Follow along with the video below to see how to install our site as a web app on your home screen.
ملاحظة: This feature may not be available in some browsers.
سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات
حبيبي يا غالي انا مبسوط جدا انك ومافيا والرجالة عايشين معايا القصة يوم بيومبتعرف تشوقنا لجزء الجديد
الف شكر علي الثقة الغالية دي اتمني اكون عند حسن ظنكتم الدمج ..
والتثبيت .
:
:
كـ’ العادة ابداع رائع ..
دمت لنا ودام تألقك الدائم ..
شكرا لك بانتظار الجديد القادم ..
دمت بـ كل خير
👌
ولو يا طيب مافى داعى لـ الشكر ..الف شكر علي الثقة الغالية دي اتمني اكون عند حسن ظنك
حبيبيحبيبي يا غالي انا مبسوط جدا انك ومافيا والرجالة عايشين معايا القصة يوم بيوم
ودا بيخليني اقدم كل جهدي علشان اقدم حاجة تليق بيكو
يبني انت خلاص بقيت اخوياحبيبي يا غالي انا مبسوط جدا انك ومافيا والرجالة عايشين معايا القصة يوم بيوم
ودا بيخليني اقدم كل جهدي علشان اقدم حاجة تليق بيكو
وانا في انتظار باقي العظمه ياخويا😍للمرة التانية تثبيت قصتي السلسلة الاولي لفترة طويلة
ودلوقتي السلسلة التانية حاجة مخلياني متحمس جدا اكمل
شكرا لجميع قراء القصة ادارة واعضاء وزوار
تسلم يا غاليجميلة تحياتى
بفنش في الجزء اهو علي وشك يخلصاي يسطااااا انت هتغيب ياما ولا اي
في هنا قصه عاوزه تكمل🤣🤣
بالتوفيق ياخويا 😍بفنش في الجزء اهو علي وشك يخلص
دلوقتي يا عم كلها دقايق براجعه مراجهة اخيرة قبل النشربس هينزل النهارده ولا بكره..؟
خالصه ياخويا هروح الجامعدلوقتي يا عم كلها دقايق براجعه مراجهة اخيرة قبل النشر
سلام من قلبي عليك والاف القبلات لراسك سلسله لا تمل ابدعت واشكر ابداعك الانيق دمت بخير وعافيه ياغالي اخوك حاكم الشات➤السابقة
الجزء الاول
في مكان بين باب القمر الأول و باب القمر
الثاني كان ذلك المكان يسمى بـ عش الثوار
غرف وممرات واسعة و شاسعة لكن هذا العش تم غزوه بجنود النظام الذين وقفوا أمام ممرين مسدودين
كان هناك رجل حليق الرأس عريض المنكبين متين البنيان يدعى سفيان
قائد فرقة ثلاثي الموت الجديد
كان سفيان يرتعش غضبا و هو يرمق جثة
زميله كريم الذي تم إنتشالها من الركام
قال أيمن بسخرية حزينة : يا إلهي
تبدو ميتا بالفعل يا كريم ...!
قال سفيان بغضب : ذلك الصنديد
القـــذر تمكن من قتل أحد الثلاثي ....!
ثم التقط حجر صغير ورماه على جثة وليد المحطمة ...
سمع صوت ببغاء خلفه : لا يضر سلخ الشاة بعد ذبحها أيها الصنديد الغاضب ..!
التفت سفيان للبغاء وعلى الرغم
من أن الببغاء يمثل مخلب النظام إلا أن
سفيان لم يستطيع إخفاء غضبه
قال الببغاء الأحمر : تقريرك أيها الجندي ..!
قال سفيان و هو يحاول كتم غضبه : على الرغم
من إننا إستطعنا قتل 127 شخص منهم و خسران 30 محارب من صفنا إلا أن الجرذان هربوا من خلال ممرات خاصة .
انهى عبارته وهو يشير إلى الممرات المهدمة ..
قال الببغاء الأحمر : إذن هم فروا من مواجهة مباشرة مثل هذه
على كل حال مهمتكم إنتهت هنا إرجعوا إلى أبيدوس يبدو
أن اصلان يريد أن يتحدث معكم ...
قال سفيان بحنق مكتوم : حاضر سيدي ..
سار سفيان و ايمن
بمضض وهما يتسائلان ماذا يريد سيدهم الفولاذي بالضبط ؟
مهمة جديدة ؟ ... وراحا يسيران وهما يفكران بذلك الأمر الجديد ... و المريب ...
في باب القمر الثاني كان كل من ندون و فواز وفيجي و اربع ناجين من الثوار
يقفون أمام أحد الحفر التي خلفها الوحش أوحــش....
أوحــش الذي كلف ختمه في بطاقة روح قائد الثوار ياسين ....
كان الوضع عبارة عن صمت مذهول يتخلله نحيب ضعيف وكتوم يصدر من فيجي
الذي كانت تجلس على ركبتيها مغمضت العينين مبللة الخدين ثم ضربت الأرض
بكلتا يديها والدموع تروي الأرض الصخرية بغزارة ...
كانوا يشاهدونها رفقائها بحزن وهم يعرفون فيجي
قوية الشكيمة التي يهابها الرجال أنفسهم بسبب صرامتها و حزمها وها هم يشاهدوا ذلك الصرح الصارم ينهار باكيا
رفعت ندون رأسها بغتة وقالت بحذر : من هناك ؟
نظر الجميع بتأهب نحو ظل خرج من خلف أحد الجدران كان ذلك الظل لشخص يملك جسد تمزقت ثيابه
ودمت جراحه وتهاوى عزمه كان ذلك هو فادي
الذي قال بتعب : يا إلهي لم أتصور إني سوف أنجح في اللحاق بكم ...
سقط فادي على ظهره و هو يتنفس
بصعوبة أقترب منه البقية ما عدا فيجي
التي لم تغير وضعيتها أصلا , كانت ندون تسعف
فادي المصاب بشكل شنيع
قال فواز بقلق : كل هذه الجروح و الحروق .... أين البقية ..؟
أغمض فادي عينيه بأسى وقال : لقد
أتيت هنا بواسطة انتقال افقي خطير
ولحسن الحظ لم اصطدم بشيء وعلى الرغم من ذلك سقطت على وجهي بسرعة و تسبب ذلك كثير من الجروح
و الحروق نتيجة الأحتكاك ..
قالت ندون بقلق : إنقال افقي ؟ هذا يعني ....
قال فادي بحزن : نعم
وليد وسعد قضيا نحبهما ...
كانت الخبر عنيف عليهم كصاعقة قوية قصفت المكان و ازدادت دموع فيجي
الغزيرة ... كالمطر ...
في أبيدوس كانوا أعضاء النظام الستة قد أجتمعوا
قال فؤاد بصوته العميق : لقد دمرنا وكر الثوار
وقتلنا منهم مقتلة عظيمة كما أن الأخبار أن زعيمهم قد مات أثناء الهروب ...
قال جساس بسخرية : من كان يصدق
أنه سوف يموت هاربا ...
قال اصلان بفخر : انظروا عندما أتولى أنا زمام الأمور كيف يتوالى النجاح تلو النجاح ...
قال درام بغضب : لا تنسى إننا كيان واحد لا تنسب الفضل كله لك ..
تمتم جساس بسخرية : أين كان كياننا
الواحد عندما فشل حازم المسكين و أنتم تنهالوا عليه موبخين عمله ..
قال حازم ساخرا : شكرا على تعاطفك ..
قال فؤاد : كفى جدال خارجي علينا أن نركز على هدفنا التالي
أتى صوت ميار حازما : الكل سوف يتجه
إلى أوروك ولا يوجد مكان آخر يتقهقرون له كالعادة ..
قال درام بغضب جامح : سوف نرسل لهم أقوى هجوم
لا يجب أن نستهين بهم سوف أعد لهم أقوى الفرق ...
قاطعه اصلان بثقة : لحظة دعوني أتولى هذا الأمر أريد أن أكمل نجاحي ..
قال فؤاد بغموض : ماذا تنوي يا اصلان ؟
قال اصلان بثقة كبيرة : معركة مباشرة دون لف ودوران
دون إستراتيجيات القوة ضد القوة هذا ما كنت أطمح له من البداية ...
قال حازم بحماس : كم سوف ترسل لهم ؟ مهما كان العدد سوف
أساند قواتك بوحوشي ...
قال اصلان بثقة : لا يهم العدد المهم النوعية ..
قال فؤاد : أنت لا تنوي ..
قال اصلان بفخر : نعم أنا أنوي الدخول للمعركة شخصيا وانهي
الحرب بضربة واحدة و إلى الأبد ..
دوى صوت ميار غاضبا : هل جننت ؟ هل تريد أن تفسد هدفنا النهائي !
قال اصلان بصرامة : هدفنا النهائي يعتمد على نتائج هذه المعركة
اذا كان الهدف يستحق هذا فعلا ...
قاطعه فؤاد ويتخلل صوته العميق غضب : لا تغفل
عن هدفنا ايها الفولاذي ولا تستخف بهدفنا لقد قدمنا تضحيات كثيرة كذلك ضحى أصدقائنا من أجل هذا الهدف
صمت فؤاد لبرهة ثم قال : دخولك هذا سوف يقصر
عمر هدفنا ويجعلنا نستعجل الخطوات لكني أصوت لدخولك المعركة ..
عم الصمت المكان ثم قال حازم : أنا كذلك ..
ثم وافق الجميع على تدخل اصلان
الذي كان يخطط لمعركة دامية و قاسية ..... و مخيفة ....
في أوروك كان الجميع يحاول أن يصلح تلك الأطلال التي تحولت له المدينة
كان هاشم و نزار و مايا و ريان و
كيجن و روز قد وصلوا إلى أوروك بالفعل ولقوا ترحيب حار من زملائهم بعدما سمعوا نتيجة فوزهم على
خازن زعيم المنمطين و عقد هدنة مع المنمطين لكي
يتفرغوا الثوار لقتال النظام ..في تلك اللحظة ظهر ضوء يحمل أشخاص بداخله وبما أن النظام غير قادر على
أختراق أبراج التشويش هذا يعني أن القادمين كانوا من الثوار وذلك كان صحيح عندما ظهر كل من ندون و فواز و وفيجي و
فادي و الاربعة الثوار الناجين
وعلى وجوههم علامات الحزن قال كيجن
بقلق : لقد أتوا ... لكن ...
كان البقية فرحين لأكتمال عددهم ولم شملهم ..
هتف ريان بحماس : كنت أعرف أنكم أقوى
من أن يتم قتلكم على يد النظام ... أين ذلك العجوز وليد ؟
صمت القادمين الجدد ثم انتحبت فيجي و أجهشت في بكاء مرير ...
قال ريان بدهشة : فعلا لا أرى ذلك العجوز
الذي يعتقد نفسه الزعيم هنا ... لكن أنا سئلت عن وليد .
قال فادي بحزم على الرغم من رغبته
بالبكاء : الزعيم ياسين و الصنديد وليد
و مسؤول البوابات سعد قد استشهدوا في المعركة ..
أرتعش جميع من سمع الخبر و ارتجفت أرواحهم بعنف قال ريان
و شفاه ترتعش على الرغم من الابتسامة الساخرة على ثغره : هذا ليس وقت المزح يا فتى ...
قال فادي وعينه قد غرقت دمعا : لقد
كنت أقاتل مع معلمك وليد لقد كان رجل شجاع
لقد ضحى من أجلي ومن أجل البقية لكي ينجوا بحياتهم ..
أنقض ريان و أمسك عنق فادي
و هتف بحنق و عينيه أحمراتا غضبا : ولماذا لم تمت أنت ! لماذا توجب عليه أن يضحي من أجلك ..
امسك داران جسد الفولاذي ريان ونجح في إبعاده عن
فادي الذي قال بحزن : ليس من أجلي
بل من أجلنا لولا تضحيته لكان اغلب الثوار ماتوا ولفقد الثوار الدعم لحماية هذه المدينة .. لقد ضحوا كلهم من أجلنا
ثم أخرج فادي كتاب من حقيبته وقال : لقد
كان يريد أن يخبرك الكثير لكن لم يتسنى له ذلك , لقد أعطاني هذه الوصية من أجلك ..
تناول ريان الكتاب بيد ترتعش
(يا إلهي ماذا تفعل يا ريان هل ما زلت تلهو ؟
التفت ريان بعنف ليمينه ليجد
وليد حاملا فأسه ذو القبضتين يبتسم بحنان
ثم أختفى خيال وليد
لا يجب أن تحمل فأسك هكذا أنت فولاذي عليك أن
تمسكه بصلابة أكثر ..ريان
التفت ريان ليساره ليجد خيال معلمه قد ظهر ثم
اختفى مجددا ..
أمسك ريان رأسه بألم و شعر كأنه سوف ينفجر)
قال أسامة بتعاطف :ريان ...
اشاح ريان بوجه عن زملائه وقال بصوت مرتجف : أنا
بخير ... متى ما قررتم إقامة الجنازة أخبروني سوف .. أكون قريبا منكم ...
كان ريان يسير بخطوات مرتعدة
والكل ينظر له بتعاطف ..
هيييه ريان متى سوف تنتهي من أكلك ؟
هيا ريان هاجمني بكل قوتك
سوف أريك قوة الصنديد ..ريان
وصل ريان لمنزل قريب وفتح الباب و اغلقه
بعنف وهو يستند على الباب ثم بيد مرتعشة فتح أول صفحة من الكتاب ليجد تلك العبارة بخط أنيق ..
إلى تلميذي ريان إذا شاهدت هذا الكتاب هذا يعني شيء
واحد , إنني قد رحلت عن وجهك القبيح ...
أطلق ريان صرخة باكية أخرجت كل مافي صدره
من حزن و شجن وسقط ريان على وجهه ينتحب
بصوت أبكى كل من في مدينة أوروك .....
أوروك الحزينة ....
في أبيدوس كان اصلان
يجلس على كرسيه الضخم ويرمق كل من سفيان و ايمن بصمت
ثم قال اصلان : هكذا اذا لقد خسرتم رفيقكم
لكن هذا لم يذهب هباء فلقد قتلتم صنديد معروف بـ المخلب x الأسود
الذي كان أحد الثلاثي الأسود لكن ...
ثم أضاف : هكذا يكون ثلاثي الموت الجديد قد تفكك ..
اتسعت عينا سفيان و ايمن
برعب وقال الأخير : سيدي هل هكذا تتم مكافئتنا ؟
قال اصلان بصرامة : لقد تفكك الثلاثي الذي تعبنا و نحن
نعلمهم فنون خاصة لا مجال للثلاثي أن يصبحوا ثنائي ..
ثم اضاف بخبث : إلا إذا ...
قال سفيان بأمل : إلا إذا ماذا ؟
قال اصلان : إلا إذا إنضم لكم شخص يعوض مقتل رفيقكم ..
قال ايمن و هو يفكر : تعليم شخص على إتقان مهارة
الثلاثي شيء صعب للغاية لكن يمكن إيجاد أحدهم ..
قال اصلان بثقة : لا داعي لذلك يوجد شخص يتقن
مهارات الثلاثي و ربما أفضل منكما ... كما أنه متخصص تخصص براري
مثل رفيقكم الراحل لكن تخصصه هو سيد وحوش..
أدخل أيها العضو الجديد ..
إنفتح الباب الكبير ليظهر رجل يبدو في نهاية الثلاثينات من عمره
قال سفيان باستنكار : أنت ..!
تمتم الرجل بثقة : نعم أنا بدر
الملقب بـ الموت x الأسود احد اعضاء الثلاثي الأسود
و أعز صديق للصنديد الذي قتلتموه ...
كان بدر ينظر لهم بحزم وصرامة
قال سفيان مخاطبا سيده اصلان : لكن هذا ...!
قال اصلان بصرامة : أنه الخيار الوحيد المتوفر لكم إما أن توافقوا
أو أقوم بحل ثلاثيكم لا نملك الوقت لكي نعلم شخص جديد هذه الفنون ويمكن أن يتقنها ويمكن لا ..
رضخ الأثنان أمام رغبة سيدهم وهم على يقين أن هذا هو الخيار الوحيد لاستمرار ثلاثي الموت ... الجديد ...
و المختلف كليا .....
في أوروك كان الناس محتشدة بحزن
تقوم بحداد على الأموات في المعارك السابقة وخصوصا المعركة التي دارت في
عش الثوار وراح ضحيتها
أبطال دافعوا عن رفقائهم بكل شجاعة , وكان الحزن الأعمق يصاحب موت
ثلاثة اشخاص , زعيم الثوار ياسين و وليد
و سعد
وقفت فيجي في وجه
الحشد المتجمع و هي تحاول أن تستجمع قوتها لتقول بصرامة حزينة : الحرب الدموية أفقدتنا أشخاص
اعزاء علينا , لكن كانوا مستعدين أن يضحوا من أجل هدفنا و هو الحرية ...
زعيمنا ياسين ضحى من أجل زملائنا
وذهب لوحش ضاري ونجح في قتله لكن الوحش ايضا نجح ...
صمتت فيجي للحظة
و كأن العبرة اخترقت أنفاسها ثم أكملت بصوت متحشرج : كذلك الحال مع الصنديد وليد ....
كان ريان واقفا كتمثال منحني الرأس
مغلقا عينيه لكي يمنع الدموع التي تساقطت من عينيه بشدة ...
تذكر كلام معلمه ذلك اليوم
المحارب الحقيقي يستمد خبارته من المعارك الكتاب لن يقاتل عنك
لكن بالتدريب والخبرة تستطيع ان تشق طريقك كمقاتل ..
أنت أخترت أن تكون ( فولاذي ) يا ريان و هذا التخصص يتطلب قوة كبيرة لدي إيمان أنك سوف سوف تكون كذلك , انت تملك القوة والموهبة لكن ينقصك المعرفة ..
قال ريان والدموع تتساقط من زالت تتساقط من عينيه : سوف
افعل ذلك يا معلمي ... سوف أفعل ...
كانت ذكرى وليد لا تكاد تخلوا من أذهان جميع
ابطالنا , أغلبيتهم يملكوا ذكريات معه ..
فذلك أسامة الذي وقف بحزن يتذكر
الراحل وليد
قال وليد : هذه الرمال رمال خاصة من صحراء بعيدة هذه الرمال تساعد على عملية النقل النقل السحري من مكان إلى مكان آخر يتطلب طاقة ضوئية قوية ولكي نضمن سلامة الجسد من التضرر بتلك الطاقة
كما لسيطرة على إتجاه النقل نستخدم هذه الرمال الخاصة لأمتصاص الطاقة الزائدة من عملية النقل .
ثم نظر لهم وهو يتكلم بقلق :لكن عددنا خمسة و ذئب ولا أعتقد أن الرمال الموجودة لدي تكفينا .
كذلك كيجن الذي يبدو كأن الأمر
لا يهمه لكن الحزن ظهر داخل عينيه خفيفة الحمرة و هو يتذكر وليد في تلك الليلة ...
قال وليد بحزم : علينا الهرب سوف يلقوا القبض علينا هنا إذا لم نهرب
البقية شقوا طريقهم !
قال كيجن : زوجتي ! علي إنقاذ روز
سدد وليد لكمة قوية في وجه كيجن فتشتت وعيه لكن لم يفقده تماما فسحبه وليد خارج المنزل ولمح البقية يركضوا متجهين لخارج المدينة فلحقهم و هو يسند كيجن على ذراعه وكان كيجن يتمتم بذهول خافت : روز ... تماسكي يا روز ...
كانت روز تتذكر نفس الذكريات تقريبا
و الدموع تنهمر منها وشهقاتها تتقطع ....
أبتسمت روز بطيبة وهي تقول : هذه المواد الملونة ترياقات مختلفة صنعتها بنفسي ...
أرض الامانسيس مليئة بالمواد المفيدة .
ثم تغير ملامحها وهي تقوم بتطبيب جرح وليد
وقالت دون أن ترفع عينها عن الساق المصابة : أنتم لستم من النظام .. اليس كذلك ؟
صمت كل من أسامة و مايا وهما لا يعرفان بماذا يجيبان فقال وليد
بصعوبة : لا تقلقا هذه الفتاة ليست من النظام ..إنها لا تحمل شارة النظام .
اما مايا فكانت تقف بالقرب من عمود خشبي
وتنظر كأنها تسرح في شيء بعيد
قالت مايا :هل أنت ( الناقل ) ؟
نظر وليد نحو مايا وقال :لم أسمع هذا الأسم منذ زمن بعيد , أفهم من ذلك أنك
رسول من قبل ( الآمر )
كذلك كيرا
قال وليد :أنا و المخلب كيرا سوف نواجه
سيد الوحوش ...الموت×الاسود ...بدر ..
اغمض المرشد موران وهو يتذكر تلك الأحداث
التي كانت تحمل أول مغامراته مع الصنديد الراحل
تأهب وليد وقال لمجموعته :قتالنا هذا لن يكون سهل
أيها المرشد تكفل بخادمك فيبدو أن لديكم أمور لا بد لها أن تحسم ..
قال المرشد موران وهو يفرقع أصابعه وينظر لخادمه السابق
بحقد وهو يقول : بكل سرور !
كان القناص ماجد يتذكر ...
قال ماجد بدهشة و بألم : أنت ؟
أبتسم وليد و قال و هو ينظر للوحش : دعم الثوار قد وصل ...
كانت تارا تقف بالقرب من
ندون التي كانت تنظر للمنظر بحزن شديد
قالت تارا : أين ذهب
وليد ؟
قالت ندون بأسى : لقد ذهب لمكان بعيد ..
قالت تارا ببراءة : أن يرجع
وفي يده تلك الهدايا الرائعة كالعادة ؟
قالت ندون : لا أعتقد أنه سوف يرجع لقد ذهب لمكان بعيد للغاية ..
قالت تارا و هي تشير نحو شخص : ولمن
يبكي ريان ؟ يبكي من أجل وليد أو ياسين ؟
أغلقت ندون عينيها وقالت : لكلاهما لكن أعتقد انه من
أجل الأول ...
استمر الحداد لمدة ساعة ثم تفرقت حشود الناس واجتمع ابطالنا داخل احد المنازل يتناقشوا فيما سوف يحدث بعد
هذه الجنازة ...
حتى ظهر ثلاث رجال أغراب طرقوا باب المنزل الذي يحوي على أجتماع أبطالنا
فتح موران الباب وتفحص القادمين وقال : نعم ؟
قال أحد الرجال الأغراب : نريد أن نقابل زعيم الثوار ...
فتح موران الباب كاملا والتفت لزملائه
وقال : هناك من يريد أن يقابل زعيم الثوار ...
قال اراب بحذر : من تكونوا أيها القوم ؟
قال أحد الغرباء : لقد قدمنا من الجزيرة المخفية لكي
نساعد الثوار ..
انتفض جميع من كان في المنزل , هم يتذكروا أن زعيم الثوار السابق ياسين قد تكلم عن ذلك المكان الذي يحوي اشخاص لم يتأثروا بمرض وهن القدرات لكن زعيهم قال أنه لم ينجح في التواصل معهم ..
قال أحد الرجال بحزم : هل سوف تدعونا نقابل زعيمكم أم نرحل ؟
نظر الجميع نحو موران نظرة خاصة
فهم المرشد موران النظرة فقال بأدب : نحو الضيوف
أيها السادة سوف تقابلوا زعيم الثوار لكن هل يمكن أن تنتظروا في غرفة الضيوف ريثما يتحضر رئيس الثوار للقائكم ..
مط أحد الرجال الثلاثة شفتيه ثم قال : حسنا لكن دعه لا يتأخر في لقائنا لدينا جدول زمني معين ..
رافق موران الضيوف الثلاثة نحو غرفة الضيوف
ثم رجع لهم وقال : ماذا تروا ..
لمعت عين فيجي وقالت بظفر
متناسية حزنها : لقد ظهرت الفرصة اخيرا ..!
قال اراب بشك : هل يجب أن نثق بهم ؟
قال ماجد بخفوت : الثوار متهالكين حاليا
بعدما فقدنا مخبأنا وموت زعيمنا وبعض من خير رجالنا ..هذه الفرصة مثل القشة بالنسبة للغريق ..
قال موران بحزم : إذا من سوف يكون
الزعيم الجديد ؟
خيم الصمت على الجميع والكل ينظر لوجه الآخر كأنه يريد أن يستمد الجواب ..
قال كيجن بلهجة بطيئة : الزعيم
يجب أن يتوفر فيه عدة امور ... الشجاعة .. الخيال ...الخبرة ... التحليل ... الذكاء
الحلم .. الثقة .. التواضع ..القدوة ...التواصل الفعال مع اتباعه , لو جئنا نقيس هذه الأمور على المتوفرين هنا
لكان هو وليد لكنه مات لهذا انا اختار فيجي ...
قالت فيجي بأسى : لا يمكن ذلك ..
قالت مايا بدهشة : لماذا ؟ انت المرشحة الكبرى هنا ..
قالت فيجي : أنا و داران مستشارين أخصائي دفاع و الآخر أخصائي هجوم أي إننا لدعم الزعيم في تخطيط الاستراتيجية و حسم القرار ..
قال كيجن بثقة : بالضبط ...
لهذا دعنا نقيس على أشخاص آخرين ...مثلا اراب
لا يمكن إنتخابه لهذا المنصب , لما لا ؟ لأنه مثل السيد عزت
ولائه لـ أوروك فقط .. وهذا لا يناسب هذا الثوار الذين تعود
إنتمائتهم لشعوب مختلفة .. اما إبراهيم فهو
شخص مغرور سوف يعاني في التواصل مع أتباعه ..كذلك أخاه فواز الذي يعتبر اباه الروحي عزت قدوة
ومن ثم نعود للمشكلة الأولى ...
التقط نفسه و الجميع ينظر له ثم أضاف : طبعا أنا و هاشم
و نزار منمطين سابقين و لا أعتقد أن الناس سوف تثق
بنا .. زوجتي روز تفتقر إلى الثقة بالنفس
وقد تفلت منها أمور بسبب طيبتها كأن تختار بين تضحية بفرقة من أجل مصلحة أكبر ..
لدينا ريان الأحــمق الذي يمكن أن يقود تهوره
إلى هلاك الثوار و كذلك لدينا مايا التي عاشت
حياتها كتابعة للمرشيدين أي أنها نشات لتكون تابعة وليست زعيمة , ماذا عن كيرا و نهاد
الأولى ينقصها التحليل كما سمعت من معركتها مع الأدهم و الأخيرة
لا أعتقد إنها تملك الخبرة الكافية ...
صمت كيجن و هو يراقب الأعين
الصامتة التي تراقبه : يبقى لدينا المرشد موران
الذي سخر نفسه لأرشاد الناس و المقاتلين هو يتميز بالحكمة وكذلك القوة لكن لديه عيب هنا
هو المرشد الوحيد الذي بقى تقريبا في هذا العالم من سوف يقوم بعمله اذا كان هو الزعيم ؟
كذلك القناص ماجد الذي يعتبر
أحد أركان الثوار لكن هو أيضا يعمل كمرسال للثوار وبما إننا فقدنا احد مرسال في المعركة السابقة
هذا سوف يجعلنا نحتاج أن يلعب دور المرسال أكثر من دور الزعيم ..
اما ندون فهي تنقصها الكثير من صفات القائد
يبقى لدينا شخص واحد فقط هو الأنسب بأن يكون قائد .. أنه أسامة
انتفض أسامة عندما سمع أسمه نظر له الجميع نظرة
متفحصة شاكة فقال ريان بحنق : هذا الفتى
الذي لم يشاهد العالم الا عندما بلغ الـ 18 من عمره ؟ هذا الفتى الذي تنقصه الخبرة ... أين كلامك عن الصفات !
قال كيجن بهدوء وسط تذمر رفقاءه : نعم
هو مازال فتى شاب لكنه أظهر الكثير خلال الفترة التي انضم معنا ... هل نسيت قتاله مع ماجما كذلك قتاله مع رايزان وعلى حسب ما قرأت في القرير
قدرته الغامضة التي حدثت مع الأدهم كل هذه الأمور تعوض الخبرة بالتكيف ..
تمتمت كيرا بتسائل : تكيف ؟
قال كيجن بثقة : نعم التكيف , القدرة
على ملائمة الظروف مهما تغيرت لقد تكيف أسامة
مع العالم الخارجي بسهولة ونعومة شديدة و هو الذي قضى أغلب حياته في مزرعة الجواميس ...أنه يملك جميع الصفات التي ذكرتها قبلا كما أنه قلبه نقي لا يملك أي ضغينة تجاه أحد قد
تجعله يسرع نحو الأنتقام متناسيا مركزه مثل صاحبنا جاسر ...
صمت الجميع وهم يفكروا ثم نطقت فيجي
بهدوء : ماذا تظن يا أسامة ؟
قال أسامة بثقة : لا أعلم كيف جاءت الأمور هكذا
لكن إذا كنتم تروا خلالي القائد الذي سوف يساعدكم فأنا مستعد تماما لهذا الدور ...
أبتسم جاسر بسعادة و هو لا يكاد أن يصدق
أن أول رفيق له في رحلته سوف يصبح زعيم للثوار ..
قال موران بحزم : حسنا إذن اذا لم يكن هناك
أي اعتراض لنقابل ضيوفنا الجدد ...
الضيوف الجدد الذين يحملوا املا جديد ... و مشرق ..
دخل أسامة غرفة الضيوف بثقة وخلفه
أبطالنا يتفحصوا الضيوف بنظرات واثقة ..
قال أسامة بحزم : أنا هو زعيم الثوار
لقد عرفت أنك أتيتم لمساعدتنا , لكن لما لا نتعرف عليكم في البداية ؟
وقفوا الرجال الثلاثة كنوع من الأحترام لكي يعرفوا بأنفسهم قال الأول : أنا أسمي ناجي
.. وهذا الذي على يميني هو حسام
وهذا هنا أخي بالدم عادل...
قال ماجد بحذر : يبدو أنك قائد هذه المجموعة يا ناجي ؟
رد ناجي بثقة : نعم ..
قالت فيجي بحزم : لما لا ندخل مباشرة في الموضوع بما انكم تملكوا جدول زمني معين ..
التقط ناجي نفس عميق ثم قال بصرامة : نحن من
الجزيرة المخفية كما تعلموا , تلك الجزيرة بعيدة جدا عن هذا العالم
مما جعلنا بعيدين عن منطقة نزاعكم , كنا نعرف إن ما يسمى النظام يملك شيء في الهواء يضعف الناس
لكن هذا الشيء لم يتمكن من الدخول لجزيرتنا بسبب درع الطاقة التي تمتاز به جزيرتنا ثم اتينا هنا لنساعدكم
من أجل التخلص من هذا الكابوس إلى الأبد ..
قال موران بحذر : هذا يعني إنكم الآن
في هذه اللحظة التي تستنشقوا فيه الهواء قد تعرضتم إلى التسمم بتلك الرقاقات الدقيقة ..
قال عادل بثقة : أنا و أخي ناجي
لدينا مناعة طبيعية ضد هذه الأشياء لكن الأمر مختلف مع حسام
لكن جزيرتنا صنعت ترياق خاص يعطي مناعة مؤقتة ضد هذا التسمم
هذه المناعة تقدر بـ أربعة أيام بلياليها ...
اتسعت عين أبطالنا بذهول و إعجاب و تمتم اراب بلهفة : وهل
هذا الترياق يشفي الأشخاص الذي تم تسميمهم ؟
هز حسام رأسه نافيا وقال : كلا , لكن يعطيهم
مناعة مؤقتة للطاقة التي مازالت بداخلهم , أي أنه لن تتسرب منهم طاقة أكثر دام الترياق في طور التفعيل , قريتنا
تصنع هذا الترياق بكثرة لكن كل شيء له حدود ...
قال ناجي بحزم : أنا لست زعيم الجزيرة المخفية بل زعيمها هو السيد ( مالك ) لو أتى معنا زعيم الثوار سوف نعقد معه اتفاقية
تعاون صدقوني علومنا وقوتنا سوف تساعدكم ...
قال كيجن بغموض : إذا كنتم بهذه القوة وبهذا التطور لماذا لم تحاربوا النظام ؟
قال عادل : منذ زمن بعيد حضارتنا حطت على
الجزيرة المخفية ولقد افتقرنا للمعلومات اللازمة لقتال النظام
لكن منذ فترة قمنا بالمراقبة بصمت واكتشفنا أن الثوار قد تطورا واستعادوا هذه المدينة وغلبوا النظام أكثر من مرة
هذا يعني إننا نستطيع أن نعتمد على ناس أكفاء في حربنا ..
قال ناجي بثقة : جزيرتنا منيعة بشكل رائع لهذا الأنتقال لها
مستحيل اذا لم تملك كرستالة إنتقال و لسوء الحظ
كرستالتنا تحطمت بسبب الضغط عليها , لكن أنتم تملكوا مثل هذه الكريستالات
لقد شاهدنا البوابات الضوئية التي تنتقلوا بها من و إلى مقركم السابق ..
قالت مايا بتذمر : يبدو أنكم تراقبوا بشكل ممتاز ..
قالت نهاد بتسائل : وكيف سوف تستفيدوا من كرستالات الثوار ؟
قال حسام بثقة : جميع الكريستالات تملك نفس الفكرة
ونفس الطابع الفرق بين كل كرستالة و الأخرى هو المدى و التردد ..
المدى لا يمكن تغيره لأنه يعود للمواد الأساسية التي تم تصنيع الكريستالة منه أي قوة الكرستالة في التحمل و التوسع
أما التردد فهو سهل التغير على حسب التردد الذي تريده طبعا تردد جزيرتنا معقد ويوجد به رمز مرور
لكي نمع المتطفلين من الدخول لها ..
قال إبراهيم بإنزعاج : رمز مرور ؟
مدى ؟ تردد ؟ هذه سخافة لكن نحن نملك مثل هذه الكرستالات ..
قال ناجي بسعادة : ممتاز ما أن تعيرونا واحدة حتى
نقوم بضبط الكرستالة ونتقل إلى جزيرتنا ..
قال أسامة بغموض : منذ متى و أنتم على أرضنا ؟
تمتم عادل بتساؤل : سبعة أيام , لما ؟
عدل أسامة من وقفته وقال بحذر : أنتم لم تأتوا لمساعدة
الثوار اليس كذلك ؟ أنتم هنا لتنقذوا صاحبكم هذا من التسمم ...
نظر الجميع إلى أسامة بحيرة بينما الضيوف
الثلاثة وقفوا صامتين واجمة وجوههم ...
أكمل أسامة كلامه بصرامة : دعوني أتصور ما حدث
انتقلتم إلى هنا كالعادة ترقبوا مايحدث في العالم الخارجي حولكم , صحيح إنكم منعزلين و بأمان لكن هذا لا يعني
أن النظام لا يفكر فيكم كأحد الأهداف لهذا يجب عليكم أن تقوموا بإرسال وحدات تتفحص العالم الخارجي بصمت
وحذر دون التدخل في القتال لأن هذا الشيء لا يعنيكم , لقد أخبرنا زعيم الثوار السابق ياسين
انه حاول أن يتصل بكم لكن انتم لم تستجيبوا لطلبه , لا أعلم كيف أتصل بكم
وكيف رفضتم لكن اعلم أن مساعدة الثوار آخر إهتماماتكم لأنكم هنا تقيموا قوة النظام وقدراته , ثم حدثت الكارثة
عندما تحطمت كرستالة النقل الخاصة بكم وجلستم هنا تبحثوا عن وسيلة ترجعكم ومع مرور الوقت نفذ ترياق
المناعة الخاص بصاحبكم لا ننسى أنكم تملكوا إثنان لا يتأثروا بمرض وهن القدرات
لهذا أعتقد أنه يوجد ترياق إحتياطي واحد فقط لدى زميلكم وبعدما يأستوا من العثور على وسيلة عودة قررتم
القدوم هنا لطلب المساعدة بذريعة التعاون بيننا ..أي جزء من كلامي كان خاطئ أيها السادة ؟
خيم الصمت على المكان وابطالنا يرمقوا الضيوف الجدد غير مصدقين أن الفرصة التي ظهرت مجرد كذبة .
أبتسم ناجي وقال بسخرية ممزوجة بإعجاب : مذهل
تحليل متوقع من زعيم الثوار , كلامك كله صائب , لكن ليس كل كلامي خطأ ..
التقط نفسه مجددا و أكمل : مثلما قلت نحن لا نعتقد أن الثوار يملكوا فرصة لهزيمة النظام بعدما تسمم أغلب هذا العالم
و أحتفظ أنصار النظام بالقوة لهذا نحن نقوم بجولات لكي نحلل قوة النظام ونقارنه بقوتنا وكل مرة نقيس ذلك
نرى الفرق بيننا يتسع أكثر و أكثر .. لكن أنتم أظهرتم قوة لا يستهان بها و أنا صادق في القول أن التعاون
بيننا سوف ياتي بنتيجة إيجابية قد تؤدي للنصر على النظام .
قال كيجن بحذر : هل هذا
الكلام من عندك أم انه نفس رأي زعيمكم ( مالك ) ؟
إبتسم ناجي أكثر و قال : أنه رأيي أنا فقط , لكن
الجزيرة تملك مشكلة كبيرة إذا إستطعتم أن تساعدونا سوف تضمنوا التعاون من قبلنا ..
قال روز : ما لذي يضمن لنا ذلك ؟
قال حسام بسرعة : مشكلة ( سليم ) كبيرة ..
وبخه عادل بقسوة و هو يهتف : أحــمق ! لا تفشي أسرارنا امام الغرباء هكذا !
إبتسم حسام بخجل ..
قال ناجي بحزم و جدية : زعيمنا ( مالك ) رجل فخور
لديه كرامة و عزة ما أن تصنع جميل سوف يشعر بالرغبة برد هذا الجميل وهنا تأتي فرصة إتفاقية التعاون بيننا ..
خيم الصمت مجددا فقال أسامة مخاطبا رفاقه : ماذا تظنوا ؟
قالت فيجي بشك : لا أعتقد أنه من
السليم ذهاب زعيم الثوار لوحده مع مجموعة غامضة ...
قال ماجد بثقة : استطيع تشكيل فريق كفء
لحماية زعيمنا و مساعدته ...
قال داران : المدينة تحت الصيانة ...
نحتاج للجميع للحماية ...
قال عادل بثقة : هذه الأطلال لن تحميكم فعلا .. حسنا سوف أبقى هنا ..
قال إبراهيم بسخرية : وماذا تستطيع أن تفعل ؟ تقتل 100 محارب بنظرة عذبة من وجهك السموح ؟
إبتسم عادل بسخرية مماثلة وقال : لا أجيد الدعابات الثقيلة
مثلك لأننا لا نملك الوقت للتفكير في مثل هذه السخافات نحن نجتهد ليل ونهار من أجل تطوير علومنا و تقنياتنا ..
تناول حقيبته من خلف ظهره وفتح عادل الحقيبة
ليخرج جواهر لامعة جميلة الشكل وقال بثقة : هذه الجواهر تدعى جواهر الدفاع
إنها تستخدم في الدفاع بإستخدام حائط طاقة مميز في حالة الدفاع .. ولدي الكثير من الأمور التي تنفعكم ..
تفحصت فيجي الجواهر الجميلة
وقالت بإعجاب : يبدو أنه صادق في هذا الشيء هذه الجواهر من نوع أسطوري ولها صلابة رائعة ...
قال أسامة بحزم : ممتاز .. أيها القناص أعمل
على تشكيل فريق يرافقني مع الضيوف نحو الجزيرة المخفية ...
قال ماجد بإحترام : أمر سيدي ...
ثم مسك ماجد ورقة وقلم يكتب فيه أهم التجهيزات
و أسماء الأعضاء الذي سوف يذهبوا لتلك الجزيرة .. المخفية ... و الغامضة ....
في أبيدوس وقف اصلان الفولاذي ينظر لنفسه
في المرآة الضخمة و هو يرتدي درعه السميك شديد التعقيد
كانت قطع معدنية و ترياقات مختلفة الشكل اللون موضوعة على الطاولة بشكل مرتب
و كان اصلان يتناولها ببطء و هدوء
سمع طرقات على باب غرفته فقال بإقتضاب : أدخل ...
ظهر حازم المخلب الذي أخذ يتفحص زميله
ثم قال بلهجة غير مريحة : هل تعرف مخاطر أشتراكك في المعركة بشكل مباشر ؟
قال اصلان بسخرية : هل تخاف علي يا حازم ؟
لم اعرف أنك حنون لهذه الدرجة ...
قال حازم بنفس اللهجة : أنا لا اخشى عليك ولكن اخشى مما سوف يحدث ...
توقف اصلان عن إرتداء قطع درعه والتفت لزميله
وقال بجدية : أريدك أن تفهم شيء يا عزيزي ... ما سوف أقوم به هو منحنى حاسم لهذه الحرب
فإما أن تكون هذه الحرب هي خلاصة حربنا أو إننا سوف ننتظر لربما 20 سنة أخرى ...
تمتم حازم : ولما تخشى الأنتظار ؟ نحن خالدون ..
قال اصلان و هو يعيد إرتداء القطع المعدنية : الخلود
شيء مستحيل حدوثه , صحيح إننا لا نتقدم في العمر ولا تصيبنا الأمراض لكن ضربة مباشرة تتعرض لها أعضائنا
الحيوية ونصبح هالكين ...لا أريد أن أموت الا عندما أتأكد أن هدفنا قد تحقق ...
قال حازم بحيرة : أعتقدت أنك لا تهتم لذلك الهدف ..
قال اصلان بجدية : أنا أهتم للهدف لكن لا أؤمن أن هولاء
الحثالة الذين يطلقوا على أنفسهم الثوار قد يحققوا هدفنا ...
أنهى اصلان و أخذ نظرة أخيرة على نفسه
وقال بغرور : هكذا يكون كل شيء جاهز سوف يعلموا الآن بالأسم آخر الذي أطلقوه علي في الحروب ...
كان بقصد الأسم الذي يعني الكمال ... الكمال في الحروب ....والمعارك ..
قال القناص ماجد بصوت جهور : لقد تحددت الأسماء
سوف يكون الزعيم أسامة و طبعا مع ذئبه ..
كذلك نهاد و كيرا و جاسر
و فواز و داران ....
قالت فيجي بجدية : قبل الرحيل
أريد أن أناقش أسامة في مسألة الجاسوس
لقد قرأت التقرير الخاص به اليس كذلك ؟
قال أسامة بحزم : اعلم ذلك وسوف نواصل البحث
عن هويته لكن بدون ضجة لكي لا نزرع الشك و الريبة في نفوس الجنود مما يؤدي إلى الأرتباك و الضعف ...
قال اراب : عين الصواب بالتوفيق لكم في رحلتكم ..
ذهب أسامة وبرفقة الضيوف الثلاثة و فرقته
خارج المدينة حيث توجد منطقة قريبة يستطيعوا تفعيل كرستالة النقل لتلك الجزيرة المخفية
وقف ريان داخل منزل مهترئ
يتفحص كتاب معلمه وليد
و أخذ يقرأ ...
( لربما سوف تستغرب يا تلميذي من الأشياء التي مرت علي في حياتي المفعمة بالعثرات و الخيارات الغير صائبة
لكن أعتقدت فيما بعد إني قد طهرت أخطائي .. كان كل شيء بدأ منذ أن بدأت التدريب في معسكر داخل
جندار وعند التدريب عرفت إنني سوف اصبح صنديد
بمعرفة قدراتي العضلية و السحرية كنت الأفضل بين المتدربين لكن كان هناك شخصين آخرين أثبتوا قدرات
متففوقة أيضا كانوا ذلك الشخصين سبب لقوتي ... ولمعاناتي ..... )
الجزء الثاني
في ذلك اليوم قبل 22 سنة من كتابة هذا الكتاب , في ذلك اليوم الذي
يعتبر يوم من الأيام الأخيرة المعدودة لحقبة الوميض
في شرق جندار كان وليد يمسك فأسه ذو القبضتين ويهاجم إحدى الفزاعات الخشبية المنتشرة هناك ...
سمع وليد صوت خلفه يقول : أنه هنا ...
إستدار وليد لبجد رجلين خلفه ..
كان سيد المهام إيوان مع رجل طاعن في السن ....
قال إيوان بلهجة ودية لا تخلو من الحزم : هذا هو الفتى الذي حدثتك
عنه أيها المرشد بيونار ...
رمق بيونار بعينه الضيقة وليد وقال بيونار
بصوت ضعيف : أشعر بقوة سحرية ممتازة من هذا الفتى ... أخبرتني أنه فتى حتمس ....
ماذا يريد سيد المهام إيوان مع هذا الرجل طاعن في السن ....؟
مهمة جديدة ...؟
قال وليد بأدب : سيدي , هلا تعلمني بما
يحدث هنا ؟ لدي تدريب هام هنا ...
قال إيوان بحزم : هذا الرجل الذي يقف بجانبي هو المرشد العظيم
بيونار ...
قال وليد بحرج : آسف يا سيدي لكن
لم أسمع بهذا لأسم من قبل ..
ظهر الغضب على وجه إيوان فقهقه بيونار قهقهة ضعيفة وقصيرة ثم سعل بعدها وما أن انتهى من سعاله حتى قال بصوته الضعيف : لديك
الحق أيها الفتى الشاب أن لا تسمع بأسمي , 25 سنة منذ أعتزلت دوري في الإرشاد للمتدربين و للمغامرين ..
طوال الـ 25 عاما كنت أقوم بأبحاث حول تطوير أساليب القتال ... وتوصلت لنتائج عظيمة استفادت منه
الشعوب الثلاثة...لكن توصلت إلى طريقة جديدة في أساليب القتال
تختلف تماما عن ما تعلمتوه هنا ..
ظهر الأهتمام على وجه وليد الذي
قال بحذر : و ما هي هذه الطريقة ؟
قال بيونار بلهجة غامضة : ثالوث القتال....
قبل أن يصدر أي سؤال من الصنديد قام بيونار بمد لفافة متينة
وقال بصوته الضعيف : هذه اللفافة تحتوي على كل المعلومات التي تحتاجها , لقد تم ترشيحك من قبل حتمس معلمك الروحي و تم ترشيح اثنين آخرين
من أجل هذا الأسلوب ... سوف يكونا زميليك ...
قال إيوان بحزم : الأول هو بدر الذي تم ترشيحه من قبل المروضة
نمحات
والثاني هو تانك الذي تم ترشيحه من قبل
المقاتل هالو... إذهب وابحث عنهم إنهم في المدينة ...
ياالهي ماهذه الشوكة في العنق الذي حل فجأة ... أسلوب جديد
ورفقاء جدد !
مشى وليد يتجول في المدينة
جندار بخطئ بطيئة و هو يتمتم بتذمر : كيف سوف أعرفهم ؟
وقف وليد عند المروضة نمحات وقال الصنديد بإحترام : سيدتي هل لي أن اعرف أين تلميذك الشخصي الذي يسمى
بدر ؟
قالت نمحات و هي تداعب ذئب صغير : أنه هناك الواقف بجانب
البرميل أعتقد أنه يفكر كيف يروض العكوب أنه درس صعب فعلا ...
اقترب وليد من بدر وسمعه يتمتم : لو قطعنا جناحها الأيمن سوف لن تتمكن من الطيران لكن
لربما قطعت شريان يتصل بين الجناح و القلب .... هل كان ذلك الشريان في الجناح الأيمن أم الأيسر ؟
قال وليد بغتة : أنه في الأيسر ..
التفت بدر بذعر ثم لانت ملامحه ما ان شاهد
الصنديد فقال بلهجة غير مرحبة : من أنت أيها الغلام ؟
قال وليد بهدوء : لدي أوامر من سيد المهام
لكي اضمك في فريق بحث ..
قال بدر بانزعاج : لا ! لدي مهمة للترويض !
قال وليد بحزم : إنها مهمة من سيد المهام
كما أن مدربتك تدخلت في الموضوع لكي تنضم لهذا الفريق ..
صمت بدر ثم قال بحنق : وماذا تريد أن نبحث ..
أخرج وليد اللفافة المتينة و قال : كل ما نريد
هنا لكن علينا أن نجد شخص آخر يسمى تانك
قال بدر بحنق أكبر : يا الهي هذا المزعج
دائما تجده عند الحلبة يرسل دعوات للمبارزة ... هو مزعج حقيقي ...
وجدنا تانك في الحلبة فعلا وقد صرع إثنين في آن واحد .. ماهذه القوة ... وما هذا الأزعاج ..!
جلس الثلاثة في خيمة موجودة داخل المدينة وفتح وليد
اللفافة المتينة وقال : هذا هو موضوع بحثنا ...
أخذ الثلاثة يقروأ بصمت لمدة نصف ساعة كاملة ... حتى قال تانك
بإنزعاج : تركت مبارزاتي من أجل مثل هذه التفاهات ... يا إلهي زوجتي تنتظرني في المنزل لكي أحمل
لها قصة كل رجل هزمته ...
قال بدر بإهتمام : أنه اسلوب فريد
لكن غير قابل للتطبيق ...
قال وليد بتنهيدة : فعلا أنه أسلوب صعب
لكن مهمتنا هو تنفيذ هذا الأسلوب ..
قال تانك بسخرية : وهل تعتقد أن هذه المهمة لسواد عينك ؟
نظر له رفيقاه بصمت وتساؤل فأكمل تانك بسخرية
مريرة : لربما تعتقدوا إني غبي ذو عضلات فقط لكن صدقاني إني أكثر من أعرف هولاء القادة الجشعين ...
هذا الأسلوب للتجريب فقط ونحن أدواته لو فشل فهو إجتهاد شباب وفشل , لكن لو نجح سوف يقوموا بتعليم
هذا الأسلوب للأبطال الأقوياء الذين يخوضوا الحروب الحقيقية .. ومن أجل أن يتم الحفاظ على سرية الأسلوب
لكي لا يقع في الأيدي الخطأ سوف يتم محوا هذا الشيء من ذاكرتنا مثلما فعلوا للكثير ..
قال وليد بحدة : مسألة محو الذكريات
هي مجرد إشاعة أطلقها معاوني العرافة من أجل زعزعة الثقة
في قلوب أعدائها و للأسف صدق الكثير هذه الخرافة !
قال تانك بسخرية أكبر : أنا متأكد أن ماتقوله هو أيضا
اشاعة من القادة لكي تزيد ثقتنا بهم ...
قال بدر بحذر : إشاعة أو لا ...
أنا قلق في مصيرنا بعد أن ننفذ العملية ..
قال وليد بحزم : علينا أن ننفذ المهمة أولا
و أعدكم أنه لن يكون هناك شخص قادر على المساس بعقولنا ..
ثم نظر وليد إلى الفولاذي تانك وقال : هل تحب أن تحمل إلى زوجتك قصة جديدة ؟
إبتسم تانك بسخرية ثم قال : سوف أروي هذا الأسلوب
إلى إبني الرضيع ولن أنسى هذا ...
قال وليد بحزم : حسنا لنتحدث حول هذا الأسلوب ..
قال بدر بحذر : الأسلوب يعتمد على القوة المتبادلة
بين الثلاثة أعضاء ... قوة و توازن و تفاهم ... بضعف أحد هذه العوامل سوف يهدم الأسلوب وتتحرر الطاقة الناتجة
من أجسادنا و يحدث إنفجار يهدد حياتنا بنسبة 40 %
قال تانك بإهتمام مفاجأ : ثلاثة أمور مطروحة هنا ...
القوة العضلية الذي يمثلها الفولاذي و القوة السحرية الذي يمثلها الصنديد ..و القوة العقلية ( الباطنية ) الذي يمثلها سيد الوحوش
تمتم وليد بحذر أكثر : لقد تم أختيار
الأفراد من أجوريا فقط لأشتراكنا في صفة معينة و هي القوة العضلية
التي تعزز من فرصة ثبات الأسلوب ... لكن المرشد كتب ملاحظة أن هذا النموذج تجريبي وقد نستطيع تطويره
بحيث يتم استخدامه على أفراد مختلفة من الشعوب الثلاثة ...
قال بدر : في البداية علينا أن نتعلم أن نطلق
قوانا على شكل خط من الطاقة وعندما ننتقن هذه النقطة نقوم بإزالة جانبي الخط لتنتشر الطاقة حول المثلث الذي
سوف نصنعه ...
قال تانك بقلق : أي خطوة خاطئة سوف تعني إنهيار
في التوازن و الثبات ومن ثم أختلال في جزيئات الطاقة الذي سوف تنشط إلى معدل خطير يولد الأنفجار مروع و قاتل ..
قال وليد بثقة : سوف نقوم بالتدريب
بطاقة صغيرة في البداية لكي نتجنب الأضرار الجسدية الناتجة من الخطأ ...
هكذا تم إتفاقنا نحن الثلاثة ولمدة شهرين متصلين بمعدل 12 ساعة
تدريب يومي زادت قوتنا و إتقاننا للأسلوب
كان الثلاثة بالقرب من مقبرة اقسيميا يكملوا تدريبهم بجانب الجسر
فجأة زئر القط الشرس المرافق التابع لـبدر
توقف بدر بغتة وقال : هناك من يراقبنا !
قال تانك بحذر : وحوش ؟
تمتم وليد بقلق : لا أعلم ... لاأشعر بحركتهم
أو وجودهم ...
أدرك المراقبون أن أمرهم إنكشف فقرروا المواجهة المباشرة وكانوا من قطاع الطرق و المجرمون...
قال بدر بقلق : اللعنة هذا ماينقصنا
15 تابع للعرافة !
دون سابق إنذار أنقض قطاع الطرق و المجرمون على الثلاثي
بكل عنف , وجرى القتال بشراسة وكما يعرف المثل الكثرة تغلب الشجاعة لهذا هتف وليد و هو يصد هجمة بكل صعوبة : علينا تنفيذ الأسلوب هو الشيء
الوحيد الذي يمكن أن يتصدى لشيء بمثل هذا العدد و القوة ..
و اتخذ الثلاثي مواقعهم وانطلقت أعمدة الطاقة ثم انتشرت الطاقة حول الثلاثي ليتكون حولهم مجال كهربي
صعق إثنين من قطاع الطرق و المجرمون حاولا إختراق المجال الطاقي
فتراجع باقي قطاع الطرق و المجرمون بحذر يفكروا في طريقة لأختراق
هذا الشيء الجديد عليهم ..
لكن الثلاثي لم يمهلوهم ذلك الوقت فأستخدموا هجوم يطلق صواعق قوية و سريعة حصدت اجساد قطاع الطرق و المجرمون واحدا تلو الآخر , حاول البقية الهرب على غير عادتهم لكن الصواعق لم تمكنهم
من مجرد خطو خطوة للخلف ..
وما أن سقط جميع قطاع الطرق و المجرمون على الأرض
حتى تفكك الأسلوب ليسقط الثلاثي على الأرض بتعب شديد فقال وليد بإرهاق : إطلاق طاقتنا بهذا الشكل ....
نهض تانك و هو يترنح و أقترب من أحد
المجرمين المقلى أجسادهم على الأرض وهتف تانك بظفر : هذا الوغــــد مازال على قيد الحياة ...!
أخذنا ذلك المجرم أسير نحو مقر لنا بالقرب من أرض المعركة وقمنا بإستجاوبه ..
لكم تانك وجه المجرم
بكل قوة لينزع ضرسين من فمه و الدماء تتطاير ..
ضحك المجرم على الرغم من اللكمة وقال : أنك تضرب كفتاة !ّ
حنق تانك وسدد لكمة قوية نحو بطن المجرم المقيد على كرسي ثم سدد ضربة اقوى على فك المجرم
اعقبها بلكمة يسارية في الأنف لتهشمه تماما ...
لكن المجرم لم يطلق صرخة ألم واحدة ..
قال وليد بحزم : نريد منك بعض المعلومات
ونعدك أن هذا العذاب سوف ينتهي ...ماذا تفعلوا في مثل هذا المكان ؟ ما كانت مهمتكم الحقيقية !
ضحك المجرم بسخرية ثم انقلبت ضحكته إلى قهقهة مقيتة وقال
الدماء تتناثر من فمه القبيح : كم أنتم ساذجون أيها الحثــالة ! اهذا عذاب ؟ سوف تعرف معنى العذاب عندما
تسيطر سيدتي العرافة على أرضكم النجـــسة !
سدد تانك لكمة أخرى على الأنف المهشم
و أرتد رأس المجرم للخلف لكنه أكمل بكل سخرية : نحن القوات
الخاصة للسيدة لا نعرف ماهو الألم لدينا حدين فاصلين في هذا العالم ..
الحد الأول هو الحياة و الحد الثاني هو الموت ولا مجال للألم بين هذين الحدين ..
حنق تانك أكثر وقال : دعوني أعلم هذا الحقيـــــر معنى الألم
الحقيقي ...
ثم أخرج فأسه ذو القبضتين وقال : سوف أشرحك !
امسك وليد قبضة الفولاذي بذعر وقال : لاتتهور !
قال تانك بغضب عنيف : اتركني أعلم هذا الوغـــد كيف
هو الألم !
استدار وليد نحو زميله بدر الذي كان يقف بهدوء في الخلف وقال الأول : هل تساعدني هنا ؟
رد بدر بلا مبالاة : دعه ينفذ مايدور في رأسه
المعلومات العسكرية أهم من القلب الرحيم ...
أفلت وليد ذراع تانك بأسى فانقض تانك بعنف
على المجرم ليفك بعض الاربطة التي تقيد ذراعي المجرم فتحررت يد أمسكها تانك
وثبتها على الطاولة وهتف في جنون : تكلم عن مهمتكم أو أقطع كفك !
ولأول مرة بان الرعب في صوت المجرم وهتف : لن أفعل !
وبدون تردد ... وبدون رحمة ... وبدون شفقة ... هوى تانك بفأسه الطويل ذو القبضتين على كيف المجرم
وقطعها ... وتناثرت الدماء المصحوبة بصرخات ألم ..لكن المجرم
تماسك وكتم صرخاته ...ثم ضحك بسخرية تشبه البكاء : لم أشعر بشيء ...
ازداد جنون تانك فأخرج ترياق من حقيبته
ووضع إبرة في فوهة الترياق ثم حقن الترياق بكل فضاضة في فخذ المجرم
قال تانك و هو يرفع فأسه مجددا : للكائن الحي
مقياس ألم ... يموت الكائن اذا وصل لمقياس معين من الألم ... هذا الترياق سوف يخفف من كمية الألم
لحد بسيط بحيث يؤخر وصولك للحد المميت للالم ... سوف استمتع أكثر بتقطيعك ...
الآن قطعنا كفك من المعصم سوف نقطع 5 سم من ساعدك أي خلف المعصم سوف نقوم بحقنك بترياق آخر ...
وهكذا حتى نصل للكتف ثم نبدأ بالذارع الأخرى وما أن ننتهي نشرع بالقدمين حتى نرسلك للعرافة الحقيـــرة
جسد بدون أطراف تقوم هي بأطعامك بملعقة مصنوعة من عظامك !
نظر لي المجرم نظر استجداء , كان يريد مني التدخل ...لكن من أجل المصلحة
العامة تركت إنسانيتي خلفي ..
