NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

مكتملة واقعية مشاعر مكبوتة 3 ( إلا كرامتي ) - عشرة أجزاء 19/7/2023

Ahmed Sha3ban

ناشر قصص
أستاذ نسوانجي
عضو
نسوانجي قديم
إنضم
30 سبتمبر 2022
المشاركات
431
مستوى التفاعل
2,023
الإقامة
الزقازيق
نقاط
674
الجنس
ذكر
الدولة
مصر
توجه جنسي
أنجذب للإناث
قلوب أضناها الحنين


في أحدى الغرف في بيت للطالبات المغتربات
كانت سعاد نايمة
وشعرها الاسود مفروش ع المخدة
الساعة 8 الصبح قامت من نومها نشيطة
بالرغم من انها سهرت ع المذاكرة
سعاد فى العام الدراسى الاخير آداب قسم فرنساوى ..جامعة القاهرة
اتشطفت واتوضت وصلت
عشان حتروح الكلية معاها محاضرة الساعة عشرة
وعشان ظروفها المادية
بتاخدها مشى من بيت المغتربات لحد الجامعة توفر مصاريف المواصلات
عشان هى من اسرة فقيرة ابوها متوفى وامها كبيرة ف السن
هى من احدى قرى محافظة المنيا
امها ربتها بعد وفاة ابوها من وهى طفلة
لبست بنطالونها الجينز وقميص ابيض طويل وجزمتها اللى عفى عليها الزمن
سرحت شعرها ولبست نضارة شمسية
اخدت شنطتها وحطت مذكراتها
قفلت باب الاوضة بالراحة عشان خاطر زميلتها وصحبتها نجاة
نجاة مش متعودة تصحى بدرى ولا بترتبط بمحاضرات معينة
عشان نجاة كلية تجارة فمدياها طناش
نزلت الشارع فى رحلتها اليومية
زمن الرحلة حوالى ساعة الا ربع مشيا ع الاقدام
ف الطريق اشترت سندويتش فول وكوباية شاى فى مطعم رخيص نوعا ما

بعد ما خلصت فطارها كملت طريقها
مهتمتش بنظرات الاعجاب من الشباب التافه اللى بيصادفها
سعاد قوامها جميل وعيونها عسلى وواسعة اجمل مافيها
رموشها طويلة ومناخيرها صغيرة
وشفايفها تحسها حبة فراولة مقسومة نصين

وصلت سعاد الى قاعة المحاضرات
و كانت سعيدة لأن النهردة هو يوم الخميس الأول من الشهر
اخر النهار ترجع البلد تزور امها وتبات معاها الليلة
ويوم الجمعة اخر النهار ترجع بمصاريف الشهر
ايوة مصاريف الشهر اللى مش بتكفى 10 ايام
وباقى الشهر ما يعلم بيه الا ****
بتاكل من اول الشهر وجبة واحدة ف يوم واليوم التانى وجبتين
يعنى ان فطرت وهى رايحة متتغداش
وان اتغدت متتعشاش وربك مسيرها بحكمته
وسعاد دايما راضية بحكمة ربنـا وتقسيمه للارزاق
عمرها ما زعلت عشان مش معاها هدوم زى باقى البنات
ولا عمر فكرت يكون معاها محمول زى كل البشر
لكن تتميز بقوة الشخصية والاخلاق المهذبة
كان ليها كتير اصحاب عشان هى متفوقة دراسيا
فالكل بيستفاد منها ومن تفوقها البارز
ودايما من التلاتة الاوائل كل سنة فى دفعتها
كانت منتظرة اليوم اللى تتخرج فيه
ويبعتولها انها اتعينت معيدة ف الجامعة
عشان تسعد امها وتريحها بعد عناء سنين وتوفر فلوس معاش امها
المعاش اللى مش عارفة هى نفسها ازاى مكفيها ومكفى امها وعلاجها
وسرحت سعاد شوية ف امها

( وحشتيني أوي يا امى… خلاص فاضل كمان محاضرتين و أركب القطر و اجيلك وأبات في حضنك النهارده … يا ترى عملتيلي البامية اللي بحبها ؟ ولا صينية البطاطس ؟ احسن بطني قرقرت من الفول والطعمية ….
ياااه يا رب الوقت يفوت بسرعة بقى ...امى وحشتنى)

اخيرا خلصت اخر محاضرة
واول ما وصلت باب القاعة عشان تخرج
واحد زميلها اسمه ايمن بينادى عليها..
ايمن معجب بيها ومش عارف يخبيه عشان كدة اعجابه باين

ايمن.... سعاد ..انت رايحة فين علطول كدة ؟

سعاد عايزة تنهى الكلام بسرعة عشان تحصل القطر
سعاد....معلهش يا ايمن مسافرة البلد النهردة وعايزة احصل القطر ..عن اذنك

ايمن....تعالى اوصلك بعربيتى

سعاد...بقالك 3 سنين ودى الرابعة
قلتها لك قبل كدة مليون مرة وحاقولهالك تانى
مش باركب عربيات مع حد

ايمن ...بس احنا زملا فى كلية واحدة

سعاد...معلهش يا ايمن ..عن اذنك

تكمل سعاد طريقها وايمن واقف بيتابعها بعيونه
ويجيله صوت صاحبه عمرو

عمرو....اييييييييه يا بني رحت فين؟

ايمن...البت دى حتجننى يا عمرو

عمرو...انا مش عارف ايه اللى عاجبك فيها ؟
أي نعم حلوة بس بلدي أوي و مش من مستواك خالص

ايمن...اسكت بقى متتكلمش عنها كده تانى

عمرو...يا بني دى كل البنات هتموت عليك , وانت ناسي انت ابن مين؟

ايمن...لا طبعا مش ناسي بس أنا باحبها بجد

عمرو...بص يا ايمن
سعاد دى بنت جد وحاطة هدف قدامها لازم توصل له
ومش حتسمح لأي حد يوقفها حتى لو كان مين

