اعتذر عن عدم قدرتي على تغيير حجم الخط و تلوين النص لوجود خلل في مربع الرد
☽الجزء السادس عشر☾
(ريتشارد..؟!!) ..
انطلقت هذه الصيحة تحمل مشاعر الدهشة و الاستنكار و الغضب و مشاعر شتى من فم (نورا) و هي توقف رمحها في آخر لحظة عن اختراق جسد الرجل المتكور على نفسه امامها و الذي يرفع ذراعيه ليحمي وجهه بذعر وهو يختفي ما بين الشجيرات و معه فتاة عارية الجسد تقريبا تحتمي به من الرمح القاتل الذي تحمله (نورا) بيمينها ..
و سرعان ما التم البقية حول (نورا) يستطلعون الامر بدهشة و استغراب ..
فجأة قفزت الفتاة هاربة ململمة على نفسها بقايا ملابسها و هي تولول بكلمات مختلطة فناداها الرجل بفزع نسبي : ماريا .. ماريا .. انتظري ..
و هم باللحاق بها لكن رمح (نورا) اعترض رقبته و هي تقول من بين اسنانها : رويدك ايها العاشق الولهان فلدي بعض امور اريد معرفتها منك اولا .
توقف الرجل مرغما و التفت اليها بغيظ فتابعت بقسوة : ما دمت حرا هكذا فلماذا لم تعد مع (يوري)؟.. و اين بقية البعثة ايها الزوج الخائن؟ ..
نظر الرجل الى حيث اختفت الفتاة بضيق ثم ازاح رمح (نورا) عن رقبته قائلا بحدة : اللعنة .. ما الذي اتى بك الى هنا يا (نورا) ؟..
اعادت (نورا) حد الرمح الى عنقه قائلة بسخرية : اتت بي قدماي ايها الخائن اللعوب .
قال بجفاف : قد تكتشفين قريبا انني لست الخائن الوحيد في هذا الكون .
قالت ببرود : الى ان اكتشف هذا عليك ان توضح لنا الكثير من الامور .
قال بتوتر : قد تؤلمك الحقائق اكثر الف مرة مما لو بقيت جاهلة بها .
اجابته بقسوة و هي تحرك سن رمحها فوق عنقه : دع تقدير هذا لي انا يا ( ريتشارد) و اجب عن سؤالي .. لماذا انت هنا مع تلك الدمية و اين البقية ؟..
انطلقت ضحكة هازئة من الرجل وازاح الرمح عن عنقه قائلا بسخرية : " ريتشارد" ؟.. حسنا ايتها المتحذلقة .. سأخبرك بما تريدين فاستعدي لصدمة عمرك .
و استرق نظرة سريعة صوب (يوري) الذي بقي صامتا ثم هز رأسه بصمت ..
هتفت به (سارة) بقلق قائلة : ما الذي تتحدث عنه يا ابي ؟ .. بربك لا تلق بنا في دوامات الحيرة و التساؤل .. ما الذي جرى و يجري .
قالت (نورا) بسخط وهي تعيد الرمح لرقبة الرجل : هذا الوغد تنكر لي و لك يا (سارة) ..و كما رأيا فهو ينعم بأحضان الفتيات بوقاحة كمراهق فج متناسيا زوجته و ابنته .. ربما لم يخن زوجته فحسب بل خان اهله و عشيرته مقابل حضن غانية رخيصة .. بل لربما تخلص من الجميع مقابل هذا الثمن البخس .
و بصقت جانبا وهي تنظر الى الرجل باحتقار و كراهية ..