صرخات آخرى دوت المكان فضحك تانك بشراسة وقال : ليس
بعد باقي في ذراعك 15 سم ! لا تسأم بعد!
كان تانك قد إنتهى من حقن المجرم بالترياق المخدر ...
ثم وضع الفأس على الذراع المبتورة للضحية كأنه يقيس المسافة التي سوف يقطع وقال بدموية : ما رأيك أن نقلل المسافة
إلى 3 سم ؟ لكي تصبح 5 ضربات بدل 3 ؟ لدي الكثير من الترياقات المخدرة ...
كانت الدموع ممتزجة مع الدماء في مقلتي المجرم الذي تمتم بضعف و ألم : أيها
المجنون ... سحقا لك ... لتلعنك السماء ...
قال تانك بشراسة : إذن تريدها 2 سم ؟
رفع تانك فاسه ثم هوى في اللحظة التي هتف
فيها المجرم بفزع : كلا !
توقف الفأس في اللحظة الأخيرة ليقول المجرم بمرارة : السيدة العرافة
قد قررت التحرك ضد الشعوب الثلاثة لهذا تم أمرنا أن نؤمن المكان الذي تعاركنا فيه
كأحد النقاط لحدود أرض أجوريا...
نطق بدر اخيرا وقال بحذر : تؤمنوا الموقع من أجل
ماذا ؟
قال المجرم بنشوة على الرغم من ألمه وبكاءه : نؤمن المكان الذي
سوف نستدعي فيه شقيقة العرافة بالقسم ....العرافة الصغيرة ...
اتسعت اعين الثلاثي برعب ودهشة ... قال وليد
بحزم : أين هي العرافة الصغيرة الآن ؟
بدأ الضعف يدب في جسد المجرم نتيجة فقد الدماء وقال بضعف : كل الذي أعلمه
إنها تنتظر ان نستدعيها ...إنها الآن في مكان ما في أرض الأمانسيس...
هل كانت تلك بحيرة ... أعتقد إنها أكثر من ....
ثم صمت المجرم إلى الأبد وهوى رأسه على الطاولة وعينيه ترمق الثلاثي
بألم و تعب ...
صمت الثلاثي لبرهة والذعر يملئ المكان ... لقد كانوا يعرفوا من هي العرافة الصغيرة... إنها العرافة التي اقتسمت الشر مع اختها بالقسم ... الشر الكبير و الصغير ..
ذهبنا إلى جندار لنبلغ المسؤولين عن التطور الذي حدث وهم قاموا
بدورهم لتبليغ القيادة العليا في أبيدوس وتم إستدعائنا هناك لنبلغ إفادتنا ...
خرج الثلاثي من مبنى المحافظ ومشوا قليلا في مدينة أبيدوس
قال وليد وهو يركل حجر صغير
على الأرض : مهمة جديدة ...
تمتم بدر بقلق : سوف نساند الفرقة
التي سوف تحاصر العرافة الصغيرة...
قال تانك بحنق : نساند ؟ أي مساندة أنت تتحدث
عنها , إن دورنا ليس الا مشاهدة قوة الأبطال .... سوف نضيع وقتنا في هذا ...
قال وليد بملل : الحديث لن ينفعنا في
شيء , علينا التوجه لمرسال الضوء لكي نذهب
إلى أرض الأمانسيس....
ذهبنا إلى ماندا وتم الاجتماع وشاهدنا هناك الأبطال الأسطوريين
الذي يتمنى كل واحد أن يصبح منهم وكان الأجتماع كالأتي ..
قال المرشد لوسـن : المعلومات التي لدينا تفيد إنها بالقرب
من بحيرة .. والبحيرات التي لدينا في هذه الأرض ...بحيرة الصمت
وتوابعها ...مثل بحيرة باريس
قال المرشد قيمس بجدية : سوف يذهب لهناك الفرقة
المجهزة لقتال ذلك الشر العظيم ... سوف تكون فرقتين الأولى بقيادة
اصلان الفولاذي و الثانية بقيادة
رغد الطبيبة...
كل فرقة تتكون من ثمانية أعضاء ...
اصلان
رغد الطبيبة
نظر المرشد لوسـن للثلاثي وقال : أنتم سوف تأخذوا مجموعة من
الجنود لتأمنوا منطقة القتال لكي نضمن الا يتم تتدخل من أعوان العرافة
يضر بمصلحة القتال ...
تمتم تانك بحنق : تأمين ...! مشاهدة ...!
متابعة ....!
لكز وليد بكوعه صدر
تانك ليصمت الأخير وقال وليد
بإحترام : أجل يا سيدي ..
نظر المرشد لوسـن إلى معاونه
قيمس وقال بقلق : الا يوجد أي أخبار عن البطل هكتور ؟
قال قيمس بتنهيدة يأس : كلا يا سيدي ... آخر معلوماتنا
أنه أختفى في مكان ما يهذي بأمور مثل إنها لا تموت ... إنها شر بواسطتنا !
لقد ذهب كل من فؤاد الساحر الظلامي و
كازوار ليبحثوا عنه في
بلوتار...
شر بواسطتنا ؟ كان البطل هكتور ضروري جدا كرمز من رموز مقاومة الشر
فهو من هزم العرافة في زمن ما لكنها عادة للظهور ...
بالقرب من بحيرة الصمت جلس الثلاثي ينظروا للخريطة لكي
يعرفوا مداخل والمخارج لأرض المعركة ...
قال تانك بمضض : هذا المدخل سوف يأمنه أنا ..
وذلك المخرج سوف يكون من أجلك يا بدر ...
قال وليد بغتة وهو يشير للخريطة : ماهذه البحيرة
هنا ؟
كان يشير لشمال غرب أرض الأمانسيس...
قال تانك بسخرية : ويقولوا إني اغبى شخص هنا ..!
هذه ليست بحيرة عزيزي .. هذا حقل السندس ..
صمت وليد يفكر ..
إنها الآن في مكان ما في أرض الأمانسيس...
هل كانت تلك بحيرة ... أعتقد إنها أكثر من ....
قال وليد بغموض بعدما تذكر
كلام أسيرهم قبل أن يموت : في الخريطة تبدو كأنها بحيرة فعلا ... ماذا لو ظن
المجرم إنها بحيرة بالفعل ..
برقت عين تانك بحماس وقال : أكمل ..
قال وليد بسخرية : كلا إنه تفكير غبـــي ...
قال تانك بحماس : كلا إني أغبـــى شخص .. أكمل ..
قال وليد بحماس مشابه : نظريتي
جاءت من كلام اسيرنا ... إنه غير متأكد إنها بحيرة لربما كانت في الخريطة بحيرة لكن في الواقع
هي أرض خصبة ...اعتقد أن خصمنا العرافة الصغيرة هناك
قال بدر بحذر : هل نخطر مجموعة الهجوم بهذا الشيء ؟
قال تانك بغضب : كلا !
رد وليد مؤيدا : لن نخبرهم بذلك
وذلك ليس لأني أريد الهجوم هناك لوحدي ولكن ماذا لو حدث أن إستنتاجنا خطأ؟ سوف تضيع الفرصة
في اقتناص العرافة الصغيرة ...رأيي أن نذهب لهناك للتأكد ..
قال بدر : وماذا عن دورنا في المساندة ؟
نهض تانك يقول بحماس ممزوج بسخرية : دع أحد هولاء
الجنود يتولى القيادة سوف يكون يوم سعده أن يترقى لمنصب قائد فرقة المساندة ..
إمتطينا السمارج و إنطلقنا بكل سرعتنا نحو حقل السندس
وكان هناك من بإنتظارنا
نظر المدرب بيكل إلى القادمين الثلاثة و هتف بحذر : ماذا تفعلوا
هنا أيها الجنود ؟
توقفت السمارج الثلاثة ونزل عنها الثلاثي وقال تانك
بجدية : هل لاحظت أي تحركات مريبة هنا مؤخرا ؟
لم يعجب المدرب بيكل لهجة الفولاذي لكنه رد بكل حزم : كلا !
قال بدر بحزم : هل تمانع أن نلقي نظرة
في هذا الحقل ...
و قبل أن يرد المدرب بيكل إنتشر الثلاثي يبحثوا بكل لهفة
والمدرب بيكل يلقي وابل من الأسئلة عليهم
ثم توقف المدرب بيكل عندما توقف الثلاثي بصمت فوق مرتفع صغير
وقال المدرب بيكل : اليس المفترض أن تكونوا في مكان آخر ؟
مرشدي لن يكون سعيد بــ....
صمت المدرب بيكل وهو يشاهد بذهول المنظر ...
خمس مجرمين يحيطوا بكائن ينتشر منه الظلام و الشر
( العرافة الصغيرة ....! )
نطقها المدرب بيكل بكل رعب ...
قال بدر بتوتر : إذهب إلى
بحيرة الصمت و اخبرهم إن هدفنا هنا ...
كانت رجلي بيكل ترتجف برعب و قال بذهول : بحيرة ...
امسك تانك ياقة المدرب بيكل ورفعه عن الأرض وقال بصرامة : ليس هذا وقت الخوف أيها المدرب عليك أن تجلب المساعدة هنا ...
افلت بيكل ذراعي الفولاذي ونفض ملابسه عن غبار وهمي
وقال بصرامة تخفي رعبه : بالطبع ليس هناك وقت للخوف ...
ثم استدار المدرب بيكل وقال بصرامة : لا تهجموا أيها الفتيان
أنتظروا الأبطال الأسطورين يأتوا لكي ينهوا هذا الشر ...
ركض المدرب بيكل وامتطى سمرجه لينطلق نحو
بحيرة الصمت ...
قال تانك وهو يخرج فأسيه ذو القبضتين : من يريد
مواجهة هذا الشر ....؟
إبتسم زميليه إبتسامة تحدي ..... تحدي كبير .... ومخيف ...
زمننا الحاضر ..
وقف عادل وقال بجدية : هنا سوف يكون نهاية
المطاف بعد نصف كم شمال سوف تسطيعوا أن تجدوا البوابة الضوئية اذا ما فعلتوا الكرستالة ...
قال ناجي بقلق : متأكد أنك سوف تبقى هنا ؟
همس عادل بسخرية : هولاء الهمج لا يعرفوا
معنى التطور لدي عمل شاق من أجل حمياتهم ...
قال حسام بحماس : السيد عادل
قوي ويملك وسائل قوية في الدفاع لا ننسى أنه متراس ايضا ...
كانت في تلك اللحظة كيرا تقف تراقب الغرباء الثلاثة
وهي تنظر لكفها الذي يوجد به بطاقة حمراء ..
كانت تتذكر حديثها مع فيجي
قبل نصف ساعة ...
اقتربت منها فيجي وقالت : خذي هذه
البطاقة ... إنها بطاقة أوحـــش الذي ضحى زعيمنا من أجلها ..
قالت كيرا بتساؤل : ولماذا تعطيني إيها ؟
قالت فيجي بجدية : أنا و أنت
تخصصا براري ونشترك بإننا لدينا حزام مختلف تماما عن الأحزمة البقية ...
حزامي يستفيد من أسلحة المرافقين ودروعهم لكي أستخدمهم في المعركة ..كدرع الضرغام
حزامك يستفيد من الخصائص المختلفة في المرافقين .. كسرعة الأدهم
لهذا هذه البطاقة الفريدة تملك خصائص تنفعك أكثر مني ..
ثم اخرجت فيجي مجموعة أخرى
من البطائق الحمراء وقالت : هذه بطاقات فارغة للوحوش الأقوياء جدا ... أنت تعرفي أن كل وحش له رتبة
وله بطاقة تناسب قوته ... لو حدث و أن واجهتي مثل هذه الوحوش تستطيعي أن تختمي هذه الوحوش
في مثل هذه البطاقات ... لكن عليك أن تفعلي قوتي فيها ...
قالت كيرا بحيرة : كيف هذا ..
تمتمت فيجي : هذه البطاقات
تم وضع قوتي الخاصة لختم الوحوش القوية فيها لكن لن تستطيعي إستخدام هذه القوة إلا عندما تفعلي البطاقة
حيث سوف تسري قوتي فيها لمدة 30 ثانية بعدها يختفي مفعول الختم .. تأكدي أن تفعلي البطاقة
عندما يكون الوحش قريب جدا من الموت لكي تكون قوته ضعيفة ويصبح قابل للختم لو حدث وأن كان توقيتك
خطأ سوف تنكسر البطاقة و يفشل الختم ...
قالت كيرا بسعادة : شكرا لك !
ابتسمت فيجي وقالت
بداعبة على غير عادتها : لنجعله إتفاق بيننا نحن الفتيات , إذا روضت وحوش ذو خصائص قوية
فإنه لك و اذا روضت وحوش ذو أسلحة فأنه لي ..
ضربت كيرا كف فيجي على نحو عابث وقالت : إتفقنا !
تمتم أسامة بحزم : شكرا لكم أيها الرفاق لمرافقتنا
في هذا الطريق إرجعوا للمدينة لتكملوا التحصينات نحن سوف نكمل طريقنا نحو الجزيرة المخفية
في الماضي ...
كانوا المجرمين يحموا حول العرافة
الصغيرة ينتظروا الأستدعاء الذي سوف ينقلهم لموقع قريب من جندار
حيث سوف يقوموا بغارة على أي مكان مأهول ويمارسوا القتل و الذبح والجرائم الذي يعشقوها ..
لكن فجأة أستقر فأس ذو قبضة واحدة في رأس أحد المجرمين الخمسة
ليسقط المجرم صريعا
التفت المجرمين ليشاهدوا ثلاثة أشخاص قفزوا في إتجاههم وأنقضوا
بقوة وشراسة وراح قط شرس خرج فجأة يهاجم
المجرمين من الخلف ونجح في نهش ساق أحدهم
بينما سقط واحد منهم في ختم لحركته من قبل الصنديد وليد
ليقطع تانك رأس المجرم
بفأس ذو القبضة ...
حاول المجرم أن يفلت ساقه الممزقة من فم القط شرس لكنه غفل أن هذا الوحش ليس الا مرافق وقد بان صاحب المرافق خلف قط شرس بفأسيه ودق عنق المجرم بكل حزم وصرامة , تراجع المجرمين المتبقيين خلف العرافة
الصغيرة التي وقفت مكانها تنظر للثلاثي بنظرات تقدح شررا ...
قالت العرافة الصغيرة بصوت قادم من أعماق بئر : ***** يحاولوا إيقاف بعثنا السماوي ...
قال تانك بتحدي : أيتها المرأة الشريرة .. حان وقت العقاب ..
ضحكت العرافة الصغيرة كضحكة شيطانية وقالت : أنتم من تحتاجوا
للعقاب لكي تقتحموا منطقة نفوذ من هم أسمى منكم ..
فردت العرافة الصغيرة ذراعيها و إغمضت عينيها الشيطانية وتمتمت
بخفوت عبارات غير مفهومة ثم وضح صوتها وهي تقول : يا من بعت روحك للشيطان حان وقت إسترداد الأمانة ..
ظهر الفزع على وجه المجرمين ثم إنتفضت أجسادهم وصاحوا : كلا
نحن خدمك يا سيدتي ... لماذا ....!
ثم خرج طيفين بحجم جسديهما كأنهما روحهما وطارا بموازات كفي العرافة الصغيرة
وتكورا الطيفين ليصبحا كرة عند كفي العرافة الصغيرة
وسقط جسدي المجرمين جثتين هامدتين ...
قال وليد بحذر : إحذرا إنها لا تنوي خيرا ..
انطلق أحد الطيفين نحو وليد فتجنب
الطيف الأزرق الذي أنفجر إنفجار مدوي قذف وليد
خمس أمتار للخلف ليسقط على ظهره بألم لكن إنفجار الطيف نتج عنه عشرين طيف أقل حجما طاروا بشكل عشوائي
في الهواء ثم توقفوا لمدة ثانية واحدة لينقضوا على وليد
مرة أخرى ... كان وليد مذهولا
للمنظر والأطياف المدمر تتقدم نحوه بسرعة ...وتقترب .... وتقترب ...
أمسك بدر كتف وليد
وجذبه للخلف ووقفتانك في وجه الأطياف و صاح بقوة جوهر المناعة في اللحظة التي أرتطمت به لأطياف لتقذف تانك مسافة بعيدة متحطما درعه الجسدي والأدخنة
تتصاعد من جسده ونتج عن الأرتطام أطياف أكثر و أقل حجما ...
نهض تانك متألما وقال : اللعنة حتى مع أقوى لحظة دفاع لدي
نفذ الأنفجار من درعي واصابني ...
كانوا الثلاثي ينظروا للأطياف في ترقب وهم يعلموا أن الأطياف سوف تهاجم مجددا ..
قال بدر بقلق : على هذا المعدل ..
هتف وليد بحزم : للننفذ أسلوبنا .. أنه الحل
الوحيد لتقوية دفاعنا ضد هذه الهجمات المدمرة ...!
ووقف الثلاثي في أماكنهم ونفذوا أسلوب الثالوث
ليصبح مجال كهربي يحيط بجسد الثلاثي كقبة مصنوعة من الطاقة ... وضربت الأطياف القبة الضوئية
لتهتز القبة لكن الأسلوب صمد أمام الأنفجار ...
نظرت العرافة الصغيرة نحو الثلاثي وتمتمت : لستم مجرد *****
إذا ! لنرى كم سوف يصمد أسلوبكم هذا ...
كانت الأطياف في كل اصطدام مدمر يكثر عددا ويصغر حجمها قال تانك
بغضب : لن يصمد أسلوبنا أمام صدمات أكثر هل أنتهيت من تحضير الهجوم يا بدر ...
كان بدر مغمض العينين يعصف كل ما في ذهنه
من أفكار و ما في جسده من طاقة ثم شهق فجأة وقال : جاهز ... القوة الباطنية من أجل تحديد الهدف جاهزة..
هتف وليد بحزم : إذا جاء دوري لشحن
طاقة الهجوم ...!َ
لمعت القبة الضوئية وانطلقت منهم صواعق مدمرة سريعة كلها إتجهت نحو العرافة
الصغيرة التي رفعت كفها الفارغ ليتشكل جدار مظلم يصدق الصواعق الموجهة بكل دقة
نحو جسد العرافة الصغيرة ...
تمتمت العرافة الصغيرة بجدية : صواعق بهذه القوة ... علي إنهاء
هذا الشيء قبل أن تتطور الأمور ..
رفعت كفها الآخر الذي كان يحتوي على الطيف الضخم وأطلقته مباشرة نحو القبة الضوئية ..
ليحدث إنفجار مدوي انتفض له اجساد الثلاثي ...
ثم أنطلقت العرافة الصغيرة تطير نحو القبة الضوئية ..
هتف بدر بقلق : لن نصمد أكثر لو دمرت
القبة الضوئية سوف تتحر كل طاقتنا فجأة ونلاقي حتفنا ...
قال وليد بعزم : في اللحظة التي تهاجم فيها
لنحرر أسلوبنا ونهجم عليها بالطريقة العادية ...!
هتف تانك بحماس مملوء بسخرية وقلق : لديك
خطة أم أنه إنتحار ؟
قال وليد وهو يرفع فأسه : إنها خطة !
ملئت العرافة الصغيرة كفيها بطاقة الظلام وانقضت على القبة الضوئية
لكن القبة الضوئية تلاشت فجأة لكنها لم تتوقف بل هاجمت أقرب شخص لها وهو وليد
وضربت جسده بكل طاقتها الظلامية المخيفة
وانتفض جسد وليد بعنف لكنه أمسك
ذراعيها بغتة وقال بسخرية وفمه ينزف ددمم : أمسكتك أيتها القبيحة ...!
كانت العرافة الصغيرة تعرف أن قوتها هذه كافية بتدمير منزل
كبير فكيف صمد هذا الشاب أمام الضربة ..
نظرت العرافة الصغيرة لأظافرها المحطمة التي ضربت صدر الصنديد
ولاحظت أن صدر الصنديد قد أصبح أقسى من الصخر فقال وليد
بسخرية : مهارة جديدة طائشة ... أسمها الطبيعة الطائشة !
قفز تانك وهو يمسك فأس طويل ذو قبضتين
وهتف : لتذهبي للجحيم ...!
في اللحظة التي ضرب فيها تانك عنق العرافة الصغيرة خرج جسد آخر من ظهر العرافة الصغيرة لتظهر العرافة الصغيرة آخر أما الجسد المقيد بالصنديد فتلاشى كأنه دخان أسود على الرغم من المفاجأة الا أن سيد الوحوش بدر
هاجم الجسد الجديد للـ العرافة الصغيرة بهجمات متتالية من فأسه
وعلى الرغم من مراوغة العرافة الصغيرة الطائرة المتتالية
الا أن هذا لم يجعل بدر ييأس بل اكمل هجماته
بكل سرعة ورشاقة لكن العرافة الصغيرة أمسكت عنق
بدر بأصابع ضعيفة صغيرة لكنها كالفولاذ
ورفعته من عنقه ودارت به دورة كاملة لتضرب ظهر في صخرة كبيرة وثبتته لتعصر عنقه
لكن قذيفة لهب كبيرة ضربت جسد العرافة الصغيرة لتطير
مترين كاملين واللهب يشتعل في جسدها وكان صاحب القذيفة هو وليد
الذي كان مازال تحت أسلوبه الجديد , ركض وليد
بسرعة وعينه تبرق ببريق مخيف وقفز حاملا فأس ذو القبضتين وضرب ضربة عمودية سريعة
تجنبتها العرافة الصغيرة لكن بسرعة كبيرة رفع
وليد فأسه ليضرب جسد
العرافة الصغيرة ليقطعها نصفين ... لكن مثلما حدث في المرة السابقة
حدث هذه المرة وخرج جسد جديد العرافة الصغيرة في اللحظة التي
قطع فيها الصنديد الجسد القديم ...
لكن ظهر تانك من خلفها وسدد ضربة قوية نحو جسدها
فقامت العرافة الصغيرة بإخراج جسد جديد لكن فأس
تانك كان موجه أصلا للفراغ حيث ظهر الجسد الجديد
ليستقر فأس تانك في رأس العرافة
الصغيرة ليظهر ددمم أسود من الشق في جمجمتها وعينيها متسعتين في ذهول
ثم أنفجر جسدها ليخرج داخان اسود و أطياف سوداء اللون ملئت المكان
سقط الثلاثي على ظهورهم يتنفسوا بصعوبة والدخان الأسود يحيط بهم في اللحظة التي وصلت فيه فرقتي الهجوم
وتوقفوا ينظر للمشهد بذهول ...
قال اصلان بحزم : من هؤلاء الثلاثة ؟
رد المدرب بيكل : لا أعلم هويتهم الحقيقية لكن هذا السواد الشرير
حولهم ... هل تمكنوا من العرافة الصغيرة ؟
أبتسم اصلان وقال و هو يدير كورفسه للخلف : أجل هؤلاء
الرجال الثلاثة المغطين بالسواد تمكنوا من فعلها ... أنهم الثلاثي الأسود
من هذه اللحظة .... أخبر سيد المهام إيوان إني أريد
الثلاثي الأسود تحت قيادتي مباشرة ...
قال المدرب بيكل : حاضر سيدي ..!
لم يكن يعرف بيكل أن الثلاثي هذا سوف يخوضوا حربا نفسية
أكبر مما هي جسدية في الأيام القادمة .... القادمة بالخير ... و الشر معا ....
انتشر إسم الثلاثي الأسود في كل مكان في هذا العالم , كيف ولا ؟
ونحن من هزمنا العرافة الصغيرة , زاد إحترام القادة لنا وبدأوا يقحمونا في مخططاتهم الجدية
و أدوار أكثر جدية من السابق هذا ما راق لصديقي تانك لكن
الحرب ضد العرافة الكبيرة كان يأخذ آخر منحنى .... آربيت ...
وقف الثلاثي مع حشد كبير من الجنود يحيطوا البرج الكبير في آربيت
كانت هناك معارك عشوائية حول البرج لكن جنود التحالف سحقوا أي مقاومة من قبل أتباع العرافة الكبيرة .. كانوا الأبطال الاسطورين قد دخلوا البرج الكبير وبدأت معركتهم ضد العرافة الكبيرة وكانت هناك أربع فرق من الأبطال الأسطورين
فرقتي هجوم وفرقتي مساندة .... فجأة اهتز البرج الكبير ولمع ضوء أسود أطلق بشكل عمودي للسماء
ثم نزل الضوء مرة آخرى للبرج ... وخيم الصمت .....
نزل من البرج البطل هكتور
وراح يمشي على السلالم ببطء ثم اتكأ على جانب السلم وقال وابتسامة تزين ثغره على الرغم من
التعب و التوتر الذي يبدوا عليه : لقد إنتصرنا وتم دمير العرافة الكبيرة
إلى الأبد ...
على صيحات النصر وهتافات البهجة تلك الأرض الميتة , كان الثلاثي الأسود
في نشوة النصر أيضا كسائر الجنود , عقد وليد
حاجبه وهو يرمق الأبطال الأسطورين ينزلوا من على السلالم ببطء مكفهرة وجوههم ...
على الرغم من أن وليد كان واثق
إنهم يشعروا بالارهاق و التعب إلا أن شيء في ملامحهم جلعه غير مرتاح بالبتة ....
وتوجه الأبطال إلى أبيدوس....
كنا قد رجعنا لجندار للأحتفال الكبير لكن بعد يوم فقط جآنا أمر بأن نستعد
لقتال محتمل ... قتال مرير ..
أتأ تانك و هو يرتدي بقايا درعه
ونظر لزميله وقال بحيرة : ماذا يحدث هنا ؟ الحرب إنتهت ...!
قال وليد بقلق شديد : لا أدري يا صاحبي
لكن هناك آخبار عن قتال حدث بين الأبطال ...
قال تانك بذهول : ولماذا يتقاتلوا هؤلاء البــلهاء !
تمتم بدر و هو ينظر لنقطة ما : لا أعلم
لربما هو صراع من أجل السلطة لكن قد سمعت أن هكتور
قد تم قتله في قصر أبيدوس من قبل مجموعة من الأبطال الأسطورين
و أبيدوس كلها محاصرة ونحن ننتظر الأوامر ...
تمتم تانك بذهول حزين : البطل هكتور ....
قال بدر و هو يشير للنقطة التي كان ينظر لها : إنظروا
هناك عند سيد المهام يوجد شيء ما ... لنذهب لهناك لاستبيان الأمر ...
ذهب الثلاثي الأسود وشاهدوا التجمع حول ببغاء أحمر الذي قال : منذ اليوم و أنا هو الرسول للنظام السامي التي تم إنشاءه ليلة الأمس
طبعا يوجد مخالفين للنظام من رفقائنا وللأسف سوف يتم التعامل معهم بكل صرامة وقسوة ...
النظام يضع شروطه لكم يا أهالي جندار
الشرط الأول أن تتخلوا عن جيمع مرافقيكم وتتركوهم في بطائقهم في مبنى بلدية أبيدوس في مدة خمسة أيام
الامتناع عن أقتناء أي أداة من أدوات القتال و كذلك القتال بغرض القتال أو التدريب ..
كذلك التعاون مع المخالفين سوف يعتبر خيانة ..
أي شخص يخالف هذه الشروط سوف يجلب لنفسه ولأهله بلاء لا نهاية له ...
طار الببغاء أحمر بعيدا وسط همهمات أهل جندار الغاضبة و المنددة لهذا الشيء الذي يسمى النظام
ما هذا ؟ أهذا نوع من الخبــال الذي حل على هذا العالم ؟
هل العرافة لها دور في هذا الاشتقاق القاتل ؟ هل سوف نقاتل فعلا ضد أبطالنا ؟
هل أبطالنا سوف يقاتلوا ضد رفاقهم ؟ من تشاركوا الحياة و الحب الآن يتشاركوا الموت و الكراهية ..
مر خمس أيام و المدينة جندار استعدت وحصنت المدينة
جيدا وخصوصا عندما وصل إثنين من الأبطال الأسطوريين في مدينة جندار
ومخالفين إلى البدعة الجديدة التي تطلق على نفسها النظام ...كان البطلين هما
الفارس فالكون و الصنديد شاجن
كان بدر يشحذ فأسه ذو القبضتين
وقال بصوت حزين : إنها مأساة ليس إلا ...الأصدقاء يتقاتلوا من اجل شيء غير مفهوم ..
قال وليد بصرامة : الأمور تطورت
ونحن نواكب هذا التطور ..
التفت بدر و قال بإنفعال : تطور !
أنت لا تفهم يا وليد قبل التطور
الذي تتحدث عنه كنا ثلاثي بطولي لكن تحت قيادة اصلان
الذي هو الآن فرد في النظام , ماذا لو قررت القيادة التي نحارب لأجلها أن تقتلنا ...
ماذا لو أمروك يا وليد
ان تقتلني .... هل سوف تتطور الأمور وتفعل هذا !
صمت وليد و هو يحدق لعين
زميله المنفعل , قال وليد
بعاطفة : الأمر معقد يا صديقي لكن هذا الفأس لن يرفع على صديق مهما حدث ..
قال تانك بإنفعال : إنظروا هناك ...!
كانت الجنود متأهبين في الجهة الغربية للمدينة حيث ظهر رجل واحد فقط ...
كان مخلب النظام ....حازم
وقف شاجن يرمق
الزائر الذي ظهر فجأة وصاح بقوة : اتيت إلى هنا وحيدا يا حازم !
قال حازم بثقة : شخص واحد منا يكفي
لتنفيذ الغرض , لقد جئت لكي أبيد مخالفين النظام الجديد , لديكم آخر فرصة للاستسلام ..
صاح شاجن بغضب : لم أكتشف بالضبط
نوع القوة التي تملك لكن هذه القوة لن تشفع لك ! سوف نهزمك هنا و نهزم الشذوذ التي تطلقوا عليه النظام ...!
ظهر فالكون من خلف زميله
شاجن وقال فالكون بهدوء : عليك أن تنسحب
يا صديقي حازم , ما زالت هناك فرصة لتصحيح
المشكلة ...
قهقه حازم فجأة ثم قال بشراسة : لم يعد هناك
فرصة للرجوع للخلف , لقد قام صاحبنا فؤاد
بنسف ماندا و إسقاطها على الأرض حيث ينتمي جميع البشر ..
خلقوا من التراب وسوف يعودوا للتراب ...
تمتم فالكون تمتم بذهل : مستحيل ..
إذن ...
قاطعه حازم بشراسة : نعم ! ثلاثة من المخالفين
الاسطوريين قد قتلوا في أثناء سقوط ماندا ! والدور عليكم
ثم ياتي دور أوروك حيث يقبع كازوار مع تيناش مع
بعض من الأبطال في الفرقة المساندة
استشعر حازم الصدمة على وجه زميليه السابقين
والخوف على الجنود المخالفين فرفع حازم
كفيه للأعلى وقال : فلتشعروا بالرعب يا من تخالفوا النظام !
مرت من خلف حازم غيمة كبيرة حجبت
الشمس لمدة وتبين أن السحابة ليس سوى جيش طائر كبير من رجل الصقر
دب الرعب في قلب الجنود لدرجة أنهم لم يلاحظوا الأرتباك و النزاع في مرافقيهم ...
نعم مرافقي جنود مقاومة النظام قد دخلوا تحت سيطرة مخلب النظام حازم الذي سيطر على جميع المرافقين و الوحوش في مدينة جندار
وبدأ المرافقين يهجموا على أصحابهم دون تمييز وبكل وحشية و إنقضت سحابة المرافقين وهي تحمل براميل لتسقطها
على المدينة وتتفجر البراميل المليئة بالبارود المشتعل ...
قام بدر بسحب قطه الوحشي بسرعة إلى بطاقته و تمتم بذهول وسط إستعار اللهب في المدينة : ما هذا العبث !
ماهذه القوة المخيفة ...!
كان وليد و تانك يصدوا هجمات الوحوش بكل صعوبة ...
قال تانك برعب : يا إلهي ... زوجتي سالي لديها إنشودة في المنزل ...!
إنطلق تانك يركض بسرعة نحو المنزل كأنه مجنون
وزميليه يلحقانه و الأنفجارات تتوالى على المدينة المشتعلة ...
دخل تانك المنزل بلا هوادة .... ثم حدث الأنفجار !
أنفجر منزل تانك و هتف وليد بجزع : كلا !!
من بين الحطام و النيران ظهر ظل يمشي وهو يترنح ... كان تانك
يمشي و حروق بليغة ملأت جسمه وسهم كبير إنغرس في صدره في موضع القلب تماما ...
كان تانك يحمل شيء في يده مغطى بقطعة قماش بنية اللون
سقط تانك على الأرض فهرع له زميليه بهلع ..
كشف تانك عن الغطاء فأنطلقت صرخات *** رضيع ..
كان اسم الطفل الرضيع ريان انت يا تلميذي
قال تانك بتعب و ألم : لم أتمكن من إنقاذ سالي لكن تمكنت من إدراك إبني ...
مد تانك طفله الرضيع نحو زميليه وقال : خذوه .. إنه ما تبقى
من اسمي في هذا العالم ..
التقط وليد الطفل بتأثر , أكمل تانك وهو يتنفس بصعوبة : ريان أمانة لديك يا صديقي , لا تدعه يعيش ضعيفا في
هذا العالم الغريب , لا تدعه ينكس رأسه لمن يحاول أن يأخذ منا كرمتنا ... لا تدعه ...
سقط رأس تانك على الأرض مفتوح العينين و الدماء تسيل من فمه ..
وقد فارق الدنيا ... انحنى وليد و أغلق عين
زميله الذي فارق الحياة و اغمض عينيه بحزن و الدموع تسيل من عينه وخيل له أن الزمن توقف ولم يعد هناك سوى
صيحات الرضيع و إنفجارات المدينة ...
نهض وليد بحزم وقال : علينا أن نذهب إلى
أوروك للانضمام للمقاومة ..
قال بدر بغموض : ثم ؟
قال وليد بحزم أكثر : أن نقاتل حتى نقضي على هذا
الفساد الذي يسمي نفسه نظام ...
رد بدر بغموض أكثر : أو يقتلونا بقوتهم المخيفة ..
صمت وليد و هو ينظر لزميله بدهشة
ارتبك بدر و أشاح بوجهه عن رفيقه وقال بحزم
يفرغ فيه كل إنفعاله : إنظر للمدينة حولك لقد إشتعلت في ثواني و المرافقين إنقلبت على أصحابها و ماندا تم نسفها برجل واحد فقط ... هل من الحكمة أن نقاتل هؤلاء فعلا ؟
هتف وليد بعنف : هؤلاء دمروا مدنيتا
الأم جندار وقتلوا رفيقنا دون رحمة !
قال بدر : لقد أخبرتني يا صديقي وليد أن الدنيا تطورت , أنت محق
لم يعد هناك جندار أو أمانسيس
لقد أصبح العالم نظام و مخالفين للنظام .... أنا يا عزيزي سيد وحوش ماذا استطيع
أن أفعل دون مرافق ؟ لا شيء .. وعن قتل رفيقنا .. لو حاربناهم كم سوف نقتل من رفقائهم ؟
قال وليد بحنق : لا أصدق أنك تقول هذا َ!
رد بدر بهدوء : لست أبرر موقفي لكن أنا لن أحارب
لكي أخسر ؟ كل مهاراتي وفنوني و ما تعلمته يجب أن تخدم جهة معينة ولم يحدث سوى الآن أن أختار من سوف أخدم ..
هل سوف تقرر جهتك يا وليد ؟
هل سوف تقحم هذا الطفل الرضيع في معركة خاسرة وتنهي أمنيات رفيقنا الميت ..؟
صمت وليد ...
لقد حسم بدر أمره لقد أختار أن يقاتل في صف النظام ... هل سوف أقاتل في الجانب الأخر و اتسبب في مصرع زميلي
ورفيقي ... هل أختار جانب الأنسانية و المبادئ الذي تربيت عليها ... أم أختار صديقي ..؟
قال وليد بحزن : حسنا إذن ...
دار وليد وهو يمسك الرضيع وسار بهدوء ..
هتف بدر بقوة : هل سوف تحارب هناك في
مدينة الظلام ...؟
لم يجاوبه الصنديد .. هتف بدر بحنق : أجبني !
توقف وليد ثم التفت إلى زميله وقال : سوف أشق
طريقي في هذه الحياة ...
واختفى وليد بين نيران و دخان المعركة ...
هكذا يا عزيزي رحلت بعيدا لكي أعتني بك , تجولت في أنحاء العالم وانا
اسمع كل يوم مقتل بطل أسطوري و فوز ساحق للنظام , عرفت إنك سوف تنشأ في زمن صعب لكن
أن مجبور أن أنفذ وصية والدك ... أنه دين ...وفعلا أنا اعترف أنك اصبحت قويا و سوف تتفوق
على قوة والدك و حكمة معلمك هذا ما تقوله عيناك الواعدة ..عندما قاتلت لجانب والدك عرفت أنه يوجد من أعتمد
عليه في القتال .. هذا الشعور اختفى مع مصرع والدك ولكن هذا الشعور تجدد عندما كبرت أنت يا تلميذي
وقاتلنا بجانب بعضنا البعض ... هل تذكر ذلك المنمط في منجم الملح وكيف هزمناه شر هزيمة ؟ أخبرتك أنك
كنت سيء وتحتاج لتدريب , لكن الحقيقة التي لم أخبرك بها أنك كنت ممتاز .. ولكن تحتاج للتدريب
هاهاهاها ... عش طويلا تلميذي ...في نهاية هذا الكتاب الأرث الذي تركه لك والدك و معلمك
الحاضر
لمعت بوابة ضوئية , قال ناجي بهدوء : هذه هي البوابة التي
سوف تنقلنا إلى الجزيرة المخفية ...
دخل أبطالنا البوابة الضوئية لينتقلوا لمكان مغطى بالثلوج ...
ارتجفت كيرا و قالت : بررررررررد ... الجو هنا بارد .
ضحك حسام وقال بمرح : لقد تعودنا على البرد هنا
وسوف تتعودي أنت أيضا , لكن مكان عيشنا مكان أفضل ... سوف تشعرين بالدفء هناك .
ساروا الأبطال لمسافة دقيقتين ثم ظهرت ظلال كثيرة أمامهم وكانت الظلال لأشخاص متأهبين فقال أحدهم : أهذا أنت يا ناجي لقد تأخرتم كثيرا هذه المرة و الزعيم قلق جدا عليكم ..
على فكرة أين شقيقك ؟
قال ناجي بإقتضاب : لديه مهمة في العالم الخارجي , كما إني
لدي تقرير للزعيم مالك و أريده أن يقابل هؤلاء القوم
رد الرجل : الزعيم مالك يمر بمرحلة عصبية للغاية ..
عقد ناجي حاجبيه وقال بقلق : ماذا حدث ؟
قال الرجل بكل توتر الدنيا : سليم لقد أغار من جديد ..
صعق كل من ناجي و حسام ...فقال الأخير : ماكان هدفه هذه المرة ؟
قال الرجل و هو ينظر للضيوف : لا أعتقد من الحكمة أن نتحدث هنا ..
فهم ناجي المغزى وقال بحزم : سوف يعرفوا عاجلا أم أجلا ..
لهذا أحتاج أن أقابل الزعيم ...
قال الرجل وهو يشير للطريق : حسنا , سوف تقابله و أرجو أنك تملك شيء يبهجه فالزعيم حانق جدا مؤخرا ...
وساروا مجموعة الضيوف مع المضيفين بصمت .... بصمت بارد ...
في أوروك التقط ريان الكتاب وأخذ يقلبه في حيرة وقال : ماهذه الرموز وهذه الخرافات ... ثلاثي و طاقة و توازن ..
وضع ريان الكتاب على الطاولة و أغمض عينيه
بيأس وقال : أسلوب يجعلني أقوى ...ماذا تريد أن تقول يا معلمي ...؟
هنا سمع ريان صفارات الأنذار
فنهض بجزع و التقط فأسه الطويل وقال بقلق : بهذه السرعة ؟
خرج ريان من المنزل وشاهد الجنود يركضوا
في المدينة بقلق وسرعة فهتف ريان : ماذا يحدث !
سمع صوت السيد الوقور اراب من خلفه : النظام بدأوا الهجوم ..
ظهر عادل و الثقة تزين محياه وقال : لا تقلق لقد وضعت
الأحجار في أماكنها .
ثم اخرج حجر كريم صغير وقال عادل : هذا هو حجر التحكم
إنه يتحكم في الأحجار البقية ...
لمع الحجر الكريم الذي بكف عادل لتملع الاحجار الأربعة الموزعة
في أطراف المدينة - شرق - غرب - شمال - جنوب .
لتظهر جدارن ضوئية وردية اللون تحيط المدينة أوروك وتصنع
مكعب طاقي وردي اللون حول المدينة ...
وصل اصلان مع جنوده للمدينة ولاحظوا الجدار الضوئي
فقال اصلان بقلق : جدار ضوئي حامي ؟ من أين لهم هذه التقنية ؟
ثم هتف اصلان بقوة : أضربوا هذه الجدران بقنابل البارود
دمروا هذا الجدار ...
وراحوا جنود النظام يقصفوا المدينة بقنابلهم القوية و الجدران الضوئية تتنتفض بعنف ..
قال عادل بسخرية : هذا مخيف , لو استمر الوضع هكذا
سوف يدمروا الجدار ..
قال إبراهيم بقلق : وماذا سوف تفعل ايها الحذق ؟
أبتسم عادل أكثر وقال : الخطة ب الجدار الغربال ..
نظر له أبطالنا بحيرة فقال عادل بسخرية على الرغم
من خطورة الموقف : سوف أغير نمط الجدار الضوئي بحيث تصبح هناك مناطق ضعف في الجدار الضوئي تتغير
كل 40 ثانية مما يسمح لبعض الجنود النظام أن يخترقوا هذه الثغرة ...
قال هاشم بحنق : ماذا سوف نستفيد إذا تركنا ثغرات
في جدارنا الحامي ؟
قالت روز بإرتباك : سوف يخفف الضغط على
الجدار الحامي , كأنك تحمل إناء به ماء لو صنعت ثقب صغير فيه سوف يتسرب الماء منه ومن ثم سوف يخف الوزن
الجاثم على الأناء , الفكرة هو أن يخف الضغط على الجدار الحامي كما أنه يفيدنا أيضا بأن يكون عدد الدخلاء صغير
بالنسبة لـ40 ثانية أي أن سوف ينفذ تقريبا 10 إلى 15 رجل على حسب مقدار الثغرة وهذه الكمية في كل مرة ممكن أن
نتعامل معهم ...
قال عادل بسخرية : جميلة و ذكية ...لكن ليس هذا كل شيء
الثغرات سوف تظهر بشكل عشوائي في الجدار أي إني لن أستطيع أن أخبركم بمكان الثغرات ..
قال اراب بحزم : هذا يعني أن نوزع جميع رجالنا
في أنحاء المدينة ليحموا الجدران ويقتنصوا الدخلاء ...
صمت اراب و هو يعيد التفكير في الخطة ثم هتف : لتقوموا
بالأنتشار ....
أبتسم عادل وقال : نظام الثغرات قد بدأ .....
وشع الحجر الكريم في يده ..... شعاع ساطع ....
يتبع …
الجزء الثالث
كان القصف عنيف على الجدارن الضوئية الحامية لمدينة أوروك
قال أحد جنود النظام بصوت يملؤه الدهشة : سيدي ! تمكنت إحدى قذائفنا من فتح ثغرة في الجدار الضوئي !
أبتسم اصلان بظفر وقال : لاتفوتوا الفرصة !
دخل سبع رجال من النظام عبر الثغرة لكن الثغرة أغلقت خلفهم مجددا لتمنع الثامن من الدخول
وخلف الجدران الوردية التي يصعب الرؤية منها سمع اصلان
صرخات جنوده السبعة , نظر اصلان حوله
ليجد ثغرة اخرى دخلها 5 رجال آخرون وأغلقت خلفهم ...
أدرك اصلان ما يجري حوله وتمتم في نفسه : خطتهم تقليل
الضغط على الجدران الحامية ... إن أمرت جنودي بالأكتفاء بالقصف لا أعلم حينها متى يتم تحطيم الجدران
وأنا صبري قليل , واذا استمرينا بالدخول على شكل مجموعات صغيرة لن يبقى أحد من جنودي حي بعد
نصف ساعة .... لهذا ....
هتف اصلان لرجاله : لا أحد يدخل عبر الثغرات
ثم سار اصلان بهدوء شديد وفي قبضتيه فأس ضخم
وقف اصلان أمام الجدار الوردي وضرب بكل عنف وقوة
في بقعة في الجدار الضوئي , استمر بالضرب حتى بانت ثغرة في الجدار فعبرها ...
وما أن دخل من الجدار حتى استقبله وابل غفير من السهام فغطى اصلان
وجهه بذراعه اليمنى والأسهم تضرب درعه السميك ولم تخدشه حتى ...
أزال اصلان ذراعه ليجد كلتة كبيرة من نار منطلقة حوله
فقفز عاليا ثم سقط على ساقيه على بعد مسافة من موقع ارتطام كلتة النار بالأرض ..
سمع اصلان صوت هادئ و وقور بالقرب منه : لم أتوقع إني سوف
أجدك شخصيا هنا ..
التفت اصلان ليجد أمامه اراب الذي يرمقه بنظرات غاضبة على الرغم من الحلم والوقار الذي اشتهر به ...
أضاف اراب بقسوة : لم تتغير قط يا اصلان ..
تمتم اصلان بسخرية : و أنت إزدت كهولة يا اراب ...
قال اراب بمقت : للأسف أمثالك دنسوا التاريخ بكونك
أحد الأبطال الأسطوريين ..
قهقه اصلان بسخرية وقال : هل أنت غاضب لأنك لم تكن واحد
منا ... ممن قتلوا العرافة الكبيرة و أكتسب قدرات خارقة ؟
هل تغار مني أيها العجوز ؟
قال اراب بغضب : أنا غاضب فعلا لكوني كنت رفيق
يوم ما لشخص فاســــد مثلك .. لكن هذا على وشك أن ينتهي عندما أقتلك هنا ...
كان اراب ينظر إلى الأرض تحت ساقي أصلان الذي تبددت إبتسامته عندما نظر إلى الأسفل ولمح 7 أفخاخ مزروعة تحت ساقيه
وحدث الانفجار .. إنفجار كبير و مدوي ....
تنهد اراب بأسى وقال وهو ينظر لسحابة الغبار
التي ولدها الإنفجار : أرجو أن تجد السلام في العالم الآخر ...
سمع صوت حازم من قلب سحابة الغبار يهتف : لاتكن واثق أيها العجوز !
شاهد اراب كرة زرقاء مكونة من الطاقة انطلقت نحوه بسرعة
مخيفة رفع اراب عصاه السحرية وخرج منها جدار ضوئي صغير
ضربت الكرة الضوئية عصى اراب ودفعته للوراء على الرغم
من أنه ما زال واقفا على رجليه كانت الكرة تدفعه مسافة كبيرة للخلف نظر اراب بعينيه للكرة الضوئية وتمتم برعب : سوف تنفجر .....!
إنفجرت الكرة الضوئية لتتحطم الأحجار الكريمة المزودة بها عصى اراب
ويطير جسد اراب ليرتطم بصخرة كبيرة
شعر اراب أن عموده الفقري قد تحطم منه 3 فقرات على الأقل
شاهد اراب الفولاذي اصلان يقفز قفزة عظيمة من سحابة الغبار ليقف على بعد مترين من أمام اراب الذي تمتم : لقد أصبحت قوتك مخيفة فعلا ...
قال اصلان بهدوء : نعم و قوتي منحتني الكمال ... لهذا
يلقبوني بـ الجسم الكامل ... و أنت لست كامل يا عزيزي
العجوز اراب وانا بصدد القضاء على أي نقص .. لهذا ...
رفع اصلان فأسه وجعله على شكل أفقي و هتف : مـــت !
و لوح بفأسه في اللحظة التي سمع صوت قوي : الترس الحارس !
ارتطم فأس اصلان ذو القبضتين بترس كبير ضوئي
كان صاحب الترس هو عادل الذي يحمل ترس
في ذراعه اليسرى ... ترس مصنوع من الضوء !
تراجع اصلان للخلف في اللحظة التي لوح عادل برمح غليض و أتت أيضا أسهم مشتعلة من فوق محاولة
أن تصيب اصلان ....
هبط كل من ماجد و إبراهيم بجانب السيد الوقور
وتمتم الأخير بخوف : أيها السيد الوقور ...
حاول اراب أن ينهض لكن لم يستطع
فحمله كل من ماجد و إبراهيم فقال ماجد : سوف نحمله ليعتني به الطاقم الطبي .. هل أنت بخير هنا يا عادل أبتسم المتراس عادل وقال : أنا بخير ....
اختفى كل من ماجد و إبراهيم و هم يحملوا اراب من ذراعيه ...
قال اصلان بإهتمام : أنت لست من الثوار ...
درعك الضوئي هذا ...شيء مذهل ... هو عبارة عن حجر كريم تضعه في وسط ذراعك اليسرى
وتفعل هذا الحجر ليصبح على شكل ترس ضوئي يعطيك
الحرية بأن تستخدم الأسلحة الثقيلة مثل الرمح وفي نفس الوقت تستخدم الترس ... هذا يجعلني أن
اتفكر في هويتك يا هذا ....
قال عادل بثقة ساخرة : لست أحد ,
لكن هنا سوف تكون نهاية قتالك ...
انطلق اصلان بفأسه ذو القبضتين نحو خصمه
الذي ظهر ترسه الضوئي مجددا وهتف عادل
في اللحظة التي ضرب فيها فأس الفولاذي بالترس الضوئي :ترس الأنتقام !
ليشعر اصلان أن فأسه الضخم أرتد عن الترس الضوئي
ليضرب صدر الفولاذي اصلان وتراجع للخلف من قوة الضربة
فنقض عادل بترسه هاتفا : هجوم الترس ! وضرب الترس الضوئي صدر اصلان
لتلقيه متر كامل للخلف و الغبار يغشي الرؤية عليه ...
سمع صوت من وسط الغبار : هذا الغبار لا يملك متنفس للخروج بسبب الجدران الضوئية لهذا الرؤية تصبح عسيرة مع الوقت
ثم قال صاحب الصوت بثقة : وسط الغبار سوف تهلك أيها الفولاذي ...!
ظهر عادل من وسط الغبار وقال : الكاسر , التقاطع الفذ ...
ليضرب الرمح الطويل الفولاذي في الرقبة ..... تماما ....
في الجزيرة المخفية
دخل أبطالنا برفقة مضيفهم ما يشبه الكهف وشعروا بالدفء يعتري أوصالهم
قال ناجي بصوت حازم : هذا المكان كان يلقب
في السابق بـ بدهليز الأنوار وقد تم تصفيته من كل الوحوش وتهيئته
لكي يكون مقرنا ....
ساروا الأبطال بمحاذاة مضيفيهم ودخلوا أكثر من قاعة و الناس تنظر لهم بغرابة ..
وصل أبطالنا لقاعة يوجد بها كرسي فخم يجلس عليه رجل يبدو في منتصف الثلاثينيات
قال الرجل والذي كان يلقب بـ مالك : اذا اتيت اخيرا
يا ناجي ! من هؤلاء السادة ؟
انحنى ناجي بإحترام وقال : إنهم المقاومة في العالم الخارجي
واثبتوا قوة غير طبيعية ضد النظام ...هذا هو زعيمهم و أسمه أسامة وقد جاء هنا لكي يبرم إتفاق تعاون بيننا ..
قال مالك بتعالي : من قال إننا سوف نتعاون مع هؤلاء ..
ظهرت الدهشة والاستنكار على وجه أبطالنا فقال ناجي بسرعة : سيدي
هؤلاء القوم لديهم مهارات لا تتأثر بالمرض المنتشر في الخارج ... صحيح ليس كلهم لكن نحن نعرف إنهم
مازال يملكوا قوة كبيرة قد تساعدنا في حل مشاكلنا الداخلية ...
قال مالك بهدوء : نستطيع حل مشاكلنا بنفسنا
قالت كيرا بعفوية : هل تقصد بالمشاكل المدعو سليم ؟
انتفض مالك بعنف وقال بحنق شديد : هل أخبرتهم
بإسم هذا الخائن.... سوف تتم معاقبتك بقسوة يا ناجي ...!
تمتم ناجي بارتباك : في الحقيقة ...
صاح مالك بحنق : ليمكثوا ضيوفك الليلة هنا للراحة
وغدا ترافقهم لخارج جزيرتنا لا أريد هؤلاء الغرباء هنا ....!
لم يتحدث أحد من أبطالنا إطلاقا ... فقال ناجي بيأس : اوامرك سيدي ..
رافق ناجي أبطالنا لأحد القاعات التي تملؤها غرف صغيرة
وقال : آسف أيها القوم لهذه الأهانة و أشكركم على بلعها وعدم تصعيد الموقف أكثر ...
قال أسامة بهدوء : أحيانا من الحكمة أن تكون صامتا ..
إبتسم ناجي بإحراج وقال : بعد أن ترتاحوا سوف اخذكم بجولة
صغيرة على أرجاء الجزيرة لتشاهدوا بعض من حضارتنا ...
خرج ناجي من الغرفة و خلفه الأبطال يرتاحوا من عناء السفر
لكن لم يتصور أبطالنا أن عناء السفر لا شيء بالنسبة للعناء القادم بعد لحظات ... لحظات قليلة ... و قصيرة ..
ضرب رمح عادل عنق الفولاذي اصلان ....
هتف عادل بدهشة : مستحيل !
كان نصل الرمح قد تحطم تماما كأنه ضرب معدن أصلب من نصل الرمح
قال اصلان بسخرية و هو جالس على الأرض : لم تسمع من قبل
بمهارة اسمها جوهر المناعة التي تحبط الهجمات ...
ضرب اصلان بغتة طرف فأسه الضخم للأسفل ليرتفع الطرف الآخر
للأعلى ويضرب عادل الذي تصدى للضربة المفآجئة
بترسه الضوئي لكن قوة الضربة قذفت عادل للأعلى
لمسافة سبع أمتار كاملة فتمتم عادل بقلق : قوة كبيرة !
قفز الفولاذي اصلان وضرب بفأسه ذو القبضتين
الترس الضوء مجددا جعلت عادل يطير يمين لكن ضربة
أخرى جعلته يطير لليسار و الترس الضوئي يصد الضربات المدمرة بكفاءة عالية ...
وبدأ أن الخصمان يطيران ...
تمتم اصلان في نفسه : هذا الترس الضوئي ذو صلابة
عالية لربما صلابته فريد هذا يعني ...
فجأة شقلب عادل في الهواء و ارتفع عاليا
وبدل رمحه الطويل بسيف نحيل ونزل بالرمح عموديا على رأس اصلان
ابعد اصلان رأسه لليمين فهوى السيف على كتف اصلان ليرتطم بالدرع السميك ويرتد السيف مطلقا رنين
معدني , حاول اصلان أن يقتنص خصمه في هذه اللحظة
لكن عادل هوى بشكل عمودي متجنبا الضربة الافقية
بينما عادل يهوي أنطلق اصلان كأنه سمكة يسبح في الماء و أصبح فوق عادل
ورفع اصلان فأسه الضخم و جهز عادل ترسه الضوئي
وفي الهواء تمتم اصلان بقسوة : كاسر الدفاع ....
تمتم عادل بذهول : مستحيل ...!
تحطم ترس عادل الضوئي بضربة خاطفة من فأس الفولاذي
سقط عادل على ساقيه وقفز للخلف متجنبا ضربة
اخرى سددها الفولاذي اصلان الذي اصبح على الأرض ايضا
انتفض الفولاذي .. انتفاضة عنيفة وتغير لون عينه للأصفر لمدة ثانية ثم رجعت عينه مثلما كانت ثم رفع اصلان كفه للأعلى لتخرج 6 كرات ضوئية دفعة واحدة
وهتف اصلان : مدفع الطاقة ! ...
وانطلقت الـ 6 كرات الضوئية نحو عادل الذي
أخرج سيف نحيل آخر ليصبح لديه سيفين وتمتم في نفسه : الحماية الكاملة
ازداد دفاع عادل وضربته الكرة الأولى في صدره
فطار للخلف والكرات الخمس تلحقه بسرعه , وهو يطير للخلف متأثرا بقوة دفع الكرة الضوئية رمى سيفه الأيمن
على كرة ضوئية لتنفجر بعنف وكذلك رمى سيفه الأخر لتنفجر كرة أخرى ثم هتف : جنون المحارب وعلى الرغم من افتقاره لكل أدواته إنطلقت طاقة ضوئية بيضاء ضربت الكرات الضوئية
الثلاث فانتفضت الكرات الثلاث و أنحرف مسارها فضربت إحداها الأرض وإنفجرت بعنف و الأخرى ضربت جدار
منزل لتدمر الجدار و الكرة الأخرى طارت في الهواء كأنها تريد أن تعانق السماء لتنفجر في الجو على ارتفاع كبير
اصطدم عادل بجدار منزل فشعر بألم عنيف ...
فتح عينيه ليشاهد الفولاذي اصلان أمامه واثبا في الهواء
مسدد سلاحه بشكل افقي .....
إبتسم عادل إبتسامة ساخرة ...
وضرب الفولاذي ....
وتمزق عنق المتراس عادل ...
وتناثرت الدماء كشلال أحمر ...
سقط المتراس عادل على جانبه الأيسر و هو يمسك
الجرح الذي في عنقه محاولا منع الدماء من أن تتدفق ..
تمتم اصلان ببرود : قطعت شريان حيوي في عنقك ..
لم يرتعب عادل بل أخرج حجر كريم من حقيبته وأخرج
ريشة زرقاء اللون ووضع الحجر على الريشة ورماها لتطير الريشة بعيدا وعينا الفولاذي تراقب الريشة السريعة بحذر
أخرج عادل حجر كريم أخر من كفه وضغط على الحجر
ليتلون الجدران الضوئية باللون الأزرق ...
أزاح عادل ذراعه عن عنقه وترك الدماء تسيل
بحرية ثم رمى الحجر الكريم بعيدا في سحابات الغبار ...
وتمتم بصعوبة و الابتسامة الساخرة الواثقة على محياه : لقد انتصرت في جولة يا هذا لكن جميع المعلومات قد أرسلتها
عبر تلك الريشة ... ذلك الحجر خزن قتالنا جميعه وسوف تشاهد القيادة القتال جميعه وتكتشف عيب كمالك ...
قال اصلان ببرود : قيادة ؟ إذن أنت لست من الثوار ...
هل أنت من الجزيرة المخفية ؟ , الترس الضوئي , الأحجار الكريمة
النادرة و المميزة , ريشة خفية ... لم يعد الا الجزيرة المخفية
تحتفظ بهذه الأشياء ...وما قصة الجدارن الزرقاء ؟
تمتم عادل بسخرية وصعوبة : هذه الجدران علامة
للثوار بأن صاحب الجدران الضوئية قد خسر معركته و أن الجدارن لم تعد تتحمل أي تغير في طورها كما أن الصلابة
الخاصة بالاحجار على وشك الأنتهاء لهذا ... علي أن أتحصل لهم وقت للخروج من هنا عن طريق جعل الجدران
بدون ثغرات لكي يتم حبسكم هنا إلى حين يهربوا ..