ايمن...يعني مش حتحبني أبدا؟

عمرو...معتقدش , ويلا بقى يا سيدى النهرده الخميس حنسهر للصبح

ايمن...يلا بينا حنروح فين النهرده؟

عمرو.....انا بقول نروح ديسكو

ايمن ...طيب يلا نتغدى ونغير و ننزل

عمرو.....يلا بينا

*******************************************************

و صلت سعاد محطة الجيزة وقعدت مستنية وصول القطر
و لما وصل تدافع الناس للدخول الى عربية الدرجة الثالثة
ركبت و قعدت جنب ست مسنة فكرتها بوالدتها
و فضلت طوال الطريق تفكر في مستقبلها
وانها عايزة تعوض والدتها عن كل اللى عانته في سبيل تربيتها و تعليمها….

********************

وصلت سعاد قريتها و حست بالراحة و الأمان
ولدت هنا وعاشت طفولتها مع والديها
و هنا تحس بالدفء و السعادة …
هنا تقدر تشم ربحة الحقول الخضرا و أشجار الفاكهة ,
تنفست سعاد بعمق و اسرعت لتذهب الى منزلها الحبيب و والدتها الغالية .

خبطت الباب لكن الباب لم يفتح ….
أنت فين يا ماما ؟
أنت نايمة ولا طلعت لشرا حاجة البيت ؟
راحت تخبط باب جارتها الست فتحية لتسألها عن امها

سعاد.....السلام عليكم يا حاجه فتحية , متعرفيش ماما فين؟

فتحية بحزن......حمدللـه على سلامتك يا ضنايا

سعاد بخوف......هي ماما فين؟

فتحية......اطمني يا بنتي مامتك بخير بس هي بعافية شوية
و دناها المستشفى العمومي من يومين

مكملتش كلامها مع الست فتحية
لكن اخدتها جرى للمستشفى تشوف امها مالها,
وصلت للمستشفى العام الوحيدة الموجوده في قريتها البسيطة و سألت عن امها
و عرفت أنها موجودة في الدور الأول الخاص بأمراض الكلى ,
اخدت السلم وهي بتنهج من أثر الجرى الطويل
وصلت الاوضة الى فيها امها
لقيت ناس كتير على سرر
فضلت تدور على امها لحد ما شافت وشها
قربت سعاد من والدتها و قبلت رأسها برفق وقالت بصوت خافت:

سعاد.....ماما … أنا جيت يا حبيبتي

امها تفتح عينيها ببطء عشان تشوف وش طفلتها الغالية
وقالت...سعاد .. حمدلله على سلامتك يا حبيبتي .. وصلت امتى؟

سعاد والدموع ف عينيها......لسه واصلة وجيتلك جري

الأم.......متعيطيش يا حبيبتي , أنا كويسة

سعاد و هي مش مسيطرة على نفسها وبتبكى .........حاسه بإية؟

الأم.... شوية وجع خفيفة يا حبيبتى ...متقلقيش

سعاد....الدكتور قالك ايه؟

الأم....قالي لازم أعمل غسيل بلازما

سعاد حست بالرعب ...من فين تجيب نكاليف علاج والدتها ؟

سعاد بتطمن والدتها....متقلقيش يا ماما ان شاء الـله هتخفي وترجعي بيتك

الأم.....مش باين يا حبيبتى

سعاد...اوعي تقولي كده تاني
انت هتعيشي لغاية ما تشيلي عيالي ...مش دايما بتدعي ربنـا بكده؟

الأم.....كان نفسي يا حبيبتي أفرح بيك

سعاد....ان شاء اللـه هتكوني كويسة

الأم و الألم بيزيد عليها.....المهم .خلي بالك انت من نفسك

سعاد....و انت كمان
رمت سعاد تفسها في أحضان والدتها و بكت ….
بكت خايفة أنها تفقدها زى ما فقدت والدها قبل كدة ….
خايفة تعيش وحيدة في هذه الحياة القاسية………

يجيها صوت الدكتور من وراها
الدكتور.....أزيك النهرده يا حاجة؟

الام.....بخير يا ابني الحمد لـله

الدكتور....طب يلا عشان معاد العلاج

الأم....حاضر

سعاد.....هي حالتها ايه يادكتور؟

الدكتور....انت بنتها مش كده؟

سعاد....ايوه انا
الدكتور....مخبيش عليك
لازم نعمل غسيل بلازما او نقول فصل بلازما مرتين او تلاتة في الأسبوع
لغاية ما الجسم ينتج مضادات السموم طبيعى
ممكن شهرين الى 6 شهور وممكن اطول من كدة

سعاد....و الغسيل بيتكلف كام؟

الدكتور يبصلها و هو مشفق عليها لصغر سنها.....200جنيه المرة الواحدة و لازم تغسل 3 مرات في الاسبوع
حست سعاد بالدوار
من فين تجيب المبلغ الكبير ده؟
طب ازاى حتعالج والدتها ؟ حتعمل ايه ؟

**********************

ودعت سعاد والدتها بدموعها
و جريت عشان تلحق بالقطر الأخير المتوجه الى القاهرة
عشان تبدأ في البحث عن عمل من بكرة الصبح... فغدا هو يوم الجمعة .

جلست سعاد على مقعدها في القطر و كأنها في عالم تانى ….
هل حتلاقى شغل مناسب ؟ ….
هل ستحصل على راتب يكفي تكاليف علاج والدتها ؟ ….
هل ستستطيع الاستمرار في دراستها و تفوقها في ظل الظروف الراهنة ؟ ….
يارب يسر لي أمري و أشف امى الغالية يا رب مليش سواك يدبر لي أموري بحكمته .. و رحمته .. و كرمه .

