NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول القائد (للكاتبة اسماء جمال) | السلسلة الثالثة | أربعة عشر جزء 14/11/2023

ناقد بناء

مشرف قسم التعارف
طاقم الإدارة
مشرف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
17 ديسمبر 2021
المشاركات
8,828
مستوى التفاعل
2,834
الإقامة
بلاد واسعة
نقاط
14,961
الجنس
ذكر
الدولة
كندا
توجه جنسي
أنجذب للإناث
➤السابقة



1

حنين و هديه و معاهم ادم جوه جنب حمزه ف الرعايه و الكل مترقب من جواه و متحفز لأى حاجه هتتقال..
, شويه و قاطعهم الدكتور اللى دخل و بصّلهم بإحراج: انا بعتذر عن مقاطعتكم بس انا جاى عشان التحاليل.
,
, حمزه غمض عينيه قوى و الدكتور بصّلهم بتوضيح: انا اسف انا قولت كنا شاكين ان حصل لغبطه ف التحليل، يعنى نتيجة عينة ددمم الانسه هديه اتحط عليها اسم الاستاذ ادم و العكس، بس اما اخدنا عينه تانيه من الاستاذ اتأكدنا انه الحمد لله محصلش ده.
,
, الكل سكت تماما و الدكتور بص ف التلات اوراق اللى ف إيده و بص لنتيجة العينه الجديده لادم ف ايده التانيه بحيره: مع انى مش فاهم لسه، انتوا قولتوا ان المريض و الاتنين الحريم فيكوا هما اللى تبعه!
,
, ادم بصّله قوى و هديه ضيّقت عينيها بعدم فهم: يعنى ايه؟
,
, الدكتور: يعنى عيناتكم انتى و الست اللى معاكم و هو مش صح
, هديه: يعنى ايه مش صح! اتلغبطت يعنى!
, الدكتور: شكينا ف كده ف الاول، عيناتكم انتى و والدتك و المريض طبياً مش منطقيه لاب و ام و بنتهم
, هديه بصتله اوى برجفه و بتلقائيه مسكت إيد ادم اللى طبق عينيه بعنف زى ما إيده طبقت عليها بنفس العنف..
,
, الدكتور بص ف التحاليل بحيره: بصينا على عينة الدم التالته اللى معاكم للاستاذ و اللى طلعت نفس فصيلة المريض و اللى طلعت بتاعة الاستاذ ادم طلعت ف صورة الدم الكامله متطابقه معاه ف تفاصيلها مش بس ف نوعها، شكينا ان عينته دى بتاعتك انتى و احنا العينات اتلغبطت مننا.
,
, هديه قربت منه بتوهه: يعنى ايه لغبطكم ف عينة ادم مع بابا؟
, الدكتور: يعنى التطابق كان غريب و ملفت لدرجة انها شكينا انها عينتك انتى لانك انتى قولتى انك انتى اللى بنته بس، لكن التحليل اما عيدناه
, هديه بصتله بترقب: حصل ايه؟
,
, ادم حاول يتدخل و قرب منها لف دراعه حوالين كتفها و ضمها عليه حاول يسحبها لورا ضهره كإنها بيشددها..
,
, هديه قربت للدكتور بحذر و هو بص من تانى ف الورق: تحاليل استاذ ادم اول مره قالت انه AB و ده نفس فصيلة المريض ف نقلنا الدم منه ع الاساس ده، بس اما شوفته بعد ما كان اتنقل الدم للمريض اكتشفت ان فى تطابق غريب ف صورة الدم الكامله بتاعته مع كافة تحاليل المريض اللى عملها من وقت ما جه، و خوفت لا يكون العينه اتبدلت ف المعمل و دى عينة بنته بس اتلغبطوا ف المعمل و حطوا عليها اسم ادم و بالتالى نقلناله من ادم غلط، ف عملنا DNA على العينه اللى اتنقل منها ددمم له و اللى عليها اسم ادم مع المريض و اكدت النسب بينهم! يعنى من صُلبه!
,
, بدون قصد او سابق اتفاق بينهم و برغم كل الخلافات و الاختلافات بينهم اتفقوا ف نفس اللحظه دى ف قفلة عينيهم بسرعه!
, الدكتور: و عشان كده طلبنا استاذ ادم اخدنا العينه التانيه عشان نتأكد ان محصلش لغبطه و اتنقل للمريض ددمم غلط، ف اتأكدنا من فصيله العينه التانيه انها AB و ده فعلا نفس فصيلة عينته اللى اتعمل عليها ال DNA و اكدت النسب لان العينة التانيه ليكوا انتوا الاتنين اصلا O نيجاتيف!
,
, هديه بصتله قوى بصدمه و ادم عينيه وسعت اوى برفض و مشافش قدامه غير سنين عمره اللى ضاعت ف افكار متخبطه و انهارده بتتنفى بجرة قلم!
,
, حنين قربت بتوهان: يعنى ايه؟
,
, الدكتور بص لحنين بحيره: يعنى اخدنا منهم عينتين بتوع الانسه و الاستاذ بس العينه اللى طلعت نفس فصيلته بتاعة استاذ ادم و بعد ما نقلناها و نزلت ببص ف التحاليل حسيت ان فى حاجه غلط، التحاليل بتاع الاستاذ متطابقه مع المريض جدا و تحاليل الانسه مش متطابقه معاكى انتى و المريض كأب و ام، ف شكيت ان تحاليل الاستاذ يكون دى تحاليل بنته و اتحط عليها اسم ادم بالغلط، عملنا اثبات نسب للعينه مع المريض و اكدت النسب فعلا بينهم و ده شككنا اكتر ان العينه اللى عليها اسم ادم مش بتاعته و بتاعة الانسه و اتلغبطنا ف طلبنا عينه تانيه من استاذ ادم و طابقناها بالعينه بتاعته الاولى اللى كنا شاكين انها اتلغبطت و مش بتاعته بس طلعت هى هى نفس العينه و بتاعته.
,
, حنين تممت بتوهان: و اللى هى كنتوا طابقتوها مع حمزه و طلعت
, الدكتور كمل: طلعت اكدت النسب انه من صُلبه!
,
, حمزه ابتسامه تلقائيه و عفويه ظهرت على وشه بعيون لمعت بفرحه غريبه مع ادم اللى بصّله بتوهان، كان مشى عشان شك ان امه خاينه زى ما سته قالت، ايا كانت مين امينه اللى اتقتلت و لا حنين، سته قالت ع الاتنين خاينين و قالت وِلد الخاينه ملهوش ديه، شافهم بيقتلوا امينه قدامه!
,
, مشى عشان مقدرش يتحمل او يتقبل فكرة ان امه خاينه و حمزه الراجل اللى كان فاكرُه ابوه و عاش معاه يبقى له مجرد جوز لأم خاينه و يطلع قاتل و بدم بارد!
, بس دلوقت التحليل لغبط كل ده، حمزه ابوه و ده معناه ايه! ان امه مش خاينه! طب هى مين فيهم! لو امينه يبقى اتقتلت ليه؟ و لو حنين يبقى ازاى و هو اتأكد ان هديه مش اخته قبل كده!
, رجع بذاكرته ليوم ما قابل هديه من تانى ف العشوائيات..
,
, Flash baak
, ادم اما حس ان مشاعره ناحية هديه غريبه، بيتشدلها، ابتدى يحبها بمنطق رافض للعلاقه اللى بينهم انها ممكن تكون اخته! حتى لو من الام بس!
, يوم ما قضى ليلته معاها ف الكوابيس و قام من نومه طردها، بعدها كلم انس و حكاله اللى كان عارف بتفاصيل الحكايه من قبلها، اداله عينة ددمم كانت على هدومها و انس عمله عليها DNA بينهم..
, ادم مسك التحاليل بلهفه و ابتسم بفرحه غريبه..
,
, انس بحيره: ادم، التحاليل بتقول ان هديه مش اختك، مستحيل تبقى اختك لا من اب و لا من ام
, ادم ابتسم برضا: تمام
, انس بذهول: ايه اللى تمام؟ بقولك هديه مش اختك لا من اب و لا ام، عارف ده معناه ايه؟ انها لو بنت حمزه و حنين يبقى انت
, ادم طبق الورقه حطاها ف جيبه و حط ايديه ف جيوبه و اخد نَفس طويل من الدنيا كإنه بيقولها اخيرا نويت احاربك بعد ما كنت مستسلم و اكيد هبقى قدك!
, انس اتعدل قدامه بجديه: ادم، طب ما تعمل.
,
, ادم قاطعه برفض: انا مش هعمل حاجه، عشان مش عايز حاجه
, انس: بس انت عملت لهديه!
, انس رد بتلقائيه: عشان عايز هديه
, انس: بس ع الاقل تفهم، انت كنت فاهم ان حنين امك و تفسير انها خاينه زى ما ستك قالت يعنى خانت حمزه و هو مش ابوك، بس التحليل قال انك مش اخ لهديه اللى هى بنت حنين يعنى حنين مش امك، يعنى ممكن تكون الست اللى اتقتلت دى، ماهو اصل لو مش خاينه قتلوها ليه!
,
, ادم قفل الحوار بجمود: مش عايز اعرف حاجه تانى، هديه مش اختى و ده اكتر من كفايه
, انس بصّله شويه و ادم هز راسه و قفل الحوار بقرار انه مش هياخد غير اللى عايزُه و هو مش عايز غير هديه!
, حمزه قاتل، عرف عنه بعد كده اما كبر خاصة انه كان كبير يعنى عارف تفاصيله ف عرف عنه انه شغله كان حرام و فلوسه، حنين خاينه، امينه خاينه!
, baak.
,
, صورة المشهد قدامه بهتت شويه بشويه من جوه عيون حمزه اللى رجعت من تانى قدامه متعلقه بيه..
, هديه لفت وشها لهم بتوهان: يعنى ايه! يعنى ادم اخويا؟ اخويا اللى سابنى من سنين و اتنزع منى بالدم و وجعنى و يوم ما رجع رجع بالوجع تانى؟ عشان يوجعنى تانى!
, حمزه بصّلها قوى و محتار انهى هيوجعها اكتر، انها تعرف انها مش بنته و تحل لأدم لانها مش اخته، و لا انها تفضل عارفه ان ادم اخوها و خلاص و تتوجع انها مش حلال له!
,
, بصّلها بتوهه و بص وراه لأدم بإستنجاد يشاركه الاختيار..
, ادم حاول يقرب منها بضعف: هديه
, هديه صرخت فيه بجنون: متقولش هديه! انا مش، مش هديه، مش هديه لا، انا حبيبتك، حبيبتك يا ادم صح؟
,
, ادم بص لحمزه بنفور و مش شايف غير انه سبب ف وجعهم و بس، زى ما كان ف اللى فات سبب وجعه هو هيبقى ف اللى جاى سبب وجعها هى، لإن ده معناه ان حمزه مش ابوها! ان حنين خاينه اكيد! ان هديه هتعرف كل ده و تعيش تفاصيل وجعه!
,
, هديه راحت ع الدكتور بإستنجاد: الكلام ده مش صح، قول انه غلط، ان ده الغلط اللى كنتوا شاكين فيه، بس، بس طلع مش صح، مش صح
, الدكتور هز راسه بنفى و هديه رجعت لحمزه و قربت منه بإنهيار: بابا، بابا قول حاجه، قول ان ده كذب، ان فى حاجه غلط
, حمزه غمض عينيه و هى هزته قوى: انت، انت ساكت ليه يا بابا؟ بابا قولهم ان ده غلط
, حمزه فتح عينيه غصب عنه من هزتها له و بصّلها بدموع..
,
, هديه حاولت تمسك إيده زى عيله صغيره تايهه و ما صدقت مسكت ف امل هيرجعها: بابا، بابا انت لو مش عايز تكذّبهم عشان طول عمرك كنت عايز ادم يرجع ف صدقنى، صدقنى هيرجع، و **** هيرجع يا بابا
, حمزه بص لأدم و نطق بمشاعر مكهربه جسمه قبل صوته: بس هو رجع يا هديه!
, هديه وقفت بجسمها اللى اتهز بعنف: يعنى ايه يا بابا؟
, حمزه اتنفس بصعوبه و هى بصتله قوى برفض: انت كنت عارف يا بابا؟
,
, حمزه هرب بعينيه منها بعيد ف اتقابلت مع عيون ادم و هى بصت لأدم معاه..
, قربت منه بتوهان: ادم.
,
, ادم غمض عينيه و هى مسكت إيديه برعشه منها: ادم، ادم قول حاجه، انت طول عمرك بتحارب عشانى، حاربت الظروف اللى خلتك غصب عنك متجوز و انت مش فاهم، حاربت الظروف اللى خلتنى ف وقت من الاوقات غصب قدامك حراميه و ببرشم و بردوا كنت مش فاهم، حاربت الظروف اللى خلتنى قاتله و ممكن اتعدم و تتحرم منى، اهى، اهى الظروف بتحرمك منى تانى، يلا، يلا حاربها يا ادم، حاربها زى كل مره.
,
, ادم هرب بعينيه بعيد و هى شدت ايده من تانى بتوهان: يلا يا ادم، حاربهم، قولهم ان الكلام ده غلط، قولهم انى لا مش اختك، حارب الظروف زى كل مره
, ادم اتجمد مكانه و متهزش سنتى واحد من شدتها و هى بصت لمسكتها لإيده و عينيها وسعت بجنون: ادم، ادم انت مصدقهم؟ ساكت ليييييييه؟
, ادم غمض عيونه و هى بصتله برفض: انت، انت قولتلى انك عندك ابوك و امك، انك وحيد ابوك و امك، انك عايش معاهم، ان فاطيمه تبقى.
,
, وقفت بالكلام و حاولت تجرى على برا: فااطيمه، فاطيمه
, خرجت بتتلفت حواليها و ادم حاول يتحرك وراها يلجم حركتها يرجعها: ملهوش لازمه
, هديه حركتها اتجمدت بين دراعاته و لفت وشها له ببطئ تايهه: ملهوش لازمه!
, ادم ساب دراعه من عليها و كتم دموعه عليها بألم..
, هديه بصت ف عينيه قوى بحذر: قولى انك مكنتش عارف، مكنتش عارف حاجه، قولى انك مكذبتش عليا، قولى يا ادم ارجوك انك مش كذاب، انك مخاطرتش بوجعى.
,
, ادم دموعه نزلت قصد دموع عينيها و تمتم بضعف و قلبه بينفر برفض: مانا، هفضل، بردوا، احبك
, هديه صرخت بجنون: لالا، مش، مش اخويا لا، عينيك بتقول كنت عارف، قلبك قالى انك كنت عارفنى، يستحيل تكون كنت عارف انك اخويا و تسيبنى كده، تسيبنى كده اعشقك، لالالااا
, ادم بص لحمزه و هو بتنهار اخر حصونه، كده كده هتتوجع بس الاختيار اوجع عليه!
, سحبها من إيدها و وقف قدام حمزه بجمود..
,
, حمزه بص للإتنين قدامه، منظر كان هيبقى جميل لو كان ف ظروف تانيه، منظر اتمنى يشوفه و مشافهوش من سنين طويله اوى!
, ادم اتتفس بجفا: اتكلم، قول اى حاجه
, حمزه غمض عينيه بألم و ادم صرخ فيه بجنون: انطططق!
,
, حمزه عرف ان ادم اختار رغم توهة عينيه، وقف بترقب كهُدنه اخيره يختار بين يختار يفضل اخوها و يوجعها كحبيب و لا تعرف الحقيقه و تتوجع!
, فجأه الصوت سكت، الدموع وقفت، الكلام اتحجز على السنة الكل!
,
, حنين بتتنفس بالعافيه و هى بتبص لهديه اللى بتنهج بعنف و هى بتبص لحمزه اللى عينيه متعلقه بنفس النظره بأدم اللى بيبص لهديه جنبه و بينهج بنفس النظره لها!
, ادم قدام انهيار هديه بص لحمزه و سحبها من إيدها و وقف قدامه بجمود..
,
, هديه قربت من حمزه بمنتهى الضعف و مسكت إيديه برعشه: بابا، بابا قول اى حاجه، قول انى ف كابوس، انى شويه و هصحى، مش بعد كل ده هعيش متكتفه جوه كابوس! ارحمنى يا بابا قول حاجه
, حمزه غمض عينيه بألم و هى نزلت تحت رجليه على ركبها و هى بتعيط..
, حنين اخدت نَفس جامد و خرّجته بتمهّل و هى بتعد لحد عشره تدى نفسها فرصه تهدى و ترتب كلامها..
, ميلت بحزن جنب هديه تحت رجل حمزه و مسكتها بحنيه: حبيبتى، اهدى.
,
, هديه بصتلها بضعف: لا يا ماما مش ههدى، اهدى ازاى و انا شايفاكوا بتهدوا كل احلامى حلم ورا حلم! اهدى ازاى و انا حاربت كل حاجه عشان حلم عندى اسمه ادم، حلم جوايا من سنين و اتجسد ف صورته اما ظهر ف حياتى، و انهارده حلمى اتقلب لكابوس!
, حنين مدت إيدها ملّست على وشها تمسح دموعها اللى بتزيد بجنون..
,
, هديه مدت إيديها هى كمان تمسح دموعها مره بضهرها و مره بكفها و بصتلها بأمل غريب: ماما، ماما مش القلب بيحس؟ هاا! يعنى لو ادم ابنك كنتى حسيتى بيه صح؟ صح؟ انتى محستيش بيه يا ماما!
, حنين بصت وراها لأدم بضعف و دموعها نزلت..
,
, هديه مسكتها بكسره و حاولت تتشعلق بأى حاجه زى اللى بتقع و بتمسك ف الهوا: ماما، ماما انتى مبتحبيش ادم، انتى محبتهوش خالص، فاكره؟ فاكره اما كنتى بتقوليلى ابعد عنه! طب فاكره اما قولتيلى ان، ان احنا مجرد حكايه و هتخلص، مننفعش نكون اكتر من حدوته! انتى محبتيش ادم ازاى بقا ابنك؟ ازاى! لو ابنك كنتى حسيتى بيه يا ماما!
,
, حنين حاولت تتكلم قدام انهيارها بس مش عارفه من حالة الهيستريا اللى متملكاها..
, هديه مسكت إيديها بضعف: ماما، ماما ده انتى لحد انهارده سايبه كرسيه ع السفره فاضى، سايبه اوضته زى ماهى، سايبه هدومه، لعبُه و حاجته، يعنى بتحبيه، يستحيل تكونى محستيش بيه، لازم فى حاجه غلط.
,
, حنين حاولت تقف مع وقفتها و هديه بتتحرك بألم ملغبط حركتها بعشوائيه: لازم، لازم فى حاجه غلط، اكيد التحاليل فيها غلط، انا، انا هعرف، هعرف و هدفعهم التمن، هعرّفهم ازاى يغلطوا ف حاجه زى دى! ازاى يغلطوا غلطه زى دى و مع هديه حمزه الجيار اللى الدنيا كلها بتعملها لاجل ابوها حساب
, حنين حاولت ترجعها بالعافيه: هديه، ارجوكى استنى.
,
, هديه صرخت فيها برفض: مش هسمع، مش عايزه اسمع، ادم مش ابنك، فاهمه، مش ابنك، مش اخويا
, حنين اتكلمت بسرعه وسط انهيارها: ادم فعلا مش ابنى، و مش اخوكى، زى ما هو انتى مش هديه حمزه الجيار و لا بنته!
,
, هديه بتصرخ: لا مش اخويا، مش ابن
, وقفت بالكلام ف لحظة تجمّد و بصت لأمها قوى بإبتسامه غريبه ملغبطه: انتى قولتى ايه؟ مش، مش ابنك صح
, حنين هزت راسها: بقولك مش ابنى، ادم مش ابنى، و مش اخوكى.
,
, ادم مع كلامها بص لحمزه قصاده قوى و غطى على وشه مشهد واحد بس، امينه و هى متكتفه و مرميه ف البدروم و بتستنجد بيه، غمض عينيه قوى بس شاف مشهد ابشع لآمينه و هى غرقانه ف دمها و صوت الرصاص حواليهم، فتّح عينيه بفزع كإنه عايز يتأكد انه مجرد تهيؤ من كتر بشاعة احساسه دلوقت و اتقابل مع حمزه اللى كان لسه واقف متجمد ف نظره زى المعركه بنارها و دمارها!
,
, هديه اخدت نفس جامد اوى بصوت عالى مبتسمه كإنها مخدتش بالها من بقية الجمله او اتجاهلتها او اخدت منها النص المهم بالنسبالها..
, حنين قربت و مسكت إيديها الاتنين: ادم مش ابنى يا هديه فعلا
, هديه مستنتش تسمع الباقى و فضلت ترجع بضهرها لورا بضحكة هزيان و بتمد إيدها لورا تحاول تمسك ادم: ادم، ادم الموضوع طلع غلط، غلط، سمعتها؟ سمعت ماما قالت ايه؟ الموضوع طلع غلط.
,
, حنين حاولت تقرب ناحيتها خطواتها اللى بِعدتها: الموضوع فعلا كان غلط، كله كان غلط من اول السطر لأخر الحدوته، بس انتى و ادم جيتوا و فتحتوا حدوته جديده، زى ما انتوا اللى قفلتوا الحدوته القديمه جيتوا و فتحتوها تانى و فتحتوا معاها حدوته لكم، كان غلط، احنا كنا غلط و انتوا زى ما كنتوا الغلط من غير ما تعرفوا جيتوا تصححوا الغلط من غير ما تقصدوا!
, هديه وقفت عن حركتها برفض، مش عارفه تفهم و خايفه!
,
, حنين بصت لحمزه تستقوى منه او تستنجد بيه يكمل بس شافت عينيه متعلقه بأدم بمنتهى الضعف و اما اتقابلت عينيه معاها استنجد بيها!
, ادم كان شبه لضم الخيوط اللى ف إيده مع كلامها، قالتلها انتى مش بنت حمزه الجيار و بنتى، و هو إتأكد انها مش اخته و هو التحليل اكد انه ابن حمزه!
,
, هديه مسكت إيديها بترجى و بتضحك غصب عنها ضحكه ملغبطه: يعنى ايه يا ماما؟ ايه اللى مش ادم مش ابنى، مش اخوكى، انتى مش هديه حمزه الجيار و لا بن.
,
, وقفت بالكلام بهلع و بصتلها برفض تكمل الجمله او تفهمها و صرخت برفض اكتر تسمعها ف وسط حنين ما بتعيدها عليها: لالالالاااا، بس، بس
, حنين: انتى مش بنت حمزه، مش هديه حمزه الجيار
, هديه ضغطت بعنف على إيديها اللى ماسكاها و صرخت منهاره برفض: بس بس، اسكتى، اسكتى متقوليش كده، اسكتى
, حنين اتكلمت بإصرار حاولت تفوقها: انتى مش بنت حمزه يا هديه، انتى مش.
,
, هديه ضغطت اكتر على إيديها: ماما، ارجوكى اسكتى، انا، انا اه مش عايزه ادم يبقى اخويا، مينفعش بعد كل ده يبقى اخويا، بس، بس مش كده، بأى حاجه الا كده، مش
, حنين اتكلمت بصوت مهزوز: هى دى الحقيقه، لازم تصدقيها
, هديه لفّت بيها بإنهيار و هى لسه ماسكها: مش بالكذب، عايزاه مش اخويا بس مش بالكذب ده، مش، مش.
,
, حنين عيطت قدام انهيارها: صدقينى، صدقينى و رحمة ابوكى، و رحمة ابوكى هى دى الحقيقه، انتى مش
, هديه زقتها بعنف لورا: اخرسى، قولتلك اسكتى، اخرسى بقا، اخرسى
, ادم انتبه لوضع هديه اللى ابتدت تدخل ف نوبة هيستريا، قرب بفزع منها و حاول يضمها من ضهرها..
, هديه لفّت وشها له و بصتله بضعف و دموعها بتتسابق: ادم، ادم يلا، يلا نمشى، يلا نفوق، انا، انا بحلم صح؟ انا.
,
, ادم ضم وشها بإيديه بضعف: ممكن تهدى؟ عشان خاطرى اهدى لو بتحبينى
, هديه حطت كفوفها على إيديه اللى ضامه وشها و غمضت عيونها من كتر دموعها: احبك؟ احبك! هو ينفع بعد كل ده تقولى بتحبينى؟
, حمزه مسك حنين اللى اتزقت عليه كإنها اتحدفت عليه زى النار تفوّقه..
, حنين بصتله بضعف: اعملها اى حاجه يا حمزه، اعمل اى حاجه انا خايفه على بنتى اوى، خايفه عليها اوى
, حمزه بصّلها بتوهان و مش عارف ايه اللى ممكن يتقال او يتعمل هنا..
,
, ادم ضم هديه عليه بتملّك و اتعدل قدامهم بحده كإنه بيواجه بيها الدنيا و نظراته زى الرصاص المصوّب ناحيتهم..
,
, حمزه رجع لورا و قعد على الكنبه وراه و حنين قربت منهم بضعف: اقعدوا
, هديه شددت ضمتها بإيدها على ادم و مسحت دموعها بعشوائيه بإيدها التانيه و بصتلها بحده: لاء
, حنين بحزن: لازم تقعدوا، عشان نتكلم، لازم تفهموا كل حاجه الاول
, هديه حاولت تشد ادم لبرا برفض لها: لاء، احنا هنمشى، هنسيبلكوا كل حاجه، هنمشى
, حنين: لازم تفهموا الاول، قبل ما تمشوا لازم تفهموا، ع الاقل عشان تعرفوا هتعملوا ايه.
,
, هديه برفض حاسم: هنتجوز، ادم طلب ايدى و هنتجوز، غصب عنكم و عن الشرع و عن القانون و عن السحر و عن الدنيا بحالها هنكمل.
,
, حنين ابتسمت بالعافيه: و محدش من كل دول هيعارضكم، صدقينى محدش هيعارضكم و لا حتى انا، بالعكس انا اول واحده موافقه و انا اللى بإيدى هديكى لأدم بفستانك الابيض و طرحتك و اقوله دى امانه و انت سيد من يحافظ ع الامانه زى ابوك، الراجل اللى عاش طول عمره بيتعامل معاكى و معايا بمنتهى الامانه و حافظ عليها فوق مقدرته مش اد ما يقدر
, ادم بص لهديه قدامه و مسك كتفها حاول يلفها له: انا بحبك.
,
, هديه بصتله بتوهان و رجعت بعينيها لحنين قدامها اللى هزت راسها كإنها بتأكد ع اللى قالته..
, هديه عينيها راحت بتلقائيه على حمزه اللى ميل راسه بين إيديه بضعف و دموعه نزلت..
, قربت منه و نزلت بركبتها قدامه ع الارض: بابا.
,
, حمزه اتنفس بصوت مسموع و هى مدت إيديها برعشه رفعت وشه بضعف: انت ليه لحد دلوقت منطقتش! قول اى حاجه، انا هصدقك انت مش هصدقهم، مش هصدق غيرك، ادم كذب عليا قبل كده و حنين، حنين متعرفش حاجه، دى، دى يدوب عارفه اسمها بالعافيه.
,
, قالت اخر جمله بضحكة تهكم و حمزه رفع وشه بالعافيه: انتى بنتى بالحب، بالقلب و اللى يسكنه، بالعِشره و الروح و الحياه و الموت، الحياه اللى عيشتها معاكى و الموت اللى بيقول بموت فيكى و اموت من غيرك و اموت معاكى لو جرالك حاجه
, هديه سابت إيديه بفزع و عينيه مفتحه اوى برفض: طب و بالقانون؟ و الشرع! و الحلال و الحرام؟
, حمزه غمض بألم و فتح عينيه و قبل ما ينطق حنين اعفته من الرد: مش بنته.
,
, هديه بصتلها وراها و حنين هزت راسها بتآكيد: مش بنت حمزه الجيار، مش بنته و دى الحقيقه اللى كان لازم تعرفيها اول ما عرفتها و اللى لازم تصدقيها دلوقت
, هديه بصتلها و تمتمت بتوهان: اول ما عرفتيها!
,
, حنين سحبت ايد ادم و اتحركت قعدته جنب حمزه و مدت إيدها وقفت هديه المستسلمه بضعف لحركتها قعدتها و قعدت جنبها..
, نظراتهم متعلقه ببعض زى ما يكون كل واحد فيهم تاه ف طريقه و اتقابلوا لأول مره تايهين ف نقطه واحده بيستنجدوا ببعض!
, قطع نظراتهم صوت حنين اللى ابتدت تحكى الحدوته من اول حروفها زى ما سمعتها و قراتها و لا كإنها عاشت جواها!
,
, هديه بتسمعها بنظرات هجوم و ادم نظراته كلها رفض، لا هى عارفه بتهاجم حبها للراجل اللى قتل ابوها و لا بتهاجم تصدق اصلا!
, و هو لا عارف بيرفض منطق ان امه خاينه و لا بيرفض منطقُه هو ف الحكم و انه مشى من غير ما يسمع!
,
, حنين سكتت تماما اما خلصت و ختمت بإزاى عرفت كل ده: حمزه، حمزه قالى كل حاجه اما شاف ادم، حتى قبل ما يعرفه و
, حمزه قاطعها بضعف: لاء، لاء يا حنين مادام الحقيقه اتفردت قدامها يبقى لازم تتفرد بصورتها كامله
, هديه بصتله قوى: هو لسه فى تانى؟
,
, حمزه هزلها راسه بكسره: انا كنت عارف ان ف يوم من الايام هتعرفوا الكلام ده، هتعرفوا اللى انا نفسى مكنتش اعرفه لحد قبل ما ادخل المستشفى هنا و هو ان ادم ابنى انا مش لحنين، كنت عارف ان ده هيتعرف حتى و ادم بعيد، حتى و انا مش عارف اذا كان هيرجع و لا لاء، لكن مقدرتش امنع نفسى اخبى الحقيقه دى، اخبيها و اكتمها بين ضلوعى جوه روحى كإنى واخد قرار انها مش هتطلع الا مع روحى ف لحظه واحده، مش خوف لاء، او خوف اه بس خوف عليكم، و **** خوف عليكم، بس القدر كان له كلام تانى، مكنتش لاقى حد افضفض معاه، مكنتش عارف اتنفس و كنت محتاج ده، كتبت مذكراتى و ف يوم من فتره مذكراتى دى وقعت ف إيد حنين و عرفت كل حاجه.
,
, هديه وقفت بحده و بصت لحنين: و مقولتليش ليه وقتها؟
,
, حمزه رد اسرع: انا اللى طلبت منها ده و هى عملته من غير ما اطلب.
,
, هديه بصتلهم بتهكم و حنين كملت عنه: انا عرفت ف الفتره تقريبا اللى انتى عرفتى فيها ادم، اه مكناش لسه قابلنا ادم و لا عرفناه لكن مقدرتش اقولك حاجه و انا شايفاكى بتبنى حياه جديده مع راجل هيكمل معاكى حياتك بدالنا، مقدرتش اهز ثقتك فيه و انا بهز ثقتك ف الراجل اللى المفروض انه ابوكى و اعرفك عنه انه كان وحش و غاصب على واحده تتجوزه عرفى و بضغط قضيه ملبسهالها و داخل معاها علاقه اقل من انها يتقال عنها جواز عرفى، ابشع من الاغتصاب بكتير، و لا الراجل اللى فاكراه ابوكى و هو حواليه اشتباهات كتير مكنتش اعرف هتحكمى عليها ازاى! حسيت انى هضيعك، معرفتش غير انى اخبى ع الاقل عشان تعرفى تحبى و تتحبى و تتجوزى و تعملى بيت و كيان خاص بيكى لوحدك مع ادم و انا معرفش ان ادم هيعرفك من غير ما يقصد اللى انا مقدرتش اعرفهولك.
,
, هديه وقفت بتتنفس بعنف و بصت لأدم شويه بحذر: انت كنت عارف؟
, ادم ميل راسه بين إيديها اللى رفع واحده منهم على وشه و حرّكها بعنف..
, هديه شدت إيده وقفته بعنف: انت كنت تعرف من الاول الكلام ده؟
, ادم هرب بعينيه بعيد و هى عينيه فتحت اوى ف عينيه و هزت راسها بهزيان: كنت تعرف صح؟
, ادم مش عارف يترجم حاجه من اللى كانت جوه عقله او اللى حتى جوه قلبه ف سكت..
,
, هدبه ضربته بعنف بقبضات إيديها على صدره بإنهيار: انت كذاب، كذاب، حيوان، انت معملتش حاجه غير انك كذبت عليا، كذبت عليا انك متجوز، كذبت انك مخلف، كذبت انك عندك اب و ام، كذبت انك ابن حمزه، كذبت انى مش بنته، كذاب. كذبت
, ادم حاول يمسك إيديها اللى بتضربه يهديها و حاول يسيبها تفرّغ الغضب و الرفض اللى جواها ف طلعت ردود افعاله اتجاه انهياره ملغبطه و تايهه و مثبتتش غير ف حضن غريب خطفه غصب عن القدر!
,
, هدبه عيطت ف حضنه: عملتلك ايه عشان تعمل فيا كده؟ عملتلك ايه!
, رفعت وشها بضعف قدام عينيه: ده انا حبيتك ف عز قوتى، كنت محتاج ضعفى ف ايه عشان تضعفنى بجرحك ده!
, ادم عينيه ضلمت بنفور و اتكلم بجنوة: كنت باخد حقى
, هديه تمتمت بتوهان كإن قلبها رافض اى معنى تانى لجملته: كنت بتاخد حقك! حقك ده فيا و لا منى!
,
, ادم مسكها بجنون و عصبية لسانه مشاركه حركته و ضغطة ايده عليها: كنت بنتقم! كنت صاحب حق و لازم اخده، مهما كلفنى و مهما كان التمن٣ نقطة!
,
, حنين بصتله بصدمه و هديه بصتله بهلع و لأول مره تحس احساس الغربه و هى معاه! بقا يوم ما يطلع قريب يتحوّل غريب بالشكل ده!
, بصت لأدم بتهز راسه برفض: قولى انى مش سامعاك، انك متكلمتش اصلا، انك مقولتش حاجه
, ادم عاد كلامه بجنون بعد ما فقد السيطره على عقله: كان لازم اخد حقى، كان لازم نارى تبرد و انا شايفها بتكوى الكل
, هديه حطت إيدها على بوقه: لاااااا
, ادم كمل بصراخ: كان لازم الكل يدفع التمن، الكل.
,
, هديه رجّعت إيديها على بوقه و حطت إيدها التانيه عليها: لااا اسكت، ارجوك اسكت
, ادم بيزعق و صورة مشهد امينه غرقانه ف دمها بتروح و تجى قدامه كإنها بتعمله صعقات كهربا بس على عقله و كل ما تظهر تثير جنونه اكتر: متسألنيش انا، متلومنيش انا، اسألى امك!
, هديه دراعاتها رخت من عليه بتوهه: امى٣ نقطة! يعنى كنت بتاخد حق ام
, ادم قاطعها بقهر: امى، امى لو كانت موجوده كنت سألتها!
,
, هديه دموعها نزلت بمرار و هى شايفه اخر ممتلكاتها بتنهار قدام عينيها..
, بتلف حوالين نفسها بهزيان لحد ما رجعت اتواجهت وشوشهم تانى: انت، يعنى انت، كنت بتنتقم لأمك منى!؟
 
  • عجبني
  • حبيته
التفاعلات: wagih، fares1980 و ☠️ B̷A̷D̷ M̷A̷N̷ ☠️
٢

ادم بيزعق و صورة مشهد امينه غرقانه ف دمها بتروح و تجى قدامه كإنها بتعمله صعقات كهربا بس على عقله و كل ما تظهر تثير جنونه اكتر: متسألنيش انا، متلومنيش انا، اسألى امك!
, هديه دراعاتها رخت من عليه بتوهه: امى٣ نقطة! يعنى كنت بتاخد حق ام
, ادم قاطعها بقهر: امى، امى لو كانت موجوده كنت سألتها!
,
, هديه دموعها نزلت بمرار و هى شايفه اخر ممتلكاتها بتنهار قدام عينيها..
, بتلف حوالين نفسها بهزيان لحد ما رجعت اتواجهت وشوشهم تانى: انت، يعنى انت، كنت بتنتقم لأمك منى!؟
, ادم بصلها بصدمه و دموعها اللى بتنزل من عيونها هى بتنزل عليه هو تكويه..
,
, كإنها ابتدت تفوّقه و ابتدت جملتها تتكرر قدام عقله، فهم انها اخدت الحوار ف سكتها هى، لا حوار الانتقام مش ف سكتها، ده مكنش ف سكته اصلا بس جه معاه صدفه ف السكه اما اما ظهروا من تانى ف حياته، مكنش ف سكته اصلا الانتقام و الا كان انتقم من زمان و بألف طريقه غيرها، مكنش ف عقله حاجه غير انه يوجع حمزه زى ما وجعه بس واضح انه وجعها هى، خدت الكلام ع نفسها و جات ف سكته غلط زى ما جات من الاول ف سكته!
,
, قرب منها بسرعه حاول يمسك إيديها: هديه، هديه انتى فهمتى ايه! انا قصدى ان انا
, هديه شدت إيديها منه بإنهيار: انت ايه؟ انت غشاش، غشتنى مره و اتنين بس انا اللى كنت مغيّبه
, ادم حاول يقرب اكتر بحنيه: لا ارجوكى اسمعى، فى حاجه غلط، انتى.
,
, هديه زقته بجنون: كل حاجه كانت غلط، من الاول كل حاجه كانت غلط، لا و كانت واضحه كمان بس انا اللى كنت مُغيّبه، و انت اللى غيّبتنى، كنت بستغرب ازاى قادر تسحر قلبى بالشكل ده و تخلينى احب واحد شمال، بلطجى و شمام و بتاع اى حاجه حرام، بس بعد كده اكتشتفت انك كنت بتسحر عقلى مش قلبى اما اكتشتفت انك متجوز، كنت بتنوّمه عشان يوم ما يعرف حقيقتك انك متجوز ميعرفش يفكر، ميبقاش قدام اى حلول او سكك تانيه.
,
, ادم استغل صوتها اللى اتبح بضعف و قرب: ارجوكى
, هديه عيطت بضعف: بس مكنتش اعرف ان فى حقيقه تانيه، حقيقه ابشع بتجهزنى لها، انا اللى كنت غلطانه، انا اللى سلمتلك كل حاجه على طبق رغم انه من دهب بس رخيص، انا اللى وقفت جنب الشمال و حبيت المتجوز و اخرتها هموت من غير اللى مكرهش ف الدنيا ادى لدرجة انه كان عنده استعداد يشترى وجعها بكرامته.
,
, ادم زعق لمجرد انه رافض منطقها او نظرتها لعلاقتهم: اسمعى بقا، هو انا مليش رصيد عندك للدرجادى! ف كل مشكله يبقى اول حل عندك انك تدوسى عليا و تخطى! انك تبيعينى! انا مخبتش حبى ليكى ف ولا لحظه حتى اللحظات اللى كان فيها مينفعش، و لا مره هربت منك، محاولتش حتى، كل ده ملهوش شفاعه عندك! ليه و لا مره حطيتى قدام اى حاجه حبى ليكى!
,
, هديه انفعلت بحده ف حركتها قبل كلامها: انت كذاب، انت مش بتحبنى انت بتحب الكذب، انت كذاب و الكذاب مبيحبش، الكذاب مبيعرفش يحب.
,
, ادم حاول يضمها بصدق: و **** بحبك، حبيتك قبل ما ترجعى و كنت مرعوب اقربلك افتح بيكى كل جروحى، و اما رجعتى حبيتك اكتر، حبيتك الحب اللى لا قدرت اقاومه و لا عرفت و لا حاولت حتى، استسلمتله من اول لحظه، حسيتك رجعتى عشان تعوضينى، هديه **** بعتهالى عن امى اللى مكنتش عارفها مين! حنين و لا امينه اللى شوفتها بيغرّقوها ف دمها قدامى! و الاتنين ستى قالت عنهم خونه! و **** ما كنت اعرف غير ان امى خاينه و الخيانه مكنتش قدامى غير بمفهومها البحت، ست خانت يبقى خانت بشرفها، او هما باللى عملوه وروهالى كده!
,
, هديه بصتله بغضب: كذاب
, ادم حاول يقرب منها بصدق: و **** مكذبتش عليكى، انا.
,
, هديه كملت بإنهيار: انت كنت جاى تتسلى، بس عجبتك الحدوته، الحدوته بتاعة ابوك، هو اتسلى بمرات صاحبه و انت تكمل ببنتها، حاجه ببلاش يعنى، و اهو بالمره تنتقم لأمك اللى قتلوها قدامك، تنتقم من اللى خطفت جوزها، اللى حرقت قلبها
, ادم استنكر كلامها برفض: لا يا هديه.
,
, هديه اتحركت بتهكم: و تنتقم ازاى بقا؟ ازاى! تتسلى ببنتها، تحببها فيك، تكدب عليها انك متجوز و مخلف لحد ما تحبك بس ف اللحظه المناسبه تقلب اللعبه بلعنتها على دماغها، تكسرها الكسره اللى كنت بتتمناها من ابوك للست اللى عرفها على امك و هو متجوز، تعمل اللى هو معملهوش يعنى!
, ادم زعق برفض: ايه التخاريف دى؟ ازاى تمحى كل اللى بينا ف لحظة زعل كده؟
,
, هديه بصتله بنظرات محتده بتهكم: لا برافو حقيقى، كنت عايز تنتقم؟ تاخد حقك! و سبكت اللعبه ع الشعره
, ادم قرب منها و حاول يمسك إيديها بعشق: انا مقدر الصدمه اللى انتى فيها، مقدر صدمتك اللى عيشتها ف يوم قبلك و بشكل ابشع، لكن ده مش معناه انك
, هديه كملت بصوت اتهز غصب عنها و هى بتشد إيدها منه: لكن ده مش معناه انك قدرت تعمل اللى عايزُه، انك قدرت تكسرنى، لاء، انا اقوى من كده بكتير، اقوى من ان راجل يكسرنى.
,
, ادم: هديه انتى مش فاهمه حاجه، انا اه كنت اعرف، بس.
,
, هديه اتحركت ناحية الباب و قبل ما تخرج بصتله بقوه: انت وقعت منك سقطه صغيره معلش يا سيادة الرائد، نسيت حاجه مهمه اوى، انى انا مش امى و لا امك و لا عمرى هبقى شبه واحده منهم.
,
, ادم حاول يتحرك بس هى قفلت الباب بعنف و جريت بإنهيار..
, ادم حاول يفتح الباب بس اتفاجئ انه مقفول من برا، مسكه بعنف و حاول يحرّكه بجنون بس معرفش، رفع رجله و حاول يكسره..
, حمزه وقف بخوف عليه و حاول يقرب ادم زقه بعيد بعنف: امشى، غور من وشى ياريتنى ما كنت اعرفك لسه، ياريتنى ماشوفتك
, حمزه حاول يمسكه: يابنى افهمنى، و **** انا فعلا غلطت بس انا برئ من ددمم امك، صدقنى ايديا دى بريئه من دمها و.
,
, ادم زقه بغضب لورا بعيد لمجرد رفضه لفكرة انه كان عارف انه ابنه و ساكت، ادم كان شايف ف عينيه انه متفاجئش بالتحليل و فسر ده انه كان عارف و ساكت و ناكر وجوده او رافضُه و ده شئ بالنسباله كافى لنفوره منه، كان شايفُه بايع وجوده جنبه او استسلم لبُعده عشان مراته و بس زى ما باع امه قبله عشان بردوا حنين!
,
, ادم فتح الباب بعنف بعد ما كسره و خرج، بيتلفّت حواليه على اى حاجه تقابله، لحد ما خرج للشارع و ابتدى يتحرك بعشوائيه بيدور ف الوشوش على تؤمه، تؤم روحه!
,
, عابد قعد جنب فاطيمه اللى بتعيط بصمت..
, مسك إيدها و حاول يبتسم: كده او كده كان هيتلم معاهم ف قاعده زى دى، كان لازم ع الاقل عشان يفهم
, فاطيمه كشرت: انا مش زعلانه انه اتلم معاهم، انا زعلانه بس على إبنى و بس
, عابد بصّلها بطرف عينيه يشاكسها: لا زعلانه انه اتلم معاهم، او بمعنى اقرب نقول غيرانه.
,
, فاطيمه زقته و هو شدها عليه و ضمها بحب باس راسها: من حقك تغيرى عليه، انتى مش بس امه، انتى صاحبته و حبيبته و ونيسته و اخته و بنته كمان، ده انا ساعات بحسك مراته من كتر ما بيشاركك ف كل حاجه، ده لولا انى بحبه اوى و اكتر منك كمان كنت غيرت عليكى منه
, فاطيمه دموعها نزلت بضعف: تفتكر هينسانى؟
, عابد ابتسم بحزن: متهيئآلى لاء
, فاطيمه بصتله برفض: متهيئلك؟
,
, عابد شاورلها بحيره: عشان بحسابتنا احنا لاء، احنا ربيناه كويس و بغض النظر عن ان احنا كمان علمناه و كبرناه و وقفنا جنبه ف وحدته الا اننا حتى لو ربيناه كويس بس ف ده كفايه جدا انه مينسناش، لاننا ربيناه ع البر و الاحسان و المعروف حتى للغريب، ربيناه ميردش الاساءه بالاساءه، ده احنا مرضيناش ينتقم من رحاب و امها ع الوحش اللى عملوه ف مابالك بالحلو اللى عملناه، لاء اده مبيردش الاساءه بالاساءه عشان يرد الاحسان بالاساءه و ينساه و ينسانا.
,
, فاطيمه بصتله بخوف: امال ليه متهيئلك؟
, عابد سكت شويه بحيره: عشان دايما الظروف بيبقى لها كلام تانى، لها رأى غير و حسابات غير بتاعتنا، حد كان يتوقع ان ادم يقابل هديه تانى؟ او انها تطلع مش اخته اصلا مش بس مجرد ان امه خاينه! لا و بعد ما كانت تؤمه تبقى تؤم قلبه و يحبها الحب اللى محبهوش اهل الارض كلهم لبعض! و زى ما فتحت قلبه تفتح الماضى معاها!
,
, فاطيمه بحيره: و لا زفته رحاب دى كمان تطلع كده! سحراله عشان يتجوزها لا و البجحه رايحه تعيد السحر عشان ترجعه!
,
, عابد بصّلها شويه: الدنيا دى غريبه اوى و القدر اغرب، حواديته ملضومه ف بعض و كل نهايه بتوصل لبدايه جديده و احنا مع كل نهايه بنزعل اوى و ننسى ان فى بدايه جديده، نهايتنا مع ابننا كانت بدايه مع ادم، يمكن لو مكنش ابنى مات مش عارف كنت هاخد ادم معايا لبيتى و لا لاء، و نهاية ادم مع رحاب كانت بدايته مع هديه و ادى نهايته مع هديه حطته على بداية طريق مع ابوه.
,
, فاطيمه بصتله بحزن: يا حبيبى مش مكتوبله يرتاح و عمال يقفل جرح يتفتحله جرح تانى
, عابد بصّلها شويه: انتى زعلانه ان رحاب طلعت سحراله و سابها لمجرد ما عرف؟
,
, فاطيمه ردت بسرعه: لاء طبعا، انت فاكر انى انانيه للدرجادى؟ انى ابنى سعادتى على سعادة ابنى! انت مشوفتش ابنى سعيد ازاى و مرتاح مع هديه؟ مشوفتش فرحته و لمعة عينيه؟ ده انا اول مره اشوفه مبسوط كده يمكن من يوم ما قابلناه ف القطر! ده انا معرفتش انه قابلها غير من عينيه و لهفتها و فرحتها، عمرى ما كنت اقف ف طريق راحته حتى لو كنت خايفه ان وجود هديه ف حياته هيرجعه لأهله، انا بس كنت مرعوبه عليه من صدمه زى انهارده و يوم زى انهارده، اللى حصل دلوقت ده كان الحاجز اللى كان بينى و بين رضايا بعلاقته بهديه و مخلينى بتحجج بوجود رحاب و انها مراته و مينفعش يسيبها لمجرد انه حب واحده عليها، بس ف لحظه كل حاجه اتغيرت، شوفت ابنى بيموت من غير هديه و شوفته بيموت مع رحاب، حسيت انه مفيش اوجع من اللى هو فيه، و جات زفته رحاب و كملت باللى هببّته.
,
, عابد: انا كنت بعارضه و **** فاكرها نزوه ليس الا، مش عشان ابعده، كنت صحيح خايف عليه من قربهم لكن ابدا مش انانيه و ****، مكنتش عايزُه يظلم رحاب ف حدوته كنت شايف انها ملهاش ذنب فيها، و معرفش انها ظالمه من ضمن كتير ظلموه، انا بردوا كنت خايف عليه تكون مشاعره ناحية هديه مجرد اخوه، حتى بعد اما قالى انه اتأكد انها مش اخته، قولت لهفه جايه من انها عاش معاها فتره سوا ف بيت واحد و كلوا ف طبق واحد، لهفه هتنطفى مع شوية وقت و هيكون خسر بيته و مراته ف مكنتش عايزُه يخسر كل حاجه، بس بعد اللى حصل انهارده كل الحسابات اتشقلبت، صعب الحب ده ينطفى لاخر العمر مش بعد شوية وقت!
,
, فاطيمه بصتله بحيره: تفتكر ايه اللى حصل بينهم انهارده؟ صوت زعيقهم مكنش مجرد زعيق، ده انهيار بس ياترى ايه اللى انهار بالظبط! الكُره و لا الحب!
, عابد: صحيح منعرفش و محبتش اتدخل او حتى اعرف حاجه مش من حقى اعرفها، لكن اكيد خيوطه المتداخله ف بعضها اتفكت
, فاطيمه: او اتقطعت.
,
, عابد: بعد الشر، **** يراضيهم بالخير، بس ايا كان اللى حصل اللهفه اللى ادم خرج بيها ورا هديه كان غباء تتشاف نزوه و يستحيل تنطفى مع شوية وقت او ظروف
, فاطيمه: يا حبيبتى، هى ممكن تكون عشان مكنتش عارفه حقيقة ادم ف كانت عارفه ان ادم مش اخوها و ممكن تكون اما عرفت علاقته بيهم افتكرته اخوها
, عابد بصّلها و سكت و هى كملت بحيره: او ممكن عرفت تانى ان حد من ابوها و امها مش لها، و لها حد تانى
, عابد: **** يهونها عليهم.
,
, فاطيمه: مش هتتكلم مع ادم؟
, عابد رد بسرعه: لاء، و ارجوكى بلاش تتكلمى معاه ف حاجه من دى، دى خصوصياته و مش اى حاجه دى حاجه حساسه جدا و ملناش حق لا نعرفها غصب عنه و لا نتدخل
, فاطيمه ردت بإعتراض: ايوه بس ده ابنى، من حقنا اننا نتطمن عليه و
, عابد عاد كلامه بإصرار: ملناش حق لا نعرف حاجه غصب عنه و لا نتدخل
, فاطيمه وضحت: و حقنا نتطمن عليه، انا هموت من القلق عليه يا عابد
, عابد طبطب عليها و ضمها بحنيه: ادعيله.
,
, فاطيمه دمعت: هيجى؟
, عابد ابتسم بحزن: حتى لو مجاش، بردوا ادعيله و لو مطمنكيش بنفسه قلبك هيطمنك عليه
, فاطيمه مسحت دموعها: لا انا عايزاه هو اللى يطمنى، ما قلبى بردوا كان بيطمنى ان ابنى راجع حتى من الموت و مرجعش، انا عايزاه هو يا عابد، عايزاه هو اللى يطمنى.
,
, عابد مد إيده ضمها بحنيه: ادعيله
, فاطيمه رفعت وشها بكسره: طب مقالكش هيعمل ايه ف موضوع السحر اللى عملته الكلبه دى فيه؟
, عابد بقلق: اخر حاجه قالهالى انه راح للراجل اللى شاكك فيه انهم عملوا عنده و بعدها كان.
,
, جرس الباب رن قاطعهم و فاطيمه جريت بلهفه: ده اكيد ادم، انا قولتلك انه لا يمكن
, وقفت بالكلام اما فتحت الباب و شافت رحاب قدامها..
, بصتلها بشراسه و كزت على انيابها مش بس اسنانها!
,
, هديه خرجت من المستشفى بإنهيار، فكرت تاخد عربيتها بس هى عارفه لو عملت كده ادم هيبقى سهل يوصلها ف وقفت برفض و مسحت دموعها و اخدت تاكس..
, فضلت تلف معاه لحد ما نزلت ف فندق و طلعت اوضه و قفلت على نفسها و قعدت ع الارض بإنهيار..
,
, ادم خرج بس ملحقهاش، بعد ما اتحرك للشارع بإندفاع شاف عربيتها راكنه، اخد نفس بإحباط اما فهمها..
, اتحرك للعربيه و بص فيها و قبل ما يتحرك لمح الخاتم بتاعه على حرف القزاز بتاعها برا، مسكه بوجع عليها لمجرد شافها بتقفل اى طريق ممكن يوصلهم ببعض!
, حمزه كان خرج و وصله و وراه حنين و وقف جنبه..
, حمزه بصّله بخوف: انت وقفت ليه؟
, ادم شاورله على عربيتها و حمزه بصّلها: اكيد، اكيد مشيت مع الحراسه او ممكن.
,
, ادم ضحك بتهكم موجوع: سابت عربيتها عشان موصلهاش ف مشيت مع الحراسه!
, حمزه: تبقى اخدت تاكسى! يلا و اكيد انت عارف ممكن تبقى فين او ايه الاماكن اللى ممكن تروحها و او اى حد ممكن تبقى معاه دلوقت و
, ادم قاطعه و هو بيشاورله بالخاتم قدام عينيه: هى اكيد مع نفسها
, حمزه بص للخاتم بحزن و ادم رفع وشه لفوق و اخد نفس طويل بحزن و معرفش حتى يخرّجه ف خرج على هيئة دمعه..
, حمزه مسك إيده: و انت هتسيبها؟
,
, حنين اتدخلت بدموع: هتسيبها مع نفسها يا ادم؟ و ف وقت زى ده؟ انت عارف ممكن عقلها يعمل فيها ايه دلوقت؟ الافتراضات ممكن تهزمها و تهدها ازاى!
,
, ادم بصّلهم بقرف و سابهم و مشى، اتحرك فتح عربيتها بسهوله و اتحرك بيها بيلف ف الشوارع بتوهه، كإن الزمن رجع بيها اوى لورا و لسه بيتوه دلوقت من ايدها، لسه ايده بتفلت منها و مش هيقبل ابدا بكل اللى جه بعدها يتكرر تانى!
,
, فاطيمه بصت لرحاب بشراسه و هى بتطبق قبضات إيديها بعنف جنبها و عابد مجرد ما لمحهم ع الباب اتحرك بسرعه لعندهم..
, مسك إيد فاطيمه ف اخر لحظه و هى حاولت تفلتها منه بس هو شدد ضمته لها..
, بص لرحاب بهدوء: اتفضلى يا بنتى
, فاطيمه شاورتله بغضب: لاء مش بنتك، انا لو بطنى تشيل بنت زيك اشقها بإيدى
, عابد بصّلها بعتاب تهدى و هى بصتله ببراءه متهكمه: انا معنديش بنات
, رحاب دخلت بهدوء: بس انا بعتبرك ماما.
,
, فاطيمه بصتلها بتهكم: شوف ازاى
, رحاب: ع الاقل عشان خاطر بنتى اللى شيلتيها ف بيتك و ربتيها و حبتيها و راعتيها بدالى
, فاطيمه شدت إيدها من عابد و شاورتلها بحده: عشان بنت ابنى مش عشان بنتك، بنت ادم
, رحاب مسكت ايدها بمحايله: و انا بحب ادم.
,
, فاطيمه شدت ايدها منها برفض: اللى بيحب حد مبيأذهوش، مبيدمرهوش، انتى مش فاهمه انتى عملتى فيه ايه يا بت انتى و لا جايه تشتغلينا؟ جايه تستعبطى و لا امك حفظتك بوقين كالعاده و جايه تسمعيهم؟
, رحاب قعدت قدام وقفتهم: انا بحبه و ****، كنت عايزاه بأى شكل و هو مش راضى ف جربت السكه دى، طب هقولك حاجه و تصدقيها، و **** كنت واخده الموضوع ف اوله هزار و مكنتش متخيله انه هينفع.
,
, فاطيمه قعدت جنبها بغضب: انتى عبيطه يا بت و لا بتستعبطى؟ حب ايه اللى عشانه تبيعى دينك و دنيتك و تقابلى **** كافره؟ ده اللى ملهوش خير ف علاقته بربنا عمره ما يبقى فيه الخير مع اى حد و لا ف علاقته بيه!
, رحاب استغربت بعدم فهم: كافره!
,
, فاطيمه: امال فاكره ايه؟ بتهزرى مع **** و فاكره هيطبطب عليكى؟ متعرفيش ان الساحر بيحرّم ع الجنه و ريحتها؟ متعرفيش ان الساحر و اللى عمله و اللى ساعده و كل اللى اتدخل ملعون ليوم الدين؟
, رحاب بلعت ريقها بذهول و عابد قعد بعيد عنهم شويه: لا حول و لا قوة الا ب****، واضح انك فعلا كنتى واخده الموضوع هزار، و الا مكنتيش اتصدمتى كده.
,
, رحاب دمعت: انا فعلا مكنتش اعرف، بس ده مش معناه انى كنت عايزه ائذيه، انا بحب ادم بجد و كنت عايزاه بأى حاجه
, فاطيمه بصتلها بقرف: عارفه زيك زى ايه؟ عارفه انا شايفاكى قدامى ايه دلوقت؟ واحد من كلاب الشارع المترمين ف وسط الليل و بيعدى عليهم واحده تعجبهم ف يقربوا غصب ياخدوها
, رحاب بصتلها برفض: لا يا ماما انا مش وحشه اوى كده
, عابد: لا اله الا ****، بس يا فاطيمه عيب مش كده.
,
, فاطيمه بصتله و زعقت: عيب! لا معلش العيب مع اهل العيب مش عيب، مش عيب ابدا
, رحاب بتبرير: المشاكل اللى كانت بتحصل بينى و بين ادم دى كانت طبيعيه، كانت بالسحر او من غيره هتحصل، و هو اللى كان من غير حبه لهديه هيعديها، هيتقبلها و يعديها لولا وجودها جنبه، و اوعوا تنكروا ده
, فاطيمه بصتلها بضيق لمجرد انها عارفه ان كلامها فيه جزء من الصح: لا مش هننكر ده، بس انتى كنتى فين و هى جنبه هاا؟ كنتى بتعملى ايه؟
,
, عابد: مش وقته الكلام ده يا فاطيمه، مش هيفيد، كل شئ خلص و كل شئ قسمه و نصيب
, فاطيمه: لا معلش بقا، لازم تعرف، عشان تفهم، عشان متعيشيش على ابنى دور الضحيه المكسوره و ابنى المفترى الظالم اللى رمى مراته و بنته و بيته عشان ريّل على واحده ضحكتله و هى معديه قدامه، ع الاقل خلينى انفعها و تسمع منى اللى كان لازم تسمعه من امها ع الاقل عشان تنفع نفسها و ان منفعتش يبقى تنزل من دور الضحيه اللى عايشه فيه ده.
,
, رحاب بصتلها بحزن و هى رجعت بوشها لها: اقولك انا كنتى فين، كنتى جنب امك، عند امك و مبتسيبهاش، ف الوقت اللى جوزك بيبقى راجع من شغله هلكان و محتاج ياكل لقمه و يرتاح شويه و الوقت اللى المفروض يعمل فيه ده بيقضيه يا ف خناق يا بيستناكى و انتى بتعملى الاكل لسه، كنتى مع امك من شارع لشارع بتلفى على لبس و دهب و و و، يا عند اخوكى يا اهلك و معاها بردوا، كنتى بتسمعى منها اكتر ما بتسمعيه و بتعملى اللى عايزاه مش اللى هو عايزُه، نسيتى ان البيوت اما اسرارها بتطلع بتخرب، افتريتى على نعمة **** عليكى و اتبطرتى و نسيتى ان البطران اخرته قطران.
,
, رحاب وقفت بدفاع: ايوه بس
, فاطيمه قاطعتها: مبقولش ان ابنى ملاك و لا مغلطش و لا مبيغلطش و لا لسه مش هيغلط حتى مع هديه، بس فى راجل غلطته بتبقى فعل و راجل بيبقى رد فعل و انتى ادم مهما كان غلطُه معاكى ف كان رد فعل و البجاحه انك تسيبى فعلك و تمسكى ف رد فعله زى ما كنتى دايما بتعملى
, رحاب: اه بس
, فاطيمه: طب انتى عارفه انه هو كمان غلط مع هديه؟
, رحاب اتعصبت بغيره: و غلط مع الهانم ازاى بقا ان شاء ****؟
,
, فاطيمه ضحكت بسخريه من غيرتها: كذب عليها مره ورا مره، مقالهاش انه متجوز، مقالهاش انه زى اخوها و انه هو ادم اللى عاشرها ف طفولته، معرفهاش حتى انه ظابط غير بعد وقت كبير، بس برغم كل ده غفرتله كل ده و اكتر حاجه تكسر حب الراجل ف قلب اى واحده هو انه يكذب، بس حبها له غفرله عندها، ف الوقت اللى كان صادق معاكى ف كل حاجه حتى ف علاقته بواحده غيرك و رغم ده مكنش له عندك الحب اللى عندها يخليكى تعدى بيه زى ما هى عدت.
,
, رحاب بصتلها برفض و فاطيمه كملت: جه و قالك نروح لدكتور نفسى يصلح علاقتنا، جه و قالك نروح لدكتور نخلف، جه و قالك نسافر، نغير جو، نجدد علاقتنا، نكسر الروتين، عملتى ايه انتى بقا؟
, رحاب عضت شفايفها بندم و هى بصتلها: اقولك انا عملتى ايه؟ روحتى فضحتيه قدامنا و قدام اهلك و كسرتى رجولته و انتى بتطلعى اسراره و خصوصيات مكنش ينفع تطلع برا اوضة نومكم
, رحاب: هو مقاليش انه.
,
, فاطيمه زعقت: هيقولك ايه و هو شايفك غبيه مبتفهميش!
, رحاب اتعصبت: يقولى، يفوّقنى، مفيش اتنين عاقلين ف الدنيا بيختاروا يشاوروا لبعض و هما قادرين يتكلموا، ابنك مكنش بينطق، كان صنم عايش معايا ف البيت و يوم ما يشاور بيشاور على غلطاتى.
,
, فاطيمه اتعصبت لإبنها: قالك مية مره ف مية خناقه قدامى، قالك حاولى تفوقى قبل ما تخسرى، قالك انا مش شغلتى افوّقك انك بتخسرينى، قالك مش لازم كل مره انا اللى العب دور المنقذ ف البيت
, رحاب بررت: بس كل ده كان وقت خناق، قولت كلام طلع وقت مشاكل و ابنك عصبي و بيخبّط.
,
, فاطيمه حاولت تهدى و تتكلم براحه: مش كل اللي بيتقال ف الخناقات كلام ساعة زعل، أحيانا بيكون في رسايل مهمة في وسط الكلام لازم نفهمها و انتى اللى مفهمتيش يبقى بتلومى مين دلوقت! سايبه نفسك و بتلومى الكل ليه!
,
, رحاب اتخنقت لمجرد انها استوعبت دلوقت انها الغبيه الوحيده ف الحكايه: بردوا لو مكنش ناوى يبيع كان عرف يشترى، يا ماما خليكى حقانيه زى ما كنتى طول عمرك، محدش بيمشى الا و كان ناوى يمشى مش مستنى حاجه تمشيّه، طب هسئلك سؤال و خليكى منصفه، لو حياتنا كانت سمنه على عسل من ناحيتى و الناحيه التانيه فى هديه كان هيكمل معايا!
, فاطيمه دوّرت وشها عشان عارفه اجابتها او تحديدا بالظبط اجابة ادم..
,
, رحاب بصتلها بإنقاذ: عرفتى بقا، شوفتى انى لو غلطانه ف جزء ف هو غلطان ف جزء، انى كان معايا حق و كان لازم يقولى هو محتاج منى ايه طالما ملقهوش او انا معملتهوش من نفسى!
, فاطيمه اتنهدت: مكنش ينفع يقولك، هيقولك ايه؟ الحقينى انا بضيع منك؟ مكنش ينفع يعمل ده و لا مجبر يعمله بس انتى اللى غبيه.
,
, رحاب: و هو ما صدق، ابنك مبيتكلمش معايا، مبيعرّفنيش اى حاجه عنه، لا بيروح فين و لا بيجى منين و لا بيعمل ايه، مش معرّفنى معاه ايه و بيقبض كام و هيجيب ايه، اعرف منين مثلا انه معهوش! اعرف منين اذا كانت ظروفه وحشه و لا كويسه! اعتقد دى حاجات مبتتحسش و يتتقال مباشرة يا لاء
, فاطيمه نفخت بضيق عشان عارفه ان فى جزء ف كلامها نوعا ما صح..
,
, رحاب: ابنك مكنش بيحكيلى و لو تفصيله هايفه عنه او صغيره عشان انا اخمن الباقى، مكنش بيحكيلى الحاجات الجد عشان يسيبنى اخمن الحاجات اللى بتتحس، ابنك كان غلطان و غلطُه اكبر لإنه المفروض القائد للبيت و للعلاقه كلها و المفروض يتصرف بعقل مش بطيش مراهق يريل على واحده بتتنطط معاه من شارع لشارع و يمسك لمراته ع الغلطه، مراته اللى المفروض انها ضلع منه و الضلع الاعوج اما بيتساب يتعدل لوحده بيميل اكتر و اما بيتعنّف و يتعدل بالعنف بيتكسر.
,
, فاطيمه فاهمه انها نوعا ما لمست الجزء الاجوف ناحية ادم بس عايزه تلاقيله مبرر ف اندفعت: انتى عارفه ان هديه مكنتش تعرف عنه و لا حاجه، يمكن و لا حتى اسمه عشان هو كان قايلى مره انهم ف شغلهم اما بينزلوا عمليات ساعات بيضطروا يغيروا اساميهم
, رحاب نفخت من مقارنتها بهديه و شايفه ان وضع المقارنه بينهم هو اللى هد بيتها مش هى، هى طول عمرها كده و هو متقبلها كده لحد ما ظهرت هديه!
,
, فاطيمه ربعت إيديها بسخريه: يعنى مش بس مكنتش تعرف بيقبض كام و لا عنده ايه و لا فلوسه ابصر ايه
, رحاب ردت بتبرير: يا ماما انا مقصدتش الفلوس بس، انا.
,
, فاطيمه: لا دى يمكن مكنتش تعرف اسمه حتى، حتى بعد ما رجع و خلص شغله بِعد عنها و جالك و حاول مره و اتنين و عشره يراضيكى، بس انتى غبيه
, رحاب بتعيد مواقفهم موقف ورا موقف بخنقه لمجرد احساسها انها بتشوف الصوره لاول مره: يا ماما انا مش غبيه، ابنك اللى.
,
, فاطيمه: لا غبيه، الست اللى متحسش بحضن جوزها اما يتملى و هى بعيد عنه تبقى غبيه، الست اللى متحسش بعيون جوزها و هى عاشقه غيرها تبقى غبيه، الست اللى تنام جنب جوزها على فرشتهم و متسمعش قلبه و هو بيدق لواحده غيرها تبقى غبيه، الا بالمناسبه قوليلى يا رحاب، انتى بتنامى مع ادم ف اوضه واحده!
,
, رحاب اتوترت و غمضت عينيها بندم مجرد ما مرت قدام عينيها لحظات خاطفه لأدم و هو بيحاول محاولاته الاخيره معاها و طلب منها تنام جنبه..
, فاطيمه: مش بقولك غبيه، دى بردوا كانت محتاجه قواله؟
,
, رحاب زعقت لمجرد ان غلطاتها بتحاصرها واحده ورا واحده و بتطبق على نَفسها: اه كانت محتاجه قواله، يقولى بحبك، يقولى محتاجلك، يقولى وحشتينى، يقولى اى حاجه تحسسنى بقيمتى عنده، اى حاجه من اللى كان بيقولهم للصايعه اللى كان رايح جاى معاها، انتى عارفه انه عمره ما قالى بحبك، عمره ما ضمنى لمجرد امى واحشاه بجد، طب عارفه انى اما شوفت فيديوهاتهم سوا اتصدمت! حسيت انى قدام واحد تانى غير ادم! واحد لا عرفته و لا عاشرته.
,
, فاطيمه: هى كمان كان مخبى عليها كتير، يمكن انتى كان مخبى عنك حاجات مكنش من حقك تعرفيها و بالعِشره و شوية قُرب منك و حنيه كنتى هتعرفى كل اللى عايزه تعرفيه، لكن هى كان مخبى الحلو بتاعه كله، كان مخبى انه ظابط و ناجح ف شغله و له وضعه و مركزه، كان مبينلها انه وحش و هى حبته و هو وحش، لا سألته معاه كام و لا فكرت واحد زى ده ممكن يجبلها ايه!
,
, رحاب نفخت و فاطيمه كملت: و لسه لحد دلوقت بيخبى، ده لحد انهارده مكنتش تعرف انه ادم اخوها
, رحاب بصتلها بلهفه: اخوها!
, فاطيمه صححت: او اللى عاش معاها ف بيت واحد و هما صغيرين و كانوا فاكرين بعض اخوات
, رحاب ضيّقت عينيها للجمله اللى مفهمتهاش: فاكرين بعض اخوات! يعنى ايه!
, فاطيمه حست انها اندفعت اما راحت بالحوار للحته دى..
,
, رحاب قربت بفضول: هو ادم وصل لأهله؟ ليه سابهم اصلا انتى كنتى جيباه كبير! و لا هو كان تايه قبلها و انتوا لقتوه!
,
, فاطيمه بصتلها بأسف و هى بتسأل اسئلتها ورا بعض بفضول: و عرف ازاى انها اخته و ليه مقالهاش و خبى زى ما قولتى! ازاى كانوا فاكرين انهم اخوات!
,
, فاطيمه هزت راسها: يااه يا رحاب، هو انتى و ابنى كنتوا بعيد عن بعض اوى كده!
, رحاب اتعصبت: قولتلك ابنك مكنش بيتكلم نهائى، لا عن الموضوع ده و لا غيره، كان حيطه من حيطان البيت، ده انا ساعات كنت بضطر استفزه او اتشاكل معاه عشان يبقى فى حوار بينا من كتر ماهو صامت
, فاطيمه: و انتى كنتى بتعملى ايه ف سكوته! بتتعاملى مع حالته ازاى! بتستفزيه! بتعصبيه و تنكدى عليه! ده اخرك!
,
, رحاب قعدت بتعب عشان عارفه ان الجدال مش هيفيدها و بردوا لازم تتكلم..
, فاطيمه وقفت جنبها و بصتلها من فوقها: الراجل اما بيسكت بيبقى يا طاقته خلصت يا اللى عنده ميتقالش، ساعتها بيبقى محتاج حضن، ايد تطبطب، حبة حنيه يهوّنوا، الراجل دايما بيحب اللي يسامحه، اللي يغفرله، اللي يبقي حنين معاه زي الام بالضبط ما بتعمل مع ابنها كده
, رحاب رفعت وشها لها و فاطيمه اتفاجئت بدموعها اللى اول مره تلمحها..
,
, فاطيمه: انتى عارفه انها و انتى ف بيتك بتحضرى عيد ميلاد ابن اخوكى و سايبه جوزك نفسيته تعبانه و متشحطط مع ابوه كانت هى جنبه! ملازماه و ملازمه خطواته مسابتهوش لحظه
, رحاب بصتلها قوى و كإنها بتكتشف غلطاتها غلطه ورا التانيه..
,
, فاطيمه: طب عارفه انك ف الوقت اللى رجّعتى جوزك مكسور الخاطر ف محنته و رفضتى تقفى جنبه هى قلعت دهبها و سابته ف المستشفى عشان يرضوا يدخّلوا ابوه من غير ما يطلب حتى، لا ده سابها على باب المستشفى و جالك رمى ضعفه بين ايديكى و استقوى بيكى و الراجل مبيرضاش يضعف بالذات قدام اى حد اى، بس كانت النتيجه ايه!
,
, رحاب بلعت ريقها بندم و هى هزتلها راسها بأسف: انتى زقتيه و هى لقفته، رجع من عندك بصدمتك على صدمه انها راحت جابتله فلوس و حطتها بين ايديه و قالتله انت اغلى، يارب بس تكونى فهمتى انك انتى اول اللى غلطوا ف حق نفسك
, رحاب: انا بحبه و لو غلطت ف كان من باب العشم بين اى اتنين متجوزين، كنت متطمناله انه مش هيغدر بيا و يسيب ايدى ف نص طريقنا.
,
, فاطيمه شاورتلها بتهكم: لا يا حبيبتى انتى عشمك ده كنتى جايباه من السحر اللى عملتهوله مش من الحب
, رحاب: مش هتفرق، المهم انى كنت بغلط متعشمه انه هيصلح غلطى ده مش هيقف عنده
, فاطيمه: لا هتفرق، انا متأكده ان ابنى لو كان شاف ف عينيكى ذرة حب واحده كانت شفعتلك عنده، لو كان شاف حتى شوية ندم من اللى جايه بيهم دول اللى **** اعلم بيهم صدق و لا كذب كان غفرلك اى غلطه
, رحاب: و اديكى قولتى ندم، و انا ندمانه.
,
, فاطيمه وقفت برفض: معتش ينفع
, رحاب وقفت جنبها بمحايله: و انا جيالك عشان تخليه ينفع، انتى امه و حبيبته و مبيرفضلكيش طلب، ادم بيحبك اوى و ف عز خناقنا و مشاكلنا مكنش بيسمح اقرب منك بحرف عليكى حتى ف غيابك
, فاطيمه: عشان متربى، انتى خسرتى اوى يا رحاب، صدقينى خلاص خسرتى و لازم ترضى بقا عشان معدلهاش سكه تانيه.
,
, رحاب بصتلها بمحايله: انتى طول عمرك بتحاولى تساعدينى ساعدينى المرادى اخر مره و انا اوعدك هتغير و هعمله كل اللى عايزُه
, فاطيمه بصتلها بضيق و للحظه صعبت عليها..
,
, رحاب مسكت إيدها بحماس: بصى، بصى هلبس ال**** زى ما كان عايز، و هصلى، اقولك هجى شقتكوا هنا و انتوا انزلوا شقتى بدالى زى ما كان عايز عشان يريحك من السلم، اقولك، لالا انا هجى اقعد معاكى و ناكل و نشرب سوا و انزل ع النوم، و، و، و هاخد هديه معانا شقتنا.
,
, فاطيمه بصت لعابد اللى صوت تسبيحاته ع السبحه ف ايده عِلى: لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
, رحاب شدت ايدها و حاولت تتحرك لأوضة ادم: فين؟ فين هديه؟ انا هخدها عندى و هو اكيد هيرجعلى عشانها، هو بيحبها و قالى كتير تعيش معانا و احاول، اما يجى و يلاقينى انا و هى ف شقتنا هيتبسط و هيطلعلنا
, فاطيمه مسكت إيدها بضيق من حالتها: بصى يا بنتى هقولك على حاجه
, رحاب: قولى اى حاجه بس ساعدينى.
,
, فاطيمه: الحاجه الوحيده اللى ممكن اساعدك بيها هى انى انصحك تنتبهى لنفسك و اذا كان على بنتك اى وقت تحبى تشوفيها تعالى و انا مش هقدر امنعك، انا صحيح مخلفتش لكن ادم علمنى امومه مديوناله بيها طول عمرى
, رحاب: خليه يعلمنى انا كمان، يعلمنى ابقى ام لها و له و انا هتعلم، انا خلاص اتعلمت، قوليله يا ماما
, فاطيمه كتمت نفسها بضيق عليها اكتر ماهو منها: مقدرش اقولك اكتر من ان اللى يمسك ف السايب يبقى خايب.
,
, رحاب بحزن: طب و اذا كنت خايبه بقا من يومى تقولى ايه؟ خيبت ف الاول و انا معرفتش اخليه يحبنى و خيبت ف الاخر و انا معرفتش اخليه يتمسك بيا
, فاطيمه: يبقى.
,
, ادم كمل عنها و هو داخل: يبقى تمشى
, رحاب بصتله بلهفه و هى مش عارفه دخل من امتى و سمع ايه من كل كلامها..
, راحت عليه بفرحه: ادم
, ادم رجع خطوه لورا بقرف: امشى
, رحاب: ادم انا بحبك
, ادم رد بخواء: و انا عمرى ما حبيتك
, رحاب زعقت: ليه؟
, ادم: مش هنجى دلوقت و ندوّر على اسباب، فات وقت الكلام ده
, رحاب: بس انا مش قادره اصدق انك سيبتنى كده
, ادم بصلها بملل: لا حاولى تصدقى و بسرعه بقا عشان كده غلط على صحتك.
,
, رحاب حاولت تمسك ايده: ادم
, ادم شد ايده منها بنفور و هى بصتله و حاولت تقرب بدلع: حتى لو مكانتى عندك كزوجه اتغيرت ف كونى ام بنتك ده شئ عمره ما هيتغير
, ادم نفخ بخنقه و رحاب بصتله بقهر على بيبانه اللى بيقفلها ف وشها من غير ما ينطق حتى: طب و مكانتى اللى ف قلبك يا ادم؟!
, ادم ضم بوقه بسخريه: خلاص احلقى دقنك بيها.
,
, رحاب لاول مره تضحك عبى هزاره و ادم اخد نفس عنيف و خرّجه بنفس العنف: يابنتى افهمى بقا، احنا كنا لبعض و سيبنا بعض، طب افهمهالك ازاى دى؟ اكتبهالك على ايدك؟
, رحاب فرحت لمجرد هزاره: ادم انت وحشتنى
, ادم شاور بإيده على كف ايده التانيه: طب على ايدى انا؟
, رحاب ابتسمت: حتى هزارك وحشنى
, ادم شاور بسخريه على وشه: طب على وشى؟
, رحاب مدت إيدها على خده: ادم انا
, ادم شد إيدها زقها بملل: طب اثبّتها ازاى ف عقلك؟
, رحاب: طب.
,
, ادم شدها بنفاذ صبر لحد الباب و فتح و خرّجها: اه نسيت انتى معندكيش عقل.
,
, عدى اسبوع و اكتر و ادم مش عارف يوصلها، اول مره يحس انه عاجز كده، ده حتى ف عز زعلهم كان بيبقى عارف تفاصيلها، ده السنين اللى بعدوها عن بعض كان متابعها و عارف خطواتها..
, دخل مكتبه و قعد بتعب..
, انس دخله و منير وراه بقلق: ايه يا ادم لسه مفيش اخبار؟
,
, ادم ميل راسه بين إيديه بحزن: مش عارف اوصلها يا انس، عملت كل حاجه ممكن توصلنى لها و بردوا مفيش، دماغى عماله تودى و تجيب ف كمية افكار سوده ملهاش اخر يا انس
, انس قعد قصاده بحيره و ادم ولع سيجاره بخنقه: يارب متقلقنيش عليها علشان انا عقلى هربان من فيلم هندى غريب و عمال يالف قصص
, منير: طب حاولت تخترق حسابها زى ما قولت؟
,
, ادم: و مفيش حاجه توصلنى لها، انا بعتلها على كل حساباتها رغم ان موبايلها مقفول بحساباتها اللى اتقفلت و قولتلها ارجعى حتى لو هترجعى لشغلك بس و انا لاء، حتى لو عايزه تبعدى عنى
, انس: بس هى مش محتاجه الكلام ده يا ادم، مش محتاجه التضحيه لا بيها و لا عشانها، هى محتاجالك دلوقت اكتر يا ادم، هى خسرت ابوها يعنى خسرت كل حاجه و يوم ما هتعوز ترجّعها انت الوحيد اللى بيك هى هتقدر تعمل ده.
,
, ادم: انت فاكرنى هسيبها بجد؟ انا بجر رجلها!
, منير بصّله بعتاب: انت غلطت يا ادم، هى كان لازم تعرف من الاول، كان لازم تقولها كل حاجه و تسيبلها حرية القرار
, ادم فرك وشه بتعب: خوفت، خوفت عليها ف الموضوع ده بالذات من الصدمه، انا مكنتش اصلا عارف بكل حاجه و لا بالحقيقه كلها بس حتى لو قولتلها اللى اعرفه خوفت عليها من الصدمه.
,
, انس: لا يا ادم خليك صريح ع الاقل مع نفسك، انت مش خوفت، انت محسبتهاش صح، او نقول محسبتهاش اصلا، حبيتها ف مشيت ورا مشاعرك و سيبت الحكايه تجيب احداثها، مجرد انك اتطمنت انها مش اختك لا اب و لا ام زى ما تحليل النسب طمنك يبقى كده خلاص العائق اللى بينكم انزاح و نسيت اى عوائق تانيه حتى لو نفسيه، و قولت زى ما تجى تجى، معرفتش يبقى خير و بركه و انا كده كده مش ابنهم، عرفت ف يوم هتبقى ساعتها ملكى و بقت ف جيبى، يا اخى ده انت مفكرتش حتى ف العائق المادى و ان واحد زى حمزه باشا بهيلمانه و مشاريعه و مركزه الاجتماعى و المادى ده كله ممكن ميرضاش بيك!
,
, منير بص لأنس بضيق: خلاص بقا، هو الكل هيفضل يلومه كده كإنه الغلطان الوحيد فيهم! حمزه باشا اللى ساب نفسه لواحده ميعرفش عنها الا انها مرات صاحبه و عرفى كمان، مغلطش! و ست حنين دى كمان اللى ماصدقت قفشت ف راجل متجوز، مش غلطانه! و كلام ادم ان شكلهم و هما كانوا من هيئتهم عارفين ادم و عارفين الحكايه، مش غلطانين!
, انس: بس هديه كانت الوحيده اللى.
,
, منير قاطعه: و دى بردوا غلطت، يعنى مغلطتش اما راحت مكان زى ده لوحدها حتى لو لشغلها؟ و مشيت مع واحد متعرفش عنه غير انه شمال، و حبته، لا ماهى لازم تحبه، راحت و جات معاه و كلت و شربت معاه، و سافرت و باتت ف بيته معاه و قضت ايام و اسابيع و شهور تحت سقف واحد معاه، ده مكنش غلط! فى واحده تسيب نفسها و مشاعرها لواحد متعرفش غير اسمه اللى لو كان قالها اسم غيرخ او قابلها و هو مغير اسمه ف العشوائيات مكنتش هتبقى عارفه عنه اى حاجه خالص كده! يابنى ده اللى بيعرفوا بعض ع السوشيال ميديا و اللى بيحبوا بعض ع الفيس بيعرفوا عن بعض اكتر من كده!
,
, انس: انا من البدايه كنت ضد انها متعرفش مش ضد علاقتكم و حاولت انبهك بس انت كنت جايب العداد ع الاخر و دايس و مش مراعى انك ماشى بعشوائيه ف طريق متعرفهوش
, ادم هز راسه بسخريه من نفسه: ‏أنا عمري ما كنت عشوائى، أنا كل خطوه ف حياتى لازم أحسبها غلط كويس أوى
, انس: بس المرادى غير، المرادى ده مش موضوع ف مسار حياتك، ده حياتك نفسها، كان لازم تحسبها صح
, ادم: اللى حصل بقا.
,
, انس: و هتعمل ايه؟ ادم انت بردوا مقعدتش مع ابوك تانى؟
, ادم وقف و اتحرك قدام الشباك برفض..
, انس: ادم هو انت مش فرحان انه حمزه طلع ابوك بجد؟
,
, ادم ابتسم بتلقائيه و انس وقف جنبه: يعنى امك مطلعتش زى ما كنت فاكر و الحدوته طلع لها وجه تانى! ده مش كفايه تقعد معاه و تسمعه؟
, ادم: معنديش نفس و لا طاقه، ‏عمرى ما حسيت إن طاقتى خلصت قد الايام دى يا انس
, منير: انت عمرك ما كنت مستسلم اوى كده! ده انت ف عز ما كنت ماشى ف وش التيار و دايس كنت بتعافر سواء اما سيبتهم ف الاول و لا اما هديه سابتك بعدين.
,
, ادم: و أنا خلاص تعبت من المعافره، أنا عايز أسيب كل حاجه و أمشى و مرجعش تانى
, انس طبطب على كتفه: فتره و هتعدى زى ما ياما عدى غيرها كتير، يابنى ده ياما عدت ع الراس طبول
, ادم ضحك بتهكم: فتره! ده انا كل ما اقول فتره و هتعدى بلاقيها بتاخد لفه و رجعالى، تحس كده ان كل مرحله بتقول للمرحله اللى قبلها عنك انتى و حياة امه لا اربيه.
,
, انس ضحك غصب و ادم ضحك بالعافيه معاه: حياتي كلها فى كفه و اخر فتره دى ف كفه تانيه خالص، اتعلمت فيها اللى متعلمتهوش ف عمرى كله و ****
, منير بص لأنس بزعل على شكل ادم اللى قعد و مرجع ضهره لورا و حاطط دراعه على راسه و مغمض بتعب..
, ادم اتكلم ببحه ف صوته: هو انا مستحقش اى حاجه حلوه خالص كده؟ ده انا عمرى ما اذيت حد و ****، قلبى مفهوش غير الخير و ****
, انس: قول يارب.
,
, ادم رفع وشه لفوق و اخد نفس طويل: يا موزّع الحب على عبادك انا قلبى متحبش ليه!
, منير بصّله شويه: ادم هو انت لو وصلتلها هتعمل ايه اولا؟
, ادم ابتسم بتلقائيه و فجأه اتغاظ: هبوسها ف بوقها
, منير ضحك اوى مع انس اللى ضحك بيأس..
, منير: اذا رفضت تتخلى عن اسمها و طبعا حمزه مش هيرضى يجبرها عارف موقفك هيبقى شكله ايه؟
, ادم مقبلش مجرد التفكير ف النقطه دى: هى ترجع بس، لازم ترجع.
,
, منير بصّله بزعل و ادم وقف فجأه بحماس و هو خارج للباب: و انا عرفت هجيبها بنت الصرمه ازاى.
,
, هديه قاعده ف الفندق دخلت عملت قهوه و شدت ستارة البلكونه بخواء و قعدت تشرب القهوه..
, مسكت الموبايل اللى جابته جديد و فتحت نت و بتقلب بملل لحد ما وقفت عند خبر..
, قرته بتفحّص اعلاميه تواجه مصير تهورها بقلم القضاء
, بلعت ريقها بقلق و وقفت قرت تفاصيل الخبر اللى عرفت منها ان محاكمة علا كانت امبارح و اتحكم فيها عليها اعدام لجريمة القتل!
, وقفت بفزع و جريت لجوه لبست و اخدت موبايلها و شنطة ايدها و خرجت..
,
, وصلت المديريه و دخلت بلغبطه، كل ما تقدم خطوه قلبها يدق بنفض، بتحاول تتجاهل احساسها ده بالعافيه..
, حاولت مره ورا مره لحد ما خلصت كل طاقتها ف وقفت برفض لتهورها ده، شبعت من تهورها و كان لازم تفكر قبل ما تجى!
, لفت ترجع اتفاجئت بإيد من وراها اتحطت على عينيها و التانيه كلبشت ف إيدها شدتها و دخلت من باب و قفلت..
,
, هديه حست بضهرها بيتسند ع الباب وراها و الايد اللى على عينيها اتشالت و التانيه سابت إيدها و الاتنين رغم انها مفتحتش الا انها حستهم حاوطوها بتملك..
, مفتحتش عيونها و كإنها خايفه تفتحهم على صدمه جديده..
, ادم رفع حاجبه: انتى خايفه تفتحى تشوفى عفريت و لا حاجه؟
, هديه بدل ما تكز على عيونها كزت على شفايفها و ده جننه جنون فوق جنون لهفته..
, ادم باس عيونها برقه: ياللى لُقاكى حيااه، انا حبى ليكى ****.
,
, هديه حست للحظه انها متلغبطه بين عقلها اللى بيفكر فيه و عقلها الباطن اللى بيحلم بيه، حست من لغبطتها انه متهيئلها، انها من كتر ما بتفكر فيه او متخيلاه ف كل ركن ف المديريه من اول ما دخلت ف صوته اتجسد قدامها من عقلها الباطن..
, فتحت عيونها ببطئ مترقبه و مش عارفه تتمنى ايه،
, همست بخفوت: انا ف حياتى مشوفتش عقل باطن بالوقاحه دى.
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٣