عاد الرجل يضحك بسخرية مرة اخرى قبل ان يقول بتشفٍ : اليك الحقيقة اذن ايتها الساقطة انت و ابنتك .. اولا اسمي ليس (ريتشارد) وانا كنت قبل ان اتزوجك على الورق احد العمال التابعين للوغد (ديك) الذي هو والدك الحقيقي و ليس والدي انا و انت ابنته من زوجة غجرية كانت ابنة زوجة جدك و قد احبها رغم انها ابنة زوجة ابيه من زوجها الراحل و بعد ان مات والده تزوجها بعلم امها زواجا محرما بعد ان هاجر الى هذه البلاد و ادعى انها قريبته و زور وثائقهما .. و عندما انجبك كانت هي قد تركته لتهاجر مع عشيقها السري و حيث انك تربيت بعيدا عنه جعل لك اهلا وهميين و جلبني من مزارعه و زور لي اسما و تاريخا و زوجني لك وهو يعلم انني عقيم و قد ضاجعك كثيرا كما تعلمين و كما لا تعلمين موهما اياك ان الحمل بفتاتك هذه انما هو مني انا .. اجل .. (سارة) هي ابنة الوغد (ديك) من ابنته (نورا) و انا مجرد اجير و زوج وهمي و غطاء استخدمه ليداري متعته المحرمة مع ابنته على اساس انها انما هي زوجة ابنه المفقود و التي تتمتع بغياب زوجها و تخونه مع والده ..
ارتجفت شفتا (نورا ) و هي تقول بصدمة : كاذب .. انت حقير كاذب.
تجاهل الرجل قولها و تابع باندفاع : كنت تظنين يا (نورا) انك فقط انما تتمتعين بين احضان عاشقك العربي و والد زوجك و بعض من يروقون لك من هنا و هناك ؟.. لم تكوني تعرفين ان والدك الحقيقي هو من انجب منك ابنتك الشهية هذه و انه من شجعك انت و هي على ان تكونا عاهرتين جميلتين تستمتعان بكل ..
صرخت (نورا) تقاطعه بسخط و هي ترفع رمحها لتهوي به على عنقه : اخرس ايها الوغد الكاذب .. انت مجرد حشرة تستحق الموت .
شهقت (سارة) من بين دموع صدمتها و هي ترى امها توشك على قتل والدها الذي رغم كل ما سمعته منه من حقائق لا تعرف لها ابا سواه ..
قبل ان يهوي رمح (نورا) علا صوت جهوري يوقل : توقفي يا امرأة .
توقفت (نورا) و التفتت بشراسة لتجد العشرات من المقاتلين المقنعين يبرزون من كل مكان حولها و يحيطون بهم حاملين اسلحة متنوعة مشهرة نحو الجميع و يتقدمهم رجل ضخم كث اللحية و الشارب مهيب الشكل فوق حصان مدرع اسود و الرجل يرتدي زيا اشبه بأزياء الـ (فايكينج) و يحمل بيده ما يشبه الفأس المزخرف .
و تابع الرجل قائلا باستخفاف : انه مجرد عبد مأمور لا يملك من امره شيئا .
و رأت (نورا ) و البقية الفتاة التي ناداها (ريتشار) باسم (ماريا ) تنزوي بوجل قرب الجزء الخلفي من حصان الرجل المهيب ..
هنا هب الرجل من تحت سن رمحها و اندفع متعثرا صوب مكان عشيقته التي ترتجف فرقا و الضخم ينظر اليه بإهمال حتى وصل الى قرب القائد فتوقف متطلعا اليه برجاء فأشار الاخير له برؤوس اصابعه باستعلاء فتابع (ريتشارد) هرولته الى حيث ( ماريا) و وقف بملاصقتها و هو يتحدث اليها بكلام خافت لاهث وهو صامتة بوجل ..
و هتف الرجل الضخم بعبارة ما فتحفز جنوده و توتر (يوري) لسماعها و استعد كل افراد البعثة للقتال رغم التفوق الكبير لخصومهم ..
فجأة هتف (يوري) بكلام ما بنفس لغة الزعيم الضخم موجها حديثه اليه وهو يشير بيده اشارات مبهمة فجاوبه الزعيم بعبارات اخرى حادة ..
بقي كلاهما يتحاوران بنفس اللغة مدة من الزمن يتصايحان مرة و يتوتران مرة و حتى يهدآن اخرى و كل الطرفين صامت يتابع ما يحدث ..
البعثة لا تفقه كلمة مما يجري لذا بقوا متحفزين و الجنود المحاصرين لهم ما بين استعداد و استرخاء نسبي و ان ابقوا اسلحتهم مشرعة مستعدة للقتال ..