قال اصلان : كيف يهربوا و الجدران بدون ثغرات ؟
قهقه عادل فتناثرت الدماء من فمه
ثم غرق في سعال دموي عنيف وقال بسخرية و هو يقاوم سعاله : هل أنت غبــي ؟ هناك ثغرة قد إتفقنا عليها
قبل القتال .. ثغرة واحدة يعرفها الثوار أين مكانها ... ثغرة لن تجدها في وسط هذا الغبار الشديد ...
أغمض عادل عينيه وتمتم في نفسه في أسى : تبــا لعب
دور البطل الواثق كلفني حياتي , ياللسخرية ... سوف تكمل المشوار يا اخي ناجي بدوني ...
ثم هوى رأس عادل على الأرض وقد فارقت الروح
تمتم اصلان بسخرية حانقة : سوف نجدهم يا هذا
و إن تمكنوا من الهرب ... فأين سوف يهربون ؟ ... وحتى لو هربوا ... قد استعدنا هذه المدينة مجددا ..
بالقرب من الثغرة الوحيدة بالقرب من البوابة الغربية كانوا الثوار يخرجوا الأطفال و النساء و الشيوخ من الثغرة
بعدما خرجت فرقة تتأكد أن المحيط بالثغرة آمن ...
تمتم اراب الذي كان محمولا على محفة جلدية : أين سوف نهرب ؟
تمتمت مايا بحنق : هذه الجدارن الحابسة لن تصمد كثيرا
ومهما ابتعدنا كيف نضمن أن لا يتم الهجوم علينا من قبل فرق آخرى ؟ هذا العالم غير آمن ...
قالت ندون بحذر : يوجد مكان واحد فقط ...
نظر لها الجميع بلهفة و أمل ...
فنظرت ندون إلى كيجن وقالت : أنت الوحيد الذي يمكن
أن تسمح لنا بالدخول هناك ...
قال كيجن وعينه الباردة أصبحت حذرة :
أنت تقصدي مقر المنمطين صحيح إننا
قد إتفقنا على هدنة لكن هذا لا يعني إننا مرحب بهم هناك ...
قالت ندون بحزم : هل تنتظر أن يتم تصفيتنا كالنعاج
أم نصبح غير مرحب بهم ؟
صمت كيجن لبرهة يفكر ثم هتف بقوة :
نزار ....!
حضر نزار بسرعة فقال كيجن : إذهب إلى سيدة المنمطين و أخبرها أن تلغي مجال الانتقال المحدود لكي نتمكن من نقل
أكبر كمية من الناس في الأنتقال الواحد ...
قال نزار بقلق : حسنا سوف أفعل ذلك ..
خرج نزار من الثغرة و اختفى في ثوان معدودة ...
تمتم كيجن بقلق : أرجو أن يعود
نزار حاملا أخبار طيبة ..
تمتم هاشم بسخرية : وقطعة واحدة دون نقص ..
ظهر نزار ووجه يشرق وقال بفرح وحزم : وافقت
السيدة لكن علينا الأسراع لقد قالت إنها سوف تفتح المجال لمدة دقيقة واحدة فقط من الآن !
أسرع الثوار يخرجوا من الثغرة واصطفوا في صفوف منظمة أمام الناقلين مثل ماجد و فادي
و نزار و إثنين آخرين وراح ينقلوهم بعجل نحو
العالم الفراغي الذي يمثل دهليز التحدي سابقا ومقر المنمطين حاليا ... المقر المخيف .... و الدموي ....
في الجزيرة المخفية كانوا أبطالنا يسيروا بجانب ناجي الذي أخذ يتحدث لهجة مرشد سياحي : هذه الغابة كان يعيش فيها الدببة القطبية
ومازالت لكن بشكل أقل بعدنا أتينا هنا وبدأنا اقتناصها طمعا بلحمها و فرائها ...
تمتم فواز بحذر : وما قصة سليم ؟
توقف ناجي فتوقف الأبطال ينظروا لوجه المتوتر
فقال ناجي بارتباك : صحيح أن الزعيم منع التحدث عنه
لكن سوف أخبركم ... سليم كان فرد مميز في جزيرتنا
تعرض لمرض وهن القدرات فنعزل في الجزيرة لكي يبحث عن سبب هذا المرض وترياق مضاد له ...
لم تعجبه الترياقات المخففة والحامية التي لدينا .. بل كان يطمح في اكتشاف السر الذي يبطل مفعولها إلى الأبد
الطاقة وفقدان الطاقة و إكتساب الطاقة كانت أبحاث سليم
القطعة المعدنية عندما تعرضها للهب تسخن القطعة المعدنية لأنها اكتسبت طاقة حرارية
وعندما تطفىء اللهب عنها تبرد القطعة المعدنية لأن الطاقة الحرارية تتحرر من القطعة المعدنية
هذه نظرية سليم لكن سأل نفسه سؤال ..
هل توجد طريقة في لم الطاقة المشتتة حولنا إلى جسم ما دون خروج أي طاقة منه ؟
قالت نهاد بحذر : لو حدث هذا بطريقة ما ..
سوف يحدث تراكم مخيف للطاقة قد تسبب بإنفجار الجسم ..
قال ناجي بقلق : بالضبط , سليم لم يأخذ هذه النقطة محمل جدية و أخذ يجرب الترياقات الجديدة على نفسه ..
تغير شكله وتغير جسمه .... تغير عقله ...أصبح مجنون ومهووس بما يسمى القوة ..
والذي زاد الطينة بلة تعلقه الشديد بمكان كانت به نقوش قديمة و أثرية تتكلم عن الطاقة و أشياء مخيفة
تم تحريمها من قبل قيادتنا ...وفجأة سليم قام بقتل
حراس ذلك المكان ...وخرج سليم على مرأى منا
يهتف بجنون أنه قد عثر على سر القدماء الذي سوف يخلد قوته إلى الأبد ..
هرب سليم من حصارنا بكل سهولة و اختفى
ومنها تم إطلاق عليه لقب الخائن عليه لخيانته لمواثيق
وقوانين الجزيرة ...
فجأة سمع أبطالنا صوت مفزوع يهتف : الخائن يغير
على منطقة المستودعات .....! النجدة .....!
كان ذلك هتاف الاستغاثة ل طلب الغوث من الخائن... الباطش ..
في الجزيرة المخفية انتشر الرعـب عندما سمعوا الناس
أسم الخائن , فأخذوا الناس يفروا إلى مخبأهم السكني
أما الحراس فقد انتشروا يحرسوا المخبأ السكني على الرغم من أن الخائن
قد استهدف منطقة المستودعات ....
كان ناجي برفقة أبطالنا عند سماع النداء
قال ناجي بقلق : عليكم الاختباء مع السكان في المخبأ السكني...
قال أسامة بحزم : ألم تحضرنا هنا لكي نساعدكم
في حل مشكلة سليم أو كما تلقبوه بـ الخائن ؟
تمتم ناجي بحيرة : نعم لكن الزعيم لم يعطي موافقته ....
هنا ظهر الزعيم مالك ومعه حسام مهرولين بقلق وتوقفوا عن الأبطال فقال الزعيم مالك بقلق يخفيه تحت صرامته : لقد ظهر مجددا ... عظيم لن يفلت
هذه المرة من قبضتنا ... سوف ننظم خطة للقضاء عليه .... أين عادل ؟
ظهر الارتباك على وجه ناجي وقال : لقد بقى في العالم الخارجي
لكي يبني لهم أسوار دفاع ضوئية تساعد الثوار ضد النظام ....
ظهر الغضب على وجه مالك
وقال بلهجة تقطر تهديد و وعيد : تركت أخاك الذي يمثل معاك ثنائي الدفاع ... أنت تهدد أمن الجزيرة
بخطوتك هذه ... أعدك بمحاكمة عسكرية بعد أن ننتهي من هذا الخائن ..
التفت مالك إلى حسام وقال : سوف ترافقني حسام في المستوى الهجومي أنت سوف تختفي وتحاصر الهدف من الخلف ...
ثم التفت الزعيم إلى ناجي وقال بلهجة غير ودودة : أما أنت أيها
المتراس ناجي سوف تكون الدرع الحامي لي أثناء الهجوم
اما ضيوفك
يستطيعوا أن يذهبوا إلى المخبأ السكني لينتظروا ترحيلهم إلى عالمهم ...
وقف المغوار داران وقال : لحظة من وقتك
.... بعد إذنك ...
نظر الجميع إلى المغوار الصامت الذي قال بصوت هادئ : انت امانسيسي الأصل من ملامحك ... ومخلب من ملابسك وسلاحك ..
خصمكم قوي و سريع لأنكم لم تمسكوا به مرة .... لهذا تحتاجوا لمغوار يمتاز بالختم و الحبس و القوة ...
نظر مالك ببرود وقال : أنت مغوار ..لا أريد أن تتدخلوا
أيها القوم في أمورنا الخاصة ...
قال داران بثقة : أنت تحتاج لأي مساعدة
ممكنة .... طلب المساعدة لاتعني بالضرورة مسكنة ..!
صمت مالك ثم أبتسم إبتسامة ساخرة وقال : حسنا
لكن لن أتحمل موتك يا هذا ..! البقية تنتظر هنا ..!
انطلق كل من مالك و داران و ناجي و حسام نحو منطقة المستودعات
تمتم جاسر بقلق : هل سوف ندعهم يذهبوا دون إلقاء
نظرة هنا ؟
قال أسامة بسخرية : نحن غير مرحب بهم هنا
لكن هم الآن يصطحبوا رفيق لنا وعلينا أن نعتني به ..
ابتسمت كيرا وقالت : حسنا هل أسبقكم بسرعة
الأدهم ؟
قال أسامة : من الأفضل أن نكون مع بعض ..
تمتم فواز و هو يجهز نشابه : وهو كذلك ..
انطلقوا أبطالنا إلى منطقة المستودعات يلحقوا خطى الذين سبقوهم ...
وصلوا لمنطقة كان بها عدة اكواخ خشبية مستعرة النيران وشاهدوا جثث لحراس الجزيرة ملقية على الثلوج
وقد وصلت المجموعة الأولى و أحاطت بشخص ضخم يرتدي دروع فضية لها صبغة سوداء ويحمل سيف ضخم
كان ذلك الشخص هو سليم أو الخائن ...
انحنى أسامة و مجموعته خلف تل ثلجي
وهمس : سوف نتدخل إذا لزم الأمر ..
هتف مالك بغضب : لقد تماديت كثيرا أيها الخائن !
نظر الخائن إلى زعيم الجزيرة وقال بصوت أجش : أنتم مجموعة
من الحمقى الضعفاء ... طوال هذه السنين تعيشوا مثل الفئران في جحوركم ولم تحاولوا أن تتزودا بالقوة التي تحيط
بكم ...
قال ناجي بحنق : إن كنت تتحدث عن رموز القدماء فلقد حرم أسلافنا
هذه الرموز ... أنت ترتكب خطأ كبير ..!
تمتم الخائن بغموض : بالضبط ... أن واقع في الخطايا مثلكم تماما ..
صمت لوهلة كأنه يريد أن يطفي الجنون البادي في عينيه ثم قال : طوال هذه السنين كنت أمارس الأستعداد و التجهيز
للحظة الحاسمة وبما إني أقتربت كثيرا لهذا سوف أشاطركم القليل من سري ...
رفع الخائن ذراعيه للأعلى في عظمة وقال : في الديانات القديمة
هناك سبع خطايا ...الشهوة و الشراهة و الجشع و الكسل و الغضب و الحسد و الفخر هذه الخطايا السبع التي من أفكار الشيطان ...بحثت طويلا في هذه الرموز السبعة
و أكتشفت أن هذه الجزيرة بنيت أصلا على هذه الخطايا ...
نعم أيها القوم أنا صحاب خطيئة الحسد , كنت أراقب طوال هذه السنين
الأشخاص الذين لا يتأثروا بمرض وهن القدرات مثل ناجي
واخاه و سألت نفسي لماذا هم وليس أنا ... لقد غرقت في الحسد و إنظر ماذا اصبحت ...!
لافرق بيني وبين الوحش ...لقد فقدت إنسانيتي إلى الأبد و أنا لست نادم على هذا ...
لكن ... وجدت الخلاص من خطيئتي ... لقد حبست حسدي بداخلي وسوف أحبس الخطايا المتبقية بداخلي
أيضا .. هل تعرفوا اين الرموز الستة البقية ...؟
نظر الخائن لوجوه خصومه الحائرة و تمتم بسخرية : لا ؟
قال مالك بغضب : أكتفيت من خرافاتك ..
أخرج مالك بطاقة سوداء بها رموز ذهبية
وانتشر الضوء أسفل قدميه وخرج من البطاقة تنين أبيض
تأهب الرجال الأربعة المحيطة با الخائن الذي قال بكل بساطة : الجهل خطيئة
لكنها ليست عظيمة كالباقي ... سوف أطهركم من جهلكم ...
أنقض الخائن و أختفى حسام بمهارة عباءة الظلام
و فعل ناجي ترسه الضوئي ..
وأعطى مالك صولجانه ذو القبضتين
طاقة ضوئية عبر شعاع الضوء
أما المغوار الصامت داران
فأخذ يحلل تحركات خصمه لكي يستخدم الختم المناسب ...
انقض الخائن على زعيم الجزيرة
الذي خرج من فم تنينه كتلة لهب كبيرة لكن الخائن قفز عاليا
وانقض بضربة عمودية على رأس مالك
تصدى مالك بصولجانه ذو القبضتين اللامع
للضربة القوية و أنقض التين الأبيض الذي كانت مخالبه تلمع بشكل براق بواسطة مهارة المخلب النادر
مزقت أنياب التنين كتف الخائن لكن ما تمزق من كتفه تحول
لدخان أسود رجع لمكان الجرح وعاد مثلما كان ...
قال الخائن وهو يشتبك مع مالك بضربات سريعة بالأسلحة : درعي يلقب بـ اوسترا
أحد الكنوز القديمة ....
قفز مالك متجنبا ضربة من سيف خصمه وركب
فوق ظهر تنينه الذي حلق لمسافة عالية فلمع سيف الخائن
بطاقة ظلامية و القاها عموديا على التنين , ظهر ناجي
بدرعه الضوئي ليتصدى للضربة الظلامية التي قذفته للأعلى بسبب قوتها الكبيرة لكن ناجي إستطاع أن يسقط على قدميه ويتوازن جيدا ...
كان مالك يحلق بتنينه ويحوم فوق المعركة
و هو يجهز لضربته الحاسمة التي سوف ينهي بها خصمه ...
في هذه اللحظة قام المغوار داران
بمهارة الأرض الصلبة ليثبت الخائن في مكانه و كان هذا أكثر مما يطمح له السفاح حسام المختفي عن الأنظار فتقدم بخطى بطيئة ورفع سيفيه خلف خصمه و تمتم في نفسه : تصادم الظ...
دون أن يلتفت الخائن وجه قبضته للخلف ولكم وجه حسام الذي ذهب تخفيه ليسقط على الأرض و الدماء
ينزف من انفه قال الخائن بسخرية : حاول أن تخفف عطرك الذي بنكهة
البرتقال فلا توجد هنا أشجار برتقال لكي تموه رائحتك يا ولد ..
على الرغم من أن الخائن تحت سيطرة مهارة المغوار التي تعيقه من الحركة
إلا أن الخائن إستطاع الالتفاف على نفسه ونظر للسفاح حسام الذي سقط على ظهره يرمق خصمه برعب
فقال الخائن بدموية ساخرة : هل تحب أن افلق جسمك كالبرتقالة ؟
رفع الخائن سيفه الغليض في اللحظة التي هتف فيها مالك بقوة :
إبتعدوا جميعا !
خرج حسام من حالة الفزع التي مر بها ونهض
وتحرج على جانبه الأيمن ليشق سيف الخائن الثلوج في المكان الذي
كان فيه قبل ثانية , ثم نهض حسام وهرب
بسرعة كبيرة في اللحظة التي لوح فيها الخائن بسيفه بشكل أفقي
ليقطع جزء صغير من قميص حسام الذي هرب بسرعة
كبيرة و أبتعد أيضا كل من ناجي و داران لينفث التنين الأبيض
الأرض لهبا , لهب مستعر وعلى مدى واسع من الأرض , عرف الخائن
ان نيران بمثل هذه الكفاءة سوف تخترق دفاعه حتى لو كان درعه الأسطوري منيع
فأخذ يدور على محوره بسرعة كبيرة لتنتشر الثلوج حوله وتكون إعصار ثلجي كبير تصدى للهب التنين وتحولت الثلوج
إلى مياه عاودت التجمد ما أن لمست الأرض ...
ومن قلب الأعصار قفز الخائن قفزة عالية وشاهقة , قفزة أعلى من ارتفاع
التنين بسنتيمترات قليلة ليصبح في وجه مالك
كان الخائن ممسك السيف الغليظ بكلتا يديه
وهمس وهو في الهواء : أحبس خطيئتك في جسدي ..
ولوح بسيفه في وجه زعيم الجزيرة .... الجزيرة المخفية ... و المخطئة ...
في أبيدوس وقف خازن
في غرفة الاجتماعات الخاصة وشاهد مجموعة من الظلال تجلس على كراسي طويلة ...
قال صوت ساخر: لدينا أخبار لك أيها السيد خازن..
مجموعة الثوار قد هربوا إلى مقر المنمطين يبدو أن اتباعك أصبحوا رقيقين القلب ويحبوا مساعدة الآخرين ..
قال صوت غاضب : بعد أن دربناك على اسلوبك جيدا هل أنت مستعد أن تذهب معنا في حملة لكي نقضي على ماتبقى
من الثوار ..؟
رد خازن بتهكم : معكم ؟ كلا يا أعزائي لن يذهب معي أحد للمقر ..
خيم الصمت بعد إجابة خازن فأكمل الأخير بتوتر يخفيه
تحت شراسة لا نهائية : أعلم أن كلامي لم يعجبكم لكن لنفكر قليلا ... انتم لا تعرفوا كيف تدخلوا هناك بدوني
حتى لو توصلتم لطريقة لأكراهي على البوح بسر الدخول أنتم تعلموا أن جميع المهارات القتالية الخاصة لا تتفعل في الدهليز
بسبب حجري الكريم الذي يحجب جميع المهارات ماعدا مهاراتي أي أن من سوف يدخل هناك سوف يصبح
أشبه بـ الأعزل ... أنا لا أرفض التعاون معكم لكن أريد أن أحل مشاكلي بنفسي ... لن يدخل للمقر أحد غيري ..
الصمت ما زال يسيطر على المكان .. كان أعضاء النظام يدركوا أن خازن في حالة تفوق في هذه الحالة ....
قال صوت عميق : لك هذا ... لكن لا تنسى أن تأخذ معك العدة الجديدة التي تدربت عليها ....
قال خازن بثقة وشراسة : بالطبع ..
ثم انصرف خازن و هو يمني النفس بأروع النتائج
النتائج التي سوف يعود لكامل عهده ... سيد المنمطين و أكثر ...
في مقر المنمطين كانت أفواج الثوار تستمر بالدخول للمقر
و المنمطين يرمقوهم بتلك النظرات الدموية
أهم أعضاء الثوار دخلوا غرفة سيدة المنمطين
بعدما أمرت باجتماع مهم للثوار وبعض مساعديها فقط ...
قالت روبي بعصبية : شكرا لكم ! الآن المنظمة كلها حانقة !
قال موران بهدوء : نقدر ظروفك أيتها السيدة
لكن كنا فعلا بحاجة للمساعدة وإلا تم تصفيتنا وحينها لن يبقى للنظام إلا أنتم ... كهدف ..
قالت روبي بعصبية : هذه هي المشكلة ...
لكن أعواني قد اعترضوا علي قراري ولا أعلم حقا إذا كنت استطيع أن اسيطر عليهم لمدة طويلة ...
أشاحت روبي بوجهها وهي تتمتم : لربما لا أصلح أن أكون
زعيمة على المنمطين بأي حالة ..
قال كيجن : بحكم خبرتي كمنمط
سوف يستغرق المنمطين وقت لكي يقرر أحدهم التمرد نحن هنا بأمان لحين نجد مكان آمن نذهب له ..
قالت فيجي بمرارة : إلى أين
نذهب ...؟ لا يوجد مكان ..
خيم الصمت على مقر المنمطين ... و السؤال الذي يطرح نفسه ... هل الكل بأمان هنا ؟
وظل السؤال بدون جواب .... حاليا ...
قفز الخائن قفزته الشاهقة تلك
ولوح بسيفه وهو يقول : أحبس خطيئتك في جسدي ..
وضرب بسيفه صدر زعيم الجزيرة المخفية وانغرس
نصف السيف في صدر مالك
وتناثرت الدماء وظهر الألم على وجه مالك
لمعت اليد اليمنى لمالك بضوء قوي
ووجه يده اللامعة للخائن الذي أدرك سريعا خطورة تلك اليد
فنزع سيفه من صدر خصمه بسرعة خاطفة و هوى على الأرض مستقرا على الثلوج والقلق برز في عينيه
المجنونة ...
هبط التنين الأبيض وهبط مالك
من على تنينه والدماء تنزف بغزارة من الجرح الدامي ...
ربت مالك على رأس تنينه بحنان
ثم قال بصرامة : الهبة العظيمة
ليسقط التنين مغشيا عليه وقد فقد كل طاقته وصحته لصالح سيده مالك
الذي التأم جرحه تماما وقال بضعف وعاطفة : آسف ... آسف ...
خرج أسامة ورفقائه وحاصروا الخائن ...
هرعت نهاد لزعيم الجزيرة تعطيه بعض الترياقات
الفعالة في تخفيف الألم و علاج الجروح ...
قال الخائن ببرود مخيف : تلك التقنية التي في يدك ... هي
تقنية التطهير ....
لم يجبه مالك فأكمل الخائن ببرودة : هذه التقنية ذكرت في الحضارة القديمة هنا ... هذه المهارة
تخترق الجسد و تمس الروح لتعطل عمل الروح فيتوقف عمل الجسد كاملا ... كالقلب و الكبد و الرئة ....
حتى درعي لا يمكن أن يقف أمام هذه التقنية ...أنت تعلمتها من الرموز المحرمة أليس كذلك ..؟
تمتم مالك و هو يحاول التغلب على ألمه : لو تركنا
مثل هذه الرموز التي تعلم مثل هذه التقنيات الخطيرة , لاستطاع أوغـــاد مثلك أن يفتكوا بنا ببساطة ..
ضحك الخائن بشراسة ثم قال : عظيم ... عظيم ...
لقد هجمت على المستودعات لأخذ ترياق التنين الأسطوري
أنت تعرف لماذا هذا الترياق ....؟
ظهر الرعب على وجه مالك وقال : أنت لا تنوي ...!
قال الخائن : نعم أنه غورو
...غورو الذي سوف يحط لعنته على العالم ...
غورو الذي سوف يحرر غضبه في هذه الدنيا ...
قال مالك بهيجان : أنت لا تفهم ! لا يمكن
السيطرة على شيء مثل هذا ...!
قهقه الخائن ثم قال : جربني ! لقد أحكمت سيطرتي
على الخطايا الست وبقية الخطيئة السابعة و الأخيرة لا مجال أن أفشل ...
حسنا .. إذا كنتم تريدوا إيقافي حاولوا ... لكن عليكم أن تعرفوا أن التغلب علي يعني أن تكونوا قادرين
على التغلب على الخطايا البقية أيضا ...
فجأة هبت ريح على المكان ليتحول الخائن إلى دخان أسود
وصوت قهقهته تضج المكان حتى إختفى ...
نظر الجميع إلى مالك عابس الوجه متألم الملامح
نهض مالك بصعوبة و اخفى تنينه في بطاقته
وقال بتعب : تجمعوا في المعسكر السكني ... اجتماع طارئ ...
سار الجميع خلف مالك بصمت
دخل مالك غرفته الخاصة وصفق خلفه الباب
واستلقى على سريره وهو يفكر في معركة اليوم ... لفت انتباهه ريشة على ركن الأيسر من سريره
التقط الريشة الزرقاء ووجد بها حجر كريم .. مالك
يعرف ماذا تعني هذه الريشة وهذا الحجر فوضع الحجر الكريم على عينيه ليشاهد معركة عادل مع شخص فولاذي ... وشاهد الدماء تفور ... وعرف مالك أن عادل قد قضى نحبه
... المصائب تتراكم عليه ... ذلك الخائن و الآن فقد عادل يبدوا أن الأمور تفلت من يديه ....
بكى مالك بكاء مرير ....
بكاء العاجز ... بدون حيلة .....
وقف منمطان عند غرفة فارغة تستخدم في عملية الأنتقال للداخل و الخارج ...
قال المنمط الأول بحنق مكبوت : هل شاهدت ما اصبحنا عليه ؟
الان السيدة تأمرنا أن نحرس البوابة لكي نحصي عدد القادمين من هؤلاء الثوار ..!
تمتم المنمط الثاني : على الأقل السيدة أمرتهم في الأجتماع
أن يخرج 50 شخص من الثوار يوميا للعالم الخارجي لكي يجلبوا لنا مؤن كالفواكه واللحوم والخضراوات ...
قال المنمط الأول بغضب : هذا ثم أن يبقوا هنا دون أن نلتهم قلوبهم ..!
حاول المنمط الثاني أن يهدأ من الوضع وقال : لا تقل مثل هذه الأمور
هنا .. أنت تعرف أن السيدة قد حرمت ذكر أكل القلوب لأشعار آخر ...
لمع ثقب صغير في الجدار المقابل لهم فأستعد المنمطان وقال المنمط الأول : هل
رجعوا بهذه السرعة ..؟
إتسع الثقب المضيء في الجدار ليخرج من ظل لشخص واحد فقط ..
اتسعت عينا المنمطين بفزع ورعب وهتفوا بصوت واحد : أنت ؟!
كان الزائر آخر شخص يتوقع المنمطين ...شخص المفترض
أن يكون في عداد الأموات ...
في جهة آخرى من مقر المنمطين كانت روز مع بعض الأبطال و المنمطين في قاعة الطبخ
قالت روز بارتباك: تريدني أن أطبخ ..؟
قال أحد المنمطين بلهجة خبيثة :نريد أن نجرب طبخ البشر العاديين نحن قد تعودنا على أكل القلوب النية !
لكز منمط زميله لكي يخرس ... صمتت روز
وعرفت أنهم غير مرحب بهم تماما .. هنا ظهر نزار
وقال : هذا غير صحيح ! نحن نأكل ما لذ وطاب من الطعام وليس فقط القلوب ...
همس أحد المنمطين للأخر : أليس هذا الجبان الذي فقد وحشيته ؟
سمع نزار الهمس لكن تظاهر أنه لم يسمع
ومسك بيضة وطرقها بالطاولة وأفرغ محتوى البيضة في كأس ورج الكأس جيدا
ثم وضع محتوى البيضة على ( صاجة ) تشتعل أسفلها النار
انتظر دقيقة ثم رفع البيض المطبوخ ووضعه في طبق , نظر المنمطين إلى البيض المطبوخ وتذوق أحدهم
قطعة منه وقال : يآآآخ , مذاق سيء ..! ومحترق من الأسفل !
أخرجت روز مقلاة فتراجع نزار بهلع و هو يتذكر ذكريات سيئة مع هذه المقلاة ..
أمسكت روز عبوة زيت زيتون ووضعت قطرات
على المقلاة التي كانت فوق النار ثم كسرت بيضة وافرغت محتواها في المقلاة و وضعت قليل من الفلفل و الملح
وانتظرت ثواني ورفعت المقلاة للأعلى للتطير قطعة البيض المطبوخة وتنقلب لتسقط في المقلاة مرة آخرى
على الجهة الأخرى لتضعها على النار لثواني ثم تضع البيض في الطبق بسرعة كبيرة وسط ذهول الحضور
تناول أحدهم قطعة من البيض وقال بحنق : أنه لذيذ ...
وارتفعت الأصوات التي تطالب روز بصناعة
كمية أكبر من البيض المقلي ...
في الجهة الأخرى للمقر دخل ثلاث رجال على غرفة مليئة بالمنمطين
نظر المنمطين غير مصدقين وقال أحدهم : ... أنت ...خازن
قال خازن بشراسة : بل سيد المنمطين
قال منمط : لكن انت مت ...
قال خازن بشراسة : أنا شيطان لا أموت .. وسوف أنتقم
منك يا روبي ...
قال سامر بصرامة : الزم حدودك أيها الوغـــد ... لاتتكلم على السيدة..
قهقه خازن بسخرية : السيدة ...؟
هتف سامر بصوت عالي يخاطب المنمطين : لاتنسوا أن هذا الشخص
قد هزم على يد منمط سلم الزعامة إلى سيدتنا روبي من يتجاوب
معه سوف يعتبر خائن وسوف ننفذ فيه عقاب الموت ...
هتف خازن بشراسة : أتذكر ذلك الوقت عندما كان القتل
يعتبر لدينا هواية ...وكانت وحشيتنا أكبر ...
نسحق قرية و ندمر مدينة .. دون أهتمام و تأنيب الضمير ..
فجأة رحلت أنا و أتت السيدة بقلبها الرحيم ...أنهتكم بمهارة ..سرتوا خلفها لكي تسلموا نفسكم للثوار بكل بساطة ..
أعيدوا تنظيم الصفوف و وحدوا القوات لكي نجمح في هذا العالم من جديد ...
ولكي يحدث هذا عليكم المعرفة بدون شك ..
إني الشخص الوحيد القادر على القيام بهذه الأعمال القذرة , أنا الأفضل ! انا النجاح المضمون !
خذوا لو جزء بسيط من كلامي .. أنتوا تحتاجوا قائد جريء ... شجاع ... قوى ...
ويهتم لجماعته أكثر من نفسه ..
قال أحد المنمطين : نعم نحن لسنا أغبياء , لقد كنا قساة ومشهورين بالهجمات و الغارات
وكنا أشخاص دمويين وبفخر وسعادة لكن منذ أن جاءت السيدة تغير كل هذا
لكن توجد هناك فرصة في إستعادة أرباحنا .
قال خازن : هل تشكو بي ؟
ضعوا إيمانكم في شخص مثلي قريبا سوف تروا إني أمير الوحشية ..
أنا الوحيد القادر على إرجاعكم لطريق الوحشية و المجد ...
من معي يرفع يده ويطلق صيحة !
رفع عدد كبير من المنمطين أذرعهم وصاحوا : معك !
تراجع سامر مع عدد من المنمطين الموالين للسيدة وقال : اللعنة خونة ..!
أقتلوا الخونة !
قرع جرس إنذار في مقر المنمطين فتأهب من سمع الإنذار سواء من الثوار
أو المنمطين وسرعان ما انتشر خبر الانشقاق في صفوف المنمطين ليشتبكوا المنمطين مع بعض ومع الثوار
ويعم القتال جميع المقر ...
سمعت روبي الخبر فأمرت أن يقوموا بإطفاء جوهرة ختم المهارات
تمتمت روبي بأسى : اللعنة لو تركنا جوهرة ختم المهارات
سوف يقتلنا خازن بكل سهولة ولو أطفأنا الجوهرة
سوف يستخدم المنمطين مهاراتهم ضد بعض وتصبح مجزرة ...
قال كيجن بحزم : سوف نقتل ذلك
الوغــد وترجع الأمور مثلما كانت ..
إبتسمت روبي بأسى وقالت : مثلما كانت ؟ مستحيل حدوث ذلك
لقد إنقسمت المنظمة لقسمين حتى لو قتلنا خازن ذلك القسم
رافض أصلا وجودي أنا كزعيمة للمنمطين ..
نهضت روبي وقالت بحزم : على كل حال علي أن اقوم
بواجبي كزعيمة للمنمطين وانهي هذا التمرد ...
دخل سامر والجراح تغطي جسده وقال بألم : سيدتي لقد أطفأنا
الجوهرة تماما لكن خازن دخل غرفة القيادة القديمة
والقتال في كل مكان في المقر ...
قالت روبي : هيا بنا ...
ذهب مجموعة من الأبطال مع روبي إلى غرفة القيادة ..
وعندما دخلوها .. كان خازن يجلس على كرسيه بكل فخر
قال بصوت شامت : ما أحلى الرجوع للسلطة مجددا ..
قالت روبي بغضب : من قال أنك أنت الزعيم ؟
نهض خازن وقال : كل شيء هنا ينتمي لي ...
كان في الغرفة مساندا إلى روبي كل من كيجن وموران وروز وابراهيم وماجد و ندون و فيجي و ريان ..
قال خازن و هو يتفحص وجوه خصومه : كل هذا العدد
لكي يقاتلني هنا ؟ على الرغم من قوتي أحتاج أن أشتت هذا العدد ..
أخرج خازن بطاقة لونها برتقالي وبها خطوط ذهبية
وقال : أثناء غيابي تعلمت الكثير من الفنون الجديدة التي تزيد قوتي ...
خرج من البطاقة وحش يشبه الكلــب و له ثلاثة رؤوس ...
قال خازن : هذا الوحش يسمى ذو الرؤوس !...
وقف ذو الرؤوس ! أمام أبطالنا برؤوسه الثلاثة يرمقهم بوحشية ..
تقدم خازن ووقف بجانب مرافقه وقال بسخرية : لو قسمناكم
على إثنين ... همممم ما زال العدد كبيرا , لنقسمكم على ثلاثة ..
أخرج جوهرة لامعة سوداء وقال : لقد تعلمت فنون الطاقة المظلمة ...
لمعت الجوهرة الامعة وخرج منها صاعقة سوداء ضربت الأرض ثم اهتزت الأرض قليلا ليخرج جسد
من الأرض ... على الرغم من أن الجسد قد تغير كثيرا بسبب دفنه طويلا تحت الأرض
وعلى الرغم من أن الجثة فقدت الكثير من الملامح الا أن روبي
شهقت بذعر , ضحك خازن بقسوة وقال : لم أختار مكان
قتالي معكم عشوائيا ... بل أنا أخترت هذا المكان لأني أعرف أين دفنتي أباك العزيز ...
ارتفعت ضحكات خازن الشيطانية و أنظار الأبطال تترقب
وجه تلك الجثة الواقفة أمامهم التي تعود لأول شخص أسس المنظمة ...جيرارد .....
في الجزيرة المخفية كان الاجتماع قائم
و المستشارين يتناقشون بأصوات منخفضة حتى دخل مالك
واجم الوجه وجلس على كرسيه وقال بصوت متحشرج : أعلم إن ما سوف أقوله هنا هو شيء خاص
بالجزيرة المخفية ولا يجب قوله أمام الغرباء ..
لكن منذ وقت بسيط وصلني خبر موت أحد رفقائنا الأعزاء على يد النظام في العالم الخارجي ..
دوت صوت همهمات مرتعبة في الاجتماع , اكفهر وجه ناجي
وتغير وجه أبطالنا ..
قال مالك و هو ينظر إلى ناجي : ليس وقت العزاء الآن سوف نقيم جنازة محترمة كبيرة له بعدما نحل مشكلتنا ..
التقط مالك نفس عميق وقال : كلنا نعرف
أن سبب المشكلة هو الخائن أو سليم الذي تعمق في جنونه
وهوسه وقرأ الأساطير القديمة التي كانت منحوتة على جدران بعض الدهاليز و المعابد هنا ...
تلك المنحوتات بعضها كان خطير لدرجة أن أسلافي زعماء هذه الجزيرة نزعوها من موضعها
وتم إخفاؤها في مكان خاص لا يعلمه إلا زعماء الجزيرة ... اما الباقي فكان خرافات و أساطير
لم نتكلف عناء نزعها أو تشويه تلك المنحوتات .. على كل حال قام الخائن
بقراءة تلك المنحوتات بشكل مكثف و أكتشف سر الخطايا ...
نظر المستشارين إلى مالك نظرة تقول : هل أنت متأكد
أنك تريد أن تقول هذا ؟
أكمل مالك و هو مغمض العينين : قديم الزمان
لم يكن يسكن هذه الجزيرة إلا الوحوش الضارية التي تأقلمت مع هذا الجو البارد ..
كانت هذه الجزيرة عبارة عن منفى لأي مجرم في العالم الخارجي , مع التغيرات التي حدثت في العالم
اتى لهنا الكثير من المستكشفين لكي يقوموا بإستكشاف هذه الجزيرة الغامضة ... لكن أسرارها لم تكشف جميعها
عرفنا من خلال المنحوتات أن هناك سبع خطايا عبر تاريخ هذه الجزيرة و هذه السبع الخطايا
هي الشهوة و الشراهة و الجشع و الكسل و الغضب و الحسد و الفخر
سبع خطايا توزعت على رموز متمثلة على شكل وحوش في هذه الجزيرة ...
على كل حال الخائن على حد قوله جمع الخطايا وبقي أن يوقظ الخطيئة
الأخيرة وهي الغضب حينها تكون قوة الرموز الستة مرتبطة
مع قوة الوحوش الممثل لخطيئة الغضب حينها نقول السلام على جزيرتنا
وعلى العالم ..
الوحش المنشود هو غورو التنين الأبيض الأول
من نسله أتت التنانين البيضاء ذات الدم النقي ... غورو
وسلالته كانت غير مستقرة ..هاجمت الناس ودمرت الكثير من القرى حتى جاء مجموعة من الأبطال
وقتلوا زوجة غورو وحبسوا غورو
في قاع الأرض بمهارة تجعله ينام لسنوات طويلة ... طبعا لم يتمكنوا أبطالنا من قتله بسبب قوته الكبيرة
لكنهم استطاعوا أن يحبسوه في نوم طويل ...
ترياق التنين الأسطوري هو دموع غورو التي لو شربها سوف يستيقظ مرة أخرى وينتقم من العالم على قتل زوجته ..
مكان غورو هو وكر التنين
طبعا الطريق لهذا الوكر قد تم تغيره قبل سبع سنوات ليصبح هناك طريقان لذلك الوكر ..
سوف ننقسم لمجموعتين ونسلك ذلك الطريقين ...
قال أحد الحاضرين : ولماذا لا نسلك طريق واحد ؟
رد مالك بهدوء : الخائن توعدنا بوضع عقبات في طريقنا لربما وضعها في الطريق الأول فيستطيع من في الطريق
الثاني أن يصل بشكل أسرع , وربما وضع العقبات في الطريق الثاني فيصبح من في الطريق الأول أسرع ..
لكن إذا وضع العقبات في الطريقين فهذا يعني أنه قسم عقباته على إثنين ...أي أن كل مجموعة سوف تتعرض إلى
نصف الخطر ...سوف نبدأ خطتنا ما أن يجهز الجميع ....
انتشر جميع من في الاجتماع يتجهزون لكي ينطلقوا نحو أحد أسرار هذه الجزيرة .... المخفية ...
يتبع …
الجزء الرابع✔✔
في تلك الجزيرة المنعزلة عن العالم ... في تلك الجزيرة التي تكسوها الثلوج ...
في تلك الجزيرة التي تلقب بـ الجزيرة المخفية
انقسم أبطالنا إلى قسمين لكي يدركوا الخـائـن
قبل أن يكمل مخططه و يوقظ الخطيئة السابعة المتمثلة في الغضب ...
غورو الجد الأول للتنانين البيضاء
و خطيئة الغضب
المجموعة الأولى كانت أسامة و نهاد
و جاسر و فنرير و ناجي
وهذه المجموعة توجهت إلى الغابة السحرية
اما المجموعة الأخرى فكانت تضم كل من مالك و
داران و حسام
و فواز و كيرا الذين توجهوا إلى وادي
الأشواك المتجمدة .
كان أسامة بيسير وهو ينظر إلى الغابة السحرية بعجب
وذهول وتمتم : في هذه الجزيرة الباردة يوجد مثل هذا المكان الساحر ..!
تمتم ناجي بهدوء : هذه الغابة محمية بواسطة
البكسي الذهبية لها سحر غريب في إبعاد الثلوج من هنا ..
كما أن في هذا المكان يعيش كل من الأدهم والأشهب بحرية كبيرة
شاهد أبطالنا مجموعة من الأشهب تتعايش مع بعض
بأمان و سعادة
وقف ناجي فجأة ورفع كرستالة صغيرة
وقال : هذه الكرستالة تفتح لنا بوابة في هذا المكان تتيح لنا الذهاب للبركة المتجمدة
التي سوف تقودنا إلى عرين التنين ...
ظهرت بوابة ضوئية كبيرة وهم أبطالنا بدخول البوابة , لكن سهم سريع مر بجانبهم بغتة وأستقر على الأرض كأنه يريد
أن يمنعهم من التقدم ..
التفتوا خلفهم ليشاهدوا أنشودة تمتطي أدهم ضخم يضرب بحوافره الأرض منطلقا نحوهم ..
ضاقت حدقتا ناجي وقال بقلق : اللهب الحارق ! أنه أدهم غير مستقر نفسيا ويهاجم بشراسة لكن هذه الأنشودة من أين ظهرت ؟ لا يوجد في الجزيرة مثلها !
هتفت نهاد بهلع : هناك !
كانت تشير نحو الجهة الأخرى حيث ظهر أشهب ضخم تمتطيه
أنشودة أخرى
وقف الأشهب الضخم أمام البوابة الضوئية ولمع قرن
الأشهب الضخم لتخرج صواعق ضربت البوابة الضوئية التي اهتزت لثواني ثم تلاشت
قال ناجي و هو يجهز ترسه الضوئي :
هذا الأشهب الضخم يسمى الشعلة الزرقاء
وهو مثل اللهب الحارق ! من ناحية
الخطورة لكن من فصيلة مختلفة ...
تمتم جاسر بحذر : لدينا جوادين جامحين
تمتطيهما أنشودتين غامضتين !َ
قال الذئب فنرير : ولا يبدوا أنهم يريدوا
منا الرحيل , هل هذا بفعل الخائن ؟
قال ناجي بقلق : لا أدري حقيقة ..
أنطلق اللهب الحارق ! في نفس اللحظة التي انطلق فيها
الشعلة الزرقاء من الجهة الأخرى وعلى ظهريهما أنشودتين ترميا الأسهم نحو أبطالنا بغزارة ..تصدى ناجي لسهمين بواسطة ترسه الضوئي
ثم أخرج سيف نحيف مزين وهتف : إصطدام !
نطح اللهب الحارق ! الترس الضوئي و ناجي ثابت في مكانه على الرغم من النطحة ..وبسبب الفعل العكسي للنطحة سقطت الأنشودة لكنها فردت أجنحتها
لترفرف في الهوائي لثانية ثم تستقر على قدميها ذو المخالب واستدارت لتصوب سهمها نحو أبطالنا
في هذه اللحظة كان الأنشودة التي تمتطي الشعلة الزرقاء تجهز سهم حاد لتغرسه في جسد جاسر الذي كان يجهز إحدى تقنياته السحرية و عينيه ترمق الجواد المندفع بقلق ...
وهتف جاسر بإنفعال : أسهم الظلام !
تشكل سهم مظلم أنطلق نحو الأنشودة التي أطلقت سهمها بالفعل
وشق سهم الأنشودة الهواء بأزير قوي ومخيف
متجها نحو بطلنا جاسر
وصد الشعلة الزرقاء السهم المظلم بواسطة قرنه الحاد
أغمض جاسر عينيه و السهم الحاد على بعد 4 سم من رأسه ...
لكن فنرير قفز والتقط السهم أفقيا
قبل أن يضرب جسد الساحر الظلامي , أخرجت نهاد
ترياق من حقيبتها ورمته على الأرض وصاحت : مستنقع الأسيد !
عندما تحطم الترياق على الأرض المادة التي تحتويه القنينة تفاعلت مع الأرض لتتشكل بركة موحلة سوداء اللون
في ثواني , وطء الشعلة الزرقاء الأرض الموحلة و دخلت ساق
الشعلة الزرقاء كاملة في الأرض كأنها حفرة موحلة وصهل
الشعلة الزرقاء صهيل متألم والأدخنة تتصاعد من ساقه المغمورة
ابتسمت نهاد وتمتمت : هذا ترياق صنعته بنفسي
مستخدمة مواد سامة وحارقة , هل تستطيع فعل ذلك أيها العجوز نهاد الأب ؟ هل أنت حانق لأني تفوقت عليك ؟
في اللحظة التي كانت نهاد تتجادل مع نفسها لشتم أباها
حلقت الأنشودة من فوق الشعلة الزرقاء وشهرت سهمها ... واطلقته ... و أصاب الهدف في القلب تماما ...
شهقت الأنشودة بألم عندما أنغرس السهم الحاد في قلبها
التفت لتشاهد الأنشودة الأخرى تنظر لها بنظرات غريبة
وكانت الأنشودة الأخرى هي صاحبة السهم ...
سقطت الأنشودة على الأرض جثة هامدة ...
فتناولت الأنشودة الأخرى سهم آخر وصوبته على
اللهب الحارق ! الذي كان في قتال مع ناجي
وأطلقت الأنشودة سهمها ليستقر في عين
اللهب الحارق ! الذي رفع قدميه في الهواء متألما
ثم أنطلق مهاجما الأنشودة ...
تمتم ناجي بحيرة : ماذا يحدث هنا ؟ لماذا تتقاتل الوحوش ضد بعض ؟
حينها رمق ناجي شخص واقف دون أن يقاتل مغمض
العينين كان ذلك أسامة الذي تمتم بحزم : لا تقلق !
لقد سيطرت على عقل الأنشودة !
غرس اللهب الحارق ! قرنه في بطن الأنشودة
لكن الأنشودة أخرجت سهم آخر وغرسته في
العين الأخرى لـ اللهب الحارق ! الذي نزفت عينيه بغزارة
وسقط خائر القوى في اللحظة التي أجهز ناجي على
اللهب الحارق ! بضربة قوية من سيفه على رأس الجواد الذي أطلق صهيله الأخير
سقطت الأنشودة وشهقت شهقة ألم ثم سقط رأسها أرضا وعينيها قد فارقت
الحياة , فتح أسامة عينيه بتعب ثم سقط على ركبته
فاقتربت منه نهاد تعاين صحته بقلق
وتمتمت : يبدوا من عينيك أنك تعاني من مجهود قوي ....
إبتسم أسامة بتعب وحاول أن ينهض لكن
ساقيه عجزت عن حمله , في هذه اللحظة كان الشعلة الزرقاء
قد لقى حتفه عندما أنغرست قوائمه كاملة في المستنقع الأسيدي و قام جاسر
بتفجير كرة نارية شوت جسد الجواد كاملا ليسقط
جثة هامدة ...
وقف ناجي يرمق مجموعته بتفحص وقال : نستطيع أن نرتاح
هنا لبرهة , لكن إذا شاهدت فيكم عجز سوف أرسلكم إلى المعسكر السكني , لا أريد أن يعيق تقدمي أحد ...
في قرارة نفس ناجي كان يعتقد أن المجموعة التي معه
مجموعة مذهلة في القضاء على أربع وحوش في أقل من 10 دقائق ... و أي وحوش اللهب الحارق ! و
الشعلة الزرقاء !
إنهم بالتأكيد مجموعة مميزة ...
في منطقة وادي الأشواك المتجمدة . كانت مجموعة الأبطال
الأخرى تسير ببطء وحذر ... تمتم مالك
بحذر : نحن كشعب للجزيرة كنا نقتصر على الصيد في الحقل العام للجزيرة .. مثل هذه المناطق تعتبر خطيرة
جدا بالنسبة لنا , لكن تعلمنا شيء من خلال عيشنا هنا , الوحوش لا تهجم عليك إلا إذا اقتحمت منطقتها , إبقى
في منطقتك لا يعتدي عليك أحد ...
توقف مالك بغتة وقال بقلق : لكن نحن على وشك أن نخالف ما تعلمناه ...
قال فواز : ماذا تقصد ؟
تمتم مالك بقلق : نحن على وشك أن نقتحم
منطقة الملكة ....
تمتم فواز بحذر : ملكة ؟
تقدم مالك و هو يقول : سوف تراها قريبا ...
ساروا أبطالنا لمسافة قصيرة حتى وجدوا سرب من الكائنات الطائرة ...
قال مالك بقلق حازم : هناك الملكة ...
ملكة الشهــوة الملكة الذي تلقب بـ ايفارا! ....من المعروف عن ملكة النحل إنها تقوم برحلة لاختيار الزوج وتحلق بعيدا
ويلحقها مئات الذكور .. وأثناء الرحلة الطويلة يتهاوى الكثير منهم بسبب التعب ويقل عددهم حتى يبقى
ذكر واحد فقط ... بعد عملية التزاوج تقوم الملكة بقتل الزوج وهذا ينطبق أيضا على حالة خصمنا ..
كانت ايفارا! اشبه بالنحلة و البعوضة ذات رأس قبيح
كانت تحوم عليها وحوش تشبهها لكن بحجم أقل ...
قال مالك بحزم : إنها الخطيئة الأولى التي
نواجهها علينا العبور منها لكي نصل لمنطقة البوابة الضوئية ..
شهر فواز سهمه وقال بخبث : هل أبدأ ؟
قال مالك بحزم : تمهل علينا وضع استراتيجية لقتالها ..
هذا ما كان يريده فواز أن ينزع الرهبة من
قلب زعيم الجزيرة و قلب رفقائه ...
قال مالك : خصمنا ايفارا لن تهاجمنا أولا ... بل سوف تدع حاشيتها يهاجموا وهي سوف تكتفي بالفرجة حتى إذا تم حصارنا شاركت هي بالهجوم ... سوف ننقسم إلى قسمين قسم يهاجم حاشية ايفارا ويعزل مجموعتها عن القسم الثاني .... أما المجموعة الأخرى تقوم بالهجوم على
ايفارا! ومحاولة التخلص منها في أقرب وقت ...
قالت كيرا : من هم المجموعة الأولى ؟
قال مالك وهو يرسم أشكال على الأرض الثلجية : أنا
و المغوار داران سوف نكون المجموعة الأولى
الأول يختم الخصوم الكثيرة ويثبتها و أنا اقوم باحراقها بواسطة نيران تنيني ...
قالها مالك وأخرج تنينه من بطاقته ويبدو على التنين
أنه استرد عافيته كاملة...
قال مالك بلهجة محذرة : المجموعة الأخرى
كيرا و فواز
و حسام
سيد الظلام ماهر في ضرب الخصوم من بعد و المخلب كيرا
على حسب ماسمعت إنها تملك خصائص في حزامها الخاص و السفاح ممتاز في الضربات الجسدية وتجنب الضربات
لكن إحذروا من سم الملكة ايفارا! , لم نعرف لسمها ترياق بعد ...
قال حسام بحماس : نحن لها ...
اومأ مالك برأسه بصمت وركب فوق تنينه وهتف :
هيا بنا يا داران ..
حلق التنين بالقرب من مجموعة الملكة ايفارا الذين هم على شاكلة ملكتهم
وانطلقوا وراء التنين و المغوار الصامت يلحقهم بخفة لكي لا يلفت انتباههم
في هذه اللحظة إختفى السفاح حسام
وتسلل بالقرب من الملكة في اللحظة التي هتف فواز بقوة : سهم الرعد !
انطلق سهم قوي نحو الملكة ايفارا ليضرب كتفها وينطلق من
السهم صواعق صغيرة ضربت عين ايفارا لتعمي الرؤية عنها لثواني
لكن خلال هذه الثواني القليلة إنطلقت كيرا متزودة
بسرعة الأدهـم ...
وقفزت وهي تمسك بصولجانها ذو القبضتين اللامع وهتفت : التحطيم الدوراني !.
دارت على نفسها دورة كاملة وهي تلوح بصولجانها وضرب الصولجان أضلع الملكة
ايفارا و همت كيرا وهي في الهواء
أن تدور دورة أخرى لكي تكمل الضربة الثانية من أصل ثلاث ضربات ..
عندها أمسكت الملكة ايفارا بصولجان المخلب كيرا .!
وعلى الرغم من أصالة معدن الصولجان وتزوده بقوة ضوئية الا أن الصولجان إنكسر بين كلابات الملكة
ايفارا ثم حاولت ايفارا
أن تلتقط المخلب كيرا بواسطة ( الكللابب بشد لا ) الثاني
لكن فلتت كيرا وسقطت على ظهرها فوق الثلوج
قفز حسام ثم لغى اختفائه وهو يهتف :جرح الظلام ! وغرس سيفيه في ظهر ايفارا وانتشرت الدماء كشلال هادر لكن ايفارا لم تسقط بل ضربت بأجنحتها صدر السفاح لتلقيه مترين للخلف قبل أن يسقط أرضا
قالت كيرا وهي تفتح فمها على نحو غريب : الهواء الملوث!
لمعت بطاقة حمراء اللون في حزامها و انطلق من فمها غاز كثيف أخضر اللون يحوي كبريت حارق غمر ايفارا التي راحت تدور في سحابة الغاز السام وتطلق صيحات مرتبكة ..
قالت كيرا بشماتة : ما رأيك ؟
خرجت الملكة ايفارا من السحابة وأغلب جلدها قد أدمى و تمزق
وإنقضت على كيرا بواسطة الأبرة التي في نهاية جسمها
تدحرجت كيرا على اليمين لتضرب الأبرة الأرض الثلجية
وتلونت البقعة التي اصدمت بها الملكة ايفارا بلون الأخضر بفعل السم
نهضت كيرا وراحت تركض بسرعة الأدهم و النحلة القبيحة تطاردها بأصرار ...
رفعت ايفارا إبرتها عاليا مستعدة للانقضاض مجددا لكن في الهواء
ظهر لها شخص بدى كأنه يطير كان ذلك فواز
الذي قال : النداء السفلي
واطلق أسهمه في جسد ايفارا التي راحت تدافع عن نفسها تارة في صد الأسهم
القوية وتارة تحاول أن تقتنص جسد سيد الظلام الذي تجنب كل ضرباتها برشاقة في الهواء
ثم سقط فواز على ساقيه وهتف :
السهم العامي !
وضرب سهم رقبة ايفارا وخرج من السهم طاقة ظلامية نجحت في
تشتت الرؤية عليها ...
من الخلف قفز حسام وهو يرفع سيفيه عاليا قائلا :
كسر الرأس ! وضرب رأس
ايفارا التي ترنحت ثم سقطت على الأرض دون حراك ودمائها لوثت بياض الثلج ...
كان بالقرب منهم مجموعة من النحل القبيحة المحترقة بفعل نيران التنين
اقترب منهم مالك وقال بسعادة يخفيها تحت الصرامة : عمل
جميل أيها الشبان , لقد قمت أنا و المغوار بتصفيت عدونا الآن الطريق سالكة للبوابة الضوئية خذو الحذر
فما واجهناه ليس الا إحماء ...
مشى أبطالنا الخمسة نحو المنطقة التي تتفعل فيها البوابة الضوئية ... البوابة التي سوف تقودهم
لخصمهم .... الخــائن
في مقر المنمطين كان كل من مايا
ونزار و هاشم
و سامر وفادي و مجموعة من الثوار و المنمطين الموالين لـ روبي يقاموا المنمطين المتمردين , ضرب هاشم بسيفيه
ظهر أحد المنمطين ليرديه قتيلا وهتف بقلق : أشك أن عدد المخالفين أكثر من عدد الموالين لنا ...
تجنب سامر ضرب استهدفت عنقه ثم ضرب صدر
خصمه بفأس ذو قبضة واحدة وهتف : لا يهم ذلك علينا أن نركز على موقعنا لكى لا يتقدموا أكثر !
طعنت مايا بسيفها اللامع بطن خصمها وقالت : يوجد
الكثير من الجرحى في الغرفة التي خلفنا لو تقدموا أكثر وتراجعنا سوف يلقى الجرحى حتفهم لا سيما السيد الوقور
المصاب من معركته السابقة !
نفذ نزار تقنية سحرية وصعق مجموعة من المنمطين
وقال بسخرية : صدقيني لو تراجعنا لن تهتمي فقط بجسد سيدك الوقور الذي سوف يكون بدون قلب حينها
بل سوف تفكري إلى متى سوف نتراجع ؟ ألن يكون خلفنا باب مغلق !
تمتمت مايا بقلق : أنت تقصد غرفة القيادة السابقة ؟
في غرفة القيادة السابقة كانت المجموعة الأخرى من أبطالنا
روبي و كيجن
وموران وروز
وإبراهيم
وماجد و ندون
و فيجي و ريان ..
أمام خصمهم خازن الذي فعل مهارة بواسطة
جوهرة ذات قوة ظلامية لتنتشل جثة جيرارد
من التراب ويتحكم بها كما أظهر مرافق فريد من نوعه ...ذو الرؤوس ..
وقف خازن وخرج من خلف ظهره أجنحة سوداء
وقال : أجنحة الظلام ومهاراتي الجديدة و القديمة سوف تفني وجودكم وتعجل بأجلكم ..
ظهرت حفر كثيرة في الأرض لتخرج أعمدة لونها أحمر دموي ضربت السقف
تمتمت روبي بحذر : دماء ؟
قهقه خازن بشراسة وقال : تحت هذه الغرفة يقبع
أحد أكبر مخازن الدماء التي أمتلكها ... المعركة معكم هنا سوف تكون ممتعة لكن بنهاية واحدة ...
هي إنتصاري ..
قال إبراهيم بسخرية : ألم يقم
كيجن بركلك من فوق التل ؟
لربما تزودت بأجنحة سخيفة مثل هذه لكي لاتقع من فوق التل ! يبدو أنك تنوي الطيران !
قال خازن بدموية : تلك المرة إستطعتوا أن تتلاعبوا
في عقول أتباعي وتجردوني من الدعم , لكن في هذا المكان انا بكامل إستعدادي مهما كان عددكم وقوتكم
حتى لو افترضنا إن القدر كتبت لكم الفوز هنا .. أين سوف تفلتوا ؟ المنمطين ولاءهم الآن لي ...
لسيد المنمطين الحقيقي الذي يملك الوحشية القصوى !
قال ماجد بحزم : حسنا سوف ننقسم
على عدد خصومنا , أنا و فيجي
و موران سوف نهتم بهذا الوحش
ذو الرؤوس الثلاثة ...
اما روبي و إبراهيم
و ندون فهدفهم
هو سيد المنمطين السابق جيرارد
ابتلت عينا روبي بالدموع ..
قال إبراهيم مواسيا : أعلم أن الوضع صعب أن
تقاتلي أباك لكن أباك بالفعل قد مات ماتريه هنا هو جثة بدون روح ...
قال كيجن : إذن بقى أنا و
روز و ريان
ضد هذا الوغــد خازن
قهقه خازن وقال بشراسة : يروقني هذا التوزيع
لم أنسى مواجهتنا السابقة وحان الوقت لكي أرد لكم الصاع صاعين !
انقض خازن بسرعة كبيرة نحو أبطالنا
وأجنحته السوداء أعطته منظر مخيف أكثر ...