هديه حست بضهرها بيتسند ع الباب وراها و الايد اللى على عينيها اتشالت و التانيه سابت إيدها و الاتنين رغم انها مفتحتش الا انها حستهم حاوطوها بتملك..
, مفتحتش عيونها و كإنها خايفه تفتحهم على صدمه جديده..
, ادم رفع حاجبه: انتى خايفه تفتحى تشوفى عفريت و لا حاجه؟
, هديه بدل ما تكز على عيونها كزت على شفايفها و ده جننه جنون فوق جنون لهفته..
, ادم باس عيونها برقه: ياللى لُقاكى حيااه، انا حبى ليكى ****.
,
, هديه حست للحظه انها متلغبطه بين عقلها اللى بيفكر فيه و عقلها الباطن اللى بيحلم بيه، حست من لغبطتها انه متهيئلها، انها من كتر ما بتفكر فيه او متخيلاه ف كل ركن ف المديريه من اول ما دخلت ف صوته اتجسد قدامها من عقلها الباطن..
, فتحت عيونها ببطئ مترقبه و مش عارفه تتمنى ايه،
, همست بخفوت: انا ف حياتى مشوفتش عقل باطن بالوقاحه دى
, ادم كتم ضحكته من ردها اللى كشفله انها ادمنت التفكير فيه..
,
, همس بغلاسه يستفز غيظها: طب و ماله؟ ده يابخته اللى احنا من بخته و يا هناه اللى هنبقى معاه
, هديه اتعمدت تنفخ بجمود و هو اتجاهل ده و غمزلها: ما تراعى يا لبن المراعى
, هديه اخدت نَفس عنيف و خرّجته مع الكلام: اخلص يا ادم، عايز ايه؟
, ادم عض بوقه بكوميديا: عايز امسّى بالخرطوش ع العيون اللى مبيرحموش
, هديه غمضت عيونها تدارى غيظها لإنها عارفه ان الغيظ ده مشاعر و مشاعر هتجيب مشاعر و دى بداية الاستسلام..
,
, غمضت عيونها تدارى ده كله بس ضغطة شفايفها تمردت ف كتم ضحكته: و اقول مسااء الكوسه can I have بوسه
, هديه فتحت بعصبيه: ادم
, ادم غمزلها: طب اقولك نكته قبيحه؟
, هديه فتحت بوقها تتكلم هو قفله بإيده برخامه: هقولك نكته قبيحه، لمونه حبت تسيب خطيبها قالتله اعصرنى مش هقدر اكمل
, هديه ملامحها رخت غصب عنها ببلاهه و هو ضحك بغلاسه: طبعا كنتى مستنيه القبيحه؟ صح صح؟ قولى متتكسفيش مانا معرفتش اربى.
,
, هديه بصتله بنفاذ صبر و هو دارى ضحكته بالعافيه على منظرها: طب القفى دى يمكن تجيب معاكى، كوباية عصير جوزها مات بقت تقول اه ياjuice اه
, هديه بتحاول تبص ف اى حته حواليهم بنرفزه و هى مش عارفه عايزه ايه بالظبط و هو انفجر ف الضحك: موتى ف القباحه، انتى مش عايزه تتربى لاء، انتى محتاجه ابتدى معاكى من اول اركان الاسلام الخمسه
, هديه زعقت: عايز ايه يا ادم و بطّل طريقتك دى عشان مش هتجيب معايا.
,
, ادم ايتسم بعشق ابتسامه هاديه بعيده عن مشاكسته لها: عايزك
, هديه صوتها اتهز: و انا خلاص اكتفيت، اكتفيت صدمات منك و معاك و بسببك
, ادم ابتسم بحزن و حاول يضم إيديها بين قبضات إيديه بملكيه: و عايز اقولك انى بحبك
, هديه بصتله بتهكم: كنت مستغربه انا ليه بسمعها منك كتير مع انك المفروص شخصيه بطبيعة شغلك عمليه اكتر، بس دلوقت فهمت ان الكذاب بيحتاج من وقت للتانى يأكد على كذبه.
,
, ادم رفع إيدها باسها اللى كانت ناسياها ف إيده و قلبها تاجاهل عنادها: لا يا هديه، ده عشان انا اللى بحب اقول للي بحبهم دايما انى بحبهم و لو للمره الألف و زى ما بيقولوا كده من لم يؤدبه الحب يؤدبه مزيد من الحب
, هديه شدت إيدها منه بسخريه: اسمها من لم يؤدبه الحب لن يؤدبه مزيد من الحب.
,
, ادم ابتسم بصدق: لاء انا عندى من لم يؤدبه الحب يؤدبه مزيد من الحب، بدى حب و مزيد من الحب و فرص و مزيد مزيد من الفرص عشان عارف نفسى يوم ما بقرر امشى مببصش ورايا
, هديه بعصبيه شدت إيدها من تانى بعد ما حاول يمسكها: ده تهديد ده؟ انت جاى تهددنى؟ يا بجاحتك يا اخى! لك عين!
,
, ادم مؤقتاً اتجاهل وجعها اللى نطقت بيه و حاول ينكشها: تصدقى انك تستاهلى اسيب نفسى بعفاريتى بسلطاتى ب بابا غنوجى لحد ما ترجعى، اهو ع الاقل اتعفرت عليكى اول ما اشوفك
, هديه بصتله بحده على عادة هزاره اللى مش هتتغير بس جواها حته اتخنقت ان كلامه معناه انه ابتدى ييأس..
, ادم كتم ضحكته عشان فهمها: او اعفرتك معايا، ايهما اقرب بقا.
,
, هديه بصتله بحده و اتحركت بعنف تتحرك من الباب اللى مدت إيدها فتحته ف ادم ضغط على إيدها و لفها له و ابتسم: هديتى
, هديه بصتله بحسم: لقد نفذ رصيدكم يا ادم، نفذ
, ادم ضم بوقه لقدام ببراءه كتم ضحكته: ايه ده انتى اشتغلتى مع اتصالات كمان؟ هو الحال اتدهور اوى كده؟
, هديه كتمت انفاسها بغيظ محبتش تظهره..
, ادم شاورلها بمحايله: طب خدينى معاكى و النبى
, هديه زعقت بنفاذ صبر او خوف تضعف: اددم
, ادم غمزلها: وحشتيه و ****.
,
, هديه بصت بعيد بأنفاس عنيفه عاليه..
, ادم شاورلها بدراما كتم ضحكته: نزلت الترعه اصطاد شوفت الجراميط هديه
, هديه حطت إيدها على راسها بنفاذ صبر بتدارى غيظها بالعافيه..
, ادم فاهم ملامحها كويس ف شاور على صدره و رجّع ضهره لورا بدراما: ده انا دخلت الزريبه شوفت كل اللى فيها هدياااااه
, هديه قربت بهجوم من غير ما تلمسه و بصتله بشراسه و كوّرت قبضات إيديها بغيظ..
,
, ادم عض بوقه بغزل: ينفع كده نهاية العالم بتقرب ياسطى و انت لاء؟
, هديه كزت على سنانها بحده و هو مد إيده مسك دقنها بمشاكسه و حرّكها مع الكلام يستفزها: ‏ينفع ياسطى تقتحم حياتي و تحببنى فيك و بعدين تبطل تكلمنى بمزاج امك و تمشى؟ هى زريبه و لا ايه يا ولاد الصرمه؟
, ادم انفعل بمرح ف اخر جمله و هى اتخضت لدرجة ضحك..
, هديه بغيظ: عايز ايه يا ادم؟
, ادم غمزلها بمعاكسه: عايزك.
,
, هديه: انسى، انسى يا ادم انى ف يوم دخلت حياتك او انك لمحتنى حتى عشان متتعبش
, ادم زعق بمرح: ما هو انا حياتى مش ببجى يا ولاد الكلب علشان تلعبوا فيها زى ما انتو عايزين
, هديه بصت بعيد بيأس ابتدت تحسه قدام اصرار ادم انه يلجمها من جواها بكاريزمته الخاصه..
, ادم رفع حاجبه بمرح: ايه يا جدعان هى ‏البنات بقت بتتسلى و الشباب هما اللى بقوا جد ف حوار الجواز و لا ايه؟
,
, هديه غصب عنها هربت ابتسامه من جواها واجهتها بضيق مع ظهورها ف ملامحها اتلغبطت..
, ادم ضحك بمرح و هو بيتلفّت حواليه برا قاصد يعلّى صوته شويه: حد لعب في الإعدادات تقريباً، يا جدعان اللى رفع الزرار ينزّله ابوس ايدكم انا بضيع
, هديه بسرعه حطت إيدها ع الباب و بتلقائيه قفلت الباب و مجرد ما اتطمنت انهم لوحدهم زقته بغيظ لجوه..
, ادم ضحك بصوته كله: بتغرغرى بيا يا بت الكلب؟
,
, هديه غمضت عيونها بغيظ و هو اتكلم بدراما: اكمنى بجبك تعمل كده فيا؟ الاه
, هديه حطت إيدها على راسها بغُلب و هو كمل بمرح: اكمنى مليش غيرك تلعب بيا؟ الاه
, هديه بصتله بيأس و اتحركت تمشى: سيبنى لوحدى يا ادم.
,
, ادم ف حركه سريعه رجّعها لقدامه بعد ما مد إيده بسرعه قفل الباب..
, بصّلها بجديه رغم رقة كلامه: مبدئيا كده طول ما لسه في حد عايش في الدنيا على حسك إياكى تقررى تختفي و تسيبيه للدنيا تلطش فيه لوحده! متهربيش منه، اهربى له
, هديه هربت بعيونها بعيد: انا مبهربش، بس كل اللى جاي هيكون بالعقل علشان أنا قلبي منصفنيش.
,
, صوتها اترعش بألم هو حب يكسره بسحره الخاص عليها ف رفع حاجبه بمرح: لا ماهو انا مقولتلكيش، ‏أنا لو محدش كلمنى يومين ورا بعض بنساه، ما بالك بقا لو هو قاصد يتجاهلنى!
, هديه لفت وشها له بصتله بتهكم و هو ابتسم ببراءه: اه و ****
, هديه حاولت تتكلم بهدوء: سيبنى لحد ما اهدى
, ادم بصّلها بإصرار عاشق بجد: مش حسيبك غير لما تهدى.
,
, هديه بصتله بضعف اترجم على صوتها بعفويه: انا عارفه انك عايز تساعدنى و عارفه كمان انى صعبانه عليك و مقدره ده و وقفتك دى بس ممكن
, ادم سحب إيدها بهدوء قعّدها و قعد جنبها: لما حد يساعدك و هو أصلاً بيعافر ف حياته دى مش مساعده دى محبه و المفروض ان القلوب المحبه عند بعضها، و لا ايه؟
,
, هديه ضحكت بتهكم: هجر جميل خير من موده يعقبها أذى و انا ياما اتأذيت منك، كل ما اقرب اتأذى لدرجة بدآت احس انها اشاره من **** عشان عايزنى ابعد
, ادم ابتسم ببهتان: انا يا هديه؟ انا عمرى ما اذيتك عن قصد او لمجرد انى عايز ائذيكى، مفيش مره اذيتك الا و كان قدامى طريق ابشع و اختارت وجودك مهما الامر كلّف، انا عمري ما كنت شخصيه موذيه حتى لما حرقولى قلبى مشيت بهدوء.
,
, هديه هربت بعينيها بعيد تدارى دمعتها اللى غطتها بتهكم: و رجعت عشان تنتقم
, ادم مد إيده مسك دقنها لف وشها له قصد يقابل عيونهم: انتى شايفانى كده؟ ده انا حتى الناس اللى أذونى محظوظين بيا لأن عمري ما فكرت و لا هفكر أئذيهم، اقوم ائذيكى انتى؟ انتى يا ست الحبايب؟
, هديه نزّلت إيده بضعف: بس معلش طلعت اوت منك دى
, ادم ابتسم بغيظ على اصرارها: طب معلش هتعبك معايا أوقفى ف حته فيها مخ الاوب علشان أعرف أكلمك بس.
,
, هديه بصتله بشراسه و هو مسك إيدها: طب مبدئياً كده صلى على من قال لا تؤذونى ف عائشه
, هديه اخدت نفس تهدى و تمتمت بالصلاة ع النبى ف سرها رغم نظراتها بسخريه له عشان فهمته..
, ادم حاول يتكلم بهدوء: انا لو اعرف ان حمزه ابويا كنت همشى؟
, هديه بصتله بعدم فهم و هو مسك إيدها بإندماج مع الكلام: انا لو حمزه ابويا و اعرف ده و متأكد منه كنت ع الاقل هختار نص العمى و لا العمى كله، صح و لا ايه؟
,
, هديه بصتله بصدمه و هى مش مستوعبه انه مكنش يعرف حمزه او رافضه ده: انت قولت انك كنت عارف انه
, ادم قاطعها: انا قولت انى كنت عارفكم مقولتش انى كنت عارف ان حمزه ابويا، انا مقولتش حاجه اصلا و انتى مدتنيش فرصه زيهم اتكلم و افهّمك
, هديه وقفت برفض و صوتها اتهز بدموع: بس سكتت، سألتك يا ادم و سكتت، سكتت عشان
, ادم كمل بإصرار بعد ما وقف معاها: سكتت عشان مكنتيش ف حاله تسمعى فيها
, هديه بصتله بعنف: لا عشان كذاب.
,
, ادم: لا عشان خبيت
, هديه بصتله قوى برفض: تفرق؟
, ادم: جدا
, هديه اتحركت بتهكم: اه صح، انا اللى غبيه، كان المفروض ابقى زى اى واحده بتدخل علاقه مع واحد، انا بس اللى كنت مش طبيعيه، كان المفروض اسأله هو متجوز او لاء! طب مخلّف! طب ياترى بقا هو اخويا و لا هتفاجئ!
,
, ادم اتحرك جنبها بحزن على صوتها المهزوز و مسكها من كتافها لف وشها له: اولا حتة متجوز دى احنا اتكلمنا بما فيه الكفايه فيها و فهمتك انا ليه عملت كده و اللى حصل بعد كده اعتقد فهّمك و اقنعك
, هديه هربت بعينيها بعيد لمجرد انها فعلا اقتنعت..
, ادم مد اصابعه مسك دقنها لف وشها له: اما حتة انى اعرفكم
, هديه بصتله بوجع: هتكذب ف ايه تانى يا ادم؟
, ادم: هديه.
,
, هديه ربعت إيديها بعيون مدمعه رغم سخريتها: ياترى رتبت كدبتك ازاى! و لا انت اصلا كنت مجهز كذبه جاهزه؟
, ادم ابتسم بضعف: انا بحبك، و **** بحبك بس مش عارف ليه الظروف مصممه تحاربنى فيكى
, هديه زعقت بشراسه: انت كذاب، كذاب و قولتلك مية مره الكذاب مبيعرفش يحب، اوعى تجيب سيرة الحب على لسانك، الحب برئ منك و من كذبك.
,
, ادم حط إيده على وشه و حرّكها بغيظ و ضحك بعفويه: ‏انا هستحمل غباوتك علشان عارف ان ده صوت هرموناتك اللى بيعلّى صوتك ده و بيزعق، انما إنتى هابله عادى
, هديه بصتله بشراسه و هو ضحك غصب عنه و شدها قعدها: طب ممكن تهدى و تسكتى لحد ما اخلص كلامى
, هديه وقفت بحده: لاء
, ادم وقف شدها قعدها تانى و قعد: بعد ما اخلص ابقى اعترضى براحتك
, هديه وقفت تانى برفض: لاء.
,
, ادم موقفش و شدها بغيظ قعّدها: اقعدى بقا يا بنت الصرمه فرهدتى امى وراكى
, هديه هتقف مد إيده ف جيبه خرّج مسدسه و شد الزناد و هى رفعت حاجبها و كتمت خوفها بطريقه طلعت مضحكه غصب عنها و قعدت..
, ادم كتم ضحكته و قعد جنبها و حط المسدس قدامهم ع الترابيزه و بصّلها بتحذير: عارفه لو سمعت نَفسك لحد ما اخلص هخنفك، هديكى طلقه من مناخيرك تطلع من قفاكى تخنفك
, هديه بصتله بغيظ: انت لتانى مره تستغل منصب عملك ف.
,
, ادم كمل بإستفزاز: انا مبتز حقير قليل الادب سافل، شوفتى النص الاول المبتز الحقير و كلمه زياده هوريكى النص التانى
, هديه بصتله بغيظ و هو شاورلها بغلاسه: اه هو قليل الادب السافل ده
, هديه قعدت بغيظ و بصتله و هو رفع حاجبه بمرح: جزمه.
,
, هديه هتقف مد إيده مسك المسدس: هاا
, هديه قعدت بتذمر و هو كتم ضحكته بالعافيه..
, سكت و هى سكتت و سكوتهم طال..
, بصتله بنفاذ صبر: انت مقعدنى تسمعنى سكوتك؟ ما تنطق.
,
, ادم ضم بوقه ببراءه: لا ماهو انا نسيت
, هديه كزت على سنانها و وقفت بغيظ اتحركت للباب و هو وقف بسرعه جرى وراها، شدها و هى حاولت ترجع للباب و هو شدها لتانى ناحيه و كل ما تقرب ف جهه يقف ف سكتها و معافرتها بتزيد..
, ادم بإصرار: مش هتمشى تانى
, هديه بصتله بشراسه: دلوقت بس فهمتك ليه كنت دايما تقولى مش هتسيبينى تانى، و دلوقت بردوا عرفت إنى كان لازم امشى من الاول.
,
, ادم رفع حاجبه: ‏متتحدنيش ف العِناد علشان دى تقريبًا الحاجه الوحيده اللى انا فالح فيها و مكمله معايا لحد دلوقت.
,
, هديه حاولت تتحرك بس هو وقف قدامها و مدت ايدها للباب ايده سبقتها و بتلف تانى ناحيه كان هو بيلف قدامها ف اتقابلت اجسامهم بدل عيونهم ف حضن غريب..
, ادم ضمها اوى بتملّك و خطف نَفس طويل من حضنها و هديه عيطت بضعف اوى جوه حضنه و هو اتكلم بأنفاس مريحه: انا هقولك كلمه قولتهالك و قولتها عنك قبل كده، حبيتك الحب اللى اقنعنى ان اللى فات من العمر كان مجرد انتظار ليكى مش اكتر.
,
, هديه غمضت عيونها بألم و هو قربها اكتر و اتتفس براحه نَفس بطئ كإنه بيستنشق حزنها من جواها: أن المحب لمن يحب رحيم، ارحمينى لاجل خاطر النبى
, هديه دمعت بوجع: ارحمنى انت، ارحمنى و ابعد عنى
, ادم هز راسه برفض و هى بصتله بضعف: انا محتاجه ابقى لوحدى، عالاقل دلوقت.
,
, ادم سحبها و هى لسه ف حضنه و قعد بيها: انا عارف انك عايزه تبعدى مجرد محاوله مع قلبك، عايزه تختبرى مشاعرك كإستنجاد منك تشوفيها هتقويكى و تقدّرك ع الغياب و لا لاء، بس انا عايز اقولك حاجه يا هديه و عن تجربه صدقينى، البعد مبيقللش من المحبه، عمره ما نصفنا و عملها، الغالي بيفضل غالى و غلاوته مع البعد بتزيد.
,
, هديه دمعت بألم: زى ما اكون مصابه بحُمّة الفقد، مكتوب عليا افارق، افارق اب ملمحتهوش لحظه عشان حتى اعرف هحبه او لاء برغم كل اللى اتقال عنه، افارق اب مفارقتهوش لحظه و مش عارفه اكرهه برغم كل اللى اتقال بردوا عنه، و يوم ما احب احب واحد جوه دايرة وجعى و داخل يقفلها بيه، من يوم ما حبيتك و انا حاسه انى اتقسمت نصين نص زعلان منى والتانى زعلان عليا
, ادم ضم إيدها: انا.
,
, هديه دموعها نزلت: انت كنت حلم بس مكنتش متخيلاه هيقلب كابوس من غير رحمه كده، ‏كان نفسي تطلع زي ما كنت بحكيلهم عنك
, ادم ابتسم بحزن: و انا اوعدك انى
, هديه قاطعته بضحكة تهكم: متوعدش بحاجه مش ضامن تعيش بحالتك اللى وعدت بيها دى لحد ما يجى وقتها مش بس تنفذها، اللى حصل ده ورانى ان مفيش حاجه بتفضل علي حالها، الأيام و الناس و الوعود مهما كانت حلوه بتتغير، لا يا ادم، انا مش هعمل ف نفسى كده.
,
, ادم بصّلها برحاء: طب ممكن تسمعينى لأخر مره؟
,
, هديه اخدت نفس برفض و هو مسك إيدها قبل ما تقف: لأخر مره يا هديه، لاخر مره و مش هفتح قدامك اى سيره للموضوع تانى، بس اسمعينى و لو من باب الفضول، انا تعبان و محتاج اتكلم، كل حاجه اتلغبطت جوايا مجرد ما اتلغبطت قدامى، معتش شايف حاجه لا صح و لا غلط، معتش شايف، لا عارف افرح انى مطلعتش ابن حرام زى ما كنت فاهم و امى خانت ابويا ف شرفه و لا ازعل و اتقهر على دمها اللى سيحوه قدام عينى.
,
, هديه بصتله بضعف، هى عاشت الموقف معاه بس من نبرة صوته متخيلتش انه محفور جواه بألم كده..
, بصتلها بعتاب عشاق: و عشان كده كنت جاى تنتقم، عشان منسيتش
, ادم هينطق هى شاورت ف وشه بتحذير: و اوعى تنكر، انن قولت كده، قولت جاى تنتقم.
,
, ادم صحح: من حمزه، كنت جاى انتقم منه هو، كنت فاكرُه ميخصنيش، امى خاينه يبقى ايا كانت هى مين حمزه ميخصنيش، كنت فاكر انى مش هفرق معاه، كنت شايفُه يومها مصدوم من وجود امينه، مستغرب من كلام ستى، ففهمت انه اتحط فجأه قدام اللى حصل، كنت فاكر انه لسه هيقررلى انا كمان مصيرى، عشان كده جريت.
,
, هديه بصتله بحزن على عينيه اللى غمضت بتعب و هو صوته اتهز: كنت عايز اوجعه، كنت فاكر اما هوجعه هرتاح، فاكر هيتوجع لوحده، كنت مستغرب انا ازاى موجوع اكتر منه كده، مكنتش فاهم و فهمت اما فهمت الحقيقه.
,
, ادم اخد نَفس و كتمه زى الدكتور المضطر يفتح جرح عشان ينضفه: انا مكنتش اعرف من الحكايه غير ان امى خاينه و ابويا قاتل، ايا كانت امى مين و ابويا مين، ابويا الراجل اللى اتخان معاه و خلع و سابها لمصيرها و لا الراجل الواقف قدامى بيقتل بدم بارد، طب امى، مش هتفرق ستى قالت الاتنين خاينين، الخيانه كانت قدام عقلى بمفهومها البحت او هما باللى عملوه قدامى فهموهالى كده، يجى ف بالى منين ان الخيانه اللى يقصدوها ان امينه بلغت عن حمزه و خانت العِشره!
,
, ادم بلع ريقه بمرار و هو بيضغط على كف إيدها: هى ست وحشه و هو راجل بشع و الحياه معاهم و بينهم مستحيله، شوفته قدامى مستحل للدم بإفترا و سمعت ستى قالت عن حنين خاينه و عن امينه خاينه اللى مكنتش اعرف عنها غير اسمها و بس، و ايا كانت مين فيهم امى فهى خاينه و ده كان شئ بشع بالنسبالى، بس ايا كانت مين فيهم كنت فاكراها خانت ابويا فيا ف قالت عنى وِلد الخاينه ملهوش ديه، انا فاكر اخر كلمات امى قالتهالى، قالتلى ابوك راجل ظالم و مفترى و عيشته كلها حرام ف حرام، بعدت زى ما زقتنى و كانت عايزانى ابعد، بس كنت هرجع و ****، كنت عيل صغير اه بس كنت محتاج اشوف الصوره من بعيد و اشوفهم من غيرى او من ورايا هيعملوا ايه، كنت هرجع و ****، بس اتفاجئت بيهم بيقتلوها، شوفت عيونها و هى بتغرّب، شوفت عينيها و هى بتلف تبتسملى و الدم غطاها، سمعت صراخها، ايا كانت مين دى بس فكرة ان احس ان بيتى اتقلب غابه و عايش مع وحوش خلتنى اجرى، اجرى لبعيد، مقبلتش حد فيهم ف حياتى و لا حتى قبلت اعرف حاجه اكتر من اللى عرفته، كان بمزاجى و غصب عنى، الحاجه الوحيده اللى كانت غصب عنى بجد هى انتى، بُعدك عنى، بس معرفتش اعمل حاجه و استسلمت لحياتى بعيد، صحيح كنت عارفكوا و كل فتره اعرف اخباركوا من بعيد لبعيد اما كبرت لكن كان الوقت اما كبر كبّر المسافات بينا، لحد ما جيتى انتى و ظهرتى ف حياتى.
,
, هديه ابتسمت بعفويه: عرفتنى يا ادم؟
, ادم ابتسم بعيون كانت مدمعه: صحيح كنت متابعك من قبلها و عارف اخبارك و لجمت نفسى اقرب، لكن اما قربتى و الصوره بقت اوضح قدامى ضعفت، ضعفت قدام تؤمى، تؤم روحى و قلبى، نصى التانى و شريكتى الوحيده.
,
, هديه بصتله كتير: محبتنيش على كده، ماهو حبتنى ازاى و انت عارفنى اختك؟
, ادم هيعارض هى سبقته: ده بناءا على كلامك، انك متعرفش صلتى ايه بالحوار كله.
,
, ادم سكت كتير: كل حاجه كانت من الاول ملغبطه قدامى، محاولتش افهمها لمجرد انى مش عايز، لا عايز افهم و لا عايزهم و لا عايز حياتى معاهم، مش عايز حاجه غير انى ابعد عن المستنقع ده، بس يوم ما عوزت عوزتك انتى، اول ما قربتى حبيتك بجنون، بتملّك، عشقت قربك، اتطمنت بيه ف الوقت اللى كان المفروض انا اللى اطمنك، ف البدايه قولت ده مجرد حنين لايام عيشناها سوا، لهفة اخوات المفروض انهم تؤم مش اكتر، بس بعد كده حسيت مشاعرى ناحيتك بتاخد سكه تانيه خالص، منحنى غريب و الاغرب انه كان عاجبنى و مستسلم له و معاه، او انا اللى كنت بدون اراده قدامه، حسيت ان فى حاجه غلط، لا يمكن تبقى اختى حتى لو من امى بس او انا اللى اتمنيت ده، بقيت تايه بين احساسى و امنيتى.
,
, هديه نسيت كل زعلها بعفويه و ابتسمت بفضول: عرفت ازاى انى مش اختك؟ امتى تحديدا؟
, ادم ابتسم لملامحها: كلمت انس اللى كان عارف تفاصيلى من زمان، هو على فكره كان عارفك من اول ما ظهرتى ف سكتى من اول يوم، طلبت منه DNA و عمله و اتأكدت، يوم ما كنت بحلم بكوابيس و صحيت مشيت و انتى مشيتى
, هديه: قصدك طردتنى.
,
, ادم اخد نفس ملغبط: كنت خايف، مرعوب من نفسى، كن جوايا خوفين ابشع من بعض، خايف متطلعيش اختى و خايف اكتر تطلعى اختى! لو طلعتى اختى كنت هفرح انى طلعت بيكى من الحكايه و مطلعتش خسران ع الاقل انتى، و كنت هزعل على قلبى اللى هكتم وجعه و مش مسموحلى انفس عنه حتى، و لو مطلعتيش اختى كنت هزعل اوى لإنك هتثبتيلى انى فعلا ابن سكه حرام و غلطه عملتها امى و اتأكد بالدليل انى مش ابن حمزه اللى لحد لحظتها كنت فاكرُه فعلا ابوكى، و كنت هفرح عشان مشاعرى مش هيتحجر عليها بإسم الشرع و القانون، و كنت هتطمن بيكى و انا مقرب و اخاف من قربك اللى هيقربنى من الماضى و يفتحه.
,
, هديه بصتله بحزن: يااه، كل ده!
, ادم: عشان كده كان لازم تمشى، كان لازم، بس مع اول خطوه خطتيها لبعيد قلبى اتقبض، حسيت ان فى نوع تالت من الخوف ابشع و هو عدم وجودك اصلا لا اختى و لا حبيبتى، ف كان لازم ترجعى و عشان ترجعى كان لازم ابقى فاهم هترجعى ايه و ازاى
, هديه: و عملت التحليل.
,
, ادم ابتسم: و اثبت انك مش اختى لا من ام و لا اب، محاولتش ادخّل عقلى ف دوامه بس الخيوط الوهميه كانت واضحه قدامى، ان حنين و امينه انتى من ام فيهم و انا من ام و طالما ستى قالت عنى انا وِلد الخاينه و طالما حمزه مكمل مع حنين لدلوقت يبقى انا ابن اللى اتقتلت تمن خيانتها و حمزه ميخصنيش!
, هديه تمتمت بحزن: عشان كده ستى كانت طول عمرها بتكره ماما، كنت مستغربه ده مش كُره حموات ابدا.
,
, ادم حب يخطفها من الحوار: كل اللى جوايا اتبخر لحظة ما مسكت التحليل ف ايدى، مفكرتش حتى انى كده بقا معايا دليل ان كلام ستى صح او ع الاقل افتكره كده، مفكرتش اقرب لحمزه و اسأله مين ابويا طالما هو مش ابويا و اكيد عرف امى خانته مع مين، من يومها و انا مفكرتش ابعد تانى، مفكرتش غير ف حاجه واحده بس، هى انتى، حاجه اسمها هديه و اللى رجعت عشان تبقى هدية **** و الدنيا ليا.
,
, هديه حته جواها بتتنطط كإنها ماسكه الدنيا كلها ف إيدها و حته بتتنطط كإنها ماسكه جمر و الاتنين جواها..
,
, ادم ابتسم بعشق: و طبعا اكيد فاكره اننا قعدنا مع ستك فتره طويله و احنا صغيرين اول ما اتولدنا عشان حنين كانت ف المستشفى و لاكتر من سنه بتتردد ع المستشفيات و تسافر، و ستك كلت دماغنا بالحوار ده مليون مره و كانت بتعاير بيه حنين ف الرايحه و الجايه و كانت بتقولها انتى امهم بالاسم بس انتى حتى مرضعتهومش زى الامهات.
,
, هديه بصتله و عيونها اتملت دموع و هو مد إيده لفها بيها و شدها عليه: كإن **** عمل ده كله مخصوص عشان تبقى هديتى، حنين تتعب بعد الولاده ف منرضعش على بعض، الحقيقه تنكشف، انا اسيبكم، عشان الحقيقه تظهر معايا، عشان ف الاخر تبقى سكتنا واحده، يمكن التصبيره الوحيده ف الموضوع كله ان لولا اللى حصل كنا هنفضل انا و انتى فاكرين اننا اخوات و نتحرم من بعض.
,
, هديه بصتله بترقب: و بعد ما عرفت بقية الحقيقه او الصح فيها! بعد ما عرفت انى بنت الست اللى اخدت ابوك من امك!
, ادم مسك إيدها بإستنجاد كإنه بيستقوى بيها على مجرد الكلام: متحطهاش قدامى كده يا هديه، انا و انتى برا حكاويهم، حتى لو دخلناها ف يوم غصب عنا ف هنخرج منها بإرادتنا
, هديه بصت بعيد بوجع و هو مد إيده لف وشها له: قولى اى حاجه.
,
, هديه بصتله بحزن: كان لازم تعرف انى هيجى يوم و الحقيقه تتكشف قدامى، الا لو كنت بتلعب بيا و هتمشى ف الاخر
, ادم هيتكلم هى منعته بكلامها: و انا عارفه انك مكنتش بتعمل ده و لا ناوى و ده اللى وجعنى منك، انك سيبتنى للظروف، يمكن لو كل حاجه جات منك كنت هتعرف تهونها لكن ف الاخر انا اللى هونت يا ادم، هونت عليك، هان عليك زعلى و انا اللى زعلى يهون عليه دقيقه هو و زعله يهونوا عليا العمر كله.
,
, ادم بصّلها برفض: انتى عمرك ما هونتى عليا، ازاى قدرتى بعد كل ده تقولى كده! ده انا حاربت كل اللى دنيتى و اللى طلعتهم يوم من دنيتى عشانك! ده انا حاربت رحاب و امى و ابويا اللى قبل ما يعرفوا حاجه كانوا مغلطينى و شايفنى ظالمها، حاربت امك من غير ما اشوفها، حاربت اى حاجه تهوب ناحيتك
, هيه بصتله بضعف و حاسه انها تايهه..
, ادم ابتسم يلطف الحوارف انفعل بمرح: ده انا حاربت العفاريت نفسها يا بنت الصرمه.
,
, هديه وقفت بتوهه و فتحت البلكونه من مكتبه و فضلت تتنفس كإنها بتحايل الهوا..
,
, ادم وقف بحزن و حاول يضمها من ضهرها: اتكلمى يا هديه، قولى اى حاجه، صدقينى ايا كان اللى هتقوليه هيريحك، انا اكتر حد ف الدنيا ممكن يكون حاسس بيكى دلوقت، من كل ناحيه، من ناحية انك تؤمى و يوم ما مبقتيش تؤم اخوى بقيتى تؤم قلبى، اتولدنا سوا ف يوم واحد ف مكان واحد ف ظروف واحده و حياه واحده و مش ذنبنا اننا ف يوم اتقسمنا لذنب احنا معملنهوش، و من ناحيه تانيه انى بعشقك و لسه عندى طاقه تخلينى احارب عليكى لعمرين فوق عمرى و انتى بنفسك اللى خلقتى جوايا الطاقه دى، و فوق ده كله انا ف يوم عيشت وجعك ده كله و حسيته، بس الفرق انى كنت لوحدى و ده اللى مش عايزك تحسيه.
,
, هديه بصت بعيد بدموع محبوسه: يختلف، وجعنا يختلف ع الاقل بعد ما فهمت
, ادم مسك إيدها بتقويه لها: الوجع احساس واحد بألف سبب و سبب، و صدقينى ‏الوجع بيقل لما يتقسم على إتنين اتكلمى
, هديه عيطت بإنهيار: انا مش جوايا كلام، انا جوايا صرخه عايزه تطلع يا ادم، عايزه تطلع و مش عارفه، مش عارفه.
,
, قالت اخر كلامها متلغبط مع دموعها و هو شدها عليه ضمها بتملك: و انا مينفعش اقولك عيطى عشان ترتاحى، جمله غبيه اوى، اللى بيعيط مبيرتاحش، ده زوره بينشرخ ما بالك بقلبه!
, رفعت وشها بتهرب و هو مسكه ضمه بين ايديه كإنه ضامم اخر ركن باقيله من الدنيا و متشعبط فيه يا يخرج منها: هديه، كل حكايه لها وجهان و عشان تفهمى و تحكمى صح كان لازم تشوفى الوجهين، و انتى كده شوفتى الوجهين و بوضوح.
,
, هديه سحبت إيديه نزّلتهم و اتحركت بصوت مبحوح: و بعد ما شوفتهم بقينا لا ننفع متصاحبين و لا عدنا اصحاب و بقينا برغم كل القرب اللى ما بينا ابعد من البعيد ببعيد
, ادم اتحرك جنبها بتوسّل: طب ممكن اطلب منك طلب
, هديه بصتله و قبل ما تنطق هو قرب بسرعه حط صوابعه برجاء على بوقها: و اعتبريه اخر حق ليكى عندى و لازم تاخديه، مع انى بعتبر نفسى حق مكتسب ليكى
, هديه بصتله بعدم فهم بس بيقدر يلملم البعتره اللى جواها بحروفه..
,
, ادم نزّل إيده من على بوقها و مسك إيدها: لازم نروح الصعيد
, هديه بصتله اوى: ابويا اللى ( غمضت عيونها بمنتهى الألم ) قصدى ابوك اللى عايز ده؟
, ادم اتنهد بلغبطه هو نفسه مش فاهمها: انا عايز اروح يا هديه، انا اللى عايز اروح.
,
, هديه بصتله برفض و هو بصلها بضعف: و انتى كمان لازم تروحى، ف مقوله بتقول تولد القوه من رحم الانهيار و انا محتاج شئ من القوه حاليا ف وقت حاسس ان كل حاجه جوايا اتهدت و بتهد فيا، مش عارف ازعل على سنين عمرى اللى ضاعت ف انى فهمت غلط و الا احمد **** انى فهمت غلطت عشان ابعد! لا بقيت قادر ارجع و لا عارف اكمل ف طريقى و لا عارف لاقيكى اختى و لا قادر ارجّعك حبيبتى، انا واقف تايه يا هديه ف مكانى، تايه و خايف.
,
, هديه بصتله بضعف و لاول مره تلمس وجع شبه وجعها، كإنه بيوصف توهتها..
,
, ادم بصّلها بتوسل: هديه، صحيح انا مش فاكر ايه اللى حصل بينى و بين رحاب، و مش عايز افتكر، و معرفش ايه اللى وصّل ابويا يقولها جمله زى دى، بس انا سمعت ابويا بيقولها ولاد الأصول وقت الشده بيبانوا و لو حتى بينك و بينهم نار قايده، بيركنوا الزعل على جنب و يبان معدنهم اعتقد ان دى كانت مفترق طرقنا انا و هى حتى لو كان فى سبب تانى من عندى و هو انى حبيتك ف ده كان الوجه التانى للحكايه من عندها هى، و دلوقت بقولهالك عشان انا مش عايزك ف يوم يبقى اسمك ف حياتى خساره.
,
, هديه ردت بعفويه لمجرد خافت من احتياجه ده او يمكن عشان هى عاشت معاه جزء منه: انت حاسس ان دى هتبقى خطوه صح! اللى بعد مرحلة القوه ضعف لكن اللى بعد الضعف انهيار!
,
, ادم بص قدامه ف الولا حاجه و نظرته راحت بعيد اوى: معرفش، بس حاسس انى محتاج اشوف الصوره باكبر قدر من الوضوح، جوايا حاجز محتاج اكسره، عايز اشوف قبر امى، مش عارف الومها و لا اواسيها، اجيبلها حقها و لا اطالبها بحقى! امى اتقتلت قدام عينى بدم بارد يا هديه و ادينى بعرف انها خانت عشرتها لأبويا حتى لو مش خيانه بالمعنى الحرفى لاتنين متجوزين و كانت فاهمه غلط لمجرد شافت جوزها واقف قدام العربيه مع واحده! مش عارف، حقيقى مبقتش عارف اى حاجه!
,
, هديه بصتله بحيره اشبه بتوهة الدوامه اللى بتلف فيها بتعب، بس الشئ الوحيد اللى كان مطمنها ان ادم معاها جوه الدوامه دى و ماسك و متبت ف إيدها، و عشان الحب طاقة القلوب و هى قلبها فاض منه الطاقه ف وقفت بحسم بس مقدرتش تنطق..
,
, حنين قربت جمب حمزه بمواسيه و حطت إيدها على كتفه: انت ليه واثق اوى كده ان ادم هيوصلها؟ انا بحسبك بتكلمه بس انت بتقولى انه مبيردش عليك
, حمزه غمض عينيه بتعب: عشان انا زيه، حبيت و عشقت و هديت كتير و بنيت اكتر عشان حبى، ف عارف شكل احساسه و اللى ممكن يعمله عشانه
, حنين سكتت بقلق: ليه طلبت من ادم يجى الصعيد؟
,
, حمزه ابتسم بالعافيه و بمجهود و مد إيده طبطب عليها: عشان محتاج استضعف قلبه، اوريه مكان كان بيحبنى فيه، مكان عيشنا سوا فيه، كلنا ف طبق واحد و نمنا على فرشه واحده
, حنين هزت راسها بخوف: انت متأكد؟ انت عارف ان ادم الوحيد فينا اللى عاش الوش التانى للموقف، و ده ف حد ذاته ممكن يلغى عقله او تفكيره ف لحظه زى دى.
,
, حمزه هز راسه بخزى عشان عارف ان كلامها صح: متقلقيش عليا، مش هخسر اكتر من اللى خسرته، انا زمان خسرت روحى مع ابنى و عيشت السنين دى كلها من غير روحى و دلوقت بخسر قلبى اللى مع بنتى و الاتنين ضهرى و سندى، هخسر ايه تانى!
, حنين بصتله بقلق: ادم، انا خايفه يا حمزه لا
, حمزه ابتسملها ببهتان: حقه، اى حاجه هيعملها حقه صدقينى
, حنين دمعت و هى بتضم إيده برعشة إيديها: و حقى انا فيك؟
,
, حمزه رفع وشه لفوق و اخد نَفس طويل: لاول مره هقولهالك و لاول مره هتسمعيها منى، انا عمرى ما قصدت اجرحك و لا اعايرك بس انتى اكتر واحده ف الكل اخدتى حقك فيا، سيبت مراتى عشانك حتى لو مبحبهاش، سيبت شغلى عشانك حتى لو مكنتش انا راضى عنه و الصح انى اسيبه، سيبت حياتى القديمه عشانك حتى لو رسمت حياتى الجديده معاكى بنفسى و لوحدى من غير ما ارجعلك، و اخرهم ربيت بنتك و كونتلها اب حتى لو بكامل ارادتى و سيبت ابنى بسببك او كنتى جزء من السبب حتى بردوا لو كنت المجرم الوحيد ف الحكايه، بس دلوقت حق ابنى يا حنين اللى مخدش منى و لا حاجه و دوره ياخد حتى لو هياخد عمرى مقابل انه يحس انه اخد حقه.
,
, حنين بصتله قوى و قلبها بيتنفض بخوف: يعنى ايه!
,
, ادم بيرتب هدومه ف شنطته و فاطيمه قعدت جنبه على حرف السرير و ملامحها مضمومه بدموع محبوسه..
, ادم حدف التيشرت من إيده بغيظ و بصّلها: تنمّر ده عشان تورينى انى من غيرك شبه الشامبنزى المولود و مبيعرفش يعمل حاجه لنفسه و لا عشان نبتدى حملة الزن ع الجواز؟
,
, فاطيمه ضحكت غصب عنها خلت دموعها تنزل: انت مش هتتجوز البت دى بقا و لا استحليتوا اللف؟
, ادم ساب اللى ف إيده و قعد جنبها بمرح: ايوه ايوه ارجعى للملاعب يا طمطم، انا قولت بردوا كده
, فاطيمه اتكلمت و ف نص الجمله صوتها استخبى ورا دموعها: اه يا اخويا، مانا مكتوب عليا تشدك من حضنى واحده ورا واحده، لازم حاجه تاخدك منى و انا اللى فيهم مقدرش استغنى عنك و لا اعيش من غيرك.
,
, ادم ضمها عليه قبل ما تسكت و باس راسها و كمل اخر الجمله معاها: و لا انا و **** اقدر استغنى عنك و لا اعيش من غيرك يا ماما
, فاطيمه رفعت وشها له بحب وسط دموعها: هترجع يا ادم صح؟
, ادم بصّلها برفض لتفكيرها و هى مسكت وشه و إيديها اتهزت زى قلبها: ماهو لازم ترجع، انا مقدرش اكمل من غيرك، انا ابتديت بيك و مش هعرف اتحمل الاقى نفسى ف نص السكه لوحدى، مش هقدر.
,
, ادم بصّلها بجديه: انتى فاكره انى هسيبك و لا ايه؟ انتى بجد بتفكرى فيا كده؟ بجد شايفانى كده؟ انا مش مصدق ده انتى اللى مربيانى و عارفه اللى جوايا اكتر منى، يا ماما ده انتى عرفتى حبى لهديه قبلى و قبلها
, فاطيمه ميلت راسها بحزن: اه بس
, ادم وقف بضيق و اتحرك برا لأبوه اللى قاعد مع هديه: قولها حاجه يا ابويا، قولها ربيتنى على ايه، علمتنى ايه، خد ايدها و وريها الحب اللى زرعته جوايه للناس كلها ف مابالها بيكوا؟
,
, عابد بصّله بحزن و اتنهد اما معرفش يقول حاجه مناسبه للموقف..
, ادم قعد جنبه: انت عارف انى عمرى ما حسيتك غير ابويا، لا ظروف و لا دنيا و لا ناس و لا ماضى و لا اسباب و لا حاجه ف الدنيا هتقدر تغير الحقيقه دى
, عابد ابتسم بهدوء: يا ابنى
, ادم: مهما حصل، انا مقبلتش و مش هقبل غيرك.
,
, عابد: لا يا ادم، لو هنتكلم عن اللى ربيتك عليه و علمتهولك يبقى لازم تكون عارف ان ابوك له حق عليك، الدين اللى ربيتك عليه قال ان كلمة اوف له هتحدفك ف النار و تمحى سنين طاعه لربنا
, ادم وقف برفض: اه بس ده اذا
, عابد مسك إيده يقعده: و الشئ الوحيد المرفوض له انه يقولك اشرك، او اعصى ****، و هو معملش ده و لا طلب ده منك يبقى ياخد حقه فيك كامل يبقى انت و مالك لأبيك.
,
, ادم زعق: بس عمل اللى ابشع من ده، ابشع من طلب زى ده، قتل، قتل بدم بارد، و مقتلش اى حد، ده قتل امى، عارف يعنى ايه!
,
, عابد قعده بالعافيه وسط هجومه: امك عند **** و هو كفيل بيها و كلها بقلبها و نواياها بين ايديه و هو شاهد و عالم و متطلع، و ابوك بغض النظر عن اسبابه و دفاعه عن نفسه و انه مكنش على علم بوجود والدتك و اتفاجئ بيها يوم حادثتكوا ف البدروم زيك و انها اتقتلت بإيد غير ايده حتى لو ممنعش ده، ف هقولك ان دى حاجه بينه و بين **** و هو اعلم بالنوايا و هيحاسبه.
,
, ادم بصّله برفض و بينهج و عابد مد إيده طبطب على ايده: صدقنى ده حق ****، و ربك رب قلوب حرمك من امك حرمُه من ضناه الوحيد، **** اخد حقها و حقه منه ف الدنيا و يمكن ده عشان رايد يطهره و يا بخت اللى **** بيطهره من ذنبه قبل ما يقابله، لو مكنش جواه حتة صدق كان **** اعمى بصيرته لحد دلوقت و مغيرهوش للافضل و خلاه ساب سكته، كان اعمى قلبه عنك يا ادم و مجمعكوش من تانى.
,
, ادم بص بعيد بعيون زى الجمر ملتهبه برفض و هو بصّله بهدوء و ابتسم: سيب الحكايه على **** و هو كفيل بها، سيبها على **** يغنيك عن باب وجع هتفتحه على نفسك مع اى خطوه هتاخدها.
,
, رحله طويله، طويله اوى ف حيرتها و افكارها و وجعها و ترددها و كل محاولات الهروب منها، رحلة رجوعهم كانت اطول من سنين فراقهم ف وجعها لحد ما وصلوا الصعيد..
,
, حمزه بص لأدم اللى قاعد ف اخر كنبة العربيه بإستنكار كإنه مستغرب نفسه او حد غيره اللى اخد خطوه زى دى، مجرد ما العربيه اتخطت البوابه و دخلوا غمض عينيه بألم ف نفس اللحظه اللى حمزه بيفتّحها و يبصله..
, هديه اللى عيونها متعلقه بأدم بصت لحنين بقلق و هى هزت راسها بخوف و الكل متجمد مكانه..
, حمزه فتح الباب و لف بلهفه فتح لأدم بعيون متملكها ضعف مريب..
,
, ادم كان كبرياءه جزء من احساسه اللى مانعُه ينزل و حمزه كسر الكبرياء ده و مد ايده سحبه نزّله و فضل متبت ف ايده كإنه خايف تفلت منه تانى، او كإنهم رجعوا بالزمن لورا عند اللقطه اللى افترقوا فيها و مكانهم اللى وقفوا فيه بالعربيه كمّل الصوره!
, ادم بص حواليه بتمرد على كل حاجه عينيه بتقع عليها و حمزه برغم ضعفه قدام نظراته رفض يسيب ايده اللى اتهزت بشده..
,
, ادم حاول يفلت بإيده و حمزه شدد عليها بتملك و حاول يسحبه لجوه..
,
, عينيه بتلف حواليه ف حركه دائريه عشوائيه و تايهه مبعثره شبه مشاعره دلوقت و ف لحظه وقعت ع البدروم، عينيه رجعت بسرعه لسلم البدروم و وقفت بهلع، بيبصله بلهفه فيها شئ من الكُره، بيحاول يقرب منه بجب فيه شئ من الرفض، بس كل ما جسمه يهم عشان يقرب مبيتحركش كإن حاجه رابطاه مكانه، حاجه مش عارفها رفض و لا عتاب و لا كُره و لا عدم رضا! بتلقائيه بص وراه لأبوه و رجع بص قدامه للبدروم كإنه بيبص لأمه! كإنه بين جمرين!
,
, شاف كتير و سمع كتير عن اب و ام بينفصلوا ف خناقه، بينفصلوا قدام محكمه، قدام مأذون، لكن اب و ام ينفصلوا قدام الموت! يبقى بينهم ددمم! ينفصلوا لقاتل و مقتول!
,
, عينيه دمعت بتلقائيه و حاول يخرج من الموقف و من المكان كله بس حمزه حاوطه برفضه و جسمه بقوه بشكل اجبره يستسلم و يقف عن محاولاته للحركه و استسلامه ده جه ف حضن حمزه اللى ما صدق حركته وقفت قدام جسمه و شده لحضنه..
, دقايق محدش عارفها اد ايه او مرت عليهم ازاى..
, ادم همس بدموع: ليه عملت كده؟
,
, حمزه غمض عينيه و اتنفس بالعافيه و اخده و دخل للبيت و حنين و هديه دخلوا وراه..
,
, مجرد ما قعدوا ام حمزه نزلت على صوتهم و وقفت بالكلام و تعابير وشها قبل ما تتكلم..
, بصت لحمزه اللى ضامم ادم رغم رفضه و بصت لأدم بتفحص و رجعت لحمزه و عينيها مش عارفه تثبت بينهم..
, حمزه بص لأدم و نطق بصوت مبحوح: حمد **** ع السلامه يا ابن حمزه
, صافيه عينيها وسعت اوى و قربت بلهفه: ادم!
, ادم وقف برفض و عينيها احتدت لها بشراسه..
, بصتله و بصت لحمزه اللى وقف و شاور بإيده بينهم: ادم محتاج يرتاح.
,
, صافيه ابتسمت لأدم: بيتك و فرشتك يا ولدى لساها فاضيه، ارضك اللى اتقلع جدرك منها لساها فاضيه، هتستناك يا وِلد الجيار
, ادم بصّلها بشرّ: قصدك وِلد الخاينه
, صافيه بصتله قوى بصدمه: لساك فاكر؟
, ادم وقف بجنون: و جاى اخد حقى٣ نقطة!
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٤

حمزه اخدهم البيت جوه و مجرد ما قعدوا ام حمزه نزلت على صوتهم و وقفت بالكلام و تعابير وشها قبل ما تتكلم..
, بصت لحمزه اللى ضامم ادم رغم رفضه و بصت لأدم بتفحص و رجعت لحمزه و عينيها مش عارفه تثبت بينهم..
, حمزه بص لأدم و نطق بصوت مبحوح: حمد **** ع السلامه يا ابن حمزه
, صافيه عينيها وسعت اوى و قربت بلهفه: ادم!
, ادم وقف برفض و عينيه احتدت لها بشراسه..
,
, بصتله و بصت لحمزه اللى وقف و شاور بإيده بينهم: ادم محتاج يرتاح
, صافيه ابتسمت لأدم: بيتك و فرشتك يا ولدى لساها فاضيه، ارضك اللى اتقلع جدرك منها لساها فاضيه، هتستناك يا وِلد الجيار
, ادم بصّلها بشرّ: قصدك وِلد الخاينه
, صافيه بصتله قوى بصدمه: لساك فاكر؟
, ادم وقف بجنون: و جاى اخد حقى
, صافيه بصت لحمزه بقلق من ملامح ادم و رجعت بصت لأدم: حقك؟
,
, ادم قرب منها ببطئ مميت: اه حقى، حق سنين غربتى حتى جوه نفسى، حق قلبى و حرقته، حق امى
, صافيه اتجاهلت اخر الجمله و ركزت على اولها او اللى ينفع ترد عليه: حق غربتك! و هو حد كان مشاك يا ولدى! ما انت اللى همّلتنا! لساك فاكر كلامى و مخابرش انك انت اللى.
,
, ادم اتحرك بجمود: و عمرى ما هنسى، انتى اللى قولتى وِلد الخاينه ملهوش ديه، انتى اللى حطتيها قاعده ف الحكايه.
,
, صافيه اتحركت وراه و هو وقف عن حركته و بصّلها فجأه بغضب: الحكايه اللى محدش حطلها قواعدها غيرك، مش بس النهايه
, صافيه: دى قاعدة الكون يا ولدى مش قاعدتى، الخيانه ملهاش ديه و لا تمن، اقبلها على حالك و انا اقبلها على ولدى.
,
, ادم بصّلها بعنف و هو بيقفل عقله يتسلله اى تسمم بكلامها يغير تفكيره..
, صافيه قربت قدامه بحب صادق رغم كل حاجه: انا عمرى ما ابيع دمى، دمك من ددمم ولدى يا واد حمزه و احنا مهنبيعش دمنا و لحمنا، عشان اكده انا توّهتها، قولتلها اكده لاجل خاطرك، لاجل ما متحسش انك نقطة ضعف و تسيبك، هى كانت رايحه للموت و مكنش ينفع تاخد بيدك وياها حتى لو مش هترجع لنا.
,
, ادم كز على سنانه كإنه بيكتم انفعالاته و حمزه غمض عينيه لإنه عارف ان امه اصبحت الوحيده ف القاعده دى اللى متعرفش و لا شافت الوجه الاخر للحكايه، لا تعرف حقيقته و بداية حكايته مع حنين و لا تعرف مين ف عيالهم لحنين و مين لأمينه اللى هو بس ابنه..
,
, صافيه حاولت تتوهه: دى واحده خاينه، عاشت وسطينا و كلت و شربت ويانا و خانتنا، كان لازم تبقى عبره و الا هنبقى ملطشه للبلد، ده انا سيبتها مرميه تحت سنين لاجل محدش يتلفظ بحرف على ابوك و يقول مَره خانته.
,
, ادم بيضغط على ملامحه بعنف زى ما بيضغط على سنانه حمزه: هى خانت و انتى كمان خونتى، خونتى واحده عاشرتك سنين و عاشرت ابنك، و ابنك ده كمان خان يعنى حتى مش زيى مكنش له ذنب ف الحكايه
, صافيه بصتله بلغبطه: يعنى ايه؟
, حمزه قرب من ادم حاول يمسك إيده لإنه فاهم شكل شعوره و هى بتتكلم عن امه..
,
, ادم مسك إيد حمزه بجنون و زقّه بعنف ف وشها و رفع مسدسه قدام وشه: يعنى انتى اللى قولتى وِلد الخاينه ملهوش ديه يا حاجه صافيه، انتى اللى قولتى و انتى اللى خاينه و اذا وِلد الخاينه الاولى دفع التمن ف وِلد الخاينه التانيه لسه
, صافيه بصت لحمزه قوى جنبها بخوف و لمحت دموعه المحبوسه و هى بتنزل و غمض عينيه بإستسلام..
, هديه جريت بفزع جنب ادم و حاولت تشده: لا يا ادم، اوعى، اوعى يا ادم.
,
, ادم اتجاهل صراخها و شدها فيه و شد الزناد بجمود..
, حنين نزلت بركبتها ع الارض بوجع و تمتمت بخوفت: ادم.
,
, هديه جريت من جنبه و وقفت قدام حمزه: لا يا ادم، اوعى، لو عملت كده هموت
, ادم اتجاهل حركتها او عينيه اللى كانت مركزه ع حمزه و متعلقه بعينيه مشافتهاش اصلا..
, هديه صرخت بهلع: ارجوك يا ادم، عشان خاطرى، لو بتحبنى بجد بلاش، اللى بيحب حد مبيمتوهوش و انت كده هتموتنى انا.
,
, ادم قرّب مع ان عينيه لسه مركزه مع حمزه و مد إيده بعنف شدها من قدام حمزه زقها جنبه و قرب قضى ع المسافه اللى بينه و بين ابوه و رفع مسدسه على دماغ حمزه: انت اللى قررت يا باشا ان تمن الخيانه موت
, هديه وقفت بالعافيه و جريت عليه: ادم، و تمن الحب ايه يا ادم؟ تمن الخيانه موت و تمن الحب ايه!
, ادم زقها بدراعه و عينيه متعلقه بحمزه اللى ساكت تماما بإستسلام عشان عارف انه واقف قدام كتلة وجع مش ابنه!
,
, هديه زعقت و هى بتخبط بقبضاتها ف دراعه: و انا اما خونتنى مقتلتكش ليه؟ اما خونت حبى ليك و كذبت عليا و خبيت انك متجوز؟ و اما رجعت عشان تخونى للمره التانيه و خبيت انك تعرفنا؟ مقتلتكش ليه؟ هاا! مقتلتكش ليه؟
,
, ادم زقها بكوعه و لسه ايده بمسدسه مرفوعه على راس حمزه: بس انا مقتلتش، حتى لو خونت مقتلتش
, هديه عيطت بعنف: و اديك عايز تعملها، عايز تقتل، عايز تبقى زيهم، زى ابويا و ابوك، خونت و خبيت زى امك و امى و اديك عايز تقتل زى ابويا و ابوك، فرقت ايه عنهم؟
,
, ادم زقها تانى و بيحرّك المسدس بعنف على جبين حمزه مع كلامه: انى باخد حقى، فرقت عنهم انى صاحب حق و باخده، و مفيش حق بيروح لصاحبه لحد عنده
, هديه عيطت و هى متعلقه بدراعه: اللى بيحب حد مبيموتهوش يا ادم!
, ادم زعق برفض: و هو موّتنى بالحيا ليييه؟ محبنيش و لا عادى اللى بيحب حد ممكن يموّته؟
, هديه ايدها اللى بتحاول تضمه بتترعش: هو غِلط و قعد سنين يدفع تمن غلطُه، غلط، اللى بيحب حد مبيوجعهوش.
,
, ادم زعق بجنون: انا مبحبهوش، مبحبهوش، فاهمه، مبحبهوش، مش معنى انه هو بين يوم و ليله بقا ابويا يبقى ما بين يوم و ليله انا كمان هحبه!
, هديه عيطت بشهقات عاليه و ادم صرخ فيها من غير ما يبصلها: مبحبهوش، مبحبهوش فااهمه، مبحبهوش، اللى بيحب حد مبيمتوهوش و انا مبحبهوش
, هديه صوتها هِدى بشكل غريب و صوت خطواتها و هى بتبعد شويه عنهم هو اللى بيكسر صمتهم المفاجئ!
,
, لحظات و صوتها رجع تانى بس بمنتهى الضعف: بس قولت انك بتحبنى انا
, ادم وقف بالجمله قدام عقله و حاول يبصلها بالعافيه قدام رفضه عشان ميضعفش او ميصدقش انه فهمها صح..
, شهق بفزع و هى شدت زناد مسدس حمزه اللى كانت اتحركت جابته من مكتبُه جنبهم: لو قربت منه هموّت نفسى، هموت معاه يا ادم و يبقى على ايدك بردوا.
,
, ادم اتفزع و ايده اللى لسه رافعه مسدسه على حمزه اترعشت: سيبى الزفت ده من ايدك
, هديه عيطت بضعف: ده ابويا يا ادم، عشت معاه سنين عمرى اللى ملمحتش فيها ابويا الحقيقى مره، ربانى و كبرنى و علمنى، مفرقنيش عنك لحظه لا و انت معايا و لا بعد ما غيبت لدرجة لا انا و لا انت شكينا ف يوم انى مش بنته، انا عارفه و متأكده انك لو مكنتش رجعتله بحبك ليا مكنش قال ابدا انى مش بنته، انا مش هسمحلك تموّت قلبى بالقهر ده.
,
, ادم ايده اترعشت اكتر ف حاول يثبتها على راسه بعنف و بصلها و زعق: قولى انه متفق معاكى على كده! بيساومنى بيكى!
, هديه عيطت: لو انت كنت متفق على حاجه معايا كان هو عملها
, ادم زعق بصريخ: اللى يكسر مَره و هى مراته و يذلها لأمه، و اللى يستغل مَره و يستغل حالتها عشان يرضى غريزته كراجل و هى مرات صاحبه، و اللى يسيب مَره تتحكم ف حياته حتى لو امه، مستبعدش عليه يساومنى على مَره او يشترى حياته بيها!
,
, هديه هزت راسها برفض و دموعها بتزيد: انا بحب الراجل ده يا ادم، بحبه تحت اى مسمى له ف حياتى، بحبه الحب اللى مخليه الراجل الوحيد اللى باقيه عليه ف حياتى و يوم ما اتمنيتك اول حاجه حبيتها فيك انك شبهه، اتمنيتك شبهه و الحاجه الوحيده اللى كانت بتقف لعقلى بالمرصاد من يوم ما اتواجهنا ف المستشفى هى انك ابنه، ابنه يا ادم، انت ابنه فااهم! ابنه و مهما تحاول تعمل مش هتعرف تغيّر الحقيقه دى مهما عملت!
,
, ادم حاول يثبت ايده اللى اترعشت بقوه ف استسلم لوقعتها من على راس حمزه: لا مش ابويا، مش ابويا
, هديه عيطت بزعيق: لاء ابوك، غصب عنك ابوك، ليه عايز تعيش من غير اب! بتتمناها ليه ده انا هموت من لحظة ما لقيت نفسى من غير اب!
,
, ادم زعق و هو بيقرب منها: حتى لو، ف مش هقبله ابويا عشان حتة ورقه اسمها تحليل، الطب قال انه ابويا اه لكن المنطق و الرحمه و الانسانيه قالوا لاء، الحق و العدل قالوا لاء، حزن قلبى قال لاء، فاهمه!
, هديه هزت راسها بعنف و هى بتنزّل إيديها بالمسدس من على راسها و بتستسلم لقُربه: الدنيا وحشه من غير اب يا ادم، صدقنى بشعه، انا عيشتها كام يوم بس كنت بموت من القهر.
,
, ادم بينهج بعنف، دوّر وشه بعيد بتهرّب على كلامها اللى هو اكتر واحد ممكن يقوله و يأكده كمان..
, هديه حاولت تمسك ايده بضعف: اللى بيحب بيسامح، بيستخدم رصيد التانى عنده، بيعمله رصيد لو ملقلهوش، بيخلقله حجج و اعذار، انت اللى قولتلى ده.
,
, ادم هز راسه بالعنف اللى بيتنفس بيه: لو انتى هتعرفى تسامحى ابوكى انا لاء، مش هعرف اسامح امى حتى لو كانت صاحبة حق ف مش هسامحها انها ف يوم اختارتلى اب زى ده، لكن لا انتى هتعرفى تسامحى ابوكى و لا انا هعرف اسامح امى، يبقى اشمعنى ده!
,
, هديه عيطت بضعف: عشان معملوش غير الوحش، ملهومش حلو، ع الاقل فينا احنا، ف ولادهم، لكن حمزه لاء، حمزه زى ما عمل الوحش عمل الحلو، و زى ما اخد الحلو اخد كمان وحش كتير، عمل الوحش معاهم و ف شغله اه لكن عمل الحلو معانا، ربانا احنا الاتنين و هو عارف ان واحد مننا مش ابنه، لاء واحد مننا من صُلب الراجل اللى كان عايز يغدر بيه، اخد الحلو اه، اخد حنين و احنا الاتنين لكن بردوا اخد الوحش، اخد جزاته من حرمانه منك، من سنين عاشها ف حيره مش عارف مين فينا من صُلبه، سنين عاشها ف وجع و الم من اشتياقه لك، انا كنت بشوفه كل ليله بيدخل اوضتك و يعيط زى العيل الصغير، كان عايش معانا زى ما يكون هو التايه مش انت، ده حرّم على نفسه الحلو كله لمجرد ان احلى حاجه ف حياته غابت، انت كنت احلى حاجه ف حياته يا ادم و لو انا كنت عارفه الحكايه من الاول مكنتش هحتاج دليل او تحليل عشان اتأكد انه ابوك انت.
,
, ادم بصّلها اوى برفض انه يستسلم لمشاعره اللى لغبطتها بكلامها..
, صافيه اتلغبطت من كلامهم، فهمت ان للحكايه خمسين وش غير اللى شافته..
, بصت لأدم اوى و قربت منه: انت واد امينه!
, ادم هز ملامحه بتهكم: انتى كمان مكنتيش عارفه صح؟ تصدقى مكنتش مصدق!
,
, صافيه قربت منه و هو كمل و هو بيرجع بنفور لورا: طب ياترى كنتى عارفه بقا ان امينه اللى حبستيها و كنتى ناويه تخلصى منها و تقتليها بدم بارد هى الوحيده اللى خلفت من ابنك و اتجوزته بحلال **** و لا دى كمان مكنتيش تعرفيها!
,
, صافيه بصتله قوى بذهول: انا كنت عارفه ان حمزه مكنش متجوز حنين اصلا لحد ما خلفت، طلبت منه القسيمه اشوفها و اتهرب و اتحجج بزعله انى شاكه ف اخلاقه و انا مصدقتش ابنى اللى عمره ما كذب عليا غير بسببها، لكن الخلفه دى ايه!
, ادم بص لحمزه بسخريه و هو بيتخيل منظر أمه ف توقيت زى دى و لحظات زى دى: لا واضح ان الحكايه وقعت ف سكتك صدفه.
,
, صافيه قربت بصدمه من حمزه: يعنى ايه يا ولدى؟ يعنى اللى خلفته حنين مهيبقاش من صلبك؟ خلفت من راجل تانى!
, حنين مدت إيدها برعب بلغبطه حواليها و مش عارفه شبكت ف ايد حمزه بالصدفه زى حكايتهم و لا هو اللى مدلها إيده يطمنها..
, هديه غمضت عيونها بوجع و بتلقائيه قربت خطوه من ورا ادم مدت اصابعها دخلتهم بين اصابعه كإنها بتستقوى بيه..
,
, صافيه اتحركت بذهول و رجعت بصتلهم برفض: و ادم زى ما فهمت طلع واد امينه و جاى ياخد حقها زى مانا شايفه، يبقى هديه مش بتنا، بت حرام، بت راجل تانى من صُلبه و شالت اسم راجل عيلتى!
,
, ادم شدد على ضمة إيد هديه له و بص لسته بشرّ: اتمنى متكونيش توهتى و اضطر افكرك ان حسابك معايا لسه مخلصش و لا اتفتح اصلا و الشئ الوحيد اللى ممكن يشفعلك عندى انك راعيتى اللى بتقولى عنها بنت حرام دى، حتى لو كان امر خارج حدود معرفتك، و بدون ارادتك او سيطرتك و لو كان حصلها اللى حصلى قسما ب**** كنتى هتنجّسى التربه اللى جنب امى و حالا.
,
, هديه ابتسمت بعفويه ابتسامه خارج حدود الكلام و الموقف، حست ان ادم سندها زى ما ف يوم حمزه سند امها وسط هوجة التيار ده و ان حتى لو حمزه سندها ف هيكون من باب العِشره لكن ادم حب تبقى غبيه لو ضيعته..
, حمزه قرب منه بضعف: يا ابنى.
,
, ادم زقه بعنف و صرخ: متقولش ابنى، اخرس، انا انضف من انى يبقالى اب زيك، فااهم، انا اتربيت ف بيت راجل عارف **** و حدوده، ربانى على دينه و شريعته و يوم ما بطلت صلى كان خارج ارادتى، اتسلسلت عشان ابعد عن **** اللى لا عمرك عرفته و لا عمرى كنت هبعد عنه بإرادتى، لكن انت كافر، قاتل، عيشتك كلها حرام، مالك حرام، بيتك و ولادك جوم من الحرام، تقدر تقولى حنين عاشت ف بيتك ازاى و هى ف عدة راجل تانى! اتجوزتها بالحرام و هو مينفعش و لا مفرقش معاك! و شغلك بقا و غسيل الاموال و التهريب و السلاح!
,
, حمزه صرخ بإنفعال رافض اى حاجز يتحط بينه و بين إبنه: انا سيبت كل ده، سيبت كل ده يا ادم، سيبته عشانك، عشان ترجعلى، بقدّم النيه لله، بقوله مستعد اسيب كل حاجه و ترجعلى، يرجعك ليا، ده مندرتهوش ده قدمته مقدما لاجل خاطر غلاوتك
, ادم بصّله برفض و زعق: و كل ده فاكر ان مجرد ما سيبته يبقى خلصت! انت اساسك حرام حتى لو سيبت الشغل، بردوا بذرتك حرام و انا عمر ما كان ليا ف الحرام و لا الشمال بتاعك.
,
, حمزه صرخ بعنف: بتقاضينى يا ادم؟ طب ايه رآيك ان الدين اللى بتقول انك اتربيت عليه ده بيقولك انك انت و مالك لأبيك!
, ادم اتعصب بعنف: كل ما نبت من حرام ف النار اولى بيه يا حمزه باشا.
,
, حمزه حاول يمسك كتفه: و انا ابوك، شوف برغم كل اللى قولته ده بردوا ابوك، و هفضل لحد ما روحى تطلع و بعد ما تطلع بردوا ابوك اللى بمزاجك غصب عنك هتشيل اسمه، ده انا ما صدقت، ما صدقت لقيتك و ما صدقت عرفت الجزء الوحيد اللى مكنتش اعرفه من الحكايه، انت ابنى، فااهم!
,
, ادم حدف إيديه بعنف رغم انه نزّلهم ببطئ من على كتافه: انا ظابط و انت واحد شمال اخلاقه بشغله بجوازته، قضبان سكه حديد عمرهم ما يتقابلوا غير ف حادثه تهدم كل حاجه، انا ابن الراجل اللى قبل ما يعرفنى عليه عرفنى على ****، اللى بشوفه مع **** على سجادته اكتر ما بشوفه معايا، كل اللى انا فيه و وصلتله بفضله، بفضل وقفة **** جنبه بيا، **** متخلاش عنه عشان تجارته مع **** رابحه و انت تجارتك حرام سًحت، اخدنى منك و ادانى له، كل اللى انا فيه ده دلوقت هو دفعه بالغالى اوى زمان، منظرى الكويس قدام الناس، مركزى و شهادتى اللى متعلقه على حيطة بيته و بيتباهى بيها دى، صلبة ضهرى، سُمعتى الكويسه و كلمة **** يبارك ف اللى ربّى اللى بسمعها من اى حد يتعامل معايا كان فضلها له مش لك، الاحترام اللى بشوفه ف اى مكان بروحه من اى حد اما يتعامل معايا ده كان الفضل فيه له هو مش انت، كل ده كان تمنه من سنين عمره هو مش انت!
,
, حمزه دموعه اللى نزلت بألم على كلامه مهتمش يمسحها و اتحرك لمكتبه جاب مذكراته و شد ادم غصب عنه بمحايله قعّده..
, حط مذكراته قدامه: ظابط دى انا عارفها و اعتقد انك ظابط شاطر، تقدر تعرف عُمر الورق ده من امتى، يعنى لو من وقت الحادثه هتعرف من نفسك و مش مضطر اكذب.
,
, ادم بص للورق بعدم فهم و حمزه بصّله بضعف: دى مذكراتى، و اعتقد مكنتش عارف من عشرين سنه انى هتحط ف موقف زى ده عشان اكتب كدبه ادافع بيها عن نفسى و ابرر موقفى
, ادم بص للورق قوى و جواه حته بتتفحص الورق بجنون يمكن يلاقيله حاجه عنده تريحه و حته تانيه رافضه تبصله كإنها خايفه تشوفه عذر او مبرر..
,
, حمزه مسك الورق و ميل بركبتيه ع الارض قدامه: اقراه يا ادم، اقراه و خلينا نتكلم و هجاوبك على كل اللى عايزُه بالحقيقه حتى لو كانت لا هتريحك و لا هتريحنى
, ادم بص لضعفه بتوهه، مش عارف ايه الصح اللى لازم يتعمل هنا..
, من وسط الدوشه دى عينيه اتعلقت بهديه اللى قعدت جنبه بتلقائيه..
, حمزه مسك سلاحه و رفعه لأدم اللى بصّله كتير تايه..
,
, حمزه فتح إيد ادم و حطله فيها مسدسه بدون تردد: و المرادى انا اللى مش هسمح اى حاجه تمنعك تنفذ حكمك، حتى لو نفذته انا بدالك، بس الاول اقرا و اسمعنى و راضى بحكمك يا حضرة الظابط، اعتبر نفسك القاضى و الجلاد، احكم و نفّذ حكمك بإيدك
, ادم بصّله بعنف على مشاعره اللى جرجرها من جواه غصب عنه كإنه بيساومه عليها..
,
, بص للورق برفض و حمزه فتحه قدامه و طلع ورقه فاضيه من اخر الورق حطها جنب الورق قدامه و حط عليها قلمه: احكم و نفّذ حكمك بإيدك، و لو مش هتقدر احكم و سلمنى للى ينفذ بدالك و ينقذك من موقف زى ده، حتى لو مش بالقانون و هتجيب واحد ياخدلك حقك.
,
, حمزه وراله الحقيقه بعينيه هو كمان، حكاله من الاول، كان بيشارك صوته عيون ادم اللى بتجرى غصب عنه بين الورق و سطوره و مرفعهاش غير اما اتفاجئ ان السطور اختفت من قدام عينيه، مد إيديه يتحسس الورق كإنه مش شايفُه بس موجود، مد إيده على عينيه و اتفاجئ بالدموع مغطياها بعنف كإنه مكنش حاسس!
, ادم بص لحمزه بتوهان وسط كلامه اللى مكنش لسه خلص: عرفت امتى انى انا اللى ابنك مش هديه؟
,
, حمزه هيتكلم ادم سبقه بحده: انت متفاجئتش قدام الدكتور، انت كنت عارف.
,
, حمزه ابتسم بضعف: من اول يوم شوفتك مع هديه و انا حاسس انك النص التايه مننا انا و هديه، احساسى اتأكد اما حبيتك اد حبها ليك و اضعافه، دافعت عنك و عن حبك، كنت بكذّب نفسى لحد ما حضنتنى يوم ما هديه اتخطبت لمدحت ابن خالتها، انسى عمرى كله و لا انسى حضنك و ريحته يا ادم، مكنتش محتاج اسأل و لا مستنى تحليل يقولى انك ولدى، يومها كنت تايه، كنت زى المجنون، نزلت مش عارف اعمل ايه و لا اروح فين و لمين، كلمت حد معرفه ليا ف الداخليه من عندنا ف الصعيد يجيبلى تفاصيلك بشكل سرى و قولتله انك متقدم لبنتى، كنت هموت من الفرحه اما عرفت انك معيشتش مع عابد الا و انت عمرك كام سنه و انك حصلك مشكله ف شغلك من فتره و عرفوا انك مش ابنهم، و انك بررت ده انك عيشت معاهم من و انت عيل صغير اوى مكنتش فاهم و لا عارف و ده شفعلك ف شغلك و مخدتش اكتر من جزا و غرامه، كنت عارف ان انت لا كنت عيل صغير اوى للدرجه و لا مكنتش عارف بس كنت بتحاول تمسك ف اخر احلامك مع شغلك، اد ما اتقهرت انك مجتليش وقتها و لو على سبيل المصلحه و استنجدت بيا اد ما فرحت لانى كنت بدات من هنا افهم احساسى ليك، مترددتش كتير لحد ما عملت التحليل، مترددتش اصلا عشان حاجه غير خوفى و رعبى عليك، خوفت اما هديه تعرف انها مش بنتى تسيبك او تفضل عارفه انها بنتى و بردوا تسيبك عشان اختك، خوفت اوجعك، بس مقدرتش امنع نفسى يا ادم خاصة مكنتش عارف انت تعرف ايه تحديدا و لا ايه اللى عندك و لا عارف امينه قالتلك ايه ف الدقايق الوحيده اللى جمعتكوا قبل ما تموت، عملت التحليل و بانت النتيجه اللى خطفت قلبى من كل الحيره دى و برّدته، كان ف نفس اليوم اللى دخلت فيه المستشفى.
,
, ادم بصّله قوى بصدمه: جاتلك جلطه عشان عرفت انى ابنك؟
, حمزه رد بسرعه: لالااء، لاء يا ادم، تعبى مكنش له اى علاقه بيك، ده كان عشان
, سكت و هديه غمضت عيونها بألم و دموعها نزلت..
, ادم بصّلها جنبه و بصّله برفض: انت لعنة وجع ع الارض، انت وجعت الكل بما فيه الكفايه يا اخى حرام عليك، خونت امى و وجعتها و وصلتها تخونك، و الانسانه اللى حبيتها كذبت عليها و وجعتها بردوا.
,
, حمزه: انا حبيتها، كل ذنبى انى حبيت، ذنب و اتحاسبت عليه عمرى كله و نسيتوا ان اللى بيحب بيعمل اى حاجه خارج ارادته عشان يحافظ على الحب ده حتى لو هيموت! انت بنفسك كذبت على هديه، و خبيت، و متأكد انك عملت ده من باب الخوف مش الكذب، الخوف لا تخسرها و انت بينك و بين نفسك مش متقبل الخساره دى بأى تمن!
,
, ادم بص لحمزه بتوهان لمجرد لمس نفسه جواه، رجع بعينيه بسرعه بتهرّب للورق و بص فيه زى التايه..
, حمزه وقف بالعافيه كمل كلام و تفاصيل الحكايه و ادم من كتر ما اتلغبط بين صوته و المكتوب مش عارف هو بيسمّع اللى ع الورق و لا هو صادق ف تفاصيله اوى كده!
, ادم بصّله قوى و كإنه نسى وجود هديه جنبه: سليم اليمنى! ده جوز حنين صح!
, حمزه هز راسه بغيره غريبه: اللى كان جوز حنين
, ادم بصّله بترقب: انت اللى قتلته؟
,
, حمزه عينيه اتعلقت بهديه بس هو وعد ادم انه هيوريله الحقيقه كامله، حكى تفاصيل الحادثه بتاعتهم و اللى حصل يومها و قبلها و بعدها..
, حمزه قام جابله ملف و حطه قدامه و ادم بصّله بتفحّص: ده ملف قضيه!
, حمزه هز راسه اكّد على كلامه: ملف قضيتى مع سليم محمد اليمنى
, هديه غمضت عينيها بعنف اول ما الاسم اتحدف قدامها، قدرت تستنتج هويته بسهوله!
,
, حمزه بصّلها بحزن و بص لأدم: هتلاقى فيه تفاصيل كتير يمكن توضحلك الصوره اكتر، تفاصيل عنه و عن شغله ف الداخليه و القضايا اللى اتفتحتله و هو عايش و قدر يقفلها و اللى اتفتحتله حتى بعد موته و اتربط ملابساتها بيه و انه كان له يد فيها
, ادم مسك الملف بجديه و فتحه و ابتدى يتفحصه بإهتمام..
, حمزه: اعتقد انت ظابط و تقدر تتأكد من الكلام ده كويس، و تقدر كمان تعرف اللى انا معرفتهوش حتى.
,
, ادم جرى بعينيه ع الورق و رجع بصّله بتهكم: مفرقش عنك كتير، انت تقريبا مشاركُه ف اكتر من نص بلاويه
, حمزه: بس انا مخلتش رجالتى يتصرفوا عشان اخلص منه عشان عارف نص بلاويى
, ادم بصّله بجفا: متفرقش.
,
, حمزه مصمم يورى ابنه الكويس اللى جواه حتى لو قليل: لاء تفرق، لو كان حط ايده ف ايدى نلم الموقف كان خلص بدون خساره، انا مكنش جوايا اى نيه للغدر بيه، و عدم سفرى يومها كان مجرد حرص، لكن هو اللى حط النهايه، هو اللى قتل الظابط بسلاحى عشان يلبسّنى المصيبه، و ضرب على رجالتى بسلاحه الميرى عشان يخرّج نفسه و يقول انه كان هنا كظابط اتبلغ بالواقعه، فجأه لقيت نفسى اتورطت، راح للظابط وقتها بعد ما اتكشف وجوده ف مكان الحادثه و قاله عنى ف كان لازم انا كمان اخرّج نفسى.
,
, ادم بصّله بسخريه: قصدك تخلّص عليه
, حمزه زعق: انت فاكر انهم كانوا هيطبطبوا عليه! ده ظابط و خان بلده يعنى مكنوش هيعملوا اكتر من اللى رجالتى عملوه معاه، و لا ايه يا حضرة الظابط!
, هديه عيطت بشهقه عاليه و ادم وقف ف وشه و زعق: انت فاكر نفسك ميين؟ ****؟ قابض ارواح البشر؟ انت بأى حق تدى لنفسك الحق ده؟ انك تاخد تمن الخيانه موت؟ صاحبك و بعده مراتك! ايييه يا اخى قلب ده و لا حجر!
,
, حمزه زعق بصوت مهزوز: انا مقتلتش حد، ايدى بريئه من دمهم رغم خيانتهم، الموقف هو اللى قال كلمته، سليم رجالتى كانوا معايا و معاه جوه الليله ف كانوا عارفين انه لو نطق هيدبس الكل ف كان لازم يخرسوه، ممنعتهومش اه لكن مساعدتهومش، بتلومنى عشان سيبت واحد كان ناوى يغدر بيا لمصيره مع رجاله غدرت بيه!
, ادم اتنفس بعنف لمجرد انه عقله حاير بين الممكن و المستحيل، الصح و الغلط!
,
, بصّله بسخريه: ليه متكونش عملت كل ده عشان مراته! حليتلك يعنى!
, حمزه بصّله بذهول: قصدك عشان اخدها منه؟ حبيتها ف دقايق اول يوم اقابلها معاه اللى هو يوم الحادثه ف قررت اقتله و اخدها! طب قولى انت مقتنع بالكلام ده؟ ان واحده اول مره اشوفها احبها ممكن اه تحصل، لكن اعرف انها متجوزه صاحبى و عرفى يعنى قدامى هى شمال و هروح اقتل جوزها عشان حب خمس دقايق!
,
, ادم دوّر وشه بعيد لإنه فعلا ده مش منطقى و لا هو مقتنع او حتى لو كان ده افتراض قدامه ف حمزه قدر ينفيه بإقناع..
,
, حمزه مسك ورق جنبه و قلّب فيه لحد ما طلعله ملف و اداهوله: بص كده فيه، شوف اللى انت بتدافع عنه و بتقول انى عملت فيه كده عشان مَره و اخد مراته منه بعد ما حليت ف عنيا، شوف اتجوزها ازاى!
,
, ادم مسك الورق منه و بص فيه بنفور و حمزه بصّله بدفاع: دى قضيته مع حنين، بعد ما مات و ابتديت ادوّر عنها و عن اى حاجه تعرفنى هويتها حتى معرفتش، دوّرت وراه هو و عرفت انه لبّس قضيه لبنت غلبانه شغاله ف كافيه قريب من شغله، شوفت الورق و اتأكدت انها حنين اللى لبّسها القضيه دى عشان ياخدها غصب، عشان بس قالتله لاء، قالت لاء للحرام و ليله و متعه، لبّسها قضيه و جابها بالعافيه غصب و عشان هى محترمه طلبت منه يتجوزها الاول اما اتحطت قدام الامر الواقع، اتجوزها بالعافيه عرفى اسبوع قبل السفر بالظبط عشان كان مرتب ياخدها معاه و يستخدمها ف التهريب و المقابله مع الخواجات هناك، بس **** اتدخل بإرادته قبل اى حاجه ما تحصل.
,
, هديه بصت لأدم بضعف كإنها بتستنجد بيه و هو سكت بخنقه..
, حمزه بصّلها بصعبانيه على حالها: اعتقد الجزء ده يخصك يا هديه، دى قضية امك مع ابوكى، تقدرى تطلعى على تفاصيلها و اذا حبيتى تتأكدى ف انا متأكد انك معاكى ظابط شاطر هيقدر يفيدك
, هديه مسكت الورق من ادم بإيد بتترعش و ابتدت تقراه بملامح مهزوزه..
,
, افتكرت ان حنين قالتلها ازاى عرفت اختها و بصتلها بتهكم: شكلك غاويه كدب، انتى اللى عملتى ف نفسك كده، الحوار كان على هواكى، من راجل لراجل و البضاعه رخيصه، ميشتروش ليه بقا، واحد بورقه عرفى و التانى **** اعلم كتبها و لا لاء اصلا
, حنين عيطت: حرام عليكى
, هديه زعقت: كذبتى عليا ليه طيب لو انا غلطانه!
,
, حمزه رد بدل حنين بسرعه: لا هى مكنتش تعرف كل حاجه من ده كله، هى معرفتش غير قبل ما ترجعى من اخر شغل سافرتيله بإسبوع واحد و جيتى لقتيها تعبانه
, هديه حدفت الورق و وقفت و زعقت: امال قالتلى ليه انها لقت اختها من ورقها اللى ضاع؟ اوعوا تكونوا فاكرينى صدقت الهبل اللى قولتوه! انا بس عديت كذبكم عشان كنت مصدومه ف كذبة ادم عليا!
, حمزه وقف قدامها بحزن على كسرتها و هى بصتلهم بسخريه: بس معرفش ان من شابه اباه ما ظلم.
,
, حنين وقفت و حاولت تمسكها من وراها من كتافها كإنها بتقويها: صدقينى بعد ما قريت مذكرات حمزه اللى وقعت ف إيدى صدفه انا اللى طلبت منه اروح اشوف بيت بابا، نفسى، و اما روحت هناك ساب رقمى لاختى اللى مكناش متخيلين انى هوصلها، و **** انا اللى كنت خايفه مش هو، خايفه نوصلها و ساعتها هنضطر نواجهك حتى لو بالكذب، بس اختى بعدها كلمتنى و رجعت مصر و اتقابلنا.
,
, هديه لفت وشها لها برفض: و مقولتليش ليه من وقتها؟ ايييه كنتى خايفه عليه لا اقف قصاده و اقوله حق ابويا!
,
, حنين هزت راسها برفض و هى صوتها اتحاش بقهر: اتطمنى يا ماما مكنتش هعملها، مكنتش هعرف اعملها، لا شوفت ابويا عشان اجيبله حقه و لا شوفت غير حمزه اب ليا عشان اقف قصاده، يبقى ليه!
,
, حنين حاولت تمسكها: لاء، انا كنت هقولك و ****، حنان اما قابلتها حكتلى عن سليم و ازاى دخلى و ازاى اجبرنى ع الجواز و لبسنى قضيه و قبل ما يخرّجنى من القسم مضانى ع الورقه العرفى! كنت هقولك بس انتى وقتها تحديدا عرفتى ان ادم متجوز و بعدها بوقت قليل عرفتوا بالسحر اللى معموله و وراها اهو عرفتى بحكايته معانا، كنتى ف دوامه مكنتيش حِمل دوامه تانيه و ضغط تانى
, هديه عيطت بوجع: و انتى كده بقا خرّجتينى من الدوامه؟
,
, ادم وقف بتهكم: انا امى خبت الحقيقه ف الاول و انتى امك خبتها ف الاخر، و مش عارف ده عشان هما الحكايه كانت على هواهم ف مكنوش عايزين لها نهايه و لا وقعوا ف راجل مبيحطش النهايه غير بالدم ف خافوا.
,
, حمزه بصّله بدفاع: امك هى اللى حطت نقطه ف اخر السطر من حكايتها معايا يا ادم، انا لو عايز اطلقها كنت عملتها من قبل ما اتجوز حنين حتى، انا و **** ما كانت ناوى اتخلى عنها بس هى اللى حكمت، اتخلت هى ف الاول و ف الاخر دى مدتنيش فرصه تشوفنى هتخلى عنها او لاء، مكنتش ناوى اغدر بيها و **** بس هى اللى غدرت بيا، ف الاول بلغت عنى لمجرد شافتنى واقف مع واحده، و ف الاخر اتهجمت عليها حدفتها من الدور التانى و هى حامل عشان تخلص منها و من اللى ف بطنها و هى فاكراه ابنى، كانت عايزه تخلص منه و هى فاكراه ضنايا و مفرقش معاها تقتل ضنايا، كانت معندهاش مانع تقتل واحده و عيلها عشان تخلّص نفسها من الغيره مش خيانه زيها! ف بتلومنى عشان سيبتها للموت متدخلتش بعد غدرها بيا و استعدادها للقتل ف وقت مكنش فيا عقل و بدوّر عليك! بتلومنى عشان سيبتها للموت اللى لو كانت نفدت منه كانت موتتنى بإيدها! بتلومنى و هى اللى رفعت السلاح ف وشى ف الرصاصه اللى كانت عايزه تغدر بيا بيها هى اللى غدرت بيها و موتتها!
,
, ادم تاه منه ف تفاصيل الحكايه و حمزه قرب شويه منه: دى خلت الشغاله ولّدت حنين و هى و لغبطتكوا قدام الكل عشان تتوهنا و تتوه الحقيقه مع انها مكنتش تعرف اصل حكاية حنين و ان عيلها مش منى، مع انها ببساطه كان ممكن تثبت برائتها، تدافع عن نفسها حتى و تسيب الباقى عليا و انا لو مكنتش عارف كنت هقدر اعرف، لكن هى اختارت الاصعب، اختارت العِند مقابل تساومنا على انها تاخد كل حاجه و يا هى يا حنين و كل ده و هى كل اللى عارفاه انى متجوز عليها و خلفت يعنى عيل حنين منى، و مع ذلك مفكرتش تدافع عن نفسها و فكرت تساوم، و ياريتها ساومتنى انا، ده ساومت امى و خرجونى برا الحكايه كإنها مش بتاعتى، و يوم ما اتواجهنا انا و هى و بقت الحكايه منها ليا كانت بردوا مصممه على موقفها، مصرّه تخرجنى منها بس المرادى كانت عايزه تخرجنى من الدنيا بحالها، رفعت السلاح ف وشى و ابتدت بالغدر زى ما غدرت بيا قبلها بس الرصاصه نصفتنى و راحتلها، اوعى تفتكر ان هى اللى ماتت، ده انا يوم ما نجيت من موتى على ايدها موتتنى بشكل ابشع، عيشتنى سنين ف توهه مش عارف مين فيكوا ضنايا!
,
, ادم بصّله بوجع لمجرد انه عاش التوهه دى حتى لو بشكل اخر، توهة مين فيهم امه!
, بص لحمزه بحذر: موتك على ايدها ازاى؟ انت اللى.
,
, حمزه قاطعه بصدق: رفعت عليا السلاح اللى سبق و رفعته عليك، بس الفرق كان كبير، هى رفعته عليا تخلص منى انما رفعته عليك تخلّصك، عشان تحميك، طالما طلعت ابنها و هى الوحيده اللى عارفه، يعنى عارفاك، ف اكيد عملت ده و هددت بأذيتك عشان توهم الكل انك مش انت اللى ضناها ف تبعد الاذيه عنك، فاكرانى هأذى ضناها حتى لو ابن حرام! طب مانا كنت عارف ان عيل حنين من حرام، لاه من واحد خانى و كان ناوى على دمى، لو عايز ائذى كنت اذيته من و هو ف بطنها! لكن امك عاشرتنى اد ما عاشرتنى و معرفتنيش!
,
, ادم عينيه تاهت بين ابوه اللى جنبه و صورة امه اللى متوهّهمها قدامه، عقله تاه بين النيه و القدر، كانت ف نيتها تقتله و اهو القدر خلاه سبب ف موتها، ياترى مين فيهم قدام **** القاتل!
, حمزه حاول يستعطفه بضمة إيده: مقتلتهاش يا ادم و حياة غلاوتك و غيابك يا ابنى اللى كسرنى ماقتلتها، انا اتخليت عنها و سيبتها لمصيرها اه لكن ايدى متعاصتش من دمها.
,
, بص لأدم بإستعطاف و عينيه المتعلقه بيه شافت صورة أمينه جوه عينيه و هى بترفع المسدس ف وشه و ابتدى يتكلم بهزيان شبه اللى بيترجم مشهد شايفه للغه تانيه!
,
, فلاااش
, امينه ف لحظه طلعت سلاحها من صدرها رفعته ف وش حمزه: لاه يا باشا، الدم طايلك و انا كيف ما قررت احرق قلبك قررت احرقك كلك
, حمزه اتخض على كلمتها و اتقدم منها فجأه حاول يقيد حركتها بدراعاته..
,
, امينه بتزقه بجنون و هو بيحاول يحتوى عنف حركتها بالمسدس اللى بيزوغ منها مره على هديه و مره عليه و مره ف جهه بعيده خالص مش بايناله، حمزه بيحاول يتنى كف إيدها بالمسدس لتحت بحيث بعد كده يضغط هو يفضى الرصاص ف الارض بس مجرد ما تنى إيدها ضغطت جامد بغلّ و فجأه طلعت رصاصه ف بطنها!
, امينه جسمها كله اتنفض ع الرصاصه بس لسه متبته ع المسدس!
,
, حمزه للحظه وقف بعقله و حركته كإنه اتشل و بصّلها بأسف و زعق: ليه كده؟ شوفتى وصلتينا لفين؟
,
, حمزه للحظه بص لامينه بعطف و حاول يقرب منها بحزن يرفعها..
, بصتله بكُره واضح و مجرد ما ساب إيدها بالمسدس بتلقائيه و ميل لف دراعه ورا ضهرها و بيتنى نفسه بدراعه التانى تحت رجليها يرفعها ضغطت ع المسدس بغلّ طلعت طلقه ف حركته و تنيته تحت جات ف دراعه!
, اتحدفت منه ف الارض و بسرعه ميل عليها يخطف المسدس و هى بتضرب ف شدته للمسدس ابمسدس اتحرك ناحيتها طلعت الرصاصه ف صدرها!
,
, حمزه وقغ عن حركته بيأس و ف لحظه ايدها لوحدها رخت بالمسدس اتحدف ببطئ بدراعها ع الارض و غرقت ف دمها!
, باااك.
,
, ادم بيسمعه بصدمه، قعد بتعب و ميل راسه بين إيديه، مبقاش عارف صح من غلط، ظلم من عدل، فين الحق و فين صحابه و الباطل مع مين!
, ادم رفع وشه له بتعب: و امك اما
, حمزه رد بصدق: قسما ب**** و بغلاوتك ما كنت عارف اللى بينهم و لا كنت عارف بوجود امينه كل السنين دى، و يوم ما عرفت كانت امينه راحت و انت كمان روحت، لا عرفت اعوضك و لا اعوضها، و الا مكنتش عرضت عليها يوم الحادثه اى تعويض بس هى رفضت.
,
, ادم ركز ف عينيه و حمزه قرب منه: انا خليت امى تغسّلها بيدها عشان تطهرها زى ما نجّستها
, صافيه وقفت و بصت لحمزه برفض: عرفت كل ده بس اللى معرفتوش ليه بضاعتك كلها شُرك؟ هتاخد واحده بصت لواحد قبلك و لولا عقلها اتفرم ف الحادثه كان زمانها مكمله ف الحرام
, حمزه بحده: بكفاايه.
,
, صافيه بصتله برفض: و التانيه بس قولتلها هتجيبلها ست تانيه راحت و جابتلك راجل تانى و مامصدقاش حرف واحد من حديتك اللى قولته وقتها، انت قولت اكده وقتها عشان كانت بين ايادى ****، بتبرئها قدامه، بتخلى ذنبها عنها، و اتأكدت دلوك اما عيدت الحديت ده لولدك، هتبرئها قدامه.
,
, حمزه وقف بغضب: اماااااه
, امه هتتكلم حمزه شاورلها بتحذير: لاه، كله الا اكده، امينه خانت اه بس العِشره مش الشرف، خانت عشرتى لها بس اما بلغت، لكن ماتت بشرفها و ده شئ انا واثق منه جدا
, صافيه زعقت: انا شوفتها بعينيا
, ادم بصلها قوى بتوهان و حاول يبص لحمزه يستشف رد فعله اذا كان صادق ف دفاعه بجد عن امه و لا مجرد بيرضيه و بس..
,
, حمزه: لاه، امينه عمرها ماكان لها ف الشمال، ده الشئ الوحيد اللى عاشرتها عشانه، انها صيّانه مش رخيصه، و اه على فكره انا كنت متابعها لاخر لحظه من غير ما تحس، مش مراقبه بس عشان طبيعة شغلنا خطر
, صافيه اتحركت بلغبطه: بس انا شوفتها ليلة الحادثه مع راجل عند البر المستخبى و
, حمزه بصّلها قوى و افتكر الموقف كله و متخيلش انه له علاقه بحاجه ابدا من اللى حصل و ان امه لسه رافضه تصدقه..
,
, اتكلم بصدمه: ده سحّار، كانت رايحه لدجال و ده اما عرفت انك عايزانى اتجوز
, صافيه ضيّقت عينيها بتكذيب: و ليه مقولتليش قبل موتها؟
,
, حمزه: عشان مجاتش فرصه، سافرت يومها و رجعت ع اللى حصل
, صافيه: انا سيبتها كل ده بعد الولاده عشان بس اعرف منها مين ف العيال ولدها و مين وِلد حنين ع اساس انها هتخونك ف ولدها مش منك او مشكوك فيه لكن وِلد حنين هو اللى من صُلبك، بعد كل ده يطلع ولدها هو اللى ولدك و حنين هى اللى خلفت من راجل تانى!
,
, حمزه بص لهديه اللى بتبصلها بكُره و بصّلها و قعد بتعب: ماعدلهوش لازمه الكلام ده، كنتى هتعملى ايه يعنى من وقتها لو عرفتى انها مخانتنيش بشرفها؟ ده هيشفعلها عندك و تسيبيها؟
, صافيه ردت مع اخر جملته: كنت هخلص منها بعد ما ولدت ع طول طالما ولدها ولدنا
, حمزه بصّلها برفض و ادم شدد على قبضات إيديه لدرجة ابيّضت و عروقه ظهرت..
,
, صافيه اتعصبت بغضب: كنت بحسبها بتخونك، شوفتها مع راجل غريب و احنا صعايده، افهم منين انه دجال و هتسحرلك؟ و الا كنت قتلتها من يومها اما عرفت انها هى اللى بلغت عنك لكن سيبتها لاجل اعرف مين ف العيال ولدك ع اساس ابنها مش من صلبك
, ادم وقف بجنون و ف حركه مفاجأه مسكها من رقبتها بجفا و ضغط عليها بعنف..
,
, حمزه حاول يقرب بس للحظه وقف مكانه متجمد، مش عايز يخسر إبنه للمره التانيه، الخساره المرادى مفهاش فرصه تانيه، متتعوضش!
,
, ادم غرز بضوافره بين عروق رقبتها بجنون: ايه الشر ده؟ ابنك لو له عندى عذر ف عذره الوحيد انه له ام زيك، عارفه انك دلوقت خاينه العشره زى ما قولتى عن امى! طلعت شريفه بشرفها و دفعت تمن خيانتها لعشرتك موت و انتى دلوقت طلعتى خاينه للعشره معاها، هان عليكى ددمم اللى اكلت معاكى ف طبق واحد، تمن الخيانه موت و انتى اللى حكمتى
, صافيه وشها بيزرق قدامه و عروقها بتنفر بين اضافره..
,
, حمزه وراها غمض عينيه بألم على هزة صوته، هو فاهم احساسه، انه بيعيشه نفس الموقف اللى عاشه و بيدوقه وجعه، لسه وجعه عايش جواه رغم كل السنين دى و الاهم انه فعلا بيكرهه، اللى بيحب مبيوجعش و لا يردش الوجع!
,
, ادم اتقابل مع حمزه ف نظرة عتاب حمزه فهم منها ان ادم فهم ضعفه عشانها مش عشانه!
, قرب منه: ادم
, ادم بصّله بنفور: بتوجع صح؟
, حمزه: دى٣ نقطة
, ادم كمل عنه: امك، عارف، دى امك، و اللى اتقتلت قدامك كانت بردوا امى، انت اللى اختارت من البدايه تبقى شيطان اخرس
, حمزه هينطق ادم ضغط بجنون و عينيه اللى مركزه مع حمزه مش بصالها نهائى: انت اللى حكمت انى صاحب حق، و انت اللى حكمت انى اخده زى ما يريحنى، و ده حقى الوحيد هنا!
,
, ادم بص وراها لحمزه اللى دمعه نزلت منه و هو بيبصله بضعف ادم فهمه عشانها و هو حس الضعف ده قبله حتى لو مكنش عارف وقتها ان امينه امه..
, فك إيده من على رقبتها ببطي مهزوز لحد ما سابها بقرف و زقها..
,
, حمزه اتأكد من احساسه و ادم قعد بوجع: بتوجع اوى، و **** انت امك عيشت معاها سنين عمرك، كبرت و اتربيت و اتجوزت مره و اتنين و عاشرتها، لكن انا، انا قبل ما اعرف انها امى تتقتل قدامى، تتقتل و تسيبنى ف حيره، حيرة عذاب مالهاش اخر، اقرب و لا ابعد! خاينه و لا شريفه! هى اللى امى و لا حنين! خايف اقرب عشان اتأكد تطلع امى و بكده اتأكد انها خاينه بجد، و خايف ابعد افضل ف حيرتها طول عمرى، لا كنت عارف احبها و لا اكرهها، كنت ف اختيار بين موت و انتحار و يارتنى انا اللى اختارت، لاء الظروف هى اللى اختارتلى، و رضيت بإختيارها عشان مكنتش هستفاد حاجه، و بعدت و عيشت عمرى كله محبوس جوه كابوس وجع.
,
, حنين: هى قالتلك قبل ما تتقتل يا ادم؟
, ادم رفع وشه و بصّلها نظرة تايه بجد لمجرد الكلمه اللى رسمت الموقف من تانى قدامه..
, حنين ندمت على اندفاعها بالكلمه اللى كانت خلاص لعبت مفعولها و ادم صوته اتهز: لاء، مش عارف ليه، هى بس مقالتليش اكتر من ان ابوك اوسخ راجل ف الدنيا.
,
, حمزه بصّلها بضعف و هو هز راسه بتهكم: و يمكن دى الحاجه الوحيده اللى فادتنى بيها ف حياتها كلها، المساعده اللى حبت تسيبهالى قبل ما تمشى و تسيبنى
, حمزه ميل بركبته تحت رجليه قدامه: ادم.
,
, ادم رفع وشه بالعافيه و حمزه قرّب سلاحه بالورق قدامه ع الترابيزه: اللى انت عايزُه اعمله، بلّغ عنى و خد حق امك لو مش مقتنع انى مقتلتهاش، خليهم يطلعوا جثتها و الطب الشرعى يقول اذا كنت انا و لا الرصاصه اللى كانت عايزه تصيبنى بيها هى اللى صابتها، بلّغ عنى لو مش مصدق انى سيبت كل الشمال ف شغلى من يوم غيابك عشانك و عشان **** زى ما ادانى عقابى انا كمان زيهم فيك يرجعك ليا، اقولك خد حقك بإيدك لو شايف ان ده الاريح ليك.
,
, ادم غمض عينيه بألم و رجع ميل راسه بين إيديه..
, حمزه مسك راسه بضعف رفعها و بص ف وشه بمراره: اعمل فيا اللى تحكم بيه مش هلومك، محدش ابدا هيلومك، بس متميلش راسك، متوطيش ابدا، القائد اتخلق عشان راسه تفضل دايما مرفوعه متوطيش.
,
, ادم بصّله بوجع و مسك الورق قدامه، ابتدى يعيد فيه و يقرا و يقف بين سطوره و يكمل، شاف ظلم و عدل و حق و باطل، شاف قوه و ضعف و حب و كره، شاف دوامه على اسم بشرى لشخصيه اسمها حمزه الجيار!
, بس الاغرب من ده كله شاف نفسه بين السطور، شاف حبه لهديه، شاف انه مقدرش يتحكم ف قلبه قدامها..
,
, فجأه نوّر ف عقله سؤال غريب لو رحاب مكنتش وحشه او مثلا مطلعتش عاملاله سحر كان هيحل الحكايه ازاى قدام عقله بدون ما يظلمها او يظلم نفسه!
, حته جواه قدرت ضعف حمزه قدام حنين و هو متجوز امه! و حته تانيه شافت غيرة امه وصلتها انها تغدر بيه و تخونه و تبلغ عنه زى ما غيرة رحاب وصلتها تحاول تأذيه تانى بالسحر و قدرت موقف امه! تاه بين الحتتين!
,
, بس شاف ان من وسط الخراب ده كله جات هديه، هديته، المكسب الوحيد بتاعه قدام اى خساره من زمان لحد دلوقت!
, بص لحمزه بتوهان و حمزه ابتدى يتكلم بتبرير جوه تفاصيل الحكايه اللى بيكملها..
, ادم بصّله بجفا و إيده مسكت مسدسه برفض و بإيده التانيه شد ورقه بيضا اللى حمزه حطهاله و مسك القلم اللى حطه عليها و صدر عليها الحُكم٣ نقطة
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٥

