NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكافأة لخالي حامي شرف العائلة الحلقة 2

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

round trip to org

نسوانجى الاصلى
الكاتب المفضل
نسوانجي متفاعل
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
5 أكتوبر 2022
المشاركات
2,907
مستوى التفاعل
1,874
نقاط
3,712
الجنس
ذكر
الدولة
Morocco
توجه جنسي
عدم الإفصاح
لحلقة 2



من حسن الحظ، أن اليوم الموالي كان يوم عطلة. فوق مائدة الفطور وقفت أختلس النظر لوجه خالي. كنت أحضر نفسي لإكمال معركة الليلة الماضية. لكن ملامحه في هذا الصباح بدت صافية وهادئة. كل غيوم البارحة التي كانت تلبد وجهه انسحبت تاركة مكانها لنور شمس غير منظورة. قبل أن أكمل فطوري، وضع خالي كفه على كتفي وهو يبتسم.


= حاول أن تسرع لأني أعددت لك برنامجا سوف يعجبك هذا اليوم. ستشاركني في عمل هام لو قبلت. قال وهو يندفع خارجا نحو الباب.
رفعت عيني نحوه. رايته كعادته يبتسم واقفا قبالة الباب. شئ ما يلمع في وجهه. بدا مرتاحا كأنه لم يمض ساعات الليل يتقلب في الفراش كالمجنون.
= لا تسألني عن طبيعة البرنامج لأني واثق أنه سوف يعجبك لو أسرعت.
قال هذا وهو يقترب أكثر من الباب. خلت أنه يقرأ أفكاري وهو الآن يسعى واثقا لإقناعي كي أمتثل مطيعا لما سيقترحه علي. ينتظر مني تنفيذ شئ لم يستشرني فيه. لم أتخيل يوما ما أن هذا الذي جاء من قرية نائية موغلة في طيات الجبل سيفرض علي أفكاره بهذا الشكل. لكني استسلمت وعقلي يقول بداخلي، وماذا بعد؟ لن أخسر شيئا ما دمت معه. هو خالي ولا يمكن أن يتنازل عني أو يقبل في حقي أية إساءة. وستكون بالمناسبة فرصة كي اتعرف عليه بما يكفي. كانت هذه أول مرة يشركني في بعض خصوصياته.

في الخارج، لف ذراعه حول كتفي بدون أدنى حرج كأننا لم نتخاصم ليلة أمس أو كأنه لم يطعني بسؤاله البليد طعنة من الظهر. مباشرة ونحن نسير بدأ يطلعني على ما سماه برنامج رحلة مستعجلة إلى البحر. كان يتوقع أن أغرقه بأسئلتي بعد أن صرنا وحدنا في الطريق. سألني بداية قائلا:


= من هو أقرب أصدقاء الشلة التي تعاشرها إلى نفسك؟ استغربت تساؤله، لكني أجبت :
= إنه صديقي "سعيد" لماذا؟
= ستعرف فيما بعد. المهم هو إلى اي حد تثق فيه؟
= إلى أبعد الحدود. إني أعرفه منذ مرحلة الروض. ثم الابتدائي وإلى اليوم ونحن نزجف نحو نهاية تعليمنا الثانوي. سكت قليلا ليفكر ثم استأنف الشرح:
= اسمع جيدا. سنقضي هذا اليوم على الشاطئ، لا تستغرب بسبب حالة الطقس. أعرف أننا في فصل الشتاء. سيكون من المفيد أن يرافقنا شخص قريب نثق فيه. بدوري سوف أصطحب معي شخصا آخر من معارفي، سيكون حضوره معنا ضروريا لنكمل البرنامج. أردت أن أسأله فسارع إلى إسكاتي قائلا:
= قلت لك ثق في ولا تستعجل.

كان الجو صحوا ذلك الصباح. ومع هذا احتفظت بداخلي بشعور مضطرب بين الخوف والحيرة و الاستغراب. أردت أن أعرف على الأقل، كيف سنصل إلى البحر، وماذا سنأكل لو أصابنا الجوع، وما الذي سنفعله حين نصل، بما أننا لسنا ذاهبين للسباحة...لكن خالي كان يسيطر على الموقف فأخرصني وهو يقول:
= لا تهتم ولا تقلق..لقد تدبرت كل شئ..سنركب سيارة أجرة وستأكل حتى تشبع، لا داعي للقلق أو الخوف.