بعد ساعة او اكثر من الحوار العجيب ذاك قال الضخم بلغة مفهومة للبعثة : اسمعوا جميعا ..نحن لدينا لكم عرض واحد فقط .. سلموا اسلحتكم و استسلموا لنا فتتلافوا معركة دامية لن تنتصروا بها ولو قتلتم نصف هذا الجيش و لتعلموا ان هناك آلافا غيرهم حولكم لا ترونهم .. ستعيشون كما تحبون لكن تحت اشرافنا تماما مثل (ماك) .. او (ريتشارد) كما تعرفونه .. لا داعي للتهور .. و لتعلموا ان بقية البعثة السابقة قد استسلموا لنا .. كل ما اريده هو ان يكتمل العدد بوجود ذاك الولد الاسكندنافي لا اكثر .. فما قولكم ؟..
تبادل الجميع النظرات الخاوية .. القرار مرير و صعب لكن لا بد منه ..
و بحركة واحدة يائسة تقريبا نفذ الكل القرار الصامت المصيري ..
في تلك الاثناء و مع بداية حصار المقاتلين للبعثة كان (جون) يقف مبهوتا امام المفاجأة الغير متوقعة و التي لم يحسب لها أي حساب ..
( العالم " ديك" ؟.. ما الذي جاء بك الى هنا و من هؤلاء الذين معك ؟)..
قالها (جون) بدهشة كبيرة وهو يرى الحشد المتوسط من المقاتلين الاقوياء الذين يرتدون ازياء لامعة تجمع ما بين ازياء الرومان و الهنود الحمر و يحملون ما يشبه الانابيب السميكة من الكريستال نصف المعتم و عددا من العواكس مركبة عليها و اشياء اخرى و يعتمرون خوذات عجيبة الشكل و امامهم وقف الرجل مبتسما وهو يقول : جانبك الصواب ايها الفتى الاسكندنافي .. انا حقا اشبه العالم (ديك) لكنني لست هو .. انا شقيقه التوأم .
بقي (جون) صامتا متفاجئا من هذا التطور الجديد خاصة انه لا يعلم بعد كيف عرف هذا الرجل بأمره و هل هو في صف الاصدقاء ام انه عدو مبين اذ عادة ما تكون العلاقة بين العلماء المقاتلين عدائية حتى لو كانا اشقاء ..
صمت الرجل قليلا وهو يتأمل ملامح(جون) قبل ان يتابع : اسمي هو ( كريس ) و انا عالم تماما مثل شقيقي التوأم لكن بفارق جوهري في طبيعة علومي ..
و اشار الى رجاله اشارة عشوائية متابعا : لا شك ان مظهر رجال و ما يحملونه قد اثار دهشتك او على الاقل فضولك .. فكما اختص اخي بعلم الصوتيات التي منحتك ما تحمل – و لا تسألني عن كيفية معرفتي بذلك – فقد اختصصت انا بعلم الضوئيات .. و كما صنع اخي من الاصوات اسلحة و ادوات و الكثير من الامور فقد فعلت انا المثل بعلوم الضوئيات .. و كما ان الاصوات الدقيقة كبيرة المفعول كذلك الاضواء بأنواعها .
قال (جون) بحذر وهو يمسك يده بطريقة بدت طبيعية : و هل ابتعادك عن اخيك نوع من التنافس العدائي ام انه مجرد امر عادي ؟
تبسم الرجل بطريقة لا تبعث على الارتياح و هو يقول : لا توجد عداوة بيني و بين اخي فهو بكل الاحوال شقيقي الوحيد و كذلك لم تحدث بيننا اية خلافات .
و نظر الى (جون) متابعا : لكن هذا لا يعني انني يمكن ان اترك بعضا من ادواته تمر من امام ناظري دون ان التقطها خاصة ان حاملها فتى لذيذ مثلك .