دخلت سعاد اوضتها في بيت الطالبات
وتلاقى صحبتها نجاة لسه صاحية
و اول ما بصتلها أنفجرت سعاد ف العياط
فحضنتها نجاة في محاولة منها لتهدئة صديقتها
و عشان تفهم ايه اللى رجعها من بلدها بالليل؟

نجاة بقلق ....مالك يا سعاد....ايه اللي حصل؟

سعاد من بين دموعها.... ماما تعبـانة أوي يا نجاة

نجاة....اهدي بس و احكيلي ايه اللي حصل بالظبط

قعدت هالة على فرشتها وحكت لصاحبتها كل اللى حصل من ساعة ما وصلت البلد
لحد ما رجعت هنا من تانى

الاتنين ساكتين وبيفكرو ازاى يلاقو وظيفة عشان تقدر تدفع مصاريف علاج امها

نجاة ....لقيتها

سعاد....قولى بسرعة

نجاة...انت تقدمي في أي مكتب ترجمة

سعاد تضحك بحزن....بقولك عايزة 2400 جنيه في الشهر
غسيل و حقن بس ده غير باقي الحاجات

نجاة....طيب و موضوع العلاج على نفقة الدولة مينفعش؟

سعاد...علبال ما اعمل الاجراءات تكون ماما راحت مني

نجاة....بعد الشر عليها

سعاد...باقولك ايه تعرفي تجيبيلي الجرايد من أي حد هنا؟

نجاة....بس كده حالا حاروح اوضة سارة وهاجر و ارجعلك هوا

رجعت نجاة و معاها الجرايد والمجلات
وقعدو هما الاتنين يدورو عن وظيفة مناسبة :

نجاة...بصي يا ستي مدرسة في حضانة

سعاد...انا لسة متخرجتش و كمان المرتب هيكون كام 600 ,1000 ميعملوش حاجة

نجاة....طيب ايه رأيك سكرتيرة في شركة؟

نجاة.... والمحاضرات بتاعت الصبح

نجاة....طيب استني هدور تاني

كانت سعاد فاتحة مجلة و لفت نظرها اعلان قصير مكتوب باللغة الفرنسية:

” مطلوب فتاة تجيد الفرنسية لمرافقة سيدة كفيفة و الراتب مغري جدا ”

بصت سعاد للإعلان و كأنها وجدت ضالتها فقالت لصديقتها :
سعاد....هو ده

نجاة....وريني كده
نجاة قرت الاعلان و قالت: ترجمى ويعدها قالت

نجاة...بس يا سعاد يمكن يكون ناس مش كويسين و لا حاجة

سعاد....عندك حل تاني ؟ انا هروح بكره الصبح ع العنوان و ربنـا يستر

نجاة....طيب ندور على حاجة تانية في شركة ولا مجلة

سعاد وهي حزينة و خايفة.....و هو مرض أمي حيستنى

نجاة....طيب انا حآجي معاك الصبح

سعاد...مش عارفة من غيرك كنت حاعمل ايه؟

نجاة تحضن سعاد.....متقوليش كده يا سعاد ده احنا أخوات

نامت نجاة
لكن سعاد باصة من الشباك و هي تفكر ما الذي تخفيه لها الأيام ؟


*************************
ايمن وعمرو خرجو من الديسكو
كل واحد معاه بنت مايصة
بنت...
اما شقة او بلاش
مش حينفع فى الشارع او العربية
انا باحب اقلع ملط خالص

ركبو العربية ووصلو لشقة تبع ايمن
اول ما دخلو بنت منهم وقعت من كتر الرقص ونامت

ايمن وعمرو مسكو التانية
فشخوها فشخ وفضلو يبدلو ما بينهم
لما فيصت منهم
الاتنين راحو للبنت النايمة
قلعوها هدومها والبنت مش مصحصحة خالص
بعد ما قلعوها كل هدومها
ايمن رفع رجليها
حط زبه على كسها
رجع وبله من تانى
ورشقه ف كسها
البنت صرخت صرخة العمارة كلها سمعتها
ولولا الوقت متاخر كان حصل ايه مش عارف
الدم كان بينز من كس البنت
تقوم صاحبتها وتحاول معاها عشان يبطل الدم
البنت كان عمرها يجى 16 سنة وجسمها صغير على قدها

البنت اللى اتناكت
انتو اتفقتو عليا انا وبس
مين قالك تنيك دى
دى بنت عمى جاية زيارة جبتها الديسكو
انا حابلغ البوليس

عمرو خبطها بالبوكس...اغمى عليها
نزلوهم م العمارة
ورموهم قصاد عمارة تانية
والبنات اصلا سكرانة طينة

عمرو سحب ايمن وركبو عربيتهم

الشقة اصلها استراحة لواحد صاحبهم ف اوروبا بيجى كل كام سنة

*****
كفاية نكمل بكرة


كان ياما كان
..........
..........
...........


....................



HLxw2Wb.md.jpg

الجزء الثانى




صحيت سعاد وقامت صلت وصحت نجاة بالراحة
سعاد ....اصحى يا نجاة ..يلا عشان ننزل

نجاة وهى بتتاوب.....ايه يا سوسو لسة الوقت بدرى

سعاد...معلهش حبيبتى عايز اوصل بدرى واكون اول واحدة هناك

نجاة....حاضر حاقوم البس اهو

سعاد لبست هدومها اللى معندهاش غيرها تقريبا
بنطالونها الجينز وقميصها الابيض الطويل
جمعت شعرها ورا ...وفضلت تدعى ربنـا ان يوفقها ويقبلوها

لبست نجاة هدومها ونزلو متوكلين على رب العباد
العنوان فى الزمالك
لما وصلو العنوان وقفو قدامه وهما مبحلقين وفاتحين بقهم
لقيو نفسهم قصاد قصر اثرى قديم او قول سرايا من ايام الخديوى

الاتنين بصو على بعض باعجاب ودهشة وانبهار

نجاة....هى دى الوظيفة ولا بلاش..عينى يا عينى

سعاد...هو يعنى شفتينى اشتغلت وقبلونى ..اسكتى اسكتى

نجاة....ان شاء اللـه حتشتغلى والوظيفة تكون من نصيبك..متقلقيش

سعاد....يا رب ..

