NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

شعر من روائـــع أشعار الأعصمى ( أنا الذى نظر الأعمى إلى أدبى )

ماستر_جو

( بات الرحيل قريبا )
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
نسوانجي كروي
عضو
نسوانجي قديم
مشرف سابق
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
5,265
مستوى التفاعل
1,604
الإقامة
بلدنا الحلوة
نقاط
1,542
الجنس
ذكر
الدولة
مصر
توجه جنسي
أنجذب للإناث

انا الذي نظر الاعمى الى ادبي


واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ

مالي أُكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي
وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ

إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ
فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ

قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَتٌ
وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ

فَكانَ أَحسَنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ
وَكانَ أَحسَنَ ما في الأَحسَنِ الشِيَمُ

فَوتُ العَدُوِّ الَّذي يَمَّمتَهُ ظَفَرٌ
في طَيِّهِ أَسَفٌ في طَيِّهِ نِعَمُ

قَد نابَ عَنكَ شَديدُ الخَوفِ وَاِصطَنَعَت
لَكَ المَهابَةُ مالا تَصنَعُ البُهَمُ

أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها
أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ


أَكُلَّما رُمتَ جَيشاً فَاِنثَنى هَرَباً
تَصَرَّفَت بِكَ في آثارِهِ الهِمَمُ

فقام عليه جماعة من الحاضرين يريدون قتله وذلك لأنّه معتز بنفسه، وعندها قال:

يا أَعدَلَ الناسِ إِلّا في مُعامَلَتي
فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ

فقال له أبو فراس: أيها الكاذب، لقد سرقت هذا من دعبل، حينما قال:

وَلَستُ أَرجو اِنتِصافاً مِنكَ ما ذَرَفَت
عَيني دُموعاً وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ

فقال له المتنبي:

أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً
أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ

وعندها علم أبو فراس أنّه يقصده بقوله، فقال له: ومن تحسب نفسك حتى تتحدث بأعراض الأمير وأنت في حماه؟، فقال المتنبي:

أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي
وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ

أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها
وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ

فازداد غيظ أبو فراس الحمداني، وقال له: لقد قمت بسرقة ما قلت من عمرو بن عروة حينما قال:

أوضحتُ من طُرُق الآداب ما اشتكلتْ
دهرًا وأظهرتُ إغرابًا وإبداعا

حتى فتحتُ بإعجاز خُصِصْتُ به
للعُمْي والصَّمّ أبْصارًا وأسْماعا


فقال له المتنبي:

وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكي
حَتّى أَتَتهُ يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ

إِذا نَظَرتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً
فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ مُبتَسِمُ

وَمُهجَةٍ مُهجَتي مِن هَمِّ صاحِبِها
أَدرَكتُها بِجَوادٍ ظَهرُهُ حَرَمُ

رِجلاهُ في الرَكضِ رِجلٌ وَاليَدانِ يَدٌ
وَفِعلُهُ ما تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ

وَمُرهَفٍ سِرتُ بَينَ الجَحفَلَينِ بِهِ
حَتّى ضَرَبتُ وَمَوجُ المَوتِ يَلتَطِمُ

فَالخَيلُ وَاللَيلُ وَالبَيداءُ تَعرِفُني
وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ

فقال له أبو فراس الحمداني: وماذا أبقيت لسيف الدولة عندما مدحت نفسك بكل هذا، تمدحه بما تسرقه من غيرك، وتأخذ على ذلك الأموال والعطايا، ألم تسرق قولك من الهيثم بن الأسود الكوفي، حينما قال:

أَعـَـاذلتِي كــــم مَهْــمَهٍ قــــــدْ قطـــعْتُهُ
أليفَ وُحــــوشٍ ســــاكناً غيــــرَ هائِــبِ

أنا ابنُ الفَلا والطَّعنِ والضَّربِ والسُّرَى
وجُــــرْدِ المَذاكِي والقَنَـــا والقَــــواضَبِ

حلِيْــــمٌ وَقُـــورٌ في البــــوادِي وهيْبَتِي
لها في قُلــــوبِ النَّـــاسِ بطْشُ الكتـائبِ

فقال له المتنبي:

وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ
إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ

فقال له أبو فراس الحمداني: وقد سرقت هذا من معقل العجلي، حينما قال:

إذا لم أُميَّز بين نورٍ وظُلْمة
بعينيَّ فالعيَنان زُورٌ وباطِلُ

ﻓﻘﺎﻝ له ﺍﻟﻤﺘﻨﺒﻲ:

يا مَن يَعِزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُم
وِجدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ

ومن بعد هذا لم يعد أبو فراس الحمداني يعرف بماذا سيرد على أبي الطيب المتنبي، فضربه بداوة كانت بيده، فقال المتنبي:

إِن كانَ سَرَّكُمُ ما قالَ حاسِدُنا
فَما لِجُرحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَمُ

فقال له أبو فراس الحمداني: لقد سرقت هذا من بشار برد، حينما قال:

إذا رضيتُم بأنْ نُجفَى وسَرَّكُمُ َ
قولُ الوشاةِ فلا َ شكْوَى ولا ضجرُ

فلم يهتم سيف الدولة الحمداني بما قاله أبو فراس، ورضي عن المتنبي، وقربه منه وقام بتقبيل رأسه، وأعطاه ألف دينار، ومن ثم أعطاه ألفًا أخرى.
 
