NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة منقول القائد (للكاتبة أسماء جمال) | السلسلة الأولى | ـ خمسة عشر جزء ـ 13/11/2023

ناقد بناء

مشرف قسم التعارف
طاقم الإدارة
مشرف
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
17 ديسمبر 2021
المشاركات
8,828
مستوى التفاعل
2,836
الإقامة
بلاد واسعة
نقاط
15,204
الجنس
ذكر
الدولة
كندا
توجه جنسي
أنجذب للإناث
١

في مينا بور سعيد وسط دوشة العمال و ظباط الامن و التفتيش دخل شاب ملامحه الشرقيه جدا بتقول إنه ف اواخر العشرينات.
, عدّى على مجموعه واقفين شكلهم بيقول انهم عساكر امن و واحد واقف وسطهم بيديهم تعليمات شكله بيوحى إنه ظابط.
, قرّب منهم و إبتسم بحماس و هو رافع إيده بتحيه جنب راسه: باشا
, الظابط رفعله وشه و هو إندفع عليه بحماس.
,
, العساكر رفعت وشها بسرعه و مع اندفاعه هتعدل سلاحها هو رفع إيديه الاتنين مبتسم بتهريج: و **** ما انتوا جايين. ايه! انا بحيّى سليم باشا بس
, الظابط بصّله: انت تعرفنى يالا؟
, قرّب منه بحماس: طبعاا يا باشا. حد فيكى يا جمهوريه ميعرفش سليم باشا؟ ده انت مشرّفنا ف كلبش و****
, الظابط: نعمم؟
, قرّب منه إتراجع ف الكلام بخفّه: طب الاختيار؟
, الظابط هيتكلم هو سبقه: طب ميمشيش معاك الممر؟
, الظابط بحده: انت جاى تستظرف يالا؟
,
, قرب منه بحماس و إبتسم: باشا مصر و ****
, الظابط رجع بص ف الورق اللى ف إيده قبل ما يديه للعسكرى: اخلص يالا عايز ايه؟
, هو اتحمس و هو بيتكلم بإيده: انا مش عايز حاجه ليا. انا عايزكوا تشدوا حيلكوا شويه
, الظابط رفع وشه بسرعه و هو إتراجع بتهريج: شادينُه و ****. شادينُه لحد ما اتقطع نفسه و اتنفخ بس هنعمل ايه. و كله عشان مصر
, الظابط هيتكلم هو شاورله بمرح: طب اقولك نكته عشان تفك؟
,
, الظابط جز على سنانه بعصبيه و هو شاور بكف إيده على صدره بخفه: حاضر هقولك نكته. بيقولك مره واحد محشش قتل ظابط اتصل ب122 قالهم خلاص بقيتوا 121
, الظابط ملامحه اتعصبت و هيتحرك عليه هو شاور بكفه على صدره: و **** ما انت جاى. انا اللى ماشى
, الظابط اتعصب و هو بيتحرك سايبُه: ولاا
, هو إتحرك وقف جنب الظابط بسرعه و حط دراعه حوالين كتفه و مسك موبايله و فتح الكاميرا سيلفى و رفعه: صوره للذكرى يا باشا عشان مصر.
,
, الظابط هيتكلم هو سبقه و شد على كتفه: عشان مصر. عشان مصر. انا عايز حاجه ليا؟ ما كله عشان مصر
, طلّع لسانه و بص للظابط بخضه مصطنعه: لسانى فيه حاجه؟
, الظابط هيفك نفسه بعصبيه ادم مسكه بحماس: طب ورينى كده لسانك؟
, الظابط. زعق: انت يلا هت
, ادم ضم عينيه بخضه: يالهوووى. ايه ده؟ لسانك
, الظابط طلّع لسانه و هو بسرعه إتعدل جنبه و طلع لسانه و لقط سيلفى و اخد موبايله و مشى: ساموو عليكوا
, الظابط نده عليه بحده: خد يلا.
,
, إبتسم و طبطب على صدره: لا و **** يا باشا لسه واكل
, الظابط إتعصّب: احنا صحاب يلا؟ مانتعرف احسن
, شاور بكفه على صدره: و ماله؟ محسوبك ادم. ادم الدبّاح
, الظابط: نعم؟
, ادم إتراجع بتصحيح: الدباح. ادم السفاح. الدباح. بص اللى يمشى معاك خده و ابعتلى الباقى. ساموو عليكوا
, الظابط شده بعصبيه و هينفعل ادم طبطب على صدره و بص ف الكارنيه بتاعه على صدره و قرا اللى عليه و رفع حاجبه بتهريج: العقيد سالم نصر.
,
, الظابط رفع حاجبه للكارت و بصّله و ادم هرّج بحماس: سالم باشا. طب مش كنت تقول؟ انا. يا شيخ كنت بحسبك، شوف ازاى. و **** حاجه غريبه. ساموو عليكوا
, قال اخر الجمله و هو ماشى و الظابط بص للعساكر اللى ضحكوا بصوت مكتوم و ادم رجعله و ميل على ودنه و هو دراعه حوالين كتفه و شاور ع الكارنيه على صدره: ابقوا كبّروا الخط شويه يا باشا. عيب كده.
,
, الظابط هيتكلم ادم فك دراعه و رفع إيديه لفوق: ساموو عليكوا. **** يخليكوا لمصر.
,
, ف شارع 26 يوليو ف وسط البلد عدّى اتوبيس نقل كبير و كل اللى فيه تقريبا واقف.
, فجأه بنت زعقت: ما تحاسب يالا
, الراجل وراها اتعدل بذهول من صوتها العالى و الكل بص عليها. بنت ملامحها شرقيه اه بس بطابع مجنون مبهرج يوحى بالخفه. عمرها بيودع العشرينات و شكلها لسه بيبتديها!
, السواق بص وراه بقلق: في ايه يا بت!
, البنت: في ايه ايه؟ اتوبيس ده و لا شقه مفروشه؟
, الراجل وراها اتعصب: لا ده شقة خالتك. انا جيت جنبك يابت؟
,
, البنت زقت وشه بكف إيدها و هي بتتحرك لقدام: لا ده خالتك انت. انت خالتك مدوّراها يالا؟
, الراجل اتحرك وراها بالعافيه وسط الناس و هي جريت: خالة مين يا بنت ال٣ نقطة
, الناس اتدخلت فصلتهم و هي بصت حواليها بضيق و انتظرت دقايق بترقّب لحد ما اتنهدت بإحباط.
, شاورت للسواق: الشارع الجاى ياسطى
, السواق بصّلها وراه ببلاهه: ماله؟
, البنت رفعت حاجبها: ليا ذكريات فيه و انا صغيره. ما تقف ياسطى احنا هنهزر؟
,
, العربيه كلها ضحكت و السواق وقفلها نزلت. اتحركت بخفه بين العربيات. بتجرى و تتنطط من حته لحته لحد ما قعدت قدام المترو بنهجان.
, إتلفتت حواليها لحد ما لمحت كافيه. وقفت بحماس و دخلت.
, بصت الاول ع الشنطه اللى معلقاها ف رقبتها على جنبها و فتحتها و بصت فيها بإحباط و بصت لشكلها ف المرايه و عدلت نفسها و مسحت شفايفها طرف لسانها و إبتسمت بمكر و دخلت.
, شاورت للجرسون و هي بتتلفّت ع الاكل: بكام الكيلو من البتاعه دى؟
,
, الجرسون بص وراه لسيخ الشاورما: الشاورما؟ ده بالساندوتش
, البنت ضمت بوقها بتهكم: و ده هيكفى؟ يلا اهو كله على ****
, الجرسون بصّلها و هي إتكلمت: قصدى هات حبه
, الجرسون: نعم يافندم؟
, البنت: هات يعنى. هات شويه كده و تعالى
, الجرسون: شويه اد ايه يا فندم؟
, البنت هتتعصب زمت بوقها بالعافيه: ايه اللى يافندم يافندم؟ بقولك هات شوية ساندوتشات. هات اللى **** يقدّرك عليه و تعالى و نبقى نشوف.
,
, الجرسون ضحك غصب عنه و راح جابلها طبق فيه تلات ساندوتشات و هي إبتدت تاكل.
, قبل ما تخلص اخر واحد شاورتله بتتكلم و الاكل ف بوقها: انت بخيل كده ليه؟ انت بتقطع من لحمها و لا من لحمك؟ هات تانى
, الجرسون: طبق كمان؟
, البنت بحرج: لا طبق ايه؟ هات عشره
, الجرسون إستغرب: نعم يا فندم؟
, البنت شاورت بصوباعها: تانى؟ انت تانى؟ افندم تانى؟
, الجرسون هيتكلم قاطعته: بص هات عشره ساندوتشات و شوفهم على كام طبق و تعالى.
,
, الجرسون راح جابلها و هي رجعت كملت اكل لحد ما خلصت و رفعت القزازه شربت و سندت ضهرها بالكرسى لورا.
, بتتلفّت حواليها شافت الترابيزات كلها شباب و بنات و شباب بتهرج و كلهم اشكال نضيفه ف اتعدلت بخضه.
, بصتلهم بندم و إتراجعت. مسكت شنطته ضمتها على صدرها و إتلفتت حواليها كويس على كل تربيزه و بصت ع الباب و ف لحظه فجأه جريت على برا.
, الجرسون كان شايل صنيه حدفها و طلع جرى وراها: يا بنت الكلب.
,
, جريت و هو جرى وراها و هي نطت من وسط سكة العربيات قصادها و كسرتها و نطت من عربيه لعربيه وسط الناس لحد ما إختفت قدامه و هو رجع بغيظ.
, ظهرت من وسط الناس قعدت ع الرصيف قصاد الكافيه بإحباط و هي بتهرش ف راسها بضيق.
,
, ادم خرج من المينا و استلم حاجته و شاور للسواق اللى معاه يحمّلها و هيعدى البوابات ظابط التفتيش كان ف إيده كوباية شاى و شاورله وقّفه ف مخرج الممر.
, ادم هرّج: و **** لسه شاربُه مع سالم باشا
, الظابط رفع وشه بحاجبه: هو ايه ده يالا؟
, ادم بص للشاى: الشاى يا باشا
, الظابط بص للكوبايه و بصّله: انت تعرف سالم باشا؟
,
, ادم شاور بإيده مبتسم بحماس و قرب منه: سالم نصر؟ ده حبيبى. العقيد سالم نصر؟ ده احنا. ده انا و هو. انا مش عارف اقولك ايه و ****، بص انا مش هتكلم كتير ابقى اسآلُه انت بقا
, اتحرك يمشى بإستعباط و الظابط وقّفه و هو بيشاور بإيده: خد يلا
, ادم رجع و اتكلم و هو بيشاور ع الظابط اللى كان معاه من شويه من بعيد: ايه يا باشا احنا هنتفتش و لا ايه؟ مكنش العشم و **** ده انا بقولك معرفه للحكومه يا حكومه.
,
, الظابط وقف شويه و بص لقى ادم بيشاور فعلا عليه: طب معاك كارت له؟
, ادم ضم بين عينيه: هو المفروض الواحد يشيل كارت لصحابه اليومين دول و لا ايه يا جدعان؟ يا باشا بقولك انا و هو كنا كده. كده
, الظابط هيتحرك ادم مسكه بسرعه: طب حتى شوف
, ادم فتح موبايله و وراله الصوره اللى اخدها سيلفى و الظابط إبتسم غصب عنه.
, ادم اتكلم و هو بيرفع شنطته على كتفه: طب عارف. انا و هو كنا دفعه واحده.
,
, الظابط إستغرب: انت و سالم باشا دفعه واحده؟
, ادم تمتم بصوت واطى و هو ماشى: اه هو دخل كلية الشرطه و انا كان نفسى ادخلها. سامووو عليكوو.
,
, البنت قعدت شويه ع الرصيف و وقفت بإحباط مشيت. قعدت تتحرك ف الشوارع.
, عدت على قهوه و لسه هتقعد بصت ع الكراسى و الترابيزات حواليها بقلق و صاحب القهوه راح عليها: اؤمرى يا ست البنات
, البنت عضت شفايفها بتفكير: عندك ايه؟
, الراجل: حضرتك تشربي ايه؟
, البنت: هاتلي مانجا
, الراجل: خلصانه يا فندم
, البنت ضحكت ببلاهه: ولعانه يا سطى
, الراجل: يا استاذه المانجا خلصانه ايه اللي بتقوليه ده؟
,
, البنت اتعدلت بإحراج و حمحمت بعد ما سكتت لحظه بتردد: طب هاتلى اى حاجه تعدل المزاج
, الراجل اتحرك: يبقى شاى
, البنت شقلبت بوقها: شااى؟
, شدته بسرعه من دراعه قبل ما يبعد و ضحكت ببلاهه ضحكه خفيفه: لا شاى ايه؟ بقولك مزاج
, الراجل استغرب: يعنى عايزه ايه؟
, البنت بصت حواليها كذا مره و هو بص معاها بإستغراب لحد ما بصتله و ميلت همستله: عايزه حاجه. تعرف تجيبهالى؟
, الراجل استغرب همسها و رفع نفسه: حاجة ايه؟ اؤمرى.
,
, البت بصت حواليها بسرعه: يخربييتك وطى صوتك
, الراجل بصّلها و هي فتحت كف إيدها ورته علبة ابره و الراجل اتكلم: دى حقنه لامؤاخذه؟ طب ما تروحى للصيدليه.
,
, البنت ضمت بوقها و قلبته بتريقه: لامؤاخذه؟ اه مانا كنت هروح الصيدليه بس رجلى وجعتنى قولت اسأل ع القهوه. ساموو عليكوا
, سابته و وقفت اتحركت بإحباط. بصت حواليها ع الكل لقت الكل بيشرب شيشه و سجاير و رجاله و شباب و الكل بيضحك مع نفسه. تبتت على شنطتها و سرّعت خطواتها و مشيت.
,
, ادم ركب عربيته تانى و شاور للسواق وراه اللى حمّل حاجته ف عربيه نقل و مشى.
, شغل الكاسيت علّاه و مشى. عدل مراية عربيته قدام عينيه و شاف عربيه متابعاه كانت وراه من اول ما خرج من المينا ف إبتسم برضا و كمل طريقه.
, لمح اللجنه من بعيد ف اتنفس بتفكير. اتلفت حواليه بغموض لمح عربيه شكلها ماركه جايه من بعيد و فيها حد باين انه شخصيه مهمه.
,
, اول ما قربت ادم شاور بعينيه لسواق النقل و بطّئ السرعه لحد ما العربيه قربت هتعدى ع اللجنه هو سرّع سبقها لحد ما قرّب من اللجنه.
, عدّى على اللجنه و نفخ بغيظ: يخربيييتكوا احنا ف امتحان ثانويه عامه؟
, الظابط شاورله يقف و هو وقف و طلّع راسه من الشباك: باشا مصر
, الظابط قرب: الرُخصه يالا
, ادم طلع الرخصه إدهاله و هزر: ايه يا باشا؟ يالا يالا. احنا صحيح معرفه بس مش حكايه هى. حتى عشان منظرنا
, الظابط: معرفه؟
,
, ادم بتهريج: يعنى. انتوا رجالة مصر و احنا ولاد مصر نبقوا عيالكوا. انتوا الورد اللى طرح ف جناين مصر و احنا الإيد اللى إتنفخت ف زرع الورد تبقوا عيالنا. خلصانه بكفوله
, الظابط بصّله بحده: ولاا. انا ميمشيش معايا الكلام ده
, ادم ضحك من غير صوت بهزار: طب ما تمشى معاه انت
, الظابط إتعصّب: اخلص يالا. انت جاى منين و معاك ايه؟
, ادم اتصنّع الجد: من المينا يا باشا.
,
, الظابط بص وراه على العربيه النقل بالسواق اللى وقف معاه و بص على كرسى عربيته: النقل دى تبعك؟ و ايه اللى معاك ده؟
, ادم بإستخفاف: اه تبعى و معايا حتتين سلاح و رشاش و آلى
, الظابط ملامحه إتعصبت و زق الباب هيفتحه و قبل ما يتكلم ادم سبقه و مسك الباب فتحه و نزل: عنك و ****. ياباشا جاى من المينا يبقى اكيد اتنفخت تفتيش فوق الرُكب و تحت الرُكب
, ادم نزل و الظابط بص على النقل و إداله الرخصه و راح ع النقل يفتشها.
,
, ادم لمح العربيه اللى شافها جايه من بعيد بتقرب و اول ما قربت شباكها إتفتح و بص منها واحد شاور للظابط.
, الظابط إتعدل بإحترام و إيده ع الشنط بعد ما فتح شنطة العربيه: سيادة العقيد
, ادم بصّله و بص للظابط جنبه و عينيه لمعت و اول ما العربيه هتتحرك ادم مسك شنطته من الظابط جنبه و زعق بعصبيه مصطنعه: ايه يا باشا بتعملوا فينا كده ليه ده احنا ولادكوا؟ ده انا بحب مصر و ****.
,
, الظابط جنبه بصّله بإستغراب و الظابط اللى ف العربيه بصّله و بص للظابط اللى جنبه: في ايه يا منير؟ و مين ده؟
, منير بصّله بإنكار و قرب خطوه من عربية العقيد: مفيش حاجه يا باشا. ده واحد معدى من المينا بيتفتش
, ادم إتخطى منير اللى كان جنبه و قرب من العربيه و بص لمنير وراه و اتكلم بغُلب: و بتقول واحد؟ و بتقول واحد؟ انتوا خليتوا فيها واحد؟ ده انتوا نافخينا و واخدينا فحت ردم خد و هات فوق و تحت.
,
, الظابط منير بصّله بإنكار: ولا. انت هت
, ادم قاطعه و بص للعقيد ف العربيه بمحايله: النبى يا باشا توصى الباشا يخف شويه. حكم ده إيده طرشه
, الظابط ف العربيه بص للظابط منير اللى اتكلم بإعتراض: و **** يا باشا ما
, ادم قاطعه بحماس: ما ايه؟ ما الباشا عارف كل حاجه. عارف انكوا منفوخين. بس احنا كمان منفوخين و **** ف اشغالنا. مش هنفضل ننفخ ف بعض كده كتير. كده هنفرقع ف وش بعض و ****.
,
, العقيد ف عربيته ضحك غصب عنه و بص لمنير برا: خف شويه يا منير. اللى بيطلع من المينا بيبقى واخد ختم الجوده. بعدين خف إيدك شويه
, الظابط منير بذهول: يا باشا و ****
, ادم بتهريج: انا ابن مصر زيكوا و **** بس مش عارف ليه كارفانى؟ شكلها غضبانه عليا. عامله فيها ام الدنيا و بتجى لحد عندى و تقلب لمرات أبويا مش عارف ليه؟
, العقيد ف عربيته ضحك و ادم قرب منه بحماس: لازم اصالحها
, العقيد شاورله: خلاص خلاص. خف شويه يا منير.
,
, ادم قرب منه و باسه من خده: لا و **** ازاى. لازم اصالحها. و دى تيجى؟ ده حتى الجنه تحت اقدام الامهات.
,
, العقيد ضم صوابعه و شاو بإيده للظابط منير يعنى براحه و منير جنب ادم هيتكلم ادم قاطعه و بص للعقيد و إبتسم: **** يخليك لمصر و ****. انت وشك سِمح كده و شكلك من الورد اللى طرح ف جناين مصر.
,
, العقيد ضحك و قفل شباك عربيته و اتحرك و الظابط بيرفع إيده بالتحيه له كان ادم شاور لسواق النقل ركب بسرعه و هو ركب عربيته و اتحرك موازى للظابط بعربيته.
, الظابط منير شافه و اتكلم بصوت عالى: ولا
, ادم اتعمّد يشاور للعقيد ف نفس اللحظه و هو شاور للظابط يعديه.
, ادم بمرح شاور للظابط بسلام و على العلم على كتفه: سلام يا ابن مصر. ابقى سلملى على امى و امك.
,
, البنت اخدت الشوارع لف لحد ما عدت على قهوه تانى. وقفت شويه بتفكير و اخدت نَفس بحماس و راحت عليها.
, إتلفتت ع الترابيزات كلها بتركيز و شدت كرسى من ترابيزه و قعدت.
, فضلت متابعه الكل بعينيها شويه بقلق. فتحت شنطتها بتوتر و خرّجت سرنجه و علبة إبره و إبتدت تملاها براحه و تمهّل لحد ما خلصت.
, رفعت كوم القميص اللى لابساه و إبتدت تدعك ف دراعها.
, صاحب القهوه شافها و راح عليها بذهول: يخربيييتك بتعملى ايه؟
,
, البنت اتعدلت بخضه و قصدت تدارى الابره ف كف إيدها و بصتله و زعقت بصوت عالى اوى: آآيه ايه؟ و انت مالك؟
, الراجل بص حواليه بقلق و بصّلها: مالى ايه يا بت؟ انتى بتهببى ايه؟
, البنت دخلت الابره شنطتها و اتعدلت ف قعدتها: ملكش فيه. انا مش قاعده بفلوس و هشرب حاجه كمان؟ اتكل بقا.
,
, الراجل شدها وقّفها و زعق: **** يحرقك انتى و فلوسك. بتضربى ايه يا بت نهارك اسود؟
, البنت انكمشت على نفسها بقلق و بصت حواليها و فكت إيده و طلعت تجرى.
,
, ف شارع جانبى كله منزلقات اخره بيؤدى على خرابه مهجوره طريقها كله اركان متزاويه و اكوام ذباله و بيوت عشوائيه.
, ف بداية الشارع قهوه قديمه شكلها نوعا ما اثرى و لها اكتر من باب واحد طالل على الشارع الجانبى و التانى ع الشارع العمومى. فرش الترابيزات بكراسيها معظمه قدام القهوه اكتر ما جواها بحكم انها لمة الحته و بتلم معظم معارفها.
,
, ادم كان ركن عربيته و النقل بعيد و دخل بالإسكوتر بتاعه و ركنه على حرف القهوه و بمجرد ما بينزل قام واحد قرب منه و هو شاورله بمفاتيحه.
, نسناس غمزله: صبّح يا قائد
, ادم عض شفايفه بغيظ: طب اصطبح لا أصبّحك
, نسناس رفع إيده و مثّل الخوف: لا و على ايه؟ عارفها انا الاصطباحه بتاعتك دى
, ادم ضحك بخفّه: عامل ايه يالا من غيرى ف الحته؟
, نسناس قلب بوقه: بتنجان. وانت عملت ايه ف الطلعه المرادى، مشيت معاك ازاى؟
,
, ادم قلب ريأكشن وشه زيه: كوسه
, نسناس ضحك بصوت عالى و ادم ضحك معاه: متجمعين ف حلة محشى بإذن ****
, بيضحكوا قربت منهم بنت و مجرد ما وقفت قصادهم حطت إيديها ف وسطها و بصت لأدم بعصبيه.
, ادم سكت و رفع حاجبه و ثوانى و ضحك اكتر.
, ايه قربت منه بغيظ: انت بتضحك على ايه؟
, ادم لف دراعه حوالين كتفها و اتحرك بيها: مانا مقدرش ابص لعيونك يا روحى و مضحكش
, ايه عضت شفايفها بإبتسامه: ليه حلوين؟
, ادم ضم عينيه بمرح: لا حوله.
,
, ايه نزعت نفسها منه بنرفزه: اييه
, ادم صحح بسرعه: حلوووه. حلوه. ده انتى اخر حلاوه
, ايه كزت على سنانها: ادم. انت بتضحك عليا
, ادم ضحك ببلاهه: طبعا. الحلاوه ف المولد
, ايه قربت بهجوم و ادم مسك ايديها بسرعه بضحك: طب هقولك نكته حوله
, ايه بصتله قوى و ادم صحح بسرعه: حلوه. اسمعى دى. بيقولك مره واحد اتجوز واحده حوله. قالها مبتتكلميش ليه. قالتله مكسوفه من اللى جنبك.
,
, ايه ضحكت غصب عنها و ادم رجع لف كتافها بدراعه و اتحرك بضحك.
, ايه ضحكت بمياعه: للاسف ضحكت يا دومى
, ادم عض شفايفه: طب عشان ضحكتى خدى دى عشانك. بيقولك مره واحده اسمها ايه دخلت كلية هندسه بقيت ايه حاسبه
, ايه زقت دراعه و بصتله بهجوم و هو ضحك بصوته كله: مضحكتيش؟ انى اسف
, ايه حطت ايديها ف وسطها: انت كنت فين كل ده يا دومى؟ بتغطس فين؟
, ادم ولع سيجارته و نفخ دخانها ف وشها.
, ايه بغيظ: انت بتخونى؟
, ادم كعمش وشه: اه.
,
, ايه: ما احنا لو مربوطين كنت
, ادم عمل نفسه بيحدف السجاره ف وشها و هي خبت وشها بسرعه بخضه: تربطى مين يا بنت الصرمه هو انا طور؟
, ايه اتراجعت بمحايله: قصدى لو مرتبطين كنت ربطتك
, ادم رفع حاجبه و هي اتعصبت بغيظ: مانا حاسه انك بتخونى
, ادم كعمش وشه: عاوزه الحقيقة و لا أضحك عليكى؟
, ايه شقلبت بوقها: عاوزه الحقيقه
, ادم ضحك ببلاهه: أنا بضحك عليكى
, ايه: نعمم؟
,
, ادم حاول يلف دراعه من تانى يشدها عليه: يا حبيبتى افهمي. أنا بخونك عشان أندم و أعرف قيمتك و اصالحك ف احبك
, ايه كشرت بدلع: ادم انت بجد بتحبنى و لاهتطلع خاين ف الاخر؟
, ادم كتم مرحه بمحاولة جديه: بحبك دلوقت و هطلع خاين ف الاخر
, ايه شدت نفسها منه و حطت إيديها ف وسطها: يعنى مش هنرتبط يا دومى؟
,
, ادم ضحك اوى بخفه: لا يا روحى ما انتى مش فاهمه. ‏الارتباط ده عايز حد لسه عنده شوية ميتين مطلعوش و أنا كل ميتينى طلعت خلاص
, ايه بغيظ: على فكره انت مش هتلاقى زيى تانى
, ادم كعمش وشه بإستفزاز: اتمنى و **** ادعيلى
, ايه كشرت بعصبيه و هي بتهز رجلها بعصبيه.
, ادم بصّلها ببراءه مصطنعه: ايه ده انتى زعلتى؟
, ايه بصتله بغيظ و هو قرب برخامه: زعلتى بجد و ****؟
, ايه بصتله بهجوم: اه.
,
, ادم زقها بخفه و رفع إيديه لفوق بمرح: اخيراً يا جدع. متكلمنيش تانى بقا
, ايه مشيت و نسناس قرب و بص لأدم بيأس: يابنى
, ادم ضم وشه ببراءه مصطنعه: ده شغل
, نسناس بصّله بطرف عينيه: دى قايله لنص الحته انها بتحبك و للنص التانى انها هتتجوزك
, ادم رفع حاجبه: احسن بردوا. مانا قولتلك شغل
, نسناس رفع حاجبه زيه: يعنى تاخد اللى بتحبك و لا اللى بتحبها؟
, ادم زق وشه بغيظ: يا عم اي حاجه العمليه ناشفه.
,
, نسناش هز راسه و ضحك بيأس و ادم حدفله مفاتيح الاسكوتر: اركنها على اى جنب هنا انا شويه و ماشى
, نسناس اتكلم بجديه: طب مش هتقابل العيال و تطمنهم ع الطلعه و
, ادم قبل ما يتحرك او يرد موبايله رن و هو بص فيه دقيقتين بإهتمام و إتلفّت حواليه بشكل قصد يبان عشوائى و اتحرك بعيد حود شارع جانبى و منه دخل بيت قديم و سلّمه نازل لتحت.
, بمجرد ما دخل الكل وقف بإهتمام. شباب و بنات و معظمهم ف التلاتينات من شكلهم.
,
, ادم اخد نَفس طويل من سيجارته و حدفها تحت رجله و دخل بخطوات قويه و ثابته. شاورلهم و الكل قعد بإنتباه.
,
, ادم طرقع بأصابعه لورا و ثوانى و دخل اتنين بعد ما ركنوا عربيه نقل كبيره ع الباب. ادم شاورلهم و هما ابتدوا ينزلوا منها براميل كبيره بيركنوها واحد ورا واحد على جنب لحد ما خلصوا. خلصوا نقلها لجوه و ابتدوا يفتحوها و كل برميل يرفعوا منه كيس كبير بنص حجمه مليان سمك عايم ف ميه مالحه ماليه الكيس و مجرد ما يخرّجوه يطلعوا من تحته كيس شبهه مليان علب شبه السلمون و التونه و يركنوه. خلصوا تفريغ البراميل و رجّعوا اكياس الميه بالسمك للبراميل تانى و رجّعوها العربيه تانى قدام ذهول الكل و سابوا اكياس العلب!
,
, لموا الاكياس و شالوها بحذر حطوها على ترابيزه قدامه و وقفوا جانبه.
, ادم خرّج سيجاره تانيه ولّعها و طرقع كمان مره بأصابعه لهم و شاورلهم عليها و هما فتحوها و خرّجوا العلب و ابتدوا يفرغوا اللى جواها قدام الكل.
, سحر وقفت بخضه: مش دى البضاعه القديمه؟ هي الحاجه متمسكتش وقتها زى ما الحكومه شاعت!
, ادم كعمشلها وشه من غير ما يوحى بإجابه.
, سيف: امال قتلتوا ليه الريس مختار و قولتوا وشه اتعرف؟
,
, ادم بصّله ببرود و عصام وقف بسخريه: احنا اه عارفين ان البيج اللى خلص منه. بس بدراعك. انت كنت دراعه و اقرب واحد له من رجالته و عارف خط سيره. مفيش احسن منك للبيج يخلصهاله و مفيش احسن من كده لنفسك عشان تركب الموجه و تنط مكانه
, ادم بصّله بحده و شاور بإيده و هو لسه مكعمش وشه كإنه بيقول مش عارف.
, عصام اتراجع ف لهجته: طب انت جاى بالبضاعه دى من سفرية المرادى و لا دى البضاعه القديمه و كانت برا؟
, ادم: شوفها كده.
,
, عصام قرب و ابتدى يفحصها بذهول و بص لأدم: دى هي فعلا. كانت برا؟
, ادم شاور: لاء
, عصام: جيبت جديد عليها؟ عايز تقول انك كل ده كنت شايل الحاجه معاك و هنا؟
, ادم شاور بعينيه ببرود و عصام استغرب و هينفعل ادم سبقه بغموض: عملت تعديل صغير
, عصام: هناا! كل ده كانت هنا؟
, ادم شاور براسه اه من غير ما يرد.
, عصام بذهول: هنا!
, ادم ببرود: امال اشيلها ف بيتى؟
, عصام بغضب: و طبعا اى لبش كنا هنلبس احنا؟
, ادم بسخريه: ايه رأيك البس انا؟
,
, عصام اتنرفز: و طبعا لو كان حد وقع عليها كنا هنلبس احنا في سرقتها؟ ماهو مفيش غيرنا عارف المكان و لا هيعرف يتصرف فيها. ماحنا كده كده اللى بنصرّفها!
, ادم ميّل سند دراعاته ع الترابيزه و اتكلم بغرور: لا انت او غيرك يوم ما تقل معايا انا كفاءه بيك
, عصام هيزعق ادم شاور ينهى الحوار: نتكلم بقا ف الجد. المرادى غير. مش هنطلع برا الخط بتاعنا
, سيف بذهول: الخط بتاعنا؟ هنا ف العشوائيات؟
,
, ادم كان هيتكلم رجع و بصّله مبتسم بسخريه: اه العشوائيات، مالها العشوائيات؟ وحشه العشوائيات؟ ده حتى مسمسمه و طريه و الحشو فيها باظظظ، باظظ خالص.
,
, الكل ضحك من غير صوت و ادم بصّلهم بتريقه: لاء اضحكوا اضحكوا. اضحكوا قبل ما ننسى اصلنا زيه. انت نسيت ان اصل شغلنا هنا! اساسنا هنا! محدش بيطلع من هنا الا و بيشم و يبرشم
, عصام: اه بس
, ادم قاطعه: و محدش بيجينا هنا الا و بيشم و يبرشم. ده كل بيت فيكى يا حته مفهوش غير ع الاقل اتنين تلاته شمّامين
, عصام: اه بس كده الفلوس هتتفتفت. هتاخدها قطمه قطمه.
,
, ادم إبتسم و هو بيشاور بإيده: و ماله يا سيدى؟ قطمه قطمه. ده حتى الذ
, عصام إعترض: بس إحنا اما كنا بنطلع من سكتنا و نوزّعها ع النوادى و الجيم و الصالات كان أئمن و اوثق. ع الاقل محدش يعرفنا و لا نعرف حد. مش هنتقابل تانى. حتى لو اتقابلنا انا اللى اجيبه مش هو
, ادم رد بجديه: ماهو عشان كده هتركز ف اللى هقولهولك. مش هتتعامل مع اى حد و لا ف اى مكان. مش هتتعامل غير مع المعرفه بس.
,
, عصام: معرفه! انت عايز تودينا ف داهيه رسمى بقا! عشان اللى يجى نسمع بعده زفة الميرى
, ادم كتم نَفسه: يابنى افهم يخربييت الافلام الهابطه اللى كلت دماغك
, عصام برفض: انت اللى افهم لو عملت كده يبقى بتسلمنا تسليم اهالى. ده لو حد اتلقط هنتشد وراه و هتلاقى البوليس قالب الحته يا بتاع الافلام انت.
,
, ادم شاور بتريقه: و حتى الافلام البوليس بيجى فيها ف الوقت الضايع. زى الجون اللى بيجى ف الدقيقه واحد و تسعين ف بيطلع اوووت
, عصام اخد نَفس و كتمه و ادم بص للكل و اتكلم بجديه و إبتدى يشرح: البضاعه المرادى و من الاخر مغشوشه!
, عصام رفع حاجبه و ادم وجّهله الكلام بتريقه: فهمت ليه بقا انا مش هخرج بيها من هنا؟
, عصام بفهم: اااه، لاء كده يبقى الاصل اتمسك فعلا مع الريس مختار.
,
, ادم كمل: علييك نور. و ده التعديل اللى عملته. عملنا خلطه شبهها نظبط بيها الخساره. و طبعا الحكومه عملوا حوار ان مفيش حاجه إتمسكت مع مختار و خرّجوه و ده هيساعدنا نوزّع البضاعه عادى بين تجار الحته اللى عارفين انها متمسكتش
, عصام بصّله بتهكم: و انت فاكر بقا ان الحكومه خرّجت الريس مختار و عملت كده و هي عارفه انها بتساعدك بقا؟
, ادم: لاء خرّجته عشان يجر الكل وراه و اكيد متحاوط.
,
, عصام حط إيده على وشه و ادم كعمشله وشه بتريقه: فيلم عربى هابط و مهروس و محمض كمان. شكلهم غاويين عربى قديم زيك. عشان كده البيج خلص منه
, عصام: عشان كده هتتبخر هنا؟
, ادم شاور على دماغه و هو بيتكلم: عشان اللى برا هيفهم. شمام اه بس كّييف. بيفهم. هيعرف يفرّق و يقرشك من اول شمه و ساعتها يا هتخسره كذبون يا ان بئا صايع هيجيبك بردوا بشمه كمان من قفاك و خلافات الشمامين دى بتعوص ددمم و انا مبحبوش.
,
, عصام بحيره: و انت فِكرك اللى هنا مش هيهرش الحوار؟ جرا ايه قائد مانت فاهم الدماغ اللى هنا. عيب عليك ده انت قائد العشوائيات
, ادم بإصرار: الدماغ اللى هنا بتتسطل لو حطتلهم ورقه خضرا حتى لو ورقة نعناع ع الشيشه بتاعتهم. بتدروخ لو اديتها ماربيلا على انها ترامادول و اتوهمت انه ترامادول. بعدين متقلقش الحوار متفصّل بالقلم و المسطره.
,
, عصام اتردد: هو حوار حلو حتى عشان نطلع من الليله اللى وقعنا فيها بسبب اخر مره و الفلوس اللى إتشفطت للحكومه ببضاعتنا. و كمان هيبتنا اللى وقعت وسط الحته اننا وقعنا و مش عارفين نقوم. يبقى غيبنا غيبنا و رجعنا بهيبتنا
, ادم هز راسه و إبتسم بمزاج: لا حلوه. حلوه حلوه حتة الهيبه دى. إسمها ايه؟ نغيب و ترجع هيب
, عصام كمل: نغيب غيبتنا و نرجع بهيبتنا.
,
, ادم ضحك اوى بصمت: اه هي دى. نغيب غيبتنا و نرجع بهيبتنا. ابقى حفظّهالى
, عصام ضحك غصب و ادم شاور بإيده بجديه مفاجئه: اهو هي حتة الهيبه دى. نرجّع الفلوس و الهيبه و يبقى بعدها نرجع لمزاجنا
, عصام بتحذير: اه بس الوقعه فيها بجون خد بالك
, ادم و هو بيقلب ف الحاجه قدامه بسخريه: جون خايب من لعيب اشول هيشوطها بإيده و يطلع. هنقع ببضاعه اقل عيل هفأ ف الحكومه هيعرف بسهوله انها مش حقيقيه؟ اخرها يومين حبس.
,
, عصام: اه بس دى لو الوقعه جات مع الحكومه. انما لو اتقلبت ع الناحيه التانيه و وقعت مع اللى هياخدوا منك يبقى بالسلامه و دول من هنا. يعنى عارفينا!
, ادم ولع سيجاره بتفكير: مانا هقولك هتعمل ايه بالظبط
, الكل إنتبه و ادم إبتدى يشرح تفاصيله بالظبط تدريجيا لحد ما خلص و خرج بنفس الهدوء اللى جه بيه.
,
, البنت بتتنقل من مترو لإتوبيس و من شارع لشارع. بتعدى خبطت ف واحد وقعت شنطته و حاجته ع الارض. شاورتله بإحباط و اتحركت تعدى سكة العربيات.
, وقفت على شكل القهوه اللى قدامها. قهوه كبيره و عليها شباب كتير و ناس و لمه. كلهم اللى ف إيده سيجاره و اللى شكله مش مظبوط و اللى ف جيبه مطوه.
,
, بصت للراجل و بصت تانى ع القهوه و ابتسمت بحماس. بتلف وشها تاخد نَفس استعداد لمحت الراجل بيلم من ع الارض حاجته و من بينهم شنطه صغيره و هو بيبرطم.
, بصتله و رفعت حاجبها و بصت قدامها للقهوه و بصتله بمكر و ف لحظه اندفعت عليه.
,
, ادم خرج و بيعدى خبط ف بنت لابسه عبايه سمرا و طرحه بدايتها من نص راسها و نص شعرها باين من قدامها و النص التانى نازل من وراها. كانت واقفه على مدخل القهوه كإنها كانت مستنياه و اول ما جه شاورت بغيظ ف وشه.
, قبل ما تتكلم ادم عض صوباعها بملاغيه: نووور
, نور شاورت بتهديد: عارف يا ادم لو سافرت تانى و غيبت و قولت عدّولى. هعمل فيك ايه؟
, ادم عض بوقه بملاعبه و هو بيقرب: ماتجى اعمل بدالك
, نور لهجتها لانت بغيظ: هقتلك.
,
, ادم حط قبضات إيديه على صدره بدراما و رجّع راسه لورا: الميت يموت ا مره واحده. ف كيف تقتلين من مات فيكى عشقا؟
, نور حطت إيدها على وشها و ضحكت غصب.
, ادم عمزلها: حلوه صح؟
, نور ضحكت اكتر و ادم عض بوقه بملاغيه: طب خدى الاحلى. بيقولك مره واحده اسمها نور شربت مايه اتكهربت
, نور برّقت: انا واحده يا دوما؟
, ادم رفع حاجبه: دى بس اللى وقفت ف زورك؟
, نور كشرت بدلع: متقوليش واحده.
,
, ادم غمزلها: طب اييه؟ هاا؟ عايزانى اقولك ايه يا قلبى؟
, نور ابتسمت: قولى يا عمرى
, ادم رفع عينيه بحاجبه بمرح: عمرى ايه انتى هتعملى فيها روجينا؟ انا بقولك يا قلبى عشان دى وظيفتك. انتى مش بنكرياس عشان تبقى عمرى
, نور لهجتها لانت بمحايله: دوما متأخرش تانى عليا انا بقلق عليك. من ساعة ما عرفت اخر مره انك كنت محبوس و انا بقلق اما تغيب. بيبقى بالى مشغول.
,
, ادم ضحك بخفه: بيقولك واحد صعيدي بيقول لصاحبه أنا بالى مشغول من امبارح. قاله اكيد فيه حد رافع السماعه. تيرارا. متأفوريش طيب
, نور مسكت ايده بمحايله: ادم انا بحبك
, ادم ضم عينيه بهزار: عشان كده تخنتى
, نور: اييه؟
, ادم صحح ببراءه مصطنعه: اتخانتى. انتى اتخانتى. أنا خونتك
, نور اتراجعت ببلاهه: اه افتكرت. ده انا الريجيم هيجننى و رب العرش نجانى.
,
, بصتله تانى فجأه كإنها يدوب استوعبت قال ايه و هو ضحك قبل ما تتكلم: طب و **** انا بحبك عشان ذكيه
, نور كشرت بغيظ: لا بتحبني عشان ملبن
, ادم ضحك اكتر: مش بقولك ذكيه
, نور مسكت إيده: طب لو بتحبنى تعالالى لحد باب البيت
, ادم رفع إيدها على صدره و ضم عينيه مثّل البراءه: طب ما تجيلى انتى الشقه اسهل
, نور شدت إيدها بغيظ: قصدي تتقدملى يا زفت
, ادم ضحك بصوت عالى و هي بصتله برقه: على فكره انا قولت لأبويا زى ما قولتلى.
,
, ادم انتبه بجديه: بجد؟
, نور ابتسمت: ايوه. قولتله انى اعرفك من زمان جدا. اتعرفت عليك عن طريق واحده صاحبتى انت جار قرايبها من زمان و شوفتك و انا بزورها مره عندهم و سألت عنك و هما يعرفوك
, ادم اتنهد بإبتسامه بعيده و نظرته شارده شويه.
, انتبه على نظرتها له بإستغراب ف ابتسم بسرعه: و بعدين؟ قالك ايه؟
, نور ابتسمت اوى: اخد عنوانك و عنوانهم منى و تقريبا سآلهم عنك و ماما كمان و مبسوطين. يظهر قالولهم كلام حلو.
,
, ادم هز راسه برضا و ابتسم بشرود.
, نور: هاا؟
, ادم انتبه ف ضحك بمرح: يابنتى بيقولك واحد نزل اعلان عايز زوجه جاله مليون رساله تانى يوم تاخد مراتى؟
, نور بصتله بغيظ و ادم كعمش وشه: يابنتى الجواز ده زى المطر. اوله خير و اخره طين
, نور بصتله بضيق و هي ماشيه: هتندم. انا مبيجيش زيى حتى لو لقيت غيرى
, ادم رفعلها حاجبه و هي ماشيه: يعنى مش فاهم بردوا ‏هو إيه التهديد ف إن بيجى غيركوا بس مبيجيش زيكوا؟ طب ما احسن.
,
, نور بصتله بغيظ و مشيت و ادم شاورلها بخفه: مش احسن اوى يعنى. خدى يابت. طب تعالى لحد ما يجى غيرك طيب.
,
, صاحب القهوه برا وقف بتذمر و نفخ و هو بيقرب من الاسكوتر: بقولك يا نسناس ما تحدف الداهيه دى تركنها ف اى حته بعيد عن هنا
, نسناس بصّله و رفع حاجبه ببرود: ما تخليك ف حالك يا عم ايوب لا تزعل
, ايوب بضيق رد بحذر: يعنى اكيد مش كل مره سى الاستاذ بتاعك هيعمل بيه و يركنهالى على باب القهوه ترازى ف الداخل و الطالع
, نسناس رفع حاجبه: ما بلااش
, ايوب زعق بهمس: ماهى لو اتخدشت بيطلّعلى عفاريته.
,
, نسناس عض بوقه: بلاش لا يطلّعلك حاجه تانيه
, ايوب تنّح: يطلّعلى ايه!
, نسناس قرّب جنب ودنه: ميتينك
, ايوب هيزعق نسناس اتكلم بهمس: يطلع ميتينك. ف بلاش
, نسناس بص ورا ايوب لأدم اللى بيقرّب و بص لأيوب: ابقى افتكر انى قولتلك بلااش
, ايوب نفخ بتصميم: مش وكالة ابوه هى
, ادم قرّب بشده و هو بيقفل موبايله و شاور على ودنه علامة بتقول ايه.
, ايوب اتلغبط ف الكلام: ابوك. مش وكالة ابوك قصدى.
,
, ادم شاور على ودنه تانى و ايوب اتبرجل بسرعه يوضح: قصدى ابوك. ابوه. ابوك له هو
, نسناس ضحك غصب عنه بشكل مكتوم و همسله: ما قولتلك خليك ف حالك يا عم ايوب لا تزعل. انا مش قولتلك خليك ف حالك لا تزعل؟ اديك هتزعل
, ايوب هيتكلم نسناس قاطعه: اديك هتزعل. هتزعل
, ايوب بص لأدم بخوف: ياريس انا
, ادم رفع حاجبه: ريس؟ ما بلاش عشان الجو ملبش اليومين دول ع الريس
, ايوب: ياريس اصل.
,
, ادم اخد نَفس طويل من السيجاره اللى كانت ف إيده و قبل ما ينطق صوت دربكه جاه من بعيد عن القهوه ع الشارع العمومى.
, الكل إلتفت ع الصوت اللى ظهرت من وسطه بنت بتجرى بخطوات مبعثره و ف إيدها شنطه رجالى مالهاش علاقه بمنظرها المبهدل و لا هيئتها.
, بتجرى و راجل بيجرى وراها بغضب و بيصرخ: يا بنت الكلب يا حراميه. يا بنت الكلب
, ادم هيتحرك البنت خبطت فيه و هي بتجرى من جنبه و للحظات اتسمّر مكانه: ه، يا بنت المجنونه!
,
, البنت إتخطت ادم و عدت و الراجل جاى من الشارع العمومى وراها و هي بمجرد ما دخلت الشارع الجانبى و عدّت ع القهوه إبتدت تشد الكراسى و تشنكل بيها الطريق و بتشنكل اى حاجه تقابلها تسد بيها الطريق.
, الموقف مخدش دقيقه و الراجل عدّى الطريق و دخل الشارع الجانبى وراها لمحها ف اخره ف مقرب من القهوه بيجرى وراها.
, ادم بص بين الراجل و بين ايوب صاحب القهوه و نقل عينيه مرتين تلاته بسرعه و بص لأيوب: كنت بتقول ايه بقا؟
,
, ايوب رجع لتركيزه معاه و اتلغبط بخوف: يا بيه انا كنت بقول له هو بس ان يعنى
, ادم اخد نَفس جامد من السيجاره اللى ف إيده قبل ما يحدفها ف الارض و بص لأيوب بغموض: شكلك هتزعل يا ايوووب. قالك هتزعل و شكلها مكتوبالك.
,
, ايوب هينطق و ادم نطق اخر جمله و هو بيحدف السيجاره ف الارض و داس عليها و مسك راس ايوب بإيديه الاتنين و ضربه براسه فيها و حدفه لورا بعنف.
, الراجل كان بيجرى ورا البنت معدّى من جنبهم و يدوب عدّاهم بخطوتين كان ادم ضرب ايوب و حدفه لقدام ف وقع ع الراجل و الاتنين نزلوا فوق بعض ع الارض.
, الراجل زق ايوب بغيظ و وقف يعدل نفسه: يا اخى غور كده انا ناقصك؟
,
, قبل ما يتحرك كان ادم شال كرسى من الترابيزه اللى وراه و حدفه بغموض على ايوب بس الكرسى لبس ف الراجل.
, نسناس زق الترابيزه برجله إتقلبت و زعق لأيوب اللى مش فاهم الموقف ازاى كِبر بسرعه: انت هتتشرّط يا روح أمك؟ عايز تتربى يالا قول
, ثوانى كانت القهوه مقلوبه و كل اللى فيها قام و الكل بيضرب و يتضرب من عمال القهوه او زباينها.
,
, ادم كان إنسحب من وسط الدوشه و إتسلل و خرج من تانى باب للقهوه و منه إتنطط لأخر الشارع الموصّل للخرابه.
, لمح البنت مستخبيه ورا كومة ذباله و ماسكه مناخيرها بشكل مُضحك و متابعه الراجل على بُعد منها اللى وقف من الجرى و بيتلفّت على بُعد و لو قرب هيجيبها.
, ادم اتسلل بهدوء لحد ما جاه من وراها و همس: يا سارقه قلوب العذارى سرقتى ايه تانى؟
, البنت إتخضت و لفّت وشها له: سلاماً قولاً من رب رحيم.
,
, ادم رفع حاجبه و البنت إتنفست بصوت: يخربيييتك كح
, أدم كح و رجّع نفس ريأكشن وشه: نعمم؟
, ف بيت ملامحه البدويه جدا تشرح مكانه و موقعه بالظبط. اسوان!
, ف غرفه هاديه مفهاش غير صوت انفاس رغم انها نايمه إلا انها عاليه و مضطربه كإن الخوف راعشها.
,
, فتّح عينيه و بص جنبه و إبتسملها و هي نايمه و اخد نَفس عميق و خرّجه بتمهّل اوى: اااه. لساكى متغيرتش و لا هتتغيرى. سنين بتجرى وراها سنين و انتى لساكى زى مانتى. سامع دق قلبك دقه دقه بينادى و يردد. عدت على قلبك سنين ورا سنين و لساه زى ماهو و انتى لساكى عاشقه و العشق معلهوش لوم. مشقوقه نصين بين عشقك.
,
, ميل باس عيونها اللى بربشت بهدوء و بمجرد ما إتواربت ظهر منها دموع مستخبيه.
, اخد نَفس جامد و هي إتلفتت جنبها عملت نفسها بتتقلّب و مسحت عيونها و غمضت بهدوء.
, قرب شويه و رفع نفسه فوقها و مد إيده ملّس على شعرها بعشق: انتى بتى. بتى اللى بخاف عليها غصب عنى. حتى عشقى لها غصب عنى
, حنين عيونها لمعت بدموع و غمضت و هي بتاخد نَفس بطئ.
,
, باس عيونها بحنيه: طب و **** بحبك اكتر من هديه بنتنا اللى بتى و من صلبى بجد. بحسك ساعات انتى بتى زيها.
,
, اتعدل ف رقدته و شدها لحضنه من تانى و هي إستسلمت برضا غريب على وصف استسلام.
, حست بيه انفاسه هديت بالنوم ف نطقت بصوت مهزوز من غير ما تفتّح عيونها: و انا إبننا وحشنى. وحشنى اوى. وحشنى بشكل بقا يوجع جسمى قبل قلبى
, غمض عيونه قوى بمجرد ما نطقت و رجع بعقله لورا اوى بسرعه مخيفه لأكتر من خمسه و عشرين سنه و كإنه بيفتح مقبرة وجع إندفن فيها وجع و عفّن تاه وسطها لحد ما نام.
,
, حنين قامت على صوت رعد بيهز الستاير و الشبابيك و المطره من قوتها قطراتها بتطير لجوه.
, انسحبت من جنبه بهدوء كانت هتقفل باب البلكونه ف فتحت بقيته و راقبت شكل الجو بالبرق اللى بينوّر حواليها الضلمه كإنه بيقلب الليل لنهار.
, رفعت وشها للسما اللى من كتر شبهها شاركتها و نزلت من عيونها قطرات شبه المطر: يارب. انت عارف اللى انا مش عارفاه و مش عارفه اعرفه. انت عارف يارب قادر تنوّرنى زى ما نوّرت عز الليل فجأه كده.
,
, قطع صوت دموعها فجأه صوت خبط و تكسير تحت البلكونه خلاها انتبهت بفضول لتحت. ميلت اكتر و شافت أوضة المكتب اللى طاله ع الجنينه بابها بيخبط من الرعد و حاجات بتطير جوه من شباكها المفتوح.
,
, نزلت بهدوء لتحت فتحت بابها و دخلت. قفلت الشبابيك و شدت الستاير. ميلت لمت الاوراق و الحاجات اللى وقعت رجّعتها ع المكتب و بتتلفت تخرج و هتقفل الباب لمحت باقى اوراق طاير ف زاوية الباب بتميل تشيله لمحت ورقه غريبه كإنها غلاف مجلّد مكتوب عليها مذكراتى. القائد حمزه الجيّار !
, بلعت ريقها بتوتر و وقفت بيها. بصت حواليها بحذر و راحت حطتها ع المكتب و قعدت ع الكرسى.
,
, بتبص للأوراق اللى موجوده بتوهان. بتمد إيدها و قبل ما تلمسها تترعش كإنها واقفه على حافه عاليه خايفه تمد رجليها تقع. قامت برفض تخرج بس وقفت ع الباب لحظات و بصت لوراها و حنين جواها شبه إسمها غلبها.
, دخلت و قفلت الباب و فردت الورق اللى كان مترقم كإنه بترتيب معين و حطت على وشه الورقه اللى لقتها و دخلته جوه المجلّد.
, فتحته و إبتدت تقرا اول حروفه بملامح مهزوزه واخده طابع الصدمه و مع كل حرف بتنزل دمعه!
,
, كل سطر بيترسم بمشاهده قدامها كإنها بتشوف عرض تسجيلى!
, ف الخرابه البنت مع ادم بصتله بتوتر و فجأه أخدت نَفس جامد كإنها بتصطنع قوه: ايوه
, ادم رفع حاجبه: ايووه
, البنت إرتبكت: انا كنت. كنت ب
, ادم هز إيده مع ملامح وشه: كنتى ايه بقا؟
, البنت بتوتر: كنت بتمشّى هنا و
, ادم كعمش وشه: ايوه!
, البنت اتعدلت قدامه بلغبطه: قصدى كنت ماشيه من هنا و
, ادم بنفس ملامحه: ايووه؟
, البنت بلعت ريقها: و وقفت اعمل. اعمل.
,
, ادم ضم بوقه بإستفزاز: ايووووه. تعملى ايه بقا؟ حمام؟
, البنت برّقت قدامها و بصتله بغيظ و ادم هز راسه بسخريه: ايوه ايوه هو الحمام. ماهو اكيد مسرقتيش حد و جايه تستخبى هنا
, البنت بصّت ع الراجل و رجعت بعينيها لأدم بهمس: عايز ايه يعنى؟
, أدم وشه متغيرش: احنا متصاحبين؟ ايه عايز ايه دى؟
, البنت بغيظ: إخلص
, ادم غمزلها: هااا! ايييه بقا؟
, البنت إتوترت: اييه ايييه دى؟
,
, ادم قرّب خطوه منها: ايه اللى اييه؟ انا و انت، و النجمه و الليل و السهر، و نشرب قهوه على طريق سفر
, البنت رفعت حاجبها و ادم هيكمل بص حواليه و كعمش بين حواجبه بملامح ضحكه مكتومه: لالا مش دى. طب فاضى شويه نشرب قهوه ف حته بعيده. و اعزمنى على نكته جديده و خلّى حساب الضحكه عليا
, البنت كزت على شفايفها بغيظ و زقته بس متحركش: اتكل بقا و ريّح دماغك انا مش منهم
, ادم عض شفايفه زيها: طب ما تيجى تريحهالى انتى.
,
, البنت رفعت حاجبها: ايه دى؟
, ادم شاورلها ببراءه مصطنعه: دماغى. تعالى ريّحهالى انتى
, البنت نفخت بنفاذ صبر و بتتلفّت حواليها بترقّب و ادم شدها رجّع وشها له: ريّحينى ف اريّحك ف نستريح
, البنت زقته و زعقت بهمس: انت قبيح و سافل
, ادم ضم ملامحه على بعض بإستفزاز و هز راسه: تصدقى تستاهليها.
,
, البنت بصتله بترقب و هو رفع جسمه اللى كان موطيه معاها ورا الاكوام قدامهم و فتح بوقه يزعق و هي كتمت بوقه و شدته لورا تانى: ششش يخربيييتك
, الراجل بص على مكانهم و قرّب شويه و هما ميلوا اكتر للارض و المكان حكم ياخد رجليهم بس و يبقوا فوق بعض.
, ادم كتم ضحكته و همس بغرور: قولنا كده. ما تجيبى
, البنت لفّت الشنطه بدراعاتها على صدرها و ادم مثّل البراءه و بص للشنطه و بصّلها بخفه: لالا. مش دى. انا عايز بوسه.
,
, البنت برّقت و هي بتعض بوقها و ف حركه سريعه زقته و ضربته بركبتها ف رجله و هو مسك رجله بغيظ: كده؟
, البنت هزت راسها بإستقزاز و ادم بيغنى ببرود و صوته بيعلى شويه شويه و هو بيقف طالع: اه يا سلام يا سلام. سيبنا الوقت يعدي أوام. ما حسبناش اللحظه الجايه. ده اسمه كلام؟
, البنت هتلحقه ادم كان خرج و ظهر للراجل اللى إلتفت له و راح عليه بسرعه: انت مين؟
,
, ادم رفع حاجبه و الراجل قرّب عليه مسكه من هدومه: انت اكيد تبع بنت الكلب اللى سرقتنى. ايوه اكيد معاها. هي جات لهنا و إختفت و دينى ما سايبها
, ادم فك إيده ببرود و وقف قصاده: هتعمل ايه يعنى؟
, الراجل بص حواليهم: هي اللى حكمت. مش جات برجليها هنا ف الحته المقطوعه دى؟ يبقى حكمت
, ادم بصّلها بطرف عينيه و هي مستخبيه ورا الكوم و بص للراجل اللى مش واخد باله و بيتلفّت حواليه و رجع بصّلها ببرود و شاور على شفايفه!
,
, البنت برّقت و حست انها ف مأزق و لازم تتصرف. شردت حواليها بتفكير و ادم كان تقريبا فاهم شكل تفكيرها ف بص للراجل اللى انتبه له على كلامه: لاء انا مش معاها
, الراجل زعق: انت هتستعبط يالا، انت
, ادم كمّل: و ممكن اثبتلك
, حنين ف المكتب لمت الورق و فتحت المجلّد و إبتدت تقرا اول حروفه بملامح مهزوزه واخده طابع الصدمه و مع كل حرف بتنزل دمعه!
, كل سطر بيترسم زى الفيديو قدامها.
,
, كانت اول كلماته اللى إترسمت بمشاهد قدامها كإنها بتشوف عرض تسجيلى
, الحدوته إبتدت من اليوم ده٣ نقطة
,
, ف البدايه خلونى اقول حاجه صغيره عن نفسى. انا حمزه الجيار. حمزه عبد الرحمن الجيار. صعيدى اب عن جد. او بشكل تانى صعيدى اسماً لكن شكلا مش اوى. كان عندى وقت الكلام ده تقريبا خمسه و عشرين سنه. مش عارف. يمكن اكتر. او اقل. مش عارف اصلى مبحسبش سنين عمرى. مفهاش حاجه تتحسب. اصل السنين مبتبقاش بعددها اد ما بتبقى بالحكايات اللى اتعاشت فيها و انا لحد اليوم ده تحديدا مكنتش لسه عيشت. من بيتى لشغلى و من شغلى لبيتى. و ف بيتى من مرتى اللى معَرفش احبها لأمى اللى مَعرفش اراضيها. مفيش جديد. او لحد اليوم ده بالتحديد مكنش في جديد لدرجة لو حطيت ايامى جنب بعض هتحسهم تؤم و مهعرفش افرّقهم. لحد ما كل حياتى اتقلبت من اليوم ده!
,
, نيجى بقا للى حصل يومها. تعالوا نشوف. اه خلونى اقول حاجه قبل ما نشوف. انا شغال ف الجبال. وسط الرمل و المحاجر. شغال اى حاجه و جاى ف اى سكه حلال بقا او حرام و بيسمونى قائد الصعيد.
,
, حنين صوتها اتهز بترقب و هي بتقرا المذكرات و دموعها غلبت على صوتها و عيونها لدرجة غطتها ف بقا الكلام مشوش قدامها و صوتها اللى الدموع هزته اتحاش و إبتدت كإنها بتشوف الكلام مش بتقرا او بيتترجم ف صوره ع الورق قدامها!
,
, شافت حمزه وقف بعربيته و نزل بملامح جامده و قرب من جمع رجاله بيشتغلوا ف الحفر و نحت حجارة الجبل و الصخر و عربيات بتحمّل.
, واحد قرب منه بجديه: حمزه باشا
, حمزه بصّله بغضب: جرا ايه يا عمار؟ انت كل يوم هتبعتلى على حاجه هفأ زيك؟ انا مش قايلك مفاضيش؟ انا مواريش غيركوا هنا و لا ايه؟ انا
, عمار قاطعه: الرجاله كانت
, حمزه شاور بحده: عارف لو قولتلى حد اتصاب تانى و.
,
, قاطعهم واحد من الرجاله بيقرب منهم و عمار بصّله بإنتباه.
, الراجل: حاولنا تانى و منفعش. دى لعاشر مره بنحاول. ده احنا من الفجريه و
, حمزه قاطعهم بترقب: حاولتوا ايه و عاشر ايه؟ ايه اللى بيحصل يا عمار؟
, عمار اتحرك بحمزه شويه واتكلم بجديه: و احنا بنفحت الة الحفر وقفت فجأه. و بنحاول نرفعها مش راضيه. كإنها.
, سكت و حمزه بصّله بترقب: كإنها ايه؟
, عمار سكت شويه: طب تعالى معايا. خلينى اوريك الاول طيب.
,
, حمزه اتحرك بحيره معاه لحد ما وقف وسط العمال. قرب فحص الوضع بنفسه و جرب الة الحفر بإيده و فعلا عجز عن انه يتحرك بيها او يتصرف.
, نزل و بص لعمار بعد ما شده بعيد: كإنها. كإنها شابطه ف حاجه تحت
, عمار: فعلا. تقريبا في عكمه تانيه. بس المرادى شكلها اكبر لدرجة مش لاقطه ف الاله
, حمزه رفع راسه بتفكير و عينيه برقت بحماس: قبل اى حاجه مشّى العمال كلها من هنا. قولهم اى حجه.
,
, عمار: هنقولهم ايه؟ دول تبعنا اه بس عمال مش رجالتنا و
, حمزه شاورله بتفكير: قولهم مثلا الاله هي اللى اتعطلت و هنوقف الشغل لحد ما تتصلح
, عمار شاورله بتأييد و حمزه لف حوالين نفسه بيلضم افكاره ببعض: بعدها ابعت لرجالتنا. الرجاله بتوع طلعاتنا و شغلنا الخفى. و هات معاهم جزء من طقم الحراسه اللى تحت إيدنا. هاتهم و تعالى.
,
, عمار سابه و اتحرك ينفذ و خلال ساعه كان فضّى المكان و جمع رجالته و كان حمزه رتب خطواته.
, عمار: الاله هتطلع ازاى؟ لو اتعانفنا عليها ممكن تعطل و تتربس ف الارض و دى صخر. ده غير ان عطلها ممكن يعمل قلق ف المكان و الحكومه تشم خبر و دى بتتنشق على اى لبش هنا
, حمزه شاورله: ادى تعليماتك للرجاله تبتدى حفر يدوى
, عمار: نعم؟
,
, حمزه: بإيديها. خلى الرجاله تستخدم الفوس و تتحرك بخفه حوالين الاله و تحفر لحد ما نسلك الاله الاول بعدها نكمل شغل بإيدنا
, عمار اتحرك ينفذ تعاليماته و بالفعل ابتدوا حفر لحد ما سلّكوا الاله و كملوا حفر قدام نظرات حمزه المتلهفه و عينيه بتلمع كل ما بينزلوا لتحت لحد ما ظنونه اتآكدت من عينيه اللى لمحت دهب لمعته بتشق سواد الطين تحت الارض.
,
, حمزه شاورلهم يقفوا و نزل لتحت و ابتدى يتأكد من الحاجه اللى لمسها بذهول من شكلها و كترتها.
, شاور لعمار و خرّجوا الحاجه بحذر حمّلوها لعربيات تبعهم و حمزه اتحرك قدامهم بعد ما خلصوا و العربيات اتحركت وراه بحذر لحد ما وقفوا قدام بيته.
, بيت كبير بملامح اثريه فخمه و قديمه بشكل تراثى. نزل و شاور للرجاله نزلت الحاجه ف استراحه جنب البيت متداريه وسط زرع و شجر.
,
, ف الخرابه.
, البنت من نظرات ادم كانت إبتدت تخاف من شكل تفكيره ف انكمشت على نفسها ثوانى بتلقائيه. ادم رجع بعينيه للراجل و قصد يبعد نظراته عنها يشد الراجل من التدوير بعينيه عليها و يشوف تصرّفها
, هى إتلفتت حواليها و عشان ادم كان تقريبا فاهم شكل تفكيرها ف بص للراجل اللى انتبه له على كلامه: لاء انا مش معاها
, الراجل زعق: انت هتستعبط يالا، انت
, ادم كمّل: و ممكن اثبتلك.
,
, الراجل بصّله بترقّب و ادم تنى رجله و خبطه بركبته ف رجله ف الراجل ميّل و قبل ما يترفع كان ادم خبطه بدماغه بروسيه بين حواجبه و دفعه لورا زقه وقّعه.
, الراجل وقف بعنف و كوّر قبضة إيده و رايح على ادم يضرب إدم إتفاداه بجسمه كله و الراجل لبس ف خشب و كراكيب وراه.
, اتعدل على ضهره و بيحاول يقف إيده لمست حديده جنبه زى الشاكوش بيد.
,
, رفعها بغضب و قبل ما يضرب كانت البنت صرخت و هي بتظهر ف الصوره مقربه منهم: حااسب يا٣ نقطة
, ادم بصّلها بغيظ و الراجل بيقرب الحديده على ادم من جانب وشه البنت لاقتها بكف إيدها و صرخت.
, الراجل زعق بعنف: ****. طب مانتوا مع بعض اهو؟
, ادم اخد نَفس متغاظ و بصّلها و حط إيده على وشه و حرّكها بعصبيه.
,
, الراجل وقف قصادهم و بيتحرك خطوات مبعتره يمين و شمال و بيهوّش عليهم بالحديده: باللتى هي احسن كده الشنطه تطلع يا اما يمين ب**** اخلى كل حته فيكوا ما تعرف اختها
, ادم بصّلها للحظات و خوف غريب ع الموقف إبتدى يتسرّب له. خاصة ان البنت إيدها إبتدت تنزف جامد و إبتدت تصرخ من وجعها لدرجة مش قادره تلمسها بإيدها التانيه و نزلت برجليها ع الارض.
,
, ادم هيميل معاها الراجل قرّب بالحديده و اتكلم بسخريه: قووم يا حنين. قوم و بدل ما هتطلع الشنطه بتاعتى هتطلع شنطتى و شنطتك و شنطة السندريلا اللى معاك
, ادم ضحكلها بغيظ و هي بتبصله بترقب و زحفت برُكبها وراه.
, الراجل زعق: اخلص ياض لا اشقك
, ادم بص وراه لها و بص بعيد على اكوام كراكيب حواليهم و رجع بصّلها و كرر نظراته و بيدعى تفهم و هي تقريبا فهمت بس حالتها مش مساعداها.
, رجع بعينيه للراجل: سمعت عن القائد؟
,
, الراجل تنح شويه و ادم قاطعه: القائد. سمعت عنه؟
, الراجل بربكه: ولاا. متخودنيش ف سكه تانيه. اطلع يلاا بال
, ادم اخد نَفس سريع: إستعنى ع الشقى ب****
, ادم ف مهاره مسك رقبته بإيده اللى مدها بسرعه و إيده التانيه مسك إيده اللى بيها الحديده.
, الراجل حاول يزق ادم بجسمه بس فشل. ادم ملامح جسمه مُريبه و عضلاته مقسمه جسمه كله مش دراعاته بس.
, حاول يضربه برجله ف رجله عشان يتزحزح ف ادم سبقه و ضربه ف رجله: متجيش عشان مفيش.
,
, الراجل حاول يتنى ركبته و يضرب ادم ف بطنه يزحزحه بس ادم سبقه و ضربه بركبته ف بطنه: قولتلك متجيش عشان مفييييش. ايييه مبتسمعش؟
, الراجل وشه إبتدى يزرقّ و بيحاول يفلفص من ادم و يرفّس و يتشنج بجسمه كله و ادم متبّت على رقبته لإنه عارف لو سابه هيندفع هو بالحديده عليه.
,
, الراجل بيتشنج بجسمه و حاول يندفع بعنف و ادم بيحاول يقيد حركته بإيده اللى لسه ماسكه رقبته و بيضرب بإيده اللى ماسكه ايد الراجل بالحديده على ركبته يخليها تفلت منه بس كونه مستخدم قوته كلها ف تقييد حركته بجسمه من رقبته بإيد مش عارف يستقوى بإيده التانيه.
, الراجل بيتشنج و تشنجاته بتزيد و الحديده بتتحرك مع حركة جسمه و بتقرب من ادم و تبعد.
, ادم صرخ ف البنت وراه من غير ما يبصلها: انتى غبيه؟ مكانك بتزفّتى ايه!
,
, البنت إتوترت بصوت مرتبك: آآآ. آلراجل. آآ. انت كده هتموت. يا. يا. الراجل هيمو
, ادم زعق: إخلصى غوورى من هنا
, البنت وقفت بخضه على صوته و ادم كان بيرخى قبضته على رقبة الراجل و يرجع يشد عشان يديله مساحه يتنفس.
, البنت بتتحرك بخطوات عشوائيه و مبعثره ف اتجاهات ملغبطه.
, ادم متابعها بطرف عينيه حسب ما الموقف سامح ف زعق و شاورلها لمكان ما كان بيبصلها على اكوام الكراكيب: من هنا. اخلصى.
,
, البنت بتتحرك لمكان ما بص و قبل ما تختفى سمعت صرخه من قوتها شقت المكان اللى ف لحظات اتقلب بركة ددمم غرق فيها الكل بحكاويهم و مبقتش عارفه تخاطر و تقرب و لا تبعد، .!
 
  • عجبني
التفاعلات: محمد محمود ابو عيدان, wagih, pop44 و 2 آخرين
٢

في الخرابه.
, ادم زعق ف البنت: إخلصى غوورى من هنا
, البنت وقفت بخضه على صوته و ادم كان بيرخى قبضته على رقبة الراجل و يرجع يشد عشان يديله مساحه يتنفس.
, البنت بتتحرك بخطوات عشوائيه و مبعثره ف اتجاهات ملغبطه.
, ادم متابعها بطرف عينيه حسب ما الموقف سامح ف زعق و شاورلها لمكان ما كان بيبصلها على اكوام الكراكيب: من هنا. اخلصى
, البنت بتتحرك لمكان ما بص و قبل ما تختفى سمعت صرخة ادم بوجع من قوتها شقت المكان!
,
, حنين ف المكتب ورق المذكرات كان بيطير بهوجه حواليها كإنه بيشارك الاحداث هيجانها.
, صوتها اتهز و هي بتقرا المذكرات: نقلت الحاجه من المحجر للاستراحه. بعدها عدّى كام يوم كنت ظبطت حالى و عرفت هعمل ايه.
,
, كنت فاتح شنطتى و بحط هدومى فيها و هي جنبى. و **** انا فعلا معارفش إذا كانت من سِنى تقريبا او اصغر بسنه او اتنين. احنا صحيح اتنين متجوزين لكن مهنتقابلش غير كل فين و فين ساعه ف السرير و خلاص. ملامحها بدويه جدا جدا و هيئتها كمان و معرفاش تبقى غير إكده. رغم إنى انا اه صعيدى لكن بهيئه و شكل مصرى جدا. حتى شكلى كمان مصرى. لاه ده ساعات بيقلب لأجنبى.
,
, قعدت هي بغضب و انفاسها طالعه زى الجمر بنفخ عنيف: يعنى انت دلوووق رايح على فين؟
, حمزه اتجاهلها بغضب: ملكيش صالح
, امينه وقفت و قربت بهجوم: كيف يعنى مليش صالح؟ كنبه انا اياك إهنه ف الدوّار! و لا جاريه من حريم مولايا؟
, حمزه نفخ بنفاذ صبر و قفل الشنطه و رفعها يركنها جنب الباب
, و هي شدته و زعقت من بروده: انا بكلمك و لا بكلم حيطه عاد؟ ما تُنطق و لا ملكش حجه؟
,
, حمزه زقها و زعق بنفاذ صبر: حجّه لإيه؟ انتى إتخبلتى و لا شغل الحريم اللى مهتبطلهوش ليل نهار مع امى ف الدوار لحس دماغك؟ عملتينى مذنب و عايز حجّه عاد؟
, امينه زعقت: امال ليه معايزش تقولى رايح على فين؟
, حمزه اخد نفس بيحاول يهدى و وقف و هي سبقته و ربعت إيديها على صدرها: هتفكر ف كدبه اياك؟
, حمزه نفخ نَفسه المكتوم بعنف: قولتلك رايح شغل.
,
, هى هتتكلم هو اللى سبقها المرادى و هو بيشاور بإيده: عايزه تصدقى صدقى. ماعيزاش يبقى احسن. مفياش دماغ ترازى و لا فايق للت الحريم ده
, امينه اتحركت وقفت ف طريقه و هو بيتحرك للباب اجبرته يقف و لهجتها لانت: ما هتسمعش كلام أمك يعنى؟
,
, حمزه نفخ و هو بيرفع وشه لفوق: اديلها كام سنه بتتحددت؟ و اديلك كام سنه بتسألى؟ و انا بيناتكم مستنى واحده فيكم تزهق و مخابرش اخرة ده كله ايه! بس لو معقلتيش يا بنت الناس اخرتك معاى هتبقى مع اخرته. دى عيشه تقصف العمر
, بيتحرك رجّعته تانى بزعيق و لهجتها بتلين: انا عارفه انى مبخلفش. و يمكن **** يكون رايد مهخلفش. بس انا مش ارض بور يا حمزه كيف ما الست امك هتقول.
,
, حمزه نفخ: و انا يا بت الناس مظلمتكيش و لا هظلمك عاد. بس بطريقتك دى انتى اللى بتظلمينا و بتظلمى حالك. اعقلى بدل ما تلاقى نفسك بطريقتك دى بتفوتى ف الحيط براسك
, امينه حاولت ترقق صوتها: يا حمزه انا ارض صالحه بس مالزمش تكون صالحه للخلفه بس. الجواز مش بس حَبل و خلفه!
, حمزه بنفاذ صبر: يعنى انتى عايزه ايه دلوووق؟
, امينه اندفعت: ماعيزاكش تبقى كيف شُرّاب الخُرد إكده!
,
, حمزه مسكها بعنف من شعرها: جنيتى اياك؟ مين ده اللى شُرّاب خًرد؟ اوريكى كيف بتكون الرجوله عشان تتلمى؟
, امينه إتراجعت بسرعه: لاه لاه، عارفه. عارفه إنك ابو الرجاله و سيدهم كمان. بس الست آمك
, حمزه حدفها بحده على السرير وراها: إسمها أمى مش الست أمك و لا حتى امك بس. امى اسمها امك و لو ماعيزاش تقوليلها اكده يبقى تقولى كيف ما كتى بتناديها قبل الزفت الجواز و لا هي كانت تماحيك!
,
, امينه كتمت غضبها: و هي اما تبقى عايزه تجوّزك تبقى امى؟ كيف اقولها امى و انا مطيقهاش قدامى و بس بشوفها عفاريتى بتتنطط حواليا ف كل زنقه! و انت كيف العيل اللى هتغيرله كوافيله. ماهتفارقهاش واصل حتى ف شغلك تِعرف عنه كل حاجه. هترجعلها قبل ما تتنفس و انا خابره انها لو قالتلك لاه ماهتتنفسش واصل كيف العيل.
,
, حمزه جرّها من شعرها و ضربها على وشها بالقلم و هي صرخت: زودتيها قوى. هتغلطى ف امى بقول شغل حريم و مسيره يخلص و تعقل. هتغلطى ف حالك و تبانى قصادى مهزوزه مش واثقه ف نفسك بقول غيرة حريم و مسيرها تعقل. لكن تغلطى ف رجولتى و انتى خابره اننا صعايده و الراجل منينا اما يتقال عنه مش راجل بيعمل ايه يبقى تعقلى غصب عنك
, امينه سندت كفوفها ع السرير بعد ما حدفها عليه و حاولت تتعدل بإندفاع: مش بقولك عيل.
,
, حمزه قرب جابها من شعرها و ضربها بالقلم ورا التانى و بإيده التانيه كان بيقطع هدومها بإشمئزاز. قضى معاها لحظات ابعد ما يمكن عن الحميميه و اتعدل بقرف وقف فوقها و هي بتحاول تغطى نفسها بملاية السرير اللى لمتها من حواليها.
,
, حمزه بصّلها من فوقها لتحتها بقرف: انا سايبك عاد مش عشان سواد عينيكى. انا بس اللى مليش غيّه ف الحريم واصل و لا ف دماغى. شايفهم كيف السيجاره تتشرب و تترمى و بس. يعنى مهما غيّرت السيجاره الكيف واحد و السيجاره و لا ليها عازه عشان تتغير بشكل تانى. و انتى يا ماشاء **** جيتى ثبّتيها ف دماغى. لكن لو حبيت هجيبلك ستّهم و هخليكى تحت رجليها بنفسيكى و ابقى وقتها هتعرفى لحالك اذا كنت راجل و لا شُرّاب خُرده صح كيف ما بتهترتلى.
,
, امينه اتعدلت بهجوم لدرجة مخدتش بالها من الملايه اللى وقعت من عليها و جسمها اتعرى: و ده بقا حديتك و لا حديت الست أمك؟
, حمزه حط إيده على وشه و حرّكها عصبيه و هي بصتله بتهكّم: مش هقولك مطيقهاش!
, الباب إتفتح و أمه دخلت بهيبة راجل مش ست: و اما انتى مطيقاش صاحبة الدوار اللى قاعده فيها لساكى اهنه ليه؟
, حمزه بسرعه اتعدل و امينه بتلقائيه رجّعت الملايه عليها و زحفت برُكبها و جات ورا وقفته جنب السرير.
,
, حمزه اتنفس بنفاذ صبر يهدى و اتحرك لأمه باس إيدها: ماتاخديش على حديتتها. دى مهبوشه ف دماغها من يومها و موضوع الخلفه لحس الباقى من عقلها
, أمه عينيها متركزه على امينه وراه و منطقتش. امينه بعد ما غطت جسمها بالملايه رجعت رخت إيديها بمسكة الملايه عن قصد بيّنت جسمها و اثر لمسات حمزه عليه و بصتلها بعيون بتلمع بكيد نسا.
,
, امه بصتلها قوى بحده من حركتها المفهومه ف قاموس الكيد و حمزه حاول يتكلم و هو بيقرب من أمه: هتاخدى على حديتتها عاد؟ دى اتخبلت بقولك
, امينه لجّمت خوفها بالعافيه و نطقت بدلع بعد ما حرّكت جسمها بإغراء لفّته بالملايه و نزلت من ع السرير لحمزه: انا لسانى إهنه عشان دوار راجلى. جوزى. و قاعده إهنه لجوزى. عشانه. و ماهمشيش إلا عشانه بردوا.
,
, أمه ضحكت بحده: و انتى بتستغلى عاداتنا عاد. مبنطلقش عشان ميتقالش عنا قِله و بنتساب. اه عنديكى حق. بس رجالتنا رجاله و اصغر واحد فيهم يقدر يفتح بيوت قد بيوت النجع كله. ما بالك بولدى اللى ماهواش اصغرهم؟
, امينه بلعت ريقها بغضب و حمزه حّرك إيده على وشه بقلة صبر: ما خلصنا عاد. ماهيخلصش الحديت ده؟
,
, امه كملت كلامها مع امينه اللى مدوّرتش عينيها عنها كإنه متكلمش: و الدوار اللى بتقولى عنها دى دوار جوزك هي فعلا دواره و هتتملى بذريته عشان تعمّر و تفضل دواره.
,
, امينه هتندفع أمه كملت بحده: رضيتى او لاه. ماهناخدش رأيك. الحريم إهنه ملهومش كلمه واصل. لا ف جواز و لا ف طلاق و لا ورث و لا حتى ف طلعه من دارها. و البت اللى هتطلع من دار أبوها لدار راجلها مهتخرجش إلا ف كفنها. لا لها كلمه ف طلعتها و لا ف خرجتها. ملهاش كلمه ف جوازها عشان يبقى لها كلمه ف جواز غيرها حتى لو كان جوزها. الحريم إهنه بس مجرد ارض بيترمى فيه البذره اللى تنبت و تزرّع. وعاء بيتفرّغ فيه. اذا الوعاء ده مخروم ماهيتمليش يبقى نكوبّ ف غيره و نركنه.
,
, امينه هترد امه اتكلمت بتهديد مباشر و هي بتتخطى حمزه و تقرب منها بجمود لدرجة امينه اتحدفت وراها على حرف السرير: يا هنكسره! فااهمه! يا هنركنه يا هنكسره و بردوا هنكب ف غيره!
, امينه بصت لحمزه ورا أمه كإنها بتدفعه يرد او كلامها خلص و هو هرب بوشه بعيد.
, بص للإتنين بنفاذ صبر و سابهم و اتحرك يخرج أمه وقّفته: حمزه.
,
, حمزه كان بيفتح الباب وقف بأنفاس مكتومه و لف وشه بس لها و هي لفّت بجسمها له و لهجتها اتغيرت للهدوء: من زمن و هي الحكايه واصله لمطيقاش امك و الست أمك و اشى عايزه دار لحالى و اشى شغلك ابصر ايه و مخابرش ايه. بس طالما وصلت لشُراب خُرد يبقى لحد إهنه و بزياده عاد
, حمزه اتنفس بصوت عالى و هي اكدت بحزم: و دُخلتك عليها مش اللى هتآكد رجولتك.
,
, حمزه حرّك إيده على راسه بإحراج من فهمه انها متابعه اللى حصل بينهم من اوله و عمل ايه.
, امه كملت بلهجه ناشفه: دُخلتك عليها مش اللى هتآكد رجولتك. لااه. دى هتبسطها. و دى كيف العِرسه هتاكل و تنسى. ف اولاتها تاكل و تنسى الحَبل و دلووق تاكل و تنسى رجولتك. و طالما إكده يبقى دخلتك على غيرها اللى هتأكد رجولتك
, حمزه هيتكلم امه قربت قصاده: اهه ع الاقل مش هتجيب المرادى عِرسه.
,
, حمزه هز راسه بقلة مقاومه و أمه بصت للشنطه و بصتله: نازل مصر تكمل الشغل الى إتحددتنا فيه؟
, حمزه هز راسه اه و هي كملت بلهجه بتنشف مع الكلام: كمل شغل و مهترجعش دوارك يا ولدى إلا و عروستك تحت جناحك
, امينه بصتله قوى و هو مبصلهاش و أمه كملت: فاهمنى يا حمزه؟ ما هتدخلش الدوار دى و لا هتكسر ف جوفك منيها لقمة عيش إلا و عروستك ف يدك و انا اللى هدخّلك عليها و إلا يمين ب**** ما تبقى.
,
, حمزه قاطعها: حاضر. حاضر ماهتزعليش حالك. حاضر كل اللى تأمرى بيه هيمشى
, امينه بصتله قوى و اندفعت ناحيته: مش بقولك شُرّاب خُرد!
, حمزه بصّلها بهدوء نسبى و هيقرب منها يتكلم كإنه عايزها تفهم انه بيقفل الحوار بينهم بس
, أمه مسكت دراعه: اتسهّل انت لحالك و كيف ما قولتلها ده شغل حريم ملكش دعوه بيه
, خرج و سابهم و أمه وقفت بحده قدامها بنظرات ثابته.
,
, حنين بلعت ريقها بالعافيه و هي بتقرأ. عايزه تجرى بين السطور كإنها بتدوّر على نفسها. و عينيها زايغه بتروح و ترجع كإنها خايفه تلاقى نفسها!
, همست بصوت مكسور: الحاجه لسه بتتخانق معايا عشان الخلفه! يعنى ايه! يعنى انا امينه! امال ليه حنين!
,
, رجعت للورق بعيون ثبّتتها بالعافيه تقرا كلماته.
, اخدت عربيتى و نزلت مصر اللى متعود اسيب اسوان بلدى و اروحلها اخلّص مستلزمات مصالحى و شغلى ف المحاجر بتاعتى ف اسوان و ارجع.
, قابلت سليم صاحبى و إبتدينا نتتكلم ف شغل.
, سليم سكت بقلق: انت مش شايف انها مخاطره؟
, حمزه إستغرب: و من امتى شغلنا مع بعض كان خالى من المخاطره؟ ده احنا عرفنا بعض بالمخاطر.
,
, سليم سكت شويه بتفكير: اه بس المرادى الوضع مختلف. احنا كان اخرنا نعادى ناس و ناخد شغل ف الجبل وضع يد. اكلملك حد من حبايبى ف الداخليه نضرب تصاريح حتة ارض، يوقّعلنا مزاد علينا. نسلّك مشاريع من الحكومه. ناخد حتة ارض زراعيه من تحت ضرس الحكومه و نقلبها منتجعات. ندفع رشوه عشان ناخد حاجه. و كله بحس شغلى و حبايبى ف الحكومه لكن
, حمزه قاطعه: لكن ايه؟ هتحسبها هتلاقيها واحد.
,
, سليم بحيره: لاء مش واحد. احنا كنا بنتحرك ف الجبل على حس الرُتبه بتاعتى و شغلى مع الحكومه لكن احنا كده هنعادى الحكومه نفسها يا حمزه
, حمزه بهدوء: لا هنعاديها و لا حاجه. هي بس اللى طماعه و الطمع قلّ ما جمع و بعدين احنا مش هنعمل حاجه ازيد من اللى كل الناس بتعمله. كل الناس بتلاقى الخير ده بتكمّر عليه لحالها. هاتلى حد كده لقى حاجه و راح بلّغ عنها الحكومه عشان يجوا ياخدوها منه؟
,
, سليم هيتكلم حمزه قاطعه بسرعه: إلا اذا كان عبيط
, سليم: عبيط؟
, حمزه بتأكيد: و اهبل كمان. هو في حد بيسمح لحد يشاركه ف رزقه؟ لاء و هو اللى بيروحله كمان! لما انا اروحلهم برجليا اقولهم لقيت العكمه دى كلها و تعالوا خدوها!
, سليم بتردد: اه بس دول هيساعدوك بردوا. و هيبقالك عشره الميه
, حمزه بإصرار: معايزش مساعده منيهم. و العشره الميه دول انت اولى بهم.
,
, سليم عينيه لمعت و حمزه لاحظ ف داس اكتر: امال انا رجعتلك ليه من الاول؟ حطيتك ف سكتى ليه و انا مخايفش توقعنى؟ عشان الخبطات الكبيره اللى زى دى
, سليم: يبقى فيفتى فيفتى
, حمزه ضحك اول ما دخلوا ف التفاصيل: لاه كده هنختلف و يبقى مشافهومش و هما بيسرقوا شافوهم و هما بيتحاسبوا
, سليم ضحك بقلق: قصدك مشافهومش و هما بيهرّبوا شافوهم و هما بيتقاسموا
, حمزه: مفارقاش. عشرين الميه.
,
, سليم برفض: مش هنفاصل يا حمزه. ده انا اللى هشيل الليله لو وقعنا. انت اخرك هتتطس حكم لكن انا فيها ددمم ده انا رُتبه ف الداخليه
, حمزه شاورله: و انا مهاسيبكش. و لا هسمح ده يحصل و بعدين فال **** و لا فالك. ده كلام يتقال ف اتفاق زى ده؟
,
, سليم سكت بيراجع عقله و حمزه مد إيده يقفل الحوار: الشيله تقيله و تستاهل. انا اللى متكفل بكل حاجه لحد ما تتباع و نستلم الفلوس زى ما تكفّلت بكل حاجه من اول ما لقيتها و الحفر و العمال و نقلها. ده كفايه إنها ف بيتى
, سليم بصّله بذهول: يخربيييت يا حمزه حد يعمل كده؟ انت عارف لو.
,
, حمزه قاطعه: ياخى قولتلك فال **** و لا فالك. و بعدين عشان كده جيتلك قوام ننجز و نحط ايدينا ف ايد بعض. انت اللى عمال تماطل لحد ما اقع بيها. و ان وقعت هوقّعك معايا و هتقع الشيله على دماغنا و هتقع معاها كل حاجه قديم و جديد و تردم علينا
, سليم وقف بغضب: انت بتهددنى يا حمزه؟
, حمزه شد إيده قعّده: عيب عليك. انا بس بفكرك اننا ف يوم اتفقنا سكتنا واحده ف مش هنختلف دلووقت عشان قلبك خفيف.
,
, سليم سكت بتفكيره و حمزه مد إيده بسخريه: امال داخلية ايه بقا و انا الحكومه و بيعلمونا منخافش و عاملى قلب الاسد
, سليم ضحك بتوتر و حمزه كمل بإصرار: و ان انجزنا هناكل فيها لقمه حلوه
, سليم: ادينى يومين كده اظبط حالى و ارجعلك نرتب هنعمل ايه
, حمزه إستغرب: حال ايه! ده انت لا مَره و لا عيل!
, سليم شرد شويه و إفتكر حاجه و اتردد بقلق.
,
, حمزه: اعتبرها مأموريه تبع شغلك من اللى بتطلعوها دول! انت يدوبك هتسافر مع الحاجه و هي بتتهرّب و كإنك مسافر تغير جو
, سليم اتردد: ما اكلملك حد من حبايبنا ف الجمارك زى كل مره و.
,
, حمزه: لاه. المرادى غير. الحاجه كتير. الشيله تقيله يعنى و عشان كده بقولك الطلعه دى عايزاك انت. عشان محدش يدقق معانا و نضمن ان محدش يقفلنا ف السكه. ماهو اكيد مفيش ظابط هيتفتش. ده حتى يبقى عيبه ف حق الكارت اللى بتصدّره ف وش اى حد يقفلك زى المسدس
, سليم: طب و الحاجه اللى ف بيتك يا ناصح هتيجى ازاى؟
, حمزه: مانت هتطلع للمطار من عندى
, سليم: اشمعنى؟
,
, حمزه رفع حاجبه: عايزنى اجى ببلوه زى دى من الصعيد لهنا؟ اتجننت انا اياك؟
, سليم بصّله قوى: و ان انا اسافر بيها برا عادى؟
, حمزه إتراجع: انت يا بنى ظابط و لا مش عارف تظبط نفسك؟ انت غيرى. انت بتعدى على اى كمين بيبقى هاين عليهم يمشوا يزقوا العربيه وراك
, سليم سكت بإقتناع نوعاً ما و حمزه شاورله بتوضيح كمل كلامه: هنسافر للصعيد اسلّمك الحاجه و معاك رجالتى كمان يبقوا تحت تصرّفك لحد ما تخرج بالسلامه برا.
,
, سليم استغرب بقلق: و انت مش هتسافر و لا ايه؟ امال
, حمزه قاطعه: هسافر بس مش معاك. و لا عايزهم مجرد ما يحصل قلق يكمشونا و يقولوا ايه لم الشامى ع المغربى؟
, سليم رجّع ضهره لورا بتفكيره و حمزه كمّل: هتطلع انت ع المطار و تانى يوم هحجز و احصّلك
, سليم إستغرب: هتحجز؟ انت لسه ما
, حمزه مرضيش يقوله لسه محجزش إلا اما يتطمن إنه هيسافر هو الاول من غير قلق و الا لو وقع و اتكلم هيبقى حجزه للسفر دليل يدينه.
,
, حمزه انجز يقفل الحوار بإقناع: لاه بس احتياطات ان محدش متابع خطواتنا
, سليم سكت و إبتدى يحسبها و يرتب اللى هيحصل و اتفقوا.
, قعدوا اسبوعين بيظبطوا السفريه و اجراءاتها و اللى المفروض هيتعمل لحد ما جه يوم السفر.
,
, حنين بتقرا و رعشة إيديها بالورق مشاركه رعشة صوتها: يمكن اكون مخابرش اللى حصل ف البلد ف الاسبوعين اللى قعدتهم ف مصر او مهتمتش اعرف. ماهو هيحصل ايه يعنى غير خناقات امى و امينه و لت و عجن حريم و هسمعه من الاتنين كل واحده لوحدها!
, بس بعد كده عرفت ان امى كانت حاطه امينه تحت عينيها قوى. مهتغفلش عن انفاسها حتى.
,
, اما امينه فمكنتش هتفكر ف حاجه غيرى. او بمعنى اصح غير انها تربطنى جارها و ده اللى خلاها دقت اول مسمار ف نعشها.
,
, امينه خرجت من البيت بهدوء خفى و اخدت تاكسى و اتحركت.
, ركنت قدام بيت صغير مهجور ف حته مقطوعه و دخلت لقيت سعاد الشغاله مستنياها!
, امينه مسكت إيدها بخوف: بت انتى متطمنه للحمار ده و لا غشيم و هيضيعنا؟
, سعاد شاورتلها بحماس: ده متجرب يا ست الستات و انا بنفسى مجرباه مع مرت اخوى
, امينه بصتله و هو مندمج ف اللى بيعمله و همستلها: حمزه مهيهزرش. لو عرف حاجه زى دى ممكن.
,
, سعاد قاطعتها: و لا هياخد خبر يا ست الكل. هو احنا بنلعب؟ امال انا خليته يقابلك هنا ليه بعيد عن مكان شغله؟ عشان هنا محدش هيشوفك و لو حصل ممكن نقول اى حاجه. لكن عنده لو حد لمحنا هنتفهم من غير ما تتسألى
, الراجل رفع وشه و بصّلهم و هما اتعدلوا بسرعه: خير يا مرت الباشا
, امينه اتفزعت و وقفت: انت تعرف جوزى؟
,
, الراجل: طبعا. و الطالع بتاعك و بتاعه قدامى اهو. جوزك. حماتك. اهلك. شغل جوزك و حماتك و اللى هيعملوه و اللى هيعملوه معاكى
, امينه حطت إيدها على صدرها اخدت نَفس براحه اما اتطمنت و قعدت.
, فجآه بصتله: هيعملوا ايه معاى؟
, الراجل: مش حماتك عايزه الوريث؟
, امينه بصتله بغضب: منى او من غيرى مفارقش معاها. المهم ولد
, الراجل: لاه. منك لاه مش عايزه. مهتحبكيش. و لو جه منك تبقى زى الوعاء اللى ادى الغرض و يترمى.
,
, امينه افتكرت كلام حماتها ف وقفت بغل: هترمينى برا اياك؟ يعنى ايه!
, الراجل: يعنى اربطى جوزك زى ماهى ربطاه
, امينه بصتله قوى: هي عاملاله عمل يكرهنى عاد؟
, الراجل هز راسه و هي اتعصبت: و انا عايزاك تعملى اخلف
, الراجل: لاه اعملك تربطيه بيكى و الخلفه تجى بعدها.
,
, امينه هزت راسها و هو شاورلها بلفّه جنبه فيها حاجات: و دى الحاجات اللى قولت لسعاد عنها هتعمليها. هفهمك تعملى ايه بالظبط المهم متلغبطيش و جمعه و تجيلى تاخدى بقية الحاجه اللى هعملها على حاجته اللى طلبتها منك، المهم جيبتى اللى طلبته؟
, امينه هزت راسها و طلعتله فلوس من شنطتها و ادتهاله و ركنت شنطه جنبه: و دى الحاجات اللى طلبتها.
,
, الراجل اخد منها الحاجه بجشع: جمعه واحده و تجى تاخدى ال**** اللى تحطيه تحت فرشته. و بقية الحاجه اللى جيبتيها هجهزهالك و اعمل عليها و ادهالك تدسيها ف تربة ميت من قريب و لو قدرتى تدفسيها بين جثته بعد غسل او بين عظامه ف التربه يبقى احسن
, امينه هزت راسها بحماس و هو شاورلها خرجت اخدت تاكسى و روحت.
, واحد قرب من الحاجه صافيه ام حمزه و همس ف ودنها و اتعدل بعد ما خلص كلام.
,
, الحاجه صافيه بصتله قوى و وقفت بحده: معرفتش مين ده عاد؟
, الراجل: لاء. انا مشيت وراها زى ما قولتى و هي اخدت تاكسى و مشيت لحد ما ركنت عند حته مقطوعه و دخلت كوخ صغير كده مهجور قعدت تقريبا ساعتين و خرجت بالتاكسى من جوه و انا معرفتش ادخل وراها بالعربيه لجوه عشان تشوفنى بعربيه من بتوعنا و تعرف زى ما قولتيلى.
,
, الحاجه صافيه بصتله بتركيز: جايز يكون حد من اهلها و
, الراجل: معرفش. هو بعدها ع طول خرج واحد على طول. بعدها مظهرش حد. الحته مقطوعه
, الحاجه صافيه بصتله بحده: تغطس و تقب ف المكان و تجبلى اى حاجه تلاقيها حتى لو الراجل نفسه.
,
, الراجل سابها ومشى و رجعلها بعد ساعه.
, الحاجه صافيه: هاا؟
, الراجل شاورلها بشنطه صغيره: ملاقتش غير الشنطه دى. و الراجل ملهوش اثر. زى ما يكون كان طالع و راجع يا لمح حد متابعُه ف اختفى
, الحاجه صافيه اخدت منه الشنطه و فتحتها و عينيها وسعت بصدمه. طلعت هدوم داخليه باينه رجالى و حريمى!
, بصتلها قوى و هي ماسكاها بعنف بإيدها و بصت بعيد بشرار!
, عند حمزه خلص مع سليم و سافر الاول حسب اتفاقهم.
,
, وصل و راح ع الاستراحه ع طول.
, جاله واحد من رجالته وقف اتكلم معاه شويه و مشى.
, حمزه ضحك بنفاذ صبر: سِحر! اخرتها عفاريت و دجالين يا بنت ال، و لا بلاش. ماشى يا امينه حسابك معايا اما افضالك.
,
, مسك موبايله اتصل على أمه. بعدها نزل نفق تحتى ف الاستراحه ادّى تعليماته لرجالته يجهزوا الحاجه. خرج لأمه.
, حمزه ابتسم و اخدها و مشيوا للاستراحه: تعالى شوفى حاجة إبنك عشان تعرفى
, امه بصتله بتردد: حمزه، عايزه اقولك حاجه
, حمزه بصّلها بإهتمام: ع الشغل؟
, امه سكتت شويه: لاه، على امينه
, حمزه اخد نَفس بملل و رجع بعينيه يتابع الرجاله بتركيز: اوووه، مهنخلصش عاد
, امه بصتله بحزم: لاه مش زى ما فاكر، بت الكلب هت.
,
, حمزه قاطعها بزهق لمجرد فهم ان أمه كمان متابعاها و عرفت بس ميعرفش عرفت او فهمت ايه بالظبط: ماعيزش اسمع حواديتكوا اللى زى اللبانه كل ما نشيل و نحط فيها تمط
, امه: يا ولدى دى
, حمزه نفخ بإيجاز يقفل الحوار: امااه **** يخليكى. دماغى منقصاش لت حريم عاد. لو عملت حاجه انتى كفيله بيها مهتستنيش واصل
, امه بصت بعيد و همست جواها: عندك حق. انا كفيله بيها. و مهستناكش انت.
,
, سكتت و قررت تأجل الكلام حاليا و وقفوا تابعوا شغل الرجاله بصمت لحد ما خلصوا و إدوله خبر. بعدها هي مشيت للبيت و حمزه كلّم سليم.
,
, امينه جوه البيت ف اوضتها الشغاله دخلتلها.
, الشغاله سعاد همست ف ودنها: حمزه باشا وصل
, امينه وقفت بلهفه: تحت؟
, الشغاله سعاد: لاه، جه طوالى ع الاستراحه. بس انا لمحته كنت ف الجنينه. ده حتى الحاجه صافيه خرجتله بسرعه
, امينه وقفت بقلق: مسمعتيش حديتتهم؟
, سعاد: لاه، بس كان هيقولها تعالى شوفى حاجة إبنك عشان تعرفى
, امينه بصتلها قوى و الشغاله رجعت لورا من شرارة عينيها.
, امينه بترّقب: كان لوحديه؟
,
, سعاد: مخابراش. اصله وقف بعربيته الاول عند الاستراحه الغربيه و دخل. بعديها جه اما شاف الحاجه طلعتله. كإنه هو اللى كلمها
, امينه بصتلها بحده: جيته كانت من امتى؟
, سعاد: اديله نص ساعه
, امينه شدت **** طويل لفّت نفسها بيه و خرجت. نزلت بحذر بتتلفّت حواليها لحد ما خرجت برا البيت. راحت ع الاستراحه دخلت و نزلت السلم لتحت و وقفت على بُعد تتابع الموقف و ابتدت تسمع كلام حمزه.
,
, حمزه وقف بقلق من تأخير سليم اللى شويه و وصل برا ع الطريق و رجالته بلّغوه.
, امينه شافته بيتحرك اختفت ف ركن و هو طلع على سطح الاستراحه لمح عربية سليم و كان معاه واحده شكلها غريب و باين عليها التوتر. إدى لرجالته امر تتحرك لعنده بعد ما سلّمهم الحاجه و تمم عليها.
, حمزه نفخ بذهول و هو رافع موبايله: يخربيييت الحريم اللى واكله عقلك. مهتبطلش رمرمه.
,
, قال اخر الجمله لسليم اللى فتح عليه و ضحك: ملكش فيه بقا. مش قولت اللى جاى بتاعى؟ سيبنى بقا ارتبهولك صح عشان يطلع صح و افتكر ان الاهم من الشغل تظبيط الشغل.
,
, حمزه ضحك بغيظ: هتضحك على حالك؟ تظبيط الشغل و لا تظبيط حالك؟
, سليم رفع حاجبه: ملكش فيه. بعدين عريس طالع يقضى شهر العسل مفهاش تدوير دى
, حمزه رفع حاجبه للفون بعد ما رفعه من على ودنه: شهر العسل و عريس؟
, سليم ضحك بمكر: اه بحته عرفى كده و هنخلص مصلحه و نرجع
, حمزه بإستسلام: عرفى! اخرتها عرفى؟ ياخوفى لا تكون اخرتى على إيد مَره
, سليم ضحك: تخيل
, حمزه هز راسه بيأس: المهم الحاجه إتحركت بالعربيه لعندك.
,
, سليم قاطعه: قدامى اهم و شوفت الحاجه يا ابن الحرام. **** يحرقك هتفتح معبد؟ كل ده اثا
, حمزه قاطعه و هو بيتلفّت حواليه بقلق: ششش يخربييت لسانك. انا خارجلك نرتب العربيات اللى هتطلع وراك عشان لو حصل حاجه تلحقك و الرجاله اللى هتتابعك ف المطار زى ما رتبنا
, سليم: كل ده؟ هو فرح خالتك؟
, حمزه ضحك بثقه و هو بيقفل معاه: لاه الفرح ده اما تعاود بالسلامه.
,
, حمزه إتلفّت حواليه بقلق و خرج. وامينه وقفت بغضب. كلمات متقاطعه مش مفهومه سمعتها منه بدون ما تسمع الرد يفسرها. عريس، شهر عسل، عرفى. مَره. و اخرهم فرح اما يعاود!
, خرجت وراه بغضب تابعته بعينيها من بعيد لحد ما شافته وصل لعربيه نزل منها واحد شافته معاه قبل كده كذا مره بس مهتمتش تفتكر.
,
, شافت معاه واحده ف العربيه و الاتنين بيتكلموا و اللى معاه بيشاورله عليها و هو بيضحك و ميل على شباك العربيه ركز كفوفه عليه و إبتسملها و التانى بيتكلم كإنه بيعرّفهم مثلا. شافت وشه و ملامحه نوّرت بغرابه!
, مفهمتش غير ان في حاجه مش مظبوطه. عربيات و مطار!
,
, بس الاهم الحوار في بين سطوره جواز. في عريس و شهر عسل و جواز عرفى و فرح! كلها كلمات متقاطعه و مجرد ما سمعتهم كل كلمه رسمت معناها من غير جمله و رسمت قدامها نهايه واحده حرّكتها زى الآله!
,
, عند حمزه خرج لسليم قدام البيت اللى إبتسم اول ما شافه بحماس.
, سليم بصّله بتهريج: يخربيييت كده! انت متأكد إنك لقيت ده كله ف المحجر؟ يعنى مش كده و لا كده؟ تكون سرحت للمتحف و انت فاكر نفسك ف المحج
, حمزه قاطعه بغيظ: علّى صوتك يلاا يلاا خلينا نتسوّح و اخلص منك
, سليم ضحك بصوت عالى: عيب عليك يا قائد. واحد بقلبك الميت بيسمّوه قائد الصعيد المفروض هو اللى الحكومه تخاف منه. ده المفروض يشغّلوه معاهم اصلا.
,
, حمزه شاورله ببرود و هو بيولع سيجارته: طب مانا شغال معاهم اهو. و لا انت ظابط على ما تُفرج؟
, سليم ضحك و حمزه ف وسط ضحكته عينيه راحت ع العربيه و لمحت البنت اللى فيها ف وقف بضحكته بدون مقدمات.
, شافها عيونها دبلانه و باهته. إيديها بتفرك ف بعض بعشوائيه. بتبلع ريقها بالعافيه و بمجهود كإنها شاربه مرار!
,
, حمزه مركز مع حركات وشها و تشنجات ملامحها و سليم بيتكلم لوحده لحد ما وقف بالكلام فجأه اما شافه مركز بعيد و راح مع عينيه عليها.
, سليم غمزله: تعالى اعرّفك
, حمزه كان عايز يرفض بس اتحرك معاه بدون إراده منه او يمكن فضول. مش عارف ليه منطقش!
, سليم وقف قصاد شباك العربيه و شاورله: ده حمزه يا حونّا اللى كلمتك عنه
, البنت مبصتش و عينيها تايهه على قزاز الشباك التانى و سليم شاور لحمزه بعينيه عليها: دى حنين!
,
, حمزه مد إيده بعفويه: اهلا يا. مدام!
, حنين غمضت عيونها قوى ع الكلمه و بتلف وشها له شافته مركز مع عينيها بفضول فوقفت بعينيها معاه و إتقابلوا ف نظره غريبه على اتنين بيتقابلوا لاول مره!
,
, حنين نظراتها الباهته المهزوزه على ورق المذكرات ف إيديها ابتدت توضح شويه بشويه اما فتّحتهم اوى بصدمه.
, صوتها عِلى و هي بتقرا ف المذكرات و مش حاسه بإيدها اللى كبشت ف الورق فجأه بمجرد ما سمعت إسمها!
, همست بصوت مهزوز: انا!
, رجعت بعينيها للورق برفض تعيد قراءة اخر سطور: عرفى! مع ده! انا! انا!
, حنين بتهز راسها بعشوائيه: لالا. اكيد لاء. مش انا. لالا.
,
, وقفت و الورق ف إيدها بتقرا و تجرى بين السطور و هي بتتحرك حوالين نفسها بتوهان و تهز راسها و هي بتقاوم اغماء كإن عقلها اخد خبطه و رافضها و متعرفش انها لسه اول خبطه!
,
, ف الخرابه.
, ادم زعق للبنت: إخلصى غوورى من هنا
, البنت بتتحرك لمكان ما بص و قبل ما تختفى سمعت صرخة ادم شقت المكان.
, الراجل كان استغل إنشغال ادم و عينيه اللى إبتدت تتشتت و بمجرد ما إيده رخت دفع الحديده جات ف جنب ادم اللى صرخ.
, البنت حدفت الشنطه و رجعت جرى بخوف غريب ناحية ادم. حاولت تقرب بس الموقف مش مساعدها!
,
, ادم قوته إتهزت لحظات و إيده فكت من على رقبة الراجل و التانيه بتسيب إيد الراجل بالحديده. الراجل شد الحديده المغروسه ف جنب ادم و هيغرسها تانى ادم كانت إيده سابت ايد الراجل بس لسه صوابعه متعلقه ب بكفه ف استجمع قوته و مسكه دفعه بعيد.
, الراجل وقع على ضهره و الحديده اتحدفت من إيده بعيد. بيقوم كان ادم بيقوم هو كمان و وقفوا قصد بعض. الراجل استغل إصابة ادم و ضربه مكان التعويره ف جنبه برجله مره ورا مره.
,
, ادم بيكتم صرخته و ف تالت مره الراجل بيرفع رجله يضرب ادم مسك رجله و لواها و حدفه بعيد.
, ادم بيميل عليه الراجل رفع رجليه الاتنين لفوق و خبطُه حدفه بعيد نزّله ع الارض.
, قبل ما ادم يقوم كان الراجل قام وقف فوق وقعة ادم ع الارض. الراجل إتلفّت حواليه ع الحديده بس شافها بعيده شويه خاف يتحرك يدى فرصه لأدم يقوم. مسك حجر من حواليه و اترفع فوق ادم يحدفه عليه.
,
, ادم غمض عينيه بإستسلام غريب على الموقف و صوره واحده اللى إترسمت قدامه مفيش غيرها. بتروح و تيجى كإنها بتحاوره!
,
, البنت كانت متابعه الموقف بترقب و عينيها بتزوغ حواليها على اى وسيلة مساعده. لمحت الحديده محدوفه جنبها.
, الراجل رفع الحجر و قبل ما ينزّله بلحظه البنت مسكت الحديده و قربت بهلع إندفعت عليه ضربته على دماغه!
, الراجل عينيه إتشوّشت لحظات و بيحاول يفوق البنت صرخت ف ادم قدامها: قوووم.
,
, الراجل حدف الحجر و حط إيده على دماغه و لف وشها لها وراه بصّلها بعنف و بيعدل نفسه ياخد وضع هجوم ناحيتها: يا بنت الكلب و **** ما هسيبك
, البنت لفّت بسرعه من وراه لقدامه جنب ادم اللى كان بيستغل انشغال الراجل و بيحاول يقوم.
, الراجل مد إيده جابها من شعرها عليه: انتى اللى قلبتيها ددمم. استحملى بقا يا روحىامك.
,
, ادم بيتعدل و جنبه ابتدى يجيب ددمم بشكل عنيف و عينيه اللى بتقفل بتعلن انه بينسحب لإغماء بيقاومه بالعافيه. بس صوت الراجل كإنه بيحاول يفوّقه.
, البنت تنت ركبتها و ضربته ف قصبة رجله بالظبط مره ورا مره هزّت قوته و مجرد ما اتهز فكت نفسها منه و جريت جنب ادم.
, حاولت تسنده يقف و بيقوموا الراجل قرب شد البنت من ورا ادم من إيدها و إيدها التانيه كلبشت ف ادم و صرخت: آآ. يا. الحقنى. يا٣ نقطة
,
, و قبل ما الراجل يتحرك كانت ميلت بنص جسمها قدرت تمسك الحديده تانى من جنبها ضربت الراجل تانى بالحديده مره ورا مره ورا مره و دماغه غرقت ددمم!
, ادم للحظه عينيه فتّحت بإنتباه كإنه بيفوق مش بيُغمى و البنت الحديده فلتت من إيدها بإستسلام. بصت وراها لأدم اللى حدة الموقف فوّقته و رجعت بصت للراجل اللى نزل ع الارض وسط بركة ددمم!
,
, رجعت لورا خطوات و نزلت برجليها جنب ادم ع الارض و انفاسها عاليه و الاتنين بصوا لبعض و بصوا للراجل اللى جسمه ثبت تماما ع الارض و بصوا لبعض بترقب!
,
, حنين ضمت الورق ف قبضتها اوى كإنها عايزه تقفل الحكايه لحد هنا. او مثلا اتهيألها انها مجرد ما توقف قرايه هتوقف معاها الاحداث!
, دموعها نزلت مرعوشه على وشها كإنها بتشاركها رعشة جسمها.
, اخدت نَفس بصعوبه و كلبشت بإيدها التانيه ف كرسى المكتب كإنها بتستمد منه قوه و رجعت فتحت قبضتها ع الورق ببطئ و عينيها راحت ع الكلام من تانى.
,
, سليم شاور لحمزه بعينيه: دى حنين!
, حمزه هدوء ملامحها و رقتها اجبروه يبتسم ببلاهه: اهلا يا. مدام!
, حنين غمضت عيونها قوى ع الكلمه و بتلف وشها له شافته مركز مع عينيها بفضول فوقفت بعينيها معاه و إتقابلوا ف نظره غريبه على اتنين بيتقابلوا لاول مره!
,
, حنين بتقرا مذكرات حمزه: اللى عرفته بعد كده ان امينه كانت لسه فوق واقفه بغلّ متابعانا. فضلت تتنفس انفاس عاليه ورا بعض كإنها بتفكر بصوت. إتلفتت حواليها الاول و راحت على تليفون البيت عملت مكالمه و خرجت ف الخفا مشوفتهاش رجعت البيت. بس شوفتها ف شباك اوضتها. برفع وشى لفوق بالصدفه امينه كانت فوق ف بلكونة اوضتها. شكلها غريب و بتتنفس بغلّ. مركزتش اوى او قولت يمكن شافت حنين معايا اللى كانت اول مره تكون معايا.
,
, كانت واقفه بترقّب و بتستعجل الوقت كإنها مستنيه حاجه!
, حنين بعينيها مشيت مع عينيه بفضول تشوفه بيبص فين و شافت امينه و اتقابلت مع امينه ف نظره بعيده اوى بس كإنها تحت مجهر! حمزه نزّل عينيه من على امينه فوق اما شافها بتبص جنبه و راح بعينيه بتلقائيه على حنين جنبه و التلاته اتقابلوا ف نظره غريبه قطعها صوت صفارات الشرطه بتقلب المكان!
,
, حمزه ساند على شباك العربيه و حنين جوه و مجرد ما سمعوا الصوت حنين بصتله قوى بضعف و ف اللحظه اللى كانت بتفتح الباب هو زقّه. بصّلها بآسف و هي ف لحظه غريبه استخبت ورا ضهره.
, ثوانى و عربيات البوليس قلبت المنطقه حواليهم و
, ادم مع البنت ف الخرابه بيبصوا لبعض بترقب قصد بعض و بينهم الراجل غرقان ف دمه!
, البنت قدّمت خطوات و نزلت برجليها جنب ادم ع الارض و انفاسها عاليه و دموعها نزلت.
,
, الاتنين بصوا لبعض و بصوا للراجل اللى جسمه نفر مرتين تلاته و ثبت.
, البنت بذهول بصت للراجل و بصت لأدم: انا كده قتلته؟
, ادم إتريق بعصبيه: لا زغزغتيه
, البنت من وسط دموعها ضحكت ضحكه مرعوشه و ادم ضحك غصب.
, البنت اتوترت: انا. انا مكنش قصدى
, ادم كوّر إيده بعصبيه: لا حصل خير. مادام مكنش قصدك يبقى حصل خير.
,
, البنت دوّرت وشها بعيد اما عيونها دمعت و ادم بصّلها لحظات كإنه بيرتب تفكيره او بيعيده و ف وسط شروده شافها بتقرب من الراجل بلغبطه.
, ادم زعق و هو بيشدها لورا عليه: انتى يا غبيه انتى بتعملى ايه؟ تعالى هنا
, البنت اتوترت: مكنش. مكنش قصدى اقتله. انا.
,
, ادم سند كفه ع الارض و حاول يقف بس إيده رخت غصب و كان هيقع. البنت قربت بسرعه سندت جسمه كله ساعدته و بمجرد ما وقف و بيلف وشه يتعدل خبط ف وشها بلمسات عشوائيه و إتقابلوا ف نظره شبه سيمفونيه حزينه بس مش عارفينها بلحن اللقا بعد الفراق و لا الفراق بعد اللقا!
, البنت نطقت بتوهان و عينيها متعلقه بتقسيمات ملامحه: انا مشوفتكش قبل كده؟
,
, ادم انسحب بجسمه لبعيد و إتريق: اه من خمس دقايق و احنا بنتفحت هنا مع الراجل بسبب حضرتك
, البنت اتلغبطت: لالاء. قصدى قبلها
, ادم لف وشه لها و كعمشه: اه قبلها بخمس دقايق تانيين و انتى بتقلّبى الراجل ف شنطته و تجرى خدتينى كتف مخبرين
, البنت هتتكلم ادم مسك موبايله رن: زفت. تعالالى ع الخرابه المهجوره عايزك
, بعد ما نزّل موبايله يقفل رفع بسرعه: اوعى حد ياخد باله منك. اوووعى.
,
, قفل و هيتحرك نزل غصب عنه برجليه للأرض بضعف.
, البنت راحت عليه مسكت إيده وقّفته و هو بيتحرك بالعافيه من جرحه. اضطرت تلف دراعها ورا و ضهره و تسند إيده بإيدها التانيه و ده قابل وشوشهم غصب عنهم.
, البنت عينيها تاهت بلغبطه: انا متأكده إنى شوفتك
, ادم عض بوقه بغيظ و زقها من إيدها اللى ماسكاه: احنا ف ايه و لا ايه! انتى مش واخده بالك اننا ف مصيبه يا بت و لا انتى مبرشمه!
,
, البنت اتغاظت من زقته لها و راحت عليه بهجوم: انت هتتشطر عليا يا جدع انت؟
, ادم رفع حاجبه و البنت كملت بغيظ: بدل ما جاى تتشملل عليا روح إتشطر ع اللى كان هيطحنك من شويه و خرمك من جنبك و لولا وقفت معاك كان هيعملك زى المنخل
, ادم برّق: لولا ايه يا روح ابوكى؟ وقفتى معايا؟
, البنت رجعت لورا بغيظ من خطواته اللى بتقرب منها مع الكلام: انت خلقك ضيق ليه كده يا جدع انت؟ بتتشطّر على بنت و كنت سايب الراجل هيغربلك!
,
, ادم برّق اكتر و بص ع الراجل وراها و بصّلها: انتى هابله يا بت؟ احنا قاتلين الراجل و لا مش واخده بالك؟
, البنت هتتكلم ادم شدها قصد الراجل المرمى ع الارض: قتيل ده و لا بيرقص باليه و مريّح شويه؟
,
, نسناس كان وصل و الاتنين إنتبهوا على شهقته و هو بيقرب منهم: **** يخربيتكوا. قتيل!
, ادم حط إيده على راسه بعصبيه: لا بيتصور سيلفى
, نسناس قرب بذهول: يخربيتكوا انتوا عملتوا ايه؟
, ادم بيقرب له نسناس شهق بخوف و هو بيقرب: ادم. انت اتعورت و لا ايه؟
, ادم بغيظ: لا كنت بشوف عندى ددمم و لا لاء. اخلص يلا هنروح ف ابو بلاش بسبب عيله متخلفه
, نسناس قلع قميصه و بيقرب منه ادم رجع خطوه لورا: لالا هو الاول.
,
, البنت قربت بإستغراب: هو ايه؟ هيلحقه هو قبلك؟ خليه يشوف جرحك
, ادم زعقلها: انتى تخرسى خالص. و نخلص من الليله دى و تغورى من هنا مشوفش وشك هنا. اوعى تخلينى اشوف وشك لا ادفنك جنبه
, نسناس كان سابهم يتكلموا و قرب من الراجل. اتوتر لحظات بتأنّى بعدها حط إيده عند رقبته و كف إيده.
, البنت إستغربت من بديهة تصرفه و هو بص لأدم بأسف.
,
, ادم اخد نَفس عنيف و حط إيده على وشه و هو بيرجع لورا. كوّر قبضة إيده و لف وشه وراه بيبص للبنت بعنف و هو بيقرب و هي بتبصله بتوتر.
, البنت شاورت ف وشه بحذر: على فكره انت اللى
, ادم زعق: انا! انا اللى ايه؟ انا اللى جيبتك هنا؟ انا اللى اتهبلت و اتصرفت بالغباء ده؟! انا اللى غشيم و مبفكرش!؟ انا اللى سايب اهلى و بيتى عشان الجنان ده!؟ انتى فين اهلك يا بت؟
,
, البنت كتمت دموعها بعصبيه ف عينيها و بتظهر مكانها قوه غريبه: اه بس انت اللى جيت ورايا و ممكن اوى تكون كنت عايز
, قطع كلامهم فجأه سمعوا صوت سرينات الشرطه و دربكه و دوشه برا بتقول ان الاصوات دى بتقرب.
, ادم بص للبنت و بص لنسناس اللى بص كمان للبنت و هي رجعت لورا بخوف.
, ادم بصّلها بآسف و اخد نَفس جامد و هو مقدمهوش غير حل واحد!
,
, البنت بمنتهى التلقائيه مدت إيدها اللى تترعش مسكت إيده و ضمتها اوى و هو بص لمسكتها لإيده و غمض و شاف مكانها لمحه غريبه ظهرت بسرعه و اختفت بنفس السرعه!
,
, ثوانى و عربيات الشرطه قلبت الحته و صوتها جاى من بعيد بيقرب عليهم و.
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٣

