ثم تقدم نحوه


عثمان الذي كان ساقطا كان يقطر بالعرق ثم قال بخوف "اهجموا عليه، اهجموا بسرعة، اخرسوا فمه الملعون"

ياااااااااه

هجمت جماعة الحرس الشخصي باسل في آن واحد و عندما رأى عثمان هذا المشهد قال بضحك "هاها، أنت من أردت هذا لنفسك، كنت ستنجو بضربات إن استسلمت فقط، هاها" بعد أن قال هذا الكلام بدأ يضحك بصوت مرتفع لكن ضحكته بدأت تقل حدتها شيئا فشيء "هاه....ماذا؟ ما الذي يحدث، أنهوا أمره بسرعة"

لهث، لهث، لهث

قال واحد منهم "إننا نحاول أيها القائد، لكن، و لا واحدة من ضرباتنا تصيبه، إنها كما لو أنها تمر من خلاله

كان باسل يراوغ العشرات من اللكمات الموجهة له في آن واحد من دون أن يلهث أو يصاب بالعرق أبدا، كان سريعا جدا أمام نظر الحرس الشخصي لدرجة أنهم اعتقدوا أن لكماتهم تمر من خلاله كما قالوا تماما

كان باسل يراوغ هجماتهم بسهولة تامة، ثم بدأ يلكم كل شخص يقترب منه محاولا مهاجمته. بدأ عدد الأشخاص الذين يهاجمون يقل حتى بقي عدد الواقفين خمسة، كانوا يلهثون بينما يضعون يدهم على ركبهم ثم سمعوا صوت باسل

"هل تريدون الاستمرار، إن أردتم هذا، فهذه المرة لن أكتفي بالمراوغة ولن أضمن لكم الخروج بسلام من مواجهتي

اعتلت نظرة خوف على وجه الخمسة. "كما لو أننا سنستسلم لك أيها الصعلوك" أتى الصوت من عثمان الذي نهض و انضم للخمسة "أحيطوا به من جميع الجهات بحيث لن يكون هنالك مخرج له ليهرب منه"

أحاط الستة بباسل و ضحك عثمان بينما يقول "هاهاها، لنرى الآن إن كانت ستنفع خدعك معنا أبها الصعلوك، اهجموا". انقض الجميع من كل الجهات على باسل


دو، دو، دو، دو، دو

سقط الخمسة جميعهم في لحظة انقضاضهم بينما كان عثمان محمولا من عنقه من طرف باسل حيث بدأ هذا الأخير بالقول له "استمع أيها الحثالة جيدا، لن أكرر كلامي، أنا لن أكون رحيما معكم من الآن فصاعدا، إن آذيت شخصا قريبا مني مرة أخرى أو خططت لشيء ما ضدي لن تخرج سالما بهذا، و إني لست بتارك منك لحما و لا عظما، من الآن فصاعدا لا تلاحقني في الأرجاء، أنا لم يعد لدي وقت لأضيعه معكم، أفهمت ما أقول لك؟"

أماء عثمان برأسه موافقا ثم أنزله باسل و قال "و الآن اجمع جماعتك و اذهبوا للاعتذار من الجد علي، إن رأيت أدنى فتور في اعتذاركم، اِعلم أنكم سترجعون لمنازلكم تزحفون"

قال عثمان الذي كان يرتعد بينما هو ساقط على الأرض بسبب رجليه اللتين لم تستطيعا حمله "حاضر يا سيدي"

قال باسل "أوه، يبدو أنك تذكرت درسك، و الآن هيا اسرع"

نهض عثمان من مكانه ثم أيقظ الذين أغمي عليهم من مجموعته، و أخذ جماعته التي كانت مصدومة مما حدث قبل قليل ثم ذهبوا أمام الجد علي و انحنوا قائلين "نحن آسفون و نعتذر عما بدر منا من إهانات و سوء تصرف تجاهك، من الآن فصاعدا سنكون حريصين في معاملتنا لك"

كان الجد علي مصدوما مما حدث أمام عينيه، في الحقيقة ليس هو فقط، عندما سمع الناس أن باسل قد التقى بالحرس الشخصي، اجتمعوا بالمكان، حيث كان الحديث الذي يدور بينهم كله عن مدى سوء وضع باسل، لكنهم كلهم صدموا بالوضع الذي أمامهم. فتى في الثانية عشر من عمره أبرح عصابة مكونة من حوالي ثلاثين شخصا و لوحده فقط و أدبهم جاعلا إياهم يعتذرون

"حسنا و الآن انقلعوا من أمامي و لا تجعلوني أرى وجه أي واحد منكم ثانية"

عندما سمعوا صوت باسل اسودّ وجههم بالغضب و الخزي و ذهبوا في طريقهم و عيونهم تنظر إلى أرجلهم و لا يستطيعون رفعها في وجه الناس. كم كان مخزيا هذا الأمر لهم يا ترى؟ لقد كانوا واثقين في أنفسهم بعددهم الذي زاد عن قبل بتجنيد المزيد من الأشخاص الذين كانوا بالأصل من قائمتهم السوداء. أوسعوا كل من بالقائمة ضربا و جعلوه عبدا مطيعا لهم

اليوم سمعوا خبر مجيء باسل للسوق و أنه تحدث مع العجوز بائع الجزر، فجاءوا ليتفقدوا المكان آملين في إيجاد الشخص الوحيد الذي بقي في قائمتهم السوداء


لكن الأمر لم يسر كما تمنوا و جلبوا العار لأنفسهم فقط. الناس كانوا يضحكون عليهم بشدة، هنا عرفوا أنهم كانوا مكروهين من الناس في القرية

ذهب باسل نحو الجد علي و مد يده له مساعدا إياه على الوقوف بينما يقول "هل أنت بخير أيها الجد، لماذا لم تقل هذا من قبل إن كانوا يعتادون عليك هكذا بسببي؟"

كان الجد علي متفاجئا كثيرا فهو لم يخبر باسل بالأمر كي لا يذهب لينتقم له و يُبرح ضربا فقط، لكن بعد ما رآه الآن عرف أنه كان مخطئا. وقف ثم قال لباسل "شكرا لك أيها الفتى باسل"

أجاب باسل "لا تشكرني أيها الجد، لقد كان هذا كله بسببي من الأول، آسف عل هذا"

واااااااااااااه تصفيق، تصفيق

ارتفعت الأصوات من كل مكان "أحسنت أيها الفتى باسل"، "لقد كنت رائعا يا ولد"، "كياااه، إنك قوي أيها الأخ باسل، لقد وقعت في حبك من جديد" كانت الهتافات تأتيه من كل مكان و هذا جعل 'باسل' خجلا قليلا و فرحا كثيرا. ظن أن جميع الناس يكرهونه لكنه كان مخطئا بشأن هذا، فكل من كان يكرهه هم أولئك الحثالة. تغير مزاج باسل للأفضل و ذهب في طريقه عائدا للمنزل

وصل باسل لمنزله و أعطى لأمه المكونات التي أتى بها ثم أكلا الغذاء معا بفرح


عندما انتهيا من الأكل أخذ باسل جزرة ثم بدأ يأكلها و ذهب لغرفته ليرتاح، فهذه الشهور الأخيرة كانت صعبة عليه و أراد أن يسترخي قليلا في غرفته التي اشتاق للنوم بها

دق دق

"عمتي 'لطيفة إنها أنا أنمار" دقت أنمار على باب منزل باسل

قالت الأم لطيفة "آه، تفضلي"

دخلت أنمار للمنزل بينما تنظر هنا و هناك باحثة عن شيء، عندما رأتها 'لطيفة' قالت لها بابتسامة "ماذا؟ أتبحثين عن باسل؟"

أجابت أنمار قائلة بخجل "نعم، أهو هنا يا عمتي؟"

قالت 'لطيفة' "نعم هذا صحيح، لكنه يرتاح الآن في غرفته، سيستيقظ في وقت الغداء إن كنت تنوين البقاء و انتظاره"

"آه، حسنا، سأساعدك ريثما أنتظر" بعد أن قالت هذا، ذهبت أنمار لجانب أم باسل و بدأت تساعدها في الطهي و الأعمال المنزلية

في غرفة باسل، هو في الواقع لم يكن نائما، كان مسترخيا فقط و عندما جاءت أنمار نهض من مكانه "اللعنة، لماذا هي هنا، بمجرد عودتي لهنا جاءت، كيف عرفت بأمر مجيئي؟ هل أمي أخبرتها؟ لا من محادثتهما لا يبدو أن هذا هو الأمر، إذا لماذ...آه" تذكر باسل ما حدث هذا الصباح بالسوق "تبا، إن كنت أعرف أنني سألتقي بها، لم أكن لأقوم بتلك الضجة، حسنا يجب أن أجد خطة للهروب، إن حاولت الخروج من النافذة ستسمع تلك المخادعة بالتأكيد الصوت الصادر من فتحها، و سوف تعرف أمي أنني هربت و هذا مخالف لما وعدتها به، يجب أن أنتظرها لتذهب فقط "

بقي باسل في غرفته لمدة طويلة و لم يخرج مما جعل أنمار تبدأ بالتساؤل حول هذا. انتهت أنمار من مساعدة لطيفة و مر بعض الوقت و هي جالسة تنتظر


قالت أم باسل لأنمار "نادي أمك، سنأكل مجتمعين"

أجابت أنمار "حاضر"

باسل كان يطل من باب غرفته و عندما رأى أنمار خارجة من المنزل قال مع نفسه "أحسنت العمل يا أحلى أم بالعالم" ثم خرج من مكانه و ذهب خارجا من المنزل

فتح باسل الباب بهدوء لكي لا تسمعه أمه التي بالمطبخ و بمجرد خروجه من المنزل سمع صوتا "كما توقعت، ها أنت ذا، هل ظننت أنك ستخدعني؟" كانت أنمار أمام باب المنزل تنتظر باسل ليخرج

صدم باسل لكنه لم يترك الأمر يوضع على تعابير وجهه ثم قال "هاه..أخدعك؟ ما الذي تتحدثين عنه؟ أنا فقط قد استيقظت من نومي و أردت الخروج لشم بعض الهواء النقي"

وضعت أنمار يدها على خصرها ثم قالت "هيه، شم بعض الهواء النقي، هاه؟ لقد قلت لك لا تحاول خداعي"

عبس باسل و بدأ يفكر مع نفسه "اللعنة، لِم ألتقي بها في يومي الأول من عودتي؟"

بينما باسل سارح سألته أنمار "إلى أين كنت تذهب في الشهور الأخيرة؟ لقد سمعت من العمة لطيفة أنك تتدرب مع صديق ما على السحر، و قد كنت غائبا للشهرين الماضيين لأنك كنت مخيما مع هذا الصديق تتدربان معا"

أجاب باسل "نعم هذا صحيح، ما الخطأ في هذا؟"

ابتسمت أنمار ثم قالت "ما الخطأ؟ هل تعتقد أن هذا العذر سيجعلني أصدق الأمر، إنني أعرفك جيدا، أنت لن تترك العمة لطيفة لوحدها للتدرب مع صديق ما، فكل ما تفعله أنت يكون من أجل أمك أو من أجل اهتماماتك، مع أن الأمر قد يكون من اهتماماتك لكنك لن تصل لترك أمك وحدها لمدة طويلة، مما يعني أن هذا من أجل أمك، و الآن قل لي بصراحة عن ما كنت تفعله أثناء كل هذا الفترة"

لم يجد باسل ما يقوله، بقي ساكتا لفترة ثم قال "أنا لست ملزما بإخبارك، و الآن ابتعدي عن طريقي" تحرك باسل من مكانه و اتجه من جانب أنمار

"انتظر إلى أين أنت ذاهب؟" استدارت أنمار و صرخت على باسل و الذي أجابها "هذا أيضا ليس من شأنك" ثم ذهب في طريقه


كان باسل في العادة يذهب للمكتبة و يجلس لساعات ثم يقرأ عدة كتب قبل الذهاب، لكن بعد إمضاءه لكل هذا الوقت مع معلمه، كان قد سبق و تعلم أشياء أكثر من التي هي موجودة بالمكتبة، هذه الأخيرة لم تكن بالأصل كبيرة، كانت هناك كتب قليلة عن السحر و الفنون القتالية، قرأ باسل جميع هذه الكتب و تعلم الفنون القتالية التي كان بإمكانه تعلمها من الكتب

لم يكن الآن لباسل ما يفعله، أراد الذهاب للغابة و الدخول لمنطقة محظورة، لكنه وعد معلمه بأن يرتاح للأسبوع القادم و فوق هذا كله هو كان يريد استغلال هذا الوقت في تمضيته مع أمه

كان باسل يتمشى سارحا بأفكاره حتى وصل لأمام الغابة "آه، يبدو أنني اعتدت على المجيء لهنا، يجب أن أعود للمنزل الآن، فأمي ستكون تنتظرني بالتأكيد للغذاء"

عاد باسل للمنزل و قبل أن يدخل كان مترددا لكنه دخل بالنهاية فوجد أمه و العمة سميرة و أنمار يتكلمن و يضحكن فيما بينهم، تغير مزاجه قليلا للأفضل مرة أخرى

"أووه، أو ليس هذا باسل، انظر كم كبرت، لم أرك لشهور بالفعل الآن، لمَ لمْ تكن تزورني؟" سألت سميرة بفرح عندما رأته

أجاب باسل "آه، آسف على هذا لقد كنت مشغولا فقط كثيرا هذه الأيام"

قالت سميرة "مشغول؟ أ ليس منزلي بجانب منزلكم؟"

لم يجد باسل ما يقوله، بقي ساكتا لفترة. و عندما رأته سميرة غيرت الموضوع "حسنا، فلنبدأ الأكل"

أكل باسل مع الثلاثة و سأل أمه عن ماذا تحتاج فلَبَّى لها طلباتها ثم ذهب للجبل لمشاهدة النجوم بالليل. كانت أنمار تلاحقه كل يوم كالعادة، لكنه كان يهرب منها في كل مرة و لا تستطيع اللحاق به

انتهى الأسبوع و جاء اليوم الذي سيبدأ تدريبه من جديد. التقى باسل بمعلمه و اتجهى نحو منطقة القرود الزرقاء الضخمة

مر أسبوع منذ أن بدأ باسل تدريبه من جديد و في كل يوم كان يلتقي بأنمار بالصباح و تسأله و عندما لا يجيبها و يذهب في طريقه تلحقه لكنها تخسره

في يوم من الأيام كانت أنمار بوسط الغابة بينما تلهث و تفكر مع نفسها " تلهث تلهث لم أجده في أي مكان بالغابة....هل يمكن أنه دخل لمنطقة محظورة؟"


بينما أنمار تفكر بالأمر سمعت ضوضاء آتية من داخل منطقة القرود الزرقاء الضخمة، ازدادت شكوكها أكثر، ثم استجمعت شجاعتها و دخلت. مر بعض الوقت على دخولها و هي تتجه نحو مصدر الضوضاء

غوااااااااااه

سمعت زئير كبير آت من ورائها مما جعلها تبدأ في الإسراع و الجري، بعد لحظات التفت للخلف لترى قردا أزرقا ضخما يلاحقها

غواااااه

كياااااااه


بدأت أنمار تجري بكل ما تملك من قوة حتى ظهر نور أمامها معلنا عن اقترابها من الخروج من الغابة. عندما خرجت أنمار وجدت نفسها في مساحة واسعة بوسط الغابة، و عندما رأت ما مصدر الضوضاء لم تصدق ما تراه أمام عينيها، كان هناك فتى تعرفه جيدا في الثانية عشر من عمره يقاتل عددا كبيرا من القرود الزرقاء الضخمة و يبدو له الأمر سهلا

غوااااه

لحقها القرد الذي كان يطاردها و لوح بيده نحو رأسها بينما كانت هي مرعوبة و سقطت على الأرض. فتحت أنمار عينيها بعد لحظات من إغلاقها لتجد القرد متوقف بالسماء بدون القدرة على الحراك

استدارت ثم وجدت رجلا عجوزا واقفا و يديه على ذقنه ثم استدار و نادى "باسل فلتأتي إلى هنا، يبدو أنك لديك ضيف"

كان باسل قد هزم الكثير من القردة بالفعل و القردة المتبقية أمرها المعلم بعدم الحراك. عندما جاء باسل ليرى من هذا الضيف تفاجأ برؤية أنمار

صرخ باسل بغضب "أيتها الحمقاء، لقد كنت تلاحقينني لأسبوعين ليلا و نهارا، لكنني لم أظن أنك حمقاء لدرجة الدخول لمنطقة محظورة"

لم تقل أنمار شيئا و بقيت ساكتة. ثم أكمل باسل "سأرافقك لخارج المنطقة المحظورة، هيا اتبعيني، فهذا هو اختصاصك"


دمعت عينا أنمار و عندما شاهدها المعلم طرق رأس باسل بيده ثم قال له "لقد كنت أعلمك القتال فقط، يبدو أنني سأحتاج لأعلمك كيف تعامل النساء أيضا بدء من اليوم" عندما انتهى من حديثه معه ذهب و وضع يده على رأس أنمار ثم قال "لا بأس أيتها الصغيرة، هذا الفتى لا يعرف كيف يتعامل مع النساء، لا تأخذيه على محمل الجد"

بدأت أنمار بالبكاء بينما تقول "أنا...أعرف...أيها الجد...أعرف...أنه لا فائدة منه" ثم اِلتوت زاوية فمها بينما هي في حضن المعلم

"أيها المعلم، أنا لست سيئا في التعامل مع النساء بل في تعاملي معها فقط" حاول باسل ان يشرح لمعلمه موقفه، لكن يبدو انه قد تأخر فتلك المخادعة قد مثلت جيدا مرة أخرى. لم يجد باسل ما يقوله من المشهد أمامه

تكلم المعلم مع أنمار بعد أن هدأت "أيتها الصغيرة، مع أن أسلوب الفتى باسل لم يكن جيدا، لكنه كان محقا بشأن دخولك لمنطقة محظورة، أنت لا يجب عليك ان تكوني متهورة هكذا، هذا المرة لقد كنت محظوظة فقط"

أماءت أنمار رأسها بكل طاعة قائلة "حاضرة، أنا آسفة أيها الجد"

استدار باسل و ذهب قاصدا الخروج من المنطقة المحظورة لتتبعه أنمار لكنها أوقفته بسؤالها "باسل، إذن أنت كنت تتدرب هنا لكل هذا الوقت مع هذا الجد؟"

رفع باسل رأسه في جهة المعلم الذي أماء له رأسه معطيا إياه الإذن ثم أجاب "نعم هذا صحيح، قال لي المعلم ألا أقول لأحد عنه و لهذا أخبرت أمي أنني أتدرب على السحر مع صديق"

اعتلى وجه أنمار نظرة اقتناع ثم انحنت قليلا أمام المعلم و قالت "آه، هكذا إذن، أنا متشرفة بمعرفتك أيها المعلم" ثم وقفت و وجهت كلامها لباسل "إذن إلى أي مدى قد وصلت في تعلم السحر".................... يتبع!!!!!!!

(الجزء السادس)


بقي باسل ساكتا لفترة طويلة و لم يجب أنمار عن سؤالها الأول لتسأله لمرة ثانية "لا تقل أنك لا زلت لم تتعلم أي شيء" تعجبت أنمار و باسل لا زال واقفا في مكانه من دون أن يتكلم ثم أكملت أنمار بادئة كلامها بضحكة ساخرة "فوفوفو، كل الكتب التي كنت تقرؤها و المعلم الذي كنت تنتظره، بهذين الاثنين معا و ما زلت لم تتعلم السحر؟ إنني حقا متفاجئة"


تكلم باسل أخيرا ثم قال "لا تتحدثي كأنك تعرفين كل شيء، و أيضا لقد قال معلمي أن تعلم السحر ليس شيئا سهلا و هناك من يمضون سنين طويلة قبل أن يدخلوا للمستوى الأول"

نظرت أنمار للمعلم الذي أماء رأسه مؤكدا كلام باسل ثم غيرت نظرها نحو باسل و قالت "مع ذلك، ظننت أنك ستكون قد أحرزت تقدما قليلا، لكن بالنظر إلى سكوتك من قبل فيبدو أنك لم تتقدم و لو قليلا"

أجاب باسل بانزعاج "كما لو أن الأمر بيدي، فمعلمي قال أنني لست مستعدا بعد للبدء في تعلم السحر و كنت أتدرب طيلة الفترة الماضية مقويا جسدي" بعد مرور قليل من الوقت عرف باسل أن معلمه يقصد بأنه غير مستعد جسديا، لكنه لم يعلم لماذا

تعجبت أنمار من كلام باسل ثم قالت "تقوي جسدك؟ لم تحتاج لفعل هذا؟"

"هذا...." لم يجب باسل على سؤالها و ظل ساكتا و عندما رأته أنمار هكذا التفت للمعلم ثم بدأت تفكر "هذا المعلم قد استخدم السحر عندما أنقذني، لذا لا شك في أنه ساحر، لكن لماذا يدرب جسد باسل؟ يدرب...يدرب...يدرب، هل يمكن أن جسد باسل لا يمكنه تحمل السحر الآن و لهذا يدرب جسده؟ أهذا ما قصده بأنه ليس مستعدا؟ لكن لماذا هو ليس مستعدا؟ أ باسل مختلف عن الآخرين؟" بقيت أنمار تفكر لفترة بينما نظرتها موجهة نحو المعلم ثم بعد قليل قالت "أيها المعلم، أ يمكنني تعلم السحر؟"

أجاب المعلم "ليس كل شخص يمكنه تعلم السحر، فكما سمعتِ أن هناك من أمضى سنين لكي يدخل المستوى الأول، هناك أيضا من استطاع الاختراق في أيام، و هناك من لم يفلح الأمر معه، هذا يعتمد على الوقت الذي تأخذينه للدخول لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي' و فك أحجية لغة الجسم الفريدة، هناك من يستطيع فعل هذا في أيام و هناك من لا يستطيع إلا بعد سنين، فنسبة إمكانيتهم من تحقيق هذا تختلف من شخص لآخر، و يتصف الأشخاص الذين لديهم ذكاء مرتفع بسرعتهم في الوصول لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، لا يمكنك الحكم على شخص أنه لا يمكنه تعلم السحر مائة بالمائة، لأنني أنا برأيي الشخصي أظن أن كل شخص يمكنه تعلم السحر، فحتى لو لم يستطع الوصول لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي' بسرعة، يمكنه فقط العمل و الاجتهاد أضعاف الشخص الذي يدخلها بسرعة"


اقتنعت أنمار بكلام المعلم ثم قالت "أمم، إذن حتى أنا يمكنني تعلم السحر، هذا كل ما أردت معرفته" انحنت أنمار و طلبت من المعلم باحترام "أيها المعلم، من فضلك علمني السحر"

لم يجبها المعلم فورا و بدل هذا وضع يده على ذقنه و بقي يحدق كثيرا بأنمار و مرت عدة دقائق ثم قال أخيرا "همم، حسنا لا بأس، لم لا"

"ياااي" فرحت أنمار و قفزت من مكانها بسعادة كبيرة و في نفس الوقت صرخ باسل "هااااااااااااااه، أيها المعلم، أ هذا جيد هكذا فقط؟ إن كان كذلك لم وضعت علي أنا كل تلك الشروط و القواعد؟ جعلت الأمر يبدو حينها كأنه شيء مقدس و لكنك الآن وافقت على طلبها بكل سهولة، ما الذي يحدث هنا بالضبط"

أجاب المعلم بضحك "هوهوهو، هذا هو هذا و ذاك هو ذاك، سيأتي الوقت الذي ستعرف فيه لم وافقت على طلبها و لم وضعت عليك كل تلك الشروط قبل تدريبك، مع أنني أنوي إخبارها بنفس الشيء لتفعله"

بووم، بووووم

كان باسل يقاتل عددا مهولا من القردة الزرقاء الضخمة بينما أنمار و المعلم جالسان لوحدهما في مكان بعيد عن باسل

قالت أنمار التي كانت جالسة أمام المعلم "أيها المعلم، لماذا تضع كل هذه الشروط علينا، أنت تجعل الأمر كما لو أنه سيكون من السيئ لو عرف شخص ما بوجودك؟"

بقي المعلم ينظر لأنمار ثم قال "إنك حقا ذكية أيتها الصغيرة ، هذا صحيح معك حق، لكن هذا ليس الوقت المناسب لتعلمي السبب، الآن لنتحدث قليلا عن السحر و كيف يمكنك أن تصبحي ساحرة"


(بعد مرور حوالي ثمانية أشهر)

كان باسل ذاهب نحو الغابة و نظرة تحمس تعتلي وجهه بينما يهمهم. وصل لوادي الظلام العميق و بعد دقائق خرج المعلم مع أنمار من الأعماق

"أووووه، أخيرا خرجتما، إذن كيف كان الأمر يا أنمار؟" سأل باسل أنمار متحمسا عن تجربتها بالوادي

ردت أنمار و نظرة ملل تعتلي وجهها ثم رفعت ذراعيها قليلا "هم، كان الأمر سهلا على عكس ما قلت"

انزعج باسل قليلا لكنه نسي الأمر ثم التفت لمعلمه و قال "أيها المعلم، اليوم هو اليوم الموعود، لقد حان الوقت لأبدأ تعلم السحر الفعلي"

قال المعلم بينما يضحك "هوهوهو، إنك متحمس حقا للأمر، هذا جيد، هيا لنذهب للكوخ، و أنت يا أنمار اذهبي للمنزل إن أردت"

أماءت أنمار باحترام ثم غادرت. ذهب باسل و المعلم متجهان نحو الكوخ و عندما وصلا ذهب باسل ليجلس فوق صخرة كبيرة كان المعلم قد سبق و أعدها لأنمار عندما كانت ستتدرب على السحر

جلس باسل فوق الصخرة جلسة تربيعة ثم وضع يديه على ركبتيه و ركز جيدا على ما بدأ معلمه يقوله


"أنصت جيدا أيها الفتى باسل، حالة 'الصفاء الذهني و الروحي' تنقسم لثلاث مراحل، كل مرحلة متصلة بالأخرى و لا يمكنك المرور للمرحلة التالية من دون إتقان التي سبقتها بشكل كلي، هذه المراحل هي

المرحلة الأولى، و تلقب بمرحلة 'ترسيخ الأفكار' و تقوم خلالها بتجميع أفكارك و توحدها ثم تجعلها ثابثة من أجل التحكم بها، عند فعلك لهذا، سيمكنك إخمادها تماما

المرحلة الثانية، و تلقب بمرحلة 'فهم الأحجية و فكها' و كما تحدثنا عن هذا من قبل يجب أن تفهم أحجية لغة جسمك تماما و هذه هي أصعب مرحلة و التي تكون عائقا أمام الكثير من المتدربين، فعليك الغوص عميقا في عقلك الذي أصبح خاليا من الأفكار، و التحكم في مشاعرك و الوصول لأعماق روحك و مواجهة مخاوفك و من ثم ترتيب دورتك التنفسية للشعور ب'نقط الأصل' الخاصة بك

المرحلة الثالثة و الأخيرة، و تلقب بمرحلة 'العقل و نقط الأصل' حيث عندما تبدأ بالشعور بنقط الأصل بجسدك و تجعلها تتصل بعقلك لتتحكم بها و توصل بعضها ببعض من أجل صنع طريق أو مسار الطاقة السحرية"

و هناك مرحلة لا تحتسب مع الثلاثة الأخريات لأنها لا تطبق من طرف المتدرب نفسه بل من ساحر متمرس يملك تحكما لا بأس به في الطاقة السحرية، يقوم هذا الشخص بالدفعة السحرية التي سبق و أخبرتك عنها حيث يهيج الطاقة السحرية لتبدأ العمل

"هذه هي المراحل الثلاث الأساسية و التي تعتبر بداية مسيرتك في السحر، لكن قبل أن تبدأ بالتدريب سنتطرق لموضوع مهم"

تعجب باسل من كلام المعلم، ما الموضوع المهم الآن أكثر من تعلمه السحر، فهو انتظر أكثر من سنة و تحمل تدريبات جهنمية فقط من أجل هذا اللحظة التي أتت أخيرا

أكمل المعلم حديثه "أنت قلت سابقا أن سبب من أسبابك لتعلم السحر هو لقتل الشياطين، لماذا تريد فعل هذا أيها الفتى باسل؟"


بقي باسل ساكتا للحظات ثم أجاب "لأنهم كانوا السبب في فقداني لوالدي الذي لم أعرفه أبدا و النظرة الحزينة التي تعتلي وجه أمي دائما عندما أذكره"

نظر المعلم لباسل لفترة طويلة ثم أكمل كلامه "كما تعلم أيها الفتى باسل، لقد مرت ثلاثة عشر سنة منذ هجوم الشياطين، أ تعلم لماذا هجموا على هذا العالم و توقفوا فجأة؟ و لماذا لم يهجموا ثانية؟"

صدم باسل و قال "لِم لمْ أفكر بهذا من قبل؟ معك حق أيها المعلم، بغض النظر عن سبب هجومهم، يبقى عدم هجومهم لمرة ثانية لمدة ثلاثة عشر سنة كاملة أمرا غريبا جدا، أيها المعلم، أنت تعرف لماذا، أخبرني من فضلك"

أجاب المعلم "حسنا، أنا كنت أنوي إخبارك منذ البداية، لنبدأ أولا بالتكلم حول العوالم و من أين أتوا الشياطين"

باسل الذي كان يستمع بلع ريقه لأنه سيعرف الحقيقة المخفية التي لا يعلمها أي شخص بهذا العالم

"أيها الفتى باسل، هذا العالم الذي تعيش به ليس سوى واحد من بين الكثير، و يعرف ب'العالم الواهن' لأنه أضعف عالم. هناك أربعة عشر عالم رئيسي و الكثير من العوالم الثانوية، و من بين العوالم الرئيسية هناك عالم الشياطين، حيث تعيش فيه الشياطين كما يوحي اسمه، قبل ثلاثة عشر سنة قام ملك الشياطين بأمر أتباعه بالاستيلاء على هذا العالم و التحكم في ساكنيه و جعلهم عبيدا مقاتلين لمصلحته"

كان باسل ينصت بتركيز كبير و يصدم في كل كلمة يقولها معلمه

"عندما عرف جلالة الملك الأصلي بهذا، أسرع في أمر قواته بالهجوم على عالم الشياطين. نشبت حربا طاحنة بينهم لدرجة أن ملك الشياطين أمر أتباعه بالعودة من 'العالم الواهن' ليشتركوا معه في الحرب، و بهذا كان مخطط جلالة الملك الأصلي ناجحا في جعلهم يتراجعون من هنا"

سأل باسل المعلم قبل أن يكمل حديثه "من هو هذا الملك الأصلي الذي تحدثت عنه أيها المعلم؟"


أجاب المعلم "إنه حاكم العالم الأصلي و الذي يقال عنه أنه أقوى عالم. العالم الأصلي و حاكمه يحميان جميع العوالم من الغزو الشيطاني لكي لا تكبر قوة الشياطين، لكن مع أن هناك هذه الحماية إلى أن هناك عالمين قد سقطا بالفعل في قبضة ملك الشياطين قبل ألف سنة و عالم آخر قد تحالف معه بنفس الوقت"

و أخيرا عرف باسل و فهم سبب هجوم و تراجع الشياطين لكن ما زال هناك أمر يشغل باله و لهذا سأل المعلم "لكن لماذا لا زالوا لم يهجموا حتى الآن؟"

أجاب المعلم "هذا لأن الحرب لا زالت سارية بينما نحن نتكلم الآن أيها الفتى باسل، فملك الشياطين يحتاج لكامل قواته إن أراد التصدي لهجوم الملك الأصلي"

اقتنع باسل بكلام معلمه ثم بدأ يفكر لفترة طويلة جدا و فجأة و وقف و سأل "أيها المعلم، لماذا أنت تعرف كل هذا؟ و لماذا تخبرني به؟"

أجاب المعلم بجدية كبيرة "هذا لأنني الشخص الذي وكلت إليه مهمة إرشاد 'المختار' و جعله مستعدا لكي يحافظ على التوازن، و أخبرك بكل هذا لأنك أنت هو هذا المختار أيها الفتى باسل"
"المختار؟ الحفاظ على التوازن؟ لماذا أنا هو المختار؟ و ماذا تقصد بالحفاظ على التوازن؟" كان باسل يطرح الأسئلة على المعلم باستمرار، فكلام معلمه أتى فجأة و صدمه كثيرا


أجاب المعلم قائلا "أنا آسف، حتى أنا لا أملك إجابات على أسئلتك، فكل ما أمرت به هو إرشادك"

قال باسل بانزعاج "أمِرتَ؟ مِن مَن؟"

أجاب المعلم "من جلالته، الملك الأصلي"

نظر باسل لمعلمه بتعجب و قال "إذا أنت من العالم الأصلي أيها المعلم؟"

أجاب المعلم "هذا صحيح، أنا تابع لجلالة الملك الأصلي منذ زمن طويل"

قال باسل "تابع؟" ثم تذكر شيئا ما و أكمل قائلا "أيها المعلم، بالمناسبة أنا لا زلت لم أعرف اسمك بعد، أ يمكنك إخباري به؟"


ضحك المعلم و قال "هوهوهو، لقد نسيت أيضا إخبارك، اسمي هو 'إدريس الحكيم' "

عندما سمع باسل رد معلمه تغيرت نظرته و قال "الحكيم؟ ما هذا أ هو لقبك أو شيء كهذا؟"

أجاب المعلم "أنا لم يكن لدي اسم و لا لقب عائلي لأنني كنت يتيما، الاسم 'إدريس' أعطاني إياه جلالته و عندما كبرت بدأ الناس بمناداتي 'الحكيم'، فأصبح لقبي"

قال باسل "حسنا لقد فهمت الأمر كله، لكن أيها المعلم سأقول لك شيئا، آسف على تخييب ظنك لكني لا أريد أن أحافظ على التوازن أو أيا كان، أنا كل ما أردته هو تعلم السحر لأني أجده مثيرا للاهتمام و أستطيع به حماية و رعاية أمي و المقربين مني"

نظر المعلم لباسل ثم قال "لكن الأمر مقرر منذ ولادتك، و إن لم تجعل من نفسك أقوى فلن يكون بإمكانك حماية ليس فقط أمك و المقربين منك بل هذا العالم بأكمله، و هذا لن يتحقق إلا عن طريق اتباعك إرشاداتي حاليا"

وضع باسل يده على ذقنه ثم قال "أ لا يمكن فقط للملك الأصلي هزيمة ملك الشياطين و الأمر سيحل ببساطة"

أجاب المعلم ضاحكا "هوهوهوهو، معك حق، لكن لو كان الأمر بهذه البساطة و السهولة ألا تظن أن الملك الأصلي كان سيفعله من الأول؟"

أجاب باسل بينما يضحك "هاهاهاها، معك حق" ثم أكمل بجدية "أيها المعلم أنا لا أعرف حول أشياء 'المختار' و 'الحفاظ على التوازن' هذه، لكن أظن أني سأتبع إرشاداتك للآن من أجل حماية من أريد"

قال المعلم "حسنا، هذا كل ما أحتاجه منك لتفعله، و الآن قبل أن نبدأ تعليمك السحر، يجب أن تفهم لم مررت بكل هذه التدريبات الشاقة"


تحمس باسل عند سماع معلمه، فهو أخيرا سيعرف سبب التدريب الجهنمي الذي استمر لأكثر من سنة، و بعد قليل من الوقت سيبدأ تعلمه الفعلي في السحر

بدأ المعلم شرحه قائلا "السبب الأكبر في قولي أنك كنت غير مستعد بالسنة الماضية كان بنية جسدك، كان يجب أن تكون بنيتك الجسدية قوية إلى حد ما من أجل تحمل موجة الطاقة الخارجية المفاجئة"

تعجب باسل في ما قال معلمه ثم سأله "الطاقة الخارجية؟ ما هذا أيها المعلم؟"

أكمل المعلم كلامه بالإجابة عن سؤال باسل "كما تعلم الساحر يملك طاقة سحرية تسري بجسده في مسار مرتبط بنقط الأصل، لكن ما لا تعلمه أنت و قاطني هذا العالم أن ليست هذه هي الطاقة الوحيدة الموجودة، هناك طاقة في الهواء الطلق و هي عبارة عن جزيئات من طاقة سحرية غير محدودة، يمكنك أيضا مناداتها الطاقة السحرية الخارجية، إنها الطاقة التي يستطيع استخدامها الساحر عندما يخترق المستوى السابع"

باسل تجمد في مكانه، ما الذي يقوله المعلم، اختراق المستوى السابع؟ الطاقة الخارجية؟ ما هذا بالضبط؟ و لهذا سأل في الحال قبل أن يشرع معلمه في استكمال الشرح "أيها المعلم، انتظر لحظة من فضلك، أريد أن أفهم بالضبط ما يجري هنا، أ تقول لي أن هناك مستوى أعلى من المستوى السابع في السحر؟ و هناك طاقة غريبة في الهواء؟"

ضحك المعلم ثم أكمل "هوهوهو، حسنا لا تكن مستعجلا، و لا تكن مصدوما لهذه الدرجة فقط من شيء كهذا" استرخى باسل قليلا ثم أكمل المعلم "ليس هناك مستوى أعلى واحد فقط بعد المستوى السابع، بل هناك مستويات كثيرة و خيالية، يسمى هذا العالم بالعالم الواهن لأنه العالم الأضعف و هذا بسبب عدم ظهور و لو شخص واحد يستخدم الطاقة الخارجية"

"هذه الطاقة السحرية الخارجية لا يمكن اكتشافها إلا من شخص قد وصل لقمة المستوى السابع و أعاد الدخول في حالة 'الصفاء الذهني و الروحي' لكن هذه المرة يحاول الشعور بهذه الطاقة الخارجية و جعلها تتصل بنقطه الأصلية، و بما أن لا أحد قد وصل لهذا المستوى في هذا العالم فلا عجب من عدم معرفة أي شخص بهذا"

لم تختفي الصدمة من على وجه باسل حتى لو كانت قد قلّت عما سبق، اليوم إنه يكتشف حقائق صادمة جدا، العالم كله سينقلب رأسا على عقب، الحروب ستندلع، القتل سيكثر، و القوى لن تبقى متوازنة كما كانت، هذا كله إن اكتشف شخصا آخر ما عرفه باسل اليوم

أكمل المعلم كلامه بادئا بمناداة باسل "أيها الفتى باسل، لقد حدثتك عن هذا لكي تفهم شرحي لحالتك الخاصة، أنت مختلف جسديا عن الآخرين، و هذا الاختلاف ليس بسيطا"

باسل عرف هذا بالفعل، فأي شخص سيستنتج بعد مرور مدة من الوقت أنه كان يدرب جسده، لكن لماذا؟ السحرة أو المتدربون على السحر لا يحتاجون لتدريب جسدهم لأنه سيصبح أقوى بمجرد دخولهم المستوى الأول، و يصبح أقوى أكثر كلما ارتفعوا في المستوى

أكمل المعلم كلامه "الأشخاص العاديون لن يحتاجوا للتدرب كما فعلت، فكما رأيت أنمار، لقد جعلتها تشرع في تدربها على السحر مباشرة بعد شرحه لها و إعطائها المعلومات التي تحتاجها، لكن في حالتك أنت هذا لم يكن ممكنا"

قال باسل فجأة بعدما ظهر عليه تعبير تذكر شيء ما "هل هذا له علاقة بما قلته عن تحمل جسدي لموجة الطاقة الخارجية المفاجئة؟"

أجاب المعلم "نعم، هذا صحيح، أنت لديك بنية جسدية تجذب الطاقة الخارجية طبيعيا و من تلقاء نفسها، فأنت بإمكانك استخدام الطاقة الخارجية من دون أن تحتاج أن تكون قد اخترقت المستوى السابع، لكن ليس هذا فقط ما تختلف فيه أنت عن الآخرين، السحرة عند وصولهم لمرحلة استخدام الطاقة الخارجية يكون بإمكانهم استخدام القليل منها فقط و كلما ارتفعوا بالمستوى كلما كان بإمكانهم استخدام قدر أكبر، أما أنت فعلى العكس جسدك يجذب الطاقة الخارجية بلا حدود"

باسل لم يجد ما يقوله للحظات، فهو عرف شيئا عن جسمه لم يكن يتخيل أنه سيسمعه في حياته لكنه جمع شتات نفسه ليسأل "أيها المعلم، إن كان هذا صحيحا، لم لا أشعر الآن بأي شيء، لماذا ليست هناك أي طاقة تنجذب لجسدي"

أجاب المعلم مكملا شرحه "حسنا، هذا لأن هناك ختم يمنع هذا من الحدوث، عندما ولدتَ، بعد مرور قليل من الوقت بدأت تنجذب لجسمك الطاقة الخارجية، و لو كان الأمر استمر هكذا لكنت قد متَّ، و لهذا قد جئت أنا و وضعت ذلك الختم، بعد هذا أصبح وضعك مستقرا"

تعجب باسل من كلام معلمه ثم قال "أوه، لقد سبق و التقيتني أيها المعلم عندما كنت رضيعا"

نظر المعلم لباسل ثم ضحك "هوهوهوهو، أ هذا ما أنت متفاجئ منه؟"


قال باسل بينما يضحك هو الآخر "هاهاها، أو لم تكن أنت الشخص الذي قال لي ألا أنصدم كثيرا؟ و أيضا بعد ان سمعت كل تلك الحقائق أصبحت أشعر أن أي شيء لن يفاجئني بعد الآن، هاهاها"

قال المعلم "حسنا، سنرى هذا" ثم أكمل شرحه "الآن جسمك مستقر تماما، لكن بمجرد ما أن تدخل المستوى الأول سيضعف الختم قليلا مما سيسبب في تلقي جسمك لكمية معينة و مفاجئة من الطاقة الخارجية، و لهذا كان عليك أن تدربه استعدادا للموجة السحرية التي ستأتي مرة واحدة"

و أخيرا عرف باسل ما الهدف الذي كان من أجله يتدرب لكل هذا الوقت، في الحقيقة هو لم يتصور أو حتى تخيل أن السبب سيكون هذا، فهو لم يعرف لا عن الطاقة الخارجية و لا عن الختم

أكمل المعلم "حسنا، هذا كل ما تحتاج لمعرفته قبل بدئك تعلم السحر، و لهذا كل ما تحتاج لفعله الآن هو الدخول للمستوى الأول لأكمل شرحي لك عن بنيتك و امتيازاتها الخاصة

فرح باسل و اقتنع بكلام معلمه تماما ثم قال "حاضر أيها المعلم"
كان باسل يجلس جلسة التربيعة و مغمض العينين و كان لديه تركيز خارق بحيث الطير يمكنه المجيء و الجلوس على رأسه معتقدا إياه صخرة ما

كان باسل الآن في بداية المرحلة الأولى من حالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، بدأ يفعل مثل ما قام به ب'وادي الظلام العميق'، حيث بدأ يستجمع جميع أفكاره الخاصة و يحاول تثبيتها لكي يستطيع إخمادها، لكن في كل مرة كان يفشل، و يبدأ العملية من جديد، لأنه الآن لا يحتاج لتجميع أفكار معاركه فقط و إنما كل الأفكار مهما كان نوعها

استمر الأمر معه على هذه الحال لمدة خمسة أيام فقط حتى استطاع إخماد القليل من أفكاره، لكنه لم ينجح في إخمادها كلها، فهناك أفكار و اعتقادات لم يستطع تركها من السيطرة على عقله أبدا، ففي كل مرة كان يقترب من التحكم الكامل كانت تظهر فكرة و اعتقاد جديد يشتت له تركيزه، بعد يومين آخرين فقط استطاع إنهاء المرحلة الأولى بحيث كان قد أخمد أفكاره كلها بعد أن استطاع تثبيتها و ترسيخها كلها من أجل التحكم بها

في هذه المرحلة لم يكن الأمر صعبا على باسل لأنه احتاج فقط لتجميع أفكاره و جعلها مستقرة و ثابتة ليستطيع التحكم بها، و عندما نجح بهذا استطاع إخمادها

عندما نجح باسل بالمرحلة الأولى 'ترسيخ الأفكار'، أحس بنفسه كما لو أنه فضاء لا نهاية له، أحس بالراحة في هذا المكان، كان هذا الفضاء هادئا بحيث إن رميت به حجرة سيتردد صوتها على مسامعك لآلاف المرات

كان هذا الفضاء باللون الأزرق الفاتح و قريبا للون الأبيض، بعد مدة أحس باسل بتغير بدأ يحدث في هذا الفضاء. ظهرت أمامه أمه و العمة سميرة و أنمار و الجد علي و عندما رآهم ذهب في اتجاههم بفرح، لكن عندما وصل أمامهم، العمة سميرة قطعت لأطراف أمام عينيه، أنمار بدأت تضغط حتى ماتت، الجد علي بدأ يتآكل جسمه بسرعة حتى اختفى تماما، و في الأخير أمه بدأت تذوب أمام عينيه كما لو أنها تتعرض لنار حارقة


باسل في كل لحظة كان يتقطع من الألم و يصرخ بجنون بدءً بالعمة سميرة وصولا لدور أمه، عند موت أمه بهذه الطريقة أمام عينيه، باسل فقد كل إرادته في الحياة و أصبحت عيناه فارغتان و عند حدوث هذا بدأ يتصدع ذلك الفضاء شيئا فشيء حتى تكسر من حوله

"وااااااه"

فتح باسل عيناه صارخا كما لو أنه قد استيقظ من أفظع كابوس مر عليه في حياته ثم نظر في اتجاه المعلم و سأله بينما وجهه شاحب "أيها المعلم، ما كان ذلك بالضبط؟ ما الذي حدث؟ كنت في فضاء لا نهائي و أحسست بالانتماء لهناك و راحة لا مثيل لها لكن في لحظة تغير كل شيء من الطمأنينة و السكينة لعذاب شديد"

أجاب المعلم بعد أن تنهد "تلك هي بداية المرحلة الثانية "فهم الأحجية و فكها'، لقد كنت في فضاء روحك، المسمى ب'بحر الروح'، لقد سبق و قلت لك إنها أصعب مرحلة، ستواجه أكبر مخاوفك و لن تكون قادرا على الاستمرار ما لم تتغلب عليها، بعدها يأتي دور الغوص بالروح و ترتيب الدورة التنفسية تماما، و من ثم البدء في الشعور بنقط أصلك"

كان باسل يقطر عرقا باردا، بدأ يتذكر ما رآه في السابق، عندما كان بذلك الفضاء أحس بالأمر كما لو أنه حقيقة، حتى مع أنه كان يقنع نفسه مرارا و تكرارا أنه وهم إلى أنه لم يستطع التحمل أكثر عندما وصل دور أمه

قال باسل بصوت مرتعد "أيها المعلم، أ سيكون علي تجريب مثل ذلك الأمر في كل مرة أدخل للمرحلة الثانية؟"

أجاب المعلم "في كل مرة سيختلف الأمر، سيزداد سوءا في كل محاولة ثانية لكنه لن يُخفّف أبدا، أظن أنه عليك الاستعداد جيدا، فهناك من ضاعت روحه بهذا الاختبار عندما كرره مرات كثيرة، و لهذا عندما لا ينجح الأغلبية يتوقفون عن التدرب خائفين من الضياع، لكن لا تقلق، أنت قادر على فعلها، ثق في كلامي"

باسل الذي كان وجهه شاحبا، تغيرت نظرته و قرر البدأ من جديد، فهو من البداية كان مستعدا لأن يواجه أي خطر، فليس هناك شيء بدون مقابل في هذا العالم، هذا ما كان يعتقده باسل


بدأ باسل من جديد، لكنه كان يفشل في كل مرة، و يعود بوجه شاحب أكثر من الذي سبق، بقي على هذه الحال لمدة عشرة أيام من دون الحصول على نتيجة

في الأول كان باسل يأخذ وقتا طويلا لإتمام المرحلة الأولى، لكنه عندما أعاد المحاولة مرارا و تكرارا أصبح ينهيها في غضون نصف ساعة

المحاولة رقم 'عشرون'، بداخل 'بحر الروح'

"لا، لا، لا، لا، لا، ليس ثانية أرجوك لا تقتل من أعِز، لا تعذبني هكذا، أرجوك". كان قلب باسل يتقطع من الألم، فهو وصل لمرحلة حيث أصبح يرى المقربين منه يقتلون بأشنع الطرق، و ليس مرة أو إثنان، بل المئات من المرات، و في الأخير يفقد السيطرة على نفسه و يتكسر 'بحر الروح'

عندما كان باسل ينهي المحاولة يدخل في الثانية مباشرة مع أن التعب و المعاناة الشديدين جراء هذا كان أضعاف الذي أحس به جراء تدريباته في السنة الماضية

في كل محاولة أخرى كان العذاب يزداد شدة. أغلق باسل عيناه و لم ينظر حتى عند سماعه لصراخ أمه التي تتعذب

"لقد عرفت سبب كل هذا، إن هذا كله ليس سوى وهم أنا أخلقه بنفسي، فعندما أرى السكينة و الطمأنينة، تبدأ مشاعري بالهيجان، لأنني ألوم نفسي عن الراحة التي حصلت عليها لوحدي تاركا من أحب و أعتز به، عقلي الباطن يبدأ في جعلي أتوهم تلك الأشياء التي أخاف أن تحصل، و إن لم أدرك هذا لن يكون بإمكاني التقدم للأبد"


بعد فهم باسل لحالته، حتى مع جميع الطرق التي صرخ بها أو مات بها أمه و الآخرين، لم يترك هذا يشوشه و ركز على التحكم في مشاعره و مخاوفه. بدأت تقل حدة الصراخ شيئا فشيء حتى اختفى الصوت تماما. أخمد باسل جميع المشاعر السلبية و الإيجابية، حتى مشاعره تجاه الشياطين أخمدت، و بهذا انتهى من المهمة الأولى

عندما فتح باسل عينيه وجد 'بحر الروح' كما يجده في اللحظات الأولى من دخوله. تنفس باسل الصعداء لأنه أخيرا اجتاز هذا الاختبار

لم يحدث شيئا لمدة طويلة حتى تكونت بوابة من ضوء ساطع و كانت ضخمة جدا بحيث لا يمكنك رؤية عرضها و لا طولها. عندما اقترب باسل منها ظهر فَلَق رقيق للغاية لكنه كان كافيا للمرور منه

عند رِؤية باسل لهذا فهم أنه عليه المرور من ذلك الشق. استعد نفسيا ثم خطى للداخل. هذه المرة كان هناك ظلام لا نهائي و هناك أربعة عشر كرة بقطر يصل لثلاثين سنتمتر، يدور حول كل واحدة منها حروف رونية تتغير باستمرار

فهم باسل ما الذي يجب عليه فعله، فهو عليه أن يفهم هاته الأحاجي كاملة ليحرر و يفك الختم عن هذه الكرات الأربعة عشر

"إذن هذا ما كان يقصده المعلم بفهم الأحجية و فكها، لكن إن كان اسم المرحلة يشير لهذا الاختبار، أليس هذا يعني أنه أصعب اختبار، مع أنني مررت بكل ذلك العذاب المرير لا يزال هناك المزيد؟"

عندما اقترب باسل من إحدى الكرات لمسها و بدأت العديد من الأفكار تتوغل لعقله فأزال يديه بسرعة، عندها فهم باسل الأمر "سوف يجب علي فهم هذه الأفكار و التحكم بها من أجل فك أحجية تلك الحروف الرونية و إخماد هذه الأفكار من جديد كما فعلت في المرحلة الأولى"

لمس باسل الكرة من جديد لتندفع تلك الأفكار لوعيه من جديد و بدأ يحللها، الابتسامة ظهرت على وجه باسل، فهو كان يتمتع بهذا الأمر، لقد كان يحب الكتب منذ صغره، الغامضة منها خصوصا و التي تحمل ألغازا و أحاجي صعبة


يبدو أنه وجد أحجية رائعة ليتمتع بها هذا المرة و الأفضل في الأمر هو أن الجائزة ستكون رائعة. بقي باسل على هذا الحال لمدة طويلة حتى أنه فقد الاحساس بالوقت بالفعل

مر الكثير من الوقت على دخوله للمرحلة الثانية و معلمه الذي يراقبه كان مصدوما بشدة هذا المرة، و بعد أن هدأ قليلا ابتسم ثم قال "أن ينهي أصعب اختبار بين جميع الاختبارات في يوم واحد، هذا ببساطة ليس بفعل يقدر أي أحد على فعله، هل هذا له علاقة بكونه المختار، 'المختار' " بقي 'إدريس الحكيم' يردد هذه الكلمة مرارا و تكرارا بينما يشاهد باسل الذي دخل للمرحلة الأخيرة

كان باسل ب'بحر الروح' و جالسا جلسة التربيعة كالعادة. كان يتأمل و يتحسس نقط أصله. بعدَ أن فهم أحجية جسده قام بفكها و أخمد جميع تلك الأفكار، و بمجرد فعله لهذا أصبحت لديه معرفة كاملة بما يجب عليه فعله للشعور بنقط أصله

ظهر شكل أبيض على شكل جسم أمامه، أو بالأحرى على شكل جسمه. بدأ باسل يشعر بنقطة تلو الأخرى و يوصلها ببعضها

كانت كل واحدة من هذه النقط تتمركز في موضع، كل واحدة في جزء من ذلك الجسم الأبيض. كانت هناك بالأول نقطة لا لون لها في الجبهة، و من ثم خرج منها مسارين اتجها نحو الكتفين و توقفا إلى أن تكونت نقطتين أخرتين كل واحدة على كتف، و خرج مسارين من كل نقطة، اثنان اتجها نحو وراء الرقبة لتتكون نقطة و آخران للصدر لتتكون نقطة أخرى، خرج مسار من نقطة الرقبة و نزل لأسفل الظهر مكونا نقطة أخرى هناك، خرج ثلاث مسارات هذا المرة من النقطة التي بالصدر، ، اثنان استكملا طريقهما، واحد على الجهة اليمنى و الآخر على اليسرى، نزولا للكوعين فكونا نقطة و من ثم إلى اليدين ليفعلا نفس الشيء، أما المسار الثالث بعد أن نزل قليلا نحو السرة، تفرع لمسارين نزلا نحو الركبة و من ثم إلى القدم فاعليْن مثل اللذيْن سبقهما

و بهذا كان باسل قد أتم المرحلة الأخيرة 'العقل و نقط الأصل'. عندها وقف المعلم الذي كان يشاهد باسل و ابتسم ثم جمع القليل من السحر الخالص بيده اليمنى و وضعها على جبهة تلميذه ثم صرخ "هااااااااااااا"، بعد مرور قليل من الوقت بدأ 'بحر الروح' الخاص بباسل بالاهتزاز و تكونت البوابة الضخمة من جديد لتخرج منها الكرات الأربعة عشر و ذهبت فوق الجسم الأبيض على شكل دائري

فششششششششششش


كانت جميع الكرات غير محاطة بتلك الحروف الرونية من السابق و أطلقت خيطا رفيعا بجبهة الجسم الأبيض لتمتلئ به نقطة الأصل المتموضعة هناك و بدأت تشع بضوء ساطع، ليمر هذا الأخير على المسار الذي صنع من قبل، و في لحظة امتلأت جميع النقط الأربعة عشر بالضوء الساطع

بمجرد ما أن انتهى هذا فتح عينيه ليجد المعلم أمامه مبتسما "أحسنت أيها الفتى، لقد نجحت في اكتساب سحرك الخاص، يجب أن تكون هناك كرات من فوق جسم أبيض عندما كنت في 'بحر الروح'، تلك هي مقدار قوتك السحرية الآن و سوف تعبئ كل نقطك الأصلية بالطاقة السحرية من دون أن تتركها تفرغ، لكن تلك الكرات سوف ينقص حجمها تدريجيا في كل مرة تزود نقطك الأصلية بالسحر، و عندما تصل لحجم غير قادر على ملأ كل نقطك الأصلية سيكون هذا معناه أن طاقتك السحرية قد فرغت و ستحتاج للوقت من أجل إعادة الشحن"

كان باسل هادئا جدا، فهو اكتسب السحر الذي كان يطمح له منذ وقت بعيد لكن ردة فعله لم تكن كبيرة، فما زال هناك أمر عليه تخطيه

"و الآن فلتستعد لموجة الطاقة الخارجية، فالختم قد ضعف مثل ما قلت لك"

ووووووووووووووووش

أحس باسل بطاقة غريبة تندفع لجسمه، اتجهت هذا الطاقة نحو بحر روحه و كانت كسحابة كبيرة، عندما دخلت لبحر الروح، بدأ هذا الأخير يتصدع قليلا

كان باسل متفاجئا، لكنه عندما رأى بحر روحه بدأ يتكسر، فأسرع في البدء بإصلاحه عن طريق إرسال طاقته السحرية لملأ الفراغ بين الكسور، و في نفس الوقت كان يرسل طاقته السحرية نحو سحابة الطاقة الخارجية الهائجة ليتحكم بها قبل أن تتسبب في تدمير بحر روحه

هذه الطاقة كانت كبيرة بأضعاف عن طاقته السحرية، إن لم يتحكم بها و ظل يصلح التصدعات التي تظهر في بحر روحه فقط، ستنتهي في النهاية طاقته السحرية و تدمر سحابة الطاقة الخارجية بحر روحه

عندما يصبح الشخص ساحرا يكون بإمكانه الدخول لبحر روحه متى ما شاء، و لهذا كان باسل قادرا على الدخول بسرعة و شرع في التحكم بسحابة الطاقة الخارجية

إن كان باسل ما يزال بنفس البنية الجسدية التي كان يملكها قبل سنة لكانت الطاقة الخارجية قد دمرت جسمه قبل أن تصل لبحر روحه

بدأت سحابة الطاقة الخارجية تهدأ شيئا فشيء إلى أن توقفت عن الهيجان تماما. بعد لحظات بدأت تنقسم لكرات عديدة وصل عددها للأربعة عشر. حدث لهذا الكرات ما حدث مع الأخرى، جاءت هذه الكرات الأربعة عشر فوق الجسم الأبيض و أطلقت كل واحدة منها خيطا رفيعا في اتجاهه مالِئة نقاطه الأصلية كلها


فتح باسل عينيه و تفاجأ ثم سأل معلمه الذي كان أمامه "أيها المعلم ما الذي حدث قبل قليل؟"

أجاب المعلم "حسنا، لقد أنتظرك لتنتهي ثم أكمل لك شرح حالتك من حيث توقفنا سابقا. عندما ضعف الختم دخلت لبحر روحك كمية من الطاقة الخارجية، و كما رأيت إنها تكون هائجة على عكس طاقتك الخاصة، الساحر عندما يصل لقمة المستوى السابع يمر من مرحلة مشابهة للتي مررت بها و يصنع أربعة عشر كرة من الطاقة تكُون عبارة عن طاقته السحرية الثانية و التي تكوِّن عنصره الثاني ثم يخترق و يكون باستطاعته استخدام عنصرين مختلفين من السحر"

قال باسل بتعجب "أووه، إذن ما فعلت الآن كان هذا الشيء، لكن انتظر العنصر الثاني؟"

أكمل المعلم "هذا صحيح، الطاقة الخارجية التي يكتسبها الساحر بعد اختراقه المستوى السابع تصبح عنصره السحري الثاني، و أنت الآن تمتلك عنصرين مختلفين من السحر من دون أن تخترق المستوى السابع"

تفاجأ باسل و قال "لكن..." ثم بدأ ينظر ليديه

عندما رآه المعلم قام بسؤاله "ماذا بك؟"

أجاب باسل "حسنا، نوعا ما ليس كما توقعت أن يكون الشعور عند امتلاكي السحر"


قال المعلم مع رفع ذراعيه قليلا و بصوت متحمس "القو...القوة تغمرني" ثم أكمل "أهذا ما كنت تتوقع انه سيحدث؟"

أجاب باسل بخجل قليل "حسنا، نعم، نوعا ما"

قال المعلم بادئا بضحكة "هوهوهو، حسنا لا تقلق ستشعر بالتغير لاحقا، و الآن سأكمل شرحي، أنصت جيدا" ركز باسل على ما يقوله معلمه الذي أكمل شرحه "عنصر سحرك تعرفه عندما تركيزك على الكرات الأربعة عشر اللواتي هن طاقتك السحرية، بمعنى آخر عندما تركز وعيك جيدا على طاقتك السحرية ستعرف في الحال ما هو عنصرك، فبما أنك تكون قد فككت أحجية الحروف الرونية ستفهم كل شيء حول نفسك بتركيز وعيك فقط"

عندما انتهى المعلم من شرحه لهذه النقطة دخل باسل بسرعة لبحر روحه و ركز على طاقته السحرية فعرف عنصرها ثم انتقل للطاقة الخارجية و التي أخذت منه وقتا أكبر من التي سبقتها لكنه استطاع معرفة عنصرها هي الأخرى ثم فتح عينيه و قال عن ماهية عنصريه الاثنين للمعلم ليبدأ هذا الأخير بإعطائه جميع المعلومات عنهما

"هذا صحيح، كما قلنا، فعندما تصبح بنية الساحر الجسدية أقوى في كل مرة يرتفع بالمستوى، يكون هناك توازن بين طاقته السحرية و بنيته الجسدية، و عندما يصل لقمة المستوى السابع تكون بنيته قادرة على تحمل الطاقة الخارجية، و لهذا لا يؤثر عليه الأمر أبدا"

قال باسل "أيها المعلم، شكرا على الشرح لقد فهمت الأمر لكن ما زال هناك أمر أريد معرفته، ما الذي يوجد بعد المستوى السابع؟"

أجاب المعلم "بعد المستوى السابع يوجد سبع مستويات أخرى في السحر، من المستوى الثامن إلى الرابع عشر، عندما يدخل الساحر للمستوى الثامن تبدأ حياته تتمدد بعشرين سنة في كل مستوى يرتفع به، و تكون قوته أكبر بشكل لا يقارن مع ما كانت عليه "

أحس باسل بفرح غامر ثم قال "يبدو أن العالم أوسع بكثير جدا مما كنت أتخيل، لقد كنت حقا ضفدعا في بئر، يبدو أنه سيكون من الممتع أكثر اتباع إرشاداتك، فبهذا أنا عرفت كل هذه الأشياء و لا زال هناك الكثير على ما أظن، أعتقد أنه لا ضير في الأمر أن أكون هذا 'المختار'، فبسبب هذا التقيتك أيها المعلم"


قال المعلم ضاحكا "هوهوهو، كما قلتَ ما زال هناك الكثير و الكثير، هناك مستويات خيالية، و قد الأمر يحتاج لمئات السنين لترى كل ما تريد، العالم واسع بحق أيها الفتى باسل، من الآن فصاعدا ستكون مهمة حماية هذا العالم على عاتقك، ستكون قائدا للناس هنا و قدوتهم، يجب أن تصبح أقوى بكثير إن أردت حماية كل ما تريد، أعداؤك الحقيقيون أقوياء بشكل لا يوصف،

فقبل ثلاث عشر سنة لم يرسل ملك الشياطين سوى عدد قليل من قادة جيشه و هذا كان كافيا لجعل هذا العالم يخضع لأمره، لولا استجابة جلالة الملك الأصلي السريعة لكان جميع سكان هذا العالم عبيدا بحلول هذا الوقت يقاتلون من أجل إنقاذ عائلاتهم اللواتي سيكون قد جعلهن ملك الشياطين رهائن لضمان عدم خيانتهم له"

عقد باسل حاجبيه ثم قال "أيها المعلم، لقد كنت صادقا معي من الأول و أنت علمتني و لا زلت تعلمني الكثير من الأشياء التي ستساعدني في وقت الحاجة، و لهذا بدلا من قيامي بهذا على أنه واجبي كالمختار أو المحافظ على التوازن، سأحسبه ردا لمعروفك في منحي الفرصة لأحمي العزيزين على قلبي، إنني أشكرك من أعماق قلبي يا معلمي" بعد أن قال باسل آخر كلمة انحنى قليلا احتراما ل'إدريس الحكيم'

أجاب المعلم "حسنا، لقد أعجبتني منذ الأول أيها الفتى باسل و هذا كان السبب الأكبر على ما أظن في استمتاعي بتعليمك، و الآن لنذهب لنجرب قدراتك القتالية بعد اكتسابك السحر كيف أصبحت"

أجاب باسل كالعادة "حاضر أيها المعلم"

ذهب الاثنان حتى وصلا لوادي الظلام العميق. دخل باسل و معلمه ثم اتجها نحو كهف من الكهوف التي لم يدخلوها سابقا

كان الصمت يعم المكان. سقط على كتف باسل شيء ما فأدار وجهه ليرى ما هذا الشيء و إذا به يجد ثعبانا كان في استعداد لعض رقبته، أسرع باسل في تحطيم جمجمته قاتلا إياه ثم نظر للسقف ليرى من أين أتى هذا الثعبان، عندها رأى عددا لا نهائيا من الثعابين على طول الكهف، كان أمامهما أربع طرق و التي اختار المعلم الأوسط و الواسع بينها و استمرا إلى أن وصلا للفضاء الواسع بالداخل حيث سمعا صوت فحيح كبير و في الوسط هناك عينين حمراوتين بدأ يتوضح مالكهما

كان عبارة عن ثعبان بحجم هائل يمكنه أن يبتلع دب الأعماق، عندما رآه باسل تذكر كلام معلمه عندما قال له أنه لم يحن وقت دخوله لهنا بعد، فهم باسل في ذلك الوقت أن معلمه كان يشير إلى أنه لم يكن مستعدا لمواجهة الوحش الذي يوجد هنا، و يبدو أنه كان محقا في فهمه


كان باسل يعتقد أنه لو واجه هذا الوحش قبل سنة من الآن لم تكن لتكون هناك أي فرصة له ضده، الوحش الذي كان أمامه لا يمكن مقارنته بدب أعماق، فلا شك أنك إن وضعت دب الأعماق أمام هذا الثعبان العملاق سيأكل في لحظة واحدة

لكن هذا ليس كل شيء، قام المعلم ببدأ كلامه مناديا باسل "أيها الفتى باسل، هذا الثعبان يسمى "ملك الثعابين الشره'، إنه يتغذى على جميع الكائنات الموجودة بهذا الوادي، لا يهم إن كان دببة أعماق أو كلاب مهشمة، كل الوحوش هنا ما هي إلا مجرد وجبة خفيفة له. عندما يشبع يعود للنوم من جديد. أتيت بك لهنا لأنه اليوم الذي سيستيقظ به، عندما يستيقظ يكون في أشد حاجته للأكل و لهذا يكون في أخطر حالاته. يستطيع استخدام 'القسم النهائي' من المستوى الثاني من 'سحر العقل' إنه ببساطة حاكم وادي الظلام العميق"

"يكون في أغلب الأوقات في سبات لكنه عندما يستيقظ أول ما يفعله يكون أكل دببة الأعماق كلها و بعدها يذهب باحثا عن المزيد من الطعام، أنت الآن عبارة عن عثرة في طريقه للبحث عن وجبته، و لهذا سيحاول قتلك بكل ما يملك من قوة"

ابتلع باسل ريقه و أحكم قبضته ثم عندها أكمل المعلم "ستقاتله و يجب أن تستخدم كامل قوتك، و من الآن فصاعدا لن أقمع أي وحش و ستواجهه من دون أن أفعل له أي شيء"
اومأ باسل موافقا علي كلام معلمه

وبعد فتره من بدايه القتال

بوووم

باسل كان هاربا من أنياب 'ملك الثعابين الشره' العملاقة بسرعة هائلة و بدون توقف

حاول ملك الثعابين الشره عض باسل الذي كان بجانب الحائط. راوغه باسل و عندما فعل هذا انغرست أنياب ملك الثعابين الشره في الحائط

بدأ ملك الثعابين الشره يزيل أنيابه من الحائط ببطء و عندما رأى باسل الضرر الذي خلفه على الحائط صدم تماما، سيموت بلا شك من مثل هذا الهجوم، اخترقت الأنياب الحائط كما لو أنه قطعة من الخبز مخلفة ورائها ثقوبا عميقة

مع أن هذا الأمر صدم باسل لكنه لم يخف منه، جمع شتات نفسه بسرعة ثم قال "حسنا هذا كل شيء بالنسبة لتجريبي قوتي البدنية، و الآن لننتقل إلى استخدام السحر"

عندما انتهى باسل من كلامه خرجت طاقة بلون أزرق فاتح أقرب للون الأبيض و أحاطت بجسمه. كانت هذا الطاقة هادئة جدا و غير هائجة، و بعد لحظات بدأ المحيط بينها و بين جسم باسل يصغر شيئا فشيء إلى أن اختفى تقريبا

كانت الطاقة كما لو أنها خيط رفيع حول جسم باسل و أصبح اللون السابق باهتا جدا

اندفع باسل في اتجاه ملك الثعابين الشره و ترك في المكان الذي انطلق منه آثارا عميقة قليلا تعود لقدمه. وصل في لحظة لجانب ملك الثعابين الشره ، و ركله بووم فصرخ الثعبان الضخم من الألم

شااااااااااخ

لكن الضربة لم تؤثر فيه كثيرا و انطلق نحو عدوه ليعضه لكن هجومه لم يفلح حيث قفز باسل للوراء متفاديا إياه

ابتسم باسل ابتسامة عريضة، لم يكن متوترا بالمرة كما كان أول مرة عندما أراد قتال دببة الأعماق. في هذا السنة الأخيرة مر عليه تدريبات جحيمية و من بينها كان وادي الظلام العميق هو الأسهل، فبعد أن خرج منه و استأنف التدريب من جديد تحت قيادة معلمه لم يكن له وقت للراحة كل يوم و له فقط ثلاث ساعات لينام بها

عندما بدأ المعلم يدرب أنمار على السحر، قال لباسل أن يوصل خبرا لأمه أنه لن يعود لشهرين آخرين، و استمر الأمر هكذا إلى أن انتهى عام التدريب البدني


فرح باسل لأنه و أخيرا يستخدم السحر في مواجهته لوحش. عندما راوغ الثعبان الضخم و أخذ وقته في الفرح، راوغ الهجوم التالي

أخرج الثعبان أنيابه من الأرض و صرخ بشكل مريع، كان في قمة غضبه، هذا الجرذ الذي أمامه لا يريد الموت و لا الابتعاد عن طريقه

لمعت عينا ملك الثعابين بلون أحمر بينما ينظر لباسل، هذا الأخير عندما التقى نظره بعيني العدو أصبح جامدا في مكانه و لم يعد باستطاعته الحراك و الطاقة التي كانت تحيط بجسمه اختفت

استخدم ملك الثعابين الشره أخيرا سحر العقل الخاص به موقفا حركة باسل، فعلى ما يبدو أنه تحكم بعقل باسل مانعا إياه من الحركة

انقض الثعبان الضخم على باسل الجامد بمكانه

فحيييييييح

اقتربت الأنياب من باسل و كادت أن تقضمه لكن في آخر لحظة حدث انفجار جعل ملك الثعابين يحلق للوراء

بووووووم

خرجت نار مركزة من جسم باسل في آخر لحظة عندما كانت الأنياب ستعضه

*يلهث، يلهث....لقد كان هذا قريبا" كان باسل يتحدث بينما يلهث و يتعرق بشدة لأنه كان يرى كل ما يحدث أمام عينيه لكنه لم يكن يستطيع الحراك أبدا مهما فعل

عندما اقترب ملك الثعابين الشره بأنيابه و كاد أن يقتله لم يكن لباسل خيار آخر سوى تفعيل السحر الثاني الذي يملكه

"يبدو أنني في الأخير سأحتاج لكلا عنصريّ الآن لأهزمه، عندما ضربته بتلك الركلة لم يتأثر كثيرا، أعلم أنني لم أضربه بكامل قوتي لكنني كنت أستخدم سحر 'التعزيز' في تلك اللحظة، إن لديه جسم قاس حقا، لو أنني لم أستخدم سحر 'النار' لكنت ميتا بلا شك"

وقف الثعبان الضخم ثم صرخ بصوت أضخم من السابق

شااااااااااااااااااخ


في كل مرة يعيقه باسل و يضيع من وقته يزداد غضبه، لكن على ما يبدو أن هذا ليس السبب الوحيد. بعدما هزم باسل سحره لم بعجبه الأمر و شعر به كإهانة له

فعّل باسل سحر 'التعزيز' من جديد و بدأ ينتقل من مكان لأخر لكي يترك الثعبان القادم يحدد مكانه. انطلق ملك الثعابين الشره بسرعة أكبر من السابق ليواكب سرعة باسل التي أصبحت في مستوى آخر عن قبل

شوو، شوو، شوو

أطلق باسل بينما يهرب سهاما نارية صغيرة نحو الثعبان الضخم لكنها اصطدت بجسده و لم تخترقه، اشتعلت القليل من النار على جسد ملك الثعابين الشره لكنه أطفئها بالنفخ عليها

بوووووم

ركل باسل ملك الثعابين الشره بكل قوته هذا المرة ليحلق هذا الأخير كما حدث معه في الانفجار السابق و اصطدم بالحائط

في هذه الأثناء كان باسل يشحذ سحره، كان واضعا ذراعه أفقيا في اتجاه العدو و قبضته مفتوحة، ظهرت كرة نارية صغيرة أمام يده و بدأت تكبر ببطء حتى صار قطرها مترا و أطلقها نحو ملك الثعابين الشره

بوووووووووم

انفجرت كرة النار بالعدو و اشتعل حريق ضخم جدا

شاااااااااااااااااااااااااخ

صرخ الثعبان الضخم ببؤس بينما يحترق بالنار التي تحيط بجسده

"أظننت أنني قد ألقيت تلك السهام سابقا محاولا تحقيق نتيجة من الهجوم؟ هاها، لم تكن تلك سوى طعما لتأكيد شكي، أنت لا تحتمل النيران أبدا"

وقف الثعبان المحاط بالنيران و صرخ غاضبا شااااااااااااااخ و أضاءت عينيه بالأحمر و استخدم سحر العقل، باسل أرخى دفاعه قليلا عندما نفذ هجومه و عندما شاهد العدو يقف من جديد تفاجأ و نسي إزاحة نظره

التقى نظر باسل بالخاص بملك الثعابين الشره و سُيطِر عليه مرة أخرى


كان باسل يلعن نفسه على إرخائه دفاعه، حتى اعتقد أنه بعد تدربه الطويل قد تعلم أن القتال ضد الوحوش لا ينتهي إلا عندما يموت أحد الطرفين، لكن يبدو أنه نسي نفسه بسبب نشوته لأنه يقاتل بالسحر

كان ملك الثعابين الشره يتقدم ببطء نحو عدوه، كان جسده في حالة يرثى لها لكن بعد لحظات نفخ على النار بقوة شديدة حتى انطفأت من جسده و عندها بدأ يحصل أمر غريب

بدأ ملك الثعابين الشره يغير الجلد القديم و المحترق و ينسَلّ ببطء حتى خرج بالكامل، أصبح جسده متعاف تماما

كسرت السيطرة أخيرا من على باسل ليتنفس الصعداء و يقول "يبدو أن له حدا زمنيا للسيطرة، و أيضا بما أنني لدي سحرين بالفعل كان الأمر أسرع"

عندما كان باسل تحت مفعول سحر العقل كان يشاهد كل شيء، صدم من ما فعله ملك الثعابين الشره، يبدو أن العدو كانت له ورقة رابحة تمكنه من شفاء نفسه بسرعة مع أنها ليست سحرا أو أي شيء و إنما قدرة يتميز بها كوحش

استعد الثعبان الضخم لبدأ المعركة و هذا ما فعله باسل أيضا

"توقف" جاء الصوت من المعلم موقفا باسل و فعّل 'إدريس الحكيم' حاجزا بينهما و بين ملك الثعابين الشره ثم قال "أيها الفتى باسل، يبدو أنك لم تلاحظ، إن طاقتك السحرية قد فرغت بالفعل"

"آه.." عندها لاحظ أخيرا باسل الأمر ليكمل قائلا "شكرا لك أيها المعلم، لقد كدت أذهب لحتفي"

قال المعلم "لا بأس لكن من الآن فصاعدا عليك أن تبقي بالك مع كمية طاقتك و وضعها في الحسبان، و اعرف كيف تستغلها جيدا من دون هدر أي قدر منها"

أجاب باسل "حاضر أيها المعلم"

أكمل المعلم "و الآن فلتشرب 'إكسير العلاج' هذا سيسرع من تجديد طاقتك"

أخذ باسل المشروب من معلمه و شربه ثم ذهب بناء على أوامر معلمه لإحضار بعض الطعام

عاد باسل محضرا معه العديد من 'الفئران القاضمة' و أشعل نارا ثم شرع في طهي اللحم الذي استخلصه و نقاه

بينما يأكل الاثنان قال المعلم عندما شرب من الحساء "أوه، يبدو أنك تحسنت عن قبل"


كان باسل ينتظر رد معلمه و فرح عند سماعه

بعد انتهائهم كان باسل يجلس بهدوء و تركيز كبيرين فقاطعه المعلم "انهض أيها الفتى باسل، لقد حان الوقت"

فتح باسل عينيه و ذهب في اتجاه ملك الثعابين الشره الذي أصبح مجنونا بالكامل بسبب الحاجز الذي يمنعه من الخروج، جوعه و غضبه كانا في أقصى حالتهما

أزال المعلم الحاجز فانطلق الثعبان الضخم بجنون نحو باسل، هذا الأخير تفاداه في آخر لحظة لكن لم يبدو على وجهه الخوف، حتى عندما تبعه العدو بجنون و عينيه تلمعان باللون الأحمر، أغمض عينيه و ظل يراوغ الهجمات واحدة تلو الأخرى

كان باسل يستخدم سحر 'التعزيز' في كامل قوته لكي يتجنب الهجمات، فسحر التعزيز لا يعزز من القوة الجسدية فحسب، بل حتى الحواس كلها، و لهذا كان باسل قادرا على مراوغة هجمات ملك الثعابين الشره مغمض العينين

بووووم

قفز باسل نحو ملك الثعابين الشره و نزل عليه بركلة بكل قوته

شااااااااخ

صرخ العدو من الألم لكنه التف لباسل بسرعة و انقض عليه

راوغ باسل الهجوم ليعض الثعبان الضخم نفسه، و في هذه الأثناء اقترب باسل مرة أخرى من العدو و أشار براحة يده نحوه لتظهر كرة نارية صغيرة ثم بدأت تكبر، لكن هذا المرة طريقة نموها كانت مختلفة، كانت تكبر على شكل سهم كبير و عريض وصل لثلاثة أمتار في الطول، ثم أطلقه باسل على جسم ملك الثعابين الشره

بوووم

شااااااااااااااااااخ


صوت الاصطدام تبعه صرخة الوحش البائسة


لم يتوقف باسل هنا و كون سهما ناريا ضخما آخر و غرسه بالجسم بالقرب من الرأس

كان ملك الثعابين الشره الآن مقيدا بالسهمين الناريين ليقفز باسل و فعل سحر التعزيز بكامل قوته ثم نزل على رأس العدو

بووووووووووم

كسرت جمجمة ملك الثعابين الشره، ثم وقف باسل أمامه و كون كرة نارية و تركها لتكبر حتى صار قطرها حوالي نصف متر و أطلقها على العدو

وووووووووووووش

اشتعلت النار بجسم الثعبان الضخم و سارت على جسمه لتلتقي بالسهام النارية، و بمجرد ما أن حصل هذا، انفجر السهم الأول ثم تبعه الثاني فقتل ملك الثعابين الشره بطريقة فظيعة حيث تشتت جسده لأشلاء

ذهب باسل بكل هدوء و أخذ 'حجر الأصل' الذي كان أكبر من الخاص بدب الأعماق بأكثر من الضعف ثم عاد لمعلمه

مدحه المعلم قائلا "أحسنت في استغلال سحرك، يبدو أن تحكمك في السحر يزداد بسرعة"

قال باسل باحترام "نعم أيها المعلم، لقد لاحظت أنني سحري قليل الآن بما أنني في المستوى الأول، سحر 'التعزيز' كان بإمكاني المحافظة عليه لوقت طويل بدون الحاجة للخوف من فقدانه في وسط المعركة لأنه يأتي من الطاقة الخارجية التي تعتبر غير محدودة بالنسبة لي، فكلما فرغت، تنجذب طاقة أخرى لجسمي، أما سحر 'النار' فهو يأتي

من طاقتي السحرية و كان محدودا و لهذا عندما رأيت كم هو قاس جسم ملك الثعابين الشره قررت قتله من الداخل إن لم يكن الأمر سيفلح الأمر من الخارج، كان باستطاعتي اختراق جسمه لكن لن يكون لي السحر الكافي لأقتله بهذا فقط"

قال المعلم بابتسامة خفيفة على وجهه "أحسنت أيها الفتى باسل، إنك تتطور بسرعة، كما قلت سابقا أنت عبقري في المعارك، و ليس هناك ما هو أفضل بالنسبة لك من القتال لتطوير نفسك"

بعدما مدح المعلم باسل الذي فرح بهذا، أكمل قائلا "و الآن هيا لنخرج من هنا"

خرج المعلم و تلميذه من الوادي

قال المعلم لباسل شيئا ما و افترقا، ذهب باسل للمنزل و أمضى بعض الوقت هناك حتى جاءت أنمار ثم قال لها شيئا فأماءت رأسها موافقة

ذهب باسل للعمة سميرة ليزورها ثم ذهب للسوق و حيّى الجد علي و قضى بقية الوقت مع أمه و يزور أحيانا الجد علي و العمة سميرة

بعد أسبوع كان باسل و أنمار يقفان أمام المعلم الذي قال لهما "هل أنتما مستعدان؟"

أجاب الاثنان باحترام "نعم أيها المعلم"

ليكمل المعلم كلامه "و الآن لنذهب"

( بعد سنة في جبل ما)...................................... يتبع!!!!!!!


(الجزء السابع)

( بعد سنة في جبل ما)

كان باسل يتجه نحو جثة ضخمة و عندما اقترب توضح بأنها تعود لأسد برأسين و لونه أحمر

فتح باسل صدر جثة الأسد ذو الرأسين و أخذ حجر الأصل، كان الحجر أكبر من الخاص بملك الثعابين الشره

عندما حمل باسل الحجر التف ثم قال مع نفسه "يبدو أنها انتهت أيضا"

كانت أنمار تزيل أحجار الأصل من عدة جثت لوحوش شكلها كالذئاب، لكنها كانت تملك قرونا بجبهتها


بدا كما لو أن الاثنان قد انتهيا من عملهما و ذهبا في طريق بجانب نهرٍ حتى وصلا لكوخ. دخلا ثم أعطيا التحية للمعلم

حل المساء و كان الثلاثة مجتمعين يأكلون معا ثم قال المعلم "لقد تطورتما أكثر مما تخيلت في السنة الأخيرة"

أجاب باسل "إن الوقت يمر بسرعة، لقد مرت سنة بالفعل، أيها المعلم، أريد طلب شيء منك"

وافق المعلم ليكمل لباسل كلامه "أنا أريد الذهاب للعاصمة"

تفاجأت أنمار و المعلم وضع يده على ذقنه ثم سأله لماذا يحتاج لفعل هذا

رد باسل عن السؤال و شرح و عبر مبديا عن رأيه ثم قال المعلم مرة أخرى "لكن أنت تعرف في ماذا سيسبب هذا"

قال باسل "نعم، لقد فكرت بالأمر لمدة طويلة و هذه هي النتيجة التي توصلت إليها، أنا أعلم بالمخاطر جيدا، لكن هذا كله من أجل مستقبل مشرق، فليس هناك شيء من دون مقابل، كلٌّ و يأتي بتضحية معه، يجب أن تأخذ مخاطر من أجل كسب ما تريد"

رد المعلم "حسنا، لك هذا"

عند سماع أنمار لموافقة المعلم وقفت ثم قالت "إن كنت ستذهب، سأذهب معك"

نظر باسل في جهتها ثم فكر قائلا (لقد بدأنا مرة أخرى) ثم قال لها "حسنا، لكن ستفعلين كل ما أقوله، و لن أقبل النقاش"

ابتسمت أنمار ثم قالت بينما تهز رأسها "كن مطمئنا"

أكمل باسل قائلا "حسنا أيها المعلم، سأعود للمنزل لأمضي وقتا هناك فلقد مرت ستة اشهر منذ آخر مرة شاهدت فيها أمي، و بعدها سأتجه نحو العاصمة"

جاء الغد و ودع باسل و أنمار المعلمَ ثم نزلا من الجبل و ذهبا في طريقهما نحو المنزل، رأى باسل أمه قبل ستة أشهر، و منذ ذلك الحين لم يرها إلى الآن، و كما هي العادة استقبلته بكل حرارة


أمضى باسل الأسبوع كله مع أمه و بين الحين و الآخر يزور العمة سميرة و الجد علي، كانت الأم لطيفة متحسرة على ابنها الذي أصبحت المدة التي يغيبها تطول في كل مرة لكنها لم تجد ما تقوله، و بدا كما لو أنها قد اعتادت على الأمر

أما من ناحية أخرى، لم يعد هناك أي شخص يزعج باسل بعد الآن، بعد تلك الحادثة في السوق حاول عدة أشخاص تجريب حظهم لكنهم لقوا نفس مصير سابقيهم، و الآن أصبح باسل في مستوى آخر عنهم، شخص لا يستطيعون الوصول إليه مهما فعلوا

انتهى الأسبوع و ودع باسل و أنمار أمّيْهِما ثم شدا الرحال نحو العاصمة. عندما أخبر باسل أمه أنه ذاهب للعاصمة صُدمت كثيرا، فهي كانت قد اعتادت على غياب ابنها لمدد طويلة، لكن هذه المرة لسبب ما كانت خائفة و قلقة عليه أكثر من العادة و هذا ترك باسل حائرا، فقرر سؤال أمه بشأن هذا عندما يعود

قال باسل بينما يخرجان من القرية "لدينا أيام كثيرة و نحن في طريقنا نحو العاصمة، سنمر من جميع المناطق المحظورة الموجودة بمسارنا، سنحاول جمع أكبر قدر من أحجار الأصل، ليس هناك وقت لنضيعه أكثر من هذا"

تعجبت أنمار من جملة باسل الأخيرة ثم قالت "أي وقت تتحدث عنه؟"

تجاهل باسل سؤالها و قال "هيا، سنذهب جريا، الحقيني" ثم اندفع و تبعته أنمار التي عليها نظرة شك و فضول

وصل الاثنان بعد مدة من انطلاقهما للمنطقة المحظورة الأولى التي كانت عبارة عن غابة بأكملها

وطئت رجليهما في الداخل و مباشرة هاجمتهما بعض 'الخنازير صاحبة القرون'. قتلها باسل من دون سحر كلها بسهولة ثم أخذا أحجار الأصل

توغلا للداخل أكثر و صادفتهما عدة وحوش، تارة تكون سحرية و تارة أخرى تكون غير سحرية، دخلا لداخل الغابة حتى وجدا كهفا عميقا

دخلا للداخل ليجدا أنه يؤدي للأسفل،أثناء نزولهما واجها عدة وحوش من بينها 'القطط المتوحشة' و 'الثعالب المخادعة' لكنها كلها كانت سهلة للاثنين. انتهيا من جميع الوحوش و خرجا من الكهف و منْ ثم منَ الغابة. في الأخير أكملا الطريق

استمرا في الطريق و دخلا لعدة مناطق محظورة و واجها عدة وحوش و حصلا على الكثير من أحجار الأصل حتى وصلا لمنطقة محظورة ندم باسل على دخولها

بووووووم

كان باسل يحلق في السماء و اصطدم بحائط حجري و تقيء الدماء ثم نهض بسرعة و راوغ قبضة الوحش التي كانت تستهدفه


كان باسل يقاتل نمرا أبيضا عملاقا مخططا بالأسود و أنيابه الأفقية ضخمة، باسل قرأ عن هذا النمر سابقا في الكتب، كان هذا الوحش معروفا، فهو وحش بالمستوى الرابع و يستخدم سحر البرق و يسمى ب'نمر البرق'

"اللعنة أين هي تلك الحمقاء، لو كانت هنا على الأقل كنت سأملك وقتا للهجوم" و بينما باسل يفكر بهذا مع نفسه أتاه هجوم برقي من 'نمر البرق'، كان الهجوم بسيطا لكنه ذا قوة ضخمة

راوغ باسل الهجوم بشق الأنفس و عندما فعل هذا ضربته كف النمر المشحونة بالبرق

دووووو

كان باسل مفعِّلا سحر 'التعزيز' لكنه لم يكن كافيا للصمود أمام هجمات نمر البرق، و لهذا في آخر لحظة قبل اصطدام كف النمر البرقية بجسد باسل، قام هذا الأخير بتركيز سحر التعزيز كله على ذراعه و تصدى للهجمة

لم تؤثر الهجمة بباسل كثيرا لكنه دفع لأمتار قليلا. لم يكن نمر البرق يتركه يرتاح أبدا، بمجرد ما أن يهجم مرة يتابع مباشرة بهجوم آخر، فباسل قد جرب بالفعل بعض الهجمات النارية لكن النمر كان يصدها بسحر البرق كلها

أطلق نمر البرق عدة طلقات برقية نحو باسل، فراوغ هذا الأخير ما استطاع لكن واحدة منها قد أصابته فسقط على ركبة واحدة

لولا سحر التعزيز لكان قد مات من شدة الصدمة، فجسده كله متخدر الآن

في هذه الأثناء لم يكن باسل يفكر إلا في أنمار، إن كانت تلك المخادعة هنا سيكون التعامل مع هذا النمر أسهل، لكنها لم تظهر للآن

افترق الاثنان عن بعضهما عندما لاحقها نمر البرق بعد أن صادفاه، و الآن باسل يقاتله وحيدا

"يلهث..يلهث اللعنة، أنا لن أموت هنا" بعد أن قال باسل هذا شرب مشروبا غريبا و وقف على رجليه و بدا كما لو أن طاقته قد عادت

أكمل قائلا مع نفسه "تلك المخادعة تلاحقني دائما إلى أي مكان لكنها الآن غير موجودة، المهم، سأحاول الهرب بكل ما أملك و إن لم ينجح هذا سأنتظرها فقط لتأتي بينما أهرب"

بعدما انتهى باسل من التفكير هرب و تبعه نمر البرق بينما هذا الأخير يطلق عليه عدة هجمات برقية


لقد دخلا لمستعمرته و فعلا ما أرادا بها و هذا جعله غاضبا جدا، و لهذا لاحقهما بدون توقف حتى التقيا بعض 'الذئاب ذات القرن الفضي' الذين لحقوا أنمار، و بهذا افترقا عن بعضهما

كان باسل هاربا من نمر البرق في الغابة حتى وصلا لمنحدر حاد، قفز باسل للأسفل و أكمل الهرب ثم بدى كما لو أنه يتحدث

(.......أجيبي بسرعة، أنمار، أجيبي)

(قلتَ قرب المنحدر، أنا قادمة الآن)

بعد أن هرب باسل لوقت طويل التقى أخيرا بأنمار فقال لها بينما يجريان "أين كنت لكل هذا المدة، لقد جربت الاتصال بك عن طريق 'خاتم التخاطر الذهني و الروحي' العديد من المرات لكنك لم تجيبي، و لمَ تأخرتِ في القدوم بعد أن أجبتي"

أجابته انمار "عندما لحقتني 'الذئاب ذات الناب الفضي'، دخلت في قتال ضدها، لكنني كلما كنت أقتلها كانت تنادي المزيد و لم أجد وقتا لأركز على اتصالك، بالإضافة إلى أن البحث عن هذا المنحدر أخذ مني وقتا طويلا للمجيء"

بعد أن عرف سبب تأخر أنمار قال لها "حسنا، استخدمي سحرك عليه و اصنعي لي ثغرة، كم من الوقت سيكون بإمكانك كسبه لي؟"

أجابت أنمار بعد أن فكرت قليلا "حسنا، ضد هذا الوحش، أظن أن سحري سيصمد لمدة عشر ثواني على الأكثر"

توقف باسل عن الجري و استدار لنمر البرق ثم قال "هذا أكثر من كاف، استخدميه الآن" بعد أن توقف باسل تبعته أنمار بفعل نفس الشيء و عندما أعطاها الإذن استخدمت سحرها

نمر البرق الذي كان يتبعهما توقف فجأة و بدأ يضرب أماكن فارغة. لكن في الحقيقة بالنسبة له لم تكن تلك أماكن فارغة و إنما يوجد بها عدة نسخ من باسل و أنمار

كان سحر أنمار هو 'سحر الوهم'، فهي قد خلقت وهما تجعل نمر البرق يرى فيه الكثير منها و من باسل و لا يرى الحقيقيين

ووووووش

سهم ناري اخترق رجل نمر البرق الأمامية ليخترقه واحد آخر في الرجل الخلفية فسقط الوحش على الأرض، لكن الوهم انتهى مفعوله و رأى نمر البرق باسل الذي كان يشحن كرة نارية و أطلقها نحوه بعد انتهاءه

نمر البرق كان ساقطا على الأرض و لم يكن بإمكانه التحرك لكنه كان ما زال قادرا على استخدام السحر، بدأ يكون كرة برقية هو الآخر و أطلقها في اتجاه الكرة النارية المتجهة نحوه


كانت سرعتهما في شحذ الطاقة السحرية مختلفة، فحتى لو كان نمر البرق قد تأخر في تكوين كرته البرقية، كان سريعا كفاية ليجهز كرة برقية تعادل الكرة النارية الخاصة بباسل و أطلقها

بوووووووم

حدث انفجار كبير بين الكرتين فترك حفرة في مكان الالتقاء و احترقت بعض من الأشجار المحيطة

تسللت أنمار من وراء نمر البرق و أخرجت سيفا من يدها ثم طعنته به فصرخ بسبب هذا

غوااااااااه

أكمل باسل هجومه السابق عندما نفذت أنمار هجومها، قفز و نزل على رأس نمر البرق بقدميه مكسرا جمجمته

ركز باسل سحر التعزيز على قدميه قبل أن يقفز و لهذا كان الهجوم مدمرا. قتل الاثنان نمر البرق، ثم بعد قليل من الوقت حدث أمر غريب لباسل

بدأت الطاقة تحيط بجسده كله و بووووم توهجت الطاقة كثيرا و بعد لحظات هدأت، ثم نظر باسل ليديه و قال "يبدو أنني أخيرا ارتفعت بالمستوى. أظن أنه لم يكن سيئا الدخول إلى هنا بعد كل شيء"

أخذ الاثنان حجر الأصل و خرجا من المنطقة المحظورة التي كانت عبارة عن جبل. أكمل باسل و أنمار طريقهما بينما يدخلان لأي منطقة محظورة في الطريق، لقد دخلا للعديد من المناطق حتى الآن، و مرا على الكثير من القرى و المدن

و بعد وقت طويل، أخيرا وصلا لوجهتهما

و أخيرا بعد شهرين من رحيلهما من الديار وصلا للمكان المقصود من رحلتهما

كانت العاصمة محاطة بسور عظيم يصل لثلاثين متر في العلو و يبدو قاسيا و صلبا. كان هناك خمس بوابات دخول ، و في كل واحدة منها هناك حارسين و برج رقابة به جنود في استعداد دائم، كانوا يبدون أقوياء و أشداء، فعلى ما يبدو أن العاصمة تضع أمنها من أولوياتها

اقترب باسل و أنمار من البوابة الأمامية ثم وقفا ليتم سؤالهما من طرف حارس تقدم نحوهما قليلا "من أنتما؟ من أين و لماذا أتيتما؟"

أجاب باسل قائلا بتواضع "نحن من قرية في جنوب الإمبراطورية و جئنا لبيع بعض من أحجار الأصل"

نظر الحارس بتعجب إلى الطفل أمامه فهو لا يزال فقط في عمر الرابعة عشر، كيف له أن يحصل على أحجار أصل، ثم نظر للفتاة التي وراءه فسلبت قلبه و وجهه اِحمرّ من الخجل ليرجع نظرته إلى النظرة الحازمة التي كانت على وجهه ثم قال "هناك ضريبة للدخول للعاصمة يجب عليكما دفعها إن أردتما المرور"

نظر باسل للحارس ثم أنزل كيسا صغيرا كان يحمله على ظهره ثم فتحه ليظهر القليل من أحجار الأصل من المستوى الثاني و قال للحارس "حسنا، أنا سأدفع بأحجار الأصل، كم تحتاج؟"

نظر الحارس لأحجار الأصل التي أمامه بتعجب ثم قال "حسنا، واحد من تلك الأحجار يساوي عشر قطع أصلية فضية، و للمرور من هنا ستحتاج لقطعتين أصليتين ذهبيتين أو عشرون قطعة أصلية فضية و هذا يكلف الشخص الواحد فقط، من أجلكما أنتما الاثنين سيجب إعطاء ضعفي الثمن"

أخرج باسل أربع قطع ثم أعطاها للحارس و قال "حسنا، ها هو ثمن الضريبة" ثم أخرج حجرين و أكمل قائلا بينما يمده للحارس "و هذا لكما على بذل جهدكما في عملكما"


دخل باسل و أنمار للعاصمة بينما الحديث يدور بين حارسي البوابة "أتساءل من هما، أرأيت كم يملكان من أحجار الأصل؟ ذلك القدر لا يستطيع سوى مجموعة مكونة من سحرة بالمستوى الثاني الحصول عليه"

نظر الحارس الذي كان يستمع بتعجب ثم قال "إذن أتقول لي أن ذلكما الطفلين في المستوى الثاني بالفعل؟ حسنا، هذا مستحيل، لقد أمضيت عشر سنين من عمري في التدرب حتى وصلت لذلك المستوى، يجب أن يكون قد أرسلهما شخص ما فقط لأنه لم يرد إزعاج نفسه، و أيضا إنك حقا لشخص نزيه يا 'جون'، لقد قلت لهما الثمن الحقيقي من دون كذب، غالب الحراس سيأخذون فائدة لهما"

نظر الحارس 'جون' لصديقه ثم قال "أنا أقوم فقط بعملي على أكمل وجه، إن بدأت أخدع الناس فلن يكون هناك معنى من انضمامي للجيش من الأول، و أيضا لقد أهدانا حجرين من دون أن نطلب"

أما في جهة باسل و أنمار اللذيْن كان نظرهما منبهر من جمال المدينة التي أمامهما، لقد مرا بالفعل على عدة مدن في طريقهما و كلما كانا يقتربان من العاصمة كلما صادفا مدينة أجمل من التي سبقتها، لكن من بين كل المدن التي ريا، لم تكن هناك واحدة جميلة مثل العاصمة، تكلم باسل معبرا عن رأيه "إنها حقا تستحق إسمها 'المدينة المورِقة' "

كان أمامهما خضرة في كل مكان تعطي شعورا بالراحة، كانت هناك حدائق مليئة بأزهار ذات رائحة زكية رائعة، كانت هناك أجواء هادئة و مناظر خلابة تملأ أي مكان بالعاصمة مما جعل منظرها خيالي

لم يكن هذا هو الشيء الجميل بها فقط، كان هناك حيوية هائلة تأتي من المكان، ***** يلعبون في كل مكان و السعادة تبدو مرسومة على وجوههم، كان المكان مسالما

كانت هناك قلعة عملاقة تُرى لهما من مكانهما على الرغم من أنها بعيدة عنهما بأميال كثيرة، و على ما يبدو فإن ذلك هو القصر الإمبراطوري

همس، همس، همس

بدأ الكلام ينتشر في المكان عن قدوم شيء ما "آه، أنظروا إنهم 'فرسان السنبلة الخضراء" "إن الهالة المحيطة بهم قاسية" "يمكنك الاحساس بالتوتر القادم من ناحيتهم من هنا" "هل هم ذاهبون للصيد يا ترى؟" "على الأغلب"


عندما رأى باسل كل هؤلاء الناس يتحدثون عن 'فرسان السنبلة الخضراء' ذهب ليسأل شخص ما عنهم فرد عليه ذلك الشخص متفاجئا "أيها الفتى ألا تعرف من هم فرسان السنبلة الخضراء؟" ثم بدأ يحدق في باسل مطولا

أماء باسل رأسه لليمين و الشمال ليكمل ذلك الشخص "إنهم فرسان مدربون خصيصا على يد الجنرال 'رعد' "

"انتظر لحظة.." أوقف باسل ذلك الشخص ليسأله مرة أخرى "من هو الجنرال رعد؟"

نظر ذلك الشخص لباسل بتعجب مرة أخرى ثم قال "ألا تعرف حتى الجنرال رعد؟ حتى لو كنت من خارج البلاد ستكون قد سمعت باسمه على الأقل"

"لم أسمع به في حياتي" أجاب باسل مباشرة لتتدخل أنمار بينهما ثم قالت "أتركني أتحدث معه قليلا يا باسل"

وافق باسل على طلبها ثم تحدثت مع ذلك الشخص قليلا و عادت فسألها باسل "إذن كيف كان الأمر؟"

أجابت أنمار "أنت يجب عليك حقا معرفة شؤون البلاد و العالم و الشخصيات المهمة، لم أكن أتخيل أن تكون عديم الاهتمام في الناس لهذه الدرجة، أن لا تعرف الجنرال رعد، ما بالك، حقا؟"

أجابها باسل بقوله "حسنا معك حق، أنا لم أهتم في حياتي بأي شيء آخر عدى السحر و الكتب، سيكون علي معرفة الشخصيات المهمة و التي لها تأثير كبير من أجل تحقيق هدفي من المجيء إلى هنا، و الآن أجيبيني، من هذا الجنرال رعد؟"