حمل ريان فأسيه الأسطوريين وقال : هذه المرة
سوف تقاتلنا ونحن في مستويات أعلى ...
ظهر سيفين دمويين في قبضتي خازن والتحم الفأسين
ذو القبضة الواحدة مع السيفين الدمويين .. كان الألتحام قوي وعنيف
ظهر السفاح كيجن من خلف
خازن وضرب بسيفيه ظهر خازن
لكن ... أجنحة خازن السوداء
تصلبت بشكل غريب وتصدت لضربة كيجن
وهتف خازن بسخرية : هذه الأجنحة ليست للعرض
ثم قفز خازن وفرد أجنحته التي أصبحت حادة فجأة
ودار على نفسه بسرعة مطلقة تيار هوائي عنيف دفع كل من كيجن
و ريان للخلف
وقد ظهرت جروح عديدة في اجزاء جسهم التي تعرضت للتيار الهوائي ...
تمتمت روز بقلق : تيار هوائي يحمل في طياته
شفرات هوائية حادة ؟
قال خازن بدموية : بالضبط أيتها الحذقة ! لم أنسى
حيلتك السابقة وحان رد الدين لك !
ظهر من أعمدة الدماء رمح دموي وقال خازن
وهو يلتقط الرمح : القدماء عرفوا أن الدم غير متشابه بل هو منقسم لعدة فصائل هذا الرمح من فصيلة معينة
للدماء وتسمى هذه الفصيلة بالفصيلة البخيلة أي إنها تأخذ من جميع الفصائل الأخرى دون أن تقبل إعطاء فصيلة أخرى !
( AB ) بالمختصر أن هذه الرمح لو نجح في خدشك سوف يتسرب إلى دمك وعدم التوافق بين
الدمين سوف يولد تجلط داخل أوعيتك الدموية ومنها يسبب لك الموت نتيجة الجلطة !
قهقه خازن و هو يقول : إني أرد لك دين إبطال
مهارتي بشرح علمي معقد و سخيف !
هم خازن برمي الرمح فطعن
كيجن بطن خازن
بسيفيه على شكل مفاجأ وظهرت الدماء من بطن خازن
لكن الدماء إتخذت شكل غريب ومتماسك مكان الطعنة ...
تمتم كيجن بدهشة : هذا ..!
الدرع الدموي !
ضرب خازن بجناحه الأسود وجه السفاح
كيجن والقاه لمسافة ثلاثة أمتار للخلف
وهو يقول : بالضبط !
فجأة قبل أن ينهض كيجن
انطلقت خيوط دماء من الأعمدة الدموية لتشكل مربع دموي مغلق حول كيجن
ومن الجدران الدموية خرجت رماح عديدة وإنقضت على
كيجن الذي إتسعت عينيه بدهشة
وضربت الرماح الدموية ... وانتشرت الدماء فوق الدماء ..
إبتسم خازن عندما شاهد الهلع على وجه روز
وقال : هذا الرعب لا يساوي شيء أمام موتك البطيء و المؤلم !
رمى خازن الرمح بقوة وانحنت روز
وتجنبت الرمح الدموي الحاد لكن الرمح استدار فجأة ليضرب ظهر
روز التي سقطت بألم ودهشة على جانبها الأيمن
ضحك خازن بشماتة و قال : دماء صلبة داخل
جسدك ياله من موت مؤثر ومؤلم !
أنقض ريان على خازن
وضربه في عنقه و ظهرت تلك الدماء الصلبة التي تلقب بالدرع الدموي لتصد ضربات الفولاذي
ريان و خازن
يبتسم بسخرية و شماتة ...
في نفس الغرفة كان موران يشد على قفازه الحديدي
و هو يتمتم : ثلاث رؤوس أي رأس لكل منا ...
قالت فيجي و قد لمع حزامها الخاص
لتخرج مطرقة الرجل الصقر : في قديم الزمان
الزمان كانوا يعتقدوا أن هذا الوحش هو عقاب للمنافق في الجحيم , الرأس الأول للكذاب والرأس الثاني للخائن
والرأس الثالث لناكث الوعد هذه الخصال الثلاثة تجتمع في المنافق ...هذا الوحش على حسب خبرتي
لا يستهان به إطلاقا ..
قال ماجد وهو يجهز قوسه وسهمه : لنرى ردة
فعل هذا الوحش أمام سهم سريع ...
أطلق ماجد سهم مشتعل وهو يهتف :
القذيفة المشتعلة !
فتح ذو الرؤوس فمه ليخرج تيار ثلجي جمد السهم
الناري ثم الرأس الذي في الوسط اخرج من فمه كلتة لهب كبيرة لتخرج فيجي
بسرعة مذهل درع الضرغام للتصدة لكتلة اللهب أما الرأس الذي على اليسار ففتح فمه لتخرج صواعق قوية استهدفت المرشد موران الذي تصدى
للصواعق بقفازاته الحديدية لينتفض جسده مصعوقا , وتمتم والتيار يسري في جسده : الحديد موصل
جيد للكهرباء , اللعنة الصواعق اسرع من تفكيري ..
سقط موران على الأرض والأدخنة تتصاعد من جسده
ثم نهض بصعوبة وصواعق آخرى إستهدفته ليلمع قفازيه بطاقة ضوئية وتصدى للصواعق وهو يهتف بتحدي : هذه الطاقة
الضوئية سوف تشكل عازل لصواعقك أيها اللعين ...!
كان الثلاثة بالفعل يتصدوا لكل رأس على حدى القناص ماجد ضد الرأس الثلجي يحاول أن يفلت من فخ الجليد و المرشد موران يتصدى للصواعق المطلقة من الرأس البرقي ..
اما فيجي تتصدى بترسها لقذائف النار القوية ..
في الناحية الأخرى من الغرفة كانت روبي تنظر بحزن نحو جيرارد الذي عادت أغلب ملامحه بسبب قوة الظلام التي
تسير جسده , رفع جيرارد كفيه لتشكل كرة مظلمة
أطلقها بكل قوة نحو روبي التي نظرت للكرة المظلمة بدهشة
امسكت ندون سيدة المنمطين روبي من خصرها والتفت بها مبعدة جسدها عن الكرة المظلمة التي إنفجرت بعنف
قالت روبي بذهول مرتبك : هذا ...
هتفت ندون بصرامة : أفيقي من صدمتك !
رمى إبراهيم ست أفخاخ على جيرارد الذي وجه كفيه للأمام وأطلق شحنة طاقة دمرت أربع فخاخ قبل أن يسقطوا على الأرض
ثم ركل جيرارد الفخين برجله ليقيهم بجهة إبراهيم الذي قفز للخلف برشاقة لينفجر الفخين
بقوة , سقط إبراهيم على ساقيه واتخذ من ركبته
قاعدة يجلس عليها وقال بحذر : أنه ساحر ظلامي ومن
مهاراته أنه شخص متمكن ...
رفع جيرارد كفيه للأعلى لتظهر كرات مظلمة
قال إبراهيم برعب : أنه اللولب المظلم ! ..
تشكل درع مظلم على إبراهيم
بفعل مهارة ترس الظلام ..
وضربت الكرات الظلامية المنطقة التي بها أبطالنا الثلاثة بعنف ...
سقط إبراهيم على ظهره
وقد أحترق قميصه في جهة الصدر وقال بحنق متألم : اللعنة هذه المهارة فتاكة حتى أمام ترسي المظلم ..
كانت ندون تحمل جسد روبي بصعوبة وطاقة علاجية تداوي الشابتين من الحروق ...
رفع إبراهيم كفه و هو مازال مستلقي على الأرض
وهتف : امتصاص الصحة !
هذه المهارة تهدف إلى إستخراج طاقة من جثة الخصم لتعود على صاحبها بطاقة تشافي الجروح لكن مارجع إلى
إبراهيم كانت طاقة الظلام التي تسير داخل
جسد جيرارد لينتفض إبراهيم بعنف ويصرخ متألما : اللعنة ماهذه الطاقة المخيفة !
وأطلق صرخة قوية ليفقد إبراهيم وعيه تماما ..
كان هذا أسوأ توقيت يفقد فيه إبراهيم وعيه ..
توقيت الهلاك ... الشامل ....
في الجزيرة المخفية
تمكنت مجموعة الأبطال التي تضم كل من مالك و
داران و حسام
و فواز و كيرا
من التغلب على الخطيئة الأولى الشهوة
التي تمثلت في الملكة ايفارا بعد أن تم القضاء عليها
اكمل أبطالنا مسيرتهم إلى نقطة البوابة الضوئية حينها شهر مالك
كرستالته الضوئية لتفتح البوابة وقال بلهجة حازمة : هذه البوابة تقودنا إلى البحيرة
المتجمدة ومنها إلى عرين التنين وسوف نحسم
الأمر هناك ...
دخلت مجموعة الأبطال تلك البوابة الضوئية ليظهروا في مكان واسع ومفتوح
قال حسام بحيرة : هل هذه البحيرة المتجمدة ؟
تمتم مالك بقلق : إنها بحيرة لكن ليست البحيرة
التي ننشدها ...
نظروا أبطالنا إلى الأرض الجليدية التي غطت سطح البحيرة ...
أضاف مالك بقلق : هذه
البحيرة الغامضة يوجد من تلاعب في البوابات الضوئية لينقلنا إلى هنا ..
تأهب أبطالنا واخذوا يلتفتوا حولهم بحذر ..
تمتم داران بقلق : إلى هنا تم نقلنا
هل سقطنا في فخ عدونا ؟
خلف أبطالنا ومن صخرة ثلجية في وسط البحيرة تجمعت رياح تحمل في طياتها ثلج كثيف وراح يدور الثلج
مع دوران الرياح على شكل دوامة ثم تشكلت الثلوج على شكل إمراة ...
نظر أبطالنا إلى المرأة وقال مالك
بحدة : إنها ملكة الثلج الخطيئة الثانية
قالت كيرا : أي خطيئة ..
تمتم مالك بقلق : الفخــر أو الكبرياء
لقد إنعزلت لوحدها في هذا المكان وجمدت البحيرة لكي لا يصل لها
كائن , أسلافي قالوا أن هذا العمل بسبب كبريائها العالي الذي لا يسمح لها أن تخضع لأحد ...
قالت ملكة الثلج ببرود ينافس ثلجها : أيها البشر أنتم
هنا كما هو مخطط ...
قال فواز بقلق : مخطط ؟
قالت ملكة الثلج بسخرية : هل تعتقدوا أن وجودك
هنا مصادفة أيها البشري التافه ؟
هتف مالك بصرامة : هل أنا اتحدث مع
ملكة الثلج أم مع الخـائن ؟
ابتسمت ملكة الثلج بسخرية وقالت : كلاهما !
الملكة جسد وأنا روحها الآن ..فخرها خطيئة كبيرة لكني صنعت معروف كبير عندما حبست خطيئتها في جسدي
وعندما تشاركنا الخطيئة نفسها اصبحنا روحين في جسد واحد ...!
قال حسام بانزعاج : لم أفهم شيء !
قال مالك بصرامة : بطريقة أو بأخرى
الخائن سيطر على ملكة
الثلج التي لم تعد مسالمة بعد الآن ...
قالت ملكة الثلج ببرود : الآن سوف أدفنكم هنا
في هذا الجليد ....
رفعت ملكة الثلج كفيها لتهتز الأرض الجليدية
للبحيرة و انشق جزء من الحيرة ليخرج تنين ذو رقبة طويلة يشبه لحد كبير الوحش أوحــش
لكنه كان أزرق و جليدي ...
قالت كيرا بستهزاء : هل هذا شقيق أوحــش ؟
قال مالك بحذر : أنه من نفس الفصيلة لكن من نوع آخر
أنه يسمى التنين المتجمد ... ويبدو أنه حيوان أليف في قبضة
ملكة الثلج ...
ثم اضاف مالك بحذر : سوف نتوزع من جديد
بنفس التوزيع انا و المغوار ضد ملكة الثلج
والبقية ضد التنين المتجمد ....
ثم رمى مالك صولجانه ناحية كيرا
التي نظرت له بإستغراب فقال مالك بحزم : سوف تحتاجي هذا الصولجان الملكي
لاسميا أنك فقدت صولجانك في المعركة السابقة
أنا لدي تنيني الذي يعتبر أقوى سلاح !
أخرج مالك تنينه من بطاقته وامتطى ظهر التنين وهتف : هجوم !
أطلق التنين كتلة نارية كبيرة نحو ملكة الثلج
التي أظهرت جدار ثلجي تصدى لكتلة اللهب بكفاءة في اللحظة التي قفز فيها المغوار داران
ووقف بجانب ملكة الثلج
ولوح بفأسه ذو القبضتين في وجه ملكة الثلج
لكن فأسه تجمد في مكانه والصقيع يغطيه ما أن اقترب من ملكة الثلج
وشعر المغوار داران أن البرودة
تغوص في أوصالها فقز للخلف بسرعة قبل أن تتجمد يديه في هذه اللحظة رفعت ملكة
الثلج كفيها وقالت : إبرة الثلج !
للتخرج إبرة ثلجة عددية هاجمت داران
الذي تجنب بعضها أم البعض الآخر نجح في ضرب ساقه اليمنى وكتفه ليترنح متألما
في اللحظة التي قصف فيها تنين مالك القمة الثلجية
بقذيفة لهب عنيفة ما أن تلاشى الدخان بسبب القذيفة حتى ظهرت ملكة
الثلج وعليها غلاف جليدي متين أحاط بجميع جسدها وحماها من النيران المستعرة
ثم التفت إلى مالك الذي يحلق فوق تنينه
حول القمة الثلجية وقالت بلهجة مرعبة : لقد أزعجتني كفاية !
ثم رفعت كفها الأيمن ناحية مالك وهتفت :
الأجزاء الجليدية !
اهتزت القمة الجليدية لثواني ثم برز منها كتل صخرية جليدية وحلقت في الهواء ثم اندفعت نحو مالك
وتنينه يحلق مسرعا مبتدعا عن الكتل الثلجية التي راحت تطارد
مالك بإصرار ...
ابتسمت ملكة الثلج بسخرية وهي تشاهد التنين يبتعد
ثم رفعت كفها بالقرب من رقبتها ليظهر رمح جليدي في كفها وإلتفت إلى المغوار الساقط على الأرض متألما
قالت ملكة الثلج بسخرية : الثلج وما أدراك ما الثلج
قديما البشر عندما كانوا يريدوا أن يوشموا أنفسهم بالاوشام المختلفة كان الأبرة تمثل ألم مخيف لهم
وعدم توفر المخدر في ذلك الوقت كانوا يستخدموا الثلج ويدعكوا به المنطقة المراد وشمها ونتيجة للبرودة الشديدة تتخدر
تلك المنطقة فيسهل عمل الوشم فيها بدون ألم شديد ... هذا ما حدث لك أيها المسكين المعتــوه هذه الأبر الثلجية
تسببت ببرودة شديدة في انسجة عضلاتك فخدرتها تماما لتعجز أنت عن الحركة !
أقتربت ملكة الثلج من
داران وهي تقول بشماتة وهي ترفع
الرمح الثلجي عاليا : سوف أخلصك من خدرك لتصل إلى مرحلة نشاط الموت !
وهوت برمحها في اللحظة التي أمسك فيها المغوار داران
فأسه المتجمد وفعل مهارة تطوير السلاح بالطاقة النارية
ليتشكل لهب حول السلاح وحول المغوار وضرب بفأسه ساق ملكة الثلج لتتراجع وأدخنة تخرج من ساقها المصابة لكن سرعان ما التأم الجرح وقالت بسخرية : الثلج ضعيف
أمام النار وهذه حقيقة لكن ماذا تنفع شعلة صغيرة أمام قبر جليدي .. هذا المحيط الثلجي الشاسع كله جسدي وسوف يعوض
ما يتلف منه ...
رمت ملكة الثلج رمحها الثلجي بغتة على المغوار
الذي تدحرج على جانبه الأيمن ليتجنب الرمح ثم نهض المغوار داران
وقفز من فوق التل الثلجي ليسقط فوق تنين مالك
الذي اقترب من التل و الكتل الثلجية مازالت تطارده تمتم مالك
بقلق : لم تستطيع هزيمتها ؟
لم يجاوبه المغوار الصامت داران الذي
كان يعالج أصابته السابقة بتقنيات علاجية أولية ...
في نفس المكان على سطح البحيرة الغامضة كان فواز
يرشق جسد التنين المتجمد بأسهمه الغفيرة لكن التنين
المتجمد لم يبدوا عليه التأثر بل راح يطلق أنفاسه المجمدة على السفاح حسام
الذي كان يعدو بسرعة السفاحين الكبيرة هنا وهناك محاولا أن يشتت أنتباه
التنين المتجمد وفوق ذلك الهرب من أنفاسه المجمدة !
توقف التنين المتجمد عن إطلاق أنفاسه وانتفض جسده بغتة
لتتشقق الأرضية الثلجية على مستوى واسع فتكونت نتوءات جليدية وشقوق وحزوز ...
ليتعثر حسام بإحدى تلك الشقوق ..
فأطلق التنين المتجمد صوت مخيف ظافر
وتراجع رأسه للخلف والسهام ترميه دون فائدة واستجمع التنين المتجمد
نفس عميق ثم زفر بقوة وانطقت عاصفة ثلجية نحو السفاح الذي شعر بالبرودة القادمة من بعيد
ظهرت كيرا بغتة وسحبت السفاح
حسام من ذراعيه ليتجنبوا العاصفة المجمدة
لكن حسام استلقى على الأرض وهو يرتجف
متجمدا وقد أصبح لون شعره أبيض بسبب الثلج وقال وفكيه يرتجفان : ياللهول تجمد جسدي !
عرفت كيرا أن السفاح أصيب بمقدار بسيط
من العاصفة الثلجية لكنها هذا المقدار اصابه بشلل مؤقت ولن تسطيع الهرب معه من الهجوم القادم
الذي يحضره التنين المتجمد
ركضت كيرا مبتعدة عن السفاح
حسام و أطلقت صفير قوي وقالت : هيييه أنت
يا متجمد الرأس إنظر هنا !
أخرجت كيرا بطاقة من جيبها وقالت : هل تعرف من هذا ؟
أنه أخاك العزيز ! إنظر له ! انه محبوس هنا بحزن !
لم يصدر التنين المتجمد حرف واحد ولم يتعرف اصلا على البطاقة
لكن وجود فتاة مزعجة تصيح به بهذا الشكل جعله ينزعج ويتجه نحو كيرا
بغضب حينها قالت كيرا
بسخرية حزينة : يا إلهي لماذا أصبحت غبية فجأة ولعبت دور المنقذة !
أخرج فواز قنينة صغيرة وسكب بعض من الزيت
على عدد من الأسهم ثم ضرب حجر صغير بالأسهم المبللة بالزيت لتشتعل الأسهم بلهب
وشهر الأسهم السبعة نحو خصمه التنين المتجمد وهتف : النار السريعة !
وانطلقت الأسهم النارية وضربت جسد التنين المتجمد بقوة
لتناثر مياه غزيرة وعلى الرغم من الإصابة التي ظهرت على جسد التنين المتجمد
إلا أنه أكمل مشواره نحو كيرا وأطلق موجة
مجمدة نحو فواز الذي قفز مبتعدا
لكن الانفجار المجمد نجح في النيل من ساقيه لتتجمد ساقيه ويسقط على الأرض متألما وتتناثر أغراض
حقيبته وسهامه ونشابه على الأرض الجليدية , تدحرجت قارورة الزيت على الأرض الجليدية
لتضرب ساق كيرا التي نظرت لقارورة
الزيت لثواني ثم تناولت القارورة لتجد التنين المتجمد على بعد
أمتار منها وفمه مليء بالهواء المجمد فتحت كيرا
القارورة بكل توتر وقلق ثم أفرغت محتوى الزيت كله في فمها وهتفت في أعماقها : لسان اللهب !
لتلمع بطاقة أوحـــش في حزامها
وبفعل الزيت الذي يملئ فمها وبفعل البطاقة التي في حزامها الخاص أنطلق لسان من اللهب ضخم للغاية ضرب وجه
التنين المتجمد ليتراجع متألما والمياه الغفيرة تتناثر من وجهه
وهو يتراجع ولسان اللهب يضرب وجهه بقوة , كانت كيرا
تتقدم و التنين المتجمد يتراجع للخلف
كانت كيرا تدرك أن الزيت في فمها سوف ينفذ قريبا
وسوف تعود المياه تتجمد في وجه ذلك التنين الجليدي فقبضت على صولجانها الملكي وزودته بقوة ضوئية
وفي اللحظة التي نفذ فيها الزيت وتوقف اللهب قفزة عاليا فوق جسد التنين المتجمد
وتسلقت رقبته الطويلة بسرعة لتصل إلى رأسه الذي حدثت به فجوة كبيرة للغاية بسبب اللهب المستعر
لكن لاحظت أن جدران الفجوة تلتئم بسرعة والفجوة تتقلص حينها شاهدت كيرا
جوهرة زرقاء اللون على شكل قلب تحلق داخل الفجوة وهي تلمع ببريق أزرق
فتقدمت نحو الجوهرة الزرقاء وهتفت : هذا إذا شكلك الحقيقي !
ودارت على نفسها وصولجانها يلمع بطاقة ضوئية وهتفت التحطيم الدوراني
وضربت كيرا الجوهرة الزرقاء
ثلاث ضربات دورانية متتالية لتظهر شروخ عديدة في في الجوهرة وانتفض جسد التنين الدودي الجليدي
لتظهر كيرا بطاقة حمراء فارغة وضربت الجوهرة
الامعة الزرقاء وقالت : ختــــم !
انتفضت الجوهرة مرة أخرى ثم إنفجرت لتطير كيرا
للخلف وتسقط من فوق ذلك الأرتفاع الكبير لتسقط على الأرض الجليدية بألم وهي تشعر أن شيء في جسدها
قد تحطم ثم تهاوى جسد التنين المتجمد ليصبح صخور جليدية على الأرض
نظرت كيرا للبطاقة الحمراء في كفها لتشاهدها
قد تحطمت فقالت بأسى ساخر : لقد فشلت في ختمه , يبدوا إني قد إرتكبت خطأ غبــي هناك ... لكن على
الأقل قد هزمته ...
قال فواز بألم وهو مستلقي على الأرض: إذا كان هذا
الوحش مثل أوحـــش فهذا يعني أن جسده الأصلي تحت الماء وما هذا الذي قاتلناه
الا عضو إفتراس !
إبتسمت كيرا بسخرية وهي تسري في جسدها طاقة
ضوئية صافية تعالج جروحها وقالت : لماذا المعلومات المفيدة تأتي متأخرة دائما ؟ على الأقل فقد ذلك الوحش
عضو إفتراسه وعندما يستطيع تكوينه أتمنى أن نكون قد رحلنا !
في نفس المكان كان تنين مالك الذي يحمله ويحمل
المغوار داران ...
كان التنين يحلق حول القمة الجليدية وهو يناور ببراعة الكتل الثلجية تمتم المغوار داران
بهدوء : أنا إبن الماء ...واموت حين أكون في الماء ...
نظر له مالك بتساؤل
فابتسم داران إبتسامة غامضة
وقال : كان هذا لغز قديم في طفولتي .... هل تعرف الجواب الذي في جعبتي ؟
فكر مالك قليلا ثم قال : كلا ..
إبتسم داران ابتسامته الغامضة
تلك وقال : كثير منا جانبه الصواب .... الثلج كان الجواب ...
فكر مالك قليلا ثم فهم ما خطة المغوار
فنظر إلى الفجوة الكبيرة في البحيرة التي نتجت من ظهور التنين المتجمد
وقف داران وغمره
لهب مستعر بفعل مهارة ترس النار
وقال المغوار وهو يتأهب : نحوها عدل مسارك ... وما أن أقفز أغمرني بنارك !
واقترب التنين من التل الجليدي وقفز داران
في الهواء وأطلق التنين كتلة نارية ضخمة على جسد داران
الذي بفعل مهارته الخاصة أمتص الطاقة النارية ليصبح مثل الشهاب الناري منطلقا
نحو ملكة الثلج الذي أطلقت كتلة جليدية ضربت
جسد المغوار المشتعل لكنه واصل أنقضاضته وأمسك كتفي ملكة الثلج
و سقطا من فوق التل الجليدي تمتمت ملكة الثلج بغضب
و بخار الماء يتصاعد من كتفيها ومن جسدها : أعترف أن لهبك هذا حارق
حتى لو صهرتني تماما سوف أعود للتشكل في ثواني مرة أخرى !
لم يجاوبها المغوار داران
بل كان يركز على الفجوة المائية التي تقفع أسفلها التفت ملكة الثلج
إلى الخلف وشاهدت الفجوة وقالت برعب : أنت لا تنوي ...!
لم تنتهي من عبارتها كاملة حتى سقط الأثنان في فجوة الماء وانطلق بخار الماء بكثافة وغمر المكان ضباب كثيف
شهق داران و رأيه يخرج من
الماء والتقط نفس عميق وشعر ببرودة الهواء تمزق رئته نظر لجانبه ليشاهد ملكة الثلج
قد ذاب نصف وجهها وهي تنظر للمغوار بحقد وغضب وقالت : على الرغم من إني جمدت هذا المكان
لكن غمر جسدي بالماء هو أمر شنيع ... شنيع للغاية ...
أنهت عبارتها واذاب جسدها كاملا في الماء هنا أطلق مالك
تنهيدة إرتياح ....تنهيدة تخبره أن أحد العقبات قد زال ... إلى الأبد ...
في مقر المنمطين وقفت روز
بألم وهي تنتزع الرمح الدموي الذي اختفت مقدمته وعلى ما تشعر به يبدو أنه قد تسرب الكثير منه
عبر الجرح الذي في ظهرها إلى داخل جسدها لتمتزج دماء الرمح بدماءها ..
سبب هذا قلق كبير روز فقامت بإستخدام تقنيتها
العلاجية لتعالج جرحها فقهقه خازن بشماتة وهو
يتجنب ضربات الفولاذي ريان تارة وتارة
يصدها بدرعه الدموي وهتف : لاتنفع التقنيات العلاجية في فك جلطة مثل هذه ...
كانت روز صامتة وشعرت براحة عندما
التأم جرحها كاملا فسمعت صوت قلق يهتف : هل أنت بخير روز !
كان ذلك صوت كيجن
فاتسعت عينا روز بسعادة
كان السفاح كيجن
في اللحظة التي هاجمته الرماح الدموية داخل سجنه الدموي ذو الأربعة الجدران قد استخدم مهارة
التفادي المركز ليقفز في الهواء مسافة نصف متر
ويعبر رمح بجانب رقبته من الجانب الأيمن ورمح من بين ساقيه ورمح من تحت ذراعية
فعلق كيجن بين الرماح
غير قادر على الحركة بهذه الوضعية الغير مريحة ...
ضرب خازن بجناحه الأسود جسد ريان ليلقيه بعيدا
فهتف خازن : لنشاهد كيف سوف تتجنب مجددا الرماح الدموية !
انسحبت الرماح الدموية نحو جدران الدم ثم برزت مرة أخرى منذرة بهجوم جديد
في اللحظة التي أطلقت روز
رمح جليدي ضرب أحد الجدارن الجليدية المحاصرة لزوجها فتجمد الجدار الدموي فورا
فركل كيجن الجدار
المتجمد بقوة ليتهاوى الجدار ويخرج كيجن
من الحصار في اللحظة التي خرجت الرماح الدموية ...
قال خازن بغضب : كيف هذا ؟
ثم التفت إلى الطبيبة وقال : أنت المفترض أن تكوني ميتة في مثل هذا الوقت !
تمتمت روز بسخرية : أنت مولع بشيء أسمه
الدم أيها المسخ لكن يبدوا أن معلوماتك ضحلة جدا في هذا المجال ...
هل تعلم أن الدم بنسبة لا تقل عن 70 % يحتوي على الماء ؟
والماء سهل جدا تجميده بضربة مثل هذه , أما بالنسبة لموتي يبدوا ان حيلتك لم تنفع إما أنك أخطأت في
إنتقاء فصيلة الدم للرمح أو أن فصيلة الدم التي أملكها تتوافق مع فصيلة ددمم الرمح ... ولمعلوماتك أيضا
أن الجلطة قد تكون متأخرة أي تظهر بعد عدد بسيط من الأيام ...
وقف ريان على ساقيه وقال بشماتة : لا تحاول
أيها الوغـــد أن تتذاكى على روز
لأنها رقم 1 في المحاضرات العلمية يبدو أنك تحتاج أن تسمع درسها عن الصراصير الأكلة للحوم ...
قاطعه خازن بشراسة : صراصير ؟
أنتم الصراصير التي سوف أسحقها بقدمي , لا سيما ومعي هذه التقنيات الجديدة من النظام لن يهزمني أحد !
قال كيجن ببرود : النظام ؟
إذن هو من زودتك بالمرافق والجوهرة المظلمة و اجنحة الظلام ! لقد قررت أن تتعاون من الطرف الخطأ ..
قهقه خازن بدموية وقال : طرف خطأ ؟
فلتعلم أيها التافه إني لا أهتم بالنظام أو غيره , ليس خازن
من يخضع لأحد النظام هو تمثيلية مني للتعاون لكي أكشف المزيد من أسرار قوتهم وما أن أطمأن إني قد عرفت
أسرارهم سوف أقوم بسحقهم كصراصيركم واحكم هذا العالم وحينها سوف ينقسم العالم لقسمين من جديد ..
لمعت عينيه بذلك البريق الأحمر المخيف وقال : القسم الأول منمطين
والقسم الثاني طعام المنمطين
فرد ذراعيه وانفردت أجنحته السوداء وأطلق ضحكة جنونية تجمل كل طموحه و جنونه ...
في نفس الغرفة من الجهة الأخرى كان إبراهيم
مستلقي على ظهره فاقد للوعي وفي غمرة اللا وعي شاهد ظلام دامس وعميق ثم ظهر من الظلام
شيطان له أجنحة مظلمة وقال وعينه الامعة تلمع بقسوة : جسدك ملكي و روحك تصارع قوتي
حان وقت خروج روحك من الجسد ليكون كل شيء ملكي !
حلق الشيطان وأمسك عنق إبراهيم
فصرخ بألم ورعب ...
خارج عالم اللا وعي انتفض جسد إبراهيم
بعنف ثم كسته هالة ظلامية وارتفع جسده عاليا وانطلق كقذيفة ليضرب الجدار الصخري بعنف
ثم انطلق مجددا ليضرب جدار آخر وقد نزفت جبهة إبراهيم
بغزارة , قالت ندون بقلق وهي تحمل روبي
من ذرعها : يبدو أن طاقة الظلام انتقلت لجسد هذا المحطم وصار يتحكم به ..
قال روبي بذهول و أسى : أبي ..
أطلق جيرارد قذيفة مظلمة نحو الشابتين
فأطلقت ندون قذيفة ضوئية تسمى
العاصفة المضيئة ! ليحدث انفجار مخيف ناتج عن تصادم القذيفتين مع بعض ليلقي الشابتين أرضا
مجددا و روبي تبكي بحرقة : أبي .. لماذا أنت ...
صفعت ندون خد روبي بقوة
وهتفت ندون بحدة : أفيقي أيتها الفتاة
الخرقاء ! هذا ليس أباك هذه جثة فقط واذا لم تفيقي سوف تتحولي إلى جثة مثله يسيرك هذا المسخ المجنح !
غطت روبي وجهها وهي تبكي بحرقة ولم تعرف
ندون هل حمرة عين روبي بسبب البكاء
أم بسبب القلوب التي تم التهامها من قبل هذه الشابة ...
نهضت ندون وقالت بصرامة : لا أعلم ما هي العلاقة التي
جمعتك بأباك لكنها على ما يبدو علاقة قوية , أنا اعرف مثل هذه العلاقات لاسيما إني تعلقت بعرابتي كثيرا
لكن من موتها عرفت شيء واحد .... الناس تموت و الحياة تستمر ....
لا أعتقد أن اباك يريد أن يؤذيك لكن هذه الدمية التي تقاتلنا تريد فعلا التخلص منا ...
أغمضت روبي عينيها وهتفت باكية : لا أستطيع الهجوم عليه !
لا أستطيع أن انظر لوجهه وانا انوي تدميره !
امسكت ندون ياقة روبي ورفعتها بقوة
لتنظر لوجهها بصرامة وهتفت : إذن لا تنظر لوجهه قاتليه ودميره كأي جثة خصم لعين !
أنت سيدة المنمطين ولستي فتاة رضيعة نعتني بها !
فكت روبي قبضة الحكيمة وتراجعت خطوة للوراء ثم أنزلت رأسها
وهي تفكر لثواني ثم مسحت دموعها وارتسمت الجدية على وجهها وقالت : أيتها الحكيمة سوف يكون لك الفخر أن
تقاتلي في مكان يحمل ثلاث أسياد للمنمطين على مر حقبات مخلتفة ...
أخرجت روبي سيفها النحيف وقالت بجدية : لنتخلص من هذه الجثة
هنا ثم نعلم من أهان مقدسات والدي درس لن ينساه وهو في الجحيم ..
ابتسمت ندون ثم التفت إلى جيرارد
الذي كان يجهز مهارة اللولب المظلم ! وجسد
إبراهيم يواصل ضرب
الجدران بعنف , قالت ندون بحزم : سوف أحرر هذا المحطم
وانتي أهتمي بالجثة العدوانية !
لم تكن ندون تنوي أن تقول أباك لكي لا تعود
روبي إلى حالة الحزن تلك ...
انطلقت الكرات المظلمة نحو الشابتين وانطلق روبي
بسرعة نحو جيرارد والكرات المظلمة
تضرب و روبي تتجنب بكل براعة الهجمات
بينما الحكيمة ندون
قفزت عاليا متجنبة كرة مظلمة عنيفة واخرجت ترياق من حقيبتها والقته على جسد إبراهيم
الظاهر وضرب الترياق جسد المحطم لنتفض الجسد بعنف في الهواء والسائل الذي تناثر
حول جسد إبراهيم يمتص الطاقة المظلمة
وتحول السائل إلى كرات هلامية مظلمة ليسقط جسد المحطم أرضا
, فتح إبراهيم
عينه بألم وقال : أين ذهب ذلك الشيطان ...؟
قالت ندون بحزم : هذا الترياق الذي حضرته في لحظات
هجوم تلك الجثة قد أتى مفعوله , لكن مقدار الطاقة الظلامية في الجثة أكبر من جسدك ايها المحطم أشك بنجاح
هذا الترياق عليه ..
في هذه اللحظة كان روبي رافعة حسامها وقد اقتربت
من جيرارد الذي لمع كفيه بطاقة ظلامية
فقالت روبي برعب في داخلها : اللعنة أنه يحضر إلى
الكابــوس لن أفعلها في الوقت المناسب !
في اللحظة التي وجهت روبي حسامها نحو رقبة
جيرارد كان الأخير انتهى من تجهيز مهارته .....
ضربت روبي....
ولم يفعل جيرارد مهارته ...
بل أنزل كفيه للأسفل ..
ونظر جيرارد إلى أبنته نظرة حزينة
وخيل إلى روبي أن عينا جيرارد
قد أدمعت ثم هوى رأس جيرارد
منفصلا عن جسده لتختفي الطاقة الظلامية ويهوي جسد جيرارد
أرضا ...
اقتربت ندون من سيدة المنمطين وقال : عمل رائع , آسف على
صراخي وصفعتي ..
تمتمت روبي بصرامة : أي صفعة ؟ لا أتذكر أنك صفعتني !
لو فعلا أن يدك إمتدت علي لما شاهدتي كفك في ذراعك أصلا ....
خلف قناع الصرامة , كانت روبي تبكي بحرقة ...
تبكي من القلب ... القلب القاسي .... والمكسور ..
كانت الألوان جميلة و تتسارع مع بعض بشكل متناسق وجذاب
لكنها مجرد ثواني قليلة لتختفي هذه الألوان المتطربة
ويعود منظر الثلج الكئيب ....
ظهروا أشخاص عددهم أربعة وفي وسطهم ذئب
قال ناجي و هو يتفحص المكان حوله : لا يبدوا المكان لي
كبحيرة متجمدة !
انحنت نهاد وقبضت على الثلج
ثم جعلته يمر من خلال اصابعها وقالت : إنه ثلج وليس جليد ...
قال جاسر بقلق : هل تهنا ؟
شد ناجي ذراعيه أمام صدره وقال بحزم حائر : أنا لم أزر
البحيرة المتجمدة من قبل , ولكن أعرف أن هناك بوابات ضوئية
تنقلنا إليها , وعلى ما وصفه لنا زعيم الجزيرة مالك
فأن البوابة الضوئية التي عبرناها هي البوابة المقصودة ...
قال جاسر و هو يشير إلى مكان : إنظروا هناك
يوجد دخان ضعيف يأتي من المنحدر هناك ..! هل هذا يعني أن هناك نار ؟
اقترب أبطالنا من حافة المنحدر ليشاهدوا خيام غريبة الشكل على بعد مسافة منهم
وهناك نار كبيرة موقدة ...
قال ناجي بقلق : اللعنة ! ما الذي أتى بنا إلى هنا ؟
نظر له ابطالنا بقلق فأكمل ناجي بعد أن بلع
ريقه بصعوبة : هذه قبيلة ماردوكا الشهيرة ...
يا إلهي كيف وصلنا لمنطقة العرين !
قال أسامة وقد بدأ القلق يدخل قلبه
بسبب الملامح المرتعبة للمتراس : ما الذي يقلقك ؟ هل هناك من يتقاسم الجزيرة معكم ؟
هل هم السكان الأصليون ؟
التفت إليه ناجي وقد ظهر عرق
على جبهته بالرغم من برودة الجو : قبيلة ماردوكا
قبيلة منعزلة ما تراه هناك هو مخيمهم الدائم بالقرب من البحر لكي يتسنى لهم الصيد
هم قبيلة منعزلة فعلا وقد يبدوا مسالمين لكنهم يكرهوا دخول أحد في شؤونهم
فينقلبوا شرسين همج , وقد يقطعوا الغريب إربا وياكلوا لحمه !
قالت نهاد بهلع : أي قوم يقوموا
بمثل هذا العمل !
تمتم ناجي برعب : أنهم وحوش وليس
بشر سمعت أنهم وحوش قدموا من صحراء بعيدة في العالم الخارجي وتكاثروا وتكيفوا
هنا , إنهم وحوش اشبه بالذئاب والقطط التي تقف على ساقين مثل البشر !
دب الخوف في قلوب أبطالنا ما أن سمعوا العبارة الأخيرة
فعقد أسامة حاجبيه وقال بحزم : إذا
علينا أن نجد مخرج من هنا قبل أن تتطور الأمور إلى الأسوأ !
أخرج ناجي خريطة من حقيبته
ومددها فوق الأرض الثلجية
ثم أخرج قطعة معدنية دائرية سطحها العلوي مكون من طبقة
زجاجية وداخلها سهم يدور ببطء في إتجاهات عشوائية
قال ناجي وهو ينظر للخريطة : حسب
الخريطة ومستعينا بـ البوصلة لتحديد الأتجاهات
أقرب طريق لنا يكون من هذا الأتجاه !
أشار بيده نحو جهة الغرب ونهض وهو يلملم أغراضه ويضعها في الحقيبة
قال أسامة بعجل : إذن علينا
الرحيل من ذلك الأتجاه والبحث عن وسيلة أخرى تقودنا إلى الهدف
هم أبطالنا بالتحرك لكن الذئب فنرير
تأهب بطريقة عدوانية وكشف عن أنيابه وقال بصوته الخشن : هناك شيء قريب منا ..
نظروا أبطالنا للذئب بتوتر فقالت نهاد
بخوف : شيء ؟ ماهو هذا الشيء ..؟
هز فنرير رأسه بتوتر
وقال : لا أستطيع تحديد ما هو بالضبط لكن رائحته لا تشبه رائحة البشر أبدا ..
فوق ذلك هناك روائح ظهرت للتو .. إنها تشبه رائحة اشمها يوميا ...
كان الجميع ينظر للذئب وهم يسمعوا كلماته بكل توتر فأضاف فنرير بلهجة متوترة : إنها رائحة ذئاب ...
و ظهر من بين الثلوج عدد كبير من الظلال متباينة الأحجام و الأشكال
وظهر ظل ضخم للغاية لشخص يسير على قدمين يقول بصوت خشن يفيض
بالقسوة و الشرور : آآآه ها انتم ذا , هل تأخرنا عليكم أم أنتم من تأخر في الظهور ؟
مؤخرا البوابات الضوئية تتصرف بغرابة ...
مشت الظلال نحو أبطالنا المتأهبين أكثر وأكثر حتى تبين لهم هيئة مستقبليهم
ذئاب كثيرة للغاية
و وحوش تشبه الذئب تمشي على قدمين
و يتوسطهم وحش ضخم للغاية أشبه الذئب و القط الشرس
أزرق اللون يمشي على ساقين كان افضل تعبير خطر على
بال أبطالنا هو أن أضخمهم جدير بان يلقب الرجل الذئب ....
في مقر المنمطين
بداخل غرفة القيادة السابقة كانت المواجهة محتدمة مع أبطالنا
وتقسم أبطالنا إلى ثلاث مجموعات ليواجهوا شر سيد المنمطين الأكثر وحشية
خازن ....
قال خازن بشراسته المعهودة : بعد كل هذه السنين
فتحتوا أيها الثوار الجبناء باب المجد لي ...
قال ريان وهو يمسك فأسيه الأسطوريين : لماذا ؟
هل لأننا سوف نقتلك في مقرك ؟
قهقه خازن بوحشية ثم تمتم : كلا أيها الظريف , طوال هذه
السنين كانوا المنمطين يمثلوا المحور الثالث في هذا العالم البائس , طوال هذه السنين أفضل المتفائلين
كان يجزم أن المنمطين لن يستمروا أكثر من 7 سنوات قادمة بعدها تصل المنظمة لمرحلة الركود في قواها
بفعل فقد أعضاءها لقواهم ثم نصل لمرحلة التفكك إما بأن ننقلب على بعضنا ونقتل بعضنا البعض
أو أن تتم هزيمتنا من قبل النظام في مواجهة حاسمة , لهذا وجب وجود الحل لهذه الأزمة
وكان الحل على حسب المفكرين أن تنظم منظمتنا لأحد المحورين , النظام و الثوار
الأول يرفض وجودنا وبقوة و الثاني نحن نحتقرهم ونعتبرهم فرائس ...
لكن أتباعي الحمقى تقبلوا أن ينضموا للجهة الأضعف لتجعلوا النظام يقلق فعلا
من هذا التعاون ويضطر للأعتراف بي رسميا حليفا لهم وهذا الشيء جعلني أتنقل
في هذا العالم في الأيام المنصرمة بكل حرية , لكن أنا لست أبله وأعلم إن بعد القضاء
عليكم تماما سوف ياتي الدور علينا ....
قالت روز بحدة : وبما أنك
تعلم هذا , لماذا تصر على الوقوف في صفهم ؟
فرد خازن جناحيه بفخر وتبختر وهتف : إنظري حولك
إنظري للقوة التي قد إكتسبتها و القوة التي سوف أكتسبها في المستقبل , أنا أعلم أنه يوجد ثوار في الخارج
وجودهم خارجا يتيح لي المزيد من الوقت و القوة , بعد القضاء عليكم هنا , سوف أستلم مهمة القضاء
على بقية الثوار الذي لانعلم عنهم شيء حاليا وهذا يعني إن النظام سوف يتيح لي صلاحيات أكثر
لأني أكتشفت شيء مهم ...
إبتسم خازن بثقة وهو يضيف : على الرغم
من القوة الخارقة للنظام إلا أنهم لسبب ما لا يريدوا الدخل في المعارك بأنفسهم ولهذا يستخدموا
أتباعهم كبيادق ولكن الهزائم المتتالية التي لحقتهم من قبلكم جعلهم يضطروا إلى التدخل بأنفسهم
وخسرتم أنتم أوروك على الرغم من فوز النظام
بتلك الطريقة المذهلة إلا أن اعضاء النظام لا يفكروا أن يتدخلوا مباشرة مجددا في الوقت الراهن ..
لتفكروا قليلا معي الهزائم بسبب ضعف العناصر المختارة
والفوز جاء بسبب القوة المضافة للمعركة ولضمان القضاء على بقية الثوار يحتاجوا
لقوة جبارة وبما أنهم لن يتدخلوا في المعارك المباشرة مجددا في الوقت الحالي
سوف يكون صاحب القوة الجبارة .... أنا !
قال كيجن ببرود : و أنت
تظن أنك بتلك القوة سوف تكون مساوي لقوة النظام وتقوم بالتخلص منهم ؟
قال خازن بإبتسامة مخيفة : بالضبط , انا حاليا
أعتبر أفضل عناصر القتال المتوفرة لديهم لكن لم أصل لمستوى أقواهم بعد , لكن سوف أصل بهذه الطريقة !
ظهر سيفين في كفي خازن ثم ظهرت اعمدة
دماء إضافية ضربت سقف الغرفة بعنف وتفككت بعض الأعمدة لتتطير قطرات الدماء الغفيرة
بالقرب من خازن ثم تشكلت على شكل سيوف
كثيرة تطير بالقرب من خازن
قالت روز بتوتر : عدد السيوف الطائرة
يفوق الـعشرين سيف ....
قال خازن وهو يتأهب : أيتها الجميلة أنت بالذات يجب
أن تهلكي هنا ,الإنسان طوال حياته يتنقل بين طبقات الإنسانية يتذبذب بين تلك الطبقات
ذلك يسمى طيب وذلك يسمى شرير ذلك يسمى قاتل ... كل ذلك على حسب طبقات وهمية تخيلها الناس
أدني تلك الطبقات تلك التي تجعل الإنسان يصل لمرتبة يفقد فيها إنسانيته و لا يكون شيء يختلف فيه
عن الشيطان الا بجسده و أعلى تلك المراحل التي يرتقي بها الإنسان بأخلاقه و طيبته ليصبح أشبه بالملائكة
وبما إني شيطان على هيئة بشر أنت يا ملاك على هيئة إنسية عدوتي الأكبر هنا !
قال كيجن وهو يشد على سيفيه
بقوة : لا أعلم بما تخرف يا هذا لكن عدوك اللدود هنا ...!
التفت له خازن بسخرية : لا تستعجل دورك يا كورام ...
قالها وأنقض أبطالنا الثلاثة على خازن
الشيطان الانسي ....
في مقر المنمطين
في نفس الغرفة وقف ذلك الوحش الذي يشبـه الكـلب ويملك ثلاثة رؤوس يضرب بقوة أبطالنا
فيجي و موران و ماجد قال الأخير وهو يتصدى بقفازاته المزودة بقوة الضوء إلى الصواعق العنيفة : على هذا المنوال سوف نفقد طاقتنا ونهزم .ولا نعلم المدة التي يستطيع فيها هذا الوحش أن يواصل هجومه ..
كانت فيجي تصد قذائف اللهب
بواسطة ترسها ترس الضرغام هتفت
عندما سمعت كلام المرشد : هل لديك خطة أم إنه مجرد تذمر ؟
قال ماجد وقد غطى وجهه بذراعه
عندما انطلق من أحد رؤوس الوحش هبة جليدية فانفجر فخ
ناري كان ماجد قد وضعه مسبقا
ثم شقلب ماجد على الأرض واطلق سهم
لكن ذو الرؤوس وبالتحديد رأس الجليد أطلق نفخة جليدية جمدت السهم
ليسقط وسط قالب جليدي وعاود الرأس إطلاق الجليد مجددا , هتف ماجد وهو يناور : لن أتحمل ضغط جسدي أكبر أشعر بالبرودة تقترب مني ولو وقعت أرضا لأنتهي
أمري ! أنت أيها المرشد هل تملك شيء ؟
إبتسم موران بسخرية وتمتم في نفسه : إنهم يعتقدوا
إني حلال المشاكل , لربما أستعجلت قبل أن أطلق على نفسي مرشد , لو أنتظرت 10 سنوات أخرى لكان ذلك أنسب
ولم أكن أتعرض لهذه المشاكل , على كل حال لنحلل الموقف بعيدا عن الضغط , ثلاث رؤوس رأس جليدي ورأس ناري
ورأس برقي , والأقتراب منهم محظور ... على الأقل من الأرض ...
إبتسم المرشد موران وقال : وجدتها يا سادة
لكن أحتاج تغطية وقد تتأذوا قليلا ...
قالت فيجي بحيرة : تحتاج ترسي ؟
هتف موران بسخرية : صدقيني عزيزتي
سوف تحتاجيه أنتي أكثر مني !
ثم اضاف : أيها القناص ماجد هل لك أن تطلق
أسهم أكثر على الهدف ؟
قال ماجد بحزم : لن يفيد هذا ! دفاعه أقوى
مما تتخيل كذلك دقته العالية في التصدي للضربات !
قال موران بصرامة وهو يتصدى للصواعق : لا أريدك
أن تؤذيه فقط أريد تشتيت إنتباهه قليلا ..
فكر ماجد قليلا وتمتم في نفسه : مثل تلك المهارة
التي تطلق وابل من السهام جديرة بأن تبقيه في مكانه لثواني وهذا يتيح للوحش أن يقتنصها بانفاسه الجليدية ..
أغمض ماجد عينيه وأكمل : علي أن اثق
في المرشد ...
ثم هتف بقوة : قفص الفولاذ !
وانطلقت وابل من السهام نحو الوحش ذو الرؤوس
الذي أطلق كتلته الهوائية الباردة بالفعل لتضرب صدر القناص وتجمد درعه الجسدي وقوسه وتلقيه
مسافة متر كامل للخلف وسقط القناص متألما غير قادر على الحركة في اللحظة التي أنطلقت الأسهم
نحو ذو الرؤوس فرفع رؤوسه الثلاثة
يضرب الأسهم المنطلقة نحوه بكل دقة , إنطلقت فيجي وهي متزودة بترسها نحو الوحش ولمعت بطاقة في جيبها ليظهر سيف العظمي في كفها
وكان خلفها بالضبط يعدو المرشد موران
وصلت فيجي
ورفعت سيفها العظمي وقالت : مت أيها الوحش !
في اللحظة التي ضربت فيها إستدار الرأس الجليدي
ليطلق تيار جليدي اصاب السيف العظمي
وعندما ضربت فيجي
رأس الوحش تحطم السيف المتجمد عندها إستدار الرأس الناري
إلى فيجي
وفتح فمه مستعدا لينفث لهبه على فيجي
فجأة سقط المرشد كأنه سباح ينوي الغوص في بركة ماء , نعم سقط من الأعلى
كان المرشد موران يعدو خلف
فيجي وعندما همت فيجي بالهجوم
قفز موران للأعلى وفوق
الوحش ذو الرؤوس مباشرة
ليمسك المرشد موران بيديه القويتين
الرأس الناري ويديره نحو الرأس الجليدي وكان الرأس الناري
قد أطلق ناره بالفعل لتضرب النيران وجه الرأس الجليدي
الذي حاول أن يصد النيران عبر جليده البارد والتقى النار بالجليد وضرب الرأس الأخر
غضب الرأس البرقي وأخرج صواعقه نحو المرشد
الجاثم فوقه ليتصدى موران
بقفزايه الضوئيين للصواعق عندها أخرجت فيجي
سلاحها المفضل مطرقة الرجل الصقر
لضرب بكل قوتها الرأس الجليدي المحترق لتنسفه
والمطرقة تواصل طريقها نحو الرأس الناري المتجمد لتهشمه
ثم إلى الرأس البرقي ليقفز موران برشاقة للأعلى لتواصل المطرقة طريقها نحو الرأس الأخير لتخرس صواعقه إلى الأبد
خر ذو الرؤوس صريعا وأطلق نباح آخير يشبه نباح
كــلب يحتضر ...
حينها كان المرشد يجلس بالقرب من القناص ماجد
الذي يشرب ترياق علاجي وتمتم بألم : خطة جميلة للغاية لكن لا تكررها مرة أخرى وخصوصا إذا كنت أنا موجود معكم ..
إبتسم المرشد موران بسعادة لهذا النجاح
الكبير .... والمثمر ....
في الجزيرة المخفية وفي منطقة العرين تجمد أبطالنا من هول المنظر ...
قال رجل الذئب الضخم بصوته المخيف : يبدوا أن حال الجزيرة مأساوي فعلا , الاستعانة بأجانب
لكي يحلوا مثل هذه المشاكل الخاصة يجعلني أشعر بالخزي ...
قال ناجي بحدة : وماذا تعرف عنا أيها الوحش !
ضحك الرجل الذئب وقال : يا ناجي لاتكن كالاحمق هنا ..
صعق أبطالنا بمعرفة أن خصمهم يعرف ناجي و أسمه
فارتجفت شفتا ناجي وهو يقول : كيف تعرف إسمي ؟
أطلق الرجل الذئب الضخم ضحكة ساخرة كبيرة وتمتم : يا إلهي ... هل يجب أن أشرح هذا مرتين ؟
على كل حال عليك أن تعرف شيء , أنا أو الوحش الذي أمامكم هذا يسمى بـ داركــا
زعيم هذه القبيلة وزعيم هذا المكان , داركــا متهم بـ الجشع وهذا صحيح , داركــا
حاول أن يسيطر على القوى من حوله وجشعه جعله يكون الكثير من العداوات
حتى ملكة الثلج المسكينة انعزلت من العالم هربا من طموحه ...
قال أسامة بغتة وبحزم : لماذا تتحدث عن نفسك
كأنك شخص آخر ؟
قال داركــا بشراسة وأنيابه تبرز : هل أنت غبــي يا ولد أم تتغابى ؟
من يتحدث أمامكم هو جسد داركــا لكن روحه إمتزجت
بخطيئته وخطيئته إمتزجت بروحي ....أنا هو جامع الخطايا ...
رفع ذراعيه ذو المخالب الضخمة والحادة للسماء بعظمة وهتف : أنا من تلقبوه بالـ الخـائن ...!
إرتعد أوصال أبطالنا وتمتم جاسر بتوتر : هل سيطر
الخـائن على هذا الوحش الضخم ؟
قال ناجي بتوتر مشابه : وهذا الوحش داركــا لايملك فقط قبيلته المتوحشة بل أيضا يملك معه هذه الذئاب التي نزحت من منطقتها
لتتبع حكم داركــا ..
كان فنرير ينظر للذئاب الأخرى بتوتر
شديد لكنه كان ينظر لذئب معين يبدو أنه زعيمهم فنطق فنرير
بلغة الذئاب : هل أنتم هنا أتباع لهذه المسوخ ؟ الذئاب مخلوقات نبيلة لا ترضخ ضد إرادتها !
قال الذئب القائد : وكيف تتجرأ تتكلم يا عبد البشــر !
ودون سابق إنذار إنطلق الذئب القائد مهاجما فنرير
فضحك داركــا وقال : يبدوا إن قائد القطيع متحمس للقتال !
كان قائد القطيع ذئب حجمه أكبر من فنرير ولونه يميل للرمادي و يوجد بجسمه أشبه بالقرون الحمراء ..
وجه قائد القطيع مخلبه الحادة نحو فنرير الذي إنحنى متجنب المخالب ثم انقض بأنيابه محاولا أن يعض
كتف قائد القطيع والتقت عين قائد القطيع
بعين فنرير
وتشوشت الرؤية لدي الذئبان وحلت مكان الثلوج أرض حمراء اللون ومخلوقات تشبه السلاحف الضخمة تحوم
وذئبة كبيرة تربت عليها فتاة
شعرها أحمر وتمد باليد الأخرى طبق نحوهما مليء باللحم ....
عادت الثلوج مرة أخرى تغطي المكان ووجد فنرير
قائد القطيع أمامه مجددا واصطدم الذئبان مع بعض
ثم نهضا في نفس الوقت وتراجعا للخلف بخفة
فقال قائد القطيع بتوتر حانق : أنت ....
قال فنرير بذهول وصعوبة : أنت بلا شك
ديفار .....
يتبع
الجزء الخامس
بالقرب من منطقة العرين با الجزيرة المخفية حاصرت قبيلة ماردوكا
بقيادة زعيمهم داركا وافراد القبيلة الملقبين ب مبراد
و قطيع كبير من الذئاب أبطالنا
كان قائد قطيع الذئاب الملقب بـ ديفار تواجه مع
الذئب فنرير في معركة قصيرة
انتهت بأن وقف الذئبان يحدقون في بعضهم البعض حتى تمتم فنرير
بذهول : من بين كل بقاع العالم ... أجدك هنا يا ديفار !
قال ديفار بحزن : سنوات طويلة لم يناديني شخص بهذا الأسم ..
قال فنرير بعتب حانق : أين كنت طوال هذه
السنين ؟ ماذا حدث لك !
ضغط ديفار على أنيابه بغضب وأسى ثم عوى عواء غاضب وقال : لايحق
لك أن تعاتبني على شيء أنت لا تعرفه أو تفهمه ! أنا الآن زعيم هذه الذئاب ومن واجبي أن احميهم
ولحمايتها عليك أنت و أصحابك أن تهلكوا !
اتسعت عينا فنرير وقال : أتقتل أخاك ؟
وانقض ديفار على فنرير ...
كان داركــا مع قومه يرمقون أبطالنا بسخرية و وحشية
ثم تمتم داركــا بعد برهة : لا أدري هل تجمدتوا من البرد
أو من الخوف لكنكم أستغرقتم وقت طويل وأنتم تتأملون في خصمكم , حان الوقت لكي نرى ثمرة هذا التأمل !
أمسكت نهاد غصن شجرة متين
من على الأرض وقالت بصوت حازم : لن أدع الخصم يمزقني دون مقاومة ...
التفت لها ناجي وقال : يا آنسة عصا مثل هذه
لن تنفع ضد جيش وحوش مثل هذا ...
أخرج ناجي حجر كريم بحجم قبضة اليد وله لون أحمر
واعطاه نهاد وتمتم : أعلم أنك لاتملكين
مهارات قتالية يا آنسة , هذا الحجر الكريم الفريد له خصائص النار أي أنك سوف تكوني قابلة إطلاق
قذائف نارية من هذا الحجر لكن أحذرك أن هذا الحجر له قدرة معينة على تفعيل هذه الضربات
لو ضغطي على الحجر الكريم أكثر من اللازم سوف تنكسر صلابة الحجر ويصبح بدون فائدة تماما ..
وضعت نهاد ركبتيها على الأرض
المغمورة بالثلوج واخرجت سكين صغير تصنع به تجويف مناسب في العصا لكي تثبت فيه الحجر الكريم
وبينما هي مشغولة بذلك إنقض مجموعة من الذئاب و بعض من أعضاء قبيلة ماردوكا
على أبطالنا , ناور أسامة فأس خصمه
المبراد برشاقة ثم شقلب للخلف عاليا ليتجنب ضربة خلفية
من مبراد آخر حاول أن يغتال أسامة من الخلف وقف أسامة على ساقيه
وانحنى بغتة يضرب بفأسيه ليمزق بطن مبراد ثالث شارك في الهجوم .
