NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

ڪـَـاروليـَن🖤

نسوانجى شايف نفسة
عضو
إنضم
30 أغسطس 2023
المشاركات
63
مستوى التفاعل
41
نقاط
1
الجنس
ذكر
الدولة
💔💔💔
توجه جنسي
أنجذب للإناث
ظلام ..
لا أرى شيئاً سوى الظلام ..
ولا أسمع سوى طنين غريب مُتناسق ..
أشعر بصعوبة في التنفس .. أشعر بصداع يُمزق رأسي تمزيقاً ..
أشعر بآلام غريبه في شتى أنحاء جسدي ..
حاولتُ تحريك يدي حتى ....
حتى ماذا ..؟!
لماذا أردتُ تحريكها ..؟!
يا إلهي .. هُناك شعور غريب يجتاحُني ..
شعور لا أفهمه .. ولا أستطيعُ إستيعابه ..
عقدتُ حاجباي وشعرتُ بشيءٍ غريب مُعلقٌ فيها ..
لم أفكر بالأمر كثيراً .. فتحتُ عيناي ومن ثم أغلقتُها بسرعه ..
إشعاع فضيعٌ أصابها .. ضوء ساطع ..
فتحتُها مُجدداً ومن ثم أغلقتها ..
وبعد ثواني فتحتُها مرةٌ أخرى وبدا كأن عيني إعتادت على هذا الضوء ..
كُل شيء أبيض .. ورائحه كاتمةٌ تسللت الى أنفي ..
نظرتُ عن يساري فرأيتُ رجلاً يرتدي معطفاً أبيض اللون يُمـ..
لحضه .. هذا المعطف ..!
أوليس هو الزي الخاص للأطباء ..؟!
أطباء ..؟!!!
جلستُ بسرعه وأنا في أوج صدمتي ..
صرختُ ألماً فإلتفت اليّ الرجل قائلاً بسرعه: عزيزتي هذا خطر .. إستلقي فالخياطة ستُفتح ..
ساعدني على الإستلقاء مُجدداً وأنا مُتعجبه من جملة الخياطة ستُفتح ..
ماذا يقصد ..؟!
إبتسم الرجل لي قائلاً: الحمدُ لله على سلامتك .. ضننا بأنك ستموتين .. إرتاحي الآن ولا تُجهدي نفسك أو تتحركي بطريقةٍ حاده كما فعلتي قبل قليل ..
هززتُ رأسي ومن ثم سألت: هل هذا ... مشفى ..؟!
هز رأسه وقال: لقد كانت حادثه مؤسفه لكن الحمد لله على سلامتك ..
ومن ثم خرج من الغرفه تحت أنظاري المُتعجبه ..
أنا حقاً في مشفى .. لكن لماذا ..؟!
عقدتُ حاجباي بتفكير وبعدها ...
إتسعت عيناي من الصدمه ..
ماذا ..!!
ما هذا الذي يحدث ..؟!!
خلخلتُ أصابعي في شعري وشددتُها وأنا غير مُصدقه لما يحدث ..
هذا .... هذا ...
لا شيء ..
لا شيء بتاتاً ..
ولا أي شيء ..
بدأت الدموع تنساب من عينيّ لأسباب لا أعرفها ..
كل شيء فراغ ..
مهما حاولتُ فلا أجد سوى الفراغ ..
مهما حاولتُ أن أتذكر ما حدث فأنا لا أستطيعُ تذكر أي شيء ..
ولا حتى شيء بسيط ..
ما هذا ..؟!
لما ..؟!
لما الفراغ يعم كامل رأسي ..؟!
لما لا أستطيع تذكر أي شيء ..؟!
صحوتُ على صوت إمرأه تقول: عزيزتي ..
رفعتُ رأسي ونظرتُ إليها بعينيّ الدامعتين ..
ثواني مرت وأنا أنظر إليها بدهشه ..
إنها ... جميله ..
إنها إمرأةٌ شقراء جميله ..
إبتسمت لي هذه الشقراء تقول: عزيزتي .. ما إسمُك ..؟!
فتحتُ فمي لأرد لكن ...
إسمي ..؟!
هززتُ رأسي بصدمه ..
لا أعرفه ..
إسمي لا أعرفه ..
للحضه شعرتُ بأني سأُجن ..
كيف يحدث لي هذا ..؟!
لما لا أعرفُ إسمي ..؟!