سليم شاور لحمزه بعينيه: دى حنين!
, حمزه: اهلا يا. مدام!
, حنين غمضت عيونها قوى ع الكلمه و بتلف وشها له شافته مركز مع عينيها بفضول فوقفت بعينيها معاه و إتقابلوا ف نظره غريبه على اتنين بيتقابلوا لاول مره!
,
, حنين بتقرا ف مذكرات حمزه: اللى عرفته بعد كده ان امينه كانت لسه فوق واقفه بغلّ متابعانا. فضلت تتنفس انفاس عاليه ورا بعض كإنها بتفكر بصوت. إتلفتت حواليها الاول و راحت على تليفون البيت عملت مكالمه و خرجت ف الخفا مشوفتهاش رجعت البيت. بس شوفتها ف شباك اوضتها. برفع وشى لفوق بالصدفه امينه كانت فوق ف بلكونة اوضتها. شكلها غريب و بتتنفس بغلّ. مركزتش اوى او قولت يمكن شافت حنين معايا اللى كانت اول مره تكون معايا.
,
, كانت واقفه بترقّب و بتستعجل الوقت كإنها مستنيه حاجه لحد ما سمعت صوت صفارات الشرطه بتقلب المكان!
,
, خرّجت سلاحى بسرعه و سليم مسك إيدى: انت هتعمل ايه! انت إتجننت! ده تعدّى على رجال شرطه اثناء خدمتهم.
,
, حمزه زق إيده بغضب: و ده مش تعدّى منهم و لا الحكومه جايه تشرب معايا الشاى اياك؟
, سليم شده لركن متزاوى و بيتابعوا صفارات الشرطه ف الخفا: اصبر. رجالتك هتشيل الليله و انت تقول انك ما.
,
, حمزه بصّله بغضب: انى ما ايه؟ معرفش حاجه عنهم؟ مخبيين اثار ف بيتى مثلا و انا معرفش؟ ده كلام يتعقل يا حضرة الظابط يا ذكى؟
, سليم شاورله بنفاذ صبر: حتى لو متصدقش ف طالما برا بيتك محدش هيقدر يثبت عليك حاجه غير اللى هتقوله. انت مش واخد بالك إننا برا بيتك اصلا و بعيد و هما ابعد كمان! و بعدين ما يمكن في حاجه غير.
,
, حمزه كان مركز مع حركة عربيات الشرطه بعينيه و العين التانيه مع رجالته اللى اتبرجلوا و بيجروا ف كل إتجاه و عينيهم بتتلفّت كإنهم بيدوّروا عليه.
, بص لسليم جنبه اللى شافه بيحاول يرتب تفكيره بس ايه هو تفكيره بالظبط! شافه حدف سلاحه الخاص من على سور الجنينه نزل ف البيت قصاده و طلّع سلاحه الميرى من تابلوه عربيته حطه ف جيبه و بيبص على الاتجاهات اللى حواليه كإنه بيحدد انهى فيهم يناسب موقفه!
,
, حمزه عرف ان في حاجه مش مظبوطه. هيتغدر بيه او تقريبا شاف المركب اللى جمعاهم كل واحد هيحاول ينط بنفسه و هو لازم ينط!
, نقل عينيه بين رجالته اللى هيئتهم بتقول هيستسلموا للموقف و بين سليم و بمجرد ما عربيات الشرطه قربت من رجالته حمزه رفع سلاحه من مكانه و ضرب رصاصه ورا رصاصه ورا كتير.
, سليم كتم غضبه و جرى لبعيد ف اتجاه تانى.
,
, حنين نزلت برعب من العربيه. بتتلفت حواليها عشان تفهم الموقف او عشان تخرج منه بس الاتنين اعجز من بعض.
, لمحت سليم جرى لبعيد ف اتجاه تانى ورا عربية حمزه اللى كانت واقفه قصد عربيته و حمزه نزل بجسمه لتحت جانب عربية سليم اللى جاى بيها هو و حنين. بتلقائيه نزلت بجسمها جنب حمزه ورا ضهره و مع صوت الرصاص مسكت ف ضهره!
,
, حنين بتقرا بخوف كإنها عايشه جوه الموقف و بتظهر قدامها ومضات مش عارفاها من عقلها اللى زى مايكون بيتعمله صعقات كهربائيه و لا الومضات دى من خيالها موريها الكلام متحرك ف مشاهد قدامها!
,
, قرت المذكرات بتوجس: عرفت بعد كده ان اول ما الموقف اتقلب امينه اتخضت و حست للحظه انها اتسرعت او هي قالتلى كده بعدين بس عشان كانت متابعاهم من شباك اوضتها بمجرد ما شافتنى مع حنين و شافت منظرنا اتراجعت عن احساسها!
, ام حمزه خرجت بلهفه على صوت الرصاص و صرخت: ولدددى
, امينه اتخضت و بتلقائيه بصتلها بشماته واضحه!
, امه مسكتها بعنف: ايه اللى بيحصل انطقى.
,
, امينه زقت إيديها بحده و ردت بسخريه: لا مفيش يا حماتى إبنك بيتزف بس. مش كنتى عايزه تجوزيه اديه بيتزف. هتفرّقى شرباته و لا تستنى دمه توزعيه ف الكاسات!
, الحاجه صافيه افتكرت مقابلتها للراجل ف الخلا و الهدوم الداخليه اللى لقتها.
, قربت عليها بهجوم: يابنت الكلب. خونتيه و جايه تخلصى منه عشان يخلالك الجو؟
, امينه كانت تقصد تأكد انها هي فعلا اللى بلغت: يستاهل. عشان تدوقوا. اعرفوا ان الغدر وحش.
,
, امه مسكتها بعنف من شعرها و جرجرتها لتحت.
, برا سليم مد إيده بمهاره فتح عربيتى اللى مستخبى وراها و اخد مسدس منها خاص بيا و ضرب على عربيات الشرطه.
,
, حمزه كان بيضرب على رجالته. هو عارف كويس اوى هو بيعمل ايه، رجالته دليل إدانته الوحيد و هو بيقضى عليه و يقدر يهرب لوحده بعد كده من غير ما يكون سايب اثر وراه!
, اما سليم ف اتعامل مع الموقف بطريقته هو و بعقله هو. عقل ظابط بيخلص هو كمان من دليل إدانته. بيضرب بمسدس حمزه و على عربيات الشرطه!
,
, حمزه سمع الصوت و للحظه وقف بعقله كإنه بيحاول يفهم او مش عايز! سليم بيضرب بعد ما رمى مسدسه يبقى اخد سلاح لحمزه من عربيته! ده معناه انه عشان لو نجيوا من الموقف يبقى تمام. محصلش و اتورطوا يبقى حمزه يتورط لوحده و هو بسهوله بسلاح خدمته يقدر برصاصه لحمزه و يقول انه إتبلّغ قبلهم و اتحرك يتصرف!
, الشرطه إبتدت تضرب ناحية صوت الرصاص و الاتنين بيضربوا اتجاهم و الرصاص بقا زى المطر حواليهم!
,
, حنين هتتحرك ناحية سليم حمزه شدها و رجّعها و زعق من غير ما يبصلها: انتى جنيتى اياك! رايحه فين ف المجزره دى؟
, حنين بصوت مرتجف معرفتش تجمّع جمله: انا. انا لازم امشى. دى فرصتى آآ. لو ممشيتش يبقى عمرى ماهعرف امشى تانى. مش هيسيبنى. دى فرصه مش. مش هتجى. مش هعرف. مش هعرف
, حمزه وقف بتفكيره للحظات و لف وشه لها و قبل ما ينطق شافها بتترعش. رعشه من جواها اكتر من الموقف حواليهم! لها حكايه بس مش وقتها دلوقت!
,
, بصتله برجاء غريب و هو للحظات اتهز قدام نظراتها. قطع نظراتهم صوت رصاصه جات ف فانوس العربيه و هما ف نص جنبها و صوت خطوات بتقرب مع رصاص.
,
, حمزه اتحرك بخفه لأخر العربيه. محسش بنفسه و هو بيشد حنين وراه من كف إيدها اللى مسكه جامد كإنها مسئوله منه. اخدها و لف لأخر العربيه عند شنطة العربيه و اتخفّى بينها و بين عربيه وراها. و كل ما الصوت يقرب منهم يتنطط بيها بين عربياته اللى كانت راكنه على الشارع من برا بطوله!
, صوت الرصاص بيزيد و يشد و العساكر بتتحرك ورا كذا ظابط و بيتقدم عنهم ظابط بيديهم الاشاره.
,
, حمزه مميل ورا جنب العربيه و بيغيب و يرفع سلاحه يضرب من غير ما يظهر و رجالته بتقع ورا بعض بس بإصابات متحدده بدقه. توقعهم من غير ما تموّت بحيث ياخد وقته بعد كده يعرف يلجّمهم.
, بيرفع نفسه بسلاحه و قبل ما يضرب سمع رصاصه و الظابط بيقع بالرصاصه ف نص راسه!
, ميل بسرعه تانى و كتم نَفسه و فهم إنه فعلا بيتورط! رجالته تقريبا كلهم وقعوا لكن الظابط إتضرب بسلاحه و ده لوحده دليل إدانه له!
,
, الظابط وقع و اللى وراه إتوتروا بمجرد وقوعه و إبتدوا يتبرجلوا و لحظات و الصوت هِدى نوعا ما!
, كانوا العساكر و الظابط التانى شدوا الظابط اللى وقع يدخّلوه العربيه تبعهم و العربيه إتحركت بيه!
, سليم اخد نَفس جامد و إبتدى يهدى نوعا ما. بيبتدى يتحرك كان الظابط التانى رجع و ضرب رصاصه مكان ما لمح حد بيتحرك!
, سليم اتخفّى بس صوت الخطوات قريب منه جدا و بتقرّب. المقاومه هنا مش حل و المواجهه تورّط!
,
, بدون تفكير حدف سلاح حمزه ف عربية حمزه اللى كان مستخبى وراها و خرّج سلاحه المرخّص الميرى من جيبه و وقف و رفع سلاحه لفوق و ف مكر شاور على مكان عربيه و شاور بعينيه.
, الظابط بصّله بترقّب و بص لمكان ما شاورله بعينيه و رجع بصّله كإنه بيقرا الموقف من عينيه! خوف او ثقه!
, سليم كان متدرب كويس جدا بحكم شغله ف قدر يرسم ملامح هاديه على وشه اقنعت الظابط!
,
, سليم شاورله تانى بعينيه على عربيه من عربيات حمزه: انا متابعُه من اول اليوم لحد ما يطلع التصريح و اذن النيابه!
, الظابط بحذر: مين ده!
, ف الخرابه.
, ادم بمجرد ما سمع صوت صفارات الشرطه بص للبنت و بص لنسناس اللى بص كمان للبنت و هي رجعت لورا بخوف.
, ادم اخد نَفس جامد و شاور لنسنانس بعينيه ع الراجل و ف حركه سريعه شد البنت و جرى.
,
, البنت رغم إتفاجئت برد فعله و رغم خوفها منه لكن حاجه جواها خلتها تبتت ف إيده. بتغيب و تبص بقلق على جرحه اللى كل ما حركته بتزيد نزيفه بيزيد!
, نسناس اخد قميصه و ميل ع الراجل مسح كل البصمات اللى ممكن تكون عليه. حرّك القميص على وشه بإيده بكفوفه و جسمه كله و بمجرد ما خلص سمع عربيات بتقف على منحنى الحته اللى هو فيها ف قام بسرعه و جرى اختفى بين الاكوام الموجوده و الكراكيب.
,
, ادم اخد البنت و إتنطط جرى بين الحاجات اللى بتقابله لحد ما طلع من الخرابه كلها و دخل شارع جانبى. سند بضهره على ركن لحيطه و بص وراه و رجع شدها و كمل جرى بس اهدى شويه!
, البنت حاولت مع حركتهم تبصله بخوف: جرحك كده هيلتهب من ضغطك عليه
, ادم رد بإقتضاب: لازم اكتمه عشان النزيف
, البنت بصتله بتردد شويه و اتكلمت بلجلجه: انا ممكن اساعدك
, ادم: لاء
, البنت بصتله بإستغراب: ايوه بس انت ساعدتنى و انا اللى.
,
, ادم قاطعها بتقفيل: لاء
, البنت: يابنى اسمع. انت لو إستنيت اكتر من كده ممكن تتأذى. ممكن يكون لاقدر **** الحديده دخلت لجوه لمكان يأذيك بجد و
, ادم إلتفت لها فجأه و هما بيتحركوا و كإنه بيركز ف كلامها و هي إتوترت ف لهجتها اتغيرت: كان غرضى اساعد. انت حر ياكشى يكون عاجبك شكلك كده و انت شبه الشوال المخروم و ماشى تنقط
, ادم ضحك غصب عنه بتعب: كنتى عرفتى تساعدى نفسك يا كرومبو.
,
, البنت بصتله فجأه و هو بصلها و كعمش وشه بإستفزاز و دوّر وشه تانى و هي لسه عينيها عليه: انت قولت يا ايه؟
, ادم رد ببرود: مش شايفه نفسك شبه كرومبو يعنى؟ ايه مبتبصيش ف مراية بيتكوا؟
, البنت إبتسمت بلغبطه و ادم سكت بس بيغيب و يبصلها بطرف عينيه كإنه بيجيب اخرها. حاجه جواه عايزاه يجيب اخرها ف مرضيش تساعده!
,
, وصلوا عند بنايه قديمه و شكلها منهك من كذا دور و ادم بمجرد ما وصلوا قعد على مصطبه قدامها و بيتنفس بالعافيه.
, بيغيب و يبص ف ساعته و الاخر مسك موبايله طلب رقم و قبل ما ينطق سمع منه و قفل.
, ثوانى و ظهر على اخر الشارع نسناس اللى شاورله بسرعه بقلق: ادم لازم تمشى من هنا. الحكومه اتبعترت ف كل حته.
,
, ادم وقف بتعب: شافوا حاجه؟
, نسناس: الراجل. و مش عارف اذا كان مات بجد و لا لاء. لكن لحد ما نعرف لازم تختفى
, ادم اخد نفس بنفخ و نسناس كمل: معرفش بس هما طلبوا الاسعاف مع الناس اللى هتشوف البصمات و تفتش الحته كلها و سايبين عساكر زى الرز و في ظابط متابع شكله غتت و شكل في حد تانى جاى
, البنت سقفت ببلاهه: طب كويس
, ادم بصّلها بعصبيه جنبه و هي رجعت لورا ف قعدتها: طلع مريّح شويه اهو.
,
, ادم عض بوقه: و شافك. و هبجيبك من قفاكى و لا الحلوه وراها مشوار؟
, البنت برّقت و ادم كعمش وشه: ده لو صح لو لمحك بس هيمرجحك
, البنت شاورت: يمرجحنا لو سمحت. هو انا كنت لوحدى؟ مش كنا مع بعض و هنتقاسم
, ادم كز على سنانه و هي وقفت بسرعه: آآ. قصدى مبحبش اركب المراجيح لوحدى. اخاف
, ادم بصّلها فوقه بغيظ و هيموت و يضربها بالقلم.
, نسناس: اخلع يا ادم
, ادم رد بهدوء: احنا معلناش حاجه
, نسناس بص للبنت: احنا؟ انتوا مين؟
,
, ادم بص للبنت جنبه و متكلمش و نسناس اتكلم بعينيه مع لسانه: اه بس الحوار كله لبش. سين و جيم و تفتيش و فيش و تشبيه و تحقيقات للصبح و انت فاهم ده يعنى ايه. لو متورطتش ف ده هتتورط ف غيره لازم تخلع. بصماتك عندهم و لا ناسى!
, البنت بصتلهم بذهول و بصت لآدم: بصماتك عندهم! يخربييتك انت سوابق صح؟ طب اييه؟ حرامى؟
, ادم قعد و ضحك غصب عنه و بص لنسناس اللى ضحك معاه ضحكه خفيفه.
, ادم: طب و البنات؟
,
, نسناس: متقلقش. انا هظبط الشغل
, البنت برّقت: يخربيييتكوا انتوا بتتاجروا ف البنات؟ و دول بتشغّلوهم و لا بتفككوهم و بتبيعوهم اعضاء؟
, ادم برّق: نفككوهم؟
, البنت اتعدلت بفضول: يبقى دعاره؟
, ادم اتعدل قصادها و بصّلها بغيظ: تعرفى تخرسى؟
, نسناس ساعده يقف: يلا يا ادم مفيش وقت لازم تتحرك
, ادم سكت شويه بتفكير: كلم سحر و عصام ينقلوا الحاجه لمكان تانى. كده امان.
,
, نسناس: بس كده قلق. انا مش واثق ف دماغهم. هنتسوّح و البضاعه المرادى تقيله
, البنت وقفت بصدمه: يا نهار اسووووح. ده انا وقعت ف عصابه بجد بقا. بضاعة ايه ها؟
, ادم بص وراه لها بحده قلبت غيظ و رجع بص لنسناس: اعمل بس اللى بقولك عليه. دى فرصه تحدف الكره بعيد و تستنى حد يشوط غيرك تشوف دماغه
, نسناس فهم ف هز راسه و بيتحرك و هو بيسند ادم البنت صرخت: استنوا انتو رايحين فين؟ هتسيبونى هنا لوحدى؟
,
, الاتنين بصوا لبعض و ادم اتكلم بغضب: انتى كنتى نازله عليا على بطاقة التموين؟ ما
, قطع كلامه على صوت حركة عربيات جايه من حته قريبه و سابقها عساكر بتفتش الحته ف شدها بسرعه و إستخبوا ف مدخل البنايه.
, ادم قدام و هي وراه بيغيب و يبص لبرا و شاور لنسناس وراه: حركتنا كده صعبه
, نسناس هز راسه بفهم و بخفه إتحرك لبرا البنت شدته من ياقة قميصه من ورا رجّعته: انت رايح فين؟ هاا؟
,
, ادم حط إيده على وشه بغيظ و شدها رجّعها وراه و شاور لنسناس يتحرك.
, البنت: مينفعش، كده هيجرجرنا وراه
, ادم بصّلها بنفاذ صبر و هي لهجتها اتراجعت: قصدى. يعنى ممكن حد منهم شافه ف الخرابه معانا
, ادم شاورله و نسناس خرج بتسلل بيتنقل من جانب حيطه لحيطه لحد ما وصل اخر الشارع و هو بيحود يجرى حد من العساكر لمحه و جرى ناحيته. ضرب طلقه و اتنين و كذا حد اتحرك معاه وراه و قربوا من البيت بيفتشوا.
,
, البنت همست: اهو نسناس وقع. لازم تتفلسف؟
, ادم شاورلها على بوقها بعصبيه و جرجرها و طلعوا لفوق بحذر.
, البنت همست: احنا رايحين فين؟
, ادم ضربها على قفاها قدامه زقها اتحدفت بغيظ: هنريّح فوق شويه! ما تخرسى بئا
, البنت اتعدلت بغيظ: الحق عليا اللى عايزه اعرف يمكن اساعدك.
,
, ادم بصّلها و عض بوقه بعصبيه و هز راسه و شدها و طلع لحد اخر البنايه. بمجرد ما طلعوا شافوا الشارع اتملى عساكر ف نفخ بضيق و ف لحظه حد منهم بيرفع وشه لفوق راح نزّلها ع الارض و ميل فوقها.
, البنت هتتكلم ادم كتم نفسها ثوانى بعدين زحف عنها و اتعدل و عدلها و سندوا ع السور.
, هتتكلم ادم شاورلها على بوقها تسكت و شاور ع السور و هي فهمت ان في حد ف همست: انت حمار يا بنى؟ حد يعامل بنت كده؟
,
, ادم عض بوقه بغيظ و هو بيبصلها و البنت إبتسمت غصب عنها لملامحه و هو لسه على بصته بيعض بوقه.
, البنت ضحكت بخفه: في ايه؟ انت بتعمل كده ليه؟
, ادم لسه على ريأكشن وشه: همووت و اديهولك من ساعة ما شوفتك
, البنت رجعت بقعدتها لورا و ضحكت بلغبطه: كابتن. انت بتاكل بوقك ليه؟
, ادم قرب من قعدتها اللى رجعت لورا بغيظ: هموووت
, البنت بصتله بترقب: هو ايه ده؟ يا كابتن عيب كده انا
, ادم بغيظ: قلم
, البنت برّقت: نعم؟
,
, ادم: هموت و اديكى قلم على وشك
, قطع كلامهم موبايله اللى رن رنه خفيفه و فصل و هو وقف بحذر يلف حوالين جوانب السور اللى باصه ع الشارع شاف نسناس على جنب منهم واقف بعيد بالإسكوتر بيتلفّت بقلق.
, ادم بصّله و بص للبنت وراه بضيق و قرب من السور و هي وقفت و راحت عليه.
, ادم بينقل عينيه تحت و يبصلها و يبص حواليه.
, البنت بفضول: في ايه؟
, ادم: بتعرفى تطيرى؟
, البنت اتريقت: ليه خفاش؟
,
, ادم ف حركه سريعه مسك إيدها و طلع ع السور و بدون تمهيد نط بيها لتحت: لاء زرافه
, وقع بيها ف الارض و برغم ان البنايه كانت واطيه عشان قديمه الا انه اول ما نزل جرحه نزف بعنف و هو ببنهج.
, البنت و هي بتتعدل تقوم: يخربييتك حد يعمل كده؟
, ادم اتعدل بغيظ: معلش الاسانصير عطلان.
,
, البت هتزعق ادم إلتفت على الصوت و شدها بإيده و وقف و بيجروا و إيده التانيه كاتمه الجرح لحد ما وصل عند الإسكوتر نط عليه و هي ف حركه سريعه نطت وراه و طار بيها.
, خرج من المنطقه خالص بس فعلا لازم يقف. حالة اغماء بتهاجمه مينفعش معاها مقاومه تانى.
, البنت عشان لافه دراعاتها من وراه حوالين ضهره حست بجسمه بيرخى و يشد بين إيديها.
, بصتله بقلق: انت كويس؟
, ادم مردش و بينهج و الاسكوتر إبتدى يحود بيهم يمين و شمال.
,
, البنت بخفه سلّكت رجليها مدتها من عليه من جنب و حركت جسمها كله بعدها نطت قدامه و اتحركت هي بالاسكوتر.
,
, ادم اتنفس بغيظ بس حالته مسمحتلهوش يعترض. كان بيشاورلها ع الطرق. بِعدوا اوى جدا لحد ما وصلوا عماره شكلها مش جديد و لا قديم.
, وقفت و ركنت شافت نسناس مستنيهم بصتله بذهول: ايه ده انت طالع بوشين؟ و لا بتظهر و تختفى زى عفاريت الليل؟
, ادم ضحك غصب عنه بغيظ معاه و شاورله ساعده لحد ما دخلوا ف مدخلها و قعدوا.
,
, ادم بينهج و عرقان جدا و من غير اراده منه فرد جسمه و رقد على ضهره و عينيه بتقفل و تفتح لوحدها من التعب.
,
, حنين ف مكتب حمزه قدامها الورق من غير ما تحس وقفت و بتقرا برجفه كإنها بتتفاعل مع اللى بتقراه:
, الظابط بصّ لسليم بترقّب و بص لمكان ما شاورله بعينيه و رجع بصّله كإنه بيقرا الموقف من عينيه! خوف او ثقه!
, سليم كان متدرب كويس جدا بحكم شغله ف قدر يرسم ملامح هاديه على وشه اقنعت الظابط!
, سليم شاورله تانى بعينيه على عربيه من عربيات حمزه: انا متابعُه من اول اليوم لحد ما يطلع التصريح و اذن النيابه!
,
, الظابط بحذر: مين ده؟
, حمزه كان قريب منهم بس مش ظاهر و سامع. للحظه كز على سنانه و بص لحنين اللى انكمشت على نفسها بخوف من نظراته اللى فهمتها بيفكر يستخدم وجودها انه ممكن يثبت للظابط ان لو كلام سليم صح و جاى على بلاغ عن حمزه يتصرف لحد اذن النيابه اكيد مش هيجيب مراته معاه! ف وجودها اكبر دليل على كذبه! و بكده هتتورط معاهم بعد ما تورّط سليم اللى اكيد هيخلص من دليل ادانته!
,
, اول ما وصلت افكارها لهنا بعفويه مسكت دراعه بإيدين بتترعش و هو للحظه هز دماغه بعنف كإنه بيتفاعل مع تفكيره و بدون تفكير رفع راسه لحظات بيتلفّت حواليه. ميّل بسرعه و ثوانى و رفع راسه تانى كإنه بيدوّر على حل لحد ما لمح عمّار بعيد على سطح الاستراحه بيغيب و يرفع راسه يضرب!
, حمزه ابتسم ربع ابتسامه اول ما عمار لمح سليم و صوّب مسدسه و ضرب عليه رصاصه مصوّبه كويس جدا جات ف رقبته قبل ما ينطق بلحظه!
,
, حنين صرخت بصوت رغم قوته مهزوز و دفنت وشها ف كتفه.
, سليم وقع و هو بيشاور على مكان حمزه و الظابط إتلفّت حواليه ع الصوت بحذر و شد سلاحه بس مش شايف حد.
, حمزه اخد نَفس عنيف يتصرف بس خطوات الظابط بتقرب منهم فعلا. الظابط كان جاى من قدامهم و حمزه لو رفع وشه بس قبل ما يتحرك هيتكشف.
, من مكانه مميل ع الارض ضرب رصاصه ع الظابط بس قصدها ف رجله تشل حركته مش اكتر و فعلا الظابط وقع برجله بس لسه بيقاوم.
,
, حمزه شد حنين وراه و بيتنطط بين العربيات و الظابط لمحهم و إبتدى يضرب عليهم بس كانوا بيتفادوا الضرب لحد ما حنين صرخت.
, حمزه وقف بتسمّر و لف وشه وراه لها بترقّب و شاف رجلها بتنزف و بتنزل بيها ع الارض.
, نقل عينيه بينها و بين الظابط وراهم و الرصاص اللى متابع خطواتهم و هي دموعها هزت جسمها!
,
, حمزه من غير ما يفكر مد إيده رفعها و حاوطها بدراعه و محمّلها عليه كإنها بتتحرك برجله هو و إبتدى يتحرك من تانى بيها بخطوات تقيله.
, و عشان اصابة الظابط كانت ف رجله و كان لوحده كان بيضرب بس من غير حركه وراهم غير رصاصُه اللى بيتحرك معاهم و عشان كده قدروا يوصلوا عربيه بعيد بسرعه.
, حمزه كسر قزاز العربيه بكوعه و مد إيده فتحها و فتح الباب و دخل.
,
, دوّرها و للحظه بص لحنين اللى جامده مكانها كإنها مش عارفه او متلجّمه. اتقابلت عينيهم ف نظره زى الغمامه!
, حمزه سحبها لجوه العربيه و قفل و بسرعه اتحرك بالعربيه لبعيد.
, فضل يتجوّل حوالين المكان من بعيد بحذر. لحد ما ركن عربيته بعشوائيه على جانب الطريق و نزل منها على جانب الصحرا مشى خطوات سريعه جرى ناحية حاجه بعيده.
, حنين بخوف: متسبنيش.
,
, حنين الورق ف إيدها بتقراه و غصب عنها صوتها إترعش بدموع نزلت ع الورق: متسبنيش
, كإنها سامعه نفسها مش بتقرا الكلام او رجعت بعقلها لورا و لسه جوه الموقف.
, رجعت لكلامه من تانى وقفت مكانى و رجعت بعينيا لها. بتوتر واضح كنت هقولها حاجه و رجعت فيها. كل اللى قدرت عليه قدامها هزيت راسى بس انفى كلامها بشكل غريب و الاغرب إبتسامتها الباهته!
,
, حنين اخدت نَفس جامد و الورق ف إيدها و بتلقائيه إيدها التانيه راحت على قلبها و إتنفست براحه و رجعت تقرا السطور او زى ما كانت حاسه رجعت تشوفها.
,
, حمزه حرّك نفسه بالعافيه من وسط تفكيره وسط الرمله ناحية عربيه تانيه مركونه. فتحها و كان جواها مفاتيحها كإنها كانت مُجهّزه لموقف زى ده.
, برغم انه ف العمليات اللى من النوع ده مبيستخدمش اى حاجه تخصه بآوراق رسميه خاصة العربيات إلا انه كان عامل احتياطه و انه مش هيتحرك بالعربيه اللى هيخرج بيها من الموقف.
,
, ركب و اتحرك بس وقف بفرامل عنيف على منظر عربيه نقل كبيره بتقرب من ناحيه من الطريق و بسرعه بتحود كإنها بتفقد سيطرتها على نفسها.
, لعن غبائه اللى خلاه ركن عربيته ف معترض الطريق و رغم انجرافه بيها ف الرمل الا ان اخرها على الطريق.
, زمّر جامد بعربيته كإنه بيحاول يلفت نظر العربيه النقل بس هي كانت غير مسيطره على حركتها.
,
, حمزه نزل و حاول يتحرك بسرعه ناحيتهم و ف لحظه اقل من الثانيه كانت العربيه خبطت ف عربيته اللى كانت حنين لسه جواها. العربيه اتخبطت من اخرها و إبتدت تلف ف حركات عشوائيه حوالين نفسها!
, حمزه قرب بسرعه و مش عارف ايه اللى ممكن يتعمل غير إنه لازم يعمل حاجه.
,
, من وسط حركة العربيه العشوائيه شوفتها بتهز راسها بعنف. حركات عيونها الزايغه عنيفه و عصبيه. حطت إيديها على راسها بجنون و فضلت تصرخ لحد ما جسمها اتشنج و تشنجاته زى ما زادت شويه بشويه بعنف ابتدت ترخى شويه بشويه كإنه بتنسحب للاوعى!
, بتلف وشها شافته و اتقابلوا ف وداع غريب ميقولش ان ده وداع للقا و عِشره مدامتش دقايق!
,
, ادم شاور لنسناس ساعده لحد ما دخلوا ف مدخل العماره اللى وصلولها و قعدوا.
, ادم بينهج و عرقان جدا و من غير اراده منه فرد جسمه و رقد على ضهره و عينيه بتقفل و تفتح لوحدها من التعب.
, البنت نزل على رُكبها جنبه و مدت إيدها اللى بتترعش بتحرّكها على وشه تمسح عرقه.
, نسناس كان هيتحرك لباب العماره بس شاف ادم إبتدى يلهوس و البنت بصتله بقلق و بتهز راسها.
,
, رجع تانى بتوتر و ميل على ادم بقلق: ادم. فوق. انت كويس مفكش حاجه. دى خربوش صغير يا صاحبى و ياما دقت ع الراس طبول
, ادم فتّح بالعافيه و بص على البنت و بصّله و إبتسم بالعافيه: مش قولتلك هتيجى ف النهايه! شكلها النهايه يا صاحبى.
,
, نسناس اتوتر و حاول يلطف الجو ف اتكلم بصوت مهزوز بدموع: لا نهاية ايه فوق كده! ده احنا لسه ورانا بضاعه و عيال و خمّاره و بلاوى سوده! و بعدين انت اتعديت من الواد عصام و لا ايه! سمعتها ف انهى فيلم دى ياسطى؟
, قال جملته الاخيره و هو بيقف بهزار خفيف يكسر حدة الموقف.
, وقف اتلفّت حواليه و خرج برا للإسكوتر ميل من جانب منه جاب مفك و كذا حاجه حديد و رجع.
,
, بصّلهم و هو طالع: انا هتصرف متقلقش. اهم حاجه تقوم من هنا دلوقت
, ادم شاورله و اتسند حاول يقف و البنت ساعدته: استنى انا جاى
, طلعوا كذا دور بالعافيه و ادم شبه بيزحف لحد ما وقفوا قصد شقه و نسناس طلع الحاجه و إبتدى يلعب ف الكالون بتاعها.
, البنت بسرعه فلتت نفسها من دراع ادم اللى كنت لافاه عليها و راحت عليه: يخربيييتك انت بتعمل ايه؟
, ادم اتوجّع بغيظ و هي رجعتله بسرعه: هو بيهبب ايه؟
,
, ادم شاورلها على بوقه بغيظ و متكلمش.
, البنت سكتت لحظه و بصت لأدم عليه: هو بيعمل ايه؟ انتوا تعرفوا حد هنا؟
, ادم رفع إيده بغيظ و هي اتخضت و رجعت خطوه لورا و هو حطها على وشه مسحه بيها بنفاذ صبر.
, البنت رجعت جنبه و بصت لنسناس: هتسرقها هاا؟ هاا؟
, نسناس بص وراه لأدم و ضحك براحه و ادم نفخ بضحكه خفيفه و قرب منه اخد منه الحاجه و شاورله يرجع.
, البنت: اه اكيد هتسرقها مش جاى تتصور جنبها سيلفى يعنى. ****.
,
, ادم برّقلها و هي حطت إيدها على بوقها و شاورتله. تابعته لحد ما طفّش الكالون و فتح الشقه.
, نسناس دخل بسرعه لجوه بيفتّش حواليه لحد ما دخل الحمام و خرج بعلبه و شاورلهم.
, البنت اتصدمت: يخربيييتكوا انتوا ف ايه و لا ايه؟ انتوا هجّامين بقا!
, ادم بيضحك غصب عنه بغيظ و هو داخل: فراستك ف محلها اسم **** عليكى نبيهه من يومك
, نسناس ضحك و بصّله: كان لازم اتصرف. بعدين متقبقش مفيش حد هنا و لا هيجى حد دلوقت.
,
, البنت دخلت و رزعت الباب وراها و ادم بصّله بضحك: كده امة لا اله الا **** هتيجى
, البنت قربت من ادم بهجوم قعدت جنبه على كنبة انتريه بعد ما قعد: يخربيييتك انت بين ايدين **** قادر ياخد روحك اللى كان هياخدها من شويه. تقوم اول ما تفوق تسرق شقه! افترض موتت دلوقت تموت حرامى يعنى؟
, ادم رفع حاجبه بتريقه: شوف ازاى؟ و هو انا اللى مقابلك على باب جامع؟
,
, البنت اتراجعت ف قعدتها: لاء انا الوضع مختلف. مكنتش بموت يعنى. و بعدين لو عارفه انى ممكن اموت مش هرضى اموت كده
, ادم عض بوقه بغيظ و شد مشرط من العلبه اللى نسناس حطها قدامه و قرب بيه على وشها و هي رجعت بضهرها و وشها لورا.
, ادم بغيظ: ايه رأيك انى اموّتك دلوقت و اخليكى تقابلى **** حراميه دوبل؟ مره للراجل و مره للشقه!
, البنت شاورت بإيديها الاتنين بتراجع: لالا خلاص. على ايه انا كان غرضى انصح.
,
, ادم رجع بجسمه و حدف المشرط ع الترابيزه قدامه و نسناس قرب منه رفعله تيشرته و إبتدى يشوف جرحه.
, نسناس وقف بتوتر: لازم مستشفى يا ادم. صحيح الجرح شكله سطحى بس لازم نتأكد. انا ممكن المّه لكن خايف من جوه يكون في حاجه
, البنت شدت من إيده المشرط و زعقت ف وشه: انت كمان هتعمل دكتور؟ هي دى كمان فيها سرقه؟
,
, ادم بصّلها بنفاذ صبر و رجع بص لنسناس اللى اتكلم بلطافه: متقلقش انا كلمت الاشول هيجى يشوفك. هو تمرجى بس له تاريخ اسود معانا
, البنت رفعت حاجبه: اشول و هيجى يخيطله جرح؟ هيخيطه برجله مثلا؟
, ادم رفع إيده تانى و هي ضحكت ببلاهه انه هيحرّكها على وشه زى ما عمل قبل كده ف ضربها قلم فجأه على قفاها بغيظ اتحدفت من ع الكنبه قدامها ع الارض.
, البنت رفعت وشها بغيظ له فوقها ع الكنبه: خلاص انت خُلقك ف كم إيدك و لا ايه؟
,
, ادم شاورلها على بوقه: ششش
, دقايق و ادم إبتدى يعرق و جسمه بيسخن. سند ضهره لورا و غمض عينيه و إتكلم: خدها وصّلها و ارجعلى
, الاتنين كانوا هيتكلموا ف نفس اللحظه ادم سبقهم: متقلقش عليا انا كويس و هستنى الزفت بتاعك اما يجى نتصرف
, البنت إندفعت بإعتراض: لا انا مش همشى. هو انا كنت قاتله قتيل عشان ف الاخر امشى كده؟
, ادم فتح عينيه و رفعلها حاجبه: هو انتى قاتلاه عشان حاجه تانيه لا سمح ****؟
,
, البنت إتوترت بخوف و ادم زعق: انتى غبيه يا بت؟ انتى مش حاسه بالمصيبه اللى انتى فيها؟ طب انا و متعود انتى ايه بقا هاا؟ ده انتى مسيّحه ددمم الراجل على شنطه و حبة فلوس! و لو وقعتى هتلبسى البدله الحمرا
, البنت ضمت بين حواجبها ببلاهه: بدلة ايه؟
, نسناس ضحك بخفه و ادم حط إيده على وشه يكتم عصبيته و رد بغيظ: بدلة الرقص. قومى يا بت.
,
, هى هتتكلم نسناس بص لأدم: هي صح مينفعش تخرج دلوقت يا ادم. البوليس قالب الدنيا. منشر ف كل حته و سايب عساكر قالبين الشوارع. و منعرفش اذا كان حد اخد باله من شكلها و لا لاء. لإنها معديه من قدام القهوه و هي متروسه و الكل شاف بداية الموقف و اكيد دلوقت شافوا اخره. اكيد خمسين حد هيحكى باللى حصل خاصة الراجل اتشاف من القهوه اما وقع. ف **** اعلم بقا حد هيحكى و هيحكى ايه.
,
, ادم نفخ بضيق و بصّلها و هي وقفت بسرعه بخوف من نظرته.
, موبايل نسناس رن و هو بص فيه و شاور لأدم بعينيه و راح ع الباب فتحه و نزل و دقيقه و طلع بحد معاه.
, الراجل من غير كلام راح على ادم عدله ف رقدته و شاف جرحه و فتح شنطته و إبتدى يفحصه و يعقمه.
, نسناس بصّله بإستفهام و الراجل هز راسه: لا ده سطحى متقلقش
, ادم اتكلم بصوت ضعيف: عارف و لا هتسوّحنا؟
, الراجل إبتسم و البنت بصّتله: انت عرفت ازاى؟
,
, الراجل قاطعه: لو كان دخل جوه او خبط ف حاجه من جوه كان هيبقى لون النزيف متغير و مختلط معاه افرازات عضويه من جرح داخلى
, إبتدى يتعامل مع الجرح و خيطه و لزقه و كتبلهم ورقه و هو خارج: هو بس ممكن يسخن شويه. يحصل مضاعافات زى اغماء، دوخه، هبوط ده عادى متقلقوش ده من اثر النزيف. المهم ياكل كويس و ميتحركش خالض ع الاقل اسبوع
, نسناس هز راسه و هو عادلهم كلمته و هو بيخرج: ميتحركش خااالص. سامع.
,
, سابهم و نسناس بصّلها و شاورلها بالورقه و هو خارج: هنزل اجيب الحاجه اوعى تفتحى لحد و لا تكلمى حد لحد ما ارجع.
,
, خرج و البنت بتلف لقت ادم قايم بيخلع التيشرت خالص و بيتحرك.
, زعقت بغيظ: ايه ايه. انت رايح فين انت؟ انت مش سامع كلام الدكتور؟
, ادم لف وشه لها و رفع حاجبه و هي اتراجعت بلغبطه: التمرجى. الاشول. البتاع ده قصدى
, ادم ضحك غصب عنه بتعب و هي قربت عليه: ايا كان الشئ ده ف هو قال متتحركش لا تنزف تانى
, ادم اتخطاها ببرود: و انتى مالك؟
, البنت اتلغبطت: ما انت لو نزفت تانى هنحتاس بيك و ساعتها هنتسوّح.
,
, ادم كعمش وشه بتريقه: اما ده يحصل ابقى اخلعى و قولى الوحش ده اللى ورطنى
, البنت اتراجعت بتهتهه تلقائيه لمجرد ان حاجه جواها مش عايزه تمشى: لا. اكيد مش هعمل كده
, ادم رفع حاجبه: ليه؟ ما كنتى من شويه هتعملى كده اما سمعتى بس صفارة البوليس. و قولتى مانا ممكن اقولهم كنت عايز تعتدى عليا
, البنت رفعت حاجبها و برّقت ببلاهه: عرفت ازاى انى كنت عايزه اقولك كده؟ انا ملحقتش اكمل الجمله!
,
, ادم بصّلها بطرف عينيه و هي ضحكت بخفه: خلاص بقا. اللى فات مات ياسطى. براءه
, ادم لطم بغيظ على وشه: لاء اتقتل. اللى فات اتقتل ياختى و اتسيّح دمه
, البنت ضحكت ببلاهه: خلاص بقا فك. قولنا مكنش جاى معايا حوار القتل ده. بعدين احنا لسه متأكدناش
, ادم هز راسه بيأس و هو شاورتله ببلاهه: طب هقولك نكته تفك
, ادم رفع حاجبه: لا دى بتاعتى انا دى.
,
, البنت ابتسمت بضحك صامت: بيقولك مره واحد ماشي ورا واحده قالها الحلوه وراها مشوار؟ قالتله لا. الحلوه وراها حمار
, ادم برّق قدامه و رجع بصّلها و برّق و هي ضمت عينيها ببراءه مصطنعه: ايه ده هو انت اللى من شويه قولتلى الحلوه وراها مشوار؟ انى اسف
, ادم رفع إيده بغيظ و هي بسرعه حطت إيدها على راسها من ورا و ميلتها.
,
, ادم ضحك غصب عنه من شكلها و هي رفعت وشها ببلاهه و قبل ما تتكلم لمحت ضحكته و ضحكت ببلاهه: طب خلاص هقولك واحده غيرها
, ادم حط إيده على وشه مش عارف عشان يكتم ضحكته و لا عصبيته: منك لله
, ‏البنت ضحكت ببلاهه: بيقولك مره قلم رصاص وقع على جنبه قال الحقوني pencil مني ددمم
, ادم عض بوقه تحت إيده اللى مدارى بيها وشه و فرد صوابعه على وشه برّقلها بعين واحده.
,
, البنت ضمت عينيها بضحكه مكتومه: ايه ده هو انت اللى وقعت على جنبك؟ كمان واحد اسف
, ادم رجع ضم صوابعه تانى دارى وشه و سمح لضحكته تطلع: انا. انا اللى منى لله
, البنت هتتكلم هو سبقها مد كف إيده على وشها زقها بغيظ: اتكلى بقا
, اتحرك و البنت قعدت بغيظ: عنك. على ايه التناكه ده انت كنت هتتفرم زى كفتة هوهو من شويه
, ادم عض بوقه ف مشيته من غير ما يبصلها و هي قعدت ع الكنبه و عدلت رجلها ربّعتها ع التانيه.
,
, متابعاه بطرف عينيها بكبرياء مضحك لحد ما قامت بغيظ وقفت قدامه: هتعمل ايه؟
, ادم كتم نفخته و هي ردت: طب عايز تعمل ايه و انا اعملهولك؟
, ادم لف جسمه كله لها و قصد يبقى قبالها و بصّلها: اقولك هعمل ايه و لا تسكتى؟
, البنت هتتكلم ف لحظه عينيها راحت على جسمه من فوق العريان قدامها و تاهت. بصت لعضلاته اللى تقريبا مقسمه كل جسمه بإحترافيه من دراعاته لصدره لبطنه بشكل منسّق و جذاب مش مرعب.
,
, ادم بص ف عينيها و راح معاها على جسمه و بصلها و رفع حاجبه: نعمم؟
, البنت إتوترت: انت ازاى جسمك كده مع ان شكلك عادى؟
, ادم طلّع علبة سجاير و اخد سيجاره منها ولّعها و هو بيتحرك و رد ببرود: عادى يعنى
, البنت قربت الكام خطوه اللى اتحركهم: لا قصدى يعنى جسمك منسق جدا. شكلك بتروح جيم مع ان يعنى حالتك.
, شاورت بإيدها و هو بصّلها بتريقه: و هو انتى اللى جايه من مدينة الرحاب؟
,
, البنت ضحكت بصوت عالى جدا ضحكه رقيقه وقّفته للحظات و كان هيقول حاجه و غيّرها و هو مبتسم: طب ما انتى ضحكتك حلوه مع ان يعنى شكلك٣ نقطة
, شاور بإيده و هي ضحكت تانى اعلى: ده انت بتردهالى بقا! لا بجد
, ادم سكت شويه: شغلنا صعب. كله خطر. بنتحرك فيه زى ما تيجى تيجى ف لازم الواحد يبقى عامل احتياطاته و احنا احتياطاتنا ف جسمنا. ماهو مينفعش عيل فرفور يترمى ف رميتى السوده دى و يعرف يتصرف.
,
, البنت بصتله و ضمت بوقها على بعض بإبتسامه خلت عيونها لمعت.
, ادم بص ف عينيها و إداها ضهره و اتريق: ماهو ساعات الزنقه ف سكتنا دى بتحدف ع الواحد بلاوى و تقوله شيل و يا يشيل يا يتشال
, البنت رجعت وقفت قدامه و سندت على ترابيزه وراها بفضول: و هو انت بتشتغل ايه اصلا؟
, ادم رفع حاجبه و فك رجليها المشنكلين ف بعض كانت هتقع: انتى حوله؟
, البنت هتتكلم ادم شاورلها على بوقها: ششش انا صدعت. انتى بتشتغلى ايه يا بت انتى؟
,
, البنت رفعت حاجبها و اتكلمت بلهجته اللى رد بيها عليها: انت احول؟
, حنين ف مكتب حمزه لسه الورق ف إيدها بتقرا غصب عنها قعدت ع الكنبه قصد المكتب بمجرد ما العربيه إتخبطت و صوتها عِلى ف القرايه و عشان كانت بتتخيل المناظر قدامها صوتها طلع زى الصدى بيتردد.
,
, من وسط حركة العربيه العشوائيه شوفتها بتهز راسها بعنف. حركات عيونها الزايغه عنيفه و عصبيه. حطت إيديها على راسها بجنون و فضلت تصرخ لحد ما جسمها اتشنج و تشنجاته زى ما زادت شويه بشويه بعنف ابتدت ترخى شويه بشويه كإنه بتنسحب للاوعى!
, من وسط حالتها بتلف وشها شافتنى و اتقابلنا ف وداع غريب ميقولش ان ده وداع للقا و عِشره مدامتش دقايق!
,
, ف لحظه وقفت بتفكيرى و روحت على حجر شديته بقوه غريبه زقّيته ف طريق حركة العربيه اجبرتها تقف بعنف و حنين لبست بوشها بمنتهى العنف ف تابلوه العربيه و راسها مترفعتش!
, قربت فتحت العربيه بترقّب و مسكت راسها رفعتها بحذر و تقريبا معرفتش اشوف ملامحها من الدم.
, سندتها ع الكرسى وراها و اخدت نَفس عنيف و مسكت شعرى و انا بهز راسى كإنه بجبر دماغى تتصرف!
,
, طول عمرى بعرف اتصرف. طبيعة شغلى و مخاطرها علّمتنى ردود افعالى تبقى جاهزه دايما و مُرتبه تحت اى ظرف لكن هنا مكنتش مش عارف اتحرك حتى!
, بصيت عليها و حواليا و ع العربيه بيها و على العربيه اللى هتحرك بيها و سكتت ثوانى كإنى بعيد خطواتى! كان ممكن اسيبها و امشى. او كان المفروض امشى. بس معرفش ده مجاش من ضمن تفكيرى وقتها ليه!
,
, رجعت للعربيه دوّرتها و اتحركت بيها لحد ما جيبها قصد العربيه اللى فيها حنين و وقفت. نزلت شيلتها بحذر دخّلتها عربيتى و قفلت و اتحركت.
,
, حنين بتقرا و صوتها تاه وسط الاحداث اللى إبتدت كإنها شايفاها.
, حمزه مشى ع الطريق بيتلفّت على جوانبه لحد ما لمح مستشفى طوارئ. اتنفس بنوع من الارتياح و قرّب منها. ركن و دخل جرى ع المستشفى و دقايق و خرج و معاه دكتور و كذا حد مساعدين و سرير جرار. نقلوها لجوه و هو وقف ع الباب بفضول غريب شبه اللهفه!
,
, دقايق و دكتور خرج: لازم نجهّز العمليات للساعات الجايه. في نزيف مش عارفين هيقف بالاسعافات و مجرد نزيف من الخبطه و لا لازم عمليه بس ف كل الاحوال لازم نبقى مستعدين لأى احتمال
, حمزه اخد نفس جامد و هز راسه بموافقه و الدكتور اتحرك.
, للحظه إفتكر ف نزل للمستشفى تحت.
, أمه جوه البيت بتتحرك بغضب و امينه متكتفه قدامها و حواليها كذا حد من الحراسه.
,
, اول ما الضرب برا هِدى تليفون البيت رن و هي جريت عليه و بمجرد ما سمعت صوت حمزه فرحت: ولددى، انت زين؟
, امينه بصتلها بخوف و جسمها إتهز برجفه عنيفه.
, حمزه رد بصوت مرهق: ادينى عمار. انا كنت سايبُه من الحراسه معاكم و لحد ما خرجت كان موجود
, آمه كإنها مش سامعاه: الحمد لله انك بخير. الحمد لله. بت الكلب هي اللى
, حمزه قاطعها: إدينى عمااار
, أمه شاورت للراجل بتاعه و هو اخد التليفون كلّمه و قفل.
,
, بصّلهم بإستعداد: لازم نتحرك دلوق. دقايق و حد هيجى من الحكومه و لازم يجى ميلقيش حد هنا
, الحاجه صافيه بصتله بقلق: ماهو إكده هيتشك اكتر ف ولدى. لكن نبقى اهنه و معندناش خبر باللى بيحصل برا و اذا على ولدى فهو مسافر من اسبوعين
, عمار: لاه، حمزه باشا مش عايز إكده. عايزكم برا و متقلقيش ف ترتيبات هتقول انكم كلكم كنتوا برا من فتره. تقريبا الحكايه شكلها فيها ددمم.
,
, الحاجه صافيه بصت لأمينه بعنف اللى إنكمشت على نفسها بخوف.
, عمار اتحرك لبرا: هنطلع من سلم الطوارئ للبدروم. بس لازم نتحرك
, الحاجه صافيه وقفت للحظه مش عارفه تتصرف فيها ازاى. لو سابتها مش ضامناها و مفيش وقت تخلص منها. تاخدها و يبقى تخلص بعدين!
, شاورت للرجاله اخدوها ع العربيه متكتفه و هي طلعت وراهم و اتحركوا.
, وصلوا عند المستشفى اللى فيها حمزه و ركنوا.
,
, الحاجه صافيه بصّت لعمار بقلق: احنا اهنه ليه؟ ولدى جراله ايه انطق
, إلتفتت على صوت حمزه جاى عليهم: انا كويس
, راحت عليه بلهفه: ولدى. انت هنا ليه؟ شكلك كويس
, حمزه حرّك إيده على وشه و مش عارف يترجم الموقف. سحبها لجوه: هشرحلك بعدين. المهم معايا حد تبعى هنا ف المستشفى
, أمه وقفت: حد مين يا ولدى؟ حد من رجالتك؟ و هتضيع حالك اياك على واحد من الرجاله؟ انت مهتفكرش؟
, حمزه اتنفس بصوت عالى و هز راسه لاء.
,
, أمه بصت لوشه بحيره: صاحبك اللى معاك اياك! سليم!
, حمزه بغضب: طلع ابن كلب و نط من المركب اول ما انجرفت حتى قبل ما تغرق مع إنى كنت قادر الم الموقف لو سابنى الغبى اتصرف. لكن حاول يغرّق الليله و ينفد هو ف وقع
, أمه براحه: يبقى يستاهل. المهم مأمّن نفسيك من دمه.
,
, حمزه إفتكر الرصاصه اللى ضربها سليم ع الظابط من مسدسه خلّصت عليه و قبل ما يخرج بتفكيره إفتكر مسدس سليم اللى رماه من سور البيت ف هز راسه و كإنه بيلضم خيوط تفكيره.
, أمه بصتله بقلق و هو رجع من تفكيره على نظرتها ف إبتسم بالعافيه يطمنها: مهتشيليش هم. انا عامل حسابى
, هزت راسها بإطمنان و هو اتحرك بيها يدخل وقفت تانى و بصت ع العربيه: و امينه؟
,
, حمزه كإنه كان ناسيها او مش ف حساباته اصلا: اااه، كويس إنك عرفتى تتصرفى و جيبتيها
, أمه بصتله بغضب: اه بس لازم تعرف إنها هى
, قطعهم صوت ممرضه بتتحرك ناحيته بلغبطه و اول ما لمحته راحت عليه: انت. انت اللى جاى مع المدام اللى جوه بتاعة الحادثه صح؟
, حمزه هز راسه و هي اتكلمت و هي بترجع لجوه: الدكتور عايزك بسرعه
, حمزه ساب آمه و دخل وراها بسرعه و أمه وقفت للحظه بحيره بتحاول تفهم! مدام ايه و حادثة مين!
,
, فاقت على صوت عمار بيسألها: هتدخلوا؟
, هزت راسها بعدم فهم و هو سآل: و مدام امينه؟
, شاورتله يدخّلها و فكها بس ساب إيديها بس متكتفين و دارى وشها بإيديها بطرحتها اللى فردها على معظم جسمها!
, دخلوا و حمزه كان حجز غرفه و الراجل اخدهم لها و بمجرد ما دخلوا أمه حدفتها ع الارض و هي مسكت بطنها و صرخت.
,
, حمزه برا مع الدكتور بيسمعه بإهتمام و صدمه: يعنى ايه! انا اسمع عن فقدان ذاكره اه. لكن اللى هتقوله ده مهعرفهوش. عمرى ما سمعت عنه. يعنى ايه اللى هتقوله ده!
,
, الدكتور بصّله بهدوء بيحاول يبسّطله الموقف: ده إسمه تشويش. تشويش حصل ع المخ من اثر الخبطه اللى مكنتش هيّنه على واحده ف حالتها. هي بتفوق مش فاكره و يرجع يُغمى عليها و ترجع تفوق فاكره اللى حواليها بس و اللى بيحصل قدامها بس لكن اى حد غيرهم لاء و اى حاجه فاتت او من وراها لاء. و ترجع يُغمى عليها و تفوق مش فاكره اى حاجه او حد من اللى فات و ف لحظه تفتكر كل حاجه من بعد الحادثه و ف لحظه تنسى كل حاجه و هكذا.
,
, حمزه اتعصب: و هكذا! انت جاى تهزر و لا شارب ع المسا ما تنجز تفهمنى يا تجيب حد يعرف يتكلم
, الدكتور بتفهّم: صدقنى دى حالتها بالظبط و افضل توضيح لحالتها و اى حد هيجى هيقولك نفس الكلام
, حمزه: انا ممكن انقلها مستشفى تانيه متخصصه. انا كده كده هنقلها و.
,
, الدكتور قاطعه: مش هيقولوا و لا يعملوا حاجه ازيد. خاصة ان النزيف وقف مع الاسعافات و طلع سطحى و خارجى الحمد لله. هي بس فقدت ددمم كتير و مش محتاجه اكتر من غذا و راحه لانها ف حالتها دى مش هتعرف تتحمل
, حمزه: حالتها!
, الدكتور: اه انت متعرفش انها حامل!
, حمزه فتح عينيه بصدمه و قبل ما يرد وقف على كلام أمه: مين دى اللى حِبله يا ولدى!
, حمزه بص وراه لها و معرفش ينطق او حس إنه متلجم!
,
, أمه قربت قصاده: مين دى يا ولدى! و مدام مين و حادثة ايه! و حِبله من مين؟
, حمزه بصّلها بتردد. لو قالها الحقيقه هتتصرف الصح و تسيبها ف المستشفى و تمشى. و هو مش عايز ده! مش عارف ليه بس مش عايز!
, أمه زعقت: ما تنطق يا ولدى خلينى افهم
, امينه كانت خرجت على صوتهم و متابعه الحوار و مستنيه باقى الكلام. بس بمجرد ما الباب إتفتح و خرجت حنين على السرير مع الممرضه بصتلها بغل اما شافت شكلها و إفتكرتها!
,
, أمه بصت لحنين بلغبطه و بصتله: هي عملت حادثه ف طريقك يا ولدى؟ و لا تعرفها؟
, حمزه سكت بتوتر كإنه بيحاول يرسم موقف ينفع يبان صح و امينه اللى ردت بغضب: لا معملتش حادثه معاه و اه الباشا يعرفها
, حمزه بصّلها بإستغراب و مش فاهم ازاى ردت.
, امينه قربت منه بحده: معلش يا بيه ارد عنيك انا اصلك شُرّاب خُرد كيف ما قولت.
,
, امه بصتلها قوى و امينه بصت لآمه بغلّ: اه يعرفها ماهى دى اللى ورطت ولدك يا حاجه صافيه. دى وش البوم اللى دخلتها علينا كانت شوم و فقر. مش كتى عايزاله عروسه يدخل عليها اهو جبهالك و جابلك قدمها سابقها. دخل عليكى بيها بالدم و الخراب
, آمه بصتله للحظات بحيره: هي دى مرتك يا ولدى؟
, حمزه هينطق امينه سبقته: العروسه الجديده يا حماتى. ماهينكرش انا شايفاه معاه قبل الضرب و هيبحلق فيها و يضحكوا.
,
, أمه بصتله و قبل ما تسأل سؤالها شافته متلغبط كإنه بيقرا من الموقف هيقول ايه ف اتلغبطت هى: ما تنطق يا ولدى؟ حديتتها ده صح؟
, حمزه من غير ما يفكر هز راسه اه و هي بصتله بتوجّس: و كيف يعنى حِبلى؟ انت متجوزها من امتى؟
, حمزه اخد نَفس جامد و رد بأول رد جه ف باله: ينفع نتكلم بعدين؟
, آمه بقلق: ما تفهمنى يا ولدى. ع الاقل فهمنى انت ف أمان؟
, حمزه هز راسه: مش بالظبط، بس زى ما قالتلك دى مرتى و مهينفعش اسيبها ف حالتها دى.
,
, امينه بصتله بغلّ و أمه شافتها ف بصتلها بحده.
, حمزه انتبه لها و شاف إيدها المتربطه كإنه لسه بياخد باله ف بص لأمه بقلق: في ايه! حصلكوا حاجه؟
, أمه شافته ف ردت بهدوء: لاه اتطمن انت و ركز ف اللى هتعمله و سيب التفاهات دى عليا
, حمزه بص لأمينه بإصرار و راح عليها يفكها: حصلكوا ايه انطقوا!
,
, امينه كانت بتفكر تقول ايه. لازم تخرج من الموقف حتى لو بشكل مؤقت لحد ما تعرف تتصرف. إفتكرت بطنها اللى وجعتها اول ما إتحدفت ف الارض من أمه و مسكتها و صرخت.
, حمزه اتخض من صرختها المفاجئه و آمه مقتنعتش و متفاجئتش عشان مع الحوار من اوله.
, حمزه فك إيديها و شاور للممرضه سندوها للغرفه و ندهت لدكتور يشوفها.
, الدكتور كان دخّل حنين الغرفه اللى جنبهم و خارج ف راحلهم و كشف عليها قدامهم مع اصرار أمه.
,
, الدكتور بص للممرضه و طلب تحاليل و هي اخدت ابرة ددمم منها و نزلت.
, الحاجه صافيه بصتله بإنكار: ليه التحاليل دى يا ولدى؟
, الدكتور بصّلها: هي بنتك دى يا حاجه؟
, الحاجه صافيه ردت بإنكار: لاه مرت ولدى، مقولتليش ليه التحاليل دى؟ ده كله فيلم و انا عارفاه كويس
, الدكتور إبتسم لحمزه: هي كمان! كده هيبقوا تؤم بقا من بطنين مختلفين
, حمزه حط إيده على وشه و لآول مره يحس انه لازم يخطى و هو مش عارف خطوته الجايه لازم تكون ايه!
,
, حنين بتقرا ف المذكرات و مش حاسه بإيدها اللى كبشت ف الورق فجأه بمجرد ما لقت نفسها بتروح لنقطه معينه مع الحقايق اللى بتتكشف قدامها!
, همست بصوت مهزوز: يعنى ايه! انا و هي كنا حوامل! احنا الاتنين! يعنى. يعنى
, رجعت بعينيها للورق برفض و بتهز راسها بعشوائيه: لالا. اكيد لاء. دول عيالى انا. ولادى. لالا.
,
, وقفت و الورق ف إيدها بتقرا و تجرى بين السطور و هي بتتحرك حوالين نفسها بتوهان و تهز راسها و فجأه خبطت ف الاباجوره ع سطح المكتب جنبها وقعت و هي بتقع خبطت اللاب وقع معاها عملوا صوت عالى و فجأه أنوار البيت برا نوّرت و هي وقفت بترقّب بتنقل عينيها بين الورق ف إيدها و بين الباب!
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٤

حنين بتقرا ف المذكرات و مش حاسه بإيدها اللى كبشت ف الورق فجأه بمجرد ما لقت نفسها بتروح لنقطه معينه مع الحقايق اللى بتتكشف قدامها!
, همست بصوت مهزوز: يعنى ايه! انا و هي كنا حوامل! احنا الاتنين! يعنى. يعنى
, رجعت بعينيها للورق برفض و بتهز راسها بعشوائيه: لالا. اكيد لاء. دول عيالى انا. ولادى. لالا.
,
, وقفت و الورق ف إيدها بتقرا و تجرى بين السطور و هي بتتحرك حوالين نفسها بتوهان و تهز راسها و فجأه خبطت ف الاباجوره ع سطح المكتب جنبها وقعت و هي بتقع خبطت اللاب وقع معاها عملوا صوت عالى و فجأه أنوار البيت برا نوّرت و هي وقفت بترقّب بتنقل عينيها بين الورق ف إيدها و بين الباب!
, لازم تتصرف. لازم. مش هتقع قدامها فرصه تانيه شبه دى. فرصه بتدوّر عليها من سنين.
,
, لمت الورق بسرعه عدلته ف وضعه ع المكتب و بتميل جنب الكرسى تحت المكتب طفت الاباجوره و بترفع اللاب سمعت خطوات بتقرب جدا من الباب ف ميلت اكتر بجسمها كله نزلت تحت المكتب.
, الباب إتفتح و دخلت منه واحده شكلها كبير ف السن لكن هيئتها كمان كبيره ف البيت.
, حنين إتنفست بالعافيه و تمتمت بقلق: الحاجه صافيه!
,
, الحاجه صافيه هزت راسها برضا اما سمعت صوت الرعد و البرق برا و إقتنعت انهم اللى عملوا الدربكه دى. قربت من الشباك تممت على قفله و اتحركت تخرج. قبل ما تروح ع الباب بصت ع المكتب لحظات و قربت منه بهدوء ساوته و خرجت و قفلت الباب.
, حنين جوه اول ما خرجت حطت إيدها على صدرها و إتنفست براحه و وقفت تانى.
, عايزه تخرج لكن حنين جواها غالبها. حنين كان بدايته مجرد فضول!
,
, رجعت رفعت اللاب مكانه و الاباجوره و استنت دقايق الانوار برا انطفت و الحركه إختفت و نوّرت الاباجوره و فتحت الورق تانى و رجعت بعينيها لمكان ما وقفت.
, بتقرا بصوت بيترعش٣ نقطة
, عند امينه الدكتور بص للممرضه و طلب تحاليل و هي اخدت ابرة ددمم منها و نزلت.
, الحاجه صافيه بصتله بإنكار: ليه التحاليل دى يا ولدى؟
, الدكتور: هي بنتك دى يا حاجه؟
,
, الحاجه صافيه نفت كلامه بسرعه: لاه مرت ولدى. مقولتليش بردوا ليه التحاليل دى؟ ده كله فيلم و انا عارفاه كويس
, الدكتور إبتسم لحمزه: هي كمان! كده هيبقوا تؤم بقا من بطنين مختلفين
, حمزه حطت إيده على وشه و رجع خطوتين لورا و آمه بصتله و بصت للدكتور: يعنى ايه يا ولدى؟ ما تتكلم كيف الناس.
,
, الدكتور إبتسم بإعتذار: قصدى ان غالبا المدام بتاعة إبنك التانيه هي كمان حامل و هيجيله *** كمان. بس غالبا طالما متعرفوش يبقى ف اول حملها زيها
, الحاجه صافيه رفضت بإنكار: لاه طبعا
, الدكتور إستغرب ردها و هي كملت: ده شغل حريم انا خابراه عاد. غيرة ضراير. سمعت ان ضرتها حِبلى
, الدكتور إستغرب: هي دى فيها غيره! بقولك حامل.
,
, الحاجه صافيه زعقت لمجرد انها افتكرت حوار امينه مع الراجل اللى لقت هدومها عنده و هي لسه لحد دلوقت متعرفش هو مين او فاهمه الحوار غلط. فوق ده هي بس اللى عارفه ان امينه اللى بلغت و عارفه هي كانت ناويه تعمل ايه معاها بس شافت خطتها بتتفكك.
, الحاجه صافيه بصتله بغضب: و انت متزربن لها ليه؟ ااه اكيد متفق معاها.
,
, الدكتور بذهول: اتفق مع مين و على ايه؟ هي وقعت قدامكم و انا كنت جوه و جيت قدامكم و دخلتلها و كشفت عليها قدامكم! كلمتها بالارواح مثلا!
, الحاجه صافيه هتزعق حمزه لف دراعه حواليها و بص للدكتور بإعتذار: معلهش. الظروف بس مش مناسبه و كل حاجه جات سريعه كيف ما شايف. اعذرنا يا دكتور
, اخد امه و مشى اللى رافضه و بصّلها: ممكن اعرف انتى رافضه ليه؟
, أمه هتنطق حمزه كمل: انا اه متفاجئ لكن انتى رافضه مش متفاجئه.
,
, أمه دوّرت وشها بعيد و بتتنفس غضب كإنها بتحاول تعمل حاجه مش عارفه.
, حمزه بقلق: فهمينى يا أمى. في ايه! ليه رافضه انها تكون حامل مع ان ده طبيعى و متوقعينه اى وقت و متأخر كمان
, أمه تمتمت بسخط: بنت الرافضى
, جمزه بصلها شويه بتحقيق و هي تهتهت بلغبطه لمجرد انها خايفه تحدف اللى عندها كله ف وشه تلغبطه ف وقت المفروض يكون مركز فيه عشان يعرف يهدى من محنته و يتخطى اللى حصل بدون خساير!
, امه ردت من وسط شرودها: مش وقته!
,
, حمزه بصلها بحذر: وقته! قصدك ع اللى احنا فيه؟ لا ده هنخرج منه و انا رتبت هعمل ايه متقلقيش
, أمه كإن الرد مريحهاش او مش ده المناسب و حمزه بصّلها بتدقيق: فهمينى. ليه! و ليه امينه كانت متربطه و انتوا جايين مع انها جايه معاكم! حد اتعرّضلها؟
, امينه كانت جوه فاقت و الممرضه بلغتها ف قامت بلهفه خرجتلهم و ردت بسخريه بعد ما سمعت حوارهم: ايه؟ حد اتعرّضلها من نص ساعه ف حملت منه؟
,
, حمزه بص وراه لها و بص لأمه و نظرات الشك منه بتتقسم بينهم.
, أمه كتمت انفاسها ثوانى و ردت بهدوء بعد ما رتبت الحوار ف دماغها: لاه، انا بس كنت مرتبه لرسمه تانيه. تتجوز. تسافر. تخلص شغلك و تتصرف ف الحاجه. و فجأه كل ده وقع ف اتخربطت
, حمزه بشك بص لأمينه و بصّلها: طب و كانت مربوطه ليه؟
,
, أمه هترد امينه سبقتها بمكر و هي بتقرب منه بدلع: لاه مانا كنت بفكر اسيب البيت. شوفتك راجع بالعروسه الجديده قولت افضّيلها مكان و كفيانى انا بقا. مهقدرش اشوفك ف حضن مَره غيرى و على فرشتى. هحبك و انت خابر. ده الست مننا تشوف راجلها ف مقبره و لا تشوفه ف حضن مَره
, حمزه باصص ف عينيها بتركيز و حاسس ان في حاجه مش ظابطه معاه.
,
, امينه كملت بلهجتها: امك بقا إفتكرت إنى بهرُب و اتخلى عنك. و خافت تيجى رجلى ف حواديت الشغل بتاعكوا او اتكلم مع انى مهعرفش حاجه
, حمزه بص لأمه كإنه بيتأكد و هي دوّرت وشها بعيد.
,
, امينه اتكلمت تخليه يبصلها: مع إنى و **** قولتلها ما هتكلمش. و حلفتلها كمان و قولتلها قوليلى لو إتسألت عايزانى اقول ايه و انا هقول على طول حتى لو عايزانى اعترف على حالى إنى انا المَره اللى كنت معاك ف العربيه و عملت ده كله و ضربت الخلق دى كلها
, حمزه بصّلها بحذر: و انتى ايش عرّفك ان كان معايا واحده وقتها؟
, امينه ردت بربكه: هااا؟
,
, حمزه عاد سؤاله بعينيه من غير ما ينطق و أمه ردت بعدم إقناع ان هي اللى بتنجدها بس لازم تعمل ده حاليا: شوفناك من البراندا فوق. اما إبتدت حركة الرجاله طليت اشوفك
, حمزه مقتنعش بولا حرف بس كان مضطر يصدق او الموقف مساعدهوش.
, اتنفس بالعافيه كإنه مش عارف يتنفس او مش عارف يتصرف. مش عارف ياخد خطوه لورا ف الحوار اللى غرق فيه زى ما هو مش ضامن ياخد خطوه لقدام.
, امه بصتله شويه بشك: مفرحانش؟
,
, حمزه ابتسم بسرعه ابتسامه مهزوزه: لاه. لاه
, امه ضيقت عينيها: لاه فرحان و لا لاه مفرحانش؟
, حمزه اتوتر: فرحان. اكيد
, امه بصت ف عينيه: امال ليه الهم كاسر جناحاتك اكده؟
, حمزه اتلغبط ف اتكلم و هو ماشى: مشايفاش عاد الهم اللى احنا فيه!
, سابها و دخل لحنين اللى اخدت وقت و إبتدت تفوق و بمجرد ما فاقت شافته جنبها.
, حاولت تتعدل و مسكت دماغها: انا. انا فين؟
,
, حمزه كان قاعد على كرسى جنب سريرها ف وقف و قرب منها بتوجس و مش عارف يصيغ اى سؤال ممكن يتسآل.
, الممرضه كانت داخله ف اندفعت بالكلام حسمت الموقف بينهم: حمد **** ع السلامه يا مدام حنين. انتى اتكتبلك عمر جديد
, حنين رددت بتوهان: عمر جديد؟
,
, الممرضه قربت غيرتلها المحلول: اه. بمجرد ما فوقتى يبقى نقدر نقول عديتى منها بسلام. انتى عارفه الغيبوبات اللى من النوع ده اوقات بتطوّل و اوقات بتنتهى بسرعه و اوقات بتنتهى بصاحبها. ده في ناس بتعيش جواها الباقى من عمرها و تموت جواها
, حنين بلعت ريقها بخوف و بصت لحمزه جنبها اللى مبيتكلمش مستنى اول كلامها بفارغ الصبر.
,
, الممرضه بصتله و بصتلها: جوز حضرتك مسابكيش من اول ما خرجتى و رافض حد يدخلك. هما الصعايده حلوين كده؟
, حنين تمتمت بهمس: جوزى!
, حمزه اتعدل و وقف و اخد نَفس جامد من حالتها اللى بتتفسر قدامه و بص للممرضه ع الباب خرجت.
,
, حنين بصتله بنظره طويله نزلت خلالها دموع: انا مالى؟ ليه. ليه تعبانه كده! ليه مصدعه! ليه مش. مش مركزه. بشوف و مش بشوف. مش فاكره و دماغى بتعيد كل حاجه مش عارفه القط منها حاجه. انا. انا حتى مش. مش عارفه اسمك!
,
, حمزه كتم نَفسه و إبتسم بالعافيه. هو عارف هي مين و كانت ايه. دى كانت ملمومه بحتة ورقه عرفى. لاء و كانت حامل قبلها! عايز يرميها! مش طايق يبص ف وشها! بس مش عارف! حاسسها غريبه و اخر كلماتها اللى قالتهاله وقت الضرب اغرب و حالتها و هي جايه اغرب! طب يعمل ايه!
, حنين مسكت إيده اللى جنب السرير و هو واقف شدته من دوامة تفكيره.
,
, حمزه بصّلها بحده دابت قدام دموعها: هتعيطى ليه دلووق؟ مسمعتيش كلام البت اللى كانت إهنه من شويه؟ هتقول إنك زينه ليه البكا عاد؟
, حنين حست انها مستغربه لهجته. كلامه. حتى ملامحه. طب ليه حتى مبيظهرش جوه اللمحات اللى عقلها بيمررها عليها حتى لو مبتلحقاش!
, حمزه كان تقريبا فهمها ف إبتسم بهدوء: يلا. اذا قادره تتحركى ممكن نرجع دلووق
, حنين انكمشت على نفسها بتردد: نرجع فين؟
, حمزه بهدوء: البيت
, حنين بصوت مهزوز: ليه؟
,
, أمه ردت و هي داخله: اهه. هنعيش إهنه اياك؟ الدكتور و طمننا عليكى و قال إنك زينه و ممكن تخرجى يبقى ليه القاعده!
, حنين بتلقائيه شدت حمزه حنبها و مع كلامها اتدارت ف كتفه.
, حمزه حس من صدرها اللى لامس ضهره ان قلبها من الدق هيخرج!
, طبطب بإيده على إيدها اللى على كتفه بعد ما قعد ع السرير معاها و هي وراه و بصلها بعينيه يطمنها و الغريب إنها فعلا إتطمنت!
, أمه بصتلهم بحيره: مقولتليش يا حمزه انتوا إتجوزتوا ميتى؟
,
, حمزه بص لحنين اللى عينيها سألت نفس السؤال و هو قد ما لعن الموقف اللى هو فيه قد ما حمد **** على حالة حنين اللى سمحتله و هتسمحله دايما يتصرف لوحده.
, بص لأمه بإختصار: من فتره. و قبل ما تتكلمى كنت مستنى الوقت المناسب عشان اقولك. ع الاقل اخلص بس من الشغله اللى كانت ف إيدى و افوق
, آمه هتتكلم حنين اتكلمت بتلقائيه: انت مكنتش قايلها ان احنا متجوزين؟ على كده متجوزين من قريب؟
,
, حمزه كتم نَفسه على نظرة أمه اللى دققت فيها و بصتله و هو جاوب من غير ما تسأل: حنين بس مرهقه شويه من اللى حصل. الحادثه كانت واعره عليها و الحمد لله انها فاقت.
,
, آمه بصتله و هو وقف و ميل عليها شرحلها حالتها بإختصار. كان هينهى الحوار بالحقيقه لكن بمجرد ما شاف حنين متابعاهم و بص عليها شافها تايهه سكت من غير اراده و اتقابلوا ف نظره طالعه من عيون شبه عيون الغريق للقشايه اللى هتنجده من الغرق و الغريبه ان نفس النظره من عيون الاتنين و محدش فيهم عارف اذا كان النظره هتتحوّل امان للاخر و ينجى الغريق و لا هتقلب فزع!
,
, أمه شافت نظراتهم و نوعا ما معجبهاش شكل العلاقه. مستريحتلهوش. شافت إبنها مسلوب الاراده. شافتها النداهه اللى بتنده لإبنها تشده من غير حول منه و لا قوه. شافت ف العيون بريق غريب مقبلتهوش!
, زعقت بعصبيه و هي خارجه: يلا يا ولدى ورانا مصالح. شوف هتعمل ايه و هتتصرّف كيف!
, حمزه فاق زى المسلوب و بص لحنين اللى كإنها اخدت من عينيه شحنة امان تطمنها تخطى و تدوس خطوتها براحه او يمكن شحنه طاقه!
,
, حمزه كلم عمار مدير الحراسه بتاعته طلب منه يعمل حاجه و هو سابهم و مشى عملها و رجعله اخر اليوم.
, بعدها خرجوا من المستشفى كلهم. وقفوا قدام العربيه و حنين بصتلها كتير و لمحات بسرعة البرق و عنفه بتظهرلها من مواقف كتير فيها عربيه بتنتهى بعنف.
, حمزه بصّلها بحذر و بمجرد ما غمضت عيونها بنفس العنف قرب منها لف دراعه حواليها و هي بتلقائيه إستخبت ف صدره.
,
, فتح العربيه من قدام و دخّلها و آمه بصتله بإستغراب. حمزه كان فعلا مخدش باله من حركته و لا من نظرة أمه و لف ركب جنبها!
, ف لحظه إنتبه و اعتذر بعينيه بسرعه و هينزل أمه شاورتله بغضب مكتوم و فتحت الباب ركبت و امينه جنبها.
, حمزه اخدهم ع البيت. بمجرد ما عدوا من الشارع العمومى شاف عساكر و امن قالب المنطقه قفل قزاز العربيه بسرعه. مكنش خايف منهم قد خوفه الغريب عليها اما تعدى على مكان الحادثه!
,
, امه إستغربت: احنا هنعاود للبيت؟ طب ليه خرجنا منيها ف الاول؟
, حمزه بهدوء بص على حنين و امينه ف العربيه و بصّلها ف المرايه قدامه و هي فهمت ف سكتت.
, نزلوا دخلوا و حمزه اخد حنين بهدوء لجوه. هو عارف كويس اوى ممكن تحس بإيه لمجرد ما تعدى ع البيت. لمجرد ما تدخل البيت حتى و هو غريب عنها!
, حمزه وقف بين امينه و حنين: بصوا بقا. انتوا الاتنين زى قضبان الحديد مهيتلموش إلا ف حادثه تهرس الكل.
,
, امينه ربعت إيديها على صدرها و بصتله و بصتلها بعنف و إتكلمت بتهكّم: اه بس خد بالك ان مفيش قطر اعرج! هيمشى على قضب واحد
, حمزه فك نفسه من حنين جنبه و قرب قصادها و قصد ينط على كلامها و يكمل كلامه: عشان إكده ماهتتلموش على بعض واصل و لا بالطبل البلدى. كل واحده ف حالها مهتشوفش التانيه حتى
, حنين بصتله و صدرها زى اللى بينهج من كل حاجه حواليها: مين دى؟
,
, امينه حطت إيديها ف وسطها و إتخطت حمزه و قربتلها: مَرته. و لا البيه مقالكيش عاد إنه متجوز؟
, حنين بصت لحمزه قوى و ضامه عيونها على بعض و من غير سبب واضح عينيها إتملت دموع.
, حمزه غمض عينيه قوى و امه قربت منهم: فوت يا ولدى شوف مصالحك. ده شغل حريم انا كفيله بيه.
,
, حمزه إتخض بتلقائيه. هو اكتر واحد عارف آمه. شايف شكل علاقتها بأمينه. بس كان سايبها. ليه دلوقت خايف! بيقنع نفسه انه خايف حنين تفوق من حالتها دى اى وقت ميكونش موجود!
, بص لأمه بإندفاع: لالاه ملكيش دعوه بحنين. ملكيش دعوه بيها. همّليها و انا معاها
, أمه بصتله بترقّب و هو سكت بتراجع: انا هقول هي مناقصاش. انتى شايفه حالتها كيف مفيقاش للزقار ده.
,
, أمه قربت قصاده: هتهمّل حالك و مالك عاد! فوت يا ولدى وراك مصالح و مهتاخفش عليها اذا كان على حالتها فهى هتبقى زينه
, حمزه اتردد و بص لحنين و بصّلها. اخد حنين و طلع فوق. وقف ثوانى ف طرقه طويله و اختار اوضه و اخدها و دخل.
, قعد بيها بحكم انها ماسكه فيه و حاول يبتسم: هتتعودى متقلقيش
, حنين بصتله بتوهان: انا ليه مش حاسه بولا حاجه هنا؟
,
, كانت عايزه تقوله لا مع المكان و لا معاك و هو فهم ف إتكلم بهدوء: عشان اول مره تيجى هنا. احنا كنا جايين و حصل اللى حصل قبل ما نوصل
, حنين وقفت بتعب: و انا! كنت راضيه بالوضع ده؟
, حمزه وقف بإستغراب على واحده كانت راضيه بوضع اسوء من ده: وضع ايه؟
, حنين اتحركت بتوهان: إنك متجوز؟ إنك مش قايل لمامتك على جوازنا؟ ان مراتك حامل؟ انى هعيش هنا؟
, حمزه اخد نَفس قبل ما يتكلم: اه كنتى راضيه يا.
,
, حنين قاطعته بتذكّر: اه صح انا كان اسمى ايه؟
, حمزه إبتسم إبتسامه اختفت بسرعه اما إفتكر و هو بيعرف إسمها: حنين
, حنين لاحظت حالته و بصتله بإستفهام و هو كمل كلامه يخرج من حوارهم: اه كنتى راضيه. انا كنت عايش هنا بس بسافر كتير بحكم شغلى. برا و ف مصر و اسكندريه و كل حته. قابلتك هناك ف مصر و اتعرفنا و حبينا بعض و اتفقنا نتجوز و عشان مراتى مكنتش بتخلف كان الموضوع متسهل بالنسبه لهنا و حصل و جيبتك.
,
, حنين حاجه جواها بتنفر مع الكلام كإنها بتطرده براها مش عايزه تدخّله و حاجه بتحضن الكلام كإنه طوق نجاه!
, بصتله برعشه و بتلقائيخ ضمت نفسها بدراعاتها: و دلوقت مراتك حامل! هتسيبنى؟
, حمزه إبتسم و رد من غير ما يحس بدون اراده: لاه. لاه
, حنين بصت لعيونه قوى و هو ابتسم غصب عن الموقف و اما دقت اجراس الخطر هرب بنفسه و نزل.
,
, سابها و نزل أمه قابلته بس هو إختصر بحجة الشغل و خرج. زى اللى بيهرب او خايف او معندوش اى فكره عن خطواته الجايه!
, أمه وقفت ف طريقها زى التايهه. إبنها فيه حاجه غريبه و لازم تعرفها زى ماهى عارفاه كويس! مش ده إبنها! مبيتشدش لحد كده!
,
, بصت لامينه اللى واقفه على بُعد منها بس قصدها بتبصلها بترقب. إفتكرتها. هي كانت هتخلص منها الاول. بس دلوقت ايه. دلوقت حامل. طب ما مراته التانيه حامل. لا بس حملها مش مضمون. حالتها كمان مش مضمونه. ما يمكن متكملش. حتى لو كملت حملها و هتخلف لازم تتأكد من حمل امينه. من امتى و من مين! ممكن يبقى بردوا حفيدها. لازم تستنى و تشوف! مش هتقول لإبنها حاجه دلوقت!
,
, حمزه خرج قابل رجالته رتب خطواته و استنى تنفيذهم.
, بعدها بشويه عمار راحله: انا عملت كيف ما امرتنى بالظبط
, حمزه: جيبت سلاحى اللى كان مع سليم ف الضرب؟
, عمار: اه هو كان حادفُه كيف ما قولت ف عربيتك و كلمت الرجاله اللى كانوا جوه هنا اخدوه من العربيه قبل ما الحكومه تتحفّظ على كل حاجه
, حمزه هز راسه برضا: و سلاح سليم؟
, عمار: لقيته فعلا مرمى ورا سور الجنينه
, خرّجله السلاحين و حمزه اخدهم بيبصلهم بتفكير.
,
, عمار: انا بس كنت عايز اقول حاجه
, حمزه هز راسه من غير ما يبصله و هو إتكلم بحرص: حبايبنا كتير ف السكه دى. رصاصه واحده من مسدس سليم ده تتبدل بالرصاصه اللى إتقتل بيها الظابط و بإكده يشيل الليله كإنه هو صاحبها
, حمزه هز راسه برضا كإن ده نفس تفكيره: بس الرصاصه اللى هتتبدل مش هتبقى من مسدس سليم ده.
,
, عمار بصّله و حمزه رفع وشه بتفكيره: الخاص. مسدسه الخاص عشان محدش يقول انه فعلا كان رايح تبع شغله و بيتعامل و ف وسط الضرب الرصاصه جات غلط. قولى الاول اتآكدت من موته
, عمار رد: اه و اتحوّل كمان للمشرحه او الجنائى زى ما عرفت و اتحفّظوا على عربيته
, حمزه: يبقى كويس. كلملنا حد بقا يجيب رصاصه من سلاحه و بطريقته يدخّلها للمعمل الجنائى بأى تمن و تتقفل الليله دى.
,
, عمار: بس. سلاحه الميرى مترخص بإسمه و ده هيساعدنا انه يلبسها
, حمزه: و بصماته على سلاحه التانى هتساعدنا. خاصة انه عليه بصمات قديمه لإنه اكيد استخدمه كتير قبل إكده. السلاح ده اصلا هو اللى هيأكد انه شمال و تخليه يشيل الليله خاصة انه هيتحوّل للجنائى و يتعرف استخدمه قبل اكده امتى و فين و ليه
, الراجل رد بإندفاع: صح. و بقا لو المَره اللى كانت معاه وقعت ف إيد الحكومه هتتقفل الحكايه بالضبه و المفتاح. هتثبت إنه.
,
, حمزه قاطعه بحده: عماار
, عمار سكت و حمزه قرب مسك وشه من دقنه بس و ضغط مع كلامه: معايزش اسمع سيرتها ف الحوار كلاياته واصل. فاااهم. ماهتجيبش سيرتها و إلا هخليك مجرد سيره يتقال بعدها **** يرحمه
, عمار اتهز بخوف و هز راسه و حمزه حدفه بعيد: فكيت الكاميرات؟
, عمار وقف بتوتر: اه و اتحذف زى ما قولت الحادثه و قبلها بدقايق كمان. و مفيش كاميرات حوالينا هنا احنا ع الطريق و قبالنا طريق عمومى و قصده رمله.
,
, حمزه هز راسه برضا و سابهم و مشى. عمار سابه و راح عمل كل اتفاقهم.
, ساعات و جه امر نيابه لحمزه اللى راح التحقيق و انكر كل حاجه و انكر وجوده ف الصعيد كله و إنه لسه راجع. انكر وجود اى حد من اهل بيته و ان الكل كان مسافر
, البيت إتفتش بعد ما حمزه كان متمم عليه. الكل إتحقق معاه و قال زى ما اتحفّظ حتى امينه!
, حمزه اخفى وجود حنين تماما قدام التحقيقات لحد ما خلصت.
, وكيل النيابه سكت بحيره: يعنى ايه؟
,
, حمزه: يعنى كيف ما قولتلك يا بيه. مكونتش موجود. لا انا و لا حد من عيلتى واصل
, وكيل النيابه بصّله بشك: مش غريبه شويه دى؟
, حمزه: ما غريب الا الشيطان. ايه الغريب ف اكده؟ واحد و خد اهل بيته يفسحهم. هي الحكومه هتمنع ده عاد!
, وكيل النيابه: لاء. بس. طب ليه رجعت ف نفس اليوم؟ مش صدفه غريبه شويه؟
,
, حمزه: الحراسه اللى ع البيت بلغتنى ان في قلق ف المنطقه قريب مننا. جيت اتطمن على بيتى و احميه اللى الحكومه نفسها معرفتش تحميه و دهسته ف سكتها و هي هتطارد شوية مجرمين من قطاع الجبل
, وكيل النيابه: و الكاميرات! انت عارف انك انت الوحيد ف المنطقه اللى حاطط كاميرات و مع ذلك مقدرناش نستفيد بردوا. قولك ايه ان احنا لقيناها متعطله ف وقت الحادثه تقريبا.
,
, حمزه: واه. و هو صعبه على اى حد يعطلها! ده اى هاكر يقدر يظبط الليله. و لا هو اى حد عارف انه هيجى يعمل جريمه مش هيفرز المنطقه و يشوف فيها كاميرات و لا لاء و يتصرف عشان ميسبش وراه دليل ادانه!
, وكيل النيابه سكت بقلة حيله: طب ليه. ليه قدام بيتك انت بالذات!
,
, حمزه: اولا انا لفيت المنطقه كلها اما عاودت. و الحادثه كانت قريبه اه لكن مش قدام بيتى. ثانيا عشان قدامنا صحرا و رمله و منطقه مهجوره تقدر تتاوى اى واد حرام او قاطع طريق. بعدين كيف ما قولت مفيش كاميرات كتير ترصد و ده هيسهل الحوار
, وكيل النيابه سكت بإقتناع نسبى و حمزه كمل: بعدين يا بيه انا لو ليا يد ف الحوار و لا عارف بيه و مطرمخ عليه هيبقى قدام بيتى!
, وكيل النيابه: ما انت قولت مش قدام بيتك!
,
, حمزه: بس ف منطقتى. و ده ف حد ذاته خطر عليا. هيعرض سُمعتى للخطر. القيل و القال و انت خابر اللت و العجن الكتير عندنا ف الصعيد مش حلو و بيوقف الحال و انا راجل ليا شغلى و مركزى و سمعتى و هيبتى وسط ناسى و اكيد مهاخطرش بكل دول مهم كان التمن.
,
, وكيل النيابه بصّله بتدقيق شويه: بس التمن يستاهل. انت عارف انهم كانوا بيحاولوا يهرّبوا اثار ف العمليه دى! و دهب كمان! و اكيد ده طلع من بطن الارض و انتوا شغلكوا فيه حفر و نحت. انت مش عندك مصانع رخام و سيراميك بردوا!
, حمزه: واه. و هو انا بس اللى عندى؟ روح عندنا ف الصعيد و شوف كام واحد بيشتغل اكده! ده شغلناتنا الاساسيه بطبيعة المكان
, وكيل النيابه هز راسه بفهم: تعرف ان اللى بلغ من بيتك؟
,
, حمزه ردود افعاله كانت ثابته بشكل غريب كإنه كان مبرمجها قبل ما يجى مهما سمع: مانا قولت لحضرتك مكنتش ف البيت
, وكيل النيابه: اه بس قولت ان العيله كلها كانت معاك. يبقى مين؟
, حمزه كان جواه ابتدى حوار تانى غير اللى بيرد فيه من برا مع الظابط: و بردوا قولت انى كنت سايب حراسه ع البيت و هي اللى بلغتنى باللى حصل. احتمال يكونوا اتصرفوا لحالهم اما الضرب قرب منيهم.
,
, وكيل النيابه اقتنع: تعرف واحد اسمه سليم محمد اليمنى!
, حمزه ملامحه خاليه من اى تعابير: مخابرش
, وكيل النيابه بصّله شويه: ازاى يعنى متعرفش! يا تعرفه يا لاء!
,
, حمزه كان متفق مع سليم اه محدش يعرف طبيعة علاقتهم عشان ميلضمش طبيعة شغل كل واحد فيهم بالتانى و يستنتج حاجه خاصة انه كان بيسلكله شغله يعدى ف لو اتعرف انهم معرفه شغلهم هيقف و يتقال واسطه و قرايب. و كانوا اه بيتقابلوا ف الخفى. لكن بردوا رد رد عايم تحسّباً ان سليم يكون سايب حاجه وراه تعلن عن وجود علاقه بحمزه و انكار حمزه يورطه!
,
, حمزه رد بغموض: شغلنا كله تصاريح و اوراق رسميه و مستخرجات موافقه و و و ف جايز نكون اتقابلنا ف حاجه من دول و جايز لاه
, وكيل النيابه هز راسه و كمل تحقيق بدون فايده لحد ما خلص مع حمزه و خرج منها و فعلا القضيه إتقفلت!
,
, حنين كانت بتقرا المذكرات بترقّب. منتهى الحذر. خايفه من اللى هيوصّلها له قطر الحكايه. مش عارفه!
,
, بلعت ريقها بدربكه صعبه إبتدت تحصل جواها و هي بتقرا كلام حمزه مكنتش شايف و مش متابع غير حنين رغم إنى مقربتش بس مبعدتش!
,
, اول حاجه عملتها بعد ما خرجت من القضيه زى الشعره من العجين انى نزلت بنفسى مصر اسأل عنها. كنت عارف انى ممكن اوصل لأى حاجه عنها عن طريق سليم و فعلا لفيت سؤالى حوالين سليم لحد ما عرفت إنه من شهرين عمل قضيه لبنت بنفس الاسم كانت شغاله ف كافيه قريب من شغله. سآلت عن البنت و عرفت من صورتها اللى على اوراقها انها حنين. عرفت انها يتيمة اب و ام و ملهاش اهل تقريبا غير اخت واحده متجوزه و مهاجره امريكا مع جوزها و بعيد عنها!
,
, حنين وقفت بالكلام لحد هنا و غمضت عيونها و سابت دموعها تنزل او بمعنى اصح حسيتهم لاول مره و هما بينزلوا رغم انهم بينزلوا من اول ما فتحت مذكرات حمزه!
, حمزه عارف. عارف اصلها و حكاويها قبله و بعده!
,
, رجعت فتحت عيونها بالعافيه و الكلام قدامها زى الغمامه و هي بتكمل قرايه اللى عرفته عنها و الجمله الوحيده اللى سمعها منها و هي ف وعيها قبل حالتها دى اما قالتلى سيبنى امشى دى فرصتى امشى و لو ضاعت يبقى عمرى ما هعرف امشى تانى خلونى اقدر استنتج او اخمن انها وقعت تحت ايد سليم غصب عنها! شيّلها قضيه جابتهاله على حجره! اكيد حامل منه! محاولتش افكر كتير ف النقطه دى او اقف عندها! كإنى فعلا واخد قرارى! سألت عن حياتها و ملقيتش فيها ثغرات مصدر شك! اخدت قرارى او سيبته الظروف تاخدهولى مش عارف! كنت حاسس إنى قدام كل حاجه تخصها آله بتتحرك! بمساعدة حبايبى اللى كانوا كتير عملتلها ورق جديد بإسم جديد بس ليه معارفش مرضيتش اغير إسمها هى! يمكن حبيته!
,
, حنين من بين دموعها و هي بتقرا إبتسمت بتلقائيه بعيون بتلمع كإنها بتدب فيها روح الحب من التانى اللى كانت إتنزعت منها من اول ما إبتدت تقرا! مش عارفه عشان اتصدمت بكل اللى كانت بتعرفه او هي الحكايه اللى مكنش فيها حب من الاول!
,
, صوتها إتهز و ضعف شويه شويه لحد ما إختفى و تاه جوه الاحداث اللى شافتها.
, حمزه قاعد مع آمه بعد كل حاجه ما خلصت و شارد.
, أمه بصتله بتدقيق: حالك معاجبنيش!
, حمزه اتكلم على شروده: الظابط هيقول ان الحكومه راحت على بلاغ اما إتدوّر وراه اتكشف إنه جه من إهنه!
, أمه ارتبكت بخضه: اهنه فين!
, حمزه انتبه و هو بيبصلها: من البيت! بيتى!
, آمه بصتله بلغبطه: يبقى سليم. مش قولت كان ف نيته الغدر؟
,
, حمزه برفض: لاه، سليم مدخلش البيت. هيقولوا اللى بلغ بلغ من تليفون البيت. و هو من اول ما وصل مغابش عن عينى. حد من جوه!
, أمه لغبطت الكلام و رتبته: مين من اهنه يستجرى يعملها! يبلغ عنيك! مستغنى عن عمره اياك!
, حمزه هز راسه بحيره: مخابرش
, أمه بغموض قصدت تتوّه تفكيره: بس انا خابراه شغل الحكومه ده. قاصده تتوّهك.
,
, حمزه إنتبه بإستغراب: و هي ليه هتوّهنى؟ ماهى ملقتش حاجه و لو كانت حتى شاكه ف المفروض تطمنى عشان اتصرف بإطمئنان ف اقع
, آمه: لاه، مهتبقاش زى وقعتك مع رجالتك. هتشكك فيهم ف تقعوا ف بعض و اكيد هي المستفاده
, حمزه نوعا ما إقتنع: تفتكرى إكده؟ مكفهاش حقنا اللى ضاع ف الحاجه؟
, امه شردت بحده: مفيش غير إكده و **** يعوض علينا ف الحاجه و بالنسبه لحقك انا اللى هاخده.
,
, حمزه بصّلها بإستفهام و هي اتراجعت ف لهجتها: قصدى هاخده اما **** يعوض عليا بخلفتك و اشيل عيالك يا ولدى
, حمزه إبتسم و الغريب انه مجاتش غير صورة حنين قدامه رغم إن اللى ف بطنها هو اللى فيهم مش إبنه!
, حمزه وقف و امه بصتله بشك قبل ما يتحرك: حمزه. انت اتجوزت حنين امتى؟
,
, حمزه اخد نفس عنيف يدارى توتره و اتكلم بهزار يدارى كل ده: مهنخلصش و لا ايه يا ام حمزه! قولتلك من فتره اكده بس دماغى كانت مشغوله بحوار الحاجه اللى هتتهرب دى. ده انتى و لا مَرتى الاولى مش امينه. ده امينه مهتعملش حوارك ده عاد
, امه وقفت قدامه بشك بيزيد: بس انا مش مرتك. انا امك و ليا الحق اعرف قبل ما تخطى اى خطوه مهما كانت الظروف. اشمعنى المرادى عاد؟
, حمزه مد إيده طبطب على إيدها: معلهش. ف دى عندك حق.
,
, امه بصتله بغموض: فين القسيمه!
, حمزه اتخض بشكل ملحقش يداريه: قسيمه ليه؟
, امه: اتجوزتها من غير قسيمه اياك؟
, حمزه اتوتر و صحح بسرعه: لاه مقصدش. بس. بس قصدى ليه هتسآلى عنيها دلوق؟
, امه اتأكدت من شكها او ع الاقل ان في حاجه مش مظبوطه: هسأل عنها. عايزه اشوفها. حتى عشان ورقات العيل اللى هيتولد ده
, جمزه اتهرب بسرعه قبل ما الحوار يوسع منه: متشيليش هم. انا مرتب كل حاجه.
,
, امه بصتله قوى و هو ابتسم بتصنّع: ليه معايزهاش عاد مع انك الاول كنتى مرحبه بيها؟
, امه سكتت شويه و كتمت شكها جواها: خايفه متلدش عليها عادتنا؟
, حمزه: ليه هتاكل بالشمال و احنا باليمين و لا ايه؟
, امه اخدت نَفس تتكلم حمزه اتحرك من قدامها و مشى: هطلع اتطمن على حنين. انا مقولتلهاش ان في حوار من اصله ف اكيد مستغربه غيابى
, امه بصت لأثره قوى بعد ما اتحرك من قدامها: اول حاجه تخبيها عنى يا ولدى.
,
, اتحركت شاورت لواحد من رجالتهم اللى كانت مكلفاه بأمينه و كلّفته بحنين! همستله باللى عايزاه و هو مشى.
,
, حمزه اخد نَفس جامد مجرد ما اختفى من قدام امه كإنه ما صدق ياخد فرصه يرتب الحوار بالظبط.
, طالع ع السلم و اول ما حود قابل امينه ف وشه كإنها كانت متابعاه من شويه.
, بصّلها بتوتر جديد عليه و هي اول مره تشوف ثباته مهزوز ف ضيقت عينيها. حمزه مبيتهزش قدامها حتى لو غلط!
, حمزه اتخطاها يمشى و هي اتحركت قدامه بتهكم: هتشم نَفسك عاد كانك مخنوق!
,
, حمزه نفخ و هي ربعت إيديها بسخريه: عنديك حق. اللى هيقعد مع واحده كيف امك له حق يتخنق و يتطبق نَفسه كمان
, حمزه كعمش وشه بسخريه: طب حاسبى لا تسمعك بس
, امينه انفعلت بغضب: انا مهخافش منيها يا حمزه
, حمزه مردش و اتحرك هي مسكت دراعه: انا هحبك و عشان اكده هسكتلها. عارف لو مفارقش انت معاى؟ **** ف سما ما اسكتلها و لا اخليها تنطق حتى.
,
, حمزه سحب إيدها من على دراعها نزّلها بلامبالاه: انتوا احرار مع بعض. حريم و تسطفلوا لحالكوا
, امينه بصتله بتهكم: و الست الهانم؟
, حمزه ملامحه انتبهت بجديه: حنين!
, امينه: مهياش حريم هي كمان؟
, حمزه بصّلها بحده: ملكيش صالح بيها
, امينه معجبهاش شكل ملامحه و لا نبرة صوته اكتر من الكلام نفسه: هتحبها قوى اكده؟
, حمزه نفخ بعنف: انا بقول ترجعى تشغلى نفسك بأمى تانى
, امينه: هتحبنى انا الاكتر و لا هى؟
,
, حمزه رد بهدوء: انتوا الاتنين مرتاتى
, امينه اتعصبت: بس انا القديمه عاد
, حمزه كتم ضيقُه و هي بصتله بغضب: طب قولى. لو كنت عرفت انى حِبلى قبل ما تتجوزها كنت هتتجوزها بردوا؟
, حمزه اخد نَفس و كتمه و جواه حته قدّرت شئ من غيرتها و حته تانيه خافت من غيرتها. هي مجرد غارت من سيرة الجواز كانت هتأذيه بسِحر!
, خاف على حنين منها بشكل غريب ف رد بسرعه: لاه.
,
, امينه اتحركت عليه بحماس و مبتسمه اوى: طب هي لو مكنتش حملت دلوق كنت هتطلقها صح؟
, حمزه بصّلها بخنقه و احساسه انه محاصر بيخنق فيه هز راسه بعنف يتحرك هي فهمت حركة راسه دى موافقه على كلامها!
,
, امينه ابتسمت قوى بحماس قدامه بس مجرد ما انتبهت لنظرته اللى اتحوّلت لندم و زعل كشرت. بصتله قوى و مشيت بعينيها مع نظرته لحد ما وقفت بعينيها على حنين عند باب اوضتها و شافتهم الاتنين بيبصوا لبعض بنظرات عتاب غريبه من نوعها!
, حمزه كان بيدوّر وشه لمح حنين على باب اوضتها كإنها فتحته اما سمعت صوته برا و وقفت على كلامهم!
, اتحرك بسرعه لعندها و امينه اتحركت بغلّ وراه: انا هكلمك هتسيبنى و تروحلها؟
,
, وقف قدام حنين اللى عيونها دمعت من نبرة الكذب اللى ف صوته اكتر من الكلمه. حمزه بيكذب و هي مش عارفه تصدق و لا قادره تنكر و خايفه تتآكد! خايفه!
, حمزه مسك إيدها بتلقائيه: حنين
, حنين سحبت إيدها منه و حاولت تتكلم بهدوء من دموعها اللى بتكتمها: سيبنى يا حمزه
, حمزه رد بسرعه: لاه. مش هسيبك
, حنين استغربت خضته و بصتله شويه بتحاول تقرا عينيه بس تاهت فيهم اكتر من توهتها ف اللى جواهم.
,
, امينه اتدخلت بإحساس انتصار مستمرش كتير: ما قال لو كنت حبلت قبلك مكنش اتجوزك و لو كنتى محبلتيش كان هيطلقك على فكره. بس احنا مهنرميش لحمنا عاد
, حنين بصتله بعينيها اللى لسه متعلثه بيه و هربت منها الدموع المحبوسه.
, حمزه بدون اراده منه هز راسه بنفى كإنه بيمحى الكلام من قدامها بصمت.
, امينه معجبهاش حوارهم الصامت ف اندفعت ناحية حنين بغيظ خبط بكف إيدها على بطنها: يعنى ده اللى حاميكى و حامى قعدت ف الدوار اهنه.
,
, حنين انكمشت على حمزه و لفّت دراعها حواليها ضمت نفسها و هو شدها ورا ضهره و بص لأمينه بحده: قسما ب**** ما تقربلها لا هتفرقى معاى لا انتى و لا اللى ف بطنك حتى
, امينه بصتله قوى و اتنفضت بخضه على نظراته.
, امه كانت طلعت بس وقفت على صوتهم ف قربت: مالى يا ولدى؟ جوفك حامى ليه؟
,
, حمزه منتبهش للهجته و لا لكلامه و شاورلهم بحده: محدش يقرب منيها. حنين خط احمر عندى و الكل وراه و اللى هيتخطى الخط ده و يعديلها ميزعلش منى لإنه هيزعل على نفسه
, امه معجبهلش انه حطها مع امينه ف كفه واحده عنده او حط حنين ف كفه لوحدها و تمّنها غالى!
, ردت بحده: هتقول ايه يا ولدى؟
, حمزه انفعل بغضب: هقول طلعوها من وسطيكم. هي ملهاش ف شغل الحريم ده.
,
, امه بصتله قوى و هو اخد حنين اللى حته جواها بتطمن شويه بشويه و متبته فيه و دخل اوضتهم.
, حنين ابتسمت بالعافيه: انا متشكره
, حمزه بص لملامحها اللى نورت بإبتسامتها و عيونه لمعت بشكل غريب: على ايه؟ انتى ف حمايتى. و ف امان معايا و منى طول ما انتى اهنه
, حنين بصتله شويه: طول مانا هنا؟ انت حاسس انى عايزه امشى؟
, حمزه معجبهوش ردها و معجبهوش عدم ترتيبه لجملته ف حرّك إيده على وشه بمحاولة هدوء.
,
, حنين افتكرت كلامه لأمينه و لضمته مع كل اللغبطه اللى جواها و حيرتها و دمعت.
, حمزه ابتسملها بحزن: ليه البكا عاد؟
, حنين فركت إيديها فبعض بتوتر و بتحاول ترتب جمله مفيده من كل الدوشه اللى جواها: حمزه. انا. انا مقدره كل اللى عملته عشانى ف المستشفى و هنا و من وقت ما جيت. و انك مقدر حالتى و بتحاول اد كا تقدر تبعدنى عن اى توتر او ضغط. بس. بس
, حمزه بصّلها بإنتباه: بس ايه! افتكرتى حاجه؟
,
, حنين كانت هتتكلم ف وقفت بكلامها قدام سؤاله. حاولت تترجم السؤال و التةتر اللى وراه بس فشلت و ده زوّد ضيقها و حيرتها.
, حمزه فهمها، فهم انها مفتكرتش و انها اتضايقت من لغبطة سؤاله.
, مسك إيدها برقه: حنين انا
, حنين سحبت إيدها بهدوء: انا عايزه ابقى لوحدى يا حمزه
, حمزه حاول يحتوى حيرتها او زعلها و يبرر كلامه لأمينه: انتى زعلتى من اللى قولته لأمينه؟ انا.
,
, حنين قاطعته و هي بتتخطى كلامه اللى من توتره حسته مراضيه مش اكتر و تكمل كلامها: و لو بشكل مؤقت. عايزه ابقى لوحدى و لو بشكل مؤقت. حاسه انى محتاجه ده دلوقت. محتاجه اخد خطوه لورا عشان اعرف اشوفكوا. انت قولتلى انى كنت اول مره اجى هنا و معرفش حد بس انا حاسه انى معرفكش انت كمان.
,
, حمزه ضحك يتوّه توتره المش مفهوم بالنسباله قدامها. هو عارف انه ممكن يقولها الحقيقه اى وقت و انها هتضطر ترضى بالامر الواقع غصب عنها و عارف بردوا انه يقدر يجبرها. بس مش عارف ليه مش قادر يعمل ده! ليه مش قادر يجرحها!
, حنين لغبطته قدامها بتخليها تتخطى كلامه و تكمل: و ايا كان احساسى ده صح او غلط و ايا كان سببه الذاكره و حادثتى او لاء ف انا فعلا محتاجه اشوفكوا من بعيد. ممكن تدينى المساحه دى؟
,
, حمزه اخد نَفس طويل يهدى و حس انه هو كمان محتاج الوقت و المساحه دى يرتب افكاره و انفعالاته جواه ناحيتها.
, حنين مسكت إيده بعفويه: ارجوك يا حمزه. انا لسه مفسرتش ليه مليش و لا ذكرى معاك بتروح و تجى على بالى من وسط الدوشه اللى ف عقلى و جات امينه بسؤالها و اجابتك حطت قدامى علامة استفهام جديده. انا محتاجه اتخطى كل ده. محتاجه ارتب نفسى من اول و جديد.
,
, حمزه ضم كف إيدها الصغيربين إيده: حاضر. بس انا عايز اقولك حاجتين حطيها جواكى و احفريها و انتى بترتبى نفسك من اول و جديد
, حنين بصتله بإنتباه: حاجتين؟
, حمزه مد إيده التانيه مسك بيها إيدها التانيه و باسهم برقه: الاولى ان كلامى لأمينه ماهو الا زقه للموقف يخلص. خايف عليكى منيها، من غيرة الضراير اللى معرفش هتوصلها لفين لحد ما اتصرف. معايزش حد يقربلك.
,
, حنين ابتسمت بتلقائيه من نبرة الصدق اللى اترددت من جواه زى الصدى اللى شارك صوته.
, افتكرت انه حتى شد على امه عشانها: و التانيه؟
, حمزه ابتسم لإبتسامتها: انى. مش. هسيبك. واصل
, حنين رفعت حاجبها برقّه: واصل؟
, حمزه ابتسامته وسعت كمان شويه: واااصل
, حنين ضمت ملامحها بضحكه طلعت و اتكتمت غصب عنها: صعيدى صحيح
, حمزه غمزلها: و اللى تخلى صعيدى يحبها. يبقى ايه؟
, حنين ضيقت عينيها: ايه؟
,
, حمزه ضربها بخفه على جبينها: عنا بالصعيد هيقولوا اللى تخلى صعيدى يحبها يبقى يا سعدها
, حنين ضمت ابتسامتها اوى و دوّرت وشها بعيد تهرب بعينيها بخجل.
, مرت الايام عليهم و أمه متابعه الاتنين بتفكيرها. لحد ما جالها الراجل اللى كلّفته و هي قعدت تسمعه بصدمه!
,
, ام حمزه وقفت بصدمه: يعنى ايه مفيش قسيمة جواز!
, الراجل ارتبك: مفيش. دورت ف كل الجهات الحكوميه ملقتش
, ام حمزه زعقت: دوّر تانى. و تالت. و عاشر
, الراجل: صدقينى عملت ده. و كلمت ناس حبايبنا من تحت لتحت يدوروا بس فعلا مفيش على ذمة حمزه باشا غير الست امينه ف القيد العائلى
, ام حمزه وقفت بذهول: يعنى ايه؟ ولدى بيغفلنى؟ امال جايبها اهنه ليه؟ و حامل كيف!
, الراجل: ده المثبت رسميا ف ورق الحكومه.
,
, ام حمزه بصتله بعدم فهم: يعنى ايه!
, الراجل اتردد شويه و بص حواليه بتوتر.
, ام حمزه زعقت: انطق
, الراجل: قصدى ان الجواز العرفى او مش رسمى مبيتقيدش عند الحكومه
, ام حمزه وقفت بصدمه: يعنى ايه؟ يعنى ولدى متجوزهاش و حبلت منه اكده؟ من غير لا جواز و لا شرع و لا قانون و لا عرف! من الحرام عاد؟
, الراجل هز راسه: تقريبا
, ام حمزه شاورتله بحده: غوور من خلقتى و اياك حد ياخد خبر و لا حمزه نفسه.
,
, الراجل مشى و هي وقفت بصدمه: للدرجادى يا حمزه مَره تاكل عقلك؟ تخربطك؟
, حاولت تلجم غضبها و رد فعلها لحد ما تفهم. لو قالت لحمزه هينكر و هيتصرف حتى لو هيخلق قسيمه من تحت الارض.
,
, مرت 9 شهور بتفاصيل لا تُذكَر بشكل ظاهر و المهم خفى.
,
, ام حمزه متابعاهم الاتنين. حنين و امينه. بتعد على امينه انفاسها. بتراقب انفاسها رغم انها مبتخرّجهاش. عاجبها ان حمزه مبيدخلش عندها. إتلكك على حالة حنين عشان يبقى جنبها او غيرتها اللى سماها نكد عشان يرسم هاله حوالين حالته الغريبه اللى دخلها فجأه و يخبيها عن الكل. مكنش نفسه عاجب أمه بس حالة البعد ريّحتها نوعا ما عشان كانت عارفه هي هتعمل ايه كويس!
,
, فضلت الحياه بينهم مترقّبه لحد ما جه يوم مشئوم ع الكل.
, امينه كانت بتحاول طول الفتره دى تلاقى مخرج. بُعد حمزه تاعبها. سكوته. مش عارفه عرف من امه او لاء. حتى نظرات امه مش مجاوباها على اللى مينفعش تسآله!
, وجود حنين. هو وجود حنين الشوكه اللى اتغرست ف ضهرها من وراها و لازم تخلعها حتى لو بالدم عشان تضمن وجودها و ان ضناها الوحيد اللى هيفضل و تفضل هي على حسه!
,
, حنين مكنتش بتخرج نهائى من اوضتها على حسب تعليمات حمزه. بتحاول تفتكر بس حالة ذاكرتها بتسوء لدرجة بتتعرف عليهم كل ما تقابلهم! و ده اللى خلى حمزه منع الكل عنها عشان ميجرحهاش و ميتعبش نفسيتها اللى بتسوء مع حالتها!
,
, حمزه بيحاول يشغل نفسه ف شغله كإنه بيهرب فيه من هروب حنين منه! حنين طلبت منه يبعد عنها شويه و هو مقربش للاتنين كإن الاتنين مرتاته فعلا و بيعدل بينهم حتى ف البعد!
,
, امينه مراقباهم لحد ما يوم خرج.
, نزلت بتسلل تابعت حماتها لحد ما طلبت من الشغاله تعملها قهوه ف دخلت وراها المطبخ و من وراها حطتلها منوم و خرجت و سابتها تودهالها و تابعتها لحد ما القهوه وقعت من إيدها و هي قاعده ف عرفت انها اتخدرت!
, طلعت لفوق وقفت قصد اوضة حنين دخلتلها من ورا الشغاله.
, امينه قفلت الباب و وقفت بغلّ.
,
, حنين كانت واقفه ف براندا باصه من اوضتها ع الجنينه ف بمجرد ما شافتها انكمشت بخوف: انتى مين؟
, امينه قربت بعنف: معارفنيش! ايه مفاكرنيش عاد؟
, حنين بترجع لورا بخوف و بتتكلم بتلعثم واضح: انا. آآ. انا معرفكيش. انا اصل
, امينه كملت و هي بتقرب: هتعملى جنيتى عاد؟ لاه الطبخه ده هتتعمل لشُراب الخُرد اللى اتجوزتيه. مهتقلقيش هياكل منيها مهيسبهاش اصله رمرام. انما انا لاه.
,
, كانت قربت قصادها و حنين مدت إيدها وراها مسكت ف السور: انتى عايزه ايه؟
, امينه مسكت رقبتها بسرعه: روحك!
 