تناثرت الدماء من فم ذئب ضرب رأسه الترس الضوئي الخاص بـ ناجي
الذي راح يتراجع للخلف وأكثر من 10 ذئاب تتقدم نحوه بحذر وهي ترمق الترس الضوئي في يده اليسرى
أخرج ناجي سيف نحيف و تمتم : أقتربي أيتها
الذئاب اللعينة وسوف تتحطم أنيابكم مثل رفيقكم ...
كانت نهاد قد أنهت التجويف وثبت الحجر الكريم في مكانه
ثم ترياق أخضر اللون وصبت قطرات منه على حواف الحجر الكريم وقالت : هذا الترياق ما أن يلامس
الهواء الخارجي حتى يتحول للحالة الصلبة ومن ثم يتم تثبيت الحجر نهائيا في العصا ...
إنقض ذئب على نهاد الغافلة ..
والتفتت نهاد لتشاهد الذئب على بعد متر واحد
فقط و تجمدت ملامح نهاد المرعوبة ..
لكن كتلة نارية ضربت جسد الذئب لتلقيه بعيدا عن نهاد
وسمعت نهاد صوت جاسر يهتف : عليك التركيز أيتها الشابة
والا أنتهى مصيرك غذاء دسم يزينه حجر كريم !
ثم راح جاسر يسدد كراته النارية
على قطيع الذئاب القادم بكل وحشية ...
هتف ناجي بحدة : تجمعوا بالقرب مني ! حالا ...
رفع ناجي ترسه عاليا وهتف : ترس المجموعة !
كانوا الأبطال ما عدا الذئب قد إجتمعوا في نقطة واحدة ولمع حولهم ضوء ضوء على شكل مربع
ما لبث أن اختفى الضوء , رمى مبراد كرة نارية
بإتجاه أبطالنا لكن الكرة ضربت جدار خفي شفاف وانفجرت بدوي مكتوم ..
قال ناجي بتعب : ترس المجموعة مهارة فريدة طورتها شخصيا لأصنع بها طاقة ضوئية شفافة تصنع مجال حامي مؤقت
كل ضربة على هذه الجدران الشفافة المحيطة بنا تنقص من طاقتي بمقدار طاقة الضربة ...أي أن هذا الجدار لن يدوم
للأبد بل هو فرصة لإعادة ترتيب أفكارنا ....
قالت نهاد بقلق : عددهم كبير ما أن تضرب أحدهم
حتى يظهر لك خصم آخر ...
قال أسامة بقلق : ذئبي ما زال بالخارج يقاتل !
رد عليه جاسر : لا تقلق أنه بين بني
جنسه .....
كان فنرير مندمج في قال عنيف ضد
شقيقه ديفار !
أغمض أسامة عينيه و اخذ نفس عميق
ثم قال وهو مغمض العينين : لو أردنا وضع خطة في مثل هذا الوضع علينا بالتحليل السريع لخصمنا ..
خمصنا عبارة عن جيش مكون من قسمين قسم الذئاب بقيادة الذئب ديفار
الذي لا أشعر بكيانه كأنه شيء غير موجود و القسم الثاني قبيلة ماردوكا
بقيادة زعيمهم داركــا و الذي فهمته من كلام الأخير أن
داركــا يسيطر على الجيشين فإذا تمكنا من داركــا تمكنا من الجيش كامل ...
قال جاسر بحذر : هذا الوحش الضخم
لديه مخالب ضخمة للغاية لكنها يبدوا أنها صناعية !
تمتم ناجي : قبيلة ماردوكا
تعتبر قبيلة ذكية ونسبة ذكائها أعلى من ذكاء الحيوانات الأخرى وقريب للغاية من ذكاء البشر لهذا
هي قادرة على صنع الأسلحة المختلفة فلا عجب أن المخالب الصناعية التي يملكها داركــا من صناعة القبيلة نفسها ...
قال أسامة بحزم : سوف أتسلل لعقله واقوم بإخضاعه
لسيطرتي و التحكم به لصالحنا ...
صمت أسامة وصمت أبطالنا يراقبوا ملامح
أسامة الحازمة و المتوترة
كان عقل أسامة يرى المكان حوله على الرغم من أنه
مغلق العينين وراح عقله يسبح بإتجاه داركــا
تمتم أسامة : أنه كيان شديد التعقيد وصعب التسلل ...
اصطدم عقل أسامة بعقل داركــا وا أظلمت الدنيا ثم وجد
أسامة نفسه وحيدا بداخل المجمع السكني الخاص بقبيلة ماردوكا
وهو يقف في وسط المجمع السكني و أعضاء القبيلة يقوموا بعملهم دون أن يلحظوا وجوده
التفت مبراد وقال بصوت خشن : هناك غريب قادم ....
تجمع أعضاء قبيلة ماردوكا و يتوسطهم قائدهم الضخم داركــا ...
ظهر رجل من بعيد , كان يسير بثقة و بطء , كان يكتسي بالسواد الذي يفوح من الغموض و الشك ...
أقترب الرجل بكل ثقة فتمتم أسامة بدهشة : الخائن ؟
قال داركــا بخشونة : من أنت أيها البشري ! الا تدرك أن الأقتراب
من حدود نفوذنا محظور ؟ فما بالك أن تأتي لمعقلنا ؟
قال الخائن بصوته المفعم بالشر و الغرور : أنت هو
داركــا زعيم هذه القبيلة , الزعيم الجشع الذي يحاول طوال هذه
السنين أن يجمع القوى المختلفة حوله ..كانت ثقتك تتمركز حول قوتك واتباعك ... و اخويك ..
الأول مات في معركة مع المستكشفين الذي دخلوا لهذه الجزيرة قبل سنين .. و الآخر مات على يدي
وأنا أمارس عليه التجارب تلو التجارب ...
إنعقد حاجبي داركــا بغضب
واكمل الخائن بشماتة : كان يصرخ متألما و أنا بتلك الأبر
و أقطع من لحمه بعض القطع للتجارب ..من كان يصدق أن ذلك الوحش كان يبكي و يصرخ مستنجدا بأخوته
لكي ينقذوه ماذا كان أسمه ذلك المسكين ؟ كيرزون ..؟ أو كرزون ...؟ شيء من هذا القبيل ...
انقلبت معالم الغضب على وجه داركــا إلى سخرية
وقال بشراسة : يبدو أنك متلهف للموت يا هذا ...
بدون سابق إنذار غرس داركــا مخالبه الحديدية
في صدر الخائن الذي لم يحرك ساكنا
وقال بصوت منتشي : كل هذه القوة النابعة من جشعك ... كل هذا سوف يصبح ملكي !
لمعت يد الخائن بضوء أسود وسدد كفه
المظلم نحو جسد داركــا الذي إنتفض جسده
بعنف ولمعت عينيه بنفس الضوء المظلم ...
فجأة التفت الخائن نحو أسامة
وقال الخائن بصوت مستنكر : ماذا تفعل هنا !
قذف الخائن سيفه بغتة نحو أسامة
و استقر في رأس أسامة
الذي إتسعت عينيه بألم وسقط ممسكا رأسه بألم وصاح : يا الهي !
اقترب منه جاسر وهتف بهلع : ماذا حدث !
استلقى أسامة على ظهره ممسكا برأسه يتلوى على
الأرض وهتف : فشلت في السيطرة عليه هناك شيء يعقد العملية يبدوا أن الخائن
سيطر عليه قبلي ووضع خط دفاع فكري يمنع تقدمي في ثنايا دماغه ... يا الهي هذا الألم يحرق دماغي
أقتربت نهاد واخرجت ترياق بنفسجي اللون
وافرغت محتواه في فم أسامة الذي
سقط مغشيا عليه قالت نهاد بقلق وهي
تتفحص أسامة : هذا الترياق من شأنه
أن يلقيه في نوم صناعي يريح فيه دماغه من الأجهاد ....
قال ناجي بصرامة : متى يستيقظ ؟
قالت نهاد : لا أعلم ربما بعد دقيقة وربما الآن
وربما بعد يوم أو اسبوع ... هذا يعتمد على دماغه متى ما كان جاهز للصحو مرة أخرى ...
قال ناجي بغضب : ممتاز ! القيتي قائدكم في
نوم صناعي في اللحظة التي نحتاج للعناصر للقتال !
قالت نهاد باعتراض : أليس هذا أفضل
من أن يسقط في غيبوبة عميقة قد لا يستيقظ منها إلا بعد سنوات !
قال ناجي بقلق : أخشى ألا يستيقظ أبدا !
الحال هنا لا يسر و الدرع هذا لن يصمد طويلا أما ضربات مثل هذه ..
كان ناجي يتناول ترياق أزرق اللون لكي
ينشط طاقته لكنه كان يدرك أن هذا ليس كافي أمام هذا الحشد الكبير من الهجمات ...
وقف داركــا أمام جيشه وهتف : توقفوا !
ثم التفت إلى ابطالنا وضرب مخالبه الحديدية ببعض وقفز قفزة كبير ليقف فوق الجدار الشفاف
وسدد ضربات متتالية بمخالبه و المربع الحامي ينتفض بعنف
ثم قفز داركــا للخلف وانفصلت مخالبه
الحديدية وانطلقت نحو المربع الحامي وضربت المخلب الجدار ليتحطم مخلفا صوت
زجاج يتهشم ليسقط ناجي على ركبتيه بتعب
كانت مخالب داركــا الحديدية مربوطة بسلسلة
حديدية لترجع المخالب الحديدية إلى كفي داركــا
بسلاسة , قال داركــا بشماتة لاعوانه : اهجموا !
تراجع ناجي و هو يصد المجموعة التي تهاجمه
بينما وقف جاسر بالقرب
من أسامة فاقد الوعي
يطلق مهاراته السحرية دفاعا عن صديقه , اما نهاد
فكانت تنفث اللهب من الحجر الكريم في عصاها الخشبية , ظهر ذلك المبراد
يحمل بين مخالبه كرة غريبة الشكل
ليطلق منها كرة نارية بإتجاه الساحر الظلامي جاسر
الذي كان مشغولا بمهاجمة خصوم اخرى فصاحت نهاد بقوة : إحذر !
نظر جاسر إلى الكرة النارية وهي تقترب
منه بسرعة , لم يكن جاسر يملك الوقت
الكافي لكي ينفذ مهارة مناسبة يصد فيها هذا الهجوم يائسا رفع كفه الأيمن في وجه الكرة النارية
واستخدم قوته عشوائيا في نية صد الضربة ... فجأة ظهرت دائرة سوداء اللون حول كف
جاسر لتدخل الكرة النارية في الفجوة السوداء
نظر جاسر لكفه الأيمن في ذهول ..
ثم شعر بحرارة في كفه الأيسر ثم ظهر اللهب في كفه الأيسر الذي احترق فصرخ جاسر
بألم شديد ووضع كفه في الأرض الثلجية ليتصاعد بخار الماء بكثافة
اقتربت منه نهاد بحذر وقالت وهي لاترفع
ناظرها عن الوحوش المتربصة بهم : ماذا حدث لك ؟ لقد شاهدت فجوة سوداء على يمنيك والان كفك الأيسر
أحترق !
قال جاسر وهو ينظر لكفه المحترق : لا أعلم
لقد حدث و أن أظهرت فجوة أمتصت كرة النار لكن تلك الكرة يبدو أنها انتقلت إلى كفي الأيسر ..
هنا ظهرت فجوة أخرى حول كفه الأيسر مما سبب الم فظيع لـ جاسر فصرخ مجددا , أنزلت
نهاد من حقيبتها ترياق و قطعة قماش وقالت وهي تطلق لسان لهب
بإتجاه الوحوش : لا اعلم ماذا يحدث معك
هل هي مهارة جديدة مثل التي تظهر لدى أصحاب المهارات المنسية
أو هي ظاهرة غريبة لكن الأفضل الا تستخدمها طالما أنك تجهلها , لحسن الحظ لم تخسر كفك هنا ...
لف جاسر قطعة القماش على كفه
الأيسر وقال بلهجة حازمة تخفي الألم الكبير : نعم , كلامك عين الصواب لنقاتل ضد هذه الوحوش الضارية ...
تجنب فنرير مخالب ديفار فتمتم الأول بحزن : ماذا حدث لك يا ديفار ما الذي يجعلك هكذا ! نحن ذئاب مميزة لا نرضخ لأي أحد ! هذا الذي تخدمه ليس الشخص المناسب !
قال ديفار بغضب : ماذا تعرف عني ؟ انت مجرد شقيق بالأسم !
توقف فنرير ولانت ملامحه وتمتم
وكأنها ابتسامة ارتسمت على فمه : نعم ربما اختفيت لمدة سنوات طويلة لكن مازلت أذكر كيف
كنا نلعب مع بعض في ذلك الحقل الأحمر و السلاحف الضخمة حولنا تحاول تسحقنا بأذيالها
هل تذكر عندما مارسنا مزاحنا الثقيل على ذلك الديك الضخم وانتهى به ميت
وقامت تلك الفتاة ذات الشعر الأحمر بتوبيخنا ؟ هل تذكر أمنا رينكي
وكيف كانت تجمع لنا اللحم بإستمرار ؟ لربما ابتعدنا عن بعض لكن هذا لم يكن كافي لكي أنسى من هو شقيقي
لم أنسى بعد رابطة الدم التي تجمعنا , الدم الذي يضخ في عروقك هو نفسه الدم الذي يجري في عروقي ...
ظهر الحزن على وجه ديفار الذي آثر الصمت
أكمل فنرير بسعادة : طوال هذه السنين
كنت ارعى شاب صالح , أنه ذكي و شجاع أصبح قائد لمجموعة رائعة من الناس
خضنا الكثير من المعارك سوية ثم ....
قطع فنرير حديثه وهو يشاهد
الضخم داركــا قد هجم وضرب بمخالبه
عصا نهاد لتطير وتسقط على ظهرها
ثم ركل صدر جاسر ليقذفه مسافة
أبعد , نظر داركــا إلى أسامة فاقد الوعي
وتمتم داركــا بسخرية : هذا إذن
من حاول أن يتسلل إلى رأسي , انك فتى مثير للأهتمام كان بنيتي أن أجري تجارب عليك لكن لا أملك الوقت
الكافي ... حان وقت النوم الأبدي أيها الفتى ...
ورفع داركــا مخالبه الحديدية عاليا
في اللحظة التي قفز فيها فنرير
أمام جسد أسامة
وضربت مخالب داركــا ...
وتناثرت الدماء على الثلج الأبيض .... دماء ذئب ... إبن رينكي ...
في مقر المنمطين هاجم كل من
ريان و
كيجن و
روز على خازن
الذي أحاط نفسه بعشرين سيف دموي طائر ..
انقضت السيوف الدموية على أبطالنا ..
هتف كيجن وهو يحمي نفسه :
روز استخدمي الجليد في تجميد تلك الأعمدة الدموية !
قهقه خازن بسخرية : إني أقف على أكبر مخزن ددمم لدي
مهما جمدتوا من الدماء سوف تظهر أعمدة اخرى !
هجم ريان بفأسيه الأسطوريين على
خازن وهو يهتف : على الأقل سوف نأخر إمداداتك ..
ظهر لهب أسود من فأسي ريان
ليضرب ثلاث سيوف طائرة إعترضت طريقه فذابت السيوف على الفور
إنقض ريان على خازن
ليصد الأخير الأنقضاضة بسيفه الدمويين واللهب الأسود يحرق السيفين الدمويين
لكن ماء جديدة قادمة من الأرض تعوض مايتلف من سيفي خازن
قال خازن بشراسة : لهب أسود ؟ هل هذا اللهب من سلاحك هذا !
هتف ريان وهو يتلحم مع خصمه بالأسلحة : انه
سلاح لبطل أسطوري و أبشرك ليس هذا ما أملك من مفاجآت ...
ظهر مجال كهربي على فأسي ريان
وانتقلت الكهرباء إلى السيفين الدمويين ثواني بسيطة لينفجر السيفين الدمويين في يد خازن
الذي تراجع للخلف بذهول وقال : ماذا يحدث هنا ؟
واصل ريان هجومه و خصمه يصد الضربات
بأجنحته السوداء فقال ريان : اقلب مزيايا خصمك
إلى نقاط ضعف , هذه كانت حكمة معلمي ... ولحسن الحظ إني طبقت قوله على الواقع , ما يحدث معك
أيها الوغــد إني أستفيد من خصائص قوتك ... الدم , الدم يحتوي على نسبة عالية من المياه مثلما ذكرت
روز وامام اللهب القوي في سلاحي
فأن الماء يتبخر , لكن يبدو أنك تملك الحيلة لكي تعوض سلاحيك بسرعة كبيرة لهذا لجأت للحيلة الثانية
وهي إستخدام البرق لكي أوصل لجسمك التيار الكهربي لكن يبدوا أن درعك الدموي يمتص الكهرباء ويفرغها
في الأرض , لكن سلاحك الدموي متماسك بفعل الموجات الكهربية وما ان ضخيت كمية من البرق
في سلاحك حتى تغير تردد الشحنات في سلاحك ليفقد تماسكه ...
تمتم خازن وهو يصد هجمة بجناحيه لينطلق لهب اسود
لفح وجهه فقال بغضب : من أين نزلت عليك النباهة فجأة يا ولد ؟
تجنب ريان ضربة من الجناح
وتمتم بسخرية : بل أنت بطيء الفهم هل نسيت آخر مواجهة معك عندما تحدثت روز
عن الشحنات والتماسك ؟
عض خازن اسنانه بقوة وتمتم : ذلك الملاك ...
نظر خازن إلى روز
وهي تطلق رماح جليدية تجمد الأعمدة الدموية التي تظهر بشكل مستمر ..
هتف ريان بغتة : أرخيت دفاعك !
وانقض ريان متجاوز الجناحين المظلمين
وتزود خازن بالدرع الدموي السميك الذي غطى جسده
لكن ريان لم يضرب جسد خصمه بل
ضرب النقطة التي تصل الجناحين بجسد خازن
ليقطع الجناحين في اللحظة التي ظهر فيها سيف كبير في قبضتي خازن
ليضرب بها بطن ريان ليطير
ريان للخلف وفي بطنه جرح بليغ
وعلى الرغم من ألمه الشديد هتف ريان : اللعنة !
الان يا كيجن ...!
ركض كيجن بكل قوته
والسيوف الدموية الطائرة تطارده , اشار كيجن
بيده إلى الأمام , فهمت روز اشارة زوجها
فاطلقت رمح جليدي على ظهر كيجن
الذي انحنى دون أن يلتفت ليعبر الرمح الجليدي من فوق كيجن
ويضرب جسد خازن
لكن كان جسد خازن محاط بالدرع الدموي
الذي تجمد كان كيجن
على بعد 3 أمتار من خصمه وفهم خازن
الخطة التي تعتمد على تجميد درعه الدموي لكي لايتشكل مرة أخرى فالجليد أقل صلابة من
درعه الدموي فأطلق ثلاث رماح من كفه الأيسر ليخترق الرمح الأول الكتف الأيمن لـ
كيجن و الرمح الثاني
كان من الجانب الأيمن لخاصرته و الثالث استقر في الساق اليسرى من كيجن
لكنه قفز بقوة على الرغم من ألمه ووقف أمام خصمه مباشرة
استقر سيف خازن الضخم في الذراع اليسرى
لـكيجن ليسقط سيفيه
رفع كيجن ذراعه
اليمنى بألم ودفعها بقوة نحو صدر خازن
الذي تمتم برعب : وضعية هذه اليد هي ...
أخترقت أصابع كيجن
الدرع الدموي المتجمد وضرب درع خصمه ومزقه
ليشهق خازن بألم وذهول : مستحيل .. أنت تنوي ..
ثم أغمض خازن عينيه المشعتين بألم شديد وذهول ..
و هو يراقب قلبه ينبض بين كفي كيجن
رفع كيجن القلب و شلال من الدماء
يغرق الأرضية فتمتم كيجن بشراسة : لقد
انتهى عهدك هنا ... ونحن على بوابة عهد جديد ...
والتهم كيجن قلب خازن
بكل نهم ليخفت البريق المشع من عين خازن
ويسقط جثة هامدة ...
صرخت روز بهلع :
كيجن !!!
التفت كيجن ببطء
وكانت عينيه تشع بذلك النور الأحمر ... نور الوحشية العظمى ... أو ظلمة الوحشية ...
…..
تناثرت الدماء على ثلوج منطقة منطقة العرين
إحدى مناطق الجزيرة المخفية
وكانت جثث الوحوش منتشرة بشكل عشوائي في ساحة القتال حيث
كان هناك عدد من وحوش قبيلة ماردوكا بقيادة داركــا وعدد من الذئاب بقيادة ديفار ما زالوا يقاتلوا أبطالنا أسامة و فنرير و نهاد و ناجي و
جاسر ...
كان داركــا قد سدد مخالبه على جسد أسامة فاقد الوعي لكن
فنرير ظهر أمام المخالب الحديدية لتمزق جانبه الأيسر تماما و أطلق عواء متألم وتناثرات دمائه على وجه أسامة الذي إستيقظ فجأة مذعورا و الدماء على وجهه
وذئبه على الثلوج يحتضر هرع أسامة إلى
فنرير الذي تمتم بسخرية ألم : ما زال مبكرا
أن تستيقظ ...
أغمض أسامة عينيه بعدما شاهد فداحت
اصابة فنرير وتمتم الأول بحزن وحسرة
و الدموع تتساقط من عينيه : اللعنة !
كان داركــا يشاهد المنظر بإستمتاع شديد
ثم رفع مخالبه الحديدية مجددا و قال : هل يحزنك أن يفارقك حيوانك الأليف ؟
قال أسامة بغضب : أنه صديقي أيها الوغــد !
ظهر الأهتمام على وجه ديفار
عندها هتف داركــا بجنون : إذن اذهب معه للجحيم !
ولوح داركــا بمخالبه حينها ظهر ديفار أمام مخالب
داركــا
وقال ديفار بحزم : كفى !
تمتم داركــا بغضب : ماذا يعني هذا ؟ هل أنت ضدي ؟
قال ديفار بحزم : قلت لك كفى !
هتف داركــا بعنف وجنون وفكيه يضربان بقوة : هل جننت أيها
الحيــوان التافـه ؟ هل قررت الإنتحار و إعدام قطيع الذئاب الذي تتملكه !
قال ديفار : الذئاب كائنات نبيلة يا هذا , أن نتعاون معك شيء مقبول لكن أن تظن أنك أفضل
منا و أن تستعبدنا فهذا لن نرضاه أبدا ...
قال داركــا بسخرية مجنونة : تعاون ؟ يبدو أنك لا تعرف
مقدارك يا فأر التجارب ...
سدد داركــا مخالبه بقوة فقفز ديفار
للخلف متجنبا الضربة وتمتم بحذر : أيها الفتى ...
كان ينظر نحو أسامة لكن
أسامة لم يفهم شيء واحد من عواء ديفار فقال فنرير بألم : أنه
يناديك لقد قرر أن ينضم لصف أخيه ..
قال أسامة بذهول : أخاك ؟
قال ديفار : ضع أخي بعيد عن هنا ولنتعاون ضد هذا الوحش ..
ثم أطلق ديفار عواء قوي لتكشر الذئاب المتبقية عن أنيابها وتهاجم
وحوش قبيلة ماردوكا و ذهل أبطالنا لهذا التغير
المفاجئ في المعركة , وضع أسامة
ذئبه عند شجرة قريبة فقتربت منه نهاد الذي قالت
بعجلة : إذهب وشارك في القتال أنا سوف أعتني بجروحه ..
رجع أسامة لموقعه وكان يقف بجانبه ديفار قال أسامة : إذا كنت فعلا
أخاه فأعتقد إني سوف اقاتل بجانبك كما أفعل معه ...
هز ديفار رأسه مؤيدا ..
قال داركــا بسخرية : هل تظنوا أن بتحالفكم هذا قد حققتم شيء ؟
كلا يا حثــالة أنتم حققتم فقط موت محقق لكم و لصحابكم ... مثل هذا !
أطلق داركــا مخالب كفه الأيسر نحو أسامة و
ديفار وقد فعلا الأثنان
وحدة الذئب ليتجنب الأثنان المخالب المنطلقة نحوهما
برشاقة الذئاب المعروفة كانت المخالب مرتبطة بسلسلة ضخمة وأكملت طريقها في الهواء
وعرف أسامة أنه لم يكن الهدف
بل كان جاسر المشغول في القتال
والتفت جاسر ليشاهد المخالب
الحادة قد أقتربت منه بشكل كبير , داخل أعماق عقل جاسر
كان يتذكر تلك الظاهرة التي حدثت معه , كفه الأيمن فتح فجوة سوداء دخلت منها كرة النار
واختفت ! ثم بعدها بثواني شعر بحرارة كبيرة في كفه الأيسر واحترق مع العلم أن نفس الفجوة يمكن أن
يستخدمها في كفه الأيسر ! هل هذا يعني أنه يأخذ شيء و يرده ؟
رفع جاسر كفه الأيمن للتتشكل فجوة سوداء
أمام كفه الأيمن ودخلت المخالب داخل الفجوة كما دخلت السلسلة الحديدية بداخل الفجوة بمسافة كبيرة ثم إنقطعت
السلسلة ما أن إختفت الفجوة من كف جاسر
الأيمن , رفع جاسر كفه الأيسر
في إتجاه داركــا وهتف : إنتبهوا إنها قادمة !َ
ظهرت فجوة سوداء أمام الكف الأيسر لـ جاسر
وخرجت مخالب داركــا الحديدية منطلقة بقوة في الأتجاه المعاكس
متجهة نحو داركــا تجر خلفها تلك السلسلة الحديدية المتينة ..
عاد كل من أسامة و ديفار لتجنب المخالب الذي ضربت صدر داركــا
بقوة وإنغرست بداخل صدره ليطلق داركــا زمجرة غاضبة
متألمة , إنقض ديفار وعض الذراع اليمنى لـ داركــا و ضرب أسامة بفأسيه
ساق داركــا الذي لم يتأثر بأي ضربة و تمتم بسخرية : على الرغم
من الفراء الذي يغطي هذا الجسد إلا أن تحت هذا الفراء جلد قاسي ينافس الصخر !
سدد داركــا مخالبه في وجه أسامة ليظهر ناجي بترسه الضوئي يصد المخالب بثبات
حينها قفز ديفار عاليا و مزق بمخالبه العين اليمنى لـداركــا الذي تشتت تركيزه بفقد عينه , مسك أسامة السلسلة الضخمة
المرتبطة بالمخالب المغروسة في صدر داركــا وسدد فأسيه على
السلسلة الحديدية وهو يهتف : البرق يا جاسر
أطلق جاسر البرق على السلسلة الحديدة في اللحظة التي نزع
أسامة فأسيه عن السلسلة الضخمة
ليمر تيار كهربي حاد عبر السلسلة نحو المخالب المغروسة في صدر داركــا
الذي إنتفض بألم شديد و أكمل ديفار عمله بغرس مخالبه
في العين الأخرى لـ داركــا ما أن توقف جاسر
من إطلاق البرق ....
سقط داركــا على ظهره جثة هامدة و ديفار فوق
رأسه غارسا مخالبه في محجري داركــا
في تلك اللحظة فقد ما تبقى من قبيلة ماردوكا أملهم في القتال بمقتل
زعيمهم الجبار بهرب البعض منهم و البعض الآخر قتل في المعركة على يد الذئاب
هرع أبطالنا نحو الذئب المصاب فنرير
الذي كان يتنفس بصعوبة و ضمادة كبيرة تغطي جسده الأيسر وقد لوثته دماء غزيرة
هزت نهاد رأسها بأسى وقالت : إصابته كبيرة
لقد حطم ذلك الوحش أضلاع الجهة اليسرى كاملة كما أنه أصاب أعضاء حيوية بداخله ...
شعر أسامة بصدمة قوية
ها هو ذئبه الذي عاش معه حياته كلها على بعد لحظات من مغادرة هذه الدنيا ...
الجمت الصدمة لسان أسامة الذي ارخى
رأسه للأسفل والدموع تتساقط من عينيه بصمت ..
شعر ديفار بالحزن أيضا على الرغم من أنه قابل أخاه
فقط منذ لحظات فاقترب منه وتمتم : لم أشاهد في حياتي بشري يبكي على ذئب ..
تمتم فنرير بألم وخفوت : صداقتنا
تخطت مسألة ذئب و بشر ... أروحنا تجردت من الأجساد ولامست بعضها ...
لربما تشعر بهذا في يوم يا ديفار
قال ديفار بغموض : تأخر الوقت بالنسبة لي ..أما أنت
فيوجد من يحتاجك في هذه الحياة ...
كشف ديفار عن مخالبه الحادة وغرسها في في كتفه الأيسر
واخذ يمزق في لحمه حتى سقطت قطعة معدنية من كتف ديفار
كانت القطعة المعدنية مغطاة بالدماء , التقط ديفار القطعة المعدنية
ووضعها أمام فنرير
تمتم ناجي بحذر : هذه القطعة ...
نظر أبطالنا إلى ناجي وهو يضيف : هذه القطعة
تسمى كبسولة الدمج ! من أين لمثل هذا الذئب
مثل هذه القطعة !
كان ديفار يجلس بالقرب من شقيقه ويهمس له في إذنه في
خفوت وعلى الرغم من أن فنرير
كان يحتضر إلا أن إرتسم على ملامحه ما يشبه السعادة ..
أكمل ناجي بحماس : هذه القطعة كان تسخدم
في دمج مرافقين من نفس النوع في جسد واحد و الغرض من هذا هو تحسين صفات المرافق
بحيث نأخذ من المرافق الثاني الصفات الحميدة و ننبذ الصفات الغير مرغوبة من المرافق الأول
وبهذا يصبح لدينا مرافق نستطيع القول عنه أنه محسن
ويرمز لكفاءة التحسين +1 اي أنه قد تم تحسينه
مرة واحدة و +2 أي أن تم تحسينه مرة ثانية
على حسب ما سمعت أنه لم يوجد أحد في هذا المجال تخطى +5
على كل حال هذه العملية قد تنقذ ذئبك ... لكن أحدهما سوف يخسر جسده ...
قال أسامة بقلق : أحدهما ؟
تنهد ناجي وقال : يبدو أن هذا الذئب الأبيض قد ضحى بجسده
من أجل شقيقه , لا أحد يستطيع الآن أن يقوم بهذه العملية إلا أنت يا أسامة لأن تخصصك براري ..
قال أسامة بقلق : لكن أنا لا أعلم كيف أفعل هذا ..
تمتم فنرير بضعف : أمسك الكبسولة
يا أسامة ...
أمسك أسامة الكبسولة بتوتر
قال فنرير بعدما أغمض عينيه : الآن تذكر
الذكريات السعيدة التي قضيناها سوية ...
كان بجانب فنرير يجلس ديفار بهدوء مغمض العينين بإرتياح ..
لمعت كبسولة الدمج ! بين كف أسامة ولمع جسد الذئبان بنور ساطع وبعدما تلاشى النور كان هناك ذئب واحد فقط
يجلس بكل هدوء و بقايا ضمادة بيضاء ممزقة ظلت على خاصرته ..
نظر أبطالنا إلى الذئب بذهول فقال أسامة بذهول : يا إلهي
لقد تغير شكله تماما ..
كان فنرير ينظر لهيئته الجديدة التي ظهر عليها
وقال بسعادة : شكرا لك ديفار !
أقترب فنرير من صاحبه وقال بحزم : الآن
يا صديقي أنا و أخي اتحدنا في هذا الجسد من أجل دعمك إلى النهاية ...
هنا اقترب قطع الذئاب من أبطالنا ونظروا لهم بصمت ثم أطلق جميع القطيع
عواء ... كان العواء اشبه معزوفة وداع ....
واطلق فنرير عواءه وخيل للذئاب أن روح ديفار
هي من تعوي ...
فسار قطيع الذئاب مبتعدين و مودعين قائدهم الشجاع ....
في مقر المنمطين كانوا أبطالنا ريان و روز و فيجي و موران و ماجد و روبي و إبراهيم و ندون يرمقوا قاتل خازن
قاتل سيد المنمطين ... من اكل قلب الوحشية العظمى كيجن ...
صاحت روز بفزع : يا الهي !
ماذا فعلت يا كيجن ؟
التأمت جروح كيجن مباشرة
بعدما كسب الوحشية العظمى ونظر لعين زوجته بحزن و أسى وقال : صدقيني .. يا عزيزتي ....
ثم أغمض عينه كأنه يصارع شيء بداخله ...
هنا أسرعت روبي ودفعت روز للخلف وقال بشراسة : إبتعدي أيتها اللعينة !
ظهر الاستنكار على وجه أبطالنا فأشهروا أسلحتهم وكذلك فعلت روبي
التي قالت : لا يجب أن تبقى هذه اللعينة هنا ! إنها تأثرا سلبيا على الوحشية بطيبة قلبها و إذا استمرت بالنظر
إلى كيجن سوف يفقد وحشيته تدريجيا !
قالت روز بكراهية : وما دخلك أنت !
صاحت روبي باستنكار : ما دخلي أنا ؟ بل كل ما هنا يخصني
زوجك قد ألتهم قلب سيد المنمطين الذي يحمل إرث أبي !
هذا الإرث الذي يحافظ على المنظمة من الزوال ويعطيها الفرصة بالاستمرارية في هذا العالم القاسي !
ووجودك معه يهدد بقاءنا !
قالت روز بحنق باكي : لم أسألك عن رأيك
أيتها الأفعى !
قال كيجن بهدوء : لا تنفعلي
يا روز ... هذا صحيح .. لا يجب
أن نبقى سوية في الوقت الراهن !
اتسعت عينا روز بذهول وتجمدت الدموع في
عينيها , انقض ريان بفأسيه الأسطوريين
على كيجن وهو يهتف : أيها
اللعين الجاحد !
ظهر جدار دموي أمام كيجن
ليتصدى لضربة الفولاذي النارية ثم خرج من الجدار الدموي كتلة كبيرة دفعت ريان للخلف ليسقط على ظهره وهو يمسك بطنه بألم وقد آلمه الجرح الذي اكتسبه في المعركة
السابقة أمام خازن ...
تمتم ريان بألم وسخرية : أيها اللعين كنت تتحرق
لمثل هذه اللحظة منذ البداية , كانت طيبتك وحبك لزوجتك مجرد كذبة لكي تخفي تلهفك للمنصب !
قال كيجن بهدوء : كلا ! لكن فعلت
هذا من أجلكم !
خيم الصمت على الجميع لبرهة حتى أضاف كيجن
بصوته الهادئ البارد : المنمطين انقسموا إلى قسمين ... قسم مؤيد لـ خازن و قسم مؤيد لـ روبي
قسم خازن فاقد الثقة بزعيمة المنمطين روبي وهم قسم كبير للغاية وبما إننا في مقر المنمطين
فهذا يعني أن المنمطين المتمردين لا يملكوا مكان يفروا له لهذا سوف يقاتلوا حتى الموت ... حتى آخر شخص ..
وهذا يتركنا أمام إحتمالين إما أن نخسر أروحنا في قتالهم ! أو إننا ننتصر وقد فقدنا عدد كبير من رجالنا
ونصبح أضعف من أن ننظر إلى النظام , لكن ما زال هناك أمل ... نعم انه أسم كورام الشاب الذي اقترب من الوحشية العظمى ونافس سيد المنظمين
هذا الأسم مازال يحمل بريقه في هذه المنظمة , روبي حتى
لو اكتسبت الوحشية العظمى سوف يبقى القسم المعارض يشك في سياستها الرحيمة ...
قال موران بحذر : و أنت ماهي سياستك ؟
قال كيجن بهدوء : نفس المضمون
لكن المظهر سوف يتغير بحيث أكسب ود المنمطين و أحافظ على الثوار ...
تقدم كيجن خطوتين للأمام وقال : علينا
أن نخرج خارج القاعة ونحافظ على ما تبقى من أرواح ...
وصل كيجن لباب القاعة
فهتفت روز بلوعة والدموع تتطاير من عينيها :كيجن ..!
التفت كيجن يعينيه الدمويتين وقال :
كيجن قد هوى في فجوة الوحشية
من جديد واستيقظ كورام ..
اسمي هو كورام ...
سقطت روز على ركبتيها و انخرطت في
بكاء مرير و تجاوزها أبطالنا وهم يواسوها إلا روبي
مرت بجانبها باستحقار ...
كان في خارج القاعة أبطالنا مايا
ونزار و هاشم و سامر وفادي مازالوا يقاتلون بشجاعة
حتى شاهدوا كورام بعينه الامعة كحجر كريم
فتوقفوا عن القتال و الجميع ينظر له بذهول , أمسك كورام
إنبوب مستقر في الجدار وصاح في الأنبوب الذي كان يعمل مثل مكبر الصوت لكي يصل صوته لجميع من في المقر
وهتف كورام : هنا كورام زعيم المنمطين ...بعضكم سمع بي وبعضكم من هو جديد هنا
لم يسمع به , لكن الذين يعرفوني جيدا يعرفوا مدى قوتي وصرامتي و إخلاصي لهذه المنظمة ...
اليوم هو يوم عهد جديد في هذه المنظمة تم قتل خازن
وتنحيت روبي من مهامها كزعيمة للمنظمة
و انا كورام ذو الوحشية العظمى
أخذت هذا المنصب لكي أعيد لهذه المنظمة مجدها وكبريائها ...
لقد سائني كثيرا سياسة روبي الرحيمة لهذا قررت أن
انتشل المنظمة للأفضل وجاءت قراراتي على الآتي :
1- اتفاقية الثوار سارية المفعول وسوف يعتبروا ضيوف لا يغادروا دون إذن من المنظمة
وسوف نعزل مكان إقامتهم في المقر في الجهة الغربية للمقر ...
2- مهلة الثوار 30 يوما إذا لم يأتي زعيم الثوار الملقب بـ أسامة
لكي يبرم إتفاق دائم سوف يتم تصفية الثوار في المقر واعتبار قلوبهم غنيمة حرب تتوزع على الجميع
3- كل المدن التي لا تخضع للثوار تعتبر خارج الأتفاقية و هدر دمهم يعتبر مباح
4- أي تعدي من الثوار على المنمطين سوف يخل بالاتفاقية ومن ثم الحرب بيننا سوف تعود كما كانت
لكن يجب أن تضعوا في الحسبان إننا لا نتعدى على الثوار أيضا بما أنهم في مهلة الـ 30 يوم ..
5- أي شخص يخالف النقاط المذكورة سوف اكل قلبه بكل سعادة ...
هتف المنمطين بكل سعادة مؤيدين لزعيمهم الجديد
همس منمط إلى آخر : لا بأس به ...
رد المنمط : بداية جيدة ...
فتمتمت روبي بفخر : أنه يملك إحترام والدي جيرارد و شراسة خازن ..
تمتم كورام وهو يتلفت لأبطالنا : لنأمل أن يعود
أسامة ورفقاءه قبل الـ 30 يوم والا أصبحنا في
مأزق حقيقي ...
ماذا كان يفعل أسامة في ذلك الوقت ؟ وماذا يواجه من أخطار ؟
كان ذلك السؤال الحقيقي الذي دار في عقول الجميع
في كهف مظلم , كانوا أبطالنا مالك و
داران و حسام و فواز و كيرا يسيروا بمشاعل نارية يتفحصوا المكان بحذر
قال فواز بقلق : ليس من المفترض أن نكون هنا
اليس كذلك ؟ هذا مافهمته من نظرتك يا مالك ..
قال مالك بقلق : حقيقة أنا لا أعرف هذا المكان ..
كان مالك يتذكر بعد هزيمة ملكة الثلج ظهرت بوابة ضوئية اعلى القمة الجليدية وهذه البوابة الضوئية قادتهم إلى هذا الكهف المظلم
تمتم حسام : هل نحن داخل أحد الجبال ؟
قال مالك بعصبية : قلت لكم لا اعلم ..
وصل أبطالنا لنهاية مسدودة تفحصت كيرا
الجدار وقالت : هذا الجدار مصنوع من أحجار تختلف عن أحجار الكهف ...
قال فواز بقلق : إنظروا إلى الأعلى قليلا ..
شاهد أبطالنا عبارة مكتوبة بلون فسفوري يشع ما أن يسلط عليه ضوء ..
كانت العبارة .. نزوات الجسد تجعل الكائن يتوه في بحر الشراهة
عقد داران حاجبيه وتمتم : أنه يقول
لنا بكل صراحة ... إننا على وشك مواجهة الشراهة .
أخرجت كيرا صولجانها الملكي ونظرت إلى مالك الذي رمقها لبرهة يفكر فيها ثم هز رأسه موافقا ..
لتلتف كيرا على نفسها وتضرب بصولجانها الملكي
الجدار الحجر ليتحطم مطلق دوي مكتوم ...
عبروا أبطالنا الجدار المحطم ليتبين لهم المكان الذي يشبه كهف واسع تزينه مشاعل متعددة منتشرة في المكان
و امامهم مباشرة على مسافة تقدر بمسافة 30متر كان هناك كائن ضخم للغاية ...
كائن ضخم له أربعة أذرع يحمل في أحدها فأس ضخم اما الذراعان العلويان ينتهيا بمخالب كبيرة وحادة
اتسعت عينا مالك وقال : أنه ...
سيد الأعاصير ..! من أكثر الوحوش رعبا و قوة ...
قالت كيرا باشمئزاز : هذا القبيح ؟
قال مالك بحذر صارم : هذا القبيح
فريد من نوعه , في قديم الزمان كانت قبيلته تملأ هذه الجزيرة وكانت تنافس قبيلة ماردوكا في القوة ... حتى جاء يوم أختفت فيه جميع أفراد قبيلته في ظاهرة
غريبة ... على حسب المؤرخين جاء إعصار كبير على المنطقة السكنية الخاصة بهم
ولم يبق فيهم الا هذا الكائن لكن ... حجمه تضاعف عشرات المرات عن الحجم الذي كان عليه
اضفا مالك بحذر أكثر : لقد قيل
أنه ابتلعهم ..
تمتم فواز بقلق : شخص فتك بقبيلته
كاملة و ابتلعهم وتضخم حجمه ... هل من الحكمة أن نقاتله ؟
قال مالك بعد أن أطلق تنهيدة : يبدو أنه لا مفر
من ذلك ... نحن جميعا نذكر إن البوابة الضوئية لم تظهر الا بعدما إنتصرنا على ملكة الثلج واعتقد إننا لن نستطيع التقدم أكثر إلا عندما نتخطى هذه العقبة ...
اهتزت الأرض تحت أقدامهم وصوت خطوات ثقيلة تقترب منهم
كان سيد الأعاصير يقترب منهم ببطء وهو يقول : هذا صحيح
عقبتكم الأخيرة هو هذا الضخم صاحب خطيئة الشراهة
شراهته مكنته من البقاء خالد في اللوحات القديمة وخلف لنا أسطورة حقيقية عن ماذا يمكن أن يقودك الخطأ له
في هذا المكان سوف يتم إبتلاعكم من قبل أقوى الوحوش هنا ....
تأهب أبطالنا و أخرج مالك تنينه الأبيض
لوح سيد الأعاصير بفاسه الضخم وضرب الأرض التي اهتزت
بعنف وابطالنا تفرقوا نتيجة الضرب , استخدم داران ختم الحركة لكي يشل حركة خصمهم الضخم لكن المهارة لم تؤثر في سيد الأعاصير الذي ربت على كرشه وأخذ يقهقه بسخرية : الا تفهم ؟ هذا أقوى الوحوش هنا هل تريد أن تثبته ؟
ما أنهى عبارته حتى أتاه وابل من السهام ضرب جسد سيد الأعاصير
في أماكن متفرقة من جسده ليقول سيد الأعاصير بسخرية : هل هذا
نوع جديد من البعوض ؟ كلا البعوض يلسع أقوى من هذا ..
أنطلق حسام نحو سيد الأعاصير بحماس مفرط و تجنب ضرب سريعة من ذراع علوية ذات مخالب
وقفز إلى اليمين وضرب بيديه الأرض ليشقلب عاليا متجنبا ضرب قوية من الفأس الضخم
وفي الهواء شهر حسام سيفيه
لكن ضربة من كرش سيد الأعاصير ضربت السفاح حسام لتلقيه للخلف مسافة كبيرة
شعر حسام أنه اصطدم بجبل وليس كتلة لحم
نهض ليجد قدم سيد الأعاصير فوقه تنوي سحقه ليتراجع للوراء
بحركة رشيقة أنقذته من موت مؤلم
تمتم حسام بقلق : نحن أصحاب القتال القريب
عديمو الفائدة هنا ...
في تلك اللحظة كان مالك يقف فوق ظهر تنينه
الطائر يحوم حول سيد الأعاصير ويطلق كرات نارية
قوية تصطدم بجسد سيد الأعاصير الذي لم يكترث بالضربات
ولم يظهر عليه أنه تأثر بها ...
قال سيد الأعاصير بسخرية : حان وقت الأكل ...
ثم زفر زفرة سريعة وتراجع رأسه للخلف و أخذ نفس ...
خلال أخذه للنفس تحركت رياح قوية تحيط بأبطالنا وتسحبهم ناحية فم سيد الأعاصير
وكانت الرياح قوية للغاية , ضرب كيرا الأرض
بصولجانها الملكي لتصنع فجوة في الأرض ثبتت صولجانها فيه على شكل عمودي وتمسكت فيه لكي لا يطير جسدها
نحو فم خصمهم الشره أما المغوار داران قام
بختم نفسه على الأرض وثبت قديمه بقوة سحره فأصبح مثل العمود المنغرس في الصخور ...
طار حسام كريشة يسحبها إعصار
وهو يندفع نحو الفم المخيف أخرج سيفيه ليغرسهم في الأرضية الصخرية وثبت موقعه بصعوبة
وفي الهواء شاهد حسام زميله فواز يطير في إتجاهه غير قادر
على تثبيت نفسه , وفي اللحظة التي تجاوز فيها فواز
جسد حسام قام حسام بمد يده للخلف ليقبض على يد فواز ليمنع سحبه لفم سيد الأعاصير ...
كان مالك يقصف جسد سيد الأعاصير بغزارة وبشكل عشوائي ولكن لم يبدو على سيد الأعاصير
أي شعور بالألم بل كان يتابع سحبه لخصمه بكل إستمتاع ..
حتى أتت قذيفة نارية نحو بطن سيد الأعاصير فتوقف عن السحب
وحمى بطنه بكلتا ذراعيه العلويتين .. ليتوقف السحب ويسقط أبطالنا على الأرض بتعب ...
كرر مالك قصفه لكن دون فائدة حتى قام سيد الأعاصير بمهاجمة التنين الطائر بفأسه الضخم ومخالبه
الحادة ....
تمتم فواز بحنق : لا يوجد نقطة ضعف لهذا الوغــد !
اقترب مالك بتنينه وقال : لم أجد نقطة ضعف , لكنه
على الأقل توقف عن سحبكم ..
قال داران بغموض : كان ينظر لضرباتنا
بكل سخرية وبلادة .... ولكنه كان حذر لكي يحمي تلك القلادة ...
نظروا أبطالنا للقلادة التي توجد في بطن سيد الأعاصير
وقالت كيرا بتعجب : قلادة؟ أتقصد.. ؟ إنها أشبه
بالجوهرة الكبيرة مثبتة في بطنه الممتلئ ...
قال فواز وهو يتذكر الدقائق القليلة
الماضية : لقد توقف عن سحبنا المريع عندما جاءت قذيفة نارية نحو تلك الجوهرة وحماها بكل إهتمام ..
قال حسام بحماس : إذن علينا أن نستهدف تلك
الجوهرة ...
حلق مالك بتنيه عاليا وقال بصرامة : علينا أول
أن نجعله يرخي دفاعه عن تلك المنطقة ... سوف أحاول ذلك ..
إنطلق تنين مالك و أرسل قذائفه النارية
بكثافة ...
أدرك سيد الأعاصير نية خصمه فقام بالأستلقاء على بطنه
ثم فتح فمه الكبير واخذ ذلك النفس الأعصاري ...
ليسحب أبطالنا من جديد وهم يكافحوا لتثبيت أنفسهم أمام تلك الأنفاس القوية ...
هتف مالك بحنق : اللعنة ...
ثم راح يدور بتنينه وهو يحاول أن يجمع أفكاره في محاربة هذا الخصم القوي ...
فتح مالك حقيبته و أخرج كرات سوداء
غريبة وقال : لربما صلابة دفاعه لا تقهر لكن ماذا عن الداخل ؟
ربط الكرات السوداء بواسطة خيط مصنوع من القماس ثم أشعل فتيل يزين الكرات السوداء ورامها على الأرض
لتندفع الكرات بسرعة كبيرة نحو فم سيد الأعاصير
كانت تلك الكرات عبارة عن قنابل الدب أدوات قديمة
خاصة بدهليز التحدي أو دهليز الدب سابقا
أو كما يسمى حاليا مقر المنمطين تلك القنابل السحرية
لايتناسب سحرها الا مع الأشعاع الخاص بدهليز التحدي
لهذا لايمكن إستخدامها الا في ذلك الدهليز , لكن في الجزيرة المخفية
تم استيراد كمية كبيرة من تلك الأدوات الخاصة وبتجارب عديدة وبواسطة العلوم المتقدمة لدى الجزيرة
إستطاعوا موازنة شريحة الأشعاع الخاصة بالأدوات للتناسب مع إشعاع المنطقة المحيطة ليصبح
إستخدامها ممكن ...
وهاهي قنابل الدب تدخل فم سيد الأعاصير وتعبر جسده ثم ... إنفجار ....
تقوس ظهر سيد الأعاصير نحو الأعلى وهو يصرخ بألم
شديد وهو يمسك عنقه بألم ...سقط أبطالنا مجددا لينهض فواز برشاقة وامسك نشابه بسرعة وصوب على الجوهرة الكبيرة ...
وأطلق سهمه الذي إنطلق مباشرة نحو الهدف ليحدث شرخ كبير في الجوهرة الامعة التي أخذت تتهشم ببطء
حتى إنكسرت ... ليخرج إعصار كبير من تحت قدمي سيد الأعاصير
وبدأ جسده يتقلص تدريجا حتى أصبح بحجم الأنسان العادي ثم سقط سيد الأعاصير
و الدماء تنزف من جسده بغزارة وقال بألم : تلك الجوهرة هي كنز القبيلة ... سرقها هذا الكائن وأبتلع
قبيلته ... طاقة الآف الكائنات إختزنت هذا الجسد وضخمته ... فقدان هذه الطاقة بهذا الشكل
دمر خلايا هذا الجسد ولم يستطيع تحمل هذا الأنهيار ...
قال مالك وهو يقترب من الجسد المحتضر : هل كانت
هذه هي أبحاثك يا سليم ؟
قهقه سيد الاعاصير والدماء تتناثر من فمه البشع وقال : هذا الجسد المليء
بالطاقة والشره لكل ماهو جديد كان لقمة سائغة في سيطرتي ..احاطة جسدي بطاقة خاصة تتبع رغباتي
مكنتني من التسلل إلى جسده و التحكم فيه ... على كل حال خطيئة هذا الكائن قد حملتها معي
وعندما نلتقي سوف تكونوا في مواجهة الخطايا السبع جميعها ....
اقتربت كيرا من سيد الاعاصير ووضعت على جسده بطاقة حمراء ولمعت البطاقة لثواني ثم تحطمت
لتعض كيرا شفتيها بغضب وهي تقول : اللعنة
مات قبل أن أختمه ...!
ظهرت بوابة ضوئية في نهاية القاعة الكبيرة وتمتم فواز
بقلق : يبدو أن هذه البوابة تصلنا إلى مكان جديد لكن على حسب كلامه إننا سوف نواجه
الخطايا جميعها فهل هذا يعني إننا وصلنا إلى وكر التنين ؟
سار مالك ببطء وهو يقول بصرامة : حتى لو كانت
هذه البوابة تقودنا إلى الجحيم سوف أمنع ذلك المجنون من تحقيق هدفه ...
تبعه باقي الأبطال بهمة وهم يستعدون للمواجهة التي قد تكون مواجهتهم الأخيرة و الحاسمة ....
في مقر المنمطين كان
اراب يرقد على سريره الوثير
و يستمع لحكاية إبراهيم
بإهتمام ثم قال اراب بقلق : بالرغم من الأسى
الكبير الذي ينتظر كيجن
إلا أنه ضحى بإنسانيته من أجلنا جميعا ...
قال إبراهيم وهو يقضم تفاحة : ليس الجميع
يفعل هذا ...
حاول اراب أن يعدل جلسته لكن شعر بألم حاد في ظهره
إنتقل لملامحه ليقوم إبراهيم بمساعدة السيد الوقور
الذي قال بأسى : يبدو إن زمني قد إنتهى بالفعل ...
قال إبراهيم بإبتسامة : لا تقل هذا , إنها
مجرد إصابة وسوف تتعافى منها , لا تنسى كيف أنقذت حياتي عندما تم حصارنا بالقرب من البرج السحري
إبتسم اراب بطيبة و تمتم : منذ زمن بعيد عندما كنت
شاب مثلك كنت أطمح أن أكون أفضل محطم في العالم
لكن طموحي توقف أثناء الحرب الكبيرة صحيح إنها كانت فرصة أن أبرز فيها لكن لسوء الحظ لم استغل الفرصة
لكن ...
ربت اراب على كتف إبراهيم وقال : انا على ثقة أنك سوف تكون أفضل مني .. أنك تملك الطموح
و الموهبة و القوة و الثقة لكن عليك بالتدريب الجاد والمستمر لكي تنمي قوتك و تصقل موهبتك ..
قال إبراهيم بحزم : سوف أكون ذلك الرجل
الذي تتطلع له يا سيدي ....
تمتم اراب بعطف : بعد استشهاد والدك الروحي
أخذت عهد على نفسي أن أعتني بك لكي تصبح الشخص الذي يعيد بناء أوروك
نهض إبراهيم بثقة وقال : نعم يا سيدي ..
استدار إبراهيم ليغادر لكنه توقف بغتة وقال
بغموض : سيدي أنا أجري دراسات على اللغات القديمة ومنها لغة أوروك القديمة
ولدي بعض الكلمات التي أريد أن أتأكد منها ..
قال اراب بتواضع و وقار : تفضل ..
قال إبراهيم و هو يضغط على أسنانه
وهو ينطق الكلمات : اوكا ... روميناتن
قال اراب : الترجمة هي : إذن هو إبني ...
ثم أضاف اراب باهتمام : من أين لك هذه الكلمات ؟
إبتسم إبراهيم وهو يرسم إبتسامة زائفة : إني أقوم
بدراسة على نصوص أوروك القديمة خصوصا
ملحمة جلجامش *...
استدار إبراهيم وقال : سوف أعود لزيارتك
فيما بعد يا سيدي ...
تمتم أراب في نفسه : أن أحفظ ملحمة جلجامش كاملة ولم يورد فيها هذا النص ... ترى ما لذي تريد معرفته أيها الشاب ؟
أغلق إبراهيم الباب خلفه وهو يغادر الغرفة
وقال في نفسه : لماذا تخفوا عنه الحقيقة يا ترى ؟ لماذا لم تخبره أيها السيد الوقور ؟
تجول إبراهيم في المكان المصرح للثوار
أن يمكثوا فيه ليشاهد نزار يمسك مقلاة فوق موقد
نار صغير وبداخل المقلاة سمكة متوسطة الحجم , قام نزار
برمي السمكة للأعلى و حاول أن يلتقطها بالمقلاة لكنها سقطت على الأرض فتنهد نزار بتذمر ,ضحك إبراهيم بسخرية
وقال : يا الهي ماذا تفعل أيها العبقري ؟
قال نزار بضيق : أنا أتدرب على التقاط السمكة بهذه المقلاة
لكي أزيد نسبة الدقة لدي كذلك أرفع ردة الفعل لمستوى أعلى ...
قال إبراهيم بسخرية : طريقة جميلة للغاية ...
سوف يسعد المنمطين حينما يعرفون أن ادوات الطبخ أصبحت للتدريب ..
قال نزار بحذر : حقيقة هذه مقلاة روز لقد وافقت أن تعيرني إياها في تدريبي شرط الا
أخدشها ..
قال إبراهيم بقلق : هل تخطت حزنها ؟
هز نزار رأسه نافيا وقال بأسى : كلا ما زالت تنتحب
الكل متعاطف معها لكن لا أحد منا يستطيع التدخل ..
سار إبراهيم متجاهلا حديث نزار كانت عينيه تبحث بشغف عن شخص معين و وجدها
كانت روز تجلس على صندوق خشبي كبير
وتبكي بحرقة وهي تمسك منديل مبلل بالدموع ..
جلس إبراهيم بجنبها وقال بهدوء : لقد قالوا
منذ زمن أن جرح القلب لا يندمل عكس جراح الجسد
توقفت روز عن البكاء مذعورة للشخص الجالس
بجانبها ونظرت إلى إبراهيم باهتمام
أكمل إبراهيم حديثه : في هذه الحياة أشياء كثيرة
تمر على الفرد .. غبطة .. حزن ... سعادة ... لكن ما يرسخ في بالنا هو ذلك الشخص الذي
يسعدنا جدا .. أو يجرحنا جدا ...
إستنشق إبراهيم الهواء حوله وقال : أبي الروحي
عزت و أخي فواز الشخصان الوحيدان في حياتي ..
بعد مقتل أبي عزت شعرت بالحزن الكبير الذي مزقني
ورغم إني أكره أن أعترف بذلك لقد بكيت بحرقة عليه في الأوقات التي كنت أختلي فيها بنفسي ..
لكن تعلمت شيء في حياتي ...لماذا أضيع ما تبقى لي من وقت في هذه الحياة لكي أبكي ؟ لماذا احتفظ بالذكريات
المحزنة ؟ لماذا لا أنظر للحياة وانتظر فرصة أخرى للسعادة .. أو انتظر شخص آخر يملأ حياتي ذكريات سعيدة..
نظر إبراهيم إلى روز نظرة واثقة وقال : هكذا يجب أن تتصرفي لتنسي حزنك خصوصا إذا
كان الشخص الذي جرحك قريب من قلبك ... هل يستحق كل هذا الدموع ...
وضع إبراهيم كفه على كف روز برفق و أكمل : نستطيع جميعا أن نجد ذلك الشخص الذي ....
قالت روز بغضب : إبعد يدك عني !
وهوت روز بلكمة قوية على فك إبراهيم لتلقيه متر كامل للخلف
وقف إبراهيم مندهشا وقال : لم أقصد أي سوء ..
أنا ...
قفزت روز بغضب و سددت ركلة قوية
على صدر إبراهيم لتدفعه للخلف
ثم هوت روز بلكمات متعددة
و إبراهيم يتجنب الضربات بارتباك ويقول : أقسم
إني كنت أحاول أن أواسيك ليس إلا ...
قالت روز بغضب هائج : مواساتي ؟ بيدك !