إنه إسمٌ فحسب فلما لا أستطيع تذكره ..
تذكره ..؟!
التذكر ..!!
نعم .. المسأله ليست مسألة لا أعرف ..
بل لا أتذكر ..
إتسعت عيناي من الصدمه عندما بدأتُ أستوعب ووقتها سمعت صوت ذلك الطبيب يقول: للأسف فلقد فقدت الفتاة ذاكرتها ..
رفعتُ عيناي المصدومه نحوه ..
فقدتُ ذاكرتي ..؟!
فقدتُها ..؟!
إلتفتت المرأة الى جهتي تقول بصوتٍ حزين: يالا الأسف ..
جاء من خلفها صوتٌ هادئٌ ساخر يقول: إذاً لا عمل لدينا معها ..
لففتُ رأسي الى ناحية الصوت فوجدتُ شاباً في مُقتبل العمر ..
على الرغم من ملامحه الوسيمه إلا أن نظرته المرعبة التي كان يرمقني بها جعلتني أتسمر في مكاني من الخوف ..
إلتفتت المرأةُ الشقراء إليه قائله: ريكس .. فلتصمت ..
ضاقت عينا ريكس للحضات ومن ثم خرج من الغرفه ..
بقيت أنظر اليهما متعجبه ..
من هما ..؟! هل يعرفانني ..؟!
هل هما من عائلتي ..؟!
لا أضن هذا .. إنها جميله .. وهو وسيم ..
إنما أنا ....
أنا ماذا ..؟!
إلتفتت إليّ المرأة الشقراء مُجدداً قائله: إسمعي عزيزتي .. أنا إسمي جينيفر .. والدة ذلك الشاب قانونياً ..
فتحتُ عيناي من الدهشه ..
هل هي أُم ..؟! إنها تبدو صغيره ..
تبدو وكأنها في بداية العشرين من عمرها ..
شقراء .. ملامحها ناعمة وتمتلك جسم مُتناسق ..
فُستانها الأبيض القصير يبدو غالياً أيضاً ..
تلك الحقيبة الرماديه .. مُذهله جداً ..
هززت رأسي بعدم تصديق وصحوت على سؤالها تقول:عزيزتي هل أنتِ معي ..؟!
نظرتُ إليها قائله: أجل ..
إبتسمت وقالت: أُريد الإعتذار عما حدث ..
قلتُ متعجبه: ماذا ..؟! عن ماذا ..؟!
تنهدت المرأه وقالت:إبني ريكس هو من تسبب بهذا الحادث .. طيشه وتهوره كادا أن يقتُلانك لولا وصول الإسعاف في الوقت المُناسب .. لديك كامل الحق في الشكوى لو أردتي .. إنه حقك ولن أُحاول منعك لذا ....
قاطعتُها قائله: لا لا .. لا بأس .. المُهم أني بخير ..
تعجبت وسألتني: هل من عادتك أن تتنازلي هكذا ..؟! إنها حياتُك لذا عليك تقديرُها جيداً ..
تعجبتُ من كلامها ..
تبدو على حق .. لكن بدا وكأنها تُريد مني أن أُقدم شكوى ضد إبنها ..
إنه إبنها فلما تُريدني أن أُسبب له المشاكل ..؟!
لكن من بعد كلامها هذا عرفتُ بأني لا أقرب لهما أبداً ..
هززتُ كتفي قائله: بالنسبة لي فأنا لا أُريد أن أُسبب المشاكل .. إستدعوا لي عائلتي فربما كان لها رأي آخر ..
نظرت إليّ بحزن ثم تنهدت قائله: لا نعرفها .. لم يجدوا معك أي شيء يُثبتُ هويتك .. ولم يصل الى الشرطة أي بلاغ عن فقد أحدهم بمثل مواصفاتك على الرغم من أنك هُنا مُنذ عشرة أيام ..
فتحتُ عيني بدهشة من كلامها ..
هُنا منذ عشرة أيام ..!!
لا دليل معي يدل على أهلي ..!!
لا يوجد بلاغ عن فتاة بمواصفاتي ..!!
هذا الأمر نوعاً ما ... مُرعب ..
مُرعب لدرجة الجنون ..!!
وهاقد بدأت عيناي تذرفان الدموع مُجدداً لا إيرادياً وكأنها مُعتادةٌ على ذلك ..
ضممتُ غطاء السرير على نفسي والخوف بدأ يسري بجسدي ..