ادم بص لحمزه بتوهان و حمزه ابتدى يتكلم بتبرير جوه تفاصيل الحكايه اللى بيكملها..
, ادم بصّله بجفا و إيده مسكت مسدسه برفض حطه ف جيبه و لم باقى حاجته موبايله و مفاتيحه و بإيده التانيه قبل ما يقوم شد ورقه بيضا اللى حمزه حطهاله و مسك القلم اللى حطه عليها و صدر عليها الحُكم و عند **** تجتمع الخصوم، رُفِعت الجلسه لقاضى السماء!
,
, ساب الورقه و بص لحمزه نظره اخيره بنفور و وقف..
, حمزه متابعُه بعينيه و مجرد ما وقف وقف معاه بكسره: ادم.
,
, ادم اتكلم من غير ما يبصله: عيش زى ما كنت عايش و كمل من غيرى دلوقت زى ما كملت زمان كإنك ملقتنيش لإنك عمرك ما هتلاقينى تانى
, حمزه قرب منه بترجّى: لا يا ادم، انا مش هتحمل اعيش من غيرك تانى
, ادم بصّله بجمود: لا عادى هتقدر، انا اعرف عيل عدد سنين عمره مكنش اتعدت اصابع الايد و عاش من غير ابوه و امه و اخته، عاش حياه من غير حياه
, حمزه مسك إيده بضعف: و انا مستعد اعوضه، صدقنى هعوضك.
,
, ادم زق ايده بنفور و بصّله بتهكم: ازاى بقا؟ هترجّع امى و الزمن و حياتنا؟ و لا هترجع سنين عمرى انا!
, حمزه اتحرك بلهفه وقف قدام حركته لبرا: ادم، انا عارف ان الصدمه اكبر من انها تُستوعَب بسهوله او بسرعه، لكن متسيبش ايدى، متبعدش تانى، خليك جنبى نعديها سوا.
,
, ادم مردش و حاول يكمل طريقه و حمزه وازى خطواته بنفس سرعته: طب هقولك حاجه، مش انت اما بعدت قبل كده بعدت يومها عشان اتصدمت؟ صح صح؟ بعدت اما اتصدمت؟ البُعد فادك ف ايه؟ ساعدك؟ خلاك تفوق من صدمتك؟ لاء، لاء صح، يبقى عايز تبعد ليه تانى اما اتصدمت تانى؟ البعد ساعدك تتخطى اللى حصل؟ تبقى كويس؟
, ادم غمض عينيه بألم لمجرد انه مرت ومضات سريعه من كوابيسه و لحظات وجعه و وحدته..
,
, حمزه استغل حركته اللى اتجمدت شويه بشويه بشئ من التوهه و مسك كتافه: انا عارف انك بعدت عشان تبعد عننا و تنسانا و تنسى اللى حصل و متأكد انك لا نسيتنا و لا نسيت اللى حصل و لا حتى عرفت تبعد يا ادم، بدليل انك اما قابلتنى بعد السنين دى عينيك ندهتلى، انك يوم ما لقيت هديه مع واحد غيرك رميت حزنك و ضعفك بين ايديا، انا لسه فاكر و انت بتترجانى مخلهاش تبعد عنك، ادم، ادم خليك عشان خاطرى و كل اللى عايزُه هيحصل، ارجوك.
,
, ادم فاق بالعافيه و زقه و اتحرك للباب، بيفتح ف اللحظه اللى حنان و ابنها بيفتحوا و داخلين..
, وقف للحظه و بصّلهم و مدحت بصّله بشرار..
, حنان اتخطته و قربت من حنين وراهم و ابتسمت بحضن: حبيبتى، عامله ايه! احنا قلقنا عليكوا اما مشيتوا فجأه من المستشفى كده ف قولت اجى اتطمن عليكى و جوزك، هو عامل ايه!
, حنين هزت راسها بتعب و حنان شاورتلها على ابنها: مدحت كان قلقان على هديه اوى و.
,
, وقفت بالكلام اما لمحت هديه وراها فقربت منها بحب: حبيبتى حمد **** ع السلامه، كده تخضينا؟
, مدحت قرب منها و سلّم و الاتنين بيتكلموا وسط صمت الكل كإنهم كانوا محتاجين حد يشد فيشة الموقف يفصله و لو للحظات ياخدوا نفسهم!
, مدحت مد إيده وسط توهان هديه مسك إيدها و ابتسم: وحشتينى و ****، متعرفيش انا كنت عامل ازاى، ده انا كنت هتجنن عليكى اما عرفت انك خرجتى من المستشفى مرجعتيش ع البيت.
,
, هديه نطقت من وسط نظراتها المتعلقه بآدم عن بُعد: سيبتنى امشى ليه!
, ادم رد بعينيه اللى دمعت بضعف و مدحت رد بعفويه: ملحقتكيش، مشيتى من غير ما تدى فرصه لحد يكلمك او تتكلمى
, هديه لسه عينيها متعلقه بأدم و مدحت مد إيده مسك دقنها لف وشها له ف انتبهتله بالعافيه: و مدورتش عليا!
, مدحت بهدوء: قولت اكيد محتاجه تبقى لوحدك شويه طالما اختفيتى، اصل محدش بيختفى لمجرد انه عايز يختفى.
,
, هديه بصتله اوى و عينيها راحت بتلقائيه لآدم اللى بيتحرك يمشى..
, ادم عايز يتحرك بس رجليه متسمره كإنها رافضه الرحيل..
, حمزه متابع الموقف بعينيه بصمت و ابتسامة امل ابتدت تشرق على ملامحه اما مدحت مد إيده مسك ايد هديه و رفعها على شفايفه باسها برقه: عموما حقك عليا طيب طالما اتضايقتى
, ادم كز على سنانه و هو بيضغط على قبضات ايديه بعنف و حمزه ابتسم اوى على ابنه اللى وارث جنون قلبه و عشقه..
,
, ميل على ودنه و همس بغلاسه عليه: هاا، هتمشى بردوا؟
,
, ادم بصّله بغضب اتقلب لغيظ و حمزه غمزله بمكر: و **** ما تمشى لا اجوزهاله
, ادم بصّله بغرور: اتحداك ترضى
, حمزه غمزله بإستفزاز: هى ف حاله متسمحلهاش لا تقول لاء و لا اه
, ادم كز على سنانه بغيظ و حمزه شاورله بعينيه عليهم و رجع بصّله و كعمش وشه بإستفزاز: انت مشوفتهوش و هو بيسلم عليها بإيده! مشوفتهوش صح! ده هديه رغم جنانها ده مبتسلمش على حد بإيدها!
,
, ادم هز رجليه ع الارض بعصبيه و حمزه بص عليهم تانى و اتعدل ف وقفته و بصّله: شوفته و هو بيبوس ايدها؟ حلو مدحت ده هاا؟
, ادم اتعدله جنبه بأنفاس عاليه عصبيه و حمزه كتم ضحكته على ملامح ادم اللى ضامه غيظ و غضب و حزن و فرح و غيره و رفض و امل و مشاعر كتير متضاربه لغبطت ملامحه معاها!
, حنين قربت منهم و ابتسمت لأدم: خليك يا ادم، عشان خاطرى، انا محتاجالك اوى.
,
, ادم بصّلها بتهكم رغم لهفة عيونه لها: ليه؟ حمزه باشا مش مكفى و لا ايه؟
, حنين ابتسمت غصب عنها و شاورتله بعيونها على هديه: لا مكفى يا ادم، بس انا محتجالك بردوا، انت هتسيبنا ف حاله زى دى؟
,
, ادم هينطق حنين كملت بسرعه: و اللى هى متقلش عن حالتك بردوا انت كمان، الحزن بيخف اما بيتشارك و بيزيد و يقيد نار بالوحده، صحيح حمزه عمره ما سابنى لوحدى من يوم ما قربلى لكن اما رجعت لأول السكه و شوفتها صح عرفت انا ليه حبيته، فهمت انه متخلاش عنى لحظه لا ف فرح و لا ف حزن، عمره ما سابنى اتوجع لوحدى حتى لو وجع بسبب واحد غيره! بيشاركنى حتى ف الوجع! كان صعب محبهوش!
,
, ادم بصّلها بضعف و نطق بصوت مبحوح: انا، محتاج ابعد، عايز ابعد، يمكن ف يوم نتقابل بس بقلوب مختلفه.
,
, هديه قربت منه بتهكم اتكلمت بصوت مهزوز زى نظراتها: ليه؟ ده حتى البعد مبيقللش من المحبه، عمره ما نصفنا و عملها، الغالي بيفضل غالى و غلاوته مع البعد بتزيد
, حنين بصتله برجاء و ادم عينيه بتلقائيه اتعلقت بهديه، حس انه محتاجلها، هديه اخر حاجه بقياله من الماضى و بيعدى بيها اهو الحاضر و هى المستقبل نفسه، محتاج اوى لوجودها جنبه ف وقت زى ده، هتهوّن السكه و المشوار و الوجع!
,
, اخدوا قعدتهم بصمتها و كل واحد انسحب لركن لوحده ف البيت..
,
, حمزه قعد قدام أمه اللى مش مبطله كلام و ميل راسه بين كفوفه بيفركهم بتعب..
, صافيه بغضب مكتوم: انت؟ انت يا حمزه اللى تخبى عنى كل ده؟ تخبى عنى ان
, حمزه رفع وشه برفض: ما انتى خبيتى عنى و لا انا غلطان؟ مقولتليش ليه انك شوفتى امينه مع واحد! ع الاقل كنت هفهمك.
,
, صافيه زعقت: يعنى انا السبب! لاء انت، انت اللى دخلت البيت ده واحده زى حنين، و اوعى تنطق حرف تدافع عن شرفها بعد اللى اتقال ده، دى كانت متجوزه عرفى، و حملت، حملت من حرام
, حمزه رجّع راسه بين ايديه تانى بيأس انه ممكن طول ماهو جوه دايرة الحدوته هيرتاح..
, صافيه: ياريتها طلعت زى ما كنت فاكره، حامل ف الحرام ف الحرام بس منك، من صلبك.
,
, حمزه وقف بنفاذ صبر: صح، صح انا السبب، انا، انا اللى فضلت ازن اتجوز تانى عشان مراتى اكبر ذنب عملته انها مخلفتش، و انا اللى خلتها بكتر الزن ده تفهم غلط اول ما لمحت واحده معايا، و انا اللى فهمت غلط انها مش شريفه و انا اللى ربطتها و رمتها زى الحشره لحد ما ابنى شاف بعينيه ابشع منظر ممكن عينيه تشوفه و لا عمره هينساه و لا هينسهولى.
,
, امه زعقت: بردوا مكنش ينفع تخبى عنى، مكنش ينفع تعملنى زى الغريبه وسطكم كده، عارف انا كنت حاسه بإيه؟ كنت حاسه لا ابنى ابنى و لا حفيدى حفيدى و لا دول عيلتى و لا ده بيتى اصلا
, حمزه خرج بخمول: انتى خليتى نفسك غريبه بنفسك، لا ابنك عمره سامحك و لا حفيدك عمره هيسامحك و لا البيت عمره هيبقى سكن و لمّه
, صافيه بصتله قوى برفض و حمزه تمتم بأخر كلامه و هو ماشى: ادعى بس انه يسامحنى انا، انه يبقى احسن منك و منى.
,
, حنين فتحت باب الاوضه و دخلت بهدوء قعدت جنب هديه على حرف السرير..
, هديه دوّرت وشها بعيد و مسحت دموعها..
, حنين قربت جنبها و مدت إيدها ضمتها عليها بحنيه رغم مقاومة هديه و اخدتها على صدرها: زعلانه؟
, هديه بصوت مبحوح: كتير عليا ازعل بعد اللى حصل ده كله؟
,
, حنين رفعت وشها بين إيديها و ضمته بحب: لا مش كتير، ادى زعلك حقه عشان اما تقررى تقفى تانى على رجلك و تخطى ع اللى حصل و تعدى متاخديش حاجه منه ف إيدك و انتى ماشيه، متفضلش حته جواكى لسه موجوعه
, هديه سحبت إيدها نزلتها: تفتكرى ده وجع ممكن يخف؟
,
, حنين: اه هيخف، هيخف لو انتى عايزه تموتيه و ترميه براكى، ازعلى ع الحاجه اللى تستاهل زعلك، مش وحش انك تزعلى على حاجه حصلتلك بس الوحش انك تزعلى على حاجه متستاهلش الزعل، ابوكى مكنش يستاهل قهرتك دى.
,
, هديه بصتلها بنظره باهته: ابويا مين فيهم بقا اللى ميستاهلش؟ و مين فيهم اللى ينفع يتقاله ابويا!
, حنين: ابوكى اللى ربى و اللى كبر و اللى علم و دلع و اخد معاكى مشوارك خطوه بخطوه
, هديه غمضت عيونها بألم و هى بتبص بيهم بعيد..
,
, حنين لفت وشها لها بهدوء: ابوكى اللى عمل لنفسه رصيد حلو عندك يخليه جواكى لاخر عمرك، عارفه يا هديه، انا متأكده ان لو سليم كان عاش و طلع من الحادثه سليم مكنش هيكمل معايا و لا كان هيخليكى تكملى ف بطنى.
,
, هديه بصتلها فجأه و هى هزت راسها بتأكيد: صدقينى ده اللى كان هيحصل، او بمعنى اقرب ده احساسى، محدش بيحب بيجبر اللى بيحبه عليه، تخيلى كده ادم برغم حبه و احتياجه ليكى ده يجبرك عليه، طب تخيلى برغم انك بتحبيه و عايزاه ياخدك هو عافيه كده و تحسى انك مسلوبه حريتك معاه، هتقدرى تحبيه؟ او حتى هتقدرى تحسى انه بيحبك؟
, هديه سكتت بتوهه لمجرد لمست الحكايه بحكايتها هى..
,
, حنين: انا متأكده انه محبش و انها مكنتش اكتر من نزوه بالنسباله، بنت حلوه و سهل محدش يقوله عليها حاجه و فوق ده كله قالتله لاء و هزت غروره، الموضوع كان عِند مع نزوه
, هديه سكتت شويه قبل ما تتكلم بتردد: هو، هو سابك يوم الحادثه؟
,
, حنين هزت راسها بتآكيد: و اخد سلاح حمزه و قتل بيه الظابط اما لقى الحكايه كده كده فيها تورط و لازم حد هيشيلها، فى حد بقا بيحب حد يتخلى عنه ف عز الخطر؟ لو كان حبنى كان هيبقى امانى و حمايتى مش هيمشى و يختار نفسه بسهوله كده! لولا حمزه اخدنى يومها ورا ضهره كنا موتنا انا و انتى، زى ماهو لولا اخدنا بقية عمرنا من يومها لحد انهارده ورا ضهره كنا ضيعنا.
,
, هديه عينيها تاهت وسط اللقطات اللى شوشّت على صورة حنين قدامها و شافت فيها ادم ف كل مره بياخدها ورا ضهره ف عز الخطر، مستغربتش موقف حمزه كتير، ادم ف اول يوم شافها اول لحظه بينهم كان واخدها ورا ضهره يحميها من الراجل اللى سرقته، لحظه و شافت ادم و هو واخدها ورا ضهره و بيتخفّى لحد ما نط من ع البنايه و اخدها ورا ضهره ع الاسكوتر حتى ف عز تعبه، قبل ما تكمل المشهد شافت ادم و هو بيخبيها من الظابط ف بدروم الخرابه، بتلف عيونها شافت ادم و هو بيخبيها ورا ضهره من قدام القسم، غمضت عيونها شافت ادم بيخبيها ورا ضهره ورا الستاره و هما ف شقة الدعاره و بينط بيها من الشباك، فتحت عيونها بسرعه شافت ادم بياخدها ورا ضهره يوم ما راحوا يشوفوا علا، حاولت تتحرك بسرعه كإنها متقيده جوه حكايتها ف لمحت ع الحيطه اللى قابلتها ف وشها لحظات لادم و هو بيحاول يضم وجودها و يخبيها وراه يوم ما اتخطفوا، ده نسى بيها وجود مراته، ابتسمت غصب عنها و اول ما عيونها غمضت شافت ادم ف كل مره خباها ف حضنه، دموعها نزلت بإستسلام، ادم اكبر من انه يتقاوم، افتكرت انها اولى خطوات حبه جواها انه دايما واخدها ورا ضهره و بتواجه بيه الدنيا، ليه عايزه تلوم حنين دلوقت! ده حتى حنين مراحتلهوش بإيدها و لا كانت الحكايه بقرار منها!
,
, حنين حاول تضمها: اللى حصل ده حصل بإختيار ابوكى، هو الوحيد ف الحكايه اللى اختار، حتى لو هو الوحيد اللى مكملش، اختارنى بمزاجه، اختار شغله مع حمزه بمزاجه، خان اسمه و سمعته و بلده بمزاجه، اختار يبيعنى لحظة الخطر بمزاجه، اختار نفسه بمزاجه و اختار يبيع صاحبه بردوا بمزاجه
, هديه بصتلها كإنها ف دوامه: بردوا ده مش معناه انه يتقتل.
,
, حنين بصتلها بذهول: هديه ابوكى مكنش بياع سبح و لا انا و هو افترقنا على باب جامع
, هديه: و انا مكنتش هزعل عليه لو اتسلم للحكومه و اتحاسب على جرايمه، حتى لو كان اتعدم و مات بردوا.
,
, حنين طبطبت على إيدها: صدقينى بلا اهون من بلا، عارفه، انا من يوم الحادثه و انا نفسيا تعبانه اكتر من جسميا، تعبانه لمجرد انى مكنتش فاكره حاجه عن اهلى و لا عن اللى فات من حياتى، احساسى ان فى حاجه غلط كان تاعبنى و اللى كان تاعبنى اكتر انه مكنش ينفع اسأل عن مجرد احساس، بس اما عرفت الحقيقه عرفت معاها حقيقه تانيه بتقول ان شر صغير فادى شر كبير، و ده اللى عايزاكى تعرفيه و تفهميه و تتخطى بيه اللى حصل، ان كان فى ف الحكايه شر اكبر بس **** فادانا منه باللى حصل حتى لو هو كمان شر بس اهون، انا مجرد انى تخيلت ان سليم طلع من الحادثه و سفّرنى معاه او خلانى اسقطك بحمد **** تلقائيا، مجرد ما اتخيل انى مثلا كنت طلعت من الحادثه سليمه و مفييش حاجه و منسيتش كل حاجه بحمد **** لوحدى، بحمده اوى لإن حمزه ساعتها كان هيسبنى، هيتخلى عنى لإنه مكنش ملزم يعمل ده، كنت هرجع القاهره بيكى ف بطنى و مش عارفه هواجه المجتمع و الناس و اهلى بيكى ازاى او اواجه نفسى من غيرك ازاى اذا مكملتكيش عشانهم، كنت هجيبلك منين اب زى حمزه! لا كنت هقابله و لا هتشوفى ادم بعد السنين دى! كانت حكاوينا هتبقى ناقصه، كانت لا حكايتى هيبقى فيها حمزه و لا حكايتك هتبقى جواها ادم!
,
, هديه عيطت بصمت: و لا كنت بردوا هحبه، و لا هيوجعنى اوى كده، مكنش هيكذب و لا هيدخلنى ف الدوامه دى، لا انا عارفه اقنع عقلى و لا قادره على قلبى، انا بقيت لا قادره ابقى معاه و لا عارفه اكون من غيره
, حنين بصتلها بحزن عليها: هديه، دورى ع الانسان اللى تعرفى تعيشى معاه مرتاحه مش اللى متقدريش تعيشى من غيره، صدقينى محدش بيموت عشان ناقص حب.
,
, هديه بصتلها بضعف: انا كسرت كل مبادئى عشانه، كل قاعده حطتها لنفسى كسرتها و اتخطتها عشان اعديله، انا عمرى ما عرفت اصاحب و لا كان ليا صحاب حتى لو بنات، طول الوقت كنت ببقى حابه انى ابقى لوحدى الا ف اضيق الحدود، جه هو و سلبنى حتى من نفسى، خلانى بإرادتى اخليه اقرب صاحب و شريك و ونيس ليا، حسسنى بالامان رغم انه المفروض راجل و غريب عنى، خلانى من غير ما يقصد و اقصد انى احتاجله ف كل خطواتى و احطه ف حساباتى و اعمل حسابه ف كل خطوه اخطيها يرافقنى ف مشوارها.
,
, حنين بصتلها بحزن و هى شايفاها بتعيش تجربتها حتى لو بصوره تانيه، بتعيش استسلامها و ضعفها و ارادتها المسلوبه قدام قلبها..
,
, هديه بصتلها بعيون تايهه: عارفه، عارفه اما عرفت انه متجوز، استغربت نفسى اوى، استغربت ان نص زعلى كان عشان كذب عليا و خبّى و نص زعلى التانى غيره عليه، عدت ايام بموت و انا بتخيله ف حضنها، كنت بموت من الوجع اما افكر انه معاها، متخيله انى كنت بغير عليه من مراته! استغربت نفسى اوى ان مفيش من زعلى حته على نفسى، مفيش زعل على انى هعيش من غيره او اتخيلت ده حتى! مع انى لا عمرى كنت انانيه و لا انا اللى ممكن اخد راجل من واحده و لو كنت سألتينى قبله انى ممكن اشارك واحده ف راجل كان ممكن اعتبرها نكته و نكته سخيفه كمان مضحكش حتى عليها، بس عشانه كسرت كل مبادئى و لو مكنش لها حل تانى كان ممكن اوافق، اه كنت حاسه وقتها انى ممكن اوافق اكمل معاه و هو معاها، و دلوقت حاسه ان **** عمل اللى حصل و بعدها عنه عشان متوجعش بيها ف حياته كإنه مخبيلى وجع تانى.
,
, حنين: كلنا كسرنا قواعدنا علشان اللى بنحبهم و كلنا نستاهل كسر دماغنا علشان كسرناها
, هديه عيطت: و انا مكنتش غاويه الحب بس حبيته، حبيته و الحب طلع عيل اوى تعبنى مريحنيش
, حنين: ‎كل مرة الدنيا تخيرك بين اللى تحبيه و اللى يريحك ارجوكى اختارى اللى يريحك، راحتك أهم من اللى تحبيه، لإنك لو مش مرتاحه مع حاجه بتحبيها هتكرهيها غصب عنك.
,
, هديه بصتلها بصوت مهزوز: متأخر، متأخر اوى الكلام ده
, حنين طبطبت على إيدها: **** يبعد عنك شر مرمطة المشاعر.
,
, هديه فجأه استسلمت لضمتها و عيطت..
, حنين بصتلها شويه و سكتت كتير: على فكره، حمزه رفض يعمل تحليل النسب بس عشانك انتى! اختار يعيش سنين كتير اوى موجوع بس عشانك ف قدام اى اختيار اوعى تختارى وجعه عشان مش هتلاقى حب زيه حتى لو ابوكى طلع من تربته
, هديه بصتلها بذهول: عشانى!
,
, حنين هزت راسها بتأكيد: اما ادم اختفى و عدت السنين دى كلها و الطب اتقدم و ظهرت تحاليل اثبات النسب كان ممكن يعمل التحليل بينه و بينك او حتى يعمله بعد مانا عرفت الحقيقه، انا بنفسى طلبت منه ده و مفكرتش، بس هو معملش ده، معملش عشان ميوجعكيش، زى ما كان مرعوب يطلع ادم اللى غاب ابنه هو و وجعه يتضاعف كان بردوا مرعوب تطلعى مش بنته و يكسرك او غصب عنه يتكسر اللى بينكم و هو شايف انه بيربى بنت سليم و خسر ابنه!
,
, هديه بصتلها كتير بدموع و حنين قربت تضمها: و زى خوفه عليكى كان خوفه عليا، كان بردوا خايف يطلع ادم ابنى و يوجعنى زياده اما الاقى نفسى بربى بنته و ابنى محرومه منه، و كان بردوا خايف ساعتها تتوجعى على امك اما تعرفى انها ميته! اختارنا كلنا و اخد نصيبنا من الوجع السنين دى كلها لنفسه! مش كفايه عليه وجع بقا!
,
, ادم برا وقف بالكلام زى التايه، وجع ايه اللى بتتكلم عنه! لا محدش اتوجع ف الحدوته كلها غيره! حمزه استسلم لغيابه و عاش حياته لمجرد انه ابن الست اللى محبهاش و رماها اما عشق غيرها، ايوه هو كان عارف الحقيقه! هو مش مصدقُه!
, ادم ادى ضهره للباب يمشى و قبل ما يتحرك سمع حنين ف وقف بغيظ..
, حنين باست راسها و ضمتها اكتر: اه و بمناسبة ادم، اتاكدى الاول انه حبك بعد كده ابقى ازعلى عليه براحتك.
,
, هديه بصتلها قوى بحيره: يعنى ايه يا ماما؟
, حنين: يعنى شوفى كام مره كان ممكن يختار بين انه يريحك و يصارحك بحاجات كتير و بين انه يريح نفسه و يخبى عليكى و مختاركيش، اختار راحته.
,
, ادم برّق و عض شفايفه بغيظ: يخربيييتكوا، ده انا لو متعاقد مع مارى منيب مش هتسوّح كده.
,
, بيلف ضهره يتحرك و هو بيبرطم بغيظ خبط ف حمزه اللى كاتم ضحكته و متحركش سانتى..
, ادم ف لحظه مخدش باله من الزعل بينهم و ابتسم غصب بغيظ و هو بيشاور ع الباب: ده أنا لو معمول عليا sale مش هتباع بالسهوله دى و ****
, حمزه حرّك إيده على وشه بضحكة فرحه على انه خرج و لو ثوانى من دايرة حالته رغم انه عارف ان ده بشكل مؤقت: انت مش مسيطر و لا ايه يا باربونيا؟
,
, ادم رفع حاجبه و حمزه كعمش وشه بضحكه مكتومه: اخسس، ده حتى هديه كيوت، امال لو ناشفه؟
, ادم بصّله بغيظ: لا ميغُركش شكلها الكيوت دى دبش
, حمزه ضحك بصوته كله و ادم شقلب بوقه: دى، دى تحسها كده، طوبه ماشيه ع الارض
, حمزه ضحك و ادم ضحك غصب عنه بغيظ لحد ما ضحكتهم خلصت او المفروض تخلص و الاتنين سكتوا و رجعوا لأرض الموقف..
,
, ادم هيتحرك حمزه مسك إيده و حاول يفتح اى حوار بينهم: الصدفه هى اللى كانت عايزاكم سوا و لا انت يا ادم؟
, ادم اخد نفس و رد بتلقائيه: ****، **** اللى كان عايز يعافينى
, حمزه ابتسم لرده: و قابلتها؟
, ادم هز راسه و رفع راسه لفوق هو بياخد نفس طويل: و ردت فيا الروح
, حمزه: كنت محتاجلها صح؟
, ادم غمض عينيه و فتحها ببطئ: كنت بقلع همومى و حزنى على عتبتها و ادخل كإنى بدحل السرير.
,
, حمزه كان فاهمُه بس استغل الكلمه ف برّق: نعمم؟ سرير؟ اخسسس على احلام اليقظه و
, ادم انتبه ف اتعدل بغيظ: ششش ششش ايه ايه انت! قصدى كنت بحس و انا رايحلها بنفس احساسى و انا هنام، بف
, حمزه كتم ضحكته غصب و رفع حاجبه: هتنام؟ عيب يا بابا كده، انا ابوك اه بس ابوها، ما تدخل تكوّع شويه و.
,
, ادم حط إيده على بوقه بنفاذ صبر: بسس بس، قصدى بفصل معاها عن الواقع، شغلى و حياتى و البيت
, حمزه سحب ايده من على بوقه و اتحرك بعشوائيه عينيه بتقلب المكان حواليه على اقرب حته مناسبه يقعدوا فيها قبل ما ادم يفوق لحد ما لمح البلكونه ف اخده و وقفوا قدامها..
,
, حمزه كان عارف ان هديه هتبقى مدخله لأدم او هو اختارها عشان بيها يدخل بسهوله لقلبه اللى هى جواه: بتحبها اوى كده؟
, ادم ابتسم و سند دراعاته على سور البلكونه و بص لبعيد: تقدر تقول كده انها ف وسط كَم كبير من الخساير هى المكسب الوَحيد ليا
, حمزه ابتسم ببهتان لمجرد انه اسمه خساره ف حياة ابنه الوحيد..
, ادم انتبه لملامحه فقرر ينسحب قبل ما يضعف لإنه رافض ده..
,
, حمزه مسك إيده: يبقى اتعكز عليها، هى هتقدر تخرّجك من الدوشه اللى جواك دى كلها من غير خساير، صدقنى اللى يسند على ست بتحبه عمره ما يقع أبداً
, ادم بصّله بتهكم و ملامحه جمدت: زى ما انت عملت مع حنين كده! و خرّجتك من كل اللى انت فيه من غير خساير صح؟
,
, حمزه بصّلها بألم: انا عمرى ما سميتك خساره، برغم غيابك، برغم وجعى، برغم توهتك و انت مش عارف الحقيقه، برغم حيرتى و انا مش عارف انت عارف ايه بالظبط، الا انى عمرى ما سميتك خساره، كنت عارف انه عقاب، بس هترجع، قلبى قالى كده من اول يوم غيبت و كان دايما كل ما السنين تمر يأكدلى ده، مكنش حاجه بتهوّن العمر اللى بيعدّى ف الوجع و لا السنين دى غير انها بتمشى خطوه ناحيتك و بتقربنى من لقاك، مش بيقولوا قبل اللقا القلوب بتتلاقى! و انا قلبى عمره ما فارقك!
,
, ادم لف وشه و عينيه هربت بعيد اوى ف الولا حاجه..
,
, حمزه لف وشه له: ادم، حنين انا حبيتها غصب عنى و انا متجوز و صحيح ظلمت أمك اما حبيت عليها و اتجوزت بس انت اكتر حد عارف ان الحب غصب مش قرار و لا اراده يا ادم، زى ما انت حبيت و انت متجوز، حبيت هديه غصب عنك مش بقرار او بإرادتك انك عايز تبقى خاين، ادم النبى قال لربنا اللهم لا تحاسبنى بما لاتملك يدى، يعنى لا تحاسبنى بقلبى، عارف ليه! عشان ده الوحيد اللى محدش له عليه حكم يا ادم!
,
, ادم ظهر فلاش باك قدامه لكلامه لعابد ف موقف بيدافع فيه عن نفسه و قلبه و حبه لهديه، انه مش ظالم، مظلمش رحاب بس قلبه اللى حب غصب عنه، رنت ف ودنه كلمة حمزه بصوته هو و هو قالها سابق لعابد النبى قال لربنا لا تحاسبنى بقلبى عشان ده الوحيد اللى محدش له عليه حكم ، افتكر رحاب كانت عايزه تأذيه بالسحر تانى حتى لو كانت عاملهوله من قبلها بس رجعت تعيد السحر تانى لمجرد انه حست انه حب واحده تانيه غيرها! خانت عشرته لها زى ما امه عملته! حس ببشاعة اللى امه عملته مع ابوه اما قاسه على احساسه وقت ما عرف رحاب عملت فيه ايه!
,
, حمزه بصّله شويه و استخدم تجربة ادم بلباقه: عايز اسألك سؤال
, ادم كان محتاج يهرب منه و من نفسه اللى تايهه ف ملكوت اسمه الماضى..
, اتحرك و حمزه مسك إيده رجّعه قدامه: لو رحاب مكنتش طلعت عملالك سِحر كنت هتعمل ايه؟
, ادم بصّله قوى لإنه كان واخد قراره قبل ما يعرف بموضوع السِحر..
,
, حمزه ابتسم من جواه لإنه كان متأكد من رده حتى لو متكلمش: كنت هتسيبها صح؟ كنت هتسيبها مش عشان حياتك معاها وحشه اد ما بقالك حياه تانيه احلى، صح؟ يا كنت هتظلمها و انت بتسيبها عشان واحده تانيه يا كنت هتظلمها و انت بتكمل معاها غصب عنك و قلبك مع غيرها، حتى لو كملت معاها كنت يا هتظلمها و هديه بترفضك بنص راجل ف هتعيش معاها تعيس و قلبك مشاركها فيه غيرها يا هديه هتوافق بيك و انت متجوز و بردوا هتبقى بتظلمها و جسمك هو كمان مشاركها فيه غيرها، مع انك هتبقى لا اذنبت و لا اجرمت و لا انت اول و لا اخر راجل يتجوز اتنين.
,
, ادم بصّله بحيره حمزه فاهم حالته اوى و لا بيعرف يلعب بالكلام اوى!
, حمزه: يعنى ف كل الحالات كنت هتبقى ظالم ف عيون الكل و محدش هيبص بعيونه ع اللى جواك و يقول القلب بإيد **** مش بإيدنا، مع انها لا هتكون خانتك و لا اذتك و لا هتكون فهمتك غلط و مجرد شافت واحده معاك!
, ادم نطق بعفويه برفض للى بيقوله: رحاب شافت هديه بردوا، بس ف شقتى و هدومى و هدومها ف الحمام! لولا **** ستر و اتلم الموضوع بالعافيه.
,
, حمزه: انا بقا لا الموضوع اتلم و لا اتستر، اتفضحت مع انها مشافتش كل ده، و **** العظيم كنت همشّى حنين اول ما تفوق من الحادثه، انا مكنتش لسه حبيتها يا ادم، مش منطقى احبها ف كام ساعه فيهم كم المصايب دى، بس، بس امينه هى اللى بإندفاعها حطتها قدامى، رسمت الفكره بإيدها اما فهمتنى هى فهمت ايه و قالت انها مراتى!
, ادم بسخريه: مفكرتش انها كانت بتحبك! عملت كل ده بغيره! يمكن لو رحاب حاولت تلحقنى.
,
, حمزه كمل بإستفهام: كنت هتسيب هديه!
, ادم بصّله اوى برفض و حمزه كمل: انا مش بقارن بس انت اللى عايز تشوف الحكايه بعينيك انت، لو رحاب لحقتك كنت هتسيب هديه!
, ادم سكت لمجرد انه ملقاش حاجه يقولها..
, حمزه: طب ما رحاب راحت بلغت و كانت هتأذيك ف شغلك! مشافتش جوزها واقف مع واحده، شافت جوزها و ابو بنتها ف بيتها، ف الحمام، شافت ددمم على الكنبه، شافت هدومهم الداخليه ف الحمام، و فوق ده كله سمعته و هو مأنكرش!
,
, ادم هرب بعينيه بعيد، رحاب بغباوتها فرضت خسارة هديه عليه لولا القدر اتدخل، و دلوقت بتفرض عليه رجوع حمزه، حتى لو من غير ما تتدخل!
, حمزه: كيد الهوى بيتسرب للجسم زى الكيف و فى نقطه معينه اما بيوصلها بيبقى مستحيل الشفا، يا الموت ف ادمانه يا الموت ف حرمانه! و زى ما بيقولوا كده النجاه ف الحرب جايزه و النجاه ف الحب نادره.
,
, ادم غمض عينيه و حمزه استغل استسلامه و داس ع الحديد و هو سخن: انت حسيت بإيه و رحاب بترفع عليك المسدس يوم ما اتخطفتوا انت و هى و هديه؟
, ادم فهم مغزى سؤاله اكتر من اجابة السؤال نفسه، لمس كرهه لرحاب ف اللحظه دى اوى!
,
, حمزه: امك مشافتش حنين معايا، مشافتش فيديوهات و صورنا سوا، مشافتش عيوننا بتتلهف لبعض و لا شافت حب لبعض، و رغم كده عملتها قبل رحاب، مكنتش عايزه تخلّص نفسها حتى زى رحاب، امك لو كانت عايزه تخلّص نفسها كانت ضربت على امى مش عليا، و ساعتها قسما بحبى لك كنت هعذرها و احطلها الف عذر مش سبعين، بس امك كانت عايزه تنتقم، تنتقم من ذنب هى مشاركه فيه، كان عندى الف مانع من اول الحكايه انى اخلص منها بالانفصال من اول ما فهمت انها هى اللى بلغت عنى و انت كنت اول مانع عشان عرفت انك جوه بطنها، لكن هى مكنش عندها مانع واحد تستحل دمى و انت ف حضنى.
,
, ادم هرب من عيون ابوه: لو مش حاسس انك ظلمت امى يبقى اجلها لحد ما وقفتك دى تبقى معاها هى قدام ****.
,
, حمزه رد بسرعه: انا مقولتش مظلمتهاش، ممكن اكون ظلمتها اه، حتى لو كان غصب عنى، بس برئ من دمها، مش هقابل **** بدمها صدقنى!
, ادم نطق بعصبيه مكتومه لمجرد انه عقله رايح بيه ف حته غصب عنه: انت عارف ان هديه سمعتها من شويه بتقول لأمها لو ابوها كان اتحاكم على جرايمه حتى لو اخد اعدام و مات بردوا مكنتش هتزعل عليه!
,
, حمزه رد بمغزى يطبق الكلام عليه بردوا: عشان عارفه و متأكده انه كان غلط و كانت لازم هتخسره و غلطُه ده كان واقع هو مغيرهوش من ناحيته ف خسارته مكنتش هى هتغيّرها، لكن الفكره كانت ف الطريقه، ف الموت و دى قدر مش واقع عشان يتغير!
, ادم هز رجليه بعصبيه ف وقفته لمجرد انه متقبل موقفه او بمعنى اصح متفهّمه، مش عارف احساسه ده عشان هو مش عايز ده و لا كان عايز ده من زمان و كان اترحم من وجع العمر ده كله!
,
, حمزه خبط على دراعه و مسكه: كل واحد و له شيطان و فى ناس شيطانهم قلبهم، شيطانهم بيبقى عباره عن قلب متمرد ملهوش مالكه، و يمكن انا ذنبى المعترف بيه انى من الناس دى، بس و حياة غلاوتك و وجعى عليك اللى عيشته انا كفّرت عن ذنبى ده بكل شكل ممكن تتخيله او لاء، دفعت تمنه و انا كل لحظه بتوجع فيها على اى حاجه حتى لو ملهاش علاقه بقول **** مش راضى عنى و محستش انه رضى عنى غير يوم ما قابلتك تانى و رجعتلى.
,
, ادم: كان نفسى امى تبقى موجوده ف يوم زى ده، تتواجه و اسمعها، حاسس انى محتاج اسمعها اوى و طول مانا جوايا الاحساس ده مش هعرف اصفالك
, حمزه بصّله بحزن عليه: يابنى عمرك ما هترتاح و انت عايز تعرف كل حاجه و عايز تجيب اخرها، ساعات اللى بنعرفه بيجيب اخرنا احنا.
,
, ادم: بردوا كنت عايز اسمعها هى كمان، ع الاقل كنت هسألها ليه مقالتليش اول و اخر مره اتقابلنا انى ابنها هى! ليه مرحمتنيش حتى لو مكنتش هتقولى انها هى اللى بلغت عنك! مع انها هى الوحيده اللى كانت عارفه الحقيقه!
, حمزه: لو عايز تعيد التحليل تانى تعالى نعمله، او، او اعمله انت ف اى حته تبعك، عشان قلبك يتطمن
, ادم رد ورا كلامه على طول بدون هدنة تفكير: لاء.
,
, حمزه ابتسم بتلقائيه و ادم هرب بعينيه لمجرد ان مشاعر رفضه لفكرة انه يطلع مش ابنه طلعت تلقائيه..
, ادم اتلغبط ف رد بعفويه اكتر: دى النقطه الوحيده اللى انا مش شاكك فيها
, حمزه ابتسم: سيدنا ابراهيم قال و لكن ليطمئن قلبى
, ادم بصّله بسخريه: هو قاله كده عشان يوريه الموتى مش التحليل، بعدين انت الموتى بتوعك مش هيتشافوا غير ف وقفة الحساب بتاعة **** بقا!
,
, حمزه: و بردوا وقتها هى ممكن تقولك اى حاجه غير انك مش ابنى حتى لو مكنتش قالتلك يوم ما مشيت
, ادم سكت شويه بتفكير: هى سألتنى يومها اذا كان ليا اخوات اصغر منى او لاء، و فى عيال غيرى لك و لا لاء، و حتى اما شافت هديه سألتنى انها اصغر منى و لا قدى.
,
, حمزه بصّله بعدم فهم و ادم سكت بحيره: تقريبا الفرق بينى و بين هديه لغبطها، فرق الجسم قصدى، هى كانت عارفه انها هى عندها ولد منك و البنت من حنين و الاتنين اد بعض و اتولدوا ف يوم واحد، بس ممكن اما شافتنى فهمت انى ابنها اه لكن اما شافت هديه اتلغبطت، بما انها كشكل و جسم اصغر منى
, حمزه: قصدك عشان كده سآلت اذا كان فى عيال غيرك؟
,
, ادم قلب بوقه بحيره: يعنى تكون اتلغبطت، بما انها اتفاجئت بجوازك من حنين و حملها ف قالت يمكن كنت كمان مخلف منها، و فى ولد تانى اد هديه!
, حمزه هز راسها بحيره: يمكن
, ادم فضلت عينيه حايره كتير لحد ما بصّله بحزن: مش بقولك كنت محتاج اسمعها؟
, حمزه: ادم، هو لو انا اللى كنت موتت بدل امك
, ادم بصّله فجأه و حمزه ابتسم برضا على اول رد فعل لأدم يخطفه من اول ما اتقابلوا..
,
, حمزه: يعنى، كنت مثلا موتت يوم الحادثه او ف حادثتى ف نفس اليوم مع حنين او يوم ما انا و امك اتواجهنا و وقفنا قصد بعض و كانت الرصاصه طلعت منها ليا مش ليها، كنت ف اللحظه دى هتبقى واقف قصد امك مش انا، كنت هتسامحنى؟
,
, ادم دوّر وشه بعيد و حمزه قرب الخطوات اللى بينهم: هتبقى عايز تسمعنى بردوا؟ هتقول زى هديه ياريته اتحاكم و اتقتل بالاعدام عشان مزعلش عليه و لا هتقول اهو غار ف داهيه و خلاص؟ و لا هلاقيلى جواك حته و لو صغيره او غريزه تشفعلى عندك او، او حتى تفضل معيشانى جواك!
,
, ادم سكت بس عيونه ابتدت تدمع بشكل لا ارادى..
, حمزه قرب اكتر و مسكه من دراعاته برجاء: تعالى نعدّى اللى فات و نعدى عليه و اللى انت عايزُه انا هعمله
, ادم ضحك بملامحه ضحكه صامته متهكمه: واضح انى انا اللى مكتوب عليا دايماً ابقى الطرف اللى بيعدى كل حاجه، و من غبائه فضل يعدّى للكل لحد ما الدنيا كلها عدت عليا.
,
, حمزه شدد على مسكته له كإنه بيقويه: لازم تعمل ده عشانك قبل اى حد.
,
, ادم زق إيديه نزّلهم برفض: و انا مقدرش اعيش ف حرب طول الوقت، حرب عشان اتقبل ناس مش ده مكانهم و لا المفروض يبقوا ف حياتى، حاربت ف الاول عشان اتقبل يبقالى اب و ام جداد، و رجعت حاربت نفسى عشان اتقبل رحاب ف حياتى و انا مش عارف انى متسلسل مسحور، و دلوقت المطلوب منى احارب نفسى عشان اتقبلك من تانى ف حياتى، محدش بيعرف يعمل ده و لا انا هعمل ف نفسى كده.
,
, حمزه بصّله بإصرار نوعا ما عجب ادم بشكل خفى: احنا كده كده هنتقبل اللى حصل و نتعايش معاه، انت ابنى غصب عن كل حاجه حصلت و هتحصل، فبلاش ننسى إن كُل ما نأجل الصُلح بيحصل جفا عُمره ما يتنسى
, ادم رد بجمود: مش دلوقت، متستناش منى اتقبلك و لا تستنى منى اى حاجه دلوقت!
, حمزه ابتسم لكلمة مش دلوقت اللى فتحت قدامه سكة امل هيمشيها مهما كانت موجعه و طويله و اهو هو و الصبر اصحاب..
,
, ادم بص لإبتسامته بإستغراب ع اللى قاله لحد ما وقف عند الكلمه اللى رسمت الامل و الابتسامه..
, ادم كشر و اتضايق من نفسه و حس انه لازم ينسحب من الحوار..
, اتحرك يمشى حمزه مسكه بسرعه: و هديه؟
, ادم بصّ لإبتسامته بحده: مالها؟
, حمزه هيتكلم ادم سبقه بغضب: متفكرش انك هتعرف تساومنى بيها، منصحكش عشان انا بياع اوى، وراثه بقا يا ابو ادم.
,
, رمى اخر جملته بتهكم و حمزه حاول يوضح: قصدى انها محتاجالك دلوقت، مستنيه منك كتير، انت ناسى موقفها هى كمان دلوقت شكله ايه!
, ادم بصّله قوى و هو مفكرش او لسه معرفش هيساعدها ازاى تتخطى اللى حصل، ده هو نفسه محتاج اللى يساعده يتخطى كل ده!
, حمزه: لازم تقف من تانى، حتى لو هتقف برجلى انا، لازم حياتك تستمر بس بالشكل الصح و اللى تستحقه، ماهو الساعه لو عطلت الوقت مش هيقف!
,
, ادم بصّله بتهكم: حياتى! ده حياتى انا كنت مدوّرها زق ف مابالك دلوقت! مطلوب منى اجمد قدامها و ابان اقوى عشان تعرف تستقوى بيا، طب ازاى و انا كل حاجه جوايا اتشقلبت و اتهدت!
,
, حمزه مسك إيده و شدد على مسكته اوى مع الكلام: الراجل بيبان قدام الكل انه قوى و صلب، مش عشان هو كده اصلا بس عشان لازم يبان طول الوقت انه كده، يعنى اللى بيبان للى قدامه قوى **** بس اعلم باللى جواه، عشان مينفعش يضعف، يبكي، ينهار، يستريح من الساقية اللى مربوط فيها، لإنه لو عمل ده هو اول واحد هيقع، عشان الراجل اما بيبقى مسئول منه حد خاصة لو واحده بيبقى زى اللى ماسك حبل متعلقه هى فيه ف ضهره، و انت اللى متعلق ف ضهرك اتنين مش واحده، هديتين، حبيبتك و بنتك، لو ايدك فلتت او رخت شويه هيقعوا، انت المفروض مصدر الامان لهم، مينفعش تخاف عشان ميخافوش، مينفعش تضعف عشان ميضعفوش، مينفعش تتهز مهما حصل عشان محدش من منهم يجرب و لو مره واحده احساس الخوف.
,
, ادم اخد نفس طويل اوى و حس انه فعلا شبه ابوه قوى، شكلا و قدراً، حس ده اما حس ان حمزه بيعيد كلام قاله لنفسه قبل كده، بس حمزه يوم ما خاف عليهم قدام مواجهته لآمينه الحبل فلت منه و هو كان اول واحد سقط من على ضهره!
,
, حمزه: انا عارف ان الراجل اوقات بيحس انه نفسه يتشعلق على كتف حد و لو ليوم واحد، يبقى فيه حد مسئول عنه و لو لحظات ياخد نَفس و يرجع يكمل عادى، حد يختارله و يقررله و يقوله ريح دماغك بس و لو لدقايق، حط راسك على المخده و نام و متشلش هم حاجه، نفسه يعيط ف حضن حد ميدبحوش، نفسه يبقى مسموحله يضعف و لو لمره واحدة في حياته لإنه بشر، نفسه يرجع عيل صغير و يتشال من فوق كتافه الحمل عشان ياخد نفسه حتى ولو دقيقه، و كل ده عشان محتاج قوه، راحه، طاقه يكمل بيها.
,
, ادم بصّله و هز راسه بعفويه و حمزه ابتسم: بس هو ممكن يفضل زى ماهو مصدر امان و راحه و اد المسؤليه و يفضل شايلها و يعرف يكمل، و احساس الراحه ده و طاقته ممكن يلاقيهم ف نظرة احتياج من قلب بيحبه، ف كلمة متمشيش حتى لو اتقالت بالعين، ف مسكة ايد و هى متبته و هتموت من الخوف لو سيبت، الراجل مننا ممكن يعيش عمره كله بجبروت بس ميلاقيش قوته غير ف عيون واحده بتعشقه.
,
, ادم عينيه راحت بتلقائيه على باب اوضتها و حمزه من غير ما يبص معاه فهم هو بيبص فين ف ابتسم: انت بقا مش اد مسئوليتها؟ و لا هتبعد حتى لو مؤقتا و تسيبها لافتراضاتها تقولها انك كنت بتاخد حق امك فيها!
,
, ادم: بس انا لا عمرى هكلّ بمسئوليتها و لا فكرت انها تبقالى مجرد تخليص حق، حتى لو هى مكنتش الاول بالنسبالى كده عشان مكنتش اعرف الحقيقه، ف بردوا حتى بعد ما عرفت الحقيقه عمرى ما فكرت فيها كده، هديه ف حته تانيه خالص، انا بس محتاج ارتاح، خايف اقرب منها و انا كده تشوف تعبى يهزمها!
,
, حمزه: دوّر على راحتك جواها، بص يا ادم انا عارف ان مش واحد زى مدحت اللى ممكن يهزك او يهز اللى ليك جوه هديه، و انا اه كنت بهزر اما خوّفتك بيه، لكن مش صح تسيبها ف وقت زى ده لو انت فعلا لسه عايزها، زى ما بيقولوا كده متسيبش حد في نص طريقكم سوا، عشان يمكن من الاول الطريق مكنش سكته بس مشيه لاجل خاطرك و عشان يبقى معاك و اتنازل، و انا على ما شايف هديه اللى مبادئها مبتتجزئش اتخلت عنها من الاساس عشانك، و على فكره كانت شوية وقت و هتقبلك كراجل متجوز و ممن تبقالك زوجه تانيه.
,
, ادم بصله قوى و حمزه هز راسه بإبتسامه: مقالتهاش مباشره بس انا فهمتها، سألتها كان هيفرق ايه ف رد فعلك لو كنتى عرفتى انه متجوز اول ما كان ينفع تعرفى بعد ما عرفتى شغله و حسيتها تاهت، فهمت انها مكنتش هتعرف تواجه نفسها
, ادم اتنهد بتعب: انا عايز ازور امى، انت دفنتها فين؟ و لا مهتمتش حتى تعرف؟
, حمزه رد بسرعه: هقولك، لالا الصبح هخدك اوديك، انا مش هسيبك تانى لوحدك مهما حصل.
,
, ادم ابتسم بالعافيه و حمزه طبطب على كتفه اما حس انه سحب جزء كبير من الطاقه السلبيه اللى جواه: ادخل ارتاح شويه، بقالك كام يوم مرتاحتش، اعتقد دلوقت جسمك لازم هو كمان يرتاح
, ادم هز راسه بدون اراده و اداله ضهره و قبل ما يتحرك حمزه وقّفه بسؤاله: ادم، هو يعنى لو، يعنى لو انت ابن سليم و كانت هتبقى لا امك خانت ابوك بالعكس كانت هتبقى مظلومه، و لا كنت هتشك لحظه انه ابوك قاتل، كنت هتحس باللى انت حاسُه دلوقت؟
,
, ادم بصّله قوى و تاه للحظات ف مجرد تخيل الفكره..
, حمزه بص ف عينيه بترقب: قصدى، لو كان سليم هو اللى ابوك كان احساسك هيبقى ايه!لو كنت ادم سليم اليمنى مش ادم حمزه الجيار!
, هديه فتحت باب اوضتها تخرج اتحركت على صوتهم و ف لحظه وقفت على سؤال حمزه و بلعت ريقها بتوتر مستنيه رد ادم بلهفه اللى كسرها بجد٣ نقطة!
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٦

ادم قبل ما يتحرك حمزه وقّفه بسؤاله: ادم، هو يعنى لو، يعنى لو انت ابن سليم و كانت هتبقى لا امك خانت ابوك بالعكس كانت هتبقى مظلومه، و لا كنت هتشك لحظه انه ابوك قاتل، كنت هتحس باللى انت حاسُه دلوقت؟
, ادم بصّله قوى و تاه للحظات ف مجرد تخيل الفكره..
, حمزه بص ف عينيه بترقب: قصدى، لو كان سليم هو اللى ابوك كان احساسك هيبقى ايه!
,
, هديه فتحت باب اوضتها تخرج اتحركت على صوتهم و ف لحظه وقفت على سؤال حمزه و بلعت ريقها بتوتر مستنيه رد ادم بلهفه اللى كسرها اووى..
, ادم رد بعفويه: بعد الشر، انا مش قادر اتخيل فكرة انك خونت امى هقبل ازاى انك خونت بلد بحالها! بعدين كنت مرعوب اقابلك و انت زى ما انت متغيرتش، مكنتش هعرف اتقبل ده، ف مابالك اما اعرف انك قابلت **** نفسه زى ما انت! لالالا.
,
, ادم سكت لحظات اما شاف ملامح حمزه انفرجت بسعاده ف استوعب رده اللى خرج بتلقائيه..
, بيرفع وشه يتنفس بضيق على تلقائيته اللى مكنش حاببها لمح هديه بتبصله قوى و الدموع اللى ف عينيها مغطيه عليه قدامها مش عارفه تشوفه و مغطيها عيونها عليه مش عارف حتى يلمحها!
, بصّلها بخنقه و حس ان اى كلام هيتقال دلوقت مش وقته، انسحب بهدوء و مشى على اوضته..
, هديه فضلت متابعاه بعينيها اللى افرجت عن دموعها بعد ما اختفى..
,
, حمزه بصّلها وراه و اتنهد بتعب، هو عارف ان الكل مجروح ف الحكايه دى، و الكل جروحه قويه و حيه و الكل هياخد وقت لحد ما يقفل جرحه و لحد ما الوقت ده يعدى لازم المعامله تبقى بحساسيه عشان اى لمس حيفتح جروحهم من تانى!
, حمزه اتحرك لقدامها: هديه
, هديه حركت عيونها بالعافيه عن مكان ادم و بصتله بتوهان: انا عايزه ازور قبر بابا.
,
, ادم واقف قدام قبر امه، حالته عكس ما توقعها، كان متوقع ينهار، يصرخ، يعيط، لكن مفيش!
, هو بس مش عارف يتنفس، مش عارف عشان مش عارف يعمل و لا حاجه من دول و لا عشان بيعمل كل دول مع بعض بصمت جواه!
,
, اخد نفس بالعافيه و بص للقبر بصوت مبحوح: طلبت من **** يكشفلى الحقيقه و كشفهالى، بس مش عارف ليه بحاول اشوفلها بقا مبررات، بحاول احطلها حجج و اعذار بس مش عارف، مش عارف اشوفك فعل و لا رد فعل، سبب و لا نتيجه، عاشقه و لا خاينه!
,
, انا حتى مش عارف اقولك ياريتك كنتى موجوده، مش قادر، مش عارف لو كنتى موجوده كان هيبقى ايه موقفى دلوقت و لا المفروض اعمل ايه، بس اللى انا عارفُه انك لو قدامى دلوقت فوق الارض مش تحتها يمكن كنت اعرف، مهما كذبتى، كنت هبص ف عينيكى هعرف لوحدى، زى ما بصيت ف عيون ابويا رغم اعترافه بغلطُه و عرفت انه مجرد.
,
, سكت بخنقه و رفع راسه لفوق و حاول يتنفس: انتى يمكن تكونى مظلمتيش ابويا بس ظلمتينى انا، ظلمتينى و ظلمتى نفسك، ظلمتى حنين اللى مكنش لها اى ذنب، ظلمتى هديه اللى كانت زيى برا حكايتكم خالص.
,
, ادم دمعه غريبه جريت على خده مش عارفها عتاب و لا وجع و لا ندم و لا قهر، هو بس حاسس من سخونتها انها طالعه من جوه اوى، من نار مكبوته!
, بص للقبر و كإنه متجسد ف امه قدامه: قوليلى يا امى، حمزه برئ من دمك و لا لاء! كذاب و لا صادق! له حق عليا و لا انا اللى ليا حقك عنده! تعبت! تعبت و انا مش عارف المفروض اعمل ايه! قوليلى يا امى المفروض اعمل ايه دلوقت!
,
, غمض عينيه اللى استسلمت للدموع و قبل ما يفتّحها عِلى من اخر المقابر جنبه صوت بيتمتم بصوت عالى لحد جنبه و قل للذين فوضوا أمورهم الى **** بأن **** لن يخذلكم أبداً.
,
, هديه وقفت قدام قبر ابوها و عكس ما توقعت جمودها انهارت، انهارت اوى، مش عارفه عشان كده صممت تبقى هنا لوحدها و لا عشان ندمت انها تبقى ف اللحظات دى لوحدها!
, بصت لقبر ابوها بوجع: اخدت ايه من كل ده؟ فلوس؟ منصب؟ شغل و ايدين تترفعلك بالسلام خوف! اهو كل ده راح معاك! راح و متبقاش منه غير روحك اللى لا قادره احبها و لا عارفه اكرهها!
,
, ميلت قعدت جنب القبر: انا حتى مش عارفه اقولك وحشتنى، مسبتليش اى حق من حقوقى عليك، لا السيره الحلوه و لا فخر اى بنت بأبوها و لا اقدر اجيب سيرتك و لا حتى اعرف اقولك ياريتك معايا! مسبتليش غير وجع هيفضل معلم ف روحى عمرى كله، قلة امان هتفضل محاوطانى و مش هعرف اثق ف حد تانى، انا ازاى هقدر ابص ف المرايه تانى!
,
, وقفت بدموع: شايف عملت فيا ايه يا بابا؟ شايف وصلتنى لفين؟ حبستنى ف ركن ضيق و ضلمه و سديت عليا كل الطرق اللى ممكن تخرّجنى منه، خلتنى مش عارفه اروح لمين و اثق ف مين!
,
, حست بأنفاس وراها اجبرتها تغمض عينيها و تاخد نَفس طويل اوى كإنها بتتنفس وجوده او بتاخد قوه طالعه من جواه على شكل نَفس..
, ادم ابتسم لرد فعلها و مجرد ما حط إيده على كتفها من وراها لفّت وشها بسرعه له..
, و برغم نظرات الرفض اللى بصتها له و لوجوده الا انه شاف ف عيونها لهفه و احتياج عرّفوه انه اخد القرار الصح اما جه وراها غصب عنها و مسابهاش لوحدها حتى لو محتاج هو يبقى لوحده زى ما طلب من حمزه!
,
, شافت عينيه مبتسمه ف فهمت انه عجبه ضعفها له!
, اتحركت مخنوقه تمشى ادم مسك إيدها بسرعه: مكنش ينفع اسيبك، انا قولتهالك قبل كده انى مش هغلط مرتين، مش هسيبك حتى لو قدام الموت
, هديه دمعت بألم: احنا خلاص يا ادم، وشنا بقا للحيطه مش ضهرنا، الحكايه خلصت خلاص معدلهاش باقى.
,
, ادم ابتسم و مد إيده مسك إيدها: تعالى نعمل حكايه جديده، حدوته تكون بتاعتنا احنا و بس، احنا لوحدنا من غيرهم كلهم، من غير رحاب و لا مدحت و لا حمزه و لا امينه و لا حنين و لا ستك، من غير و لا كذب و لا سِحر و لا فراق و لا ددمم و لا خيانه، من غير و لا حد فينا يخبى حاجه عن التانى و لا يكونله حد غير التانى
, هديه هربت بعينيها بعيد برفض: انت مش واخد بالك انى بنت حرام!
,
, ادم عض بوقه بغيظ على اندماجه اللى خرّجته منه: لاء انا الصراحه واخد بالى انك بنت صرمه
, هديه بصتله بضيق و حاولت تمشى هو وقف قدامها وقّفها: ما اعمل ايه بس يا هدهد، ما انتى الصراحه دور امينه رزق ده مش لايق عليكى
, هديه بصتله شويه: ليه ممشيتش امبارح؟ و ليه جيت دلوقت! صعبانه عليك للدرجادى و لا صعبان عليك تسيب حقك!
,
, ادم: يمكن تكونى مطلبتيش منى افضل و لا قولتيلى ابقى معاكى، لكن أنا مجرب، كُل مره كنت بتساب فيها لوحدى بتساب ف أكتر وقت مينفعش أتساب فيه أبداً ف تعبى بيزيد ف مكنش ينفع اسيبك تتعبى
, هديه بصت بعيد بوجع: اتطمن، مش هموت.
,
, ادم قرب خطوتين منها و فك إيديها اللى مربعاهم على صدرها و مسكهم: هديه، خليكى واثقه اوى انك لو انتى اخترتينى عشان أقف جنبك ف أتأكدى انى هسندك و لو مقدرتش اعمل ده هقع معاكى و مش هسيبك لوحدك تقعى.
,
, هديه سحبت إيديها منه و ادته ضهرها: ده كان زمان، متستعجلش مشاعرك و اديها وقتها تستقر من الهزه اللى خبطتنا
, ادم: انا فصّلتك حلم على قدى، حلم يتحط ف اى مكان و اى زمن و قدام اى ظروف ميتغيرش، كل حاجه حواليه تتغير و يبقى زى ماهو عشان انا من البدايه مربطهوش بولاحاجه من دول، بعدين انا بحب روحك يا هديه و دى حاجه مبتتغيرش مع الزمن
, هديه افتكرت كلامه لحمزه عن ابوها فبصتله بتهكم: متأكد!
,
, ادم انفعل برفض لكلامها او المنطق اللى بتبص منه حاليا على علاقتهم: انتى ليه فاكره ان انا ممكن استغنى عنك؟ ده انا استغنيت عن كل حاجه ف حياتى عشانك انتى، عملتك تحويشة عمرى اللى بزيدها كل يوم من حبى لها.
,
, هديه زعقت برفض: عشان الظروف اتغيرت، مبقتش هى هى و لا بقت مناسبه، الوقت كمان مبقاش مناسب و لا العقبات اللى من هنا و رايح هتقابلنا هتفضل زى ما كانت اكبرها انك خبيت عنى حاجه، لاء اتغيرت، كل حاجه انكشفت، اتغيرت و مبقتش مناسبه و خلتنا مبقناش مناسبين و لا متشابهين زى ما كنا فاكرين ف الاول، سككنا بقت صعب تتلاقى.
,
, ادم: مفيش حد مناسب و حد مش مناسب، دى حجج الناس اللى عايزه تفارق، فى حد بنحبه ف بنستحمل معاه اللى مش مناسب لنا، و حد مبنحبهوش ف مبنعرفش نستحمل معاه المناسب حتى، ف حتى لو سككنا ساعتها اختلفت بنعرف نخلق من المشوار سكه جديده او نغير المشوار كله، لكن مبنغيرش بعض.
,
, هديه ضحكت بصمت متهكم: غريبه انك لسه قادر تتكلم، بعد كل ده لسه قادر تحب و تحط اعذار و ترسم سكك، ده انا مش عارفه احب نفسى حتى، بعد القلوب ما بتتعرى صعب تعرف تحب يا ادم
, ادم ابتسم: مين وهمك بكده! ده بيبتدى الحب اما الصوره توضح، ع الاقل وقتها بتبقى فاهمه انتى بتحبى ايه بالظبط، بتعرفى انك بتحبى حد مش حاله، يعنى مع معرفة الحقيقه كامله تتأكد انك بتحب
, هديه بصتله كتير: انت مش زعلان؟
,
, ادم ساب تعبه اللى كاتمُه يرد بملامحه: ‏أنا كاتم جوايا زعل و ساكت علشان أنا عشانك ف وقت مينفعش أقع فيه
, هديه اتحركت تمشى و هى بتتكلم بإنفعال و حته جواها بتتمنى يلحقها: و انا ف وقت مينفعش احب فيه، ابقى معاك فيه، افهم بقا.
,
, ادم فهم انها بتهرب منه لضعفها و بتهرب من ضعفها و تستخبى ف اتحرك وراها و قفل باب العربيه بعد ما فتحته: الضعف مش غلط و لا عمره كان عيب، المهم الواحد يكون بيعرف يختار يرمى ضعفه بين إيدين مين
, هديه هربت بعينيها بعيد لمجرد انه فاهمها..
,
, ادم مد إيده مسك دقنها و لف وشها له و ابتسم: انا عمرى ما اتمنيت و لا حبيت و لا اعتقدت ف يوم انى هيكونلى نقطة ضعف، و مع ذلك و انتى بعيد كنتى نقطة ضعفى اللى بهرب و اجرى لبعيد منها، و مجرد ما قربتى بقيتى نقطة ضعفى الاولى و الوحيده اللى بترمى بين إيديها و اسمح لنفسى انهار و الغريب انى حاببها و عمرى ما شوفتها عيب، ده انا جيتلك اما ابويا عابد رقد ف المستشفى و حسبت انى ممكن اخسر ابويا لتانى مره، جيتلك اما عرفت ان رحاب كانت عاملالى سحر و حسيت انى مغلوب على امرى و رجولتى اتهانت، جيتلك اما قابلت حمزه لاول مره بعد السنين دى و لقيت نفسى بضعف قدامه و بسببه، جيتلك اما رقد ف المستشفى و انا مش عارف عايز اخسره و لا خايف، و اما جيت الصعيد كنت عارف انى كده كده جاى عشان افهم و اشوف الحقيقه من زاويتها الصح بس اختارت اجى معاكى عشان استقوى بيكى، كل مره بضعف كنت بجيلك و الغريب انى حابب ضعفى قدامك و بين ايديكى.
,
, هديه بصتله بضعف: و انا عايزه اتخطى ابويا الاول، حاساه بينى و بينك، طول مانا محتاجاه مش هعرف اقربلك، مش هعرف الا اما اقتنع انه ملهوش مكان عشان احتاجله
, ادم: عارفه يا هديه، انا من يوم ما قابلتك حبيتك بقلب ام.
,
, هديه بصتله بذهول ع الكلمه و هو ابتسم بالعافيه: اه مستغربه ليه! و **** عشقتك عشق الولد لأمه، كنت فاكر انى تايه بين امين و الاتنين خاينين لدرجة مفكرتش اعرف مين فيهم امى، بس اما قربتى حطيتك انتى مكان الاتنين، حبيتك ام.
,
, هديه: مفيش حد بيسد مكان حد تانى جوه الواحد يا ادم، حتى لو كان الموجود بالدنيا بالنسبه للواحد مننا بردوا بيفضل محتاج للتانى، مفيش قرب حد من حد بيعوض بعده عن حد تانى، مهما كان الطرفين مهمين مينفعش طرف يشيل الميزان ويظبطه لوحده وإلا هيكون فى خلل و هيجيله وقت و هيبعد، هيجرى يهرب اما يحس انه تعب.
,
, ادم: و انا اما حبيتك حبيتك لاجل غيابك اللى اثر فيا قبل وجودك، يعنى حبى دايم صعب يغيب مهما تغيبى او اغيب، اللى زاد ف الغياب عمره ما ينقص بالوجود
, هديه بصتله قوى: انت ليه بتحبنى بعد كل اللغبطه اللى حصلت؟ ادم لو فاكر ان
, ادم مسك إيدها اللى شاورت بيها و باسها برقه: عشان لما يجتمع الحب و الاعتياد و الاحتياج ف واحده يبقى لازم اعشقها
, هديه بصتله بتوهان، لا قادره تقبل وجوده و لا عارف تتحمل يبعد..
,
, ادم تبت على إيدها اوى: متفكريش فيها كتير، متحسبهاش كده، احسبيها باللى ممكن يتعمل منك مع واحد بيكره المحاولات و كنتى انتى اخر محاوله له، و إنه بعدك قغل باب المحاولات للأبد، ارجوكى متخلهوش يختمها بخيبة امل منك انتى بعد ما عملك اخر امل له.
,
, حنين بصت لحمزه بحزن و سكتت..
, حمزه طبطب على إيدها: متقلقيش عليها، كان لازم تعمل مشوار زى ده، لو كنت منعتها كان وجعها هيزيد
, حنين: و كده هيقل؟
, حمزه: لاء بس هتعرف تحتويه، بعدين ادم جنبها
, حنين بصتله: اذا كان هو مرضيش انك تروح معاه هو، هو قالك انه رايح معاها؟ بعدين هى مرضيتش انك انت نفسك.
,
, حمزه قاطعها: لا مقاليش بس انا واثق انه هيعمل ده، و اه هو مرضيش اروح معاه لكن لسبب هيخليه يروحلها غصب عنه و عنها
, حنين: سبب؟
, حمزه هز راسه بحزن: انه عارف انه قوته هتنهار قدام نقطه زى دى، مش هيعرف يتجمد مهما عمل، و هو رافض ده قدامى و ده اللى هيخليه يروحلها عشان مجرب و دايق و عارف هى ممكن تكون حاسه بإيه
, حنين بصتله بعتاب: و سيبته يروح لوحده؟
,
, حمزه اتنهد بتعب: عشان لو كنت اجبرت عليه وجودى كان هيكتم انفجاره ده جواه لحد ما يأذيه، كان هينفجر لجوه و ده هيسيب خدوش ف روحه صعب تترقّع، نفس السبب اللى هى رفضت تخلينى اروح معاها عشانه و انا وافقت بردوا عشانه، انا كنت متآكد و مازلت انهم انسب دوا لبعض.
,
, حنين اتنهدت: الواضح ان اللى جاى هيبقى صعب
, حمزه بصّلها جنبه و مد إيده اخد راسها على صدره: مش مهم، احنا كلنا مع بعض هنخليه سهل و ان معرفناش هنعديه و هو صعب
, حنين: زى ما يكون قابلتك بس عشان امرض و اتعافى بيك، حتى هديه كمان، مش عارفه ليه القلوب بتميل للوجع حتى الحب، بتتعلق بالحب الصعب اللى بيوجع.
,
, حمزه ابتسم: باب القلب ده بتاع **** بيفتحه لصاحب المكان يدخل و ياخد راحته، ماهو محدش بيرتاح غير ف بيته و لا صاحب بيت مبيبقاش على راحته و عنده ضيف بيبقى مقلق كده، و طالما الاتنين ارتاحوا يبقى اتخلقوا لبعض، **** اللى بيألف القلوب
, حنين رفعت وشها له بتوتر: هى هديه هتغير اسمها كده صح؟
, حمزه ابتسم بحزن: مش هجبرها تعمل ده او ترفضه، القرار ف ايدها
, حنين: هتزعل لو عملت ده؟
,
, حمزه: بالعكس، انا بس عايزها يوم ما تختار ادم تختاره بقلبها مش اجبار، مش عايزُه يحس باللى عيشت عمرى كله حاسس بيه و انا خايف تكونى مجبره عليا، مش هوجع ابنى تانى
, حنين ابتسمت بحزن: يعنى يا انت يا ادم، بس مش عارفه ليه القدر رماها ف سكة ادم و هو عارف الحدوته من اولها و هو الحاضر الوحيد ف كل تفاصيلها!
,
, حمزه: القدر بيجمع و يفرق و يمشى الزمن على مزاجه، لو بمزاجنا كنا مكناش فارقنا حبيب لحظه، كنا اختارنا حبايبنا اصلا و نحب مين و نكره مين و مكنش فى حب اسمه ذنب و حب اسمه راحه
, حنين رفعت وشها و ابتسمت رغم كل حاجه: و انت شايف ان حبى ذنب؟
, حمزه باس ارنبة مناخيرها بغزل: و انا من الاول كنت امانك و حمايتك و ده باختيارى مش مفروض عليا.
,
, حنين ابتسمت برقه: و انا برغم كل ده مش عايزه اعفيك و لا حته صغننه اد كده من ذنبى اللى ف قلبك.
,
, ادم قفل موبايله بعد ما انهى اتصاله و وقف بحيره..
, اتحرك بتفكير ع السلم خبط ف مدحت خارج من طرقة سويت الضيوف و بيتحرك ناحية طرقه فيها كذا غرفه منهم غرفة هديه ف وقف بغيظ..
, مدحت اتعدل بضيق و حاول يتحرك ادم وقف ف سكته، مدحت حاول يتحرك من تانى زاويه ادم اتعمد يتحرك منها سد طريقه..
, مدخت اتنفس بعصبيه و وقف و ادم وقف قصاده و كعمش وشه بإستفزاز منتظر حركته..
, مدحت بغيظ: عايز اتحرك.
,
, ادم ببرود: ايه ده اتشليت؟ لا الف سلامه
, مدحت كز على سنانه بغيظ و ادم زقه وراه و وقف ف وش مدخل السويت و ربّع إيديه بإستفزاز: طب الحق بقا ماما خليها تجيبلك كرسى بعجل ع العيد، و يكون بفيونكه و بينور كده عشان تلعب بيه
, مدحت كشر: لعلمك هديه تبقى.
,
, ادم ف حده مفاجآه مسك دقنه بغضب: اسمها انسه هديه و قريبا هتبقى مدام و ساعتها لا هتنطق اسمها و لا مدام و لا انسه حتى، و اما عن لعلمك دى ف انا اللى ممكن اعرّفك عن هديه اللى هى نفسها متعرفوش عن نفسها مش انت اللى هتعرفنى على حاجه تخصها
, مدحت بصّله بضيق: قبل كده جاتلى اما كرفتك و كانت عايزه ترتاح منك و عايزه تخرّج اللى جواها، و انا حاليا مكنتش هقولها اكتر من انها لو محتاجه حاجه انا موجود.
,
, ادم خبط على خده كذا مره بحده خفيفه: طب متشكرين يا دوا الامساك، اتكل على **** انت بقا دلوقت و اخفى من وشى لا اخرّج اللى جواك من كل حته من جسمك
, مدحت بصّله بضيق و حاول يتحرك لقدام ادم شدد وقفته و زقه ببرود لورا: من هنا يا خفيف.
,
, مشى و ادم بروده اتقلب لضيق و بيلف وشه يتحرك لجوه لمح حمزه واقف و على وشه ضحكه محبوسه بالعافيه..
, ادم حاول يتجاهل مرحه و رفع حاجبه: نعمم!
, حمزه ضم ملامحه بمرح يسيطر على ضحكته: انا لا يمكن اضحك عليك، ابدا يعنى
, ادم كز على سنانه بغيظ بان مرح غصب عنه و حمزه انفجر ف الضحك..
, ادم اتخطاه بغيظ و خبط على اوضة هديه و دخل..
,
, شافها واقفه قدام البلكونه و حاطه الهاند فرى و بتتنفس انفاس سريعه عاليه كإنها بتتفاعل مع الاغنيه..
, ادم قرب منها و سحب سماعه بهدوء و حطها على ودنه و رفع حاجبه: اتقى **** فيا!
, بص للسماعه بضحكه مكتومه و نزّل حاجبه و رفع التانى و حطها تانى على ودنه: استنى كده، بزياده حس بيا
, هديه شدت السماعه التانيه بغيظ حدفتها على صدره..
, ادم غمزلها ينكشها: طب مانا مؤثر اهو.
,
, هديه ضمت بوقها بإسلوبه: معلش الجنازه حاره و الميت كلب
, ادم مسك السماعه بمرح و بص فيها: كلب! اه يابنت الكلب.
,
, هديه بترجع السماعات ف ودنها و ادم شدهم برخامه: تمنيناتى اوى الجو ده على فكره
, هديه ربعت إيديها و بصتله و كعمشت وشها: تاخد حاجه ف الالفينات؟
, ادم حدف السماعه بخضه بطريقه كوميديه و رفع إيديه: لاااا، لاا لااا دول خُلقهم اضيق من خلقى، دول بيقتلوا على طول ملهومش ف الهزار اوعى
, هديه عايزه تضحك غصب عنها ف دوّرت وشها بعيد..
, ادم غمزلها: لا انا ممكن اديكى حاجه احسن، تاخدى؟
, هديه: لاء.
,
, ادم: لاء انتى عايزه تاخدى، قولى متتكسفيش
, هديه: لاء
, ادم برخامه: لالا، انتى عايزه بس مش عارفه، اشقطى دى بس
, هديه سكتت بنفاذ صبر و هو سكت يجبرها تبصله و اول ما بصتله بعصبيه هتندفع فرد دراعه و عزف عليه بإيده التانيه بدراما: يا مسهر دمعى على خدودى، كرهنى غيابك ف وجودى، و ان سبتك تدبل على عودى، و ارجع من غير ما تقول عودى، عوووووى عوووووودى.
,
, هديه بصتله بغيظ منه اتقلب الغيظ من نفسها اول ما ضحكتها خرجت عن سيطرتها..
, حاولت تتلفت على حاجه و الاخر كتمت بوقه بوشه كله بإيدها: ششش ششش
, ادم ضحك بمرح: اوفر صح؟
, هديه هزت راسها بإبتسامه صفرا و ادم شقلب بوقه بمشاكسه: طب اقولك بلاش جو التلزيق، اقولك نكته قبيحه؟
, هديه نفخت و هى بتربع إيديها و هو رفع حاجبه: ايه ده انتى هتاخديها ف حضنك و لا ايه؟ هى عشان قولتلك قبيحه؟
,
, هديه عضت شفايفها بغيظ و هو كتم ضحكته و مسك دراعاتها اللى مربعاهم بمشاكسه: طب اعتبرينى نكته و النبى، و حياة عيالك يا شيخه
, هديه حطت إيدها على وشها بتضحك بعصبيه ف ضحكتها طالعه ملغوشه..
, ادم غمزلها بهزار: طب خدى دى، مره واحد بلدياتك دخل الحمام ف أمريكا لقى مساحه قال ياااااه كل دى مكنه حلاقه؟
, هديه عضت بوقها: ده طلع بلدياتك انت
, ادم غمزلها برخامه: طب بلاش دى، خدى دى بدالها..
,
, مره مدرس انجليزى امه جابتله ياكل و نسيت العيش قالها ايه هاكل have و لا ايه
, هديه كزت على شفايفها اكتر: أضحك؟
, ادم ضم عينيه بضحكه صامته: ياريت
, هديه كعمشت وشها اوى و ادم مسك دراعها بمشاكسه: طب اقول نكته كمان و النبى
, هديه بصت لإيده اللى متبته على دراعها بيغلس عليها: مش ممكن خفة ددمم اهلك دى، أبو تفاهة اللى خلفوك
, ادم رفع حاجبه: بتقولى حاجه؟
,
, هديه ابتسمت بإصفرار: لا بقول انك مشروع كوميديان و ****، بقولك ايه ما تسيبك من بدلة العيد اللى بابا جيبهالك دى و تتعاقد مع الخليل كوميدى، فكره صح؟
, ادم هنا اللى كعمشوشه: طب بمناسبة خفة ددمم اهلك تستاهلى النكته الجايه دى، بيقولك مره مدرس إنجليزى بردوا بس غير اللى فوق بقا، حط لبن عالنار رجع لقاه before قالafter ايه دلوقتى
, هديه كوّرت إيديها الاتنين و رفعتهم بغيظ: انا دماغى وجعتنى.
,
, ادم ضم عينيه بتفكير: طب خليها بطنى وجعتنى
, هديه بصت لإيديها الاتنين اللى رفعاهم عليه: اشمعنى
, ادم بمرح: عشان خاطرى
, هديه رفعت حاجبها: لازم؟
, ادم ببلاهه: معلش
, هديه كعمشت وشها بنفاذ صبر: بطنى وجعتنى
, ادم سقف بمرح يرخم عليها: مره خروف بطنه وجعته راح عمل غسيل معزة ها ها ها، انى اسف
, هديه ضربته بوكس مفاجئ ف وشه حدفته لورا اتحدف على كنبه وراه ف البلكونه..
,
, ادم اتعدل نص واحده و مسك دقنه و رفع حاجبه لجانب وشه: لا وحشه النكته دى
, هديه بتبص جنبها من سور البلكونه شافت سته بتبصلهم بملامح خاويه..
, هديه بصت لأدم اللى بصّلها تحت بحده و اتحركت وقفت فوقه و ربعت إيديها: لا خد نكته احلى، بيقولك مره واحد راح لجدته قالها افتحى الباب انا حفيدك، قالتله هتفيدني بإيه؟ ها ها ها
, ادم كعمش وشه: بصى هو حلو انك تقولى نكته و لذيذ و كل حاجه بس متعملهاش تانى، هاا.
,
, هديه كعمشتله وشها و هو غمزلها بمشاكسه: طبعا هى معجبتكيش عشان مش قبيحه
, هديه بصتله بغيظ و هو قرب من ودنها همسلها و هو كاتم ضحكته بالعافيه: اخسس انا قولت انى معرفتش اربى
, هديه حطت إيدها على راسها بعد ما فشلت تكتم صوت غيظها الملغبط بضحكه..
, ادم عجبه ريأكش وشها: لا احنا هنرجع لما قبل اركان الاسلام الخمسه، نرجع بضهرنا شويه كده لابو جهل الوحيد اللى فهمها فينا صح و نوأد الحريم كلها بالصلاة ع النبى.
,
, هديه ربعت إيديها بغيظ و ادم فك إيديها و حاول يضمهم: هديه، فكرة انك روحتي منى مش قابلها
, هديه شدت إيدها منه بسخريه: عنك ما قبلتها ده انا كل اللى يعرفنا كانوا بيعايروني بيك
, ادم شدها رجّعها له: ياستى قربى، جربى، و لو حسيتى اى لحظه انك مش طايقانى امشى
, هديه كعمشت وشها بإستفزاز ف وشه و لفّت وشها و مشيت: تمام
, ادم برّق: ايه الوقاحه دى؟
, هديه ضحكت غصب عنها: عايز ايه يا ادم؟
,
, ادك غمزلها بمشاكسه: عايز حبة دلع من الى اتمنع
, هديه زعقت: قولتلك انا عايزه ابقى لوحدى، انت بتضغط عليا و انا مش قادره اتحمل ضغطك ده
, ادم غمزلها يشاكسها برخامه: ضغط إيه اللى تتحمليه؟ إنتى فاكره نفسك حديد عز؟ صوتى يا بت و لا يهمك
, هديه حطت إيدها على وشها بضحكات بتقفل الباب ف وشها و هى بتندفع على وشها غصب عنها..
,
, ادم ضحك معاها بخفه: هو انا مش عديم الاحساس و **** و عندى ددمم، بس لما بقع ف اى مصيبه او مشكله مبعرفش مضحكش، تقريبا كده جوايا كائن متخلف بيألش ف أوقات غلط
, هديه: مش كان نفسك حاجه تغير حياتك؟ اديها اتغيرت كلها اهى، شيل بقا
, ادم ضحك ببلاهه و هى بيخبط كف على كف: لا تتغير ايه؟ ده انا و **** نفسى أرمى حياتى على حد و أجرى
, هديه بصتله بغيظ: انت ايه؟
,
, ادم ابتسم بنفس غيظها: أنا و لله الحمد و بدون غرور إنسان بدأ من الصفر و لسه واقف عند الصفر برضوا، تقريبا رجلى لزقت ف حاجه و لا ايه
, هديه زهقت بغيظ: اطلع براااا
, ادم ضحك برخامه: طب خلاص خلاص، بصى احنا نتكلم من غير لف و لا دوران، انتى بتحبينى؟
, هديه كشرت: لأااا
, ادم رجع قعد ع الكنبه و ربع رجليه و شاور بمرح: لا احنا نلف و ندور احسن
, هديه قعدت بإستسلام جنبه: انا تعبت.
,
, ادم اتعدلها و ابتسم بهدوء: و انا اكتر منك، بس مش هسمحلك تخسرينى و مش هقولك اخسرك عشان دى عمرها ما هتحصل
, هديه: حاول تفرق بين إني خسرتك و بين إني إتنازلت عنك و انا اتنازلت عنك
, ادم: و انا بحبك
, هديه عيونها دمعت: متحاولش تأثر عليا لإنك لو اثرت عليا انهارده هنلاقى نفسنا بكره قدام نفس المشكله بكره
, ادم ابتسامته بتزيد مع صوتها اللى بيضعف: و انا بحبك.
,
, هديه بهدوء مبحوح: و انا مش لاقيه قلبى ف الشارع عشان تكسره كل شويه بكذبه جديده يا ادم.
,
, ادم سكت و اخد نَفس عالى: انا عارف ان احنا ف حسبه العقل و القلب فيها بيتخانقوا، بس انا مكذبتش يا هديه، انا كنت فاكر انى خبيت بس، بس حتى دى طلعت غلطان فيها، انا حتى مطلعتش كنت مخبى، انا طلعت مش فاهم، مش فاهم ازاى اتجوزت رحاب و ليه معاها، مش فاهم انا ابن حمزه و لا انتى، حد فينا كان لازم هيتوجع و المشكله انى مكنتش فاهم اللى انا فيه عشان افهم هتصرف ازاى او هقولك ايه.
,
, هديه بصت بعيد لمجرد ان تفسيره صح بس مش قادره تقبله حاليا..
, ادم اتنهد و رجّع ضهره لورا: المشكله بقا انى اما قربتلك لقيتك زيى، مش فاهمه كتير، كانت المشكله مش ف اننا مش فاهمين، لا المشكله كانت أن كل واحد فينا فاهم ان هو فاهم و كده مش ممكن يفهم، عارفه لو كل واحد فينا فهم ان هو مش فاهم كده كان ممكن يفهم، فاهمه؟
, هديه ضحكت غصب عنها: لا مش فاهمه.
,
, ادم رفع حاجبه بمرح ملهوش علاقه بالجمله اللى قالها: يبقي هتفهمى، قولى يارب
, هديه بصت جنبها بتهرّب و هو اتعدل جنبها: كنت خايف يا هديه، لو مشكلتك انى كذبت ف انا كذبت عشان خايف
, هديه بصتلت بعتاب: و كل ما هتخاف هتكذب عليا يا ادم؟
,
, ادم: لاء
, هديه صوتها اتهز: معتش هتكدب؟
, ادم مسك إيدها: معتش هخاف
, هديه سحبت إيدها منه بعتاب: كان نفسى تبقى اقربلى من كده، اما تخاف تجى تحط خوفك بين ايديا، ف حضنى و انا اطمنك، بس متطمنش نفسك بطريقه تبعدك عن حضنى
, ادم بصلها بعتاب: كنت عشمان تقربينى انتى، تخلينى احبك بالطريقه اللى تحبيها انتى لو طريقتى معجبتكيش، انا حاسس انك بقيتى تتعمدى تبعدى عشان اقرب انا.
,
, هديه بصتله بضيق: لاء و انت اللى كان حبك يتحكى عنه الصراحه
, ادم ضربها ف كتفها بغيظ: انتى ليه محسسانى انى انا راجل نباش قبور؟ شوفتى، اهو أنا مستحمل نكدك ده علشان تبقى تستحمليني لما أخونك
, هديه: كنت اخليك تحبنى بالطريقه اللى احبها؟ و دى كنت اعملها ازاى بقا؟ اسحرلك و لا احطلك كاميرا تورينى اولك من اخرك، و متقوليش الحب بيعمل المعجزات.
,
, ادم ضحك بغيظ: لا مش الحب بتاعنا ده اللى بيعمل المعجزات، احنا الحب بتاعنا بيعمل حمام على نفسه بس انتى اللى مش واخده بالك
, هديه وقفت و كشرت: الجواز مش بالعافيه
, ادم مسك إيدها شدها نزلت جنبه: بالدقه؟
, هديه بصتله بغيظ و و وقفت..
, ادم وقف جنبها و رفع حاجبه لملامحها و كتم ضحكته: يا ساتر، بالمأذون بالمآذون
, هديه نفخت و هتشاور على برا مسك إيدها باسها و همس جنب ودنها: بس لو حكمت، هيبقى بالعافيه
, هديه: لاء.
,
, ادم ضربها بغيظ على قفاها حدفها لقدام: هو عِند و خلاص؟
,
, هديه كعمشت وشها بإصفرار: اصل انا بعيد عنك فيا عرق صعيدى
, ادم رفع حاجبه و شاور على دماغها: قصدك فيكى عرق عبط.
,
, هديه كزت على سنانها و هو كتم ضحكته و شاور على جسمها: او عرق بتلوو، ايهما اقرب بقا
, هديه خبطته ف رجله: شايف انت بتقل ادبك ازاى؟
, ادم بصلها بغيظ: مانا اعملك ايه يا هديه؟ ما انتى لو رسيفر مش هيكون فيكى التردد ده كله.
,
, هديه: انا كل ما بحس انى ظبطت كل حاجه و اتأقلمت حاجه واحده تتغير تحدفنى معاك ف حته تانيه و تضطرنى اتأقلم على وضع جديد من اول و جديد، و انا مش هقدر اعيش ف الدايره دى كتير و لا هعرف اخرج منها الا اما تخلينى اثق فيك، و انت مش عارف تعمل ده
, ادم: حبيبتى كل ده عدّى، كل حاجه عدت خلاص
, هديه: كل حاجه عدّت سابت حاجات مبتعدّيش يا ادم.
,
, ادم اتنهد: مش كفايه ان انا واثق فيكى، ده الواحد شاف ف حياته كمية مواقف من اقرب الناس ليه تخليه فاقد الثقه ف كل الناس اللى حواليه و مع ذلك بثق فيكى
, هديه زعقت بإنهيار: و انا اثق فيك ازاى بعد كل ده هاا؟ اثق فيك ازاى و انت طلقت رحاب اما حبتنى و ابوك ساب امك اما حب حنين! اثق فيك ازاى!
,
, ادم بصّلها قوى بصدمه و هى وقفت بالكلام بخنقه: شوفت بقا انى انا محتاجه فتره إعادة تأهيل نفسى علشان اعرف ارجع اتعامل معاك تانى
, ادم بصّلها بعتاب: براحتك، بس ابقى خدى بالك ان البعد لما بيتكرر مبيوجعش
, هديه بصتله قوى بتوهان و هو اتكلم بصدمه و هو سايبها و خارج: و انا جيتلك لحد عندك عشان أقولك إنى مِش مُستعد لأى حُزن تانى، أنا الحُزن اللى جوايا لسه مخلصش.
,
, هديه عينيها اتعلقت بضهره اللى اداه لها و اتحرك، مفاقتش الا على صوت الباب بيتقفل وراه..
, تمتمت بكسره: انا مش عايزه احس ان لو حد، لو اى حد مهما كان اختفى من حياتى ممكن اضيع.
,
, عدّى يومين و ادم و هديه بيتجنبوا بعض، كل واحد مجروح من التانى على كلمه قالها بخلاف اللى حصل كله..
, حمزه دخل عليه اوضته شافه بيجهز شنطته..
, حمزه اتقبض: ادم، انت رايح فين!
, ادم بسخريه: انا مش وليه و لا متطلقه قاعد ف البيت
, حمزه ابتسم بالعافيه بتوتر: طب، طب و هديه؟
, ادم رد بخمول: براحتها
, حمزه ضيّق عينيه: انت يأست بدرى كده ليه يا ادم؟
,
, ادم اتخنق: هى شايفه انى واحد ماليش امان و لا ينفع يتوثق فيا، سيبت مراتى عشان حبيتها، و ابويا ساب امى عشان حب غيرها، مش عارفه تثق!
, حمزه اتنهد: هى بتخبّط، مش عارفه هى بتقول ايه، معتمده على انك هتتفهّم وضعها و تقدره، معقول هتخذلها؟
, ادم زعق: امال هربّطها و اغميها و اخدها؟
,
, حمزه اخده من إيده قعّده بهدوء: ادم، لو فاكر انك سيبت رحاب و هتلاقى مع هديه علاقه هاديه و مفهاش مشاكل و لا حتى شد و جذب يبقى غلطان، و لو ده السبب اللى انت سيبت رحاب عشانه اصلا يبقى ده غلط ابشع، انت سيبت رحاب عشان حبيت هديه، اما عن المشاكل ف دى بشكل او بأخر و دلوقت او بعدين هتحصل هتحصل.
,
, ادم حط كفوفه الاتنين و حرّكهم على وشه بتعب قبل ما يميل راسه بيهم..
,
, حمزه: يابنى مافيش علاقة بين اتنين مافيهاش مشاكل، مهما كانت درجة القُرب و التفاهم و الحب وأيًّا كانت نوع العلاقه دى، و اللى يقول لك عكس كدا يبقى بيضحك عليك أو كذاب حتى لو انا، الفكرة بتكون ف درجة الرّوِّيّه و الحكمه و الصبر اللى بيتعامل بيها الاتنين وقت الخلاف، يعني بمبدأ واحد يشدّ الحبل و التانى يرخى، دورك انتَ كطرف ف علاقه يهمّك تكمل بيك للاخر و عاوز تحافظ عيها دورك هو التغافل، التغافل و العفو هو سر دوام أى علاقه بين اتنين مع نقطه مهمه جدا و هى ولا تنسوا الفضل بينكم، لو قدِرت انت و هى تعملوا كده هتكون علاقتكم ببعض أنجح علاقه ف الدنيا، مهما كانت درجة اختلافكم او مشاكلكم..
,
, ادم بصّله كتير و حس انه بيحاول يهدى: سامحوا بعض، سامحوا و عدّوا و فَوّتوا و متكونوش من الذين إذا خاصموا فجروا انت تعايرها بأبوها حتى من غير قصد و هى تعايرك بأبوك حتى لو غصب عنها، واربوا الباب لبعض عشان بردوا زى ماهى فيها عيوب انت فيك و زى ما ليك اعذار هى لها.
,
, ادم اتخنق بحيره: يعنى اعملها ايه؟
, حمزه ابتسم و خبط على ضهر إيده و هو واخدُه و خارج لبرا: لاء انت متعملش، هى الدور عليها، و خليك عارف انها لو عايزه تبقى معاك هتتخطى اى حاجه، زى ما بيقولوا كده ‏اللى عايز يكون مع حد هيفتح ف كل حيطه يفصله عنه باب و من غير أعذار
, قابلوا حنين خارجه من اوضتها و قبل ما حمزه يتكلم شاف هديه بتفتح اوضتها بخنقه و خرجت ف الكل وقف مكانه..
,
, الكل سكت و كل واحد ادى وشه لبعيد..
,
, حمزه بص لحنين اللى بصتله بحزن: هو فى ايه؟ منمتوش ليه لدلوقت؟
, حمزه شدها عليه اخدها ف حضنه و ضمها بحيث يدى مساحه لأدم يقرب من هديه ف مكانهم..
, حنين بصتله و حمزه غمزلها على ادم: يعنى تقدرى تقولى كده انه قد لا ينام رجل طويل عريض بسبع ادوار و منور بسبب متر و نص نكدت عليه
, حنين ضحكت غصب عنها و ادم بص لهديه بغيظ: عاجبك كده؟
,
, حمزه بص لهديه اللى مرضتش تبتسم حتى و بص لأدم بغلاسه: طب هقولكوا نكته، مره واحده رخمه اتجوزت واحد رخم خلفوا اتنين روخام و واحد سيراميك، تيراتراراتتت
, ادم ضحك غصب عنه و هى سكتت بتهكم و اخر الكلام مقدرتش متضحكش..
, ادم برّق له: انا رخم؟
, حمزه كتم ضحكته و بص لهديه: طب بلاش خد دى، مرة واحد بيستهبل اتجوز واحدة بتستهبل خلفوا عيل نزل عمل نفسة ميت، تيراراراراااات
, ادم برّق لهديه: انا اهبل؟
,
, حمزه عايز يضحك و كاتمها بالعافيه: طب بلاش خد دى..
, مره واحد غبى حب واحده اتجوز اختها عشان يشوفها كل يوم
, ادم شد هديه بغيظ وسط ضحكهم اللى طلع منهم بتمردقدام حمزه: يلا بينا، يلا من هنا
, حنين بصت لأدم و حست قدام ضحكته ان ده الوقت المناسب: ادم، انت مش ملاحظ انك سلمت ع الكل الا انا؟
,
, ادم هرب بعينيه بعيد و حنين بصتله بضعف: انا مليش ذنب ف اى حاجه و انا الوحيده اللى محضنتهاش
, ادم بصّلها قوى و قلبه و جسمه كله بيدقوا بعنف..
, حنين بصتله بضعف: انا كنت و هفضل امك، بمزاجك او غصب عنك
, ادم سكت بتوهان و بيهرب بعينيه اللى ابتسم غصب عنه اتقابل مع هديه ف حته مفقوده للاتنين ف بقت نظرة ضعف..
, هديه اتحركت بتهرّب حنين مسكت إيدها بسرعه: هديه.
,
, هديه مسحت طرف عينيها بأصابع بترتجف و بصتلها بجانب وشها من غير ما تلفلها..
, حنين لفت قصادها: انتى هتفضلى كده لحد امتى؟
, هديه صوتها اتهز: مش عارفه، و مش عايزه اعرف، بطلت ابقى عايزه اعرف حاجه و ياريتنى ما عرفت حاجه، ياريتنى، ياريتنى فضلت زى مانا
, حنين دمعت: و انتى ممكن بردوا تفضلى زى ما انتى
, هديه بصتلها بوجع: ازاى بقا؟ هفقد الذاكره زيك؟ و **** ياريت، دى الحاجه الوحيده اللى نفسى ابقى فيها زيك.
,
, حنين سكتت شويه بتردد: انا على فكره بتكلم بجد و لاء مش محتاجه تفقدى الذاكره، انتى ممكن تبقى زيى من غير ما تفقدى الذاكره، مانا عرفت الحقيقه و لسه فاكراها بعد ما اتقالتلى و لسه زى مانا ابقى.
,
, هديه صرخت بإنهيار: و انا مش عايزه ابقى زيك، مش عايزه، مش عايزه ابقى خايفه، اربط حياتى و مستقبلى و عمرى كله بحاجه و افضل عايشه ف خوف لا الحاجه دى تقع و يقع معاها كل حاجه، و اضطر اتنازل مره بعد مره عشان خايفه، و اعيش و انا مسلوبة الاراده عشان خايفه، تايهه عشان خايفه، مش عارفه اخد قرار واحد لوحدى عشان خايفه، انا متأكده انك لو مبعدتيش عن با..
,
, مسحت دموعها بعصببه و حنين دموعها نزلت بدالها: عن حمزه باشا بعد ما عرفتى اللى حصل ف مبعدتيش عشان خايفه، زى ما هو لو مبعدتيش زمان ف عملتى ده عشان بردوا خايفه، و انا مش هعمل ف نفسى كده، فااهمه، مش هعمل ف نفسى كده، مش هبقى زيك لا بمزاجى و لا غصب عنى.
,
, ادم بص لهديه و حركاتها العنيفه، تشنجات وشها كإنها بتتفاعل مع الكلام مع ملامحها، و حركات إيديها العصبيه و هزة رجليها بتوتر، فهم انها بقت واحده تانيه، خايفه و خوفها ملغبط كل انفعالاتها، ملغبط كل تفكيرها و ردود افعالها و قرارتها، حتى كلامها!
,
, حنين قربت منها بدموع محبوسه: انا لو خايفه فعلا و اختارت ابقى زى مانا ف ده طمنى مخوفنيش، و انتى يوم ما هتفضلى انتى كمان زى مانتى مش هتخافى.
,
, هديه بصتلها بخوف و اتعدلت بحذر لمجرد انها متوقعه هتسمع ايه و حنين بصت لحمزه و بصت لهديه بحيره: يعنى انتى ممكن بردوا تبقى هديه حمزه الجيار، تفضلى بنته زى ما عيشتى من يوم ما اتولدتى ف بيته بنته
, هديه بصتلها قوى و فهمت انها لو اختارت ده هتبقى اخت لأدم قانوناَ..
, حنين قربت جنب هديه و بصتلها على حمزه: حمزه قالى القرار ف إيدك و انتى اللى هتختارى.
,
, حمزه همس لأدم جنبه: انا بس كنت عايز احط عقلها قدام الامر الواقع و ف نفس الوقت يبقى بإختيارها، طول ما القوس مفتوح قدامها هتفضل محتاره، لكن لازم تحس انها لازم تاخد قرار، لازم تختار و مش هحطك الخيار الوحيد قدامها عشان لا ترفض عِند و لا تقبل إستسلام.
,
, ادم بص لحمزه بتوتر و حمزه ابتسمله يطمنه: و مين عارف، ممكن تبقى الخيار الوحيد المقبول بالنسبالها.
,
, ‏ادم كعمش وشه بسخريه: لاء انا الخيار الوحيد اللى كنته هو الخيار المخلل لحد ما ضغطى عِلى، معرفش بقا اخبار الخيار عندكم هنا ايه؟
, هديه بصتلهم بتوتر، حست انها ف معركه، ادم و حبها له و قلبها ف كفه، و حمزه اللى رباها و عاشت عمرها بنته و سمعتها اما اسمها يتغير و الكل يعرف من غير حتى ما تتكلم او حاولت تدارى ف كفه تانيه..
, بصتلهم قوى بعيون حاده و.
 