٥


امينه مراقباهم لحد ما يوم حمزه خرج.
, نزلت بتسلل تابعت حماتها لحد ما طلبت من الشغاله تعملها قهوه ف دخلت وراها المطبخ و من وراها حطتلها منوم و خرجت و سابتها تودهالها و تابعتها لحد ما القهوه وقعت من إيدها و هي قاعده ف عرفت انها اتخدرت!
, طلعت لفوق وقفت قصد اوضة حنين دخلتلها من ورا الشغاله.
, امينه قفلت الباب و وقفت بغلّ.
,
, حنين كانت واقفه ف براندا باصه من اوضتها ع الجنينه ف بمجرد ما شافتها انكمشت بخوف: انتى مين؟
, امينه قربت بعنف: معارفنيش! ايه مفاكرنيش عاد؟
, حنين بترجع لورا بخوف و بتتكلم بتلعثم واضح: انا. آآ. انا معرفكيش. انا اصل
, امينه كملت و هي بتقرب: هتعملى جنيتى عاد؟ لاه الطبخه ده هتتعمل لشُراب الخُرد اللى اتجوزتيه. مهتقلقيش هياكل منيها مهيسبهاش اصله رمرام. انما انا لاه.
,
, كانت قربت قصادها و حنين مدت إيدها وراها مسكت ف السور: انتى عايزه ايه؟
, امينه مسكت رقبتها بسرعه: روحك
, حنين شهقت بفزع و حاولت تفلفص إيدها من على رقبتها.
, امينه ضغطت على رقبتها: روحك. عايزه روحك كيف روحى اللى خدتيها من جتتى و همّلتينى من غير روح. مكانى اهنه و جوزى و بيتى و حتى حماتى اللى مهطيقهاش. كل اللى راحلك ده بتاعى و اولى يرجعلى.
,
, حنين بصتلها برعب و بتمد إيدها حطتها على إيد امينه اللى على رقبتها مسكتها و هتفكها امينه تبتت اكتر على رقبتها خلت حنين تبتت اكتر على إيدها.
,
, حنين فكّت إيدها التانيه اللى ماسكه السور وراها و هتقربها من امينه امينه زقتها بعنف من ع السور. و عشان حنين كانت لسه ماسكه إيدها اللى على رقبتها بإيد بمجرد ما شافتها بتزقها تبتت فيها اكتر و بإيدها التانيه مسكت جسمها و الاتنين نزلوا من ع السور للارض بعنف وسط بركة ددمم اختلطت فيها دمهم الاتنين!
,
, الشغاله سعاد كانت بناءاً على تعليمات امينه واقفه برا متابعه الجو برا بقلق. مجرد ما سمعت الصوت دخلت اوضة حنين شافتها فاضيه. شهقت بذهول و قبل ما تخرج شافت البراندا مفتوحه و الستاره مشدوده و واقعه قربت تشوفها بقلق بصت من فوق و شافتهم.
, نزلت جرى على تحت شافت ام حمزه على وضعها ف جريت لبرا بسرعه قبل ما تفوق.
, شافت حنين واقعه تحت ملامسه للارض و امينه تقريبا جانب منها فوقها بقية جسمها جنبها.
,
, سعاد اتفزعت من منظرهم و قربت عليهم مدت إيديها عدلت امينه بالعافيه و مجرد ما عدلتها لمحت الدم مغرقها. امينه فركت دماغها و مسكت جسمها بوجع و بتحاول تفوق!
, بصت لحنين و شافتها هي كمان غرقانه ددمم و مبقتش عارفه ده ددمم مين فيهم!
, سعاد جريت لجوه جابت مايه و ابتدت ترش على امينه و تعدلها لحد ما امينه مسكت بطنها و صرخت.
, سعاد وقفت بربكه و امينه صرخت فيها: الحقينى. هموت. العيل هيموت.
,
, الشغاله جريت تانى لجوه جابت مايه سخنه و فوط و ملايه و حاجات خاصه مستلزمات الولاده و خرجتلهم.
, عدلت امينه و اتعدلت ورا ضهرها سندتها و جرجرتها بصعوبه لحد ما ركنتها على كنبة انتريه محطوط!
, رفعت عبايتها و بدآت تفحصها و مجرد ما لمحت راس العيل قربت منها و ابتدت تساعدها.
,
, امينه بتصرخ بفزع و ف نفس اللحظه جسم حنين اتنفض كذا مره بتشنج وسط نزيفها و تشنجات جسمها بتزيد و جسمها بينكمش و يتفرد وسط صرخات مكتومه طالعه بأنين خافت منها وسط حالة اللاوعى اللى هي فيها!
, سعاد بصت وراها لحنين بذهول و مره واحده حنين جسمها اتنفض و الدم اندفع بغزاره و طلعت صرخه تانيه رغم صغرها الا انها بتعلن عن وجع حنين و الصرخه جايه بدالها!
,
, الشغاله بصتلها بذهول و قبل ما تبص لآمينه قدامها سمعت نفس الصرخه من قدامها لدرجة اتنفضت بخضه ع الصوت و بصت قدامها لأمينه!
, بصتلها قوى بذهول و شافت كيس العيل خرج و اتفتح و طلعت منه صرخه قويه ف نفس اللحظه!
, الشغاله بتلقائيه رجعت بصت وراها على حنين و شافت وضعها من بعيد و شافت كيس العيل اللى نزل و صرخته و رجعت بصت لأمينه!
,
, امينه سندت كفوفها ع الارض بتعب جنبها و اتعدلت ف رقدتها نص واحده و بصت للجنين بين رجليها!
, ابتسمت بتعب بس للحظه سمعت صرخه تانيه جايه من عند حنين ف اتعدلت بوشها ناحيتها و بصتلها بغلّ!
, امينه شردت بلغبطه و عينيها ركزت قدامها ف الولاحاجه كإنها بتلضم تفكيرها. الشغاله سعاد ساعدتها لحد ما تممت ولادتها و لفتها بالملايه و عدلتها.
, امينه بصتلها بحده على حنين: هاتى العيل
, سعاد ارتبكت: آآ
, امينه زعقت: اخلصى.
,
, سعاد: انى خايفه. البيه مهيسمحش لحد يقرب منيها. ما تسيبيها تموت هي و عيلها و نبقى خلصنا و نقول غميت و وقعت من فوق
, امينه اتنفست بصوت عالى و بصت بتفكير بعيد: لاه، مهيدخلش الكلام ده على حمزه. و ان دخل مهيدخلش على امه. دى عرفت انى انا اللى بلغت و مش مستنيه عليا عشان رايدانى. لاه دى رايده شيلة بطنى و مجرد ما اولد هتنتقم و انا مهديلهاش الفرصه دى
, سعاد: طب. طي
, امينه مدت ايدها و حاولت تقف: ساعدينى اقف.
,
, سعاد ساعدتها و هي وقفت بتعب و حاولت تتسند عليها لحد ما وصلت عند حنين.
, وقفت جنبها و لفّة ضناها على دراعها و بصتلها من فوقها بحقد.
, بصت لبين رجليها و صرخات الجنين بتزود صرخات حقدها.
, شاورت لسعاد اللى ميلت عليها قطعت الحبل السرى و شبكته و خبطت للجنين على الضهر لحد ما فوقته و لفّته بفوطه.
, امينه كانت بتبص حواليها بإستعجال. حمزه مبيسمحش لحد يدخل بيته و كل حراسته ع البيت من برا مش جوه. بس ممكن يجى اى وقت.
,
, شاورت للشغاله تستعجلها لحد ما خلصت و لفتلها الجنين و هي ضمت عيلها على دراع و مدت دراعها التانى اخدت عيل حنين و نظراتها مركزه بعنف!
, سعاد وقفت جنبها بلغبطه: ستى. انتى هتمشى!
, امينه ضمت العيال عليها بعنف مع عنف كلامها: مهستناش اكتر من اكده. بزياده
, سعاد: البيه لو عرف انى عملت و لا حتى شوفت حاجه هيموتنى. هتاخدينى معاكى. صوح؟
, امينه بصتلها قوى بتفكير: لاه، خليكى. انتى عينيا اللى هشوف بيها هنا بعد ما امشى.
,
, الشغاله سعاد: بس
, امينه: مهتقلقيش. راجعه. انا راجعه بس بحقى. و اللى له حق يدور عليه
, الشغاله اتوترت: طب هتطلعى كيف؟ ده الرجاله.
,
, امينه اتحركت بتعب و هي بتدوس على رجلها بالعافيه: هلفلك العيال دى ف الملايه و ادخلى هاتى شنطة و هاتيلى لبس من عنديكى و انتى هتخرجى الاول كإنك رايحه اجازه بلدك و انتى ع البوابه اقفى مع الحراسه اتحدتى وياهم اشغليهم و انا هلبس لبسك و اطلع كإنى واحده من الخدم اهنه و لول ما اعدى عليكوا انتى هتشاوريلى كإنى معاكى عشان يتآكدوا. بعدها تتحركى لجوه كإنك نسيتى حاجه ف الدوار و اول ما تدخلى بعد ما تتآكدى انى مشيت بدقايق تصوتى كإنى اتفاجئتى بمقصوفة الرقبه واقعه ع الارض.
,
, الشغاله: و انتى!
, امينه اتعدلت بشر: انا برا هتصرف. بس ما تتصرفيش الا اما تتآكدى انى خرجت بشويه.
,
, الشغاله سعاد هزت راسها بطاعه و اتحركت لجوه بسرعه جابتلها شنطه و لبس و خرجتلها.
,
, الشغاله اللى حمزه كان مخصصها لحنين تفضل على باب السويت بتاعها كانت تحت بتجيبلها الدوا و الاكل و طالعه لمحت ربكه و حركه غريبه و الشغاله بتحرى لبرا.
, هزت راسها بعدم فهم و طلعت. فتحت اوضة حنين لقتها فاضيه. بصت من البلكونه شافت الشغاله سعاد بتدى امينه شنطه و هي بتحط لفتين فيها شكلهم غريب!
, بصتلهم قوى بقلق و قبل ما تتحرك تنزل شافت امينه بتلبس لبس الشغاله ف عرفت ان في حاجه مش مظبوطه!
,
, بتميل لتحت قبل ما تتحرك لجوه لمحت حنين تحت البلكونه متداريه. ميلت اكتر و شافتها غرقانه ف دمها!
,
, نزلت جرى بصريخ لتحت. قبل ما تخرج لبرا خبطت ف كرسى الحاجه صافيه ف وسط البيت.
, وقفت بعدم فهم على منظرها اللى نايمه ع الكرسى!
, قربت بحذر منها لحد ما لمحت فنجان القهوه واقع جنب رجلها ع الارض و مدلوق و مدلوق منه على هدومها.
, وقفت بخوف و جريت للمطبخ جابت مايه فوّقتها لحد ما فاقت بخضه: في ايه؟ ايه اللى حصل؟
,
, الشغاله بتشاور على برا بهلع و ام حمزه بصت لفنجان القهوه الواقع حواليها و عليها و ماسكه دماغها من الصداع و فهمت.
, وقفت بحده و بصت لفوق: اه يا بنت الكلب. هربت!
, الشغاله راحت عليها بسرعه و هي بتتحرك لفوق بتتكلم بخضه: دى. الست حنين
, الحاجه صافيه استغربت: حنين! حنين اللى هربت!
, الشغاله: لاه، الست حنين واقعه. وقعت من فوق. و ددمم. ددمم كتير
, الحاجه صافيه: و امينه فيين؟
,
, الشغاله شاورت على برا: مخابراش رايحه فين و لا في ايه؟ دى بتلبس لبس سعاد. و ف ايدها لفتين عيال. شكلهم ولدوا عاد
, الحاجه صافيه وقفت بحذر: مين فيهم؟
, الشغاله شاورت بخوف: الاتنين، الاتنين يا حاجه
, الحاجه صافيه خرجت بسرعه معاها على برا و شافت الوضع. شافت حنين محدوفه ع الارض و غرقانه ف دمها!
,
, بتلف وشها شافت الشغاله سعاد ع الباب مع واحد من الحراسه و امينه بتتحرك لبرا.
, الحاجه صافيه صرخت بحده ف الحرس: اقفلوا البوابه
, الراجل انتبه و الحاجه صافيه كررت صراخها فيه و هي بتجرى ناحيتهم: بقولك اقفل البوابات. اوعاك بت الكلب دى تخرج. هقتلكوا
, الراجل اتعدل لقدامه بخوف يقفل البوابه الشغاله عشان كانت برا بتلاهيه قدرت تجرى منه لبعيد.
,
, امينه كانت لسه جوه و شنطة العيل ف ايدها حاولت تسرّع خطواتها تعدّى منه بس هو قفل البوابه بسرعه حجزها جوه!
,
, امينه قربت و فضلت تهبش فيه بصراخ: افتح الباب. افتح الزفت هقولك
, الراجل حاول يلجم دراعاتها لحد ما الحاجه صافيه و صلت لعندهم و مسكتها من وراها من شعرها بعنف: يا بت الكلب. عايزه تهربى بعملتك؟
, امينه لفت وشها لها بغضب و حاولت تفك نفسها منها.
, الحاجه صافيه وقفت بحركتها بصدمه و بصت على بطنها: انتى ولدتى؟ ميتى!
, امينه حطت إيديها على بطنها و كبشت فيها: ملكيش صالح.
,
, الحاجه صافيه قربت كبشت شعرها من تانى بغضب: انا فعلا ماليش صالح. وِلد الخاينه ملناش صالح بيه
, امينه بصتلها قوى: ايوه انا خونت ولدك. بلغت عنيه. و عارفه. لو رجع بيه الوقت كنت هبلغ تلنى بس المرادى كنت هقتله بيدى و اجبلك جتته
, الحاجه صافيه ضربتها بالقلم على وشها بعد ما فكت إيدها من شعرها: هستغرب ليه انك خونتى ولدى و بلغتى عنيه ما انتى خاطيه!
,
, امينه بصتلها بصدمه و هي جرجرتها من شعرها لجوه: و لا تكونيش فاكره انى غافيانه و مدارياش بالكلب اللى هتقابليه من ورانا؟ انا شوفتك عنديه و شوفت خلجاتك يا وس.
,
, امينه وقفت بصدمه و افتكرت الدجال. اكيد هي تقصده. هي فهمت انها بتخون ابنها معاه! لازم تبرّأ نفسها! ع الاقل لو خانت ابنها و بلغت مخانتش شرفها!
,
, الحاجه صافيه شاورتلها بجمود: هتنكرى عاد يا فاجره؟ كمان انتى بلسانك اللى قايلالى انك انتى بلغتى و الحكومه اكدت ان البلاغ بتليفون البيت. يعنى اكده و لا اكده انتى ميته
, امينه بصتلها بغلّ و مره واحده هجمت عليها مسكتها بعنف و فضلت تهبّش فيها بصراخ: هقتلك. هقتل ولدك و ولاده و هقتلك. هموتكوا كلكوا
, الحاجه صافيه حكّمت قبضات ايديها عليها كتفتها و شاورت للحرس: اقفلوا الباب عاد و محدش يدى للبيه خبر.
,
, بتتحرك بيها وقفت بتجمّد على صوت صرخات ضعيفه. التفتت وراها بترقب و بتتلفت حواليها!
, امينه بتلقائيه بصت للشنطه ع الارض و بلعت ريقها بقلق.
, الحاجه صافيه لمحت نظراتها و راحت بعينيها معاها لحد ما شافت الشنطه. ميلت عليها بصدمه و شهقت!
, رفعت لفتين العيال منها و بصتلها قدامها: عيالك!
,
, امينه بصتلها قوى. هي عارفه ان كده كده هيكتشفوا ان حنين كمان ولدت. ماهى مش ف اول حملها عشان الحمل ينزل ددمم. لازم يبقى في عيل. ده حتى لو مات بردوا لازم عيل! لو عرفوا مين ف العيال لحنين و مين لها هي مش بعيد يقتلوا ضناها معاها و هي مش هتعرف تثبت انها مش خاطيه و انه ده دجال! و حتى لو ثبتت ده و برّأت نفسها من شرفها ف هي اللى بلغت عن حمزه و هي اللى قالت ده بنفسها لأم حمزه و هتقتلها هي لوحدها و وقتها بردوا هتتحرم من ضناها! يعنى هتنتقم هتنتقم!
,
, الحاجه صافيه جرجرتها من شعرها لجوه لحد ما عدوا على حنين اللى راقده غرقانه ف دمها.
, وقفت بصدمه من منظرها و إيدها سابت امينه و مسلت على حنين كشفتها و عرفت ان هي كمان ولدت!
, الحاجه صافيه رفعت وشها لفوق لأمينه و هي مميله ع الارض: حنين ولدت؟
,
, امينه بصتلها بغضب و هي متوقعه سؤالها. بس قررت تبدّل لعبتها. هي كانت واخده العيال تهرب بيهم و هتنتقم من حمزه ف عياله و حنين ف ضناها. لكن دلوقت معرفتش تخرج. و كمان هتتحاسب على خيانتها لجوزها سواء اللى عملتها او اللى بريئه منها. و طالما ام حمزه متأكده ان امينه خاطيه يبقى واحد من العيال مش من صُلبه اللى هو ضناها و اكيد عايزه تعرف و طول ماهى معرفتش هتفضل سيباها عشان تعرف مين مش من صُلب ولدها! يعنى جرمها البؤيئه منه هو مخرجها من ايد الانتقام منها!
,
, الحاجه صافيه وقفت قصادها و بصتلها بحده و هي متوقعه ردها: مين ف العيال ولدك؟
, امينه ضحكت بشماته و بصتلها بجمود و مردتش!
, الحاجه صافيه قربت منها بأعصاب هاجت من استفزازها و شدتها من هدومها بعنف: انطقى. مين فيهم بتاعك؟
, امينه بصتلها ببرود و شاورتلها بالعيال: هتقولى عن نفسيكى ام العريف عاد. اعرفيها لحالك يا ام العريف. بصلهم اكده. شوفيهم.
,
, الحاجه صافيه بصتلها و بصت للفتين العيال بتوجس. مدت إيدها فتحت اللفتين كشفت عن وشوشهم. بصتلهم بحيره. العيال شبه بعض جدا كإنهم من بطن واحده!
, بصتلها بحده و امينه ضحكت بشماته اما شافت عيونها متبرجله: ايه عاد! معارفاش! يا خساره!
, الحاجه صافيه بصت للعيال تانى و المرادى مدت إيديها فتحت اللفف و كشفت جسمهم. بس جسمهم مفيش فيه اى علامه مميزه!
, هتلفهم شافت جسمهم من تحت. بلمحه سريعه للاتنين شافت ولد بنت!
,
, بصتلهم قوى بتفحّص و بغريزتها و عرفها كصعيديه مدت إيديها رفعت الولد من اللفه و ف لحظه الولد صرخ و قبل ما تضمه البنت ع الارض صرخت هي كمان. الاتنين صرخوا بعياط كإنهم رافضين الفراق!
, الاتنين صرخاتهم الصغيره بتعلن عن حياه جديده لاتنين جداد برا الحكايه خالص بس ياترى القدر هيسيبهم برا الحكايه و لا هيحطهم جواها!
, بصت للاتنين بجمود و حطت العيلين بلفّتهم على حجرها!
, امينه متابعاها بعينيها و ملامحها جامده.
,
, الحاجه صافيه حطتهم ع الارض و وقفت قدامها: مين فيهم ضناكى؟
, امينه قربت منها بغل و قررت تستخدم فعلا الكارت اللى ىه بنفسها حدفتهولها يمكن تنجى بيه: مهقولكيش. اقولك عشان تقتلى ضنايا عاد؟
, الحاجه صافيه ضمت قبضات إيديها جنبها: هعرف لوحدى و ساعتها مش هزعلك. هرقده جمبيكى
, امينه ضحكت بشماته مجرد ما اتأكدت انها استخدمت الكارت الرابح.
,
, الحاجه صافيه كتمت غضبها و امينه ضحكاتها بتعلى و تزيد اما فهمت انها نجت من الموت بإتهام هي بريئه منه! الحاجه صافيه طول ماهى مش عارفه مش هتخلص منها و هتفضل باقيه عليها عشان تعرف و هتفضل باقيه على ضناها بردوا اللى هيتوه ف الاتنين و هيتوه ف الحكايه!
,
, الحاجه صافيه بتكظم غضبها بالعافيه عشان لسه عندها امل تعرف من امينه.
, قربت منها بتهديد: انا ممكن اقتلك من غير ما اعرف
, امينه عشان عارفه طبع ام حمزه و عارفه عوايدهم متهزتش: و تقتلى اللى فيهم من صلب ولدك؟ تحرقى قلب ولدك و الغندوره؟ تساعديه يكمل معاها عشان يعوضها و يخلف منيها تانى؟
,
, الحاجه صافيه بصتلها قوى و امينه قربت منها بهمس مغلول: انا خابره انك مطيقهاش. و عايزه تخلصى منيها بعدى. و ولدك خابر و عشان اكده حايشها عنك. مهتلمحاش حتى. بس عارفه احسن. عشان اكده شافك صوح و عرف ان العيب كان منيكى مش فيا بدليل انك معمرتيش مع التانيه.
,
, الحاجه صافيه بصتلها بغضب و هي زادت استفزازها: روحى خلصى ع التنين عشان ولدك لاجل خاطر الغندوره يقتلك بيده و لا ياخدها و يهج منيكى و يكمل معاها. دى ف حتة حادثه بلفاه تحت جناحاتها و قعدت تتصعبن له انها تعبانه و هو مهيفارقهاش! مشوفتيش كيف بيرجع طاير على فوق لعنديها بعد ما كان بيجى عليكى و انا كنت هقابله ف الدوار صدفه! دلوق مهتلمحهوش حتى و تتفاجئى انه اهنه و رجع!
,
, الحاجه صافيه بصتلها بغضب بلغ قمته و مدت إيدها شدتها من شعرها: يا بت الكلب. و حياة ولدى لا ارقدك جنبيها
, امينه ضحكت بقوه و ام حمزه قدام ضحكتها بتزيد ف جرجرتها و حدفتها قدامها بعنف خبطتها ف الحيطه.
, امينه عشان كانت تعبانه من الولاده وقعت بتعب و هي ميلت عليها جرجرتها و حدفتها خبطتها مره كمان ف الحيطه وقعت مغمى عليها!
,
, الشغاله اللى حمزه كان سايبها لحنين كانت دخلت اتصلت على حمزه بلغته باللى حصل و هو اخد عربيته و رجع بسرعه.
, بمجرد ما دخل من بوابة البيت شاف منظرهم.
, ركن عربيته مجالوش صبر يوصلهم بيها جوه كإنها اسرع من العربيه.
, وصل عندهم و شاف أمه واقفه و امينه واقعه مغمى عليها و حنين راقده غرقانه ف دمها و اللفتين بالعيال جنبهم ع الارض!
,
, بص للمنظر بذهول و بص لأمه اللى كتمت ملامح الغضب من على وشها بسرعه و إبتسمت: مبروك يا ولدى
, حمزه عينيه متعلقه على حنين و مش عارف يبلع ريقه اللى جف من الرعب. بيستفهم بعينيه بس كإن الكلام جف كمان.
, أمه إتخطت حالته و حالتهم كمان و كملت: مبروك يا ولدى ما جالك
, حمزه بصّلها قوى و بيحاول يقرا من وشها تفسير للى حصل.
,
, آمه اتجاهلت نظراته و إبتسمتله: جاتلك هديه حلوه من ****. **** يحفظهالك و يطرحلك فيها البركه. احلى هديه يا ولدى
, حمزه ميل على رُكبه جنبهم و عينيه متعلقه بحنين و نطق بصعوبه: ايه اللى حصل؟
, أمه بتجاهل ميلت شالت لفه من اللفتين و مدت إيدها له بيها و قبل ما حمزه يبصلها حتى شافت اللفه فيها البنت ف حطتها برفض و ميلت جابت اللفه التانيه بالولد و رفعتهاله.
,
, حمزه بصّلها بعدم فهم لحركتها. هي دورت وشها بعيد بغضب. هي مينفعش تقوله حاجه حاليا. هي معتقده ان امينه خاينه و ضناها مش من صلبه. لكن حنين حتى لو مش متجوزها و ف الحرام بردوا ف من صُلبه!
, اه مش عارفه مين ف الاتنين ضناه هو و لو قالتله مش ضامنه رد فعله و امينه هتعاند! لو قالتله خانته هيقتلها و لو قالتله كانت هتقتل حنين هيقتلها بردوا حتى لو هيريى العيلين و هي رافضه ده!
,
, حمزه بصّ لشرودها قوى: الاتنين ولدوا سوا!
, امه هزت راسها و ابتسمت غصب عنها بالعافيه: اه
, حمزه استفهم بعينيه عن انها رجعت لفه بالعيال و جابتله التانيه بس مجرد ما بص للفه اللى ادتهاله شافها ولد و بص للفه اللى ع الارض شافها بنت فهم!
, امه هزت راسها بنبره قويه: احنا مهنحبش النُتى و لا هنخلفهم. احنا رجاله و خلفتنا رجاله. كيف عود الحطب اللى هيفضل مزروع ف ارضياتنا عشان يعمر و ينبّت.
,
, حمزه بص لحنين و قرب منها برعب مد ايده كشف عن وشها و اتفزع.
, امه رفضت هزته قدام حنين و حاولت تشد عقله: ايه رأيك بما إنهم احلى هديه من **** هنسمّى البت هديه
, حمزه بصلها و بعد ما كان بيتنفس بالعافيه بقا بينهج و أمه إبتسمت: و اكيد الولد على اسم خوى **** يرحمه. ادم!
,
, حمزه بصّلها بنهجان و هي تمتمت: هديه و ادم!
, ف الشقه.
, ادم مع البنت ضحك غصب عنه و هي ضحكت معاه برقه.
, سابها و رايح ع الحمام هي إتكلمت و هي بتبص حواليها: ايوه بردوا مقولتليش شقة مين دى؟
, ادم لف وشه لها و رفع حاجبه و هي قربت: ماهو اكيد مش جاى تسترزق منها! مش منطق يعنى و انت بتتحرك بالبرود ده! اكيد بتاعة حد تبعك! مين ها!
,
, ادم حرّك إيده على وشه بغُلب و هي كملت بفضول: و لا يكونشى جاى فعلا تسترزق منها و عارف ان محدش فيها دلوقت؟
, ادم لسه إيده على وشه و غُلبه اتحوّل غيظ و هي كملت: ماهو اصل اكيد يعنى انت متعرفش حد نضيف كده. قولى بقا كنت جاى تلقّطها صح هاا؟ هاا؟
, ادم صرخ بنفاذ صبر: بسسس. يخربييت كده. انتى ايه ماكنه؟ يابنتى افصلى حرام عليكى. بوقك موجعكيش؟
,
, البنت هزت راسها بإستفزاز لاء و ادم بصّلها بغيظ: بصى يا، صحيح انتى إسمك ايه؟
, البنت إندفعت من غير التفكير اللى وقّفها ف النص: هد٣ نقطة
, ادم رفع حاجبه و إستناها تكمل بس هي سكتت بتوتر.
, ادم كعمش وشه و هزّه كإنه بيستفهم: ايييه؟
, البنت: اييه؟
, ادم: كاتك اواه. ايه اللى ايه دى؟ إسمك ايه يا بت؟ هد، إيه يابت؟
,
, البنت بلعت ريقها بربكه ملحوظه و هو إتريق: ايه؟ هديك نص إسمى مجانا و الباقى عليه عرض؟ و لا هديك حرفين و خد بالباقى لبان؟ ما تنطقى يا بت!
, البنت اتوترت. هي لسه متعرفش عنه حاجه و لا هيعمل ايه لو اتورطوا او اتورط معاها!
, اخدت نَفس و إتكلمت براحه: هدهد. إسمى هدهد
, ادم رفع حاجبه: نعم؟ ده اسم ده و لا جر شَكل؟
, البنت إبتسمت و هي بتربع إيديها: طب ما تدينى انت إسمك كله و لا هتقسّطه و الشحن مجانا؟
,
, ادم بخفه زقّها بصوابعه ف خدها: ها ها خفه
, البنت قربت بفضول و هو بيتحرك: لا بجد. اسمك ايه؟ تخيل ف وسط المعمعه دى كلها كان هاين عليا اسألك إسمك ايه!
, ادم ضحك غصب عنه بغُلب و هي ضحكت معاه: مانا اللى عماله اندهلك حاسب و الحق و اشاور و مش عارفه اسمك. هاا اسمك إيه بقا يا اسمك ايه؟
, ادم عينيه اتحوّلت لرماد جمود غريب: و انتى مالك؟
, هدهد رفعت حاجبها: يعنى اما اجى اناديك اقول ياللى ما تتسمى؟
,
, ادم ضحك غصب عنه و اول ما ضحكته خلصت اتجددت بدون اراده منه و عيونه لمعت.
, هدهد ضحكت بخفه معاه و بصتله طرف عينها: طب مانت واد حلو سابق سنك اهو
, هتتكلم و هي بتشاور بصوباعها و هو سبقها يقاطعها و هو بيشاور بصوباعه قطع انفاسهم الاتنين صوت نسناس و هو داخل: ادم!
, الاتنين بصوا لبعض و بتلقائيه ضحكت اوى بصوت عالى ضحكه طويله ختمها هو معاها!
 
٦

هدهد إبتسمت بمرح لأدم: هاا اسمك إيه بقا يا اسمك ايه؟
, ادم عينيه اتحوّلت لرماد جمود غريب: و انتى مالك؟
, هدهد رفعت حاجبها: يعنى اما اجى اناديك اقول ياللى ما تتسمى؟
, ادم ضحك غصب عنه و اول ما ضحكته خلصت اتجددت بدون اراده منه و عيونه لمعت.
, هدهد ضحكت بخفه معاه و بصتله بطرف عينها: طب مانت واد حلو سابق سنك اهو.
,
, ادم بص بعيد جنبه و هو مبتسم غصب عنه و هي هتتكلم و هي بتشاور بصوباعها و هو سبقها يقاطعها و هو بيشاور بصوباعه قطع انفاسهم الاتنين صوت نسناس و هو داخل: ادم!
, الاتنين بصوا لبعض و بتلقائيه ضحكت اوى بصوت عالى ضحكه طويله ختمها هو معاها!
, هدهد ضحكتها بتروق شويه شويه لحد ما صفّت إبتسامه هاديه غريبه على وشها نطقتها بصوت غريب: ادم!
,
, ادم تابع حركة وشها بشفايفها بإستغراب و هي شردت بعينيها اللى بتتحرك بعشوائيه حواليها و تتنقّل من حاجه لحاجه كإنها بتتنقّل من مكان لمكان او من زمن لزمن لحد ما عينيها ف حركتها وقعت عليه و إتقابلوا ف نظره رايقه!
, ابتسمت ابتسامه مهزوزه: ادم. حلو ادم
, ادم ابتسم ربع ابتسامه و هي رفعت حاجبها بمرح: لا و جديد كده. ادم
, ادم زق وشها بغيظ بكف إيده رجّعها لورا: اه فعلا. جديد. من بداية الخلق كده.
,
, هدهد ضحكت اوى ضحكه رغم علوها بس طالعه بطفوليه و هو تابعها للحظات لحد ما هز راسه بيأس و سابها و إتحرك للحمام. دخل و شويه و خرج بس شكله مُرهق جدا كإنه باذل مجهود.
, هدهد قربت عليه بقلق: انت كويس؟
, ادم زق إيدها بضيق: و انتى مالك؟
, بصتله بترقب لحالته و هو بيتحرك لاحظت هدومه اللى بتنقط مايه مع حركته ف راحت عليه بذهول: ايه المايه دى كلها؟ انت نزلت تحت المايه بهدومك؟
,
, ادم اتجاهلها و هي زعقت: انت اهبل يابنى؟ حد يعمل كده! انت فاكر نفسك نازل البحر؟
, ادم وصل لأقرب كنبة انتريه بالعافيه و قعد عليها بتعب و بينهج.
, هدهد قربت منه: انت غبى و لا ايه! ده انت جرحك و
, زى اللى والد قيصرى. زمان جرحك اللى متخيط من دقايق ده التهب و اكيد ه
, ادم زعق: اخرسى بقا خلينى اشوف هخلص من داهيتك دى ازاى.
,
, سكتت و هو كمان سكت. غمض عينيه قوى كإن عقله سافر مش عارف من الآلم و لا من الصداع و لا التفكير! بس الاوضح من النوم!
, عينيه قفلت و حست بأنفاسه بتنتظم. قربت من وشه بهدوء و فضلت تتفحّص ملامحه بعيون زى البريق!
, سمعت بيهمهم بهلوسه: اجرى. انتى مين. اجرى من هنا. انتى مين. هى. هي اللى قالت. تعالى معايا. آآ!
,
, اتنفضت مكانها على حالته. صدره بيعلى و يهبط زى اللى ف سباق. العرق إبتدى يصب منه مش مجرد عرقان ده كإنه بيعيط من جوه و جسمه خرّج دموعه!
, قربت منه بصعبانيه و ادم فتّح عينيه شبه تايه بشكل لغبطها مش عارفه بيحلم و لا بيهلوس.
, ادم اتكلم بهزيان وسط حالته: احضنينى.
,
, هدهد بصتله قوى و هو بتلقائيه مد إيده مسك كف إيدها و لف دراعها حوالين كتفه و رفع نفسه نص واحده وسط استسلامها سند راسه على رجلها و رجع حالته تانى بإستسلام!
, بعفويه مدت إيدها إتحسست قورته و إتفزعت من سخونتها.
, نسناس قرب عليه شافه. جاب الشنطه فيها علاج و هي قبل ما يقربله اخدتها منه بحرج: هات انا اشوفهوله
, نسناس بصّلها شويه و هي اخدتها بتريقه: اكيد مش هسمّه!
,
, فتحتها شافتها ادويه و فيها مرهم للكدمات و الخرابيش حوالين الجرح. بصتلهم بتردد و فتحته و رفعت تيشرته اللى بينقط مايه بس جسمه مبلول. قامت للحمام مكان ما خرج جابت فوطه و رفعت باقى التيشرت خلعتهوله و نشفت جسمه.
, بصت لنسناس بتوتر و شدت علبة الاسعافات و اخدت نَفس طويل متلغبط بيقول مش عارفه تعمل ايه!
,
, مدت إيدها المتوتره فكت لازقة الجرح و شالت القطنه و لقت الجرح فعلا بينزف. مسحته لحد ما نشف بص المفروض تتصرف! تكمل! بصت حواليها بحيره لحد ما لمحت قزازة معقم ف فتحتها و رشت ع القطنه و مدتها ع الجرح عقمته و حطت سحبت حتة قطنه و بصت لنسناس بتوتر ف هز راسه بتلقائيه. حطت القطنه ع الجرح و حطت فوقها لازقه.
,
, اخدت نَفس طويل كإنها عملت انجاز و قامت تانى اتحركت بعشوائيه ف الشقه لحد ما وصلت للتلاجه جابت تلج و رجعتله. إبتدت تعمله كمادات.
, نسناس متابعها بتدقيق و قبل ما يتدخل بيتراجع.
, طول الليل جنبه كل ما بتتوّه تفكيرها بالعافيه ترجع تانى لنفس النقطه! شافته فين قبل كده!
,
, إتخضت اما إفتكرت انه بيفكر يمشّيها. مش عارفه ليه مش عايزه تمشى! دى بين لحظه و التانيه اتورطت ف جريمه **** اعلم هتخلص على ايه! بتقنع نفسها انها خايفه يكون حد شاف ملامحها او يبلغ عنها!
, قامت اتحركت بتردد و قربت من نسناس بعيد شويه عنهم: ينفع تخلونى معاكم؟
, نسناس بصّلها بغموض و إتخضت على صوت ادم من وراها: و انتى عايزه تبقى معانا ليه؟
, لفّت وشها له بسرعه و قربت تسنده اتعدل.
,
, بصّلها بإستفهام: على ما اعتقد ان شكلك كده قلبك ميت و دايسه! ف مش فارقلك القضيه اللى لسه مش عارفين حصل فيها ايه! ف ايه بقا؟
, هدهد اخدت نَفس طويل قبل ما تتكلم بعيون بهتت شويه بشويه: عادى. انا بلقّط رزقى يمين و شمال و شكلكوا كده شبهى
, ادم بصّلها قوى او دقق ف عينيها كإنها بيقرا اللى مسمعهوش.
,
, هدهد ضحكت بحزن و حاولت تتكلم بمرح بعد ما اتوترت من عينيه اللى اتعلقت بعيونها: عادى بقا انا قصدى نلم الشامى ع المغربى و نحط الزيت ف الدقيق بتاعنا و بارك **** فيما رزق
, قالت اخر جمله بهزار و ادم كعمش وشه بتريقه و هي رفعتله حاجبها.
, ادم رجع ف قعدته و رجّع ضهره لورا و غمض و هي قربت: انت هتنام تانى و لا ايه؟
, ادم ببرود: مينفعش؟
,
, هدهد إبتسمت بسخريه: لا أكتر من كده هنجبلك تابوت وتكمل حياتك فيه. انت عارف الساعه كام؟
, ادم إتعدل فجأه و بص لنسناس اللى اتكى على عينيه و سكت و هي كملت: ده الضهر قرب و انا الصراحه معرفتش لسه المكان ده تبعك و لا جاى تقلّبه
, ادم إتريق: ايه الحلوه ام قلب ميت خايفه من كبسه تانيه؟
, هدهد برّقت بمرح: ****. ام رز و لحمه. بحبها
, ادم ضحك غصب عنه بغيظ و وقف. راح ع الحمام بس لاحظ ان هدومه متغيره و ناشفه و جسمه ساقع.
,
, لف وشه لها بإستفسار و هي متابعاه بعينيها ف حاولت ترد ببرود اما شافت نظراته على جسمه: كنت سخن مولع طول الليل. و هدومك بتنقط ميه
, ادم بصّلها بصدمه: انتى غيرتيلى التيشرت؟
, البنت ملامحه خلتها هزت راسها و مردتش و هو ملامحه اتقبضت بسخريه و سابها و دخل الحمام.
,
, حنين ماسكه الورق ف إيدها. بمجرد ما وصلت عند دخول حمزه وقفت بتوهان. مش عارفه تستوعب! يعنى ايه! يعنى ادم و هديه مش الاتنين عيالها! طب مين فيهم اللى عيلها! ليه حمزه ضحك عليها! ليه مقالهاش الحقيقه لحد دلوقت! ليه مجابلهاش اصلا سيرة امينه من بعد ما اتمسحت من ذاكرتها و اتمسح معاها كل ده! اكيد مكنتش هترفض تربى الاتنين يبقى ليه!
,
, مين عيلها فيهم؟ ادم و لا هديه؟ افتكرت اخر موقف بين الاتنين حصل اللى برغم حالتها الصحيه مبتسمحش لنفسها تنساه! افتكرت حالة هديه! افتكرت غياب ادم اللى متنساش اصلا! اكيد هو إبنها! لالا اكيد هديه اللى بنتها! هي اللى ربتها و كبرتها و علمتها طول السنين دى و لا لحظه محستش فيها انها غريبه عنها! بس ف الاخر. ف الاخر٣ نقطة
,
, وقفت بتوهان بتهز راسها بحركات لا اراديه: اكيد حمزه ساب ادم يمشى عشان هو اللى مش إبنه! لالا لو مش إبنه و إبنى انا كان سابه معانا عشان يضمن وجودى. عشان متشعبط في وجودى زى ما انا شايفه و عنده استعداد يعمل اى حاجه. لالا اكيد سابه يمشى عشان هو ابن امينه و شك فيه زى ما شك فيها او عرف مثلا هي عملت ايه!
,
, رجعت بصت للورق بلهفه غريبه زى المجنونه و رجعت تقرا بضعف.
, حنين و امينه ف الارض غرقانين ف دمهم و أمه معاهم بمجرد ما حمزه دخل مدتله إيديها بولاده مبارك ما جالك يا ولدى. انا سميتهم هديه و ادم
, حمزه ميل على رُكبه جنبهم و عينيه متعلقه بحنين و نطق بصعوبه: ايه اللى حصل؟
, أمه عدلت نفسها و بتمدله إيديها بالولاد زق إيدها بعنف و صرخ: بقولك ايه اللى حصل؟ مين عمل فيهم إكده؟ انتى عملتى ايه؟
,
, أمه بهدوء شاورت للشغاله جنبها اخدت العيال و هي وقفت بيه و هي ماسكه دراعه قوّمته: انا مهحاسبكش على الهرتله دى عشان خابره الموقف اللى انت فيه
, حمزه رجع ميل جنب حنين و لف دراعه حوالين راسها و بيعدلها.
, أمه ردت ببرود: انا مهعملش حاجه. هما اللى عملوا ف بعض. واحده فيهم كانت عايزه تموّت التانيه ف راحت معاها
, حمزه رد بسرعه: اكيد امينه اللى عملت إكده
, أمه ردت ببرود: مفارقاش.
,
, حمزه وقف بسرعه على صوت الاسعاف اللى وصلت و أمه وقفت و بصت عليهم و بصتله: انت اللى بلغتهم؟ طب ليه؟
,
, حمزه بذهول بص عليهم و بصّلها و أمه ردت بجمود: واحده ماخبراش عننا حاجه و التانيه عاشرتنا قد ما عاشرتنا و غلطتها بتقول انها طلعت معرفاش عننا حاجه. يبقى خلاص إستفضينا و لحمنا احنا سلكنا بيه خلاص
, حمزه من غير تردد ميل على حنين يشيلها اتنين نزلوا من الاسعاف قربوا.
, حمزه صرخ فيهم بحده: ايدك لا اقطعها. اوعاك حد يقرب منيها.
,
, امه بصتله برفض مذهوله و دكتور كان واصل مع الاسعاف اتدخل: باشا. لازم يرفعوها على لوح مسطّح. عشان اصابة دماغها. اى حركه هتأذيها
, حمزه بصّله بحده دابت بخوف مع الكلام و الدكتور شاورلهم رفعوها بحذر و دخلوا حطوها.
, راجعين هيشيلوا امينه أمه شاورتلهم: خلاص. بيكفّى. احنا هنتصرف ف الباقى
, حمزه بصّلها شويه و هي بصتله بجمود: مصيرها. إكده او إكده كان ده هيبقى مصيرها سيبها بقا تواجهه بسلام.
,
, حمزه من ربكة الحركه حواليه و ربكته مسمعهاش او مركزش و مفهوش دماغ حتى يستفهم. سابهم و دخل العربيه مع الاسعاف و اتحركوا بسرعه.
,
, أمه وقفت بجمود جنب امينه المرميه ع الارض جنبها.
, الحاجه صافيه شاورت للشغاله جابت اتنين نقلوها لجوه من الشغالين دخّلوها اوضه إتكتبت عليها كلمة النهايه.
,
, حنين بتقرا و اول ما وصلت لهنا غمضت عيونها قوى بألم. مش مستوعبه كمية الجفا دى! انها ف يوم عاشت وسط كل ده حتى لو مكنتش عارفه او حاسه!
,
, إفتكرت ادم و هديه و بلهفه رجعت للورق.
, حمزه اخد حنين مع الاسعاف و إتنقل للمستشفى. اخدوها منه ف الطوارئ عملوا اللازم و الدكتور خرجله.
, حمزه بخوف: هى
, الدكتور كمل: كويسه. نوعا ما كويسه
, حمزه: يعنى ايه نوعا ما؟ طمنى و لو محتاجه تسافر برا انا هسفّرها
, الدكتور: لالا بالعكس دى حالتها اتحسنت عن الاول اكتر. زى ما يكون كانت محتاجه خبطه زى دى.
,
, حمزه بلع ريقه بتوتر و بص للدكتور بحذر: يعنى ايه محتاجه خبطه زى دى! تقصد ايه!
,
, ادم خرج من الحمام من غير هدومه و شافها مستنياه.
, بصّلها ببرود و اتحرك و هي وراه: يخربييتك. انت كمان غيّرت من هدوم الناس؟ انت مجنون؟
, ادم راح على نسناس اللى اتكلم بعد ما ضحك: انا تممت على كل حاجه و ظبطت الكالون متقلقش
, ادم: الدنيا تحت عامله ايه؟
, نسناس بص ع البنت و بصّله و ادم بص بطرف عينيه عليها و بصّله و لف وشه لها.
, هدهد ربعت إيديها: انت بتطرّقنى؟ قول قول متتكسفش.
,
, ادم هز راسه بإستفزاز و بص بقلق لهدومها المبلوله و فيها كذا قطع و شاورلها ع الحمام: ادخلى
, هدهد بصتله بتوتر و هي بترجع لورا: ادخل فين لا مؤاخذه؟ لالا و **** ما ينفع انا لسه متعشيه
, ادم حرّك إيده على وشه و بسرعه شال إيده و زقها بيها لجوه: اقلعى.
,
, هدهد برّقت: انت فاكرنى بت من العيال السيكو ميكو غلبانه وقعت ف ايد زعيم الهجامين ف قرر يطلع عقُده عليها و الاخر هيتجوزها يصلح غلطته و هي فاكره انه بيصلّح غلطته و هو فاكر نفسه بيصلح غلطته بس هو اتاريه
, ادم قاطعها و حط إيده على وشها كتمه كلها بغيظ مش بوقها بس: ايه الروايه الهابطه اللى بتقراهالى دى يابت؟
,
, هدهد نزّلت إيده بغيظ: اسمع يا اسمك ايه انت. من بالليل عمال تستهبل و احضنينى و امسكينى و انا بقول هلوس من الضربه. لكن كله الا كده. قلع و حمام ده انت شويه و هتقولى نضرب عرفى
, ادم زقها لجوه بغيظ: ششس ايه بكابورت؟ يخربييت الافلام الهابطه. ادخلى غيرى هدومك عقبال ما اشوفلك حاجه هنا تنفع ليكى
, هدهد قربت بفضول: انت تعرف حد هنا ها!
, ادم بصّلها بنفاذ صبر و زقها و قفل عليها باب الحمام و سابها و اتحرك.
,
, بص لنسناس بحده: استنى برا
, نسناس إبتسم بغيظ: يا قائد انا
, ادم بصّله بحده و هو رفع إيديه الاتنين لفوق: عمنا و ****. حاضر
, برطم و هو خارج: عبوكوا ولاد كلب
, هدهد كانت ورا الباب متابعه اصواتهم برا و إبتسمت بإستغراب.
, ادم اتحرك ف كذا اتجاه لحد ما جابلها لبس و راح ع الحمام و هي فتحت بسرعه اول ما سمعت خطواته و إيده ع الاوكره: هتعمل ايه؟
, ادم حدف الهدوم ف وشها: اخلصى و حصلينى اكتر من دقيقه مش هتلاقينى.
,
, اخدت الهدوم بسرعه و رزعت الباب ف وشه و هو غصب عنه إبتسم. استغرب انها حتى مقفلتش الباب بمفتاح و وقف لحظات بشرود فاق منه على إيدها اللى بتشاور بيها قدام عينيه.
, ادم بمجرد ما إنتبه هيتكلم وقف بالكلام مع عينيه اللى اتحركت عليها او على الهدوم عليها و شافهم ف صوره تانيه و اتضايق انه شاف الصوره اللى قدامه احلى.
, بصّلها قوى بنظرات خرجت عن ارادته اول ما انتبهلها حوّلها لبرود و خرج و شاورلها.
,
, نزلوا و ادم وقّفها و شد نسناس بعيد اللى اتكلم: الدنيا هناك مقلوبه يا سطى. ما تزق الداهيه دى ف اى حته
, ادم بصّله بحده و بص عليها بقلق و سكت بتفكير.
, نسناس بإقناع: زقها من سكتك يا ادم. بلاش عشانك ع الاقل عشان هي بنت. السكه كلها لبش و مدربكه. انت ناسى البضاعه اللى اتنقلت دى و توزيعها ف الحته؟ طب ناسى ان الحدوته هيبقى فيها نيابه و ظباط و تحقيقات؟ و ممكن نتلط؟
,
, ادم سكت بتردد: ماهو عشان حكاية الراجل دى لسه بطنها مفتوحه و هي هتلبس و شكلها بت غبيه و هتتقفى على وشها اول ما تخطى بعيد عننا انا متردد
, نسناس: دى لو كانت هتنفد من حكاية الراجل دى ف هتتلط مننا!
, ادم قال جمله مقتنعش بيها: ماهى لو سيبناها و اتكفت على وشها هتجر رجلى معاها. انت ناسى ان انا كنت معاها جوه الحادثه؟
, نسناس رفع حاحبه و ادم كمل بلغبطه تدارى قلقه: و ممكن كمان تشدك من قفاك معانا.
,
, نسناس لسه رافع حاجبه و هز راسه بتعجب و ادم كمل بلهجته: امال؟ مش سيادتك بايت معانا طول الليل ف الشقه و حفظت شكلك!
, نسناس حط صوابعه على دقنه مثّل: لا تصدق شاطر. لاء و مُقنَع كمان
, ادم شد كف إيده اللى ع كتفه كان هيوقّعه: و مش بعيد تبيعك قبل القلم. و ان ده حصل و لا اعرفك
, نسناس رد بغيظ: يخربيييت معرفتك. بص انت اخرك معايا المشوار ده و الليله السوده دى و اخلعنى.
,
, ادم رفع حاجبه اما حسه اقتنع او بمعنى اصح فهمه: اخلعك؟ انت مراتى و انا مش واخد بالى؟ ما تيجى نضرب حتتين عرفى يالا انا و انت الاول قبل ما اخلعك
, هدهد كانت قربت على اخر جملة ادم و سمعتها ف برّقت و فتحت بوقها بصدمه: يخربيييتكوا بتعملوا ايه؟ حتتين عرفى ايه اللى تنيّلوهم؟ انتوا شواذ؟
, ادم فتّح عينيه قوى بصدمه و حط إيده على راسه بنفاذ صبر و نسناس ضحك و هو بيسند كوعه على كتفه: البس يا قائد.
,
, هدهد قربت منهم بغيظ و هي بتتكلم و كل ما تحس انها قريبه تبعد بجنب بشكل ضحّكهم: عيب كده و **** يا استاذ ادم. مش معنى ان الظروف وحشه نبقى احنا اوحش. لاء احنا ممكن
, ادم ميل راسه و لسه إيده عليها و غمض عينيه و هو بيهز راسه بغُلب: دى اللى عايزها تمشى و هي و نصيبها؟
, هدهد هتتكلم ادم حط إيده على بوقها و التانيه كوّرها بغيظ ف وشها: ده انتى نمره.
,
, هدهد زقت إيده بضحكه صغيره: طب ابعد عن وشى بقا بدل ما اخليك نمره للاسعاف
, ادم برّقلها و برّق نسناس اللى ضحك جنبه و مد إيده بغيظ مسكها من قفاها و حدفها ع الاسكوتر.
, بص وراه لنسناس اللى بيضحك: دى لو وقعت مش بعيد تلبسهالنا بغباوه مش نداله
, حدفها و ركب قدامها: شششش مسمعش منك نَفسك لا احدفك ع الطريق.
,
, حنين معاها المذكرات و بتقرا او بتشوف قدامها حقايق كتير كانت غايبه كإن الحياه كانت قدامها من وجهه واحده و لها وجهه تانيه هي مكنتش شايفاها.
,
, حمزه مع الدكتور بعد ما اسعف حنين و خرج.
, الدكتور: صدقنى حالتها اتحسنت عن الاول اكتر. زى ما يكون كانت محتاجه خبطه زى دى
, حمزه بلع ريقه بتوتر و بص للدكتور بحذر: يعنى ايه محتاجه خبطه زى دى؟ تقصد ايه!
, الدكتور سكت شويه كإنه بيحاول يبسّط اللى هيقوله و حمزه اتهز بترقّب: هي افتكرت حاجه عاد؟
,
, الدكتور هز راسه بنفى: مدام حنين زى ما كنا متابعين حالتها عندها تشوش. لا هي ذاكره و لا هي فقدان ذاكره. يعنى ذاكرتها لا معاها و لا فاقداها. بتنسى و تفتكر و ترجع تنسى جزء و تفتكر جزء و تنسى كله و تفتكر كله. و طبعا ده كان زى ما وضحتلك بسبب ضغط جسمى نتيجة الحادثه جه مع ضغط نفسى كان واضح انها عايشه تحت تأثيره من فتره و زاد مع الحادثه و حالتها الغير مفهومه بالنسبالها.
,
, حمزه افتكر انه اما سأل عنها عرف انها كانت شغاله ف كافيه جنب شغل سليم و فجأه شالت قضية سرقه ظلم و خرجت منها فجأه بتنازل سليم و تدخّله و تاريخ خروجها بنفس التاريخ ع العقد العرفى بينهم! يعنى هو اللى كان مرتبهالها و اكيد كانت عايشه تحت ضغط!
,
, الدكتور كمل: ده كله عملها حاجه كده اشبه بالصرع. و طبعا ده كان مخلى حالتها مش مستقره خاصة النفسيه. ماهو مش سهل كل ما تفتّح عينيها تحس كل اللى حواليها غريب و مش مألوف و يا تفتكر يا لاء
, حمزه بلع ريقه بحذر: طب و دلوقت؟
, الدكتور بتوضيح: دلوقت هي الوقعه اللى وقعتها دلوقت كانت قويه. صحيح مش بنفس قوة الحادثه لكن حاجه كده شبه سالب ف سالب ادوك موجب. نقدر نقول عدل شويه من الربكه اللى جوه دماغها.
,
, حمزه بتوتر: يعنى هتفتكر؟
, الدكتور: اكيد لاء. لكن
, حمزه بتلقائيه بلع ريقه براحه الدكتور لاحظها قبل ما يكمل: مش هتفتكر لكن مش هتنسى. بمعنى حالة التشوش هتقل. الذاكره هتقف لحد دلوقت و تبدأ حاله جديده بتستقر شويه شويه. حالات النسيان و اللغبطه و الصداع هتقل تدريجيا. يعنى اميل للفقدان بالنسبه للى فات اما اللى جاى هيبقى افضل و بردوا هي اللى هتحسم ده اما تفوق.
,
, حمزه إبتسم برضا و الدكتور سكت شويه: هو اللى اتأثر بشكل سلبى فعلا او لسه هيبان مع الفحوصات اللى مستنين نتيجتها هو موضوع الولاده
, حمزه انتبه بقلق: بس هي زينه! ولدت اه ف البيت غير ما كنا مرتبين تولذ ف مستشفى عشان حالتها بس خلاص.
,
, الدكتور: هي اه ولدت بس بالطريقه دى ولادتها سابتها مضاعفات. الوقعه، النزيف فتره دون اسعافات، حالة الاغماء اللى دخلتها فتره، كل ده للاسف عمل مضاعفات للرحم و هتحتاج علاج طويل عشان الوضع يرجع طبيعى و تعرف تخلف تانى و مش بنتيجه مضمونه حتى لو ع المدى البعيد
, حمزه رد بتلقائيه: مش مهم. المهم انها زينه. ده المهم
, الدكتور ابتسم بعمليه و حمزه سابه و دخلها.
, فضل جنبها و هي بتمتم بهلوسه: إبنى! انا. انا. العيل فين!
,
, حمزه ميل بسرعه عليها و فضل متابعها بخوف لحد ما إبتدت تفوق شويه شويه و همست: انا فين؟
, حمزه ضم راسها عليه بلهفه باسها: حمد **** ع السلامه
, حنين فتحت بتعب و إتلفتت حواليها بإرهاق واضح: انا فين؟
, حمزه بلع ريقه بترقب: انتى مش فاكره حاجه يا حنين؟
, حنين بصتله بإستفهام و هو مكنش حريص على كلامه عشان مستشف حالتها.
,
, حنين خوفها بيتبخر غصب عنها اما حاوطها بدراعه: طب ممكن تهدى دلوقت. اهدى و كل حاجه هتبقى تمام. المهم دلوقت انك قومتى بالسلامه و البلونه دى فرقعت
, شاور على بطنها و هو بينهى جملته و هي راحت بإيدها على بطنها و حستها مش طبيعيه و بتفهم شويه بشويه.
, همست بصوت مهزوز: انا. انا كنت
, حمزه كمل: حمد **** ع السلامه. المهم قومتك بالسلامه
, حنين بضعف: طب ليه مش. مش قادره افهم انا فيا. مش عارفه افتكر اى.
,
, سكتت اما صوتها اتحاش بدموع و حمزه قرب راسها على صدره باسها: مش قولنا شويه شويه هتتعودى؟ دى حاجه طبيعيه بعد الحادثه. المهم انك قومتى منها
, بصتله بحذر و هو قالها اللى عايزها تعرفه لحد الاخر خبّى تفاصيل اللى حصل و اللى هو لسه ميعرفهوش اصلا و هي بتسمعه بنفس صدمة كل مره.
, حنين اتعدلت بلهفه: طب فين إبنى؟ انا جيبت ايه الاول؟
, حمزه رفع حاجبه ببلاهه: جيبتى ايه؟ لا حبييتى فوقى كده اكيد مجبتيش كيس شيبسى!
,
, حنين رفعت حاجبها زيه و هو ضربها بخفه على قورتها وسط ضحكاته: لا انتى شكلك استحليتى المهلبيه اللى ف دماغك.
,
, حنين كزت على سنانها بغيظ من تريقته: قصدى. قصدى خلفت ايه يا فصيح؟
, حمزه ضحكته اختفت بتوتر لإنه حتى مهتمش يعرف و لا كلم أمه. و لإنه لحد دلوقت لسه ميعرفش اللى حصل بينها و بين امينه ف مجابلهاش سيرته نهائى و قالها وقعتى و اغمى عليكى ف نزفتى و ولدتى.
, حنين مركزه مع شروده بقلق و نطقت بصوت ضعيف مهزوز: إبنى فيه ايه؟ متخبيش عليا جراله ايه؟
, حمزه طمّنها قبل ما يتطمن هو: بخير. صدقينى بخير.
,
, حنين مقتنعتش من لهجته المهزوزه و هزت راسها بوجع و هو مسك وشها بإيديه الاتنين بحب: صدقينى بخير. انا بس كان كل همى انتى. سيبت كل حاجه ورا ضهرى و جريت بيكى و عليكى. انتى الاهم يا حنين. انا جوايا حته كده اما بشوفك قدامى بتقولى المهم انك كويسه. مش عارف الحته دى اتخلقت امتى و لا فضيتلك امتى لكن اللى عارفُه انى مستسلم لها بإرادتى و بدون إرادتى ف نفس الوقت.
,
, حنين بصتله و عينيها بتهدى و قلبها بيثور بمشاعر ف ثوب عواصف جواها.
, حنين اول ما مشاعرها وضحت صريحه قدامها هنا ابتسمت بدموع نزلت على المذكرات ف إيدها.
,
, ربعت رجليها ع الارض و صوتها اللى اتهز بيعلى شويه بشويه و هي بترجع بعينيها للورق تقرا كلام حمزه: انا ف البدايه كانت حنين بالنسبالى حاله جديده نفسى اعيشها. عمرى ما حسيت قبلها بإعجاب حتى ناحية حد و لا حتى شغلى اللى رغم كل ده مهحبهوش حتى. بس كنت واخدُه اب عن جد انا و خالى و كان لازم اغرس برجليا فيه عشان نفضل اسياد البلد بحكم عيلتنا الكبيره و عادتنا ان اللى اتولدوا اسياد يفضوا اسياد. كل اللى كان جوايا قبلها ناحية امينه كان قبول بس بحكم عاداتنا و تقاليد الجواز عندينا و انها اختيار أمى. بس القبول ده بقى مع الوقت يتبخر شويه بشويه بمشاكلها و خلافاتها مع امى و بإنها معرفتش تقلب القبول ده لحب. لكن حنين! حنين مختلفه ف كل حاجه. مخابرش حبيتها الاول ف شوفتها مختلفه و لا شوفتها مختلفه ف بسبب اختلافها ده حبيتها!
,
, اللى خابرُه زين انى شوفتها حاله مختلفه عن كل حاجه حواليا ف غوصت جواها بإرادتى و مسلوب الاراده! يعنى دخلت بمزاجى اه بس مجرد ما دخلت اتسلبت ارادتى مع كل نَفس منها بيخطفنى! كل حاجه فيها محتلفه، لبسها، طريقة كلامها، ضحكتها، عاداتها، تفكيرها، كنت عرفت انها خريجة جامعه. حبيت ضعفها قدامى. احتياجها ليا. شوفت رجولتى ف مسكة ايدها فيه كل ما هتخاف من حاجه. حبيت احساس المسئوليه ناحيتها كإنها بتى الصغيره. كل ده خطفنى لجواها زى النداهه كيف ما امى هتقول!
,
, حنين ابتسامتها بدموع و هي بتقرا بتوسع شويه بشويه مع الدموعها اللى بتزيد شويه بشويه لحد ما الاتنين اتقلبوا بصوت شهقات غريبه مش عارفاها وجع انه طلع كل كلمه قالهالها كدب و لا فرحه بسبب انها من وقت ما ابتدت تنكشف الحقيقه قدامها شافت نفسها مفروضه عليه بسوء فهم و دلوقت طلع حبها!
, رجعت بعينيها للورق و صوت دموعها حاش صوتها ف ابتدت تشوف الحكايه من تانى!
,
, حمزه إبتسم من ملامحها و باس جبينها: المهم انك بخير الاول و اى حاجه تانيه تجى بعدك
, حنين بعد ما كانت اتطمنت قلقت من جملته دى ف بصتله برجاء: انا عايزه اشوف ابنى
, حمزه شاور بإيده هيتكلم بإعتراض هي سبقته و فاجئته بتبوس إيده: عشان خاطرى. لو ليا خاطر عندك
, حمزه إبتسم بقلة حيله: طب ثوانى اكلم الدكتور اتأكد منه انك ينفع تخرجى و اذا قال ينفع دقايق و نبقى ف البيت.
,
, حنين بربشت دموع عيونها بضعف: و اذا قال لاء؟
, حمزه بص لعينيها بإستسلام: يبقى هجبلك الواد هنا يا ام الواد
, حنين إبتسمت قوى و إبتسامتها طلعت بصوت مبحوح و هي بتمسح وشها بعيونها من الدموع ف كان مديها منظر طفولى رقيق.
, حمزه إبتسم و عض بوقه و هو بيغمزلها: ما تيجى نجيب واد تانى
, حنين رجعت لورا بسرعه و شاورت بإيديها الاتنين ف وشه: لالا واد ايه و بنت ايه! اشوف بس ابنى الاول و بعدين يحلها ****.
,
, حمزه رفع حاجبه: طب ما احنا هنخاويه و تبقى ام العيال
, حنين مدت إيدها رجّعتها بغُلب: عيب. انا لسه والده. حد يدخل علينا يقول ايه!
, حمزه رفع حاجبه: هو لو حد دخل علينا هتبقى المشكله بس ف انك لسه والده؟ يا بت انا مش كبير عيله. ده انا كبير بلد بحالها. ده انا ممكن اتزف
, حنين حطت إيدها على وشها بعفويه و ضحكت اوى برقه.
, حمزه ميل عليها بمشاكسه: بس عارفه انا معنديش مشكله. احنا حتى متزفناش. ما تيجى نتزف؟
,
, حنين زعقت بغيظ: انت قليل الادب. في صعيدى قبيح كده؟
, حمزه شاور ببراءه مصطنعه: انا؟ ده انا مؤدب و **** لحد دلوق معارِفش ازاى. ده اما هوريكى قلة الادب لسه
, حنين بتلقائيه انكمشت على نفسها بشكل هي استغربته. حمزه قالها و كل ما بتنسى اول حاجه بيفكرها بيها هي انه جوزها. ليه مجرد كلامه بغزل موترها!
, حمزه كان متابع انفعابات وشها مع تفكيرها و شبه فهم ف ابتسم بمشاكسه حاول يشدها من تفكيرها.
,
, حمزه غمزلها بمرح: طب هقولك نكته بمناسبة ان مفيش صعيدى قبيح. بيقولك مره صعيدى بيسأل الصيدلى هو ايه الشريط الازرق ده؟ قاله دى برشامه تاخدها تخليك تبسط مراتك. بلدياتنا قاله مهدئ يعنى و لا مخدر؟
, حنين برّقت لحظات و بصتله جنبها و برّقت و هو كاتم ضحكته بالعافيه.
,
, حنين كوّرت إيديها ف وشه بغيظ و هو مسكهم بضحكات بيكتمها: طب بلاش. خدى واحده غيرها. بيقولك مره واحد بلدياتنا بردوا مؤدب بص ف الساعه لقاها واحده اتكسف منها
, حنين ضحكت بيأس و ضمت وشها ف كتفه.
, حمزه غمزلها جنبه: طب ايييه؟ ده اللى يتكسف من مرته ميقولهاش نكت
, حنين رفعت وشها بسرعه و شاورتله بمحايله: ماشى ماشى. روح بس الاول شوف الدكتور عايزه اشوف إبنى.
,
, حمزه بصّلها بغيظ: يعنى فاكره اللى مشوفتهوش و مش فاكره اللى شوفتيه! ده حظ ده و لا ديل قطه!
, حنين ضحكت اوى بصوت عالى و هو بصّلها زى المسلوب قدامها. و محتار هو لاول مره يسمع ضحكتها و لا لاول مره يتربط و يتشد كده بحبل خفى!
, حنين شاورت قدام عينيه كإنها كانت عاملاله تنويم مغنطيسى و بتفوّقه.
, حنين ابتسمت: ده انا مش مصدقه انى بقيت ام
, حمزه رفع حاجبه بغيظ و هي بتزقه يقوم: يعنى بقيتى ام كلثوم و انا معرفش؟
,
, حنين زقته بغيظ و هو وقف و بصّلها بغيظ: هو هيبقى ابن كلب من اولها و لا ايه؟
, حنين ضحكت اوى بخفه و هو ضحكته هديت مره واحده: صحيح يا حنين. هو انتى اللى جيبتى ولد و لا بنت؟
, حنين بصتله قوى عشان كان مع نسيانها مذكرش سيرة امينه بما يخصها: هاا!
,
, ادم اخد هدهد وراه ع الاسكوتر و اتحركوا لحد ما رجع المنطقه. بمجرد ما دخلوا المنطقه إداها الخوذه و شاورلها على وشها و هي شدتها و داس سرعه لحد ما وصلوا مكان و ركن و نزل و هي نزلت وراه دخلوا.
, الكل وقف اول ما دخلوا و ادم شاورلهم قعدوا و شاور لسحر: خدى الداهيه دى ف اى داهيه لحد ما افوقلها.
,
, سحر راحت عليها مسكت دراعها و هدهد شدته منها و راحت على ادم و نشّفت لهجتها: جرا ايه يا جدع انت؟ مالك متعجرف على ايه؟
, ادم تمتم بغيظ: يا بنت الكلب
, هدهد شاورت بإستفزاز: ده انا جايه انفّعك
, ادم عض بوقه بحده: تنفعينى؟
, هدهد هزت راسها بتأكيد: ده انت إيدك طلعت اخف من صوابعى يا جدع. و اللى بيته من قزاز ايييه؟
, ادم كعمش وشه بتريقه: ميغيرش ف الصاله.
,
, هدهد بصتله بطرف عينيها: ده انت قلّبت الشقه و دخلت و خرجت و انت جانبك مخروم. لاء و طلعت و لا كإنك عملت حاجه. ف متتعاملش معايا زى اللى على راسى بطحه عشان لا تعايرنى و لا اعايرك الهم طايلنى و طايلك
, ادم مسك دراعها بحده: انتى مش واخده بالك من اللى احنا فيه يا بت انتى و لا عبيطه و لا بتستعبطى؟
,
, هدهد كانت سمعت حواره مع نسناس من غير ما يحس ف اتطمنت نوعا ما انه مش هيسيبها تمشى. اتطمنت اكتر اما رجعت المكان بشكل شبه حفظته و الاهم جابها معاه يبقى امان.
, ربعت إيديها بإستفزاز: لاء واخده بالى تحب تاخده انت كمان؟
, ادم عض على بوقه بغيظ و شاور بعينيه لسحر اللى سحبتها و همستلها: ابعدى عن وشه لا احسن ده بحالات
, عصام قرب و غمزله: مش تقول انك لك فيه؟ حتى بردوا اعرف اهاديك ازاى
, ادم تمتم بهمس: منك لله يا بعيده.
,
, سيف قرب بتهريج: احنا عندنا حفله و لا ايه!
, هدهد بتلقائيه راحت ورا ضهره و مسكت ف تيشرته بشكل خلاه إبتسم غصب عنه ف حط إيده على وشه يداريه.
, ورد قربت منهم: هو اسم الموزه ايه؟
, ادم اللى رد بدالها: هدهد. و مسمهاش مزه اتلموا
, ورد اتريقت بفضول: هدهد؟ ده اسم ده و لا تمويه؟ طب اسمك ثلاثى كده
, ادم رد بغيظ: هدهد بنت الكلب.
,
, الكل ضحك و ادم ضحك غصب عنه معاهم و هي وراه عشان كانت لازقه ف ضهره مستخبيه اول ما كزت على سنانه عضته من غير قصد.
, ادم اتنفض غصب عنه بغيظ و زقها: مش بقولك بنت كلب
, هنا هي اللى ضحكت مع الكل بشكل ضايقُه اكتر ما غاظه.
, هدهد من غيظ ملامحه رفعت إيديها: بمزح يا اخى بمزح
, ادم قرب بهجوم مسك دراعها: ده انا اللى هامزح بيكى الأرض لو ملمتيش نفسك.
,
, المكان قلب تهريج لحد ما ادم اتقدم بيها و هو ماسك دراعها و دخل بيها حدفها على كرسى ف ركن بعيد و شاور لسحر: خليكى جنبها و ركزى دى حماره هربانه من حبلها لو اتحركت هتلبّسنا ف مصيبه
, هدهد هتتكلم و ادم خارج شاورلها: شششش
, خرج قعد ع الترابيزه و شاور للكل قعد و الكل إنتبه.
, ادم اتكلم بجديه: طبعا الكل عرف ان البضاعه إتنقلت
, الكل هز راسه و ادم بص لعصام: ترجع بقا.
,
, عصام بصّله بذهول: ترجع فين ده الحته اتقلبت بسبب الراجل اللى اتقتل و البنت اللى
, وقف بالكلام فجأه و بص لآدم بتفكير و بص وراه لمكان ما ادم دخّل هدهد.
, ادم غمض عينيه بضيق و خبط ع الترابيزه يشتته.
, عصام بتفكير: ادم هي البنت دى اللى
, ادم بحده: لاء
, عصام بمراجعه: لا بس هي كانت.
,
, ادم قاطعه بحزم: لاء. دى واحده البيج لقطها من الجيم تبعه بتلقّط رزقها بحبوب شبه بتاعتنا. شك فيها انها ضاربه الحبوب و اما اتأكد إستخسر يرجّعها بس لسه بتتفحص.
,
, عصام هز راسها بعدم إقتناع و ادم بص للكل و كمل كلامه.
, هدهد جوه كانت قامت ع الصوت اول ما ادم خرج. و اما جات سيرتها قربت بحذر سمعته بترقب و جواها دربكه غريبه!
,
, ادم معاهم برا كان هيتكلم غمض عينيه و بص بطرف عينيه مكان ما دخّلها و إتقابلوا ف نظرة غيظ.
, رجعت جرى لجوه و هي بتجرى وقعت حاجه خبطت ف الارض.
, عصام مشافهاش بس وقف ع الصوت ادم مسك إيده رجّعه قعد و كمل كلامه: هتبتدوا تتحركوا اول ما عصام و سحر يرجّعوا الحاجه تانى لهنا. اتحركوا بحذر و للناس المضمونه و زى ما قولت المعرفه.
, ( بص لعصام بتنبيه ) للناس الأيه؟ معرفه! عشان اللى هيقع هيحاسب ع المشاريب للكل.
,
, عصام بصّله برفض: انت لسه مصمم بردوا؟
, ادم ربّع إيديه قدامه بنفخ: على ايه؟ ان الحاجه ترجع لهنا؟ و لا تتوزع هنا؟
, عصام: ع الاتنين. انت فاكر إن
, ادم قاطعه بتهكم: انت فاكر إنى بناقشك اخد رأيك؟ انا منهم لك و منك ليهم. انا اه بناقشهم لكن مش انت اللى تناقشنى و تناطحنى كلمه بكلمه.
,
, عصام رد بغضب: و مش انا اللى اناقشك ليه يا ادم؟ انت ناسى ان انا كنت زيك دراع مختار قبل ما يقع! بس عشان انت كنت دراعه الخفى المش مكشوف للتجار و الكل البيج احتارك انت مكانه! و لولا كنت انت دراعه السرى كان زمانى مكانك!
, ادم رفع إيده بتهكم: و انا دراعى اهو. و لعلمك يوم ما يوجعنى اقطعه. فاهم اقطعه.
,
, عصام فهم لهجة التهديد ف رد بنفس اللهجه: انت متعجرف على ايه مش عارف! مغرور و هتوقع الكل بعجرفتك. انت صحيح زى الحنش بتعرف تسلّك سكك بس متنساش بردوا ان الحنش سمّه ف دماغه و لو اتدق عليها يبقى ملهوش لازمه
, ادم وقف بحده: انت اتجننت و لا ايه؟
,
, عصام اندفع: انت اللى اتجننت. انا كنت ورا المكان اللى انت فيه بخطوه. يعنى كنت المفروض ابقى ف المكان اللى انت فيه. يعنى اعرف كل كبيره و صغيره. و لولا البيج حدفك علينا بعد ما عرفك من مختار كنت زمانى مكانه بعد ما وقع
, ادم حدف الكرسى اللى جنبه بحده و شال اللى جنبه من الناحيه التانيه حدفه عليه بعنف: انت اتهبلت يالا؟ شارب حاجه ع الصبح؟ و دينى لو فايقلك لا اخليهم يفرّقوا دمك مع الحبوب.
, سحر قربت بهمس: ادم.
,
, ادم زعق: غوروا من وشى
, الكل مشى و فضلت بس سحر و نسناس معاه.
, ادم ميل راسه بين كفوف إيديه بإرهاق واضح و سكت شويه قبل ما يرفع راسه: من قبل ما تقولوا حاجه و تنصبوا محاكمه. ده كان لازم يحصل
, هدهد ردت و هي داخله: لا مكنش لازم على فكره. انت غبى على فكره
, ادم رفع وشه وراه ناحيتها و اتنفس بغيظ و هو بيلف وشه تانى و بيستغفر ف سره: انتى مال آهلك؟ ثم إنك بتتكلمى ف ايه؟
,
, هدهد لاحظته و إتجاهلت ده و قربت قعدت معاهم ع الترابيزه و ربعت رجليها ع الكرسى: انا سمعتكم على فكره و قولت رأيي
, ادم مد رجله ضرب تربيعة رجليها فكهم خلاها نزلت رجليها و رد بغيظ و هو بيشاور على حاجه بعيد: انتى و رايك مكانكم في الصندوق اللى هناك ده انا مش مخلوق علشان ابهرك.
,
, هدهد بصت وراها على صندوق الذباله و برّقت بغيظ و رجعت بوشها له و هو هز راسه بإستفزاز.
, سحر إتكلمت: ادم انت بتفتح جبهه جديده
, هدهد: عشان غبى. الموجه اما بتيجى و انت ف نص البحر غير و انت ع الشط. و انت ع الشط ممكن تخلع لكن و انت ف المايه ممكن تغرق. ف الاصح ايه بقا؟
, ادم كعمش وشه بإستفهام تريقه و هي كملت: انك توطى لحد ما تعدى و ابقى طلعلها لسانك براحتك.
,
, ادم حط إيده على وشه و نسناس رد بتأييد: ادم اهدى شويه
, ادم سقف: خلصتوا؟ برافوا. بس بردوا اللى قولت عليه هيتنفذ
, نسناس: بس براحه يا ادم. بعدين اسمعه للاخر يمكن كان عايز يقول جمله مفيده
, ادم: في فرق بين الذكى و اللى جاى يتذاكى و مش هوقف الشغلانه كلها عليه
, هدهد قربت بكرسيها لقدام ع الترابيزه: محدش بيجيب جون الا لو الفرقه كلها لعبت كويس
, ادم زقها بكرسيها لورا و كمل لنسناس كإنها متكلمتش: انا فاهمُه كويس.
,
, هدهد رجعت قربت بكرسيها: لعلمك اللى بيبقى فاكر نفسه فاهم كل حاجه بيطلع ف الاخر حمار مبيفهمش اصلا
, ادم عض بوقه قدامه من غير ما يبصلها و مد إيده زقها بكرسيها لورا و بص لنسناس اللى كتم ضحكته: ده قاصد مخصوص يستفزنى عشان حارقاه انى نطيت فوقه
, هدهد قربت بكرسيها: يا بنى الشغلانه دى عايزه المرازيه ف الظروف مش المرازيه مع خلق ****. يعنى اه متكنش لين فتتعصر بس بردوا متكنش صلب فتتكسر بسرعه.
,
, ادم اتكى على شفايفه و بصّلها بسخريه: امال ابقى يا فصيحه؟
, هدهد رجعت ربعت رجليها تانى ع الكرسى و اتصنعت البراءه: خليك جيلى ف نفسك كده مالكش ماسكه
, ادم برّق قدامه و رجع بعينيه جنبه بصّلها بغيظ و سحر و نسناس ضحكوا اوى.
, ادم بصّلها بنفاذ صبر و زقها بالكرسى لورا بَعدها: انا غلطان اصلا انى قاعد بسمع لواحده زيك
, هتتكلم ادم قاطعها: اتكلى من وشى لحد ما اشوفلك متوى بدل ما اتاويكى بإيدى.
,
, هدهد افتكرت اما اتحجج قدام الكل بوجودها انها بتوزع حبوب شبه بتاعتهم: ادم، هو انت بتوزع حبوب؟ بتبيعها؟
, ادم كعمش وشه بتريقه: لا بوزعها لله. زكاه على صحتى. بزكّى بيها ع الغلابه
, هدهد برّقت ببلاهه: يخربيييتك. هو عشان قالوا زكاة الفطر المفروض تطلع حبوب تقوم موزع ترمادول؟ على فكره انا غلبانه بس لسانى اللى مطلعلى سُمعه بالباطب
, ادم حط إيده على وشه بغُلب: برااا.
,
, هدهد قامت كاتمه ملامحها بإبتسامة بخوف و خطوتين و وقفت رجعتله سندت كوعها ع الترابيزه و ميلت على ودنه همست: لو سمحت معلش يعنى لو مفهاش اساءة ادب ياريت تبدلهولى بواحد ليكرا
, ادم برّق و هي كتمت ضحكتها ببراءه: ليكرا. من اللى هو بيمط ده
, ادم برّق قدامه و بصّلها بصدمه و عينيه بتلقائيه راحت على مكان واحد ف جسمها: هو ايه ده؟
, هدهد زقت خده بصوابعها رفعت عينيه و اتريقت: خُلقك الضيق.
,
, نسناس و سحر بصوا لبعض ثوانى و ضحكوا اوى و ادم بصّلهم بغيظ: شبشب حمام و ابقوا سقفوا بيه علي وشي لو لاقيتوني بستجدع و اقف جنب حد تاني.
,
, حنين قدام مذكرات حمزه بتقرا بتوجس. بتلف بين السطور بعينيها و دماغها بتلف معاها. بتجرى بسرعه بين السطور و ترجع تعيد من تانى براحه.
,
, حمزه ساب حنين و نزل للدكتور.
, حمزه بضيق: يعنى هي كويسه و لا لاه؟ ليه حاسك مخربط او زى ما يكون مخابرش هتقول ايه؟
, الدكتور هيتكلم حمزه رد بلهجة تهديد جافه: قولتلك قبل سابق اذا مهتعرفش تتعامل مع حالتها قولى. مش هقول الدكتور الخايب اهو. بس ع الاقل ابقى عارف و اخدها لأى حد بيفهم. عشان لو حصل حاجه بسبب غباوتك دى **** ف سماه هخليك انت اللى محتاج دكتور.
,
, الدكتور كل ما يهم ينطق حمزه يسبقه: و ما هتلاقيش. ماهتلاقيش غير كلب بلدى يخلّص ع اللى هيتبقى منك ده اذا فضل
, الدكتور بضيق: انا شرحتلك حالتها من الاول. و قولتلك هي ف عز ما بتبقى كويسه بتبقى مش كويسه و بردوا ف عز ما بتبقى مش كويسه بتبقى كويسه
, حمزه ضرب بكف إيده على ضهر إيده التانيه: اهه. رجعنا للخربطه عاد.
,
, الدكتور: يعنى ف عز ما بتكون دخلت حاله جديده و إتعرفت على نفسها من جديد و على كل حاجه حواليها و إتآقلمت و بقت كويسه بيحصل دروبّ يحدفها لورا ف بتبقى مش تمام.
,
, حمزه اتنهد بإحباط و الدكتور كمل: و بردوا ساعات ف عز ما بتبقى مش كويسه ذاكرتها بتتسعف و تفتكر ع الاقل نفسها ف بتهدى
, حمزه: يعنى اللى عايز اعرفه دلوووق. اللى عايز اعرفه هي دلوق ينفع تخرج و لا لاه؟
, الدكتور سكت بتفكير: على حالتها الحاليه ممكن تخرج ع الاقل كمان يومين تلاته لو عدّى انهارده و بكره من غير ما النزيف يرد و نكون اسعفنا ضعف جسمها بالمحاليل و نقل الدم. لكن خايفين من المضاعفات خاصة النفسيه.
,
, حمزه سكت بقلق و الدكتور بصّله شويه بحيره: حالتها الجسميه بتستقر خلاص. ولادتها جات مع الوقعه لكن الحمد لله عدت و اذا كان على تأثُر الرحم ف زى ما وضحتلك ده محتاج علاج على فترات و متابعه. و الباقى شوية كدمات و كسور خفيفه ف ايدها و دى حاجات مع برنامج العلاج هتخف. و النزيف كان ف بداية الوقعه و مع فتح الرحم و خروج الكيس بالجنين وقف و بالاسعافات اتطمنا. دماغها و مجرد جرح سطحى خارجى و اتخيط و اتطمنا بالاشعه و كسر دراعها بردوا بسيط. يعنى كله مجرد ايام و يلم. لكن زى ما قولتلك الناحيه النفسيه اهم.
,
, حمزه اتنفس بصوت عالى و حط إيديه الاتنين ف جيوبه: يعنى مهينفعش تخرج دلوق؟
, الدكتور هز راسه برفض: بكره او بعده ع الاقل يكون عدى يومين تلاته من غير مضاعفات و مش هتخرج، ده نقدر نحدد هتخرج امتى.
,
, حمزه سابه و مشى. بيتحرك بشرود و من بين تفكيره افتكر ولاده. ازاى مفكرش فيهم كل ده! ازاى اتلهى عنهم كده! للدرجادى دماغه مش معاه! و لا حتى قلبه يشتاقلهم! إبتسم بحب جديد. مشاعر جديده من نوع جديد عليه زى ما كانت مشاعرها جديده من نوعها عليه!
, مسك موبايله و كلم أمه اللى ردت بسرعه: كيفك يا ولدى؟ تواك ما إفتكرت! من اول ما خرجت و انت لا حس و لا خبر! و لا كإنك سايب الدوار مقلوبه! طب حتى مفكرتش ف ولادك!
,
, حمزه اتنهد: خلاص ياما
, أمه إبتسمت بسرعه: ماتت؟
, حمزه إتخض ع الكلمه و أمه كملت بإندفاع كإنها عايزه توصّله حاجه: احسن. حصلت التانيه. المهم لحمنا و بخير. و هما **** جاب **** خد **** عليه العوض. بكره **** يبعتلك ست ستهم
, حمزه قاطعها برفض غضبان: فال **** و لا فالك. ايه الحديت ده؟ هتكريهها ليه مخابرش؟
,
, امه ردت برفض: يعنى مخابرش عاد؟ طب مخابرش انى خابره و قولنا ماشى عشان متحددتناش سوا و استنيت عليك و قولت مستنى عليها لحد ما تولد و ياخد لحمه. لكن انت نفسيك ماخبرش ليه هتتكره؟ مخابرش جايبها منين؟ مخابرش ان اللى زيها كيف ما جوم من الذباله هيترموا فيها؟ انا صحيح قولتلك هات عروستك ف يدك بس بالجواز يا ولدى. مش بالحرام.
,
, حمزه إتخطى كلامها و رد بعصبيه: يعنى امينه و قولنا عشرتكم لبعض زى وحل الطين. مهاطيقهاش و لا هي كمان. غيره و شغل حريم و لت و عجن. لكن دى ايه؟ هاا! انتى حتى ماهتشوفيهاش غير صدفه ف الدار! ليه مطيقهاش؟
,
, أمه معجبهاش لهجته: عشان اللى قولته ده؟ شايف حديتك؟ يا ولدى دى كيف النداهه هتشدك للهو. انا مهحبش حبك لها. مش مطيقهاش هي قد ما انا مطيقاش حمزه ولدى اللى مبيقاش ولدى و هو معاها. ده انت قدامها بتبقى كيف العيل الصغير. مهتقولش غير نعم و حاضر على اشارة راسها بس من غير حديت. هتتلهف عليها و تتخلع اذا غميت شويه. هتعرف كيف تسحبك كيف ما عرفت تسلسلك و تمسك سلاسلك ف إيديها.
,
, حمزه شرد ف كلامها بلغبطه اللى من جواه مش ناكرُه و امه زعقت: اللى زى دى طالما اتلمت بملايه ف ليله يبقى تترمى بعد الليله و بملايتها. لكن طالما بطنها شالت يبقى ناخد لحمنا و تغور. و لا فاكرنى محابراش انك مش متجوزها عاد و كنت عايش معاها ف الحرام؟
, حمزه فهم انها عرفت تفاصيل عن حنين بس مقدرش يحدد عرفت ايه بالظبط ف اتعصب بشكل يدارى لغبطته: اسمعى.
,
, امه قاطعته: اسمع انت يا ولدى. الراجل طول ما هو مدى الست اللى معاه وشه و واقف كيف الصنم قدامها هتتحرك هي ماهو مش معقوله هتفضل حياتهم واقفه. و عشان تتحرك لازم يا تديه ضهرها و تمشى يا تمشى ف وشه و تفوت فيه. لو فضلت ف وشه و اتحركت هتخبطه و تلبس فيه و ان لبست فيه هتفضل كل حركه بخبطه و وقعه و تتقلب حياتهم جحيم. و ان ادته ضهرها هتمشى حره من غير سلسال و لا قيد و هو عشان ميسبهاش هيضطر يمشى وراها من غير ما يفكر! و ف الحالتين هو اللى هيخسر!
,
, حمزه كتم نَفس عنيف اخده و رد بالعافيه: العيال فينهم؟ مهاسمعش حسهم! ده العيال مهتبطلش وزوزه من اول ما ينزلوا
, أمه فهمت تهرّبه من الحوار كله اللى معجبهاش و ردت: نايمين. جيبت الدكتور كتبلهم حاجات صناعيه و الشغاله عملتهالهم لحد ما الست تيجى
, حمزه ضم عينيه بإستفهام: و امينه فينها؟
, أمه عينيها راحت على امينه المتكتفه قدامها و بوقها متكمم و ردت بجمود: ماتت!
,
, حمزه سكت ع الكلمه. مش عارف ليه محسش الكلمه غريبه عليه. الاغرب انه محسش اصلا بحاجه. و لا كإنهم إتعاشروا يوم!
, أمه إنتبهت لسكوته و قلقت من مضمون السكوت ده ف ردت بحده: الخيانه يا ولدى ملهاش غير تمن واحد و نهايه واحد. و ان سكت عن التمن بتيجى النهايه لوحديها
, حمزه بنبره خاويه من اى مشاعر: هي اللى
, أمه كملت بتأكيد: اه.
,
, حمزه بغضب: و ليه مقولتليش من وقتها؟ هتسيبينى كيف التور المتغمى؟ ده انا شُراب خُرده بقا كيف ما قالت!
, أمه ردت بهدوء: كنت هقولك
, حمزه زعق: كيف و انتى عرفتى و فكرتى و قررتى و نفذتى و انا زى الاعمى هحسس
, أمه ردت بمغزى: انت لو اعمى كيف ما هتحكى ف بمزاجك. انت لو كنت فتحت عينيك لحظه من وقتها كنت عرفت لحالك. لكن كيف ما قولتلك انت اللى حالك اللى مهيعجبنيش ده هو اللى مسمحلكش تشوف.
,
, حمزه هيزعق آمه سبقته: و انا لا فكرت و لا قررت و لا نفذت. و بعدين مزعّل حالك ليه؟ واحده و هتولد ماتت كيف ما بيحصل خمسين مره مع خمسين مَره غيرها!
, حمزه زعق بإصرار: بردوا كان لازم اعرف
, أمه ردت بهدوء: اهى عشان عصبيتك دى مرضيتش اجيبلك سيره وقتها. كانت حِبلى ايش ضمنى هتعمل ايه فيها و لا هي هتعمل ايه! و احنا منرميش لحمنا!
,
, امه رمت اخر جمله غصب عنها لمجرد انها معرفتش تقوله بقية الحقيقه او اللى هي فاكراها حقيقه. هتقوله ازاى امينه كانت بتخونك و عيلها مش من صلبك و هي مش عارفه تعرف منها مين ف العيال بتاعها و مبقتش ضامنه رد فعل حمزه!
, حمزه سكت بغضب لمجرد مفيش كلام يتقال.
,
, امه ردت: يا ولدى هي اللى فكرت و قررت و نفذت و اختارت نهايتها. هي اللى فكرت تخلص من النداهه بتاعتك بعدها تخلص بحالها و تهج باللى ف بطنها. لاء و نفذت و عشان جريت ورا تفكيرها اللى كان كيف الشيطان النتيجه هي اللى شربتها. محدش اتدخل
, حمزه زعق بإندفاع: و افترضى كانت نجحت! كانت عرفت تخلص من حنين؟ او. او تاخد ولدى و تُهرُب؟
,
, أمه ردت بغموض: و انت جوفك حامى عشان افترضت انها كان ممكن تخلص من حنين و لا عشان كان ممكن تاخد ولدك و تهج؟
, حمزه فتح بوقه هيتكلم سكت فجآه و حرّك إيده بعصبيه على وشه بيحاول يرتب انفاسه او كلامه.
, أمه تمتمت بحسره: مش بقولك كيف النداهه! يا الف خساره على ولدى!
, حمزه حاول يهدى: يا امااه
, أمه بلهجتها: ولدى اللى البلد كلياتها هتسميه قائد الصعيد و هو ف حاله سايب مَره اللى هتقوده.
,
, حمزه اخد نفس عنيف بغضب و حاول يخرج من الحوار: العيال كويسين؟
, آمه استسلمت لخروجه من الحوار: اه. الدكتور طمنى. اه و بالمناسبه خليته طاهر ادم
, حمزه إبتسم بتلقائيه: **** يطرح فيهم البركه و يجعلهم نبت صالح العيال دى
, أمه: إسمهم ادم و هديه. احنا مهنخلفش عيال! ولادنا بينزلوا من البطون رجاله. حتى البنات هينزلوا رجاله
, حمزه شرد ف حنين و اندفع بعفويه: هسمى البت حنين.
,
, امه إتنفست بغضب: واه. جنيت بيها اياك؟ بزياده عاد يا حمزه!
, حمزه انتبه بتبرير: جرا ايه يا امى؟ الاسم و عاجبنى و بعدين
, أمه زعقت: هيعجبك انت و لا النداهه بتاعتك! قولنا هدية **** تبقى هديه! خلصنا عاد
, حمزه اتنفس بصوت: خلاص هشوف حنين الاول و نقولك
, امه هزت راسها بخيبة امل و حمزه رد بتبرير: حبيبتى هي امها و لها الحق تسميها. يمكن يكونلها رأى تانى عاد. هنتعارك على اسم!
,
, أمه كتمت غضبها بحسره و افتكرت شغله ف المحاجر و التهريب اللى بيقل منه شويه بشويه من يوم ما عرفها بسبب انشغاله بيها او خوفه و بيتحجج بأخر عمليه و اخرهم انه مش عايز حتى يسمى ولاده من غير رأيها!
, حمزه مجرد ما جات سيرة ان حنين ام رد بسرعه بتذكّر: صحيح يا امى. مين في العيال لحنين و مين فيهم لأمينه؟
, أمه سكتت شويه و عينيها راحت بتلقائيه على امينه قصادها و هي متكتفه.
,
, حمزه عاد سؤاله بترقب: مين في العيال لحنين و مين فيهم لأمينه يا امى؟
, امه فجأه فاقت على امينه اللى بتهز راسها قدامها و جسمها بشراسه و نقلت عينيها بينها و بين اللفتين اللى على حجرها كل لفه فيها عيل و بردوا غطت عليهم صورة إبنها و حنين.
,
, طلعت من تفكيرها على صوت صرخه واحده بس من لفه على حجرها خضتها و خلتها و ردت بجمود.
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٧