أنا الآن .. فاقدة لذاكرتي ..
وأهلي .. لا خبر عنهم ..
الأمر مُخيف لدرجة أني بدأتُ أوسوس ..
هل أنا .. في الحقيقه .. فتاة وحيده ..؟!
هل لدي عائله ..؟!
إن كان نعم فأين هم عني ..؟!
عشرة أيام مرت من دون أي خبر ..!
تقدمت المرأة الشقراء جينفر مني وبدأت تمسح على شعري قائله: لا تقلقي عزيزتي .. سأكون معك حتى تجديهم ..
شعرتُ برجفةٍ تسري بجسدي وبدأتُ فوراً بالبكاء ..
وضعي مُخيف .. مُخيف جداً ..
لا أحد حولي ..
لا أعرف مع من أتكلم .. لا أعرف بمن أثق ..
لا عائلة لدي تكون سنداً لي في مثل هذا الموقف ..
لا أخٌ أو أُختٌ يسردون عليّ قصص من الماضي ..
ولا أم تمسح على رأسي كهذه المرأه ..
شعرتُ بلوعة غريبه في معدتي ..
وبدأت أشعر بمرارة في حلقي فعرفت فوراً أني على وشك التقيؤ ..
وضعتُ يدي على فمي فعرفت المرأة مابي فقامت فوراً بنزع الأسلاك عني ..
لقد كانت هُناك أسلاك أيضاً في رأسي .. هذا يُفسر سبب شعوري بوجود ثقل فيها ..
وما إن أنتهت حتى ذهبتُ الى دورة المياه مُسرعة بالرغم من الآلام الشديده التي أحسستُ بها في جسدي ..
لولا أن الباب كان قريباً لسقطتُ على الأرض بلا شك ..
أفرغتُ جميع مافي بطني بينما ما أزال أشهق من البكاء ..
خمس دقائق مرت حتى إنتهيت وغسلتُ وجهي جيداً ..
خرجتُ وإتجهتُ الى سريري وأنا أترنح من التعب ..
كانت تلك المرأة الشقراء جالسةً على الكُرسي تنظر الى الأرض ..
ما إن أحست بي حتى نظرت إليّ وعيناها تتغللها بعض الدهشه ..
تعجبتُ من دهشتها لكني مع هذا تجاهلتُ الأمر وجلستُ على السرير ..
هزت المرأة الشقراء رأسها قائله: أنتِ ....
نظرتُ إليها وقُلت: ماذا ..؟!
بقيت صامته لثوان حتى قالت: ألستِ فتاة مُقعده ..؟! لقد كُنتِ على كُرسي مُتحرك عندما صدمك إبني ..
إتسعت عيناي من الدهشه على كلامها ..
مُقعده ..؟!
كلا .. أنا أمشي وبشكل طبيعي ..
لا أشعر بأي خطب غريب في رجلي عدا بعض الآلام الطفيفة الموجوده بكامل جسدي ..
ماذا تقصد بكلامها ..؟!
هل كُنتُ حقاً على كُرسي مُتحرك ..؟!
لكن لما ما دُمتُ بخير ..؟!
يستحيل أن تُشافى رجلي في عشرة أيام وهذا يعني بأني سابقاً لم أكن مُقعده ..
إذاً .. ماذا يعني هذا ..؟!
لِما كُنتُ على الكرسي ما دُمتُ بخير ..؟!
لماذا ..؟!
بدأ الجنون يزداد شيئاً فشيئاً في رأسي ..
سُحقاً ..
وددتُ لو مُت ما دمتُ سأصحو وأسمع كُل هذا ..
سحقاً .. سحقاً ..




لا أعلم شيئاً عن حياتي السابقه ..
ولا أعلم شيئاً عن حياتي القادمه ..
في ذلك اليوم الذي صحوتُ فيه سمعتُ أشياء جعلتني أُجن ..
كانت أشياء غريبه .. وحدثت أشياء غير مُتوقعه ..
لم أكن أعلم شيئاً عن الأمور الفضيعة التي سأواجهها ..
ولم أكن أعلم بأن ما واجهته في ماضيّ أكثر فضاعه ..
الماضي المُبهم .. المختفي بسبب ضياع ذاكرتي ..
والذي لو حدث وتذكرته فسيكون شرخٌ في الذاكره ليس إلّا !
شرخٌ سأتمنى لو أني لم أتذكره البتّه ..!

