NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

  • حبيته
التفاعلات: يوليوس قيصر
  • بيضحكني
التفاعلات: يوليوس قيصر
  • أتفق
التفاعلات: يوليوس قيصر
  • حبيته
التفاعلات: يوليوس قيصر
الجزء الرابع نزل 🙏🥀🥀
@MONA# @لؤلؤه سوداء 🪆🌚 بدِٖٓۆيَّہ @xx_nour_xx @Bandoda @أوتاكو هانم 😈 @Ahmed1989 @ياسمين الجندول @𝒯ℋℰ 𝒦ℛ𝒜𝒯𝒪𝒮 𝒵ℰ𝒰𝒮 @وهم الأقنعه @بيكهام الاسمرر @rafefq @☆( 𝗠𝗢𝗛𝗔𝗠𝗘𝗗 )☆ @Eross @M o u s a @Im28LUlukatty @Palestinian @دندوشه @❤Sarah❤ @João Félix @مدام دعاء @ملك نسوانجي @محمود عبده @الزعيــــــــم @زورق @عسولة @shahd❤️ @استشاري الحياه @Maxxx_PlayerxXx @avioo @Mariam Hisham @خبير معتزل (الخال) @مازن صقر @Life Arch @ادم افندينا @ki1inG @Rana Ramzy. @علاء محمد @العاااااالمى @E . N . G . Y @𝒬𝓊ℯℯ𝓃 ℛℯℯ𝓂.. @HAJAR HR @محمد ايزل @مصطفى مصطفى @اميرة زماني😊 @ayaat2 @الــــــعَــــــربــــــى @B L A C K @الباحـــث @مجنونة مطرقعة @Emy Ahmed @الدكـتـــــور @بيشوو @👑 مــلــک الـــروقـــان 👑 @sexypump @BODA 18 @همسة @Nadaamr @𝐄𝐋.𝐁𝐑𝐎𝐅𝐄𝐒𝐒𝐎𝐑 @قيصر نسوانجى @Hussain AlJaziri @اسنانجي @YOYA🌹 @legend2021 @Manar. @احمد ماندو 😎 @saso❤ @عاشقة الخيال @أمنيه رشدى @STroNG a👑 @أركان شاهين @Alkn Drakol2 @برنس الكون @Elnamr @Ehab Demian @العنتير @omar Fathi @𝐓𝐇𝐄.𝐁𝐎𝐆𝐄𝐘𝐌𝐀𝐍 @𝔱𝓗ⓔ β𝐋𝓪℃Ҝ Ã𝓓𝔞Mˢ @السرطان @smsm 705 @Nurse 💉🍑 @متهور موت @Alex 13 @ناقد بناء @BABA YAGA
 
تم أضافة الجزء الرابع
 
  • حبيته
التفاعلات: BABA YAGA
  • حبيته
التفاعلات: Ehab Demian
الجزء الرابع جميل جدا و احداثه مترتبه و هاديه و واخده حقها و خليت القارئ يحس انه بيمر بمراحل التدريب مع باسل
استمر يا صديقى عايزين بقية الاجزاء
 
  • حبيته
التفاعلات: BABA YAGA
الجزء الرابع جميل جدا و احداثه مترتبه و هاديه و واخده حقها و خليت القارئ يحس انه بيمر بمراحل التدريب مع باسل
استمر يا صديقى عايزين بقية الاجزاء
حبيبي يااخوياا🖤❤🥀

من عيوني ي غالي وانشاء **** الجديد يعجبك🖤🥀
 
  • حبيته
التفاعلات: Ehab Demian
الجزء الخامس نزل🙏🙏🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀 @🥀🖤 𝕄𝕒𝕣𝕪𝕒𝕞_ℍ𝕠𝕤𝕤𝕒𝕞 🥀🤍
@MONA# @لؤلؤه سوداء 🪆🌚 بدِٖٓۆيَّہ @xx_nour_xx @Bandoda @أوتاكو هانم 😈 @SNIPER89⛓️ @ياسمين الجندول @𝒯ℋℰ 𝒦ℛ𝒜𝒯𝒪𝒮 𝒵ℰ𝒰𝒮 @وهم الأقنعه @بيكهام الاسمرر @rafefq @☆( 𝗠𝗢𝗛𝗔𝗠𝗘𝗗 )☆ @Eross @M o u s a @Im28LUlukatty @Palestinian @دندوشه @❤️Sarah❤️ @.𝐀𝐋𝐕𝐀𝐑𝐄𝐙 @مدام دعاء @ملك نسوانجي @Ashri2 @الزعيــــــــم @زورق @عسولة @shahd❤️ @استشاري الحياه @Maxxx_PlayerxXx @avioo @Mariam Hisham @خبير معتزل (الخال) @مازن صقر @Life Arch @ادم افندينا @ki1inG @Rana Ramzy. @علاء محمد @العاااااالمى @E . N . G . Y @𝒬𝓊ℯℯ𝓃 ℛℯℯ𝓂.. @HAJAR HR @محمد ايزل @مصطفى مصطفى @اميرة زماني😊 @Ayaat @الــــــعَــــــربــــــى @B L A C K @الباحـــث @مجنونة مطرقعة @Emy Ahmed @الدكـتـــــور @بيشوو @👑 مــلــک الـــروقـــان 👑 @sexypump @BODA 18 @همسة @Nadaamr @𝐄𝐋.𝐁𝐑𝐎𝐅𝐄𝐒𝐒𝐎𝐑 @قيصر نسوانجى @Hussain AlJaziri @اسنانجي @YOYA🌹 @legend2021 @Manar. @احمد ماندو 😎 @saso❤ @عاشقة الخيال @أمنيه رشدى @STroNG a👑 @أركان شاهين @Alkn Drakol2 @برنس الكون @Elnamr @Ehab Demian @العنتير @omar Fathi @𝐓𝐇𝐄.𝐁𝐎𝐆𝐄𝐘𝐌𝐀𝐍 @𝔱𝓗ⓔ β𝐋𝓪℃Ҝ Ã𝓓𝔞Mˢ @السرطان @smsm 705 @Nurse 💉🍑 @متهور موت @Alex 13 @ناقد بناء @AH ~𝕂𝕀ℕ𝔾 👑 @HORUS𓂀 @Mgsh @napil bolbol @Thiago11 @Z🅰️🅿️eeeeeeeeeeR😈🔥 @_El7awy_ @ايام وبنعيشها @كابتن مصر 💪❤️ @『😈』 @fatima muhamad @Ehab Demian
 
تم اضافة الجزء الخامس
 
  • حبيته
التفاعلات: BABA YAGA
احلى كاتب ده ولا اي متميز دائما يا ياجا كالعادة احداث مميزة ومرتبه ومشوقة متتاخرش علينا بقت
 
  • حبيته
التفاعلات: BABA YAGA
(في قرية صغيرة كان يعمها السلام و الهدوء، كان الناس يعيشون في سرور و بدون قلق)
"هاهاهاهاهاهاها، أمسكني إن استعطت"
"انتظري أيتها المغرورة سأمسكك الآن"
"كيااااااه"
"ماااريا...ماذا بك تتعثرين بلا شيء"
"اه..لا....كنت أجري و فجأة رياح ما........ايه.....أخي.. ما ذلك الشيء"
فجأة ظهرت بوابة دائرية عملاقة و بدأت تتسع شيئا فشيء الى أن أصبح لا يمكنك رؤية محيطها و كانت كبحيرة شاسعة في السماء
بعد لحظات بدأت عدة ظلال تظهر منها رويدا رويدا حتى أصبحت أعدادهم لا تحصى، دوى صوت كبير من بينها يبث الفزع في القلوب قائلا "نفذوا العمل بسرعة"..كان الصوت آتيا من طرف مخلوق كان يشبه البشر الى حد كبير، لكن كانت هناك أشياء قليلة مختلفة به
كان له قرنين صغيرين ذهبيين بجبهته و أذنين حادتين بالجزء الافقي و السفلي و أنيابا كالتي لدى مصاصي الدماء في الأساطير و عينين صفراوين و كان يرتدي معطفا أسودا مغلقا بحيث لا يمكنك رؤية جسده
فور صراخه، بدأت الظلال تتفرق في جميع الأنحاء ثم قام هو بالنزول أرضا ليقف امام الطفلين الصغيرين
عندما ريا الاثنان ذلك المشهد أمامهما لم يهربا و بدل ذلك بقيا ليشاهدا تلك الأشياء الغريبة في السماء، كونهما لم يعرفا العالم خارج قريتهما، رؤيتهما لشيء كتلك البوابة أثار اهتمامهما بشدة
بعد لحظات ريا تلك الأشياء الغريبة تتفرق و ظل ما نازل أمام أعينهما و عند وصول هذا الكائن للأرض و وقف أمامهما، تغيرت نظرة التعجب و الفضول التي كانت على وجههما الى نظرة خوف و فزع بسبب شكل ذلك الكائن
"ياااااه.............."
صرخت 'ماريا' صرخة مدوية من الخوف، لكن هذه الصرخة توقفت فجأة، فقام الأخ الذي كان مرعوبا بالنظر لجهة أخته الصغرى ليجد جسدا ملقيا على الارض و دماء تسيل منه و رأس مقطوع بجانبه
"ماريا.....ماري...ما..آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه......"
نادى الفتى اسم أخته بوجه مفزوع و عينين فارغتين، فيصرخ بصوت مرتفع مرتعب لكن كما حدث مع اخته قطع رأسه فجأة برياح غريبة موقفة صراخه
(أثناء هذا، كان هناك اضطراب في القرية)
كان الناس في فوضى يتساءلون عن تلك الظلال البعيدة جدا في السماء التي ظهرت فجأة
"آه، أنظروا انهم يتفرقون، ما كان ذاك يا ترى"
(أمام منزل مهترئ)
"ما ذلك الشيء، لدي شعور سيء ايتها الأم، أين الطفلين"
"اه..إنهما..ايه..لقد كانا هنا فقط منذ فترة صغيرة يلعبان"
فور انتهاء الأم من كلامها بدأ ضوء غريب يسطع في السماء
تكلم أحد من سكان القرية "هوي....ما ذلك يا رفاق...."
كان هناك في السماء ذلك الكائن ذا القرنين الذهبيين من قبل و بإشارة من يده ظهر شيء كروي الشكل و صغير لكنه بدأ يكبر شيئا فشيء الى أن أصبح بحجم استطاع أن يغطي القرية كاملة، لقد كانت عبارة عن كرة نارية ضخمة للغاية كما لو أنها شمس صغيرة و بإشارة من يده مرة أخرى بدأت تنزل الكرة النارية الضخمة في اتجاه القرية
"وااااااااه..اهربوا"
حاول جميع من في القرية الهروب لكن هذا كان مستحيلا و اصطدمت الكرة مخلفة ورائها حفرة ضخمة كما لو أن نيزكا سقط هناك
(في قرية أخرى)
"اهربوا....اهر...ارخخخخ" عندما كان الرجل يحاول تحذير الناس قطعه شيئا ما لنصفين و في لحظة جميع من كان يحاول الهرب حدث لهم ما حدث لسابقهم
و في خلال دقائق فقط من تفرق الكائنات الغامضة جميع القرى المحيطة بالمنطقة أبيدت عن بكرة أبيها
كانت هناك قرى تشتعل بالنيران و أخرى أصبحت أراضي جليدية و أخرى ممزقة لأشلاء كما لو أن إعصارا هائلا مر عليها، هناك قرى كانت بها جثت ممزقة كما لو أنها افترست من قبل وحوش ما
(لقد انتهينا من المنطقة هنا، ماذا عنك) كان ذلك الكائن الشبيه بالبشر من قبل واضعا إصبعي السبابة و الوسطى بجانب جبهته و بدى كأنه يخاطب شخصا ما
(آه، نعم نعم، بالطبع انتهينا) أجابه شخصا ما بكسل و الصوت كان لفتاة
(حسنا هذا جيد..استمري في الخطة) فور انتهائه قام بالتحليق للسماء ليقف في وسطها و على وجهه نظرة استمتاع بالمنظر الذي أمام مرآه من قتل و ذبح و حرائق
"آآآآآه، كم أحب رائحة الدم هذه و صرخات الرعب المملوءة باليأس، هذا 'العالم الواهن' سيكون خطوة سيدنا العظيم الأولى في الاستيلاء على باقي العوالم الرئيسية و يتربع على العرش الذي يدعي ذلك الوغد الحقير أنه يملكه، لكن هذا لن يستمر لفترة أطول"
(أيها القائد، توجد مشكلة هنا، المرجو القدوم للمساعدة) بينما كان يتكلم لوحده قام شخص ما بالتواصل تخاطريا معه طالبا النجدة
(همم، ماذا؟ ما الذي حدث؟ ألا زلتم لم تنهوا عملكم بعد) أجابه القائد بنبرة غضب و نية قتل تخرج من عينيه
عندما سمع التابع قائده بدأ يغضب أجاب بسرعة (لا، في الحقيقة بينما كنا نهاجم هذه القرية ظهر فجأة عدة فرسان من بينهم أشخاص يستطيعون استخدام السحر من المستوى الرابع، ويبدو أنني الناجي الوحيد للآن)
تفاجأ القائد قليلا عند سماعه المستوى الرابع، لكن هذه النظرة تغيرت لتصبح كالتي لدى الطفل عند استلامه لعبة جديدة (هممم، يبدو أن رحلتنا لن تكون مملة لتلك الدرجة كما اعتقدت، أنصت جيدا، قم بتأخيرهم ريثما أصل لهناك)

(علم)
'بووووووووووووووم'
قام القائد بالطيران بسرعة فائقة مخترقا سرعة الصوت لكي يصل بأسرع وقت ممكن
في مدينة ما كانت رائحة الدم و الجثث تملأ المكان، كان هناك بقايا من الضحايا هنا و هناك في كل مكان بالقرية
"أسرعوا، أسعفوا ذوي الجراح البليغة و أنقذوا من تتم مهاجمته، أنت هناك،لا زلت شابا نحن الان في أشد الحاجة الى مزيد من الأيدي، قم بالمساعدة في الإخلاء، و انت..."
كان هناك شخص ذو بينية كبيرة و بشرة سمراء قليلا و شعر بني مع عينين بنفس اللون، كان يرتدي درعا فضيا و يقوم بتوجيه الناس و أمر الجنود، و أثناء فعله لهذا أتى جندي يرتدي درعا حديديا بسيطا مسرعا ليعطي تقريره
"حضرة الجنرال، لقد تم إسعاف الجميع، بقيت هذه الجهة فقط و ننتهي، و أيضا، يبدو أن قائد الوحدة الثانية التقى مع العدو و هو في مواجهة مباشرة معه الآن"
كان الجنرال يستمع للتقرير باهتمام و عندما سمع أن العدو لا زال هنا و أن قائد الوحدة الثانية هو من يواجه الخصم صرخ قائلا "أنت ، أين موقعهما؟ أخبرني بسرعة"
أجابه الجندي "حسنا، يبدو أن الموقع في شمال المدينة عند مدخل الغابة"
قام الجنرال بوضع يده على ذقنه و بدأ يفكر بأمر ما و بعد لحظات أعطى أمره للجندي "قل لقائدي الوحدة الأولى و الثالثة أن يلحقاني مع 40 جندي إلى مكان قائد الوحدة الثانية، أما قائدي الوحدتين الرابعة و الخامسة فقل لهما بأن يسرعا في الانتهاء من الإخلاء لأن المكان قد يصبح خطرا"
بعد قوله لهذا و استجابة الجندي لأمره قام بالركوب فوق حصانه و أسرع بالذهاب
"هه...هه...هه"
كان هناك شخص يتقطر عرقا و يلهث، كان يرتدي درعا نحاسيا، ذو شعر طويل أشقر و عينين زرقاوين و يحمل سيفا مغطى بضوء أزرق مكهرب
"اللعنة، ألا تنتهي أعداد هذه المخلوقات، أقطعها ثم أقطعها لكن لا تنتهي، كما توقعت علي قتل مصدرها و إلا لن انتهي أبدا"
فور انتهاءه من كلامه قام ظل بالطيران في اتجاهه ليقوم بقطعه لنصفين بسيفه المكهرب. ثم نظر في اتجاه العدو ليرى كائنا على شكل بشري لكنه يصل لثلاثة أمتار علوا ، له قرني استشعار مثل التي عند النملة و عينين زجاجيتين و جسدا مغطى بقشرة صلبة
"نعم علي قتل ذلك الوغد شبيه النملة، لكن المشكلة هي أنني كلما حاولت الاقتراب منه يقوم جيش النمل ذاك بسد طريقي، و لم يتبقى لي الكثير من الطاقة السحرية بعد أن قتلت الاثنين الآخرين"
كان يحيط بالرجل النملة جيش من النمل و الذي كان كبيرا جدا مقارنة بالنمل العادي حيث كل واحدة منهم كان طولها نصف طول الرجل العادي و قشرتها تبدو كدرع من حديد
"علي إيجاد خطة عاجلا و ليس آجلا و إلا..."
أثناء تكلم قائد الوحدة الثانية مع نفسه محاولا التفكير في خطة ما، بدأ العديد من النمل بالجري بسرعة في اتجاهه و عند رؤيته هذا قام بتحريك رأسه يمينا و يسارا موقفا تفكيره
"اللعنة، لنقم بتجريب هذا، مع أن استخدامه سيضع عبئا هائلا على جسدي و قد تكون له أعراض جانبية كوني لم أتقنه بشكل كامل لكن هذا لا يهم الآن، المهم هو الاهتمام بشأن العدو أمامي و القلق بالأمور الأخرى عندما تأتي"
في هذه اللحظة بدأ الضوء المكهرب الذي يحيط بالسيف بالسطوع بقوة والزحف محيطا ذراعه أولا حتى أحاط جسمه كاملا
"بوووووووووووم"
سطع جسده بضوء ازرق مكهرب و تحولت عيناه للأبيض و قام بالجري بسرعة كبيرة لدرجة ان خطواته تركت وراءها الأرض مشتعلة و قام بتوجيه سيفه بشكل أفقي في اتجاه الجيش مخترقا إياه في لحظة وصولا للرجل النملة الذي تفاجأ بالمنظر أمامه فحاول مراوغة السيف لكن ذراعه اليمنى طارت من مكانها محلقة للسماء مما جعله يصرخ بطريقة غريبة
"جييااااااه، ما الذي يحدث هنا؟ لم يخبرني أحد أن هناك شخصا في االعالم الواهن يستطيع استخدام المستوى الرابع من السحر، يجب على الاتصال بالقائد"
قام الرجل النملة بوضع إصبعي السبابة و الوسطى على جانب جبهته و بدأ يخاطب شخصا ما
قائد الوحدة الثانية كان يلهث بشدة، فكما توقع، استخدام تلك التقنية يضع عبئا هائلا على جسده، لكن كان لا زال بإمكانه التحرك و يستطيع القيام بهجمة أخرى
قام باتخاذ وضعيته مستعدا للهجمة الثانية ثم بدأ ينظم تنفسه
(علم) انتهى الرجل النملة من حديثه تخاطريا ثم قال مباشرة " فالتظهروا يا اتباعي اللطفاء"
صرخ الرجل النملة فظهر هذه المرة من تحت الأرض جيشا ضعف السابق حيث كان يقارب 500 نملة ضخمة و تابع بإعطائه أمرا لجيش النمل "فالتحموني"
فور أمره لهم قاموا بالتجمع بسرعة كبيرة جدا مكونين جدارا ضخما و سميكا جدا
"هاهاهاهاها، فالنرى إن كنت ستستطيع اختراق هذا الجدار الآن "
بعد سماعه هذا، كان قائد الوحدة الثانية قد أتم استعداده فأسرع في اتجاه جدار النمل بسرعة أكبر من السابق ثم وصل سريعا لحائط النمل، و عند التقاء رأس السيف المكهرب بالجدار تسبب في ثقب ضخم و الذي بدأ يتسع شيئا فشيء إلى أن تفجر الجدار تماما و أكمل السيف طريقه نحو الرجل النملة المصدوم مما حدث.................. يتبع!!!

اهلا ي جدعااان😂مبدأيا انا مجرد ناقل للقصه
القصه دي عظمه بجد فحبيت انشرها هنا ده عشان لو حد هيقول انا قرأتها قبل كده

تاني حاجه القصه لسه في مقدمه بدايه البدايه كل ده لسه توضيح ولسه كمان الجزء التاني
هيبقي توضيح لاحداث العالم في الوقت ده واي الي بيحصل فيه وكل حاجه هتبان مع الاجزاء
في الاخر اتمني ليكم قرأه ممتعه 🖤🥀

الجزء الثاني

فششششششش

توقف السيف فجأة ليرفع صاحبه رأسه و يجد ثلاث أصابع على شكل منقار موقفا سيفه المكهرب، "ما....ذا" صدم تماما مما يرى أمامه

"أوه، لقد أتيت أيها القائد" كان الرجل النملة فرحا بينما بدأ يسترخي بعد أن واجه الموت قبل لحظات، أما بالنسبة لقائد الوحدة الثانية فكان هذا مرعبا بالنسبة له، فهو كان يفتخر بنفسه كأصغر قائد وحدة بعمر الخامسة و عشرين سنة و ظن أن فوزه ضد الرجل النملة قد تقرر حتى لو كان خصما سبب له المعاناة، لكنه قال المهم هو أنني من سأفوز و ما سيأتي لاحقا سأهتم به عندها في وقته، لكن هذه الغطرسة و هذا الغرور اختفيا تماما بعد رؤيته لسيفه بقوته القصوى يوقف بثلاثة أصابع فقط من دون أن يتأثر صاحبها أو حتى يتزعزع من مكانه

"هووه، هناك حقا بشري يستطيع استخدام المستوى الرابع، لكن بالنسبة لي لا شيء قد تغير، لا تزال سوى قمامة أمامي"

بعد قوله لهذا قام بكسر السيف عن طريق ضغطه عليه بأصابعه الثلاث ثم جعل يده اليمنى بشكل رمح و وجهها مباشرة نحو قلب قائد الوحدة الثانية الذي خارت قواه و لم يكن لديه وسيلة ليدافع بها عن نفسه منتظرا موته المحقق فقط، لكن مباشرة قبل أن تلمس يد العدو قلبه



"بووووووووووووم"

ضرب العدو من طرف رمح مكهرب فجعله يوقف هجومه الذي تسبب في إنقاذ قائد الوحدة الثانية و انتشر الغبار بسبب الصدمة

"م..معلمي"، عندما رأى قائد الوحدة الثانية معلمه رجعت له روحه التي تخلى عنها قبل قليل

صرخ الجنرال في وجهه "أيها الاحمق، ألم أقل لك مئات المرات ألا تكون متسرعا"

رد قائد الوحدة الثانية قائلا "آسف ايها المعلم"

"هوووووووووووه" كان العدو القائد متفاجئ أكثر من المرة السابقة، "إن هذا غير متوقع حقا، هناك شخص يستخدم المستوى الخامس من السحر، هممم، و يبدو أنك تستطيع استخدام المستوى السادس أيضا، إذن، من أنت؟"

"........................"

"أنت، أيها الفضي هناك، لقد سألتك سؤالا، و عندما أنا اسأل شخصا فهو عليه أن يجيب"

قام العدو القائد بسؤال الجنرال بغطرسة كبيرة، لكن في تلك اللحظة كان الجنرال مصدوما فهو اعتقد انه أنهى العدو بهجومه السابق، فلقد كان ذلك الهجوم واحدا من أفضل تقنياته إن لم تكن أفضلها من المستوى الخامس فبدأ يتساءل مع نفسه "ما الذي يحدث هنا بالضبط لقد كان ذلك رمحا مشحونا بسحر البرق من المستوى الخامس، كيف لم يصب بخدش واحد"

اسودَّ وجه العدو لأنه تم تجاهل سؤاله "همممم، أنا أضع 'خاتم اللغة' الخاصة بالعالم الواهن لذا أنا متأكد من أنك تفهمني، لهذا أكره القمامة، لا تعرف حتى كيف تجيب، لكن لا يهم من أنت أو من اين أتيت لأنك في النهاية ستموت" لقد كان أسلوب العدو في كلامه متعاليا تماما كما لو أنه يتحدث لحشرة ناطقة

"معلمي، إن هذا الشخص غريب، لقد هاجمته بسيف 'نمر البرق' بالمستوى الرابع لكنه أوقفه بثلاث أصابع بكل سهولة كما لو أنه شيء طبيعي"

عندما سمع المعلم عن هذا صدم أكثر من السابق بكثير و تذكر تدريباته مع تلميذه حيث عندما هاجمه هذا الأخير بنفس التقنية، كان قد احتاج لثلثي قوته الكاملة ليصدها مع أن هذا كان قبل شهرين و قوة التقنية كانت لابد و أنها قد ازدادت بسبب موهبة تلميذه العالية و مع ذلك لم تؤثر قط في العدو، كان هذا مرعبا كفاية ليتخلى الجنرال عن فكرة القتال و محاولة إيجاد طريقة للهرب حتى و لو هرب تلميذه فقط، و لهذا قال في عجلة من أمره

"يا 'رعد'، قائدي الوحدتين الاولى و الثالثة قادمين لهنا، انهض و خذ حصاني و اذهب بسرعة لإيقافهما ثم اتجهوا مباشرة نحو العاصمة و قل كل ما جرى هنا بالتفصيل للجنرالات و الامبراطور، سأحاول الصمود هنا ريثما تذهب"

"لكن أيها المعلم...."