رفعت أنمار ذراعيها قليلا و تنهدت ثم قالت "قبل أربعة عشر سنة في هجوم الشياطين لقد كان قائد وحدة في عمر الخامسة و العشرين فقط، كان واحدا من الاثنين الوحيدين في الإمبراطورية كلها اللذين واجها الشياطين وجها لوجه و هزما البعض منهم، عندما وصل لعمر الخامسة و الثلاثين كان بالفعل قد وصل للمستوى السادس و أصبح جنرالا، ثم بدأ يدرب عدة جنود تدريبا خاصا، و في الأخير تكونت فرقة 'فرسان السنبلة الخضراء، هذه الفرقة تضم سحرة من المستوى الثالث، و يقال أنه عندما أنشئت قَلَّت الجرائم في العاصمة بشكل كبير، هناك دوريات باستمرار بالمدينة للحفاظ على الأمن، فالجنود من السابق لم يكونوا سوى الوحدة الثالثة من الفرقة، هذه الأخيرة مكونة من ست وحدات، و لكل وحدة قائد بالمستوى الثالث و عدة جنود تحت إمرته بالمستوى الثاني و المستوى الأول و جنود من دون سحر"

وضع باسل يده على ذقنه ثم فكر للحظات و قال "و من هو الشخص الآخر الذي واجه الشياطين أيضا؟"


أجابت أنمار "إنه الجنرال 'براون'، كان معلم الجنرال رعد في ذلك الوقت، يقال أنهما واجها قائدا من القوات الشيطانية و الذي كانت له قوة خارقة تفوق قوة الجنرالات بكثير"

"هكذا إذن" قالها باسل و ابتسامة على وجهه ثم أكمل "حسنا، هدفنا الأول سيكون التقرب من الجنرال رعد، يبدو أنه شخص ذو تأثير"

تنهدت أنمار ثم قالت "حسنا، لكنني لا أظن أن هذا سيكون بتلك السهولة كما قلت"

تعجب باسل و قال "هاه، و لماذا؟"

أجابت أنمار "أتظن أن جنرالا سوف يعطي وقتا لأشخاص قرويين مثلنا، لن نستطيع حتى مقابلته فما بالك من التقرب منه"

فكر باسل لوهلة (قرويين، قرويين..) ثم قال "هيا اتبعيني"

لحقته أنمار حتى وصلا لمحل ملابس، دخل الاثنان و عندما رآهما البائع نظر لباسل بانحطاط، كانت الملابس التي كانا يرتديان متسخة و متقطعة من عدة أماكن، فقال البائع "إن لم تكن تملك أي نقود انصرف من هنا"

لم يرى البائع أنمار بالأول، لكنه عندما فعل، تغيرت نظرته لواحدة منحرفة ثم قال "حسنا يمكنكما الدفع بطريقة أخرى إن لم تملكا المال"

حملقت أنمار في وجهه و أحكمت قبضتيها فتدخل باسل "أيها العم، نحن نملك النقود" فتح باسل الكيس ليرى البائع الأحجار بالداخل ثم قال "آآه، حسنا حسنا، اختارا ما تريدان"


اشترى الاثنان ملابس جديدة و خرجا من المتجر، ثم قال باسل "حسنا، يبدو أن المظهر شيء أساسي كما توقعت، فعندما تحدثنا مع الناس هنا نظروا لنا بنظرات دونية، و لكن أنظري كيف هي نظراتهم الآن، أنا لا أهتم بآراء الناس فهكذا عشت منذ صغري، لكن يبدو أنني سأحتاج للاهتمام بهذا للآن من أجل الوصول للمبتغى الخاص بي سريعا"

كان الاثنان يمشيان في وسط 'المدينة المورقة' و هالة نبيلة تنبعث منهما، كان كلاهما جذابين، و مشيهما معا جنبا إلى جنب زاد من جاذبيتهما أكثر، كانت أنمار جميلة وجها و جسدا، كانت صاحبة قوام رائع و ذات منحنيات جذابة، و في الجانب الآخر كان باسل فتى وسيما و ذو جسد منحوت يجعل الفتاة متلهفة لرؤيته عندما يكبر، في كل مكان ذهبا إليه كانت نظرات الإعجاب تلحقهما

"حسنا، الآن سيجب علينا نشر اسمينا و رفع مكانتنا بما يكفي لملاقاة الجنرال رعد" قالها باسل بينما يضع يده على ذقنه و يفكر في شيء ما و بدأ بعد لحظات كما لو أن فكرة قد طرأت لى باله و قال "حسنا، لنذهب لجمع بعض المعلومات أولا و بيع أحجار الأصل"

ذهب الاثنان بينما يسألان البائعين عن أثمان كل من 'أوعية السحر' و أشياء أخرى، و عن الحدادين و الكيميائيين

و في هذه الأثناء سمعا خبر عودة أميرة الإمبراطورية، الأميرة 'شارلوت'

تغير الجو في الأرجاء و وقف الناس على جانب الطريق صانعين مسارا واسعا لتمر منه العربة القادمة من بعيد

"مرحبا بعودتك أيتها الأميرة" "أتمنى أن تكون رحلتك لإمبراطورية الأمواج الهائجة مرت على خير" "حمدا على سلامتك أيتها الأميرة 'شارلوت' "

الهتافات تأتي من كل مكان فرحا بعودة الأميرة 'شارلوت' و استقبالا لها. تقدم باسل و أنمار للأمام للحصول على رؤية أوضح

اقتربت العربة حتى وصلت للمكان الذي يتواجد به باسل و أنمار، كانت الأميرة تلوح بيديها و ابتسامة على وجهها، جميع الناس كانوا يحبونها، و بهذا يمكنك تخيل كم هي رائعة هذه الشخصية


التقت أعين باسل و الأميرة و بينما العربة تمر كان الاثنان يحدقان في بعضهما بغرابة، الأميرة كانت على وجهها نظرة اندهاش، و باسل متعجب من نظرتها له فجعلته يتساءل لماذا

حل الليل و كان باسل و أنمار يتكلمان مع بعضهما في غرفة بمنزل ما

"كما قلت لك من قبل، إنني لا أعرفها، كيف لي أن أعلم سبب تحديقها بي، لقد قلت أنك ستقومين بكل ما آمرك به من دون نقاش، حسنا إليك الأمر، اصمتي و لا تجادليني في هذا الموضوع ثانية" كان باسل يتحدث مع أنمار أو يجب أن نقول يتجادل معها

حدقت أنمار بباسل مطولا ثم قالت بصوت غير مسموع "حسنا، إن كان هناك شيء ما فسأعلم عنه بطريقة أو بأخرى"

دق، دق، دق

دق على الباب شخص ما فذهبت أنمار لتفتح الباب

فتحت أنمار الباب لتجد رجلا ضخما مفتول العضلات واقفا و نظرته مخيفة فأرادت سؤاله لكنه سبقها في البدء بالحديث "هل يوجد هنا فتى اسمه باسل؟"

حملقت أنمار بالرجل الضخم ثم التفت لباسل لتناديه لكنه كان بالفعل آتيا في طريقه و عندما وصل لأمام الباب قال "أنا هو باسل، ماذا تريد؟"

بقي الرجل الضخم يحدق في باسل قليلا ثم قال "أنا اسمي 'رضا'، إنني مبعوث لجلالتها الأميرة الخامسة 'غرين شارلوت' "

تفاجأت أنمار عند سماع الاسم الأخير و نظرت لباسل بغضب، كان باسل مصدوما هو الآخر، لقد ظن أن الأميرة قد أخطأته بشخص ما فقط في السابق، لكن على ما يبدو أن الأمر ليس كذلك "و لماذا أرسلت جلالة الأميرة مبعوثا من أجل قروي و ليس حتى بعامٍ مثلي؟" تكلم باسل سائلا رضا باستهتار

ارتفع حاجب رضا و أحكم قبضته قليلا ثم قال "إنها تناديك للحضور أمامها"

أجاب باسل بسرعة بمجرد انتهاء المبعوث رضا من كلامه "لم علي فعل شيء مزعج كهذا، أنا ليس لدي اهتمام، من أراد لقائي فليحضر بنفسه، هذا إن كان يستحق تضييع وقتي الثمين عليه، أنا مشغول حاليا"

انفجر رضا غاضبا قائلا "أيها الصعلوك، إنها دعوة من شخص ينتمي للعائلة الإمبراطورية، هل تظن أن بإمكانك الرفض، هذا ليس طلبا و إنما أمرا، و إن فهمت الآن فلتذهب معي قبل أن أجرك لهناك بالرغم عنك"

نظر باسل لرضا ثم خرجت ضحكة من فمه "هاهاها، تجرني؟ إن هذا العم يعرف كيف يطلق مُزحا مضحكة" هدأ باسل قليلا ثم أكمل بوجه جاد "إذن كيف ستفعل هذا بالضبط؟"


وصل غضب رضا لحدوده و قال "أيها الصعلوك" ثم انقض على باسل موجها لكمة نحو وجهه

راوغ باسل لكمته بسهولة مما جعل رضا يتعجب ثم التف للجانب الأيمن حيث هرب باسل و هاجمه مرة أخرى بلكمة

أوقف باسل لكمته هذه المرة مما جعل رضا يصدم. إنه ساحر من المستوى الثالث و يدرب جسده أكثر من أي شخص، كيف لصعلوك كالذي أمامه أن يوقف لكمته، قد لا تكون تلك هي قوته الكاملة لكن هذا يبقى غريبا، فتلك اللكمة لن يستحملها حتى شخص من المستوى الثاني فما بالك بصدها؟

تكلم باسل مع نظرة ازدراء على وجهه "اسمع أيها المبعوث، قل للأميرة أنني شخص لا يحب اللف و الدوران، يحترم من يماثله بالأمر، إن كنت تريدين مقابلتي فأنا سعيد بهذا، لكن سيكون عليك أنت القدوم إلي بما أنك الشخص الذي أراد رؤيتي" بعدما أنهى رسالته للأميرة أكمل قائلا "و الآن خذ بنصيحتي التي سأقدمها لك، عد أدراجك و اترك عزة نفسك جانبا من أجل الحفاظ على أطرافك سالمة" بعد أن انتهى باسل من كلامه دفع قبضة رضا مما جعل هذا الأخير يرجع للخلف

أحكم رضا قبضتيه الاثنتين إلى أن حفرت أظافره في راحة يديه ثم قال "أيها الوغد، هل تعتقد أنك مخول للتكلم بهذه الطريقة مع جلالتها، سأذيقك عذابا يجعلك تندم على اليوم الذي ولدت فيه"

بااااااا

جمع رضا يديه الاثنتين كما لو أنه صفق، ثم خرجت منه هالة قليلة و صرخ قائلا "أنياب الموت الحجرية" و مباشرة خرجت عدة أعمدة حجرية مثل الخاصة بدب الأعماق و هاجمت باسل من جميع الجهات

بوووم

فتح رضا عينيه على مصراعيهما و قال "ما الذي يحدث هنا؟"


دمرت جميع الأعمدة في آن واحد. قام باسل بالتحرك بسرعة كبيرة و دمر جميع الأعمدة في غمضة عين، استخدم باسل سحر التعزيز مما عزز قوته و سرعته بشكل كبير عن العادة

تكلم باسل "أنا لا أحذر لمرتين، هذا ما قد قررت فعله، الناس أمثالكم لا يجب إعطاءهم فرصة ثانية بعد منحهم واحدة أولى، لأنهم يكونون أشخاص لا يتعلمون عن طريق الكلام و إنما بجسدهم، إن لم تسرع في تأديبهم يتحولون لألم في المؤخرة"

بعد انتهاء باسل من كلامه قفز نحو رضا واصلا أمامه في لحظة و قبل أن يستطيع المبعوث القيام بحركة واحدة لكمه باسل بذقنه جاعلا إياه يحلق بالسماء

نزل رضا على الأرض و حاول الوقوف بصعوبة كبيرة و عندما كان سينجح في الوقوف وجد باسل أمامه

طررررق

قام باسل بتكسير ذراع رضا عن طريق لفها للوراء فصرخ المبعوث من شدة الألم، تابع باسل بتكسيره الذراع الأخرى ففشلت رجلي رضا بسبب الألم ليجثوا على ركبتيه ثم قال له باسل "بما أنني لا أزال أريد منك القيام بعملك كمبعوث من أجلي سوف أترك لك رجليك لتمشي بهما، و الآن قف و عد أدراجك و لا تنس تبليغ رسالتي لأميرتك"

وقف رضا بينما الذل و الألم يغطيان وجهه، كانت ذراعاه مقلوبتان للوراء مما كان يسبب له ألما كبيرا لكنه عرف أن ذلك الفتى غير طبيعي و لهذا قرر ترك فخره و التراجع للآن

خرج رضا من الغرفة فأغلقت أنمار الباب وراءه ثم ذهبت لباسل و قالت "متى أصبحت بهذه القسوة؟"

أجابها باسل بنظرة حازمة "من الآن فصاعدا. أنا لدي هدف علي تحقيقه، إن حنيت رأسي لكل شخص ألتقيه، متى سأرفع من مكانتي هنا و جعل اسمي ينتشر؟ يجب علي الإسراع" تمتم باسل بعد انتهاءه من إجابة أنمار "فربما لن يكون هناك وقت كافي"

بقيت أنمار تنظر لباسل مطولا ثم أوقفت تفكيرها بالأمر و قالت "حسنا فلننم قليلا، لقد جمعنا معومات كافية لبدء ما جئنا لفعله"

أماء باسل رأسه موافقا ثم ذهبت أنمار لغرفتها للنوم

(في مكان مظلم ما)

"هوو، أتقول لي أن شقيا بعمر الرابعة عشر قد هزمك هزيمة نكراء؟" جاء الصوت الذي كان مليئا بالفخر و الغرور من فتاة تبدو في العشرين من عمرها، كانت تملك شعرا أخضرا خلاب يسرق الأنظار كما تفعل الطبيعة الأم، بعينين في نفس اللون و ترتدي فستانا أسودا طويلا ليس بالفاضح و لا بالساتر

كان رضا راكعا على ركبة واحدة أمام الأميرة 'شارلوت' مع أن ذراعيه مكسورتان إلى أن هذا لم يمنعه من إكمال واجبه "نعم يا جلالة الأميرة، ذلك الولد غير طبيعي، أنا بالمستوى الثالث و كنت أدرب بنيتي الجسدية كثيرا لأتفوق على من هم بنفس مستواي، لكني لم تكن لي أي فرصة أمام ذلك الفتى، لقد هزمني بكل سهولة، و قد أعطاني رسالة لأحملها لجلالتك"

نظرت الأميرة شارلوت بازدراء لرضا ثم قالت "يمكنك بدء الحديث، ما هي هذه الرسالة؟"

أوصل رضا الرسالة للأميرة و العرق البارد يملأ جسده بالكامل و كان يستعد للتوبيخ لكن حدث أمر لم يتوقعه حيث سمع ضحكة آتية من الأميرة

"هاهاهاهاهاها، إنه حقا لشقي مثير، لقد زاد اهتمامي به أكثر فقط، أنا أريد الحصول عليه لنفسي الآن، لقد ظننت في الأول أن له وجه مألوف، خصوصا شعره، و سوف يكون ذو منفعة لي، لكن على ما يبدو أنه متكلم جيد و مقاتل بارع أيضا صاحب موهبة خارقة"

تنهد رضا بينما يفكر مع نفسه في كم هي جلالة الأميرة شخص انتهازي، ألم تلاحظ كيف كانت طريقة كلام باسل في الرسالة التي أوصلها كما هي؟ أم أنها تغاضت عن الأمر فقط؟ و كالعادة لم يفهم رضا ما يدور في خلد أميرته

أكملت الأميرة بنظرة جدية "لكن أظن أنه يجب عليه تلقي درسا حميما لتربيته أولا، و جعله يفهم أنه شخص لا يعرف العالم جيدا لكي لا يغتر بنفسه، بعد ذلك هناك عدة طرق لضبطه و جعله مطيعا بالكامل"


بعد أن انتهت من جملتها الأخيرة ظهرت ابتسامة خبيثة و شريرة، و عندما رآها رضا بلع ريقه ثم سمع الإذن من أميرته سامحا له بالانصراف

بعدما رحل رضا جلست الأميرة 'شارلوت' على كرسيها الفخم ثم قالت "يبدو أنني سأحظى بوقت ممتع لفترة من الوقت"

مر الليل الهادئ و جاء الصباح الحيوي، و كالعادة العاصمة في قمة حيويتها، كانت هناك عدة عائلات نبيلة تحكم كل واحدة منها منطقة، مر باسل و أنمار بالفعل على عدة مدن تخضع لحكمها، مع أن العاصمة تترأسها العائلة الإمبراطورية إلى أنها لا تملك كل المناطق لنفسها، فالعاصمة كبيرة جدا و هناك عائلتين أخريين تتشاركها معها، لكن في النهاية يبقى الحكم النهائي للعائلة الإمبراطورية

كل عائلة و لها تميز، لكن هناك عشر عائلات تترأس الأخريات و تشترك في شيء واحد و هو أن كل واحدة منها يكون لديها جنرالا على الأقل من بين الجنرالات الكبار في الإمبراطورية، باستثناء الجنرال رعد الذي رفض الحصول على لقب النبيل أو الانضمام لأي عائلة نبيلة و ركز أكثر على تعزيز قوة الجنود و الإمبراطورية

لقد قال أنه لا يملك وقتا لممارسة لعبة المنافسة بين العائلات النبيلة و الدخول في معمعتهم و بدل ذلك يجب التركيز على ما هو أهم حقا

يقال عنه أنه تغير منذ هجوم الشياطين كثيرا و أصبح يتدرب بلا توقف، على ما يبدو أن مواجهته مع العدو قد تركت صدمة به

لكن مع أن الجنرال رعد لم يأخذ لقب النبيل، أخذ حق تلقيب نفسه، فجعل 'كاميناري' كلقب له

كان كل نبيل يملك لقبا عائليا، و لا يحق للعاميين و القرويين امتلاك واحد خاص بهم، و من بين كل العائلات، هناك ثلاث يقفون فوق قمة إمبراطورية 'النضير الوهاج'

تأتي العائلة الإمبراطورية 'غرين' في القمة و تليها عائلة 'كريمزون' ثم تأتي في المرتبة الثالثة عائلة 'كين'

هذه الثلاث عائلات هي التي تحكم العاصمة و لها نفوذ أكبر من الأخريات، عائلة 'غرين' الحاكمة للإمبراطورية، أصبحت تحمل هذا اللقب منذ خمسين عام، حيث استولت على حق عائلة "كريمزون' في الحكم و جعلته لنفسها، أما عائلة 'كين' فقد أنشئت قبل تسعين سنة على يد الجنرال 'كين تشارلي' و نمت قوتها إلى أن أصبحت معروفة في جميع أنحاء العالم

بعد أن سلب منها الحق في الحكم، ضعفت قواتها نتيجة للحرب، و لهذا حاولت عائلة 'كريمزون' بكل ما تملك تنمية قوتها من جديد لاسترجاع حقها. و في هذه الأثناء أُنشِئت معاهدة بين عائلة غرين و عائلة كريمزون تنص على عدم مساس أفراد الآخر أو التدخل في أمرهم، و إن خالف أي أحد من الطرفين هذا الاتفاق، فسوف يطبق عليه عقوبة قاسية قد تصل للإعدام

كل هذا كان من أجل ضمان أن عائلة كريمزون لن تحاول التمرد و القيام بانقلاب، لكن مع أن المعاهدة كانت في صالح عائلة غرين الإمبراطورية، كان الأمر جيدا لعائلة كريمزون لأنها سوف تستطيع تنمية قواتها من جديد، و لهذا وافقت على هذه المعاهدة بالرغم من أن حقهم كان قد سلب منهم بالقوة للتو فقط، فإنْ لم يوافقوا على المعاهدة فلن يكونوا موجودين على هذا العالم اليوم

لكن و بعد أن ظهر الوريث المناسب بعد خمسة عشر عاما، اغتيل في عمر العشرين، كان بالفعل قد وصل للمستوى الرابع، لكنه مات مسموما

كانت العائلة تملك ولدين، و لهذا أصبح الأمل معلقا على الأخ الأصغر الذي كان في عمر الثالثة آنذاك، كبر هذا الطفل و كانت موهبته لا تقل عن أخيه الأكبر، و عندما وصل لعمر الثالثة و العشرين صدم عائلته بقرار مفاجئ

قرر المغادرة مع حبيبته التي لم يقبل رئيس العائلة بزواجه منها لأنها كانت عامية و بدون منفعة للعائلة، اختفى الوريث و لم يستطيعوا إيجاده أبدا


كانت قد ولدت طفلة بعد وصول الوريث الثاني لعمر الثانية عشر، و الآن، بعد خمسة عشر سنة من اختفاءه، كبرت الطفلة لتصبح سيدة و أمّاً في عمر الستة و العشرون حيث رزقت بمولود قبل أربع سنين

و لهذا على عائلة كريمزون الانتظار إلى أن يكبر الفتى الصغير آملين أن يكون موهوبا، و حارصين عليه كل الحرص، فالعائلات الأخرى بدأت تضع عينيها على المركز الثاني الذي تملكه، و لهذا لن تتحمل فقدان وريث آخر، فالرئيس الحالي بدأ يصل لحدوده

لولا رئيس العائلة 'كريمزون أكاغي' لكانت وصلت للحضيض بالفعل، فهو الذي حكم العائلة لمدة خمسين عام بالفعل و كان شخصا قاسيا و صارما جدا، و كل ما يفعله يكون من أجل مصلحة العائلة و لا شيء آخر

(في سوق ما)

كان باسل و أنمار في السوق يبيعان أحجار الأصل، ينتقلان من محل لآخر، لم يبيعا كل شيء لمشتري واحد، و لكنهما ركزا على اختيار أحسن التجار و التعامل معهم

فلقد قضيا البارحة كلها في جمع المعلومات حول طريقة سير الأمور هنا و من يترأس العمل على من، و عرفوا تسلسل القوى هنا، و من سيكون هدفا جيدا لهما لاستخدامه كوسيلة في سبيل تحقيق هدفهما

"سأجعلها لك بقطعة أصلية ذهبية للواحدة، ما رأيك؟" كان باسل يحاول بيع أحجار أصل من المستوى الثالث

فتح التاجر عينيه متفاجئا و قال "هل تتكلم بصدق؟ هل سوف تنقص لي عشر قطع فضية من ثمن كل واحدة؟"

أماء باسل رأسه موافقا فأكمل التاجر كلامه "سأشتري كل ما تملك"

ابتسم باسل ثم قال "حسنا أيها الأخ" ثم فتح الكيس و أفرغه في كيس التاجر


"خذ، ها هي ذي خمسة و عشرون قطعة أصلية ذهبية، و إن كان هناك المزيد فالتأتي، سأشتري كل ما تملك"

أماء باسل رأسه و ابتسم بعد كلام التاجر ثم قال "شكرا لك أيها الأخ، و ستدينني إن فعلت معروفا من أجلي"

قال التاجر "حسنا، أطلب ما تشاء، فأنت الآن أمسيت صديقا لي في العمل"

ابتسم باسل ثم قال "أريد منك نشر اسمي عند كل تاجر جيد تعرفه و قل لهم أنني أبيع بأقل من الثمن الأصلي، و لا تقلق، فأنت ستكون من أوائلي، و ستكون لك دائما الحصة الأكبر و الثمن الأرخص عندما أريد أن أبيع مرة أخرى"

ابتسم التاجر بفرح ثم قال "هذا طلب سهل، ما اسمك بالمناسبة أيها السيد الصغير؟"

التوت زاوية فم باسل ثم قال "باسل، تشرفت بمعرفتك، و أرجوا أن لا تقول لأي شخص آخر عن الاتفاق الذي دار بيننا"

ضحك التاجر بينما يقول "هاها، لا تقلق من هذه الناحية أيها السيد الصغير، و أيضا أريد منك معرفة اسمي إن احتجتني في أي وقت، اسأل عني و ستعرف مكاني، اسمي هو 'ناصر' "

فهم التاجر ناصر المعنى وراء كلام باسل، فباسل أراد أن يخفي الاتفاق لكي لا يعرف التجار الذين سيتعامل معهم مستقبلا أنه يفضل أحدا عنهم و يبيع له أحجار الأصل أرخص مما يبيعها لهم، فهذا سيسبب له في الإفلاس بحيث لن يريد تاجر آخر الشراء من عنده إلا إذا باع لهم بنفس الثمن

و من جهة أخرى كان الأمر في مصلحته، لأنه إن عرف التجار الآخرين بصفقته مع باسل سيحاولون بكل ما يستطيعون إنقاص ربحه، و إغراء باسل بعروض و أشياء أخرى، ببساطة كان باسل محفظة للنقود جاءت إليه على طبق من ذهب و لن يريد تضييعها أو الاستغناء عنها

ذهب باسل و أنمار مكملان عملهما و في نهاية اليوم عادا لمنزلهما


قال باسل "لقد بعنا تقريبا نصف أحجار الأصل التي نملك و جعلت كل تاجر يعدني بنشر اسمي بين التجار الآخرين، لقد جعلتهم يغلقون أفواههم لكي لا يعرفوا أنهم اشتروا كلهم بنفس الثمن مني، و تركهم يعتقدون أنهم قد أنشئوا علاقة عمل خاصة معي"

قالت أنمار بنظرة استهزائية "الشخص إن تركته يعتقد أنه خاص، سيفعل كل ما تطلبه منه" ثم أكملت "إذا ماذا ستفعل بعد هذا، لا أظن أن اسمك سينتشر بين ليلة و ضحاها"

كان باسل يجلس فوق السرير، فأغمض عينيه و اتكأ ثم قال "ليس هناك شيء أفعله سوى الانتظار و المراقبة، فعندما يحين الوقت سأمر للمرحلة الثانية، هذا كل ما في الأمر"

قالت أنمار "حسنا" ثم نهضت من الكرسي الذي كانت تجلس عليه و فتحت الباب بينما تقول "تصبح على خير، أنا ذاهبة لغرفتي"

لم يجبها باسل و أكمل استرخاءه إلى أن نام حتى جاء الغد

دق، دق، دق

فتح باسل الباب للطارق فوجد أربعة أشخاص، شخص كان يتقدمهم و كان يرتدي ملابس فاخرة و يبدو عليه النبل

تكلم النبيل عندما فتح له باسل الباب بينما تعتلي وجهه نظرة متفاخرة "أيها الطفل، فلتأتي معنا من دون نقاش، أنت لا تريد أن يتم سلخك هنا في العلن، ستتسبب في إحراج نفسك فقط"

تثاءب باسل و بينما عينيه ما زالتا مغمضتين تكلم قائلا "أولا، لا أريد الذهاب، ثانيا، لست في مزاج للنقاش حتى لو طلبته مني، ثالثا، لا أريد أن يتم سلخي، و رابعا، لا أريد إحراج نفسي، و بهذا سأقول لك أن تعود أدراجك، فأنا لا أحب من يعكر مزاجي بالصباح الباكر، فهناك شخص حاول فعل هذا في السنة الماضية و تلقى مني غضب لا تحمد عقباه، آه، على ما أذكر فهو لم يكن شخصا، بل وحشا سحريا"

ارتفع حاجب النبيل ثم تفوه قائلا "يبدو أنك كما سمعت، لا تعرف العالم جيدا أيها الفتى" ثم رفع يديه و أكمل كلامه بإعطائه أمرا للثلاثة الذين وراءه "علموا الصعلوك درسا"


أجاب الثلاثة معا "أمرك يا سيدي"

ابتعد النبيل عن الطريق و اقترب الثلاثة لباسل الذي خرج بينما يحك رأسه و هو يقول "أ ناس هذه المدينة كلهم هكذا؟ لا يفهمون ما معنى التحذير؟" ثم أكمل قائلا مع نفسه "أنا لا أريد منهم تدمير المنزل، فلقد كان أمرا شاقا علي إيجاد واحد لأشتريه"

أحكم واحد من الثلاثة و الذي كان متوسط البنية قبضتيه و ضربهما ببعضهما ملصقا إياهما، ثم صرخ و فتح قبضتيه في اتجاه باسل "سكاكين الماء"

ظهرت عشرات السكاكين المائية أمام قبضتي العدو و اتجهت نحو باسل بسرعة كبيرة بينما يقول مطلقها "كاكاكا، لن تخرج من هنا سالما أيها الفتى"

"يا له من إزعاج، لننهي هذا بسرعة" انتهى باسل من جملته و اختفى من مكانه ليظهر أمام العدو و لكمه ببطنه فجعله يتقيأ الدماء و أغمي عليه فورا

استخدم باسل سحر التعزيز مرة أخرى، في المرة السابقة، ضد المبعوث رضا، لم يستخدم سوى أربعين في المئة من قوته الكاملة و جعله عاجزا ببنيته التي يتفاخر بها، لكنه الآن استخدم حوالي سبعين في المئة من سحر التعزيز بلكمته، فجعل متوسط البنية نصف ميت في لحظة

قال باسل بوجه جدي "أنا لا أحب الانتظار، و لا أحب أن أُنتظر، و لهذا أرجوا ألا تكونا في مثل بطء صديقكما السابق، و إلا فإنكما ستواجهان نفس مصيره"

قال النبيل بغضب "أيها الشقي، لا تغتر بنفسك، فذلك الحثالة لم يكن سوى ساحر بالمستوى الثاني، الصفقة الحقيقية هي هذان الاثنان، فهما يُسمَّيان ب'إخوة القطْع'، هما ساحران بالمستوى الثالث، و لن يتركا منك مكانا سالما إن لم تطع أمرنا و تذهب معنا بهدوء"

"إخوة القطع؟ ما هذا؟" عندما انتهى باسل من كلامه رفع الأخوين يديهما للأعلى، و قال في نفس الوقت "زوبعة الموت"

ظهرت رياح و بدأت تدور في شكل دائري بينما تتسارع بشكل كبير فتكون في ثواني إعصار بارتفاع عشرة أمتار و اتجه نحو باسل


لم يتحرك باسل من مكانه و انتظر الإعصار ليأتي إليه ثم قال "زوبعة الموت؟ و أنا من ظننت أنها شيء مثير يستحق الرؤية، لكنها لم تكن سوى مضيعة للوقت"

عندما اقتربت الزوبعة من باسل أحكم قبضته و فعل سحر التعزيز في كامل قوته بذراعه اليمنى و رجليه معا، ثم لكم زوبعة الموت بوووم اختفت الزوبعة كما لو أنها لم توجد من قبل

مشي باسل في اتجاه إخوة القطْع بينما هما منصدمان مما ريا، 'زوبعة الموت'، سمياها بهذا الاسم بعد أن جرباها على العديد من السحرة و كل من تلقاها لقي مصرعه، لكن الآن شقي لا يعرفان من أين أتى دمر تقنيتهما الموحدة بسهولة

نظر باسل في وجه إخوة القطع و قال "أنتما لا تبدوان كالشخص السابق، من وجهكما أنا أعرف أنكما لستما بشخصين سيحاولا فعل شيء كهذا لفتى في عمري" تكلم باسل سائلا "هل يبتزكما ذلك الحثالة؟ أم يحتفظ برهينة تهمكما؟ إن أردتما المساعدة بإمكاني تقديم واحدة"

كان الإخوة يستمعان و عاقدين حاجبيهما ثم قالا في نفس الوقت عندما انتهى باسل من الكلام "هذا ليس من شأنك أيها الفتى" ثم ألصقى ذراعيهما ببعضهما و أنزلاها للأسفل ثم قالا "سيف الحكم"

تكون سيف ضخم من الرياح في الحال و نزل على رأس باسل. هذا الأخير لم يتحرك و قال "للأسف" ثم وجه قبضته للأعلى نحو السيف فدمره و انطلق نحو إخوة القطع و لكمهما في نفس الوقت ببطنهما فجعلهما يسقطان غائبين عن الوعي

وجَّه باسل نظره للنبيل ثم قال "لقد سبق و حذرت تلك الأميرة عن طريق رسالتي، أنا لا أحب اللف و الدوران، لكن على ما يبدو أنها ستكون ألما في المؤخرة إن لم أسرع في معالجة هذا الأمر"

وثب باسل نحو النبيل و حمله من عنقه للسماء ثم قال "ستخبرني بمكانها الحالي، إن لم تفعل سيكون مصيرك الموت، و بالتأكيد سيكون بعد تعزييب طويل"

تكلم النبيل بارتعاد "أيها الوغد، ألا تعرف من أنا؟ إنني جورج الرئيس التالي لعائلة..."

خنقه باسل و لم يتركه يكمل كلامه ثم قال "أنا لا أهتم بمن تكون، ألم تسمع كلامي؟ لقد قلت لك أخبرني عن مكان تواجد تلك ال* أو سأقتلك"

بلل النبيل جورج سرواله و بدأ يبكي على وضعه، قالت له الأميرة أن يتولى أمر هذا الفتى الذي أمامه، و لهذا جلب معه ثلاث سحرة متوسطين فقط ظنا منه أنهم كافيون، لكن كل شيء صار عكس ما توقع

"ح..حس..."

حاول النبيل جورج الموافقة فقاطعه صوت عميق "توقف"

التف باسل للوراء ليرى من المتكلم فوجد رجلا يبدو في منتصف الثلاثينيات من عمره و وراءه عدة أشخاص، كان هذا الرجل يرتدي درعا فضيا و لديه ندبة كبيرة على أنفه

تكلم النبيل جورج بفرح " 'الجنرال منصف'، أنقذني أرجوك، هذا الوغد هنا يحاول قتلي"

نظر 'الجنرال منصف' لباسل ثم لأجسام الثلاثة المغمى عليهم و قال "أيها الفتى، سأريد منك ترك هذا الأمر قبل أن يكبر أكثر مما هو عليه"

حمْلق باسل في وجه 'الجنرال منصف' ثم قال "و من أنت بالضبط لتأمرني؟"

ضحك النبيل جورج و قال "ألا تعرف من هو الجنرال منصف، أيها الأحمق، ستكون نهايتك إن لم تقم بما أمرك به"

شد باسل الخناق على النبيل جورج أكثر حتى لم يعد يتنفس ثم قال له بنظرة ازدراء مرسومة على وجهه "أيها الحثالة، إن لم يكن سيخرج من فمك مكان تلك العاهره، فلتغلقه إذا قبل أن أكسر فكك"

تجمد النبيل في مكانه ثم نظر إلى الجنرال منصف يطلب النجدة. تقدم الجنرال منصف للأمام قليلا ثم قال "أيها الفتى، أنا لا أعرف من أنت أو من أين أتيت، أو حتى سبب فعلك لهذا، لكن سيكون من الأفضل لك التوقف حالا، و إلا ستكون عاقبة عملك شنيعة"

نظر باسل للجنرال منصف ثم قال "حقا؟ ما الذي قد يحدث إن لم أتوقف يا ترى؟"

تكلم الجنرال منصف بجدية بينما يحملق في باسل "اسمع أيها الفتى، أنا لا أريد إراقة الدماء اليوم، و لهذا من الأفضل لك أن تترك هذا الأمر"

تكلم باسل "لست بفاعل"

قال الجنرال منصف بصوت حاد جدي أكثر من السابق "إذا أظن أنه لا مفر من الأمر"

بعد أن انتهى الجنرال منصف تقدم نحو باسل الذي قفز للوراء متراجعا و تاركا مسافة بينهما

اندفع الجنرال منصف نحو باسل فوصل أمامه بسرعة فائقة و لكمه ببطنه بيده اليمنى، لكن باسل تصدى للكمته بيده اليسرى و ركله برجله اليمنى، فصدها الجنرال منصف بيده اليسرى و ركله برجله اليمنى حيث كان لباسل ثغرة نتيجة رفعه لرجله اليمنى


تم الأمر بسرعة فائقة جعلت الجنرال يتفاجأ كثيرا من ردة فعل باسل على هجومه، مع أنه تغلب على باسل في النهاية في القتال القريب، لكنه أحس كما لو أن هذا الفتى كان يختبره

حلق باسل نتيجة للركلة لأمتار قليلة، لكنه وقف كما لو أنه لم يحدث له أي شيء. صدم الجنرال منصف و الجنود الذين كانوا معه

الجنرال منصف، معروف كصاحب أقوى بنية جسدية بين جميع السحرة في الإمبراطورية، لكن ذلك الفتى الذي تلقى ركلة منه لم يتأثر أبدا

قال باسل بينما ينفض ملابسه من الغبار "هوه، هذا هو مستوى الجنرال إذا؟ حسنا، إنه أفضل من الأشخاص السابقين"

كان باسل بإمكانه في الواقع التصدي لركلة الجنرال منصف، لكنه لم يفعل لأنه أراد أن يختبر قوته، فهو قد تدرب على يد معلمه 'إدريس الحكيم' عبر مواجهته في قتالات و لم يستطع لمسه إطلاقا و تعرض للضرب المبرح فقط، و لهذا كان له اهتمام في معرفة مدى قوة هؤلاء الجنرالات الذين يقال عنهم أنهم الأقوى

"كما توقعت، إن المعلم استثنائي" بعد انتهائه من كلامه مع نفسه نظر في اتجاه الجنرال منصف

حملق الجنرال منصف في باسل ثم قال "أيها الفتى، من أنت بالضبط؟"

أجاب باسل قائلا "مجرد قروي يبحث عن القليل من المتعة فتعرض للمضايقة قليلا و رد الجميل ضعفين، و كما سمعت أنا أرد الجميل ضعفين، فاستعد للحصول على نصيبك"

ضحك الجنرال منصف بينما يقول "هاهاها، إنك فتى مثير للاهتمام، تقدم سأعلمك درسا أو اثنين"

بعدما انتهى الجنرال منصف من كلامه، اندفع باسل نحوه بينما سحر التعزيز في كامل قوته بووم تلاقت قبضة باسل مع الخاصة بالجنرال منصف، هذا الأخير صدم تماما كما حدث مع باسل هو الآخر


تراجع باسل للوراء قليلا ثم تكلم الجنرال منصف "أيها الفتى، إنك حقا لمثير للاهتمام، لم أكن أتوقع أن يكون لديك نفس سحري"

قال باسل بينما يبتسم "و لا أنا أيها العم"

عندما تلاقت لكمة باسل و الخاصة بالجنرال منصف، نتج عن تصادمهما موجة قوية، و لاحظ باسل عندها أن الجنرال قد استخدم سحره الذي كان سحر التعزيز، و من جهة أخرى، حدث نفس الشيء مع الجنرال منصف

سحر التعزيز كان سحرا نادرا جدا، و لا يمكنك إيجاد سوى أعداد قليلة و معدودة في العالم كله يملكونه، و لهذا كان الأمر صادما بالنسبة للجنرال منصف، لكن ما صدمه ليس هذا فقط، بل أيضا القوة التي أخرجتها لكمة باسل و التي كانت كبيرة جدا

تكلم الجنرال منصف قائلا "أيها الفتى، ما اسمك؟"

قال باسل "أليس من الآداب تقديم نفسك قبل سؤال الشخص عن اسمه"

ضحك الجنرال منصف ثم قال "هاهاها، معك حق في هذا، أنا اسمي كريمزون منصف، إنني أنتمي لعائلة كريمزون"

تكلم باسل "اسمي باسل، متشرف بمعرفتك، و الآن هل نكمل؟"

قال الجنرال منصف "هيا هيا، لا تكن متعجلا، فلنترك الأمر عند هذا الحد، ليس هناك عدة فرص لملاقاة شخص يستخدم سحر التعزيز، لاسيما ساحر في عمرك قد وصل للمستوى الرابع بالفعل، إنها ستكون مضيعة فقط، ما رأيك أن تأتي معي؟ سأعاملك كضيف شرف في العائلة"

وضع باسل يده على ذقنه و بدأ يفكر لمدة طويلة ثم قال بعد أن قرر "حسنا، أظن أنني سأرافقك"


ابتسم الجنرال منصف و التف ثم قال "اتبعني إذا"

قال باسل "حسنا" ثم أكمل بينما نظره توجه للنبيل جورج "لكني يجب أن أعرف ما أحتاج من ذلك الحثالة قبل هذا"

جري باسل ثم حمل النبيل جورج من عنقه من جديد و قال "إما أن تسرع في قول ما أريد أن أسمع و إلا ستموت، لديك خمس ثواني للإجابة"

التف الجنرال منصف ثم قال "أيها الفتى باسل، لا تضع وقتك معه أكثر من هذا، إن كنت تريد شيئا ما فسوف أجلبه لك"

نظر باسل للجنرال منصف ثم قال "حسنا، إن قال هذا العم منصف، فلا بأس إذا" قام باسل برمي النبيل جورج بعيدا ثم تبع الجنرال منصف و بينما يتبعه، ظهرت فجأة أنمار بجانبه

قال باسل "يبدو أنك اكتفيتِ بالمشاهدة"

أجابت أنمار "حسنا، لم يبدو أنك في حاجة للمساعدة" ثم ابتسمت و أكملا طريقهما

بعد السير لمدة طويلة، وصلت المجموعة إلى قصر ضخم جدا يمتد لألاف الأمتار، كان يملك بوابة ضخمة جدا يصل علوها لعشرات الأمتار و حارسين واقفين عندها

عندما رأى الحارسين الجنرال منصف، انحنوا قليلا ثم قالا "مرحبا بعودتك أيها الجنرال"

أجاب الجنرال منصف "شكرا على تعبكما" ثم دخل للداخل فتبعه البقية ثم أمر الجنود الذين كانوا معه بالذهاب لمعسكر التدريب، و تقدم للأمام نحو البوابة الداخلية فتبعه باسل و أنمار


عندما دخل باسل و أنمار عبر البوابة الخارجية انبهرا من اتساع المكان، كانت هناك عدد هائل من البنايات تحيط بمبنى ضخم جدا و الذي سارا في اتجاهه تابعين الجنرال منصف

فتح الجنرال منصف البوابة فنظر باسل و أنمار للداخل ليجدا ممرا طويلا و على جانبيه العديد من الجنود الأقوياء

مروا من الطريق حتى وصلوا لبوابة أخرى و حارسين واقفين أمامها، أعطى الحارسين التحية للجنرال منصف و فتحا له البوابة، دخل الثلاثة لقاعة ضخمة جدا تسع لمئات الأشخاص، كان هناك العديد من الرجال الواقفين بالجانبين و درج كبير أمامهما، و فوقه يوجد عرش يجلس عليه رجل كبير في السن

تكلم الجنرال منصف "يا أيها الرئيس، لقد أتيت و معي خبرا قد يسرك"

تكلم الرجل الكبير في السن "أنا كريمزون أكاغي، عشت ما يكفي من المآسي و مررت بالكثير من المصاعب، لا أظن أن هناك شيء سيسرني الآن غير وجود حل لإنقاذ عائلتي من الضياع و إرجاعها لمجدها، و هذا غير ممكن الآن كما أعلم و تعلم أيها الجنرال منصف، لكن لديك الحق في المحاولة يا زوج ابنتي"

"أب زوجتي، هذا الفتى الذي ورائي ساحر في المستوى الرابع و يستخدم سحر التعزيز النادر مثلي، لقد جلبته معي كضيف شرف، و أتمنى أن ننشئ علاقة جيدة معه، فقد يكون عونا كبيرا في إنعاش عائلتنا ريثما يكبر الوريث الشرعي"

كان الجنرال منصف رجلا صريحا و مباشرا، قال كلاما يحمل نواياه تجاه باسل من دون خداع، فهو معروف بعدالته و إخلاصه و ولائه لعائلة كريمزون، تزوج قبل ست سنين الابنة الوحيدة لعائلة كريمزون بعد أن وصل للمستوى السادس و أصبح جنرالا

أنجبت زوجته له طفلا بعد مرور سنتين من زواجهما، فكان الخبر مفرحا له و لزوجته و خصوصا لرئيس العائلة كريمزون أكاغي الذي كان يائسا و لجميع من ينتمي للعائلة

بعد مرور حوالي إحدى عشرة سنة من اختفاء الوريث الثاني، ظهر أمل جديد في العائلة، كان هذا الأمل هو ابن الجنرال منصف و زوجته 'كريمزون سكارليت' ابنة رئيس العائلة 'كريمزون أكاغي'

عندما سمع باسل الجنرال منصف، ابتسم و نظر له باحترام، باسل لا يحب اللف و الدوران، و هذا ما فعله بالضبط الجنرال منصف


عرف باسل معنى دعوة الجنرال منصف من الأول، لكنه أتى آملا في الحصول على منفعة من هذا، فالتعامل مع العائلة التي تعتبر الثانية من حيث القوة و السلطة كانت تشمل جميع المواصفات التي يريدها باسل من أجل تحقيق هدفه، فكما أراد الجنرال منصف الانتفاع من باسل، هذا الأخير كان له نفس الهدف

حملق رئيس العائلة كريمزون أكاغي في صهره الجنرال منصف لمدة قصيرة ثم غير اتجاه نظره لباسل فتغيرت نظرته كثيرا كما لو أنه ينظر لشبح ما، بقي على تلك الحال لمدة طويلة حتى جمع شتات نفسه و قال "أيها الفتى، لقد سمعت ما قال الجنرال منصف، ما رأيك؟"

نظر باسل في وجه رئيس العائلة كريمزون أكاغي ثم قال باحترام "أنا أفهم من كلامه أن هناك مصلحة لكم في إنشاء علاقة جيدة معي، فلما لا، فالأمر ذاته ينطبق علي، أنا سأمد لكم يد المساعدة لكم في أي وقت تحتاجونها، و بالمقابل عندما أريدها أنا، سيكون من الجيد لو قدمتموها لي"

حدق الجنرال رئيس عائلة كريمزون في باسل لمدة طويلة ثم وجه نظره لأنمار و قال "و من تلك السيدة الصغيرة؟"

كان باسل سيجيب عن السؤال لكن أنمار سبقته بالحديث، فقالت باحترام "أنا مرافقة باسل أيها الكبير المحترم"

قال رئيس العائلة كريمزون أكاغي "حسنا، سوف أقبل بهذا، لكن سأريد منك إثبات كلامك، فإن كانت هناك علاقة حلف ستكون بيننا سأريد منك على الأقل إثبات استحقاقك لها، الطريقة 'كيف' ستكون عليك"

ابتسم باسل ثم قال "حسنا أيها الكبير، لما لا نبدأ في الحديث أولا عن قلب سوق التجارة رأسا على عقب"

اندهش جميع من في القاعة من كلام باسل، فالرجال الذين بالجانبين كانوا كلهم أشخاص لهم ولاء ضخم لعائلة كريمزون، فهناك منهم من لا يزال حيا منذ السقوط العظيم للعائلة من الحكم

وجود فتى في مثل هذا العمر يستخدم سحر التعزيز بالمستوى الرابع قد أدهشهم أكثر مما أفرحهم خبر تحالفه معهم. لكن ماذا بدأ يقول هذا الفتى؟ قلب سوق التجارة رأسا على عقب؟ ما الذي يتحدث عنه بالضبط؟

تكلم رئيس العائلة كريمزون أكاغي "وضح كلامك أكثر أيها الفتى"

فتح باسل ذراعيه و قال "كما سمعت تماما، كل ما تعرفه عن أثمان أحجار الأصل و استخداماتها سوف أجعله يبدأ من صفحة جديدة، و هذه الصفحة سوف تكتب من قبلي"

قال كريمزون أكاغي "و كيف ستفعل هذا؟ لا زلت لم توضح ما الذي ستفعله"

ابتسم باسل و قال "أيها الكبير، كتعبير مني عن شكري على قبولك صنع علاقة حلف بيننا، سوف أجعلك..لا، سوف أجعل عائلتك الواجهة الأمامية لقلب سوق التجارة رأسا على عقب، و سيكون هذا عن طريق المعلومات التي ستعرفها مني في الدقائق القادمة، لكن سيبقى تصديقك لي أم لا متوقف عليك"

اندهش رئيس عائلة كريمزون من الفتى الذي أمامه ثم قال "أنا لم يعد لدي ما أخسره، كل ما ملكته يوما قد سلب مني أو هرب مني، لذا أيها الفتى، إن كان هناك شيء سوف يجعل من عائلتي ترجع لمجدها، فسيكون هذا عبارة عن تحقيقٍ لأمنيتي الوحيدة التي تجعلني ما أزال أريد العيش، لقد ارتكبت أخطاء فادحة خلال حياتي و لا أنوي إعادتها، لقد عشت ما يكفي لأعرف الكاذب من الصادق و أفرق بينهما، و أنت كل الكلام الذي يخرج من فمك يحمل معه ثقة موثوق بها، فقل ما عندك أيها الفتى"

اندهش كل من في القاعة، ما الذي يحدث هنا؟ حتى الجنرال منصف بقي مصدوما طوال الوقت، لقد أتى بهذا الفتى فقط لأن لديه موهبة و سحر استثنائيين، و ظن أنه سيكون ذو نفع كبير للعائلة، لكن الفتى بدأ يتكلم عن أشياء كتغيير موازين القوة و السلطة في العالم

بدأ باسل يكمل حديثه بقوله "أيها الكبير، حكمتك التي حكمت بها علي لن أخذلها أبدا، هنا و الآن، إنني أعدك بمساعدتك على إنعاش عائلتك، فكما قلت لك، إن احتجت ليد المساعدة سأكون مستعدا لتقديمها لك في أي وقت" نظر الجميع لباسل الذي أكمل "و كبداية سأجعل من عائلتك الأغنى بكامل الإمبراطورية، فكما يقولون، 'امرؤ بلا مال ذئب بلا أنياب' "

قال باسل بادئا شرحه "هناك استخدامات عدة لأحجار الأصل غير معروفة بهذا العالم، و التي قد تكُون موجة تعلن عن بداية كارثة أكبر من التي حدثت قبل أربع عشرة سنة عندما تنتشر "

بقي الكل مصدوما، من لا يعرف الكارثة التي حدثت قبل أربع عشرة سنة، هجوم الشياطيين، خوف البشرية من العدو المجهول لا يزال كائنا إلى يومنا هذا

عندما هوجم العالم من طرف العدو المجهول، كان هناك دمار كبير شمل الإمبراطوريات الثلاث، اثنان من إمبراطورية النضير الوهاج فقط من واجها العدو مباشرة و كان بقاؤهما على قيد الحياة أمر جيد، أما في الإمبراطوريتين الأخريين، فكانت هناك إبادة تامة لجنرالان بجيشهما بإمبراطورية الأمواج الهائجة، أما إمبراطورية الرياح العاتية لم تخسر أي جنرال، لكنها فقدت ربع سكانها، فالأمر تم بسرعة كبيرة لدرجة أن الجيش عندما وصل لمساعدة من كان يحتاج للنجدة وجد العدوَّ قد اختفى بالفعل و العديد من القرى و المدن كانت قد دمرت تماما، و القليل جدا من كان محظوظا فبقي حيا ليروي لهم الكارثة التي مرت عليهم

عندما حدث هذا الدمار الشامل، عقدت اتفاقية بسرعة بين الإمبراطوريات الثلاث تنص على منع الحرب، و التوقف عن التنافس فيما بينهم، و التركيز على تنمية قواتهم لأقصى درجة ليستعدوا لأي هجوم مثل الذي مر عليهم، و لهذا بنيت عدة أكاديميات سحر في العديد من المدن و لم تعد العاصمة فقط من تملك واحدة

في كل إمبراطورية كانت هناك أكاديمية سحر كبيرة بالعاصمة، و يدخلها كل شخص يتطلع ليصبح ساحر، لكن بعد الدمار الشامل، ركزت الإمبراطوريات الثلاث على توسيع نطاق تعلم السحر لكسب قوة أكبر من السابق، و الاتفاقية التي عقدت ساعدت في هذا كثيرا

و لهذا عندما يأتي شخص من العدم و يبدأ في قول أنه قد يتسبب في كارثة أكبر من الدمار الشامل، فإنه بالتأكيد ليس بعاقل، لكن هذا الفتى الذي أمام ناظر جميع من في هذه القاعة الضخمة بدأ يتحدث عن أمور يسمعونها لأول مرة في حياتهم

"مسحوق الأصل يصنع من أحجار الأصل، و يصنع منه عدة إكسيرات منها، إكسير العلاج، إكسير التعزيز، إكسير التقوية، هناك العديد من الاستخدامات الأخرى لأحجار الأصل منها استعمالها في صنع وسائل للتواصل"

لكن أكثر ما صدمهم هو ما بدأ يفعله الفتى، فتح باسل راحة يده و التي ظهر عليها مربع أسود اللون و بوسطه هناك لون أزرق فاتح قريب للون الأبيض، و من هذا المربع خرج كيس ضخم مليء بأحجار الأصل، و عدة قرون ثم العديد من الطعام

أخرج باسل قبل قليل العديد من الأشياء من راحة يديه فقط مما جعل الحضور فاتحا فمه و كاد ذقن كل واحد منهم أن يصل للأرض

الكل هنا ساحر، و أقل مستوى يمكنك أن تجده من بينهم هو المستوى الرابع، و كلهم خبراء في المعارك، فبعضهم ذهب ل'قارة الأصل و النهاية' التي تعرف بالعجائب و المصائب، لكن و لا واحد منهم رأى سحرا كالذي أراهم باسل إياه

تكلم باسل قائلا بينما يعيد كل ما أخرجه عن طريق لمسه براحة يديه "أيها الحضور، ما ترونه الآن ليس سحرا أو خدعا، ما فعلته قبل قليل هي قدرة يمكن لأي واحد منكم كسبها، و كما قلت من قبل، استخدامات أحجار الأصل كثيرة، و ما رأيتموه قبل قليل كان واحدا منها فقط"

ركز باسل نظره الذي كان يوجهه نحو الجميع على رئيس العائلة كريمزون أكاغي ثم قال "أيها الكبير، لقد رأيت ما فعلت قبل قليل، و سأعطيك عينة من كل قنينة إكسير لتجربها، أظن أن هذا كاف كإثبات على استحقاقي تحالفي معكم، و الآن حان دوركم في إثبات استحقاقكم له"

حدق كريمزون أكاغي في باسل لمدة طويلة ثم قال بعد فترة من الصمت و التحديق "أيها الفتى، ما أريتنا قبل قليل كاف لتصديقك، أما بخصوص دورنا، فما رأيك في هذا، كل ما ستحتاجه من الآن فصاعدا سيتم تحقيقه ما دام في صلاحية سلطة عائلتي"

نظر باسل للكبير ثم قال مع ابتسامة شيطانية لم يلاحظها أحد "أيها الكبير، أن نكون معا هو البداية، و البقاء معا هو التقدم، و العمل معا هو النجاح. أتمنى أن نحقق نجاحا جيدا" أكمل باسل كلامه "الآن بعد اتفاقنا على تحالفنا، ما رأيك في بداية عملنا المشترك الأول؟"

حدق الجميع في باسل حتى سأله الكبير كريمزون أكاغي "و ما ستكون طبيعة العمل يا حليفنا؟"

أجاب باسل بعدما ابتسم "كما قلت سابقا، سوف نبدأ بقلب سوق التجارة رأسا على عقب، و لهذا سأحتاج منك كبداية جمع جميع الكيميائيين و الحدادين الجيدين الذين تملكهم لألقي عليهم بعض الدروس، و من ثم سأحتاج منك شراء كمية هائلة من أحجار الأصل، كل ما كانت الكمية أكبر كلما كان أفضل، و عندها سنبدأ في صنع إكسيراتنا و أدواتنا و بيعها من جديد، الطريقة بسيطة لكنها أكثر من فعالة، و ريثما تصبح عائلتك الأغنى في العالم كله، سأطلب منك إعطائي أعضاء من جنودك الصاعدين لتنشئتهم على يدي، و بالطبع سأختار الجنود بنفسي، و بهذا سأجعل عائلتك الأقوى في الإمبراطورية أولا ثم في العالم ثانيا"

صدم جميع من بالقاعة، الجنرال منصف لم يعد يستطيع استيعاب ما يحدث، رئيس عائلة كريمزون وقف وقفة الحيران الفرحان، حلم حياته سيتحقق؟ لا، بل سيفوق حلمه بكثير و أكثر مما تخيل يوما؟ هذا ببساطة شيء لا يصدق

قال رئيس عائلة كريمزون أكاغي بعد أن هدأ "يا حليفنا، أنا لا أجد أي كلمات للتعليق عن هذا، و إن كان كلامك سيصبح حقيقة، فإنني لا أعرف كيف سأشكرك، و هناك شيء لا يزال في عقلي أريد سؤالك بشأنه" أماء باسل رأسه ليكمل الكبير "لماذا تفعل كل هذا من أجل عائلة التقيت بها للتو؟"

من الطبيعي أن يتساءل المرء إن جاء أحدهم و قال أنه سيجعله الأغنى و الأقوى في العالم عن سبب فعله لهذا، كريمزون أكاغي رجل معروف بصرامته و حرصه الشديد على عائلته، لكن كل هذا نابع من حبه لها، و من الطبيعي أن يسأل عن دافع الشخص الذي يريد مساعدة عائلته

قبل أن يأتي باسل إلى هنا، عرف عن طريق جمع المعلومات هو و أنمار ليوم كامل وضع عائلة كريمزون الحالي، و لهذا عندما تلقى باسل الدعوة من الجنرال منصف، جاءته الفكرة المثالية لتسريع خطته، فإن كانت عائلة كريمزون كما سمع من الإشاعات لا زالت تهدف للرجوع لمجدها، فسوف تكون هدفا جيدا لما يحاول باسل فعله

قال باسل "سمعت أن العائلة الحاكمة الحالية غير منصفة، و أن عائلتك التي كانت في الحكم قبل خمسين سنة كانت نقيضها تماما، كانت تحكم بالعدل و لا تحتقر القرويين و العامة، فإن كنت سأختار من بينهما، سأختار عائلتك"

حدق كريمزون أكاغي في باسل ثم قال "يا حليفنا، لماذا اخترتنا؟ أنت لا زلت لم توضح السبب الرئيسي"

حك باسل رأسه ثم قال "حسنا، إن هذا من أجل الاستعداد للحرب القادمة ضد الشياطين، أنا أريد جعل هذا العالم مستعدا في أسرع وقت للذي هو قادم، و عائلتك ستكون الوسيلة المثالية لتحقيق هذا الأمر"

صدم الجميع من كلام باسل، حرب ضد الشياطين؟ الاستعداد لها؟ ماذا يقول هذا الفتى؟ أ يعرف شيئا هم يجهلوه؟

أكمل باسل قائلا "لقد مرت أربع عشرة سنة بالفعل منذ 'الدمار الشامل'، هذا الاسم الأخير هو ما أطلق على تلك الكارثة، لكن القادم سيجعل من هذا الاسم شيئا لطيفا إن لم يتم الاستعداد جيدا له. الشياطين يمكنها أن تهاجم في أي وقت و لن نعلم متى سيكون، و إن ظننتم أن الدمار الشامل كان شيئا مرعبا، فسوف أقول لكم شيئا"

نظر باسل في وجه الجميع ثم قال بجدية كبيرة و بصوت مرتفع "استيقظوا يا ناس،

فإن الدمار الشامل لم يكن سوى إعلانا صغيرا لعالمنا الواهن عن بداية عصر أهوال"..............يتبع!!!!!!!

(الجزء الثامن)



أتى باسل للعاصمة من أجل جعل هذا العالم مستعدا لأي هجوم قد يأتي مستقبلا مثل الدمار الشامل، و لهذا كان ينوي نشر اسمه بين التجار و كسب سمعة جيدة قبل البدء في نشر استعمالات أحجار الأصل، فإن كان له اسم بين التجار، ستكون كلمته موثوق بها، و بالتالي سوف يثقون في السلعة الخاصة به و التي ستكون جديدة عليهم

بعد انتشار استعمالات أحجار الأصل و معرفة فائدتها، سوف يسرع العديد من الأشخاص في توطيد علاقتهم مع باسل، و لن يقتصر الأمر على التجار فقط، بل حتى العائلات الكبرى سترغب في التقرب له، و عندها سوف يختار باسل من بين جميع العائلات الأسهل و الأفضل كوسيلة لبدايته في تقوية هذا العالم

عندما سمع باسل رغبة الجنرال منصف في استضافته، جاءته الفكرة المثالية، ففكر لقليل من الوقت، دعوة هذا الجنرال أتت بعد مشاهدته لسحره و قوته، مما يعني أنه يحاول بناء علاقة جيدة معه و استغلاله لمصلحة عائلته، فالشكر لدى بعض الناس ليس إلا رغبة مبطنة في الحصول على خيرات أكثر

لكن هذا كان يدُبُّ في مصلحة باسل، لقد قل عليه عناء نشر اسمه و لم يتبقى له سوى إثبات نفسه للعائلة التي سيذهب لها و كسب ثقتها، و ستكون بدايته في جعل هدفه يتحقق أسرع مما توقع، و كما أراد فقد سار الأمر على هواه

"الإكسيرات التي تحدثت عنها لها مفعول كبير في تنمية قوة الساحر و تسريعها، فمثلا إكسير التعزيز يجعل قوته السحرية ترتفع بمراحل للأعلى مؤقتا، و لهذا له فائدة كبيرة أثناء المعارك، فقد يتغير منحى القتال إن امتلك أحد مثل هذا الإكسير و آخر لا يملكه، و إكسير التقوية ينمي القوة السحرية بشكل متسلسل و دائم، لكن لا ينصح بالإكثار منه، فلا يجب على الساحر رفع قوته السحرية إلى حد لن يستطيع جسده و بحر روحه تحملها أكثر"

كان باسل قد بدأ بالفعل شرحه لكيميائيين، كان هناك ثلاثة كيميائيين فقط في عائلة كريمزون، فعلى ما يبدو، الكيميائيون ليس لهم أهمية كبيرة

لكن عندما استمع الثلاثة لكلام باسل صدموا تماما، إن كانت هناك تقنيات مثل هذه موجودة بالعالم، فسوف يصبح الطلب على من يصنعها خياليا، و سوف تتغير مكانتهم بشكل كبير عما كانت عليه من قبل

تحمس الكيميائيون الثلاث كثيرا و استمعوا لكل كلمة يقولها باسل، لكن نظرة إحباط ظهرت على وجههم، فمن خلال ما سمعوا، لا يستطيع كيميائي أقل من المستوى الثالث صنع أي إكسير

كان هذا مشكلة عويصة بالنسبة لهم، فهم أصبحوا كيميائيين بعد أن استسلموا من اتباع طريق السحر، فلقد بقوا في المستوى الأول لمدة عشر سنين من دون تقدم ملحوظ

بعد أن رأوا أنهم لن يتقدموا في السحر، تبقى لهم خيارين فقط، أن يصبحوا كيميائيين أم حدادين، فاختاروا الأول. بعد أن يتخلى الساحر عن اتباع طريق السحر و الانتقال إلى الكيمياء أو الحدادة سوف تصبح سرعة تقدمه أكبر مما كانت، و الآن الكيميائيين الثلاثة كلهم في القسم الثاني من المستوى الثاني

قال باسل بعد مشاهدته لإحباطهم "لا تقلقوا، فإن كانت هذه الإكسيرات ستُستهلك من شخص ما، فسوف أحرص كل الحرص على أن تكونوا أنتم الثلاثة أول من يفعل" تغيرت نظرة الثلاثة ليكمل باسل "سوف أجعلكم تصلون للمستوى الثالث في مدة قصيرة، فأنا لا أستطيع صنع الإكسيرات طوال الوقت، هناك العديد من الأعمال سيكون علي إنهاؤها، و لهذا سأترك أمر صنع الإكسيرات عليكم بعد وصولكم للمستوى الثالث، و أثناء هذه الفترة سوف أعلمكم جميع التقنيات التي ستحتاجونها"

فرح الثلاثة ثم انحنوا قليلا لباسل، سوف تتغير حياتهم تماما عندما يصبحون قادرين على إنتاج الإكسيرات، و باسل هو من منحهم هذه الفرصة، فكيف لا يكنون له أقصى درجات الاحترام

الكيميائيون لم يكونوا سوى الطبقة الأضعف من السحرة التي لم تستطع تحقيق أي تقدم في مسار السحر و اتجهوا نحو الكيمياء

لكل ساحر إمكانية في الغدو كيميائيا، لكن يبقى الأمر متعلقا على مدى فهمه للمواد التي سيطبق عليها العملية و علاقتها بالطاقة السحرية الخالصة، و أكثر ما يهم هو استعداده التام عقليا ليحول طاقته السحرية كلها إلى طاقة سحرية خالصة، فهذه هي المرحلة الأهم في حياة كل شخص يريد أن يتخلى عن طريق السحر و اتباع طريق الكيمياء أو الحدادة، فبعد أن يفعل هذا يفقد قوة عنصره السحري و تتحول طاقته السحرية كلها إلى طاقة سحرية خالصة كما تكون الطاقة الخارجية قبل أن يجذبها الساحر و تدخل لبحر روحه ثم تتحول لعنصره السحري الثاني

بعد أن يعرف الساحر كيف يتحكم في الطاقة الخالصة و يفهم كيف يجعلها تتغلغل بالمواد المراد دمجها، سيعرف كيف يدمج بينها لتنتج ما يهدف له

كان الكيميائيون يعرفون فقط خلط الأعشاب مع طاقتهم السحرية الخالصة و إنتاج أدوية تكون فعالة أكثر من الأدوية العادية، و لهذا لم تكن لهم قيمة كبيرة جدا، فبعد كل شيء ليسوا سوى سحرة فاشلين

شرح باسل للكيميائيين عن العديد من الوصفات و طريقة صنعها، تحمس الثلاثة كثيرا من كلام باسل، فكلهم بدؤوا بمعرفة عالم جديد سوف يجعل حياتهم تتغير للأفضل

بعد مرور أيام من تعليم الكيميائيين و إرشادهم قرر باسل الانتقال للحدادين، فكما يعرف عن الحدادين، هم الذين يقومون بصهر الحديد مع أحجار الأصل بتقنيات يتم توارثها عبر الأجيال من أجل صنع 'أوعية السحر' للسحرة

قابل باسل رئيس الحدادين في عائلة كريمزون، فعلى عكس الكيميائيين، يتلقى الحدادون معاملة و مرتبة لا بأس بها، فهم من يؤتمن عليهم صنع أسلحة العائلة، و بسبب هذا كان لهم فخر بنفسهم

عندما أراد باسل التكلم معهم، لم يعطوه وجها و تجاهلوه حتى سمعوا أنه أمر مباشر من رئيس العائلة 'كريمزون أكاغي'

ذهب رئيس الحدادين الذي كان عبارة عن رجل عجوز في اتجاه باسل ثم قال "أيها الفتى، لقد سمعت عنك من سيدنا أكاغي، كيف لفتى مثلك أن يرينا ما نفعل بعملنا"

ابتسم باسل و قال "أيها الجد، ما رأيك أن تذهب معي لمكان منعزل للحظات، سأريك شيئا مثيرا للاهتمام"

ذهب باسل مع الجد الذي أرشده لورشة عمله و دخلا لها، أخرج باسل حجر أصل من راحة يده فجعل الجد الحداد فاتحا فمه من الصدمة ثم أخرج معه مطرقة كبيرة و سيف كبير الحجم بطول متران و عشرين سنتمترا بالعرض

صهر باسل حجر الأصل عن طريق النار و الطاقة السحرية الخالصة، فالنار لوحدها لن تصهر أحجار الأصل أبدا، ثم تحكم في الطاقة الناتجة عن انصهاره بطاقته السحرية الخالصة و تلاعب بها ثم بدأ يدمجها بالسيف الصخم

كانت هناك نقوش غريبة على السيف و عندما دمجت الطاقة الخالصة حجر الأصل مع السيف، توهجت النقوش بضوء أزرق فاتح قريب للون الأبيض

و بعد مرور قليل من الوقت قال باسل "حسنا، لقد انتهينا"

لم يصدق الجد الحداد ما رآه أمام عينيه و لم يرمش لمدة طويلة "ما الذي فعله هذا الفتى قبل قليل؟ أ صنع وعاء سحريا من المستوى الرابع في هذه المدة القصيرة؟ و ما تلك التقنيات؟ لم أشاهد مثلها في حياتي كلها، إنه لم يحول عنصره السحري إلى طاقة سحرية خالصة و لا زال بإمكانه التحكم بالطاقة السحرية الخالصة لهذه الدرجة"

صدم الجد الحداد تماما و اعترف بالهزيمة بداخل قلبه، هو رجل فخور بنفسه، يحمل لقب الحداد الأفضل في الإمبراطورية، لم يكن هناك من هو أفضل منه في عمله، لكن هذا الفتى جعله يعترف بالهزيمة

قال الجد الحداد بعدما أمسك يدي باسل "أيها السيد الصغير، اسمي 'سميث' و نحن حدادي عائلة كريمزون تحت رعايتك من الآن فصاعدا، فلتنورنا بمعرفتك"

ابتسم باسل و قال "أيها الجد سميث، لا داعي للرسمية، أنا هنا من أجل إعطائكم التقنيات التي شاهدتها قبل قليل و أريكم كيف يمكنكم استغلال أحجار الأصل في صنع العديد من الأشياء الأخرى و ليس فقط في أوعية السحر"

فرح الجد سميث ثم قال "أوه، هناك استخدامات أخرى لأحجار الأصل؟ فلتخبرني بها حالا من فضلك"

ضحك باسل ثم قال "حسنا، أحجار الأصل....."

بدأ باسل شرحه للجد سميث و مرت عدة أيام منذ تحالف باسل مع عائلة كريمزون، و حان الوقت ليختار بعض الجنود ليدربهم

في ساحة شاسعة جدا بداخل ملكية عائلة كريمزون، كان هناك حوالي أربعة آلاف جندي، مختلطين من العادي إلى المستوى الثالث في السحر، حَامَ (ماضي فعل 'يحوم') باسل حول الجنود بينما يحقق في أمر كل واحد منهم قبل أن ينتقل للآخر، و كلما اختار واحدا أشار له ليتقدم نحو المكان الذي قرره

بعد انتهاءه كان قد جمع حوالي خمسين جنديا و انصرف الجنود الذين لم يخترهم. وقف أمامهم ثم بدأ حديثه "أيها الجنود، أعرف أن هناك من هو مستاء منكم لأن فتى مثلي لا تعرفون من أين أتى بدأ في إلقاء الأوامر عليكم، و لهذا سوف أعطيكم حلا جميلا، اهجموا علي جميعا في آن واحد، و إن استطعتم هزيمتي سوف أعود أدراجي مذلولا، و إن لم تستطيعوا، فسوف تقومون بكل ما آمركم به، المدة التي لديكم هي المدة التي سوف تنقضي فيها طاقة احتمالكم أو تستسلمون، و الآن فلنبدأ"

مر وقت كبير و كان جميع الخمسين جنديا مستلقون على الأرض، كلٌّ و حالته، هناك من غاب عن الوعي، هناك من سقط من التعب، و هناك من استسلم

تكلم باسل قائلا بجدية و بصوت مرتفع "من الآن فصاعدا، أنا قائدكم، أنا معلمكم، و أنا مرشدكم، و إن كان لأي أحد منكم اعتراض فأنا على كل استعداد لمواجهته" ثم أكمل "هذا كل شيء لليوم" ثم تذكر شيئا ما و قال "ستكون هذه الفتاة التي بجانبي و أمامكم بتعليمكم عندما أكون غائبا"

ذهب باسل بعد أن انتهى من الكلام، كانت أنمار تلحقه في كل مكان يذهب إليه، باسل معتاد على هذا الأمر منذ صغره حتى لو كان يزعجه، فبعد كل شيء هو يعرف لم تتبعه، فحتى بعد أن رفضها للعديد من المرات لم تكف عن ملاحقته

خرج باسل و أنمار من القصر و توجها نحو سوق العاصمة، فهما لم يخرجا منذ مدة طويلة، ولهذا كانا متحمسين قليلا

و بعد مدة وصلا للسوق، كان سوق العاصمة كبيرا للغاية و يتوفر على كل أنواع المتاجر، التي تخص الطعام و التي تخص الأدوية و الأعشاب الطبية، و أخرى تخص بيع الأسلحة بشتى أنواعها و أخرى لبيع الملابس

كان السوق كبيرا و متنوعا في تجارته، هناك تجار من كلا إمبراطوريتي 'الأمواج الهائجة' و 'الرياح العاتية'، فبعد الاتفاقية، أصبحت العلاقة التجارية أسهل بين الإمبراطوريات

كان يسمى هذا السوق ب 'سوق المركزية'

تكلم باسل عندما وصلا للسوق "حسنا، لنذهب لجلب وجها سوف يساعد على تسيير خططنا بسلاسة" ثم ابتسم و خطى الخطوة الأولى

دخل الاثنان للسوق ثم قال باسل "فلندهب للبحث عن التاجر ناصر"

أماءت أنمار رأسها و انطلقا بينما يسألان عن التاجر ناصر في الأرجاء حتى عرفا مكانه و التقيا به

"أووه، لقد بحثت عنك طويلا أيها السيد الصغير باسل" فرح التاجر ناصر عند رؤيته لباسل و قال "هل أتيت لتبيع أحجار الأصل مرة أخرى؟"

ابتسم باسل و أجاب "أيها الأخ ناصر، لم آت إلى هنا لبيع أحجار الأصل" أحبط التاجر ناصر قليلا ليكمل باسل "و إنما أتيت لك بعرض أحسن من شراء أحجار الأصل بثمن رخيص"

استغرب التاجر ناصر ثم قال "ما هو هذا العرض؟"

قال باسل "أنا آت لك بعرض لن يستطيع أي تاجر رفضه، لكن سيكون عليك الاستعداد للتخلي عن كل أعمالك الأخرى و الانضمام للعمل معي، و أنا أضمن لك، ما ستحققه من أرباح سيكون شيئا لا يمكنك مقارنة ما تربحه الآن معه، ماذا تقول؟ هل أنت معي أم لا؟"

تعجب التاجر ناصر مما يقوله باسل، هو تاجر معروف في شتى أنحاء الإمبراطورية و لديه القليل من العلاقات مع تجار من الإمبراطوريتين الأخريين، فكيف له أن يتخلى عن عمله و عملائه الذين كسبهم عبر كل هذه السنين، عبس ناصر و قال "سامحني أيها السيد الصغير، و لكن حتى لو كان هذا طلب منك فلن أستطيع القيام به"

تنهد باسل و قال "حسنا، هذا هو المتوقع، ما رأيك أن تأتي معي لفترة؟ سأريك شيئا ما سيغير رأيك و نظرتك الحالية للسوق"

لم يكن للتاجر ما يخسره و اتبع باسل لمكان خال من الناس خارج السوق. عندها شاهد التاجر ما لم تقدر عيناه أن تصدقه

ضحك باسل مع نفسه بينما يقول "هاهاها، إن هذه النظرة أصبحت أراها كثيرا مؤخرا"

أرى باسل للتاجر عدة أشياء تخرج من راحة يده مما جعله يصدم تماما، ثم قال له باسل "أيها الأخ ناصر، أنا اخترتك أنت بعد أن أعجبتني بنزاهتك التي ميزتها فيك عن باقي التجار، و سوف تكون أنت من يتعامل مع بيع الأشياء التي سأريها لك"

أرى باسل للتاجر ناصر جميع الإكسيرات مع شرح فائدة كل واحد منها. جعل هذا التاجر ناصر يبقى فاتحا فمه لفترة

قال التاجر ناصر بدهشة "إن كان كل ما قلته صحيحا، فعندما تظهر هذه الإكسيرات في السوق سوف ترى تغيرا خياليا، ستصبح أحجار الأصل تساوي قيمتها أكبر عما كانت بكثير، فكما قلت لصناعة هذه الإكسيرات يتوجب عليك صنع مسحوق الأصل أولا، و مسحوق الأصل يأتي من أحجار الأصل"

ابتسم باسل و قال "نعم هذا صحيح، و الآن رأيت و سمعت، ما رأيك في عرضي مرة أخرى؟"

بلع التاجر ناصر ريقه و قال بحزم "أنا معك أيها السيد الصغير باسل"

التاجر ناصر شخص ذكي و يعرف ما سيكون جيدا له، هو معروف بتوقعاته الدقيقة لتغيرات أثمان السلع مما جعله مشهورا بين الكثير من التجار و يتلقى شعبية كبيرة بينهم

ابتسم باسل و طلب من التاجر اتباعه. وافق التاجر ناصر لكن طلب من باسل أن ينتظره ريثما يغلق متجره

ذهب الثلاثة بعد عودة التاجر ناصر حتى وصلا أمام بوابة قصر عائلة كريمزون، حيى الحارسان باسل ثم فتحا لهم الباب

صدم التاجر ناصر مما حدث أمامه، لماذا هم في قصر عائلة كريمزون؟ ما العلاقة التي بين باسل و عائلة كريمزون حتى تفتح له الأبواب باحترام؟

بينما التاجر ناصر منغلق بتفكيره أتاه صوت باسل "أنا بدأت أتعامل مع عائلة كريمزون، و قررت أن أتحالف معهم لأبدأ في نشر هذه التقنيات الجديدة على هذا العالم" التف باسل ثم قال "جلبتك لهنا لتتعرف على الأشخاص الذين ستتعامل معهم من الآن فصاعدا"

أخذ باسل التاجر ناصر ليلتقي مع الكيميائيين الثلاث و الحدادين و تقديمه لهم. شرح باسل لهم كيف ستكون طريقة سير الأعمال بينهم ثم قال "أيها الأخ ناصر، أنا ذاهب الآن، سأتركك مع الجد سميث تكملان حديثكما"

(في قاعة القصر الأساسية)

كان باسل و أنمار يجلسان بالقرب من الرئيس كريمزون أكاغي و يتحدثان معه

"أووه، إذن أنتما من قرية بالجنوب" ابتسم الرئيس ثم أكمل "سأجعل أحدا يزورها يوما ما للاعتناء بها"

ابتسم باسل و قال "هاهاها، شكرا لك على لطفك أيها الكبير أكاغي، لقد سمعت أنك صارم جدا، لكنك مختلف تماما عما سمعت"

قال الكبير أكاغي "ما سمعته عني ليس خاطئا تماما" ثم تذكر أحداثا من الماضي و عبس قليلا، أكمل كلامه مغيرا الموضوع "ما الذي ستفعله الآن أيها الفتى باسل؟ لقد زودتك بكل ما تحتاج له"

قال باسل بنبرة جدية "سوف أبدأ بتحطيم أثمان السلع في السوق، أولا سنبيع أوعية السحر و جميع أنواع الأسلحة و الدروع بأثمان منخفضة لنربح زبائن أكثر، بهذا سنجلب لنا اهتماما عن باقي التجار، بعدها سوف نبدأ في بيع أدواتنا الجديدة بثمن يناسبنا، و بعدها بمدة سوف نبيع الإكسيرات، عندما يصل الكيميائيون الثلاثة للمستوى المطلوب لبدئهم في صناعة الإكسيرات سوف أترك هذا الأمر عليهم لأركز عندها على تدريب أكبر قدر من الجنود ممكن"

ابتسم الكبير أكاغي ثم قال "إن سار الأمر كما قلت، هل سيكون بإمكان عائلتي العودة لمجدها؟"

التوت زاوية فم باسل ثم قال "نحن سنجمع الأموال من العائلات الكبرى بتجارتنا و نصبح الأغنى بينهم، و سأدرب الجنود على يدي ليصيروا أقوى جنود في الإمبراطورية، و بهذا سيكون لديك حلي مشاكل العالم بيديك الاثنين"

تعجب الكبير أكاغي ليكمل باسل "إنهما المال و القوة، من كان ذكيا و أراد الانضمام لنا فمرحبا به، و من لم يرد فله بالمال، و من رفضه فعليه بالدمار"

صدم الكبير أكاغي من كلام الفتى الذي أمامه، فتارة يكون لطيفا و تارة أخرى يكون كالشيطان، لكن كل هذا لا يهم إن كان سيستعيد حقه و حق عائلته المسلوب

قال باسل بعدما وقف "سوف نشرع في عملنا بعد أسبوع من الآن، آه، و لا تنسى أن تقوم بما طلبته منك حول التاجر ناصر، فهو سيكون ورقة مهمة لإكمال الخطوة الأولى، هذا إن أردت ترجع عائلتك لمجدها في أسرع وقت، أنا ذاهب لغرفتي، لا أريد أي إزعاج طيلة هذا الأسبوع، لا تأتي حتى بالطعام لي فلدي ما يكفيني"

ذهب باسل و لحقته أنمار كالعادة، شاهدهما الكبير أكاغي بينما يبتعدان و نظره مركز على ظهر باسل ثم قال بصوت غير مسموع "إنه يشبهه حقا" و أكمل سائلا "يا حليفنا، كيف لك أن تعرف عن كل هذه الأشياء؟"

توقف باسل و التف ثم ابتسم و قال "تعلمت من الأفضل" و بعد إنهائه كلامه أكمل طريقه نحو الخارج ليترك الكبير أكاغي حيرانا في مكانه

في غرفة ضخمة، كان باسل جالسا جلسة التربيعة و أمامه العديد من الأعشاب و أحجار الأصل من المستوى الرابع و قدر كبير. أخرج باسل من راحة يديه مسحوقا كان بقماش كبير و أنزله بالقرب من المواد الأخرى

"أولا، سنحتاج لعشب الأصل، هذا العشب هو الأهم، يجب علي وضعه مباشرة بعد تحكمي في التوهج، الأمر الجيد في الأمر هو أنه يوجد في أي منطقة محظورة، و سأتبعه بأوراق شجرة الروح و بعضا من العشب الخالص و العديد من الأعشاب المنقاة"

"حسنا، هذا كل شيء" بعدما انتهى باسل من كلامه، أخذ القماش ثم أفرغ المسحوق الذي كان بداخله في القدر و أشعل نارا بسحره الخاص و بدأ المسحوق يتوهج بشكل كبير

قام باسل بالتحكم بالتوهج عن طريق إرسال طاقته السحرية الخالصة و بدأ يرمي بعض الأعشاب من في القدر، أولها كان عشب الأصل

بعد رميه، المسحوق الذي الذي كان قد قل توهجه اندمج مع عشب الأصل بشكل سلس تحت تحكم باسل، هذا الأخير تابع برمي ورق شجرة الروح ثم العشب الخالص ليعود توهج المسحوق لكن بشكل أكبر من الأول

ابتسم باسل و تحكم في ناره و جعلها قوية جدا مع إرساله طاقته السحرية الخالصة للقدر ثم بدأ يتلاعب بالمواد بعد رميها كلها في القدر إلى أن اختلطت تماما و أصبحت منصهرة مع إبقائها على توهجها

أخذ باسل حجر أصل من الذين كان قد أعدهم و رماه في القدر بوم حدث انفجار صغير عند دخول حجر الأصل و اندماجه مع الخليط

رمى باسل حجرا بعد الآخر حتى وصل للحجر السابع عشر، عندها لاحظ أن التوهج قد أختفى، و بعد اندماج كل أحجار الأصل الستة عشر مع الخليط أصبح هذا الأخير عبارة عن محلول بالأزرق الفاتح

"حسنا، أظن أن هذا يكفي للآن"

ملأ باسل عدة قنينات و أدخلهم لمكعب التخزين الفضائي. وقف و أخرج عدة أثقال ثم بدأ يتدرب بلا توقف لستة أيام كلها

و في اليوم السابع أخرج قنينة و شرب المحلول الأزرق الفاتح دفعة واحدة فأحس بالطاقة تملأ بحر روحه، جلس و دخل لبحر روحه فوجد كرة زرقاء اللون قد بدأت تتكون و في مكان سحيق يوجد هناك مربع أسود يبدو صغيرا كنقطة سوداء

بعد قليل من الوقت، هذه الكرة الزرقاء كبرت كثيرا و بدأت تتكهرب كما لو أنها ستنفجر، عندما دخل باسل انتظر لقليل من الوقت و لم يفعل شيئا كما لو أنه انتظر حدوث شيء ما

عندما بدأت الكرة الكبيرة زرقاء اللون في الهيجان قام بإرسال خيوط ضوء رفيعة من الكرات الأربعة عشر الخاصة بسحر النار. خرج من كل كرة خيط ضوء رفيع و اتجهوا كلهم نحو الكرة الكبيرة و اخترقوها في نفس النقطة

الكرة الكبيرة بدأت تصغر شيئا فشيء بينما يهدأ هيجانها، كانت تصغر ببطء كبير بينما الكرات الأربعة عشر الخاصة بسحر النار كانت تكبر بالمقابل

مر الكثير من الوقت و لا زالت الطاقة تنتقل من الكرة الزرقاء للكرات الأربعة عشر، و عندها أحس باسل بخطب ما، الكرات الأربعة عشر بدأت تهيج بشكل كبير و كان عليه إيقاف عملية نقل الطاقة الآن و إلا لن يكون قادرا على السيطرة على طاقته السحرية الخاصة فتدمر بحر روحه

ركز باسل على التحكم في طاقته السحرية و جعلها تهدأ، بعد قليل من الوقت هدأت الكرات الأربعة عشر و رجع باسل ليتم عمله في نقل الطاقة من الكرة الزرقاء التي قد صغر حجمها لأقل من النصف

هذه المرة خرجت خيوط ضوئية من الكرات الأربعة عشر الخاصة بسحر التعزيز و اتجهت نحو الكرة الزرقاء

عندما بدأ نقل الطاقة السحرية، كانت العملية سريعة على عكس المرة الأولى، يبدو أن الطاقة السحرية الخارجية الخاصة بباسل لها قابلية كبيرة في النمو، هل هذا له علاقة ببنيته الغريبة التي تجذب الطاقة الخارجية؟

أنهى باسل العملية كاملة و خرج من بحر الروح، فتح عينيه ثم وقف و حمل الأثقال مرة أخرى، حمل خمسون كيلوغراما بيديه و سبعون برجليه و ثلاثون حول بطنه، ثم شرع في القيام بتمارين الضغط بشتى أنواعها لقليل من الوقت، ثم جلس في وضعية تأمل لبقية اليوم حتى اكتمل الأسبوع

فتح باسل الباب عند خروجه ليجد أنمارا تنتظره عند الباب، لم يعط للأمر أهمية و أكمل طريقه بينما يقول "فلنقم بخطوتنا الأولى" و ابتسم

التقى باسل بالتاجر ناصر الذي كان على وجهه ابتسامة عريضة و يبدو متحمسا كثيرا بينما الكثير من العربات وراءه. قال التاجر ناصر "أيها السيد الصغير باسل، لقد أعطاني الجد سميث كل الأسلحة و الدروع بكل جوداتها و أوعية السحر من المستوى الأول حتى السادس و نحن مستعدون للانطلاق في أي وقت"

ابتسم باسل و قال "إذا ليس هناك حاجة للانتظار أكثر"

(سوق المركزية)

"تقدموا أيها السحرة و يا أيها المقاتلون الشجعان، أسلحة و دروع و أوعية سحرية بثمن بخس لم يسبق لأحد أن باع به، إنها فرصتكم المثالية إن أردتم الحصول على وعاء سحري بثمن رخيص"

كان التاجر يصرخ و يروج الأعمال عن طريق إغراء الزبائن بكلام "ثمن أقل"

بدأ الناس يجتمعون واحدا تلو الآخر حوله "بكم هذا السيف؟ كم هذا السيف السحري من المستوى الثاني؟ كم هذا الدرع السحري؟"

أتته طلبات كثيرة في لحظة ليعلق لهم لائحة مكتوب عليها ثمن كل سلعة على حدى

درع ذو جودة منخفضة ب 5 قطع أصلية فضية

درع ذو جودة متوسطة ب قطعة أصلية ذهبية

درع ذو جودة مرتفعة ب قطعتين أصليتين ذهبيتين

درع سحري من المستوى الأول إلى السادس كالتالي

المستوى الأول ب 3 قطع أصلية ذهبية

المستوى الثاني ب 6 قطع أصلية ذهبية

المستوى الثالث ب 9 قطع أصلية ذهبية

المستوى الرابع ب 18 قطعة أصلية ذهبية

المستوى الخامس ب 36 قطعة أصلية ذهبية

المستوى السادس ب 72 قطعة أصلية ذهبية


هناك ثلاث جودات للأسلحة العادية

جودة منخفضة ب قطعتين أصليتين فضيتين

جودة متوسطة ب 5 قطع أصلية فضية

جودة مرتفعة ب قطعة أصلية ذهبية

أما الأسلحة السحرية فمن المستوى الأول إلى السادس كالتالي

المستوى الأول ب قطعتين أصليتين ذهبيتين

المستوى الثاني ب 4 قطع أصلية ذهبية

المستوى الثالث ب 6 قطع أصلية ذهبية

المستوى الرابع ب 12 قطعة أصلية ذهبية

المستوى الخامس ب 24 قطعة أصلية ذهبية

المستوى السادس ب 48 قطعة أصلية ذهبية

صدم الجميع من الأثمنة التي أمامهم، أهذا حقيقي؟ ألا يخدعون فقط؟ هل هناك من سيبيع بمثل هذه الأثمان

الجميع شك في صحة كلام التاجر ناصر و سلعته، لكنهم سرعان ما غيروا رأيهم عندما جرب ساحر من المستوى الثاني سيفا سحريا و وجده جيدا و يعمل بشكل رائع بلا أي خلل

توافد الجميع على التاجر ناصر بينما الخدم الذين أتوا معه من عائلة كريمزون يخدمون الزبائن و يتلقون طلباتهم

في مكان ما بسوق المركزية

"هل سمعت ما الذي يحدث؟ هناك من يبيع الأسلحة و الدروع و الأوعية السحرية بثمن رخيص، يبدو أنهم يبيعون بستين في المئة من الثمن الأصلي لأي شيء، هيا لنسرع نحن أيضا لنشتري منهم"

انتشرت الإشاعات في جميع أنحاء سوق المركزية في دقائق بعدما بدأ التاجر ناصر يبيع السلع

كان باسل و أنمار يجلسان بداخل متجر التاجر ناصر يشربان الشاي بهدوء إلى أن دخل عليهم مالكه "أيها السيد الصغير، إن الأمر يسير بسلاسة و الزبائن اجتمعوا علينا كما قلت تماما"

قال باسل "الثمن السابق كان باهظا، و كل ما فعلته هو تقليل ربحنا إلى الحد الأقصى، فغالب الناس هنا لا يشترون الأسلحة بشتى أنواعها من هذا السوق لعدم توفر أي فرصة للمساومة، و إن ظهر شخص يبيع بثمن رخيص فسوف يتراكمون عليه بلا توقف، بعد رؤية هذا سوف يضطر جميع التجار الآخرين أن يبيعوا بنفس الثمن الذي نبيع به و إلا ستبقى سلعهم راكدة عندهم، لكن عندما سيفعلون هذا سوف نبدأ نحن في بيع أدوات جديدة مرة أخرى و التي سوف نكون نحتكرها نحن فقط، و بهذا سوف نحول السوق حولنا من سوق منافسة كاملة إلى سوق احتكار"


بقي التاجر مصدوما من الفتى الصغير أمامه، لكن باسل قاطع دهشته بقوله "عد الآن و أكمل العمل و إن حصل أي شيء شاذ نادني لأحل المشكلة"

رجع التاجر ناصر ليكمل عمله و لم يحصل أي شيء غريب طوال اليوم، و في النهاية باعوا جميع الأسلحة و الدروع و أوعية السحر من دون ترك أي شيء

عادوا إلى قصر عائلة كريمزون و انتظروا حلول الغد ثم خرجوا للسوق مرة أخرى ليقوموا بنفس الشيء كالبارحة

لقد استولوا على كل الزبائن الذين ينوون شراء سلاح أو درع سواء عاديين كانا أم سحريين، و في غضون يومين فقط توسع عملهم ليصل إلى ثلاث أسواق أخرى بالعاصمة، كان هذا بفضل مساومة التاجر ناصر و طريقته في كسب الزبائن. و في أيام قليلة أصبح اسم التاجر ناصر معروف بالعاصمة كلها

الزبائن بدؤوا يأتون من جميع الأماكن في العاصمة الإمبراطورية، و بالطبع العائلة الإمبراطورية و عائلة كين وصلهما الخبر عن وجود بائع للأسلحة بثمن رخيص

باسل كان يعرف عن هذا الأمر بالفعل قبل أن يبدأ، فإن ظهر بائع جديد يحاول تدمير تجارة و ربح أكبر و أقوى عائلات في الإمبراطورية فسيكون عليه الاستعداد للعواقب الوخيمة لهذا

فباسل لم يكن ينوي بدأ خطته قبل إيجاد وسيلة جيدة تساعده على إكمال هدفه بسهولة، فلم يكن يريد أي إزعاج في المؤخرة أكثر مما هو فيه

عائلة كريمزون كانت الوسيلة المثالية لبدء الخطة بسرعة، فهي لديها كل الشروط التي كان يريدها باسل في العائلة التي كان سيختارها. فهي عائلة قوية و لها نفوذ و طموح كبيرين

بالطبع سوف يتلقون العديد من الشكاوي من التجار لكنهم سيتجاهلونهم فقط، لكن هناك من لا يستطيعون القيام بنفس الشيء تجاهه

فإن كان شخص من العائلة الإمبراطورية سوف يكون عليهم الانصياع لأوامره فقط، لكن إن كان هناك من يدعمهم من الوراء كعائلة كريمزون سيكونون بخير ما دام لم تحدث أي مشكلة لا يقدرون على السيطرة عليها

(قصر عائلة كين)

في قاعة كبيرة و بجانبيها يوجد شيوخ يبدون أقوياء، كانت نظرتهم حادة و الجو المحيط بهم صارم، لكن و لا واحد منهم كان يملك الهالة التي يملكها ذلك الشخص الذي كان جالسا على العرش

تكلم الشيخ الأول من على اليمين "أيها الرئيس تشارلي، إن تجارتنا بدأت تتأثر بهذا البائع الجديد الذي ظهر مؤخرا"


أكمل الشيخ الثاني و الذي كان يقابل الشيخ الأول في الجانب الآخر "لا أحد أصبح يريد الشراء منا أو من أحد آخر غير هذا البائع الجديد، فمما سمعت يقال أن سلعته جيدة و رخيصة"

تكلم الرئيس 'كين تشارلي' "ألم تعرفوا أصوله بعد؟"

أجاب هذه المرة الشيخ الثالث "لقد سمعنا أنه تاجر عامٍ ذو سمعة جيدة، لكن لا يبدو أن لديه أي عائلة أو خلفية سرية"

قال الرئيس تشارلي "لا يمكن لشخص مثل هذا أن يستطيع إدارة تجارة مثل هذه لوحده فقط، لا بد من وجود دعم كبير من وراءه يمده بكل تلك السلع، يجب أن نعلم هوية الشخص الذي يختبئ في الظل و يدعم هذا التاجر"

(معقل الأمير الأول الإمبراطوري)

"أيها الأمير الأول، ماذا يجب أن نفعل؟" تكلم شيخ ما مع رجل نبيل جالس على عرش فخم

أجاب الأمير الأول "أنا من يتحكم بالسوق و ماله، أن يظهر مثل هذا اللعين في سوقي، لن يكون هناك رحمة له، اخطفوا التاجر الذي بالواجهة، بعدها سوف نعرف من خلاله من يأمره من الظلال و لا يكشف عن نفسه"

(بالعودة للسوق)

لا زالت أعمال التاجر ناصر تسري وفق المخطط و بشكل جيد على عكس بقية التجار الذين أصبحوا مهملين من الزبائن المهتمين في الأسلحة و الدروع

باسل كالعادة يوجد بداخل المتجر. دخل التاجر ناصر للمتجر و سأل باسل "أيها السيد الصغير باسل، لا توجد السيدة الصغيرة معك اليوم؟"

أجاب باسل قائلا "لا، لقد وكلت لها تدريب الجنود لكي أستطيع التركيز هنا، فعلى ما أعتقد لقد حان الوقت ليتحرك المتضايقون من عملنا"

بلع التاجر ناصر ريقه و حدق في باسل طويلا و بعد مدة غير معروفة من الوقت سمع اسمه يُنادى به

"التاجر ناصر، أيها التاجر ناصر فلتخرج، إننا من عائلة كين و نريد التحدث معك قليلا"


خرج التاجر ناصر من المتجر و قدم نفسه "أنا من تبحثون عنه، ما الذي يريده السادة من عائلة كين مني؟"

تقدم رجل شاب بشعر أبيض و قال "أنا الوريث الأول لعائلة كين و اسمي 'كين نبيل'، أريد منك مرافقتنا لقصر العائلة لقليل من الوقت، يريد رئيس عائلتنا التحدث معك قليلا"

أجاب التاجر ناصر بابتسامة على وجهه "اعذرني، لكنني لا أملك وقتا الآن، أنا في منتصف عملي، انتظر ريثما أنتهي و سأكون مع..."

بوووووم

اندلع الدخان فجأة مقاطعة كلام التاجر ناصر و جعلت الرؤية صعبة، و بعد تلاشي الدخان لم يعد التاجر ناصر موجودا

"أممم، أمممم، أمممم" كان التاجر ناصر محمولا و فمه مغلق بقطعة قماش، كان يحمله شخصا يرتدي رداء أخضرا و لا يمكنك رؤية وجهه، و كان الحال نفسه مع التسعة الذين كانوا يجرون معه في نفس الطريق

بووووووم

بينما التاجر ناصر يحاول الصراخ أتى انفجار في وسط العشرة الذين كانوا يجرون من حيث لا يدرون، جعلهم الانفجار الذي لم يكن ساخنا و كان باردا يتفرقون و يتوقفون

تكلم شخص ما من بعيد بينما صورته تنجلي شيئا فشيء "ألم يعلمكم آباؤكم ألا تأخذوا ما هو ليس خاصا بكم؟" كان الكلام آتيا من 'كين نبيل'

لم يتكلم العشرة و قاموا بتشكيلتهم مستعدين للدخول في معركة

قال 'كين نبيل' "أمم، بما أنكم لم تجيبوا فسآخذها ك'نعم'، و سوف أعطيكم درسا عن عدم أخذ شيء ينتمي لشخص آخر، و بالأخص شيء يخصني"

استل 'كين نبيل' سيفه و وجهه نحو العشرة الخضر ثم قال "و بما أنكم تريدون معركة فسأقدمها لكم بكل سرور"

توهج سيفه بضوء أبيض ساطع بينما يطلق بخارا باردا و اتخذ كين نبيل وضعية الاستعداد للهجوم ثم لوح بسيفه بكامل قوته

ظهر مع تلويحه جليد من السيف و الذي انتشر و تمدد إلى أن وصل للعشرة الخضر. كان الجليد حادا و يحمل أشواكا معه و بمجرد وصوله للعدو أخذ معه ثلاثة منهم و هرب البقية

كان هذا الهجوم قويا و جعل العشرة سبعة خضر. صدمتهم قوة الهجمة فتغيروا من تشكيلة الهجوم إلى الهروب

"أهربوا" جاء الصوت من واحد منهم "إنه شفرة الجليد، نحن لسنا بند له. يجب أن نسرع و نوصل ما أمرنا به"

أماء الستة الآخرون رؤوسهم و تبعوا الذي وجه إليهم الأمر

هرب السبعة الخضر بينما التاجر ناصر الذي كان محمولا يفكر "اللعنة، ما الذي يحدث هنا بالضبط؟"

خرج السبعة من السوق بينما هجمات 'شفرة الجليد كين نبيل' يلحقهم

شفرة بعد شفرة بلا توقف. العديد من المنازل و المتاجر تعرضت للقطع بالجليد بينما الملاحقة مستمرة


و أخيرا اقترب 'شفرة الجليد كين نبيل' كفاية من السبعة فلوح بسيفه

خرجت عدة شفرات بتسلسل تام و كانت كبيرة كفاية لتقطع عبر المنازل بسهولة

فسسسس

قطع كين نبيل اثنان من السبعة ليصبحوا خمسة خضر. فتوقفوا و التفوا ثم قال ذلك الذي سبق و أمرهم بالهروب آمرا إياهم مرة أخرى "أنتم الأربعة، عرقلوا حركته لأهرب، يجب أن أوصل ما أمرنا به و إلا لن نموت نحن فحسب إن فشلنا"

بعد انتهاءه هرب و ترك الأربعة ليواجهوا كين نبيل. اتخذ الأربعة وضعية الاستعداد ثم استل واحد منهم سكينين لهما شكل الهلال و اندفع في اتجاه كين نبيل

"إنك تهدف لموتة شنيعة" بعد أن قال هذا، قام كين نبيل بتلويح سيفه في اتجاه العدو المتقدم نحوه و خرجت كتلة جليدية ضخمة جدا ممتلئة بالشفرات المدببة

في مثل هذا الوضع لم يتبقى للعدو الذي كان مندفعا سوى انتظار موته، لكن قبل حدوث هذا قال "لن أموت لوحدي أيها الوغد"

و بعد أن انتهى من كلامه الذي كان آخر شيء يقوله ظهر الثلاثة الآخرين وراء كين نبيل و صرخوا في نفس الوقت "التابوت الحجري"

ظهرت بسرعة عدة حوائط و بها عدة أعمدة مدببة الرأس فكونت صندوقا مستطيلا بعد أن وضع 'شفرة الجليد كين نبيل' بالداخل بسرعة كبيرة، خرجت من الأرض و تشكلت في لحظة ثم أغلقت عليه ساحقة إياه

بااانغ

فرح الثلاثة لأنهم هزموا العدو و استعدوا للرحيل، لكن بعدها تحطمت الحوائط كلها بووم ثم قال كين نبيل بكل برودة "هل اعتقدتم أن مثل هذا الهجوم سينفع ضدي و أنا أرتدي درعا سحريا من المستوى الخامس؟ يا للعجب"


و بعد انتهائه صرخ قائلا "شفرة الجليد" و لوح بسيفه على شكل أفقي فخرجت شفرة جليد رقيقة و حادة للغاية قطعت الثلاثة منهية بذلك حياتهم البائسة

أكمل كين نبيل لحاقه بالأخضر المتبقي ليسترد ما يخصه

"اللعنة، لقد اختفى" توقف كين نبيل بعد أن فقد الأخضر و أكمل "لو أنني فقط تركت واحدا منهم لأستخرج منه المعلومات، لقد غلبتني العادة مرة أخرى. يا للعجب"

في هذه الأثناء كان الأخضر هاربا و بعد مدة من الوقت وصل للمكان المقصود

"أيها الأمير الأول، إنه التاجر الذي احتجته"

أجاب الأمير الأول بعد مشاهدته للتابع الذي عاد و أصبح أخضرا واحدا بعد أن كان منه عشرة "أين الآخرون؟" قالها بصوت متكبر و بنبرة حادة

أجاب التابع بهلع بينما لا يزال رأسه موجها نحو الأسفل "لقد لاحقنا شفرة الجليد و حاول أخذ الحمولة منا، و أنا الوحيد الذي نجى من هذه الملاحقة"

شفرة الجليد؟ أ عائلة كين أيضا تستهدف هذا التاجر؟ على الأقل تأكدت الآن أنها ليست عائلة كين من تدعم هذا التاجر. حملق الأمير الأول في التابع الذي أمامه بازدراء ثم قال "لم يكونوا سوى قمامة، موتهم أفضل من حياتهم" ثم بعد أن انتهى من الكلام، أشار بيده لشخص ما بشعر أسود طويل و يحمل سيفا رقيقا طويلا

فسسسسس

قطع صاحب السيف الرقيق الطويل رقبة التابع الأخضر فسقط رأسه من مكانه ثم أرجع سيفه لغمده بعد تلويحه لإزالة الدم عنه

"و الآن" أكمل الأمير الأول كلامه "فلتخبرني عن الشخص الذي يدعمك أو ستلاقي نفس مصير القمامة التي ماتت بجانبك"


التاجر ناصر كان يشاهد الجثة التي من دون رأس بجانبه و امتلأ في لحظة جسده بالعرق البارد، و بعد أن سمع كلام الأمير الأول لم يعد يستطيع التحمل أكثر و أراد أن يتكلم "أمممم.."