دخلت سعاد من البوابة الكبيرة وهى بتترعش
ومعاها نجاة وصلو جنينة القصر
الجنينة مليانة ورد وزهور والريحة كانت ولا اروع
وكل مايقربو من باب القصر بيترعشو اكتر وخايفين

وقفت سعاد قدام الباب عشان تضرب الجرس وهى خايفة
نجاة حست بصاحبتها وبخوفها وهى اللى ضربت الجرس
بعد دقيقتين فاتو كأنهم سنة الباب اتفتح
يظهر قدامهم شاب فى غاية الشياكة وريحة البرفان
بصت سعاد ف عنيه الزرقا ومقدرتش تنزل عيونها
فضلت مبحلقة فى الشخص اللى قدامها ولسه خايفة

الشاب قطع عليها السكون والصمت وقال....اى خدمة يا انسات

نجاة وهى بتهز سعاد تفوقها...
السلام عليكم..احنا جايين عشان الاعلان بتاع الوظيفة اللى ف المجلة

الشاب بص ف المجلة اللى ف ايد نجاة.. وقال..
ايوة ايوة..بس احنا طالبين بنت واحدة بس مش اتنين.

نجاة....ايوة .دى صاحبتى اللى جاية للوظيفة..

الشاب حول نظره لسعاد وقال..هى صاحبتك مش بتتكلم ولا ايه...

سعاد... على فكرة...انا باعرف اتكلم

الشاب .... طب اتفضلو ...ادخلو



دخل الشاب الى القصر ووراه سعاد ونجاة وهما باصين الى الجدران العالية المليانة باللوحات الثمينة و التحف اللى ف القاعة الكبيرة وسفرة الطعام التي حواليها ما يقرب من 10 كراسي و الستائر اللى مغطية النوافذ العالية
و فاقو من ذهولهم على صوت الشاب

الشاب.........أتفضلوا استريحوا هنا
و شاور على صالون فخم مطلي بالذهب و قعد وشاور ليهم يقعدو و قال:

الشاب......أعرفكم بنفسي فهد الحسينى ,
و البنت المطلوبة للوظيفة حتكون مرافقة لوالدتي شويكار هانم

سعاد....ممكن اعرف ايه الشروط المطلوبة عشان الوظيفة ؟

فهد و هو يتفحصها بعيونه....اهم حاجه تكون هادية و متعلمة و تكون صبورة

سعاد...حضرتك انا اسمي سعاد , بادرس في آخر سنة كلية آداب فرنساوى

فهد....ممكن اعرف انت ليه عايزة تشتغلي و انت لسه بتدرسي؟

سعاد.....ظروف خاصة

اكتفت سعاد بهذه الإجابة المبهمة و فضلت تدعى ربنـا أن يوافق على توظيفها

سعاد....ممكن اعرف مواعيد الشغل ايه؟

فهد....أنا محتاج واحدة تكون مع والدتي اليوم كله ومن الأفضل أنها تقيم معاها هنا

حست سعاد أن اقامتها هنا حتوفر المال اللى بتدفعه شهريا في بيت الطالبات
فردت على الفور:
سعاد...معنديش مانع ابات هنا

نجاة بخوف ....سعاد و الكلية؟

سعاد....مش مهم دلوقتي

نجاة....فكري كويس

سعاد باصرار .....فكرت خلاص

لمعت عيون فهد و مفهمش سر اصرار سعاد على قبول هذا الشرط فقال لها:
فهد...انت ممكن تروحى محاضراتك عادي

سعاد غير مصدقة....بجد؟

فهد ..... هنا موجود مديرة للبيت و كذا شغالة وأصل والدتي بتصحى متأخر

سعاد....لو تسمح ... المرتب كام؟

فهد... المرتب3000 جنيه

بصت سعاد لصديقتها و كأنها تريد أن تتأكد أنها لا تحلم….

*********************

غادرت سعاد القصر وصاحبتها نجاة و هي عايزة تطير من شدة سعادتها لقبولها للوظيفة و الراتب المرتفع و رجعو لبيت الطالبات عشان تجمع سعاد أغراضها البسيطة وكتبها الدراسية و قبل ما تمشى نظرت الى نجاة قائلة:
سعاد....أشوف وشك بخير يا صديقتى العزيزة
نجاة و الدموع ف عينيها......
خلي بالك من نفسك يا سوسو وأنا حابقى أكلمك على تليفون القصر علطول

سعاد....ادعيلي يا نجاة

نجاة باحساس صادق.....ربـنا يوفقك و يكرمك

سعاد....السلام عليكم

نجاة وهي بتحتضنها وتودعها....و عليكم السلام

********************************

تركت سعاد بيت الطالبات
ورايحة القصر لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها
و كانت حاسة بخوف و قلق
و لكنها دعت ربنــا أن يحميها و ييسر أمورها ,

وصلت سعاد الى بوابة القصر و هي تحمل حقيبتها الصغيرة
و ضربت الجرس ولما فتح الباب
تلاقى أمرأة متوسطة القامة و شعرها به خصلات بيضاء

سعاد...السلام عليكم انا سعاد الموظفة الجديدة

الست...اهلا بيك يا سعاد اتفضلي ,
انا مدام سامية مديرة البيت

سعاد....اهلا بحضرتك

سامية.....اتفضلي عشان أوصلك أوضتك

رايحة سعاد ورا سامية وهي طالعة السلالم الدائرية و اللي جدرانها مليانة بالصور الشخصية لعائلة فهد الحسينى و لفت نظرها صورة لسيدة باهرة الجمال بشعرها الأشقر و بياض بشرتها الشديد وعيونها الزرقا وفضلت سعاد باصة للصورة و كأنها مش قادرة تبعد نظرها عنها .لكن فاقت على صوت سامية من شرودها:
سامبة....وقفت ليه يا سعاد
نظرت سامية الى الصورة و قالت .....عجبتك الصورة ؟

سعاد بصوت مبهور بذاك الجمال......اوي ,
هي ده صورة مرسومة ولا صورة حقيقة

سامية وهي تبتسم لها....دى صورة رسمها سعد والد فهد لشويكار هانم

سعاد...دى ملكة جمال!