٧

حمزه و ادم و حنين واقفين بترقب لهديه اللى بصتلهم بتوتر..
, حنين بصت لحمزه و بصت لهديه و وضحت كلامها اكتر: انتى ممكن بردوا تبقى هديه حمزه الجيار، تفضلى بنته زى ما عيشتى من يوم ما اتولدتى ف بيته بنته
, هديه بصتلها قوى و فهمت انها لو اختارت ده هتبقى اخت لأدم قانوناَ..
, حنين قربت جنب هديه و بصتلها على حمزه: حمزه قالى القرار ف إيدك و انتى اللى هتختارى.
,
, هديه بصت لأدم و اتقابلت معاه ف لحظه صعبه اوى، اختيار غريب على اى بنت، اى بنت لو اتحطت ف اختيار بين ابوها و حبيبها هيبقى تتنازل عن موافقته، عِشرته، رضاه حتى، لكن اسمه!
, حتى هى لو كانت اتحطت ف الاختيار ده من زاويته المعتاده يمكن كان هيبقى اسهل!
,
, عيونها بتلف عليهم حواليها ببطئ مميت، حست انها ف معركه، ادم و حبها له و قلبها ف كفه، و حمزه اللى رباها و عاشت عمرها بنته و سمعتها اما اسمها يتغير و الكل يعرف من غير حتى ما تتكلم او حاولت تدارى ف كفه تانيه..
,
, بصتلهم قوى بعيون حاده و نظراتها بتزوغ و قبل ما تنطق ادم اخد نَفس طويل و انسحب من الموقف بهدوء غريب..
,
, هديه بصتله اوى و معترفه انها لأول مره تفشل ف فهمه، يمكن مقدرتش تفهم قبل كده لوحدها انه متجوز او انه ادم اللى المفروض اخوها، لكن كانت حاسه، كان احساسها بيقولها ان فى حاجه مش مظبوطه و مش ف مكانها!
, لكن دلوقت! دلوقت هى مش حاسه بحاجه! ابدا! مقدرتش حتى تفهم اذا كان بينسحب من حياتها و بيختار عنها او بينسحب يديها مساحه او بينسحب خوف!
,
, حمزه قرب منها بهدوء و مسك إيديها حسهم متلجين و بيترعشوا: هديه.
,
, هديه من غير ما تبصله بعينيها المفتحه ف الولاحاجه نطقت بصوت مهزوز: مشى!
, حمزه هز راسه: عشان بيحبك
, هديه بصتله بضعف: و انت!
, حمزه ابتسم بحب: بردوا بحبك
, هديه دموعها نزلت: ليه لازم اختار؟ ليه الدنيا صعبه اوى كده؟
, حمزه: عشان وحشه
, هديه بصتله بتوهان و هو مسك إيدها زى طفله صغيره تايهه ف سكه لوحدها و بتقابل دليل ف سكتها لأول مره..
,
, اخدها و دخل اوضتها و قعدوا: وحشه اه، بس بيهوّنها الونس، السكه الصعبه بتهون مع شريك، يبقى ونس و سند و رفيق مشوار، عشان الكلمه الحلوه بتهوّن كتير، عشان الوجع بيقل اما بيتشارك، اما بيتقسم على اتنين..
,
, صدقينى كلنا مليانين اوجاع، كلنا فينا بلاوى مدفونه جوه و روحنا مترقعه بمية حته، بس بتختلف الاوجاع من واحد للتانى حسب وحدته، فى اللى لوحده ف بيبقى مطلوب منه يطبطب على نفسه بنفسه و يداوى جرحه بنفسه و يبنى ثقته ف كل اللى حواليه من تانى بنفسه لانها هتكون اتهدت من مجرد انه خرج من محنته بطوله، و لو معندوش طاقه بقا لكل ده يبقى لكى ان تتخيلى السكه هتبقى ازاى!
,
, و فى اللى معاه ونيس ف سكته، بس دول نوعين اللى مختار صح و اللى مختار غلط، واحد هيهده و التانى هيساعده.
,
, هديه بصتله بأمل ابتدى ينور ملامح السكه قدامها ف بتلقائيه مسحت دموعها بضهر إيدها..
,
, حمزه سحب إيدها من على وشها باسها: كلنا ف صعوبة الدنيا دى محتاجين حد يطبطب ف اللحظات الوحشه و اوقات بتكون الطبطبه هي الابرة اللي فجرت البلونه اللى مليانة بلاوي و ننهار ف بركان من الدموع علشان نرتاح شوية مش كتير من وجع مالي قلوبنا ومن جراح محتاجه دكاترة العالم كله علشان تخف و مش هتخف غير من قلب يكون حبنا بجد و احنا ف اسوء حالتنا، المهم الاختيار يكون صح.
,
, هديه اتنفست بدموع: و انتوا وصلتونى لمرحلة انى مش عارفه اختارت صح و لا غلط، اختارت اصلا و لا بكمل الحدوته، انا بقيت عامله زى الى ماسكه شوية ازاز متكسر عمالين يعوروني و مش راضيه ارميهم حُباً ف الكبايه
, اللى مبقتش موجوده، انا كُنت بعرف أتخطي كل حاجة بس معرفش خيبت ليه المره دي!
, حمزه اتوجع لوجعها: مفيش حاجه مبتتصلحش، حتى الكبايه اللى بتقولى عنها اتكسرت دى تقدرى تصلحيها.
,
, هديه ردت بصوت مهزوز: لما ابقى قادره، عارف لما تبقى مش قادر بس لازم تبقى قادر، انا بقا مطلوب منى غصب عنى ابقى قادره و ده اللى معجزنى
, حمزه: عشان كل مره بتختارى البُعد، حتى قبل ما تسمعى، مش يمكن تسمعى كلمه تريح وجعك؟ ليه ما عاتبتهوش؟
,
, هديه وقفت بزعل: أعاتبه! عايزة أقول لك إنّي زعلانة منّه لدرجة مخلياني مستخسرة فيه حتى العِتاب، مش طايقة أسمع مُبرراته الخايبة و أعذاره اللي ما بتخلصش، و بعدين العتاب دا قيمته كبيرة جدًا وأنا مكنتش عايزه اعمل قيمة لحد قل قيمتى بكذبه ورا كذبه و الاخر متشاف ان ده عِند.
,
, حمزه: مش يمكن عشان انتى عنيده بجد؟
,
, هديه بصتله برفض: انا مش عنيده، انا خايفه، هو اللى مش فاهم، مش عارفه ازاى المرادى مش فاهمنى، ادم بيفهمنى من غير ما اتكلم، ادم كان عارف انى صحفيه و انى مجنونه و انى طقه و ممكن اعمل اى حاجه عشان نجاحى و شغلى، رغم انى مقولتش ده، حتى لو كان عارفنى انى اخته ف فهم الباقى لوحده، حتى اما عرفت انه متجوز، بعدت و انا مش فاهمه نفسى، بعدت عشان متلغبطه، مش عارفه اعمل ايه، كانت اول مره قلبى و عقلى يتفقوا و يتفقوا على حاجه غلط كمان، و الغريب انى مكنتش شايفاها غلط، كنت شايفاه راجل و من حقه يتجوز مره و اتنين، كنت شايفاه ميتلامش على قلبه اللى محدش فينا له حكم عليه و الا كنت انا حكمت على قلبى و انا بفكر كده، و ف وسط ده كله كان فى خوف جوايا انه يشوفنى رخيصه بتاخد راجل من مراته و بيته و بنته، و كان فى جنبه اصرار انى احافظ على حقى فيه، المبرر الوحيد لنفسى اللى كنت بتشعلق بيه هو انه خبى عليا، كنت متأكده ان لو ادم كان قالى من اول يوم شوفته حتى انه متجوز حتى قبل ما اعرف حقيقة شغله كنت بردوا هحبه، مكنتش هعرف احكم قلبى قدامه، ف كنت ممتنه له انه اتصرف بدالى و لو جرحنى قدام قلبى ف مجرحنيش قدام عقلى و كرامتى، لدرجة انى كان نفسي انها تبقى علاقة قصيرة يومين و تخلص، زي اي عيل بيشبط ف. حاجة و بعدين بيزهق منها اول ما تيجيله، بس بالتدريج بقا هو أهم حاجة ف يومي، المكالمة اللي بستناها، الوقت اللي بيعدي بسرعة وأنا معاه، و اللي تقريبًا مش بيعدي وأنا بعيد عنه، كل ده خلانى اتقبله ف اسوء حالاته بالنسبالى و هو متجوز!
,
, حمزه ابتسم اوى لإنه كان فاهمها جدا..
,
, هديه صوتها اتهز بدموع نزلت غصب عنها: الغريب بقا انه من غير ما اقول كل ده كان فاهمنى، و قالى كل ده اما اتقابلنا اول مره بعد خلافنا، و انا اللى كنت بهرب خايفه يشوف ده ف عينيا لقيته شافه ف قلبى و قراه بسهوله، ازاى المرادى مش قادر يفهم خوفى! انا كنت يا بابا بستقوى بيك و منك، كان عندى **** فوق و انت تحت، كنت ارضى الصلبه اللى واقفه عليها و انا متطمنه انى عمرى ما هقع، فجأه كل ده اتزلزل ف لحظه غمضت فيها عينيا و اما فتحت لقيت كل الحقايق قدامى اتلغبطت، كل حاجه جات مكان التانيه و مبقتش بشكلها المألوف قدامى، ف مشيت زى العاميه بحسس و كإنى بتعرف على كل اللى حواليا من اول و جديد، حسيت بخوف، غصب عنى حسيت بخوف.
,
, حمزه سكت شويه بحزن عليها: يمكن عشان اول مره تخافى؟ اول مره يشوفك كده!
, هديه بصتله قوى، هى فعلا عمرها ما خافت كده: اللى بتشيل شيله مش بتاعتها بتتغير و تبقى مش هى.
,
, حمزه عرف انه اختار الاجابه الصح: يمكن عشان عمره ماشافك خايفه، شافك البنت المتهوره اللى بتدوس و تلوّش ف اى سكه، بتروح مكان كله بلطجيه و مخدرات و ناس بتشم عشان عندها حلم عايز يتحقق و عشانه بتخاطر بسمعتها، بتخاطر بشرفها و تروح شقة دعاره عشان حلمها، كان عايز يبقى حلم من احلامها و تخاطر عشانه و تدوس و تنسى الخوف، ف كان محتار بين اختيارين يا هو مش حلمها و محبتهوش كفايه يا عنيده، و انتى اما عايرتيه بيا و بآمه احرجتيه قدام عقله، خلتى عقله حاصره بعلامات استفهام كتير، انك حبتيه و لا لاء، هتختاريه و لا لاء، شايفه ضعفه ده انه خسر امه عشان ابوه حب عليها و هو ساب مراته عشانك بس ياترى هتسنديه و لا هتتاخرى شويه من جنبه تخليه يسند ع الهوا، عارفه انا متأكد ان ادم كان مسافر انهارده عشان بس ينسحب من الصوره و يشوفك من بعيد، كان عايز ياخد خطوه لورا و يشوفك هتبقى رحاب التانيه لمجرد انك ضمنتيه و لا هتروحى وراه، بدليل انه مقالكيش انك لازم تسافرى انتى كمان عشان القضيه، ده قالك مجرد ما شاف لحظة ضعف ف عينيكى قدام ضمته ليكى، ضعفك قواه، خلاه يقولك و لو بشكل اخر انه محتاجلك معاه ف سكته، بس مشى دلوقت عشان يشوفك هتختارى ايه!
,
, هديه بصتله بلغبطه لمجرد انها لاول مره تشوف ادم بيفكر جدياً ف مسار علاقتهم، ده من يوم ما اختارها عمره ما حط احتمالات ف علاقتهم!
, بلغت ريقها بصعوبه: بس، بس انا مقصدتش، مقصدتش اعايره، لا مقصدتش ده ابدا، انا كنت خايفه من حاجه و قولتها لواحد متأكده انه جوايا ف شايف كل الدربكه اللى جوه منى دى.
,
, حمزه حاول يبتسم: ماهو مش ف كل الحالات بنشوف اللى حوالينا، يعنى حتى لو متأكد انه جواكى و حواليه حبك له ف مش هيسلّم غير باللى هتصرّحيله بيه، هيعتبره حق لمجرد انه اخده بإرادتك، و الباقى هيعتبره مغضوب عليه جواكى و دفناه، و فوق ده كله مش دايما بنعرف نعذر و نبرر، و لا دايما عندنا طاقه لده، فى حاجات جوه كل واحد فينا بتشوش على كل ده، كل واحد عنده حته معينه لو ضغطتى عليها هيعيط، كل واحد عنده حدوته معينه لو خلتيه يحكيها حتى لو بمزاجه هيعيط، كل واحد فى حد ف حياته لو نطقتى اسمه بس هيعيط، ف متدوسيش على كل ده ف لحظه عشان متجيش ف الاخر و انتى اللى تعيطى، هو بِعد اما انتى دوستى على ده.
,
, هديه دموعها نزلت: أنا مش زعلانة انه متحملش و بِعد عني، خلاص مبقاش هو أول فراق ولا أول واحد القلب يتعصر عليه، اللي مزعلنى انا ماستاهلش كل الوجع ده، انت اللى دايما تقولى اني جميلة و استاهل كل خير و استاهل واحد يحبني و يشيلني ف قلبه و ماهونش عليه ف يوم أبدا، تفتكر انت كنت بتجاملني؟ ولا انت شايفيني غلط و انا فعلا استاهل كل ده؟
,
, حمزه حاول يمسك إيدها يقويها ف هى ضمت نفسها بإيديها الاتنين كإنها بتقوى نفسها: بس انا عمري ما اذيت حد عشان كل اللي معدي يإذيني بالشكل ده، ابويا اللى عمرى ما شوفته، و ادم اللى عمرى ما حبيت غيره، و حنين اللى خبت عليا، و انت اللى سيبتنى اتصدم و كنت عارف انى ف يوم هعرف، تفتكر انا استاهل بجد و لا انا اللي غبية و بقرب دايما من ناس مؤذية! أنا خايفة أقرب من حد تاني! عايزة أعيش باقي عمري اداوي اللي عملتوه ف قلبي و اكسب الثقه اللى خسرتها معاكم، بس تفتكر اللي باقي من عمري هيكفي! مش عايزة أقرب من حد تاني عايزة أفضل عايشة لوحدي بس ( عيطت بشكل حاش باقى الكلام )بس انا مرعوبة أفضل لوحدى.
,
, حمزه شدها عليه ضمها ف حضنه و اما معرفش يسكّتها عيط معاها..
, هديه رفعت وشها بصتله بتردد: هو، هو انت ممكن، اصل يعنى
, حمزه فهمها ف غمض عينيه بآلم لإنه مضطر يخذلها، اول مره تحتاج مساعدته و للاسف مش هينفع غير انه يقف عاجز قدامها..
, هز راسه بحزن: مش هينفع يا هديه.
,
, هديه ميلت راسها بين إيديها بتعب و هو مسك إيديها اجبرها ترفع راسها تانى: انا مش هينفع اخسر ادم تانى، مش هينفع بعد ما خسرته كل السنين دى اخسره تانى حتى و لو بالإسم بس، مش هقدر اعمل ده، فوق تحمّلى، ادم حاليا محتاجلى اغصبه عليا و افرضنى عليه، محتاج ده اكتر من اى حاجه، انا بصت ف عينيه شوفت ضعفه من غيرى و شوفت ضعفه بيا، حسيت انه محتاج اشده و الا عمره ما هيقرب، و انا مجرد ما اسيبه بأسم غير اسمى هبقى بزقه بعيد عنى، بكبّر الفجوه بينا و هيفهمها انى بساعدك على حسابه!
,
, هديه هزت راسها بدوامه: اعمل ايه؟
, حمزه ابتسم ربع ابتسامه: اعتذريله
, هديه بصتله بذهول: اعتذرله؟
, حمزه: اولا و قبل اى تفصيله ف علاقاتكم، عشان ميحسش انك بتعتذرى لهدف غير انك بترضى رجولته
, هديه وقفت بصدمه: حتى لو قولتلك ان السبب غير.
,
, حمزه: هتتجوزوا و تبقوا مسئولين عن بيت و اولاد و قبلهم مسئولين عن بعض يبقى لازم تتقبّلى فكرة إن الواحد ممكن يعتذر للتانى أحيانا حتى لو هو شايف نفسه مش غلطان، مادام التانى حاسس إنه مجروح جدا من تفصيله حصلت أثناء المشكله حتى لو من غير قصد او غلط، صدقينى مبيلطفش اى علاقه غير انها متبقاش محدده مين مفروض يبتدى و مين مفروض يعتذر و مين لازم يخطى، يعتذر الأكثر إتزانا للأكثر إحتراقا، لأن كسب القلوب أولى من كسب المواقف صدقينى.
,
, هديه قعدت بإرهاق: انا تعبت، مكنتش عايزه ابعد اد ما محتاجه افصل شويه، احس انى مش مطلوب منى حاجه و لا منتظر منى حاجه، ارتاح شويه
, حمزه بصّلها على حنين و ابتسم: عارفه، انا متجوز امك من اكتر من ربع قرن، تأبيده يعنى، عمرى ما فكرت اخد راحه منها مهما تعبت، برتاح بيها
, هديه ردت بعفويه: و هى؟
,
, حمزه فرد دراعه اجبر حنين تقرب ضمها: انا مكنتش بالنسبه لأمك واحد حبها عشان مشاعرنا تتقسم بينا و يختلف نصيبها عنى، انا كنت استاذ علمها الدنيا و الحياه عشان كده هتلاقيلى جواها الحته اللى ليها عندى.
,
, هديه بصتله كتير و هو وقف و ابتسملها: ادم قرر يمشى خوف، خايف ينهار، و انا هقولك حاجه اخيره قبل ما تقررى عايزه ايه او هتعملى ايه، فى حاجه مش معظمكم كستات تعرفوها عننا، و هى ان كل رجل بينهار عند نقطة معينه، و معظمنا نقطة انهياره بتبقى واحده ست، بس فى راجل بينهار حب، بينهار ضعف بعد حب و بتنهار قوته و كبرياءه و عناده و غرور قلبه و يستسلم بضعف لذيذ لحبها و بيحب ضعفه ده قدامها عشان بيستقوى بيها و من يومها عمره ما بيفارقها، و فى راجل تانى بينهار ضعف بعد خيبة امل و كسره و بتنهار رجولته و كرامته و بيرفض من اللحظه دى حبها لو روحه فيها حتى و بيكره ضعفه قدامها عشان شافها استقوت عليه و من يومها عمره ما بيرجعلها، اختارى هتبقى انهى فيهم!
,
, هديه بصتله قوى بخوف، مجرد ما حست انها ممكن تخسر ادم الخساره اللى حمزه وصفها اتنفضت!
, ليل طويل و صعب عدّى ع الكل..
, حنين مرعوبه على بنتها، وجعتها اكتر كلمة هديه لها انها مش عايزه تبقى زبها!
, حمزه مرعوب من بُعد ادم لانه عارف انه جه هنا غصب عنه و عشان حاجه واحده اسمها الحقيقه و اخدها و محتاج معجزه تجيبه تانى..
,
, مرعوب اكتر من قرار هديه، بيحبها اوى و عمره ماحس لحظه انها مش بنته بس لأول مره يبقى مش عايزها بنته، عارف ان لو ادم محتاج معجزه ف هى المعجزه الوحيده بتاعته..
,
, هديه كانت خايفه من اللى جاى و دلوقت بقت مرعوبه اكتر، كانت خايفه من ضعفها و احتياجها و كسرتها قدام مبادئها و كرامتها، دلوقت مرعوبه قدام الخساره اللى اصبحت محتومه عليها، لازم تخسر، يا ادم يا حمزه! يا تخسر حمزه كأب و تتنازل عن اسمه مقابل تكمل مع ادم، يا تتمسك بحمزه و اسمه و ساعتها هتتحرّم على ادم شرعا و قانونا عشان هيبقى اخوات قدام القانون شايلين نفس الاسم!
,
, و اللى اصعب من الاختيار هو المواجهه الصعبه اللى بعده، قرار مش هتعرف تواجه العالم كله بعده و التانى مش هتعرف تواجه عالمها هى اللى جواها بيه!
,
, ادم كان متخبط، متخبط اوى، كانت حقايقه متلغبطه اه لكن مفهومه حتى لو غلط، لكن حاليا هو مش عارف و لا فاهم حاجه، مش فاهم بيحب مين و بيكره ايه، مش عارف المفروض يعمل ايه حاليا، نفسه تبقى أمه معاه حاليا مع حمزه عشان يعرف يزعل منها، و نفسه حمزه هو اللى كان يبقى عندها عشان دى الحاجه الوحيده اللى ممكن تمحى الزعل بينهم و ف نفس الوقت بيتنفض من مجرد التفكير ف ده، سواء ف عدم وجود حمزه او ف وجود امه اللى خانت العشره و غدرت بأبوه و حاولت تقتله!
,
, نور الفجر نوّر على العتمه اللى جواهم بالعافيه..
, حنين بتتقلب اتفزعت اما ملقتش حمزه جنبها، نزلت جرى لتحت و هى مبتفكرش غير ف ازاى بيتقالها حمزه نقطة خوفها و هو نقطة الامان الوحيد لها، عمرها ما كانت مجبره عليه ابدا..
, من وسط دوشة افكارها اتفاجئت بيه واقف قدامها فاتحلها حضنه، بصتله و بصت حواليها بتوهان مش عارفه افكارها اتجسدت قدامها و لا هو اللى طول عمره بيجى ف الوقت الصح..
,
, هديه منامتش عشان تصحى، بس مجرد ما حست بحركه برا قلبها اتنفض، اتحركت بخوف لحد تحت و وقفت على منظر حنين ف حضن حمزه قدامها، وقفت قدام ضمتهم لبعض لحظات، دلوقت بس قدرت تفهم ايه اللى صبّر امها السنين دى كلها، ايه اللى طمنها و حتى لو ضعيفه ف ايه اللى احتوى ضعفها و قواها و خد بإيدها عشان تعدى، ماهى عاشت طول عمرها مع حمزه من غير اب و ام و لا حتى اساميهم!
,
, بصت حواليها بتوهان و لاول مره تفتقد ادم، او تحس انه لازم يبقى موجود، لازم، بأى شكل او صفه، ده اللى مينفعش تخاف من ضعفها قدامه..
,
, حمزه كان وقف اما شاف حنين نازله جرى و ضمها بترقب: حنين
, حنين رفعت وشها بالعافيه من هزة صوته و لمحت خوفه ف عينيه كإنه هو اللى بيتطمن بيها..
, حمزه مسك وشها رفعه بإيد بتتهز: متتخليش عنى دلوقت، ارجوكى، انا محتاجلك اوى دلوقت.
,
, حنين فهمت انه فاكرها ذاكرتها اتشوشت و نسيت زى العاده ف ابتسمت بالعافيه: انا مش عايزه انساك يا حمزه، مش عايزه و لا حاجه تتمسح من جوايا ليك، حتى لو هبتدى من الاول و حتى لو بردوا هيبقى معاك، بردوا مش عايزه، كل مره ببقى مرتاحه و انا مش عارفه حاجه بس برتاح اما بنسى كل حاجه، لكن المرادى رغم انى اتوجعت اما عرفت كل حاجه الا انى لاول مره احس انى مش عايزه انساك و لا انسى حاجه، مش عايزه يا حمزه.
,
, حمزه افتكر كلام الدكتور اما قاله هى هتتحسن اما تحس انها عايزه تتحسن، مش هتنسى الا اما تبقى مش عايزه تنسى و هو وقتها مفهمش الجمله اللى فهمها دلوقت بس!
,
, هديه بصتلهم اوى و عيونها اللى دمعت ابتسمت بتلقائيه، نفس جملته دى سمعتها من ادم قبل كده ف لحظات ضعفه و احتياجه لها..
, بتبص لفوق و هتتحرك شافت ادم نازل بهدوء و معاه شنطه صغيره اللى جه بيها..
, بصتله بخوف و حمزه غمض عينيه بألم و قرب ناحيته و هو لسه بيتقدم ف خطواته كإنه بيشاركه مشوار القرب او هو اللى عايز يقوله ده..
, وقفوا قصد بعض و ادم اخد نفس طويل و خرّجه ببطئ..
,
, حمزه مد إيده مسك إيده غصب عنه: ادم، لازم تعرف انك ماشى عشان راجع تانى
, ادم اخد نَفس بصوت عالى و دوّر وشه بعيد: لو عرفت ترجّعلى امى ابقى قولى عشان ارجع، غير كده لاء
, حمزه مد إيده لف وشه له و صوته اتهز: انا مش هسيبك تانى، مش هعيش عُمر تانى انت مش فيه
, ادم سحب إيديه بهدوء منه و اتكلم بإيجاز و هو بيتحرك: و انا مش هقدر.
,
, حمزه اتحرك وراه بسرعه وقّفه: لا هتقدر، و لو انت مقدرتش تعدى اللى حصل عديه بيا، لو بتقول خسرت والدتك ف اعتبرنى زى ما قولت عن هديه انى المكسب الوحيد لك وسط خسارتك دى
, ادم بص على هديه بتلقائيه و هز راسه بسخريه و اتحرك..
,
, وقف بتجمّد على صوت هديه المهزوز: انت ماشى؟ ده اللى قبل كده قولتهولى و انت محتاجلى؟
, ادم لف وشه لها بعتاب غريب: و انا بردوا اللى قولتلك انى مش مستعد لحزن تانى و انى ‏الفتره دى الشخص اللى هيقع منى لو رجع فارش الطريق ورد و **** ما هيرجع مكانه تانى مهما عمل.
,
, هديه مدت إيدها مسحت دموعها بضعف و هو غمض عينيه بخنقه قدام دموعها، هو كان عارف انه مش هيمشى و لا هيقدر، هيبعد شويه و ان حصل هيرجعلها، اما شافها بتخبط ف ضعفها خاصة قدام صرختها ف حنين انها رافضه تكون زيها فهم انها لو مخرجتش دلوقت و بسرعه من الدايره اللى غصب عنها اترمت فيها دى يبقى عمرها ما هتخرج، فهم انها لازم قرار خروجها ده ينبع من جواها و انها عشان تاخد قرار زى ده يبقى قليل من القسوه يكفى، لازم تحس انها هتخسر و تجرى تلحق خسارتها و الا هتفضل طول عمرها مكانها و هتفضل طول عمرها حايره ف نص الطريق!
,
, بصلها بضعف على دموعها و حنين قربت منه و ابتسمت بهدوء: ادم، انت بردوا مش هتحضنى؟
, ادم ملامحه اتقبضت بتشنّج: لاء
, حنين بصتله بصدمه و دمعت..
, ادم صوته اتبح بحزن مع عينيه: معتقدش انى هعرف احضن حد بعد امى اللى عمرى ما حضنتها و اتحرمت من حضنها بدرى اوى
, حنين بصت لحمزه اللى غمض عينيه بألم على جرحه اللى كل مدى بيتآكد انه مستحيل هيتقفل..
,
, حنين حست انه بيبص لهديه ف خفا و مجرد ما تتقابل عيونهم بيهرب بعينيه بسرعه..
, حاولت تلطف الجو فبصتله بمكر: و لا حتى بنتى؟ اخسسس.
,
, ادم ضحك غصب عنه: هى العيله دى ماشيه تتحرش ف بعضها احضان ليه؟ عيله قليلة الادب ليه؟ رخمين اوى ليه؟ انتى واقفه بعيد ليه؟
, حنين ضحكت اوى بخفه على هزاره و هو قال اخر جملته و هو بيقرب منها بهزار بس هى حضنته اوى غصب عنه و الحضن طوّل اوى..
,
, ادم انسحب بهدوء من حضنها و هى ابتسمت من وسط دموعها: انت ابنى يا ادم، صحيح مطلعتش انا البطن اللى شالتك، لكن شيلتك ف قلبى، فضلت شايلاك السنين دى كلها ف قلبى و عمر حبى لك ما قل من يوم ما بعدت و لا عمرى حسيت لحظه انك مش ابنى حتى بعد ما عرفت الحقيقه و ان واحد منكم انت و هديه مش منى.
,
, ادم بصّلها لحظات بذهول و بص لهديه و حنين ابتسمت بدموع: اما انا و حمزه اتواجهنا بعد الحقيقه اول حاجه انهارت قدامها هى انهم بعدوك عنى تبقى انت اكيد ابنى و اكيد هما عارفين، قولتله انت مش هتريى ابن واحد غدر بيك، اكيد عملتوا فيه حاجه تنتقم من ابوه، او حتى لو ملكش يد ف اتنازلت بسهوله عن وجوده عشان ميخصكش.
,
, ادم ابتسم بالعافيه و هى مدت إيديها ضمت وشه بحنيه: انت عارف انى نسيت الف حاجه و حاجه الا انت، من و انت معانا و من بعد ما بعدت و انا ذاكرتى بتتقلب من وقت لوقت و بنسى بس انت الحاجه الوحيده اللى عمرى ما نسيتها.
,
, ادم ابتسم بعيونه اللى دمعت و بتلقائيه مسك إيديها اللى حوالين وشه باسها بهدوء نوعا ما داخلى: اوعى تزعلى منى، انا لا يوم ما بعدت كان قصدى ابعد عنك و لا يوم ما رجعت كان قصدى ائذيكوا، انا بحبك و بس
, حنين دموعها نزلت: عارفه
, ادم اتردد شويه بإرتباك: عايز اطلب منك طلب.
,
, حنين رفعتله حاجبها بطرف عينيها على هديه: اللى سبق اكل النبأ زى ما بيقولوا، مدحت من كام ساعه بس قبل ما انام طلب منى ايد هديه، هارد لايك بقا يا دوما
, ادم كز على سنانه بغيظ و هى قرصت خده: حظك وحش بقا و انا الصراحه اخاف تعدى بنتى
, هديه ضحكت غصب عنها و هو بصّلها بغيظ و بص لحنين: انتى مالك قلبتى على محازن كده؟ هو هيطلع العيب منى انا ف الاخر و لا ايه؟
,
, حنين كتمت ضحكتها ببراءه: فقر بقا، بالك لو كنت اتقدمت الاول كنت وافقت
, ادم شد إيده منها و حطها ف وسطه بغيظ: هى طابور تموين؟ مالك يا ست حلويات فيكى ايه، ده انا اروح فيكوا ف داهيه
, حنين غمزت بطرف عينيها لحمزه ف الخفا و بصت لأدم بسرعه ببراءه: ماهو انت اللى نمت بدرى يا باربونيا، بالك انت لو مكنتش سيبتنا و روحت نمت و كنت طلبتها منى وقتها بدل دلوقت كنت اخدتها الاول، لكن سوء حظك بقا خلاك تنام بدرى.
,
, ادم رفع حاجبه بغيظ: يعنى اشوف راجل بيتنكد عليه عشان نام ليلة الفرح، عشان نام قبل الخروجه بشويه، عشان نام و قال ساعه و صحينى و مصحيش، لكن يتنكد عليه عشان نام قبل ما يطلب ايدها بساعه! لا جديده دى
, حنين ضمت بوقها ببلاهه: شوفت، اهو ده بقا سوء الحظ.
,
, ادم حط إيديه ف وسطه: لاء ده سوق العبيد بعيد عنك، يعنى ايه بقا ان شاء ****؟
, حنين كتمت ضحكتها: يعنى فى حاجة اسمها قوانين مورفي التلاتين لسوء الحظ، من القوانين دى بقا إن الانسان ينام حينما يستيقظ حظه و تنطفئ عيناه ايضا بالنوم حينما يبتدى النور يشرق ف جانب من جوانب حياته
, ادم بص بغيظ على هديه اللى بتغيب و ضحكتها بتطلع بصوت خافت..
,
, بص جنبها على حمزه اللى قرب منها و همسلها: انا هبتدى اصدق انه فقر و ****، هى امك مالها قلبت على الحموات الاشرار كده؟
, ادم بصّله بغيظ: اعمل ايه!
, حمزه ضحك برخامه: لا انشف كده انت لسه ف الاول، متستسلمش بسهولة
, ادم عض بوقه بغيظ: يعني حتى وأنا هستسلم لازم فرهده الأول
, هديه همستله بمرح: احيييه ده الكلبه ام رحاب خلته يمشى يون حوالين نفسه
, حمزه رفع راسه عنها: احييييه.
,
, ادم بص بغيظ على حمزه اللى كاتم ضحكته بالعافيه و رفعله صوباعه لفوق: لاء انت كده، **** معاك يا بنى.
,
, ادم بصّ لحنين و عض بوقه: لا و **** انا مقدم على عداد نور من بتاع الحظ ده و مهندس كهرباء يشوف الجانب المشرق من حياتي منورش ليه لدلوقتى لا احسن ابتدت تليّل.
,
, حنين ضحكت غصب عنها و اتصنعت الجديه بسرعه: و انت بقا سوء حظك خلاك تنام حينما استيقظ حظك
, ادم رفع حاجبه و هى هزت راسها ببلاهه: يعنى نمت و حظك بيخبط عليك ف اتقمص و مشى، يا باربونيااا
, ادم بص لحمزه بغيظ اللى ضحك بصوته كله و قرب لف دراعه حواليه و ادم جسمه بيتشنج بغيظ عايز يشد حنين و حمزه بيحاوطه..
,
, حمزه اتكلم من وسط ضحكاته: تصدق تستاهل، ما انت اللى اهبل، بيقولوا اللى تخلى صعيدى يحبها يبقى يا غُلبها و انت حتة متر و نص مغلباك
, ادم بص لهديه بتلقائيه و شاف وشها ابتدى ينور من تانى..
, بص لحمزه بغيظ: اعمل ايه يا خبره؟ و لا زيى زيى و من شابه اباه و مسيطنى ع الفاضى؟
, حمزه كتم ضحكته: إتلحلح روح قولها عيونك بتضحك بس الحزن ماليها، ممكن نتقابل محتاج أبص فيها
, ادم: منك لله
, حمزه غمزله: طب هقولك نكته.
,
, ادم حط إيده على وشه بغيظ و حمزه ضحك ببلاهه و هو بيبعد لورا جنب حنين: بيقولك مره واحد اهبل مش عارف يصالح حبيبته بيقولها طب سامحينى المرادى قالتله عشان ايه قالها عشان خاطرى، ها ها ها
, ادم بص لهديه و ضحك غصب عنه: عاجبك كده؟
, هديه رفعت حاجبها: من شابه اباه و ****
, ادم بص لحمزه: عاجبك كده؟
, هديه كعمشت وشها و ادم غمزلها برخامه و هى بيقرب جنبها: وراثه بقا و كده.
,
, هديه بصتله و إبتسمت بإستفزاز: لا هو الحقيقه اغلب صفات الانسان وراثيه الا الاستلطاخ، ده بيبقى مجهود شخصى على فكره
, ادم بص لحمزه اللى كتم ضحكته بالعافيه: معلش معلش، مفيش واحده بتتكلم على راجل بغيظ كده و تكز غير لم يكون علم عليها
, ادم عمل نفسه بيتف عليها: هى لو مكنتش دبش كنت لبست فيها انا؟
,
, حمزه ضحك: بعدين ما انت اللى قولت مفيش بنت حلوه بتتسهوك، الحلوه بترمى دبش على طول، و قولت هتشيل المسئوليه، شيل بقا يا قائد
, ادم عض بوقه غيظ: و **** انا تعبت من شيل المسئوليه، أنا عايز أشيلها و أقفل باب الشقه برجلى بالحلال و اعمل الحرام.
,
, حمزه رفع حاجبه: الحرام؟
, ادم عض بوقه: و **** انا ممكن احبك لو جوزتهالى دلوقت.
,
, حمزه مد إيده بسرعه بمرح مسك إيده و تمتم لحد ما علّى صوته: و لا الضالين، ااامين
, ادم رفع حاجبه: يوم ما اقرا فاتحتها تبقى فاتحه ف اخر الليل؟ هى فاتحه على ميت؟
, حمزه ضحك: يابنى الليل ستار
, ادم بغيظ: ستار ايه هو احنا جايين نحرق الزرع بتاع الناس؟
, حنين شاورتلهم بحيره و سكتت..
, ادم رفع حاجبه و هى بصتله ببلاهه و بصت لحمزه: حمزه، هما ممكن يكونوا راضعين على بعض؟
, ادم برّق و هديه بتلقائيه اتحركت بخضه ناحيته..
,
, حمزه حط إيده على وشه و هى بصتله بتفكير: منى او من امينه مثلا
, حمزه هز راسه بنفى و مجرد ما ادم شافه و اتطمن بصّ لحمزه بغيظ: و **** انا الضغوط دى كلها كبيره عليا، مفيش منها مقاس أطفالى طااه عشان اعرف الم نفسى فيها؟
, حمزه ضحك بصوته كله و ادم ضحك غصب عنه معاه..
, حنين بصتلهم ببلاهه: قصدى انهم اتولدوا ف نفس اليوم و عاشوا طفولتهم سوا، ف ممكن يعنى يكونوا رضعوا من.
,
, ادم بص لحنين بغيظ: لا احنا لو راضعين على بعض هنبقى لا راضعين منك و لا من امى، هنبقى راضعين من المجارى، ده يبقى لبن مجبّن بعيد عنك، ايه اللى بتقوليه دى هى ناقصه فقر؟
, حمزه ضحك بخفه: لالا محصلش، امينه لاء مشافتهومش حتى من يوم ولادتهم، و انتى و الدكتور كان مانعك من الرضاعه اصلا عشان حالتك الصحيه مكنتش تسمح، قعدتى ف المستشفى فتره و عقبال ما خرجتى كان معدش ينفع.
,
, هديه بعفويه اخدت نفس براحه و ادم بصّلها و بص لمسكتها فيه و ابتسم..
, بعدت بسرعه اول ما انتبهت لنظرته لمسكتها فيه..
, ادم شدها لحضنه تانى غصب عنها و رفعلها حاجبه: معلش بس ممكن اوضح إن الغلطان بيعتذر مش بيتقمص.
,
, حنين شاورت بتفكير: و لا مثلا الداده رضعتهم الاتنين و.
,
, ادم شدد على ضمة هديه اللى ضمتهاله هى بتلقائه و بص لحمزه بطرف عينيه متغاظ: شوف مراتك بتقول ايه لو مش عايز تزعل عليها
, حمزه ضحك: دع القافله تسير
, حنين برّقت لحمزه: انا كلاب؟
, حمزه كتم ضحكته: انا مقولتش
, حنين برّقت لأدم: انت قولت؟
, ادم ضحك: تستاهلى.
,
, حنين رايحه بهجوم على حمزه استسلم لإندفاعها و مجرد ما وصلتله شدها لحضنه بضحك: صلى ع النبى كده و اهدى و قولى هديت، الواد لسه خارج من فيلم عربى قديم هابط و راح كمّله عند محازن، مش واخدينه مقاوله يا ولاد الجزمه، قولت القافله تسير يعنى تسير.
,
, ادم ضحك بغيظ على ضمته لحنين و بصّله بطرف عينيه على هديه: قافلة ايه اللى اسيبها تسير؟ أقسم ب**** أنا شايف القافله نفسها بتسير و الكللابب بتسير و كل شئ بيسير إلا حظى ابن الكلب هو اللى قاعد يعوى
, حمزه ضحك غصب عنه و شدد على حضنه لحنين اللى بتبص لأدم: جرا ايه يا حنون؟ مالك قلبتى على الحموات الفاتنات كده؟
, حنين بصتله ببراءه: انا بتكلم بجد
, حمزه: لا محصلش ياستى، ممكن تطمنى بقا؟
,
, ادم بص لهديه بغيظ: هو اللى بيحصلى ده طبيعى؟
, هديه كعمشت وشها بإستفزاز: لا قيصرى
, ادم بصّلها و ضربها بخفه على راسها: هى الولاده متعسره اوى كده؟
,
, حمزه ضحك بصوته عالى و شد حنين عليه بملاغيه: مش ده ادم؟ حبيب القلب؟ و ابن القلب؟
, حنين رفعت حاجبها و حمزه برّق بمرح: او ابن الكلب، ايهما اقرب بقا، مش عارف
, حنين رفعت حاجبها و عادت كلامه اللى قاله عن مدحت: حبيبك لا تناسبه و لا تحاسبه، هاا
, حمزه خبطها براسه ف قورتها: انتى قلبك بقا اسود و لا انا اللى مكنتش واخد بالى؟
,
, حنين ضحكت برقه و حمزه غمزلها: طب ايييه؟ مفيش حاجه كده عشان الواد؟ و ابو الواد؟ و خلى بالك من الواد؟
,
, حنين ضحكت اعلى و حمزه عض بوقه: يخربيييت ابو الواد.
,
, ادم رفعله حاجبه: عملت ايه يا فلانتينو؟
, حمزه عمل ريأكشن وشه: عملت مفاوضات مع العدو على ارض المعركه
, ادم: و رفعت العلم؟
, حمزه ضحك ببلاهه: لا رفعت راية الاستسلام
, ادم عض بوقه: منك لله
, حمزه: افهم يا حمار، الراجل لازم يتحب 30% و يتفهم 70%، الست بقا العكس
, ادم رفع حاجبه: تتحب ال 70% و تتفهم ال 30%؟
,
, حمزه رفع حاجبه و ضحك ببلاهه: لاء، دول لازم يتحبوا 100% لإن مفيش غير **** اللى فاهمهم و هو بس اللى يقدر عليهم و حسبى **** و نعم الوكيل
, هديه بصت لحمزه بغيظ و بصت لأدم بغيظ اكبر..
, ادم شدها عليه اكتر بمرح: لا احنا عيال اهالينا كارهه الحياه احنا مالنا؟
, هديه بصتله بضعف لضمته لها: انت بجد ماشى؟
,
, ادم ابتسم لعينيها: لاء هو انا مش ماشى ماشى، هو انس كلمنى و قال محاكمة علا اخر الاسبوع و لازم احضر عشان الشهاده، و اه على فكره انتى كمان مطلوبه للشهاده معاها لو لسه حابه تساعديها و كنت جايلك من يومين اقولك كده
, هديه ردت بعفويه: يعنى المفروض هكنت هسافر معاك
, ادم ابتسم لابتسامتها التلقائيه و هى انتبهت ف اتوترت: هو لو مكنش فى محاكمة علا كنت هتسافر؟
, ادم اخد نَفس طويل: اه، مش عايز اقرب.
,
, هديه ردت مش عارفاها تلقائيه و لا تلقائيه مقصوده: و انا بردوا كنت هسافر، عايزه ابعد
, ادم بصّلها و رفع حاجبه و هى بعد ما ابتسمت بتلقائيه ف اول الامر قدام نظرته كشرت تكشيره مزيفه: انت ليه كل ما ابعد تحصل حاجه ترجعنى ليك؟
, ادم من ملامحها اللى اتبدلت فهم انها بتقاوح مع اخر عنادها: كل الطرق تؤدى الى دوما
, هديه رفعت حاجبها: دوما؟
, ادم بصّلها بمشاكسه: اه بدل روما، شوفتى التويست؟
,
, حمزه غمزله على ضمته لها بتملك و همسهم و علّى صوته: ايه يا فلانتينو، انت خدت منى المايك ليه دلوقت؟
, ادم رفع حاجبه: لاء احنا بالصلاة ع النبى بتوع دلوقت و كل وقت، بس احنا اللى سايبينك تاكل عيش ف متقطعش برزقك بقا
, حمزه غمزله و قرب منه بغلاسه: طب اللهى تتمسك تحرش هنا
, ادم بغيظ: ياخويا قول يارب
, حمزه ضحك اوى: و تخيل بقا متحرش و ف الصعيد! و يبقى الصعيدى المتحرش راح الصعيدى المتحرش جه.
,
, ادم بصّله و رفع حاجبه و زق هديه بغلاسه: يلا يلا انا راجل صحتى على قدى و بقيت معايا السكر
, هديه بمرح ضحكت بإستسلام: طب مبرووك، هات الشاى بقا
, ادم كعمش وسه و زقها بصوابعه ف خدها: سكررر.
,
, هديه كانت واخده قرارها من بعد كلام حمزه معاها، بس خطوات ادم دلوقت و هو هيبعد اثبتتلها ان قرارها صح، لا ده الصح الوحيد اللى مش هتتحمل غيره، ابتسمت لأدم اللى فهم عيونها قبل ما تنطق..
, قرب منها بخطوات هاديه و وقف قصادها و مد إيده..
, هديه قدام لمعة العشق اللى ف عينيه بتلقائيه اتجاهلت إيده و استخبت ف حضنه..
, همست برجفه: هتفضل طول عمرى و عمرك جنبى؟
, ‏ادم همس ف حضنها: هفضل احبك.
,
, هديه صوتها اتهز: هتعرف تتحملني؟
, ادم شدد على ضمتها: تعرفى انتى تتبّتى فيا و بس؟
, هديه همست براحه كإنها مش عايزاه يسمعها: أنا كلي عيوب و عيوبى بقت بتزيد
, ادم ابتسم: أنتى احلى حاجه ف حياتى.
,
, هديه تبتت فيه كإنها بتاخد القرار عنه: انا مش حلوه أنا متهوره و متسرعة و ساعات بكون غبية و مؤخرا بقيت خوافة، أنا بزعل و بسكت و ببعد و مش بعاتب، أنا صعب تفهمني و تعرف مالي لأن أنا مبقتش عارفة مالي؟ أنا اتكسرت يا ادم و ثقتى ف نفسى اتكسرت
, ادم ضمها اكتر و اتنفس ف حضنها بصوت عالى: بردو هفضل أحبك.
,
, حنين برّقتلهم و هتتحرك حمزه شدها لحضنه بضحك: وحدى **** يا مارى
, حنين بصت لحمزه بغيظ: سافل زى ابوه
, حمزه غمزلها: لا جامد زى ابوه، كَل البت بكلمتين و غمزه
, حنين ضحكت بغيظ: ماهو تبقي البنت ذكيه و ناصحه و اشطر من ابليس نفسه، و تيجي لغايه اللى بتحبه و دماغها يتحول لقفل مصدى، اسألنى انا
, ادم قعد بهدوء استنها لحد ما طلعت لبست و جهزت شنطتها و مشيوا..
,
, حمزه قعد بخنقه قدام امه اللى بتزعق بغضب مكتوم..
, صافيه: زمن ايه اللى كان بيحوّشهم لبعض يا حمزه؟ انت اتجننت اياك و لا ماوعيش لكلامك؟
, حمزه بخنقه: لاء انا عارف كويس انا بقولك ايه
, صافيه زعقت: لاه ماعرفش عشان لو عارف الكلام ده مهيطلعش منك، انت واعى بتعمل ف نفسك ايه؟
, حمزه: بصلح غلطات الماضى
, صافيه زعقت: بكارثه؟ تصلح غلطه بكارثه اكبر؟ مش بقولك اتجننت!
,
, حمزه وقف و زعق: ابنى بيحبها و بنتى كمان بتحبه، ليه اعمل فيهم زى الزمن و افرقهم؟
, صافيه اتحركت قدامه: سمعت نفسك؟ ابنك و بنتك؟
, حمزه: بس هديه طلعت مش بنتى و انا اتآكدت، يعنى لا هنعمل حاجه ضد الشرع و لا ضد القانون، ليه عايزانى اعمل زيك؟ اكدّر على ابنى حياته لمجرد انه حب؟ هو مأجرمش.
,
, صافيه وقفت بغضب: شرع و قانون؟ طب و عادتنا؟ و تقاليدنا؟ و العْرف؟ و الناس اللى مهتسكتش!
, حمزه اداها ضهره: طظ، طظ ف كل ده قدام راحة ابنى
, صافيه بذهول: هتقول لكل ده طظ؟ هتقول للناس اما تسألك كيف جوّزت بتك لولدك طظ؟
,
, حمزه بصّلها بآلم مشافتهوش كالعاده: هديه اختارت تغير اسمها لآبوها، و انا حمدت **** انها اختارت ده بنفسها رغم انها لو ف ظروف غير الظروف انا اللى مكنتش هرضى
, امه زعقت بعصبيه: ماهو اكيد وقتها مش هتطلعلهم بطاقتها توريهم اسمها اللى مبقاش على اسمك و لو عملتها، ف اكيد مش هتلف على نفر نفر تحكى الحدوته الخايبه بتاعتك و تخليهم يوعوا لأصل الحكايه.
,
, حمزه هيرد امه شاورتله بتحذير: حمزه انت مهتعملش اكده ف حالك و لا فينا! ما هتفضحناش وسط الخلق! اللى حصل اندفن مع اللى اندفنوا!
, حمزه زعق: لاه مندفنش، اللى حصل طول عمره عايش جوانا زى النار بياكل ف روحنا، و كان لازم كل ده يخرج من جوانا عشان كل حاجه تتعدّل عشان روحنا ترتاح.
,
, صافيه: و هتقول ايه للناس؟ ولدك و لو غيّر اسمه لك كل الخلق عارفه انك كان عندك ولد و غاب، محدش هيتكلم لكن هتقولهم ايه اما يلتقوا بتك غيرت اسمك!
, حمزه: محدش له حاجه عندى، محدش له حاجه عندى غير ولادى و انا مش هعمل حساب لحاجه غيرهم.
,
, امه زعقت: اسمك و سمعتك و شرفك مش حاجه، فااهم، الناس مهتقولش ان مرتك كانت حبلى قبلك و بتها اتكتبت بإسمك، و لا هيجى على بالها انك غيرت اسمها بس عشان ولدك حبها و انت من الاول كنت عارف انها مش بتك.
,
, حمزه اتعصب: امااااه
, امه: اقولك انا الناس هتقول ايه، الناس هتقول ان مرتك كانت مقرطساك، مستغفلاك و حبلت من غيرك و انت لسه يدوب بعد السنين دى عرفت و بتصلح غلطتها.
,
, حمزه دوّر وشه بضهره لها لإنه عارف ان كلامها فيه طشاش من حقايق كتير و ده فعلا اللى هيتقال، بس هو مش هيهد تانى..
, امه اتعدلت قدامه: الناس مهيجيش على بالها انك كنت عارف من الاول، و ياريت اكده، حتى ميقولوش ولدى بقرون
, حمزه زعق: اماااه.
,
, امه بصتله بتهكم: ماهو لو مقالوش اكده، هيقولوا انك ديوث عملت اكده لاجل ولدك اللى غاب و حب اخته و هو معرفهاش و اما قابلك و عرفتوا بعض و عرف انها اخته انت غيّرت ف الشرع و الدين عشانه، اتحايلت ع الشرع بالنصب و غيرت اسم البت عشان تجوز له
, حمزه صوته عِلى: اماااه.
,
, امه زعقت: بلا اماه بلا اباه، ما انت طول عمرك ماشى بدماغك عملت ايه غير انك غرقتنا و غرقت حالك! مفكرتش ف سمعتك، اسمك، شرفك اللى الناس هتدوس عليه بالكلام؟ كل واحد بحكايه شكل و كلمه شكل!
,
, حمزه: مفكرتش غير ف ولادى، مفكرتش غير ف ازاى هعوضهم بعد ما اتأذوا بسببى و هما الوحيدين اللى ملهومش ذنب، طب امينه و كنتى هتكرهيها لحالك و ظنيتى السوء ف سمعتها مع انها طلعت بريئه، و حنين و هتكرهيها بس عشان حبيتها و بردوا ظنيتى السوء ف سمعتها مع انها كان غصب عنها، و امينه و ماتت، و انا و حنين و دفعنا سنين من عمرنا وجع.
,
, امه مسكت دراعه بتحاول تقنعه بس لفّت دايرة الحوار و قررت تستخدم اسلوبه هو و منطق الحب اللى يحكم بيه على اموره: وجع سنين عمركم اللى فاتت كوم و وجع الجاى كوم تانى، هتطيق تتحمّل على مرتك كلمه من اللى هتتقال؟ هتطيق يتقال عنها وس و مش شريفه و مرمغت شرفك ف الارض و حملت من غيرك و بتك بت حرام مش من صلبك؟ هتطيق اسئلة الناس اللى مش هتخلص؟ ع الاقل اهلنا و ناسنا و معارفنا؟
,
, حمزه بصّلها بتوهه لإنه معملش حساب كل ده، معملش حساب غير لحبايبه و بس، مراته و ولاده و بس، معملش حساب الناس و كلامهم و للاسف اللى هتدفع التمن سُمعة مراته و شرف بنته!
,
, امه فهمت انها ضغطت على وتر حساس ف داست: قولى مبرر واحد هتواجه بيه كل دول، و متقوليش طظ عشان لا انت هتقولهم ده و لا ده هيدافع عن شرفهم!
, حمزه رفع وشه و اتنفس بتعب و هى وقفت قصاده و بصتله بإنتظار لقراره..
, حمزه: و المفروض انى اعمل ايه؟
, امه شاطت الكوره اللىحدفتها ف ملعبه عشان تجبره يردهالها: تختار
, حمزه بصلها بحذر و هى كملت بشده: بين ولدك و بين اس الحرام اللى قدمها جر الحرام وياها ف صورة بتها.
,
, حمزه هينطق هى كملت: قدامك حل من الاتنين، يا تغير اسمها و تسيب ولدك يتجوز بت حرام ملهاش اصل و لا نسب بس ساعتها انت تسيب امها دفاعا عن شرفك و قطع لألسنة الناس اللى مهما تسأل و تستفسر عن اللى حصل مهتقدرش تعيبك لانك طلقتها و اذا كان على ان ولدك مش هتقدر عليه يعمل زيك و هيبقى قدام الناس اتجوز واحده جات بالحرام هيبقى قدام الناس انت ملكش صالح، ولدى و مقدرتش عليه و مش هيعيش اهنه، يا اما خليك متشعبط ف مرتك كيف العيل الصغير بس ساعتها ولدك اللى يسيب بتها اللى تفضل قدام الناس بتك انت كمان و ساعتها لا هيبقى فيه كلام و لا حديت، ولدك غاب غاب و رجع و خلصنا.
,
, حمزه بصّلها بصدمه و هى وقفت قدامه بحزم: انت لومتنى ف امينه انى خرّجتك برا الحكايه، فرضت عليك و مدتكش حرية الاختيار معاها، و دلووك بخيّرك و انت اللى هتختار
, حمزه هيتعصب و هى بصتله بنظرات ثابته: انت اللى هتختار عشان متلومنيش زى امينه
, حمزه بصّلها قوى و فهم نبرة التهديد اللى ف صوتها و لأول مره يخاف على حنين بجد، امه مستعده تعمل اى حاجه عشان اسمهم وسط الناس و سُمعتهم و مجرب ده ف امينه!
,
, بيبص وراه لمح حنين بترجع لورا و هى بتضم نفسها بدراعاتها و بترتجف و رعشة جسمها بتعنف، بيبص قدامه شاف امه نظراتها بتعنف و المفروض يفصل بينهم بقراره و الا العواقب هتكون مش مضمونه بالمره! الموقف صعب و الاختيار اصعب، يا هو يا ابنه!
, حمزه اخد نفس طويل و بص لأمه و٣ نقطة!
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٨

حمزه اخد نفس طويل و بص لأمه: هاتى من الاخر يا امى، انا فاهمك كويس جدا، عايزه ايه!
, امه بصتله بنفاذ صبر: طلقها.
,
, ادم اخد هديه و طلعوا بعربيته ع الطريق، شغّل موسيقى علاها و رفع كافر العربيه و ساب الهوا يمسح تعب اصعب ليله عدت عليهم..
, ابتسملها جنبه و هى رجعت ضهرها براحه لورا: بتجى كتير هنا و لا حمزه اللى بيجيلك دايما؟
, هديه ابتسمت: مش دايما ده و مش دايما ده، بس ف الحالتين انا بحب الطريق، بحب ريحته و شكل بيوت الصعيد و الاماكن الاثريه القديمه اللى بنعدى عليها ع الطريق.
,
, ادم ابتسم: بتحبى السفر انتى هاا؟
, هديه اتعدلتله بحماس: جداا، و مكنتش متخيله انى احب واحد مش حِرك او مجنون و بيحب التنطيط و المغامرات و كده
, ادم ضحك بخفه على حماسها و هى ضحكت معاه: كانت اول ملامح حطتها للى هتجوزه، دى اهم من شكله
, ادم بصلها بطرف عينيه: يعنى مش شعر و دقن و روح المسلسلات التركى اللى لابساكوا دى؟
, هديه رفعت حاجبها: هعمل ايه بشعره و دقنه انا؟ هو انا قمله؟
,
, ادم ضحك بخفه و هى مسكت شعره و بتهزه برخامه عليه: ادم تفتكر بعد كل اللى حصل ده هطل بالابيض؟ هلبسه يعنى و لا هلبس فيه و لا ايه؟
, ادم زقها بغيظ من على كتفه: اتنيلى و اهمدى لا نلبسه سوا.
,
, ضحكت بخفه و هو ضحكته راقت ع للطريق: تصدقى الصعيد حلوه بجد؟
, هديه ابتسمت: رغم انى منها بس فيها حاجات كتيره حلوه اوى معرفهاش، بس بردوا طلع فيها حاجات كتيره حلوه اعرفها
, ادم ضيّق عينيه: زى ايه؟
, هديه شددت على ايده اللى ضماها: زيك، مش طلعت منها اهو؟
, ادم غمزلها و ابتسم: طب ما انتى طلعتى لذيذه اهو، امال ايه؟
, هديه كشرت ببراءه: انت اللى كنت زنان
, ادم كشر زيها: لاء انتى اللى عنديه.
,
, هديه بصتله بعِند: لاء انت اللى زنان، قولتلك عايزه ابقى لوحدى يبقى تفهم انى لو بقيت معاك هعك الدنيا اكتر ماهى معكوكه ف عايزه ابعد عشان احافظ ع الباقى مننا مش اهرب منه، انت اللى بتزن و خلاص من غير ما تفهم، ف خلينا نتفق اما يحصل خلاف تسيبنى اخد وقت و مساحه اهدى و هتلاقينى جيالك بنفسى حتى لو جايه اتخانق.
,
, ادم: انا عكسك، انا اما بيكون في خلاف بيني وبين شخص بحبّه مستحيل أهدى لوحدي بدون أي مُحاولات صُلح و تدخل منه، و لو إنتى فاكره إنّك لما تسيبيني كام يوم و ترجعى تكلميني هتلاقيني هديت و بتعامل معاكى عادي تبقى غلطانه، أنا ما بهداش لوحدي و ما بشوفهاش إنّك بتسيبيني أهدى، أنا بشوف إن زعلي مش فارق معاكى و اني هُنت عليكى و أنا الشخص اللي أهون عليه ما يلزمنيش.
,
, هديه افتكرت شكل حياته مع رحاب و علاقتهم اللى سمعتها من فاطيمه و من انس ف حتى لو ادم مش فاكر فهى قدرت تلمس الحته اللى هو مفتقدها..
, اتراجعت عشان عجبها المنطق بتاعه و عجبها اكتر انه بياخد بإيدها يوريها محتاج منها ايه: انا اما سيبتك زعلان امبارح بعد ما اتكلمنا مكنش عشان هونت، بس مكنتش حابه ازن عليك ف وقت صعب جواك، و كنت مستنيه تعمل ده معايا، تدينى وقت ابقى كويسه مش تزعل و تمشى.
,
, ادم: حتى لو، خليكى عارفه دايما انى مبزنش عليكى الا اما باقى على وجودك
, هديه ابتسمت و هو غمزلها بغلاسه: بعدين الراجل مننا عامل زى العيل الصغير الزنان إعرفى كدا لو بطل زن يبقي فى غيرك إداله بزازه
, هديه اندمجت ف اول الكلام و برّقت ف اخره: انت قليل الادب
, ادم ضحك بصوته كله و هى بصت للشباك بغيظ..
, ادم مسك إيدها: خلاص متتقمصيش، انا بهزر انتى اللى دماغك شمال
, هديه زقته بغيظ: بس بردوا انت اللى زنان.
,
, ادم رفع حاجبه: لاء انتى اللى عنديه، هاا، و دى اول حاجه لازم تظبطى زرايرها ف اللى جاى عشان مبروم على مبروم يعملوا حادثه
, هديه ضحكت ببراءه: هتستفيد إيه لما تتجوز واحده بتسمع كلامك؟ فين الحوارات؟ فين البهارات؟ فين المشاكل!
,
, ادم ضحك بغيظ: منك لله
, هديه ضحكت معاه: منى لك.
,
, ادم ابتسم و ضم إيدها و بصّلها شويه قبل ما يتكلم: انتى اللى بنفسك حكتيلى عن علاقتى برحاب كانت شكلها ايه، و انتى اللى قولتيلى ان انا اللى قولتلك لدرجة كنتى خايفه لا تكونى مجرد مسكّن ليا منها، يمكن اكون مش فاكر ده كله اه و مش عايز افتكره بس اللى انا عارفُه و متآكد منه انى اما حكيتلك عن خيبتى فيها فكنت عايز اقولك متكونيش زيها، حطيت املى كله فيكى ف متكونيش خيبة امل جديده.
,
, هديه دمعت: خايفه ابنى معاك حياتنا و انا مهزوزه كده ابنى غلط، خايفه الاساس يجى ف وقت غلط حتى لو هو صح ف يتهد بسرعه.
,
, ادم: و انا مش خايف من اى وجع هيجى معاكى طالما فى حاجه اسمها معاكى ، ، انا عيشت معظم حياتي أتجاوز هزائم و أشخاص و ذكريات، و في كل مره بقول خلاص مفيش حاجه تانيه أخسرها، و في كل مره بكتشف لا في تاني و بخسر تاني، انا كتافي تعبت من كتر الشيل، انا مش محتاج حد يواسيني قد ما محتاج إني أوصل لبر، ليه الدنيا مستكتره عليا شخص واحد يبقالي من غير خذلان؟ ليه كل الهزايم دي؟ ليه؟
,
, هديه: انا عمرى ما كنت كتير عليك، انا بس من كتر ما كنت كل ما بقوم معاك اقع كنت شايفه انك ف اخر الحكايه هتبعد، خوفت و خوفى خلانى عايزه ابقى لوحدى، تقدر تقول كده قولت وقوع البلا و لا انتظاره.
,
, ادم بصّلها بغيظ: بلا على جتتك يا شيخه
, هديه ضحكت بحزن: انا كنت مكتئبه اوى يا ادم، و مازلت على فكره، بس انت الوحيد اللى بتخلينى خارج نطاق اللى جوايا و انا معاك
, ادم رفع حاجبه و ابتسم: مكتئبه مكتئبه، على فكره موضوع إنك تكونى مُكتئبه و أنا موجود ف حياتك ده يعتبر قلة أدب منك و ****
, هديه ضحكت بخفه و هو شدها عليه وسط ضحكهم حط راسها على كتفه و بص للطريق..
,
, هديه ارتبكت بتوتر تحاول تعتذر عن اندفاعها قبل كده اما جابت سيرة ابوه و امه: ادم، انا غصب عنى بخبّط الفتره دى، أول مره أحس اني عاجزه أوي كده و مش قادره أخرج من حفرة حزني و بشكل كبير حاسه أن الموضوع مطول، لأن المره دي غير كل مره، لأن كل كلامي بتاع قد اي لازم اكون ناضجه أنهار حقيقي قصاد ضغط، و قلبي كأن عليه حجر و نفسي بيضيق و مفيش دمعة قادره تنزل من عيني و مفيش مشاعر غير الخنقة والشعور بالضيق، جسمي من جوا بارد أوي وبيترعش لكن من بره أنا عاديه جداً بس صامته صامته لدرجة تخوّف أي حد جمبي، أنا مش كويسه خالص و محتاجه اكون هاديه لأني حاسه أني داخل على نوبة اكتئاب ومش هعرف أخرج منها.
,
, ادم حاول يضمها ف اترعشت ف حضنه اكتر: انا جنبك و هفضل دايما جنبك حتى لو انتى حقيقى مش عايزه تكملى مع واحد ابوه ساب امه عشان حب واحده تانيه و هو ساب مراته عشان حب غيرها
, هديه حاولت تبتسم ف دمعت: متزعلش منى، انا مكنتش اقصد اعا، اعايرك يعنى او اجيب سيرة
, ادم قاطعها لإنه مش عايز يسمع الباقى: انتى دنيتى، حد يزعل من دنيته؟
, هديه اتكت على إيده ف إيدها بعتاب: امال سيبتنى ليه بالليل؟ و كنت عايز تمشى ليه الصبح؟
,
, ادم سكت شويه: مكنتش عايز اضغط على عقلك، ده القرار الوحيد اللى كان لازم تاخديه بإرادتك و من جواكى عشان ميجيش يوم و تكرهينى بسببه او تتعاملى معايا على انى امر واقع، عارفه، صحيح كان نفسى قبل كده اتحط بين قوسين وسط حاجات كتير قدامك و تختارينى، و صحيح كان نفسى اوى ف ده تحديدا اما عرفتى انى متجوز بالذات.
,
, هديه استغربت: اشمعنى؟
, ادم بصّلها بحيره: يمكن عشان انتى صاحبة مبدأ اوى و مبادئك مبتتجزئش ف لو اختارتينى قدام مبادئك دى هحس بقيمتى اوى عندك، مكنتش عايز اقولك انى كنت كده كده هطلق رحاب الا اما اعرف نويتى على ايه معايا بس مقدرتش، مقدرتش اغامر بيكى و بعلاقتنا، لقيت نفسى خايف اخسرك، او خايف متختارنيش، معرفش، بس المرادى كان لازم تختارى
, هديه بصتله بعتاب: هو انت بجد بتخيرنى يا ادم؟
,
, ادم بصّلها بعشق: و نفسى تبقى غير الكل و تختارينى
, هديه اتنهدت بإرهاق و ادم ضم إيدها: هديه، احنا اخدنا اصعب خطوه ف المشوار، الخطوه الاولى، بداية الحكايه و كانت الدنيا كلها ضد الحدوته، ليه كنتى عايزه تهدّى كل حاجه بعد ده كله! بعد ما عدينا الصعب و بقينا ف نص الطريق كنتى عايزانا نرجع ليه المشوار! اوعى تعمليها تانى و تختارى البُعد! اوعى! بيوجع وجع مبيتداويش اسألينى انا.
,
, هديه: لا يا ادم مش دايما اول خطوه هى الاصعب، نص الطريق دايماً هو الاصعب ف كل شيء، لما تخلينى اقف و اسأل نفسى هي الحكايه مستاهله المعافره دي كلها؟ ، لما تخلينى انا و عقلى مش عارفين نكمل اللى بدأناه و لا نقف و خلاص كدا؟ نص الطريق دا بتلاقي نفسك ف نص البحر لا أنت شايف الشط اللى سيبته و لا عينك قادره تجيب الشط التاني و انت واقف تايه ف النص و خلاص فمين قال إن الخطوة الأولى هي الأصعب؟
,
, ادم ابتسم: وانا من اول خطوه خبطت فيكى و بقا مشوارنا واحد، اوله بقا او اخره ف خليكى دايما متأكده ان سكتنا ابتدت واحده غصب عننا يمكن، لكن بإرادتنا هتفضل و هتكمل واحده
, هديه هربت من عينيه بحزن خايفه تلمح فيهم تردد: يعنى، يعنى انت ممكن تحب واحده بنت حرام و
, ادم قاطعها بإبتسامة ثقه: و اتجوزها كمان
, هديه اترددت: طب و الناس؟
, ادم مسك إيدها رفعها على شفايفه باسها برقه: انتى الوحيده اللى موجوده ف لستة الناس عندى.
,
, هديه دمعت: مش هتتغير اما يلوموك؟ مش هتحس انك اتسرعت؟ ادم انا امى و ابويا مكنش فى بينهم جواز اصلا، دى مجرد ورقه عرفى انا نفسى مش عارفه هواجه بيها الناس و المجتمع ازاى اما يلقونى بين يوم و ليله بعد ما كنت هديه حمزه الجيار بقيت هديه سليم اليمنى؟
, ادم ابتسم و باس إيدها تانى: انتى عندى مش في كفه و الناس ف كفه، أنا عندى أنتى ف الكفتين و الناس كُلها برا الميزان اصلا.
,
, هديه ابتسمت بدموع: دلوقت عرفت ليه تعمل مهما تعمل قلبى بسرعه بيصفالك و ينور زى ندى الفجر بعد عتمة الليل.
,
, ادم بص لصورتها المتعلقه ف ميداليه نص وشها و هى صغيره ف جانب من قلب و نص وشه قصادها ف الجانب التانى للقلب و ضهر القلب نفس الشكل لهم و هما كبار: عشان قلبى و قلبك مربوطين ببعض بخيط إسمه الزمن.
,
, هديه مدت إيدها لقطت الميداليه و ابتسمتلها و ابتسمتله: لا و حياتك إسمه الجنان
, ادم ابتسم: مش مهم المهم انهم مربوطين
, هديه بصتله بجديه: عندك حاجه تانيه مخبيها عنى يا ادم؟
,
, ادم رفع إيده و ابتسملها: لا كده براءه
, هديه مسكت إيده بخوف: ارجوك يا ادم، لو عندك اى حاجه عايز تقولهالى قولها دلوقت
, ادم لاحظ رعشة إيدها ف ضمها اكتر يقويها..
, هديه: مهما كانت مؤلمه ليا، متعملش فيا كده تانى، متسيبنيش للافتراضات، اى حاجه هيبقالك عذر عليها و هو حبك ليا، لكن الصدمه هتخلينى انكر الحب ده
, ادم هز راسه بصدق: انا مكذبتش، انا خوفت و خوفى لغبطنى.
,
, هديه: و خوفك لغبطنى انا كمان، خلانى بعد ما كُنت قَادره أشوف كل حاجه بوضوح و كنت متأكده من اللي أنا بعمله، بعد كده ابتديت أحس إن أنا بشوف الصورة من ورا لوح إزاز و بتدريج ابتدت تتكون طبقه كده زي التراب بيعمينى، المشكله إن التراب ابتدى يزيد لدرجه مبقتش شايفه أي حاجه صورة ضبابيه، الذكريات اختلطت مع الاحلام مع الاوهام مع الحقايق
, ادم: دايما حطيلى عذر عندك.
,
, هديه: لا يا ادم اللحظات دى مبيبقاش فيها اعذار، مبيبقاش فيها عقل يعذر، لحظة أكتشاف الواحد قد إيه هو مغفل و إنه كان مضحوك عليه بتبتدي دماغه تسوّحه و تخليه يشك في كل ذكرى و كل كلمة اتقالتله، اللي هو بص يا عبيط بص كل ده كان كدب و أنت زي الاهبل صدقت و طلعت زيك زي أي حد عادي
, ادم باس ايدها: حقك على قلبى
, هديه بصت ف عينيه: يعنى مش هتكدب تانى عليا؟
, ادم: عمرى.
,
, هديه: خليك دايما كتاب مفتوح قدامى، و تأكد انى مهما هقرا فيه عمرى لا هرميه و لا هقطعه
, ادم: عمرها ما هتتكرر تانى، بس انا عايز منك حاجه، خليكى دايما سهله معايا، متبقيش بالصعوبه اللى تخلينى اخاف اخسرك قدام اى حاجه، دايما طمنينى اننا هنكمل مهما حصل، ان اى اى حاجه تحصل و يحصل مهما يحصل الا فراقنا.
,
, هديه ضمت صوابعه و ادم بصّلها و بص قدامه و ابتسم: انتى مش بس حب، **** بيداوى قلوب بقلوب و انتى دوا و بكره الايام هتثبتلك
, هديه ابتسمت برقه اتحولت غيظ و تمتمت عملت نفسها بتكلم نفسها: و هو لما أنا بتصالح بسرعه كدا أومال بتقمص ليه؟
, ادم ضحك بخفه على شكلها و رفع إيدها باسها: بكره الايام هتثبتلك
, هديه ابتسمت بمكر و لاعبت صوابعه بين إيدها: مممم يعنى ‏لو قولتلك نط هنا هتنط.
,
, ادم بص ع الطريق جنبه و بصّلها بحماس: يعنى لو ده هيثبتلك أنى
, هديه برّقت بضحكه: انك ايه؟
, ادم قفل الباب و ضربها على قفاها بضحكة غيظ: قلبظ بجنيه، عايزانى أموت يا بنت الصرمه؟
,
, حمزه مع امه بصّلها لوهله مش عارف يرد، مش عارف يبررلها كُرهها لحنين اللى مع الوقت بيزيد مش بيقل و دلوقت بتستغل اللى حصل لمجرد انها عايزه تخلص من وجودها!
,
, امه بصتله بحزم: تتطلقوا!
, حمزه بصّلها بصدمه: نعم؟
, امه وقفت قدامه بشده: تطلقها، ع الاقل لو حد فتح بوقه و مهما قال يبقى اسمها معدتش مرتك، قالوا بتها غيرت اسمك عشان طلعت مش بتك و هى خانتك و هى معاك يبقى خلاص رديت اعتبارى و طلقتها، قالوا خانتك و استغفلتك و وهمتك ان البت بتك و هى حبلت فيها قبلك و شيلتهالك يبقى بردوا رديت اعتبارى و طلقتها
, حمزه وقف قدامها بصدمه: انتى بتقولى ايه؟
,
, امه: و يبقى الكلام كله فيها هى، محدش هيستجرى يقول عنك انت حاجه انك بقرون و خانتك و سايبها على ذمتك و لا انك جوّزت بتك لولدك الغايب اللى حبها و هو ميعرفش انها اخته و انت راجل ديوث، و اذا كان على ان ولدك مهتقدرهوش يعمل زيك و يسيب واحده حرام و الناس هتقول اتجوز دى بت دى رغم سُمعتهم يبقى قدام الناس انت ملكش صالح، ولدى و مقدرتش عليه و مش هيعيش اهنه!
,
, ادم وصل بهديه مصر و اخدها على بيته..
, هديه استغربت و وقفّته: انت جاى هنا ليه؟
, ادم رفع حاجبه و هو بيشدها يدخلوا: اكيد مش خاطفك
, هديه وقّفته تانى بخضه: ادم، هى علا حصلها ايه! اتحكم عليها بجد و
, ادم قاطعها و هو بيشدها تانى لجوه: لا اكيد، المحاكمه بكره.
,
, هديه: امال الخبر ف الجرنال بيقول، استنى استنى. يعنى انت كنت بتضحك عليا و
, ادم غمزلها: الاه، امال اجيبك ازاى؟
, هديه ضربته ف كتفه و زقته قدامها بغيظ و هو بيضحك و هى وراه..
, مجرد ما دخل العماره خبط ف رحاب مع امها..
, رحاب راحت عليه بلهفه: ادم
, ادم اخد نَفس و كتمه بخنقه و هى حاولت تمسك ايده: انت وحشتنى
, ادم اتنرفز: هو انتى مبتزهقيش؟ خلصنا بقا يا رحاب.
,
, رحاب هتتكلم شافت هديه بتقرب من وراه و هى ضحكتها بتروح بتكشيره..
, رحاب بصتلها بعنف و هديه بصتلها بشراسه و الاتنين وقفوا قصد بعض..
, رحاب بصت لأدم بغضب: و **** اما انت تزهق من العط هزهق انا من انى اراضى جوزى، انت بقا اللى مزهقتش من اللف و اللم من الشوارع؟
,
, ادم زعق بغضب: اخررسى و قسما ب**** لو ما اتلميتى يا رحاب لا المك، انا لسه عامل خاطر لبنتى اللى بينا و بس و اللى استحملت قرفك قبل كده و فارقت بالمعروف رغم القرف اللى عملتيه و لسه لدلوقت بستحمل سخافتك و ساكت عشانها
, رحاب زعقت: بنتك! و هو انت لسه فاكر انك انت عندك بنت؟ فاضيلها اصلا؟
, ادم زقها و سحب إيد هديه و استعد يطلع: ملكيش دعوه و لاخر مره هحذرك ابعدى عنى يا رحاب عشان انا معتش باقى على حد.
,
, رحاب بصت لهديه جنبه بتهكم: طبعا، ماهو انت مبقتش فاضى اصلا غير للرمرمه و طلوع الشقق، طب مش كنت و انت بتعرّفنى عيوبى و مقصره معاك ف ايه تقولى انك بتحب الذباله! بتحب الشمال و شغل الشمال
, ادم صوته عِلى بحده: رحاااب
, رحاب اتحركت خطوه من قدامه لجنبه بقت قدام هديه: و عشان كده يا زين ما اختارت و ****، طبعا ست البنات خبره ف الشمال، واخداه وراثه بقا عن امها اللى شمال زيها و جابتها من.
,
, ادم من غير مقدمات رفع إيده ضربها قلم على وشها بغضب: اخررسى و قسما ب**** لو اسمها جه على لسانك تانى لا اقطعهولك
, رحاب مسكت وشها بصدمه: انت بتمد إيدك عليا؟ ده انا اللى مراتك
, ادم زعق برفض: كنتى و للاسف كنتى غلطه
, رحاب صوتها اتهز بعصبيه: حتى لو، ف كنت مراتك ف النور، مش ف الضلمه، بتاعة الحمامات و المطاعم و الشقق المفروشه، انا كنت مراتك.
,
, ادم قرب منها بشر: و دلوقت هى اللى هتبقى مراتى و لو سيرتها جات على لسانك هتحسى انك لا كنتى مراتى ف يوم و لا عاشرتينى
, رحاب بصتله بصدمه و هو بصّلها بشر: انتى طالق يا رحاب، قولتهالك و بقولهالك تانى و متهيئلى هفضل كل ما ابص ف وشك هقولهالك عشان اعتذر لنفسى عن وجودك معاها ف يوم! و انضف نفسى من القرف اللى عيشته معاكى.
,
, رحاب بصتله بغضب و هو اتكلم و هو بيتحرك بهديه: ورقتك هتوصلك، انا كنت مستنى افضى، و احمدى **** انى مش زيك و سيبت حقى لربنا
, رحاب بصتله بقهر: لا و على ايه كرم اخلاقك؟ سيبت حقك ليه تعالى خده
, ادم: عشان اصحاب الحقوق بيتقابلوا قدام ****، و انا مش عايز اشوف وشك لا دنيا و لا اخره
, رحاب زعقت بخنقه: و انا مش هسيب حقى.
,
, ادم زقها بقرف و هو طالع: ملكيش عندى اكتر من اللى هدهولك بمزاجى، الشقه عندك فوق روحى لمى منها اللى يملى عينك، مع انى عارف ان ميملاش عينك الا التراب، دهبك انتى واخده و مؤخرك و كاافة حقوقك هتوصلك مع ابوكى و اخوكى اللى هقعد معاهم و نخلص رسمى خلينا نخلص من القرف ده بقا
, رحاب وقفت مكانها بخنقه و هو اتخطاها بهديه ف إيده و عداها و طلع كإنها مش موجوده او متكلمش معاها اصلا..
,
, ادم ابتسم لهديه بهدوء عكس العاصفه اللى كان فيها من ثوانى و اخدها و طلع..
, رحاب وقفت مكانها بذهول على حالته اللى اتبدلت لمجرد ما بص ف وشها، هِدى و كل غضبه بنظره واحده منها امتصته، معقول حبها للدرجادى! امتى اتولدت طاقة الحب دى!
,
, ادم لف دراعه حوالين هديه و ضمها عليه..
, هديه ابتسمت بالعافيه و هو باس راسها: حقك عليا
, هديه هزت راسها بهدوء و مقدرتش تنطق، هى كانت عارفه انها هتصطدم بلحظات زى دى كتير بس متخيلتش انها هتبقى صعبه اوى كده!
, ادم بعد ما حط المفتاح ف الباب بصّلها بصدق: تحبى نمشى لحد ما تبقى كويسه و.
,
, هديه هزت راسها بسرعه: لالا، انا بردوا عايزه اسلم على هدهد الشقيه اللى اسمها على اسمى دى، كمان بطووط، وحشتنى اوى و عايزه اشوفها
, ادم ابتسم و فتح الباب و دخل: فطووووومه
, سمع صوت حاجه بتقع ع الارض و امه خرجت بسرعه بلهفه عليه: حبيبى
, ادم كان هيهزر بس قدام دموعها سكت و ضمها بحنيه و الحضن طوّل اوى..
, ادم رفع وشه و ابتسملها بهزار: ايه يا طمطم انا مش راجع من الامارات، ده هو كام يوم.
,
, فاطيمه صوتها اتهز بدموعها ف قالت جمل ملغبطه: بس عدوا كام سنه، كنت مرعوبه يبقى فعلا كام سنه، مشوفكش، مشوفش ابنى تانى، انا مكنتش هقدر يا ادم، ابوك قالى، عابد قالى هتقدرى، قالى هتبقى تجى بس انا خوفت، انا، انا
, ادم مسك وشها بخوف: ايه يا امى؟ انتى ليه بتترعشى كده؟
, فاطيمه دفنت راسها ف صدره تخبى دموعها: كنت خايفه، خايفه متجيش، تنسانى.
,
, ادم رفع وشها بذهول: ايه اللى انتى بتقوليه ده؟ انتى متخيله انى ممكن اعمل كده؟ انى اقدر اصلا؟ ده انتى عمرى كله، ده انتى النسمه الوحيده اللى هوّنت عليا ف كل السنين اللى فاتت، ده انا مسنود بيكى عشان كده عمرى ما وقعت و يوم ما بقع بقوم بسرعه
, فاطيمه ابتسمت بفرحه و مسحت وشها بكفوف إيديها بلغبطه..
, ادم كشر: اخسس، زعلان منك
, صوت ابوه قرب من باب الشقه مبتسم: اخسس، طب مسبتليش حته من الدلع ده؟
,
, ادم بص وراه و من غير كلام قرب ضمه بلهفه..
, رفع وشه و شاورله بغيظ: عارف لو نزلت بالمقطع التانى لتتر النهايه بتاعها ده هزعل، انت حبيبى يا عبووود ملكش ف نكد الحريم ده
, عابد ضحك بخفه: لا و هو انا اقدر على زعلك يا بكاش.
,
, دخلوا و ادم دخّل هديه اللى متابعه الموقف بصمت و مبتسمه، بصت لسهرايتهم و حواديتهم و مشاكستهم لبعض و ابتسمت بحب، فهمت ان ساعات الانسان اما بيلاقى الحب ف سكه مليانه شوك و صعبه بيهوّنها عليه، ادم هيهوّن كتير و الحب اللى جوه البيت ده هيهوّن الباقى..
,
, ادم بص لشرودها بقلق و هى انتبهت بإبتسامه رقيقه، كانت شايفه ف عينيهم فضول او قلق على ادم و عارفه انهم عايزين يتطمنوا عليه بس خايفين يجرحوها و هو زيهم ف مبيتكلموش، اخدت نفس هادى و حكتلهم اللى حصل تفصيلا قدام هدوء ادم و ابتسامته لها، كان فاهمها انها بتستقوى بيهم او بترفع الكلف بينهم عشان تعرف تندمج وسطهم، بتاخد اولى خطوات علاجها ف المواجهه..
,
, عابد ابتسم: كفايه انتوا، كفايه وجودكم و وجودكم مع بعض و لبعض كمان، فكرى فيها كده لو كانت فضلت الحقيقه مستخبيه كان ايه اللى هيحصل؟
, هديه عينيها بتلقائيه راحوا بخضه على ادم و ضمت إيده لمجرد انه مكنش هيبقى فى حب بينهم..
, عابد ابتسم لتلقائيتها و بص لأدم: او مثلا مكنش ادم فارقكوا حتى لو بردوا عرف اللى عرفه وقتها، كان بردوا هتفضل الحقيقه مدفونه و هتتعاملوا مع الامر الواقع.
,
, ادم بصّلها قوى و تمتم ف خفوت: الحمد لله
, فاطيمه ابتسمت: مبروك عليكوا رجعتكوا حبيبتى، عقبال العمر كله مع بعض
, عابد: هاا بقا، حددتوا الفرح؟
, ادم: اكيد لاء لسه
, فاطيمه: ليه بس؟
, ادم استغرب: ليه ايه؟ هتفق و احدد و اخطب من غيركوا؟ مش اما تجوا معايا نطلب ايدها من مارى منيب نمبر تو و ننزل نجيب الدبل و نتفق و نحدد الفرح.
,
, عابد ابتسمله بإمتنان و ادم رفع حاجبه: لاء انا قولت ملكش ف شغلهم ده، احنا لا بنحب النكد و لا التمثيل
, عابد: الشيخ محتاج يشوفك
, ادم كإنه كان ناسى فعلا ف خبط قورته..
, هديه اتدخلت: احنا فضينا خلاص، من بكره هنشوف حكاية السحر
, ادم بص لأبوه: و كمان اعمل حسابك هتقعد مع مصطفى جد بنتى عشان نخلّص رسمى
, عابد هز راسه: **** يقدملك اللى فيه الخير، خلينا نطلع بالمعروف احنا بردوا جيران.
,
, فاطيمه بصتله شويه بحذر: هتقعد فين يا ادم؟ قصدى اما تتجوز
, ادم بصّلها و هى ارتبكت بالكلام: قصدى، قصدى هتقعدوا فين و كده، يعنى جيبتوا شقه فين و لا وضبتوها و لا
, عابد بصّلها بعتاب: حيلك حيلك، براحه عليه، هو تحقيق؟
, فاطيمه انفعلت: ابنى الاه، عايزه اتطمن عليه
, عابد ضحك لأدم و هز راسه و هديه غمزتلها: جدعه ابطوووط.
,
, فاطيمه بصتلهم بغيظ: اه امال ايه، طب افرضوا البت دى طلعت نكديه و نكدت عليه، انا مين بقا اللى يقف جنب ابنى هاا و يجيبله حقه؟
, هديه برّقت قدام ضحكتهم: ليه كده يا بطوط ده انا لسه كنت بقول عليكى جدعه؟
, فاطيمه: اه مين يقوله معلش بقا و مين يعمله الاكل و
, هديه قربت جنبها قعدت على حرف كرسيها و لفت دراعها على كتفها: معلش؟ ده اخرك ف اكشن الحموات؟ لا انا كده اتطمنت.
,
, فاطيمه زقتها: طب افرضوا البت دى هابله مبتعرفش تطبخ، و لا مقرفه زى اللى قبلها و قرفته ف عيشته و اكله ابنى يروح لمين ها؟
, عابد ضحك بهدوء: انتى ناقص تقولى مين يغطيه اما ينام؟ انتى مالك قلبتى كده؟
, فاطيمه: لاء اسكت انا مستحلفه المرادى، بعدين انت مسمعتهوش بيقول اهو ان فى مارى منيب تانيه، هو انا هسيبه للنسوان يلقفوه لبعض و لا ايه؟ لا ده انا اكلهم.
,
, ادم قام بحماس قعد جنبها قصد هديه: اوعى الشرس، و انا اللى قولت ملكيش ف شغل النسوان و الحموات ده
, عابد: اتنيل، نسوان ايه! ده لو كحوا ف وشها هيشرّخ
, فاطيمه سحبت دراعه من على كتفها و اخدته جنبها و ضمت راسه بدلع على صدرها: طب تصدق انك متعرفنيش، انا الدنيا كلها ف كفه حتى انت، شوف انت، ده حتى انا معاكوا ف الكفه و ابنى ف كفه تانيه، ده انا اللى يقربله اقرقشه بسنانى و اسلكها بعضمه.
,
, ادم رفع وشه بمشاكسه: اوعى الاجرام، كنتى فين يا طمطم حمد **** ع السلامه
, فاطيمه اتعدلت بغرور هزار: لا ميغركش، انتى قولتى ايه يابت؟
, بصت لهديه بمرح و هديه قامت تجيب هديه الصغيره و خرجتلهم بيها شايلاها و هى بتلاعبها: لا كله الا كيد النسا، بعدين احنا الاغلبيه، ده احنا تلاته
, فاطيمه ضحكت: و تلاته على واحد اييييه؟
, هديه ضحكت بخفه معاها: اه احنا ساعة الجد نهد الدنيا هد.
,
, عابد ضحك جامد و ادم اتعدل قصادهم و حط إيده على راسه: هاار اسوح لا تهدوها على دماغى انا
, ضحكوا و ادم بص لهديه: اهلا يا بركه، بركاتك، لحقتى طبعتى عليها؟
, عابد شده جنبه بهزار: احسن احسن، البس بقا
, ادم بصّله بغيظ: اقسم ب**** انا بقيت بلبس خوازيق اكتر ما بلبس هدومى
, فاطيمه شدت هديه و وقفت، زغرطت و هما بيتحركوا للمطبخ: مبروك عليك يا ولا
, ادم برّق: مبروك عليا الخوازيق؟
,
, رحاب تحت اتحركت بصدمه مع امها لفوق بالعافيه..
, وقفت قدام باب شقتهم على صوت الزغروطه و بصت لفوق..
, محاسن شدتها بغيظ و فتحت باب الشقه: يلا
, رحاب تايهه: ده هيتجوزها
, محاسن: و حياة امك، ده كويس انه استنى بيها لدلوقت، ده كان هيتجوزها عليكى
, رحاب زعقت: مبيجبهاش، هى بس لاحسه عقله، اكيد مساهرها ع المشاكل اللى كانت بينا و هى عرفت تدخله منها، توريله انها مش هتعمل كده
, محاسن شدتها بالعافيه دخّلتها الشقه: طب ادخلى.
,
, رحاب اتكلمت بلغبطه و هى بتخرج تانى: او، او عايز يرجع لأهله بيها، ممكن مثلا عايز يضغط عليهم بيها، ماهى، ماهى امها تبقى مرات ابوه، اكيد، اكيد عايز
, محاسن شدتها تانى دخّلتها و قفلت الباب بسرعه: ادخلى بطلى فضايح، عايزاه يعرف انك هتموتى عليه يا خايبه؟ عايزه توقفى حالك بإيدك؟ ده بكره يجيلك سيد سيده، انا الجوازه دى مكنش ليا غرض لها من الاول و الحمد لله انها غارت.
,
, رحاب اتعصبت بكسره: بس بقا، انا بحبه، كنت متطمنه انه كده كده مش هيسبنى لكن مش مكنتش حباه، لا بحبه
, ابوها رد: و هو بيحبها
, رحاب زعقت: ليييه؟ فيها ايه زياده عنى؟
, ابوها قعد و قعدها و بصلها بعتاب: عشان انتى فتحتى باب بيتك و هى دخلت
, رحاب زعقت بعنف: قصدك هو اللى دخّلها
, ابوها: مش هتفرق، النتيجه واحده و السبب واحد و هو انك انتى اللى فتحتيله الباب يدخلها او هى اللى تدخل، المحصله انه حبها و ده اللى ياما حذرتك منه.
,
, رحاب وقفت بتوهان: لييه؟ مانت قولتلى بردوا **** قال و جعلنا بينهم موده و رحمه، قال موده و رحمه مقالش حب، يبقى ليه البيت اتهد؟ ليه مستمرش؟
, ابوها هز راسه بأسف و نفسه يقولها حذرتك هتندمى و مسمعتيش بس مقدرش ينطق..
,
, ادم اخد هديه و راح المحكمه لحد ما اتطلبت للشهاده..
, هديه اتوترت للحظات قبل ما ادم يضم إيدها تقف..
,
, وقفت و ابتدت تحكى اللى اتفقوا عليه: بعد المهمه بتاع العشوائيات انا بالنسبالى قفلت شغلى كصحفيه و كتبت تقرير و نزلت بالحدث، بعدها علا كلمتنى و حكتلى انها بتعمل مجموعة تحقيقات و مقابلات اعلاميه كيوتيوبر بس حاسه بحركات مريبه ف المنطقه هناك و مقلقه، كلمت ادم و قالى ان القضيه بالنسبه لشغله لسه متقفلتش عشان البيج المورّد البضاعه للتجار القطاعى اللى اتقبض عليهم لسه موقعش و انه كان بيتعامل مع صوره له، يعنى حاطين واحد بداله وش متدارى وراه و هو كان فاهم و بيتعامل على انه مصدق لحد ما يقع، حتى اما اتقبض ع الكل و مسعد هرب ادم قالى انه هما اللى سايبينه لانهم متوقعين انه يا ايد البيج اول ايد هتتمدله يا هو اللى هيلجآله و بكده هيقع، اما علا كلمتنى و بعتتلى صورته ورتها لأدم و اتأكد انه هو و ابتدى يرتب معاها من خلالى هتعمل ايه لحد ما قابلته بيه ف المصنع، و فعلا حصل و مكنش ادم مرتب لاكتر من انه هيتأكد من هويته و كمان يحط مراقبه عليه بس حصل لغبطه يومها و اضطر يتقبض عليه، بعدها هرب و اتخطفنا مجرد ما وصل للبيج و عرفت من ادم انهم هربوه عشان تكمل الخطه، و كافة الاتفاقات مع علا متسجله و قدمتها ف التحقيق.
,
, المحقق: تمام، اتفضلى
, هديه دخلت و اتقابلت مع علا ف نظرة امتنان قابلتها بهدوء و غمزتلها..
, ادم همسلها: يا كذاابه
, هديه بصتله جنبها و رفعت حاجبه و ادم عمل نفس الريأكشن: اثق فيك انا ازاى بعد كده يا سيد؟
, كزت على سنانها بغيظ و هو غمزلها: طب هاتى رشوه حتى، انا مرتشى عادى و بستغل وضعى
, هديه ضربته بكوعها ف جنبه و هو صرخ بوجع: هاا؟ عايز تانى؟
,
, حمزه مسك إيد حنين و هى بتلم حاجاتها ف الشنطه بعصبيه..
, حمزه: ممكن تهدى؟ عشان خاطرى، طب حتى عشان اختك و ابنها اللى جايين مخصوص عشانك، عندنا ضيوف يا حنين
, حنين بصتله بخنقه لإنها فعلا كانت نسياهم..
, حمزه مسك إيدها بحب مقدر حالتها بعد اللى سمعته من امه..
, حنين عيطت: سيبنى يا حمزه، مش هفضل طول الوقت بعافر كده، تعبت
, حمزه: طب قوليلى انتى عايزه ايه دلوقت و انا اعمله بس اهدى.
,
, حنين: اهدى لحد ما بنتى تروح ف الرجلين يا حمزه بينك انت و امك؟
, حمزه اتنفس بتعب: حنين انا
, حنين وقفت بس جسمها بيتشنج بعصبيه: انا هختار عنك يا حمزه، ع الاقل احس انى و لو لمره واحده انسانه ليا حق ف ادميتى مش عروسه بخيوط بتحركوها، مش لازم كل مره انت اللى تختار، هعفيك انا المرادى
, حمزه بصّلها بحذر: و انا كل مره بختار ف بختارك انتى، مهما حصل و مهما كان التمن.
,
, حنين صوتها اترعش: و المرادى التمن بنتى و اللى هيحصل مش هقدر اتحمله
, حمزه بصّلها بعتاب: انا امتى سمحت لحاجه تمسّك انتى او هى؟
, حنين اندفعت: ده اما كنت بنتك
, حمزه بصّلها بعتاب و ساب إيدها: كده يا حنين؟
, حنين وقفت بخنقه و سابت اللى ف إيدها و بصتله: ده بنتى الوحيده يا حمزه، مش هسمع اللى سمعته من امك و استناك تحبسنى زى ما طول عمرك حابسنى، انت حبستنى زمان لحد ما ادم اتأذى بس دلوقت لاء.
,
, حمزه بصّلها برفض: حابسك؟ انتى معايا عشان حابسك يا حنين؟
, حنين اتخنقت من نظرة الوجع ف عينيه: انا مش هقف اتفرج على بنتى و هى بتتأذى
, حمزه: محدش يقدر يقربلها، انا مش هسمح بده
, حنين اندفعت من غير ما تفكر: و هو انت كنت سمحت بده اما ابنك اتآذى؟ اما امينه اتقتلت؟ اما خبيتوا عليا كل ده؟ كل حاجه جات غصب عنك زى ما انت بنفسك قولتلى و اللى انت بتقول مش هتسمح بيه لبنتى انا مش هقف اتفرج لحد ما يجيلها غصب عنك.
,
, حمزه بصّلها بألم و هى للحظه استوعبت ف سكتت بخنقه..
,
, حمزه حاول ينطق من بحة الألم اللى ف صوته: امينه اتقتلت عشان خاينه، لو مش خاينه بشرفها و لو امى مش فاهمه ف خاينه لعشرتنا، لكن انتى مش خاينه، و اذا على ادم ف هو اللى اختار يبعد اما اتلغبط من كل اللى شافه، و مع ذلك بِعد بمزاجه و انا متأكد انه جزء من زعله دلوقت انه كان بيتمنى لو كان استنى و سمع زمان اللى سمعُه دلوقت و عرف الوجه التانى للحكايه و فهم، انما بنتك فاهمه، لا هتبعد و لا حد هيقدر يبعدها، و لو انا مش كافى ليكى و لها و لحمايتكم ف معاها ادم و انا متأكد انه مش هيسمح لمخلوق يضايقها بنَفس مش بكلمه لإنى ف يوم كنت مكانه و مجرب اللى بيعشق بجد ممكن يعمل ايه!
,
, حنين عيونها دمعت بندم: انا مقصدتش، انا بس
, حمزه اتحرك يخرج من الاوضه: اذا حابه تروحى لبنتك اكيد مش همنعك، و لا انا حابسك، بس مش هسيبك تروحى لوحدك
, حنين اتحركت بسرعه وراه لمجرد حسيته بيسيبها حتى لو مؤقتا و مسكت إيده: حمزه
, حمزه بصّلها بعتاب: نعم يا حنين، عندك اى اهانه تانيه؟ لسه فى حاجه مقولتهاش؟
, حنين هزت راسها ببراءه: اه، بحبك.
,
, حمزه ابتسم بتلقائيه على طفولتها اللى مبتتغيرش مع كل اللى بيحصل و مع كل السنين دى..
, حنين فردت دراعاتها على كتافه و ضمته عليها: و **** بحبك، بس غصب عنى، انا مرعوبه و مش عارفه بعمل ايه او بقول ايه
, حمزه حط إيده على وشه و ابتسم بإستسلام: مجنونه و ****.
,
, حنين قربت بوشها من وشه: بس بحبك
, حمزه حرّك وشه على وشها: بس مكاره
, حنين همست: هتسافر معايا بجد؟
, حمزه ابتسم بخفوت: ده عشان اتطمن عليها بس عشان متوقع انها مستنيه منى ده و انا مش هخذلها خاصة انها هتمشى ف اجراءات نقل اسمها و انا مش هسيبها ف لحظه زى دى
, حنين همست بتوتر: هتختار ايه؟ هتعمل ايه ف كلام امك؟ حمزه هى صحيح بتكرهنى و استغلت الموقف بس متنكرش ان.
,
, حمزه قاطعها: مش طول عمرك سيباها على **** و عليا؟ امتى اتخليت عنك و خذلتك؟ امتى اختارت حاجه قدامك حتى لو حياتى؟ ده انا خاطرت بحياتى ف اول الحكايه مقابل اطلع بيكى و ايدك ف ايدى! اقوم بعد العِشره و السنين دى كلها هسيب ايدك! انا اللى مرضتش اسيب مَره متخصنيش و مجرد مرات صاحبى ف الأذى، هسيبها دلوقت و هى مراتى لكلام الناس يأذيها؟
, حنين ابتسمت و غمضت عيونها ببراءه: طب تحب نسافر دلوقت و لا اما تتصالح؟
,
, حمزه فك دراعاته من حواليها بمكر و بِعد خطوه لورا: اما اشوف
, حنين زقته بمكر وراه و قبل ما ينزل شدها معاه و ابتدت تمتص زعله..
,
, هديه صحيت الصبح على صوت جرس الباب ف فتحت بنوم..
, ادم غمزلها: و **** لو اصحى ع الوش ده كل يوم
, هديه سندت بجنبها على ناحيه من الباب و ابتسمت بنوم: هاا
, ادم ضحك ببلاهه: هصحى و لا هنام بعدها تانى من الخضه.
,
, هديه برّقت و هو رفع حاجبه بضحكه مكتومه: او تقريبا هنام و لا هصحى بعدها تانى
, هديه كزت على سنانه و هو رفع إيديه بخوف مصطنع: لالا قصدى يعنى اللى يشوفك ميعرفش ينام اصلا، او اللى ينام مع القمر ده ميعرفش يصحى تانى
, هديه رفعت حاجبه و هو كتم ضحكته: ماهى الجمله يا كده يا كده، متتصححش تانى
, هديه كعمشت وشها: و ****؟
, ادم هز راسه بسرعه و هى بصتله بغيظ و هى بتتحرك ناحيته: انت عربجى اوى ف نفسك.
,
, ادم اتكلم و هو بيلف ضهره و بيتحرك للشقه جوه لحد ما دخل: و انا نفسي تبقى فرسة العربجى
, هديه برقت بغيظ و هو جرى و هى جريت وراه لحد ما وقعوا على بعض..
,
, حمزه كان لسه واصل هو و حنين مصر، وصلوا اختها و ابنها و طلعوا على شقة هديه.
, بيقرب من الباب لقاه مفتوح ف شافهم قبل ما يدخل..
, حمزه حط إيده على كتفه بدراما: بنتى و ف اوضتى و على سريرى
, ادم رفع نفسه و بصّله وراه: سريرك ايه هى مراتك؟
, حمزه بصّله و رفع حاجبه: اخرس انت
, ادم وقف بغيظ: بعدين ايه الاوفر ده؟ انت شايل قلبك على كتفك؟
,
, حنين همست لحمزه بغيظ: ده اللى هيولع الدنيا عشان بنتى؟ ده هو والع جاهز، منك لله انت و ابنك
, حمزه كتم ضحكته لأدم و هو بيبصله بطرف عينيه على حنين: جايبلى الكلام، واخد صيت ع الفاضى انت
, ادم شد هديه اللى وقفت بإحراج عدلت نفسها جنبه: طب و عهد **** كار الحموات ده ما كارى و محتاج ثوره زى بتاع سعد زغلول يتقال فيها مفيش فايده و يلغوه و اللى عندها ام تمضى عقد الجواز بقتلها.
,
, حمزه برّق بغيظ: اللهى يمسكوك تحرش، و تبقى سيادة الرائد المتحرش راح سيادة الرائد المتحرش جه
, ادم رفع حاجبه: فى ايه يا جدع انت هو انت شغال مآمور ضرايب؟
, حنين قربت منهم بغيظ: على فكره انا لسه مش حماتك هاا، يا ابو عقد جواز؟
, ادم رفع حاحبه: امال انا ايه؟
, حنين شاورت بإستفزاز: انت لسه ف انتظار الموافقه
, ادم انفعل بغيظ: ليه هو انا جاى اخد قرض؟ ماتشوفى امك يا هديه.
,
, هديه قربت من حنين و رفعت دراعها و حطته على كتفها بمرح: امال عايز تاخدنى بلاش؟
, ادم حط إيده ف وسطه قدامهم بغيظ: قال بلاش قال ده انتى حتى اسمك مكلف و غرامه، مش بقولك يروح قرد يجى قرد
, هديه تنت رجلها و ضربته ف ركبته بغيظ: بتقول ايه؟
, ادم صرخ بغيظ: منك لله.
,
, انس خلص اجراءات علا لحد ما خرجت..
, علا ابتسمت بتوتر: ميرسى
, انس رفع حاجبه: لا ميرسى ايه؟ انا مباخدش حقى ناشف كده
, علا: يعنى عايزُه ازاى؟
, انس ضحك ببلاهه: مش عايز حقى ناشف، يعنى عايزُه طرى، مش محتاجه فصاحه
, علا برقت: نعمم؟
, انس كعمش وشه بمرح: شكلك ساقطه عربى و هتغلبينى
, علا بصتله بغيظ: انت عايز ايه؟
, انس ضحك بغلاسه: اتطمن عليكى
, علا كتمت ضحكتها: مانا خرجت و شكرتك لحد دلوقت 13مره، تاخد باقشيش؟
,
, انس برّق: بقشيش؟ منك لله، لا انتى شكلك خامّه و مش ضامن اسيبك توقعينا ف بلوه تانيه و انا مش كل يوم هشهد زور عشان واحده
, علا قربت بسرعه حطت إيدها على بوقه و هى بتبص للمكتب اللى خارجين منه وراه: ششش بس ايه هتفضحنا، عايز ايه يعنى؟
, انس ضحك بمشاكسه: اوصلك لبيتى
, علا: نعمم
, انس اتعدل و بص وراها ع المكتب: لا ماهو انا مش لاقى ضميرى ف كيس شيبسى، فين المأمور فين العساكر فين السجن فين الحكووومه، فييين المأذون؟
,
, علا حطت إيدها بسرعه تانى على وشه كله: انت بتجعر كده ليه؟ اتسد بقاا
, انس غمزلها برخامه: طب سدينى انتى
, علا رفعت حاجبها: نعمم؟
, انس عض بوقه: بوسه و لا حاجه سدى بوقى بيها بدل ما يفضحك هنا و انا معروف مبسترش
, علا بصتله بغيظ و هو رفع راسه لفوق بتهديد كاتم ضحكته..
, قربت كتمت بوقه و اتحركت بيه لبرا بغيظ وسط ضحكُه..
,
, حمزه بص لأدم بصدمه مش مستوعب كلامه و ادم هرب بعينيه بعيد..
, حنين شاورت لهديه يقوموا بس هديه قامت قعدت جنب ادم: ادم
, ادم نفخ بضيق: لو سمحتى يا هديه متدخليش نفسك ف نقطه زى دى
, حمزه بصّله بصدمه: يعنى ايه متدخلش نفسها ف حاجه زى دى؟ انت عارف انت عايز تعمل ايه؟
, ادم وقف بجمود: انا عارف كويس انا عايز ايه.
,
, حمزه وقف و حاول يقرب منه: ادم لو انت عايز تعمل ده عشان هديه ف هى اختارت تنقل اسمها لأبوها و اكيد هى قالتلك ده، يعنى اما تنقل اسمك ليا مش هيعارض انكوا.
,
, ادم قاطعه بجفا: و انا مش عايز
, حمزه حاول يقول اى حاجه: لو خايف على شغلك ف انا اعرف رتب كبيره ف الداخليه و يتمنوا يخدمونى
, ادم: لاء، قولتلك انا اللى مش عايز
, حمزه زعق: عايز تفضل شايل اسم راجل غير ابوك؟ ليه؟ بتعاقبنى؟ ده انا عندى لو لسه مش مقتنع انى مقتلتش امك تاخد حقها بإيدك و موّتنى زيها و لا انك تعمل كده، لو بتكرهنى اقتلنى و متعملش كده
, ادم هرب بعينيه برفض: لاء، انا اللى مش عايز.
,
, حمزه زعق اعلى بإندفاع: ليييه؟ ده هديه برغم كل اللى سمعته عن ابوها و وساخته و اتآكدت منه مقبلتش يفضل اسمها جنب حد غيره رغم انه ميت!
, ادم رد ببرود: يمكن عشان مات
, حمزه وقف بالكلام بصدمه: يعنى مستنى اما اموت يا ادم؟
,
, ادم هرب بعينيه بعيد و حمزه قرب منه و مسك إيده هزها بعنف: مستنى اما اموت؟ عايزنى اموت عشان ترتاح؟
, ادم رفض يقابل عينيه و حمزه صمم ف حركات وشهم كانت اعنف من الكلام..
, حمزه بصّله بضعف: و انا قولتهالك و لسه عند كلامى يا ادم، لو ده هيريحك و ده اللى هيحسسك انك اخدت حقك يبقى موتنى بإيدك.
,
, ادم بص بعيد و حمزه ضحك بتهكم: اييه؟ مش عايز و لا مش هتقدر؟ ده انت دبحتنى بكلامك، و لا يكونش حضرة الظابط خايف ايده تتوسخ منى؟ لا اتطمن ابوك نضيف، اه كان وسخ و اوسخ مما تتخيل بس **** تاب عليه، تاب عليه يا ادم و اداله فرصه تانيه عشان هو اللى عالم بيه و هو بردوا اللى هيحاسبه، ليه انت كمان مش عايز تديه فرصه تانيه؟ ليه مستكترها ده **** مستكترهاش عليا؟
,
, هديه بصت لأدم بعتاب: ادم، انت اللى قولت عند **** تجتمع الخصوم، خلاص سيبها عليه بقا و اما الكل يتقابل عنده اللى له حق هياخده
, ادم زعق: و حقى؟
, هديه: عند ****، هيعوضك
, ادم: ماهو عوضنى، عوضنى بأب تانى مش هرفض عوض **** عشان واحد انانى مفكرش لحظه ف حاجه غيره.
,
, حمزه قعد بتعب و هديه بصتله بحزن و بصت لأدم و وقفت بشده: و انت فاكر اما تعمل ده هترتاح؟
, ادم: بس مش هتعب
, هديه: ع الاقل هنتجوز ازاى؟
, ادم بصّلها قوى و هى بصتله بجديه: انا اصلا مش عارفه اتجوزت قبل كده ازاى و انت عارف ان لا ده اسمك و لا ده نسبك
, ادم بصّلها بتوهان: انا سألت شيخ، قالى انت كده كده مش عارف اصلك و لا انت من صلب مين بعد ما عرفت ان والدتك.
,
, سكت بخنقه و هى ربعت إيديها قدامه بإصرار: و دلوقت؟ بعد ما عرفت؟ لسه مصمم انه هيبقى حلال اتجوز واحد ع الورق و واحد ف الحقيقه؟
, ادم بصّلها تايه و هى وقفت بحزم بصتله برفض: انا مش هعمل ف نفسى كده و لا هعيش طول عمرى معاك عقلى مذبذب اذا كان صح او غلط
, ادم وقف قدامها: يعنى ايه؟
, هديه: يعنى لو ملكش خير ف ابوك عمرك ما هيبقى لك خير فيا، لو زعلت **** بالحرام اللى عايز تتجوزنى بيه يبقى هيهون عليك زعلى.
,
, ادم بصّلها قوى و للتحدى اللى ف عيونها و بص لحمزه وراه و بينقل عينيه بينهم و٣ نقطة!
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٩