أشار الأمير الأول لتابع آخر ليذهب لفتح رباط فم التاجر ناصر، و بعد أن أصبح بإمكانه الكلام، تكلم في الحال "إنها عائلة ك___"

أوقفه صوت عن الكلام "إنها عائلتي، عائلة كريمزون، و أنت اختطفت شخصا من عائلتنا أيها الأمير الأول 'غرين هيملر'، أنت تعرف ما معنى هذا؟"

تعجب الأمير الأول 'غرين هيملر' من الشخص الذي أمامه و فقد ألوانه و بدأ دماغه يشتغل بسرعة ليجد خطة للخروج من هذا الموقف المحرج "أوه، أوَليس هذا الجنرال منصف، ماذا تقصد بواحد من عائلتك، أليس ذلك الشخص مجرد تاجر عامٍ ليس له أصل؟"

ابستم الجنرال منصف و قال "تاجر عامٍ؟ راقب ألفاظك من فضلك أيها الأمير الأول، ذلك التاجر هو ركيزة تجارتنا، لقد أصبح من عائلة كريمزون بعد أن منحه الرئيس أكاغي اسمنا، إنه الآن 'كريمزون ناصر'، و أنت مسست شخصا ينتمي لعائلة كريمزون"

اسود وجه الأمير الأول غرين هيملر و أحكم قبضته ثم نهض من مكانه و قال "أنا لم أكن أعلم أنه من عائلة كريمزون، و إلا فإنني لن أقترب منه أبدا"

شعر غرين هيملر بأنه وقع في فخ ما و لم يرضى أبدا أن يكون الطرف الأضعف، لقد كان دائما المهيمن و المتحكم، لا أحد يجرؤ على معاداته، و من امتلك الشجاعة و فعل لم يبقى حيا و بدل ذلك بقي عبرة للآخرين

كانت أثمنة السوق قد قررت من قبله. قبل أن تصبح عائلة غرين العائلة الحاكمة، لم تكن أثمان السلع بهذه التكلفة، لكن بعد أن سلب حق الحكم من عائلة كريمزون التي كانت تحكم لآلاف السنين، تغيرت أثمان السلع و ارتفعت كثيرا عما كانت عليه

لم يستطع أي شخص التحدث أو معارضة مثل هذه العائلة التي جعلت عائلة حكمت آلاف السنين تنزل من على العرش و جعلته لنفسها. في الانقلاب الذي حدث قبل خمسين سنة تضامنت عدة عائلات مع عائلة غرين و اتحدوا ضد عائلة كريمزون ثم أسقطوها عن الحكم

و الآن ظهر شخص يحاول معارضة الأمير الأول من هذه العائلة. ليست هناك فرصة ليقوم أي نبيل و خصوصا أقوى عشر عائلات بأن يعطوا اسمهم لعامٍ. ببساطة كانت هذه مكيدة مدبرة من طرف عائلة كريمزون لتوقع الأمير الأول في موقف يدان فيه على إخلاله بالمعاهدة التي عقدت بين العائلتين بعد 'انقلاب الليلة الواحدة'


و هذا هو ما فكر فيه الأمير الأول غرين هيملر. سخط على الوضعية التي أُدخِل بها و قال مكملا كلامه السابق "أنا لن أمسه أبدا لو كنت أعرف أنه من عائلة كريمزون، فأنا أعرف المعاهدة التي بيننا، و لا أنوي الإخلال بها"

كان الأمير الأول غرين هيملر يحاول إخراج نفسه من الأمر بليونة. الجنرال منصف لم يُزِح الابتسامة عن وجهه و قال "أيها الأمير الأول، المعاهدة تبقى معاهدة، و هذا الأمر تم الاتفاق عليه قبل خمسين سنة، عائلة كريمزون لم تمس أي أحد من عائلة غرين، و لم تُظهِر أية نوايا في الانقلاب، لقد حافظت على وعدها بدون المساس به، و أخشى أن هذا الإخلال بالمعاهدة الذي حدث قد لا يكون الأخير، و لهذا يجب أن يعاقب المُخِل و إلا لن تكون هناك قيمة لهذه الاتفاقية بعد الآن"

الجنرال منصف يعرف شخصية الأمير الأول جيدا، فهم معارف منذ أيام الأكاديمية. يحاول الآن غرين هيملر الانسلال من القيود ببساطة بعد أن كان ربطه بها أمرا شاقا. هذا الأمر لن يسمح الجنرال منصف بحدوثه أبدا

جاءته الفرصة ليرد المعروف اثنين و لن يضيعها أبدا، الفرص السانحة مثلها مثل شروق الشمس إن انتظرت طويلا فإنك غالبا ما تفقدها ، و لهذا عليك استغلال كل الفرص التي تأتي بين يديك بسرعة و عدم إفلاتها، فقد لا تواتيك الفرصة لإيجاد فرصة أخرى

عبس الأمير الأول و عرف أن الجنرال منصف لن يترك هذا الأمر يمر مرور الكرام. إنه يحاول محاصرته بالزاوية، و عندها تذكر غرين هيملر أمرا ما ثم ابتسم و قال "معك حق فيما قلته، و أنا سوف أقبل عقابي، لكن هذا إن كان هذا التاجر قد أصبح من عائلة كريمزون حقا، فأنت جئت لهنا و قلت أنه أمسى واحدا منكم، فكما لم تثق في كلامي عندما أشرت لعدم معرفتي بأصوله، لن أثق أيضا بكلامك إلا بالدليل القاطع"

بدأ خبث الأمير الأول غرين هيملر يظهر و أضحى يحاول الآن جعل من قيده يحرره، أو قول تقييد من قيده سيكون وصفا أدق

إنه يحاول اتهام الجنرال منصف بالكذب. الأمير الأول غرين هيملر كان دائما خبيثا، يحكم بالقوة الاستبدادية و بعد الوقوع في مأزق يحاول الهروب بادعاء الجهل، و إن لقيت تمثيليته الفشل ينقلب إلى الاتهام

الجنرال منصف لم يحبه أبدا بل و كرهه دائما، حاول فيما مضى وضع يده على زوجته و هرب من العقاب. لكن هذه المرة أقسم الجنرال كريمزون منصف أنه ليس بتارك فرصة انتقامه تضيع منه

هذه المرة كان كل شيء مرتب و ليست هناك ثغرات ليهرب منها الأمير الأول كما يفعل في كل مرة

"لقد أتيت لمعقلي و دخلت عنوة، إن لم يكن لديك أي دليل عن انتماء هذا التاجر لعائلتك فستكون أنت من أخل بالمعاهدة و ليس أنا"

إنه حقا لخبيث، بعدما تنقضي أوراقه و لا يجد ما يفعله يحاول إلصاق و تحويل التهمة التي كان قد سبق و اتهم بها إلى الشخص الذي أدانه

فكر الأمير الأول غرين هيملر لقليل من الوقت قبل أن يوجه أصابع الاتهام نحو الجنرال منصف، هذا الأخير على الأغلب لا زال غاضبا فقط مما حدث بينهما سابقا و أراد أن ينتقم لأنه لم يحصل على مراده المرة السابقة، عائلة كريمزون لم تفعل أي شيء لمدة خمسين سنة، كيف لهم أن يتحركوا الآن بعد كل هذا الوقت و استهدافه هو عبر منح اسمهم الفخور لتاجر عامِ. و بهذا قرر غرين هيملر أخذ خطوة للأمام

الجنرال منصف مع كل الغضب الذي بداخله لم يزح الابتسامة عن وجهه أبدا مهما قال الأمير الأول، و بعد أن سمع اقتراح غرين هيملر صنع وجها كما لو أنه أتى بالثعلب إلى الفخ الذي صنعه

"أيها الأمير الأول، لقد أتيت إلى هنا كل هذا الطريق و تظن أنني سوف أجعل من اسم عائلة كريمزون يدنو لهذه الدرجة؟ محال، أردتَ دليل و إليك به"

أخرج الجنرال منصف خطابا مكتوبا بثلاث خطوط مختلفة "هذه اتفاقية قام بها التاجر ناصر مع رئيس عائلة كريمزون، إنها تحتوي على موافقة الرئيس بنفسه حيث يقول فيها أنه يقبل التاجر ناصر كفرد من عائلته و يمنحه اسمه، و قبول التاجر ناصر بالاقتراح المقدَّم له، هذه اتفاقية خطية حضر عليها قاض من المحكمة المركزية، و هنا شهادته هو الآخر، فلا شك في مصداقية الاتفاقية"

أحس الجنرال منصف بشعور رائع في كل كلمة يقولها و نفخ صدره بينما الكلمة الأخيرة تخرج من فمه. في المقابل الأمير الأول غرين هيملر اسود وجهه و لم يعد يعرف ماذا يفعل، ظن أن الجنرال منصف كان يخادعه و يتهمه فقط، و أن غضبه من أجل الانتقام قد أكل عقله حتى أصبح لا يفكر بشكل جيد، لكن كل هذا لم يكن صحيحا، و كان الاتهام الموجه له لا يمكنه الهرب منه من الأول


"لقد أتيت بقاض من المحكمة المركزية معي، لقد كان شاهدا على كل ما حدث هنا" بعد أن انتهى الجنرال منصف من الكلام دخل رجل كبير في السن

"أيها الأمير الأول غرين هيملر، إنك متهم بجريمة الإخلال بالمعاهدة التي بين عائلة غرين الإمبراطورية و عائلة كريمزون، و بموجب هذا لدي الحق الكامل الذي منح لي من المحكمة المركزية للقبض عليك"

لم يجد الأمير الأول ما يقوله بعد انتهاء القاضي من كلامه، و بعد انقضاء خياراته قال بصوت مرتفع و بجنون "الللللّعنة، أنا سوف أصبح الإمبراطور القادم، ذلك العجوز لم يتبقى له الكثير حتى يموت، أنا......طموحي لن يضيع، الطموح الذي سعيت من أجله طوال هذه السنين و فنيت كل عمري من أجْله قد اقترب أجَله، لن يحطمه مجموعة من الأوغاد مثلكم، 'شاهين'، اقتل كل الأوغاد و لا تترك أي أحد منهم على قيد الحياة"

بعد أن فقد كل الآمال و لم يتبقى له أي خيار آخر متاح أمامه، جن جنون الأمير الأول و أمر صاحب السيف الطويل من السابق بقتل الجنرال منصف و القاضي و التاجر ناصر، كلهم. هذا الأمر كله كان مكيدة له، كان دائما من يكيد المصائب للناس و ليس العكس، هذا الوضع لم يستحمله و أراد التخلص مِن كل مَن و ما سبَّبه بسرعة

استل 'شاهين' سيفه و بدأت تحيط به رياح قوية ثم قال "لا ضغينة" و انطلق فسسس ثم قطع عبر الجنرال منصف، و انطلق نحو القاضي الذي يعتبر الأساس لهذا كله للإجهاز عليه، فإن لم يعد هذا القاضي موجودا لن يكون هناك شاهدا

دوووو

رُكِل 'شاهين' للوراء بقوة و تقيأ الدماء و أحس بأن بعضا من أعضاءه قد سحقت. صدم مع الحائط بقوة باانغ و سقط على الأرض

"م..من...من أنت بحق الجحيم؟" قالها الأمير الأول و هو مرتعِب، ما الذي حدث قبل قليل أمام عينيه، لم يصدق الأمر بتاتا، شاهين ساحر في القسم الأول من المستوى الخامس، كيف لغر مثل هذا الذي أمام عينيه أن يكون بهذه القوة الكافية لإرسال شاهين محلقا لكل هذه المسافة؟

لم يجبه الغر الذي أمامه و انفجر من الغضب ثم صرخ على شاهين "قف بسرعة أيها الغبي" ثم غير نظره للأتباع و أمرهم " أنتم هاجموهم جميعا، لا أريد من أي أحد منهم أن يبقى حيا"


انطلق الجميع مستهدفا الغر و التاجر ناصر و القاضي و بعد اقترابهم منهم بوووم حلقوا كلهم في السماء بآن واحد

وقف الجنرال منصف على قدميه و ضرب جميع الأتباع بسرعة خاطفة ثم التف للفتى الذي جاء في آخر لحظة و أنقذ القاضي

"أيها السيد الصغير باسل، لقد ظننت أنك لن تظهر وجهك كما قلت"

أجاب باسل بينما يحملق في الأمير الأول "هذا ما كنت أنوي فعله، لكن لدي صبر محدود، رؤية تبجح هذا الحثالة طوال هذا الوقت من الظلال لم ترضيني بتاتا"

"ماذا نفعل الآن؟" سأل الجنرال منصف

فأجاب باسل مكملا "الأمير الأول ليس سوى جانٍ الآن، هذا يتفق حضرة القاضي معي عليه" أماء القاضي رأسه ليكمل باسل "بما أنه جانٍ فلا ضير من إرساله للسجن يزحف، يجب أن يذوق العذاب قليلا، أشخاص مثله عاشوا في التدليل و المشتهيات و مرضيات النفس منذ الصغر و لا يعرفون معنى الألم الحقيقي، سوف أكون حريصا على تذوقه البعض منه الآن قبل استكمال البقية بالسجن المركزي"

بعد أن انتهى باسل مما كان ينوي فعله، قال الجنرال منصف "إذا هو لك بالكامل أيها السيد الصغير باسل، أما أنا فسأهتم بذلك الشاهين هناك"

بعد أن قررا ما يجب فعله، فك الجنرال منصف قيد التاجر ناصر و طلب منه الذهاب خلف باسل بجانب القاضي

نهض 'شاهين من مكانه و قال بعد أن شاهد الشخص الذي ركله "غر مثل هذا استطاع..." لم يستطع الاحتمال و انقض على باسل

لم يحرك باسل ساكنا و تحرك الجنرال منصف بوووم تصادم السيف الطويل الرقيق بقبضة الجنرال منصف و نتجت صدمة قوية كانت كافية لجعلهما يتراجعان للوراء قليلا


فورما أن تراجعا، اندفع باسل للأمام نحو الأمير الأول و وصل أمامه في لحظة ثم لكمه على بطنه، لكن لم تؤثر الضربة كثيرا كما توقع

"أيها الصعلوك، لا تغتر بنفسك، هل ظننت أنني مجرد آمر من دون قوة؟ هذا درع سحري من المستوى الرابع، لن تستطيع لكمات مثل الخاصة بك اختراقه"

كان الأمير الأول غرين هيملر يرتدي درعا من المستوى الرابع أسفل هندامه مما جعله واثقا من دفاعه

"هوه، هنيئا لك، أتريد تزكية مني، الحثالة لا تصبح نخبة بمجرد أن تحصل على القوة، فالحثالة تبقى حثالة مهما فعلت و تركت"

ارتفع ضغط ددمم الأمير الأول غرين هيملر و غضب بشكل مريع من كلام باسل و قال "يا ابن العاهره، لن تخرج حيا من هنا. فلتمت"

أثناء صراخه بالكلمة الأخيرة استل سيفه و لوحه تجاه باسل ثم صرخ مرة أخرى قائلا "سيطرة العقل" و تقدم نحو باسل بسرعة

فسسسسس

قطع الأمير الأول من خلال باسل لكن سيفه توقف فجأة، شاهد غرين هيملر بينما عيناه لم تصدقا ما ترياه، أمسك باسل بالسيف الذي كان متوجها نحو رقبته بأصابعه الخمسة

"كي...كيف لك....كيف يمكن أن لا تأثر عليك سيطرة العقل؟" قالها الأمير الاول بصوت مرتفع مذعور


قال باسل "تقنية مثل تلك قد تغلبت عليها منذ مدة طويلة، قد تكون أقوى من التي جربتها من قبل، لكنني أيضا لم أعد كما كنت" ثم بعد أن انتهى استمر في إمساكه للسيف السحري و

بوووووم

لكم باسل الأمير الأول غرين هيملر بكل قوته فجعله يحلق أسرع مما حدث مع 'شاهين' و اندفع تابعا جسده الطائر بسبب اللكمة و الذي اصطدم بالحائط، و بمجرد فعله لهذا تحطم الدرع الذي كان يرتديه الأمير الأول و سقط سيفه بجانبه، ثم قال باسل بعد أن وصل أمامه

"الحثالة تبقى حثالة، عندما تحصل على القوة تستصغر الذي لا يملكها، و تغتر بنفسها بينما تظن أنها أصبحت فوق العالم، فلتلم نفسك لأنك كنت النوع الأسوء من الحثالة التي لا أطيقها"

و بعد أن انتهى باسل ضرب ركبتي الأمير الأول بقدمه كاسرا إياهما مما جعل غرين هيملر يصرخ من الألم بشدة

بعد أن انتهى من عمله، التف باسل ليشاهد قتال الجنرال منصف ضد 'شاهين'

كان الجنرال منصف يلاكم السيف الطويل بسرعة كبيرة بينما يستخدم سحر التعزيز في كامل قوته

"أوه، لست سيئا أيها العم منصف" قالها باسل بينما يشاهد القتال ثم أكمل "يبدو أن النزال قد حسم"

كان شاهين يلهث بصعوبة، ركلة باسل قد أثرت عليه أكثر مما توقع، و هو لا يلبس أي درع سحر، على عكس الجنرال منصف الذي كان مجهزا بالكامل كما لو أنه ذاهب لحرب ما، فهو لم يتأثر بتاتا بالهجوم الأول الخاص بشاهين لأن الدرع جعل من الضربة عديمة الجدوى


و بعد مرور دقائق من بداية المعركة بينهما، وصلت أخيرا لذروتها

شحذ الجنرال منصف سحر التعزيز بكامل قوته و أطلقه نحو الدرع السحري، امتص الدرع السحري طاقة عنصر التعزيز و توهج بضوء أزرق فاتح أقرب للأبيض ثم تقدم الجنرال منصف بثبات نحو 'شاهين'

حاول شاهين القيام بعدة هجمات بسحر الرياح تهدف لرقبة الجنرال منصف لكنها لاقت الفشل كلها حيث قام كريمزون منصف بصدها بذراعيه اللذين يلتف حولهما الدرع السحري

و عندما وصل الجنرال منصف لصاحب السيف الطويل 'شاهين' قال "لقد اتبعت الشخص الخطأ أيها المقاتل" ثم لكم بطنه بكل قوته و في نفس المكان الذي ركله باسل سابقا

تقيأ شاهين الكثير من الدماء و سقط مغميا عليه مباشرة، ثم ألغى الجنرال منصف سحره و تنفس بهدوء، التف و قال لباسل "أيها السيد الصغير باسل، أظن أننا انتهينا هنا"

أماء باسل رأسه ثم قال "فلنخرج من هذا المكان، إنه يشعرني بالضيق"


بقي التاجر ناصر و القاضي فاتحين فهما مدة طويلة بعدما انتهى باسل من أمر الأمير الأول. أما شاهداه للتو حقيقة؟ فتى في الرابعة عشر يهزم ساحرا بالمستوى الرابع بكل هذه البساطة و السهولة؟ ما هذا الفتى بالضبط؟

التاجر ناصر عرف أن باسل ليس بفتى عادي بما أنه قد كون علاقة متساوية الطرفين مع عائلة بحجم عائلة كريمزون، لكنه ظن أن هذا بسبب أساليبه المبتكرة و الجديدة عليهم و حِذْقه

ما رآه الآن رفع من شأن باسل في قلبه أكثر، في الأول احترم باسل لطريقة تعامله مع النبلاء، كان باسل يعامل النبلاء فقط كما يعامل العاميين، لم يكن يفرق بين الآخرين سوى 'بهذا أعجبه و ذاك لم يعجبه'، و هذا جعل من قيمة باسل ترتفع عنده بكثير

التاجر ناصر منذ صغره و هو يتلقى المعاملة السيئة، أبيدت عائلته كلها بالدمار الشامل، و عندما سمع من السيد الصغير باسل أن دافعه في القيام بكل هذا هو في الحقيقة من أجل جعل هذا العالم في أتم الاستعداد لمواجهة الشياطين من جديد، لم يستطع منع نفسه من القفز متحمسا و أقسم على اتباع السيد الصغير باسل، فبهذا سيكون أقرب إلى تحقيق انتقامه لعائلته

عندما سمع كلام باسل عن الخروج من معقل الأمير الأول تنفس الصعداء، و أخيرا انتهت مهمته، كم كان شاق و مخيفا التظاهر بأنك مختطف، و كيف لا ترتعد عندما تظن أنك ستموت بسبب تمثيليتك

حمل الجنرال منصف الأمير الأول و تبع باسل الذي وصل أمام التاجر ناصر وقال "لقد لعبت دورك بشكل جيد، لقد كان أفضل مما توقعت"


حك التاجر ناصر رأسه ثم قال "هيهي، لم أقم بأي شيء سوى ما قلت لي أن أفعل، لكن عندما تبعنا ذلك الشخص 'كين نبيل' ظننت أن الخطة سوف تذهب هباء. من الجيد أن الخاطف أوصلني و أكمل مهمته، فبهذا كنت قد أكملت مهمتي أيضا"

حدق باسل في التاجر ناصر مطولا ثم قال بعد أن كان يبدو كما لو أنه فكر في أمر ما و قرر ما سيقوله "أيها التاجر ناصر، فلنتكلم لقليل من الوقت عندما نعود"

تعجب التاجر ناصر لكنه أماء رأسه فقط

خرج الأربعة و الأمير الأول الفاقد الوعي من معقله، ثم قال باسل "أيها العم منصف، أنا سأذهب الآن مع التاجر ناصر لقصر العائلة، عندما توصل القاضي للمحكمة المركزية و تأخذ ذلك الحثالة للسجن المركزي عد للقصر أنت أيضا، فأنا أريد التحدث معك، بالأحرى، مع جميع الكبار في العائلة"

أجاب الجنرال كريمزون بالموافقة ثم رحل مع القاضي

ذهب باسل و التاجر ناصر قاصدين قصر عائلة كريمزون، و في هذه الأثناء كان هناك ظل متربص بهم من بعيد و عندما رآهم يغادرون أسرع هو الآخر بالمغادرة لمكان آخر

(في غرفة مظلمة)

صدمت الأميرة الخامسة 'غرين شارلوت' أولا من الذي حدث لأخيها الأكبر لكنها صدمت ثانية عندما أكمل التابع


"سيدتي، يبدو أن ذلك الفتى لديه علاقة وطيدة مع عائلة كريمزون بما أنه ساعدهم في القبض على الأمير الأول، يبدو أنه بعد حادثة النبيل جورج قد تطورت العلاقة بينهم"

بقيت الأميرة الخامسة 'غرين شارلوت' مشتتة الذهن عند سماعها بالأمر و قالت مع نفسها "هل يمكن أن ما ظننته تزييفا نافعا كان حقيقة مؤذية؟" ثم أشارت للتابع بيدها و أكملت "ابحث جيدا و اعرف ما نوع العلاقة التي تجمعه بعائلة كريمزون بالضبط"

"حاضر" ووش بعد أن أجاب التابع اختفى في الظلال

(قصر عائلة كريمزون)

"أيها الكبير أكاغي، لقد أنجزنا خطوتنا الأولى على أكمل وجه و كانت نجاحا مكتملا، لكن هذه لم تكن سوى الخطوة الأولى، و كما نعرف جميعا ما يأتي بعد الخطوة الأولى يكون دائما الخطوة الثانية، خطوات مشينا و جرينا مترابطة، واحدة تتبع الأخرى في تسلسل تام، و يجب أن تراوغ العراقيل و العوائق من أجل التقدم، و إن لم يكن هذا ممكنا ليس عليك إلا إزاحتها عن الطريق بالقوة و إكمال السير في هناء. كذلك ماهية خطتنا، أولا لقد أزحنا ما قد يسبب لنا الإزعاج خلال بيعنا، و الآن سيكون بإمكاني تقرير الأثمان من دون التعرض للمضايقة، سنبيع جميع الأدوات التي علمت الحدادين كيفية صنعها و نكسب قدر ما استطعنا من المال"

بينما باسل يتحدث كان الرئيس أكاغي و جميع الشيوخ في العائلة يسمعون لكلامه بكل عناية، فهذا الطفل الذي أمامهم قام بم عجزوا عنه، لا يمكنهم التقليل من شأنه بعد الآن. التاجر ناصر و الجنرال منصف الذي عاد كانا من بين المستمعين، فالتاجر ناصر الآن يملك اسم عائلة كريمزون و لن يتجرأ أي أحد على معاملته بسوء مرة أخرى، شكر التاجر ناصر باسل على هذا من أعماق قلبه، و عرف أنه قام بالخيار الصحيح

الرئيس أكاغي بدأ يحس بالغرابة أكثر و أكثر، لماذا هذا الفتى يذكره بذلك الشخص مرارا و تكرارا، ليس في سلوكه فقط، بل حتى وجهه يتشابه معه، فلا يلبث لدقائق إلا و جاءته صورة ذلك الشخص بسبب باسل. توقف الرئيس أكاغي عن التفكير و ركز على كلام باسل

أكمل باسل "حسنا، لقد قررت البدء في تقوية الجنود و تعزيزهم بالإكسيرات"

تحمس كل من في الغرفة، لقد جرب كل شخص في هذه الغرفة عدا التاجر ناصر هذه الإكسيرات و صدموا من مفعولها فأرادوا الإسراع في إعطاءها للجنود، لكن باسل منعهم من هذا و قال أنهم غير مستعدين بعد، و الآن يخرج من فمه الإذن

قال باسل بادئا كلامه باستثناء "عدا أن من سيجرب هذه الإكسيرات سيكونون الجنود الذي تدربوا تحت إمرتي فقط"

تعجب الجميع فأكمل باسل "أنا دربت كل هؤلاء الجنود مقويا جسدهم و أعطيتهم تدريبا خاصا في كيفية التحكم ببحر روحهم بشكل أفضل لكي يستطيعوا شرب أكبر قدر من إكسيرات التقوية، أما إن حدث العكس في الترتيب، فسوف يكون على الشخص التدرب لمدة أطول و القيام بتدريبات جسدية أصعب"

أكمل باسل بعد تفهم الجميع "عندما أرشد هؤلاء الجنود جيدا سوف أختار قادة منهم سوف يقومون بتدريب بقية الجنود بدلا عني"

فرح الشيوخ، ثم التف باسل لجهة الجنرال منصف و التاجر ناصر ثم قال "أيها الكبير أكاغي، أنا سوف أنعزل لأتدرب مرة أخرى، لكن هذه المرة سآخذ معي التاجر ناصر و الجنرال منصف، سأغيب هذه المرة لمدة شهر، آمل أن تكون هذه الفترة كافية ليصنع الحدادين آلاف الأدوات التي سبق علمتهم إياها. عند خروجي من الانعزال سوف أعود أنا و التاجر ناصر للبيع من جديد، أنتم واصلوا فقط بيع الأسلحة و الدروع السحرية و الغير سحرية، فلا أظن أن التجار سيستسلمون بسرعة و يخفضون من أثمان سلعهم مثلنا، أما الجنود فسوف يكونون في رعاية أنمار للوقت الحالي، فهي تعرف غالب ما سوف يحتاجونه من توجيهات"

لم يحاول أي أحد المعارضة على كلام باسل و أماءوا رؤوسهم بالموافقة فقط. غادر باسل فتبعه الجنرال منصف و التاجر ناصر إلى غرفة الانعزال التي جهزها الرئيس أكاغي لباسل

دخل الثلاثة للغرفة، فكانت كبيرة و فارغة تماما، حوائطها كانت معززة بالطاقة السحرية، كانت مصنوعة بطريقة خاصة حيث تعمل كالدرع السحري، يمكنها تخزين السحر و تعزيزه، فبهذا كانت قادرة على احتمال جميع الصدمات من كل المستويات

قال باسل بعد أن دار في الغرفة "أممم، نعم هذه الغرفة كافية للآن" ثم التف نحو الاثنين اللذين ينتظران معرفة سبب قدومهما إلى هنا


"أيها التاجر ناصر، ألم تحلم يوما نفسك قد أصبحت ساحرا؟"

تعجب التاجر ناصر و قال "هيهي، من لم يفعل أيها السيد الصغير باسل، الكل يتطلع للسحرة، فهم يملكون المكانة و المال، هل هناك من يكره هذين الشيئين الاثنين في هذا العالم؟"

ابتسم باسل و قال "معك حق، فالمال عامل مهم حتى في خطتنا، إذن قل لي، هل لا زلت تحلم بأن تصبح ساحرا حتى الآن؟"

قال التاجر ناصر "إنه ليس كما لو أنني كنت أحلم بأن أصبح ساحرا، لكنه أقرب للإعجاب و الشوق و التطلع للسحر، منذ صغري و أنا أطمح لأكون ساحرا، لكن عائلتي قتلت في الدمار الشامل و أصبحت يتيما، كدت أصير عبدا، لكن كان هناك تاجر ما لن يكون بإمكاني شكره حتى لو أردت، كان هو من أنقذ حياتي و عاملني كالابن له، علمني كل تقنياته في التجارة و بعد سنين مات، فورثت ماله و تجارته. و إن سألتني عن 'هل لا زلت أتطلع للسحر؟' فجوابي هو 'نعم'، فكما قلتَ أيها السيد الصغير، الشياطين قد تعود في أي وقت، و لن أكره أن تكون لي المقدرة على الدفاع عن نفسي و عن أحبابي و الانتقام للأموات منهم"

"انتظر لحظة، هل تخليت عن التجارة التي ورثتها من أبيك و انضممت لي؟" تعجب باسل عندما سمع هذا الأمر و لم يستطع منع نفسه من السؤال

أجاب التاجر ناصر "نعم، و لقد كان خياري صحيحا، مع أن تقريري التخلي عن ورث أبي كان صعبا، لكن أنا متأكد أنه لو كان حيا لكان دفعني للقيام بنفس الاختيار، و لهذا أنا لست نادما بتاتا"

حدق باسل في التاجر ناصر مطولا ثم قال بجدية كبيرة "أيها التاجر ناصر، لقد قررت، سأجعلك ساحرا"

"هاه؟" لم يصدق التاجر ناصر ما سمعه للتو لكنه كان يثق بكلام باسل و لم يكن لديه خيار سوى التصديق، سأل بتوتر "هل هذا ممكن حتى، أنا عمري خمسة و عشرون عاما الآن، ألا تظن أن الوقت قد تأخر لأبدأ في تعلم السحر؟"


"تأخرت عن تعلم السحر؟ من قال هذا الشيء؟ لقد تعلمتُ أن كل شخص لديه الإمكانية لتعلم السحر، خمسة و عشرون سنة؟ و ماذا في ذلك؟ ليس عليك إلا العمل بكد من أجل تعويض الوقت الذي فاتك، و بما أني هنا فلا تقلق، سوف أحرص على أن تكد و تعمل بجد حتى تختار الموت على التدرب أكثر، أنت لديك كل المتطلبات التي تحتاجها لتصبح ساحرا. أن تكون تملك نقط أصل يجب فتحها، دافع قوي يساعدك على النمو، معلم يرشدك بشكل جيد. و أنت لديك كل هذه الشروط، فماذا ننتظر؟"

رفع باسل من معنويات التاجر ناصر، ففرح هذا الأخير و قال "أيها السيد الصغير، أنا مستعد للقيام بكل ما تأمرني به، لاسيما أمر في مصلحتي، فلنبدأ رجاء"

ابتسم باسل و قال "حسنا، لكن قبل هذا" التف للجنرال منصف ثم قال له "أيها الجنرال منصف، أتعرف لم أتيت بك إلى هنا؟"

قال الجنرال منصف "أظن أنني أيضا سأُرشَد من قبلك"

أجاب باسل "حسنا، قد يكون هذا صحيحا، لكن هذا ليس السبب الرئيسي" تعجب الجنرال منصف ليكمل باسل "أنت سوف تقاتلني للشهر القادم كله لأخترق للمستوى الخامس"

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

بووووم بووووووووم بووووووووووووم

لكمات تتلاقى بقوة كبيرة مع بعضها، مع كل التقاء تنتج صدمة، و بكل صدمة تنتج أصوات كبيرة كما لو أن قطعا حديدية ضخمة تتلاقى ببعضها محاولة كل واحدة منها تحطيم الأخرى لكنها لا تصل لنتيجة

كان هذا بالضبط الوضع الذي يمكنك أن تصف به حالة باسل و الجنرال منصف اللذان يتقاتلان بينما سحر التعزيز يعزز من قوتهما الجسدية و الحسية لدرجة مخيفة

يعتبر سحر التعزيز من أقوى أنواع السحر و أندرهم، لا يوجد إلا القليل المعدود من الأشخاص الذين وهبوا هذا السحر

سحر التعزيز يسمح للساحر بتقوية جميع قدراته شاملا حواسه الخمس كلها و قدراته الجسدية، يقوي كل جزء من جسد الساحر، أعضاءه الداخلية بنفسها تتقوى بسحر التعزيز

و في معركة ضد ساحر بعنصر التعزيز لن يكون هنالك فرص كثيرة متاحة لك، و هناك شيء مؤكد، إن كنت أقل منه في المستوى و لو بقليل، فأنك و من دون شك ستخسر لا محالة


لكن ماذا عن إن اشتبك اثنان يستخدمان سحر التعزيز بنفس المستوى أو متقاربان على الأقل في معركة؟ هل يمكنك تخيل النتيجة؟ لا، لن يكون بإمكانك فعل هذا أبدا، ستكون معركة طاحنة و مدمرة، سترى المعنى الحقيقي للبشر الخارق أمام عينيك، هذا إن كنت قادرا على ملاحقة معركتهما بعينيك أولا

كان التاجر ناصر حاضرا على مثل هذا الحالة بالضبط، و كما هو متوقع، لم يمكنه ملاحقة تحركات الخصمين أبدا، كل ما تراه عينيه هو مخلفات الصدمة، كل ما تسمعه أذنيه هو صوت الصدمة، و كل ما يشعر به جسده هو قوة تلك الصدمة الناتجة عن تلاقي اللكمات التي لا يراها

بووووووم

و أخيرا و بعد تلاقي لكمتي الطرفين مرة أخرى توقفا و تراجعا للوراء، كل واحد قفز للوراء في الاتجاه المعاكس للذي قفز له الشخص الآخر

تكلم باسل بينما تعلو البسمة وجهه "إن هذا حقا رائع، كم هو رائع الإحساس بلكمتك لا يمكنها أن تخترق كل شيء بسهولة، كم هو رائع أن تتلقى لكمتك استجابة كافية لصدها أو حتى ردها، هذا ببساطة يغمرني حماسا. ماذا عنك أيها العم منصف؟ ألست مثلي؟"

ابتسم الجنرال منصف ثم قال "من مستخدم عنصر التعزيز هذا الذي لن يتحمس من مثل هذا الوضع؟ نحن السحرة دائما نبحث عن عدو أقوى لنصبح أقوى، لكن من بين كل هؤلاء السحرة ليس هناك من هو شغوف أكثر من مستخدمي عنصر التعزيز للقتال المستمر لمدة طويلة حيث يلتقون خصما أو عدوا يكبحهم و يجعلهم يخرجون كل ما لديهم"

"هاهاها" ضحك باسل و قال "معك حق، فأغلب السحرة لا يقدرون على مواجهة مستخدمي عنصر التعزيز وجها لوجه من دون الاستعداد للذهاب بأطراف مكسورة، لكن هذا ما يجعلنا نفتقد للغريم و لا يكون بإمكاننا التقدم أكثر، قوتنا تتسبب في خمولنا، لكن هذا مختلف تماما عندما يتقابل اثنين من مستخدمي سحر التعزيز، ليس هناك شيء سيمنعهما من تبادل اللكمات فيما بينهما، تكون مثل الغريزة الحيوانية، لا يمكن التحكم بها. و الآن لنكمل أيها العم منصف، و أطلب منك استخدام قوتك الكاملة من دون كبحها، فإن فعلت هذا لن نستمتع بالقتال كفاية، هاهاها"


"هاهاها" أجاب الجنرال منصف بعد أن ضحك و قال "معك حق أيها السيد الصغير" و بعد أن انتهى أكمل مع نفسه "أكبحها؟ هل تمزح معي أيها السيد الصغير؟ إنك الوحش هنا، أنا أستخدم ضدك ثمانين في المائة من قوتي الكاملة، و هذا كاف ليجعل أي ساحر من المستوى الأول حتى منتصف المستوى الخامس يخضع كليا"

أكمل الاثنان التدرب من جديد و عادت أصوات الصدمات من جديد، كانت لكماتهما سريعة جدا لرؤيتها، لن يستطيع فعل هذا إلا المحنكين، فما بالك بالتاجر ناصر، بالطبع سيكون فاتحا لفمه على مصراعيه كما هو فاعل الآن

لقد مرت أيام بالفعل منذ أن دخلوا لغرفة الانعزال لكن التاجر ناصر لم يعتد أبدا على هذا المنظر حتى الآن. لكن هل يمكنك لومه؟

التاجر ناصر توقع من كلام باسل أنه سيخضع لتدريب جهنمي، لكن كل ما فعله للأيام الماضية كان محاولة الدخول لحالة الصفاء الذهني و الروحي، و عندما ينتهي باسل من القتال ضد الجنرال منصف يقوم بمواجهته. بالطبع لم يستطع التاجر ناصر لمس باسل أبدا، لكن خلال هذا الوقت كان باسل يشحذ حواسه و يعطيه نصائح عن كيفية استخدام عضلاته و مفاصله، و الأكثر من هذا كان يركز أكثر على نصحه ليتحكم في طريقة تنفسه خلال القتال، فإن استطاع فعلها خلال القتال سيكون بإمكانه فعلها بسهولة بحالة الصفاء الذهني و الروحي

الأسبوع الأول مر على هذه الحال من دون تغير أي شيء، و بعد أن انقضى و بدأ الأسبوع الثاني بدأت بعض النتائج تظهر على التاجر ناصر

كان بالفعل بحالة الصفاء الذهني و الروحي، بالمرحلة الأولى، مرحلة ترسيخ الأفكار، و بينما هو في حالة هدوء تام و تركيز خارق، و كان المكان المحيط به على العكس تماما بسبب قتال باسل و الجنرال منصف

سرعة و قوة باسل قد ازدادتا، لكن ليس هذا هو التغير الملاحظ فقط، فكما تطور باسل، كذلك فعل الجنرال منصف، مع أن باسل كان أقل منه في المستوى، لكنه أحس كأنه يقاتل ساحرا خبيرا بالمعارك، و هذا ما قلص فارق القوة بينهما و جعلهما يكونان-كل واحد منهما- سبب في تطور الآخر

كان تطور باسل مقبولا للعقل بالنسبة للجنرال منصف، لكنه استغرب من تطوره الخاص أيضا، أ مفعول هذه الإكسيرات مذهل لهذه الدرجة؟ لقد أفنى حياته في السحر حتى وصل لهذا المستوى، لكنه عندما فعل تجمدت قوته و لم يستطع الاختراق للمستوى السابع الأسطوري


لكن ماذا عن الآن؟ إنه يحس أن المستوى السابع الأسطوري ليس بعيدا، بالأحرى، إنه يشعر أنه في متناوله، يشعر أنه و أخيرا تحرر من القيود التي جعلته محبوسا في المستوى السادس و غير قادر على التقدم مهما تدرب و شق

لكن الأمر يختلف الآن، يشعر أنه كلما تدرب أكثر و بذل جهدا أكبر ظهرت النتائج التي تساعده و تدفعه للتدرب أكثر من السابق، لأنها تكون نتائج رائعة و لا تصدق

كل هذه الفرص، ليس هناك غير هذا الفتى الذي أمامه منحه إياه، لقد استطاع الانتقام لزوجته و زج المذنب في السجن، بدأ يرى علامات على ارتقاء عائلة كريمزون من جديد، و يشهد الآن تطوره الذي كاد أن يتخلى عنه، هذا كله بسبب السيد الصغير باسل، فكيف لا يكون شاكرا؟ و إن كان، كيف يمكن له رد مثل هذا المعروف؟

و في هذه اللحظات بينما يتبادل اللكمات مع الفتى الصغير الذي أمامه، أصبح يحترمه في قلبه و كان باسل قد وصل لدرجة عالية هناك، أصبح الآن لديه مكانة لا تتزعزع بقلب الجنرال منصف، هذا الأخير ظن أنه بكل هذه الفرص التي منحها السيد الصغير باسل، لن يكون هناك شيء يمكن أن يرد له معروفه، و بهذا قرر اتباع السيد الصغير و الموت من أجله حتى، و مع مرور الوقت و قضيه مع السيد الصغير، يتمنى أن تمنح له فرصة أخرى ليشكره بطريقة مناسبة

الجنرال منصف رجل معروف بعدالته و إخلاصه، في الأول ظن أن باسل ليس سوى فتى مغرور آخر لا يعرف العالم جيدا، أتى به للعائلة محاولا الاستفادة منه و بالطبع كان سيمنحه عدة مزايا مقابل ذلك، لكن نظرته عنه تغيرت كثيرا في الأسابيع الأخيرة، قد يكون الجنرال منصف عادلا و مخلصا لكنه كان أكثر من ذلك شخص يضع عرفان الجميل و حفظه فوق كل شيء، فالفتى الذي أتى به ليكون وسيلة له لجعل عائلته أقوى كان في الحقيقة الشخص الذي سيقودهم للعز و المجد من جديد، و بهذا أقسم على فعل كل ما بإمكانه فعله لرد هذا المعروف

انتهى الأسبوع الثاني و أخيرا أنهى التاجر ناصر المرحلة الأولى-مرحلة ترسيخ الأفكار- ثم انتقل للمرحلة التي بعدها-مرحلة فهم الأحجية و فكها- لكن، ما الذي يحدث هنا؟ باسل بدأ يتساءل عن الشيء الغريب الذي يحدث أمامه، كيف للتاجر ناصر ألاَّ يخرج من المرحلة الثانية حتى الآن؟

باسل عندما وصل للمرحلة الثانية، واجه الاختبار الأول الذي مر عليه جحيما حيث تغلب على مخاوفه، لكن التاجر ناصر لا يبدو عليه أي تعبير عن القلق أو التوتر أو الخوف، لا شيء من هذا أبدا، جعل هذا باسل حيرانا، ثم فكر في ما قاله التاجر ناصر سابقا


التاجر ناصر لا يملك أي أحباب، آخر واحد مات منذ سنين، أ يمكن أنه ليس لديه أية مخاوف؟ سيكون هذا منطقيا في هذه الحالة إذا، لكن انتظر، ماذا؟ ليس لديه مخاوف؟ مثل هذا الشخص موجود؟

في الحقيقة التاجر ناصر لم يكن ليس لديه أحباب كما ظن باسل، فهو أصبح يعز باسل بشكل كبير، لكنه كان يرى باسل على أنه لا يقهر و هزيمته غير متوقعة، و بهذا لم تكن لديه أية مخاوف عليه. الأمر كما حدث مع باسل، في المرحلة الثانية رأى جميع أحبابه يموتون بأبشع الطرق مرارا و تكرارا، لكن الغريب في الأمر أنه لم يرى و لو لمرة واحدة معلمه 'إدريس الحكيم' يتعذب أمامه، كان هذا يدل على أن مخاوف الشخص تأتي من أعماق باطن العقل، و لا تكون هناك مخاوف عن الشخص الذي تؤمن أنه لا يقهر و لا تتوقع هزيمته

باسل كان قد وضع مثل هذا الاحتمال فيما سبق، لكنه الآن لم يكن يعرف مدى الدرجة التي أصبح يعزه بها التاجر ناصر، و لم يكن بإمكانه سوى ظن أن التاجر ناصر مر من الاختبار الأول من المرحلة الثانية لأنه لا يملك أحباب فقط لا أكثر

بقي التاجر ناصر بالمرحلة الثانية من دون الخروج منها أبدا و لو لمرة واحدة، فباسل أعاد الكرة مرارا و تكرارا محاولا التغلب على مخاوفه. و الآن التاجر ناصر وصل للاختبار الثاني من المرحلة الثانية

أخذ منه فك الأحجية أسبوعا كاملا. عندما يكون الشخص بداخل بحر الروح لا يحتاج للماء أو للطعام إلا بعد مدة طويلة جدا

و أثناء المرحلة الأخيرة وقف باسل أمام التاجر ناصر و وضع يده على جبهته استعدادا للحظة المناسبة، و بعد مرور قليل من الوقت صرخ باسل "هاااااااااااا" ثم أطلق بعضا من طاقته السحرية الخالصة

وووووووش

ظهرت الطاقة حول جسم التاجر ناصر و هدأت في لحظات إلى أن اختفت تماما. فتح التاجر ناصر عينيه ثم بدأ ينظر ليديه، رفع رأسه ليجد باسل مبتسما بينما يقول "هنيئا لك أيها التاجر ناصر، لقد أصبحت ساحرا"

لم يصدق التاجر ناصر ما حدث معه، هل أصبح ساحرا حقا؟ هل سيكون بإمكانه الانتقام لعائلته؟ هل سيكون بإمكانه مساعدة السيد الصغير باسل و لو بالقليل؟

لم يستطع التاجر ناصر فهم ما حدث معه لمدة طويلة، ثم بعدها استوعب ما قاله باسل و وقف بسرعة بينما يحكم إغلاق قبضتيه و قال "أيها السيد الصغير باسل، فلنتقاتل مرة أخرى من فضلك"

"هاهاهاها" بعد أن ضحك قال باسل "يعجبني حماسك، لك هذا"............. يتبع!!!!!!

(الجزء التاسع)


(بعد اكتمال شهر الانعزال)

خرج الثلاثة بينما باسل يهمهم و يأكل قطعة من الجزر، كان وجه التاجر ناصر مخبوزا بلكمات باسل و لديه عدة كدمات، أما الجنرال منصف فكان مزاجه جيدا جدا

عندما وصل الثلاثة للقاعة الرئيسية للعائلة و كانوا يريدون الدخول وصلهم خبر فاجأهم. الأمير الثاني أتى البارحة و تكلم مع الرئيس أكاغي في شيء ما و غادر

غير هذا لم يحدث أي شيء غريب طيلة الشهر الماضي. هذا ما توقعه باسل، بعد تشويه سمعة الأمير الأول عن طريق زجه بالسجن، لن تتجرأ العائلة الإمبراطورية على اتخاذ إجراءات جريئة تجاه عائلة كريمزون، فهذه الأخيرة قد أحكمت القبض على واحد منهم بالدليل القاطع، و إن حاولوا القيام بشيء غبي، قد يؤثر ذلك على سمعتهم أيضا

دخل الثلاثة عند الرئيس أكاغي فتلقوا ترحيبا جيدا لكن باسل تجاوز هذه الأمور و دخل في الموضوع المهم مباشرة

"أيها الكبير، لقد سمعت أن الأمير الثاني قد أتى البارحة إلى هنا، ما كان الهدف من قدومه؟"


أجاب الرئيس أكاغي "لقد أراد منا العفو عن الأمير الأول بما أن مساسه لفرد منا لم يكن مقصودا، و في المقابل سوف يتركوننا نحن و تجارتنا و شأننا"

تغيرت نظرة الجنرال منصف و أحكم قبضته و عندما رآه باسل وضع يده على كتفه محاولا جعله يهدأ، ثم أزاح يده و وضعها على ذقنه الخاص ثم قال "إذا، و بم أجبته أيها الكبير؟"

قال الرئيس أكاغي "طلبت منه إعطائي مهلة كافية لأقرر، فاتفقنا على الغد"

"هممم" فكر باسل و قال "لن نعفو عن أي شخص أيها الكبير، سواء كان هذا مقصودا أم لا، أو مكيدة أم لا، هذا كله لا يهم، الطرف الذي أخلل بالمعاهدة يجب أن يعاقب، ليست لديك شكوك أيها الكبير أليس كذلك؟"

حدق الكبير أكاغي في باسل و أجاب "أنا لن أعفو عن أي شخص من عائلة غرين، لقد كانوا السبب في دمار عائلتي، قتلوا أبي و أمي و إخوتي و أبناءهم في 'انقلاب الليلة الواحدة'، لقد رأيتهم يقتلون أحبابي أمام عيني واحدا تلو الآخر في ليلة واحدة، و بعد خمسة عشر سنة سمموا ابني البكر الذي اعتبروه تهديدا لهم بسبب موهبته الغير اعتيادية. لقد حاولوا إبادة عائلتي عن بكرة أبيها من دون ترك أي فرد منها، فكيف يمكن أن تكون لي أي رحمة تجاههم؟ و خصوصا هذا الأمير الأول، لقد حاول وضع يده على ابنتي و فر من العقاب، فكيف لي أن أسمح له بالهرب بعد أن حصلت عليه أخيرا، سأحرص على جعله يتذوق عذابا مهينا"

ابتسم باسل و قال "أنا سعيد لأننا لدينا الرأي نفسه أيها الكبير، عندما يأتي الأمير الثاني بعد يومين اعلمه بنواياك تجاه الأمير الأول، يجب أن نجعل من ذلك الحثالة عبرة و إثباتا على إمكانية عائلة كريمزون، إن تراجعنا الآن لن نهين أي شخص آخر غير اسم العائلة"

أماء الكبير رأسه ليكمل باسل بجدية مغيرا الموضوع "ما أحوال تجارتنا الآن؟"

أجاب الرئيس أكاغي "قبل أسبوع من الآن، أخفض غالب التجار من أثمان سلعهم بعد وصولهم لحدهم الأقصى، فإن استمروا على حالهم لأفلسوا، و بهذا كنا قد حققنا هدفنا الأول"


"هووه" قال باسل "إذا آن الوقت للمرور للمرحلة الثانية"

حيى الكبير باسل الذي غادر مع التاجر ناصر و تركا الجنرال منصف خلفهما

"أيها الجد سميث، هل وجدت الأغراض؟" تكلم باسل بعد وصوله لورشة الحدادين

"أوووه" فرح الجد سميث برؤية باسل و أجاب "مرحبا بك أيها السيد الصغير، بالطبع، هناك عشرة آلاف قطعة من كلا 'خاتم التخاطر الذهني و الروحي' و 'مضخم الأصوات'، و هناك عشرون ألف قطعة من 'حاجز الحماية الأرضية' و في الأخير و الأهم بما أنك ركزت عليه فإننا صنعنا ثلاثون ألف قطعة من مكعبات التخزين' "

قال باسل بابتسام "أووه، هذا جيد أيها الجد سميث، لكن عندما سنعرض هذه الأغراض للبيع ستختفي بسرعة كبيرة بسبب الإقبال، أظن أنه من الأفضل الإسراع أكثر و صنع المزيد، و الآن فلتجهز لنا عربات تحمل سلعنا، نحن ذاهبين للسوق للبيع حالا"

وافق الجد سميث على كلام باسل فالتف للتاجر ناصر ثم قال "أيها التاجر ناصر، بما أنك أصبحت ساحرا الآن، ما رأيك باكتساب مكعب تخزين لنفسك أيضا؟"

تحمس التاجر ناصر و أجاب "في الحال"

قال باسل بادئا شرحه "مكعب التخزين يسمح لك أن تنشئ فضاء خاصا كبيرا نسبيا يمكنك وضع ما تشاء بداخله، و يصنع عن طريق أحجار الأصل، بالنسبة لي فإنه أهم اختراع عرفته يصنع من أحجار الأصل حتى الآن"


تعجب التاجر ناصر ليكمل باسل "بما أنك في المستوى الأول لن يكون بإمكانك استخدام مكعب ذو فضاء واسع جدا، ستكون سعة هذا الفضاء لا تتجاوز عشرة أمتار مكعب، سعة فضاء المكعب الذي ستستخدمه تعتمد على مستواك و على مستوى حجر الأصل الذي صنع منه مكعب التخزين"

"بما أنك في المستوى الأول فلا يمكنك استعمال إلا مكعب تخزين مصنوع من حجر أصل بالمستوى الأول، ترتفع سعة مكعب التخزين الذي يمكنك استخدامه بعد كل مستوى و عند وصولك للمستوى السابع سيكون بإمكانك استعمال مكعب تخزين بسعة سبعين متر مكعب"

فهم التاجر ناصر كل شيء حتى الآن ليكمل باسل شرحه "أما عن طريقة اكتسابك لهذا المكعب تكون عن طريق دمجك له ببحر روحك، بحر روحنا كما تعرف يبدو لانهائي من الداخل لكن لا يمكنك إدخال أي شيء به، فهو خاص بالطاقة فقط، و بالتالي ابتكرت هذه الطريقة، كما تعلم يمكنك من أحجار الأصل صنع أوعية السحر التي تتصل ببحر روحك و صنع مسحوق الأصل الذي يصنع منه إكسيرات و من ثم يتم شربها لتزودك بالطاقة، كل هذا يعني أن أحجار الأصل تملك طاقة خاصة يمكنها التوغل لبحر روحنا، و بالتالي يمكنك فهم أن أحجار الأصل لها علاقة قريبة ببحر روحنا"

"من خلال هذا الاستنتاج أتت فكرة مكعب التخزين. تقوم بإرسال طاقتك الخالصة نحو حجر الروح باستمرار و جعله يتصل ببحر روحك، و بعد مدة من الممارسة سوف يصبح هناك رابط بين بحر روحك و حجر الأصل، عندها سيكون بإمكانك إدخال حجر الأصل لبحر روحك و صقله حتى تصنع حيزا فضائيا ببحر روحك من حجر الأصل الذي يكون قد تحول لطاقة غامضة توجد ببحر روحك"

"هذا المكعب لا يمكنك إزالته من أي ساحر لأنه يصبح يقبع في أعماق بحر روحه، لكن الساحر بنفسه يمكنه إزالته، فبهذا يمكنه استبداله بواحد آخر ذو سعة أكبر عندما يرتفع في المستوى"

"لقد شرحت كل شيء للجد سميث عن 'مكعب التخزين'، هذا الأخير و 'حاجز الحماية الأرضية' يعتبران من أهم الاختراعات من أحجار الأصل، و ستكون القابلية عليهما كبيرة، لهذا ركزت عليهما و طلبت صنع الكثير منهما"

"كما سمعت يمكن للساحر أن يخرج مكعب التخزين وقتما شاء، و لن يحتاج لرده لبحر روحه إن لم يرد، و هذا ما فعله الحدادون بالضبط، إنهم يصنعون مكعب التخزين و من ثم يقومون بإخراجه دون رده و صنع آخر جديد مرة أخرى"

"عندما تخرج مكعب التخزين من بحر روحك لا تختفي منه الأشياء التي وضعتها سابقا بداخله، لكن لا يمكنك إخراجها منه إلا عن طريق إدخال مكعب التخزين لبحر الروح مرة أخرى. لا يمكنك سرقته من أي ساحر إلا إذا أجبرته على إعطائه لك أو قمت بقتله، فبعد موته يتلاشى بحر روحه و يخرج مكعب التخزين لأنه لم يعد هناك بحر روح ليتواجد به"


قال باسل "بما أننا لدينا الكثير من مكعبات التخزين الآن فأنت لا تحتاج لصنعه، مع أنه لا يمكنك حتى لو أردت. خذ"

أعطى باسل التاجر ناصر مكعبا أسودا و بداخله طاقة زرقاء فاتحة اللون و قريبة للأبيض. أمسك التاجر ناصر بمكعب التخزين و قلبه ليرى جوانبه كلها من شدة الحماس لأنه يرى مثل هذا الشيء لأول مرة في حياته

تكلم باسل "كل ما عليك فعله هو وضعه على أي مكان من جسمك و تخيله يدخل لبحر روحك و يتمركز به، عند فعلك لهذا سيتوهج قليلا ثم يختفي و يُطبع شكله على جسمك بينما يتشكل حيز فضائي ببحر روحك، سيكون بإمكانك الاطلاع على كل ما بداخله وقتما تريد. لقد وضعت العديد من الأغراض بالداخل التي ستحتاجها من الآن فصاعدا، و عند وصولك للمستوى الثاني سأمنحك مكعبا ذو سعة أكبر"

أماء التاجر ناصر رأسه و وضع مكعب التخزين على راحة يده اليمنى فتوهج كما قال باسل و اختفى كما لو أنه لم يوجد من قبل، ثم طُبِعت صورة مكعب التخزين على كفه

"أممم" تساءل التاجر ناصر و قال "لم أشعر بأي شيء، أهذا ما يفترض أن يحدث؟"

"هاهاهاها" ضحك باسل بعد تذكره لشيء ما عقب سؤال التاجر ناصر و قال "بالطبع لن تشعر بشيء، إنها ليست إلا عشرة أمتار مكعب وسط بحر روحك اللانهائي، ادخل لبحر روحك، بعدها ركز تفكيرك على مكعب التخزين و سوف تجد المربع الذي كان في حجم كفك قد أصبح بكبر غرفة"

دخل التاجر ناصر لبحر روحه ثم ركز تفكيره كما قال باسل و بمجرد أن فعل، كانت هناك نقطة بعيدة جدا و في لحظة أصبحت أمامه، و عندما لمسها عرف في الحال عن كل ما يوجد بداخلها و رسخ في ذاكرته

خرج التاجر ناصر من بحر روحه و فتح عينيه ثم قال "هل حقا أنت تعطيني كل هذه الأشياء من دون مقابل؟"


بعد سؤال التاجر ناصر أجاب باسل "من دون مقابل؟ لقد وضعت ثقتك بي و انضممت لي، وضعت حياتك في خطر من أجل إكمال خطتي، هذان الشيئان الاثنان كافيان لتستحق كل تلك الأشياء"

كان باسل شخصا كريما و لا يبخل عن أشخاص مثل التاجر ناصر، فمن كلام هذا الأخير، نعلم أن باسل أعطاه شيئا قيما جدا، لكن هذا كان لا شيء بالنسبة له. لكن أ ليس السيد الصغير باسل سخي جدا؟ علمه السحر و أهداه فوق ذلك أشياء كثيرة قيمة، ما باله يا ترى؟

و بينما التاجر ناصر يتساءل كان باسل قد بدأ المشي نحو السوق فلحقه

"آه، كيف أخفي هذه الصورة من على يدي؟" سأل التاجر ناصر بينما يتبع باسل

أجاب باسل بينما يأكل جزرة "كل ما عليك فعله هل تخيل حدوث ذلك"

"يا أيها الناس، اجتمعوا، لدينا سلع جديدة على السوق، لا مثيل لها، لم يوجد مثلها من قبل، و لا يمكنك أن تصدق ماهيتها، بمجرد ما أن تعرف قيمتها لن تتجرأ على الذهاب من دون أخذها معك، هيا أسرع الآن و كن أول المستفيدين"

بعد وصول باسل و التاجر ناصر للسوق أمرا الخدم و مساعديهم في العمل بالبدء في تفريغ العربات و وضع السلع بالمتجر

بدأ التاجر ناصر كالعادة بجلب الزبائن مع كلامه المعسول و الذي يجعل الشخص يتساءل سواء أراد أم لا عن السلع التي تحدث عنها

اقتربت مجموعة من الناس في الحال بعد سماعهم بكلامه أمام المتجر، فوقف أمامهم التاجر ناصر كذلك و تكلم "أيها الناس، ما سوف تشهدونه سيكون شيئا غريبا للغاية، سيكون شيئا يغير الكثير من الأمور في عالمنا. العديد من السحرة يواجهون مشكلة عويصة في التواصل فيما بينهم، خصوصا داخل منطقة محظورة حيث كل لحظة يمكن أن تعتبر مهمة للنجاة. اليوم نحن عائلة كريمزون نقدم لكم الحل الأمثل لهذه المشكلة العويصة الأولى"

رفع التاجر ناصر يده بينما يحمل بها خاتما به جوهرة غريبة تبدو كحجر أصل صغير "ما أحمله الآن هو الحل المناسب لمشكلتكم هذه، هذا الخاتم الصغير الذي بيدي سوف يسمح لكم بالتواصل لمسافات تمتد لآلاف الأمتار، مما يعني عدم قلقكم مرة أخرى من فقدان التواصل ببعضكم البعض أثناء دخولكم لمنطقة محظورة"

صدِم الحضور ليبتسم التاجر ناصر ثم قال مع نفسه "أ صنعت أيضا مثل هذا الوجه عندما سمعت بكل الأشياء الغريبة من السيد الصغير باسل؟" ثم ضحك على نفسه و أكمل "إنه يسمى 'خاتم التخاطر الذهني و الروحي'، هذا غرضنا الأول، فمن يريد الإسراع في تجربته، نحن عائلة كريمزون نضمن لكم جودة هذه السلع التي سنعرضها عليكم، و إن وجدتم أي شيء غريب لن يكون سوى عارا على اسم عائلتي"

تحمس الجميع ثم تبادلوا النظرات فيما بينهم، خبر انضمام التاجر ناصر لعائلة كريمزون قد انتشر قبل شهر من الآن، لذا كلمته لا شك بها لاسيما أنه يضع اسم عائلة كريمزون على المحك، و بسبب عائلة كريمزون قد انخفضت أثمنة الأسلحة و الدروع، فكيف لا يمكنهم وضع ثقتهم بهم، ليس لديهم خيار آخر سوى إعطاء الأمر محاولة، فالفائدة ستكون عظيمة إن كان الأمر حقيقيا


قال ساحر من المستوى الثاني "أنا في المستوى الثاني الآن، هل يمكنني استخدام هذا الخاتم؟"

أجاب التاجر ناصر "بالطبع، أي ساحر يمكنه استخدامه، لأنه يوجد مستويات بهذه الخواتم أيضا، و كلما ارتفع الساحر و الخاتم في المستوى ارتفعت المسافة التي يمكن استخدامه منها"

قال ساحر المستوى الثاني "و كيف يمكنني استخدامه؟"

أجاب التاجر ناصر مرة أخرى "يجب أن تملك أولا 'خاتم تخاطر' أنت و الشخص المراد الحديث معه، بعدها يجب عليكما إيصاله ببحر روحكما، و من ثم قوما بجعل الخاتمين يتصلان ببعضهما عن طريق اللمس و عندها سوف يتكون بينكما رابط ذهني روحي يجعلكما قادران على إرسال أفكاركما من واحد للآخر بسهولة، بمعنى آخر، ستتمكنان من 'التخاطر' "

لم يصدق الجميع ما سمعوه ثم سأل أحد من الحضور بتحمس "ألا يمكن أن يقوم بهذا أكثر من شخصين؟"

أجاب التاجر ناصر بابتسامة "بالطبع يمكن، لكن يبقى هناك شروط، فساحر من المستوى الأول لن يكون بإمكانه التخاطر مع أكثر من عشرة لأنه يمكنه استخدام خاتم من المستوى الأول فقط و الذي تعتبر حدوده هي الاتصال مع عشرة خواتم أخرى، لكن كلما ارتفع الساحر في المستوى ازداد العدد بعشرة أخرى" التف التاجر ناصر للساحر من المستوى الثاني من قبل و أكمل "أنت يا ساحر المستوى الثاني سيكون بإمكانك القيام بإيصال خاتمك مع عشرين خاتم آخر. هذا كل شيء حول الخاتم، أتمنى أن تكونوا قد فهمتم فائدته الكبيرة"

قال ساحر المستوى الثاني بعد أن اتفق مع رفيقه الذي كان بجانبه "أنا مستعد لشراءه، كم تطلب؟"

و أخيرا، لكن يحن الوقت للارتياح بعد، بعد أن يجرب هذان الاثنان فعاليته سوف تتأكد صحة السلعة، عندها سترى الإقبال الذي تحدث عنه باسل

أجاب التاجر ناصر "الخواتم بمستويات و لائحة بيعها هي كالتالي"


المستوى الأول ب قطعة أصلية ذهبية

المستوى الثاني ب قطعيتين أصليتين ذهبيتين

المستوى الثالث ب 3 قطع أصلية ذهبية

المستوى الرابع ب 6 قطع أصلية ذهبية

المستوى الخامس ب 12 قطعة ذهبية

المستوى السادس ب 24 قطعة ذهبية

صدم الجميع من الأثمنة، لكن ليس من تكلفتها، على العكس، بل من بخسها، ظنوا أن التاجر سيطلب ثمنا خياليا، و هل هذا ممكن؟ نعم إنه كذلك، عندما تظهر سلعا جديدة غير معروفة طريقة صنعها و مما صنعت، لا يمكنك تقدير ثمنها الأصلي، و بالتالي سيكون بإمكان البائع طلب أي ثمن يريد

لكن التاجر ناصر قام بما لم يتوقعوه. تكلم ساحر المستوى الثاني "سآخذ اثنين، لي و لرفيقي و أجربه الآن معه"

أخذ التاجر ناصر 4 قطع ذهبية و مرر خاتمين من المستوى الثاني

ارتدى الاثنان الخاتم فأحسا باهتزاز في بحر روحهما، ثم قاما بلمس خاتم الطرف الآخر و إذا بهما يجربان التحدث عن طريق التخاطر

(هذا لا يصدق، هل أنا أتحدث معك الآن عن طريق التخاطر؟) سأل ساحر المستوى الثاني ليسمع الآخر أفكارا كأنها كلام بداخل رأسه تأتي من جهة رفيقه

أجاب رفيقه على سؤاله بنظرة تفاجؤ (يبدو أن الأمر كذلك، هذا الشيء حقيقي، إنه حقا حقيقي، هذا لا يصدق)


التف الاثنان للتاجر ناصر ثم قالا بحماس كبير "يبدو أن هذا الشيء حقيقي"

"أووووووووه" تحمس الجميع فأصبحت ترى الجميع في عجلة من أمرهم "أبلغ عن هذا الأمر لرئيس العائلة في الحال" "أعطني عشرون من المستوى الثاني و عشرة من المستوى الثالث" "أنا سآخذ واحدا للرئيس ليجربه، أعطني واحدا من المستوى السادس و واحدا من المستوى الأول" "أنا سآخذ خمسة آلاف و واحد، ألف من كل مستوى، و الأخير بالمستوى السادس"

تهافت الزبائن على التاجر ناصر بالطلبات ليبدأ الخدم و المساعدين في التحرك أخيرا و تلبية الطلبات التي يبدو أنها لن تنتهي عما قريب

دخل التاجر ناصر للمتجر و تكلم مع باسل "أيها السيد الصغير، لقد بدأنا العمل، متى نخرج الأغراض الأخرى؟"

أجاب باسل "سأترك هذا الأمر عليك، قرر الوقت المناسب بناء على حكمك على الوضع. أنا ذاهب لألقي نظرة على الجنود، يجب أن أرى مدى تطورهم"

أماء التاجر ناصر رأسه موافقا مع قوله "حاضر"

غادر باسل و ترك مثل هذا العمل الضخم و المهم بين يديه، لن يخيب آمال سيده الصغير أبدا

بينما باسل يتجه نحو القصر كان يهمهم و يأكل جزرة مرة أخرى، و عند وصوله لمنعطف

ووووووش


دوو
دوو دوو

ظهرت ثلاث ظلال فجأة و ركل الظل الأول باسل الذي دافع في آخر لحظة بيديه ثم جاءته الضربة الثانية من الظل الثاني من الوراء مستهدفه ظهره فأعطى لها جانبه الأيسر بينما ذراعه و رجله يشكلان درعا يحميه من الضربة، و في الأخير لكمه الظل الثالث بجانبه الأيمن فدافع عنه بنفس طريقة دفاعه عن الجانب الأيسر

قفز باسل للخلف مبتعدا عن الظلال الثلاثة ثم قال "لهذا لا أحب الطرق المختصرة، لا بد لك من مواجهة نوع من الإزعاج" ثم حدق في الأشخاص الثلاثة المرتدين الأسود بالكامل و أكمل "و من أنتم أيها السود اللعينون؟"

لم يجبه الثلاثة السود و تفرقوا بسرعة ثم أحاطوا به، قال باسل "هيه، لا إجابة؟ لا بأس، ليس علي إلا إجباركم" ثم فعل سحر التعزيز في كامل قوته و قال مع نفسه "من ضرباتهم السابقة أنا متأكد أنهم على الأقل سحرة من المستوى الرابع، هل يمكن أنهم بالمستوى الخامس؟ لكن من أرسلهم إلي بالضبط؟ هل هو الأمير الثاني؟ لا، لا أظن، هو لن يفعل شيئا غبيا كهذا، هل هي تلك الع**** مرة أخرى؟"

توقف باسل عن التفكير و استعد لأي هجوم قد يأتي من الثلاثة السود

ووووش

بانغ


أخرج الأسود الأول يده من معطفه و استل معها سيفه ثم لوحه في اتجاه باسل من الأعلى نحو الأسفل، و إذا بالسيف يخرج منه كتل ثلجية قاسية و نزلت على باسل

راوغ باسل الهجوم و بمجرد أن فعل سطع فجأة ضوء ساطع جدا من جهة الأسود الثاني أرغمه على إغماض عينيه ثم أرسِلت له كرة بيضاء مشعة كثيرا و حرارتها مرتفعة جدا و كان قطرها يصل لمترين


هذه المرة لم يستطع مراوغة هذا الهجوم و تلقاه، كانت الكرة الضوئية حارقة للغاية و لولا سحر التعزيز لتعرض باسل لأضرار وخيمة أكثر من التي حدثت له

لقد أرسل لعدة أمتار محلقا ثم اصطدم بحائط، وقف على قدميه ببعض الخدوش على جسده، و إذا برياح سوداء على شكل شفرات سبَّبها الأسود الثالث هاجمته من دون تركه يرتاح

راوغها باسل، ثم هاجم بينما يراوغ الكتل الثلجية و الكرات الضوئية و الرياح السوداء التي استهدفته بلا توقف، و عندما اقترب من الأسود الأول ركله لكنه أحس بمقاومة

"درع سحري؟ أن يصد هذا الهجوم لا بد أن يكون من المستوى الخامس، إن هذا غير معقول" بعدما فكر باسل بهذا هوجم من طرف الأسودين الثاني و الثالث بهجمة مزدوجة

تعرض باسل لكرة ضوئية مثل السابق لكن هذه المرة أتت تحمل معها رياحا سوداء. بعد أن تعرض لهذا الهجوم دافع باسل مرة أخرى بسحر التعزيز لكن هذه المرة كان في كامل قوته، لأنه لو لم يفعل سيموت لا محالة من قوة هذه الهجمة

في الحالات الطبيعية كان باسل ليكون قد هُزم بالفعل، هؤلاء الثلاثة السود سحرة في المستوى الخامس، مجهزين بالكامل بدروعهم و أسلحتهم بينما هو لا يملك الوقت ليرتدي درعا سحريا، فحتى لو كان بإمكانه أن يخرج سيفا سحريا من مكعب التخزين لن يكون كافيا للإجهاز عليهم، لكن هذا في الحالات الطبيعية فقط، و باسل ليس بطبيعي

لكن في هذه اللحظة شاهد باسل شيئا غريبا للغاية، كان واحد منهم لديه خاتم تخاطر يتحدث من خلاله مع شخص ما، و بعد أن انتهى من التحدث تراجعوا كلهم و اختفوا

"هل كان لديه قبل قليل 'خاتم تخاطر'؟ كيف لهذا أن يكون ممكنا؟ نحن لم نبدأ في بيعه إلا قبل قليل، إذا كيف بإمكانه الحصول عليه؟" و هنا جاءت فكرة في عقل باسل "هل هناك أي فرصة أن يوجد خائن بالعائلة؟" ثم رفض هذه الفكرة مباشرة "لا، لا هذا غير معقول، لقد بحثت في أمر كل واحد من العائلة و وجدت عليهم الإخلاص التام و لم تكن هناك أي

علامات على وجود خائن، إذا من أين حصلوا هؤلاء الأشخاص على الخاتم؟"

توقف باسل عن التفكير و فعل خاتم التخاطر الذهني و الروحي (أيها المعلم، إنني أريد التحدث معك في أمر مهم)

(تحدث أيها الفتى باسل، أنا مستمع) أجاب المعلم

(لقد وجدت شخصا ما يستخدم خاتم التخاطر قبل أن ينتشر حتى، هل توجد أي فرصة أن يكون هناك شخص آخر من عالم آخر موجود هنا يُعلِّم التقنيات التي علمتها لي لبعض الأشخاص أيها المعلم؟)

(هممممممم) تعجب المعلم و قال (هذا غريب، لقد أمرني جلالة الملك الأصلي بالقدوم إلى هنا لوحدي، و هذا ما فعلته، و ليس هناك أي فرصة ليُسمح لشخص ما بالدخول لعالم آخر من دون إذن، و إن حدث هذا سأكون معلوما، لو كان أحد يستطيع الدخول عنوة إلى هنا فسيكون ينتمي للشياطين أو يعمل معهم أو لديهم، لكن...)

(الشياطين؟ ألم تقل أن الحرب أصبحت في حالة هدنة بسبب اتفاق يقوم على عدم دخول أي شيطان لعالم آخر؟ و بهذا يمكن للاتفاقية التي بين الملك الأصلي و ملك الشياطين أن تظل صالحة)

(نعم لقد قلت هذا، فهذا ما وصلني من أخبار بالسنة الماضية، لكني لم أستطع استيعاب هذا الأمر بنفسي، كيف لملك الشياطين ذاك أن يقبل بمثل هذا الاتفاق و يظل ثابتا دون القيام بأي شيء؟ المهم، ابحث في هذا الأمر بسرية و دون التدخل بشكل مباشر، فأنا لا يمكنني البحث في هذا لكي لا أكشف عن وجودي، و تذكر، يجب أن يبقى أمري في هذا العالم سريا كي لا يشك ملك الشياطين في أي شيء، فإذا عرف عني سيعرف عن سبب مجيئي لهنا)

(حاضر أيها المعلم، إلى اللقاء) انتهى باسل من الكلام و أكمل الطريق نحو قصر عائلة كريمزون

**************************************************
في جبل ما، كان هناك مبنى كبير و مظلم يتخذ شكل قلعة سوداء اللون، و عندما تدخل تجد شخصا يرتدي معطفا أسودا جاثيا على ركبتيه

"هناك شخص ما يعرف عن استعمالات الحجر أيضا؟" جاء الصوت من الظلال

أجاب ذو المعطف الأسود "نعم، لقد كنا في العاصمة و في الصباح أعلن تاجر ما عن استخدامات أحجار الأصل بداية بخاتم التخاطر، بعدما رأينا هذا الأمر هاجمنا الفتى الذي كان يبدو آمرا على التاجر" أكمل بعد رفعه رأسه "هاجمه ثلاثة من أتباعي و اختبروا قوته، و مما رأينا عرفنا أن مستواه قد فاق الرابع بالفعل مع أنه في عمر لا يتجاوز الخامسة عشر" صدم الشخص الذي بالظلال

جاء الصوت من الظلال مرة أخرى "همم، فتى لم يتجاوز الخامسة عشر هاه، هذا يؤكد الأمر، إنه يعرف عن الإكسيرات أيضا. تحروا في أمره و اجلبوا لي اسم الشخص الذي علمه كل هذا، فلا أظن أن ذلك السيد سوف يختار شخصا آخر غيرنا للقيام بما أمرنا به، لقد أعطانا مهمة علينا إكمالها، ليس هناك مجال للإخفاق، إن فعلنا ستكون نهايتنا، و إن نجحنا سنصبح ملوك هذا العالم"

"حاضر" أجاب ذو المعطف الأسود و اختفى في الظلال

********************************************
(بالرجوع للعاصمة)

(في قصر عائلة كريمزون، في ساحة تدريب شاسعة)

هجمات سحرية نارية، جليدية، ثلجية، ضوئية، و وهمية، عدة تقنيات أتت من طرف الجنود السحرة استهدفت باسل في آن واحد

بالأول تعرض لهجوم وهمي شتت انتباهه، ثم هجمة مزدوجة من الجليد و الثلج كانت عبارة عن رمح كبير متوجه نحوه و في الأخير عدة كرات نارية مستهدفة ظهره


فسسسس

بووووم


"أمم، ليس بسيء" تصدى باسل لرمح الجليدي الثلجي فأبطل مفعوله و كان الأمر سيان مع الكرات النارية

صدم الجنود العشرة الذين هاجموه، كيف له ألا يصاب بأي هجوم؟ و كيف له أن يصدها مع أنه تحت تأثير سحر الوهم؟

بينما يتساءل الجنود تكلم باسل "سحر الوهم الذي استخدمته أنت لم يكن سيئا، بالنسبة لساحر في المستوى الثالث لقد كان تحكمك في سحرك جيدا، لكن أنا ساحر مستخدم لعنصر التعزيز، قد تخدع عقلي، لكن حواسي الخارقة تبقى تعمل، إن لم تكن قويا كفاية لخداع حواسي فلن يكون هناك لك أي تأثير علي، و أنتم الأربعة، أحسنتم في هجمتكم المزدوجة، لقد كان تناسقا جيدا بين عنصري الجليد و الثلج، و أخيرا أنتم الخمسة، تلك الهجمات النارية لن تنفع على أمثالي، فبدل الهجوم بشكل فردي، سيكون من الأفضل التركيز على القيام بهجوم موحد كبير"

"شكرا، سيدي" انحنى الجنود لباسل الذي أكمل "حسنا، الفرقة التالية"

بعد مرور فترة معينة جلس باسل يتحدث إلى الجنود "لقد وصل تطوركم لتوقعاتي، سأختار من بينكم خمس قادة، كل واحد قائد على تسعة، سوف تكونون فرقا هجومية و دفاعية، الهجومية ستنقسم لقسمين، قسم المدى البعيد و آخر للقريب، أما الدفاعية، فسيكون هناك قسم دفاعي متقدم يدعم ظهر الهجوم ذو المدى القريب، و قسم يحمي الهجوم ذو المدى البعيد، و أخيرا فرقة العلاج، من حسن الحظ أن عائلة كريمزون تملك الكثير من السحرة المعالجين، أنا اخترتكم أنتم العشرة لأنكم لا زلتم في بداية مشواركم و سيكون إرشادكم أسهل، سوف تدعمون المجروحين ليعودوا للانضمام للمعركة في أسرع وقت"

أكمل باسل "هذه تقسيمات الفرق، و من الآن فصاعدا، سوف يختار القادة الذين أختارهم جنودا آخرين من العائلة ليدربوهم و يجعلوهم ينضمون لفرقهم، و مع مرور الوقت سوف تتضخم قوة كل قسم منكم"

"تذكروا، أنتم منقسمون لفرق لكنكم جيش واحد، لم أقم بهذه التقسيمات للتفرقة بينكم، و إنما لتسهيل دعم أحدكم للآخر، يوم ما ستصبحون ركيزة قوة عائلة كريمزون و تقودون جميع الجنود الآخرين لتجلبوا المجد للعائلة. و الآن القادة الذين اخترتهم سأعلن عنهم"

"أولا، تقدم أنت، و...... و أخيرا أنتِ"

"هؤلاء الخمسة قادة الفرق التي قاتلتني قبل قليل، حسنا هذا...." توقف باسل فجأة عن الكلام و التف للجندي الذي كان مصطفا في الصف المكون من خمسة ثم قال له "ما اسمك؟ بالأحرى ما اسمكم؟"


"حاضر" أعطى الأول التحية و قال "اسمي 'تورتش'، سيدي"

و أكمل الثاني بعد إعطاء التحية "اسمي 'شينشي'، سيدي"

الثالث "اسمي 'برودي'، سيدي"

الرابع "اسمي 'فانسي'، سيدي"

الخامس "ا-اس-اسمي ش- 'شي يو'، س-سيدي"

"حسنا، هؤلاء الخمسة هم قادتكم من الآن فصاعدا، لا أريد أي اعتراض عليهم، أنا اخترتهم و أنا أعرف لماذا"

"حاضر، سيدي" أجاب الجميع في آن واحد

"أكملوا التدرب، تدربوا على التنسيق بين مهاراتكم، أنا ذاهب الآن"

"ع-عذ-عذرا" جاء صوت رقيق لأذني باسل

"ماذا تريدين يا شي يو" أجاب باسل

"نعم، أنا آسفة" بصوت مرتفع و بخوف قالت شي يو

تكلم باسل مستغربا "لم تعتذرين، ألم توقفيني لتطلبي شيئا ما؟ هيا قلي ما عندك"

قامت الفتاة شي يو بالانكماش في مكانها بينما تلعب بأصابعها بسبب التوتر و تتلعثم في كلامها "س-سيدي، ل-لماذا أنا؟ لماذا وضعتني قائدة عليهم"


"هاه" استغرب باسل و أجاب بسؤال "لماذا؟ ألم يعجبك الأمر؟"

أجابت شي يو بصوت منخفض "ل-لا، ل-ليس كذلك، لكن..."

قاطعها باسل بقوله "إذا ليست هناك مشكلة، أنا ذاهب"

انصرف باسل و ترك شي يو لا تعرف ماذا تفعل، و عندما التفت إلى التسعة الذين سيكونون تحت إمرتها من الآن فصاعدا صرخت بخجل بينما قشعريرة تصعد معها من نظراتهم التي كانت تبدو غير راضية "ييييييي"

و بينما باسل ذاهب لغرفته جاءت أنمار لجانبه و تكلمت "إلى أين ستذهب؟"

أجاب باسل "لأرتاح"

"بالمناسبة" قالت أنمار "سمعت أنك ساعدت التاجر ناصر و أرشدته ليصبح ساحرا، لم فعلت ذلك؟"

أجاب باسل "ليس هناك سبب، لم تسألين عن هذا؟"

قالت أنمار مع ابتسامة "لا، لقد ظننت فقط أنك قد تكون شعرت بالأسف تجاهه"

عبس باسل و قال "و لم سأفعل؟ لم أقم سوى بما توجب علي فعله، أنا ذاهب الآن"

قالت أنمار "حسنا" و رجعت لساحة التدريب


"آه، سيدتي أنمار، لقد أتيتي، تدربي معنا أرجوك" "هوي، لا تحاول التقدم و أخذ الأفضلية عنا" "سيدتنا أنمار، أرجوك تدربي معنا نحن"

أتت الطلبات لأنمار من كل الجهات ليبتسم باسل و يقول "إنها حقا تعرف كيف تخدع الناس بذلك الوجه اللطيف" ثم ذهب لغرفته ليرتاح، و عندما أراد الدخول سمع من جندي أوصله خبر مجيء شخص ما من عائلة كين

"أنا سأذهب لأرتاح حاليا، قل للعم منصف أنهم عندما ينتهون سأذهب لأتكلم مع الكبير أكاغي"

بعدما أعطى باسل رسالته للجندي الذي غادر لإيصالها للجنرال منصف، دخل لغرفته ليرتاح، لم يأخذ أي استراحة لشهر من التدريب، تعبه الجسدي لم يكن كبيرا، لكنه يريد أن يرتاح ذهنيا ليستطيع التفكير جيدا و بشكل سليم

"لقد قال الكبير أكاغي أن الأمير الثاني سيأتي غدا، أتساءل عن شخصية هذا الأمير الثاني، يقال عنه شخص نبيل و عادل، و هو الشخص الأكثر استقامة في عائلته كلها، حسنا وقت النوم، سأفكر بهذا غدا"

*********************************************************

بالعاصمة يوجد مكان لا يريد أي شخص أن يوجد به و لو لدقيقة واحدة، كان هذا المكان تخرج منه صرخات العذاب ليل نهار، و تسمع منه أصوات الجلدات، يحيط بهذا المكان سور عظيم تتغلغل به الطاقة السحرية

كان هذا المكان معروف بأشنع سجن في العالم، من يدخله لن يحلم بالنوم هنيئا مرة ثانية في حياته، و سوف يتلقى جميع أنواع العذاب لبقية عمره. لا يدخله إلا أفظع المجرمين، قتلة، مغتالون، عصابات، قطاع طرق، علماء مجانين، وقراصنة البحر، كل أنواع المجرمين يوجدون في هذا السجن

ليس هناك من لم يسمع بهذا السجن الذي ذاع صيته في شتى أنحاء العالم، هناك مجرمين قامت الإمبراطوريتين الأخريين بالاتفاق مع إمبراطورية النضير الوهاج على سجنهم عندهم مقابل منفعة ما

كان هذا السجن جحيما لا يطاق، و عليه حراسة مشددة، كل حراسه من المستوى الرابع، و آمر السجن رفقة مساعديه الخمسة بالمستوى الخامس. جميع زنزاناته مدعمة بالطاقة السحرية، و كل السجناء مقيدون بأصداف ختم، ليس هناك مجال للهرب

إنه السجن المركزي

بداخله كان يقف شخص أمام بوابة يحرسها اثنين من السحرة بالمستوى الرابع، هذا الشخص حوله هالة نبيلة و بوجه صارم، ثم بنظرة حادة قال الشخص النبيل "أنا الأمير الثاني، جئت لزيارة الأمير الأول"


ضرب الحارسين برمحهما على الأرض و قال باحترام و وقار"لك هذا، و عليك بالخروج في غضون ربع ساعة، لا أكثر و لا أقل"

فتحت البوابة للأمير الثاني، و بمجرد أن دخل قفز عليه عدة مسجونون ياااااااه لكن القضبان الحديدية السحرية منعتهم من الخروج إليه، و فقط صرخاتهم وصلته. كل زنزانة كان معها حارس، و بمجرد ما أن تحرك المجرمون، كل حارس ضرب الذي يراقبه برمحه بكل قوة و من دون رحمة

نظر الأمير الثاني في الأرجاء بينما يرشده حارس يرافقه حتى وصلوا أمام زنزانة الأمير الأول، وقف أمامه فوجد أخاه منكمشا كالرضيع و يرتجف من الخوف، كانت حالته مزرية، فور دخوله لهنا تقرر أنه مجرم من الدرجة الخطيرة، و في الحال مر من جميع أنواع العذاب، هذا هو نوع هذا السجن، ليس هناك رحمة و لا شفقة و لا احترام تجاه أي شخص حتى لو كان من العائلة الإمبراطورية، هناك الذل و الإهانة، الاحتقار و القساوة، الاضطهاد و القهر، هذا فقط ما ينتظر من يدخل إلى هنا

"أنظر لحالك، كم أنت مثير للشفقة، لقد جلبت العار لنفسك و لعائلتك معك" تكلم الأمير الثاني مع أخيه الأكبر

الأمير الأول الذي كان يرتجف أدرا رأسه بسرعة بينما جسده لا يزال يرتعد و وقف بسرعة ثم اقترب و قال "أخي، أخي الصغير كانديد، أنا أترجاك، أخرجني من هنا، هذا المكان ليس للبشر، إنه جحيم، كل يوم عبارة عن عذاب، شهر واحد مر علي كألف، أرجوك أخرجني، سأفعل أي شيء، سأصبح عبدا مطيعا لك، لم أعد أريد أن أصبح الإمبراطور، يمكنك أن تصبح أنت إن أردت، أرجوك أخرجني من هنا فقط"

ازدرى الأمير الثاني أخاه على وضعيته المزرية و قال "لقد تكلمت مع كريمزون أكاغي و غدا سوف يعطيني جوابه، سأحاول إقناعه بسبب الدم الذي بيننا، أما شيء آخر فلا يوجد، أنت لم تعجبني أبدا، و رؤيتك هنا لم تزعزع الرحمة في قلبي تجاهك، فأنا أعرف بما كنت تكيده لي من ورائي"

لم يجد غرين هيملر ما يقوله و عبس فقط بينما ينظر للأسفل بتذلل ليكمل أخوه " 'ليس خطأ المُخادِع، و إنما خطأ المخادَع'، هذه جملتك الشهيرة، أليس كذلك؟ 'سواء كانت مكيدة أم لا، إنه خطؤك لوقوعك في الفخ'، أنت من كنت تقول هذا دائما، ما شعورك الآن عندما تحولت وضعيتك من المخادِع إلى المخادَع؟ هل تعرف كم من الناس تسببت لهم في مصير أسوء من الموت؟ كم من ***** يتّمْتَهم؟ هل تعرف كم من أمٍّ تركتها ثكلى أو أرملة أو الاثنين معا؟ إنها أعداد لا تعد و لا تحصى، دخولك لهذا السجن و تمضيتك لحياتك هنا قد تكون عقوبة مناسبة لك، لكن كما قلت من قبل، بسبب الدم الذي بيننا سأحاول إقناع كريمزون أكاغي، مع أنني لا أظن أنه سيقبل. قد تكون هذه آخر مرة أراك بها، و لهذا سأودعك، حظا موفقا أيها الأمير الأول غرين هيملر"

"لا، لاااااا، لاااااااااااا، لا تتركني هنا، كانديد، كانديييييييييد" صرخ الأمير الأول بجنون بينما الأمير الثاني يبتعد إلى أن اختفى عن الأنظار

في الصباح التالي استيقظ باسل بعد أن ارتاح جيدا و ذهب ليتكلم مع الكبير أكاغي

دخل باسل للقاعة الرئيسية فوجد الكبير ينتظره و لهذا سأله "أيها الكبير سمعت أن شخصا من عائلة كين أتى البارحة، من يمكن أن يكون؟"

أجاب الكبير أكاغي "إنه الرئيس تشارلي قد أتى بنفسه إلى هنا"

"همم" استغرب باسل فسأل "لماذا رئيس العائلة بنفسه سيأتي إلى هنا، أ هو بشأن التجارة؟ أليس متأخرا شهرا ليأتي الآن؟"

قال الكبير أكاغي "بشأن التجارة، فعندما عرفت عائلة كين أن التاجر ناصر من عائلتي لم تتدخل في هذا الموضوع ثانية، أما بخصوص سبب مجيء الرئيس تشارلي، فهذا لأنه كان صديقا لأبي، كانت هناك علاقة قريبة بينهما. أثناء 'انقلاب الليلة الواحدة' قام 'كين تشارلي' بمساعدة عائلتنا في الخفاء، و بسببه بقينا نحن أحياء و استطعنا وضع تلك المعاهدة التي بيننا و بين عائلة غرين. عندما سمع الرئيس تشارلي بما فعلنا البارحة في سوق التجارة، قرر المجيء ليتأكد من شيء ما"

"أووه" تعجب باسل و قال "هناك علاقة بين عائلة كريمزون و عائلة كين من هذا النوع، هذا جيد، إذا مما جاء ليتأكد؟"

رد الكبير أكاغي بنظرة جدية "هل عائلتنا ستبدأ التحرك أخيرا لتسترد حقها أم لا؟ أراد أن يعرف جواب هذا السؤال، و بالطبع وضحت له نيتي الكاملة، ثم بعدها قال 'في ذلك اليوم استطعت الوقوف من جديد على رجلي و الوصول للقمة بفضل والدك، و يبدو أن ديني الذي وعدت بالإيفاء به قد حان الوقت لتسديده، عائلتي تحت إمرتك يا ابن صديقي العزيز' "


أكمل الكبير أكاغي بعد أن تنهد "حكى لي أبي عن الرئيس تشارلي، ذات يوم، كان عبارة عن *** عبد من عائلة عبيد، لم يعرف معنى الحرية في طفولته حتى جاء أبي و فتح له أبوابها، ساعد عائلتنا منذ القدم و لا زال يظن أنه لم يقم بما يكفي، يحب إمبراطوريتنا كثيرا، فهو صبر على مقتل صديقه و عمل مع قاتله لمدة خمسين سنة، كل ذلك من أجل هذا اليوم، في تلك الليلة التي فقدت فيها الكثير من الأشياء و كدت أفقد بها كل شيء، أتى الرئيس تشارلي و أنقذ زوجتي و أطفالي و الذين بقوا على قيد الحياة ممن كان ولاؤهم لعائلتنا، ثم تدخل بيننا و بين عائلة غرين فوصلنا لتلك المعاهدة"

"لقد أنقذنا تلك الليلة و عندما أردت الذهاب للأخذ بثأري أوقفني و قال 'يا ابن صديقي، أبوك لطالما قال لي، اصبر تنل، و من لم يصبر على كلمة سمع كلمات'، أوقفني من عمل حماقة كادت تودي بحياة ما تبقى من أعزائي و حياتي، و كما قال لقد صبرت خمسين عاما، و حان الوقت لأسترد حقي المسلوب، حق عائلتي و أجدادي"

"الشيء الوحيد الذي طلبته يوما جئت يا حليفنا و قدمته لنا، أنا لا أعرف حقا كيف أشكرك"

بعد أن سمع باسل شكر الكبير أكاغي له قال "أيها الكبير، الشكر فيما بعد، لا زلنا في بداية خطتنا و لا زلت لم تسترد حقك"

قال الكبير أكاغي "معك حق، لكن هذه الفرصة التي أعطيتنا إياها أكثر من كافية لنشكرك، لقد وضعت ذلك الوضيع في السجن، عندما سمعت ابنتي و زوجتي بهذا الخبر، فرحتا كثيرا و أرادتا مقابلتك عندما تكون متفرغا"

فكر باسل لقليل من الوقت في كلام الكبير أكاغي، هذا الأخير كان في الحقيقة رجلا نبيلا أكثر مما تخيل، سبب باسل في مساعدة عائلة كريمزون كله من أجل الاستعداد للشياطين لكي يحمي العالم الذي تعيش فيه أمه و المقربين منه في هناء، و لم يكن لديه أي اهتمام في الصراع الذي بداخل الإمبراطورية، حتى إلقاء القبض على الأمير الأول لم يكن سوى خطوة يجب القيام بها من أجل التقدم للأمام بالخطة، لكن شهامة هذا الكبير قد لمست قلبه، فكما يقولون 'عرفان الجميل شيمة الأرواح النبيلة'، و بداخل قلبه، أصبح باسل الآن يفكر بجدية أكبر في استرداد حق هذا الكبير

أجاب باسل عن كلام الكبير أكاغي "سأجد وقتا لرؤيتهما"

بعد قوله لهذا الكلام خرج باسل و ذهب للسوق


كان باسل يهمهم في الطريق و يأكل جزرة حتى أوقفه منادي "أيها الفتى القرمزي هناك"

التف باسل ليرى من المنادي و عندما فعل وجد رجلا بشعر أشقر و عينين زرقاوين، يرتدي درعا فضيا و حوله هالة قوية، عندما رأى باسل هذا الشخص قال مع نفسه "جنرال آخر، هاه" ثم قال للشخص أمامه "ماذا تريد أيها الرجل الأشقر؟"

حملق الرجل الأشقر في باسل ثم بعد قليل ضحك "هاهاها، الرجل الأشقر، إنك مثير للاهتمام"

نظر باسل للرجل الأشقر أمامه و قال "تناديني بالقرمزي، أناديك بالأشقر، أليس هذا عادلا؟"

تعجب الرجل الأشقر من كلام باسل فقال "لقد سمعت شائعات، يبدو أنك كما سمعت، لكن سأسألك شيئا، من أنت بالضبط أيها الفتى؟"

أجاب باسل "أليس من الآداب تقديم نفسك قبل سؤال الشخص عن أصله؟"

"إنك حقا كما سمعت، لكن يبقى معك الحق، أنا اسمي كاميناري رعد، إنني جنرال" أجاب الجنرال رعد

"أنا أعرف أنك جنرال من درعك بالفعل، أتمزح معي؟" قال باسل و أكمل "أنا اسمي باسل، لست إلا قروي جاء ليبيع أحجار الأصل و اجتياز اختبار أكاديمية السحر، هذا أنا، إن لم يكن لديك شيء مفيد لتتكلم فيه معي، فسوف أذهب" ثم أكمل مع نفسه "إذا هذا هو ذلك الجنرال رعد"

قال الجنرال رعد "همم، قروي، اختبار أكاديمية السحر هاه، ساحر مثلك بعنصر التعزيز في المستوى الرابع بالفعل و لديه علاقة من نوع ما تربطه بعائلة كريمزون مجرد قروي يريد اجتياز اختبار أكاديمية السحر؟ بظهورك بدأت عائلة كريمزون تتحرك، تلك العائلة التي لم تفعل شيئا لمدة خمسين سنة كاملة بدأت تتحرك فجأة و تصادف الأمر أن هذا حدث بعد أن كونت معك علاقة من نوع ما، أنا لم أسألك لتعطيني هذا الجواب و تتغابى علي، إني أسألك عن هويتك الحقيقية أيها الفتى القرمزي"


تعجب باسل بالفعل، يبدو أن عين هذا الجنرال رعد قد كانت تراقبه من بعيد، و بما أنه عرف كل هذا، فلا شك أن هناك آخرين قد فعلوا أيضا، لا فائدة من إنكار كلامه كله بما أنه يبدو متأكدا "قال باسل، أوه، أنت تعرف كل هذا، لكن أي تحركات تتحدث عنها أيها الرجل الأشقر؟ و ما علاقتها بي؟ لقد رقت للجنرال منصف و أراد أن يجعلني تلميذه، هذا كل ما في الأمر، أنا لا أعرف عن أي تحركات، فكل ما أفعله هو التدرب بقصر العائلة و أخرج لأتمشى قليلا"

لم يستطع الجنرال رعد تكذيب باسل هذه المرة، فهو قد اعترف أنه ساحر بالمستوى الرابع، و ذكر سبب العلاقة التي تربطه بعائلة كريمزون، لكن ما يزال هناك شيئا ما يزعجه، إنه يحس أن هذا الفتى يحمل الكثير من الأسرار، أكثر مما يتخيل

قال الجنرال رعد "لقد عرفت كيف تلصق الأجزاء ببعضها، لكن هذا لم يقنعني تماما، أنا سأعرف من أنت في وقت قريب، و تذكر أيها الفتى القرمزي، إن وجدت أنك تهدد سلام هذه العاصمة و الإمبراطورية فسوف أمحيك من الوجود، لا أهتم بمن تكون، أي شخص يحاول أذية وطني سوف يتذوق عقابي"

عبس باسل قليلا ثم قال "سلام الإمبراطورية هاه، إنك شخص نبيل حقا أيها الرجل الأشقر، يبدو أنك كما سمعت أيضا، لكن أنا مهتم في شيء واحد عنك"

تعجب الجنرال رعد ليسأله باسل "كم كانت قوة الشياطين كبيرة؟ لقد سمعت أنها تركت بك صدمة جعلتك تتدرب ليل نهار، أيمكنك أن تحدثني عنها؟"

أحس الجنرال رعد أن الفتى الذي أمامه يستفزه بهذا السؤال عمدا فأجاب "أيها الفتى القرمزي، لا تتجاوز حدودك"

قال باسل "إذا لم تجب فسأذهب" التف و أكمل طريقه بينما يقول "أيها الرجل الأشقر، أنا أشعر أن طرقنا ستتقاطع في القريب العاجل، أتمنى أن تكون أهدافنا مشتركة كنقطة التقائنا"

ذهب باسل و ترك الجنرال رعد يفكر في ما قاله، هذا الفتى يحاول القيام بشيء ما كما توقع، سوف يجب عليه مراقبته أكثر من الآن فصاعدا


باسل الذي ذهب قال مع نفسه "يختبئون في الظلال و لا يخرجون منتظرين فقط أوامره، أولئك هم 'فرسان السنبلة الخضراء' هاه، يبدو أنني سأحتاج لإقناعه للانضمام لي، سوف يكون عدوا مزعجا، من الأفضل جعله في جانبي، و مما رأيت، يجب علي أن أن أخبره عن أهدافي فقط و سوف يتفهم" انتهى باسل من التفكير و أكمل أكل الجزرة بينما يهمهم من جديد

و في هذه الأثناء قال الجنرال رعد "يين يينغ" فظهر رجل من الظلال خلفه

"أمرك سيدي"

أمر الجنرال رعد الشخص الذي ظهر من الظلال "شددوا الرقابة على ذلك الفتى و حاولوا معرفة أصوله"

"حاضر"