حمزه عاد سؤاله لأمه بترقب: مين في العيال لحنين و مين فيهم لأمينه يا اماه؟
, امه فجأه فاقت على امينه اللى بتهز راسها قدامها و جسمها بشراسه و نقلت عينيها بينها و بين اللفتين اللى على حجرها كل لفه فيها عيل و بردوا غطت عليهم صورة إبنها و حنين.
, طلعت من تفكيرها على صوت صرخه واحده بس من لفه على حجرها خضتها و خلتها و ردت بجمود و نظراتها متعلقه بآمينه بشراسه: التنيين ولادك.
,
, حمزه رد بترقّب: خابر. بس مين فيهم من حنين و مين امينه؟
, امينه رغم انهت كانت متكتفه و متكممه قدامها بس مجرد ما سمعت رد ام حمزه ابتسمت و ابتسامتها وسعت اوى.
, آم حمزه لاحظت ابتسامتها اللى معجبهاش احساس الانتصار جواها.
, بصتلها برفض حاد و حاولت تختصر مع حمزه ف ردت بهدوء: قولتلك التنيين عيالك. مهيفرقش الوعاء
, حمزه بلع ريقه بحذر و ذكريات تفاصيل اللى فات شوّشت عليه: يعنى ايه؟ بقولك مين.
,
, امه للحظات سكتت بشك. حست اصرار حمزه غريب على انه يعرف مين ف الولاد لحنين و مين لأمينه.
, حمزه زعق بعصبيه لمجرد تخيل ان ضناه من امينه اتأذى او هيتآذى بينهم. لا هو ملهوش دعوه. ده ضناه الوحيد حتى لو محدش غيره عارف ده!
, حمزه زعق و امه شكها زاد: هقولك مين فيهم عاد لأمينه؟
,
, امه اتوترت من صيغة السؤال اللى شملت امينه و بصتلها قدامها بغضب و حاولت تهدى ف كلامها معاه بترقب: و انت هيفرق معاك ف حاجه يا ولدى؟ هتاخد واحد و ترمى التانى؟ مش التنيين لحمك!؟
, حمزه حاول يهدى اما حس إنه بيفوت ف سكه سد هو لوحده اللى هيخبط فيها ف طلعت نبرته مهزوزه بغضب: لا مهرميش لحمى. بس. بس ع الاقل ابقى عارف
, امه ردت بإنتظار لرده تفهم منه سبب اصراره مجرد يعرف و لا شاكك: ليه؟
,
, حمزه زعق: واه. ما بكفاياكى عاد المرازيه دى. قولتلك مهيفرقش معايا
, أمه حاولت تماطل معاه عشان تستشف الحوار اللى جواه اما حست ان في حاجه مش مظبوطه راكبه على سؤاله و اصراره اكتر من انه يعرف: بس هيفرق معاها هى
, حمزه رد بسرعه: لاه. لاه صدقينى حنين طيبه و غلبانه. دى من وقت ما فاقت و هي هتجن على ولدها. انا حتى معارفش اقولها جابت ايه
, أمه ببرود: قولها جابت تنين. ولد و بنت. ادم و هديه.
,
, حمزه اخد نَفس عنيف و حس ان كلام التليفون مش هينفع: حاضر يامه. اما اجى نتكلم
, هيقفل رجّع التليفون بسرعه على ودنه: امااه
, امه انتبهت: خير يا ولدى
, حمزه: امينه ماتت كيف؟
, امه قلقت من صيغة سؤاله المفاجئه و عينيها بتلقائيه راحت على امينه قدامها و اتلجلجت و شكها بيزيد: هتسأل ليه عاد؟
, حمزه اتعصب: واه، كل ما هسألك عن حاجه هتقوليلى هتسأل ليه! بقولك ماتت كيف كنتى هتقولى زينه و ممحتاجاش اسعاف!
,
, امه اتحركت بالتليفون بعيد: نزيفها زاد بعد ما مشيت و معرفتش اوصلك و عقبال ما اتصرفنا كانت راحت
, حمزه: واه، انتى قولتيلى انها كانت زينه! غميانه بس من الوقعه!
, امه توّهت الحوار: زعلان عليها اياك؟
, حمزه: دى ام العيل اللى جه ده حتى لو لسه مخابرش مين فيهم
, امه: و اللى معاك بكفايه و بردك ام عيلك و لا ايه؟ عايز تبقى جوز التنيين اتجوز من الصبح
, حمزه هز راسه بإنكار: مقصدتش اكده. انا اصلا كنت هطلقها.
,
, امه انتبهت لكلمته قوى بشك يكون عرف حاجه: ليه؟ عملت ايه؟
, حمزه استغرب خضتها: معملتش. انا اللى عملت. اتجوزت
, امه ردت بغضب لمجرد حست انه هيعمل ده بطلب حنين: واه، و انت اول واحد هتتجوز على مرتك عاد!
, حمزه كتم انفاسه العنيفه بضيق: لاه، و مش كيف ما انتى فاهمه
, امه ردت بغضب كتمته: امال كيف يا ابو ادم؟
, حمزه ابتسم بتلقائيه ع الكلمه اللى حسها جديده على قلبه.
,
, امه انتبهت لسكوته و هو انتبه بسرعه: حسيت انى مش قادر اكمل معاها. هظلمها. قلبى مال لغيرها
, امه نفخت بصوت مسموع: ما خلصنا عاد يا ولدى. هو محدش غيرك اتجوز من بنات بحرى!
, حمزه: لاه مش اكده. بس محبتش اظلمها و اظلم حالى. ف الاول كنت هخيّرها تختار تكمل و لا لاه برضاها. بس بعد اكده مخابرش. حسيت انه مينفعش. مش هعرف ابقى معاها. و هي مهتعرفش تتحمل و لا هتعرف تسكت
, امه: ما تقول انك خوفت على الست التانيه.
,
, حمزه هز راسه برفض: لاه و رحمة ابوي. طب عارفه انى اما قعدت مع نفسى بفكر ف اللى حصل و انا جنب حنين مستنيها تفوق قولت بلاش احسن الحوار كله. يمكن امينه حست بحبى لحنين و متحملتش. معاها حق. القلب ملهوش سلطان با ام حمزه و انا جربت
, امه معجبهاش اخر جمله ف ردت بتهكم: من ميتى بقيت تتكلم الحديت المايع ده!
,
, حمزه كان عارف ان الحوار مش هيعجب امه: مخابرش ليه حسبت انى عايز اقول اكده. بس انا حقيقى كنت ناوى اخيرها او نتطلق. احسن بكتير من ظلم هيجى وراه ظلم كتير
, امه نفخت و هو كمل: انتى اخر واحده كنت متوقعها تزعل لحاجه زى كده
, امه: عشان مش عشانى. عشان الست حنين. اتخانقنا ياما و كنت لا هتجيبلى حقى و لا هتجيبلها حقها و تسيبنا لحالنا نخلص مع بعض. بس فاتت ف الست حنين قوّمت الدنيا و مهتقعدهاش اهو.
,
, حمزه كتم ضيقُه: يا اماه
, امه قاطعته: خلاص. خلصنا عاد
, حمزه سكت شويه: مخابرش كيف كنت هعملها بس لو عرفت انها هي اللى بلغت قبل ما تموت و كنت هسيبها كنت هرمى ورا ضهرى حكاية البلاغ دى و اهو الحمد لله الموضوع اتلم من غير خساير مقابل نتطلق و احس انها خدت حقها. ظلمتنى و ظلمتها و خلصنا
, امه كشرت بغضب و تمتمت جواها: يبقى الحمد لله انها ماتت.
,
, حمزه هز راسه و قفل و دماغه شارده ف اتجاهات ملغبطه. ليه امه مش عايزه تقوله مين ف العيال لامينه و مين لحنين؟ ممكن تكون عرفت حاجه عن اساس حمل حنين زى ماهى عرفت انهم مش متجوزين! ممكن عايزه تعاقب حنين! و لا خايفه فعلا حنين تفرق بين العيال! بس هو لازم يعرف! لازم يعرف مين ضناه من صلبه! ده يمكن حنين متخلفش تانى! يعنى يمكن ميجيبش غيره! لازم يعرف!
,
, ادم خرج و نسناس وراه و ساب هدهد مع سحر. طول اليوم برا عمل مشاوير كتير كإنه بيهرب. مخنوق بشكل غير مُبرر قدام نفسه خاصة انه دوّر من بعيد لبعيد على حادثة القتل.
, وقف على جنب الطريق بالاسكوتر غيّر ملامح هيئته بلبس تانى و شد هاف كاب على راسه و رجع الاسكوتر اتحرك لحد ما وقف قدام القسم بعيد بالإسكوتر.
, ركنه و بص لنسناس: لو حصل حاجه عارف هتعمل ايه
, نسناس ضحك بقلق: **** يستر انا قولت هنتسوّح.
,
, ادم تمم على نفسه و بصّله بغيظ و هو راجع للاسكوتر: نسناس و هدهد! ده انا لو فاتح كشك موصّل على حديقة الحيوانات هصعب عليكوا يا ولاد الصرمه
, نسناس ضحك اوى و ادم ضحك معاه غصب عنه و هو بيطلّع نضاره نظر لبسها و دخل القسم.
, يدوب دخل و معدّى خبط ف ظابط و الظابط زعق: ما تفتّح يا حمار
, ادم رفع وشه هيتكلم بصّله و برّق بحماس: منير باشا. يخربييتك
, الظابط منير معرفوش بس حاول يستشف همهمته: بتقول ايه يالا؟
,
, ادم رفع إيده جنب راسه بتحيه: و لا حاجه يا ابن الغاليه ياخويا
, الظابط منير: نعمم!
, ادم اتراجع: يا ابن مصر. يا باشا انتوا ولاد مصر و احنا ولاد كلب يعنى؟ ما كلنا ولادها. انت إبنها و انا إبنها و هي نازله فينا تلطيش. يبقى اخويا و لا لاء؟
, الظابط منير كان في ورق ف إيده بيركز فيه و يبصّله: انت تعرفنى يالا؟
, ادم بص ف ساعته بإستظراف: معنديش مانع و **** يا باشا. بس انا مستعجل. ساموو عليكوا.
,
, الظابط بص وراه له بذهول و هينده عليه العسكرى شاورله بورق ف اخده منه و هو بيبص وراه بنرفزه مكتومه.
, ادم رجعله و شاورله ببلاهه: لا مؤاخذه ف السؤال يا باشا. هو انت مش كنت ف المرور ايه اللى جابك هنا؟
, الظابط منير: نعمم؟
, ادم كعمس وشه: انا بقول ايه اللى جاب القلعه جنب الجامع؟
,
, الظابط قال جملته بهدوء غصب عنه من انشغاله بالورق اللى ف ايده بس انفعل ف اخرها اول ما انتبه لأدم: اصل انا ف مكافحة المخدرات و بيطلبونا ف دورية التفتيش الشهريه للمينا و المطارات و، انت مال اهلك يالا انت هتصاحبنى؟
, ادم شاورله ببلاهه: ساموو عليكوا
, الظابط منير هيلف وراه العسكرى جه عليه: عربية الترحيلات وصلت يا باشا.
,
, الظابط منير بيلف قدامه للعسكرى يتكلم ادم رجعله بسرعه و حط إيده عليه و اتكلم ف ودنه بتهريج: قاسيه علينا اوى اليومين دول و **** يا باشا
, الظابط اتعصّب: هي مين دى يالا؟
, ادم كعمش وشه بضحكه صفرا مكتومه: امك
, الظابط هيفلت كتفه منه بغضب: نعمم! انت
, ادم لحق كتفه بسرعه مسكه و قاطعه: و امى و ام الدنيا. ست الحبايب يا حبيبه. بيقولوا الام مدرسه و دى لا نافعه مدرسه و لا كُتّاب حتى و مطلعانا بنبصم على وش بعض.
,
, الظابط بيشد نفسه يتعصب العسكرى جاه عليه بسرعه: محمد باشا عايزك برا عشان الترحيلات
, الظابط لسه بيشد نفسه من ادم ادم شدد دراعه على كتفه و طبطب عليه بإيده التانيه و شاورله ع العسكرى بإستفزاز: و **** ما انت جاى. كلم عشان عايزينك
, ادم ساب دراعه من عليه و الظابط بص للعسكرى: قوله سبقك يا باشا
, بيلف وراه لادم كان ادم مشى و مشافهوش ف نفخ بغيظ: يا ابن الكلب.
,
, نسناس كان برا مراقب الطريق بقلق لأدم لحد ما لمح الظابط اللى جه ف حادثة القتل بيخرج من القسم ناحية بوكس و معاه كذا عسكرى بينزلوا ناس من عربية ترحيلات قدام القسم.
, بصّلهم بقلق بجد و إتلفّت حواليه بتوتر و محتار ياخد الاسكوتر و يمشى و لا يسيبه لآدم.
, بيلف وشه عسكرى منهم لمحه و بص عليه قوى و شاور للظابط منير: اهوو يا باشا.
,
, الظابط منير بص وراه بعدم فهم و العسكرى جرى ناحية نسناس اللى اخد باله و نفخ و استعد يجرى.
, الظابط منير راح وراهم و هما بيجروا ورا بعض و هو مش فاهم و العسكرى بيتكلم و هو بيجرى: الواد بتاع حادثة قهوة العشوائيات. انا شوفته يومها
, الظابط منير وقف لحظات بيحاول يتأكد بس قدام القسم اتقلب و حصلت دوشه و دربكه مع جرى العسكرى ورا حد و افتكروه حد هارب من عربية الترحيلات و الكل بقا يجرى.
,
, الظابط منير نط سبق العسكرى اما شاف نسناس بيجرى و جريوا ف مطارده ورا بعض. عشان نسناس ملحقش ياخد الاسكوتر و جرى بمجرد ما العسكرى شافه معرفش يرجع للإسكوتر يساعده يتحرك.
, الظابط قرّب منه و نسناس بيكسر سكة العربيات الظابط منير حط رجله قدامه جابه على وشه و قبل ما يقوم لف دراعاته الاتنين ورا ضهره و اتكى برجله عليه.
,
, ادم كان خرج و شاف المشهد من اخره بس فهم اوله. اخد نَفس من سيجارته من بعيد و رماها و اتحرك مشى بهدوء من تانى جهه.
,
, الظابط منير اخد نسناس و دخل القسم و بص للعسكرى: انت متأكد ان الواد ده كان ف الحته يوم الحادثه؟
, العسكرى قرب منه بسرعه: اه يا باشا انا شوفته بيجرى من الشارع و احنا بنفتشه. كان خارج من البيت الواقع ده
, الظابط منير بس لنسناس: انت من الدرّاسه يالا؟
, نسناس إتوتر رغم انه حاول يبان طبيعى: ها. لا يا ريس.
,
, الظابط وقف و خبّط على مكتبه بحده: انا مش ريس يالا. انا الظابط اللى بيحقق معاك ف جريمه يا حمار. ريس دى تقولها لبتاع القهوه يا روح أمك
, نسناس إفتكر كلام ادم كويس اوى و تعليماته و اخد نَفس جامد و اتعصّب: و انت مالك و مال امى يا ريس؟ انت واقف قدامى دلوقت و لا قدام امى؟
, الظابط لف من مكتبه راح عليه بنرفزه شده: انت مش عاجبك روح امك يا روح امك؟ طب طظ فيك و ف الذباله امك.
,
, نسناس اتعصب و زقه بروسيه ف دماغه بهجوم وقّعه ع المكتب: طب دى أمك انت انا مال أمى؟
, الظابط اتعدل من وقعته و شد نسناس ببوكس عنيف ف وشه حدفه ورا: ميتينك على ميتين امك
, ثوانى و العساكر فتحت الباب و دخلت و المكتب اتملى بيفصل بين الظابط و المتهم اللى ماسكين ف بعض و دخل من بينهم اللوا محمد اللى اتكلم بغضب: ايه اللى بيحصل هنا؟
,
, الظابط منير اتعدل بينهج و وقف بإحترام يأدى التحيه: باشا. ده. ده واحد مُشتبه فيه ف قضيه و. و بنتأكد منه و بنحقق و
, اللوا محمد زعق بغضب: و ده تحقيق و لا حلقة مصارعه؟ انت عارف انت فين هنا؟
, نسناس كان اتعدل بتفكير. بيحاول يفكر بشكل سريع يتصرف او ف خطوته الجايه.
, بص للوا محمد يتكلم: يا باشا
, اللوا محمد كمل مع الظابط منير: انت ف قسم يا سيادة الرائد. ف مكافحة المخدرات.
,
, نسناس بلع ريقه بسرعه بلغبطه لدرجة شرق و الكل بصّله.
, اللوا محمد كمل مع الظابط: مكافحة مخدرات يعنى كل اللى حواليك و تحت إيدك شمامين و بودرجيه و مبرشمين و بتوع قهاوى و سكك شمال. لو حد فيهم بيتحقق معاه او جاى او مترحل و شافك بتاخد على قفاك بمنظرك ده هيستقل بيك و اما يجى الدور عليه هيعمل زى اللى قبله و يستهون بيك و تبقى ملطشه و القسم هيبقى سويقه.
,
, الرائد منير اخد نَفس عالى بغضب و هيتكلم نسناس بص على قفا الظابط بشكل ملحوظ يستفزه و كعمش وشه.
, الظابط هيندفع بهجوم اللوا محمد بصّله بغضب ف وقف مكانه بالعافيه و تمتم بسخط: بنتعلم من سعادتك يا باشا. تمام معاليك
, اللوا محمد بص لنسناس: انت جاى ف ايه يالا؟
, نسناس قرب منه بمكر بعد ما لعب ف الحوار ف دماغه و إتكلم بغُلب: و **** ما اعرف يا ريس
, الرائد منير اندفع بغضب: ريس تانى؟
,
, نسناس رفع دراعاته على وشه بخوف مصطنع و اللوا محمد بص للظابط منير: و بعدين؟
, الرائد منير وقف كتم غضبه و نسناس قرب جنب اللوا محمد اتكلم بضعف: اهو يا ريس كل الدربكه دى عشان الكلمه دى. عشان قولتله ياريس. عصّبته اوى و نزل فيا تلطيش و شلاليط و بونيات لحد ما كان هبفتح قرنى
, الرائد منير بصّله بحده: انا يا ابن الكلب
, نسناس رد للوا محمد: و شتمنى بأمى يا باشا.
,
, الرائد منير بعصبيه قرب منهم و نسناس اتحرك بسرعه ورا اللوا محمد: يا ابن الكلب يا
, نسناس: حتى اسأل العساكر
, اللوا محمد بص للعساكر بحده اللى هزت راسها بخوف و هو بص للرائد منير: اهدى شويه يا بيه. انت بتقول مُشتبه فيه. يعنى لسه مفيش قضيه و مش متأكد اذا كان هيبقى فيه و لا لاء
, الرائد منير اتكلم بغضب بيكتمه: ده عيل مش مظبوط و انا هجيب قراره
, اللوا محمد بص لنسناس: انت منين يالا؟
, نسناس دارى قلقه: من زايد.
,
, الرائد منير اندفع بغضب: نعمم؟
, نسناس لف وشه وراه بإستفزاز للرائد منير و رجع بوشه قدام للوا محمد صحح بسرعه: لالا مش زايد بتاعتكم. انا من الشيخ زايد. العشوائيات دى
, اللوا محمد إبتسم غصب: ورينى بطاقتك
, الرائد منير رد بغضب: ده كداب. ده من الدرّاسه و انا عارفُه. كان هناك وقت الحادثه بتاع الراجل بتاع الخرابه
, نسناس خرّج بطاقته ورهاله و اللوا محمد بص فيها شويه و إدهاله.
, اللوا محمد بص لنسناس: انت بتروح الدرّاسه؟
,
, نسناس حاول يدارى قلقه: اه يا باشا. ساعات
, الرائد منير اندفع: شوفت؟
, نسناس: ليا صحاب هناك و ساعات بروحلهم نقعد شويه ع القهوه و نمشى
, الرائد منير ازل ما جات سيرة القهوه شاورله: اهلااا
, اللوا محمد: كنت فين امبارح اخر النهار؟
, نسناس حرّك إيده ورا ودنه و الظابط قرب منه بتدقيق: ما تنطق يالا
, نسناس اتهز بقلق: كنت
, الرائد منير: كنت هناك و العسكرى شافك و اتعرف عليك.
,
, شد العسكرى قدام نسناس اللى هز راسه بسرعه من غير ما يتسأل: اه يا باشا هو. انا شوفته بيجرى ف الشارع اللى فيه البيت القديم هناك اللى نط منه حد من فوقه و جرى بالمكنه ملحقنهوش
, الرائد منير اتعدل قدام نسناس: اهلاا
, نسناس رد بسرعه للوا محمد: يا باشا انا كنت فعلا هناك. بس انا قولت لسعادتك ليا صحاب هناك و بروحلهم ف طبيعى ابقى هناك. و ان انا مشيت من الشارع اللى نط منه واحد شاكين فيه
, الظابط قاطعه: لاء المجرم.
,
, نسناس بلع ريقه و رد بسرعه: و لا حتى المجرم ف ده انا مليش دعوه بيه. ماهو مش معقول بتمسكوا اللى اتنفس ف نفس الشارع. و بعدين ما انت بتقول المجرم اهو. يعنى عارفين المجرم بقا يبقى انا مشتبه ف ايه؟
,
, الرائد منير رد بسخريه: لا يا خفيف. بس عشان المجرم كان مستخبى ف البيت قبل ما ينط من فوقه هو و البت اللى ضربت الراجل. و اما نط هرب بالمكنه اللى وقفت قبل ما ينط بدقيقه لإنها مكنتش واقفه و احنا بنفتش الحته. ف اللى جابهاله واحد اتحرك قبله ساعده. عرفت بقا بنجيب الناس اللى عدت من الشارع ليه و لا لسه؟
, نسناس اتكلم بفهم: ااه طب فهمنى براحه ياريس.
,
, الرائد منير كز على سنانه و مد إيديه الاتنين بغضب و نسناس دارى وشه بدراعاته بسرعه.
, الرائد منير: مين الواد ده يالا و مين البت اللى كانت معاه؟
, نسناس رد بتوتر: يا باشا معرفش. انا زى ما قولتلك انا كنت رايح لصحابى
, الرائد منير سكت شويه و شاورله بحده: طب مين ادم عمران اللى شهرته ادم السفاح عندكوا؟
, نسناس من قلقه رد بسرعه: و **** ما اعرفه.
,
, الرائد منير استغرب سرعته و لهجته ف شاورله ببرود: يبقى مش هتروح لحد ما نوصله
, نسناس بص للوا محمد بضعف: يا باشا و **** ما اعرفه. انا حتى رايح لصحابى و لو حتى بروح كتير ف انا بردوا ضيف ع المنطقه. يعنى لا اعرف سفاح و لا جزار هناك
, الرائد منير كز على سنانه و اتكلم بإستفزاز: بردوا هتفضل. ع الاقل لحد ما نتأكد من بياناتك.
,
, اللوا محمد كان متابع حوارهم بتفكير و اتدخل بعد ما بص للرائد منير من ورا نسناس: سيب بياناتك يالا مع العسكرى و رقمك عشان لو عوزناك هنبعتلك
, نسناس هز راسه بسرعه و الرائد منير كان هيتكلم اللوا محمد شاورله يسكت.
, نسناس قرب بسرعه بلغبطه من العسكرى لدرجة خبط ف الرائد منير: اسف ياريس
, الرائد منير كز على بوقه بعصبيه و نسناس شد الورقه من العسكرى كتب بياناته و إدهاله ف الرائد منير ممدش إيده.
,
, نسناس اتوتر حاول يبتسم بمرح و شاور بها للعسكرى ادهاله.
, اللوا محمد شاورله يخرج: زى ما قولتلك متطلعش ف اى حته عشان سيادة الرائد هيبعتلك لو عوزناك
, نسناس هز راسه و هو رافع إيده جنب راسه بطاعه للرائد منير: حاضر يا ريس
, الرائد منير بص يمين و شمال و هو مغمض بينفخ و نسناس همس جنبه و هو خارج: زعلان من الريس ليه بس؟ ده هو اللى ملبسنا هو، هو اللى هيقلعنا هو.
,
, الرائد منير فتّح عينيه كان نسناس خرج بسرعه ف بص للوا محمد: انت سيبته يمشى ليه؟
, اللوا محمد اختصر و هو بيخرج بإنشغال: اولا لإنه مشتبه مش مجرم. ثانيا عشان ده طرف خيط مش خيط
, الرائد منير اتحرك وراه برفض: ده شروع ف قتل!
, ادم مع سحر و هدهد بيتكلم بتوتر.
, سحر: انت اما سألت اتأكدت كويس؟
, هدهد اتحركت بقلق: شروع ف قتل! يعنى مامتش؟
, ادم رفع حاجبه بغيظ: انتى زعلانه انه مامتش؟ روحى كملى عليه.
,
, سحر: يعنى زمانه وصفكوا للمباحث. احيييه
, ادم بص على هدهد بغيظ: امال انا نقلتكوا لهنا ليه؟ اكيد هيتابعوا نسناس. يارب يفهم
, سحر بصتله بقلق: ماهى دى شقتك بردوا و الحته كلها هنا عارفاها و عارفاك و عارفه انها شقتك. يعنى لو اتقفشت هنا يبقى بتلبس بردوا
, ادم اتنفس بصوت عالى: بس هناك بدل ما هنلبس ف تهريب مصيبه زى دى من جريمه بتاعتها هى. هنلبس ف تهريب حاجات تانيه من جريمه بتاعتنا احنا و احنا اللى هنلبس.
,
, سحر بصتله بتوتر و ادم بيحاول يرتب تفكيره وبص على هدهد و رفع حاجبه: البدله الزرقا اشيك على فكره من الحمرا متقلقيش
, هدهد ردت بغيظ: لاء الحمرا احسن
, ادم: هي بيبى دول؟ ده انتى هتتمرجحى بيها
, هدهد ضحكت غصب عنها و بتوتر صوتها اتهز اما اتكلمت: ماهو ان مكنش قتل بقى شروع ف قتل و ده معناه انه فاق او هيفوق و هيخلوه يتعرف على اللى ضربه و دى فيها تأبيده مهما كان السبب ده حكومه و مهتهزرش.
,
, ادم بصّلها شويه و رفع حاجبه و هي بتلقائيه مسكت إيده.
, ادم بص لإيدها اللى ماسكاه و قبل ما ينطق لاحظها بتترعش و تلّجت و عيونها إتملت دموع: ده الموت اهون
, اخد نفس بتوتر و هزر بتلقائيه غصب عنه يلطف الموقف عليها: لا انا مش بتاع ددمم. انا اهرّب اه. اوزّع. اساعد واحده هبله ضربت واحد عشان تسرق شنطته و اول ما وقع راحت رامياله الشنطه و جريت. لكن ددمم ( شاور ببوقه لاء ) احبوش. بيجيبلى حرقان ع المعده.
,
, هدهد ضحكت غصب عنها من وسط دموعها اللى نزلت من غير ما تحس: لا مش قصدى موته هو. انا قصدى انا. انا اموت اهون من الحبس
, ادم رد بهزار: اه اذا كان كده ماشى. تصدقى حبيت الدم فجأه. انا اصلا كنت بحبه بس مش عارف. ده انا بصحى اقربع كل يوم كوبايتين ع الريق
, هدهد ضحكت غصب عنها تانى و حطت إيديها على وشها تدارى عينيها و هو سرح ف لحظه خطفها غصب عن الموقف.
,
, سكتت من ضحكتها و بصتله: انت فايق تهزر ف موقف زى اللى احنا فيه ده؟
, ادم رفع حاجبه و قرب منها بتصحيح: لاء مفيش احنا. اللى انتى فيه. قصدك اللى انتى فيه. انتى اللى سرقتى الراجل و انتى اللى ضربتيه و انتى اللى هربتى
, هدهد بصتله بغيظ و كزت على سنانها و هي بتقرب منه زقته ضهره لبس ف الباب وراه: و حضرتك كنت بتضربه مزاج و لا عياقه؟ بعدين انا لو مكنتش ضربته كنت انت قبلى ف نيتك تضربه و معرفتش.
,
, ادم هيتكلم: هو نزلوا قسم النوايا ف القانون و لا ايه؟
, هدهد قاطعته بعصبيه و هو بتشاور ف وشه بصوباعها: بعدين كان هو هيضربك و انت بتضربه و انا حوشته عنك. تقدر تقولى هتفسرلهم ده بإيه غير انك معايا من الاول! هتقولهم ايه بقا يا فصيح! كنت بتضربه ليه؟ و لا تكونشى هتقولهم عشان كنت عايز بوسه من واحده كان بيتخانق معاها و هيقتلها!
,
, ادم كز على سنانه و بيقرب منها و هو بيعض شفايفه ببوقه كله و رفع كفوف إيده الاتنين و كوّرهم و هي بتلقائيه رفعت دراعاتها و تنتهم جنب ودانها و من غير ما تفكر إستخبت وراه.
, ادم بص بطرف عينيه وراه: انتى بتستخبى منى فيا؟ انتى هبله يا بت و لا عندك تسلخات ف مخك؟
, هدهد كتمت صوت إبتسامتها الغريبه: ماهو مفيش راجل هنا غيرك اتحامى فيه.
,
, ادم رفع حاجبه و نزّل إيديه و لف جسمه لها و هي إتعدلت: و ****؟ بتحرجينى و انا نسيت و انا بعرّفك على نفسى اقولك إن انا بجح عادى
, قطع كلامهم صوت خبط جامد ع الباب بيزيد اوى.
, ادم بتلقائيه اخدها من إيدها ورا ضهره و قرب من الباب بص من العين شاف اللى وراه.
, بص لسحر بتفكير و هي شدت هدهد و اما الباب اتفج مفتوح بعنف ملحقوش يتحركوا.
,
, الحاجه صافيه قفلت مع حمزه و حطت الموبايل جنبها و اتقدمت كام خطوه قصد امينه اللى راقده على سرير و إيديها متربطه ف بعض و طرحه ملفوفه على بوقها.
, وقفت بجمود: هاا! قولتى ايه!
, امينه بصتلها بغلّ و ام حمزه قربت فكت الطرحه من على بوقها.
, امينه مجرد ما صوتها طلع ضحكت بإستفزاز.
, الحاجه صافيه اخدت نَفس بتحاول تهدى تكسر عنادها. فتحت الباب شاورت للشغاله ناولتلها صنيه عليها اكل و شاورتلها مشيت و هي دخلت بالصنيه.
,
, حطتها قدام امينه بهدوء: كلى
, امينه بصت للصنيه و الحاجه صافيه بصتلها بهدوء: مهخلصش عليكى يعنى بالوكل! لو عايزه هخلص من
, امينه قاطعتها ببرود: هاكل يا حاجه. عارفه ليه؟ عشان مهتقدريش تعملى حاجه. طول ما انا لفاكى زى الحنش اكده حوالين ايديا و ماسكه راسك بيدى مهتقدريش تعملى حاجه واصل غير انك تجيبيلى الوكل و الشرب كمان لحد عندى.
,
, الحاجه صافيه كتمت غضبه بالعافيه و امينه شاورتلها بوشها بإستفزاز: و لو طلبت ولدك كمان. و ف سريرى. هتجيلهولى لحد عندى و تذوقهولى كمان لو حبيت و انا خابره
, الحاجه صافيه قربت منها بتهديد: لو فاكره ضناكى اللى حاميكى تبقى مخربطه. انا ممكن اخلص من التنييين و لا انى اربى لحم مش مننا
, امينه ضحكت بقوه: اعمليها.
,
, الحاجه صافيه كملت: و اللى خلفت لولدى مره قادره تجيبله التانى و بطنها تشيل تانى و يبقى عيل و **** عوّض اتقتل بدل ما يجر النبت النجس للدوار و انتى خابرانا صعايده ف الشرف مهنهزرش
, امينه بصتلها شويه و نظراتها ابتدت تتوتر.
,
, الحاجه صافيه: و عشان تتآكدى ممكن اسيبك اهنه كيف الكلبه اللى هنرميلها الوكل الباقى مننا لحد ما اتأكد ان ضرتك بطنها اللى شالت مره تشيل التانيه و تجيب الواد و ساعتها اشيّعك انتى و العيال و لا تفرقى معاى
, امينه بصتلها قوى بجنون: مهتقدريش. حمزه مهيسكتش.
,
, الحاجه صافيه اتعدلت بقوه: حمزه ده ولدى. اللى بيناتنا اكبر من حتة ورقه عند مأذون. بيناتنا ددمم و شغل و عيله و فلوس. و يوم ما يعصانى انا خابره زين كيف ادوس عليه قبل قلبه.
,
, امينه بصتلها بنظرات حاقده و الحاجه صافيه شاورتلها: و لو معتمده عليه ف حاجه من تفكيرك ف احب اعرفك ان انا قولتله انك موتتى. و قبل ما يوصل اهنه مع مرته هقوله انك اتدفنتى و خلصنا و هو مهيدورش ف القرافه عاد عشان خاطرك. يعنى يا بت الناس رقبتك بقت تحت يدى.
,
, امينه: و انا رقبتى طول ماهى متعلقه برقبة ضناى مهتفارقكيش واصل
, الحاجه صافيه اتحركت بتفكير لحد ما استقرت قصادها الناحيه التانيه: و انا معايزهاش. معايزاش رقبتك و لا رقبة ضناكى ده. خديه و غورى من هنا و
, امينه ضحكت بقوه: عيب يا حاجه ده انا ف المكر ابقى امك. هتضحكى على شيبتك عاد! اخد ضنايا و امشى! عشان مجرد ما اخده اكون خلصت عليه و ساعدتك!
,
, الحاجه صافيه ردت بصدق: لاه. و شوفى ايه اللى عايزاه يضمن خروجك بضناكى من اهنه لحد ما تهمّلى البلد من اهنه!
, امينه ردت بغلّ: لاه
, الحاجه صافيه زعقت بنفاذ صبر: امال عايزه ايه عاد؟
, امينه قربت بغصب: عايزه اقعد ف دوارى. ويا جوزى. و انتى اللى تحببيه فيا كيف ما كرهنى بسببك. لاه و مش بس اكده. انتى بردك اللى هتخليه يطلق الغندوره بتاعة بحرى كيف ما خلتيه يتجوزها. و يرميها برا بضناها كمان.
,
, الحاجه صافيه بصتلها بعنف و افتكرت كلام حمزه انه بس كان عايز يطلقها عشان قلبه مال لحنين و مش قادر لا يقربلها و لا يظلمها. لعنت حنين جواها و حب حمزه لها اللى كانوا السبب ف فشلها او عجزها قدام عرض امينه. لو فكرت بس تعرض على حمزه هتفشل! و لو فكرت تعمل ده بنفسها هتفشل!
, الحاجه صافيه انفعلت عليها بعصبيه: مهيحبكيش عاد
, امينه ردت ببرود: خابره.
,
, الحاجه صافيه بصتلها قوى و امينه هزت راسها ببرود: الست منينا هتحس براجلها اذا كان عاشقها و لا لاه
, الحاجه صافيه اتدخلت بغضب: و من قبل حنين
, امينه ابتسمت بإصفرار: بردوا خابره. مش هقولك الست منينا هتحس و انا ادرى بإحساس جوزى. كنت فاكراه ملهوش غيه ف الحريم. بس اتجوز و دايب. فاكرانى مشيفاش نظرات العشق ف عينيه اللى هتطلع من جواه!
,
, الحاجه صافيه بصتلها بذهول و امينه اتحركت ببرود: ايه يا حماتى؟ اتفاجئتى عاد انى خابره انه مهيحبنيش؟ لاه استنى افاجئك. و لا انا كمان هحبه
, الحاجه صافيه بصتلها قوى بإنكار و هي ابتسمت بإصفرار و هي بتشاور ف وشها: بس هحب المال. و العيله. و الجاه. هحب ابقى مرت الكبير. و ست الدوار دى كلها. هحب اخد مكانك بعدين و ابقى ام ولاده اللى همشى كلمتى عليهم كيف ما مشيتى كلمتك على ولدك يتجوز.
,
, الحاجه صافيه بصتلها بغضب: و انتى معارفاش تاخدى مكان ضرتك عند راجلك هتاخدى مكانى انا عاد؟
, امينه: انتى اللى هتفضيلى المكان ده يا هتعيشى طول عمرك موسوسه من ناحية العيال. و لعلمك انا ممكن اقولك على ضنا حنين انه ضنايا و انا خابره انك هتخلصى منيه و بإكده ابقى اخدت حقى بيدك.
,
, الحاجه صافيه بصتلها قوى: انا دلووك بس عرفت ليه حمزه مكنش ممكنك منيه. ليه مكنش مخليكى ماليه يدك منيه. و ليه مكنش شابعك منيه. عشان كان عارف انك اول ما هتتمكنى هتدوسى كيف ما اتمكنتى دلووك من فرصه خايبه و فايته تدوسى ع الكل و مخايفاش تفةتى براسك ف الحيط
, امينه: و انا قولتلك مهحبهوش. و مادام اتصارحنا يبقى كل اللى حق يدور عليه و انا حقى ف الدوار دى و مههملهاش واصل.
,
, الحاجه صافيه اندفعت عليها بغضب: عشان اكده بيعتى شرفك يا خاطيه؟
, امينه اتخطت كلامها ببرود: عشان اكده هو اللى هيبيع حنين و غصب عنيه و انتى اللى هتخليه يعمل اكده. يا اكده يا مش هتعرفى طول عمرك مين ضناكوا اللى انا بس اللى اعرفه
, الحاجه صافيه كظمت غضبه غصب: و لما انتى مهتحبهوش عايزه ليه تخليه.
,
, امينه كملت عنها ببرود: عشان ابقى خدت حقى. منيه و منيها. هي لو كانت ماتت على يدى كنت حسيت انى خدت حقى و كنت ريحتك و ريحت نفسى و ريحتها و كان الكل ارتاح. بس من حديتتك انها لساها عايشه. يبقى لسه ليا حق. و هاخده. و انتى اللى هتجيبهولى تحت رجلى. و يا اكده يا تنسى خالص تاخدى منى كلمه واحده
, الحاجه صافيه كتمت غضبها بالعافيه لمجرد انها مصممه توصل معاها لحل.
,
, بصت لأمينه و حاولت تخليها تسمع عرضها تانى زى ماهى سمعت عرضها: و الحديت ده تشيليه من راسك. لا حمزه هيرميها و لا
, امينه قاطعتها: و انتى هتعجزى عن ده عاد يا حاجه؟ يا خسارة الشيبه و ****
, الحاجه صافيه كملت: و لا احنا هنرمى لحمنا
, امينه: يبقى خلى ضناها و غوريها و هي دماغها سايحه مهتفهمش ايه اللى حصل مجرد ما تغور من خلقتنا. و يبقى اتفقنا.
,
, الحاجه صافيه: اتفقت معاكى و اختلفت مع ولدى؟ لاه و عايزانى اسيبك كمان بضناكى ف الدوار!
, امينه اتعدلت قدامها ببرود: و تنسى عاد حكاية انى خونت ولدك دى. قدامك حل تانى يا حاجه؟
, الحاجه صافيه بصتلها بحزم: بصى يا بت الناس. كيف ما قولتلك. ههمّلك تمشى على رجليكى بعد كل اللى عملتيه و شوفى ايه اللى عايزاه يضمن خروجك بضناكى من اهنه لحد ما تهمّلى البلد من اهنه! بس ليا شرطين.
,
, امينه اتعدلت بسخريه: مش لما اوافق الاول! و لا قررتى عنى عاد! طب لما انتى ناصحه اكده ما تقررى مين فيهم من صلبكم؟
, الحاجه صافيه اتخطت كلامها و كملت: الاولانى متعاوديش واصل. لو بس حد من تبعى قال انه لمح طرفك هقتلك. و التانى ضناكى مهيتكتبش بإسم ولدى. مهيشلش اسمنا و لا اسم عيلتنا واصل
, امينه بصتلها بشماته اما لمحت الصدق ف صوتها و انها فعلا عاجزه من غيرها تعرف الحقيقه و بتتنازل و مجبره.
,
, بصتلها بشماته: ايه ده! ستتنا هتتنازل عاد؟ جرا ايه ف الدنيا يا ولاد؟ الشمس طلعت من المغرب و لا اذّنوا ف الكنايس عاد!
, الحاجه صافيه فكت ايدها و شاورتلها ع العيال: خدى ضناكى و الضامن الوحيد ليكى اللى اقدر ادهولك حاجه واحده.
,
, امينه بصتلها و الحاجه صافيه شاورتلها بمسدس: خلى ده معاكى لحد ما تخرجى من اهنه. لاه من البلد كلها. و انا بنفسى اللى هخرّجك للباب عشان تضمنى اذا حد اتعرضلك منى او من رجالتى اضربى عليه و علينا.
,
, امينه بصت للمسدس و الحاجه صافيه فتحت خزنته قدامها و شاورتلها ع الطلق: اهه عشان تطمنى. عارفه ده بتاع مين؟ ده بتاع المرحوم ابو ولدى. مطلعش و لا حتى لحمزه رغم انى اديته كل حاجه كانت لأبوه حتى روحى. لو حسيتى بغدر اتصرفى بيه. و لو حصل غدر و معرفتيش تتصرفى مجرد ما هتطلعى اعملى بيه اى داهيه و ارميه و انا اللى هلبس فيها بسلاحنا. و لو خرجتى سالمه ابقى رجعيه بمعرفتك او اى طريقه.
,
, امينه بصتلها بذهول: عشان ايه كل ده؟ مانتى قولتى انى خاينه باقيه عليا ليه عاد؟
, الحاجه صافيه صوتها عِلى بقوه: باقيه على ولدنا. اللى من صُلبنا. حتى لو كان البت هي اللى من صُلبنا. و قولتلك مهنربيش غير لحمنا و انتى خدى لحمك و اتكلى منك لرب العباد كفيل بيكى.
,
, امينه اتحركت و وقفت قدامها بإستفزاز لمجرد لمست ضعفها قدام عاداتها و تقاليدها: و اما انا خاينه و ده مش لحمكم و عايزانى اخده و اهملكوا عاد مخلصتيش منى ليه وقتها؟ وقت ما عرفتى؟
, الحاجه صافيه بصتلها شويه و حاولت تشقلب الجمله يمين و شمال ف راسها: انتى خونتى ولدى و لا لاه؟
,
, امينه اتوترت لمجرد ان الحقيقه دى تتهز قدامها لانها عارفه انها خانت حمزه و بلغت عنه ف لازم هتتحاسب و حتى لو متحاسبتش ع اللى عملته ده ف بقت مش مضمونه ف اللى ممكن تعمله. يعنى مصدر خطر! و فوق ده كله محاولتها لقتل حنين اللى لو اتحطت ف ايد القانون هتبقى شروع ف قتل و لو اتحطت ف ايد حمزه هتبقى العن من القتل نفسه!
,
, الحاجه صافيه متابعه نظراتها بتدقيق: انطقى. مكنش لازم اوثق ف واحده بلغت عن جوزها قدام عينى و قالت اكده بعضمة لسانها. بس هسألك لأول و اخر مره خونتى ولدى و لا لاه؟
, امينه ردت بإستفزاز و هي بتقرب منها: خونته. و لو يرجع بيا الزمن هخونه تانى بصوباع رجلى حتى مش بجسمى
, الحاجه صافيه كتمت غضبها مع انفاسها و بصت ع العيال و بصت للمسدس و بصت لأمينه و فاجئته بحركه قلبت كل موازين الحكايه رأساً على عقب،!
,
, ادم مع هدهد و سحر قطع كلامهم صوت خبط جامد ع الباب بيزيد اوى.
, ادم بتلقائيه اخدها من إيدها ورا ضهره و قرب من الباب بص من العين شاف اللى وراه.
, بص لسحر بتفكير و هي شدت هدهد و اما الباب اتفج مفتوح بعنف ملحقوش يتحركوا ف وقفوا ورا الباب من غير نَفس.
,
, الرائد كان ماسك نسناس من دراعاته لاويهم ورا ضهره و بص لأدم: اهلا. انا قولت كده بردوا
, ادم حاول ينتبه و يثبّت صوته: في ايه حد يدخل على بيوت الناس كده؟
, الرائد منير طلع الكارت إداهوله: اه يا روح امك. احنا
, ادم بص ف الكارت بتوتر داراه: اهلا. خير يا باشا في ايه؟
, الرائد منير بصّله بتفحّص قبل ما يسأل: شقتك دى؟
, ادم إتريق: لاء الخمّاره
, الرائد منير زعق: ما تتظبط يالا.
,
, منير كان ساب نسناس و هو بيديله الكارت ف نسناس وقف جنب ادم و همسله: مش ده. مش ده اللى بيتهزر معاه. ده ابن كلب إيده حوله
, ادم كتم إبتسامته اللى طلعت غصب و الرائد منير لاحظ همسهم ف شد نسناس وراه و زعق لأدم: اخلص يالا
, ادم اتريق بسخريه: ماهو لو اعرف انت عايز ايه هخلّصهولك
, الرائد منير هيتكلم ادم كمل تريقه: يعنى لو عايز تشد نَفسين يبقى سبت و اتنين و اربع. اما لو عايز تشد نسوان يبقى حد و تلات و خميس.
,
, الرائد منير هيتكلم بتعصب ادم كعمش وشه: اما لو عايز تشد نفسك و تمشى يبقى دلوقت عادى
, الرائد منير انفعل بعصببه: و حياة امك
, ادم شاور بإستعباط: ماهو الجمعه بقا اجازه يا باشا احنا مش قرايب ابو لهب
, الرائد منير كز على سنانه و بيقرب منه بنرفزه ادم همس بإستخفاف و هو بيرفع إيده: ايه يا باشا هو من قرايبك؟
,
, الرائد منير غمض عينيه بعصبيه و ادم رفع إيده: و **** ما اعرف
, الرائد منير زعق بعصبيه: البنت فين يالا؟
, ادم شاورله على نفسه برخامه كان متعمدها عشان يبيّن نفسه طبيعى: بنت؟ و ف حالتك دى؟
, الرائد منير اتنرفز: البت اللى ضربت الراجل ف الخرابه
, ادم عاد جملته متقاطعه: اه. البت. اللى. ضربت الراجل. ف. الخرابه.
, الرائد منير هز راسه اه بإبتسامه صفرا و ادم عمل وشه نفس الريأكشن: بت مين؟
,
, الرائد منير زعق: انت هتستعبط يالا؟ البت اللى هرّبتها بالماكنه
, ادم هيتكلم الرائد منير سبقه بلهجه بطيئه بتحذير: قبل ما تنطق الإسكوتر اتاخد شكله. اتحفظ شكله من العساكر اللى جريت وراكوا حتى لو مجمعتش النمره. و طلع هو هو نفس الإسكوتر اللى لقيناه واقف قدام القسم مع الحمار ده ( شاور على نسناس )
, ادم بص لنسناس بوش مليان غيظ و بص للرائد منير و عدل وشه: معرفهوش.
,
, الظابط هيكمل كلامه سكت و رد على ادم بتحفظ: الاسكوتر و لا الحمار؟
, ادم بإستخفاف: واحد. الاتنين. الاتنين واحد
, الرائد منير بحده شد ادم عليه من ياقة قميصه: ولااا. الاسكوتر اللى برا مع الغبى ده اللى انكر انه يعرفك هو هو نفس الاسكوتر اللى كان عليه البت اللى هربت بيه يوم الحادثه.
,
, ادم كتم نفخته بضيق و الرائد منير كمل بهدوء حاد: و بصراحه كده احنا مكناش ناويين نسيب الحمار ده بعد ما العسكرى اتعرف عليه انه شافه يوم الحادث ف نفس المكان. و كنا عارفين انه لما يخرج هيقع و اما يقع هيوصّلنا ليك بس هو استعجل اوى
, ادم بص لنسناس بغيظ و همس: مش قولت حمار؟ طيب
, الرائد منير بصّله بتهكم: معلش. واضح إنى فاجئتك و انك معملتش حساب دى. ابقى المره الجايه شوف شغلك كويس.
,
, ادم كعمش بوقه بملامحه بشكل يظهر لا مبالاه و الرائد منير سكت و قرب منه بتهديد: ف لو عايز تخرج منها يا فلانتينو العشوائيات براحه كده تقولى البت دى مين.
,
, ادم هيتنفس بصوت عالى الرائد منير كمل: او بلاش تقولى مين. بلاش. خلينا نقول متعرفهاش. خلينا نقول واحد شهم شاف بت معديه و واحد بيجرى وراها ف من غير ما يفهم اتدخل ساعدها و هرّبها منه و هي راجعه. صح كده؟ قولى بقا وديتها فين. وصّلتها لحد فين. ماهو مش معقوله هرّبتها للشارع و البوليس بيدوّر عليها.
,
, ادم كعمش وشه بإستسلام غيظ و الرائد منير كمل: طب اقولك بلاش كل ده. اوصفهالى. ماهو بردوا مش معقوله سيبتها من غير ما تعرف اى تفصيله عنها. اسمها. شكلها. ظروفها!
,
, ادم خبط بكف إيده ع التانيه و هيتكلم و هو مبتسم ببلاهه الرائد منير لحقه بتحذير: ماهو يا انت يا هى! حد فيكم هيشيل الليله. يا هتدلنا ع البت و هي كده كده الرجاله ع القهوه شهدوا انهم شافوها بتسرق الراجل و بتهرب منه للخرابه مكان ما لقناه مضروب و بكده المنطقى انها هي اللى ضربته و تخرج انت منها شاهد. يا ف حالة هتركب دماغك و تعمل فيها روميو هتشيل القضيه لوحدك انت و بالماكنه اللى هرّبتها بيها هيتسجل ف القضيه انك معاها و انت اللى زاققها ع الراجل تسرقه و كنت مستنيها بالماكنه و اما سرقته و معرفتش تتصرف هي كلمتك و انت اتصرفت و ضربته و سهل هي اللى تخرج لو قالت مثلا انه دفاع عن النفس و انه هو او حتى انت حد فيكم حاول يتحرش بيها و انت تلبس! ف هاا بقا!
,
, ادم حرّك إيده على وشه بقلق بجد و الرائد منير بصّله بغموض يتفحص ملامحه بدقه: جالنا بلاغ من المستشفى ان الراجل مات من نص ساعه بس. و السرقه زى ما قلبت شروع ف قتل الشروع قلب لقتل حقيقى و القضيه مفهاش ثغره. متفصله و مستنيه اللى هيلبسها فيكوا. هاا؟
,
, ادم كان عارف ان هدهد باب لو اتفتح عليه هيقلب لباب جهنم و يوقع كل حاجه و يقلب الدنيا! باب لازم يتقفل!
,
, هدهد ورا الباب اخدت نَفس عنيف مكتوم و ادم بص بطرف عينيه عليها ورا الباب و نقل عينيه بينها و بين الظابط.
, بصتله بنظره غريبه و هو بصّلها بنظره اغرب ظهر فيها قدامه على وشها فلاش غريب لا وقته و لا مكانه خدّر عقله و خلى دقات قلبها بتسرّع مع حركة إيده اللى بتسرّع ناحيتها من غير تفكير فجأه و،!
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٨


الرائد منير بص لأدم بتحذير: ماهو يا انت يا هى! حد فيكم هيشيل الليله. يا هتدلنا ع البت يا هتلبس انت و البت ساعتها مش عايزنها اشبع بيها!
, ادم حرّك إيده على وشه بقلق بجد و الرائد منير بصّله بغموض يتفحص ملامحه بدقه: جلنا بلاغ من المستشفى ان الراجل مات من نص ساعه بس. و السرقه زى ما قلبت شروع ف قتل الشروع قلب لقتل حقيقى و القضيه مفهاش ثغره. متفصله و مستنيه اللى هيلبسها فيكوا. هاا؟
,
, هدهد ورا الباب اخدت نَفس عنيف مكتوم و ادم بص بطرف عينيه عليها ورا الباب و نقل عينيه بينها و بين الرائد منير.
, بصتله بنظره غريبه و هو بصّلها بنظره اغرب ظهر فيها قدامه على وشها فلاش غريب لا وقته و لا مكانه خدّر عقله.
,
, هدهد انكمشت على نفسها بتضم دراعاتها حوالين نفسها و دموعها اللى لمعت ف عينيها نزلت بسرعه. دقات قلبها بتسرّع مع حركة إيده اللى بتسرّع ناحيتها من غير تفكير مسك حرف الباب بحده و وقف ف وشه.
, ادم رفع إيده ع الباب ببرود يشوّش بيه الظابط انه لو فيه حاجه مش مظبوطه مش هيتعامل ببرود كده: معاك اذن نيابه يا باشا؟
,
, ادم كان بيماطل معاه يديها فرصه تتحرك بعد ما زق الباب قفله نص واحده و الرائد منير فهم من هيئة ادم و شكل حوارهم إنه مش هياخد حق و لا باطل معاه.
, هيزق ادم و يدخل قطع حركته العسكرى طالع من وراه من تحت ع السلم.
, الرائد منير انتبهله: فتشت الحته كلها يابنى؟
, العسكرى هز راسه بسرعه: و سيبت المعلومات اللى عرفناها عنها بمواصفاتها و لبسها لو اتشافت ف الحته يتبلّغ عنها
, الرائد منير هز راسه: كويس. ايه الدوشه دى؟
,
, العسكرى: يا باشا الحته اتقلبت تحت اول ما سألنا ع البت. و جوم ورا البوكس على هنا.
,
, ادم لمح هدهد لمحه خفيه و هو بيقرب قصاده للباب اللى هي وراه و الرائد منير براه و استغل انشغال الرائد منير مع العسكرى للحظه و هو مديله ضهره و مسك قبضة الباب تمم قفله نص واحده.
, شاور بعينيه لهدهد اللى فتّحت اوى ببلاهه و بتبلع ريقها بإبتسامه هتطلع بصوت خلت ادم بتلقائيه حط إيده على راسه بغيظ.
,
, بص لسحر و بص ع الارض و هي فهمت ف شدت هدهد و ميلت ع الارض زحف و استغلوا الباب اللى اتقفل نص واحده و اتحركوا بسرعه لجوه. دخلوا اقرب فتحه قابلتهم و هي فتحة المطبخ و بمجرد ما دخلوا سمعوا دوشه برا و سحر خرجت بسرعه.
,
, الرائد منير بص كان خلص كلامه مع العسكرى و بص وراه شاف ادم قفل بابه تقريبا ف وشه ف زق الباب بحده: افتح الزفت ده انا مش بستأذنك و لا واقف احكّى معاك
, ادم وقف و ربّع إيديه ببرود كإنه بيماطل شوية وقت: معاك اذن نيابه؟
, الرائد منير زعق: انت هتستهبل يالا؟ انا بقولك انت متهم ف جريمة قتل
, ادم كرر سؤاله بنفس لهجته: و انا بقولك معاك اذن نيابه؟
,
, الرائد منير مكنش معاه فعلا اذن النيابه بإحضار ادم و لا اذن تفتيش لإنه ملحقش يعمل ده. هو بعت العسكرى ورا نسناس و العسكرى اول ما خرج و شاف الإسكوتر مع نسناس دخل للرائد منير بلّغه ف خرج وراه بسرعه.
, ادم كان فاهم كويس من شكله انه جه غفله ف إبتسم بسخريه: هو انت اما كنت بتقولى انى مش شايف شغلى كويس. كنت تقصد نفسك؟
,
, الرائد منير بصّله بعنف و ادم خبط جبينه بسخريه: اوووبس. تصدق كنت فاكر انك تقصد. لا عندى انا دى يا باشا. متأسفين يا حكومه.
,
, ادم كان بيماطل معاه عشان عارف نهاية الحوار فين و هي انه كده كده هيدخل يفتش و الرائد منير شبه فهم ف زق الباب بحده و دخل لجوه.
, شاور للعساكر حواليه: اقلبوا المخروبه دى. فتشوها حته حته
, الكل اتفرّق ف كل ناحيه يفتش و الرائد منير وقف قصد ادم بسخريه: اما انت يا خفيف لو البنت طلعت من هنا و حياة أمى لا اطلّعك معاها بزفه.
,
, ادم رفع راسه لفوق ببلاهه و صفّر و الرائد منير وقف بترقب لحد ما اول عسكرى خرج: مفيش حد هنا يا فندم
, الرائد منير بصّله بحده و بص لعسكرى جاى وراه اللى أكد كلامه.
, ادم ضحك بصوت قصد يبيّن نفسه بيوطيه و الرائد منير بصّله و بصّلهم و شاور للشقه جوه: تعالوا ورايا
, دخل فتش بنفسه ملقاش حاجه. و هو خارج عدّى على فتحة المطبخ و لمح الستاره ف شدها و دخل.
, ادم نظراته الثابته إبتدت تزوغ و بيدعى ف سره.
,
, الرائد منير بص حواليه و رفع مفرش ترابيزه ف نص المطبخ!
, ا
, الحاجه صافيه مع امينه متابعه نظراتها بتدقيق: انطقى. مكنش لازم اوثق ف واحده بلغت عن جوزها قدام عينى و قالت اكده بعضمة لسانها. بس هسألك لأول و اخر مره خونتى ولدى و لا لاه؟
, امينه ردت بإستفزاز و هي بتقرب منها: خونته. و لو يرجع بيا الزمن هخونه تانى بصوباع رجلى حتى مش بجسمى.
,
, الحاجه صافيه كتمت غضبها مع انفاسها و بصت ع العيال و بصت للمسدس و بصت لأمينه و فجأه ضربتها بالقلم على وشها بمنتهى العنف.
, بصتلها بقرف: هستنى ايه من واحده زيك. العيال دى معتيش هتشوفيها. و انتى اللى هتندمى. معاكى لحد بكره تفمرى ف عرضى و تنسى عرضك ده خالص و يا تقوليلى مين فيهم عيلنا و تاخدى عيلك و تهملينا يا انتى و هما هتهملوا الدنيا بحالها و **** يعوض علينا ف لحمنا و ضرتك قادره تجيبلنا غيره.
,
, ميلت شالت العيال و خرجت لبرا و شاورت لاتنين من الشغالين دخلوا لامينه كتفوها و نزلوها تحت ف اوضه ف البدروم بتاع البيت.
, الحاجه صافيه كانت قاصده تجمد قدامها بعد ما حست ان ضعفها قدامها و تنازلها هيجيب نتايح عكسيه تماما.
,
, ف شقة ادم الرائد منير دخل المطبخ و ادم نظراته الثابته إبتدت تزوغ و بيدعى ف سره.
, الرائد منير بص حواليه و رفع مفرش ترابيزه ف نص المطبخ!
, ادم اتريق يغطى ع الموقف ف شد هو كمان مفرش ع الرخامه و بص تحته و رجع فرده تانى بإستخفاف.
, الرائد منير نفخ بحده و خرج و ادم وراه.
, الرائد منير بص لأدم بحده: يلا معايا يالا
, ادم ببلاهه: على فين يا باشا؟
, الرائد منير رد بتهكم: ع السخنه يا خفيف.
,
, ادم كعمش بوقه و هو بيشاور بخفه: لا انا سخن لوحدى
, الرائد منير زعق و شده زقّه لبرا و ادم رجّع نفسه منه قبل ما إيده تفلت بسخريه: لاا ماهو انت متعرفنيش. كده ازعل. يعنى جيت و نفضت الباب و دخلت و شتمت و فتشت و سكتت عشان بعتبرك ضيفى. لكن إيدك تطول هعتبرك ف كتاب حياتك ضيف شرف.
,
, الرائذ منير اتنرفز بعصبيه: انت جاى معايا جاى. و تصدق من الفكرتين اللى حطتهم قدامك عجبتنى فكرة اشيّلك الليله. اهى دخلت دماغى و انت اللى جيبته لنفسك
, ادم كان واقف ببرود: انت لا معاك تصريح نيابه و لا اذن تفتيش. و انا اللى ممكن اشيّلك قضيه و انت واقف دلوقت.
,
, الرائد منير بصّله بعنف و بص على نسناس: تمام. و صاحبك عندى لحد ما يجيبك هو لعندى. و اذا كان على اذن النيابه متقلقش.
,
, ادم كعمش وشه بسخريه و هز راسه بإستفزاز و قفل الباب.
, الرائد منير نزل جارر نسناس وراه و شاور للعساكر: تفضلوا الاربعه و عشرين ساعه هنا. تحت بيته و اى مكان ممكن يروحه لحد ما اتصرف.
,
, شد نسناس من وسط الناس الملمومه و الحته اللى اتقلبت و حدفه ع البوكس و نسناس بصّله: يا ريس انت مقدرتش ع الحمار
, الظابط زقه للبوكس بعصبيه و اتحرك.
, العسكرى قرب منه: دول اللى لقيناهم من العيال اللى كانت موجوده ع القهوه يوم الحادثه
, الرائد منير بص على كذا واحد ف إيد العسكرى و شاورله ع البوكس: خدهم مع الحمار ده لحد ما نوصل للباقى.
,
, ادم كان متابع صوتهم من ورا الباب لحد ما فهم انهم مشيوا. راح من ورا شباك إتأكد من خروجهم من الحته كلها و رجع.
, بص لسحر و إتلفّت حواليه: هي الداهيه دى راحت فين؟
, سحر رفعت كتفها: معرفش انا سيبتها ف المطبخ اما صوتكم عِلى برا خرجت لا يكون في حاجه
, ادم رفع حاجبه و نزّل التانى: مطبخ! تكونشى إستخبت ف حله؟
,
, دخل و بيلف ف المطبخ بحذر لحد ما لمح شباك المنور تحت الشفاط قبل ما يزقه يفتحه بص من ورا قزازه شاف اصابعها متعلقه بأخر السور ورا الشباك و رجليها متشعبطه ف الهوا.
, هدهد كانت فتحت باب شباك المنور تحت و طلعت برُكبها ع البوتاجاز و نطت منه و فضلت متبته إيدها ف سور الحيطه وراه بإيد و التانيه مدتها بحذر قفلت الشباك.
, ادم اول ما شاف المنظر كتم ضحكته غصب عنه و فتح الشباك بحذر.
,
, هدهد شهقت بخضه كانت هتفلت: يخربيييتك
, ادم ميل بسرعه لقفها بقبضة إيده و هي تبتت بإيدها الاتنين ف إيده: ده انتى حيلتك دماغ لا شغاله ولا بتنام
, هدهد ضحكت ببلاهه و ادم كان هيطلّعها بس بمكر نزل بجسمها بسرعه و هي بخضه تبتت فيه: يا حيوان
, ادم برّق بغيظ: انتى لسانك مضرب حتى و انتى فار ف نفسك كده؟ تصدقى متستاهليش اللى عملته معاكى
, هدهد رفعت وشها بالعافيه بغيظ: طلّعنى يا زفت. وقت سهرايه ده؟
,
, ادم بغيظ: زفت؟ تصدقى متستاهليش غير موته زى دى. تتحدفى منها تموتى محشوره ف حته ضيقه زى الصورصار اللى طلع من البلاعه ميموتش غرقان راح اتضرب بالشبشب.
,
, هدهد رغم انها متعلقه ف الهوا بترفع وشها تبصله بغيظ: لالا يا استاذ ادم. ده انت. ده انت ارجل من اللبانه الدكر، اتنيل اخلص بقا
, ادم ضحك غصب عنه و رفعها و قبل ما تمسك ف الشباك ميّلها بسرعه لدرجه غاظتها: يخربييتك
, ادم رفع حاجبه بإستفزاز: بس ايه رأيك ف الماسكه دى؟
, هدهد بغُلب بتتكلم بالعافيه: بطل. اخلص بقا يا استاذ ادم.
,
, ادم ضحك غصب عنه و هيتكلم شافها بتحرك رجليها ف الهوا بمحاوله ترفع نفسها و هتفلت منه ف بسرعه رفعها لفوق قصد فتحة الشباك. مسكت فتحة الشباك بكفوف إيديه و راسها بصدرها اعلى من الفتحه و رجليها متبته ف الحيطه.
, ادم ميل ركز دراعاته على الشباك و بصّلها بإستفزاز و كعمش وشه: **** يحنن
, هدهد بمحايله بتبص لتحت و تبصله: يا استاذ ادم
, ادم رفع حاجبه: شووف ازاى. ما كنت من شويه شاذ و حرامى و هجام و بلا ازرق.
,
, هدهد ضحكت بغيظ: لالا. مين الحماره اللى قالت كده؟ ده انت زينة الشباب و فخر الحته. ده انت. انت. انت بطل. طلعنى بقا
, ادم شاور بودنه ناحيتها: مسمعتش. انا ايه؟
, هدهد بغيظ بصتله: بطل يا استاذ ادم
, ادم بصّلها بإستفزاز و كعمش وشه و هو بيهز راسه: لالا. مش حاسسها. حاسسها كده مصلحجيه و انا اكره ما عليا المصالح.
,
, هدهد بصتله بغيظ و ف خفه بصتله بمكر و ضربته براسها ف قورته خلته اتهز لورا و رفع دراعاته من على حرف الشباك. قبل ما يقرب كانت هي رفعت كفوف إيديها اللى ماسكه سور الشباك و دخلتهم جوه و ميلت بجسمها من الشباك ركّزته ع الرخامه جنب البوتاجاز. ادم إستسلم للوضع و اتحدف بإرادته من ع الرخامه ع الارض عشان تعدى هي مكانه و هي فعلا نفّدت باقى جسمها من الشباك ع البوتاجاز و بتعدى للرخامه جنبه رجلها فلتت ف نزلت على ادم ع الارض.
,
, لحظات غريبه عدت ع الاتنين و الاغرب ان محدش فيهم صرخ من الوقعه و اتقابلت وشوشهم ف وضع غريب!
, ادم بصّلها بطرف عينيه: هو الوضع عاجبك و لا حاجه؟
, هدهد كإنها بتنتبه او حست نفسها بس اما عينيها اتحركت ف لمحه سريعه عليهم.
, ادم حرّك عينيه معاها عليهم و كعمش وشه: هي مش خيبة الأمل راكبة جمل؟ اومال ركبانى انا ليه؟
, هدهد برّقت: انت قليل الادب
, ادم رفع حاجبه: لاء انا بطل اه زى ما قولتى بس مش كده. عيب.
,
, هدهد زقته بغيظ رغم انه هو اللى كان تحت و عدلت نفسها بربكه: ده انت يدوب اخرك بطل اخضر
, ادم ضحك بصوته كله و اتعدل نص واحده و قلبها هي تحت و ركّز كفوفه جانبيها: بقولك ايه. بما انى حاسس ان اخرتى هتجى على إيدك يا اوزعه. ف تعالى بدل ما تدخّلينى السجن دخّلينى حياتك و اسجنينى براحتك
, هدهد رغم توترها من انفاسه اللى بتخبط ف وشها من قُربهم الا انها رفعت حاجبها: ادخّلك حياتى؟ ليه هي زريبه؟
, ادم: نعممم؟
,
, هدهد اتراجعت بضحكه مكتومه: بقول بصفتك إيه؟
, ادم عض بوقه بمشاكسه: دخلينى بس و مش هنختلف
, هدهد ف خفه خبطت دراعه من عند كوعه وقعته على ناحيه و عدت بسرعه من ع الارض جريت لبرا: بس يا هجّام يا شاذ يا بتاع المخدرات
, ادم ضحك و هو بيعلّى صوته اما بِعدت: طب لعلمك بقا. زى ما بيقولوا هو صحيح انا مقدرش اجبلك من الدهب كفه و لا من الياقوت كفه. بس بتاع المخدرات ده ممكن يجبلك من الحشيش لفه.
,
, حنين كانت بتقرا المذكرات اول ما وصلت لسؤال ام حمزه لأمينه قعدت بتلقائيه ع الارض او بمعنى اصح رجليها اللى خانتها. غمضت عيونها و إبتدى شريط عرض قدامها من لحظاتها مع ولادها. ادم و هديه.
,
, لقطات من اللى ذاكرتها اسعفتها بيه من شريط حياتها مع هديه و هي بتشاركها و تعيش معاها اللى مش فاكره اذا كانت عاشته ف نفسها و لا لاء. و موازى له لقطات و لمحات مع ادم. مش عارفه تفرّق ف الاحساس. اللمحات بتدخل ف بعض و تقرب و تبعد و تظهر و تختفى قدامها و غطى عليهم مشهد محفور من سنين افتكرت و نسيت الف حاجه و حاجه الا هو. كوابيسها مسمحتلهاش ابدا تنساه.
,
, إبتدت تترعش و تترعش لحد ما رعشتها قلبت تشنجات و جسمها بيتنفض.
, عينيها بتزوغ و الكلام بيبهت و يوضح قدامها. بتقاوم بصعوبه كإنها بتجرى ف نفق ضلمه و خايفه يتسد ف وشها قبل ما توصل لآخره و تخرج للنور.
, الورق وقع من إيدها ف محاوله ضعيفه تتبت فيه و حالة التشنج بتزيد و تشد لحد ما صرخت بعنف هزت المكان كله حواليها.
,
, حمزه كان نايم فوق بمجرد ما سمع صوتها اتنفض. إفتكر كابوس من كوابسها و صرخته اللى متعود عليها بس بص جنبه مشافهاش.
, حسس ع السرير بخوف و للحظه قلبه إتنفض من فكرة غيابها! بُعدها حتى لو موجوده!
, محسش بنفسه غير برا الاوضه بينزل بجنون ف اللحظه اللى أمه كمان خرجت من اوضتها بتنزل و إتقابلوا ع السلم.
, أمه بصتله بتوجّس: في ايه يا ولددى؟
, حمزه هز راسه و مقدرش ينطق و كمل نزوله.
,
, أمه بصتله من فوق السلم بحسره و هو وقف ف نص البيت و عينيه بتلف البيت كله بحذر لحد ما سمع همهمه و صوت مش مفهوم ف راح وراه لحد ما وصل للمكتب.
, فتح بسرعه و إتسمر مكانه من منظرها. هيئتها.
, حنين راقده و جسمها واخد وضع الجنين ف بطن امه و بتترعش و تتنفض و بتصرخ صرخات مكتومه.
,
, حمزه قرب بسرعه ميل على ركبته جنبها. بيحاول يعدلها مش عارف. مسك إيديها الاتنين اللى محاوطه صدرها بيهم و مخشبين و حاول يفكهم مش عارف. لمح بينهم ورقه متبته عليها من غير ارادتها. بصّ للورقه بتوجّس و بص لحنين اللى جسمها بيتنفض و شدها عليه ضمها لصدره و شدد على حضنها.
,
, و هي ف حضنه و عيونه المتعلقه بيها بصت حواليهم بتوهان و شاف الورق مفرود حواليهم و من على كل ورقه لمح كلمه رسمت معاها فلاش لمشهد بمنظره و مكانه قدامه. سلاح. تهريب. ددمم. فلوس. رصاص. قتل. هرب. اغتصاب. ادم. هديه!
,
, بتوهان من وسط الدوشه اللى اترسمت حواليه بصّلها و هي من بين شهقاتها رفعت وشها من على صدره و عيونها اللى فتحت بالعافيه نزلت منها دمعه اتكلمت عن الموقف كله و إتقابلوا ف نظرة عتاب شبه البؤره اللى سقطوا فيها و يا تكون النهايه و يتدفنوا فيها يا تكون فيها حياه جديده بحكاوى جديده و تكون البدايه: إبنى يا حمزه! مين فيهم منى؟ ادم و لا هديه!
,
, الرائد منير ساب ادم و رجع القسم و فتح التحقيق و اخد اقوال العيال اللى كانت ع القهوه بما فيهم نسناس اللى انكر كل حاجه بما فيهم الاسكوتر و هدهد و حتى علاقته بأدم شفّرها بغموض.
, الرائد منير خبط ع المكتب بحده: يعنى ايه يالا؟ انا شايفك و انت طالع من القسم بالإسكوتر و اللى رقمه قال انه بإسم ادم
, نسناس: ايوه فين المشكله؟
, الرائد منير: انت انكرت علاقتك بيه ف الاول.
,
, نسناس: محصلش. انا قولتلك ليا صحاب هناك و بروحلهم كتير و وارد جدا ان ادم يكون واحد منهم
, الرائد منير بص لرجالة القهوه: الواد ده و الحمار التانى كانوا ع القهوه معاكوا صح؟
, واحد منهم رد و كلهم شاوروا اكدوا الكلام: اه هو و ادم كانوا موجودين.
,
, الرائد منير بص لنسناس بإنتصار و نسناس هز راسه بتصنع الاستغراب: و هو انا نكرت؟ انا قولت ليا صحاب هناك و قولت قابلتهم ع القهوه و ادم منهم. منكرتش ده. لكن اللى انكرته هو انى هرّبته يوم الحادثه او هو كان ملطوط من الحوار ده من الاساس. انا و ادم صحيح اتقابلنا ف اليوم ده و كنا ع القهوه و اه شوفنا حوار البت من اوله لكن وقفنا و اتفرجنا زى الكل و مجبناش اخره.
,
, الرائد منير رد بسخريه: ليه بقا؟ واحده و غريبه عن الحته و بتجرى طب من باب الفضول مجريتوش تشوفوا في ايه!
, نسناس: من الخناقه اللى حصلت. ادم اتخانق مع صاحب القهوه
, الرائد منير: ليه بقا؟
, نسناس: عشان راكن الاسكوتر قدام القهوه و صاحبها زرجن و مسكوا ف بعض
, الرائد منير وقف و اتحرك قصاده بتصيّد: حلوو. يعنى الاسكوتر كان موجود اهو.
,
, نسناس: و كان على باب القهوه مش ف الشارع العمومى و لا انا جريت و جيبتهوله. و ممكن صاحب القهوه يشهد. اما عن البنت ف انا اكيد مش هسيب صاحبى و اجرى ورا عيله معرفهاش
, الرائد منير رن جرس للعسكرى اللى دخل و إداله ورقه و هو بص فيها و اخدها و قام: و طلعلى كمان اذن ضبط و احضار لصاحب القهوه.
,
, الرائد منير خرج و رجع لمكان ادم. دخل الشارع و قبل ما يتحرك لشقته شافه ع القهوه وسط الكل. شاور للعساكر اللى كان سايبهم حواليه و راح عليه.
, ادم عمل نفسه بيشرب شاى مش واخد باله لحد ما الرائد منير وقف قدامه و إتريق: انت فاكر اما تعمل فيها اهبل ده هيهزنى؟
, ادم رفع حاجبه بسخريه: ليه يا باشا هو انا طبله ههزك!
,
, الرائد منير مسك ضهر الكرسى اللى قصد ادم بحده و ادم كعمش وشه و اخد شفطه من الشاى و حطه بسرعه و وقف: و **** ما انت قاعد. انا عارف مسئولياتك. يلا
, الرائد منير كتم نَفسه بغضب و اتحرك بأدم للبوكس.
, ادم بص للبوكس بإستخفاف و فتح الباب من قدام و الرائد منير زقه بحده لورا: اركب يا خفيف.
,
, ادم ركب و بيكتم انفاسه بغيظ من منظره قدام الكل ع القهوه بيتفرج. رفع وشه للسما و تمتم بخفوت تعدى على خير و بيلف السما كلها بوشه نازل بعينيه ببطئ ع الارض شافها و عينيه لقطتها من وسط الدوشه اللى حواليه فوق ف بلكونه بعيد بتبصله بخوف حقيقى.
, ادم بتلقائيه اتكّلها على عينيه من غير ما يحس و هي إبتسمت إبتسامه هاديه بتقل شويه بشويه لحد ما البوكس عدّى من قدامها تحت و اختفى.
,
, بمجرد ما حنين نطقت سؤالها اللى ترجم حالتها و لو بشكل مبهم مش مفهوم للكل هي عرفت منين بس اتفهم انها عرفت حقيقه كانت متداريه عنها من زمن.
, الحاجه صافيه بصت لحنين قوى و صورتها هي قاعده مكوّره ع الارض قدامها دلوقت بهتت شويه شويه و غطى عليها صوره من اكتر من خمسه و عشرين سنه لأمينه و هي قاعده ع الارض قدامها.
,
, ف غرفه ف بدروم البيت تحت امينه قاعده ع الارض و ايديها مربطه ف بعض و بوقها متكمم.
, الحاجه صافيه اخدت نَفس طويل و حاولت تربط على اعصابها و دخلت.
, امينه شبت بجسمها و بصتلها بكُره.
, الحاجه صافيه حطت اللفه اللى فيها ادم و هديه قدامها و ركنت جنبها و بصتلها بتفحّص تتابع نظراتها ف خفى.
, امينه فضلت باصه للحاجه صافيه جنبها و عينيها محودتش عنها و لا حتى للعيال.
,
, الحاجه صافيه اتحركت من جنبها على العيال قصادها بحيث تشتت نظراتها بس امينه مبصتش عليهم. هي فاهمه كويس اوى حماتها قاصده ايه و عايزه توصل لإيه!
, و هي مش هتوصلها للى هي عايزاه. دى مرضيتش تدافع عن نفسها و تمحى وصمة الخيانه من عليها عشان تحمى ضناها. و تحمى نفسها.
,
, هى عارفه انها ف نظر ام حمزه مخطئه كده كده و خاينه عشان بلغت عن جوزها و اتسببتله ف قضيه و كانت هتحبسه و عارفه ان ام حمزه مكنش هتسيب حق ابنها و هتنتقم منها على بلاغها عنه و اقل حاجه هتطلقها و عشان مبيرموش لحمهم هتاخد منها ضناها و تطلقها و لا يمكن هتسيبهولها او تسيبها على ذمة ابنها ده ف اقل الخساره و ان مقتلتهاش اصلا! استحملت ان يكون الحل الوحيد قدامها اللى ميحرمهاش من ضناها و يحميها من حماتها هو انها تأكد فكرتها و ان العيل مش ابنهم تقوم هتجى دلوقت و تكشف نفسها بنظرة عين!
,
, ام حمزه كتمت لهيب انفاسها جواها و فهمت انها فشلت تثير عاطفتها كأم اما تقلقها على عيلها بكلامها اخر مره و انها متلهفتش حتى تلمحه!
, مكنش قدامها غير الحل التانى. حاجه اقوى!
, خرّجت المسدس من جيبها و شاورتلها بيه: فكرتى يا امينه؟
, امينه بصتلها برفض: انا رديت عليكى من وقتها يا ام حمزه. يا ست ادم
, ام حمزه بصتلها قوى و اتحركت ناحيتها بسرعه شدت دراعها: اشمعنى ادم!
,
, امينه ضحكت بقوه بشماته و الحاجه صافيه هزتها بعنف مع كلامها: انطقى. اشمعنى قولتى ست ادم؟ مافى معاه بت كمان. عشان ادم ولدك انتى ف بدتيه ع البت و ناديتى بيه؟ اكده و لا لاه؟
, امينه ضحكتها زادت بقوه و هي اتحركت بلغبطه: لاه. اكده. و لا. و لا. و لا عشان تتوهينى عن البت و هي اللى بتك؟
, امينه بصتلها بشماته: لساكى معرفتيش عاد؟ صحيح يا ولاد اعمى القلب اعمى عاد و لو كان بصير.
,
, الحاجه صافيه اتعدلت قدامها بشك: عرفتى منين انى سميت الولد ادم؟ ده ولدى نفسه لساه معاودش مع ضرتك من المستشفى و مكتبهوش
, امينه بصتلها و نظراتها احتدت بجديه: عشان خابره انك هتسميه على اسم خوكى اللى اتقتل. شوفتى انا فاهماكى زين كيف. ف متحاوليش بقا
, الحاجه صافيه اتنفست محبطه بغضب و تمتمت جواها: يبقى يعنى عشان مخابراش اسم البت؟
, امينه بصتلها و هي شاورتلها بالمسدس: هتهربى بعمرك و لا هتسيبهولنا عاد؟
,
, امينه زقت المسدس بوشها بعيد: قولتلك مامشياش من اهنه و مهتعرفيش مين ف العيال ابن مين. مهاخطرش بروحى و روح ضناى عشان واحده زيك
, الحاجه صافيه: و انا لاخر مره هقولهالك عاد. لو عايزه تنفدى من اهنه بضناكى خديه و هملينا و معاكى سلاحنا ضمان تخرجى من اهنه على رجلك
, امينه هزت راسها بعدم ثقه: لاه
, الحاجه صافيه سكتت لحظات و الصمت غطى على المكان بيهم لحد ما فجأه رفعت المسدس و وجهته عليها و العيال قدامها.
,
, امينه بصت ف عينيها قوى و شافت نظراتها مهزوزه او محاولاتها ف انها تبان ثابته.
, ابتسمت بسخريه ابتسامه استفزتها خلتها ضغطت ع الزناد ببطئ تتابع نظراتها و رد فعلها.
, امينه ثابته او عينيها اللى ثابته على عيون حماتها و متحركتش حتى.
, الحاجه صافيه ضربت طلقه و قبل ما تخرج بثوانى حودت المسدس شويه لفوق خرّجت الطلقه من الشباك اللى ورا امينه بالظبط!
, امينه ضحكت بشراسه: قولتلك مهتقدريش عاد.
,
, الحاجه صافيه بصتلها بغضب مكتوم ان كل محاولاتها تعرف الحقيقه بتروح ف سكة الفشل.
, امينه بصتلها بإستفزاز: ده انا قولت ان عقلك يوزن بلد عاد تقومى تعملى الحركه الصغيره دى! اخسس عليكى يا حماتى
, الحاجه صافيه بصتلها بجمود: غلطتى انى استنيت عليكى كل ده.
,
, امينه ضحكت بإستفزاز: انتى كنتى مستنيه عليا عشان البلد كلها عرفت ان الحكومه اتهمت ولدك و حققت معاه عشان جالها بلاغ من بيته و خاصة رجالته اللى عرفوا فلو اتقتلت مَرته وقتها او حتى اختفت ف وقتها هيتقال و يتعرف انها هي اللى خانته و بلغت عنه و ده هيهز صورة كبير البلد قدام رجالته و يهز هيبته و محدش هيحترمه و ده هيجرأهم عليه ف كان لازم تستنى يا حاجه.
,
, الحاجه صافيه بصتلها قوى و امينه ضحكت بقوه: مش بقولك فاهماكى عاد. ده محدش ف الدنيا فاهمك قدى. و لا حتى ولدك
, الحاجه صافيه بصتلها بغضب و ميلت اخدت العيال و اتحركت للباب تخرج.
, بصتلها بكُره: انتى اللى هتندمى
, امينه: بس هفصل عايشه. انا و ضناى. هيفضل ف عزكوا و خيركوا. مش هيتحرم منيه. و لا انا كمان. و مسيرى راجعه و ضناى مسيره يعاود لحقه
, ام حمزه بصتلها و قبضة إيدها اشتدت بعنف ع المسدس ف ايدها.
,
, كلام امينه هز تفكيرها شويه صغيرين: حقه ف ايه؟ هو ضناكى من لحمنا عاد عشان يبقاله حق عندينا؟
, امينه كانت عارفه انها لو نطقت اه بعدها بلحظه مش هتسمع غير صوت رصاصه بتنهى الحكايه بحياتها و اتأكدت من ده من نظرات حماتها قدامها.
, ف هزت راسها بقوه تثبت نظراتها: حقى. مسيره يعاود لحقى يا ام حمزه
, ام حمزه كزت على اسنانها بغضب و اخدت العيال و خرجت!
,
, الحاجه صافيه نظراتها رجعت توضح تانى واحده واحده و صورة امينه اختفت من قدامها و رجعت شافت جنين ف حضن حمزه بيحاول يفوّقها.
,
, ادم راح مع الرائد منير ع القسم و إبتدى التحقيق معاه.
, الرائد منير إتعصب: ولاا. لو فاكر نفسك ناصح و بتعرف تلعب بالكلام و تعيد و تزيد فيه انا ممكن العب بيك انت نفسك
, ادم كان بيحاول يبقى هادى اد ما يقدر: يا باشا انت اللى بتعيد نفس السؤال بعد ما تغيرله هدومه. ف طبيعى تسمع نفس الرد
, الرائد منير زعق: الاسكوتر اللى كان ف الحادثه بتاعك؟
,
, ادم: نقول تانى. محصلش. الاسكوتر بتاعى كان قدام القهوه ساعتها و انا معاه. انت نفسك عديت علينا و سألت ع البنت و محدش فينا جاوبك عشان محدش فينا كان اتحرك.
,
, الرائد منير إبتسم بإصفرار: محصلش. مشوفتكش معاهم
, ادم: اسأل صاحب القهوه و كل اهل الحته اللى كانوا واقفين. ده انا اللى كنت بتخانق
, الرائد منير نفخ: و هما بردوا اللى شافوا البنت و هي بتهرب ع اسكوتر
, ادم: مش بتاعى
, الرائد منير زعق: ولا. العسكرى قال ان الاسكوتر كان شبه بتاعك بالملى
, ادم اتريق: يا باشا هو في اسكوتر بالجبنه و في اسكوتر بالقوطه؟ هو بيتاخد بالشبه؟ انت عارف مصر فيها كام اسكوتر؟
,
, الرائد منير هيتعصب ادم كمل: طب عارف الدرّاسه لوحدها فيها كام؟ مش معقوله كل واحد من دول له شبه لوحده.
,
, الرائد منير نفخ عشان كلامه فيه جزء من الصح: عموما انا القضيه كده بالنسبالى خلصت. الباقى بقا شغل نيابه
, ادم عشان كان عارف هو بيقول ايه كويس و مرتب الحوار قبل ما يجى كان هادى: بص يا باشا. الاسكوتر معاك رقمه و مشتبه فيا عشان نفس الرقم يبقى حقك تعمل اللى عايزُه. غير كده يبقى بتضيع وقتك
, الرائد منير رد بتهكم: و هو لو معانا رقمه هسيبك!
, ادم كعمش وشه: تبقى بتضيع وقتك.
,
, الرائد منير بص للعسكرى: هات الرجاله اللى اتاخدوا من ع القهوه. و هات الحمار اللى كان معاه
, العسكرى خرج و شويه و دخل بنسناس و الرجاله. نسناس قبل ما ينطق منير شاورله يسكت.
, الرائد منير بص لأدم بغموض: انت عارف ان صاحبك اعترف عليك؟ قال انك انت اللى رسمت الليله كلها اصلا للبنت.
,
, ادم كعمش وشه ببرود و مبصش لنسناس و لا حتى للرائد منير عشان فهم انه بيستفزه: يقول. هو الكلام اليومين دول عليه جمارك يا حكومه و انا معرفش؟
, الرائد منير سكت شويه بغضب و بص للعسكرى: جيبت الريس؟
, ادم رفع حاجبه: يا باشا هو الريس فاضلنا؟
, نسناس ضم بوقه ببلاهه: اخيرا رضيت عليه. ده هو اللى ملبسنا هو. هو اللى مقلعنا هو هو
, الرجاله كلها ضحكت و الرائد منير بصّلهم بعنف سكتوا و بص لنسناس بحده.
,
, ادم همس لنسناس من بعيد: هو قلّعك و لا حاجه؟
, الرائد منير خبط ع المكتب بغضب و العسكرى دخل بأيوب اللى بيتهز بخوف.
, ادم بص وراه لإيوب و اتحرك بيضحك بتريقه: عم ايوووووب
, نسناس عض بوقه و هو بيرفع حاجبه: كنت عارف ان الراس الكبيره ف الاخر هتطلع البوص
, ادم قرب من ايوب مد إيده يسلم و طقطق كف إيده ف إيده: كل ده و انت الريس يا ريس؟ طب فاكر اما كنت انا الريس و انت مش الريس يا ريس؟
,
, الظابط وقف بغضب اندفع وسطهم فصلهم و زق ادم و نسناس ورا و وقّف ايوب جنب مكتبه: اخرس ياد انت و هو يالا. هي سويقه؟
, نسناس همس لأدم بعد ما قصدوا يتزقوا جنب بعض: تفتكر هيكحلها و لا هيعميها؟
, ادم همس: لا ده مبيعرفش يكحلها. ده بيعميها على طول
, نسناس: **** يطمنك. على كده هبقى ابعتلك سلامات من الزنزانه اللى جنبك
, ادم هرّج بهمس و هو بيقلب بوقه: سلامات سلامات سلامات. انت هتوحشنى بالذات.
,
, نسناس كمل معاه: سلامات. سلامات. سلامات سلامات سلامات هبقى ابعتلك جوابات
, الرائد منير مكنش سامعهم بس حاسس وراه بهمهمتهم ف قطع كلامه مع ايوب و إلتفت لهم بحده و ادم شاور على بوق نسناس و رفع للرائد منير صوباعه لفوق و شاورله على ايوب.
,
, الرائد منير رجع بعينيه لأيوب بغضب كتمه: قاعد فين يالا؟
, ايوب رد بتوتر: ع القهوه
, الرائد منير بغضب: قصدى ساكن فين؟
, ايوب اتلغبط: اه اه. ف القهوه
, الرائد منير بصّله و هو صحح بتلعثم: قصدى فوق القهوه
, الرائد منير: و شغال ايه؟
, ايوب رد ببلاهه: ف القهوه
, ادم بص لنسناس و الاتنين ضحكوا ف همس واحد.
, الرائد منير بصّلهم بحده و بص لأيوب: ايه اللى حصل وقت الحادثه؟
, ايوب بتوتر: حادثة ايه يا بيه؟
, الرائد منير زعق: ولااا.
,
, ايوب رد بسرعه: يا بيه انا معرفش حادثه. انا ف حالى ع القهوه و مره واحده قامت خناقه و الكل مسك ف بعضه عقبال ما خلصت كانت الحكومه ماليه الحته. انا حتى استغربت عشان كل يومين بتحصل عركه لكن عرفت انها مش للخناقه
, ادم همس لنسناس: الحمد لله قولتلك هيكحّلها
, الرائد منير بص لايوب: و مين اللى كان بيتخانق عندك ع القهوه؟
, ايوب بص لأدم اللى غمض عينيه قوى بغيظ مع رده: معرفش.
,
, ادم همس لنسناس بنفس لهجته: الحمد لله قولتلك هيعميها
, نسناس ضحك غصب عنه و ادم فتح عينيه بغيظ.
, ايوب بس لأدم و بص للرائد منير اللى اتكلم: يعنى مشوفتش اللى كان بيتخانق؟
, ايوب هز راسه اه بسرعه و رجع بسرعه هزها لاء.
, الرائد منير: و لا كان بيتخانق معاك انت؟
, ايوب رجع هز راسه اه بسرعه و رجع بسرعه هزها لاء.
, الرائذ منير بص لأدم اللى عمل نفسه مش شايفُه و بيبص حواليه ببلاهه و الرجاله كلها ضحكت على منظر ايوب.
,
, نسناس قصد يتكلم بتهريج: يا باشا ده حد ياخد على كلامه؟ ده واخد وضع الفيبريشن. ده بقاله ربع ساعه بيهز راسه كإنها هتنزل بلح
, قرب جنب ايوب و هو بيتكلم و مسك جنبه و شدد: اظبط يا عم ايوب لا تزعل و افتكر انى قولتلك هتزعل
, الرائد منير زعق لنسناس اللى رجع مكانه: ارجع مكانك يالا و متننطقش الا اما اقولك
, بص لايوب اللى ادم استغل كلام الرائد منير مع نسناس و بصّله بحده ف اتراجع بعد ما فهم ادم.
,
, الرائد منير عاد سؤاله لأيوب بعد ما لاحظ إنه ملغبط ف ردوده خايف: ركز ياد انت كمان. الواد ده كان عندك ع القهوه يومها؟ انت شوفته يوم الحادثه اصلا؟
, ايوب رد بسرعه: اه. اه يا بيه
, الرائد منير بصّله بتفحّص: قعد اد ايه و مشى امتى؟
, ايوب رد بتوتر: مقعدش. هو ركن الماكنه قدام القهوه و اتخانقنا و قبل ما الخناقه تخلص لقينا الحته مقلوبه. انا حتى افتكرته هو اللى بلغ يشيلنى داهيه. بس لقيت الحته كلها بتقول قتيل.
,
, الرائد منير بص لادم اللى بردوا مش باصصله و رافع وشه ببلاهه و بص لأيوب: يعنى ممشيش؟
, ايوب بص لأدم و بص للرائد منير بلغبطه: لاء
, الرائد منير بص لأدم تانى اللى لسه رافع وشه لفوق بإستخفاف و بص لأيوب: طب و البت؟
, ايوب هيتكلم ادم بتلقائيه من غير تفكير بصّله بسرعه ف ايوب سكت فجأه.
, الرائد منير بص على ادم بسرعه لقاه وشه لسه لفوق ف بص لأيوب و إتنرفز: انطق يالا.
,
, حمزه مع حنين ضاممها اوى ف حضنه و كل ما تتنقض يشدد على ضمتها و حواليهم هوس هوس كإن كل حاجه إختفت مفضلش غير انفاسهم صوتها يكسر الصمت المُرعب ده.
, حمزه عينيه بتزوغ حواليه بعشوائيه و بتلف وقعت على أمه على باب المكتب بتبصله قوى على سؤال حنين.
, حمزه بصّلها قوى و إتقابلوا بذاكرتهم ف مشهد كإن اللى بينهم مرايه مش باب و قسمت صورة المشهد ع الاتنين.
,
, حمزه اما عرف من الدكتور ان حنين محتاجه تقعد يومين ف المستشفى اتصل بأمه يبلغها انهم مش جايين. او هو اللى اتحجج بكده و حب يفتح معاها الحوار تانى بعد ما اعتقد انها هديت و هتقوله الحقيقه!
, امه نفخت بغضب: يعنى هتسيب حالك و مالك و تقعد بيها اياك؟
, حمزه حاول يرد بهدوء: بقولك تعبانه عاد. مهتقدرش ترجع البيت دلووك
, امه زعقت: خلاص ارجع انت
, حمزه زعق: ارجع فين و اهمّلها لمين؟
,
, امه افتكرت عرض امينه و حاولت تعمل محاوله واهيه عارفه نتيجتها: لمكان ما لميتها. شوف لميتها منين و احدفها و لا سيبها و هي هتعاود لحالها. الحريم اللى زى دول مهيغلبوش عاد
, حمزه اخد نَفس بغضب و كتمه. مش عايز يفوت معاها ف سكة عِند على اعتقاده انها هتشيّل حنين العيلين عقاب لها او خايفه حنين تفرّق بينهم زى ما قالتله.
,
, حمزه رد بخنقه: يا اماه صدقينى حنين طيبه و غلبانه. دى من وقت ما فاقت و هي هتجن على ولدها. انا حتى معارفش اقولها جابت ايه
, أمه ردت ببرود: قولتلك قولها جابت تنين. ولد و بنت
, حمزه هيرد أمه قاطعته: و بالمره قولها سمناهم ادم و هديه
, حمزه كإنه لمح ثغره للكلام يعدى منها: طب ع الاقل عشان شهادات الميلاد. اروح اقولهم ايه مخابرش اسم الام ليهم و لا مين وِلد مين!
,
, آمه تهتهت بضيق لمجرد ان الحقيقه مش بإيدها و عشان كده هيتكتبوا الاتنين بإسم ابنها و هي رافضه ده: يبقى التنيين بإسم حنين
, حمزه بلع ريقه بغضب مكتوم: انتى عارفه انتى بتعملى ايه؟
, امه كملت: ولدت واحد و إدناها التانى فوقه. عملنا فيها معصيه اياك؟
,
, حمزه اتعصب بشكل غير مبرر قدامها بس قدام نفسه عشان بيتحكم عليه طول عمره ميعرفش مين من العيال من صُلبه: ده إسمه تزوير و اوراقهم دى اوراق خاصه بالحكومه و انا معايزش اعادى الحكومه دلووك عاد. خابره الكلام ده و لا لاه؟
, أمه ضحكت بتهكم: و دى اول مره عاد؟ امال لو مكنش شغلك!
,
, حمزه اتنفس بغضب بيكتمه و أمه نطقت بلهجه جافه: ماهو ان مكنش إكده يبقى هتمشى و مش هيبقى غير العيال و تبقى غارت زى اللى غارت قبلها و نفضها سيره عاد
, حمزه زعق: تمشى تروح فين؟
, امه زعقت قصاد كلامه: قولتلك لحال سبيلها. و لا فاكرنى مختومه على عقلى اياك و مخابراش جايبها منين عاد؟
, حمزه بلع ريقه بحذر: قصدك ايه؟
,
, أمه كانت تقصد إنه بيسافر كتير و اكيد بيتنقل من واحده لواحده ف الغلط بس هزة صوت حمزه ف رده خلتها إتأكدت ان الحكايه فيها اكتر من انها واحده عارفها ف الحرام ف سابت ردها متشفر: انت فاهم و مش معنى انى مخدتش رد ناحيتك يبقى مخدتش بالى. امينه ماتت عشان كان لازم تموت مش عشان افضلها السكه و انت رضيت بحنين عشان كان لازم ترضى بلحمك مش عشانها و دى الحقيقه اللى لازم تفهمها و إلا هتزعل منى قوى يا ولدى و انا لحد دلوووك مهرضاش زعلك.
,
, حمزه محسش بنفسه و هو بيقفل السكه. هو صحيح مكنش ناوى يأذى اللى هتخلّفه حنين لكن بردوا مكنش عارف هيعمل ايه. و اخر ما وصل له تفكيره إن اى حاجه هيستقر عليها كانت هتبقى سهله بحالة حنين اللى مخلياها بتنسى و تفتكر يعنى سهل يتصرف و ده هيتمحى من جواها شويه بشويه.
, محسش بنفسه غير و هو قدامها و وشها منور قدامه بإبتسامه هاديه.
,
, حمزه انتبه و بص عليها قدامه و بص وراه شاف الباب مقفول و مبقاش عارف هي فعلا النداهه اللى سلبت عقله و لا هو مارد العشق اللى اتولد جواه و خلاه اخترق كل حواجز الظروف العاقه بينهم زى ما اخترق الباب!
,
, حنين بصت لنظراته بإستغراب إتحوّل قلق ف نطقت بصوت مهزوز: في حاجه! إبنى جراله حاجه؟
, حمزه إفتكر تهديد امه. كلامها. قبل ما ينطق إفتكر امينه و اللى حصلها. متخيلش حنين مكانها. معرفش.
, اعصابه بتشد كل ما يحاول يفتكر او يحاول يتخيل و بيضم قبضات إيده جامد فاق على صوت حنين بتتوجع.
, بصّلها بإنتباه شافها ف حضنه و هو ضاممها اوى. امتى حضنها! امتى دخّلها جواه كده!
,
, حمزه ابتدت جسمه يلين مع نظراته و بصّلها بإبتسامه: متخافيش محصلش حاجه
, حنين دموعها نزلت بخوف: لاء انت. انت بتكدب. شكلك بيقول كده. انت وشك ليه عامل كده؟
, حمزه حدته دابت شويه بشويه لحد ما إتبخرت و إبتسم و اخدها و هي لسه ف حضنه و قعد بيها ع الكنبه: صدقينى محصلش حاجه. انا بس خوفت اما الدكتور قال إنك لازم تباتى انهارده كمان اهنه
, حنين بصت ف عينيه تقراهم لقته بيبتسم يطمنها ف اخدت نَفس براحه: طب و إبنى؟
,
, حمزه بغيظ: واه. طب قولى ليه مهيرضاش يخرّجك الليله. اتطمنى على حالك الاول
, حنين ردت بلهفه: مش مهم. انا مش مهم. المهم ابنى و لا بنتى. متتخيلش نفسى ف حضنه اد ايه
, حمزه إبتسم و شرد شويه ان ممكن غريزة حنين هي اللى توصّله لمين فيهم من صُلبه هو ف بصّلها شويه بتفكير و قرر يخرّجها الصبح و لو مؤقتاً يحل الموضوع ده.
, ابتسملها بهدوء: الدكتور بيقول بكره الصبح يتطمن عليكى و تقدرى تخرجى.
,
, حنين نفخت اوى بضيق لدرجة خدودها إتنفخوا بشكل مضحك و حمزه بسرعه قرب باسهم.
, حنين ضيقها اتحوّل غيظ و زقت إيده.
, حمزه قرصها من خدها التانى بملاغيه و هي ضربت كف إيده بغيظ.
, حمزه صرخ بتصنّع: اه، يا بت العضاضه
, حنين رفعت حاجبها: انت بتنصب. انا معضتكش
, حمزه قرب بسرعه باس شفايفهل خطف و رجع: امال ليه حاسس ان السكر ده لزّق إيدى؟
,
, حنين برّقت بغيظ. متعودتش على قرب حمزه كده. صحيح ذاكرتها بتمحى كل حاجه كل ما تكون مفهوم جديد لعلاقتهم لكن مع كل بدايه جديده بتتخلق معاها علامة استفهام جديده جواها. ليه التحفّظ ده جواها من ناحيته!
, حمزه شدها بخطف ضمها لحضنه و اخدها للسرير و هي إستسلمت بقلة مقاومه.
,
, فضلوا للصبح لحد ما فاقت على الدكتور اللى جه اتطمن على حالتها. قعدت كذا يوم و حالتها بتتحسن شويه بشويه لحد ما الدكتوؤ كتبلها خروج و اخدها حمزه و مشى ع البيت.
,
, بمجرد ما خطت من العربيه بصت حواليها بتوهان. بتغمض و تفتح عيونها بسرعه و بعنف كإنها فاقده السيطره عليهم. حمزه بصّلها بحذر و عشان يقفل الموقف شالها و دخل بيها.
, دخلوا و شاف أمه اللى اول ما لمحتهم كده وقفت بأسف و هي بتحسم ان قرارها لازم تعرف مين ف العيال من صُلبه كان صح. حمزه عاطفى اكتر من العقل و لو عرف ان امينه خانته و عيلها مش منه مش هيسيبه و هي رافضه ده!
,
, حمزه طلّع حنين على اوضته هو و حطها ع السرير و باس راسها.
, هيتحرك مسكت إيده: حمزه انا عايزه
, حمزه كمل بغيظ: ولدى يا حمزه. مقدراش يا حمزه. نفسه احضنه يا حمزه
, حنين ضحكت على لهجته و صوته اللى رققه و هو كوّرلها إيديه بغيظ: خلاص حفظنا عاد
, حنين ضحكت اكتر و هو ضحك معاها و هو خارج و بمجرد ما قفل ضحكته إتقطعت فجأه كإنها هي الشاحن الوحيد له اللى بمجرد ما تختفى يفصل.
,
, لمح أمه دخلت الطرقه و بصت للباب اللى وراه و فهمت إنه دخّلها اوضته ف اتنفست بغضب مكتوم.
, حمزه قرب و هي بتقرب لحد ما بقوا قصد بعض.
, أمه بحده: بردوا عملت اللى ف راسك؟
, حمزه بيحاول يلجم غضبه: دى مرتى
, أمه بغضب: و اللى تجى من مكان ما جات مرتك ميبقالهاش مكان اهنه
, حمزه كتم غضبه و رد بتهتهه يدارى كذبُه: ليه يا امى؟ انا قولتلك انى اتجوزتها عاد
, أمه: بعد ما خلفت و لا بعد ما حِبلت؟
,
, حمزه دوّر وشه لإنه كان مستنى عِدة حنين تخلص بولادتها.
, أمه ردت: ده حرام و انا لو عيلنا جوم بالحرام مهربهوش بالحرام
, حمزه زعق: الحرام ده انا جربته بكل اشكاله و صوره. ف السرقه و التهريب و الدم و الفلوس و غسيل الاموال. عارفُه و خابرُه زين ف كل صوره. لكن عمره ما كان من اشكاله اللى بيحصل ده. ده اللى حرام
, أمه زعقت: ماهسيبش واحده زى دى ف دارى و لولدى. مش بزياده عاد؟
,
, حمزه زعق: الحرام انى ابقى راجل و مقتدر و عينى ف الحلال و اقدر عليه و يتحرم عليا
, أمه هزت راسها بأسف و إتحركت تمشى حمزه مسك دراعها: مين فيهم وِلد حنين؟
, امه اتخطت كلامه و حاولت تماطل عشان لسه عندها امل الوضع كله يتغير: اصبر شوى ع الشهادات. مهيطيروش عاد.
,
, حمزه كز على كلامه و هو بيخرج: و انا معايزش اعرف عشان شهادات الميلاد
, امه ردت بسخريه: عشان الغندوره؟ ايه مهتصدقش حالها انها جابت تنين؟
, حمزه كتم غضبه: مين فيهم وِلد حنين؟
, أمه اتريقت عشان عارفه ان حمزه ميعرفش حاجه عن خيانة امينه له او حاولت تستشف منه اكتر اذا كان عارف: حتى هتسأل على وِلدها هى. وِلد الحرام. مهتسألش عن الحلال و لا التانى حرام؟
,
, حمزه غمض عينيه قوى بنفاذ صبر و هي اتكلمت بتهكم اما فهمت انه مش عارف حاجه.
, إدته لفه بالاتنين: خد. مفيش داعى للزربنه عليهم ملهومش ذنب. كفياهم واحد وِلد حرام و واحد وِلد خاينه.
,
, حمزه بصلها قوى و هي إتكلمت و هي سيباه: و كيف ما قولت. ارجع لعقلك
, حمزه اخدهم و دخل عند حنين. و امه بعد ما كانت اتحركت قدامه توهمه انها مشيت اول ما دخل بالعيال اوضة حنين اتحركت ببطئ و رجعت لعند أوضتهم وقفت بترقّب. معرفتش تستفهم من عاطفة امينه بس اكيد هتفهم من حنين! امينه شرانيه بتتلوّن لكن حنين تلقائيه!
,
, حنين اول ما حمزه دخل شايفاه من بعيد لفه على دراعه فقامت بلهفه و بمجرد ما قربت وقفت بصدمه و عينيها ضمت على بعض بإستفهام.
, حمزه بصّلها بترقب و بينقل عينيه بينها و بينهم على دراعه و هي اتسمرت مكانها.
, حمزه مستنيها تاخد رد فعل و هي دمعت بشكل مهزوز و قربت بتلقائيه رفعت من على دراعه لفه منهم و حمزه بص للتانى على دراعه بشرود.
, فجأه الباب اتفتح و الحاجه صافيه دخلت و بصتلهم قوى.
,
, حمزه بصّلها وراه و بص لحنين قدامه و.
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
٩