لم يتطلب مني الموقف كثيرا من الوقت كي أخرج صديقي "سعيد" من بيته، ثم لأقنعه بالبرنامج المقرر من الخال. وجدت صديقي، على عكسي أنا، متحمسا ومستعدا للمغامرة. فجأة اعتلاني ما يشبه الرعب حين رأيت خالي يتوقف عند باب بيت المدعو"رأس الغول" تلعثمت و حاولت أن أعرف تفسير ما رأيت، كان يبدو علي التخبط وأنا أداري بداخلي سحابة الضيق المفاجئة. لكن خالي شعر باضطرابي فقال يطمئنني:
= هذا هو الصديق العزيز الذي اخترته كي يرافقني في رحلة اليوم. لقد اتفقت معه البارحة على البرنامج، وهو من تفضل بتحضير المأكولات والمشروبات مشكورا...سنستمتع كلنا بالرحلة بشكل لا يمكن تصديقه بسهولة.

أخذنا فعلا سيارة أجرة. طيلة فترة الطريق ظل خالي ينقل نظره بيني وبين "فلان" كنت أتساءل عما يدور في راسه؟ لم يكن "فلان" طالبا، ولا علاقة له بجو الطلاب والمتعلمين. فتعليمه لم يتجاوز مستوى الشهادة الابتدائية. كان شقيا وشريرا وكسولا حتى طردوه من المدرسة. لكن بشرته السمراء وخفة حركاته أهلته لحرف كثيرة منها إتقان الرقص والقفز على الحبال وتسلق الجدران كسائر اللصوص، فضلا عن كثرة معاركه التي تركت على خده الأيمن جرحا عميقا يبدو كخط أسود بارز بعد شفائه. ليس له اصدقاء محددون ومعروفون، كان ينتقل من جماعة لأخرى بدون استقرار أو عاطفة تجبره على الإخلاص لمعارفه. مجرد فأر منحوس مجبول على الغدر بمن يعاشره بدون أدنى تردد. شخصيا كل ما أعرفه عنه أنه يكبرني بحوالي 6 اعوام. مما يعني انه أكبر حتى من خالي. حاول الاشتغال في بعض المطاعم بمركز المدينة لكنه طرد بعد حين. في الغالب لأنه ضبط سارقا أو لأنه اساء معاملة أحد الزبناء. لا علاقة له باللباقة وحسن التصرف ليقبل في عمل مماثل.

قلت في نفسي، أنه في الغالب لا يعرف أن الشخص الذي يرافقني هو خالي، وإلا كان سيرفض المجئ معنا. أو ربما خولت له نفسه أن خالي سيغدر بي وسيشاركه في مصائبه ونواياه الشريرة. نظرت إليه فوجدته يضحك بدون سبب كعادته. ربما هي طريقته لخلط أوراق من يراقب مشاعره ونواياه. كان يحاول التودد لصديقي سعيد بعد أن شاهد كيف أن خالي يضع ذراعه حول كتفي ويحيطني بعناية خاصة. قد يكون مشحونا بشهوته منهمكا في تحضير خططه الماكرة اللعينة. لا شك أنه ركز ميولاته حول سعيد المسكين. ذكرني منظره بذكريات بعيدة كنت محوتها وطردتها نهائيا من خيالي. نفس التحايل والابتسام. مثل ذئب يحوم حول ضحيته قبل أن ينقض عليها مفترسا بلا رحمة. سذاجة سعيد بدوره وغفلته غير العادية واطمئنانه تقوي طموح "فلان" وجشعه وتجعله طامعا شبه متأكد من صيده الثمين. كان كأنه مقبل على وليمة غير منتظرة.

السؤال الذي ظل يحيرني عندئذ هو، ما الذي جمع بين خالي وبين هذا الذئب؟ كيف يوافق خالي على نوايا مجرمين من طينة "فلان"؟ هذا إن كان فعلا قد أطلعه عليها. ومن هو صاحب مشروع البحر؟ هل الخال أم فلان؟ أم هما معا، وسنكون أنا وسعيد غنيمة اتفاقهما الملعون. كنت بين حين وحين أنظر صوب خالي أتفرس محياه لعلي احصل على تفسير لحيرتي. كأني أقرأ في ملامحه ما يريح قلقي وينقذني مما كنت فيه. خائفا رغم وجود خالي بجانبي.