اختفى الرجل في الظل مرة أخرى ليأخذ الجنرال رعد الطريق المعاكس للذي ذهب به باسل

***********************************************
(قصر عائلة كريمزون، القاعة الرئيسية)

"سأعيد كلامي مرة أخرى أيها الأمير الثاني و من دون تغيير أي كلمة به، أنا كريمزون أكاغي، لن أعفو عن الأمير الأول أبدا"

سأل الأمير الثاني بوجه شاحب "أنت لن تغير من رأيك مهما حدث، أليس كذلك؟"

أجاب الكبير أكاغي "هذا لم يكن ممكنا منذ البداية، محاولتك كانت عقيمة، عد من حيث أتيت أيها الأمير الثاني"

التف الأمير الثاني و غادر من دون التكلم أكثر

في هذه الأثناء وصل باسل للسوق و التقى بالتاجر ناصر "لا تناديني بالسيد الصغير أو تتصرف كأنك مقرب مني للوقت الحالي، و أنا تلميذ الجنرال منصف، لا أقل و لا أكثر، إنني مراقب"

بعد أن سمع التاجر ناصر كلام باسل أماء رأسه موافقا

مرت الأيام و إحساس باسل بعيون تراقبه لم يزل، و من جهة أخرى، أصبح السوق يحتوي على العديد من الزبائن من شتى أنحاء العالم، و كلهم أتوا من أجل شيء واحد فقط، شراء الأدوات الجديدة التي ظهرت

أصبح السوق محتكرا من قبل تجارة عائلة كريمزون، هذه السلع الجديدة كانت لها فائدة كبيرة، لقد أصبح القتال ضد الوحوش السحرية في مجموعات أسهل بفضل خواتم التخاطر، و القتال الفردي أسهل بحاجز الحماية الأرضية، و مضخم الأصوات الذي جعل إطلاق إنذار تحذير أو الإعلان عن شيء ما بجودة أفضل و أكثر فعالية


و في الأخير الشيء الذي كانت له فائدة كبيرة بالنسبة للسحرة هو مكعب التخزين، أصبح أي ساحر في الإمبراطورية يأتي بعدما يحصل على بعض المال من أجل شراء مكعب التخزين، يمكنك وضع الأسلحة و الطعام و النقود، كل ما احتجت لوضعه في قماش و حملته على ظهرك يوما سيكون بداخل بحر روحك

تحمس الجميع بشأن الأدوات و التقنيات الغريبة و الجديدة كثيرا، لكن مع أن هذه كان له إيجابيات، كانت له سلبيات أيضا

كل ساحر الآن لديه مكعب تخزين، و به ثروته كلها، و بسبب هذا أصبحت تجد قطاع طرق سحرة يسلبون مكعبات تخزين الآخرين، يهددونهم ليعطوهم مكعبهم، و إن لم يريدوا يقتلونهم و يأخذوا مكعب التخزين

هذه الحالات كثرت في الأيام الأخيرة، و القتل كثر في الإمبراطورية و خصوصا بالعاصمة. بدأ بعض الأشخاص يبيعون مكعبات التخزين أيضا، بعضها مصدره يكون السرقة، و بعضها الشراء و إعادة البيع، لكن، إلى الآن لا تزال طريقة صنع هذه الأدوات غير معروفة

عائلة كريمزون هي التي تعرف كيفية صنع هذه الأدوات، إنها العائلة الثانية في القوة، كيف يمكنهم محاولة المساس بأحد أعضائها

فبعد حادثة الأمير الأول الذي مس بفرد من عائلة كريمزون و تم الزج به في أفظع سجن بالعالم، لم يتجرأ أي أحد على الاقتراب من أي عضو للعائلة


(قصر عائلة كين، القاعة الرئيسية)

"أيها المعلم تشارلي، ماذا تقصد بقولك الاستعداد للحرب القادمة؟" تكلم رجل بشعر بني و عينين في نفس اللون

أجاب الرئيس تشارلي "كما سمعت تماما يا براون، لقد حان الوقت لأرد ديني لصديقي، لقد كنت خائفا من أخذ هذه الحمل معي للقبر، لكن القدر شاء أن تكون لدي الفرصة لرد الجميل"

قال براون "لكن أيها المعلم، نحن ثلاث عائلات فقط، و هناك عدة عائلات تطيع عائلة غرين، كيف لنا أن نهزمهم؟ هذا الأمر مستحيل"


أجاب الرئيس تشارلي "سنحاول إقناعهم فقط، ستحاول التكلم مع صديقك 'هِيْ' و 'رعد'، فهذا الأخير لا يزال تلميذك مهما كبر شأنه، و سنرى إن كان هناك من سينقلب لجهتنا"

قال براون "أيها المعلم، هل هذا الدين يستحق أن تفعل كل هذا من أجله؟"

أجاب الجنرال تشارلي "لولا الرئيس السابق لعائلة كريمزون، لما كان الرئيس تشارلي ليوجد أصلا، إنه دين حياتي، أرجوا أن تتقبل أنانيتي يا براون"

قال براون باحترام "أرجوك توقف أيها المعلم تشارلي، أنانية كانت أم لا، لقد فنيت حياتك كلها من أجل الإمبراطورية، و ساعدتني في منافستي لأصبح رئيس عائلتي، علمتني السحر و تقنياتك، و ماذا إن كانت أنانية، ألا يحق لك أن تفعل شيئا من أجل نفسك بعد كل ما قدمته؟"

قال الرئيس تشارلي "أنا شاكر لتفهمك يا براون، لقد قمت بالخيار الصحيح عندما أخذتك كتلميذ لي، و الآن سأعطيك شيئا لتجربه، هذا الأمر يجب أن يبقى سرا بيننا حتى يُعرَف للناس عن طريق عائلة كريمزون"

تعجب الجنرال براون فأخرج الرئيس تشارلي من راحة يده قنينة و بداخلها محلول أزرق فاتح ثم مررها للجنرال براون

أحس الجنرال براون بطاقة سحرية مركزة بهذا المحلول الغريب، و بينما هو متعجب مما يحمله بيده، تكلم الرئيس تشارلي "يا براون، سوف تكون قد شعرت بالطاقة السحرية المتدفقة من تلك القنينة، نحن السحرة لم يكن علينا سوى التدرب بجنون و شرب الأعشاب الطبية و التأمل، كل هذا من أجل الارتفاع في المستوى و لو قليلا، لكن ما تحمله في يدك الآن سيسهل علينا هذا كثيرا، اسمع يا براون، هذا المحلول الأزرق عبارة عن إكسير تقوية"

تعجب الجنرال براون مع قوله "إكسير تقوية؟ ما هذا أيها المعلم تشارلي؟"

أكمل الرئيس تشارلي شرحه السابق "إنه إكسير ينمي قوة الساحر و يرفعها، أليس هذا مدهشا، الآن مع هذا الإكسير، كل تدريباتك الشاقة سيظهر مفعولها عليك بسرعة"

تعجب الجنرال براون أكثر من السابق، مع أن معلمه يشرح له إلا أنه يحس بالتشويش أكثر كلما عرف معلومة أخرى


"إكسير تقوية، إكسير تعزيز، و إكسير علاج، إن هذا لا يصدق، كما لو أنني أحلم أيها المعلم، إكسير التقوية ينمي قوة الساحر، و إكسير التعزيز يرفعها مؤقتا، و إكسير العلاج يشفي و الجروح و يسرع من استرداد الطاقة السحرية المفقودة، إن هذا لا يصدق"

بعد أن هدأ الجنرال براون تكلم الرئيس تشارلي "من الآن فصاعدا ستتوصل بكمية كبيرة من هذه الإكسيرات، سوف تقوي من نفسك و أتباعك، هذا ما سأفعله أنا أيضا، و عندما يحين الوقت المناسب سنبدأ انقلابنا"

(في قصر عائلة ما)

"أيها الرئيس، هذا لم يعد يحتمل، تجارتنا دمرت تماما بسبب عائلة كريمزون، إننا أصبحنا عاجزين ماديا، يجب أن نجد حلا ما في أسرع وقت"

أجاب الرئيس الذي كان أسودا بالكامل، بشعر أسود و عينين حادتين في نفس اللون، كما لو أنه غراب يتخذ شكل إنسان "ابعث رسولا لعائلة كريمزون، و مره بإبلاغ الرسالة التالية 'أنا رئيس عائلة كورو-كورو هِيْ- أطلب مقابلة مع الرئيس كريمزون' "

(في قصر آخر) (في قصر آخر)

"ابعث رسولا" "ابعث رسولا"

العديد من العائلات تحركوا، و كلهم قاموا بإرسال مبعوث لعائلة كريمزون، وافق كريمزون أكاغي على طلباتهم، و في الأخير أقيم اجتماع يشمل جميع العائلات الخمسة عشر من شتى أنحاء الإمبراطورية لتسهيل الأمر بما أن كلهم لديهم نفس الهدف

(قبل عدة أيام في القاعة الرئيسية لقصر عائلة كريمزون)


"أيها الكبير أكاغي، بعد أيام من الآن سيحاول رؤساء العائلات الأخرى بكل تأكيد طلب مشاركة طريقة صنع استعمالات أحجار الأصل، لا ترضخ لطلباتهم مهما كانت، لا توافق على هذا أبدا، يجب أن نستغل كل ما نملك، سنعطي طريقة الصنع للذين سينضمون لنا"

"كما قلتُ سابقا، من كان ذكيا و أراد الانضمام لنا فمرحبا به، و من لم يرد فله بالمال، و من رفضه فعليه بالدمار، لقد انضم لنا الرئيس تشارلي، سنحاول مع الآخرين، أن لم يريدوا سوف نحاول جذبهم عن طريق عرض طريقة صنع الأدوات عليهم، و من رفض هذا أيضا و بقي في جانب عائلة غرين، سيكون مصيره كمصير عدونا"

قال الكبير أكاغي "معك حق يا حليفنا، فهذا ما كنت أنوي فعله أيضا"

قال باسل "أنا مراقب هذه الأيام من طرف الجنرال رعد و حركتي مقيدة إلى حد ما، ذلك الشخص لا يجب أن يكتشف خططنا قبل أوان الوقت و إلا سيفهم الأمر بشكل خاطئ و يحاول منعنا بكل ما يملك، سيكون من الأفضل لو أتينا به لجانبنا. و لهذا اطلب من الرئيس تشارلي التحدث مع الجنرال براون، و هذا الأخير يتحدث مع الجنرال رعد، فهؤلاء الثلاثة لديهم علاقة المعلم و التلميذ فيما بينهم. سوف أكون مع الجنرال براون عندما ينوي التحدث مع الجنرال رعد لأفسر له غايتي التي أظن أنه سيتفهمها و يتقبلها"

أجاب الكبير أكاغي "حسنا سأوصل رسالتك للرئيس تشارلي، آه، هناك الجنرال 'هِيْ' الذي يعتبر الصديق المفضل للجنرال براون، هذا الأخير قد يكون بإمكانه إقناعه أيضا بجانب الجنرال رعد" فكر الكبير أكاغي لقليل من الوقت و قال "ما رأيك؟ ألا يمكننا أن نمنح الرئيس تشارلي الإكسيرات؟"

قال باسل بعد التفكير قليلا "هذه فكرة جيدة، حسنا لا بأس، بالأحرى، إذا استطاع إقناع الجنرال براون و استطاع هذا الأخير إقناع الجنرال هِيْ بالانضمام لنا، فليعطِهم الإكسيرات أيضا، كلما كان عدد الجنود المستخدمين للإكسيرات أكبر كلما كان أفضل"

(بالرجوع للوقت الحاضر)

أقيم الاجتماع بقصر عائلة كريمزون، في قاعة كبيرة بطاولة طويلة في الوسط، جلس الجنرالات الخمسة عشر، كل العائلات الكبيرة اجتمعت هنا اليوم

حضر رئيس كل عائلة من العائلات العشر الكبار. عائلة غرين بجنرالين، و عائلة كريمزون بجنرالين، عائلة كين بجنرال و كذلك الحال مع البقية

عائلة كريمزون كانت تأتي في المرتبة الثانية بعد عائلة غرين لأنها تملك جنرالين، و قواتها التي فقدتها استعادتها خلال الخمسين سنة الماضية، أما عائلة غرين التي كانت في المرتبة الأولى، فهذا لأنها تملك جنرالين و الإمبراطور الذي كان فيما سبق جنرالا أيضا، و قواتها كبيرة جدا بالإضافة إلى خضوع الكثير من العائلات لها

دعم الرئيس تشارلي عائلة كريمزون دائما، لقد كان له عامل مهم في تنمية قواتها من جديد، و بالطبع كان يقوم بهذا سرا، لأنه لو لم يفعل، كانت ستتعرض عائلته للاستهداف، و الانتقام الذي صبر كثيرا ليحصل عليه سيضيع هباء

هذا هو الاجتماع الثاني بعد خمسة عشر سنة من الدمار الشامل، عندها حاول الجميع التفكير في العدو المجهول و نسوا الأحقاد مؤقتا. لكن اليوم الأمر مختلف تماما

العدو يجلس بينهم، إنها عائلة كريمزون التي كانت السبب في تخفيض أثمان السلع لدرجة كبيرة جعلتهم يفلسون، فبعد أن انخفض ثمن السلع تعرضت عائلة كريمزون لخسائر أيضا، فهي ليست استثناء، لكنها استردت أموالها أضعافا عندما بدأت تبيع استعمالات أحجار الأصل

بعد رؤية عائلة كريمزون تصبح أغنى أكثر و أكثر بينما هم يناضلون كي لا يفلسوا، لم يعد الرؤساء الكبار للعائلات العشر احتمال هذا الوضع أكثر

أرسل كل واحد منهم مبعوثا لعائلة كريمزون من أجل التحدث بشأن هذا، و عندما أتى العديد من الرسل لعائلة كريمزون من مختلف العائلات، قرر كريمزون أكاغي إقامة هذا الاجتماع

في القاعة الضخمة التي كان الهدوء بها يكاد يصل لدرجة ستسمع فيها دقات قلبك تكلم أخيرا الرئيس أكاغي "أيها السادة، لقد تلقيت من كل واحد منكم طلبا لمقابلتي، أنا مستمع لكم الآن، قلوا ما عندكم"


تكلم رجل بشعر رمادي "أيها الرئيس أكاغي، سأدخل في الموضوع مباشرة، نحن لم نعد نستطيع تحمل تجارتكم بعد الآن، كنتم السبب في إفلاسنا، و الآن بينما نحن نغرق أنتم وجدتم طريقكم نحو الشاطئ"

تكلم الكبير أكاغي "يا رئيس عائلة هُوِيز 'هايِرو'، ماذا تقصد بكلامك؟ أنا لا زلت لم أعرف غايتك؟"

تكلم رجل آخر هذه المرة بشعر فضي "لا تتغابَ علينا من فضلك أيها الرئيس أكاغي، أنت تعلم ما عناه الرئيس هايرو، نحن نريد منك مشاركتنا طريقة صنع تلك الأدوات"

حدق الجنرال منصف الذي كان يجلس بجانب الكبير أكاغي بالشخص الذي تكلم في الأخير و نظر إليه بازدراء، ثم قال "رئيس عائلة غين 'سيلفر'، هل حقا تعتقد أن عائلتنا ستقبل مثل هذا الاقتراح؟ أنت الشخص الذي لا يجب أن يتغابى هنا، نحن نبيع ما نريد و بالثمن الذي نريد، ليس هناك من لديه الحق في الاحتجاج أصلا"

حملق الرئيس سيلفر في الجنرال منصف و تكلم "كيف لا يكون لدينا الحق في الاحتجاج و أنتم السبب في وضعنا المزري الآن؟"

أجاب الجنرال منصف بسرعة "أي وضع مزري تتكلم عنه؟ هل قمنا بمس تجارتكم؟ لا، لم نفعل، كل ما قمنا به هو البيع بثمن منخفض، إنه خطؤك لأنك تبيع بثمن مرتفع، فبهذا لن يشتري منك أي أحد"

قال الرئيس هايرو هذه المرة "أنت تتكلم عن شيء كنا نفعله قبل ثلاث أسابيع، أما الآن فنحن أيضا أصبحنا نبيع بالثمن الذي تبيعون به، لكن كيف لنا الاهتمام بمصاريف الجنود و الأتباع إن كان ربحنا قليل؟ فعلى عكسكم أنتم الذين تملكون تجارة تعوضكم فنحن لا نملك، و لهذا نطالب بمشاركة طريقة صنع تلك الأدوات"

تكلم الجنرال منصف "أنت تطلب المستحيل، فأنت نسيت شيئا مهما" تعجب الرئيس هايرو ليكمل الجنرال منصف " نحن لا تهمنا وضعيتكم و حالتكم المالية، ليس بيننا أي علاقة، و أنت تأتي و تطلب مشاركة طريقة صنع الأدوات، إن أردت الطلب سيكون عليك أن تكون قادرا على الإعطاء"

عبس الرئيس هايرو ثم وجه نظره للشخص الذي كان يقابل الرئيس أكاغي بالطاولة الطويلة، كان هذا الشخص هو الأمير الثاني الذي تكلم قائلا "أيها الرئيس أكاغي، أنت رجل عشت ما يكفي لتعرف أن الوضع الحالي غير مسر لأي شخص هنا غير عائلتك، طريقة صنع هذه الأدوات لا يجب أن تبقى محتكرة من قبل عائلتك فقط، ما هو شرطك لتقوم بإعطائنا طريقة الصنع هذه؟"

نظر الكبير أكاغي في اتجاه الامير الثاني و قال مع نفسه "الأمير الثاني، وصل للمستوى السادس في عمر الأربعين، إنه موهبة كبيرة ظهرت في عائلة غرين، كان دائما ما يعتبر التهديد الأكبر لمنصب أخيه الذي كان يعتبر الوريث الأول، فهناك من قرر بالفعل أنه من يستحق الرئاسة بما أنه وصل للمستوى السادس، شخصيته النبيلة يمدحها الجميع، يحاول دائما حل المشاكل بسلاسة كما يفعل الآن"


تكلم الرئيس أكاغي "أيها الأمير الثاني، أنا لا أظن أن هناك أي شيء قد يساوي طريقة صنع الأدوات، ما رأيك أنت؟"

"أمم" فكر الأمير الثاني لقليل من الوقت ثم قال "حسنا، معك حق، لكن ما رأيك في هذا؟ تبيع لنا طريقة صنع الأدوات و الربح الذي نجنيه من بيعنا سيكون ثلثه لك"

صدم الجميع، الأمير الثاني حقا أعطى الرئيس أكاغي خيارا صعبا لأنها صفقة جيدة جدا، قال الرئيس أكاغي "أيها الأمير الثاني، تجارة عائلتي وصلت لإمبراطوريتي الأمواج الهائجة و الرياح العاتية، لماذا تظن أنني قد أحتاج لأموالكم، ابحث في أمر آخر، فالمال لن يغريني، في نظري طريقة صنع هذه الأدوات لا تقاس بثمن، ما لم تقدم شيئا مساويا في المقابل لن أرضخ لطلبكم أبدا"

كانت هذه الصفقة في الحقيقة شيئا رائعا للغاية، سوف يبيعون الطريقة للأمير الثاني بثمن خيالي، و فوق ذلك سيكون بإمكانهم أخذ ثلث أرباح كل سلعة تباع، فكيف لا يكون هذا الأمر مغريا، لكن الكبير أكاغي لديه هدف آخر، فكما قال باسل لا يجب ألاّ يرضخ لطلباتهم أبدا، و يجب عليه استعمال هذه الورقة في وقتها الخاص

تكلم الرئيس تشارلي "يبدو أننا لن نصل لأي اتفاق، من ليس لديه ما يقدمه لعائلة كريمزون مقابل طريقة الصنع فلا يتحدث، أظن أنها نهاية هذا الاجتماع"

أكمل من بعده الرئيس براون "نعم هذا صحيح"

ثم قال الرئيس هِيْ "حسنا، هذا عادل كفاية"

قال الكبير أكاغي "أنا سأعطيكم فرصة أخرى، من وجد ما يعطي مقابل طريقة الصنع فليأتي لقصر عائلتي و ستفتح له الأبواب بكل فرح لاستقباله، أما من لم يستطع إيجاد أي شيء، فلا يفكر حتى في التكلم معي ثانية بشأن هذا الموضوع"

انصرف الجميع و عاد الجنرال منصف و الكبير أكاغي لقاعة القصر الرئيسية. عندما دخلا وجدا باسل ينتظرهما

"كيف سار الأمر؟" سأل باسل


أجاب الجنرال منصف "كما هو متوقع، إنهم يحاولون شد الحصار علينا لمشاركتهم طريقة الصنع"

أكمل الكبير أكاغي "قد لا يكون باستطاعتنا تجاهل طلباتهم لوقت طويل، لقد أغلقت أفواههم الآن، لكن من يعرف متى ستنقضي طاقة تحملهم لهذا الأمر"

قال باسل بابتسامة "جيد، هذا جيد، كل الأوراق أصبحت مستعدة، أيها الكبير أكاغي، قل للرئيس تشارلي أن موعد الانقلاب أصبح قريبا، و أخبره أيضا أن يطلب من الجنرال براون المجيء إلى هنا، سنتكلم مع الجنرال رعد"

أماء الكبير رأسه موافقا ليقول الجنرال منصف "لقد سمعت بالأمر من التاجر ناصر، أنت تلميذي الآن، صحيح؟ هاهاها، هذا مضحك حقا، كيف لك أن تكون تلميذي و أنت الذي تعلمني الكثير من الأشياء؟"

قال باسل بينما يضحك هو الآخر "هاهاها، أنا لم أجد عذرا آخر"

بقي الثلاثة يمزحون فيما بينهم

***************************************************
(في مكان بعيد عن عاصمة إمبراطورية النضير الوهاج، بعاصمة إمبراطورية الرياح العاتية، في القصر الإمبراطوري)

تكلم رجل يبدو في الأربعينيات، كان يرتدي درعا ذهبيا "هوه، إمبراطورية النضير الوهاج وضعت أيديها على أشياء مثيرة للاهتمام، أرسلوا مبعوثا، أنا ذاهب لأرى مصدرها بنفسي"

انحنى شخصان كانا يرتديان درعا فضيا و قالا "أمرك يا جلالة الإمبراطور"

*****************************************************
(بإمبراطورية الأمواج الهائجة، في القصر الإمبراطوري، وبعد مرور أيّام من تحرّك إمبراطورية الرياح العاتية)

"جهزوا السفن، يجب أن نذهب لنقيم صفقات حول هذه الأدوات التي ظهرت، يجب أن نعرف طريقة صنعها مهما كلف الأمر"

"أمرك يا سيدنا"

"أبي، أنا أريد مرافقتك أيضا" جاء الصوت من فتاة بيضاء بالكامل شعرا و جلدا، وبعينين فضّيّتين، ترتدي فستانا في اللون الأزرق الفاتح، كانت كما لو أنها أميرة ثلج باردة أتت من أراضي الصقيع الخيالية

أجاب الأب بعدما فكر لقليل من الوقت ثم قال "لا بأس، لما لا، ستكون خبرة جيدة بالنسبة لك بما أنك لم تخرجي من العاصمة طوال حياتك"

***********************************************
بالعودة لإمبراطورية النضير الوهاج

أتى العديد من الأشخاص يقدمون أنواعا عديدة من الكنوز لعائلة كريمزون و مبالغ خيالية مقابل إعطائهم طريقة الصنع، لكن عائلة كريمزون لم توافق على أي من الطلبات و رفضت كل الكنوز و خرائط المناطق المحظورة التي تحتوي على كنوز و آثار و مخلفات رائعة

بعد مرور أيام من رفض كل الأشياء التي تُقدَّم لعائلة كريمزون مقابل طريقة الصنع، كانت العاصمة في حالة فوضوية، القتل كثر كثيرا كما هو الحال أيضا مع أعمال الجنرال رعد

كان الجنرال رعد يتكلف بالتحقيق في مثل هذه الأمور، منحت له المحكمة المركزية هذه الرخصة، فلما لا؟ بما أنهم اكتسبوا جنرالا قويا سيساعدهم في أعمالهم و ينظف القمامة من عاصمتهم

هذه الأيام الأخيرة كثُرت المشاكل بشكل كبير، الكل أصبح أعمى بالمال، السوق أصبح هائجا بشكل لا يصدق، النزاعات لا تتوقف أبدا بين التجار و كل هذا بسبب هذه الأدوات التي بدأت عائلة كريمزون ببيعها

الجنرال رعد عرف هذا بالطبع، لكن لم يكن هناك ما بيده ليفعله، فعائلة كريمزون و أدواتها ليسوا المخطئين، بل من يستخدم هذه الأدوات في السوء و يقتل ليحصل عليها

لكنه متأكد من وجود ظل وراء عائلة كريمزون، و لا يفارق ذهنه ذلك الفتى القرمزي الذي كان مع ظهوره بداية تحركات عائلة كريمزون الغريبة. قد يكون عرف كيف ينسل بذلك الشرح سابقا لكنه لم يقنع الجنرال رعد بالكامل

الجنرال رعد وضع حوالي عشرة أشخاص ليراقبوا باسل، لكنهم لم يجدوا أي شيء مشبوه حوله، و كما قال باسل، كان فقط تلميذ الجنرال منصف

(في قاعة ضخمة كان الجنرال رعد يجلس بطاولة مثلثة الشكل، بينما هو يتموضع في قمة المثلث و عدة أتباع خاصين به يجلسون بأضلاع المثلث الثلاث)

"قادة الوحدات الأولى، الثانية و الثالثة سيهتمان بالنصف الشمالي للعاصمة، و قادة الوحدات الرابعة و الخامسة و السادسة سيهتمان بالنصف الجنوبي، أنا و العقداء سنهتم بسوق المركزية و الأنحاء، أما النقباء العشرة، فسيهتمون بأمر الفتى القرمزي كالعادة"

أجاب الجميع "حاضر، سيدي"


دخل فجأة جندي يحمل رسالة "حضرة الجنرال، يبدو أن الجنرال براون قد أتى و يطلبك"

"آه" أجاب الجنرال رعد "أنا آت"

أكمل الجندي "آه، بشأن هذه، لقد قال أنه سينتظرك في قصر عائلة كريمزون"

استغرب الجنرال رعد من هذا الأمر كثيرا، لماذا الجنرال براون موجود بقصر عائلة كريمزون أصلا؟ أجاب مرة أخرى "حسنا، شكرا على تعبك"

انحنى الجندي و غادر ثم قال الجنرال رعد "أنا ذاهب الآن لأعرف سبب مجيء معلمي إلى هنا، و بما أنه يريد لقائي في مقر عائلة كريمزون فلا أظن أنه أمر بسيط. انصراف"

"حاضر" أجاب الجميع و انطلقوا للقيام بمهامهم التي أعطيت لهم

(في قصر عائلة كريمزون)

كان الجنرال براون واقفا بينما نظرة تعجب و اندهاش على وجهه، قال بينما تلك النظرة لا زالت على محياه "أيها المعلم، أتقول لي أن هذا الفتى هنا هو مالك طريقة صنع الأدوات و الإكسيرات الأصلي؟"

"هاهاها" ضحك الرئيس تشارلي و قال "يا له من أمر ممتع أن تظهر عليك نفس الملامح التي أظهرتها، نعم، نعم، هذا هو المالك الأصلي، أنا أيضا لم أصدق في بداية الأمر، لكن، إليك شيء سيفاجئك أكثر، هذا الفتى الذي أمامك قد تجاوز المستوى الرابع بالفعل و سحره هو عنصر التعزيز النادر"

وصل ذقن الجنرال براون للأرض من شدة الصدمة ثم قال باحترام "أيها السيد الصغير، أنا أحترم معلمي من أعماق قلبي، و هذا المعلم قد سبق و اعترف بك و بقوتك، سأمد لك يد العون في سبيل تحقيق المبتغى المشترك بيننا"


ابتسم باسل و قال "أمم، أعجبتني، لكنني قررت أنني من سيتكلم مع الجنرال رعد، و أنت سوف تحاول جعله يهدأ لكي لا يخرج الأمر على السيطرة، هذا كل ما أحتاج منك فعله أيها العم براون"

حدق الجنرال براون في باسل ثم ردد كلمة 'عم' و قال "عم هاه، هاهاها، أيها المعلم، إنه مثير للاهتمام كما قلت تماما، هاهاها"

ضحك الرئيس تشارلي مع ضحكة الجنرال براون بينما الكبير أكاغي يحدق في باسل بنظرة شعور بالحنين، و تذكر أحداث من الماضي، حينها كان ذلكما الشقيان الاثنان يمزحان هكذا دائما فيما بينهما

هذا الشعور بالحنين يصبح أقوى أكثر فأكثر مع الوقت، و دائما ما يحصل هذا عندما يكون بالقرب من باسل، الكبير أكاغي لم يكن له خيار آخر سوى التنهد بحسرة على تلك الأوقات الجميلة

و في هذه الأثناء دخل حارس بوابة القاعة الرئيسية جالبا معه تقرير يقول "أيها الرئيس، إن الجنرال رعد قد وصل"

"أوه، أخيرا" قال الجنرال براون ليستعد الجميع بينما باسل ابتسم و قال "لنرحب بحليفنا الجديد بحرارة"

قال هذا الكلام كما لو أنه قد أقنع الجنرال رعد بالفعل، ترك هذا الجنرالات الثلاثة يحدقون بالفتى الذي أمامهم بتعجب، ما كل هذه الثقة التي يحملها معه؟

دخل الجنرال رعد و بمجرد ما أن فعل توجه نظره نحو ذلك الفتى القرمزي و قال بسخرية "كما توقعت أيها المعلم، بما أنك ناديتني إلى هنا علمت أن هناك شيئا ليس لطيفا سيحدث، و ها أنا ذا أراك أنت أيها المعلم و المعلم الكبير تشارلي و الرئيس كريمزون و ذلك الفتى القرمزي من قبل مجتمعين بينما تنتظرون قدومي، أنا مستمع، قلوا مع عندكم أيها السادة"

قال الجنرال براون "أيها الغر، لقد كبرت بما يكفي للتكلم مع معلمك بهذه الطريقة، هاه؟ قلوا؟ فلتتأدب أيها التلميذ، إنك في حضور معلمك و معلمه، يجب أن تكون كلماتك تحمل معها الكثير من الاحترام"

عبس الجنرال رعد و أجاب "أنا متأسف أيها المعلم إن كان كلامي غير محترم، لكن عندما رأيت ذلك الفتى القرمزي و تلك البسمة المتعالية تنظر في اتجاهي كما لو أنها دليل على توقع صاحبها لكل شيء حصل حتى الآن قد جعلتني أفقد هدوئي، سأعيد صياغة كلامي، ما سبب مجيئي إلى هنا أيها الكبار المحترمون؟"


تدخل باسل و قال "مرحبا أيها الرجل الأشقر، لقد تقاطعت طرقنا كما قلت سابقا، و لم يبقى سوى أن تكون أهدافنا مشتركة"

تكلم الجنرال رعد بعبوس "أيها السادة المحترمون، أنا أتيت بطلب من معلمي، و أتيت لأتحدث مع معلمي، فلماذا هذا الفتى القرمزي هنا بدأ يتحدث كأنه المسؤول هنا؟"

أجاب الجنرال براون "أيها الرعد، هدئ من روعك و استمع له أولا، و إن لم يعجبك شيئا ما، عندها سوف أتدخل، أنت أتيت بناء على طلبي، لكن ليس للتحدث معي، بل مع السيد الصغير أمامك"

"السيد الصغير؟" استغرب الجنرال رعد من طريقة مخاطبة معلمه للفتى القرمزي و قال "يبدو أنك قد كسبت احترام المعلم، قل ما عندك و أنا مستمع"

ابتسم باسل كالعادة، ثم قال "أيها الرجل الأشقر، ماذا تعرف عن الشياطين؟"

أجاب الجنرال رعد بسؤال "و ما علاقة هذا بموضوعنا الآن؟"

قال الجنرال براون "أجب فقط على أسئلته أيها الرعد"

قال الجنرال رعد بعدما سمع كلام معلمه "أنا لا أعرف الكثير عنهم سوى امتلاكهم لقوة خارقة، هذا ما شاهدته أنا و معلمي قبل أربع عشرة سنة"

"أممم" قال باسل "حسنا، و ما كانت ردة فعلك عندما شاهدت هذه القوة الخارقة؟"

تنهد الجنرال رعد و قال "إنك تسأل أسئلة غريبة حقا أيها الفتى القرمزي، كيف ستكون ردة فعلي؟ ما رأيك أنت؟ عندما ترى بأن كل القوى الكبرى التي حكمت العالم ليست سوى شيئا سخيفا مقارنة مع العدو الجديد الذي ظهر، و عندما تكون تتخيل نفسك تقترب من العظمة شيئا فشيء لكن في يوم ما يأتي آتٍ يدمر و يسحق ذلك الغرور و يعاملك كما لو أنك حشرة يمكنه قتلها في أي وقت شاء، أمم، قل لي، كيف سيكون شعورك حينها؟"


وضع باسل يده على ذقنه ثم قال "شعوري هاه؟ يمكنني تخيله ببساطة، فأنا لست غبيا لأعتقد أنني قد اقتربت من 'العظمة'، و لست أحمقا لأظن أن القوى الكبرى التي حكمت هذا العالم هي تلك 'العظمة'، سأكون فقط قد التقيت بعدو قوي جدا سيجب علي هزيمته، و من أجل تحقيق هذا كلنا نعرف ما يجب علينا فعله. كل ما عليك فعله هو العمل بكد و اجتهاد و الحرص على التغلب على نقط ضعفك من المرة السابقة، كل هذا يمكننا اختصاره في كلمتين فقط، 'التدرب و التدبر'، هذان الاثنان هما ما يجعلاننا نتقدم دائما للأمام، إن ظننت أنني سأقول أنني سأتعرض للصدمة فأنت مخطئ بالكامل، فعندما أواجه عدوا أقوى مني أركز على النجاة، و عندما أنجح، أنتقل للتركيز على طريقة هزيمته"

تعجب الجنرال رعد من جواب الفتى القرمزي أمامه، كان كلام رجل حكيم و ليس كلام فتى صغير، مع أنه أحس بالإهانة من كلمات الفتى القرمزي، لكنه لم يجد أي كلمات يرد بها عليه

تكلم باسل مكملا كلامه "أيها الرجل الأشقر، لقد سمعت أنك قد انعزلت للتدرب لسنين بسبب صدمتك من قوة العدو المجهول، و بهذا أصبحت ثاني أصغر جنرال مر بتاريخ إمبراطورية النضير الوهاج، لكن أجبني، هل تعتقد أن قوتك الحالية كافية لهزيمة ذلك العدو الذي تسبب في صدمتك سابقا؟"

تجمد الجنرال في مكانه و أجاب بعدها بصعوبة "لا، لا أعتقد، حتى المستوى السابع لا يزال لا يقارن بقوة ذلك الوحش، أنا أعلم أنني لا زلت بعيدا كل البعد عن مستواه"

حدق باسل في الجنرال رعد و قال "أيها الرجل الأشقر، و ماذا إن قلت لك أنك ستستطيع الاقتراب من مستواه في القريب العاجل؟"

استغرب الجنرال رعد و أجاب بسخرية "حسنا، سيكون هذا رائعا" ثم أكمل بنظرة جدية "و الآن إن انتهيت من أسئلتك الغريبة، ألن نتحدث عن سبب قدومي إلى هنا؟ فصبري بدأ يقترب من حدوده"

قال باسل "أيها الرجل الأشقر، أنا يمكنني جعلك تصل للمستوى السابع في غضون شهر من الآن، ما رأيك؟ هل أنت مهتم؟"

تعجب الجنرال رعد أكثر، ظن أن الفتى القرمزي يمزح فقط بشأن الاقتراب من مستوى الشيطان، لكنه الآن أطلق تصريحا غير معقول. قال الجنرال رعد "بما أنك تتكلم بكل هذه الثقة في حضور السادة الكبار، لم لا تقل ما عندك؟"

ابتسم باسل و قال "أيها الرجل الأشقر، أنا صاحب الأدوات التي ظهرت عن طريق عائلة كريمزون في الأسابيع الأخيرة"

حدق الجنرال رعد في باسل من دون التكلم و صنع وجها يدل على عدم التشكيك في صحة كلام الفتى القرمزي الذي أمامه، كما لو أنه كان يعتقد بهذا في نفسه من الأول


أكمل باسل "أتعرف لماذا قمت بنشر هذه التقنيات أيها الرجل الأشقر؟"

أجاب الجنرال رعد "أنا لا أعرف أيها الفتى القرمزي، قل ما عندك"

أكمل باسل شرحه "إنه من أجل الاستعداد للذين سببوا لك الصدمة قبل أربع عشرة سنة أيها الرجل الأشقر"

عبس الجنرال رعد من كلام باسل، إنه حقا يركز في كل مرة على جزء الصدمة، قال "أيها الفتى القرمزي، أتعرف شيئا لا نعرفه؟"

لم يزح باسل الابتسامة عن وجهه و أجاب "بالطبع أنا كذلك أيها الرجل الأشقر، تلك الأدوات التي نشرتها ليست إلا البداية، الشياطين سيهجمون مرة أخرى، هذا شيء كلنا نعرفه، فحتى أنت تدربت من أجل الاستعداد لهذا اليوم، لكن ماذا لو لم تستطع إكمال استعدادك في الوقت المناسب؟ سيكون كل شيء من دون فائدة، و لهذا أنا آت لك بطريقة تسريع هذا الأمر" أخرج باسل 'إكسير التقوية' و رماه للجنرال رعد

بعدما أمسكه، أحس الجنرال رعد بالطاقة التي تتدفق من هذا المحلول الغريب، ثم قال له باسل "أيها الرجل الأشقر، جرب شربه"

حدق الجنرال رعد في الفتى القرمزي أمامه بعمق و في الأخير شرب إكسير التقوية

ابتسم باسل و نظر للجنرال رعد الذي يحدق في يديه بذهول و جلس في حالة تأمل لقليل من الوقت، و بعد مدة زمنية غير معروفة فتح عينيه في وجه باسل و قال "أيها الفتى القرمزي، ما كان هذا بالضبط؟"

لم يزح باسل الابتسامة عن وجهه و أجاب "ذلك المشروب يسمى 'إكسير التقوية'، إنه يعزز من قوة الساحر، يجب أن تكون قد فهمت قصدي بالفعل بما أنك قد جربت واحدا"

فتح الجنرال رعد عينيه من الصدمة أكثر ثم قال "بهذا أستطيع، بهذا يمكنني، يمكنني أن أقاتل ذلك الوحش، أيها الفتى القرمزي، قل ما هو طلبك، أنا أومن أنه لا يوجد هناك شيء من دون مقابل"

قال باسل مع ابتسامته كالعادة "أنت.." تذكر باسل نفسه عندما خرجت من فمه نفس هذه الجملة الأخيرة التي قالها الجنرال رعد عندما أراد إقناع معلمه بتركه يأتي للعاصمة، قال بعد التحديق في الرجل الأشقر الذي أمامه "أنت تفهم الأمور بسرعة، و كذلك الحال سيكون مع جوابي"

حملق الجنرال رعد في باسل الذي قال "إننا نخطط للانقلاب عما قريب، و سيكون من الجيد الحصول على مساعدتك"

عبس الجنرال رعد عند سماعه بالانقلاب، الجنرالات الثلاثة الآخرين تفاجئوا أيضا، ظنوا أن باسل سوف يحاول كسب ثقة الجنرال رعد بطريقة ما قبل إخباره عن الهدف النهائي، لكن ما لا يعرفه الثلاثة هو أن الانقلاب ليس بالهدف النهائي لباسل، و إنما خطوة أخرى في سبيل تحقيق هدفه الأكبر فقط

قال الجنرال رعد بغضب "كما توقعت، أنت تخطط لشيء لا تحمد عقباه، أتظن أنني سأساعد في مثل هذا الهراء؟"

تكلم الجنرال براون "أيها الرعد، أنصت أولا قبل أن تحكم"


قال الجنرال رعد "يبدو أنك قد انضممت لهم بالفعل أيها المعلم، أليس أنت الذي حثني دائما على الحفاظ على أمن الإمبراطورية؟ أنا الذي كنت مجرد عامٍ و أخذتني تحت ذراعك و علمتني السحر حتى أصبحت ما أنا عليه اليوم، بسبب كل هذا قدّرتك لدرجة كبيرة، لكن ما الذي أسمع و أرى الآن، أنت ستشارك في انقلاب سيودي بحياة الآلاف؟ هذا لا يُقبل"

قال الجنرال براون "كما قلت لك، أنصت قبل أن تحكم"

قال باسل متدخلا بسرعة قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة "أيها الرجل الأشقر، إن كل هذا من أجل الصالح العام، من أجل تقوية العالم، من أجل الاستعداد الكامل للشياطين، من أجل حماية العالم أجمع و ليس فقط الإمبراطورية"

عقد الجنرال رعد حاجبيه أكثر من السابق و قال "كيف يكون هذا من أجل الصالح العام و أنتم تخططون لإثارة الفوضى، أو ماذا؟ هل تحاول القول أن الغاية تبرر الوسيلة؟ إن كان هذا هو عذرك فستموت هنا و الآن لا محالة"

"هاهاها" ضحك باسل و قال "الغاية تبرر الوسيلة، هاه؟ أمم، جملة قد تنطبق على أشياء سأفعلها في المستقبل، لكنها ليست كذلك الآن"

"إذن ما سببك؟ سأريد منك الإجابة بسرعة فصبري وصل لحدوده بالفعل" لم يزح باسل الابتسامة من على وجهه طوال الوقت و هذا جعل الجنرال رعد غاضبا أكثر فقط

قال باسل " الأمر بسيط، عائلة غرين قذرة حتى النخاع و لن تنفعني أو تنفع الصالح العام، ستقوم باحتكار كل هذه الاستعمالات إن أعطيتها لها، و لهذا اخترت عائلة كريمزون، و كان خياري صحيحا"

عبس الجنرال رعد و قال "صحيح؟ أليس ما تفعله عائلة كريمزون هو الاحتكار الذي تكلمت عنه؟"

أجاب باسل "يجب أن تبقى لنا اليد الكبرى في هذا إن أردنا أن ننجح في مخططاتنا، أنا و أنت نعلم أن ليس الكل قابل للسمع و المفاوضة، فقبل أن ننشر هذه الإكسيرات قررنا الاستفادة منها أولا، فهذا حقنا، و من جهة أخرى، فعائلة غرين لن تفعل هذا، و لن تنشر أبدا هذه الاستعمالات و ستخبئها عن الناس بينما قوتها تكبر لتستمر في حكمها الاستبدادي، و سوف تطغى أكثر مما هي عليه الآن"


حدق الجنرال رعد في باسل مطولا ثم قال "لكن، لم تريد تخريب هذا السلم الآن؟"

"هاهاها" ضحك باسل و أجاب "سلم؟ أتحاول خداع نفسك أيها الرجل الأشقر أم أنك نسيت؟ أنت تعرف كيف يعيش الناس العامة و القرويون، إنهم في اضطهاد دائم و هذا لم يكن يحدث قبل خمسين سنة، لكن انظر الآن، عندما صعدت عائلة غرين للحكم، سيطرت على الكثير من القرى و المدن من أجل مصلحتها فقط، تأخذ نصف محاصيل الزراعة كضريبة، و كذلك هو الحال مع العائلات التي انضمت لها، فأظن أن هذا هو الشرط الذي اتفقوا عليه للانضمام لعائلة غرين قبل 'انقلاب الليلة الواحدة'، لو كانت عائلة كريمزون هي الحاكمة لم يكن ليموت العديد من الناس في الدمار الشامل، ففي وقت حكم عائلة كريمزون تموضعت العديد من القوات في جميع أنحاء الإمبراطورية، أما الآن فلا، و أنت تتحدث عن السلم؟ هذا ليس سوى سلم زائف، لقد قلت أن كل شيء بمقابل، و كذلك الحال مع رغبتنا في تقوية هذا العالم، يجب أن تقوي من نفسك أولا ليستمع لك الآخرون، فكما يقول المثل 'لا تأمر من لا سلطة لك عليه'، أنا أعرف أنك تميز بين الخطأ و الصحيح، عشت سابقا كعامٍ و تعرف المعاناة التي يمر بها العامة، ما رأيك؟ أنت معنا أم لا؟"

تجمد الجنرال رعد في مكانه و قال بعد مدة من التفكير في كلام باسل "أنا معكم، لكن بشرط أيها الفتى القرمزي"

قال باسل "قل ما عندك أيها الرجل الأشقر"

أجاب الجنرال رعد "سوف تقومون بمحاولة المفاوضة قبل البدء بإثارة الفوضى"

"هاهاها" ضحك باسل و التف للكبار الثلاثة، أماء الكبير أكاغي رأسه ليقوم الاثنين الآخرين بنفس الشيء، التف هذه المرة للجنرال رعد و قال "لديك كلمتنا"

التوت حافة فم باسل أكثر، هو في الحقيقة كان ينوي القيام بهذا مع الكثير من العائلات، فهو يعرف أنه هناك العديد من يريد عودة عائلة كريمزون للحكم، لكن الجنرال رعد قصد بكلامه حتى عائلة غرين و الملازمين لجانبها، لكن الكبير أكاغي وافق، فلما لا؟ بما أنهم يعرفون أن عائلة غرين لن ترضخ لطلباتهم و ستقاتلهم حتى النهاية، إن كان محاولة المفاوضة مع عائلة غرين مع العلم أنها عديمة الجدوى سوف تجعل الجنرال رعد ينضم إليهم، فالأمر يسير كشرب الماء

تناقش الأربعة حول الخطة و اتفقوا على المهام التي سينفذها كل واحد منهم، أخذ الجنرال رعد العديد من الإكسيرات و طريقة الصنع أيضا من باسل، فهذا الأخير قد وعده بجعله يصل للمستوى السابع في غضون شهر، و ينوي الإيفاء بوعده

قال باسل بينما الجنرال رعد يغادر "أيها الرجل الأشقر، سأريد منك مبارزتي عندما تصل للمستوى السابع"

أجاب الجنرال رعد "الرابح سوف ينادي الآخر باسمه و باحترام"


قال باسل "أنا موافق" ثم تذكر شيئا ما و قال "آه، لا تنسى أمر أتباعك بالتوقف عن ملاحقتي، فأعين تلاحقني في كل مكان شيء لا أستطيع تحمله في المواقف العادية، لولا أنني كنت أريد الحفاظ على خطتي سليمة لكانوا في عداد الموتى" قالها باسل و تلك الابتسامة لم تزل من على محياه

الجنرال رعد حدق في باسل مطولا و غادر

قال باسل للكبار الثلاثة "أنا سوف أذهب للقاء العم منصف، لقد أوصيته بطلب ليقوم به من أجلي، و أظن أنه قد يكون انتهى منه" ثم أكمل "أما أنتم أيها الكبار فلتشرعوا في التحرك و التكلم مع العائلات التي وضعناها في القائمة"

حاول الرئيس أكاغي قول شيء ما لباسل الذي ذهب، لكنه عدل عن رأيه و قال بصوت غير مسموع "سأسأله عندما يعود"

خرج باسل من القاعة الرئيسية و ذهب ليلتقي بالجنرال منصف، و بعد مدة من الوقت وصل لوجهته

كان يقف أمام منزله الي اشتراه سابقا، دخل و وجد الجنرال منصف ينتظره ثم قال "أيها العم منصف، ماذا عن طلبي؟"

أجاب الجنرال منصف "انا حقا فوجئت بطلبك، لو أنني علمت بالأمر لم أكن لأعطيك ذلك الوعد عندما التقينا أول مرة"

"هاهاها" ضحك باسل و أكمل "خذها كتجربة فقط"

تنهد الجنرال منصف و قال بجدية "معقل الأميرة الخامسة 'غرين شارلوت' يقع في جنوب العاصمة، إنها تتحرك باستمرار و في خفاء، و يبدو أنها تتاجر في السوق السوداء، بيع البشر، بيع أعضائهم، المشاركة في التجارب البشرية، هناك العديد من الأشياء التي تخفيها خلف ذلك الوجه الذي تواجه به المواطنين" أحكم الجنرال منصف قبضته و قال "اللعنة، أليس هناك شخص صالح في تلك العائلة المنحطة غير الأمير الثاني؟ حتى الأميرة الصغيرة بينهم فاسدة"


"هممم" قال باسل "حسنا، لقد تفرغت لها أخيرا، العيون التي كانت تراقبني لا تعود فقط لتوابع الرجل الأشقر، فكرت في أي شخص قد يتبعني و لم أستطع التفكير في أي شخص غير تلك الع****، شكرا لك، أنت تدينني بواحدة"

تنهد الجنرال منصف و قال "أي دين تتحدث عنه، أنا الذي لا زلت أحمل على ظهري دينا عظيما يجب علي رده لك"

حدق باسل في الجنرال منصف و لم يقل كلمة أخرى، أراد أن يقول للجنرال منصف أن ينسى هذا الدين، لكنه عرف أن هذا سيكون فقط فعلا شائنا تجاه فخر الجنرال منصف كرجل

قال الجنرال منصف بعد أن كان باسل مغادرا "احذر أيها السيد الصغير باسل"

"همم؟" التف باسل و نظر في وجه الجنرال منصف الذي ابتسم و قال "آه، لقد كان قلقا من دون داعٍ، أظن أنه لا حاجة للخوف عليك، فأنا لا يمكنني تخيلك تهزم من طرف أي أحد في هذا العالم"

ابتسم باسل ثم أكمل طريقه و رفع يده مودعا الجنرال منصف

"حسب الخريطة التي أعطاها لي العم منصف فالمعقل يجب أن يكون في هذه الأنحاء، لكن لماذا لا أرى سوى مباني عادية هنا؟"

وصل باسل لجنوب الأمبراطورية باحثا عن معقل الأميرة الخامسة غرين شارلوت، لكنه في النهاية لم يجد المعقل الذي رسمه الجنرال منصف على الخريطة في شكل علامة X ، و كان يوجد عدة أشخاص مرتدين زي تسلل و تعقب مرميين خلفه و الدماء تسيل من فمهم، يبدون ميتين لا فاقدين الوعي

فكر باسل لقليل من الوقت، "هل من الممكن؟" ذهب لموقع المبنى المرسوم على الخريطة و مد يده فإذا به يلاحظ تشوها في الفضاء "كما توقعت، إنهم يخفونه، مهارة كهذه سيحتاج الكثير من مستخدمي سحر الضوء من المستوى الرابع لتطبيقها، و للاستمرار في تفعليها لمدة طويلة سيجب عليهم التناوب بشكل منتظم"

دخل باسل عبر الفضاء المشوه و إذا به يجد نفسه داخل مبنى بأسوار و داعمات ضخمة بالجانبين و أمامه يوجد عرش لا يجلس عليه أحد

تقدم للأمام قليلا ثم وجد درجا للأسفل، فكر لقليل من الوقت ثم أخرج من مكعب التخزين 'عباءة الشفاف'، و ارتداها فاختفى

نزل للأسفل ثم رأى نفسه في قاعدة تحت الأرض ضخمة للغاية، تقدم عدة جنود مسرعين بينما يتكلمون فيما بينهم "يبدو أن أحدا ما قد اخترق الفضاء المشوه" "يجب أن نقتل كل من يدخل، إنه أمر من الأميرة"

و في لحظة لم يعرفوا نفسهم بما ابتلوا به، كسرت أرجل الأول و الثاني، أما الآخرون فكسرت أعناقهم، الاثنين الذين أصبحا زاحفين شاهدا الآخرين يموتون ببساطة أمام أعينهما، و من اللامكان تكلم صوت عميق "ستخبرونني عن مكان الأميرة الخامسة أو سيكون مصيركما كرفاقكم"

و بارتعاد قال الاثنان "اذهب للجحيم"

ووووش

قطع



قطِع رأس أحدهما و انتشرت الدماء بغزارة من عنقه، بقي الأخير مصدوما من المشهد الذي حدث أمامه، و الذي زاد الطين بلّة، كانت دماء رفيقه التي غطته بالكامل

تكلم الصوت العميق من جديد "هل غيرت رأيك الآن؟"

قال الجندي بخوف و رعب "أكمل الطريق و التف يمينا ثم لليسار مرتين و تقدم للأمام لمدة خمس دقائق، ستجد بوابة ضخمة، هناك ستكون الأميرة الخامسة" قالها و الدموع تنهمر بشكل مثير للشفقة و بعد انتهاءه بدأ يطلب الرحمة "إنني أملك عائلة تنتظرني، أرجوك لا تقتلني"

تكلم الصوت العميق "أنا أفي بوعودي، لن يكون مصيرك كالآخرين، لكن سيكون أقل سوءا فقط"

طرررق

دوو


كسِرت ذراعي الجندي و ترك غير قادر على الحراك في مكانه و أغمي عليه بضربة أخرى برقبته

تقدم باسل الذي كان غير مرئيا ثم قال "إن هذا الكنز مفيد للتسلل حقا و بث الرعب في الأعداء، ليس هناك ما هو أكثر إخافة من المجهول"

و بعد أن اتبع الطريق الذي قاله الجندي وجد عدة جنود متمركزين على طول الطريق، غالبهم كانوا سحرة في المستوى الرابع، لكن باسل قضى عليهم كلهم بسرعة قبل أن يترك لهم أي فرصة لرد الهجوم أو حتى إدراك ما يحدث لهم

وصل للبوابة الضخمة فوقف أمامها و أراد فتحها لكن كان عليها نقش ختم، لا يمكن أن تفتح إلا بالقوة الغاشمة أو بفك شفرة الختم

لم يكن لدى باسل الوقت ليضيعه أكثر، فوقف في مكانه يشحذ سحر التعزيز لأقصى الدرجات، و عندما شحن ما يكفي ركل الباب بكل قوته بوووووم


بقيت البوابة في حالة سكون لقليل من الوقت و بعد لحظات بدأت تتصدع حتى وصل التشقق إلى الختم المنقوش و تدمر ثم تكسرت البوابة إلى أجزاء

"من هناك؟" تكلم صوت رجل

لم يجبه أحد فاستغرب و تقدم نحو البوابة التي كسرت و إذا به يجد نفسه مقلوبا رأسا على عقب و صوت عميق يتحدث معه "أين الأميرة الخامسة؟ أجب في الحال و إلا ستموت"

"أنا لا أعرف شيئا، أنا مجرد عالم هنا، أنا حقا لا أعرف شيئا" تكلم ذلك الرجل

قال الصوت العميق "أنا أعرف بالفعل أن الأميرة الخامسة غرين شارلوت هنا، سأجدها إن بحثت عنها، لكن هذا سيكون مزعجا، فقط أخبرني عن موقعها بالضبط، إن لم تجب هذه المرة سأقتلك من دون السؤال لمرة ثانية"

تردد الرجل كثيرا ثم بعد قليل أجاب خوفا على حياته "إنها في الغرفة هناك" أشار الرجل لغرفة بباب صغير، فقام باسل بضربه و أغمي عليه

تقدم باسل الغير مرئي نحو باب الغرفة، ففتحه ثم تكلم صوت رقيق و بتفاخر "هل عدت أيها العالم؟ فلتسرع، أنا أريد رؤية النتائج بسرعة"

عندما دخل باسل تفاجأ من المنظر المروع أمام عينيه، كانت هناك أسطوانتين زجاجيتين ضخمتين تتصلان ببعضهما البعض عن طريق العديد من الأنبابيب، و في داخل الأولى ترى هناك وحشا سحريا، و في الأخرى توجد فتاة صغيرة

كان الوحش السحري غير مألوف بالنسبة لباسل فلم يتعرف عليه، ما نوع هذا الوحش بالضبط؟ كان باسل يتساءل، إنه يبدو كما لو أن عدة فصائل وحوش قد جمعت في وحش واحد، حسنا، هذا لا يهم الآن، لكن ما يجب التركيز عليه هو حالة تلك الفتاة التي في الأسطوانة، ما الذي يفعلونه لها؟ الأمر واضح أنه يقومون بتجربة عليها، لكن ما الذي ينون فعله بالضبط؟

كل أنواع الأسئلة و الاحتمالات بدأت تراود ذهن باسل، لكنه توقف عن التفكير مؤقتا ليركز على صاحبة الصوت الرقيق من قبل و التي تكلمت من جديد "ما هذا؟ لماذا لا يوجد أحد مع أن الباب قد فتح؟"

و بينما تقترب أحكم باسل قبضته و فعل سحر التعزيز ثم وجه لكمته نحو وجهها

بوووووووم


و قبل أن تصطدم لكمة باسل الغير مرئية بوجه الأميرة الخامسة ظهر فجأة شخص بسيف ضخم و عريض أوقف تلك الهجمة

تعجبت الأميرة الخامسة، في لحظة ظهرت يد من اللامكان و توجهت نحوها مستهدفة إياها، لولا صاحب السيف العريض لكان مصيرها الموت

قالت الأميرة الخامسة بهلع "ما الذي يحدث هنا بالضبط؟ تكلم، اشرح الوضع يا وايد"

"سيدتي، يبدو أن هناك من يستهدفك، لقد شعرت بطاقة سحرية فجأة متوجهة نحوك فأسرعت بالتدخل، تلك الكمية من الطاقة السحرية التي ظهرت كانت ستقتلك حتما، أسرعي بالإخلاء رجاء، يوجد هنا عدو حاليا يسعى خلف حياتك" تكلم 'وايد' شارحا الوضع الحالي للأميرة الخامسة على حسب فهمه

أجابت الأميرة الخامسة "يريد قتلي، من هناك؟ على الأقل أظهر نفسك و لا تختبئ في الظلال كالفئران"

تكلم الصوت العميق من جديد قائلا "أنت لن تستفزيني أيتها العاهرة، اتركي كلامك لنفسك، ما ينتظرك إلا الموت، تقومين بالتجارب على البشر، على ***** صغار كهؤلاء، ليس هناك رحمة في قلبك؟ أنا لن أقوم فقط بقتلك بكل سهولة، سوف أعذبك عذابا شديدا لتذوقي و لو القليل من آلام الذين قمتم بقتلهم في سبيل القيام بتجاربك و اهتماماتك"

تكلمت الأميرة الخامسة بعد أن اندهشت من الطريقة التي ناداها بها الصوت العميق"أنا لا أهتم بفلسفتك، سأقوم بكل ما أريد في سبيل تحقيق أهدافي" أشارت بيدها و أمرت "وايد، تخلص منه"

أجاب وايد "أمرك، سيدتي"

وووووش

و في لحظة استل سيفه و وجهه نحو باسل الغير مرئي، لوح سيفه و إذا بشفرات ضوئية حادة و طويلة و عريضة استهدفت باسل

تفاجأ باسل للحظة من معرفة ذلك الساحر وايد لمكانه ثم راوغ الهجوم، و عندما فعل أتى وايد وراءه و لوح سيفه مرة أخرى مستهدفا إياه


لكم باسل السيف فتوقف و قال بذلك الصوت العميق مرة اخرى "أووه، هذا غير متوقع، ساحر في المستوى السادس، كنت أتوقع أن الجنرالات فقط من وصلوا للمستوى السادس، بالأحرى، كل من وصل للمستوى السادس قد أصبح جنرالا، لكن أن ألتقي بشخص مثلك هنا يستخدم سحر الضوء في المستوى السادس لأمر غير متوقع"

ابتسم باسل و قال "قل لي، أ أنت من قام بتشويه الفضاء بالخارج؟ كنت أظن انه سيكون هناك الكثير من السحرة في المستوى الرابع يقومون بتلك التقنية، هذا لأنني لم أفكر في وجود ساحر بالمستوى السادس" ثم فكر باسل مع نفسه "أظن أنه لهذا السبب كان باستطاعة العم منصف إيجاد هذا المعقل، فهذا الساحر لم يكن بإمكانه الحفاظ على التشوه الفضائي طوال الوقت، عندما أراد أن يرتاح صادف أن عرف العم منصف بهذا المكان"

عبس وايد و لم يجب على السؤال، لكن باسل عرف من خلال نظرته تلك أن تخمينه كان صحيحا ثم قال "أيها الساحر، أنا أريد اختبار قوتك كساحر ضوء، فهي أول مرة لي أواجه شخصا في مستوى جنرال يستخدم سحر الضوء"

إزاحة

أزاح باسل 'معطف الشفاف' و أرجعه لمكعب التخزين، ثم قال "لن يكون قتالا مسليا لي إن لم نكن في نفس الوضعية"

حملقت الأميرة الخامسة في الشخص الذي ظهر و تفاجأت كثيرا و قالت بصدمة "أووه، لم أتوقع أن تأتي برجليك إلي" ثم أكملت بأمر وايد بصوت مرتفع و نظرة متحمسة "وايد، قاتله بجدية، قد يبدو فتى صغيرا لكنه في المستوى الرابع بالفعل، لكن لا تقتله فأنا أريده حيا، أي شيء آخر مسموح لك بفعله"

تغيرت نظرة وايد للجدية أكثر ثم قال "يبدو أن هذا سيكون صعبا، قتله كان سيكون أسهل، لكن لا بأس بجعله زاحف بما أن السيدة لم تنهي عن هذا الأمر"

"هاهاهاهاهاهاهاها" ضحك باسل بجنون و قال "إنكِ حقا لعاهرة، أنا لا أعلم سبب تعلقك بي لهذه الدرجة، لكني تلقيت دروسا خاصة عن كيفية التعامل مع النساء، و بالطبع حتى التعامل مع نوعيتك، انتظري فقط ريثما أنتهي من هذا القتال، أنا أغلي لأحطم بعض العظام، فلم أحرك جسدي هذه الأسابيع الأخيرة كثيرا، لا تقلقي، قصدت تحطيم العظام الخاصة بهذا الساحر، أما أنت فستكون لك مكافأة خاصة"

وووووش

هاجم الساحر وايد باسل بتلويح من سيفه حيث خرجت عدة شفرات ضوئية، تصدى لها باسل كلها، عندها كان الساحر وايد يشحن سحره و بسرعة كان قد كون كرة ضوئية كبيرة و حارقة أمام قمة سيفه الذي يشير به نحو باسل

أطلق على باسل تلك الكرة الحارقة، كانت ضعف التي أطلقها عليه ذلك الشخص الأسود سابقا حيث كان قطرها يصل لأربع أمتار. باسل الذي تصدى للشفرات الضوئية لم يعد لديه وقت ليهرب فتصدى للهجمة

ناضل باسل بقوة بينما تجعله الكرة يرجع للوراء من قوتها، و لولا سحر التعزيز لكان قد شُوِي بالفعل، و في الأخير لكمها باسل بووم و انفجرت بعيدا عنه

في هذه الأثناء تقدم الساحر وايد حتى وصل خلف باسل و و لوح بسيفه في اتجاهه مرة أخرى فراوغ باسل و تقدم ثم لكمه

تراجع الساحر وايد للوراء قليلا من صدمة اللكمة، لكنه كان يرتدي درعا سحريا، لذا لم يجدي الهجوم نفعا

توقف ثم نظر في اتجاه الأميرة الخامسة و قال "سيدتي، هل أنت متأكدة من أنه في المستوى الرابع؟"

أجابت غرين شارلوت "بالطبع، فقبل شهور فقط شاهد أتباعي قوته و أخبروني عن مستواه"

قال الساحر وايد "هذا كان قبل شهور يا سيدتي، إن كان في هذا العمر و قد وصل للمستوى الرابع، ألا تعتقدي أنه في غضون شهور سيكون مستواه قد ارتفع أكثر مما كان عليه؟"

تفاجأت الأميرة الخامسة و فكرت بأمر ما "انتظر، كيف عبر من خلال ذلك الختم؟ سحرة أقل من المستوى السادس لن يكونوا قادرين على كسره بالقوة إن حاولوا، إذن هو ساحر في المستوى السادس؟ لا، لا، هذا مستحيل، أيمكن أنه فك شفرة الختم؟ لكن ذلك النقش توارث عبر عائلتي و هي فقط التي تعرفه، كيف له أن يعلم به أيضا؟"


و بينما الأميرة تتساءل تكلم باسل "أيها الساحر، أنا لن أنتظر أكثر" ثم بعدما انتهى هاجم مفعلا سحر التعزيز

اصطدمت قبضته بالسيف العريض فظهر تشقق رقيق على السيف، تراجع الساحر وايد ثم قال مع نفسه "نسيت أنه ساحر تعزيز، يجب أن أترك مسافة بيني و بينه"

و عندما انتهى من التفكير وجد باسل أمامه من جديد فلوح بسيفه تجاهه، راوغ باسل السيف العريض بالقفز للأعلى فأشار الساحر وايد بسيفه عليه و بدأ يشحن سحره في سيفه السحري و أطلق ضوءً حارقا من مقدمة السيف

كان الضوء الحارق كما لو أن السيف قد تمدد، لكنه لم يفعل و إنما سحر الضوء قد خرج من السيف بشكل مركز كثيرا

باسل الذي في الأعلى لم يكن لديه وسيلة ليدافع بها غير سحر التعزيز، ركز هذا الأخير على ذراعه بالكامل، فعندما يركز السحر على مكان واحد تزداد القوة التي يخرجها

بووووووم

التقت يد باسل مع الضوء الحارق فلُغِيَ هذا الأخير من شدة قوة اللكمة. تفاجأ الساحر وايد و عندما نزل باسل على الأرض تقدم و لكم درعه بنفس الذراع، فتحطم الدرع السحري لأشلاء

بقيت الأميرة فاتحة لفمها من شدة الصدمة، ثم قالت "هذا لا يمكن، إنه في المستوى السادس" ثم قالت آمرة الساحر وايد الذي كان يحكم القبض على بطنه، فقوة الصدمة قد أثرت به قليلا "قاتله بكل ما تملك، لا يهم ما تفعل يجب أن نحصل عليه و نأخذه معنا"

قام الساحر وايد بالاعتدال في الوقوف و قبض سيفه بيديه الاثنتين ثم ضربه على الأرض و قال "الفضاء المشوه"

في هذه الأثناء الفضاء الذي كان مشوها بالخارج قد اختفى و المكان الذي كان عبارة منزل عادي أصبح معقلا كبيرا

بدأ الفضاء يتشوه أمام الساحر وايد بينما يختفي شيئا فشيء، و في الأخير اختفى


"هووه" تكلم باسل "يبدو أنك تتقن مهارة الفضاء المشوه بشكل جيد، أن تتحرك و تقاتل بينما تحافظ على التشويه الفضائي من حولك هكذا، نعم إنك جيد، لكن..."

توقف باسل عن الكلام ثم فعّل سحر التعزيز بكامل جسده و ركز للحظات ثم أنقله إلى قدميه و اندفع، و في لحظة من انطلاقه وصل لمكان فارغ ثم أنقل سحر التعزيز مرة أخرى لذراعه و لكم

بوووم

لكمة باسل تلقت ردا من المكان الذي كان يبدو خاليا، لم يتوقف باسل و أرجع سحر التعزيز ليعزز جسده و حواسه بالكامل ثم لكم مرة أخرى و مرة أخرى، لكمة وراء لكمة، كان يتصدى لها الساحر وايد الغير مرئي بسيفه العريض الذي كان يتعرض للتشقق أكثر في كل لكمة يتلقاها

تراجع للخلف بسرعة قبل أن يُكسَر سيفه السحري ثم ألغى تقنية الفضاء المشوه و وقف ثم أخرج من يده سيفا عريضا آخر و معه مرآة غريبة الشكل، كان لديها رؤوس مدببة على طول محيطها و نقوش غريبة تحيطها

رمى المرآة على باسل الي راوغها، ثم قام بشحن سحره و أطلق عبر قمة سيفه السحري ضوءً حارقا. راوغه باسل ثم ابتسم الساحر وايد، فإذا بالضوء الحارق يصل للمرآة الغريبة و ينعكس مستهدفا ظهر باسل

"همم" تهجن باسل و قال "هل اعتقدت أن هذه الخدعة ستنفع معي؟ أنا أعرف ماهية تلك المرآة، فأنا لدي خبرة معها" فتجنب باسل السحر الذي كان يستهدفه، الضوء الحارق عاد لصاحبه و في هذه الأثناء لم يزح الساحر وايد الابتسامة عن وجهه ثم أشار بيده نحو باسل و أخرج مرآة أخرى فانعكس الضوء عليها مرة أخرى

في الانعكاس الأول سرعة الضوء الحارق قد ازدادت و في الانعكاس الثاني أصبحت أكثر سرعة، و في لحظة تمت إصابة باسل بفخذه الأيمن

لم يصرخ باسل أو أظهر أي تعبير عن التألم، هو قد اعتاد على مثل هذه الجروح بل و أخطر منها، أخرج قنينة و شرب المحلول الذي بداخلها بسرعة ثم قال "ممم، إنك جيد، حسنا انتهى وقت اللعب"

شحذ باسل سحر التعزيز من دون توقف و ارتفعت طاقته السحرية باستمرار ثم ركز السحر على فخذه الأيمن فإذا بالجرح يُشفَى بسرعة يمكنك ملاحظتها

تعجب الساحر وايد ثم قال مع نفسه "حتى مع السحر التعزيز لا يمكنك أن تسرع من شفاء جروحك بهذه السرعة، لا بد أنه مفعول ذلك المشروب الغريب الذي شربه قبل قليل، أ كان ذلك إكسير العلاج؟ لكن كيف لهذا الفتى أن يعرف عن الإكسيرات أو حتى يملكها، انتظر، وصلني خبر وجود فتى في الإمبراطورية يعلم ما نعلم، أهو هذا الفتى الذي تحدثوا عنه؟ إن كان كذلك فهذا يفسر سبب قوته"


و بينما يفكر لم يعرف من أين قد ابتُلِي، جاءته لكمة باسل من تحت ذقنه فجعلته يحلق للسماء، ركز باسل سحر التعزيز على رجليه و قفز للفوق تابعا جسد الساحر الطائر، و عندما وصل فوقه أنقل سحر التعزيز لذراعيه ثم جمع كلتا يديه معا و نزل بهما عليه

بووووم

ارتفع الساحر وايد للفوق و نزل للأسفل بسرعة كبيرة جدا، لم يعرف ما الذي حدث حتى وجد نفسه في حفرة بالأرض و الفتى الذي كان يقاتله كان نازلا من السماء عليه بينما سحر التعزيز يغلف رجليه

نهض من مكانه و هرب بسرعة في آخر لحظة قبل وصول باسل، هذا الأخير اصطدم بالأرض بعد أن هرب الساحر وايد

بوووم

الحفرة التي كان بها الساحر وايد اتسعت شيئا فشيء حتى أصبحت دائرة بقطر خمسة أمتار و بعمق يصل للمترين

صدمت الأميرة الخامسة من قوة الفتى الذي أمامها و وضعت إبهامها بفمها من التوتر، أما الساحر وايد فقد فوجئ تماما من قوته، ظن أنه على الأكثر سيكون في المستوى الخامس بالقسم الأول، لكنه عرف أنه استهان به كثيرا، فهذا الفتى الذي أمامه أخرج للتو قوة تصل للمستوى السادس

"تبا، ما الذي يحدث؟" بعدما تهجن الساحر وايد وقف على رجليه بصعوبة بينما الدم يسيل من فمه جراء الهجوم السابق

تكلم باسل "ماذا؟ هل خفّت عليك رجليك، لا زلنا في بداية قتالنا فقط، أنا بدأت أتمتع للتو، فلا تحرمني من متعتي"

قال الساحر وايد "لا تغتر بنفسك أيها الصعلوك" ثم وجه كلامه للأميرة "أيتها الأميرة، غادري من فضلك هذا المكان، إنه للحرص فقط، أرجوك تفهمي"

اندهشت الأميرة الخامسة غرين شارلوت من كلام الساحر وايد، و لما لا تفعل؟ إنه ساحر في المستوى السادس بالقسم الأول، كانت تظن أنها قد وجدت الجائزة الكبرى عندما التقت به أول مرة، لكن، أ سيخسر أمام فتى في مثل هذا العمر؟ و ماذا عن خططها التي كان الساحر وايد جزء لا يتجزأ منها؟


"أسرعي" صرخ الساحر وايد

و عندما سمعته غرين شارلوت سارعت في الهروب بهلع، إنها ليست سوى ساحرة في المستوى الثاني، كيف يمكنها أن تشترك في هذا القتال، هربت بسرعة و في لحظة وجدت باسل واقفا أمامها و الذي كان في وضعية الاستعداد للكم

و بعدما وجه لكمته تراجع في آخر لحظة بسبب الضوء الحارق الذي كان يستهدف ذراعه. أكملت الأميرة الخامسة هروبها عندما رأت الطريق قد أصبح خاليا و غادرت الغرفة

وجه باسل نظره للساحر وايد الذي قال له "ألم تقل أنك تتوق لقتالي؟"

تنهد باسل و قال "لكني تواق أكثر لمكافأة تلك الع****، أ لا تترك القطعة الأفضل من طعامك للنهاية؟ لكن ماذا لو حاول شخص أخذها منك؟ بالطبع ستسرع في أكلها"

"همم" تهجن الساحر وايد و قال "أنا لن أسمح بهذا، تلك الأميرة لها دور مهم في نجاح خطتنا، لا يجب أن نتركها تموت الآن"

تعجب باسل و قال "خطتكم؟ ماذا تقصد؟ ألست تابعا لتلك الع****؟" و بعد أن سأل باسل، لاحظ بأن الساحر وايد يخرج محلولين ثم شربهما، و عندها لاحظ باسل ارتفاعا مفاجئا في القوة السحرية الخاصة بالساحر وايد بينما جروحه السطحية تشفى ببطء

"حسنا انتهى وقت الكلام" أخرج الساحر وايد عدة مرايا كالسابق ثم أرسلها في كل مكان حتى أصبحت تكون دائرة محيطة به و بباسل ثم في الأخير أحاط نفسه بثلاث مرايا

قال باسل مع نفسه "ما..ذا؟ إكسير التعزيز؟ اللعنة، لا بد أن المحلول الآخر كان إكسير العلاج، تلك المرة خاتم التخاطر و الآن إكسير التعزيز و إكسير العلاج، ما الذي يحدث؟ اللعنة" لم يعرف ما الذي حدث و قرر التركيز على القتال و التفكير في هذا الأمر لاحقا ثم قال "إنك تعتمد على تلك المرايا كثيرا، لقد نفعت معي في المرة الأولى لكنها لن تجدي نفعا الآن"

قال الساحر وايد "حسنا، سنرى بشأن هذا"

عندما جعل المرايا تحيط به، أطلق الضوء الحارق من جديد نحو مرآة ثم آخر نحو مرآة أخرى، و هكذا فعل مع جميع المرايا

عندما وصل الضوء الحارق للمرآة انعكس في اتجاه باسل، و هذا حدث مع الأضواء الحارقة الأخرى كلها، و في لحظة وجد باسل نفسه مستهدفا من عشرات الأضواء الحارقة من كل الجهات، لكن هذه المرة كانت الأضواء الحارقة أكثر حرارة و أكثر سرعة و أكثر كثافة

قفز باسل للأعلى ثم تكلم الساحر وايد "همم، هل ظننت أنك نجيت بقفزك للأعلى، لا، على العكس لقد جنيت على نفسك"

الأضواء الحارقة التي تجنبها باسل ذهبت لتنعكس في المرايا التي كانت مقابلة لها، بالطبع بما أن الساحر وايد في الوسط استهدفته الأضواء الحارقة التي أطلقها بعدما انعكست، لكنها عندما وصلت إليه انعكست في المرايا التي تحيط به، ثم صارت تنعكس بشكل غير متوقف

باسل الذي كان في السماء اتجهت نحوه عدة أضواء حارقة نتجت عن الانعكاس المستمر للأضواء الحارقة، و بسبب هذه الأخيرة انكسرت الأسطوانتين و سقطت الفتاة و الوحش الغريب على الأرض

تصدى باسل لها جميعها عن طريق لكمها واحدة تلو الأخرى، و عندما وصل للأرض وجد نفسه في شبكة من الأضواء الحارقة التي لا تنتهي

"هاهاهاها" ضحك الساحر وايد بجنون ثم قال "أنت لا تملك مهربا الآن"

ابتسم باسل و قال "سنرى بشأن ذلك"

عندما اقتربت الأضواء الحارقة من باسل لاحظ الساحر وايد شيئا غريبا يحدث، هناك طاقة سحرية ثانية مختلفة تخرج من جسد باسل و في لحظة

بوووووووووووم

حدث انفجار ناري كبير ألغى قوة تلك الأضواء الحارقة، دمر باسل جميع المرايا في آن واحد و حرق الغرفة الضخمة بأكملها، ترك الساحر وايد مصدوما بعدما حمى نفسه بسحر الضوء و نجى من الانفجار، و قال بينما عيناه لا تصدقان ما تريان "س-سحر النار؟"

"هذا صحيح" قال باسل و أكمل عندما وصل أمام الساحر وايد في لحظة "و الآن فلتخبرني، من قصدت بكلامك سابقا؟ عمن تحدثت؟ من يريد استغلال تلك الع****؟ و كيف لك أن تملك الإكسيرات"

"همم" تهجن الساحر وايد و قال "اذهب للجحيم"

قال باسل "آه، هكذا إذا، حسنا، فلتمت"

أخرج باسل سيفا سحريا أبيضا و شحن سحر النار به ثم عززه بسحر التعزيز، فأصبح سيفا ناريا عملاقا لا مجال للهرب منه

لوح باسل السيف و قال "النار الملتهمة"

ثم قال الساحر وايد في آخر لحظة قبل أن يمر من خلاله السيف "سحران هاه، كيف لهذا أن يكون ممكنا؟ هل اخترق المستوى السابع بالفعل؟ هذا هراء ببساطة"

ووووش

قطعه باسل لنصفين، فسقط النصفين الاثنين على الأرض و احترقا حتى أصبحا رمادا

جوااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه

صدرت من وراء باسل صرخة مدوية تقشعر لها الأبدان، و عندما التف ليرى ما الذي حدث وجد بأن الوحش الغريب من السابق قد استيقظ و الفتاة كانت نائمة و لم تصب بأي جرح من الانفجار السابق

لم يصدق باسل هذا الأمر، لكنه توقف عن التفكير و ركز على الوحش الغريب الذي أمامه، كان بكبر الخمس أمتار، بذراع نمر البرق و ذراع نمر الجليد الأزرق، و برأسين أسد، جسده كان عبارة عن اختلاط بين الوحوش السحرية و له ذيل يبدو كما لو أنه جزء من ملك الثعابين الشره

جواااااااااااااااااااااااااااااه

صرخ الوحش الغريب مرة أخرى، و عندما رأى باسل أمامه بدأ يشحذ طاقته السحرية و بتلويح من ذراعه الخاصة بنمر البرق، أطلق عدة هجمات برقية

صدم باسل من الذي حدث لكنه فعل سحر التعزيز و راوغ الهجمات البرقية، و بمجرد ما أن فعل، بتلويح من ذراع الوحش الخاصة بنمر الجليد الأزرق مرة أخرى اتجهت نحوه عدة أشواك جليدية كبيرة، راوغها مرة أخرى، لكنه عندما فعل خرج من الأرض عدة أعمدة حجرية استهدفته فحطمها

توقف باسل بينما يلهث، لقد قاتل للتو ساحرا في المستوى السادس، و الآن ظهر وحش غريب لديه العديد من أنواع السحر

هذه المعركة سيكون من الصعب الفوز بها بالطرق العادية، أخرج 'عباءة الشفاف' فارتداها و اختفى

بقي الوحش الغريب يبحث عن العدو فلم يجده، ثم بدأ يستخدم حاسة الشم ليحدد موقع باسل

و بعد أن عرفه شحذ طاقته السحرية من جديد و أطلق هذه المرة هجوما سحريا مكونا من ثلاث عناصر مختلفة و كلها ذهبت نحو مكان واحد

بوووووووم

حدث انفجار عندما وصلت الهجمة الممزوجة بثلاث عناصر سحرية إلى المكان المقصود، و إذا بباسل يظهر بدرع سحري ذهبي و من دون وجود أي خدش عليه


كان الدرع رقيقا و و يلائم جسد باسل تماما كما لو أنه صنع من أجله فقط لا غير، ثم أخرج سيفين أبيضين ثم وقف في وضعية الاستعداد

"يبدو أنني سأحتاج للقتال بكل قوتي و إلا سحب البساط من تحت رجلي" بعدما انتهى باسل انطلق في اتجاه الوحش الغريب

وجه طاقته السحرية الخاصة بعنصر التعزيز نحو السيفين و الدرع فتوهجت النقوش المرسومة عليهم ثم شرع في هجومه

راوغ هجمات الوحش الغريب و ضرب بالسيفين الأبيضين بسرعة كبيرة، و إن شاهد أحد ما القتال سيصدم من سرعة تحرك الاثنين، خصوصا سرعة باسل

كان الوحش قادرا على مواكبة سرعة باسل بسبب رجليه الخاصتين بـ'الفهد الشبح' من المستوى السادس، كان يراوغ بعض هجمات باسل و يطلق عدة هجمات مختلفة

أصبحت المعركة في قمة الإثارة بالنسبة لباسل، أحس كما لو أنه يواجه عدة خصوم في وقت واحد، و مع ازدياد تحمسه ازدادت سرعته

ووووووووووووش

قطع


قطع باسل الذراع الخاصة بنمر البرق و إذا بالوحش الغريب يلوح بذراعه الأخرى كما لو أنه لم يحدث شيئا، لم يصرخ من الألم و لم تظهر عليه أي تعبيرات ألم، و بدل ذلك رد الهجوم فقط

تعجب باسل من هذا المنظر لكنه لم يتوقف و عندما حاول قطع الذراع الثانية وجد نفسه لم يعد يستطيع التحرك

بوووووووووووووووم

تقدم الوحش الغريب و ضرب باسل بكف نمر الجليد الأزرق ثم أطلق في نفس الوقت عدة أشواك جليدية

حلق باسل من شدة قوة الكف و ضرب مع الحائط و تعرض لهجمات جليدية على شكل أسهم و أشكواك كبيرة باستمرار، لكنه وقف مع القليل من الدم فقط ينزل من فمه

"ذلك الهجوم سابقا، إنه الخاص بملك الثعابين الشره لكنه أقوى، و الآخر خاص بنمر الجليد الأزرق من المستوى الخامس، إنها حقا تشكيلة غريبة مجموعة في هذا الوحش، كان من الجيد ارتدائي درعي و إلا كانت العواقب وخيمة"


بعدما انتهى باسل من الكلام هاجم مرة أخرى بعد توجيه الطاقة السحرية للدرع و السيفين، كانت المعركة ذات مدى قريب في صالح باسل لأنه يستطيع تجنب الهجمات السحرية المختلفة ذات المدى البعيد الخاصة بالوحش الغريب

استمرت المعركة هكذا لبعض الوقت حتى استطاع باسل قطع الذراع الأخرى، فسقط على الأرض ليقطع بعد ذلك الذيل الخاص بملك الثعابين الشره، ثم قطع رجلي الفهد الشبح و بقي الوحش مستلقيا على الأرض من دون القدرة على الحركة

كان الوحش الغريب يئن بشكل غريب، و النظرة التي في عينيه كانت كما لو أنه يطلب قتله

وقف باسل أمامه و قال "لقد كنت خصما جيدا للغاية على عكس ساحر الضوء ذاك، شكرا لك، و الآن فلتذهب لترتاح"

شحذ باسل سحر النار في السيفين معا و عزز بسحر التعزيز فكبر السيفين ليصل طولهما إلى الخمسة أمتار و صرخ "التهمي"

أصبح السيفين عبارة عن سيفي نار ضخمين و لوح باسل بهما في نفس الوقت نحو الوحش الغريب فنزلا عليه منهيان حياته البائسة بتحويله لرماد

"فوو" تنفس باسل و أرجع الدرع و السيفين لمكعب التخزين ثم التف لمكان الفتاة النائمة

اقترب منها ثم أخرج ثوبا غطى به جسمها الأبيض الذي كان يلمع كما لو أنه جوهرة، كان شعرها في لون أزرق فاتح قريب للأبيض، كانت صغيرة، حوالي عمر عشر سنوات، و كانت غائبة عن الوعي تماما، فحتى بعد أن حاول باسل إيقاظها لم تستفق أبدا

حملها باسل و خرج من ذلك المكان و في طريقه أخذ معه العالم من السابق بعد أن أيقظه ليستجوبه لاحقا

كان مزاج باسل سيئا لأنه فقد الفرصة لمكافأة تلك الع****، لكن عقله الآن مشغول كليا بالتفكير في طبيعة هذه الفتاة

ففي الطريق سأل باسل ذلك العالم الذي كان يتبعه بهدوء، فلو حاول الهرب سوف يمر بعذاب قاس فقط

"ما الذي كنتم تفعلونه لهذه الفتاة؟"

قال العالم بهلع "أنا فقط أمرت، لم أقم بهذا بإرادتي"

عبس باسل و قال "أجب عن السؤال فقط"


خاف العالم من نظرة باسل ثم أجاب "إنهم يحاولون صنع كائن يملك قوة الوحوش، عن طريق المرور من العديد من التجارب نتج ذلك الوحش الذي قتلته"

"ما هي كينونة ذلك الوحش بالضبط؟" سأل باسل مرة أخرى

أجاب العالم "لقد كان بشريا" صدم باسل ليكمل العالم كلامه "إنهم يأخذون عينات ددمم من مختلف الوحوش و يحقنونها في الشخص مع الكثير من الطاقة السحرية الخاصة بأحجار الأصل"

عبس باسل بشدة ليقول العالم "أنا حقا ليس لي علاقة بالأمر، قد أكون عالما مجنونا، لا، أخطأت، قصدت عالما متطلعا للاكتشاف لكنني لن أصل لهذه الدرجة"

تكلم باسل بنبرة حادة و نية قتل تخرج من عينيه "أصمت"

وضع العالم يديه على فمه بسرعة من شدة الخوف ثم تبع باسل الذي كان وجهه أسودا من الغضب، لقد حدثت الكثير من الأمور مؤخرا قد أزعجته، هربت من يديه تلك العاهرة، و يجب عليه أن يعرف من هم أولئك السود، و كيف للساحر وايد أن يملك الإكسيرات؟ ماذا قصد بكون تلك العاهرة ورقة مهمة لإكمال خطتهم؟ عن من تحدث؟

راودت العديد من الأسئلة ذهن باسل ليقرر "يجب أن أنتهي من موضوع الانقلاب هذا لأركز على معرفة هؤلاء الأشخاص، أظن أن الساحر وايد له علاقة بالأشخاص السود" التف للعالم ثم قال "أيها العالم المجنون، سوف تعتني بهذه الفتاة و تحاول القيام بكل ما تستطيع لجعلها تستيقظ، سوف تذهب معي الآن، إن حاولت الهروب لن تسلم فقط بتعذيب قاس، بل سأقتلك"

"نـ-نعععععم" قالها العالم بصوت مذعور ثم قال بصوت غير مسموع "أنا لست عالما مجنونا"

التف باسل و قال "هاه، ماذا قلت؟"

أجاب العالم في الحال "لا، لا، لم أقل شيئا، إنها الرياح فقط يا سيدي"

ثم ذهب الاثنين و الواحدة النائمة

في هذه الأثناء كان الكبير أكاغي يتكلم مع شخص ما "حسنا ما رأيك، أ أنت معنا؟"

أجاب الشخص الذي وُجِّه له الكلام "أنا 'روز بيمبي' أقسم أني سأمد لكم يد المساعدة"

"أنا مدين لك" قالها الكبير أكاغي و غادر


قال الرئيس تشارلي بعدما خرجوا من القصر الذي كانا به "أبقي أحد آخر لنذهب إليه؟"

أجاب الكبير أكاغي "لا، كان هذا آخر واحد من المرشحين للاستجابة لطلبنا بالكلام فقط، الآن سأذهب للقاء حليفنا للتكلم عن موعد بدئنا انقلابنا"

"هاهاها" ضحك الرئيس تشارلي و قال "حليفك، هاه؟ إنها تلائمه حقا، بما أنه يشبه ذلك الفتى جاسر"

صدم الكبير أكاغي من كلام الرئيس تشارلي ثم قال "إذا لست وحدي من يعتقد هذا"

أكملوا الطريق نحو القصر

بعد أيام وصل باسل للقصر فذهب ليضع الفتاة الغائبة عن الوعي في غرفته و أمر العالم المجنون بالاعتناء بها، ثم اتجه نحو القاعة الرئيسية ليخبر الكبير عن الموعد الذي قد سبق و قرره

"نعم" تكلم باسل "بعد يومين من الآن أيها الكبير أكاغي، ليس هنالك أي سبب لنطيل الأمر أكثر، كل شيء في أتم الاستعداد، قواتنا قد نمت كثيرا، تحدثنا مع العائلات التي بدت لا تطيق حكم عائلة غرين و نجح الأمر، لدينا الآن حلفاء كافيين، و لم يتبقى لنا سوى القيام بالخطوة الأخيرة، ألا و هي 'الانقلاب' "

تكلم الكبير أكاغي "حسنا لك هذا يا حليفنا، و قبل هذا، أريد سؤالك عن شيء ما أردت أن أسألك عنه منذ مدة طويلة"

قال باسل "تفضل أيها الكبير"

قال الكبير أكاغي "يا حليفنا، لا تأخذ الأمر كما لو أنه تحقيق في أمرك، فأنا أثق بك ثقة عمياء" تعجب باسل ليسأل الكبير "ما اسم أبيك يا حليفنا؟"

تعجب باسل من سؤال الكبير كثيرا ثم أجاب "أنا لا أعرف لم سألت مثل هذا السؤال، لكن اسم أبي كان 'جاسر' "

"إنه كما توقعت تماما بعد كل شيء" تنفس الكبير أكاغي ثم تذكر كلام باسل و قال "انتظر، قلت 'كان'؟"

أجاب باسل "نعم، أبي مات قبل أن أولد في الدمار الشامل"

"ما..ذا؟" صدم الكبير أكاغي ثم قال "يا إلهي، ظننت أنني أخيرا سأجد ابني لكن..."

قال باسل بتعجب "ابنك؟ ما الذي تقصده أيها الكبير بإيجادك لابنك؟ ما علاقة سؤالك عن أبي بإيجادك لابنك؟"

تكلم الكبير أكاغي "يا حليفنا، لقد كان أباك ينتمي لعائلتنا"

صدم باسل من هذا الكلام ثم قال "هاه، ما الذي تقصده، كيف يمكن لهذا أن يحدث؟" ثم تذكر باسل أمه التي كانت قلقة بغرابة عندما كان يريد المغادرة و انتظر جواب الكبير

قال الكبير "أنا سأشرح لك كل شيء، لكن قبل هذا فلتتبعني، أريد منك ملاقاة زوجتي و ابنتي"

أماء باسل رأسه بغرابة ثم قال "آه"

تبع باسل الكبير، خرجا من القاعة الرئيسية و اتجها نحو حديقة هادئة عميقا في القصر، و في طريقهما أتت أنمار لترافق باسل

قالت أنمار بابتسامة "هل تخلصت من تلك الأميرة؟"

أجاب باسل "لا"

"هاه؟" صرخت أنمار متعجبة ثم أكملت سائلة "لماذا؟ ما الذي حدث؟"


أجاب باسل بعبوس "حدثت بعض العقبات، أنا ليس لدي وقت لهذا الآن، سأشرح لاحقا"

"إلى أين نحن ذاهبين بالمناسبة؟" سألت أنمار

فأجاب باسل "للقاء الزوجة و الابنة"

تعجبت أنمار فسألت "لماذا؟"

أجاب باسل "لا أعلم، فقط توقفي عن الأسئلة الآن، إن رأسي مملوء كفاية"

تكلمت أنمار "ماذا؟ ماذا؟ هل اشتاق الابن لأمه بالفعل؟ لقد مرت 6 أشهر بالفعل، و هذه هي أقصى مدة غبت فيها عنها بالسنة الماضية فطلبت من المعلم أن يتركك لتذهب لرؤيتها، سابقا لم تستطع التحمل أكثر من 6 أشهر، ماذا؟ هل جاءتك الحالة مرة أخرى؟ فوفوفو"

ضحكت أنمار على باسل، فتذكر هذا الأخير شيئا، بسبب انشغاله كثيرا هذه الشهور لم يشعر بالوقت و كانت قد مرت 6 أشهر بالفعل، فقال "سنذهب لنراهم بعد انتهائنا من عملنا، فيجب أيضا أن أسأل أمي عن سبب قلقها الغريب قبل مغادرتي"

قالت أنمار بتعجب "قلق؟ أليس هذا الأمر كالعادة فقط؟"

أجاب باسل "لا، هذه المرة كانت كما لو أنها لم ترد مني أن أذهب للعاصمة لسبب ما"

تفاجأت أنمار و توقفت ليسألها باسل "ما بك؟"

قالت أنمار "لم تردك أن تذهب للعاصمة؟"

قال باسل "هذا ما قلته، ما بك؟"

قالت أنمار "هذا غريب، أمي أيضا لم ترد أن تتركني أذهب للعاصمة عندما أخبرتها، فهي كانت معارضة لهذا تماما لسبب ما لم ترد أن تخبرني به، لكني قلت لها أنني سأذهب مهما حدث بما أنك ذاهب، و لم يتبقى لها أي خيار آخر سوى الموافقة"

تفاجأ باسل "ما الذي يحدث هنا بالضبط؟ حتى أمك؟"

سكتت أنمار و تبعت باسل الذي كان شاردا بتفكيره بينما يتبع الكبير أكاغي حتى وصلوا لحديقة واسعة مليئة بالزهور، و في الوسط تجلس امرأتان حول طاولة دائرية صغيرة و تشربان الشاي بهدوء بينما *** صغير في عمر الرابعة أو الخامسة يلعب في الأرجاء


عندما رأت المرأتان الكبير أكاغي وقفت إحداهن و جرت نحوه بينما تقول "أبي، لقد أتيت، إن هذا نادر"

كانت هذه المرأة فاتنة جدا و منظرها يأسر عيون الرجال، بشعر ذهبي و عينين ذهبيتين، عندما رآها باسل تعجب من جمالها و فهم سبب ملاحقة الأمير الأول لها

عانقت الكبير أكاغي بقوة ثم قالت "أمي، إنه أبي، لقد أتى أبي، ألن تأتي لتحيته؟"

قالت الأم التي تجلس بعيدا "و ماذا في ذلك؟ أنت دائما ما تتحمسين كثيرا من الأمور البسيطة"

"أممم" نفخت الابنة وجنتها ثم قالت لأبيها "لا تأخذ كلامها بجدية يا أبي، إنها لا تتوقف عن الكلام عن تأخرك في المجيء"

"أمم" قال الكبير أكاغي "آه، إنني متأسف لقد كنت مشغولا هذه الأيام و لم أجد الوقت المناسب"

قالت الأم من بعيد "همم، فلتصنعه إن لم تجده"

عبست الابنة من تصرف والدتها ثم نظرت في اتجاه الفتى و الفتاة في الخلف و قالت "أبي من هذا الفتى و هذه الفتاة؟"

"قال الكبير أكاغي فلنجلس لنتحدث قليلا"

جلس الجميع حول الطاولة ليتحدث الكبير "إن هذا الفتى هو الذي حدثتكما عنه سابقا، إنه حليفنا باسل"

"هاه" تعجبت الابنة و أمها ثم قالا "لقد قال أبي أنك فتى لكني لم أكن أظن أنك بهذا الصغر، ظننت أنك في عمر العشرين على الأقل. آه، لا تأخذها مني قلة أدب، أنا فقط تفاجئت"

أماء باسل رأسه لتكمل الابنة "لم أقدم نفسي بعد، أنا اسمي 'كريمزون سكارليت' متشرفة بمعرفتك و..."حنت الابنة رأسها مما جعل باسل متعجبا من المنظر أمامه، المرأة التي كانت تبدو قبل قليل كالفتاة الصغيرة المتحمسة عندما رأت أباها، تغيرت في الحال لتصبح مثل هذه المرأة الناضجة، شاهدت أنمار عيني باسل المندهشتان من المرأة التي أمامهما و لم يعجبها الحال، فصنعت تعبيرا خطيرا و خرجت من عينيها نية قتل خفيفة

لم يعط باسل لهذا الأمر أهمية. أكملت 'كريمزون سكارليت' بعد انحنائها لباسل قائلة "أنا أشكرك من أعماق قلبي يا حليفنا، لقد وضعت ذلك الوضيع في السجن. في تلك الليلة خطفني عدة أشخاص بناء على أوامره لكنه أفلت من العقاب، لم نستطع تحمل هذه المذلة و أتيت أنت و أفرحتنا، إنني لا أعرف كيف أرد لك هذا الجميل أبدا"

رفع باسل يديه و قال "أنت لا تحتاجين لشكري أيتها الأميرة، كل ما فعلته كان من أجل نجاح خطتنا و صادف فقط أن كان الأمير الأول هو العقبة الأولى التي يجب علينا تجاوزها"


قالت سكارليت "حتى و لو كان كذلك الأمر فهذا لا يغير حقيقة جلبك لشرفنا الذي سلب منا لمدة" ثم تذكرت أمرا "لماذا ناديتني بالأميرة؟"

تعجب باسل "ما الخطأ في مناداة أميرة بالأميرة، هل هذا غريب؟"

قالت سكارليت "لا، لكني لم أعد أميرة بعد الآن"

قال باسل "لكنك سوف تعودين لكونك الأميرة، لذا قررت مناداتك بذلك منذ الآن لأعتاد على الأمر، فالاسم الذي أنادي به أي شخص بالمرة الأولى غالبا ما سيكون هو ما أناديه به دائما"

ابتسمت سكارليت و ضحكت "فوفوفو، إنك حقا ممتع يا حليفنا" ثم التفت لأمها و حملقت بها

تكلمت الأم بكل برودة و من دون ذرة انفعال بينما تشرب كوبا من الشاي "أنا أيضا أشكرك يا فتى"

قالت سكارليت "هوي، أمي لا تكوني هكذا، هيا، ألم تكوني متحمسة للقاء حليفنا؟"

أكملت فقط الأم شرب الشاي بهدوء و لم تجب ابنتها التي تحسرت على أمها و قالت "لا تأخذها بجدية، فهي في الحقيقة كانت متشوقة للقاءك"

ابتسم باسل و قال مع نفسه "كانت متشوقة للقاء الكبير و عاملته ببرود و الأمر سيان معي، أشعر أنني فهمت شخصيتها" ضحك باسل في نفسه

قال الكبير أكاغي "حسنا فلندخل في الموضوع المهم"

"هاه؟" تعجبت سكارليت و أكملت سائلة "ألم تأتي بحليفنا بسبب طلبنا لهذا و كان هذا هو الموضوع المهم؟"

أجاب الكبير أكاغي "هذا صحيح، لكن السبب الرئيسي لمجيئي قد تغير"

قالت سكارليت باقتناع "آه، هكذا إذا، لكن قبل هذا فلتقدم لنا السيدة الصغيرة"

قال الكبير أكاغي "آه، إنها مرافقة حليفنا، اسمها أنمار"

قالت سكارليت "متشرفة بمعرفتك يا أنمار"


أجابت أنمار بابتسامة "أنا كذلك أيتها الأميرة"

عبست سكارليت و نفخت وجنتها ثم قالت "أ أنت أيضا ستناديني بلقب؟ لا أريد هذا فلتناديني باسمي"

ابتسمت أنمار و قالت مع نفسها "إن هذه الأميرة حقا غير مفهومة، تارة تكون كشخص بالغ في الكلام، و تارة أخرى تتحول لهذه الفتاة الصغيرة" ثم قالت بصوت مسموع "آه، حسنا سأناديك بسكارليت كما أردت"

"ياي" فرحت الأميرة ثم نظرت في جهة أمها فوجدتها ترتعد و كوبها يكاد ينفلت من يدها كما لو أنها سمعت شيئا صدمها للغاية، نعم، كما لو أنها سمعت خبر عودة ابنها المفقود أو خبر موت شخص عزيز على قلبها

هدأت بعد مدة ثم قالت "لا، لا شيء" ثم أكملت بصوت غير مسموع "يا لها من صدفة غريبة" و عادت لحالتها الهادئة مرة أخرى

تكلم الكبير أكاغي "بالنسبة لموضوعنا، أنا أتيت بخبر قد يفرحكم، لكنه قد يكون سببا في ازدياد حسرتكم فقط و حزنكم"

استغربت الأم و الابنة و كذلك باسل بما أن هذا الموضوع يبدو أنه سيكون عليه

قالت الابنة "عن ماذا تتحدث يا أبي؟ ما نوع الخبر الذي سيفرحنا و يحزننا في نفس الوقت؟"

أجاب الكبير أكاغي بعد أن تنفس "حليفنا باسل الذي أمامكم هو في الحقيقة ابن 'جاسر' "

سقوط

تكسر


أسقطت الأم كوب الشاي و بقيت مركزة عينيها على جهة واحدة من دون أن ترمش حتى للحظة واحدة

صدمت سكارليت هي الأخرى من هذا الخبر، حليفهم هو في الحقيقة ابن 'جاسر'، ما هذه الصدفة الغريبة الصادمة؟

لم يتكلم أحد لمدة و باسل أصبح لا يفهم الوضع أكثر، قال الكبير أكاغي "حسنا هذا هو المتوقع، أنا أعرف أنكم صدمتم من هذا الخبر، و قد يكون أفرحكم لوهلة لكن..."