حمزه باصص لحنين ترقب و مستنيها تاخد رد فعل و هي دمعت بشكل مهزوز و قربت بتلقائيه رفعت من على دراعه لفه منهم و حمزه بص للتانى على دراعه متوتر.
, فجأه الباب اتفتح و الحاجه صافيه دخلت و بصتلهم قوى.
, حمزه بصّلها وراه بقلق و بص لحنين قدامه و اتوتر بينهم. قرب من حنين و ابتسم. حاول يبان اهدى قدام امه لا تلاحظ عليه حاجه من الحكايه اللى مداريها جواه و ميعرفش ان جواها حكايه تانيه مختلفه!
,
, حنين كان حمزه شايل ادم ناحيتها و هديه اللى ناحيته لامسه صدره هو رغم ان الاتنين على دراعه. هي بعفويه مدت إيدها اخدت ادم و ميلت راسها باسته و طوّلت ف البوسه اوى كإنها بتتنفسه.
, حمزه متابعها بترقب و مش عارف ينطق.
, حمزه تهته بربكه: اشمعنى ادم الاول؟
, حنين بصتله بإستغراب و هو ضحك بلغبطه يدارى سؤاله: انتى هتحبى الولاد اكتر عاد؟ كنتى هتتريقى ع الصعايده؟
,
, حنين ابتسمت بعفويه و قبل ما ترد عينيها لمحت آمه عند الباب و استغربت نظرات الترقب ف عيونها بتبصلها قوى بتدقيق.
, حنين بصدق ردت ببساطه: عشان ادم اللى ناحيتى. هديه على صدرك. خوفت اسحبها و اخطى ادم يقع. بس
, حمزه ابتسم لبرائتها اللى حسها ف كلامها و حسها اكتر اما لف وشه لأمه و شاف فيهم جمود و جفاف!
,
, حنين ضمت ادم عليها و قربت منه بتلقائيه اخدت هديه.
, حمزه ابتسملها و قرب بحرص: طب هاتى ادم
, حنين تبتت فيه اكتر و هي بتضم هديه معاه: لالا خليهم الاتنين
, حمزه: هيقعوا منك. انتى لسه خارجه من المستشفى و
, حنين بصتله برجاء: سيبهم معايا يا حمزه ارجوك. انا محتاجالهم اوى. محتاجه الملم نفسى فيهم. ابتدى من اول و جديد معاهم.
,
, حمزه بصّلها بإستسلام و إيده اللى كانت بتشيلهم منها رخت و اتحركت بتلقائيه مسكت فيها زيهم: و انا يا حنين؟
, حنين ابتسمت و سكتت كتير. عيونها دمعت بشكل معرفتش تترجم سؤالها ف ستبت اللغبطه اللى جواها تطلع.
, حنين ضمت ولادها على صدرها و بصتله و اتكلمت بصوت مهزوز: مش عايزه ولادى يطلعوا زيى. نفسى ابقالهم ابقالهم كل حاجه. مش عايزاهم ملهومش حد. لوحدهم. لا اهل و لا ناس و لا عزوه!
,
, قالت اخر كلمه و هي بتضم ولادها عليها و حمزه شدد على ضمة إيده لها و كرر سؤاله بصوت مهزوز بدمعه اتحبست ف عينيه: لا اهل و لا حد؟ و انا يا حنين؟
, حنين عيطت: انت حاجه و هما حاجه و محدش بيملى مكان حد جوه حد مهما كانت قوته و مهما نِسى بمزاجه وا غصب عنه. و انا مش قويه. انا ضعيفه اوى
, حمزه اتضايق من الجمله اللى ترجمها عليه هو و سليم اكترمن ترجمتها عليه هو و اهلها.
,
, حنين لاحظت ملامحه اللى بهتت و فهمت انه زعل ف مدت إيدها بعفويه ضمت كف ايده قبل ما يسحبه من إيدها و اتكلمت بصوت مهزوز من ضعفه: انت يا حمزه. انت ما قبل البدايه. ما قبل الخلق زى ما بيقولوا. انت ما وراء الطبيعه. انت اللى قبل ولادة حنين نفسها. حنين الجديده. انت اللى خلّفتها و ضمتها الضمه دى.
,
, حمزه لمسه اوى ردها و عيونه لمعت بعشق يعلن عن مولده معاهم. الصدق اللى ف ملامحها توّهه اكتر. مكنش عارف مين فيهم له. دلوقت قدامها مش عارف نفسه حتى!
, حنين كانت قعدت بيهم ع السرير و حطتهم قصادها و ضمت دراعاتها ع السرير و رفعت قبضات ايديها بس و سندت عليهم دقنها و هي بتتأملهم بهدوء مميت. كإنها بتحفظ ملامحهم.
, حمزه قعد على حرف السرير جنبها و هي اتكلمت بحب من غير ما تبصله: انت ليه مقولتليش انهم تؤم؟
,
, حمزه اتوتر شويه و هي بصتله ف إبتسم بهدوء: كنت محتاج اشوف الفرحه دى. مكنتش عايز اقولهالك ف اطفى فرحتها او اجزّئها. متتخيليش كان نفسى ف كده ازاى. انا حاسس انى اول مره بفرح. صحيح مكنتش متلهف ع الخلفه اوى لكن انتى ادتينى حاجات احلى بكتير.
,
, حنين تابعت عيونه اللى بتتحرك مع كلماته كإنها من صدقها بتنطق معاه. مدت إيدها بتلقائيه طبطبت على إيده و هو رفع إيدها باسها: عارفه يا حنين. كنت عايش قبلك نص بنى ادم. عايش نص الحاجات. بعقل من غير قلب. بجسم من غير روح. بجواز من غير حب. ببيت من غير ولاد. بحياه من غير حياه. عيشت عمرى بحاول و اجرب و اقع و احاول تاني. و كل مره بنضج و عقلى بينضج اه بس ده كان برا روحى. برا قلبى. جوه دايرة شغلى و عقلى بس كإنى ترس ف اله بيلف و هو عارف انه هيفضل يلف لحد ما حاجه من الاتنين. يا المكنه تعطل يا يتكسر و يقع. محطتش ف حساباتى ان في ايد حنينه هتتمد تفصل المكنه و تخرّجه برا الحسبه. معرفتش غير اما لقيت ان الحاجة اللي كنت فاكرها أنها اخر رحلة اللف طلعت كانت مجرد بداية و إن لسه المشوار فيه كتير عشان نوصل لآخره لو **** إدانى عمر.
,
, حنين بصت لإيدها اللى على شفايفه و إبتسمت و هي حاسه ان قلبها بيتهز و هو ابتسم معاها: منكرش انى احترت كتير. لكن ف النهايه رسيت على ان لو الطريق مش طريقى مكنش **** قوّمنى عليه لما وقعت.
,
, حنين اتكلمت بصوت تايه كإنه بيجرى من جواها رافض الحبسه: انا عارفه ان ‏كُل حد بنحس بالأمان معاه بنحبه ايًا كان نوع الحُب دا حتى لو منعرفهوش بس مش كل حد بنحبه هيقدر يحسسنا بالأمان. يمكن اكون مش عارفه نوع الحب ده فعلا لكن عارفه انى حسيت معاك بالامان. بلاقى نفسى جواك كل ما تتوه منى و انساها. مبقتش احتاج مجهود كبير زى الاول عشان ارجع لنفسى. انا بيكفينى تبان قدامى بحس انى رجعت.
,
, حمزه ابتسم و باس إيدها مره تانيه: عمرى ما أمنت ان العلاقات قسمة و نصيب. اللقا هو اللى نصيب. انما التكمله أختيار و انا اختارتك. اختارتك قدام اى حاجه.
,
, حنين بصتله اوى و لمحت لمعة العشق بتنور شويه شويه ف عيونه مع دمعة فرحه غريبه قدامها ف ابتسمت تلقائيا ابتسامه اختفت بتلقائيه بردوا اما لمحت امه على حرف الباب متابعاهم بنظرات مطفيه آسفه.
,
, حمزه شاف عيونها بتبهت و ابتسامتها انطفت بص وراه شاف امه بتهز راسها برفض و حنين بينهم نظراتها زايغه بينهم تايهه لحد ما حمزه بتلقائيه ضمها عليه لصدره شدد على حضنها له كإنه بيداريها حتى من نظرة أمه و عينيه متعلقه وراها بآمه بتحذير.
,
, لسه نفس نظرة التحذير ف عيون حمزه لكن المشهد بيبهت شويه شويه لحد ما رجعت عيونه للصوره الحيّه للموقف الحالى و حنين بردوا ف حضنه و امه قصاده ع الباب قصد بعض و حنين فاقده الوعى بينهم ف بتلقائيه ضمها لحضنه و شدد عليها بتملّك.
,
, شالها بلهفه و طلع على اوضتهم. حطها ف السرير و هيتحرك بسرعه اتعلقت بيه كإنها وسط الميه بتغرق. حمزه قعد جنبها بخوف. مراقب تشنجات وشها. حركات ملامحها. الثوره اللى اتملكت من كل جسمها من اول عيونها اللى بتنبض بقوه كإنها بتغمض و تفتح من غير ما تفتح، عروق رقبتها اللى بتنفر، صدرها اللى بيعلو و يهبط، قلبها اللى بيدق بعنف. كل ده مكنش مُبهم بالنسبالها. مذكراته اللى شافها حواليها كفيله بقدر كافى تشرح الموقف. اكيد قرتهم!
,
, امه قربت منه بجفا: همّلها يا حمزه
, حمزه ضمها اكتر و بصّلها بحزم: لاه
, أمه لانت ملامحها بنفاذ صبر: يا ولدى همّلها. حتى تشوف دكتور يطمنك بدل ما انت حالك إكده
, حمزه مد إيده خرّج موبايله كلم حد: كلم دكتور ايمن خليه يجى حالا البيت
, قفل و حدف موبايله بإهمال و امه نفخت بنفاذ صبر و اتحركت تخرج.
, وقفت ع الباب بتوجس و بصت لحمزه: ايش عرّف حنين بالولاد؟ مين فيكم اللى نبش ف الماضى يا حمزه!
,
, حمزه اخد نَفس عنيف و هو بيرجّع راسه لورا. لسه بيخاف على حنين. بيخاف عليها لحد دلوقت و حتى من نفسها.
,
, امه هزت راسها برفض: مفيش فايده فيك يا ولدى. سنين و هداوى فيك كيف المسحور و انت جنك عاشق مهيفارقكش.
,
, حمزه كتم غضبه: انتى اللى قفلتى الحكايه زمان غصب عن الكل. قفلتى الباب و وراه حدوته لسه متقفلتش و كان لازم تعرفى انه هيتفتح ف يوم غصب عن الكل و كل اللى وراه هيتهبد ف السكه
, امه هزت راسها برفض: مش هقولك مسحور. سحرها ملعون مسّك من جواك و هيقيدك. كان عندى حق يوم ما جيبتلك شيخ
, نظرات رفضها دلوقت لحمزه بهتت شويه بشويه و اتجددت مكانها نفس نظرة الرفض دى قدام غضبه من زمن غير الزمن من سنين كتيره.
,
, حمزه بعد ما رجّع حنين البيت بعد ولادتها ابتدى يرتب لحياتهم الجديده ظناً منه ان القدر رضى عنه! امه متابعاه من بعيد او بمعمى اصح متابعه حنين من غير ما تتدخل او حتى تقرب و ده خارج ارادتها و الوضع كله مش عاجبها!
, عدّى يوم ورا يوم و من نظرها الوضع بيزيد سوء قدامها لحد ما قررت تتدخل.
, حمزه وقف بترقب و شاور ع الراجل اللى قاعد: مين ده يا اماه؟
, امه ردت بهدوء او برود: ده شيخ.
,
, حمزه نظرات الترقب ثابته عليها: ايوه هنا ليه يعنى؟
, امه: جايباه يقرا ع البيت. يطلع الجن منه. حكم الجن اما بيلبس النفر منينا بيخربط عقله
, حمزه اتنفض بغضب: بزياده عاد
, امه اتحركت وراه بغضب: و انت هتتزربن ليه؟ هي اول مره عاد؟ من زمن و احنا كتعودين بنجيب الفُكهه يقروا ع الترب و
, حمزه لف وشه لها و زعق: و ده مش تربه. ده بيتى. و بالمنظر ده هتقلبيه تربه و نتدفن كلنا فيه بالحيا. بزياده عاد.
,
, امه زعقت: و انت جوفك حامى اكده ليه؟ خايف عليها ليه هي ملبوسه؟
, حمزه اخد نَفس بصوت عالى و هو بيحرك إيده بنفاذ صبر على وشه: استغفر **** العظيم
, امه بصتله بسخريه: و لا تكونش خايف ع الجن العاشق اللى لابسك؟
, حمزه: يا امااه.
,
, امه زعقت: بلا اماه بلا اباه. من يوم ما دخلت الدوار اهنه و هي كيف اللى ربطاك بسلسله من رقبتك و بتحركها بإيدها. دى مسلسلاك من عقلك و هتوه ف سكتها كيف النداهه. ده ولدى اللى عمره ما كدب ف حياته كدب عليا عشانها. كدب عليها هي نفسها و خربطلها حقيقتها و قال ايه حبيتك و اتجوزنا و مخابرش ايه!
, حمزه مسح وشه بكف إيده بنفاذ صبر. هو عارف ان امه اه متعرفش الحقيقه بس عارفه انهم متجوزوش رسمى.
,
, بصّلها بيحاول يهدى: انتى خابره حالتها
, امه شاورتله بسخريه: خايف على احساستها عاد؟ خايف تقولها جايبها منين؟ اقولها انا
, حمزه شدها بعد ما اتحركت: امااه
, امه اتكلمت بحده: عشان متشوفش حالها علينا
, حمزه شدد على كلامه: امااه
, امه ربعت إيديها بجمود: يبقى تمشى. و عيالنا معانا
, حمزه صوته احتد بقوه: امااااااه
, امه بصتله قوى و اتنفضت بتلقائيه على صوته: هتعلى صوتك عليا يا ولدى؟ عشانها؟
,
, حمزه نفخ بخنقه: ليه هتتعاملى معاها اكده؟ كنت هقول كْره عشان خبيت عنك جوازنا او حتى عشان عرفتى علاقتنا. بس انتى هتشوفيها ضرتك. لييه!
, امه بصتله بغضب: مش هقولك سحرالك!
, حمزه بص للراجل جنبه و بصّلها بسخريه: و ده بقا اللى جايباه يفك السحر؟
, امه بصت للراجل و بصتله بتهتهه: مش عيب
, حمزه ضحك بتهكم: و لا يكرهنى فيها؟
, امه هزت وشها ببرود: و **** لو ده اللى هيرجعلك عقلك مش عيب.
,
, حمزه زعق: مانا بقيت ملطشة حريم اياك. انتى و من قبلك امينه
, امه بصتله بغضب: هي امينه كانت ساحرالك؟ يا بنت الكلب
, حمزه: دلووك فاكراها زيكم. عرفتى ليه انا حبيتها؟ عشان هي غيركوا. مش زيكم. على نياتها. هتعرف كيف تخلينى احبها من حالها مش بالقرف ده
, امه شدت ايده و هي هيمشى: يا ولدى
, حمزه شد إيده منها و بصلها ع الراجل: خليه يمشى
, امه وقفت بحده: لاه
, حمزه اتكى على كلامه: غوريه من اهنه.
,
, امه: فولتلك لاه. مش قبل ما يشوفك و
, حمزه فجأه خرّج مسدسه من جيبه و رفع ع الراجل: يمين ب**** لو ما مشتيه لا اوريكى الجنان على حق
, الراجل رفع إيديه لفوق و جرى بلغبطه بيقوم و يقع لحد ما وصل للباب و خرج: انا. انا مليش صالح يا بيه. هي اللى قالتلى اربطك بيها. اربطك عن مرتك. هي اللى قالتلى.
,
, حمزه بص لأمه بأسف و هز راسه: يا خساره
, امه قربت قصاده: انا اللى اقول يا خساره. انا اللى خسرت
, حمزه رفع وشه لفوق و نفخ.
, امه فتحت عينيها قوى و مسكت إيده: لاه. لاه مخسرتش. مهخسرش ولدى. حتى لو فيها.
,
, حمزه فجأه ضغطت على إيدها بحده: امااه. قسما ب**** لو قربتلها لا تزعلى منى بجد. حنين غلبانه. ملهاش حد و ملهاش ف لؤم الحريم. امينه كنت سايبكوا انتى و هي تخبطوا روسكوا ف بعض مش بس عشان مهحبهاش. لاه كمان عشان عارفها زى مانا عارفك. و عارف هتسلكوا ف بعض. انما حنين لاه. الدنيا جات عليها بزياده و انا يوم ما اخدتها من الدنيا اعتبرتها حظى الحلو منها. و مهسبهاش لها كيف مانا مهسبهاش ليكى.
,
, ف القسم.
, الرائد منير بص لأدم تانى اللى لسه رافع وشه لفوق بإستخفاف و بص لأيوب: طب و البت؟
, ايوب هيتكلم ادم بتلقائيه من غير تفكير بصّله بسرعه ف ايوب سكت فجأه.
, الرائد منير بص على ادم بسرعه لقاه وشه لسه لفوق ف بص لأيوب و إتنرفز: انطق يالا
, ايوب رد بسرعه: معرفش
, الرائد منير: يعنى مشوفتهاش قبل كده ف الحته؟
, ايوب: لالا
, الرائد منير بغموض: و هو انت عارف كل اللى ف الحته؟
,
, ايوب: يا بيه انا حافظ الحته كلها عشان طول النهار و الليل قاعد على الكرسى قصد الشارع ف لو شوفتها قبل كده هعرفها اما عدت و هقولك دلوقت عليها
, الرائد منير رجع كرسيه: طب اوصفها
, ايوب رد ببلاهه: حلوه
, الرائد منير: نعم؟
, ادم بصّله بحده و الرائد منير هنا شافه ف عرف ازاى ممكن يضغط على اعصابه ف بص لأيوب تانى: عارف. نص الحته قالوا حلوه. و اللى يعرفوها قالوا حلوه ازاى. غيرُه.
,
, ادم كز على سنانه بس من نظرة الرائد منير له بطرف عينيه فهم شكل تفكيره ف رسم جليد على وشه مش برود.
, الرائد منير استنى ايوب يفهم قصده و يجاريه ف الكلام عن هدهد بس ايوب سكت.
, استنى رد فعل من ادم اللى ملامحه ثابته ف زعق لأيوب بنرفزه: اخلص يالا انا جايبك تتجوزها؟
, ايوب اتخض بسرعه: يا بيه قولتلك معرفهاش. بس. بس هي كانت لابسه قميص و بنطلون. قميص اسود فيه مربعات سوده و بنطلون جينز.
,
, الرائد منير شاور للى جنبه سجل اقواله و شاورله مضى و شاور لنسناس مضى هو كمان و شاور لأدم اللى قرب يمضى و الرائد منير بيتفحص فيه و هو مميل ع المكتب بيمضى ف لمح بقعة ددمم صغيره على اخر تيشرته شكلها حيوى كإن تحتها جرح جديد و نزف.
, مد إيده شاور عليه: ايه ده؟
, ادم كتم انفاسه بإستسلام و قبل ما ينطق الرائد منير شد التيشرت بسرعه رفعه و بص لأدم بإنتصار: و ايه ده بقا؟ علامة النسر يالا؟
,
, طلعت ع السلم بخطوات سريعه متلهّفه كذا مره هتقع و تلحق خطواتها.
, أمها زعقت بضيق: يا بنتى براحه. هتقابلى السقا و انا مش عارفه؟
, رحاب إبتسمت من غير ما تلف وشها لها: مش بذمتك احلى؟ انا هتجلط منه قريب بس بردوا احلى و ****
, امها بصتلها بنفاذ صبر: كل مره بتتكفى على وشك و انا و عهد **** متأكده ان هو اللى بيكفيكى عشان متوصليش لحاجه و الاخر يعمل فيها الضحيه.
,
, رحاب كانت وصلت للشقه و خرّجت مفتاحها: كفايه انه بيسبنى اعمل اللى عايزاه حتى لو كان شك فيه او تفتيش وراه. ده بيسبلى الموبايل اهبده و انكته براحته. مبيعاتبنيش حتى
, أمها كانت وصلت جنبها فبصتلها: العتاب بيبقي ع قد المحبه يا رحاب
, رحاب مفهمتش: و هو عمره ما عاتبنى
, أمها: طيب و ده ملفتش نظرك لحاجه؟
,
, رحاب بصتلها بقلق إبتدى يشكل ملامحها بشكل تانى و مش عارفه من الكلام اللى سمعته من امها و لا من الكالون اللى شكله غريب رغم انه فتح معاها.
, أمها بصتلها بإستغراب: مبحلقه كده ليه للكالون؟ ماهو فتح اهو؟ في حاجه!
, رحاب بصت للكالون اللى مركزه ف ملامحه الجديده و سكتت بحيره قبل ما ترد: ها، لا و لا حاجه. تعالى.
,
, دخلوا و أمها بتتلفت يمين و شمال و بصتلها بتريقه: فين بقا البيه اللى جايبك على ملا وشك حتى من غير ما يكلمك؟
,
, رحاب بتتنقّل ف الشقه بحذر و أمها قعدت ع الكنبه بغيظ: يعنى جيت. و تعبت نفسى. و جرجرتينا من عند اخوكى و تعالى يا ماما معايا عشان الحق اعمل الشقه طالما جه. و شكله عاملى مفاجآه. و عامله اكل. و اولها و اخرها هبلك اللى جابك
, رحاب اتكلمت و هي داخله اوضتها: انتى جايه بمزاجك على فكره تستفزيه. مكنتيش عايزه تيجى انتى حره انا عايشه لوحده و اتعودت بقا
, امها زعقت: و هو كان مين السبب؟
,
, رحاب كانت دخلت اوضتها و بمجرد ما فتحتها شافت دولابها مفتوح. قربت منه بحذر و لفّت عينيها بحيره عليه و قبل ما تقفله شافت هدوم مشدوده و واقعه و عشان عارفه شكل هدومها عرفت ان في هدوم غايبه. ضغطت على سنانها بغلّ و هتتحرك بعنف تخرج خبطت ف درج الدولاب تحت المفتوح. بصت فيه كان مكان هدومها الداخليه و شافته عرفت انه متاخد منه من الكذا قطعه الواقعين حواليه!
,
, اتنفست بعنف و هبدته برجلها و خرجت وقفت بغيظ بتتنفس ورا بعض بصوت عالى.
, أمها هتتكلم قلقت من شكلها و قامت عندها و بصت ع الاوضه: في حاجه و لا ايه؟
, رحاب بتتنفس بصوت عالى و أمها سابتها و دخلت الاوضه و طلعت بعد ما شافت: هاا؟
, رحاب إنتبهت بلجلجه: اكيد. اكيد حرامى يعنى
, آمها ردت بسخريه: اه صح تصدقى. حرامى مزنوق ف حتتين هدوم داخليه ف دخل يغيّر عندك. اصله يا عينى كان ماشى عريان.
,
, رحاب بصتلها قوى و أمها كملت بتهكم: و لا نقول حراميه بقا. ماهو مش حرامى و هيلبس اندر و
, رحاب سابتها و اتحركت بحده اما لمحت باب الحمام مفتوح. راحت عليه و بمجرد ما دخلت شافت تيشرت رجالى و جينز و فانله و بوكسر. بصتلهم قوى و فتشت ف ملامحهم. ميلت رفعتهم على وشها بتشمهم لمحت باقى هدوم ع الارض و بمجرد ما قربت قبل ما تلمسهم عرفت انهم حريمى. طقم داخلى حريمى مش بتاعها نهائى و عليه جينز و شميز.
,
, بصتلهم بعنف و هتخبيهم اول ما امها قربت راحت شدتهم منها بتهكم: بتخبى ايه؟ بتخبى ايه ماهو مدام لابسين يبقى كانوا قالعين و لا قضوها ملط!
, رحاب بصتلها بغضب: مش مقاسه
, امها شقلبت بوقها بسخريه: هو انتى عارفه مقاسه؟ ع اساس انه لاسمح ****
, رحاب قاطعتها زعقت بغيظ: و **** ما هسكت
, أمها ردت بسخريه: مش اما تبقى تعرفى تجبيه الاول
, رحاب وقفت بحده: هيجى.
,
, امها: بعد ما تستنيه زى النحله الدايخه كده؟ و لا عشان يلفك بكلمتين و يلف و يرجع؟
, رحاب بغضب: امال اعمل ايه؟ كفايه تقطيم بقا
, امها سكتت بتفكير شويه: تعالى
, رحاب بصتلها بحذر: هتعملى ايه؟
, مسكت موبايلها و بتطلب و رحاب شدته منها: هتعملى ايه؟
, امها قعدت ع الكنبه و هتتكلم إيدها جات جنبها على تيشرت و مسكته كان مبلول غرقان و جنبه فوطه صغيره عليها ددمم. بصتلها بتهكم و رفعتهم ف وشها و رحاب بصتلهم قوى بغضب.
,
, أمها طلبت رقم و اتكلمت اما رد: لو سمحت يا بنى عايزه اقدم بلاغ
, القسم: بلاغ عن ايه؟
, امها: شقة بنتى اتسرقت. لقينا كذا حاجه من الشقه اتسرقت دهب و فلوس و عفش. و في حاجات غريبه كده استغفر **** لقيناها منتوره ف الشقه
, القسم: هنبعتلك حد يعاين الشقه. البلاغ بإسم مين؟
, رحاب شاورتلها تلحقها و امها اتجاهلتها و ردت بسرعه: رحاب مصطفى
, القسم: قولى العنوات بالتفصيل و ياريت محدش يلمس حاجه او يعمل حاجه لحد ما نجى.
,
, امها ابتسمت بإنتصار: ماشى. سلام. خد العنوان
, قفلت و رحاب بصتلها بذهول: انتى عارفه انتى عملتى ايه؟
, امها بلامبالاه: اكيد مهما اللى عملته مش هيبقى زى انى اقعد و احط ايدى على خدى
, رحاب فركت إيديها بتوتر: بس مفيش حاجه من دى اتسرقت
, امها ردت ببرود: لو اتجنن يبقى يشيل بقا. و لو مظلوم اهو يبقى جه على ملا وشه و نبقى نتصرف.
,
, رحاب كانت هتنطق ف سكتت بإستسلام و ميلت تشيل الهدوم اللى ف الحمام امها مسكتهم منها حدفتهم مكانهم بقرف: سيبيهم. امال البوليس هيجى يدور ورا ايه؟
,
, شويه و ظابط وصل بناءا ع البلاغ و عاين الشقه بالكالون.
, بصلهم بإستفهام: ملمحتوش حد و انتوا طالعين؟
, رحاب هتتكلم امها ردت: لاء
, الظابط: يعنى مشوفتوش حاجه غريبه و انتو جايين؟ اول ما دخلتوا العماره؟ الشقه؟ حد بينط؟ حد بيستخبى؟
, رحاب هتتكلم امها سبقتها: لقينا هدوم داخليه ف الحمام و حاجه اخر قلة ادب.
,
, الظابط بصّلها بإستغراب و امها شاورتله ع الحمام. دخل اخد الهدوم قميص اسود فيه مربعات سوده و بنطلون جينز. بص فيها قوى بتفحّص و ضغط عليهم ف إيده و اخدها ع القسم و مشى.
,
, الرائد منير سجل اقوال ايوب و شاورله مضى و نسناس مضى كمان و رجالة القهوه.
, شاور لأدم اللى قرب يمضى و الرائد منير بيتفحص فيه و هو مميل ع المكتب بيمضى ف لمح بقعة ددمم صغيره على اخر تيشرته ف مد إيده شد التيشرت بسرعه رفعه و بص لأدم بإنتصار: و ايه ده بقا؟ علامة النسر يالا؟
, ادم اخفى ملامح القلق من على وشه بهدوء و بصّله بإستغراب: نعمم؟
,
, الرائد منير شد القلم من إيده حدفه و رفع جسم ادم المميل لفوق و اتحرك قصاده و شاور على الجرح اللى ف جنبه: ايه ده؟
, ادم بهدوء: كنت بهرش ف جنبى. اكيد شايفها تعويره
, الرائد منير: و من ايه بقا؟
, ادم رفع حاجبه: انا قولت لحضرتك انى كنت ف خناقه. يعنى فيها ضرب و حدف كراسى و ترابيزات و شيش و مطاوى. طلعت منها بخربوش زى ده. ايه الغريب بقا؟
, الرائد منير بصّله و ضرب الجرس دخل عسكرى شاورله على ادم: خده ع الحجز تانى.
,
, ادم بصّله قوى و الرائد منير قعد على كرسيه و فرد رجليه بهدوء مستفز: اما تتحول للطب الشرعى و يقولنا التعويره دى من ايه و كانت امتى بالظبط! من الخناقه و لا من حاجه تانى!
, ادم زعق: حاجه تانى يعنى ايه؟ انا هخرج من الزفت ده دلوقت.
,
, الرائد منير: مش يمكن من شديت مع الراجل. يعنى مثلا و انتوا بتسرقوه انت و البت حاول يدافع عن نفسه ماهو اكيد مش اول ما هتثبّته هيرجّع اللى ف جيبه ع طول! حاول يدافع عن نفسه قام ضربك بحاجه ف جنبك و انت ضربته على دماغه
, ادم خبط كف على كف بنفاذ صبر: يا باشا اهل الحته كلهم شهدوا انى كنت ع القهوه وقت البت ما سرقته و جريت و هو جرى وراها. هضربه امتى بقا؟
,
, الرائد منير ضم بوقه على بعضه بتهكم: طب مش يمكن البت اما جريت هو لحقها و بعد ما كان هياخد الشنطه منها البت حليت ف عنيه ف حب ياخد هديه فوق الشنطه؟ بوسه مثلا. حضن. حاجه كده. و الحته مقطوعه و خرابه. قومت البت استنجدت بيك او انت كنت مستنيها و اما اتأخرت روحتلها و اما شوفتهم الدم ضرب ف نفوخك ف ضربته ف دماغه غصب عنك
, ادم هز راسه و هو مفتح عينيه بغيظ: ايه جو العربى القديم ده؟ هو انا موعود؟ يا باشا.
,
, الرائد منير شاور للعسكرى اللى شد ادم و خرج بيه. نسناس و ايوب مشيوا خرجوا.
, ايوب بص لنسناس بلجلجه: هو ادم هنا ليه؟
, نسناس كان بيفتح موبايله ف رد عليه بتهكم من غير ما يبصله: و لا حاجه هيشرب مع الظابط قهوه بس
, ايوب رد ببلاهه: ليه؟
, نسناس بصّله و رفع حاجبه: لا هيطلب ايد بنته
, الظابط حوّل ادم للكشف الجنائى و نزّله الحجز لحد النتيجه ما تظهر.
,
, ادم دخل الزنزانه و بمجرد ما دخل فرد ضهره جامد لفوق و هو واقف و غمض عينيه و خرّج نفخة ضيق مكتومه جواه.
, قعد و إبتدى يرتب حساباته بعد لغبطتها. لحد اخر الليل و الزنزانه اتفتحت و عسكرى نادى على اسمه و اخده راح مكتب الظابط.
, اللوا محمد بص ف التقارير و الرائد منير واقف جنب مكتبه بغضب مكتوم و بيبص لأدم بتفحّص.
, اللوا محمد بص لأدم بهدوء: انت يا بنى اتخانقت ف القهوه امتى بالظبط؟
, ادم بهدوء: انا متخانقتش.
,
, الرائد منير زعق: ولاا. انت قايل اتخانقت مع القهوجى و القهوه اتقلبت و
, ادم قاطعه: نسناس هو اللى اتخانق. عشان هو اللى كان معاه مفاتيح الاسكوتر و هو اللى كان راكنُه ف مدخل القهوه و اما ايوب اعترض شدوا مع بعض و القهوه اتقلبت و انا اتدخلت
, اللوا محمد: حد ضربك بحاجه ف جنبك؟ و مين؟
, ادم: اكيد حد ضربنى. او حاجه. معرفش
, الرائد منير: يعنى ايه متعرفش؟ انت مضروب ف جنبك مش على دماغك؟
,
, ادم اتجاهله و بص للوا محمد: معرفش يعنى معرفش. دى كانت خناقه و الدنيا مقلوبه و كله بيضرب ف كله ف معرفش ضربه من حد جات فيا او حاجه من اللى بتتحدف جات فيا.
,
, اللوا محمد بص للتقرير بتفكير و سكت شويه بحيره: فعلا التقرير بيقول ان اصابة جنبك نتيجة دفع اداه حاده و في خرابيش جنبها بتأكد عدة كدمات من الضرب. و ممكن فعلا.
,
, الرائد منير اتدخل بإنكار: ممكن ايه يا افندم؟ ده عيل شكله عوق. ده مش عارف حتى مين ضربه ده لو اتضرب فعلا.
,
, اللوا محمد: التقرير مش موضح اكتر من انها اصابه نتيجة استخدام اله حاده اندفعت ف جنبه. و ممكن جدا تكون رجل ترابيزه حديد من بتوع القهوه اللى كانوا بيتحدفوا. ماهو لو تخمينك صح اكيد كان اتضرب مره كمان او اتنين من الراجل خاصة انه ف مركز ضعف بعد اول ضربه و الراجل اكيد طالما ضرب يبقى ف قوه
, الرائد منير نفخ: مش يمكن.
,
, اللوا محمد رد بتفكير: و التوقيت مش موضح حاجه. مدّيك فتره زمنيه بين ساعه و اربعين دقيقه و تقريبى. و الخناقتين كانوا متزامنين ف فتره واحده تقريبا يعنى متقدرش تفصل ف التوقيت بينهم
, الرائد منير سكت برفض و ادم صلب ضهره بوشه لفوق و إبتسم بإرتياح.
, اللوا محمد: خرّجه بكفاله و على ذمة التحقيق لحد ما الراجل يفوق و ناخد اقواله
, ادم هز راسه لإنه كان متوقع ان الظابط كان بيضغط على اعصابه بحكاية موت الراجل.
,
, ادم مضى و كلم نسناس اللى مكنش مشى من قدام القسم من اول ما خرج جابله فلوس دفعوا الكفاله و خرجوا.
,
, سحر مع هدهد ماشيه ف الشارع بشكل متوتر و بتتلفّت حواليها.
, هدهد لفّت دراعها حوالين كتفها و شدت وشها لقدام و هي بتتلفت وراها: يخربيييت جو الافلام ده. بتبصى على ايه؟
,
, سحر بغيظ: انتى داهيه على رأى ادم. مش عارفه ايه اللى خلانى طاوعتك و نزلنا
, هدهد بتلقائيه إبتسمت ببهتان بشرود: تفتكرى هيعمل ايه؟
, سحر هتتكلم قطعت و إستبدلت كلامها: قصدك إنه ممكن يبيعك؟
, هدهد بصتلها كتير بتفكير و سحر إبتسمت: يستحيل. جزمه و تستاهلى بس هو ميعملهاش
, هدهد إبتسامتها وسعت و رفعت حاجبه: ليه لاء؟ بغض النظر عن الانشكاح و الثقه اللى بتقولى بيهم إنى جزمه و استاهل و احنا يدوب عِشرة كام ساعه.
,
, سحر إبتسمت شويه قبل ما تتكلم: عادى. الطيور على اشكالها تقع
, هدهد رفعت حاجبها: دى اجابة انهى سؤال؟
, سحر رفعت صوابعها الاتنين ف وشها بهزار: التنيين. انتى شكلك بيوحى انك جزمه و غشيمه ف تستاهلى. و ادم. ادم بردوا طيب و **** و كويس بغض النظر عن عصبيته و خُلقه الضيق و عمره ما نَصف نفسه على حد و لا خذل حد ليه متوقعه يبيعك؟
,
, سمعت صوته من وراهم بسخريه: معلش، ماهو اللى واخد علي النقص بيفتكر الجدعنه كمين
, سحر لفّت بسرعه وراها و هدهد اندفعت عليه قبل حتى ما تلف تشوفه: انت كويس؟
, ادم رفع حاجبه من لهجة القلق ف صوتها: ده انتى كنتى متوقعه بجد هسلّمك بسلوفان!
, هدهد ضحكت غصب عنها و هي بتاخد خطوه لورا: ممم. مش عارفه. مش هتبقى غريبه يعنى، ليه لاء؟
, ادم كعمش وشه و بص حواليه بتهكم: عشان كده نزلتى؟ لا ناصحه و مدقدقه.
,
, هدهد إتلفتت حواليها و معرفتش ترد. هي نفسها مش عارفه نزلت ليه. هو غالبا القلق. بس القلق على مين مش عارفه!
,
, ادم بصلها بإستخفاف: لا متقلقيش اوى كده. أنا عندي فوبيا من المرتفعات ف تلاقيني كده دايماً بقع مع الناس الواطيه.
,
, هدهد بصتله بغيظ: لعلمك انت مقولتش حاجه عشان عارف انك هتتجرجر ورايا ف زنزانه واحده
, ادم رفع حاجبه: ايش عرّفك انى مقولتلهومش حاجه؟ مش يمكن بعبعت و جاى اسلّمك لهم و اخلص من لسانك. طب سايسينى حتى لحد ما تعرفى
, هدهد قربت حاولت تشب لحد ما سندت دراعها بكوعها بالعافيه على كتفه: بص هو أنا شخص مبيعرفش يسايس أموره خالص و إن كان ليا عند الكلب حاجة بقوله يا كلب.
,
, ادم برّق قدامه و هي هزت راسها بإستفزاز: اه و ****
, ادم برّق المرادى لها: بت انتى لسانك طلعله ضوافر دلوقت؟ ما كنتى من شويه متشعلقه زى الفار المبلول؟
, هدهد كتمت ضحكتها: لا ماهو انا لو ليا حاجة عند الكلب بقوله يا كلب عادى. احنا بالصلاة ع النبى كده ملناش اسياد الا ****
, ادم وقف و لف نص واحده لها و كوّر قبضات إيديه و هدهد ضحكت بخفه ضحكه خلته يتلفت حواليه و شدها زقها قدامه و اتحرك بغيظ.
,
, نسناس كان اخد سحر و مشيوا و هي و ادم مشيوا خلال كلامهم.
, ادم همس بتفكير: ده كده بااظت
, هدهد بصتله و همست ببلاهه: باااظظ. باااظظ خالص
, ادم بصّلها بطرف عينيه و هي ضحكت ضحكه خفيفه: ما تكمل جدعنتك عشان مصارين بطنى فاضلها تكه و تغتصبنى.
,
, ادم ضحك غصب عنه و هو بيحرّك إيده على وشه: انتى مكلتيش؟
, هدهد هزت راسها اه و ادم ضربها على راسها من ورا بإستخفاف: و هو انتى كنتى عايزه تتنيلى و احنا متنيلين كده؟
, هدهد: طب و دلوقت؟ ايه؟ مش هتنيل بردوا؟
, ادم ضحك بغيظ و هو بيتلفت حواليه ع الشارع: تعالى
, هدهد بحماس: ايه ده كنتاكى؟
, ادم ضم بوقه بسخريه: كنتاكى ايه ده انا بعمل كيس النسكافيه على مرتين استهدى ب****.
,
, هدهد حطت إيدها على دقنها ثوانى بتفكير و إبتسمت بحماس.
, ادم بصّلها بترقب: ايه؟
, هدهد غمزتله: اييه؟
, ادم هيتكلم هدهد شدته و دخلت اقرب مطعم قابلهم. بصت ع الترابيزات حواليها بتفحّص لحد ما اختارت واحده قريبه منهم و شاورتله عليها و هي بتشده ناحيتها قعدوا.
, ادم قعد برفض و بيقوم شدته قعدته و سقفت بصوت عالى اوى للجرسون اللى جه بسرعه.
,
, ادم اول ما الجرسون جه إستسلم لقعدته بغيظ و حط إيده على وشه يكتم غيظه: يا بنت الصرمه
, هدهد بصتله ببلاهه و بصت للجرسون: تاكل ايه يا سطى؟
, ادم رفع وشه و برّق قصاده و همس: اسطى؟
, هدهد ضحكت على شكله و همستله: يعنى اقولك يا بتاع المخدرات يا مخدر هنا و اسيحلك؟
, ادم حرّك إيده على وشه بإستسلام و ضحك بيأس.
, هدهد ضحكت معاه: ها تاكل ايه!
, ادم ضحك غصب عنه: منك لله
, هدهد شاورت بإيدها بإستخفاف: هااا تاكل ايه؟
,
, ادم بغيظ مسك المنديل اللى ع الطبق اللى قدامه و بيتكلم بهمس و هو بيحرّك فيه بغيظ: ده انا مش هاكل الا وشك قلم يجيب عينيكى مكان حواجبك. قومى يا بت احنا كده هنتسوّح!
, هدهد قربت وشها منه و همست زيه: ضربوا الاعور على عينيه قال ايه؟
, ادم برّق اكتر و هي رجعت بوشها لمكانها و علّت صوتها: هاا. تاكل ايه؟
, ادم بص للجرسون و بص حواليه بتوتر: طب بلاش دلوقت. روح انت دلوقت طيب.
,
, ههدهد مسكت الجرسون بسرعه: اييه اييه. رايح فين؟
, بصت لأدم بهزار: بقولك هتغتصبنى. يرضيك تغتصبنى و انت واقف تتفرج؟ فين النخوه؟ فين الرجوله؟ فين حقوق الست؟ فين الاكل؟
, بصت للجرسون ف اخر الجمله اللى ضحك ببساطه عليهم و اتكلم بحماس: طب عايزين نواشف و لا اى حاجه؟ الفرع الجديد بتاعنا نزّلنا فيه تشكيلة سمك و اكل بحرى طازه
, هدهد هتتكلم بحماس ادم مسك إيدها لحقها و بص للجرسون بسرعه: لالا بلاش. مش دلوقت طيب.
,
, هدهد زقت إيده بتجاهل لعينيه اللى بتهددها بغيظ و بصت للجرسون بحماس: حلو اوى. هات جمبرى و باربونيا للباربونيا الحليوه ده
, بصت لادم بطرف عينيها و اتراجعت بسرعه بعينيها بخوف كاتمه ضحكتها للجرسون: بلاش باربونيا. وحشه. خلينا ف الجمبرى اهو بيدى طاقه و يجيب حماس
, الجرسون هز راسه و هو بيكتب: حاجه تانى يا فندم؟
, ادم بص للجرسون بتوتر و هو بيبص حواليه: بلاش بلاش.
,
, هدهد بصت ببلاهه للجرسون: كيس كبير اد كده و شيبسهات و حلويات و ايس كريم. و اه لو في ساندوتشات حط. اصل انا جعان اوى و عطشان اوى
, بصت لادم اللى حط إيده على وشه بغُلب و ميل راسه و مدت إيدها لعبكت شعره بتهريج: اموت انا ف قفشات الافلام
, الجرسون بص لادم اللى كعمش وشه بيبتسم بإصفرار: ابقى افتكر كويس انى قولتلك بلاش
, هدهد حطت إيدها بسرعه على إيده ع الترابيزه اتكت عليها و ضحكت للجرسون ببلاهه.
,
, الجرسون غاب شويه و رجعلهم بصنيه كبيره و معاه اتنين و نزلوا الاكل ع الترابيزه قدام عيون ادم اللى مبرّقالها بغيظ.
,
, هدهد مدت إيدها و إبتدت الاكل بحماس: كُل كُل متتكسفش
, ادم هز راسه بغُلب و خرّج علبة سجاير و طلع واحده شدتها منه رمتها و حطت إيده ف الطبق غصب عنه: كُل و متبرّقش عينيك علقه و اتحسبت عليك
, ادم متابعها بغيظ ع المأزق اللى حدفته فيه. فضل متابعها شويه و هي بتغيب و تمد إيدها لبوقه بحاجه غصب عنه تجبرها ياخدها لحد ما اندمج معاها ف الاكل من غير ما يحس.
,
, هدهد غمزتله ع الكل ف إيده: ايييه؟ الكلام على ايه يا باربونيا؟
, ادم برّق: باربونيا!
, هدهد ضحكت بخفه: فاضلك اتنين باربونيا و تنوّر
, ادم ضحك غصب عنه و بصّلها و من غير ما يحس غصب عن الموقف اندمج معاها ف الكلام: لو كنتى قولتيلى انك عايزه تاكلى سمك كنت حدفتك ف المحل
, هدهد بصتله بإستغراب: المحل؟ بتاعك؟
, ادم هز راسه و هي ابتسمت بعفويه: انت بتشتغل يا ادم؟
, ادم بصّلها بطرف عينيه: لا جايب سمك و فاتحله محل يرقص فيه.
,
, هدهد ضحكت بصوت عالى رغم رقة ضحكتها.
, ادم رفع وشه بسرعه بصّلها بحده اما لاحظ كذا حد بصّلها من حواليهم و صفّر.
, هدهد حطت إيدها على بوقها و شاورتله.
, ادم كشّر و رجع للاكل بصمت و هي لاحظت ضيقُه ف ابتسمت ابتسامه غريبه.
, ادم بصّلها بطرف عينيه: ايه؟
, هدهد همستله: طب مش كنت تقول
, ادم رفع حاجبه: اقول ايه؟
, هدهد ضمت بوقها ببراءه: انك بتاع سمك. كده تبقى يا بتاع السمك يا باربونيا
, ادم هز راسه بيأس و هو بيضحك غصب عنه.
,
, هدهد شاورتله بمرح: طب هقولك نكته يا بتاع السمك يا باربونيا. بيقولك ‏مره سمكتين تونة فقرا اوى و جعانين شافوا صاحب المطعم و الشغالين جايين عليهم قالولهم التونة حاجة لله
, ادم كان خلص اكل ف ضحك غصب عنه و لمح الجرسون جاى ف برّق.
, هدهد فركت إيدها ف بعض و هتتكلم الجرسون اتكلم: حاجه تانيه يا فندم؟
, ادم رد بسرعه: لا لا كفايه
, هدهد تمتمت بهمس و هي بتسند كوعها ع الترابيزه و بتقرب راسها ناحيته: راجع نفسك.
,
, ادم عمل زيها سند كوعه ع الترابيزه و قرب راسه و رد بهمس زيها متغاظ: قولت كفايه
, هدهد قربت كمان شويه بهمس: فكر
, ادم قال نص الكلمه بزعيق عالى و كملها و هو بيوطى صوته: قولت كفايه
, هدهد ضمت عينيها بتمثيل جديه: فكرت يعنى؟
, ادم رفع دراعه من ع الترابيزه و اتعدل رجع لكرسيه و هو بيتنفس بصوت بغيظ و بيعض بوقه كله و هي كمان رجعت ف قعدتها و اتكلمت بتهريج: طب فكر تانى.
,
, الجرسون بصّلهم بإنتظار و هي ضحكتله ببلاهه: طب هات اى حلو للحلو
, ادم هيتكلم هي اتكت على إيده لحد ما الجرسون مشى و بصتله و قلدت لهجته: لالا بلاش. طب روح دلوقت
, ادم بصّلها بعيظ و بص للاكل: انتى لو تاكلى علقه اد الاكل اللى اكلتيه هتمشى زى الألف بقية حياتك
, هدهد لمحت الجرسون جاى عليهم بصانيه ف بصت لأدم بغموض: يعنى كلت كويس؟
, ادم بصلها بغيظ: ليه هو في اكل تانى؟
,
, هدهد بصت للجرسون اللى بيقرب و شدت إيد ادم ف حركه سريعه و هي بتجرى ناحية الباب: لا عشان تعرف تجرى كويس.
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
١٠

هدهد لمحت الجرسون جاى عليهم بصنيه ف بصت لأدم بغموض: يعنى كلت كويس؟
, ادم بصّلها بغيظ: ليه هو في اكل تانى؟
, هدهد بصت للجرسون اللى بيقرب و شدت إيد ادم ف حركه سريعه و هي بتجرى ناحية الباب: لا عشان تعرف تجرى كويس
, ادم تمتم بغيظ: يا بنت المجنونه
, الجرسون شاف حركه غريبه و بمجرد ما لمحهم فهم ف قرب بسرعه ناحيتهم.
,
, هدهد زقته وقع بالصنيه و جريت و اول ترابيزه قابلتها شدتها كسرت عليه الطريق بينهم. بتجرى و بتشنكل اى حاجه تقابلها تسد بيها الطريق بعد ما تعديه.
, ادم مستسلم تماما ليها كإنه مجرد روبت بين إيديها و من جواه عايز يضحك و عايز يضربها و بيشتم و بس.
, لحد ما خرجوا و كسروا سكة العربيات اللى قدام المحل بسرعه.
, هدهد بتتلفّت بحذر حواليها ع السكه لحد ما شدته بدّلت وضعه و خلته على يمينها بدل شمالها و جريت.
,
, ادم رفع حاجبه و هي ضحكت ببلاهه: لاء انا اما بعدّى سكة عربيات بخلى اى حد معايا ناحية العربيات اضمن
, ادم برّق و بص للسكه وراه بعد ما عدوّها و هي ضحكت جامد على شكله.
, ادم شدها لورا بتهريج يرّجعها سكة العربيات هي شدته بسرعه بتنهج من الضحك و اتصنعت البراءه: تدرى ليش؟ لإنى واثقه ف ذكائه. و **** واثقه ف ذكائه
, ادم ضحك غصب عنه بغُلب و هي خبطته بكتفها ف كتفه: انما انا مش واثقه ف نفسى.
,
, ادم رفع إيده من على وشه بغيظ و هي كملت بنفس لهجة البراءه: مش واثقه و ****. يعنى ممكن لو وقعت اشده معايا. لاء ده انا ممكن ازقه تحت العربيه
, ادم برّق بغيظ و ملامحه ضحكت بصمت و هي انفجرت ف الضحك. شدها من راسها بغيظ و ميّلها لتحت و كل ما ترفعها يميّلها و الاخر حدفها قدامه بتجرى و هو بيسرّع خطواته و كل ما يقرب منها يضربها على قفاها.
,
, حنين فجأه جسمها اتشنج ف رقدتها و ابتدى يتعانف ف حركته. بوقها زى المزموم او متكمم و صرخاتها طالعه مكتومه.
, حمزه اتعدل بسرعه و حاول يعدلها. اتحرك بفزع جاب فوطه بلها ميه سخنه و ابتدى ينقّلها بين رقبتها و صدرها و دماغها يفك تشنجاتهت لحد ما اتنفضت فجأه و فتّحت.
, مجرد ما شافته بصتله بإنهيار مكتوم و حاولت تقف.
, حمزه مد إيده بسرعه يسندها زقته بقرف: متلمسنيش
, وقفت بتعب و كل ما تحاول تتحرك خطوه تقع و تقوم.
,
, حمزه كل ما يميل يساعدها تنفر بزياده بعيد.
, حمزه: طب قوليلى عايزه ايه. عايزه تعملى ايه و اعملهولك
, حنين بصتله بإنهيار: عايزه امشى من هنا
, حمزه حاول يتخطى قصدها: تمشى تروحى فين؟ تجى نسافر؟
, حنين بصتله برفض و اتحركت ناحية دولابها نزّلت شنطه و فتحتها و ابتدت تحدف فيها هدوم بشكل عشوائى.
, حمزه واقف بحزن على هيئتها و هي بتمتم بإنكسار: انا. انا عايزه امشى. عايزه امشى من هنا. مش عايزه افضل. مش عايزاك.
,
, حمزه اتعدل بجديه حاول يشدها تقف و تثبت قدام عنف حركاتها اللى بتقلب لتشنجات: تمشى فين؟ انتى عايزه تسيبينى؟
, حنين زعقت و هي بتزق ايده: كان لازم اسيبك. كان لازم اسيبك من الاول. من يوم ما خرجت من المستشفى زمان
, حمزه بلع ريقه بمرار مجرد ما اتأكد ان الحقيقه اللى عاش عمره كله معاها يخبيها اتعرت قدامها.
,
, حنين لفت حوالين نفسها بقهر: لالا. انا كان لازم امشى من قبلها. من زمان. من اول ما شوفت وساختكوا. من اول ما قولتلك سيبنى امشى دى فرصتى و لو ممشيتش دلوقت يبقى عمرى ما همشى. كنت. كنت بحسبك نضيف. ازاى كنت بحسبك نضيف!
,
, حمزه حاول يضم إيديها بين إيديه غصب عنها: حنين. **** اللى عمل ده مش انا. **** اللى حطك ف سكتى. **** اللى نجدك من الموت يومها بدل المره اتنين. **** اللى خلى امينه تنطق يومها و كإنها بتفتح باب حياه جديده قدامنا و تقول انك مراتى. عارفه. **** اللى توّه حقيقة ولادنا ف بعض عشان نفضل مع بعض حتى لو من غيرهم. حتى لو من غير ما نعرف لحد دلوقت مين فيهم منك و مين فيهم من صُلبى.
,
, حنين مجرد ما جات سيرة عيالها حطت إيديها على ودانها و صرخت: اخررس. متجيبش سيرة ****. انت اللى زيك ميعرفهوش. ميعرفهوش
, حمزه كمل و هو بيقرب منها غصب عنها و بيحاول يضمها: يمكن **** عالم لو كنتى عرفتى الحقيقه من الاول مكنتيش هتكملى لدلوقت. او. او عالم انى لو كنت عرفت مين فيهم من صُلبى كنت هتغير او هيحصل حاجه ف.
,
, حنين نزعت نفسها منه بجنون: انت اللى زيك ميعرفش ****. يعرف الحرام. الدم. القرف. انما **** ميعرفهوش. ولده ميعرفهوش
, حمزه بوجع حاول يتملك بقبضاته منها: يا حنين
, حنين بتحاول تزقه تبعده و هو كل ما يتزق منها يتبت فيها اكتر: انما انا مش عايزه اعرف. مش عايزه. انا عايزه امشى بس. عايزه امشى. سيبنى. سيبنى يا جمزه. سيبنى امشى.
,
, حمزه قال اول جملته بصرخة وجع منها و نهى اخر الجمله بصرخة وجع مفزوعه عليها: مش هسيبك. مش بعد كل ده هسيبك. انا عملت كل ده ليكى. عشانك. انا اتغيرت بيكى و عشانك. انا سيبت كل الحرام اللى بتتكلمى عنه ده لاجل خاطرك، انا، حنييييين
, حنين وقعت ع الارض مغمى عليها. حمزه ميل عليها من عنف حركتها معرفش يرفعها.
,
, بتفتح عينيها و تقفلها بهزيان. ومضات عنيفه بتظهر و تختفى قدامها. بتشوف نفسها ف قسم. بتشوف نفسها بتعيط. بتسمع صريخها و هي بتقول مظلومه، مسرقتهوش، معرفهوش و **** ما اعرفه بتشوف نفسها منهاره. سامعه صريخها قدام وميض قدامها بتقوله قول الحقيقه، انا معرفكش انا عمرى ما ركبت عربيتك انت ليه بتعمل كده بتشوف نفسها بتنضرب بالقلم. بتسمع اسامى غريبه. سليم. حنان. حنين. بتشوف لمحات عنيفه بتدخل ف بعضها بجنون من غير ما تلحق تفسر و لو لمحه واحده منهم و ترجع اللمحات دى تبعد عن بعض لحد ما تتبخر قدامها!
,
, ادم بيتحرك حوالين نفسه و هو حاطط إيديه ف وسطه بغيظ. فجأه برجله زق هدهد اللى راقده على دكه خشب ف وسط المكان: ما تقومى يابت انتى تساعدينى
, هدهد اتعدلت بغيظ: و انت اتشليت مثلا؟
, ادم بصّلها بغيظ و بيتلفّت حواليه على حاجه يحدفها بيها و هي مدت إيدها بعشوائيه وراها شدت حاجه إدتهاله ببرود.
, ادم بص و برّق للحديده اللى ادتهاله و بصّلها بغيظ: ده انتى تخصص بقا.
,
, هدهد برّقت للحديده اللى ف إيده و هو برّق معاها للحديده و رجع بصّلها و هو بيقرب منها بمكر: تصدقى فكره
, هدهد كتمت ضحكتها و هي بتقوم بخوف: ايه دى اللى فكره يا استاذ ادم؟
, ادم بيقرّب و هو بيشاور بالحديده: اخلص منك. و اهو حتى لو الراجل فاق ممامتش يبقى كلامه مجروح لعدم وجودك و طبعا الشرطه مش هتلاقيكى و تبقى جات ف ملعبى اطعن ف كلام الراجل. هتبقى ملعوبه صح؟
,
, هدهد بتكتم ضحكتها و هي بتشاورلها بسرعه بإيدها لاء: لالا ملعوبه ايه؟ اهدى كده و صلى ع النبى. هتودى نفسك ف داهيه عشان هدهد! ده حتى يبقى عيب
, ادم كان قرب منها و هي بترجع وقعت ع الكنبه اللى كانت راقده عليها و هو ميّل عليها و همس: ما تشوفيهم كده
, هدهد اتوترت من قربهم اللى جه فجأه لغبط موازينها ف همست بإرتباك: هاا، مين دول؟
, ادم كعمش وشه بإستفزاز: اللى بيغوروا ف داهيه. شوفيهم كده بيركبوا منين علشان تحصّليهم.
,
, هدهد نظراتها برّقت فجآه و هو كعمش وشه اكتر و رفع كفوفه من حواليها و اتعدل ف وقفته و اتحرك يمشى.
, هدهد ضحكت بخفه و هو من غير ما يبصلها ضحك غصب عنه بغيظ.
, بنفاذ صبر بعد لف كتير ف المكان جاب شنطته حدفها ع دكه خشب جنبها مكملاها زى الركنه و رقد.
, هدهد اتعدلت بسرعه بغيظ: انت هتنام هنا؟
, ادم اتكلم بعد ما تنى دراعه على راسه و غمض: معلش الريسيبشن مشغول.
,
, هدهد كوّرت الجاكيت بتاعه و حدفته بيه اجبرته يفتّح و يتعدل بجنبه ناحيتها: انت لسانك هيجيله تسلخات لو رد كويس؟
, ادم ضحك غصب عنه و سكت و هي سكتت.
, كل واحد فيهم اتعدل ف رقدته و وشه لفوق ف صمت ملغبط لحد ما هي كسرته: انت ليه جيبتنا هنا؟
, ادم بغيظ: اه كان المفروض ارجعك شقتى عشان يطب الباشا الثقيل و نكمل حياتنا عنده
, هدهد ضحكت بخفه: ايوه بردوا ليه مسبتنيش هنا و روحت بيت هناك؟
, ادم سكت شويه: متهيئلى كده مش هينفع.
,
, هدهد رفعت نفسها سندت بكوعها ع الدكه و بصتله بفضول: ايوه ليه؟
, ادم اخد نفس وضعها: عشان اتربطنا ف عرقوب واحد و لو سيبتك هيبقى كلبش واحد ان شاء ****. اتخمدى بقا
, هدهد ضحكت بخفوت و هو ضحك غصب عنه بصمت.
, سكت شويه و بصّلها بطرف عينيه: انتى خايفه منى؟
, هدهد ردت بعفويه من غير ما تفكر: لاء
, ادم ابتسم غصب عنه و غصب عنه بردوا ابتسامته اختفت بسرعه.
, هدهد رفعت حاجبها على ريأكشنه: ايه!
,
, ادم بصلها بجنب عينيه و هي نوعا ما فهمت استغرابه انها مش خايفه ف اتوترت: قصدى. قصدى يعنى اصل هتعمل ايه يعنى يخوفنى؟
, ادم بصّلها جنبه و ابتسامته اتجددت بمكر: يكونش هاخد البوسه بتاعة الخرابه مثلا؟
, هدهد بسرعه قعدت بضحكة خوف: و يرضيك تموت على ايد هدهد؟
, ادم حدفها بالجاكيت بتاعه اللى حدفته بيه: ياشيخه اتلهى. ابوس هنا؟ و معاكى؟ ده انا لو بوست ايدى وش و ضهر يبقى فلاتى.
,
, ضحكت بخفه و هي بترجع لرقدتها و هو عينيه سرحتلها بإبتسامه صغيره و سكتوا.
, هدهد فجآه اتعدلت و بصتله شويه بجديه مفاجئه نوعا ما معجبتهوش: و اما انت عندك محل سمك. ايه بقا؟
, ادم اخد نَفس بضيق: السمك ده يتاكل ع العيش ميأكلش عيش
, هدهد بصتله بطرف عينها: لعلمك سلحفاه مجتهدة أحسن من أرنب بيتمرقع
, ادم عينيه لمعت بإبتسامه صغيره و بصّلها: و انتى ايه بقى؟
, هدهد ضحكت ببلاهه: سلحفاه بتتمرقع.
,
, ادم ضحك غصب عنه بإستسلام: لاء انتى عامله زي صباع رجلى التالت
, هدهد برّقت: صوباع رجلك؟
, ادم هز راسه و هو بيضحك: التالت. لا بيتخبط ف رجل كرسى و لا بيفرق معاه الجزمه ضيقه و لا لأ. بايع الدنيا كدا و شارى دماغه
, هدهد رجعت حدفته بالجاكيت تانى قدام ضحكته.
, ادم حس هي عايزه تقول ايه ف بصّلها بطرف عينيه: لو عندك نصيحة ليا و حاسه إنها هتفرق معايا ياريت متترددش لحظة تخليكى ف خيبتك.
,
, هدهد ضحكت و رجعت لرقدتها بعد صمت شويه: انت ليه خلتهم ينقلوا البضاعه تانى هنا؟
, ادم مردش و هي اتعدلت تانى بجنبها ناحيته و كملت بفضول: عشان اكيد محدش هيتوقع ان حاجه زى دى تتشال هنا. و خاصة بعد ما الحته كلها اتفتشت زقاق زقاق
, ادم بصّلها شويه و هي كملت: ما هو اكيد خرابه زى دى و متوى زى ده مفتوح و مكركب محدش هيتوقع ان يتشال فيه حاجه تقيله زى دى محتاجه تأمين و خبا!
,
, ادم اتعدل زيها ناحيتها: مش بقولك عليكى دماغ لا شغاله و لا بتنام. ما تخليكى ف حالك
, سكتوا و هي قامت قعدت بفضول و ربّعت رجليها: انت ليه هاجمت الواد اللى اعترض على توزيع البضاعه دى هنا؟
, ادم بصّلها بغيظ و كتم انفاسه و هي ضمت بوقها بفضول: نقول عشان مثلا عايز تحط ايدك على كل اللى ف سكتك هنا؟ يعنى تلم الحته هنا كلها تحت باطك؟
, ادم تمتم بغيظ: تحت باطك؟ انتى منين يا بت؟
,
, هدهد ضحكت و ردت بإندفاع و وقفت بالكلام بعد بدايته مباشرة: اس
, ادم بصّلها و اما سكتت رفع حاجبه: انتى عامله اوكازيون ع الابليكيشن بتاعك؟ خد النص و اكمل النقط؟
, هدهد ضحكت بخفه: لا. بس
, ادم رد ببرود: مش عايز
, هدهد: نرجع لمرجعنا. ****. حلو نرجع لمرجعنا ده
, ادم ضحك بيأس: اتخمدى.
,
, هدهد اتحركت قعدت جنبه اجبرته يفضل قاعد: انت عصبى و الطحنه و المرمطه اللى احنا فيها دى عايزه طولة بال. عايزه تشوف اكتر ما تسمع و تسمع اكتر ما بتتكلم و تفهم اكتر من كل دول
, ادم بصّلها بطرف عينيه و هي اتعدلت ببلاهه: انا بقول رأيى بس
, ادم زقها بغيظ من جنبه يقوّمها: لا رأيك ده يطلع بس و احنا بنلم الزباله
, هدهد رجعت بغيظ ف قعدتها جنبه بعد ما زقها: انت ليه مبتحبش تسمع غير صوتك.
,
, ادم بصّلها و عض بوقه بنفاذ صبر و هي اتراجعت بضحكه صغيره مَرِحه: مع ان صوتك وحش
, ادم كوّر إيده ف وشها و هي مسكت قبضة إيده بخفه: طب انا عندى رأيين
, ادم كعمش وشه بتريقه: يتربوا ف عزك. عندهم كم سنه بقا؟
, هدهد شاورتله: شووفت. اهو خلقك اللى دايما اضيق من مخك ده اللى مبيخلكش تسمع الاراء حواليك و عكك مع صاحبك ده.
,
, ادم شدها وقّفها بغيظ حدفها على الدكه اللى كانت عليها: لا عادى انا ممكن اسمع رأيك و قولك تحطيه فين بقا و كده.
,
, هدهد برّقت قدامها و هو حدفها بالجاكت بتاعه: اتخمدى
, رجعوا كل واحد ف رقدته لحد ما ادم نطق و هو مغمض عينيه: انتى ليه نزلتى و انا ف القسم؟
, هدهد ردت بتلقائيه: عشانك. خوفت وجودى عندك يورّطك
, ادم فتح عيونه فجأه و بصّلها بطرف عينيه و هي كملت بهدوء بعد ما رجعت قعدت: خوفت يتابعوك بعد ما تخرج من القسم زى صاحبك الاهبل ده و اورطك.
,
, ادم رفع حاجبه: شوف ازاى! و انا اللى كنت فاكرها. يلا اهو سوء الظن بقا زى سوق العتبه بيلم
, هدهد سكتت ثوانى بتفكير لحد ما فهمت: قصدك يعنى انى مخوناك؟ تبلغ عنى و كده؟ لا متعملهاش
, ادم رجع قعد زيها: ليه بقا؟ مكتوب على وشى الشحن مجانا؟
, هدهد ضمت بوقها بحيره: معرفش. بس متعملهاش. عينيك بتقول انك مش كده
, ادم رفع حاجبه: هو الراجل بيتعرف من عينيه؟ اول مره اعرف الصراحه.
,
, هدهد ضحكت بخفه و هي بتلاعب رجليها بعد ما قعدت و نزلتهم من ع الدكه و هو عمل زيها: هو الراجل عندكم بيتعرف منين؟
, هدهد ردت ببلاهه: من جزمته
, ادم برّق بعد ما بص ع الكوتشى بتاعه و هي ضحكت اوى.
, بصّلها بذهول: جزمته! قيمة الراجل عندك من جزمته؟
,
, هدهد ردت بجديه بعيده عن هزار الحوار: عشان دى اخر حاجه عند الراجل بيهتم بيها بعد لبسه و شكله و شعره و برفانه و و و. و بتجى اخر حاجه بعد الليله دى كلها و ع السريع كمان. ده غير انه مبياخدش باله ان حد هيركز معاها. ف الواحده لو شافته اهتم بجزمته هتعرف انه هيهتم بيها.
,
, ادم برّقلها شويه و نطق بغيظ و هو بيحدفها بالجاكيت بتاعه: لا و انتى الصادقه ده عشان جزمه زيك لازم تحن للى زيها. مش بيقولوا كل جزمه و لها اختها!
, هدهد لقفته منه و حطته تحت راسها و هو رقد.
, هدهد: ادم. هو احنا كده بعد ما انت اتأكدت ان الراجل مامتش و الظابط كان بيضغط على اعصابك المفروض روحنا ف الداهيه اللى بيقولولنا غوروا فيها صح؟
,
, ادم ضحك بغُلب: لا عديناها بشارع حضرتك. ده انا كنت مرتب الليله السوده دى هتخلص بحوار القسم و الدنيا هتتقفل بموت الراجل و الظابط مش هيوصل منى بحاجه و الا هسلّمك له و اخلص بدل ما يجى بكره الاقى نفسى لابس ف داهيه جديده
, هدهد رجعت قعدت بضحكة خوف و ربعت رجليها ببلاهه: طب و هل جرت الامور كما خططت لها يا استاذ ادم؟
, ادم بصّلها بطرف عينيه و هو لسه راقد: معرفش. هي جرت مني النحيادى كده.
,
, هدهد ضحكت اوى: شايل هم بكره ليه! ما يمكن **** يخدك
, ادم بيتلفت حواليه و هي رفعتله الجاكيت بإستفزاز و رجعت رقدت.
, هدهد ابتسمت بصوت خافت: تصبح على خير
, ادم رد و هو مغمض: اصبح على خير؟ و انتى جنبى! تصبح على خير دي تتقال لحد عايش مع كنده علوش. بيرين سات. انما انتى؟ و انا؟ ده احنا المفروض ننام و نصحى نقول لبعض اهلا بالخازوق الجديد.
,
, هدهد ضحكت بغيظ: يا بااى. يا بنى المتشائم هو اللى دايما بيشوف الحياة كلها خوازيق
, ادم رد بتهكم: و المتفائل اللى زيك كده؟
, هدهد ضحكت ببلاهه: لا المتفائل بقا هو اللى بيلبسها
, ادم ضحك بغيظ و هدهد ردت بمرح: يابنى خلى عندك ايمان و امل. و **** بكره هتتعدّل
, ادم رد و هو بيديها ضهره: ايوه ايوه ايمان اه. ايمان اتطلقت
, هدهد بهزار: شوفت. عشان كده بقولك خلى عندك ايمان و امل. عشان لو ايمان سابتك امل تسندك.
,
, ادم ضحك غصب عنه و هو مديها ضهره: هزرى هزرى. اهى لطافة امك دى اللى هتخليكى تلبسى ف الاخر.
,
, حنين فجأه فتحت عيونها و اتعدلت ع السرير بفزع و بتتلفت حواليها بتوهان. شافت نفسها مغيره هدومها و حتى راسها عليها طرحه!
, قامت وقفت بتعب، حمزه وقف معاها و حاول يسندها: الدكتور على وصول. جاى و
, حنين اتخطته و بتلف حواليها كإنها بتدوّر على حاجه او مش شايفه حاجه!
, حمزه قرب منها على حالتها اللى اتعود عليها بس المرادى الوضع مختلف. المرادى فهمت الحدوته من اولها.
, حاول يضمها بحزن: حنين.
,
, زقته بعنف جابته قصادها: ابنى فين! فين يا حمزه انطق. وديته فين انت و امك؟ عيالى فين يا حمزه!
, حمزه عيونه دمعت بوجع: حنين. عشان خاطرى اهدى
, حنين زقته بعنف: بقولك عيالى فين انطق
, حمزه هز راسه بقهر: حنين
, حنين صرخت بإنهيار: اخرس. متجيبش اسمى على لسانك القذر ده. انت كلك قذر. كلك حرام. حرام
, حمزه حاول يمسك إيديها و هي نزعتهم منه بجنون و ابتدت تلف حوالين نفسها بهيستريا: هديه. بنتى فين؟ هديه فين يا حمزه؟
,
, حمزه دموعه نزلت على حالتها اللى هو فاهمها كويس جدا و عارف ان ضغط عصبى زى ده ممكن يحدفها لورت لأبعد من نقطة الصفر.
, حنين صرخت ف وشه: عيالى فين! ودتوهم فين!
, حمزه: اهدى. يا حنين انا مليش ذنب ف حاجه
, حنين صوتها اتحاش بعياط: هاتلى بنتى اتكلم معاها. انا محتاجالها دلوقت اكتر من زمان
, حمزه صوته اتهز بوجع: انتى عارفه ان هديه
, حنين صرخت ف وشه: هاتلى ابنى. انا عايزااه. يا اددددم.
,
, ادم كان نايم و اتهز فجأه ف صرخه طلعت منه كإنها بتصعقه.
, هدهد اتنفضت ف رقدتها اللى كانت معاه ع الارض بس بعيد.
, قربت بحذر من جسمه اللى بيتشنج و بيهابد مع بعضه كإنه بيعافر يخرج برا كابوس متربط فيه.
, قامت بلغبطه جابت مايه و رجعتله بحذر قعدت جنبه. مش عارفه ممكن تعمل ايه. حطت إيدها ف المايه و حطتها على رقبته. شافت عروقه بتنفر كإنها بتحرك إيدها من قوتها.
,
, رجّعت إيدها للمايه تانى و رجعت على وشه ملّست عليه برفق كإنها بتتعامل مع جرح.
, اتلفتت حواليها ملقتش حاجه ف مدت دراعها مسحت عرقه بكوم بلوزهتها.
, قابلت وشوشهم كإنها بتقرا عيونه المغمضه تفهم كابوسه ف سمعته بيتمتم برجفه قويه: متموتهاش. لالا. متموتهاش. معملتليش حاجه. اجرى يا ادم. اجرى. اجرررى!
, عيونه فتحت فجأه و نظرات بدأت عنيفه كإنه لسه شايف كابوسه.
,
, هدهد كانت جنبه و مركزه كف إيدها جنبه تانى ناحيه و هو بينهم ف لمح وشها فوقه و كإنها بتجبره يثبت نظراته عليها.
,
, ادم بصّلها اوى بنظره ثابته إبتدت تتوه شويه بشويه و هي افتكرتها بتلين او بتهدى ف رجعت جنبه و اتعدلت.
, همست بخوف: ادم. انت كويس؟
, ادم همس بلهجه مخيفه و هو لسه مغمض: غورى من وشى
, هدهد مخافتش من لهجته اد ما خافت من حالته و هو صرخ بجنون صرخه ابتدت قويه بتخفت شويه بشويه كإنها ملهاش علاقه بالموقف الحالى اللى هما فيه و لا الوقت الحالى: اجرررررى. اجرررررى. اجررى. اجرى. اج، ر. ى.
,
, هدهد وقفت بالعافيه بس من حالته مقدرتش تتحرك و هو حس بأنفاسها حواليه ف وقف بعنف شدها من دراعها: انتى ايه؟ غبيه مبتفهميش؟ طول عمرك غبيه! غبيه! غبيه! انتى غبيه! انتى مش السبب انتى غبيه!
,
, بيهز فيها بعنف و هي قدام حالة اللافهم اللى اتحدفت جواها مش عارفه تتحرك. او يمكن مش راضيه، حاجه جواها رافضه تمشى و مش عشان احساسها دلوقت انه لسه بيكمل كابوسه. لا ده يمكن من اول ما اتقابلوا. مش عارفاه هو الغموض اللى حواليه و لا الاحساس اللى محاوطها معاه. او يمكن حاجه خفيه مربطاها و بتقولها متغلطيش تانى و تمشى!
,
, سحر كانت جات الصبح تطمن و شويه و نسناس كان لسه جايلهم اما رن على ادم و مردش.
, جريت ناحيتهم على صوتهم و نسناس سبقها بخطواتها و راحوا عليهم.
, اتدخلوا بينهم يفصلوهم و ادم رغم انه مستمر ف صراخه يمشيها الا انهم بمجرد ما دخلوا بينهم يبعدوهم تبّت ف دراعها اكتر و مشدد قبضاته عليها.
, عيونها المتعلقه بيه دمعت اكتر من رعشة ايده.
,
, نسناس معرفش يفصل مسكة إيده لها بس وقف قدامه و بيخبط على وشه بقلق: ادم. اددم فوق. ادم انت كويس. اتنفس بس الاول انت كويس
, ادم بيتكلم ورا بعض و بسرعه لدرجة بدا الكلام غير مفهوم و لا منطقى و يمكن مش مسموع منه غير صريخ!
, نسناس بيكلمه و بيخبط على وشه بدون فايده. بص وراه لهدهد المستسلمه تماما لحالته او بمعنى اقرب لإيده و لمحها بتحاول تقرب رغم الحاله الهجوميه اللى ادم فيها.
,
, نسناس زقها بعنف لورا يحاول يبعدها من قدامه اتفاجئ بقبضة ادم بتشدها وراه بغير وعى.
, نسناس وقف قدامه لحظات مش عارف يلجّم حالته ف نفذ اقرب حاجه طلعت من عقله.
, قرب من ادم و مد إيده ادم زقها بعنف و تشنجات جسمه و صوته مببهدوش. ف حركه سريعه ضربه بدماغه ف جبينه هز من قوته شئ بسيط. استغل ده و قرب صوابعه حوالين مناخيره ضمها و حرّكها بحذر رغم ايد ادم اللى اتمدت على ايده يبعدها.
,
, ادم بيقاوم و يقاوم لحد ما صوته بيخفت شويه شويه و بتخفت معاه حركة جسمه العنيفه و عيونه بتغرّب من جفنه اللى بينزل يغطيها بتوهان لحد ما نزل جسمه معاه ع الارض بينسحب لضلمه مش غريبه ابدا عليه.
, بينسحب لحاله من اللاوعى!
, هدهد نزلت بيه ع الارض بهلع و هي سانده جسمه من ضهره. بتلقائيه لف نفسه نص واحده و عدل راسه على صدرها و هنا قفل عيونه بنص إبتسامه غريبه باهته: متسبنيش.
,
, حمزه شال حنين حطها ف السرير و بيتحرك خبط ف الدكتور اللى منتبهش حتى لدخوله.
, شاورله بحذر و هو قرب منها كشف عليها بشكل ظاهرى و علقلها محاليل و شاور لحمزه و خرجوا.
, حمزه بصّله بتوجس: يعنى ايه الكلام ده؟ ازاى حالتها بالمنظر ده و مش خطيره و ازاى بالتعب ده و مش راضى بنقلها مستشفى و بتقول مفيش داعى؟ امال امتى الداعى اما تموت؟
,
, الدكتور رد بعمليه: مدام حنين ف حالة انهيار و ده شئ واضح جدا. واضح انها تحت ضغط نفسى و عصبى. و ده معناه انها محتاجه تهدى مش مستشفى.
,
, حمزه حرّك إيده على وشه بعصبيه و الدكتور كمل بهدوء: انت جوزها و اخر حد كنت معاها قبل ما تدخل حالتها دى و اول حد كان قدامها اما دخلت ف النوبه دى. و انت الوحيد اللى تقدر تساعدها بغض النظر كمان عن انك الوحيد اللى جنبها. حاول تشوف ايه اللى دخّلها ف حالتها دى و رجّعلها نوبة الفزع دى تانى. اذا محيت السبب هتمحى الحاله و ده بس اللى هيخليها تتحسن.
,
, حمزه اخد نَفس عنيف و هز راسه للدكتور: طب. طب هي هتفضل كده لامتى؟ ع الاقل عشان تعرف تتحسن؟
, الدكتور كتب روشته و اتكلم و هو بيدهاله: حاليا صعب. لازم مهدئات الاول تساعدها. و لازم تنام كويس. انا حطتلها ف المحلول و هبعتلك ممرضه تفضل معاها اليومين الجايين. لحد ما تهدى شويه بشويه بعدها تقدر تكمل انت بعدى و تقعد معاها. خليها تتكلم. تصرخ. تعيط. حاول تحتوى الثوره اللى جواها دى بعدها ترتبها.
,
, حمزه هز راسه بإقتناع و الدكتور سابه و مشى.
, حمزه شرد بحزن و نظراته مثبّته ف نقطه واحده بتسود و تظهر قدامه. فاق على صورة أمه قدام النقطه دى بتبصله بتوجس.
,
, ادم قضى اليوم كله بيهلوس ف كوابيسه اللى مبتخلصش. كل ما يفوق منها بصرخه و يرجع ينام يتجدد من تانى كإنه كابوس واحد. سحر و نسناس و هدهد جنبه بس هي كانت اقرب واحده جنبه مسابتهوش بتغيب و تمسح عرقه لحد ما صحى بإرهاق واضح.
, ادم إتلفت حواليه بتوتر و من شكلهم مكنش محتاج يسأل. اكيد حالته اللى ملازماه مسابتهوش.
, بص لهدهد اللى قربت بسرعه اول ما فتّح: انت كويس؟
, ادم اتعدل بسرعه و وقف اتحرك بعيد بإقتضاب: اه.
,
, وقفت بسرعه راحت عليه: انت كويس بجد؟
, ادم زق إيدها بعنف اللى مسكته: انتى غبيه مبتفهميش. قولت اه خلصنا
, هدهد سكتت و سندت على جنب حيطه وراها و متابعاه بعينيها.
, حاولت بمرح تكسر صمت الموقف من انفاسه اللى مسيطره عليه: ده انت بايت تهلوس و متعشيتش امال لو تقّلت؟
, ادم ملتفتش حتى و هي قربت تتكلم ادم خرج بسرعه و رزع الباب بعنف.
,
, نسناس اتحرك بسرعه وراه و سحر بعد ما اتحركت خطوتين بصتلها بقلة حيله و رجعت بصت قدامها عليهم و بصتلها.
, قبل ما تتكلم هدهد هزت راسها بسرعه و هي بتتحرك عليها: يلا معاهم
, سحر رجّعتها بقلق: يلا فين؟ الحته كلها برا مقلوبه عليكى
, هدهد شاورت بخفوت على ادم و هو بيختفى من قدامها و يبعد: هنسيبه كده؟
, سحر بصتلها شويه و هي اتلجلجت: عشان. قصدى. عشان حالته دى. ع الاقل لو الظابط راحله شقته و شافه كده ممكن يشك.
,
, سحر هزت راسها بقلة حيله و هدهد اتنفست بإستسلام: خلاص روحى معاهم. انا كويسه. هو اللى مش كويس. عشان تطمنينى. ابقى طمنينى
, سحر ابتسمت ابتسامه صغيره و هزتلها راسها و هي بتخرج وراهم بسرعه و سابتها.
, هدهد قعدت بشرود و بتلف البدروم اللى فيه بعشوائيه. عدت ساعات ورا ساعات و الوقت وحش او القلق هو اللى وحش.
, قامت بتتحرك بخمول و بتشيل الحاجات اللى بتقابلها بفضول و تحطها و تدخل اى حته تقابلها.
,
, شافت مدخل حمام زقت بابه بفضول و شافته باين عليه مهجور او محدش بيستعمله. بترجع خطوه لورا لمحت القاعده بتاعته بلدى و مسدوده بتراب بشكل غريب و حواليها كراكيب!
,
, وقفت للحظات بحيره و قربت بفضول منها شدت الكراكيب ركنتها على جنب و ميلت على رُكبها جنب القاعده إتأكدت انها مسدوده بتراب. مدت إيدها بفضول بتحرّك التراب بإستغراب و هي بتفكر صوابعها شبكت ف خيط شدته و كل ما تشد يتشد معاها لحد ما بقى يتقل كإنه بيشد حاجه. شدت اجمد لحد ما إبتدى يخرّجلها اكياس مشبكه ببعض ف الخيط زى السبحه. مسكت اول كيس بفضول و شافته مليان حبوب مكنتش محتاجه مجهود عشان تعرفها!
,
, رفعت الكيس قدام عينيها كإنها بتتأكد منه. ف وسط شرودها سمعت خطوات برا. بسرعه فحتت الرمله و رجّعت الاكياس مكانها و ردمت عليها.
, وقفت بسرعه اتحركت لبرا الحمام و بتقرب بحذر من الصوت سمعته جاى من برا من السلم اللى نازل ع البدروم.
, اتحركت بحذر ناحية الباب تصتنت للصوت لقته هيتفتح و في حد بيتكلم وراه و هو بيفتح. جريت بسرعه لاقرب فاتحه قابلتها و وقفت بجانب الحيطه و كتمت انفاسها.
,
, عصام دخل و هو بيضحك: يا عم قولتلك اتطمن. اتطمن محدش هنا. مبنجيش الا ف اللمه. المهمه اللى هيتقسم فيها الشغل او الغله او الوليمه بتاعة اخر كل ليله نخلصها. حتى البت اللى كانت مع ادم ابن الكلب اخدها معاه بيته
, مسعود رد بذهول: البت اللى قتلت الراجل بتاع الخرابه؟
, هدهد جوه بلعت ريقها بتوتر و شهقت بقلق.
, عصام: اه و هايص معاها و لا دريان بحكومه بتدور عليها و عليه و على البضاعه
, هدهد تمتمت بغيظ: يا ابن الكلب.
,
, مسعود بيتحرك وراه: طب ما تبلغ عنها و اما تتقفش ف بيته هيلبس فيها و تبقى خلصت منه بصياعه بدل اللفه دى و بضاعه و نضربه فيها و نوقعه و حوار و حدوته طويله.
,
, هدهد لمحتهم بيقربوا ف الجهه اللى قصادها بالظبط ف نزلت برُكبها ع الارض و زحفت ببطئ لحد ما اتدرات ورا ترابيزه قديمه بكراكيب جنبها ع الارض.
,
, عصام سند رجله ع الدكه و اتعدل نص واحده قصاده: هيحصل. بس نخلص الليله اللى احنا فيها الاول. اصل الصراحه عجبنى حوار البضاعه اللى ضربها و صاع بيها ع الحكومه و ع التجار لاء و صاع ع البيج بالفكره دى و انه كده بيعوّضه و انا متأكد ان هو اللى خلص من الريس مختار عشان ينط مكانه. نخلص بس الليله الصايعه دى و اصيع عليه براحتى
, محروس رد بتفكير: و ان بجملة الصياعه صاع عليك انت كمان يبقى ازى الحال!
,
, عصام نزّل رجله و وقف قصاده: يبقى معاه اللى يتكسر دراعه بيه مش يتلوى
, محروس: قصدك البت! تبلغ يعنى و
, عصام: امال انت فاكرنى سايبُه يصيع عليا فيها ليه؟ خليها معاه عشان ان ملبسش بيا يلبس بيها
, هدهد شردت بخوف و إبتدت تقلق بجد.
,
, محروس بصّله بحيره: يعنى اللى عايز اعرفه دلوقت. انت هتوزعله البضاعه معاهم و لا لاء! ماهو انت الاول كنت ناوى تخليه يلبس ف الليله مع الحكومه لكن دلوقت طلعت البضاعه مضروبه و عايز يعدل بيها الليله و يعوض خسارة البضاعه اللى وقعت و يكسب ثقه من اللى فوقه. مضروبه يعنى حتى لو بلغت عنه مش هيتهز. اى ظابط اهبل هيقفل القضيه و مش بعيد انت اللى تلبس اما يشك فيك و هو مش هيخسر غير شوية التجار و دول تجار شارع، يعنى قطاعى، يعنى يعرف يلفهم تحت ضرسه خاصة بعد ما تدخل الحكومه ف الليله و تطلع فيشنك. ده مش بعيد يقولهم كنت عارف ان هما ورانا ف حوّرت الليله عشان ابعدهم عننا هما و الشبهه. و ساعتها ممكن يجيب بضاعه من اى حته توفى الغرض زى ما عملها سابق. ده ادم.
,
, عصام حط إيديه ف جيوبه بثقه: عشان كده حاططله جلين و الاتنين اوسخ من بعض و ف الحالتين بده و لا ده هيلبس. الاول زى ما قولتلك من انهارده لبكره هقلب الدنيا هنا و احاول اوصل للبضاعه المضروبه قبل ما يسلمها. و لو وصلتلها على اخر لحظه هبدلهاله يا احطله وسطها شغل اصلى يشيله ليله وسخه مع الحكومه زى اللى شالها الريس مختار و ازيحه.
,
, محروس: و لو لحد بكره موصلتلهاش و طلع مدقدق و نقلها من وراكم و اتفاجئت بيها ع التسليم؟
, عصام هز راسه بثقه: يبقى نلجئ للحل التانى و نشيله ليله وسخه بردوا بس مع التجار و التليفون الصغير اللى كان هيتعمل يقلب الحكومه عليه يتعمل بردوا بس المرادى للتجار.
,
, مسعود: هتوقعه مع التجار يعنى؟
, عصام: و ده الحل التانى لو معرفتش اوصل للبضاعه المضروبه قبل ما يسلمها. هنطلّع الحكومه من وسطنا. عشان ميستخباش وراها قدام التجار. و هنسيبه منه لهم
, محروس رد بحيره: يعنى بدل ما تبلغ الحكومه هتبلغ ال
, عصام قاطعه: التجار. هتبلغ التجار ان البضاعه مضروبه. بس بعد ما يتوزع عليهم و يستلموا منه و اللى هتبقى انت واحد منهم و انت اللى هتبلغهم.
,
, محروس بقلق: انت بتسلمنى للبغل ده؟ ده غشيم. ده لو طلع منها ه
, عصام قاطعه: مش هيطلع. يطلع ايه ده هيعلم على فوق الخمسين تاجر ف العشوائيات و انا اللى هزقهم ف سكته. تفتكر هيسيبوه! انت بنفسك قولت دول تجار شارع. يعنى بلطجيه و عشوائيات و يموتوا ع القرش و يلقفوه من الهوا.
,
, هدهد كانت متابعه بتركيز و كل ما يتحركوا تحاول تصتنت اكتر.
, محروس بذهول: هتجيبله منين خمسين تاجر؟ و ليه كل دول؟ هي البضاعه اد ايه بالظبط؟
,
, عصام اتحرك خطوات و اداله ضهره: مش شغلك. و ع العموم انت ناسى ان انا اللى كنت بوزع من الاول مع الريس مختار قبل ما يقع و كنت ببقى مكانه اما يغيب و الحيوان ده كان بيخلصله الشغل الخفى بتاع الجمارك و المستخلصات و الذي منه! ده انا هلمله بلطجية العشوائيات من هنا الدراسه و العمرانيه و ارض اللوا و البراجيل و كل حته فيكى يا بلد. مش هخلى واحد بياخد برشامه غير و هجيبهوله حتى لو بيبرشمها مش بيبيعها. عشان بعدها اما اضربه بيهم ميعرفش يواجه. ماهو هيقف قدام مين و لا مين!
,
, محروس بتردد: طب ما تخلى
, عصام: لاء انت اللى هتبلغهم. ع الاقل بلغ بتوع الحته و سيب عليهم الباقى. بعدين خايف من ايه! قول انك شكيت ف البضاعه اما جربتها بنفسك قبل ما توزعها و تاخد و تدى مع زباينك. و الكل عارف انك مبرشم مش هيشكوا. لاء ده هيشكوا فيه و ف بضاعته و اما يتحققوا هيلبس.
,
, محروس شاور ف وشه بتحذير: اه بس مش هاخد بسعركم. و لا حتى بسعر التجار. ماهو انا مبقاش عارف انكم بتختموا على قفانا و عايزنى اميّلك رقبتى و اقولك اتفضل!
,
, عصام هز راسه برضا: و الفرق ليك من جيبى. بس المهم تعمل اللى قولتلك عليه. هوصلك و ارجع اقلب الدنيا ع البضاعه و لو ملقتهاش هعملك تليفون ابلغك اننا ع الحل التانى و ساعتها ف نفس الليله اللى هتاخد فيها بضاعتك منه تنفذ. قبل ما التجار يلحقوا يوزعوا. عشان لو وزعوا مش هيبقى في خساره لهم تخليهم يقفوله
, محروس: طب فهمنى انت خطوتك هتبقى ازاى عشان متفاجئش.
,
, عصام: مش هيدينا بضاعه. هو هيقابلكم و يسلمكم هنا. كان طلب اجمّعله كشف الناس اللى هتاخد منه بالكميات بتاعتهم و مجرد ما هسلمهوله هيلمهم و يديهم بنفسه. العبيط مخوّن عشان الريس مختار وقع ف خايف يعتمد على حد يوقعه! ميعرفش انى انا كمان عايزُه يقابلهم وش عشان يلبس قدامهم!
,
, هدهد كانت متابعه كلامهم بإنصات و عينيها راحت بتلقائيه بعيد ع الحمام!
, محروس: و انت هتخلصله امتى؟ هتديله اساميهم امتى؟
, عصام: الليله. و يوم و لا اتنين مش اكتر و هيسلمهم عشان يخلص و اخلص انا بقا
, محروس هز راسه برضا و عصام اخد اخر نفس من سيجارته و رماها و طلع فلوس من جيبه حدفهاله و محروس عينيه لمعت بطمع: يبقى اتفقنا.
,
, اخدوا بعض و خرجوا. هدهد فضلت متسمره مكانها لحظات مفتّحه بصدمه. مش عارفه ايه اللى ممكن يتعمل! فضلت تتحرك بحيره و هي بتفكر.
, تقول لآدم مش ضامنه رد فعله! ده مجرد واحد اعترض اندفع عليه بعصبيه! طب تقول لسحر او نسناس! طب البضاعه!
, فضلت منتظره ادم بس مجاش. ابتدت تقلق بجد!
, تسيب المكان و تمشى؟ بس عصام قال هيرجع يدور ع البضاعه و اكيد هيلاقيها.
,
, تبلغ ادم ازاى؟ عصام قال هيسلمه كشف الناس انهارده. يعنى ادم ممكن يقابل الناس انهارده! و ممكن يجى ع التسليم و ساعتها متلحقش تقوله!
, وقفت بتفكيرها اما لقت نفسها قدام الحمام تانى. بصتله بحذر و هي بتبلع ريقها بإرتباك و عينيها بتزوغ بتوتر!
,
, حمزه بص لأمه اللى واقفه قدامه بجمود. دوّر وشه بعيد و امه قربت كام خطوه: ايه اللى خربطها اكده يا ولدى؟
, حمزه بتهكم: مخابراش؟
, امه: و ايه اللى هبش ف الدفاتر القديمه عاد؟ هي مش عملت اللى رايداه منيك؟ كملت معاك رغم رفضى للموضوع من اساسه و امينه و انزاحت من سكتها و بطّلتك شغلانتك اللى كنت هتاكل منيها الشهد
, حمزه هينطق أمه قاطعته بغضب: و رفضت تتجوز و تعوّض ولدك.
,
, حمزه هيتكلم آمه علّت صوتها بمقاطعه: و فوق ده كلايته عايشه زينه كيف ما كانت تحلم و اكتر
, حمزه رد بسخريه: زينه؟ متأكده من حديتك ده؟
, أمه بصتله قوى و اتكلمت و هي نازله: قولها تحمد ****. القديم اندفن بلاش تهبش فيه عشان يا هيطلع يحرقها يا هتندفن معاه
, حمزه نزل وراها بغضب من الكلام و اللهجه اللى معجبهوش: و انا قولتلك قسماً ب**** و حياة ولدى الغايب ما تتمس منها شعره لا اكون وراها سوا ف الاذى او ف البعد.
,
, آمه بصتله بحسره: انا لحد انهارده مهصدقش انك ولدى. يا خساره
, حمزه وقف بغضب و بص بعيد و هي كملت نزول لحد اخر سلمه و بصتله بحذر: بردوا مجاوبتنيش. كانت هتعمل ايه ف مكتبك اما وقعت زى الدبيحه إكده؟ ايه اللى حُصل بردوا؟
,
, ادم بيلف بالاسكوتر ف الشوارع بدون وجهه محدده. من الصبح مسابش الشارع و لا دخل بيته.
, مش عارف رايح فين و لا لإيه و لا هو فين دلوقت حتى. مش عارف غير احساسه إنه متكتف و متربّط جوه صندوق عايز يخرج منه ف بينطلق بجسمه ع الطريق يمكن ينطلق من جواه كمان.
,
, محسش بنفسه غير و عجل الاسكوتر خبط ف حاجه اتحدفت جنبه و خطت الرصيف لبعيد ع الطريق اللى عكسه على يمينه و الناس بتروح بإندفاع من شماله عليها كإنها كانت بتعدى منهم.
, ادم بص قصاده حاول يتحقق من مكانه و قلبه بيتنفض كل ما يقدّم بالإسكوتر. مكنش محتاج يقرب عشان يتأكد. يمكن حس قبل ما يشوفها و شافها قبل ما يقرب.
, ف لحظه إنتبه للناس بتقرب من فتحه ع الشارع العمومى على شماله ناحيتها!
,
, هدهد كانت وقعت ع الارض بعنف. قامت اتعدلت نص واحده و سانده ع الارض بترفع وشها تقوم شافت الناس بتندفع عليها.
, بلعت ريقها بإرتباك و بتحاول تفكر بشكل سريع تعمل ايه بس فجآه الدنيا اتقلبت و الموقف كمان اتقلب و.
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
١١