"ليست هناك ' و لكن'، قم بما قلت لك و إلا سنموت جميعا، هذا افضل خيار الان"

قام رعد بالنهوض من مكانه بصعوبة و ذهب في اتجاه معلمه لكن عندما كان في طريقه تكلم وراءه صوت غريب

"هذا رد لما فعلته سابقا"

استدار رعد ليرى ماذا يحدث و إذا به يرى بالرجل النملة كان يطير في اتجاهه من قوة اندفاعه

و في يده خنجر لكن و قبل وصوله لعنق رعد الذي كان يستهدفه قام المعلم بالتحكم في رمحه و تحريكه في اتجاه الرجل النملة مخترقا صدره محدثا ثقبا ضخما

"يبدو ان هذا مجرد حثالة، المشكلة الحقيقية هي تلك الوحش الذي كان يشاهد في صمت الى الان..ما الذي يخطط له........ماذا؟.....انه....يبتسم "

بينما يتكلم الجنرال مع نفسه كان العدو القائد مبتسما ابتسامة عريضة و خبيثة مستمتعا بالذي يحدث امامه، و فور رؤيته هذا قام المعلم بالصراخ

"رععععععععععععددد، أسرع"

عندما سمع رعد معلمه يصرخ هكذا استجمع كل ما تبقى له من قوة و اتجه نحوه

"هاهاهاهاهاها......هاهاهاهاهاهاهاها......هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها" صدرت ضحكة شيطانية من فم الوحش تاركة الجنرال متجمدا

"هاهاهاهاهاهاهاها...حاولوا بكل ما لديكم...قاوموا...عاندوا...و اكتسبوا أملا، حينها سآتي و أحطمه لتقعوا في يأس عميق، إن قتلتكم من البداية لن تكون هناك أية متعة في هذا، ليس هناك ما هو أمتع و أجمل من سقوط القمامة في اليأس بعد فتحها لأبواب الأمل و من ثم رؤيتها تغلق في وجهها هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها"

"مممم، حسنا لقد قررت سأبدأ بالتلميذ، فرؤية معلمه يغرق في وديان اليأس سيكون أمرا في قمة الروعة"

كان الجنرال يصرخ مع نظرة رعب على وجهه "اللعنة، تبا، تبا، تبا، رعد فالتسرع"

حاول رعد بكل ما لديه لكن لا زال بعيدا عن معلمه، فهذا الأخير لم يقم بمساندته لكي لا يتشتت تركيزه عن الوحش الواقف هناك بعيدا عشرات الأمتار فقط، فإن ذهب ليساعد رعد، حينها ستكون نهايتهما معا

(أجب، يا شيطان اليأس، أجب يا شيطان اليأس، هناك تغيير في الخطط، عد الآن، الأمر مستعجل) قام شخص ما بالتحدث مع شيطان اليأس آمرا إياه بالعودة

أجاب 'شيطان اليأس' بغضب (الللللعنة، ماذا تريد الآن، أنا في وسط متعتي، إبحث عن شخص اخر، تفقد أمر 'سوكورديا' لقد قالت أنها قد سبق و انتهت من عملها، يجب أن تكون متفرغة)

(لقد سبق و فعلت هذا و هي في طريقها إلى هنا، فلتأتي أنت أيضا، إن هذا أمر من سيدنا العظيم فلتأتي حالا)

(حسنا حسنا)، "تبا إنني حقا أكره هذا الشخص، لو لم يكن مقربا من سيدنا لكنت قتلته منذ زمن طويل" بعد أن أنهى شيطان اليأس محادثته نظر إلى الجنرال ثم ابتسم ابتسامة عريضة خبيثة مرة أخرى و حلق في السماء عاليا الى أن اختفى



بعد مرور يوم

في قاعة كبيرة يمكنها أن تسع لمئة شخص، بطاولة طويلة في الوسط، كان هناك خمسة عشر شخصا جالسين على الكراسي الجانبية للطاولة و يحيطهم جو جدي حتى دخل شخص ما يبعث شعورا يجعلك تعرف انه ليس شخصا عاديا بحيث إن قارنته مع شخص من العامة سترى الفرق واضحا كالذي بين الأرض و السماء، كان يرتدي معطفا أحمرا عليه رمز 'امبراطورية النضير الوهاج' و كان بجانبيه خادمين في حلة سوداء، قام الذي على الجانب الأيمن بالصراخ قائلا "التحية للأمبراطور المعظم"

قام الجميع بالانحناء قليلا احتراما للشخص أمامهم و اتجه هذا الأخير نحو العرش الموجود خلف الطاولة ليجلس ثم قال "اجلسوا" أشار الإمبراطور للجميع فجلسوا ثم أكمل "حسنا، فالنبدأ الاجتماع"



بعد دقيقه من بدايه الاجتماع

"م..ماذا..هل تقول أن مثل هذا الوحش موجود، أن لا يتأثر برمحك البرقي من المستوى الخامس يا 'براون'، من هذا الوحش بالضبط " كان الصوت قادما من رجل يبدو في منتصف العمر بشعر و عينين سود مرتديا درعا فضيا

"نعم، أنت بالخصوص يا 'هِيْ' ستعرف عما أتكلم لأنك رأيت و جربت قوة رمحي عدة مرات عندما نتدرب، لقد كان وحشا حقيقيا، لا قد يكون هذا تقليلا من شأنه" بدأ يتذكر 'براون' الابتسامة الخبيثة التي كانت على وجه 'شيطان اليأس' فعقد حاجبيه و قال "لقد كان ذلك شيطانا" ثم جمع شتات نفسه و أكمل حديثه "آه، على ما أتذكر لقد ناداه الرجل النملة الذي سبق و أخبرتكم عنه بالقائد"

"القائد؟ هل هذا يعني أنه واحد من قادة الجيوش التي هاجمت الإمبراطورية، لا أحد غيرك التقى بقائد آخر و لهذا ان كان هذا صحيحا فهذا يعني أن هناك آخرون بمثل قوته او ربما أكثر" أجابه هذه المرة رجل عجوز لكنه كان مفعما بالحياة و يرتدي درعا فضيا هو الاخر

أجاب براون "بالتفكير في الأمر قد يكون هذا صحيحا أيها المعلم 'تشارلي' "

بعد سماع كلامه جميع الحاضرين صدموا و عم الصمت مرة أخرى في القاعة الكبيرة، فقط التفكير في أن وحشا مثل هذا موجود جعل الجميع يرتعب خوفا و لكن أن يكون هناك العديد من مثله، ما هذه اللعنة التي أنزلت عليهم. أكمل شخص آخر بدرع فضي أيضا "لكن كيف يمكن أن يحدث هذا، نحن نعلم جميعا نعلم أن 'حاجز الحماية السماوية' يحيط بجميع أماكن تواجد الوحوش، و لا يمكن أن يُخترق الحاجز، فهذا ما كان عليه الأمر لملايين السنين"

بينما الجميع يتناقشون قام أحد ما بالطرق على الباب ليقوم أحد الخادمين بفتحه فوجد جنديا "ماذا تريد هناك اجتماع مهم الان"

"لا في الحقيقة التقرير عاجل و يجب أن يعلم به جلالة الإمبراطور و الجنرالات في أسرع وقت ممكن"

"اتركه يدخل" جاء الصوت من الإمبراطور و مباشرة قام الخادم بالانحناء قائلا "سمعا و طاعة"

دخل الجندي و ركع قليلا أمام الحضور على ركبة واحدة ثم قال مباشرة "لقد وردتنا أخبار عن تلقي إمبراطوريتي 'الرياح العاتية' و ''الأمواج الهائجة' هجوما البارحة و ليس هذا فقط بل أن من هاجمهم كانت وحوشا غريبة "

"ماذا قلت هل هذا صحيح؟" قام الجنرال 'تشارلي' من السابق بالتحدث مجددا مكملا "هذا يأكد لنا أن هجوم البارحة لم يكن مدبرا بطريقة ما من واحدة منهما، أتقول لي أن شخصا ما لديه الجرأة الكافية ليهاجم الامبراطوريات الثلاث التي تحتل العالم؟ أليس هذا كما لو انه يهاجم العالم أجمع؟ لكن من هذا الأحمق بالضبط الذي يتجرأ على فعل هذا؟"

"و أيضا" أكمل الجندي تقريره " قال بعض الناجين من الهجوم أنهم رأوا شيئا دائريا غريبا في السماء و ظلال كثيرة بدأت تظهر من خلاله قبل الهجوم مباشرة، و الأخبار التي أتت عن الإمبراطوريتين تقول أيضا أن هناك بعض الناجين قالوا نفس الشيء"

صدم الجميع تماما، و بصوت مذعور قال الجنرال 'تشارلي' "قد نكون نواجه شيئا أكبر مما نتخيل، جلالة الإمبراطور، أقترح أن نسرع في طلب لقاء مع كلا الإمبراطوريتين و التحدث بشأن هذا معهما، فإن كان هناك عدوا يتجرأ على مهاجمة الإمبراطوريات الثلاث وقتما شاء فيجب علينا الاستعداد جيدا"

بدأ الإمبراطور يفكر قليلا ثم بعد دقائق معدودة أعطى الأمر "أرسلوا مبعوثا لكلا إمبراطوريتي 'الأمواج الهائجة' و 'الرياح العاتية'



(في قرية بأقصى جنوب إمبراطورية 'النضير الوهاج' قرب الحدود المشتركة مع إمبراطورية 'الأمواج الهائجة')

'استهلال.....استهلال.....استهلال' (صوت الطفل عند الولادة)

كان هناك منزل مهترئ يأتي منه صوت بكاء رضيع بينما أمه تحمله، بعد دقائق بدأ يشع بنور ساطع فجأة فأجبر كل من الأم و سيدة كانت معها على إغلاق عينيهما لكن و بعد دقائق، النور ضعُف شيئا فشيء الى أن أصبح باهتا جدا و بمجرد حدوث هذا دخل لمنزلهم الذي بالكاد يمكنك تسميته منزل رجل عجوز له تجاعيد كثيرة و ذو شعر و لحية طويلين و حاجبيه نميا حتى وصلا لوجنتيه الفارغتين

قامت تلك السيدة بالذهاب له و سألته "ماذا تريد أيها الجد"

لم ينظر لها العجوز أبدا و بدلا من ذلك كان ينظر للطفل الذي كان في حضن والدته بينما يتمتم بشيء لم تفهمه تلك السيدة

"أيها الجد، هل أنت ضائع؟ آسفة و لكن يمكنك الانتظار قليلا فأنا مشغولة كثيرا فكما ترى لقد رزقنا بمولود جديد"

قام العجوز برفع يده اليمنى و تمريرها من فوق وجه السيدة لتفقد هذه الاخيرة الوعي مباشرة، ثم قام بالاتجاه صوب الأم التي كانت مصدومة مما حدث قبل لحظات بينما تنادي اسم المرأة التي سقطت أمامها "سميرة؟" قامت باحتضان طفلها بشدة و هي ترتعد بينما تقول "أرجوك لا تفعل شيئا لابني سأفعل أي شيء، إلا ابني أرجوك، أرجوك لا تؤذه "

لكن العجوز لم يصغي لها أبدا هي الأخرى، و بينما هي تتوسل كان هو يتقدم ببطء الى أن وصل إليها، قام العجوز برفع يديه في اتجاهها و قام بلمس جبهتها بسبابة يده اليمنى فأغمي عليها أيضا، ثم وضع نفس اليد على رأس الطفل ليبدأ المولود بالسطوع مجددا لكن هذه المرة أقوى بكثير من السابق، بدأ العجوز بقول شيء ما كأنه يرتل تعويذة ما

"يا أيها المختار، الطفل الاخير، هذه القوة ستجلب لك معها السراء و الضراء، مع ذلك سيكون عليك التحمل، كل هذا من أجل الحفاظ على التوازن"

بعد أن أنهى كلامه صرخ قائلا "ختم"، بدأ يتجمع كل النور الذي كان يحيط بالرضيع حول يد العجوز ثم دخل مرة واحدة بجسده عن طريق جبهته

"من بين كل الأماكن، أن يكون شخصا من العالم الواهن أضعف عالم على الاطلاق من العوالم الرئيسية، يا له من أمر ساخر، سنلتقي مرة أخرى عندما تكون مستعدا، إلى اللقاء أيها المختار"

استدار العجوز و اختفى في رمشة عين



بعد 15 سنة

"حسنا، أنا ذاهب يا أمّي." جاء الصوت من فتى يحمل حقيبة على ظهره وشعره قرمزي، بعينين حمراوين.

"رافقتك السلامة يا 'باسل'. واهتم جيدا بـ' أنمار'، فهي صديقة طفولتك العزيزة. آه، أظن أنّها الصديق الوحيد الذي تملك على أيّ حال، هوهوهوهوهو"

قام الفتى بإجابة أمّه و نظرة ملل على وجهه: "أنا لا أحتاج أيّ أصدقاء. وأيضا هي ليست صديقتي. إنّها فقط تلحقني منذ نعومة أظافرنا."

"هذا صحيح، يا عمّتي نحن لسنا صديقين، نحن خطيبان متعهّد كل واحد منّا للآخر بالزواج منه." أجابتها هذه المرة فتاة جميلة بشعر ذهبي طويل يأخذ الأنفس و عينين زرقاوين كالسماء الواسعة.

اختفت نظرة الملل من على وجه باسل لتتحول الى نظرة تفاجؤ: "هاه؟ ما الذي تقولينه أيتها الحمقاء المتخيّلة؟ متى وعدتك أنا بشيء مثل هذا؟"

أجابته 'أنمار' بابتسامة خفيفة مغمضة العينين: "هيّا، هيّا. هل تدّعي الجهل؟"

بدأ باسل ينزعج و أجابها بصوت مرتفع: "هاه؟ أيّ جهل تتحدثين عنه؟ ما لم يحدث لم يحدث، ولهذا توقّفي عن إخبار الناس بهذا الهراء."

بدأت الدموع تتجمع في عينيْ 'أنمار'، وعند رؤية الأم لذلك صرخت في وجه باسل قائلة: "يا باسل، أعرف أنك ستشعر بالخجل إن قيل لك هذا أمام شخص آخر، و لكن لا ترفع صوتك بهذه الطريقة في وجه شخص وعدته بالزواج." وبدأت الأم تربّت على رأس أنمار لتخفّف من ألمها، ولكن في تلك اللحظة ظهرت ابتسامة عريضة على وجه 'أنمار'

فرد باسل بينما يشير بإصبعه نحو أنمار: "انظري يا أمي. إنّها تضحك. إنّها تخدعك. إنّها لا تبكي. إنّها دموع التماسيح فقط."

نظرت الأم لباسل و قالت له بغضب: "ألا تخجل من نفسك؟ أن تبكي زوجتك المستقبلية وبدل مواساتها تناديها بالمخادعة. لا أتذكّر أنّني ربيتك هكذا."

عادت نظرة الملل إلى وجه باسل واستسلم عن محاولة تصحيح الأمر، ثم تمتم: "أناديها بالمخادعة؟ مناداتها بالمخادعة كلمة لطيفة عندما نتطرّق لوصفها." ثم قال: "حسنا لا يهم، لقد تأخرنا، لنذهب الآن."

"حسنا." أجابته 'أنمار' بالموافقة لتكمل الأم: " سأقولها مرّة أخرى. اهتم بـ'أنمار' جيّدا؛ فالإنسان لا يعلم قيمة الشيء الحقيقيّة إلّا بعد فقدانه." قالتها الأمّ و هي تضع 'أنمار' على صدرها وتعاملها بحنان بينما تعتلي نظرة حزينة وجهها.

"إذن إلى اللقاء يا أمي." "إلى اللقاء يا عمتي."

أجابتهما الأمّ والدموع بعينيها: "إلى اللقاء يا طفليّ العزيزين، فلتحترسا."............ يتبع!!!!

الجزء الثالث

(قبل ثلاث سنوات، بعد اثنتي عشر سنة من هجوم الشياطين)

في غابة قرب قرية بجنوب إمبراطورية 'النضير الوهاج'. كان هناك فتى في الثانية عشر من عمره يجري و يبدو كأنه مطارد من شيء ما

"لهث،لهث،لهث،لهث، تبا إلى متى سيلاحقني هذا الوغد" قام الفتى بالاختباء وراء شجرة و بدا مضطربا كما لو أنه مطارد من قبل وحش ما

"تبا، لماذا دخلت إلى منطقتها، إن كنت أعرف أن هذا سيحدث لكنت قمعت فضولي، من الجيد أنني لم أتعمق كثيرا و لاحقني واحد فقط، لكن ماذا أفعل الآن..."

'بوووووووووووووم'

أوقف تفكيره ضربة جاءت من وحش اخترقت الشجرة جعلته يحلق نحو جرف كان أمامه و بدأ يتكور حتى توقف بسبب اصطدامه بحجر كبير كااخ تقيء الفتى القليل من الدم و عندما فتح عينيه رأى قردا ضخما محلقا في السماء متجها نحوه نتيجة لقفزه

'آآآآهه، يا لها من حياة قصيرة و مملة، مع أنني كل ما أردت فعله هو رؤية أشياء جديدة و مثيرة تبعد عني ضجري' بعد قوله هذا فقد الوعي

'فسسسسسسسسسسسس'

قام شيء ما بقطع القرد الضخم و هو في السماء قبل وصوله للفتى

(داخل كوخ ما)


"همم، آه هذا مؤلم، جسدي بأكمله يؤلمني، ما الذي يحدث؟ أين أنا؟ على ما أذكر كان القرد الأزرق الضخم يلحقني و....آه"

دخل رجل عجوز للكوخ بينما يضغط الفتى على رأسه من الألم "أووه، لقد استيقظت أيها الفتى، خذ فالتشرب هذا الدواء سيجعلك تتحسن"

أجابه الفتى بينما يتألم "امم، من أنت أيها العجوز"

"فالتشرب أولا الدواء و من ثم نستطيع التحدث"

'بلع بلع بلع'

"هممم، أوه لقد اختفت الضوضاء من رأسي، شكرا أيها العجوز، إذن من أنت و لماذا انا هنا؟"

" أنا الشخص الذي أنقذك من ذلك القرد" أجابه العجوز بينما الفتى يحدق فيه بعمق

أجابه الفتى و نظرة تعجب على وجهه "آه، بما أنك ذكرت الأمر، بدأت أتذكر، آه، لقد كنت على وشك أن أقتل من طرف القرد الأزرق الضخم ثم فقدت الوعي، إنتظر لحظة، كيف قمت بالهروب و أنت تحملني؟"

أجابه العجوز "هوهوهو، أهرب؟ لماذا أفعل هذا؟"

فقال الفتى "هاه، ما الذي تتحدث عنه، ماذا؟ أتحاول القول لي أنك قتلته أم ماذا؟ "

"أجل" قالها العجوز بكل برودة

عندما سمع الفتى رده تفاجأ و بدأت عيناه تشتعل حماسا "أيها العجوز هل يمكن أنك ساحر؟"


بينما ينتظر الفتى الرد متحمسا أجابه العجوز "أجل، ماذا؟ هل لديك اهتمام في السحر أيها الفتى"

قفز الفتى من مكانه ناسيا آلامه واقفا أمام العجوز و قام بلف أحدى يديه على الأخرى التي كانت على شكل قبضة و انحنى قليلا ثم قال " بما أنك ساحر، أيمكنك أن تكون معلم هذا الشخص الجاهل هنا أيها المعلم" كانت على الفتى نظرة حزم و إصرار مع توتر قليل منتظرا جواب الرجل العجوز

"أيها الفتى، قبل أن نتطرق لموضوع غدوك تلميذي أم لا، لنتحدث قليلا"

بدى على وجه الفتى تعبير استغراب لكنه قال في الحال "حسنا، أيها المعلم"

فأجابه العجوز "أنت، لم أصبح معلما لك بعد، لماذا تناديني بهذا؟"

أجابه الفتى بنظرة احترام كبيرة على وجهه "حسنا، شخص عظيم مثلك لا يجب مناداته بغير هذا"

بدأ العجوز يضحك "هوهوهو" ثم أكمل قائلا "إنك فتى مثير للاهتمام، ما إسمك؟"

قال الفتى و هو فرح "باسل"

سأله العجوز "حسنا أيها الفتى 'باسل'، لماذا كنت ملاحقا من قبل ذلك القرد؟ هل دخلت إلى منطقته بالخطأ؟ "

بدأ 'باسل' بحك رأسه "آه، هذا" ثم أجاب "في الحقيقة أردت اكتشاف تلك 'المنطقة المحظورة' فقط، فلقد كان لدي اهتمام بها منذ وقت طويل، لكنهم يقولون أن 'المناطق المحظورة' خطيرة و لا يجب على الناس العاديين دخولها"

حك العجوز ذقنه ثم سأله من جديد "و لماذا تريد أن تصبح ساحرا أيها الفتى باسل"

لم يجب باسل فورا و بدا كما لو أنه يفكر في شيء ما و بغضب قال "لقتل الشياطين الملاعين و حماية المقربين مني في وقت الحاجة"


كانت نظرة غضب غير طبيعية في عيني الفتى الصغير مما جعل العجوز يتفاجأ قليلا لكن باسل أكمل "مع أنني أظن أن سببي الأكبر يأتي من فضولي حول السحر فقط، فإن كنت ساحرا يمكنك دخول 'المناطق المحظورة' و اكتشافها كما تشاء، هاهاها"

بدأ العجوز يفكر في شيء ما لثواني ثم أجاب "حسنا سأعلمك، لكن بشروط" أماء باسل موافقا ثم أكمل المعلم كلامه "لا تعلم شخصا آخر ما أعلمك و لو كان أقرب المقربين لك من دون موافقتي، لا تخبر أي شخص عني، أن تقوم بكل ما آمرك به بدون مناقشتي في الأمر لمرة ثانية، إن كنت توافق على هذا فسوف أعلمك"

فأجاب باسل مباشرة من دون أن يفكر لثانية واحدة "أنا تحت رعايتك أيها المعلم الموقر"

"حسنا، إذهب لمنزلك و ارتح جيدا، بالنظر لإصابتك سيأخذ الأمر منك أسبوعا على الأقل لتشفى، بعد هذا، فالتأتي لهذا الكوخ ستجدني أنتظرك"

أجاب باسل "حسنا، أيها المعلم، أنا ذاهب الآن"

أوقف العجوز باسل و قال له بينما يعطيه ورقة مرسوم عليها مسار ما "إنتظر لحظة، إتبع هذه الخريطة في عودتك لتجد هذا الكوخ" لكن بينما يحاول العجوز إعطاءه الخريطة أجابه باسل قائلا "إنني أعرف هذه المنطقة كراحة يدي إن استثنيت المناطق المحظورة و لهذا لا تقلق سأعرف طريق العودة لهذا الكوخ"

نظر إليه العجوز ثم قال "ألم تكن ستقوم بأي شيء من دون مناقشة في الأمر لمرة ثانية"

وضع باسل يده على رأسه و بدأ يحكه قائلا "آه، هذا صحيح، آسف أيها المعلم، سآخذها"

قال له المعلم "لقد أعطيتك هذه الخريطة ليس لأنك لا تعرف الطريق، ولكن لكي تجد هذا الكوخ عند عودتك لأنني سأغير مكانه، و أنا قد سبقت و رسمت الموقع الذي سأنقله له"

تفاجأ باسل ثم قال "آسف أيها المعلم، تلميذك كان جاهلا" بعد قوله لهذا الكلام أخذ الخريطة و ذهب في طريقه للمنزل

كان العجوز يراقبه إلى أن اختفى ظله و هو يقول "كنت أنوي تركه ليستعد طبيعيا من دون تدخلي، لكن لا ضرر في تسريع الأمر، فببنيته هذه سيكون مستحيلا عليه البدأ في استخدام السحر، و لهذا سأحاول الإسراع من جعلها مستعدة، لكن..." تذكر العجوز نظرة الفتى الغاضبة

"يبدو أن تدريبه سيكون صعبا قليلا من جهة العقل، فالعقل هو كل شيء في السحر، ذلك الغضب قد يكون عائقا لنموه بالمستقبل، إنها مهمة صعبة التي تركتها على عاتقي يا 'جلالة الملك الأصلي'، لكن تابعك هذا سيكمل واجبه على أكمل وجه، و أيضا شخصيته قد أعجبتني بعد كل شيء"

مرت الأيام بسرعة و كان باسل يأكل الفطور مع أمه فدخلت فتاة مرسوم على وجهها ابتسامة مع عينين مغمضتين "صباح الخير يا عمتي 'لطيفة'، صباح الخير يا باسل"