***​
_______________________________________________________


سبعة أيام ..
سبعة أيام مرت مُنذ أن إستيقضت ..
وسبعة عشر يوماً منذ حدوث الحادث لي ..
تشافت بعض جروحي وتم فك الخياطه بعدما تثبتت ..
بعض الرضوض لا تزال في جسدي وسترحل مع مرور الأيام ..
زارتني تلك الشقراء جينيفر أربع مرات تقريباً لتطمئن عليّ ..
إنها لطيفه ولقد أحببتُها لدرجة أني تسائلت هل أمي بمثل لطافتها ..؟!
لكني أترك هذه التساؤلات بسرعه فهي تجذب تساؤلات أُخرى كـ
من أنا ..؟! هل أُمي على قيد الحياة ..؟!
هل أملك إخوه ..؟! هل أنا يتيمه ..؟!
لذا أُحاول تجنب التفكير في هذا لأن التفكير أشبه بجحيم بالنسبة لي ..
واليوم .. هو يوم خروجي من المشفى ..
يوم الرُعب الحقيقي ..
فأنا حتى الآن لا أعرف الى أين أذهب ..
كلفت تلك الشقراء الطيبه مُحامياً للبحث خلف من أكون ..
وزعوا نشراتٍ لي وصور في الإنترنت ..
وحتى الآن لم يأتي أي بلاغ ..
تسائلت كثيراً عنهم .. لما لم يأتوا لإخذي ..؟!
صوري في كُل مكان .. لابد من أنهم رأوني فلما لم يأتي أي أحد ..؟!
حتى لو صديقه .. جار .. بواب ..
أي أحد ..؟!
لكن لا أحد ..
إستيقظتُ من أفكاري على صوت تلك الشقراء اللطيفه ..
كان صوتها يصل إلي بالرغم من أنها واقفه خارج الغرفه ..
من تُحدث ..؟!
لكن ... غريب أنها أتت في يوم خروجي ..
هل لأنها تُريد توديعي ..؟!
وااه .. إنها تفعل الكثير لفتاة غريبه ..
عقدتُ حاجبي عندما بدأ صوتي الداخلي بالتحدث ..
* كلا .. هي فقط ترد الدين ففي النهاية إبنُها من تسبب بإدخالك المشفى وفقدانك لذاكرتك *
ظهر الإستنكار على وجهي .. ياله من صوت داخليّ مُتغطرس ..!
إنها لطيفة وعادلة بالفعل .. إنها حتى أصرت على أن آخذ حقي ولكني رفضت ..
تنهدتُ وأكملت ترتيب سريري وبعدها جلستُ على الكُرسي أنتظر الطبيب ..
دقائق قليله مرت حتى دخل وهو يحمل ملحوظاته معه ..
إبتسم لي قائلاً: وقُمتي بترتيب سريرك أيضاً ..؟! واااه الفتيات أمثالك نادرات هذه الأيام ..
إكتفيتُ بإبتسامة شُكر على مدحه اللطيف ..
بدأ بالكتابه في دفتر ملحوظاته وهو يقول: حسناً ستخرجين الآن لكن عليك تغيير الضُمادات التي على خاصرتك مرة كُل يومين وسأكتب لك الطريقة التي يجب أن تتبِعيها وهُناك بعض المضادات الحيويه والمُسكنات عليك أخذها في مواعيدها بدون تأخير وخصوصاً المضادات .. لو شعرتي بالتوعك فإذهبي الى المشفى أفضل من أخذ مُسكن عادي من الصيدليه .. هناك مرهم جروح وعليك دهنه على الرضوض المنتشره بجسدك مرتان في اليوم .. إستمري على الحال حتى تختفي فهمتي ..؟!
هززتُ رأسي فقطع الورقه من الدفتر وسلمها لي قائلاً بإبتسامه: وأخيراً الحمد لله على خروجك من المشفى سالمه ..
إبتسمتُ له وبعدها وقفتُ وخرجت من الغرفه ..
وجدتُ السيدة الشقراء جينيفر واقفة مع رجل في الخمسينات من عمره ويبدو بأنهما يتجادلان نوعاً ما ..
ما إن رأتني جينيفر حتى إبتسمت قائله: عزيزتي فلتنتظري قليلاً لأني أُريد محادثتك حسناً ..؟!