كان هاشم يسير بالقرب من المكان ولفت انتباهه
الصراخ العالي فركض بكل قوته لمصدر الصراخ ليشاهد المنظر فأطلق صفارة قوية
ثم إنطلق من خلف إبراهيم
ليمسكه من الخلف فهتف إبراهيم متعجبا : ما الذي تفعله
هنا أنت أيضا ؟ ولما تقوم بهذا !
هوت روز بلكمة قوية على وجه إبراهيم
قال هاشم وهو يمسك المحطم جيدا لكي لا يفلت : لا أعلم
ما الذي يدور هنا لكن مما أعرفه أن روز
لا تقوم بمهاجمة أحد عبثا ! أنت بالتأكيد أسئت لها بطريقة أو بأخرى !
هنا ظهر نزار وقال بصوت حازم : روز ...! التقطي هذا ..!
رمى نزار المقلاة عاليا بإتجاه روز التي إلتقط المقلاة بخفة دون أن تلتفت و بكل قوتها
هوت بالمقلاة على وجه إبراهيم
ليسقط إبراهيم على الأرض ويقوم كل من نزار و روز و هاشم بركله دون رحمة
شاهد إبراهيم شخص ينظر لهم وقد كان موران فهتف إبراهيم وهو يتلقى الركلات العنيفة : ساعدني !
التفت موران للجهة الأخرى ومثل كأنه
لم يشاهد شيء ..
ظهر ماجد وقال بصوت حازم : ماذا يحدث هنا !
توقف الثلاثة عن الركل لينهض إبراهيم
بثياب رثة و وجه دامي وقال : في الحقيقة ...
قالت روز بضحكة زائفة : نحن نساعد هذا المحطم
في تدريبه ..
قال ماجد بصرامة : لا يبدو هذا مثل التدريب ..
قال نزار بلهجة واثقة : سيدي القناص .. أنت تعرف
جيدا أن النمط السحري يملك دفاع ضعيف جدا لهذا قرر إبراهيم
أن يقوي دفاعه عن طريق التصدي للهجمات المباشرة وبما إننا في بداية التدريب فنحن نستخدم اللكمات والركلات لكي
يتعود على الهجوم المباشر ...
قال هاشم بخبث : لكن إذا أصر إبراهيم على التدريب و تقدم في تدريبه سوف نتدرب
معه بالسيوف و الخناجر و السحر الهجومي ...
صمت ماجد بغير اقتناع وهو يراقب ملامح إبراهيم الغاضبة وقال القناص : حسنا إذا لكن
اتخذوا من ساحة التدريب مكان لتدريبكم الغريب لأنكم تثيروا الضجة هنا بصراخكم ...
سار إبراهيم مبتعدا بإنزعاج وغضب
شديد و جلس يمسح الدماء التي تسيل من أنفه فشاهد موران
يقدم له منديل , التقط إبراهيم المنديل بغضب
وقال بحنق : شكرا لك لمساعدتي هناك ...
قال موران بهدوء : أنا أعلم مالذي كنت تفكر
فيه يا إبراهيم و بغض النظر عن تفكيرك اذا كان
صائب أم خاطئ لقد مرت الأمور بأفضل نتيجة لأن روز
لم تشأ أن تصعد الموقف أكثر لو علم زوجها بالأمر لكانت أشلاء الشهيد عزت تعتبر بالنسبة لأشلائك كبيرة ...
قال إبراهيم بغضب : لست أنا الذي أضرب
بهذا الشكل !
قال موران وهو يسير مبتعدا : حاول أن تنسى ..
لكن إبراهيم ظل غاضب ويفكر بطريقة
مناسبة لرد اعتباره ... الانتقام ....
يتبع…
الجزء السادس
تلاشى ضوء البوابة الضوئية التي نقلت أبطالنا أسامة و فنرير و نهاد و ناجي و
جاسر من منطقة العرين إلى منطقة كبيرة مغلقة ومجهولة ...
قال ناجي بحنق : اللعنة ! لقد سأمت من هذا التلاعب ...
تمتم جاسر بخيبة أمل : انه ليس المكان
المنشود ... إلى متى ..؟
قالت نهاد بحذر : ماذا لو كان ذلك المدعو سليم قد تلاعب بالبوابات الضوئية و صمم لنا متاهة لا نهائية ؟ هل يوجد ضمان على أنه سوف تنتهي رحلتنا في وكر التنين ؟
قال أسامة بحزم : معك حق في كل حرف , لكن لانملك
أي خيار سوى أن نكمل طريقنا ...
قال فنرير بحذر : بمناسبة الحديث عن إكمال الطريق
هناك شيء غريب يقترب منا , رائحته غريبة تشبه رائحة .... حشرة ...
ما أنهى فنرير حديثه حتى ظهر
كائن أشبه بالخنفساء الضخمة , قال ناجي بقلق : عقاب المخطئين ..
قالت نهاد وسرت في جسدها قشعريرة : يالهي ! كم أكره
الحشرات ! أي خطأ ارتكبته لكي اواجه حشرة بهذا الحجم ..!
تمتم ناجي بسخرية حذرة : صدقيني الحشرات السابقة التي مرت
عليك في حياتك تعتبر نعمة , هذه الحشرة كما قرأت عنها في كتب التاريخ تلقب بـ الوباء المدمر.. في قديم الزمان , أكثر من 1000 عام
عندما غرق الناس في هوى أنفسهم وتجاهلوا الحق و انغمسوا
في الظلمات و الأثام , وجب نزول العقاب , هذه الحشرة أفرغت سمومها في الأنهار و الحقول
لوثت الهواء و الأرض و المياه ... مات الملايين من الكائنات بسبب أوبئة لا تحصى ....
ثم فجأة هبت رياح باردة على الجزيرة وبدأت الثلوج تتساقط لكي تتجمد الجزيرة المخفية بأكملها
ليتم القضاء تماما على تلك الأوبئة التي تجمدت في الثلوج ولم تعد تنتقل إلى الكائنات المختلفة
هذه الحشرة أختفت مثلما ظهرت , أحد المؤرخين يقول إنها ترقد في سبات عميق تنتظر
أن يعود الناس لخطاياهم لكي تنهض من كسلها مجددا وتقوم بنفث سمومها في هذا العالم ...
الوباء المدمر = خطيئة الكسل
قالت نهاد بحنق : ماهذه السخافات ؟ وباء ؟ نقمة ؟
إنها مجرد حشرة سخيفة وتحتاج أن يسحقها أحدهم برجله ...
قال ناجي بصرامة : لست أطالبك أن تصدقي تاريخ جزيرتنا
لكن هذه الحشرة خطيرة للغاية ولو تمكنت ولو قليلا من تلويثك سوف تهلكي لا محالة ...
وضعت نهاد كفها في حقيبتها وتمتمت في نفسها بحذر : ترى
أي نوع من الأوبئة هي قادرة على نشره ؟ وهل أستطيع صنع ترياق مناسب في حالة الأصابة وفي الوقت المناسب ؟
قال أسامة بحذر : يبدو أن الحشرة تريد أن تبقي
على مسافة 15 متر لكي تحلل تحركاتنا ...
كان الوباء المدمر بالفعل قد تأهب مكانه يرمق أبطالنا بتلك العيون المخيفة
و الضخمة ...
قال أسامة بحزم : الطرف القادر على إدراك ضعف
خصمه قبل الأخر هو الفائز وعلينا تحليل خصمنا قبل أن يفعل ..
قال فنرير بحذر : ليس فقط التحليل بل التطبيق أيضا, لربما تمكنا من تحليل قوته ونقاط ضعفه لكن هل يمكننا تطبيق ما حللناه ؟
ابتسم أسامة وقال : لقد أصبحت ثرثار فجأة يا فنرير هل هذا بسبب تأثير القوة الجديدة التي اكتسبتها
ام بسبب توترك ؟ أنا أؤمن أن المجموعة التي أرافقها قادرة على التطبيق الفعال للتحليل ..
تبادل أسامة الأبتسامة مع مجموعته ثم قال بحزم : حسنا
لدينا وباء عاش قديما وفتك بالكائنات من حوله انظروا حوله ... الأشجار على مسافة 5 أمتار قد ذبلت على نحو مخيف
يبدو أن هناك تأثير سام على مدى 5 أمتار ينبعث من هذا الملقب بـالوباء المدمر
وهذا يعني أن الأقتراب منه لهذه المسافة محظورة مما يجعلنا نعتمد على المدى البعيد و الذي يتقنه جاسر لكن ماذا لو كان ذلك غير كافي ؟
يجب علينا أن ....
بغتة وبدون إنذار أطلق الوباء المدمر كتلة هلامية خضراء اللون ضخمة الحجم
نحو أبطالنا الذين تجنبوا الكتلة التي اصطدمت بالأرض ...
نظر ناجي إلى الكتلة الخضراء بتفحص ثم وضع كفه على
أنفه وفمه وهتف بصوت مكتوم ذعر : يالهي هذا الكتلة الخضراء تحتوي على بعض من سمومه لاتستنشقوا الهواء حولكم ...
كان هذا ما يريده الوباء المدمر أن يدب الذعر في قلوب خصمه
قفز الوباء المدمر قفزة عالية نحو خصومه الذين إبتعدوا
عن مكان سقوطه ليقذف الوباء المدمر عشرات الكتل الهلامية الخضراء
بشكل عشوائي نحو أبطالنا ...
تجنب جاسر احدى الكتل بصعوبة
ونظر حوله للكتل المنتشرة وقال بذعر : أنه يقوم بحصارنا ....
رفع جاسر كفيه وقال : كرة النار !
اصطدمت كرة النار بجسد الوباء المدمر لكن بدون تأثير واضح ..
قال أسامة بقلق : جلده قاسى ومنيع ضد الهجمات ..
رفع الوباء المدمر أجنحته لينطلق هواء أخضر اللون من حوله
وضعت نهاد ذراعها أمام عينها وقالت : اللعنة أن هذا الهواء
السام يهيج العين , لا أكاد أرى شيء !
هتف ناجي بهلع : انتبهي يا نهاد !
فتحت نهاد عينيها بصعوبة لتجد الوباء المدمر أمامها رافعا ذراعه التي تنتهي بنهاية حادة ... وهوى بمخلبه
ليصدم مخلبه بترس ضوئي , كان تصدى لضربة بدل منها ناجي وهتف بذعر : أهربي ريثما تستطي...
لم يكمل عبارته و سقط ناجي على الأرض شاحب اللون ..
قفز الوباء المدمر في الهواء وفتح جناحيه مجددا لينتشر ذلك الغاز المغشي
السام , التقطت نهاد جسد ناجي وتراجعت بذعر وقالت : ياللهول ماذا فهمت من جملة عدم الأقتراب منه !
اخرجت نهاد ترياقات عديدة وقالت : شكرا لك لإنقاذي
لكن حتى لو لم أبدو مثلك في هذه الحالة السخيفة فأنا أيضا اصبت بهذا الوباء وعلي أن أجد ترياق مناسب ينقذك وينقذني ..
نظرت نهاد إلى رفقائها الذي يتجنبوا هجمات الحشرة
السامة و اضافت بعزم : و إنقاذنا ..
أنا أؤمن أن المجموعة التي أرافقها قادرة على التطبيق الفعال للتحليل ..
رنت عبارة أسامة في رأس نهاد وقالت بعزم : لن أخيب ظنك ..
راحت نهاد تتفحص جسد ناجي وقالت : حسب ما أشاهده هنا يشبه هذا الوباء مرض الطاعون الذي فتك بالناس قديما
لكن يوجد شيء يزعجني , هذا الطفح الجلدي الغريب الذي بدا واضحا في الجلد ...
فركت نهاد ذراعها بضيق وقالت : كم أكره الحشرات ..
التقطت نهاد مشرط طبي صغير ونزعت قطعة من جلد
ناجي وقالت بخبث : آسف يا رفيقي لكن الآنسة لا تحب أن تشوه
جسمها من أجل الأبحاث ... وكذلك عينة من الدم ...
ضربت جسد ناجي بإبرة في فخذه لكي تسحب عينة من الدم
وتمتمت بسخرية متوترة : رغم إني طبيبة إلا إني أكره الإبر أيضا !
راحت نهاد تمزج الترياقات وتجربها على عينة الدم
والجلد بسرعة ودقة وهي تمتم في نفسها : رغم إني لا أملك أي مهارات سحرية ورغم أن الكثير يعتقد إني بدون
فائدة إلا إني سوف أثبت لهم عكس ذلك , أبي يا من نبذتي من حياتك بدون سبب مقنع شاهد وتعلم ....
لمعت عينيها بظفر عندما تغير لون الترياق إلى الأزرق و عينة الجلد خلت من الطفح ...
نهضت لتجد رفقائها يعدوا مبتعدين عن المدى السام لـ الوباء المدمر
تناولت نهاد عبوة الترياق الكبيرة وقسمتها إلى عدة
عبوات و القتها في الهواء بإتجاه أبطالنا وقالت بثقة : الترياق يا شباب ..!
تناول أبطالنا العبوات بسعادة وأجترعوا محتواها قال أسامة
بظفر : الآن وبائه لا ينفع ضدنا وعلينا أن نجد نقطة ضعفه ...
قال جاسر بحذر : نقطة ضعفه تقبع أسفل جناحيه
لو تمكنت أنت مع ذئبك أن تشتتا انتباهه و تجبروه أن يفتح جناحيه مجددا لربما تمكنت من ضربه في تلك المنطقة ..
لم يرد أسامة على رفيقه بل قام بالدوران مع ذئبه
فنرير حول الوباء المدمر باتجاهين متعاكسين وبخفة مدهشة جعل الوباء المدمر
ينزعج وقرر التعامل السريع مع المزعجين , فتح جناحيه كأنه يريد الطيران لتنبعث تلك الغازات السامة المهيجة للعيون
لتظهر كرة نارية كبيرة أخترقت سحابة الغاز السام وإنفجرت في أعماق ظهر الوباء المدمر الذي أطلق صوت مزعج ومخيف ومتألم وراح يدور على نفسه بألم
ثم سقط على ظهره المتدمر وأخذ يحرك أطرافه بحركة سريعة وعشوائية حتى توقفت حركته تماما
لتظهر بوابة ضوئية فوق جثة الوباء المدمر ..
عقد أسامة حاجبيه وقال : خصم جديد ؟
تمتم ناجي الذي نهض وقد بدى عليه أنه
استرد عافيته : لنتأهب للأسوأ ...
قال جاسر بثقة : دائما نحن هكذا ..
وساروا أبطالنا نحو البوابة الضوئية ... ولكم يأتي في خلدهم أن هذه البوابة التي يقصدونها هي البوابة التي
تحمل لهم مصير مغامرتهم ... مغامرتهم المثيرة ... و المخيفة ..
…
( هذا مثير للأهتمام بالفعل )
قالتها فيجي بجدية
وهي تنظر مجددا للفافة الموجودة على الطاولة وامامها يجلس ريان الذي قال بلهفة : إذن ما رأيك في الأنضمام لهذا الأسلوب الخارق ؟
قالت فيجي بحزم : طلبك مرفوض !
طأطأ ريان رأسه وقال بخيبة أمل : لماذا ؟
عدلت فيجي جلستها وقالت : مخطط الثالوث
هذا يحمل أسلوب الثلاثي الذي اتقنه معلمك الشهيد وليد
مع رفيقيه و الأسلوب يتطلب قوة سحرية ( متمثلة في النمط السحري ) , قوة عضلية ( متمثلة في النمط الحربي )
و قوة باطنية ( متمثلة في نمط البراري ) المخطط هنا يمثل رابط مشترك بين الثلاثة وهو الميل العضلي
لشعب أجوريا ...
قال ريان بسرعة : لكن أعدائنا الملقبين
بـ ثلاثي الموت الجديد قد جمع أفراد من الشعوب الثلاثة ..
قالت فيجي وهي تنظر للمخطط مجددا : يبدو
أنهم قد طورا الأسلوب ليخدم وضعهم هذا ..
قال ريان بعزم : ونحن قادرين على فعل ذلك أيضا ..
مطت فيجي شفتيها وقالت : هذه المشكلة
الأولى ...
قال ريان بحذر : وما هي المشكلة الثانية ؟
قالت فيجي بإقتضاب : التوازن في القوة ..
قال ريان بحماس : بالتدريب الجاد و المستمر نستطيع
أن نوازن قوتنا ومن ثم ...
قاطعته فيجي بصرامة : لا أقصد هذا
بل أقصد فرق المستوى بيننا .. هل تظن أنك في نفس المستوى الذي أنا فيه ؟
تمتم ريان وهو يشعر بالأهانة : لا تستهيني بي يا سيدتي ..
قالت فيجي وهي تخرج شيء من حقيبتها : اسمعني أيها الفولاذي إني لا أحب تزين الكلام و المجاملة , الحقيقة إني أعلى منك في المستوى ...
قال ريان بحدة : و إن يكن !
هزت فيجي رأسها بضيق وقالت
وهي تظهر مكعب صخري بحجم الكف : المشكلة أنك قرأت المخطط و الشرح وما زلت لم تدرك المشكلة الحقيقية في المستوى ..
أضافت بهدوء : ضع كفك على المكعب الصخري ..
وضع ريان كفه على المكعب الصخري بتردد
ونظر نظرة إلى فيجي
تحمل سؤال ( وماذا بعد ...؟ )
قالت فيجي بهدوء : إنزع كفك و إنظر
للمكعب ...
شاهد ريان رقم يظهر على سطح المكعب الصخري
قال ريان بحيرة : 120 ؟
قالت فيجي بحزم : هذا هو مستواك ..
بدت ملامح الحيرة على وجه ريان الذي لم
يستوعب الأمر بعد ...
تنهدت فيجي وعقدت ساعديها أمامها
وهي تشرح : في الزمن قبل الحرب الكبرى كان جميع المحاربين يملكوا مثل هذا الحجر الذي يقرأ مجموع القوى
الذي يملكها المحارب ويترجمها إلى أرقام تدل على المستوى الخاص بالمحارب لكي يتيح الفرصة للقادة بأن
يصنفوا المحاربين على رتب مثل من يكون مبتدأ حتى يصل إلى مستوى 19 يصنف على الرتبة الأولى
ومن 20 إلى 49 يكون من الرتبة الثانية ومن 50 إلى 79 رتبة ثالثة ومن 80 إلى 99 رتبة رابعة
ومن 100 إلى 119 رتبة خامسة ومن 120 إلى 149 رتبة سادسة ومن 150 و أعلى رتبة سابعة ...
قامت فيجي بوضع كفها على
المكعب الصخري ليظهر رقم 153
قال ريان بدهشة : أنت مستوى 153 ؟
إبتسمت فيجي بفخر وقالت : أي إنني
من الرتبة السابعة و أنت من الرتبة السادسة ...
نظرت فيجي للمخطط مجددا وقالت : الفرق
في المستويات يسبب خلل في التوازن مما يؤدي إلى الكسر حسب المخطط هنا , الكسر يحدث إذا أصبح الفرق 15 مستوى ...
صمت ريان بخيبة أمل عظيمة ..
فقالت فيجي مواسية : لكن تستطيع أن تحقق
حلمك بهذا الأسلوب إذا وجدت ( نمط سحري ) مناسب لمستواك و وجدت ( نمط براري ) يستوفي الشروط ..
قال ريان و هو يفكر : حسنا
النمط السحري المتوفر لدينا هم جاسر و
روز و إبراهيم و ندون سوف أستثني
داران الذي يبدوا أنه في نفس مستواك
أما النمط البراري يبقى لدينا كيرا و أسامة ...
قالت فيجي بجدية : أبتعد عن أسامة فهو زعيم الثوار وليس متفرغ للممارسة لعبتك هذه ..
هذا يترك لك خيار وحيد وهي كيرا التي تبدو إنها في نفس
مستواك ....
لم يرد ريان جواب على سيدة القمر الفضي لأنه كان يسرح في خيال ..
خيال الأسلوب الجديد .. أسلوب الثالوث الخطير ... و القوي ...
في الجزيرة المخفية و بالتحديد في منطقة وكر التنين ظهرت بوابة ضوئية ظهر منها أبطالنا مالك و داران و حسام و فواز و كيرا
ولاحظوا المنطقة المفتوحة المثلجة حولهم , تمتم مالك
بحذر و تأهب : لقد وصلنا ...
دوى صوت خشن وساخر : مذهل جدا ..
ظهر أمامهم دخان اسود كثيف تشكل على هيئة رجل ضخم , قال حسام بكراهية : الخـائـن ..!
تمتم الخـائـن بسخرية : ما هو شعوركم و أنتم تمروا برحلة
الأثم و الخطأ , ما هو شعوركم وأنتم تدركوا العالم المظلم الذي يحيط بنا !
قالت كيرا بغضب : شعورنا ؟ ومنذ متى اهتميت لشعورنا !
قال الخـائـن بخبث : قتالكم ضد الخطايا بإستماتة يصنع فعل معاكس
بنفس القوة مما يجعل الخطيئة تكبر أكثر و أكثر وهذا يعني أن المردود الخاص ...
صمت الخـائـن وابتسم بخبث : يبدو أن زملائكم قد نجحوا في
آخر عقبة وهم الآن في الطريق .... عملي أوشك على الإنتهاء !
تلاشي الخـائـن على شكل دخان أسود
لتظهر بوابة ضوئية خرج منها أبطالنا أسامة و فنرير و نهاد و ناجي و
جاسر
قال الأخير وهو يشاهد المجموعة الأخرى : أخيرا إلتم شملنا !
قال مالك بعصبية : علينا أن نتوجه لذلك المعتوه
قبل أن ينتهي من عمله !
ظهر تنين مالك من بطاقته
وامتطى مالك تنينه وإنطلق نحو الشمال
يلحقه أبطالنا بسرعة وهمة كبيرة , حتى وجدوا الخائن وهو يفرغ محتوى قنينة كبيرة , تساقطت القطرات
على الأرض الثلجية التي بدأت في الارتجاج بعنف تدريجي , تمتمت فواز بقلق : تأخرنا ؟
لم يرد مالك السؤال بل أخذ ينظر بقلق
نحو خصمه الخـائـن .
رفع الخـائـن ذراعيه بعظمة وقال : في هذه اللحظة أنهي
الطقوس التي تختم رحلتي البائسة , الرحلة التي تكللت بالنجاح ...
انشقت الأرض بجانب الخـائـن ليظهر تنين ضخم أبيض اللون
هتف مالك بعصبية : أيها الأحـمق ! هل تعتقد
أنك تستطيع السيطرة على مثل هذا الوحش ! أنه ليس مثل الوحوش البقية ..
قال الخـائـن وكأنه يسرح لمكان بعيد : أنت محق أيها الزعيم , هذه
الوحوش كالصندوق المنيع لا يمكن النفاذ له واخذ محتواه لكن لو عرفت المفتاح لفتح هذا الصندوق حينها سوف
تمتلك شأن عظيم , خطاياهم هو مفتاحهم , وانا خبير بالتعامل مع الخطايا ...
فتح التنين الأبيض عينيه ببطء فهتف الخـائـن بعظمة : غورو الأب الأول للتنين في هذا العالم الفاسد إعطني قوتك !
عدل غورو من وضعيته وهو يرمق الخـائـن بنظرات متفحصة , هنا لمعت كف الخـائـن
بذلك الوهج الأسود ليضرب منطقة من جسد غورو الذي
أطلق صرخة غاضبة , تمتم الخـائـن بقلق : يالهي ! كيان مثل
هذا لا يمكنني استياعبه , أنه كيان عظيم ... أنه ...
صدمت موجة خفية صدر الخـائـن لتلقيه مترين للخلف
ليسقط على ظهره بذهول , عندها أطلق غورو زمجرة غاضبة
مخيفة , تمتم الخـائـن بذهول : لا أستطيع الدخول له ..
قال مالك بعصبية أكثر : أخبرتك عن هذا الشيء
لقد أيقظت شر مخيف أيها اللعين ! لكن ...
نظر الخـائـن نحو زعيم الجزيرة التي اكمل : لكن نستطيع دحضه
لربما نجد صعوبة في هذا لكن نستطيع ذلك ساعدنا في هذا أنت تعرف جميع الأسرار المتعلقة في السيطرة و الاخماد
أنا أناشد سليم الكامن في جسدك ... ساعدنا ..
أغمض الخـائـن عينيه لبرهة و كأن الزمن قد توقف
ثم قال بهدوء : بعد كل هذه السنوات من البحث و التجارب تريد مني أن أتوقف !
راحت أفكار الخـائـن تقوده للماضي البعيد …
وقف سليم أمام كوخ كبير تحيطه تلك الرمال الحمراء
وأخذ ينظر للمكان الخاوي حتى خرجت إمرأة قصيرة من الكوخ وجفلت ما أن شاهدت سليم الذي سعل سعال وهمي وقال : آسف لأخافتك سيدتي ..
قالت المرأة بإبتسامة عريضة : لا بأس أيها السيد ..
سكبت المرأة محتوى الدلو الكبير الذي تحمله في حوض كبير وقالت بهدوء : إذا كنت هنا من أجل مهمات لحم السلحفاة فلقد إنتهت تلك المهمات ..
نهضت المرأة وهي تنظر بعيدا نحو جهة معينة وقالت : الحرب على وشك الحدوث مجددا , آمل أن ينتهي هذا قريبا ..
التفت المرأة إلى سليم وقالت بإبتسامة : ثم أنك تبدو أكبر من أن
تأخذ مهمات لحم السلحفاة ..
إبتسم سليم بدوره وقال : في الحقيقة أنا هنا من أجل الذئبة الأسطورية ..
تمتمت المرأة بدهشة : رينكي ؟ في الحقيقة إنها شاركت في الحرب الكبرى
ضد العرافة ولا أعلم متى تعود , لربما بعد أن ينتهي هذا النزاع السخيف بين الأبطال ...
أشارت المرأة القصيرة نحو الحقل وقالت : تركت لي رينكي طفليها
ديفار و فنرير
لكي أعتني بهما إنهما شقيان بالفعل ..
لمح سليم الذئبان الصغيران وتمتم في نفسه : أنا هنا لدراسة
هذه السلالة الفريدة رينكي الذئبة الأسطورية التي عاشت لأعوام طويلة
بالنسبة للذئاب العادية , إنها تملك تلك القوة الغامضة التي تجعلها تحتفظ بقوتها عبر السنين .. لكن بما إنها
ليست متاحة ...
كانت المرأة القصيرة تطعم الذئبين الصغيرين في الوقت الذي كان سليم
يشعل نارا في طرف الكوخ الكبير , شمت المرأة رائحة الدخان والفتت لتجد كوخها وسط النيران المشتعلة
فهرعت بدلوها الكبيرة المليء بالماء لتنقذ كوخها , تقدم سليم
بشريحة لحم كبيرة وقربها نحو الذئبين الصغيرين فنجذب أحدهما إلى الشريحة , أخرج سليم حقنة صغيرة ضرب بها جسد الذئب الصغير المنهمك في أكل شريحة اللحم
ليفقد الذئب وعيه تماما ليحمله سليم ويختفي عن الأنظار ..
بعد سنوات من العمل كان الذئب الصغير قد نمى جسده في ذلك القفص , كان سليم
يفحص شريحة ددمم تحت عدسته الكبيرة وقال بأسى : على الرغم من تحليلي لمدة سنوات لم أستطيع أن أجد العامل المميز
في ددمم هذا الذئب ....
كان القفص المجاور لأبن رينكي يحتوي على ذئب آخر منهك القوى
أخرج سليم حقنة صغيرة و كبسولة فضية اللون
وقال : لقد حاولت أن أكتشف السر بعملية التحسين ومن هذه المحاولة
نحاول أن نفكك الشفرة الوراثية المعقدة التي تحتويها رينكي لكن
صفاتك وخصائصك تتغلب على الذئاب الأخرى وبدل أن يكتسبوا صفاتك تقوم أنت بسحب قدراتهم الحسنة
و التهام طاقة أجسادهم , لماذا لا أستطيع ذلك ...أخبرني يا ديفار
حقن سليم الذئب الآخر وقام بحقن إبن رينكي بحقنة مشابهة وغرس الكبسولة في كتفه , وبعد ساعات كان سليم ينظر إلى ديفار بشكله الجديد مبرزا أنيابه بشراسة
وكراهية , طأطأ سليم رأسه بيأس وقال : يبدو إني مجرد
كتلة من خيبات الأمل ..
غادر سليم المعمل بحزن ولم يكن يعلم أن في اليوم التالي سوف يجد
ديفار قد هرب من القفص تاركا قضبان القفص مقطوعة ومشوهة
وقد حرر كل الذئاب الموجودة معه الذين كان يخصصهم سليم
للتجارب بحثا عن القوة ....
آفاق سليم من ذكرياته
ليجد نفسه أمام التنين الضخم غورو الذي كان يزمجر
بغضب في وجه أو الخـائـن سليم
جلس سليم على ركبتيه وفرد ذراعيه وقال بمسكنة : لقد أعتقد
إني عظيم كفاية لكي أسيطر على كيان مثلك لكن الغضب بداخلك يجعل هذا مستحيل ...
هل تذكر الغضب يا غورو !
الغضب الذي جاء بعد مقتل زوجتك على يد البشر ! نعم يا غورو
البشر ! إنظر لي ,لم أعد بشر بعد الآن أنا مثلك ! أرجوك دعني أن اندمج معاك .. دعنا نكمل
ما بدأناه ...
كان غورو يميل رأسه يمين ويسار وهو يراقب الخـائـن ثم انقض غورو بأنيابه نحو الخـائـن الذي التفت إلى أبطالنا و إبتسم إبتسامة مقيتة
ثم أطبق غورو فكيه على جسد الخـائـن وابتلعه , ثواني مرت حتى انتفض جسد غورو
بعنف وبدأ لونه يصبح أغمق حتى كساه اللون الأسود قال مالك
بقلق شديد : اللعنة لقد أكتسب درع الخـائـن الدرع الذي يدعى
استورا أو شيء من هذا القبيل ...
وقف غورو أمام هيكل عظمي ضخم يرجع لتنين قد هلك منذ فترة بعيدة
فأطلق زمجرة غاضبة أخرى وقد بدأ جسد غورو يتضخم أكثر
و أكثر حتى أصبح بحجم الجبل تمتمت كيرا برعب : اليست
هذه الخاصية تشبه خاصية سيد الأعاصير !
قال حسام بقلق : الدرع الأسود من الخـائـن و الحجم الهائل من سيد الأعاصير هذا يعني أن التنين الواقف أمامنا يجمع قوة الخطايا السبع !
ظهرت مخالب حديدة هائلة فوق مخالب غورو الأصلية
ليتمتم أسامة بحذر : داركا ..!
قال جاسر : الثلج حوله اكتسى باللون الأخضر
ويشبه هذا التأثير تأثير الوباء المدمر ..
قالت نهاد بانزعاج : اللعنة ! إذن سوف ترجع المعاناة
السابقة !
تمتم مالك بقلق : بل سوف نعاني أكثر من ذلك ..
كان يرمق برعب ذلك التنين الأسود الضخم ... غورو ..
خطيئة الغضب و الحنق ...
في مقر المنمطين قال ريان بإنزعاج : إنها المرة الثالثة !
تمتمت ندون بإحراج : علينا أن ..
قاطعها ريان بسرعة : أن تحللي دمي و أن اتناول
الدواء !
قالت ندون بطيبة : هذا الدواء عبارة عن ترياق يضمن لنا
بخفض نسبة الجلطة كما أن تحليل الدم يخبرنا عن أي إصابات قادمة أنت تعلم أن المعركة السابقة لم تكن سهلة
و أي شخص قد خدش بواسطة ذلك الأسلوب الدموي هو خاضع للفحص ...
تنهد ريان و الحكيمة تحقنه بإبرة لتسحب الدم
وقال ريان : حتى روز و كيجن ؟
قالت ندون : الأولى تأخذ الإجراءات بصمت وحزن و الثاني
يرفض تلك الفحوصات ويقول إنه سيد الدم هنا ..
نهضت ندون وقالت : على كل حال عملي إنتهى هنا
إذا طرأ أي جديد أو شعرت بوعكة ما راجعني مباشرة ..
طأطأ ريان رأسه للأسفل واخذ يسرح
بعيدا بأفكاره التي قطعها موران بقوله : هل تفكر
في تطور كيجن ؟
جفل ريان ثم قال بخشونة : لا أملك الوقت للتفكير
بذلك الوغد ..إني أفكر في اسلوب جديد ...
قال موران بهدوء : أووه أسلوب الثلاثي
أخبرتني سيدة القمر الفضي عن ذلك وطلبت مني
أساعدك في إتقان هذا الأسلوب ..
قال ريان بلا مبالاة : شكرا أحتاج فقط نمط سحري
ونمط براري .. إني أنتظر كيرا ترجع من رحلتها
لنبدأ تدريبنا ...
قال موران بغموض : وماذا لو لم ترجع ؟
ماذا لو تأخرت ؟ هل سوف تبقى هنا مكتوف اليدين ؟ لست أعهدك هكذا !
قال ريان بحدة : ماذا تريد مني أن أفعل !
الأسلوب يحتاج لثلاثة أشخاص , بدون كيرا لن ينفع
هذا الأسلوب !
قال موران بإبتسامة : إذن لماذا لا تحضر للأسلوب
قبل أن تعود كيرا ؟
أكمل المرشد حديثه : لقد درست الأسلوب بشكل مختصر وفهمت أنه يعتمد على التوازن ولكي توازن الأسلوب عليك
أن توازن نفسك في البداية , أنا واثق أن كيرا تملك
مثل هذه المقدرة نظرا لكونها تستخدم بطاقات جيب تكتسب خصائصها و تعدل خصائص البطاقة بما يتناسب مع خصائصها
لكن هل تملك أنت مثل هذه المرونة ؟
قال ريان بحيرة : أنا لست متأكد من هذا ..
قال موران بظفر : بالضبط ! لهذا تحتاج
أن تخضع لتدريبي الخاص ..
قال ريان بحنق : مهلا أيها المسن هل إنتهيت
من إزعاج مايا والآن تريد أن تزعجني بحديثك المبهم هذا ..
تمتم موران بإبتسامة : مايا تطور أسلوب خاص بها وسوف تتقنه قريبا , الجميع هنا يتطور ماعدا شخص معين ..
رمق ريان المرشد بنظرات حانقة ثم قال : حسنا
أخبرني ما لديك ...
قال موران بهدوء : حديثي هذا ينتمي للزمن قبل
الحرب الكبرى حيث حاول شعب أجوريا تطوير الأساليب
القتالية حالها من حال الشعوب البقية ,كان الأسلوب الأكثر جدلا في ذلك الزمن هو تطوير أسلوب الفولاذي
عبر فترة طويلة من العملاء و الجواسيس وصل شعب أمانيس
خطة عن ذلك الأسلوب و المطمئن في الوضع أن الأسلوب كان مستحيل ..
قال ريان بحذر : ولماذا مستحيل ؟
قال موران بهدوء : أنت تستخدم اللهب الخاص
بالفأسين الأسطوريين لكن هل تستطيع ان تستخدم اللهب في فأسين عاديين ؟
رد عليه ريان بسرعة : كلا ! ولماذا أحتاج
لهذا إذا كان لدي فأسين إسطوريين بالفعل !
قال موران بضيق : إقناعك شيء صعب , ماذا لو لم يتوفر هذا السلاح الأسطوري
في معركة ما ...؟
أنا أشفق على معلمك الشهيد , حسنا لنبدأ من الصفر هل تعلم لماذا لا تستطيع إستخدام تقنيات برقية عن استخدامك
للفأس ذو القبضتين و عدم القدرة على إستخدام النار عند استخدام الفأسين ذو القبضة الواحدة ؟
قال ريان بسخرية : أتحفنا !
شرح المرشد بهدوء : ببساطة الأمر يعود في البداية للطبيعة الهيكلية للفولاذي , فهو يختلف عن النمط السحري
في توليد عناصر القوى المختلفة , الفولاذي يملك عنصرين فقط في قتاله , البرق و النار لكن إمكانية توليد
هذين العنصرين يحتاج للأدوات المناسبة , البرق هو عبارة عن سيال كهربي مهما اختلف شكله وهيئته
والمعروف في السيال الكهربي أنه يحتوي على نوعين ( + , - ) هذا النوعين من الشحنتين
ينجذب للمخالف في الشحنة ويتنافر للمشابه في الشحنة , الفأسين يمثلا قطبي لتوليد هذه الشحنات
أي أن اليد التي تحمل الفأس الأيمن يمثل قطب الشحنة ( + ) و الذراع اليسرى تحمل الفأس الذي يمثل
القطب الذي يمثل الشحنة ( - ) و بموازنة القطبين يمكن للفولاذي توليد سيال كهربي يتحول على شكل
برق يسانده في تنفيذ المهارات
بالنسبة للفأس ذو القبضتين فإنه يختص بمهارات عنصر النار
من المعروف أن الفولاذي لا يستطيع إظهار عنصر النار فجأة بل يحتاج إلى التدريج , التدريج مهما اختلفت
سرعة حدثه فإنه يمثل طريقة واحدة , من قبضة الفولاذي تبدأ الحرارة في الإندفاع وتنتقل على طول
الفأس ذو القبضتين وكلما سارت الحرارة في جسد الفأس ذو القبضتين كلما زادت الحرارة لتنتهي بشكل لهب
في نهاية الفأس ذو القبضتين
ماذا يحدث لو عكسنا الأسلحة ؟ الفأس ذو القبضتين لا يوفر القطبين ( + , - )
أي أن السيال الكهربي لن يكون مستقر ولن يظهر البرق ليساند المهارات كذلك الفأسين ذو القبضة الواحدة
قصيران من أجل التدرج في اشعال اللهب وقد ينتج حروق شديدة في اليدين اذا ما تم تقصير مستوى التدرج
لمهارات النار... لهذا أصبح هذا الأسلوب
مستحيل حتى على أعتى الفولاذيين في مختلف العصور ..
تمتم ريان بتردد : لم أفهم ما قلته تماما
لكن الذي فهمته إنه يوجد قصور في السلاحين المستخدمين من قبل الفولاذي ..
قال موران بسرعة : بالضبط ..
فكر ريان لمدة دقيقة كأنه يريد استيعاب
كلام المرشد ثم تمتم بحيرة أكثر : حسنا وكيف نعالج هذا القصور ؟
أطلق موران ضحكة قصيرة وقال :
لو كانت الإجابة سهلة لماذا لم يبصر أسلوبنا النور ؟ على كل حال الإجابة تتضمن شقين , الشق النظري
وهو أن تجد نقطتين على الفأس ذو القبضتين تعملان كقطبين لإطلاق الشحنات و أن تصنع إحتراق
مفاجئ في طرف الفأسين ذو القبضة الواحدة , الشق العملي هو الصعب ...
تمتم ريان بخفوت وحيرة : احتراق مفاجئ ؟
نقطتين قطبيتين ....
قال موران بحسم وهو ينهض : هذه هي الإجابة
الصعبة التي لم يطبقها ولا فولاذي ....
سار موران مبتعدا تاركا ريان ضحية تتقاذفها أمواج الحيرة
والغموض ...
…
إرتجت الأرض بعنف وظهرت الصواعق السوداء المخيفة في سماء الجزيرة المخفية
والأرض بدأت تموت و النبات بدأ يذبل كأن العالم قد أصيب بكارثة عظيمة , كل هذا حدث بعدما إندمج الخـائـن بجسد غورو
التنين الأبيض الجد , لكن غورو تغير بعد الإندماج و أصبح ضخم
للغاية و إكتسى جلده بذلك اللون الأسود المقيت وبدأت الخطايا السبع تتسرب من جسده لكي تفتك بهذه الجزيرة النائية
ومن ثم العالم ...
تمتم مالك بشرود وهو يتأمل
التنين المخيف : يوجب أن نوقف هذه الكارثة !
قالت نهاد بحنق : للتو أدركت ذلك ؟ كيف سوف
توقف شيء بهذه الضخامة أيها البطل ؟
قال ناجي بحذر : ليست المشكلة في ضخامته وحسب
بل بالقوة الهائلة التي إكتسبها !
إتسعت عينا مالك برعب عندما شاهد تنينه
يترنح في الهواء بألم فأخرج مالك بطاقة التنين
بسرعة ليسحب مرافقه لداخل البطاقة ليسقط مالك
على الأرض من علو منخفض على ساقيه وقال بقلق : أهذا تأثير خطيئة الشهوة ؟
قال فواز بقلق : هل تقصد التناسل الخاص
بتلك النحلة القبيحة ؟ هل هذا التنين الضخم الأسود قادر على السيطرة على التنانين البقية ؟
قال مالك ببطئ : أخشى ذلك ...
إستنشق مالك نفس عميق ثم أطلقه فجأة
وقال : هذا التنين ما أن يتأقلم مع قوته الجديدة حتى سوف يبدأ بتدمير العالم , وسوف تكون نقطة تدميره الأولى
هذه الجزيرة المتجمدة , لن ينفع قتاله المباشر هكذا لهذا علينا أن نتزود بشيء ينافس قوته وحجمه !
قال أسامة بحذر : هل لديكم سلاح سري أيها الزعيم ؟
تمتم مالك بغموض : شيء من هذا القبيل ..
قالت كيرا بانزعاج : ولماذا لم تتحدث عن هذا السلاح من قبل !
قال مالك بكبرياء : في البداية هذا سلاح سري خاص بالجزيرة
المخفية مصمم كدفاع آخير في حالة هاجمنا النظام وفلح في النفاذ من جدارنا الحاجب , ثانيا لا يجب ذكر مثل هذه الأشياء
الخاصة أمام أغراب مثلكم حتى لو وثقنا فيكم في خوض مثل هذه المعركة معنا , ثالثا مثلما لدى هذا السلاح السري مزايا
له أيضا عيوب ...لكن سوف أشرح السلاح بشكل مبسط لكي تكونوا في الصورة حين إستخدامه ..
السلاح عبارة عن مدفع تاريخي مخزن في باطن الأرض لا يستطيع تفعيل هذا السلاح سوى أنا و المستشارين
الخاصين بالأمور العسكرية , المدفع الضخم ما أن يبرز من الأرض وينتصف الجبل الضخم الذي نسكن بداخله
حتى تخرج مجموعة من الأطياف تحيط بالجبل لتصنع حوله جدار من الطاقة لحماية المجمع السكني من الهجوم
كما أن المدفع الضخم يطلق كرات مصنوعة من الأطياف التي تتحول إلى طاقة نقية جبارة ..
لكن كل طلقة من هذا المدفع يعني أنه يستهلك جزء من الطاقة المعتمدة لإحياء هذه الجزيرة
تمتم داران بحذر : إستخدام مدفع الجزيرة
يجعل مواردكم فقيرة ؟
قال مالك بتوتر : بالضبط ! هناك خزان من الطاقة
خاص بالجزيرة نجمع فيه شتى أنواع الطاقة بمختلف الطرق ونسير هذه الطاقة لكي تخدم حياتنا اليومية , كالجدار
الحامي حول الجزيرة أو صناعة الأحجار الكريمة الخاصة أو تحريك الأدوات التي تتطلب طاقة ....الخ
لو نفذ خزان الطاقة هذا سوف تقبع جزيرتنا في ظلام و شلل لمدة 72 ساعة قبل أن تعمل ملتقطات الطاقة على تعويض
جزء من خسارتها ...
لمعت كف مالك بنور ساطع رفعها للأعلى
لينطلق شعاع أبيض نحو الأعلى ويتشكل على رمز غريب تربع في بطن السماء ..
تمتم مالك بحزم : هذه إشارة الطوارئ
الخاصة بزعيم الجزيرة , سوف يقوم أتباعي بتنشيط المدفع ومحاولة حماية الجزيرة
سوف أعود للمجمع السكني لكي أقوم بالتوجيهات الخاصة من أجل هذه المعركة , أنا أثق إنكم سوف تكسبوا
لي بعض الوقت من أجل العودة في الوقت المناسب لهذا أطلب منكم أن تثقوا بي ..
أومأ الجميع بروؤسهم فأنطلق مالك يعدو
بقوة وهو يدرك أن البوابات الضوئية قد تم التلاعب بها من قبل ... لكن ماذا عن بوابة الخروج القديمة
تلك البوابة التي كانت مخصصة فقط للخروج من وكر التنين
أي بوابة بإتجاه واحد فقط , أخرج مالك
كرستالة متوسطة الحجم من جيبه لتظهر بوابة ضوئية على بعد 10 أمتار منه ..
فبتسم بثقة وقال وهو يعبر البوابة : ليكن **** في عوننا ..
كان غورو في تلك اللحظات ينتفض محاولا السيطرة على القوة
التي تجتاح جسده صحيح أن حجمه الضخم قد ثبت على مقاس واحد لكن تلك القوة المختلطة التي تسري في عروقه
لها تأثير قوي يجعله غير قادر على تحريك جسده ..
كان أبطالنا يحدقون في ذلك الكائن الرهيب بصمت حتى تمتم حسام
بقلق : الزعيم يردنا أن نكسب له بعض الوقت ... لكن كيف ذلك ؟
قال جاسر بقلق أكثر : لا أعتقد أن أحد المجودين
هنا قادر على خدش جلده حتى !
قال أسامة بغتة : من الخارج مستحيل الضرر
ماذا عن الداخل !
صاحت كيرا باستنكار : من الداخل ! هل تخطط
أن يتم أكلك لكي تهاجمه من الداخل ؟ هل جننت !
إبتسم أسامة بسخرية وقال : أعطي الجنون فرصة
فلديه صلة بالعبقرية ...
ثم قال بجدية : لكن لن أستطيع أن أفعل شيء بدون دعمكم ومساعدتكم ..في البداية لو أردنا تسلق جسد هذا التنين
سوف نتسمم بالسم الذي اكتسبه من الوباء المدمر ...ماذا لديك
يا نهاد ..
فتحت نهاد حقيبتها ومط شفتيها بحنق وهي تقول : لو كان
نفس السم السابق فلدي من هذا الترياق عبوتان فقط , المواد المكونة للترياق نفذت ..
أخرجت نهاد العبوتين واعطتها أسامة الذي قال بحزم : هذا يعني شخصان فقط ..
سوف أذهب مع ذئبي بواسطة عبوة واحدة فقط ... والعبوة الثانية سوف تكون من نصيب الشخص القادر
على صعود جسد هذا الوحش ..
قالت كيرا بسخرية : على الرغم من إنتقادي لهذه الطريقة
المجنونة إلا إني الوحيدة القادرة على فعل ذلك من بعدك ..
لمعت بطاقة الأدهم بداخل حزام كيرا الذي تناولت الترياق المضاد للسم ثم عدت بسرعة خرافية لتركض على جسد التنين غورو بشكل عمودي مستحيل , تكمل مسيرتها على ذلك الجلد الأسود
قال أسامة بحزم : تناغم الحياة !
ظهر ضوء لامع أسفل أسامة و أسفل فنرير ليلتحم الجسدان مع بعض ليتحول جسد فنرير إلى صورة أضخم بقليل
بينما اختفى جسد أسامة ..
تحت دهشة الأبطال لهذه المهارة قال ناجي بإعجاب : مهارة من الزمن
القديم بحيث يتحد جسد السيد و المرافق ليصبحوا فعالين بشكل أقوى وفوق ذلك تحتاجوا إثنانكم إلى جرعة واحدة من الترياق
بما إنكما في جسد واحد ..
أمسك ناجي الترياق وسكب محتواه في فم الذئب المتناغم الذي ركض مباشر
يلحق بـ كيرا في اللحظة التي
تسلق فيها الذئب المتناغم جسد
التنين الأسود شعر أن مخالبه كأنها تضرب دخان أسود قبل أن ترتطم بالجلد الحقيقي مما سبب مشكلة
في تقدير الشكل الواقعي للجسد همس فنرير
في عقل أسامة : أنت تخطط للذهاب للفم ؟
ماذا لو أشعل حريق من فمه ونحن بالداخل !
تمتم أسامة في نفسه لكن ذئبه يسمعه : المحاولة
من أساسها محفوفة بالمخاطرة , علينا أن نقلق أثناء التسلق في البداية حول هذا الجسد الدخاني
قبل أن نقلق حول الفم الناري ...
كانت كيرا تعدو عموديا على جسد غورو وهي تمتم بثقة ساخرة : جسدك الضبابي هذا لا يشكل مشكلة بتاتا !
أمام كيرا مباشرة وعلى بعد 15 متر
تكون إعصار أسود مخيف من الجلد الدخاني لـ غورو
ثم تشكل الإعصار الأسود على هيئة تنين أسود شرس الملامح ..
قالت كيرا : هذا يشكل مشكلة !
أكملت كيرا مسيرتها وقفزت من فوق التنين الأسود
الصغير الذي لاحقها بإصرار وهو يطلق صوت مخيف , حينها ظهرت مجموعة كبيرة من الأعاصير على جسد
غورو ليتكون جيش ضخم من التنانين السوداء
التي هاجمت كيرا المنطلقة بسرعة كبيرة
وكذلك هاجمت الذئب المتناغم
الذي يحوي جسد كل من فنرير
و أسامة بضراوة شديدة
عندها إهتز جسد غورو إهتزازة أخيرة
قبل أن تتوهج عيناه بوهج احمر مخيف غاضب ..
تحرك جناحا غورو ببطئ وقوة ليرتفع جسده الضخم
عاليا في الهواء تحيط به جيش ضخم من التنانين السوداء التي لا تنفك من الخروج من جلده ..
هنا قام ناجي بتفعيل مهارته الخاصة التي لقبها بـ ترس المجموعة ..
ليظهر مكعب ضوئي شبه شفاف يحيط بأبطالنا الذين استلقوا على الأرض بشكل تلقائي
في اللحظة التي انطلق فيها غورو في السماء
مخلفا وراء تيار هوائي عنيف أطار الثلوج و الصخور الموجودة في المنطقة ... المنطقة المنكوبة .. و المسحوقة ...
( احتراق مفاجئ )
تمتم إبراهيم العبارة بحيرة
وهو يرمق الفولاذي ريان
ثم أكمل إبراهيم بحيرة : لست متأكد
أن هذه تسمية صحيحة لمهارات النار المستخدمة لدى النمط السحري , لكن عمل مثل هذه المهارات يحتاج
منك أن تركز قوتك السحرية على منطقة معينة ثم إستحداث العنصر المناسب لكمية الطاقة المتمركزة في
مكان الحدث ...
قال ريان بانزعاج : أكره الشرح المبهم !
فسر لي هذا بلغة أسهل ...
قال إبراهيم بسخرية : بلغة أسهل ؟
حسنا ! لا أمل لك في فعل ذلك !
مط ريان شفتيه بحنق
ثم قال : هذا التدريب السخيف يجعلني أفقد أعصابي !
تمتم إبراهيم بحيرة : أول مرة أشاهد
فيها نمط حربي يهتم بالتقنيات السحرية , هم في العادة يهتموا بالقوة و الرشاقة و الخفة و الحيوية أما السحر
فهي ظاهرة جديدة , على كل حال إذا كنت مصر على تعلم التقنيات السحرية فأنا لا استطيع خدمتك , لكن
يوجد لدينا شخص قد ينصحك ..
قال ريان وهو يمشي بملل : المرشد ؟
لا أنه شخص ممل ولا يملك جواب لتدريبي ..
قال إبراهيم بحزم : أنا أقصد القناص
ماجد ...
توقف ريان لبرهة ثم قال دون أن يلتفت : شكرا
على النصيحة أنك مفيد من وقت إلى آخر ...
قال ريان في نفسه : القناص التخصص العضلي
الذي يعتمد على اسلحة الرمي من بعد ...ماذا يمكن أن يقدم لي ؟
توقف ريان بالقرب من ماجد الذي كان يرتب أغراضه في حقيبته
قال ريان بمرح : هل تخطط للانضمام لمعركة ما ؟
قال ماجد بمرح مماثل : لو كنت أعزم ذلك لكنت
أنت أول شخص أخذته معي , كلا أنا ذاهب لصيد بعض الحيوانات من أجل رفع المؤنة اليومية المقررة علينا ...
حمل ماجد حقيبته ووضعها خلف ظهره
وقال بجدية : كيف أستطيع مساعدتك يا ريان ؟
شرح ريان مشكلته للقناص ماجد الذي تمتم باهتمام : لم أسمع بمثل هذه الخطة التطويرية من أجل تخصص الفولاذي لكن ....لا أعلم إن كنت أملك لك فائدة تنفعك في تدريبك لكن
يجب أن أوضح لك شيء بسيط إنني مثلك أعتمد على الهجوم العضلي مع مزجه ببعض ببعض السحر الذي يشكل
مهارات لها تأثير قتالي فعال لكن أنا لدي قابلية لتنفيذ السحر أكثر منك لكن بالطبع لا أملك أي فرصة في السحر
أمام التخصصات السحرية ...
أخرج ماجد من حقيبته قطعة معدنية
مكورة الشكل بحجم كف اليد وقال : هناك نمطان من الأفخاخ , الفخ الأول عبوة فارغة مبرمجة
بأن تستخدم سحر معين مثلا لدي فخ جليدي يحول الطاقة التي أختزنها فيها إلى قوة مجمدة
والفخ الثاني عبارة عن عبوة فارغة أنا اتحكم بنوع الفخ عبر حقنها بنوع معين من الطاقة ..
شاهد ماجد الحيرة على وجه
ريان فوضع ماجد الفخ في كف الفولاذي وقال : ببساطة هذه الأفخاخ تختزن الطاقة التي تطلقها من كفك
ولو أطلقت طاقة عنصر النار فأن هذا الفخ سوف يختزن طاقة النار ومع التدريب على إطلاق هذه الطاقة سوف تعبأ
الفخ في وقت أسرع في كل مرة ..
قال ريان بحيرة : لم أفهم ما قد يساعدني هذا في تدريبي ..
ابتسم ماجد وقال ببطئ : كلما تدربت على شحن هذه
الأفخاخ كلما زادت سرعة و كمية الطاقة من كفك ومع الوقت سوف تكون قادر على إخراج كمية من النار
صحيح إنها لن تكون مركزة مثل النمط السحري لكن على الأقل سوف تكون كثيفة وفي وقت قياسي بنسبة للتخصصات الحربية
قال ريان بتردد : إطلاق كمية من النار بشكل عشوائي؟
قال ماجد : لقد أخبرتك إني لست واثق المساعدة في تدريبك
لكن أنا واثق إنك سوف تستفيد من تلك النار العشوائية ...
قال ريان بحزم : حسنا إذن لن تضر المحاولة ..
إستدار ريان مغادرا الغرفة متجها إلى غرفة التدريب
وهو يضغط الفخ في يده مدركا إن أمامه تدريب طويل و شاق ...
يتبع…
الجزء السابع
شعرت نهاد ببرودة الثلج أسفلها
وقلة الهواء المحيط بها , فتحت عينها لتجد نفسها مستلقية على الأرض الثلجية
وحولها زملائها يقفوا بتوتر وحذر , نهضت نهاد
ونفضت الثلج عن ثوبها وقالت وهي تتفحص رقبتها : أين نحن ؟
كان المكان مظلم ولمعان غريب باهت يصدر من الجدران و السقف
قال فواز دون أن يلتفت
لها : تم دفننا في الثلوج ..
التفت نهاد حولها بقلق
غير مصدقة ثم رفعت عصاها المزينة بحجر كريم ناري ونفثت بعض اللهب لتساعدها
في الرؤية وهتفت : مستحيل ! كيف لم تطبق علينا الثلوج و تسحقنا ؟
قال حسام وهو يجلس على الأرض
بيأس : كل الفضل لمهارة ناجي الذي صنع
ترس ضوئي مكعب أحاط بنا ليحمينا من تدفق الثلوج ..
كان ناجي يقف بشموخ على الرغم من الارتجاف البسيط
في جسده وكان ينظر لجهة ما في المكعب الضوئي الشفاف
إقتربت منه نهاد وأخرجت ترياق
أزرق وحقنته في كتفه وقالت ببرود : الحمد**** أنك موجود , أرجو أن تصمد فـ نجاتنا مرتبطة
بقدرتك على التحمل ..
قال ناجي بقلق : حسنا و إلى متى أصمد ..
كان سؤاله واقعي , لا أحد يعلم بوجودهم تحت الثلوج هنا , قد تأتي المساعدة وقد لا تأتي ..
ثم إنهم يملكوا وقت محدود قبل أن ينفذ الهواء المحبوس داخل المكعب .
فتحت نهاد حقيبتها واخرجت مجموعة ترياقات
ومزجتها مع بعض وقالت : نحن علينا أن نبقى أحياء قدر المستطاع و الباقي على رب العالمين ..
في جهة أخرى من الجزيرة المخفية ظهر رجل
يركض بإتجاه المجمع السكني , دخل الرجل المجمع وسط نظرات الهلع الكبيرة المحيطة به
تحولت نظرات الهلع لنظرات أمل و تفاؤل ودوت همهمات ..
( أنه الزعيم ..) ( الزعيم وصل سالما ) .. ( ماذا يحدث ..؟ )
تأمل مالك الوجوه المحيطة به
بحزن حتى ظهر المستشارين وقالوا بعصبية : تلقينا الإشارة منك أيها الزعيم ماذا يحدث هنا ؟
تمتم مالك وهو يتقدم داخل المجمع
وحوله أعوانه : لقد تطورت الأمور إلى كارثة ... هل إنتهت التجهيزات ؟
قال أحد المستشارين : كارثة ؟ التجهيزات بلغت 65 % بعد 10 دقائق تكون التجهيزات إنتهت , لكن
ما هذه الكارثة التي تجعلنا نستخدم خطة الطوارئ ؟
دخل مالك غرفة خاصة وقبل أن يغلق الباب خلفه
قال : لا يحضرني وصف للكارثة , لكن أنا متأكد ما أن تشاهدوها سوف تدركوا فداحة هذا الخطر ..
أغلق الباب خلفه وتقدم داخل الغرفة الخاصة المظلمة الخاصة بزعماء الجزيرة
كان هناك نور خفيف يظهر تحت قدمي مالك
وهو يمشي داخل الغرفة حتى وصل إلى طاولة صخرية كبيرة تزينها كرستالات متوسطة الحجم ..
تمتم مالك بقلق : أرجو أن تنتهي الأمور
قبل تنتهي حياة هذه الجزيرة ..
في سماء الجزيرة المخفية كان التنين الضخم المتحول
غورو يطير في السماء مخلفا سواد غريب وصواعق
سوداء اللون وعلى سطح جسم غورو كانت كيرا تعدو بقوة متجنبة هجمات التنانين السوداء الضبابية
قفزت فوق رأس أحد التنانين وضربته بقوة لتقفز على إرتفاع أعلى قبل أن يظهر في وجهها تنين أسود
منقض بإتجاهها , ظهر ذئب ضخم مزق وجه التنين الأسود ثم سقط الذئب الضخم وأكمل مسيرته
بمحاذاة كيرا التي قالت بسخرية : يا إلهي !
لم أتوقع أن يتم إنقاذي من الرئيس !