أجابتها 'لطيفة' "أوه مرحبا بك يا أنمار" لكن عندما رأى باسل تلك الفتاة أصدر صوتا منزعجا 'غيي' ثم وقف مباشرة من على كرسيه و قال "أمي أنا ذاهب الآن" و خرج مسرعا نحو الغابة

قالت أنمار بإحباط "آه آه، لقد هرب مرة أخرى، يا له من شخص خجول"

"آسفة يا صغيرتي أنمار، عندما يرجع سأتكلم معه بشأن هذا" قالتها الأم و نظرة أسف على وجهها

عندما رأتها أنمار أجابتها "آه، لا تقلقي يا عمتي، إنه الأمر المعتاد فقط"

(في الغابة)

كان باسل يحمل الخريطة و يتبع الطريق المرسوم عليها حتى وصل إلى الكوخ "و أخيرا وصلت، لماذا غير مكانه لهذا العمق في الغابة"

بينما باسل يتساءل قام أحد بإجابته على حين غرة من وراءه "لكي لا يلاحظنا أحد بينما أدربك"

التف باسل ليجد العجوز ثم قال له "صباح الخير أيها المعلم"

"صباح الخير أيها الفتى باسل، إتبعني" أمره العجوز فأجاب باسل قائلا "حسنا أيها المعلم"

قام الاثنان بالغوص عميقا في الغابة بينما يتحدثان

"ماذا تعرف عن السحر أيها الفتى باسل" سأله العجوز فرد باسل قائلا "السحر هو عبارة عن طاقة الإنسان الكامنة التي يمكنه استعمالها بعد التدرب على كيفية التحكم بها، و هناك مستويات تبتدأ بالمستوى الأول و تنتهي بالسابع، و كل مستوى ينقسم لثلاث أقسام

القسم الأولي، القسم المتوسط و القسم النهائي

يقال أن الساحر لديه قوة بدنية تفوق الشخص العادي بكثير و في كل مرة يرتفع الشخص بالمستوى تتمدد حياته لعشر سنوات أخرى، و لهذا السحرة معروفون بطول العمر حيث هناك من وصل لمائة و سبعين سنة "


"همم" وضع العجوز يده على ذقنه ثم قال "ليس سيئا"

تعجب باسل فسأل معلمه "لماذا أيها المعلم، فأنا قرأت كل الكتب الموجودة بمكتبة القرية التي تتحدث عن السحر"

أجابه العجوز "هذا صحيح، ما قلته لم يكن خاطئا، و بالنسبة لعمرك و موارد بحثك فهذا جيد بالنسبة لك، لكن ما تعلمته من المكتبة لا يقدر بـسوى نسبة واحد من المائة عن السحر، فبالنسبة للطاقة الكامنة التي تحدثت عنها هي طاقة حياة الشخص نفسها و التي يمكنه استخدامها إلا بعد تدرب طويل في جعل عقله متصل بكل 'نقط الأصل' الموجودة بجسده و التحكم بها، أي فهم 'أحجية لغة جسده' الفريدة من نوعها و فكها، عند فعل هذا سيمكنه فتح نقط الأصل و بهذا سيكون قادرا على استخدام طاقة حياته و التي هي السحر، لكن مع أن إسمها طاقة الحياة لا يعني أنها تستهلك حياته الخاصة"

كان باسل ينصت بكل تركيز و اهتمام و الدهشة تزداد في كل كلمة يقولها معلمه "إن رأيي كان صائبا، إنك حقا مذهل أيها المعلم"

أجابع المعلم "مذهل؟ هوهو، هذا لا شيء سوى بداية البدايات، عندما تصل ل'المذهل' بحق عندها سترى ما أعني بكلامي، و بما أنك ستتعلم تحت يدي سأتأكد من تمرير معرفتي كاملة لك"

بدى على وجه باسل تعابير التحمس و الفرح لكنه لاحظ أنهم بدأوا في الدخول لمنطقة محظورة "حسنا أيها المعلم، لكن إلى أين نحن ذاهبين، لقد تعمقنا كثيرا في الغابة"

"آه، لمكان جميل للتدرب، هوهوهو" قالها العجوز و نظرة شيطانية على وجهه، و عندما رأى باسل وجه معلمه صعدت قشعريرة مع جسده بينما يقول "لدي شعور سيء حيال هذا"

"حسنا، كما قلت لك سابقا، سيكون بإمكانك فتح نقطك الأصلية عن طريق فك أحجية جسدك، و لهذا سيكون عليك التحكم في كل مشاعرك و عواطفك و تخلي عقلك من الأفكار لتصل لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، عند إتمامك لهذا سيكون يإمكانك رؤية تلك النقط و فتحها واحدة تلو الأخرى، مع أن هذه العملية لا تتم بكل سهولة فهناك أشخاص أمضوا بها شهورا و آخرين أعواما و هناك من لم يصل لنتيجة أبدا"

قام العجوز بتعليم باسل عن السحر في طريقهم إلى أن وصلوا إلى واد عميق بحيث لا يمكنك رؤية قعره، و أصوات زمجرة تصدر منه، و عند مشاهدة باسل لهذا المكان قام بسؤال معلمه و ابتسامة فاقدة للأمل مرسومة عل وجهه "معلمي، لا تقل لي أن هذا مكان تدريبي"

قام العجوز بنظرة شيطانية مبتسمة مرة أخرى و هو يضحك "هوهوهو، هذا صحيح، سأجعلك تتمنى الموت على التدرب تحت يدي"

كان العجوز يشرح لباسل و هو جالس جلسة تربيعة

"هذا صحيح، و عندما تفتح نقط الأصل، يبقى الشخص يحتاج فقط لدفعة تجعل طاقته السحرية تتفعل، ويجب أن تكون من طرف شخص لديه تحكم لا بأس به في السحر و إلا سيدمر جسد المطبق عليه العملية"

قال باسل و بصوت منخفض متقاطع و يبدو من خلاله أنه يعاني "يلهث، يلهث.....هوه، هكذا إذا، و..ما..هي..هذه..الدفعة..يا معلمي؟ 'يلهث..يلهث' كان العرق يملأ جسم باسل

أجابه العجوز "ركز الآن على تدريبك الحالي، فعلى ما يبدو، لا يزال أمامك طريق طويل لتقطعه حتى تصل لتلك المرحلة، هوهوهو"

كان العجوز في الواقع جالسا فوق ظهر باسل الذي كان في الهواء فوق الوادي العميق و لديه دعامتين خشبيتين على شكل أفقي فقط، عصى طويلة في جهة يديه تمتد على عرض الوادي و أخرى في جهة قدميه وإذا فقد توازنه و لو قليلا سيكون طعاما لأصحاب الأصوات المخيفة بالأسفل

مرت مدة و قال العجوز "حسنا، يكفي لليوم أيها الفتى"

قال باسل للمعلم "أيها المعلم هذا اليوم العاشر و لا زلت لم تبدأ في التعليم العملي للسحر، إلى متى سأبقى أقوم بهذه التدريبات القاسية من دون البدء في تعلم السحر؟"

أجابه العجوز "إلى أن تصبح مستعدا"

"و متى سأصبح مستعدا أيها المعلم؟ " كان باسل يطرح على المعلم نفس الأسئلة كل يوم و مع ذلك يتلقى نفس الإجابة

"عندما أقول أنك أصبحت كذلك، و الآن كفى من الأسئلة و اذهب للمنزل ثم عد غدا باكرا" أمر المعلم باسل بالعودة و عندما اختفى ظل الفتى قام العجوز بالقفز لداخل الوادي بينما يقول "و الآن لنحصل على عشاء اليوم"


(في منزل باسل)

كانت 'لطيفة' أم باسل تطبخ العشاء بينما كان الابن في غرفته و مستلقيا على سريره منغمس في تفكيره (لماذا المعلم لا يبدأ في التعليم التطبيقي للسحر، كل يوم كل ما أفعله هو قطع الخشب بينما أحمل أوزانا بيدي، و الجري لساعات بينما أحمل أوزانا برجلي، و القيام بتمارين الضغط، و في الأخير يجعلني أستلقي فوق ذلك الوادي المخيف بينما يجلس فوقي و يتحدث لي عن السحر، و بسبب هذا كل يوم أصبح جحيما، حسنا، لقد وعدته بفعل كل ما يطلبه، نعم، و أيضا معلمي شخص عظيم لا بد و أن ما يجعلني أفعله له معنى كبير وراءه" بينما باسل يفكر سمع أمه تناديه ليأتي ليتعشى

"أين كنت تذهب اليوم بكامله للعشرة أيام السابقة، و أيضا تعود متعبا جدا، ما الذي يحدث معك مؤخرا، لا تقل لي أنك تذهب للمناطق المحظورة" كانت الأم تسأل ابنها بنظرة انزعاج ممزوجة مع قلق

"آه، إنني..." عندما كان باسل يحاول شرح ما يحدث معه لأمه تذكر وعده للمعلم ثم قال "لا، إنني...لقد أصبح لدي صديق و نحن نتدرب معا طوال اليوم، يبدو أنه يريد أن يصبح ساحرا هو الآخر"

تعجبت الأم من ابنها كاره الصداقات، المهتم في الكتب فقط و الذي ليس لديه أدنى اهتمام في الآخرين قد أصبح لديه صديق

عندما رآها باسل قال منزعجا "ماذا، حتى أنا يمكنني على الأقل إنشاء صداقة واحدة" ثم أكمل طبقه و ذهب للنوم

غدا فجرا استيقظ باسل و وجد أمه قد استيقظت بالفعل، أكل الفطور الذي أعددته و ودعها منطلقا نحو الغابة

التقى باسل بمعلمه و بدأ في تقطيع قطع الخشب و بعد مدة أزال الأثقال من يديه و وضع الخاصة برجليه ثم بدأ يجري وفق المسار الذي حدد له و الذي كان مملوءا بالعقبات الصعبة، و من ثم بدأ القيام بتمارين الضغط، بعدما انتهى، حمل الدعامتين الخشبيتين و ألقاهما فوق الوادي و اتخذ وضعيته مثل السابق ثم جلس المعلم فوقه من جديد بينما يعطيه دروسا حول السحر

استمر الأمر هكذا لمدة شهر آخر

"حسنا، يبدو أنه حان الوقت"

عند سماع باسل لمعلمه يقول هذا، تعبيره الممل على وجهه تحول لآخر متحمس و قال

"أووه، أخيرا سأبدأ في تعلم السحر"


نظر إليه المعلم و تنهد ثم قال "آسف لتخييب ظنك و لكنك لا زلت غير مستعد، ما قصدته بآوان الوقت هو أنه قد حان وقت الانتقال للمرحلة الثانية"

عند سماع باسل معلمه هذه المرة حدث عكس السابق و رجعت نظرة الملل على وجهه و قال "حسنا أيها المعلم، لكن...."

لاحظ العجوز تعبير باسل و تنهد مرة أخرى بينما يفكر مع نفسه "يبدو أنه يحتاج لمحفز، حسنا"

"أيها الفتى باسل، لا تقلق، إن كل ما تفعله له سبب مقنع و هدف ثابت، ستكون مكافأتك من هذا عظيمة" مع أن العجوز حاول مواساته لكن تعبير باسل لم يتغير و لهذا قال "إن استعطت المواكبة مع التدريب الذي سأمنحه لك و إكماله سوف أشرع في تعليمك السحر"

عندما سمعه باسل عاد مرة أخرى وجهه المتحمس "أووه، إذا كم من المدة سيستمر هذا التدريب؟"

أجابه المعلم" سنة واحدة"

"هاه، سنة كاملة؟ هل تقول أنه يجب علي الاستمرار في المعاناة هكذا من دون تعلم السحر لمدة سنة كاملة" انصدم باسل من المدة فهذه الأسابيع السابقة كانت جحيما كفاية ذهنيا و جسديا لكن المعلم يقول أنه سيستمر في هذا لمدة سنة أخرى و أيضا قال إن استطاع المواكبة في هذا التدريب، ألا يعني هذا أن معاناته ستزداد فقط

"لا تتفاجأ هكذا، فإن استمررت في التمرين العادي سيأخذ منك الأمر سنتين على الأقل، لكن بما أنك متسرع لهذه الدرجة قررت الإستعجال في التدريب، و أسرع من وتيرته، و إن كنت لست مهتما إنس أمر تعليمي لك السحر، فواحد من شروطنا كان الموافقة على كل أوامري"

بقي باسل يفكر في الأمر مدة طويلة "ممم، لقد التقيت أخيرا بساحر ليعلمني، لا يجب علي رمي هذه الفرصة، إن كنت سأدخل لأكاديمية السحر بعاصمة الإمبراطورية، يجب أن أكون قد سبق و دخلت للمستوى الأول، بهذا سأكون قادرا على تلقي منحة، بقي لي حوالي ثلاث سنوات لأصل للسن الأدنى للقبول، أنا أعيش في قرية في جنوب الإمبراطورية بعيدة عن كل المدن و لهذا الالتقاء بساحر آخر في ظرف هذه المدة قريب للمستحيل" بقي باسل يفكر هناك لدقائق، لكنه قرر أخيرا و قال لمعلمه "آسف أيها المعلم للتأخر، فالنبدأ هذا التدريب الذي تحدثت عنه"

أجابه المعلم في الحال و كأنه قد توقع إجابته مسبقا "يبدو أنك اتخذت قرارك، حسنا إتبعني"

ذهب الإثنان عميقا في الغابة و بدآ يقتربا من مكان لدى باسل ذكرى مرسوخة عنه في ذاكرته و عندما وصلا خطى العجوز خطوة لداخل حاجز غير مرئي، لكن باسل الذي كان وجهه مرعوبا قال له


"أيها المعلم أليست هذه المنطقة المحظورة الخاصة بالقرود الزرقاء الضخمة، لماذا أتينا لمثل هذا المكان؟"

أجابه العجوز " 'لماذا' أنت تقول؟ أليس هذا واضحا؟ للتدريب بالطبع"

سأل باسل مرة أخرى "هاه، و لماذا سندخل إلى المنطقة المحظورة من أجل التدرب فقط؟"

أجابه العجوز بابتسامة خفيفة "حسنا، ستعرف هذا عندما نصل لوجهتنا"

(داخل المنطقة المحظورة)

كان الإثنان يمشيان بينما باسل كان خلف معلمه و ينظر يمينا و يسارا ويلتفت للخلف ليرى إن كان هناك أية وحوش قادمة و بمجرد مرور ثلاثة دقائق على دخولهما إلا أنهما قد صادفا وحشا و الذي بدوره عندما شاهدهما زأر بشراسة و انقض عليهما

كان قردا أزرقا ضخما، لكن ليس كأي قرد أخر لقد كان كبيرا كما يوحي اسمه بطول حوالي ثلاثة أمتار و كبير الحجم مع أنياب عملاقة إن عضت شخصا ما لن يبقى منه شيئا

باسل شاهده ليقول بصوت مرعوب كونه قد مر بتجربة قاسية المرة الماضية "أيها المعلم، ماذا نفعل إنه آت في اتجاههنا"

أجابه المعلم بكل برودة "آه، لا تقلق، لا تنسى أنني أنقذتك من واحد مثله سابقا"

تذكر باسل قول المعلم كونه قتل ذلك القرد من ذلك الوقت و أنقذه، عندها ارتاح باله قليلا لكنه بقي مستعدا لأي شيء قد يحدث

كان القرد الأزرق الضخم متوجها نحوهما لكنه توقف فجأة في السماء و لم يعد يستطيع تحريك إصبع واحد

صدم باسل مما يرى أمامه، ذلك القرد الضخم لا يقدر على فعل شيء، لكن ما فاجأه أكثر كانت الرياح المحيطة به، كانت أول مرة يشاهد فيها السحر، السحر الذي قرأ عنه في الكتب فقط، فرح باسل كثيرا عندما رآه لأول مرة في حياته، سأل معلمه عدة مرات ليستخدمه لكنه كان يتلقى إجابة الرفض في كل مرة و يحثه المعلم على التركيز في التدريب


و بينما باسل كان متأثرا بما حدث، كانت الرياح تحمل القرد مقيدة حركته و آتية به في اتجاههما، و عندما وصل القرد أمامهما، أنزله العجوز من السماء من دون فك قيده المصنوع من الرياح الذي كان يحيط بيديه و رجليه

اقترب العجوز منه و وضع يده فوق رأسه و قال له "الآن يجب أن تكون تفهمني، لدي شيء واحد فقط سأطلبه منك، إن فعلته سأعفو عن حياتك، إن لم تفعل سأقتك فقط و أبحث عن غيرك، موافق أم لا"

"كي كي...قهقهة " (صوت القرد)

"حسنا لقد تفاهمنا، إن حاولت الهروب أنت تعرف ما سيحدث لك، و لهذا لا تفعل شيئا غبيا"

"كي كي"

التفت العجوز إلى باسل ليقول له "حسنا، يبدو أننا وجدنا لك شريكا مناسبا في التدريب"....................... يتبع!!!!!!!


(الجزء الرابع)


بوووم، بوووووم، بوووووووم

لكمات متتالية من طرف القرد الأزرق الضخم تلحق باسل الهارب

"آآآه، لماذا علي المرور بكل هذا من أجل تعلم السحر فقط، أليس هذا غريبا" كان باسل يشتكي بلا توقف بينما يراوغ لكمات القرد الذي يهاجمه تحت أوامر المعلم

كان باسل بمجرد ما أن يراوغ اللكمة الأولى تأتيه الثانية مباشرة من دون وقت للراحة و يستمر الوضع هكذا حتى يغيب عن الوعي، لكن بعد أيام استطاع إنهاء التدريب المعطى له بدون فقدان الوعي، استمر الأمر هكذا حتى بدأ يستطيع مواكبة اللكمات الموجهة له بارتياح قليلا.

عندما أصبح يستطيع تجنب جميع لكمات القرد بسهولة، قام المعلم برمي الأثقال الخاصة بيديه و رجليه أمامه في اليوم التالي مما جعله يعود لنقطة البداية، و في كل مرة يتحسن في تجنب القبضات ترمى أمامه أوزان أكثر ليرتديها حتى وصل ما يحمله لعشر كيلوجرامات بيديه و عشرة أخرى برجليه

و مرت الأيام

أمر المعلم باسل بإزالة الأثقال و التوقف عن الهرب و محاولة مواجهة القرد في مباراة مباشرة هذه المرة

فعل باسل ما أمره به المعلم و اتخذ وضعية استعداد بينما ينتظر القرد القيام بالحركة الأولى

في الأيام الأولى كان باسل خائفا جدا من القرد و هذا ما كان يجعله قادرا على الاستمرار في الهرب، لكن مع الوقت بدأ باسل ينسى تجربته السابقة التي كان فيها على حافة الموت. و عندما واجه القرد الأزرق الضخم كل هذه الأيام، بدأ شعوره بالخوف منه يقل

أمر المعلم القرد بعدم الهجوم إلا عند دخول باسل لنطاق ضرباته و التركيز على الدفاع فقط و الرد على الهجوم


و لهذا بدل الانتظار اندفع باسل في اتجاه القرد الضخم و عندما اقترب من نطاق هجومه اتجهت نحوه لكمة بسرعة لكنه استطاع مراوغتها بسهولة

راوغ باسل الهجمة و اتجه يمينا و بينما ذراع القرد اليسرى كانت موجهة نحو مكانه السابق، قام باسل بإلقاء لكمة نحو جانبه، أصابت قبضته الجانب الأيسر للقرد لكنها لم تعطي نتيجة مقبولة

قفز باسل متراجعا للوراء و بدأ ينظر في لكمته و يتذكر سرعته عند مراوغته لكمة القرد و أيضا حتى عندما قفز قبل قليل للخلف، رأى أن لكمته أصبحت أقوى و سرعته أصبحت أكبر و قدرة قفزه ارتفعت، لاحظ أن جميع قدراته ازدادت بشكل كبير، حتى عندما لكم القرد كانت فقط لكمة للتجربة لكنها أخرجت قوة أكثر مما كان يتوقع مثلما حدث مع سرعته في المراوغة و مدى قفزه

لم يحظى باسل طوال الأسابيع الماضية بفرصة ليجرب فيها لياقته، كان كلما ينتهي من التدريب يعود إلى المنزل منهكا جدا، و لهذا لقد تفاجأ من مدى تطوره

أحكم باسل قبضته قائلا مع نفسه "أستطيع فعلها"

بمجرد ما أن انتهى من كلامه مع نفسه اندفع مرة أخرى صوب القرد لكن هذه المرة لم يدخل لنطاق هجومه و بدأ في الدوران حوله منتظرا ثغرة ما

رأى باسل أخيرا ثغرة في دفاع القرد و اندفع صوب رجله اليسرى مستهدفا وراء الركبة و عندما كاد أن يضربها قفز صاحبها نحو السماء و عندما وصل من تحته باسل ركله نحو الأرض

'كااااخ'

تقيء باسل القليل من الدماء جراء الضربة و اصطدامه بالأرض لكنه نهض بسرعة و تراجع هروبا من رجل القرد الأخرى التي كانت تستهدفه

"يبدو أن هذا لن يكون سهلا كما توقعت" كان يقولها باسل بينما يمسح الدم من فمه و يبتسم ابتسامة متحمسة

'هه...هه...هه يلهث، يلهث'

"في الأخير لم أستطع إصابته بضربة أخرى" كان باسل مستلقيا فوق الأرض و يتنفس بصعوبة و يقطر عرقا


جاء معلمه و قال له "كما لو أنك ستفعل، إنه مخلوق عاش حياته كاملة في البرية و خبير في المعارك، أ ظننت أن غرا مثلك سيستطيع إصابته من الأول؟"

أجابه باسل "لكنني أصبته في المرة الأولى"

أكمل المعلم "صحيح أنك أصبته، لكن هذا حدث فقط لأنه كان متفاجئا من ازدياد سرعتك المفاجئ لأنك أزلت الأثقال، لكن عندما أقاس سرعتك لم تكن لك أي فرصة أمامه"

"حسنا هذه مباراتك الأولى ضده، لا تقلق، لقد أبليت حسنا بالنسبة للمرة الأولى" مدحه المعلم ثم قال له "ارتح قليلا، و اشرب هذا الدواء سيسرع من إرجاع طاقتك"

تفاجأ باسل و قال "أ كان لديك هذا الشيء المفيد و لم تعطه لي من قبل أيها المعلم؟"

أجابه المعلم بينما يضحك "هوهوهوهو، حسنا لقد كان لدينا وقت كاف لتركك تتعافى طبيعيا، لكن الآن بما أنني وعدتك بتعليمك السحر بعد سنة من الآن فيجب على الإيفاء بوعدي، و لهذا سيكون عليك أن تكون كل يوم في حالة جيدة لتستطيع اتباع التدريب"

"عندما ترتاح جيدا، فالتأتي لتأكل معي إنني أنتظرك في المكان المعتاد"

شرب باسل الدواء الذي أعطاه له معلمه و بعد مرور دقائق أحس أنه يستطيع التحرك قليلا، ذهب ليشارك معلمه الطعام و بعد الانتهاء قام بتوديعه و ذهب للمنزل

عندما دخل باسل للمنزل تفاجأت أمه، كلما عاد باسل للمنزل يكون منهكا تماما و لا يقدر على التحرك، لكن هذه المرة مع أنه يبدو عليه التعب لكنه يبدو نشيطا بالمقارنة مع الأيام السابقة

كان باسل يتحدث مع أمه بينما يأكلان، و فجأة تحولت نظرته لواحدة حزينة

"أمي، ألا تواجهين أي مشكلة، أنا آسف، أذهب بالصباح و لا أعود إلا عند الغروب، في الشهرين الأخيرين لم أعد أمكث بالمنزل، أنا أعرفك يا أمي أنك لن تطلبي مني القيام بشيء، لكن أتمنى أن تقولي لي أي شيء قد تحتاجينه و سأقوم به"

رأت 'لطيفة' أم باسل ولدها يشعر بالذنب و لهذا حاولت التخفيف عنه " آه لا تقلق، إن أنمار تأتي لمساعدتي غالبا، و أقضي غالب وقتي معها هي و والدتها 'سميرة' و لهذا لا أشعر بالوحدة كثيرا، لهذا لا تقلق و افعل ما تريد، لكن عدني بشيئين اثنين"

فرح باسل لسماع أخبار أمه و كان مستعدا لقبول أي شيء تقوله


"أولا، لا تقم بأي شيء خطير يعرض حياتك للخطر، ثانيا، عندما تلتقي بأنمار لا تهرب منها فقط و لكن قم بتحيتها على الأقل، فهي صديقتك منذ نعومة أظافركما، و طريقة تصرفك معها سيئة للغاية"

عندما كان باسل يستمع لأمه، أماء رأسه موافقا على كل شيء تقوله، لكن عندما قالت أنمار توقف، لكنه مع ذلك كان قد سبق و قرر أنه سيوافق على كل ما تطلبه أمه و لهذا وافق على شرطها الثاني أيضا