أوقف كلام الكبير وقوف الأم بسرعة من كرسيها و اتجاهها نحو المكان الذي كانت مركزة عليه نظرها سابقا حتى وصلت له، فكانت واقفة أمام أنمار و نظرتها المندهشة لم تتغير أبدا، ثم فجأة عانقت أنمار بكل قوة

تعجب الجميع من هذا المشهد، و خصوصا الكبير أكاغي "ما الذي يحدث هنا؟"

استمرت الأم في عناق أنمار و لم تكف عن هذا، سأل الكبير أكاغي "ماذا تفعلين أيتها الأم؟ لماذا تعانقين على حين غرة السيدة الصغيرة؟"

أزاحت الأم ذراعيها من حول أنمار ببطء و تنفست الصعداء ثم قالت "أيها الأب، لقد ظننت أنها صدفة عندما سمعت اسمها لأول مرة لكن عندما قلت هوية حليفنا باسل، تأكدت تماما"

تعجب الجميع ثم سأل الكبير أكاغي "ماذا تقصدين بتأكدك؟ أي شيء تأكدت منه؟"

تنفست الأم مرة أخرى و قالت "أنَّ أنمار هذه هي ابنة ابننا 'أكاي' "

صدم الكبير أكاغي و سكارليت من الخبر و كانت أنمار و باسل بنفس شدة الصدمة

تكلمت أنمار "كيف لك أن تعرفي اسم أبي؟ و ماذا تقصدين بأن أبي ابنكم؟"


أجابت الأم "كما توقعت، لقد كنت محقة"

قال الكبير اكاغي "هل الأمر حقيقة؟ انتظري لحظة، أنمار مرافقة باسل الذي هو ابن جاسر، هذا ممكن، لكن بهذا فقط لم يكن بإمكاني الجزم بهذا، كيف عرفتي هذا؟"

قالت الأم "ابننا أكاي كان سيسمي طفله المولود بأنمار بناء على طلبي، فعندما سمعت اسمها أول مرة تحرك قلبي لأن ابننا وعدني بتسمية حفيدنا بهذا الاسم، لكني هدأت واعتقدتها فقط مجرد صدفة، لكنك عندما أعلنتَ عن هوية حليفنا باسل تأكدت من الأمر، فبما أن أنمار هذه مرافقة باسل الذي هو ابن جاسر فلا شك من أنها حفيدتنا"

فهم الكبير أكاغي شرح الأم ثم قال "هكذا إذا، لم أكن أعلم بهذا الوعد الذي بينك و بين ابننا" ثم حدق في أنمار مطولا بنظرة حنونة، كم هو مفرح هذا الخبر يا ترى؟

تكلم باسل بعدما تلخبطت أفكاره "انتظر لحظة، أنا لا زلت لم أستوعب الأمر هنا، لا تقتنعوا لوحدكم، عن ماذا تتحدثون؟ في الأول الكبير أكاغي عرف اسم أبي و الآن السيدة الكبيرة عرفت اسم أب أنمار و تقولون أنه ابنكم، فلتشرح الأمر لي بروية أيها الكبير أكاغي، و ماذا قصدت سابقا بما قلته عن انتماء أبي لعائلتكم؟"

"هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها" ضحك الكبير أكاغي من دون توقف فترك الجميع مستغربا، ذلك الكبير الهادئ يضحك بجنون الآن، ما الذي يحدث؟ باسل و أنمار تركا في حالة صدمة

تكلم الكبير أكاغي "إن القدر شاء أن يجمعنا، فهذه الصدف لا تحدث كثيرا"

قالت الأم "نعم معك حق، لم أعتقد يوما أنني سألتقي بحفيدتي قبل ابني" ثم وجهت نظرها لأنمار و قالت "كيف حال أبيك يا أنمار؟"

عبست أنمار و عندما شاهدها الكبير أكاغي فهم الأمر فعبس أيضا و أحكم قبضتيه، لقد تذكر أن جاسر أب باسل مات في الدمار الشامل، و من نظرة أنمار لابد أن الشيء مثله حدث لابنه، تحسر كثيرا بداخل قلبه و ترك الأم لتسمع الجواب من فم أنمار

"أبي مات في الدمار الشامل"

سقطت الأم في مكانها من شدة الصدمة، فرجليها لم يعد باستطاعتهما حملها، كريمزون سكارليت دهشت كثيرا ثم صدمت أكثر بخبر موت أخيها، كان دائما لهم أمل في الالتقاء بـ'كريمزون أكاي' يوما ما، لكن هذا الأمل تحطم للتو

نهضت سكارليت من الكرسي و اتجهت نحو أمها لتواسيها، كم كان هذا الأمر محطما للفؤاد، لقد فقدت ابنها الأول بالقتل، و الثاني كان الأمر سيان معه

وجهت سكارليت نظرها نحو باسل بينما الدموع تنهمر من عينيها، و قالت "ماذا عن أخي الأكبر جاسر؟"


تفاجأ باسل من طريقة تكلم سكارليت عن أبيه و أجاب بعد أن عبس "لقد مات هو أيضا في الدمار الشامل، أخبرتني أمي أنهما ضحيا بنفسهما من أجل أن تعيش عائلتيهما"

زادت حسرة سكارليت، و تشوش باسل أكثر عندما سمع طريقة تكلم سكارليت عن أبيه

قال باسل "حسنا، أنا حتى الآن لا أعرف ما العلاقة التي بين أبوينا نحن الاثنين و بينكم بالضبط، و كيف لهذه العلاقة أن تكون موجودة أصلا، فلتشرح أيها الكبير من فضلك، رأسي ممتلئ بالكثير من الأشياء بالفعل، و لا أريد أن أضيف إليه شيء سيفقدني تركيزي عن الأشياء المهمة أمام أعيني"

"آه، حسنا" قال الكبير أكاغي "لكن قبل هذا، فلنرجع بالزمن للوراء لتفهم هويتك الحقيقية يا حليفنا"

قبل آلاف السنين، قبل أن تكون إمبراطوريتنا موجودة، كان هناك صديقان مفضلان لبعضهما البعض، ليس هناك من يفلت بمس أحدهما من عقاب الآخر، كانت علاقتهما أكثر قرابة من الأخوة

كان الأول اسمه كريمزون و يتميز بشعر قرمزي و عينين حمراوين كالخاصين بك و الثاني كان اسمه باسل كاسمك

تعجب باسل من هذا الأمر ليكمل الكبير

كانت علاقتهما ببعض كبيرة و دائما ما يكونان معا، في ذلك الوقت كانت الإمبراطورية عبارة عن ممالك كثيرة متحاربة فيما بينها

كان حلم الصديقان هو توحيد هذه الممالك ليصيروا بلدا واحدا، فلو استمر الوضع على ذلك الحال، فسيستعمرون من طرف أحد الإمبراطوريتين الأخريين عاجلا أم آجلا

كبر الصديقان ليصير اسمهما معروف في شتى أنحاء العالم، وصل كريمزون للمستوى السابع و باسل للمستوى السادس و لم يستطع أحد الوقوف في وجههما

تزوج باسل من عائلة نبيلة و بدأت عائلته تكبر شيئا فشيء، أما كريمزون فقد تزوج من عامية فقط، و ظلت عائلته تضمه هو و زوجته أبناءه الثلاث فقط

لم يتوقف حلم الاثنين، و كان باسل يقوم بالارتقاء للأعلى أكثر، بينما كريمزون يقوم بتنقية طريقه و العواقب التي قد يتعرض إليها، و يمحو أي تهديد قد يصيبه، و يزيح قمامة السوق السوداء و العالم السفلي

استمر هذا الوضع هكذا إلى أن جاء ذلك اليوم الذي كان يوم فراق الصديقين المفضلين


نُصِب فخ لهما تسبب في موت كريمزون و بقاء باسل. كان بقاء باسل على قيد الحياة بفضل تضحية صديقه المفضل كريمزون

و لهذا أقسم على إكمال حلمهما، فوحد الممالك و صار إمبراطور الإمبراطورية التي صنعها، و عندما حقق الحلم المنتظر، قرر تسمية إمبراطوريته بـ'الشعلة القرمزية' و تلقيب نفسه و عائلته بـ'كريمزون' تيمنا بصديقه المتوفى

فأصبح اسمه الكامل 'كريمزون باسل'

كان كريمزون موهوبا للغاية، فحتى صديقه باسل لم يصل لمستواه أبدا، و كذلك كان أبناؤه الثلاث. هؤلاء الأواخر قاموا باتباع صديق أبيهما بناء على وصاية هذا الأخير

فاستمرت العلاقة التي كانت بين الصديقين المفضلين و مرت إلى أحفادهم وصولا لجيل أبيك جاسر و ابني أكاي

كان أبوك 'جاسر' حفيد 'عشيرة النار القرمزية' التي كانت قرابتها بعائلة كريمزون سرية، لكنها كانت أقوى قرابة، و لم تكن علاقة تابع و سيد أبدا

فنحن أيضا حافظنا على وصية المؤسس بمعاملة 'عشيرة النار القرمزية' كنصفنا الآخر و اعتبرناهم عائلتنا نفسها

لكن عشيرة النار القرمزية اتبعت نهج مؤسسها و استمرت في دعم عائلتنا من الظلال و لم تخرج للضوء أبدا، و لم يعرف عنها سوى المرتبطين بعائلتنا

حتى قبل خمسين سنة، كانت السبب في مقدرتنا على مواجهة العديد من العائلات مرة واحدة و إطالة حكمنا لليلة كاملة، لكن انتهى الأمر بفناءها في المقابل

عشيرة النار القرمزية معروفة بموهبة أبناءها منذ القدم و يتميزون بالشعر القرمزي و العيون الحمراء و سحر النار. هنا توقف الكبير للحظة و فكر مع نفسه "انتظر، لماذا حليفنا باسل إذا يملك سحر التعزيز و ليس سحر النار؟"

توقف عن التفكير في الأمر و أكمل

بعد 'انقلاب الليلة الواحدة'، لم يبقى سوى شخص واحد يرث ددمم عشيرة النار القرمزية و الذي مات بدوره مع ابني الأول مسموما، لكن لحسن الحظ ترك ابنا آخر الذي كان هو جاسر


و الباقي ستكون قد سمعته من الإشاعات، هرب ابني مني لأنني لم أسمح له بالزواج من سميرة أم أنمار، و هذا هو ندمي الوحيد في حياتي، لكن ما لم يُعرف للناس هو مرافقة صديقه جاسر له في رحلته و تركه لعائلتنا أيضا

و بعد خمسة عشر سنة عاد ابن جاسر و ابنة أكاي اللذان هما أنتما

فهم باسل القصة و ربط الأجزاء ببعضها، لهذا لم تردهما أمه و العمة سميرة أن يأتيا للعاصمة، لأنهما عرفتا أنهما قد يلتقيان بعائلة كريمزون

عرف باسل أخيرا هويته و أصله، سأل ذات مرة أمه عن أصله لكنها أجابت فقط بأنهم مجرد قرويين و أجداده ماتوا منذ زمن

و عندما سأل عن أبيه، قالت أنه مجرد عام من مدينة ما هو و أب أنمار، لذا كانا صديقين منذ الصغر

أنمار بالطبع كانت مشوشة، لكنها فهمت القصة و عرفت حقيقة أنها سليلة عائلة كريمزون لكنها لا زالت لم تستوعب هذا الأمر، فصدمت بهذه الحقيقة و نهضت من مكانها و غادرت

وقف باسل و قال "أيها الكبير أكاغي، أنا أعرف أن هذا قد يكون خبرا مفرحا لكم، لكنه صادم بالنسبة لنا كثيرا، سوف نتكلم في هذا الموضوع ثانية، فهذا شيء يتعلق بأصولنا" ثم غادر، لكنه توقف بعد تذكر شيء ما

"أيها الكبير، لقد قلت أنك أردت أن تسأل عن اسم أبي قبل مدة طويلة، لِمَ لَمْ تفعل بما أنه أمر بهذه الأهمية"

أجاب الكبير "آه، لقد كنت أريد سؤالك لكن كانت لدي شكوك، فلو اتضح في النهاية أنك لست ابن جاسر، فسوف تطلب تفسيرا عن سبب سؤالي عن اسم أبيك، و بالطبع أنا لن يكون بإمكاني البوح لك عن وجود عشيرة النار القرمزية، فظننت أنني سوف أهز ثقتنا ببعضنا البعض إن كنت مخطئا في ظني و تسرعت في السؤال"

"هكذا إذا" قالها باسل و أكمل طريقه

"آه، انتظر، يجب أن ترى شخصا ما غيرنا" تكلم الكبير أكاغي موقفا باسل

قال باسل سائلا "من هذا الشخص؟ أيا كان فأنا لم أعد في مزاج جيد لهذا"

ابتسم الكبير و قال "لا، أظن أنك ستريد أن تلتقي بها، فهي جدتك التي أتكلم عنها بعد كل شيء"

فتح عينيه بشدة، لقد صدم تماما، لكن عند ذكر الأمر، لقد قال الكبير أن جده مات لكنه لم يذكر أي شيء عن جدته. ظهر القليل من العرق البارد على وجه باسل، هل يوجد في هذا العالم شخص آخر لديه صلة ددمم معه غير أمه؟ هذا السؤال كان يحيره دائما، لكنه تخلى عن هذه الفكرة منذ زمن طويل، لذا الآن عندما عرف بتواجد هذا الشخص، لم يعرف أي تعبير عليه أن يصنع

ذهب لاحقا بأنمار ليتكلم معها

بقي الكبير و الأم و الابنة حائرين في مكانهم، مع أنهم فرحين كما قال باسل بإيجاد نسل ابنهم و نسل عشيرة النار القرمزية، لم يستطيعوا أن يظهروا فرحتهم على وجههم بسبب حزنهم

تذكر الكبير شيئا ما فقال للأم "هممم؟ انتظري، أيمكن أن اسم أنمار أتى من..."

**********************************************
في هذه الأثناء كان الجنرال منصف يتدرب في غرفة الانعزال مع التاجر ناصر، هذا الأخير قد اخترق للمستوى الثاني، و يبدو أنه يريد أن يشارك في الانقلاب، مما جعله يتحمس كثيرا و أراد أن يصبح أقوى سريعا، فطلب من الجنرال منصف مرافقته في التدريب

من جهة أخرى نمت القوة التي أنشأها باسل كثيرا عما كانت عليه، بما أنه أرشد القادة، و هؤلاء الأواخر أرشدوا البقية ثم اختاروا مئات الجنود و قاموا بتدريبهم كما فعل معهم باسل

(في البلاط الإمبراطوري)

كان الإمبراطور يتكلم مع شخص ما

"يا ابني الثاني، سمعت أنك لم تستطع إقناع كريمزون أكاغي ليعفو عن أخيك الأكبر"

"نعم" أجاب الأمير الثاني باحترام

قال الإمبراطور بصوت فخور و هادئ "أنا أعلم أنكما لستما من بطن واحدة، لكن دمي يسري في عروقكما أنتما الاثنين، لا أريد أن أرى أي صراع بينكما"

قال الأمير الثاني باحترام "أنا أعلم يا سيادة الإمبراطور، و لا تقلق بشأن هذا، فبما أن الأمير الأول قد دخل السجن المركزي، فلا أظن أنني قادر على التخاصم معه حتى"


حدق الإمبراطور في ابنه الثاني ثم قال "أنت كنت المرشح الثاني للعرش، لكن بعد أن دخل ابني الأول للسجن، أصبحت المرشح الأول، و لا يوجد مرشح قد يتغلب عليك، ما شعورك الآن و السلطة أمام عينيك؟ أنا لم يتبقى لي الكثير، الكل يعرف هذا، فحتى أخوك كان ينتظرني أدفن ليعتلي العرش، هل أنت أيضا مثله؟ كل ما تفكر به هو العرش و السلطة؟"

"أنا.." تردد الامير الثاني

أكمل الإمبراطور "أمم، يبدو أنني كبرت في العمر حقا، أن أسأل مثل هذه الأسئلة، حسنا، هذا لا يهمني، لكن سأقول لك شيئا، عائلة كريمزون لن تبقى ساكنة دائما، في جيل والدي تم الانقلاب، لكن أبي بنفسه مات في هذا الانقلاب فاعتليت العرش، حكمت لمدة خمسين سنة و لم تقم عائلة كريمزون بأي شيء ضدي، ذلك اليوم شاهدت الغضب الذي كان مرسوما على وجه كريمزون أكاغي، قمت بالموافقة على تلك المعاهدة لأنني ظننت أنها ستكون مفيدة لنا، فبذلك الغضب ظننت أنه لن يتحمل و سوف يقوم بمس فرد منا، و بهذا ستكون لدي العلة لأبيد عائلته كاملة، لكن انظر، خمسين سنة كلها كانت في حالة سكون، ما رأيك في هذا؟"

عبس الأمير الثاني و قال "هدوء ما قبل العاصفة"

ابتسم الإمبراطور و قال "هذا صحيح، قد يحدث انقلاب في جيلك يا ابني الثاني بعد أن تعتلي العرش، و لهذا أحذرك، أي تحرك بسيط رأيته في عائلة كريمزون حاول عرقلته بكل ما تملك، و بالطبع 'أي تحرك' يشمل حتى التجارة"

تعجب الأمير الثاني ليكمل الإمبراطور "فلتجمع جميع العائلات التي تحت إمرتنا و تحدث معهم، 'عائلة كريمزون قد تمادت في أفعالها و يجب أن نأخذ حقنا' سيكون هذا عنوانا جيدا"

عبس الأمير الثاني، هو أراد حل الأمور بسلمية أكبر لكن أبوه لا يوافقه الرأي، لم يكن بإمكانه عصيان أمر الإمبراطور فأجاب بالموافقة

غادر الأمير الثاني ليتكلم الإمبراطور مع شخص من أربعة كانوا في الجانب "أخي الصغير، فلتراقب ابني الثاني، و احرص على قيامه بما أمرته به، ذلك الفتى لديه حس بالعدالة أكثر مما يجب، عائلة غرين لا يجب أن ينتهي حكمها الآن، لم نحكم سوى خمسين سنة، مقارنة مع الإذلال لآلاف السنين فالحكم لخمسين سنة لا شيء. يجب أن تباد عائلة كريمزون في أسرع وقت"

أماء الأخ الأصغر للإمبراطور الذي كان يرتدي درعا فضيا، ثم تبع الأمير الثاني


أكمل الإمبراطور كلامه مع الثلاثة الآخرين في القاعة "عائلة كريمزون لم تقم بأي تحرك مما جعل إيجاد سبب لإبادتها صعبا، لكن، سوف نستغل هذا الوضع الحالي جيدا، سنضع عائلة كريمزون في موضع لن يمكنها الإفلات منه بسهولة، و سيبقى الخيار الوحيد أمام جميع العائلات الاتفاق على إبادة عائلة كريمزون"

أكمل الإمبراطور "أبلغوا العائلات الكبرى الخمس الأخرى بهذا الأمر، يجب أن يفرضوا رأيهم غدا في الاجتماع الي سيقام و يحاولوا تشويه سمعة عائلة كريمزون قدر المستطاع"

"أخبروا بقية الأمراء و الأميرات أن يجتمعوا، قد يكون وقت نهاية عائلة كريمزون قريبا و أخيرا، يجب أن تحضر عائلتي كلها على لحظة تخلصها من عدو آلاف السنين، و تحقيق أمنية أجدادنا و أسلافنا"

"عائلة غرين رعت مؤسس عائلة كريمزون و زوّجته ابنتهم عندما كان يهدف للقمة، لكنه خان ثقتهم و تزوج من امرأتين أخريين من عائلتين نبيلتين كانتا في ذلك الوقت معروفتان بأقوى عائلتين في الإمبراطورية التي كانت عبارة عن ممالك، تزوج ابنة كل واحدة من المملكتين و بهذا كان قد وحد أقوى مملكتين و صار ملكا عليهما، و عندما فعل نسانا نحن من أعطيناه هذه الفرصة من الأول و تخلى عنا بكل بساطة، لم يلد من زوجته من عائلة غرين أبدا و ولد فقط من الزوجتين الأخريين، هذا كان دليلا على أنه أراد فقط استغلال عائلتنا و لم تكن لديه النية أبدا في الاستمرار بالارتباط معنا"

"أجدادنا عرفوا هذا و قطعوا صلتهم معه، و كيدوا ما كيدوا، حتى قبل خمسين عاما جاء وقت الانتقام، و قد تحققت الرغبة المنتظرة"

"لن أسمح بفقدان السلطة من يدنا أبدا، إنها حقنا، نحن من كان السبب في أن كريمزون باسل كان قادرا على أن يصبح إمبراطورا، إننا فقط أخذنا ما أقرضناه، ليس هناك أي شخص يمكنه الاعتراض على هذا، و لو فعل سيموت فقط"

"و لإنهاء هذه الأحقاد المستمرة يجب أن يفنى أحد الطرفين نهائيا، و بالطبع لن أرضى بأن يكون طرفي، بل ستكون عائلة كريمزون هي التي ستمحى من الوجود"

انحنى الثلاثة و قالوا "معك حق أيها العم، لا، أيها الإمبراطور"

في الغد قامت عائلة غرين بإقامة اجتماع كبير استدعي فيه الكثير من العائلات الصغيرة و ليس فقط العائلات الكبرى، كل من كانت عائلة غرين لها سلطة عليه أتى


تم الاتفاق في هذا الاجتماع على إبادة عائلة كريمزون إن لم ترد أن تعطي طريقة الصنع، فإن استمرت على هذا الحال ستضعف قوة العائلات كثيرا، و بالتالي ستتشتت القوى و لن تبقى موحدة، يجب أن يمنعوا هذا من الحدوث

و بهذه العلة خرجوا بقرار الإبادة

(في قصر عائلة كريمزون)

هدأ باسل و أنمار حاليا، البارحة عرفا أصلهما المخفي مما جعلهما مشوشين قليلا، لكنهما قررا نسيان الموضوع للآن، تكلم باسل "سنترك هذا الموضوع لوقت لاحق، عندما ننوي العودة للقرية سنصطحب معنا الكبير و الزوجة و الابنة و الجدة، و سنجعل أُمَّينا تواجهانهم، نحن يجب علينا التركيز في شغلنا الآن. يبدو أن عائلة غرين قامت بتحرك غريب، جميع الأمراء و الأميرات قد اجتمعوا و قاموا باجتماع يضم كل العائلات التي تخضع لإمرتهم، لكن هذا جيد، فبدل البحث عن كل أمير و أميرة كل على حدة، سوف يكون من الجيد لو اجتمعوا مرة واحدة في مكان واحد"

خرجت نية قتل من باسل ثم قال "لأنها ستكون إبادة جماعية"

(في قاعة قصر عائلة كريمزون الرئيسية)

كان يقف باسل، الجنرال براون، الرئيس تشارلي، الكبير أكاغي، الجنرال رعد، الجنرال منصف، و الرئيس هِيْ

تكلم باسل "حسنا، فلنبدأ عملنا"

أجاب الجميع بالموافقة ثم تفرقوا و رافق باسل الكبير أكاغي

(في قصر عائلة هويز)

يبدو أن رئيس عائلة مارون ' براون' قد أتى و يريد التحدث معك في شيء خاص

استغرب الرئيس 'هويز هايرو' "خاص؟" ثم أكمل "أدخلوه"

(في قصر عائلة غين)

"الرئيس تشارلي؟ حسنا فلتدخلوه" كان الصوت آتيا من الرئيس 'غين سيلفر'

(في قصر عائلة آوْ)

"الجنرال رعد قد أتى ليتكلم معي؟ قلوا له أنني مشغول حاليا" تكلم رجل بشعر أزرق

تكلم الجندي "آه، في الحقيقة، لقد توقع هذا، و قال لي أنه يريد التحدث حول شيء يخص عائلة كريمزون"

تعجب الرئيس 'آوْ لان' ثم قال "حسنا، فلتدخلوه"


(في قصر كِيِرو)

"الجنرال منصف؟ ما الذي يريده ذلك الوغد من عائلة كريمزون من عائلتي في مثل هذا الوقت، أنسي أنه من العائلة التي تسببت في هذه الفوضى مؤخرا؟ كيف يمكنني أن أقابله؟ قل له أن ينصرف" جاء الصوت من شخص ذو شعر أصفر

قال الجندي "في الحقيقة، لقد أخبرني أن أوصل لك هذا الكلام إن قلت ما قلت، إنه يريد التحدث معك حول طريقة الصنع"

"أمم؟ طريقة الصنع؟" فكر الرئيس 'كِيِرو هوانغ' "قد تباد عائلة كريمزون و تختفي معها طريقة الصنع، إن كان سيعقد معي صفقة فسأقبلها، لأنني لن أفي بوعدي له بما أنهم لن يكونوا موجوين عندها، و بهذا سأكون أملك طريقة الصنع لنفسي و أترقى بعائلتي للفوق" قال آمرا الجندي "فلتدخلوه"

(و أخيرا في قصر عائلة موراساكي)

كان الكبير أكاغي يقف أمام الرئيسة 'موراساكي فايوليت'. كانت امرأة بشعر بنفسجي و عينين بنفس اللون، ذات قوام رائع و ساقين نحيلتين ظاهرتين من الفستان الأبيض كبياض الثلج، مثل هذه المرأة الفاتنة هي رئيسة عائلة موراساكي

قال الكبير أكاغي "ما رأيك يا أيتها الرئيسة فايوليت؟ فترة حكم عائلة غرين قد انتهت، لقد جئت للتكلم معك لأنني أومن أنك ستتفهمين الأمر، فأنت معروف عليك الهدوء و الحكمة في اتخاذ القرارات، هل أنت معي أم ضدي؟"

قالت الرئيس فايوليت "سأسألك شيئا أيها الرئيس أكاغي "ما الفائدة من الانضمام لك؟ و ما الضرر من معارضتك؟"

أجاب الكبير أكاغي "أنا حقا لا أريد أن نتوصل للجزء الثاني من سؤالك، لكنني سأجيب، إن انضممت لي سوف أعطيك طريقة الصنع و أعدك بالشرف و المكانة و الأرض، أرض تكفي لتكوني مملكة خاصة بك، و إن عارضتني و انضممت لعائلة غرين سيكون مصيرك متشارك معها، سواء كان الموت أو النجاة، مع أنني أظن أن المصير الأول هو المرجح، أما الثاني فسيكون لشخص واحد من عائلة غرين، إنه الأمير الثاني، لكنه أيضا إن قام بمحاولة معارضتي فسوف يكون مصيره متشابه مع مصير عائلته. و الآن ما رأيك أيتها الرئيسة موراساكي فايوليت؟"

عبست الرئيسة فايوليت و قالت "أنت لم تأتي إلى هنا لتسألني من الأول أيها الرئيس أكاغي، يبدو أنك تحب أن تتغابى على الناس، أنت لم تترك لي أي خيار آخر غير الموافقة و النجاة، أم المعارضة و الموت، أنت ببساطة أتيت لتهددني"

وقفت الرئيسة فايوليت ثم قالت "لكن أتعلم شيئا؟ إنني لا أحب أن أرغم على فعل شيء"

شحذت قوتها ثم أطلقت عنان طاقتها السحرية و قالت "لقد قمت بالخيار الخاطئ عندما أتيت إلى هنا لوحدك أيها الرئيس أكاغي و وقفت في قاعتي الرئيسية بين أتباعي المخلصين"

استغرب الكبير أكاغي و قال "لوحدي؟ ما الذي تقولينه؟ ألا ترين أنني أتيت بالمرافقة معي و قد دخلت معي إلى قاعتك الرئيسية؟"

"همم" تهجنت الرئيسة فايوليت و قالت "مرافقة؟ أتعني ذلك الغر هناك؟"

قال الرئيس أكاغي "سوف أحاول التعامل بشكل أفضل لو كنت مكانك"


بمجرد ما أن انتهى الكبير أكاغي من الكلام حتى أحست الرئيسة فايوليت ببطنها تحاول أن تتلاقى بظهرها، و لما أدركت ما حدث كانت متأخرة

بوووووووم

في لحظة واحدة تم إرسال الرئيسة فايوليت محلقة للخلف بسرعة كبيرة جراء لكمة الفتى الذي نادته بالغر حتى اصطدمت بكل قوة بالحائط و تقيأت الكثير من الدماء

تكلم الفتى "سأقول لك شيئا، أنا متفق معك في كرهك أن يتم إرغامك على فعل شيء ما، لكننا لا نملك أي وقت هنا للتفاوض الممل، لك خيارين، و قد سبق أن قالهما الكبير أكاغي بكل وضوح، أ أنت معنا أم ضدنا؟"

صدم جميع الأتباع من الفتى الذي أمامهم، إنه لا يتجاوز الخامس عشرة سنة، فكيف له أن يملك مثل هذه القوة؟ شحذ الجميع قوتهم ثم استعدوا للدخول في معركة

انقض الجميع على الفتى و عندما كادوا أن يصلوا له سمعوا الصوت الآمر الذي قال "توقفوا" التفوا ليجدوا رئيستهم تقف بصعوبة "أنتم لستم بند لذلك الفتى" ثم فكرت مع نفسها "ما كل تلك القوة بالضبط؟ كيف لفتى في عمره أن يكون في مستوى جنرال؟ انتظر، ذلك الشعر وتلك العينين، أخبرني أبي عنهما ذات مرة، هل يمكن أنه من عشيرة النار القرمزية؟ لكن ألم تفنى تلك العشيرة بالفعل؟" ثم أكملت بعد أن انتهت من التفكير

"أنا معكم"

تكلم باسل "كان عليك قول هذا من الأول"

قالت الرئيسة فايوليت "لكن بشرط"

قال باسل "ما هو؟ تكلمي، سأقرر بعد أن أسمعه"

"أن تقول سر كل هذه القوة التي تملكها و أنت في هذا السن الباكر" قالتها الرئيسة فايوليت بينما تمسك بطنها، لقد حُطِّمت أعضاءها الداخلية من ضربة باسل

أجاب باسل "لك هذا" ابتسم باسل و قال مع نفسه "أنا أنوي إعطاء الإكسيرات لكل عائلة لم تعارضنا بعد نهاية الانقلاب، لذا فطلبها كان محقق من دون أن تطلبه"

قال الكبير أكاغي "سوف ننتظر الأخبار من الآخرين الذين ذهبوا ليتكلموا مع العائلات الأربع الأخرى، ثم سنهجم على عائلة غرين مجتمعين، سوف تجمعي قواتك كلها الآن و تضعينها تحت إمرة جيشي"

"حسنا" وافقت الرئيسة فايوليت

"خذي" قام باسل برمي إكسير العلاج للرئيسة فايوليت التي تعجبت فسألت "ما هذا؟"

أجاب باسل "اشربيه، سيساعدك على الشفاء"


عبست الرئيسة فايوليت كما لو أنها لم تثق في كلام باسل، لذا قال هذا الأخير "لو كنت أحاول قتلك فلن آخذ الطريق الدائرية و أنا أمامي الطريق المستقيمة، اشربيه"

شربته الرئيسة فايوليت لتحس بأعضائها بدأت تتعالج ببطء

صدمت من مفعول هذا الإكسير فبقيت تحدق في باسل لمدة طويلة

(أيها الرئيس أكاغي، لقد قبل 'آوْ لان) تكلم رعد عبر خاتم التخاطر

قال الكبير أكاغي (أوه، هذا جيد، فلتختر نخبة جيشه و اجعلهم مستعدين للتحرك)

(أب زوجتي، لقد قبل كيرو هوانغ، و كما توقع السيد الصغير باسل، إن التعامل معه يدور حول المال، بمجرد أن ذكرت له الفوائد و الربح الذي سيجنيه من الآن فصاعدا إن انضم لنا، قبل بسرعة)

قال الكبير أكاغي (حسنا، لكن راقبه جيدا، كلب المال ينقلب إن رأى مصدر دخل أفضل، مع أنني أشك في أنه سيجد أي ربح أكثر من الذي اقترحناه عليه)

(أنا الجنرال براون، لقد رفض الرئيس 'هويز هايرو' و أنا الآن محاصر من جميع الجهات، ما الذي يجب أن أفعله؟)

قال الرئيس تشارلي (لم يفلح الأمر معي)

قال الكبير أكاغي موجها نفس الكلام للجنرال براون و الرئيس تشارلي (مرر كلامي له، إن جميع العائلات الكبرى قد انضمت لنا إلا أنت و الرئيس هويز/غين)

(لقد قال أن هذا لا يهمه) تكلم الجنرال براون

(لن ينزاح لجانبنا و لو عرف أنه الوحيد الذي سيبقى في جانب عائلة غرين) قال الرئيس تشارلي

عبس الكير أكاغي و قال (كل ما بيدنا فعلناه، الفرصة منحناها، تلك العائلتين انضمتا لعائلة غرين منذ القدم، لم يفعلوا هذا من أجل المال أو الخوف، كنت أعرف أنه سيكون من الصعب قبولهم لاقتراحنا، لكن...)

(ليس هناك خيار آخر، السؤال كان بسيطا، 'معنا أم ضدنا؟' من جاء لجهتنا نجى، و من ذهب لجهة عدونا فنى)


(لقد حكموا على نفسهم بالإبادة رفقة عدونا. اقتلوهم)

(حاضر) (حاضر)

في جهة الجنرال براون "أيها الرئيس هويز، سأحتاج منك أن تموت هنا"

أجاب الرئيس هويز "لا تغتر بنفسك أيها الغر، لقد أصبحت جنرالا قبل 25 سنة فقط، قوتك لا تقارن مع الخاصة بي، أنا الذي صرت جنرالا قبل 45 سنة بالفعل، قد نكون في نفس المستوى لكننا لسنا بنفس القسم، و أيضا كيف تظن أنك ستخرج من هنا؟ أنت محاط بجميع أتباعي، و أنت داخل قصري الذي يعج بجنودي، ليس هناك أي مهرب لك"

"هاهاهاها" ضحك الجنرال براون و قال "مهرب؟ لما سأحتاج لهذا الشيء؟"

بعد أن استهزأ بالرئيس هويز بهذا السؤال تكلم عبر خاتم التخاطر (أمر لجميع القوات، هجوم شامل)

في جهة الرئيس تشارلي (أمر لجميع القوات، هجوم شامل)

"لقد رفضت عائلتي هويز و غين الانضمام لنا، و بعد قليل سيصلك خبر دمارهم، و ستعلمين أنك اخترت الخيار الصحيح أيتها الرئيسة فايوليت" تكلم الرئيس أكاغي

قالت الرئيسة فايوليت "ستكون عائلة غرين تعلم بالأمر الآن بما أن عائلتي هويز و غين رفضتا، ستكونان قد أوصلتا الخبر لها بكل تأكيد، ألا تظن أن خطتك ستفشل هكذا؟"

تدخل باسل و قال بعد أن ضحك بجنون "هاهاهاهاهاها، الخطة ستفشل؟ لم؟ هل لأن عائلة غرين ستحاول الهروب؟ لا، لن تفعل، أم لأنها فقط علمت أننا سنهاجم سيكون لديها القدرة على إيقافنا؟ لا، لن تقدر، أم لأنها سوف تهاجمنا على حين غرة؟ لا جدوى من الأمر، نحن هنا قد استعددنا للأمر جيدا، و الآن أيتها الرئيسة كما قال الكبير أكاغي، ستتركين جيشك تحت إمرة جيشنا، أما أنت فسترافقيننا نحن الاثنين للقصر الإمبراطوري"

عبست الرئيسة فايوليت ثم قالت "حسنا"

إن هذا الفتى حقا لن يترك لها أي مجال للتفكير لمرة ثانية، و بعدما عرفت أن ليس هناك مجالا للتراجع بعد الآن، استجمعت أنفاسها و تبعت باسل و الكبير أكاغي اللذين تحركا نحو خارج القصر

في مدينة قريبة للعاصمة من الجنوب، هناك فجأة حدث شيء جعل الناس في حالة فزع لا يستطيعون معرفة ما الذي يحدث بالضبط في هذا العالم، لكن في الحقيقة ليس أنهم لم يستطيعوا المعرفة، و إنما لم يقدروا على تقبل هذا الأمر، كان احتمال وقوعه منعدما تماما في عقولهم

لم يكونوا يتوقعون أنه في يوم من الأيام مدينتهم ستتعرض للهجوم من طرف أي شخص بما أنها تحت حكم تلك العائلة، نعم إنها عائلة 'هويز' التي تعتبر في الرتبة الرابعة من ناحية القوة، لم يكن بإمكانهم تخيل أنها في يوم من الأيام ستتعرض لمثل هذه الغارة

لكن الواقع قاس و مختلف عن ما في أذهان الناس، إنه لا يرحم، لا ينتظر، و لا يمكنك أن تحوله لوهم مار فقط

تلك العائلة الكبيرة تعرضت أمامهم لهجوم مفاجئ لم يعرفوا من أين أتى أو مسببه، و بقوا فقط فاتحين أفواههم من الصدمة، بينما يدعون أن ينجوا من العاصفة المارة عليهم

اشتعلت النيران، عصفت الرياح، امتدت كتل ثلجية، سقطت كتل جليدية، عقل الناس شُوِّش بالوهم، و أعميت أعينهم بالضوء، و أظلمت عليهم، تكونت سحب أسقطت البرق و أصدرت الرعد، ببساطة كانت غارة مفاجئة لم يستطيعوا الصمود أمامها

في مكان ما بالقصر، وصلت المعركة بين الرئيس هويز هايرو و الجنرال براون لخارج القاعة الرئيسية

تكلم رئيس عائلة هويز "أيها الووووووووغد، لقد فعلتها، سأقلتك أيها الغر، لن أسمح بتركك حيا، سأقتلك و أقتل عائلتك، سأمحو نسلك و أي شخص لديه دمك من الوجود، أي شخص مرتبط بك سوف يفنى، اغترت بنفسك و ظننت أنك قادر على فعلها، سو...."

قاطعه كلام الجنرال براون "سوف، سوف، سوف، سوف، سوف، فلتصمت، لقد أزعجت أذني بالفعل، إن كنت ستقوم بكل ما قمت به، فلما لا تهزمني أنا الذي أمامك أولا؟"

"أنت...سأقتلك"

شحذ الرئيس هويز طاقته السحرية بالكامل و استل سيفه و لوح به ثم صرخ "سُحب الرعد البرقية"

و إذا بعدة سحب تتكون من تلويحه و تظهر أمامه، و كل واحدة تتكهرب بينما صوت الرعد يصدر منها، كانت كل واحدة كبيرة جدا، و ظهر خمسة منها في وقت واحد

لكن الجنرال براون لم يتوتر أبدا و شاهد الرئيس هويز يفرح في مكانه بينما يوجه نحوه سحب الرعد البرقية


نزلت السحابة الأولى على الجنرال براون بوووم راوغها و إذا بالمكان الذي كان فيه يتحول لحفرة عميقة

تكلم الرئيس هويز بينما يضحك "هاهاهاها، إصابة واحدة منها و ستجعلك أشلاء، أنت لن تفلت من سحبي أبدا، اهرب فقط، لكنك لن تهرب للأبد"

و بينما يتكلم كان يرسل سحبا كثيرة، واحدة تلو الأخرى من دون توقف، و في هذه الأثناء، كان الجنرال براون يقاتل بينما يحلل "همم، يمكنه إنتاج خمسة منها فقط مرة واحدة، لا، يمكنه إنتاج أكثر، لكنه ينتج خمسة فقط لكي يتحكم بها جيدا، حسنا إنه ليس جنرالا من فراغ، لكن..."

ووووووووش

بوووووووووم


خرجت الطاقة من جسم الجنرال براون و تحولت لضوء مكهرب يغطي جسمه بالكامل و رمحه الأسطواني الكبير، ثم أخرج بضعة سيوف من مكعب التخزين و غمر كل سيف بطاقته السحرية

وقف عن الهروب ثم استعد للسحابة القادمة، كون دائرة من السيوف البرقية ثم لوح بيده فاتجهت السيوف بسرعة البرق نحو السحابة و اخترقتها

"همف، إنها ليست سوى سحابة واحدة، لا تغتر بنفسك" قالها الرئيس هويز بعد أن شاهد السيوف تجعل سحابته تختفي

لكن الجنرال براون لم يعطه وجها و أكمل تحكمه، وجه السيوف البرقية في اتجاه العدو الذي شكل حاجزا من السحب التي قامت بصد السيوف

أرجع الجنرال براون السيوف فشحنها بسحره من جديد، ثم أطلقها مرة أخرى

قام الرئيس هويز هذه المرة بالتحرك من مكانه و اتجه نحو الجنرال براون بسرعة حيث كانت سحابة هادئة تحمله في الهواء

و عندما اقترب من عدوه لوح بسيفه قائلا "سلسلة السحاب الرعدية"

فظهرت عدة سحب امتدت من سيفه و اتجهت نحو الجنرال براون، واحدة تلو الأخرى تسلسل تام، لكن هذه السحب لم تكن مكهربة و إنما اعتمدت على صدمات صوتها الرعدي في إحداث الضرر

حاول الجنرال براون المراوغة لكن السلسلة كانت طويلة و في الأخير أصيب بسحابة رعدية بووووم


ظهر الجنرال براون بإصابات خفيفة بينما يقول "أنا بدرعي المشحون بطاقتي السحرية، عنصر البرق الخاص بي يغطيني بالكامل، ليست هناك أي فرصة لتنجح في إحداث أي ضرر كبير بي و أنا على هذه الحال"

"همف" تهجن الرئيس هويز ثم اكمل "حسنا سنرى بشأن ذلك"

أطلق سلسلة، ثم أتبعها في الحال بسلسلة أخرى

حوصر الجنرال براون من كلتا الجهتين فأخرج رمحا آخر و استعد للمشاحنة

بوووووووووم

التقى رمحاه بالسلسلتين الرعديتين و نتج عن تصادمها مشاحنة كبيرة و بعد مدة من الاحتكاك انتصر رمحي الجنرال براون

ألغى السلسلتين الرعديتين ثم لوح بيده فإذا بالسيوف البرقية تتجه نحو الرئيس هويز

بووووم

أرسل الرئيس هويز عدة سحب رعد برقية فتلاقت بالسيوف و نتجت صدمة ثم تحولت لصدمات مستمرة إلى أن انتهت المواجهة بالتعادل و دمرت كلتا الهجمتين

فسسسسسسسسس

انطلق الجنرال براون بسرعة البرق و قفز ثم اخترق الرئيس هويز برمحه الأول، لكن الرئيس هويز صده بسحابة رعد برقية، فوجه الجنرال براون رمحه الآخر نحوه

صده الرئيس هويز مرة أخرى لكن هذه المرة كان الأمر صعبا فأرسل محلقا لعشرات الأمتار بسبب الصدمة

سقط الرئيس هويز على الأرض ثم نهض و قال "أيها الوغد، كيف لك أن تصل للقسم الأخير من المستوى السادس؟"


"همف" تهجن الجنرال براون و بعينيه المضيئتين بسحر البرق شحذ طاقته السحرية أكثر ثم وجهها لرمحيه و وأصبح في وضعية استعداد

كان يتكهرب بشدة و لم يكن بإمكان أي شخص الاقتراب منه و هو في تلك الحالة

تقدم و بسرعة خارقة، و عندما وصل أمام العدو تكلم بصوت اقشعر له بدن الرئيس هويز "لا تلم أحدا، لم نفسك لأنك كنت أضعف مني، و لأنك كنت أحمقا وغبيا فلم تستطع اختيار الجانب الصحيح"

فسسسسسسسس

اخترق الرمح الأول الرئيس هويز لكن الإصابة لم تكن عميقة لأن الدرع قد صدها

فوقف الرئيس هويز و صرخ بجنون "أضعف؟ هل قال أنني أضعف؟ لا تمزح معي أيها الغر، سأريك الجحيم و أجعلك تتذوقه"

"السحابة الأم"

ظهرت سحابة رعدية برقية بتلويح من سيف الرئيس هويز، لكنها هذه المرة كانت كبيرة جدا فوصل امتدادها لعشرات الأمتار و نزلت بسرعة متجهة نحو الجنرال براون

تهجن الجنرال براون و وقف في وضعية استعداد، أرجع رمحا لمكعب التخزين، ثم شحن و شحذ سحره في رمحه الآخر بالكامل، مرر كامل طاقته السحرية لذراعه اليمنى ثم إلى رمحه، و لم تعد الطاقة تحيط به و أصبحت تحيط فقط بذراعه و رمحه الأسطواني

كان الرمح يتكهرب باستمرار، و البرق الذي يحيط به يصبح أكثر قوة في كل مرة، حتى أصبح رمحا برقيا تلتف حوله الصواعق البرقية، ثم بصوت مرتفع قال الجنرال براون "إنها نهايتك أيها الرئيس هويز، 'رمح الصاعقة البرقية' "

وووووووووش

أطلق الجنرال براون رمحه نحو السحابة الضخمة، فقال الرئيس هويز "هاهاها، مثل ذلك الرمح الصغير لن يتمكن حتى من إضعاف سحابتي فما بالك باختراق...ها" فسسسسسسسس بووووووم

صدم الرئيس هويز عندما رأى سحابته تتلاشى في السماء و الرمح يخترق هذه الأخيرة

"هذ....هذا مستحيل، كيف لك أن تملك كل هذه الطاقة السحرية؟"


"كما يقول التجار، إنه سر المهنة، و الآن فلتمت" عندما انتهى الجنرال براون من كلامه قام برفع ذراعه التي تتكهرب ثم صرخ "عدي و بقوة أكبر أيتها 'الصاعقة' "

و إذا بـ'رمح الصاعقة البرقية' ينزل من السماء بسرعة كبيرة متجها نحو الرئيس هويز الذي قام بيأس بتشكيل عدة سحب رعدية برقية آملا إيقاف ذلك الرمح، لكن يبدو أن خوفه من الموت قد أنساه أن سحابته الأقوى قد تم اختراقها من ذلك الرمح، و في لحظة

بوووووووووووووووم

نزل الرمح على الرئيس هويز بشكل عمودي فاخترقه و هو بدرعه بعد أن مر من السحب بسهولة، ثم وصل للأرض فاخترقها و صنع حفرة عملاقة يصل عمقها لخمس أمتار و قطرها لعشرة أمتار

و نتيجة لهذا الهجوم انقسم جسد الرئيس هويز لأشلاء

تنهد الجنرال براون و تنفس بهدوء ثم قال "مفعول إكسير التعزيز هذا مدهش حقا، لقد رفع طاقتي السحرية للقسم المتوسط من المستوى السابع بكل سهولة. حسنا لنرى أحوال الآخرين"

(زونغ، إلى أين وصلتم؟)

(آه، نعم، نعم، لقد تم الأمر يا والدي، كل الأتباع و عائلة هويز، كلهم قد دمروا تماما، إن تلك الإكسيرات مذهلة حقا)

(حسنا هذا جيد، فلنلتقي أمام البوابة الخارجية، يجب أن نعود للعاصمة بسرعة)

(حاضر حاضر)

في جهة الابن زونغ، كان يحمل ابن الرئيس هويز الرابع الذي يقول "هل تظن أن أبي سيسمح لكم بالذهاب بسهولة، سيقتلكم جميعا"

"هاهاهاها" ضحك الابن زونغ و قال "أبوك؟ آه، هل قصدت أن جثمانه ستنهض و تقوم بالانتقام لأجلكم؟ للأسف هذا يحدث في قصص الرعب التي نحكيها فقط"

"جثمان؟ ما الذي تقصده؟" سأل الإبن الرابع


أجاب الابن زونغ "أبوك مات قبل قليل على يد والدي، و هذا ما سيحدث لك أيضا على يدي" صدم الابن الرابع ليشحن الابن زونغ سحره حول يده اليمنى فتكونت رياح تدور بسرعة كبيرة حولها

فسسسس

كههههههههخ


اخترقت ذراعه قلب الابن الرابع الذي بقيت عينيه مفتوحتين من شدة الصدمة و مات على تلك الحالة

تلكم مارون زونغ بصوت مرتفع "لقد انتهينا من عملنا هنا، سنذهب الآن للاتقاء بوالدي و الذهاب للعاصمة"

"هوووووووووووووووووووووووووووه"

صرخ الجنود الذين كانوا في كل مكان بالقصر بقوة

لقد دمرت عائلة هويز تماما و أبيدت حتى آخر واحد منهم

كانت قوة الجيش الذي هاجمهم كبيرة للغاية، و لم يكن بمقدورهم التعامل معهم، هذا الجيش بغرابة كان كل واحد منهم قوته تصل للمستوى الرابع و عدده يصل لخمس آلاف فقط في مواجهة جيش عائلة هويز المتمركز في القصر الشاسع و الذي كان يتكون من عشرين ألف

لكن جودة الجنود كانت مختلفة تماما، و بسبب هذا لم يكن لعائلة هويز سوى أن تواجه مصير 'الموت'

و قبل أن تأتي التعزيزات من بقية الجيش كان الجيش الذي سيقومون بتعزيزه و العدو الذي سيقاتلونه قد اختفوا........... يتبع!!!!!!

(الجزء العاشر)


ما الذي يحدث في هذا العالم؟ في هذه المدينة، في قصر عائلة هويز، كيف يمكن لتلك العائلة أن تسقط بكل هذه السهولة؟ من هو العدو؟ لماذا هاجم؟ ما المفعول الآن؟ ما الذي سيحدث لنا؟ أسيكون مصيرنا الموت أيضا؟ أنا لا أريد هذا

بقي أهل المدينة يتساءلون في مكانهم بينما يرتعدون و يخافون أن يأتي دورهم، هذا العدو أباد عائلة كاملة تعتبر الرابعة من ناحية القوة في كامل الإمبراطورية في مدة قصيرة جدا، هل هو بشر حتى؟ أ الشياطين عادوا مرة أخرى؟

ووووش وووووش وووش

عدة ظلال جاءت من جهة القصر و في لحظة اختفوا بالكامل من دون ترك أي أثر، لقد اختفوا حرفيا من أنظار الجميع، لذا حتى عندما قدمت التعزيزات كان كل شيء قد انتهى بالفعل

(أيها المعلم تشارلي، لقد انتهينا هنا، ماذا عنك؟) تكلم الجنرال براون عن طريق خاتم التخاطر مع الرئيس تشارلي

في جهة الرئيس تشارلي، تحت قدميه يوجد رأس مقطوع بينما عدة جنود يقفون في الجانب يرتعدون، للدقة، هم لم يكونوا واقفين، لكن راكعين خائفين مرتعدين كما لو أنهم يواجهون الآن وحشا أمامهم

تكلم الرئيس تشارلي عبر خاتم التخاطر (أيها الفتى براون، أتعتقد أنك ستكون قد انتهيت و أنا لم أفعل؟ رأس عائلة غين 'سيلفر' تحت قدمي الآن، ما أخرني و أخذ مني الوقت هو التحدث مع أتباعه و جنوده، لقد مات سيدهم، لذا أفكر فيما سأفعله بهم)

قال الجنرال براون (أيها المعلم، هذا لوقت لاحق، فلنذهب لنلحق بالرئيس أكاغي)

(آه، أنا آت) و بعد أن قال هذا بنظرة قاتلة وجهها للأتباع الراكعين قال "كما ترون أنا ليس لدي وقت، لذا سأذهب، ما رأيكم؟ لما لا تخدموني من الآن فصاعدا؟"

صدم الأتباع و لم يستطيعوا إخراج أي كلمة أخرى، لكن واحد منهم وقف و قال "أيها العجوز، لقد قتلت سيدنا، لا تعتقد أنك ستفل..."

قطع

سقوط


سقط رأس الرجل الذي تكلم أمام الأتباع و عندما رأوا هذا الشيء أمام أعينهم لم يستطيعوا التحمل أكثر فقالوا بسرعة "مرنا يا سيدنا"

ابتسم الرئيس تشارلي ثم قال "همم، هذا جيد، فلتجمعوا بقايا جنودكم و سوف أعطيكم مهمتكم"

"حاضر"

تكلم الرئيس تشارلي عبر خاتم التخاطر مرة أخرى (أيها الفتى نبيل، نحن عائدون)

(حاضر يا والدي)

في جهة الرئيس أكاغي الذي كان بداخل عربة مع باسل و الرئيسة فايوليت و أنمار بينما يتجهون نحو العاصمة

تكلمت الرئيسة فايوليت بعد مدة من الصمت و التحديق في باسل "هل أنت من عشيرة النار القرمزية؟"

"أمم" تعجب باسل و حدق الرئيس أكاغي في الرئيسة فايوليت فتكلمت هذه الأخيرة "عشيرة النار القرمزية، العشيرة الأسطورية التي كانت تختبئ في ظل عائلة كريمزون، لقد ظننت أنها انقرضت في 'انقلاب الليلة الواحدة'، لقد أخبرني أبي عنها، كانت القوة المخفية لعائلة كريمزون و التي لم يتوقعها أحد، فكانت السبب في فقدان العديد من العائلات لعشرات الآلاف من جنودهم النخبة، فهم لم يتوقعوا أن يكون لعائلة كريمزون مثل هذه الورقة الرابحة، لكن كما قلت، اعتقدت أنها انقرضت، لكن..." وحدقت في باسل

قال الكبير اكاغي "لم تُبَد عشيرة النار القرمزية بالكامل، فلقد كان هناك صبي نجى، و عندما كبر مات مع ابني الأول مسموما، في الحقيقة لم يكن ابني الأول هو المستهدف الوحيد قبل 35 سنة، بل حتى سليل عشيرة النار القرمزية كان مستهدفا، يمكنك حتى قول أنه السبب الرئيسي و ابني الأول كان الإضافة، عندما اخترق ابني الأول المستوى الرابع جذب أنظار الأعداء، و بسبب هذا كانت المراقبة عليه شديدة مما أدى إلى كشف سليل عشيرة النار القرمزية الناجي، كان هذا الناجي أكبر من ابني الأول بسنتين فقط، لكنه كان يفوق ابني الأول موهبة بكثير، و كانا كما لو أن المؤسسين العظيمين قد تجسدا من جديد، لكن برؤية هذا الخطر الذي ينمو شيئا فشيء، خاف الأعداء و كيدوا ما كيدوا، فتم تسميمهما فماتا، و الذي كان وراء هذا هو عائلة غرين"

صدمت الرئيسة فايوليت من هذا الخبر فسألت "إن كان قد مات، فكيف ولد هذا الطفل؟"

"لقد كانت زوجته حاملا في ذلك الحين، ولد الطفل و كبر ثم تزوج و ولد الفتى الذي أمام عينيك، هذا كل ما عليك معرفته"

حدقت الرئيسة فايوليت في باسل مطولا و بتعجب بينما تتذكر الألم من الضربة سابقا، فقالت مع نفسها "عشيرة النار القرمزية، هاه؟ إنها حقا عشيرة مرعبة إن كان سليل واحد منها بكل هذه القوة و في هذا العمر فقط" ثم غيرت نظرها في اتجاه أنمار و سألت "و من أنت؟"

حملقت أنمار بها و لم ترد عليها و جلست بهدوء تاركة الرئيسة فايوليت تحاول تخمين هويتها

تقدم جندي يركب على حصان لجانب العربة "سيدي"

تكلم باسل "ماذا هناك يا تورتش؟"

"يبدو أن الجنرال منصف و الجنرال رعد قد لحقانا"

"هوه، هذا جيد، لم يتبقى سوى الرئيسين براون و تشارلي اللذين قالا أنهما اقتربا" تكلم الرئيس أكاغي ثم قام بأمر سائق العربة بالتوقف

خرج فتبعه باسل، ركب هذا الأخير فوق العربة و بقي الكبير أكاغي على الأرض

فرح الكبير أكاغي بالمنظر أمامه -وراء العربة- و تنفس الصعداء، و أحس براحة كبيرة

قال باسل "أيها الكبير أكاغي، لقد كنت قد وعدتك برد حقك، انظر الآن و تمعن جيدا، هذا الجيش القوي يتقدم في سبيل إرجاعك أنت و عائلتك لموضعكم السابق"

كان أمامهم جيش يتكون من الآلاف و كل واحد منهم يركب حصانا، كلهم سحرة، ليس هناك و لو جندي واحد عادي، جيش من عشرات الآلاف كله يتكون من السحرة، لكن المثير في الأمر هو أن كل هؤلاء السحرة لا يوجد هناك منهم من هو أقل من المستوى الرابع سوى شخص واحد"

قال الجندي تورتش "سيدي، سنحتاج منك القيام بخطاب تشجيع"

قال باسل "خطاب تشجيع؟ ما هذا؟ أنا لا أريد، إنه مزعج و ألم في المؤخرة فقط، فلتقم به أنت"

ابتسم تورتش و قال "هيا هيا، ألم تفعل هذا في لقائنا أول مرة؟ و أنا ليست لدي جاذبية مثل الخاصة بك، أظن أنك بمجرد ظهورك و إعلانك عن هويتك فسوف تجذب الحضور بالكامل"

نظر باسل في وجهه و قال بعد أن حك رأسه "آه؟ أظن أنه ليس هناك خيار آخر"

أخرج أداة غريبة على شكل دائرة و وضعها أمام فمه ثم صرخ بصوت مرتفع [انتباااااااااه]

كان الصوت مرتفعا جدا و يصل للقلوب، تحس أنه يتوغل بجسدك، فجعل هذا الجميع ينتبه لجهة باسل

[أيها الجنود، لقد دُمِّرت عائلتي هويز و غين و العديد من العائلات الصغيرة، هذا لأنهم قرروا الوقوف في جانب عدونا، من اختار الجانب الخطأ فليتحمل مسؤوليته، و لم يتبقى الآن سوى العدو الرئيسي و القليل من العائلات الصغيرة التي تدعمه. اعلموا أن هذا الانقلاب سيكون البداية فقط لتقدم عائلة كريمزون، أنا هو القائد العام للجيش و اسمي باسل، أنا حليف عائلة كريمزون الذي سمعتم به مؤخرا، أنا من سيقودكم في هذه الحرب، و أنا من سيقودكم إلى المجد، مجد لم تتخيلوا أنفسكم أنكم في يوم من الأيام سوف تكسبونه، أنا هنا و الآن أعلن عن بداية غزو عائلة كريمزون للعالم و جعل إمبراطوريتنا الإمبراطورية الوحيدة في هذا العالم، و كبداية سوف تعود عائلة كريمزون لحكمها]

تغلغل الصوت و شق طريقه بين الحضور، انصدم هذا الأخير من هذا التصريح و لم يجدوا أي كلمات للتعليق عن هذا، فهم صدموا من حقيقة أن حليف عائلة كريمزون السري الذي كانت هناك إشاعات تدور حوله في الأيام الأخيرة كان في الحقيقة عبارة عن هذا الفتى أمامهم، لكن، بسبب التصريح الذي قاله باسل فقد نسوا هذا الأمر و جعلهم يركزون على كلامه أكثر و نسيان حقيقة أنه فتى، فكل واحد منهم هنا يعلم بشكل جيد، العمر في عالم السحر لا يقرر مدى قوة الشخص، و خصوصا بعد ظهور هذه الإكسيرات الغريبة، و لاسيما أن مبتكرها هو هذا الفتى الذي يقف أمامهم

لذا أكمل باسل [كل واحد منكم هنا أصبح أقوى، و بالطبع بما أنكم أصبحتم أقوى في هذه المدة القصيرة، فكذلك فعل الجنرالات الذين في صفنا، و بهذا أنتم تعلمون، لدينا القادة 'الأقوى'، و الجنود 'الأقوى'، لذا نحن هم 'الأقوى'، فلنجعلها مجزرة كاملة مكتملة يرتعد منها السامع البصير العاقل و الغير العاقل، فلنجعلها إعلانا لقوتنا التي لن يستطيع أن يقف في وجهها أي أحد، فلنجعلها خطوتنا الأولى في سبيل الوصول لهدفنا]

تحمس الجميع، اقشعرت أبدانهم، فتحوا أفواههم، أحكموا قبضاتهم، رفعوا أذرعهم للأعلى مع رفع باسل خاصته أيضا محكما قبضته و قال [هدفنا توحيد العالم أجمع]

"هوووااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه"

تحمس الجنود كثيرا و صرخوا بصوت مرتفع جدا اهتزت له الأرض، وصل هذا الصوت لعدة أميال، كانت نبرة باسل في الكلام حازمة، و بدى كملك يلقي خطابا، و مع قوله الجملة الأخيرة صارت معنويات الجيش في قمة الارتفاع

الكبير أكاغي الذي رأى هذا المنظر، كان قلبه يكاد يتحطم من مشاعر الفرح، و هنا تذكر كلام باسل

(...... و بهذا سأجعل عائلتك الأقوى في الإمبراطورية أولا ثم في العالم ثانيا )

حدق في باسل و كادت الدموع تنهمر من عينيه، جسده اقشعر و شعر جسده وقف، إنه حقا ينوي القيام بما قاله حرفيا

نزل باسل و قال لتورتش "حسنا كيف كان هذا؟"

حدق تورتش في باسل بنظرة احترام فائق و قال "أفضل خطاب مشجع قد سمعته يا سيدي"

"هاهاها" ضحك باسل و قال "حقا؟ إذا هذا جيد"

الجنرال منصف و الجنرال رعد اللذان كانا بمؤخرة الجيش صدما من كلام باسل، غزو العالم؟ يا له من تصريح جريء، لا، كلمة جريء لا توافيه حقه

قال الجنرال منصف "السيد الصغير يعرف حقا كيف يحمس الجنود، هاهاها"

تكلم الجنرال رعد الذي كان في جانبه "يبدو أن خطوته الأولى في جعل هذا العالم مستعدا كما قال قد بدأت للتو" ابتسم الجنرال رعد و تهجن "همف"

أكمل الجيش المسير متجه نحو العاصمة

في هذه الأثناء كانت العاصمة في حالة فوضى كبيرة جدا، وصل خبر بداية انقلاب عائلة كريمزون، لذا نادت عائلة غرين العائلات التي تسيطر عليها

لكن الغريب في الأمر هو 'و لو عائلة واحدة من خارج العاصمة قد أتت'

'لماذا؟' هذا التساؤل حير عائلة غرين لمدة طويلة قبل أن تعرف السبب الرئيسي

العاصمة التي تمتد لمئات الأميال كان شكلها دائري، كان السور هو محيط الدائرة

خارج هذا السور المحيط، بعيدا بآلاف الأمتار عنه، كان يتمركز هناك جيش على طول محيط الدائرة

و ما الذي كانوا يفعلونه؟ حسنا، هذا واضح، يقتلون أي شخص يقترب من العاصمة بهدف مساعدة عائلة غرين

كان هذا الجيش ينقسم لخمس، كل جيش يتمركز عند بوابة من بوابات العاصمة الخمس

و بالقرب من البوابة الأمامية الرئيسية يوجد هناك جيش يترأسه جنرال، نعم إنه الرئيس 'كورو هِيْ'

كان لكل شخص دور يقوم به

الكبير أكاغي و باسل لعائلة 'موراساكي'، الجنرال رعد لعائلة 'آو'، الجنرال منصف لعائلة 'كِيِرو'، الجنرال براون لعائلة 'هويز'، الرئيس تشارلي لعائلة 'غين'، و في الأخير تبقى الرئيس 'كورو هِيْ' الذي كلف بحراسة العاصمة. لا يجب أن يدخل لها أي شخص مهما كان، و إن حاول أي شخص الهروب من العاصمة غير الناس العامة أو له أي علاقة بعائلة غرين يجب أن يذبح

(قبل الاجتماع الذي أقامته عائلة كريمزون)

(في قصر عائلة كورو)

"سيدي، 'الرئيس مارون براون' قد أتى لرؤيتك"

قال الرئيس هِيْ "و ماذا تنتظر، فلتدخله الآن"

"حاضر"

"هكذا إذا، عائلتي و عائلتك هما الوحيدتان من العائلات الكبرى اللتان لم يتدخلا في الانقلاب قبل خمسين سنة، لكن والدي قد أخبرني عما حدث بكل تفصيل، فلقد كان له مصدر معلومات جيد، و الآن أنا أشهد بعيني ما تقوم به عائلة غرين بامتلاكها الحكم"

وقف الرئيس هِيْ ثم قال للجنرال براون الذي كان يقف أمامه "أنا معكم، لا يعجبني الوضع الحالي، و كما قلت، عائلة كريمزون ستكون حاكما جيدا، لاسيما إن كانت ستقوم بجعل عالمنا مستعدا لأي هجوم قد يأتي مستقبلا من الشياطين"

ابتسم الجنرال براون ثم قال "أنا أشكرك يا صديقي"

تكلم الرئيس هِيْ "هيا لا تكن هكذا، و فوق كل شيء، أنا سأنضم لكم لأنه طلب منك يا صديقي المقرب، لقد كبرنا مع بعضنا البعض منذ الصغر، فكيف يمكنني تجاهل طلب مصيري كهذا منك؟"

"هاهاها" ضحك الجنرال براون ثم قال "حسنا إذا بشأن الاجتماع، كل ما عليك فعله هو..."


(بالرجوع للوقت الحالي)

كان الرئيس هِيْ يجلس في دائرة مع أعضاء من عائلته

تكلم أحد منهم "يا والدي، نحن هنا لأيام الآن، ماذا سنفعل بعد القيام بهذه المهمة؟"

أجاب الرئيس هِيْ "أمم، يبدو أنك متحمس يا هِيْسي، سننتظر الجيش القادم و ننضم له في المعركة الكبرى"

وضع هِيْسي يديه على جنبيه و رفع رأسه للأعلى "أوووه، إنني أشتعل، و أخيرا سيرون عظمة السيد هِيْسي، كآااكاكاكاكا، انتظروا فقط أيها الأوغاد، كاكاكاك..."

طن

أتت ضربة لرأس هِيْسي من امرأة بشعر أسود طويل جدا يصل لأسفل الركبتين

قال هيسي بينما يمسك رأسه "ماذا تفعلين يا عمتي يامي؟"

"همف" تهجنت يامي ثم قالت "أنا أحاول تجريب إيقاظ القليل من الذكاء في عقلك فقط"

عبس هيسي و قال "همم، الذكاء أمام القوة الغاشمة لا شيء"

ابتسمت كورو يامي ثم قالت "هوه، إذا أنت تعترف بأنك تفتقر للذكاء، حسنا لما لا نجرب ضربة أخرى أو عدة ضربات، فمن يعلم، ربما تكون عبقريا في الحقيقة، و هناك شيء في دماغك يجب إصلاحه فقط من أجل تحرير هذه العبقرية الكامنة"

شحب وجه هيسي ثم قال "إييه؟ لا، لا أظن، أنت تعرفين، إنهم يقولون ذلك المثل، آه، ماذا كان؟ آه، صحيح صحيح، 'ليس هناك دواء للغباء'، لذا لا يهم ما تفعلين فلن أصبح عبقريا كما قلت"

"أمم، هيا هيا، من يعرف، قد أكون مستكشفة هذا الدواء" قالت يامي المبتسمة بينما تقترب من هيسي الذي يتراجع للوراء

و في الأخير هرب ثم تبعته يامي


"هاهاهاهاهاهاها" ضحك الجميع الذين في الدائرة مما حدث و قال أحد منهم "علاقتهما لا تتغير أبدا"

ابتسم الرئيس كورو هي و نظر في اتجاه ابنه الذي يتعرض للضرب من قبل عمته

بعد مدة عادت يامي بينما تقول باستهتار "حسنا، أظن أنه كان محقا بعد كل شيء، لم تظهر عليه أي علامات للعبقرية"

و هيسي كان منشورا على الأرض و العديد من الكدمات على رأسه

"أممم" لاحظ الرئيس 'هي' شيئا فوقف ثم نظر للبعيد و ابتسم ثم قال "افرح يا هِيْسي، لقد حان الموعد"

نهض هيسي من مكانه بسرعة و اتجه نحو حجر مرتفع و وقف فوقه ثم نظر في الاتجاه الذي أشار إليه أبوه "أوووووه، إنهم قادمون، إنهم قادمون، لقد انتظرت طويلا، و أخيرا أتى هذا الوقت"

وقف الجميع و استعدوا ثم تكلم الرئيس 'هي' عبر خاتم التخاطر "إلى كل الوحدات، فلتجتمع أمام البوابة الرئيسية"

"حاضر أيها الرئيس" أتى الكلام من أربع أصوات مختلفة

(في العاصمة، بالقصر الإمبراطوري الذي كان في فوضى عارمة)

تكلم الإمبراطور "لقد فعلتها عائلة كريمزون اللعينة، لم أكن أظن أنهم سيتحركون بهذه السرعة؟ عائلتي هويز و غين قد دمرتا بالفعل، و ليست هناك أي عائلة من خارج العاصمة قد أتت مستجيبة طلبنا بسبب اعتراض ما، اجمعوا كل القوات و اجعلوهم يحيطون بالقصر"

"حاضر"

كان جميع الشيوخ حاضرين في الغرفة الرئيسية و العديد من رؤساء العائلات الصغيرة، و بالطبع جميع الأمراء و الأميرات كذلك، كان يقف الأمير الثاني بالجانب محكما قبضتيه و يصر أسنانه

تكلم مع نفسه (اللعنة، لم تظهر عائلة كريمزون أي تحركات غريبة، لقد أرخينا دفاعنا بما أنها لم تفعل أي شيء لمدة خمسين سنة، أنا أعرف أن عائلتنا هي التي ظلمت أولا، لكن...انتظر، ظلمت أولا؟ أليس الخطأ يقع على عاتق مؤسس عائلة كريمزون لخيانته عائلتنا في المقام الأول؟ إن رأينا هذا من منظور آخر، فكما يقول أبي، نحن لم نسلب شيئا و إنما استرجعنا حقنا فقط"

فقد الأمير الثاني هدوءه و بقي يفكر في الكثير من الأشياء من دون توقف


كان هناك أميرين آخرين، لكنهما لم يكونا سوى ساحرين في المستوى الثاني مثل الأميرة الخامسة 'غرين شارلوت' التي كانت ترتعد خوفا و رعبا في مكانها

فبعد كل شيء، بما أن عائلة كريمزون قادمة فمن المؤكد أن ذلك الشخص قادم أيضا، ماذا يجب أن تفعل؟ هل تهرب؟ لكن الإمبراطور أمر بقتل أي شخص يحاول الهروب، و أيضا هناك قوة ما تحرس العاصمة، سيكون من الصعب الانسلال من بين أيديهم، ماذا تفعل بالضبط؟ ليس هناك مهرب، سوف تلتقي بذلك الفتى مرة أخرى

عندما هربت منه المرة الماضية شاهدت في طريقها كل الجثث المرمية على الأرض التي تخص السحرة من المستوى الرابع، لقد كانت هناك حوالي مئة جثة، هذا الأمر جعلها تغرق في العرق البارد و فهمت لماذا قال لها الساحر وايد أن تهرب، عادت للمعقل بعد أيام من رحيل باسل و صدمت مرة أخرى مما رأت، لم يتبقى من الساحر وايد سوى الرماد، و كذلك الحال مع الوحش الغريب، و المتعقبون من المستوى الخامس الذين وضعوا لمراقبة تحركات باسل كلهم لم يعودوا يستجيبوا بعد الآن

من يستطيع هزيمة هؤلاء و محوهم من الوجود بكل هذه البساطة، فهو بكل تأكيد ليس ببشر. لقد ندمت لأنها اقتربت من باسل، لكن الندم لن ينفعها الآن، يجب عليها إيجاد طريقة لتنجو بها، أو على الأقل كي لا تتلاقى بذلك الفتى

غرقت غرين شارلوت في العرق البارد لتتكلم معها أختها الكبرى "ما بك يا شارلوت؟ إنك ترتعدين بغرابة، ليست عادتك أن تخافين من أي شخص، هل عائلة كريمزون تسبب لك في كل هذا الرعب؟"

تعجبت غرين شارلوت و عند إدراكها بالأمر وجدت نفسها ترتعد من دون أن تشعر، عائلة كريمزون؟ هذا لا يهم، بل ذلك الوحش الذي يقترب هو الذي يجب أن تخافوا منه

قال الإمبراطور بصوت مرتفع "إن العدو يقترب، أريد من الجميع هنا أن يستعد استعدادا كاملا للدخول في المعركة، هنا و الآن سوف ننهي الحقد المستمر لآلاف السنين بأيدينا و نمحو عائلة كريمزون من التاريخ للأبد، الأمراء الثلاث و الأميرات الخمس سيترأسون جيشا، كذلك الحال مع الأمير الثاني و أخي الصغير، أنا سوف آخذ نخبة الجنود و أكون الدفاع الأخير"

"حاضر"

انحنى الجميع و كذلك فعلت الأميرة الخامسة لكنها كانت تقول مع نفسها "ننهي الحقد؟ أنا لا أهتم لشيء كهذا، سوف أجد طريقي هروبي عندما تبدأ المعركة، هل أعينهم أصبحت لا ترى الواقع، عائلتين من المرتبة الرفيعة كعائلتي هويز و غين دمرتا في ليلة واحدة، فكيف لنا أن نصمد أمامهم؟ لن أشارك في حرب خاسرة"

قال الإمبراطور "مع أن عائلتي هويز و غين قد دمرتا، إلى أنه لا زالت اليد الكبرى في يدنا، على الأغلب أنهم قد استخدموا العدد لهزيمتهما، لكن لسوء حظهم، عددهم لن ينفع هذه المرة، فنحن لدينا الأفضلية من هذه الناحية لأننا استعددنا جيدا"

استغربت الأميرة الخامسة، إن كان كلام الإمبراطور صحيحا، فقد لا تكون بحاجة للهرب، يكفيها أن تختبئ لحين نهاية الحرب

دووو

فتحت الباب بقوة و دخل جندي يحمل تقريرا عاجلا

"جيش الانقلاب وصل للعاصمة" صدم الجميع من هذا الخبر ليكمل الجندي "يقدر العدد ب50 ألف"


"ما..ذا؟" تعجب الجميع فقال أخ الإمبراطور الصغير "هل أنت متأكد؟"

"ن-نعم"

قال أخ الإمبراطور "يا أخي الأكبر المحترم، إن كان هذا العدد فقط فسوف يكون من السهل علينا صدهم، لا، بل حتى تدميرهم، عائلتنا لوحدها تملك 150 ألف جندي، و عند إضافة عدد جنود العائلات الصغيرة التي أعطتنا جنودها يصبح العدد 250 ألف"

"أووووه" تحمس الجميع فقال الإمبراطور "إنها نهاية عائلة كريمزون، يبدو أن هزيمة عائلتي هويز و غين قد كان لها ثمن باهض، انظروا، كما قلت لكم، لم يتبقى لهم الآن إلا القليل من الجنود، أحيطوا بالقصر بتقسيم الجيش لثلاث، بالجانب الشمالي سيكون هناك جيش يترأسه الأمير الثاني، و الجانب الجنوبي الشرقي سيترأسه أخي الصغير، و الجانب الجنوبي الغربي سيترأسه بقية الأمراء و الأميرات، بهذا سنكون قد أمّنا جميع الجوانب من كل الجهات"

"أمرك يا سيادة الإمبراطور"

تفرق الجميع فبقي الإمبراطور في مكانه و أحكم قبضته بينما يبتسم

الأميرة الخامسة التي غادرت مع الأمراء الاثنين و الأميرات الأربع كانت قد وضعت على وجهها نظرة حازمة و يبدو أنها قررت ما ستفعل

في هذه الأثناء كان أمام بوابة العاصمة -المدينة المورقة- الرئيسية جيش ضخم، كل حراس البوابات تراجعوا بأمر من القصر الإمبراطوري لينضموا للجيش، لذا لم تكن هناك أي مقاومة أمام البوابات

فوق السور العالي كان يجلس باسل جلسة تربيعة و داخل في حالة تأمل

بعد قليل وقف ثم فتح عينيه على العاصمة، القصر لا يزال يبعد أكثر من مئة ميل، لكنه بسبب كبره يبدو واضحا خصوصا من العلو الذي يقف عليه

تكلم باسل عبر خاتم التخاطر (أمر لجميع القوات، هجوم شامل)

[أتى الموت المخادع، فاندفع المتهور، كُشِفت الحقيقة، فجلبت معها يأسا، نتج عنه عذاب، تسبب في التخلي عن الإرادة في الحياة، فسُلِبت الأرواح]

ما ردة فعل الشخص عندما يدق الموت على بابه؟ هناك أشياء معدودة يمكنه فعلها، أن يرحب به بكل سرور، أن يحاول الهرب منه، أن يقاتله، لكن ليس الكل لديه الشجاعة ليرحب بالموت بفرح، أو الشجاعة لقتاله، فأغلبهم يطغى على قلبه الخوف، و الرعب من فكرة 'نهاية حياته'، الفزع الذي ينتج من هذه الفكرة لا يترك لهم أي مجال للتفكير في أي شيء سوى شيء واحد لا غير

'الهرب'

لكن، وا أسفاه، عندما يحضر الموت و يكون مؤكدا فليس هناك مهرب، بالتأكيد سيحاول، لكنه لن ينجح، لأن الموت عندما يطرق بابه، فإنه لا يطلب الإذن ليسمح له بالدخول، بل يُعْلِمه و يحذره فقط بقدومه ليحزم قراره

إن كان قد تخلى عن حياته، أو وجد أن موته أفضل من عيشه، فبالتأكيد سيكون من المرحبين، و إن كان شجاعا، و لديه هدف لا زال عليه تحقيقه في هذا العالم، فسيكون من المقاتلين، لكن إن كان جبانا و أعطى ظهره، فسوف يكون من الهاربين الميتين

الناس أنواع و أشكال، و قد يبدو من اللمحة الأولى أن عائلة غرين من المقاتلين، لكن هيهات هيهات، الموت الذي يدق على الباب في بعض الأحيان قد يكون مخادعا

قد يرى الشخص أنه سهل و في متناول اليد، يمكنه قتاله و التغلب عليه بسهولة، لكنه يفاجئه بالحقيقة القاسية، ثم بعدها سيقول، آه، لقد كنت من ذلك النوع، إنه 'المتهور'، الذي ليس مقاتلا شجاعا، و لا مُرحِّبا متخليا عن الحياة، و لا هاربا جبانا، و إنما ليس سوى متهورا لم يكن يعرف أن الموت الذي دق على بابه لم يكن سوى 'مُوفَد'

و الموت الحقيقي كان ينتظره ليأتي برجليه لعنده، فهو أرسل له مجرد مُوفَد ليغريه للخروج و من ثم يقتله ببطء، هذا النوع من الموت يكون دوما الأقسى من بين الكل، لأنه بخداعه يتسبب في يأس المتهور عندما يكتشف الحقيقة، و من ثم يقتله ببطء شديد. يخدعه و يجعله يقع في هاوية اليأس و يعذبه و عندما تختفي الإرادة في الحياة من على محياه، عندها يسلب منه الشيء الذي تهور و لم يحميه جيدا، يأخذ منه حياته التي لم يحافظ عليها جيدا

عائلة غرين خدعت بعدد الجيش الذي يهاجمها، و يبدو أن هذا كان هدف باسل، كان بإمكانه حشد جيش ضخم جدا، لن يهتم بنوعية الجنود، سوف يقوم فقط بزيادة العدد، لكنه لم يفعل، لأنه أراد أن يجعل من عائلة غرين 'المتهور'

ابتسم باسل من فوق السور العالي و قال "أيها المتهور، لقد طرق الطارق المخادع على بابك، فهيا أسرع و ابتلع الطعم، و سأنصحك أن تتلذذ به جيدا، لأنه سيكون آخر ما ستأكل في حياتك"


[أتى الموت المخادع، فاندفع المتهور، كُشِفت الحقيقة، فجلبت معها يأسا، نتج عنه عذاب، تسبب في التخلي عن الإرادة في الحياة، فسُلِبت الأرواح]

وووش وووووووووش وووووووووووووش

ظلال تزحف، جالبة معها نذير شؤم

خارج القصر الإمبراطوري الذي كان مركز العاصمة، كان الأمير الثاني الذي يتمركز بالجانب الشمالي جالسا فوق كرسي في حالة تأهب قصوى

و بعد قليل من الوقت أحس بالأرض تهتز، فنظر بعيدا، ليرى المنظر المهول، وقف على رجليه فاتحا عينيه على مصراعيهما آمرا بصوت مرتفع

[أمر لجميع الجنود، العدو قادم، تأهبوا، اجعلوا من أنفسكم وحوشا لا رحمة لها]

اقتراب صوت جري

[كونوا أصحاب إرادة فولاذية، نحن أصحاب اليد العليا، ليس هناك جيش لا يمكننا دحره، نحن الأقوى هنا، و من يعادينا سنكون له بالمرصاد]

اقتراب صوت جري

[إنهم ليسو سوى 50 ألف، نحن هنا بنا 80 ألف، ليسو حتى بخصوم لنا، سندافع بأرواحنا عن مُلكنا و لن يكون هناك من يخترقنا، سوف نقوم بإبادتهم عن بكرة أبيهم]

"هوووووووووووووووووووووووووووواه"


وصول مسبب الصوت

التقاء


و

بووووووووووووم

وصل جيش الانقلاب و أخيرا اصطدم بالعدو، و في الحال قتل جنود من جهة العدو بسرعة خيالية، حدث الأمر بسرعة كبيرة جدا، لم يكن لدى جنود الأمير الثاني أي فرصة لرد الهجوم لأنه ببساطة كان فوق طاقتهم، كان يتقدم هذا الجيش ذلك الجنرال الأسود، لقد كان الرئيس 'كورو هِيْ'

الأمير الثاني لم يعرف ما حدث له، لكن الواجهة التي أمامه قد أصبحت ظلاما فجأة و اختفى العدو من ناظريه

قطع حرق تجميد

جميع الهجمات نزلت على جيش الأمير الثاني، و في لحظات و من دون أن يدري، و بعد أن اختفى الظلام، وجد جيشه قد دُمِّر ربعه

"ما.........ذا؟"

لم يجد الأمير الثاني ما يقوله، لم يكن لديه الوقت ليفكر، كيف حدث هذا؟ و أثناء صدمته ظهر أمامه الرئيس 'كورو هِيْ' بينما يهمس بشيء ما

في الحقيقة الرئيس 'هي' لم يكن يهمس، و إنما الأمير الثاني هو الذي لم يكن مركزا سمعه على ما يقوله، لأن المنظر الذي أمامه لا يصدق ببساطة


".......ماذا تقول أيها الأمير الثاني؟"

هذه هي الجملة الوحيدة التي وصلت لأذان الأمير الثاني، فالتفت أخيرا ليرى الشخص الذي نطق اسمه، فوجد الرئيس 'هي'

"الرئيس كورو هي؟ أنت أيضا انضممت لعائلة كريمزون؟ ظننت أنك و عائلتك في موقف محايد"

بدأ الأمير الثاني يتحدث مع الرئيس 'كورو هي' بادئا بتساؤل بينما معركة طاحنة بين الجيشين تدور حولهما، لكن الغريب في الأمر أن هذه المعركة كانت من جانب واحد، لقد كانت مجزرة

تكلم الرئيس 'هي' "معك حق، نحن كنا في موقف محايد دائما، لكن، سأقول لك شيئا، عندما يأتي صديق لك يطلبك، هل سترفضه؟"

"صديق؟" تعجب الأمير الثاني و قال سائلا "أتقصد الرئيس مارون؟"

"همف" تهجن الرئيس 'هي' و قال "حسنا، نهاية الكلام عني، فلتجبني عن سؤالي السابق"

استغرب الأمير الثاني و قال "أي سؤال؟"

حك الرئيس هي رأسه و قال "ألم تستمع لما كنت أقول؟ حسنا، في هذا الموقف أنا أعذرك، سأعيد كلامي، الرئيس كريمزون أكاغي طلب مني توصيل رسالته لك، و التي هي كالتالي 'أيها الأمير الثاني، إنك الشخص الوحيد المستقيم في عائلة غرين، و لم أرى من جهتك أي عداوة، لذا قررت منحك فرصة، ستنضم لي و تنجو، أم تقوم أخيرا بمعاداتي عن طريق الوقوف في جانب عائلتك و تفنى، ماذا تقول أيها الأمير الثاني؟' "

فقد الأمير الثاني أخيرا هدوءه و قال "أنا أتعرض للتهديد؟ أنا أحاصر في الزاوية؟ سأجيب عن سؤالك أيها الرئيس 'هي'، و أتمنى أن تبقى حيا لتوصل رسالتي التي هي كالتالي 'ددمم غرين يمر في عروقي، تهديد كان أم حصار، لن أتخلى عن دمي أبدا، لقد هددت الشخص الخطأ أيها الرئيس أكاغي، و الآن سوف تواجه عاقبة أعمالك'، أما أنت أيها الرئيس 'هي' فسوف أحرص على أن تموت بعد أن توصل رسالتي على أكمل وجه"

حك الرئيس هي و قال "آه، بشأن هذا لا تقلق، فعندما كنت تقول الرسالة كنت أنقلها للرئيس أكاغي، و الآن فلنرى مدى قدراتك التي تعتبرها قادرة على قتلي"

غضب الأمير الثاني بشدة فاستل سيفه و صرخ "هاوية الأرض المدببة"


بمجرد صراخه و تلويحه بالسيف، انقسمت الأرض من تحت الرئيس 'هي'، فوجد نفسه في الهواء و تحته جرف عميق مليء بأنياب عملاقة حجرية، كانت تغلق و تفتح، و لو سقط في داخلها سوف يصبح لحما مفروما لا محالة، كانت الأرض أسفله تغلق و تفتح، كانت كفم لوحش لا يتوقف عن إغلاق فمه و فتحه لأنه لا يستطيع انتظار الفريسة ليأكلها

قبل أن يسقط الرئيس هي صرخ قائلا بينما يلتف حول يده بخار أسود "رمح الظلام"

بووووووووم

ظهر من يده سحر الظلام، و عندما وجه يده على شكل رمح تمدد البخار الأسود ليخترق الأرض و يدمر الجرف العميق الذي كان أسفله

وقف الرئيس 'هي' و قال "يبدو أنك استهنت بي حقا أيها الأمير الثاني، سوف أوقظك من نومك و أحلامك، أنت يسيطر عليك الغضب و لست هادئا لذا لم تلاحظ، لكن أنظر حولك جيدا"

فعل الأمير الثاني كما طلب منه الرئيس 'هي' و إذا به يرتعد من المنظر الذي يشاهده، نصف جيشه انمحى من الوجود بالفعل، كان في صدمة كبيرة لذا تحدث بارتعاب

"ما هذا؟ كيف يمكن لهذا أن يحدث؟ أنا متأكد من أن جيشكم لا يتجاوز ال50 ألف، انتظر لحظة، لماذا الـ50 ألف كلها هاجمت جهتي أنا؟ و مع ذلك، أنا جيشي كان قدره 80 ألف، فكيف لجيشكم المكون من 50 ألف أن يهزم نصف جيشي بالفعل؟"

هنا ظهر فتى قرمزي من الظلال و تكلم بصوت حاد "أيها الأمير الثاني، كل هذا لا يهم حاليا، فأنت لا تحتاج لمعرفة الجواب، و السبب بسيط، لأنك ستموت هنا و الآن لا محالة"

خرج باسل وتكلم على حين غرة، نظر الأمير الثاني له بتعجب ثم التفت للرئيس هي و قال "يبدو أنكم واثقون كثيرا، لكن أن تترك غرا كهذا يتدخل في حديث بيننا نحن الكبار، أظن أنك أهنتني حقا، لا يهم إن كنتم تظنون أنكم فزتم، لأنكم ستموتون هنا"

قال باسل بدون اهتمام بينما يغادر "أيها العم هي، سأتركك تكمل عملك، أما أنا فسوف أذهب لمكان آخر، هناك عمل تركته غير مكتمل"

كان الأمير الثاني غاضبا من تصرف باسل، لكن تركيزه كان موجها نحو الرئيس هي و جنوده الذين يقتلون واحدا تلو الآخر من دون توقف

جيشه كان متكونا من 80 ألف، 5 آلاف منهم من المستوى الخامس، 15 ألف من المستوى الرابع، 20 ألف من المستوى الثالث، و 20 ألف مختلطة من المستوى الأول و الثاني و 20 ألف من الجنود العاديين. و هذه التشكيلة كانت الأقوى من بين كل الجيوش الثلاثة الخاصة بهم

بهذا العدد و هذه التشكيلة كان واثقا أنه سيفوز، لأنه كان يظن أن الـ50 ألف التي أحضرها العدو، على الأكثر سيكون منها 5 آلاف من المستوى الخامس و 10 آلاف من المستوى الرابع، و 20 ألفا من الأول حتى الثالث و 15 ألفا من الجنود العاديين، سبب اعتقاده هذا هو قتال عائلة كريمزون لعائلتي هويز و غين، بما أنها قاتلت هاتين العائلتين فلابد من أنها قد خسرت الكثير من جنودها، لذا ظن أن الأفضلية له كيفما رأيت الاتجاه الذي ستأخذه المعركة

لكن ما الذي يحدث في هذا العالم بالضبط؟ نصف عدد جيشه قد اختفى بالفعل؟ لم يتبقى إلا أصحاب المستوى الخامس و الرابع و ثلث أصحاب المستوى الثالث، أ هذا حلم يا ترى؟ إمكانية أن يحدث هذا هي أن يكون العدو يملك بجيش الـ50 ألف هذا فقط أصحاب المستوى الرابع و الخامس، لكن انتظر أ هذا ممكن حتى؟ لو كان الجميع يستطيع أن يصبح بهذه القوة فالمستوى السادس لن يكون بالشيء الكبير

تشوش الأمير الثاني بالكامل و لم يعرف ما الذي يحدث، و لا زال أصحاب المستوى الثالث يقتلون بسرعة، بينما أصحاب المستوى الرابع يقاومون، و أصحاب المستوى الخامس هم الوحيدون الذين يستطيعون مجابهة العدو

تكلم الرئيس هي "أيها الأمير الثاني، نظرتك توحي أنك لا تفهم ما يحدث، لكن لا تقلق، سأفصل دماغك عن جسدك و لن تكون قادرا على التفكير حتى، و أرسلك لتنام للأبد"

"هاه؟" قال الأمير الثاني 'كانديد' "أنا لا أعرف حقا ما الذي يحدث هنا، لكن هذا يعني أن كل ما علي فعله هو التكفل بالأمر لوحدي"

قال الرئيس كورو "أممم، إنك تغتر بنفسك و تقدرها أكثر مما يجب، الشخص الذي أمامك في المستوى السادس، و الأكثر أنه اخترقه له قبلك بعدة سنين، فكيف تظن أنك قادر على مقاتلتي و من ثم محاربة هذا الجيش الضخم لوحدك؟ إنك تتجه نحو موت سريع"

"أخرس" صرخ الأمير الثاني و قال "سأريك الجحيم" شحذ الأمير الثاني طاقته و صرخ مع اختراق سيفه للأرض "أرض الموتى"

ظهر من الأرض عدة أعمدة مدببة، كلها ظهرت مرة واحدة، فقام الرئيس هي بالقفز للأعلى لتجنب العامود لكنه تفاجأ بتمدد الأعمدة

من العامود ظهر عامود آخر، إنها ليست تقنية سهلة، و لا يمكن لأي شخص تحت المستوى الخامس القيام بها، لأنه عندما يستخدم سحره ليخرج عامودا، فسوف يجب عليه الانتظار لمدة قليلة على حسب الطاقة السحرية التي يملكها، من أجل إعادة الشحن، لكن الأمير الثاني أخرج كل هذه الأعمدة المدببة، و في الحال قام بإظهار أخرى

تكلم الرئيس هي "أمم، إن هذه التقنية عالية المستوى، يبدو أنك لم تكن تتكلم من فراغ، يبدو أنك اخترقت للقسم الثاني من المستوى السادس، بالأحرى لقد وصلت لقمته، و لديك تحكم جيد في الطاقة، فكل عامود يظهر يكون قاس و كامل من جميع النواحي، لكن.."