ادم بصّلها قوى و للتحدى اللى ف عيونها و بص لحمزه وراه و بينقل عينيه بينهم بيحاول يستشف حمزه بيضغط عليه بهديه و لا ده الصح اصلا..
, حمزه ابتسم بأمل من ملامح ادم اللى اتوترت بحيره..
, وقف جنبه: و انا قولتلك هساعدك، اعرف ناس تقيله ف البلد هيساعدوك، هما اللى هيعملولك كل حاجه اصلا و بالقانون
, ادم بصّله بخنقه لمجرد انه حاسس انه بيتجبر على خطوه مش عارفها كان نفسه فيها او نفسه رافضاها..
,
, حمزه قرب منه برجاء: صدقنى يا ادم انا اخدت حسابى من وجعى عليك السنين دى كلها، بًعدك علمنى كتير و كسرنى، بلاش انت، بلاش الوجع اللى جه بسببك يجى منك.
,
, ادم هز رجليه بعصبيه اول ما صوت ابوه اتهز بدموع و اتحاش..
, حمزه: صدقنى مش هأذيك، لو حسيت لحظه انك ممكن تتأذى بسببى انا هنسحب من حياتك كلها، انا سألتهم و قالولى هيظبطوا الدنيا
, ادم بصّله بتهكم: واضح انك متعود يعدولك مصالحك، عشان كده واثق فيهم اوى
, حمزه بصّله بآلم: ادم انا سيبت كل شغلى القديم من زمان، من يوم ما انت سيبتنى، سيبته و اخدت عقابى من **** بصدر رحب عشان اخدك.
,
, ادم اتجاهل كلامه: و ياترى بقا قالولك هيعملوا ده ازاى؟
, حمزه رد بحماس اما شاف عينيه متوتره عايزه تطمن: قالولى هيظبطوا ورق يقول انك اختفيت من يوم ولادتك مش يوم الحادثه، اتولدت تعبان و اتنقلت ع المستشفى و هناك اختفيت، و هيعملوا بلاغات قديمه بتواريخ قديمه بكده، و ده هيسقط عنك المسئوليه انك زوّرت ف اوراقك الرسميه او دخلت شرطه ببيانات مزوره
, ادم بصّله بإهتمام لان ده كان جزء من زعله و خنقته..
,
, حمزه كمل بحماس: حتى هيسقط المسائله القانونيه عند عابد، انه ازاى اداك شهادة ميلاد مش بتاعتك، قالوا طالما انك انت و ابنه كنتوا ف نفس الفتره الزمنيه تقريبا ف ده هيسهل اننا نقول انهم لقوك ف نفس المستشفى و الوقت ف اتعاملوا على انك ابنهم، طبعا ده بعد ما هيتظبط ان ابنهم اختفى ف نفس يوم ولادتك و كان نفس يومه هو كمان و كنتوا ف المستشفى.
,
, هديه اتدخلت بتركيز: و طبعا عشان بابا عابد و فاطيمه معملوش اصلا شهادة وفاه لإبنهم ف ده هيسهّل انه يتحطله اى تاريخ اختفاء و طبعا بردوا عشان اختفائه كان تحت السن القانونى لاى اوراق رسميه زى بطاقه او باسبور ف ممكن يتقال انه اختفى بعد ولادته ع طول
, حمزه هز راسه بحماس: قالوا كده فعلا و ابتدوا ف الاجراءات
, ادم بصّله بسخريه: ده معناه انك هتتعرّض للمسائله القانونيه.
,
, حمزه: و انا مستعد
, ادم بص لثقته اللى هزته و اتلغبط، حمزه لتانى مره يهز معتقداته فيه..
, حمزه سحب إيده و دخّله اوضة مكتب بتاعته و قعدوا: تعالى يا ادم، انا هفرد كل حاجه خاصه بشغلى قدامك و اذا لقيت دليل واحد يدينى بلّغ عنى بنفسك
, ادم بص بعيد بعصبيه: مش يمكن عملت حسابك؟ ظبطتها صح؟
, حمزه: و انت مش هتقدر تكتشف ده؟
, ادم بصّله بتوتر لمجرد انه عارف انه هيقدر يكتشف ده بس مش هيقدر يعمل حاجه لو اكتشف!
,
, حمزه طلعله ملفات شغله و اوراق خاصه بصفقاته و تعاملاته الخارجيه و تعاملاته مع البنوك و ابتدى يوريله كتير..
,
, هديه تانى يوم نزلت و قبل ما تتحرك بالعربيه شافت ادم بيكسر قدامها الطريق ف ابتسمت بحزن لانها كنت عارفه انه مش هيتخلى عنها ف مشوار زى ده..
, ابتسمت بحزن و ادم نزل بهدوء اخدها بعربيتها و اتحرك، قابل حد مسئول تبع شغله و حد تبع ابوه اللى قاله عليه و ادم كلم اللوا محمد رئيسه يتدخل يساعده و ابتدى ف الاجراءات..
,
, ادم بهدوء بص للمسئول: هى والدتها كانت فاقده الذاكره، كانت حامل فيها و عملت حادثه على طريق الصعيد و فقدت الذاكره، ابويا نقلها المستشفى و عرف انها مش فاكره اى حاجه حتى عن نفسها و عرف كمان انها كانت حامل بس عشان كان الحمل لسه مظهرش متأثرش لانه متعرفش الا بعدها خاصة ان الخبطه كلها جات ف دماغها، ابويا اتجوزها.
,
, واحد من المسئولين بص للوا محمد و بص لأدم: طب و البنت؟
, ادم بص لهديه يطمنها بعينيه: اما ولدت حنين طبعا مكنش ينفع يعمل حاجه ف بنتها غير انه يتبناها بإسمه و الا كانت هتترمى، ماهو مكنش لا يعرف اهلها و لا اهل امها
, المسئول: طب ليه مبلغش؟
,
, ادم سكت شويه: يا باشا احنا صعايده، و ابويا كان اتجوزها ف مكنش ينفع يشوشر عليها، بعدين احنا مكنش نعرف هى منين تحديدا عشان نبلغ تبع بلدها، اكيد مكنش هيلف على بلاد مصر كلها يسأل عنها
, المسئول: ليه بلغت دلوقت تحديدا؟
,
, ادم طلع ورق و ادهوله: مبدئيا كده دى تقارير بحالة مدام حنين الصحيه و اللى تثبت انها عندها تشوش ف الذاكره ناتج عن حادثه و دى التقارير اللى تثبت انها كانت على متابعه مع دكاتره و مستشفيات من اكبر حته ف العالم، و اللى بردوا بتقول ان اللى عندها ده تشوش ذاكره، يعنى بتنسى و تفتكر، من فتره قابلت اختها صدفه ف القاهره و اختها اتعرفت على شكلها و دى التحاليل اللى تثبت نسبهم لبعض، و من اختها قدرنا نعرف انها كانت متجوزه من ظابط مصرى هنا قبل الحادثه بآسبوعين او اقل.
,
, المسئول: فى عقد جواز؟
, ادم طلعله من الملف ورقه و ادهاله: عرفى، دى صوره من عقد عرفى كان بينهم عليه توقيعه و توقيع مدام حنين و فى كمان ملف قضيه بينهم بيقول ان سليم كان عاملها قضيه و خرجت منها يوم ما مضت ع العقد العرفى.
,
, المسئول اتطلع ع الورق و اتناقش مع لجنه قانونيه و اتأكدوا من كل الاوراق اللى اتقدمت عند طريق الفحص الجنائى..
,
, ادم راح لهديه تانى يوم ع البيت..
, هديه بصت للورقه بحزن: ليه DNA؟ هما مش بتقول المعمل الجنائى اكد الكلام اللى قولناه؟ و لا هما شاكين لسه و
, ادم: لالا، بس ده اجراء روتينى و كمان لابد منه، ماهو مش هينسبوكى لابوكى الا بالتحليل مهما شافوا او سمعوا، ده الاثبات الوحيد
, حمزه رد بهدوء لهديه يطمنها: بعدين معظم الاوراق دى كانت عشان تسقط المسائله القانونيه عن الكل، اما التحليل عشان الاثبات، ليه قلقانه؟
,
, هديه بصتلهم و هزت راسها و ادم شاورلها و وقف: يلا اجهزى ننزل عشان نخلص من الحوار ده
, اخدها و نزل عملوا التحليل و يومين و النتيجه ظهرت اكدت النسب و خلال ايام كان كل اوراقها اتغيرت من هديه حمزه الجيار لهديه سليم اليمنى..
,
, حمزه مسك ايد ادم قبل ما يمشى و ادم وقف بخنقه..
, حمزه شاورله بورقه: ده قرار اللجنه القانونيه بخصوصك انت كمان
, ادم بصّله فجأه: انت عملت ايه؟
, حمزه استغرب: اللى اتفقنا عليه يا ادم
, ادم اتعصب بإرتباك: احنا متفقناش على حاجه، متفقناش ابدا و لا عمرنا هنتفق
, حمزه: ادم انا قولتلك انا اللى هخلصلك الموضوع، حتى لو سيبتك تخلص موضوع هديه ف ده عشان انت عايز ده و هى تخصك، لكن انت تخصنى انا.
,
, ادم اتنرفز: بردوا مقولتلكش تعمل حاجه
, حمزه كتم انفعاله بالعافيه: و انا مش هستنى تقولى، انت بمزاجك غصب عنك ادم حمزه الجيار، و اذا مروحتش معايا حالا نكمل الاجراءات هروح لوحدى و بردوا هتبقى ادم الجيار، شئت ام ابيت
, ادم بصّله بعصبيه و قبل ما يخرج حمزه مسك إيده بضعف: ادم
, ادم حاول يشد إيده منه: خلصنا بقا، مش عملت اللى انت عايزُه!
, حمزه ابتسم بحزن: كان نفسى يبقى ده اللى انت عايزُه انت.
,
, ادم بصّله بعِند: عمرى ما هعوزك
, حمزه هز راسه بألم: مش مهم، مسيرها تجى مع الوقت، بس اللى مش هستناها تجى مع الوقت حاجه واحده بس
, ادم بصّله بعدم فهم: حاجة ايه؟
, حمزه ابتسم بحب صريح ظهر بسرعه: هديه
, ادم مفهمش ف اندفع: افندم، كفايه مساومات بقا، انا هتجوزها غصب عنك و عن الكل، انا عارف انت ممكن تكون بتفكر ف ايه و العقبه اللى قدامك ايه بالنسبه لجوازنا، بس انسى انك.
,
, حمزه هيرد ادم قاطعه بعصبيه: انسى انك تدفّعنا تمن غلطاتك واحده ورا التانيه، انت غلطت اتحمل نتيجة غلطك لوحدك، انت غلطت شيل مسئولية قرارتك و بكفايه اوى شيلناها معاك زمان، لكن انا و هديه من انهارده اعتبرنا برا العك بتاعكم ده خالص و شوف هتواجه الناس بتوعك و اهلك و المجتمع بتاعك ازاى، لكن انا هتجوزها و ده شئ مفروغ منه
, حمزه سابه اما خلص كلامه كله و اخد نَفس ورا نَفس بعده كإنه كان بيجرى..
,
, ادم هيتحرك حمزه اتكلم اضطره يقف: انا مش هحمّلكم نتيجة اى حاجه يا ادم، و زى ما انت قولت غلطت شيل مسئولية قرارتك، بس انا مبعتبرش وجودكم غلطه، مهما تعبنا او هنتعب هتفضلوا انتوا الحلو بتاع الحكايه و كفايه اوى الحب اللى انا شايفُه ف عيونك ده و لاغى عقلك عن انك تفهم قصدى، حتى لو الحب ده مش ليا
, ادم اخد نَفس طويل بإرتياح رغم انه بردوا مفهمش: امال قصدك ايه؟
,
, حمزه ابتسم: انا قصدى هديه التانيه، حفيدتى، القلب الوحيد فينا الصافى و متعكرش
, ادم بصّله للحظات بيحاول يستوعب: بنتى! مالها! اساسا هى مش هتعيش مع بنتك و لا هتتحمل مسئوليتها، هى هتعيش مع امى فاطيمه
, حمزه ابتسم بعيون دمعت: عايز اشوفها يا ادم
, ادم هينطق حمزه سبقه و مسك ايده اللى اترعشت بضعف: ارجوك متحرمنيش منها، دى حفيدتى، عوض ****، سيبنى اعوّضها و اتعوّض بيها، اسمحلى ابقى و لو جزء صغير من حياتها و حياتك.
,
, ادم نطق بشبه توهه: هى متفهمش الكلام ده، هى، هى مش واعيه، اتولدت ناقصه نمو و
, حمزه ضغط على ايده برجاء: بس بتحس، هتحس بيا
, ادم عايز يرفض و مش قادر يتكلم و بيتمنى يقبل و بردوا مش قادر ينطق ف هز راسه بعفويه و خرج..
,
, تانى يوم حمزه راحله على بيت عابد و بعتله رساله انه تحت و دقايق كان ادم نزله..
, حمزه ابتسم بلهفه اول ما لمح ادم و لهفته زادت اول ما شافه بلبس البيت..
, فهم انه وافق على طلبه ف اتقدم بلهفه ضمّه بدون مقدمات: شكرا يا ادم
, ادم لف وشه بضيق ان مشاعر حمزه محاصراه من كل جهه جواه: مفيش حاجه تشكرنى عليها، متنتظرش منى حاجه
, حمزه حاول يرد بمرح ف رجع خطوه لورا: اكيد مش هتروح معايا بالترنج يا باشا، ايه التواضع ده؟
,
, ادم بص لنفسه لحظه و كعمش وشه: لا انا
, حمزه رفع حاجبه: ايه ده هو مش تواضع؟ هتروح بالترنج يعنى؟
, ادم حرّك إيده على وشه بغيظ و حمزه كتم مرحه بشكل امرح: ياخوفى لا سيادة الرائد تصفصف على بدله و صفاره و يبقى سيادة الشويش عطيه
, ادم ضحك غصب عنه و ايده كانت لسه ع وشه و حمزه ضحك معاه لحد ما ادم اتحرك لجوه و شاورله بعينيه..
,
, طلعوا لفوق و ادم فتح بهدوء و قبل ما يستأذن حمزه يدخل الاول يشوف السكه قابل عابد ف وشه مقرب بإبتسامه بشوشه..
, ادم رجع خطوه لورا و سابهم يعرّفوا بعض على بعض و الاتنين سلّموا بدون مقدمات..
, عابد اتفاجئ بحمزه بيضمه بحضن كإنهم عِشرة سنين مش اول لقا و اتفاجئ اكتر بشكله و هيئته و ملامحه..
, حمزه حاول يبتسم من عيونه اللى دمعت: انت ليه حاسك مستغرب؟ هو الواد ده مستأذنش عنى انى جاى؟ انا قايلُه مخصوص عشان.
,
, عابد قاطعه و هو بيوسعله الطريق يدخلوا و فعلا دخلوا و قعدوا..
, عابد ابتسم و هو بيقف: لا طبعا قالى ان حضرتك جاى، اهلا و سهلا بحضرتك ف اى وقت، بعد اذنكم اسيبكم شويه براحتكم
, حمزه: ليه حضرتك؟ انت ابو ابنى و جد حفيدتى و عِشرة عمره و عمرها و حبيبهم ف ليه التكليف؟ انا الغريب وسطكم على فكره مش انت
, عابد ابتسم و هو بيقعد تانى: لا طبعا ازاى بقا! ما الغريب الا الشيطان **** ما يدخّله بينا.
,
, حمزه ابتسم بس بردوا ملاحظ الدهشه على وش عابد..
, عابد فهمه ف ابتسم لانه نفسه مندهش من هيئة حمزه، من كلام ادم عنه سواء زمان او دلوقت متخيلهوش كده خالص، تخيله راجل صعيدى مقفل ناشف و حاد ف هيئته زى طبعه، تخيله ملامحه مش مريحه اوى كده و لا لمحة الصفا دى طافيه على وشه، الحب ده كله اللى ف عينيه ميقولش ان الراجل ده ميعرفش الحب ابدا سواء لزوجته ام ادم او لإبنه!
,
, حمزه باصص لعابد اللى بيحاول يترجم اجابته او اللى ينفع يتقال منها..
, ابتسم بإحراج: اصل الصراحه متخيلتكش كده او معرفتش اتخيل شكلك
, حمزه حاول يبتسم و فشل ف هز راسه بهدوء..
, عابد من شكله فهم انه فهمه ف اتحرج اكتر و ادم حاول يتدخل بعفويه ف بص لحمزه بمرح: هو بس متخيلش الصعيدى يدخل الجامعه الامريكيه.
,
, حمزه ضحك ضحكه خفيفه و ادم ضحك معاه: هو تقريبا تخيّلك بجلابيه و قُفه و كالسون، مش صعيدى مودرن كده بجينز و مربى شعره، ايه ده سكسوكه دى؟
, حمزه ضحك لمجرد محاولة ادم انه يلطّف عليه الكلام او انه دافع عن هيئته قدام الكل..
, فاطيمه دخلت بتحفّز خاصة بعد ما عرفت من ادم امبارح انه جاى يشوف حفيدته، هى متعلقه بأدم و هديه الصغيره بس الحقيقه ان الاتنين يخصوه هو و بس..
,
, مجرد ما دخلت ابتسمت لوحدها و ادم وقف اخد منها الصنيه و قعدوا..
, حاولت تقول اى حاجه خاصة بعد ما الموقف اتبدّل لوحده جواها: يا مرحب، نوّرت الدنيا يا ابو الغالى
, حمزه قدر يخمن هويتها و ابتسم: لا الدنيا منوره لوحدها بالغالى و بنت الغالى، نور اكتر من كده خطر
, فاطيمه ابتسمت: لا ازاى بقا، ده لسه نور هديه، هديه الاصل، حبيبتى
, حمزه ابتسم لمجرد انه طلب لبنته العوض من **** و اهو بيشوفه بسرعه كده..
,
, عابد بص لفاطيمه: طب لحد ما تجى هديه الكبيره هاتى الصغننه تشوف جدها
, حمزه وقف بسرعه بلهفه: ينفع ادخلها انا؟
, فاطيمه بصتلهم و ادم هز راسه بإبتسامه صغيره..
, عابد وقف بسرعه و اخده لجوه و فتحله باب اوضتها و وقف برا و هو دخل..
, حمزه مجرد ما دخل ابتسم اوى بفرحه، بلهفه، بحب، اخد نَفس طويل كإنه كان على سكة سفر مشى بحِمل على ضهره و دلوقت بس نزّله..
,
, قرب منها بخطوات بطيئه من عينيه المتعلقه بيها، اكتشف انها واحشاه اوى و مش عارف ازاى، ده اول مره يشوفها!
, اكتشف انها شبهه اوى شكلا، حتى ضحكتها الرقيقه الصغننه، ملامحها، غمزاتها..
, قعد جنبها على حرف السرير و مجرد ما هى حست بحركه جنبها انكمشت على نفسها..
, حمزه وقف بسرعه بخضه و هى لحظات و اتفردت و ابتسمت بصوت ملاغى..
,
, حمزه ابتسم غصب عنه و قعد بحذر تانى و مد إيده يلاغيها او يمسك ايدها بس من غير مقدمات اخدها ف حضنه..
,
, عابد برا اول الموقف وصل لهنا ابتسم ع الحب اللى حب يوريه لأدم..
, اتحرك قدام ادم اللى كان لسه مكانه و ابتسم: قوم مع ابوك
, ادم حاول يتكلم بس ملقاش حاجه تتقال و عابد مسك إيده وقّفه: انت بتقول معلمنيش حاجه ف حياتى ف ملهوش فضل عليا، قرّب اديله فرصه يعلمك
, ادم مفهمش يعلمه ايه و هنا!
,
, عابد اتحرك بيه لحد ما وقف بيه قدام باب الاوضه و شاورله على منظر هديه الصغيره المكلبشه ف حضن جدها و بترفّس بملاغيه و ابتسامتها بصوت عالى..
, ادم وقف ع المنظر قدامه بذهول، اول مره يشوف بنته مبسوطه كده مع، او بمغنى اصح مع حد غيره، هى حواسها شغاله لكن مش بشكل حيوى نشط ف استجابتها بتتأخر، لكن هنا كإنها شايفاه و سامعاه، او يمكن حاسه و احساسها مطمنها..
,
, عابد ابتسمله: مدله ايدك انت بس و خليّه يعلمك، يعلمك الحب اللى مش لازم يبقاله تمن، التسامح الغير مشروط بمقابل، الصفا و النيه و الاخلاص، اعتقد انت لسه محتاجله يا ادم ف حاجات كتير
, ادم دوّر وشه بعيد و عابد طبطب على كتفه: صدقنى مش هو بس اللى محتاجلك
, ادم: انا مش محتاجله
, عابد شاورله على حضن بنته له: بنتك محتاجاله، محتاجع لمه و ونس و عيله
, ادم بصّله على فاطيمه بحب: انتوا اهلها.
,
, عابد: بردوا هو كمان اهلها، هتشيل اسمه هو و هتتربى ف خيره، ليه تحرمها من كل ده!
, ادم انتبه على سيرة الاسم و بصّله بحذر و حاول يتكلم ف اتوتر..
, عابد فهم عينيه ف طبطب على كتفه: ده حقه يا ادم! انت من صُلبه و اعتقد مفيش خطيئه على وش الارض تقلع الانسان من صُلبه حتى لو كافر! ده الكافر له على ذريته السمع و الطاعه الا فيما يخص الشرك ب****
, ادم اتوتر: بس هو، اصل.
,
, عابد ابتسم: انت ادم حمزه الجيار بإرادتك او غصب عنك، و بعدين انت ابن قلبى اللى حبك و عقلى اللى اختارك، ده الاب الحقيقى مبيبقاش له الحقوق اللى انا اخدتها فيك، مبيختارش ابنه و لا بيختار يحبه، و انا اختارتك بقلبى و عقلى، يعنى يا سيدى بدل ما بقا عندك اب بقا عندك اتنين، و بنتك بدل ما بقا عندها جد واحد بقا عندها اتنين، هتقول لعوض **** لاء!
, ادم بص لفاطيمه بتردد: قولى حاجه يا ماما.
,
, فاطيمه دمعت بإستسلام: لا اله الا ****، سبحان من جمّع القلوب بدون معاد
, عابد شاورله على هديه اللى حمزه حاول يسحبها من حضنه يضم وشها بإيديه ف لاغته بوشها بصوت عالى بطفوله و رجعت لحضنه..
, ابتسم لأدم: اعتقد مش حقك لوحدك عشان تتنازل عنه! مش حقك اصلا تتنازل نيابة عنها
, ادم اتنفس بصوت عالى و عابد شاورله عليهم و هى ف حضن حمزه: حاول تاخدها من حضنه كده!
,
, ادم اتنفس بتمهّل و عابد ابتسم: القلب بيحس و انا قولتلك ربك رب قلوب
, ادم قرب منهم و قبل ما ينطق اتفاجئ بدموع حمزه مغرقه وشه بشهقات مكتومه بأنين..
, اخد نَفس طويل و حاول يقرب حمزه بصّله و حاول يهزر: متسمعش كلامه و متحاولش تاخدها من حضنى عشان مش هتعرف
, ادم ضحك غصب عنه و مد ايده ياخدها: لا متلعبش ف الحته دى عشان ده ملعبى، ده بنتى
, هديه تبتت ف حمزه اكتر و زامت براسها بصوت عصبى..
,
, ادم ضم عينيه بمرح و عمل نفسه مش واخد باله و مد إيده تانى ياخدها او هو بتلقائيه تعمّد يعمل ده عشان تتبت ف حمزه اكتر لمجرد ان الحركه خطفت قلب حمزه و حس انه مش لوحده الموجوع و كل القلوب محتاجه تتداوى..
, مد إيده تانى: اذا كان بنتك نفسها اختارتنى انا، يقوم بنتى انا هتختارك! يا راجل قوم قوم، ده بنت حلال
, هديه اتوترت بعصبيه بصوت عالى و ادم رفع حاجبه: و بنت كلب بردوا.
,
, حمزه ضحك غصب عنه و شالها و وقف بيها و مهما ادم بيحاول يقرب منهم هديه بتتحرك بجسمها كله ف حضن حمزه بملاغيه و هو بيلف بيها و بيضحك..
,
, عابد بص لفاطيمه اللى ابتسمت بدموع على منظرهم و عابد همسلها: كده امان لها، بقا احنا كنا ماسكين ف رحاب و امها برغم كل اللى كانت بتعمله عشان البنت و نقول اهو يبقى لها اهل تانيين عشان لو جرالنا حاجه البنت متتبهدلش زى ابوها، نقوم نرفس النعمه! نقف بينها و بينهم و هما اهلها! كده لو جرالنا حاجه نبقى متطمنين عليها
, فاطيمه هزت راسها برضا و بصت لحمزه اللى انتبه لهم..
, ابتسمتله: امال ام هديه فين؟ ليه مجتش معاك؟
,
, حمزه ابتسم: هى و **** كانت عايزه تجى معايا، بس انا حبيت انهارده يبقى بتاعى لوحدى، حبيت اجى انا الاول لقلبى دى و اشبع منها قبل ما ستها تجى تاكلها
, ادم ابتسم و رد بتلقائيه من غير ما يحس: حتى هديه كانت عايزه تجى، بس انا قولتلها خلى اليوم انهارده انا و انت و هديه، بعدين نتقابل
, حمزه ابتسم اوى و ادم سكت شويه: قصدى نبقى نتجمع كلنا يوم تانى او نعمل عزومه، حتى عشان ماما تتعرف على حنين و كمان نطلبها رسمى.
,
, حمزه هز راسه و ف لحظة الكلام خلص هديه ضحكت بصوت و بتحاول تزق حمزه يلف بيها و هو قدام ملاغيتها اتحرك حوالين نفسها و هى بتلاغى بضحك ف حضنه..
,
, حنين قعدت بخنقه و هديه وقفت قدامها بغيظ..
, حنين رفعت وشها: نعمم؟
, هديه حطت إيديها ف وسطها: انتى هتعملى عليه حما بجد و لا ايه؟
, حنين كشرت: شايفه بيكلم حمزه ازاى؟
, هديه: ابوه
, حنين وقفت بضيق: مش مبرر انه يطيح فيه كده
, هديه بصتلها بغيظ: بردوا ابوه ملناش دعوه
, حنين اندفعت بضيق: و لو كان ابوكى انتى كنتى هتسمحى انه يكلمه كده؟
,
, هديه دارت ضيقها من الجمله و حاولت تبتسم: بلاش حوار ابوه و ابوكى ده عشان مش بتاعنا، انا و هو خرّجناه من حساباتنا، احنا الاتنين ولاد حمزه و اهو احنا الاتنين حمزه حما لينا
, حنين ابتسمت غصب عنها و هديه رفعت حاجبها بمرح ع الجمله: ايش هذا؟ ايه الجمله اللى ملهاش محل من الاعراب دى؟
, حنين ضحكت غصب عنها على خفتها او محاولتها انها تساعد نفسها و حاولت تطبطب على ايدها..
,
, هديه ابتسمت بحزن: صدقينى ادم مش هياخد وقت طويل و يستسلم، مش عشان نَفسه قصير لاء، و لا حتى عشان حمزه عنده اعذار كتير، بس حمزه يتحب، حمزه اب رائع و حنين و يتحب و بس
, حنين اتنهدت بتعب و وقفت فتحت البلكونه تتنفس: و زوج كمان حنين و ابن حنين و اهو جد بردوا حنين، بس للاسف ملهوش حظ
, هديه قربت منها تتكلم بس لمحت دموعها..
,
, حنين كملت بحزن: كنت فاكره نفسى لوحدى اللى حظى ف الدنيا قليل بس طلعت حظى حلو اوى لمجرد انى اخدت حظى كله فيه، حتى انتى كنت فاكره ان حظك قليل شبهى لمجرد ان طلع ليكى اب زى سليم بس عوض **** لكى عنه بحمزه خلى حظك احلى، حتى ادم اتعوض عن امه بحمزه اللى حبه و هو غايب و هو حاضر و اتعوّض عن حمزه بعابد و مراته اللى حبوه و هو ابنهم و هو لاء، حتى انتى عوّضه عنك كأخت بإنك حبيبته و عوّضه عن رحاب بيكى.
,
, هديه حاولت تهزر: ده قر ده يابا رشدى و لا ايه؟
, حنين دمعت: كلنا اتعوّضنا بشكل متفاوت و متناسب بإختلاف ظروفنا الا هو، هو اللى شال الحزن لوحده
, هديه قلقت من اصرار عينيها ع الحزن: ليه بس؟
, حنين انتبهت و حاولت تخرج من الموقف: المهم، الباشا بتاعك مش قال هيجيب ابوه و امه و يجى، و لا سلمتيله نفسك يا بنت الجزمه.
,
, هديه سكتت بقلق و امها حاولت تخرّجها من الحوار تشتتها: بت مش قولتيلى انه معمول سحر و انكم بتحلوه؟ وصلتوا لفين؟ و لا هيتجوزك بعفاريته؟
, هديه حاولت تجاوبها بإختصار عشان تفهم مالها: لا بس انشغلنا بموضوع الورق و تحاليل النسب و الاجراءات، ادم قال الاهم ف المهم، اصلا كده كده العمل اتفك و ده اللى كان كشف الموضوع، بس احنا اللى هنأكد على ده عشان ميبقاش له عواقب على ادم.
,
, حنين ضحكت بغلب: بقا الباشا بتاعك بجلالة قدره حتة بت متخلفه تعمله
, هديه معرفتش تبتسم: سيبك من الباشا بتاعى و قوليلى مالك؟ ليه حاسه ان فى حاجه مش طبيعيه؟
, حنين حاولت تبتسم: حاسه بس؟ هى البعيده حوله؟ هو اللى احنا فيه ده طبيعى يعنى؟
,
, هديه بصت ف عينيها بتركيز: لا، بس حساكى مش مبسوطه، كنتى دايما بتحاولى تفهمى وضعك، توصلى لأهلك، ترجّعى ادم، تخلينى اوافق على اى عريس و اتجوز لمجرد انك خايفه اكبر و الشغل يلهينى، و اهو كل ده حصل، ليه حزينه كده و ليه بتتكلمى عن بابا كده؟
, حنين مكنتش حابه تقولها او تشيّلها الهم لكن عارفه هديه كويس جدا، فضولها مش هيخليها تسكت الا اما تعرف، او هى اللى محتاجه تتكلم مع حد..
,
, اخدت نفس طويل و حكتلها عن حوار حمزه مع امه لحد الاخر..
, هديه بتسمعها بصدمه و حنين اتنهدت: عرفتى ليه بقولك حمزه صعبان عليا! هيلاقيها منين و لا منين! من قسوة امه و لا قسوة ابنه! و لا من قسوة الزمن! عمل ايه يعنى لكل ده! عمل الوحش و بردوا عمل الحلو! عمل الغلط و صلّحه ف يبقى ليه نصيبه كده!
, هديه وقفت بغضب: ستى دى هى شيطان الحكايه! قسما ب**** لولا العِشره و العيش و الملح كنت.
,
, حنين وقفت بقلق: لا يا هديه حمزه يزعل منك، مجرد ما يسمعك بتتكلمى عنها كده هيزعل، عيب دى امه، يعنى ستك و هتفضل ستك
, هديه زعقت: و هى مكنتش امه و هى بتحاول مره ورا مره تأذيه بإسم الحب! حب ايه ده اللى يكدّر الانسان و يكتّفه بالشكل ده! بتستغل انها امه و مستحملها! الحب المشروط ميبقاش حب ابدا!
, حنين قعدت بتعب و هديه قعدت جنبها و بصتله بترقب: طب بابا قال ايه؟
, حنين هزت راسها بحيره: و لا حاجه.
,
, هديه: يعنى ناوى على ايه؟
, حنين: بردوا معرفش
, هديه ابتسمت بثقه: متقلقيش، سيبيها عليه، عمرك ما سيبتيهل عليه و خذلك.
,
, حنين ابتسمت: اهو ده اللى قالهولى بالظبط، بس تفتكرى هيحلها ازاى؟ ماهو يا هو يا ابنه، يا انتى و ادم يا انا و هو! هيحل المعادله ازاى؟ هيحل نفسه من وعده لأدم ازاى انه هيحاول يعوضه! معقول اول حاجه هيعملهاله يخليه يسيبك و يبوظله حياته و يوجعه! و لا هيحل نفسه من وعده ليا ازاى انه هيحاول زى ما كان بيحاول دايما يبقى جنبى! معقول هيسبنى ف الوقت اللى عرفت فيه ان ادم مش ابنى و سابنى و مرضيش حتى يحضنى و حتى انتى هتسيبينى و تتجوزى! هيحلها ازاى!
,
, ادم اخد حمزه و نزلوا بعد ما قضوا اليوم سوا..
, صمت تام طول الطريق لحد ما حمزه قكعه بجون مقدمات و حكاله عن اللى حصل كله مع سته، مكنش عايز يشيله الهم بس كان محتاج يفضفض مع حد، لا معاه هو بالذات، ع الاقل يحسسه انه محتاجله..
, ادم بصّله بحذر: هتحلها ازاى؟
,
, حمزه لمح القلق ف عينيه ف ابتسم يطمنه: انا قولتلك متقلقش، انا كنت المسئول الاول و الاخير عن كل حاجه و هتحمّل نتيجة ده للاخر، انا بس حبيت افضفض معاك، متتخيلش برتاح اد ايه اما بتكلم معاك مهما كان الكلام و مهما كانت نتيجته، شوف برغم كل اللى قولناه لبعض من يوم ما رجعنا لبعض بس انا نص الوجع اللى جوايا اتشال لمجرد انى فضفضت معاك.
,
, ادم ابتسم بتلقائيه ع الرد اللى عجبه و باقى الكلام اللى اتقال من حمزه عجبه اكتر: و نص الوجع التانى مستنى ضحكتك ف وشى عشان يتمحى
, ادم هرب بعينيه من عيون حمزه بعيد ف بص على قزاز شباك العربيه شاف فيهم صورة حمزه بعيونه مدمعه كإنهم بيقولوله انهم قدره و القدر مبيتهربش منه..
, حمزه ابتسم: حبيبى متشغلش بالك، انا مش بقولك عشان ادوشك انا وعدتك و هوفى لو على موتى
, ادم رد بخضه: بعد الشر عليك يا حبييى.
,
, حمزه ابتسم و ادم حاول يتخطى الجمله اللى قالها بسرعه: المهم بردوا هتحلها ازاى؟
, حمزه اخد نَفس طويل و شرد ف ملامح ادم و اتمنى لو انهم ف زمن غير الزمن و ظروف غير الظروف و له الحق يختبر حب ابنه له و يشوفه هيضحى بمين؟
, ادم بص لشروده اللى معجبهوش و معجبهوش اكتر انه معرفش يفهمه..
,
, بصّله بعتاب مقدرش يخبيه: اعتقد انك مش هتضحى بالست اللى غامرت و ضحيت بأمى و بيا و ببيتك عشانها، و الا كنت ضحيت من الاول و حاولت و لو مجرد محاوله تخرّجها من حياتك خاصة انك مكنتش لسه تعرف ان امى اللى بلغت عنك و غدرت بيك
, حمزه اتنهد: و لا هضحى بيك، عمرى، العذاب اللى انا اتعذبته ف غيابك هيفضل زى الوشم معلم على روحى عشان ينبهنى كل ما احس بحاجه بتزقنى عنك خطوه بعيد.
,
, ادم اتخطى رده لإنه مش عايز يضعف: و الحل؟ و متقوليش متشغلش بالك، انتوا من البدايه حطتونى حلقه ف سلسلة حكايتكم و مصرين لحد دلوقت على ده ف خلينى افهم
, حمزه ابتسم من مجرد التفكير ف تنفيذ فكرته: هسيب البلد باللى فيها
, ادم اتخض اما معرفش يترجم الجمله بشكل غير اللى فهمه ان حمزه هيسيب كل حاجه و يبعد: نعم!
,
, حمزه ابتسم من خضته و بيشكر ذلة لسانه اللى عبرت غلط عن قصده و بيتمنى لو ميصححش الجمله عشان يفضل شايف قلق عينيه انه يبعد عنه..
, طبطب على ايده يطمنه حتى لو بيقاوح: هسيب الصعيد كلها باللى فيها، بعدك انت و هديه مليش حاجه هناك ف هفضل ليه بقا بعيد عنكم؟ اعذّب نفسى مثلا ببعادكم عنى؟
, ادم ابتسامته اتمردت على عناده و حمزه ابتسمله: لعلمك انا كنت واخد قرارى ده يمكن قبل حتى ما ادخل المستشفى او اتأكد انك ابنى.
,
, ادم كشر بطفوله طلعت عفويه: عشان هديه؟
, حمزه قرص مناخيره بمرح يفك تكشيرته: لاء عشان احساسى، احساسى بيك من اول لحظه شوفتك فيها قابى انك ادم وليف روحى، حتى لو بعد الشر مكنتش طلعت انت اللى ابنى و ابن حنين كنت بردوا هفضل هنا عشانك، و متقوليش عشان حنين ( قلد صوته بمرح ) عشان ماخدكش بوكس يخنفك
, ادم ضحك غصب عنه و حمزه ضحك معاه لحد ما ضحكتهم راقت بصفا على وشوشهم..
,
, حمزه ابتسمله: مانا سايب هديه هنا من اول ما قررت تدرس ف الجامعه هنا، اه بتوحشنى بس مستقدر ع البعاد، و اه بقلق عليها لكن بطمن نفسى كل فتره و اجى اشوفها، انما انت لاء، لا هقدر استقدر ع البعاد و لا هعرف اتطمن و اطمن قلبى عليك و انت بعيد، ف كنت واخد قرارى انا هرمى كل حاجه ورا ضهرى و اخطيلك و ابقى معاك هنا
, ادم بصّله شويه بعِناد: طب و لو قولتلك انى مثلا عايز اعيش ف الصعيد؟
,
, حمزه ابتسم و فهم انه. عايز يجيب اخر حبه له: ساعتها هواجه العالم كله بيك و عشانك، عندى استعدام اقف قدام الدنيا بحالها لاجل خاطرك و لا انى اخسرك تانى
, ادم ابتسم بشئ من الرضا و اللى جواه عامل زى الحبل اللى الزمن لفّه و عقّده و حمزه بمنتهى البساطه بيمسك طرف الحبل يسحبه واحده واحده يحله برزانه..
,
, وصلوا و قابلوا مسئول تبع حمزه ظبطلهم الدنيا و الاجراءات و دخلوا..
, ادم بيهز رجليه بعصبيه و حركات إيديه متوتره و بيولع سيجاره ورا التانيه و يطفيها من اول نَفس..
, حمزه ابتسم بهدوء للجنه اللى ابتدت التحقيق..
, حمزه: زى ما قولت لحضرتك ف البلاغ، ادم متغيب عن البيت من اكتر من خمسه و عشرين سنه و فى بلاغات عندنا ف الصعيد بتثبت صحة كلامى ده
, المسئول: امتى تحديدا؟
,
, حمزه بهدوء: يوم ما اتولد، والدته كانت تعبانه و اتوفت نتيجة حادثه ف نفس اليوم ع الطريق و احنا منقولين لمكان تانى و انشغلنا بكل ده و هو اختفى من المستشفى
, المسئول: وصلتله ازاى؟
, حمزه: بنت مراتى تبقى زميلته ف الشغل، من فتره انا تعبت و كنت ف المستشفى و الدكتور طلب نقل ددمم ليا و هو اللى نقلى و من خلال التحاليل الدكتور اللى اكتشف
, المسئول: قبل كده مكنش فى اى تواصل؟
,
, حمزه: لاء، لا هو كان لحق يعرفنا كان صغير جدا و لا احنا عايشين ف القاهره
, المسئول بص ف تقارير المستشفى و شهادة الدكتور اللى اكتشف تحاليل الدم و استدعاه فعلا للشهاده و اكد ع الكلام..
, المسئول: ازاى شهادة ميلاده و اوراقه مش بالتبنى؟ و ازاى دخل بيهم شرطه؟
,
, حمزه رد بهدوء ثابت: ادم عاش مع الحج عابد، ده واحد عايش هنا ف مصر لكن كان بيسافر الصعيد زمان ف الموالد و لهم بعض من اهلهم ف البلاد هناك، مراته ولدت ع الطريق و نقلها المستشفى، بعد ولادتها بساعات الولد مات نتيجة تسمم اكسجين بعد ما فضل ع الطريق كتير لحد ما وصلوا للمستشفى و تقريبا دى كانت نفس ظروف ابنى، انه اخد وقت كتير لحد ما اتنقل للمستشفى بعد حادثة والدته، و قبل ما يعرفوا كان جالى تليفون من البيت ان والدة ادم اتوفت بعد ما رجعتها البيت بعد ما ولدت و فضلت مع ادم ف المستشفى اتطمن عليه و قالوا محتاج حضانه كذا يوم، بعد ما جالى تليفون ان امه ماتت مشيت ع البيت و سيبته ف المستشفى و اختلط الامر ع المستشفى اتبدل منهم ادم بجثة ابن عابد و عشان نفس السن و لسه عمرهم ساعات محدش شك او اكتشف.
,
, المسئول بص للاوراق قدامه اللى كانت مجهزه بالكلام ده بالظبط..
, استدعى عابد و فاطيمه للشهاده..
, فاطيمه بصت لأدم بدموع و بصت للمسئول: اه، انا اخدت ادم من المستشفى و انا، انا معرفهوش، مكنتش شوفت ابنى، كان ابوه يدوب طلعله شهادة الميلاد
, المسئول بص لعابد: مشكتش؟
, عابد استغفر ف سره كذا مره قبل ما يكذب: لاء، انا مكنتش ف المستشفى، كنت بطلعله الورق تحت و طلعت لوالدته اتطمن انها بقت كويسه، بعدها اخدته و مشيت.
,
, اللجنه اتناقشت معاهم كتير و ادم متابع كل ده بصمت تام كإنه راكب اله زمن بتدور بيه وسط خلق ميعرفهومش!
, خلال يومين صدر موافقه بتغيير اسمه بعد تحليل اثبات النسب مع حمزه و بعدها اتغير لأدم حمزه الجيار كإن الزمن بيصلح غلطته من تانى..
,
, عابد طبطب على ايد ادم و ابتسم..
, ادم اتوتر بحزن: ابويا انت، انت عارف انى
, عابد ابتسم برضا: انا اللى عارفُه حاجه واحده بس، انى عمرى ما حسيت لحظه انك مش ابنى، كنت و هتفضل كده
, ادم ابتسم بعينيه اللى دمعت: انا بحبك اوى، عمرى ما اقدر استغنى عنك
, فاطيمه دخلت عليهم بالشاى بغيظ: حلو اوى جو التمثيل ده لكوا دلوقت، و كان وحش ليا
, عابد ضحك: قابل يا عم.
,
, ادم وقف بضحكة حب ضمها اوى: ده انتى الوحيده اللى حسيت انها عوض **** ليا، ده انا لو امى طلعت عايشه و **** ما كانت هحبها كده حتى لو كانت ملاك
, فاطيمه دمعت بإبتسامه: و انت هتفضل ابنى حبيبى الوحيد، ضنايا
, ادم ابتسم بحب: بجد؟
, فاطيمه: طبعا يا ولا، هى الحكايه كانت بالاسامى و لا ايه؟
,
, هديه عملت قهوه و دخلت بهدوء حطتها جنب حمزه و ابتسمت بتوتر..
, قبل ما تتحرك مسك إيدها قعدها جنبه و هى قعدت بهدوء..
, حمزه شرب منها و ابتسملها بحب: عارفه انى عمرى ما عرفت استمتع بالقهوه من حد غيرك؟
, هديه ضحكت بدموع لمعت ف عينيها: لاء اتعود بقا، مفيش تانى
, حمزه برّق: ايه ده هموت و لا ايه؟
, هديه متقبلتش الهزار و اتخضت بجديه: بعد الشر عليك يا حبييى
, حمزه ابتسم و مد إيده ضمها عليه: انتى عارفه انى بحبك صح؟
,
, هديه صوتها اتهز بدموعها رغم ابتسامتها: بس بقا عشان انا ابتديت اتشائم من الكلمه دى
, حمزه ابتسم: لا انتى حبيبتى، كنتى و هتفضلى بنتى حبيبتى مهما حصل
, هديه ابتسمت: لا المفروض بدل ما تبقى ابويا هتبقى حمايا
, حمزه: اللى اختلف انك بدل ما كنت بنتى و بس بقيت بنتى و مرات ابنى
, هديه: يعنى هتعمل حما على ابنك انت دلوقت بقا؟
, حمزه ابتسم بحماس: ده انا هطلعلك عينيه
, هديه ضحكت غصب عنها وسط دموعها: و هتمضيه على قايمه؟
,
, حمزه انفعل بمرح: ده انا هخليه رايح جاى يمضى، ده انا همضيه حضور و انصراف ف بيته، ده انا هنفخه
, هديه ضحكت اوى: خلف انت بتكدب يا خلف
, حمزن ضم عينيه بمرح: اكيد طبعا، ده مش بعيد هو اللى ينفخنا انا و انتى و كريمه السكرتيره و يقولنا عليكم اللعنه جميعا، ده ابنى و واخدها وراثه
, هديه ضحكت جامد اوى و هو ابتسم بحب لضحكتها اللى رجعت من تانى..
, هديه انتبهت لتركيزه ف ملامحها و شافت ف عينيه نفس نظرة الحب اللى متغيرتش..
,
, باست إيده و ضمت نفسها على صدره..
, حمزه ابتسم: ادخل لادم ازاى يا هديه؟
, هديه من هزة صوته و ملامحه اللى بهتت بحزن ابتسمت ببراءه مرحه تهونها عليه: بالبيجامه
, حمزه رفع حاجبه قدامه و رجع رفعلها حاجبه: نعم؟
, هديه رفعت وشها و كتمت ضحكتها: ماهو اكيد مش هتدخله بالبوكسر يا ابو هديه، مفيش ارخم من كده يعنى
, حمزه برّق بغيظ و قرص خدها: رخمه زى ابوكى.
,
, ادم اخد ملفات القضايا اللى حمزه كان ادهاله ف الصعيد تخص سليم و قضيته اللى بتثبت ان امه اللى بلغت عنه او ان اللى بلغ بلغ من تليفون البيت، راح للوا محمد بشكل شخصى و اتأكد من ملفات الداخليه من صحة الاوراق دى..
, ابتسم بتلقائيه، حته جواه كانت عايزه حمزه ميطلعش كذاب ف النقطه دى بالذات..
,
, حمزه امه طول اليومين اللى فاتوا بتحاول توصله بأى شكل بس مش عارفه، مبيردش على تليفوناتها، قلقت خاصة ان ادم مش صافيله و خافت يكونوا وقفوا قصد بعض بالذات انها مش عارفه توصله و خاصة انه مشى من الصعيد فجأه و بدون ما يبلغها قراره، حاولت تتواصل مع رجالته او تبعتله الراجل بتاعه لكن حمزه مردش عليه و قاله انه هو هيكلمها..
,
, بص لموبايله و محاولة اتصالها و اخيرا قرر يرد او بعد ما قلبه اتطمن انه خلص المهم من الحكايه و عدل الغلط فيها، خلص اجراءات هديه و ده المهم و انهى ورق ادم و اسمه و ده الاهم، و الاهم انه اخد قراره..
, فتح عليها بهدوء و هى اندفعت بعصبيه اول ما فتح: اكده يا حمزه، هونت على ولدى يقعد كل ده ميحدتتنيش؟
, حمزه رد بهدوء: لا مهونتيش يا حاجه، انا بس كنت مضغوط شويه.
,
, امه ردت بغضب: مضغوط و لا الهانم اتنحنحت لك شويه و جرجرتك على ملا وشك؟
, حمزه اخد نفس مخنوق و مسح على وشه و حاول يبقى هادى: لا يا امى كنت مضغوط شويه، هديه كانت بتخلص اجراءات ورقها و كان لازم ابقى جنبها
, امه نفخت بضيق: و انت مالك؟ هتشيل همها عاد و هى صغيره و هى كبيره؟
, حمزه اتخطى ردها اللى مش هيحاول يغيره: و ادم كان بيخلص اجراءات اسمه و ورقه و محتاجلى جنبه، شغله حساس و ف مكان حساس و لازم ابقى معاه.
,
, امه انتبهت: و غيرت اسمه؟
, حمزه ابتسم للجمله و هو بيرددها: اه، بقا ادم حمزه الجيار
, امه زغرطت: يا فرحى، طب هاته و تعالى
, حمزه اخد نفس يبلغها بقراره و هى ردت بسرعه: هاته و نعمله ليله اهنه و نبلغ البلد بحالها ان الغايب رجع، ولدك و سندك و عزوتك هو و عياله من بعده
, حمزه اتنهد: مش دلوقت، لسه شويه وقت ع الكلام ده
, امه انتبهت ف وقفت بالكلام بترقب: ليه لسه؟ هو و عرف الحقيقه و ورقه و اسمه و غيرتهم، يبقى فاضل ايه؟
,
, حمزه: ادم محتاج
, امه مصبرتش تسمعه: و لا لساك مخدتش قرارك
, حمزه حس انه خلاص جه الوقت ينسحب من الضغط اللى هو فيه ف رمى كلامه كله دفعه واحده: لاه، لسه مخدتش قرارى و مش هخده، انا مش مجبر اتخيّر بين روحى و النفس اللى بتنفسه، ف حالة انى اختار حاجه منهم مجرد ما استغنى عن التانى هموت، انا مش هختار، انا همشى.
,
, امه ردت بصدمه: هتمشى؟ تمشى من فين يا ولدى؟
, حمزه: من البلد، من الصعيد بحالها، قعدتى هناك معتش لها عازه، انا عايز ابنى و ابنى حياته و شغله و بنته و اهله و حبيبته هنا، و حتى لو ملهوش حد هنا ف مش هيرجع هناك، ماهو ساب هناك و كان له كل حاجه هناك و جه هنا و هو ملهوش حد، مش هيرجع و انا مش هرجع، انا و هو هنبتدى من الاول هنا و هنكمل هنا
, امه بتسمعه بصدمه: يعنى ايه مهترجعش؟ و مالك؟ و املاكك؟ و شغلك؟ و.
,
, حمزه: مش عايز حاجه، انا عايز ابنى و راحته و سعادته و بس، و هو مش هيبقى مرتاح هناك و لا هيبقى مرتاح و انا بسيبه، لا هيرتاح و حبيبته سُمعتها ف ايد البلد عندك و لا هيرتاح و انا بسيب امها و حياتنا بتتفكك، ف خلينى اريح الكل بقا
, امه: و تتعبنى انا؟
, حمزه رد ببساطه: طب ما ترتاحى معانا، ليه بتحسبيها كتير و عامله حساب للكل الا راحتى!
,
, امه زعقت: عشان مش عايشين لحالنا، فى اعتبارات كتير غير الحب و المسخره و قلة القيمه دى
, حمزه اخد نفس طويل لانه عارف ان امه مش هتقتنع: و انا اخدت قرارى
, امه: و انا؟
, حمزه: قرارك بتاعك شوفى عايزه ايه و بلغينى
, امه: ما انا قولتلك ع اللى عايزاه يا ابن بطنى
, حمزه: و انا اسف
, امه ردت بخيبه: انا اللى اسفه.
,
, ادم اخد نَفس ضيق و اتنهد بخنقه و راح لهديه ع البيت، لمحهم طالعين ف وقف..
, حمزه شاوله و اخده و طلعوا كلهم..
, حمزه مسك إيده بحب: ادم انا عارف ان ده شئ مش هين عليك، مش سهل تعدى اللى حصل و لا سهل تسامحنى بس ع الاقل هتحاول، صح يا ادم؟
,
, ادم هرب بعينيه بعيد: انا مسامحك على فكره، انا مش **** عشان احاسبك، انا اما قولتلك عند **** تجتمع الخصوم دعيتلك ف سرى تكون جاهز لليوم ده، و الحاجه الوحيده اللى كنت مشدد عليها هى انك ملكش يد ف قتل امى او مقتلتش سليم بإيدك عشان دى الحاجه الوحيده اللى **** مش هيغفرهالك، دى روح و اللى خلقها بس اللى له الحق ينهيها، انا حتى استغربت نفسى اما اكتشفت ان ده تفكيرى، انى زعلان عليك اكتر ماهو منك.
,
, حمزه رد بصدق: و انا قولتلك و **** ما حصل، انا صحيح اتخليت و مساعدتهومش لكن ايدى متعاصتش بدمهم
, ادم اتنهد بنفس طويل: بس غصب عنى جوايا مش صافيلك خالص
, حمزه ملامحه بهتت بحزن: ليه التناقض ده؟
,
, ادم: لا مافيش تناقض و لا حاجه، زى ما بيقولوا كده اما الذنب فقد عفونا و أما الود فلن يعود يعنى انا مش مخاصمك قدام **** و مسامح ف حقى بس اللى انت عملته سايب أثر كبير فيا و ف قلب و ما ينفعش درجة القرب ترجع تاني زي ما كانت
, حمزه ضم ايده برجاء: انت عمرك ما كان قلبك اسود يا ادم
, ادم ابتسم بوجع: انا قلبى فعلا صفحه بيضه ف إيد اى حد اتعامل معايا و اللى بيعمله قلم بيرسم حدوده ف قلبى..
,
, يمكن يكون برغم كل ده و برغم انى مكنتش متأكد انك ابويا او بمعنى اصح كنت متأكد انه لاء، بس قلبى مش شايل منك، و اما رجعت انت اللى شخبطت ف قلبى و هو ماشي ورا التحديد اللى انت رسمته فيه، كنت خايف اوى من المواجهه اللى هربت منها سنين و كنت كل اللى عايزُه ان الصفحة تفضل بيضة زى ما هي ما تحطش فيها قلم، بس كان بقى
, حمزه ددممّع: هتحاول عشانى؟
, ادم سكت و بص بعيد اوى: سيبها على الزمن يمكن يعملها.
,
, هديه و حنين خرجوا من جوه بصانية شاى و بيضحكوا..
, حنين بصت لحمزه بقلق: انت كويس؟
, حمزه هز راسه بهدوء و هى بصت لآدم بعتاب هرب من عينيها بعيد..
, هديه قربت من ادم و مسكت إيده و اتحركت كام خطوه: ادم، انا عايزه اخدك و نروح لدكتور
, ادم كان فاهمها بس اتهرّب: ليه انتى تعبانه؟
, هديه: انا و انت تعبانين، و انا و انت مش هنقدر لوحدنا مهما عملنا نتخطى اللى حصل، لازم حد يساعدنا و انت مش هتقبل بأى حد من اللى حوالينا.
,
, ادم بصّلها برفض و هى قبل ما يتكلم مسكت إيده برجاء: ارجوك يا ادم، خلينا نروح لدكتور نفسى، انا محتاجه ده جدا، ع الاقل عشانى
, ادم ابتسم بهدوء: حاضر
, هديه ضمت إيده اوى: وعد؟
, ادم رفع إيدها باسها برقه: وعد
, هديه: نروح انهارده؟
, ادم بص لحنين جنبه اللى بتشاور لحمزه بغيظ عليهم و عينيه قلبت مكر و بصّ لهديه: مش انهارده، عندى مشوار لازم اعمله الاول
, حمزه قرب بحنين منهم و كتم ضحكته..
, ادم رفع حاجبه: نعم!
,
, حنين كعمشت وشها بإستفزاز: احنا هنفضل واقفين كتير كده، يعنى لو بتعملوا عرض رومانسى قولولى
, ادم ضحك ببلاهه: انا لسه كنت بقول لبنتك عندى مشوار الاول، تصدقى بنت حلال و تستاهليها
, حنين ردت ببلاهه: مشوار؟ ياه على سوء حظك، ده انا كنت هاخد بنتى اصلا و ننزل المول نشترى حاجات، عروسه بقا و كده، ابقوا اخرجوا يوم تانى بقا.
,
, ادم كعمش وشه بغيظ مكتوم و هى بصتله برخامه: اهو ده بقا تانى قوانين مورفى التلاتين لسوء الحظ، انك زى ما عندما تنام يأتى حظك، عندما تستيقظ ينام حظك
, ادم بغيظ: عشان ابن كلب
, حمزه كتم ضحكته لمناكفتهم: اكيد الحظ
, ادم رفع حاجبه: لاء انا، انا اللى ابن كلب هاا
, حنين اخدت هديه اللى كاتمه ضحكتها و اتحركوا لجوه..
, حنين وقفت: قولى يا ادم انت هتاخدلكوا شقه فين؟
, حمزه بصّله بإهتمام و ادم رد بتريقه: فوق السطوح.
,
, حنين: اكيد دى اللى جنب سطوح بيتنا صح، اصل انا و حمزه قررنا نستقر هنا معاكم، و يبقى ننزل الصعيد على تخليص الشغل من فتره للتانيه
, ادم بص لحمزه بغيظ اللى بعد ما كتم ضحكتها طلعها عاليه جدا..
, ادم سابهم و نزل بغيظ: و **** انا بردوا قولت بنت حلال اوى و تستاهليها.
,
, تانى يوم حمزه وصّل هديه و حنين للمول، قضوا وقت طويل بين المولات لحد ما هديه انشغلت بتقيس لبس و حنين واقفالها ع الباب ابتدت تقلق اما عدّى وقت طويل، اتحركت للباب بقلق و يدوب زقته و هتدخل حاجه اتحدفت على وشها خدرتها..
, هديه كانت خرجت من شويه لبرا و ابتدت ترجّع اللى بتقيسه، رجعت للباب بس ملقتهاش..
, بصت حواليها بقلق بس حنين اتبخرت من المكان كله ف لحظه٣ نقطة
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
١

حنين و هديه و معاهم ادم جوه جنب حمزه ف الرعايه و الكل مترقب من جواه و متحفز لأى حاجه هتتقال..
, شويه و قاطعهم الدكتور اللى دخل و بصّلهم بإحراج: انا بعتذر عن مقاطعتكم بس انا جاى عشان التحاليل.
,
, حمزه غمض عينيه قوى و الدكتور بصّلهم بتوضيح: انا اسف انا قولت كنا شاكين ان حصل لغبطه ف التحليل، يعنى نتيجة عينة ددمم الانسه هديه اتحط عليها اسم الاستاذ ادم و العكس، بس اما اخدنا عينه تانيه من الاستاذ اتأكدنا انه الحمد لله محصلش ده.
,
, الكل سكت تماما و الدكتور بص ف التلات اوراق اللى ف إيده و بص لنتيجة العينه الجديده لادم ف ايده التانيه بحيره: مع انى مش فاهم لسه، انتوا قولتوا ان المريض و الاتنين الحريم فيكوا هما اللى تبعه!
,
, ادم بصّله قوى و هديه ضيّقت عينيها بعدم فهم: يعنى ايه؟
,
, الدكتور: يعنى عيناتكم انتى و الست اللى معاكم و هو مش صح
, هديه: يعنى ايه مش صح! اتلغبطت يعنى!
, الدكتور: شكينا ف كده ف الاول، عيناتكم انتى و والدتك و المريض طبياً مش منطقيه لاب و ام و بنتهم
, هديه بصتله اوى برجفه و بتلقائيه مسكت إيد ادم اللى طبق عينيه بعنف زى ما إيده طبقت عليها بنفس العنف..
,
, الدكتور بص ف التحاليل بحيره: بصينا على عينة الدم التالته اللى معاكم للاستاذ و اللى طلعت نفس فصيلة المريض و اللى طلعت بتاعة الاستاذ ادم طلعت ف صورة الدم الكامله متطابقه معاه ف تفاصيلها مش بس ف نوعها، شكينا ان عينته دى بتاعتك انتى و احنا العينات اتلغبطت مننا.
,
, هديه قربت منه بتوهه: يعنى ايه لغبطكم ف عينة ادم مع بابا؟
, الدكتور: يعنى التطابق كان غريب و ملفت لدرجة انها شكينا انها عينتك انتى لانك انتى قولتى انك انتى اللى بنته بس، لكن التحليل اما عيدناه
, هديه بصتله بترقب: حصل ايه؟
,
, ادم حاول يتدخل و قرب منها لف دراعه حوالين كتفها و ضمها عليه حاول يسحبها لورا ضهره كإنها بيشددها..
,
, هديه قربت للدكتور بحذر و هو بص من تانى ف الورق: تحاليل استاذ ادم اول مره قالت انه AB و ده نفس فصيلة المريض ف نقلنا الدم منه ع الاساس ده، بس اما شوفته بعد ما كان اتنقل الدم للمريض اكتشفت ان فى تطابق غريب ف صورة الدم الكامله بتاعته مع كافة تحاليل المريض اللى عملها من وقت ما جه، و خوفت لا يكون العينه اتبدلت ف المعمل و دى عينة بنته بس اتلغبطوا ف المعمل و حطوا عليها اسم ادم و بالتالى نقلناله من ادم غلط، ف عملنا DNA على العينه اللى اتنقل منها ددمم له و اللى عليها اسم ادم مع المريض و اكدت النسب بينهم! يعنى من صُلبه!
,
, بدون قصد او سابق اتفاق بينهم و برغم كل الخلافات و الاختلافات بينهم اتفقوا ف نفس اللحظه دى ف قفلة عينيهم بسرعه!
, الدكتور: و عشان كده طلبنا استاذ ادم اخدنا العينه التانيه عشان نتأكد ان محصلش لغبطه و اتنقل للمريض ددمم غلط، ف اتأكدنا من فصيله العينه التانيه انها AB و ده فعلا نفس فصيلة عينته اللى اتعمل عليها ال DNA و اكدت النسب لان العينة التانيه ليكوا انتوا الاتنين اصلا O نيجاتيف!
,
, هديه بصتله قوى بصدمه و ادم عينيه وسعت اوى برفض و مشافش قدامه غير سنين عمره اللى ضاعت ف افكار متخبطه و انهارده بتتنفى بجرة قلم!
,
, حنين قربت بتوهان: يعنى ايه؟
,
, الدكتور بص لحنين بحيره: يعنى اخدنا منهم عينتين بتوع الانسه و الاستاذ بس العينه اللى طلعت نفس فصيلته بتاعة استاذ ادم و بعد ما نقلناها و نزلت ببص ف التحاليل حسيت ان فى حاجه غلط، التحاليل بتاع الاستاذ متطابقه مع المريض جدا و تحاليل الانسه مش متطابقه معاكى انتى و المريض كأب و ام، ف شكيت ان تحاليل الاستاذ يكون دى تحاليل بنته و اتحط عليها اسم ادم بالغلط، عملنا اثبات نسب للعينه مع المريض و اكدت النسب فعلا بينهم و ده شككنا اكتر ان العينه اللى عليها اسم ادم مش بتاعته و بتاعة الانسه و اتلغبطنا ف طلبنا عينه تانيه من استاذ ادم و طابقناها بالعينه بتاعته الاولى اللى كنا شاكين انها اتلغبطت و مش بتاعته بس طلعت هى هى نفس العينه و بتاعته.
,
, حنين تممت بتوهان: و اللى هى كنتوا طابقتوها مع حمزه و طلعت
, الدكتور كمل: طلعت اكدت النسب انه من صُلبه!
,
, حمزه ابتسامه تلقائيه و عفويه ظهرت على وشه بعيون لمعت بفرحه غريبه مع ادم اللى بصّله بتوهان، كان مشى عشان شك ان امه خاينه زى ما سته قالت، ايا كانت مين امينه اللى اتقتلت و لا حنين، سته قالت ع الاتنين خاينين و قالت وِلد الخاينه ملهوش ديه، شافهم بيقتلوا امينه قدامه!
,
, مشى عشان مقدرش يتحمل او يتقبل فكرة ان امه خاينه و حمزه الراجل اللى كان فاكرُه ابوه و عاش معاه يبقى له مجرد جوز لأم خاينه و يطلع قاتل و بدم بارد!
, بس دلوقت التحليل لغبط كل ده، حمزه ابوه و ده معناه ايه! ان امه مش خاينه! طب هى مين فيهم! لو امينه يبقى اتقتلت ليه؟ و لو حنين يبقى ازاى و هو اتأكد ان هديه مش اخته قبل كده!
, رجع بذاكرته ليوم ما قابل هديه من تانى ف العشوائيات..
,
, Flash baak
, ادم اما حس ان مشاعره ناحية هديه غريبه، بيتشدلها، ابتدى يحبها بمنطق رافض للعلاقه اللى بينهم انها ممكن تكون اخته! حتى لو من الام بس!
, يوم ما قضى ليلته معاها ف الكوابيس و قام من نومه طردها، بعدها كلم انس و حكاله اللى كان عارف بتفاصيل الحكايه من قبلها، اداله عينة ددمم كانت على هدومها و انس عمله عليها DNA بينهم..
, ادم مسك التحاليل بلهفه و ابتسم بفرحه غريبه..
,
, انس بحيره: ادم، التحاليل بتقول ان هديه مش اختك، مستحيل تبقى اختك لا من اب و لا من ام
, ادم ابتسم برضا: تمام
, انس بذهول: ايه اللى تمام؟ بقولك هديه مش اختك لا من اب و لا ام، عارف ده معناه ايه؟ انها لو بنت حمزه و حنين يبقى انت
, ادم طبق الورقه حطاها ف جيبه و حط ايديه ف جيوبه و اخد نَفس طويل من الدنيا كإنه بيقولها اخيرا نويت احاربك بعد ما كنت مستسلم و اكيد هبقى قدك!
, انس اتعدل قدامه بجديه: ادم، طب ما تعمل.
,
, ادم قاطعه برفض: انا مش هعمل حاجه، عشان مش عايز حاجه
, انس: بس انت عملت لهديه!
, انس رد بتلقائيه: عشان عايز هديه
, انس: بس ع الاقل تفهم، انت كنت فاهم ان حنين امك و تفسير انها خاينه زى ما ستك قالت يعنى خانت حمزه و هو مش ابوك، بس التحليل قال انك مش اخ لهديه اللى هى بنت حنين يعنى حنين مش امك، يعنى ممكن تكون الست اللى اتقتلت دى، ماهو اصل لو مش خاينه قتلوها ليه!
,
, ادم قفل الحوار بجمود: مش عايز اعرف حاجه تانى، هديه مش اختى و ده اكتر من كفايه
, انس بصّله شويه و ادم هز راسه و قفل الحوار بقرار انه مش هياخد غير اللى عايزُه و هو مش عايز غير هديه!
, حمزه قاتل، عرف عنه بعد كده اما كبر خاصة انه كان كبير يعنى عارف تفاصيله ف عرف عنه انه شغله كان حرام و فلوسه، حنين خاينه، امينه خاينه!
, baak.
,
, صورة المشهد قدامه بهتت شويه بشويه من جوه عيون حمزه اللى رجعت من تانى قدامه متعلقه بيه..
, هديه لفت وشها لهم بتوهان: يعنى ايه! يعنى ادم اخويا؟ اخويا اللى سابنى من سنين و اتنزع منى بالدم و وجعنى و يوم ما رجع رجع بالوجع تانى؟ عشان يوجعنى تانى!
, حمزه بصّلها قوى و محتار انهى هيوجعها اكتر، انها تعرف انها مش بنته و تحل لأدم لانها مش اخته، و لا انها تفضل عارفه ان ادم اخوها و خلاص و تتوجع انها مش حلال له!
,
, بصّلها بتوهه و بص وراه لأدم بإستنجاد يشاركه الاختيار..
, ادم حاول يقرب منها بضعف: هديه
, هديه صرخت فيه بجنون: متقولش هديه! انا مش، مش هديه، مش هديه لا، انا حبيبتك، حبيبتك يا ادم صح؟
,
, ادم بص لحمزه بنفور و مش شايف غير انه سبب ف وجعهم و بس، زى ما كان ف اللى فات سبب وجعه هو هيبقى ف اللى جاى سبب وجعها هى، لإن ده معناه ان حمزه مش ابوها! ان حنين خاينه اكيد! ان هديه هتعرف كل ده و تعيش تفاصيل وجعه!
,
, هديه راحت ع الدكتور بإستنجاد: الكلام ده مش صح، قول انه غلط، ان ده الغلط اللى كنتوا شاكين فيه، بس، بس طلع مش صح، مش صح
, الدكتور هز راسه بنفى و هديه رجعت لحمزه و قربت منه بإنهيار: بابا، بابا قول حاجه، قول ان ده كذب، ان فى حاجه غلط
, حمزه غمض عينيه و هى هزته قوى: انت، انت ساكت ليه يا بابا؟ بابا قولهم ان ده غلط
, حمزه فتح عينيه غصب عنه من هزتها له و بصّلها بدموع..
,
, هديه حاولت تمسك إيده زى عيله صغيره تايهه و ما صدقت مسكت ف امل هيرجعها: بابا، بابا انت لو مش عايز تكذّبهم عشان طول عمرك كنت عايز ادم يرجع ف صدقنى، صدقنى هيرجع، و **** هيرجع يا بابا
, حمزه بص لأدم و نطق بمشاعر مكهربه جسمه قبل صوته: بس هو رجع يا هديه!
, هديه وقفت بجسمها اللى اتهز بعنف: يعنى ايه يا بابا؟
, حمزه اتنفس بصعوبه و هى بصتله قوى برفض: انت كنت عارف يا بابا؟
,
, حمزه هرب بعينيه منها بعيد ف اتقابلت مع عيون ادم و هى بصت لأدم معاه..
, قربت منه بتوهان: ادم.
,
, ادم غمض عينيه و هى مسكت إيديه برعشه منها: ادم، ادم قول حاجه، انت طول عمرك بتحارب عشانى، حاربت الظروف اللى خلتك غصب عنك متجوز و انت مش فاهم، حاربت الظروف اللى خلتنى ف وقت من الاوقات غصب قدامك حراميه و ببرشم و بردوا كنت مش فاهم، حاربت الظروف اللى خلتنى قاتله و ممكن اتعدم و تتحرم منى، اهى، اهى الظروف بتحرمك منى تانى، يلا، يلا حاربها يا ادم، حاربها زى كل مره.
,
, ادم هرب بعينيه بعيد و هى شدت ايده من تانى بتوهان: يلا يا ادم، حاربهم، قولهم ان الكلام ده غلط، قولهم انى لا مش اختك، حارب الظروف زى كل مره
, ادم اتجمد مكانه و متهزش سنتى واحد من شدتها و هى بصت لمسكتها لإيده و عينيها وسعت بجنون: ادم، ادم انت مصدقهم؟ ساكت ليييييييه؟
, ادم غمض عيونه و هى بصتله برفض: انت، انت قولتلى انك عندك ابوك و امك، انك وحيد ابوك و امك، انك عايش معاهم، ان فاطيمه تبقى.
,
, وقفت بالكلام و حاولت تجرى على برا: فااطيمه، فاطيمه
, خرجت بتتلفت حواليها و ادم حاول يتحرك وراها يلجم حركتها يرجعها: ملهوش لازمه
, هديه حركتها اتجمدت بين دراعاته و لفت وشها له ببطئ تايهه: ملهوش لازمه!
, ادم ساب دراعه من عليها و كتم دموعه عليها بألم..
, هديه بصت ف عينيه قوى بحذر: قولى انك مكنتش عارف، مكنتش عارف حاجه، قولى انك مكذبتش عليا، قولى يا ادم ارجوك انك مش كذاب، انك مخاطرتش بوجعى.
,
, ادم دموعه نزلت قصد دموع عينيها و تمتم بضعف و قلبه بينفر برفض: مانا، هفضل، بردوا، احبك
, هديه صرخت بجنون: لالا، مش، مش اخويا لا، عينيك بتقول كنت عارف، قلبك قالى انك كنت عارفنى، يستحيل تكون كنت عارف انك اخويا و تسيبنى كده، تسيبنى كده اعشقك، لالالااا
, ادم بص لحمزه و هو بتنهار اخر حصونه، كده كده هتتوجع بس الاختيار اوجع عليه!
, سحبها من إيدها و وقف قدام حمزه بجمود..
,
, حمزه بص للإتنين قدامه، منظر كان هيبقى جميل لو كان ف ظروف تانيه، منظر اتمنى يشوفه و مشافهوش من سنين طويله اوى!
, ادم اتتفس بجفا: اتكلم، قول اى حاجه
, حمزه غمض عينيه بألم و ادم صرخ فيه بجنون: انطططق!
,
, حمزه عرف ان ادم اختار رغم توهة عينيه، وقف بترقب كهُدنه اخيره يختار بين يختار يفضل اخوها و يوجعها كحبيب و لا تعرف الحقيقه و تتوجع!
, فجأه الصوت سكت، الدموع وقفت، الكلام اتحجز على السنة الكل!
,
, حنين بتتنفس بالعافيه و هى بتبص لهديه اللى بتنهج بعنف و هى بتبص لحمزه اللى عينيه متعلقه بنفس النظره بأدم اللى بيبص لهديه جنبه و بينهج بنفس النظره لها!
, ادم قدام انهيار هديه بص لحمزه و سحبها من إيدها و وقف قدامه بجمود..
,
, هديه قربت من حمزه بمنتهى الضعف و مسكت إيديه برعشه: بابا، بابا قول اى حاجه، قول انى ف كابوس، انى شويه و هصحى، مش بعد كل ده هعيش متكتفه جوه كابوس! ارحمنى يا بابا قول حاجه
, حمزه غمض عينيه بألم و هى نزلت تحت رجليه على ركبها و هى بتعيط..
, حنين اخدت نَفس جامد و خرّجته بتمهّل و هى بتعد لحد عشره تدى نفسها فرصه تهدى و ترتب كلامها..
, ميلت بحزن جنب هديه تحت رجل حمزه و مسكتها بحنيه: حبيبتى، اهدى.
,
, هديه بصتلها بضعف: لا يا ماما مش ههدى، اهدى ازاى و انا شايفاكوا بتهدوا كل احلامى حلم ورا حلم! اهدى ازاى و انا حاربت كل حاجه عشان حلم عندى اسمه ادم، حلم جوايا من سنين و اتجسد ف صورته اما ظهر ف حياتى، و انهارده حلمى اتقلب لكابوس!
, حنين مدت إيدها ملّست على وشها تمسح دموعها اللى بتزيد بجنون..
,
, هديه مدت إيديها هى كمان تمسح دموعها مره بضهرها و مره بكفها و بصتلها بأمل غريب: ماما، ماما مش القلب بيحس؟ هاا! يعنى لو ادم ابنك كنتى حسيتى بيه صح؟ صح؟ انتى محستيش بيه يا ماما!
, حنين بصت وراها لأدم بضعف و دموعها نزلت..
,
, هديه مسكتها بكسره و حاولت تتشعلق بأى حاجه زى اللى بتقع و بتمسك ف الهوا: ماما، ماما انتى مبتحبيش ادم، انتى محبتهوش خالص، فاكره؟ فاكره اما كنتى بتقوليلى ابعد عنه! طب فاكره اما قولتيلى ان، ان احنا مجرد حكايه و هتخلص، مننفعش نكون اكتر من حدوته! انتى محبتيش ادم ازاى بقا ابنك؟ ازاى! لو ابنك كنتى حسيتى بيه يا ماما!
,
, حنين حاولت تتكلم قدام انهيارها بس مش عارفه من حالة الهيستريا اللى متملكاها..
, هديه مسكت إيديها بضعف: ماما، ماما ده انتى لحد انهارده سايبه كرسيه ع السفره فاضى، سايبه اوضته زى ماهى، سايبه هدومه، لعبُه و حاجته، يعنى بتحبيه، يستحيل تكونى محستيش بيه، لازم فى حاجه غلط.
,
, حنين حاولت تقف مع وقفتها و هديه بتتحرك بألم ملغبط حركتها بعشوائيه: لازم، لازم فى حاجه غلط، اكيد التحاليل فيها غلط، انا، انا هعرف، هعرف و هدفعهم التمن، هعرّفهم ازاى يغلطوا ف حاجه زى دى! ازاى يغلطوا غلطه زى دى و مع هديه حمزه الجيار اللى الدنيا كلها بتعملها لاجل ابوها حساب
, حنين حاولت ترجعها بالعافيه: هديه، ارجوكى استنى.
,
, هديه صرخت فيها برفض: مش هسمع، مش عايزه اسمع، ادم مش ابنك، فاهمه، مش ابنك، مش اخويا
, حنين اتكلمت بسرعه وسط انهيارها: ادم فعلا مش ابنى، و مش اخوكى، زى ما هو انتى مش هديه حمزه الجيار و لا بنته!
,
, هديه بتصرخ: لا مش اخويا، مش ابن
, وقفت بالكلام ف لحظة تجمّد و بصت لأمها قوى بإبتسامه غريبه ملغبطه: انتى قولتى ايه؟ مش، مش ابنك صح
, حنين هزت راسها: بقولك مش ابنى، ادم مش ابنى، و مش اخوكى.
,
, ادم مع كلامها بص لحمزه قصاده قوى و غطى على وشه مشهد واحد بس، امينه و هى متكتفه و مرميه ف البدروم و بتستنجد بيه، غمض عينيه قوى بس شاف مشهد ابشع لآمينه و هى غرقانه ف دمها و صوت الرصاص حواليهم، فتّح عينيه بفزع كإنه عايز يتأكد انه مجرد تهيؤ من كتر بشاعة احساسه دلوقت و اتقابل مع حمزه اللى كان لسه واقف متجمد ف نظره زى المعركه بنارها و دمارها!
,
, هديه اخدت نفس جامد اوى بصوت عالى مبتسمه كإنها مخدتش بالها من بقية الجمله او اتجاهلتها او اخدت منها النص المهم بالنسبالها..
, حنين قربت و مسكت إيديها الاتنين: ادم مش ابنى يا هديه فعلا
, هديه مستنتش تسمع الباقى و فضلت ترجع بضهرها لورا بضحكة هزيان و بتمد إيدها لورا تحاول تمسك ادم: ادم، ادم الموضوع طلع غلط، غلط، سمعتها؟ سمعت ماما قالت ايه؟ الموضوع طلع غلط.
,
, حنين حاولت تقرب ناحيتها خطواتها اللى بِعدتها: الموضوع فعلا كان غلط، كله كان غلط من اول السطر لأخر الحدوته، بس انتى و ادم جيتوا و فتحتوا حدوته جديده، زى ما انتوا اللى قفلتوا الحدوته القديمه جيتوا و فتحتوها تانى و فتحتوا معاها حدوته لكم، كان غلط، احنا كنا غلط و انتوا زى ما كنتوا الغلط من غير ما تعرفوا جيتوا تصححوا الغلط من غير ما تقصدوا!
, هديه وقفت عن حركتها برفض، مش عارفه تفهم و خايفه!
,
, حنين بصت لحمزه تستقوى منه او تستنجد بيه يكمل بس شافت عينيه متعلقه بأدم بمنتهى الضعف و اما اتقابلت عينيه معاها استنجد بيها!
, ادم كان شبه لضم الخيوط اللى ف إيده مع كلامها، قالتلها انتى مش بنت حمزه الجيار و بنتى، و هو إتأكد انها مش اخته و هو التحليل اكد انه ابن حمزه!
,
, هديه مسكت إيديها بترجى و بتضحك غصب عنها ضحكه ملغبطه: يعنى ايه يا ماما؟ ايه اللى مش ادم مش ابنى، مش اخوكى، انتى مش هديه حمزه الجيار و لا بن.
,
, وقفت بالكلام بهلع و بصتلها برفض تكمل الجمله او تفهمها و صرخت برفض اكتر تسمعها ف وسط حنين ما بتعيدها عليها: لالالالاااا، بس، بس
, حنين: انتى مش بنت حمزه، مش هديه حمزه الجيار
, هديه ضغطت بعنف على إيديها اللى ماسكاها و صرخت منهاره برفض: بس بس، اسكتى، اسكتى متقوليش كده، اسكتى
, حنين اتكلمت بإصرار حاولت تفوقها: انتى مش بنت حمزه يا هديه، انتى مش.
,
, هديه ضغطت اكتر على إيديها: ماما، ارجوكى اسكتى، انا، انا اه مش عايزه ادم يبقى اخويا، مينفعش بعد كل ده يبقى اخويا، بس، بس مش كده، بأى حاجه الا كده، مش
, حنين اتكلمت بصوت مهزوز: هى دى الحقيقه، لازم تصدقيها
, هديه لفّت بيها بإنهيار و هى لسه ماسكها: مش بالكذب، عايزاه مش اخويا بس مش بالكذب ده، مش، مش.
,
, حنين عيطت قدام انهيارها: صدقينى، صدقينى و رحمة ابوكى، و رحمة ابوكى هى دى الحقيقه، انتى مش
, هديه زقتها بعنف لورا: اخرسى، قولتلك اسكتى، اخرسى بقا، اخرسى
, ادم انتبه لوضع هديه اللى ابتدت تدخل ف نوبة هيستريا، قرب بفزع منها و حاول يضمها من ضهرها..
, هديه لفّت وشها له و بصتله بضعف و دموعها بتتسابق: ادم، ادم يلا، يلا نمشى، يلا نفوق، انا، انا بحلم صح؟ انا.
,
, ادم ضم وشها بإيديه بضعف: ممكن تهدى؟ عشان خاطرى اهدى لو بتحبينى
, هديه حطت كفوفها على إيديه اللى ضامه وشها و غمضت عيونها من كتر دموعها: احبك؟ احبك! هو ينفع بعد كل ده تقولى بتحبينى؟
, حمزه مسك حنين اللى اتزقت عليه كإنها اتحدفت عليه زى النار تفوّقه..
, حنين بصتله بضعف: اعملها اى حاجه يا حمزه، اعمل اى حاجه انا خايفه على بنتى اوى، خايفه عليها اوى
, حمزه بصّلها بتوهان و مش عارف ايه اللى ممكن يتقال او يتعمل هنا..
,
, ادم ضم هديه عليه بتملّك و اتعدل قدامهم بحده كإنه بيواجه بيها الدنيا و نظراته زى الرصاص المصوّب ناحيتهم..
,
, حمزه رجع لورا و قعد على الكنبه وراه و حنين قربت منهم بضعف: اقعدوا
, هديه شددت ضمتها بإيدها على ادم و مسحت دموعها بعشوائيه بإيدها التانيه و بصتلها بحده: لاء
, حنين بحزن: لازم تقعدوا، عشان نتكلم، لازم تفهموا كل حاجه الاول
, هديه حاولت تشد ادم لبرا برفض لها: لاء، احنا هنمشى، هنسيبلكوا كل حاجه، هنمشى
, حنين: لازم تفهموا الاول، قبل ما تمشوا لازم تفهموا، ع الاقل عشان تعرفوا هتعملوا ايه.
,
, هديه برفض حاسم: هنتجوز، ادم طلب ايدى و هنتجوز، غصب عنكم و عن الشرع و عن القانون و عن السحر و عن الدنيا بحالها هنكمل.
,
, حنين ابتسمت بالعافيه: و محدش من كل دول هيعارضكم، صدقينى محدش هيعارضكم و لا حتى انا، بالعكس انا اول واحده موافقه و انا اللى بإيدى هديكى لأدم بفستانك الابيض و طرحتك و اقوله دى امانه و انت سيد من يحافظ ع الامانه زى ابوك، الراجل اللى عاش طول عمره بيتعامل معاكى و معايا بمنتهى الامانه و حافظ عليها فوق مقدرته مش اد ما يقدر
, ادم بص لهديه قدامه و مسك كتفها حاول يلفها له: انا بحبك.
,
, هديه بصتله بتوهان و رجعت بعينيها لحنين قدامها اللى هزت راسها كإنها بتأكد ع اللى قالته..
, هديه عينيها راحت بتلقائيه على حمزه اللى ميل راسه بين إيديه بضعف و دموعه نزلت..
, قربت منه و نزلت بركبتها قدامه ع الارض: بابا.
,
, حمزه اتنفس بصوت مسموع و هى مدت إيديها برعشه رفعت وشه بضعف: انت ليه لحد دلوقت منطقتش! قول اى حاجه، انا هصدقك انت مش هصدقهم، مش هصدق غيرك، ادم كذب عليا قبل كده و حنين، حنين متعرفش حاجه، دى، دى يدوب عارفه اسمها بالعافيه.
,
, قالت اخر جمله بضحكة تهكم و حمزه رفع وشه بالعافيه: انتى بنتى بالحب، بالقلب و اللى يسكنه، بالعِشره و الروح و الحياه و الموت، الحياه اللى عيشتها معاكى و الموت اللى بيقول بموت فيكى و اموت من غيرك و اموت معاكى لو جرالك حاجه
, هديه سابت إيديه بفزع و عينيه مفتحه اوى برفض: طب و بالقانون؟ و الشرع! و الحلال و الحرام؟
, حمزه غمض بألم و فتح عينيه و قبل ما ينطق حنين اعفته من الرد: مش بنته.
,
, هديه بصتلها وراها و حنين هزت راسها بتآكيد: مش بنت حمزه الجيار، مش بنته و دى الحقيقه اللى كان لازم تعرفيها اول ما عرفتها و اللى لازم تصدقيها دلوقت
, هديه بصتلها و تمتمت بتوهان: اول ما عرفتيها!
,
, حنين سحبت ايد ادم و اتحركت قعدته جنب حمزه و مدت إيدها وقفت هديه المستسلمه بضعف لحركتها قعدتها و قعدت جنبها..
, نظراتهم متعلقه ببعض زى ما يكون كل واحد فيهم تاه ف طريقه و اتقابلوا لأول مره تايهين ف نقطه واحده بيستنجدوا ببعض!
, قطع نظراتهم صوت حنين اللى ابتدت تحكى الحدوته من اول حروفها زى ما سمعتها و قراتها و لا كإنها عاشت جواها!
,
, هديه بتسمعها بنظرات هجوم و ادم نظراته كلها رفض، لا هى عارفه بتهاجم حبها للراجل اللى قتل ابوها و لا بتهاجم تصدق اصلا!
, و هو لا عارف بيرفض منطق ان امه خاينه و لا بيرفض منطقُه هو ف الحكم و انه مشى من غير ما يسمع!
,
, حنين سكتت تماما اما خلصت و ختمت بإزاى عرفت كل ده: حمزه، حمزه قالى كل حاجه اما شاف ادم، حتى قبل ما يعرفه و
, حمزه قاطعها بضعف: لاء، لاء يا حنين مادام الحقيقه اتفردت قدامها يبقى لازم تتفرد بصورتها كامله
, هديه بصتله قوى: هو لسه فى تانى؟
,
, حمزه هزلها راسه بكسره: انا كنت عارف ان ف يوم من الايام هتعرفوا الكلام ده، هتعرفوا اللى انا نفسى مكنتش اعرفه لحد قبل ما ادخل المستشفى هنا و هو ان ادم ابنى انا مش لحنين، كنت عارف ان ده هيتعرف حتى و ادم بعيد، حتى و انا مش عارف اذا كان هيرجع و لا لاء، لكن مقدرتش امنع نفسى اخبى الحقيقه دى، اخبيها و اكتمها بين ضلوعى جوه روحى كإنى واخد قرار انها مش هتطلع الا مع روحى ف لحظه واحده، مش خوف لاء، او خوف اه بس خوف عليكم، و **** خوف عليكم، بس القدر كان له كلام تانى، مكنتش لاقى حد افضفض معاه، مكنتش عارف اتنفس و كنت محتاج ده، كتبت مذكراتى و ف يوم من فتره مذكراتى دى وقعت ف إيد حنين و عرفت كل حاجه.
,
, هديه وقفت بحده و بصت لحنين: و مقولتليش ليه وقتها؟
,
, حمزه رد اسرع: انا اللى طلبت منها ده و هى عملته من غير ما اطلب.
,
, هديه بصتلهم بتهكم و حنين كملت عنه: انا عرفت ف الفتره تقريبا اللى انتى عرفتى فيها ادم، اه مكناش لسه قابلنا ادم و لا عرفناه لكن مقدرتش اقولك حاجه و انا شايفاكى بتبنى حياه جديده مع راجل هيكمل معاكى حياتك بدالنا، مقدرتش اهز ثقتك فيه و انا بهز ثقتك ف الراجل اللى المفروض انه ابوكى و اعرفك عنه انه كان وحش و غاصب على واحده تتجوزه عرفى و بضغط قضيه ملبسهالها و داخل معاها علاقه اقل من انها يتقال عنها جواز عرفى، ابشع من ال****** بكتير، و لا الراجل اللى فاكراه ابوكى و هو حواليه اشتباهات كتير مكنتش اعرف هتحكمى عليها ازاى! حسيت انى هضيعك، معرفتش غير انى اخبى ع الاقل عشان تعرفى تحبى و تتحبى و تتجوزى و تعملى بيت و كيان خاص بيكى لوحدك مع ادم و انا معرفش ان ادم هيعرفك من غير ما يقصد اللى انا مقدرتش اعرفهولك.
,
, هديه وقفت بتتنفس بعنف و بصت لأدم شويه بحذر: انت كنت عارف؟
, ادم ميل راسه بين إيديها اللى رفع واحده منهم على وشه و حرّكها بعنف..
, هديه شدت إيده وقفته بعنف: انت كنت تعرف من الاول الكلام ده؟
, ادم هرب بعينيه بعيد و هى عينيه فتحت اوى ف عينيه و هزت راسها بهزيان: كنت تعرف صح؟
, ادم مش عارف يترجم حاجه من اللى كانت جوه عقله او اللى حتى جوه قلبه ف سكت..
,
, هدبه ضربته بعنف بقبضات إيديها على صدره بإنهيار: انت كذاب، كذاب، حيوان، انت معملتش حاجه غير انك كذبت عليا، كذبت عليا انك متجوز، كذبت انك مخلف، كذبت انك عندك اب و ام، كذبت انك ابن حمزه، كذبت انى مش بنته، كذاب. كذبت
, ادم حاول يمسك إيديها اللى بتضربه يهديها و حاول يسيبها تفرّغ الغضب و الرفض اللى جواها ف طلعت ردود افعاله اتجاه انهياره ملغبطه و تايهه و مثبتتش غير ف حضن غريب خطفه غصب عن القدر!
,
, هدبه عيطت ف حضنه: عملتلك ايه عشان تعمل فيا كده؟ عملتلك ايه!
, رفعت وشها بضعف قدام عينيه: ده انا حبيتك ف عز قوتى، كنت محتاج ضعفى ف ايه عشان تضعفنى بجرحك ده!
, ادم عينيه ضلمت بنفور و اتكلم بجنوة: كنت باخد حقى
, هديه تمتمت بتوهان كإن قلبها رافض اى معنى تانى لجملته: كنت بتاخد حقك! حقك ده فيا و لا منى!
,
, ادم مسكها بجنون و عصبية لسانه مشاركه حركته و ضغطة ايده عليها: كنت بنتقم! كنت صاحب حق و لازم اخده، مهما كلفنى و مهما كان التمن٣ نقطة!
,
, حنين بصتله بصدمه و هديه بصتله بهلع و لأول مره تحس احساس الغربه و هى معاه! بقا يوم ما يطلع قريب يتحوّل غريب بالشكل ده!
, بصت لأدم بتهز راسه برفض: قولى انى مش سامعاك، انك متكلمتش اصلا، انك مقولتش حاجه
, ادم عاد كلامه بجنون بعد ما فقد السيطره على عقله: كان لازم اخد حقى، كان لازم نارى تبرد و انا شايفها بتكوى الكل
, هديه حطت إيدها على بوقه: لاااااا
, ادم كمل بصراخ: كان لازم الكل يدفع التمن، الكل.
,
, هديه رجّعت إيديها على بوقه و حطت إيدها التانيه عليها: لااا اسكت، ارجوك اسكت
, ادم بيزعق و صورة مشهد امينه غرقانه ف دمها بتروح و تجى قدامه كإنها بتعمله صعقات كهربا بس على عقله و كل ما تظهر تثير جنونه اكتر: متسألنيش انا، متلومنيش انا، اسألى امك!
, هديه دراعاتها رخت من عليه بتوهه: امى٣ نقطة! يعنى كنت بتاخد حق ام
, ادم قاطعها بقهر: امى، امى لو كانت موجوده كنت سألتها!
,
, هديه دموعها نزلت بمرار و هى شايفه اخر ممتلكاتها بتنهار قدام عينيها..
, بتلف حوالين نفسها بهزيان لحد ما رجعت اتواجهت وشوشهم تانى: انت، يعنى انت، كنت بتنتقم لأمك منى!؟
استمر في الابداع والتميز
تنقل ب تميز يا صديقي 👌🖐️
 