استيقظ باسل باكرا اليوم أيضا و أكل فطوره كالعادة مع أمه، و عندما انتهى كان خارجا من المنزل فصادف أنمار أمام الباب، حاول الهرب لكنه تذكر وعده مع أمه و لهذا نظر للجانب الآخر بينما يقول بصوت منخفض بالكاد يسمع "صباح الخير" و ذهب في طريقه بسرعة

عندما سمعت أنمار تحية باسل تفاجأت و قالت "هل فقط قبل قليل..." ثم دخلت للمنزل "صباح الخير يا عمتي لطيفة"

أجابت أم باسل "صباح الخير يا صغيرتي أنمار"

أنزلت أنمار قماش به القليل من الخضر ثم قالت "ظننت أنه لم يكن بالأيام السابقة في المنزل محاولا تجنبي فقط، لكن لا يبدو أن ليس هذا ما في الأمر، عمتي لطيفة، أين يذهب باسل طوال اليوم؟"

أجابتها الأم "آه، لقد قال أنه يذهب للتدرب على السحر مع صديق ما"

"هاه...صديق؟" تفاجأت أنمار مما سمعت قبل لحظات

أجابتها الأم و هي فرحة "نعم، كان هذا قبل شهرين عل ما أذكر، أ ليس هذا مفاجئا؟ أن يصنع باسل صديقا آخر غيرك"

قالت أنمار بينما تبتسم بتصنع "نعم، إن هذا مفاجئ بحق" ثم أكملت مع نفسها "كما لو أن هذا ممكن، أنا أكثر من أي شخص أعرف مدى عدم اهتمام ذلك الولد بأي شيء آخر غير السحر و الكتب و الاكتشافات الجديدة، صديق؟ لا تمزح معي"

(في المنطقة المحظورة)

كالعادة لم يكن باسل يستطيع توجيه أي لكمة للقرد و يتلقى فقط العديد منها في كل مرة يحاول أن يضربه


استمر الأمر هكذا لأسبوع حتى استطاع أن يضرب القرد الضخم

"وااااه، أخيرا استطعت فعلها، لقد استطعت فعلها يا معلمي" كان باسل فرحا جدا و أخيرا اللكمة التي كان يحلم بها لمدة أسبوع قد استطاع القيام بها

'ططن'

"على ماذا أنت متحمس أيها الأحمق" قام المعلم بضرب باسل على رأسه ثم أكمل قائلا "كل ما فعلته هو تحقيق لكمة واحدة فقط، لا تفرح بهذا فقط"

قاطع المعلم فرحة باسل ليعود هذا الأخير للواقع المر و هو أنه بعد أسبوع كامل من المواجهة مع القرد قد استطاع لكمه مرة واحدة فقط، مما جعله غاضبا عندما فكر به و استأنف التدريب من جديد

استمر على نفس المنهاج لمدة شهر آخر

تكلم المعلم فجأة بينما كان يشاهد باسل يقاتل القرد الأزرق الضخم "أووه، يبدو أنه أخيرا بدأ يستطيع مجابهته قليلا"

كان باسل يتبادل اللكمات بشكل متتالي مع القرد الأزرق الضخم

كان يراوغ ما يستطيع من اللكمات و يدافع بيديه ما لم يلحق مراوغتها، بعدها يهاجم بسلسلة من الهجمات المختلطة باللكمات و الركلات

"يبدو أن الإحباط من عدم استطاعته تحقيق غير تلك اللكمة فقط في أسبوع استطاع التقدم به للأمام"

"حسنا، لقد مرت مدة، لنجعله يرتديهم مرة أخرى"

نادى المعلم باسل و ألقى أمامه الأثقال، أخذها باسل و وضعها عليه هذه المرة من دون أن يتذمر و رجع ليقاتل القرد، بسبب حمله الأثقال أصبحت حركاته بطيئة، لكنه لم يترك هذا يحبطه


بقي كل يوم يزيد من وزن الأثقال إلى أن وصل إلى 15 كيلوجرام في يديه و أخرى برجليه بعد أن كانت 10 كيلوجرام

بدأ يستطيع القتال ضد القرد بسهولة بينما يحمل الأثقال، عندها أمره معلمه بإزالة الأثقال، و أمر القرد الضخم بالهجوم أيضا بدل الاكتفاء بالدفاع و رد الهجوم فقط

اتخذ باسل وضعية القتال و حاول الاندفاع صوب القرد لكن هذا الأخير سبقه هذه المرة في الهجوم و انقض عليه باللكمات

بوووووم، بووووووووووم، بووووووم

وثب القرد لاكما باسل عدة لكمات لكن و لا واحدة قد أصابته ، راوغها جميعها بكل سهولة و عندما رأى القرد أن لكماته لا تنفع، غضب و قفز للسماء محاول النزول على باسل و غرسه في الأرض

باسل رأى من خلاله و لم يترك هذه الفرصة تضيع، عندما اقتربت رجل القرد منه راوغها بسرعة و بمجرد ملامستها للأرض ركل وراء ركبتها فسقط صاحبها على الأرض ليكمل باسل هجومه بلكمة في منتصف ظهر القرد "غوااه" و يبدو أن هذه المرة قد أثرت كثيرا لدرجة جعلته يصرخ من الألم، قفز باسل و لوح برجله في اتجاه رأس القرد

بوووم

سقط القرد مغميا عليه على الفور بدون أن يصيب باسل حتى بهجوم واحد

"واااااااااااااااااااااااااه"، صرخ باسل صرخة النصر كما لو أنه جنرال يعلن الفوز في حرب ما، ثم قال للقرد المغمى عليه "شكرا لك، لقد كنت شريكا جيدا في التدريب"

أطلق العجوز سراح القرد ليذهب، ثم أمر باسل ليتبعه

خرج الاثنان من المنطقة المحظورة الخاصة بالقرود الزرقاء الضخمة ثم ذهبا في اتجاه الوادي العميق

كان مزاج باسل جيد لأنه هزم أخيرا القرد، و مستعدا للقيام بأي شيء يأمره به معلمه، بينما هما ذاهبان في وسط الغابة كان العجوز يُري لباسل الأعشاب المفيدة و الصالحة لاستخلاص الأدوية منها و الأعشاب الضارة و السامة، كان ينصت جيدا له فكل ما يقوله معلمه لم يجده في أي كتاب قد قرأه من قبل

وصل الاثنان للوادي العميق

ذهب العجوز و ألقى نظرة في الأعماق ثم نادى باسل و الذي استجاب له بدوره

سأل المعلم باسل "هل تعرف ماذا يسمى هذا الوادي أو الوحوش التي به بالأسفل هناك؟"

أجاب باسل "لا، لا أعرف، هذا هو المكان الوحيد الغير معروف ما الذي يسكنه في هذه الغابة العظيمة على عكس المناطق المحظورة الأخرى"

أكمل المعلم قائلا "حسنا، إن إسمه 'وادي الظلام العميق'، أما بخصوص الوحوش، سننزل للأسفل و سوف تشاهد بنفسك"

تعجب باسل قليلا و أجاب"حسنا، أيها المعلم"


في الأيام الأخيرة أصبحت ثقته في معلمه أكبر مما سبق و أضحى يفعل كل ما يأمره به من دون تذمر و شكاوي

حمل المعلم باسل بسحر الرياح كما فعل للقرد في المرة السابقة لكن بدون أن يسلب قدرته على الحركة ثم قفزا للداخل

كانا ينزلان ببطء و كلما اقتربا من الأسفل اشتدت الظلمة أكثر و ارتفعت أصوات الزمجرة المخيفة، أصبح لدى باسل مقاومة تجاه زئير الوحوش قليلا و لم يعد يرتعد في كل مرة يسمعها، لكن الأمر مختلف مع هذه الأصوات التي تجعلك تعتقد أن زئير القرد الأزرق الضخم لطيف بالمقارن معه

اقترب الاثنان من الأرض كثيرا و لم يكن السطح مرئيا، و فجأة خرجت خفافيش لكنها ليست كأي خفافيش عادية، كانت ضخمة حيث حجمها يصل لنصف متر تقريبا

عندما كانت تحاول مهاجمة الاثنان، قطعتها رياح المعلم لأشلاء و في لحظة امتلأت الأرض أسفلهما بجثث 'خفافيش الظلام'

ألغى المعلم سحره من على باسل و وقفا على الأرض، كان الظلام حالكا جدا و لا يمكنك رؤية أصابعك

فجأة ظهرت كرة ضوئية فوق كتف المعلم أضاءت ما حولهما، فوجدا عدة كهوف و كل كهف تخرج منه نية قتل مخيفة تجعلك لا تريد التفكير حتى في الدخول لها

ذهب المعلم و باسل مباشرة مع طريق الوادي، اعترضت طريقهم عدة وحوش، لكنها كانت تلقى نفس مصير الخفافيش، استمر هذا إلى أن وصلا لكهف كبير ثم دخلا، و بمجرد أن وطأت رجلهما داخله دوى زئير يثير الرعب في القلوب

قال المعلم "يبدو أنه أحس بوجودنا، حسنا فلنذهب أيها الفتى باسل"

أجابه باسل بنبرة خائفة "حسنا أيها المعلم" مع أنه كان خائفا إلى أن هذا لم يجعله يعصى معلمه، بما أن معلمه معه فلا يوجد هناك ما يخاف منه، هذا ما كان يفكر به باسل

تعمق الاثنان في الكهف و ظهرت خفافيش و وحوش أخرى، و في كل مرة يتم تقطيعها بالرياح. كان الكهف عميقا جدا و يتفرع لعدة مناطق أخرى بالداخل


وصل الاثنان لفتحة داخل الكهف مثل التي في المدخل و عندما مرا منها وجدا نفسيهما في مكان واسع مقارنة مع الطريق الذي أتيا منه

و أمامهما وجدا وحشا مستعدا لهما و بمجرد أن دخلا كان مستعدا للانقضاض عليهما في أي لحظة، هذه المرة لم يفعل المعلم شيئا و قال لباسل أن يتعامل معه

صدم باسل مما قاله معلمه، فالوحش أمامه بطول حوالي أربعة أمتار و لديه مخالب تخترق الجدران و قرنين مثل الخاصة بالثور لكنهما أكبر بكثير و بنية ضخمة حيث إن تلقى الشخص ضربة واحدة من يديه ستقتلك فورا، لكن المعلم أمره بالتعامل معه

اندفع باسل صوب الوحش و بدأ يستخدم نفس الاستراتيجية التي استخدمها مع القرد الضخم أول مرة

غير باسل اتجاهه بعد اندفاعه صوب الوحش و همَّ بالدوران حوله، أثناء فعله هذا بدأ معلمه يقول له "لا تظن أن هذا الوحش مثل ذلك القرد، مع أنه يتساوى معه في السرعة لكن لديه ثلاثة أضعاف قوته، و لا تستخف به فتلك الحيل لا تنفع معه فهو يتغذى على تلك الخفافيش التي رأيتها سابقا، و لهذا ردود فعله سريعة أيضا...."

فور قوله لهذا أتت لباسل ضربة من حيث لا يدري أرسلته محلقا و اصطدم مع الحائط مغميا عليه، حاول الوحش إنهاءه بالضربة القاضية لكن العجوز أوقفه، و قام بوضع يديه علي رأسه و فعل به ما فعل بالقرد من قبل

مرت حوالي الساعة و استفاق باسل، عند فتحه لعينيه وجد الوحش أمامه فصرخ ثم حاول الهرب لكن جسده كان محطما، و لم يستطع التحرك، حينها خرج المعلم من وراء الوحش و قال له

"لا تقلق إنه تحت سيطرتي، و بما أني فعلت هذا أنت تعرف ما المغزى منه"

أجاب باسل و بسمة فاقدة الأمل على وجهه "يجب على هزيمة هذا الوحش الآن"

أكمل المعلم "هذا صحيح، هذا الوحش أقوى من القرد و لديه عدة تقنيات ستعطيك خبرة أكبر"

"هذا الوحش اسمه 'دب الأعماق' و كما ترى إنه يعيش في أعماق الوادي فقط و يتغذى على الحيوانات الليلية الموجودة هنا


ستتدرب هنا لمدة شهرين بدون العودة للمنزل، لكن عد هذه الليلة و أخبر أمك بهذا و سنبدأ غدا

أخرج المعلم دواء مثل السابق و أعطاه لباسل الذي شربه سريعا وارتاح إلى أن استطاع التحرك قليلا ثم ذهب للمنزل عند الغروب

أكل باسل العشاء مع والدته كالعادة و عندما انتهيا من الأكل استعد باسل لإقناع أمه بالسماح له الغياب لمدة شهرين

أمه كانت تعزه كثيرا، فمنذ أن مات زوجها و عائلتها بسبب هجوم الشياطين قبل اثني عشر سنة، أصبح هو كل ما تملك في هذا العالم، و كانت حريصة دائما عليه، حتى أنه في كل يوم يعود تسأله نفس الأسئلة دائما أين كان طوال اليوم؟ ماذا كان يفعل؟...و نظرة القلق تكون على وجهها، و لهذا كان يعرف أن أمه لن تقبل بهذا الشيء، لكنه لا يملك خيارا آخر سوى إقناعها، فهو يريد تعلم السحر و دخول الأكاديمية ثم الحصول على المنحة لكي يسهل معيشة أمه قليلا

استعد باسل ذهنيا ثم اتجه نحو أمه التي كانت تغسل الأطباق و قال لها

"أمي، لدي شيء أقوله لك، في الحقيقة أنا سأغيب لشهرين لكي أتدرب و لن أعود للمنزل إلا بعد انقضاء هذه المدة، لهذا أعرف أنك ستعارضين هذا و لكن فوق كل هذا أنا أرجوك، اتركيني أذهب"

كل كلمة قالها باسل كانت ثقيلة عليه و كان يستطيع سماع إجابة أمه قبل حتى أن تقولها

قالت الأم "حسنا، لما لا"

عند إجابة الأم أكمل باسل مباشرة بعدها "آه، كنت أعرف أنك سترفضين، لكني مصر على رأيي و لهذ.......إيه......هل قلت 'حسنا' قبل قليل يا أمي"

حاول باسل التأكد من رأيه لتجيبه أمه مرة أخرى "أجل، لقد قلت حسنا"

صدم باسل "هااااااااه، ألن تمنعيني؟ ألن تحاولي إيقافي؟ ألن تعارضي ذهابي بشدة؟" بدأ باسل يفكر أنه ربما قد بالغ التفكير و أن أمه قد لا تكون وحيدة لتلك الدرجة التي يتخيلها


أجابته والدته "حسنا أنا أعرف طبعك و بدى عليك أنك سبق و قررت الذهاب لهذا لا فائدة مما سأقول أنت ستذهب، أليس كذلك؟"

أجاب باسل بصوت محبط "نعم هذا صحيح، لكن.." و أكمل بصوت منخفض لا يسمع "ظننت على الأقل أنك ستحاولي إيقافي قليلا، أ لست مهما لتلك الدرجة؟" ثم ذهب لغرفته مخفض الرأس من الإحباط

عندما وصل لغرفته سقط نائما مباشرة من التعب و جاءت أمه لتلقي عليه نظرة و تقول بصوت منخفض بينما الدموع تنهمر من عينيها "كما لو أنني سعيدة بذهابك أيها الأحمق، لقد صنعت ذلك الوجه الخاص بأبيك فكيف يمكنني منعك" ثم أغلقت باب اللغرفة و ذهبت

حل الصباح، و أكل باسل الفطور كالعادة و ودع أمه التي كانت عينيها حمراوتين و واضح عليها أنها كانت تبكي ثم ذهب نحو الغابة قاصدا 'وادي الظلام العميق'

التقى بمعلمه و قفزا للداخل و بمجرد وصولهما للأرض هاجمتهما الخفافيش، كوَّن المعلم حاجزا من الرياح حوله و التف لباسل الذي كان يتوقع منه القيام بشيء ما تجاه الخفافيش

"ماذا تفعل؟ لقد بدأ تدريبك بالفعل"

"ماذا؟"

"لحظة وصولك و التقائك معي كان تدريبك قد سبق و بدأ و لهذا عملك الأول هو صيد هذه الخفافيش"

"إييييييه"

صدم باسل لكنه دخل في طور المعركة بسرعة لأن الخفافيش لن تنتظره، الخفافيش رأت أنه عديم الجدوى مهاجمة المعلم فاتجهت نحو باسل

كان الظلام حالكا، هذه المرة لم يقم العجوز بإنارة المكان مما جعل خيار باسل الوحيد الاعتماد على حواسه المتبقية

سمع باسل صوت الخفافيش و هي متجهة نحوه و لهذا حاول مهاجمتها عندما تقترب لكن من حيث لا يدري عضته خفافيش في ظهره، كانت هذه الطيور متعودة على القتال في الظلام الحالك و بما أنها تعتمد على تحديد موقع عدوها بالصدى، حيث ترسل صوت عالي النبرة ثم ينعكس مرة أخرى، و يعطي معلومات عن شكل العدو، بعد المسافة، و الاتجاه للكائن، و هذا جعلها الخصم الأسوء لباسل

كان باسل كلما يحاول توجيه لكمة نحوها تراوغها و تعضه في الثغرات التي خلفتها وضعية لكمه

هنا جاء صوت معلمه "لا تحاول التقاط صوتها فقط، اشعر بها و بتواجدها، استعمل جميع حواسك، عندها أينما ذهبت ستكون أنت الأسرع في تنفيذ الهجوم بحيث لا تستطيع الهرب

حاول باسل فعل ما يقوله معلمه لكن جميع محاولاته باءت بالفشل و تلقى عدة عضات و في الأخير سقط غائبا عن الوعي، تنهد معلمه بعد مشاهدته ثم قطع الخفافيش و حمله جاعلا إياه يتكئ على حائط و أشربه ترياق ما، فعلى ما يبدو أن عضات الخفافيش كان بها سم ضعيف و لهذا لم يسقط باسل مباشرة، استيقظ باسل و أعاد الكرّة واحدة تلو الأخرى

بعد خمسة أيام أخيرا بدأ باسل يستطيع مراوغة عضات الخفافيش و الهجوم عليها بقبضتيه محطما رأسها، استمر هكذا إلى أن قتل جميع الخفافيش التي كانت تستهدفه، لكن عند الانتهاء لم يخرج سالما بالكامل و لهذا أعطاه المعلم الترياق ليشربه مرة أخرى

ثم قال له "أحسنت، لقد استطعت الانتهاء أسرع مما اعتقدت"

فرح باسل من مديح معلمه وتبعه بما أنه بدأ بالمشي، لكنه هذه المرة دخل لكهف من الكهوف التي لم يدخلوها قبل ستة أيام

كان الاثنان يتوغلان في الكهف شيئا فشيء، و الظلام كان حالكا. بدآ يسمعا صوت بعيد بدى كالصرير آت من بعيد، ثم أضحى يرتفع أكثر و أكثر. شاهدا أمامهما عيونا حمراء قادمة من الظلام و تطلق نية قتل تجاههما

باسل تعود على الظلام و أصبح يعرف كيفية استغلال حواسه في الاحساس بوجود العدو، و لهذا عندما اقترب العدو قال لمعلمه "يبدو أنها وحوش برية على عكس الخفافيش لكن يبدو أن حجمهما لا يختلف كثيرا، لا من حيث الشكل أو العدد"

استعد باسل كالعادة، ثم انطلق في اتجاه سرب الوحوش ليجد فئران كبيرة حيث بمجرد وصوله إليها وَثَبَتْ أعداد هائلة في اتجاهه، لكن، كان لدى باسل خبرة من معركته مع الخفافيش الذين هم أسوء من هاته الفئران، و لهذا استخدم ما تعلمه و بدأ يضرب كل واحد منهم يدخل لنطاق هجومه

كانت هذه الفئران سريعة بشكل لا يصدق و قوة قفزها غير الطبيعية التي تعزز من قوة عضها، بحيث إن لمست لحما، سيطير من مكانه

كان يعرف باسل هذا جيدا، و لهذا لم يترك أي واحد منهم يعضه، و عنما يرى نفسه بدأ يُحاصَر، يتراجع قليلا فيأخذ مسافة و يبدأ بقتل من جديد كل واحد يقفز في اتجاهه

أخذت تلك الأعداد الهائلة من باسل نصف ساعة لينتهي منها كاملة لأنه ينهيهم واحدا بواحد، عندما انتهى منهم أكمل معلمه طريقه في الداخل و تبعه باسل

"لقد اخترت الخيار الصحيح عندما لم تتركهم يجرحوك، هذه الوحوش تسمى ب 'الفئران القاضمة'، إن أصابتك و لو بجرح صغير كنت لتسقط هناك مشلولا و تنقض عليك جميعها، ثم سترى لحمك يقضم منك بدون أن تقدر على فعل شيء، مع أنها خصوم أضعف مقارنة بالخفافيش، و لكنها تعوض هذا بسمها القوي الذي يسبب الشلل الفوري، اعتبر هذا درسا، عند التقائك بعدو جديد حاول جمع قدر كاف من المعلومات عنه قبل محاولة المهاجمة بتهور، أنا لن أكون معك دائما لأساعدك، و لهذا تذكر هذا جيدا"


"حاضر" أجابه باسل و عرق بارد يمر من على وجهه

أكمل الاثنان مسيرتهما، و أثناء هذا ظهرت وحوش أخرى، لكنها لم تكن تقارن بالسابقة، فأنهاها باسل بسهولة

وصل الاثنان لفتحة مرا منها ثم وجدا مكانا واسعا لكن ليس كبير مثل الخاص ب 'دب الأعماق' هناك وجدا عدة مخلوقات على شكل كلاب لكن تبدو كضباع جائعة ولديها فرو كثيف نسبيا، كانت أعدادهم مقاربة للمئة و أصوات زمجرة تتخلل جميع أنحاء الفضاء المحيط بهما

هذه المرة قبل أن يحاول باسل فعل أي شيء قام معلمه بنصحه

"احذر جيدا، لا تقاتلهم جميعا في آن واحد، إن أحاط بك أكثر من خمسة تراجع و جد خطة للتعامل معهم، إن اجتمعوا حولك اهرب، المهم هو أن لا تحاول أبدا القتال ضدها و هي مجتمعة، هذه الوحوش اسمها 'الكللابب المُهَشِّمَة' و معروفة بهجومها بأعداد كبيرة مرة واحدة و عندما تمر بالعدو لا يبقى منه أي شيء"

عندما انتهي المعلم من إرشاداته ظهرت الكرة الضوئية مضيئة المكان، ثم قام باستعمال سحر الرياح و تمزيق الحوائط المحيطة ثم قال "استخدم الحجارة المتساقطة كما شئت، أنا قدمت لك يد العون و الباقي يعتمد عليك أيها الفتى باسل"

أجاب باسل "حاضر أيها المعلم"

أثناء تكلمهم كان المعلم واضعا حاجزا حولهم و لم تستطع 'الكللابب المهشمة' اختراقه، عندما انتهى من كلامه ألغى الحاجز لتهجم عليهم بشراسة و كلها في آن واحد، اندفع باسل في اتجاه الحجارة المتساقطة على الجانب، فتبعته الكللابب بسرعة هائلة كما لو أنهم كيان واحد

بدأ باسل يدور حول المكان كله بسرعة و يرمي الحجارة بسرعة كبيرة، حيث الكللابب التي أصيبت ماتت فورا ليس فقط بسبب قوة الضربة بل أيضا لأن الحجارة كانت موجهة نحو رؤوسها


عندما بدأ يموت رفاقها توقفت قليلا، فاستغل باسل هذه الفرصة و حمل صخرة حجمها يساوي ضعفي الخاص به و أرسلها نحو القطيع

الكللابب عندما رأت تلك الصخرة ستسحقهم، تفرقوا في جميع الاتجاهات، تبع باسل الكللابب المكونة من ثنائيات و اقترب منهم بسرعة ثم قام بإلقاء ركلة قوية في اتجاه رؤوسهم محطمة إياها، عندما ينتهي من ثنائي ينتقل للآخر و بسرعة كان قد قتل نصف عددهم الكلي

بدأت الكللابب تتجمع من جديد و عندما لاحظ باسل هذا تراجع و اختبئ وراء الصخور من جديد و بدأ يحاول إخفاء وجوده

اجتمعت الكللابب و بدأت تبحث عن باسل باستغلال حاسة الشم و لم يمر وقت طويل حتى عرفت مكانه، اندفعت في اتجاهه بشكل مجنون، أصبحت غاضبة من باسل، فهو استخدم استراتيجية تجعل من هجومها الذي يعتمد كليا على الأعداد عديم النفع، حيث يقل من أعدادها بالحجارة شيئا فشيء، و عندما يرى ثغرة يخرج لهزيمة أكبر عدد قدر المستطاع، وعندما يرى نفسه سيحاصر يقوم بالتراجع

عندما أحس باسل أنها عرفت مكانه ألقى في اتجاهها الصخرة التي كان يختبئ ورائها، لكن هذه المرة لم تتفرق و انقسمت لمجموعتين مُراوِغَة الصخرة و أكملت جريها في اتجاهه، لكن باسل عندما رمي الصخرة كان قد توقع هذا، و لهذا كان قد سبق و بدأ بالجري وراء الحجارة حول محيط المكان و عندما أخذ مسافة بينه و بينها شرع في إلقاء الحجارة من جديد محطما جماجمها و استمر هكذا إلى أن أصبح أعدادها