قبل ان يرفع الجنود اسلحتهم او يطلقوها ضغط (جون) على ساعده بقوة فانطلقت موجة صوتية حادة جعلت الكريستال و الزجاج بانواعه يتشقق و بعضه ينفجر متطايرا و الجدران تهتز و السقف يتساقط قطعا كبيرة فسادت الفوضى بين الجميع و (جون) يقفز محتميا ببعض الحجارة الضخمة في حين انطلقت نحوه اضواء حارة للغاية انحرفت بسبب تلف اجهزة توجيهها و بؤر تركيزها الكريستالية ..
ادرك (جون) قوة تلك الاضواء حين رأى احدها يلامس قطعة معدن من الركام فيذيبها حالا رغم انه يدرك ان الشعاع لم يكن بكامل قوته بسبب تلف مصدره ..
و هتف (كريس) بصوت جهوري غاضب : اختبئ جيدا يا صغيري .. ففي النهاية سأحصل على اجهزتك الصوتية تلك و على جسدك الجميل ايضا كما حصل عليه (ديك ).. اخيرا سأحوز اسرار صناعته الصوتية و اضيفها لقوة صناعاتي الضوئية .
و ضحك بقوة متابعا : لا شك انك تعجب كيف لم تؤثر بنا موجات التنويم الصوتية .. نحن نعلم بعضا من تأثير الاسلحة الصوتية و قد صنعنا بعض المضادات التي تكفيني انا و فرقتي الخاصة .. و عندما يستيقظ البقية ستجد بحرا من الاتباع يحيطون بك بأسلحة تذيب الفولاذ بطرفة عين و سيسرني ان ترى قوتي بعيونك الفاتنة .
ادرك (جون) انه وقع في مأزق رهيب و ان عليه التصرف بحكمة قد لا يمتلكها في سنه هذا و وضعه هذا و الذي لم يحسب له حسابا ..
لو حاول الخداع و التظاهر بالاستسلام فسيعيش طبعا لكنه سيخسر كل او معظم مت لديه من اسلحة و اجهزة صوتية و ربما لن يستردها للابد و سيبقى مجرد عشيقة لهذا المخبول الذي يمتلك اسلحة ضوئية قاتلة لم ير مثلها من قبل ..
و لو بادر بالقتال فالامر لا يمكن التكهن بنتيجته نظرا لقوة اسلحة الجنود و كثرة عددهم و عدم تأثرهم تقريبا بما لديه من اسلحة صوتية كما شاهد ..
لكن لا بد من الاختيار بين الامرين و بسرعة فالوقت ليس بصالحه ..
و قطع العالم افكاره بقوله : استسلم ايها الفتى الاسكندنافي و سأضمن لك عيشة ممتعة و حماية كاملة فلست بحاجة للقتال ضدنا ابدا .. هيا .. انا لا اتميز بالصبر .
هنا قرر (جون) التصرف بعد ان استقر رأيه على قرار اخير ..
و بعد تردد قليل انطلق ينفذ قراره الذي سيحدد ربما مصيره للابد ..
حارسان استطاعا النجاة و الابتعاد عن ساحة المعركة الرهيبة و التي كانت اعنف بكثير مما توقع الطرفان لكنها انتهت بهزيمة البعثة و وقوعها في قبضة المهاجمين بعد عدد كبير من الضحايا اغلبهم من جنود القائد المتوحش الذي امر بتقييد الاسرى و تجريدهم من كل ما يملكون حتى ملابسهم الخارجية و وضعهم تحت الحراسة المشددة ..
لهث الحارسان وهما يراقبان الوضع من مكان مرتفع بعيد نسبيا عن مكان المعركة التي انجلت عن كومة اسرى داخل عربات كالأقفاص مخصصة للأسرى و قد احيطت بحراسة مشددة و الجنود يعدونها للانطلاق حيث يربطونها الى حيوانات قوية البدن اشبه بالثيران و آخرون يجمعون اغراض و اسلحة البعثة و يلقونها بشبه اهمال في عربة كبيرة مستقلة محروسة جيدا تتقدم القافلة التي تستعد للانطلاق صوب المجهول ..
لم يكونا جبانين لكن الحكمة اقتضت الانسحاب و بالتالي بقاء امل ما في تحرير الاسرى حيث لن يستفيد الكل من بضع قتلى آخرين من الاعداء و اسيرين اضافيين او ربما قتيلين جديدين من البعثة المنكوبة و التي فقدت حريتها كسابقتها ..