كان الذئب الضخم عبارة عن إندماج جسد أسامة
مع ذئبه فنرير عبر
مهارة تناغم الحياة
قالت كيرا بحذر وهي تتجنب انقضاضة
أخرى : أين تخطط أن تذهب ؟
لم يكن الذئب المتناغم قادر على الحديث
إنحرف الذئب المتناغم لليمين وصعد تضاريس
أخرى من جسد غورو الأسود الضبابي ...
تبعته كيرا حتى شاهدت فم
غورو الضخم ليدخل الذئب المتناغم
عبر الفم دون تردد , توقفت كيرا تنظر
للمنظر حولها ولمحت المجمع السكني يلوح من بعيد وهتفت بقوة : إنه ينوي مهاجمة المجمع السكني ..
قفزت كيرا داخل الفم الذي كان أشبه بكهف مظلم
رائحته كريهة , أمسكت كيرا أنفها بإشمئزاز
وهتفت بقوة :أسامة !!
لم يجبها سوى صوت الصدى تقدمت أكثر داخل الكهف الفم المظلم وشعرت بغرابة الأرض اللزجة
وقالت بحذر : أهذا لسانه ؟
اهتزت الأرض تحت قدميها لتسقط مرتعبة وفم الوحش يفتح دافعا تيار هوائي عنيف
جعل جسد كيرا يطير نحو العمق
لتدحرج بألم مطلقة شتم وسباب , ما أن استقرت على الأرض حتى شاهدت نيران في نهاية الفم
تشتعل بضراوة قادمة بإتجاهها , شاهدت حفرة كبيرة أمامها وهي تدرك أن التراجع غير ممكن
حاليا فانطلقت بسرعة الأدهم باتجاه
الحفرة الكبيرة و النيران تتقدم في وجهها بسرعة وفي اللحظة الأخيرة قبل أن تلفح النيران جسدها
قفزت في الحفرة العميقة نحو الأسفل المجهول و أخذت ترتطم بجدران النفق العمودي
قالت بعصبية : يبدو كأنه بئر كبير لا نهاية له ..
بعد لحظات عصيبة سمعت كيرا
صوت أشبه بتدفق المياه , قالت بقلق : شلال ؟
فجأة تجاوزت النفق العمودي لتسقط في مساحة شاسعة مفتوحة أشبه ببركة كبيرة
تصب فيها شلالات عديدة منتشرة في حول جدارن الحفرة
صرخت كيرا وهي تهوي
للأسفل لكن يد بشري التقطتها وسحبتها لجانب جدار البركة قبل أن تهوي أكثر
قالت كيرا بدهشة : أسامة ؟
كان أسامة يقف فوق نتوء عضلي بجانب ذئبه
قال أسامة بإبتسامة عريضة : إذن لست أنا الوحيد
الذي سقط بداخل الحفرة ..
قالت كيرا بغضب : أين نحن ب**** عليك !
نظر أسامة حوله وهو يشاهد البركة الغريبة
أسفله وقال بحذر : بداخل غورو ولربما هذه معدته ..
قالت كيرا برعب : هل تقصد أن هذه الشلالات
عبارة عن أحماض هاضمة ؟
أومأ أسامة برأسه موافقا وقال : لو سقطت هنا
لتحول جسدك إلى عظام مجردة ..
بلعت كيرا ريقها بصعوبة وقالت : والآن ماهي خطتك ؟
قال أسامة بحيرة : حتى لو استخدمنا متفجرات كبيرة
لن يصيبه هذا بعسر هضم نحتاج لشيء حساس نحدث ضرر به .
قال فنرير بحذر : القلب و الدماغ مثلا ؟
وضع أسامة كفه أسفل ذقنه وقال : نعم عضوان حساسان
لكن كيف الوصول لإحداهما ؟
ضربت كيرا الجدار المخاطي خلفها وقالت : القلب
هو الوحيد المتوفر لدينا لكن علينا إختراق هذه الطبقة المخاطية التي تحيط بالمعدة ..
أخرجت صولجانها الملكي وسدد ضربات قوية للجدار فساعدها أسامة
و ذئبه وعلى الرغم من صعوبة وقوة الطبقة إلا أن أبطالنا الثلاثة لم يتوقفوا , تمتم أسامة بحيرة : وبعد أن حدث فجوة في هذا الجدار ؟
قالت كيرا بإبتسامة : لقد درست التشريح العضوي
للمرافقين و الوحوش كجزء من تخصصي و أي طبيب قد يعطيكم هذه المعلومات أي عضو يحيط به مجموعة من الشرايين
و الأوردة التي تمثل طريق للدم يدخل ويخرج من القلب .
قال أسامة وقد بدأ يدرك الخطة : الشريان ينقل الدم
من القلب إلى العضو و الوريد ينقل الدم من العضو إلى القلب , أي الوعاء الدموي الذي نبحث عنه ..
قالت كيرا بحزم : نعم أنه وريد ونظر لقوة الدفع
الخاصة في القلب قد نصل إلى هناك في ثواني لكن علينا أن نحذر من أن نصل إلى القلب لكي لا يتم طحننا داخل غرفات
القلب ....
قال فنرير بحذر : الخطة تتطلب أن نكتم أنفاسنا
داخل مجرى الدم و أن نحدث فتحة في الوعاء قبل أن نصل للقلب بلحظات .. هل تعتقدوا أن هذه الخطة ممكنة ؟
قالت كيرا وهي تضرب بصولجنها بقوة أكبر : ربما الخطة
صعبة أو مستحيلة لكن ألديك خطة أفضل ؟ إلا إذا كنت تنوي أن تسبح في بحر الأحماض الهاضمة ..
آثر الذئب على الصمت وأكمل حفر الجدار المخاطي بمخالبه الحادة ...
إنطلقت قذيفة نارية ضخمة من فم غورو نحو الجبل الذي يحتوي
على المجمع السكني , كان هناك جدار ضوئي مكون من الأطياف يحيط بالجبل أشبه بقبة مشعة إستقبلت القذيفة
بصلابة و إرتجاج عنيف هز الجبل , إنطلقت التنانين السوداء تحيط بالقبة الضوئية وتنفث لهب أسود بكثافة
فجأة إنشق قمة الجبل ليظهر مدفع ضخم إلتحمت فوهته بالجدار الضوئي و انطلقت قذيفة مشعة بلون الأطياف
نحو التنين غورو الذي لم يتوقع ردة الفعل هذه واخترقت
القذيفة جسد غورو ... نعم اخترقت القذيفة الجسد
كأنه كتلة دخان أسود عاودت للتشكل مرة أخرى على شكل التنين الضخم الأسود وعاود الهجوم بقذائفه
بشراسة , ظهرت ملامح القلق على وجه مالك وهو يشاهد
القذائف الطيفية الغير قادرة على إحداث ضرر في جسد التنين الضخم فتمتم بغيض : اللعنة على ذلك الدرع الأسطوري !
التفت مالك نحو أنبوب معدني مثبت بالجدار وهتف
بداخل بقوة : إرفعوا معدل الإطلاق إلى 30 قذيفة في الدقيقة ...
ثم عاد مالك يشاهد المعركة من خلال شاشة كرستالية
كبيرة تزين غرفته الخاصة ... والمظلمة ....
في مقر المنمطين جلس كورام
على كرسي خشبي أمام سرير اراب
الذي إبتسم وقال بوقار : ماذا حدث لكي نحضى بشرف زيارة زعيم المنمطين
قال كورام بهدوء : توجد هناك أمور أحتاج أن أناقشها
معك ومع إبراهيم..
التفت الاثنان إلى إبراهيم الجالس في ركن الغرفة
بهدوء قائلا بحذر : إذا كنت تريدني بالخصوص فهذا يعني أن الموضوع يتعلق بالسحر الظلامي أو ...
قاطعه كورام بحزم : نعم , بما أن الساحر الظلامي
قد خرج في رحلة فأنتم الإثنان خير مرجع لسحر الظلام ..
أخرج كورام من جيبه جوهرة بحجم الكف
وقال : هل تعلموا ما هذه الجوهرة ؟
اقترب إبراهيم والتقط الجوهرة وهو ينظر لها
بشرود وقال : هذه الجوهرة اللامعة التي يستخدم الساحر الظلامي الخاص بالنظام ..
قال كورام بهدوء : بعد هزيمة خازن
جمعنا أدواته الحربية وكانت هذه الجوهرة الامعة منها , إنها تتحكم في الجثث
بقوة ظلامية اليس كذلك ؟ لو اكتشفنا سرها سوف يساعدنا هذا في الحرب ضد النظام لا سيما جيش الأموات يعتبر من
من فيالق جيش النظام ..
شعت كف إبراهيم التي تحمل الجوهرة الامعة
بقوة ظلامية وهز رأسه بتذمر وقال : إنها لا تستجيب لقوة الظلام الخاصة بي ..
قال اراب وهو يفكر : قد يعود ذلك لهيكلة تصميم هذه الجوهرة
لو عرفنا طريقة تصنيعها قد ندرك طريقة عملها ..
قال كورام بحذر : هل لديك فكرة عن مكان التصنيع
أو كيفية التصنيع ؟
هز اراب رأسه نافيا وقال : لا أملك فكرة عن ذلك ..
ثم أضاف بأمل : لكن أعرف شخص واحد يهتم بمثل هذه القطع و متأكد أن لديه فكرة عن المواد الأولية لتصنيع هذه الجوهرة ...
نظر الاثنان لوجه اراب وهو يقول بثقة : أنه
ذلك التاجر الجشع ... التاجر الذي يلقب نفسه بـ جعفر ..
في غرفة التدريب في مقر المنمطين كان
ريان يقف ماسكا فخ كروي الشكل
في كفه ويضغط عليه بقوة والعرق يتصبب من جبينه وبقية أجزاء جسده
ثم سقط على الأرض بتعب وقال : اللعنة !
نظر للفخ وقال بتعب : ثلاث ساعات دون أن أعبأ ربع هذا الفخ اللعين !
كان ريان ينظر للعداد الصغير
في الفخ الكروي , نهض بتعب وضيق ثم تناهى لمسامعه صوت خافت كأنه بكاء
أخذ يبحث عن مصدر الصوت ليجد روز
تجلس في أحد أركان القاعة وتنتحب بصمت يتخلله شهقات متقطعة وما أن شاهدت الفولاذي
حتى جففت دموعها ومثلت كأنها تبحث عن شيء على الأرض
وقالت بإبتسامة مزيفة : ريان ؟
إني أبحث عن خاتم سقط مني ...
قال ريان وهو يتظاهر
العفوية : آمل أن تجديه , على كل حال روز
بما أنك من النمط السحري هل يمكن أن تساعديني في تدريبي في إستخدام تقنيات نارية بدون أسلحة ؟
نظرت روز للفولاذي بشرود
واكتسى الحزن ملامحها لبرهة ثم أفاقت بانتفاضة خفيفة وقالت : ماذا قلت ؟
مط ريان شفتيه وقال بحزم : أعلم بما تمري
به يا روز ولست أطلب منك نسيان ما حدث
لكن أنا أعتقد أنك أقوى من أن تدعي مثل هذا الحدث يتمكن منك ..
سالت دموع روز بصمت
أكمل ريان وهو يشيح بنظره عن
الطبيبة الباكية : إني أحاول أن أتدرب على إطلاق النار بشكل مفاجئ وكثيف دون التدرج في الكمية
لكن أشعر أن يوجد شيء ناقص في تدريبي دائما أشعر بالخطأ في التدريب عن وجوده ..
قالت روز وهي تحاول أن تتحكم في
نحيبها : تهيئة .. البيئة المناسبة للسحر ...
التفت لها ريان بتساؤل
فأكملت الطبيبة وهي تبكي: لا أعلم ... شيء عن النار.. لكن نحن السحرة نملك طاقة
كامنة نطلقها ... لل... للخارج ثم نقوم بامتصاصها ... عند امتصاصها
تتهيأ أجسادنا .. لاستخدام المهارات و الخصائص .. ال .. القتالية ..
بشكل أفضل .. هذه الحالة تسمى بالب .... البوف ..
قال ريان وكأنه تذكر شيء : أجل ..
صحيح .. معلمي أخبرني عن شيء يسمى بـ البوف .. لهذا أشعر بنشاط إضافي أحيانا عندما أكون
بالقرب من أشخاص من النمط السحري ..
تمتمت روز وهي تقاوم شهقات البكاء : عليك
أن تبحث عن البوف الخاص بك .. إذا كنت محظوظ سوف تملك شيء مثل هذا ...
إنطلق ريان مبتعدا بسعادة وهتف : شكرا لك
يا روز أتمنى أن تخرجي من حزنك قريبا ..
انهارت روز واستسلمت لبكاءها
بينما فتح ريان حقيبته بلهفة
وهو يخرج كتاب ضخم وقال : موسوعة Einstein للمهارات وفنون القتال ...
وأخذ ريان يقلب صفحات الكتاب
حتى وصل للصفحات الخاصة بتخصص الفولاذي
ثم استغرق ريان بالقراءة بصمت
لمدة ساعة كاملة ثم أطبق الكتاب بحزم وقال بثقة : لدي عدة ( بوفات ) لكنها ذاتية وتعتمد على أسلوب اللولبيات , هذا أسلوب بطيء وممل لكنه الوسيلة الوحيدة التي أستطيع إتمام به تدريبي ..
في البداية على أن أخرج الطاقة من جسدي على شكل كرات متوسطة الحجم
عدد اللولبيات الخارجة من جسدي يساوي قوة البوف الذي أستطيع إمتصاصه , هناك علاقة غريبة في البيئة المحيطة بنا وبالطاقة الكامنة تجعل اللولب يجمع الطاقة الخارجية حولنا ويحقنها في الجسد
أي أن لو كان مقدار القوة في اللولب الواحد 50 عند خروجه للخارج فأنه يمتص بعض من الطاقة
الخارجية ليصبح المقدار 70 فيصبح الفرد قد استفاد 20 زيادة على الطاقة المستردة ..
نهض ريان وقال : أكبر كمية معروفة
من اللوبيات كانت 6 وانا بصدد التدرب على إخراج 6 لولبيات تتمتع بطاقة عالية ثم أعيد إمتصاصها وتحويلها
إلى بوف ذاتي وهما قلب النار و قلب الرعد بعد نجاحي في هذا التدريب
سوف أواصل التدرب على البوفات الذاتية الأخرى ...إستخدامي لـ قلب
النار يتيح لجسدي فرصة أكبر في أخراج طاقة النار..
فرد ريان ذراعيه وأغمض عينيه
وهو يشعر بالطاقة تسري في عروقه وتمتم في نفسه : بدأ التدريب الحقيقي ..
وكان يعني كل حرف في كلماته الحازمة ... والصارمة ....
صاحت كيرا بظفر : ها أنت ذا !
ما أنهت صيحتها حتى بان وريد ضخم ينبض بشكل رتيب , كان ذلك أحد الأورد التي في معدة
غورو التنين الضخم الأسود الذي كسب قوة كبيرة
وحجم هائل بسبب إندماجه مع الخطايا الأخرى بعدها شن هجوم على المجمع السكني في الجزيرة المخفية
كأول خططه لتنفيس غضبه على هذا العالم ....
قال أسامة بتعب : الشق الأول إنتهى
الشق الثاني أن ندخل داخل هذا الوريد ...
قالت كيرا وهي تلمح القلق في وجه
أسامة : لا تقلق كثيرا يا
أسامة هذا التنين الضخم يركز
قوته في أعضاءه الهجومية أي أن نسبة الدم الكبرى تتركز على تلك الأعضاء
والمعدة ليست من ضمنها لهذا سوف نواجه ضغط أقل بداخل هذا الوريد ...*
لم يجبها أسامة بل شهر فأسيه من جديد
وصنع جرح عميق في الوريد لتطير الدماء من الوريد كالنافورة ما لبثت أن هدأت لينساب الدم بهدوء من الفتحة العميقة أعقبها تمتم أسامة بحزم : هل ذهبنا ؟
ودخل أسامة مع ذئبه برفقة كيرا إلى الوريد الضخم ... والدموي ...
في المجمع السكني مالك يراقب
تحركات التنين الضخم غورو وهو يتجنب
القذائف الطيفية تارة و تارة يستقبلها في جسده الذي يتحول إلى دخان أسود يستعيد شكله الأصلي في ثواني قليلة
أهتز المجمع السكني بقوة ثم دوى صوت من الأنبوب المعدني الأفقي
المثبت بالجدار الغرفة : ضربة مباشر في الدرع الطيفي الحامي !
قال مالك بقلق : ما هي الأضرار و المستجدات ؟
دوى الصوت بقلق أكثر : طاقة القبة الحامية 65 % طاقة المدفع الطيفي 70 % الأضرار في المجمع السكني
وصلت إلى 37 % النسبة التقديرية للضرر الواقع على الخصم 0 % ...
أهتز المكان بغتة مرة أخرى بشكل أعنف من السابق ليسقط مالك
على الأرض بذعر وصوت المستشار يهتف في الأنبوب برعب : سيدي لقد حدث عطل في المحرك المغذي للمدفع ...
قال مالك بقلق : ماذا يعني هذا !
هتف المستشار برعب : هذا يعني أن الوصلة بين غرفة الأطياف و السلاح الحامي والسلاح المدافع قد تعطلت
لهذا اشتغل المحرك الاحتياطي تلقائيا وإذا لم يتم إصلاح الخلل في غضون 10 دقائق سوف يتلف المحرك الاحتياطي ..
بلع مالك ريقه بصعوبة وقال : ومن ثم يفقد
المجمع السكني حمايته وسلاحه ...
أضاف مالك بحزم : ماذا عن فريق الصيانة ؟
خيم الصمت لمدة ثواني ثم حمل الأنبوب صوت المستشار القلق : فريق الصيانة عاجز عن حل المشكلة عن بعد
المحرك لا يستجيب لكريستالات التحكم و الأضرار في الجمع السكني تشغل البقية ...
قال مالك بحزم : إذن أنا هو الوحيد القادر المتفرغ لعملية
الإصلاح اليدوي ...
قال المستشار بذعر : كلا ! سيدي غرفة المحرك الأساسي شديدة الحرارة و الحرارة في إزدياد
ذهابك إلى هناك خطر كبير , لن تبرد الغرفة الا بعد ثلث ساعة اذا فعلنا أنابيب التبريد الإضافية ...
فتح مالك باب غرفته الخاصة وقال : ثلث ساعة ؟
في هذه الفترة نكون قد هلكنا ...
سار مالك بخطى واثقة والمستشار يردد بصوت مرعوب
و قلق : سيدي ! أنتظر سوف نجد حلا في هذا الوقت ! لا تذهب هناك ... سيدي !
لكن مالك لم يتوقف وهو يخطو أكثر نحو غرفة
المحرك الأساسي .. المحرك المصيري ... و الحارق ...
في تلك الأثناء في مكان ما في وكر التنين كانوا أبطالنا
مدفونين تحت الثلوج لكن كان الترس المكعب الضوئي قد صنع حاجز مؤقت لكي لاتغمر الثلوج أبطالنا
تمتم ناجي بقلق وتعب : لن أصمد طويلا !
كانت نهاد قد إنتهت من حقن
المتراس بحقنة تحتوي على ترياق أزرق معوض لطاقة المهارات وقالت بحزم : لا تتذمر كالأطفال
وركز على مهارتك !
قال ناجي بحنق : الكلام سهل ! لكن لو كنتي
في مكاني لعرفتي هذا الشعور !
قالت نهاد بكبرياء : لو كنت مكانك
لما جعلت زملائي يقلقوا من هذه الناحية ..
هتف ناجي بغضب : عفوا ! ماذا تعرفي
عني ؟ ماذا تعرف فتاة مغرورة مثلك عن ثقة الزملاء ! ماذا تعرف فتاة مثلك عديمة المهارات
عن التقنيات و الصمود ؟
نظرت نهاد إليه بصمت
ثم جلست على الأرض واخذت تعبث في حقيبتها ...
شعر ناجي بالذنب وقال : لست أقصد ذلك
يا آنسة , لكن مثل هذا الموقف جعلني عصبي .. إذا كان اعتذاري سوف ....
صرخ ناجي بألم وهو ينظر إلى
الحقنة المغروسة في ساقة التي تحتوي ترياق أزرق ونظر إلى وجه نهاد
العابس وقالت ببرود : وفر طاقة كلامك إلى الترس الحامي لنا , بعد الخروج من هذه الأزمة
أحياء سوف اقتلع لسانك من حلقك وأطعمه للكــلاب ...
فجأة ظهر ضوء في سقف المكعب نتيجة إزاحة بعض الثلوج عن السقف ونظر الجميع للأعلى بلهفة وأمل
لكن الوجه الذي ظهر أعلى السقف الضوئي جعلهم يصابوا بالذعر كان الوجه لأحد الوحوش الثلجية
الضخمة التي تعرف بأسم زنجار من فصيلة
اليتي ...
الفصيلة القوية ... والشرسة ...
في غرفة خاصة في المنجم المفقود كان
التاجر الجشع جعفر ينظر
إلى ضيوفه بإهتمام ثم قال بفرحة مزيفة : أوووه أهلا بكم أيها الضيوف الكرام ..
قالت فيجي بمقت شديد : أهلا بك
أيها التاجر المرموق أتمنى أن تتذكر ماهو ملك لنا وهو بحوزتك !
تمتم جعفر بخبث : نعم نعم ! كيف لي أن انسى
إحدى صفقات الثوار النادرة ! لكن هل قرأتي اللوائح و القوانين الخاصة بمتجر الأدوات الخاص بي ؟
أضاف جعفر بخبث وهو يقلب مفكرته غريبة
الشكل : أين يا ترى ذلك القانون ...أجل أجل ...القانون ينص على إذا لم يستلم الزبون
بضاعته في غضون إسبوعين من تاريخ وصلوها فسوف يحسب على كل أسبوع تبقى فيه البضاعة في المتجر
فائدة نسبتها 5 % من القيمة الأصلية واذا تأخر لمدة 6 أشهر سوف تعود البضاعة إلى البائع
دون الحق في مطالبة البضاعة من قبل الزبون ...
نظر جعفر لضيوفه بجشع وقال : لحسن الحظ
لم تتأخروا سوى شهرين عن موعد الأستلام وهذا يعني أن البضاعة لكم بعد أن تدفعوا نصف السعر المتبقي عليكم
كذلك مع قيمة الفوائد ...
هتفت فيجي بغضب : سوف أقتلك
أيها الجشع !
ضحك جعفر بجشع وخبث وقال : لو تم قتلي
من سوف يزود جيشكم البائس بالاسلحة المختلفة ؟ فوق ذلك سوف أتنازل عن حقي في الفوائد بمناسبة
وصول زبائن جدد برفقتك ...
كان جعفر ينظر إلى إبراهيم
و ندون
اضاف جعفر بخبثه المعهود : بالطبع شاب يملك عين طموحة
مثل هذا وشابة جميلة رقيقة ليسوا هنا لكي يساعدوك في عملية قتلي ... بل هم هنا لشراء شيء بالطبع !
قالت ندون بهدوء وهي تضع ورقة على مكتب التاجر : هذه مواد
طبية أساسية أحتاج لتوفير كمية كبيرة منها ...
مسك التاجر الورقة وهو يعدل نظارته المضحكة وقال ببساطة : المواد الأساسية يسهل الحصول عليها بكميات كبيرة
انتي تطلبي هنا 300 حبة من الأنواع الأعشاب الخمسة وهذا يكلفك ... امممم لنرى ... يكلفك 6 ملايين ذهبة ..
نظرت ندون إلى فيجي
الذي تحاول أن تتمالك أعصابها وهي تقول : اجمع هذا المبلغ مع التكلفة العامة
ابتسم التاجر إبتسامة صفراء ونظر إلى إبراهيم
بتساؤل , سعل إبراهيم سعلة وهمية
وقال بهدوء : لست هنا لكي أشتري شيء معين لكن أنا هنا لكي أريك شيء خاص ...
أخرج إبراهيم الجوهرة الامعة
ووضعها على مكتب التاجر الذي التقطها بلهفة واخذ يتفحصها لمدة دقيقة كاملة حتى تمتم التاجر جعفر
بدهشة : هذه الجوهرة مثير للأهتمام , معدل النقاء فيها 100 %
وهذا الشيء مستحيل حتى على أفضل الحرفيين مهارة ...هل تريد أن تبيعني إياها ؟
قال إبراهيم وهو يلتقط الجوهر من كف
التاجر بفضاضة : كلا ! أريد أي معلومات ممكنة عن مثل تصنيع هذه الجوهرة الامعة ...
فرك جعفر ذقنه وهو يفكر ثم قال بهدوء : هذه الجوهرة
مصنعة من مواد راقية بالفعل , الآن أدركت السبب الرئيسي في شراء النظام لمواد مثل ( كربيد السيلكون و مركبات الكربون )
بكميات هائلة ...
قال إبراهيم بلهفة : وهل تعلم كيفية صناعتها ؟
تمتم التاجر جعفر : لدي معارف في جنود النظام
أحدهم قد أقرضته ترياق نادر لكي يعالج زوجته المريضة ...
قالت فيجي بسخرية : أنك لست وغــد
حقيقي في النهاية ..
تمتم جعفر بسخرية لاذعة : لا تفهميني خطأ يا
سيدة القمر الفضي كل أفعالي لها مقابل
وذلك الشخص يزودني بمعلومات غير ضارة للنظام مثل ماذا ينقص النظام من أدوات و أسلحة لكي أسعر تلك المستلزمات
بأسعار أعلى من أجل جني نقود أكثر ...
قال إبراهيم : وهل تستطيع أن توفر لنا معلومات
عن مكان وكيفية التصنيع ؟
قال جعفر بخبث : افعالي بمقابل مثلما قلت ...
حسنا 45 مليون قد تكون مناسبة ثم لأتعابي ...
قال إبراهيم بدهشة حانقة : الا تتعامل الا بالملايين !
تمتم جعفر بسخرية : هل لديك عرض أفضل ؟
قالت فيجي بحزم : لدي عرض أفضل
من ذلك ..
أخرجت فيجي بطاقة برتقالية مذهبة
و قالت : بطاقة ذو الرؤوس الفئة فريد أحد الأدوات التي حصلنا
عليها عند مواجهة أحد أتباع النظام ..
أمسك جعفر البطاقة بإهتمام وقال : نعم قيمتها الفعلية
وهي فارغة 45 مليون , من حسن حظكم إني أميل للأدوات النادرة أكثر من الأموال ... حسنا
تمت الصفقة بعد 5 أيام أعيدوا زيارتي ... إذا مازلتم على قيد الحياة ...
أطلق التاجر ضحكة مريبة ... وخبيثة ... وجشعة ...
بداخل غورو في منطقة القلب ظهر جرح طفيف في ذلك الوريد
الضخم لتسقط ثلاث أجساد مضرجة بالدماء , إرتفاع الوريد جعل سقوط الثلاثة عنيف ومؤلم ...
قالت كيرا وهي تفتح عينها بألم
وصعوبة بسبب الدماء التي تغطيها وتسقط عليها من فوق : هذا الضجيج المزعج و الرتيب .. لقد وصلنا ..
نهض أسامة بصعوبة وقال : نحن أمام أقوى
مضخة في العالم , مضخة تعمل لسنوات طويلة دون ملل او كلل ولا تتوقف ....
قال فنرير بحذر : أوافقك الرأي بشأن
المضخة لكن من ذلك الشخص ؟
نظر الثلاثة إلى القلب المكون من سبع غرف , القلب الضخم الذي ظهر في جداره رجل ضخم يرتدي ملابس سوداء
مخيفة ..
قالت كيرا بحذر : أنه الخائن لكن يبدو أنه لا يمر بفترة سعيدة ...
كان الخائن ملتصق بجدار القلب نصفه للخارج والنصف الآخر للداخل
وحوله ترتبط أوردة دموية مختلفة الأحجام و الأشكال ...
تمتم أسامة بحنق يتخلله عتاب : هل هذه الصورة التي
أردت أن تظهر عليها يا سليم هل هذه هي القوة التي كنت تبحث عنها ؟
هل منظرك هذا هو المنظر الأجمل بالنسبة لك ؟
على الرغم من الضجيج الذي يصدر من القلب إلا أن صوت الخائن
بدى واضحا ونقيا : التجرد من الإنسانية ليس سيئا إذا ما قارنت ذلك بكمية الطاقة و القوة التي أشعر بها ..
أنا الآن بداخل جسد كارثة العالم ومنبع للقوة الفتاكة , الجزيرة المخفية و العالم الخارجي و النظام كلهم مجرد
عقبات أمام غضب غورو والخطايا السبع ... أستطيع أن ارى ذلك من عين غورو الشرسة ..
قال أسامة بتحدي : لا طموح لك سوف التخريب
تحت ذريعة إكتساب القوة و إثبات النفس لكن من أخبرك أنك سوف تكمل طموحك هذا ...
شهر أسامة فأسيه و رفعت كيرا صولجانها الملكي وكشر فنرير عن أنيابه ومخالبه ....
قال سليم بلهجة تحمل سخرية وتحدي في آن واحد : هل تعتقدوا أنكم
يا حشرات الأرض قادرين على تحدي كياننا العظيم ؟ نحن قادرين على تدمير عالم كامل بكل تفاصيله ماذا يستطيع فعله إثنان من البشر وذئب ؟
ظهر ضوء أزرق في الأرضية بالقرب من أبطالنا ليخرج وحش مخيف له نصف علوي فقط وهذا النصف العلوي
يشبه جذع أنسان مفتول العضلات ورأس وجناحي تنين ...
قال سليم بهلجة متوعدة مخيفة : هذا الوحش الذي أمامكم هو الصورة
النهائية لإندماج الخطايا السبعة أنه الوحش الذي حذر القدماء منه , أنه الوحش الذي يستطيع حل مكان البشر والحيوانات
بعد فناءها , أنه البديل المناسب ... الكائن الكامل الذي لا يتأثر بضعف أو كلل ... بعد قضائنا على البشر
والكائنات الأخرى التي تسكن هذا الكوكب سوف ندمج الكثير من الأعداد لهذا النوع .. وسوف نصنفهم
على أنهم رعايانا المخلصين ونحن سوف نكون أسياد هذا الكون !!!
أنهى الثلاث الكلمات الأخيرة بهتاف مجنون شرس ...
قالت كيرا وهي تتراجع بقلق : لقد جن هذا المعتوه تماما !
قال أسامة بقلق أكثر : هذا الوحش الجديد ..إن كيانه
شديد التعقيد يشبه كيان داركا أي أن الخائن هو المتحكم في هذا الوحش المخيف ...
قال سليم بلهجة شامتة : يبدو أنك تعلمت من درسك الأخير أمام
داركا نعم هذا الوحش الذي يلقب بـ التنين الجائع أو
التنين الخائن خاضع لسيطرتي وكلها مسألة وقت قبل أن أنتج المئات ثم الملايين من
هذا الوحش الخاضع لي و لكياننا العظيم !
اغلق سليم عينيه المليئتين بالدم ثم فتحها وهو يقول بهدوء
كأنه تخلص من جنونه : لقد رأيتم ما الذي جنيته من ملاحقتي المجنونة للطاقة و القوة ..
الآن أروني ماذا سوف تجنوا غير الموت لمعارضتكم طموحي ...
أنهى عبارته لينقض التنين الخائن على أبطالنا ...
بقوته و شراسته .... و جنونه ....
في غرفة المحرك الرئيسي كانت الأنابيب الضخمة و الصغيرة
الحاملة للطاقة الطيفية تولد حرارة عالية جعلت مالك
الذي يسير على ركبتيه في ذلك الممر الضيف يتصبب عرقا , كان يسير بالقرب من الأنابيب الحارة
و شاشات بلورية منتشرة في أرجاء الممر تظهر درجات الحرارة العالية
تمتم مالك بحنق : اللعنة لقد وصلت الحرارة
إلى 80 درجة مئوية .....
لمس كتف مالك إنبوب ساخن ليسقط
مالك متألما وهو ينظر لكتفه الأيسر
وقد إحترق قميصه في تلك البقعة ...
تحامل مالك على ألمه وكمل سيره
وهو يقول في نفسه : بسرعتي هذه سوف اصل لنهاية الممر في غضون 4 دقائق أي يتبقى دقيقة
واحدة قبل أن يتوقف عمل المحرك الإحتياطي ومن ثم هلاك الجزيرة ...
انحنى مالك لينزل في حفرة صغيرة
كونت الأنابيب الطيفية جدرانها ثم حدثت تلك الهزة نتيجة انفجار قذيفة عنيفة من
غورو في القبة الضوئية لينكسر أحد الأنابيب الطيفية في الحفرة ويضرب جسد
مالك بأطياف هائلة القوة
أعقبها صراخ زعيم الجزيرة المتألم ليسقط من ارتفاع 10 أمتار وقد شعر أن عظامه تحطمت
وقميصه الفخم قد احترق تماما وامتدت الحروق لنصف الأيمن من رقبته وذراعه اليمنى وصدره كاملا ..
على الرغم من الألم المميت استلقى مالك
على بطنه وأخذ يزحف وقد أغلق عينه اليمنى التي شملتها الحروق كان يردد في نفسه : أستطيع الوصول ..
دقيقة واحدة قبل أن يتوقف المحرك الإحتياطي ..
كان يتحامل على ألمه الرهيب ورغبة عميقة داخله تلح أن يتوقف ويستلقي و يستسلم لمصيره ..
على الأقل سوف لن يعاني من هذا الألم الرهيب بعد الآن ...
لكنه تغلب على رغبته تلك ولم يتبقى سوى 10 أمتار ويصل للكرستالة التي تفتح بوابة الوصلة بين
غرفة الأطياف و المحرك الرئيسي ... 9 أمتار ... 8...7 ...
6... 5... 4.... 3.... 2.... 1 .... !
يالهي لقد كان ذلك العد التنازلي على إنتهاء مهلة المحرك الإحتياطي ... ما زالت أمامه ثلاثة أمتار ..
شاهد مالك من خلال الشاشة الكبيرة أمامه
القبة الطيفية تختفي و غورو يتلف على نفسه ..
ليمتلئ فمه بتلك النيران المرعبة ... كانت تلك قذيفة النهاية ...
نعم لقد إنتهى كل شيء ....
في القبر الثلجي الذي وقع فيه أبطالنا داران و
فواز و حسام
و جاسر و
ناجي و نهاد
حيث ظهر لهم وجه زنجار نبش الثلوج فوق ترسهم الضوئي الحامي
نظر لهم زنجار نظرة خاوية من أي مشاعر
ثم أكمل عمله في إبعاد الثلج عن مساحة لا بأس بها فوق سطح المكعب الضوئي
نهض زنجار وأشار إلى أبطالنا بيده إشارة كأنها تعني تعالوا
نظروا الأبطال لبعض نظرة مترددة ومحتارة ثم تقدم داران
وقال بحزم : أيها المتراس اصنع لنا مجال ... في هذا السقف الضوئي على الحال ..
قال ناجي بتردد : هل من الحكمة أن نثق بوحش مثل هذا
إذا كنت لا تعرف هذه الوحوش فهي تعرف بوحشيتها وعدوانيتها ...
تمتم داران بحزم يشوبه قلق : الجميع
هناك يقف محتار ... لا أجد غير هذا خيار ...
قال ناجي بحزم : حسنا لنتحمل نتائج قرارنا ...
ظهرت دائرة ضوئية بقطر نصف متر ثم أختفت الدائرة التي في السقف في مكان الفجوة التي صنعها الزنجار ...
تمتم ناجي بصرامة يتخللها تعب واضح : أسرع بعملك لأن صنع
فجوة بهذه الدقة يتطلب جهد إضافي ...
قفز داران عاليا بفأس ذو القبضتين
ثم سقط عموديا بفأسه ليضرب الأرض بفأسه الضخم لتهتز الارض بفعل مهارته المميزة التي تمكنه من تغير نمط الطاقة
التي يملكها على حسب طاقة العنصر الذي يلمسه ...
خرج عمود صخري من الأرض في مكان ضربة داران
ليصعد العمود الصخري للأعلى ويصبح قريب من الفجوة في السقف ...
تمتم داران بصرامة : سارعوا
بالصعود ..هذه الفرصة قد لاتعود ...
صعد أبطالنا العمود الصخري وكان آخر من يصعد هو ناجي
الذي كان يجاهد بكل قوته لكي يبقى مهارته الخاصة مستقرة ...
وما أن صعد ناجي حتى تجمد من هول الموقف
كان أكثر من 500 زنجار شكلوا دائرة تحيط بأبطالنا
المتأهبين ...
قالت نهاد بقلق : هل سقطنا في فخهم ؟
تمتم فواز وهو يجهز نشابه : يبدو أنهم
لا يريدوا أن يتعبوا أنفسهم في الحفر كثيرا .. لهذا قرروا أن يدعونا نخرج بإرادتنا لكي يتم اتهامنا بكل بساطة ..
قال جاسر بحزم : إذن دعهم يتعبوا
في صنع طعامهم ...
دوى صوت غريب يقول : لا شكرا , لقد تناولنا طعامنا منذ نصف ساعة تقريبا ولا ننوي إلتهامكم ..
حدق الجميع بما فيهم جيش الزنجار في ذلك
اليتي الصغير الذي يسير بطريقة مضحكة ...
أقترب اليتي من أبطالنا
و ناجي يتمتم بحذر : ما هذا العبث ...
قال اليتي بصوته المضحك : لا تقلق , لقد أتينا للمساعدة ..
تمتم فواز بحذر أكثر : مساعدة ؟
قال اليتي : نعم , يا للفضاضة لم أعرف بنفسي أنا أدعى
بوبكون زعيم القبيلة هنا , أحد المرافقين الأساطير في هذا التاريخ
أنا و رينكي و البكسي الذهبية
و مرافقين آخرين تناولنا فاكهة المرافق التي تمكنا من الكلام بلغة البشر
قال جاسر وقد بدأ يفهم : حسنا وما هو سر تعاونكم معنا ؟
قال بوبكون : منذ فترة بسيطة شعرنا بهزة عنيفة في الجزيرة
أعقبها سلسلة من التغيرات الغريبة التي لم أشاهدها أبدا في هذه الجزيرة وكان مصدر الهزة هذا المكان ولقد استغربنا
من عدم وجود تنانين في الجوار وعندما شاهدنا الركام الغريب هنا
أدركنا أنه يوجد أشخاص في هذا العمق الثلجي ...
قال فواز بحزم : لم تخبرنا عن سبب مساعدتك لنا ؟
قال بوبكون بهدوء : على الرغم من إننا لا نحب البشر كثيرا لكننا لانملك
ماهو ضدهم إلا إذا بدأوا في إزعاجنا , لكن الان الوضع يتطلب أن نتعاون ليس نحن فقط بل الطبيعة بأكملها ...
لقد شاهدنا التنين الأسود وأدركنا أنه غورو ذو الغضب الأزلي
وهو ينوي تدمير الطبيعة وبالتالي فالطبيعة تقاومه بكل ما تملكه من كائنات وأفراد ...
أشار بوبكون إلى الأعلى ونظروا أبطالنا ليشاهدوا
جيش من الحشرات التي تشبه هيئة الملكة ديفارا تطير باتجاه المجمع السكني
قال بوبكون بحماس : الكل هنا ذاهب لكي يدافع عن الطبيعة ضد
غورو لا يهم بعد الآن بشري أو ذئب أو يتي ... المهم هو القضاء
على هذا الكائن المخرب ...
كانوا أبطالنا مندهشين لدرجة قوية ثم قال بوبكون بحزم : الا تريدوا
المساعدة أيضا ؟
أقتربت مجموعة ضخمة من أسماك تحمل أجنحة
وارتفعت فوق رؤوس أبطالنا الذي ترددوا لمدة بسيطة ثم قفزوا
ليتعلقوا بالأسماك الطائرة التي حملتهم باتجاه المعركة ... المعركة الحاسمة ...
في غرفة المحرك الرئيسي كان مالك مستلقي على بطنه مصابا بجروح قوية وعلى بعد ثلاثة أمتار من كرستالة التوزيع اليدوي وقد أختفت القبة الضوئية الحامية بسبب إنقطاع الطاقة الطيفية المغذية
و هاهو غورو ممتلئ الفم بطاقة مدمرة ينوي قذفها
على الجبل الذي يحوي المجمع السكني ...
أغمض مالك عينه بألم وسمع صوت إنفجار
وكان يتوقع أن ينهار المكان عليه بأي لحظة لكن لم يحدث شيء ودوى صوت المستشار عبر الأنابيب الناقلة للصوت : سيدي
مالك هل انت هناك ؟ سيدي لن تصدق مايحدث
فتح مالك عينه اليسرى بألم
ليشاهد غورو يلتف على نفسه وسط نيران في السماء وحوله تطير التنانين السوداء تحاربها حشرات ضخمة سوداء وكائنات أخرى طائرة ..
قال المستشار بصوت مليء بالحماس و الدهشة : لا أعلم يا سيدي مايحدث لكن يبدو أن الكائنات الأخرى غير سعيدة بأحداث غورو ...
تمتم مالك بعزيمة : أنه ثوران الطبيعة ضد كل ماهو مخرب
راح مالك يزحف بكل قوته نحو الكرستالة الموزعة
وضغطها بكل قوته لتهتز غرفة المحرك إهتزازة خفيفة نتيجة تحرك الأطياف نحو المدفع الطيفي و القبة الحامية
لتعود القبة الضوئية للتشكل ثم أعقبها ثواني حتى ظهر صوت المدفع الطيفي يواصل إطلاقه نحو غورو , إستلقى مالك
على ظهر و أخذ يعالج جروحه بألم وبطء بواسطة تقنيات علاجية يملكها وقال بصرامة : لقد حدث تغير ولعله يغير مسار
المعركة مازال هناك أمل ... نعم هناك أمل ...
هبط ابطالنا داران و
فواز و حسام
و جاسر و ناجي و نهاد
بالقرب من المجمع السكني حيث كان في استقبالهم جيش كبير من الموتى الأحياء
تمتمت نهاد بإشمئزاز : رائحتهم كالموتى ...
هبط بوبكون من على ظهر سمكة مجنحة وقال : هولاء الموتى الأحياء
هم في الأساس كائنات أثيرية سموها أشباح أو اطياف أو ماشئتم تلك الكائنات الأثيرية تندمج مع جثث الكائنات وتتحكم فيها
اقترب أحد الموتى وقد كان يرتدي درع معدني سميك وضخامته الهائلة دبت الرعب في قلوب ابطالنا ...
قال الميت الضخم بصوت أجش : أسمي كيكشان زعيم الموتى الأحياء
لم أتوقع في يوم من الأيام أن نتعاون مع الحيوانات البهيمــة ومع البشر المثيرين للشفقة ...
صاحت نهاد بغضب : كيف تجرؤ أيها الجيفــة المتعفنة ..!
قال بوبكون بعصبية : اهدأي أيتها الفتاة ... نحن هنا للتعاون لا نريد عراك
داخلي ...
قالت نهاد بحنق : أنت أيها اليتي الخرف لربما تتقبل الإهانة
لكن لاتظن الجميع هكذا ..
أقترب كيكشان من نهاد
وانحنى على ركبته وأخذ يرمق نهاد
بنظرات مخيفة فقالت نهاد بكبرياء رغم رعبها : هل
أعجبك المنظر أيها الجثة ...
قال كيكشان بصوته المخيف : أنك سليطة اللسان وأحب أن أتناول لحمك
على العشاء لكن أن ... أنت جميلة و جريئة عندما تتحولي إلى جثة سوف أحب أجعل إبنتي تسكن جسدك ..حتى ذلك الوقت سوف أشرفك بالقتال معي ...
وضع كيكشان يده على خصر نهاد وحملها وهي تهتف : ماذا تفعل أيها ....
وضعها كيكشان على كتفه وقال : سوف تكوني برفقتي أثناء القتال
أريد أن ارى هل مقدرتك على الشتم بمقدار شجاعتك ؟
نهض كيكشان و نهاد
تجلس عل كتفه كطفلة مبهورة ..
صاح حسام بتحدي : أنتظر هنا ! من أخبرك أنها تود
أن تكون بجانبك !
نظر كيكشان نحو السفاح الشاب وقال بهدوء : يبدو أنك تميل إلى هذه الفتاة أيها الشاب !
ظهر الحرج على وجه حسام الذي قال : إنني فقط ..
قال كيكشان بسخرية : إذا كنت تريد فعلا حمايتها فالأحرى بك تنضم لي
في القتال لكي تحافظ على سلامتها ..مازال هناك متسع لك ...
قفز حسام على الكتف الأيمن لـ
كيكشان الذي قال بحزم : سوف يهاجم جيش التنانين السوداء هذه المنطقة قريبا عليكم أن تكونوا مستعدين
أنا وجنودي القادرين على الطيران سوف نتوجه لمصدر الخطر ...
طار كيكشان وعلى كتفيه حسام
و نهاد و يرافقه جيش من الموتى المدرعين
الطائرين ...وماهي الا دقيقة واحدة حتى شاهدو مصدر الخطر يهاجم المجمع السكني ...
غورو التنين الطائر .... والغاضب ....
بداخل جسد غورو وفي منطقة القلب تماما كان كيرا و أسامة و
فنرير في مواجهة التنين الجائع
أو التنين الخائن الذي يسيطر عليه الخائن الذي كان
ملتصق بالقلب ذو السبع غرف ....كانت انقضاضة التنين الخائن سريعة
ومفاجئة ليتجنبها أبطالنا الثلاثة بالقفز على جانب الإنقضاضة تدحرج أسامة ثم قفز للخلف مشقلبا في الهواء برشاقة مكتسبا وحدة الذئب وانقض بفأسيه عموديا على رأس خصمهم
استدار التنين الخائن بجسده أفقيا لكي يصبح وجهه باتجاه الأعلى
ويلكم وجه أسامة ليقذفه بعيدا
في اللحظة التي ضرب فيها صولجان ملكي أضلعه ومخالب ذئب ضربت ساعده لكن بنيته القوية جعلته لا يشعر بألم
بل خرجت شفرات حادة من كوعي ذراعيه ليجر الذئب فنرير
ليقذفه مترين للخلف ويقذف المخلبة كيرا التي تصدت للضربة
بصولجانها الملكي لكن قوة الضربة جعلتها تطير للخلف لتسقط على ظهرها ...
وصاحت بقلق : تصديه العضلي مدهش !
نهض أسامة وهتف : جربي السحر !
لمعت بطاقة أوحش الموجودة في حزام كيرا وفتحت فمها ليخرج غاز كبريتي حارق غمر جسد التنين الخائن أعقبتها كيرا بحزم : لنضمن
موتك أيها الوغـــد ...
عادت نفس البطاقة تلمع مجددا لكن لسان ضعيف من اللهب خرج من فم كيرا ليضرب جسد التنين الخائن
تمتمت كيرا في نفسها : إني لا أملك الزيت المشتعل
هذه المرة لهذا قذف اللهب ضعف , لكن لسان اللهب هذا يفي بالغرض ...
فجأة خرج التنين الخائن من بين النيران سليم معافى ليطلق من فمه
لسان لهب ضخم للغاية لفح كتف كيرا التي قامت
بالتدحرج لمسافة عشرة أمتار لكي تتجنب لسان اللهب الضخم ...
وقالت بصوت متوتر : قوته العضلية و السحرية مدهشة و دفاعه العضلي و السحري خارق !
تمتم الخائن بشماتة : هذه الكائنات من سوف تحل مكان الكائنات
الأرضية الدنيئة !
انقضت كيرا على الخائن بحنق وهي تهتف : أصمت !
ضربت وجه الخائن بصولجانها الملكي لتصدر فرقعة كسر عنق
الخائن الذي اختفى بريق الحياة من عينه
وأختفى البريق المخيف من عين التنين الخائن لكن في أقل من ثانية
عاد البريق في عين الخصمين و الخائن يرفع رأسه بضحكة شرسة : نعم أيتها الفتاة ضربتك قوية للغاية لكن جسد غورو اصبح جسدي
وهو يعوض جروحي بإستمرار ...أي أن قتلي أصبح مستحيل في هذا المكان , أن شخص لا يفنى !
هجم التنين الخائن على كيرا ليظهر امامه أسامة و
فنرير ليشتبك الأربعة في سلسلة من الهجمات العضلية
القريبة ومجموعة مدهشة من التجنبات والتصدي نتج عنها أن طار التنين الخائن
متصديا للهجمات بقوة ثم يقبض على رأس كيرا
ويحلق بها ويصدم رأسها بجدار عضلي بغرفة القلب لتسقط كيرا
متألمة وهي تطلق سباب غاضب ثم نهضت مدركة انقضاضة من خصمها لتقفز على الجدار العضلي وتركله برجلها
لتتجنب الإنقضاضة وتقف بجانب أسامة وذئبه
لتمتم بألم : أنه أقوى منا ..
قال أسامة بغموض : من لا تستطيع هزمه بالقوة
اهزمه بالحيلة ... وانا وجدت الحيلة ..
نظرت بدهشة إلى إبتسامة أسامة الظافرة و الغامضة ...
في مقر المنمطين قال نزار بحيرة : ماذا كان هذا مرة أخرى ...
ظهرت خيبة الأمل على وجه كل من هاشم و فادي و مايا تقدم هاشم وقال بغضب : أنك
تحرجني يا نزار بغبائك الشديد !
قال نزار بتحدي : اتحدى أن تكون قد فهمت حرف أنت أيضا !
قال هاشم بارتباك : ها ؟ حسنا ... التدريب
يحتاج منا المتابعة والصبر كما إننا ... امممممم .... نتدرب !
صفعت مايا وجهها بخيبة أمل كبيرة وتمتمت : يا الهي !
تمتم فادي بشك : أنا أحترم قرارات
المرشد و أظنه على حق دائما لكن بدأت أشك في كلامه عندما قال إنهما القادرين على مساعدتك في إتمام تدريبك ...
استنشق فادي نفس عميق وقال : حسنا
لنعيد شرح التدريب مرة أخرى ...في المعركة تحتاج للسلاح لكي تنجو لكن ماذا يحدث عندما تفقد سلاحك ؟
قال نزار بذكاء : أبحث عن سلاح آخر !
تمتم فادي بصبر : هذا لو كان الوقت
و الموقف يساعدك في هذا لكن فكرة التدريب هي صناعة سلاح قوي في ثواني معدودة ... من المعروف أن مايا الفارسة لديها مهارة العنقود المتدلي الذي يكسب السلاح حواف ضوئية حادة وقوية لمدة مؤقتة , لكن ماذا يحدث لو أنها
صنعت حواف ضوئية في الهواء وقامت بتعبئة هذه الحواف بقوة ضوئية ؟
قال هاشم بحيرة : هواء مشع ؟
هتف فادي بصوت حاد : سيف ضوئي
مؤقت !
استعاد فادي هدوءه وقال : نحن في صدد
أن نجعلها تتعلم أن تصنع أكثر من سيف ضوئي يساعدها على القتال ...
تمتم فادي بهدوء : انتما ساحر و سفاح
الأول سوف يساعدها في إتقان إخراج كميات مناسبة من الطاقة و السفاح سوف يساعدها في تحديد الهيئة المناسبة
لشكل السلاح و حجمه بما تقتضيه الطاقة الضوئية ....
إبتسم هاشم وقال : فهمت الآن ...
أخرج هاشم غمد أحد سيفيه
ورمى الغمد الخشبي لـ مايا وقال : حاولي أن تشحني
التجويف الداخلي للغمد بالطاقة الضوئية لتعرفي المقدار المناسب لمثل هذا الحجم من السيوف ..
تمتم نزار موجها : سوف أراقب ضخك للطاقة باستمرار
ونصيحة ثبتي كفك في التجويف لضمان الفعالية , طبعا هذه خطوة أولى فالعمل على تشكيل الطاقة وضخها في الهواء
صعب على مقاتلة عضلية مثلك ....
قامت مايا بتدريبها بجد وعزيمة
جلس هاشم بجانب رفيقه نزار وقال : إنها تملك عزيمة قوية لو إننا من أصحاب المهارات المنسية لكنا الأجدر
بهذا التدريب ...
تمتم نزار بغموض : لهذا قد وضعت نظرية خطيرة ..
نظر له هاشم نظرة متسائلة ليكمل نزار بإبتسامة واثقة وحزينة في نفس الوقت : ألا تلاحظ إن إدراكنا وتفكيرنا يقل مع الوقت ؟
ألا تلاحظ أن غبـاءنا يزداد حدة و إستيعابنا يزداد بطء ؟ ماذا لو أن الأطياف الخارجة من أجسادنا لاتحمل قوتنا السحرية والعضلية
وحسب .. بل تحمل قدرتنا على التفكير ... ماذا لو إننا ضحية خطة خبيثة من النظام لصنع جيل غبــي لا يستطيع جمع 1+1 ..!
تمتم هاشم وهو يعد أصابعه : إن الجواب ثلاثة اليس كذلك ؟
هتف نزار بأسى : هل رأيت ! إن خروج الأطياف
جعلك تفقد القدرة على التفكير ! إن الجواب 7 أيها الساذج !
كان نزار يشير بأصبعيه كعلامة النصر !
ملاحظة : عندما تشير بإصبعك بعلامة النصر التي ترفع بها إصبعي السبابة و الوسطى فان شكل الأصبعين يكون على شكل سبعة بالعربي 7
إنفجر الغمد الخشبي ليظهر سيف ضوئي في كف مايا
وسرعان ما تشتت السيف الضوئي لتستند مايا ركبتيها بتعب
نهض نزار وقال بإعجاب : مدهش قوة ضوئية متقنة
لكنها سرعان ما تشتت وهذا جيد كتدريب أولي سوف أساعدك على أن تجعلي الطاقة أكثر إستقرار كما أن زميلي سوف يجعلك تتخيلي قوالب للسلاح بحيث تسيطري على الكمية و الشكل ...
هزت مايا رأسها بإيجاب و هي تطمح لتعلم المهارة في أقرب وقت ممكن ...
يتبع…
الجزء الثامن
كانت الحرارة تنخفض في غرفة المحرك الرئيسي
وجروح وحروق مالك تتعافى ببطء
وعلى الرغم من أن علاجه لم يكتمل لكن مالك
نهض من مكانه أول ما شعر بالقدرة على الحركة , أخذ مالك
نظرة أخيرة على الشاشة التي تحمل له مشهد المعركة الغريبة بين غورو
و كائنات الجزيرة المخفية تقدم مالك
نحو الأنبوب الأفقي ناقل الصوت وتكلم بداخله بحزم هادئ : ما هي أوضاعنا ؟
سمع مالك صوت مستشاره يهتف بفرح : سيدي ؟
يا الهي كم أنا سعيد بسماع صوتك سالما , إن منظر المعركة مهيب , أن تجد جميع المخلوقات هنا تحارب عدونا
المخيف وهذا جعل غورو يشتت هجومه على خصومه
لهذا نحن نأخذ نصيب منخفض من الضربات لكن ....
لم تعجب كلمة لكن زعيم الجزيرة مالك الذي قال بقلق : لكن ؟
أكمل المستشار كلامه القلق : طاقة الأطياف .. تتناقص بشكل رهيب ...
قال مالك بحذر : كم من الوقت يمكننا أن نطلق المدفع و القبة ؟
قال المستشار : لا أريد أن أكون كغراب الشؤم يا سيدي .. لكن نحن لا نتكلم عن الساعات أو الدقائق بل الكمية ..
لو بقيت القبة الحامية مفعلة من اجل حمياتنا فإننا نملك 20 طلقة طيفية فقط ..بعدها سوف تختفي القبة الحامية بعد 20 دقيقة ... صمت مالك وهو يفكر بالموقف الحرج
هو يعلم أنه لا يستطيع الإعتماد على الكائنات المختلفة في الجزيرة من أجل هزيمة
غورو الذي يملك قوة خرافية وماهي إلا مسألة وقت قبل أن يدمر
غورو مخلوقات الجزيرة ثم يتفرغ للهجوم على المجمع السكني بكل بساطة ...
سمع صوت المستشار يقول بحذر : أوامرك سيدي ؟
تمتم مالك وهو يخلع ماتبقى من قميصه المحترق : لا تطلقوا
أي طلقة طيفية إلا بتوجيهي الشخصي , سوف أتوجه لغرفة المراقبة لإحتراء فرصة مناسبة نضرب بها
خصمنا ضربة مباشرة ...
هتف المستشار بحزم : نعم سيدي !َ
انطلق مالك مسرعا نحو غرفة المراقبة ..
مراقبة المعركة ...و الواقعة ....
أرتفع صوت كيكشان القلق بالرغم من خشونته : هذه هي المشكلة !
كان كيكشان يحلق بسرعة كبيرة في الفضاء ...
كيكشان قائد فصيلة الموتي التي تسكن الجزيرة
المخفية , الجزيرة التي هب كل من فيها في محاربة الكارثة
غورو , وهاهو كيكشان يحلق في السماء برفقة
جيشه الطائر ويحمل على كتفيه الضخمين كل من حسام
و نهاد , تمتم حسام
وهو يقرب رأسه من رأس كيكشان
لكي يسمعه : مشكلة ؟
هتف كيكشان وهو يتجنب تنين أسود مندفع : درع
أسورا الذي يغطي غورو هذا الدرع الأسطوري
هو الخط الفاصل بين المادة الصلبة و الضباب , إصابة درع مثل هذا صعب للغاية ..
هتفت نهاد بحزم : هذه مشكلة فعلا , لكن عليك أن تعرف
شيء أيها السيد جثة , لربما تجهل أن غورو يملك مجال سام
يفتك بالكائنات التي تقترب منه ...
قال كيكشان بثقة : لدي مناعة ضد مثل هذه السموم ..
هتفت نهاد بحزم : شيء متوقع من جثة متعفنة مثلك
لكن أنا وهذا السفاح مازلنا بشر ونتأثر بمثل هذه السموم ...
قال كيكشان وهو يزيد سرعته : لا تقلقي أيتها الشابة , إبقي بالقرب
مني سوف تحصلي على مناعة مشابهة ..
هتف حسام بقوة : قريب لأي درجة ؟ قدم أو قدمان ؟
والقدم بوحدة البشر أم بوحدة العمالقة مثلك ..؟
ضحك كيكشان وقد أقترب من جسد التنين الضخم
وهتف : فقط قريب بما يكفي !
أنهى عبارته وهبط على جسد غورو الضخم الجسد الضبابي و الأسود
تدحرج كيكشان على الأرض الضبابية وقفز حسام
عاليا و نهاد هبطت
برشاقة وهي تحمل عصاها المنتهية بحجر ناري كريم , أنهى كيكشان
شقلبته وهو يشهر سيف أسود وقطع به جسد أول تنين أسود يصادفه ثم دار على نفسه متجنبا ثلاثة تنانين سوداء
منطلقة وفي أثناء استدارته لوح بسيف في وجه التنانين السوداء ليقطعها بشكل أفقي ثم ضرب الأرض بسيفه
وتمتم بقلق : الضباب أعمق مما توقعت ...
كان حسام في الهواء واضعا سيفيه بشكل متقاطع
ثم أطلق موجة قوية من الطاقة وهو يهتف : التصادم البراق !
