وما كان فراق أحبتي بالهين ، و لا كان روأيتهم يفارقون بالشئ المهين ، لقد كان فراقهم علي قلبي بتوقفه عن النبض ، قد كان فراق أحبتي كـ فراق الاخ لاخيه ، كنت أريد التشبث بأخر أمالي ، فنسيت ان أمالي هي حبل اوشك علي الانقطاع ، ليقع الطفل من أرتفاع ليس بهين ، ليصدم الارض بعنف رقيق ، فيخر الي البكاء او العويل صامتآ ، متأنبآ ، متخاذلان ، متذبذبآ ، كم كنت أريد التشبث و لو بالقليل ، و كنت أكثر العالمين من الغير ان أمالي هي مجرد حبل صنع لاسقط من عليه ، وقد كنت في منتصف طريقي ، و هل تدري ماذا ، لقد التقينا لنفارق ، لم نكن سنجتمع يومآ ، هل فراق الاحبه غالب ، نعم غالب علي أمري مما يريده قلبي ، لقد أتخذ عقلي الطريق ، لم أعد انا فمن أنا ، لقد تغيرت ، بسبب من كنت معهم ، أشاركهم ضحكاتي ، أشاركهم بسماتي ، أشاركهم أحزاني ، أشاركهم ضيق صدري ، فهل ما زال فراق الاحبه ليس هين ، فما الهين اذا فارقت الروح مالكها ، اذا فقد الجسد مبتغاه ، و أصبح ميتآ ، اذا كان متحطمآ ، متكسرآ ، متالمآ ، متخاذلان ، لم ارد الفراق يوما ، و لكن اجبرت علي أتخاذ قراي ، فما كان بمكان قلبي ان يكون صاحب قراري ، تحكم بي عقلي ، و تغيرت ، و لم أكن أريد التغير يومآ .