وقف الرئيس هي عندما ابتعد من مدى هجوم الأمير الثاني و قال "كما قلت لك، لا تغتر بنفسك"

شحذ الرئيس هي طاقته السحرية أكثر و بدا كما لو أنه ينوي استخدام تقنية كبيرة، في هذه اللحظة صدم الأمير الثاني و قال "وصلت للقسم النهائي؟"

أجاب الرئيس هي "لهذا قلت لك لا تغتر بنفسك"

ظهر بخار أسود حول الرئيس هي و كان يتحرك في استمرار بشكل دائري حوله، رفع الرئيس هي سيفه و نزل به بينما يقول "كل و ابتلع ثم انطلق لتلتهم"

تجمع البخار الأسود حول السيف أثناء التلويح و انطلق كعدة شفرات سوداء بينما الأعشاب من تحتها تتآكل بغرابة

الأرض التي مرت عليها الشفرات السوداء أصبحت ميتة بالكامل

وصلت الشفرات للأمير الثاني الذي أخرج حائطا ليصد الهجمة، لكن الشفرات السوداء اخترقت الحائط، لكن ليس بفعل الحد أو القوة، و إنما بسبب تآكل الحائط

قوة سحر الظلام، بالمستوى السادس قوة التآكل تصل لمستوى كبير، يكون التآكل سريعا و ينتشر في الشيء الذي يلمسه في الحال

هذه الهجمة تسببت للأمير الثاني في المعاناة قليلا، لأنه استمر في صنع الحوائط قبل أن يهرب لتجنب الشفرات السوداء

هرب الأمير الثاني بينما يلهث، مجرد صد هجوم واحد تطلب منه الكثير من الطاقة السحرية، سحر الظلام حقا خطير

الرئيس كورو في القسم النهائي من المستوى السادس، عندما عرف الأمير الثاني هذه الحقيقة عرف أنه كان حقا مغترا بنفسه

لقد وجد كنزا غريبا بداخل 'قارة الأصل و النهاية' و عندما استعمله ازدادت قوته بشكل ملاحظ، لكن لا زال متخلفا عن العدو الذي أمامه

لم يتحرك الرئيس كورو و انتظر ردة فعل الأمير الثاني، هذا الأخير عرف أن الأساليب البسيطة لن تنفع لذا قرر و استجمع عزيمته

أخرج مطرقة كبيرة من مكعب التخزين، كانت كبيرة بشكل ملاحظ، طول المقبض يصل للمترين، كانت ممتلئة بالنقوش الغريبة، و كذلك كان الحال مع الرأس، هذه النقوش توهجت بقوة بمجرد ما أن أطلق الأمير الثاني طاقته السحرية نحوها

عندها لاحظ الرئيس كورو وجود خطب ما، تلك المطرقة بالتأكيد خاصة بالمستوى السادس، لكن هناك شيء ما غريب بها، تلك النقوش التي لم يري مثلها من قبل، و على ما يبدو أن المواد التي صنعت منها هذه المطرقة ليست عادية أيضا، حيره أمر هذه المطرقة

و في لحظة، قفز الأمير الثاني للسماء ثم استعد مع نزوله للضرب بالمطرقة

بووووووووووم

"نيازك الأرض العميقة"

اهتزاز اهتزاز اهتزاز

اهتزت الأرض بشدة ثم بدأت تنهار و مع انهيارها طارت عدة أحجار للسماء من الأعماق، وصل الانهيار لجهة الجنود، و عندما حدث هذا تحكم الأمير الثاني في طاقته

و بسبب تحكمه لم يصب أي شخص من جنوده، و بدل ذلك العديد من جنود جيش الانقلاب قد تلقوا ضررا فادحا أدى بهم إلى الموت، و هناك من أصيب بإصابات بالغة، فقط سحرة المستوى الخامس من استطاعوا الخروج بإصابات بليغة، أما سحرة المستوى الرابع، كل من أصيب منهم بالأحجار التي خرجت من الأرض بسرعة كبيرة صنع له ثقب في المكان الذي ضربه الحجر

و إن كان الحجر كبيرا كفاية، يسحق الجسم بالكامل، و بالطبع هناك أحجار عملاقة قامت بأخذ معها الكثير في آن واحد

صدم الرئيس كورو من قوة هذه الهجمة التي أخذت معها العشرات من جيش الانقلاب في الحال، و هو أيضا ليس باستثناء، قام درعه بحمايته قليلا، لكن لولا هروبه السريع من مدى الانهيار لكان أصيب بجروح بليغة ستقلب المعركة رأسا على عقب و يصبح في موقف الخاسر

فكر الرئيس كورو مع نفسه "لماذا كان بمقدوره القيام بتقنية من هذا المستوى و هو فقط في المستوى السادس؟ انتظر، أ يمكن أنه استخدم إكسير التعزيز؟ لكن السيد الصغير لم يعطي هذه الإكسيرات لأي شخص آخر غيرنا نحن الرؤساء الذين حرصنا على اختيار أفضل الجنود عندنا و أكثرهم إخلاصا و ثقة، لذا لا يمكن أن يكون إكسير التعزيز، إذا ما........إنها المطرقة"

و بمجرد اكتشافه للأمر و ظهور الأمر على تعبيراته تكلم الأمير الثاني "رحلتي لقارة الأصل و النهاية انتهت بفائدة أكبر من الآخرين، تلك القارة الغامضة تحمل الكثير من الكنوز الغريبة، لكن الكل يخاف من التوغل و التعمق للداخل أكثر، لكنني لا ألومهم، أنا وصلت لمكان ممتلئ بالوحوش من المستوى السابع، لو أنك دخلت لمثل ذلك المكان، سواء كنت جنرالا أم ساحرا في المستوى السابع حتى، فسوف تكون معرضا للقتل في أي لحظة، كدت أفقد حياتي هناك، لكن بالنظر للفائدة التي تحصلت عليها، فلا أظن أنه كان من السيء المخاطرة بحياتي، انظر الآن، شخص يسبقني في المستويات لا يمكنه فعل أي شيء أمامي"

ابتسم الرئيس كورو و هدأ ثم رتب دورة تنفسه، و قال "يبدو أنك فرح بالكنز الذي تحمله معك، و أتفق معك، إنه مذهل حقا، لكن لا تظن أنك الوحيد في هذا العالم الذي يملك كنوزا جيدة"

أخرج الرئيس تلك القنينة و شربها، فبدأت طاقته السحرية تزداد بشكل ملحوظ، و بووووم اخترق المستوى السابع

تفاجأ الأمير الثاني كثيرا من ازدياد طاقة الرئيس 'كورو هي' الكبير فجأة، لم يعرف ما الذي حدث، لكن من كلام الرئيس كورو، فلابد من أن ذلك الشيء الذي شربه قبل قليل عبارة عن كنز ما، أيمكن أنه أيضا توغل في قارة الأصل و النهاية كما فعل؟

استمرت طاقة الرئيس كورو في الازدياد حتى وصلت للقسم المتوسط من المستوى السابع، هذا الأمر ترك الأمير الثاني فاتحا فمه من الصدمة لبعض الوقت قبل أن يستجمع أفكاره و يستعد للمواجهة

وقف الرئيس كورو باعتدال و أمسك سيفه بيديه الاثنين ثم استجمع كل طاقته السحرية الخاصة بعنصر الظلام في سلاحه السحري، ثم قام باختراق الأرض بذلك الأخير

اهتزااااااااااااااااااز

"جرف الظلام الملتهم"

صرخ الرئيس كورو بهذه الجملة، فانفجرت الأرض و انهارت من تحت الأمير الثاني، لكن هذا الانهيار لم يكن كالخاص بسحر الأرض، فهذا الانهيار كان بسبب قوة عنصر الظلام الذي انتشر من تحت الأرض، و كان تآكله هذه المرة لا يقارن مع تلك الشفرات السوداء

و في لحظة أصبحت الأرض من تحته كالظلام الدامس، عنصر الظلام الخاص بالرئيس 'هي' هذه المرة توغل من تحت الأرض و التهم كل شيء في طريقه نحو الأمير الثاني

هذا الظلام كان ببساطة كـ'الموت الأسود'، لو لمسه فسوف يموت لا محالة من سرعة التآكل، تقنية من هذا المستوى، من المستوى السابع، لو أنها لمست درعه الذي هو من المستوى السادس فلن يتحمل كثيرا حتى يتحطم، لا، حتى يختفي، لذا أسرع الأمير الثاني في قراءته للوضع، و قرر أنه لا مجال للهرب، و يجب عليه الدفاع بكل ما لديه

"هذا الارتفاع السريع في قوته، لابد من أنه أيضا حصل على ذلك الكنز النادر مثل الخاص بعائلتنا، اللعنة سيكون هذا شاقا، ظننت أن لدي الأفضلية بما أنني لدي هذه المطرقة، لكن يبدو أنني كنت مخطئا، حسنا، هذا لا يهم، مما أرى، فهو قد وصل للقسم المتوسط من المستوى السابع، لا زالت لدي الأفضلية على ما أعتقد" كان الأمير الثاني يفكر في سبب ازدياد قوة الرئيس كورو المفاجئ

صرخ الأمير الثاني "البناء السريع"

و ضرب بالمطرقة على الأرض في آخر لحظة قبل وصول الظلام إليه، و إذا بالأرض تتمدد و تصلح بشكل غريب، كما لو أن الزمن يرجع للوراء إلى ما قبل أن تتآكل هذه الأرض، لكن ذلك ليس ما يحدث في الحقيقة، فالأرض التي اختفت بفعل عنصر الظلام لا يمكنها أن تعود، لذا قرر الأمير الثاني أن يعيد بناء هذه الأرض فقط، و هذا البناء كان سريعا جدا، لذا بدا الأمر كما لو أن الأرض التي اختفت تعود من جديد

بنيت الأرض من جديد و عاد كل شيء إلى ما كان عليه قبل تنفيذ تقنية 'جرف الظلام الملتهم'


لكن الأمير الثاني يعرف أن هذا مؤقت فقط، فعنصر الظلام لن يختفي حتى و لو أعاد بناء الأرض من جديد، لأن عنصر الظلام سيبدأ في الالتهام من جديد فقط، لكن هو قام بهذا الأمر و لديه كل العلم بهذا، فهو اختار القيام بهذه التقنية مع أنها تحتاج للكثير من الطاقة السحرية، لكن أيضا المطرقة توفر عليه الكثير من العناء، فمن دونها لم يكن ليستطيع تنفيذ مثل هذه التقنية من الأول، لذا فسوف تمنحه هذه التقنية الوقت الكافي لشن هجوم مضاد

و هذا ما حدث، بعد أن قام الأمير الثاني باستخدام تقنية 'البناء السريع' سارع في اتجاه الرئيس كورو و عندما وصل إليه لوح بمطرقته في اتجاهه

ضربت المطرقة الرئيس كورو، أو هذا ما اعتقده الأمير الثاني، لأن الرئيس كورو قد توقع هجومه و صده بسحر الظلام، كان هذا الأخير متكون حول يد الرئيس كورو التي يوقف المطرقة، لكن هذه الأخيرة لم تتأثر بقوة عنصر الظلام، لذا استغرب الرئيس كورو من هذا الأمر، فقفز للوراء ثم شحذ طاقته السحرية من جديد و ضرب بسيفه على الأرض، و إذا بالتآكل يسرع من وتيرته السابقة و يخرج هذه المرة من الأرض بشكل سريع جدا و استهدف الأمير الثاني

الأمير الثاني سارع بالقفز للسماء، لكن الظلام الدامس تبعه من دون توقف حتى لحقه، و عندها وصل لدرعه السحري، ثم بدأ هذا الأخير يتآكل، حتى لو لم يكن التآكل سريعا بسبب مقاومة الدرع السحري، فسوف يتآكل هذا الأخير حتى النهاية في الأخير، و يصل التآكل عندها لجسم الأمير الثاني، و سوف سيموت بلا شك

سارع الأمير الثاني في إزالة الدرع بينما لا يزال بالسماء، و بمجرد ما أن فعل، لم يترك الرئيس كورو هذه الفرصة تضيع منه و سارع في اتجاه الأمير الثاني، كان يجري فوق الظلام الدامس، لكن هذا الأخير كان لا يؤثر به، لأن عنصره الخاص به لا يؤثر به، و هذا الظلام الدامس كان كموطئ بالنسبة له فقط، و عندما وصل أسفل الأمير الثاني، قال بعدما وجه سيفه نحوه "جرف يصبح سيف، و السيف يلتهم ليخترق" ثم أكمل بصوت مرتفع "سيف الظلام"

تجمع الظلام الدامس من حوله و بقي الظلام تحت قدميه فقط ليقف عليه، هذا الظلام الذي تجمع من حوله، حدث له مثلما حدث سابقا عندما أراد تنفيذ تقنية 'الشفرات السوداء'

تجمع عندها البخار الأسود الذي هو عنصر الظلام و الذي كان يدور حوله بالسيف و انطلق على شكل شفرات سوداء، لكن هذه المرة كمية عنصر الظلام مختلفة بالكامل، و المرعب في الأمر، هو أن أي شيء يمر عليه عنصر الظلام و يلتهمه يصبح جزءا من عنصر الظلام، أي أن هذا الأخير تزداد كميته كلما التهم

و لهذا قام الرئيس كورو بخدعة كبيرة، عندما استخدم الأمير الثاني تقنية 'البناء السريع'، لم يترك عنصر الظلام يلتهم في اتجاه الأمير الثاني، لكنه بدل ذلك وجهه طريق التهامه نحو الأسفل، و عندما هاجمه الأمير الثاني و دافع عنه ثم تراجع للوراء و ضرب بسيفه على الأرض مرة أخرى، عندها قام بتغيير وجهة الظلام من جديد نحو الأعلى، فظهر كما لو أن الأمر كما حدث في المرة الأولى عندما استخدم تقنية 'جرف الظلام الملتهم'

لكن، الحقيقة هي أن عنصر الظلام توغل كثيرا في أعماق الأرض و التهم كل المعادن و كل شيء في طريقه ثم ارتفع للأعلى من جديد

و الآن أصبحت كميته لا تصدق، اجتمع عنصر الظلام حول سيف الرئيس كورو و عندما صرخ بـ'سيف الظلام'


توجه كل عنصر الظلام الذي تجمع مرة واحدة عبر السيف نحو الأمير الثاني. هذا الأخير قام بسرعة بتلويح مطرقته بكل قوته، وجه كل ما تبقى من طاقته السحرية نحو المطرقة و لوح مستخدما كل قوته البدنية

عرف عندما رأى عنصر الظلام الهائل يتجمع حول سيف الرئيس كورو أنه إن لم يسرع و يدافع بكل ما لديه سيموت لا محالة، لذا قرر إخراج كل ما لديه

لكن الأمير الثاني ليس غبيا، لن يدافع فقط و يقف ليتفرج بعدها، أثناء تلويحه تحكم عن بعد في الأرض من تحت الرئيس كورو

هذه التقنية لن يستخدمها إلا من وصل إلى المستوى السابع، لكنه استطاع القيام بها بفضل تلك المطرقة

عندما قام الرئيس كورو بالهجوم، صعد من باطن الأرض عدة أنياب، كانت آتية من الأعماق بسرعة كبيرة، لكن الرئيس 'هي' لم يترك أيضا نفسه بلا دفاع

الظلام الدامس الذي كان من تحت رجليه تمدد و انتشر في اتجاه الأنياب الحجرية الصاعدة، لذا أصبحت معركة قوة و طاقة سحرية و سرعة، إذا من الأسرع؟ هل هو التآكل الخاص بعنصر الظلام؟ أم إنتاج الأنياب المستمر الذي يتوجه نحو الأعلى؟

لذا استمر عنصر الظلام في تآكله و استمر عنصر الأرض في الإنتاج، لكن ليس هذا ما سيحدد الفائز بالمعركة، لأن الرئيس كورو قام بالتركيز أكثر على الهجوم، من نجح في دحض الآخر سوف يكون الفائز، إن نجح هجوم الرئيس كورو فسوف يُلغى هجوم الأمير الثاني من الأسفل و يكون هو الرابح، و من جهة أخرى، إن استطاع الأمير الثاني إيقاف هجمة الرئيس كورو فسوف يكون بمقدوره التركيز على هجومه من الأسفل، و جعل الإنتاج يفوق سرعة التآكل و يهزم الرئيس كورو

لكن وا أسفاه، لم يسري الأمر كما أراد الأمير الثاني، عندما لوح بالمطرقة، قام بضرب سيف الظلام الذي يستهدفه، و بقي على ذلك الحال لقليل من الوقت يصارع قوة سيف الظلام، استمر في توجيه طاقته السحرية نحو المطرقة

عنصر الظلام الهائل لم يتوقف و بدل ذلك بدأت آثاره تظهر، المطرقة بدأت تتآكل، و بمجرد أن حدث هذا، فقد الأمير الثاني السيطرة على و التحكم في سحره للحظة

استغل الرئيس كورو هذه اللحظة و وجه عنصر الظلام عبر الثغرات


فسسسسس

اخترق سيف الظلام الأمير الثاني في نقطة واحدة، هذه الأخيرة كانت قلبه، لذا صُنِع ثقبا في مكان قلب الأمير الثاني الذي سقط من السماء

كان سيف الظلام يعتمد على جعل قوة التآكل كلها تتوجه نحو نقطة واحدة، لذا بتركيز كامل قوته في نقطة واحدة، اخترق قلب الأمير الثاني في لحظة

"لقد هُزم الأمير الثاني"

صرخ الرئيس 'كورو هي' بهذه الجملة ليرفع من معنويات جيش الانقلاب، و تدمير معنويات جيش العدو

و هذا ما حدث، صرخ جنود جيش الانقلاب بقوة " هوااااااااااه "

ثم انطلقوا بسرعة مع ارتفاع معنوياتهم و أبادوا سحرة المستوى الثالث الخاصين بالعدو، و سحرة المستوى الرابع الذين كانوا يواجهون معهم معضلة خفيفة، لم تعد هناك أي مشكلة لهم، فبسبب ارتفاع معنوياتهم، و انخفاض معنويات العدو، حتى سحرة المستوى الرابع أبيدوا عن بكرة أبيهم

و الآن لم يتبقى سوى حوالي 3 آلاف من سحرة المستوى الخامس، لذا انقض جيش الانقلاب الذي صار عدده حولي الـ45 ألف على الـ3 آلاف الباقية و أبادوهم أيضا

و بهذا انتهت المعركة ضد الأمير الثاني و جيشه

ظهر الكبير أكاغي بينما يقول "للأسف، الأمير الثاني الذي كان الوحيد المستقيم في العائلة كان هو الأول من قتل، يا لها من مسخرة"


تنهد الكبير أكاغي فظهر الجنرال رعد و الرئيسة موراساكي، ثم الرئيس تشارلي بجانبه

قال الرئيس تشارلي "لا تتحسر على موته، لقد أعطيته فرصة، و لم يعرف كيف يستغلها"

قال الجنرال رعد "لقد كنت قد وعدتني بمحاولة الكلام أولا، و هذا ما فعلت، لكن الأمر لم ينجح، فلا خيار آخر غير القتال، قد يكون هذا غريبا مني أن أقوله الآن بعد كل هذا الوقت، لكن بما أن الأمير الثاني الذي كان مستقيما لم يستمع لك، فلا أظن أن الآخرين سوف يعطون لك وجها"

حدقت الرئيسة موراساكي في جثة الأمير الثاني، و مرة أخرى تنفست الصعداء لأنها انضمت لعائلة كريمزون، فلقد اختارت الجانب الصحيح، كما فعل والدها قبل 50 سنة

تكلم الكبير أكاغي سائلا "آه، أين حليفنا باسل بالمناسبة؟"

أجاب الرئيس كورو "آه لقد قال أن لديه عمل ما غير مكتمل يجب عليه إكماله و غادر"

استغرب الكبير أكاغي و تذكر كلام الجنرال منصف

(لقد ناداني السيد الصغير باسل، أنا ذاهب للجانب الجنوبي الغربي)

في الجانب الجنوبي الغربي للقصر، حيث يوجد بقية الأمراء و الأميرات، يترأسون جيشا مقداره 80 ألفا، لكن هذا العدد قد انخفض للثلثين، حسنا هذا ليس غريبا كفاية بما أننا رأينا قوة جيش الانقلاب

لكن السؤال الذي يجب أن يطرح هو 'من هزم ثلثا كاملا من جيش الأمراء و الأميرات إن كان جيش الانقلاب كله متمركز في الجانب الشمالي؟'

لم يكن أحدا آخر غير أولئك الأشخاص الأربعة

نعم أربعة فقط هزموا الآلاف

لقد كانوا 'الجنرال منصف، التاجر ناصر، باسل و أنمار'

و الأكثر غرابة في الأمر هو أنه من بين الآلاف الذين هزموهم، يوجد أميران و أميرتان مقتولين بالفعل

و الذي تبقى كان ثلاث أميرات يحاولن الصمود، مع أن واحدة منهن كانت قريبة من الموت

و كل هذا بسبب واحد من أولئك الأربعة، ذلك الشخص الذي كان الكابوس الأكبر بالنسبة لها


(نعم، أنا متجه نحو الجانب الجنوبي الغربي، فلتلحقني) تكلم باسل عبر خاتم التخاطر بينما أنمار ترافقه

أجاب الشخص من الطرف الآخر (آه حسنا، سأبلغ الأمر لأب زوجتي و ألحقك)

عند مغادرة باسل لساحة قتال الرئيس كورو و الأمير الثاني، اتجه نحو الجانب الجنوبي الغربي، و في هذه الأثناء، كان الكبير أكاغي، الجنرال منصف، الرئيس تشارلي، الجنرال رعد، الرئيسة موراساكي، و التاجر ناصر يتقدمون ببطء نحو ساحة القتال

تكلم الجنرال منصف موجها كلامه للكبير أكاغي "لقد ناداني السيد الصغير باسل، أنا ذاهب للجانب الجنوبي الغربي"

أماء الكبير رأسه بالموافقة

تكلم التاجر ناصر "آه، أيها الجنرال منصف، أريد الذهاب معك"

أجاب الجنرال منصف بالموافقة، فغادر الاثنان متجهان نحو الجانب الجنوبي الغربي، كان بعيدا عن الواجهة الشمالية بأميال بسبب كبر القصر

و في هذه الأثناء كان باسل و أنمار قد اقتربا من وجهتهما

تكلمت أنمار "ستكون تلك الأميرة أيضا في المكان الذي سنذهب إليه؟"

أجاب باسل "أليس هذا هو سبب ذهابنا إلى هناك من الأول؟"

خرجت نية قتل مخيفة جدا من عيني أنمار ثم قالت "و أخيرا أتت فرصتي لمقابلة تلك العاهرة، لو أنك لم توقفني في الشهور الأخيرة لكنت بالفعل قد نلت منها"

تنهد باسل و قال "عندها سنكون قد وقعنا في مشاكل أخرى و قد تتسببين في ضياع الخطة كلها"


عبست أنمار و قالت "حسنا، معك حق" و لم تختفي تلك النظرة القاتلة من على محياها

قال باسل مع نفسه "هل أخيرا سنرى وجهها الحقيقي؟ آخر مرة رأيت حقيقتها كانت قبل حوالي 5 سنين، أنا الذي عشت بالقرب منها لـ10 سنوات كاملة، لم أتخيل أبدا و مطلقا، أن تلك الأنمار اللطيفة التي تتبعني في كل مكان و لا تتركني، تلاحق ظلي بتلك الابتسامة اللطيفة على محياها، ستكون في الحقيقة....، و فوق ذلك بلا خجل تجيبُني دائما على سؤالي بنفس الجواب"

'لماذا؟'

'لأنني أحبك'

"حتى أتى ذلك اليوم الذي تقربت مني فيه تلك الفتاة اليائسة، ذلك اليوم المأساوي الذي كاد أن يكون آخر يوم تعيشه تلك الفتاة اليائسة، ذلك اليوم الذي صدمت فيه أكبر صدمة في حياتي حتى الآن. تلك الأميرة أزعجتني حقا، لذا لست آسفا على مصيرها القادم، لكن، أشفق حقا عليها، لأنها ستواجه ذلك الوحش الذي لم أراه أنا بنفسي سوى مرة واحدة في حياتي، قد لا يكون لدي دور لأقوم به، حسنا يقولون أنه لا يجب عليك التدخل في 'أمور النساء'، مع أن هذا مختلف قليلا، لكنني أظن أن هذا أيضا من أمور النساء التي يجب الابتعاد عنها"

تقدم باسل و أنمار ذات المزاج المعكر نحو الجانب الجنوبي الغربي

(الجانب الجنوبي الغربي)

"تقرير، تقرير"

أتي جندي مسرع ليوصل التقرير الذي يقول "جيش الانقلاب اندفع نحو الواجهة الشمالية كما توقعنا، لكن، و كما لم نتوقع، لم يتفرق الجيش و هاجم الجانب الشمالي بعدده الكلي"

صدم الأمراء و الأميرات الذين كانوا يجلسون على الكراسي باصطفاف، لكن هذه الصدمة لم تكن تحمل معها تعبيرات الخوف، و إنما تعبيرات السرور بدل ذلك

تكلم الأمير الثالث "أخي الكبير كانديد هو الذي يتمركز في الواجهة الشمالية، نحن محظوظون، الآن حتى لو خسر أخانا، فسوف نواجه بقية جيش الانقلاب فقط الذين سيقل عددهم كثيرا بما أنهم سيكونون قد واجهوا 80 ألفا بالفعل من جيش أخي، كيكيكيكي، نحن محظوظون حقا، فلتمت يا أخي كانديد بهناء، سأعتني بالعرش جيدا في محلك"

تكلم الأمير الرابع "لا تقرر الأمر لوحدك، من قال أنك الشخص الذي سيرث العرش إن مات أخي كانديد؟"

"همم" تهجن الامير الثالث و لم يجب


تكلمت الأميرة الرابعة "هذان التوأمان لا يكفان عن التخاصم، يا له من أمر مخز"

تكلم الأمراء و الأميرات فيما بينهم، و كل ما يشغل بالهم هو متى سيموت الأخ الأكبر، و القضاء على بقايا جيش الانقلاب إن أتى لجهتهم، لأنه سيكون عليهم كسب المجد للاقتراب من العرش أكثر

إلا شخص واحد منهم، الأميرة الخامسة شارلوت التي تضرب بقدمهما على الأرض بشكل متواصل، كانت لا تستطيع أن تهدأ أبدا، إنها تفكر في شيء مخالف تماما على عكس الأمراء و الأميرات، فهي تفكر في خطوتها القادمة بوضع احتمال هزيمة أخيها الأكبر كانديد و دخول جيش الانقلاب لقلب القصر، عندها سيكون عليهم الذهاب لاعتراضه، لذا بالتأكيد سيكون ذلك الوحش من بينهم، و بما أنه أتى بحثا عنها في المرة الماضية، فلا يمكن له يفوت فرصته بعد لقائها هذه المرة

كل ما يشغل بالها هو البحث عن طريقة للهرب

و في هذه الأثناء وصل خبر للأمراء و الأميرات سيجعلها أخيرا تسرع من تفكيرها لأقصى درجة في البحث عن طريق للهروب

"تقرير، تقرير" أتى الجندي من السابق مرة أخرى بينما يصرخ باستعجال

تكلم الأمير الثالث بغضب "ما بالك؟ أنت تأتي في كل مرة تصرخ في وجهنا، فلتتحدث بهدوء، إنك في حضرة العائلة الإمبراطورية أيها الجندي الوضيع"

تأسف الجندي و انحنى ثم قال "أنا أعتذر حقا يا سيادة الأمير الثالث، لكن الأمر مستعجل نوعا ما"

أمر الأمير الثالث "كفانا كفانا، هيا أخرج ما تريد قوله بسرعة"

"حاضر" قال الجندي "هناك شخصان يتقدمان نحو مقدمة الجيش، و مما بلغنا، فإنهما من الأعداء، لقد شوهدا يهاجمان مراقبيننا"

"هاه؟" تعجب الامير الثالث و قال "هل تمزح معي أيها الوغد؟"

استغرب الجندي فتفاجأ بنفسه يُركل عبر ذقنه

"هل أتيت و عكرت مزاجي بصراخك لتخبرني أن هناك شخصين قادمين يهاجمان جيشنا؟"


"لا، في الحقي..."

دووو

ركلة أخرى لبطن الجندي يتبعها صوت الأمير الثالث المتغطرس "ماذا؟ هل تحاول إعطاء عذر ما؟ أم ماذا؟ تأتي صارخا فقط لتخبرني أن اثنين قادمين؟ هذا لا يهمنا، فبما أنهما اثنان فقط فسوف يموتان قبل بلوغ نصف الطريق، كيكيكي"

"لا، في الحقيقة" عبس الأمير الثالث لأن الجندي تكلم من جديد، لكنه تركه يكمل كلامه "الشخصان اللذان يتقدمان عبارة عن فتى و فتاة"

"ها؟" أخرج الأمير الثالث هذا الصوت لأنه استغرب، و في الحال استل سيفه و

فسسسسس

سقوط


قطع رأس الجندي ليسقط ثم قال "غبي كفاية ليأتي صارخا معكرا مزاجي، و غبي أكثر لمحاولته إعطاء عذر، و غبي بالكامل لأنه حقا غبي، تأتي لتخبرني أن طفلين يتقدمان نحو الجيش؟ هل هذه مزحة"

صدم الحضور من الجيش و في المقابل لم يفعل الأمراء و الأميرات أي شيء، كانوا معتادين على هذه الأمور، ليس لأنهم يرونها، بل لأنهم يقومون بها، و لم يقوموا بأي تحرك الآن فقط لأن الأمير الثالث قرر التعامل مع هذا الوضع

صرخ الأمير الثالث في وجه الجنود من حوله "اسمعوا أيتها الحثالة، لا يأتي أي شخص ليعكر مزاجي بتقارير غبية، تجعل صاحبها غبيا ميتا كهذا الغبي الذي مات قبل قليل، ما لم يكن التقرير يحمل أخبار هزيمة أخي كانديد أمام أو فوزه على جيش الانقلاب، أو خبر دخول هذا الأخير للقصر، فلا يأتي أي أحد، كي لا يكون غبيا، أنا لا أتحمل الأغبياء، و أنا أقتل من لا أتحمل، لذا خذوا حذركم و طبقوا الأمر جيدا"

عم الصمت بين الحضور

و بعد مرور القليل من الوقت، أتى جندي مسرع "الاثنان من السابق قد قتلا 200 من جنودنا و كلهم كانوا من المستوى الثالث بالفعل، أرج...."

فسسسس


سقوط


قطع رأسه و سقط كما حدث مع الجندي السابق، تكلم الأمير الثالث "ها هو ذا غبي آخر"

بلع الجميع لعابهم و التفوا ثم سكتوا و لم ينطقوا بكلمة لمدة طويلة

بعد مرور هذه المدة الطويلة أتى جندي آخر مرة أخرى، و عندما انحنى و أراد أن يتكلم قطع رأسه قبل أن ينطق بحرف واحد

و من بعدها لم يأتي أي جندي ليتكلم أبدا، و في هذه الأثناء كانت الأميرة الخامسة تفكر في أمر يجعلها ترتعد بجنون

"لقد قال فتى و فتاة، بالمناسبة ذلك الوحش قيل لي أن هناك فتاة ما ترافقه، هل يمكن أنه هو قد أتى إلى هنا؟ بالحكم على الأخبار التي كانت تأتي، فيبدو أن هذين الفتى و الفتاة يتقدمان بينما يهزمان جنودنا، ماذا لو كان هو حقا؟ هل يجب أن أصطنع عذرا ما و أهرب الآن؟ ماذا أفعل إن التقيت به الآن؟ هاه؟ ماذا أفعل إن التقيت به أقول؟ ها؟ هل أنا مجنونة؟ يجب أن أهرب الآن، موتي مؤكد إن التقيت به"

وقفت الأميرة الخامسة و قالت "أنا سأذهب للتكلم مع أبي في موضوع مهم و أعود"

تكلم الأمير الرابع "هاه؟ أي موضوع؟ لقد أمرنا والدنا بعدم التحرك من مواقعنا و مواجهة العدو عندما يأتي، لا يهم ما يكون عندك، سوف تنتظرين إلى أن تنتهي مهمتنا، عندها أنت حرة بما تفعلين"

"هاه؟" صرخت الأميرة الخامسة بجنون "أنا ليس لدي الوقت لأتناقش معك هنا، أنا ذاهبة"

وقف الأمير الرابع و صرخ "انتظ__*بووووم*

بوووووووووووووووووووووم

انفجار مفاجئ قريب جدا من الأمراء و الأميرات جعلهم يقفون في مكانهم، أما الأميرة الخامسة، فتحت عينيها على مصراعيهما و فشلت ركبتيها، ذلك الشخص الذي ظهر من بين الغبار لم يكن أي أحد آخر غير الوحش الذي كانت تخشى قدومه

و الآن، ما المعمول؟ ذلك الوحش قد أتى، هل تستغل فرصة التوتر الموجود حاليا و تهرب؟ نعم هذا هو الحل الأمثل حاليا

و بهذا قررت الأميرة الخامسة غرين شارلوت الوقوف بسرعة و تجميع شجاعتها و من ثم الهرب بأقصى سرعة لديها، لأنه بمجرد ما أن يراها ذلك الوحش، فستكون النهاية بالنسبة لها

فعلت كما قررت و بسرعة أخذت الاتجاه نحو قلب القصر، لكن لسوء حظها كانت هناك أعين تراقبها

تكلم الأمير الرابع "لقد قلت لك انتظري يا شارلوت"

جري ثم لحقها و وقف في طريقها ثم قال "يبدو أنك تحاولين الهرب كما اعتقدت، لقد كنت تتصرفين بغرابة طوال الوقت، لكن لسوء حظك، عيني لم تترك مراقبتك منذ أن كنا في القصر"

"اللعنة" صرخت الأميرة الخامسة "ابتعد عن طريقي أيها الحثالة، أنا لا أهتم بثرثرتك، إنه قادم، ابتعد، يجب أن أذهب بسرعة قبل أن يلاحظني، فإن فعل ستكون النهاية، ابتعد"

ضربته بيدها على جنبه لتزيحه عن الطريق ثم أرادت أن تسرع مرة أخرى، لكن الأمير الرابع كان ملحا فأمسك بيدها مرة أخرى

"أنا لا أعرف لماذا تريدين الهرب لهذه الدرجة، لكن طالما أبانا أمر بقتل من يحاول الهرب، فسيكون مصيرك الموت هنا و الآن، ما الذي ستفعلينه؟"

"ها؟" صرخت الأميرة الخامسة و أجابت "اللعنة، أتركني أيها الوغد، أنا ليس لدي الوقت لتفاهتك، تهديدك لا يساوي شيئا أمام ذلك الوحش القادم"

استغرب الأمير الرابع "الوحش القادم؟ أي وحش تتكلمين عنه؟ ألم يقولوا أنهما فتى و فتاة فقط؟"

ضربت الأميرة الخامسة يد أخيها الأكبر ثم سارعت في الهروب


الأمير الرابع قال بعينين باردتين "لم تتركي خيارا آخر، أمر الوالد لا يُخالف" استل سيفه و انطلق مستهدفا عنق الأميرة الخامسة

فسسسسسس

ظل يزحف يحمل معه صوت قطع

سقوط


سقط رأس شخص ما، لكن، الرأس الذي سقط لم يكن يعود للأميرة الخامسة التي كانت مستهدفة، و إنما رأس الشخص الذي كان يستهدفها، لقد كان رأس الأمير الرابع

و بجانب هذا الرأس يقف فتى بشعر قرمزي يلتهب و عينين حمراوين بحمرة الدم، وجهه عليه ذلك السائل الأحمر الذي يخرج من الإنسان عندما يجرح، و يحمل سيفا أبيضا معه تلونت أجزاؤه بالأحمر في اليد اليمنى، و في اليد اليسرى كان يحمل مكعب التخزين الخاص بالأمير الرابع الذي قتل

عندما رأت الأميرة الخامسة هذا المخلوق القرمزي، بللت نفسها، ببساطة تامة، بصورة واضحة، و بفكرة واحدة، عرفت مصيرها القادم بعد قليل، و كل ما شغل عقلها في هذه الأثناء هو كلمة واحدة

"الموت"

لقد أتى الوحش أخيرا، ذلك الغبي الذي أخرها قد مات بكل تلك البساطة، لقد كان ساحرا في المستوى الثاني، مثلها تماما، لذا عندما رأت الوحش القرمزي أمامها، عرفت أن مصيرها كمصير الذي سبقها

تكلم الوحش القرمزي "لقد التقينا أيتها العاهرة، هل استمتعتِ بالأيام الماضية الهانئة؟"

كل كلمة كان يقولها ذلك الوحش كانت تتوغل لجسمها، لقد بللت نفسها بالفعل، و الآن سقطت في مكانها بسبب فشل رجليها في حملها، و فرغت عينيها من الإرادة في الحياة

قال الوحش القرمزي مرة أخرى "أمم، لقد كنت أتوقع أنك سوف تهربين بجنون لكنك بشكل مفاجئ ثابتة في مكانك"

اقترب الوحش القرمزي ثم قال "آه، ليس أنك لم تهربي، لكنك لم تعودي قادرة حتى على الوقوف"

حدق الوحش القرمزي في بولها و اشمأز منها "همم، لقد كنت أتوقع رؤية بعض المقاومة منك، لكن يبدو أنك ستكونين كوجبة خفيفة فقط للوحش"

كانت ردة فعل الأميرة الخامسة عبارة عن الغرق في اليأس التام، لكن على عكسها الأمراء و الأميرات لا يعرفون من هذا الوحش القرمزي، لذا لم يصدموا مثل الأميرة الخامسة، لكنهم لم يصدقوا أن فتى مثل هذا قد قتل أخاهم


صرخ الأمير الثالث بينما يتقدم بسرعة مستلا سيفه في اتجاه الوحش القرمزي "أيها الوغد، لقد قتلت شخصا من العائلة الإمبراطورية، هل تعرف ما معنى هذا؟ سوف أقتلك"

حدق الوحش القرمزي بهدوء في اتجاه الأمير الثالث، ثم غير اتجاه نظره للأميرة الخامسة مهملا و متجاهلا الأمير الثالث. هذا الأخير أحس بالإهانة كثيرا فتقدم بسرعة مندفعا نحو 'الغبي' الذي تجرأ على تجاهله

و عندما اقترب قليلا صرخ "كرات الضوء الحارقة"

رافق صراخه تلويحه بالسيف، فتوهج هذا الأخير و خرجت منه كرات ضوء صغيرة جدا، لكنها كانت كثيرة جدا

"هاهاها" ضحك الأمير الثالث و قال "فلتتذوق تقنيتي التي طورتها، أنا لدي تحكم جيد في السحر، لذا أنا قادر على صنع مثل هذا العدد من الكرات الصغيرة و التحكم بكل واحدة منها على حدة، أنت ميت أيها الوغد، أنا لا أهتم لقتلك ذلك التوأم الغبي، بالأحرى، أنا أشكرك لأنك أنقصت منافسا علي، لكني للأسف لا أتحمل الأغبياء، و أنا أقتل من لا أتحمل، لذا فلتمت"

نظر الوحش القرمزي مرة أخرى في جهة الأمير الثالث، هذا الأخير كان يضحك بينما يوجه كرات الضوء الحارقة نحو العدو، لكن هذا الأخير اختفى فجأة من أمام ناظريه

حرك الأمير الثالث رأسه يمينا و شمالا بحثا عن العدو لكنه لم يجده، ثم عندها سمع صوتا يهمس من وراءه، و عندما التف

بوووووف اختراق

بمجرد ما أن التف الأمير الثالث للخلف حتى وجد يدا مخترقة قلبه بينما صاحبها يقول "يا لها من مصادفة، لم أتوقع أن يكون حثالة مثلك لديه نفس رأيي، أنا أيضا لا أتحمل الأغبياء، و أقوم بقتل من لا أتحمل، و بالخصوص الحثالة الغبية مثلك"

في هذه الأثناء عندما كان الوحش القرمزي يتكلم كان الأمير الثالث قد مات بالفعل، لقد اخترق قلبه تماما

أخذ باسل مكعب التخزين الذي سقط منه

شحبت الأميرات الأربع، في غضون دقائق قليلة مات أخويهن بكل بساطة، لم يحتج العدو ليزعج نفسه بأكثر من ضربة. هذا الأمر جعلهن أخيرا يتفهمن سبب خوف و رعب أختهن شارلوت كل هذه المدة

"أيها الجنووووووود" صرخت الأميرة الثالثة بجنون ثم قالت "ماذا تفعلون أيها اللعناء، أميرين قد ماتا بالفعل و أنتم تتفرجون؟ فلتهجموا على ذلك الوغد بسرعة"

لكن بغرابة لم يستجب أي أحد لطلبها، كان الجنود كما لو أنهم يهلوسون، كانوا يحومون في مكانهم بغرابة، و من بينهم بدأت صورة شخص ما تنجلي ببطء

شاهدت الأميرة الثالثة الشخص الذي يتقدم نحوها ببطء، لقد مر من وسط الجنود بكل أريحية، لقد كان هذا غريبا جدا


اقترب منها هذا الشخص الذي تفاجأت أنه كان عبارة عن هذه الحسناء الفاتنة التي وصلت و وقفت أمامها

"أين هي الأميرة الخامسة غرين شارلوت؟" تكلمت الحسناء

نزل العرق البارد من على وجه الأميرة الثالثة و لم تعرف لماذا، لكنها كان لها فخر بنفسها فصرخت "لم علي إخبارك؟"

"إذا لم تخبريني فأنت أنت غير مهمة" قالت الحسناء هذا الكلام ثم وجهت يدها على وجه الأميرة الثالثة التي سقطت في مكانها و بقيت عينيها مفتوحتين على مصراعيهما مع اختفاء الضوء منهما

"ما...ذا؟ صدمت الأميرات الثلاث فنهضت الأميرة الرابعة بسرعة بينما تصرخ "أيتها المنحطة، ماذا فعلتي بأخ....؟"

"أين هي الأميرة الخامسة غرين شارلوت؟" تكلمت الحسناء

"كما لو أنني سأجيبك أيتها المنحطة، أجيبيني، ماذا فعلت بأختي؟" صرخت الأميرة الرابعة

تكلم الوحش القرمزي من قبل "أنمار، إن تلك العاهرة هناك" أشار بيده لمكان تواجد الأميرة الخامسة

نظرت أنمار بعينيها الفارغتين في اتجاه الأميرة الرابعة التي بدأت تشحذ سحرها محاولة الهجوم، كانت عيني أنمار تحملان نية قتل غير طبيعية، كيف لفتاة في هذا العمر أن يكون لديها نية قتل مثل هذه؟ كانت كما لو أنها قد مرت بالجحيم، و قاتلت في معارك غير محدودة، نية القتل التي تخرج من عينيها تجعل الشخص يرتعد و يرتعب فقط لا غير

تكلمت أنمار "إذا أنت غير مهمة أيضا"

و مرة أخرى بإشارة من يدها جعلت الأميرة الرابعة تسقط في مكانها و حدث لها كأختها، كانت عينيها كما لو أنهما فرغتا من الإرادة في الحياة، البريق المعتاد الموجود في عينيها اختفى تماما

بعدها اتجهت أنمار نحو الأميرة الخامسة التي كانت تنظر للسماء

"يا لها من ليلة قرمزية، هل نهايتي قد حانت، همم، يا لها من حياة قصيرة المدى، تسعة عشر عاما، هاه؟ لقد كانت مدة قصيرة حقا"

بدا على الأميرة الخامسة التخلي عن الحياة تماما، لم تعد تقوى على الوقوف بعد الآن

لكن تلك الحسناء التي ظهرت تقدمت نحوها، ثم عندما وصلت إليها وقفت أمامها


في هذه اللحظة حاولت الأميرتين المتبقيتين التحرك لكن الوحش القرمزي وقف في طريقهما، مما جعلهما يفكران مرتين قبل الإقدام على خطوة أخرى

قالت واحدة منهما سائلة "ماذا حدث لأختينا؟ ماذا فعلت تلك المنحطة؟"

تكلم الوحش القرمزي "آه، إنهما الآن تمران بأسوء كوابيسهما، و سيستمر هذا الأمر حتى يتم تكسير عقلهما، و بالطبع عند حدوث ذلك ستموتان"

لم تستطع الأميرتين القيام بأي شيء سوى التحسر في مكانهما و مشاهدة أختيهما تموتان أمام أعينهما

تكلمت أنمار "إذا أنت هي العاهرة التي كانت تلاحق باسل"

'العاهرة' و 'باسل'، عندما سمعت الأميرة الخامسة هاتين الكلمتين فتحت عينيها على مصراعيهما ثم وقفت بسرعة قائلة "اللعنة، أنا لن أموت هنا، سوف أنجو مهما كلف الأمر"

شحذت طاقتها السحرية و استعدت للقيام بهجمتها

طاااااااااق

صفعة


صُفِعت الأميرة الخامسة غرين شارلوت من قبل أنمار، لكنها لم تكن صفعة عادية، فلقد كانت تحمل معها قوة بدنية كبيرة جدا، فبسبها، الطاقة السحرية التي كانت تشحذها الأميرة الخامسة خمدت

نظرت غرين شارلوت للشخص الذي قام بصفعها

فتكلمت أنمار "لديك حساب طويل معي علينا تصفيته، سأعملك جيدا معنى عواقب العبث مع رجل يخصني"

"حساب؟ أي حساب تتكلمي عنه أيتها المنحطة، تقومين بصفعي أنا؟ حثالة من أسفل المجتمع تقوم بصفعي أنا من في قمته؟"

طاااااااااااق

صفعة


صُفِعت الأميرة الخامسة مرة أخرى من طرف أنمار على وجنتها الأخرى فسقطت على الأرض

تكلمت أنمار "اصمتي أيتها العاهرة، منحطة؟ لقد سمعت بما تقومين به، يبدو أن لك علاقة بالسوق السوداء، تقومين بالتجارب على البشر و تتاجرين بهم، أليس هذا هو الأكثر انحطاطا؟" خرجت نية قتل مخيفة من عيني أنمار لتكمل "لكن، أتعلمين شيئا؟ أنا لست بنبيلة كفاية لأقوم بمحاسبتك على أعمالك هذه، لكني في القابل لست لطيفة و لا ذات قلب منفتح لتركك تفرين بجلدك بعد أن حاولت لمس رجلي"

"سوف أريك الجحيم، سوف أجعلك تمرين بأشنع عذاب، سوف تطلبين العفو لكنك لن تحصلي عليه، سوف تطلبين فرصة أخرى لكنك لن تحصلي عليها، سوف تلعقين أصابع رجلي، سوف تريدين أن تصبحي عبدتي كي أخفف عذابي عنك و لو قليلا، لكن هذا لن يحصل، لن يكون هناك من ينقذك، و كبداية سوف أجعلك تمرين بالجحيم الذي تحدثت عنه"

شحذت أنمار طاقتها السحرية ثم وجهت ذراعها نحو الأميرة الخامسة و قالت "كابوس الحياة الأكبر"

وووووووووش

اتجهت طاقتها السحرية و أحاطت بالأميرة الخامسة ثم في الحال، وجدت تلك الأخيرة نفسها في مكان هادئ جدا، كان محاطا بالزهور، الرياح هادئة، يمكنها التنفس بكل أريحية هناك، 'آه، يا لها من سكينة، إنني أتمنى العيش هنا للأبد'

بمجرد ما اعتقدت الأميرة الخامسة بهذا مع نفسها حتى تحولت الأرض الخضراء من تحتها إلى بحر أحمر بالكامل، بينما تقف هي فوق حجر، و من تحتها –من البحر الأحمر- بدأت تظهر عدة أيدي تتعلق برجليها، تصعد شيئا فشيء، حتى ظهر أصحابها، لقد كانوا عبارة عن رجال و نساء و *****، أعينهم و أفواههم سوداء، يسحبون الأميرة الخامسة للأسفل بينما يهمسون


"إنها أنتِ" "أنتِ من سلبنا حياتنا" "لقد جعلت ابني يتيما" "أنت من تسبب في آلامنا" "أنت من قام بكل تلك التجارب علينا" "سوف نسحبك معنا" "يجب عليك تجربة ذلك الألم أيضا" "أنا كنت لا زلت في عمر 8 سنوات فقط" "لقد سلبت مني حياتي" "كنت أريد أن أصبح ساحرا عظيما" "إنها أنت" "أنت" "سوف تأتي معنا"

بدأ أولئك الأشخاص يجذبونها للأعماق ببطء بينما الأميرة الخامسة تعاني "لست المخطئة، لست أنا"

تحاول محاولات عقيمة في الانسلال من أيديهم، لكن هذه الأخيرة كانت تلتصق بلحمها، حاولت كثيرا لتزيلها لكن كل محاولاتها باءت بالفشل

"اتركوني، كلٌ بمصير، لأنكم ولدتم من الطبقات السفلى كنتم معرضين لتلك المعاملة، إنه خطأكم، خطأكم لأنكم ولدتم في عائلات منحطة، ابتعدوا عني، إنني من العائلة الإمبراطورية، ابتعدوا أيها الأوغاد"

لكن مهما فعلت لا زالت تغرق في البحر الأحمر، وصل ذلك السائل الأحمر لرجليها، فأحست عندها بالكثير من الأفكار تتوغل لوعيها دفعة واحدة

"يااااااااه" "اتركوني، لا، لا، إنه مؤلم، توقف" "لا للمزيد، سوف أموت، سوف أموت" "لاااااااا"

صرخات كل الأشخاص الذين تمت عليهم التجارب، و الذين تم قتلهم في سبيل أخذ أعضائهم من أجل تجربة ما، و الأشخاص الذين سلب منهم أطفالهم ثم قتلوا

كل صرخات هؤلاء الأشخاص، آلامهم، معاناتهم، كل المشاعر السلبية الخاصة بهم توغلت لوعيها، و في الحال صرخت الأميرة الخامسة بجنون "لاااااااااااااااااا، توقفوا، لااااااااااااااااا، لا تقتربوا مني"

لكن تلك الأفكار لم تتوقف عن التوغل لوعيها، و لا الأيدي عن جرها للأسفل، و استمرت معاناتها بالازدياد فقط، حتى غرقت بالكامل

لا زالت الأفكار السلبية تتوغل لوعيها باستمرار، مع أنها تحت البحر الأحمر، إلى أن معاناتها تزداد فقط، بدأت عندها تطلب الموت بسرعة، لكن الغريب هو أنها لا زالت تغرق للأسفل فقط من دون أن تموت، آلام الموت غرقا لا زالت مستمرة، لا تتوقف أبدا

و في هذه الأثناء أنمار لا زالت واقفة في مكانها لكنها تتحكم في طاقتها، و في المقابل كانت الأميرة الخامسة تتقلب في الأرض و تبدو كما لو أنها تموت، كانت تمسك عنقها و الرغوة تخرج من فمها

لاحظت أنمار أمرا غريبا، فجعلت تقنيتها تتوقف ثم قالت "أنت بدأت تحاولين الموت بالفعل؟ لن أتركك تموتين بهذه السرعة، أولا لقد جربتِ الموت غرقا بينما آلام نفسية تعذبك، أنا لم أكن أعرف عن تلك الآلام، لكني درستها من أجلك فقط، قرأت جميع الكتب التي تتخصص في التعذيب، هناك وجدت التعذيب بالغرق، قررت تجربته في وهمي"


"ألم يكن رائعا؟ لقد جربت أن أتنفس تحت الماء، لذا أصبحت أعرف ما هو شعور الغرق نوعا ما، لذا كل ما كان علي فعله هو تقويته لمئات المرات، و بالطبع بما أنه وهمي الخاص، جعلت الغرق لا يقتل، لكن آلام الغرق ليست نفسها و حسب، لكنها مضاعفة مئات المرات كما قلت، و أضفت إليها قليلا من المتعة، إنها الوقت، ما مر هنا ليس إلا دقيقة واحدة، لكن بالنسبة لك كانت عبارة عن أيام من الغرق المتواصل"

"أمم، لقد أصبح عقلك في حالة متدهورة أكثر مما توقعت، مع أننا بدأنا للتو فقط"

دووووو

ركلت أنمار الأميرة الخامسة على بطنها فجعلها هذا تحلق لعدة أمتار

لحقتها أنمار بينما تقول "هيا استيقظي، لا متعة في تعذيبك إن كنت نصف ميتة"

الجميع الذي يشاهد هذا المشهد بقي مصدوما من هذا المشهد أمامه، هل هذا شيطان؟ الغرق بآلام مضاعفة مئات المرات من دون الموت؟

تقدمت أنمار ثم وقفت أمام الاميرة الخامسة، حملتها من عنقها ثم بدأت تصفعها بينما تقول بنفس النظرة الفارغة "هيا، هيا، استيقظي، جحيمك قد بدأ للتو"

"باااااااااام*

"و أخيرا وصلنا، أوووي، أيها السيد الصغير باسل" جاء صوت من بعيد

"أمم؟ أوه، أخيرا أتيت أيها العم منصف، آه و التاجر ناصر أتى أيضا" تكلم باسل مع الشخصين اللذين ظهرا من بين الجنود

"آه، لقد كان شق الطريق إلى هنا صعبا نوعا ما، لكن مع قدرة التاجر ناصر كنا قادرين على اختصار الوقت و الحضور بشكل أسرع" أجاب الجنرال منصف

تكلمت الأميرة الأولى "ما الذي يحدث هنا؟ العم منصف؟ هل يمكن أنه الجنرال منصف؟ كيف يمكن له أن يتواجد هنا؟ هل هُزِم أخي كانديد بالفعل أم ماذا؟"


أكملت الأميرة الثانية "اللعنة، نحن الآن محاصرات تماما، ماذا يجب أن نفعل؟"

نظرتا الأختين إلى أختهما الصغرى التي كانت تتعذب ذهنيا و جسديا من قبل تلك الشيطان، أرادتا أن تفعلا شيء ما، لكن هما بدورهما في موقف لا يحسد عليه

تكلم باسل "أيها الجنرال منصف، كم من الجنود قضيتما عليهم في طريقكما؟"

أجاب الجنرال منصف "آه، حوالي 10000 مع أن غالبهم كانوا من الجنود العاديين، لذا عندما حوصرنا من الجنود السحرة قمنا بالاعتماد على قدرة التاجر ناصر للوصول بسرعة"

قال باسل مع نفسه 10000، هاه، مع الـ15 ألفا التي قضينا عليها أنا و أنمار يصبح العدد 25 ألفا، الثلث تقريبا، لكن كل من قتلناهم نحن كانوا جنودا عاديين و القليل من سحرة المستوى الثاني و الثالث، و عندما اقتربنا صادفنا بعض سحرة المستوى الرابع، لكن أنمار أسقطتهم كلهم في الوهم بسهولة، لذا القوة الرئيسية لا زالت نظيفة، لكن أين هم؟"

في هذه الأثناء كانت الأميرتان تفكران في نفس الشيء "اللعنة، ليس في جهتنا أي ساحر من المستوى الخامس، لدينا القليل من المستوى الرابع فقط، و غالبهم تحت سحر الوهم الخاص بتلك المنحطة، ما نفعل؟ اللعنة"

تكلم باسل "حسنا هذا لا يهم، أيها العم منصف، التاجر ناصر، اقمعا الجنود القادمين مؤقتا ريثما ننتهي من أعمالنا هنا"

أجاب الجنرال منصف و التاجر بالموافقة ليكمل باسل "حسنا، لما لا نكمل إبادتنا لعائلة غرين، لقد بقي أنتما الاثنتين فقط اللتين تتواجدان هنا"

في هذه الأثناء، بدأ وعي الأميرة الخامسة يرجع قليلا، كانت عينيها مفتوحتان طوال الوقت، لذا عندما عاد لها وعيها، لم تفتح عينيها لأنهما كانتا مفتوحتين بالفعل، و في المقابل نظرت بهما للشيطان الذي يحملها

عندها شاهدت ابتسامة و وجها لا يوصف، هنا فكرت الأميرة الخامسة "آه، لقد كنت خائفة من الوحش طوال الوقت، لكن من كان يتوقع أنني سأواجه الشيطان في الحقيقة، يا لي من شخص ذو حظ سيء"

لم تعد الأميرة الخامسة تستطيع التفكير إيجابيا بعد الآن، كل ما تفكر به هو ميعاد مماتها و خلاصها


تكلم الشيطان ذو الابتسامة معها "حسنا فلنكمل"

ارتعدت الاميرة الخامسة بينما تحاول ضرب أنمار، لكن هذه الأخيرة راوغت هجماتها اليائسة بكل بساطة، لقد كانت تقاوم بغرابة كبيرة

"اتركيني، اتركيني أيتها المجنونة، اتركيني أذهب، كل هذا بسبب مجرد فتى واحد، اتركيني أيتها المنحطة المجنونة"

حملقت أنمار في وجهها و قالت "مجرد فتى واحد؟ لست فقط لا زلت تفكرين في رجلي لكنك تحطين من شأنه، كما توقعت، لن أتركك تموتين بسلام أبدا، لا، لن أتركك تموتين أبدا، سوف تتعذبين طوال حياتك، لأنك اقتربت من ذلك الشخص الذي تعتبرينه مجرد فتى واحد"

شحذت أنمار طاقتها من جديد ثم وجهتها نحو الاميرة الخامسة التي كمقاومة أخيرة لها فعلت سحرها هي الأخرى

بووووم

"موتي أيتها المجنونة" خرج من الأرض عمودا حجريا و اتجه نحو ظهر أنمار ثم اصطدم به، لكن الغريب في الأمر هو عدم حدوث أي شيء لأنمار

تكلمت أنمار "هل تعتقدين أن عاهرة مثلك قادرة على إحداث أي ضرر لي، أنا ساحرة في المستوى السابع، بنيتي لا يمكنها أن تتأثر من مجرد هجوم من القسم الثاني من المستوى الثاني، فلتعرفي مكانتك أيتها العاهرة"

رمتها أنمار بعيدا و وجهت سحرها نحو الاميرة الخامسة التي يئست تماما، و استعدت للجحيم الثاني، لكن، حتى لو استعدت له، لا يعني أنها قادرة على تحمله، فبالنظر للجحيم الأول، فلابد من أن الثاني سيكون أسوء

"كلما كان تحكمك في السحر جيدا، و كلما كانت مخيلتك جيدة، و كلما كنت تفهم الحالة التي تريد تجسيدها جيدا، فسوف يكون وهمك جيدا"

"أنمار ذات موهبة خارقة، بالطبع أنها سبقتني في التدريب على السحر بحوالي 8 أشهر، لكن، مع ذلك، لقد وصلت للمستوى السابع بسرعة، لم يكن لديها ما تفعله طول الأشهر الماضية، لذا ركزت على تدريبها، النتيجة هي التي أمامنا، أثناء تدريبنا مع المعلم، لم يقتصر الأمر فقط على تنمية قوتنا، و إنما أساليبنا و مهاراتنا القتالية، ثم معرفتنا التي هي الأهم، لذا، هذه الستة أشهر الماضية كانت كافية لها أن ترتفع بثلاث مستويات مرة واحدة"

"تكلم المعلم فيما سبق معي عنها، هو بنفسه صدم من الوهم الذي تخلقه، ببساطة ذلك لم يكن وهما، لقد كان حقيقة، أن تكون في مثل هذا العمر و تستطيع خلق وهم كالحقيقة، ببساطة إنها فاقت العبقرية بمستويات"

كان باسل يتحدث مع نفسه

و في هذه الأثناء كانت الأميرة الخامسة لا زالت تتعذب، كل مرة تمر بعذاب مختلف، كل الوهم الذي تجربه يكون بالنسبة لها حقيقيا، لذا أنمار كلما رأتها تقترب من الموت، تعطيها استراحة قليلة

استمرت أنمار في تعذيبها باستمرار، مرة تكون تغرق في حمم بركانية، و مرة تتجمد حتى تقترب من الموت، و مرة أخرى تتعذب بالقطع البطيء

و في هذه الأثناء نادت الأميرتين على بعض التعزيزات من عمهما، و يبدو أن الأمر نجح معهما

تكلمت الأميرة الأولى "يجب أن نصمد قليلا فقط، ريثما يصل أبناء عمنا و جنودهم"

أكملت الثانية "أنت تجعلين الأمر سهلا، نحن حيَّتان فقط لأن ذلك الفتى لم يقم بأي تحرك حتى الآن"


قالت الأميرة الأولى "لا تقلقي، عندما يحين الوقت سأقوم باستعمال كنز العائلة"

صدمت الأميرة الثانية لتقول "ها؟ هل أنت مجنونة، و كيف لك أن تملكيه على أي حال، والدنا سيقتلك عندما يعلم بهذا"

عبست الأميرة الأولى "لا خيار آخر، أو ماذا؟ تريدين الموت ها هنا؟"

عقدت الأميرة الثانية حاجبيها ثم أجابت بحزم "لا خيار آخر"

و في هذه الأثناء هناك شخص آخر كان يتكلم عبر خاتم التخاطر

(ماذا هناك أيها العم هي؟) تكلم باسل

(آه، أولا لقد هزم الأمير الثاني و نحن نستعد للدخول لقلب القصر، و ثانيا أردت فقط سؤالك عن شيء ما، أثناء قتالي للأمير الثاني، كان يملك مطرقة بنقوش لم أرى مثلها في حياتي، و قد عززت من قوة الأمير الثاني كثيرا بشكل مخيف، لقد قاتل تقريبا بالتساوي معي حتى و أنا في القسم المتوسط من المستوى السابع، أتعلم شيئا عنها؟)

صدم باسل من كلام الرئيس هي، نقوش غريبة؟ هل يمكن أن الأمير الثاني حصل على مطرقة بنقوش أثرية؟ لكن، كيف؟

أكمل الرئيس هي (آه، لقد قال أنه قد توغل في قارة الأصل و النهاية فوجدها)

فكر باسل "هكذا إذا، معلمي حدثني عن تلك القارة، هو بنفسه لم يدخل لها من قبل، لذا قال لي أنه سيبحث في أمرها، سلاح بنقوش أثرية في قارة الأصل و النهاية، هاه، يبدو أنني سأحتاج للذهاب إلى هناك"

تكلم باسل (أيها العم هي، سوف نتكلم بشأن هذا لاحقا، أما الآن فتدخلوا القصر، و استعدوا لهجوم أخ الإمبراطور، فلا بد أن خبر هزيمة الأمير الثاني قد وصله بحلول هذا الوقت)


(آه، حسنا) أجاب الرئيس هي

"يبدو أن أخانا كنديد قم هُزم" تكلمت الأميرة الأولى

صدمت الأميرة الثانية التي قالت "يبدو أننا حقا سنحتاج استخدام كنز العائلة، انتظري، ألن تنفع حواجز الحماية الأرضية؟"

فكرت الأميرة الاولى ثم أجابت "يستحق الأمر المحاولة، من الجيد أننا نحمل بعضا منها، شارلوت أيضا تملكها، لكن بما أننا لسنا معتادين عليها، و أيضا سيطرة الخوف و الرعب عليها قد أنسوها أن تستخدمهم، لكن..."

فكرت الأميرة الأولى "حتى لو استخدمتهم، ضد ساحر في المستوى السابع، لن تنفع جميع الحواجز التي سوف تستخدمها"

لقد صدم الجميع بالفعل من مستوى أنمار الحقيقي، فتاة في مثل هذا العمر في المستوى السابع؟ أهذه مزحة من النوع السيء، لكن للأسف لا، فكلهم شاهدوا قوة المستوى السابع أمام أعينهم، فإن لم يصدقوا، عندها يجب عليهم استبدال أعينهم

هنا تذكرت الأميرة الأولى أمرا جعلها تفتح عينيها على مصراعيهما "انتظر، إن كانت تلك الفتاة في المستوى السابع بالفعل، فما مستوى ذلك الفتى هنا؟"

صعدت قشعريرة مع جسدها، و غرقت في العرق البارد، و مع ظهور ابتسامة عريضة واضحة على وجه ذلك الفتى، عندها تذكرت، 'عشيرة النار القرمزية'

تكلمت موجهة كلامها لأختها بسرعة "سوف نستخدم كنز العائلة بمجرد ما أن يتحرك ذلك الفتى، يبدو أننا استخففنا بالعدو كثيرا، أنا لا أعلم كيف لتلك الفتاة أن تكون بهذه القوة في هذا العمر، لكن ذلك الفتى موضوع آخر" استغربت الأميرة الثانية لتكمل أختها الكبرى "إنه من عشيرة النار القرمزية"

فتحت الأميرة الثانية عينيها على مصراعيهما، تفاجأت بهذه الحقيقة، فهي تتذكر كلام أبيها جيدا عن عودتهم منتصرين في الانقلاب قبل خمسين سنة، جدها الذي كان في القسم الأولي من المستوى السابع، لكنه هزم على يد رئيس عشيرة النار القرمزية

هذه الحقيقة جعلتها تفهم لما قررت أختها الكبرى استخدام كنز العائلة، يجب عليهما ألاّ تستخفا بالعدو أبدا، و إلا سيحدث لهما ما حدث لجدهما


في هذه الأثناء تكلم باسل "يبدو أن عضوا آخر قد سقط من عائلتكم التي تعظمونها، و حسب توقعي سوف تكونان أنتما الاثنتين التاليتين، و بالتفصيل، الأميرة الأولى، و بعدها الثانية"

شحذ باسل طاقته السحرية الخاصة بعنصر التعزيز، و استعد للهجوم

و في هذه الأثناء استعدت الأميرتين كذلك

و باندفاع باسل

أخرجا قنينتين و شربتاها

و عندها توقف باسل، و شاهد ذلك الأمر يحدث مرة أخرى أمام عينيه، تلك المرة الأشخاص السود و الساحر وايد، لكن هذه المرة الأميرتين؟

تكلم باسل بينما يشاهد طاقة الأميرتين ترتفع بسرعة "من أين لكما بذلك المشروب؟"

تعجبت الأميرتين فقالت الأولى "إنه كنز عائلتنا، توارث عبر الأجيال باستمرار، في ليلة الانقلاب كان له سبب في هزيمة 'عشيرة النار القرمزية'، لكن عندها قد استهلكناه كله تقريبا، و لم يتبقى سوى 4 قنينات"

تكلم باسل مع نفسه "يبدو أن ليس لهم علاقة بالأشخاص السود، قال الساحر وايد أن لتلك العاهرة دور مهم في نجاح خطتهم، يعني أنهم كانوا ينوون استغلالها، الأمير الثاني كان له أيضا كنز من قارة الأصل و النهاية، أظن أن تلك الإكسيرات التي شربها الأميرتين قد حصلت عليها عائلة غرين من قارة الأصل و النهاية، بما أن هذه الأخيرة بها كنوز بنقوش أثرية فليس من الغريب أن تشمل الإكسيرات، و أيضا قالت الأميرتين أنهما لم يتبقى لهما سوى 4 قنينات، لكن أتنويان استخدامها كلها؟ إذا فهما لا تعرفان أن الإكسيرات لا يجب أن تشرب بتتابع، سوف يتكسر بحر روحهما من شدة الإرهاق بسبب الارتفاع الكبير و المفاجئ في القوة و يتدمر في النهاية"

"لكن بالنسبة للأشخاص السود فلا، فهم كانوا يعرفون بأمر خواتم التخاطر و الإكسيرات جيدا، لم يستخدم الساحر وايد أكثر من إكسير من كل نوع، هذا يعني أنه يعرف جيدا القوانين، هذا يشغل البال كثيرا، من أولئك السود؟ اللعنة، هل حقا قد دخل شيطان ما إلى هنا؟ إذا متى؟"

و في هذه الأثناء استعدت الأميرتين للهجوم، فمع شربهما لإكسير التعزيز، الأولى التي كانت في المستوى الرابع أصبحت في المستوى الخامس، و الثانية التي كانت في المستوى الثالث أصبحت في المستوى الرابع


لذا قامتا بالاستعداد جيدا و انتظرتا العدو يقوم بالحركة الأولى و من ثم يقرران كيف يهاجمان

هاتان الأختان متفاهمتان جدا، مع أنهما من بطنين مختلفتين إلى أنهما كبرتا معا، و السبب الأكبر في أنهما متفاهمتان، هو كونهما لديهما نفس السحر

تقدم باسل مندفعا و إذا به يتعرض لهجوم مزدوج من الأميرتين "النجم الساطع"

تكونت كرة ضوئية بقطر يصل لثلاث أمتار، و في الحال وجهت الاميرتين الكرة الضوئية نحو باسل "فلتمت"

باسل الذي كان مندفعا لم يتوقف مما جعلهما تستغربان، لكنهما علمتا لماذا هذا الفتى تقدم من دون توقف، ببساطة لأنه كان قادرا على تشتيت و تدمير هجمتهما بسهولة كما حدث أمام أعينهما

قام باسل بكل بساطة بتغليف ذراعه اليمنى بعنصر التعزيز و لكم الكرة الضوئية، و حينها كل ما حدث كان تدمير الكرة الضوئية ببساطة

هذا ما بدا للحضور، لكن تلك الهجمة سيعاني منها حتى ساحر في المستوى السادس، بالطبع ساحر التعزيز يعتبر استثناء، لكن حتى و لو، أن يكون قادرا على سحق هجومهم بكل هذه البساطة، ماذا يعني هذا؟

تكلم باسل "أنتما اعتقدتما أنكما بازديادكما في القوة مستوى أو اثنين سوف تكونان قادرتان على قتالي، لكن، ها قد وضحت لكما وضعيتكما، أنتما في وضع ميئوس منه، لم يكن هناك أي أمل لكما منذ البداية، و الآن ماذا ستفعلان؟ هل ستموتان ببساطة؟ أم تقاتلان حتى النهاية؟"

"همم، كما لو أننا سنرضخ لشخص من الطبقة السفلى مثلك، لدينا فخرنا كأفراد من العائلة الإمبراطورية، نحن من عائلة غرين الفخورة، كيف لنا أن نستسلم هنا، منحط مثلك ليس بإمكانه إخافتنا أو جعلنا نتخلى عن شرفنا و كرامتنا و فخرنا"

صرخت الأميرة الأولى في وجه باسل الذي وضع خنصره بأذنه و حكها مع نظرة انزعاج على وجهه و قال "آه، حسنا حسنا، كلكم تقولون هذا الكلام، لقد مللت من مثل هذا السيناريو"

اندفع باسل بينما تتجه نحوه العديد من الهجمات الضوئية، ارتفعت قوة الأميرتين، لكنهما لا زالتا لا تستطيعان إصابة باسل، أو حتى تضييق الحصار عليه و لو قليلا

ووووووش

بوووم


اندفع باسل و لكم جانب الأميرة الأولى الأيمن فأرسلها محلقة، هذه اللكمة تسببت في تحطيم أضلاعها اليمنى بأكملها

و في الحال أتى دور الأميرة الثانية، هذه المرة ركلها باسل برجله اليمنى على شكل ركلة جانبية تستهدف البطن

جعلها تحلق حتى اصطدمت بأختها

تكلم باسل "سأنهي الأمر حالا، الكلام مجرد مضيعة للوقت"

تقدم باسل في اتجاه الأميرتين اللتين تقفان معا بصعوبة بالغة، الأولى تحطمت أضلاعها اليمنى، و الثانية تحطمت عضلات بطنها حتى وصل الضرر لأعضائها الداخلية فحطمها تماما


الدم كان يغطي فمهما معا بسبب تقيئهما الدماء، لكنهما وقفتا و شحذتا طاقتهما السحرية كاملة و استعدتا لتنفيذ تقنية ضخمة

باسل كان يتقدم خطوة بخطوة، ببطء، فهو لم يكن بحاجة للإسراع، ليس عليه واجب لوضع حد لمعاناة هاتين الاثنتين بهذه السرعة

قامتا الأميرتان بإخراج آلاف الإبر من مكعب التخزين، و كل واحدة قامت بغمر هذه الإبر بطاقتها السحرية، طفت الإبر بينما تتوهج بسحر الضوء

كان هناك الآلاف من هذه الإبر تطفو فوقهما، ثم انقسمت الإبر لقسمين، واحد على اليمين من جهة الأميرة الأولى، و آخر على اليسار من جهة الأميرة الثانية

و بتلويح يديهما بدأت الإبر تتحرك، اتجهت إبر الأميرة الأولى نحو باسل بسرعة كبيرة جدا، هذه السرعة كانت مساوية لسرعة تحرك باسل، فهذا الأخير عندما راوغها لحقته بسرعة من دون أن تفقده، هذه يعني أن الأميرة الأولى التي تتحكم في هذه الإبر قادرة على تتبع سرعة باسل بعينيها

و عندما راوغ باسل و هرب من الإبر التي تتبعه، وجد نفسه في موقف المحاصر من جهتين، حيث قامت الأميرة الثانية بتوجيه إبرها في الاتجاه الذي هرب إليه معترضة طريق هروبه

و بعد لحظات وجد باسل نفسه محاطا من جميع الجهات بالإبر، و بإشارة من أيديهما، اتجهت جميع الإبر مستهدفة باسل بسرعة خيالية

في هذه اللحظة ابتسمت الأميرتين، لقد تأكد فوزهما، تلك التقنية قد تبدو من الوهلة الأولى بسيطة لكنها ليست كذلك

فهذه التقنية نتيجة لتدريبهما القاسي للتحكم في الآلاف من أوعية السحر مرة واحدة، كل إبرة كانت وعاء سحريا، لأنها إن لم تكن كذلك فلا يمكن شحنها بالطاقة السحرية

و بما أنها وعاء سحري، فمعناه أنها تضخم الطاقة التي تستقبلها و تجعلها أكثر استقرارا، فالقوة التي يخرجها ساحر بوعاء سحري تكون أقوى بكثير من الذي ليس بوعاء سحري

آلاف الإبر هذه كلها أوعية سحرية، مما يعني أن كل واحدة منها كافية لتسبب ضررا إلى حد ما، لكن إن اجتمعت كلها و هاجمت في نفس الوقت كما هو الحال الآن، فسوف تصبح سلاحا قاتلا، يستطيع قتل حتى ساحر بالمستوى السادس

و بالطبع هذا سيكون ممكنا فقط في مثل هذه الحالة، حيث الأميرة الأولى الآن بالمستوى الخامس و الأميرة الثاني بالمستوى الرابع، و قد استخدمتا كل ما تبقى لهما من الطاقة السحرية، بجانب أن العدو لا يرتدي درعا سحريا

لكن الخطأ الوحيد الذي قامتا به الأميرتين هو عدم معرفة قوة العدو الحقيقية، لكن هذا ليس بسبب عدم خبرتهما أو خطئهما، ببساطة هذا الأمر لم يكن في الحسبان أبدا


اقتربت الإبر بشدة من باسل و تقرر أمر موته بالنسبة للأميرتين، لكنهما صدما مما حدث

بووووووووووم

انفجار ناري ضخم جدا أحرق كل الإبر في لحظة واحدة

"لم أكن أتوقع أن تجعلاني أكشف عن واحدة من أوراقي الخفية، لكن بما أنكما ستموتان هنا، فلن يعلم أي أحد آخر"

اندفع باسل بسرعة و أخرج سيفه السحري مرة أخرى، وجه إليه طاقته السحرية الخاصة بعنصر التعزيز، ثم ترك فقط رجليه و ذراعه اليمنى التي يحمل بها السيف مغطين بسحر التعزيز

الأميرتان لم يصدقا ما حدث للتو، لقد عرفتا أن هذا الشخص الذي تقاتلانه ساحر بعنصر التعزيز، لكن قبل قليل استخدم ذلك الشخص سحرا النار

تكلمت الأميرة الأولى "ما الذي يحدث بالضب...."

فسسسسسسسسسسسس

قطع
ثم سقوط

قطع باسل الأميرة الأولى لنصفين من دون رحمة ثم قال "حسنا، الأمر يسير كما توقعت، ها هي ذي الأميرة الأولى كانت الأولى، حان دورك أيتها الثانية"

بقتل الأميرة الأولى سقط منها مكعب التخزين كما حدث مع الآخرين، حمله باسل بينما يفكر مع نفسه "يجب أن أرى ذلك الإكسير الذي شربتاه قبل قليل"

شاهدت الأميرة الثانية جثة أختها المقطوعة على اثنين، فارتعبت بشدة و زحفت خلفيا بينما جسدها يرتعد بالكامل

و عندما شاهدت مكعب التخزين تذكرت أمرا ما فأخرجت تلك القنينة التي أعطتها لها أختها

"همم؟" تعجب باسل عندما رأى الاميرة الثانية تحاول شرب إكسير التعزيز مرة أخرى ثم قال مع نفسه "كما توقعت إنهما لا تعرفان القوانين، اللعنة، لكن سيكون من السيء تركها تشربه، لا أود إزعاج نفسي يهيجانها و انفجار بحر روحها لاحقا"

أسرع باسل ليمنعها من شربها، لكنه تأخر للأسف

بوووووووووووم

انفجرت الطاقة من جسد الأميرة الثانية و توهجت بشكل كبير، ما كل هذه الطاقة؟ كيف يمكن حدوث هذا؟

تساءلت الأميرة الثانية بينما تحدق في كل الطاقة التي تحيط بها، شعرت بالنشوة من القوة التي تغمرها، فأحست أنها لا تهزم

"هاهاهاها" ضحكت الأميرة الثانية بصوت مرتفع جديد من دون توقف لقليل من الوقت ثم نظرت في اتجاه باسل و قالت "يبدو أنك كنت تحاول منعي من شرب هذا المحلول لأنك كنت خائفا من كل هذه القوة التي سأحصل عليها، لكن للأسف، يبدو أنك أصبحت في الموقف الضعيف هنا"

عبس باسل، هذا الأخير تراجع للخلف قليلا بسبب الانفجار، و شاهد قوة الأميرة الثانية ترتفع، قال مع نفسه "إذا هذه المرحلة الأولى 'ارتفاع القوة' من 'انكسار بحر الروح'، سوف تشعر أنك في أفضل حالاتك، القوة تغمرك، أنت لا تهزم، لكن، أن تصل قوتها لقمة المستوى السابع، هذا مرعب، يجب أن آخذ حذري من أي شخص في المستقبل قد ينوي استخدامها كتقنية أخيرة ليجرني معه نحو الموت"

قاطع تفكير باسل شحذ الأميرة الثانية لطاقتها السحرية و تكوين كرة ضخمة للغاية من الضوء، ثم أطلقتها نحوه

هذه الكرة كانت هذه المرة بقطر يصل للخمسة أمتار، لكن الغريب هو ما بدأت الأميرة الثانية تفعل، لقد بدأت تكون كرة ثانية، ثالثة، رابعة....و عاشرة

أخرج باسل سيفيه معا و ضخ طاقته السحرية الخاصة بعنصر النار، فتوهج السيفين، غطى جسمه كله بعنصر التعزيز

استعد للهجوم القادم من الأميرة الثانية

و ها هو ذا قادم، الكرة الأولى، مع حجمها الكبير ذاك، اتجهت بسرعة كبيرة نحوه

اتخذ باسل وضعية الاستعداد، و شحذ السيفين بسحر النار ثم عززهما بسحر التعزيز، أصبحت النار أكثر حرارة، و الأرض التي كانت أسفل السيفين قد احترقت مع أنها بعيدة عنهما، ميزة سحر التعزيز، لا يسمى بأقوى سحر من لا شيء، فهو يستطيع تعزيز أي شيء، السرعة، قدرة الاحتمال و العلاج، صلابة الجسد، الحواس، و بالطبع حتى السحر

يستخدم باسل سحر النار و يعززه بسحر التعزيز، مما يجعل الهجوم مكون من سحرين اثنين، و الهجمة التي تنتج منهما بالطبع لا تصدق

لم يتحرك باسل و انتظر الكرة الضوئية حتى اقتربت منه ثم قام بقطعها فسسس على شكل ( X )، فانقسمت الكرة لأربع، لكنه بمجرد قطعها ظهرت كرة أخرى وراءها

قطها باسل للنصف و إذا بكرتين أخريين تهاجمانه من الجانبين في نفس الوقت

وجه باسل سيفيه نحوهما، ثم شحذ سحره أكثر، و من مقدمة السيفين انطلق انفجار، كل على حدى، متصديا للكرتين

تكلم باسل مع نفسه "اللعنة، إني أستخدم سحر النار أكثر من اللازم، لهذا كان علي قتلها قبل أن تشرب إكسير التعزيز مرة أخرى"

"يجب أن أماطل حتى تدخل للمرحلة الثانية 'هيجان القوة'، بسبب الارتفاع المفاجئ في القوة، بالأول سيكون الشخص قادرا على استخدام مثل هذه التقنيات الكبيرة مرة واحدة، لكن بعد قليل بحر روحه سيبدأ في الاضطراب، و يبدأ تكسره مما سيجعل الشخص غير قادرا على التحكم في قوته، يجب أن أستغل تلك اللحظة"

استمر باسل في الهروب من كرات الضوء الواحدة تلو الأخرى، لكنه أحيانا لا يجد مهربا فيضطر لاستخدام سحره لصد الهجوم

حتى أتت تلك اللحظة التي انتظرها

بدأت الأميرة تفقد السيطرة و تصرخ بقوة، حتى فقدت وعيها لكنها لازالت هائجة، و في الحال انفجرت قوة سحر الضوء من جسدها في جميع الأنحاء، عدة جنود قد أصيبوا بهذا الهجوم

وصل الضوء لأنمار فجرحها قليلا بذراعها، فقامت بالحذر من الهجوم الغير متوقع

الجنرال منصف حمى التاجر ناصر و قررا الابتعاد قليلا

سحر الضوء الحارق انتشر في جميع النواحي، لذا قرر باسل إنهاء هذا الأمر بسرعة قبل فوات الأوان، فبعد هذه المرحلة تأتي المرحلة الاخيرة 'انفجار القوة'، ينفجر بحر الروح بسبب الطاقة التي لم يستحملها و يخرجها مرة واحدة مدمرا الجسد و الأشخاص المحيطين

بحث باسل عن ثغرة ما حتى وجدها فاندفع بسرعة ليقتل الأميرة الثانية قبل أن ينفجر بحر الروح، لكنه عندما اقترب، انفجر ضوء حارق في جهته

"اللعنة، إنها فاقدة للوعي، لكن جسدها يدافع غريزيا" تكلم باسل بعد أن احترق قليلا بيديه لأنه دافع بهما

عندها لاحظ أن الأوان قد فات، فصرخ "أنمار، العم منصف، التاجر ناصر، فلتهربوا إلى أقصى مسافة يمكنكم إياها، الآآآآن"

أسرع باسل أيضا في الهروب و كذلك فعل الآخرون

أنمار كانت تلعن بينما تجعل جنديا ما يحمل الأميرة الخامسة و يهربون

و بينما يهربون، جسد الأميرة الثانية توهج بقوة و سطع كثيرا ثم في الأخير انفجر

بوووووووووووووووووم

انفجرت الأميرة الثانية بقوة فانتشر الدمار الناتج عن انفجارها ليشمل دائرة قطرها يصل 100 متر، لقد كان دمارا هائلا حقا، المئات من الجنود ماتوا في لحظة واحدة، ذلك الضوء الحارق جعل كل ما يمر عليه رمادا

ابتعد باسل و البقية كفاية

تكلم باسل بينما يحدق في الحفرة العملاقة التي خلفها الانفجار "حتى بسحر التعزيز في كامل قوته، لا أعلم إن كنت سأنجو من مثل هذا الانفجار، كما توقعت يجب أن آخذ حذري مستقبلا من أي انتحاري قد يستعمل هذا ضدي"

أرجع سيفيه لمكعب التخزين، ثم تنفس ببطء. بحث عن أنمار و البقية، فوجد أنمار أولا و اتجه إليها

"ألا زلت تعذبينها؟" سأل باسل

أجابت أنمار بانزعاج "هذا صحيح"

قال باسل "لا تبالغين في الأمر كثيرا، إن كسرت عقلها تماما فلن يكون هناك أي فائدة منها بعد الآن، أنا لا زلت أحتاجها بعد انتهائنا"

قالت أنمار "أنا أعلم"

الأميرة الخامسة كان لسانها متدليا من فمها و لعابها يسقط، دموعها تملأ وجهها، و أنفها يسيل، كانت حالتها مزرية بالكامل

لقد مرت بعشرات أنواع العذاب، كل الوهم الذي تريها إياه أنمار يكون كما لو أنه حقيقة، لذا كان العذاب حقيقيا بالنسبة لها

قال باسل "يبدو أن الانفجار السابق قد حول جثث الأمراء و الأميرات إلى رماد، حسنا هذا لا يهم، يجب علينا إنهاء الأمر هنا بسرعة و الاتجاه إلى قلب القصر، فيبدو أن المعركة هناك قد بدأت سلفا"

أماءت أنمار رأسها، ثم قام باسل بالتكلم عبر خاتم التخاطر لإخبار الجنرال منصف بنفس الأمر، لكن عندها لاحظ ظلالا تقترب من بعيد، و لا يبدو أنها تعود لحلفاء

و في هذه الأثناء، بقلب القصر، الذي كان امتداده يصل لأميال، كما لو أنه مدينة صغيرة بحد ذاته، هنا يعيش جميع أقرباء العائلة الإمبراطورية، الإمبراطور و أخوه و الأبناء و الأحفاد، و جميع الأقرباء بالدم

و في هذه اللحظة كان هذا الجيش بقيادة أخ الإمبراطور ليواجهوا جيش الانقلاب

عندما هُزم الأمير الثاني، وصل الخبر لأخ الإمبراطور، فسارع في الدخول لقلب القصر من أجل اعتراض العدو

و الآن، قد نشب القتال بين الطرفين بالفعل، لكن هذه المرة لم يلتقي القادة الكبار ببعضهما البعض بعد، و في المقابل كان جيش الانقلاب يتقدم بسلاسة بينما يقودهم أشخاصا مميزين بسبب قوتهم و أساليبهم

هؤلاء الأشخاص كانوا ورثة العائلات التي انضمت لجيش الانقلاب، مع الخمسة الذين دربهم باسل على يده شخصيا

"كاكاكاكا، فلتذوقوا عذاب السيد العظيم هيسي، لم يكن لدي دور فعال في المعركة السابقة لكن الآن سوف ترون الجحيم الأسود"

كان هيسي لديه نفس سحر أبيه 'هِيْ'، لذا قام بإبادة العدو تلو الآخر بكل سهولة بينما يتقدم، مع أنه غبي إلى أن قوته معترف بها، فبسببها أحكم القبض على مركزه كالمرشح الأول لوراثة رئاسة العائلة

من جهة أخرى يوجد ابن الرئيس تشارلي 'كين نبيل شفرة الجليد'، هذا الشخص معروف بقوته في كامل الإمبراطورية بالفعل، و من دون شك، هو الرئيس التالي لعائلة كين، لا يوجد مرشح آخر ينافسه بما أنه أثبت نفسه بجدارة، كان الأفضل على مستوى العقل و القوة، لكن ليس هناك شخص كامل، فحتى هذا الوريث الذي يبدو مثاليا من الوهلة الأولى، ستجد أن به عيب ما

تكلم كين نبيل "تقدمي أيتها السيدة يامي، أنا فارسك الذي سيحمي ظهرك، لا داعي للقلق بشأن الأعداء من خلفك، ففارسك هذا سيقوم بإبادة أي شخص يقترب منك، و كهدية لإخلاصه المتواصل لما تمنحيه قبلة كمكافأة"

كان 'كين نبيل' يتبع 'كورو يامي' بينما يطلب منها تقبيله مقابل حمايته لها

تكلمت كورو يامي "ابتعد عني أيها الغبي، إنني محاطة بأغبياء كفاية"

"غيه" أخرج كورو هيسي صوتا غريبا

اقترب كين نبيل نحو وجهها بينما يوجه شفتيه نحوها "هيا هيا، فارس و أميرة سوداء، يمران بالمصاعب، و أثناء حمايتهما لبعضهما البعض تتقوى علاقتهما، و يولد حب نقي خالص"

تكلمت كورو يامي بينما تبعد وجه كين نبيل الذي يقترب منها "أي حب نقي تتكلم عنه، ألست تتبع رغباتك و شهواتك علانية فقط، ابتعد أيها المنحرف، همم؟"

بينما تحاول مقاومة كين نبيل لاحظت تقدم عدة أعداء من المستوى الرابع، كانوا يحاولون استغلال الفرصة لمهاجمتهم

تكلمت كورو يامي "هيا ابتعد بسرعة، إننا في خطر"

قال كين نبيل "هيا هيا، لقد قلت أنني سأحميك مهما حدث، لذا دعينا ننمي حبنا و نصل به إلى مرحلة صعود الجبل"

صرخت كورو يامي "ابتعد أيها المنحرف، أي جبل تتحدث عنه، سنموت هنا" عندها لاحظت كورو يامي أن العدو قد وصل بالفعل إليهم

فسسسسسسس

قطع الأعداء كلهم مرة واحدة، فبقيت كورو يامي مندهشة قليلا ليقول كين نبيل "تحاولون مقاطعة نمو حبنا، ما هذا الغباء، يا للعجب" ثم التفت لـ'كورو يامي' فوجدها مندهشة، قال "ماذا؟ هل عرفت أخيرا مشاعرك الحقيقية تجاهي، لهذا قلت لك من البداية، حبن....."

دوووو

ركلت يامي وجه نبيل ثم قالت "لقد قلت لك ابتعد أيها الغبي المنحرف"

نهض نبيل مع نزيف ددمم على وجهه بسبب الركلة بينما يبستم "آه، يا للعجب، لا تقولي هذا، لم أنت لست صريحة مع نفسك، لكن حتى خجلك الذي يجعلك تكذبين على نفسك يجعلك جميلة أكثر فقط، يا للعجب"

صعدت قشعريرة مع جسد كورو يامي، يبدو أنها علقت مع شخص صعب التعامل معه

في هذه الأثناء كان الكبار يضحكون فيما بينهم، تكلم الرئيس تشارلي "لو أنه فقط لا يملك هذا الجانب منه، لكان مناسبا بشكل كامل لرئاسة العائلة"

ضحك الكبير أكاغي و قال "هاهاها، إن ابنك ممتع حقا"

حملقت الرئيسة موراساكي في كين نبيل ثم فكرت مع نفسها "أظن أن الرئيس تشارلي لم يتبقى له الكثير حتى يتقاعد و يترك منصبه لابنه، يجب أن أرى مدى مهارته"

قال الرئيس كورو "ابنك لا بأس به أيها الرئيس تشارلي، انظر لابني، و ستعرف عما أتكلم"

في هذه الأثناء لا زال هيسي يقوم بجعل الأعداء يموتون بكل سهولة، ميزة سحر الظلام تنفع كثيرا، خصوصا ضد الكثير من الاعداء الضعفاء

لذا قام هيسي بالمرور و الانسلال من بين الأعداء بسرعة بينما يقوم بتغطية يديه بسحر الظلام و توجيهه نحو أعناق و رؤوس الأعداء، و كلما هزم عددا كبيرا وقف و ضحك بينما يفتخر بنفسه "السيد العظيم هيسي، يمكنكم مناداتي بسيد الظلام العظيم إن أردتم، ليس لدي غريم، من تجرأ فليتقدم"

و في هذه الأثناء، في مقدمة الجيش، كان هناك أربعة أشخاص يقودون أربع تشكيلات تبيد العدو بكل سهولة، عملهم كان متناسق جدا، و الأكثر من هذا هو أن قوتهم كانت مدمرة

في الأمام كان هناك شخص يلتهب، النار تحيط به، العدو الذي يقترب منه يحترق حتى يصبح رمادا

و وراءه عدة سحرة لديهم نفس السحر يقومون بدعمه، و بالجانب هناك عدة سحرة جليد و ثلج و وهم

كان عددهم الكلي يتكون من ألف، كانت هذه هي الوحدة التي يقودها تورتش، و وراءه يوجد وحدة أخرى يقودها شينشي التي كانت تدعم وحدة تورتش بالدفاع عن ظهرها

وحدة تورتش تتقدم بينما تمحي الأعداء، و وحدة شينشي تتبعها بينما تحمي ظهرها من الأعداء، و بهذا كان من الصعب إيقافهم

فهاتان الوحدتان تشمل فقط سحرة من القسم النهائي من المستوى الرابع حتى القسم المتوسط من المستوى الخامس، لذا كانتا قوة مدمرة في وجه العدو

و بينما هاتان الوحدتان تتقدمان، هناك وحدتان تقومان بالعكس، وحدة فانسي التي تركز على الهجوم من المدى البعيد و مساعدة وحدة تورتش على التقدم بسرعة أكبر، ثم وحدة برودي التي تدعم وحدة فانسي عبر حمايتها من الأعداء للتركيز أكثر على دعم وحدة تورتش

و في الأخير هناك وحدة شي يو المعالجة التي تقوم بالإسراع نحو المصابين و نقلهم للخلف لتلقي العلاج المناسب بسرعة للعودة من جديد للمعركة

تكلم تورتش "اقتلوا كل الأعداء في الطريق، يجب أن نكون نحن من يحصل على شرف قتل قائد العدو، نحن التشكيل الذي أنشأه سيدنا باسل"

"هوااااه" صرخ الجنود و اتباعا لأمره الذي زادهم من حماسهم، قاموا بالاندفاع بقوة، التحموا في معركة ملحمية مع العدو، بما أنهم كانوا واجهة الجيش، فقد كانوا الأكثر تعرضا لتصديات العدو

لكن العدو قد يكون يملك العدد، لكنه لا يملك الجودة، قامت وحدة تورتش بالتقدم بثبات و قتل كل الأعداء في الطريق، إن كان من يعترضهم سحرة من المستوى الثالث، ينتصرون بسهولة، و إن كان سحرة من المستوى الرابع، فيتم الانقضاض عليه من سحرة المستوى الخامس، و نادرا ما يلاحظ سحرة من المستوى الخامس من جهة العدو، لأنهم يتمركزون كالخط الدفاعي الأخير، لذا كان تقدم وحدة تورتش يمر بسلاسة بينما وحدة شينشي تدعمهم من الخلف، فبسبب هذا لم يكن عليهم القلق أبدا من أي هجوم قد يأتي من خلفهم بينما يتوغلون في صفوف العدو

فانسي من يقود وحدة المدى البعيد كان يستغل سحر الوهم الخاص به في نشب صراعات بين صفوف العدو، و بالطبع لم يكن يقوم بهذا لوحده، فحتى وحدته كانت تضم المئات من مستخدمي سحر الوهم، لذا قاموا بمساعدته

كانوا يركزون على إخلاء طريق وحدة تورتش قدر الإمكان، و بالطبع لم يكونوا يملكون فقط سحرة الوهم، هناك سحرة الجليد و الثلج و الظلام و االرياح، و كلهم مدربون على القيام بهجمات بعيدة المدى، فهذا كان دور وحدة فانسي

و هناك وحدة برودي التي تحمي وحدة فانسي، لذا كان بإمكان وحدة فانسي التركيز بشكل كامل على دعم وحدة تورتش

وحدة شي يو انقسمت لخمس فرق، كانوا كلهم سحرة علاج، يسارعون في علاج الحلفاء قبل موتهم، و بهذا كانوا قادرين على توفير القوى قدر المستطاع

كان هذا التشكيل متكامل جدا، كل وحدة تدعم الأخرى بشكل مترابط، لا يمكن لوحدة أن تبرز إمكانياتها من دون الأخريات، لذا عندما اختبر القادة الخمس الذين اختارهم باسل لقيادة هذا التشكيل القتال في معركة حقيقية، فهموا أخيرا قصده بأنهم فرق، لكنهم جيش واحد

لكن هذا التشكيل الذي قام بصنعه كنزوة منه ليقوم بمواجهة عائلة غرين، كانت قوته أكبر مما يُتوقع، و قوتهم لا زالت في بدايتها فقط، و في يوم من الأيام، سوف يعرف في كل بقاع العالم، و سيخشى أي جيش مجابهته وجها لوجه

و على ما يبدو، فذلك اليوم قد لا يكون بعيدا، فبعد هذه الحادثة فقط، سينتشر اسمهم بشكل غير معقول

تقدم جيش الانقلاب بثبات و لم يكن باستطاعة العدو إيقافه

جيش أخ الإمبراطور كان يحتوي على أكثر من 80 ألف جندي، لكن بسبب قيادة الورثة و التشكيل، كل الجنود العاديين و سحرة المستوى الثالث ماتوا، و سحرة المستوى الرابع لم يكن لديهم خيار آخر سوى المقاومة منتظرين التعزيزات، لكن هذه الأخيرة لم تأتي مهما انتظروا، و كل هذا بسبب حرص أخ الإمبراطور على إبقاء سحرة المستوى الخامس بجانبه ليضمن نجاته

و بينما يقاتلون كانوا يُدفعون للوراء بسبب تقدم جيش الانقلاب، عددهم الذي كان يصل لـ20 ألف قد تقلص ليصبح 5 آلاف فقط

في مكان قيادة جيش أخ الإمبراطور

"أيها الجنرال الأعلى، لو لم نرسل التعزيزات حالا فسوف يمحى كل سحرة المستوى الرابع"

أتى جندي مسرع يحمل تقريرا لأخ الإمبراطور الذي تكلم بعدما حملق في الجندي "كفاك إعطائي تقريرا في كل مرة يتم هزيمة ألف من الجنود، عندما يصل العدو أخبرني، هذا هو التقرير الذي سأنتظره منك، و الآن أغرب من أمامي"

ضحك أخ الإمبراطور و قال "الحرب تحتاج لتضحيات، موت كل أولئك الجنود لن يكون بلا فائدة، فبسببهم سأكون قادرا على هزيمة العدو باسترخاء، كيكيكيكي"

مكان قيادة جيش الانقلاب


كان يجلس الكبار بينما يتحدثون و يحللون وضعية المعركة

تكلم الرئيس تشارلي "إذا لقد قرر المغامرة بالتضحية بجنوده ليستنزف قوتنا الهجومية، ثم عندها يقوم بهجوم مضاد"

قال الكبير أكاغي "آه، هذا ما يبدو، ذلك الغبي، يظن أن خطته ستنجح بما أننا قاتلنا ضد الأمير الثاني و جيشه"

أكمل الرئيس كورو "النصر أصبح مؤكدا في هذه المعركة أيضا، هاه"

جلس الجنرال رعد بينما يفكر في شيء ما "يبدو أنني سأحتاج للتكلم مع يين يينغ"

حدقت الرئيسة موراساكي في الثلاثة و فكرت مع نفسها "خطة أخ الإمبراطور ليست سيئة، لا، إنها جيدة جدا، بما أنه يملك عددا كبيرا قرر إنهاك العدو بهذا العدد، مع العلم أن العدو قد سبق و واجه جيشا قبل ساعات فقط، لكن هؤلاء الأشخاص لا تبدو عليهم ذرة من القلق، لماذا؟ أيملكون ورقة رابحة؟"

استغربت الرئيسة موراساكي ثم تذكرت ذلك الشيء الذي حدث قبل أيام عندما أتى ذلك الفتى لقصرها مع الكبير أكاغي، عندها قد منحها مشروبا غريبا كان له الفضل في علاج إصابتها بسرعة كبيرة، ففتحت عينيها بشدة "هل يمكن أنهم ينوون استخدام ذلك المشروب على كامل الجيش؟ لكن حتى و لو فعلوا، فذلك المشروب سيأخذ وقتا طويلا من أجل شفاءهم، و أيضا، هل لهم ما يكفي للجيش بأكمله؟ ظننت أنه شيء نادر جدا، أو كنز ما، لكن إن لم يكن كذلك..."

بقيت الرئيسة موراساكي تفكر في طريقة رد جيش الانقلاب على جيش أخ الإمبراطور الذي سوف ينفذ ضربته عما قريب "هل يمكن أنهم ينوون استدعاء الجيش الذي تركناه وراءنا لحراسة العاصمة من قدوم أي عدو من وراءنا؟ لكن حتى لو فعلوا سيكون الوقت متأخرا عندها، اللعنة، أنا أريد أن أعرف بشدة"

لاحظ الكبير أكاغي تشوش الرئيسة موراساكي، فابتسم و قال "في بعض الأحيان يمكننا معرفة الإجابة عن طريق السؤال فقط"

حدقت الرئيسة موراساكي به ثم بلعت ريقها و استعدت للتكلم "إذن..."

بالعودة لمكان باسل و البقية


عندما قرر باسل أن ينهي الأمر سريعا من أجل التوجه نحو قلب القصر، واجه عرقلة صغيرة، لكنها كانت غير متوقعة

فجأة من جهة قلب القصر أتت تعزيزات لجيش الجانب الجنوبي، هذه التعزيزات كانت حوالي ألفين، هناك 1500 من المستوى الرابع و 500 من المستوى الخامس، مع قادتهم الذين كانوا أبناء أخ الإمبراطور

قد يكونوا الجنود الذين يأتون بهم في المستوى الرابع و الخامس، لكن هؤلاء يكونون طاعنين في السن، فليس هناك من يصل للمستوى الرابع أو الخامس بكل سهولة، فهؤلاء وصلوا لهذه المرحلة بعد قضائهم حياتهم كلها في التدريب، و عندما وصلوا للمستوى الخامس، كانوا قد كبروا في السن بالفعل و لم يعد باستطاعتهم التقدم و الارتفاع في المستويات أكثر

لقد أتى طلب مساعدة من الأميرات، لذا أسرع أبناء أخ الإمبراطور في أخذ بعض الجنود من والدهم و اتجهوا قاصدين هذا المكان

أبناء أخ الإمبراطور، كانت لديهم مكانة مرتفعة أيضا، مع أن والدهم لم يستقل لوحده، لكنه كان لديه عدة أراضي خارج العاصمة، كان لديه عدة مدن تحت إمرته، و كذلك الحال مع أبناءه، كان لديهم نفوذ كبير في الإمبراطورية، لم يكونوا في مثل قوة الأمراء و الأميرات، لكن كانت لديهم سمعتهم كحاملي ددمم غرين

عندما رأى باسل شعار أبناء أخ الإمبراطور لم تظهر عليه تعبيرات الصدمة، و إنما تعبيرات الفرح

تكلم باسل "هؤلاء الحشرات، إنهم يقومون بأفضل عمل، يقومون بتسهيل عملي أكثر فحسب بتجمعهم كلهم في مكان واحد، أنهيت أمر الأمراء و الأميرات، و ظننت أنني سأضطر للبحث عن أبناء عمهم واحدا تلو الآخر، لكن، من كان يظن أنهم سيأتون لموتهم مسرعين هكذا، إنهم حقا يقومون بعمل جيد"

تكلم التاجر ناصر "أمن الضروري قتلهم؟"

حدق باسل في التاجر ناصر و قال "يبدو أنك تظن أنني جزار مجنون ما أو شيء كهذا، أنا فقط لا أرحم من لا يجب أن يرحم، لقد بحثت في أمر عائلة غرين جيدا، و وجدت أنها كلها، من صغيرها لكبيرها مجرد حثالة. حثالة هذا العالم يجب أن يختفوا إن أردنا تحقيق هدفنا الأكبر، أنا لا أريد الانزعاج بمثل هؤلاء الحثالة عندما يأتي وقت مواجهة العدو الحقيقي، يجب علينا تصفيتهم تماما، الرحمة لا يجب أن نظهرها، فإن تركتهم الآن، لا أظن أنهم فقط سيجلسون في الجانب بعد نهاية هذا الأمر و التفرج من دون محاولة الانتقام، أي شرارة مثل هذه يجب ليس فقط إطفاؤها، بل و إغراقها في الأعماق من أجل ضمان عدم اشتعالها للأبد"

بلع التاجر ناصر ريقه فتكلم باسل سائلا "هل حزمت قرارك؟"

أجاب التاجر ناصر "ليس كما لو أنني لم أحزم قراري، فهذا فعلته منذ زمن، منذ أن قررت اتباعك أيها السيد الصغير، فقط يبدو أنني كنت أحمل رحمة لا داعي لها كما قلت"


قال باسل بابتسام "من الجيد أنك فهمت"

بالعودة لميدان المعركة بقلب القصر

تكلم كورو هيسي "أليس غريبا أن قائد العدو لم يتحرك حتى الآن؟ ليس هذا فقط، لكنه لم يقم بإرسال أي سحرة من المستوى الخامس حتى"

تكلمت كورو يامي بينما تقترب منه "أوه، هيسي يقول شيئا معقولا"

عبس هيسي ثم قال "حتى أنا يمكنني ملاحظة هذا"

"هوهوهو" ضحكت يامي و قالت "حسنا حسنا" ثم أكملت مع نفسها "حتى ذلك الهيسي لاحظ هذا الأمر، كما توقعت من الغريب عدم رد الهجوم من جهتهم، يجب أن أتواصل مع هي"

(يامي، العدو ينوي القيام بحركته عندما تنهك قوة جيشنا) أتى صوت يخاطب يامي تخاطريا

أجابت يامي (إذا هذا هو السبب، إذا ما المعمول يا هي؟)

قال الرئيس هي (بالطبع عندما يحين الوقت، سوف نأمر الجنود باستخدام إكسير التعزيز)

(حسنا، هذا هو الخيار الوحيد المرجح، لك هذا، سأنتظر إشارتك) أجابت يامي ثم نادت على ابن أخيها لتبلغه بالأمر


و في هذه الأثناء كان كين نبيل يتحدث مع أبيه حول نفس الأمر

قال الرئيس تشارلي متسائلا (ما بك؟ مزاجك يبدو معكرا من نبرة صوتك)

أجاب كين نبيل (شيء واحد يمكنه أن يعكر مزاجي في هذه الأثناء يا أبي، أن يؤخذ ما يخصني)

قال الرئيس تشارلي (هكذا إذا، حظا موفقا في استرجاعه)

تنهد كين نبيل ثم التفت للأشخاص الواقفين أمامه، كان عددهم كبيرا جدا، حوالي المئتين، أكثرهم من المستوى الرابع

عبس كين نبيل و قال "اللعنة، لقد تعكر مزاجي حقا، أنتم أيتها الحثالة، لقد فعلتم المحرم تجاهي، أخذتم ما يخصني، لا تظنوا أنكم ستموتون موتة رحيمة، أن تسلبوا مني متعتي مع محبوبتي يامي، كيف تجرؤون، سوف أمزقكم لقطع، لن تكون هناك رحمة"

أشهر سيفه ثم شحذ طاقته السحرية و شرع في قطع الأعداء واحدا تلو الآخر بشفراته الجليدية

غضب كين نبيل كثيرا، فيبدو أنه كان ينوي البقاء إلى جانب محبوبته 'بالادعاء'، لكن أتى هؤلاء و تسببوا في فراقهم، لكن في الحقيقة، كانت 'يامي' هي من استغلت هذا الوضع و هربت من ه

و مع تقدم الجيش بثبات، في هذه الأثناء كان الإمبراطور يغلي في مكانه، ظن أنه عندما يهاجمه العدو، سوف يكون قادرا على مواجهته، لكن وصله نبأ موت أبناءه و بناته، لقد ظن أنه إن قام بتأخير العدو و لو قليلا، فسوف يأتي جيش كبير من خارج العاصمة –من أقرب مدن- ليدعمه، لكن هذا لم يحدث، مما تسبب في ازدياد الطين بلة، تحسر في مكانه، و حقد أكثر على عائلة كريمزون، حقده بالفعل كان في أقصى الدرجات، لكن الآن بعد موت أبناءه و بناته، لا يمكن تصور درجة غضبه

حتى المحكمة المركزية لم تتدخل، و عندما أتاها أمر الإمبراطور بالانضمام للمعركة، قامت فقط بعصيانه، لكن، لم يكن للإمبراطور أي قوة عليهم في هذه الأثناء، فإن حاول مقاتلتهم، سوف يخسر جنودا من دون فائدة فقط مما قد يتسبب له في خسارة الحرب ضد عائلة كريمزون، لذا قرر التعامل معهم بعد انتهاءه من هذا الانقلاب


في طليعة المعركة

و أخيرا بعد مدة من الالتحام، كان أول من وصل لمقر العدو ليس أي أحد غير تورتش، مما يعني التشكيل

صرخ تورتش بقوة و قال "لقد حان الوقت ليرى العالم مدى مهارتنا، أمر سيدنا الصغير باسل واضح تماما، يا أيها الجنود افتحوا آذانكم و ركزوا على هذا الأمر جيدا، لا يجب أن يخالفه أي أحد"

استمع الجميع بحذر و ركزوا جيدا كما أُمِروا، كل هؤلاء الأشخاص يؤمنون أن الشخص الذي سينقد عالمهم سيكون سيدهم باسل لا غير، شاهدوا قوته و حكمته في عمره الصغير، لم يكن هناك معترض، لكن كان هناك فقط مؤيد

صرخ تورتش "لن تكون هناك رحمة"

اشتعل الجنود حماسا و صرخوا بقوة "هوااااااااااااه"

لقد فهموا المعنى وراء هذا الكلام تماما، لن تكون هناك رحمة، أي أبيدوا العدو بكرة عن أبيه، لا تتركوا أي شخص حي، و لا واحد يجب أن ينزلق من أصابعكم، كان هذا هو الأمر الأول الذي يأتي من سيدهم خلال معركة ما، و لهذا كانوا في قمة معنوياتهم

انطلق التشكيل في اتجاه المقر و هدفه أخذ رأس العدو، قطعوا كل ما في طريقهم

و في هذه الأثناء، في مقر العدو

"أخيرا أتوا، حسنا حان وقت ظهورنا" تكلم أخ الإمبراطور

مع تقدم التشكيل و إبادته للعدو في الطريق، كانوا قد استخدموا بالفعل الكثير من قوتهم، و الآن طاقتهم السحرية قد اقتربت من الفراغ، و الأمر سيان مع باقي جيش الانقلاب

انتظر أخ الإمبراطور هذه اللحظة بكل استرخاء، و ضحى بكل جنوده، و الآن لم يتبقى بجانبه سوى سحرة المستوى الخامس، عددهم الإجمالي بلغ 7 ألاف، و بهذا العدد، ليس هناك شك في أنه قادر على هزيمة جيش الانقلاب المرهق

و بالفعل سار مخططه كما توقع، لكن للأسف حصل هذا لمدة صغيرة جدا، و مع ذلك هذه المدة الصغيرة كانت كافية لتسبيب ضرر كبير، فعندما رأى أخ الإمبراطور هذا الضرر الذي سببه للعدو في هذه المدة الصغيرة، ضحك بجنون

قال أخ الإمبراطور "الجنود وجدوا ليموتوا في الحرب، لا أن ينجوا منها، دورهم هو التضحية بأنفسهم من أجل قائدهم، هذا فقط لا غير، انظر الآن، ها أنا ذا أنتصر بفضل تلك التضحية"

عندما ظهر العدو، تفاجأ التشكيل، فقُتِل البعض منهم، و البعض من جيش الانقلاب، و عندها توقف تقدمهم، لكن ليس بسبب الخوف أو أي شيء مشابه له، لكنهم وقفوا لأنهم قد تلقوا كلهم رسالة عبر خاتم التخاطر في آن واحد

"إكسير التعزيز"

أخرج كل واحد من الـ40 ألف المتبقية من جيش الانقلاب إكسير التعزيز ثم شربه

بووووووووووووم


انفجر المكان بأكمله بطاقاتهم، و شقت الأرض من كل القوة التي اجتمعت فوقها، و الآن أصبحوا عبارة عن جيش خارق يصل البعض منهم لمستوى الجنرال، و الباقي كله في مستوى عقيد

ترتيب القوى في الإمبراطورية على حسب مستوى الشخص كان كالتالي

جنرال "المستوى السادس"

عقيد "المستوى الخامس"

نقيب "المستوى الرابع"

قائد وحدة "المستوى الثالث"

رقيب "المستوى الثاني"

جندي أول "المستوى الأول"

جندي "غير ساحر"

جيش الدفاع عن القصر امتلك كل المستويات من الأول إلى الخامس مع قائد في المستوى السادس، و أخ الإمبراطور ضحى بكل أولئك الجنود، و ترك العقداء فقط بجانبه، و هذا بسبب خطئه الذي كان شيئا طبيعيا الوقوع فيه

أولا، العدد المتبقي من المعركة الأولى، فهو ظن أن الأمير الثاني المنهزم سيكون قد أخفض عدد جيش العدو كثيرا، لكنه كان مخطئا

ثانيا، قوة العدو الغير متوقعة، لم يكن يظن أن جيش العدو سوف يشمل كله على سحرة من المستوى الرابع و الخامس

ثالثا و أخيرا، و السبب الأكبر، عدم معرفته بامتلاك العدو هذا النوع من الكنز الذي سوف يقلب المعركة رأسا على عقب في لحظة واحدة

شاهد أخ الإمبراطور قوة جيش العدو ترتفع باستمرار، و في لحظة، أصبح هناك الكثير من ذوي المستوى السادس أمام عينيه اللتين كادتا تخرجان من مكانهما

فهذا شيء غير معقول بتاتا، لا يمكن حدوث مثل هذا الأمر أبدا، و عندها كان أخ الإمبراطور قد وقع في يأس عميق، و عرف أنه قد خدع، عرف أنه كان فقط 'المتهور'


و في أثناء غرقه في أعماق اليأس، أتاه اتصال عبر خاتم تخاطر (والدييييي، أنقذنا، نحن نُباد واحدا تلو الآخر، إنه وحش، أنقذنا أرجوك، إن لم تأتي حالا فسو.....)