سامية....فعلا هي كانت ملكة جمال مصر في السبعينات

سعاد .....هي ازاي فقدت البصر؟

سامية...مفيش داعي تسألي عن أي حاجة تخص العيلة
عشان تحافظي على شغلك هنا

سعاد بخجل......انا آسفة

سامية.....يلا عشان أوريكي أوضتك

دخلت سامية غرفة تقع في اخرالممر الطويل ووراها سعاد اللي حست أنها في حلم و مش حقيقة

سامية....انا هسيبك ترتاحي ,
والساعة 5 تنزلي عشان تتعرفي على شويكار هانم

هزت سعاد راسها يعنى حاضر و تابعت سامية بعينيها و هي تقفل الباب وراها,
شافت سعاد غرفتها الأنيقة و سريرها الكبير المحاط بالستائر البيضا و طاولة الزينة بمرايتها الكبيرة و راحت لدولاب الملابس و فتحته و قامت بتعليق ملابسها البسيطة وشافت باب مغلق داخل الغرفة وفتحته لتفاجئ بحمام خاص به حوض استحمام مستدير لونه أبيض و حوله العديد من الرفوف الممتلئة بكل أنواع الشامبوهات و الكريمات و العطور الغالية الثمن و كان هناك دولاب أبيض به العديد من المناشف البيضاء متعددة الأحجام , ابتسمت سعاد و قامت بخلع ملابسها و ملت حوض الاستحمام بالرغوة المنعشة و دخلت لتسترخي في هذا الماء الدافئ و أغمضت عينيها و استمتعت بهذه الفخامة التي لم تجربها فى حياتها من قبل ,
في قريتها كانت تستحم في حمام بسيط
و في بيت الطالبات كانت تستحم في دقائق معدودة حتى تدخل زميلاتها ,
خرجت سعاد و لفت جسمها الجميل بمنشفة بيضا كبيرة و قعدت على الكرسي قدام المراية لتجفف شعرها بمجفف الشعر و بعدها وقفت قدام الدولاب لتختار قميصها الوردي اللون و بنطالونها الجينز وجزمتها الوردي و جمعت شعرها الأسود الطويل في ضفيرة واحدة للخلف وانتظرت الى ان دقت الساعة الخامسة ثم خرجت لتبحث عن السيدة سامية لتقدمها الى السيدة شويكار والدة فهد و اللي حتكون مرافقتها من الليلة

سعاد ملقيتش سامية في القاعة
فقررت تدور عليها
ولقيت باب قدامها اعتقدت أنه بيودى للمطبخ
فخبطت الباب و دخلت لتفاجأ بأنها دخلت الى اوضة واسعة فيها مكتبة ضخمة من الكتب و يوجد بجوار النافذة مكتب عليه الكثير من الأوراق و عليه جهاز كومبيوتر حديث فحست انها ربما تكون غرفة المكتب الخاصة بفهد فقررت الخروج بسرعة و لكنها اصطدمت بصدر عريض تفوح منه رائحة عطر فرنسي و عندما رفعت عينيها رأت عينين تنظران اليها بغموض و سمعت صوته يقول:

فهد....كنت عايزة حاجه؟

سعاد و وجهها مكسو بحمرة الخجل...أنا .. أنا كنت بدور على مدام سامية

فهد أفسح لها الطريق لتمر قائلا.
فهد....هتلاقيها في الأنترية مع والدتي الباب التاني على الشمال

انطلقت مسرعة و هي تشعر بضربات قلبها تدق بعنف شديد ,
و عندما وصلت الى الباب طرقته و أخذت نفسا عميقا و فتحته لتجد نفسها في غرفة جميلة بها الكثير من الأرائك والكراسي و هناك الكثير من الوسائد المطرزة بخيوط ملونة بألوان زاهية للغاية و رأت السيدة سامية تجلس و بجوارها امرأة ترتدي نظارة سوداء أنيقة وملابس كلاسيكية و عرفتها سعاد على الفور انها السيدة شويكار والدة فهد
قطع الصمت الذي عقب دخول سعاد صوت السيدة سامية:
سامية....تعالي يا سعاد, اقدملك شويكار هانم

سعاد بصوت خجول....اتشرفت بحضرتك يا فندم

قالت شويكاربصوت رقيق و حنون...
ازيك يا سعاد صوتك بيقول أنك صغيرة في السن

سعاد خافت ان ترفض السيدة شويكار توظيفها لصغر سنها:

سعاد...انا قربت اكمل 21 سنة يا فندم

شويكار وهي تبتسم و كأنها قد فهمت ما يدور في عقل سعاد..
يااااااااه ده انت كبيرة اوي

سعاد محاولة الظهور بمظهر الواثقة من نفسها...
يسعدني أكون مع حضرتك من النهارده

شويكار وهي تشعر بالحزن على نفسها....
بس يا ريت متزهقيش من القعدة مع ست كبيرة وعميا