ادم بيلف ف الشوارع محسش بنفسه غير و عجل الاسكوتر خبط ف حاجه اتحدفت جنبه و خطت الرصيف لبعيد ع الطريق اللى عكسه على يمينه و الناس بتروح بإندفاع من شماله عليها كإنها كانت بتعدى منهم.
, ادم بص قصاده حاول يتحقق من مكانه و قلبه بيتنفض كل ما يقدّم بالإسكوتر. مكنش محتاج يقرب عشان يتأكد. يمكن حس قبل ما يشوفها و شافها قبل ما يقرب.
,
, ف لحظه إنتبه للناس بتقرب من فتحه ع الشارع العمومى على شماله ناحيتها. ف خفه لف بالاسكوتر و ف حركه سريعه اندفع وسط الجهه اللى الناس بتيجى منها بحيث يشتتهم او يعطل حركتهم.
,
, هدهد كانت وقعت ع الارض بعنف. قامت اتعدلت نص واحده و سانده ع الارض بترفع وشها تقوم شافت الناس بتندفع عليها. بلعت ريقها بإرتباك و بتحاول تفكر بشكل سريع تعمل ايه. قبل ما تتنفس حست بإيد كلبشت ف هدومها بترفع جسمها كله من ع الارض. حاولت تفلت بس قبضته كانت قويه و شدها عليه. بتلف وشها لمحته ع الاسكوتر ف إبتسمت بتلقائيه: ادم
, بخفه اتحرك بيها ع الاسكوتر و ف ثوانى كانوا اختفوا من الشارع و الحته كلها.
,
, حمزه جنب حنين مبيسبهاش. كل ما بتفوق بترجع يغمى عليها. مش عارف من حالتها و لا من المهدئات اللى بتاخدها مع المحاليل و لا منه هو و وجوده اللى حسّه تقل عليها بمجرد ما تفوق و تبصله تهرب من الواقع كله! بيستغل الدقايق اللى بتفوقها يديها علاجها و يأكلها بالعافيه و ترجع ترقد بتعب.
,
, حنين بتتنفس بالعافيه. مش قادره تستوعب ان ده الراجل اللى حبته. دى حقيقته. دى حياته. سلاح و ددمم و اختلاس و فلوس حرام! كإنها معاشتش معاه ده كله! كإنها كانت عايشه مع صوره بوجهين و دلوقت بس لفّت للوجه التانى و شافته مسخ!
, بتفوق لدقايق بس و اول ما يلمحها حمزه بيندفع بلهفه عليها.
, حنين دوّرت وشها بعيد بتعب.
, حمزه قرب ف قعدته جنبها ع السرير اكتر و سند بكفوفه حوالين رقدتها و نطق بلهفه: حنين.
,
, حنين غمضت عيونها و هو اتكلم بضعف: ارجوكى يا حنين. ارجوكى كفايه. انا بموت و انا شايفك قدامى ف حالتك دى. بموت و انا شايف نفسى واقف عاجز قدامك مش عارف اعملك حاجه. كفايه ارجوكى متعمليش ف نفسك كده.
,
, حنين نطقت بقهر من غير ما تفتح عيونها: عندك حق. كفايه. فعلا كفايه
, حمزه بلع ريقه بترقب: يعنى ايه يا حنين؟
, حنين لفّت وشها له و اتقابلوا ف نظره عمرها ما هتتمحى: يعنى كفايه يا حمزه. كفايه لحد كده. عملت كل حاجه ممكن تتعمل. كل حاجه غلط و كل حاجه حرام. كل حاجه. بعدت **** عن حساباتك خليته بِعد عن حياتنا و بيتنا و ولادنا. و البيت البعيد عن **** ميت.
,
, حمزه نطق بحزن جمل متلغبطه: حنين. صدقينى انا. انا معتش. انتى عرفتى ايه بالظبط!
, حنين صرخت ف وشه: الحقيقه. الحقيقه يا حمزه. الحقيقه اللى عيشت معايا تزيّفها. تجمّلها و تذوّقها قبل ما تحطها قدامى. تلبسها قناع الرجوله و الشرف. انهارده بس القناع ده وقع غصب عنك
, حمزه حاول يقرب منها هي إنتفضت بعنف تبعد. بتبعد اكتر وقعت من ع السرير.
,
, حمزه لف بسرعه لها يسندها زقته بعنف و هي بتصرخ بجنون اتحوّل هزيان لحد ما وقعت ف إغماء: كفايه بقا. كفايه.
,
, هدهد بصت لآدم بحذر: يعنى ايه كفايه؟
, ادم مسك إيدها اللى شاورت بيها و بصّلها بحده: يعنى لحد هنا و كفايه. خلصت. اتكلى على ****
, هدهد وقفت بتوجس: اروح فين؟
, ادم رد بجمود: مكان ما جيتى
, هدهد: بس
, ادم زعق و هو بيلف وشه لها: غورى من هنا. مش عايز اشوف وشك هنا. و لو لمحتك حتى هزعّلك. تاخدى بعضك و تغورى لمكان ما جيتى
, هدهد ردت بصوت مهزوز: و القضيه؟
, ادم: اعتبريها خلصت.
,
, هدهد فركت إيديها بتوتر و حاولت تتكلم: ادم انا مخرجتش زى ما قولتلى. انا بس سمعت
, ادم زعق: انتى غبيه مبتفهميش؟ قولتلك غورى
, هدهد حاولت تكمل و هي بتقرب ناحيته: اسمعنى. انا سمعتهم و
, ادم زقها بحده بعيد: مش عايز اسمع منك زفت. غورى بقا و ارجعى لحياتك قبل ما تيجى هنا و انسى انك ف يوم جيتى هنا. انسى بمزاجك قبل ما يحصل غصب عنك.
,
, هدهد هتتكلم ادم شاور لسحر و هو خارج: مشيّها من هنا. وصّليها لحد ما تبعد و شوفيها عايزه تروح فين و إتآكدى ان محدش وراكوا.
,
, حمزه شال حنين رجّعها لسريرها. كلم الدكتور جالها و طمّنه ان انهيارها ده طبيعى قدام صدمتها و هتاخد وقت لحد ما تهدى.
, يوم و اتنين و عشره و هو جنبها لا هي بتفوق و لا هو بيسيبها!
, قامت بتعب اتحركت للحمام. حمزه قام بفزع من نومه مع حركتها راح وراها.
, حنين زقت إيده اللى بتسندها بإشمئزاز و اتحركت.
, حمزه بضعف: حنين.
,
, حنين ردت بقرف من غير ما تبصله: ابعد عن اى حاجه تخصنى. اى حاجه ليا متقربش منها حتى اسمى. انا بقرف منك
, حمزه قرب وقف قدامها و هي بصتله برفض: انا حقيقى بقرف منك. ريحة الدم و الخيانه و الحرام بتفوح من جواك بقذاره
, حمزه رد بضعف: الحرام ده انا بعدت عنيه لاجل خاطرك يا حنين
, حنين بصتله بقهر: انت اتجوزتنى و لا لاء يا حمزه؟
,
, حمزه بصّلها بصدمه و هي مش متقبله منه حاجه حتى حقه ف الصدمه ف زعقت بصوت مهزوز: اتجوزتنى و لا لاء انطق؟ انا لحد ما ولدت و انا عايشه ف بيتك ف الحرام! الحرام يا حمزه باشا، تعرفه؟
, حمزه باصصلها قوى بذهول و هي كملت بسخريه و هي بتتحرك من قدامه: تعرفه؟ تعرف الحرام؟ سؤال غبى لواحد معجون ف الحرام و بيجرى ف عروقه بدل الدم
, حمزه لف وشه لها بتوهان: حنين انا.
,
, حنين صرخت: انت شغلك حرام. فلوسك حرام. بيتك و املاكك من الحرام. حتى عيالك من الحرام. اتجوزتنى و لا كنت انا جزء من الحرام اللى حواليك و جواك! كنت زيى زى صفقة سلاح و لا مخدرات و ددمم ببسيح ف سكتك و انت بتخطى عليه!
, حمزه هيقرب هي حطت إيدها على بوقها و التانيه على بطنها و جربت ع الحمام. ملحقتش توصله ف نزلت بركبتها ع الارض و ميلت راسها ف الباسكت الموجوده و رجّعت. رجّعت كتير اوى بقرف!
,
, حمزه متابعها بصدمه. ميل يساعدها تقف زقت إيده بإشمئزاز.
, حمزه بصلها بصدمه: حنين شغلى ده انا سيبته من سنين. سيبته لاجل خاطرك بس انتى اللى ناسيه. اما انتى طلبتى منى ده ف صدفه عرفتى فيها جزء منه. سيبته بعد ما اتكسرت على ادم!
, حنين دوّرت وشها بعيد بإستنكار و ردت بسخريه: و عيالك يا حمزه! قصدى عيالنا! مكنوش
, حمزه قاطعها بإندفاع: لاه مكنوش حرام.
,
, حنين بصتله بقرف و هتنطق هو قرب منها: انتى و كان غصب عنك. و انا و مفيش راجل بيغتصب مراته. اه كنت بأدّبها لكن لا هو حرام و لا عيب و لا في شرع و لا قانون يمنعوا راجل على وش الارض يلمس مراته حتى لو غصب عنها. مسمهوش اغتصاب. ده يمكن **** عمل كده عشان يرزقنى منها بعيل. لو حرام مكنش **** رزقنى يا حنين.
,
, حنين هزت راسها بسخريه: يرزقك! يرزقك بعيل مش عارفُه مين لحد دلوقت! و لا يرزقك بعيل مش عارفُه فين لحد دلوقت! ده الرزق اللى بتتكلم عنه!
, حمزه قرب منها: و انتى! انتى عمرك ما كنتى حرام! انتى ازاى فكرتى و لو للحظه إنى عايش معاكى ف الحرام!
, حنين زقته بعصبيه: امتى! امتى و انا عيشت معاك ايام و ليالى و شهور تحت سقف واحد و ف بيتك بدون وجه حق!
,
, حمزه بدفاع: انا ملمستكيش. من اول ما دخلتى بيتى ملمستكيش و لا حتى بيتت معاكى ليله واحده بدون وجه حق. انتى طلبتى منى وقتها عايزه تاخدى خطوه لورا و تبعدى شويه تشوفى الصوره اوضح و تتعرفى على كل حاجه حواليكى. انا استغليت طلبك ده و اديتك المساحه دى يا حنين و بعدت. كنت جنبك اه لكن مش بالصوره الحرام و لا المرفوضه. و كنت ناوى اتجوزك.
,
, حنين بصتله برفض: ف شهور حملى! اللى هي كانت فترة عدتى! انت للدرجادى جاهل و متعرفش حاجه عن دينك؟ و لا للدرجادى ميفرقش معاك الحلال من الحرام
, حمزه بصّلها برفض و هي كملت بضعف بدموع غلبت على صوتها: و لا انا اللى مكنتش افرق معاك! واحده جايبها من الشارع حلتلك مشكلتك مع امك ع الخلفه و بالمره خلصّتك من مراتك اللى بالصدفه طلعت خاينه و باعتك و بلغت عنك و فوق ده كله تعيشلك معاها يومين لنفسك!
,
, حمزه هز راسه برفص و هي زعقت: صح؟
, حمزه هيقرب هي زقت إيده و هي بتتكلم بصوت مهزوز: بس اللى معملتش حسابه ان الواحده دى تملا دماغك. او بشكل اصح تعجبك. ماهى اللعبه مينفعش يتقال عنها غير انها تعجب و تكيّف. اللعبه ما تتحبش ابدا يا حمزه!
, حمزه قرب بدفاع: لاه يا حنين. لاه انتى كده بتظلمينى. بتظلمى اللى جابلك حقك من الكل، امه و امينه و سليم و الدنيا نفسها اللى ظلمتك و رجّعك ليها غصب عنها بعد ما طردتك للموت.
,
, حنين اتكلمت و هي ضهرها له: و انت مش ظالم!
, حمزه قرب بسرعه مسك كتفها من ورا ضهرها: لاه
, حنين اتعدلت قصاده بتعب و هزت ملامحها بتهكم و سكتت لحظه قبل ما تنطق: لو امينه مطلعتش خاينه و مباعتكش كنت هتعمل ايه بينا!
, حمزه اندفع بجسمه ناحيتها مع الكلام: مكنتش هسيبك
, حنين ربعت ايديها بمغزى: و انا مكنتش هرضى بالوضع ده حتى لو غصب عنى
, حمزه رد بسرعه: بردوا مكنتش هسيبك
, حنين ضحكت بوجع: مش بقولك ظالم!
,
, حمزه قرب منها: عشان هسيبها لاجل خاطرك؟ لا يا حنين انا لو كنت هسيبها ف كنت هسيبها عشانها قبلك. عشان مظلمهاش. عشان مكنتش هعرف اعدل ما بينكم و انا قلبى معاكى. مكنتش عايز اظلمها بس هي اللى ظلمت روحها. انا خوفت من **** ف وقت انتى اللى قربتينى منه من غير ما تحسى و صحيتى جوايا حاجات كنت فاكرها ماتت من زمان. كنت فاكرها مش موجوده ابدا. الحرام و الحلال اللى مكنتش اعرف عنهم حاجه و اللى خلونى مرضتش استغل حالتك و المسك و اقربلك ف وقت انتى كنتى واثقه فيا تماما و مسلمالى نفسك و مصدقانى. و الضمير اللى خلانى كنت ناوى اطلق امينه عشان مظلمهاش.
,
, حنين زعقت: ظلمت روحها لما حبت تحافظ على بيتها و جوزها؟
,
, حمزه زعق برفض: لاه. لما بلغت عن جوزها لمجرد ما شافت معاه واحده و من غير ما تفهم كانت هتلف حبل المشنقه حواليه. لما حاولت تسحرلى. لما حاولت تقتلك. لما حاولت تخطف العيال و تأذيهم. ظلمت نفسها ظلمت نفسها لما اتهمت نفسها ف شرفها بس عشان تضمن وجودها ف البيت. ظلمت نفسهاىلما قولتلها و انا مسافر انى مليش غيه ف الحريم و مش هتجوز و برغم ده لمحت واحده معايا طربقت الدنيا على دماغ الكل. لما حاولت افهمها يومها انى بقفل الحوار مع امى عشان اخلص بس من وجع الراس معاهم و هي مفهمتنيش زى ماهى عمرها ما فهمتنى و اندفعت بقلة الادب. ظلمت نفسها لما بغبائها هي اللى حطتك ف سكتى ف وقت انا نفسى مكنتش لسه عارف هعمل معاكى ايه و اندفعت و قالت لأمى انك مراتى و هي بتسألنى عنك. عارفه انا قسما ب**** لحظتها مكنتش عارف هعمل معاكى ايه غير انى هحاول اوصل لاى حاجه عنك و اوصلك بيها حتى لو مكنتش هقول لها هي و امى دلوقت حقيقة الموضوع بينا لكن بغبائها شتت تفكيرى و حطت اقرب حل قدامى سلّمت بيه. اه يا حنين ظلمت نفسها لما محاولتش و لو لمره واحده تكسبنى. ترجعنى لحضنها اللى عمرى ما كنت فيه و لا حسيت بطعمه اصلا. يمكن لو كانت اختارت يومها تطلق او تبعد كنت هبقى ظلمتها. مكنتش هقولك تحاول تكسب راجل و تشده من حضن تانى. لكن هي برضاها اختارت تكمل. و طالما برضاها اختارت تكمل يبقى تتعامل صح مع الوضع. تحاول ترجعنى. تكسبنى. تحتوينى و تحتوى احتياجى ف وقت قلبى كان بيتهاجم بمشاعر جديده عليه منك. انا مش مع الواحده اللى تحاول تشد راجل لها اختار غيرها لكن طالما اختارت تكمل ع الوضع ده يبقى ده كان دورها اللى كان المفروض تعمله.
,
, حنين: و انت؟
, حمزه زعق: ايه يا شيخه بتحاسبينى على حاجه مملكهاش؟ على قلبى اللى مليش حيله عليه؟ الرحمه حلوه ده النبى نفسه طلب من **** ميحاسبهوش على ما لم تملك يداه. على قلبه يا حنين. عشان مش ملكُه
, حنين هربت بوشها بعيد كإنها بتتنفس كلامه و حاليا بترفض يدخل جواها.
, حمزه بيقرب رجعت هي لورا برفض: انا لو مكنتش طلبت منك تسيب شغلك بقرفه كنت هتسيبه من نفسك؟
,
, حمزه هيرد هي سبقته: لو مكنش **** فوّقك بأدم كنت هتسيب القرف ده؟
, حمزه رد بصدق: اه
, حنين هزت راسها بإنكار: لو كنت هتعمل ده من نفسك مكتش خليتنى اطلبها منك، مكنش **** فوّقك!
, حمزه مسك إيديها: حنين انا
, حنين شدت إيديها من بين إيديه بعنف: مش بقولك ظالم!
, حمزه رجع قرب بحنيه: حنين انا ملمستكيش غير اما كتبت عليكى بعد ما ولدتى. انتى مقرتيش الكلام ده ف مذكراتى؟
,
, حنين افتكرت انها وقفت بالكلام بس لحد يوم ولادتها ف ضحكت بوجع: بردوا ده ميمنعش انه كان غلط. الوضع كله كان غلط. وجودى ف بيتك غلط. تحت عصمتك و اشهار للناس و اهلك انى مراتك و انا ف عدة راجل تانى غلط
, حمزه: انا كتبت عليكى
, حنين ضحكت بسخريه: كتبت عليكى! ياترى بقا بقلم جاف و لا رصاص!
, حمزه بصّلها بذهول و هي ضربت كف ع التانى و هي بتكمل ضحكتها: طب ياترى كتبت ع الكراسه و لا تلميذ فاشل شخبط ع السبوره؟
,
, حمزه بيحاول يقرب بصدمه و هي قطعت ضحكتها فجأه كإنها لم تكن و زعقت: كتابك عليا كان غلط
, حمزه بصلها بصدمه: غلط؟ انا جيبت شيخ
, حنين ردت بتهكم: ااه. شيخ منصر مش تقول!
, حمزه مسك إيديها الاتنين و اتكلم براحه: حنين انا فعلا كتبت عليكى عند شيخ
, حنين سحبت إيديها منه و ربعتهم بتهكم: و موافقتى يا حمزه باشا؟ دى لو ملهاش قيمه عندك و عملتنى زى العروسه بخيوط ف ايدك ف لها قيمه عند ****. عند الدين اللى كرّم الست و عظّمها.
,
, حمزه بصدق: مكنش قدامى غير انى ارمى عليكى يمين طلاق ظاهرى ينقذ الموقف و اكتب قدامك من تانى و برضاكى.
,
, حنين بصتله بصدمه و هو اتحرك ناحيتها بحب صادق: انا اصلا سآلت الشيخ قبلها عن كل حاجه و هو اللى اقر جوازنا. حكيتله كل حاجه و جيبتله الحكايه من الاول قالى عف نفسك بالحلال و ابعد بيها عن الحرام بس بعد ما تولد اتقاء للشبهات. قالى هي متعرفش لكن انت تعرف ف هي مش هتشيل من الوزر زيك و لا ادك. عارفه قالى ايه! قالى حتى لو كانت تعرف كان ممكن توافق بما انها رضيت بالحرام قبلك. انتى فاكره العرفى حلال؟
,
, حنين بصتله بتعب و هو قرب منها: قالى ان العرفى مكنش حلال اصلا عشان يبقاله عده. سليم كتب عليكى على حتة ورقه و مضاها و خلص. ده موثقهاش حتى. و حتى لو حلال ف انا مكتبتش عليكى و لا لمستك الا بعدها. مرضيتش بالحرام اللى كان متاح قدامى و كنت اقدر اجيبك بيه زيه و من غير ما اغصبك حتى.
,
, حنين هربت بعينيها اللى دموعها نزلت بعيد و هي لف وشها له: انا اه عارف انا كاتب ايه ف مذكراتى و **** يعلم انى كاتب الحقيقه بالملى اللى لحد اللحظه دى معرفتش افضفض بيها مع حد و ده اللى خلانى افضفض مع الورق و يمكن اكون لسه مش فاهم انتى عرفتى لحد فين بس بما انك عرفتى من الاول و عرفتى انتى كنتى ايه و ازاى ف حياة الكلب ده ف اكيد عارفه ان ده كمان كان حرام!
,
, حنين كانت عايزه تصرخ و تقوله بس انا اكيد محبتهوش زى ما حبيتك. معشقتهوش زيك! حتى لو ف يوم رضيت بالحرام ايا كانت ظروفى بس ده كان اكيد بالغصب مش بالحب ابدا!
, حمزه عِشرتهم لبعض سهّلت عليه يفهم عيونها ف ابتسملها بعشق: و انا بعشقك اكتر بكتير. و مش بلوم و لا هلوم عليكى ف حاجه. انا عارف ان.
,
, حنين سحبت إيديها منه بقهر: بتعايرنى يا حمزه! عايز تقول لا تعايرينى و لا اعايرك القرف قبل ما يطولنى كان طايلك! لا معلش بقا انت
, حمزه قاطعها: انا مبعايركيش و لو ده اللى فهمتيه تبقى غبيه
, حنين ردت بذهول: غبيه!
, حمزه زعق برفض: اه غبيه. اما تمحى سنين حب و موده و رحمه و عشق عشان غلطه تبقى غبيه.
,
, حنين اتهزت بضعف: اوعى تجيب سيرة الحب ف كلامك. اوعى. القلب اللى يدخله الحرام عمره ما يخطيه الحب ابدا. الحب ده قدس عند القلوب. له طهاره زيها زى الوضوء عند العاشق بس. طهاره ميعرفهاش اللى عايش ف نجاسة الحرام زيك
, حمزه قرب قصادها بضعف: بلاش يا حنين. اللى بيحب بجد مبيخليش الغلطه تمحى المحبه. بيخلى المحبه هي اللى تمحى الغلطه.
,
, حنين زعقت قصاده و هي بتلف حواليها ف الاوضه: المحبه اللى بتقول عنها دى كانت كدبه و الغلطه اللى بتقول عنها دى كانت الاساس. الاساس يا حمزه و اللى اتبنى على غلط يبقى كله غلط. كان لازم تفهم ان البدايه الغلط لازم توصل لنهايه غلط. البيت اللى مبنى على غش بيت من قش. صلّح بقا الغلط اللى عشان تصلّحه لازم تجيب من الاول. امحيه عشان كل حاجه فوقه تقع و تتهد. هدّ الغلط من الاساس عشان تصلّحه و البيت كله يتهد معاه.
,
, حمزه زعق: انا مش ههد حاجه. مش ههد حاجه انا تعبت فيها. انا دفعت تمن كل حاجه. كل حاجه حتى الحرام دفعت تمنه. دفعت تمن كل حاجه بنيتها معاكى بالدم. بالوجع. بالحزن و الالم. عليكى و على شغلى و فوقهم على إبنى
, حنين بصتله بتوهان: إبنك!
, حمزه وقف قصادها و قرب بضعف: اه إبنى. ادم يا حنين!
, حنين رفعت وشها و قابلت عينيه بضعف: إبنى و لا إبنك يا حمزه!
,
, حمزه وقف بالكلام اما حنين مسكت دماغها و هي بتلف بفزع حواليه: ازاى بسألك؟ ازاى! يستحيل يكون ادم ا
, حمزه قاطعها: و حياة الغايب ما
, حنين بصتله بتعب: اكيد ادم هو اللى إبنى انا مش إبنك انت.
,
, حمزه بصّلها بفزع لمجرد انه رافض فكرة ان حد فيهم مش حقه! لا هو حب ادم و حب هديه! لاء ادم حبّه اوى! مش عارف عشان كان بيحلم يشوفه مكانه و لا عشان زيه! مش عارف! مش عارف غير إنه كل يوم و كل ليله بيستناه! ده حنينه و لهفته و نار وجعه هما الدليل الوحيد لدلوقت ان ادم له هو! بتاعه! طب و هديه! بُعدها! عايز يصرخ و يقول يارب بس خايف ضعفه قدامها يضعفها ف وقت المفروض يقويها عشان يقدروا يتخطوا المطب ده!
,
, حنين صرخت ف وشه برفض: انت عمرك ما هتستسلم ان ابنى يبعد عن حضنى كده و يختفى الا لو كان مش ابنك! عمرك ما هترضى الا لو كان ميخصكش!
, حمزه مش قادر ينطق بيهز راسه بعنف برفض: طب و هديه!
, حنين بصتله بصراخ مبحوح: قولى. كنت بتوهمنى انك بتدوّر عليه و انت حتى مبتفكرش فيه! و انت ما صدقت ارتاحت؟ و لا **** اعلم وديته فين؟
, حمزه بصّلها بصدمه و هي مسكته من هدومه بعنف بتهزه: ابنى فين؟ ادم فين يا حمزه؟
,
, حمزه بصّلها بتوهان: ادم اختفى يوم الحادثه. صدقينى. صدقينى معرفش. و مش عارف اعرف هو فين و لا بيعمل ايه و لا وقع ف ايد مين!
, حنين حدفته بحده بعيد و هي عيونها تايهه: قتلته زى امينه؟ اكيد قتلتها طالما مش ف حياتنا ماهو مش معقول عتقتها! امينه فيييييين!
,
, قالت اخر جمله بصرخه قويه نفضته خلته قرب بسرعه منها: انتى اللى مش فاكره. بتحاسبينى على ايه؟ حاجات كتير انا مخبتهاش اد ما انتى اللى نستيها بحكم تعبك! انتى ناسيه اخر مره عملت
, حنين لفّت وشها له بضعف: اكيد خلصت منها عشان خانتك
, حمزه انفعل بصدق: انا مكنتش اعرف اصلا انها لسه موجوده. و حياة عيالى ما كنت اعرف.
,
, حنين بصتله بتوهان: هي مبقتش تخصك و اكيد خلصت من ابنى التانى عشان ميخصكش. ادم. ادم ابنى. ايوه هو اكيد ابنى
, حمزه وقف بصدمه و راح عليها بكلامه كإنه بيهجم بيه لمجرد رفضه انكارها انه حب ادم: اخلص من مين؟ من ولدى؟ ده ولدى بمزاجكوا او غصب عنكوا. انا اللى ربيته و علمته و كنت ناوى اكبّره لحد ما ياخد مكانى. اتولد ف صًلب بيتى يعنى حتى لو مش صُلبى بردوا صُلب المكان خلاه من صلبى. ده لو هو اللى مش ابنى!
,
, حنين وقفت قصاده بتنهج و هو انفاسه عاليه.
, حنين انفاسها عاليه و بتعلى بقهر و هو قرب اكتر: حنين انا عاديت الدنيا و ما عليها عشانك. سيبت الكل و مسكت فيكى. حتى لو مسيبتش امينه عشانك و كنت كده كده هسيبها بس سيبت شغلى و حياتى و حتى امى اللى لحد انهادره رافضانا سوا.
,
, حنين ضحكت بصوت عالى جدا بشكل غريب: امك؟ امينه؟ امينه اللى قولتلى عنها الشغاله يوم ما ظهرت تانى بعد السنين دى و شوفتها؟ اللى استغليت حالتى انى مش فاكراها! اللى اكتشفت انها لها ف ولادى اللى معرفش مين لها و مين ليا!
, حمزه بلع ريقه بإرهاق و هو بيرفع راسه بوشه لفوق.
, حنين بصتله بتهكم: الا هي راحت فين يا حمزه؟ عملت فيها ايه انت و أمك؟ بما انها مش هنا!
, حمزه رد بجديه: ماتت!
,
, حنين بصتله بتوجس: اعتبرتها ماتت زى ما قالتلك امك؟ للدرجادى ملكش كلمه!
, حمزه قرب خطوه منها هي بعدت قصادها عشره: لاه مهغلطش مرتين. يمكن ف الاول اعتبرتها ماتت و سيبت الموضوع لآمى بس ده مكنش عشان مليش كلمه. ده كان عشان معدش لها مكان عندى. خانتنى و الراجل اما بيتخان يا بيلغى عقله يا بيلغى اللى خانته. ف سيبتها لجزاتها مش لأمى. لكن بعد اللى عملته و حاولت تأذى ولادى.
,
, حنين قربت منه من غير ما تحس تسمعه بصدمه: هاا. بعد اللى عملته ايه!
, حمزه سكت و هرب بعينيه بعيد منها: واجهت مصيرها اللى و حياة ولادى لا كان بيدى و لا على يدى. كان بإيدها هى
, حنين هزت ملامحها بألم: انا مش عارفه ازاى ف يوم حبيتك؟ ازاى كنت بنام كل ليله ف حضنك! ازاى ف يوم كنت باخدك ف حضنى! مشميتش ريحتك! ريحة الدم و الحرام و الغدر! انت ايييه!
,
, صرخت و هي بتنطق اخر جملتها و هو اتهز من نبرتها و حاول يلصّم القلوب المجروحه دلوقت: انا واحد بيحبك. لاء تخطى الحب من زمان بالعشره و الموده و حضنك اللى بتقولى عنه ده! انتى فوقتى من الولاده واحده تانيه. واحده طاقتها اتجددت من تانى. لاه ده كإنها اتشحنت من اول و جديد طاقه و قوه. كنتى بتقابلى الحياه بوش جديد. قررتى تواجهى نفسك و تتأقلمى على وضعك مع المرض. قررتى تعتبريه فسحه و ما بين نقله و نقله للذاكره و هي بتمحى حاجتها من قدامك تعتبرى نفسك بتغيرى جو ف مكان جديد و بتتأقلمى عليه زى ما انتى بنفسك قولتى. ف مكنش ينفع اجى وسط كل ده و اقولك حاجه. اشرحلك اللى حصل. مكنش ينفع. كنتى هتتنكسى زى ما الدكتور قال. كنتى بتبدأى من جديد بولادنا اللى كان كلامك دول نقطه و من اول السطر.
,
, حنين بصتله و هي بتنهج كإن الكلام بيسحب انفاسها و هو خارج: مين فيهم ضنايا يا حمزه؟
, حمزه بصّلها بصدق: هتصدقينى لو قولتلك لحد دلوقت معر
, حنين صرخت و هي بتزقه: مين فيهم يا حمزه؟ انا خلفت مين؟
, حمزه مسك إيديها الاتنين بحنيه: صدقينى و حياة ولادى انا حتى بعد ما بدأنا انا و انتى سوا محاو
, جنين صرخت بعنف و هي بتزقه: كداب. كداب. انا مش هصدقك تانى. مش هغلط تانى.
,
, حمزه دموعه نزلت بوجع من عيونه اللى لسه مغمضه قوى و بتتنفض و هي مغمضه كإنها قابضه على جمر.
,
, حمزه رد بتعب: انا مدكبتش عليكى. خبيت عليكى بس مكدبتش. خبيت عشانك قبل عشانى. قبل عشان اى حاجه تانيه غيرك. انا اتغيرت عشانك. سيبت شغلى عشانك. سيبت حياتى القديمه بكل ما فيها عشانك. انا محاولتش حتى بعد كده اعرف مين ف عيالنا بتاعك و مين بتاعى عشانك. عشان قلبى ميميلش و يظلمك و يظلم ضناكى. ظلمت نفسى عشانملمكيش. مش هجى بعد كل ده و اعيش معاكى ف الحرام و اظلمك
, حنين ردت بجمود: اشوف بعينى.
,
, حمزه اتحرك بلهفه فتح خزنته جاب منها ورقه شاورلها بيها و فتحها قدامها: اهى. انا حتى مرضتش اخلى المأذون يطلعها بتاريخ قديم عشان مشكش ف حرمانيتها مع ان ده كان اسلم ليا
, حنين كانت عايزه تقوله انا عايوه اعرف ازاى وصلت الماضى بالحاضر بس منطقتش.
, زقت القسيمه بإيده و بصتله بإشمئزاز: اشوف المذكرات! اقصد اشوف بعينى باقى مذكراتك يا حمزه.
,
, حمزه اتلفّت بصدق شاور على درج الكومدو جنب سريرها: شوفى بنفسك يا حنين. صدقينى مش هتلاقى اكتر من اللى قولتهولك
, حنين بصت ع الدرج بحذر و بصتله و هو قرب مسك إيديها بصدق: صدقينى انتى عرفتى الاساس اللى قامت بيه الحكايه و اللى فوقه مكنش اكتر من وجع و حيره عيشت فيهم عمر بحاله. انتى حالتك ساعدتك تتخطيهم و انا اندفنت فيهم
, حنين عينيها متعلقه ع الدرج و نطقت بضعف: بردوا. اشوف.
,
, اتحركت قعدت على حرف السرير و حمزه اتحرك وراها قعد قصادها. مدت إيدها فتحت الدرج ببطئ مميت خرّجت الدفتر. مسكته بقهر و حطته بينهم و بصتله كتير.
, فتحته بمجرد ما اتفتح غمضت قوى بعنف. فتحت من تانى ببطئ و قلبت ف اوراقه و هي مبتبصش غير على ارقام الورقم اللى لاحظت من اول ما فتحتهم اول مره انهم مترقمين.
,
, حمزه نطق بصدق: صدقينى انا بعد اللى حصل و تعبتى انا لميت كل حاجه زى ما هي و جيبتهالك هنا. انتى خلاص عرفتى اللى عيشت عمرى بحاله خايف تعرفيه لا تسيبينى. ف معدش حاجه تانى اخاف منها
, حنين بصت ف عينيه قوى تقراهم مشافتش فيهم حاجه غريبه عن اللى دايما بتشوفه. صدق. حب بصدق. حاجه هي دلوقت رافضاها مش عارفه عشان طلعت كذب و خداع و غش و لا عشان رافضه تصدق!
,
, حمزه بصّلها بنظرة غريق بيقع مقدمهوش كلام يصرخ بيه ف سايب عينيه تستغيث و اتقابلوا ف نظره شبه المذكرات اللى بينهم مقبره مدفون فيها الوجع!
, مدت إيدها اللى بتترعش بضعف فتحت الورق و جابت اخر حاجه وقفت عندها قبل ما تقع ف المكتب.
,
, هدهد بعد ما سحر خرّجتها و اتحركت بيها بعيد جدا بصت لسحر اللى رفضت تفتح معاها اى حوار ف اتكلمت بإنجاز: عايزه اقولك لو احتاجتى اى حاجه. لكن متمناش ترجعيلى و لا ترجعى لهنا تانى. الوضع اتآزم حتى لو مش باين قدامك. صدقينى كده احسن
, هدهد هزت راسها و اتحركت من غير ما تنطق بحزن.
,
, الحاجه صافيه ف اوضتها سمعت صوت صريخ حنين. اتجاهلته ف الاول عشان حالتها من وقت ما وقعت ف المكتب و هي بتقوم تصرخ و تنهار و يرجع يغمى عليها.
, بس الصوت مهديش ف اتحركت لاوضتهم.
, خبطت ع الباب بتأفف اما افتكرت تحذيرات حمزه لها متفتحش قبل ما يأذنلها عشان حنين بتتضايق!
, حمزه جوه بص لحنين اللى سبقته و حطت المذكرات جنبها على حرف السرير و قامت بسرعه فتحتلها عشان متديش فرصة الاعتراض لحمزه.
,
, حنين فتحتلها و بصتلها بجمود: اهلا يا طنط
, الحاجه صافيه بصتلها بغضب: ايه طنط دى؟ اديلى سنين هقولك مهحبهاش الكلمه دى؟ ليه مرايداش تفهمى؟
, حمزه حط ايده على وشه مسحه بنفاذ صبر. هو حاليا مش حِمل مناقشاتهم.
, بص لأمه بتحذير: اماااه
, حنين ربعت إيديها و بصتلها برفض: تحبى اقولك يا حماتى و لا ام حمزه! علمينى و قوليلى
, الحاجه صافيه بصتلها بحده: انتى مش مطلوب منيكى تتعلمى الحديت قبل الادب يا بنت مصر.
,
, حمزه دخل بينهم رجّع حنين ورا و وقف لأمه: مش هنخلص بقا؟
, حنين كلمتها من ورا حمزه: معلش يا حماتى مانا مش هقولك يا امى و انا مش عارفه ان ام امين؟ مش هوجع نفسى بنفسى زى ما وجعتونى
, امه شاورتله عليها: ما تقولها هي عاد. قولها مش هنخلص عاد من الحديت ده؟ هتفضل تولولنا ليه! مش كفايه انها طول السنين دى معارفاش تعوض العيال و لا
, حمزه زعق يقاطعها: امااه. قسما ب**** حرف واحد و هتزعلى بجد.
,
, حنين زقت حمزه وراها و قربت قصادها: عرفينى الادب انتى. و عرفينى اقولك ايه. و بالمره عرفينى مين ف العيال ضنايا يا حماتى
, ام حمزه بصتلها بكُره و بصت لحمزه بغضب قدام سكوته اللر شافته استسلام قدامها و سابتهم و اتحركت تمشى.
, حنين مسكتها بعنف: بقولك مين فيهم ضنايا؟ مين؟
, الحاجه صافيه نزلت ايديها بحدف: مخابراش. بسببك لحد دلووك مخابراش.
,
, حنين هبشتها بإنهيار: ابنى مين فيهم؟ انطقى. ابنى مين؟ ادم فين انطقى! انطقى ردى عليا
, الحاجه صافيه بصت لحمزه اللى اتدخل بخوف على حنين واضح ف عينيه و حاول يضمها او يحتوى جسمها بين دراعاته.
, حاول يدخل بيها و قفل الباب ف وش امه و حنين بتصرخ بإنهيار: ابنى مين؟ ابنى مين فيهم؟
,
, الحاجه صافيه بصت بصدمه للباب اللى اتقفل ف وشها و اتحركت دخلت اوضتها بغضب و رزعت الباب بعنف يعبر عن عنف ثورة الاعتراض اللى جواها سواء ع الحاضر دلوقت او الماضى اللى سابهم و سابوه.
, تمتمت بغضب: منها لله اللى كانت السبب. اللى يجحمها مطرح ما راحت
, رجعت بذاكرتها لورا و افتكرت بعد ما حنين رجعت من المستشفى مع حمزه و عرضت العيال قدامها و معرفتش توصل منها لحاجه.
,
, يوم و اتنين و هي متابعه الوضع معاها شويه و مع امينه شويه على امل توصل لحاجه بس مفيش.
, الراجل اتحرك ع الباب بقلق لحد ما ام حمزه خرجتله بتلهف.
, ام حمزه: هاا وصلتلها؟
, الراجل بص حواليه بقلق: اه و مقولتلهاش حاجه زى ما قولتى
, ام حمزه بصت حواليه بإستغراب: امال هي فين؟
, الراجل شاور ع العربيه: سيبتها ف العربيه لحد ما اديكى خبر و اشوف السكه لا يكون حمزه باشا هنا و انتى مياخدش خبر.
,
, ام حمزه هزتله راسها برضا و شاورتله بعيد: اتحرك بالعربيه ع الباب الخلفى و اقف نزلها ع البدروم و انا هنزلك
, الراجل اتحرك و هي بصت حواليها بحذر و نزلت البدروم.
, بصت للشغاله سعاد اللى الراجل نزّلها من العربيه حدفها ع الارض.
, شاورت للراجل خرج و سابهم و هي بصتلها بجمود: انتى اللى ولدتى حنين مش اكده؟
, سعاد هزت راسها بخوف لاء و بعدها هزت راسها بسرعه اه.
,
, الحاجه صافيه بصتلها بشك و حاولت تكتم حيرتها ف انها هتقدر تعرف منها الحقيقه او لاء.
, امينه جوه الاوضه سمعت صوتهم و قدرت بسهوله تستنتج مين اللى برا ف زحفت بعنف زقت الباب و خرجتلهم زحف.
, الحاجه صافيه بصتلها بتهكم على زحفها ع الارض: خيّرتك و انتى اللى اختارتى. قولتلك نجّى روحك انتى اللى مصممه تغرقى حالك
, الشغاله سعاد بصتلهم بعدم فهم و خوف.
, الحاجه صافيه انتبهت لها: حنين ولدت ايه؟
,
, الشغالع بصتلها بإستغراب. ازاى متعرفش حنين ولدت ايه او بمعنى اصح ليه متعرفش!
, امينه بصتلها بعنف و هزت راسها لاء و هي انتبهت بخضه لحركة امينه.
, الحاجه صافيه منتبهتش لامينه اكتر ما ركزت مع الشغاله: مين ف العيال وِلد حنين و مين فيهم وِلد امينه! انطقى
, الشغاله استغربت السؤال اكتر و حست انها مش فاهمه. المفروض الاتنين ولاد حمزه! ليه فارق معاهم!
, الحاجه صافيه قدام لجلجة الشغاله حاولت تواجه الاتنين ف بعض.
,
, بصت لامينه و شاورتلها بالمسدس و حدفته ع الارض: هاا. هتنطقى و تنفدى بجلدك و لا هتحكمى على حالك؟
, امينه بصتلها بخوف و هي اتكلمت بحزم: و اكده او اكده هعرف. سوا منك او منيها. مهتقدروش تصمدوا. اذا انتى صمدتى عشان ولدك هي لاه و هعرف ازاى اخليها تنطق
, امينه ورا ام حمزه حاولت تزحف قربت منها: هقولك انا
, الحاجه صافيه بعد الخوف اللى لمحته ف عينيها انتبهت لها.
,
, امينه بصتلها و سكتت بخوف: فكينى الاول و اضمن انها تخرج من اهنه بالعيلين
, الحاجه صافيه صوتها عِلى بغضب: نعمم؟ كيف يعنى؟ اسلمك ولدك و ولدنا ف البيعه؟
, امينه: لاه. تخرج بيهم و انا اخرجلها و برا اسلمك ولدكوا. اكون ضمنت انى خرجت
, الحاجه صافيه بصتلها بغلّ و هي هزت راسها: معلهش يا حماتى. انتى متتضمنيش عاد
, الحاجه صافيه اتحركت حوالين نفسها بحيره و هي تابعت تفكيرها و بصت لسعاد بتحذير.
,
, الحاجه صافيه التفتت لها و امينه هزت راسها كإنها بتأكد على كلامها: و فوقيهم المسدس. ضمان اننا نخرج سلام من اهنه
, الحاجه صافيه اتحركت شويه بقلق و رجعت بصتلهم و ميلت على امينه فكتها.
, قبل ما تنطق بتحذير امينه شدت المسدس من جنبها ضربت طلقه ورا طلقه على سعاد وسط ذهولها.
, الحاجه صافيه جريت بفزع حاولت تقف بينهم بس كان خلاص الامر نفذ.
, قربت من امينه بعنف جرجرتها: يا بنت الكلب. يا بنت الكلب موتيها.
,
, امينه بصتلها بشماته: اما تبقى حياتها قصد حياتى يبقى لازم اختار حياتى و انتى اللى قولتى انها مهتصمدش كتير.
,
, الحاجه صافيه حدفتها ف الاوضه و امينه بصتلها بعنف: و اما تبقى يا هي تعيش يا ضنايا يبقى ضنايا و هي تموت.
,
, الحاجه صافيه زقتها و قفلت الباب عليها بعد ما ايقنت انها مش هتعرف الحقيقه!
, شاورت للرجاله دخلوا اخدوا جثة سعاد دفنوها و هي طلعت البيت بغضب بيزيد و يتقلب للعنه ع الكل.
,
, حنين رجعت مع حمزه اوضتهم بإنهيار. مسكت المذكرات و فتحتها بجنون. حاولت تجرى بين السطور و ترجع و تقرا و تجرى تعدى سطور اما تحس انها بتقرا حاجه قرتها قبل كده.
, وقفت عند سؤال ام حمزه لأمينه و عرضها عليها تاخد ضناها من العيال و تمشى.
, وقفت عند الكلام بلهفه و تابعت بعينيها بخوف.
,
, حنين بتقرا بذهول. حمزه جنبها متابع حركات عينيها العشوائيه ع الكلام. عينيها بتزوغ و تجرى بين الحروف و الكلام و الاسطر بلهفه. قرت كل محاولات حمزه مع أمه انه يعرف و اخر كل موقف كاتبُه حمزه تتنفس بقهر من عدم الفايده! قرت كل محاولات امه مع امينه لحد ماىواجتها بالشغاله و بردوا معرفتش!
,
, قرت اما رجعت من المستشفى و ازاى ابتدت حياتها معاهم و ازاى عاشت معاهم. حاولت تقرا مواقفهم مع بعض حتى يمكن تفهم منها كإنها مش هي اللى عاشتها!
, قرت خجلها و كسوفها منه و ازاى كانت مستغربه نفسها. دموعها نزلت و هي بتقرا و صعبت عليها نفسها!
,
, حنين اخدت ولادها من حمزه يوم ما رجعت المستشفى و ضمتهم لحضنها.
, بتحاول تشبع منهم كإنها عارفه ان الجاى معاهم مش كتير!
, بتلقائية ام اة غريزه مدت ايدها على صدرها تتحسسه بإحراج.
, اتجاهلت استغرابها من كسوفها من حمزه اللى قاعد جنبها متابعها بحب و بصتله بتوتر: حمزه
, حمزه فهمها ف ابتسم بهدوء: مينفعش
, حنين استغربت انه قرا سؤالها قبل ما تنطقه.
,
, حمزه قرب باس راسها و رفع إيدها من على صدرها باسها: الدكتور مانع عنك الرضاعه طبيعى. بيقول اجهاد عليكى
, حنين دمعت: بس انا عايزه اعمل كده. عايزه اهتم بيهم. مش عايزه احرمهم. عايزه يعنى. احس
, سكتت اما معرفتش تترجم احساسها.
, حمزه ضمها عليه: انا مش هخاطر بيكى. الدكتور مش موافق. بيقول حالتك متسمحش محتاجه راحه و انتى ضعيفه و اى ضعف خطر عليكى و الرضاعه هتضعفك
, حنين سكتت بإستسلام و مرضعتهومش و حمزه ابتسملها.
,
, قدام عيونها اللى دمعت غمزلها بمشاكسه: طب مش عايزه تحرميهم هما و حرمانى انا؟
, حنين برقت قدامها و بصتله و برقت و هو ضحك ببراءه: انا قصدى تهتمى بيا زيهم. انتى دماغك بتحدف شمال ع طول كده؟ اخسس.
,
, حنين بتقرا و شافت توترها و استغرابها لحياتها ف كل لحظه و ازاى برغم كل حب حمزه لها الواضح قدامها شافته بعيد. شافت بين السطور تمنيها قربه اكتر و مقدرتش حتى تنكر او تستكذب ده!
, مدت إيدها اللى بتترعش وقفت عند لحظات فارقه ف علاقتهم و من بين دموعها و شهقاتها تمردت إبتسامه كإنها طالعه من جوه روحها و تمتمت الحروف بصوت غريب!
,
, اخدتها و رجعت المستشفى تانى بعد ما فشلت اعرف من امى او من امومتها مين ف العيال من صلبى.
,
, سيبتها نامت و خرجت. كإنى ههرب. لاه هربت فعلا. اصلها نامت بعد سلسال طويل اسئله ملهاش اجابه. ملهاش قاموس ف علاقه ملهاش كتالوج من اصله. معارفش احمد **** انها هتنسى و تفتكر و تبتدى من اول و جديد و لا ادعيه يريحها من ده كله و تخف عشان ترتاح. خايف قوى من راحتها اللى هتيجى كيف السم ف العسل. بيقولوا الناس لبعضها ارزاق و انا **** جعلى رزقى كله فيها هي و عيالنا. عيالنا اللى لدلوك مخابرش مين فيهم من صُلبى و مين من صُلب الحرام. الحرام اللى كان عايز يسيح دمى. صحيح الحكايه و لا مره عمرها جاتلي ع طبق من دهب أنا طول الوقت بعافر لكن المرادى جاتلى رزق و مش على طبق دهب، لاه، ده الرزق نفسه هو اللى دهب، قلب طلع من جواى يتنفس و يتحرك قدامى و يشاركنى حياتى اللى كانت ميته، بيت و عيله و ولاد و ونس و سند و لمه و ضهر يسندنى اما اكبر. رزق زى اى رزق **** كاتبُه و مقدّره لصاحب نصيبه و مستنيه يخطى بس ع السلم اللى حطه قدامه عشان يناولهوله و يلقفه. كفايه راحة انى هعافر معاها مش عليها او لوحدى سببها! حقيقي مش فاهم أنا حبيتها إزاي بس هيا فجأه جات خدت كل الحب إل جوايا حتى حُبي لنفسي.
,
, قعدت اتحرك كتير ف المستشفى كيف التايه. التايه اللى هيستنى النداهه بتاعته تدله كيف ما امى هتقول.
,
, و لا مره حاولت افوتها و ارجع لسكتى. ملقتش لنفسى سكه من غيرها كإنى معيشتش قبلها. مع ان حالتها كانت مساعدنى اعمل اكده اكتر من نفسى اللى كانت متلجمه! كانت هتصحى ف وقت زى ده مفاكراش حد و لا حاجه و تبتدى من اول و جديد مع اى حد ف اى مكان و اى ظروف و هي و نصيبها! لكن مقدرتش و محاولتش! اللى حاولت اعمله بس هي ان اقولها. لكن كل مره لسانى هيتلجم. معارفش خايف من رد فعلها و لا من سؤالها عن ضناها اللى لدلوك ملهوش اجابه عندى. لحد ما بطلت احاول و سلمت مفاتيح الحدوته للقدر و قولت يارب. كنت عارف ان كل شيء ف الدنيا ب ميعاد و لما يجي الميعاد هلاقي كُل حاجة بتحصل لوحدها بالحد الأدنى من المجهود. اللي جه وقته يخلص هايخلص، واللي جه وقته يبدء هايبدء، و اللي جه وقته يتنسي هايتنسي، الضغط ع النفس لتغيير واقع مجاش وقت تغييره جهد مهدر و هلك عالفاضي للروح و تعب. تعب و انا تعبت و لازم اتصرف. لازم يا اسيب يا اشد و اخطف و انا ف الوقت ده كنت خلاص قررت اشد اللى عايزُه من بوق الدنيا عافيه. مهفضلش متعلق ف النص اكده لا طايلها و لا سايبها!
,
, حمزه انتبه لحنين اللى قدامه مركزه قوى ف عيونه بعلامة إستفهام ملهاش عنده جواب!
, وشه جمد بغضب و مسك دراعها شدها عليه: كيف تخرجى من اوضتك بالمنظر ده؟ انتى ف مستشفى و لا ف كباريه عاد؟ جنيتى اياك؟
,
, حنين دراعها وجعها من مسكته و هو محسش و هو بيضغط مع الكلام: اسمعى يا بت الناس. انا صحيح مواعيش للوضع اللى احنا فيه و لا فاهمك و لا فاهم حاجه واصل من كل الخربطه دى بس اللى انا فاهمُه كويس حاجتين اتنين. الاولى إنك مرتى و التانيه انى جايبك منين
, حنين بصتله بصدمه و لسانها اتعقد فجأه عند سؤالها اللى كان سرحان من ساعات في ايه و بقى جايبنى منين يا حمزه !
,
, حمزه كان خلاص اخد قرار ياخدها و ياخد بيها كل اللى عايزُه من الدنيا. ده مش هيحصل الا لو حصل حاجه واحده بس نطق بيها بالعافيه قدام صدمتها: انتى طالق!
,
, حنين جسمها اتنفض بعنف النفضه اللى رغم انها هزت قلبه فهمته انه اخد القرار الصح حتى لو الطريقه هتوجعهم!
,
, هدهد مشيت ف الشوارع بعشوائيه غريبه. كإنه فراق عِشرة سنين مش ايام. قعدت ف كل ركنه شويه و داست ف كل طريق شويه. لحد ما قعدت ع الرصيف بتعب. بصت وراها بعشوائيه عشان تقف و إبتسمت للذكرى اما لمحت اسم المطعم اللى دخلته مع ادم!
, بتتسند ع الرصيف تقف لقت إيد بتخبط على كتفها تكلبشه بعنف: يا بنت الكلب. لقيتك
, بتلف وراها لقت الجرسون بتاع المطعم. اتنفست بغيظ و حاولت تقف و هو متبت عليها: و **** ما هسيبك.
,
, هدهد زقته بعيد بغيظ بس لسه ماسكها و حاولت تقف لحد ما عرفت: طب اتزفت عايزه اقف الناس تقول علينا بينيلوا ايه
, الجرسون: ناس؟ ناس مين يا بنت الحراميه ده انا هلمهم عليكى يعجنوكى
, هدهد زقت إيده بعنف و تهتهت ف الكلام: حرامية ايه و بتاع ايه انا اعرفك يا عم انت! انا اول مره اشوفك
, الجرسون: و اكلة السمك يا بنت الكلب؟ ده انتى واكله انتى و النطع اللى كان معاكى بخومسومية جنيه ده انا هطلعهم على جتتك.
,
, هدهد حاولت تقرب و هي بتهمسله: طب هنتفاهم
, الجرسون علّى صوته: ده انا اخدت جزا بسببك و صاحب المطعم فاكرنى انا اللى سرقته و دينى ما هسيبك لازم اوديكى له يتآكد و هو يتفاهم
, هدهد حاولت تتكلم: طب هقولك بس. انا ممكن
, الجرسون شدها بعنف و بيحاول يعدى الطريق للمطعم: ابدا.
,
, هدهد فهمت انها مش هتعرف تتفاهم معاه و لا تخرج من الموقف ف زقته و حاولت تاكل الموقف لصفها ف زعقت: خومسومية ايه و سمك ايه! هو ده شكل واحده تدخل مطعم زى ده و لا تاكل بكل ده!
, الجرسون لف وشه لها: يا بنت الحراميه انتى
, هدهد زعقت و صوتها عِلى: قول بقا. قول انك حابب تستفرد بيا و تجرجرنى للمطعم. عايز ايه انطق
, الناس إتلمت ف الشارع حواليهم و الكل بيتكلم و الراجل متبت عليها و هي و هو بيشرحوا للكل ف نَفس واحد.
,
, عسكرى ع الطريق بلغ ان في خناقه. بعدها قرب منهم و هدهد اول ما شافته اتنفضت بخوف حاولت تداريه.
, العسكرى كان سمع منهم. حاول يشدهم معاه: يلا انت و هى
, هدهد بترقب: على فين يا باشا احنا لسه واكلين تشكر؟
, العسكرى: ع القسم يا خفيفه. و هناك اللى له حق هياخده
, هدهد ردت بسرعه: لالا خلاص احنا هنتفاهم
, الجرسون رد بسرعه للعسكرى: ايوه يا بيه خدها و انا هشتكيها هناك.
,
, هدهد بتحاول تتكلم بتوتر مره للعسكرى و مره للجرسون: يا بيه خلاص الليله خلصت. ده كان. كان سوء تفاهم و.
,
, العسكرى شدهم ع العربيه اللى جاتله و دخّلهم و اتحركوا للقسم.
, حمزه مع حنين اللى الصدمه ملجّماها. معقول سابها! بسهوله كده!
,
, هرب من عينيها و اتحرك بعينيه بعيد لكن حس بعيونها المتعلقه بيه و جواهم رجاء ينطق. قرر يهرب كله مش بس عينيه. قلع الجاكيت بتاعه بغضب و حطه عليها و ضمها عليها دراها فيه و لسه بيلف وشه يتحرك لقدام شاف باب مقفول. بصّله قوى بذهول. لف وشه بسرعه بيها وراه شاف السرير بتاعها و حاجتها عليه. بلع ريقه بتوتر و إتلفّت حواليه شاف نفسه ف اوضتها ف المستشفى.
,
, رجع بعينيه للباب شافه مقفول. الاغرب انه لا فاكر ليه رجع و هو لسه نازل و لا ازاى دخل و لا امتى بقا قدامها! هو بس خرج يتنفس من اللغبطه اللى جواه و بيتمشى برا اكتشف انه حتى عقله الباطن شداه لها. للدرجادى النداهه خطفته!
,
, حنين سابت إيده تتحرك للسرير شدها عليه بسرعه و نطق بخوف ملهوش تفسير قدامها و لا حتى الموقف و غضبه: حقك عليا
, حنين بصتله و عيونه لجّمت اى رد كان على لسانها و نطقت عنها.
,
, حمزه لف نفسه نص واحده لحد ما بقا قصادها و باس راسها: عشان خاطرى. انا مخابرش كيف اتزربنت عليكى. مخابرش غير انى جنيت اما شوفت اكده و افتكرت حد لمحك غيرى. كيف مانا مخابرش كيف خرجت و كيف رجعت غير انى كنت بفكر فيكى و من غير ما احس رجلى جابتنى لحد عندك
, حنين هربت بعينيها بعيد اللى مش قادره حتى تسمع ندا انوثتها و تتمرد.
,
, صوت حنين عِلى و هي بتقرا مذكراته انا صحيح اول ما خدت قرارى اخد بيدها معاى و نكمل سكتنا سوا كنت مرتب ف دماغى اعمل حوار الطلاق اكده كصوره قدامها حتى لو هتتوجع. لكن كان لازم عشان اعرف اكتب عليها بردوا قدامها بحلال ****. لكن. لكن متخيلتش انى هتوجع ادها مليون مره اكده. الكلمه صوره لكن رصاصه! فكرت اجرى عليها و اقولها انى مطلقتهاش الا عشان اتجوزها، مهبعدش عنها ده انا بقربها. لكن مقدرتش. و بردوا مقدرتش اكمل ف وجعها و طويت الصفحه بسرعه و راضيتها ف نفس اللحظه.
,
, اخدتها ع البيت. كانت هتتحرك معايا كيف الاله!
, شهر و اتنين و تلاته و هي مهتنطقش لا معاى و لا مع حد.
, لحد ما فترة نفاسها خلصت. كنت هعدها باليوم.
, كنت رتبت كافة شئ و هنحط نقطه و من اول السطر. لاه من اول الحياه!
, حنين عيونها غامت عن الكلام اللى قدامها ع الورق و شافت صورتهم قدامها بتتجسد ف المشهد اللى بتقراه.
,
, حنين شدت إيدها منه بصدمه: ازاى يعنى؟
, حمزه بحب: كيف الناس اللى هتتطلق و ترجع. حنين انا
, حنين لفت وشها له بذهول: بسهوله كده؟ للدرجادى مسترخصن
, حط إيده على بوقها بسرعه: اوعاكى تُنطقيها. اوعاكى. انتى اغلى من اكده بكتير.
,
, حنين بصتله برفض و بتلف ضهرها له حمزه مسكها بحب و لفّها له و ابتسم و هو بينطق بلهجه مبحوحه: زى ما في ناس يتفاتلها بلاد بردوا في ناس يتراح لها بلاد. و انا اكده بروحلك بلاد و بلاد و مشى كمان
, حنين بصتله اوى و مفهمتش و قبل ما تستفسر هو قرب وشه اللى كان قريب منها. اخد نفس جامد من ملامحها اللى ارتخت بإستسلام و بمجرد ما اتحرك عند شفايفها و قرب افتكر عهده على نفسه. مش هيقرب ف الحرام!
,
, اتنفس بعنف و هو بيبعد و رفع وشه هو حاضن وشها بإيديه الاتنين برقه و قابل عيونهم: عايزك تصدقى وعد منى انى من انهارده حتى لو مش هعرف أداويكى، بس هفضل معاكى لبعد ما تتعافي
, حنين بصتله كتير على بُعده اللى جه مفاجئ زى قُربه اللى جه مفاجئ كإنه بيلعب على اوتار قلبها رغم انها إبتسمت تلقائيا و هربت بعيونها بعيد.
, حمزه بصّلها بمراقبه لحد ما نطقت بتوتر: احنا ليه كده يا حمزه؟
,
, حمزه بهدوء كان مجهز إجابته: عشان انتى اللى طلبتى منى نبقى اكده
, حنين بحذر: ليه؟
, حمزه اخد نَفس و رتب كلامه: مخابرش. بعد الحادثه اتغيرتى. مبقتيش حنين اللى هتتنطط اما تشوفنى. قولتى ادينى شوية وقت ابقى زينه و اهدى من اللغبطه اللى انا فيها. و إديتك و إستنيت بس شوفتك مبقاش عندك استعداد تخطى خطوه واحده ناحيتى
, حنين ردت بضعف و هي بتقعد على حرف السرير: و ليه انت مخطيتش؟
,
, حمزه كان هيكمل اللى رتب يقوله بس وقف عند كلمتها و غيّر مجرى الحوار و الحدوته كلها: غبى بقا هتقولى ايه؟
, حنين بصتله كتير و هو قرب نزل على رُكبه ع الارض قصدها و اتكلم بحب: رجولتى كانت ناقحه عليا و كانت عايزاكى عايزانى يا بلاش و انا صعيدى و ف الحوار ده مهنهزرش
, حنين إبتسمت و ردت من غير ما تحس: هو انا بردوا قولت كمان إنى مش عايزاك؟
,
, حمزه بصّلها كتير بلهفة عاشق مراهق اول مره يرضى القدر عنه بلقا مكتوب من القدر غير مخطوف غصب عنه!
, حنين استوعبت هي قالت ايه اما شافت مفعول كلامها ف عينيه. وقفت بخجل و يدوب إتحركت خطوه واحده اتخطته حمزه وقف و اتحرك نفس الخطوه لها. لف دراعاته من حوالين جنبها ضمها من ضهرها و قرب وشه من رقبتها و اخد نَفس طويل: هو انا قولتلك انى هحبك؟
,
, حنين غمضت عيونها و هي مبتسمه: كنت مرعوبه من بُعدك. كنت حاسه انى هبدآ من اول و جديد. صحيح انا كل ما بتعب بحط نقطه و ببتدى من تانى. لكن معاك. معاك لاء. معاك بحس انى بكمل. كإننا سلسال متواصل ببعض بس مطاط ممكن يتحدف و يبعد لكن بشده بيرجع. لكن. لكن اما لمحتك بعيد خوفت. خوفت اعمل اللى ليا جواك من الاول. خوفت معرفش. خوفت مقدرش. خوفت تزهق او بُعدك ده تكون زهقت او.
,
, حمزه إبتسم و قاطعها: بزيداكى عاد. الحديت ده عفش. انا كفايه اوعالك و كل حاجه بتجى لحالها
, حمزه قرب ضمة دراعاته لها من بعض لحد ما حست انه بيعصرها كإنه عايز يخرّج اللى جواها بين إيديه و اتكلم بشغف: ده انتى اللى هزيتى قائد المحجر. اللى من كتر ما عاشر الحجاره و الصحرا و المحاجر بقى صوّان. يبقى هحبك و لا لاه؟
,
, حنين إبتسامتها وسعت غطت على كل ملامحها و رسمت ملامح جديده مبهجه مختفتش من على وشها من يومها مهما حصل!
, حمزه شدد على ضمتها و همس ف رقبتها: و اللى تخلى صعيدى يحبها. يبقى ايه؟
, حنين لفت وشها له و هو لسه ضاممها فبقوا شبه الجسد الواحد: ايه؟
,
, حمزه برغم ان مفيش مسافه بينهم الا انه قربها اكتر و نطق اخر كلماته قبل المعركه بحماس معركه فعلا: يبقى يا سعدها. قولتلك عنا هيقولوا اللى تخلى صعيدى يحبها يبقى يا سعدها. لازم احفّظك
, حنين نطقت بغزل و هي بتشاور بصوابعها تلاغى ملامحه بأنوثه: و انت ابقى فكّرنى اقطعهولك
, حمزه برّق بملامح بتضحك: هو ايه ده؟
, حنين ببراءه: لسانك اللى مهينساش اللهجه الصعيدى دى ف لحظه.
,
, حمزه ضحك بصوته كله ضحكه شاركته فيها رنت بأجراس انذار لساعة الصفر اللى اتحكم فيها بعافيه لدقايق اخدها و خرج كتب الكتاب عند مآذون و رجع بحياه جديده.
,
, العسكرى اخد هدهد و بمجرد ما وصلوا و نزلوا من العربيه للقسم هدهد اتسمرت مكانها اما شافت اللى نزل من عربيته و دخل للقسم قدامها وراه عساكر و امن و بيتحرك بخطوات ثابته.
, همست بخوف: الظابط منير! يا ابن الجزمه!
, الرائد منير عدى ع العسكرى بالبوكس و العسكرى رفع إيده بسرعه جنب راسه: باشا
, هدهد بصتله قوى و هو بيعدى من جنبها خبط فيها و بيلف وشه لها بإعتذار و فجأه.
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
١٢

العسكرى اخد هدهد و الجرسون ع العربيه اللى جاتله و دخّلهم وسط محاولات هدهد للإفلات.
, إتحركوا للقسم و بمجرد ما وصلوا و نزلوا من العربيه للقسم هدهد اتسمرت مكانها.
, شافت الرائد منير نزل من عربيته و دخل للقسم قدامها وراه عساكر و امن و بيتحرك لجوه. بمجرد ما لمحته عرفته بسهوله من صوته و شكله انه الظابط اللى جه لأدم البيت يسأله عنها و اخده من ع القهوه!
,
, الرائد منير عدى ع العسكرى بالبوكس و العسكرى رفع إيده بسرعه جنب راسه: باشا
, هدهد بصتله بصدمه خلتها اتربّطت مكانها و هو بيعدى من جنبها خبط فيها بالعسكرى و بيلف وشه لها بإعتذار و فجأه ملقاش حد!
, هدهد اول ما خبط فيها لقت إيد بتتمد بسرعه كممت بوقها و تنت دراعها ورا ضهرها و سحبتها بسرعه لورا.
, محاولتش تقاوم. اى سوء ف اللى هي فيه او هتبقى فيه اسوء منه.
,
, و عشان العسكرى مكنش لسه مكلبشهم لإنه مجرد ازعاج ف الطريق العام و حوّلهم ع القسم قدرت تتحرك بسهوله!
,
, هدهد الإيد اللى اتمدت خطفتها مجرجرها بضهرها لورا بحذر و بتتنقل بين العواميد اللى ف المكان و بتتخفّى بيها ورا كل عمود ثوانى لحد ما تتنقل!
,
, العسكرى كان بص للظابط بإعتذار و الرائد منير رجع بوشه قدام بلامبالاه و كمل طريقه.
, العسكرى بص وراه و هو بيتمتم بغيظ: منك لله كنتى هتلبسينا ف
, قطع كلامه اما مشفهاش جنبه او حواليه: هي فين بنت المجنونه دى؟
, الجرسون بصّله بغضب و بيتلفّت حواليه معاه: هي فين؟ هي فين؟ انت بتسألنى انا هي فين؟ هو انت اللى واخدها و لا انا؟
,
, هدهد كانت متابعاهم على بُعد بسيط منهم و انتبهت لهم بيتحركوا حواليها قريب منها. لحد ما لمحت شجره قصد العمود جنب القسم مباشرة اتحركوا بسرعه وراها!
, العسكرى بيتلفت حواليه و هو بيكلّمه: هي كانت هنا ورايا و خبطنا ف الباشا و
, الجرسون وقف قصاده بعصبيه و زعق: بلا وراك بلا قدامك. قول بقا انك مقاسم معاها و سيبتها!
,
, العسكرى وقف بذهول و انتبه له: انت مجنون يا جدع انت؟ مقاسم مع مين انا اعرفك و لا اعرفها و لا اعرف بتتخانقوا ليه؟ و لا اعرف مين غلطان! ده محضر ازعاج ع الطريق العام و ف المحضر كانوا هيعرفوا لسه الخناقه ايه!
, الجرسون زعق و هو بيتلفّت حواليه: ده واحده كلت و محاسبتش ع الطفح اللى كلته. و انا كنت ماسكها عشان اخد حقى. انت اللى جيبتنا على هنا.
,
, العسكرى: خلاص ادخل القسم عندك اهو قول اللى انت عايزُه. انا كنت جايبكوا اساعدك
, الجرسون اتعصب: امال سيبتها ليه؟ تلاقى ادتك ميتينايه ف جيبك و انت فتحتلها السكه. ده انتوا عالم ذباله ده اخركم
, العسكرى بغضب: احترم نفسك و قولتلك القسم قدامك اهو افتح محضر
, الجرسون اتعصب و هو داخل للقسم بقلة حيله: مانا داخل و هعملها المحضر و انت معاها.
,
, ساب العسكرى و مشى بيبرطم بغضب عدّى ع الشجره اللى راكنين تحتها و مجرد ما عدّى هدهد اتشدت لتحت ع الارض ميلوا بسرعه لحد ما الجرسون دخل القسم!
,
, هدهد حطت إيدها على صدرها و اتنفست براحه. للحظه انتبهت لوضعها إيد على وشها مكممه بوقها و التانيه تانيه دراعها ورا ضهرها مسكاها. لفت وشها بحذر ف نفس اللحظه اللى بتمد إيدها تسحب الإيد اللى على بوقها تنزّلها و شافته قدامها. لاء قريب منها جدا متفصلهومش غير مسافة التنفس بس.
, تمتمت بإبتسامه ظهرت بتلقائيه على وشها اللى نوّر: ادددم!
,
, حنين مع حمزه فاتحه مذكراته بينهم بمجرد ما وصلت عند جوازهم اللى اتقلب فعلى بعد ولادتها و برغبتها كمان غمضت عيونها اوى و ميلت راسها بكسره سندتها ع الورق.
, حمزه مد إيده على ضهرها بحنيه و هيتكلم هي قاطعته بنفضتها اللى طلعت بفزع اول ما لمسها.
, وقفت بعنف: اوعى تلمسنى. اوعى. فاهم. اوعى
, حمزه وقف قدامها بيحاول يهدى قدام انفعالها عشان تهدى: حنين.
,
, حنين صرخت ف وشه: بقولك اوعى تنطق اسمى. مش عايزه اسمعه منك. مش عايزه. مش عايزه اى حاجه منك. انا بقيت بقرف من اى حاجه تخصك. صوتك، وجودك، لمستك، حتى نفسك اللى بيخرج من جواك لحواليا بيخنقنى. هموت
, حمزه اخد نَفس كتمه و خرّجه ببطئ و غمض عيونه: شوفى ايه اللى يريحك. اى حاجه تريحك هعملها
, حنين هتنطق بإندفاع هو سبقها بشده: غير انى اسيبك. اى حاجه تريحك هعملها فورا عشان مشوفكيش ف الحاله دى غير انك تبعدى.
,
, حنين بصتله بعنف و انفاسها بتعلى و تعلى و اتحولت لنهجان. اتحدفت ع السرير برفض و مسكت الورق و رجعت تشوف حياتهم بين سطوره.
,
, حمزه واقف بغضب مبقاش مهتم كتير يكتمه و انفاسه اتحوّلت لنفخ بيطلّع سعير من جواه.
, أمه بصتله بإصرار: اقعد يا حمزه
, حمزه هيتحرك امه مسكت إيده و هو بيعدى من جنبها يمشى و بصتله بعتاب حاد: اقعد يا ولدى
, حمزه كتم انفاسه و كتم غضبه معاها: لو هنلت و نعجن ف الحديت العفش ده تانى مقاعدش
, امه شدت إيدها من إيده و هي اللى وقفت قدامه: نلت و نعجن؟ و حديتى عفش؟ للدرجادى يا حمزه؟ هتغلط فيا عشانها؟ هتغلط ف امك؟
,
, حمزه اخد نفس عنيف و خرّجه بنفس العنف و لهجته اتراجعت: انا مقصدش انتى. انا اقصد الحديت اللى هتفتحيه كل مره اللى انا خابرُه زين كيف مانا خابرك
, امه زعقت: لاه تقصد. عشانها ت
, حمزه قاطعها: لاه مش عشانها. عشانى. انا مرتاح اكده ليه معايزاش تفهمينى؟
, امه شاورت ف وشه بغضب: مرتاح كيف؟ و انت محيلتكش غير عيلين مزروعين زرع حرام. نبت خيانه. كفرت عشان بقولك خلّف تانى؟
, حمزه رد بغضب: بزياده الحديت العفش ده. بكفياكى عاد.
,
, امه اتحركت وقفت قدامه بتهكم: شايفاك هترجع لأصلك مهما حاولت تبعد. حتى ف حديتك. مهما حاولت تغير لهجتك عشان الغندوره بردوا اصلك الصعيدى يغلب. بحمد **** انك لسه فاكر انك صعيدى و الصعيدى لازم يبقاله عزوه و عيله كبيره و بدل العيل عشره و عشرين كمان. كويس انك لساك هتغلط ف الحديت و تعاود لاصلك بعد ما غيرت هدمتك و لهجتك و عُرفنا.
,
, حمزه اخد نَفس ببطئ يخنق: مش باللبس و الكلام. بعدين انا كنت كده كده بسافر مصر و كل ده بيتغير لحاله. مفارقاش قدامك من وراكى
, امه: بس جيتك لإهنه كانت بتشدك تانى. بتخليك تعاود لاصلك. المرادى نسيت. روحت و معاودتش. يمكن عشان الحكايه مش هِدمه و حديت كيف ما قولت. لاه نسيت عُرفنا
, حمزه بزهق: عُرف ايه اللى هتتحدتتى عنه؟ هو العرف اللى قال ان.
,
, امه كملت عنه: ان الراجل اللى قلبه يدق قول على عقله يا رحمان يا رحيم. و اللى عقله يمشى ورا مَره قول عليه كله **** يرحمه. العرف اللى قال ان الراجل عندينا مهيحبش من الحريم الا امه و بته. و الست مش اكتر من وعاء هيتملى منيه. ارض و هو اللى هيرمى فيها البذره اللى هتنبت.
,
, حمزه بنفاذ صبر: و انا قولتلك قبل سابق كل الدكاتره اللى روحنالهم قالوا مفيش مشكله. بس **** قال كلمته. قال مهينفعش. روحنا و جينا و عملنا كل حاجه و بردوا مخدناش اكتر من اللى مكتوبلنا. يبقى بكفايانا و بزياده الحديت ده
, امه: خلاص يبقى تجرب تانى
, حمزه: الدكاتره قالوا كل اللى يمكن يتعمل اتعمل و
, امه بحزم: جرب مع واحده تانيه
, حمزه بغضب: تانى؟
,
, امه: مش معنى انك جربت مره و اتنين يبقى كل مره هتقع. مش يمكن عشان جربت الحرام؟ جربها بالحلال و اتج
, حمزه زعق: تانى الحديت ده؟ الجواز تانى مكنش فشل منى. ده انا معيشتش و طلعت من الحفره اللى كنت ساقط فيها بينك و بين امينه الا اما اتجوزت. موعيتش للدنيا غير على ايديها. لكن تانى هنتحدت ف الحديت العفش ده؟ مش كنا قفلناه عاد!
,
, امه زعقت: انت اللى قفلته. و بتقفله كل مره نتحدتت فيه و تسيبنى ف نص السكه من قبل ما نوصل لحاجه. بس المرادى اقسم ب****
, حمزه قاطعها بغضب محرّك صوته: انا اللى اقسم ب**** لو اتفتح الحديت ده معاى و لا مع حنين ههمّلك و مش دلووك بس. لاه. لاخر يوم ف عمرى. و ماراجعش كمان و لا داخل الدوار دى و لا هتلمنا عيشه واحده
, امه اتحركت قدامه بصدمه: انت بتهددنى يا حمزه؟ جوفك حامى عليا؟
,
, حمزه بغضب: عشان زهقت. انا مش بس راضى. لاه انا حابب. حابب بيتى و مرتى و ولادى و حياتى اكده. حتى لو مكنش معاى غير حنين و مخلفتش. مش يمكن **** قاصدنى انا بالرزق ده و محددهولى و جابهولى عن طريقها هى؟ مش يمكن معايزنيش اخلف تانى بس هي مجرد سكه؟ **** مش عايز. ايييه هنعترض؟
, امه ردت بسخريه: بقيت بتتكلم كتير عن **** يا حمزه؟ و ايش عرّفك بقا بربنا انه مش عايز؟ كان قالك مهتخلفش تانى يا حمزه؟
,
, حمزه اتنفس بنفاذ صبر و هو بيضرب كفوفه ببعض: استغفر ****. انا مش اتجوزت امينه و مخلفتش الا بعد سنين و عيل واحد! و قعدنا سنين قبله مفيش! و جات حنين بعدها عشان اخلف بس منها عيل واحد هي كمان! و اديلنا سنين مفيش! مش يمكن العيب فيا! هيبقى التنيين غلط و معيوبين و انا
, امه كملت بحده: لاه. اه انت لاه. مش معيوب. مفيش ف عيلتنا كلياتها راجل معيوب او ناقص
, حمزه اتصدم: ناقص!
,
, امه ردت بغضب: يبقى تروح للدكتور هو اللى يقولك
, حمزه بإقرار لف وشه بعيد: و انا مش محتاج اعرفها من دكتور
, امه بصتله بصدمه: للدرجادى! هتهين حالك قدامى عشانها! هتدوس على رجولتك وسط الخلق عشانها!
, حمزه فضل باصص بعيد غضبه مخليه بيتنفس بنهجان.
, امه اتحركت وقفت قدام وشه اجبرته يبصلها: يا ولدى قولى لو عملالك عمل قول. لو سحر اروح و افكهولك ش**** امشيله بلاد. لكن متفضلش اكده. عشان ايه كل ده؟ طب اشمعنى امينه؟
,
, حمزه بصلها و هي قاطعت النفس اللى اخده ينطق و اتكلمت: و متقوليش عشان امينه كانت لسه مخلفتش. مداخلش راسى الحديت ده.
,
, حمزه رد بهدوء مبحوح: عشان بحبها. بحبها قد كل مره كرهت فيها حالى و انا هسرق حق مش حقى و اختلس مال الحكومه. هحبها قد كل مره ايدى اتعاصت ددمم و اتزفّرت بالحرام. هحبها قد كل مره كلت حرام و شربت الحرام و عيشت من الحرام و دخل جوفى لقمه حرام. هحبها قد ما جات انتشلتنى من كل ده و عملتلى بيت و عيله و ولاد و عزوه. هحبها اد برائتها. اد نضافتها. اد بُعدها عن خبث و لؤم الحريم كإنها مش منهم!
,
, امه اندفعت بغضب: و البيت و العيله و الولاد دول مش لها لحالها. متنساش ان
, حمزه قاطعها: و انا مقبلتهومش الا منها. معرفتش معناهم الا بيها. انا جنبها بحس انى عيل صغير عمال يقع و يقف و يتشنكل و يرجع يتسند و يقف و كل مره بيتسند فيها و ف ولادنا. حتى لو هيسنهد حاله ف عشانهم. بقاله حاجه يعيش عشانها. ليه عايزه تهدّى كل ده؟ للدرجادى مفارقاش معاكى سعادتى؟ حياتى؟ ده انا مسنود عليهم و من غيرهم هقع. هموت.
,
, اتقابلت عينيه مع آمه ف رفض ممزوج بين عيونهم الاتنين لحد ما سابها و مشى.
, امه تممت بحسره: انا اللى هموت. هموت من حسرتى عليك. النداهه هتجرى بيك للخلا و انت ماواعيش.
,
, ادم بص بطرف عينيه لهدهد وراه ع الاسكوتر و هي مبتسمه بشرود.
, ادم ابتسم غصب عنه: مالك محسسانى ان احنا طالعين على شرم كده؟
, هدهد ضحكت بهدوء: مكنتش مفكراك هترجع
, ادم مط بوقه لقدام: هو انا رجعت؟
, هدهد رفعت حاجبها: ما تقول انك ممشيتش اصلا
, ادم كعمش وشه بتريقه و هي سبقت النفس اللى اخده عشان يتكلم: امال جيت ازاى و عرفت منين ان انا ف المكان ده و ف الموقف ده بالذات؟ و اتدخلت ليه؟
,
, ادم داس فرامل بغيظ و ركن على جانب الطريق الصحراوى اما شافه فاضى و نزل من ع الاسكوتر: حيلك حيلك يا كرومبو. كل دى اسئله؟ انا قاعد ف لجنه؟
,
, هدهد لاحظت تهرّبه ف نزلت و وقفت سندت ع الاسكوتر و بصتله بأنوثه و عدلت نفسها و هزت راسها كذا مره تلاعبه: طب ما تقول إنك متابعنى ف صمت اسهل. انا متابعك يا هد. يا هدهد ( اتوترت شويه اما شافته بيبصلها بطرف عينيه بإبتسامه غريبه و كملت ف لهجتها ) انا متابعك ف صمت يا هدهود. شوف سهله اهى.
,
, ادم قرب من وقفته جنبها و ضربها على راسها من ورا كانت هتقع بغيظ و وقف وقفتها و سند زيها ع الاسكوتر: يا حبيبتي لمّى نفسك. انتى مفيش حد بيتابعك ف صمت غير الجن و ملك الموت و مسيرك هتلبسى ف واحد فيهم يشيل الليله و نخلص ف متوجعيش دماغنا و حياة امك
, هدهد خبطته بكتفها ف كتفه جامد و هي بتضحك: طب بلاش جيتلى ازاى. خليها جيتلى ليه؟
, ادم ضحك بغيظ معاها: تقدرى تقولى كده ان الجدار اللى متقدرش تفاديه. سمّي والبس فيه.
,
, هدهد رجعت لضحكتها من تانى و هو بصّلها بغيظ و مسكها فجأه من ياقة الشميز بتاعها من ورا: بت انتى هتتوهينى و لا ايه! كنتى بتهببى ايه عند القسم؟
, هدهد شدت نفسها منه بغيظ: جرا ايه يا سطى؟ القفا اشتكى من كتر الهشتكه
, ادم حط إيده على وشه بغُلب و رجع ف وقفته و سند ع الاسكوتر.
, هدهد حطت إيديها ف وسطها: طب احلف انك متعرفش و انا هصدقك
, ادم إندفع: ماهو من عملك الاسود يا ام بطن زرقا.
,
, هدهد رفعت حاجبها و هي مبتسمه بمكر: شووف ازاى. باربونيا بتستهبل؟ انا اول مره اشوف باربونيا بتستهبل
, ادم اتحرك وقف قصادها بغيظ: افرضى مكنتش موجود. او. او مثلا دخلتى القسم لسبب تانى او حتى المرادى. كان هيبقى ازى الحال؟
, هدهد ضمت بوقها و راحت وقفت و سندت ع الاسكوتر و شنكلت رجليها ف بعض و بتحرّكهم بعصبيه خفيفه و سكتت.
, ادم بغيظ ضرب رجليها فكهم من بعض و هو رايح جنبها: ممكن تفكرى قبل ما تتنيلى أو تاخدى قرار؟
,
, هدهد ضحكت ببراءه مثّلتها: وأندم علي ايه بعدين بقا؟
, ادم بغيظ بصّلها بطرف عينه جنبه: يا بنتى
, هدهد ضحكت بخفه و هي رافعه كتفها ببراءه: و **** يابنى انا مش برتب كلامي و اللى هعمله. انا بصحى من النوم اقول يا باسط و بتفاجي زيي زي الناس و **** بعد ما بعمل اللى يطلع من دماغى
, ادم فجأه ضربها على راسها من ورا بغيظ: دماغك دى لو كرة بنج مش هتعمل كده.
,
, هدهد فركت راسها بغيظ و بتبصله و كوّرت خدودها بغيظ ادم شاورلها: دماغك دى يا حبيبتى و **** لو شيلتيها و حطيتى مكانها كره شراب معفنه مش هتفرق. قال بتعملى اللى فيها قال. هي فيها ايه دى اللى يدور وراها مش هيلاقى فيها غير قمل
, هدهد بعد ما اتعصبت و هي رايحه ناحيته بغيظ وقفت على اخر جملته و ضحكت اوى.
,
, ادم اتحكم ف ضحكته عشان يعرف يتكلم ف طلعت خفيفه: يا بنتى. انتى مبتفكريش خالص كده؟ طب حتى فكرى و اندمى. فكرى و اتسرعى. فكرى و انسى. لكن كده حرام
, هدهد بصتله بطرف عينيها: شووف ازاى. و انت بتعمل ايه؟
, ادم رفع حاجبه: و هو انا دماغى زى دماغك؟ انا بعمل اللى ف دماغى عشان عندى دماغ
, هدهد رفعت حاجبها زيه: وبعدين؟
, ادم هز راسه بغُلب: لا بعدين ايه. بعدين باخد علي دماغى دى.
,
, هدهد ضحكت جامد على شكله و نبرة صوته اللى نطق بيهم اكتر من الكلام نفسه.
, ادم ضحك بغيظ و هي اتتفست بغيظ: انت اللى مشيتنى. مالك بقا باللى اعمله؟
, ادم رفع حاجبه: يعني إنتى غلطانه و كمان مقموصه و مش عاجبك! أبعت أجيبلك شيشه بالمره
, هدهد شاورتله بغيظ: ما انت اللى غبى و غشيم. مسمعتنيش.
,
, ادم رد بجديه: انا قايلك متخرجيش. حد شافك و راح بلغ كان مين فينا اللى هيلبس؟ احنا الاتنين صح؟ الناس اللى كانت وراكى عارفه لو مجيتش بالصدفه ف اللحظه دى و لو قفشتك كانت هتعمل ايه؟ اكيد عارفه
, هدهد رفعت حاجبها: انت متآكد ان دى كمان كانت صدفه؟ مش شايف صدفك كتير؟ ده حتى كتر الصدف بيعمل حرقان.
,
, ادم رفع حاجبه و هي كعمشت وشها: لو كنت استنيت شويه بس تسمعنى!
, ادم: هاا؟
, هدهد شاورتله ببرود: انت استنيت شويه؟
, ادم بصّلها بغيظ: لاء
, هدهد كملت بإستفزاز: يبقى مش هتسمعنى. مش ذنبى
, ادم كوّر إيده و رفعها بتهويش و هي ضمت إيديها الاتنين حوالين وشها و اتراجعت بخوف مصطنع: و لا ذنبك. ‏لا الذنب ذنبك و لا هو ذنبي
, ادم عض بوقه بغيظ: امال ذنب مين؟
, هدهد عدلت نفسها و اتصنعت البراءه: شوف لو بتاع الاستاذ اللي ورا.
,
, ادم كان هيتكلم ضحك غصب عنه بغُلب و حرّك إيده على وشه بعصبيه: هو انا المفروض اخش ف نقاش مع كرة البنج و مين صح و مين غلط؟ ده انتى صح جدا و انا اللى ابن صرمه
, هدهد ردت بغيظ: مستحمل نفسك ازاى يا بنى؟ ده انت عباره عن خُلق ضيق ماشى ع الارض
, ادم كتم انفاسه: انا فالطبيعي اصلا خلقي ضيق و اما بتعصّب ببقى لا خلق و لا اخلاق
, هدهد مثلت البراءه: انت صوتك عالي ليه؟
, ادم رد ببلاهه: علشان بزعق.
,
, هدهد ضحكت غصب عنها اجبرته يشاركها: كنتى بتعملى ايه؟
, هدهد سكتت شويه: عادى. بلقّط رزق
, ادم رفع حاجبه و هي صححت: قصدى شغل. بلقط شغل
, ادم فضل على ريأكشن وشه: ‏لما تحورى عليا احترمى دماغي **** يرضى عليكى علشان صارف عليها و مكلف جامد.
,
, هدهد سكتت شويه و بصتله شويه بهدوء قبل ما تتكلم: هي دى حياتنا بجد و لا دا شاهد فضيحه قبل الحذف؟
, ادم ضحك غصب عنه بيأس: لا ده المقطع الذي أبكى الملايين
, هدهد ضحكت بخفه: يا حزنى
, ادم بصّلها بطرف عينيه بغموض: يا ستى احنا بخير عشان النيه خير
, طلع ع الاسكوتر و عينيه الغامضه وترتها ف طلعت بإرتباك وراه و قبل ما يدوس حركه ضغطت على كتفه اجبرته يبصلها: بردوا مقولتليش جيت ليه؟
,
, ادم اتتفس بغيظ: انا قولت بقا ايه. قرار غلط و متسرع و أهبل و هندم عليه. اسيبه؟ قومت واخده و جايلك.
,
, ادم لف بهدهد من كذا شارع و حته و قبل ما يدخل المنطقه شاورلها وراه بقناع الاسكوتر و هي حطته على وشها. داس سرعه لحد ما دخل بيها و كسر كذا زقاق لحد ما ركن على باب بنايه قديمه و وقف.
, هدهد بصت حواليها بتفحّص و هي بتعرّى وشها و هو ركن و نزل و هي نزلت وراه.
, نسناس راح عليه اول ما قرب بالاسكوتر من قبل ما ينزل: ادم. اوعى تقولى انك ملحقتش الداهيه دى و.
,
, قطع كلامه اما شاف هدهد وراه بتنزل من ع الاسكوتر و بصتله بتركيز و هي مبتسمه.
, رفعت حاجبها لأدم اللى سكت ثانيه اتنين تلاته و فجأه ضربه بوكس ف وشه بغيظ.
, سحر راحت عليهم بقلق: ايه يا ادم؟
, هدهد بصت حواليها ع البدروم: ايه ده؟ هو كان في حريقه هنا و لا ايه؟
, ادم كان هيتكلم وقف بالكلام و بصّلها: و انتى عرفتى منين ان البدروم اتحرق؟
, هدهد رفعت حاجبها: اكيد مش داهنينه اسود منظره يعنى.
,
, سحر ضحكت غصب عنها و ادم رفع وشه لفوق و اتنفس بصوت عالى: الحمد لله و لا حاجه ماشيه صح
, هدهد ضحكت بصوت لحد ما بصّلها كتمت صوتها بالعافيه.
, نسناس: ادم، لازم تتحرك من هنا خاصة هى. انا عملت اللى اتفقنا عليه بس مش ضامن ان محدش بلّغ بردوا
, ادم بص لسحر و بصّلها على هدهد: على شقتى. خديها لشقتى و عارفه لو اتحركت من غير ما اعرف هقتلك و اقتلها و اقتل نفسى من الغباوه دى.
,
, هدهد بصتله بمرح و هي بتنغزه ف جنبه: و اقتل كريمه السكرتيره. امووت انا ف قفشات الافلام
, ادم بصّلها بملامح متغاظه عايزه تضحك و عض بوقه بعنف و هي شدت سحر و مشيوا ع الاسكوتر بسرعه.
, نسناس بص لأدم اللى منتبه لسه لمكانها: عملت ايه يا ادم؟
, ادم منتبهش للحظه لحد ما نسناس صرخ بقصد جنب ودنه: اوعى التفاحه يا ادم
, ادم اتخض و لف وشه له بغيظ: تفاحة ايه يالا؟
, نسناس مثّل الهدوء ببراءه: تفاحة ادم اللى جابت اجله يا قائد.
,
, ادم بصّله بغيظ و هو ضحك لحد ما اجبره يضحك معاه.
, نسناس بقلق: طب بلاش عملت ايه. هتعمل ايه؟
, ادم اخد نفس بتوتر: مش عارف
, نسناس: لا لازم تعرف. هي الطبخه هتبوظ على بنص جنيه فلفل و لا ايه؟ ده احنا هنسك خلاص
, ادم رفع حاجبه و هو بيزقه: فلفل؟ امشى يلاا من هنا انا غلطان انى مخلى معايا عيل سيس ف ليله هباب زى دى
, نسناس بصّله بغيظ: ماشى يا عم الفولاذى. ابقى متنساش توقفنى على مدفع رمضان الطلعه الجايه.
,
, هدهد وصلت مع سحر الشقه اللى كانت قريبه. دخلوا جوه و ابتدوا يرغوا.
, هدهد بصت لسحر و إبتسامتها وسعت بحماس و اندفعت: يعنى العمليه باظت؟ مكملتش بجد؟
, ادم رد من وراها بترقب: و انتى عرفتى منين انها باظت؟
, هدهد اتخضت و لفت وشها وراها بسرعه: سلام قولا من رب رحيم. انتوا كلكوا بتطلعوا بوشين كده؟
, ادم اتقدم كام خطوه قصادها و ربّع إيديه بإنتظار.
, هدهد شاورت على سحر وراها: هى. هي قالتلى انك مكملتش الشغلانه اياها و.
,
, ادم بص ف عينيها بغموض: سمعت اجلتها مش مكملتش. عرفتى منين انها باظت؟
, هدهد تممت بغيظ لنفسها: ده كده باظظ خاالص
, ادم عض بوقه بمراقبه لحركة وشها و هي رجعت خطوات لورا ملامحها صامته بتضحك بخوف.
, حنين صورة المشهد لحمزه مع امه قدامها زى ما وضحت شويه بشويه لحد ما غطت على كل حاجه حواليها بردوا بهتت ببطئ لحد ما اختفت و ظهر حمزه مكانها بس شتان بين القوه اللى كان بيتكلم بيها عنها و الضعف اللى ف عيونه قدامها.
,
, صوتها غلبه الدموع لحد ما اختفى و سكت بقلة طاقه و بصتله كتير.
, مش قادره تنكر حبه. و لا بقت قادره تلمسه. ضايعه بين احساسها انه حبها بجد و انه كان بيحرّكها زى العروسه بخيوط بين اصابعه و يوريها اللى عايز بس يورهولها!
,
, الوحش اه ممكن يتدارى ميتشافش. الكره ممكن ميتشافش. الحقد ممكن يستخبى ميتشافش. الغيره ممكن تتكتم جوانا متظهرش. النفس الوحشه من ناحيتنا ممكن تتتلوّن و متتشافش. حتى التزييف ممكن يستخبى وسط الحقايق و ميتشافش. إنما الحب! الحب لأ!
,
, اللى بيحب نظرة عينيه بتفضحه. انفاسه حتى بتفضحه. بيبص بصة حب تفضح اللى جواه مهما كان ما بيعرفش يتكلم بيفلت منه لفظ حب. بيعمل تفاصيل صغيرة تدل على الحب. بيبقى أول حد مش مستحمل وجع كإن اللى ف قلبنا ف قلبه. الحب هو الحاجة الوحيده فيذ الدنيا اللى مهما حد قالها لو موصلتش تبقى مش موجوده و هي وصلها حبه بين كل ده بسهوله. ده وصلها من بين حروف الكلام اللى بتقراه حتى!
,
, حمزه بص لتوهتها بعشق: حنين. انا عملت كل حاجه عشانك. بعد ما سيبت كل حاجه عشانك عايزه تسيبينى؟
,
, حنين نطقت بكلام متقاطع بينه انفاس مضطربه بحزن: فين. اهلى؟ فين اهلى يا حمزه؟
,
, ادم مع هدهد و سحر.
, شاور لسحر: انزلى لآنيس المصايب اللى تحت و اعملوا اللى إتفقنا عليه لحد ما اكلمكوا.
,
, سحر غمزتله و خرجت بهدوء و هدهد بصتله بتوتر: ايه ده انت مشيتها ليه؟
, ادم رفع اكمام قميصه واحد ورا واحد ببطئ و هو بيقرب منها: خايفه يا ام قلب حديد؟
, هدهد رجعت لورا و بتضحك بإرتباك: لالا اخاف من ايه؟ انت ابن بلد و جدع كده و تحس انك. انك جدع كده. قول انا جدع و انت هتهدى
, بتشاور بكفوفها ف الهوا و هي بتتكلم و ادم اول ما قرّب ضربها ف إيدها بغيظ: بت انتى مش ناويه تعقلى بقا؟
,
, هدهد ضمت بوقها ببراءه: حد قالك انى ماشيه بهوهو؟
, ادم بص ف عينيها قوى و رفع حاجبه: مش هترجعى بقا
, هدهد اتوترت: ارجع لإيه؟
, ادم بصّلها بنص عين و هي كملت بتتهته بغيظ: انت. انت هتمشينى تانى؟
, ادم فتّح عينه اللى كان باصصلها بنصها و بصّلها بنص عينه التانيه.
, هدهد بصتله شويه بإبتسامه خرجت منها غصب ف إستسلمت لها.
, ادم ربع إيديه بغموض: هاا؟
,
, هدهد قربت جنبه و سندت بكوعها على كتفه و حطت صوابعها تحت دقنها بإبتسامه مرحه: بص يا اخ ادم. انا لما بمشي فشارع غلط بتكسف الف و ارجع عشان الناس متقولش عليا تايهه فبكمل و بتوه بجد بقا
, ادم ضحك غصب عنه و رفع إيده اللى حطها على وشه بغُلب و بصّلها بإستسلام: مش خايفه؟
, هدهد رفعت ياقة قميصها بغرور: متقلقش ياسطى. انا حديد عز
, ادم سكت شويه بقلق و بصّلها بطرف عينه: مقولتليش عرفتى منين ان العمليه باظت؟
,
, هدهد هزت كتفها ببراءه مثلتها و عادت كلامه: سمعت اجلتها مش باظت
, ادم إبتسم بإصفرار: خليكى واضحه معايا متخلينيش افسر تصرفاتك بدماغى عشان انا دماغى بنت صرمه شبهك بتحب المشاكل.
,
, هدهد اتحركت قعدت على كنبه قصاده و فركت إيديها ف بعض.
, ادم شد كرسى و حطه قدامها بضهره و قعد بالخلف عليه: هاا؟
, هدهد ضحكت غصب عنها: مالك شبه حيطان الحكومه كده؟
, ادم زعق بغيظ: ما تخلصى يا بت
, هدهد رفعت إيديها: انت العصبيه بتجري في دمك اكتر من دمك نفسه و اللع. ما تهدى يا سطى.
,
, ادم ميل راسه على مسند الكرسى قدامه بنفاذ صبر و هي اخدت نَفس قبل ما تتكلم و حكتله عن الحوار اللى سمعته من عصام و الراجل اللى كان معاه و سمعتهم بيتفقوا عليه. و حكتله عملت ايه.
,
, ادم بيسمعها بصدمه لحد ما خلصت و رفع وشه و برق: يخربييت جنانك يا غبيه. انتى ايه على طول لاغيه عقلك كده؟ افرضى حد قابلك ف السكه؟ حد كان مراقبك؟ حد قطرك و جاب اجلك عشان الحاجه؟ انتى عارفه انتى فين هنا؟ ده الحته كلها هنا برشماجيه. ده لو لبستى فوشيا و ازرق لون الحبوب هيمشوا وراكى يشمشموا فيكى
, هدهد ردت بهدوء: انا مفكرتش فيها كده.
,
, ادم اتنرفز من هدوئها: امال فكرتى فيها ازاى؟ انتى بتفكرى اساسا! انتى لو بتفكرى اصلا مكنتيش هتبقى هنا؟
, هدهد سكتت بتوتر: كنت هتتأذى. افرض ان
, ادم زعق: مفرضش. انا اللى افرضه حاجه واحده بس و هو الداهيه اللى هنلبس فيها مع غبائك ده
, هدهد سكتت و هي بتفرك إيديها بتحاول تتكلم بس قدام عصبيته سكتت. مش عارفه حست بإيه. مش عارفه هو حس بإيه. خوف غريب ف عينيه اتترجم ف عصبيه.
,
, إبتسمت بتلقائيه و هو شد الكرسى بعصبيه و رجع عليه لنفس قعدته و ضم قبضات إيديه ع المسند بتاعه و ميل راسه عليهم.
, هدهد هزته بمرح: مش تقول انك بتنام و انت قاعد. ولاا
, ادم رفع وشه بغيظ من صرختها ف اخر الجمله: يخربييت صوتك اللى مش اد جسمك
, هدهد استغربت هزاره رغم حالته من شويه و اللى حكته و رغم كده جارت هزاره: لا اوعى يغرك. ده انا كيرفى.
,
, ادم ضحك بخفه و شرد وسط حوارهم. وقف ولع سيجاره و فتح البلكونه جنبه و وقف يرتب افكاره.
, هدهد وقفت جنبه بهدوء: ناوى على ايه؟
, ادم بصّلها شويه بغيظ و نفخ الدخان ف وشها: مقولتليش ليه وقتها يا كلبه؟
, هدهد قطعت الكلام و هي بتتنفس الدخان اللى خرج من بوقه: مش انت اللى
, ادم بصّلها تكمل لحد ما لاحظها بتبتسم و ابتسامتها بتوسع و بتترجم على صوتها اللى بيعلى لحد ما شقت السكون حواليهم بضحكتها.
,
, ادم رفع حاجبه: في ايه يا بت؟
, هدهد شمت الدخان تانى من حواليهم بشكل ملحوظ لحد ما خلص و ادم ملاحظها ف بص لسيجارته و برّق.
, هدهد شدتها منه بخفه و اخدت نفس جامد طويل.
, ادم شدها منها بسرعه: يخربييت جنانك. بت انتى مالك انتى واخده توكيل من العباسيه؟
, هدهد شرقت و هي بتخرّج النفس و ضحكت ضحكه بتهزى شويه شويه: ياسطى عملنا ايه بالمخ غير ساندوتشات
, ادم رفع حاجبه و بصّلها بغيظ مع ضحكتها اللى بتزيد.
,
, رمى السيجاره تحت رجله و داس عليها و شد دراعها: بت انتى انا مش عاجبنى طبعك
, هدهد ضحكت بمرح: طب ما تطبع برا يا ريس
, ادم رفع حاجبه و ضحك غصب عنه: و اما اتعصب عليكى بتزعلى
, هدهد ركنت على جانب فتحة البلكونه و بصتله شويه لحد ما ضحكتها راقت و هديت: ما انت اللى مستنتش تسمعنى. فاكر انا اتحايلت عليك تتنيل تخرس لحد ما افهمك و انت بكابورت و اتفتح.
,
, ادم ركن ع الجانب التانى لفتحة البلكونه قصادها: ايوه بردوا ايه اللى خلاكى تتنيلى و تتصرفى؟ انتى اصلا ليه ولعتى الحريقه ف المكان بعد ما اتنيلتى اتصرفتى؟
, هدهد اتكلمت بجديه: عشان فهمت انه هيجى و يدور و مضمنتش ممكن يرقّدلك ايه! حاولت اشتته بالحريقه كمان الغى من قدامه فكرة البضاعه او اتوّهه انها موجوده و اكيد راحت ف الحريق.
,
, ادم هز راسه بيأس و بصّلها بهدوء بعد ما سكت حاول يصيغ سؤال ينفع: طب و ليه عملتى كل ده!
, هدهد سكتت بتوتر حاولت ترتب انفعالاتها: معرفش. انا بس قلقت. حسيت انى اتقبضت اما سمعتهم. خاصة اللى اسمه عصام ده قاله الليله هتصرف يا هقع ع الحاجه و يلبس مع اللى فوقه يا لو موقعتش هسيبه يلبس بيها مع التجار. خوفت يقع عليها و يوصلها خاصة انه لو دوّر هيوصلها بسهوله مع غبائك اللى خلاك حاططها ف عين الحمام يا عار.
,
, ادم برّق: عار؟
, هدهدت سخرت بمرح: افرض راحت ف الوبا! قصدى ف الحمام! تبقى تمشى تقول الملاحه الملاحه؟
, ادم ضحك بغيظ و هي قلدت صوته بلهجته: انت على طول لاغى عقلك خالص كده؟
, ادم عض بوقه بتهكم: اكيد مش زى عقلك. انا لو لغيت عقلى و فكرت بكعب رجلى مش هبقى زيك. اكيد عامل حسابى و لاغى الصرف و المايه خالص من الحمام ده بحجة بايظ.
,
, هدهد: ايوه بردوا سايب حاجه زى دى هناك ليه؟ بلاش شقتك ليه مش ف حته مقطوعه او مهجوره مثلا حتى عشان لو حد حط ايده عليها زيى كده مثلا متلبسش انت. يبقى خسارتك ف الحاجه بس
, ادم اداها ضهره و ولع سيجاره تانيه: هناك مكان شغلى و بنتقابل هناك و محدش برانا هيعرف ف حتى لو حد حط ايده عليا مش هيبقى برا حد فينا.
,
, هدهد رفعت حاجبها و فكرت شويه قبل ما ترد: او يمكن مثلا عايز تدى اللى معاك الامان. انى سايب الحاجه قدام عينيكوا اهو
, ادم لف وشه بسرعه لها و بص ف عينيها شويه.
, هدهد شقلبت بوقها بتفكير: بس بردوا ليه؟ ليه عايز تكسب ثقتهم دى؟ على ما اعتقد انك لك سيطره عليهم!
,
, ادم حدف السيجاره التانيه تحت رجله بغيظ و شدها لجوه: بت انتى ادخلى اتخمدى
, هدهد ضحكت بخفه: دلوقت؟
, ادم قفل البلكونه: بالليل هننزل اجيب الحاجه اللى حضرتك اتنيلتى فيها و ارجعها. انا لو كنت هلبس ف بسبب انك فكرتى. ارجوكى متفكريش تانى
, هدهد شاورتله بغيظ: ده بدل ما تشكرنى؟ ذنبى انى فكرت فيك؟
,
, ادم بغيظ: انتى يا بنتى بتفكرى منين؟ ده انتى القرارات إللي بتاخديها بعد تفكير طويل بتثبت إن فصوص مخك دى فصوص توم و ياريته توم حلو. الاه ده توم معفن و فاضى كمان
, هدهد تمتمت بغيظ: صحيح عبّر العِفش يتنفش
, ادم برّق بغيظ قدامه و بصّلها وراه و شال مخده من ع الكنبه جنبه حدفها عليها بغيظ: انا صبرى خلص
, هدهد كعمشت وشها بإستفزاز: عقبال روحك.
,
, ادم رقد ع الكنبه جنب الكنبه اللى هي قاعده عليها و غمض عينيه و شرد يحسبها من اول و جديد.
, هدهد رقدت ع الكنبه و الصمت هز المكان كله.
, هدهد: متقلقش. زى ما بيقولوا خليك متأكد إن رغم العتمه لسه فيه نور
, ادم اداها ضهره: حلو. اطفيه بقي علشان عايز أنام
, هدهد ضحكت بغيظ: انت هتنام بجد؟
, ادم مردش و هي نفخت بغيظ: عمتا لو هتسهر لحد ما نيجى نخرج بالليل هسهر معاك
, ادم بمكر: طب لو هنام؟
,
, هدهد كانت هترد على نفس النمط هنام معاك بس استوعبت الرد ف وقفت بالكلام بغيظ: هنام معا
, ادم ضحك غصب عنه و هي ردتله المخده اللى حدفها ف وشه.
, سكتوا كتير لحد ما كل واحد فيهم ظن التانى نام.
, هدهد: انت شغال ايه يا ادم؟
, ادم بصلها و رفع حاجبه و هي سكتت شويه: قصدى. قصدى بشوفك بتتحرك كتير و تغيب و تروح و تجى. ماهو اكيد مش معتمد بس على الرزق الطاير.
,
, ادم اتعدل ناحيتها كان هيقول حاجه اتحجزت تلقائيا على لسانه و اتكلم بهدوء: عندى محل السمك على راس الشارع برا. هعمله مطعم و اعمل له افتتاح قريب. بعدها يوتيرن لكل حاجه على **** التساهيل
, هدهد ابتسمت بحماس: يارب
, ادم بصّلها بطرف عينيه: و ****؟
, هدهد اتعدلت بتراجع ف قعدتها و فركت إيديها: انت عايش مع مين هنا يا ادم؟
, ادم بص حواليه بتهكم: مع احدب و جمايكا. انتى مبتشوفهومش و لا ايه؟
,
, هدهد ضحكت بخفه و فهمت انه يقصد لوحده. اتعدلت لنومتها و رجع السكوت من تانى يلعب بشكل اقوى من الكلام.
, ادم همس: انتى متعوده على كده؟
, هدهد ملامحها انقبضت: على ايه؟
, ادم اتقلب على ضهره و رفع وشه لفوق: يعنى. تنامى عند حد كده. حد متعرفهوش. تخرجى و تروحى و تيجى. تتعاملى ببساطه كده!
, هدهد اتعدلت بسرعه: لاء طبعا
, ادم بهدوء: و ليه دلوقت؟
, هدهد: قصدك ليه معاك. سؤالك كان كده؟ صح؟ عموما عشان انا بفهم ف الناس كويس.
,
, ادم بصّلها كتير و بص لفوق من تانى و غمض لحد ماهى اللى نطقت: على فكره انا
, ادم بهمس: ششش نامى
, اتعدلت بتوتر: عايزه اقولك حاجه يا ادم. انا
, ادم اداها ضهره: نامى
, حمزه بص لحنين بحزن. حقيقى ملهوش رد على سؤالها. هيقولها اهلك مين و لا فين! هيقولها محدش سأل عنك حتى!
, حنين عادت سؤالها بأنفاس مضطربه بحزن: فين اهلى؟ فين اهلى يا حمزه؟ عملت فيهم ايه هما كمان؟
, حمزه اتصدم: انتى فاكره ان لو ليكى حد كنت هأذيه عشان اخدك؟
,
, حنين اندفعت بغضب: مستبعدهاش على واحد زيك
, حمزه قرب منها بصدق: انا مخدتكيش من حياتك يا حنين. انتى مكنش ليكى حياه اصلا. ابوكى و امك متوفيين و ملكيش حد غيرهم غير اختك و مهاجره امريكا مع جوزها و مبتنزلش. انا حتى معرفتش اوصلها رغم انى مكنتش عارف هقولها ايه ف وضعنا ده. و بقية اهلك بعيد و ملكيش خلطه بيهم.
,
, حنين غمضت عيونها بحزن و بإرادتها قرب منها عى حرف السرير مسك إيديها باسهم بحنيه: حنين. حنين صدقينى انا مأذتكيش. انا حتى معملتش اثبات وفاه لحنين الاصليه لعل هي تفوق يوم او حد يسأل عنها. لكن محصلش. انا مأخدتكيش الا اما اتأكدت انى لو سيبتك هتقعى. هسيبك للفراغ. للخلا!
, حنين دموعها نزلت بألم من عيونها المغمضه. كل الوجع اللى حسته من اول حرف قرته كوم و وجع اخر جمله قالها دى كوم تانى. يعنى مكنش حب!
,
, رد حمزه خلاها مش عارفه اخر جمله عقلها اللى نطقها ف تفكيرها و لا لسانها.
, حمزه شدد على ضمة إيديه لإيديها زى ما شدد على كلامه: لا بحبك. انا اتخطيت الحب معاكى. انا محبتش نفسى الا ما هي حبتك. يمكن اول خطوه ف المشوار جات قدر لكن بقية المشوار كان بإختيارى. بإرادتى. بمحاربتى للكل عشانه.
,
, حنين فتحت عيونها و هربت بيهم بعيد و هو قرب كمان شويه لحد ما بقى وشه ف محيط وشها و هو لسه ماسك إيديها بحركه من وشه لف وشها له كإنه رافض يسيب إيدها حتى لحظه!
, اتقابلت عينيهم ف نظرة ضعف: زى ما بيقولوا كل حدوته مقسومه نصين اللقا فيها نصيب و المشوار اختيار. و انا اخدت نصيبى كله فيكى. **** اختارلى نص و انا اختارت التانى.
,
, حنين سحبت إيدها منه و هو بصلها بعشق: عيشت ‏طول عمري مفيش أي حاجه بتفرق معايا لحد ما قابلتك و مبقاش فارقلي غيرك
, حنين مدت إيدها سحبت الورق من جنبها. فتحته و رجعت تقرا كإنها بتهرب منه له. تقرا ازاى حبها. ازاى حب ولادهم. حمزه بيعامل الاتنين بمنتهى الحب. زى بعض. محستش ان حد فيهم غير التانى عنده. ميفرقوش عن بعض. لاء ده ميفرقوش عنها. شافت نفسها التالته بتاعتهم عنده!
,
, معرفتش تحط موقف قدام عقلها تقنعه بحاجه او عكسها. حاسه انها مشوشه. اللى جواها اشبه بالزلزال اللى هز كيانها كله كسر كل حاجه جواها.
,
, هدهد اتقلبت ف نومها و بتدير وشها عن الحيطه للناحيه التانيه لمحت الكنبه بتاعة ادم فاضيه.
, اتعدلت بقلق: راح فين؟
, وقفت بحذر تتحرك ف الشقه اللى شغلها فضولها ف تفتيشها عن التفتيش عنه!
, شافت دولاب صغير فتحته شافت فيه هدوم مش كتير. بس غريبه. في منها عاديه و في منها غاليه جدا و ذوقها عالى. لمحت وسطهم بدله غريبه مسكتها بإستغراب!
,
, لمحت برفان ع الرف فوقهم شبت لحد ما مسكته و رشت على ضهر إيدها بفضول شمته: معقول! طب ما انت جينتل اهو
, سمعته بيرد بتريقه من وراها: ليه كان حد قالك انى معفن؟
, من خضتها حدفت القزازه من إيدها و هو ف حركه سريعه ناحيتها قدر يمد إيده يلقفها.
, هدهد بصتله بإعجاب على سرعة تصرّفه: لا جينتل فعلا. لاء و ناصح لحقتها
, ادم بصّلها بغيظ: عقبال ما ابقى ناصح و الحقك زيها
, هدهد بفضول شاورت ع الدولاب: حاجة مين دى يا ادم؟
,
, ادم حدف القزازه بغيظ و بدل ما تجى ع السرير وقعت ع الارض اتكسرت: و انتى مالك؟
, هدهد بصت للقزازه و برّقت: لاء ناصح ناصح. اوعى تلحقنى زيها
, ادم ضحك غصب عنه بغُلب: منك لله
, هدهد سكتت شويه و برقت للبس: ايه ده؟ اكيد دى بتاعة مقابلات البيج اللى عصام قال عنه. الراجل الكبير بقا و كده
, ادم ضحك بغيظ: ع اساس انى رشدى اباظه و كده
, خرج و هي وراه هتتكلم شاورلها بشنطه ف إيده: خدى غيرى هدومك و البسى دول قبل ما ننزل.
,
, هدهد بتردد: ما بلاش. انا معايا غيار كان ف شنطتى اللى على كتفى هلبسه و
, ادم: لاء. البسى دول و انجزى
, هتتكلم ادم شاور على بوقها تسكت و لف ضهره له و اتحرك لحد الباب دخّلها و قفل.
, دخل الحمام لبس و خرج استناها برا. راكن ضهره على فتحة الشقه بيحرّك صوابعه ع الباب بعصبيه و يغيب و يبص ف ساعته لحد ما هدهد خرجتله من الاوضه.
,
, بصّلها و تنح و هي لاحظته ف اتجاهلت نظراته و راحت على مرايه ع الحيطه جنب الحمام قصاده و تممت على لبسها و اتحركت قدام المرايه جربت نفسها و راحت عليه.
, هدهد راحت عليه بقلق: انت جيبت الهدوم دى منين؟ مش عارفه ليه صممت البس حلو كده! انا قولتلك الحاجه بتاعتك مخرجتش من الحته هنا!
, قطعت كلامها و هي بتتفحص لبسه بإستغراب: هو احنا رايحين الخرابه و لا طالعين مارينا؟
,
, ادم كان مش مركز مع كلامها اد ما هو مركز مع لبسها عليها و شكلها.
, حركت إيدها قدام وشه و هو انتبه ببلاهه: خايف اقول يخربييت الجمال يتخرب بيتك انتى
, هدهد ضحكت برقه طلعت تلقائيه خلته غمض عينيه و هو مبتسم و بيلف وشه وراه و بيهز راسه بحماس.
, هدهد: سبحان ****. اللى يشوفك و ميعرفكش بجد يقول انك ابن ناس
, ادم برّق و رجع بوشه لها بغيظ: و انتى سبحان **** اللى يشوفك و يعرفك بجد يقول انك بنت جزمه.
,
, هدهد ضحكت بخفه و قبل ما تتحرك لبرا مسك إيده رجّعها: بت انتى. مش كنتى محجبه؟ قلعتي ال****؟
, هدهد بصت على الكاب اللى على راسها ببلاهه: لأ. تحته بندانه اسبانش
, ادم رفع حاجبه بتهكم: يالهوي ع سوء الظن. انا اسف
, هدهد عدلته و هتتحرك زقها لجوه بغيظ: **** ايه إللي بتحطي الطرحه يدوب على راسك و رافعاه عن رقبتك ده انتى هتترفعى من قفاكى على مرجيحه ملخلخه ف نار جهنم.
,
, هدهد بصتله بغيظ و هو شاورلها لجوه: ادخلى يا بت اعدلى نفسك
, رجعت بغيظ فكته و لفت الطرحه و حدفت حرفيها على ضهرها و خرجتله. بصتله و شاورت على نفسها بإستفزاز و هو رفع صوباعه و غمزلها. كعمشت وشها و هي نازله و هو قفل و نزل وراها.
, اخدها وراه ع الاسكوتر و اتحركوا بخفه ورا وصفها لحد ما وقف عند مدخل الخرابه اللى اتقابلوا فيها اول مره بس من جهه بعيده تانيه.
, ادم نزل بغيظ و بصّلها ببلاهه: هنا فين؟
,
, هدهد نزلت: هنا
, ادم شاور ع الحته حواليه: انتى عايزه تقولى انك شيلتى حاجه زى دى هنا؟
, هدهد هزت راسها اه و هو بص للسما و بصّلها: منك لله
, اتحركت بخفه و هي بتضحك بين الكراكيب و الحجاره و اكوام الذباله.
, ادم بيتحرك وراها: و طبعا جيبتيها هنا عشان متعرفيش حته الا هنا صح؟
, هدهد ببلاهه: لاء. عشان الذكرى
, ادم بص للسما و بصّلها بغيظ: منك لله.
,
, ركنت عند حته و نزلت برجليها ع الارض وسط كراكيب فضلت تشيل و تركن فيهم حواليها لحد ما كشفت عن شوال و شاورتله.
, ادم شاور بعينيه بإستفهام و هي هزت راسها بتأكيد.
, ادم بص للسما و بصّلها: منك لله
, شد الشوال رفعه لحد الاسكوتر و هي جابت التانى وراه و حطه قدامه و ربطه و اتحركوا.
, وقفوا مكان ما بيتقابل مع الكل و رن الاسكوتر.
, بيفتح هي نزلت وراه شدت دراعه: انت رايح فين؟
,
, ادم بص للباب و هي بصتله بذهول: انت هترجعه تانى هنا؟
, ادم شاور براسه و هي اتذهلت: هنا؟
, ادم فتح و رجع اخد شوال ورا التانى لحد ما دخلهم جوه و هي دخلت.
, هدهد بإستغراب: يا بنى ده غلط. حتى لو الاول كنت متوقع ان محدش هيشك ان في حاجه هنا عشان البوليس اللى قالب الحته كل يوم التانى بسبب الحادثه بس دلوقت لاء. ع الاقل بعد ما رجلك جات ف الحادثه معايا.
,
, ادم مبيردش و بيشيل الحاجه و هي اتحركت من وراه لقدامه: انت بتقابل الغلط بغلط على فكره
, ادم ببرود: حلو عشان الغلطات يونسوا بعض
, هدهد رفعت حاجبها و هو ابتسم بإصفرار: انتى مالك؟
, هدهد بقلق عليه: يا بنى اسمع
, ادم نفخ و هو بيحرك ايده على وشه بنفاذ صبر.
, هدهد بغيظ: مش بقولك خلق ضيق بيتحرك ف راس بنى ادم
, ادم كعمش وشه: لا أنا خلقي مش ضيق خالص إتفضلى إتهببى قولى أم وجهه نظرك المتخلفه.
,
, هدهد ضحكت بغيظ: افرض الكلب اللى كان بيتفق عليك ده وقع ع الحاجه و اخدها؟
, ادم اتنفس بصوت عالى و هي لفت جنبه: خلينا نقول حويط و هتعرف تحرّس. طب افرض. افرض مثلا انه وقعك مع الناس زى ما قال!
, ادم ولع سيجاره و اتحرك كذا خطوه بتفكير.
, هدهد: لازم تشيل الحاجه من هنا يا بنى. ع الاقل لحد ما تعرف هتعمل ايه!
, ادم اخد نَفس طويل و خرّجه دخان و هي لفّت وقفت قدامه: اسمع كلامى و مش هتندم.
,
, ادم كان تفكيره استقر ف بصّلها و رفه حاجبه: طب لو ندمت؟
, هدهد ضحكت ببلاهه: عادى اكيد مش اول قرار تندم عليه ف حياتك
, ادم مد إيده طرقع صوباعه ف الهوا قدامها و هي جريت وراه.
, اتكلمت بغرور: شوف بقا انا جوايا إنسان عظيم ازاى، لاء و بيفكر اهو
, ادم رفع حاجبه و هي ضحكت ببلاهه: هو بس ساعات بيبقى مُغمي عليه
, ادم ضحك غصب عنه: منى انا لله
, هدهد ضحكت بغيظ: انت اوقات بحسك بتفهم و اوقات بتهنج. ايييه!
,
, ادم رفع حاجبه بغموض: لا ماهو انا اوقات بيجيلي كسل ف الاستيعاب. يعني بكون بسمع اللي قدامي بس مليش مزاج افهمه
, هدهد شاورتله بغيظ: يا بنى
, ادم اخد نفس بقلق: الموضوع ليه أبعاد وجوانب تانيه
, هدهد ببلاهه: و علي كدة ليه فخاد بقي!
, ادم برّق و حدف السيجاره و شدها و خرج: انا غلطان انى بكلم واحده تافهه زيك
, خرجوا و مشيوا شويه لحد ما ادم وقف بيها بغموض.
,
, هدهد بتتلفت حواليها و ادم لف دراعه بسرعه حواليها و اتقدم بيها و هو بيهمس ف ودنها بمرح: يا كرومبوو عيب حركات المخبرين الفاشله دى
, هدهد بغيظ: عارف لو ده طلع تسليم اهالى. و حياة امى لا اخلى الاهالى نفسها اللى تشيّعك
, ادم ضحك غصب عنه و بصّلها ع القهوه بتوتر: لفى انتى من الشارع اللى ورا و اول ما تخلّصى اللى قولتلك عليه نتقابل هنا
, هدهد مسكت إيده و هو بيتحرك و قبل ما تتكلم عيونها اتهزت بقلق.
,
, ادم إبتسملها: متقلقيش انا متابعك و مستنيكى
, اتحرك ناحية القهوه و قعد بهدوء و هي مشيت. دقايق و كانت على باب الشارع العمومى وقفت بتوتر لحد ما نفخت بغيظ و رجعت.
, ادم نادى على ايوب: ايووب
, عصام كان قاعد ف اتحرك شد كرسى جنبه و قعد: ادم. محدش بيشوفك بتغطس فين؟ هي الحته الشمال شاغلاك؟
, ادم بصّله بحده و عصام صحح بسرعه بإستفزاز و هو بيشاور على صدر ادم: قصدى ده. قصدى بتحب و لا ايه؟
,
, ادم كعمشله وشه بضحكه صفرا و علّى صوته: يا صبر ايووب. قهوه
, ايوب جاى بفنجان قهوه و بيحطها قدامه و ادم بيرفع وشه عن موبايله ياخدها منه لقاه مركز ف جهه قريبه منهم. بيلف عينيه معاه شاف عصام منتبه بعينيه. راح بعينيه معاهم شافها مشيت عدت من ع القهوه.
, إتحركت خطوتين و وقفت بتوتر. اتحركت على جنب ورا عربيه و قعدت على حرف مصطبه بتعب. رفعت رجلها ربّعتها ع الرجل التانيه بتفركها بضيق.
,
, ادم كان متابعها بعينيه اللى برّقت بصدمه حط إيده على وشه بغيظ.
, ادم بص لأيوب اللى مفتّح عينيه اوى اللى متابعاها و بصّلها و بص لعصام اللى عينيه اللى متابعاها بتلمع بمكر.
, بص حواليه مش لاقى حاجه يتفش فيها ف مسك فنجان القهوه حطه على إيد ايوب اللى ساندُه ع الترابيزه قدامه و رفعه دلقه على كف إيد عصام اللى ع الترابيزه.
, الاتنين انتبهوا بخضه و ادم بص لأيوب: قهوتك مظبوطه عنك يا ايوب.
,
, ايوب شد ايده بسرعه و عصام صرخ بألم: آآ. براحه يا
, ادم ضم بوقه بلامبالاه: خير خير. دلق القهوه خير
, ايوب بصّله بغيظ و ادم نظرات بروده اتحولت لحده لحد ما اتحرك ايوب بسرعه دخل و عصام وقف كاتم غضبه دخل وراه يغسل إيده.
, ادم وقف بضيق اتحرك و هو ماسك موبايله بص فيه يشغل نظراته عنها بس مقدرش يمنع نفسه و هو معدّى من جنبها بصلها بطرف عينيه و كز على سنانه.
,
, اتحرك بحذر لحد ما اختفى من الشارع و هي قامت بسرعه متوتره بتتلفت حواليها اخدت نفس السكه لحد ما خلصت الشارع و بتعدى لقيت إيد بتشدها اوى.
, هدهد من غير ما تلف وشها ضحكت بغيظ: ما براحه يا ابنى. انت متعلمتش قبل كده ازاى تتعامل مع بنات؟
, ادم ساب إيدها اما لفت وشها له و شاور عليها بسخريه من غير ما ينطق.
, هدهد رفعت ياقة هدومها بغرور: لا اوعى يغرك. ده انا بنت.
,
, ادم اندفع شدها بغيظ و هو بيتحرك: كلب. بنت كلب و كلمه تانيه هخليكى تمشى تهوهوى ف الشارع
, هدهد: يا بنى مش انت اللى قولتلى انى
, ادم خبط كف على كف: انا اللى جيبته لنفسى و ****. انا منى لله و **** ع اللى بعمله ف نفسى ده
, هدهد ردت بدفاع: يابنى انت بتسنن؟ كل شويه بحاله! احنا مش متفقين على كده؟
, ادم زقها بغيظ: اتفقنا تقيسى السكه؟ ترجعى بالسرعه دى و بالطريقه دى و تقعدى القاعده دى؟
,
, هدهد مثلت البراءه: مانا قولت خير البر عاجله
, ادم برّق و هي قربت منه: مانا قولت بدل ما
, ادم شدها بغيظ من دراعها: بت انتى. متفكريش تانى انتى اي موضوع حاولتى تستخدمى فيّه ذكايك باظ. معندكيش عقل تكحليها انتى بتعميها علطول
, هدهد زقته بغيظ: الحق عليا
, ادم حط إيديه ف وسطه و هو بيتحرك حوالين نفسه بيتلفت.
, هدهد: يا بنى. ما كده او كده هيحصل اللى عايزينه و
, ادم لف ناحيتها بغيظ: لا مش هيحصل اللى عايزينه.
,
, هدهد بصتله ببلاهه: يعنى ايه؟
, ادم اندفع: يعنى هيحصل حاجه تانيه
, بصتله بإستفهام و قبل ما تتكلم سمعوا صوت و همهمه بتقرب و ادم شدها و رجع لورا و هو مكمم بوقها نزلوا ورا عربيه.
, ايوب بيقرب و يتلفت حواليه. شاف عصام جاى و معاه اتنين و بيتلفتوا اختفى ورا عربيه جنبهم.
, عصام: هي عدت من هنا. انا لامحها
, ادم بصّلها بطرف عينيه بإنتصار و هي غمضت عينيها بغيظ: هااا؟
,
, عصام: انا لولا زفت ادم كان قاعد كنت اتصرفت. بس البغل كان مرزوع
, هدهد بصتله بطرف عينيها بإنتصار و ادم كز على سنانه بغيظ: تصدق انا اللى عميتها
, عصام بص للاتنين اللى معاه: دوّروا بس و اقلبوا الحته و اول ما تلمحوها اعملوا اللى قولتلكوا عليه. بس حد يرنلى الاول. ده البت تتلف ف دقيقه و نص
, الراجل بقلق: مش يمكن ادم
, عصام: لالا شكلها كرفتُه، بصراحه عايز ادوق
, ادم غمض عينيه اوى و هي فتّحتهم اوى و همست: ادم.
,
, وقفوا لحد ما الاتنين اتحركوا بعيد عنهم شويه. ايوب وقف و اتحرك بحذر لحد ما مشى.
, ادم اتعدل وقف بحيره و هدهد بصتله شويه بتفكير: ادم
, ادم همس بحده: اخرسى
, هدهد: اسمعنى بس
, ادم كان فاهمها و فاهم هي عايزه عملت ايه ف وقفها بالكلام: انتى اتهبلتى و لا ايه؟
, هدهد: هو خلاص شافنى هنا و انا واثقه ان الليله مش هتتسرب من تحت ايدك.
,
, ادم بغضب خبط على راسها: هو فار؟ انتى عمرك ما استخدمتى عقلك ده قبل كده؟ انتى فاكره نفسك فين هنا؟ انتى لو وقعتى ف ايد عيال زى دى ممكن
, هدهد: اهدى بس. انت هتتصرف. المهم انه
, ادم زعق: على جثتى. اعملى حسابك الليله دى تخلص و هتمشى. انتى
, هدهد استغلت صوته اللى عِلى و الاتنين اتلفتوا ع الصوت و اتحركت عنه و شاورتله على بوقها.
,
, ادم ملحقش يشدها و هي طلعت من مكانها ورا العربيه و ظهرت ع الطريق و اتحركت بحذر. الاتنين لمحوها و واحد منهم رن و قفله و اتحرك مع التانى عليها.
, هدهد وقفت بثقه: عايز ايه يلا؟
, ادم همس بغيظ: ياريته يهبدك علقه يمكن عقلك يرجعلك
, واحد منهم قرب منها بجراءه و ادم اتحرك بإندفاع هيقرب شافها مسكت دراع الراجل لوته وراه طقطقت دراعه ف إيدها و دفعته بعنف لقدام.
,
, التانى بيقرب تنت ركبتها و ضربته اخر بطنه و بمجرد ما مسك بطنه و ميّل تنت كوعها و ضربته على ضهره اجبرته يرفع نفسه لفوق و بمجرد ما اترفع و هيندفع عليها ضمت كفوف إيديها على بعض و ضربته تحت دقنه لفوق دفعته لورا.
, التانى جاى من وراها ادم هيقرب كانت هي لفّت بسرعه له و رفعت رجلها و ف خفه ضربته برجلها جانب وشه دفعته ع الارض.
, ادم حط إيده على وشه و حرّكها بالعصبيه اللى مقدرتش تمنعه يبتسم اوى.
,
, هدهد وقفت لثوانى مكانها بحذر و ادم استغرب وقفتها لحد ما لمح عصام بيقرب من وراها ف فهم تفكيرها.
, هدهد كانت سابته يقرب و هي بتبلع ريقها بحذر لحد ما بقى ورا ضهرها مباشرة ضمت كفوف إيديها على بعض و لفت وشها له ف حركه مفاجئه وضربته على رقبته اخلت توازنه كان هيقع.
,
, عصام اتعدل بسرعه و قرب بغضب منها و هي بترجع لورا. و كل ما يقرب ترجع اكتر كإنها قاصده تحرّكه وراها لبرا. بيمد إيده رفعت رجلها و ف حركه سريعه لفت إيده بعنف برجلها كسرتها. نزلت رجلها و هي مستمره ف حركتها لورا و هو غضبه بيزيد مد إيده التانيه يجيب شعرها رجعت براسها بسرعه لورا تجبره يقرب وشه و بمجرد ما قرب وشه رجعت راسها مكانها لقدام و خبطته بيها ف قورته بين عينيه تحديدا تخل توازنه.
,
, عصام بصّلها بغضب: يا بنت الكلب. و **** ما هسيبك. طب ايه رأيك بقا دخلتى دماغى و مش هسيبك
, هدهد بصت حواليها ع القهوه اللى بانت لهم و ملامحها اتشكلت بخوف لحد ما ادته ثقه و زودت ثقته اما وقفت و بمجرد ما قرب يحسم النتيجه مدت إيدها بخفه مسكت رقبته و غرزت ضوافرها بين عروقه بحده.
, الناس اتلمت من ع القهوه حواليهم و هي بصت حواليها بتوتر و فكت إيدها اما شافت وشه بيزرق و تفت عليه و هي بتحدفه وقع بينهج.
,
, بتتحرك الناس حاوطتها و كذا واحد قربوا منها و هي بتزق بضرب و ادم متابعها بقلق و مش عارف يحسم موقفه. لو قرب هيآذيها و لو بِعد هيآذيها و ف الحالتين هيأذى نفسه!
,
, هتتحرك عصام وقف بسرعه قرب عليها بغلّ بيشدها من وراها من طرحتها ادم حسم تفكيره و اتحرك بسرعه قبض على إيده اللى على راسها.
, عصام بصّله بغيظ و بص لإيده و ادم بصّله بحده و بص لإيده و قبل ما يتحركوا هدهد ضحكت ببلاهه بينهم و هي بترفع إيديها الاتنين زقتهم بشراسه: انتوا هتتحالفوا؟ عنكوا انتوا الاتنين و ****
, عصام قرب يشدها ادم قرب من ورا ضهره مسك دراعاته تناهم و شدد عليهم بعنف لحد ما كسر ايده.
,
, عصام لف وشه بغضب و شاور بعينيه ف خفا لواحد قرب على ادم من وراه يكتف إيديه ورا ضهره. ادم قدّم دراعاته و تناهم بقوه و ضرب لورا وقّع الراجل.
, عصام كان ف اللحظه دى بيكوّر إيده لأدم يضرب، ادم اتفادى بوشه خلاه اندفع بجسمه و تنى دراعه التانى كسره و زقه ع الارض.
, قبل ما يتحرك حط رجله على دراعه و هو راقد ع الارض و داس بعنف و همس من بين اسنانه بحده: عشان متمدش إيدك مره تانيه على حاجه مش بتاعتك.
,
, ادم بيتحرك بيها لبرا الشارع سمع عربيات الشرطه بتقرب بسرعه ف غمض عينيه اوى.
, بصّلها بتوتر و هي بصتله بقلق. مد إيده بسرعه مسك إيدها و قبل ما يتحرك هي ضغطت على إيده بإستسلام اما شافت عربية الشرطه وقفت و نزل منها الرائد منير و قرب منهم بإنتصار و هو باصص لمسكة إيدهم: اهلا
, ادم سحب إيده و حطها على وشه بتوتر و الرائد منير ابتسم بإصفرار: مش بقولك فلانتينوو العشوائيات.
,
, ادم بتلقائيه مد إيده مسك إيدها ضمها بشده و عينيه بتزوغ حواليه و.
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
١٣