هززتُ رأسي بإبتسامه ووقفتُ بمكان بعيد بعض الشيء حتى يأخذان راحتهما في النقاش ..
نظرتُ الى مرآة مُعلقه في الممر وإبتسمت هامسه لنفسي: أنا جميله صحيح ..؟!
وضعتُ خصلة من خصلات شعري البُني خلف أُذني وأكملت: شعري ليس طويلاً وفي الوقت ذاته ليس قصيراً .. يقولون بأن الشخصيات تُبنى على حسب الشكل الخارجي .. في هذه الحاله ماذا تكون شخصيتي ..؟!
رمشتُ بعيني البُنيتان قائله: خساره .. تمنيتُ لو كان لي لون عيون مُميز .. على أية حال ... لا أعلم لكن لا يوجد عيوب بشكلي وفي الوقت ذاته لا توجد مُميزات .. ملامح عاديه .. إذاً هل كنتُ فتاة عاديه بشخصية عاديه ..؟!
تنهدتُ .. أنا حقاً لدي فضول شديد لأعرف نفسي القديمه ..
أي نوع من الفتيات كُنت ..؟! ما الأشياء التي كُنت أحبها والأشياء التي كُنت أكرهها ..
ما هي أحلامي .. طُموحاتي ..؟!
وفي الجانب الآخر أتسائل أي نوع من المخاوف كنتُ أملك ..؟!
حسناً في السبعة الأيام التي بقيتُ فيها مُستيقظه عرفتُ عدة أشياء عن نفسي ..
تقديراً لشكلي فأنا في العشرون من عُمري ..
أزن 45 كيلو غراماً .. قليل صح ..؟!
طولي حوالي المائة وستة وخمسون سانتي متراً ..
هههههه على الرغم من أنه نوعاً ما قصير إلا أني إكتشفتُ بأن تلك الشقراء اللطيفة أقصر مني قليلاً لكنه غير واضح بسبب حذائها المُرتفع ..
نعم قد أخبرتني بأنها في الثامنة والثلاثون من عُمرها ..
يااه .. هذا حقاً غير واضح ..
إنها جميله .. جذابه .. شعرٌ أشقر غجري حتى الكتف وجسد مُتناسق وعينان كزرقة البحر ..
وجه لطيف وبشرة بيضاء ناعمه ..
نظرتُ الى شكلي العادي جداُ .. أنا حقاً أغبطُها ..
لا .. لا لا لا بأس .. ففي النهايه إكتشفتُ بأني جميله ..
نعم تقريباً ثلاث ممرضات قد رأيتهن والكُل يملك وجهاً قبيحاً جعلني أُدرك بأني جميله ..
عقدتُ حاجبي وهمستُ لنفسي: وجهاً قبيحاً ..!! واااه ما بال هذه الكلمات السيئه والمغرورة التي أتفوه بها ..؟! مسألة القُبح والجمال ليس شيئاً يخترنه بل هو مصير يلتصق بهن منذ الولاده ..
إلتفتُ الى الشقراء اللطيفة عندما سمعتُها تُناديني ..
أشارت إلي فتقدمت منها وأنا أبتسم بداخلي ..
على الرغم من أنها أخبرتني بأسمها إلا أني ما أزال أصفها بالشقراء الجميله ..
وقفتُ أمامها فقالت لي بإبتسامه: هل كتب لك الطبيب الأدويه ..؟!
هززتُ رأسي فقالت: حسناً والآن أين ستذهبين ..؟!
رديتُ عليها قائله: الى الأسفل لكي يُعطوني الأدويه ..
سألتني: وبعدها ..؟!
سكتُ قليلاً قبل أن أُجيب: الى مركز الشرطه كما إقترح علي الطبيب من أجل أن يأخذوا معلومات عني وإن لم يتعرف علي أحد أُسجل في .... في شيء نسيتُ أسمه وبعدها لا أعلم ماذا سيحدث .. لكن قال الطبيب بأنه ربما يرسلوني الى دار للأيتام أو للعمل كراهبه مُستجده في مكانٍ ما ..
قطبت جينيفر حاجباها وأبعدت خصل شعري عن وجهي وهي تقول: ياللأسف .. فتاة صغيرة وجميلة مثلك تعيش هذه الحياة الصعبه ..؟! شبابك سيضيع والسبب هو نحن .. أشعر وكأننا طُغاة ..
رددتُ عليها بسرعه: كلا كلا .. فما حدث قد حدث وكان سيحدث لي على أية حال فهو القدر لذا لا تُبالي ..