و عندما تحركت جموع الاعداء باسراها تاركين جثث القتلى من الطرفين و مكتفين بأخذ الجرحى معهم تحرك الحارسان بخفة و حذر شديد متابعين القافلة على امل ان تلوح فرصة ما لتحرير و لو جزء من الاسرى كبداية لتحرير الكل و اعادة ترتيب امورهم بغية اتمام مهمتهم الاصلية و التي باتت الآن بنظرهم شبه مستحيلة ..
بكل الاحوال لم يكن امامهما خيار و الا عاشا مشردين في الفيافي و القفار بانتظار العثور عليهما و قتلهما او اسرهما بأحسن الاحوال و بالتالي فشل البعثة تماما و اندثارها كسابقتها او انتظار معجزة جديدة فلربما نجح (جون) يوما بتحريرهم او العودة و اخبار سيدهم (ديك) بما حصل و بالتالي ارسال بعثة اخرى ربما بعد سنوات و ستكون مهمتها اشد صعوبة نظرا لتوقعها من قبل هؤلاء و سيستغرق الامر سنوات اخرى ..
كان كلاهما محترفا متمرسا بفنون القتال لذا تمكنا من ملاحقة الاعداء بخفة و سرية و دون لفت نظر أي من الحرس المعادي و كذلك تمكنا من جمع الكثير من المعلومات عن نظم الحراسة و طرق عمل الحرس و نوباتهم و نقاط الضعف و القوة لديهم و الكثير الكثير من الامور التي بلا شك ستساعدهم على تحرير و لو قسم من الاسرى ..
في النهاية استقر المقام بالركب في ما يشبه التجمع السكني الكبير وهو يختلف كثيرا عما وصفه (يوري) في قصته السابقة لكنه يتفق مع روايته بشأن وجود المبنى الكبير ..
وجود مبنى كبير امر شائع في معظم التجمعات السكنية بكل اشكالها و ازمانها و اماكنها فهو مقر الحكم و السيطرة الضروري لضبط الامور ..
لم يكن الامر سهلا لكن الحارسين تمكنا من التسلل الى منطقة مخفية من المبنى بحيث شاهدا من خلف نوافذ السقوف ما يحصل في الداخل لذا تمكنا من مشاهدة الجنود وهو يقودون الاسرى الى ما يشبه القاعة الكبيرة التي تحوي زنازين لها واجهة من قضبان متقاطعة تحوي بابا من القضبان ايضا تتسع كل واحدة لنفرين فقط حيث ان بها سريرا واحدا واسعا و ما يشبه المرحاض و كذلك منضدة خشبية متوسطة ربما كانت لتناول الطعام ..
من مكانهما شاهدا الجنود يضعون ادوات افراد البعثة في خزانة كبيرة ذات رفوف و قواطع كالمربعات وضعوا في كل واحد منها متعلقات شخص ما ثم راحوا يعرون افراد البعثة من كل ملابسهم مبتدئين بالرجال و الحرس و يضعون ملابسهم مع ادواتهم ثم يودعون كل رجل في زنزانة مستقلة حتى بقيت النساء و الفتيان فراحوا يعرونهم من ملابسهم كذلك لكن لم يودعوهم الزنازين بل راحوا يمارسون معهم الجنس بكثافة و لمدة طويلة حيث مورس الجنس مع كل واحد او واحدة مرات و مرات كثيرة بمختلف الاساليب و الوضعيات..
و لاحظ الحارسان بنوع من الضيق و الغيرة ان الاسرى لم يكونوا يرفضون تماما الجنس مع آسريهم بل كانوا نوعا ما مستمتعين رغم قلقهم و خوفهم ..