ضربة الموجة أحد التنانين الطائرة بينما انقضت أكثر من سبع تنانين على السفاح , وبينما هو مازال في الهواء
ويسقط تجنب حسام الإنقضاضات برشاقة
عالية وهو يسدد طعنات وضربات في الجو حصد فيها أربع تنانين دفعة واحدة وما أن هبط على قدميه
حتى أخذ بالركض و التنانين المتبقية تلحقه بإصرار وغضب حينها انحنى حسام
على الأرض في اللحظة التي ظهرت نهاد
أمامه وهي تصوب عصاتها على التنانين الثلاثة وتقوم بإحراقهم بواسطة لهب الحجر الكريم
تمتمت نهاد بحزم : لا يجب علينا أن نبتعد
عن ذلك المتعفن الضخم وإلا فقدنا المناعة السحرية وأصابنا ذلك الوباء المدمر
هز حسام رأسه موافقا وانطلقا نحو
كيكشان الذي فتح جبهة قتالية مع مقاتليه على سطح جسد
غورو الأسود ....جدا ....
على سطح الجزيرة المخفية كانوا أبطالنا
داران و فواز
و جاسر و ناجي
برفقة اليتي الغريب بوبكون وجيش ممزوج من الموتى
و قبيلة اليتي التي تقدر بـ 500 زنجار
يعدوا بعض التحصينات التي تساعدهم في صد الهجمات المحتملة من جيش التنانين أو من غورو
شخصيا تمتم فواز وهو يحمل صخرة متوسطة
الحجم بصعوبة ويضعها على صخرة أخرى بتعب : ماذا سوف نستفيد إذا هاجمنا ذلك التنين بضربة من ضرباته
المدمرة ؟ ألا تذكروا كيف قلب الأرض علينا وغمرتنا الثلوج ؟
قال جاسر وهو يثبت عمود خشبي على الأرض
الثلجية : هل تقترح أن نستقبل ضرباته بأذرع عارية ؟
تمتم فواز بانزعاج : كلا لكن ضرباته
أقوى من دفاعاتنا البائسة هذه ...
قال بوبكون بصوت هادئ : اليأس البشري الشهير .. أحيانا
لا تميز بين اليأس و بين الجبن ...
قال فواز باستنكار : ماذا أيها القصير ؟
هل تعرف ماهو الفرق بين اليأس و الواقعية ؟
صاح ناجي بصرامة : كفى جدالا و أعملوا ..
قطع ناجي صيحته ثم حدث اصطدام به تنين أسود ضخم
أطاح بجسد ناجي للوراء لمسافة 5 أمتار كاملة
وحلق التنين الأسود نحو السماء ليلتحق بسرب ضخم من التنانين السوداء التي تقترب من الجبهة القتالية
الخاصة بأبطالنا , نهض ناجي وهو ينفض الثلج
وفي يده ترسه الضوئي وقال بذهول : في الثانية الأخيرة فعلت ترسي الضوئي وإلا كسر ذلك التنين اللعين
عظامي ...
كان الجميع ينظر للأعلى نحو جيش التنانين السوداء ..
تمتم داران بحذر : عددهم كثير ..وخطرهم
كبير ..
قال جاسر بقلق : القتال في مكان مكشوف مثل هذا ليس
من صالحنا ...
عقد ناجي حاجبيه وقال بحزم : سوف أعمل على حماية ظهوركم
وانتم قاتلوا هؤلاء الأوغاد ...
صنع ناجي مكعب غير مكتمل من الضوء حول رفقائه
كانت الجهة الناقصة من المكعب الضوئي هي الجهة الأمامية حيث وقف جاسر
يطلق سحره و داران
يلوح بفأسه ذو القبضتين مطلقا مهارات سحرية قوية و فواز
يصوب بنشابه مطلقا سهام مركزة ودقيقة ... وأحتدمت المعركة ...
في داخل جسد غورو وبالتحديد في منطقة القلب
قالت كيرا بتساؤل : هل لديك خطة يا أسامة ؟
تمتم أسامة بحذر : لقد لاحظت الأتصال الفكري
بين ذلك التنين الخائن و الخائن
نفسه عندما حاولت أنت أن تقتلي الخائن فقط التنين الخائن الاتصال الفكري
لجزء من الثانية و السبب هو عودة النشاط الفكري لـ الخائن...
قالت كيرا بحذر : لقد ضربته في مقتل ..
كانت تتأمل الخائن الذي نصفه داخل جدار القلب ونصفه الآخر خارج الجدار
ثم أضافت كيرا كأنها إنتبهت لشيء ما : لقد قال من
قبل أنه أكتسب الخطايا و جسم غورو يعوض الأصابات التي
يعرض لها الخائن مهما كانت فداحتها أذكر إننا واجهنا خصم يملك
مثل هذه القدرة وهي الإستعانة بالجو المحيط به لمعافاة نفسه ...
قال أسامة بحزم : أنه لم يعد بشري بعد الآن قوته
المكتسبة جعلت منه وحش كاسر !
قال فنرير : إذا كانت نظرية أسامة صحيحة فهذا يعني علينا أن نجد وسيلة ما لوقف
الارتباط الفكري بينهما .. أي وسيلة لجعل الخائن يتوقف فعلا !
ارتفع التنين الخائن للأعلى أكثر ثم اتخذ وضعية الانقضاض
لينقض على خصومه الثلاثة , هتف أسامة بقوة : فنرير أعطني بعض من قوتك !
ثم هتف في اللحظة التي ظهر فيها ضوء أسفل فنرير
و أسامة : تنكر ! ليتحول أسامة إلى ذئب على هيئة
ذئبه فنرير ويقوم بحركة رشيقة لتجنب
ضربة التنين الخائن ولم تكن قبضة التنين الخائن الخطر الوحيد بل بعد القبضة تلك الشفرة الحادة التي تقع في كوعه لتجرح كتف
أسامة جرحا دامي , تراجع أسامة وهو يتجنب الضربات المتتالية وهتف بخشونة : كيرا ! لا تحضرني طريقة
معينة لوقف عقل الخائن لهذا استخدمي إبداعك ومهاراتك في هذا
وعندما تنجحي دعي الباقي لي ..
هنا قبض التنين الخائن على جسد أسامة و إرتفع به إلى الأعلى بشكل عمودي , ضرب أسامة مخالبه المكتسبة وجه التنين الخائن لكن كان أشبه
بأن ييضرب جسم حديدي , نظر أسامة إلى الأعلى
ليشاهد السقف العضلي ليقوم بإبطال مهارة التنكر ويعود لهيئته
البشرية ويضع يديه فوق رأسه لكي يحميه عندها حدث الإصدام بشكل عنيف ليهوي أسامة متألما ويسقط على الأرض العضلية حينها انقض التنين الخائن على أسامة بقبضته الضخمة
عض فنرير قميص أسامة ليسحبه بعيدا في اللحظة التي ضرب فيها التنين الخائن الأرض العضلية الخاوية
كانت كيرا تشاهد القتال بقلق وهي تمتم في نفسها : كيف
يمكن أن نوقف شيء مثل هذا ...
أنه لم يعد بشري بعد الآن قوته المكتسبة جعلت منه وحش كاسر !
لمعت عينا كيرا بظفر وأمسكت صولجانها الملكي
وانطلقت نحو القلب بخطوات سريعة وهي تهتف : لربما لا نملك من المهارة ما يلزم لنوقفك أيها الخائن لكن ما رأيك أن نستعين بمهارة شخص ليس هنا ؟
تمتم الخائن وهو يشاهد كيرا تتقدم نحوه : لو استعنتم بمهارة العالم بأكمله لن توقفوا ثورتي !
سددت كيرا ضربة قوية في بطن الخائن ثم ضربة أقوى في صدره لتتناثر الدماء من فم الخائن
الذي تمتم بسخرية : لا ينفعك هذا ...
درات كيرا وهي تخرج بطاقة حمراء من حقيبتها
والتفت بصولجانها وهي تصرخ في حماس وغضب : أصمــــــت !!
وضربت بالصولجان رأس الخائن وقبل أن تدوي فرقعة الضربة
كانت البطاقة الحمراء التي في اليد الأخرى لـ كيرا
تتوهج ببريق لامع , أختفى بريق الحياة من عين الخائن
لكنه عاد للظهور لكن بشكل متقطع وخافت وقد شعر بشعور غريب كأن قوته أو كيانه يتم سحبه للخارج
فهتف برعب لأول مرة من واجهته : ماذا تفعلي أيتها اللعينة !
ابتسمت كيرا بسخرية وقالت : أنك تفخر أنك لم
تعد آدمي بعد الآن لهذا سوف أختمك في هذه البطاقة الخاصة كالوحوش تماما ...
هتف الخائن برعب وهلع : كلا !!!
هنا توقف التنين الخائن عن مهاجمة أسامة و ذئبه والتفت منقضا بكل قوته نحو كيرا
التي لا تكفيها المسافة لتجنب الإنقضاضة وفوق ذلك لم تتيقن من إكتمال عملية الختم و أسامة و فنرير يبعد مسافة
لا يمكن لهما أن يتصدى للإنقضاضة بدل عنها واقتربت قبضة التنين الخائن
من عنق كيرا التي لوحت بذراعها الأخرى بصولجانها الملكي
في وجه التنين الخائن و الجائع ....
ظهر سيف ضوئي يكتسي باللون الأصفر في قبضة مايا
وأخذت تلوح به بفرح على الرغم من التعب الذي يعتريها ثم حدثت بعض التشوهات في شكل السيف الضوئي
لينفجر بدوي مكتوم , على الرغم من إختفاء السيف الضوئي إلا أن مايا
قالت بفرح : خمس دقائق كاملة من سيف مكون من الطاقة الضوئية هذا , تقدم !
قال نزار بهدوء : نعم أنه تقدم مثير لكن نريد أن نتأكد من شيء
ما , أريدك أن تخرجي هذا السيف الضوئي مرة أخرى ..
ظهرت علامات التركيز على وجه مايا ليخرج سيف ضوئي أعلى
كفها الأيمن لتلقطه بحماس هنا قال هاشم بغتة : حاولي
أن تخرجي سيف من ذراعك اليمنى !
قالت مايا باستنكار : يوجد سيف بالفعل في قبضتي اليمنى !
قال هاشم بسرعة لكي يتجنب هفوته : ذراعك اليمنى الأخرى
ظهر سيف ضوئي آخر في كف مايا اليسرى ..
لكن أختفى السيفان الضوئيان خلال ثواني لتسقط مايا على
ركبتيها بتعب ... قال نزار بحزم : لدي لك خبران
سيء و الجيد...
قال فادي بحذر : الجيد ؟
تمتم نزار : لديها القدرة من الطاقة على إخراج أكثر
من سيف ضوئي وعلى حسب مقدار قدرة مايا في مهارة العنقود المتدلي الذي مدته 30 دقيقة فأنها قد تكون قادرة على إخراج
6 سيوف ضوئية في آن واحد لكن لمدة خمس دقائق فقط .. أي لو كان سيف سوف تكون مدته 30 دقيقة
و سيفان سوف يكونا 15 دقيقة و هكذا ...
قالت مايا بتعب : و الخبر السيء ؟
قال هاشم وهو يمسك أحد القوالب الخشبية
التي على هيئة سيف : لديك مشكلة في عملية تشكيل السيف الضوئي , أنت لا تتخيلي القالب جيدا وهذا يؤثر
على الشكل النهائي للسيف ومن ثم تظهر تشوهات في السيف تجعلك تهدري طاقة أكثر ومن ثم الحفاظ على الوجود
و الهيئة يصبح عسيرا ...
قال فادي وهو يفكر : من خلال ملاحظاتكم
إننا نحتاج أن نجعلها تركز في عملية إنتاج الطاقة و تشكيلها قبل أن نبدأ بالتدريب على إنتاج عدد أكبر من السيوف الضوئية ..
وأوما المنمطان السابقان برأسيها موافقين ...ليكملوا تدريبهم الجاد ...
في مكان آخر من مقر المنمطين ظهرت 6 كرات ضوئية تدور حول جسد
ريان مغمض العينين وراحت الكرات الـست
تدور بانسيابية وسلاسة حينها فتح ريان
عينيه والعرق يغطي جبهته وهتف بقوة : قلب النار !
لتنطلق الكرات بسرعة نحو جسده لينتفض جسد ريان
وهو يشعر بطاقة هائلة تجتاحه , نظر بغرابة لكفيه وحرارة كبيرة تسري فيهما ثم خرج لهب صغير الحجم من ذراعيه
سمع صوت خلفه يقول : قلب النار ؟ إنها مهارة رائعة للفولاذي
فيها يكسب هجومه ضرر أعلى بإستخدام هذا اللهب الداخلي ..
إلتفت ريان ليجد القناص ماجد برفقة المرشد موران
الذي تمتم بإبتسامة : لقد أخبرني ماجد أنك قصدته
من أجل الإستشارة لتطوير أسلوبك ..
قال ريان بحزم : أسلوب اللولبيات يكسب المستخدم
طاقة إضافية وبتحويل هذه الطاقة إلى النار أستطيع أن أخرج طاقة النار أكثر من جسدي .. اي أن ذلك الفخ
اللعيــن سوف يتعبأ في ثواني ...
ضحك ماجد وهو يقول : على رسلك حتى أمهر
القناصين يحتاجوا إلى وقت معين لتعبئة مثل هذه الفخاخ ...ثم إني قد تراهنت مع المرشد على نجاحك ..
قال ريان بحذر : طبعا أنت راهنت على إنني سوف أنجح
وهو راهن على خسارتي ...
صمت الرجلان والابتسامة على محياهما ثم قال موران
بطيبة : أنت مخطيء , كلانا نؤمن على أنك قادر على هذا لكن نحن تراهنا على الفترة التي سوف تنجح فيها
هو راهن على أنك سوف تنجزها في ثلاثة ايام وانا راهنته على يومين ...
ظهرت السعادة على وجه ريان لثواني ثم
انقلبت إلى تحدي عابث وقال : إذن أدخلوني في رهانكم لإني سوف أنتهي في يومي هذا !
قهقه المرشد وقال ماجد : قبل أن تبدأ مجددا
لتأخذ قسط من الراحة لقد اصطدت وعل ضخم بالخارج واتمنى أن تشاركنا هذه الغنيمة ..
سار ريان برفقة الرجلين وهو يهتف : لحم وعل ؟
ممتاز لقد سأمت من الأرانب البرية ..
وسار الثلاثة برفقة بعض داخل مقر المنمطين أو كما يسمى سابقا بدهليز التحدي العام ...
كانت قبضة التنين الخائن تبعد اقل من 5 سم عن
رقبة كيرا التي كانت تحمل
في يدها بطاقة نفذت بها عملية ختم للـ الخائن
وذراعها الأخرى تحمل صولجان ملكي لوحت به في وجه التنين الخائن
وبالفعل ضرب الصولجان فك التنين الخائن لكن لم يتأثر مطلقا
واغمضت كيرا عينها وهي تستعد لسماع تحطم عنقها
قال أسامة بهدوء : لم تكن ضربتك مؤلمة .
فتحت كيرا عينيها بدهشة لتجد
أسامة مغمض العينين و التنين
الخائن يطير بهدوء بالقرب منه , أكمل أسامة
بصوته الهادئ : ممتاز , لقد ختمتي الخائن مما فصل الأرتباط
الفكري بينه وبين التنين الخائن لأقتنص الفرصة وأدخل
عقله ...
التفتت كيرا إلى جدار القلب الذي يحوي على جسد
الخائن وقد أختفى الخائن
تماما من ذلك المكان ...
تمتمت كيرا بذهول وهي تنظر للبطاقة الحمراء
في كفها : إذن أنت تستطيع بالفعل أن تدخل عقول الوحوش وتتحكم فيهم ...
قال أسامة بهدوء : نعم ...
في هذه الأثناء
قفز كيكشان للأعلى وحوله عدد من جنوده الموتى الطائرين
واشتبكوا في معركة قصيرة في الهواء مع عدد من التنانين السوداء ..
سقط كيكشان على ساقيه لتظهر أمامه كرة قطرها
متر لونها أسود تتدحرج بسرعة في إتجاهه فرفع سيفه ليقطعها في اللحظة التي خرجت أشواك عديدة
منها ضربت جسد كيكشان الذي وجهه سيفه
ليقطع الكرة الضبابية بعدما إنغرست الأشواك في جسده ليسقط كيكشان
على ظهره بألم , اقتربت منه نهاد
وهي تفتح حقيبتها بعجل , قال كيكشان بألم : لا شيء
تستطيعي فعله أيتها الشابة ...
نظرت نهاد إلى المكان الذي يشير له
كيكشان وكان يشير خاصرته وأكمل : نحن نختلف
عنكم فهذه الأجساد وعاء فقط ولا نشعر بالألم حين قطعها لكن أجسادنا الأثيرية تنتشر في مناطق
معينة من جسد الجثة من أجل السيطرة المطلقة على الجسد
أزاح كيكشان ذراعه عن خاصرته لتظهر فجوة
أحدثتها الأشواك وداخل الفجوة لمع ضوء أزرق سماوي ..
تمتمت نهاد بذهول : هذا جسدك الأصلي ؟
قال كيكشان بألم شديد : أنه جزء من جسدي وقد تدمر
اللحم و العظم الذي يغطي هذا الجزء وبالتالي سوف يخرج جسدي الأصلي من هذا الجسد ويتفاعل مع
الهواء المحيط بما ليتم صهري وإختفاء وجودي للأبد !
كان في تلك اللحظة حسام يحوم حولهما
يحيمهم من هجوم التنانين السوداء ...
أخرجت نهاد عدة ترياقات وعبوات صغيرة
من حيقبتها و كيكشان يتمتم بألم : لا فائدة لا يوجد شيء
قد يسد هذه الفجوة , فقط جسد الجثث هو القادر على منعي من التسرب للخارج ..
امسكت نهاد يد
كيكشان الضخمة وابعدتها بفضاضة عن الخاصرة وسكبت محتوى العبوة التي تحويها
ليشعر كيكشان بحرارة تحرق روحه وصرخ بألم
وهو يقول : ماذا تفعلي أيتها ..!
تمتمت نهاد بإبتسامة : هل سمعت يوما عن الرصاص ؟
لم يبدو على كيكشان أنه سمع بالرصاص من قبل
أكملت نهاد بثقة : الرصاص من المعادن وهو يعتبر
الأكفأ في صنع العوازل , حتى الأشعة لا تمر منه ..حقيقة لا أعرف ما هو طبيعة جسدك لكن هو يشبه المادة المشعة
وإذا كان كل شعاع يخرج يشكل شيء من حياتك فالأحرى أن أمنع هذه الأشعة من الخروج ...
شعر كيكشان أن تسرب قوته للخارج قد توقف تماما ما أن جمد
الرصاص المصهور وقال كيكشان بذهول : لم أعتقد أن البشر
بارعون ...
قالت نهاد بسخرية : لا البشر غير بارعين
لكن أنا فقط من أتسم بالبراعة ...
قهقه كيكشان بسعادة ثم حدث بغتة هزة قوية في جسد
غورو وبدأت التنانين السوداء تختفي من السماء وهي تصرخ بعنف ...
نهض كيكشان وصاح بحزم : هناك شيء مخيف يحدث للجسد الضبابي
لهذا التنين علينا أن نغادر سطحه حالا ..
تسلق كل من نهاد و حسام
كتفي كيكشان الذي أشار لجيشه
الموتى الطائرين ليحلقوا مبتعدين عن جسد غورو الذي انتفض جسده
بعنف ثم تمزق جلده الأسود وانتشر في الهواء على شكل دخان ليظهر جسده الأبيض الأصلي ..
بالقرب من مكان المعركة وعلى الأرض الثلجية كان جيش الموتى
و جيش الثلجيين
يقاتلوا تلك التناين السوداء الضبابية بشكل شراسة وهمة , تجد الموتي يطلقوا سمومهم ويلوحون بمخالبهم
في وجه التنانين السوداء أما الثلجيين فبنيتهم القوية و الرماح الثلجية
حاربوا بكل قوتهم بينما أبطالنا داران و
فواز و
جاسر و ناجي كانوا بداخل المكعب الضوئي الناقص جهة ومن خلال هذه الجهة كان فواز يقتنص التنانين الضبابية بسهام نشابه
وهتف بقوة : تبقى لدي 65 سهم وعدد التنانين التي تحلق في مدانا تفوق الـ 500 !
تشكل رمح ناري في كف داران
والقاه في الهواء ليخترق جسد تنينين على التوالي وتمتم بقلق : هذه المعركة جدا شاقة .. لم أعد أملك الكثير من الطاقة !
كانت الكرات النارية تحصد التنانين بشكل كثيف وهي تصدر من كف جاسر ثم إنطلق تنين أسود وتجنب بعض الكرات النارية واستهدف بإنطلاقته جسد جاسر الذي تكونت فجوة سوداء أمام كفه الأيمن
ورفع كفه في وجه التنين الذي أمتصته الفجوة السوداء في ثانية ثم رفع جاسر كفه الأيسر عاليا للتكون فجوة سوداء أخرى ليخرج منها نفس التنين وهو يطلق صراخ مذعور
وأثناء انطلاقته إصطدم بتنين أسود آخر ليتشتتا كأنهما سحابة دخان سوداء
ظهر العرق على جبين جاسر على الرغم من برودة الجو
وقال بإنهاك : انا ايضا لا أملك الكثير من الطاقة المتبقية ...
قال ناجي بحزم : الطاقة المتبقية لدي تمنحنا حماية المكعب
لمدة 4 دقائق بعدها سوف نصبح مكشوفين لدى الأعداء ...
ظهرت 5 تنانين سوداء في مجال تصويب ابطالنا وراحوا يرشوقها بالسهام والمهارات السحرية لكن بسبب نقص
الطاقة التي يعانوا منها تشتت تصويبهم وقل تركيزهم لينقضوا التنانين عليهم بمخالهم و أنيابهم الحادة
وعلى بعد 30 سم من أبطالنا تجمدت التنانين الخمسة وأطلقوا صيحات غاضبة متـألمة لتنفجر التنانين
بدوي مكتوم ويصبحوا دخان أسود طائر في الهواء وكذلك حدث لبقية التنانين السوداء الأخرى في سماء
المعركة ... وخلف هذا سؤال في أذهان أبطالنا وأذهان الموتى و الثلجيين
ماذا حدث ؟
في المجمع السكني لاحظ المراقبين للظاهرة التي حدثت للتو
ليصيح أحد المستشارين : لقد اختفى لونه الأسود ! واختفت معه تلك التنانين السوداء المزعجة !
تمتم مالك في نفسه : هل يعقل أن درع
أسورا قد بطل مفعوله ؟
هتف مالك بقوة : يبدو أنه غير قادر على
تجنب ضرباتنا بمهارة بعد الآن ... أطلقوا القذائف عليه !
إنطلقت القذائف الطيفية نحو غورو الذي بدأ مبهوتا للوضع الذي
أصبح عليه لكنه تجنب القذيفة الطيفية الأولى و التف برشاقة على الرغم من حجمه الضخم ليتجنب القذيفة الأخرى
وانطلق نحو المجمع السكني في اللحظة التي ضربت قذيفة طيفية المنطقة التي تقع أسفل عنقه..
لتخرج الدماء من فم غورو بعنف وغزارة و هو يترنح في الهواء
بألم و القذائف صارت تضرب جسده بسهولة وقوة وهي ترسم معالم مقتل غورو
التنين الغاضب ... سابقا ...
داخل غرفة القلب الخاصة بغورو انتفض المكان نفضة عنيفة وقوية
للغاية و تفجرت الدماء من كل جهة , هتفت كيرا
برعب : ماذا يحدث هنا !
تلفت التنين الخائن حوله
ثم قال أسامة بصوت قلق وهو مازال مغمض العينين : يبدوا
كأن غورو قد اصيب اصابة بليغة ويعاني من نزيف داخلي حاد ..
قالت كيرا بصوت قلق ساخر : هل أفرح لذلك أم اقلق ؟
قال أسامة بصوت حازم : لاينفع القلق .. علينا
الخروج من هنا .. لكن كيف ذلك ؟
قال فنرير بحذر : نفس الطريق الذي دخلنا به إلى هنا ؟
صاحت كيرا باستنكار : هل تعتقد أن الأوعية الدموية
طريق دولي للمدن ؟ إنها شبكة مغلقة مرتبطة مع بعض تذهب إلى الأعضاء ثم تعود للقلب ..
قال أسامة بحذر : الفم ؟
صمتت كيرا وهي تقلب الفكرة في رأسها
ثم قالت بحزم : نعم أنه الطريق إلى الخارج لكن دعني أتامل المكان لكي ارسم الطريق ...
كانت كيرا تنظر للقلب بتفحص
و عوى فنرير بقلق : عليك أن تسرعي
لأن الدماء بدأت تغمر المكان ...
قالت كيرا وهي تتقدم نحو القلب : الشريان الوحيد
الذي لايحمل أوكسجين هو الشريان الرئوي وهو يقودنا إلى الرئة ومن ثم إلى الجهاز التنفسي
لكن النزيف الحاد الذي يمر به الآن قد يوصلنا إلى مكان لا نتوقعه ...لكن الوريد الرئوي الذي يصب
من الرئة إلى القلب هو الوريد الوحيد الذي يحمل أكسجين لربما بمساعدة التنين الخائن
نستطيع الوصول ..
تمتم أسامة وقد بدأ يفهم الخطة : الأكسجين غاز لا يحترق
لكنه يساعد على الاحتراق والأكسجين بداخل الوريد الرئوي سوف يساعد هذا الوحش على نفث نيارنه القوية
وسوف نسير بداخل الوريد عكس التيار ..
قالت كيرا وعيناها تبرق حماسا : بالضبط ..
قفز أسامة فوق ظهر التنين الخائن وقال وهو مازال مغمض العينين : أمتطيا هذا الوحش , فنرير أريدك أن تنظر خلفنا لأني لا أزل غير قادر على فتح عيني مادام مازلت
مسيطر على هذا الوحش أما انت يا كيرا أريدك أن تشيري إلى طريق
الخروج ..
قفزت كيرا و فنرير فوق ظهر التنين الخائن
بجانب أسامة وانطلق التنين الخائن تحت سيطرة أسامة
متبعا توجيهات كيرا ...
أحدث التنين الخائن شق في الوريد الرئوي بذراعيه القويتين
وفارت الدماء بقوة في وجه التنين الخائن لينفث نيرانه المستعرة
ويتقدم بداخل الشق وهو يطلق نيرانه بإستمرار وتقدم بداخل الوريد عكس التيار و نيرانه تصد الدم المندفع نحوه
وراح يتقدم بسرعة بداخل الوريد المظلم لا تنيره سوى النيران المنطلقة من فم التنين الخائن وبعد دقيقتين من الانطلاق عوى فنرير قائلا : الا توجد نهاية لهذا الممر !
هتفت كيرا بتوتر : لانعلم مدى طول هذا الوريد
لكن هذا الشيء ضخم بالفعل ..
ما انهت قولها حتى اصطدم التنين الخائن بجدار هش مزقته النيران
وبسبب الاندفاعة القوية أخترق التنين الخائن الجدار
ليخرج أبطالنا من الوريد نحو مكان مفتوح تحيطه مثل الستائر الشفافة وتحتوي على الآف من الكرات الحمراء
قالت كيرا بظفر : الشعب الهوائية ! كم هي جميلة !
هل تشاهد ذلك الأنبوب الضخم العمودي ؟ إنها القصبة الهوائية ! تذكرتنا إلى الخروج من هنا !
بدون تردد إنطلق التنين الخائن حاملا أبطالنا نحو القصبة الهوائية
ليحطم جدارها بضربة قوية من ذراعه ثم أخذ يحلق عاليا بإتجاه الأعلى ...
ثم ضربهم تيار هوائي دفعهم إلى الأسفل و أسامة
يهتف وتركيزه يتشتت ويقاوم فتح عينه : ماذا يحدث !
هتفت كيرا وهي تحاول التمسك بشيء
كي لا تقع : أنه الشهيق , لم اتوقع أنه عنيف هكذا ! لكن لا تقلقوا .. أعقب الشهيق ...
أمسك التنين الخائن جدار القصبة الهوائية كي لا يتم أبتلاعهم
للأسفل ثم هتفت كيرا بحماس متوتر : زفير !
ضربهم تيار هوائي من الأسفل ليدفعهم للأعلى بقوة شديدة وصيحات تخرج من حناجر أبطالنا تحمل إنفعالاتهم
وأثناء صعودهم للأعلى قال فنرير
بقلق وهو يحدق للأسفل : هناك كمية من الدماء تلحق بنا !
قالت كيرا بحزم : سوف نخرج قبل أن تصلنا
إني أرى النور في الأعلى !
خرج التنين الخائن من فم غورو
وشلال من الدماء تدفق من الفم وكأنه الزمن تجمد وعين غورو
الضخمة و المخيفة تحدق في التنين الخائن وأبطالنا فوقه
وقد عرف غورو السبب في هلاكه ...
وبكل ما أوتي من قوة رفع غورو كفه محاولا إمساك التنين الخائن الذي حلق للأعلى بسرعة ليفلت من قبضة غورو
لكن نهاية إصبع غورو وبالتحديد مخلبه نجح في لمس صدر
التنين الخائن ليمزق صدره على الرغم من قوة البنية التي يتمتع بها التنين الخائن وعلى الرغم من إنها كانت لمسة خفيفة إلا أن
التنين الخائن راح يترنح في الهواء ...
اقتربت بعض الحشرات الطائرة التي تسمى شوكة
ونظرت إلى أبطالنا نظرات ذات معنى ..
قال أسامة بحزم : إنها هنا لتساعدنا أقفزوا عليها !
قالت كيرا بتردد : لكن ..
هتف أسامة بصرامة : الآن !
قفزت كيرا و الذئب فنرير على شوكتين من سرب الحشرات .
إبتعد سرب الحشرات وبقت شوكة واحدة تنتظر أسامة الذي فتح عينيه وقفز عاليا
في تلك اللحظة رجع عقل التنين الخائن لحالته الطبيعية
وعلى الرغم من إصابته ودنو مماته أمسك ساق أسامة
الذي انقطعت قفزته ليتوجه جسده بأكمله للاسفل ويهوي مع التنين الخائن
و الشوكة تلحق بهما لينفخ التنين الخائن لهبه الحامي ويحرق الشوكة ويحولها
إلى رماد وانطلق التنين الخائن مطاردا أسامة الذي أخذ يهوي بسرعة كبيرة ونظر نظرة إلى التنين الخائن وعقد حاجبيه بعزم
وتمتم في نفسه : المسافة بيننا كبيرة وأشك في قدرتي على السيطرة عليه من هذا البعد
وأخشى أن يستخدم لهبه في إقتناصي قبل أن يقترب ..
وكأن التنين الخائن عرف مخاوف أسامة .. لينتفخ صدر التنين الخائن الممزق
محضرا لهبه ليحرق أسامة العاجز في الهواء
لكن جسد أسود ضخم سريع إصطدم بـ التنين الخائن
وقفز من فوق ذلك الجسد شاب رشيق يمحل سيفين ليضع رجليه برشاقة فوق كتفي التنين الخائن ويغرس سيفيه في عيني التنين الخائن
الذي أطلق صوت مخيف وهو يهوي خارا للقوى مودعا للحياة
ثم شقلب للخلف برشاقة مذهلة نازعا سيفيه ويقف فوق كيكشان
هتفت نهاد بحدة : أيها الجثة إلحق بذلك
الشاب الذي يهوي أنه زعيمنا ...
ما أن استقر حسام على كتف كيكشان حتى إنطلق كيكشان محاولا الحاق
بـ أسامة وعلى الرغم من المسافة بينهما إلا أن
كيكشان كان أسرع لتمد نهاد كفها نحو أسامة الذي حاول أن يمسك
كف نهاد ولمدة ثواني و أصبعهما تتلامس بشكل متقطع
ثم أصطدم جسد أسامة بعمود صخري ليندفع للأمام
ليصدم بجبل ثلجي وأخذ يتدحرج من فوقه وسط صراخ نهاد
ثم أستقر جسد أسامة فوق الثلوج الغزيرة هامدا ..
هبطت نهاد بسرعة وهلع وهي تتفحص جسد
أسامة برعب ودموعها تتساقط وهي تمتم : كلا ..
لو كنت فقط أكثر شجاعة وانحنيت لكي ألتقطك ... اللعنة ...
ثم تركت العنان لدموعها تتساقط على جسد أسامة
وسط صمت رهيب ثم صدر صوت من أسامة
صوت ضعيف ومتعب : لقد كنت أسأل نفسي سبب الملوحة التي أشعر بها في فمي .. إنها دموعك ..
اتسعت عينا نهاد بدهشة وفرحة ..
ظهر الفرح حسام على وجهه
لنجاة زعيم الثوار لكن ملامحه اكتست بالضيق عندما قامت نهاد
باحتضان أسامة بعفوية وهي تصرخ فرحة
أشاح حسام نظره بضيق
أقترب منه كيكشان وهو يحدق بالسفاح ثم قال بهدوء : لم أفهم
بحياتي كلها انفعالات البشر و مشاعرهم لكن أنا أشعر إني أتفهم موقفك لهذا سوف أعطيك شيء قد يخفف عليك
أخرج كيكشان خنجر وقال : هذا سيف عريق لكن بالنسبة
لحجمي يبدو مثل الخنجر في قبضتي , هذا السيف كان لأحد المقاتلين الأشداء ويحمل بداخله أمجاد لاتنتهي
ناول كيكشان السيف إلى حسام الذي إلتقطه بامتنان ثم توجه كيكشان إلى نهاد وقال وهو ينحني : أما انتي أيتها الشابة
فأنا جاد في قتلك وأخذ جسدك لتسكنه إبنتي لكن إنقاذك لحياتي يمنعي من هذا ... وسوف أكرمك بهذه القلادة
نزع زعيم الموتى قلادته والبسها لـ نهاد
وكانت ناهية القلادة حجر دائري الشكل به رمز جمجمة مخيفة ...
تمتم كيكشان : هذه القلادة رمز للموتي وكان يعتقد أنها إحدى الوسائل
التي تفتح بوابة بين ترددنا وتردد عالم البشر ..
قالت نهاد بإبتسامة : رغم رائحتها العفنة وحجمها
الضخم بالنسبة لي إلا إني نبيلة كفاية لكي أقبل هدية سخيــفة من شخص أسخــف ...
إبتسم كيكشان إبتسامة مخيفة ونهض ثم سار بخطوات بطيئة مبتعدا
وخلفه يتبعه أعوانه الموتى الأحياء ...
على بعد أمتار من المكان كان داران و
فواز و
جاسر و ناجي يقفوا برفقة الثلجيين فوق تل كبير يرقبوا جثة غورو
التي تقلصت لحجمها الأصلي وسقطت في وكر التنين بجانب
عظام زوجته , سمعوا صوت مالك يقول : عمل رائع
أيها السادة لقد انقذنا عالمنا ..
التفت إليه الثلجي بوبكون وقال بصوته المضحك : لا تعتاد على هذا التعاون
يا زعيم البشر , لكن إن حدث مكروه ما سوف نتعاون مرة أخرى ..
نظروا إلى الكائنات المختلفة المحيطة بهم ثم أخذت الكائنات تتفرق لتعود إلى أماكنهم الأصلية ..
هتف بوبكون وهو يسير برفقة قبيلته : وداعا أيها البشر !
قال فواز بسعادة : بعد مغامرة مثل هذه
من حقنا أن نحصل على حفلة لترفيه عن أنفسنا ..
تمتم مالك بحزن : لا , ليس وقت الأحتفال ..
نظر الجميع إليه فرفع مالك عينيه ونظر إلى
ناجي وأكمل بحزن : بل هو وقت جنازة زميلنا الشهيد
عادل
نظر أبطالنا إلى الأعلى حيث اخترقت أشعة الشمس السحب السوداء المظلمة لتكشف عن نور الأمل مرة أخرى
الأمل اللطيف ... و الجميل ...
في مقر المنمطين انتشر لهب في قاعدة التدريب بشكل عشوائي
وكثيف لمدة ثواني ثم سقط ريان على الأرض
وهو يتنفس بتعب وتمتم : نجحت ! إستطعت إستخدام قلب النار
وإطلاق نار بدون أسلحة ...
ثم اعتدل بجلسته وهو يضيف : و أعتقد أن نفس الفكرة سوف تكون مع قلب الرعد وبالتدريب المستمر سوف أستطيع تركيز النيران والبرق أكثر وقد أنجح في صنع
ضربة فريدة من نوعها خاصة بي لكن المهم أكثر إني سوف أكون قادر على إستخدام النار مع الفأس ذو قبضة
واحدة وهذا هو الغرض من التدريب واذا تمكن من ذلك سوف أصنع طريقة لكي أستخدم البرق مع الفأس
ذو قبضتين وبهذا لن يكون السلاح عائق أمام ضرباتي ومهاراتي المختلفة ...
في غرفة تدريب آخرى كانت مايا تحمل سيفين ضوئيين
وتدور حول نفسها وهي تلوح بهما وتضرب أهداف وهمية و هاشم
يدور حولها وهو يقول : ركزي على هيئة السيف لو فقدتني التركيز على الهيئة سوف يحدث تشتت للطاقة وسوف تفقدي
المزيد و الكثير من الطاقة مما يسبب لك إجهاد كبير .. وعند حدوث الإجهاد ..
قالت مايا بانزعاج : نعيقك هذا يفقدني تركيزي ..
أقترب نزار منهما وهو يهتف بحدة : لا تقلق أفكار
مايا بكلامك الروتيني .. ركزي على القالب .. ركزي
على الشكل ... فقدان طاقة !
هتف هاشم بحدة : هذا هو عملي ! ياترى هل تقوم
أنت بعملك ؟
صرخ نزار بحنق : عملي ! أنا أتتبع كميات
الطاقة بصمت وهدوء وليس مثلك !
صرخ هاشم في وجه زميله : ها أنت تصرخ
مثلي ! ما الذي يميزك عني !
أطلق نزار صراخ أكثر حدة : لم أكن أصرخ
لولا أنك بدأت بالصراخ !
هتف هاشم بصوت مجلجل : لم أكن أصرخ
كنت أتكلم مع الفارسة وانت أتيت إلى هنا تصرخ !
صرخ نزار بحنق : بل كنت تصرخ !
صرخ هاشم : كلا !
صرخ نزار : بلى َ!
صرخ هاشم : كلا !
هنا سمعا صوت يشبه الانفجار المكتوم ليلتفت المنمطين السابقان ويشاهدا مايا تنتفض غضبا و السيفين الضوئيين قد تشتتا ..
ثم أخرجت مايا السيف الأسطوري من غمده
وقالت بغضب هائل : أيها المزعجــان ! أيها الأحمقــان !
أشار هاشم بإصبعه إلى نزار الذي أشار بدوره إلى زميله وقالا بصوت واحد : هو الذي صرخ !
لوحت مايا بسيفها الأسطوري وكادت تقتنص رقبتيهما
لكنهما فرا خارج القاعة بسرعة كبيرة لتحني مايا
بتعب وقد سقط سيفها الأسطوري على الأرض وقالت بعتب : حظكما إني قد استنفدت كل طاقتي ولم أعد قادرة
على الركض خلفكما ... ثم سقطت مايا على وجهها
وهي تتنفس بتعب وقد أغلقت عينيها وغضت في نوم عميق ... نوم يحمل لها أحلام بإتقانها أسلوبها الجديد
... والقوي ..
فتح أسامة عينيه بانزعاج على صوت هتاف
نهاد التي تصرخ بصوت عالي : أنهض أيها الزعيم !
نظر أسامة بربكة النعاس المعروفة
وهو يشعر أنه لا يتذكر شيء , هتفت نهاد
بصوت أعلى وعلى ثغرها ابتسامة مشاكسة : زعيم الجزيرة المخفية في صدد إجتماع مع الثوار وانت الزعيم نائم هنا !
نهض أسامة بغتة وقال بذعر : ماذا عن الجنازة ؟
نظرت له نهاد بطرف عينها وقالت
ببرود : هل تمثل أنك مهتم بالجنازة ؟ لقد مضى عليها ثلاث ساعات , منذ أن أنقذتك وانت غارق في
نوم عميق ...
ثم ابتسمت نهاد وهي تضيف : لكن من يستطيع
يلومك ؟ لم يكن إرهاق جسدي فقط بل أراهن أن عقلك قد إرهق بسبب مهارتك الفكرية !
صمت أسامة وهو يتذكر أحداث حربهم
ضد الخائن والتي انتصروا فيها عليه ..
تمتم أسامة بحزم : حسنا أخبريهم إني قادم
ما أن أنتهي من تهيئة نفسي ..
خرجت نهاد وهي تهتف بحماس : نعم سيدي زعيم الثوار !
بعد عشر دقائق دخل أسامة قاعة الأجتماع
حيث كان هناك زملائه و زعيم الجزيرة مالك
مع مستشاريه , كلهم في إنتظار أسامة الذي
جلس على كرسي مقابل لوجه مالك
واعتذر برصانة : آسف على تأخري ...
قال مالك بهدوء : لا تهتم ...
ثم أضاف مالك وهو ينظر لمستشاريه : لقد تحدثت
هنا مع المستشارين حول المعركة و أضرارها و النتائج التي تحصلنا عليها , لقد خسرنا الكثير لكن خرجنا من المعركة
سالمين دون خطر يتهددنا في المستقبل وكل هذا بفضل من **** ثم مساعدتكم لنا وأنا هنا أسألكم كيف أرد لكم هذا المعروف ؟
تمتم أسامة بهدوء : لا نريد أن ترد لنا أي شيء ..
نظر الجميع إلى أسامة باستنكار
همس فواز في إذن
جاسر بقلق : أليس الغرض من قدومنا هنا
هو مساعدتهم لمساعدتنا ؟
تمتم جاسر بحذر : لست متأكد ما يخفيه
أسامة لكن هو بالتأكيد يعرف ما يفعل ..
قال مالك : أقدر لك هذه الطيبة لكن ألم تأتي هنا
من أجل طلب مساعدة جزيرتنا في حربكم ضد النظام ؟
قال أسامة بحزم : نعم , رفضكم للعرض في البداية
هو قرار أنا أحترمه وبعدما خضنا المعركة ضد غورو تبين لي
أنكم تحتاجون جميع قوتكم و معداتكم و أعدادكم من أجل إصلاح ما تم خسارته في المعركة , صحيح إننا نحتاج دعمكم
لنا في الحرب على النظام لكن لا يمكننا أن نكون أنانيين ونطلب منكم أن تجهدوا أنفسكم إلى الموت لكي تعاوننا ..
عم الصمت على القاعة لثواني حتى تمتم مالك : أقدر
تفهمكم لظروفنا , في البداية رفضت التعاون معكم لأني كنت مركز على الجزيرة واجبي كزعيم يحتم ذلك
قبل 19 عام قبل أن استلم منصبي هجم النظام على هذه الجزيرة من أجل توسيع نطاقه لكن النظام تفاجأ بقوة
دفاعاتنا وحجم حيلتنا فرجع خائبا من المعركة ومنذ يومها كانت هناك هجمات بسيطة و وهمية على الجزيرة
الوباء الذي انتشر في العالم الخارجي والذي جعلنا أكثر عزلة جعل سلفي أن يفكر جديا بأن ننسى العالم الخارجي
و أن نركز على العالم الذي نعيشه في هذه الجزيرة العجيبة وهذا ولد لنا نوع من بلادة الحس حول الآخرين في الخارج
عندما استلمت منصبي كزعيم أمرت بتنشيط برنامج العملاء السريين من أجل استكشاف قوة النظام وقياسها على
قوة دفاعنا حتى وصلتنا رسائل استغاثة من الثوار ...
صمت مالك وهو يتذكر تلك الأحداث
وأضاف بهدوء يتخلله حزن : الذي كان يرسل لنا الرسائل حاول بكل الطرق أن يكسب انتباهنا
تارة يقوم بنحت كلمات على الصخور في أماكن ظهر فيها عملائنا في العالم الخارجي وتارة تجده يرسل إشارات ضوئية
ووسائل أخرى لكن كان ينال منا فقط التجاهل , كان فقط همي هو مصلحة شعبي .. لماذا أتورط في حرب مفتوحة
قد تهلك شعبي و تبيد ما بناه أجدادي ؟ لكن انتم ...
نظر مالك إلى الثوار بعين متأثر وقال : لكن أنتم
و عادل لم تنظروا إلى تلك الأمور من نفس هذا المنظورالغبــي
لقد دخلتم المعركة كأنكم من أهلها وكأنها تعنيكم بكل حذافيرها , دخلتم المعركة غير مبالين بحياتكم
ومتناسين أنكم ثوار ونحن جزيرة آخرى , لهذا لا يسعني إلا أن اقول إننا مع الثوار .. نحن من الثوار ..
أضاف مالك بحزن :نفس هذه العقلية التي تحلى بها
عادل الذي لقى مصرعه في الدفاع عن الثوار ...
ظهر القلق في عين الثوار أكثر من الحزن فتمتمت كيرا بقلق :
معركة بجانب الثوار ؟
قال مالك : أخشى إني أحمل لكم أخبار غير جيدة
في هذا الإجتماع , لقد أرسل لي عادل قبل مصرعه
حجر كريم يحتوي على تسجيل ضد معركته ضد أحد سادة النظام ومن خلال مارأيته في التسجيل كانت المدينة
التي تحتضن المعركة هي المدينة أوروك وقد تلون الجدار
الحامي الذي صنعه عادل بلون الخطر
أي أن الجدار الحامي قد إنهار وبالتالي إحتمال سقوط أوروك هو الأرجح حدوثه .
ضربت صاعقة الصدمة جسد الثوار مما جعل أسامة
بقول بصدمة : هل أنت متأكد من ذلك ؟
أومأ مالك برأسه ..
قال فواز بإنفعال : وماذا عن الثوار !
قال مالك بحذر : لا أريد أن اعطيكم أمل زائف
ولكن حسب ما وصلني من عملائنا في العالم الخارجي أن النظام لم يتسنى له القبض على كافة الثوار
الذين فروا من المدينة ..
ظهر الارتياح على وجه الثوار للحظات ثم قالت نهاد
بشك : لكن أين سوف يذهبوا الثوار على أقدامهم ؟ هل من مكان يحتمون فيه ؟
قال مالك موافقا : هذا ما تضمنه التقرير من تساؤل
أين سوف يذهبوا باعدادهم هذه من حصار مثل ذلك ...
قال أسامة بثقة : مقر المنمطين !
نظر له مالك بحذر وقال : ما هو تورطكم مع المنمطين ؟
قال أسامة بهدوء : سلفي ياسين
قد عقد اتفاق سابق مع سيدة المنمطين روبي
من أجل الهدنة و التعاون المحدود بيننا لا أجد مفر لزملائنا سوى مقر المنمطين
كان الجميع يقلب الفكرة في رأسه حتى قال مالك : حسنا
وماذا تنوا أن تفعلوا ؟
قال أسامة بثقة : إذا كانوا فعلا في
مقر المنمطين فأنا أعرف طريقة للوصول لهم ..
قال مالك و إبتسامة تزين ثغره : حسنا إذن
غدا سوف يرافقكم بعض من أتباعي ليساعدوكم في العالم الخارجي ونحن هنا سوف نقوم بدارسة وتحليل بعض البيانات
الهامة وبعض إستخلاص النتائج سوف نرسلها لكم , لقد إنتهى زمن الدفاع فقط .. وحان وقت النهوض و الهجوم ..
اتفق جميع من في القاعة عل الكلمات الأخيرة ... والحاسمة ..
ظهر سيف ضوئي في الهواء ,شكله الجميل وتفاصيله الدقيقة و النور الساطع منه جعله تحفة فنية
تستحق التأمل لكن لم يكن ذلك السيف الضوئي الوحيد بل كانت مايا
تمسك سيفين ضوئيين في قبضيتها وتتأمل السيف الثالث الذي كان معلقا في الهواء على مسافة متر ونصف ..
ظهرت السعادة على وجه مايا و قالت : أشعر وكأني قادرة
على السيطرة على أستقرار المهارة لوقت طويل , أنه نفس الشعور عندما تكون تحت الماء وتحبس أنفاسك
أنت الوحيد الذي يملك الدقة و الصراحة حول مكوثك تحت الماء ...
كانت مايا تخاطب نفسها لكن بصوت مسموع
لدى هاشم و نزار قال الأخير : أشعر برغبة في البكاء ...
أطلق هاشم صيحة مستنكرة وقال : بكاء ؟
الم تصبح راشدا على مثل هذه الأمور ؟
قال نزار مبررا : مشاهدة نتائج التدريب مثل هذه
تجعلني فخور لدرجة البكاء .. إني أشعر كأنها إبنتي وانا قمت بتربيتها لسنوات طويلة ثم أشاهدها
تكبر أمام عيني وتحقق نجاح هائل ومتفوق .. إنها لحظات لاتنسى ..
قال هاشم بستنكار أكبر : إبنة وسنوات ؟
هل بدأت تخرف يا فتى ؟ هي أكبر منك بسنتين ! ثم أن تدريبا أخذ أيام فقط !
قال نزار بتأثر : أيام كأنها سنوات فعلنا
بها الكثير , أما عن العمر .. الا يوجد إبنة أكبر من والدها ؟
تمتم هاشم بحسرة : حالتك تزداد سوء يا خازن..
قال نزار متأثرا : كلا ولكن كنت اقصد ...لحظة !
ماذا ناديتني ؟
قال هاشم بحيرة : ناديتك يا صاحبي !
قال نزار بعصبية : لربما كنت خرف لكن لست أصم !
لقد ناديتني خازن !
قال هاشم بحيرة حقيقية : ومن هو خازن ؟
اتسعت عينا نزار برعب وقال : ألا تعرف من هو خازن ؟ الا تذكر من هو ؟
قال هاشم بصدق : حقيقة الأسم مألوف لي لكن لا أذكر من هو .
جلس نزار على ركبتيه وأخذ يبكي ..
قال له هاشم بدهشة : لماذا تبكي ؟
قال نزار بحرقة : لأني لا أذكر من هو خازن ...!
وعلى الرغم من المغامرات السابقة لهما والأحداث المريعة التي تسبب بها خازن
وخلفت عاهات جسدية الا أنها لم تكن مثل العاهة الفكرية التي يمر بها الصاحبان ... الحميمان ..
في أرض أرمادا وبالتحديد غرب أوروك كانت هناك إمرأة في منتصف الثلاثين تقوم بحفر الأرض تبحث عن المعادن
والصخور المختلفة التي تشكل قيمة في السوق لاسيما بعد وفاة زوجها منذ ثلاث سنوات أصبح البحث
عن لقمة العيش واجب لها من أجل توفير تلك اللقمة للأفواه الخمسة الجائعة التي تنتظهرها في المنزل ...
المناخ الدائم في أرمادا و الغيوم السوداء التي تغطي
أغلب المنطقة جعل الظلام شبه دائم على تلك الارض الذي لايتوفر فيها سوى نباتات معدودة تتكيف مع الظلام
وتقتصر على ضوء خفيف لكن العناية الإلهية تأخذ شيء وتعوضك بشيء آخر فأرض أوروك غنية بالمعادن والتربة الغنية بمواد قيمة ...
لكن لم تكن النباتات الوحيدة التي تكيفت مع الظلام بل هناك من هو يخبأ خلف صخرة كبيرة في الظلام
يراقب المرأة .. شخص عاش على قتل الناس و أكل قلوبهم ...شخص عاش كمنمط ...
شحذ المنمط رأس سهمه ووضعه في قوسه وقال بسخرية
وشراسة : لم أكن أتوقع أن أجد أحد هنا بهذه السهولة بعدما أحتل النظام أوروك
لا شك إنها سئمت من المنافسة في القرية التي تقطنها فأتت لهنا لكي تبحث عن معادن أثمن وأندر ...
لكن لم تعلم أن القدر قد شاء أن أجدها كقطعة معدن ...
كان يعرف المنمط أن قتلها من الخلف لن يفيده
من أجل زيادة الوحشية بل يجب عليه أن يلقي الرعب في قلبها ثم يلتهمه لكي تنطلق طاقة الرعب
المختزنة في القلب داخل جسده وتتحول إلى طاقة وحشية ...
صوب المنمط على ساق المرأة وقال : سوف أثبت
لهؤلاء الحمقى أن القناص يستطيع أن يصبح منمط قدير !
وأطلق المنمط سهمه على ساق المرأة ...
لكن السهم لم يصيب المرأة بل أستقر على الأرض على بعد متر كامل عنها ..
نظر المنمط لقوسه وليده التي ترتجف بعنف وقال : ماهذا !
سمع صوت خلفه : التأثير الوحشي مهارة يمتاز بها الذئب
تفقد الخصم الكثير من دقته ..
التفت المنمط ليجد مجموعة من الأشخاص خلفه
ثم سمع صوت المرأة تصرخ برعب وتهرب تاركة خلفها أدواتها ومعادنها ...
نظر المنمط للأشخاص الذين ظهروا وقال بغضب : أيها الأوغاد !!
بان وجه أسامة في الظلام وقال بصرامة : لن نتحدث
عن مسألة الأوغـــاد لأنها لا تصب في صالحك بل نحن هنا لطرح بعض الأسئلة ...
قال المنمط بكراهية : لا إجابات لدي لأشخاص مثلكم ..
تحرك المنمط بشكل مفاجأ وسريع وركض ناويا الهرب
لكن فجأة شعر بثقل في ساقيه ليتوقف عن الحركة تماما وقال بلهجة أقرب للبكاء : هذا .. هذا ... هذا عمل
مغوار ..!
كان ينظر إلى شخص متأهب نفذ إحدى مهاراته في الختوم .. كان ذلك داران ...
قال أسامة بصرامة :أكرر نحن هنا لبعض الأسئلة
لو أردنا قتلك لقمنا بذلك قبل حتى أن تصوب قوسك على تلك المرأة المسكينة لكن الآن
حياتك تعتمد على إجابتك ...
نظر المنمط بصمت لخصومه وكأنه تقبل مصيره
قال أسامة بحذر يشوبه حزم : أين ذهب الثوار ؟
قال المنمط بشك : أنتم من النظام ؟
ظهر صوت ناجي يقول بحزم : لسنا كذلك !
قال المنمط بشك أكثر : إذن من أنتم ؟
تمتم أسامة بصرامة : بقية الثوار !
قال المنمط بدهشة : هل أنت ولو من باب الصدفة أسامة ! زعيم الثوار !
دخلت الطمانينة قلب أبطالنا فهذه الإجابة تعني أن المنمطين لهم علاقة بالثوار على الأقل
قال أسامة بسعادة على الرغم من وجهه الصارم : نعم !
قال المنمط بحدة : وماذا يضمن لي إنها ليست خدعة !
تمتم أسامة بصرامة : ماذا تعرف عن مكان الثوار ؟
قال المنمط بحدة : لن أخبرك حتى تعطيني دليل على هويتكم !
قال جاسر بثقة : حسنا لديك سامر يستطيع التعرف على هوياتنا كذلك زعيمة المنمطين روبي لو أردت ..
ضحك المنمط ضحكة قصيرة وقال : لم تعد روبي زعيمة لنا .. لقد جاءنا زعيم جديد وقوي ويناصر المنمطين ..
أنه زعيم كنتوا تطلقوا عليه يوما من الأيام أسم كيجن !
قالها المنمط بكل شماتة الدنيا وهو يشاهد الأعين المدهوشة في الظلام
قالت كيرا بحدة : ماذا تخرف أيها الوغـــد !
كيجن لم يعد منمط دنـيء مثلكم !
ضحك المنمط بشماتة وقال : لا أيتها الآنسة هو مثلا تماما من يتذوق
طعم الوحشية مرة لايمكن أن يتوقف عنها حتى لو أستمر صيامه لسنوات .. الذئب ذئب حتى لو لبس فراء الخروف
على كل حال ردة فعلكم هذه تدل على أنكم من الثوار حقا لكن كإجراء إحترازي سوف أذهب وآتي بأحد رفقائكم لكي
يتعرف عليكم ...
قال حسام بسرعة : تمهل يا هذا !
ماذا يضمن أنك سوف ترجع !
ضحك المنمط بخبث وتمتم : سوف أعود لا تقلق
ألم أخبرك أن زعيمنا الجديد مناصر للمنمطين ؟ لو ثبت أنكم من الثوار حقا فهذا يعني أنكم قد قاطعتم
عملي وخربتم صيدي مما سوف يفرض عقوبات على الثوار ويتم تعويضي بدل القلب الواحد بثلاثة قلوب !
ضحك المنمط وهو يفعل مهارة الانتقال
تاركا أبطالنا في دهشتهم و حيرتهم ... هل فعلا هذا هو كيجن ؟
احترقت فزاعات خشبية وبين الفزاعات كان هناك شاب يمسك فأس ذو قبضتين
وتيار كهربائي يدور حوله وصواعق عشوائية تضرب الأرض بعشوائية ...
قال ريان وهو يحرك فأسه الطويل
بصعوبة : لقد أتممت مهارة قلب الرعد والآن
التدريب على أن استخدم البرق في السلاح ذو قبضتين ولفعل ذلك على إيجاد نقطتين قطبيتن وهما طرفي الفأس
كان الكلام أسهل من الفعل لإيجاد مثل هذه النقطتين يتطلب تركيز كبير وقد بدى لـ ريان أن التدريب على النار أسهل من هذا التدريب خصوصا والخدر الكبير الذي يشعر
به في عضلاته نتيجة الالتفاف التيار الكهربي بعشوائية على جسده ..
سقط ريان على ركبته لكن مازل يمسك بفأسه العريض
والصواعق تضرب بلا هوادة تمتم ريان بعزيمة : هناك
دائما نجاح خلف الفشل ... وأنا لن أفشل مجددا ..
نهض ريان و أعتدل في وقفته والصواعق
يقل عددها والتيار الكهربي تنقص كثافته ...
ثم بعد دقائق قليلة لمع طرفي الفأس بنور أزرق و صواعق صغيرة الحجم تظهر في الطرفين ...
ثم قام ريان بمهاجمة ماتبقى من الفزاعات الخشبية
ليحطمها بكل عزيمة وثقة في النفس وبعدما شاهد استقرار الطاقة البرقية في الفأس ذو القبضتين
تمتم بكل سعادة : تدريب التوازن في القوى إنتهى .. وإلتدريب على إنتاج طاقة سحرية بدون الأعتماد على
نوع السلاح قد نجح ..بقى الآن إتقان أسلوب الثالوث ..
كان يقصد ذلك الأسلوب الثلاثي المخيف ... والمهيب ...
يتبع..
التاسع هيكون ضرب نار تقدر تقول جزئين في بعضجااااااااااااااااااااااااااااااااااامد يسطااا
اقسم ب****
جااااااااااااااااااااااااااااااااااامد
جزء عظمه بجد
وانا في انتظار الجزء التاسع بفارغ الصبر