  • عجبني
التفاعلات: ناقد بناء
١٠

حنين اتخدرت و اختفت من المول و هى مع هديه..
, ثوانى و اتعدلت بخضه و اتلفتت حواليها: إيه ده؟ انا فين و ايه المكان ده؟
, صوت رن من سماعات ف بيت النور اللى ف السقف فوقها: تس تس تس، سامعانى يا ام هديااااه؟
, حنين وقفت بخضه من ع الكرسى اللى لقت نفسها قاعده عليه و اتلفتت حواليها ع المكان اللى باين انه شقه متوضبه بس فاضيه و بصت فوق للسقف مكان مصدر الصوت..
,
, حنين ضيّقت عينيها بشك للسماعات ف السقف: انت مين و جايبنى هنا ليه؟
, ادم ضحك بمرح: بتبصى فين انتى بتكلمى خفاش؟
, حنين برّقت ع الصوت و ادم كعمش وشه ورا الشاشه اللى ف اوضه و متابعها منها: ايوه ايوه انا، مورفى، بتاع قوانين الحظ يا بتاعة الحظ.
,
, حنين برّقت بغيظ: يا ابنى هو عشان حظك وحش تقوم تخطفنى؟ كده هتخليه حلو يعنى؟ ده انا ممكن اتبلى عليك انا اتحمرشت بيا و شوف بقا اما بنتى تعرف و لا اما حمزاوى يعرف، و انت و حظك مين يجى الاول
, ادم ضحك ببلاهه: لاء ما هو انا و حظى صحاب، مش محتاج كل شويه تعرفينى عليه، مجرد ما أى حد بيقولى أنت وحظك حقيقى يعنى بفقد الأمل فى الموضوع نهائى.
,
, حنين بتلف حوالين نفسها بغيظ ف المكان الفاضى: انا كنت خايفه على اللى هياخد بنتى لا تجننه، طلعت جاى مجنون دليفرى، خرّجنى يالا من المكان الغريب ده، احنا فين طااه؟
, ادم رفع حاجبه و بص للكاميرا اللى هو حاططها برا و فاتحها من الموبايل قدامه: لا هو انتى متعرفيش انى معفرّت و هتجوز بنتك بعفاريتى؟ هاا فاكره قولتى لبنتك ايه؟ يعنى ممكن أشوفك و انتى متشوفنيش ف متتعبيش نفسك.
,
, حنين حطت إيدها على راسها بغيظ: يا بنت الكلب يا فتانه
, ادم ضحك بغلاسه: بعدين ده يطمنك انى مش هعمل فيكى حاجه، انا يدوب كل اللى هعمله اننا هنعمل مع بعض تجربه صغيره
, حنين رفعت حاجبها: تجربة إيه يالا؟
, ادم: لا خليكى حلوه معايا يا بتاعة الحظ، لما جيت اتقدمت لبنتك و انتى كنتى هتقلبى على مارى منيب و انا الست دى اتهريت منها خوازيق قولتيلى انت كويس جدا و انا كان نفسي اقبلك بس، ها ما تكملى.
,
, حنين ردت بغيظ: بس للأسف مدحت سبقك بكام ساعه بس و ادينته كلمه لو كنت جيت بدرى شويه
, ادم: عليكى نوور، و انا قولتلك مش معقول راجل يتسوّح عشان نام نص ساعه قبل ما يطلب ايد واحده، رديتى و قولتى؟
, حنين نفخت بغيظ: فى ناس حظها كويس و ناس حظها وحش انا مثلا كان حظى حلو اما اخدت ابوك، لكن انت للأسف حظك وحش و اخاف تفقر بنتى
, ادم: قولتلك انتى بتصدقى التخاريف دى بردوا؟ مفيش حاجة اسمها حظ فقولتيلى؟
,
, حنين كزت على سنانها بنفاذ صبر: فى حاجة اسمها قوانين مورفي التلاتين لسوء الحظ، من القوانين دى بقا إن الانسان ينام حينما يستيقظ حظه و تنطفئ عيناه ايضا بالنوم حينما يبتدى النور يشرق ف جانب من جوانب حياته
, ادم: عليكى نووور، و قولتيلى ان سوء حظى خلانى انام حينما استيقظ حظى، صح كده؟
, حنين كزت على سنانها: ايوه كل ده حصل بس ايه علاقته بالمكان اللى انت خاطفنى فيه ده و عايز ايه؟
,
, ادم: انتى قولتيلى انك محظوظه يا بتاعة الحظ و انا جيبت الاخ مورفى من قفاه بقوانينه و هسيبه معاكى شويه
, حنين برّقت حواليها: معايا هنا؟
, ادم ضحك غصب عنه: هنا فين ما تصحصحى يا حنون عشان انتى متجوزه صعيدى مش اريال، دلوقت هجرب عليكى 5 قوانين من بتوع الأخ ده لو حظك حلو هتعدى قانون واحد منهم على الأقل
, حنين ركزت بغيظ: هتجرب عليا يعني ايه؟
,
, ادم فرك كفوف ايديه بحماس: الشقه مقفوله بمفتاح، الدولاب اللى قدامك ف الحيطه ده فيه مفتاح باب الشقه اللى هتخرجى منه، و الدولاب ده مش هفتحه غير لو انتى عديتى قانون واحد ع الأقل من الخمس قوانين اللى هجربهم عليكى، لو حظك وحش بقى هتفضلى محبوسه هنا و شويه و الاكسجين يخلص بقا و هتموتى مخنوقه يا اقلبى شجره و شدى ثانى اكسيد الكربون
, حنين برّقت: انت عايز تقتلنى؟
,
, ادم ضحك ببلاهه: لالا مش انا يا حماتى، ده حظك هو اللى هيقتلك أو ينجيكى، جاهزه؟ يالا نبتدى، القانون الاول، يستحيل أنك تتصلى برقم تليفون غلط و يكون مشغول، اثبتيلى عكس القاعده دى دلوقتى، التليفون معاكى اهو، اضربى اى رقم عشوائي و رنى عليه، لو طلع مشغول تبقى انتى خالفتى القاعده و يبقى حظك حلو فعلا يا بتاعة الحظ و هتاخدى المفتاح.
,
, حنين مسكت الموبابل بتحدى: طب انا هرن على رقم عشوائى معرفهوش خالص خالص و ان شاء **** يطلع مشغول ( قطعت كلامها بغيظ ) احيييه.
,
, ادم ضحك بمكر: احسن احسن، سقطتى ف أول قانون، الرقم رن و مطلعش مشغول، القانون التاني بيقول إذا وقعت منك قطعة التوست فإنها يجب أن تقع على الجانب المدهون، قدامك رغيف توست مدهون عسل امسكيه ف إيدك و بعدين سيبيه يقع ع الأرض، لو وقع على الناحيه اللى مفيهاش عسل تبقى حظك برا اللى حظهم وحش بتوع مورفى.
,
, حنين مجرد ما مسكت الرغيف وقع على العسل لزق ف الارض ف نفخت بغيظ: إيه الحظ ده بس؟ وقعت على الناحيه اللى فيها عسل
, ادم سقف: الاختبار التالت للقانون التالت، القانون بيقول إذا قطعت قطعة سلك فإنها دائما تكون أقصر من المطلوب، قدامك حتة سلك طولها خمسين سنتى، و قدامك مقص، مطلوب منك تقطعى منها تلاتين سنتى من غير ما تستخدمى حاجه تقيسى بيها، يالا وريني يا ام حظ.
,
, حنين بعد ما اتحمست و قطعت حته قاستها و نفخت خدودها بغيظ: الحظ ده انا شوفته فين قبل كده.
,
, ادم كتم ضحكته: غلط بردوا، الحته اللى قطعتيها أقل من تلاتين سنتى، انا هبتدى اصدق ان حظك فقر و اخاف انا اللى تفقرينى، الاختبار الرابع يا ام هدهد، فرصة نسيان أى شيء تتناسب طرديا مع درجة أهميته، فرصة نجاتك من الموت بقت مربوطة بذاكراة السمك بتاعتك تخيلى؟ يا ترى فاكره الخاتم اللى اديته لبنتك اول هديه كان شكله ايه؟ هاا الخاتم اللى نبهتى بنتك عليه خلتيها رمته ف وشى؟
,
, حنين كزت على بوقها بإستفزاز: انت اللى فقر
, ادم رفع حاجبه: بردوا؟ طب قدامك عشر ثوانى و تجاوبى.
,
, حنين ضيقت عينيها: على شكل قلب؟
, ادم ضحك بتشفّى: غلط، قطعتين قطعه اسمها و بتتركب جوه قلب
, حنين كعمشت وشها: يا ملزق يابن الملزق
, ادم بالعافيه كتم ضحكته: دلوقت آخر فرصه ليكى عشان تطلعى من هنا، القانون الخامس و الأخير بيقول كل الأشياء تتعطل في نفس الوقت، اتحركى شويه كده للطرقه اللى ف المدخل من الشقه هتلاقى قدامك 3 مفاتيح كهربا، مفتاح منهم لو رفعتيه هيفتحلك الخزنه، يالا نجرب؟
,
, حنين رفعت المفاتيح بسرعه مع بعض من غير ما تفكر و نفخت بغيظ: إيه الحظ الزفت ده؟ ال 3 مفاتيح مش شغالين
, ادم كتم ضحكته و رفع حاجبه: انتى كنتى عايزه ترفضى تجوزينى بنتك عشان انطبق عليا قانون واحد من قوانين سوء الحظ و اعتبرتينى فقر، و دلوقتي انتى انطبقت عليكى خمس قوانين بحالهم، أظن كده انتى اتأكدتى انك فقر او انا كنت واخد الفقر وراثه مليش ذنب فيه، منطقى جدا تموتى مخنوقه او مشنوقه او محروقه، ايهما اقرب.
,
, حنين دبت ع الارض بغيظ و حطت إيديها ف وسطها و هى بتحاول تتلفّت حواليها عليه: طب ادينى فرصه كمان و انا اجوزك بنتى و لو عايز عليها ابوك ضمان خده.
,
, ادم كتم ضحكته: التجربة خلصت يا بتاعة الحظ، و دلوقت هشرحلك اللى حصل، مفيش حاجة اسمها حظ خاصة مع المتاعيس اللى زينا، اسمها حد اتصرف صح و حد اتصرف غلط، ف الاختبار الاول لما قولتلك ترنى على رقم عشوائى و لو طلع مشغول تبقى نجحتى انتى حبيتى تشغلى دماغك، رنيت على رقم هديه عشان عارفه انها بتتكلم ف الموبايل اكيد دلوقت و بتحاول توصلك او لحد يساعدها تلاقيكى، انا كنت متوقع ده طبعا من الاول و كلمتها تسيب موبايلها شغال عشان هكلمها لو وصلتلك كمان هشغل برنامج من فونها يوصلنا بخط سيرك.
,
, حنين برّقت: يا بنت الجزمه
, ادم نزل من على كرسيه ف الاوضه و وقف: ف الاختبار التانى بقا حتة التوست وقعت منك على الناحيه اللى فيها عسل و دى مش صدفه دى قوانين فيزيا، الناحيه اللى فيها العسل هى الناحيه الأتقل و عشان كده جاذبيتها هتكون اكبر و حتة التوست هتقع عليها، قولى احيييه كده
, حنين شقلبت بوقها: احييه، طب و السلك اللى قطعته و طلع أقل من تلاتين سنتى؟
,
, ادم ضحك ببلاهه: لازم يطلع أقل من تلاتين سنتى، لإن السلك اصلا كان طوله تلاتين سنتي مش نص متر زى ما قولتلك، فلو قطعت منه أى حتة طوله هيقل عن تلاتين سنتى
, حنين برقت بغيظ: يا ابن الجزمه
, ادم ضحك: انتى اللى هابله، مقستيش السلك ليه قبل ما تقطعيه؟ انتى واثقه ف واحد مجنون ابن مجنون تبقى إيه؟
,
, حنين ضحكت ببلاهه: هابله
, ادم قرب من الباب: ف الاختبار الرابع انتى مكنتيش فاكره شكل الخاتم اللى جيبته اول هديه لبنتك و مركزتيش فيه وقت ما شوفتيه اصلا لإنك كان كل همك تخليه ترميه ف وشى قبا ما امشى عشان عارفه بنتك لو مدتهوليش مش هيهون عليها ترميه بعدى، ندله
, حنين شاورت بغيظ رغم انه مش قدامها: شوووفت طولة لسانك، شوفت اديك اثبت انك ابن جزمه قديمه اهو.
,
, ادم فتح الباب و حط إيديه ف وسطه قدامها و عض صوباعها اللى بتشاور بيه: طب بس متقوليش ع الجزمه قديمه عشان انتى جديده لانج اهو
, حنين صوتها رق بحنيه و هى بتشاورله: يعنى لسه بتعتبر نفسك ابنى يا ادم؟
, ادم اتهرّب من نبرة صوتها بمرحُه و هو بيعض صوباعها تانى: لا فوقيلى كده مش بتوع المحن احنا، مش علاقتنا لاء اللى هتبقى ملزقه، ده انتى حما و انا زوج مجنون يعنى كابل يجنن ف علاقه توكسيك و **** يطول اخوه فينا ياكله.
,
, حنين شدت صوباعها بسرعه بغيظ و رجعت تشاور تانى بيه ف وشه بشراسه و هى بتتحرك لورا مع حركته عليها: يا كلب، طب و مفاتيح الكهربا اللى اتعطلت كلها ف وقت واحد؟
,
, ادم ضحك غصب عنه: عشان انتى رفعتى ال3 مفاتيح ف وقت واحد، كنتى خايفه تراهنى على حظك ف تخمين المفتاح الصح بعد ما اتأكدتى من الاربع محاولات اللى قبل كده انك فقر، رفعتى ال3 مفاتيح مع بعض فباظوا مع بعض، مينفعش كده، اى مفاتيح كهربا تترفع ف لحظه واحده بتعطل
, حنين حطت إيد ف وسطها و التانيه على وشها و بصتله بنص عين من بين صوابعها: ينفع اقول احيييه؟
,
, ادم ضحك ببلاهه: و دلوقت انا عملت اللى كنت عايزُه و أثبتلك اللى كنت عايز أثبته، مفيش حاجه اسمها حظ، بنتك دى بنت صرمه بعد ما جريت معاكى و باعتنى و اخرها معايا الفها ف سلوفان و ابعتهالك هديه ف اول عيد ام بعد الجواز
, حنين طبطبت على صدرها بطفوله مرحه: دور كمان و النبى، دور كمان
, ادم رفع حاجبه: دور ايه هو احنا بنلعب ع العالى ع الواطى؟
,
, حنين تفت عليه بغيظ: ده انت اللى واطى
, ادم شاور على نفسه و جه يتحرك شدته بمحايله بتضحك: طب ادينى حبة قوانين كمان، مش هما تلاتين؟
, ادم ضحك بغُلب: حبة ايه هو لب؟
, حنين: اشوف حظى، و لا انت بس مجهز اللى عامل حسابك توقعنى فيهم؟
, ادم زقها بغيظ: ماهو انا مش بقرا الكف
, حنين مسكت دراعه: و حياة ابوك.
,
, ادم فكر شويه و بصّلها بطرف عينيه: فى قانون عند مورفى حبيبك بيقول ان بمجرد ان تمتلئ يدك بالدهن سوف تحتاج الى حك انفك، بالبلدى مجرد ما تمسك حاجه بإيديك الاتنين من سوء حظك هتعوز تهرش ف مناخيرك، هاا!
, حنين رفعت حاجبها: فين الدهن؟ اسيح دهنك يعنى؟ ينفع؟
,
, ادم ضحك بغيظ و اتلفّت حواليه لحظه لحد ما فتح شنطته خرّج منها علبة الجيل بتاعته و شد إيديها الاتنين غرّقهم و مسك دراعاتها رفعهم نص واحده و بصّلها بإنتظار مبتسم بمرح..
, حنين انتظرت ثانيه اتنين تلاته و بصتله بإنتصار: عادى
, ادم رفع حاجبه و هى حولت عيونها الاتنين بحيث بصت بالاتنين على مناخيرها و اتكلمت بغيظ معانده: لا لا مش عايزه اهرش.
,
, ادم نزّل حاجبه و رفع التانى و هى عضت بوقها بغيظ: لالالالا مش عايزه اهرش، مش عايزه اهرش، مش عايزه اهر، عايزه اهرررررش
, ادم ضحك بصوته كله و هى هرشت ف مناخيرها بإيدها بالجيل لغبطت وشها ف ادم ضحك بزياده..
,
, حنين مسحت إيديها ف قميصه بغيظ و هو بيجرى منها و بيضحكوا الاتنين متغاظين..
, حنين وقفت بإيديها ف وسطها: طب واحد غيره
, ادم: فى قانون لسوء الحظ بيقول الامر يستغرق وقتا اكثر مما توقعت له مهما فعلت، اثبت العكس يا حلو يا ابو حظ حلو
, حنين بصتله بتحدى و فكرت لحظات و بصتله بمكر و شاورت على موبايلها: لو رنيت على حمزه مش هخد ثانيتين ارن و هو مش هياخد دقيقتين يجى.
,
, ادم بصلها بطرف عينيه و هى شدت موبايلها بسرعه بإنتصار، بتحاول تفتحه هنّج، فضلت شويه تحاول لحد ما فتح، بتفتح الليسته بالاسامى اختها رنت عليها، كنسلت بغيظ، و و بترجع لليسته خرجت منها بلغبطه، نفخت بغيظ و رجعت بسرعه تفتحها و بتقلب ف الاسامى تنزل لإسم حمزه الفون وقع من إيدها من حركتها السريعه، ميلت جابته بغيظ قدام ضحكات ادم المكتومه و لسه هتقلب فيه قفل لوحده من الوقعه..
,
, ادم ضحك بصوته كله و هى دبت ع الارض برجليها متغاظه..
, ادم شاورلها بضحك: لن يصغى اليك احد حتى تقول شيئا خاطئا، هاا؟
, حنين ضمت عينيها بغيظ و اتحمست فجأه بمكر، ابتدت تتكلم اى كلام تستفزه و ناويه متقولش حاجه غلط و مجرد ترخم عليه و بس..
, لحد ما قالتله: انا خايفه ستك تبوظ الفرح، حاسه انها هتعملها دى وليه حربوقه انا عارفه.
,
, ادم كان مكعمش وشه مع كلامها و بيحرك إيده اللى ساندها تحت دقنه و بصلها فجأه عند كلمتها و ضحك بصوته كله: كان نفسى اقولك قولتى الغلط، بس دى بالذات صح، و الغلط مع اهل الغلط ميبقاش غلط
, حنين ضحكت معاه بإستسلام لحد ما هو سكت: بس الغلط بقا انك قولتى هتحضر
, حنين برّقت بحماس: هى مش
, ادم شاور براسه و هى شاورتله بحماس: طب قانون كمان هديه بقا للبوقين دول.
,
, ادم ضحك غصب عنه: فى قانون كمان لسوء الحظ بيقول اذا وقع من يدك شئ دقيق تأكد انه سيتدحرج الى ان يصل الى العن مكان لا يمكنك الوصول اليه.
,
, حنين قبل ما يكمل شدت موبايله من إيده و هو برّق و شاورلها بحذر: حنوون، اوعى تعملى كده
, حنين بصتله بإستفزاز: عشان مبقاش سيئة الحظ لوحدى و يبقى اتلم المتعوس على خايب الرجا، مش ده كلامك؟
, ادم ضحك بغيظ: انا، ده انا منى لله و ****.
,
, حنين اتلفتت حواليها لحد ما لمحت الكرسى اللى كان مقعدها عليه و شدته و وقفت عليه و رفعت دراعها لفوق بموبايل ادم و ادم حط إيده على وشه بغيظ: نفسى ادعي لحظك بس الفقر ده انا عارفُه
, حنين سابته يقع بإستفزاز و الموبايل اتدحرج منها عشان الارضيه سيراميك و جديد لحد ما وصل تحت مكتبه خشب متمسمره ف الحيطه للشاشه و واصله للارض فوقها بمسافة صوباع بس..
,
, حنين بصت لتحت المكتبه مكان الفون و بصت لأدم بتشفّى و حطت إيديها ف وسطها: الاخ مورفى عايز يقول حاجه؟ احنا ف الخدمه
, ادم بص لمكان موبايله و بصّلها و ضحك بيأس: منك لبنتك لجوزك للى قطعت جوزها و عملته همبورجر
, حنين ضحكت بإنتصار: بما اننا طلعنا اصحاب حظ هات المفتاح.
,
, ادم هينطق موبايله تحت المكتبه رن ف كعمشلها وشه بإستفزاز و شاورلها عليه: اهو ده قانون تانى من عند مورفى، بيقول الفرصه تطرق الباب دائما ف اسوء الاوقات لها
, حنين برّقت للفون و شاورتله بعينيها عليه و هو هز راسه برخامه: دى رنة حمزاوى، بالك لو تليفونى لسه ف ايدك كان زمانك خلصتى نفسك
, حنين ضحكت بغيظ: انا اللى منى لله
, ادم ضحك: مفتاح الدولاب بقا ف شنطتك افتحيه و خدى منه المفتاح و اخرجى من هنا.
,
, حنين برّقت و شاورت بعينيها ع شنطتها و ادم هز راسه بإستفزاز و كعمش وشه..
, حنين عملت نفسها بتتف عليه و بسرعه فتحت شنطتها قدام ضحكته المكتومه اخدت مفتاح دولاب ف الحيطه فتحته و طلعت منه مفتاح الشقه و قربت من الباب تفتحه: ايه ده الباب مبيفتحش ليه؟
,
, ادم ضم بوقه ببراءه: عشان المفتاح اللى ف الدولاب مش بتاع الباب اصلا، في قانون من قوانين مورفي لسوء الحظ بيقول لو سارت الأمور على ما يرام فتأكد أن الامر ليس على ما يرام كما تظن ف هناك مصيبه كامنه
, حنين برقت قدامها و ادم ضحك و قرب منها برخامه عليها: ده بقا قانون فوق البيعه هديه يا ام هديه انتى فاكرانى هسيبك تخرجى من هنا من غير ما اساومك؟ انتى هابله بجد بقا؟
,
, حنين برقت له و مسكت ياقة بلوزتها شددت عليها بضحكه: هتساومنى على ايه يا ابن حمزه المجنون؟
, ادم بص لإيديها و رفع حاجبه: انتى ماسكه هدومك ليه يا حنون انتى هتجوزى بنتك لحمدى الوزير؟
, حنين ضحكت بغيظ و هو قرب منها و اداها ورقه: ده تعهد، هتمضيلى عليه معلش
, حنين رفعت حاجبها: تعهد؟
,
, ادم كعمش وشه و هو بيهز راسه: اه، انك لو دخلتى بينى و بين بنتك ف يوم من الايام انا اللى هدخّلك بنفسى هنا، لاء هنا ايه؟ ده انا هدخّلك قوانين مورفى نفسها و اخليكى القانون الواحد و تلاتين ف سوء الحظ و اعملك عبره ف كار الحموات.
,
, حنين بصتله بغيظ و هو مسك راسها بمرح ميّلها ع الورقه برخامه: يلا يلا متنحيش، اصلك هتمضى يعنى هتمضى انتى فاكرانى همشى ف طريق و اقع ف حفره و اجى اما **** ينصفنى و الف و ارجع هقع ف نفس الحفره تانى؟ ده انا اللى ساعتها ابقى عبره ف كار الجواز
, حنين بصتله بغيظ و فجأه رنت صوت ضحكه عاليه اوى من ناحية الباب و ادم حط إيده على وشه بغيظ و الباب اتفتح و دخلت هديه مع حمزه بيضحكوا اوى..
,
, حمزه كعمش وشه بغلاسه: اخسسس، بقا اتنين حريم يبهدلوا هيبتك اوى كده يا باشا؟ البت و امها ضيعوا الهيبه خالص و انت صعيدى و الصعيدى محيلتهوش الا هيبته و الكلسون
, ادم بصلهم و برّق و بص للورقه و رجع بصّلهم: انتوا ايه اللى جابكوا دلوقت؟ ايه اللى جابكوا دلووقت؟ دى لسه ممضتش.
,
, حمزه برّق بضحكه مكتومه: كنت عايز تمضى مراتى على ايه يا جزمه؟
, حنين قربت جنبه و بصت لأدم بتشفى: على ورقه جواز عرفى
, حمزه برّق و حنين بصت لآدم اللى برّق بضحكة تشفّى: كان بيقولى مش هتدينى بنتك يبقى اخدك بدالها، اقوله طب و ابوك يا ادم؟ يقولى راحت عليه، اقوله اعقل يا ادم، يقولى هو انا عاد فيا حيل و لا عقل
, حمزه برّق لأدم: راحت عليه؟
, ادم برقلها: يخربيييتك.
,
, حمزه قرب من ادم و هو لسه مبرّق: تعالى نشوف كده سوا راحت عليا و لا هتروح انت؟
, ادم رجع لورا كتم ضحكته بخوف: و **** ما انت جاى انا رايح لوحدى
, حنين رجعت لورا بضحكه عاليه ركنت جنب هديه اللى بتضحك ببلاهه: مجنون و ****
, حنين ضحكت بغيظ: انا ف الاول خوفت، مصدقتش انه مجنون كده
, هديه ردت ببلاهه: اذا كان انا كمان اللى معاشراه و معاشره جنونه مصدقتش اما قالى
, حنين بصتلها و ضيّقت عينيها: قالك ايه؟
,
, هديه اندفعت: انه هيوريكى هزار الصاعيده عشان تحركى تتريقى عليهم و بالمره يكبت قدراتك الحمويه و
, سكتت و برّقت و حنين برقت معاها و فجأه قلعت جزمتها و جريت وراها: اه يا بنت الجزمه انتى كنتى عارفه
, هديه جريت خبطت ف ادم ف سكتها نطت وراه بضحك: و **** مانا ده هو، هو اللى هددنى و انا محيلتيش الا شرفى.
,
, حنين حاولت بهجوم عليهم و حمزه قرب مسكها بضحك و الكل بيضحك..
, حنين بصتله بغيظ: شايف ابنك؟
, ادم شاورلها برخامه: احسن احسن
, حمزه سيطر على ضحكاته بالعافيه و هو بيكلمها: مش ده ادم حبيبك يا حنون؟ مالك فى ايه؟
, حنين بصتلهم بغيظ و حمزه ضحك لآدم: طب و **** بتحبك هى بس تقريبا روح الحما الشريره لابساها، دى مكنش على لسانها غير سيرتك
, ادم بصله عليها بغيظ: يبقى انا اللى فقر بقا.
,
, حمزه ابتسم لذكرى ايام وحشه و اتكلم بتلقائيه: طب عارف ان حنين كانت بتشك انك انت اللى ابنها!
, ادم بصّله شويه بجديه و هو ابتسم بتأكيد: كان من كتر احساسها بيك اما اتحطيت مع هديه ف اختيار قدامها اختارتك انتى او بمعنى اقرب عقلها اختارك انت عشان جواها.
,
, ادم ابتسم غصب عنه و حمزه ضحك معاه ضحكه خفيفه: عرفت بقا انها بتحبك بس مخبيه خوفا على هيبتها كحما، بتحبك ف سرها
, ادم ضحك بغيظ: هديه قالتلى انها حبتنى من اول يوم بس ف سرها، قبلها رحاب طلعت كانت بتحبنى و قالتلى بس ف سرها، حتى محازن، و دلوقت حنوون، هو انا ذنب و لا ايه؟
, حمزه ضحك بقوه و ادم ضحك معاه: ‏يارب حد يحبنى ف العلن بقا قبل ما اموت، هما بيعاملونى على انى خطيئه ليه؟
,
, هديه ابتسمت للمكان و هى بتلف فيه: حلوه اوى يا ادم اوى
, حنين بصت حواليها بتذكّر: صحيح احنا فين هنا؟
, ادم ابتسم: دى العشه اللى فوق السطوح، ده شقتنا اللى هنتجوز فيها انا و بنتك
, حنين بصت للباب و رجعت بصت للشقه: بس دى شكلها مش شقه، واسعه جدا جدا و باين من الطرقه اللى قدام الباب ان تحتها دور و مش قصادها حد
, ادم ابتسم: اه ماهو ده بيت، بيتنا كلنا
, حمزه ابتسم اوى بلهفه: كلنا؟
,
, ادم ندم ع التعبير ف سكت شويه يصلح الجمله معرفش: قصدى ان امى فاطيمه صعب اسيبها لوحدها، مش بعد العمر ده كلها هبيع كل اللى عملته عشانى، اخدت حتة الارض دى من فتره، اما بيعت الارض عشان عملية ابويا عابد و جيت اردها لهديه رفضت، وقتها كنت قررت نتجوز، و دى كانت اول خطوه، اشتريت الارض دى لانى كنت عارف بمجرد ما اسيب رحاب صعب نقعد ف العماره تانى و صعب اسيب ابويا و امى هناك لوحدهم، عملتلهم شقه هما كمان هنا تحت و عملت الدور اللى فوقهم شقه لنا.
,
, حمزه ابتسامته هديت بحزن و هز راسه..
, ادم سكت شويه من لمعة عينيه اللى انطفت و لمعت مكانها لمحة حزن..
, رد بعفويه: لو حابين تجوا انتوا كمان اجهزلكم دور و
, حمزه رد قبل ما ادم ينهى جملته: اه اه
, ادم ابتسم بتلقائيه و قطع جملته و قال الباقى بدون احتمال: يبقى بعد الفرح نبتدى نوضب الدور اللى فوقنا، مش اكتر من شهر يتشطب و تنقلوا و لو عايزينى انقل انا فوق و تاخدوا ده مفيش مشكله.
,
, حمزه رد بسرعه: خلاص انا هكلم حد يشوفه و
, ادم بهدوء: لالا انا هكلم المقاول اللى عمل يخلص كله بالمره.
,
, حمزه قرب منه و عينيه المدمعه ابتسمت: شكرا يا ادم على انك سمحتلى ابقى جزء من حياتك و لو صغير
, ادم هرب من عينيه بعيد ف شاف هديه معجبه بالمكان جدا فقرب منها: عجبتك؟
, هديه ابتسمت بحماس: جدا
, ادم: يعنى نتكل على **** نحدد الفرح؟
, هديه: فرح ايه؟ الجواز ده محتاج تجهيزات كتير اوى يا ادم.
,
, ادم حط إيديه ف وسطه بغيظ: امك و ما هتصدق تخلص منك، دى هتكسر وراكى تلاجه عشان مفيش قلل هنا، ابوكى و طلع ابويا هيقف قدام المرايا و يطلبك، سهله اهى، الشقه و الحمد لله جتيها برجليكى و يطلع منى يمين عظيم ما انتى طالعه منها الا و انتى مدام ادم باشاو ام عياله، و الهدوم الحمد لله مش هنحتاجها
, هديه برّقت على اخر جمله و ادم ضحك بصوته كله لحد ما قربت ضربته بغيظ فضمها عليه..
,
, ادم ابتسم بعشق: فاكره حدوتة ادم و هديه اللى كتبتيها تكلمينى فيها ارجع؟ اييه مش عايزه تحطلها الخاتمه بقا و الامير لقى السندريلا و عاشوا ف تبات و نبات و خلفوا جمالات
, هديه بصتله و ضمت بوقها بإبتسامه غصب عنها: طب ما هى رجّعتك
, ادم رفع حاجبه بمرح: انتى فاكره حدوته الشاطر ادم و الهبله هديه هى الى جابتنى؟ انت عبيط و لا ايه يا نصه؟ ده انتى كان ناقص تقولى عوودى يا بليه.
,
, هديه بصتله بغيظ: و انت كنت بتقراها و عامل نفسك من بنها
, ادم ضحك: طب مانا ف الاخر ايه؟ مقدرتش و جيتلك اهو.
,
, هديه شاورت بصوابعها بغيظ ف وشه: لاء انا اللى جيتلك
, ادم باس صوباعها: المهم اننا جينا و وصلنا لهنا، بيتنا، و هنعيش ف تبات و نبات و نجيب صبيان و نجيب بنات اسمى هما اللى هياخدوه منى و بس
, هديه ضحكت جامد على نبرته اللى اتقلبت من الجديه للمرح ف جمله واحده..
, ادم ابتسم و سند جبينه على جبينها: نفسى اجيب منك ادم صغنن.
,
, هديه رفعت حاجبها بوشها بعيد: ادم، الناس بتقول على اسامى ابهاتها، امهاتها، حتى على اسامى مراتاتها، انت معندكش اى انتماء خالص كده؟
, ادم ضحك ببلاهه: اتوكسى، مش اما انتمى لنفسى الاول، انا عايز ادم صغير الزقه فيا و ابتدى فيه من الاول و اعيش بقا جواه سنينى من الاول عشان بفكر ارمى حياتى دى عشان وسعت منى
, هديه ضحكت جامد: عارف انت احسن حاجه فيك ايه؟ انك مش منتمى غير لمزاجك و لسانك و بس.
,
, ادم ضحك معاها: لا و عارفه عايز اجيب معاه حوا صغننه كده، تصدقى حلو حوا، يبقى ادم و حوا
, هديه رفعت حاجبها: حوا؟
, ادم عض بوقه بمرح: ما تجيبى ابوس الواوا، ابوس الحوا.
,
, هديه ضحكت ف خقه معاه و حنين قربت بغلاسه منهم: يا بنتى ده بيضحك عليكى
, هديه عضت بوقها بمرح: بس ضحكته حلوه يخربيت ابوه.
,
, دقايق و صوت برا بيقرب من الباب و عابد ظهر..
, ادم ابتسم بحب و جرى للباب ضمّه اوى: حبيبى
, فاطيمه دخلت: هغير و انا ست و غيرتى وحشه
, ادم باس إيدها و حضنها: انتى عشان تتحبى و بس مش عشان تغيرى يا طمطم
, هديه راحت بلهفه عليهم و سلمت على عابد بإحترام و ضمت فاطيمه: حبيبى يا بطوط
, عابد قرب على حمزه سلم عليه بإبتسامه ودوده و اكتفى انه ابتسم لحنين و هى هزت راسها..
,
, ادم مجرد ما قرب بفاطيمه خطوه هديه كانت جابت الخطوه التانيه بينهم و اتكلموا ف نفس واحد: و دى ماما
, الاتنين بصوا لبعض لحظات كل واحد فيهم يدى التانى فرصه يتكلم لحد ما اتكلموا ف نفس اللحظه: و دى حماتى
, بصوا لبعض و ضحكوا ف صوت واحد..
, حنين قربت من وسط ضحكتها سلمت على فاطيمه و حضنتها و للحظه معرفتش تسيب حضنها بسرعه و طوّلت شويه..
, حنين همستلها: شكرا على انك رديتى فيا الروح.
,
, فاطيمه فهمت انها تقصد ادم ف رفعت وشها و بعيونها اللى دمعت بصت على ادم و بصتلها و قبل ما تتكلم بهزار حنين صوتها اتهز: انتى مش بس رديتى فيا الروح، لاء، انتى رديتى فيا النفس ف عز ما استسلمت للموت مخنوقه من غير ابنى
, فاطيمه دموعها غلبتها رغم انها اتكلمت بهزار و هى بتبص لأدم: ماهى طلعت غلبانه اهى يا ولا، امال خلتنى اشمر دراعاتى ليه من الاول؟
,
, ادم ضحك بخفه مع هديه اللى برقتلها: بتشمرى ليا يا بطوط؟ جايه تتشطرى عليا انا؟
, فاطيمه ضحكت: لا عليها هى يابت، ده انا لو كنتوا سيبتونى شويه كنت سنّيت سكاكينى و حميت سنانى و طحت بقا و محدش قدرنى
, الكل ضحك و عابد ابتسملهم: لا ميغركوش، دى كانت بتدادى ام هديه الصغيره و ****
, حمزه انتبه على سيرة رحاب و بص لعابد بجديه: الحوار ده خلص؟
, عابد: هنقعد الاسبوع الجاى مع مصطفى قدام المأذون نخلص و تستلم حقوقها.
,
, حمزه بص لأدم بعتاب اللى فهمه فقرب بتلقائيه: انا كنت هقولك بس كنت مستنى نخلص من حوار الاجراءات بتاع تغيير الاوراق و الاسم
, حمزه ابتسم و تقبّل كلامه و اكتفى انه بيقدم عذر: يبقى على خيرة ****، انا جاي معاكم و
, ادم: ماتخليك، اصلا الموضوع خلصان و
, حمزه اتكى على كلامه: انا جاى معاكم و حقوقها اللى عندك هتبقالها منى انا، المؤخر و النفقه و كافة شئ
, فاطيمه اتدخلت بخنقه: حقوق ايه هى بعد اللى هببته لها حقوق؟
,
, حمزه: احنا مبناكلش حق حد، اللى لها هتاخده عشان بنتها اللى بينا، مش عايزها تسممها من ناحية ابوها.
,
, ادم هزله راسه برضا و عابد شاورله: الشيخ انا متابع معاه، شاف الشقه عندنا و بتاعتك و حتى احنا بعد ما شافك انت، و ادانى حاجات زى اللى شربّهالك رشيت بيها الشقه و امك غسلت بيها كل هدومك و احنا كمان، و انا اكدت عليه ف حتة اننا عرفنا العمل مدفون فين و قال كده اتفك بس قال الافضل طالما وصلناله نخرّجه و ناخدهوله و هو هيتصرف.
,
, حمزه رد قبل ادم: شوف هتقابله امتى و هكلمك نروحله سوا نشوف الباقى
, ادم سكت لخطوات ابوه ناحيته و سكوته بين الرضا و الاستسلام..
, عابد ابتسم للشقه و ادم دخل بيهم فرّجهم ع الشقه: دى بقا شقتى
, عابد طبطب على كتفه: **** يباركلك فيها
, فاطيمه ابتسمت ببهتان و هو لف دراعها على كتفها: و اللى تحت دى اكيد عديتوا عليها دى شقتكم، لو معجبتكوش انا ممكن اغيرها عادى او اغير اة حاجه مش عاجباكم.
,
, فاطيمه فرحت بلهفه و بدون كلام ضمته اوى: انت حبيبى يا ادم
, ادم باس راسها و فضل يلف بيهم ف البيت كله و نزل بيهم لتحت فرّجهم شقتهم ف وسط فرحتهم..
,
, حمزه بصّلهم بحزن اوى و غمض عينيها للحظات لحد ما حنين ضمت إيده بين كفوفها ف فتحهم و ابتسملها بالعافيه..
, حنين بحزن: متزعلش، لازم يحبهم
, حمزه رد بخفوت: انا مش زعلان انه بيحبهم، انا نفسى يحبنى
, حنين اخدته و نزلت خرجوا اما الكل خرج و الكل سلّم و مشيوا..
,
, حنين مسكت إيده ف عربيتهم: هيحبك، ادم بس محتاج شوية وقت، ادهومله يا حمزه، متستعجلهوش، المشاعر مبتتشحتش و لا بتجى بضغط، الحاجه الوحيده اللى بتجى من الضغط هى الانفجار، ما توصلهوش لكده
, حمزه بصّلها بعيون حزينه: قالى انه مسامحنى قدام **** بس عمره ما هيصفالى و الود عمره ما هيعود بينا.
,
, حنين ابتسمت بهدوء: اللى بيسامح هو القلب اللى هو بردوا اللى بيحب و يود و يصفى، و طالما قلبه سامح يبقى ع الاقل صفى، و ميصفيّش القلب غير الحب، هو بس بيكابر، جواه حبة زعل بيتمنوا لو كانت الحقيقه بانت زمان، و جواه حبة لوم للزمن اللى فرقكوا، و جواه حبة لوم لوالدته اللى مش عارف يزعل منها عشان مش موجوده، و جواه حبة زعل عليها، و فوق ده كله جواه حبة عِند عشان ادم شخصيه عنيده جدا و مش بتتروّض بسهوله، انت بقا بتواجه كل ده فوق بعضه ف مينفعش تحبط بسرعه، انت يئست؟
,
, حمزه ابتسم بحزن: لاء انا بحبه.
,
, تانى يوم هديه راحت لأدم و اتحرك بيها لحد ماوقفوا عند مكان هادى و قفل عربيته..
, هديه ضحكت بخوف مرح: احدب، بقولك ايه يا عم مش لاعبه
, ادم ضحك ضحكه خفيفه: نمشى؟
, هديه مسكت لياقة الشميز بتاعها بغرور مصطنع: لا نمشى ايه احنا هنخاف و لا ايه؟ ده احنا ساعة الجد نهد الدنيا هد
, ادم ابتسم و هى مسكت إيديه بسرعه بخوف بشكل كوميدى: احنا نجرى و النبى
, ادم ضحك غصب عنه: مش قولتى انك ارجل منى و لازم تجى؟
,
, هديه قاطعته: بس محلفتش
, ادم ضحك بخفه: بس ارجل منى
, هديه ضحكت: لا انا عيله
, ادم رفع حاجبه: لا انتى ارجل منى
, هديه مسكت إيده بخوف بتضحك: لا و **** عيله ايش عرّفك انت؟
, ادم ضحك: طب ايه؟
, هديه زقته بغيظ: انا مالى بعفاريتك؟ انا ايه اللى خلانى اتبّت ف الرجوله اوى كده؟
, ادم فتح العربيه و نزل و وقف و اتلفّت للمكان حواليه و بص للمقابر بخنقه لمجرد ما افتكر ان المره الوحيده اللى زار فيها قبر كان قبر امه اللى مشافهاش!
,
, هديه فتحت و نزلت جنبه و قبل ما تتكلم لمحت إيده اللى بيطبّقها بعنف، بصت لوشه لمحته بيقفل عينيه بعنف كإنهم بيشاركوا عنف مشاعره..
, مدت صوابعها حاولت تدخّلهم بين قبضة إيده لحد ما فكتها و شددت على ضمة إيده..
, ادم حاول يبتسملها بس صوته اتهز: تحبى تمشى و انا اخلص الموضوع؟
,
, هديه هزت راسها بسرعه تنفى اى فكره لبُعدها عنه و هو ابتسم بعشق: صدقينى الموضوع بسيط، انا يدوب هدخل ع القبر اللى الراجل دلنى عليه و هخلى التُربى يفتحه و هنزل اجبيب الحاجه و اطلع
, هديه قصدت تتحرك بيه لجوه و هى بتتكلم بمرح: انت ليه محسسنى انك رايح تجيب بدلة فرحك؟
, ادم ضحك بخفوت: يا ستى ياما دقت ع الراس طبول، بعدين ياما الشغل حدف ع الواحد حاجات من عينة ده و بيدخل اماكن اصعب و مبيبقاش ضامن يرجع.
,
, هديه ضمت إيده اكتر و تمتمت بخوف عليه: **** يحفظك دايما ليا
, ادم ابتسم لحد ما وصلوا المكان المقصود، اتكلم مع الغفير و شاورله ع القبر و هو اتقدم بيه خطوات لجوه لحد عنده..
, هديه همستله: هو مش لازم يستأذن اهل القبر ده؟
, ادم: يعنى هما كانوا استأذنوهم؟ و لا هو كان استأذنهم و هو بيدخلهم يحطوه؟
, هديه هزت راسها: طب خليه يدخل هو.
,
, ادم كان هيرفض بس عينيها اترجته بخوف عليه: اديله اى فلوس زياده، قوله خدمه، قوله اى حاجه ارجوك انا مش عايزاك تدخل مكان زى ده حتى لو لحاجه مصلحه و هتطلع، ارجوك يا حبيبى
, ادم ابتسم لمشاعرها اللى بتخطفه اوى ف لحظات تلقائيتها..
, قرب من الراجل اللى فتحله القبر و قاله هو عايز ايه و قبل ما الراجل ينطق ادم اداله فلوس و هو هز راسه و نزل لجوه القبر، دقايق و خرج لهم ملامحه مقبوضه و كيس اسود ف إيده شاور بيه لادم..
,
, هديه بسرعه خرّجت علبه بلاستيك من شنطتها شالت غطاها و مدت ايدها بيها للراجل و هو حط الكيس فيها و قفلتها بسرعه بتوتر..
, ادم اخدها منها و من غير كلام اتحركوا للعربيه و مشيوا..
, ادم طول الطريق ساكت تماما و هى بتغيب و تعلق عيونها بيه كإنها بتشحنه طاقه و هو بيبتسم بالعافيه لمحاولاتها..
,
, وصلوا البيت عند عابد و مجرد ما دخلوا ادم اتفاجئ بحمزه قاعد مع عابد..
, عابد ابتسم بهدوء: الشيخ حمّاد قدامه دقايق و جاى، ادخل خد دش تفوق كده
, عابد اتكلم ف اللحظه اللى حمزه وقف بلهفه لأدم اتحولت لخوف عليه اول ما شاف ملامحه المخنوقه..
, فهم انه ذكرياته السيئه مع رحاب اتحطت فوق ذكرياته الاسوء للمقابر و لحظاته قدام امه ف عملوا حالته دى..
,
, قرب منه بحزن و ادم للحظه اترمى ف حضنه و ضمه بشكل متعب جدا: انا ليه بيحصل معايا كده؟ انا تعبت، و **** تعبت
, حمزه اتهز بقلق عليه من بحة صوته و ضمه اكتر اما معرفش يقول حاجه..
, ادم رفع وشه و اتقابل مع حمزه ف نظرة تعب طويله..
, عابد قرب منهم: يابنى قول الحمد لله، الحمد لله انها جات لحد كده
, ادم اتحرك مسافه بسيطه بس حمزه لسه ماسك فيه: و **** دايما بقول الحمد لله، بس مش عارف ليه دايما حظى ف التعب اكتر.
,
, عابد شاورلهم يقعدوا و هو بيقعد: قرب من **** يا ادم
, ادم: انا طول عمرى قريب من ****، موضوع السحر ده اللى بعدنى شويه بس
, عابد: لا يا ادم السحر اه بعدك اكتر لكن٣ نقطة
, ادم قاطعه بإستغراب: لكن ايه انا عمرى ما كنت بعيد عن ****
, عابد: بس السحر ده كشفلك انك مكنتش قريب كفايه
, ادم: يعنى ايه؟
,
, عابد ابتسم ببساطه: عارف، هقولك حاجه صغيره يمكن تفهمها، واحد من السحره بيقول كنت ببعت الجن لناس عشان اسحرهم حسب رغبة اللى عايزين يأذوهم، ف بعض الاشخاص دى كنت بعرف اسحرهم بسرعه، و البعض ابعت الجن فيرجع و يقولوا بنسمع صوته و لكنا لم نراه، يعنى مبنشوفهوش، و البعض ابعت له الجن فيقولوا رأيناه من بعيييد و لكنه ضاع علينا،.
,
, لكن بعض الاشخاص ابعت لهم الجن عشان يسحروهم فيرجع الجن و يقول ملقنهوش خالص، مشوفنهوش نهائى!
, ف اقوم ابعت الجن المرده و دول اقوى من اللي قبلهم.
,
, ف يرجع الجن المرده و يقولوا ملقنهوش بردوا! ف ابعت له العفاريت و دول اقوى الجن فيرجعوا و يقولوا ضربنا مشارق الارض و مغاربها و بردوا ملقناش الشخص المطلوب ده! الاه طب راح فين! اشوفه من عندى و فعلا القاه ف بيته! ازاى مشوفتهوش و هو في بيته ف المكان الفلانى ف الحته الفلانيه، فيقولوا روحنا و ملهوش اثر! الاه ازاى مشافهوش!
,
, ادم انتبه و عابد ابتسمله: الشيخ مره ف خطبة الجمعه قال كلام فسرها، قال ان الاشخاص تختلف بأختلاف تحصيناتهم و قوة طاقتهم و الهاله المحيطه بهم من علاقته بربنا، فمنهم من لا يتحصن و ده بيكون اصتياده سهل، و منهم من يتحصن و ينسى او يقصر في صلاته او يؤجلها لشغل او انشغال و النوع ده الجن اما يتبعت لأذيته بيسمعوا صوته و يكاد ان يروه، و اما الاشخاص الاكثر تحصينا ف مبيلقهوش ف الارض كلها و مبيشوفهوش حتى و لو سكن بينهم.
,
, ادم هز راسه بفهم و حمزه ابتسم بحب لشكل علاقتهم و عرف انه محتاج مجهود كبير عشان يبقى عابد التانى ف حياة ادم..
, عابد طبطب على ايده: يابنى **** سبحانه و تعالى قال وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا.
,
, ادم هز راسه برضا و ابتسمله بشئ من الراحه و ابتدى يراجع نفسه و يحسبها بشكل تانى..
, بص لهديه جنبه و همس برجفه: هتعينينى؟
, هديه هزت راسها: هناخد بإيد بعض
, ادم ابتسم بندم: و انا واثق فيكى انك هتعرفى تعملى ده، انا طول عمرى واثق فيكى و نفسى ترجعى تثقى فيا تانى
, هديه ابتسمت بلغبطه: سيبها للوقت.
,
, ادم: انا عارف انى هزيت ثقتك بشكل صعب بس صدقينى اللى فات هو اللى كان صعب، بس عارفه انا مقدرتش اللى خسرته من ثقتك فيا الا اما فقدت الثقه ف كل حاجه حواليا، مبقتش عارف اثق ف حد
, هديه دمعت و بصت بعيد و حمزه اتدخل: الثقه عمرها ما كانت مقياس الحب يا ادم و لا بتعرّفه و لا بتعلن عن وجوده، احنا ممكن نثق ف الغريب، و ممكن نثق ف ذكاء العدو، و بنثق ف الموت انه هيقابلنا بربنا و مع ذلك مبنحبهوش!
,
, ادم لف وشه له جنبه: امال؟
, حمزه هز راسه بتأكيد: الصبر
, ادم: نعم؟
,
, حمزه ابتسم: مقياس كل العلاقات اللى ف الدنيا اللى كملت و اللى بتكمل و اللى هتكمل هو الصبر، اى علاقه ف الدنيا فيها حب هتلاقى جواها اد الحب مرتين تلاته صبر عشان كده اللى بيقيس نسبة الحب جوه القلوب هو الصبر، مقياس حب **** لينا هو صبره علينا لما نبعد عنه و نغلط فيصبر علينا لحد ما نرجع و نندم و نتوب فيسامحنا، حتى مقياس حبنا احنا كمان لربنا هو الصبر، الصبر ع الابتلاء و التعب اللى بنشوفه ف الدنيا اما بناخد حاجه وحشه او نصبر و نستنى لحد ما ناخد حاجه حلوه، او الصبر على مشقة الطاعه لحد ما نقابله و نشوف الجنه، عشان كده **** قال ( و استعينوا بالصبر و الصلاه و انها لكبيره الا على الخاشعين ) عشان عارف ان مش هيقدر ع الصبر الا المحب لله و بس، اللى بيحب **** و بس!
,
, حتى الاب و الام مقياس حبهم لعيالهم هو الصبر، صبرهم على تربيتهم و عنادهم و مشاكلهم و تعبهم و سهر الليالى و القلق عليهم و الخوف! الاب بيصبر على تعب شغله عشانهم و الام بتصبر على تعب البيت و حمله و يمكن حمل راجل مبتحبهوش و مطلع عينيها عشان خاطر عيالها!
,
, و مقياس حب الواحد لحبيبته و حبها له هو الصبر، صبرهم على بعض و على البعاد و مشاكله و مشاكل الجواز و مصاريفه و اهاليهم و طلباتهم لحد ما يتجمعوا، و الصبر على بعض لحد ما يتعودوا على بعض و الصبر لحد ما يتخطوا كل مطب يقابلهم!حتى مقياس حب الصاحب لصاحبه هو صبره عليه ف ضيقته و وقفته جنبه، مقياس حب الاخوات لبعض هو صبرهم على بعض وقت الخلاف و عشان كده النبى قالهم يلتمسوا لبعض سبعين عذر عشان عارف ان السبعين عذر عايزين صبر لحد ما ينفذوا و القلب المحب بس هو اللى هيقدر يحط الاعذار دى كلها و يستحملهم لاخرهم، عشان كده حب يعنى صبر، متلاقيش علاقه مكمله لحد ما تشوفها غير الصبر، اما تلاقى زوجين مع بعض بقالهم فوق النص قرن بتفهم لوحدك ان كل واحد فيهم صابر ع التانى اكتر من حبه، فى حب يعنى فى صبر.
,
, ادم ابتسم لهديه: يعنى لو عايزه تعرّفينى بتحبينى اد ايه اصبرى عليا
, هديه ابتسمت بمرح تكسر حزن حمزه اللى نطق بيه: اه يعنى حاجه كده شبه اصبر على جارك السو
, ادم رفع حاحبه: نعمم
, هديه نطت جنب حمزه ف خفه و رفعت دراعه و فردته عليها: يا يرحل يا تجيله مصيبه
, ادم حط إيده على راسه و حمزه حاول كذا مره يكتم ضحكته قبل ما تنفجر عاليه: لالاا مش هضحك عليك لااء.
,
, شويه و الشيخ وصل و ادوله الحاجه و هو عمل اللازم و كمل الموضوع لحد ما نهى كل حاجه للابد..
,
, حمزه تانى يوم مع حنين بيحكيلها تفاصيل اللى حصل و متابع حنين بعينيه و حاسس بضيقها فقرب منها..
, حنين بعدت إيده بهدوء و اتحركت..
, حمزه مسك إيدها وقّفها قدامه: مالك؟ حاسك مش كويسه
, حنين اندفعت بضيق: و مش هبقى كويسه يا حمزه، مش كويسه و مش هبقى كويسه ابدا
, حمزه قعّدها بقلق: اتكلمى
, حنين صوتها اتهز: كام مره قولتلك عايزه اشوف حفيدتى؟
,
, حمزه ابتسم بحب و هى وقفت بحزن: كام مره روحتلها من غيرى؟ طب اول مره و قولت حابب اول مره اشوفها لوحدى، حتى عشان عابد و مراته و تشكرهم، بس انت تقريبا بتروحلها كل يوم و تتحجج بأى حجه، و لا مره قولتلى يلا معايا، كام مره بتتحجج بآى حاجه عشان تخرج مع ادم من غيرى! ادم ابنى يا حمزه و بنته حفيدتى و اللى اتغير مجرد اسامى ف ليه بتعاملونى على انى طرف مقابل للحكايه مش طرف معاكم!
,
, حمزه ابتسم بحزن و حاول يهزر: الاه، امال فين روح الحما الشريره هى طلعت و لا ايه؟
, حنين متقبلتش هزاره و هو قرب منها بحزن: ادم محتاج وقت كبير عشان يبقى ادم اللى انا و انتى ربيناه و حبنا، ادم اللى نعرفه، انا خايف بس متتقبليش تغييره ده او هو ميتحملش وجودك مكان امه ف تكرهوا بعض
, حنين بصتله بصدمه: ده ابنى!
,
, حمزه هز راسه: و ابنى، لكن محتاج وقت و مجهود عشان الحقيقه دى تثبت جواه، تثبت ف قلبه زى عقله، ثبّتها ف عقله بالتحليل و الورق و الاسامى، لكن قلبه؟ الموضوع اصعب
, حنين مسكت ايده: يبقى خلينى معاك، هنرجعه سوا متقلقش
, حمزه تمتم بحزن: ياريت، نفسى يضحك ف وشى يا حنين، نفسى
, حنين دمعت لحزنه و حاولت تخرجه منه: يعنى هدهود الصغنن مضحكتش ف وشك؟
, حمزه ابتسم بسرعه بحب: دى خطفت قلبى بضحكتها بنت الكلب دى.
,
, حنين بصتله بلهفه: عايزه اشوفها يا حمزه
, حمزه: حاضر
, حنين قامت بحماس: هتاخدنى لها انهارده؟ دلوقت
, حمزه هز راسه و هى قامت لبست بسرعه و راحوا بيت عابد اللى رحب بوجودهم..
, فاطيمه قابلتها بحب و رحبت بيها و حنين ابتسمت للبيت، عينيها بتلفه بحب و بتتخيل ادم ف كل ركن فيه، هنا اكيد كان بيعيط اول ما جه هنا من غيرهم، لالا هنا اكيد كان فرحان، لا هنا اكيد كان بيقف ف البلكونه يشرب سجاير، دى اكيد اوضته!
,
, فاطيمه لاحظت نظراتها ف ابتسمت ف خفه: بتتعرفى ع البيت و لا بتراجعى معرفتك؟
, حنين اتحرجت و فاطيمه ضحكت: اكيد هديه وصفتهولك حته حته
, حنين برقت و حمزه ضحك جنبها غصب عنه..
, حنين بصت لهديه جنب ادم و هى مبرقه: حته حته؟ انتى بتجيله هنا؟
, ادم اللى رد عنها بعينيه و هز راسه بإستفزاز..
, حنين همست: يا بنت الجزمه.
,
, فاطيمه اندفعت بحب: ده حتى اما ادم قال هننقل بيت تانى، انا مجاش ف بالى ابدا انه بيبعد عن المشاكل و الاحتكاك هنا، قولت ممكن هديه معجبهاش شقته
, حنين بعد ما كانت ابتسمت رجعت برقت تانى و بصت لهديه: انتى شوفتى شقته؟
, ادم رد عنها تانى و هز راسه بإستفزاز..
, حنين همست بغيظ: يا بنت الجزمه
, فاطيمه ابتسمت: طبعا دى صاحبة بيت لازم تعرفه، ده هدومها اللى ف دولاب ادم اما شوفتها عرفتها لوحدى و قولت.
,
, حنين برقت و صرخت بغيظ: بسس، مش عايزه اسمع تانى
, هديه ضحكت غصب عنها لحمزه اللى ضحك معاها..
, حنين بصتلها بغيظ: هدومك؟ انتى لكى هدوم هنا؟
, ادم رد عنها بردوا و هز راسه بإستفزاز..
, حنين وقفت بغيظ و اتلفتت حواليها شدت خداديه حدفتها على هديه: شربتى بانجو و لا لسه يا بنت الكلب؟
, الكل ضحك و حمزه حاول يقعدها و هو بيضحك: ايووه كده ارجعى لملعب الحموات، انا قولت هتعتزلى بدرى كده؟
,
, حنين رفعتله حاجبها: متآخذنيش ف السؤال ياريس، انت كنت عارف؟
, حمزه هز راسه و هو بيضحك و غمز لهديه اللى حدفتله بوسه و بص لأدم اللى غمزله ف حدفله هو بوسه..
, حنين قعدت جنبه بغيظ: طب ايه؟ اقصرلك القرون شوية و لا المره الجايه اجيبها بلون القميص؟ ما تلم نفسك يا حمزاوى
, حمزه ضحك بخفه: اكدب يعنى؟
,
, قعدوا ف قاعده لذيذه و هديه قامت جابت هديه الصغيره و شاورت بها لحنين..
, حنين وقفت بلهفه و قبل ما تتحرك مسكت ايد حمزه بسرعه كإنها هتقع..
, حمزه ابتسم لمشاعرها و اتقدم بيها خطوات لهديه..
, حنين بتمد ايدها ف لحظه ما هو بيمد ايده ف بصلها بطرف عينيه و هو بياخدها: متحاوليش تتعدى عليا ف الحته دى بالذات
, حنين زقته بكتفها بدموع و ايدها على هديه الصغيره: لا انسى، احنا كبنات بنحس ببعض.
,
, حمزه زقها بكتفه و ايده على هديه الصغيره: كانت بنتك نفعتك، دى متقبلاكى ف البيت كنوع من البر بس
, حنين رجعت زقته بدموع مبتسمه: طب دى بنت جزمه
, حمزه حاول يرفع هديه على صدره منها و هى بصت لأدم اللى رفع إيديه الاتنين لفوق بإستسلام: لا لو بنتك بنت جزمه يبقى بنت رحاب بنت شبشب حمام
, حنين ضحكت بغيظ و حاولت تاخدها من هديه و حمزه بياخدها..
,
, هديه الكبيره رجعت بيها خطوه ورا و بصت لهديه: طب احنا هناخد رأى بنتنا و دى مفضوحه زى ابوها مبتعرفش تخبى مشاعرها، هدهوده تروحى لمين فيهم؟
, هديه الصغيره لفت وشها بملاغيه لوش هديه و فضلت تحرك وشها على وشها بضحك و ضمتها..
, ادم عجبه منظرهم اوى و واقف بيتفرج بمتعه و هديه ضحكت و فضلت تلف بيها..
, حمزه قرب بغيظ حاول ياخدها منها و حنين قربت معاه و هى بتبعد بيها ف كل جهه و بيتحركوا بضحك..
,
, حمزه اخدها ف حضنه و فضل يرفعها بحدف لفوق و هى بتضحك و حنين جنبه لحد ما قعد بيها و استسلم لمحاولات حنين تاخدها..
, حمزه بص لعابد و اندفع: انا عايز اخد هديه، انا محتاجلها اوى حنبى
, عابد اتنهد و فاطيمه اللى ردت بدموع: لا كله الا كده، دى بنتى و انا مش هقدر استغنى عنها، مش هقدر اعدى يوم مشوفهاش، انا رضيت بأدم.
,
, ادم بصّلها بغيظ و قام قعد جنبها: كده؟ رضيتى بأدم؟ هو ادم ده خلاط يا ام ادم ما تظبطى كده الاداء عشان انا اتهريت خوازيق
, فاطيمه ضحكت بدموع و حمزه ابتسم لحبهم، اتراجع من لهجة الحزن فيهم بس هو عايز يقرب من ادم و محتاج ده..
, بص لعابد: احنا هنبقى كلنا ف بيت واحد و تقريبا هنشوف بعض كل يوم، محدش هيبعد بإذن ****، و لا ايه يا ادم؟
,
, ادم استسلم و عجبه جملة ابوه انه محتاج ده مقالش ده الواجب او المفروض: اعتقد انتوا الاتنين هتبقوا مشغولين بالفرح و هى لازم هتبقى بينكم ( بص لفاطيمه ) حتى عشان تعرفى تلمى عفشك و حاجتك عشان النقل و ترتبى بيتك هناك، و اما تستقرى هيكون الفرح و هديه هتحتاجكم ف الفرش هى كمان ف الفتره الجايه هنبقى سوا
, حمزه ابتسم و فاطيمه استسلمت: هننقل امتى؟
, ادم: من بكره لو جاهزه، استعدى يلا و قولى و انا جاهز.
,
, حنين ضامه هديه بحب و عيطت و حمزه ضم الاتنين عليه و باس راس دى و دى..
, حنين باست جبينها و همست فوق وشها بحب: ابوكى اخد منى هديته و انا هخطفك منه
, حمزه ابتسملها: **** بيعوض، حرمنى من هديه الكبيره متبقاش بنتى اداهالى مرات ابنى و ادالى فوقها هديه الصغيره حفيدتى، و اهو بيديكى هديه بدل هديتك
, هديه اتدخلت مبتسمه بمرح: و اداها لابوها قبلكم بدالى و مسميها اصلا على اسمى! ايه ده انا هموت و لا ايه؟
,
, ادم ضربها بخفه على قفاها كفاها قدامها: بعد الشر يا حيوانه
, هديه فرقت راسها بغيظ: ياعم قفايا اشتكى
, ادم ابتسم و همسلها: انا عمر ما فى حاجه عوضتنى عنك و لا كانت بدالك اصلا، هى بس كانت بتصبرنى و كل واحده فيكم و لها مكانها جوايا اللى مبيتغيرش و مش هيتغير مهما كانت ظروفها و مهما كانت بنت جزمه
, هديه ضحكت بصوت عالى و حنين بصتله بطرف عينيها: بتقول ايه يالا؟
,
, ادم حدفها بخداديه جنبه كانت بينه و بين هديه و شد هديه عليه: ما تخليكى ف حالك.
,
, هديه قامت مع فاطيمه عملوا غدا و اتغدوا كلهم ف جو عائلى حلو..
, حمزه ابتسم بتوتر لعابد، مش عايز يبتدى بالكلام هو ف الفجوه بينه و بين ادم تتسع و يترسخ ف عقله انه ابو لهديه مش هو، و مش عايز يخذل هديه!
, بص لحنين يستنجد بعينيه و هى للحظه شافت فيهم ضعف و حاولت و لو لاول مره تقويه، ف لو اللى فات مكنتش تعرف ضعفه و لا سببه دلوقت تعرف و لازم تبقى جنبه زى كل مره قواها..
,
, حاولت تقلب الموقف لمرح يكسر توتره ف بصت لفاطيمه بغيظ: كان نفسى اعمل ف مارى منيب و لو لمره واحده بس، بس اعتقد بعد اللى قولتيه الم الدور و الم نفسى و الم كرامتى و اطلب منك ايد الجزمه ده للصرمه دى و غفر **** ذنبكم
, حمزه ضحك بصوته كله على طريقتها اكتر من الكلام: شكر **** سعيكم
, ادم ضحك و قام بتلقائيه لف دراعه حوالين كتافها و باسها بضحك: شكلى كده هحبك و لا ايه يا حنوون، ما انتى حلوه اهو.
,
, حنين زقته بغيظ: لا مش حلوه و لا نيله، انا متثبته اصلا
, ادم رفع حاجبه لحمزه: مين اللى ثبّتك يا ام هديه؟
, حنين بصت لحمزه بغيظ: **** ع المفترى و ابنه
, ادم زقها بغيظ اتحدفت ع الانتريه جنب حمزه: انتى على طول واقعه كده؟
, الكل ضحك و عابد مش عايز يتخطى حمزه و ابوته لآدم بس لازم يرد ف ابتسم: اخطب لبنتك و لا تخطب لابنك و عشان كده انا اللى لازم اخطب منكم ادم للطيبه اللى دخلت بيتنا و حياتنا و خلت الكل حبها.
,
, هديه ابتسمت و قامت جنبه و بتلقائيه باست راسه..
, اتكلموا ف تفاصيل كتير تخص الجواز و الفرح و الخطوات و الوقت و الجو مناسب للفرحه جدا..
,
, خرجوا يمشوا و نازلين ع السلم و قابلوا رحاب و امها طالعين..
, رحاب بصتلهم بغلّ و منظر هديه ف حضن ادم تقريبا زى ما هديه بنتها ف حضنها عصّبها، شافت هديه ف حضن جوزها هى و حاضنه بنتها هى و ده جننها..
, قربت منهم بعنف و حاولت تهجم على هديه شدتها: ارتاحتى يا بنت الكلب، ارتاحتى يا خطافة الرجاله يا خرتبة البيوت.
,
, هديه استنجدت بإيدها بأدم اللى اتدخل بسرعه شد هديه منها ورا ضهره و قربلها بغضب: انتى اتجننتى يا رحاب و لا ايه ما تفوقى لعقلك!
, رخاب زعقت ف وشه: انت خليت فيا عقل؟ رايح جاى بالذباله بتاعتك قدامى و تقولى عقل! ده انا لسه هوريك الجنان على اصله
, بتمد ايدها ادم سبقها و مسك ايدها بعنف زقها اتحدفت على امها: قسما ب**** ساعتها انا اللى هلغى عقلى تماما و انسى انك ام بنتى و وقتها متلوميش حد كالعاده غيرك.
,
, رحاب زفت امها اللى بتحاول تمسكها و هجمت على هديه وراه بس ادم واقف بينهم: ام بنتك! انت امتى افتكرت انى ام بنتك؟ و انت بتتسرمح معاها ف انصاص الليالى و لا و انت بتصيع معاها من شارع لشارع!
, ادم حرّك ايده على وشه بعصبيه و بص لأمها: عقلى بنتك انا لحد دلوقت عامل خاطر لبنتى اللى للاسف هى امها، سايبها و سايب حقى عندها من اللى عملته بمزاجى، لكن لحد هديه و حقها انا اللى هجيبه لو قربتلها.
,
, حنين تبتت ف حمزه بخوف و هو حاول يفلت منها و يقرب من ادم و هديه..
, رحاب شاورت لادم بغضب و هى بتحاول تهبش فيه و منظره مع هديه ف حضنه ببنتها مجننها: سيبك من امى و كلمنى انا، قولى امتى عملت خاطر لام بنتك؟ امتى افتكرتها؟ و انت مع الهانم ملط ف الحمام بتاعى؟ و انت بتقلعها هدومها و بتسيبلى هدومها الداخليه ف بيتى مش هامك و بتلبسهل هدومى؟
,
, حنين بصتلها بصدمه و بصت لبنتها اللى الموقف مساعدهاش تنطق ف هربت بعينيها بعيد..
, رحاب زعقت: قولى عملت حساب بنتك نفسها و انت معاها ف الحمام و انها بنت و ممكن **** يردلك اللى عملته فيها؟ و لا ددمم الشريفه اللى لقيته على فرشى ف الصاله!
, حنين عينيها وسعت بصدمه و بتحرك راسها برفض..
,
, ادم بصّلها بغضب زاد اما شاف عيون هديه دمعت و استنجدت بعينيها بيه ينهى الموقف..
, بيقرب من رحاب بعصبيه و هى زقته بغضب: و لا عملت حساب بنتك و ام بنتك و انت مع الهانم ف الشقه المفروشه؟
, حنين حطت ايديها على ودنها برفض و حاولت تقرب منهم مسكت ف حمزه اللى جنب ادم..
,
, رحاب زعقت: قولى عملت حساب لام بنتك و انت ملبسها راجل و عامل مَره عشان تمتع الهانم و تبسطها؟ قولى دى كانت اول مره و لا الهانم خبره زى امها و طلعت شمال زيها؟
, ادم ضربها بالقلم على وشها قدام صرخة حنين و هى بتهز راسها بجنون و إيديها على ودانها..
, رحاب بتهزى بالكلام و ادم ضربها قلم ورا قلم ورا قلم بجنون و جرجرها من شعرها بصريخ..
,
, رحاب بصتله بعنف: اعمل اللى انت عايزُه، اضربنى، بس ده مش هينضفها، انت وس. خ و هى طلعت خبره ف الوسا. خه، تصدق دويتو رائع.
,
, حنين صرخت بجنون قدام هديه اللى جسمها اتشنج و ابتدت تترعش: قولتلك مش، مش هنقدر، مش هنقدر يا ادم..
, ادم حاول يضمها بس هى وقعت بهديه بنته و هو نزل ع الارض معاهم بمجرد ما شاف احلامه بتقع للمره التانيه و٣ نقطة!
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
١١