بعدها راح الجنود يضعون فتى او فتاة مع احد الرجال داخل الزنازين عندما ينتهون من الممارسة معه حتى وضعوا الجميع في الزنازين بحيث يكون في كل زنزانة رجل و معه فتى او فتاة و الكل عراة تماما و اغلقوا الزنازين عليهم تماما بعد ان وضعوا متعلقاتهم في الخزانة الضخمة و غادروا المكان الذي كانت ارضيته تمتلئ بالمني الذي تناثر هنا و هناك بعد الممارسات العديدة و المتكررة و ما خرج اجسد الاسرى او قضبان آسريهم من المني الغزير الذي يدل على شهوة كبيرة من الطرفين ..
كان المنظر مثيرا حتى ان احد الحارسين اطلق منيه داخل ملابسه ..
لم يكن هناك أي حارس يراقب السجناء لكن المكان كان مغلقا تماما من كل الجهات و السقف عال و النوافذ ضيقة تقريبا و لم يحاول الحارسان النزول منها رغم امكانية ذلك او كشف امرهما للأسرى فقد كان لا بد من مراقبة الوضع لمعرفة مواعيد الطعام و تفقد الاسرى و نظام الحراسة و المراقبة قبل القيام باي تصرف ..
مضت الساعات بطيئة لكنها غير مملة بالنسبة لهما فقد كانا مشغولان بمراقبة كل كبيرة و صغيرة داخل و خارج المكان حتى استطاعا معرفة الكثير ..
و في هداة الليل و الناس نيام تسلل احدهما الى خارج المكان و احضر بعد فترة من الزمن حبلا طويلا و ادوات متنوعة اضافاها الى ما يحملانه اصلا من ادوات و من ثم شرعا في تنفيذ اتفاقهما و خطتهما لتهريب الاسرى ..
يجب اولا تهريب الضعفاء من البعثة بحيث يتم اخراجهم بعيدا عن المكان رغم انه لا ضعفاء بينهم لكن الاقل قوة مثل الفتيان و الاناث بشكل عام ..
لكن الحارس الاخر قال انه يجب اخراج الاقوياء اولا هم و متعلقاتهم لكي يساعدوهم في تحرير البقية و القتال ان اقتضى الامر حيث ان اكتشاف هروب واحد من السجناء سيجر استنفارا عاما بلا شك و لربما كانت هناك رقابة خفية عليهم لذا يجب اخراج الاقوى و بشكل جريء مباشر و من ثم اخراج الكل خارج الزنازين و استعادة اغراضهم و من ثم الخروج خارج المكان بنظام و سرية قدر الامكان ..
بكل حذر و انتباه هبط احدهما حاملا معداته و اسلحته فاحصا كل شبر حوله ليتأكد من عدم وجود رقابة خفية و ساعده اظلام المكان النسبي على التسلل الى حيث (نورا) حيث عالج قفل زنزانتها بحذر بالغ و بلا صوت حتى فتحه و بشكل هادئ ايقظها و باشارات يدويه طلب منها استعادة ما لديها و اخذ رفيق زنزانتها للخارج و كان فتى امرد ..
نصف ساعة مرت قبل ان يكون أخر افراد البعثة حرا مرتديا لكل ملابسه و اسلحته ..
راحوا يتسلقون الحبل تباعا و بسرعة و قبل نصف ساعة اخرى كان الكل يتسربون خارج المكان بحذر و هدوء حتى وصلوا الى مكان اعتقدوا انه آمن ..
( الم تلاحظوا ان الامر كان اسهل كثيرا مما هو مفترض ؟.. اعني هروبنا )..
تبادل الكل نظرات صامتة قبل ان يقول احد الحرس : اجل .. لقد خرجنا من المكان كأنه بيت مهجور بلا سكان و هذا يثير الريبة .
قالت (سارة) : بدأت اشك انهم تعمدوا تركنا نفر لهدف ما .
قال (يوري) : لا استغرب هذا منهم لذا علينا الحذر وان نتصرف سريعا فلا زال بقية افراد البعثة مجهولو المصير باستثناء ذاك التافه المأجور .
بدا الضيق على وجهي (سارة ) و امها في حين قال احد الحرس : اقترح ان ننقسم الى مجموعات ثنائية او ثلاثية و ان نتفرق في البحث و ان يكون بيننا اتفاق ما على كيفية اللقاء و كيفية اشعار البقية في حال النجاح او الفضل في المهمة .