حوالي العشرة فقفز باسل لوسط المكان و قال "معلمي، أريد قتالهم مرة واحدة، إن كانت أعدادها انخفضت لهذه الدرجة فلا يجب أن يكون هذا خطيرا جدا بما أنني عرفت طريقة قتالهم أيضا"

أومأ المعلم بالموافقة، فاندفع باسل صوب العشرة كلاب و التي بدورها فعلت نفس الشيء، لكن عندما اقترب منها باسل قفز مستهدفا آخر واحد في مجموعتها، نزل على جمجمته بقوة محطما إياها و التف ثم ركل الاثنين اللذين في الأخير، عندما اندفعت الكللابب لم تستطع التوقف بسرعة و لهذا كان باسل قد تخلص من ثلاثة منها بالفعل

غيرت الكللابب اتجاهها نحو باسل، لكن هذا الأخير قفز جانبا على اليمين و عندما وصلت الكللابب لمكانه السابق حمل حجارة و ألقى بها بكل قوته فاخترقت رأس اثنان في لحظة و اندفع ثم ركل واحدا بوسط جسمه فأرسله محلقا قاتلا إياه

قال المعلم "يبدو أن تدريباته القاسية بدأت تعطي نتائجها، لكن إن لم يكن من الأول فتى أدغال، ما كنت لأعطيه تلك التدريبات التي لا يستطيع الشخص الطبيعي تحملها، لكن بما أنه كان يمضي غالب وقت فراغه في الغابة يكتشفها أصبحت لديه قدرات بدنية تؤهله كفاية ليأخذ بتلك التدريبات، لقد أنقذه فضوله، هوهوهو"

بقي أربعة فقط، وقف أمامهم باسل ثم قال "تقدموا" لم تكن الكللابب قادرة على فهم ما يقول بطبيعة الحال، لكن مع ذلك عرفت أنه يستخف بها و هذا جعلها غاضبة

انطلق الأربعة نحوه فاتحين أفواههم و ألسنتهم تتدلى، لم يتحرك باسل من مكانه و بعينيه المغمضتين انتظر الكللابب إلى أن اقتربت منه كثيرا حتى ظنت أنها الرابحة و أصبح دفاعها مكشوفا، عندها فتح عينيه فجأة ليجد الكللابب أمامه مباشرة، أحكم قبضتيه و نزل بهما على الاثنين في الجانبين و قفز في مكانه محطما اللذين في الوسط بركبتيه، قتل باسل الكللابب الأربعة كلها في آن واحد مما فاجأ معمله من طريقة تعامله مع الموقف فصفق له


"أحسنت أيها الفتى لقد تطورت قدراتك البدنية كثيرا، لديك ذكاء يجعلك عبقري في المعارك، فلتستمر على هذا المنوال"

ابتسم باسل و سقط على الأرض على ظهره من التعب

"ارتح جيدا و عندما تستيقظ سنأكل و نكمل طريقنا"

لكن في هذه اللحظة عندما كان يتحدث المعلم كان باسل قد سبق و غط في النوم

بعد ساعات قليلة استيقظ باسل فوجد معلمه مشعلا نارا و يطهى الطعام و كانت رائحة لذيذة تأتي منه، عندما اشتمها باسل قفز بسرعة من مكانه و ذهب نحو معلمه طالبا صحنا، بدأ يأكل الطعام بسرعة "أوووه، هذا لذيذ جدا إنك طباخ ماهر أيها المعلم، من ماذا صنعت هذا الحساء ليصبح بهذه اللذة"

أجاب المعلم " لحم 'الفئران القاضمة' و بعض الأعشاب، ماذا؟ أ أعجبك لهذه الدرجة؟ "

عند سماع باسل لكلمة 'الفئران' بصق طعامه من غير إرادة ثم قال "ألم تقل أنها تحتوي على سم شلل قوي أيها المعلم؟"

أجابه المعلم "لا تقلق، لقد أزلته، إن مذاقها لذيذ مع أن شكلها قبيح، لا تقلق و كلها و إن تذكرت صورتها، فقط حاول تخيلها على أنها أرانب لذيذة"

أكمل باسل أكله متتبعا نصيحة معلمه، مع أن الأمر كان قاسيا بالأول لكن في النهاية اعتاد على الأمر بما أن مذاقها لذيذ، سهل هذا عليه تخيلها على شكل أرانب


انتهيا من الطعام ثم أزال المعلم الكرة الضوئية من جديدو قال "هيا فلنتحرك"، خرج الاثنان من الكهف و توجها نحو الخارج، عند خروجهما هاجمتهما الخفافيش مرة أخرى لكن باسل حطم رؤوسها بسرعة و أكمل طريقهما، اعترضت طريقهما العديد من الوحوش مثل 'القنافذ الحارثة' و 'السناجب الطائرة آكلة اللحوم' و 'الضفادع ذات الأذرع الطويلة' لكنهم قتلوا بسهولة من طرف باسل الذي اكتسب خبرة لا بأس بها في مقاتلة الوحوش ب'وادي الظلام العميق'، بينما هما ذاهبان سأل باسل معمله

"معلمي، لماذا لم ندخل إلى الكهوف الأخرى و بدل ذلك توجهنا مباشرة نحو كهف الدب"

أجابه المعلم "لأنه لم يحن وقت دخولك إلى هناك بعد"

تعجب باسل من كلام معلمه و قال مع نفسه "لم يحن وقت دخولي لهناك بعد؟ ما يعني أنني لست مؤهلا لها بعد، إذا هناك وحشا آخر أقوى من 'دب الأعماق' هنا"

بعد إمضاء باسل هذه المدة مع معلمه أصبح يفهمه قليلا و يعرف المعنى من وراء كلامه من دون أن يشرحه

نظر المعلم لباسل الذي بجانبه بينما يعتلي وجهه تعبير يدل على أنه يفكر ثم ابتسم

دخل المعلم و تلميذه للكهف و واجهتهما وحوشا كالسابق لكن هذه المرة قتلها العجوز من دون أن يترك باسل يتدخل

سأل باسل معلمه عن هذا "معلمي، لماذا لم تتركني أواجه أيا منها على الإطلاق؟"

أجابه العجوز قائلا "هذا لأنك ستواجه 'دب الأعماق'، يجب أن تحافظ على قدرة تحملك، أنسيت ما حدث لك المرة الماضية"

تذكر باسل ما حدث سابقا فارتعد قليلا، ذلك الدب قام بتلويح يده قليلا و هذا جعل باسل يلقى بعيدا محطم الجسد لكنه قال "لكن يا معلمي لقد تطورت أكثر من السابق بكثير خلال الأسبوع الماضي، لهذا لا أظن أنه سيحدث لي مثل السابق"

أكمل المعلم "لا تكن ساذجا أيها الفتى، ذلك الدب لم يستخدم إلا القليل من قوته، أنت لا زلت لم تراه في كامل جديته، بالإضافة إالى ذلك، إنه يستطيع استخدام 'المستوى الأول' من سحر الأرض، 'القسم المتوسط' منه"

تفاجأ باسل، يبدو أنه استخف بالعدو كثيرا، ففي المرة السابقة لم يستخدم الدب السحر ضده، و هذا يعني أنه لم يكن يستحق العناء من أجل استخدامه

بلع باسل ريقه من الخوف و بدأ يشعر أنه محظوظ لكون معلمه كان معه في تلك اللحظة، و إلا لكان في معدة الدب بحلول هذا الوقت


وصل الاثنان لمكان الدب بسرعة لأن المعلم كان يقتل جميع الوحوش التي تظهر. بمجرد وصولهما ظهرت كرة ضوئية فوق كتف المعلم مرة أخرى لتضيء المكان بأكمله

قال المعلم "حسنا، لا تقلق الآن فهو لا يزال تحت سيطرتي"

كان باسل متوترا و حذره مرتفع لأقصى درجة، لهذا حاول المعلم تهدئته قليلا، ثم أكمل قائلا

"سوف أجعله لا يستخدم السحر مؤقتا، لهذا لا تخف من سحره للآن، لكن يجب أن يكون جسمك لا يزال يتذكر تلك الضربة منه، لهذا أنصحك بالحرص و عدم تنفيذ نفس الحركة مرتين أمامه، لأن الأولى قد تنجح إن كان هذا ممكنا، لكن الثانية ستفشل بلا شك"

"حاضر أيها المعلم" بعد إجابة معلمه، بدأ باسل يمدد جسده قليلا، تقدم نحو وسط المكان بينما يبقي بينه و بين 'دب الأعماق' حوالي مسافة كبيرة، اتخذ باسل وضعية القتال ثم قال "حسنا، فلنبدأ"

بدأ باسل يدور حول الدب لكن هذه المرة كان قطر الدائرة التي مركزها الدب و يدور حولها كبيرا بحيث لا تصل يدي الدب إليه

دار باسل لمدة من الوقت محاولا إيجاد ثغرة في دفاع الدب لكن هذا الأخير لم يكشفها أبدا، اندفع الدب فجأة في اتجاه باسل عندما أصبح أمام مرآه و حاول اختراقه بقرنيه، تفاجأ باسل من الهجوم المفاجئ و قفز بكامل قوته

"أيها المعلم ألم تقم بجعله يدافع فقط و يرد الهجوم كما فعلت مع القرد" سأل باسل المعلم و عرق بارد يمر من على وجهه

أجابه المعلم "و لماذا سأفعل هذا؟ تلك المرة قمت بذلك فقط لأنه لم تكن لديك خبرة في القتال، إن كنت جعلت القرد يهاجمك من الأول لم تكن ستتقدم على الإطلاق لأنك ستبقى في موقف المدافع، لكن الآن الأمر مختلف، أنت لديك خبرة كافية و لهذا لم أكن أحتاج لأمره بذلك"


عبس باسل قليلا ثم بدأ يفكر "إن لم يكن المعلم أمره بعدم المهاجمة و الاكتفاء بالدفاع و رد الهجوم فقط، سيكون من الصعب جدا الاقتراب منه، ماذا أفعل الآن؟"

بينما باسل يفكر في خطة ما اندفع الدب من جديد في اتجاهه و لوح ذراعه اليمنى محاولا ضربه، حاول باسل المراوغة لكن المخالب الكبيرة قد لحقته و سببت له جروحا بجانبه الأيسر مما جعله يصرخ من الألم

لم يتركه الدب يرتاح و لو قليلا و بادر بالهجوم مجددا، حاول باسل الهروب بالدوران حول المكان لكن فجأة جاءته ضربة معترضة طريقه مسقطة إياه في مكانه

تنهد المعلم و قال "ألم أقل لك لا تحاول فعل نفس الشيء مرتين" تقدم في اتجاه باسل فاقد الوعي و أشربه الدواء

بعد ساعات استفاق باسل مع صرخة بسبب كابوس و كان متعرقا و بدأ يلمس الأماكن من جسده التي ضربها الدب لكنه وجدها قد سبق و تعافت بالفعل ثم تنفس الصعداء، بدأ يرى من حوله فوجد الدب مستلقيا بعيدا عنه و نظر للجانب الآخر فوجد معلمه يطهو الطعام فذهب إليه

قال المعلم "حسنا كل و سنبدأ من جديد"

"حاضر أيها المعلم" بعد إجابة معلمه أكل باسل الطعام الذي لم يبلع له في هناء بسبب تذكره لجراحه المميتة

عندما انتهى باسل رأى أن الدب قد سبق و استعد و ينتظره، وقف و اتجه لوسط المكان و اتخذ وضعية القتال من جديد

هذه المرة لم يحاول باسل الدوران حول المكان و اتجه نحو الدب مباشرة ببطء و عندما وصل لنطاق هجوم الدب، قام هذا الأخير بالوقوف على قدميه و تلويح يده اليسرى في اتجاه رأس باسل


راوغ باسل الهجمة بالانحناء بسرعة و عندما مرت اليد من فوقه قفز في اتجاه رأس الدب و ركله مستخدما ركبته، لكن تصدى الدب بجبهته لهجومه و لوح ذراعه اليمنى في اتجاه الجانب الأيسر لباسل لكن هذا الأخير استعمل رأس عدوه للقفز متجنبا الضربة

كان باسل يفكر عندما تراجع "يجب أن أهاجمه مباشرة بما أن الخدع لا تنفع معه مرتين و أحاول إخفاء خدعي للنهاية، و لهذا سأحاول خلق ثغرة ما لأستفيد منها إن لم يكشف عنها بنفسه"

اندفع الدب في اتجاه باسل على حين غرة لكن هذا الأخير قفز للجانب قبل أن تقل المسافة بينه و بين العدو و اندفع للأمام حتى صار خلف الدب و من ثم انطلق بسرعة محاولا ركله، لكن الدب التف له و وقف على رجليه ثم رفع يده اليمنى مستعدا لتوجيهها نحو باسل عندما يقترب، لكن هذا الأخير توقف فجأة و غير اتجاهه للجانب مرة أخرى و فعل كما السابق ثم ذهب خلف الدب من جديد لكن هذا الأخير التف هذه المرة أسرع من السابق و لوح بيده في اتجاه باسل

ارتسمت على وجه باسل ابتسامة تدل على كما لو أنه قام بمقلب لشخص ما و عندما اقتربت اليد منه قفز للسماء و التف ثم نزل بقدمه بكامل قوته على رأس الدب

كان المعلم يشاهد القتال و يحلله "هوه، بما أن الدب قد رآه يذهب من ورائه في المرة الأولى و حاول مهاجمته، في المرة الثانية أسرع في الدوران ليضرب الفتى الذي سيكون خلفه، لكن الفتى باسل كان قد توقع هذا و بدل الهجوم انتظر المبادرة من عدوه مما سيجعل دفاعه مكشوفا مؤقتا و عندها استغل الثغرة التي ظهرت، أو يجب أن أقول التي صنعها، إنه حقا عبقري في المعارك، استغل قدرة الدب التي تجعل استخدام نفس الهجوم معه لمرة ثانية عديم النفع تكون السبب في خلق ثغرة في دفاعه"

بالعودة للقتال، عندما ضرب باسل رأسه كان قد غرس رأس الدب في الأرض، لينهض سريعا و الغضب يملؤه ثم حاول ضرب باسل بيده لكن هذا الأخير قفز متراجعا و بمجرد نزوله على الأرض، اندفع الدب في اتجاهه محاولا اختراقه بقرنيه لكن باسل قفز من فوقه

استمر الأمر هكذا لقليل من الوقت إلى أن اندفع باسل هذا المرة في اتجاه الدب، هذا الأخير رأى باسل قادم فوقف على رجليه و رفع يديه مستعدا لسحق عدوه مع الأرض

عندما رآه باسل توقف في مكانه من دون أن يتحرك و بقي ينتظر، عندما شاهده الدب، غضب كثيرا ثم نزل على الأربع و اتجه نحو باسل بأكبر سرعة، ابتسم باسل مرة أخرى ثم قفز في اتجاه العدو الغاضب و التف في السماء كما السابق و نزل هذه المرة بقدميه الاثنين على رأس الدب الذي صرخ عندما تلقى الضربة و طرق رأسه كالمسمار في الأرض

نهض الدب و الدم يسيل من رأسه و يبدو أن كسورا حدثت في جمجمته، كانت عينيه تخرج نية قتل كبيرة، تراجع باسل للوراء قليلا، لكن عندما كان يفعل هذا، خرج فجأة من الأرض شكلا أسطوانيا حجريا مثلث النهاية و حاد الرأس و اتجه نحو باسل


دووووووو

أوقف حاجز من الرياح سحر الأرض الخاص ب'دب الأعماق' و ظهر المعلم بين باسل و الدب ثم قال "أمرتك بعدم استخدام السحر لكنك عصيتني، فلتدفع هذا بموتك'

'فسسسسسس'

قامت الرياح بقطع الدب لنصفين، سقط كل نصف على الجانبين. تنفس باسل الصعداء، لو أن الهجوم السابق قد أصابه لكان مات من فوره

شكر باسل معلمه لإنقاذه ثم نظر إلى جثة الدب و تأسف على حاله لأنه عصى أمر معلمه و ليس على موته، و بينما هو ينظر رأى شيئا غريبا يملع ثم قال "هل يمكن أن تكون......."

قفز باسل سريعا نحو الجثة ليتأكد من شكوكه و عندما اقترب من الشيء الذي يلمع، فعَّل المعلم حاجزا اصطدم به الفتى ثم قال "لا تلمسه الآن، بالمناسبة لم نتحدث عن 'أحجار الأصل' كثيرا، أظن أنه حان الوقت لتعرف حولها أيها الفتى باسل"

أجابه باسل "أنا أعرف ما هي أيها أيها المعلم، إنني فقط رأيتها لأول مرة و تحمست قليلا"

عندما سمع المعلم باسل سأله "هوه، إذن قل لي ماذا تعرف عنها؟"

أجابه باسل بثقة لأنه قرأ عنها في الكتب و قال " حسنا، أحجار الأصل تكون في الوحوش التي تستطيع استخدام السحر، و عندما تقتلها تفتح صدرها من الوسط فتجد الحجر ثم تزيله، و عند فعلك لهذا تختفي الجثة كما لو أنها تتبخر في لحظة، بعد مدة يتم إنعاش الوحش الذي قُتل من جديد في المنطقة المحظورة، لكنه يكون فاقدا للذاكرة تماما عما حدث من قبل، و هناك استخدامات للحجر كصنع به 'أوعية السحر' مثلا"

عندما انتهى باسل من الشرح وضع يديه على جانبيه و رفع رأسه منتظرا مديح المعلم، لكن هذا الأخير وضع يده على ذقنه و قال "لقد سبق و قلت لك أن ما قرأته ليس سوى القليل جدا فقط و أنت لا تزال تخال نفسك تعرف الكثير"

نزل كتفي و رأس باسل نحو الأسفل محبطا و قال بصوت ممل "حسنا، هذا ما يجب أن يكون، بالطبع أنا لا أعرف شيئا، إذن حدثني أيها المعلم عنها"

أجاب المعلم مع ضحكة تهكمية من حالة باسل "هوهوهو، حسنا لا تحبط، لست أنت قليل المعرفة هنا، لكن لم يتوفر لك مصدر به الكثير من المعلومات، و أيضا ما قلته هو كل ما يعرفه جميع الناس تقريبا من هذا العالم"


عندما سمع باسل معلمه بدأ يفكر "من هذا العالم؟ ماذا يقول المعلم؟ إن كانت لدي المعرفة التي لدى غالبية الناس من هذا العالم، و المعلم يعرف أكثر من هذا، أهذا يعني أنه ليس شخصا من هذا العالم؟ لكن..."

بينما باسل يفكر قاطعه المعلم ببداية شرحه ليتحول تركيز باسل على كلام معلمه و تخلى عما كان يفكر به

"حسنا، قلتَ أن جثة الوحش تتبخر بعد أن تزيل الحجر، لكن أ تعرف لماذا يحدث هذا؟" أماء باسل رأسه يمينا و شمالا ليكمل المعلم حديثه "هذا لأنك بمجرد ما تلمس الحجر فإنه يصبح ملكك أو يمكنك القول أن 'حاجز الحماية السماوية' يعتبرك المالك الجديد للحجر و لهذا تختفي جثة المالك السابق، و بعد مدة يتم إنعاشه، لكن على ماذا تعتمد المدة التي يحتاجها ليتجدد؟"

أجاب باسل "لا أعرف أيها المعلم"

أكمل المعلم "حسنا، الوحوش كلها يتم إنعاشها أو تجديدها من طرف الطاقة التي تأتي من الحاجز، لكن تختلف مدة تجدد كل وحش من واحد لآخر و هذا يعتمد بشكل كبير على حجر الأصل الخاص بالوحش، فالوحوش التي لا تملك سحرا لا تملك حجرا أصليا و بالتالي تكون سرعة تجددها أبطء من التي تملك واحدا، لأن هذا الحجر هو أصل طاقة الوحش السحرية. فعندما تُزود جثة الوحش بالطاقة من الحاجز لتتجدد، يُسرع الحجر من العملية، و لهذا الوحوش السحرية تكون أسرع في التجدد من الوحوش الغير سحرية"

كان باسل ينصت للمعلم بتركيز كبير و يتفاجأ في كل مرة كما هي العادة و يردد مع نفسه "إنني حقا لا أعرف شيئا"

أكمل المعلم حديثه "كل ما قلتُه عن التجدد و تفوق الوحوش السحرية به صحيح، لكن هذا يكون في حالة 'إن لم تأخذ الحجر معك'، فإن فعلت هذا، ستتفوق الوحوش الغير سحرية في سرعة التجدد حيث يتجدد جسدها فقط، أما الوحوش السحرية فسيبدأ تكون حجرها الأصلي أولا و بعدها سيبدأ تجدد جسدها، و تكون سرعة تجددها تعتمد على كبر الحجر، فكلما كان أكبر كلما أخذ مدة أطول للتكون، بمعنى آخر كلما كان الوحش لديه قوة سحرية كبيرة كلما أخذ وقتا أطول في التجدد إن أخذت حجره الأصلي بعد قتله"

قال باسل "آه، و لهذا منعتني من لمس الحجر عندها، لكن أ هذا يعني أنني لا زلت سأقاتل هذا الدب؟"


أجاب المعلم "حسنا، بالطبع، ستفعل هذا إلى أن تكون قادرا على هزيمته بقوته الكاملة"

ظهرت نظرة إحباط على باسل ثم أكمل المعلم قائلا "أما ما قلتَه بشأن عدم تذكر الوحش لشيء عندما يُنعش من جديد، فيمكننا القول أن هذا صحيح، لكن بدل قول فاقد للذاكرة، يمكنك اعتباره وحش آخر و لديه الشكل نفسه فقط"

"حسنا، هذا ما تحتاج لمعرفته عن علاقة حجر الأصل بالوحش و طريقة عمله للآن"

أجاب باسل "حسنا، أيها المعلم"

"و الآن لنذهب للأكل قليلا و من ثم نكمل حديثنا" قالها المعلم و تبعه باسل متحمسا لطعام معلمه اللذيذ

ذهب المعلم لنصفي الجثة و شرع في تقطيعها بالرياح و أخذ اللحم الذي يريد و أشعل نارا و بدأ يطهو الأكل

عندما تحدث المعلم عن الأكل ظن باسل أنهما سيأكلان حساء 'الفئران القاضمة' من جديد لكنه كان مخطئا على ما يبدو، هذه المرة أكلا لحم 'دب الأعماق' المشوي و الذي كان لذيذا جدا بدوره، حيث بدأ باسل يتساءل مع نفسه حول هل جميع الوحوش لذيذة أم طبخ معلمه هو اللذيذ و بينما يأكل سأل معلمه

"أيها المعلم، ألا بأس لنا بأكله؟ ألن يؤثر هذا في سرعة تجدده؟"

أجاب المعلم "لا تقلق، لا يهم ما يحدث للجسد، فقط لا تلمس الحجر، و إن كنت تنوي أخذ الحجر معك و تريد الأكل في نفس الوقت، فلا تلمس الحجر فقط و كل ما تريد من لحم الوحش و عندما تنتهي لا بأس عندها بلمس الحجر، هذا هو الأهم، و الآن لنكمل حديثنا، ماذا تعرف عن استخدامات 'أحجار الأصل'؟"


أجاب باسل بينما يعض و يمضغ اللحم "حسنا، يمكنك بيعها و كسب المال، و صنع بها أسلحة تستطيع تعزيز سحرك و التي تسمى 'أوعية السحر' "

أكمل المعلم كلامه "حسنا هذا صحيح، يمكنك كسب المال من بيعها و يكون ثمنها حسب كبرها، و 'أوعية السحر' التي تحدثت عنها ليست كلها متشابهة، فكل 'وعاء سحري' له حد لمستوى السحر الذي يستطيع احتماله، و تكون قدرة احتماله حسب الحجر المصنوع منه، فإنْ كان الحجر يعود لوحش يستطيع استخدام المستوى الرابع من السحر، فسيكون الوعاء السحري المصنوع من هذا الحجر يستطيع تحمل المستوى الرابع من السحر، و من يستطيع صنع هذه الأوعية هم الحدادون، و يتطلب من كل حداد أن يكون لديه نفس مستوى الوعاء السحري الذي سيصنعه أو يفوقه، و هذا ينطبق على الساحر أيضا، فإن أراد استعمال وعاءً سحريا، سيكون عليه أن يكون لديه نفس مستوى ذلك الوعاء، لكن هناك استخدامات أخرى غير معروفة بهذا العالم، من بينها استعمال أحجار الأصل في صنع أدوية تقوم بالإسراع من العلاج و أخرى تعزز من قوة الساحر مؤقتا، و أخرى تساهم في بناء طاقته السحرية، و يتم هذا عن طريق مسحوق الأحجار و ليست أحجار الأصل نفسها"

تفاجأ باسل و تذكر الدواء الذي كان يعطيه له معلمه و قال "أووه، إذن، ذلك الدواء الذي كنت تعطيه لي هكذا صنع، لكن أي من أين أتيت بالحجر أيها المعلم؟"

أجاب المعلم "حسن لقد كان هناك قبل مجيئنا لهنا عشر دببة أعماق، و كنت آكلها من حين لآخر، لكن عندما بدأت في إسراع تدريبك، لم أكتفي بأكلها فقط، بل أخذت حتى حجرها الأصلي لأصنع به الدواء"

تكلم باسل "آه، هكذا إذن و ما اسم ذلك الدواء بالمناسبة أيها المعلم؟"

أجاب المعلم "آه، حسنا يمكنك تسميته 'شراب العلاج' فقط، حسنا، كما قلنا فهذا الدواء تتم صناعته من مسحوق الأحجار، لكن ليس كل شخص يستطيع صنعه، فقط من هو لديه معرفة كافية في كيمياء السحر يستطيع، و يجب أن يكون قد فاق المستوى الثالث على الأقل، و كلما كان مستوى الصانع مرتفعا كلما استخلص مسحوقا أفضل، لكن ليس هذا فقط ما يقيم جودة المسحوق، يبقى مستوى الوحش صاحب الحجر يلعب دورا كبيرا، فكلما كان مستوى الوحش مرتفعا، كلما كان الحجر و طاقته الخام السحرية أكبر و الذي سيساهم في استخلاص مسحوق ذو جودة جيدة"

"حسنا، هناك استخدام آخر و مفيد جدا، حيث يمكنك صنع من أحجار الأصل مكعبات للتخزين، و تكون سعة 'المكعب الفضائي' حسب حجم طاقة الحجر كذلك"

استغرب باسل من كلام المعلم و قال "مكعب فضائي للتخزين؟ ما هذا أيها المعلم؟"


"إنه مكعب بفضاء افتراضي كبير داخله و يمكنك وضع ما تشاء بداخله من دون أن تتلف هذه الأشياء حتى لو كانت طعاما لأن الوقت متوقف بداخله تقريبا"

تفاجأ باسل و تحمس كثيرا ثم قال "أوه، هذا رائع جدا، ألا يعني أنه يمكنني حمل أطنانا معي، إن كان هناك مثل هذا الشيء المفيد لن يحتاج أي شخص لحمل الأثقال مرة أخرى"

قاطع المعلم فرحة باسل قائلا "حسنا هذا صحيح، لكن بالنسبة للسحرة فقط، فالناس العاديين لا يمكنهم صنعه و لا استخدامه"

قال باسل و هو يأكل آخر قضمة من اللحم "آه، هكذا إذن، لكن لا يهم، يبقى أنه سيكون مفيدا للغاية حتى لو كان السحرة فقط من يستطيعون استخدامه"

أكمل المعلم "حسنا طريقة صنعه سنتطرق إليها لاحقا، و الآن لنتحرك لنكمل تدريبك"

أجاب باسل "حاضر أيها المعلم"

خرج الاثنان من الكهف و تعامل باسل مع جميع الوحوش التي اعترضت طريقهما من دون تدخل المعلم، فعند خروجهما بدأت الوحوش بالمهاجمة كالعادة لكن باسل استمر في هزيمتها واحدة تلو الأخرى و استمر الأمر هكذا لأسبوع و بدون أن يدخلا لكهف آخر حتى تجدد 'دب الأعماق' ثم ذهبا لكهفه من جديد...................يتبع!!!!!!!!!!!