انقطع الاتصال الذي أتاه فجأة من ابنه، فعرف أن السبب كان الموت

و الآن، فهو يشاهد عقداءه يُجزرون واحدا تلو الآخر كما حدث مع سحرة المستوى الرابع تقريبا. في ذلك الوقت، قام جيش الانقلاب بهزيمة سحرة المستوى الرابع باستعمال سحرة المستوى الخامس، باقي سحرة المستوى الثالث و ما أسفلهم، قتلوا بواسطة سحرة المستوى الرابع

و الآن، كان الوضع متشابه كثيرا، فسحرة المستوى الخامس (العقداء) الذين حرص أخ الإمبراطور على إبقاءهم بجانبه طيلة الوقت، أبيدوا من طرف سحرة المستوى السادس و سحرة المستوى الخامس الذين شربوا إكسير التعزيز و ارتفعت قوتهم لهذه الدرجة، لذا الاختلاف الوحيد الذي كان موجودا هو عدم وجود أي شخص ضعيف من جيش الانقلاب أمام جيش الدفاع عن القصر المتبقي كما في السابق، كانوا إما يعادلونهم قوة، أو يفوقونهم بها

و بالطبع أخ الإمبراطور ليس غبيا، فهو اشهر باستراتيجياته الحربية، مع أنها كانت حقيرة و ليس بها شرف، لكنها كانت فعالة كثيرا

لذا، فقد لاحظ في الحال مدى سوء وضعيته، و الآن بينما كانوا عقداءه يُبادون واحدا تلو الآخر، استغل هو هذه الفرصة ليهرب

التفت للخلف و جرى، يا له من حقير، يبدو أن الاستراتيجي الغير شريف لم يكن مخططا عبقريا، و إنما كان فقط جبانا لا يستطيع مواجهة أي احتمالات خاسرة

لكن هيهات هيهات، هناك أعين كثيرة كانت تراقبه بكل حرص، و في الحال وجد أخ الإمبراطور نفسه مطاردا من قبل ثلاث أشخاص

هؤلاء الثلاث أشخاص اقتربوا من بعضهم البعض ثم تكلموا فيما بينهم بينما يلاحقون الجبان الهارب

"إنه فريستي، ابتعدوا من هنا" تكلم ذلك الشخص المظلم

أجاب الذي بجانبه "من أنت على أي حال؟ أنا هيسي العظيم، و أخذ رأس قائد العدو يكون فقط من حق العظماء"

"إن تحدثنا عن العظمة، فسيدي قائدك و قائده و قائد هذا الجيش هو الذي يستحق أن يُنسب له شرف أخذ رأس قائد العدو، أنا تورتش و بأمر من سيدي باسل سوف آخذ رأس العدو"

تكلم الشخص المظلم من السابق "إذن أنت تابع لذلك الفتى القرمزي، قد يكون قائدا للجيش حاليا، لكن قائدي الوحيد الذي أعترف به هو سيدي الجنرال رعد، أنا يين يينغ من سينتزع رأس ذلك الجبان"


كان يين يينغ هو الشخص الذي أمره الجنرال رعد سابقا بمراقبة باسل بعد التقائهما

تكلم هيسي "يبدو أننا لن نتفاهم هنا" ابتسم ثم أكمل "إذن، الرابح هو الأسرع"

ابتسم تورتش "يبدو الأمر كذلك"

تهجن يين يينغ "همف، يا له من غباء"

تقدم الثلاثة بسرعة كبيرة جدا، إنهم الآن في المستوى الخامس بدنيا و يستطيعون الجري بسرعة تصل لمئات الأميال في الساعة، فهذا واحد من الأسباب التي جعلت باسل يقرر الهجوم فقط بسحرة المستوى الرابع و الخامس، فهم سيقطعون المسافة من السور المحيط بالعاصمة ليصلوا للعدو بسرعة، و كل هذا كان من أجل عنصر المفاجأة، فهذا الأخير له دور كبير، و أيضا، كان أسلوب باسل المفضل

و بالطبع أخ الأمبراطور لم يكن يقل عنهم قوة، فهو في القسم المتوسط من المستوى السادس، أما هم كانوا فقط من القسم الأولي، و هذا من ناحية الطاقة السحرية، أما من ناحية البنية الجسدية فهو يفوقهم بكثير، فبنيته في المستوى السادس، و هم بنيتهم في المستوى الخامس، فإكسير التعزيز يقوم برفع الطاقة السحرية فقط مؤقتا، أما البنية الجسدية تبقى في وضعها الطبيعي، لذا كانت المطاردة صعبة

فجأة وقف تورتش عن الجري، فاستغرب الاثنان الآخران لكنهما لم يتوقفا و أكملا الجري

أخرج تورتش من مكعب تخزينه قوسا طويلا للغاية، و كما كان طوله كبيرا، كذلك كان عرضه الذي يناسب مركزه قبضة اليد تماما

شكله كان راقيا، و به نقوش توهجت بشكل قوي بمجرد ما أن أرسل تورتش طاقته السحرية للقوس، هذا الأخير قام بضخ الطاقة السحرية باستمرار و تعزيزها

أخرج تورتش هذه المرة سهما، هذا الأخير كان سهما حديديا بالكامل، و كان عريضا و ضخما، و رأسه كان أسطوانيا، و أيضا كان يحتوي على نقوش

قام تورتش بوضع السهم على القوس، هذا الأخير توهج كثيرا و تفاعل مع السهم، فمرر إليه الطاقة السحرية التي عززها، و عندها قام تورتش بسحب السهم، و عند فعله لذلك، مرت بعض الطاقة لوتر القوس، هذا الوتر صنع من خيوط ملك العناكب الدامي ذو المستوى السادس

سحب تورتش السهم بينما يقوم الوتر بالتمدد أكثر فأكثر، و الطاقة السحرية لا زالت تزداد باستمرار، و عندها لاحظ يين يينغ و هيسي القوة المخيفة وراءهما، نظرا خلفهما ليريا ما يحصل


و في لحظة

إطلاق

وووووووووووووووووووووش


مر من وسطهما سهم ملتهب، كانت ناره حارقة جدا، تلك الأخيرة كانت حرارتها كبيرة جدا فابتعد الاثنان بسرعة، بنيتهما الجسدية في المستوى الخامس، لكنهما تأثرا بحرارة هذه النار

أخ الإمبراطور الذي كان يهرب، كانت المسافة بينه و بين ملاحقيه تمتد لأميال، و في أثناء هربه، أحس بشيء يستهدفه، فالتف و إذا به يجب سهما مشتعلا يتجه نحوه بسرعة كبيرة جدا، فأسرع بإخراج العديد من حاجز الحماية الأرضية

كان شكلها دائري، و كانت كما لو أنها حجر أصل ضغط ليصبح على ذلك الشكل، و في الوسط يوجد نقش يشبه زهرة اللوتس و يتكرر لخمس مرات، هذه النقوش الخمس المتماثلة كانت متداخلة فيما بينها متخذة شكلا خماسيا

رماها حوله بعد أن فعلها، فظهر حاجز شفاف حوله من كل الجهات، هذا الحاجز كان مشابه كثيرا لحاجز الحماية السماوية، لكن المختلف هو صده لأي شيء خارجه، أما حاجز الحماية السماوية فيبقي على الوحوش السحرية في الداخل

قطع السهم الأميال في ثوان و وصل لوجهته و هدفه، لكن عندها اعترضه الحاجز

ووووووووووش

تجمد هيسي و يين يينغ، ذلك السهم الذي انطلق قبل ثوان من جانبهما وصل بسرعة كبيرة للحاجز، و عندما فعل، تكسر الحاجز مع صوت بااانغ

أخرج أخ الإمبراطور درعا دائريا و وضعه أمامه مدافعا به عن نفسه

بوووووووم


وصل السهم للعدو و انفجر بقوة بمجرد التقاءه بالدرع الدائري

انفجار ضخم للغاية حدث، هذا الانفجار كان لا يصدق، ترك هيسي و يين يينغ فاتحين فمهما، فاتحين أعينهما على مصراعيهما و تكاد تخرج من مكانهما

سعل سعل سعل

بعد انقشاع الدخان و الغبار، ظهر أخ الإمبراطور من وسط النيران بينما يسعل الكثير من الدماء، درعه الدائري اختفى و درعه السحري قد تضرر كثيرا، و الدماء تغطي وجهه و حروق مختلطة معها

وقف ثم نظر للبعيد نحو العدو الذي أطلق عليه هذا الهجوم، و عندها لاحظ ذلك الشيء الغير معقول يحدث

إنه يستعد ليقوم بهجوم آخر، ليس فقط أخ الإمبراطور من صدم، لكن حتى هيسي و يين يينغ لم يجدا ما يقولا، هل بإمكانه استخدام مثل هذا الهجوم أكثر من مرة؟

و في هذه الأثناء بينما يقوم تورتش بسحب السهم الثاني، كان يحس بنشوة لا توصف، قبل مدة ليس بالطويلة كان مجرد قائد وحدة، موهبته كانت تقارن بالجنرال رعد، فهو بعمر الـ27 و كان قائد وحدة يُتوقع منه الكثير

لكن عندما ظهر سيده باسل، تغيرت حياته تماما، و ها هو ذا الآن يقاتل جنرالا بكل فخر، ضد شخص بذلك المستوى الذي ظن أنه سيصل له بعد مدة طويلة جدا، و قد لا يفلح الأمر معه، فهناك أشخاص أظهروا موهبة غير معقولة بالأول، لكنهم علقوا في قمة المستوى الخامس

ابتسم و قال "نقوش أثرية، هاه، إنها حقا مذهلة"

أخ الإمبراطور أخرج حواجز حماية أرضية، لكنه تحسر بداخله، تلك كانت حواجز من المستوى السادس، لكنها اخترقت من طرف ذلك السهم، و الآن لم يتبقى له سوى حاجز واحد

سابقا استعمل خمسة منها لتحيطه من جميع الجهات، لكن كان هذا خطئا منه، فعندما اخترق السهم الحاجز الأول و انفجر، دمرت جميع الحواجز الأخرى

و الآن لم يعد يقوى على الحركة بينما السهم الثاني سيأتي

شحذ تورتش طاقته السحرية أكثر، ثم قال بداخله "سيكون بإمكاني استخدام هذه التقنية ثلاث مرات فقط، و هذا يكون ممكنا فقط عندما أصل للمستوى السادس عن طريق شرب إكسير التعزيز، بالنظر للضرر الناتج عن السهم الأول، فآخريْن اثنين كافيين لإنهاء أمره"

و الآن ها هو قد انتهى من الشحن

إطلاق

ووووووش


سهم ملتهب آخر يتجه بسرعة كبيرة جدا و وصل إليه قبل أن يستطيع التحرك للمراوغة

بووووم

انفجار آخر دمر هذه المرة درعه السحري بالكامل

هيسي و يين يينغ توقفا و شاهدا ما يحدث أمامهما باندهاش فقط

و الآن تورتش يستعد لإلقاء السهم الثالث مرة أخرى، هذا السهم الذي سيكون الأخير له و الذي سينهي حياة أخ الإمبراطور


لكن للأسف حدث ما لم يخطر على البال

ووووووووووووش

قطع*

رياح قطعت ظهر تورتش من الوراء بشدة، لولا درعه السحري ذو المستوى الخامس لتلقى أضرارا لا تحمد عقباها

التف تورتش ليرى الشخص الذي هاجمه، ثم عندها لاحظ شخصا بسيف رقيق طويل برياح تدور حوله، هذا الشخص كانت عيناه تحمل معها نية قتل مخيفة و باردة تجعل شعر الجسد يقف

أخ الإمبراطور النصف ميت شاهد ذلك الشخص الذي أنقذه من الموت ثم ابتسم و فرح، قال بداخله "على ما أذكر، إنه تابع هيملر 'شاهين'، لقد نجوت، سوف أستغل هذه الفرصة للهرب"

التف أخ الإمبراطور و أكمل الهرب بأقصى ما لديه من قوة، الآن جسده يعاني من إصابات بليغة، يجب عليه استغلال كل لحظة ممكنة للهرب

هيسي و يين يينغ اللذين وقفا لينتظرا هجوم تورتش الأخير، لكن هذا لم يحدث بسبب الشخص الذي ظهر، لذا عندما ريا أخ الإمبراطور يهرب أكملا اللحاق به، و بسبب تورتش، سيكون إمساكه الآن ممكنا بسهولة

تورتش وجد نفسه في وضع حرج نوعا ما، هذا الشخص الذي ظهر في المستوى الخامس، لن يشكل له مشكلة في الحالات العادية، لكنه قد استنزف طاقته بسبب الهجمتين السابقتين، فعندما يستخدم الشخص إكسير التعزيز، سترتفع طاقته مؤقتا، لكن عندما ينفذ مفعول إكسير التعزيز، سوف تفرغ طاقته السحرية أكثر مما كانت عليه

الآن هو لديه اليد العليا، لكن بعد دقائق قليلة، سوف تفرغ طاقته و يصبح في الموقف الأضعف

تكلم تورتش عبر خاتم التخاطر (شينشي، برودي، فانسي، اتركا القيادة لنائبيكم، أنا أحتاجكم بأقصى سرعة)

تقدم شاهين بينما يشحذ سحره في سيفه الرقيق الطويل، قال "أنت تابع لذلك الفتى القرمزي، أليس كذلك؟ من هو ذلك الفتى؟ أخبرني، كيف له أن يعرف عن الإكسيرات و استعمالات أحجار الأصل؟"

"هاه؟" تعجب تورتش في داخله "عن ماذا يتحدث هذا الشخص؟ من كلامه يبدو أنه يعرف عن الإكسيرات، إذن أنا الذي يجب أن أطرح عليه هذا السؤال و ليس هو، أليس سيدي و السيدة أنمار هما الوحيدان اللذان يعرفان عن الإكسيرات؟"

قال شاهين "لا تنوي الإجابة إذن، هاه، حسنا سأجبرك على ذلك فقط"


أسرع تورتش في شحذ السهم الأخير و تقدم شاهين بسرعة كبيرة

إطلاق

بوووم*

أطلق تورتش السهم الأخير في اتجاه شاهين و انفجر

بدأت طاقة تورتش تنخفض مع إطلاقه للسهم الأخير. عندما أطلق السهم الاخير ابتعد للخلف احتياطا من أي شيء قد يحدث

ذلك السهم يجب ان يكون كافيا لقتل ساحر من المستوى الخامس، لكن...

كما توقع تورتش، ذلك الشخص تكلم عن الإكسيرات بطريقة توحي أنه يعلم عنها، لذا لم يمحو احتمال امتلاكه أيضا للإكسيرات، فتراجع للخلف مبتعدا

و يبدو أن خياره كان حكيما، فها هو ذا شاهين يخرج من الدخان بجروح قليلة فقط، و طاقته السحرية مرتفعة كثيرا عما سبق، يبدو أنه الآن في القسم النهائي من المستوى السادس، فشاهين استغل ازدياد الطاقة المفاجئ و دافع بها مرة واحدة

لعن تورتش حظه السيء ثم استعد لهجوم شاهين القادم، لكنه و في هذه الأثناء لم ينسى أن يبلغ هذا الأمر لسيده باسل، أسرع في التكلم عبر خاتم التخاطر (سيدي، هناك شخص اسمه شاهين يعرف عن الإكسيرات، و الآن قد استخدم إكسير التعزيز أمام عيني)

(شاهين؟ أيمكن أنه الشخص الذي كان يرافق الأمير الأول؟) أجاب باسل

في هذه الأثناء باسل كان يقف يمسك بسيف ساحر من المستوى الثاني بينما يتحدث عبر خاتم التخاطر

فكر باسل بداخله "الساحر وايد الذي كان يرافق العاهرة كان يعرف عن الإكسيرات، و الآن الشخص الذي كان يرافق الأمير الأول يعرف أيضا عن الإكسيرات، لابد من وجود علاقة بينهما"

تكلم باسل (تورتش، لا تقتله، أنا أريده حيا)

أجاب تورتش (آسف يا سيدي، لكن الخيارات ليست في صالحي أبدا، أنا في الموقف الضعيف هنا، و يبدو أنني سأموت إن لم تأتي المساعدة قريبا)

عبس باسل ثم قال (اصمد مكانك ريثما تأتي المساعدة، للأسف أنا لا زلت بعيدا و لا يمكنني القدوم باكرا، لا تمت، هذا أمر)

ابتسم تورتش ثم قال (إن كان هذا أمر منك فلا أظن أنني يمكنني الموت، هاهاها)

انتهى باسل من التحدث مع تورتش تخاطريا ثم تكلم محدثا الساحر ذو المستوى الثاني الذي يمسك سيفه "على ما أذكر فاسمك جون، أليس كذلك؟"

"همم؟" تعجب الساحر ذو المستوى الثاني جون، فقال "كيف لك أن تعلم اسمي؟"

ابتسم باسل ثم قال "ماذا؟ هل نسيتني بهذه السرعة؟"

حدق جون في باسل مطولا ثم تذكر ذلك الفتى و الفتاة اللذين التقى بهما أثناء حراسته لبوابة العاصمة، قبل حوالي نصف سنة أتيا بكمية كبيرة من أحجار الأصل بالمستوى الثاني، عندها قد وجد الأمر غريبا جدا، فكيف لذلك الطفلين أن يملكا كل تلك الأحجار؟

لكنه اقتنع بكلام مرافقه في الحراسة أنهما فقط يقومان ببيع الأحجار بناء على طلب شخص آخر، لكن الآن صدم أكثر من السابق، هذه المرة وجده يجزر عائلة غرين

تكلم باسل "أنا قررت عدم رحمة أي شخص، لكن سأمنحك فرصة بسبب إخلاصك في عملك، عندما أتيت إلى هنا أول مرة، أنت قمت بطلب الثمن الحقيقي لضريبة الدخول، قد يبدو الأمر سخيفا، لكن بالنسبة هذا شيء مهم، أنت لم تخدعني، مع أنك إن حاولت فعل ذلك كنت ستتلقى عاقبة أعمالك، خلاصة، هل سترمي سيفك الذي تجعله مخلصا لعائلة غرين الآن و تقف بالجانب، أم تنضم لتكون جزءا من المجزرة؟"

تردد جون كثيرا، هو انضم لجنود عائلة غرين في سبيل الحصول على نفوذ أكبر، إن عمل بجد فقد يكون بإمكانه الوصول لمكانة رفيعة، و بهذا سيكون بإمكانه تغيير حياته و حياة عائلته الفقيرة بالكامل

لكن، وقف جون ثم أحكم القبض على سيفه و حاول جره من قبضة باسل، لكن هذا لم ينفع، فقال "قد يكون لدي هدف أريد تحقيقه، لكنني لا أنوي التخلي عن شرفي في سبيل تحقيقه"

تكلم باسل "هدف؟ شرف؟ إن مت هنا بسبب شرفك فكل شيء سينتهي، يجب أن تخزن شرفك هذا لوقت و شخص أفضل، فلتتبعني، و لن تموت هنا، هذا أولا، و سوف تحقق هدفك أيا كان، هذا ثانيا، و ستبلغ يداك مدى لم يكن بإمكانك تخيله، هذا ثالثا"

عبس جون ثم صرخ "ماذا تعلم عني أنت؟ ماذا تعلم عن هدفي أو شرفي؟"

أخرج باسل نية قتل مخيفة ثم قال بنبرة حادة و بنظرة خالية من الرحمة "اصمت، لا ترفع صوتك مرة أخرى، هدفك على الأكثر سيكون إنقاذ، أو حلم أم طموح، أو المال، أو ربما عائلتك، و كما قلت من قبل، شرفك هذا فلتخزنه لشخص أفضل، أن يضيع شخص مخلص مثلك في سبيل حثالة أمر لا يمكنني تقبله، يجب أن تشكرني على عدم قتلك حتى الآن، و هذا حدث فقط لأن لدي مبادئي الخاصة، قد لا تكون مثل الشرف الذي تحدثت عنه، لكنها شيء لا يمكنني العدول عنه مهما حدث، و من بينها عدم نسيان الإحسان تجاهي"

حدق جون في باسل بغرابة، عن ماذا يتحدث هذا الشخص بالضبط؟ هل بسبب أنه فقط قال له الثمن الحقيقي للضريبة سوف يقوم بالعفو عن حياته هنا؟ هل هذه مزحة أم ماذا؟


أكمل باسل "أنا لا أمزح هنا، أنا أعرف أن أي شخص في هذا الوجود سوف يرى الأمر غبيا، لكن، و لحسن حظك، فهذا الأمر يتوافق مع مبادئي، أحسنت تجاهي، و الآن دوري في فعل نفس الأمر تجاهك، فأي حارس آخر كان سيحاول خداعي"

"أنا...." تمتم جون، فشاهد ثلاث سحرة من المستوى الثالث متوجهون نحو ظهر باسل، و بسرعة وصلوا و لوحوا بسيوفهم في آن واحد

"انتب..." صرخ جون محاولا تحذير باسل لكن هذا الأخير قام ببساطة بقطع الثلاثة ليصبحوا ست

لوح باسل بسيفه من أجل إزاحة الدم، ثم نظر لجون مرة أخرى و قال "آخر تحذير لك، فقط إعطائي فرصة لك يمكنني اعتباره كافيا كرد إحسانك تجاهي، إن رفضت عرضي مرة أخرى سأقتلك حالا"

حدق جون في الجثث الثلاثة ثم بلع ريقه، لقد كانوا من المستوى الثالث

و بعد قليل اقترب الجنرال منصف بينما يوجه كلامه لذلك الفتى "أيها السيد الصغير باسل، لقد اقتربنا من الانتهاء هنا، يجب أن نسرع للذهاب نحو قلب القصر، فأب زوجتني يحتاجنا هناك، يبدو أن المعركة قد شارفت على الانتهاء ضد أخ الإمبراطور"

"آه، حسنا أيها العم منصف" أجاب باسل

فكر جون بداخله "العم منصف؟ منصف؟" ثم رأى أن ذلك الشخص يرتدي درعا سحريا فضيا، صرخ و عينيه تكاد تخرج من مكانهما "الجنرال منصف؟"

نظر الجنرال منصف في جهة جون ثم استدار لباسل و قال "ماذا ستفعل بهذا الشخص؟"

ابتسم باسل في وجه جون و قال "حسنا، هذا يعتمد على إجابته" أغمض عينيه مع إبقاءه على الابتسامة و قال "أليس كذلك يا جون الشريف؟"

حدق جون في ابتسامة باسل التي كانت كالخاصة بالشيطان مع أنها تبدو لطيفة، خصوصا عندما شاهد ما فعله قبل قليل بأولئك الثلاثة

بلع ريقه و نطق بصعوبة "أنا تابعك من الآن فصاعدا"

"سلامات عليك، هاهاهاها" ضحك باسل بينما جون يلعن حظه

أكمل باسل كلامه بجدية "حسنا فلنكمل عملنا، لم يتبقى سوى القليل من سحرة المستوى الثالث، لقد كان خيارا صائبا الاعتناء بتلك التعزيزات التي قدمت، أبناء أخ الإمبراطور لم يكونوا سوى ضعفاء غير قادرين على فعل شيء لوحدهم، فقط أخاهم الأكبر الذي كان يقودهم كان بالمستوى الخامس، لكنه كان أول من مات"


نظر جون لباسل المتوجه نحو حشد السحرة المتجمع في البعيد ثم قال "ماذا أفعل الآن؟"

قال له باسل "انج، إن مت هنا فكل شيء سيضيع هباء، و الطريقة المثلى لفعل هذا تكون بالبقاء بجانبي"

و مع انتهاءه فعل سحر التعزيز بقدميه و انطلق بسرعة كبيرة، و لم يبقى سوى الغبار، نهض جون من مكانه و لحقه "البقاء بجانبك؟ هل تمزح معي، كيف لي أن أفعل هذا بالضبط؟"

وصل باسل للحشد الذي كان يعاني من شخص كان يطير في السماء، أو للدقة يطير على مخلوق ما

هاجمه الجميع من فوق، لكن و لا هجمة واحدة قد وصلت إليه، سواء بالنار أو الجليد، كان عاليا جدا بحيث يستطيع مراوغة أي هجوم قبل أن يصل إليه

هذا الشخص كان التاجر ناصر الراكب فوق طائر يشبه النسر، له أربعة أجنحة و يطلق من هذه الأجنحة ريشه الذي يتحول لضوء و يخترق أجساد الأعداء

ليس هذا فقط، هناك العديد من نسور الضوء المشابهة له مع أنها أصغر منه قليلا تقوم بنفس الهجوم، لذا كان حشد سحرة المستوى الثالث يعاني، فالنسر الذي يركب عليه التاجر ناصر هو وحش من المستوى الثالث

تكلم أشخاص من الحشود "اللعنة، لدينا هنا سحرة استدعاء، لكن و لا وحد منهم لديه وحش له القدرة على الطيران"

لعن الحشد التاجر ناصر الذي كان يقاتل من بعيد فقط بينما يحسب عدد الأشخاص الذين يهزمهم "أمم، 150 هاه، لا يزال الكثير، لقد قال لي السيد الصغير أنه سيمنحني جائزة ما إن هزمت 500 شخص منهم، أمم؟"

لمح التاجر ناصر قدوم شخص ما بسرعة كبيرة، و لم يكن شخصا آخر غير سيده الصغير باسل، لكن ردة فعله كانت غريبة

"اللعنة، لما هو قادم إلى هنا، أمم؟" نظر التاجر ناصر للجهة التي كان بها باسل فوجد أن جميع الأعداء الذين هناك قد ماتوا بالفعل

"اللعنة، لقد هزمهم بالفعل؟ يجب أن أسرع"

وووووووووووووش

اصطدم باسل مع الحشد و قطع واحدا تلو الآخر، أو عشرة تلو الأخرى، كل تلويح من سيفه قام بقطع معه أعدادا كبيرة، و في ثواني كان قد قتل المئات

حاول بعض الأشخاص شحذ سحرهم و القيام ببعض الهجمات ذات المدى البعيد، لكن باسل سارع في قتلهم أولا، في وسط المئات كان كزوبعة تأخذ معها كل ما في طريقها من دون توقف

حتى ظهر فجأة اثنان هاجماه بهجوم ثنائي "سيف الحكم"

ظهر سيف ضخم مكون من الرياح و نزل عليه بقوة

لكمه باسل و جعله يختفي

تكلم باسل "ألم تفهما من آخر مرة التقينا بها أن هذا الهجوم لا ينفع معي؟"

تكلم واحد من الاثنان "و أنت أيضا لا زال أسلوبك في الكلام متعاليا و لم يتغير"

تكلم باسل "يا إخوة القطع، كنت قد قدمت عرضي سابقا لكما، و سأفتحه لكما من جديد، انضما لي، و مهما كان الهدف من قتالكما سأحرص على تحقيقه لكما"

تكلم الثاني "و كيف لشخص مثلك أن يفعل هذا؟"

ابتسم باسل و قال "هذا بسيط، بسيط جدا، على ما أذكر، كان يقوم بأمركما ذلك الحثالة الذي كان ينفذ أوامر العاهرة هو الآخر"

استغرب الاثنان، لكنهما فهما ما قصده باسل، الحثالة عنى به النبيل جورج و العاهرة عنى بها الأميرة الخامسة، لكنه لا زال لم يوضح سبب ثقته بنفسه في تحقيق هدفهما

أكمل باسل "العاهرة التي كانت تأمره في قبضتي الآن، و كل ما عليكما فعله هو الطلب مني و سوف أحضر لكما ما تريدان"

نظر الأخوان لبعضهما البعض ثم قالا "أنت لا تخدعنا؟"

حدق باسل في الاثنين و تركهما يقرران من دون أن يتكلم

تكلم الأول "أولا فلتحضر الأميرة الخامسة هنا حتى نعرف أنك تتكلم بجدية و تعرف أنت ما هدفنا"

تكلم باسل عبر خاتم التخاطر ثم ابتسم في وجه الاثنان و قال "انتظرا قليلا و سوف تأتي، و الآن لم لا نتكلم في شيء آخر أريد سؤالكما عنه، ما عمركما و اسمكما؟"

أجاب الأول "أنا خمسة و عشرون و اسمي غايرو"

أجاب الثاني "أنا أربعة و عشرون و اسمي كاي"

صدم باسل، 25 و 24؟ و في المستوى الثالث بالفعل؟ الجنرال رعد كان في مثل هذا العمر عندما اخترق للمستوى الثالث

فكر باسل بداخله "كما توقعت، عندما قابلتهما أول مرة أردتهما أن يكونا حلفائي، و الآن أنا أريدهما أكثر"

قام باسل بقتل جميع الأعداء الذين حاولوا مهاجمته، و بعد قليل من الوقت، أتت أنمار و الأميرة الخامسة المحمولة من طرف جندي تحت مفعول وهم أنمار

"أنمار، أيقظي العاهرة" تكلم باسل

أجابت أنمار "حسنا"

"آآآآآآآآآآآآآآآآه" نهضت الأميرة الخامسة مع صرخة مدوية

و بمجرد ما أن فعلت حتى وجدت الوحش القرمزي أمامها و الشيطان وراءها، هلعت كثيرا، فاقترب منها باسل و حمل رأسها من شعرها، ثم وجهه نحو أخوا القطع و قال "أيتها العاهرة، اسمعي لما يريدان قوله"

اندهش أخوا القطع من حالة الأميرة الخامسة المزرية، لكنهما حاولا التفكير في سبب هذا لاحقا و اقتربا منها

تكلم الاثنان في نفس الوقت "أين أختنا الصغيرة؟"

تعجب باسل لكنه كان قد سبق و توقع أن هذا هو السبب في أول مرة التقى بهما

نظرت الأميرة الخامسة للاثنان و حاولت التذكر عما يتحدثان، و بعد لحظات أشارت برأسها و عينيها لباسل

"همم؟" استغرب باسل ثم قال "لماذا تشيرين لي؟ ما علاقتي بهذا الأمر؟"

أجابت الأميرة الخامسة بصعوبة بالغة "إنها الفتاة التي كانت بمعقلي الذي دمرته"

تعجب باسل كثيرا ثم نظر للأخوين اللذين لم يفهما ما يحدث ثم قال بعد أن ضحك "هاهاها، أختكما في أمان الآن، لا تقلقا"

"ها؟ ماذا تعني؟" سأل غايرو

أجاب باسل "إنها في مكان آمن خارج العاصمة مع أشخاص آمنين، لا تقلق، لقد وجدتها في معقل هذه العاهرة بينما تحاول القيام بتجارب ما عليها"

"تجارب؟" عبس الاثنان "أي تجارب؟" صرخا و تقدما نحو الأميرة الخامسة "أيتها اللعينة، ماذا فعلتي بأختنا الصغيرة، أيتها العاهرة الملعونة أجيبي، سنقتلك"

فعل الاثنان سحرهما فتدخل باسل "فلتتوقفا عند هذا الحد، لقد قلت لكما بأن أختكما بخير، و الآن فلتهدآ، لقد تعذبت كفاية لليوم، أنا لا أحاول الدفاع عنها، لكن لا زالت هناك فائدة يمكننا استخلاصها منها"

هدأ الاثنان ثم رجعا لصوابهما و انحنيا لباسل "مرنا بما تريد، منقذ أختنا الصغيرة يستحق أن نقوم باتباعه"

ابتسم باسل و قال "جيد، فلننهي أعمالنا هنا لنتوجه إلى قلب القصر"

أجاب الاثنان مع ضمهما لقبضتيهما "سمعا و طاعة سيدي"


سعل سعل سعل

تقيؤ للدماء بشدة من طرف تورتش الذي يمسك بطنه بشدة بيديه الاثنتين، درعه قد دمر بالفعل و الآن أصبح يصد الهجمات الخاصة بشاهين بجسده الخاص

استمر على هذه الحال لدقائق بالفعل، و هذه الدقائق فقط كانت كافية لجعله في وضع النصف ميت، فشاهين الآن في المستوى السادس من ناحية الطاقة السحرية، أما تورتش في المستوى الخامس لكن الأسوء هو فراغ طاقته السحرية بالكامل

لم يعد يقوى على الحركة أكثر و بدأ وعيه يتلاشى، فعندما تصبح الكرات الأربعة عشر أي الطاقة السحرية في بحر الروح قادرة على ملء جميع نقط الأصل، فهذا يعني أن الطاقة السحرية قد استهلكت بالكامل

تتوقف الكرات الأربعة عشر عن تزويد نقط الأصل بالطاقة السحرية مؤقتا ريثما يصبح بإمكانها تزويد نقط الأصل كلها بالطاقة السحرية، و في هذه الأثناء يحدث الإغماء على الساحر

لا يمكن للساحر استخدام آخر قطرة من طاقته السحرية، فقبل ما أن يحدث هذا تتوقف الكرات الأربعة عشر عن تزويده بها، فيكون الأمر كالتفعيل التلقائي، و يغمى عليه كي لا يخسر ما تبقى من طاقته السحرية كلها، فإن حدث هذا، فإنه يخاطر بحياته فقط، فبحر روح من دون الكرات الأربعة عشر بالنسبة للساحر أمر غير اعتيادي أبدا

عيناه بدأت تنغلق شيئا فشيء، شاهين يتقدم نحوه، و عندما وصل رفع سيفه مستعدا للتلويح به

ووووش ووووش ووووش

بانغ
بانغ بانغ

ثلاث ظلال قامت بسرعة بضرب شاهين من الخلف و قفز واحد منها حمل تورتش ثم أخذوا مشافة بينهم و بين شاهين

تكلم تورتش بينما ينظر للشخص الذي يحمله "تأخرتم يا شباب"

أجاب الذي يحمله و الذي كان فانسي "لا تكن أنانيا، فلقد قطعنا كل الأعداء في الطريق وصولا غلى هنا، لكن، ألست في حالة مزرية حقا؟"


تكلم شينشي "حسنا، أظن أن السبب واضح، كيف لذلك الشخص أن يكون في المستوى السادس؟"

أكمل برودي "معك حق، هذا غريب"

أجاب تورتش "لقد استخدم إكسير التعزيز"

"هااه؟" صرخ الثلاثة في آن واحد، لكن الآن قرروا ماذا سيفعلون و التفكير في هذا سيتركونه لوقت لاحق

صرخ شينشي "فانسي"

أجاب فانسي "آه، كونوا على استعداد"

شحذ فانسي طاقته السحرية ثم أخرج سيفه السحري و مرر إليه كل الطاقة التي شحذها مرة واحدة، توهج السيف و بتلويح من فانسي انطلقت طاقته السحرية نحو شاهين و أحاطته من كل مكان

وووووش

انطلقت الطاقة السحرية التي تحيطه و توغلت إليه كلها في آن واحد، أراد شاهين أن يتخلص منها قبل أن تلتصق به، لكن شينشي و برودي هاجماه بالجليد و الثلج على التوالي

لذا لم يكن هناك خيار آخر متاح له غير تقبل الهجوم، الآن فانسي و البقية في المستوى السادس، لكن هم أيضا قد استعملوا طاقتهم السحرية قليلا خلال المعركة قبل أن يأتوا، لكن لا زال بإمكانهم الاستمرار لعدة دقائق أخرى

لذا قرروا ما سيفعلون، لقد تدربوا فيما بينهم كثيرا، فهم متفاهمون من دون أن يحتاجوا لاستخدام الإشارات حتى، ينقصهم تورتش لكن لا زال بإمكانهم استخدام قوتهم الجماعية من دونه مع أنها ستنقص

تكلم فانسي مع تورتش "سأنادي شي يو، ليس هناك شخص أفضل منها هنا لمساعدتك، أولا أشرب إكسير العلاج، و عندما تأتي سوف تسرع من الأمر، سوف تشفى قريبا لذا تحمل الآن"

عندما انتهى فانسي من عمله ركز أكثر على الآخر، قام بإدخال شاهين في وهم مؤقتا، تجمد العدو في مكانه خلال هذه الفترة، لكنها لن تصمد لوقت طويل، فالعدو في المستوى السادس أيضا

أخرج شينشي و برودي سيفيهما السحريين ثم شحذا طاقتهما إلى أقصى درجة، قاما بتوجيه سيفهما نحو شاهين أفقيا و جعل رأسي السيف يلتقيان


الطاقة التي شحذاها توجهت للسيفين و ببطء استمرت في الارتفاع أكثر و أكثر، و عندما وصلا للدرجو التي يريدانها، قاما أخيرا بتفعيل التقنية

"حفار الجليد و الثلج"

بووووووم

خرج من السيف جليد على شكل حفار أسطواني مثلثي و اتجه نحو شاهين، هذا الحفار لحقه الثلج في شكل دائري و قام بالدوران حوله باستمرار مع الحفاظ على الاحتكاك حتى اندمج الاثنان و التصق الثلج بالحفار الجليدي و أصبح هذا الأخير أكبر مما سبق

الثلج الخارجي كان كالغلاف، هذا الأخير كان قاس جدا، فبعد كل ذلك الدوران و الاحتكاك المستمر اندمج بالجليد تماما

و الآن هناك حفار جليدي ثلجي يتوجه نحو شاهين بسرعة كبيرة جدا

شاهين في هذه الأثناء لا يزال تحت وهم فانسي لذا لا يمكنه فعل أي شيء سوى التعرض لذلك الهجوم

و هذا ما حدث بالضبط

بوووووووووم

استمر الحفار بالدوران من دون توقف بينما يحاول اختراق درع شاهين، استمر جسد شاهين في التواني و تراجع للخلف كثيرا بينما الحفار هو الذي كان السبب في دفعه

وصل جسد شاهين لمئات الأمتار بعدا بسبب هذه الهجمة

و في هذه الأثناء استفاق أخيرا من الوهم الذي كان تحت سيطرته طوال هذه المدة، وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه أبدا، سوف يموت إن لم يقم بحل في أسرع وقت

أرجع السيف الرقيق الطويل لمكعب التخزين ثم أخرج واحدا مشابها له تماما، المختلف كان النقوش التي تحيط بالسيف، السيف السابق كانت نقوشه تمتد على وسطه، و هذا الشكل الاعتيادي لجميع السيوف الأخرى

لكن هذا السيف الرقيق الطويل كان مختلفا تماما، النقوش غلفت بالكامل، تورتش الذي بدأ وعيه يرجع قليلا، شاهد هذا السيف من بعيد فراودته شكوك


قام شاهين برفع السيف للأعلى و صرخ بجنون "واااااااااااااه" ثم نزل بقوة على الحفار الذي يحاول حفر ثقب في درعه ثم جسده

التقى السيف بالحفار و في لحظة ووووش قطِع الحفار لاثنين، كان كما لو أنه قطع الخبز، ما جعل برودي و شينشي يُصدمان مما حدث

ظنا أن السيف على الأقل سوف يستمر في الاحتكاك مع الحفار قبل أن يقطعه، هذا إن كان قادرا على قطعه أصلا، لكن ما الذي يحدث هنا؟

تكلم تورتش "شخص يعلم بالإكسيرات من المستحيل ألا يعلم بالنقوش الأثرية، لكن ظننت أن النقوش الأثرية صعب جدا تعلم نقشها، فحتى سيدنا لا زال في مرحلة المبتدئ، لم يرد الإفصاح لي عن مصدر ذلك القوس بما أنه ليس الشخص الذي صنعه، لذا توقفت عن السؤال، لكن لم شخص من المستوى الخامس لديه سيف بنقوش أثرية؟"

وقف شاهين على الأرض و درعه كان محطما تقريبا، تكلم باستهتار "آه، آه، لقد كاد ذلك الهجوم أن يقتلني، نجوت بإعجوبة، لكن كما يقولون العجائب و المعجزات لا تحدث واحدة تلو الأخرى، لن تنجوا من القادم أيها اللعناء"

تقدم شاهين بسرعة فقطع مئات الأمتار في ثواني

صرخ تورتش على الآخرين "تراجعوا بسرعة"

تراجع الثلاثة بينما فانسي يحمل تورتش، تكلم فانسي "نقوش أثرية؟ هل يملك سلاحا مثل ذلك القوس الخارق الخاص بك؟"

عبس تورتش ثم قال "هذا صحيح، يجب أن أخبر سيدنا"

تكلم تورتش عبر خاتم التخاطر، فصدم من كلام باسل

سأل فانسي عن إجابة باسل فقال تورتش "لقد قال أنه قد سبق و التقى بمرافق العاهرة الذي كان ساحرا في المستوى السادس، هذا الأخير قد استخدم إكسير التعزيز، و الأكثر من هذا استخدم ضده أداة بنقوش أثرية، اسمها مرآة الانعكاس"

سأل فانسي "اللعنة، ما المعمول الآن؟"

أجاب تورتش "لقد قال سيدنا أنه شارف على الانتهاء، يجب علينا المماطلة إلى أن يأتي إن لم نكن قادرين على هزيمته من دون قتله"

"ها؟" تعجب فانسي "من دون قتله؟"


قال تورتش "يبدو أن سيدنا يحتاجه حيا، من الطبيعي أن يريده كذلك، فهو أيضا مشوش من أن هناك أشخاص آخرون يعملون بكل هذه الأشياء، إنه يريد استجوابه"

تكلم فانسي بابتسامة مريرة "لن يكون لنا وجه إن انتظرناه يأتي لمساعدتنا، نحن وُجِدنا لتخفيف الأمر عليه و ليس لتصعيبه"

ابتسم الاثنان ثم توقف فانسي عن الجري و كذلك فعل شينشي و برودي، قام فانسي بإنزال تورتش و نصحه بالابتعاد قليلا

هنا و الآن هو الوقت المناسب لإظهار فائدتهم، إن هربوا الآن فقط من دون فعل أي شيء فسوف يلحقهم العار طوال حياتهم، لن يرضوا أبدا بهذا، وقفوا و واجهوا العدو

تكلم فانسي "حواجز الحماية الأرضية"

أخرج الثلاثة عدة قطع من حاحز الحماية الأرضية ثم استعدو للقيام بشيء ما

شاهين تقدم ببطء بينما يحاول إدراك نية العدو، يجب عليه الحرص جيدا، فأي ثغرة منه ستتحول لتصبح سبب موته

تفرق الثلاثة و أحاطوا بشاهين بشكل مثلثي

قاموا بتفعيل حواجز الحماية الأرضية و رموها أمامهم، هذه الحواجز التي كانت من المفترض أن تكون كدفاع يحمي صاحبها، قد استغلها الثلاثة في طريقة أخرى و هي سجن العدو

قاموا بإلقاء الحواجز فأحاطت بشاهين من جميع الجوانب، حاجز الحماية الأرضية يقوم باتخاذ شكل دائري عند تفعيله، و عندما يلتقي حاجز بآخر يندمجان معا ليكونا حاجزا أكبر، و الآن الثلاثة بدى كما لو أنهم يحمون أنفسهم لكنهم اقتربوا مسافة كافية ستجعل جميع حواجزهم تلتقي ببعضها و تندمج تاركة شاهين في الوسط محجوزا من دون أي قدرة على التحرك

بعد إحاطة العدو و إغلاق جميع طرق هربه، استعد ثلاثتهم لإطلاق سحرهم

فإذا بشاهين يشحذ سحره بسيفه الرقيق الطويل ذو النقوش الأثرية ثم استعد للدفاع عن نفسه

الهجمات الثلاثة أتت مرة واحدة، الأولى كانت عبارة عن رماح جليدية وصل عددها للمئات، هذا من جانب، و من جانب آخر هوجم بسهم ملتهب كالسابق

هل تعافى تورتش ذاك بالفعل؟ إن تم إرداؤه بمثل هذا السهم مرة أخرى فسوف يصبح في الموقف الخاسر لا محالة، و بهذه الأفكار و في هذا الموقف الذي لم يسمح له بالتفكير لوقت أطول، أسرع في الهروب تجاه الجانب الثالث الذي أتى منه هجوم ثلجي اتخذ شكل سهم قاسية يمكنها اختراق جسد ساحر من المستوى الخامس بما أنها هجوم من ساحر في المستوى السادس (قصدي هو تأثر جسد من المستوى الخامس بهجمة من الطاقة السحرية من المستوى السادس)

عندها وجد شاهين نفسه محصورا من جميع الجهات، و في هذه الحالة لم يعد لديه خيار آخر سوى مواجهة هجوم من بين الثلاث، و بالطبع هو لن يختار مواجهة السهم الملتهب، لكن ذلك السهم ينفجر بمجرد التقاءه بالهدف، أيفعل نفس الشيء إن التقى بأي شيء آخر، أ هذا يعني أنه يقوم بالانفجار بناء على مشيئة مطلقه

لعن شاهين حظه و اندفع نحو الهجوم الثلجي، يبدو أنه اختار هذا الجانب كأضعف جانب

شحذ سحره أكثر ثم ووووش لوح بسيفه بكامل قوته

و هو ذا ينفتح أمامه الطريق، لكن مما لاحظ، فالهجوم الثلجي الذي كان يستهدفه اختفى تماما، ليس أنه ددممِّر بسبب قوة الرياح، و إنما اختفى كما لو أنه كان غير حقيقي

غير حقيقي؟ بهذه الفكرة في رأسه ارتعد و عرف أنه قد خدع تماما، لقد استخدم الكثير من طاقته السحرية في الهجوم الأخير من أجل حماية نفسه من الهجوم الثلجي و من أجل تكسير الحاجز الذي أصبح كبيرا بسبب كثرة الحواجز التي ألقاها الثلاثة و اندمجت

لقد أصبح ذو مسافة تتسع لمئات الأمتار مربع، فالحاجز الواحد يمكنه تغطية حوالي عشرة متر مربع

و الآن قد علم بأن هجومه هذا، لا، بل تحركاته كلها منذ إنشاء الحاجز الكبير كانت ضمن توقعات ذلك الشخص، فانسي المتلاعب

و ها هو ذا ليس لديه وقت ليشحن قوته أو يقوم بالرد على الهجوم الحقيقي القادم من خلفه


فليس فقط الهجوم الثلجي الذي كان هجوما وهميا، بل الآخرَيْن أيضا، لذا أثناء شحذ شاهين لطاقته السحرية، كان في تلك الأثناء يقوم شينشي و برودي يقومان بشحذ طاقتهما أيضا، فبسبب تركيزه بالكامل على المشكل الذي أمامه و كيفية التخلص منه، لم يستطع الشعور بأي طاقة أخرى

فكان شينشي و برودي موفقين في شحذ سحرهما بالكامل من دون أن يُكشفا

الآن هناك هجوم موحد من الاثنين معا، في السابق قد استطاع النجاة من هجومهما، لكن الآن بالتأكيد ليست هناك أي فرصة له

"حفار الجليد و الثلج"

نفس الهجوم السابق، لكن المختلف كان الكبر و سرعة الدوران الخاصة بالحفار، ببساطة هذا الهجوم كان ثلاث أضعاف السابق

إنه هجوم تدرب عليه شينشي و برودي من أجل إدهاش سيدهم، لذا هذه أول مرة يستخدمونه في معركة حقيقية

كي تقوم بدمج هجومك الخاص مع الخاص بأحد آخر، يجب أن يكون لك فهم كامل بسحره و شخصيته، فالشخصية تلعب دورا كبيرا أيضا، إن كان مثلا شخصا يغضب بسهولة فسوف يكون سحره مضطرب بسهولة، مما يجعل دمج سحرك الخاص مع الخاص به شبه مستحيل، فعندها سيكون عليك فهم سحره المضطرب ذاك

هذان الاثنان صديقان من أكاديمية السحر، لذا كان بإمكانهما تطوير مهارتهما الثنائية حتى بلغت هذا المستوى، كذلك الحال نفسه مع إخوة القطع، فبسبب أنهما أخوان متفاهمان كان بإمكانهما القتال معا كثنائي طوال مسيرتهما، و الآن كل واحدة من هجماتهما تبدو كما لو أنها تأتي من شخص واحد لا اثنين، لكمالها

و الآن، هذا الحفار الذي يدور بسرعة خارقة اتجه نحو شاهين من دون أي عقبات، و في لحظة

بوووووووووووم

صريييييييير


التقى الحفار مع الدرع السحري و استمر في الدوران و بعد لحظات دمر الدرع السحري تماما كقطعة بسكويت، ثم استمر في الدوران ليخترق جسد شاهين

و في هذه الأثناء صرخ فانسي "لا تنسيا، أبقياه حيا"

أجاب الاثنان معا "نعلم، لكن سيجب عليه تذوق القليل من العذاب، فلقد آذى أخانا"


تحكم الاثنان في سحرهما و جعلا قمة الحفار تنعدم ليصبح الحفار مجرد كتلة جليدية ثلجية تدور بسرعة كبيرة، لكنها كانت كافية بالطبع لتحطيم جسد شاهين بالكامل و إسقاطه بعيدا مئات الأمتار مغمى عليه

تنفس الثلاثة الصعداء ثم ذهب فانسي ليقيد شاهين بأصفاد السحر

نظر تورتش إليهم من بعيد ثم ابتسم "يا له نابغة فانسي ذاك في التلاعب بالناس، شخص لا أوده أن يكون من بين أعدائي أبدا"

"إييييه، إنن-إنك مصاب كثيرا يا س-سيد تورتش" ظهر من ورائه شي يو

تفاجأ تورتش "واااه"

"كيف أتت خلفي من دون أن ألاحظها أبدا" فكر تورتش بهذا مع نفسه ثم أجاب شي يو "آه، لا تقلقي، إنها مجرد جروح بسيطة"

جلست شي يو ثم قالت "أرجوك لا تبالغ في اندفاعك، فأنت تبقى قائد و ركيزة تشكيلنا"

"همم؟" استغرب تورتش في شي يو، لقد تكلمت بشكل طبيعي من دون تمتمة، ثم نظر إليها تبدأ في علاجه بنظرة حنونة قد بدأت تتحول لتصبح نظرة خجل يغطي الوجه

تكلم تورتش "عذرا، لكن أ يمكنك الابتعاد قليلا؟"

"إييه؟" تفاجأت شي يو و فقدت هدوءها بالكامل بعد أن وجدت صدرها يلامس كتف تورتش، قالت بتلعثم كالعادة لكن هذه المرة أكثر توترا "أ-أ-أ-أ-أنا آسفة أيها القائد، اعذرني على وقاحتي، لقد تجاوزت حدودي"

"هاه" استغرب تورتش ثم قال "نحن في نفس المستوى هنا، لا تناديني بالقائد، أنت أيضا قائدة، و أي وقاحة تتكلمين عنها؟ على العكس لقد كانت مكافأة جميلة، شكرا لك"

احمرت شي يو و حنت رأسها للأسفل من شدة الخجل، و في الجهة الأخرى كان تورتش يحمر خجلا هو الآخر بينما يفكر بداخله "آه، لقد كنت على وشك الانفجار، إذن هذا هو ملمس صدر المرأة، لقد كان ناعما نوعا ما..."

غرق تورتش في خيالاته ثم استأنفت شي يو علاجه من جديد

كان الثلاثة الآخرين يضعون أيديهم على أفواههم و يكبتون ضحكاتهم، ذلك التورتش البكر، يبدو أن الأمر كان أكثر مما استحمل حتى طلب منها الابتعاد قليلا


استمروا في الضحك عليه و يبدو أنهم وجدوا شيئا ليقوموا باستغلاله في السخرية من و الضحك على تورتش لقليل من الوقت

"همم؟ إنه اتصال من سيدنا" تكلم فانسي

(آه، ها أنت ذا تجيب، لقد حاولت مع تورتش لكن يبدو أن تركيزه ليس في حالة يسمح له بالتخاطر، ماذا حدث له؟)

(هيهيهيهي) ضحك فانسي بشيطانية ثم قال (يبدو أن الربيع أتى أخيرا لتورتش الذي همه الوحيد أن يصبح أقوى)

(هاهاهاها) بادله باسل الضحك ثم قال (هذا جيد بالنسبة له، سوف يعرف الآن كيف يعطي لنفسه القليل من الراحة بدل إشغال نفسه في التدريبات فقط)

(هيهيهيهي، هذا صحيح، إذن ما سبب اتصالك يا سيدي باسل) سأل فانسي

أجاب باسل (أولا، أردت معرفة ماذا حدث مع شاهين، لكن مهما أن تورتش لديه الوقت لقطف الزهور و أنتم للضحك عليه فيبدو أن الأمر سار على ما يرام)

فكر في هذه الأثناء فانسي مع نفسه "كما هو متوقع من سيدنا"

أكمل باسل (أما الموضوع الأساسي، فهو أنني قد اجتمعت الآن مع القادة الكبار و نحن على استعداد للدخول في المعركة النهائية بالغرفة الرئيسية للقصر، لا يمكننا أن نجعل العدو ينتظرنا أكثر، فقد لا يكون له صبر مثل الخاص بنا، فلتأتوا حالا و بالطبع اجلبوا معكم ذاك الشاهين)

(حسنا، نحن قادمون) أجاب فانسي ثم التف للبقية و أخبرهم بالأمر

و في هذه الأثناء بالقاعة الرئيسية للقصر

كان يحيط بها حوالي عشرة آلاف ساحر، و كلهم كانوا من المستوى الخامس، إنهم النخبة التي اختارهم الإمبراطور ليقاتلوا معه في حالة وصل العدو لهذه المرحلة

و أثناء حراسة بعض الحراس للإبلاغ عن قدوم العدو و جلب التقارير الأخرى، لاحظوا شخصا ما يقترب بسرعة، يبدو أنه هارب من شيء ما، و عند التحقيق في وجهه، وجدوا أنه أخ الإمبراطور

استغرب الحراس من حالته المزرية، فنظروا للاتجاه الذي يهرب منه، و إذا بهم يجدون ظلين ينقضان معا على أخ الإمبراطور


ووووووووووووش

هجوم من كلا الجانبين، و الغريب هو أن هذين الهجمتين معا كانا يتخذان نفس الشكل و نفس العنصر

شفرات سوداء أمطرت على أخ الإمبراطور جاعلة إياه يتوقف عن الحركة

انجلت صورة الاثنين فظهر هيسي و يين يينغ بينما يفكران في نفس الأمر "لما مثل هذا اللعين يجب أن يكون لديه مثل سحري، و ليس هذا فقط، بل حتى طريقة قتاله مشابهة لي، اللعنة أنا لا أحب هذا"

و بمجرد انتهائهما من التفكير صرخا "النهر الأسود" "بحيرة السواد"

و مع أن الاسم كان مختلف إلى أن الهجوم كان نفسه تماما

"اللعنة، مرة أخرى"

"اللعنة، مرة أخرى"

"لا تنسخ تقنياتي أيها اللعين"

"لا تنسخ تقنياتي أيها اللعين"

"همم؟"

"همم؟"

لاحظ الاثنان معا، هيسي و يين يينغ، أن أخ الإمبراطور قد أخرج مكبر الصوت و يحاول التكلم من خلاله

بعد أن تلقى هجماتهم طوال الطريق إلى هنا، كانت طاقته قد نفذت من كثرة استخدامه لسحر الأرض للدفاع عن نفسه من ميزة سحر الظلام، ثم أيضا كان جسمه في أقصى حدوده بالفعل، فهجمتي تورتش قد كادتا تسلبان حياته لكنهما تركتاه على شفا الموت فقط

لم يعد لديه أي قوة ليقاتل بها، لذا عندما اقترب من القاعة الرئيسية، صرخ بجنون "أنقذوووووني، أنا أخ الإمبراطور 'ويليام غرين'، يجب عليكم إنقاذي"

قام مكبر الصوت بتضخيم صوت أخ الإمبراطور فوصل للحراس كلهم، هؤلاء الآخرين سارعوا في التفرق، اثنان ذهبا لتبليغ الأمر للإمبراطور عن وصول العدو و حالة أخيه

و الباقي تفرقوا على شكل مجموعات صغيرة و اتجهوا نحو أخ الإمبراطور لينقذوه

تكلم يين يينغ في هذه الأثناء "اسمع أيها المقلد، يجب أن نترك خلافنا للآن، الأكثر أهمية هو قتل ذلك الخسيس حالا قبل وصول المساعدة"

نظر هيسي ليين يينغ ثم أرجع نظره للإمبراطور الذي أصبح يزحف الآن بسبب تآكل قدمه اليمنى بفعل سحر الظلام

قال هيسي "لا يعجبني أخذ الأوامر منك لكن معك حق أيها المقلد، سوف نسوي حساباتنا بعد انتهاءنا من هذه المعركة"

شحذ الاثنان طاقتهما و لوحا بسيفيهما معا في نفس الوقت

وووووش


خرج من السيفين شفرتين طويلتين جدا، لا يمكن الهرب منهما أبدا، ليس بقدم مفقودة على الأقل

شفرة عمودية و أخرى أفقية، انطلقتا و التقتا قبل وصولهما للهدف فاخترقتا هذا الأخير، قَطَعَ سحرُ الظلام، أو الأصح قول عَبَر سحرُ الظلام عبْر جسد أخ الإمبراطور بينما يلتهم كل ما يلمسه و في لحظات كان أخ الإمبراطور قد أصبح عبارة عن أربع قطع على الأرض

انتشر سحر الظلام في الأربع قطع حتى تآكل بقية الجثة بالكامل

وصل الحراس متأخرين، لكن ليس عن موت أخ الإمبراطور لكن عن إنقاذه، فشاهدوا جثته تختفي أمام ناظر أعينهم

هم كلهم من المستوى الخامس، و كلهم بعمر يتجاوز التسعين سنة، لن يرضوا أن يهربوا من أشقياء كهؤلاء، لديهم فخر كسحرة من مستوى مرتفع

شحذوا طاقاتهم و توجهوا بعددهم الذي يصل لحوالي العشرين شخصا

استعد هيسي و يين يينغ ثم شحذا سحرهما أيضا و أطلقا هجوما آخر ذو مدى واسع، كان بإمكانه شمل العشرين كلهم مرة واحدة

كانت الهجمة عبارة عن كرتين سوداوين ضخمتين جدا انطلقتا نحو الأعداء و عند الاقتراب منهم انفجرت الكرتين لتصبح عبارة عن وابل من السهم السوداء

أصيب الكثير لكن مع ذلك هرب البعض، ثمانية أشخاص نجوا من هذا الهجوم المدمر

اخترقت الأسهم دروع الحراس وصولا للجسد، كل واحد منهم أصيب بما يقارب 100 سهم أسود، عندما تتجه نحوك كل هذه الأعداد مرة واحدة، فليس هناك خيار آخر للنجاة سوى أن تكون تملك وسيلة دفاع، لكن للأسف لهم هم لم يكن لديهم مثل هذه الأدوات القيمة

في جهة هيسي و يين يينغ بدأ يحدث أمر غير سار بتاتا لهما، إن مفعول إكسير التعزيز قد نفذ و ها هي طاقتهما السحرية تعود للمستوى الخامس، و بعد عودتها فرغت لتنقص كثيرا


حملق الاثنان في بعضهما و قررا ما سيفعلان

ضد ثمانية من نفس المستوى مع فراغ طاقتهما السحرية، ليست هناك أي فرصة لهما للفوز

أماءا رأسيهما و التفا ثم هربا عائدين نحو مقر جيش الانقلاب

لحقهم الحراس لكنهم لم يمسكوا بهم

في هذه الأثناء في القاعة الرئيسية للقصر الإمبراطوري

"كم عدد العدو الذي وصل؟" تكلم الإمبراطور بصوت فخم تقشعر له الأبدان

استغرب الجنديان اللذان قدما و أعطيا التقرير، فهما قد حرصا على ذكر أخيه و وصف حالته العصيبة التي يمر بها، لكنه قام فقط بتجاهل هذا و سأل عن العدو، لكنه يبقى الإمبراطور، ليس شخصا يمكنك القول له ما يجول في خاطرك كما تشاء، لذا لم يكن هناك خيار آخر أمامهما سوى إكمال تقريرهما

تكلم أحدهما "عدد العدو اثنين" قالها و العرق البارد ينزلق من وجنته، إنه سيموت لا محالة لجلبه تقرير عن قدوم شخصين فقط

"همم؟" تعجب الإمبراطور فارتعد جسم الجندي الذي تكلم

لم يبقى له الآن سوى انتظار موته، و في هذه الأثناء تلقى الجندي الذي بجانبه رسالة عبر خاتم التخاطر (لقد مات سيادته ويليام غرين، قتل من طرف ذلكما الاثنين)

أسرع الجندي في دعم كلام صديقه "لقد تلقيت رسالة تحمل خبر موت سيادته أخيك ويليام غرين يا جلالتك"

و أخيرا بدى القليل من الاهتمام على وجه الإمبراطور، يبدو أنه في السابق كان فقط يحاول إخفاء قلقه، لكن بعد سماعه موت أخيه الأصغر قد فقد رباطة جأشه أخيرا و وقف بسرعة


ضرب بسيفه العملاق على الأرض بين رجليه ثم صرخ "عائلة كريمزون الخسيسة، أنا لن أسامحهم أبدا، سأعذبهم كلهم من دون قتلهم، سأحرص على مشاهدة كريمزون أكاغي لأحبابه يتذوقون طعم العذاب بينما يشاهد و يتعذب على حالتهم و يتعذب من طرفي شخصيا"

ظهرت العروق كثيرا على وجه الإمبراطور، صرخ بجنون، لم يستخدم أي مكبر صوت، لكن صوته بلغ مئات الأمتار بسهولة "قتلوا أبنائي و أخي و أبناءه، إنهم عزموا على إبادة عائلة غرين بالكامل، لم يعد لدي ما أخسره، سوف نقوم بمحو جنودهم من على الوجود و نترك رؤساءهم فقط على قيد الحياة ليتحملوا شنيعة أعمالهم"

"لقد قتلوا ددمم غرين، و أنا 'لايت غرين' أقسم أنني لن أرحم ددمم كريمزون و أي ددمم شاركها في هاته المجزرة تجاه عائلتي"

جن جنون الإمبراطور 'لايت غرين'، آلاف السحرة المتمركزين بالقاعة الرئيسية للقصر دخلوا في حالة صمت عميقة، لم يتجرأ أي أحد على نطق حرف واحد أو تشتيت انتباهه و لو قليلا عن كلام الإمبراطور

"اسمعوا يا جنودي المخلصين، أنتم النخبة التي اخترتها بنفسي، أنتم جنود من عائلتي غرين و عائلات تبعتها منذ تأسيسها، تشاركوا المحن و السرور، أنتم هم المختارين من قبلي الذين سوف يقومون بتدمير جميع العراقيل الموجودة في طريقي"

"من يقوم بإحضار فرد واحد من القادة الانقلابيين سوف أحقق له كل ما تمنى أن يحصل عليه في حياته، السلطة، المال...، أي شيء سوف يكون محققا له"

"و من يأتي لي بقاتل ددمم غرين سوف يتلقى شرف مشاركة دمه مع بنات أختى الكبرى، مما يعني أنه سوف يصبح من عائلة غرين العتيقة"

احمرت عيون جميع السحرة، كلهم في المستوى الخامس و كبروا بالفعل من دون تحقيق شيء خيالي، لكن قد أتتهم الفرصة ليعوضوا سنواتهم التي أفنوها في السحر و التطلع للقمة

حان الوقت أخيرا ليحصلوا على مرادهم، أصبحوا كلهم كالوحوش الجائعة و بدوا غير قابلين للانهزام، كل ما سيقف في طريقهم سيلتهمونه كالأموات الأحياء في الأساطير

صرخ الإمبراطور لايت غرين مع رفعه لسيفه العملاق للفوق "وواااااااه"

انتقل صوته عبر أجساد السحرة الوحوش و بغرابة وصلت نيته لهم و صرخوا كلهم مع صراخه "وواااااااااااااااااه"


و في هذه الاثناء في مقر جيش الانقلاب

تكلم باسل "يبدو أننا وصلنا لقمة حربنا أيها الكبير أكاغي"

أحكم الكبير أكاغي قبضته ثم قال "يا حليفنا، لك كل الفضل في وصولي لهذه المرحلة"

أغمض باسل عينيه ثم قال "لا تمدحني كثيرا أيها الكبير و تنسى معروف الآخرين، أنا فقط أعطيت الفرصة، و من أحسن استغلالها كان أنت، و من ساعدك في ذلك كان كل أولئك الكبار، يجب عليك شكرهم هم و ليس أنا"

ابتسم الكبير أكاغي و قال "معك حق" تنهد ثم نظر للنجوم الساطعة في السماء المظلمة، قال "لقد كانت ليلة كهذه تماما، الليلة التي أخذ مني و من عائلتي كل شيء ملكناه يوما، الشرف و المكانة، أريقت دماء عائلتي كثيرا أمام عيني من دون قدرتي على فعل أي شيء، و في هذه الليلة سأرد كل ما سلب مني، أولا قد استرددت الدم، و الآن لم يتبقى سوف الشرف و المكانة، و سوف أستردهما بكل تأكيد" أرجع الكبير نظره من السماء المظلمة و المتزينة بالنجوم ثم أكمل "فإن كان بإمكانه إيقاف هذا الجيش، عندها سوف أتخلى عن فكرة عودة عائلتي للحكم و أقدم له كل ما يشاء"

أمام مرأى عيون باسل و الكبير أكاغي يوجد جيش يمتد على طول مدى أعينهم، بنهاية المعركة ضد أخ الإمبراطور صار عدد جيش الانقلاب 40 ألف، و عندها كانت خدعتهم قد اكتملت، العدو سوف يجمع قواته بالكامل و ينتظر الـ40 ألف المنهكة لتأتي و يحاربها

لكن الجيش الذي أمام الكبير و باسل عدده لا يمكن القول أنه 40 ألف، إنه قليل جدا على أن يكون 40 ألف

تكلم باسل بعد أن ضحك "هاهاها، حس الفكاهة لديك أيها الكبير خطير حقا، كيف له أن يهزم جيشا يتكون من 300 ألف ساحر بـ10 ألاف ساحر من المستوى الخامس؟"

"معك حق" قالها الكبير أكاغي و تنهد، أكمل كلامه "إذا هذه الليلة سيتقرر كل شيء"

تكلم باسل مجيبا "نعم، لقد انتظرنا بالفعل ثلاثة أيام من أجل استعادة الـ40 ألف لطاقتهم، هم قوتنا الرئيسية لذا لا يجب علينا الهجوم بالـ260 ألف التي تشمل فقط سحرة من المستوى الأول للثالث و الجنود العاديين، سوف يموتون بدون فائدة فقط"

"ثلاثة أيام، هاه؟ لقد مرت ثلاثة أيام بهذه السرعة بالفعل، و يبدو أنني لا يمكنني سوى مقارنة هذه الليلة مع تلك الليلة، فقط الأدوار معكوسة، لأنني لست الشخص الذي يفقد و يخسر الكثير هنا" قالها الكبير و توجه نحو القادة الكبار المجتمعين

أما باسل، أخذ الاتجاه المعاكس و ذهب ليلتقي بأنمار و أتباعه، و في طريقه شاهد شي يو و تذكر أمرها و أمر تورتش، ذهب إليها و تكلم معها في شيء ما و أكمل طريقه

عندما وصل باسل وقف أخوا القطع و ألقيا التحية باحترام عليه، شاهد تورتش و البقية هذا الأمر فكبتوا ضحكتهم، هذين الشخصين، بجدية، هل هما حقا يعاملان سيدنا بهذه الطريقة؟

جون شاهد هذا المنظر فسارع أيضا بالوقوف و ضم يديه معطيا التحية، فلم يعد باستطاعة تورتش و الآخرين منع نفسهم من الضحك أكثر و انفجروا في آن واحد مما جعل جون متوترا كثيرا و لا يعرف ما يحدث "لم هؤلاء الأشخاص يضحكون هكذا، هل فعلت شيئا ما خاطئا؟"

وقف باسل أمام جون و وضع يده على كتفه فارتعد في مكانه، شاهد تلك الابتسامة مرة أخرى على وجه باسل الذي بدأ يحرك شفتيه ليتكلم تاركا جون يتجمد في مكانه و يقوم بوضع أسوء السيناريوهات في عقله عما سيحدث بالرغم أنه لم يعرف ما حدث حتى الآن

"فلتسترخي، أنتم الآن في وقت راحة، لستم بحاجة للوقوف و تحيتي هكذا"


ارتاح جون أخيرا، و عرف أنه يجب عليه الاعتياد على سيده الجديد، فعندما رأى مدى وحشيته في القتال و محوه لمئات من سحرة المستوى الثالث بكل سهولة أصبح من الصعب عليه التفكير بـباسل بشكل طبيعي أو معاملته كذلك

لم يجلس أخوا القطع بعد فقال لهم باسل "لقد قصدتكما بكلامي أيضا، في وقت راحتكم أنا لست سيدكم، أنا لا أريد إزعاج أي شخص في وقت راحته كما أريد نفس الأمر لنفسي، ارتاحوا جيدا، فسوف يكون عليكم العمل بكد بعد قليل من الساعات من الآن"

"حسنا" استرخى الأخوان و جلسا ليتمَّا طعامهما، نظر باسل لتورتش و قال "تورتش، سمعت أن وقتك الوردي قد أتى، حسنا، لما لا نتحدث قليلا عن هذا الموضوع، سيكون جيدا لقتل الوقت"

"ها؟" صرخ تورتش "عما تتكلم يا سيدي؟"

أجابه فانسي "هيا هيا يا تورتش، نحن نعرف كلنا بالأمر، آه، أظن أن المستجدين هنا لا يعرفون، المهم، حدثنا، و نحن كإخوة لك سوف نقوم بمساعدتك في ما تحتاجه و تريده"

عبس تورتش بشدة، يبدو أنه حوصر في الزاوية و لم يعد له أي مهرب، فبعد كل شيء، لقد رأوا ما حصل سابقا بينه و بين شي يو

دعم الثلاثة الآخرين كلام فانسي "هيا هيا، فلتتكلم بسرعة، قل لنا، هل و كيف وقعت في حب شي يو؟"

و في هذه الأثناء كان هناك شخص ما يتصنت عليهم من الظلال، و يبدو أنه قد تأثر بالكلام الأخير

"اللعنة، أنتم حقا ملحون" تكلم تورتش

تدخل باسل و قال "هيا حدثنا بسرعة، ليس و كأنك ستقولها للمعني بالأمر"


عبس تورتش و حدق في باسل مطولا، باسل لم يزح الابتسامة من على وجهه مع الإبقاء على عينيه مغمضتين، توتر تورتش و عرف أنه لن يتخلص من هذا الموقف حتى يقوم بالاعتراف

تكلم تورتش "حسنا، أنا لدي اهتمام قليل بها" فقاطعه باسل "قليل؟"

لا زالت تعابير باسل كما هي، تلك 'الابتسامة' لم تُزَح من على وجهه، لذا أحس تورتش بالضيق أكثر فقط، فلم يكن لديه أي خيار سوى التعديل على رأيه "حسنا، ليس قليلا، إنها تعجبني" قالها بينما يكاد ينفجر فأسرع بتعزيز كلامه "حسنا، لقد عرفتم، فلتكفوا الآن عن سؤالي"

تكلم باسل "لكنك لا زلت لم تجب سوى على نصف السؤال، لا يزال عليك الإجابة عن 'كيف' "

"هاه؟ لما علي التحدث عن هذا أيضا؟ كفوا كفوا، لقد انتهى وقت السخرية مني" انزعج تورتش و جلس مرة أخرى بعدما وقف من الانزعاج

اقترب شينشي منه و رمى له بعض الكلمات هو الآخر "هيه، ماذا ماذا؟ هل الأخ الأصغر تورتش يشعر بالخجل هنا، هيا فلتكن صريحا فقط و أخرج ما في قلبك"

أكمل فانسي بعد الضحك بشيطانية "هيهيهي، هل أعجبك صدرها المنتفخ؟" توتر تورتش كثيرا

و في هذه الأثناء، ذلك الشخص الذي في الظلال قد بدى كما لو أن الكلام الأخير قد أثر فيه أيضا

صرخ تورتش بقوة بعد كلام فانسي "ليس صدرها فقط____آه"

بعدما صرخ تورتش بذلك الكلام عرف أنه قد وقع في فخ المتلاعب الذي ابتسم بشدة و قال "هيه، إذا صدرها يعجبك، و يبدو أنك قد أضفت تلك الـ'فقط'، حسنا، لما لا تخبرنا عن الباقي"


لم يعد تورتش يتحمل بعد الآن و انقض على فانسي "أيها الوغد، هل تتحايل على أخيك، هاه؟"

ابتسم باسل و قال بادئا كلامه مناديا "تورتش" فتوقف المعني بالأمر عن ضرب فانسي و أعطى أذنه لباسل

لكن باسل أكمل كلامه هذه المرة بتوجيهه لشخص آخر "شي يو، فلتأتي"

خرجت شي يو من الظلال بينما تدخل أصابع اليد في الأخرى، اقتربت بينما تورتش وقف و رأسه موجه نحوها من دون القدرة على التحرك، لبث في مكانه، تجمدت تعابيره، لم يصدق ما حدث، بما أن باسل قد ناداها و خرجت من الظلال، فلا شك أنها قد كانت مختبئة و سمعت كل ما تكلموا عنه

ماذا يجب أن يقول الآن؟ ليس هناك أي مجال للمراوغة، ليس بإمكانه وصف الأمر على أنه مجرد سوء فهم فقط، سوف يجب عليه الاستعداد فقط لردة فعلها سواء جيدة كانت أم سيئة، هو رجل، و الرجل يجب عليه حزم نفسه، خصوصا في مواقف كهذه

همست شي يو بشيء ما "هذا ........ قت .... رْب الآن"

"همم؟" اخرج الجميع نفس الصوت لكنهم لم يستغربوا بما أنها شي يو التي تتكلم، لكن باسل كان الوحيد الذي سمع الأمر بشكل واضح بسبب قربه منها بما أنها خلفه، ابتسم ثم قال "شي يو، فلتكرري نفس كلامك بصوت أعلى قليلا"

توترت شي يو أكثر ثم فتحت فمها و تكلمت "هذا ليس الوقت المناسب لهذا، نحن في حرب الآن"

صرخت شي يو، تكلمت أول مرة بصوت مرتفع كهذا أمام الناس، حتى هي قد تفاجأت من نفسها، فكيف ستكون ردة فعل الآخرين، بالطبع سيكونون متفاجئين أكثر فقط

قامت شي يو بالجري بعيدا عنهم من كثرة الخجل، لم تتكلم مع أي أحد بهذا الشكل لمدة طويلة جدا، فقط ما سمعته كان كافيا ليجعلها في قمة توترها بالفعل، لكن الآن تصرفها الغير متوقع حتى بالنسبة لها صدمها فأسرعت بالهرب لمكان خال من الناس


لكن الغريب في الأمر هو أن تفاجؤ تورتش كان مختلفا قليلا عن الآخرين مع أنه كان من نفس السبب، فبعد سماع رد شي يو احمرت وجنتيه ثم قال "إذا هذا هو صوتها و هو مرتفع، إنه جميل"

"هيهيهي" ضحك فانسي ثم ضحك البقية بعده، يبدو أن تورتش من النوع البريء الذي يصبح أعمى تماما عند الوقوع في الحب و حضور الشخص الذي يكن له هذه المشاعر

ألم يلاحظ أن شي يو قد رفضته تقريبا؟

و بعد قليل من الوقت، فتح تورتش عينيه اللتين كانتا مفتوحتين أصلا، ثم تذكر كلام شي يو ببطء، و بنفس سرعة تذكره، كانت كذلك سرعة ظهور الأمر على تعابيره

أحبط كثيرا و شحب وجهه، و بدى كما لو أن روحه قد خرجت من مكانها، لقد انتهى كل شيء

شاهد باسل هذا الأمر و ضحك مع البقية، قال "حسنا، يبدو أننا قد ضحكنا قليلا" نظر لتورتش ثم قال له "تورتش، لا تحبط، فأنا لم أسمع أي كلمة منها توحي عن الرفض، لقد ذكرت فقط عدم مناسبة هذا الأشياء لهذا الوقت، و بما أنها لم ترفضك نهائيا، فهذا يعني أن هناك فرصة متبقية لك، فلتحسن استغلالها"

فرح تورتش و رجعت روحه بعدما كادت تفارق جسده، وقف باسل ثم قال "حسنا أنا ذاهب الآن لمكان أنمار، يجب علي التحدث مع تلك العاهرة حول شيء ما"

تحرك حاجب فانسي مع كلام باسل، فوقف و قال "ماذا عنك يا سيدي؟"

"همم؟" التف باسل ثم قال "يبدو أن سؤالك مربوط و مرتبط بموضوعنا الذي انتهى"

قال فانسي "ليس عادلا أن يكون تورتش فقط من يكشف لنا حقيقة مشاعره، أنا و شينشي و برودي لدينا بالفعل زوجاتنا، لذا نحن مستثنون من الموضوع، أما المستجدين فلا يبدو أن ربيعهم قد حان، لم يتبقى سوى أنت يا سيدي، أليس كذلك يا رفاق؟" ركز فانسي نظره على تورتش مع قوله الجملة الأخيرة


نظر الجميع لباسل و حدقوا به منتظرين إجابته، تورتش أراد أن يرد الدين فوقف و حاول الضغط على باسل بكلامه كما فعل له سابقا "معه حق يا سيدي، أوَ لست الرجل العادل بيننا؟"

أجاب باسل تورتش "أولا، ما دخل العدل هنا؟ ثانيا، لما علي أن أجيب؟ ثالثا، أنا ذاهب الآن"

"ها؟" صرخ تورتش ثم قال "إذا لما ضغطت علي للإجابة؟"

ابتسم باسل و أغمض عينيه و قام بصنع نفس الوجه الذي كان يضعه عندما سأل تورتش سابقا ثم قال "هل فعلت؟ ألم أقم فقط بسؤالك؟"

"همم؟" استغرب تورتش و رأى أن باسل محق تماما، فهو لم يقم بأمره أو إجباره على الإجابة، لكن تلك 'الابتسامة'، كانت تكفي لجعله يتكلم، بدى الأمر كما لو أن تورتش قد تحدث من تلقاء نفسه

لعن تورتش نفسه، لقد أراد رد الدين، لكنه قد أكد أمرا فقط، تلك الحقيقة المرة، أنه لا يمكنه هزيمة سيده في الكلام

تمتم تورتش مع نفسه بصوت غير مسموع "كما لو أن أي شخص سيرى تلك الابتسامة لن يقوم بالإجابة"

أكمل باسل طريقه، لكن هذه المرة فانسي أوقفه بكلامه "سيدي، إن السيدة أنمار تحبك، هذا الأمر يعلم به الجميع، لكن ماذا عنك أنت؟ أتنوي تركها تلاحقك طوال حياتها فقط من دون أن تبادلها شعورها؟"

عبس باسل قليلا ثم قال "ماذا ماذا؟ هل كسبت تعاطفها معكم لهذه الدرجة بالفعل؟ إنها حقا مخيفة، أنا لم أطلب منها الوقوع في حبي، و إن أرادت ملاحقتي فذلك خيارها، ليس لدي أية نية في التكلم معها بهذا الشأن، فلقد حاولت لمدة 14 عشر سنة و كان الأمر من دون فائدة، لذا فلتفعل ما تشاء، و أخيرا، أنا أيضا سأفعل ما أشاء، هذا كل شيء"

تكلم فانسي بسرعة قبل أن يذهب باسل "إذن أنت لا تكن لها أية مشاعر؟"

عبس باسل و قال "أظن أنني قد سبق و أجبت تورتش عن هذا السؤال برفض الجواب، لكني سأقول لك شيئا جميلا قد يريح عقلك من التفكير كثيرا يا فانسي"

استمع فانسي بحذر لم سيقوله باسل

"علاقتي بها لن تفهمها حتى و إن شاهدتنا معا ليل نهار، و مشاعري نحوها لن تستوعبها أبدا لأنك لا تعرفها (أنمار)، و أخيرا، فلتنسى الموضوع لأنني لست بمجيب على سؤالك، فهذا حقا سيريح عقلك بدل إشغاله كثيرا بالتفكير في هذا الموضوع"

تركهم باسل و غادر هذه المرة من دون أن يوقفه أي أحد، و في طريقه كان يفكر بكلام فانسي بجدية على عكس أسلوبه في الكلام سابقا "مشاعري تجاهها، هاه؟" تذكر باسل فجأة ابتسامة أنمار فقام بتشتيت تلك الصورة بسرعة عن طريق تفكيره بداخله "تلك الابتسامة ليس سوى ابتسامة مزيفة، إنها كلها مزيفة، لقد عاشت بتزييف حقيقتها علي طوال عشر سنوات و قامت بخداعي، إنها الشخص الوحيد الذي كان قادرا على خداعي في حياتي بالكامل، لذا عندما تسأل عن مشاعري نحوها، فلا يمكنني أنا بنفسي أن أعرف، فكيف لي أن أجيبك؟"

ذات مرة باسل قد كان مخدوعا بلطف الفتاة التي تلحقه في جميع الأوقات و الأماكن، مع تلك الابتسامة التي كان قد وقع لها في وقت ما، لكنه بعدها علم أن تلك الابتسامة كانت مزيفة، لذا حتى وقوعه لها كان مزيفا فقط

فعندما اقتربت منه تلك الفتاة اليائسة و قضت معه العديد من الأيام حتى اقتربت من جعله يقع في حبها، عندها ظهرت حقيقة تلك الابتسامة، تلك الابتسامة التي كانت تبدو مشرقة جدا، فجأة تحولت لتصبح كضحكة لشيطان متنكر في صفة فتاة بعمر 10 سنوات كاد أن يقتل فتاة بنفس العمر لمجرد أنها اقتربت من الشخص الذي يكن له المحبة

لا زال جيش الانقلاب لم يتحرك لمدة ثلاثة أيام متتابعة، مما ترك الإمبراطور يغلي في مكانه، متى سيهاجمون بالضبط؟

كان الإمبراطور يظن أن الجيش سوف يقوم بالهجوم مباشرة على القاعة الرئيسية بعد هزيمة أخيه، لكن بالتفكير جيدا، لما عليهم فعل مثل هذا الأمر؟ ستكون لديهم اليد العليا عندما يقومون بأخذ راحة، فالأمر هكذا منطقي أكثر، لكن بسبب غضبه و اندفاع جيش الانقلاب المخيف في المعارك السابقة، نسي الإمبراطور هذا الاحتمال تماما

وضع الإمبراطور رقابة شديدة على جيش الانقلاب بعد مرور هذه الثلاث أيام، فعدم تحركهم أثار الريبة في قلبه، فبعد الراحة ليومين فقط سيكون كافيا لتنتعش طاقات جنودهم، لكنهم لا زالوا لم يقوموا بأي تحرك، هناك الآن مراقبون من بعيد يقومون بعملهم، سوف يقدمون تقريرا عن أبسط تحرك قد يحدث بين جيش الانقلاب

بلاغ بلاغ

"لا زال الـ40 ألف الخاصة بجيش الانقلاب تأخذ راحة، ليس هناك أي تغير قد حدث"

40 ألف؟ نعم كل ما يراه المراقبيين الآن عبارة عن 40 ألف جندي فقط متمركزين حول المقر

أثناء مراقبة جيش الانقلاب، كان يتحدث مجموعة من المراقبين فيما بينهم

"أليست هذه الـ40 ألف تشمل فقط سحرة المستوى الرابع و الخامس، كيف ينوي جلالته أن يهزم مثل هذا الجيش بـ10 آلاف ساحر من المستوى الخامس؟"


أجابه آخر "لقد تأكدت أخبارنا عن وجود فقط 5000 آلاف من المستوى الخامس، أما الباقي، فكلهم من المستوى الرابع، لكن يبقى معك حق، 35 آلاف من المستوى الرابع خطيرة جدا حتى لو كانت لوحدها على 10 آلاف من المستوى الخامس، أتساءل أيضا عما سيفعله الإمبراطور، حسنا، هو لوحده باستطاعته هزيمة الكثير من ذلك الجيش، على الأقل 10 آلاف"

تكلم الثالث "10 آلاف؟ إن هذا قليل، ألست تحاول قول 15 ألف على الأقل؟ نحن نتكلم عن الإمبراطور هنا، أقوى شخص في العالم كله، لقد وصل لقمة المستوى السابع بالفعل منذ القدم، قد يكون كبيرا في العمر، لكن هذا لا يغير حقيقة أنه لا يزال الأقوى"

تكلم الأول من جديد "الأقوى، هاه؟"

سأل الثاني "ماذا؟ هل تشك بهذا الأمر؟"

أجاب الأول "لا، أنا فقط فكرت في إمبراطور إمبراطورية الرياح العاتية 'غلاديوس'، تلك الإمبراطورية تتخذ منهج الأقوى هو الأجدر بالحكم، ألم يقم ببلوغ المستوى السابع و دحض جميع منافسيه ثم اعتلى العرش بكل جدارة، فإن تكلمنا عن الأقوى، فلا يمكننا نسيانه، خصوصا و أنه لا يزال أصغر من جلالة الإمبراطور بكثير، فذلك الشخص في التسعين و قد بلغ المستوى السابع قبل 15 عشر سنة، بعد الدمار الشامل، ظهر فجأة في القصر و تحدى الإمبراطور السابق، و شتمه بعديم الفائدة أمام الجميع"

أكمل "تعرف إمبراطورية الرياح العاتية في تقاليد حكمها بما يسمى 'مبارزة التسوية'، إن قام شخص ما بتحدي الآخر بهذا التحدي فلا يمكنه الرفض، و يجب عليه قبول التحدي و مواجهة الخصم، إن ربح يعدم الشخص الذي طلب التحدي، و إن خسر يعدم، و هذا الأمر ينطبق على أي مخلوق داخل حدود إمبراطورية الرياح العاتية، حتى الإمبراطور لا يمكنه الرفض"

تكلم الثاني "مع ذلك، من يصل للمستوى السابع قوته تكون طاغية تماما على المستويات الأخرى، فهو أعلى مستوى بالوجود، و إمبراطورنا قد دخل لهذا المستوى قبل 40 سنة بالفعل، و الآن إنه في قمته، حتى الإمبراطور 'غلاديوس' لا يمكن أن يقارن به"

تكلم الثالث مرة أخرى "حسنا كفانا كلاما، فلتركزوا على عمل...."

كاااهخ

تقيأ الثالث الدماء فجأة، فلم يعرف الاثنين ماذا حدث حتى ظهر صاحب السيف الذي طعن ظهر الثالث و اخترق درعه السحري حتى بلغ اللحم ثم مر عبره


حاول الاثنين رد الهجوم بسرعة لكن العدو غير مرئي، سبقهما ذلك الشخص الغير مرئي و طعن الأول ثم الثاني بسرعة كبيرة، قتل ثلاث سحرة من المستوى الخامس بسرعة كبيرة

خرج من الظلال و اغتال هؤلاء الثلاثة الي كانوا ينقلون أخبارهم إلى القاعة الرئيسية. تكلم ذلك الشخص بعد أن ظهرت صورته بوضوح، فكان يين يينغ "عدم تركيزكم على عملكم هو السبب الأكبر في مقتلكم، لكن عباءة الشفاف هذه حقا مفيدة جدا، ذلك الفتى القرمزي، أتساءل كيف له أن يحوز على مثل هذه الأشياء و يعلم عنها، حسنا، لننتقل للمجموعة الثانية"

(حسنا، عمل جيد يين يينغ، فلتكمل عملك، سنقوم بالتحرك بعد قليل) تكلم الجنرال رعد عبر خاتم التخاطر مع يين يينغ

التف بعد الانتهاء من التخاطر و تكلم مع الشخص الذي خلفه "أيها الفتى القرمزي، إن الأمر يسير بشكل جيد"

تكلم باسل بوجه جدي "حسنا، لقد حان الوقت، لكن قبل هذا، أيها الرجل الأشقر، سأطلب منك فعل شيء ما"

بعد قليل من إخبار باسل بهذا الأمر لرعد، تفاجأ هذا الأخير كثيرا، فقال "ها؟ لما يجب أن يكون أنا؟ و لما من الأول يجب أن نحتاج للقلق بشأن هذا؟"

تكلم باسل "هذا لأنك الشخص المثالي لهذا الأمر، أنت لست بحاجة لوضع بصمتك في هذه الحرب، يكفي أنك قد مددتنا بأفضل رجالك، أما الآن فأنا أحتاجك للقيام بهذا الأمر، فأنت كنت الحامي للعاصمة لمدة طويلة، لذا هذا مناسب لك تماما"

تكلم رعد "هذا نصف الجواب فقط"

أكمل باسل "هذا لأنني أحس بذلك الشعور، ذلك الإحساس بظهري يخِزني، ذلك الشعور بأن شيء ما مفقود، شيء ما لا ليس في مجال توقعاتي، شيء لا أريد منه أن يفاجئني من الوراء، ببساطة إنه حدسي"

عبس رعد ثم قال "أيها الفتى القرمزي، هل تريد إبقائي في الخلف فقط لأن حدسك يخبرك بهذا؟"


تكلم باسل "الأمر بيدك، افعله أو لا تفعل، لكن لأخبرك بشيء ما، حدسي لا يخطئ، أو على الأقل هو لم يخطئ حتى الآن، إن حدث شيء غير متوقع، فقد يكون ضربة قوية لنا ستجعل من هذا الوضع الذي فوزنا محقق به يتحول إلى خسارة شنيعة لم نكن نتخيلها"

حدق رعد لدقائق في باسل، استمر باسل في التحديق كذلك به، قرر رعد ما سيفعل، لذا أجاب "عندما نلتقي مرة أخرى سوف نصفي حساباتنا، و إن كان حدسك هذا الذي تحدثت عنه مخطئا، فلن أثق مرة أخرى به"

تكلم باسل "في هذه الحالة، يبدو أنني سوف أتمنى لأول مرة في حياتي أن يكون حدسي مخطئا"

تكلم رعد "سأترك يين يينغ هنا، سوف يقوم بقيادة القليل من سحرة المستوى الخامس الذين سأتركهم، أما أنا فسآخذ معي 50 ألف"

أماء باسل رأسه ثم قال "حسنا، لك هذا، مع أنه سينقص من عددنا، لكنه يبقى أفضل"

ذهب رعد و كذلك فعل باسل متوجها نحو القادة الكبار

تكلم الرئيس كورو "حسنا، لقد كان خيارا حكيما لفعله، صحيح أنه لم يعد هناك أي خطر محدق من خلفنا قد يأتي لمساعدة الإمبراطور بما أننا نشرنا أخبار نتائج المعارك السابقة، لكن لا حرج في أخذ الحيطة و الحذر"

تكلم الرئيس تشارلي "معه حق، أما الآن، فيجب أن يظهر القائد الأعلى ليتكلم مع الجيش الذي سوف يقوده"

نظر الجميع لباسل، هذا الأخير تكلم "أنا لن أقوم بهذا هذه المرة، من يجب عليه فعلها هو الكبير أكاغي، إنه المعني بالأمر هنا، لن ينتظر الجنود قائد الجيش الذي لا يعرفونه حتى، لكنهم سوف يكونون بقمة حماسهم عند سماعهم لنية سيدهم الذي يقاتلون من أجله"

أغمض الكبير أكاغي عينيه ثم تكلم بعد لحظات من الهدوء "أنا ذاهب، لقد مر وقت طويل جدا منذ أن قمت بهذا النوع من الأشياء"


وقف الكبير أكاغي و اتجه نحو الـ40 ألف، صرخ عبر مكبر الصوت [انتباااه]

كان الجنود في استعداد للتحرك في أي وقت بالفعل، و بمجرد سماعهم لكلام الكبير أكاغي، استقاموا مع أنهم كانوا في استقامة بالفعل

[لن أقول لكم أنني سوف أسترد حقي و حق عائلتي، لأن هذا الشيء معلوم بالفعل و معروف عند كل شخص منكم، لقد أتيتم من أجل القتال لصالحي، هذا كل شيء ببساطة، و كل ما علي فعله هو الإجابة عن معروفكم ببساطة، لذا سوف أعدكم بأشياء]

[عندما أجلس على العرش، أؤكد لكم أنني لن أجعل بطنا فارغة في كامل الإمبراطورية، لن يكون هناك نظام عبودية بعد الآن، لن يُدمر حلم الصغار في أن يصبحوا سحرة، أي شخص من أي طبقة سيكون قادرا على الدخول لأكاديمية السحر، و أخيرا، سوف أمنح حق التلقيب، لن يكون النبلاء فقط من يحملون ألقابا تميز عائلاتهم، لذا أي شخص سيصبح قادرا على صنع اسم له و لعائلته، و من أجل تحقيق هذا الأمر، يجب علينا الفوز في هذه المعركة مهما حدث]

صدم الجميع من نية الكبير أكاغي، ليس فقط الجنود، لكن حتى القادة الكبار صدموا من هذه الأشياء التي وعد بها الكبير، إعطاء حق التلقيب لأي شخص سيكون كإهانة لقيمة الألقاب، العائلات النبيلة فقط من تستحق أن تلقب، هذا الأمر شيء طبيعي في العالم كله، لذا ستعتبر العائلات النبيلة هذا الأمر كاحتقار لهم و تقليل من شأنهم

لكن الكبير أكاغي لا يمكن أن لا يكون لا يعلم بهذا الشيء، فهذا يعني أنه قام به فوق علمه بكل النتائج التي ستأتي من بعد

[كل هذا من أجل تقدمنا و تقدم العالم، كل هذا من أجل إنقاذ عائلاتكم و أحبابكم]

صرخ الكبير بهذا الأمر فجعل الجيش ينفجر صراخا، لكن بغرابة هذا الصوت لم يأتي فقط من الـ40 ألف التي أمامه، لكنه أتى من المكان البعيد الذي يبدو مكانا خاليا

أتى صوت تخاطريا لباسل (لقد مات جميع المراقبين)


أماء باسل رأسه للكبير أكاغي بعد أن ناداه، فقام الكبير أكاغي بالاستعداد جيدا قبل أن يتكلم [كشروا عن أنيابكم، إنها المعركة الأخيرة في هذه الحرب، و الآن انطلقوا]

و بمجرد ما أن انتهى الكبير أكاغي من كلامه حتى ظهر عشرات آلاف الأشخاص في المكان الذي كان خاليا وراء الـ40 ألف، و على حين غرة أصبح الجيش الذي كان يصل عدده لـ40 ألف يصل لـ250 ألف

بعد تلك الثلاثة أيام، و استغلال الجواسيس داخل القاعة الرئيسية للقصر، عرف باسل أن الإمبراطور أمر بمراقبة جيش الانقلاب، لذا أسرع في أمر جميع الجنود الـ260 بوضع عباءة الشفاف

هذه الـ260 شملت حتى القوات التي هاجمت عائلات غين و هويز، و القوات التي كانت متمركزة في استعداد لأمر من الجنرال رعد و الجنرال منصف و الكبير أكاغي بالهجوم على عائلات 'آو'، 'كيِرو'، 'فايوليت'

لكن بسبب أن هذه العائلات الأخيرة انضمت لهم قد نجو من الدمار، كل هذه القوات قد كانت تملك بالفعل عباءة الشفاف، فهذا كان السبب الرئيسي في اختفاء القوات التي هاجمت عائلة 'هويز' كما لو أنها أصبحت هواء و عندما أتت التعزيزات لم تجدها

لذا لم يتبقى سوى إعطاء عباءة الشفاف لمن لا يملكها قبل أن يأتي المراقبون، و الآن بعد موت المراقبين، ظهروا كلهم مرة واحدة، فلا يمكنهم الهجوم مرتدين عباءة الشفاف، فبهذا لن يكون بإمكانهم رؤية حلفائهم أيضا

[أمر لجميع القوات، هجوم شامل]

تحركت القوات فكانت كالزلزال

250 ألف كاملة توجهت نحو القاعة الرئيسية، تقدمتها الـ40 ألف التي تعتبر القوة الرئيسية لهذا الجيش الضخم

تحركت الـ40 ألف بسرعة كبيرة جدا، فأخذت المقدمة و تركت بينها و بين الـ210 ألف مسافة كبيرة، فهذه الـ210 ألف لا تحتوي إلا على الأشخاص العاديين و سحرة من المستوى الأول للثالث، و هؤلاء كلهم لا يمكنهم مجاراة سحرة من المستوى الرابع و الخامس

فسرعة جريهم مختلفة، لذا أسرعت الـ40 ألف في تقدمها و تركت بينها و بين الـ210 ألف عدة أميال

و بعد دقائق قليلة فقط، أخيرا اقتربت الـ40 ألف هدفها

كانت القاعة الرئيسية ضخمة للغاية، فهي البلاط الملكي الذي يعيش به أي شخص يحمل ددمم غرين، و خارجها يعيش العائلات المقربة من عائلة غرين

هذه القاعة الرئيسية لوحدها كانت بالفعل تمتد لآلاف الأمتار، أما ساحتها الخارجية فتتعداها بمئات آلاف الأمتار

وووش وووش وووش


انطلقت الـ40 ألف كما فعلت في المعركتين السابقتين، لكن المختلف هذه المرة هو وجود العدو وراء حائط الساحة الخارجية للقاعة الرئيسية، لذا يجب تخطي ذلك الحائط أولا قبل الدخول

لذا أمر باسل الـ40 ألف بالإسراع بجنون من دون الالتفاف للخلف، و بالطبع هذه المرة ليس كالسابق، هذه المرة لم يأمر الجيش و بقي في الخلف حتى أتى لاحقا، لكن هذه المرة كان هو الشخص الذي يقود هذه الـ40 ألف، هذه المعركة الأخيرة، لذا يجب عليه قيادة تشكيله الخاص الذي يقوم بقيادة هذا الجيش مع يين يينغ، هيسي، شفرة الجليد نبيل و مارون زونغ

أخيرا اقتربت الـ40 ألف للحائط، لذا ردة فعل الحراس الذين هناك كانت متوقعة، يمكنك القول أنها طبيعية في مثل هذا الوضع

"ها؟" ما هذا الصوت؟" تكلم حارس فوق الحائط، فنظر بعيدا، و إذا بتعبيراته تتغير للأسوء شيئا فشيء، ارتعد كثيرا، و كذلك كان الحال مع الحراس الذين بجانبه و الذين يمتدون على طول الحائط

لقد قاموا بوضع المراقبين قبل ساعات من الآن، أتاهم تقرير عن عدم وجود أي تحرك في صفوف العدو، لكنهم الآن قد صدموا صدمة كبيرة، كيف للعدو أن يكون هنا؟ هناك احتمال واحد لا غير، لقد اكتشف العدو المراقبين و قتلهم، لذا كان بإمكانه التقدم لكل هذه المسافة من دون أن يلاحظ

لم يبقى سوى مسافة صغيرة جدا قبل بلوغهم الحائط، لا تصل حتى لمئات الأمتار، و هذه المسافة يمكن لسحرة من المستوى الرابع و الخامس قطعها في ثوان، مما يعني أن الحراس قد تأخروا كثيرا حتى لو أرادوا الاستعداد لمواجهة العدو

صرخ الحراس بشدة و قرعوا الأجراس و تكلموا بمكبرات الصوت

العدو العدو* العدو

تجهزوا بسرعة، سيصل العدو بعد ثوان من الآن، خذوا مراكزكم و ليقم الرماة بإطلاق أسهمهم، لا يجب علين.....