وبعدها نظرتُ الى الأرض وأنا أبتسمُ بداخلي ..
لقد قالت لي قبل قليل جميله ..!
هذا ... أسعدني للغايه ..
جينيفر بإبتسامة: عزيزتي ..
رفعتُ رأسي لها فقالت: إسمعي .. هذا ريكارد .. إنه المُدير لأعمال أُسرتنا .. ههههه لا يغرك شكله فهو قد تجاوز الخمسين .. أياً كان ما تريدينه فهو سيُلبيه لك كإعتذار عما فعله إبني بك .. فقط قولي له ماهو طلبك عزيزتي ..
إندهشتُ من كلامها وشعرتُ بالحرج ..
هي حقاً حقاً لطيفة للغايه .. لطيفة لدرجة أنها .... تجعلني أشعر بالبُكاء ..
شيء بصدري يؤلمني ..
إنها لطيفه .. حنونه .. طيبه ..
إرتجفت شفتي وبدأتُ أشعر بحرقة في عيني ..
بدأتُ أشعر بضيق في التنفس .. بحرقة غريبه في قلبي ..
أهو .... الإشتياق ..؟!
فتحتُ فمي بغير وعي قائلة بصوتٍ مُتهدج: أُريد أُماً ...
ومن بعد كلمتي هذه بدأت الدُموع تنساب من عيني للحضات حتى أدركتُ الموقف الذي أنا به ..
رفعتُ يدي وبدأتُ بمسح دموعي غير مُصدقة بأني تفوهت بهذه المشاعر علنياً ..
تفوهتُ بها حتى قبل أن أُدركها ..
إنحنيتُ مُعتذرة وإختفيتُ من أمامهما مُسرعة قبل أن أسمح لهما بإيقافي أو حتى النطق بأي كلمه ..
دخلتُ الى أقرب دورة مياه وبدأتُ بغسل وجهي بالماء وبعدها أغلقت الصنبور ..
نظرتُ الى وجهي في المرآه .. عيناي حقاً حمراوتان ..
* أُريد أُماً *
ضاقت عيناي بألم .. نعم ..
أكثر شيء أحتاجه ليس المال أو الطعام أو المسكن ..
أنا حقاً ... أُريد أماً .. وأب وأخوه وعائله ومكان أنتمي إليه ..
أريد وطناً وذكريات وبيئة أعرفها وتعرفني ..
فتحتُ صنبور الماء لأغسل وجهي فهاهي الدموع مُجدداً تنساب على وجنتي ..
غسلتُه جيداً وأقفلت الصنبور ..
رفعتُ رأسي للمرآة فإندهشت عندما رأيتُ إنعكاس تلك الشقراء ..
إلتففتُ الى الخلف بتفاجؤ فإذ هي تنظر إليّ بعينان حزينتان ..
تقدمت مني فإرتبكتُ ولم أعرف ما أفعل ..
إتسعت عيناي بصدمة عندما إحتضنتني بهدوء هامسة في أُذني: فلتبكي عزيزتي ..
تقوست شفتاي ولا إيرادياً أجهشتُ بالبُكاء الشديد ..
أنا خائفه .. أنا حقاً خائفه ..
لا أحد لي في هذا العالم .. ولا أعرف أي شيء عن نفسي ..
أشعر بالخوف ..
لا أعلم أين أذهب ولمن أشكي ..
لا أعرف ماذا أفعل وبمن أثق ..
لا أدري ماذا ينتظرني وكيف سأواجهه ..
هذا مُخيف .. مُخيفٌ جداً ..!

**________________If you like it, let me know so I can complete the rest of the updates
 
  • حبيته
التفاعلات: بحبها
اللون الاسود رخم
 
مرحبا بكم عزيزي الكاتب عزيزتي الكاتبة طالما قصتك في هذا القسم فيعني أنها متسلسلة فعليه حينما تريد تضيف جزء جديد عليك باتباع الخطوات التالية وهي اولا تضع الجزء الجديد في مربع الكتابة بالاسفل ثانيا تدخل على هذا الرابط
وتطلب دمج الجزء الجديد من قصتك وتكتب اسم قصتك وتكتب رقم المشاركة التي فيها الجزء أو تنسخ رابط قصتك
وسيستجيب لك أحد مشرفي القصص
لو كان متاح مباشرة
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%