ادم حاول يضمها بس هى وقعت بهديه بنته و هو نزل ع الارض معاهم بمجرد ما شاف احلامه بتقع للمره التانيه و هو لا يمكن يسمح بده ابدا ابدا، ابدا..
, حاول يرفعها تقوم بس جسمها تقيل بين إيديه و حركتها صعبه كإنها استسلمت..
, ادم مسك وشها بعشق و حاول يتكلم بين شهقاتها: ارجوكى متقعيش كده، احنا اتفقنا انى هسندك و لو معرفتش فتأكدى انى هقع معاكى.
,
, هديه سندت جبينها على كتفه و هو ضمها: انتى وعدتينى، متخلفيش اول وعد بينا
, رفعت وشها و قبل ما تنطق لمحت عينيه متعلقه بعيونها بمنتهى الضعف: اتفقنا هنعدى كل حاجه سوا، هنخطى على كل حاجه، انا ساند عليكى و لو وقعتى مش انا بس اللى هقع، كل حاجه، كل حاجه يا هديه.
,
, هديه بصت حواليها و شافت قعدته ع الارض جنبها، بتتلفّت شافت هديه بنته لسه ف حضنها بس مش مسكاها كويس و مجرد ما وقعت بتفلت منها، رفعت وشها شافت حمزه اللى واقف جنب ادم و ايده على كتفه لكنه فضّل يفضل مكانه عشان يدى لأدم مساحته الخاصه كحبيب، و الاصعب شافت حنين اللى بتبصلها بخذلان و عيونها المصدومه اتحركت بعيد مجرد ما بصتلها..
,
, هديه عرفت انها فعلا لو وقعت كل حاجه هتقع بيها و معاها، لازم تقوى، بتلقائيه تبتت ف ادم كإنها اختارت مصدر قوتها و هو ابتسم بعشق و خد بإيدها زى ماوعدها..
,
, ام رحاب بصتلهم بسخريه: ده ايه اصله ده؟ حلو قوى العرض ده؟ اجيب شجره و اتنين لمون و لا تخشوا تريحوا ع السرير شويه طالما السنيوره طلعت خبره و بتاعة شقق.
,
, ادم بصّلها بشر و اتحرك بهديه يقف و محاسن خدت خطوات سريعه لورا بخوف..
, هديه اخدت نفس طويل و اتخطت الكل و اتقدمت قصد رحاب و بصتلها بقوه: مهما تعملى ده عمره ما هيغيّر من حقيقة انك خسرتيه و انا كسبته، و الحب و الحرب كل اساليبهم مباحه، انتى بنفسك كان عندك استعداد تبقى اذبل و تفضحينى بحاجه انتى متأكده انها عمرها ما هتنصفك و لا انك لما توسخين. ى هتنضفك.
,
, رحاب كزت على سنانها و هديه بعد ما اتحركت رجعت و همست جنب ودنها: اللى حبنى و انتى مسلسلاه بشياطين الجن و حتى شياطين الانس اللى زيك انتى و امك عمره ما هيحبك و انا سيباله حريته و فتحاله الباب، ريحى نفسك.
,
, رفعت وشها عنها و رسمت إبتسامه صفرا على وشها و نكزتها ف خدها و نزلت بهدوء ملهوش علاقه بهوجة الموقف ابدا..
,
, فاطيمه و عابد وصلوهم لتحت و بصت لحنين اللى ساكته تماما و ملامحها مش مفهومه: كنتوا خليكوا شويه، ارتاحوا و
, حنين ردت بإيجاز و هى بتبص بعيد: شكرا، معتقدش هنرتاح هنا
, فاطيمه بصت لأدم بقلق و هو ضغط على كتف هديه اللى لسه ضاممها..
, حمزه اتدخل: قصدها مش هنقضيها طلوع و نزول، مفيناش حيل
, الكل سكت و حمزه اخدهم و اتحرك مع ادم اللى مكنش عامل حسابه يروح معاهم بس الموقف حكم..
,
, اتحركوا و محاسن نكزت رحاب ف جنبها و هى ضماها بعد ما مشيوا: شايفه كيد النسا؟ شايفه المحن يا بنت الخايبه ياللى داخله تجعرى؟ عرفتى اكلت عقل جوزك و بلفته تحت باطها ازاى؟
, رحاب بصالهم بغيظ بيزيد و بتتمنى تمد ايديها تلغبط وشوشهم تدارى مشاعرهم دى: اعمل ايه يعنى؟ انا قولت اما افضحها قدام ابوها و امها هكسر عينها قدامهم و هكرهم فيه.
,
, امها بصتلها بغيظ: تكرهيهم ف ابنهم؟ انتى عبيطه يابت؟ صحيح من اللى قالك على حكاية امها دى؟
, رحاب: كنت مخليه فريد اخويا يجبلى اخبار بنت الكلب دى، و عرفت من شغلها انها غيرت اسمها، يعنى مكنتش بنت حمزه اصلا، يبقى ايه؟ امها شمال و خلّفتها ف الحرام و النحنوح زى ابنه اتستر عليها.
,
, ادم قاعد مع حمزه ف الصاله و الجو مشحون طاقه سلبيه..
, هديه قامت تتحرك ادم مسك إيدها و وقف معاها و هى بصتله بحزن: خلينى انا ادخلها لوحدى
, ادم: خلينى معاكى
, حمزه مسك ايد ادم: اعتقد انتوا الاتنين بلاش دلوقت، اما تهدى
, ادم: لا معتقدش هتعرف تهدى لوحدها، مينفعش، لازم تفهم
, حنين كانت خارجه و وقفت على رد ادم: افهم؟ افهم ايه يا ادم باشا؟ يا ابنى ياللى ربيتك؟ يا محترم!
,
, ادم اتخطى هديه و قربلها بسرعه و قبل ما يتكلم هى سبقته بغضب: افهم انك خاين! خونت الامانه اللى مديت ايدك و اخدتها من غير ما تستأذن حتى! افهم انك زى ما كنت بتخون مراتك مع بنتى كنت بتخون ثقتنا فيك بردوا مع بنتى! و ياعالم بتخون بنتى مع مين ماهو اللى يخون مره يخون عشره!
, ادم اتصدم: انا!
,
, حنين صوتها اتهز بعصبيه: ماهو اللى يخون مره يخون عشره! ياخى ده انت علمتها الخيانه و خلتها تخون ثقتى فيها! انت ملكش امان يا ادم! يا خساره! انت لايمكن تبقى ابنى اللى ضميته ف حضنى ابدا! ان مكنتش عارف انها بنتى كنت عملت ايه تانى!
, ادم انفعل: ارجوكى اسمعى.
,
, حنين زعقت: اسمع ايه اكتر من اللى سمعته انا سمعت بما فيه الكفايه من ام بنتك! اسمع ان بنتى كانت بتروح لراجل متجوز بيته! و اوعى تكذب امك قالت قبل مراتك انها كانت بتروحلك! بس متخيلتش الامور وصلت بينكم لكده!
, ادم زعق: اولا مسمهاش مراتى، اسمها طليقتى، ثانيا
, حنين قاطعته: انا بردوا كنت مستغربه تعمل مهما تعمل فيها بتروح و تجى و ترجعلك! تدوس على قلبها بالجزمه و بردوا ترجعلك! اتاريك ضامنها! ضامن انك.
,
, ادم قاطعها بعصبيه: لحد هنا و كفايه، انا مش هسمحلك تمسيها بحرف واحد، مش هى بنتك؟ بس قسما ب**** اخليكى تزعلى منى بجد لو نطقتى ف حقها كلمه!
, هديه قربت منها: ماما، ماما انتى اللى مربيانى و عرفانى و
, حنين: للاسف انا لا طلعت مربياكى و لا طلعت عارفاكى
, اجك خبط كف على كف: استغفر **** العظيم
, حمزه اتدخل: حنين اهدى و اسمعيهم مينفعش كده
, حنين زعقت: اسمع ايه هيتقال اكتر من اللى اتقال! ابنك مكدّبش مراته ف ولا حرف.
,
, ادم اتعصب: بردوا هتقول مراته
, هديه: يا ماما محصلش، انا
, حنين: هو علمك الكذب كمان؟ روحتيله بيته و لا لاء؟
, هديه هزت راسها: ايوه بس
, حنين: و قلعتى هدومك ف بيته، ف حمامها، و لبستى من هدومها و لا لاء!
, هديه: اه، لكن ده
, حنين: و روحتى معاه شقه مفروشه و لا لاء!
, هديه: اه بس ده يا ماما كان مره واحده و.
,
, حنين ضربتها بالقلم على وشها و قربت جرجرتها من شعرها: عرفتى ليه قالت عنك وس. خه؟ عرفتى ليه قالت عنك خطافة رجاله؟ عرفتى ليه يا محترمه!
, ادم شدها من تحت ايدها بغضب و ضم هديه عليه و هو بيزعق لحنين: لحد كده و كفايه بقا.
,
, حنين وقفت بتتنفس بصوت عالى: فعلا، كفايه، كفايه يا ادم، كفايه وجع بسببك بقا، كفايه انانيه و كل مره تختار نفسك حتى لو على حساب غيرك، زمان اختارت راحتك و وجعتنى و دلوقت اختارت سعادتك و وجعت بنتى
, ادم ساب هديه بتوهه و بصلها لحنين مصدوم: انتى امى
, حنين: لو كنت امك صحيح او بتعتبرنى كده كنت ردتلى الخير اللى عملته معاك حتى لو من غير ما اعرف مع بنتى، و انت عارف انها بنتى، كنت حافظت عليها.
,
, ادم: انا مش هعاتبك ع الكلام ده دلوقت
, حنين غمضت بآلم: تعاتبنى على انك خلتنى اصدق انك راجع تنتقم ف بنتى! تنتقم من اللى خطفت ابوك من امك ف بنتى!
, ادم بصلها قوى برفض: بردوا مش هعاتبك عشان مقدر صدمتك، ياخساره كان نفسى تبقى ثقتك ف عيالك اكبر من كده.
,
, حنين كانت منهاره بإندفاع لمجرد انها مترجمه الكلام على نفسها، كلام ام حمزه بيرن ف ودنها و داخل معاه كلام رحاب و الدوشه بتزيد جواها، لامتى هتدفع تمن غلطه مغلطتهاش، بس هى الزمن حكم عليها لكن بنتها لاء، هى اللى حكمت على نفسها! طب ليه!
,
, حمزه اتدخل و قرب لحنين بغضب: لا انتى زودتيها اوى، ايه اللى انتى بتقوليه ده! مين ينتقم ف مين! هينتقم ف امه و اخته اللى هى حبيبته اللى حارب و لسه بيحارب عشانها! انتى لغيتى عقلك خالص كده!
, حنين دورت وشها بعيد: طب يثبتلى
, ادم بصلها بذهول: اثبتلك ايه! ان بنتك شريفه! انتى بتتكلمى جد!
, حنين: انت اللى وصلتنى لكده، اما اسمع عن بنتى الكلام ده يبقى انت اللى وصلتنى لكده.
,
, حمزه اتعصب: انا بنتى اشرف بنت ف الدنيا و لولا انى مقدر حالتك و الطريقه اللى وصلك بيها الكلام كنت حاسبتك كويس ع الهبل ده
, حنين اندفعت: اعتقد انا اللى زعلانه مش انت، انا اللى من حقى ازعل يا حمزه
, حمزه بصلها قوى برفض و هى هربت بعينيها بعيد بعد ما استوعبت كلامها..
, ادم بصلها بحذر: و ده هثبتهولك ازاى بقا ان شاء ****؟
,
, حنين مقدرتش ترد باللى المفروض يتقال تبع مسار الكلام و حمزه فهمها ف شاور لادم: ادخل ارتاح شويه و سيبوها تهدى
, هديه ابتسمتله بحب و قربت منه ضمته بهمس: شكرا على انك دايما موجود
, حمزه رفع وشها من على صدره بحنان و ابتسملها: و هفضل طول عمرى موجود، طول مانا فيا نفس عمرى ماهسمح لحاجه تمسّك ابدا، حتى عشان اما اموت تقولى **** يرحمك يا ابويا
, هديه اتكت على ايده بسرعه: بعد الشر عليك حبيبى.
,
, الصبح ادم اخد هديه و اتحركوا لحد ما ركن بيها عند عيادة دكتور نفسى و هى ابتسمت بتلقائيه لمجرد سرعة استجابته لها..
, هديه: انت سمعت الكلام
, ادم تبّت على إيدها: لاء انا بحبك
, هديه اتوترت: هتعبك معايا و اديك شوفت اولها
, ادم ابتسم: و مستعد اجيب اخرها طول ما ايدك ف ايدى
, هديه دمعت: ادم انا مغلطتش اما قربت منك، انا كانت نيتى ان.
,
, ادم بصلها برفض: نيتك دى انا اللى اقولهالك، انا حافظك اكتر من نفسك، انا جواكى و مستعد اشرحلك اللى جواكى و متعرفهوش، ف مش انا ابدا اللى تدافعى عن نفسك قدامه.
,
, هديه دمعت بحزن: شوفت ماما، هى
, ادم: معذوره، هى معذوره بعد اللى حصل، اللى حصل مكنش سهل، الحكايه كلها عمرها ما كانت سهله
, هديه اخدت نفس مهزوز: احنا مش هنطلع من الحكايه بقا يا ادم؟
, ادم بص لعيادة الدكتور قدامه و بصلها بثقه: هنطلع، ان الاوان بقا نطلع من الماضى و نتخلص من كل رواسبه.
,
, هديه شبكت ايدها ف ايده و ضمتهم بإيدها التانيه و هو بإيده التانيه ضمها و اتحركوا لجوه، انتظروا دورهم لحد ما دخلوا، ابتدوا يحكوا للدكتور الحدوته بشكل مختلف مش تقليدى او بمعنى اصح بشكلها اللى جات عليه..
, ادم كان بيحكى من الماضى و هو بيقرب من حاضرهم و هديه كانت بتحكى من يوم ما اتقابلوا هى و ادم، لحد ما اتلاقت حكاويهم مع نقطة اللقا و الاتنين سكتوا ف لحظات صعبه..
,
, ادم بص لهديه اللى عيونها دمعت بصمت و حاول يضمها بعينيه تهدى..
,
, ادم بص للدكتور بجديه: انا حاليا مش عارف، عامل زى اللى متعلق ف نص الطريق، لا عارف يرجع و لا قادر يكمل، مش عارف انا مسامح و لا لاء، بحبهم و لا بكرههم، اصلا مش عارف مين ظالم و مين اتظلم، انا للحظات شوفت نفسى قدام وجع حمزه انى ظالم، ظلمته اما حكمت عليه و بعدت من غير ما اسمعه، زى ما امى عملت بالظبط و حكمت عليه من غير ما تسمع، حتى حنين، بحبها و زعلان منها و زعلان ليها و زعلان عليها، مش عارف.
,
, هديه غمضت بوجع: انا كمان حاسه انى ف دوامه و بتلف و تعدى على كل المشاعر اشوفها و اقلب
, ادم بصّلها بحزن، كان عارف من يوم ما اتقابلوا انهم متشابهين بس متخيلش انهم حتى من جواهم متشابهين اوى كده!
, الدكتور: بص يا أستاذ ادم أنا هعالجك نفسيا بطريقه جديده خالص
, ادم رفع حاجبه: هتكهربنى؟
, الدكتور: لا إن شاء **** مش هنوصل لكده اكيد.
,
, ادم قدام ابتسامة هديه رد بمرح يخطفها من حالتها و هو بيمسك قميصه: اييه؟ انت هتغتصبنى و لا ايه؟
, الدكتور لاحظ عينيه المتعلقه بيها: انت بتتفرج على افلام عربى هابطه كتير؟
, ادم ضحك غصب عنه بخوف مصطنع: يبقى هتقعد تضربنى بالشاكوش ف ركبتى
, الدكتور: ممكن تهدى و تشيل التخاريف دى من دماغك! انا هتعرف على نفسيتك عن طريق قراية عقلك الباطن
, ادم ضحك بخوف: طب تحب اخد القرايه انا و اسيبها لحضرتك ع الباب.
,
, الدكتور رفع حاجبه: هو انا كشاف نور يا ابنى؟ انت بتجوّد ليه؟ بص، العقل الباطن هو المحرك الخفى لكل تصرفاتنا.
,
, ادم: عندك حق
, هديه بصتله بطرف عينيها: انت كنت تعرف المعلومه دى قبل كده؟
, ادم ضم عينيه: لأ
, هديه رفعت حاجبها: أمال ايه اللى عندك حق دى؟
, ادم بصّلها ع الدكتور و ضحك ببلاهه: بجاريه ف الكلام بس.
,
, هديه ضربته بغيظ برجلها ف رجله: ممكن تسكت خالص؟
, ادم سكت بضحكه مكتومه و الدكتور بصّلهم بعد ما سمع همهمتهم: العقل الباطن بتاع كل واحد فينا أثناء النوم بيبقى عامل زى العيل المراهق لما أهله يسيبوه لوحده ف البيت.
,
, ادم برّق و رمش بعينيه على دماغه لفوق: دماغى دى و لا شقة دعاره؟
, هديه كزت على سنانها بغيظ و الدكتور رد: لا اقصد عقلك مراهق يعنى مذبذب و بيجيب
, ادم رفع حاجبه: بيجيب نسوان ف دماغى بقى و كده؟
,
, الدكتور برّق و قدام ضحكته انفعل: اسكت، اسكت لو سمحت
, هديه ضحكت بغيظ و ادم شاورله اول ما ضحّكها: حاضر.
,
, الدكتور: العقل الباطن بيتحرر من رقابة العقل الواعى بشوية حيل تنكرية ويقدر يحقق كل رغباتك المكبوته ف أعماق ال subconscious
, ادم رفع إيديه ببلاهه: اعماق الايه لا مؤاخذه؟
, هديه حطت إيدها على وشها بعيظ و الدكتور رفع حاجبه..
,
, ادم ضم عينيه: اول مره اشوف واحد خُلقه اضيق منى
, هديه ضربته ف رجله بغيظ: أنا اللى هكهربك بجد و اخليك شبه كركر، اخرس بقا
, ادم برّقلها و بص للدكتور: كمل
, الدكتور: فرويد طُب التحليل النفسي ده أول واحد اعتبر الأحلام هى بوابة العالم الداخلى لصاحبها
, ادم همس لهديه بمشاكسه: لصاحبها الحاج أبو اسماعيل و ولده
, هديه نكزته بغيظ ف جنبه بكوعها: هى عربية فول يا زفت؟ ما تبلع لسانك بقى.
,
, ادم كتم ضحكته و بص للدكتور بجديه مصطنعه: أنا آسف.
,
, الدكتور ابتدى يتغاظ: حضرتك دلوقت تحكيلى الاحلام اللى انت فاكرها و انا هبتدى احللها و تتعرف من خلالها على نفسيتك
, ادم برّق: أحكيلك أحلامى و تفسرها؟
, الدكتور: اه
, ادم ضحك ببلاهه: تفسير احلام ايه يا عم ده انا و هى محتاجين حد يفسرلنا اللى بنشوفه و احنا صاحيين و ****.
,
, الدكتور: طب اتفضل
, ادم رفع حاجبه: مش هتتريق عليا؟
, الدكتور بصّله بجديه: مينفعش يا أستاذ ادم، أي حلم انت شايفه أهبل و مالوش معنى جواه رموز كتيره و شفرات لو اتحلت هيطلع منها جمل مفيده
, ادم ربّع رجليه ببلاهه على كرسيه: طب بص يا سيدى، كان يا مكان يا سعد يا إكرام
, هديه خبطته برجلها فكت رجليه بغيظ نزلتهم: احكيله أحلااامك مش احكيله حدوته، و بعدين سعد و إكرام مين؟ هما عيالك؟
,
, ادم رفعلها حاجبه: معرفش بتوع زمان كانوا بيقولوها كده.
,
, هديه حرّكت إيدها على وشها بغيظ: بتوع زمان دول هخليك تحصلهم لو مركزتش
, ادم ضحك غصب عنه و بص للدكتور اللى بص لهديه: طب اسمعك انتى معلش
, هديه اتعدلت بتوتر: انا احلامى غريبه الفتره دى، من بعد اللى حصل تحديدا، يعنى انا مره مثلا حلمت انى ماشيه فى شارع ضلمه
, الدكتور اتعدل بإهتمام: عظيم، شارع ضلمه يعنى مجهول
, هديه: و مليان كلاب
, الدكتور: دى مخاوفك
, هديه: الكلب بقى كان ابن كلب
, ادم رفعلها حاجبه: نعم؟
,
, هديه ضربته ف جنبه و بصت للدكتور: كان حيوان اوى
, ادم بص للدكتور و ضحك ببلاهه: قابل بقا
, الدكتور ضحك غصب عنه: احم، كملى
, هديه بصتلهم بغيظ: انت قولت مش هتتريق
, ادم: اه بس محلفش
, هديه نكزته تانى بغيظ و الدكتور حاول يرجع للجديه: أنا آسف كملى
, هديه: المهم انا عايزه اعدى و الكللابب حاوطتنى
, الدكتور: مخاوفك واقف ف طريق أحلامك
, هديه: ف انا عشان امشى حاولت ارجع لسكه تانيه
, الدكتور: حاولتى تهربى من خوفك.
,
, هديه: المهم ملقتش سكه تانيه توصلنى
, الدكتور: الهروب ملهوش لازمه، عرفتى انك لازم تواجهى
, هديه: بلف لقيت الكلب مستنينى، محاصرنى، و كل ما اتحرك يحاوطنى
, ادم بصّلها بطرف عينيه: ممكن بس نتعرف ع الاستاذ كلب عشان انا بشبّه عليه
, هديه حرّكت إيدها على وشها بغيظ و الدكتور بصّلها: خوفك بيستعد يهاجمك
, هديه: قررت المرادى اتخطاه، يعنى امشى
, الدكتور: براو عندك شجاعه تتحدى خوفك.
,
, ادم رفعلها حاجبه: عارفه يا بنت الصرمه ما اطلع انا متنكر ف كلب لا اخليكى تمشى تهوهوى من كتر العض
, هديه كتمت غيظها و بصت للدكتور: الكلب بصلى و قالى لو جدعه امشى بقا و انا اعضك ف٣ نقطة
, ادم رفعلها حاجبه بنص عين: قالك هيعضك فين؟
, هديه عضت بوقها بغيظ: ف رقبتى
, ادم ضربها على قفاها برخامه: ف رقبتك ايه انتى هتمثلى؟ انتى فاكره نفسك بطلة روايه؟
, الدكتور ضحك غصب عنه معاه و هديه بصتلهم بغيظ و وقفت..
,
, الدكتور: طب احكى حلم تانى أنا آسف
, هديه بصتلهم ببلاهه و قعدت: مرة حلمت انى اتجوزت السيسى
, ادم رفع حاجبه و الدكتور دارى ضحكته: وبعدين؟
, هديه اللى ضحكت: و بقا رايح جاى يقولى انتى مش عارفه ان انتى نور عينيا و لا ايه؟
, الدكتور ضحك قبل ادم اللى ضحك بيأس و هو بيهزلها راسه: منك لله
, هديه وقفت تانى بغيظ: مش حاكيه
, الدكتور: طب كملى
, هديه: حلمت انى اتجوزت اربعه
, ادم برّق و الدكتور رفع حاجبه..
,
, هديه ببلاهه: و عملتلهم جدول بقا
, ادم بصّلها فجأه و مسكها من ياقة بلوزتها: جدول ايه يا بنت المستخبى؟
, هديه غمغمت بضحك: تقريبا كان جدول ضرب
, الدكتور ضحك: طب كملى
, ادم حدفها رجعها لضهر الكرسى بغيظ: تكمل ايه ده انا هرقدها رقده ابديه عشان تعرف تحلم
, هديه: حلمت انى خليت عقد الجواز بالسنه؟
, ادم: نعمم؟
, هديه ضمت بوقها ببلاهه: يعنى يتجدد كل سنه، عشان بزهق بسرعه.
,
, ادم حط إيده على وشه بعصبيه و هى بصت للدكتور: حلمت انى بقيت من الطواغيت
, ادم: نعم؟
, هديه ضحكت ببلاهه قصدى من الرجاله، بقيت راجل لمدة تلات ايام
, ادم رفع وشه و هو لسه إيده عليه و حرّك اصابعه بصّلها بطرف عينيه من بينهم: و عملتى ايه ف التلات ايام دول يا مصيبه؟
, هديه ضحكت ببلاهه: اليوم الاول اتجوزت، و التالت طلقت.
,
, ادم رفع إيده من على وشه و برقلها: و التانى؟
, هديه ضحكت: اتجوزت على مراتى
, ادم كتم انفعاله: منك لله
, هديه بصت للدكتور: حلمت انى عرفت اطبخ و عملت مكرونه
, ادم ضحك بغيظ: برافوو، اتعلمى بقا البانيه و تبقى كده اشطر طباخه ف بيتكوا
, هديه ضحكت: و رجّعتها لأصلها، عجين
, ادم هز راسه بيأس: خايف من كتر ما بقول منك لله **** ياخدك و اعنس
, هديه: و حلمت انى عرفت اعمل صنية بسبوسه، بس ايه، تتاكل بالصانيه
, ادم: برافو.
,
, هديه: لا هى فعلا لازقه ف الصنيه فهناكلها بيها
, ادم حط إيده على وشه: انا اللى منى لله و ****
, هديه بصت للدكتور: و حلمت انى
, الدكتور ضحك: بسسس، لاء انتى تجيلي كل يوم احللك نفسيا، ده انتى ميتخافش عليكى و ****
, هديه ضحكت بخوف: اييه ده انا عندى ايه؟
, الدكتور ضحك لأدم اللى ضحك بيأس و بصّلها: انا اللى هكهربك و ****.
,
, الدكتور ابتسم بعمليه: مخاوفك اللى جوه عقلك الباطن مسيطره على تفكيرك و بتتجسد قدامك ف احلام عشان مش عارفه تترجميها ف الواقع او تصرحى بيها
, هديه كانت فاهماه بس ضحكت بخوف: ايه ده ايه ده هموت و لا ايه؟
, ادم ضربها على راسها اللى شدها عليه و ضمها..
,
, حنين صحيت الصبح و قبل ما تقوم من السرير لمحت حمزه ف البلكونه بيشرب سيجاره ف ابتسمت غصب عنها و اتحركت..
, حمزه التفت لها و ابتسم ابتسامه صغيره: صباح النور
, حنين: انت صاحى بدرى ليه كده؟
, حمزه رد بهدوء: انا لسه صاحى من شويه بس مردتش اتحرك من الاوضه عشان متتخضيش اما تصحى.
,
, حنين ابتسمت له برقه و هو بصلها بعتاب قبل ما يخرج من الاوضه: هحضر فطار خفيف لنا، ادم اخد هديه و خرجوا و عشان متقلقيش هما عند الدكتور، ادم استأذن منى الصبح قبل ما يخرجوا و انا وافقت
, حنين فركت ايديها بضيق: حمزه انا، مقصدتش ان يعنى، اصل اللى حصل
, حمزه هز راسها: ادم كان مأجل خطوة الدكتور اما يستقدر عليها، اما يقدر يفتح جرحه من تانى، لكن بعد اللى حصل امبارح اعتقد ده خلاه اخد قراره اسرع.
,
, حنين اتعلقت بعينيه تعتذر و هو رفض يقابل عيونهم و خرج بهدوء من الغرفه..
,
, حمزه حضر فطار سريع و قعدوا الاتنين بس النِفس اللى بتاكل..
, حنين قربت بكرسيها شويه منه رغم انها كانت جنبه و مسكت ايده: انت زعلان منى صح؟
, حمزه رد من غير ما يبصلها: اعتقد سؤالك ده مش ف محله، انتى امبارح قولتى انا اللى ازعل مش انت، قسمتينا حزبين يا حنين.
,
, حنين دمعت: لا يا حمزه انا طول عمرى متبته فيك زى عيله صغيره متشعبطه ف طرف جلابية ابوها خايفه تتوه، ف لو هنتقسم حزبين انت منى زى مانا هفضل طول عمرى منك
, حمزه اخيرا رفع وشه لها و قابل عيونهم بعتاب: و انا من ابنى بردوا يا حنين و هو منى، و بردوا من بنتى اللى هتفصل بنتى، و اللى يزعلهم يزعلنى
, حنين بصتله بغيظ: مين مزعل مين؟
,
, حمزه بصلها شويه و ساب الاكل و وقف و هى مسكت ايده بسرعه: حمزه قدّر موقفى، ادم ابنى و طول عمره ابنى و ده شئ مش هنختلف عليه و مكنش مشكلتنا هنا و لا مشكلتى ان اللى حصل ده حصل تحديدا مع ادم بغض النظر عن الهبل اللى طلع منى وقت زعل
, حمزه انفعل: امال مشكلتك فين هاا؟ ف ثقتك ف بنتك!
,
, حنين: يا حمزه انا بثق ف بنتى طول عمرى، كام مره انا اللى ادافع عنها قدام ستها و هى رافضه سفرها و شغلها! كام مره انا بنفسى اللى اطمنك عليها! بس ف لحظه هى سحبت الثقه دى! سمعت كلام و مش اى كلام! انت سمعت بنفسك اللى حصل!
, حمزه اتنفس بصوت عالى: و مستنتيش تسمعيها هى كمان ليه؟
, حنين: مكنش فيا عقل، اتصدمت، ادم منكرش، هى سكتت، فجأه عقلى اتلغى
, حمزه: و كنتى عايزاها تثبتلك عكس الكلام ازاى يا حنين؟
,
, حنين ميلت عينيها بندم: انا
, حمزه كان فهم قصدها من وقتها: ياترى عايزه تاخديها لدكتور يقولك ان الدم اللى كان على فرشة ادم ده دمه هو و ددمم جرحه يومها و لا ددمم بنتك! و لا كنتى حابه تعمليلها دخله بلدى!
, حنين هزت راسها بسرعه برفض و هو كمل بإستنكار: و ياترى كنتى هتصدقى مين فيهم هى و لا الدكتور! هتثقى فيها و لا ف الدكتور! هتاخدى ثقتك ف بنتك من دكتور يا حنين!
,
, حنين: ارجوك يا حمزه انت طول عمرك بتفهمنى، اللى حصل امبارح
, حمزه رد بغضب: اللى حصل امبارح انتى اتخطيتى فيه كل الحدود، زعلتى ابنى، و كسرتى بنتك قدام حبيبها، اما يشوفك مش واثقه فيها و انتى اللى طول عمرك مربياها متخيلتيش ممكن تهزيها قدامه ازاى! طب متخيلتيش ممكن تهزى ثقتها ف نفسها ازاى و هى بتحاول تبنيها من تانى بعد اللى حصل! مشوفتيش عينيها!
, حنين غمضت عينيها بندم: مشوفتش، انا مشوفتش غير.
,
, حمزه كمل عنها: نفسك
, حنين بصتله قوى بتوهه و هو كمل عنها عشان اكتر حد فاهمها او حاسسها: مشوفتيش غير نفسك ف هديه، ببساطه شوفتيها انتى، ف حاولتى بعنف تنفى ده و كإنك بتنفيه عنك انتى مش هى.
,
, حنين اخدت نفس طويل و هو اخد ايدها و قعد: بس لازم تعرفى ان انتى غير هديه، انتى حاجه و هى حاجه، انا عارف ان اللى عدى كله كان صعب و صعب البنا بعد الهد، شوفتى نظرات اتهام ف عيون ادم، سمعتى تجريح من امى، كل ده هزك و هز ثقتك حتى ف نفسك، لكن هديه ملهاش ذنب ف كل ده
, حنين صوتها اتهز: انا اسفه
, حمزه ابتسم ابتسامه صغيره: اعتقد كلمتك دى مش ف محلها زى سؤالك الاول، دى لهديه.
,
, حنين هزت راسها و هو ابتسملها: هى محتاجاكى جنبها دلوقت اكتر من اى وقت عدى، هى بتبنى ثقتها ف نفسها و ف ادم و فيا حتى انا كمان، بتحاول ترجّع ثقتها ف كل حاجه حواليها من تانى و مش هتعمل ده و هى مهزوزه.
,
, حنين ابتسمت بهدوء: انت مينفعش تبقى مش موجود يا حمزه، ازاى فكرت انا و لا انت و لا ادم انك ممكن تبقى مش موجود!
, حمزه ابتسم: اعتقد لو قريبه منها كفايه كان زمانك انتى اللى بتدافعى عنها
, حنين سكتت و هو حكالها كل الفتره اللى قضتها هديه مع ادم بتفاصيلها من اول يوم اتقابلوت ف العشوائيات لحد النهارده..
,
, ادم و هديه مع الدكتور اللى بيسمعها بهدوء ف اى حاجه بتقولها..
, الدكتور سكت شويه بعمليه: طيب خلينا مبدئيا نقول انك خايفه و خوفك متمحور ف فكرة قهر الراجل، او نقول ف الجواز تحديدا
, هديه هزت راسها بتلقائيه هو كمل بعمليه: و ده غالبا بسبب تجربه فاشله، اما عشتيها بنفسك او كنتى جزء من اسبابها و نتايجها، لإنى هنا مقدرش اقول مجرد تجربه شوفتيها و هى مسيطره عليكى بالفزع ده.
,
, هديه صوتها اتهز: خايفه، اقابل نسخه تانيه من بابا، سواء ابويا ده او ده، مرعوبه، مرعوبه ابقى مجرد حاجه وقتيه و تخلص، سواء بقا نزوه زى ماما ف تجربتها الاولى او حتى زيها حب ف تجربتها التانيه، انا اصلا كنت مرعوبه اما ادم حبنى على مراته قبل ما اعرف الحكايه، اما عرفت عقلى بسرعه رسملى حكايتى مع ادم، شوفت نفسى وحشه اوى، شوفت بنته فيه، مع انى عمرى ما هبقالها مرات اب زى ما ماما عمرها كانت له مرات اب، بس خوفت الزمن يرجع بضهره و يعيد من الاول، صحيح ماما مظلمتهاش لكن محبش ابدا ابقى مكانها، ضعيفه و مسلوبة الاراده و تايهه من غير حد ايا كان.
,
, الدكتور سمعها للاخر: انتى مش ف الماضى، انتى مش حد تانى غير هديه، ف مش هتعيشى نتايج تجربة حد، حاولى تفكرى نفسك دايما بالتلات جمل دول كل ما تحسى انك ممكن تضعفى
, هديه: بس مش قادره اعزل الماضى عن دماغى.
,
, الدكتور: الماضى أوقات بيمسك ف الواحد و يخليه زى اللى متكتف بسلاسل حديد، بيحاول يقاوم و يتغلب عليه لكن كل مره بيكتّفه فيها بيبقي أشد و أقوى، ورغم أنه بيتمنى يرمي من ورا ضهره و يحاول ينسى و يعيش حياته الا انه بيفشل، لأن جزء كبير منه بيبقى رافض بعض التغيرات اللى حصلت و اتصدم بيها و لسه عنده أمل أن كل حاجه ممكن ترجع زى ما كانت.
,
, هديه هزت راسها بسرعه و ردت بصوت مهزوز: انا فعلا ساعات بحس انى ف كابوس، و بعافر اطلع منه فعلا، ببقى عايزه ابقى لوحدى عشان ااكد لنفسى انه فعلا حلم و هيخلص و اقوم اكمل حياتى عادى، و ده جزء من اسبابى انى ببقى عايزه ابعد او اختارت ابعد ف الاول.
,
, الدكتور: البعد مش حل، البعد هروب و بعض المشاكل بتبقى حلها ف المواجهه نفسها، هقولك حاجه مهمه ف الطب النفسى فيها علاج اغلب النتايج النفسيه لاى دروبّ بنخبط فيه ف حياتنا، لو عايزه تجتازى مرحله مؤلمه ف حياتك عيشيها كامله اوى، مترضيش لا بالتخدير و لا التجاهل و لا التحايل و لا أنصاف الحلول، المواجهه بس هى اللى ممكن تشفى نفسيا، حتى لو موجعه، القلوب مبتموتش وجع اد لما بتخرج منه بتخرج طارده كل الطاقه السلبيه اللى جواها و الهروب من الوجع او كبته بيكبتها معاه جواكى، حاجه كده شبه اللى بنقولها بالبلدى اما تزعلى عيطى براحتك متكتميش دموعك غصب عشان اما تمسحيها متعيطيش تانى و لا ترجعى تتلككى على اى حاجه عشان تعيطى.
,
, ادم اخد نَفس بجديه: هى فعلا بتهرب، بحسها بتهرب قدام اى لحظات صعبه، حصلت قبل كده مشكله بينا و كانت حدوثها شئ محتوم و اختارت تهرب، تبقى لوحدها، مع انها قويه، بس ساعات بلمس ضعفها و احسها ضعيفه اوى و انا مش عايزها كده.
,
, الدكتور بص لأدم: احيانا وجودك يأذى اكتر ما يساعد، لو عايز بجد تساعد انسان ف ازمه لازم تديله المساحه انه يتحمل فيها مسئولية نفسه و يعمل مجهود عشان ينتشل نفسه من ازمته، لو اتعود ان فى حد بيشيله قدارته هتقف و كده انت بتعجزه مش بتساعده.
,
, ادم: مينفعش اسيبها تدوق حاجه دوقتها و طلعت مُره
, الدكتور: بص هو من أكتر البديهات المظلومه إن وقت الأزمة ناس بتكون محتاجة attention وناس تانية بتكون محتاجة space، يعنى فى شخص بيكون محتاج ينفجر ف اللى قدامه يطلّع طاقته السلبيه فيه، و فى حد تانى بيكون محتاج مساحته للتعافى، فطبيعى مش هيكون بيرد، بيقلل التواصل او بيعدمه، مش بيحب يحكى و يفضفض، صح بقا او غلط مش بيفكر فيها وقتها.
,
, هديه بصتله و هزات ايديها عصبيه: اعمل ايه؟ اللى حصل كان صدمه بكل المقاييس، ادم اختفى و هو اخويا و رجع و هو حبيبى، كنت صغيره و مش فاهمه ازاى ادم تاه و هو كبير كده و ازاى معرفش يرجع! كنت طول الوقت حاسه ان فى وجه اخر للحكايه لكن ابدا متخيلتهوش كده، متخيلتهوش بشع كده، بشع لدرجة انى لسه عندى امل يطلع كابوس و هصحى منه و ادم مجرد حد حبيته و سواء هكمل حياتى معاه او لاء ف ملهوش علاقه بالماضى، مفيش اصلا ماضى، ميختلفش الماضى عن اللى عايشاه دلوقت! انا عارفه ان مفيش علاج ممكن يقضى على كل الاحساس ده جوايا، لكن هى فكره و طول الوقت مسيطره عليا.
,
, الدكتور: أوقات كل اللى الواحد بيحتاجه انه يدوس على أى أمل باقى جواه علشان يعرف يكمل حياته، لازم ينهى القصة بتوقيعه و إرادته و إلا هيفضل مربوط بسلاسل الماضى لحد ما يموت
, هديه دمعت بضعف و بتلقائيه مسكت إيد ادم جنبها بقوه: مش عارفه، صدقنى حاولت مش عارفه، عاجزه على انى ابطل افكر ف اللى فات و احس انى هعيشه، هيبقى جزء من حياتى.
,
, الدكتور: لغبطى الورق، حتى لو معرفتيش تقتنعتى بغير ان ده واقع و هتعيشيه غيرى الواقع، محدش بيشوف غير قدرُه اه لكن قدره ده يقدر يعيشه بألف طريقه، حياتنا مليانه إحتمالات، و ممكن تقفلى باب و بيتفتحلك مكانه ألف، كلنا بنحارب علشان الحب و المشاعر، كلنا بنغلط و كتير منا بينكسر و يقوم، و علشان تعرفى تقومى إياكى تسمحى لنفسك تقعى من غير حد، او انك تدى لحد كل المساحه اللى جواكى حتى لو هتسيبيها فارغه، مهما كانت درجة حبك للى قدامك تآكدى انك قدام شويه هتحتاجيها لنفسك و مهما كانت ثقتك فيه سيبى باب الاحتمالات موارب.
,
, هديه بصت لأدم بتلقائيه و اتقابلوا ف نظرة تواعد..
,
, الدكتور كمل: متخليش ماضيكى يتحداكى، أسمه ماضي، يعنى فات و عدى و اتعاش خلاص، أنتى دلوقت ف الحاضر، لفّى رقبتك لقدام، الوجع الحقيقى و سببه بعيد عنك، ليه مصممه تفضلى مربوطه بسلسله و متقيده مع شبح وراكى يجى بعشرين سنه! انتى عدت عليكى أيام و سنين بعده، عيشتى و درستى و اشتغلتى و سافرتى و اتحركتى و قابلتى ناس و فارقتى ناس و مشيتى ف طريق طويل، خليكى باصه بقا لقدام، و متخافيش بقا تفارقى تانى أنتى جيتى العالم لوحدك و هتفارقيه لوحدك، مفيش حاجة بتستمر غير بصماتك اللي سبتيها، خليكى مؤمنه بقوة نفسك، كملى حياتك من غير خوف، هتقومى و تقعى كتير، و لما تقعى قومى من تانى، حافظى على قوتك علشان علاقاتك تستمر لإنها الوحيده الضامن لأى علاقه هتدخليها، الحل الوحيد هو كسر السلسله اللى محدش يعرف أضعف حلقة فيها غيرك أنتى، أكسريها، و ارميها، و كملى.
,
, هديه سكتت بتوتر: كل ما اجى اقدّم رجلى بحس انى مش جاهزه، طول الوقت حاسه انى مش جاهزه.
,
, الدكتور: بالوقت هتتعلمى و هتجهزى و هتاخدى قوه من كل خطوه بتدوسيها، الخطوه اللى بنخطيها ف الوقت العادى بتاخد اه من طاقتنا لكن الخطوه اللى نخطيها ف الاوقات الصعبه هى اللى بتدينا طاقه نكمل، هتحرّكك اما تعرفى إن الخيارات المتاحه الكتير مش بتفضل متاحه لمده طويله، و البدايل هتخلص و اللى معندوش بديل بيوافق و ما بيختارش، و الباب الموارب بيتقفل عشان يعلمك قيمة الفرصه، و عمرك ما هتكونى جاهر للخطوة 100/100، كفاية تضييع وقت و خُدى المخاطره ما دام فى خساره قبلها يبقى متخافيش من احتمالية الخساره بعدها.
,
, ادم بصّله كتير و ابتدت نظراته تزوغ بتوتر: انا، سيبت رحاب، صحيح مش فاكر، لكن كل اللى اتقالى عن حياتى معاها انها كانت ممله، علاقه تحت ضغط طول الوقت، علاقه هربت و جريت منها لمجرد الباب اتفتح، هديه مكنتش مسكن اد ماهى فرصه تانيه اعيش، مش عايز ده يحصل معاها، مش عايز ابدا، مهما حصل.
,
, الدكتور بصّله بعمليه: لازم تفهم ان استمرار العلاقات بالناس اللى بنحبهم شئ مش سهل إطلاقاً، قصص الحب و الجواز و الصداقه المكمله سنين بنفس اللمعه و شغف البدايات شئ مش من فراغ، لكن نتيجة صبر، تحمل، تنازلات، نضج، إحترام و محاولات تطوير مستمره للأحسن من كل طرف، الحب لوحده مبيعملش حاجه، محتاج مجهود لإن مش كل الناس ممكن تتعوّض زى مراتك الاولى، مش كل الناس ممكن تتكرر ف حياتنا، فى صديق لو خسرته كان ضهرك اتكسر، و ناس لو مشيت مستحيل ترجع، ناس ملهاش بديل و صعب تتعوض، استمرار العلاقات عمره ما كان سهل مع تقلبات الحياه، و اختلاف شخصياتنا، و ضغوطات الحياة المليانة سلبيه و تعب و ملل.
,
, ادم اتوتر بعصبيه: امى، حتى امى، اما عرفت ان ابويا سابها عشان حب واحده تانيه خوفت او مثلا عاز الخلفه، يمكن اكون ف الاول خوفت اظلم رحاب زيها، و يمكن اكون حاولت اهرب، لكن اما معرفتش خوفى بقا على هديه، خوفت اعيش الفشل ده تانى، مجرد ما انهج ف نص سكتى معاها اهرب.
,
, الدكتور: مش منطق و لا تجربه او اتنين اللى هيبقوا مقياس تقيس عليه علاقاتك و فشلك فيها و نجاحك، فى ناس متجوزه و سعيده، فى حد منفصل و مرتاح، و فى مش متجوز و سعيد عادي، وناس عندها ولاد كتير و مبسوطه، و ناس مش عاوزه خلفه دلوقت و سعيده، و ناس شغاله ليل نهار و مرتاحين، و ناس من غير شغل و مبسوطين، و ناس متغربه و مرتاحه، و ناس عمرها ما سافرت و سعيده، فى ناس كتير راضيه عن نفسها و اختياراتها، الدنيا مش طريق واحد كلنا لازم نمشيه نسخه من بعض، مينفعش تقيس تجربتك على نتيجة غيرك او تحدد نتيجتك على تجربة غيرك، الأصول بتقول تبص ف ورقتك و خليك ف حياتك.
,
, هديه اتنهدت بتعب: انا عارفه انها مش حقيقه ثابته و قاعده لكن مجرد التفكير بيرعبنى، بيشلنى و يلجّم حركتى.
,
, الدكتور بص لأدم اللى حسّه عايز يردد نفس الجمله: الحقيقه الوحيده الثابته إن الوقوف مميت، ممكن نتعب، نتوه، منعرفش نختار أحسن طريق فنقف ناخد نفسنا لكن لازم نكمل سير، تحزن و الحزن ممكن يطوّل مفيش مشكله، لكن المهم تعمل كل حاجه مفروض تتعمل و انت حزين تعبان، روح شغلك، خلص متطلباتك، كملى طريقك، قرب من ****، خد الدوا حتى لو حزين، حياتنا بتتغير باختياراتنا الصح، الاختيار الصح و أنت موجوع تعبان، اختياراتك بتغير الواقع لكن السخط و المظلمه مش بيغيروا حاجه، بالعكس بيموتوا أكتر، كمل سير مادام ف العمر باقى لسه، وقوفك مكانك عشان خايف تخسر حاجه ف طريقك ممكن اه ميخلكش تخسرها لكن بتخسر قصادها وقت و عمر بيعدى ف الولا حاجه، ف متزعلش من خسارة حاجه ممكن تتعوض او حد كسبت قصاده نفسك.
,
, ادم اخد نَفس طويل اوى و حرّك كفوف ايديه على وشه كإنه بيمسحهم من بقايا الماضى: مش شرط اكون زعلان بسبب حد، ممكن اكون زعلان على نفسى، على كل حاجه نفسى فيها و بتستخسر نفسها فيا، على كل وقت بحس فيه انى لوحدى و. كان اكتر وقت مينفعش اتساب فيه لوحدى، على مواقف كتير محطوط فيها غصب عنى و بردوا غصب عنى مش عارف اطلع منها كإنى سجين حزنى، على الخذلان اللى شوفته من اقرب الناس، على حياتى المتلغبطه، انا زعلان على نفسى مش من حد.
,
, الدكتور: انا متفهم كويس جدا التخبّط اللى ممكن تكون فيه، و عارف ان فكرة انك تحاول تتخطى حاجة جواك مسببالك حزن جامد و تعباك نفسيا دي حاجة مش سهلة خالص، ده ممكن الواحد يعافر وقت طويل و ممكن اوى يلاقي نفسه لسه واقف مكانه زي ما هو و المجهود و المعافره دى كلها كانت ع الفاضى، المجهود اللى بيتبذل من الواحد و هو بيحاول يتجاوز مرحله معينه كانت سبب في تدميره نفسيا بيبقى متعب اكبر من المشكله اللى سببت ده كله اصلا!
,
, هديه اتكلمت و هى بتفرك إيد لها بإيدها التانيه بتوتر: انا خايفه اخلف، حاسه انى لو جيبت بنت ممكن تعيش زيه او ف يوم تصحى تلاقى حياتها اتقلبت زيى، بقيت احس ان كل حاجه مش ثابته حواليا، الارض نفسها مش ثابته.
,
, الدكتور سكت شويه: الخوف ده من ادم نفسه و لا من شبح الماضى؟
, هديه حركات إيديها زادت بعصبيه و ادم بصّلها بترقب..
, الدكتور: ادم مسابش بنته عشانك، ادم حبك و هو عارف انك تصلحى لبنته قبله، ده زائد ان بنته مستقبلها مريح ف ظل وجود والده و والدته اللى تقريبا شايلين مسئوليتها من قبل ده، الا اذا كنتى خايفه على ولادك انتى مستقبلا منه!
,
, ادم بصّلها قوى و هى بلعت ريقها بإرتباك: انا بقيت خايفه من كل حاجه حواليا
, الدكتور: يبقى نعمل استوب و تفكرى ف الصوره بعد ما اتعدلت، و متبصيش تحت رجليكى، فكرى ترضى ان البنى ادم ده يكون أب لعيالك ولا لا؟ عيالك هيكونوا فخورين بيه و لا هيوصلو مرحلة انهم لما يسمعوا قصص عن الابهات يقولوا احنا ليه مش زيهم؟ ساعتها هتلاقى كل الخوف اللى جواكى يا بتهزميه يا بيهزمك، ف الحالتين مش هتقفوا قصد بعض كتير.
,
, هديه بصت ف عيون ادم قدامها و شافت فيهم عشق بيتمدلها بنجاه..
,
, الدكتور: اهم من الاختيار انك تقدرى تشوفى راحتك و سعادتك ف اللى اختارتيه، اركنى انبهار اول العلاقه ده على جنب، الانبهار بالراجل العاشق اللى ممكن يسيب اى حد ف الدنيا عشانى، و البت المجنونه بحبها اللى ممكن تدوس ف اى سكه عشانى، خليكوا متاكدين ان انبهار اول العلاقه ده هيزول وان اى علاقه في اولها بتبقا مليانه بالسعاده و الحب و الفراشات اللى بترفرف فوق راسك اول ما بتشوفيه هتهدى شويه بشويه و تروح.
,
, هديه نظراتها زاغت بتوتر: ده اللى مخوفنى، انه يحس ف يوم بندم، او، او مثلا ده اللى يعيد الحواديت القديمه من تانى، زى حكايته مع رحاب او حكاية ابوه.
,
, الدكتور: ماهو فى أسباب جديده للحب هتتخلق ف كل لحظه و كل مرحله، يعنى تقدرى تقولى كده الحب لو قوى هيبدّل ثوبه بثوب جديد مش اكتر، هيتخلق حب أهدى و أعقل و ادوم، هتحبيه من جديد مع كل لحظة تشوفيه بيجرى على ابنه يحضنه زى الطفل، هيجبك و انتى شايله جواكى حته منه، هتحبيه مع فرحته بآول ***، مع سعادته لما يشتريله اول كوتشي بعد ما اتعلم المشي، مع حماسه اللى ميقلّش عن حماسك مع اول كلمه ينطقها، مع جريه ع الكاميرا عشان يلحق يصور أول ضحكة بصوت..
,
, هديه صوتها اتهز مع الدمعه اللى نزلت من عينيها: انا مش عايزه اخلف عيال زيى، يحمدوا **** ف يوم ان ابوهم مات او مش ف حياتهم، أنا عاوزه بس لما أتجوز عيالى ميبقوش فرحانين علشان أبوهم نزل حتى.
,
, هديه بصت لآدم و مجرد ما اتقابلت عيونهم هربت بعينيها بتوتر: انا خايفه اخنقه، بقيت بحس انى محتاجه احاوط عليه بدايره لمجرد انى مش عايزاه يغلط، يبقى شبه ابوه مثلا اللى ساب امه عشان حب غيرها، او شبه نفسه مع رحاب، و يمكن ده اللى خلانى ابعد، حسيت انى مش هعرف اعمل ده و لا هفضل محاوطه عليه طول الوقت ف بعدت عشان ارتاح بس تعبت اكتر، كنت زى اللى بختار بين تعبين و رجوعى كان اقلهم مش اكتر.
,
, الدكتور بص لآدم و هزله راسه بتفهّم و بصّلها: يعنى نقول مش مرتاحه، طبيعى، الامان بيجيب الراحه بس خدى بالك عشان الخوف من حاجه بيخلينا نكرهها، فى جمله حلوه اوى بتقول لا تُسمي الفتاه شريفه وةهى حَبيسة الدار، اعطها حريتها و ان امتنعت عن الحرام نالت الشرف ف الموضوع متوقف على ثقتك، هى اللى هتخليكى تكملى او لاء، هى حاليا اللى هتديكى احساس الامان لحد ما ادم يثبتلك عكس الخوف اللى جواكى، ف هاا، عنده رصيد جواكى كافى تخاطرى و تدوسى لحد ما يعمل هو ده؟
,
, هديه هزت راسها بتفهّم و بتلقائيه ابتسمت لأدم اللى ابتسم براحه على رد فعلها..
, الدكتور بص لأدم و ابتسم: حبيت ايه فيها؟
, ادم ابتسم لها هى و اتكلم من غير ما يبص لحاجه غيرها بشكل وتّرها: معرفش، مقدرش اقولك حبيت كذا او حبيتها عشان كذا، الحب مبيتفصصش، الحب مبيتجزأش، هو حاله على بعضها كده متتفهمش، انا عشقتها كده، معرفش هى عملت ايه خلتنى احبها و معرفش انا حبيت فيها ايه بالظبط، هى جات كده.
,
, الدكتور بصّ لهديه عليه كإنه بيدخّل كلامه جواها او بيخليه يقول اللى هى محتاجاه: انت قولت انك سبب انك هربت زمان من الحكايه و مشيت و مفكرتش تبص وراك هو خوفك، و خوفك ده بردوا اللى خلاك و لا مره فكرت ترجع حتى لو عشان تفهم، كنت خايف اوى تسمعهم، تسمع الحقيقه، لكن لما حسيت أنك حبيتها و انك لو مقربتش هتخسرها قربت، مهمكش تتأذى، قيمتها كانت اكبر.
,
, ادم: اه طبعا، الست بتحب تحس بقيمتها فلو معرفتش اقدّرها يبقى انا مليش لازمه، انا ممكن اكون ف الاول راهنت على انى هعرف اخبى حتى لو دخلت وسطهم من تانى، بس من اول لقا مع ابويا اتهزيت، ضعفت، انا يوم ما حسيت انى هخسرها اما عرفت انى متجوز و شافت رحاب لقيتنى بترجى ابويا يساعدنى، يوم ما شوفتها مع ابن خالتها بيلبسها خاتم خطوبتهم و قلبى وجعنى من غير ما احس لقيتنى ف حضن ابويا.
,
, الدكتور بص لهديه اللى ابتسمت و بصّله: بس مقولتلهاش من وقتها، كذبت.
,
, ادم: لا خبيت، عشانها، كنت عارف ان فى حقيقه مستخبيه و زى ما وجعتنى هتوجعها، كنت خايف عليها من الوجع، كان عندى استعداد اعيش عمرى كله ف توب مش توبى بس متتوجعش، بس كنت متابعها، متابع علاقتها بحمزه اوى بعد ما شافنى، بعيد اه بس مش هسمح لحد يأذيها، بعيد بس عينى هناك وسطهم، نظراتى لحمزه كانت طول الوقت بتقوله فى حاجه ف الحته دى تخصنى خلوا بالكوا و يمكن ده اللى شد الستار عنى قدام حمزه و خلاه دوّر ورايا و عرفنى.
,
, الدكتور اتكلم بلهجه بتنهى الحوار و هو بيبص لهديه: مفيش حد على وش الدنيا مداقش الاختيارات الغلط على فكره، و كلنا تعبنا منها، بس لازم تعرفى ان ساعات التعب مبيبقاش محورُه اختيار غلط بس عشان تخافى من اختيارك، ساعات الصح كمان بيبقى مُتعِب، الحياه مش طول الوقت حلوه و جميله و كلها حب، لا، فى أوقات بنحتاج مساحه، بنزعل، بنزهق، بننفجر ف اتجاه من ضغط جاى من اتجاه تانى خالص، بننسى نقول كلام يطمن، بننسى نفكر ف أحتياجات بعض، لحظات اما بنجى نقول كلمة بحبك بنحسها غريبه عشان متقالتش من وقت كبير، لكن الرصيد اللى بيتكوّن ف أوقات تانيه حلوه بيكفى و بيخلينا نرجع نركز، المشكله مش ف الوحش هيجى او لاء لإنه جاى جاى، المشكله لو الرصيد فضى بقى بال negative، تتحول أصغر تفصيله لعركه كبيره و إنهيار، لو خايفين من الجواز ف الذكريات هتساعدكم، يمكن ذكريات الاوقات الصعبه اكتر من الحلوه، عشان كده حوشوا ذكريات، حطوا ف الخزنه كلام حلو، استثمروا الحب ف ضحك و تهريج، خلوا رصيدكم مغامرات و لحظات مجنونه تسندكم وقت الضغط.
,
, هديه هزت راسها بإبتسامه مريحه و بصت لأدم و بتلقائيه ضمت إيده اوى..
,
, الدكتور ابتسم لرد فعلها و بص لآدم: **** قال و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ، سامع الكلمة؟ لتسكنوا إليها، سكن، سكن القلب والروح، و من المعروف عن السكن إنه مكان للراحه و الاسترخاء، ده المثل بيقولك الواحد مبيرتاحش غير في بيته، و هى بيتك، انت جزء من فشلك ف تجربتك السابقه كان سببه انك محاولتش كفايه و ده عشان طاقتك كانت خلصت ف محاولات كتير و قلبك اللى المفروض يجدد طاقتك دى كان اتملى بحب تانى، لكن المرادى قلبك حب بجد و اتحب، يعنى الست اللى هتبقى معاك غير اللى كانت، دى حبت و اتحبت و الست لما بتحب وتحس إنك بتحبها و عاوزها هى لشخصها مش لمجهودها هتعملك كل حاجه، طلبتها أو مطلبتهاش، حلمت بيها أو محلمتش، هتتفاجئ إنك إتجوزت عفريت طالع من المصباح يحققلك أحلامك بدون ما تطلب ولا تأمر، هتكونلك كل شئ، أم و بنت و زوجه و صاحبه، هيبقى على قلبها زى العسل، أما لو حست عكس ده فصدقني اللى إنت عاوزُه ميجيش ربع اللى ممكن تعملهولك لو حبتك! قدسية العلاقة بتقول ان الحب حياه و الجواز سكن و انتوا عندكم السكن و الحياه اللى هتتعاش فيه و ده كافى يعدى كتير اوى.
,
, حمزه ابتسم لحنين اللى بصتله بغيظ و دبّت رجلها ع الارض و هى رايحه جايه..
, حمزه كتم ضحكته: بحبك
, حنين زعقت بغيظ: ده وقته؟
, حمزه: مانا لو قولتلك اهدى مش هتهدى ف بحاول طريقتى.
,
, حنين اتحركت قدامه و حطت إيديها ف وسطها بغيظ: ماهو ابنك
, حمزه ضحكته اتبخرت بعتاب: هى بقا فيها ابنك و ابنى؟ لتانى مره بتغلطى
, حنين قعدت بضيق: مش قصدى، بس انا، انا
, حمزه وقف و هى مسكت إيده بسرعه و وقفت معاه: حمزه حقك عليا، مكنش قصدى.
,
, حمزه اتكلم بجديه: حنين، ادم اخد لحد ما استوى، اكتفى، شبع قسوه، من كل حد و كل حاجه حواليه، مفيش حاجه رحمته، يمكن الرحمه الوحيده اللى حاوطته كانت عابد و مراته، بعدهم مشافش حنيه، اتجوز واحده برغم حبها له بس مش حنينه، مشكلتها مكنتش حب، قاسيه، حماته و باقى اهلها محدش قرب منه، صحابه ملهوش كتير و محجّم علاقاته، هديه اكتر من انها الحب اللى استناه فهى الصدر الحنين، انا متآكد ان ادم حب حنيتها عليه و ونسها له و سندها.
,
, حنين دمعت بإبتسامه: انت فاكر انى مبحبهوش؟
, حمزه ابتسم بجديه: تحبيه او لاء ده شئ لا الومك عليه و لا اطلبه منك، بس متنشفيش عليه.
,
, حنين الدمعه المحبوسه ف عينيها نزلت: انا بحبه يا حمزه، بحبه اوى، اتعاملت كل السنين دى على انه ابنى، قبل ما اعرف و حتى بعد ما عرفت، لحد لحظة ما التحليل قال انه مش ابنى و انا كل اللى جوايا بيقولى انه حته منى، طب عارف، انا اما عيدتوا التحليل عشان الورق و لحد اخر لحظه كنت معتقده ان التحليل هيطلع غلط.
,
, حمزه ابتسم غصب عنه و هى مسحت دموعها بضهر إيدها: انا بس، توقعت انه هيرجع لحضنى، يرجع قريب منى، يضمنى، يقولى يا ماما زى ما عودنى، كلمة ماما وحشتنى منه اوى، اوى، لقيته بيعاملى زى اى حد، انا للحظات شوفت ف عينيه كره منكرش انه بيحاول يحاربه مش يخفيه بس، حتى اما حس انى مظلومه زيه بردوا حسيته بعيد
, هديه اخدت ادم و خرجت و مجرد ما طلعت للشارع رفعت وشها لفوق و اخدت نفس طويل اوى بعمق..
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
١٢

هديه اخدت ادم و خرجت و مجرد ما طلعت للشارع رفعت وشها لفوق و اخدت نفس طويل اوى بعمق..
, ادم بصّلها بطرف عينيه: ده لو سم مش هيلحق يحوّق
, هديه ابتسمت بحماس: حاسه ان كان فى حجر على صدرى طابق عليه و حرّكته، او ع الاقل حسيت انى هقدر اعمل ده.
,
, ادم ضحك براحه: هى هرمونات انا عارف
, هديه ابتسمت له: ممكن توعدنى وعد
, ادم: وعد ايه؟
, هديه ضمت ايده: تبقى سند و ضهر ليا و متخذلنيش و لا تتخلى عنى ابدا، يعنى متكسرنيش عشان ثقتى فيك متبنتش بسهوله و لا حتى بالحب، دى اخدت منى وقت و طاقه و مجهود و مواقف و حرام كل ده يقع معاها ف غلطه.
,
, ادم رفع حاجبه: تصدقى و تؤمنى ب**** يا شيخه
, هديه: لا اله الا ****
, ادم ضربها بخفه على قفاها: انتى اللى هتخزوقينى ف الاخر و هفكرك
, هديه مسكت خدوده بإنفعال مرح و دندنت بحماس: اللى قادره ع التحدى و ع الموااااجهه
, ادم بص حواليه ف الشارع بإحراج و هى لفّت بيه و هى ماسكاه من خدوده و بتنفعل مع الكلام: و اللى قادره ف خوفها تعلن احتجاجها.
,
, ادم عض بوقه بعيظ لها و بيغيب و يبص بإحراج ع الناس حواليه اللى بتعدى عليهم..
, هديه سابت خدوده و رفعت إيديه لفوق بحماس: يبقى هى دى الاحق، انها تقول الف لاء، لو
, ادم خبطها بغيظ على قفاها حدفها لقدام و مشى وراها: طب و حياه امك بعد الجواز لا اخليكى لا قادره على تحدى و لا قادره على مواجهه و لا حتى قادره تقومى من مكانك، اصبرى بس.
,
, هديه سندت كوعها على كتفه و هو ساند على العربيه وراه: هى اجمل ايام حياتنا مش هتجى بقا ياسطى؟
, ادم شد دراعها بغيظ كانت هتقع: تقريبا مسكوها ف كمين و هى جايه بفقرك ده
, هديه ضحكت برقه و هو غمزلها: ما تجى عندنا فطوم بتعمل كنافه بالمانجه و محتاجه كريم شانتيه
, هديه ضحكت اكتر: يابنى
, ادم عض شفايفه: نعم
, هديه زقته بمرح على حركته: اتهد بقا.
,
, ادم عاد حركته تانى و عض شفايفه: المشاوير هى اللى بتهد الواحد و انا مش هتهد غير بمشوار واحد بس
, هديه رفعت حاجبها: مشوار ايه
, ادم عض بوقه و هو بيغازلها بعينيه: المأذون.
,
, ادم وصّلها للبيت و مشى و منتظر قرارها لحد ما بعتتله مسدج يجى البيت يتفقوا، ادم ابتسم بحماس و نزلهم..
, حمزه ابتسم: منور و**** يا ادم
, ادم رسم ملامجه بشكل بارد: ده نورك، أمال هديه فين مش شايفها؟
, حمزه كتم ضحكته: راحت تشتريلك شبكه و صناره
, ادم رفع حاجبه: نعم؟ تشتريلى انا صناره؟
, حمزه دارى ضحكته ببراءه: طبعا، بتجيبلك هدية الجواز بقا، مش انت باربونيا؟
, ادم كتم غيظه: اهلا هو انت عرفت الحكايه دى؟
,
, حمزه كتم المرح اللى ف كلامه بإبتسامه يستفزه: و يا ريتنى ما عرفت يا ابنى، كان يوم اسود يوم ما عرفت، بيقولوا الصعيدى دايما ريس، مسمعتهاش عن صعيدى قلب سمكه.
,
, ادم عض شفايفه بغيظ: متكبرش الموضوع بس
, حمزه: متصغروش انت يا ادم، افتح موبايلك كده يا ادم يا حبيبي
, ادم رفع حاجبه و حمزه شاورله بعينيه على موبايله و ضم بوقه بإستفزاز: افتح افتح متتكسفش
, ادم مسك موبايله فتحه بغيظ: اهو
, حمزه كعمش وشه: قولي انت مسي كام رقم ف الكونتاكتس؟
, ادم: نص البلد.
,
, حمزه كتم ضحكته بإستفزاز: يا خيبتك، لو قولنا إن نص العدد ده بس بيستخدم برنامج التروكولر يبقى ربع البلد بقوا عارفين انك باربونيا، يا باربونيا
, ادم برّق قدامه و بصّله و برّق: قصدك تقووول٣ نقطة
, حمزه كعمش وشه يدارى ضحكته: بالظبط، مسياك باربونيا
, ادم عض بوقه بغيظ: آه يا بنت الصرمه، لامؤاخذه يعنى.
,
, حمزه قلب بوقه برخامه عليه: لا لا خالص، انا زعلان علشانك اصلا، بقا البت واخداك راجل ملو هدومه بعد كام شهر تخليك من الاسماك؟
, ادم كعمش وشه يدارى غيظه..
, حمزه هز راسه بإستفزاز: عاجبك حالك كدا يا ادم؟ عاجباك خياشيمك دى؟
, ادم رد بغيظ: ما تخليك ف حالك
, حمزه شاور بغلاسه: تخيل تقبض على متهم يعرفك؟ هيبصلك ازاى و انت باربونيا؟
, ادم زم بوقه بغيظ: أول ما الجزمه ترجع من برا لازم اخليها تغير الإسم ده.
,
, حمزه كعمش ملامحه بضحكه: حاجات كتير لازم تتغير يا حبيبى، حاجات كتير
, ادم بصّله بغيظ: هو حضرتك ماسك عليا يديوهات و لا حاجه؟
, حمزه ضحك بإستفزاز: و **** شكلها هى اللى ماسكه عليك فيديوهات
, ادم برّق بضحك اما افتكر كاميرتها: تقريبا كده
, حمزه كتم ضحكته بالعافيه قدام ضحكة ادم: لالا ان شاء **** لاء
, حمزه رفع حاجبه اما فهم ان ادم افتكر الكاميرا اللى هو شافها مع هديه و شاف فيديوهاتهم مع بعض..
,
, ادم بصّله بغيظ: تقدر تسأل بنت حضرتك
, حمزه رفع حاجبه: أنا بسألك انت يا خيبه، ولاا انت اتعرفت على بنتى ف موقع اباحى؟
, ادم عض بوقه: منى لله
, حمزه كتم ضحكته: كانت بتضربك بالحزام الجلد على ضهرك يا حبيبى؟
, ادم ضم ملامحه اوى: منك لله
, حمزه كعمش وشه بإستفزاز: أمال ازاى بقيت باربونيا؟
, ادم ببلاهه: منها لله
, حمزه كتم ضحكته: احكيلى طب قصة تحولك من إنسان محترم لسمكه؟
, ادم وقف بغيظ: احكيلك قصة ايه هو انا متعافى من البودره؟
,
, حمزه شدّه بإستفزاز قعّده: قولي يا حبيبى انت كنت تعرف على مراتك نسوان؟
, ادم رفع حاجبه: ده انا عشان اتجوز اتعملى عمل، و عشان اتجوز تانى اتفك العمل، بذمتك ده منظر حياه يتجابلها شريك؟
, حمزه رفع نفس حاجبه: طب دلوقت فى ف حياتك بنات غير هديه؟
, ادم نزّل حاجبه و رفع حاجبه التانى: مكنش ده بقا حالى، هعمل عملية ربط بعدها.
,
, حمزه كعمش وشه برخامه: ليه يا حبيبي واخداك أسير حرب؟ ادم يا حبيبى صارحنى البت دى بتطفى سجاير ف فخادك؟
, ادم برّق ببلاهه: احييه
, حمزه كتم ضحكته: مش مصدقك، ورينى فخادك
, ادم زقّه بغيظ: و لما حنون تدخل علينا دلوقت و انت بتشوف فخادى هتقول علينا إيه؟
, حمزه حط رجل على رجل بمرح: انا لما وافقت انك تتجوز بنتى كنت بديها لراجل مش سمكه، يا باربونيا
, ادم دب رجله ع الارض بتذمّر: هو حد قالك حاجة عليا و لا حاجه؟
,
, حمزه كتم مرحه بإنفعال: هيقولوا ايه اكتر من اللى انا شايفُه؟ اشكمها يا باربونيا
, ادم كز على سنانه بغيظ و حمزه قلب بوقه بإستفزاز: قصدى يا سبع الليل، و لا اقول يا سبع البحر؟
, ادم: قول يا ابن الكلب
, حمزه ضحك غصب عنه: طب يا ابن الكلب انا عايزك تشكمها، تنشف كده الراجل اما بيضعف الست بتركب
, ادم رفع حاجبه: بتركب ايه لا مؤاخذه؟
, حمزه بصّله بطرف عينيه: اقولك و لا تزعلش؟
,
, ادم شاورله ببلاهه: لالا اوك، حاضر، اول ما تيجى هشكمها.
,
, حمزه: بلاش يبقى عندك ضعف من ناحيتها
, ادم كعمش ملامحه بتريقه: و بالنسبه للى عندك ده لحنين ايه؟ تسلخات؟
, حمزه: ملكش دعوه ‏أنا معايا ماجستير ف حل مشاكل الناس و معايا محو الأميه ف مشاكلى، مش عايزك زيى، اكسرلها ضلع يطلعلها 24
, ادم: لا انا راجل شيك
, حمزه كعمش وشه بإستفزاز: شيك مقبول الدفع و لا بدون رصيد؟
, ادم شاورله بغيظ: شايف خفة دمك اللى جيبالى الكفيه؟
, حمزه: شكلك هتتحبس.
,
, ادم انفعل: هبيتهالك ف قسم العظام حاضر
, حمزه انفعل بمرح: طلع ميتين أمها
, ادم ضحك غصب عنه: هو انت لاقيها قدام دريم بارك؟ انت ليه عايزنى قليل الادب؟
, حمزه شاور بمرح جد: عشان تبقى راجل يا حبيبى، استرجل، بلاش تدى تدى تدى و الاخر تكتشف انك صبيت كل اللى عندك ف شخص مخروم
, ادم رفع حاجبه: مخروم ازاى لا مؤاخذه؟
, حمزه انفعل بمرح: طلع تليفونك وكلم نسوان بقا اثبتلى انك راجل.
,
, ادم ضحك ببلاهه غصب عنه: حاضر هخونها بالليل ف الطراوه
, حمزه شاورله بجديه يغلس عليه: هتخونها دلوقت و هنا، على نفس الأنتريه اللى اتربت و لعبت عليه و هى صغيره
, ادم رفع حاجبه: نعمم؟
, حمزه كتم ضحكته و قام بإنفعال ميل عليه بمرح: طلع تليفونك و كلم نسوان يا هشك ف قاموسك الذكورى و اكشف عليك و احنا صعايده محيلتناش حاجه اصلا
, ادم اتحدف على ضهره ع الكنبه لورا و ضحك بيأس: حاضر، اكلم بطوط؟
, حمزه: دى مين؟
,
, ادم ضحك ببلاهه: امى
, حمزه رفع حاجبه: و هتكلم امك ليه يا حيوان؟ انت ف السعوديه؟
, ادم ضحك ببلاهه: ما انا معرفش نسوان غيرها
, حمزه شاورله ببوقه: يا خيبه، مش مرتاحلك، بص انا هعملك دخله بلدى الاول اتطمن
, ادم برّق: هتخلينى ادخل عليها قدامك؟
, حمزه ضم عينيه على بعض بمرح: لا هخليك تدخل على نفسك.
,
, هديه عدت عليهم و هى بتجهز السفره و حنين وراها و اتلموا كلهم لأول مره على سفره واحده ف جو هادى كإن السنين ممرتش بوجعها عليهم..
, ادم غمزلها: اكلك لا يعلى عليه يا هدهد
, هديه ضحكت لغيظ حنين: بس ده عمايل امى
, ادم ضحك ضحكه صامته ببلاهه: معقوله، انا بردوا قولت ناقصُه حاجه، اصل انتى تكملى متنقصيش
, حمزه ضحك بصوت عالى قدام نظرات حنين اللى كعمشت وشها بغيظ و شاورلها بمرح: 1/0 لجوز بنتك.
,
, ادم غمزله و حمزه غمزله بمرح: لا صايع، ده انا اللى متجوز من ربع قرن معرفش اقول بوقين زى دول
, ادم بصلها و غمزلها: مش هتأكلنى بإيديها؟
, هديه ضحكت بمرح: لا انا يدوب هطبخ عشان انت روح هتحاسب عليها بس
, ادم ضحك بغيظ لحمزه: قريت، بركاتك
, حنين رفعت حاجبها: و اتعلمتى الطبخ فين بقا ده انتى مبتقليش بيضه؟
, هديه ابتسمت: ، مكنتش بفارق ادم ابدا، ادم غاوى طبخ و انا غاوياه هو
, حنين كعمشت وشها و حمزه كتم ضحكته..
,
, هديه ابتسمت لذكرياتهم سوا ف العشوائيات: لعلمك ادم مش فوضوى، شخص منظم جدا، ف اكله و لبسه و حاجته، عمرك ما تلاقى حاجه له مرميه ع الارض، و لا يقلع مثلا و يرمى او يبهدل دولابه
, حنين ضحكتله بإستفزاز و بصتله بطرف عينيها و هى بتكلم هديه: ده كان زمان، عشان كان شايل نفسه
, هديه رفعت حاجبها لأدم: احيييه.
,
, حنين كتمت ضحكتها: انما دلوقت لو رجع من برا و علق هدومه يبقى معاه فلوس، و لو رماها ع الارض يبقى مفلس
, هديه ضحكت لادم: و لو بقا مؤدب و حطها ف الغساله
, حنين كتمت ضحكتها اكتر و هى شايفه ادم بطرف عينيها بيغرس الشوكه ف الطبق مره ورا مره بكوميديا: لا كده قليل الادب و كان مع واحده تانيه
, حمزه ضحك بصوت عالى: كده 1/1
, ادم باس إيد هديه و غمزلها: ده على رأى الست لما قالت
, سنين بحالها ما فات جمالها على حب قَبله.
,
, حنين بصت لهديه تغيظه: بيثبّتك الخبره
, ادم رفع إيد هديه جنبه باسها: لاهى مش محتاجه اثبتها، هى عارفه انى مقدرش اعيش من غيرها
, هديه ابتسمت و حنين ابتسمتله ابتسامه قصدتها صفرا و بصتلها: اما حد يقولك معرفش اعيش من غيرك اتأكدى انه اول ما يعرف يعيش من غيرك هيسبك، مفيش احسن من اللى يعرف يعيش بيكى او من غيرك ده الحب الغير مشروط.
,
, ادم بصلها بغيظ: اطلعى انتى منها
, حنين ضحكتله برخامه و بصت لهديه: بعدين زى ما بيقولوا الراجل زى الشاى و الست زى البسكوته، اوعى تدوبى اوى ف الشاى ف تختفى جواه و يدور على بسكوته تانيه، خليكى زى الفينو لو وقعتى فيه متطلعيش الا و انتى شافطه مصارين بطنه.
,
, ادم ضحك لحمزه بغيظ و بصلها: ماتدوب، مزعله نفسك ليه؟ ده حتى انا لا اعوض و لا اتكرر و لا اقارن و لا استبدل
, حنين ضحكتله بإستفزاز: ياخوفى لاتكون و لا تتعاشر كمان
, حمزه ضحك بصوت عالى و شاورله على حنين: 1/2 لحنوون يا معلم
, ادم بص لحمزه بغيظ: فهم مراتك ان انا واحد معايا القانون و خارج عنه يعنى خطر ع الامن العام.
,
, حنين ضحكتله برخامه عليه و حمزه غمزلها..
, ادم رفعله حاجبه: يا ملزق
, حمزه غمزله: يابنى افهم، الست زى القهوه لو سيبتها تغلى ابقى قابلنى لو شوفت وشها
, ادم ضحكلها يغلس عليها: طب ما تعمل قهوه تانيه ما البن كتير اهو و خير **** كتير
, حمزه حاول يكتم ضحكته مره بعد مره لحد ما انفجر ف الضحك: لا معلش، مينفعش نقول الجون ف العارضه، هارد لاك ياحنون، 2/2
, حنين بصتله بغيظ و جات تقف حمزه شدها عليه قعدت تانى..
,
, هديه دخلت شغلها بتوتر، بتهرب من نظرات الناس المألوفه بالنسبالها لكن لاول مره تشوفها غريبه..
, دخلت مكتبها بتهرّب و قعدت..
, هنا قامت من على مكتبها قربت منها و هى اتخضت كإنها بتتفاجئ..
, هنا كانت فاهمه توترها ف قعدت ع ترابيزة المكتب بمرح: اللى خد مخك و **** ما هيعمل بيه حاجه غير سندوتشات
, هديه هربت بنظراتها بعيد و هنا بصتلها بجنب عينيها: بت حددتى معاد الفرح و لا لسه؟
, هديه فتحت ورق قدامها: لسه.
,
, هنا شدت الورق منها حدفته: لسه ايه يا جاحده الواد هيترهبن على ايدك و لا ايه؟
, هديه: حمزه قالى عايز يقعد شويه معاه لوحدهم يفتح معاه اى سكه بينهم
, هنا شاورتلها بتحذير: بت اوعى تكونى ناويه تاكلى عليا حتتين الجاتوه بتوع الفرح؟ قولى قولى متتكسفيش
, هديه ضحكت غصب عنها ضحكه خفيفه عشان فهمت انها بتحاول تكسر الحاجز النفسى عندها لإنها اكيد عرفت من ورقها اللى اتغير بإسم تانى..
,
, هنا كعمشت وشها بتذمّر: مش كفايه المز التانى صاحبه، عرفت انه رسم ع البت بتاع القضيه، زى القرع تمدوا لبرا.
,
, هديه رجعت بكرسيه لورا و ابتسمت: اه، كان بيرسم عليها و ادم قالى
, هنا ميلت عليها بمرح مسكت ياقة بلوزتها بإنفعال: طالما الحكايه قلبت معاكى رواياتى اوى كده ما جوزتهوليش ليييه؟ لييه ما كل ابطال الروايات بيجوزوا صحابهم لصحابات مرتاتاهم، اشمعنى انا يا فقر؟
, هديه ضربتها بخفه و هى قايمه: لا ده مش عندينا، ده التاكسى اللى معدى جنبينا.
,
, ادم قفل تليفونه بإستغراب و اخد عربيته و مشى..
, ركن و بص قدامه على عيادة الدكتور و مسك تليفونه بحيره كلم هديه و قفل و استناها لحد ما جاتله..
, هديه بصت حواليها بإستغراب: انت ليه مقولتليش انه كلمك؟
, ادم: معرفش، انا استغربت مش اكتر، كنت هجى لوحدى بس مقدرتش، هو ده عادى؟
, هديه: عادى، ده دكتور نفسى، ممكن بيعمل كده، بس كنت هتجى لوحدك ليه و مقدرتش ليه؟
,
, ادم سكت بتفكير: معرفش، كلامه كان كتير اوى المره اللى فاتت و معرفش مفعوله عليكى كان ايه؟
, هديه سندت ع العربيه وراها و ابتسمت و ربعت إيديها: طب مانا قولتلك تعالى لحمزه
, ادم رفع حاجبه: بتسلمينى تسليم اهالى له يا كلبه؟
, هديه ابتسمت: قالى عايز يرخم عليك شويه
, ادم ضيّق عينيه بتفكير و عينيه راحت بتلقائيه على عيادة الدكتور..
,
, هديه: اقفل صفحته يا ادم، اقفل الماضى بكل مافيه، مش هناخد حاجه من الشيل و الحط فيه غير المرازيه اللى هتاخد من طاقتنا كتير، احنا اولى بالطاقه دى، ولادنا اولى، حياتنا
, ادم بص تانى على عيادة الدكتور بجديه و تفكيره ابتدى يوضح..
, هديه مدت إيدها مسكت إيده و اتحركت لجوه: يلا.
,
, ادم بصّلها قوى بتوتر و محسش باللحظات اللى اتحركوا فيها و مجرد ما انتبه انهم دخلوا و بيشيل عينيه من عليها كانت فتحت باب المكتب عند الدكتور و عينيه وقعت على حمزه و اتقابلوا ف نظره طويله..
,
, ادم وقف مكانه بتجمّد و هديه فردت اصابعها بين اصابعها و ضمت كف ايده بهمس: ادم، عشان خاطرى، انت اللى قولتلى اللى بيحب بيسامح و انا متأكده انك بتحبه، انا مبقولكش اعمل زيى و سامح، بس ع الاقل حاول و كله هيجى واحده واحده
, ادم رد بخواء: متساومنيش
, هديه اتحركت قدامه: انا مش بساومك، انا بحبك
, ادم دوّر وشه بعيد: لا بتساومينى، هتسامحينى يبقى اسامحه.
,
, هديه وقفت لحظات تراقب انقباض ملامحه لحد ما اخدت نَفس بطئ و مسكت إيده تتحرك لبرا: لاء، و عشان اثبتلك يلا
, ادم بصّلها قوى و هى ابتسمت ببساطه: يلا، يلا نمشى طالما معندكش قبول لخطوه زى دى حاليا
, ادم بيحرّك عينيه اتقابل مع حمزه ف نظره سريعه هرب منها بسرعه..
,
, هديه كانت فاهمه و اتأكدت من نظرته انه محتاج زقه، ايد تساعده يخطى: اذا مش حابب يلا، انا بس كنت عايزه اساعدك، ابقى جنبك، مش اساومك، و اه على فكره انا موافقه بيك يا ادم و دى اول خطوه حبيت تكون ف مشوارنا، انى ابقى جنبك و اقويك، و على فكره كنت هوافق لو كنت فضلت ادم بتاع العشوائيات الشمال اللى كان اخر وعد بينا هناك انه دى اخر عمليه و هيتغير و يعمل يوتيرن لطريقه، و كنت هوافق على ادم المتجوز لو مكنش فى سكه بديله غير خسارته، و حاليا مع ادم الجديد الاحلى من الماضى هردم معاه ع اللى فات كله و ادوس و اعدى بيه للى جاى.
,
, ادم ابتسم بتوتر و هى ضمت إيديه اكتر و اتحركت لبرا: يلا
, ادم اتحرك معاها خطوتين و اتجمد على صوت تمتم بضعف: ادم
, ادم وقف و قلبه اتنفض من الشهقه اللى نهت اسمه، بتلقائيه غمض عينيه..
, حمزه وقف و اتحرك بضعف حط إيده على كتفه من وراه: لو انا زمان كنت وحش و انت مردتش تسمحلى ابقى جزء من حياتك ف انا دلوقت اتغيرت، مش هتسمحلى بردوا؟
, ادم فتح عينيه اللى دمعت قدامه ف الولا حاجه..
,
, حمزه لف قدامه: انا اتغيرت يا ادم، خلينى كنت مذنب ف اللى فات، مش هتاخد ايدى ف اللى جاى؟ ده **** امر بالنصح للغريب، بالتقويم، ف لو حتى لسه وحش اعتبرنى غريب.
,
, ادم رفع وشه و اخد نفس عنيف و بينزّل وشه شاف حمزه بيمدله إيده بضعف..
, ادم بص لإيده الممدوده و عقله بيلف ف دايره كإنها مقفوله بتعيد و تزيد ف مشاهد مدفونه فيه من سنين..
, حمزه فضل ماددله ايده و ادم قصاده بيبص لإيده و الصمت بينهم بقا اوجع من سنيم فراقهم بكتير٣ نقطة!
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
١٣