تنهد احد الفتيان و قال : ليت (جون ) كان معنا اذن لاختلف الامر كثيرا .. فهو يملك من العتاد و الاسلحة و الوسائل ما يهون الكثير من الصعاب .
قال حارس آخر : اظن ان (جون ) سيطول غيابه في تلك الاطلال المجهولة فهي مدينة كبيرة و قد يحتاج شهرا كي يسبر اغوارها و يكشف اسرارها .
قال (يوري ) : دعونا من (جون) الآن .. عندما يلحق بنا او ببعضنا سيكون لكل حادث حديث .. الآن لينقسم الجميع الى اثنين و ليختر كل منكم رفيقه بحيث يكمل كل واحد الآخر و ليكن مع كل قوي واحد عادي القوة او ممن لا يصمدون في القتال كي يحميه القوي و يكون الآخر مساعدا له .. بعدها لنفترق في اتجاهات عشوائية و بحذر بالغ فهذه المرة قد لا يكتفوا باخذ الاسرى .. اما وسيلة الاتصال فهي اطلاق صوت الغراب عند وجود خطر و اطلاق دخان ابيض وقت التوصل الى شيء ايجابي بشأن البعثة و على من يطلق احد الاشارتين ان لا يبقى مكانه و ان يغادره حالا كي لا يقع اسيرا او قتيلا .. و اما بشأن لقاءنا فسيكون في اول نقطة كنا فيها قبل ان ندخل ارض هؤلاء القوم .. من ينهي مهمته عليه الذهاب الى هناك و انتظار البقية ولو لاشهر على ان يحمي نفسه جيدا .. على الكل ان يحاول انهاء مهمته و الانطلاق الى نقطة اللقاء و حماية اي شخص يحضره معه .
قالت (نورا) بحذر : و ماذا لو كان هناك خطر ما في مكان اللقاء ؟.
قال (يوري) : عليكم التخلص منه و استطلاع المكان قبل الاستقرار فيه .
بعد حوار اتفقوا على آلية العمل و من ثم راح كل واحد يختار رفيقه ..
و همس احدهم بأذن رفيقه الجميل الامرد : هذا التقسيم اكان مقصودا ام لا هو تقسيم جنسي بالكامل .. كل قوي معه فتى او فتاة للجنس .. مثلي و مثلك .
ضحك ريقة ضحكة خافتة غنجة فتابع الرجل قائلا بخفوت وهو يمسك مؤخرة رفيقة بشكل غير ظاهر : ستكون اياما ممتعة للغاية يا جميلي .
تركه الفتى يتحسس جسده الشهي دون ان يلاحظ احد في حين كان البقية يستعدون للمسير كما اتفقوا وهو يتوقعون المزيد من الخطر و الغموض ..
اطلق (جون) موجة رنين صوتية خافتة التردد وهو يقفز من خلف الصخور التي راحت تذوب من اسلحة الحرس الضوئية الحرارية القاتلة ..
و كما توقع فقد اهتزت ابدان الجميع و تساقطوا ارضا وهو يمسكون رؤوسهم بأيديهم بألم و اغلبهم يصرخ كمن مسه الشيطان بصداع رهيب ..
كانت هذه التقنية الصوتية هي احد الاسلحة الجديدة السرية للعالم (ديك) و التي اسر بها لـ (جون) و التي لا يعلم بها حتى اقرب المقربين اليه ..
لا شك ان العالم العجوز كان يدرك وجود جاسوس ما بين الموجودين و ربما كان اقرب الناس اليه او ربما كانت هناك وسيلة خفية للتجسس على مخترعاته ..
لا يشعر ابدا بالندم لانه ترك جسده لتلبية شهوات العجوز فها هي النتيجة امامه ..
راح (جون) يجوس سريعا بين الاجساد المنهكة الفاقدة الوعي و يستخلص ما استطاع من اسلحة الحرس الضوئية او بالاحرى حاول هذا ..
لم يكن يعرف كيفية استعمالها فهي مجرد انابيب و عواكس كريستالية و بلورات عجيبة و قطع معدنية متداخلة معقدة التركيب لا تشبه شيئا يعرفه ..