توقفت بنا سيارة الأجرة عند مرتفع رملي يطل على الشاطئ. كانت أصوات الموج المتلاطمة تصل اسماعنا من بعيد مثل لهاث لا ينقطع. على بعد 200 متر تقريبا اصطفت مجموعة من البيوت الخشبية ( كابانوهات ) مثل حاجز يحجب عنا مشاهدة البحر. انطلقت أنا وسعيد نجري كطفلين سجينين يطلق سراحما فجأة. بينما تعاون خالي مع صاحبه على حمل كيس كبير ذي أذنين. اقترب "فلان" من أحد تلك البيوت وأخرج من جيبه المفاتيح. كان البيت مصبوغا بطلاء اخضر. منظره بسيط من الخارج لكن بعد دخولنا اكتشفت ألا علاقة للداخل بما رايت من الخارج. كأنما رتبه ورونقه فنان محترف. على الجدران الخشبية نسخ من لوحات مشهورة معظمها نساء عاريات. كان يحتوي بالكاد على الضروريات. مرحاض ودوش ومطبخ مستطيل وصالة واسعة نسبيا، بها ثلاث كنبات بدون ظهر، وغرفة نوم واحدة.

باشر "فلان" عملية إفراغ محتويات الحقيبة. حوالي 20 قنينة جعة مع قنينة كوكا واحدة. بعض المأكولات عبارة عن جبن وشرائح لحم مملحة وخبز ومكسرات. ابتلعت الثلاجة في لحظة كل المحتويات. وقام بتشغيلها مباشرة. كان وهو يشتغل يتحدث في نفس الوقت. يحاول ان يشرح لنا كيف حصل على مفاتيح البيت. قال إنه لفنان غربي مقيم بالمغرب. يراوح إقامته بين الشاطئ وبين السفر للخارج. وقد تعرف عليه في أحد الكابريهات الليلية.

سرعان ما وضع أمام خالي جعة وفتح لنفسه أخرى. فجأة نظر إلي خالي قبل أن يلتفت تجاه "فلان" ليسأله:
= هل كنت تعرف "أمين" ( أي انا ) قبل اليوم؟ ...أجابه الآخر ضاحكا:
= بالطبع أعرفه. إنه قريب جدا، أراه تقريبا كل يوم وعيني لا تفارقه حين يمر من أمامي...
= وهل كنت تعرف أنه ابن أختي؟



هنا تغير لون "فلان". أصابته موجة حر مباغتة احمر على إثرها وجهه رغم سمرته، بدا كأنه صدم من سيارة عابرة لم يتوقع مرورها بجانبه.
= في الحق....قيقة...في...لم أكن أعرف ذلك..ثم التفت نحوي ليداري اضطرابه وقال:
= تشرفنا بمعرفتك...أيها..(.ثم ضاحكا يكمل جملته..) أيها الغزال. .أطلق علي هذه الصفة ربما يحاول من خلالها أن يظهر عدم المبالاة أو يبين أنه يستصغر خالي أو يخفف من أثر المفاجأة.

شعرت كان الجو بدأ يتكهرب فسألت خالي :
= هل يمكن أن نخرج للفسحة قليلا أنا وسعيد؟ سنتجول بعض الشئ قرب الأمواج ثم نعود.
= طبعا ممكن...خذوا راحتكم، لكن لا تبتعدوا كثيرا عن البيت.

إلى هنا تركنا الإثنين وانطلقنا أنا وسعيد هاربين من الشرر الذي بدأ يتطاير ما بين النظرات والكلمات. تمنيت أن نجد الجو أكثر راحة وصفاء عنما نعود، وفي هذه اللحظة،....

كان لا بد أن اقف عند هذا القدر في انتظار الحلقة 3 .
 
  • عجبني
التفاعلات: الشبكشى و بشار
تنشر الأجزاء في تعليق علي القصة للغلق
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%