(الجزء الخامس)

قوَّى باسل من حواسه و ردود فعله أكثر خلال الأسبوع الماضي استعدادا لمواجهة دب الأعماق من جديد. جميع الوحوش التي واجهها حتى الآن أصبحت سهلة بالنسبة له

و الآن و أخيرا سيواجه دب الأعماق مرة أخرى و هذا جعله متحمسا لأنه يريد تجربة إلى أي مدى قد تطورت قدراته

وصل الاثنان لمكان دب الأعماق و أنار المعلم المكان مرة أخرى، لكن باسل طلب منه ترك المكان مظلما

كان باسل لا يريد الاعتماد على الإنارة هذه المرة لأنه كان متحمسا حقا لرؤية إلى أي مدى أصبحت حواسه حادة

تقدم المعلم نحو دب الأعماق و قيد حركته بسحر الرياح ثم أمره كالسابق بعدم استخدام السحر. عاد المعلم إلى مكانه ثم تقدم باسل نحو وسط المكان و اتخذ وضعيته مستعدا

دب الأعماق بدوره كان مستعدا. انطلق باسل في اتجاه الدب بسرعة حتى وصل لأمامه ثم اختفى فجأة من أمام نظره


بوووم

أتت ركلة من باسل نحو جانب الدب الأيسر جاعلا هذا الأخير يصرخ 'غوااااااه' لكن باسل لم يتوقف عند هذا فقط، بل وثب في اتجاه الدب و أعاد الكرَّة راكلا إياه في نفس المكان من دون أن يتركه يرتاح. تقيء الدب القليل من الدماء ثم وقف على الأربع بسرعة و أخذ مسافة بينه و بين عدوه

كانت على وجه باسل نظرة فرح، على ما يبدو أنه وصل لمرحلة حتى الدب لم يعد يشكل له مشكلة. أحكم باسل قبضتيه و اتجه نحو الدب، هذا الأخير هذا المرة لم يكتفي بالوقوف و الانتظار فقط و اندفع بقرنيه في اتجاه باسل هو الآخر

عندما رآه باسل قادم نحوه، قفز في السماء و التف نازلا على رأس الدب، لكن هجمته تصدت لها يد الدب قبل وصولها للرأس. التقت قدم باسل مع يد الدب مما جعله يُقذف للوراء قليلا من قوة الدفع

"حسنا يجب أن لا أنسى أنه يتعلم أيضا أثناء القتال، لن يكون سهلا كتلك الوحوش" قال باسل مع نفسه. قوة باسل ارتفعت كثيرا خلال تواجده في 'وادي الظلام العميق' حيث الوحوش كخفافيش الظلام و الفئران القاضمة و الوحوش من نفس مقياس القوة أصبحت لا تأخذ منه وقتا و لا جهدا ليبيدها عن بكرة أبيها مهما كان عددها

لكن يبدو أن دب الأعماق ما يزال يمكنه المواصلة أكثر من الوحوش العادية، كان هذا شيئا طبيعيا لأن الوحوش السحرية لها ذكاء أعلى بالمقارنة مع الوحوش الغير سحرية و كلما كان مستواها في السحر عاليا كلما ارتفع ذكاؤها، و دب الأعماق مثال حي على هذا فقدرته التي تسمح له بجعل الحركة المستخدمة لمرة ثانية ضده عديمة النفع تأتي من ذكائه، حيث يكون قادرا على فهم قدرات خصمه إلى حد ما و صنع استراتيجية مضادة لها في الاستخدام الثاني لها

بدأ باسل بالدوران حول المكان و هذه المرة كانت سرعته أكثر من السابق لدرجة أن دب الأعماق لم يستطع تتبعه بعينيه و فجأة أتته ركلة أولى بجانبه الأيمن و ثانية بنفس المكان و أخرى ثالثة برأسه مسقطة إياه على الأرض فاقدا الوعي

فرح باسل لأنه كان قادرا على هزيمة دب الأعماق هذه المرة من دون أن يتلقى أي ضربة و لم يأخذ منه وقتا طويلا، التف باسل و ذهب لمعلمه ثم قال "أيها المعلم، أظن أنني مستعد لمواجهته بكامل قوته، عندما يستيقظ أرجوك مُرْهُ باستخدام كامل قوته" سأل باسل معلمه بنبرة صوت مليئة بالاحترام


أومأ المعلم برأسه موافقا ليتحمس باسل بشأن مواجهته السحر لأول مرة وجها لوجه

مرت ساعات و أثناء هذا طبخ المعلم بعض الطعام و أكله مع باسل و عند انتهائهما مرت دقائق فاستيقظ الدب معافى من جراحه ذهب المعلم في اتجاهه و عندما وصل أمامه وضع يده على رأس الدب الذي كان يبدو كما لو أنه حيوان لطيف في حضرة المعلم ثم قال، "استخدم كل قوتك من الآن فصاعدا، و اعلم أن حياتك تعتمد على هذا" أمر المعلم الدب ثم عاد لمكانه مرة أخرى. تقدم باسل نحو الأمام و اتخذ وضعية القتال مستعدا و بمجرد فعله لهذا خرج من الأرض عامود حجري حاد النهاية مستهدفا إياه

عندما رأى باسل العامود قفز للوراء بسرعة و ابتعد كفاية كي لا يصله العامود و بمجرد نزوله على الأرض كان دب الأعماق متقدما نحوه مستهدفا إياه بقرنيه و بمجرد اقترابه من باسل قفز هذا الأخير مرة أخرى في السماء متجنبا الهجوم

نزل باسل على الأرض و راوغ لقليل من الوقت اندفاعات الدب. بعد مدة اندفع باسل في اتجاه الدب لكن ظهر في طريقه عامود آخر موجه نحوه. راوغه باسل في آخر لحظة بقفزه جانبا بحيث مزق قميصه

تراجع باسل للخلف عدة خطوات ثم نظر لقميصه الممزق من الجانب، لو أنه تأخر لثانية، لا، للحظة أخرى فقط لكان جانبه أيضا ممزق و ليس قميصه فقط

"حسنا، تلك الأعمدة خطيرة، يجب أن أفهم كيفية عملها أولا إن أردت صنع خطة مضادة لها. على ما يبدو من العامودين اللذين أظهرهما قبل قليل، فطول العامود الذي يخرجه يصل إلى ثلاثة أمتار، و بما أنه كانت لديه أكثر من فرصة ليقتلني فيها إن استخدم أكثر من عامود واحد في نفس الوقت و لم يفعل هذا، فهذا يعني أنه لا يمكنه استخدام أكثر من عامود واحد في مرة واحدة، حسنا هذا ما يمكنني جمعه من معلومات للآن، لكن، هذا لا زال ليس كافيا بعد، فإن لم أعرف متى سيستخدم سحره لن

أكون قادرا على الهجوم، حسنا، لنكتشف هذا الأمر أولا" كان باسل بينما يقاتل يحلل سحر الأرض الخاص بدب الأعماق، فهذا كان أولويته الآن. لقد حفرت تعاليم معلمه في عقله، قبل أن يهاجم بتهور يجب عليه جمع أكبر قدر من المعلومات لصنع خطة مضادة و من ثم تنفيذها

انطلق باسل بسرعة و حطم العامود الذي استهدفه قبل قليل ثم شرع في حمل الحجارة من الأرض و رميها بكل قوة ذراعه في اتجاه دب الأعماق


دب الأعماق تصدى لجميع الحجارة التي استهدفته بقرنيه، كل حجر كان يلتقي بقرن من قرنيه كان يتحول لفتات، ببساطة كانت قساوة قرنيه كبيرة كما لو أنها مصنوعة من الفولاذ

استمر باسل على هذا المنوال من دون الحصول على نتيجة مقبولة و عندما تبقى له حجرين فقط اندفع في اتجاه الدب لكن بمجرد اقترابه قليلا خرج عامود من الأرض مرة أخرى، راوغه كالسابق لكن..

بوووم

أتت نطحة من الدب جاعلة باسل يحلق لأمتار حتى اصطدم بالحائط و تقيء الدماء، حاول الوقوف لكن هذا كان بلا فائدة، فعلى ما يبدو أن جانبه و ذراعه اليساريين قد تضررا لأنه دافع بهما في آخر لحظة و إلا لكان ميتا، قرني الدب لم يخترقاه كثيرا لأنه قفز للوراء مما قلل من شدة الضربة و تسببت له في جروح ليست ببليغة لكنها لست بسطحية أيضا

حاول الدب مهاجمة باسل مرة ثانية لكن المعلم أوقفه "توقف"، عند سماع كلام المعلم توقف الدب في مكانه و عند رؤية باسل لهذا تنفس الصعداء قليلا لأنه كان ميتا لا محالة، كان قد جرب بالفعل محاولة الهرب لكن جسمه كان متخدرا من الصدمة الناتجة عن الضربة

تقدم المعلم نحو باسل و أخرج 'إكسير العلاج' ثم أعطاه لباسل ليشربه. سقط باسل نائما في مكانه بعد شربه الدواء و ظل هكذا لساعات قبل أن يستيقظ

"لقد استيقظت أخيرا، أخبرني ماذا اكتشفت للآن في مواجهتك للدب عن قدراته؟" كان المعلم ينتظر باسل ليستيقظ بينما يجلس أمامه و بمجرد أن نهض، شرع في طرح الأسئلة عليه


رد باسل بينما يمسك رأسه "حسنا"

شرح باسل لمعلمه ما اكتشفه من قتاله للدب و مر بعض الوقت منذ بدء محادثتهما

قال المعلم "أهذا كل ما اكتشفته؟"

أجاب باسل بينما تعتليه نظرة تشير على أنه يتذكر شيئا ما "لا، ما زال هناك شيء لم أتأكد منه تماما لأنني تلقيت الضربة مباشرة بعدها، لكن أنا متأكد بنسبة 80 بالمئة"

"هوه، و ما هي؟ قل لي" قالها المعلم منتظرا رد باسل

أجاب باسل "حسنا، أولا، هو لا يستطيع مهاجمتي بسحر الأرض إلا بعد دخولي لمدى محدد و على ما أظن فإنه يتراوح بين ستة و ثمانية أمتار. ثانيا، لا يستطيع استخدام سحر الأرض إلا بعد مضي حوالي ثلاثين ثانية. حسنا هذا كل ما اكتشفته، لا زلت لم أعرف متى يكون سيستخدم السحر لكن أظن أني سأعرف هذا في المعركة القادمة" أكمل باسل شرحه و نظر للدب المستلقي في الزاوية بعيدا

تكلم المعلم "حسنا، هذا جيد جدا بالنسبة لأول معركة لك ضده و هو يستخدم سحر الأرض، اكتشافك لكل هذا علامة جيدة، حسنا فلنكمل التدريب" وقف المعلم و باسل. اتجه باسل نحو الدب الذي سبق و وقف عندما رآه


"حسنا أولا سأحاول جعله يستخدم سحره لأكتشف كيف يفعل هذا و أحاول اسغلال الثلاثين ثانية التي لا يستطيع استخدام السحر فيها، مع أن هذا لن يكون سهلا كالقول" بينما باسل يتجه نحو وسط المكان ليبدأ معركته الثانية، كان يفكر في حل ما سيمكنه من اكتشاف طريقة عمل سحر الدب

استعد باسل و قال مع نفسه "حسنا للآن سأحاول البقاء خارج المدى الذي يستطيع فيه أن يستخدم سحره، سأبقى خارج دائرة التي هو مركزها و قطرها اثني عشرة متر إن احتسبنا طول العواميد و أرى كيف سيتفاعل مع الوضع أولا"

كانت المسافة الآن بين باسل و دب الأعماق الآن تصل لحوالي عشرين متر و لهذا كان باسل مطمئنا لأنه يعرف أن سحر الأرض لن يبلغه بما أنه بعيد، لكن أثناء هذا بدأ الدب بالاندفاع في اتجاه باسل مقلصا المسافة بينهما

"هوه، بما أني بعيد كفاية كي لا يصلني سحره سيحاول تقليص المسافة، لكن لا تحلم بهذا" كان باسل يفكر و يحلل أفعال الدب ثم تراجع عدة خطوات للوراء و شرع في الدوران حول المكان بحيث كلما اقترب منه الدب ينتقل لنقطة أخرى بعيدة عن الدب في الدائرة التي يلتف حولها، و هكذا حفظ مسافة بينه و بين الدب، لكن فعل هذا طوال الوقت لن يصل به لنتيجة

بدأ باسل في تصغير قطر الدائرة شيئا فشيء محاولا الوصول لمدى سحر الدب و حساب المسافة بالضبط التي يصل إليها. كان الدب يتبع باسل محاولا تقليص المسافة بسرعة و باسل كان يبتعد عنه و من ثم ينقص من المسافة التي كانت بينه و بين الدب سابقا مرة أخرى

استمر الوضع هكذا إلى أن أصبحت المسافة بينهما تسعة أمتار فقط، عندها جاء هجوم سحر الأرض من دب الأعماق لكن باسل قفز في الحال للوراء ثم بدأ يفكر و ابتسامة على وجهه "حسنا، أولا، مدى سحره هو سبعة أمتار و عند إضافة طول العامود يصبح مداه عشرة أمتار. ثانيا و الأهم، أنه في كل مرة ينوي فيها استخدام سحره يضرب بقدمه على الأرض ثم بعدها بحوالي ثانية يخرج العامود من الأرض، حسنا"

كان باسل بجانب عامود السحر الذي استُخدم ضده في أول المعركة السابقة. حطمه و حمل ما يستطيع من الحجارة ثم وقف "حسنا هذا يكفي" و بعد قوله لهذا اتجه نحو الدب بحذر منتظرا إياه لكي يستخدم السحر

دخل باسل لمدى سحر الدب لكن الهجوم لا زال لم يأتي حتى بقي بينه و بين الدب سبعة أمتار فقط بووم عندها رأى باسل الدب يضرب بقدمه على الأرض فقفز للوراء عاليا بكامل قوته، لكن حدث ما لم يتوقعه فسس الهجوم أتى من وراءه و لحسن حظه أنه قفز باكرا فأصيب بفخذه الأيسر و عندما نزل على الأرض كان قد سبق و جمع شتات نفسه لأنه يجب عليه استغلال الثلاثين ثانية جيدا

في هذه الأثناء كان الدب متوجها نحوه مستهدفا إياه بقرنيه محاولا نطحه كالسابق، لكن باسل كان قد قفز للوراء لأنه يعرف أن الدب سيهاجمه بمجرد ما أن يراوغ العامود الحجري، فهذا سيعطيه مسافة أكبر ليستعد لاندفاعه قبل وصول الدب إليه، مع أنه لم يتوقع قدوم الهجوم من الخلف، و لهذا تنفس الصعداء و اعتقد أنه اختار الخيار الصحيح عندما انتظر حتى يعرف متى يستخدم الدب سحره، لأنه عند معرفته لهذا اكتسب تلك الثانية التي كانت السبب في نجاته الآن

اندفع باسل تجاه الدب الذي كان بدوره فاعل نفس الشيء، كان باسل مرتاحا لأن الدب لن يكون قادرا على مفاجأته بسحر الأرض

عندما اندفع باسل و اقترب من الدب، قفز للجانب الأيمن و شرع في رميه بالحجارة بكل ما يملك من قوة في ذراعه اليمنى

بووم، بووووم، بوووووم

رمى باسل جميع الحجارة مرة واحدة على الجانب الأيسر للدب مما جعل هذا الأخير يصرخ متألما "غواااااه' سببت له الحجارة عدة جروح مما جعل حركته مقيدة مؤقتا، استغل باسل هذه الفرصة. اندفع نحو الدب و ركل رأسه بقدمه اليمنى بكل قوته بوووم بدأ الدب يتمايل ليسقط لكن باسل لم يترك هذا يحدث و أعاد الكرّة راكلا إياه بقدمه اليسرى بوووم طررق بعد صوت ركلة باسل أتى صوت انكسار عنق معلنا عن موت 'دب الأعماق'
كانت على وجه باسل نظرة فرح كبيرة. ذهب لمعلمه ثم سأله "أيها المعلم، ألا بأس إن أخذت الحجر الأصلي منه هذه المرة بما أنني هزمته" كان باسل يريد تجميع محصوده الأول من هزيمته لوحش سحري و لم يستطع الانتظار أكثر

تنهد المعلم من حال المتعلم و أجاب "حسنا، لا بأس بما أنه قد مر وقت كاف لتتجدد الدببة الأخرى التي قتلتُها"

قفز باسل فرحا و ذهب بسرعة لجثة الدب و فتحها من وسط الصدر ثم أخذ الحجر لتختفي الجثة بعدها. كان الحجر بلون أزرق فاتح و يلمع من الداخل بطاقة غريبة بلون أزرق فاتح قريب للون الأبيض تتغلغل هناك. عندما حمل باسل الحجر الذي كان بحجم راحة يديه أحس بنتيجة مجهوده قد أتت أخيرا ثم التف و سأل معلمه "أيها المعلم، آخر مرة لم نأخذ الحجر و أنعِش الوحش بعد حوالي أسبوع، كم سيأخذ من الوقت هذه المرة بما أنني أخذت الحجر؟"

"آه، حسنا، حوالي شهر" أجاب المعلم ثم أكمل قائلا "لقد سمحت لك بأخذه بما أنه مر على بعض الدببة التي قتلتها حوالي ثلاث أسابيع و بقي لها أيام قليلة فقط على التجدد، لهذا حتى و لو تأخر ذلك الذي قتلته في التجدد، سيكون هناك دببة قد سبق و تجددت في خلال أسبوع"

قال باسل "آه، هكذا إذا، هناك دببة ستتجدد بعد أسبوع" كانت على وجه باسل ابتسامة خفيفة بينما ينظر للحجر في يديه لكنه فجأة فتح عينيه و قال بصوت متردد "أيها المعلم، هل يمكن أنني سأقاتل هذه الدببة بعد أسبوع؟"

أجاب المعلم مع ابتسامة "هوهو، بالطبع"

"و كم منها سيتجدد يا ترى؟" سأل باسل و زاوية فمه تهتز

أجاب المعلم مرة أخرى "أمم، في اليوم الأخير من الأسبوع الذي قلته سيتجدد الثالث"

عندما سمع باسل إجابة معلمه نزل كتفاه و رأسه للأسفل من الإحباط، فدب أعماق واحد سبب له المعاناة لكنه بعد أسبوع سيواجه ثلاثة في نفس الوقت. في هذه الأثناء بدأ باسل يفكر "أتساءل كيف حال أمي الآن؟ هل الأمر صعب عليها بما أنني اختفيت لكل هذه المدة من دون أن تعرف مكان تواجدي؟" تذكر باسل عيني أمه الحمراوتين بسبب الدموع اللتين رآهما صباح مغادرته المنزل و تألم لكنه تابع القول مع نفسه "حسنا، هذا كله من أجل تخفيف الأمر عليها مستقبلا" و بعدها جاءت صورة تلك الفتاة في عقله "حسنا بما أنها معها فلا يجب أن أقلق كثيرا"


(في قرية باسل 'السوق')

كانت هناك فتاة بشعر ذهبي يسلب القلوب كلما تطاير مع الرياح، و عينين بزرقة السماء الواسعة عند النظر لهما تأخذانك في رحلة بخيالك، مرتدية فستانا أبيض اللون مما زاد من جمالها أكثر. كانت الفتاة محاطة بهالة ملكية و تبدو كجنية أتت من أرض العجائب

"أوه أنمار"، "إنها أنمار"، "آه مرحبا بك يا أنمار في السوق هل ستشترين شيئا ما؟ إن كانت البطاطس، فلتأتي سأجعلها مخفضة بعشرين بالمائة من أجلك"، "إن كانت الطماطم فلتأتي سأجعلها بسبعين في المائة من ثمنها الأصلي"

كانت هناك طلبات البائعين بثمن منخفض تأتيها من كل مكان، فمن خلال هذا يمكنك أن ترى كم هي شعبية هذه الفتاة في هذه النواحي. كانت كل أعين الفتيان بعمرها و أكبر منها و أصغر منها مسحوروة بجمالها، معجبيها لم يكونوا فقط من الفتيان، بل حتى من الفتيات حيث كانوا يحترمونها و يعتبرونها قدوتهم

بينما الحديث يدور بينهم "آه، كم هي جميلة كالعادة"، "لا لا أليست أجمل من الأمس"، "آه إنها تصبح أجمل كل يوم"، "أتمنى لو أنها تصبح زوجتي في المستقبل" بمجرد أن قال الشخص الأخير هذا الكلام كانت هناك نظرات تأتي من عيون حمراء تحمل نية قتل من جميع المحيطين و عندما رأى هذا الشخص هذا، تراجع عن كلامه "لا، لا، لم أعني ما قلته" لكن نظرة الجميع لم تتغير "آآآه" ركض هذا الشخص هاربا بينما يتبعه حشد من الفتيان في مختلف الأعمار كضباع جائعة

"يااااااااه" صدرت صرخة من ذلك الشخص من مكان بعيد توحي على أن روحه خرجت من مكانها

ذهبت الفتاة للدكاكين و اشترت جميع المكونات التي كانت تحتاجها و بينما هي أمام بائع الجزر سألها هذا الأخير "أين باسل هذه الأيام لم أعد أراه أبدا مؤخرا"

أجابت أنمار "آه هذا...."