  • عجبني
التفاعلات: زهايمر
تحياتى ليك يافنان مبدع
 
  • حبيته
التفاعلات: ماستر_جو
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
  • عجبني
التفاعلات: 𝔸𝔹𝕆 ℕ𝔸ℕ𝔸
شعر يبحر بالفكر الى عالم الابداع القديم .. عندما تلتقي عمالقة الادب ينحني لها العقل
 
  • حبيته
التفاعلات: ماستر_جو
  • عجبني
التفاعلات: ♥العقرب♥

انا الذي نظر الاعمى الى ادبي


واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ

مالي أُكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي
وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ

إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ
فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ

قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَتٌ
وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ

فَكانَ أَحسَنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ
وَكانَ أَحسَنَ ما في الأَحسَنِ الشِيَمُ

فَوتُ العَدُوِّ الَّذي يَمَّمتَهُ ظَفَرٌ
في طَيِّهِ أَسَفٌ في طَيِّهِ نِعَمُ

قَد نابَ عَنكَ شَديدُ الخَوفِ وَاِصطَنَعَت
لَكَ المَهابَةُ مالا تَصنَعُ البُهَمُ

أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها
أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ


أَكُلَّما رُمتَ جَيشاً فَاِنثَنى هَرَباً
تَصَرَّفَت بِكَ في آثارِهِ الهِمَمُ

فقام عليه جماعة من الحاضرين يريدون قتله وذلك لأنّه معتز بنفسه، وعندها قال:

يا أَعدَلَ الناسِ إِلّا في مُعامَلَتي
فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ

فقال له أبو فراس: أيها الكاذب، لقد سرقت هذا من دعبل، حينما قال:

وَلَستُ أَرجو اِنتِصافاً مِنكَ ما ذَرَفَت
عَيني دُموعاً وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ

فقال له المتنبي:

أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً
أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ

وعندها علم أبو فراس أنّه يقصده بقوله، فقال له: ومن تحسب نفسك حتى تتحدث بأعراض الأمير وأنت في حماه؟، فقال المتنبي:

أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي
وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ

أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها
وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ

فازداد غيظ أبو فراس الحمداني، وقال له: لقد قمت بسرقة ما قلت من عمرو بن عروة حينما قال:

أوضحتُ من طُرُق الآداب ما اشتكلتْ
دهرًا وأظهرتُ إغرابًا وإبداعا

حتى فتحتُ بإعجاز خُصِصْتُ به
للعُمْي والصَّمّ أبْصارًا وأسْماعا


فقال له المتنبي:

وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكي
حَتّى أَتَتهُ يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ

إِذا نَظَرتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً
فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ مُبتَسِمُ

وَمُهجَةٍ مُهجَتي مِن هَمِّ صاحِبِها
أَدرَكتُها بِجَوادٍ ظَهرُهُ حَرَمُ

رِجلاهُ في الرَكضِ رِجلٌ وَاليَدانِ يَدٌ
وَفِعلُهُ ما تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ

وَمُرهَفٍ سِرتُ بَينَ الجَحفَلَينِ بِهِ
حَتّى ضَرَبتُ وَمَوجُ المَوتِ يَلتَطِمُ

فَالخَيلُ وَاللَيلُ وَالبَيداءُ تَعرِفُني
وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ

فقال له أبو فراس الحمداني: وماذا أبقيت لسيف الدولة عندما مدحت نفسك بكل هذا، تمدحه بما تسرقه من غيرك، وتأخذ على ذلك الأموال والعطايا، ألم تسرق قولك من الهيثم بن الأسود الكوفي، حينما قال:

أَعـَـاذلتِي كــــم مَهْــمَهٍ قــــــدْ قطـــعْتُهُ
أليفَ وُحــــوشٍ ســــاكناً غيــــرَ هائِــبِ

أنا ابنُ الفَلا والطَّعنِ والضَّربِ والسُّرَى
وجُــــرْدِ المَذاكِي والقَنَـــا والقَــــواضَبِ

حلِيْــــمٌ وَقُـــورٌ في البــــوادِي وهيْبَتِي
لها في قُلــــوبِ النَّـــاسِ بطْشُ الكتـائبِ

فقال له المتنبي:

وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ
إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ

فقال له أبو فراس الحمداني: وقد سرقت هذا من معقل العجلي، حينما قال:

إذا لم أُميَّز بين نورٍ وظُلْمة
بعينيَّ فالعيَنان زُورٌ وباطِلُ

ﻓﻘﺎﻝ له ﺍﻟﻤﺘﻨﺒﻲ:

يا مَن يَعِزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُم
وِجدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ

ومن بعد هذا لم يعد أبو فراس الحمداني يعرف بماذا سيرد على أبي الطيب المتنبي، فضربه بداوة كانت بيده، فقال المتنبي:

إِن كانَ سَرَّكُمُ ما قالَ حاسِدُنا
فَما لِجُرحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَمُ

فقال له أبو فراس الحمداني: لقد سرقت هذا من بشار برد، حينما قال:

إذا رضيتُم بأنْ نُجفَى وسَرَّكُمُ َ
قولُ الوشاةِ فلا َ شكْوَى ولا ضجرُ

فلم يهتم سيف الدولة الحمداني بما قاله أبو فراس، ورضي عن المتنبي، وقربه منه وقام بتقبيل رأسه، وأعطاه ألف دينار، ومن ثم أعطاه ألفًا أخرى.

💫👏👏👏
 
  • حبيته
التفاعلات: ماستر_جو
  • عجبني
التفاعلات: زهايمر

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%