ادم بيتحرك بهدهد لبرا الشارع سمع عربيات الشرطه بتقرب بسرعه ف غمض عينيه اوى. بصّلها بتوتر و هي بصتله بقلق. مد إيده بسرعه مسك إيدها و قبل ما يتحرك هي ضغطت على إيده بإستسلام اما شافت عربية الشرطه وقفت و نزل منها الرائد منير و قرب منهم بإنتصار و هو باصص لمسكة إيدهم: اهلا
, ادم سحب إيده و حطها على وشه بتوتر و الرائد منير ابتسم بإصفرار: مش بقولك فلانتينوو العشوائيات.
,
, ادم بصّلها و قبل ما يتحرك شاف عيونها دمعت بتوتر ف رجع بإيده بسرعه لإيدها ضمها و همس: متقلقيش
, هدهد ابتسمت من بين دموعها و هزت راسها و هو اتحرك بيها للبوكس.
, اخد خطوه لورا و بيحرّكها بإيدها للبوكس الرائد منير اتحرك ناحيتهم بحده شدها منه و زقّه للبوكس بعنف: انت طالع الساحل يا روح امك؟ اجيب شجره و اتنين لمون؟
, ادم بصّلها شاف عيونها دمعت بخوف ف بص للرائد منير بغضب و كز على سنانه.
,
, ثوانى و الحته اتقلبت اكتر ماهى مقلوبه و كل اللى ع القهوه عليهم و الكل اتلم عليهم.
, الرائد منير بصّ لهدهد بحده: اطلعى يا بت
, زقها و قبل ما إيده تتشال من على كتفها ادم مسك كف إيده طحنه بين إيده بعنف و همس بحده: ايدك لو اتمدت عليها و رحمة ابويا لا ارجعهالك ف ورق سلوفان و اخليك تعلقها على صدرك للذكرى.
,
, الرائد منير بصّله ثوانى بدون رد فعل و فجأه ضربه بوكس ف وشه حدفه لورا ع البوكس: بتتشطر عشان ف حتتك؟ طب يلا يا فلانتينو ورينى الرجوله ف القسم
, فجأه الكل قرّب و كذا حد بيقدّم ناحيتهم ادم بإشارة عينيه وقّفهم.
, الرائد منير ضحك بتهكم و ادم هيتحرك ناحيته كان الرائد منير شاور للعساكر حاوطوا ادم من وراه و قبل ما يتحرك كتفوا دراعاته ورا ضهره.
,
, ادم بص للرائد منير بغضب و هو شاور للعساكر طلّعوه ع البوكس و اتحركوا ع القسم.
, حنين صوت دموعها عِلى و عِلى قفل عيونها مشافتش دموع صامته تانيه جنبها.
, حمزه اتنفس بالعافيه و هي وقفت قصاده بتنهج وجع: دى اخرة الحرام. اخرة شغلك. كنت بتأكلنا حرام انا و عيالك ف لازم تكون دى النتيجه! كل ما هو مبنى على حرام باطل! ده لو تل فلوس اتحط فيه قرش واحد حرام بيفسده ما بالك ببيت و ولاد إتبنوا و إتربوا على الحرام!
,
, حمزه رد بسرعه بدفاع كإنه ما صدّق لقى ثغره تدخّله عذر: انا سيبت كل شغلى ده و حياتك
, حنين صرخت: متجيبش سيرتى على لسانك بقولك. انت مبتفهمش!
, حمزه حاول يمسكها من اكتافها بإيديه الاتنين: و حياة ولادى
, بيقرب و حنين زقته و مع إصراره ع القرب منها و هو بيتكلم ضربته ف صدره مره ورا مره ورا مية مره و هي بتصرخ لحد ما نزلت على رُكبها ع الارض بتعيط بضعف.
, حمزه بدفاع: صدقينى يا حنين. انا سيبت كل ده. سيبت شغلى.
,
, حنين زقته بكفوفها بعنف ضعيف: كذااب. كذب. كذب زى ما كل حاجه كذب
, حمزه بسرعه لف حواليه لحد ما لمح مذكراته و جابها بسرعه و راح عليها و هو بيقلّب فيه: اهو. اهو شوفى. حتى شووفى
, قعد جنبها بتعب و هي عيونها اتعلقت بعينيه اما لمحت جواهم شئ غريب مش عارفاه صدق و لا مجرد اصرار عليها.
,
, حمزه شاورلها بعينيه بلهفه بعد ما إستقر على ورقه و هي اللهفه اللى فاضت من عينيه اجبرتها بلا اراده منها تبص ع الورق. مقدرتش حتى تقرا. تنطق. مشيت بعيونها ع الكلام و شافت بين سطوره نفسها بتتحرك.
,
, حنين كانت نايمه بتعب زى كل يوم من يوم ما ادم غاب. سايبه حمزه جنبها بس اما صحيت ملقتهوش. قامت بالعافيه اتسنّدت لحد الحمام مش عارفه بتدوّر عليه و لا داخله الحمام.
, نزلت لتحت شافت الحاجه صافيه بصتلها بتعب: حمزه فين؟
, أمه بصتلها بجمود: واه. ايه اللى حصل ف الدنيا عاد؟ انتى اللى هتسألينى عن حمزه اللى هو ولدى؟ ده انا مهعرفش فين بيروح و يجى الا منك!
,
, حنين بصتلها بقلة طاقه ع الكلام و خرجت ع الجنينه بس مشافتهوش.
, ابتسمت بضعف اما شافت هديه قاعده قدام البسين و ضهرها لها.
, قربت بحب قعدت جنبها و قبل ما تتكلم شافت دموعها ف ضمتها عليها: بتعيطى ليه؟
, هديه: ماما. هو ادم مش هيرجع؟
, حنين صوتها اترعش: لاء، اوعى تقولى كده. اخوكى راجع
, هديه صرخت بعياط: تيتا بتقول لاء مش
, حنين حطت إيدها على بوقها بسرعه: لالا هيرجع. اخوكى راجع. انتى مش بتحبيه؟
,
, هديه مسحت دموعها بضهر إيدها و هزت راسها بإبتسامه واسعه: اووووى
, ادم مع هدهد ف البوكس عيونه متعلقه بيها كإنه بيطمنها. وصلوا القسم و العساكر اخدوهم لجوه.
, الرائد منير بص للعسكرى: ارمى العيال دى ف الحجز لحد ما يجى الراجل بتاع حادثة الخرابه
, اخدوهم كل واحد لزنزانه و ساعه و العسكرى خرّج ادم نقله على مكتب الظابط. و دقايق و جاب هدهد.
, اول ما دخلت بصت لأدم و اتفاجئ بعيونها محمره بوشها كإنها معيطه.
,
, بص للرائد منير بحده اللى إبتسم بسماجه: ان كان ع العياط هخليها تعيط متقلقش انت بس و قول يارب
, ادم بصّله بغضب و بيحاول يتمالك اعصابه عشان ميبوّظش الحكايه و تمشى زى ما رتبلها.
, بصّلها و هز راسه يطمنها و هي بصتله و إبتسمت بتوتر و اتقابلوا ف نظره بهتت شويه بشويه و غطى عليها موقف حصل بينهم من كام ساعه قبل دلوقت.
, Flash baaak.
,
, ادم اخد هدهد بعد ما رجّع الحاجه للبدروم و خرجوا ركبوا الاسكوتر و اتحركوا كتير لحد ما وقف بيها قدام مستشفى. ركن و شاورلها بنضاره شمس كبيره و هي اخدتها بإستغراب لبستها.
, اتحرك بيها خطوتين لجوه و شدته و وقفت اول ما لمحت عساكر: ادم، ده تسليم اهالى ده و لا ايه؟
, ادم بص عليهم و بصّلها و همس: ششش اهدى. لازم ندخل. بس اعملى زى ما هقولك و اوعى حاجه تبان عليكى لا نلبس بجد.
,
, هدهد اتحركت بإستسلام معاه: و **** شكله تسليم اهالى
, دخلوا و طلعوا فوق لحد ما استقروا ف اول طرقه. ادم شاور بعينيه لحد قصاده اخر الطرقه و الحد ده قرب من العسكرى اللى قدام الغرفه.
, هدهد بصتله قوى و مكنتش محتاجه مجهود عشان تعرف ان ده نسناس برغم تنكّره!
, نسناس اتكلم و هو بيحاول يتحرك بالعسكرى من على باب الغرفه و ضهره لأدم بالباب: قولى يا شاويش. هي المشرحه منين؟
,
, العسكرى زقه و حاول يرجع لمكانه قدام الباب: اتكل على **** يا جدع انت اسأل تحت. حد قالك انى مدير المستشفى؟
, نسناس رجع شده ف خفا و هو بيشد معاه الكلام و ضهرهم للباب: براحه يا شويش. ده انا كلمونى و قالولى ليا حد هنا و من ساعة ما جيت بلف
, العسكرى سكت شويه و نسناس بص وراه لأدم اللى شد هدهد بخطوات سريعه و فتح باب الغرفه و دخل و قفل وراه بسرعه.
,
, العسكرى بص لنسناس و هو بيشاور بإيده لقدام: انزل من الدور ده خالص للارضى و خد شمال هتلاقيلها باب مدى على الخروج
, نسناس بعد ما اتطمن ان ادم دخل الغرفه بص للعسكرى ببلاهه: هي ايه دى؟
, العسكرى بصّله بإستغراب: المشرحه
, نسناس اتكلم ببلاهه و هو سايبْه و ماشى: هي المشرحه ناقصه قُتلى
, ادم دخل بهدهد و قفل الباب و هي اتسمرت بمكانها اما شافت قدامها ع السرير الراجل اللى عرفته بسهوله.
,
, مسكت اوى بتلقائيه ف ادم و همست: ادم. ده الراجل اللى ضربناه
, ادم ميل جنب ودنها و همس زيها: قصدك اللى ضربتيه. مش وقت نداله
, الراجل اتفزع اول ما شافهم قدامه و اتعدل بسرعه قعد. بيمد إيده يرفع سماعة التليفون جنبه ادم فتح مطوه ف إيده بسرعه و ضربها قطعت السلك.
, ادم كعمشله وشه: مش قولتلك متجيش عشان مفيش!
,
, الراجل هيقف بسرعه ادم ساب هدهد و قرب بسرعه ناحيته و ميل كفوفه ع السرير حواليه يمنعه يتحرك: قولتلك متجيش عشان مفيش. شكلك بتنسى كتير
, الراجل بص حواليه بقلق و ادم اتكلم بهدوء: متحاولش. اى محاوله انت اللى هتحاسب عليها. اسمع الاول
, الراجل بص ع الباب بقلق و بصّله و ادم اتكلم بثقه: صدقنى المحاوله الوحيده اللى هتنفعك هي انك تسمعنى. ف اسمعنى بقا عشان نخلص بعض.
,
, الراجل بص على هدهد بتوتر و شافها ف شكل غير اللى شافها فيه اول مره و استغرب.
, بص لأدم اللى اتعدل و قعد قدامه: اه هى
, الراجل هيندفع بالكلام ادم سبقه: و عندك حق ف اى حاجه عايز تقولها. بنت جزمه و غشيمه و غبيه و تستاهل ضرب الجزمه. بس فكر كده ده هيجبلك حقك؟ اما هي تتضرب بالجزمه ده هيجبلك حقك؟
, الراجل رد بتهكم: اه بس هما ف المحكمه مش هيضربوها بالجزمه.
,
, ادم شاور بكف إيده ف وشه بتأكيد: عندك حق. بس فكر حقك ده عشان تاخده صح تاخده ازاى. اما تتحبس كده خدت حقك؟ عالجت نفسك؟
, الراجل بصّلها بغضب و حسس بإيده على راسه.
, ادم بصّله و سكت شويه قبل ما يتكلم يديله فرصه يترقب كلامه: انت هتقول متعرفهاش. مخدتش بالك اصلا من البنت اللى ضربتك و الحكومه هتديك حاجتك و انا فوقهم هديك علاجك و تمن رقدتك هنا و فوقهم بقشيش كمان. ايه رأيك ف العرض ده؟ حلو صح؟
,
, الراجل شاورله على هدهد بسخريه: معرفهاش؟
, ادم هز راسه بتأكيد: اه مخدتش بالك من شكلها مهما يوروك اى حد هي او غيرها
, الراجل حاول يخرج من الحوار: اه بس لو قولنا سمعت كلامك و خرّجتها من شروع القتل ف السرقه مفهاش تنازل
, ادم: ملكش دعوه. بعدين الموضوع مفهوش سرقه
, الراجل: سرقت شنطتى امال انا
, ادم قاطعه: قولتلك ملكش دعوه
, الراجل حاول يقف و ادم ضغط على رجله قعّده و نظراته احتدت بشكل خوّف الراجل.
,
, ادم اتكلم بلهجه حاده: صدقنى مش هيفيدك اى حاجه غير العرض بتاعى. الحكومه مبتديش حاجه لحد. بتاخد و بس. مش هتديك اكتر من شنطتك اللى هي اصلا بتاعتك. هتاخدها للحبس لكن انت مش هتاخد حاجه. ده لو قولنا ان انا سيبتها او سيبتهم يعملوا ده او سيبتك انت نفسك و حط تحت الجمله دى مية خط عشان متعيطش.
,
, الراجل بلع ريقه بتوتر و ادم وقف و راح عليها و هي متابعه حوارهم بتوتر و مركزه مع ادم اللى لهجته و شخصيته اتحوّلوا ف لحظه لحد تانى ملهوش علاقه بالاول لمجرد انه خاف عليها. احساس حلو عمرها في ظروفها دى ما حسته هزها من جوه.
,
, ادم لف دراعه حواليها و اتحرك بيها للباب و قبل ما يخرج بص للراجل بغموض: الشنطه بتاعتك الحكومه لقتها ف المكان مرميه. يعنى مفيش سرقه و هي تقدر تنكر من الاصل انك كنت بتجرى وراها عشان سرقتك
, الراجل هيتكلم ادم سبقه يمنعه: حتى لو امة لا اله الا **** كلها شهدت معاك انك كنت بتجرى وراها ف دول بتوعى. انا اقدر اخليهم يقولوا كلامها. نقول مثلا انك كنت بتعاكسها و بتحاول تتحرش بيها و هي جريت منك.
,
, الراجل بصّله بذهول و ادم كعمش وشه: او نقول انك انت اللى كنت عايز تسرقها؟
, الراجل وقف بعنف و ادم كمل: شوفلك مصيبه فيهم و انا اوعدك تلبس ف اللى تختارها فيهم و اقلبها لدفاع عن النفس و انها كانت بتدافع عن نفسها
, الراجل قعد ع السرير بتوتر و ادم بصّله بلامبالاه يهز ثقته انه صاحب الموقف القوى.
,
, ادم شاورله ببرود قبل ما يخرج: اختار بس خد بالك انك مش هترد عليا انا. هترد قدام النيابه اللى هتاخد اقوالك و يا تقفل القضيه يا لاء. و هعرف لو متقفلتش القضيه انت اختارت ايه بس ساعتها متزعلش
, الراجل بصّله بقلق من القوه اللى ف نبرة صوته و ادم شاورله قبل ما يخرج: اتمنى تختار الحل الاول. لاحسن قوانين التحرش شدت حيلها اليومين دول و الحكومه زى ما قولتلك مبتعرفش غير انها تاخد.
,
, هيتحرك بهدهد لبرا قبضة الباب اتمسكت بتتهز و ادم بسرعه لف بهدهد ورا الباب اللى اتفتح بسرعه و هما وراه مش باينين.
, العسكرى بص للراجل: انا سمعت صوت ف الاوضه. حد كان هنا؟
, الراجل بصّله بغيظ و العسكرى كمل: انا كنت ف دورة المايه و رجعت متهيئلى سمعت حد هنا
, الراجل بص على ادم اللى ورا الباب شافه مش مهتم حتى يبصله و رافع وشه للسقف ببرود و بيشاور لهدهد.
, الراجل بص للعسكرى بتهتهه: لالا مفيش. مفيش حد.
,
, الراجل بص لأدم اللى بصّله و كعمش وشه و رفع صوباعه. الراجل اتحرك ناحية العسكرى و اتحرك بيه لجوه بيتكلم و ادم اتحرك ف خفه بهدهد خرج بسرعه.
,
, baaaak
, ادم فاق من شروده على صوت الرائد منير اللى بيبص لأدم بحده: اتعدل ف الطابور يالا
, ادم بص حواليه شاف كذا حد معاه ف غرفة التحقيق قدام الظابط مش عارف مين دول و لا ازاى دخلوا. بس مشافهاش.
, اندفع ع الرائد منير بغضب: وديتها فين؟
, الرائد منير بصّله قوى بحده و ادم زعق و مسكه من هدومه: وديتها فين انطق!
, الرائد منير ضربه بوكس ف وشه بعنف حدفه لورا وسط الكل و ادم عينيه طقت شرار و فجأه شد الباب بعنف!
,
, حنين وقفت و حاولت تبتسم: طب تعالى معايا نشوف بابا فين و هو بنفسه هيقولك ان ادم راجع. مش انتى بتحبى بابا و بتصدقيه؟
, هديه قعدت تانى: لاء تيتا قالت مش راجع. مش هيرجع
, حنين بصتلها و شكل تفكيرها خلاها تنهج. مشيت بغضب بتدوّر على حمزه لحد ما لمحت باب المكتب بتاعه اللى ع الجنينه موارب ف راحت عليه بغضب.
,
, حنين بغضب: حمزه لو سمحت. فهّم مامتك انها متلعبش على اعصاب بنتى. هديه اعصابها بايظه لوحدها من وقت ما ادم.
,
, وقفت بالكلام بصدمه اما شافت حمزه بيتخض على دخولها المفاجئ!
, اتعدل بسرعه و هو بيحط حاجه ف خزنة مكتبه و بيحاول يتكلم بإرتباك: حبيبتى. انتى. انتى ايه بس اللى نزّلك من سريرك. قصدى خرّجك و انتى اكده!
, قفل بسرعه و قرّب عليها يمسك إيدها: انتى لسه تعبانه و
, حنين سحبت إيدها و شاورتله ع الخزنه: ايه ده يا حمزه؟
, حمزه بص وراه بلغبطه و حاول يبتسم: دى خزنتى و ده مكتبى. عارفه عرّفتك عليهم كام مره؟ ده.
,
, حنين قاطعته و عينيها متعلقه ع الخزنه بعد ما لمحت الشئ اللى كان ف إيده قبل ما تدخل: انت حطيت ايه بسرعه ف الخزنه؟
, حمزه بصّلها بتوتر: ده. ده حاجات تبع شغلى
, حنين ضيقت عينيها: حاجات ايه!
, حمزه لف دراعه حوالين كتفها و حاول يتحرك بيها بس هي جامده مكانها: حاجات لشغلى يا حُنّه. انتى عارفه يا حنين يعنى تفاصيل شغلى؟
,
, حنين ربعت إيديها بغموض و ملامحها مخنوقه: و اما هي حاجات تبع شغلك اتخضيت ليه اما دخلت؟ و ليه حدفتها جوه بالشكل ده و قفلت؟
, حمزه هيتكلم بسرعه هي وقّفته بكلامها: و اه صحيح انا معرفش فعلا شغلك يا حمزه بس معنديش مانع اعرف. لاء انا حابه اعرف يا حمزه. انت بتشتغل ايه؟
,
, حمزه اتوتر و حاول يتكلم بجديه: ايه يا حنين ما انتى عارفه انى شغال اهنه تبع المحجر و بجيب عمال و احاسبهم و بفحت و اطلع حجاره و رمل و اورّد للمصانع و
, حنين بصت ع الخزنه و بصتله بحزم: افتح الخزنه يا حمزه
, حمزه بص وراه ع الخزنه و بصّلها و هي اتحركت لجنب الخزنه و وقفت بإصرار.
, حمزه قرب ببطئ و حاول ينطق بس قدام نظرتها معرفش يقول ايه. فتحها قدامها و هي عينيها وسعت بصدمه!
,
, ادم بص للرائد منير بشراسه اللى زقّه لورا بحده حدفه وسط الكل وراه. ادم بصّلهم معظمهم من الحته و القهوه و الظابط شاورلهم عملوا طابور.
, بص للعسكرى: دخّل الراجل بتاع الحادثه
, ثوانى و الراجل دخل و اول ما دخل ادم بصّله بحده مقدرش يسيطر عليها.
, الرائد منير بص لأدم بغضب و هيتحرك اللوا محمد دخل ف وقف له بتحيه: باشا.
,
, اللوا محمد بص للراجل و بص للطابور: بص بقا يا بطل. طبعا انت عارف شكل العيال اللى ضربوك ف الخرابه؟ صح؟ و لا الضربه اثّرت؟
, الراجل هز راسه لاء و الرائد منير بصّله: نعم؟
, الراجل بص لأدم اللى بصّله بحده و شال عينيه بسرعه و بص للرائد منير و رد بسرعه: قصدى. قصدى لالا الضربه مأثرتش
, الرائد منير: تماام. عدّى على العيال دى و اتعرف عليهم و شوف في حد منهم هتقدر تتعرف عليه؟
,
, الراجل وقف بلغبطه و اتحرك قدامهم و بصّلهم و رجع للرائد منير: لاء
, الرائد منير: ازاى! ركز يالا حد من اللى واقفين دول من العيال اللى ضربوك؟ او كان مع البت اللى ضربتك؟
, الراجل رد بسرعه: لاء لاء مفيش
, الرائد منير: العيال دى كلها من الحته و كلهم شمامين و قهوجيه و بتوع سجاره و برشامه. اكيد حد منهم لمحته يوم الحادثه او حتى احتكيت بيه.
,
, الراجل بص لأدم بطرف عينيه و جرى بعينيه بسرعه عليهم كلهم و بص للرائد منير بغيظ: يا باشا هو انت اللى اتضربت و لا انا؟ بقولك لاء
, الرائد منير بصّله شويه و اتحرك من ورا مكتبه وقف قدام الطابور لحظات و شد ادم فجأه قدام الراجل: مشوفتش الواد ده يوم الحادثه؟
, الراجل بص ف عينين ادم و رد بسرعه: لالا لالاء
, الرائد منير اتعصب بغضب: و لا بعدها؟ يعنى محاولش يجيلك المستشفى مثلا او يبعتلك حد او حتى.
,
, اللوا محمد اتدخل و شد الرائد منير ورا بغيظ: اهدى يا ببه مش كده. ده مش طابور جمعيه
, الرائد منير اتنفس بغيظ و رجع بالعافيه و الراجل رد: لالا مشوفتهوش
, اللوا محمد هيتكلم الرائد منير اتحرك فتح الباب و شاور للعسكرى: دخّل العرض التانى
, ثوانى و دخل مجموعة بنات منهم هدهد و كلهم من المنطقه.
,
, الرائد منير بص للراجل بغموض: ركز بقا كده و طلعلى البت اللى فتحت قرنك بدل ما تبقى قُرنى بجد. عاجبك قرونك دى و حتة بنت فتحتهوملك؟
, الراجل اتحرك بتوتر و وقف قدام للبنات بلغبطه و ادم بيبلع ريقه بتوتر قدام هدهد اللى عيونها اتعلقت بيه من اول ما دخلت و دموعها لمعت.
,
, حنين بصت لحمزه بصدمه: اثار!
, حمزه اخد نَفس الاول قبل ما يتكلم و سكت لحظات يعد لحد ما يرتب انفعالاته: دى تبع شغلى
, حنين قعدت على كرسى المكتب بصدمه: شغل ايه؟
, حمزه: شغلى ف المحجر. انا مش بفحت تحت الارض ليل نهار و اخرّج من باطن الارض خيرها. و ف شغلانتنا دى في اللى بيفحت و يلاقى بترول و في اللى بيفحت و يلاقى دهب و في اللى يفحت و ميلاقيش حاجه و يشتغل ف الحجاره.
,
, حنين كملت بصدمه: و في اللى يفحت و يلاقى اثار؟ صح كده و لا انا غلطت؟
, حمزه سكت بإستسلام و هو وقفت قدامه بترقب: و الحكومه عارفه الكلام ده يا حمزه؟
, حمزه هرب بعينيه بعيد و هي مدت إيدها اللى بتترعش لفت وشه لها بحذر: الحوار ده قانونى يا حمزه؟ يعنى الحكومه عندها خبر بيه؟
, حمزه سكت و هي بصتله بصدمه: انت عارف ده معناه ايه؟ طب عارف لو الحكومه شمت ريحة اللى بيحصل هنا ده هيحصل ايه؟
,
, حمزه افتكر الحادثه اللى جمعتهم و غمض عينيه اوى للذكرى.
, حنين صوتها اتهز بصدمه: ده حرام. انت شغال ف الحرام يا حمزه؟
, صوت رد من وراها بحده: مليكش صالح. حرام و لا حلال احنا مش جايبينك من على المنبر
, حنين بصت وراها لقت أمه بتدخل بجمود و قفلت الباب.
,
, ام حمزه وقفت قصادها بحده: اسمعى يا بت الناس. تدخلى حياته و تتنططى عليها كيف الغازيه و تقلبيها راس على عقب و هو هيتفرج كيف المخبول هو حر. لكن تدخلى شغله لاه. لحد اهنه و هتلاقينى انا ف وشك مش هو لو معتمده انه مهيقولكيش لاه واصل
, حنين لفت وشها لحمزه: انت راضى بكده يا حمزه؟ راضى تعيش ف الحرام ده؟ تأكلنا حرام و تبقى عيشتنا حرام ف حرام؟ تربى ولادنا حرام!
,
, حمزه قعد بينهم بتفكير ميل اسهر بين كفوف إيديه كإنه بيعيد حساباته من اول السطر.
, حنين نزلت برجليها ع الارض قدام الكرسى بتاعه و مسكت إيديه: و حياه ادم. ابعد عن الحرام و اتقرب بيه لربنا لاجل يراضيك. اتقرّب بالحلال و اشحته من **** هينولهولك.
,
, الحاجه صافيه شافت حمزه ملامحه بتستجيب لكلامها ف اتدخلت بغضب: قولتلك ملكيش صالح و لا فاكراها جهجهون هتتدخلى ف كل حاجه؟
, حنين مسكت إيدين حمزه بين إيديها: حمزه
, امه قربت شدتها من إيديها فصلت إيديهم عن بعض: متغفلقهاش يا بت الناس. انا لحد دلووك ساكته على وجودك اهنه مش عشان باقيه عليكى. لاه عشان باقيه على ولدى اللى باقى عليكى لدلووك ليه مخابراش. بس لحد شغله و.
,
, حنين سحبت إيدها منها بتجاهل و مدت إيديها لجمزه ضمت وشه بحنيه: حمزه. و حياة ادم
, الحاجه صافيه رجعت شدتها بحده وقّفتها بعد ما حنين ميلت ع الارض قدامه: متبقيش كيف الدبور اللى زن على خراب عشه
, حمزه رفع وشه بملامح غريبه بتهدى كإنها برا موقفه او برا الموقف كله. كإنه استقر بتفكيره!
,
, امه معجبهاش شكله و ابتسامته لحنين ف شدت حنين قدامها و زعقت: قولتلك قبل سابق ابعدى عنه و مبعدتيش و دلوك بقولك ابعدى عن شغله و عامله حالك غبيه. مهتفهميش ليه؟
, حنين اتكلمت بهدوء رغم نبرة الحزن ف صوتها من صدمتها ف حمزه: عشان ده جوزى. ابنك اه على عينى و راسى و على رقبتى كمان. بس بردوا جوزى و ليا فيه و ليا عليه. و حقى فيه انى اخاف عليه يقع وقعه ميقومش منها و اعيش من غيره و ده شئ فوق طاقتى.
,
, ام حمزه شاورت بغضب ف وشها: فال **** و لا فالك ايه الحديت العفش ده شبهك؟
, حنين اتخطت ردها و كملت: و حقى عليه انه يعيشنى ف الحلال انا و عياله. يعمل حساب **** و يتقيه فينا و لو معملهوش حساب و لا للاخره و الدنيا شاغلاه يعرف اننا ف الدنيا نصبر على جوعها و لا نصبر على فراقنا من بعض فيها بسبب حرام زى ده. يخاف علينا من الحرام و نهايته. ماهو كل شئ و له نهايه و نهاية ده كله ايه؟
,
, حنين بصت لحمزه و هي بتحدف اخر جملتها.
, الحاجه صافيه بصتلها بجمود: شكلك عايزانى افهمك كيف ما فهّمت اللى قبلك؟
, حنين بصتلها بذهول: انتى بتهددينى؟
, امه قربت منها بهدوء مزيف و بصتلها بغموض: هي خسرت حياتها. بلاش تبقى زييها. اتعظى
, حنين اتنفست بغضب مصدومه: انتى بتهددينى؟ بعدين مين دى اللى اتعظ منها! مين اللى خسرت و خسرت ايه؟
,
, حمزه كان مشغول بتفكيره بشكل جد ف كلام حنين.
, انتبه بصدمه لكلام أمه. هو ما صدق حنين نسيت امينه بحواراتها!
, وقف بعنف و اتدخل بغضب بينهم: بزياداكى ياما
, امه بصتله بتهكم: دى اللى هتسمع كلامها عاد؟ اللى هيجى عليها وقت تبقى مفاكراش حتى اسمها! و **** عيب عليك؟
, حنين قعدت بدموع غلبتها: انتى بتعايرينى؟
, امه بصتله بغضب رغم وقفة حمزه وسطهم: و اعمل اكتر من إكده لو بس فكرتى تخطى كمان خطوه
, حمزه زعق: قولت بكفياكى.
,
, امه كملت كلامها و هي بصالها: و اعرفى انى لو سيباكى اهنه ف بمزاجى. و وقت ما مزاجى يتعكر هتزعلى
, حنين بصت لحمزه بضعف: و انا مش هقدر اعيش عيشه زى دى يا حمزه. مش هقدر ابلع الحرام بعد ما عرفته. انا صحيح مكنتش عارفه. بس بعد ما عرفت يستحيل اكمل فيه
, امه بصت ع الباب: يبقى انتى اللى اختارتى و مش هقولك اللى هيطلع من اهنه مهيطلعش الا على ضهره زى غيرك.
,
, حنين بصتلها بتوهه مش قادره تجمّع هي بتتكلم عن مين او عن ايه بالظبط!
, بصت لحمزه بتوهان و معرفتش تترجم توهانها ف سؤال محدد كالعاده.
, امه شدتها قصادها بغضب قطعت نظراتهم: انتى جايه بالحرام. و من وقت جيتك اهنه و انتى متمرغه فيه ف متجيش دلوك و تعيشى دور الشريفه
, حنين اتنفضت بصدمه: انا؟ انا جايه بالحرام؟
, حمزه حط إيده على وشه و حرّكها بعنف كإنه بيعمل صدمات كهربيه لعقله ينجده.
, حنين بصت لحمزه بنجده: حمزه.
,
, حمزه اتخطى الجزء اللى مش هيعرف يرد عليه من سؤالها و استغل انها عرفت بشغله.
, مسك إيديها الاتنين بين إيديه: حنين. صدقينى معظم الناس ف الصعيد اكده. شغلهم اكده
, حنين: و انا مليش دعوه بحد. انا ليا بجوزى. ابو عيالى يا حمزه، حبيبى.
,
, حمزه بلغ ريقه بحيره بيحاول يمسك العصايه من النص: بس انا مبعرفش اشتغل ف حاجه تانيه. انا اتولدت اهنه و وعيت على المحجر مع الدنيا و بقوا الاتنين شغلتى. مهقدرش اهمّل حاجه فيهم من غير التانيه. يوم ما اطلع من المحجر اموت
, حنين سكتت بحيره لحد ما ابتسمت بحماس: خلاص يبقى خليّه قانونى
, حمزه بصّلها بحيره: مع الحكومى يعنى؟
,
, حنين بحماس: و بردوا هتستفيد. يعنى ليك نسبه و حتى لو قليله بس ببركة **** احلى من الكتير الحرام
, حمزه عيونه لمعت بتفكير و أمه ردت بغضب: ياخد اجرته من الحكومه يعنى؟ إبنى مبيشتغلش ب أجره. و اللى يخدم بلده ب اجره زى الكلب اللى يحرس الدار بلقمته و انا ابنى كبير بلد. مش كلب يا بت الرافدى.
,
, حنين زعقت بغضب: مش احسن من الحرام! و بعدين دار؟ دار ايه؟ اللى كل ركن فيها حرام و من مال حرام؟ حرام و إبنى اللى دفع تمنه و **** اعلم وقع ف إيد ولاد حلال و لا ولاد حرام زينا؟
,
, الحاجه صافيه بصتلها بعنف و اندفعت ناحيتها هتتكلم حنين زعقت: الدار اللى انا لا يمكن اقعد فيها بعد ما عرفت اصلها؟
,
, حمزه مسكها قبل ما تتحرك: حاضر يا حنين. هعمل اكده
, امه بصتله برفض: هتسمع كلامها عاد؟ انت زوّدتها قوى
, حمزه هز راسه: انا تعبت. عايز اعيشها بالحلال يا امى. بزياده لحد اكده
, حنين إبتسمت و امه اتدخلت بغضب: يا ولدى.
,
, حمزه بص لأمه بتعب: انا تعبت. تعبت من كتر ما انا مخوّن و محرّس. من كتر ما بخون و اتخان. من كتر ما همشى اتلفّت وراى و مخابرش الضربه هتسجى منين. تعبت من قلة النوم براحه. هنام بغمض عين و مفتّح التانيه و عقلى دايما صاحى. كفايه خلينا نعيش بأمان.
,
, امه وشها ضلّم لحنين بغضب و حنين اتجاهلتها و مسكت إيد حمزه بحماس: نمشى من هنا يا حمزه. كل حاجه هنا حرام و مقرفه
, حمزه بصّلها كتير و امه اللى ردت: هنروح فين؟ دى دارنا و دار ابوه و اخوى اللى ماتوا على ارضها زمان. انا مههملش دارى الا على ضهرى
, حنين بصت لحمزه: اى حته. مش هعرف بلدك اكتر منك. اى حته غير هنا. ننزل مصر. نسافر اى حته و ابتدى من الاول، هتقدر.
,
, امه بصتله تمسك طرف اخر خيط: يا ولدى دارنا تشبهنا. بحيطانها و اركانها و كل شبر و شرخ فيها فينا. لو غيرناها مش هنعرفها و ان معرفنهاش مش هنعرف حابنا
, حمزه صوت تفكيره مسمّعهوش صوت امه بص لحنين بضعف: و لو ادم حب يرجع؟ هيلاقى مين هيستناه؟
,
, حنين غمضت عيونها بيأس و حمزه قعد على كنبه قصد المكتب بتفكير لحد ما انتبه بحماس و وقف: اكده او اكده كنت ناوى افتح مصانع ف المحجر توظّف الشغل. يعنى تستخدم الحجاره دى اللى هتطلع ف سيراميك و رخام و غيره من لوازم المعمار
, حنين ابتسمت بحماس: يبقى خد قرض من البنك و ارمى كل حاجه ورا ضهرك و قول بسم **** و ابتدى
, حمزه: قرض!
,
, حنين مسكت إيديه كإنها بتشحنه طاقه تقوّيه على اللى هتقوله: حمزه. كل حاجه هنا حرام مش بس فلوسك. اى قرش هتاخده من هنا تبنى بيه المستقبل هيهده مهما كان اللى جاى حلال و مهما كان حلال
, حمزه بصلها بتفكير و هي شددت على إيديه بين ايديها: انا لو كان حيلتى حاجه كنت حطتها تحت رجليك بس كل حاجه بتاعتى حتى دهبى و مجوهراتى بتاعتك و من فلوسك. يعنى هي هى.
,
, امه اتدخلت بغضب و حاولت تشدها من بين ايديه: و اما امتى محلتكيش عايزه ليه ترميه لورا. عايزه كل الخلق تدوس عليه و تقفى تتفرجى!
, حنين اتجاهلتها و بصتله بعيون بتترجاه: اى قرش هتاخده من فلوسك هيأذيك اكتر ما ينفعك. اللى بيتبنى ع الحرام بيبقى حرام و هيجى عليه يوم و لو متهدش زى ده انت اللى هتعوز تهده بعد ما تدوق حلاوة الحلال يا حمزه
, حمزه بصّلها كإنه بيستقوى بيها على قرار زى ده متأكد ان مفهوش رجعه.
,
, حنين ابتسمت تشجعه: خد قرض ابتدى بيه و ابعد عن كل ده
, حمزه من وسط تفكيره ابتسملها بحماس: و مع الشغل هسدد القرض. و مش بس اكده. لاه و حق الدار دى من ارباح المصانع دى. اطلّع حق الدار حلال و اهمّله برا حياتنا و تبقى بتاعتنا بردوا و هسأل ف المشيخه المال ده مين اولى بيه و اطلعّه.
,
, حنين ضغطت على ايده و ف حركه مفاجأه رمت نفسها ف حضنه و ضمته بتملك حضن اشبع قلبه حب و فاض. ف حضنها شدد على ضمته ليها اوى و من ورا ضهرها ابتسامته اتبدددت تدريجيا اول ما اتقابلت عينيه مع عيون امه اللى بتطق شرار.
, حمزه بصّلها قوى بتحذير و اتكى على ضمته لحنين لحد ما سابتهم و خرجت بغضب ف حس ان رسالته وصلت.
,
, عدّى ايام و اسابيع و هو بيرتب لشغله الجديد اللى إبتداه بحماس غريب و نشاط و عشان اسمه و سمعته علاقاته اتحطوا على مجهوده و حماسه قدر يتحرك لفوق من تانى بسهوله.
,
, ف القسم الراجل اتحرك بتوتر و وقف قدام البنات بلغبطه و ادم بيبلع ريقه بتوتر قدام هدهد اللى عيونها اتعلقت بيه من اول ما دخلت و دموعها لمعت.
, الراجل وقف لحظات و بص للرائد منير: مفيش
, الرائد منير قرب بإندفاع: اتظبط يالا. مين ف العيال دى اللى ضربتك على دماغك؟
, الراجل بصّلهم و بص للوا محمد: محدش يا بيه.
,
, اللوا محمد بص للرائد منير اللى بص للراجل بحده: متأكد؟ عشان العيال دى هتخرج من هنا من غير كفاله حتى. و اللى اتعرضلك مره ممكن يتعرضلك تانى قدام خوفك ده. لكن لو قولت انا هحميك
, الراجل بص لهدهد اللى بصت ف الارض و بص بسرعه ع الكل: لالا مفيش
, الرائد منير بحده: طب اعمل حسابك انك لو عامل حِدق و عايز تخرج تاخد حقك ف ساعتها و حياة أمك انا اللى هحط عليك انت و حقك
, الراجل بلع ريقه بتوتر: لالا يا بيه.
,
, الرائد منير شاورله خرج مع العسكرى: غوّره
, شاور للطابور خرجه و ادم بيتحرك معاهم لبرا: استنى يا روح امك. انت مش جاى مع السندريلا ف خناقه؟
, ادم ببرود: ده خناقة صحاب مع بعض. هاتهم و اسألهم و لو حد بلّغ ابقى هاتله حقه
, الرائد منير اتجاهله و شاور للعسكرى: رجّعه ع الزنزانه
, العسكرى: و البت؟
, الرائد منير: غوّرها
, ادم بصّله بذهول: بقولك دى خناقه صحاب. يبقى الحبس ليه؟
, الرائد منير ابتسم بسماجه: كيفى كده.
,
, اللوا محمد اتدخل و بص للرائد منير اللى رد بهدوء: اما ناخد اقوال العيال اللى قصاده ف الخناقه. مش يمكن حد فيهم له قول تانى؟
, ادم بصّله بغيظ و الرائد منير كعمش وشه ببرود: شكلك عاجبنى عايز ابيّتك قدامى
, ادم اتريق بغيظ: ليه؟ عايز تتوحم عليا؟
, ادم بات ليلته ف الزنزانه لحد ما الرائد منير إستدعى عصام و ايوب و كذا حد من المنطقه.
,
, ادم هينطق الرائد منير كان بيشرب وقف بغضب و هو بيحدف الكوبايه ف وشه: اخرس يالا. انت قاعد ف بيت ابوك يا ابن الكلب؟
, ادم اندفع عليه مسكه من هدومه بجنون: متجيبش سيرة ابويا لا اخليك سيره يحكوا و يتحاكوا بيها هنا ف القسم
, الرائد منير بص لحظات لإيد ادم اللى ماسكه هدوم و فجأه زقه بعنف لورا و ضربه بالقلم على وشه!
, عصام عينيه وسعت بصدمه و ابتدى يتوتر بجد.
,
, ادم عينيه احتدت بشرار و هيندفع عليه الرائد منير شاور للعساكر قربت منه حاوطته و مسكته.
, الرائد منير بصّله بتهكم و ادم كتم غضبه و بص لعصام اللى رغم إنه كان جاى مبسوط حتى لو مدارى لكن نظرات ادم و الموقف كله هزّه و وتّرته.
, بص للرائد منير بتوتر: باشا مفيش حاجه. احنا صحاب و مش هنخسر بعض عشان واحده بنت شارع.
,
, ادم كز على سنانه بغضب و عصام اتكى على كلامه: دى واحده متاحه للكل. و انا قربت و هو قرب لكن متغلاش على صاحبى
, ادم بصّله بعنف و الرائد منير بصّلهم ببرود و شاور للعسكرى خلصلهم خروج و مشيوا.
,
, حنين قدام مذكرات حمزه اول ما وصلت لنقطة انه ساب شغله مقدرتش تمنع قلبها يبتسم اللى ابتسامته اترجمت ف ضمة ايدها لإيدها اللى كانت ف ايدها بتلقائيه.
, انتبها لنفسها ف سحبت ايدها بسرعه و رجعت للورق تقرا بخوف. خايفه تتصدم انه حصل جديد راجعه.
, رجعت تشوف الكلام و حمزه قدامها بيبهت شويه بشويه و بيظهر بين حروفه.
, حمزه قاعد قدام امه اللى بتتحرك بغضب معصّب حركتها.
, حمزه اتكلم بنفاذ صبر: قولتلك ده قرارى.
,
, امه زعقت و هي بتلف وشها له: قرارى؟ مش بقولك علمتك الكدب؟
, حمزه اخد نفس و كتمه بخنقه و هي زعقت ف وشه: قرار ايه يا ابو قرار؟ هتكدب و الحوار كله كان على عينى؟
, حمزه وقف و حاول يحتوى شئ من غضبها لانه عارف ان ده شغلهم من زمن و مش سهل التخلى عنه.
, مسك إيدها باسها و باس راسها: صدقينى ده كان قرارى و بحاول اخده من فتره. و هي مجرد اداة دفع. زقتنى ف سكه انا كنت فاتحها قدامى من فتره و خايف اخطى و اتطمنت بيها.
,
, امه زقت ايده بعنف من عليها: بزياده عاد حديتك عنها ده بيعصبنى. اتطمنت بمين؟ بالمخربطه دى؟ دى معارفاش حالها؟ دى فاضلها شويه و تتخربط بين ايديها و رجليها
, حمزه ضحك غصب عنه: بس **** هدانى بيها و ده كفايه انى احبها فوق حبها
, امه خبطت كف على كف بغضب: استغفر ****.
,
, حمزه اتنهد بتعب: و حياة ولدى. عشانه يا امى. مش يمكن كيف ما قالت. اتقرب لربنا بالحلال و بالحرام اللى هسيبه. اشحته من **** يرجعهولى. عشان ادم يا امااه.
,
, امه زعقت: مش بقولك هتسمع كلامها عاد. انا كنت معايزاش تسمعلها ف حاجه ف حياتك. بس دلوك انت حر. لكن ف الشغل لاه. معايزهاش لها صالح. انا مكنتش عايزاها خالص و دلوك معايزاش رأيها بس. كتير عليا يا ولدى؟
, حمزه اتنهد بتعب: و انا معايزش غير ولدى يرجعلى. كتير عليا يا اماه!
,
, آمه اتعدلت قدامه و شاورت ف وشه بغضب: و انا كيف ما قولتهالك مره زمان هقولهالك تانى يمكن التكرار يفوّقك. وِلد الخاينه ملهوش ديه. و انت مكتوب عليك يبقى وِلدك كله بطعم الخيانه
, حمزه كز على سنانه بغضب و اتنفض يقوم: كفايه بقا. كفايه كلامك ده. كفايه اللى حصل بسببه. كفايه اللى حصل لأدم! مشى! مشى حتى من غير ما اعرف هو ابن مين فيهم!
, امه اتنفست بغضب: و انا قولتلك وِلد الخاينه ملهوش ديه!
,
, حمزه ملامحه اشتعلت بتهكم: انهى خاينه فيهم! انطقى!
, حنين بتقرا الورق اتفززت فجأه على الجمله اللى رنت حواليها كإنهم حواليها فعلا مش مجرد كلام بتقراه.
, جمله قادره تصحى مليون وجع. جمله صحت اللى جواها وِلد الخاينه ملهوش ديه الجمله اللى زمن و السنين و حكاويهم وقفوا عندها. صحيح مكنتش فاهماها وقتها و صحيح ملحقتش تفهمها دلوقت لكن اتفسرت اوضح بالحكايه اللى شافت خيوطها.
, قامت و هي بتصرخ اوى بفزع: اددددم!
,
, حمزه وقف بخضه و حاول يقرب منها: حنين
, حنين فضلت تصرخ و هي بتهبّش فيه: ادم. ابنى. ادم يا حمزه. انتوا عمركوا ما هترضوا بفراقه الا اذا كان ابنى انا.
,
, حنين استنتجت من اللى قرته ف مذكرات حمزه ان ادم يبقى ابنها هى. ابنها. ماهو مش معقوله هيسيبوه يبعد بالسهوله دى الا اذا كان ابنها مش ابنهم!
, حتى لو مش ابنها كفايه انها حست بالامومه ناحيته من اول لحظه و اتعاملت ع الاساس ده! حسته و حضنته و ياما نامت ف حضنه قبل حضنها!
,
, حمزه دموعه نزلت على حالتها: لاه. ده ولدى. ولدى اللى محلتيش غيره. ولدى اللى خلع قلبى و خده معاه و هو ماشى
, حنين فضلت تهز راسها بعنف مشارك عنف دموعها: انت سيبته عشان ابنى. عشان ابنى انا.
,
, حمزه دموعه نزلت بضعف و هو بينزل بيها ع الارض: انتى عارفه انى لحد دلوقت بلفلف عليه ف كل شارع و كل حته. بروح كل حته ممكن يكون عرفها. مدرسته، صحابه، الاماكن اللى كان بيلعب فيها، بس و لا حاجه. انا سيبت كل حاجه من يومها تتعلق بشغلى اللى سيبته نفسه عشان **** يرجعهولى و بردوا مرجعش. سيبت كل حاجه الا بيتنا عشان لو فكر يوم يرجع بس٣ نقطة
,
, سكت اما صوته اختنق و هي مع كل كلمه منه نزلت قصادها دمعه من عينيها و اتقابلوا بذاكرتهم ف مشهد لا عمر السنين و لا حزنها و لا وجع الايام بلياليها و لا البُعد و لا ذاكرة حنين حتى اللى بتمحى كل حاجه تمحيه! مشهد اتحفر بالدم!
,
, حمزه غمض عيونه جامد مش عارف عشان يمنعهم يدمّعوا و لا عشان يمنعهم يشوفوا المشهد اللى مغابش لحظه بس ف النهايه معرفش يمنع حاجه من الاتنين!
, حنين واقعه ف حضنه بصت ف عيونه لحظات زى التايهه كإنها بتشوف فيهم المشهد اللى حضر ف ذاكرته دلوقت و ده خلاها تصرخ بجنون و هي بتهز فيه!
,
, حمزه شاف قدامه دوشه و كركبه و اصوات غريبه و صورة حنين اللى بتصرخ و تهز فيه بتختفى من قدامه شويه بشويه و بتظهر امينه ف موقف تانى.
,
, الموقف إبتدى من عند مينه اللى ف البدروم متكتفه بحبال اخرها مربوط ف عمود من عواميد البيت اللى اساسها البدروم.
, و حمزه قدامها واقف بصدمه. هو كان فاكرها ماتت. اه امه قالتله اعتبرها ماتت مش ماتت لكن ده مجابش ف باله ابدا انها هتسيبها السنين دى. ست سنين!
, فاق على صوت امه وراه: هتعمل ايه عنديك يا ولددى؟
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
١٤

حنين استنتجت من اللى قرته ف مذكرات حمزه ان ادم يبقى ابنها هى. ابنها. ماهو مش معقوله هيسيبوه يبعد بالسهوله دى الا اذا كان ابنها مش ابنهم!
, حتى لو مش ابنها كفايه انها حست بالامومه ناحيته من اول لحظه و اتعاملت ع الاساس ده! حسته و حضنته و ياما نامت ف حضنه قبل حضنها!
, حمزه غمض عيونه جامد مش عارف عشان يمنعهم يدمّعوا و لا عشان يمنعهم يشوفوا المشهد اللى مغابش لحظه بس ف النهايه معرفش يمنع حاجه من الاتنين!
,
, شاف قدامه دوشه و كركبه و اصوات غريبه و صورة حنين اللى بتصرخ و تهز فيه بتختفى من قدامه شويه بشويه و بتظهر امينه ف موقف تانى او موقف استنتج اوله بحكم اللى حصل بعد ما وصل فيه.
,
, الموقف إبتدى من عند مينه اللى ف البدروم متكتفه بحبال اخرها مربوط ف عمود من عواميد البيت اللى اساسها البدروم.
, و حمزه قدامها واقف بصدمه. هو كان فاكر ان امه هتموّتها. اه قالتله اعتبرها ماتت مش ماتت لكن ده مجابش ف باله ابدا انها هتسيبها السنين دى. ست سنين!
, فاق على صوت امه وراه: هتعمل ايه عنديك يا ولددى؟
, قبلها بساعات بالظبط كان ف طياره خاصه درجة رجال الاعمال.
,
, حنين جنبه مرجّعه كرسيها لورا و مغمضه عيونها بهدوء.
, حمزه باس عيونها اللى بتبرش و هي من غير ما تفتحهم إبتسمت: حمزه
, حمزه إبتسم بعشق و رفع إيدها باسها: قلبه
, حنين إبتسمت تفتح حوار و بتهرب بعينيها اللى بيبص فيهم بحزن: إسمها عيونه
, حمزه غمضّ ملامحه كلها و فتّحها كإنها بيغمزلها بوشه كله: لاء انا بشوفك بقلبى، انتى بالذات بشوفك بقلبى.
,
, ضحكت بخفه و دارت وشها بإيدها و لفّته لبعيد و هو ميل وشه لها لحد ما اجبرها ترفع إيدها من على وشها و بصتله و إبتسمت بصوت و رجعت حطت إيدها تانى.
, حمزه ابتسملها بحب: لساكى بتتكسفى اياك! و مبتعرفيش تُهربى
, حنين ضحكت بهروب و قلدته: لساك بتعرف ترجع للصعيدى تانى؟ و مبتعرفش تُهرب
, حمزه ضحك بصوته كله جامد: هتقلدينى عاد
, حنين ضحكت معاه و بصّت جنبها ع الشباك بتدقيق و هي ممشيه صوابعها على القزاز: قربنا صح؟
,
, حمزه ضحك على شكلها و لف نص واحده حضنها بضهرها و مد إيده حرّك صوابعه ع القزاز معاها: و عرفتى كيف إننا قربنا؟ هتشوفتى بيتنا من إهنه اياك!
, حنين ضحكت اكتر ببراءه و لفّت وشه له و قرصت مناخيره بمناغشه: لااه بس طالما قلبت صعيدى شحط محط يبقى اكيد قربنا، ان مكناش وصلنا
, حمزه باس صوباعها اللى قرصته و بتتكلم بيه: صوح، مانتى اتنصحتى اهو
, حنين: قصدك حفظت بقا.
,
, حمزه إبتسم و هي سكتت بس صوتها و نبرتها إتغيروا: زمان كنت بستغرب ازاى بتقدر تتحكم ف نفسك و تغيّرها ما بين مكان و التانى! لاء ده ما بين لحظه و التانيه! شكلك، لبسك، لهجتك، طريقة كلامك حتى مشيتك! بس دلوقت اتعودت
, حمزه ضمها قربها عليه و سند راسها على صدره: لساكى هتتضايقى؟
, حنين هزت راسها: لاء، يمكن زمان كنت فاكراه خوف ف كنت بخاف، لكن مع الوقت
, حمزه بصلها بترقب: مع الوقت ايه؟
,
, حنين سكتت شويه: حتى لو خوف ف بقا يقل
, حمزه عدلها و إتعدل و بص ف ملامحها قبل ما يتكلم: انا مبخافش يا حنين. عمرى ما خوفت واصل. عمر ما الخوف ده دخل قلبى و لا خطّاه. عمره. لا من اى حد و لا من اى حاجه واصل
, لهجته و نبرته اتحوّلوا ف لحظه للعاديه: و يوم ما خوفت كان الخوف الوحيد اللى جوايا عليكى. عليكى انتى و بس. يوم ما خوفت و لسه بخاف كان عليكى.
,
, حنين حاولت تهزر تغير مسار الحوار ف قلدت لهجته بلطافه: يعنى مخايفش من الحاجه صافيه عاد؟
, حمزه رجع للهجته: انتى بتى. بتى اللى بخاف عليها غصب عنى. حتى عشقى لها غصب عنى
, حنين عيونها لمعت بدموع من معاملة أمه الغير مفهومه بالمره قدام عقلها و غمضت و هي بتاخد نَفس بطئ.
, حمزه باس عيونها بحنيه: طب و **** بحبك اكتر من هديه. بحسك ساعات انتى بتى التانيه
, حنين ابتسمت: و ادم. احنا التلاته ولادك يعنى؟
,
, حمزه اتنهد بلهفه: اااه. ادم. ادم حمزه الجيار. لاه ادم هو اللى ابوكم. ابو الكل حتى انا. سندى اللى هيسندنى ف حياتى و ف كبرى و عجزى. و اللى هيسندكوا بعدى
, حنين اتنفضت بخوف تلقائى: بعد الشر. لالا بعد الشر. **** ما يحرمنا احنا التلاته منك.
,
, حمزه لف وشه لها و ابتسم بصمت شويه قبل ما عيونه تلمع: عارفه يا حنين. بحلم باليوم اللى هحطه فيه مكانى. بدل ما يبقى حمزه الجيار القائد يبقى القائد ادم حمزه الجيار. زمان كنت هتريق على اللى بيقدسوا الخلفه و عيالهم لكن دلوك. دلوك بعد ادم و انا عايز اخلع نفسى من جدورى و اغرسه مكانى. حتى عشان مقلقش عليكوا بعدى انتى و هديه.
,
, حنين ابتسمت بتهرّب تخرج من كلامه: وحشونى. مش عارفه ليه رفضت ناخدهم معانا مع اننا بنخرج كلنا سوا و نتفسح برا الصعيد!
,
, حمزه اخد نفس بطئ و مش عارف يقولها ان أمه بتخاف عليهم حتى منها. بتخاف ياخدهم و ياخدها و يهرب من حياته دى زى ما هددها قبل كده قصد انه يعرف الحقيقه و هي قالتله ساعتها و هوصلك و يوم ما اوصلكم هوديها مكان امينه! امينه اللى امه سابتها تموت ف ولادتها بدون ما تنقذها عقاباً لها على خيانتها. لكن حنين لا ميقدرش يتحمل فيها ده!
,
, حنين متابعه شروده لحد ما انتبه يطمن قلقها: اديكى قولتى اهو. فسحه. و دى مش فسحه. دى سفرية علاج. و انا ببقى مشغول بيكى و بالدكتور المخربط بتاعك ده اللى معارفش لحد دلوك ازاى سايبه مكمل معاكى و بتحمل رزالته، ف مش هعرف اركز معاهم. هبقى طول الوقت يا معاهم قلقان عليكى يا معاكى قلقان عليهم. ف بلاها احسن و تتعوض.
,
, حنين هزت ملامحها برضا نوعا ما و هي رجّع راسها لصدره تانى ف رحلة تفكير دابوا فيها الاتنين لحد ما انتهت رحلتهم و رجعوا البيت.
, بمجرد ما وصلوا و ركن عربيته و نزل شاف ادم قاعد ع الارض بطفوله وسط لعب كتير و ادم بيحاول يشغّل واحده ف ايده و جنبه هديه.
, حمزه فضل واقف متابعهم بحالة حب غريبه مبتتخلقش جواه لحد غير حنين غير ليهم هما بس و معاهم.
, ادم لمحه الاول و وقف راح عليه ضمّه: وحشتنى يا بابا.
,
, حمزه طبطب بحنيه على ضهره اللى لسه ضامّه عليه و اتكلم بلطافه: ستك لو تسمع كلمة بابا دى هتعلقك
, ادم رفع وشه و بصّله بغيظ: انا بس نفسى افهم بتضايق ليه اما انا و لا هدهد بنتكلم كده؟
, حمزه ضحك بصوت عالى: اهى هدهد دى كفايه تخليها تعلقك. حد يقول لأخته هدهد؟
, ادم بص وراه لهديه بمكر: طب دوده
, حمزه ضحك اعلى: يعنى يا ده يا ده! دودة ايه ده اسم حشره حتى مش طائر! لا خلينا ف هدهد احسن!
,
, هديه قربت عليهم بغيظ ضربت ادم ف كتفه: متقوليش هدهد
, ادم ضحك جامد: بس يا هدهد الجناين!
, هديه نفخت خدودها بغيظ: جاك جن يلغبطك
, ادم ضحك بصوت عالى: ايه ده هدهد متعصب؟ انا اول مره اشوف هدهد بيتعصب!
, هديه قربت عليه بغيظ و هو بيرجع بضحك لورا: طب هقولك نكته. بيقولك مره واحد بلدياتنا مؤدب لقى ساعته واقفه راح جاب لها كرسى
, حمزه برّق قدامه من غير ما يبصله.
,
, هدهد بصتله بغيظ و هو ضم عينيه اكتر بخفه و كتم ضحكته: ايه ده مضحكتيش؟ طب القفى دى بدالها. بيقولك مره واحد بلدياتنا شاور لميكروباص معدى، السواق قاله: حدايق القبه. بلدياتنا قاله هتضايقها ليه يا عم
, حمزه بعد ما كان مبرّق قدامه برّق ف وشه بضحكه صامته.
, ادم بصّله و ضم عينيه بمرح و حمزه رفعله حاجبه بمشاكسه: لاء خد دى احلى. بيقولك مره واحد بلدياتنا حب يدرب ابنه ع الجرى ربطه ف قطر.
,
, ادم برّق اوى قدامه و رجع برّق لحمزه اللى هز راسه بضحكه صامته بتعلى شويه بشويه.
, ادم كعمش وشه بمرح: وحشه. متعملش كده تانى
, حمزه شاور على نفسه و ادم طلع يجرى بضحك و حمزه جرى وراه لحد ما شده مسكه من ياقة تيشرته من ورا: ولا. انت عارف بلدياتنا دول يبقوا مين؟
, ادم رفع حاجبه: انت تعرفهم؟ طب خد دى. بيقولك مره بلدياتنا
, حمزه حط إيده على بوقه بسرعه: شششش ستك لو سمعتك مش هنخلص.
,
, ادم ضحك بصوته عالى و حمزه ضحك معاه و هو بيرجع ببراءه يضمه لحد ما سكتوا.
, ادم ابتسمله بعفويه: هو يعنى انا لازم اتكلم صعيدى عشان ابقى صعيدى. بعدين انا مبحبش هنا اوى
, حمزه رفع وشه من على صدره و مسك جوانب اكتافه بإيديه الاتنين و إبتسم: متقولش مبحبش هنا. انت من هنا. صعيدى زى ابوك و جدك و جد جدك كمان و زى ما هيجوا ولادك. محدش مبيحبش اصله يا ادم. حبك لنفسك هيجى من حبك لأصلك و ارضك.
,
, ادم ابتسم ببراءه و ضمه اوى: انا بحبك انت و بس. لا تقولى ارض و لا اصل. انت الاصل. انت حبيبى يا حمزاااوى
, حمزه بتلقائيه ابتسم و عينيه راحت على تعليقة ادم بصدره و ضمّه عليه هو كمان و شدد ضمته و صوت تمتم جواه: حيرتنى يا وِلد الصعيد. لا عارفك هتحبنى عشان من صلبى و لا هتكره الصعيد عشان مش من رحم ارضها!
,
, هديه راحت عليهم بغيظ و شدت دراع ادم من جنب على حمزه و ضمته معاه: و انا بقا؟
, حمزه باس راسها و اخدها جنب ادم على صدره: ده انتى الحته الضعيفه عندى. هو راجل هيقوى و يقوينى معاه وقت ما اضعف. لكن انتى هتفضلى ضعفنا احنا الاتنين لحد ما يجى اللى يقويكى و ياخدك من هنا
, ادم رد بتلقائيه: انا مش هسيبها لحد. انا ف المدرسه بقف وراها عشان محدش يبصلها مش يستضعفها.
,
, حمزه ابتسم بتلقائيه و عيونه راحت على حنين اللى خطفته من حوارهم اما اتحركت لجوه بزعل.
, حمزه همس لهم: روحوا يلا هاتوا الحاجات اللى جايبها من العربيه و شوفوها لحد ما اغير هدومى و انزلكم
, ادم بصّله بغيظ: ما تجى معانا هنتخانق ع الحاجه كالعاده و هتمسك ف حاجتى و ستى هتعلقنا
, حمزه بص على حنين اللى بتدخل و بص لأدم: كده انا اللى هتعلق يا روح ابوك.
,
, ادم ضحك و حمزه غمزله و هو اخد هديه و مشى ع العربيه. قبل ما يبعد رجع لحمزه غمزه من جنبه و حمزه اتنفض بخضه: اووعى يا حمزاااوى
, حمزه ضحك له غصب عنه و ادم خارج: يا كلب
, حمزه راح على حنين لحقها ع الباب ف اللحظه اللى بتمد إيدها تفتحه مد إيده على إيدها و فتحوه سوا.
, لفّت وشها له بإبتسامه رقيقه ملهاش علاقه بغيظها.
, حمزه قرب وشه من وشها و حرّك مناخيره بدعابه على وشها: هتفضلى تغيرى كده كتير؟ غلط على صحتك.
,
, حنين ف خفه فتحت بوقها بسرعه عضت مناخيره اللى بيلاغيها بيها من فوقها و ضحكت: ما تقول لنفسك ان الغيره غلط ع الصحه و بتضعف المناعه
, حمزه ضحك جامد على حركتها و هي ضحكت معاه و هما بيتحركوا لجوه: لاء انا اغير عادى. انتوا بتوعى و انا صعيدى و من حقى اغير عليكى حتى من هدومك و اللى اغير منه مش هرحمه.
,
, حنين ضحكتها اتحولت لغًلب و هو غمزلها و هما بيتحركوا: يعنى اعملى حسابك اذا غيرت من هدومك يبقى **** يرحمهم و يرحمك
, حنين ضحكت اعلى و هو ضحك معاها و هي بتدفن راسها ف صدره: انا بقى عندى هدوم متقطعه اكتر من اللى بستعملها. يا اخى ارحم امى
, حمزه باس صوباعها اللى بتشاور بيه و هي بتتكلم: و انا بعشق امك
, حنين رفّعت صوتها و هي بتلف وشها له و هما لسه بيتحركوا لجوه بتمشى بضهرها: اتلم.
,
, حمزه غمزلها: طب ما تجى نتلم ف حته واحده
, حنين لسه وشها له و بتمشى بضهرها عضت صوباعه بخفه اللى بيشاور بيه: لا احنا كده بنتبعتر
, ضحك اوى و هي معاه بتتحرك بضهرها خبطت ف حاجه وراهت كانت هتقع لولا حمزه شدها عليه اخدها على صدره.
, بصت وراها شافت آمه بتبصلهم بضيق مكتوم من حالتهم.
, حنين اتنفست بحرج: اهلا يا طنط
, أمه خبطت ع السلم بحده: ماهحبهاش الكلمه دى يا حنين. ليه ماعيزاش تتعلمى!
,
, حنين بصت لحمزه اللى ضاممها من ضهرها كإنه ساندها و هو اللى رد: عشان حنين تلقائيه. مبتعرفض تتحفّظ تقول ايه.
,
, أمه بصتله بنظره ضيقه و بصت لحنين: اتعودى. اتعودى زى ما اتعودتى تقولى لأدم يا ولدى
, حمزه بص لآمه قوى بترقب: اشمعنى ادم!
, أمه بصتله بإستغراب: مانت كنت واعيلها كيف كانت تنادم عليه. دومى، ديمو، حبيب ماما. راجل ده و لا عروسه بلاستك! احنا اهنه مبنقولش ع الراجل غير ولدى عشان يطلع خشن و جاف مهيطلعش خرع. و هي اتعلمت موعتلهاش هتقوله يا ولدى؟
, حمزه بصّلها كتير و اخد حنين و اتحرك طلع بيها من غير كلمه زياده.
,
, حنين دخلت ع الحمام على طول من غير كلام و لحظات و خرجت بهدوء. مسحت وشها بفوطه و حمزه اخدها منها حدفها وراه و باس عيونها بهدوء: حقك عليا
, حنين مسكت ايده اتحركت بيه ناحية السرير و هو شاكسها بجرآه: ****. طب ما انتى جاهزه اهو. طب ايه بقا؟ لازمتها ايه التكشيره اللى طلعت دى؟ دى بتقفلى يومى و ****.
,
, حنين برّقت بغيظ و شافت السرير ف سكتها ف رجعت بصتله بغُلب و تنت رجلها و ضربته بركبتها ف رجله: مفيش فايده فيك. مش هتعقل
, حمزه ضحك جامد و هي قعدت على حرف السرير و هو قعد قصادها: اعقل ايه ده انتى الجنون نفسه يا حونّا
, حنين اتنهدت: طب مش كفايه جنون بقا؟ امك بتتضايق و انت عامل نفسك مش شايفها و بتتمادى و.
,
, حمزه قاطعها: اديلها سنين هتتضايق. مش منك بس، لاه من حاجات كتير و ف الاخر بسيبها تضايق شويه و هي بتسيبنى اعمل اللى بمضايقتها او من غيرها هيتعمل عشان عارفه انه مش حقها. يبقى ايه!
, حنين: يا حمزه
, حمزه هيتكلم سمع صوت صرخه من تحت هزته من قوتها.
, بص لحنين قدامه بفزع. ملامحها اتشنجت و جسمها كمان.
,
, اتحرك بسرعه جرى لتحت و حنين وراه. عقبال ما خرجت من الاوضه عشان جسمها كان بيتهز من الخضه و مش قادره تتحرك و خرجت من الطرقه قدام اوضتهم كان حمزه نزل لتحت و اختفى!
,
, حمزه خرج للجنينه بيتلفّت حواليه شاف هديه واقفه بتترعش جامد لوحدها.
, قرب منها بلهفه ضمها: في ايه؟
, هديه هزت راسها بعنف مره ورا مره و بتشاور على باب قصادها.
, حمزه بص على باب البدروم وراه بعيد و رجع بعينيه لها بحذر: ادم فين؟
, هديه مبتنطقش و حمزه وقف: ادم جوه؟
, هديه هزت راسها اه و حمزه اتحرك بسرعه للباب يزقه و هو بيتكلم يحاول يطمنها: طب خايفه ليه؟ ده اكيد الباب قفل على صوباعه. مشافش عفريت يعنى و لا.
,
, وقف بالكلام بصدمه اما شاف امينه!
, قبل دخول حمزه كان ادم بيخرّج الشنط اللى حمزه جابهالهم و بيفتحها. شنطه منهم فيها كوره ف شبكه مطاطه.
,
, ادم خرّجها بحماس و بيحدفها و بيتنطط وراها لحد ما اتحدفت منه بعيد. راح وراها لحد سلم و بمجرد ما وصل عندها بياخدها اتدحرجت ع السلم لتحت اوى. ادم نزل بفضول للمكان اللى برغم انه مسابش البيت بس كان اول مره يشوفه. وقف عند باب للبدروم و شاف عليه راجل بسلاح. وقف متابعُه بفضول لحد ما الراجل اتحرك بعد ما ساب سلاحه و حود على جنب اختفى.
, ادم اتحرك بفضول زق الباب لمح امينه!
,
, صرخ بهلع اول ما شافها. امينه انتبهت لوجوده و بصتله قوى للحظات. دقات قلبها بتعلى شويه شويه كإنها هي اللى صرخت.
, بصت لأدم قوى و شاورتله على التكميم اللى على بوقها.
, ادم اتحرك ناحيتها بحذر ببراءه لحد ما قرب و هي بتشجعه بحركة وشها و تشاورله بعينيها على بوقها لحد ما فهم انها عايزاه يشيل اللزق من على بوقها. ادم قرب شد اللزق بخوف و رجع لورا بسرعه.
,
, امينه اتنفست بصوت عالى و بصتله قوى اما انتبهت له: انت مين يا ولدى؟
, ادم رجع خطوات اكتر لورا: انتى اللى مين؟
, امينه عينيها اللى بتبصله قوى فتحت قوى و هو بيرجع لورا: انتى اكيد امنا ال
, وقف بالكلام اما شاف عينيها سرحت بحيره و وقف ف حركته.
, امينه شاورتله بهمس: تعالى
, ادم بتلقائيه قرب منها لحد ما بقا قصادها.
, امينه بصتله بحيره على جسمه و طوله اللى مدينه سن اكبر: انت ولد حمزه؟
,
, ادم هز راسه اه و هي ذكرياتها رجعت تهاجمها ف بصتله بغموض: ليك خوات يا. انت اسمك ايه؟
, ادم هيتكلم هي افتكرت اد ايه حماتها و هي بتعايرها بالخلفه كانت بتقولها انها عايزه تسمى ادم على اسم اخوها ف همست: ادم!
, ادم هز راسه ببراءه: اه. بس عرفتى ازاى و مين جابك هنا و ايه اللى عمل فيكى كده؟
, امينه بصتله كتير بتوجس: في غيرك اهنه يا ادم؟
,
, ادم مفهمش و هي غيّرت صيغة سؤالها للابسط: ليك خوات يا ولدى؟ في اخوات ليك؟ حمزه له عيال غيرك، صوح؟
, ادم: اه
, امينه بصتله قوى و بلعت ريقها و هي بتدوّر وشها لبعيد بشرود خلاها كزت على سنانها بغلّ!
, بتلف وشها لمحت ولاعه و علبة سجاير ع الترابيزه قدامها بعيد برا الباب ف شاورت بعينيها لأدم عليهم: هاتهم يا ادم.
,
, ادم بص ع الولاعه بحذر و هي شجعته بمحايله: هات الولاعه يا ادم. هاتها متخافش. مش هأذيك انا. انا عايزه بس الحلح الحبل ده، ايدى وجعتنى
, ادم بصّلها بتوتر و صُعبت عليه ف قرب بحذر ناحية الباب خطاه لبرا و شاور بعينيه ع الولاعه و هي هزت راسها بسرعه اه ف جابهالها و رجعلها.
, امينه شاورتله بعينيها على ربطة كفوف إيديها ورا ضهرها بالحبل: قرب من الحبل يا ادم. قرب و ولّع ف عقدة الحبل.
,
, ادم بصّلها بخوف و رجع لورا كإنه بيرفض.
, امينه بصتله برجاء و بصت ع الباب: بسرعه. بسرعه يا ادم قبل ما حد يجى
, ادم وقف بتردد: طب انتى مين و ليه حابسينك هنا؟ مش يمكن سرقتى حاجه! عملتى ايه؟
, امينه مكنتش عارفه ترد بس استغلت سؤاله: هاا، اه انا كنت شغاله عنديكوا اهنه و ستك هتحسبنى خدت حاجه من الدوار و حبستنى
, ادم رد بعفوية ***: طب ملكيش حد يسأل عنك؟
,
, امينه افتكرت الحاجه صافيه اما قالتلها انا قولت للكل انك موتتى، لاه و صدقوا كمان. و عملتلهم جنازه و دفنه و قولتلهم احنا صاعيده محدش يكشف حريمنا و لا حريمنا بيندفنوا ف تُرب حد.
, ادم بيبصلها بحذر مستنى ردها و هي هزت راسها بسرعه اما انتبهت: لاه. لاه. مليش. يلا بقا اتشطر يا ولدى و ساعدنى
, ادم راح وراها و عمل زى ما قالتله. قرب من عقدة الحبل و ولع بخوف و هو بيبعد بجسمه لورا.
,
, اول ما ولّع امينه حست بالنار و فردت دراعاتها لوراها بعيد و ملامحها بتنكمش من الالم. النار ابتدت تاكل العقده و بمجرد ما حصل امينه كفوفها فصلوا عن بعض و ايديها الاتنين رخت لتحت.
, بسرعه اتعدلت ف قعدتها و حدفت الحبل اللى اتفك من وراها لبعيد و فضلت تشيل و تهبد فيه لحد ما النار البسيطه انخمدت. مسكت طرف الحبل عند رجليها و ابتدت تحلها و اللى يعركلها بتفكه بالولاعه لحد ما انتهت من القيد نهائى!
,
, وقفت بإرهاق قدام ادم اللى كان متابعها ف الاول لحد ما شاف اصرارها ف قرب بعفويه يساعدها و يفك معاها لحد ما وقفت.
, هتتحرك ناحية الباب اللى كان واقف وراه الراجل لمحت الراجل جاى من بعيد. رجعت بإحباط.
, ادم لمح الراجل ف شاورلها بسرعه ع الباب اللى اخر السلم اللى نزل منه: من هنا
, امينه بصتله و بصت للباب لحظات و ادم اخد ايدها و اتحرك لحد الباب و هي وقفت عند لفتة السلم و بصت لفوق بحذر.
,
, ادم سحبها من ايدها طالع السلم و هي مستسلمه وراه و جواها حيره غريبه! مين ادم! و فين عيال حمزه دول اللى ادم قالها عنهم! فين ضناها! تفلت بعمرها من هنا و هي بتسيب عمرها هنا المكمون ف ضناها! تنقذ حياتها و تسيب حياتها!
, محستش بنفسها من شرودها غير و هي على اعلى درجه ع السلم!
, ادم بيقرب من الباب بيها و حمزه بيفتحه و اتقابلوا بصدمه
, .
,
, حمزه قدامها واقف بصدمه. هو كان فاكر ان امه هتموّتها. اه قالتله اعتبرها ماتت مش ماتت لكن ده مجابش ف باله ابدا انها هتسيبها السنين دى. ست سنين!
, فاق على صوت امه وراه اللى خرجت ع الصوت و بتتكلم و هي بتقرب من وراه: هتعمل ايه عنديك يا ولددى!
, حمزه لف وشه له بتوهان و رجع بعينيه لأمينه و رجع بص لأمه بإستفسار!
,
, أمه قربت بتوجس من السلم اللى نازل لتحت ع البدروم وقفت جنبه و قبل ما تنطق شافت امينه ف وشها و جنبها ادم!
, بصتلها قوى و عينيها بتتفحص نظراتها لأدم.
, امينه بصتلها بغل: اهلا بالست الكُبّره. مش قولتلك الدنيا صغيره و هنتقابل. و هنقف قصد بعض. بس المرادى انا اللى هغلبك
, شدت ادم بعنف عليها و هي بتنطق اخر جملتها.
,
, حمزه بلع ريقه بتوجس و عينيه متعلقه بأدم. أمه بتحاول تقرب من امينه بتحايل، امينه رجعت بسرعه لورا ع السلم نزلته كله و هي مديلهم وشها و بتغيب و تبص وراها.
, وصلت للباب التانى و مسكت رقبة ادم و هي بتبص لأم حمزه بجنون: عرفتى ليه مرضيتش اقولك الحقيقه و اريحك! عشان اضمن ف يدى حياتى! يفضل ف يدى الكارت اللى هربح بيه.
,
, حمزه بص لأمه برجاء و زعق: ايه اللى بيحصل؟ امينه لحد دلووك هتعمل ايه اهنه؟ و هتخرّف ف ايه و تربح ايه!
,
, حنين كانت فاقت و نزلت بتعب بالعافيه. بتتحرك ف البيت بعشوائيه زى التايهه مش عارفه توصل لحمزه راح منين و لا توصل لأدم فين خاصة ان صرخته سكتت.
, كانت لمحت حماتها بتتحرك ف اتحركت وراها بلهفه و وصلت ع الباب بس كانت امينه نزلت ف مشافتش المنظر.
, مسكت حمزه من ضهره و هو التفت بسرعه. اتنفض بمجرد ما شافها. الدكتور منبّه عليه يبعدها عن اى انفعال تحسبّا لأى نكسه٣ نقطة
,
, بلع ريقه بالعافيه و هو بيلف دراعه حواليها و بيتحرك بعيد: حبييتى
, حنين بتحاول تبص وراها رغم محاولته يشغل انتباهها لقدام: في ايه يا حمزه؟ و مين امينه دى؟
, حمزه بترقب: انتى شوفتيها؟
, حنين: انا سمعتك بتسآل آمك عنها!
, حمزه اتحرك بيها بتتويه: اه. لا دى الشغاله. تقريبا هتتخانق مع الحاجه عشان كانت هتنضف البدروم و معجبش الحاجه. انتى عارفه أمك هتحب النضافه.
,
, حنين اتكلمت بالعافيه بضعف بصوت مهزوز: بس ده صوت ادم. ادم كان. كان بيصرخ من شويه قبل ما تنزل. انا سمعت
, حنين بتتكلم و هي بتحاول ترجع بيه لورا و حمزه حاول يقول اى حاجه و هو بيرجع بيها لبعيد عنهم: ادم، ادم ايه بس؟ ادم تلقاه برا بياخد حاجته اللى جيبهاله.
,
, حنين هزت راسها برفض و هو لف دراعه حواليها دخل بيها جوه و طلع بسرعه لفوق و جواه بيتهز: و بعدين. و بعدين اديكى قولتى. صوت ادم. هتلقاه بيخانق اخته ع الحاجه برا. مين ياخد ايه. اطلعى كملى تغيير هدومك لحد ما اشوف عراكتهم اللى مهتخلصش دى و اجيلك
, دخّلها اوضتهم و خرج بسرعه من غير ما يديها فرصه ترد بعد ما قفل الباب عليها.
,
, امينه تحت كانت واقفه و قابضه بإيدها على رقبة ادم و هي بتبص ع الحارس: خليه يسبنى اخرج بدل ما تزعلى يا ست الكل
, ام حمزه بصتلها بهدوء: سيبى ادم يا امينه. ما هيفدكيش
, حمزه زعق و هو داخل بمجرد ما شاف ادم ف قبضتها: سيبيه يا امينه. بدل ما اقطعلك يدك.
,
, امينه زعقت و هي بتتحرك لورا بأدم ناحية الباب: حقى يا حمزه باشا. حق سنين من عمرى اللى ضاعت اهنه تحت رجلك. و سنين تانيه تحت الارض اهنه زى الحشره. لاه ده عمرى اللى راح كله
, امه بصتلها قوى بغموض على ادم: مين قالك ان ده حقك؟
, امينه بتتنفس بعنف و هي بتتحرك لورا ف خبطت ف الباب و خطته و طلعت خطوات سلم وصّلتها لبرا و مجرد ما خطته حمزه اتحرك بلهفه وراها و أمه معاه.
,
, امينه بترجع بضهرها لورا خبطت ف هديه اللى واقفه بتهز راسها بتشنج و دموعها بتنزل بعنف من عيونها اللى متعلقه بأدم.
, هديه نطقت بضعف: ادم
, ادم لف وشه لها و امينه لفت وشها معاه شافتها و إبتدت تتلغبط. هديه شكلا اصغر من ادم. قصيره و جسمها ضعيف جدا غير ادم اللى طوله فِرع و له عضلات مساعده جسمه!
,
, بصتلهم بتوتر. الاتنين مش سن واحد. شكلهم يستحيل يقول تؤم يوم واحد. بس لا الوقت و لا الموقف سمحولها تفهم او تستدرج ادم حتى!
, بصت لأدم بلغبطه و قبل ما تنطق ام حمزه قصدت تتدخل تشتتها ف زعقت: هديه، هديه تعالى اهنه
, هديه بتتحرك ناحية ادم: لاء، ادم خليها ت
, قبل ما ادم يتحركلها امينه شدتها هي معاه و حطتهم قدامها و بتتحرك بضهرها و هي وراهم و حركاتهم مبعتره و ملغبطه لحد ما قربوا يخرجوا من البيت.
,
, بمجرد ما قربوا ع الباب الحراسه قربت بسرعه ترفع سلاحها امينه بصتلهم و بصت لحمزه: قول لكلابك يا باشا تبعد عن سكتى. قولهم بدل ما تزعل
, حمزه شاورلهم بحذر و هما نزلوا سلاحهم و رجعوا خطوات على جنب.
, حمزه طلّع سلاحه اللى نزل بيه و رفعه بغضب عليها: انا اللى غلطان انى سيبت ايدك تطول. كان لازم اقطعها من الاول من يوم ما اتمدت بالإذى عليا قبل ما تتغلّ.
,
, امينه ضحكت بهزيان: و اديك قولت. غلطان. غلطان و اتحمل بقا نتيجة غلطتك يا باشا
, حمزه حاول يقرب امينه صدّرت ادم و هديه ف وشه و بصتله بتمرد: قرّب يا باشا. قرّب صلّح غلطتك
, حمزه اتراجع بالتدريج و حاول يمتص غضبها و هو بيقرب بمغزى انه يفهم منها الحقيقه قبل ما يتصرف عشان عارف مش هتجيله فرصه تانيه زى دى.
,
, حمزه بص ف عيونها قوى: امينه. ده. ده عيالنا. ملهومش ذنب ف حسابتنا. ملهومش ذنب خرّجيهم من اللى بينا هما ملهومش ذنب. ع الاقل عشان خاطر ضناكى
, حمزه بيتكلم ببطئ يراقب نظراتها اكتر ما يشتتها. امينه عينيها فتحت بهزيان و بتحرّكها بعشوائيه على ادم و هديه و عيونها تايهه عليهم بتتنقل من ادم لهديه اللى شكلهم و هيئتهم و حجمهم موتّر تفكيرها! ادم واخد اكبر من عمره و هديه اصغر! حمزه بيضحك عليها يستغل الموقف!
,
, امينه بصتلهم بتفحص و بترفع وشها للسما بلغبطه و هتروح بعينيها لحمزه هتنطق لمحت حنين فوق ف البلكونه عينيها بتلف المكان بلهفه و فزع و اول ما اتقابلت عيونهم حنين صرخت: ادم. هديه. ادم في ايه. حمزه الحقهم. الحق عيالى. مين دى يا حمزه في ايه!
,
, امينه ضحكت بهزيان و شدت هديه و ادم بعنف عليها و ضحكت ضحكه عاليه متواصله بشكل غريب.
, حمزه انشغل للحظات اما بص وراه على حنين و امينه استغلت انشغاله و شدت سلاحه من إيده و بمجرد ما لف وشه لها رجعت بالولاد لورا.
, حمزه اتفزع و حاول يندفع عليها: امينه. لاه. بلاش. بلاش هما. خدى حقك منى انا. انا اهو قدامك لو شايفه ليكى حق يبقى عندى انا مش هما. هما. هما حقك فيهم مش منيهم.
,
, امينه حاولت ترفع إيدها بالسلاح اللى شدته ف اضطرت تفك إيد من ايديها الاتنين اللى لافه كل واحد فيهم بإيد.
, من غير تفكير فكت إيدها من على هديه عشان كانت ماسكاها بإيدها اليمين و مسكت بيها المسدس.
, هديه جريت بسرعه على حمزه.
, حمزه لقفها و ركنها بعيد على جنب و بيقرب امينه اتفزعت و هي بتبص لهديه بجنون.
,
, انتبهت بسرعه لحمزه اللى بيحاول يستخدم تشتتها فحاولت تضم مسكتها لأدم و هي بتتحرك لورا و صوتها اتهز: ابعد. ابعد يا حمزه متحاولش
, حمزه بيحاول يقرب و هي جسمها ابتدى يتهز مع صوتها.
, امينه صرخت: بقولك ابعد. ابعد انت قولت من الاول ان اللى بينا ددمم. ف ابعد بدل ما الدم يزيد بينا
, قالت اخر الجمله و هي بتشاور بعينيها على ادم و حمزه اتقبض بعنف.
,
, امينه لاحظت انها هزت ثباته المزيف ف استمرت ف حركتها لبعيد و هي بتبعد عن نظرهم شويه شويه و المسافه بينهم بتزيد: متخليش حد من رجالتك يجى ورايا عشان متزعلش. لو اللى بينا ددمم ابعد عشان متتوحلش فيه
, بعدت كتير و هي مازالت ف كلامها كإنها بتأمّن نفسها او بتمتص تركيزه.
, حمزه نطق بضعف: و ادم!
, امينه بصت على ادم و هو هز راسه بصدق و رجاء: سيبيه و انا اسيبك
, امينه بصتله بقهره و حمزه كمل: و ده وعد منى.
,
, امينه شردت كتير و حمزه بصّلها بصدق: سيبيه يا امينه و هسيبك تمشى باللى يضمنلك حياتك و يضمنلك تعيشيها كويس احسن ما كنتى هتعيشى هنا
, امينه بصت ف عينيه قوىرتفهم اذا كان بيستدرجها عشان يعرف منها الحقيقه و لا لاء. بس شافت جواهم صدق بجد.
,
, حمزه بصدق: صدقينى انا مظلمتكيش اد ما انتى ظلمتى نفسك بنفسك. انا معرفش انك لسه موجوده. صدقت موتك و دى غلطتى و انا معترف بيها. بس انتى اللى بدأتى طريق الغلط و انا وراكى كملته. انتى اللى روحتى للدجال تسحريلى و تأذينى مع انى و لا لحظه اذيتك و لا ظلمتك. انا ف خلافاتك مع امى كنت بسيبكوا تخلصوا حقوقكم من بعض عشان عارفك مبتسكتيش عن حقك و بتاخديه سابق. روحتى تسحريلى مع انى لا اتجوزت و لا كنت ناوى اتجوز عليكى. اذتينى قبل ما اغلط. روحتى بلغتى عنى و انتى عارفه انى ممكن اروح فيها ف عمله زى دى. قبل ما اغلط بردوا. انتى ف كل مره كنتى بتاخدى حقك قبل ما تبقى صاحبة حق.
,
, امينه ضحكت بهزيان: و المرادى استنيت اما بقيت صاحبة حق. حقى. هخد حقى ف ضناى اللى يداوى وجيعتى و ضناك اللى يزيد وجيعتك
, حمزه حاول يقرب: امينه
, امينه ضحكت بشماته و عينيها بتتنقل بين كلبشته لهديه اللى كلبشت ف رجله و هي متداريه وراه و بين كلبشتها بعنف لأدم: حقى جايه اخده. و هاخده يا حمزه
, حمزه شدد على ضمته لهديه بإيد و التانيه اتمدت بلهفه قدامه لأدم: ادم. متخافش يا ولدى.
,
, ادم نطق بضعف و عيونه دمعت: مين دى يا بابا؟ وىضناها مين اللى بتقول عنه؟
, حمزه اتهز قدام عجز ادم: حبيبى
, ادم زعق بعياط هز صوته: انت عملتلها ايه و مين دى و ليه هي كدبت عليا و قالتلى ف كلامها معايا انها شغاله و كلامها معاك مش كده!
, امينه ضحكت بقوه و بصت لحمزه نظرات تشفّى لوجعه و عجزه: جاوب ولدك يا باشا.
,
, حمزه بصّلها شويه قوى على كلمة ولدك بس للحظه استوعب انها متعرفش الحقيقه و فاهمه ان عيل حنين منه ف مقدرش يوصل منها لحاجه!
, ادم معجبهوش سكوته ف صرخ فيه: انطق
, حمزه اتجاهل ادم مؤقتا و بصّلها بصدق و اتكلم بعفويه: امينه خدى سلاحى اللى ايدك معاكى و سيبى ولدى و امشى و ده هيضمنلك تخرجى من هنا سليمه. لو حد اتعرضلك اضربى بيه عليه حتى لو انا. حتى لو امى نفسها.
,
, امينه ضحكت بقوه اما افتكرت عرض امه عليها: و هتقول مكنتش تعرف عاد؟ صدقتك انا اكده!
, حمزه بص لأمه بعتاب حاد و هي دورت وشها بعيد.
, اتحرك بلهفه لجوه غاب ثوانى و رجع.
, شاورلها بشنطه: خدى. دول فلوس لو حطيتى عمرى على عمرك و عيشتيهم معايا مكنتيش هتاخدى منى قدهم. هيعيشوكى احسن من عيشتك ف بيتى
, امينه نظراتها اتوترت توضح توتر تفكيرها: و ايه اللى يضمنك يا حمزه انك هتسيبنى بيهم و اعيش العيشه اللى هتحكى عنيها دى؟
,
, حمزه بصلها قوى على انها ساوكت على حياتها و العيشه و الفلوس مش على ضناها اللى محطتهوش ف معادلة الهروب و النجاه!
, بصّلها قوى و حاف ينطق بأى جمله من تفكيره ده يفوّقها!
, امينه زعقت: انت ملكش امان. ايه يضمنك قدامى و اسيبهوملك؟
, حمزه هيندفع يرد أمه سبقته بغموض و رفعت سلاح ف وشها: خليهولك. وِلد الخيانه كيف وِلد الحرام الاتنين عمرهم قصير ملهومش ديه. وِلد الخاينه ملهوش ديه.
,
, امينه بصت لأدم بحيره من كلمتها انه ولد الخاينه و هي متعرفش انها بتعتبر ان عيل حنين بردوا امه خاينه بشرفها.
, اتكلمت انها تقصدها هي بس بالخيانه: مين قالك. مين قالك ان ده ولدى؟ مش يمكن ده واد حنين؟
, ادم بص وراه لأمينه و لف وشه لحمزه بدموع لألآت ف عينيه بضعف.
, امينه بتبصله لمحت ام حمزه بتبص ف عيونها قوى تقرا اللى وراهم و نطقت بلهجه خفيه: ماهى كمان زيك خاينه.
,
, امينه حودت عيونها عن ادم و بصتلها قوى و ام حمزه نطقت من تانى: الخيانه عدم شرف و احنا صعايده مهنفرطش ف الشرف حتى لو بالدم. مش حمزه الجيار اللى هيتقال عنيه ان مرته خانته و الاخر هربت عشان يبقى علمت عليه مرتين.
,
, ادم بصّلهم بعقلية *** بيحاول فهم. بمجرد ما وصلوا بالكلام لهنا صوت انفاسه عِلى جدا كإنه بيتنفس كلامهم بعنفه. مش فاهم من وسط كلامهم غير انها خاينه. مين دى مش عارف! مين امه من كلامهم مبقاش عارف! خانت ف ايه و ف مين مش عارف! بس الفكره نفسها قدامه مُرعبه!
,
, بص وراه على امينه اللى عيونها بتوسع و تتوه و تزوغ و بص قدامه لسته اللى كررت جملتها كإنها بتأكدها. بص لأبوه بضعف كإن عقله بيستنجد بيه و حمزه قدام عيون ابنه غمض عيونه قوى.
, حمزه مش قادر يفهم جملة امه مشخصنه ازاى لانها ف نظرها الاتنين خاينين حنين خانت شرفها و حملت منه ف الحرام و امينه خانت عشرتها له و بلغت عنه.
, امينه مفهمتهاش اكتر لإنها متعرفش انها بتعتبر حنين كمان خاينه عشان خلفت من غير ما تتجوز!
,
, فجأه انضربت طلقه هزت الموقف قبل المكان!
, حنين لمحتهم من فوق و سمعت صوت الطلقه و صرخت بجنون: ادم. ادم. ابنى. الحق ابنى يا حمزه. هاتلى ابنى يا حمزه. ابنى
, فجأه المكان اتقلب هرج و مرج و رصاص من كل حته بمجرد ما ام حمزه ادت اشاره للحراسه و اتحركوا. هديه جريت عليهم اما لمحت ادم بيختفى و امينه بتتحرك بعشوائيه بأدم و فجأه المكان قلب بركة ددمم و ضجيج و صراخ.
,
, حنين نزلت تجرى بجنون و فتحت الباب خرجتلهم بتقرب من حمزه و هي بتهبش فيه و صرختها بتزيد بجنون وسط كل الدربكه دى: هاتلى ابنى يا حمزه. ابنى. هاتلى ابنى.
,
, حمزه فاق من دوامة المشهد اللى كإن عقله شده و حدفه بمنتهى العنف لورا اوى لحد ما حدفه فيه. فاق على صوت صرخات حنين بنفس الصرخه و نفس الوجع و نفس نظرة عيونها له بألم و هي بتهبش فيه كإن قطر الزمن اللى ودّاه رجّعه على نفس الحادثه بنفس وجعها: هاتلى ابنى. هاتلى ابنى يا حمزه. ابنى
, حمزه بصّلها بتوهان و هو مش عارف هو ف انهى زمن من الوجع اللى لسه حى جواه بينزف!
,
, فاق من توهانه على صرخة حنين و هي بتقع: ادددم! انا عايزه ابنى!
, حمزه قدام صراخها تايه و كإنه بيسمع صوتها بيندهله من الماضى.
, رجع بذاكرته تانى للماضى بس المرادى لوحده بعد ما حنين اغمى عليها بين ايديه!
, قدام البيت حنين كانت نزلتلهم جرى و بتصرخ ف حمزه بعد ما شافت امينه بتجرى بأدم: الحقها يا حمزه. الحق ادم.
,
, حمزه بصّلها بتوهان و من وسط توهانه لمح امينه بتجرى بولاده و شاف امه وراها و الحراسه بتضرب بأمر منها.
, شد حنين بهلع ناحية الباب دخّلها و شد الباب يقفله حنين مسكت الباب برعشه: ولادى. ولادى يا حمزه
, حمزه صوته اتهز: هيرجعوا. و حياتك و حياتهم لا يرجعوا حتى لو قصد حياتى
, حنين اتقبضت ع الكلمه قبضه خلتها قبضت على دراعه اللى ماسكاه: لاء. انت لاء. متسبنيش انا هموت من غيرك.
,
, حمزه ابتسم ابتسامه باهته ملهاش علاقه بالموقف و اتكلم بسرعه و هو بيدخلها و يقفل: سيبينى ارجعهم.
,
, امينه لسه قابضه على ادم و بتتحرك بيه لقدام بضهرها بحذر، بمجرد ما بعدت عنهم شويه و دخلت وسط الزرع و الشجر فالمزرعه عدلت نفسها لقدام و ابتدت تجرى و هي بتغيب و تبص وراها و بتتخفى بين الشجر. كل ما تحس ان الرجل وراها بتقرب منها من صوت الرصاص اللى بيقرب ترفع مسدسها تضرب على اى حد و ترجع تجرى.
, هديه اتشنكلت ع الارض وقعت و هما جريوا.
, نطقت بضعف: ادم
, ادم بص وراه بخوف و شاورلها: اجررى. اجرى يا هديه. اجرى.
,
, هديه عيطت: مش قادره. مش عارفه يا ادم تعالى خدنى
, ادم بص لأمينه اللى ملاحظه انه بيبص وراه و سمعته. بصت لقت هديه واقعه ع الارض بعيد و بتبصلهم بضعف.
, ادم بصلها بضعف: دى اختى. مش هسيبها. اختى هاتيها و انا مش هسيبك
, امينه بصتله قوى بترقب: هي دى بت حمزه؟
, ادم هز راسه اه و هي بصت على هديه بتركيز: شكلها صغيره. دى ادك و لا اصغر منك يا ادم؟
,
, ادم هينطق و هي بصالها قوى بحيره مش عارفه تحسم تفكيرها: في مين تانى غيركوا يا ادم؟
, ادم هيرد هي للحظه انتبهت بتفكيرها، حطت سلاحها ف صدرها عشان تعرف تمد إيدها تجيب هديه و بتجرى لورا على هديه لمحت إيد اتمدت رفعت هديه بخوف و سندتها تقف.
,
, امينه اتفزعت من وجود حمزه المفاجئ كإنه برق جه فجأه ف عز الليل.
, شدت ادم و جريت بفزع: اجرى يا ادم
, ادم اتكلم بضعف و هما بيجروا: انتى عملتلهم ايه؟ و ليه ببجروا وراكى و ليه كانوا حابسينك و ليه عايزين يموّتوكى؟
,
, امينه بصتله بغلّ اترسم على ملامحها و لغبط كل حركتها.
, ادم: و ليه بتهربى منهم دلوقت؟ اقفى و انا هخلى بابا ميعملكيش حاجه اوعدك
, امينه اتكلمت بغل من غير ما تبصله: ابوك ده اوسخ واحد جه على وش الارض. اوعى توعد بيه خليك ارجل منه
, ادم بخوف بيبص وراه و يبصلها: طب سيبينى انا اشغل بابا و اجرى و انا هخليه يمشى.
,
, امينه بصت لحمزه اللى خطواته بتقرب منهم و امه وراه و وراهم حراسه و بصت لادم و دموعه و اتهزت من طيبته اللى شقلبت تفكيرها ف اتراجعت بضعف: لو سيبتك انت اللى هتتآذى. هتموت
, ادم بصّلها بذهول و للحظه جمد مكانه: ابويا يموتنى؟
, امينه بصت وراها لمحتهم بينهم خطوات بس و الموقف اتحسم.
,
, بصت لادم بطيبه. صحيح مقدرتش تفهم جملة ام حمزه بس كونها قالت حنين التانيه خاينه يبقى العيال الاتنين شايفاهم حرام و هتأذيهم. مش عارفه تهرّبه تنقذه و لا تحرقهم عليه بس طيبة ادم قدامها خلتها نطقت.
,
, بصت لأدم: اجرى يا ولدى. دول ناس مهترحمش. مهتفكرش. مهيرحموش حد. بعد اللى ستك قالته حتى لو عرفوا الحقيقه مش هيرحموك. ستك قالتها الخيانه تمنها ددمم و انت مليكش ذنب ف اللى بينا كفايه طيبة قلبك اللى ملهاش دعوه بأصلك ايه. اجرى و متعاودش
, هما بيقربوا و هي شدت ادم زقته لبعيد و صرخت: اجرى يا ادم. اجرى.
,
, ادم من مكانه اللى بقا بعيد بعد ما زقته بص عليهم و هما بيقربوا منها و هي بصت بعيد و هي بتجرى اتجاه عكس ما زقته و هي بتصرخ كإنها بتشتتهم: اجرى يا ادم. اجرى.
,
, حمزه اتشتت اما لمح الموقف بيبهت قدامه. ادم اختفى قدامه. ملهوش اثر. بص حواليه بهلع و وقف.
, بيلف حوالين نفسه بفزع: ادددم. يا ادددم
, امه كانت قدمت عنه ناحية امينه ف بصت عليه بعد صراخه. فهمت اما رجعت بصت لأمينه لمحتها بتجرى لوحدها.
, شاورت للحراسه على امينه و هما حاوطوها من كل اتجاه حتى لو لسه بعيد عنها و ابتدوا يقربوا منها.
, حمزه بيلف بفزع: ادددم
, امه قربت منه بقلق: في ايه يا ولدى؟ فين ادم؟
,
, حمزه برعب: مخابرش. مخابرش اختفى فين. كإنه فص ملح و داب
, الحراسه بتتحرك حواليه و حمزه شاورلهم بحده: اقلبوا المكان. المنطقه. ارجعوا ع البيت شوفوه. انفضوا البلد كلها و طلعوه. ابنى لازم يرجع. لو مرجعش هقتلكوا. اخلصوا مترجعوش الا بيه
, الحراسه انتشرت ف المكان و امه بصت حواليها بقلق بس مطولتش و سحبت إيده و اتحركت اما لمحت الحراسه حاوطوا امينه بالعافيه.
, حمزه شد إيده منها بغضب و هو بيلف: يا ادددم.
,
, امه حاولت تشده تانى و قدام اصراره شاورت للحراسه بأمينه: تعالى اخلص من الداهيه دى الاول. بعدها نفكر ف اى حاجه تانى
, حمزه زعق: ده مش حاجه ده ولدى
, لف وشه على صوت امينه اللى نطقت بغموض او هو اللى شافه غموض على حسب الحكايه ف دماغه ان واحد من الاتنين مش من صلبه. بس هو بس اللى يعرف!
, امينه اتكلمت بغموض: مش ولدك.
,
, حمزه لف وشه لها بسرعه و اتخض ع الكلمه. هو بس اللى عارف ان عيل حنين اللى مش بتاعه. محدش يعرف. يبقى مثلا ادم ابن حنين! طب هي عرفت ازاى!
, امينه مكنتش تعرف تفكيره و لا حدوتته لكن ردت بناءا على حدوتتها مع ام حمزه اللى شاكه فيها ان عيلها مش من صلب حمزه ده غير كلمتها اللى مفهمتهاش ان حنين كمان خاينه! و فوقهم انها لحد دلوقت متعرفش حتى مين ف العيال بتاعها و مين لحنين و هي لعبت ع الشك ده تشتته!
,
, حمزه قرب منها بخطوات بطيئه: عرفتى ازاى ان ادم مش ولدى؟
, امينه بصتله قوى بلغبطه و حمزه صرخ بعنف: انطققى. انتى عارفه حاجه؟
, امه قربت جنبه و اتكلمت بشده: او بتخونك مثلا!
, حمزه بص جنبه لأمه بحيره و بص لآمينه و مترجمش الكلمه غير على بلاغها عنه او معرفش يترجمها او يستفهم عنها حتى.
, امينه بصت لأمه اللى بصتلها بعيون حاده و هي فهمت انها بتعيد بعينيها سؤاله عن نسب ادم و هديه!
,
, امينه بصت بعيد اوى لمحت ادم بيرتجف ورا شجره و دموعه بتجرى ورا بعض. بتلف وشها تبص لحمزه شافت هديه بتعيط ورا و بتتحرك جنبه مسكت رجله برعب. سكتت و قفلت عيونها بعناد لأم حمزه كإنها بتقفلهم ع الحقيقه.
, ام حمزه فهمت انها طالما وصلت لقدام الموت و منطقتش يبقى مش هتنطق ابدا.
, حمزه متابع عيونهم و نظراتهم و فهم الحقيقه من برا. فهم منها بس ان الحقيقه ف ايد امينه!
,
, بصلها بضعف و هي بصت بعيد بإصرار. لو قالتله هتموت و لو مقالتش هتموت. بس اللى هيفرق معاهم الولاد!
, ام حمزه خافت من نظرات الضعف اللى ف عيونهم. مدت إيدها لواحد من الحراسه اداها سلاحه و هي شاورت لحمزه بالمسدس: اقتلها
, حمزه بصّلها بتوهان و نطق من غير ما يحس: و ضنايا!
, امه بحذر بصتله بتفحص تستفهم منه هو عارف او لاء: مش التنيين ولادك؟ تفرق ايه الوعاء هي و لا التانيه!
,
, حمزه بصّلها بتوهان و حس انه قدام ددمم و بعد كلمته و سؤالها اى كلمه تانيه منه الدم ده هيزفر ضناه.
, زق إيدها بحزن و اداهم ضهره بيتنفس بالعافيه: لا انا و لا عيالى عاد لنا دعوه بيكوا
, امينه ف لحظه طلعت سلاحها من صدرها رفعته ف وش حمزه: لاه يا باشا. الدم طايلك و انا كيف ما قررت احرق قلبك قررت احرقك كلك
, حمزه اتخض على كلمتها و اتقدم منها فجأه حاول يقيد حركتها بدراعاته.
,
, امينه بتزقه بجنون و هو بيحاول يحتوى عنف حركتها بالمسدس اللى بيزوغ منها مره على هديه و مره عليه و مره ف جهه بعيده خالص مش بايناله و فجأه طلعت رصاصه فرقت الشمل و موتت الحقيقه و فضت مكانها سنين طويله لوجع ملهوش اخر، .!
 