سعاد...لا يا فندم ده انا والـله حبيت حضرتك من ساعة ما شوفت صورتك الجميلة

شويكار وقد عادت الابتسامة الى وجهها....المتعلقة على السلالم؟

سعاد و هي تبتسم بحب حقيقي......ايوة فعلا

شويكار....ده كان زمان بقى

سعاد....و الـله حضرتك لسه زي القمر

شويكار....انا حافرجك على كل الالبومات بتاعتي وتقوليلي رأيك

سعاد و هي تضحك.....يا ريت يا فندم

شويكار.....طيب يلا تعالي نتمشى في الجنينة شوية

قربت سعاد وهي مش عارفة هل من المفترض أن تمسك بيدها لتساعدها أم تتركها تتحرك بمفردها فنظرت للسيدة سامية تسألها بعينيها فقالت سامية على الفور

سامية...على فكرة شويكار هانم بتعرف تمشي في الجنينة لوحدها ده حافظاها أكتر مننا كلنا
تنفست سعاد الصعداء و ابتسمت للسيدة سامية تشكرها واقتربت من السيدة شويكار وقالت:
يا ريت تفرجيني ع الجنينة بتاعت حضرتك

قامت شويكار من مكانها و اتجهت ناحية الحديقة ومشت سعاد بجوارها و هي صامتة لا تعلم ماذا ينبغي أن تقول …

كانت هناك عينان تتابعان سعاد من النافذة لتطمئن على شويكار معها ….
يا رب يا ماما تحبيها و متطرديهاش زي اللي قبليها

ظلت شويكار تمشي و بجوارها سعاد
احست شويكار بالراحة فسعاد لا تتكلم كثيرا مثل من سبقوها لهذه الوظيفة ,
فقالت شويكار....انت بتدرسي ولا خلصت؟

سعاد أنا آخر سنة كلية آداب

شويكار...قسم ايه؟

سعاد....فرنساوى

شويكار...و الـله , تعرفي ان انا كل دراستي كانت فرنسى

سعاد...ما شاء الـله

شويكار....ممكن تقريلي بالليل قصص من بتوعي

سعاد...طبعا يا فندم تحت أمرك

ابتسمت شويكار و استمرت تمشي ببطء في الحديقة مع سعاد…….


********************************
*******************************

الجزء الثالث



صعدت سعاد إلى غرفتها بعد أن طلبت منها السيدة شويكار ذلك حتى تستريح و تذهب الى كليتها في الصباح ,
شعرت سعاد بالسعادة
فقد وافق كلا من شويكار هانم وفهد على استمرارها في حضور محاضراتها ,
خلعت سعاد ملابسها و ارتدت قميصا قطنيا ازرق اللون رقيق و محتشم و دخلت الى فراشها الوثير و شعرت أنها لم تشعر بمثل هذه الراحة من قبل فسريرها في بيت الطالبات كان قديما و يصدر أصواتا عالية كلما تحركت , ابتسمت و سرعان ما استسلمت للنوم و حلمت بوالدتها الحبيبة فتساقطت دموعها و هي نائمة

استيقظت سعاد في السابعة صباحا و ارتدت نفس ملابسها حيث انها لا تمتلك الكثير من الثياب و نزلت الى القاعة حتى تذهب الى كليتها فأستوقفها صوتا يقول:
صباح الخير
نظرت سعاد وهي مفزوعة لتجد فهد متجها نحو الباب ....صباح الخير

فهد....على فين كده الصبح بدري

سعاد و هي تنظر للأرض ........عندي محاضرة الساعة 9

فهد......بس كده بدري قوي

سعاد و هي تريد أن تضحك
فبالطبع هو لا يعرف شيئا عن المواصلات العامة و لم يجرب من قبل السير لمدة قد تزيد عن الساعتين حتى يصل الى مكان ما , فأجابت:
سعاد ....اصلي بحب اوصل بدري

فهد....طيب اتفضلي أوصلك

سعاد ...لا متشكرة مفيش داعي تعطل حضرتك

فهد بلهجة آمرة...يلا يا سعاد
انا اصلا مكتبي في شارع مراد يعني انت في طريقي

سعاد وهي لا تريد احراج نفسها بالركوب معه ....بجد مش عايزة اتعبك

فهد ...يلا بقى كده هنتأخر

تبعته و هي تشعر بالخجل الشديد فهي لم تركب سيارة برفقة أي شخص من قبل و فوجئت بسيارته الفارهة حمراء اللون ذات البابين فقط فركبت و أحست بجسدها يغوص في مقعد السيارة الوثير فقررت الاستمتاع بتلك السيارة و تخيلت نفسها تمتلك مثلها في يوم من الايام………………..

أخرجها صوت فهد من احلامها قائلا.....هتخلصي الساعه كام؟

سعاد .....الساعة 3

فهد .....خلاص هبعتلك السواق يستناكي

سعاد ...مفيش داعي انا حاعرف ارجع لوحدي

فهد ....بصي يا سعاد ...عشان مش بحب الكلام الكتير
انت دلوقتي بتشتغلي عندنا يعني لازم اطمن انك ترجعي في مواعيدك مضبوطة
و ميبقاش عندك مبررات للتأخير فالسواق حيرجعك كل يوم

نظرت سعاد و هي تشعر بأنه يعاملها كأنها خادمة لديه
و أرادت أن تجيبه بطريقة حادة لكنها تذكرت أمها المريضة فقررت التزام الصمت , توقفت السيارة الفارهة أمام الباب الرئيسي و قد رآها بعض زملاؤها وهي تخرج من السيارة وتشير لفهد و تدخل الى الحرم الجامعي فاستقبلها بعضهم ساخرين:

ايه العربيات الجامدة ده يا سوسو

بس عاملة فيها دحيحة وانت طلعت جامدة موووووت

صاحبك ده يا سوسو

نظرت اليهم بكبرياء و اتجهت الى المبنى الذي به محاضرتها الاولى لكنها شعرت بدموع ساخنة تحرق وجنتيها الرقيقتين ….

***************************

انهت سعاد محاضراتها و خرجت من الباب الرئيسي للجامعة لتجد السائق الخاص منتظرا اياها
صعدت الى السيارة وهي تشعر بالحزن الشديد فقد ظن زملاؤها بها السوء
و هي لا تريد التحدث عن مرض والدتها فهي لا تريد الشفقة من احد.