و سمع صوت ( كريس ) يقول بارهاق : عبثا تحاول ايها الاسكندنافي ..
نظر اليه (جون) و قال بهدوء : خسارة اذن ان تتحطم كل اسلحتك الرائعة هذه .. كان ولا زال بامكاني اطلاق موجة عنيفة تغمر مدينتك كلها لتحطم كل الزجاج و الكريستال فيها حتى لو كان في باطن الارض خلال لحظات قصار .
وجم الرجل و نظر حوله الى رجاله الغارقين في غيبوبة عميقة فتابع (جون) : لن يستيقظ احدهم قبل ساعات طوال .. عجيب انك استيقظت انت .
قال (كريس ) معتدلا بجلسته قليلا : اوه يا جميلي .. انا احتفظ لنفسي باسرار و دفاعات فريدة من نوعها تحسبا للطوارئ دون علمهم .
اقترب منه (جون) و جلس بجانبه تقريبا و قال : يعجيني هذا .. لولا انك تريد قتلي و اخذ ما معي لاعتبرتك معلما مثل شقيقك (ديك) .
تبسم الرجل و قال بخفوت : صدقني انني الآن اعجبت بك للغاية فانت هزمت رجالي و كدت تهزمني باسلحة اقل قوة مما لدينا .
قال (جون) مبتسما : صدقني لم اكن آمل بالنجاة لكني جازفت بالهجوم على اعتبار انني ميت لا محالة و انه لا يوجد حقيقة ما اخسره .
تطلع الرجل اليه بنظرة خاوية و همس : تموت ؟ .. اليس من الخسارة الكبرى ان يموت هذا الجمال و يتلف هذا الجسد الجميل ؟
و نظر الى فخذي (جون) المكشوفان تماما مع جلسته و تابع : ادفع نصف عمري مقابل ان امتلك هذا الجسد الممتع و اتمتع به ليل نها وان اقبل هاتين الشفتين الشهيتين و ان اضاجع هذه المؤخرة التي لا مثيل لها ..اه كم احسد شقيقي (ديك) لانه تمتع بك .. اه للغيرة التي تنهش عظامي .. هل ظننت ان غضبي كان بسبب ما تملك او لانك من طرف شقيقي ؟ .. هراء .. كانت الغيرة . كنت اريد اسرك بحجة اخذ ما معك و ان اجردك منها كي لا تقاومني وانا اتمتع بجسدك و اطفئ نار شهوتي اليك يا صغيري .
قال (جون) هامسا باغواء : صدقني لو طلبت الجنس مني لما بخلت به عليك فانا اتمتع به اكثر مما يتمتع به من يضاجعني و لا اشبع منه ابدا .
قال الرجل : كان يمكنني هذا لكن لا يمكن ان اطلبه منك امام رجالي و الا فقدت ولائهم فمن المحرمات الكبرى اقامة علاقة جنسية مع الغرباء الا حين يعلنون الولاء المطلق للجماعة و ايضا ان يثبتوا هذا الولاء ولو بموتهم ..
قال (جون) مبتسما : رجالك الآن في عالم آخر لساعات .
قال (كريس) هامسا : ولو .. انا ارتجف خوفا من فكرة استيقاظ احدهم و مشاهدتنا ولو صدفة .. قد يصل الامر الى اعدامي بأسلحتي نفسها .
اقترب منها (جون) حتى التصق به و قال: لا تقل لي انه لا يوجد لديك اماكن خاصة لا يدخلها رجال فلن اصدق هذا .. ما رأيك ؟
تحسس الرجل فخذ (جون) بحذر وهو ينظر الى رجاله الفاقدي الوعي ثم قال : اجل لدي .. لكن علينا ان نحذر من لم يفقد وعيه في بقية الاماكن .
قال (جون ) مبتسما : لا تقلي .. سيفقدون وعيهم جميعا .
و نهض و دار حول نفسه دورة كاملة وهو يطلق موجاته ثم قال : لم يبق احد على مسافة كبيرة مالكا لوعيه .. هيا خذني الى حيث نتمتع سويا .
-يتبع -