عندما كانت الفتاة ستجيب سمعت صوتا قادما من بعيد و الصوت كان للعديد من الأقدام و بدأ يرتفع شيئا فشيء معلنا اقتراب المسؤولين عنه و عندما وصلوا رموا نفسهم على بائع الجزر "هل قلت باسل قبل قليل؟"، "تكلم"، "أجب أيها العجوز"، "أين هو ذلك الصعلوك؟"، "إن رأيته في مكان ما أخبرنا أين هو و إلا...." فجأة قاطعهم صوت أنمار

"أيها الجميع من فضلكم اهدؤوا، هو لا يعرف مكان باسل، بالأحرى، لقد سألني عنه، و لهذا اتركوه من فضلكم"


اصطف الجميع جانبيا و حكوا رؤوسهم و وجناتهم حمراء بينما يقولون "آه هكذا، إن قالت هذا ملاكنا أنمار فلا بد أن هذا هو الأمر" و بعد أن انتهوا أحاطوا ببائع الجزر و عيونهم حمراء ثم قال واحد منهم "اسمع أيها العجوز، لقد أنقذتك ملاكنا هذه المرة، لكن لا أريد منك قول اسم ذلك الشقي الوغد أمام ملاكنا مرة أخرى و إلا...حسنا، أنت تعرف ما سيحدث، و إن حدث و أن رأيت ذلك الصعلوك كن متأكدا من إخبارنا"

(في هذه الأثناء في مكان باسل، صعدت قشعريرة معه و عطس😂)

بعد ما انتهى ذلك الشخص من الكلام اصطفوا مرة أخرى و انحنوا لأنمار قائلين "حسنا، نحن ذاهبين الآن، آسفون على الإزعاج أيتها الملاك أنمار" بعدها ذهبوا كلهم بينما هناك أصوات بينهم تقول "آه لقد نظرت لي"، "هاه، لا تحلم لقد كانت تنظر لي"، "بل لي أنا فقط كنت خلفكما و أسأتما الظن"، "هاه، من تظن نفسك يا هذا؟" ثم نشبت بينهم معارك

كانت الابتسامة دائما مرسومة على وجه أنمار و كانت شعبية بشكل لا يصدق في القرية. كانت ملاك الجميع و كل من يحاول الاقتراب منها يلقى مصرعه على يد ذلك الحشد من الفتيان. هؤلاء الفتيان كانوا معجبي 'الملاك أنمار' و يعتبرون نفسهم حرسها الشخصي

كان كل شخص يعرف هذا في القرية و لهذا و لا فتى كانت لديه الشجاعة الكافية للاعتراف بحبه لها، لأنه بمجرد أن ينوي فعل هذا، تكون الشائعات قد سبق و انتشرت عنه و يأخذ درسا حميما من الحرس الشخصي للملاك أنمار

كان الحرس الشخصي يضع عينيه على كل شخص يحاول الاقتراب من الملاك أنمار و يضعونه في قائمتهم السوداء. و في هذه القائمة السوداء كان هناك من يتصدر القمة و كل واحد من الحرس الشخصي يكرهه. كانوا متفقين على أنه إن رآه أي شخص منهم فعليه إخبار الباقيين عن مكانه و الذهاب لتصفية الحساب معه

كان هذا الشخص هو 'باسل' الصعلوك الشقي الوغد المكروه من قبل جميع الفتيان. كان هذا بسبب قربه من الملاك أنمار كثيرا. الكل يعرف أن ملاكهم معجبة بهذا الشخص و لهذا ليس هناك من لا يكرهه على حظه القوي و فوق هذا لا يعامل ملاكهم حتى بشكل جيد

كان باسل يعاني من الصغر من هذا الأمر. فحتى لو كان كاره صداقات و مهتم في الكتب فقط، لم يكن ليكون غريبا حصوله على صديق واحد على الأقل، لكن الأمر لم يكن هكذا، فهو كان منبوذا من الجميع بسبب علاقته القريبة بأنمار و شخصيته المتعجرفة، فهو كان يعاملهم دائما كما لو أنهم ليسوا سوى صراصير لأنه لم يكن مهتما لا بهم و لا بحبهم لملاكهم و لا بحبها له، و هذا جعلهم يكرهونه كثيرا و يضعونه في قمة قائمتهم السوداء

اشترت أنمار كل المكونات و ذهبت في طريقها خارج السوق

"أمي، لقد وصلت" دخلت أنمار لمنزلها


أجابتها أمها سميرة "آه، مرحبا بك هل جلبت كل ما طلبت منك إحضاره؟"

أجابت أنمار "نعم" بينما تنزل الخضر و الفواكه التي أحضرتها ثم أكملت قائلة "حسنا سأذهب الآن لمنزل العمة 'لطيفة' لإعطائها الخاصة بها"

خرجت أنمار من المنزل متوجهة نحو منزل باسل الذي كان فقط بجانب منزلها

دق، دق

"من هناك؟"

"إنها أنا يا عمتي لطيفة، لقد أتيت بالخضر و الفواكه"

فتحت لطيفة الباب فدخلت أنمار و أعطتها جميع المكونات ثم قالت "عمتي، ألا زال باسل يذهب لذلك الصديق و لا يعود إلا ليلا؟"

أجابت الأم "آه، لقد نسيت إخبارك، لقد ذهب ليتدرب و لن يعود إلا بعد شهرين على ما يبدو، إنه الآن غائب لأسبوعين بالفعل"

تعجبت أنمار من كلام عمتها ثم بدأت تفكر "شهران؟ مع صديقه؟ لا أظن أنه سيترك العمة لطيفة لوحدها كل هذه المدة فقط للتدرب مع صديق، كما توقعت هناك شيء ما وراء هذا"

كانت أنمار تعرف شخصية باسل جيدا، فبعد كل شيء منزليهما ملتصقين ببعضهما، كانت معه منذ نعومة الأظافر و هذا كان طبيعيا، لأن أميهما صديقتين منذ الصغر أيضا. فقبل أن يأتوا لهذه القرية كانتا تعيشان مع زوجيهما اللذين بدورهما كانا صديقين منذ الصغر، حتى وقعت حادثة هجوم الشياطين، و في سبيل هروب زوجتيهما اللتين كانتا واحدة منهما تحمل الرضيعة أنمار و التي هي سميرة و الأخرى كانت لطيفة الحامل بباسل، ضحى الزوجين بنفسيهما من أجل أن تعيش عائلتيهما


و منذ ذلك الحين كانتا الأمَّيْن تتكلان على كتف بعضهما البعض من أجل الاعتناء بطفليهما. و لهذا كانا باسل و أنمار لهما علاقة قريبة ببعضهما البعض منذ الصغر

"حسنا، عندما يأتي المرة القادمة سأحاول سؤاله و إن لم يجبني سأتبعه فقط و أعرف إلى أين يذهب" كانت أنمار تفكر مع نفسها

قالت لطيفة "صغيرتي أنمار، شكرا لك دائما على مجهودك، إنك حقا تساعديني، آه، قلي لأمك أن تأتي إلى هنا لنتشارك أكل الغذاء"

توقفت أنمار عن تفكيرها و أجابت "حسنا يا عمتي سأخبر أمي بهذا"

(بالعودة لوادي الظلام العميق)

مر أسبوع على هزيمة باسل لدب الأعماق و حان وقت تجدد الثلاث دببة

دو، دو، دو

كان باسل يحطم خفافيش الظلام واحدا تلو الآخر و بسرعة كبيرة جدا. أخذ منه جيش كامل من الخفافيش يصل عدده لحوالي مئتين خمسة دقائق فقط لينهيه

قال المعلم "حسنا يبدو أن سرعتك ازدادت مرة أخرى خلال الأسبوع الماضي، إن استمريت على هذا المنوال، في غضون سنة ستكون في أتم الاستعداد"

أجاب باسل "حسنا أيها المعلم"


أمر المعلم باسل "الآن لنذهب لكهف 'دببة الأعماق' "

أجاب باسل "حاضر أيها المعلم"

ذهب الاثنان و كالعادة قتل باسل جميع الوحوش في الطريق إلى أن وصلا للكهف و عند وضع قدميهما صدر زئير الثلاث دببة

أحكم باسل قبضتيه و شرع في قتل الوحوش مرة أخرى إلى أن وصلا لمكان الدببة، تقدم المعلم نحوهم و أمرهم بعدم استخدام السحر ثم استدار و قال لباسل "عندما تكون قادرا على هزيمتهم ثلاثتهم معا سأجعل واحدا منهم يستخدم السحر و عندما تهزمهم مرة أخرى سأجعل واحدا آخر يستخدم السحر و هكذا إلى أن تهزمهم جميعا، عند هزيمتهم لا تقتلهم لأننا لا نريد الانتظار أسبوعا كاملا، و ستستمر هكذا حتى تتجدد جميع الدببة و تهزمهم"

صدم باسل بينما يفكر في ما قاله المعلم "جميع الدببة؟ ألم يقل المعلم أن هناك عشرة منهم في الأصل باحتساب الذي قتلته؟ أ هذا يعني أنني بعد ثلاث أسابيع من الآن سأكون أقاتل عشر دببة في آن واحد؟"

بدأ جسده يهتز، لكن ليس من الخوف هذه المرة، لقد كان من شدة الحماس، فكل التدريبات التي أعطاها له المعلم قد يمكن أنها كانت صعبة لكنها لم تكن مستحيلة و فوق هذا كله، بعدما ينتهي من التدريب المعطى له يرى نتائج هائلة و لهذا صرخ قائلا "حاضر أيها المعلم"

فسس، فسسس، فسسسس

بوم، بووم، بوووم


كان باسل يراوغ سحر واحد من الدببة الثلاث و يهاجم بالحجارة

"اللعنة، الأمر مستمر هكذا ليومين من دون أن أتقدم، لو كنت لا أعرف متى سيهجم الدب بسحره لكنت في عداد الموتى، لم أعرف هذا من قبل لأنه لم يكن سوى دب واحد فقط، لكن عملهم الجماعي متكامل، اللعنة" كان باسل يفكر بينما يهرب

"هوهوهو، قد تكون قد أصبحت في مستوى يخولك لهزيمة دب أعماق بنفسك أو مجموعة من الكللابب المهشمة، لكن مجموعة من دببة الأعماق في آن واحد لا يزال صعب عليك، فعلى عكس الكللابب المهشمة التي تعتمد على عددها بدون استغلاله جيدا فدببة الأعماق تعرف كيف تسخر قواها لبعضها البعض جيدا" كان المعلم يزود باسل بالمعلومات

هزم باسل الثلاثة دببة بالفعل في اليوم الأول لكن عندما جعل المعلم واحدا منها يستخدم السحر، أصبح باسل يجد صعوبة في الهجوم

فسسسسس
خرج عامود حجري حاد النهاية جارحا باسل بجنبه الأيسر و بينما هو يتألم أتى دب آخر بسرعة محاولا نطحه لكنه راوغه و بصعوبة، ثم جاء الثالث و نطحه هذه المرة

دافع باسل رافعا ركبته و مُنزلا ذراعه مكونا درعا على جانبه الأيمن محتميا من نطحة الدب، لكن، مع ذلك تسببت له القرون في جروح طفيفة بما أنها لم تصبه بشكل مباشر

تراجع باسل لعدة أمتار بسبب الضربة. و عندما أراد أن يرتاح قليلا أتى الدب مستخدم السحر مندفعا بووم نطحه هو الآخر و هذه المرة كانت ضربة مباشرة جعلت باسل يحلق في اتجاه الحائط بووم اصطدم مع الحائط و فقد الوعي في مكانه


بعد مدة استيقظ باسل و كان جسده معافى ثم قال و ضرب على الأرض بقبضته "اللعنة، مرة أخرى، هذه المرة الخامسة"

" تنهد...حسنا لا تنفعل، هذا شيء طبيعي، لا تنسى كم أخذت من الوقت فقط لهزيمة "القرد الأزرق الضخم، مقارنة بذلك الوقت، فتطورك الآن أسرع بكثير" قال المعلم هذا لباسل و أكمل "هيا فلتنهض، ليس لدينا وقت للراحة إلا عند الحاجة للأكل و قضاءها"

وقف باسل بسرعة و اتجه نحو الدببة. كان باسل يحاول قدر المستطاع تجنب الدخول لمدى سحر الدب، لكن في كل مرة كان يهاجمه الدبين الآخرين جاعلين إياه يدخله بالرغم عنه ليواجه العامود الحجري، يراوغه باسل و يهاجمه الدبين الآخرين و يدافع قدر المستطاع و من ثم يهاجم الدب الذي يستخدم السحر هو الآخر، و بهذا لم يكن لديه وقت ليستجمع فيه أنفاسه

استمر الأمر هكذا ليوم آخر و في ذلك اليوم تكون و تجدد الدب الرابع. بدأت الطاقة تتجمع على حين غرة في مكان من الفضاء المحيط، كانت كعاصفة صغيرة و عندما هدأت و اختفى الغبار فظهر 'دب أعماق' آخر

" يلهث يلهث....اللعنة، سيستمرون بالظهور واحدا تلو الآخر و أنا لا زلت لم أعرف كيف أتعامل معهم" كان وجه باسل شاحب، و يلهث من شدة التعب

في خلال الثلاث الأيام الأخيرة لم يكن باسل يفعل شيئا سوى المراوغة و الدفاع و الهرب، و الشيء الذي تغير هو طول الوقت الذي تمدد، حيث في المرة الأولى لم تمر سوى خمسة عشر دقيقة ليهزم حتى أصبح الآن يستطيع الاستمرار لثلاث ساعات، لكن عندما رأى أنه و أخيرا بدأ يرى أملا في مواجهة الثلاث دببة تجدد واحد آخر

سأل باسل معلمه "أيها المعلم، متى ستتجدد الدببة بالكامل من دون الذي قتلته أنا؟"

أجاب المعلم بينما يضحك "هوهوهو، بعد خمسة أيام من الآن"

صدم باسل ثم قال "أيها المعلم أريد أن أرتاح و أفكر في خطة ما، ففي كل مرة كانت أوقات راحتي قصيرة و ليس لي وقت لأفكر جيدا"

وضع المعلم يده على ذقنه و بدأ يفكر قليلا ثم قال أخيرا "حسنا، لك هذا، بعد خمس ساعات من الآن سنكمل"


فرح باسل عند سماع معلمه و قد أعطاه وقت أكثر مما كان يتوقع و يحتاج فذهب ثم اتكأ على الحائط جالسا جلسة تربيعة و واضعا يديه على ركبتيه، استرخى و دخل في حالة عميقة و بدأ يجمع أفكاره كلها عن جميع المعارك التي خاضها بداية بالقرد الأزرق العملاق وصولا لدب الأعماق

كانت المشاهد تمر واحدة تلو الأخرى بتفاصيلها بينما يفكر باسل "إن كان هناك شيء نقول عنه أنا مختص فيه فهو ذاكرتي القوية"

بقي باسل على هذه الحال طول المدة التي أعطاها له المعلم، كان هذا الأخير ينظر لباسل بتعجب و صدمة على وجهه.

"تلك الحالة....إنها بالضبط بداية المرحلة الأولى من حالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، أن يدخلها من دون أن يعلمه أي شخص، يا له من شخص مثير للاهتمام حقا، متشوق لمعرفة مستقبله" كان المعلم يفكر بهذا مع نفسه

انتهت المدة و فتح باسل عينيه من دون أن ينبهه المعلم بانقضاء الوقت ثم وقف و اتجه نحو الدببة الأربعة

ضرب قبضته في راحة يده الأخرى قائلا "حسنا، فلنبدأ"

تقدم باسل نحو الدببة ببطء، خطوة بخطوة، اندفع الدب الأول فراوغه باسل بسهولة بقفزه من فوقه متقدما نحو الأمام، ثم خرج العامود الحجري من وراء باسل لكنه رأى الدب عندما ضرب بقدمه على الأرض ليستخدم السحر، بقي باسل ينتظر الهجوم فقط و بهدوء، بمجرد ما أن خرج العامود الحجري من الأرض قفز باسل بقوة للأمام مبتعدا أربعة أمتار كي لا يصله العامود الحجري

و عندما نزل على الأرض كان الدب الثاني يندفع من الأمام بينما الذي هجم في الأول مندفع من وراءه، كان باسل محاصرا من الأمام و الخلف، ظهرت ابتسامة خبيثة على وجه باسل و بقي هادئا و لم يتحرك أبدا

جري، جري، جري

تقدم الدُّبان من الأمام و الخلف بينما باسل لم يحرك ساكنا، ارتفعت سرعة جريهما كثيرا و عندما بقي بينهما و بين باسل حوالي ثلاث سنتيمترات قفز هذا الأخير للسماء تاركا الدبين ليصطدما ببعضهما

بوووووووووووم

التقى الدبان ببعضهما البعض و تسببا في جروح لبعضهما البعض. باسل الذي كان ساقطا من السماء التف و نزل على الدبين بقدميه


بوووووووم

نزل باسل على جمجمتي الدبين و حاول ألا يقتلهما "أولا، انتهينا من اثنين، الباقي هو اثنين"

التف باسل ليجد الدب الثالث قد سبق و اقترب منه و كان على وشك الاصطدام به. قفز باسل للوراء و لم يبتعد من الدب المهاجم كثيرا و عندما اقترب منه هذا الأخير منه قفز مرة أخرى لكن هذه المرة للأمام تاركا الدب ليصطدم بالعامود الحجري الذي كان وراءه

بوووم

أصيب الدب بجروح لكنه كان لا يزال واعيا و لهذا ذهب باسل ليعطي الضربة القاضية. اندفع باسل في اتجاه الدب المجروح، و عند فعله لهذا خرج على حين غرة عامود حجري الذي أصاب كتفه الأيسر

من حسن حظ باسل أنه راوغ في اللحظة الأخيرة و إلا كانت ذراعه قد اقتلعت من مكانها. بمجرد أن راوغ باسل هجوم سحر الأرض اندفع مرة أخرى و ركل الدب المجروح مفقدا إياه الوعي

التف باسل و نظر للدب الأخير الذي لم يتقدم أبدا و كان يصر على أسنانه، و عندما رآه باسل قال "حسنا، هجومك المفاجئ لم ينفع، و سحرك لن تستخدمه مؤقتا، إنك في وضع لا يرثى له" ثم ابتسم و وثب في اتجاه الدب و أحكم قبضته و نزل عليه بها، تصدى الدب بجبهته لكنها لم تكن تقارن بقبضة باسل و خسر في مواجهة القوة

كان الدب سيسقط من شدة لكمة باسل، هذا الأخير تقدم نحو الدب المترنح و لوح برجله ضاربا الدب بقدمه جاعلا إياه يفقد الوعي

تصفيق، تصفيق، تصفيق

صفق المعلم لباسل بينما يقول "يبدو أن الوقت الذي أعطي لك كان له مفعوله الخاص"


أجاب باسل "نعم أيها المعلم، لقد استجمعت جميع أفكاري و خبرتي التي اكتسبتها من القتال ضد الوحوش و خصوصا دببة الأعماق و التفكير في خطة. الخطة كانت عدم الهروب و التقدم للأمام، الحذر من سحر الأرض، و استخدام العمل الجماعي للدببة ضدهم، فهذا قد نجح من قبل عندما أردت التغلب على قدرة دب الأعماق الأول التي تسمح له بجعل استخدام الحركة مرتين أمامه عديمة الفائدة"

"هوهوهو، أحسنت أيها الفتى" قالها المعلم و هو يضحك ثم أكمل "يبدو أنك بدأت تتعلم كيف تُسخِّر خبرتك في القتال، استمر على هذا المنوال، نحن هنا لشهر تقريبا الآن و قد تطورت قدراتك لهذا المستوى بالفعل، يبدو أن المجيء لهنا كان الخيار الصحيح، لكن كما قلت سابقا، لا تغتر بنفسك أبدا، مهما كان عدوك ضعيفا لا ترخي دفاعك و يجب أن يكون حذرك في أقصى درجاته، تذكر هذا دائما أيها الفتى باسل، ففي يوم ما ستواجه أعداء يستخدمون طرق خبيثة و لا يهتمون بما يفعلون من أجل الفوز"

وضع باسل قبضته في راحة يده الأخرى قائلا "حاضر أيها المعلم"

قال المعلم "الآن لنذهب للأكل و انتظار الدببة لتُشفى"

"أيها المعلم، لماذا تتعافى الدببة بعد مدة إن تركتها حية؟" كان باسل يتحدث مع المعلم بينما يأكلان

أجاب المعلم "آلية عمل شفاءها مثل الخاصة بتجديدها، فبدل أن تقوم طاقة 'حاجز الحماية السماوية' بالتجديد تقوم بالشفاء

تحدث باسل مع معلمه هكذا لساعات حتى شفيت الدببة و من ثم بدأ باسل بالقتال ضدهم من جديد و هذه المرة جعل المعلم دبا آخر يستخدم السحر

مر أسبوعان

بووم، بووم، بووم

كان باسل ينتقل من دب لآخر و يركله بكل قوته بينما يراوغ سحر الأرض. كان عندما يراوغ السحر يقوم بتحطيم العامود الحجري و يحمل الحجارة و يلقيها نحو الدببة و يندفع صوبها و يركل بعضها و يلكم البعض الآخر


وصل باسل لمرحلة حيث أصبح يقاتل جميع الدببة التسعة بينما يستخدمون السحر، عندما اكتشف باسل كيفية التعامل معهم، لم يصبح مهما له أعدادهم، مع أن سحرهم كان يسبب له الإزعاج لكن هذا لم يأثر عليه، بالأحرى، هذا ساعده على تقوية حواسه أكثر و حدسه في المعارك

بعد ثلاث أيام أخرى تجدد الدب العاشر و أخيرا حانت نهاية تدريبه الحالي

كان باسل واقفا في الوسط و تحيط به الدببة من جميع الجهات و لم تكن تاركة أي ثغرة صغيرة ليمر منها. بدأت الدببة تقترب شيئا فشيء حتى صار باسل في مدى سحرهم

ضربت الدببة أقدامها كلها في آن واحد و بعد ثانية اتجهت عشر أعمدة حجرية حادة النهاية نحو باسل

فسسسسسسسسسسسسس

اختفى باسل من مكانه في لحظة و كان أمام دب من الدببة

بوووم، بوووم، بوووم

"الأول، الثاني، الثالث..........و العاشر"

عندما وقف باسل أمام الدب ركله و بدأ يَعُدُّ، ثم ركل الذي بجانبه و دار على الباقين راكلا إياهم، تحرك بسرعة كبيرة من دون تركهم يحددون موقعه ليهاجمونه و بهذا أنهى جميع الدببة
أمضى باسل الأسبوعين المتبقيين في محاربة الدببة، عند هزيمتهم يأكل مع معلمه و يذهب للصيد خارج الكهف ثم يعود بالوقت الذي تكون الدببة قد تشافت فيه و من ثم يكمل قتاله معهم، تطورت قدرات باسل كثيرا و أصبح 'وادي الظلام العميق' مثل بيته الثاني، كان يتجول فيه بحرية و من دون خوف، الوحوش التي تواجهه يهزمها بسرعة و يكمل طريقه


و أخيرا انتهت فترة تدريبه هنا و حان موعد خروجه للعالم الخارجي و الذهاب لرؤية أمه و شم بعض الهواء النقي و رؤية ضوء الشمس و التمتع بالنجوم ليلا كما اعتاد أن يفعل

كان باسل خارج الوادي مع معلمه "حسنا أيها المعلم، أنا ذاهب، و كما قلت لي، سأرتاح للأسبوع القادم"

ذهب باسل في طريقه بعد أن ودع معلمه متجها نحو المنزل

فتح باسل باب منزله لتراه أمه، دمعت عيناها عند رؤية ابنها الوحيد عاد بسلام ثم ذهبت و حضنته، كانت عينا باسل تحمل نظرة حنونة جدا ثم قالت له أمه "حمدا على سلامتك" ليجيبها "لقد عدت يا أمي"

جلس باسل مع أمه و حكى لها بحماس عن الأحداث و الوحوش التي واجهها من دون أن يذكر لها الأخطر منها و أمه تستمع له مع ابتسامة مرسومة على وجهها

أكل باسل الفطور مع أمه ثم خرج قاصدا السوق. لقد مرت فترة طويلة منذ آخر مرة زاره بها، مع أن زياراته كانت من الأول قليلة لأنه يصادف الحرس الشخصي للملاك 'أنمار' و هذا كان يزعجه قليلا لأنهم في كل مرة يقومون بشيء غبي


همس، همس، همس

عندما دخل باسل للسوق بدأ العديد من الفتيان يتهامسون فيما بينهم. مع أن باسل قد لاحظهم، قام بتجاهلهم و استمر ماشيا في السوق يشاهد البائعين و الجو الصاخب كالعادة هنا. رأى باسل عجوزا مألوفا له و ذهب إليه

وقف باسل أمام العجوز بائع الجزر ثم قال "كيف حالك أيها الجد 'علي'، ألا زلت تبيع جزرا رائعا كالعادة"

رفع العجوز 'علي' رأسه وقال بصوت مرتفع "أوه، أوَ ليس هذا باسل، كيف حالك يا فتى، لم نعد نراك بالأرجاء في الشهور الأخيرة"

وضع يده على رأسه و ابتسم بينما يقول "آه لقد كنت مشغولا هذه الأيام و لم أجد وقتا لآتي لهنا"

قال علي "أمم، هل اعتكفت بالمكتبة أم ماذا؟ هي هي هي"