صعدت سعاد الى غرفتها و قررت الاستحمام حتى تحاول تهدئة نفسها و بعد ان انتهت نزلت لتجد السيدة شويكار في انتظارها :

شويكار....ازيك يا سعاد , ها عملت ايه النهارده في الكلية؟

سعاد ....الحمد لـله

شويكار ..... فهد قالي ان السواق حيوصلك بعد كده

سعاد ....آه فعلا

شويكار ....صوتك ماله

نظرت سعاد اليها و هي تشعر بالدموع تملأ عينيها....لا ابدا مفيش حاجة

شويكار ....على فكره انا يمكن مش بشوف بعيني
بس بشوف بقلبي , وقلبي بيقول انك زعلانة

سعاد ....صدقيني مفيش , تحبي اقرا لحضرتك قصة

شويكار....على راحتك بس لما تحبي تتكلمي هتلاقيني موجودة ,
هاتي قصة Madame Bovary عشان بحبها اوي
جلست سعاد على الكرسي المقابل للسيدة شويكار
و بدأت تقرأ لها تلك القصة الجميلة
وتدور القصة عما تحلم به فتاة من عيشة رغدة مثل ما تعيشه سعاد الان
و الرومانسية في ذات الوقت و ظلت تقرأ بصوتها الرقيق ولغتها الفرنسية
الممتازة
وهى منسمجة فى قراءة القصة وشويكار هانم منصتة
Emma est déçue par la naissance de la petite Berthe puisqu’elle aurait préféré mettre au monde un garçon voué à un grand destin. Elle s'enlise dans l'ennui et perd tout espoir d'une vie meilleure. Elle n'éprouve plus aucun amour pour Charles, qui pourtant ne lui veut que du bien. Elle ne parvient pas non
و فجأة سمعت كلا منهما صوتا أنثويا مرتفعا يقول:

طنط انت لقيت شغالة جديدة ؟؟

أدرات سعاد رأسها لتجد فتاة شابة ترتدي ملابس ضيقة للغاية و شعرها اصفر و ناعم يصل الى كتفيها و كانت تنظر الى سعاد باحتقار شديد
فخفضت سعاد نظرها و صمتت , بينما أجابت شويكار بحده :
شويكار ....ايه اللي بتقوليه ده يا صافى ؟ ايه شغالة دى ؟

صافى ....سوري يا طنط مش قصدي

شويكار ....اعرفك بسعاد المرافقة بتاعتي
و على فكرة ده في ليسانس آداب فرنش

صافى و هي تنظر لسعاد بغيظ شديد....... اهلا

سعاد ..بصوت حزين........اهلا بيك يا فندم

شويكار ........دى صافى خطيبة فهد

نظرت الى صافى و هي لا تصدق ان هذه الفتاة المغرورة ستكون زوجة لفهد
فهو انسان ذو شخصية مميزة و متواضع للغاية ,
و أحست سعاد أنها لا يمكنها أن تحب صافى ذات يوم
لكنها تذكرت أنها يجب أن تتقبل الجميع و تطيع الجميع من أجل والدتها المريضة

جلست صافى بجوار شويكار و ظلت تتحدث اليها متجاهلة سعاد تماما و بعد مرور ساعة دخل فهد اليهم قائلا:
فهد .....انت جيت امتى يا صافى؟

صافى و هي تقترب منه و تطبع قبلة على خده....
جيت من ساعة يا بيبي وقلت اتكلم مع طنط عشان اسليها لغاية ما تيجي

فهد .....ازيك يا ماما عاملة ايه؟

شويكار .....الحمد لـله

نظر باسل الى سعاد و شعر أنها حزينة....ازيك يا سعاد ؟

صافى ....ايه ده هي عايشة في القصر !!!!

فهد .......ايوة عشان تكون مع ماما علطول

صافي بخبث...ايوة طبعا معاك حق

سعاد خرجت من الغرفة مسرعة وهي تبكي … لماذا يحدث لها كل هذا … ياااارب لقد تعبت … ساعدني حتى أكمل علاج امى.

مر شهر منذ وصول سعاد للعمل في القصر
وقد استمرت في حضور محاضراتها و العودة لمرافقة السيدة شويكار
و بدأت تحب تلك السيدة رقيقة القلب و التي أحبتها بدورها و أصبحتا صديقتين
و طوال اليوم يتحدثان في شتى المواضيع السياسية و الاقتصادية و كانت سعاد تستمتع بالنقاش مع شويكار هانم و تتعلم منها الكثير
وعندما ياتي المساء كانت سعاد توصل السيدة الى غرفتها
و قد تقرأ لها قصة قبل أن تخلد الى النوم و بعدها تتوجه الى غرفتها لتستذكر دروسها و لكن دائما ما كانت تفكر في والدتها الغالية ,

أما فهد فلم تره سعاد طوال الوقت لأنه كان مشغولا للغاية
و قد كانت تتساءل هل يتعمد عدم مقابلتها ؟

استيقظت سعاد يوم الخميس
وهي تفكر كيف ستطلب أن تغيب ليومين متتالتيين حتى تزور والدتها
و كيف ستطلب الراتب الذي تنتظره بشدة ,
ارتدت ملابسها و قررت أن تقابل فهد قبل أن يذهب الى عمله
و بالفعل نزلت مبكرا عن موعدها لتجده يجمع أوراقه و يستعد للخروج فرفع رأسه حين أحس بوجودها فقال لها:
فهد .....صباح الخير