حمزه فضل ماددله ايده و ادم قصاده بيبص لإيده و الصمت بينهم بقا اوجع من سنيم فراقهم بكتير..
, الدكتور كان واقف متابع الموقف بصمت لحد ما الاتنين سكتوا و الصمت طال بينهم ف اتدخل..
, الدكتور: طيب احنا ممكن ندخل نكمل كلامنا جوه
, ادم دوّر وشه بعيد و حمزه عينيه اتعلقت بيه برجاء و بينقل عينيه بينه و بين باب المكتب لحد ما ادم اتحرك لجوه المكتب بغضب مكتوم مش عارفُه من الكل و لا من تلقائيته!
,
, الدكتور قعد و بص للكل بهدوء: دلوقت نقدر نتكلم، نقول كل الحاجات المؤجله
, ادم بصّله بعصبيه: انت ليه مستآذنتنيش ف خطوه زى دى؟
,
, الدكتور ابتسم ببساطه: اولا عشان مش هبقى بعالجك، هبقى بخيّرك و ده مش صح
, ادم اتنرفز: اه بس
, الدكتور كمل: ثانيا عشان انا كمان اتفاجئت زيك
, ادم بص لحمزه بشك: عايز تقولى انه هو اللى جالك؟
, الدكتور هز راسه بتأكيد: طلب يقابلنى و صمم و ف الحقيقه ف البدايه مكنتش اعرفه، لكن مجرد ما قال اسمك و هو بيترجانى نقعد نتكلم عرفت انه طرف الخيط التانى اللى بيوصّل لبقية الحكايه، قعدنا و اتكلمنا
, ادم اتعصب: و بعدين؟
,
, الدكتور رد بهدوء: بعدين دى عندك انت
, ادم وقف بنرفزه من هدوئه: انت جايبنى تحرق دمى ع الصبح و انا حيوان اصلا انى جيتلك
, الدكتور سابه يتحرك بهدوء بطريقه عصّبت ادم بزياده..
, الدكتور ندهله قبل ما يخطى اخر خطوه للباب: ادم
, ادم حاجه جواه هدّت اعصابه تلقائياً خلته وقف زى ما يكون كان مستنى حد يوقّفه..
, الدكتور ابتسم من انفعالاته اللى بتتغير بلغبطه: على فكره دى كانت اول خطوه للعلاج.
,
, ادم كتم عصبيته يدارى اللى جواه: اللى هى انى امشى؟
,
, الدكتور: لاء، الاستجابه
, ادم اتنرفز بعناد: مين قالك ان انا وافقت انى
, الدكتور سكت شويه بهدوء: لغة جسدك.
,
, ادم كز على سنانه بعصبيه و الدكتور رفع طرف عينيه: كونك دخلت تتواجه مع حمزه بشكل سوى ده معناه انك من جواك بقيت اهدى او ع الاقل الامور المعقده جواك ابتدت تسلك و توضح، و كونك استنيت و ملامحك ارتخت مجرد ما ناديتك و حركات ايدك ابتدت تتزن و نظرات عينيك رسيت ده اكدلى انك فعلا خطيت اول خطوه للعلاج و هى الاستجابه
, ادم اتعصب لمجرد انه حس انه شفاف: لعلمك بقا.
,
, الدكتور كتم عِناد ادم جواه بكلامه له: و التفسير التانى اللى قصد ده هو انك لسه عندك اسئله محتاجه اجابات، علامات استفهام كتير و عارف ان بما ان حمزه الوحيد اللى ف ايده خيوط الحكايه يبقى هو اللى هيجاوبك يبقى لسه محتاج وجوده و لو مؤقت.
,
, ادم اتكلم بحزن و هو بيبص بعيد عن عيونهم المتعلقه بيه: احنا قولنا كل حاجه، كل اللى ممكن يتقال مجرد اعاده و مش هيأثر، لا انا هحبه و لا هو هيعرف يعمل حاجه يصلح بيها الماضى، يبقى اللى احنا فيه ده اسمه قلة قيمه و اللى بيحصل ده مجرد تضييع وقت.
,
, الدكتور استغل تلقائيته اللى بتسرسب الكلام من جواه رغم انه شايف كل محاولاته للهروب: طب خلينا نركن حتة بتحبه او هتحبه او لاء دى على جنب دلوقت، انت قولت مش هيعرف يعمل حاجه يصلح بيها الماضى صح؟عرفت منين انه مش هيعرف؟ انت مدتهوش فرصه تتكلموا حتى!
,
, ادم زعق بغضب و هو بيدخل ناحيتهم: هيصلح ايه؟ احنا كراسى؟ اتكسرت و هيصلحها؟ ده احنا لو كده بردوا مش هينفع! هيجيب امى منين يصلحها؟ هيجيب سنين عمرى اللى فاتت منين يصلحها؟ هيجيب ابو هديه منين؟ هيجيب الماضى منين هاا؟
,
, الدكتور كان بيرد بمنتهى الهدوء كإنه بيمتص غضبه: طيب مبدائيا كده فى حل حمزه اللى حطّه و الحقيقه انا اللى قولتله نآجله حاليا لاخر السكه لو معرفناش نتقابل ف نقطه، لو معرفتش تحب، تسامح، تتعايش مع الحقيقه!
,
, ادم رد بصوت مهزوز مع نظراته المترقبه من غير ما يحس: حل ايه!
, حمزه هيرد بإندفاع الدكتور اتكلم لأدم و نظراته محذره لحمزه يتكلم: هبقى اقولك ف الاخر، اما انا بس اللى اتأكد ان مفيش امل، ع الاقل عشان محدش فيكم يندم، يحس انه اتسرع او كان مشوش وقت القرار ده و يندم و ساعتها انتوا ادرى ان الندم اللى بيجى بعد ما كل حاجه تخلص مبينفعش
, ادم قدام نظرات حمزه اللى بهتت شويه بشويه لحد ما غمض بألم قعد بحذر..
,
, الدكتور: خلينا نقول نحاول نتقابل، انتوا محاولتوش عشان نعرف هتفشلوا او لاء، انتوا واقفين مكانكم و مش من انهارده و لا من وقت ما رجعتوا، لا ده من اول الحدوته، من يوم ما ادم بِعد و حمزه كتم الحقيقه جواه!
, ادم بصّله بتهكم: و هتعمل ده ازاى بقا ان شاء ****؟ هو انا مقولتلكش ان الزار عندى عطلان؟
,
, الدكتور اتخطى سخريته و كمل بهدوءه: لازم تتحركوا من مكانكم، لازم يبقى فى محاوله حتى لو هتفشل، ادم انت عندك القبول لده؟
, ادم رد بحده: لاء
, الدكتور: و انا مهمتى اخلق القبول ده جواك
, ادم اخد نَفس عنيف و مش عارف يستسلم من برا زى ماهو مستسلم من جواه و لا يكمل مقاوحه..
, الدكتور: مبدئيا كده هنتناقش بطريقه مختلقه شويه عن المعتاد، يعنى تقدر تقول هعالجك بشكل مختلف
, ادم رفع حاجبه: بردوا؟ انت تانى؟
,
, الدكتور ابتسم غصب عنه: لا مش زى المره اللى فاتت، مشكلتك مع حمزه غير مشكلتك مع هديه، مختلفه تماما، مشكلتك مع هديه خوف مش عارف تتعايش منه لكن مع حمزه صدمه مش عارف تتعايش معاها
, ادم خبط بكف إيده على ضهر إيده التانيه بسخريه: و هتعملها ازاى بقا؟
,
, الدكتور: انت عايزك تخرج برا ادم شويه، تتقمص حمزه بشخصيته بماضيه باللى عمله و اللى عاشه و اللى هيعيشه، و حمزه كمان، عايزُه يبقى ادم، كلامه، انفعالاته، غضبه، مبرراته، افعاله، ثورته، و حتى غلطاته اللى عملها و اللى اتعملت فيه!
, ادم: نعم!
,
, الدكتور: بالكلام، هتعملوا ده بالكلام، نبتدى بيك، عايزك تكلمنى ربع ساعه متواصله على انك حمزه، حاليا انسى تماما انك ادم، حاليا انت حمزه، تتكلم و يكون حمزه اللى بيكلمنى مش ادم و قول اى حاجه مش هقيدك بحاجه معينه! من الماضى، من الحاضر، مستقبلاً، زعق حتى!
,
, ادم وقف بعصبيه و اتحرك لبرا بخطوات مبعتره و سريعه كإن حد بيلاحقه، هديه اتحركت وراه بسرعه و وقفت بيه ف نص الطرقه، وقفت قدامه اجبرته يقف و مسكت إيديه الاتنين..
, ادم همس بخفوت بعيون دمعت: ممكن تسيبينى؟
, هديه صوتها اتهز بعتاب: اول مره تطلب منى اسيبك؟
, ادم اتخض من الكلمه و هى رخت مسكتها لإيده: عايزنى امشى يا ادم؟
, ادم مسك إيدها بسرعه لحقها قبل ما تفلت منه: لاء.
,
, هديه ابتسمت لرد فعله و هو ابتسم غصب عنه: انا محتاجلك اوى، اوى
, هديه شددت على ضمة إيده: و انا محتاجالك اوى، انا ضعيفه و بضعفك ده هضعف يا ادم، انا محتاجه لقوتك.
,
, ادم بتلقائيه بص وراه ع الدكتور و اتفاجئ انه مقامش وراه و لا حتى حمزه، اتفاجئ اكتر انهم متابعين الحوار..
, هديه سحبته لجوه و دخلت بيه و قفلت الباب و قعدوا بهدوء نِسبى..
, ادم بص للدكتور بغيظ: انت مالك عامل زى المدرس اللى قاعد ف الحصه بالعافيه كده؟
, الدكتور ابتسم ابتسامه اتحولت لضحكه خفيفه: مش يمكن التلميذ بتاعى هو اللى عنيد؟ مش سهل يتروّض او يتغصب و اسلم حل له يجى بإقناعه.
,
, ادم وقف بغيظ: قصدك يجى زى الجزمه
, الدكتور ابتسم بهدوء قدام انفعاله: ماهو اجبار حمزه كان غلط و لو كان قعد عشرين سنه كمان اد اللى فاتوا مكنش هيعمل و لا حاجه، لإنك ببساطه محتاج تقتنع اولا، تتزق ثانيا، و هو مش بيزقك، هو بيشدك و غصب عنك و ده غلط، الزق لازم يجى من حاجه بتحبها لو مش هيجى منك.
,
, ادم قعد بغيظ: يا اخى لسانك كيبورد لكتاب فلسفه قديم مرمى ع الرف شايل تراب لحد ما اتعمى، هاا عايزنى حمزه بالدم و لا بخفة الدم؟
, الدكتور ابتسم: انت رديت بحمزه من غير ما تحس، لعلمك اللى انت عملته من شويه ده جزء من ردك على سؤالى.
,
, ادم ضيّق عينيه و الدكتور هز راسه: اما ضغطت عليك و حمزه ضغط و هديه ضغطت ايا كان نوع الضغط انت قدام الضغط هربت بطاقتك اللى شايفها بتخلص ف حوار ملهوش لازمه بالنسبالك، وقفت ف سكتك بس عشان هديه، هى اللى وقفتك، مبصتش وراك و لا حتى لابوك، مسكت ايدها مجرد ما قالتلك محتاجالك، رجعت معاها ف سكه مش عايزها و تقيله عليك اما شوفت ف عينيها نظرة حب، مشيت و انت خسران ابوك او واخد قرارك بده و رجعت بيها هى.
,
, ادم بصّله شويه و بتلقائيه رجّع ضهره على كرسيه لورا..
, الدكتور ابتسم مجرد ما لمس نقطه ف تفكيره: و ده اللى عمله حمزه بالظبط ف حكايته.
,
, ادم هيرد بعصبيه الدكتور كمل يمنعه يتكلم: مع اختلاف الاسباب و النتايج و مدى قوة او ضعف الموقف، حمزه كان ماشى ف سكه غصب عنه، زوجه مبيحبهاش و لا بيكرهها، شغل لا عايزُه و لا رافضُه، ام لا عارف يرضيها و لا يرضى نفسه، انا متأكد انه لو مكنش ظهر ف حياته حنين او مكنتش خانته امينه و غدرت بيه كان بردوا هيغير سكته بشكل اخر، بس فجأه انضرب كشاف ف وشه و ظهرت حنين، حبها بدون اراده، بدون حول منها او قوه، يمكن حب ضعفها قدامه، يمكن حب انه بيها خرج من دايرة حياته بكل تفاصيلها و عدم رضاه عنها، يمكن حب انها الحاجه الوحيده اللى ف حياته برضاه و بإختياره، يمكن حب الاحتياج المتبادل اللى اتخلق بينهم قبل الحب، او يمكن حب المسافه اللى كانت بينهم و اللى خلت حبهم صعب انه لازم يكسر المسافه دى، و اللى فوق ده كله انه ملقاش مع امينه كل ده، حب بدون اراده.
,
, ادم زعق: و انا مبلمهوش انه حب، انا نفسى حبيت على مراتى و بدون ارادتى بردوا، بس مقتلتهاش.
,
, الدكتور هيقاطعه ادم سبقه يمنعه يوقّفه: و حتى لو مقتلهاش ف كفايه انه سابها للموت، سابها لامه و الحراسه اللى هو عارف و واثق و متأكد انهم هيخلصوا عليها، مش هيطبطبوا عليها يعنى زى مانا متأكد انها حتى لو رفعت سلاحها عليه ف كانت بتسبقه بخطوه مش اكتر، كانوا ف حرب هو اللى ابتداها ان مكنش بالغدر ف يبقى بالسلبيه، ان حبيت على مراتى اه بس مخونتش عشرتى لها و عهد **** اللى مابينا.
,
, الدكتور: تمام، عايزك تكمل من مكان ما وقفت على انك حمزه، كلمنى ربع ساعه بدون قيد بحاجه او فاصل على انك حمزه.
,
, ادم اخد نَفس عالى بتوتر و سكت كتير جدا..
, الدكتور شاور بعينيه لحمزه يبتدى هو يديله فرصه يقتنع..
,
, اتكلم حمزه و حركات إيديه عصبيه و مهزوزه: انا، انا كنت عيل صغير، مكنتش فاهم حاجه، كنت حاسس بحاجه غريبه و مش مظبوطه لكن مش عارف اوصلها بعقلى، بشوف نظرات ستى لنا كلها كُره، يمكن حمزه الوحيد فينا اللى كانت بتحبه، او بتحبها بطريقتها هى، كانت بتكره حنين، انا، هديه، لحد يوم الحادثه، شوفت امينه، كانت اول مره اشوفها، عينيها كانت جواها غدر و غل مقدرتش اشوفهم من الاحساس الغريب اللى حرّكنى ناحيتها و اللى بردوا متأكد انها هى كمان حسيته ناحيتى، ماهى كانت الوحيده اللى عارفه الحقيقه و انى ابنها هى، هى بس اتلغبطت من شكلى، اصلى كنت جسمى مفرود عن هديه اوى و اطول، كنت برح جيم اصلى كان من صغرى حلمى ابقى ظابط، تقريبا ده كان الحلم الوحيد اللى طلعت بيه من الماضى كسبان و حقتته، هى اتغلبطت اكتر اما شافت هديه و الفرق اللى بينا رغم اننا زى التؤم مولودين ف لحظه واحده، معرفش حاولت تستخدمنى و لا تستنجد بيا بس كنت زى السلاح ف ايدها، كانت بتضغط على حمزه بيا و لا كانت عايزه تهرّبنى معاها، معرفش! بس كان نفسى ف الاجابه التانيه، معرفش ليه معملتش ده، ليه محاولتش و لو محاوله بس تاخدنى معاها مش تهدد بيا! كانت همها تنتقم و نسيت انى اهم، حتى اما حمزه طلب منها تسيبنى و هيسيبها تمشى مردتش و رفضت، لاء كذّبته، مجرد كذّبته، قالتله اضمن منين انت ملكش امان، و اما حاولت تساعدنى او لما حست بحبها ليا بعدتنى، او يمكن اما شافت النهايه، حمزه، انا شوفته بيدوّر عليا، كنت مستخبى بعيد، كنت هرجع، كنت عايز ارجع بس مقدرتش، اما سمعت الرصاص، شوفت الدم، شوفت المنظر، شوفت امى بتجرى، شوفت الحراسه بتجرى، شوفت ستى بتزعق، بس شوفت حمزه عينيه بعيد عن كل ده، معرفش ازاى مشافنيش بس مشافنيش و انا بس اللى شوفته، عينيا كانت عليه لدرجة اتهزيت على صوت الرصاص بخضه، غمضت عينيا ف لحظات ملعونه عيشونى ف لحظات العن دلوقت، لحظات تايه حمزه قتلها زى ما خمنت وقتها و لا زى ماهو قال دلوقت انه مضربش و هى اللى طلّعت سلاحها اللى شدته يومها من الحراسه و حاولت تضربه بغدر بس الرصاصه غدرت بيها!
,
, حمزه اخد نَفس عنيف طلع زى الشهقه قدام عيون ادم اللى متابعاه بتوهه حمزه ده و لا مرايته هو: بس اما فتحت عينيا شوفت حمزه واقف مستسلم، مقدرتش مفكرش ف انه هو اللى قتلها، مقدرتش افكر ف انه سابها لامه و الرجاله و لو كان منعهم مكنتش ماتت، كانت هى فضلت و انا رجعت و كل ده محصلش، حتى لو كان طلقها، سابها، رماها، بس هو معملش ده، اختار راحته هو، او يمكن كرامته هو، هو كان هيرتاح كده اكتر، اما تموت، خطرها هيزول، هيرجع لحنين، هياخد ولادهم الاتنين لنفسه، هيقسم حق ابنه الوحيد فيه على اتنين، هياخد من حق ابنه و يديه لبنت حنين، و هيترد كرامته انه اتخلت عنه ف اتخلى عنها، خانت عشرته لها ف خان عشرتها له و نسيوا ان بينهم روح **** لو مخلقش بينهم الحب خلقها هى و عاشت من بعدهم تترقّع و تتلضم و تقوم و تقع!
,
, ادم كان متابع حمزه بتدقيق اوى اوى، متابع كلامه، نظراته الزايغه بتوتر، حركات وشه و إيديه و حتى هزات رجليه كإنه بيتفاعل مع الكلام، مش عارف حمزه بيحكى الحدوته بذكاء و لا هو فعلا اللى خاطفها من جوه ادم، مش عارف اذا كان شفاف قدام ابوه اوى كده و لا هو اللى بيحبه فعلا و حاسس بيه! حس للحظه كإن كل موازينه اختلت بضغطه من حمزه!
,
, حمزه فرك قبضة إيده بإيده التانيه: انا، انا بحبه، انا بحب حمزه، بس بحب امى بردوا، محتاجله بس محتاج لأمى كمان، بكرهه و بكره امى، نفسى ترجع و لو رجعت كنت هبعد عنها، نفسى هو يموت و لو مات كنت هتقهر اوى، نفسى ف وجودهم و مش عايزهم! مش عايز المكسب و مش قابل الخساره!
,
, حمزه ختم كلامه بدمعه نزلت و سكت، ادم مش عارف الدمعه هى اللى حاشت صوت حمزه و لا طاقته خلصت..
, عينيه اتعلقت بحمزه بضعف عيل صغير محيلتهوش غير نظرة عينيه يتكلم بيها عن الحب و الوجع!
,
, ادم رجليه ابتدت تتهز بعصبيه مجرد ما ابتدى الكلام: انا، انا، اصل، انا حياتى كانت مقفوله، مقفوله على امى و مراتى و شغلى، و معتقدش حبيت حد فيهم التلاته، عشان كده عمرى ما حسيت بالحب تجاه جاجه ف حياتى و يمكن ده اللى كان مجمد قلبى ع الكل بما فيهم خطر شغلى، اصل الحب هو بس اللى بيعلم الرحمه و الحنيه، الحب اللى لقيته فجأه ف سكه كلها كُره و ددمم و خطر، الحب اللى معناه امان و لقيته وسط القلق اللى كنت عايش فيه، قلق من خطر شغلى لا يتقبض عليا ف اى لحظه، قلق عايشُه بين مراتى و امى بسبب كرههم لبعض عشان قلة الخلفه، قلق قلق قلق لقيت فجأه امان بخر كل ده ف حضن غريب من حد غريب ف لحظه غريبه ف استسلمتله، انا، انا محبتش حنين من اول نظره و لا من اول كلمه و لا من اول علاقتنا، ماهو مش معقول حد يحب قدام الموت! هما اللى زقوها ف سكتى، القدر اللى كإنه خلى سليم يتجوزها مخصوص عشان يوصّلهالى و سليم نفسه اللى جبهالى و الظروف اللى خلته يموت مجرد ما خلص دوره و حطها ف ايدى و الموقف اللى طلّعنا منه احنا الاتنين بس بسلام من كل الموجودين و الظروف اللى خلت امينه تشوفنى مع حنين ف لحظه غريبه و عابره و فهمت لوحدها انها مراتى و الظروف بردوا اللى خليتها تصرّح عنى بده لدرجة انى نفسى صدقتها و امى اللى صدقت اللامنطق، كل حاجه وقتها كانت بتسلّم لبعض بهدوء غريب كإن نصيب بيسلم لنصيب و انا مسحوب من ايدى و بس، حبيت بعدها حنين اه رغم انى مكنتش اعرف باللى عملته امينه و حتى اللى معملتهوش و امى اتهمتها فيه و هى بغبائها سكتت عن انها تثبت برائتها و فكرت ف مصلحتها انها تساوم و بس، كل ده امى خبته عشان تتصرف هى مش عارف او مستنيه تولد و تخلص من عيلها او زى ما قالت عشان فضيحتنا ف البلد ان اللى بلغ عن ابنها حد من اهل بيته و لو مرته ماتت دلوقت يبقى هيتشك انه اتخان منها و قتلوها، معرفش، اللى اعرفه انى ف وسط كل ده حبيت حنين، و بردوا مكنتش ناوى اغدر بأمينه، كنت هخيّرها و انا مش اول راجل يتجوز اتنين، بدليل انى سيبتها بعد ما رجعنا من المستشفى و قضوا فترة حملهم الاتنين على ذمتى، انا مطلقتهاش مش عشان حامل، انا مطلقتهاش عشان كنت مشوش، متلغبط و مستنى ارسى و يوم ما كنت هرسى على اللى رسيت عليه انى احب حنين الحب اللى هيخلينى اظلمها كنت هطلقها و بس، بس اتفاجئت بيوم الولاده انها ماتت، انا حتى معرفتش وقتها انها حاولت تقتل حنين، انها حاولت تقتل عشان واحده شاركتها ف جوزها و شافت نفسها اتخانت مع ان ده حقى، خيانتى لها كانت حق انما هى مكنش من حقوقها تخونى و تستحل دمى، تقتل مراتى و عيلها ف بطنها اللى المفروض انها عارفه انه ضنايا انا من صُلبى.
,
, ادم اخد نَفس عنيف و حركات جسمه و ايده اعنف لمجرد انه بيفرد الحكايه بشكلها الصح غصب عن وجعه: بعدها امينه اختفت سنين، سنين ارتحت فيهم مكنتش اعرف ان الوجع بيتحوشلى، مكنتش اعرف ان امى كانت شاكه ف اخلاقها انها ماشيه مع واحد او عايزه تحمل من اى راجل عشان تدارى مشكلة الخلفه، انها شافتها مع واحد، مش عارف لو كانت امى قالتلى من وقتها كان ايه اللى هيحصل، حقيقى مش عارف، كنت هقولها انها مظلومه و ده مجرد دجال بيسحر عايزه تعملى عمل تربطنى بيها، بس كانت امى هتخلص منها وقتها و مفيش حاجه هتخليها تسيبها، و لا كنت هبرّأ امينه و بس، معرفش..
,
, اتفاجئت بيها يوم الحادثه، اليوم المشئوم، كان يوم ملعون ع الكل، عليا، على امينه، حنين، ولادى، كلنا خسرنا، بس نفسى يفهموا انى انا اكتر ما خسر فيهم، انا اللى خسرت كل حاجه، منهم اللى برضايا و منهم اللى غصب عنى، خسرت امينه اللى اتقتلت بإيدها هى اللى غدرت بيا مره ورا مره، صحيح كنت هسيبها بس متمنتش ابدا تكون دى النهايه بينا، خسرت حنين على فكره هى كمان اللى اتغيرت من اليوم ده اوى و بقت واحده تانيه و حالتها ساءت و هى مفكره ان ادم ابنها و بتتوجع عليه كل لحظه، خسرت ابنى اللى كسر ضهرى و من يومها مبقتش عارف اصلب طولى، خسرت شغلى اللى سيبته برضايا، خسرت ملامح حياتى القديمه، مش القديمه اوى، بس اللى عيشتها ما بين القديمه و اللى جات بعد كده، خسرت الدفا و اللمه و جو العيله اللى كان بينى انا و ولادى و حنين لدرجة انه كان بيجى عليا لحظات انسى فيها ان حد فيهم مش من صلبى!
,
, حمزه كان متابع ادم اوى بعيون مفتحه بذهول، وقف بصدمه و بخطوات بطيئه قرب من ادم قصاده و مد إيده اللى بتترعش ناحيته و هو بيقرب ببطئ لمس وشه بذهول كإنه بيتأكد مين اللى قدامه!
,
, ادم مجرد ما لمسه غمض عينيه و الدموع نزلت منها غصب عنه: اتفاجئت بصرخة ادم، نزلت جرى شوفت أمينه ماسكاه بعنف من رقبته، كنت حاسس انها خنقانى انا، عينيا كانت متعلقه بيه مش عارف بعتذر له و لا بطمنه و لا بشبع منه! ده اللى سكّتنى وقتها و مكنتش عارف ان سكوتى ده هيفهمه بطريقته و هيبقى السكينه اللى هتدبحنى، انا مهتمتش حتى اسأل امينه السؤال اللى كان معلق الحكايه، هو ابنها و لا ابن حنين! وعدتها هسيبها لو سابته، كنت هسيبها فعلا، حتى لو هتبلغ عنى تانى، و **** كنت هسيبها، معرفش كنت هعمل ده ازاى بس اللى اعرفه انى مكنتش هصغّر نفسى قدام ابنى، اه و مكنتش اعرف بردوا لو عملت هى ده كنت هبرر و افسر اللى حصل ازاى قدام حنين و ولادى، بس انا مهتمتش وقتها بده كله، ابنى و بس، ادم، امينه اختفت بإبنى، حسيت انها اختفت بكل الهوا اللى ف المكان حواليا، كنت بختنق، كنت بلف حواليا بحركات تبين انى متكتف، ادم كان بعيد، معاها، معرفتش اتنفس الا اما شوفتهم، حسيت انى صدرى اتفتح، بس فجأه ادم اختفى، رجعت اختنقت بس المرادى برعب، امينه قدامى، ادم لوحده، طب راح فين! قالتله ايه! بيعمل ايه! كنت حاسس انه قريب و هلاقيه عشان مقدرتش احط وقتها احتمال تانى بس متخيلتش انه سامعنى و شايفنى، متخيلتش انه شاف وجعى و سابنى، اه شاف امينه غرقانه ف دمها بس اكيد شافنى و انا بحاول الجمها و السلاح ف ايدها هى، هو مصدقش عشان فى سلاح بينا و هو خمن انه الطبيعى يبقى بتاعى كان نفسى يفهم وقتها انى مقتلتهاش، اه شافنى اتخليت عنها بس ميعرفش انها امه، اه سمع من سته انه ابن الخاينه و انه جه من حرام بس مسمعنيش، اه غلطت بس محاسبنيش حتى، محطش احتمال انه يكون فى صوره تانيه للحكايه، يشوف الكواليس، مشى، سابنى، سنين و هو بعيد بيتفرج علينا من بعيد، سنين و انا ف نفس البيت غيرت الف حاجه و حاجه فيا الا هو عشان لاخر لحظه كان عندى امل يرجع، سنين و هو متابع وجعى و كل ما اتوجع اكتر يتبسط اكتر و يحس ان ده حقه، سنين و انا هموت و اتكلم معاه و لو كان جه ف اى لحظه كنت هرمى الحقيقه بين ايديه و اسيب مصيرى ف ايده، كان فاكر انى مش ابوه، ميعرفش الحقيقه لكن فسر ان امه خاينه يبقى انا مش ابوه، و انا قتلتها، يبقى وقع بين ام خاينه و اب رماها و رماه و راجل شال الليله و الاخر بقى قاتل، كنت عارف ان ده شكل تفكيره، كنت هموت و ارجّعه عشان متأكد و حاسس بمدى وجعه اكتر ماهو عشان واحشنى، واحشنى دى عشان راحتى انا لكن اعرفه الحقيقه دى كانت عشان راحته هو و انا، حبيته!
,
, ادم سكت بعصبيه مجرد ما اعترف بحب حمزه له و حمزه ابتسم بتلقائيه مجرد ما حس ان نص الحمل اتشال..
, الدكتور قطع صمت طويل بين الاتنين: اعتقد كده ان.
,
, ادم وقف بخنقه: اعتقد كده انك عملت اللى عايزُه
, الدكتور رد بهدوء: لسه حاجه اخيره
, ادم بص الناحيه التانيه بنفاذ صبر لمجرد انه كل اللى جواه اتلغبط و اتلعب ف موازينه..
, الدكتور: انا قولتلك حمزه حط حل و انا اجلته لو معرفناش نقرب المسافه بينكم
, ادم بصّله فجأه و الدكتور قصد يسكت شويه قبل ما يتكلم كإنه بيلعب على اعصابه: و اعتقد انك الوحيد اللى هتقول نلغيه و لا ننفذه.
,
, ادم بلع ريقه بصعوبه و عينيه بتلقائيه راحت على حمزه..
,
, الدكتور بص لأدم على حمزه بنظره سريعه و اتكلم: حمزه عايز يبلغ عن نفسه
, ادم وقف فجأه كإنه اتنفض من صاعقه و بصّلهم بعصبيه و تهتهه: و انا، انا قولتله لاء، قالى و قولتله لاء، و لا هو بيبتزنى! يا اقرب منه يا يمشى من حياتى خالص و يحرمنى منه تانى و يوجعنى تانى و يكسر قلبى عليه و يقهرنى من اليُتم تانى!
, حمزه وقف و حاول يقرب منه: ادم.
,
, ادم مسكه بعصبيه و هزّه و هو بيتكلم: يا اخى بطل انانيه بقا، انت لامتى هتفضل تختار نفسك!
, الدكتور وقف بهدوء: طيب نحدد معاد جلسه تانيه، مش هقول امتى، بس متكونش قبل شهر.
,
, ادم بصّله لذهول لمجرد قطعه للحوار: نعم!
, الدكتور: اما تحس انك عايز تتكلم يا ادم
, ادم اتعصب: انا مش عايز اتزفت
, الدكتور اتحرك و وقف جنبهم بهدوء: ادم انت مقولتش حمزه بيبتزنى يا اقرب منه يا مثلا يبلغ عن نفسه و يفضحنى ف شغلى و يهز سُمعتى و مركزى! مقولتش مثلا انه يا اقرب منه يا يبلغ عن نفسه و يحط واحده بينى و بين حبيبتى اللى بعشقها و يخليها تشوفنى سبب حرمانها من ابوها اللى رباها و يخرب حياتى معاها!
,
, ادم بلع ريقه بتهتهه: انا، قصدى.
,
, الدكتور: انت قولت يا اقرب منه يا يمشى من حياتى خالص و يحرمنى منه تانى و يوجعنى تانى و يكسر قلبى عليه و يقهرنى من اليُتم تانى، انت خوفت من حرمانه تانى، تتوجع عليه تانى، تتيتم تانى مع انك مكنتش يتيم و حسب ما قولت انك **** رزقك اب و ام انت وحيدهم و بيحبوك، و مع ذلك كنت معتبر نفسك يتيم و لسه من مجرد فكرة غيابه بتشوف نفسك يتيم و خايف من ده، ف اعتقد ان المسافه قربت، ان قرار حمزه اتحسم و انت اللى حسمته، حمزه لو بلغ عن نفسه مش هيعرف يثبت انه مقتلش امك لانها ببساطه اتقتلت بسلاح الحراسه بتاعته يعنى سهل يشيلها.
,
, ادم اندفع بعفويه: بس انا شوفته بعيد
, حمزه ابتسم و ادم لمس كلامه بس كان خلاص اترمى..
,
, الدكتور: انت ابنه، شهادتك مجروحه، جرا ايه يا سيادة الرائد؟ هو انا اللى هقولك!
, ادم سكت بتهرّب و الدكتور بص لحمزه: الطبيعى اقول فكروا كويس ف الجلسه لحد ما تجوا او اتكلموا تانى سوا، لكن لاء.
,
, ادم بصّله بطرف عينه و الدكتور ابتسم: مش بقولك هناخد الموضوع بشكل مختلف، مش عايزك تفكر ف اللى حصل او اتقال هنا، و مش عايزك تتكلم مع حمزه، ابعد عن اى انفعال و اعتقد الاتنين هيعصبوك و يشوشوا تفكيرك و انت ف مرحله لازم تبقى اهدى عشان خطوتك الجايه تبقى اصح.
,
, ادم بصّله بغيظ طلع عفوى و هو محتار ما بين كان عايز و لا كان متوقع انه هيقوله حاول تتكلم مع حمزه او يقول لحمزه حاول تقرب منه، و اللى فوق ده انه حاسس انه اتغفل و اللى جواه بيوضح او يهدى، حاسس زى ما يكون حد زقه و سابه و وقف كإنه عارف انه حتى لو ممدلهوش ايده يقف هيقف بردوا بس لوحده و بإرادته..
,
, ادم اتحرك زى التايه لبرا و الدكتور مسك إيده قبل ما يخطى الباب: ادم، انت اخدت دية امك و اللى بياخد ديه مبيقتلش، انت اخدت ديتك من حمزه من سنين وجعه و ألمه و حزنه عليك و انت واقف بتتفرج عليه من بعيد، هو دفع الديه من وجعه عليك، اللى مات ارتاح و اللى عاش اتوجع، و انت اخدت حقك من وجعه عليك حتى لو كنت مشوّش من اصلك و نسبك، الا لو انت زعلك دلوقت على انك عاندت و كملت ف البعاد و مقربتش.
,
, ادم بصّله قوى و راسه اتهزت بتلقائيه و مجرد ما انتبه لحركته قبل ما يصححها الدكتور كمل: و حتى لو عاندت ف العند وجعك اكتر انت قبله ف اوعى توجع نفسك تانى و تعاند عشان صدقنى احساس وجعنا لنفسنا بيبقى مضاعف و ابشع من الوجع اللى بيجى من اللى حوالينا.
,
, ادم سابهم و خرج و الدكتور بص لحمزه بهدوء: احنا فتحنا الطريق و صحيح انتو الاتنين كل واحد فيكم على طرف الطريق و صحيح المسافه بينكم واسعه لكن كفايه ان فى سكه، متيأسش خالص و متأملش اوى، متبعدش البعد اللى يولد جفا و متقربش القرب اللى يخنق، علاقتكم لازم تتساب مفتوحه، هتحتاجوا وقت، هتاخدوا ف وشكم ازمات و مشاكل و مطبات كتير لحد ما تقربوا و هى دى اللى هتقربكم، و اخيرا هقولك حاجه اخيره جايز تفيدك، عندنا ف المجال النفسى بيقولوا كلما زاد تدقيقك ف كل مسألة ف حياتك زاد تعبك النفسى، عشان كده علماء النفس بينصحوا بأهمية أن الواحد يتجاهل و يستخف بالأمور من حين لآخر و دى بتبقى اخر المحاولات لتعديتها.
,
, عدت الايام و ادم بيحاول يتهرب من نفسه بنفسه، مش عارف بيشغل نفسه و لا بينشغل بيها، ابتدى يوضب شقته، صمم ان عابد و فاطيمه ينقلوا الاول ف شقتهم تحته و استقروا..
, حمزه اخد هديه حفيدته و ادم استغرب نفسه انه حتى محاولش يمانع، كان بيتحجج بيها انه رايح يشوفها و كل مره بيحتك بحمزه، حس بجو الفه و ونس و لمه و دفا كان مفتقده من سنين..
,
, حمزه راح لعابد و خلصوا اجراءات طلاق رحاب رسمى عند المأذون و حمزه صمم هو بنفسه يدفع كل حقوقها حتى الدهب اللى ام رحاب انكرت انهم اخدوه و رحاب سكتت لمجرد انها تحرق دمه..
, هديه كانت مع ادم خطوه بخطوه ف كل حاجه، التوضيب و الفرش و الجهاز لحد ما وصلوا لأخر خطوه و جه يوم الفرح..
,
, ادم اخد بدلته بخمول غريب ع الفرحه اللى جواه و اتحرك لبرا بهدوء..
, فاطيمه استغربت: ادم، انت رايح فين؟
, ادم ابتسم إبتسامه صغيره: عايز اطلع البس ف شقتى فوق، ممكن؟
, فاطيمه ابتسمت برفض و عابد مسك إيدها و هى خارجه وراه: سيبيه على راحته
, ادم ابتسم بتهرّب و هو بيخرج و طلع شقته..
, فاطيمه بصتله برفض: خليتنى ليه اسيبه يطلع لوحده؟ ده وقت يتساب فيه لوحده؟
, عابد ابتسم بهدوء: هو هيبقى مبسوط كده.
,
, فاطيمه: مبسوط! ده شكل واحد مبسوط؟ ده انا قولت يوم فرحه على هديه اللى شال و هبد ف الدنيا عشانها هيطير من فرحته
, عابد اخدها و دخلوا: طول ماهو بعيد عن ابوه هتفضل فرحته ناقصه حته، ادعيله **** يكمل فرحته.
,
, ادم فوق ف شقته حط بدلته على ترابيزة السفره و شد كرسى و قعد بحزن، بيغيب و يبص ف ساعته يشوف الوقت باقى اد ايه و ثوانى و يرجع يبص ف الموبايل عشان مآخدش باله من الساعه اصلا!
, وقف بكسره و بيمد إيده ياخد البدله و هيتحرك لجوه جرس الباب رن ف سحب ايده من ع البدله و اتحرك بسرعه للباب فتحه بلهفه..
,
, ادم ابتسم بتلقائيه شاركت عفوية لسانه: بابا
, حمزه كان هيهزر بس نبرة ادم وقفته بتجمّد، اول مره يشوف لهفه ف عينيه عليه! هو كان مستنيه! ايه ده هو قال بابا!
, حمزه صوته اتهز بلهفه: وحشتنى اوى الكلمه دى منك يا ادم.
,
, ادم ملامحه اتشنجت بتهرب: ده مجرد كلمه، عادى يعنى.
,
, حمزه مد إيده بسرعه لفّه قصاده: ما الكلام كتير، الكلام اللى اتقال كتير و احنا قولنا كتير، بس الكلمه دى مسحت كل اللى اتقال بوجعه
, ادم سحب نفسه من بين إيديه بتهرّب و دخل..
,
, حمزه دخل وراه و قفل الباب: عارف يا ادم، انا من الحاجات الكتير اللى كانت بتثبتلى جوايا انك انت اللى ابنى هى انى محستش بكلمة بابا و لا استطعمت حبها من يوم ما غابت من لسانك
, ادم لف جانب وشه له وراه و كعمش وشه بسخريه: تيرارارا.
,
, حمزه ابتسم بحب: بكره هتفهم اما تجرب
, ادم وقف قصاده بصدمه: انت عايزنى اتوجع على ولادى!
,
, حمزه بصّله بجديه: انت عبيط! انا قصدى اما تبقى اب هتفهم ان مفيش اب ف الدنيا بيكره ولاده و لا فى ولد ف الدنيا بيكره ابوه مهما حصل، يمكن الصوره بينا انا و انت مشوشه قدامك ف مشوشه الحقيقه دى و يمكن اما الصوره تتقلب و الادوار تتبدل و تبقى انت الاب و يجيلك ابنك هتتأكد ان نقطة الحب بين الاب و ابنه بتبقى برا الملعب و اى خبطه فيها بتبقى برا الجون
, ادم انسحب من الحوار بتهرّب: سيبت حنون لوحدها ليه؟
,
, حمزه تقبّل تهرّبه و ابتسم: طب مانا بردوا سيبت هديه.
,
, ادم رفع حاجبه: لا هديه دى مبقتش تخصك، اتعود بقا على كده
, حمزه رفع حاجبه: تصدق حلال عليك حنون و عمايلها
, ادم تف بغيظ جنبه: لا انا سايبها بمزاجى على فكره عشان اول و اخر مره هتبقى حما
, حمزه ضحك بمرح و هو بيخبطه بخفه على خده: ايوه ايوه مانا عارف
, ادم نفخ بغيظ: عارف لو ملمتهاش من اولها مش هخليك تعرف تلم منها ايه و لا ايه
, حمزه ضحك و ادم قطع ضحكته بكلامه اللى حدفه فجأه: مش عايزها تحضر الفرح.
,
, حمزه اصطنع البلاهه: مين؟ حنون؟
, ادم جديته اتقلبت غيظ و حمزه ضم بوقه ببراءه يرخم عليه: اخسس، طب اعمل معاها ديل حتى
, ادم دوّر وشه بغيظ مش عارف عشان حمزه اللى بيسحبه بلباقه من عِناده و لا عشان طبع حمزه اللى شبهه ف مش عارف يجيب معاه حاجه..
,
, حمزه اتعدل بجديه قدامه رغم ابتسامته: و انا عارف يا ادم انك مش هتتحمل وجود ستك ف حياتك، و ان ده شئ اكبر من قوة تحمّلك و هتطلب منى طلب زى ده، عشان كده عملت حسابى، و انا يستحيل اعكر فرحتك ف يوم زى ده.
,
, ادم سكت بخنقه و حمزه ابتسم بهدوء: انا مقولتلهاش اصلا ان انهارده الفرح
, ادم كشر بغضب: هى لسه مش موافقه؟
, حمزه ضيّق عينيه و ادم شاور بتهكم: ماهو مش لازم تقولى انها لسه مش موافقه، اللى تحبس واحده سنين عشان العرف و التقاليد و اللى تخرب حياة ابنها و تعكرها سنين و بردوا عشان العرف و التقاليد عشان حب واحده مش على هواها اكيد مش هتسيب حفيدها يتجوز واحده قدام الناس المفروض اخته و يخالف العرف و التقاليد.
,
, حمزه اخد نفس بهدوء: متشغلش بالك انت، المهم مستعد يا بطل؟
, ادم رفع عين و نزّل التانيه: هو انا داخل مصارعه؟
, حمزه عض بوقه برخامه: و اى مصارعه! ده ذاك الشبل هيصارع بنت الاسد
, ادم ضحك بإستسلام له و حمزه مجرد ماشاف استسلامه قدامه ضحك معاه براحه و هو بيمسك الكيس ببدلته و بيفتحه بس مجرد ما فتح البدله كعمش وشه بإستفزاز: هو المفروص اقولك اوووه تحفه، روعه، و اجاملك
, ادم رفع حاجبه و بصّله ع البدله: نعم؟
,
, حمزه كتم ضحكته ببراءه: البّسك البدله و البسك ف الحيط يعنى؟
, ادم بصّله بجديه: وحشه؟ انت عارف دى بكام؟
, حمزه حدفها بلامبالاه على ترابيزة السفره و اتحرك لمدخل الشقه جاب الشنط اللى ركنها قلّب فيهم لحد ما فتح واحده خرّج منها كيس اسود و شاورله بيه..
,
, ادم اتحرك بملامح انفرجت بطفوله اوى و اخدها منه و مجرد ما فتحها ابتسم بدون ما يحس..
,
, حمزه راقب انفعال ملامحه بطفوله و عيونه دمعت لفلاشات كتير ظهرت من لمحات بينهم عدى عليها سنين و هو بيجيبله لبس، و هو بيختار معاه لبس، و هو راجع من سفر و جايبله لبس..
, ادم انتبه لرد فعله هو من رد فعل حمزه كإنه مرايته اللى بيشوف فيها نفسه..
, حط الكيس اللى اتفاجئ انه اخده من حمزه بجديه: لا معلش متشكر مش هاخدها.
,
, حمزه من تغيير ملامحه بسرعه فهم ان عناده المتحكم فيه ف رفع حاجبه: لاء مش معلش و لاء مش متشكر و لاء هتاخدها، و يلا اتحرك مفيش وقت البس
, ادم: لاء
, حمزه ربع ايديه بهدوء يستفزه: ليه؟
, ادم كشّر: بتاعتى عجبانى
, حمزه رفع حاجبه: بس مش عجبانى
, ادم ابتسم بتهكم: و انا المفروص اقولك ان دى اوووه تحفه، روعه، و اجاملك
, حمزه ضحك بيآس و شده لجوه ف وسط ذهوله..
, ادم رفع حاجبه: انت هتعمل ايه؟
,
, حمزه بيزقه لجوه و كل ما يرجع يزقه: مانا قررت مش هاخد رأيك تانى، او هخده و احطه ف
, ادم رفع حاجبه: فين؟
,
, حمزه عمل ريأكشن وشه و خبطه ف جبينه بمرح: ف جيبى
, ادم اخد نفس بغيظ يرد حمزه كمل زق فيه لجوه و ابتدى يفكله قميصه برخامه عليه قدام فرحة ادم اللى فشلت كل محاولاته ف انكارها او حتى اخفائها..
,
, حمزه شد قميصه رماه و شد التيشرت بعده رماه و ادم نط ع السرير واقف: يا بيه اللى بتعمله ده عيب و حرام، هو انا عشان لقيط تعمل كده فيا! اديك ايديا تلاعبلى حواجبك و تطمع فيا!
, حمزه ضحك غصب عنه من حركة ادم الكوميديه و سكت لحظه و انفعل بمرح و هو بيشاور بإيديه ف الهوا: طب ادينى حنان م اللى انا محتاجُه بقالى زمان
, ادم نط معاه ع الارض و هو بيشاور بدراعاته ف الهوا بمرح كإنه بيرقص: طب اديك ف الجركن تركن.
,
, حنين دخلت من باب الشقه و اتحركت على صوتهم لحد ما وقفت مكانها لحظات و برّقت: انتوا بتعملوا ايه؟
, الاتنين وقفوا لحظات بصمت و ثوانى و انفعلوا تانى بمرح بحركات دراعاتهم ف الهوا..
,
, حنين ضحكت بيأس: مش هتكبروا و ****، هذا الحصان من ذاك الفرس
, ادم بصّلها بطرف عينيه: انتى سيبتى بنتك ليه يا ست الحبايب يا حبيبه انتى؟
, حمزه قرب منها و لف دراعه حواليها بمشاكسه و غمزلها: بمناسبة الفرس بقا، مطنشاه انتى هاا؟
, حنين ابتسمت بخفوت: مش كنت بتطمن على بنتى حبيبة امها؟
, ادم قرب منهم و شد حمزه بغيظ لورا: استنى انت يا عم الفرس، سيبتى بنتك لوحدها ليه يا ست الشحروره؟
,
, حمزه قرب منهم برخامه زق ادم لورا و لف دراعه حوالين حنين و غمزلها: و جيتى ليه هاا؟
, حنين عضت شفايفها ببراءه: عشان اتطمن على ابنى
, ادم شد حمزه بغلاسه لورا: يا عم النحنوح اهدى، بنتك لوحدها يا ست حلويات و دى لو اتسابت لوحدها تلات دقايق ممكن عقلها يعمل معاها الدنيئه عادى.
,
, حمزه شده رجّعه لورا برخامه و اخدها بدراعه على كتفه: طب اهى اتكلت البت و اتكل الواد، مفيش حاجه كده لأبو البت و الواد؟
, ادم عض بوقه وراهم و صرخ بغيظ خضهم: يخربيييوتكوا انتوا كان لازم تتقفشوا تحرّش من ربع قرن عشان نمنع الجريمه اللى اتعملت ف حق المجتمع دى، و دينى لو ما اتلميتوا لا احطكوا بإيدى ف زنزانه واحده و هعمل عليكوا دوريه كل تلات دقايق اقطعلكوا الخلف.
,
, هديه خلصت مكياجها و هنا ساعدتها لبست فستانها و استعدت تخرج..
, بصت ف المرايه و بصت لموبايلها بتردد و ضحكت بغيظ لهنا: تفتكرى هيعجبه؟
, هنا ضحكت بخفه: متقلقيش، هو كفايه انه مش هيتصدم
, هديه ضحكت بإستسلام و اتحركت لبرا: طب هجهز للخروج عقبال ما البيه يرد.
,
, ادم جهز بمساعدة حمزه او حمزه تقريبا اللى عمله كل حاجه و خرجوا، عدّى على عابد و فاطيمه اللى جهزت و حنين كانت جهزت بنته و اخدهم و نزلوا ركبوا مع انس اللى كان مستنيه..
,
, ادم ابتسم لحنين ف العربيه: متشكر
, حنين ضمت بوقها ببراءه: على ايه؟ انا جايه لجوزى اللى انت خطفته منى يا خطاف الرجاله
, ادم ضحك غصب عنه: تصدقى انا استاهل.
,
, حنين ضحكت بخفه و مدت إيدها طبطبت على إيده اللى ساندها من وراهم عليهم: انت ابنى يا ادم، زيك زى هديه، من يوم ما اتولدت انت و هتفضل لحد ما اموت انا ابنى، و مش عشان حمزه اعتبر هديه كده، بس انا بحبك و مازلت من جوايا مش مقتنعه بحاجه غير انك ابنى و ده كفايه بالنسبالى
, ادم ابتسم و بعفويه رفع إيدها باسها..
,
, وصلوا الاوتيل و حنين ابتسمتلهم: انا هطلع بقا اشوف هديه وصلت لفين
, ادم استغرب: احنا مش طالعين معاكى و لا ايه؟
, حنين: طب اشوفها الاول جهزت و لا ايه
, حمزه ابتسم: انا هطلع معاكى عشان انا اللى هنزّلها و انا اللى هسلّمها لأدم
, حنين عدلتله الكرافته بدلع: لا انا اللى هدهاله، انت بتاعى انا و بس
, حمزم عض شفايفه بمشاكسه: ده انهارده عريس بقا و انا مش عارف
, حنين غمضت بغزل: انت.
,
, ادم دخل دراعاته وسطهم فصلهم برخامه: ايه المحن ده؟ ده وقته؟ صدق اللى قال العجوز لما بيتدلع بيبقى زى الباب المخلع
, حمزه برّق: عجوز؟
, ادم هز راسه بإستفزاز: اه، و خف محن شويه يا نحنوح عشان العضمه كبرت و كتر المحن هيعملها هشاشه
, حمزه كز على سنانه بغيظ: عايز ايه يالا؟
, ادم رفع حاجبه برخامه و هو بيقرب منه: انا العريس، هكون عايز ايه؟ حجر شيشه مثلا؟ فين العروسه؟
,
, حمزه بصّله بغيظ: هى مرسومه على وشى؟ سيبنى اكل عيش بقا
, ادم شاور بغلاسه: كُل يا حبيبى بس متحفّش، فيين العروووسه؟
, حمزه ضحك بيأس: انت يالا.
,
, قطع صوتهم دربكه و اصوات متداخله و حركه مريبه و الكل بيجرى ف اتجاه واحد..
, ادم بص لحمزه بقلق و اتحركوا ورا الناس لحد ما لقوا نفسهم برا باب القاعه ف مدخل الاوتيل..
, ادم بص للسلم قدامه و فجأه اتسمر مكانه على ابشع منظر ممكن قلبه يتحمل حقيقته٣ نقطة!
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
١٤
الاخير

ادم بصّلهم قوى و ثوانى و نزل وراهم بنات لبسهم مش باين من الملايه السوده الملفوفه على كل واحده..
, ادم ضيّق عينيه بشك و بص جنبه لحمزه اللى برّق..
, حنين مسكت ف دراع حمزه بخوف: هو فى ايه؟
, ثوانى و اشتغلت موسيقى حزينه و النعش بيتحرك لتحت و اول ماوصلوا عنده البنات صوتت مره واحده بشكل خضّه..
,
, ادم كز على سنانه مجرد ما فهم او ابتدى يفهم و هما نزّلوا النعش قدامه و قربت بنت من اللى وراه و كشفت الملايه السوده عن نفسها و كتمت ضحكتها لأدم اللى حط إيده على راسه بغُلب..
, هنا قربت رفعت الغطا عن النعش و ظهرت هديه جواه بفستان ابيض رقيق جدا و بسيط و طرحه و ميكاب هادي، مينكرش ان رغم جنون الموقف الا ان جمالها خطفه و استحوذ و لو جزء من تفكيره..
,
, هديه كانت راقده ف النعش و مغمضه و دراعاتها جنبها بشكل صامت..
, حنين حطت إيدها على راسها بإستسلام و بصت لحمزه اللى مش قادر يكتم ضحكته و مش عارف يضحك..
, هنا شاورت لأدم المبرّق للنعش و هى بتتكلم بالعافيه من الضحك الصامت على وشها: اديها قُبلة الحياه
, ادم عض بوقه و ضحك غصب عنه بيأس: نعم!
, هنا ضمت بوقها بمرح: اديها قبلة الحياه خليها تعود للدنيا من تانى، بس المرادى دنيتك انت.
,
, ادم حط إيديه ف وسطه و إتلفت حواليه بغُلب: اه قبلة الحياه
, هنا قربت و سندت كوعها على كتفه بهزار: انت مش شايف بوقها واخد وضع البوس ازاى؟ يلا خليها تعود للدنيا و تدخل دنيا
, ادم رجع بص حواليه: اه دنيا، اه صح
, قرب و مد إيده من ورا رقبة هديه و هى رقده رفعها من قفاها: ده انا هخرّجها من الدنيا
, حمزه قرب منهم و هو بيتكلم بالعافيه من الضحك: يلا ارزعها بوسة الحياه اللى هترد فيها الروح يا قائد.
,
, هديه كاتمه ضحكاتها من رد فعل ادم و الغيظ المتملك منه و اتعدلت من رقدتها مع شدته لها شبه قاعده ف النعش..
, ادم ميل رفع النعش على كتفه و جرى للقاعه جوه..
, هديه اتعدلت قاعده فيه و باينه للناس و ميلت راسها بغيظ له تحتها: انت هتعمل ايه يالا؟
, ادم رفعلها وشه بغيظ: داخلالى دنيتى بالنعش يابنت الصرمه؟ هو انا ناقص فقر؟
, هديه ضحكت ببلاهه: بعبر عن الواقع سيدى الريس.
,
, ادم برّقلها فوقه: و بتهزرى كمان؟ طب و دينى لا اكملك الرحله و بدل ما تدخلى دنيا تطلعى منها
, لف طريقه للخروج من القاعه و هى صرخت بضحك و هى بتحاول تميل وشها له تحتها: بهزر يا مرضان، بهزر، انت مبتهزرش؟
, ادم حدف النعش قدامه بغيظ اتهبد بيها ع الارض: لا بهزر يا بنت الصرمه، ماهو يا اعقّلك يا تجننينى
, حمزه انفجر ف الضحك بعد ما كتم ضحكاته لوقت طويل و حنين ضحكت بفرحه معاه..
,
, هديه وقفت بغيظ من النعش على ادم اللى شافته بوظلها شكل المفاجأه..
, ادم قرب منها بغيظ و هى جريت ورا حمزه و استخبت فيه و هى بتضحك من ورا ضهره لادم: اعقل يا دومى
, ادم قرب من حمزه: انتى خليتى فيا عقل يا بنت الاهبل؟
, هديه بتشاور ف وشه بضحك: يا باربونيا، طب اقولك نكته قبيحه و تضحك؟
, ادم برّق و هى ضحكت بمرح: بيقولك مره جبنه جت تزغزغ جبنه قالتلها كيري كيري كيري.
,
, ادم رفع حاجبه و هى ضمت عينيها بمرح: ايه وحشه؟ بلاش، خدى دى، مرة واحد سباك راح فرح مخلاش حد ينقط
, ادم ضحك بيأس و هى ضمت عيونها ببراءه بتضحك: طب القف دى، مرة ظابط وقع لقي ف رجله تعويواويواويوا ههههههه اسفه
, ادم رفع حاجبه: لا بتاعتى انا الحته دى
, هديه ضحكت بمرح قلدت اللمبى: بنقلدك
, ادم شد إيدها اللى بتشاور و هى خبطت ف صدره: بت
, هديه لفّت دراعاتها حوالين رقبته بدلع: قلب البت
, ادم لهجته لانت: ايه؟
,
, هديه فردت دراعاتها بحيث تنزل بيهم على ضهره تضمه بيهم برقه: عقل البت، مستغرب ليه انها مجنونه و عقلها معاك؟
, ادم قرب اكتر منها اول ما ضمته و اتقابلت وشوشهم ف لحظة اغراء..
, حمزه ضم حنين اللى ابتسمتله بعيون مدمعه فرحه: اخيرا يا حمزه
, حمزه ابتسم بحب لمنظرهم: ماشاء **** لايقين على بعض اوى
, حنين ابتسمت لشكلهم و هزرت لحمزه: بس ابنك طويل حبتين ياعم مضيع هيبة البت
, حمزه ضحك بغيظ: معلش هبقى اقصهولك حته.
,
, ادم اخد نفس طويل اوى و همس ف حضن هديه: اخيرااا
, هديه ابتسمت برقه: التراك خلص معقوله؟ كنت حاسه انى طول الوقت بجرى ف تراك ملهوش اخر، مكنتش عايزه السكه تخلص مادام معاك، بس كنت عايزه التعب يخلص
, ادم رفع وشه و ابتسم و لاعب ارنبة مناخيرها: انا اللى جريت وراكى على فكره
, هديه بإغراء عملت نفس حركته بس بوشها كله مش مناخيرها بس: لا انا اللى جريت وراك
, ادم ضم بوقه بدلع: لا انا اللى جريت وراكى.
,
, هديه ضحكت بخفه بصوت عالى: اهو جرينا ورا بعض
, ادم ضحك بفرحه و رجع ضمها و هديه ضمته بحب صافى بعيد عن الاغراء و ابتسمت بشئ من الراحه: كل شئ و له اخر يا ادم، كل شئ و **** اخر حتى التعب
, ادم اخد نفس طويل ف حضنها و رفع وشه و اتقابلوا ف نظرة حب صافيه خاليه من اى تعب او وجع قطعها حمزه اللى دخل وسطهم بغلاسه و فرد دراعاتها ضمهم عليه: طب و بالنسبه لقلة الادب دى ملهاش اخر هى التانيه؟
,
, ادم كز على سنانه بغيظ و حمزه كتم ضحكته و رفع حاجبه: ايه ملهاش اخر؟
, ادم عض بوقه و حمزه نزّل حاجبه و رفع التانى: كنت عارف و **** انها ملهاش اخر، انا اصلا معرفتش اربى، جايب بت مسترجله و واد نص سوا
, هديه كتمت ضحكتها و هى بترجع لورا ركنت ف حضن حنين بيضحكوا على منظر ادم اللى عض بوقه بغيظ: كويس انك عارف، ابعد بقا انهارده عنى لاحسن خلقى ضيق و متخلهوش ينفجر فيك
, حمزه غمزله بمرح: ايه ده لا موأخذه اللى هينفجر؟
,
, ادم برّق و حمزه ضحك بصوته كله و هو بيقرب يضمه عليه برخامه: طب ايه؟ نسك ع الفرح؟ اقولك نكته قبيحه؟
, ادم رفع حاجبه: لا متتحدونيش دى بتاعتى
, حمزه قرب وشه و خبطه براسه ف راسه: اوعى تنسى انى كنت الاستاذ، تتحدانى؟
, ادم عينيه لمعت بذكريات طفولته مع حمزه و نكتهم سوا و حمزه رفع حاجبه: ارخم نكته و اللى يضحك يطلع برا الفرح
, ادم رفع حاجبه لحمزه يستفزه: مره واحد عمل خطأ فادح والتاني عمل خطأ غامق.
,
, حمزه ضحك بغيظ كتم ضحكته بسرعه عشان عرف ان ادم بيرمى عليه: مرة واحد جواهرجي بيعاقب ابنه عشان بيقول الماظ خارجة هههه اسف
, ادم بص على حنين و هديه: مره واحده لابسه شيك والتانيه لابسه وصل امانه
, حمزه سيطر على ضحكته بالعافيه و هو بيبصله على هديه: مره عريس محشش شاف عروسته ليلة فرحهم علي رقبتها تاتو احمر قالها الحقي رقبتك بتسجل فيديو هههه اسف.
,
, هديه ضحكت بصوت عالى و ادم بصلها بغيظ: مرة كهربائي اتجوز أربعة جابلهم مشترك
, حمزه كتم ضحكته: مره ممرضه اتجوزت خلفت ولدين سمت واحد وليد والتاني عضل
, ادم كعمش وشه بغيظ من تحدى حمزه: مره واحد و ابوه راحوا للحلاق واحد حلق و التانى غويشه
, حمزه ضحكته بتطلع و تغيب من منظر ادم: مره واحد خلف بنتين واحده اسمها نجلاء والتانيه اسمها نج اااه
, ادم كعمش وشه يدارى ضحكته: مره واحده اسمها ساميه كبرت بقت دقيقه.
,
, حمزه رفع حاجبه: مره واحده اسمها اسماء وقعت بقي كل اسم ف حته
, ادم رفع حاجبه زيه: مره واحده اسمها ساندي دخلت هندسه بقا اسمها ساندي متر مربع
, حمزه وشه بيضحك بصمت: مره واحده اسمها علياء كبرت بقت ع الواو
, حنين بصالهم بغيظ و مبرقه عينيها اللى بتتنقل بين الاتنين و نكزت هديه: سكتى جوزك
, هديه ضحكت بمرح: ما تخليكى ف جوزك احسن
, ادم كز على سنانه لحمزه: مره واحد راح يجيب عيش لقاه سخن وداه المستشفي.
,
, حمزه رفع حاجبه بتحدى رغم ضحكته الصامته: مره واحد راح بعيد رجع برمضاااااان
, حنين و هديه بصوا لبعض بغيظ و صرخوا ف لحظه واحده و كل واحده بتشد جوزها بغيظ من شعره تميل راسه: بسسس
, ادم كتم ضحكته بسرعه و شاورله بمرح: اطلع برا
, حمزه: انت اللى ضحكت
, حنين صرخت فيهم بيأس: يا عيال.
,
, حمزه كتم ضحكته بمرح لأدم: بيقولك مره ظابط ف كمين بيقول لسواق نقل صعيدى محمل جزم واخد اخواتك و رايح ببهم على فين با بلدينا، قاله هقدملهم ف كلية الشرطه
, ادم برّق و حمزه انفجر ف الضحك بسعاده..
, ادم زقه بغيظ و حمزه زقه قدام بضحك و كل ما ادم يقرب حمزه يزقه بضحك لحد ما اجبره يضحك و دخلوا القاعه وسط ضحكاتهم اللى تاهت وسط المزيكا اللى عليت..
,
, الفرح كان بسيط لكن فرحته و جنونه مكنتش بسيطه ابدا، ادم وسط صحابه و جيرانه و اهله و مديرينه و محاط بالحب اللى عاش طول عمره محروم منه و الاهم من كل دول حمزه محاوطه بإهتمامه بكل تفصيله و ادم استسلم بكل الرضا اللى جواه..
, ادم ابتسم لانس و منير بفرحه: عقبالكم
, منير برّق: ايه ده؟ ادم بتاع كورسات الكأبه و خوازيق الجواز و الجواز زى المطر اوله خير و اخره طين، بيدعوا للتفاؤل؟ عجبت لك يازمت.
,
, ادم ضحك و منير رفع ايديه: لا ياعم اما اشوف بعينى النتيجه، ده انت يا ابن الكلب كنت قالب على رضوى الشربينى مقاس رجالى
, انس ضحكته راقت بصفا و عينيه راحت بتلقائيه على علا بعيد جنب هديه: لا انا صدقته خلاص
, ادم رفع حاجبه و غمزله و انس غمزله: بنقلدك يا عم، و لا هو انا زى المتطلقه ف الحزن مدعيه و ف الفرح منسيه؟
,
, هديه مبسوطه للحلم اللى شايفه اول خطواته بتدبدب قدامها، حنين معاها لحظه بلحظه و فاطيمه و بتغيب و تتنطط بهديه الصغيره و صحابها و الجو مرح جدا معاها..
, الفرح خلص و حمزه اخدهم ف عربيته و اتحرك للبيت و ادم خلى انس يوصل فاطيمه و عابد بعربية ادم..
, مجرد ما وصلوا البيت و بينزلوا لمح رحاب و امها و ابوها و اخوها حواليها و شكلهم بقالهم كتير هنا و الاهم شكلهم بيحاولوا يتحركوا بيها و هى بتعاند..
,
, ادم اخد نَفس طويل ف العربيه و حمزه بصله وراه: ادم خليك و انا
, ادم شاورله: لاء، الحوار ده لازم يستفض بقا
, نزل و حمزه نزل وراه و هديه نزلت بسرعه بعد ما فشلت محاولات حنين تمنعها..
, فاطيمه و عابد نزلوا و الكل اتلم قدام البيت..
, ادم بص لمصطفى ابو رحاب: لو مش عارف تحكم بنتك و مراتك زى العاده انا هضطر اتعامل
, مصطفى: يابنى و **** انا حاولت امنعها بس اتفاجئت بيها نزلت و توقعت اول مكان هتروحه هنا ف جيت و.
,
, ادم زعق: اوعى تفتكر انى مش عارف اتصرف معاها او اخد حقى، انا بس عامل حساب ان كان بينا عِشره و فاضل منها بينا بنت، لكن لحد كده و هنسى ف يوم انى دخلت بيتكم و هشيل بنتى من الحكايه و ساعتها محدش فيكم يلومنى
, رحاب استغلت انشغال ادم مع ابوها و اول ما لمحت هديه نازله من العربيه منظرها بالفستان الابيض جننها اندفعت بغضب و من غير كلام حاولت توصل لهديه..
,
, هديه الفستان كان مبطئ حركتها و هى استغلت ده و حاولت تجرجرها بعنف و مبتتكلمش و الغل بس اللى محركها..
, حنين قربت بسرعه تسلكهم لانها اقرب واحده لهديه ف اللحظه دى و الكل بيقرب..
, هديه الصغيره وقعت من ايد حنين او رخت من ايدها و رحاب شدتها منها بعنف..
, ادم بصلها بغضب و اتوتر للحظات انها تطالب بيها بس اتصدم اما لمحها بتبعد بيها ناحية سكة العربيات..
, ادم قرب منها بترقب: هاتى البنت.
,
, رحاب بصتله بكُره: انت قولتلى انسى انها بنتى و ان ليا بنت منك، و انا نسيت
, حمزه بيجرى ناحيتهم بجنون ادم صرخ و هو بيشاورلهم: محدش يقرب
, حمزه شاورله برفض: لا يابنى، لالا
, ادم زعق: قولت مش عايز حد معايا، محدش يقرب
, ادم بيقرب بحذر من رحاب و اما حركتها بتعنف بيضطر يقف: هاتى البنت بقولك.
,
, رحاب زعقت بغلّ: هتعمل ايه اكتر من اللى عملته؟ و لا انا هعمل ايه اجيبك بيه لعندى اكتر من اللى عملته؟ ده انا خسرت دينى عشان اجيبك على رآى امك!
, ادم زعق: غلطتى، انتى غلطتى يارحاب
, رحاب زعقت و ايديها بتتهز ببنتهم بجنون: كل الناس بتغلط، كل الستات ف بيوتهم بتغلط، امك غلطت، ابوك، مرات ابوك، حتى هديه بتاعتك، اشمعنى انا اللى اتحاسب لوحدى على غلطى؟
,
, ادم حاول يقرب بسرعه: دى بنتك يا رحاب، و انا لو قولتلك انسى ف ده عشان متدخلهاش ف حساباتنا اللى خلصت، انتى خدتى حقك من غلطى قبل ما اغلط و انا اخدت حقى ف هديه اللى مش عايز غيرها و سيبتك محاسبتكيش على غلطك عشان بنتك، دى بنتك يا رحاب!
, رحاب بصتله بإنتقام و شر و هى بتندفع بالبنت ناحية العربيات: و هتدفع تمن غلطتى، مش هى بنتى و انا غلطت! يبقى تدفع!
,
, ادم للحظه سنين عمره اللى عدت مرت ف لمحات سريعه قدام عينيه ف حركة رحاب ناحية العربيات ببنته، شاف فيها صوره بغيضه رفض حتى انه يفتكرها..
, مصطفى ابو رحاب بيحاول يقرب محاسن شدته بغيظ و وقفته: سيب الشملول يتصرف، مش فالح ف السرمحه و المحن خليه يشرب بقا
, رحاب بتتحرك بهديه بنتها قدام ادم اللى فتح عيونه بشر و بصلها: خليهالك، مش عايزاها و بتقولى بنتك؟ و انا مش عايز حاجه من ريحتك!
,
, رحاب للحظه وقفت بصدمه، ادم لغبط كل حساباتها، هى عارفه ان ادم روحه ف بنته و مهما حب هديه ف مش اكتر من بنته، ده حاول يضحى بحبه بهديه عشان بنته قبل كده ميظلمهاش و يضمنلها وجود ام بعد امه، و هو بنفسه و فاطيمه قالتلها كده، ازاى دلوقت بيضحى بيها بسهوله كده؟ للدرجادى عشق هديه!
, ادم استغل لحظات توهانها و قرب ف حركه سريعه شد بنته منها بلهفه و هى قربت بجنون بعد ما استوعبت رد فعله..
,
, حمزه قرب بسرعه و الكل بيقرب بحذر عشان سكة العربيات و رحاب حاولت تشد البنت من دراعه و هى بتصرخ فيه بغلّ و ادم عشان بنته معاه مش عارف يلجم حركتها فبيزقها بدراعه، مسكت دراعه بغلّ و استغلت لخمة حركته بالبنت و بإيديها الاتنين حدفته بعنف ع الطريق و هى رجلها قدامه اجبرته يتحدف ع الارض!
,
, ادم بيحاول يضم بنته اللى بتتشنج ف حضنه و بيمد ايده يسند ع الارض يقف بيها رحاب وقفت على رجله بغلّ: انت اللى وصلتنا لكده يا ادم، مش قولت انك خدت حقك بهديه و هى حقك اللى انت عايزُه، سيبنى اخد حقى انا كمان اللى انا عايزاه.
,
, ادم حاول يشد ايده من تحت رجليها و ايده التانيه ضامه بنته و ف محاوله عنيفه منه لسحب دراعها من تحت رجليها و هى بتضرب فيه برجلها التانيه بعنف ادم زقها بغضب و هى للحظه اتحدفت وراها على مكنه معديه بسرعه حدفتها على عربيه بعيد لبست ف قزازها و العربيه حدفتها بعنف قدامها و خبطتها و هى بتحاول تفرمل..
, الموقف مخدش دقيقتين و كل شئ خلص..
, الطريق وقف فجأه على صوت الحادثه و الكل قرب و امها وابوها جريوا عليها..
,
, امها صرخت فيه: و حياة امك لا اقتلك، و حياة امها لا ادفعك تمن رقدة بنتى دى
, ابوها و اخوها شالوها بسرعه بدون وعى كافى للى بيعملوه و حركتهم لها ف وضع زى ده و حطوها ف عربية اخوها و جريوا بيها ع المستشفى..
, حمزه و عابد و فاطيمه و حنين و الكل حاوط ادم اللى كان ببنته لسه ع الارض و متابع الموقف بذهول..
, حمزه كان اسرع واحد وصله و حاول يقف بيه: ادم
, ادم بصله بتوهه: انا مقتلتهاش.
,
, حمزه حاول يطمنه: هى هتبقى كويسه و تقوم، مش عشانا هى **** يسهلها، و لا حتى عشان بنتها اللى خاطرت بيها، بس ع الاقل عشان نفسها و ابوها و امها
, ادم رد بتهتهه: انا مقتلتهاش يابابا، مقصدتش
, حمزه حاول يوقفه تانى: عارف يا بنى، عارف
, ادم: هى، هى حاولت تحدفنى ف سكة العربيه ببنتى، هى، انا كنت بدافع عن نفسى
, حمزه معرفش يوقفه مره ورا مره ف نزل ع الارض جنبه: شوفتها، كلنا شوفناها يابنى.
,
, ادم بيتكلم بتبرير و ايده اللى بتحاول تشاور مكان الحادثه بتترعش: هى و ****، هى اللى حاولت، هى كانت بتجر رجلى ببنتى تقريبا، كانت بتهددنى ببنتى لحد ما جرت رجلى لهنا
, حمزه حاول يضمه اما لاحظ رعشته: **** ستر يا حبيبى، انت بخير و بنتك بخير، بنتك ف حضنك اهى
, ادم تبت فيه بضعف: كانت بتهددنى ببنتى، انا مبيعتهاش، مسيبتهاش لها، مكنتش هسيبها، انا كنت بحاول اضمن انها مش هتأذيها.
,
, حمزه هز راسه بفهم و هزة راسه عنيفه كإنه بيطرد افكاره و ملامح الماضى و باقياه من دماغه..
, ادم مسك ايد حمزه: بابا، بابا انت مصدقنى صح؟ انا لا يمكن اعمل كده يا بابا، مستحيل ائذيها يا بابا مهما حصل بينا، عشان بنتى اللى بينى و بينها، انا معرفش انها هنا، انا مقصدتش يا بابا هى اللى حطتنا ف موقف زى ده
, حمزه ملقطش من جملة ادم الطويله غير الكلمه اللى اتمناها من سنين بابا
, ابتسم بلهفه و هو بيرددها: بابا.
,
, عابد تمتم برضا: سبحان مقلب القلوب و مسبب الاسباب، سبحان ****
, ادم وقف و قرب من هديه الجامده بخوف مكانها و مجرد ما لمسها حسها بتترعش..
, ادم ضمها عليه بدفاع: انا مزقتهاش يا هديه، انا معملش كده حتى لو هى كانت ناويه ع الغدر بيا
, هديه دموعها نزلت و هو مسك ايديها اكتر: و **** ما غدرت بيها و لا اذتها حتى لو هى سبقت بالاذى من زمان، انا مش كده
, هديه هزت راسها بسرعه تطمنه و همست: عارفه
, ادم: مصدقانى؟
,
, هديه ضمته بدون كلام و هى اتنهد بصوت عالى ف حضنها..
, حمزه شال بنته و قرب منه و ادم بصله كتير اوى و من غير كلام ضمه بسرعه ببنته و اتقابلوا ف حضن طويل اوى لهفته كانت واضحه و صريحه..
, حمزه اتحرك بيه لهديه و قرب منها خلاه يضمها و اتحرك بيهم لجوه..
, وصلهم لشقتهم و هديه بصت لادم بتردد و همستله: لو عايز تروحلها
, ادم بصلها قوى: لو عايز اروحلها ايه؟
,
, هديه بصتله على هديه الصغيره و معرفتش تترجم شكل مشاعرها من غيره لحبها لبنته اللى خايفه تقف بينها و بين امها ف لحظات تكاد تكون الاخيره..
, ادم فهم شكل احساسها ف ابتسم: معتقدش انها محتاجه حد، بالعكس ممكن وجودنا انا و بنتى او حتى بنتى لوحدها يزودها اكتر ما يفيدها.
,
, حمزه قرب منهم: متشغلوش بالكم انتوا، حبيبة جدها معايا و مش هتسيبنى و زى مانا متكفل بيها ف متكفل بكل حاجه تخصها، هتابع الموقف و اى جديد انا كفيل بيه
, ادم هز راسه برضا و حنين فتحت باب الشقه و بتدخل ادم زق هديه و قربلها بغيظ: ايييه؟
, حنين رفعت حاجبها: ايه؟
, ادم بص لحمزه اللى ضحك و بصلها: داك اواه منك له لها له للشارع كله، يلا من هنا، بطّلنا اللى يعطلنا
, حنين بصتله بغيظ: ع الاقل هساعدها ف الفستان و الطرحه.
,
, ادم سحب دراعها بغيظ ركنها جنب حمزه: و انا اتشليت مثلا؟
, حنين بصت لحمزه اللى بيضحك: شايف ابنك؟ انا اصلا كنت هساعده، الفستان تقيل كنت هقلعهولها
, ادم شد هديه عليه و هو بيتحرك: قال تقلعها الفستان قال، ده انا متجوزها مخصوص عشان اقلعها
, هديه برقت و هو ضحك بصوته كله و شدها لحضنه،
, ضم هديه عليه ف حضن طويل اوى و دخل شقتهم و هو ف حضنها و مجرد ما دخل زاد ف ضمته اكتر و اكتر كإنه بيدخّلها جواه..
,
, عابد برا نزل بحمزه و حنين لحد الدور بتاعهم و ابتسملهم و هو بيفتح الباب..
, حمزه اتردد بحرج يتكلم و عابد اغناه عن الكلام اما فتحله السكه: يلا اكيد مش هقول اتفضلوا ف بيتكم
, حمزه بص لحنين و دخل مبتسم و هىبصت لفاطيمه بحرج: معلش حمزه مش عارف يسيب ادم لحظه، خاصة بعد اللى حصل
, فاطيمه ابتسمتلها بعتاب: انتى بتستأذنى بجد ف بيت ولادك؟ و **** عيب.
,
, دخلوا و الكل ببتكلم و يعيد ف تفاصيل اليوم ما بين الفرح و الحادثه و حمزه ساكت تماما، مش قادر يمنع نفسه يربط الحاضر بالماضى، مش عارف يبطل يفكر ف اللى حصل دلوقت و اللى حصل زمان خاصة انه شاف توهة ابنه و تغييره كلياً حتى ف نظرة عينيه له، رحاب انهارده كانت امينه بكل تفاصيلها، كانت امه ف شرها، ابنه كان هيعيش معاناته، وجعه، ياترى القدر انهارده بيرجعه لورا خطوات و لا هيزقه لقدام يساعده! و القدر كان بيعمل ايه مع حمزه انهارده! بيساعده و يسد الفجوه بينه و بين ابنه و لا بيكبرها!
,
, عابد لاحظ سرحانه ف خبط على ايده برزانه و ابتسم..
, حمزه ابتسم بحرج: مش عارف اذا كان اللى حصل انهارده ده وقته و لا مش وقته! و مش عارف اللى هقوله ده كمان وقته و لا لاء، لكن ادم عاش نفس الموقف لتانى مره و مش قادر استوعب هو ممكن يكون حس بإيه.
,
, عابد ابتسم اما فهم انه مش قادر ينطق ان **** خلى ادم يعيش نفس موقفه عشان يحل الامور بينهم: لا وقته، **** مبيسبش اصحاب النوايا السليمه يا ابو ادم، ادم كان لازم يعيش الوش التانى للحكايه طالما مشافهوش و سمعه و مصدقهوش
, حمزه بصله بدفاع: انا مش شمتان ف ابنى، انا مكنتش بتمناله يتحط ف موقف زى ده ابدا
, عابد: عارف
, حمزه: انا فخور بيه انه طلع احسن منى، عمل اللى مقدرتش اعمله، حافظ على بنته.
,
, عابد: عارف، و اعتقد ادم استوعب ده
, حمزه بصله بلهفه: مكنتش متخيل انى اسمع منه كلمة ابويا تانى، فكرت اقرب من بنته عشان ادخله من ناحيتها، فكرت ادخله من ناحية بنتى انا، من ناحيتكم، من شغله من ناحية الدكتور اما رجعتله، من اى حاجه لكن متخيلتش ان **** هيتدخل بالطريقه دى و ف الوقت ده و يحلها بالسلاسه دى.
,
, عابد ابتسم: مش كل الأمور بتتحل بالتفكير و المنطق و تربيط الحاجات ببعض و الورقه و القلم، في امور اكبر و أوسع و اشمل إسمها الفرج و المخرج الإلهي، اللي هو فوق حدود عقلك و عقل اى حد حكيم بترجعله حتى لو دكتور و مفاتيحها عند رب العباد، عشان كده قبل ما ترجع لحد ارجع لرب الكل و هو قادر على كل شئ
, حمزه تمتم بلهفه: و نعمه ب****.
,
, حنين قعدت جنبه بقلق: قلقانه على ادم، طالما انت فكرت بالشكل ده يبقى هو كمان زيك، تفتكر عامل ايه؟
, حمزه غمزلها و هو بيهمس بمشاكسه: عامل ايه؟ ده زمانه عامل عمايل
, حنين برّقت على حالته اللى اتبدلت و هو رفع وشه بمرح: ابن الوز بقا
, حنين همست بغيظ: ابن الجزمه قصدك.
,
, ادم ابتسم لهديه قدامه و هو عينيه تايهه ف كل تفاصيلها، فستانها، طرحتها، مكياجها الهادى و فوق ده كله لخمتها وسط كل ده..
, ادم قرب يضمها: يااااه، أخيرا يا حبيبتي اتقفل علينا باب واحد لوحدنا
, هديه ضحكت بخوف و شاورتله بتحذير بشكل مرح: طب من اولها كده نزل إيدك بس و بطل شغل الأوتوبيسات الحقير اللي كنت بتعمله زمان ده
, ادم رفع حاجبه: أوتوبيسات إيه يابنت الصرمه هو انا شاقطك ورا مصنع الكراسى؟
,
, هديه رفعت فستانها بإيديها الاتنين بشكل كوميدى و هى بترجع لورا: ده مش سبب انك تغشنى يا سطى
, ادم برّق: اغشك و اكدب عليكى؟ هى طالبه معاكى نكد و ده مزاجك؟ و لا دى هرمونات؟
, هديه ضحكت بخوف و هى بتجرى اول ما قرب: أيوه قولتلي تعالي شوفي امى عشان عيانة أوي و جيت ملقيتش حد، انا طبعا متخيلة اللى هيحصل بعد شوية.
,
, ادم برّق: بت انتى اشتغلتى ف شقق مفروشه من ورايا؟ انتي كنتي لازم تتخيلي اللي هيحصل اصلا من الأول يابنت الصرمه، هو انتي كنتي فاهمة اننا كنا بنجرى ورا بعض عشان نخس و لا ايه؟
, هديه ضحكت بنهجان: عادى عشان اسميك الاكس بتاعى و اتفشخر قدام صحابى و ننبسط شوية و خلاص
, ادم غمزلها بجراءه: طب ما احنا هننبسط بردوا، ده انا هنا عشان ابسطك ياسطى.
,
, هديه تنت رجلها بالفستان و رفعتها: لو قربت هضربك ف حته مكنتش تحب تضرب فيها و اعورك
, ادم ضحك بغيظ: كده هتعورى نفسك يا روحى
, هديه جريت بتضحك: الليلة السافله اللي انت ضاربلها نص فدان حشيش دي انت هتقضيها ف فك البنس اللى ف شعرى اصلا
, ادم رفع حاجبه: بنس ايه انتى مركبه باروكه ياروحى تحت الطرحه؟
, هديه كل ما يقرب تجرى بضحك: ملغمة شعري بنس تحت الطرحة، عشان تبقى تطرد حنون تانى.
,
, ادم كعمش وشه بغيظ و هو بيقرب من راسها يفك الطرحه او يحاول: منك لله انتى و حنون، ده انا كده هقضي شهر العسل ف راسك، ده انتى لو تين شوكى مش هتبقى مغرّزه كده
, هديه ضحكت بشكل متدارى: بتحب التين؟
, ادم زق راسها بغيظ: لأ كرهته
, هديه كتمت ضحكتها: ينفع تاكل التين الشوكي بسهوله من غير ما تتعب و تتشوك و تقشر؟
, ادم زق راسها تانى بغيظ: مبحبوش.
,
, هديه بتضحك بصمت: لازم تعاني و تتمرمط و تبذل مجهود عشان تحس بقيمته و انت بتاكله
, ادم ضربها بغيظ على قفاها حدفها قدامها: أعاني ليه انا مبحبوش يا بنت الصرمه
, هديه اتعدلت بغيظ و هى بتفرك قفاها: و متبوظليش الأمثلة بتاعتي تانى
, ادم شدها من قفاها تانى و كمل فك الدبابيس بغيظ: حاضر
, هديه بصتله بجنب وشها بغيظ: فى حاجه لازم تعرفها، من اولها كده ممنوع ضرب قفايا تانى
, ادم: بقية جسمك عادى؟
,
, هديه لفّت وشها: الا قفايا، ممنوع تلمسه، ممنوع تلمس اى حته ف جسمى
, ادم عض بوقه: ده انا جاى عشان المس، ده انا هقضيها لمس، ده انا رايح جاى هلمس و افعص لحد ما تلمسّى كهربا و تمشى تنورى كده
, هديه جريت منه بتضحك بخوف: حاجة كمان لازم تعرفها
, ادم ضحك غصب عنه: هاا؟
, هديه: انا متقلبة المزاج جدا
, ادم مسكها من قفاها رفعها: لا مزاجك المتقلب ده تتقلبى بيه على سريرك، فاكره؟
,
, هديه ضحكت بغيظ من مسكته: كده؟ طب ماشى مش لاعبه، طلقني
, ادم برّق: نعم؟
, هديه ضحكت بمرح: دي لسه أول بروة، عود نفسك انك هتسمع الكلمة دي كتير بعد الجواز، انا اصلا متجوزاك عشان اقولك طلقنى
, ادم عض بوقه بغيظ و هو شايفها بتلهيه: حاضر حاضر، بكره الصبح هطلقك انتى و امك و ابوكى و عم عبده و كريمة السكرتيره
, هديه بمرح شارتله بصوباعها و رافعه فستانها بإيدها التانيه: انت كجوزي لازم اعتمد عليك في كل حاجة صح؟
,
, ادم برّق للفستان اللى رافعاه يغيظها: ايه ده انتى جايه من بلدكوا بالكالسون؟
, هديه سابت ايدها بسرعه نزلت الفستان بضحك: متغيرش الموضوع، عايزة أسألك سؤال
, ادم قرب بمشاكسه باسها من خدها، رجعت لورا بسرعه قرب اكتر باسها من خدها التانى و كل مابتبعد بيبوسها بمشاكسه من حته من وشها..
,
, هديه بتتكلم من بين ضحكها بمحايله: لو صحيت في يوم لقيت الحكومة نسيت ان النهارده عيد الشرطه بتاعكم و حكموا عليكم افترا تروحوا شغلكم عادي، دا يبقى إيه؟
, ادم رفع حاجبه: لا دي تبقى قلة ادب
, هديه ضمت وشها ببراءه بتضحك: شكرا، احفظ بقا كل الأعياد الرسمية بتاعة علاقتنا، عارف كل تاريخنا القذر ده؟ احفظه صم
, ادم رفع حاجبه: احفظهم ليه هو انا همتحن فيهم الصبح؟ انا اصلا كنت ساقط تاريخ.
,
, هديه ضحكت بغيظ: شكرا مس لاعبه، طلقنى
, ادم ضربها بغيظ على قفاها اتحدفت قدامها: ما تبس يا بنت الصرمه بقى
, هديه ضحكت بنهجان: معلش اصل حبيت الكلمة أوى
, ادم ضحك بيأس: حاضر هحفظ تواريخنا
, هديه: لو نسيت تاريخ واحد هخليه تاريخ وفاتك، انا معنديش أخلاق في النهايات خد بالك، بص معنديش أخلاق عموما
, ادم حط ايده ف وسطه: ممم
, هديه بتضحك بيأس: عايزة اقولك حاجة كمان
, ادم: هاا
, هديه: انا رسمالك صورة جاحده ف خيالى.
,
, ادم زكز على سنانه: اسمها جامده
, هديه: انت صح، بس متعودش نفسك تصححلي حتى لو بعك
, ادم حط ايده على راسه: عنيا
, هديه ضحكت بنهجان: ميرسي، طلقنى بقا
, ادم ضربها على قفاها جامد: يا بنت الصرمة
, هديه ضحكت بمحايله: شووفت انت زهقت بسرعه ازاى؟
, ادم: مزهقتش
, هديه: مش عايزك تمل بسرعه
, ادم بيقرب: حاضر
, هديه بترجع بضحك: و تمعلشنى كتير، بسبب بقا و من غير سبب
, هديه بتضحك بخوف: لازم تعرف ان الحب بقا زي البتنجان لازم تقوره بالاهتمام.
,
, ادم رفع حاجبه: يعني إيه؟
, هديه مثلت البراءه بضحكتها: معرفش بس حسيت اني محتاجة اقول حكمة ف قواعد ليلة الدخله
, ادم ضحك بغيظ: ههتهم بيكي حاضر، هتابعك خطوة بخطوة، بصى هقرفك
, هديه ضحكت بغلاسه عليه: البتنجان بقى لما بتكبسه جامد بيطفح الرز و هو بيستوى
, ادم رفع حاجبه: و دي حكمة برضو؟
, هديه شاورت ببراءه كاتمه ضحكتها: لا دى معلومة ف المحاشى عادى
, ادم ضحك بغيظ: خلاص مش هضغط عليكي بالاهتمام.
,
, هديه: لا تهتم بقا اد ما تقدر، الاهتمام مبيتطلبش انا عارفه
, ادم بيقرب بخبث متعمد بطريقه مغريه: عينيا
, هديه لزقت ف الحيطه: بس انا بطلبه عادى
, ادم غمزلها: ده انا رايح جاى ههتم بيكى، ده انا هخليكى تهتمى على نفسك، نفك البنس بقى؟
, ادم بيقرب اكتر بمكر: حاضر
, هديه شاورتله بغُلب: مبحبش الدلع، مبعرفش اعمله، مليش ف الاغراء
, ادم عض شفايفه بعبث: امال انتى بتعملى فيا ايه دلوقت؟ شاى بالنعناع؟
,
, هديه ضحكت غصب عنها: مليش ف لبس البنات
, ادم غمزلها: و لا البكينى؟
, هديه ضحكت بغيظ و هو غمزلها بمرح: بكينى و لا تغدينى
, هديه ضحكت بيأس: انت كده وافقت على كل شروطي؟
, ادم ضحك بإنتصار: اه و ممكن امضيلك على ورق
, هديه برّقت: يعنى انت مش متضايق مني؟
, ادم بيفك الطرحه و يرميها بخبث: خاااالص
, هديه جريت بضحك: يعني مفيش فايدة؟
, ادم غمزلها بملاغيه: و لا فى ادب.
,
, هديه جريت ناحية الحمام: طب بص بقى يا سطى والنبي ابوس إيدك بلاش الحاجات اللى ف دماغك دى انا بنت ناس و ****، انا كنت عايزة اطل بالأبيض بس
, ادم برّق: كلمه كمان و هكفّنك بالابيض
, هديه ضحكت بتنهج بمحايله: و **** ياسطى ماكنت عايزه حاجه غير انى اطل بالابيض و ارقص شوية مع اصحابى و ناخد كام صورة، مكانش ف دماغي و **** إن الموضوع هيوسع أوي كده، أبوس إيدك والنبي ياسطى اعتبرني زي اختك وانا هعيش بلقمتى.
,
, ادم ضحك غصب عنه و هى استغلت ضحكه و جريت ع الحمام و قفلت..
,
, رحاب اتنقلت المستشفى و ابوها و امها و اخوها معاها و الكل منتظر اى حد من الدكاتره اللى من الليل معاها فالعمليات يخرج يطمنهم..
, الدكتور خرجلهم بتعب و الكل قرب منه: حالتها صعبه و اللى صعّبها زياده الحاله اللى جيبتوها بيها
, محاسن ردت بغضب: منه لله ابن الكلب جوزها، هو السبب، زقها قدام العربيه
, مصطفى سكتها: اسكتى بقا خلينا نتطمن ع البت اهم.
,
, محاسن زعقت: و دينى ما هسيب حقها المرادى، و **** لافضحه و امرمطه ف المحاكم
, مصطفى سكتها بالعافيه و بص للدكتور بتوتر: طمنى يابنى اللهى لا يسيئك و ملكش دعوه بيها
, الدكتور: انا اقصد ان الحاله اللى جيبتوها بيها كانت غلط، جيبتوها بشكل غلط، المفروض مكنتش تتحرك بالشكل العنيف ده و لا بالطريقه اللى جيبتوها بيها دى، حد يشيلها و ينقلها
, مصطفى: يعنى ايه؟
,
, محاسن: امال هنجيبها مشى؟ انت مش شايفها غرقانه ف دمها ازاى و سايحه ف دمها و دماغها مفتوحه؟
, الدكتور: ماهو عشان كده بقولك اتصرفتوا غلط، الخبطه ف دماغها ف مكنش المفروض تتحرك من مكانها و لو سانتى واحد و تطلبوا الاسعاف.
,
, ابوها بصله بترقب و الدكتور هز راسه بأسف: و للاسف ده عملها مضاعفات مبالغه، زود النزيف بغزاره و خلانا سيطرنا عليه بالعافيه بعد تدخل جراحى و عشان كده للاسف ده اثر على بعض اعضاء جسمها ف استقبالها لاشارات المخ
, فريد اخوها رد: زى ايه؟
, الدكتور: لحد دلوقت منقدرش نحجم الخساير بالظبط، لكن لحد دلوقت رجليها اللى اتأثرت و عينيها
, محاسن شهقت بصدمه: رجليها؟ يعنى اتشلت؟
,
, مصطفى مسك ايدها و بص للدكتور: يعنى ايه لحد دلوقت؟
, الدكتور: اقصد اما تفوق هنطمن عليها بشكل تفصيلى بالملاحظه و بالاشعه، بس تفوق
, فريد: هى مفاقتش؟ هتفوق امتى؟
, الدكتور: **** اعلم، هى دخلت ف غيبوبه نتيجة الحركه الغلط منكم لها بعد الخبطه و **** اعلم هتفوق امتى
, الدكتور سابهم و اتحرك و محاسن بتزعق و هى بتتحرك وراه: يعنى ايه **** اعلم هتفوق امتى؟ و انت لازمتك ايه يا دكتور البهايم انت اما مش عارف هتفوق امتى؟
,
, مصطفى قعد بتعب و فريد وقف ساكت و محاسن رايحه جايه بجنون و مش عارفه تتقبل اللى حصل بأى شكل و بتزعق بس!
,
, ادم مع هديه قرب منها و هى خارجه من الحمام ببرنس و غمزلها: يا اللي انتي نعمه ****، إنتي البريئه الفاتنه، و المستحيله الممكنه، من نسل ادم زينا، و لا انتي مين؟
, هديه خبت فرحتها بإغراء: انت بتعلقنى يالا؟ ده انا مراتك
, ادم غمزلها: انا من ناحية هعلقك ف هعلقك، سنتين يا مجرمه بلف حوالين نفسى
, هديه ضحكت برقه: خليهم سنتين و دقيقتين و اطمن على حمزه و حنون يا ادم.
,
, ادم غمزلها و هو بيقربلها: مساء البندق قلبك ليه لوحدى مش فندق
, هديه دارت ضحكتها بدلع و هى بترجع لورا: اييه؟
, ادم قرب اكتر بملاغيه و بص للبرنس يرخم عليها: خدى بقا القبيح، مساء الجبنه الرومي ع اللي نفسي يقلعنى هدومي
, هديه جريت بسرعه بتضحك بنهجان: اثبت يالا
, ادم غمزلها: اقولك نكته قببحه؟
, هديه بتشاور براسها لاء بضحك و هو غمزلها بجراءه: ليه؟، بكره تجيلى ملط و اقولك بطلت.
,
, هديه تمتمت بمرح و هى بتعدى من جنبه للمرايا: سرسجى اوى
, ادم غمزلها ف المرايه من وراها: طب ايه؟ ده القلب اشتكي من قله الهشتاكه
, هديه ضحكت بغيظ و هو غمزلها: يا واخد قلبى مش هتجى تقعد جنبى؟
, هديه ضحكت برقه: المفروض كنت سميت روايتنا ادم السرسجى مش ادم القائد، مش الباشا سرسجى بردوا؟
, ادم عضلها بوقه بملاغيه: لا ده محسوبك لطفى، اللى بينور و يطفى
, هديه جريت من قدام المرايه لوراه بضحكة خوف: يعنى ايه؟
,
, ادم غمزلها: يعنى ادفع اربع الاف و انط تحت اللحاف
, هديه بترجع لورا خبطت ف السرير: اعقل يا دومى، احنا لسه قدامنا شهر عسل، مش انت هتودينى شهر عسل؟
, ادم هيقرب وقفت جرى ع السرير، طلعلها ف نطت ع الارض: لا انا مش محتاج شهر عسل لان انا هعيش مع العسل
, هديه ضحكت بخوف من حركاته و جريت ع السرير: طب ممكن اريح شويه؟
, ادم غمزلها: مسيرك يا ارنبه تيجي ع المرتبه.
,
, هديه ضحكتله بمحايله: اسمع كلامى و تعالى نريح شويه الليله، متبقاش زوج عاق
, ادم رفع حاجبه: زوج عاق؟ لا جديده دى
, هديه ضحكت بخوف: انا قولت لحمزه امضى بقلم رصاص، عايز ايه يا ادم؟
, ادم نزل وراها بإغراء و ابتدى يفك بدلته و القميص اللى قصد يفضل بيها لحد ما تخرج من الحمام: ده سؤال بردوا يتسأل لعريس ليلة دخلته؟
,
, هديه ضمت عيونها اللى رغم انها بتمثلهم بخوف الا انها مش عارفه تدارى فرحتهم و الاهم ضحكتها: انت بتعمل كده ليه يا حبيبى؟ انا هتجوز حمدى الوزير بجد و لا ايه؟
, ادم حدف جاكت البدله وراه ع السرير و بيتكلم و هو ببقربلها: جه وقت الحساب
, هديه ضحكت بغُلب: حساب ايه؟
, ادم غمزلها: اكيد مش حساب مثلثات يعنى، ما تصحصح يا هدهد الجناين ده الماتش انهارده للدورى و الموسم بيبتدى
, هديه شاورتله بضحكه: انت اخرك معايا 170 ثانيه.
,
, ادم رفع حاجبه: و اشمعنى 170؟
, هديه ضحكت غصب عنها: عدد مباريات حسام حسن مع المنتخب، اصلى بعشق امه
, ادم قرب منها بغيظ: و بتقسمى كمان يا بنت الصرمه؟
, هديه جريت بخوف: ادم انا خايفه
, ادم قرب تانى بمشاكسه: اوعي تخاف هنجيب اهداف
, هديه ضحكت بمحايله: عايز ايه يالا؟
, ادم غمزلها: هاتى بوسه يا بت
, هديه ضحكت بمحايله: انت ممكن تقولى كلام حلو ع فكره.
,
, ادم عض بوقه و هو بيحاوطها بعد ماوصلت للدولاب وراها ف سندت عليه: لا انا ممكن اقول كلام عيب
, هديه ضربته ف بطنه: اثبت مكانك يالا لا اشقك
, ادم صرخ بإصطناع بعد ما ضربته و جريت و لف وشه لها: هو يستحيل بعد العنف ده يا مجرمه يحصل اى عيب
, هديه ضحكت: ادم، ادم احنا بقالنا اد ايه مع بعض؟
, ادم رفع حاجبه: انتى هتطلعيلى بطاقه؟
, هديه شاورت ف وشه بعنف مصطنع: ولا
, ادم حط ايديه ف وسطه: دخلنا ف سنتين.
,
, هديه ضحكت بخفه: طب احنا ف السنتين دول عمرك اتحمرشت بيك؟
, ادم قلب بوقه: و لا عمرى قفشت بوسه مشبك
, هديه رجعت شاورتله بعنف مصطنع: كنت نشرتلك بالمشبك ده غسيلك الوسخ
, ادم قرب من السرير و هى اتعدلت بسرعه على رُكبها عليه: طب ايه؟
, هديه ضحكت بخوف: ايه ايه ينفع بعد الصيام ده كله نفقد ايمانا و نفطر على فسق استغفر ****؟
, ادم هز راسه بغيظ: لا عندك حق اه
, هديه قعدت و ربعت ع السرير بضحك: هنكفر و لا ايه؟
,
, ادم قرب منها و هى رجعت بسرعه نخت على ركبتها: ولا اثبت مكانك هقولك كلام عيب
, ادم شاورلها بمشاكسه: ايييوه اثبتى على القناه دى يا ستو انا، انا عايز العيب بقا
, هديه حدفته بالخداديه: اه يا مجرم
, ادم وهمها انه هيحدفها بالخداديه خلها غمضت عيونها و ميلت ع السرير و هو حدف نفسه بدل الخداديه: اموت ف الاجرام
, هديه خبت وشها ف حضنه: هتعمل ايه يا مجرم؟
, ادم لف وشها له بدلع: هادفع اتنين جنيه واخد اللي ايدي تيجي عليه.
,
, هديه ضحك بأنوثه ضحكه عاليه و هو ضمها ع السرير برحوله و ضحك برجوله: ياحلاوتك يافايزة اما تكوني عايزة.
,
, حمزه صحى من النوم لاول مره من سنين طويله براحه
, كانت غايبه عنه و رجعت مع الغايب..
, اتلفت على حنين لحد ما لمحها مكوّره على نفسها على كرسى انتريه جنب البلكونه و شكلها معيط..
, حمزه ابتسم بحب و وقف راح جنبها ميل ع الارض جنب الكرسى و مد ايده رفع شعرها و ابتسم..
, حنين حاولت تبتسم: عايزه اتطمن على عيالى يا حمزه.
,
, حمزه ابتسم بمشاكسه: ليه جو عبله كامل ع الصبح ده يا حنون؟ ده بنتك فوق دماغنا؟ ده انا سامع صوتهم طول الليل و هموت و ابلغ عنهم
, حنين ضحكت غصب عنها و هو ضحك معاها بفرحه: الكلب قفل فونه و اختصر، منعت نفسى بالعافيه اطلعله ارخم عليه
, حنين ضحكت برقه: حرام عليك يا مفترى
, حمزه ابتسم: قلقانه على مين بس؟ دى عيال مش متربيه و طالما معرفوش يتربوا مع بعض يبقى هيربوا بعض.
,
, حنين ضحكت تانى بخفوت: انا عايزه اتطمن على بنتى انا متعودتش زيك ابعد عن بنتى
, حمزه غمزلها: تلاقيها ف حضن ابنى
, حنين ضحكت من وسط دموعها: على فكره انت كده بتغيظنى و المفروض انك بتواسينى
, حمزه ضحك بخفه: اواسيكى ايه هى مسافره السعوديه؟
, هديه اتقلبت ف السرير و قبل ما تفتح عيونها دراعاتها اللى بتفتحهم ضموا ادم بعفويه منها..
, فتحت عيونها و كانت اول حاجه تلمحها عينيه المتعلقه بيها..
,
, حبت تهزر بس نظرته كانت كفيله تسكت شهرزاد عن كل الكلام..
, ضمها برقه و ابتدى يخطف عقلها ف لحظات مجنونه بتروح و تجى بين العنف و الرقه برعاية جنونهم..
, ادم همس ف حضنها: ليه حاسس انى اول مره اقولك انى بحبك؟
, هديه همست برقه: و كإنى اول مره اسمعها
, ادم رفع وشه فوق وشها بعشق: هحبك اكتر من كده ايه بس يا هديه؟
, اتعدلوا على صوت خبط ع الباب و ادم كز على سنانه بغيظ..
, وقف بيلبس هدومه: و **** لو امك لا اكرشها.
,
, هديه ضحكت اوى بطفوله: و لو امك؟
, ادم خرج بغيظ: و النبى لو ام الدنيا حتى
, كان متوقع انه لا امه و لا امها ف غمض عينيه و هو بيفتح و معرفش ميبتسمش..
, حمزه رفع حاجبه و مسك وشه المغمض و حرّكه يمين و شمال بطريقه مضحكه: انت هنجت من اول ليله؟ يا فضيحة الصعيدى اللى جواك
, ادم ضحك غصب عنه و وسعله و حمزه دخل و ادم ساب الباب لحنين اللى شويه و طلعت..
, حمزه قرب منه و غمزله: هاا؟
,
, ادم ضحك بملامح صافيه اوى و حرك ايده على وشه..
, حمزه ابتسم بمرح: لا، من اول القصيده يا سلوى
, ادم ضحك بصفا و حمزه ابتسم لملامحه اللى كإنها اتبدلت من امبارح لانهارده و رجعت لصفاها و هدوئها..
, هديه لبست و طلعتلهم و حمزه ابتسملها بحب و قبل ما يقف قربت بلهفه ضمته و استخبت ف حضنه..
, حمزه معرفش يقول حاجه غير انه ضمها اوى و بتلقائيه ادم رفع دراعه التانى و لف نفسه بيها و ضمه هو..
,
, حمزه بصله قوى و بص لإيده اللى بتضمه و شافه لسه بيرجع دلوقت من سكة سفر مكنتش اكتر من مجرد رحله بعيده و خلصت..
, اتعدل و ضمه لحضنه و اتقابلوا ف لحظات فيها من الحب يمحى سنين عجاف..
, هديه رفعت وشها و شافتهم و ابتسمت..
, حمزه رفع وشه و مسك وشه بحنيه: مبروك
, ادم حاول يرد بمرح: قولها هى مبروك عليكى انا.
,
, حمزه ابتسم: هى من انهارده بتاعتك، خد بالك منها يا ادم، النبى قال اتقوا **** ف الضعيفين، المرأه و اليتيم، انت واخد اغلى حته عندى بعدك، و الحته الضعيفه كمان
, عيشت السنين اللى فاتت بحلم اتطمن عليها و انت اللى هتطمنى عليها ف السنين الجايه
, ادم غمزلها: **** يسهله يا عم، الحكومه معاكى
, هديه ضحكت برقه: هتكش؟ هتهرب تانى تروح فين بقيت محاصر؟
,
, حمزه كان فاهمها بس ابتسم بمرح لادم: تكش؟ تهرب؟ ايه ده انت اعملك كمين و لاايه؟
, ادم غمزله: لا يا قائد ده اللى ماشى ف السليم ميخافش من الكمين
, هديه ضحكت اوى: احيييه
, حمزه بصله بطرف عينيه عليها و ادم شدها بغيظ: بت
, بيرفع وشه شاف حنين متابعاهم من ع الباب ف وقف و اخدها ف حضنه و دخل بيها..
, بصلها بطرف عينيه: اوعى يكون الحضن ده كمين يا حنون؟
,
, حنين ابتسمت بدموع و هى بتبوسه: انا بحبك يا حمار، بطل تعاملنى على انى حما و انا هبطل ارخم عليك
, حمزه ضحك عليهم: يا بنى ماقولتلك، الستات زى العصافير لو زعقتلها تطير
, ادم رفع حاجبه: دى ناقلها من على انهى توك توك دى؟
, عابد كان اتفق مع حمزه يطلعوا هما لادم يطمنوا عليهم و هو هيروح لرحاب عشان خاطر بنتها اللى بينهم و كمان يشوف جرالها ايه..
, وصل المستشفى و سألوا على اوضة رحاب و طلعوا..
,
, فاطيمه بصتله بضيق: معرفش ليه مخلتناش نتطمن على ادم الاول؟
, عابد ابتسم: ياستى ماحنا هنروحله، هو احنا هنبات هنا؟
, فاطيمه بصتله بغيظ: يعنى اتطمن على الست رحاب قبله؟
,
, عابد: ابوه حابب يقعد معاه قاعده صافيه بعد اللى حصل امبارح، اليوم امبارح من اوله لاخره قلب مشاعرهم و لغبطها، الفرح و شوفة ادم لابوه حواليه و فرحته بإبنه الوحيد و فخره بيه، فرحة ادم اكيد صفت قلبه من بقايا الماضى، و اللى حصل اخر اليوم ظهر الماضى من جديد بشكل تانى، فكرهم بحاجه عاشوها هما الاتنين بس و اعتقد دلوقت محتاجين يبقى هما الاتنين بردوا بس لوحدهم.
,
, فاطيمه هزت راسها و مجرد ما وصلوا قطع كلامهم ام رحاب اللى وقفت بهجوم ناحيتهم..
, محاسن زعقت بغضب: جايين ليه بعد اللى المحروس ابنكم عمله ف بنتى؟ جايين تشمتوا؟
, عابد: لا حول و لا قوة الا ب****
, مصطفى وقف حلّق بينهم: استهدوا ب**** بقا، ام رحاب
, محاسن بتحاول تبعده و بتشاورلهم: لا اطمنوا بنتى بخير و هتفضل بخير غصب عن المحروس، هتفضل عشان تفرسه و تقعد على قلبه
, عابد: طب الحمد لله
, محاسن: الحمد لله ان بنتى تعبانه؟
,
, عابد: ياستى الحمد لله انها بخير و انتى اللى قولتى
, محاسن شاورتله بغضب: المحروس بعتكم تشمتوا فيها ولا بعتكم تطمنوا انها مش هتوديه ف داهيه و قامت؟ بلغوه ان و حياة امى انا مش امه هو لا انا اللى اوديه ف داهيه
, مصطفى حاول يرجعها لورا و هى بتشاورلهم: و حياة امه لا اعمل فيه بلاغ و اوديه ف داهيه، هفضحه ف شغله و ف الحته اللى هو فيها و ف كل مكان.
,
, قطعت كلامها و هى شايفه ان ادم بيقرب مع حمزه ف راحت عليه بهجوم: جاى تتمسكن و ساحبهم وراك و لا خيل الحكومه؟ طب و حياة امك ما هتفلت منها، هوديك ف داهيه
, ادم رد بجمود: و انا مش جاى الا عشان بنتى اللى وعدتها انى هبقى جنبها و اعوضها و مش هحرمها من حاجه انا اتحرمت منها حتى لو الحاجه دى متستاهلش.
,
, محاسن زعقت: و بنتك دى انا اللى هحرمك منها مش انت، هرفع عليك قضيه ضم حضانه و اخدها و اشحتفك عليها و هبهدلها زى ما بهدلت بنتى و اللى عملته ف بنتى هورهولك بعينك ف بنتك
, مصطفى زقها لورا بنفاذ صبر و بص لادم و ابوه: اعذرونا احنا من امبارح مش مستوعبين اللى حصل
, ادم هز راسه بتفهم: و انا هنا زى ما قولت عشان خاطر بنتى خاصة انى عرفت من ابويا ان ابويا عابد هنا و هو جار ف جيت عشانه و عشان الاصول.
,
, مصطفى هز راسه بقلة حيله و حمزه بصله بشفقه: الدكاتره طمنكوا؟
, مصطفى هز راسه بعجز و حكالهم كلام الدكتور..
, ادم بصله شويه: انا مقصدتش ائذيها، هى اللى بدأت بالاذيه، كانت جايه و ناويه ع الغدر و عارفه بتعمل ايه، انا مجرد رد فعل
, مصطفى هز راسه: عارف يابنى
, ادم بصله بإستغراب لهدوء رد فعله ناحيته..
,
, مصطفى معرفش يبتسم: انا مش معاشرك من امبارح و لا من ايام عشان اشك ف اخلاقك يا ادم، انت صحيح مش ابنى بس انا اعتبرتك كده و صحيح انا مشوفتش تفصيل اللى حصل عشان كنتوا عديتوا الرصيف لسكة العربيات بس انا واثق فيك
, ادم بصّله كتير و تاه ف كلامه، مصطفى اداله درس كان محتاجله اوى، مجرد انه بيعتبره ابنه وثق فيه حتى لو مشافش، بقا مصطفى اللى يعلمه الثقه!
,
, قطع تفكيره صوت محاسن اللى بتقرب مع ظابط و بتشاورله و بتتكلم بغضب..
, ادم اخد نفس طويل و مسك ايد حمزه قبل ما يتحرك..
, الظابط قرب و محاسن بتتكلم: اهو جله برجليه، جاى بعد عملته السوده يتطمن بنتى ماتت و لا لسه، يشوف نفسه رايح ف داهيه و لا لاء، بس بعون **** مش هسيبه الا و هو ف السجن
, الظابط بص لادم و ابتسم بإحترام و ادم هز راسه..
, حمزه حاول يطلع كارت ادم منعه..
,
, محاسن اتدخلت بينهم و شاورت للظابط: زى ما قولتلك امبارح، زق بنتى تحت العربيه، قصد يموتها، خد بنتها منها قهر و رماها و راح اتجوز و مكفهوش، لا راح يرميها تحت عربيه
, الظابط ابتسم لادم بتحيه: سيادة الرائد
, محاسن بصتله برفض و بصت للظابط: ايه سيادة الزفت دى كمان؟ هو هنا متهم و متهم ف قتل كمان مش ظابط؟ انتوا هتطبخوها سوا و توكلوها لبنتى و لا ايه؟
, الظابط بصلها بهدوء: هى بنتك ماتت؟
,
, محاسن شهقت: بعد الشر تف من بوقك
, الظابط: يبقى مسمهوش قتل
, محاسن: و انا هستنى اما يقتل بنتى عشان يبقى اسمه قتل و لاايه؟ سميه زى ما انت عايز، سميه تعدّى عليها، سميه عنف، ازعاج، شروع ف قتل، اى زفت على دماغه
, الظابط: انتوا كنتوا فين بالظبط؟
, محاسن: هيفرق؟
, الظابط: اكيد مكان الحادثه بيفرق طبعا، ماهو مش هيخطط لقتلها قدام بيته و يقصد يودى نفسه ف داهيه
, مصطفى اتدخل: يا باشا ده خلاف عائلى و مفيش داعى لوجودكم هنا.
,
, محاسن زقته بغضب: عائلى ده لو كان البيه جوز بنتك، انما ده رماها و راح اتجوز، زى ماهو رماها تحت العربيه و راح مع عروسته
, الظابط بص لادم اللى حكى تفاصيل اللى حصل تفصيلا بدون ما يغير حرف..
, الظابط: عندك دليل؟
, حمزه رد بسرعه: انا شوفت
, الظابط: شهادة حضرتك غير معترف بيها، انت والده.
,
, مصطفى رد بقلة حيله: و انا شوفت، هو حكى اللى حصل، حادثة بنتى مجرد حادثه من مية حادثه و حادثه بتحصل كل يوم ع الطريق بدون قصد و لا تدخل من حد، **** عايز كده و هو اللى قادر بردوا يلطف بيها
, محاسن زعقت: انت بتتستر عليه؟ بتضيع حق بنتك؟
,
, مصطفى حاول يتحرك بيها و سابهم: بنتك اللى ضيعت حقها، ده لو لها حق اصلا، بنتك اللى راحتله لحد عنده، لحد بيته، و اتهجمت الاول و ابتدت و هو لو عايز يأذيها كان قال و اتهمها ف محضر رسمى بده و اتهمك معاها
, محاسن ردت بغضب: يعنى ايه؟
, مصطفى قعد بعجز: يعنى ادعى انه هو اللى ميتهمكيش و يراعى العيش و الملح اللى انتوا مرعتهومش.
,
, ادم مع الظابط بصله بهدوء: انا حاطط كاميرات قدام البيت و رغم انى مفكتهاش شوفتها، انا امبارح كانت ليلة فرحى، لكن تقدر انت تفكها و تشوفها
, الظابط هز راسه: هتتعامل بالقانون؟
, حمزه: يعنى ايه؟
,
, الظابط: اعتقد سيادة الرائد فاهم اجرائتنا، لو مشناها قانونى ممكن هو يقلب السحر ع الساحر و يتهمهم بالتعدى، ده غير ظروف انفصالكم و اى خلاف سابق بينكم او تهديد مثلا ممكن يوثق ان اللى حصل كان عن تعمد منهم و ده يقدر يعملهم مشاكل و
, حمزه رد بحده: خلاص شوف اجرائاتك و
, عابد اتدخل و بص لادم: لا يابنى، انتوا كان بينكم عشره و دخلنا بيوت بعض.
,
, حمزه: و هما مراعوهاش، انت سيبت حقك ف السحر الل اذتك بيه، لكن المرادى لاء، دى كانت ناويه اذيتك، اصلا لو ذكرت حتة السحر دى القانون معاك و انت معاك الدليل
, عابد رد بهدوء: مراعوش العشره لكن هو هيراعى بنته، عشان خاطرها، و اذا كان على حقه **** اخدهوله، كانت ناويه الغدر و **** رد كيدها ف نحرها ف **** المستعان لنا و لهم و كفايه جزاتهم.
,
, حمزه سكت بقلة حيله و ادم هز راسه بإقتناع، الرضا اللى اتولد جواه دلوقت ناحية حياته بكل تفاصيلها بما فيهم الماضى و حمزه خلق جواه رضا بكل حاجه..
, بص للظابط و قفل معاه التحقيق و مشى..
, رجع البيت لهديه بقلب صافى تماما، قلب *** لسه بيخطى اولى خطواته ف مشوار حياته كإنه لسه بيبتدى و اللى فات كان مجرد حلم..
,
, حمزه حجزلهم شهر عسل و اخدهم و سافروا سوا هما و هو و حنين قدام اصرار ادم اللى حبه حمزه جدا، و ادم كان اتفق مع المقاول يجهز الدور اللى فوق عشان حمزه و حنين و سابه يخلص لحد ما يرجعوا و ينقلوا جنبه..
, ادم كان واخد يخت كبير ف وسط البحر لما شاف هديه نفسها تلبس مايو..
, ابتسم لشقاوتها معاه و قاعد و متابع جنونها و حركتها لحد ما رقدت جنبه قدام المايه و فردت جسمها..
, ادم ابتسملها: يااه لو نعيش كده على طول.
,
, هى كانت فاهمه انه بيتكلم عن هدوء حياتهم الجديد بس ابتسمت بهزار و بصت على شكلهم و هى بتنشف ببشكير: كده ازاى يعنى؟ مولد سيدى العريان هو؟
, ادم ابتسم لمرحها: و ايه يعنى؟ الناس بتلبس عشان تقلع و تقلع عشان تلبس، لو كانوا عاقلين كاتوا وفروا القلع و اللبس و عاشوا زى ما خلقهم ****
, هديه ضحكت بصوت عالى بمرح: سافل
, ادم كان راقد على ضهره و عينيه تايهه بصفا للسما ف شدها لحضنه جنبه: نفسى نعيش هنا ع طول.
,
, هديه حطت راسها على صدره: ف البحر؟
, ادم ابتسم: و ماله؟
, هديه رفعت عيونها لوشه: بس البحر ملهوش امان، غدار
, ادم: عمره ما ببغدر بحبايبه، اللى مبيتخلوش عنه ابدا، بيغدر بالناس اللى بتدخل جواه فضول مش اكتر و يمكن تلوثه و تمشى وقت ما تزهق، لكن عمرك سمعتى عن بحر بيغدر بالسمك؟ عشان السمك ملهوش مأوى غيره، مبيتخلاش عنه و يوم ما يخرج من جواه او يشوف غيره يموت، مش البحر غدار؟ بس نفسى تبقىزيه! ف ضمته لعشاقه.
,
, هديه رجّعت راسها لحضنه: و اما نتعب؟
, ادم ابتسم للتخيّل: نطلع على صخره منه نريح يومين و نرجع تانى
, هديه ضحكت بخفه لتخيلاته: و اذا اتقلبنا؟
, ادم ابتسملها بطرف عينيه: يبقى نغمض عينينا و نموت مع بعض، معتقدش فى احلى من كده موته
, هديه ضحكت بمرح: اه، سوا لا و تغيير جو عن الاكشن حتى
, ادم ضحك بصوته كله و هى ضحكت معاه: لا يا عم انا مش عايزه اموت دلوقت، مش قبل عشر سنين امسح بيهم تعب الفتره اللى فاتت.
,
, ادم ابتسم للسما و هو باصصلها: اللى تعمليه ف عشر سنين ممكن بالحب يتعمل ف يوم
, هديه ابتسمت: و تخلص الحدوته ف يوم؟ دى حلاوتها ف تفاصيلها
, حمزه قرب منهم بحنين ف حضنه و هو مبتسم لضمتهم لبعض..
, ادم بصله مبتسم و حمزه ابتسمله بحب: الحدوته عمرها ماهتخلص ابدا، طول ما احنا موجودين هتفضل موجوده و مكمله
, ادم ابتسم لحمزه اللى اتفرد جنبه براحه مع حنين: الحلم خلاص اتحقق.
,
, هديه ابتسمت: طول ما فينا نفس هنفضل نحلم و طول ما قادرين نحلم حودايتنا عمرها ما هتخلص
, ادم تمتم مبتسم بهمس لهديه: و هتفضل الحدوته عايشه حتى بعدنا، كل ما نغوص جواها هنشوف حلاوتها لحد ما تفنينا جواها و تفضل هى لغيرنا، زى البحر كده كل ما نغوص جواه بنشوف حلاوته و ان مطلعناش منه هتفضل الحدوته ع الشط تتحكى للى يجي بعدنا
, هديه همست بعشق: حدوتة القائد.
,
,
, تمت ،،،،
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%