أجاب باسل "هاهاهاها، إنك تقول شيئا مضحكا أيها الجد، إنك تجعلني أبدو كمهووس بالكتب، المهم، هل هناك جزر رائع كالعادة؟"

أجاب الجد علي "نعم، لقد كان محصول هذا العام جيدا، هناك جزر حلو و غني بالماء كما تحبه تماما"

قال باسل "أووه، كما هو متوقع من الجد علي، أعطني البعض من فضلك"

أخذ باسل كيسا مملوءا بالجزر و عندما أراد أن يغادر قال الجد علي "يا باسل، احذر من أولئك الفتيان، إنهم يحومون المكان باحثين عنك كل يوم"

أجاب باسل "آه، لا تقلق أيها الجد، أو ليس هذا الشيء المعتاد فقط" ذهب باسل في طريقه و زار عدة دكاكين و كان معروفا عند الجميع مع أن شعبيته لم تكن بمثل الخاصة بأنمار لكنه كان يملك معجبات به هو الآخر مع أنه كان مكروها من الفتيان، كان لديه شعرا قرمزيا و عينين حمراوتين كانتا مليئتين بالفخر، وجهه الوسيم كان يسحر الفتيات في كل مكان تحله قدمه. كان جيدا اتجاه من يعامله بالمثل و طالحا في وجه من يسيء له أو للأقربين منه

كان باسل خارجا من السوق لكنه عندها سمع ضوضاء آتية من البعيد، فعاد ليرى ما الذي يحدث. عندما وصل شاهد شيئا لا يعجبه و عبس ثم أحكم قبضتيه بشدة


كان شخص ما عاقد يديه على عنق الجد علي و يصرخ في وجهه بينما هناك عدة أشخاص من الوراء يسبون العجوز "تكلم بسرعة أيها العجوز الخرف"، تكلم الشخص الذي يمسك الجد علي "لقد حذرناك سابقا، آه، ألم نفعل؟ لقد قلنا لك إن رأيت ذلك الصعلوك فلتخبرنا في الحال، أ ظننت أننا كنا نمازحك؟"

أنزل باسل الأمتعة و تقدم نحو تلك الجماعة

همس، همس، همس

"إنه باسل"، "هذا سيء لقد أتى"، "إن رأوه سيكون في مأزق"، "كان ليكون الأمر جيدا لو كان سيكون في مأزق فقط"

وصل باسل لتلك الجماعة ثم قال "أيتها الحثالة المجتمعة هناك". التف الجميع ليرى من الشخص الذي يتكلم "ألا تخجلون من أنفسكم أبدا يا ناس؟ تهددون رجلا عجوزا في مثل عمر جدكم"

عندما رأت مجموعة الحرس الشخصي للملاك 'أنمار' عدوهم اللدود ابتسموا كلهم ثم أفلت ذلك الشخص يده من عنق الجد علي و اتجه نحو باسل قائلا "هووه، لقد أتيت بقدميك لهنا، لقد بحثنا عنك ليلا و نهارا لكننا لم نجدك أبدا، لكن أن تأتي إلينا بنفسك إنك حقا لشخص غبي أيها الصعلوك"

ضحك أعضاء الحرس الشخصي جميعا على باسل بينما يمدحون قائدهم الذي كان فتى يبدو في الخامسة عشر من عمره "هاهاها، لا تقسو عليه أيها القائد 'عثمان'، خذ بالاعتبار شجاعته عندما قرر أن يأتي و يواجهنا بعد أن كان يختبئ كالفأر طوال هذا الوقت"

أجاب القائد عثمان "هاهاها، معك حق" ثم التف لباسل و أكمل " قبل أن نشرع في تأديبنا لك، أجبني أولا، لم قررت الظهور الآن بعد كل هذه المدة و أنت مختبئ؟"

حدق باسل في وجه عثمان بغضب ثم قال "أجبني؟ ألم تنس 'من فضلك يا سيدي' أيها الحثالة؟ أنسيت بالفعل ما الذي حدث قبل سنة؟ أتريدني أن أذكرك بذلك الدرس من جديد؟"

اسودّ وجه عثمان ثم انقض على باسل بغضب "لا تغتر بنفسك كثيرا أيها الصعلوك الغبي". أحكم عثمان قبضته و وجهها نحو باسل، هذا الأخير لم يتحرك مما جعل عثمان يظن أن عدوه خائف، لكن قبضته توقفت في مكانها في لحظة، فتح عثمان عينيه و فمه من شدة الصدمة حيث رأى لكمته متوقفة بسبب إصبعين فقط من يد باسل

عندما أوقف باسل لكمة عثمان بسبّابة و وسطى يده اليمنى قال له بهدوء لكن بنبرة حادة "إنك حقا حثالة، ألم أقل لك إنها 'من فضلك يا سيدي'، ليست 'الصعلوك الغبي'، يبد أنك حقا تحتاج لدرس آخر" نكز باسل قبضة عثمان بإصبعيه ليسقط (دفع قبضته بإصبعيه) ، ثم تقدم نحوه


عثمان الذي كان ساقطا كان يقطر بالعرق ثم قال بخوف "اهجموا عليه، اهجموا بسرعة، اخرسوا فمه الملعون"

ياااااااااه

هجمت جماعة الحرس الشخصي باسل في آن واحد و عندما رأى عثمان هذا المشهد قال بضحك "هاها، أنت من أردت هذا لنفسك، كنت ستنجو بضربات إن استسلمت فقط، هاها" بعد أن قال هذا الكلام بدأ يضحك بصوت مرتفع لكن ضحكته بدأت تقل حدتها شيئا فشيء "هاه....ماذا؟ ما الذي يحدث، أنهوا أمره بسرعة"

لهث، لهث، لهث

قال واحد منهم "إننا نحاول أيها القائد، لكن، و لا واحدة من ضرباتنا تصيبه، إنها كما لو أنها تمر من خلاله

كان باسل يراوغ العشرات من اللكمات الموجهة له في آن واحد من دون أن يلهث أو يصاب بالعرق أبدا، كان سريعا جدا أمام نظر الحرس الشخصي لدرجة أنهم اعتقدوا أن لكماتهم تمر من خلاله كما قالوا تماما

كان باسل يراوغ هجماتهم بسهولة تامة، ثم بدأ يلكم كل شخص يقترب منه محاولا مهاجمته. بدأ عدد الأشخاص الذين يهاجمون يقل حتى بقي عدد الواقفين خمسة، كانوا يلهثون بينما يضعون يدهم على ركبهم ثم سمعوا صوت باسل

"هل تريدون الاستمرار، إن أردتم هذا، فهذه المرة لن أكتفي بالمراوغة ولن أضمن لكم الخروج بسلام من مواجهتي

اعتلت نظرة خوف على وجه الخمسة. "كما لو أننا سنستسلم لك أيها الصعلوك" أتى الصوت من عثمان الذي نهض و انضم للخمسة "أحيطوا به من جميع الجهات بحيث لن يكون هنالك مخرج له ليهرب منه"

أحاط الستة بباسل و ضحك عثمان بينما يقول "هاهاها، لنرى الآن إن كانت ستنفع خدعك معنا أبها الصعلوك، اهجموا". انقض الجميع من كل الجهات على باسل


دو، دو، دو، دو، دو

سقط الخمسة جميعهم في لحظة انقضاضهم بينما كان عثمان محمولا من عنقه من طرف باسل حيث بدأ هذا الأخير بالقول له "استمع أيها الحثالة جيدا، لن أكرر كلامي، أنا لن أكون رحيما معكم من الآن فصاعدا، إن آذيت شخصا قريبا مني مرة أخرى أو خططت لشيء ما ضدي لن تخرج سالما بهذا، و إني لست بتارك منك لحما و لا عظما، من الآن فصاعدا لا تلاحقني في الأرجاء، أنا لم يعد لدي وقت لأضيعه معكم، أفهمت ما أقول لك؟"

أماء عثمان برأسه موافقا ثم أنزله باسل و قال "و الآن اجمع جماعتك و اذهبوا للاعتذار من الجد علي، إن رأيت أدنى فتور في اعتذاركم، اِعلم أنكم سترجعون لمنازلكم تزحفون"

قال عثمان الذي كان يرتعد بينما هو ساقط على الأرض بسبب رجليه اللتين لم تستطيعا حمله "حاضر يا سيدي"

قال باسل "أوه، يبدو أنك تذكرت درسك، و الآن هيا اسرع"

نهض عثمان من مكانه ثم أيقظ الذين أغمي عليهم من مجموعته، و أخذ جماعته التي كانت مصدومة مما حدث قبل قليل ثم ذهبوا أمام الجد علي و انحنوا قائلين "نحن آسفون و نعتذر عما بدر منا من إهانات و سوء تصرف تجاهك، من الآن فصاعدا سنكون حريصين في معاملتنا لك"

كان الجد علي مصدوما مما حدث أمام عينيه، في الحقيقة ليس هو فقط، عندما سمع الناس أن باسل قد التقى بالحرس الشخصي، اجتمعوا بالمكان، حيث كان الحديث الذي يدور بينهم كله عن مدى سوء وضع باسل، لكنهم كلهم صدموا بالوضع الذي أمامهم. فتى في الثانية عشر من عمره أبرح عصابة مكونة من حوالي ثلاثين شخصا و لوحده فقط و أدبهم جاعلا إياهم يعتذرون

"حسنا و الآن انقلعوا من أمامي و لا تجعلوني أرى وجه أي واحد منكم ثانية"

عندما سمعوا صوت باسل اسودّ وجههم بالغضب و الخزي و ذهبوا في طريقهم و عيونهم تنظر إلى أرجلهم و لا يستطيعون رفعها في وجه الناس. كم كان مخزيا هذا الأمر لهم يا ترى؟ لقد كانوا واثقين في أنفسهم بعددهم الذي زاد عن قبل بتجنيد المزيد من الأشخاص الذين كانوا بالأصل من قائمتهم السوداء. أوسعوا كل من بالقائمة ضربا و جعلوه عبدا مطيعا لهم

اليوم سمعوا خبر مجيء باسل للسوق و أنه تحدث مع العجوز بائع الجزر، فجاءوا ليتفقدوا المكان آملين في إيجاد الشخص الوحيد الذي بقي في قائمتهم السوداء


لكن الأمر لم يسر كما تمنوا و جلبوا العار لأنفسهم فقط. الناس كانوا يضحكون عليهم بشدة، هنا عرفوا أنهم كانوا مكروهين من الناس في القرية

ذهب باسل نحو الجد علي و مد يده له مساعدا إياه على الوقوف بينما يقول "هل أنت بخير أيها الجد، لماذا لم تقل هذا من قبل إن كانوا يعتادون عليك هكذا بسببي؟"

كان الجد علي متفاجئا كثيرا فهو لم يخبر باسل بالأمر كي لا يذهب لينتقم له و يُبرح ضربا فقط، لكن بعد ما رآه الآن عرف أنه كان مخطئا. وقف ثم قال لباسل "شكرا لك أيها الفتى باسل"

أجاب باسل "لا تشكرني أيها الجد، لقد كان هذا كله بسببي من الأول، آسف عل هذا"

واااااااااااااه تصفيق، تصفيق

ارتفعت الأصوات من كل مكان "أحسنت أيها الفتى باسل"، "لقد كنت رائعا يا ولد"، "كياااه، إنك قوي أيها الأخ باسل، لقد وقعت في حبك من جديد" كانت الهتافات تأتيه من كل مكان و هذا جعل 'باسل' خجلا قليلا و فرحا كثيرا. ظن أن جميع الناس يكرهونه لكنه كان مخطئا بشأن هذا، فكل من كان يكرهه هم أولئك الحثالة. تغير مزاج باسل للأفضل و ذهب في طريقه عائدا للمنزل

وصل باسل لمنزله و أعطى لأمه المكونات التي أتى بها ثم أكلا الغذاء معا بفرح


عندما انتهيا من الأكل أخذ باسل جزرة ثم بدأ يأكلها و ذهب لغرفته ليرتاح، فهذه الشهور الأخيرة كانت صعبة عليه و أراد أن يسترخي قليلا في غرفته التي اشتاق للنوم بها

دق دق

"عمتي 'لطيفة إنها أنا أنمار" دقت أنمار على باب منزل باسل

قالت الأم لطيفة "آه، تفضلي"

دخلت أنمار للمنزل بينما تنظر هنا و هناك باحثة عن شيء، عندما رأتها 'لطيفة' قالت لها بابتسامة "ماذا؟ أتبحثين عن باسل؟"

أجابت أنمار قائلة بخجل "نعم، أهو هنا يا عمتي؟"

قالت 'لطيفة' "نعم هذا صحيح، لكنه يرتاح الآن في غرفته، سيستيقظ في وقت الغداء إن كنت تنوين البقاء و انتظاره"

"آه، حسنا، سأساعدك ريثما أنتظر" بعد أن قالت هذا، ذهبت أنمار لجانب أم باسل و بدأت تساعدها في الطهي و الأعمال المنزلية

في غرفة باسل، هو في الواقع لم يكن نائما، كان مسترخيا فقط و عندما جاءت أنمار نهض من مكانه "اللعنة، لماذا هي هنا، بمجرد عودتي لهنا جاءت، كيف عرفت بأمر مجيئي؟ هل أمي أخبرتها؟ لا من محادثتهما لا يبدو أن هذا هو الأمر، إذا لماذ...آه" تذكر باسل ما حدث هذا الصباح بالسوق "تبا، إن كنت أعرف أنني سألتقي بها، لم أكن لأقوم بتلك الضجة، حسنا يجب أن أجد خطة للهروب، إن حاولت الخروج من النافذة ستسمع تلك المخادعة بالتأكيد الصوت الصادر من فتحها، و سوف تعرف أمي أنني هربت و هذا مخالف لما وعدتها به، يجب أن أنتظرها لتذهب فقط "

بقي باسل في غرفته لمدة طويلة و لم يخرج مما جعل أنمار تبدأ بالتساؤل حول هذا. انتهت أنمار من مساعدة لطيفة و مر بعض الوقت و هي جالسة تنتظر


قالت أم باسل لأنمار "نادي أمك، سنأكل مجتمعين"

أجابت أنمار "حاضر"

باسل كان يطل من باب غرفته و عندما رأى أنمار خارجة من المنزل قال مع نفسه "أحسنت العمل يا أحلى أم بالعالم" ثم خرج من مكانه و ذهب خارجا من المنزل

فتح باسل الباب بهدوء لكي لا تسمعه أمه التي بالمطبخ و بمجرد خروجه من المنزل سمع صوتا "كما توقعت، ها أنت ذا، هل ظننت أنك ستخدعني؟" كانت أنمار أمام باب المنزل تنتظر باسل ليخرج

صدم باسل لكنه لم يترك الأمر يوضع على تعابير وجهه ثم قال "هاه..أخدعك؟ ما الذي تتحدثين عنه؟ أنا فقط قد استيقظت من نومي و أردت الخروج لشم بعض الهواء النقي"

وضعت أنمار يدها على خصرها ثم قالت "هيه، شم بعض الهواء النقي، هاه؟ لقد قلت لك لا تحاول خداعي"

عبس باسل و بدأ يفكر مع نفسه "اللعنة، لِم ألتقي بها في يومي الأول من عودتي؟"

بينما باسل سارح سألته أنمار "إلى أين كنت تذهب في الشهور الأخيرة؟ لقد سمعت من العمة لطيفة أنك تتدرب مع صديق ما على السحر، و قد كنت غائبا للشهرين الماضيين لأنك كنت مخيما مع هذا الصديق تتدربان معا"

أجاب باسل "نعم هذا صحيح، ما الخطأ في هذا؟"

ابتسمت أنمار ثم قالت "ما الخطأ؟ هل تعتقد أن هذا العذر سيجعلني أصدق الأمر، إنني أعرفك جيدا، أنت لن تترك العمة لطيفة لوحدها للتدرب مع صديق ما، فكل ما تفعله أنت يكون من أجل أمك أو من أجل اهتماماتك، مع أن الأمر قد يكون من اهتماماتك لكنك لن تصل لترك أمك وحدها لمدة طويلة، مما يعني أن هذا من أجل أمك، و الآن قل لي بصراحة عن ما كنت تفعله أثناء كل هذا الفترة"

لم يجد باسل ما يقوله، بقي ساكتا لفترة ثم قال "أنا لست ملزما بإخبارك، و الآن ابتعدي عن طريقي" تحرك باسل من مكانه و اتجه من جانب أنمار

"انتظر إلى أين أنت ذاهب؟" استدارت أنمار و صرخت على باسل و الذي أجابها "هذا أيضا ليس من شأنك" ثم ذهب في طريقه


كان باسل في العادة يذهب للمكتبة و يجلس لساعات ثم يقرأ عدة كتب قبل الذهاب، لكن بعد إمضاءه لكل هذا الوقت مع معلمه، كان قد سبق و تعلم أشياء أكثر من التي هي موجودة بالمكتبة، هذه الأخيرة لم تكن بالأصل كبيرة، كانت هناك كتب قليلة عن السحر و الفنون القتالية، قرأ باسل جميع هذه الكتب و تعلم الفنون القتالية التي كان بإمكانه تعلمها من الكتب

لم يكن الآن لباسل ما يفعله، أراد الذهاب للغابة و الدخول لمنطقة محظورة، لكنه وعد معلمه بأن يرتاح للأسبوع القادم و فوق هذا كله هو كان يريد استغلال هذا الوقت في تمضيته مع أمه

كان باسل يتمشى سارحا بأفكاره حتى وصل لأمام الغابة "آه، يبدو أنني اعتدت على المجيء لهنا، يجب أن أعود للمنزل الآن، فأمي ستكون تنتظرني بالتأكيد للغذاء"

عاد باسل للمنزل و قبل أن يدخل كان مترددا لكنه دخل بالنهاية فوجد أمه و العمة سميرة و أنمار يتكلمن و يضحكن فيما بينهم، تغير مزاجه قليلا للأفضل مرة أخرى

"أووه، أو ليس هذا باسل، انظر كم كبرت، لم أرك لشهور بالفعل الآن، لمَ لمْ تكن تزورني؟" سألت سميرة بفرح عندما رأته

أجاب باسل "آه، آسف على هذا لقد كنت مشغولا فقط كثيرا هذه الأيام"

قالت سميرة "مشغول؟ أ ليس منزلي بجانب منزلكم؟"

لم يجد باسل ما يقوله، بقي ساكتا لفترة. و عندما رأته سميرة غيرت الموضوع "حسنا، فلنبدأ الأكل"

أكل باسل مع الثلاثة و سأل أمه عن ماذا تحتاج فلَبَّى لها طلباتها ثم ذهب للجبل لمشاهدة النجوم بالليل. كانت أنمار تلاحقه كل يوم كالعادة، لكنه كان يهرب منها في كل مرة و لا تستطيع اللحاق به

انتهى الأسبوع و جاء اليوم الذي سيبدأ تدريبه من جديد. التقى باسل بمعلمه و اتجهى نحو منطقة القرود الزرقاء الضخمة

مر أسبوع منذ أن بدأ باسل تدريبه من جديد و في كل يوم كان يلتقي بأنمار بالصباح و تسأله و عندما لا يجيبها و يذهب في طريقه تلحقه لكنها تخسره

في يوم من الأيام كانت أنمار بوسط الغابة بينما تلهث و تفكر مع نفسها " تلهث تلهث لم أجده في أي مكان بالغابة....هل يمكن أنه دخل لمنطقة محظورة؟"


بينما أنمار تفكر بالأمر سمعت ضوضاء آتية من داخل منطقة القرود الزرقاء الضخمة، ازدادت شكوكها أكثر، ثم استجمعت شجاعتها و دخلت. مر بعض الوقت على دخولها و هي تتجه نحو مصدر الضوضاء

غوااااااااااه

سمعت زئير كبير آت من ورائها مما جعلها تبدأ في الإسراع و الجري، بعد لحظات التفت للخلف لترى قردا أزرقا ضخما يلاحقها

غواااااه

كياااااااه


بدأت أنمار تجري بكل ما تملك من قوة حتى ظهر نور أمامها معلنا عن اقترابها من الخروج من الغابة. عندما خرجت أنمار وجدت نفسها في مساحة واسعة بوسط الغابة، و عندما رأت ما مصدر الضوضاء لم تصدق ما تراه أمام عينيها، كان هناك فتى تعرفه جيدا في الثانية عشر من عمره يقاتل عددا كبيرا من القرود الزرقاء الضخمة و يبدو له الأمر سهلا

غوااااه

لحقها القرد الذي كان يطاردها و لوح بيده نحو رأسها بينما كانت هي مرعوبة و سقطت على الأرض. فتحت أنمار عينيها بعد لحظات من إغلاقها لتجد القرد متوقف بالسماء بدون القدرة على الحراك

استدارت ثم وجدت رجلا عجوزا واقفا و يديه على ذقنه ثم استدار و نادى "باسل فلتأتي إلى هنا، يبدو أنك لديك ضيف"

كان باسل قد هزم الكثير من القردة بالفعل و القردة المتبقية أمرها المعلم بعدم الحراك. عندما جاء باسل ليرى من هذا الضيف تفاجأ برؤية أنمار

صرخ باسل بغضب "أيتها الحمقاء، لقد كنت تلاحقينني لأسبوعين ليلا و نهارا، لكنني لم أظن أنك حمقاء لدرجة الدخول لمنطقة محظورة"

لم تقل أنمار شيئا و بقيت ساكتة. ثم أكمل باسل "سأرافقك لخارج المنطقة المحظورة، هيا اتبعيني، فهذا هو اختصاصك"


دمعت عينا أنمار و عندما شاهدها المعلم طرق رأس باسل بيده ثم قال له "لقد كنت أعلمك القتال فقط، يبدو أنني سأحتاج لأعلمك كيف تعامل النساء أيضا بدء من اليوم" عندما انتهى من حديثه معه ذهب و وضع يده على رأس أنمار ثم قال "لا بأس أيتها الصغيرة، هذا الفتى لا يعرف كيف يتعامل مع النساء، لا تأخذيه على محمل الجد"

بدأت أنمار بالبكاء بينما تقول "أنا...أعرف...أيها الجد...أعرف...أنه لا فائدة منه" ثم اِلتوت زاوية فمها بينما هي في حضن المعلم

"أيها المعلم، أنا لست سيئا في التعامل مع النساء بل في تعاملي معها فقط" حاول باسل ان يشرح لمعلمه موقفه، لكن يبدو انه قد تأخر فتلك المخادعة قد مثلت جيدا مرة أخرى. لم يجد باسل ما يقوله من المشهد أمامه

تكلم المعلم مع أنمار بعد أن هدأت "أيتها الصغيرة، مع أن أسلوب الفتى باسل لم يكن جيدا، لكنه كان محقا بشأن دخولك لمنطقة محظورة، أنت لا يجب عليك ان تكوني متهورة هكذا، هذا المرة لقد كنت محظوظة فقط"

أماءت أنمار رأسها بكل طاعة قائلة "حاضرة، أنا آسفة أيها الجد"

استدار باسل و ذهب قاصدا الخروج من المنطقة المحظورة لتتبعه أنمار لكنها أوقفته بسؤالها "باسل، إذن أنت كنت تتدرب هنا لكل هذا الوقت مع هذا الجد؟"

رفع باسل رأسه في جهة المعلم الذي أماء له رأسه معطيا إياه الإذن ثم أجاب "نعم هذا صحيح، قال لي المعلم ألا أقول لأحد عنه و لهذا أخبرت أمي أنني أتدرب على السحر مع صديق"

اعتلى وجه أنمار نظرة اقتناع ثم انحنت قليلا أمام المعلم و قالت "آه، هكذا إذن، أنا متشرفة بمعرفتك أيها المعلم" ثم وقفت و وجهت كلامها لباسل "إذن إلى أي مدى قد وصلت في تعلم السحر".................... يتبع!!!!!!!
فى نهاية الجزء الخامس ......
يبدو ان أنمار لديها هى ايضا الكثير من الاسرار فى جعبتها يا صديقى
و يبدو اننا سنتمتع بمشاهدة هذه العلاقه المجنونه بين باسل و أنمار
و يبدو انك ستكون فى امان من الخطف بما انك تحافظ على مواعيد النشر يا صديقى .
 
  • حبيته
التفاعلات: BABA YAGA
  • حبيته
التفاعلات: اميرة زماني😊
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
فى نهاية الجزء الخامس ......
يبدو ان أنمار لديها هى ايضا الكثير من الاسرار فى جعبتها يا صديقى
و يبدو اننا سنتمتع بمشاهدة هذه العلاقه المجنونه بين باسل و أنمار
و يبدو انك ستكون فى امان من الخطف بما انك تحافظ على مواعيد النشر يا صديقى .
لو باسل بطل القصه
فانمار مجنونه عاشقه لبطل القصه😂
وهيتم ذكر سبب هروب باسل المتواصل من انمار
مع الاجزاء الي جايه🥀
هي مش الي جايه ع طول😂يعني حبه كده 😂


تراما ملك الخطف قال كده يبقي احنا بقينا في امان😂
 
  • بيضحكني
التفاعلات: Ehab Demian

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%