  • عجبني
التفاعلات: wagih
١٥
الاخير


امينه ف لحظه طلعت سلاحها من صدرها رفعته ف وش حمزه: لاه يا باشا. الدم طايلك و انا كيف ما قررت احرق قلبك قررت احرقك كلك
, حمزه اتخض على كلمتها و اتقدم منها فجأه حاول يقيد حركتها بدراعاته.
,
, امينه بتزقه بجنون و هو بيحاول يحتوى عنف حركتها بالمسدس اللى بيزوغ منها مره على هديه و مره عليه و مره ف جهه بعيده خالص مش بايناله. حمزه بيحاول يتنى كف إيدها بالمسدس لتحت بحيث بعد كده يضغط هو يفضى الرصاص ف الارض بس مجرد ما تنى إيدها ضغطت جامد بغلّ و فجأه طلعت رصاصه ف بطنها!
, امينه جسمها كله اتنفض ع الرصاصه بس لسه متبته ع المسدس!
,
, حمزه للحظه وقف بعقله و حركته كإنه اتشل و بصّلها بأسف و زعق: ليه كده؟ شوفتى وصلتينا لفين؟
,
, ادم بعيد اتنفض على صوت الطلقه و غمض عينيه بعنف و قبل ما يفتحهم سمع زعيق ابوه ف نزلت دموعه من عينيه قبل ما يفتحوا!
,
, حمزه للحظه بص لامينه بعطف و حاول يقرب منها بحزن يرفعها.
, بصتله بكُره واضح و مجرد ما ساب إيدها بالمسدس بتلقائيه و ميل لف دراعه ورا ضهرها و بيتنى نفسه بدراعه التانى تحت رجليها يرفعها ضغطت ع المسدس بغلّ طلعت طلقه ف حركته و تنيته تحت جات ف دراعه!
, اتحدفت منه ف الارض و بسرعه ميل عليها يخطف المسدس و هي بتضرب ف شدته للمسدس ابمسدس اتحرك ناحيتها طلعت الرصاصه ف صدرها!
,
, حمزه وقغ عن حركته بيأس و ف لحظه ايدها لوحدها رخت بالمسدس اتحدف ببطئ بدراعها ع الارض و غرقت ف دمها!
,
, حمزه حط إيده على وشه بإستسلام و بص لأمه اللى قريت منه و اتحركت بيه وسط صمته المريب: ده اللى كان لازم يحصل من الاول. من اول يوم بعد ما ولدت! لاه من يوم ما بلغت عنيك!
, حمزه وقف فجأه و بصّلها قوى: انتى ليه سيبتيها كل ده؟
, امه اخدت كذا نفس ترتب كلامها و ترتب خطوط الحكايه اتكعبلت.
,
, حمزه كان فهم ان الحقيقه ف ايد امينه بس و امه كانت بتراوغه لمجرد انها مش عارفه او مستنيه تعرف! ف فهم انها كانت سيباها تعرف منها مين ف العيال بتاعها و مين بتاع حنين! بس اللى معرفهوش ليه كانت عايزه تعرف و الحكايه قدامها ان الاتنين عياله و هي متعرفش اصل عيل حنين!
, بصلها و زعق بعنف: انطقى عملتى ده كله ليه؟ كنتى عايزه تعرفى واد حنين من واد امينه ليه؟
, امه ردت بغضب: كيف ما انت كنت عايز.
,
, حمزه زعق لمجرد تخيل انها اكيد كانت عايزه تعرف عيل امينه تأذيها فيه عشان بلاغها عنه و ده ضناه الوحيد: كنتى عايزه تأذى واد مين فيهم عشان تنتقمى منيها؟ واد حنين اللى قعدتها اهنه مش على هواكى ف تغوّريها بعيلها؟ و لا واد امينه اللى هتنتقمى منيها فيه و اكيد كنتى عايزه تأذيه!
, امه بصتله قوى: التنيين مش على هواى. لا هما و لا زرعتهم. واحده خاينه بشرفها و التانيه.
,
, حمزه زعق: و التانيه ايه؟ التانيه ايه! انا كنت سايبكم انتى و امينه منكوا لحالكوا عشان عارف دى حوارات حريم مهشغلش راسى بيها و عارف بردوا انها بتخلص ف وقتها بيناتكم و من زمن. لكن متخيلتش ف يوم تخلص بالدم
, امه: اكده او اكده كانت حكايه و لازم تخلص
, حمزه بصّلها بصدمه: عرفتى ليه انا واقف مع حنين! ليه حاططها ورا ضهرى و متصدرلك! ليه مهسمحش تقربيلها! عشان متبقاش ف يوم اكده!
,
, شاور ف اخر جملته على امينه الغرقانه ف دمها جنبهم.
, امه دوّرت وشها بعيد و هو قرب منها خطوه و زعق: عملتى كل ده كيف؟ انا لا سألت عن دفن و لا ورق عشان سايب ف البيت رجالة الحراسه هتخلصلك اى حاجه من دى و انا غايب و انتى قولتيلى خلصولك كل ده. خلصولك ايه و هي ممامتش! و ضحكوا عليا كيف!
,
, امه ردت بتهكم: هو انت عاودت من المستشفى مع الغندوره الا بعد اسابيع بعد ما جيبتها يوم تشوف العيال و مشييتوا! هتعرف كل ده كيف و هي سالباك! عرفت ليه مهحبهاش!
,
, حمزه بصلها قوى بذهول و مش قادر يصدق ان دى امه او ان كل ده حصل من ورا ضهره: عملتى كل ده كيف!
, امه شاورت ببرود: الفلوس هتشترى كل حاجه. حتى اهلها. ده انا عملت حسابى اشتريهم هما كمان بس توا ما قولتلهم حريمنا ما هتتكشفش على حد و لا تندفن ف تُرب حد سدوا احنكتهم
, حمزه بصّلها قوى و هز راسه بصدمه.
, امه زعقت: و انت حامق حالك عليها ليه اكده؟ دى كانت هتموتك انت و ولدك!
,
, حمزه للحظه انتبه و زعق: ولدى! هو فين ولدى!
, امه شردت شويه و كل اللى فكرت فيه ياترى امينه بَعدت ادم عنهم تحرق قلبهم عليه و هو بكده ابن حنين و لا بَعدته عنهم تحميه منهم و هو بكده ابنها هى!
, حمزه بيتحرك بخطوات عشوائيه ف اتجاهات مبعتره و بيجرى يمين و شمال بلهفه: ادددم. يا اددم!
,
, امه اتحركت وراه: انا سيبتها لفتره بعد ولادتها عشانك انت. لو اتذاع ف البلد انها ماتت بعد القضيه اكده و الكل عارف انك اتخانت هيقولوا انها هي اللى خانتك. هيقولوا وِلد الجيار اتخان من مَره. هتمشى توطى راسك وسط الخلق و انا ولدى مهيوطيش راسه ابدا
, حمزه بصّلها وراه بصدمه: يعنى مش عشان كانت حامل ف عيل منى!
, امه بصتله بتهتهه: مش لما يبقى
, قطع كلامهم الحراسه بتاعته اللى وصلت.
,
, حمزه اتحرك عليهم بلهفه: ادم. ولدى فين؟
, واحد من الحراسه رد بقلق: اختفى. مش موجود ف المزرعه كلها
, حمزه عينيه وسعت بصدمه. زق الراجل من وشه و جرى و بيلف حوالين نفسه: ادددم
, قلب المكان عليه اللى كإنه اتشق ف لحظه خفيه و بلعه.
, و ام حمزه اخدت هديه و رجعت ع البيت بيها. حنين كانت مستنياهم على نار اول ما سمعتهم برا خبطت ع الباب بجنون: حمزززه. يا حمززه افتح. ولادى فين يا حمزه؟
,
, امه بصت للباب بغضب و تمتمت بحده: ياريتك غورتى معاها
, اتحركت بهدوء فتحت الباب و اتخطته و دخلت.
, ف شقة ادم هدهد كانت مستنياه طول الليل لحد ما غلبها النوم.
, ادم روّح شقته بلهفه غريبه، فتح و بيتحرك بترقب شافها نايمه بهدوء. وقف للحظات من غير ما يحس نزل برجليه جنب الكنبه اللى راقده عليها و قرب وشه منها. شاف ملامحها عن قرب. ملامحها هاديه اوى و رقيقه مالهاش علاقه لا بلسانها و لا شخصيتها!
,
, ابتسم غصب عنه و هو بيحرّك اصابعه على ملامحها بعيون بتلمع.
, اتحركت على حركته و فتحت فجأه: انت بتعمل ايه؟
, ادم اتعدل بسرعه و غطى على ملامحه بسخريه: هكون بعمل ايه؟ ببوسك مثلا؟
, هدهد اتعدلت بغيظ: ما تلم نفسك. بعدين رد سجون زيك اخره ايه؟
, ادم رفع حاجبه: شووف ازاى
, هدهد ضحكت بخفه و قعدت: انت جيت امتى؟
, ادم اتعدل بسرعه و غطى على ملامحه هدوء: من شويه
, هدهد قعدت بسرعه: اللوح ده عمل ايه معاك؟
, ادم رفع حاجبه: لوح؟
,
, هدهد ابتسمت بغيظ: ده لوح تلج. سمج اوى
, ادم ضحك غصب عنه: و لا حاجه. كان عايز يتفش و فشيته
, هدهد بصتله بفضول: ايوه عمل ايه و عملت ايه؟
, ادم: جاب البهوات اللى كانوا هيعملوكى وجبة كنتاكى و اخد اقوالهم و اتراضينا قدامه و خرجنا كلنا
, هدهد ابتسمت و هو بصّلها بغيظ: كله من مخك اللى لحد دلوقت مش عارفُه مخ عجالى و لا جملى.
,
, هدهد ضحكت بخفه: **** و انا مالى يا لمبى؟ مش انت اللى قولتلى اظهرى قدام الكل و بانى ف الحته و الف مين هيبلغ و الظابط سايب خبر للكل بمواصفاتك و هما عارفينك و شافوكى يومها؟
, ادم شدها بغيظ لمجرد اتخيل كان هيحصلها ايه: تقومى تتمرقعى قدام القهوه؟ انا قولت ع الشارع من برا لحد ما تحسى ان اى حد حقق فيكى و اتحركى. تقومى تترزعى قدام قهوه كلها برشماجيه و شمماين؟ و مستنيه وطنى منهم يبلغ؟
,
, هدهد قعدت: اهو اللى حصل بقا
, ادم عض على بوقه بغيظ: متفكريش بقا تانى لحد ما **** يفرجها على مخك. انا اسف لنفسى و **** انى عملت فيها كده
, هدهد ضحكت ف خفه و هو ضحك غصب عنه معاها: عشان المثل بيقولك الباب اللى يجيلك منه الريح. ايه؟
, هدهد ضمت ملامحها ببراءه مصطنعه: افتحه كويس. الباب اللى يجيلك منه الريح افتحه كويس الدنيا ناررر مش وقت امثال دلوقت
, ادم زقها بغيظ و هو داخل اوضته: كان نفسي أجيب حاجات كتير غير أخري.
,
, وقفت بسرعه جريت من قدامه كاتمه ضحكتها بخوف: طب انا بقول اقوم اغسل وشى
, ادم ضحك بيأس: ياريت عشان الدبان بدا يتلم على وشك هدهد بعد ما اتحركت للحمام شدت الفوطه حدفته بيها: تصدق شكلى انا اللى هلعب البخت بالسكينه ف وشك
, ادم جرى وراها بمشكاسه: يامجرم انت يابتاع السكاكين يا مسكن
, هدهد دخلت بسرعه و قفلت باب الحمام.
, ادم ابتسم: طب انا هعمل حاجه ناكلها
, هدهد خرجتله: لا عنك انت سيبلى الطلعه دى.
,
, ادم رد من جوه: احيييه هي هتسمنى و لا ايه؟
, هدهد ضحكت اوى و هو ضحك معاها: لا انا بقول بلاش هاخد حمام و نحرج نفطر برا
, هدهد: لالا اصبر هعملك فطار يجيب اجلك
, ادم ييفتح الدولاب يجيب هدوم له و خارج من الاوضه شاف شنطتها ع الكنبه مفتوحه. اتجاهلها ف الاول لحد ما لمح علبه باينه منها بصّلها بصدمه!
, قرب مسكها بذهول: يخربيييت جنانك
, بيلف وشه على صوت هدهد بتضحك: ادم انا عيله. انت لسه مصمم نفطر برا و.
,
, وقفت بالكلام و هو بيشاورلها بعلبة الابره اللى خرّجها من شنطتها و عارف شكلها بتاع ايه: ايه ده؟
, هدهد اتوترت بلغبطه: ده. ده
, ادم زعق: ده ايه يا بت؟ انطقى
, هدهد فركت إيديها بلغبطه و ضحكت غصب عنها بخفوت: بص هفهمك حاجه. انا اصلى كنت فتره كده
, ادم زعق بغضب: انا اللى عايز افهمه حاجه واحده بس. انتى بتاخدى الحاجات دى يا متخلفه ايا كان السبب؟
, هدهد: لالا. ده بس. ده شغل سريع كده. تيكاواى زى ما بيقولوا. هفهمك.
,
, ادم بصلها بصدمه: للدرجادى؟ انتى اتجننتى؟
, هدهد بصتله بتوتر: ادم انا
, ادم حدف العلبه بعنف من الشباك و شد شنطتها قلبها ع الكنبها و فتش فيها مشافش حاجه غريبه غيرها٣ نقطة
, بصّلها برفض: انتى اخرك معايا يومين تلاته اظبطلك متوى و تتكلى من هنا و لو رجعتى هموّتك
, هدهد زعقت بغيظ: انت بتعلي صوتك ليه؟
, ادم هوّش بإيده ف وشها بغيظ: مش أحسن ما اديكى على وشك؟
, هدهد ضحكت بحزن غريب على علاقه عمرها ايام: همشى؟
, ادم: ف 60 داهيه.
,
, هدهد ف وسط حزنها ابتسمت ببلاهه: هما ‏ليه بيقولوا في 60 داهية مع إن في ارقام أكبر من ال 60!
, ادم كوّر إيديها الاتنين و رفعهم بغُلب: منك لله. اقول انا منى لله. انا منى لله و ****
, ضحكت جامد اوى اوى الضحكه اللى اجبرته يضحك معاها بقلوب بتتهز خايفه من اللى جاى!
,
, سكتت من ضحكتها واحده واحده و هي باصه ف عينيه و ادم لاحظ ملامحها ف بصّلها و هز راسها و هو ماشى و رجع ضرب صوباعه ف الهوا خضّها: شربتى بانجو و لا لسه يا سعديه؟
,
, حمزه فاق من شروده بالعافيه و هو شبه تايه. بص لحنين المغمى عليها بهزيان على دراعه و اسم ادم مش مفارق لسانها كإنها بتشاركه ذاكرته.
, شالها بوجع رقدها ف سريرها و هي فتحت من بين دموعها و همست بألم: ادم!
, حمزه دموعه نزلت منه هو على وشها هي كإنهم لو مش متشاركين ف ادم ف متقاسمين ف الوجع عليه!
, ميل على راسها باسها و هو بياخد نَفس بطئ اوى كإنه بيحارب عشان يتنفس.
,
, غمض عينيه و افتكر بقية المشد او ذاكرته حطته قدامه مع صوت حنين اللى بيتكلم بتقاطع مع دموعها.
, حنين مسكت وشه المميل عليها بيبوس راسها و رفعته بحزن: ادم. ادم فين يا حمزه؟ ابنى فين! انا عايزاه عايزه ادم!
,
, رجع بذاكرته لورا مع نفس صوت حنين و دموعها.
, ام حمزه اتخطت حنين و دخلت و حنين كملت صرختها اللى وقفت ف نصها اما لمحت هديه داخله معاها: ولادى يا حمزه. ولادى فيييين يا حم
, قطعت الكلمه اما لمحت هديه ف نزلت بركبتها ع الارض قصادها و شدتها بلهفه عليها حضنتها.
,
, ضمتها اوى و بترفع وشها من على راسها تبوس فيها شافتها بتعيط اوى ف مسحت وشها: حبيبتى متخافيش. متخافيش مفيش حاجه. دى واحده مجنونه و بابا هيموتها عشان عملت كده ف هديه و ف اد.
, وقفت بالكلمه و هي بتتلفت حواليها بلهفه اتبددت و ظهر مكانها خوف بيتقلب لهلع: ادم. ادم فين؟
, هديه صوت شهقاتها عليت اوى.
,
, حنين بتتلفت حواليها و بتخطى بخطوات ملغبطه حواليهم لحد ما فتحت الباب و جريت برا و رجعت بخوف: حمزه. يا حمزه. حمزه فين؟ ادم فين؟
, بصت لهديه: ادم فين يا هديه؟
, هديه هزت راسها و هي بتشاور بعيد و حنين جريت على ام حمزه اللى قعدت ع الكرسى و نزلت قدام الكرسى ع الارض قدامها برعب: ادم. ابنى فين؟
, ام حمزه بصتلها بتهكم: ياختى اسألى عن راجلك الاول
, حنين شهقت برعب: حمزه! حمزه فين؟
,
, ام حمزه بصتلها بسخريه و هي جريت ع الباب و فضلت تتلفت بلهفه و رعب.
, رجعت لام حمزه بدموع و بتترعش بخوف: ادم فين و حمزه فين؟ جرالهم ايه قولى
, ام حمزه قبل ما ترد حنين وقفت بتوهان: لالا اكيد حمزه مجرلهوش حاجه. اكيد لاء و الا مكنتوش رجعتوا. اكيد هو اللى رجّعكوا. طب و ادم!
, ام حمزه هزت راسها بدون مشاعر: مخابراش. ولدى راح يلفلف عليه.
,
, حنين اتفزعت. اتنفضت. وقفت بتوهان و بمجرد ما وقفت وقعت مغمى عليها. كل ما تفوق يغمى عليها.
, شويه و حمزه رجع بس لوحده. جنبها طول الوقت يفوّقها و بيدور على ادم! و لا هو اللى فوّقها و لا هو اللى لقى ادم!
,
, تحت ضغط امه بالعافيه الدكتور جه شافله جرحه و طلعله الرصاصه و كتبله العلاج اللى مخدهوش اصلا و لا انتبه له!
,
, حنين بتفوق تصرخ لحد ما تقع ف اغماء: ادددم. ابنى فين يا حمزه؟
, حمزه دموعه نزلت بوجع: قالب عليه الدنيا. سايب عين ليا ف كل حته عشان لو لمحته هترجعه. سايب رجالتى بتلف البلد
, حنين بتصرخ: رجعلى ابنى يا حمزه. رجعهولى. انت اللى هترجعهولى مش رجالتك.
,
, حمزه دموعه نزلت بقهر: انا بلغت عن اختفائه حتى لو هروح ف داهيه مقابل الاقيه. حتى لو هوقع نفسى بس يرجع. انا حطيت مكافأه ثروتى كلها للى يدلنى عليه. انا سيبت ميكروفونات ف كل شوارع البلد مهتبطلش تقول ولد حمزه الجيار ضايع يا ولاد الحلال!
,
, حنين وقفت بجنون و شدته وقف معاها و بتشد ف هدومه: مش ولاد الحلال. مش ولاد الحلال اللى هيلاقوه يا حمزه. مش ولاد الحلال. ولاد الحرام هما اللى هيلاقوه. ولاد الحرام اللى هيلاقوا ابنى يا حمزه و **** اعلم هيعملوا فيه ايه!
, صرخت و صرخت و صرخت لحد ما دخلت دوامتها. حمزه شالها حطها ف سريرها و قعد بتعب.
,
, بص لأمه اللى اخدت نفس بإستسلام و قعدت: انا اتأكدت من موت امينه بنفسى. لو اطول كنت قطعت جتتها حته حته قبل ما تتدفن يعنى ملهاش صالح بغيابه
, حمزه نطق بضعف: ادم اتكسر من اللى سمعه. ادم متخطفش ادم مشى!
, امه بصتله شويه ترتب كلامها: اكده يبقى ادم اب.
,
, حمزه قاطعها بهزيان و مش عارف عشان مبقتش الحقيقه تهمه دلوقت و لا عشان شافها بترتب كلامها و فهم هتقول ايه و تدخّله ف حيره تانيه ياترى قالت الحقيقه و لا قالت اللى يناسب الموقف و يريحه: معايزش اعرف. معايزش. ده ولدى و اللى اتكسر ده ضهرى مش هو.
,
, يوم و اتنين و عشره و اتحولوا الايام لاسابيع و الاسابيع لشهور و بقوا سنين و مظهرش ادم. اختفى. ملهوش اثر!
,
, ادم اخد هدهد و خرجوا وقفت تحت البيت لحظات قدام الباب و استغربت انه مشى.
, ادم وقف اما ملاحظش حركتها جنبه و بصّلها وراه بإستغراب من وقفتها.
, هدهد رفعت حاجبها: احنا هنمشى؟
, ادم رفع حاجبه و هو راجعلها: اشيلك؟
, هدهد ضحكت بخفه و هو وقف جنبها و زعق بمرح: يلا يا بت
, هدهد ضحكت: مش هناخد المكنه؟
, ادم كعمش وشه: مكنه؟
,
, نسناس جاى عليهم من بعيد ركن الاسكوتر و وقف و استغرب لوقفتهم: اوعوا تقولوا في حاجه تانى! لا كده احيييه!
, ادم ضحك و هي بصت للاسكوتر و نطت عليه بخفه: مش كنت تقول ان المكنه مع نسنوس
, نسناس برّق قدامه و برّق لأدم و شاور على نفسه و ادم هز راسه بإستفزاز: بتقولك مكنه
, نسناس: هي دى اللى وقفت ف زورك يعنى؟ و نسنوس عدت؟
, ادم ضحك له ببلاهه و نسناس ضحكله: ميرفيت بقت بيئه اوى يا سعيد
, ادم ضحك بغيظ: اووى.
,
, هدهد قربت بالاسكوتر منهم: ادم هي المكنه دى مترخصه؟ يعنى بتاعتك يعنى؟
, ادم غمزلها: و **** نفسى
, هدهد رفعت حاجبها لغمزته: نفسك ايه؟ ترخصها؟ انت معاك مشكله مع المرور التانى؟
, ادم عض بوقه و غمزلها بمشاكسه: و **** لو الناس كلها بترخّص المكنه ف المرور انا نفسى ارخص المكنه بتاعتى عند المأذون
, هدهد برّقت و هو ضحك بصوته كله لحد ما ضحكت معاه.
,
, قطع ضحكاتهم واحده بتقرب منهم و اول ما وقفت قصادهم حطت إيديها ف وسطها: طب ما انت فاضى اهو. امال بتجى لحد عندى و تعمل فيها شبح ليه؟
, ادم حط إيده على وشه بغيظ اتحوّل لضيق و نسناس ركن كوعه على كتفه: البس يا قائد
, ادم اتكلم من تحت ايده اللى على وشه: لا انا لابس الحمد لله
, نور قربت منهم و هي بتقرب قصدت تخبط هدهد بغيظ و وقفت قدام ادم و. مسكت ايده بمحايله: انت مبتردش على موبايلك ليه يا بييى؟
,
, ادم بص لهدهد بطرف عينيها شاف عيونها بهتت ف اتضايق.
, نور لاحظت نظراته لهدهد ف شاورت ف وشه بزعيق فاجئه: ما ترد. هو ده موبايل كمان هتطنش؟
, ادم كتم نفخته: مش فاضى
, نور زعقت: مش فاضى لإيه بالظبط؟ ليا و لا لخطوبتنا اللى قربت و لا لشغلك و لا لإيه عايزه اعرف؟
, هدهد كانت مركزه اوى ف كلامها رغم انها كانت عيونها متعلقه بأدم زى ما تكون بتقرا تأثير كلامها عليه او معناه!
,
, نور: انا روحتلك خمسين مره المحل و عرفت من العمال هناك انك مبتروحش اصلا
, ادم: كان ورايا شغلانه و
, نور بصت وراها على هدهد بسخريه: و الشغلانه دى ملهاش اهل يلموها و
, ادم صوته عِلى بحده: نوووور
, نور زعقت و هي رايحه على هدهد بتشدها: انا عرفت من الشارع ان البت دى الحراميه اللى سرقت الراجل و قتلته ف الخرابه و انت كنت معاها و
, ادم: مسرقتهوش و مقتلتهوش و الراجل مماتش اصلا.
,
, نور حطت إيديها ف وسطها: و بالنسبه لإنك كنت معاها؟
, ادم شدها بعيد و هي شدت دراعها منه و رجعت لهدهد: هي و لا مش هى؟ ده الحته كلها بتقول انك ماشى معاها
, ادم حاول يشدها لبعيد و هي بتخطف نفسها منه و تندفع على هدهد: تلاقيها بتلف عليك عشان تسرقك انت كمان. الحراميه بنت الكلب
, ادم زعق و هو بيحاول يبعدها و مش مركز غير مع هدهد اللى عيونها بهتت بشكل غريب و ده ضايقُه بدون سبب واضح قدامه.
,
, نور مدت إيدها تشدها من طرحتها: الحته كلها بتقول انك ماشى معاها. و انها مقضياها معاك ماهى شمال و
, ادم زعق: اخرسى بقا. انتى اللى شمال. انتى فاكره انى كنت هتجوزك بجد؟ انتى ف حد ف عيلتكوا عبيط غيرك؟
, هدهد ماصدقت خطفت من كلامه جمله تفهمها الوضع اللى قدامها او بمعنى اصح جمله تعجبها.
, مسكت إيد نور اللى شدتها و ضمتها بقبضتها بعنف بشكل خلاها صرخت.
,
, بصت لأدم بعد ما فهمت ان نور مش بالاهميه اللى دخلت بيها عليهم: عنك انت بقا. طالما جات لعندى يبقى بتاعتى.
,
, ادم حط إيده على وشه و بصّلها بإستسلام.
, هدهد شددت على قبضتها لكف إيدها: الشمال دى تبقى الست اللى اتجوزت ابوكى
, نور ردت ببلاهه رغم غيظها: امى!
, هدهد زقتها بشراسه حدفتها بعيد: عندها بقا يا شاطره
, نسناس همس لأدم اللى بيتحرك يقربلهم: هتعمل ايه ماتبقاش غشيم. الداخل بين الحريم خارج على نقاله
, ادم ضحك بيأس: لا ماهو انت متعرفش لو سيبتها عليها هتندغها.
,
, نور حاولت تقرب و بتمد إيدها هدهد لقفت إيدها و تنت دراعها و شقلبتها نزلت ع الارض.
, ادم قرب على هدهد و حاول يتحرك بيها: يلا يا حبيبتى
, نور وقفت و اتحركت تمشى بعد ما فهمت انها مش هتخلص.
, هدهد حاولت تقرب منها ادم لف دراعه حواليها و اتحرك بالعافيها بيها: يلا يا روحى **** يهديكى انتى فاهمه غلط. ده مش حلقة مصارعه
, نسناس اتحرك وراهم بضحك و غمز لأدم: كنا هنقرا الفاتحه ها.
,
, هدهد بصتله بسخريه: لا الفاتحة دى ع البطل اللى من الحريم اتهطل
, ادم ضحك غصب عنه و حاول يقرب منها: انتى فاكره ايه؟ ده متخلفه. انا اكمل نص دينى بواحده ملحده بتقول يا بيبى استغفر ****؟
, هدهد كعمشتله وشها بتريقه و نسناس همسله على هدهد: و دى بقا اللى هتكمل نص دينك؟
, ادم بص لوشها اللى كعمشته و ضحك ببلاهه: لا دى اللى هتطلعه كله
, هدهد اتحركت تمشى و جواها متغاظ.
,
, ادم اتحرك بسرعه وراها و ضحك ببلاهه: دى بتقولى يا بيبى. ده انا لو زعقتلها وشها هيشرّخ
, هدهد مردتش بس كازه على سنانها و هي باصه قدامها.
, ادم لحقها ف اتحرك جنبها و شاورلها بمرح: طب لعلمك بقا احنا من يوم ما اتحولنا من كلمة يا سبعى يا جملى يا دكرى ل دودى و بيبي و كوكو و العلاقات مبقاش فيها برركه خااالص.
,
, هدهد طلعت سنانها عضت شفايفها بغيظ و ادم لف دراعه على كتفها و شدها بمشاكسه: طب ده انا اللى مبيعجبنيش العجب بس إنتى عجبتينى
, هدهد بصتله جنبها و كعمشت ملامحها بتريقه و هو غمزلها: شرسه كده و بطل و يتغنالك انتى قطه مخربشه
, هدهد مبتردش بس من جواها عايزه تنقض تخربشه بجد من الغيظ.
, بصتله بتريقه: طب حاسب بس لا النور بتاعك يقطع
, ادم فهم انها بتلمح على نور او فضولها عايزها تعرف مين دى بس مش راضيه.
,
, غمزلها بمشاكسه يستفز فضولها: طب ايه المشكله. الشرع قال اربعه
, هدهد برّقت قدامها من استفزازه: انت ليه فخده تجيبك و حته ضانى توديك؟ خليك دكر بجاعور مش برياله و ابلع ريقك هاا. ابلع ريقك
, ادم كتم ضحكته: يا بنتى اصلا بيقولوا الزوجه الصالحه مصباح البيت. ف ازى الحال بقا لو للبيت اربع مصابيح؟ متخيله الاناره هتكون ازاى؟
, هدهد مدت كف إيدها زقت وشه بغيظ: لا كده الكهربا تضرب فوش امك يا عين امك.
,
, ادم كتم ضحكته: طب تعرفى انك مختلفه عن اى بنت عرفتها و
, هدهد وقفت و شاورت ف وشه بشراسه: ولا انا مش عايزه قلبة دماغ يلا. اتكل
, ادم شقلب بوقه بدراما: اتكل؟ ماشى يا ستى لعلمك الحياه مبتقفش على حد
, هدهد مردتش و هو نبرته اتغيرت فجأه و رجع لف كتفها بدراعه و غمزلها: بس انتى مش حد. انتى الحياه نفسها.
,
, هدهد حطت إيدها على راسها بنفاذ صبر و هو ضم عينيه بمرح: فاهمانى و لا باين انى بحوّر؟
, هدهد لفت وشها له و كزت على سنانها و هو ضم عينيه بضحكه مكتومه: باين صح؟
, هدهد كعمشت وشها و وقفت قدامه و ربعت إيديها بإبتسامه مصطنعه: لعلمك انا قفلت باب الارتباط ده خالص
, ادم عض بوقه بمشاكسه: طب مينفعش الف من الباب اللى ورا؟
, هدهد غمضت عينيها بغيظ و هي بتهز راسها و ادم ضحك ببلاهه: محدش هياخد باله و ****.
,
, سابته و مشيت و ادم اتحرك بخفه وراها لحد ما شدها بمرح عشان عارف انها اتضايقت من الموقف: واخده بالك ان أنا عمال أهتم و أعاكسك و اضحكك و لا أنتى مبرشمه؟
, هدهد زقته بضيق: طب حاسب بس عشان هقع ف حبك
, نسناس اتدخل بينهم بمرح: طب و قفلتيه يا فقر؟ هل انتى معقده ام سبق لكى الخزوقه؟
, ادم برّقله و فجأه زقه بغيظ.
,
, هدهد ضحكت غصب عنها و برغم هزار كلامه ردت بإبتسامه صغيره: عادى. بحس ان مده صلاحية اى راجل فيكوا شهرين. يعنى كلام حلو تلاقى. اهتمام تلاقى. حب و دلع و حنان و خروج و فسح تلاقى. بعد اول شهرين متلاقيش حاجه من دى. متعرفش بطاريتكوا بتفضى و لا بتبوظوا و لا ايه معرفش!
, ادم ضحك ببلاهه: البركه فيكوا. بتسرقوا الشحن بتاعنا.
,
, نسناس ضحك لغيظها من رد ادم و ادم غمزلها بملاغيه: لا مش انتى. هما بيسرقوا الشحن. انتى لاء. انتى بتسرقى العقل عادى
, هدهد: طب لعلمك بقا الست اللى بتسرق و تاخد عقل الراجل اذكيذى بكتيير من اللى بتاخد قلبه. لان تقريبا و حسب الاحداث و الاحصائيات ان الراجل عنده قلوب كتيير.
,
, ادم ضحك بصوته كله: طب لعلمك بقا. مسمهوش بتاع بنات إسمه ذو مشاعر فياضه تكفى أكثر من أنثى في وقت واحد.
,
, هدهد وقفت ف مشيها و اتعدلت قدامه و شاورت ف وشه بشراسه: طب هقولك حاجه عننا هتفيدك يا بتاع الكابوت. الست مننا زى الصابونه. ملمسها ناعم اه. ريحتها حلوه اه. شكلها حلو اه. لكن لو ضغطت عليها هتفلت من ايدك و لو دوست عليها هتتزحلق و تكسر نافوخك. ف خد بالك بقا
, ادم ضحك بصوت عالى جدا و هي غيظها بيزيد مع ضحكته اللى بتزيد لحد ما تنت رجلها فجأه و ضربته ف ركبته خلته صرخ بغيظ.
,
, حنين فتحت عيونها بتعب و مجرد ما فتحت دورت وشها بعيد كإنها بترفض اى حاجه حواليها تمس الواقع او ترجعها له.
, حمزه قرب منها بلهفه: حبيبتى
, حنين دمعت بتعب و هو قرب اكتر و ركز كفوف إيده حواليها: حنين. ارجوكى متعمليش ف نفسك كده.
,
, حنين دمعت بوجع: انا معملتش ف نفسى حاجه. معملتش حاجه ابدا انت اللى بتعمل كل حاجه. انت يا حمزه اللى عملت كل حاجه فيا و ف نفسك و ف عيالك اللى مسيرهم ف يوم هيعرفوا الحقيقه و يدوقوا الوجع اللى انا عايشاه دلوقت
, حمزه غمض عينيه بألم: انا.
,
, حنين بصتله بقهر: و لا ليه انت! انا بردوا عملت! كملت على نفسى معاك! كملت على عيالى بمرضى اللى مسمحليش افتكر او انسى! كملت على نفسى اللى سيبتها بين ايديك و انا فاكره انى كده بعوضها عن اللى شافته! كنت فاكره انى بنجيها من الغرق و انا معرفش انى بغرقها بزياده! معرفش ازاى ف يوم شوفتك امان و مرسى و انت كنت زى القشايه اللى بتوهم الغريق انها هتنجيه و مجرد ما يلمسها تغرقه! كنت شايفاك ازاى سند و انت مجرد قشايه قولى.
,
, حمزه بصلها بحزن من رعشة صوتها بالدموع: حنين. انا اتغيرت. اتغيرت بيكى. يمكن ف الاول كنت فاكر نفسى اتغيرت عشانك لكن بعد كده اتأكدت انى اتغيرت بيكى مش عشانك.
,
, حنين بصتله بنظرات ضايعه و هو ابتسم ابتسامه تايهه موجوعه: ايوه تفرق. تفرق اتغيرت عشانك عن اتغيرت بيكى. اتغيرت عشانك يبقى اتغيرت مصلحه عشان اخد الحلو منك لنفسى. يبقى اقتصرت الحلو اللى غيرته فيا عليكى انتى بس. لكن انا اتغيرت بيكى. اتغيرت و غيرت كل حاجه فيا يا حنين بيكى و انا ماسك ف ايدك زى العيل الصغير اللى ماشى ف سكه جديده و خايف يتوه. كنت بتقوى بيكى ف عز ضعفك. انا اتغيرت بيكى و انتى اللى زرعتى كل الحلو اللى جوايا. زرعتى الرحمه جوايا. ناحية الكل و اولهم نفسى. مبقتش زى الاول. مبقتش كببر العيله اللى الكل من اهله بيخاف يبصله و يبصلهم بعجرفه و ميعرفش انسانيه و لا صلة رحمه و لا ود للمحتاج فيهم. بقيت بخاف اكل عرق حد و ادى الاجير حقه قبل ما يدب رجليه ف شغلى. عمرى ما انسى يوم ما دخلت عليكى اول مره لقيتك بتصلى. عمرى ما انسى احساسى كإنى اول مره اشوف حد بيصلى. انا فعلا كنت اول مره اشوف حد بيصلى بس ف بيتى. لا عمرى شوفت امى بتركعها و لا امينه و انا اوسخ منيهم. عمرى ما انسى ردك عليا و انا بسألك هو انتى كنتى بتصلى قبل ما تنسى. قولتيلى ساعتها دى حاجه مش محتاجه افتكرها او انساها او اعرف كنت بعملها او لاء. حتى لو كنت او لاء ف دى لوحدها بتجدد بالقلب! عمرى ما نسيت شكلى و انتى بتقوليلى انا صليت كده ف اى اتجاه و خلاص عشان معرفش هي القبله منين. منساش كسفى منك يومها و انا معرفش حقيقى قبلة بيتى منين. و لا انسى عينيكى ساعتها اللى فهمت لوحدها انى تايه قدام سؤالك. خدتي بإيدى و اصريتى نصلى سوا و انا حقيقى معرفش. خدتينى واحده واحده و كل مره تجى تصلى تقوليلى نصلى سوا. انتى اللى عرفتينى على **** اللى مكنتش اعرفه! انتى اللى عملتينى كده متجيش ف نص السكه اللى مكنتش بتاعتى من الاول و تسيبينى. هتوه. هقع. اوعى تظلمينى الظلم ده بالذات هموت لا هقدر ارجع لسكتى و لا هعرف اكمل ف سكتك.
,
, حنين بصتله بحزن: و امينه!
, حمزه مفهمش سؤالها: انا مظلمتهاش اد ماهى
, حنين كملت عنه: اد ماهى ظلمت نفسها. هي خدت اول خطوه ف طريق ظلم نفسها و انت كملت عنها. بس ده مش معناه انك مظلمتهاش. لا ظلمتها يا حمزه. و لها حق و لو مخدتهوش منك هتاخده من **** اللى هيجبهولها.
,
, حمزه غمض عينيه بألم: و هو كده مجبهولهاش يا حنين؟ مخدلهاش حقها من وجعى على ابنى و حرقة قلبى عليه! مخدلهاش حقها من ليالى الوحده اللى عيشتها و لسه بعيشها! لا يا حنين انا عمرى ما كنت بالقوه اللى لابس توبها قدامك دى. انا اضعف من كده بكتير. بكتير اوى. انا بس كنت برسم القوه قدامك عشان متضعفيش. عشان عارف لو ضعفت هتضعفى و ان وقعت هتقعى و انتى سانده عليا.
,
, حنين بصتله كتير: انت عارف ان امينه مخانتكش؟ غدرت بيك اه و بلغت عنك لكن مش خيانة شرف!
, حمزه غمض عينيه بتعب و هي هزت راسها بضياع: اكيد عرفت. اكيد طالما كتبت ف مذكراتك كل ده! عرفت امتى و امتى كتبت مذكراتك دى اصلا!
,
, حمزه اتنهد بكسره: كتبت مذكراتى بعد غياب ادم بفتره. كنت تعبت من الوحده. من انى لوحدى مش عارف ابةح بالوجع اللى فيا لحد. تعبت من تقل الشيله اللى على ضهرى. شيله فيها امينه و اللى حصلها و حصل معاها و فيها ذنب ادم اللى لحد دلوقت معرفش امينه قالتله ايه قبل ما يمشى و فيها رعبى من اليوم اللى هتعرفى فيه كل ده و فيها خوفى على عيالى يعرفوا ف يوم. تعبت و انا مش لاقى انى من حقى انهار. عايز اصرخ باللى جوايا و مش عارف. مكنتش لاقى حد قدامى غير الورق. الورق اللى لا بيحضن و لا بيطبطب. كنت بحسبه هيريحنى و انا معرفش انى بيه هفتح على نفسى طاقة وجع لا هعرف اواجهها و لا هقدر اسدها.
,
, حنين بصتله بحزن معدتش عارفاه منه و لا عليه.
, حمزه كمل اجابة سؤالها بعقله اللى رجع ورا و حكالها اللى حصل.
, حمزه بص لأمه قوى و ابتدى يعيد حوارها المشفر قدامه مع امينه و اللى مكنش الوقت سامحله يفهمه وقتها.
, حمزه: انتى ليه سيبتى امينه لدلوك ف بيتى؟
, امه ردت بضيق: ما خلصنا عاد هي قصة ابو زيد هنحكى و نتحاكى فيها. قولتلك عشان محدش.
,
, حمزه كمل عنها: محدش يقول مرت كبير العيله خانته و يبقى ملطشه وسط الخلق يستهتروا بيه. بس ليه قولتيلى ماتت!
, امه بصتله برفض: جزاتها. اكده او اكده دى جزاة الخيانه ياللى نسيت عوايدنا
, حمزه زعق: و احنا مش **** هنحاسب الخلق بالموت. لو كنت اعرف وقتها انها هي اللى غدرت بيا كنت هطلقها و ده عقابها عندى و اسيبها لعقاب نفسها انها حرمت نفسها بنفسها.
,
, امه افتكرت انها فعلا توقعت هيعمل ده و هي مكنتش عايزه ده قبل ما تعرف الحقيقه.
, حمزه زعق قدام سكوتها: انتى ليه عملتى اكده! ليه سيبتيها كنتى عايزه توصلى منيها لإيه!
, امه زعقت بتهرّب و هي بتتحرك من قدامه: قولتلك عشان شكلك وسط البلد و
, حمزه شدها رجعها قدامه: و بعد ما عدى وقت و القضيه خلصت؟ و بعد ما ولدت عيلى اللى ف بطنها اللى واضح انه مكنش فارق معاكى اصلا! ايه؟
,
, امه بصتله قوى بتردد تحكيله اللى حصل لمجرد انها مش عايزه تكسر رجولته او تضعفه اكتر قدام حنين.
, حمزه بصلها قوى يشوفها هل عارفه اصل حكاية حنين و ان عيلها مش منه: حتى لو كنتى عايزه تعاقبيها ف اخدتى العيال. حتى لو هي مقالتلكيش مين فيهم عيلها ف ليه خلتيها كل ده عشان تعرفى و انتى عارفه ان الاتنين عيالى؟
,
, امه سكتت شويه بتهتهه بس قدام اصراره حكتله اللى حصل بالتفصيل من يوم ما سافر للشغل و رجع على القضيه لحد يوم ما امينه ظهرت من تانى!
, حمزه بصلها قوى و هو بيسمعها بصدمه: لاه. انتى هتقولى ايه؟ في حاجه غلط. حاجه مش مظبوطه اكيد
, امه بصتله بإنكار: غلط ايه! انا شايفه ال.
,
, حمزه قاطعها بغضب: لاه. امينه لاه. هي ممكن تكون غبيه عشان تشيل نفسها تهمه زى دى. غشيمه و غداره عشان تندفع و تتهور و تبلغ عنى عشان تنتقم منى. لسانها طويل اه. لكن خاطيه لاه. لاه
, امه: انا شوفت خلجاتها بعينى اللى الراجل جابهم من عند ابن الكلب ده
, حمزه بصلها بإنتظار: معرفتيش مين ده؟
, امه: لاه. ملحقتهوش و مرجعش تانى لمكانهم.
,
, حمزه زعق: هو اللى بيناتكم وصل للدرجادى؟ وصل بيكم الحال لإكده! للدم و الشرف و الغدر! انا كنت سايبكم و عارف ان دى حكاوى حريم فاضيه متخيلتش انكم توصلوا لإكده
, امه زعقت بغضب: قصدك انى هتهمها زور؟ بالباطل؟ طب و ليه مدافعتش عن نفسيها؟ ليه منكرتش حتى! لاه دى اكدت ع الكلام
, حمزه اتحرك بذهول: مخابرش. مخابرش كان ف دماغها ايه بس. بس معقول تكون خافت من رد فعلى عشان غدرت بيا ف تلبس نفسها تهمه زى دى!
,
, امه بصتله بغضب: طب انت عارف انها ساومتنى انها تقولى الحقيقه مين عيلها و مين عيل حنين مقابل اخليك تطلق ضرتها و ترميها بعيلها؟
, حمزه بصلها بصدمه: هترمى على حالها تهمه كيف دى ف شرفها عشان تساومنا نعرف عيلنا مقابل ارمى ضرتها؟ ده كلام يتعقل!
, امه شاورتله: يا ولدى ده انا قولتلها عنيك مهيحبكيش قالتلى مهسيبش بردوا الدوار و انا عايزه مكانك فيها! دى لو شريفه مهتساومش على شرفها مقابل اى حاجه و لا حتى حياتها!
,
, حمزه بصلها برفض و دماغه بتلف على كل حاجه من الاول يمكن يقدر يفهم لمجرد انه رافض ان يكون ضناه الوحيد فيهم مش من صلبه بردوا!
, امه: يا ولدى ده انت قولتلها فلوس هتعيشك ملكه و تمشى طلبت ضمان للفلوس و لكلمتك و مفكرتش ف ضناها! دى لو مش خاطيه مش هتساوم بشرفها حتى لو على رقبتها! و لو ولدها وِلد حلال صُح مهتساومش على الفلوس و تهمّله!
, حمزه وسط كلامها عينيه وسعت بذهول و بصّلها: تكونيش تقصدى الدجال!
,
, امه بصتله بغضب: هتخونك و كمان مع دجال! يا بت الكلب
, حمزه شاور بتوهه ف تفكيره: لاه. اقصد الدجال اللى راحت تعمل السحر عنده
, امه بصتله قوى و هو بإختصار حكالها اللى الراجل بتاعه حكهوله او اللى حصل فعلا.
, امه بصتله قوى برفض: لاه. انت هتدافع عنيها عشان مش قابل تتخان من مرتك. بس ده مش.
,
, حمزه زعق: لاه ده اللى اكيد حصل. انتى هتقولى بعد ما سافرت و يوم ما رجعت. و هو تقريبا نفس اليوم اللى الراجل قالى انها راحت لدجال تعملى عمل عنديه
, امه بصتله: اهو. هتقول تقريبا. يعنى
, حمزه: انا خابر بقولك ايه. هى
, امه رافضه لمجرد رفضها لفكرة ان عيل امينه يبقى من صلبهم فعلا. كانت متقبله فكرة غياب ادم لمجرد شكها انه ممكن يكون مش ابنهم. لكن معنى كده لو امينه مش خاينه يبقى الاتنين عيالهم بما فيهم ادم!
,
, حمزه زعق: هو القرف اللى بيناتكم وصل لإكده؟ واحده هتتهم التانيه ف شرفها و التانيه هتلبس حالها تهمه عِند ف التانيه تجننها. انتوا صُح وصلتوا لإكده!
, امه زعقت برفض: اعرف منين انها ساكته و هو محصلش؟! انها هتلبس نفسيها تهمه زى دى! اعرف منين ان امينه اللى مهتسكتش عن كلمه عفشه تتقالها و ترد قبالها عشره هتتقالها انها خاطيه و هي بشرفها و تسكت؟
,
, حمزه زعق: بردوا ده ميخلكيش من ذنبها. انتى اللى وصلتينا لإهنه. انا كنت هكتفى بطلاقها و بس. مهسيبش ضنايا اه لكن مهوصلش معاها لإكده
, امه بصتله بعدم فهم: كانت هتتحامى ف الاتنين. ادم و هديه. هتعرضهم للخطر و ترفع عليهم السلاح. كيف و هي خابره ان عيلها بيناتهم! اصلا عينها كانت زايغه بيناتهم كيف ما تكون مخابراش عنيهم حاجه مع انهم مولودين على يدها و عيلها فيهم!
,
, حمزه بصلها بتعب من كتر التفكير: اكيد اتخربطت. الموقف كان كله مخربط. كان كله غلط. بعدين اديلهم سنين متعرفش عنيهم حاجه
, امه: هتتخربط ف ضناها!
,
, حمزه سكت بتعب: هي العيلين اللى اتولدوا على يدها و عيلها فيهم اتولدوا ف نفس اليوم. كيف التؤم يعنى. اكيد اتخربطت اما شافت الفرق بين ادم و هديه و انهم فارقين عن بعش قوى ف الجسم ادم فارد بجسمه و عضلاته و جسمه مليان عن العادى و هديه جسمها اقل من العادى و ضعيفه. اكيد مدتهومش انهم مولودين ف نفس اليوم و بالتالى شكت ان دول العيلين اللى عيلها وسطهم.
,
, امه: عشان اكده وعيتلها كانت هتسأل ادم عن عيالك! اذا له خوات تانى!
, حمزه هز راسه بإستنجاد كإنه ما صدق لقى اجابه لعلامة استفهام من الاستفهامات الكتير اوى اللى جواه!
, امه شاورتله ببرود: اهى غارت بغباوتها
, حمزه بصلها بصدمه و هي بصتله برفض: ماهو اكيد مهحبش على دماغها و هي متاويه
, حمزه بصلها بجمود و كلامه الحاد طالع بحزم: ادخلى غسليها بيدك
, امه بصتله بذهول: انا بنفسى ادخل لبنت.
,
, حمزه زعق بصوته كله: ادخلى بيدك غسليها. ع الاقل تبرئيها قدام **** اللى عارف قبلك و قبلى انها نضيفه من تهمه زى دى. نضفيها من الوساخه اللى لزقتيها فيها.
,
, حنين نزلت على صوتهم بتعب.
, بصت لحمزه بتعب و استغربت حالته اللى اول مره تشوفه فيها: في ايه يا حمزه؟
, حمزه اخد نَفس يهدى و بصلها من غير ما يبتسم او هو فشل يعمل ده: اطلعى اوضتك دلوقت يا حنين
, حنين قربت منه: بتزعق ليه كده و ليه عامل كده؟
, امه بصتلها بقرف: ما قالك اطلعى على اوضتك. ماهتفهميش ليه؟
, حمزه زعق: اماااه
, امه بصتله بخنقه و هو بصلها بشده: همليها لحالها و ادخلى اعملى اللى قولتلك عليه.
,
, امه محبتش تنطق اكتر. هي عارفه ابنها!
, اتحركت بغضب و حمزه مسك إيدها و هي معديه من جنبه: بيدك. بيدك ياماه
, امه هزت راسها بإستسلام رغم هوجة الغضب اللى جواها و اتحركت عملت زى ما قال. تممت على غُسل امينه لحد ما خلصت و اندفنت و اتدفن معاها حقيقه وجعت قلوب و يوم ما هتتفح هتوجع قلوب تانيه!
,
, ادم فتح باب الشقه و اتلفت يمين و شمال و رفع حاجبه: بقلق انا من الهدوء ده
, هدهد قربت منه بمرح: انت جيت يا باربونيا؟ حمد **** ع السلامه
, ادم رفع حاجبه: يا اهلا بالخوازيق
, هدهد غمزته ف جنبه بشكل مفتدئ خضُّه: خازوق ايه بس يا دومى
, ادم بصلها بطرف عينيه: دومى؟
, هدهد ضحكت بهزيان: اه، ديك دومى، ههههيهيهي
, ادم رفع حاجبه: دلع ده يا مرسى؟ ايه الأسلوب الرقيع ده؟
, هدهد ضحكت ببلاهه: رقيع العزايزي، هيههيهيهي.
,
, ادم شدها من ياقة هدومها من ورا: مالك يا بت؟ انتى ضاربه ايه؟
, هدهد سحبت ايدها من على قفاها و ضحكت اوى بهزيان: ضاربه محشى كينب
, ادم رفع حاجبه و هو بيبصلها ببلاهه: بت
, هدهد سحبته و قعدت بيه ع الكنبه: ماهو انا قررت ابقى ايه بقا؟ ابقى كيوووت هاا كيوووت
, ادم رفع حاجبه: اه كيوت و ارفعلك الكبوت
, هدهد كعمشت وشها: إيه النفخ ده يا دومى؟ لا وحشه متعملش كده تانى
, ادم شدها من قفاها بغيظ: انتى واكله ايه طيب؟
,
, هدهد ضمت بوقها ببراءه مرحه: لا يا دومى دا انا عاملالك لحمه. بس مش اللحمه ام عبايه سمرا اللى بتحبها دى. لا لحمه ام شوربه. شوربه الخيمة هيهيهي
, ادم ضحك ببلاهه: هاهاها. و عارفه تمشى بردوا محطة شوربه
, هدهد رفعت حاجبها: اؤمر؟
, ادم عمل ريأكش وشها: محطة شوربه. اللى هي بتاعة المترو دى
, هدهد كعمشت وشها: لا وحشة وحشه دمك تقيل
, ادم رفع حاجبه: عارفه. احنا ممكن ناكل مع بعض محشى بردوا، بس بشرط
, هدهد ضمت عينيها: ايه؟
,
, ادم ضحك اوى ببلاهه: نقعد مع بعض ف الكوسه
, ادم ضربها بخفه على راسها من ورا: مالك يابت النهارده؟ عندك شعره ساعه بتروح و ساعه بتجى؟
, هدهد قربت فجأه ببلاهه من كتفه: بمناسبة الشعره، ايه الشعره اللى على كتفك دي يا باربونيا؟
, ادم بص بطرف عينيه على كتفه مكان ما بتبص و رفعلها حاجبه: ده شعر
, هدهد رفعت حاجبه و فجأه ضحكت اوى ببلاهه.
, ادم برقلها: مالك يابت؟
, هدهد ضحكت اكتر: في باربونيا بيطلعلها شعر؟ يععع.
,
, ادم بصلها ببلاهه: امال بيطلعلها ايه؟
, هدهد خبطته فجأه على قورته: بيطلعلها ريش
, ادم برقلها اكتر: بت
, هدهد خبطت كف بكف و هي بتضحك: و ابو الريش
, ادم ضحك ببلاهه: و اديكى يقشيش
, هدهد ضمت بوقها: لا وحشه. وحشه وحشه اوى يعنى
, ادم رفع حاجبه على لبسها: انتى مالك انهارده قالبه على بنت الحته كده؟
,
, هدهد شاورت على الجلابيه اللى لابساها و ضحكت اوى بهزيان: مانا عارفه ذوقك بيئه. حتة عبايه سوده تجيبك على صف سنانك يا دييييييب. ديب فريزر، هيهيهيهيهي
, ادم رفع حاحبه و اتلفت يمين و نزّله و رفع حاجبه التانى و اتلفت شمال و بصلها: انا مش مرتاح لكلامك حاسس انى داخل على مقلب و اركب الهوا
, هدهد ضربت كف بكف بضحكه طويله بتتقطع و تكمل: بس اوعى تركبه مع رامز. هيهيهيهي
, ادم سابها و فضل يتلفت حواليهم بغيظ.
,
, هدهد بتتلفت معاه ببلاهه و كل ما يعدى حاجه تدور بداله و كل حاجه تعدى عليها تشيل المفرش و تبص تحته ببلاهه.
, ادم ضربها بغيظ على راسها من ورا كفاها على وشها لقدام: بتعملى ايه يا بت؟
, هدهد ضحكت بهزيان: بدور على اللى بتدور عليه. انت كنت بتدور على ايه بقا؟
, ادم حط ايده على وشه بغيظ و حركها بعصبيه: على عقلى. بدور على عقلى راح فين و انا بسمح بالجنان اللى احنا فيه ده
, هدهد ضحكت ببلاهه: عارف يا ادم. انت خلقك مش ضيق.
,
, ادم رفع حاجبه و هي شاورت بخفه: و لا واسع
, ادم فضل رافع حاجبه و هي سندت بكوعها على كتفه بمرح: انت بغزاله و**** مش اكتر
, ادم حط إيده على وشه بسرعه يكتم غيظه و هي اتخضت و بعدت بسرعه: أنت تقريبا كوكتيل محمض بين الناس الرايقه اللى بتضحك على طول و العالم المضايقة بردوا
, ادم كعمشلها وشه: اه ماهو أنا شغال على نفسى بقا اليومين دول و ان شاء **** هخلص عليها بسببك.
,
, هدهد شاورتله: لا ماهو انت لازم تحاول. ليه بقا؟ عشان في حكمه صينيه بتقول ايه
, ادم رفع حاجبه: ايه؟
, هدهد ضحكت اوى بمرح: فراخ بانيه. هي الصين بتقول حكم بردوا يا باربونيا ما تركز
, ادم رفع ايده بسرعه و هي بتحسبها هيحطها على وشه فضلت مكانها راح ضاربها على راسها من ورا بغيظ اتحدفت لقدام: مش انا اللى جيبته لنفسى؟ لازم اشرب بقا
, هدهد ضربت كف على كف بضحكه: أشرب عبد الباااااقى. هيهيهيههي.
,
, ادم كعمش وشه: اشرب قازوزه. عارفه تنفع بردوا
, هدهد شاورتله بوشها: وحشه
, ادم ضربها بخفه على قفاها: يا بت انطقى مالك؟
, هدهج ضحكت ببلاهه: عايزه اصوت
, ادم رفع حاجبه و هي ضحكت فجأه: نفسي احضنك بسكينه ف ايدى نحضنك معايا هيهيهيهيهي
, ادم بصلها بطرف عينيه و برق فجأه مسكها من ياقة هدومها من ورا: انا شامم ريحه غريبه
, هدهد ضحكت ببلاهه اوى: اكيد دى ريحة البخور هيهيهيهيهي
, ادم برّق: بخور؟
,
, هدهد ضحكت اوى و هي بتشاور على طبق قصادها ف المطبخ على ترابيزه: اه البخور اللي كان ف ضلفة دولابك. اصل انا ولعته يعمل ريحه حلوه معرفش انه هيعمل دماغ حلوه، هيهيهي
, ادم برق قدامه و برقلها: اللى كان ف دولابى؟ الكيس البنى ده؟
, هدهد ضحكت اوى و هي بتغمزه ف جنبه: ااااااه، هيهيهي هيهيهيهي
, ادم ضحك ببلاهه: هيهيهيهيهي شربتى بانجو يا سعديه. يا بت المستخبى.
,
, حنين بصت لحمزه بحزن: مش بقولك ادم مشى. مشى يا حمزه متاهش و لا اختفى. مشى اما شاف حقيقتك. زى ما انا شوفتها دلوقت. بس الفرق انه شافها بعينيه و انا شوفتها ع الورق
, حمزه فتح عيونه ببطئ: ارحمينى يا حنين. ارجوكى.
,
, حنين وقفت بعنف و صرخت: ارحمك؟ ارحمك! و انت كنت رحمت مين! انت رحمت مين قولى! يا اخى ده انت محدش وقع تحت إيدك و رحمته! دوست ع الكل حتى نفسك ظلمتها و دوست عليها بالقذاره دى! سليم و قتلته امينه و اتقتلت بسببك ده لو مش منك فعلا و ادم و ضاع بسببك و انا و ادينى بضيع! انت ايه يا اخى شيطااان!
, حمزه وقف بالعافيه قصادها: و توبت. توبت يا حنين و **** قِبلنى.
,
, حنين ضحكت بإستهزاء موجوعه: و مين قالك انك اتقبلت عند ****؟ مش يمكن بيمهلك! مش يمكن بيحاسبك! مكانش عاقبك يا حمزه بأدم اللى لحد اللحظه دى معرفش اذا كان إبنى و لا إبنك!
, حمزه اتكلم بصوت مبحوح: مرجعتش للحرام تانى. من يومها دفنت الحرام و مطلعش. و حياة ولدى ما
, حنين صرخت: اخرس. متجيبش سيرة ابنى. سواء كان ادم منى و لا منك ف هو إبنى. إبنى اللى عاش ف حضنى ست سنين و ربيته و كبرته. إبنى. فاهم و لا لاء!
,
, حمزه قرب إيديه يمسك إيديها شدتهم بعنف منه: ادم عرف ايه قبل ما يمشى!
, حمزه بصّلها قوى بتوهان و هي كملت بتهكم: ماهو مختفاش يا حمزه. متخطفش. ادم مشى بمزاجه. لازم عرف الحقيقه دى اللى خلته يرمى كل حاجه ورا ضهره و يمشى. لازم اتصدم زيى دلوقت. اتخذل منك و فيك. انا بس اللى عارفه ممكن يكون حس بإيه ساعتها. حس بإيه خلته مش عايزك. زيى دلوقت.
,
, حمزه غمض عينيه بسرعه و هو بيشوف بقية مشهده الاخير يوم الحادثه و كل حاجه بتتقفل للابد. اكيد ادم شافهم او كان قريب منهم! ازاى مشافهوش!
, حنين كملت بحزن: معرفش ممكن يكون عرف ايه و ازاى بس اكيد شاف منك اللى رسمله كل حاجه قدامه. ماهو مش معقوله قرا مذكراتك زيى! اكيد شاف حقيقتك.
,
, حنين حست ان مفيش حاجه تانيه ينفع تتقرى بعد كده. بعد النقطه مبيجيش كلام.
, قفلت الورق بتعب من الوجع اللى كأنها بتعيشه من تانى. حدفت الورق ف الذباله جنب السرير!
, حمزه بصّلها بعيون بتترجاها: حنين. رميتى كل حاجه ليه؟
, حنين نطقت بضعف: بعد النهايه ما بتتحط مبيجيش غير الوداع. مبنقولش و مبنسمعش غير مع السلامه.
,
, عدى يوم و اتنين لحد اخر الاسبوع و ادم بيرتب للعمليه اللى هيخلص فيها من الحاجه و من كل حاجه لحد ما جه اليوم ده.
, اجتمع بالناس اللى معاه عصام و ورد و سيف و سحر و نسناس و كذا حد و قسّم الادوار عليهم بشكل يناسب تفكيره.
, عصام: انت مصمم ان التسليم يبقى من ايدك انت عادى. لكن ليه الكل ف يوم واحد و هنا!
, ادم بهدوء: عشان الامان. عشان تديهم الامان. هيثقوا فيك ازاى الا اذا خدوا الامان منك!
,
, سيف بصّله بتوتر: احنا معرفنهومش على بعض و لا ان التسليم هيبقى للكل ليه؟
, ادم بهدوء: عشان الكل هيقلق من ده و انا لازم اعمل ده عشان الم الكل تحت طوعنا و الكل يعرف حجمنا و بنتعامل اد ايه ف نمسك السكه
, عصام هز راسه بقلق: عشان كده عملت الليله دى حجه. افتتاح المحل!
, ادم بصّله بطرف عينيه: ماهو كمان هتلاقى فين مكان يلم الناس دى؟ ده انت جايبلى طابور و لا الطابونه. محسسنى ان نص مصر بياعين و النص التانى مبرشمين.
,
, عصام ضحك بمكر: عيب يا بوص انت قدها. الكميه اللى جات من البيج لمختار كبيره و انت اللى ضربتها و جيبت عليها و طمعت ف المكسب قبل ما تضمن النتيجه.
,
, هدهد كانت جايه مع ادم بس لحد السلم الموصّل للبدروم و سابها تستناه برا. بعد ما نزل اتحركت كذا خطوه قربت تتابع الموقف من بعيد بقلق و عينيها متعلقه بآدم اللى هز راسه لعصام ببرود.
, قام و شاور لنسناس اللى قام وراه و جابوا الحاجه و اللى هدهد اتصدمت من منظرها. لا الكميه هي هي و لا حتى شكلها هو هو. ده اكتر من عشر شكاير و متكممين بحرس!
, بصت لأدم اللى حس بنظراتها وراه من غير ما يبصلها و إتجاهلها.
,
, ادم اتحرك وقف بثبات و شاور للكل وقفوا: هنخرج برا ع الطريق وسط الافتتاح و اما يبتدوا يسحبوا لهنا ورد و سحر يكونوا مع عصام اول الطريق اللى هيدينى اشاره و هنا نسناس و سيف هيكونوا مستنينهم و هيتصرفوا ف دخولهم بهدوء لحد ما اجى وراهم
, الكل هز راسه و ادم اتكلم و هو طالع السلم: متقلقوش الحكايه مفهاش مجهود و هتخلص بسرعه. كلهم واخدين نفس المعاد.
,
, هدهد اتخضت اما لقته قدامها رغم انها متابعه الموقف كله و كلامه و حركته بالملى. كانت شارده و مركزه بتوهان.
, ادم بصّلها بطرف عينيه اما اتخضت: شووف ازاى
, هدهد بلعت ريقها بتوتر: انت ليه جيبتنى معاك؟
, ادم مردش و اتحرك لبرا و هي وراها وقفت قدامه بفضول اول ما خرجوا: يا ترى شاكك فيا و لا خايف منى؟ انهى فيهم؟
, ادم كعمشلها وشه بسخريه و زقها: يا شيخه اتلهى متعمليش كاريزما و انتى عبيطه **** يباركلك.
,
, هدهد ضحكت بخفه و اتكلمت بحماس: طب أنا عندي فكرة برا الصندوق
, ادم اتحرك يخرج من الشارع بنفاذ صبر: دخّليها تاني مفيش وقت
, هدهد بصت لملامحه اللى مقبوضه بخنقه من الصبح: طب مكتئب ليه؟
, ادم بضيق: ما اكتئب عادي يا هدهد هو احنا في شرم؟
, هدهد ضحكت ببلاهه: ‏ يابنى تبسّم للنبى. حاول تعيش حياتك و تنبسط قبل ما **** ياخدك.
,
, ادم بصّلها بغيظ و شدها عليه من راسها افتكرته هيضربها عليها اتفاجئت بيبوس راسها و بيحطها على صدره و يضمها بإحساس غريب!
, هدهد اتهزت من الاحساس اللى اتخلق بينهم فجأه كإنه خرج من جواهم!
, استغربت من شخصيته اللى بتتقلب من موقف للتانى و مكان للتانى و بصتله بحيره: انت ازاى قادر تتحوّل كده! لا صوتك ماشي مع شكلك و لا شكلك ماشي مع عمرك و لا عمرك ماشي مع أسلوبك و لا أسلوبك ماشي مع حد.
,
, خرجوا لبرا الشارع و وقفوا مع الناس اللى بتتلم على الافتتاح.
, عصام اداله اشاره بالتليفون و هو بص فيه و إبتسم و شاور لنسناس اللى عمزله قبل ما ينسحب.
, ادم بصّ لهدهد بهدوء: اللى هقوله مش عايز مناقشه ف حرف منه
, هدهد دمعت: خدنى معاك
, ادم محسش بإيديه اللى بتضغط على إيديها بتمسك: مش هينفع. اللى جاى لو بس لمحتيه هتتآذى.
,
, هدهد هتتكلم ادم حط صوباعه ببطئ على بوقها و شاورلها على الشارع برا خالص المؤدى للعمومى: خليكى هنا
, هدهد بتوتر: عشان
, ادم هز راسه بقلق و موبايله رن ف بص بقلق فيه و استعد يتحرك: لازم امشى. الكل اتجمع
, هدهد مسكت إيده بعد ما إدالها ضهره يتحرك و هو جِمد مكانه للحظات.
, هدهد بصوت مهزوز: انا خايفه يا ادم
, ادم لف وشه لها و قلّد صوت الخاله نوسه: لا مينفعش تخافى. عملتى كده يبقى لازم تجمدى.
,
, هدهد بصتله قوى بذهول اكتر من الابتسامه اللى ظهرت على وشها من لهجته المرحه.
, ادم بصّلها و مثّل الخوف: انا خايف
, هدهد ضحكت غصب عنها و هو شاورلها ببوسه ف الهوا و بعد ما اتحرك خطوتين وقف و لف وشه لها و ف حركه مفاجآه شدها عليه اخدها ف حضنه جامد.
, هدهد نطقت ف حضنه بضعف: ادم. انا كنت عايزه اقولك انى
, اخد نَفس طويل جدا ف حضنها كنه بيتنفسها و همس: انا اللى من بدرى عايز اقولك وحشتينى اوى على فكره.
,
, هدهد رفعت وشها له و قبل ما تنطق شاورلها ع الشارع و متحركش الا اما مشيت وقفت مكان ما حددلها.
, سابها و دخل و هي خرّجت موبايل من شنطتها و قبل ما تفتحه ضغطت عليه بتوتر.
, عدت دقيقه و اتنين و دقايق كلهم توتر ع الكل لحد ما فجأه رنت اجراس الخطر مع اجراس الشرطه اللى حاوطت المكان و حودت من كل جهه بتتجمع عند الشارع. بدون سابق انذار ظهرت عربيات الشرطه بسرعه مخيفه و ركنت ف مدخل الشارع.
,
, نزل منها عدد بسيط من العساكر لكن بمجرد ما اتحركوا ظهر عدد كبير جدا اتحركوا معاهم كإنهم تبعهم.
, هدهد بصتلهم بفزع و للحظه ندم سيطر عليها. ندم على كل حاجه و من الاول. قلبها اللى اتخلع هو اللى ندم و اتمنى لو ياريتها ما كانت جات!
, مسكت موبايلها و قبل ما ترفعه شافت الشرطه وقفت عند البدروم و اقتحمت المكان بسلاح و دقايق كان ضرب النار بيترش زى الملح!
,
, هدهد حدفت الشنطه و جريت على جوه رغم التجمع الضخم اللى حاوط المكان و الشارع. قطعت طريقها اما شافت الظباط و العساكر خارجين مكلبشين عدد كبير اوى اوى و بيحملوهم للبوكسات اللى ركنت.
, وقفت بترقب تتابع الكل لحد ما نقلوا الكل للعربيات!
, ادم مش معاهم! شافت نسناس و سحر بس بيتحركوا مع العساكر و قبل ما تندفع عليهم كانوا اختفوا وسط الدوشه!
,
, اخدوهم و مشيوا و عربيات الشرطه بالبوليس عدت قدام عينيها و اختفت بنفس السرعه اللى جات بيها!
,
, المكان فضى و اتشمّع و اتقفل. وقفت بتوهان مش قادره تستوعب ان كل حاجه خلصت بسرعه كده!
, جريت ع المكان بس معرفتش تدخل لإنه اتقفل. اتحركت للقهوه لقتها قفلت. راحت بلهفه ع المحل بتاع السمك اللى ادم قالها عليه لقته قفل! راحت ع الشقه اللى كانت مع ادم فيها شافتها مقفوله بالقفل من برا زى ما ادم قفلها و هي خارجه معاه و محدش موجود!
,
, يوم و اتنين و اسبوع و هي بتتابع المكان و كل حاجه حواليه بس مفيش فايده! مفيش اثر! مفيش ادم!
,
, عند مديرية الامن ركن بعربيته و نزل. وقف ثوانى قدامها بيتنفس بعمق و ذكريات كتير بتعدى من قدامه مختلفه باصوات مختلفه.
, منير: احييه يا ادم احنا متفقناش على كده. ايه اللى جاب البلوه دى هنا؟
, انس: ادم هو مش هديه تبقى صحفيه؟
, منير: ادم اطلع ع القهوه انا جايلك بالبوكس ف السكه. عايز اجيبك قدلم الحته كلها
, ادم بغيظ: قصدك عايز. تعلم عليا يا ابن الصرمه قدام الحته كلها
, منير ضحك: الاه مش عشان تتحبك صح.
,
, انس استغرب: DNA ايه اللى عايز تعمله مع هديه يا ادم؟ لعلمك هديه ممكن بردوا تبقى اخ
, ادم قاطعه برفض: لاء
, انس: طب ارجوك استنى بعد الليله السوده دى
, منير: ادم رحاب كلمت القسم بلغت. الدنيا ضاقت بيك ملقتش الا شقتها؟
, منير: احيييه يا ادم هديه الجرسون اتعرف عليها و واخدها ع القسم اهو و انا ف السكه اتصرف.
,
, غرق ف دوشة ذكرياته اللى قطعها رنة موبايله.
, ادم خرّج موبايله بملل اتحوّل لضيق اول ما بصّله. اتقدم بخطوات ثابته لحد ما دخل.
, حاول يتجاهل موبايله اللى مبطلش رن ف فتح بخنقه: رحااب انتى لو نحله مش هتزنى كده!
, الرائد منير واقف مع اللوا محمد و ادم عدّى من جنبهم داخل مشغول بموبايله و بيعدى من جنبهم خبط ف الرائد منير.
, ادم عدّى و ف لحظه وقف و قفل موبايله و رجعلهم.
, الرائد منير رفع ايديه الاتنين لفوق: ريس.
,
, ادم رفع حاجبه و هو بيقرب و بيشمر قميصه ببطئ و بيبصله بطرف عينيه.
, الرائد منير بيرجع لورا بخوف كاتم ضحكته: عيب ياريس
, ادم نزّل حاجبه و رفع التانى و هو بيشمر كومه التانى: تانى؟ انتى تانى؟
, الرائد منير ضحك غصب عنه بخوف: ده هو اللى ملبسنا هو هو هو
, ادم ضربه بوكس بغيظ: اسكت مش قلّعنا؟
, منير مسك دقنه بيدلكها بغيظ شاف ادم بيقرب منه بمكر: تعالى يا ريس
, منير رفع إيديه: عيب يا باربونيا.
,
, ادم ضربه كمان بوكس: انا يتقالى عيل عوق؟
, منير شاور بخوف مصطنع: لالا ده انت
, ادم ضربه كمان بوكس و شاور على نفسه: انا يتقالى فلانتينو العشوائيات
, منير ضحك بغيظ و هو ماسك وشه: لالا ده انت قائد العشوائيات
, ادم رفع حاجبه و شاور على نفسه و منير صحح بسرعه: قائد المخدرات. قائد الادب و الاخلاقيات. الراجل بتاع مكافحة المخدرات
, ضحكه عاليه جات من بعيد بتقرب منهم و منير لف وشه و ضحك معاه: انس.
,
, ادم بص وراه و كعمش وشه: نسناااس باشا
, انس قرب بغيظ: ما بلاش نسناس دى بتفكرنى بحاجه همووت و انساها
, ادم ضحك بصوته كله و منير وقف جنبه: اهو احسن من انيسه يا ريس احمد **** انه نسيها
, انس رفع حاجبه و قرب منه بمكر: تعالى ف حضن الريس بقا يا ريس عشان الدور عليا ابقى الريس
, منير جرى ورا ادم: عيب يا نسناس احنا قدوه
, نسناس قرّب ببطئ: فاكر يا ريس اما كنت انت الريس و انا مش الريس؟
, منير ضحك بنهجان: احنا دفعه يا انوووس.
,
, انس لف وراه: لا انا مبصاحبش نسوان يا منيره
, منير رفع حاجبه: لا خد بالك انا مونى اه لكن راجل اووى
, ادم لف ف وشه و شدوه بينهم بغيظ: لازم اكشف الاول. اشوفك منير و لا منيره
, منير رفع إيده بين مسكتهم له: لا عيب كده. سمعة امكم يا عيال مصر
, ادم شده: طب و حياة امك لا اخليك لا تحصل منير و لا منيره
, منير بيشاور بخوف لاء: لالا ده انت ابن مصر.
,
, ادم بعد ما مد إيده ناحيته و كوّرها فكها تانى و شاور بيها بسخريه مع حركة بوقه: اسكت مش عملت DNA و المحروسه طلعت مش امى
, منير ضحك بهمس: اخسسس
, اللوا محمد قرب منهم بإبتسامه و خبط على كتف ادم: و **** عيب ان الكلمه دى تطلع من ظابط لاء و ايه ظابط امن دوله
, ادم كعمش وشه و لفّه له و مثّل البراءه: و انا مالى يا لمبى. مش تحليل الDNA اللى اثبت ان مصر مش امى؟
,
, اللوا محمد ضحك بهدوء: معلش انا عارف انك انضغطت الفتره اللى فاتت. بس كل نجاح له تمن. صحيح التمن عندنا احنا بالذات بيبقى غالى بس بردوا فرحة النجاح بتبقى غاليه
, ادم همس لآنس: تفتكر لو قولتله غاليه دى تبقى خالتك هيزعل؟
, انس كتم ضحكته: مصر السافله طلعت مش أمه؟ يبقى اكيد هيشك ف غاليه؟ و اللى ميتكسفش من امه ميجيبش من خالته عيال
, ادم ضحك بخفوت و هو بينكزه ف جنبه.
,
, اللوا محمد إبتسم: ده غير انك بالتمن و المجهود في الشغل هنا هتكبر بسرعه
, انس ببلاهه: إيه ده هترقّى؟
, ادم بخفه: لأ دول عندهم هتكبر يعنى شعرك هيبيض، و نظرك يضعف، و يجيلك شيخوخه مبكرة و كساح و نبقى بدرى بدرى كتع كسل كسح
, انس ضحك بصوت عالى و منير ضحك معاه و ادم بص للوا محمد ببلاهه و كعمش وشه و هو بيشاورله عليهم لحد ما اللوا محمد ضحك معاهم و هو ماشى.
, لف وشه لهم و بص لآدم شويه: امال هديه فين يا ادم دلوقت؟
,
, ادم وشه نوّر بتلقائيه و حط إيده على شعره حرّكها بإحراج.
, اللوا محمد إبتسم و هو ماشى: حمد **** ع السلامه يا قائد
, هدهد واقفه بغيظ قدام المكتب و هنا دخلت بإندفاع متحمسه: حمد **** ع السلامه يا ديداااا
, هدهد بصتلها و كعمشت وشها: اسكتى ده انا لو مهمتى زادت ثانيه كنتى هتقوليلى مع السلامه يا ديدااا.
,
, قلدت صوتها اخر الجمله و هنا ضحكت جامد: لا بس ايه. من وقت ما نزل العدد و الجوابات نازله ترف ع الجريده من كل اتجاه. الويب سايت و الايميل و المبنى حتى هنا. ده و لا جوابات الشيف الشربينى يا بنتى
, هدهد هزت راسها و رفعت ياقة الشميز بغرور: شربينى مين يا بنتى اللى هينافسنى؟
, هنا بحماس: العدد ده غير كل مره. مفرقع و الاقبال ع العمود بتاعك ماشاء **** بيزيد بحماس.
,
, انتبهوا على صوت استاذ سعيد محرر الجريده لف الكرسى بتاع مكتبه ناحيتهم و ساب الورق و بصّلهم بحماس: استاذه هديه انا حقيقى بهنيكى. حقيقى بشكرك. حقيقى مش عارف اقولك ايه. حقيقى هعملك مكافأه هايله
, هديه تمتمت ببلاهه: كل دى حقيقى ف الجمله؟ تبقى بتكدب
, استاذ سعيد رفع وشه لها و هي بصت لهنا بسرعه: تكدب. تبقى بتكدب. هي هى
, سعيد بحماس: اه اه. برافووو حقيقى سبق صحفى هنجرى بيه لقدام بالجريده.
,
, هديه ضحكت بمرح: و **** يافندم انتوا فعلا كنتوا هتجروا. بس كنتوا هتجروا ورا النعش بتاعى او ورا البوكس. ايهما اقرب
, سعيد بصلها بحماس: و ايه يعنى؟ الصحفى الشاطر لا يهب المخاطر
, هديه هزت راسها و هي مكعمشه وشها: مممم
, سعيد بحماس: الصحفى الشاطر يجرى و يضحى بحياته من اجل موضوع صحفى واحد حتى لو كان اخر موضوع هيكتب عنه.
,
, هديه لسه مكعمشه وشها و بصت لهنا و هي بتهز ملامحها: هو انا بستغرب ليه من كل فرقعه اعملها؟ ماهو من النفخ ده
, سعيد: و انتى شخصيه حماسيه عندها استعداد تدفع حياتها تمن مبادئ و افكار تعتنقها
, هدهد هزت راسها بملامحها اللى ضماها على بعض بضحكه صفرا.
, سعيد: انا شخصيا لو ده حصل هعملك مانشت هايل و سبق صحفى
, هديه ببلاهه: سبق صحفى لإيه يا فندم؟
,
, استاذ سعيد بحماس و هو بيشاور بإيده لفوق: تخيلى معايا كده. هديه الجيار مع الحدث قبل الحدث! او هديه الجيار الحدث و نقله ف ان واحد! طب و **** ينفع مانشت حلو. و تحسيه جذاب كده
, هديه ميلت راسها ناحيته و رفعت حاجبها: مانشت لإيه يا فندم؟
, سعيد بحماس: لخبرك
, هديه كحت بسرعه: يخربيييتك
, سعيد ضحك بتصحيح: قصدى بعدين. لو حصل لا قدر **** اللى بتحكى عنه و نجروا ورا النعش و لا البوكس.
,
, هديه تمتمت لهنا بغيظ: هو انا لو قتلته و خليته مانشيت العمود للاسبوع الجاى هيجرا حاجه؟
, هنا همستلها بضحك: هي الخساره الوحيده هتبقى للجريده عشان الخبر مش هيبقى ضجه
, استاذ سعيد: لازم تتعبى في الاول
, هديه ببلاهه: عشان أرتاح بعدين؟
, استاذ سعيد: لا عشان تتعودى ع التعب
, استاذ سعيد ضحك: شارع هديه الجيار، ميدان هديه الجيار. مش ده حلمك؟
, هديه مثلت بدراما: اه بس
, استاذ سعيد: تعالى نخلى الحلم حقيقه.
,
, هدهد كعمشت وشها: تعالى تعالى. يا استاذ سعيد صالح
, هنا نكزتها و هي اتعدلت بغيظ: ااا مدحت صالح اهو اى صالح ف المصالح
, استاذ سعيد شاوربها بحماس: مصر تناديكى
, هدهد شاورتله بخفه: انت كده هتخلى الحلم كابوس
, استاذ سعيد: مصر امانه ف رقبتك
, هدهد انفعلت بمرح: انت بتكلم رأفت الهجان؟
, استاذ سعيد شاورلها: الميدان
, هدهد كعمشت وشها بتأثر: اه اه
, خرجوا و هنا بصتلها و غمزتلها: امال فين باربونيا بتاعك؟
, هديه سرحت بحزن: معرفش.
,
, هنا: معكيش رقمه؟
, هديه هزت راسها بحزن: تليفونه اتقفل
, هنا: طب مسألتيش ف القسم؟ موصلتيش لحاجه؟
, هديه دمعت: مسيبتش حاجه ممكن تتعمل توصلنى بيه و معملتهاش
, هنا زقتها بغيظ: يخيبتك. حد يبقى معاه مز زى ده و يفرط فيه؟ ده انا اما لقيتك مجيبتيش سيرته ف التحقيق الصحفى قولت بتدارى عليه و اكيد خلع
, هديه هزت راسه بحزن و مشيت.
,
, راحت على مكتبها و بمجرد ما قعدت شردت ف ذكريات كتير شايفاها بتقرب منها من كل ناحيه حواليها كإنها بتحضنها.
, عدلت الفايل قدامها ع المكتب و رتبت اوراقه و حطت ورقه بيضا فوقه و خطت عليها ببطئ هادى.
,
, كما يُولَد من رحم وحل الارض نبته طيبه احيانا يُولَد من رحم العفن طُهر. و تُولَد من رحم الضعف قوه. يُولَد من رحم الفساد قدوه. كما يُولَد من رحم الكره ( سكتت كتير مع ابتسامه نورت وشها الشارد ) كما يُولَد من رحم الكره حب.
, احيانا يُولَد من قاع المجتمع مثل اعلى كما يُولَد من وسط الرعيه قائد.
,



 
  • عجبني
التفاعلات: wagih

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%