انقطع صوت الجندي الذي يصرخ بشدة في مكبر الصوت، و ما تسبب في هذا كان تفاجؤه بالشخص الذي يقف أمامه، كيف وصل إلى هنا هذا الفتى؟ إن الحائط بطول 15 عشر متر، كيف لفتى مثل هذا أن يكون موجود هنا حتى؟


هذه الأسئلة راودت ذهن الجندي، بالطبع ستفعل، فلا يمكن أن يتواجد هنا فتى في مثل عمره، و إن حدث هذا، فليس هناك أي احتمال آخر غير أنه من الأعداء، لم يتخيل أبدا الجندي الكبير هنا أن الفتى الذي أمامه في الحقيقة هو قائد هذا الجيش الذي يهاجمهم الآن

لذا بعد إدراكه للاحتمال الوحيد لسبب وجود ذلك الفتى هناك، كان رأسه قد طار بالفعل من مكانه، فكان هذا أول رأس يقطع في هذه المعركة التي تعتبر الثالثة من طرف سيف باسل، كما أنه كان افتتاحية بدء المجزرة الثالثة

فور طيران رأس الجندي من مكانه حتى التف جميع الجنود الآخرين لباسل و هاجموه كلهم مرة واحدة، بلغ عددهم حوالي الـ100

شحذ باسل طاقته السحرية الخاصة بعنصر التعزيز، ثم مررها لسيفيه السحريين و شرع في قطع الأعداء

في لحظات مر من بينهم كالبرق و قطع عشرات الرؤوس في كل تلويح بالسيفين منه، تراقص سيفيه معا بحركات كان أشبه بالبهلوانية و انطلقت الشرارات من التقائهما بسيوف الأعداء و دروعهم

لكن المنتصر و الطاغي كان سيفي باسل، فبعد كل شيء هذين السيفين الأبيضين بنقوش أثرية من الدرجة الثالثة، ذلك القوس الذي استخدمه تورتش كان بنقوش أثرية من الدرجة الثانية، و كانت قوته جبارة أمام ساحر من المستوى السادس

كان تورتش بإمكانه إطلاق فقط ثلاث طلقات، و السبب الأكبر في هذا يعود لمدى تحكمه في الطاقة السحرية التي يستنزفها منه القوس الأثري

لكن باسل يستخدم سيفين أثريين من الدرجة الثالثة، و مع ذلك بإمكانه استخدامهم لوقت أطول بكثير من تورتش، السبب أو الأسباب بسيطة، باسل موهوب أكثر، فهو بإمكانه التحكم في سيفيه الأثرين كي لا يستنزفا طاقته السحرية أكثر مما يجب، فإن لم تكن قادرا على التحكم جيدا بسلاحك أو درعك الأثري فسوف يأخذ الكثير من طاقتك السحرية، لكنه لن يستفيد منها شيئا، لأنه سيقوم بإفراغ كل الطاقة السحرية لأنها فاقت حدود قدرته الاستيعابية

ليس أي شخص قادر على استخدام الأسلحة أو الدروع الأثرية، فلا يكون بإمكانهم فعل ذلك إلا بعد وصولهم المستوى الرابع على الأقل، لأن الأسلحة الأثرية تؤثر على بحر الروح و ترهقه، فإن استخدم أي ساحر أقل من المستوى الرابع سلاحا أو درعا أثريا فسوف يغمى عليه في الحال، و كلما ارتفع في المستوى ارتفعت قدرة تحمل بحر روحه، لأن هذا الأخير يصبح أكثر استقرارا و كمالا، مما يتيح له القدرة على استخدام أسلحة أو دروع أثرية من درجة أكثر ارتفاعا

و من الأسباب الأخرى التي تجعل باسل يتميز بها عن تورتش و كل من يستخدم الأسلحة أو الدروع الأثرية، فهو امتلاكه عنصر سحر ثان


امتلاكه للعنصر الثاني من الطاقة السحرية الخارجية أعطاه ميزة كبيرة، ميزة امتلاكه لبحر روح أكثر استقرارا و كمالا، فعندما فُتِح شق في الختم الذي وضع عليه لمنع ولوج الطاقة الخارجية لبحر روحه، هذا الأخير اضطر لاكتساب قدرة تحمل أكثر عما كانت لديه عبر محاولته الاعتياد على الطاقة الخارجية التي تدخل باستمرار حتى تتوقف بسبب الختم

الختم قد ضعف فقط و لم يُفتح بالكامل، لذا تتوقف الطاقة الخارجية عن التوغل لجسم باسل بعد بلوغ حد ما، لكن بمجرد ما أن تفرغ قليلا، حتى تنجذب إليه مرة أخرى لتملأ الفراغ الذي حدث، لكن إن حدث هذا لوقت كبير فبحر روحه سيرهق كثيرا، لذا سيكون عليه التوقف عن استخدام عنصر التعزيز حتى لا تتوغل الطاقة الخارجية أكثر لبحر روحه و استخدام عنصر النار محدود الإنتاجية بدل ذلك

و بهذا يكون باسل له طاقة غير محدودة الأنتاج من عنصر التعزيز بشكل مؤقت، فكان بإمكانه استخدام ليس فقط سلاح أثري، بل و اثنين منه

و الآن عندما التقى سيفيه الأثريين بالأعداء أو دروعهم، انطلقت شرارات الالتقاء، لكن السيفين تغلبا بسهولة و قطعا كل شيء بناء على رغبة باسل في ذلك

و في لحظات كان باسل قد أنهى أمر نصف الأعداء الذي توجهوا نحوه، النصف الآخر وقف و شاهد تلويح هذا الوحش المتنكر في صفة فتى سيفه من أجل إزاحة ددمم رفقاءهم عنه

ارتعد الكثير منهم من هذا المنظر إن لم يكونوا كلهم، فقط قبل لحظات كان هناك منهم 100 لكنهم أصبحوا 50، و حتى لو هاجموا الآن، ألن يكون مصيرهم هم الذي يبلغ عددهم 50 كالـ50 الذين سبقوهم؟

توقف هؤلاء الأشخاص فجأة عن التحرك فتقدم باسل بينما يقول "الخوف من العدو الأقوى منك في المعركة شيء طبيعي، لكن التوقف في المعركة عن الحركة سيؤدي بك للتهلكة"

و بمجرد ما أن انتهى باسل من كلامه حتى مر من النصف الثاني و محاهم بسرعة أكبر من قبل

تكلم باسل مرة أخرى "التردد كان سببا في مقتل الشجعان"

و بعده بقليل


وووووش ووووووش ووووووش

ظهر العديد من السحرة خلفه يتقدمهم قادة التشكيل إلا شي يو، مع هيسي و يين يينغ، إضافة لكين نبيل و مارون زونغ

هؤلاء كانوا أول من وضع رجلهم فوق الحائط، فشرعوا في محو الأعداء واحدا تلو الآخر تابعين خطى باسل، أنهوا أمر الرماة الذين كانوا قد بدؤوا يستهدفون حلفاءهم الذين في الأسفل

تكلم كين نبيل "بالنظر للأعداد التي كنا سنفقدها إن هاجمنا العدو مع اطلاعه على قدومنا، فقد تصل للآلاف قبل أن نستطيع المرور"

قال كين نبيل هذا الكلام بينما يقطع و يجمد الأعداء كأنه يمدح الشخص الذي فكر بهذه الخطة، بينما مارون زونغ يسمع كلامه أثناء قطعه للأعداء بسحر الرياح

"لقد مدح والدي هذا الشخص باسل كثيرا، لذا هذا أقل ما أتوقعه منه" تكلم مارون زونغ بداخله ثم أكمل "لكن، يجب علي الإشادة به لتفكيره المميز"

بينما هؤلاء الأشخاص الذين قادوا الجيش إلى هنا يقومون بتمزيق الأعداء، استغل بقية الجيش هذه الفرصة و صعدوا إلى فوق الحائط

الحائط كان يتميز بعرض كبير جدا، و مدعم كله بداعمات سحرية، و له بوابة سحرية من المستوى السابع، حتى السجن المركزي لا يملك سوى القليل من الغرف التي تعتبر كزنزانة يمكنها سجن سحرة من المستوى السادس، لكن بما أن هذا الحائط يعتبر النقطة الأخيرة قبل الولوج للساحة الخارجية للقاعة الرئيسية، فقد كانت بوابته لا يمكن اختراقها إلا من قبل العديد من الأشخاص من المستوى السابع، و إن كان بإمكانك إيجاد أشخاص من المستوى السابع و إحضارهم، فسيكون من المرحب فتح البوابة لك

كان التشكيل أول من صعد الحائط بعد التسعة، بأوامر من شي يو التي ركزت على ملاحظة الثغرات في صفوف العدو التي يصنعها الذين سبقوهم، مهارتها القيادية كانت جيدة للغاية على عكس شخصيتها المتوترة


مع أنها لا تزال تتلعثم و تتوتر حتى في قيادتها، إلى أن هذا لم يمنع سطوع موهبتها التي يمكنها كشف نقط الضعف الخاصة بالأعداء مرة تلو الأخرى، حتى صعد التشكيل بأكمله، فحتى لو كانوا ضد خصوم أقوى بمستوى منهم، كانوا قادرين على اختراقهم فقط عن طريق اتباع أوامرها

فالتشكيل يحتوي على القليل فقط من ذوي المستوى الخامس بسبب اختيار باسل للمواهب الصاعدة فقط من أجل تدريبها و التي كانت فقط من المستوى الثاني حتى الثالث، و حتى عندما اختار القادة باقي الجيش، اتبعوا نهج باسل و قاموا باختيار أصغر الأشخاص عمرا و موهبة في السحر

لذا بعد تدريبهم لهذه المدة الطويلة، استطاع فقط الأشخاص الذين اختيروا بالأول لأنهم ذوي موهبة عالية من بلوغ المستوى الخامس في هذه الفترة الوجيزة

شاهد باسل هذا المنظر بابتسام ثم تذكر كيف كانت شي يو تحاول بكل جهد منها أن تقوم بنصح الأشخاص الذين كانوا يهاجمون باسل في أول التقاء لهم

عندما أراد أن يهاجم شخص ما كانت تحاول إيقافه، لأنها تعرف أن هجومه ذاك لن ينفع، و عندما ترى تراجع شخص ما كانت تحاول حثه على الهجوم، و كل هذا فقط لأنه سيكون أفضل لو قاموا به، لأنه سيكون أكثر فعالية، و عندما شاهدها باسل أثناء لقاءهم الأول، اعتقد بهذا مع نفسه 'لو أنها امتلكت الشجاعة الكافية و الصوت المرتفع ليستمع لها الآخرون، لكان احتمال هزيمته أكبر من الخاص بفوزه'، لكن هذا يبقى فقط في حالة استخدامه لسحر التعزيز فقط في ذلك الوقت الذي لم يكن عنصر التعزيز الخاص به يتخطى المستوى الرابع في القسم النهائي

لكن بسبب شخصيتها تلك، وقفت فقط في مكانها حتى قضى باسل عليهم كلهم و أتى في الأخير و أسقطها أيضا

لذا قد فرح قليلا بمشاهدتها تحاول التغلب على نفسها القديمة. أصبحت ابتسامة باسل أكثر عرضا ثم قال "لقد استولينا على جزء كبير من الحائط في دقائق فقط، لهذا أحب عنصر المفاجأة، فهو يزيح عنك الكثير من الأعمال التي تعتبر ألما في المؤخرة فقط"

عندما صعد التشكيل فوق الحائط، التهم كل ما في طريقه بسرعة كبيرة، عددهم الكلي وصل لـ5000 آلاف، كل وحدة بألف ساحر، و كل وحدة تشمل حوالي 100 ساحر من المستوى الخامس

انقض التشكيل على جنود العدو الذين تلاقوا معهم عندما صعدوا الحائط، ثم مروا فوق الحائط تابعين قائدهم و سيدهم الذي يقوم بإبادة الأعداء و يخترقهم كالسهم الذي لا يتوقف

اخترق باسل جيش العدو من الوسط، لذا الجانبين كانا ينجوان من سيفيه، لكن التشكيل لا يتركهم أحياء ليقوموا بمباغتة سيدهم من الوراء

و بهذا تقدم باسل هذه المرة من دون أي حاجة للالتفاف للخلف، و بسرعة كان قد أنهى هو و التشكيل و الآخرين الذين صعدوا معهم إلى الحائط نصف الجنود

الحائط اتخذ شكلا دائريا، لذا عندما يهزمون الجنود الذين أمامهم، يأتي الجنود الذي على طول الحائط بسرعة كبيرة و باستمرار

التف باسل و أمر بصوت مرتفع "الباقي عليكم هنا يا تورتش، سوف أقوم بالنزول للداخل، يا كين نبيل، مارون زونغ، كورو هيسي، و أنت أيضا يا يين يينغ، فلتلحقوني"

تبع الأربعة باسل الذي قفز للأسفل

وووووووش

بووووم


انفجار كبير يتبع نزول باسل على الأرض، خلف وراءه حفرة جراء اصطدامه القوي بالأرض، و ها هو ذا قد أصبح في الساحة الخارجية


بمجرد ما أن نزل باسل حتى هاجمه حوالي عشرة جنود مرة واحدة، فقام باسل بإطلاق موجة عبر قوة تلويحه مرسلا إياهم كلهم بعيدا عنه

نزل الأربعة تابعين باسل، ثم في الحال قاموا بقتل الجنود الذين أرسلهم باسل محلقين، هؤلاء الجنود كانوا يحرسون البوابة السحرية، لكن بما أنها منيعة، لم يزعج العدو نفسه بوضع أكثر من 10 سحرة لحراستها من الداخل

بعيدا هناك يتمركز جيش الإمبراطور البالغ 9000 آلاف ساحر من المستوى الخامس، الألف الأخرى كلها كانت فوق الحائط من أجل إنهاء أكبر قدر من الأعداء، لكن خطتهم هذه للأسف كانت السبب في إلقاءهم لهذه الألف لتموت من دون تحصيل أي فائدة منها

ركز باسل سحر التعزيز على عينيه ثم نظر للجنود الـ9000 آلاف الذين كانوا متراصين و متخذين تشكيلة تشبه القوس

اقترب الأربعة من باسل فتكلم كين نبيل "ما الذي ستفعله أيها القائد الصغير"

حملق باسل به، ثم تصرف كما لو أنه لم يستمع للكلمة الأخيرة، أجاب "قبل هذا، يبدو أنك في المستوى السادس بالفعل يا كين نبيل، يبدو أن إكسيراتي قد نفعتك جيدا"

عندما استمع كين نبيل جملة باسل الأخيرة عبس و عرف أنه قد رد له الدين، ابتسم مارون زونغ قليلا، أما هيسي فكان يصنع تعبيرات غريبة تعبر عن عدم التصديق، ثم أغمض يين يينغ عينيه كما لو أنه يعلم ما هي شخصية باسل

تسخر منه يرد الأمر لك ضعفين، و هذا لا ينطبق على السخرية فقط، سواء عاملته بحسن أو بِشرّ، فسوف يرد لك معاملتك له كما تلقاها أو سيضيف عليها حسب مزاجه

تكلم كين نبيل بعبوس "الشكر لك أيها القائد"

في الحقيقة، كين نبيل أراد اختبار شخصية باسل فقط، أراد أن يعرف كيف سيتعامل مع شخص يسخر منه، لكنه تلقى صفعة جيدة جعلته يفهم أن هذا الفتى ليس معه اللعب، لذا حرص على إزالة 'الصغير' في المرة الثانية لمخاطبته باسل

تقدم مارون زونغ و مد يده لباسل "أنا مارون زونغ، ناديني زونغ، تشرفت بمعرفتك أيها القائد باسل"


قالها زونغ بابتسام فقام باسل بمصافحته

تقدم هذه المرة يين يينغ، تكلم منزعجا "أنا يين يي...."

"أنا أعرف"

أراد يين يينغ أن يقدم نفسه لكن باسل قاطعه، استغرب يين يينغ لأنه لم يعطي له وجها من قبل فكيف له أن يعرفه؟ بقي متعجبا في مكانه حتى تكلم باسل مرة أخرى

"أنت من كان يتبعني في كل مكان بناء على أوامر الرجل الأشقر، أظن أنني قد اعتدت عليك كفاية، فلا تحاول تصنع وجه لا يليق بك، أنا أعرف أنك لا تطيقني، لكن سوف يجب عليك اتباع أوامري حاليا بما أنني قائدك الآن و ليس الرجل الأشقر"

اسود وجه يين يينغ، لكنه لا يملك أي خيار آخر الآن سوى الصموت و الاستماع لتنفيذ ما يقوله قائده بكل طاعة

مد باسل يده ليين يينغ الذي التف ثم قال "انتظر، ألن تصافحني؟"

إنه حقا يلعب على أعصابه، يعرف أنه سيكره مصافحته، لو لم يكن القائد الحالي الآن لحاول بالفعل قتاله، لكن وا أسفاه، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

مد يين يينغ يده بينما يلعن حظه، لن يتفق أبدا مع هذا الشخص مهما حدث، قام باسل بهذا الأمر متعمدا لإغاظته، و السبب بسيط، لأنه كان ألما في المؤخرة طيلة الشهور السابقة، فكيف لا يرد له مثل هذا الدين

لحقه في كل مكان من دون كلل أو ملل، و هذا تسبب حقا في انزعاج باسل كثيرا، لدرجة أنه فكر كم من مرة في قتله. باسل لا يريد أن يكون مقيدا بأي شيء، و إن كانت تحركاته ستصبح مقيدة بسبب شخص ما، فسوف يقتله فقط ليتحرك بكل أريحية

ابتسم باسل بينما يصافح يين يينغ، تكلم باسل "هيا هيا، لا تصنع مثل هذا الوجه، قد نكون في حرب الآن، لكن ليس من الضروري أن تعبس هكذا، فلتحاول الابتسام، سوف أبقى ممسكا بيدك حتى تبتسم"

ألم تكفيه تلك الإهانة السابقة؟ لا زال يحاول السخرية منه أكثر؟ بالطبع، فهو يجب عليه أن يريح نفسيته من كل الازعاج الذي تسبب له فيه


عبس يين يينغ و حاول إبعاد يده، لكنه لم يستطع، حاول المرة تلو الأخرى، لكن يد باسل تحكم إمساك الخاصة به جيدا، تكلم باسل من جديد "لا تحاول، لأنك لن تنجح، و الآن، لما لا تحاول الابتسام و سوف أطلق سراح يدك"

إنه يتحدث معه كما لو أنه سجنه، حدق الثلاثة بهم، لذا لم يعد ليين يينغ أي خيار غير اثنين، إما أن يعصى قائده و يقاتله، أم يطيعه و يجعل هذا الأمر يمر للآن. و بالطبع هو اختار الخيار الثاني، فلا يمكنه إحداث أي ضجة هنا قد تتسبب في خسارتهم

حرك يين يينغ شفتيه بصعوبة نحو الجانبين محاولا الابتسام حتى نجح في ذلك

"نحن على وفاق الآن" تكلم باسل

و أخيرا لم يتبقى سوى هيسي، هذا الأخير شاهد باسل كيف عامل يين يينغ، لقد صدم بحقيقة أن قائدهم عبارة عن هذا الفتى الصغير أمامه، لكن حتى غبي مثله سيعرف أنه ليس بفتى عادي بعد أن شاهد قوته سابقا

تقدم هيسي بينما يضحك "كاكاكاكا، سوف أقبل بك كقائد لي حاليا، لكن إن لم تكن كفؤا فسوف يأخذ مكانك هذا السيد العظيم هيسي"

اقترب هيسي بينما يضحك، حتى اقترب من باسل فهمس له بعدما أشار له بإبهامه مشيدا به "أحسنت في قمع ذلك المقلد"

لم يعرف باسل عما تحدث هيسي، لكنه عرف أنهما غير متفاهمين بما أنه فرح بما حصل ليين يينغ قبل قليل

تكلم باسل "حسنا، ها قد انتهينا من تقديم أنفسنا، أنا أعرف بالفعل ما هو سحركم لذا لستم بحاجة لقوله لي" فلاحظ عندها باسل أن هيسي و يين يينغ يملكان نفس السحر، فربط هذا الأمر بكلام هيسي سابقا، ابتسم ثم أكمل "لذا سوف أقوم بصنع خطة الآن لنتبعها، بعد قليل ستصل كامل قواتنا إلى هنا، لكن الآن لما لا نجعل قواتنا خلف البوابة تدخل إلى هنا أولا و لا نتركهم ينتظرون أكثر"

استغرب الكل من كلام باسل، معنى هذا الكلام أنه سيفتح البوابة السحرية، لكن هذه البوابة منيعة من الخارج، لذا مستحيل اختراقها، أما من الداخل، فهي تفتح عبر فك شفرة النقوش الغريبة التي لم يفهم أي أحد ما هي

تقدم باسل نحو البوابة العملاقة، وصل فوقف أمامهما من دون أن يتحرك، بقي على تلك الحال لمدة طويلة


و في هذه الأثناء فوق الحائط، تكلم تورتش "لقد شارفنا على الانتهاء هنا، فلنترك الباقي على الذين صعدوا مؤخرا، أما نحن فلننزل لحاق بسيدنا"

وووووووووش ووووووووش وووووووووش

انطلق التشكيل بأكمله حتى وصل للأرض، وقف تورتش و القادة الأربع في مكانهم بينما يبحثون يمينا و شمالا عن سيدهم، حتى وجدوا أولئك الأربعة مصدومون في مكانهم مما يحدث أمامهم

عرف تورتش أن سيده يقوم بشيء ما جعل أولئك الأربعة يصنعون مثل ذلك الوجه المندهش

اقترب تورتش و القادة الأربع، فلاحظوا توهجا كبيرا يأتي من جهة البوابة، اقتربوا أكثر و أكثر، حتى وصلوا أخيرا، عندها أصبحت نظرتهم مثل الخاصة بأولئك الأربعة

كان باسل يقوم بنقش خطوط تتخذ شكلا غير مفهوم لهم مع ضخ طاقته السحرية الخاصة ليتحكم بها و بمسارات النقوش على البوابة، التقت الخطوط ببعضها البعض، ثم تشكل منها أشكال، كانت عبارة عن نقوش تشبه نوعا ما تلك التي على البوابة

استمر في التعديل على تلك النقوش التي على البوابة و قام بالتلاعب بها كما شاء

"حسنا، هذه الخطوة قبل الأخيرة"

قالها باسل ثم كان كون نقشا ضخما على البوابة من عدة نقوش، و في وسطه يوجد شكل دائري، يبدو كمفتاح البوابة، لكن هذا المفتاح لن يعمل حتى تقوم بفك الشفرة التي على البوابة

"و ها هي ذي الخطوة الأخيرة"

قال باسل هذه الجملة مع تحريكه للشكل الدائري في وسط البوابة، حرك الشكل الدائري لليمين نصف دورة، و عندها مر التوهج الذي كان يأتي من النقوش على البوابة حتى وصل للشكل الدائري

الشكل الدائري كان به نقشا يشبه ورقة الشجر، لكنها كانت متكررة لست مرات و متداخلة في بعضها البعض، و عندما دوّر باسل الشكل الدائري التقى هذا النقش بالنقش الذي قام بالتعديل عليه على البوابة


فمر التوهج إلى الشكل الدائري، ثم دار هذا الأخير لليسار بشكل غير متوقف حتى توقف في الأخير على الشكل الذي كان عليه بعد أن حركه باسل نصف دورة لليمين

و عندها تحركت البوابة ببطء، شيئا فشيء حتى فتحت بالكامل

كل من شاهد هذا الأمر فتح فمه من شدة الصدمة، هذا النقوش التي وضعت كختم على البوابة عبارة عن ختم خاص بعائلة غرين، و لا يعرفها سواهم، فكيف له أن يفتحه بكل هذه السهولة

تركهم باسل مصدومون جميعا، حتى قادة التشكيل قد صدموا مما حدث، الجنود فوق الحائط لم يصدقوا أن البوابة فتحت، لقد أهملوها لأنهم ظنوا أنها من المستحيل أن تفتح

مقدمة جيش الانقلاب التي كانت خارج الحائط، قد رأت البوابة تفتح أمامهم بكل سهولة، لذا لم يعد هنا حاجة ليقوموا بالصعود عبر الحائط

أسرعوا كلهم مرة واحدة و دخلوا عبرها عندما قام باسل بالإشارة لهم بالدخول

و في لحظات كانوا كلهم داخل الساحة الخارجية

أولئك الأربعة الذين قفزوا مع باسل، عرفوا أخيرا و تأكدوا أن هذا الفتى ليس بطبيعي أبدا، فأشادوا به

كل عائلة لديها نقوش ختم خاصة بها، و لا أحد يعرفها سوى من يحملون دمها من العائلة الرئيسية، لذا عندما يأتي فتى مجهول الأصل، من قرية ما غير معروفة، و يقوم بفتح مثل ذلك الختم، فلا خيار آخر أمام أي شخص آخر سوى الاندهاش و الإشادة به

دخل جميع الجنود بشكل متسلسل حتى أصبحوا كلهم داخل الساحة الخارجية

أما الجنود الذين فوق الحائط، فعندما شاهدوا البوابة قد فتحت و حلفاؤهم قد دخلوا بالفعل، انقضوا على ما تبقى من الألف التي كانت تحمي الحائط، كان عددهم قد أصبح حوالي المئة فقط، لذا عندما توقفوا و اندهشوا مما فعله باسل، أتت فرصة للجنود من جيش الانقلاب فوق الحائط لاستغلال توقف العدو، و بسرعة كبيرة أنهوا أمرهم ثم لحقوا حلفاءهم إلى الساحة الخارجية

وقف باسل في مكانه بينما يضع يده على ذقنه و يفكر في شيء ما، و بينما هو على تلك الحالة، كان أولئك الأربعة و قادة التشكيل يحدقون فيه بغرابة، لاحظ باسل هذا الأمر، فسأل "ما بالكم تصنعون كلكم نفس الوجه؟"

لم يتكلم أي أحد آخر، لذا تكلم باسل "آه، فكي للختم، لقد كنت مولعا بفك الألغاز منذ صغري"

أصبحت نظرة الاندهاش على وجوههم أكثر اندهاشا، يحب الألغاز؟ أيقارن فك ختم يصد سحرة من المستوى السابع بحل للغز؟

تقدم باسل و قال "حسنا، لقد أتممت الخطة، فلنبدأ عملنا"

لم يعد يتحمل كين نبيل فسأله "كيف لك أن تعرف عن ختم عائلة غرين؟ و هل قلت أنك انتهيت من وضع خطة؟ متى فعلت هذا؟"

وضع باسل على وجهه نظرة تعجب ثم أجاب "أنا لم أعرف عن ختم عائلة غرين، لقد قلت لك، أنا فقط أحببت حل الألغاز منذ صغري، و أما عن الخطة، ألم تراني واقف هناك أفكر بها قبل قليل؟"


"ها؟" استغرب كين نبيل، لا ليس هو فقط، بل كل من سمع حوارهما، إذن هو قام بحل ذلك الختم بهذه السرعة من دون أن يعلم عنه أي شيء، و هل حقا قام بصنع خطة بالفعل؟ ألم يتجمد هناك لثواني عديدة فقط؟

تكلم باسل "كفانا أسئلة الآن، أنا أريد الانتهاء من هذا الأمر بأسرع وقت ممكن للانتقال للمرحلة التالية، أنتم الأربعة، و قادة التشكيل، فلتأتوا معي، سأشرح لكم ما سنقدم على فعله"

تبع التسعة باسل ثم جلسوا في دائرة، و بعد قليل بعد أن شرح لهم باسل خطته، صدموا فوقف يينغ يينغ و تكلم "لا يمكنني القول على هذه الخطة سوى أنها متهورة، أيمكننا حتى تسميتها خطة؟"

أجاب باسل "أنا فقط قمت بالبحث عن أسرع طريقة للتخلص من العدو، سميها ما تريد، لكنها الخطة التي سننفذها، مع عددنا هذا، سيموت الكثير منهم لو هاجمت تلك 9 آلاف التي تنتظرنا هناك، أنا أريد فقط إنقاص عدد الجنود الذين سيموتون من جهتنا"

"فكما رأيت في المعركتين السابقتين قد خسرنا 10 آلاف شخص، و ذلك كان العدد الأقصى الذي أمكننا خسارته. و ألم نتبع خطتي و كنا قادرين على اختراق الحائط بأقل الخسائر التي وصلت إلى 200 ساحر من المستوى الرابع فقط؟"

عقد يين يينغ حاجبيه ليكمل باسل "أولئك الـ200 ساحر الذين ماتوا كانوا كلهم في أواخر العشرينات حتى منتصف الثلاثينيات، أي إنهم لا يزالون صغار كثيرا بالنسبة للمستوى الرابع الذي وصلوا إليه، و كذلك كانت الـ10 آلاف التي خسرناها"

"لا يجب أن نضحي بمثل هؤلاء الأشخاص، فهم ذوي مواهب جيدة، و بعد سنين قليلة من الآن فقط سيصبحون قوة مرعبة لن تقف في وجهها أي قوة أخرى، لكن إن لم نتبع خطتي الآن سنفقد الكثير منهم، و أعدك أننا لن نخرج بعدد بسيط من الخسائر، إن كنت تفكر في الفوز فقط فأنا لا، أنا أفكر للمستقبل، كل واحد من هؤلاء الجنود سيكون تعزيزا لقواتنا"

لم يجد يين يينغ ما يقوله فجلس في مكانه من دون التحرك، و كذلك فعل مارون زونغ و كورو هيسي و كين نبيل، أما قادة التكشيل، فلم يكن لديهم أي اعتراض على أو شك في كلام سيدهم

لا وقف باسل و تكلم "حسنا، فلنتحرك الآن"

نظر باسل للبعيد، لا يزال جيش العدو لم يتحرك بعد، حسنا، سيكون من التهور فعلهم لذلك فقط، إنهم يتخذون تشكيلة دفاعية لا تخلوا من نقاط الضعف، فلما عليهم أن يغامروا و يخاطروا بتشكيلتهم تلك؟

وقف باسل و وراءه أولئك التسعة، و مع خطوة باسل الأولى كذلك فعل التسعة الذين وراءه، ثم تبعهم الجيش الذي وراءهم، و بمجرد ما أن قاموا بالخطوة الأولى حتى أسرعوا في الثانية كما فعل الذين يأخذون القيادة


تزلزل تزلزل

في جهة العدو

العدو تحرك العدو تحرك

استعدوا للالتحام


انطلقت مقدمة جيش الانقلاب، فاستعد جيش الدفاع الأخير

اقتربت مقدمة جيش الانقلاب شيئا فشيء، لكن هناك شيء غريب يحدث، هذه المقدمة تبطئ سرعتها مع تقدمها على عكس العشرة الذين يتقدمون بالأمام

قامت مقدمة الجيش بالانقسام لمجموعتين، مجموعة تشمل فقط سحرة المستوى الخامس الذي عددهم 5000، و هؤلاء كانوا يلحقون بالعشرة بترك مسافة تصل إلى أكثر من 100 متر بينهم، أما سحرة المستوى الرابع الذين يصل عددهم لحوالي 35 ألف، فقد أخذوا مسافة تبعد عن العشرة بألف متر

و بينما العشرة يتقدمون تكلم يينغ يينغ "هل حقا ينوي القيام بذلك؟ ألن يجني على نفسه و يجرنا معه فقط؟"

رد عليه هيسي "ما بك؟ إنك تثرثر كجدتي، أنا يروق لي أسلوبه، إنه بسيط و سهل الاستيعاب"

"همف" تهجن يين يينغ و قال "قد يكون مثل هذا الأمر شيء جميل لك، لأن حتى غبي مثلك يستطيع فهمه، لكن الشخص الذكي لن يقوم بمثل هذه الخطة التي لا يمكننا حتى ضمان نجاحها"

غضب هيسي منه و أراد الصراخ في وجهه، لكن مارون زونغ تدخل و قال "إنه القائد الذي حصل على موافقة كل الكبار، و قد رأينا خططه عبر كل طريقنا إلى هنا، حتى أننا رأيناه يفتح ذلك الختم الذي لم أفهم حتى كيف فعلها، و الآن، لا يمكنني سوى تخيل أن هناك شيء ما في جعبته، لما نسكت و نرى ما سيحدث؟"

"و لكن.." حاول يين يينغ التكلم


لكن هذه المرة تدخل كين نبيل و قال "كفانا من 'و لكن'، كثرة الـ'لكن' ستجعلك غير شعبي فقط بين النساء"

"ها؟ ما دخل شعبيتي بين النساء هنا؟" انفعل يين يينغ

تكلم هيسي بعد أن ضحك "كاكاكا، يبدو أنه ضرب على الوتر الحساس"

استمر هؤلاء الأربعة في التكلم فيما بينهم، علاقتهم تتوطد مع مرور الوقت، أما قادة التشكيل الخمسة، فكان همهم الوحيد هو اكتشاف نية سيدهم، و كل ما يشغل عقلهم كان "ماذا سيفعل سيدنا بعد أن يقوم بما ينوى فعله؟"

كانت التسعة آلاف كلها متمركزة أمام القاعة الرئيسية

استعد العدو جيدا، قام الرماة بسحب أوتار أقواسهم و شحذوا طاقاتهم السحرية، ثم أطلقوا

ووووش

انطلقت الأسهم السحرية في اتجاه عدوهم، قطعت آلاف الأمتار و وصلت لمقدمة جيش العدو

عندها تكلم باسل "حسنا، فلنتوقف هنا"

توقف و كذلك فعل التسعة ثم تبعهم مجموعة سحرة المستوى الخامس و مجموعة سحرة المستوى الرابع

صد التسعة و باسل الأسهم بأسلحتهم


تقدم باسل للأمام بينما يقول "يبدو أن هذا هو أقصى مدى يمكن لأسهمهم بلوغه"

ابتسم و أكمل "حسنا، و الآن لما نجعل العدو يفقد أعصابه"

أخرج باسل مكبر الصوت ثم وضعه أمام فمه و تكلم

[أيها الإمبراطور غرين لايت، أنا القائد الأعلى للجيش الذي تغلب على قواتك وصولا إلى هنا، أنا من قام بإبادة أبناءك و بناتك، لو أنك رأيت كيف قتلتهم فقط، التحفة الحقيقية كانت ابنتك الثانية، لو أنك شاهدت فقط كيف انفجر جسمها و لم يتبقى منه شيئا، حتى أن ابنتك الصغرى الآن تحت قبضتي، و هي حية فقط لأن هناك فائدة لا زالت ترجى منها، و بعد الانتهاء منها سأنهي معاناتها، أنا من محى أبناء أخيك من الوجود، لقد تذللوا إلي أثناء قتلهم للإفصاح عن حياتهم، لم يكن موتهم شريفا كما ادعوا في حياتهم، و الآن أنا هنا لأن دورك قد حان، و بالطبع بعد الانتهاء منك سأحرص على تصفية أختك الكبرى و نجلها، و بهذا سأكون قد تخلصت من ددمم غرين بصفة نهائية"

[ما رأيك؟ أليست إنجازاتي مذهلة؟ ألا أستحق لقبا لائقا؟] قالها باسل بكل سخرية

لقد قال كل هذا الكلام من دون ظهور أي ردة فعل في صفوف العدو، ثم بعد لحظات بدأت تلك الأخيرة بفتح طريق لشخص ما، هذا الشخص كان الإمبراطور الذي تقدم ببطء بينما هالته تضغط حتى على سحرة المستوى الخامس من حوله

في مثل هذا الحضور لم يكن هناك أي شيء بإمكانهم فعله سوى الانحناء له تقديرا له، ظهر أخيرا الإمبراطور، فاستخدم باسل سحر التعزيز على عينيه ليرى صورته بوضوح

"إذن هذا هو الإمبراطور، أليس عجوز قد مر عليه الزمان فقط؟" تكلم باسل ساخرا منه

لم يعد التسعة الذين وراءه يندهشون أكثر بعدما كل ما مروا به من صدمات قوية

تكلم الإمبراطور هو الآخر عبر مكبر الصوت

[أيها الصعلوك، ما الذي تحاول فعله؟ مهما كانت نيتك، فبمجرد ما ان نطقت اسمي موجها كلامك إلي، سواء كان كلامك حقيقة أو كذبا، فلقد جنيت على نفسك أيها الغر، كبار العالم يخافون مواجهتي و أنا هنا أمام صعلوك يحاول مواجهتي كما لو أنه في نفس مرتبتي، كنت أتوقع ظهور ذلك اللعين كريمزون، لكن يبدو أنه مجرد جبان لا يسعه سوى ترك *** مثلك ينوب عنه، لكن كما قلت، لا يهم من أنت أو ما عمرك أو أي شيء، لا شيء يهم، فقط ادعاؤك قتلك لدمي، كاف لجعلي أمحوك من الوجود، سو...]


قاطع باسل كلامه فجأة [أيها العجوز الخرف، لقد تكلمت كثيرا، هل ستهاجمني أم لا؟]

ظهرت العروق على و اسود وجه الإمبراطور، لقد قاطعه و أهانه و ادعى قتل دمه، طوال هذه الحرب كان يغلي من الأعصاب، و كل لحظة تمر كانت تزيد من غضبه فقط، و الآن قد وصل لحدوده بالفعل

تكلم باسل مرة أخرى [أنا أيضا لا يهمني إن صدقت كلامي أم لا، فهذا لا يغير حقيقة أني محوت عائلتك من الوجود بيدي، لذا سأقول لك كلاما قد يوضح لك الصورة أكثر و يجعلك تعرف أنني لا أمزح هنا. أنا من العشيرة القرمزية التي جعلتكم قبل 50 سنة ترتعدون، و يبدو أن القدر قد جمعنا مرة أخرى، فقط، الشخص الذي يباد هذه المرة هو أنتم]

العشيرة القرمزية؟ بسماع الإمبراطور لهذا الاسم رجعت له العديد من الذكريات، و في الحال قام برفع يده و أشار بها

[القوات الجانبية، هجوم، اجلبوا لي الصعلوك حيا]

و بسماعه ابتسم باسل ابتسامة عريضة، فابتلع التسعة الين وراءه ريقهم، لقد جعل حقا الإمبراطور يلعب في راحة يده، و الآن قد أمر بذلك الأمر الذي انتظره باسل

تكلم باسل "ظننت أنه سيهجم أيضا معهم، لكن هكذا أفضل، فبهذا سيتيح لي الفرصة لأبيد أكبر عدد منهم، و يبدو أنني سأتركه للشخص الذي يجب أن يقتله و يحق له حقا فعل ذلك"

و في هذه الأثناء بدأت الـ210 ألف تدخل عبر الحائط، مع القادة الكبار كلهم في الأمام، بينما أنمار ترافقهم


التف باسل للتسعة و تكلم "استعدوا جيدا و تراجعوا كلكم بمائة متر عن المكان الذي تقفون عليه، سأعطيكم فرصة ليس لها مثيل لإبادة أكبر عدد من العدو بكل سهولة و من دون فقدان أي عضو من جنودنا، عندها سيكون بإمكاننا هزيمة الباقي منهم بأقل الخسائر الممكنة"

تراجع التسعة للخلف لينضموا إلى الـ5 آلاف التي كانت تبعد بمائة متر عنهم، ثم استلوا أسلحتهم و استعدوا جيدا كما قال لهم باسل أن يفعلوا، و الآن كل ما ينتظرونه هو ما سيفعله باسل، كيف له أن يواجه كل هذه الأعداد من سحرة المستوى الخامس لوحده؟ و كيف له أن يعطيهم هذه الفرصة التي تحدث عنها حتى، بينما هو في هذا الموقف الذي يبدو يائسا مهما نظرت للأمر

حدق يين يينغ في باسل الذي بدأ يشحذ طاقته السحرية كثيرا، ارتفعت طاقته شيئا فشيء، لاحظ التسعة و الـ5 آلاف طاقته هذه، و لم يكن بوسعهم سوى التحسر في مكانهم و فتح أعينهم و أفواههم صانعين وجها غير مصدق للهالة التي تحيط بباسل

تلك الهالة كانت غير معقولة أبدا، خصوصا و أنها تأتي من فتى لا زال لم يبلغ الخامسة عشر حتى. وصل ضغط هالته لجهتهم و عندها أحسوا بتلك القوة التي جعلتهم يفهموا لما كان باسل واثقا جدا، تلك القوة التي لا يشعرون بها دائما

تكلم يين يينغ بينما لا يصدق الكلام الذي يخرج من فمه "المستوى السا...بع"

بوووووم

انفجرت الطاقة حول جسم باسل، حتى أن الأرض تحته قد سحقت من ثقل هالته، تعرق القليل من الأشخاص البعيدين عنه بالخلف، لا زالوا حتى الآن لم يصدقوا هذه الطاقة التي ارتفعت حتى وصلت للقسم المتوسط بالمستوى السابع، و لا زالت تزداد في كل لحظة

تكلم باسل بينما لا يزال يشحذ طاقته باستمرار "لا تنسوا القيام بمهمتكم على أكمل وجه، يجب عليكم التنظيف من بعدي جيدا"

حدق باسل في العدو جيدا ثم وضع قدمه على الأرض في استعداد للاندفاع، و عندما كان سينطلق تذكر أمرا "آه، قد تتفاجؤون أكثر من القادم، لذا فلتستعدوا جيدا لهذا الأمر، فأنا لا أريد من اندهاشكم أن يكون مثل الخاص بالعدو و تضيعون الفرصة الذهبية"


استغرب التسعة، بماذا سيفاجئهم؟ هل هناك أي شيء سيفاجئهم أكثر من بلوغه المستوى السابع؟ لم يعرفوا أي تعبير يجب أن يصنعوا بعد كلامه

بوووووووم

انطلق باسل فخلف وراءه حفرة عميقة بسبب ضغط رجله، ازدادت طاقته باستمرار حتى وصلت للقسم النهائي من المستوى السابع، و هذا كان الصدمة الكبيرة لأي أحد تواجد هنا، كبار العالم الأقوياء قد أفنوا حياتهم في التدرب ثم بعد عقود من العذاب أخيرا و أخيرا وصلوا لهذا المستوى

لكن الآن فتى في مثل هذا العمر أخرج قوة تضاهيهم، كيف لهذا الشيء الغير معقول أن يحدث؟ ما الذي يحدث في هذا العالم بالضبط؟

دوو دوو دوو

كل خطوة من باسل كانت ثقيلة جدا و تخلف آثارا عميقة في المكان الذي وقعت عليه، و انطلق بسرعة غير ملحوظة من قبل أي شخص سوى شخص واحد، الشخص الذي كان في نفس المستوى الذي بلغه باسل قبل قليل

الإمبراطور لوحده من رأى ذلك الفتى ينطلق كما لو أنه شعاع من البرق، انصدم كثيرا من قوته، عض على شفتيه و لعن العشيرة القرمزية، لقد ظن أنه قد أنهى آخر ددمم منهم قبل 35 سنة، لكنه كان مخطئا، لقد عرف أن نجل تلك العشيرة سيكون خطرا كبيرا عليه، لذا قرر إبادته قبل أن يلد و تكبر عائلته من جديد و يظهر الكثير من أولئك اللعناء القرمزيين الذين سببوا له المعاناة كثيرا في 'انقلاب الليلة الواحدة'، حتى أن زعيم تلك العشيرة قد قتل والده

لم يظن و لو في أحلامه أن واحدا منهم سيعود مرة أخرى، على الأقل ليس كفتى، ليس كفتى وصل للقسم الأخير من المستوى السابع

شاهد الإمبراطور باسل يقترب من القوات الجانبية التي اجتمعت كلها و صارت قوة واحدة، عددهم كمجموعتين كان 3 آلاف في الواحدة، و الآن قد أصبح عددهم مجتمعا 6 آلاف ساحر من المستوى الخامس

حتى ساحر من المستوى السابع سيواجه مشكلة عويصة مع كل هذا العدد مرة واحدة، لكن ذلك الفتى قادم نحوهم بكل ثقة


عندها ارتعد الإمبراطور و صعدت معه قشعريرة رسمت على وجهه كنظرة رعب من الفكرة التي أتت لرأسه فجأة، فعرف أنه قد خدع من ذلك الفتى قبل قليل، لقد قام باستفزازه عمدا فقط ليجعله يرسل قواته لتلقى حتفها

صرخ الإمبراطور بشدة "أيتها القوات، تراجعي بسرعة"

حدث تردد في الـ6 آلاف، فابتسم باسل و نطق "اكتشفت هذا متأخرا"

جعل الإمبراطور جنوده لا يعرفون ما يفعلون، أمرهم سابقا بالهجوم و الآن بالتراجع قبل أن يتموا هجومهم، و هذا بالطبع سوف يخلق توقفا عن الحركة مؤقتا، فهم قد سمعوا أمرا معاكسا للذي سمعوه قبل ثوان عديدة فقط، لذا سيكون عليهم التأكد من الأمر الي سمعوه قبل أن ينفذوه

وووووووووش

بوووووووم


التقى باسل بالـ6 آلاف و مر من بينهم بينما يسحق كل ما في طريقه، استغل باسل توقف الـ6 آلاف و قتل العديد منهم قبل أن يقوموا بأي حركة. لعن الإمبراطور كثيرا و مرارا و تكرارا، لقد وقع في شباك غر قد بدأ الحياة للتو، هو الإمبراطور الذي يخشاه كبار هذا العالم قد خدع من فتى كهذا؟

أمر الإمبراطور مرة أخرى "فلتسحقوا الغر، اقطعوا جلده و لحمه ثم اسحقوا عظامه و اجلبوه لي نصف ميت"

أمر الإمبراطور مرة أخرى أمرا معاكسا للذي سبقه، لقد جعل الجنود مشوشين تماما، لم يخرج باسل سيفيه الأثريين، و قام فقط بسحق الجنود باللكم و الركل

هؤلاء الجنود كانوا سحرة من المستوى الخامس مدرعين، لكن باسل قام باختراق دروعهم ثم أجسادهم ساحقا إياهم منهيا بذلك حياتهم

كل لكمة منه جعلت العديد منهم يرمون بعيدا عنه كقطع، سحق أجسادهم واحدا تلو الآخر إلى أشلاء، حتى سحرة من المستوى الخامس لم هناك ما بيدهم ليفعلوه


مر باسل من بينهم بينما يستمر على هذه الحال، وقف التسعة و مقدمة جيش الانقلاب بعيدا بينما يشاهدون المجزرة التي تحدث أمامهم، قائدهم كان كوحش يسحق كل ما يلمسه، لم يكن هناك أي شيء قادر على إيقافه

و في ثوان عديدة كان باسل قد وصل لوسط الـ6 آلاف التي تقلص عددها، ففي طريقه لمركز هذه القوات، كان باسل قد أنهى المئات منهم، فقط قوة لكمه تولد ضغطا كافيا ليجعل الدرع السحري من المستوى يتصدع، كان يلكم عدة جنود في آن واحد مخترقا أجسادهم

لم يكن هناك أي شخص قادر على التسبب في أي أذى له، كل الهجمات من كل الأنواع استهدفته، لكنها كلها تكون بلا فائدة، فإما يصدها باسل أو يراوغها

و لأول مرة جرب هؤلاء الجنود قوة ساحر من المستوى السابع في قمته، لكن الأمر لم ينتهي بعد، فعندما بلغ باسل مركز قواتهم، تنفس بعمق و صرخ "أيتها القوات، كونوا على استعداد تام، لقد اقترب دوركم"

صرخ باسل بهذا الأمر من دون استخدام أي مكبر صوت، فجعل حتى الأعداء يرتجفون، فلما لا يفعلون؟ بعدما شاهدوه يقتل حلفاءهم بكل سهولة حتى أنه قد محى المئات منهم في ثوان عديدة فقط

سمع التسعة صوت باسل، فبدؤوا هم و مقدمة جيش الانقلاب يشحذون طاقاتهم بينما عدة أفكار تراود أذهانهم، لقد شاهدوا قوة قائدهم المرعبة، و لا واحد منهم ظن أنها كبيرة لهذا الحد، حتى قادة التشكيل لم يكن في بالهم أبدا أن قوة سيدهم قد بلغت هذا المستوى

صدم الكل، أي شخص موجود في ساحة المعركة ارتعد من قوة هذا الفتى، حليف كان أو عدو، لا يهم، الذي يهم هو أنهم كلهم قد شهدوا شيئا تاريخيا، و عندها التسعة كلهم عرفوا، أنه بما أن فتى في هذا العمر قد وصل لقمة المستوى السابع بالفعل، فلابد من أن قوته ستزداد حتما، إذن لا شك في هذا، هناك شيء ما يقبع وراء المستوى السابع

لذا لم يكن هناك أي شخص آخر غير أولئك التسعة من عرفوا حقا أنهم قد حضروا على و شهدوا تحولا تاريخيا

شحذ باسل طاقته، لكن الغريب في الأمر هو أن طاقته كانت بالفعل في قمته شحذها، إذا ما هذه الطاقة التي يقوم بجعلها ترتفع؟ إنها مختلفة عن الطاقة التي استخدمها قبل قليل، نعم، الطاقة التي استخدمها قبل قليل كانت خاصة بعنصر التعزيز، لكن الآن هناك طاقة مختلفة تتشكل في هالته، نعم، كما لو أنها عنصر آخر

هذا ما دار في أذهان المحيطين به، و بعد قليل نطق شخص منهم كانت النار تحيط بسيفه، تلك الكلمات التي خرجت من فمه خرجت متقاطعة من شدة الشيء الغير معقول الذي تحمله من معنى "إنه يشحذ عنصر النار"


عندها ظهرت ابتسامة عريضة على وجه باسل

و في هذه الأثناء، الـ210 ألف التي كانت قد دخلت للساحة الخارجية قد اقتربت من مقدمة الجيش التي سبقتها بالفعل

كان القادة الكبار كلهم متراصين بالأمام راكبين على الخيل، و كذلك كانت أنمار و التاجر ناصر الذي كان خلفهم

اقترب الكبير أكاغي من أنمار و تحدث لها "أنمار الصغيرة، هل أنت قلقة على حليفنا باسل؟"

قال الكبير أكاغي هذا الكلام بعد أن لاحظ عبوس وجه أنمار، و بدى عليها التفكير في شيء ما

أجابت أنمار "لا، لما سأفعل هذا؟"

"هذا" استغرب الكبير أكاغي من جوابها و سؤالها، قال "ألا يجب أن تكوني قلقة عليه بما أنه ذهب للقتال في الصفوف الأمامية؟"

أجابت أنمار مرة أخرى "سوف أقلق إن كان هناك شيء يستحق القلق من أجله"

سأل الكبير أكاغي "و لما تعتقدين أن هذا الأمر لا يستحق القلق من أجله؟"

تحركت شفتي أنمار و ظهرت ابتسامة خفيفة "لأن رجُلي هو الأقوى، و إن لم يكن الأقوى سيصبح الأقوى"


"همم؟" اندهش الكبير أكاغي كثيرا من كلامها، حدق بها مطولا ثم ضحك بشدة "هاهاهاهاهاهاها"

نظرت أنمار لهذا الأمر و لم تعطه الكثير من الأهمية، لكنها أكملت كلامها "لكن على الأقل هذا شيء مؤكد، باسل هو الأقوى هنا"

حدق مرة أخرى الكبير بها، سابقا لم يضحك على كلامها لأنه حاول السخرية منها، لكنه فعل ذلك فقط لأنه لم يكن هناك أي شيء ليقلق عليه، لقد أراد التخفيف عن حفيدته فقط، لكنه وجد نفسه هو القلق هنا

أنمار فهمت هذا الأمر، لذا لم تسأل عن سبب ضحكه أو انزعجت من ردة فعله

تكلم الكبير أكاغي هذه المرة بعدما صنع وجها جديا "أريد سؤالك عن شيء ما" أماءت أنمار رأسها ليكمل كلامه "العشيرة القرمزية تتميز بسحر النار، لم يظهر أي شخص منها أبدا بعنصر سحر آخر غير النار، فكيف لحليفنا باسل أن يملك عنصر التعزيز و ليس النار"

حدقت أنمار فيه بعمق "هذا..." توقفت عند هذه الكلمة ليفتح الكبير أكاغي أذنيه جيدا ثم أكملت "هذا ستعرفه في القريب العاجل يا جدي"

نسي الكبير أكاغي سؤاله، و هذا بسبب تلك الكلمة التي نطقتها أنمار، لقد مرت أسابيع منذ معرفتهم لعلاقتهم ببعض، لكن أنمار لم تناديه باسم القرابة بينهما أبدا حتى الآن، لذا فقد غمرته السعادة كثيرا عندما سمعها تقول 'جدي'

اهتزاز اهتزاز اهتزاز

اهتزت الأرض تحتهم بشدة، كما لو أن هناك زلزال قد حدث، جعلهم هذا الأمر يتساءلون عما حدث، لذا أمر الكبير أكاغي "كل القوات، فلتنطلق بالسرعة القصوى"

بالعودة لساحة القتال

قبل ثوان

عنصر النار؟ كيف لهذا أن يكون ممكنا، يجب أن يكون هناك خطأ ما فقط، فهذا شيء غير منطقي، لكن دعم رأي الجندي الذي نطق أشخاص مستخدمون لسحر النار أيضا

لم يفهم الجنود ما الذي يحدث بالضبط

شحذ باسل طاقته باستمرار، حتى شعر الجميع بعنصر النار الذي بدأ ينسل من جسده ليتشكل بهالته

لم تتوقف طاقته من الارتفاع، وقف الجنود هناك بلا أي قدرة على الحركة بسبب صدمتهم من قوة باسل سابقا و عنصر النار الذي بدأ يظهر الآن

ارتفعت قوة باسل كثيرا و عندما استعد أخرج كلمات كانت آخر ما سمعها أولئك الجنود "كلي و التهمي، الانفجار الملتهم"

بووووووووووووووووووووووم

انفجار ناري غير معقول أتى من باسل و شمل كل الجنود في دائرة قطرها مائتي متر. كل الجنود الذين كانوا يحيطون به اختفوا من الوجود كما لو أنهم لم يوجدوا أصلا

هذا الانفجار الذي أطلقه باسل كان أقوى بعدة مرات من الذي استخدمه ضد الساحر وايد، عندها لم يستخدم الكثير من قوته لأنه لم يحتج لذلك، لكن الآن الوضع مختلف تماما، و إن أراد ليس فقط ان يفاجئ العدو، بل يجعله متجمدا عن الحركة من الصدمة، فعليه القيام بشيء كبير مناسب لذلك، عليه إطلاق هجوم ضخم غير متوقع يجعل العدو مترددا كثيرا

و في لحظة، انمحى أكثر من ألف جندي كان محيطا به، هذا غير معقول أبدا حتى بالنسبة لساحر من المستوى السابع، مثل هذا الوحش موجود في الوجود؟

ليس فقط الأعداء من تجمدوا في مكانهم، بل حتى الحلفاء، هؤلاء الآخرين لم يصدقوا أعينهم أبدا، لم يعرفوا ما الذي حدث كيفما حاولوا تفسير هذا الأمر، قبل قليل قائدهم استخدم انفجار ناري لا يصدق، ألم يكن لديه سحر التعزيز؟ فكيف له أن يملك سحر النار؟

تجمدت الساحة بأكملها، الإمبراطور كاد أن يتقيأ الدماء، فبعد كل شيء، قد تذكر بسبب ما حدث قبل قليل أمام عينيه حقيقة أن العشيرة القرمزية تمتاز بسحر النار، لكن غضبه أنساه هذا الأمر، لكن مع ذلك، هو لا يعلم الكثير عنهم، لقد لاحظ فقط أنهم كلهم يستخدمون سحر النار أثناء انقلاب الليلة الواحدة، لذا عندما رأى ذلك الغر بسحر التعزيز، قال ربما أنه ليس بالضرورة أن يكونوا كلهم مستخدمي سحر النار

و في هذا الجمود، لاحظ تورتش أن الفرصة التي تحدث عنها سيده هي هذا الجمود الحالي من دون أي شك، إنها الفرصة الذهبية التي تحدث عنها، لا يمكن لهم أن يضيعوها هباء، صرخ تورتش بصوت عال "قوات الـ5 آلاف، اتبعينا و أبيدوا الأعداء الناجين من هجوم قائدنا الأعلى"


انطلق تورتش بسرعة كبيرة ثم تبعه الثمانية، لم يصدق أي أحد منهم ما حدث للتو، لكن كما قال تورتش، إنها الفرصة الذهبية التي لا يجب تضييعها، لذا لا يهم تصديقهم لما حدث أو لا، ما يهم هو التعامل و التكيف مع الوضع الحالي بشكل جيد

العدو الآن لا زال مصدوما مما حدث، إنهم يحاولون فهم ما حدث قبل قليل، فقط حقيقة أن ذلك الفتى هناك كان ساحرا في القسم النهائي من المستوى السابع كانت كافية لتجعلهم يرتعدون، لكن بعد ذلك الانفجار الذي التهم كل شيء في دائرة قطرها 200 متر من دون أن يخلف وراءه أي شيء، فلا خيار أمامهم سوى فشل سيقانهم، و لا يسعهم سوى رفع حذرهم لأقصى الدرجات من ذلك الوحش القرمزي الذي أباد ألفا منهم في لحظة واحدة

هذا الأمر كان مقصد باسل من هذا الهجوم، عندما ترى تهديدا أكبر، فلا شك أنك ستنسى أو تهمل الأصغر

لذا في هذه اللحظات القليلة، لم يكن و لا واحد منهم يركز على أي شيء غير الفتى الذي بدأت صورته تنجلي شيئا فشيء من الغبار، لم يكن بإمكانهم إزاحة نظرهم عنه و لو للحظات، فلحظة واحدة ستكون كافية له ليمحوهم كما فعل بالذين سبقوهم

ظهر باسل من الغبار، ابتسم ثم قال "شيء واحد لا أحبه في هذه الهجمة، إنه يملأ المكان غبارا" ثم نفض الغبار من على جسمه و ترك الأعداء يحدقون به بكل صدمة

تكلم باسل مرة أخرى بعدما نظر في الأرجاء "أمم، لكن بهذه النتيجة فأنا راض نوعا ما، لا بأس إن اتسخت قليلا"

إنه يتكلم بكل برودة، مما زاد الطينة بلة فقط بالنسبة لشعور أعداءه، تكلم باسل في هذه اللحظة مرة أخرى "حسنا، يبدو أنني جلبت الأنظار بشكل جيد، و يبدو أنني سأكرر هذه العبارة للمرة الثانية في هذا اليوم" حملق بهم باسل و أطلق نية قتل مرعبة جعلت أجساد كل الحاضرين تقشعر كما لو أن هناك آلاف الإبر توخز ظهورهم "الخوف من العدو الأقوى منك في المعركة شيء طبيعي، لكن التوقف في المعركة عن الحركة سيؤدي بك للتهلكة"

و بمجرد ما أن انتهى من الكلمة الأخيرة حتى صرخ واحد من الأعداء، و في الحال تبع الصرخة الأولى الثانية، و استمرت الصرخات بالازدياد حتى وصل صوت الصراخ لمسامع الجنود المحيطين بباسل

عندها التفوا كلهم ليروا ما الذي يحدث، فوجدوا أن الـ5 آلاف التي كانت بعيدة عنهم قد بدأت تجزر في الـ4600 المتبقين منهم


و بمجرد ما أن التفوا و عرفوا السبب، حتى طارت رؤوسهم من مكانها قبل أن يدورونها لجهة باسل

أخرج باسل سيفيه الأثريين و شرع في قتل الأعداء المحيطين به، لم يعرف الأعداء ما الذي قد حدث، حتى أن تشكيلتهم قد تفرقت و قواتهم انقسمت للعديد من المجموعات، و هذا أمر ليس بجيد على الإطلاق

فألفين من الـ5 آلاف من مقدمة جيش الانقلاب، اتباعا لأوامر شي يو، قاموا باستهداف المجموعات الصغيرة واحدة تلو الأخرى

هذه الـ5 آلاف انقسمت لثلاث مجموعات، ألفان تبعت شي يو، و 1500 تبعت قادة التشكيل الأربع، و 1500 تبعت الأربعة الآخرين مع كين نبيل يأخذ القيادة و يقطع كل ما في طريقه

قامت مجموعة شي يو بمهاجمة الأعداء بناء على اختيار شي يو المناسب، و بإتباع أوامرها أنهوا أمر كل المجموعات الصغيرة التي انفصلت عن قوتها الرئيسية

كانت مجموعتها تحوم في وسط الساحة كلها باحثة عن نقط الضعف و ضربها، أما مجموعة تورتش، فقد هاجمت مباشرة متجهة نحو باسل، و بالطبع الأعداء كانوا في حالة صدمة و لم يستجيبوا بسرعة، حتى أنهم عندما عرفوا أنهم تحت الهجوم كانوا قد فقدوا المئات بالفعل

أما مجموعة كين نبيل، فقد أخذت طريقا طويلا دائريا حول جيش العدو ثم هاجمت من الجهة المقابلة للتي هاجمت منها مجموعة تورتش، كانوا قادرين على المرور من كل هذه المسافة من دون التعرض لأي ازعاج، و هذا بفضل صدمة العدو مما حدث بسبب ما فعله باسل، هذا أولا، أما ثانيا، فكان السبب هو مجموعة تورتش التي أبادت أكبر عدد حتى الآن

فعندما أدرك العدو أنه يهاجم، ركز على الجهة التي تلقت أكبر ضرر و التي كانت الجهة التي هاجمتها مجموعة تورتش، لذا لم يكن باستطاعتهم ملاحظة تلك الـ1500 التي انسلت خلفهم ثم انقضت عليهم بادئة عملها في إبادتهم هي الأخرى


باسل بالمركز، و مجموعتي تورتش و كين نبيل تتوجهان نحوه، بينما تقوم مجموعة شي يو بتنظيف الشوائب

و في دقائق قليلة كانت الـ4600 التي بقيت بعد هجوم باسل قد أبيدت بكرة عن أبيها بالفعل، بينما كانت الخسارة التي تلقتها الـ5 آلاف هي 0 خسارة، كل ما تلقوه كانت جنودا مجروحين، قد يكون البعض منهم على شفا الموت، لكن بواسطة شي يو و فرقتها الخاصة للعلاجات كانوا قادرين على إنقاذهم من الموت

و بالطبع السبب الأكبر في أنهم لم يفقدوا أي شخص هو الأمر الذي أتى من باسل قبل القدوم إلى هنا، الخطة كانت جلب باسل اهتمام العدو إليه كليا، و استغلال الـ5 آلاف لهذه الفرصة جيدا، و لاستغلال هذه الفرصة جيدا، لم يكن هناك أي خيار آخر غير استخدام طاقتهم السحرية بجنون، أمر باسل بهذا لأنه يعلم، أنه عندما ينتهزون تلك الفرصة، سيكونون قد أنهوا مهمتهم، و عندها سيحين دور القادة الكبار و جيشهم في القضاء على المتبقين من الأعداء

و بعد انتهاء هذه المعركة، أو يجب القول المجزرة بما أنها كانت من جانب واحد، فلا زال ذلك الحدث من قبل الذي كان سببه باسل يشغل بال كل شخص موجود

و خصوصا أولئك التسعة، تقدم تورتش و أراد التكلم، لكن باسل قاطعه و قال "أنا أعرف سؤالك، سؤالكم جميعا، لكن الآن ليس الوقت المناسب، فيبدو أن ذلك العجوز الخرف قد قرر التحرك أخيرا"

نظر تورتش لجهة العدو فوجد الإمبراطور بواجهة الـ3 آلاف التي تبقيت من جيشه يقوم بشحذ طاقته السحرية، مما يعني أنه في استعداد كامل للهجوم

حدق باسل فيه باستخدام سحر التعزيز، فابتسم ثم قال بسخرية "إنه يغلي إنه يغلي"

بلع تورتش ريقه، و كذلك فعل كل من خلفه، فحتى لو أنهم قد شاهدوا باسل بقوة في القسم النهائي من المستوى السابع، إلى أنهم لا زالوا يشعرون بالخوف من الإمبراطور، فهيبته التي نمت كل هذه العقود لم تنسى من عقولهم

نظر باسل لهم ثم صرخ باستخدام سحر التعزيز على صوته [انتباه]


خرج هذا الصوت منه كما لو أنه صوت رجل بالغ، سابقا عندما كان يستخدم مكبر الصوت، هذا الأخير كان فقط يضخم صوته من دون التعديل عليه، و باستخدام سحر التعزيز بإمكانه فعل هذا أيضا، لكنه ركز أيضا على جعل صوته حادا مما أيقظ الجنود من رعبهم

[إنه ليس إلا عجوز قد عفى عليه الزمن، كلكم رأيتم قوتي، يجب أن يكون لكم علم كاف الآن أن العصر يتغير، قد يكون في القسم النهائي من المستوى السابع، لكن ماذا في هذا؟ فأنتم لديكم أنا و القادة الكبار، هذه المعركة قد حسمت، و للتأكد من هذا التفوا للخلف و اجعلوا من هذا الأمر يرفع معنوياتكم، بهذه القوة ليس هناك أي شخص بإمكانه إيقافنا]

بناء على أمر باسل، التف الجميع من مقدمة جيش الانقلاب ليروا ما المقصود بكلامه، و عندها رأوا القادة الكبار آتين في مقدمة الجيش الذي بلغ عدده 210 ألف

تكلم باسل [الـ5 آلاف المرهقة، فلتعودوا للمؤخرة و ارتاحوا، لقد انتهت مهمتكم الآن، أما الـ35 آلاف فسوف تتقدم الجيش الآتي خلفها، لم يتبقى للعدو سوى 3 آلاف من المستوى الخامس مع قائدهم الخرف، فوزنا محقق، لذا كل ما يجب عليكم فعله هو أن تكونوا على قيد الحياة عندما نفوز]

تحمس الجنود و ارتفعت معنوياتهم كثيرا، نسوا أمر الإمبراطور بالفعل، لذا تحمسوا مع كلام باسل الذي صرخ منهيا كلامه [فجرا، سنكون بإمبراطورية الشعلة القرمزية من جديد]

"هووااااااااااااااااااااااه"

و في هذه الأثناء انتهى الإمبراطور من شحذ قواته بالفعل كما فعل جنوده كلهم، و بأمر منه

"هجووووووووووووم"


تبعه كل الجنود مستهدفين العدو

و بنفس الوقت تراجعت الـ5 آلاف

و تقدم الجيش الذي أصبح عدده 245 ألف بانضمام الـ210 ألف لـ35 ألف، و في مقدمتهم يقف القادة الكبار و باسل و أنمار بشموخ

و بأمر من باسل مرة أخرى

"هجووووووم"

انطلقت القوات لتبيد آخر ما تبقى من قوات الأعداء

وووووش وووووش

انطلقت كلتا القوتين

باسل الذي في المقدمة تكلم مع أنمار في شيء ما ثم وافقت هي الأخرى

بينما الكبير أكاغي يشحذ طاقته السحرية باستمرار، لم يزح نظره عن غرين لايت للحظة واحدة، عدوه اللدود أمام عينيه، كيف له أن يزيح نظره عنه؟

احترقت مشاعره و تذكر تلك الليلة، هو لم ينسى أبدا آلامه لخسارته أبوه و إخوانه و أخواته، أعمامه و أبناءهم، عائلة غرين اتفقت مع العديد مع العائلات، و في تلك الليلة، باغتوا عائلة كريمزون الحاكمة التي لم تكن مستعدة جيدا و عزموا على إبادتها، الشيء الوحيد الذي كان سببا في صمود عائلة كريمزون لليلة كاملة كان وجود العشيرة القرمزية بجانبها، و السبب الذي جعلها تنجو من المحو الكلي كان تدخل الرئيس تشارلي

الرئيس تشارلي غمرته المشاعر، في هذه اللحظة تذكر صديقه كريمزون هونغ، لقد أنقذه من حياة كان سيصير بها عبدا فقط لا غير، علمه السحر و زوده بكل ما يحتاجه، أدخله أكاديمية السحر، و هذا كان قبل أكثر من مائة سنة بالفعل، قبل 50 سنة عض على شفتيه و كادت رئتيه تحترق، لكنه مع ذلك، بناء على أمنية صديقه الأخيرة، قام بإخماد غضبه و انتظر الوقت المناسب

و ها هو ذا ذلك الوقت قد أتى، لذا النار التي أخمدت طوال هذه المدة ستنفجر كلها مرة واحدة

كريمزون أكاغي و كين تشارلي كان لهما حقد كبير تجاه الإمبراطور غرين لايت، و أخيرا قد أتت فرصتهم للانتقام

انفجرت الطاقة حول جسد الكبير أكاغي و هالته ضغطت على سحرة المستوى الرابع الذين خلفه، إنها طاقة ساحر بالقسم المتوسط من المستوى السابع، بالطبع فوجئ الجميع من قوته هذه، لكن بالتفكير في الأمر جيدا، لقد كان بالقسم المتوسط من المستوى السادس قبل خمسين سنة بالفعل، فكيف لا يمكن أن يكون قد دخل للمستوى السابع، لكن السبب في تفاجئهم كان ابتعاد الكبير أكاغي عن الأنظار لكل هذه المدة، لذا فقد نُسي مع مرور الوقت


كذلك قوة الرئيس تشارلي ارتفعت بجنون و اخترقت المستوى السابع، ارتفعت معنويات الكل في هذه اللحظة، لديهم في جانبهم ساحرين في المستوى السابع، لا، بل ثلاثة عند إضافة باسل إليهم، فهموا أخيرا مقصد باسل، و عرفوا أنهم هم الفائزون بهذه المعركة

في الحقيقة، الكل كان يعلم بالفعل أنهم الفائزون بهذه المعركة، لكن بقي قلقهم بخروجهم على قيد الحياة أم لا يشغل بالهم، لكن بعد رؤيتهم لقوة قادتهم، ارتفعت معنوياتهم كثيرا، و عرفوا أن فرصة بقائهم على قيد الحياة قد ارتفعت كثيرا

كل القادة الكبار، كريمزون أكاغي، كين تشارلي، كريمزون منصف، مارون براون، كورو هي و موراساكي فايوليت

هؤلاء كانوا كل القادة الكبار حاليا هنا، أما عن رئيسي العائلتين اللتين انضمتا لهما، رئيس عائلة كِيِرو 'هوانغ' و رئيس عائلة آوْ 'لان'، هذان الاثنان كلفا بالبقاء بالخلف و حراسة العاصمة، كانا معهما أيضا غير جنودهم جنود عائلة غين الذين أجبرهم الرئيس تشارلي على اتباعه، هذان الاثنان كانا في صف عائلة غرين، لكنهما انضما لعائلة كريمزون

شحذ كل القادة الكبار تباعا للكبير اكاغي و الرئيس تشارلي طاقاتهم السحرية و كذلك فعل الجيش خلفهم

و في هذه الأثناء رمى باسل كلمات للكبير أكاغي "أنا ذاهب لقلب القاعة الرئيسية، يجب أن أجد الأخت الكبرى"

أماء الكبير رأسه من دون أن يزيح نظره عن غرين لايت، لم يتبقى قبل الاصطدام سوى مئات الأمتار، و هالة كلا الطرفين بدأت تضغط على قوات عدوه

خرج باسل من المسار ثم تبعه قادة التشكيل، مع أنهم أرهقوا لكن كان لا زال بإمكانهم القتال أكثر، لذا وافق باسل على مرافقتهم له

الإمبراطور شاهد ذلك الفتى من العشيرة القرمزية يبتعد آخذا طريقا آخر، عبس و عض على شفتيه، لكنه لا يملك لا الوقت و لا الجنود الكافيين للتعامل معه حاليا

فبعد ظهور القادة الكبار مع الـ210 ألف، سخط الإمبراطور على الوضعية، كل ما يمكنه تمنيه هو قدرة هذه الـ3 آلاف التي يجرها معه على قتل ذلك الجيش المكون من 245 ألف


و في اللحظات الأخيرة قبل التقاء الطرفين ببعضهما، شعر الإمبراطور بهاجس خطير، أحس بشعور أسود يلتف حول قلبه، هذا الشعور لم يكن غريبا عنه أو غير معروف بالنسبة له، فهو قد جربه في العديد من المناسبات، فقط يبقى أنه لم يشعر به لمدة طويلة

خطر الموت

بوووووووم

التقى الجيشان و انطلقت الشرارات من التقاء سيوفهم، و في الحال تقابل سيفي العدوين اللدودين

زززززززنغ

التقاء سيفيهما أطلق عدة موجات جعلت الجنود يحلقون بعيدا عنهم، لقد صنعوا حلبة قتال خاصة بهما عن طريق تلاقي سيفيهما فقط

انطلق القادة الكبار و شرعوا في قتل الأعداء، الجنرال منصف سحق الأعداء بسحر التعزيز، و بعد شحذ طاقته السحرية فاجأ الجميع هو الآخر باختراقه المستوى السابع، لم يعد هناك من يستطيع الوقوف في وجهه

الرئيس براون عن طريق رمحه الأسطواني البرقي شوى و اخترق الأعداء، كما التهم ظلام الرئيس كورو العديد من الجنود، أما الرئيس تشارلي، فقطع الرؤوس بالعشرات في كل تلويح من سيفه البرقي، و أخيرا شحذت الرئيسة موراساكي فايوليت طاقتها السحرية ثم بدأ شكلها يتغير، ظهر بعض الريش على يديها و ظهرها ثم تزايد مع الوقت، تحولت رجليها لرجلي طائر مع التهاب أزرق يحيط بهما، هذا اللهب الأزرق جعل كل ما يلمسه يحترق بسرعة كبيرة، ناره كانت كما لو انها شبيهة بميزة سحر الظلام

طائر الشهاب الساقط

تمتم جندي وراء الرئيسة موراساكي بهذا الاسم بعد أن شاهد تحولها، ثم أكمل جندي آخر "إذا هذا هو سحر التحول الخاص بالرئيسة موراساكي"

طائر الشهاب الساقط يعتبر وحشا سحريا من المستوى السادس، لذا عندما تحولت إليه الرئيسة موراساكي، تفاجأ الجميع من هذا، هذا الطائر لا يتواجد إلا في قارة الأصل و النهاية، لكن ليس هذا هو المفاجئ فقط، فبعد كل شيء هذا الطائر يعيش في آخر مكان يقدر السحرة على بلوغه من قارة الأصل و النهاية، لقد كان من أقوى الوحوش الموجودة بالمستوى السادس


انطلقت نحو السماء ثم نزلت مرة أخرى منطلقة كشهاب ساقط و اخترقت العشرات من الجنود بمخالبها النارية

أما أنمار فكانت تقوم بجعل العديد من الجنود الأعداء يمرون بأسوء كوابيسهم، ثم تمر بأجسادهم عن طريق سيفها الأثري

تكلم الكبير أكاغي "لقد خسرتَ يا غرين لايت، حقي استرددته كله تقريبا، لم يتبقى سوى رأسك ليطير من مكانه و يكتمل"

استهجن غرين لايت ثم صرخ "اصمت أيها اللعين، أي حق تتكلم عنه، ألم يكن مؤسس عائلتكم هو الذي قام بخيانة عائلتنا في المقام الأول، لذا كل ما قمنا به لم يكن سوى استرداد لحقنا"

ضاقت عيني الكبير أكاغي "أي خيانة تتكلم عنها؟"

"همف، كريمزون باسل قام بالتخلي عن زوجته التي كانت من دمنا، بعد أن كانت عائلة غرين السبب في ارتفاعه للقمة، لم يكلف نفسه حتى القليل من العناء للإبقاء على القليل من شكره لأجدادنا، بكل سهولة ارتبط بمملكتين أخريين و ولد منهما، أما عائلة غرين، فقد تخلى عنها كما لو أنها كانت وسيلة فقط ليرتفع بها، أجدادنا لم يستحملوا مثل هذه الإهانة العظيمة في حقهم، أرادوا أن يردوا حقهم حالا، لكن بسبب أن كريمزون باسل كان قد جعل كل الممالك تتوحد تحت اسم واحد، لم يكن لدى أجدادنا خيار آخر سوى الانتظار حتى يحين الوقت المناسب"

عبس الكبير أكاغي و ظهرت العروق على جبهته، عصر يديه و أحكم القبض على سيفه بكل ما يملك من قوة، صرخ في وجه غرين لايت "بسبب هذا الغباء، بسبب هذا الغباء قتلتم أمي، أبي، إخواني، دمي و لحمي"

بادله غرين لايت الصراخ "غباء؟ أتقول عن الخيانة غباء أيها اللعين؟"

تكلم كريمزون أكاغي "أقول عنه غباء لأنه غباء، لو أن أجدادك الحمقى لم يكونوا أغبياء لما وصلنا لهذه المرحلة، السبب في تخلي مؤسس عائلتنا عن زوجته من دمكم هو لأن ذلك كل ما كان بإمكانه فعله مقابل ألا يقتل و يبيد و يمحو أجدادك من الوجود، فبعد أن كانوا السبب الأكبر و الرئيسي في موت أعز صديق له، كان هدفه هو قتلهم، و لولا توسل زوجته من دمكم على حياة أجدادكم لكنتم غير موجودين الآن، كيف له أن يتشارك دمه مع عائلة قتلت ددمم أخيه؟ كل ما كان بإمكانه فعله هو عدم التقرب منكم و الابتعاد عنكم فقط بسبب طلب تلك الزوجة من دمكم التي أحبها، لكن حتى لو كان أحبها لم يستطع فقط المرور فوق جثة صديقه و رفيقه و الارتباط بالعائلة التي قتلته"

"أجدادك الأغبياء كانوا يتعاملون مع المنظمات السوداء، و تعاونوا على وضع فخ للشخص الذي كان يتعقبهم، هذا الشخص كان صديق و رفيق مؤسس عائلتنا"


بقي غرين لايت متجمدا في مكانه، هذه القصة يسمعها لأول مرة، لكنه صرخ رافضا كلام الكبير أكاغي "كما لو أنني سأصدق هذه القصة السخيفة"

أجاب الكبير أكاغي "تصديقك لها أم لا لن يغير شيئا، لأنك ستموت مهما حدث"

أخرج الكبير إكسير التعزيز ثم شربه، فارتفعت قوته لقمة المستوى السابع، لكن طاقته ازدادت أكثر و أكثر، مع أنه في نفس المستوى الآن مثل الإمبراطور، إلى أن طاقته السحرية مرتفعة جدا أكثر من الإمبراطور

شحذ الكبير أكاغي طاقته السحرية بسيفه و كذلك فعل غرين لايت، ثم أطلقا معا هجوما عبر تلويح سيفيهما

سحرهما كان نفسه، سحر الضوء، التقت هجمتهما و التحمتا معا حتى ألغتا بعضهما البعض، و في الحال تبع هذه الهجمة هجمات متسلسلة من كلا الطرفين

ساحران في قمة المستوى السابع يتقاتلان الآن، كل شخص اضطر ليبتعد عنهما، فقط بقايا هجماتهما كافية لقتلهم

يطلق الاثنان هجمات بعيدة المدى و يناوران بعضهما البعض ثم يلتقي سيفيهما، لكن عند الالتقاء، كان من الواضح أن سيف الكبير أكاغي هو الطاغي، فبعد كل شيء ذلك سيف بنقوش أثرية من الدرجة الثالثة

سيف سحري عادي ليس بإمكانه مواجهته، ابتعد الكبير أكاغي للخلف قليلا ثم صرخ مع شحذه لطاقته في سيفه الأثري "الليلة، سأسترد حقي، مت يا غرين لايت"

وووووش

لوح بسيفه بأقصى ما يملك من قوة، حمل تلويحه طاقته السحرية كاملة ثم أطلقها من خلال سيفه الأثري على شكل موجة ضوء حارقة كان بإمكانها اختراق و حرق كل شيء في طريقها

الإمبراطور أصبح في موقف يائس تماما، لكنه لا زال لم يستسلم، فكيف له أن يفعل، صرخ "لن أخون ثقة أجدادي، لن أموت هنا أيها اللعين"


لوح بسيفه هو الآخر بكل ما يملك من قوة، جفت طاقته السحرية مع إلقاءه لهذا الهجوم، وضع كل ما يملك من قوة في هذه الهجمة

باااااااااااانغ

اصطدمت الهجمتين مع بعضهما، تلاحم الضوءين و لم يظهر أي واحد منهما ضعفا تجاه الآخر، ثم انفجرا في الأخير من دون فوز أي أحد منهما، و في هذه الأثناء سقط الإمبراطور على ركبة واحدة من شدة الإرهاق

وووووش

انطلق الكبير أكاغي و وقف أمام الإمبراطور الذي تفاجأ من هذا الأمر، بعد رفعه لرأسه أراد أن يهرب لكن رأسه قد طار من مكانه

و في هذه اللحظة، دمعت عيني الكبير أكاغي مع عودة العديد من الذكريات إليه، صور أحبابه الميتين مرت أمام عينيه، رفع رأسه للسماء ثم تنفس الصعداء، أحس بشعور لا يوصف في هذه اللحظة

رفع سيفه و صرخ "لقد مات غرين لايت، و أنا أعلن الآن عن عودة إمبراطورية الشعلة القرمزية من جديد"

سمع كل من في الساحة هذا الصراخ

تحمس الجنود و صرخوا "هوواااااااه"

فقد ما تبقى من جنود العدو إرادتهم في القتال بعد موت سيدهم، و في الحال انقض عليهم جيش الانقلاب منهيا إياهم

باسل و قادة التشكيل كانوا في هذه الأثناء أمام غرفة بباب سحري يحمل ختما عليه، و بآخر حركة من باسل انفتح الباب

و في الحال قفز ظل استهدف باسل

و بالرجوع لساحة القتال، فرح الكل بفوزهم، غمرتهم السعادة، لم يكن هناك أي شخص هنا أكثر فرحا من الرئيس تشارلي و الكبير أكاغي، هذان الاثنان كانا يحترقان من أجل قتل عدوهم، و أخيرا قد انجزوا هذا العمل

لكن في هذه الأثناء، خلال هذه الفرحة، حدث ما لم يكن يتوقعه أي شخص

ووووووووووش

ظهر ظل بسرعة خاطفة من وراء الكبير أكاغي، و اخترق ظهره بسيف يحمل نقوشا أثرية....معلن بذالك موت الكبير كريمزون أكاغي......... يتبع!!!!!



 
  • عجبني
  • حبيته
  • يالهوي هي وصلت لكده
التفاعلات: البرنس احمد, Siko Jimy, rafefq و 23 آخرين
احسنت النقل يا ياجا 👏👏
 
  • حبيته
التفاعلات: BABA YAGA
  • حبيته
التفاعلات: Life Arch
  • حبيته
التفاعلات: BABA YAGA
  • عجبني
التفاعلات: Life Arch
  • حبيته
التفاعلات: BABA YAGA
  • حبيته
التفاعلات: BABA YAGA
  • حبيته
التفاعلات: Life Arch
(في قرية صغيرة كان يعمها السلام و الهدوء، كان الناس يعيشون في سرور و بدون قلق)
"هاهاهاهاهاهاها، أمسكني إن استعطت"
"انتظري أيتها المغرورة سأمسكك الآن"
"كيااااااه"
"ماااريا...ماذا بك تتعثرين بلا شيء"
"اه..لا....كنت أجري و فجأة رياح ما........ايه.....أخي.. ما ذلك الشيء"
فجأة ظهرت بوابة دائرية عملاقة و بدأت تتسع شيئا فشيء الى أن أصبح لا يمكنك رؤية محيطها و كانت كبحيرة شاسعة في السماء
بعد لحظات بدأت عدة ظلال تظهر منها رويدا رويدا حتى أصبحت أعدادهم لا تحصى، دوى صوت كبير من بينها يبث الفزع في القلوب قائلا "نفذوا العمل بسرعة"..كان الصوت آتيا من طرف مخلوق كان يشبه البشر الى حد كبير، لكن كانت هناك أشياء قليلة مختلفة به
كان له قرنين صغيرين ذهبيين بجبهته و أذنين حادتين بالجزء الافقي و السفلي و أنيابا كالتي لدى مصاصي الدماء في الأساطير و عينين صفراوين و كان يرتدي معطفا أسودا مغلقا بحيث لا يمكنك رؤية جسده
فور صراخه، بدأت الظلال تتفرق في جميع الأنحاء ثم قام هو بالنزول أرضا ليقف امام الطفلين الصغيرين
عندما ريا الاثنان ذلك المشهد أمامهما لم يهربا و بدل ذلك بقيا ليشاهدا تلك الأشياء الغريبة في السماء، كونهما لم يعرفا العالم خارج قريتهما، رؤيتهما لشيء كتلك البوابة أثار اهتمامهما بشدة
بعد لحظات ريا تلك الأشياء الغريبة تتفرق و ظل ما نازل أمام أعينهما و عند وصول هذا الكائن للأرض و وقف أمامهما، تغيرت نظرة التعجب و الفضول التي كانت على وجههما الى نظرة خوف و فزع بسبب شكل ذلك الكائن
"ياااااه.............."
صرخت 'ماريا' صرخة مدوية من الخوف، لكن هذه الصرخة توقفت فجأة، فقام الأخ الذي كان مرعوبا بالنظر لجهة أخته الصغرى ليجد جسدا ملقيا على الارض و دماء تسيل منه و رأس مقطوع بجانبه
"ماريا.....ماري...ما..آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه......"
نادى الفتى اسم أخته بوجه مفزوع و عينين فارغتين، فيصرخ بصوت مرتفع مرتعب لكن كما حدث مع اخته قطع رأسه فجأة برياح غريبة موقفة صراخه
(أثناء هذا، كان هناك اضطراب في القرية)
كان الناس في فوضى يتساءلون عن تلك الظلال البعيدة جدا في السماء التي ظهرت فجأة
"آه، أنظروا انهم يتفرقون، ما كان ذاك يا ترى"
(أمام منزل مهترئ)
"ما ذلك الشيء، لدي شعور سيء ايتها الأم، أين الطفلين"
"اه..إنهما..ايه..لقد كانا هنا فقط منذ فترة صغيرة يلعبان"
فور انتهاء الأم من كلامها بدأ ضوء غريب يسطع في السماء
تكلم أحد من سكان القرية "هوي....ما ذلك يا رفاق...."
كان هناك في السماء ذلك الكائن ذا القرنين الذهبيين من قبل و بإشارة من يده ظهر شيء كروي الشكل و صغير لكنه بدأ يكبر شيئا فشيء الى أن أصبح بحجم استطاع أن يغطي القرية كاملة، لقد كانت عبارة عن كرة نارية ضخمة للغاية كما لو أنها شمس صغيرة و بإشارة من يده مرة أخرى بدأت تنزل الكرة النارية الضخمة في اتجاه القرية
"وااااااااه..اهربوا"
حاول جميع من في القرية الهروب لكن هذا كان مستحيلا و اصطدمت الكرة مخلفة ورائها حفرة ضخمة كما لو أن نيزكا سقط هناك
(في قرية أخرى)
"اهربوا....اهر...ارخخخخ" عندما كان الرجل يحاول تحذير الناس قطعه شيئا ما لنصفين و في لحظة جميع من كان يحاول الهرب حدث لهم ما حدث لسابقهم
و في خلال دقائق فقط من تفرق الكائنات الغامضة جميع القرى المحيطة بالمنطقة أبيدت عن بكرة أبيها
كانت هناك قرى تشتعل بالنيران و أخرى أصبحت أراضي جليدية و أخرى ممزقة لأشلاء كما لو أن إعصارا هائلا مر عليها، هناك قرى كانت بها جثت ممزقة كما لو أنها افترست من قبل وحوش ما
(لقد انتهينا من المنطقة هنا، ماذا عنك) كان ذلك الكائن الشبيه بالبشر من قبل واضعا إصبعي السبابة و الوسطى بجانب جبهته و بدى كأنه يخاطب شخصا ما
(آه، نعم نعم، بالطبع انتهينا) أجابه شخصا ما بكسل و الصوت كان لفتاة
(حسنا هذا جيد..استمري في الخطة) فور انتهائه قام بالتحليق للسماء ليقف في وسطها و على وجهه نظرة استمتاع بالمنظر الذي أمام مرآه من قتل و ذبح و حرائق
"آآآآآه، كم أحب رائحة الدم هذه و صرخات الرعب المملوءة باليأس، هذا 'العالم الواهن' سيكون خطوة سيدنا العظيم الأولى في الاستيلاء على باقي العوالم الرئيسية و يتربع على العرش الذي يدعي ذلك الوغد الحقير أنه يملكه، لكن هذا لن يستمر لفترة أطول"
(أيها القائد، توجد مشكلة هنا، المرجو القدوم للمساعدة) بينما كان يتكلم لوحده قام شخص ما بالتواصل تخاطريا معه طالبا النجدة
(همم، ماذا؟ ما الذي حدث؟ ألا زلتم لم تنهوا عملكم بعد) أجابه القائد بنبرة غضب و نية قتل تخرج من عينيه
عندما سمع التابع قائده بدأ يغضب أجاب بسرعة (لا، في الحقيقة بينما كنا نهاجم هذه القرية ظهر فجأة عدة فرسان من بينهم أشخاص يستطيعون استخدام السحر من المستوى الرابع، ويبدو أنني الناجي الوحيد للآن)
تفاجأ القائد قليلا عند سماعه المستوى الرابع، لكن هذه النظرة تغيرت لتصبح كالتي لدى الطفل عند استلامه لعبة جديدة (هممم، يبدو أن رحلتنا لن تكون مملة لتلك الدرجة كما اعتقدت، أنصت جيدا، قم بتأخيرهم ريثما أصل لهناك)

(علم)
'بووووووووووووووم'
قام القائد بالطيران بسرعة فائقة مخترقا سرعة الصوت لكي يصل بأسرع وقت ممكن
في مدينة ما كانت رائحة الدم و الجثث تملأ المكان، كان هناك بقايا من الضحايا هنا و هناك في كل مكان بالقرية
"أسرعوا، أسعفوا ذوي الجراح البليغة و أنقذوا من تتم مهاجمته، أنت هناك،لا زلت شابا نحن الان في أشد الحاجة الى مزيد من الأيدي، قم بالمساعدة في الإخلاء، و انت..."
كان هناك شخص ذو بينية كبيرة و بشرة سمراء قليلا و شعر بني مع عينين بنفس اللون، كان يرتدي درعا فضيا و يقوم بتوجيه الناس و أمر الجنود، و أثناء فعله لهذا أتى جندي يرتدي درعا حديديا بسيطا مسرعا ليعطي تقريره
"حضرة الجنرال، لقد تم إسعاف الجميع، بقيت هذه الجهة فقط و ننتهي، و أيضا، يبدو أن قائد الوحدة الثانية التقى مع العدو و هو في مواجهة مباشرة معه الآن"
كان الجنرال يستمع للتقرير باهتمام و عندما سمع أن العدو لا زال هنا و أن قائد الوحدة الثانية هو من يواجه الخصم صرخ قائلا "أنت ، أين موقعهما؟ أخبرني بسرعة"
أجابه الجندي "حسنا، يبدو أن الموقع في شمال المدينة عند مدخل الغابة"
قام الجنرال بوضع يده على ذقنه و بدأ يفكر بأمر ما و بعد لحظات أعطى أمره للجندي "قل لقائدي الوحدة الأولى و الثالثة أن يلحقاني مع 40 جندي إلى مكان قائد الوحدة الثانية، أما قائدي الوحدتين الرابعة و الخامسة فقل لهما بأن يسرعا في الانتهاء من الإخلاء لأن المكان قد يصبح خطرا"
بعد قوله لهذا و استجابة الجندي لأمره قام بالركوب فوق حصانه و أسرع بالذهاب
"هه...هه...هه"
كان هناك شخص يتقطر عرقا و يلهث، كان يرتدي درعا نحاسيا، ذو شعر طويل أشقر و عينين زرقاوين و يحمل سيفا مغطى بضوء أزرق مكهرب
"اللعنة، ألا تنتهي أعداد هذه المخلوقات، أقطعها ثم أقطعها لكن لا تنتهي، كما توقعت علي قتل مصدرها و إلا لن انتهي أبدا"
فور انتهاءه من كلامه قام ظل بالطيران في اتجاهه ليقوم بقطعه لنصفين بسيفه المكهرب. ثم نظر في اتجاه العدو ليرى كائنا على شكل بشري لكنه يصل لثلاثة أمتار علوا ، له قرني استشعار مثل التي عند النملة و عينين زجاجيتين و جسدا مغطى بقشرة صلبة
"نعم علي قتل ذلك الوغد شبيه النملة، لكن المشكلة هي أنني كلما حاولت الاقتراب منه يقوم جيش النمل ذاك بسد طريقي، و لم يتبقى لي الكثير من الطاقة السحرية بعد أن قتلت الاثنين الآخرين"
كان يحيط بالرجل النملة جيش من النمل و الذي كان كبيرا جدا مقارنة بالنمل العادي حيث كل واحدة منهم كان طولها نصف طول الرجل العادي و قشرتها تبدو كدرع من حديد
"علي إيجاد خطة عاجلا و ليس آجلا و إلا..."
أثناء تكلم قائد الوحدة الثانية مع نفسه محاولا التفكير في خطة ما، بدأ العديد من النمل بالجري بسرعة في اتجاهه و عند رؤيته هذا قام بتحريك رأسه يمينا و يسارا موقفا تفكيره
"اللعنة، لنقم بتجريب هذا، مع أن استخدامه سيضع عبئا هائلا على جسدي و قد تكون له أعراض جانبية كوني لم أتقنه بشكل كامل لكن هذا لا يهم الآن، المهم هو الاهتمام بشأن العدو أمامي و القلق بالأمور الأخرى عندما تأتي"
في هذه اللحظة بدأ الضوء المكهرب الذي يحيط بالسيف بالسطوع بقوة والزحف محيطا ذراعه أولا حتى أحاط جسمه كاملا
"بوووووووووووم"
سطع جسده بضوء ازرق مكهرب و تحولت عيناه للأبيض و قام بالجري بسرعة كبيرة لدرجة ان خطواته تركت وراءها الأرض مشتعلة و قام بتوجيه سيفه بشكل أفقي في اتجاه الجيش مخترقا إياه في لحظة وصولا للرجل النملة الذي تفاجأ بالمنظر أمامه فحاول مراوغة السيف لكن ذراعه اليمنى طارت من مكانها محلقة للسماء مما جعله يصرخ بطريقة غريبة
"جييااااااه، ما الذي يحدث هنا؟ لم يخبرني أحد أن هناك شخصا في االعالم الواهن يستطيع استخدام المستوى الرابع من السحر، يجب على الاتصال بالقائد"
قام الرجل النملة بوضع إصبعي السبابة و الوسطى على جانب جبهته و بدأ يخاطب شخصا ما
قائد الوحدة الثانية كان يلهث بشدة، فكما توقع، استخدام تلك التقنية يضع عبئا هائلا على جسده، لكن كان لا زال بإمكانه التحرك و يستطيع القيام بهجمة أخرى
قام باتخاذ وضعيته مستعدا للهجمة الثانية ثم بدأ ينظم تنفسه
(علم) انتهى الرجل النملة من حديثه تخاطريا ثم قال مباشرة " فالتظهروا يا اتباعي اللطفاء"
صرخ الرجل النملة فظهر هذه المرة من تحت الأرض جيشا ضعف السابق حيث كان يقارب 500 نملة ضخمة و تابع بإعطائه أمرا لجيش النمل "فالتحموني"
فور أمره لهم قاموا بالتجمع بسرعة كبيرة جدا مكونين جدارا ضخما و سميكا جدا
"هاهاهاهاها، فالنرى إن كنت ستستطيع اختراق هذا الجدار الآن "
بعد سماعه هذا، كان قائد الوحدة الثانية قد أتم استعداده فأسرع في اتجاه جدار النمل بسرعة أكبر من السابق ثم وصل سريعا لحائط النمل، و عند التقاء رأس السيف المكهرب بالجدار تسبب في ثقب ضخم و الذي بدأ يتسع شيئا فشيء إلى أن تفجر الجدار تماما و أكمل السيف طريقه نحو الرجل النملة المصدوم مما حدث.................. يتبع!!!

اهلا ي جدعااان😂مبدأيا انا مجرد ناقل للقصه
القصه دي عظمه بجد فحبيت انشرها هنا ده عشان لو حد هيقول انا قرأتها قبل كده

تاني حاجه القصه لسه في مقدمه بدايه البدايه كل ده لسه توضيح ولسه كمان الجزء التاني
هيبقي توضيح لاحداث العالم في الوقت ده واي الي بيحصل فيه وكل حاجه هتبان مع الاجزاء
في الاخر اتمني ليكم قرأه ممتعه 🖤🥀
حلوة يابنى ولا ايه على ضمنتك
 
  • حبيته
التفاعلات: BABA YAGA
@MONA# @لؤلؤه سوداء 🪆🌚 بدِٖٓۆيَّہ @xx_nour_xx @Bandoda @أوتاكو هانم 😈 @Ahmed1989 @ياسمين الجندول @𝒯ℋℰ 𝒦ℛ𝒜𝒯𝒪𝒮 𝒵ℰ𝒰𝒮 @وهم الأقنعه @بيكهام الاسمرر @rafefq @☆( 𝗠𝗢𝗛𝗔𝗠𝗘𝗗 )☆ @Eross @M o u s a @Im28LUlukatty @Palestinian @دندوشه @❤️Sarah❤️ @ألفاريز @مدام دعاء @ملك نسوانجي @Ashriy @الزعيــــــــم @زورق @عسولة @shahd❤️ @استشاري الحياه @Maxxx_PlayerxXx @avioo @Mariam Hisham @خبير معتزل (الخال) @مازن صقر @Life Arch @ادم افندينا @ki1inG @Rana Ramzy. @علاء محمد @العاااااالمى @E . N . G . Y @𝒬𝓊ℯℯ𝓃 ℛℯℯ𝓂.. @HAJAR HR @محمد ايزل @مصطفى مصطفى @ريماس٩ @Ayaat @الــــــعَــــــربــــــى @B L A C K @الباحـــث @مجنونة مطرقعة @Emy Ahmed @الدكـتـــــور @بيشوو @👑 مــلــک الـــروقـــان 👑 @sexypump @BODA 18 @همسة @Nadaamr @𝐄𝐋.𝐁𝐑𝐎𝐅𝐄𝐒𝐒𝐎𝐑 @قيصر نسوانجى @Hussain AlJaziri @اسنانجي @YOYA🌹 @legend2021 @Manar. @احمد ماندو 😎 @saso❤ @عاشقة الخيال @أمنيه رشدى @STroNG a👑 @أركان شاهين @Alkn Drakol2 @برنس الكون @Elnamr @Ehab Demian @العنتير @omar Fathi @𝐓𝐇𝐄.𝐁𝐎𝐆𝐄𝐘𝐌𝐀𝐍 @𝔱𝓗ⓔ β𝐋𝓪℃Ҝ Ã𝓓𝔞Mˢ @السرطان @smsm 705 @Nurse 💉🍑 @متهور موت @Alex 13 @ناقد بناء @BABA YAGA
 
@MONA# @لؤلؤه سوداء 🪆🌚 بدِٖٓۆيَّہ @xx_nour_xx @Bandoda @أوتاكو هانم 😈 @Ahmed1989 @ياسمين الجندول @𝒯ℋℰ 𝒦ℛ𝒜𝒯𝒪𝒮 𝒵ℰ𝒰𝒮 @وهم الأقنعه @بيكهام الاسمرر @rafefq @☆( 𝗠𝗢𝗛𝗔𝗠𝗘𝗗 )☆ @Eross @M o u s a @Im28LUlukatty @Palestinian @دندوشه @❤️Sarah❤️ @ألفاريز @مدام دعاء @ملك نسوانجي @Ashriy @الزعيــــــــم @زورق @عسولة @shahd❤️ @استشاري الحياه @Maxxx_PlayerxXx @avioo @Mariam Hisham @خبير معتزل (الخال) @مازن صقر @Life Arch @ادم افندينا @ki1inG @Rana Ramzy. @علاء محمد @العاااااالمى @E . N . G . Y @𝒬𝓊ℯℯ𝓃 ℛℯℯ𝓂.. @HAJAR HR @محمد ايزل @مصطفى مصطفى @ريماس٩ @Ayaat @الــــــعَــــــربــــــى @B L A C K @الباحـــث @مجنونة مطرقعة @Emy Ahmed @الدكـتـــــور @بيشوو @👑 مــلــک الـــروقـــان 👑 @sexypump @BODA 18 @همسة @Nadaamr @𝐄𝐋.𝐁𝐑𝐎𝐅𝐄𝐒𝐒𝐎𝐑 @قيصر نسوانجى @Hussain AlJaziri @اسنانجي @YOYA🌹 @legend2021 @Manar. @احمد ماندو 😎 @saso❤ @عاشقة الخيال @أمنيه رشدى @STroNG a👑 @أركان شاهين @Alkn Drakol2 @برنس الكون @Elnamr @Ehab Demian @العنتير @omar Fathi @𝐓𝐇𝐄.𝐁𝐎𝐆𝐄𝐘𝐌𝐀𝐍 @𝔱𝓗ⓔ β𝐋𝓪℃Ҝ Ã𝓓𝔞Mˢ @السرطان @smsm 705 @Nurse 💉🍑 @متهور موت @Alex 13 @ناقد بناء @BABA YAGA
في الوقت المناسب
 
  • بيضحكني
التفاعلات: BABA YAGA
😂 اكيد متقلقش انا كنت محتارة ابدأ رواية ايه اصلا
وانا جيت خلصتك من الحيره دي😂
ويلا يستي هنزل جزء كل يوم او يومين عشان خاطرك😂🖤
 
وانا جيت خلصتك من الحيره دي😂
ويلا يستي هنزل جزء كل يوم او يومين عشان خاطرك😂🖤
😂خد راحتك في البداية لكن لما اتابع القصة دي بس يبقي استحمل بقي😂😂😂
 
  • بيضحكني
التفاعلات: BABA YAGA
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
😂خد راحتك في البداية لكن لما اتابع القصة دي بس يبقي استحمل بقي😂😂😂
ياريت تعجبك بس وبعد كده كل حاجه سهله😂🥀
 
  • بيضحكني
التفاعلات: BABA YAGA
  • حبيته
التفاعلات: LADY MONA

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%