سعاد بخجل ......صباح الخير

فهد ....ايه عندك محاضرات بدري كده؟

سعاد ........لأ , بس كنت عايزة حضرتك في موضوع

فهد باهتمام .....خير يا سعاد؟

سعاد ....أنا محتاجة أسافر البلد أطمن على أمي

فهد ...حتقعدي أد ايه؟

سعاد وعينيها تلمع من سعادتها بموافقته....يومين بالظبط و حارجع ان شاء الـله

فهد ......طيب تحبي أخلي السواق يوصلك؟

سعاد أجابت بسرعة.....لا لا مفيش داعي , أنا حاركب القطر

يبتسم و كأنه فهم سبب رفضها فهي تخشى كلام أهل قريتها , فأستطرد قائلا:
وهو يمد يده بمظروف .....كويس أنك لقيتيني عشان أسلمك مرتبك

سعاد ...وهي تتناول المظروف بفرح بالغ ....متشكرة اوي

فهد ....مش تعدي الفلوس؟

سعاد .....أنا عارفه انهم 3000 جنيه

فهد ....لا يا سعاد

سعاد وهي تشعر بالحزن أيمكن أن يكون قلل الراتب؟ لكنها تحتاجه بشده .. يا رب

سعاد ....هو حضرتك قللته ولا ايه؟

فهد ...لا لا ... انا زودتلك ألفين جنيه عشان تشتري أي حاجة محتاجاها لبس أو اي حاجه زي اي بنت

سعاد وهي تشعر بالامتنان لفهد ......مش عارفه أشكرك ازاي

فهد .....أنا اللي لازم أشكرك على معاملتك لوالدتي و اهتمامك بيها

سعاد ....**** يخليهالك

فهد ....حتسافري امتى؟

سعاد .....انا حاخرج من الكلية ع المحطة

فهد ......طيب خلي بالك من نفسك وسلمي على والدتك

سعاد ....ان شاء الـله

و خرجت وهي تشعر أن الـله قد استجاب لدعائها
وظلت تتخيل أنها تصل الى المستشفى وتقدم المال اللازم لعلاج والدتها وتبدأ في الاطمئنان عليها ,

أنهت محاضراتها و توجهت الى محطة القطار و استقلت قطارها و مر الوقت بسرعة و توجهت على الفور الى غرفة والدتها لتجدها نائمة لكن وجهها يكسوه الألم فقبلتها في رأسها برقة و قالت:

....ماما .. ماما .. أنا جيت يا حبيبتي و عندي ليكي أخبار حلوة اوي

الأم تفتح عينيها ببطء......سعاد .. انت جيتي؟
أتأخرت عليا ليه بقالي شهر ماشفتكيش

سعاد .....معلش يا حبيبتي أصلي لقيت شغل و قبضت مرتب حلو اوي وخلاص هنبدأ غسيل بلازما

الأم .....الحمد لـله ربـنا يوسع رزقك يا بنتي , و الدراسة عاملة فيها ايه؟

سعاد ....متخافيش عليا ان شاء الـله حاتعين معيدة بعد ما أتخرج

الأم .....يا رب أفرح بيكي قبل ما أموت

سعاد تحتضنها بقوة....متقوليش كده يا ماما ربنـا يخليكي ليا

الأم .....ربـنا يكرمك يا بنتي

الطبيب ........السلام عليكم

سعاد .....و عليكم السلام , أنا جيبت الفلوس عشان غسيل البلازما

الطبيب ......طيب كويس حنبدأ من النهارده ان شاء الـله

أحست بالسعاده أن والدتها في طريقها للشفاء
و رفعت عينيها للسماء تحمد اللـه على ذلك.


**************************************

الجزء الرابع



فهد كان في مكتبه سارح بخياله في سعاد …
ليه بيفكر بها كتير ؟…
ليه بيتعمد الهروب من رؤيتها ؟…
ايه يميزها ؟ رقتها ولا طيبة قلبها ؟
ممكن يكون معجب بيها ؟
طب خطيبته صافى ؟ مش مقتنع بيها مثلا ؟
ولا خطبها فقط عشان تناسبه اجتماعيا ؟
هل يتحمل غياب سعاد عن البيت؟؟


قضت سعاد يوم الخميس مع امها تأكلها بايدها و تحكي ليها عن عملها الجديد وقدرت ترسم البسمة على شفاه والدتها الحنون
و في المساء ودعت والدتها و رجعت البيت تبات في منزلها وحيدة ؟
عملت كوب من الشاي و قعدت تشربه
ورغما عنها لقيت صورة فهد قدامها
حاولت منع نفسها من التفكير به لكن مقدرتش ,
هل يحب صافى ؟ حيتجوزها ؟
اكيد حيتجوزها فهي باهرة الجمال كما أنها من عائلة ثرية مثل عائلته
كما أنها تتعامل معه كأنه تربطهما قصة حب كبيرة ..
نامت سعاد وهي تفكر في فهد و شافته في الحلم يضحك و هو يمشي بجوار صافى …………………….

مر يوم الجمعة مملا للسيدة شويكار
اللى افتقدت سعاد كتير و لما دخل عليها فهد ليطمئن عليها قالت له:
....هي سعاد حترجع امتى؟

فهد ......تقريبا بكرة الصبح

شويكار.....انت عارف رقم موبايلها؟

فهد ....لأ يا ماما هي معندهاش موبايل

شويكار ....ازاي ده ,انت لازم تجيبلها موبايل عشان لما أحتاجها الاقيها

فهد و هو يبتسم .....حاضر يا ماما بس انت اهدي شوية

شويكار ....انا خلاص اتعلقت بيها جدا

فهد و هو يفكر بصوت عالي....ايوه هي انسانة رقيقة اوي

شويكار ....اومال فين صافى هانم مجاتش تزورنا ليه بقالها مدة؟

فهد ....مش عارف يا ماما

شويكار...ليه هي مش بتقابلك؟

فهد ....بتحاول بس انا كنت مشغول الفترة اللي فاتت

شويكار....عايزاك تفكر تاني في حكاية جوازك منها

فهد ...مالها بس يا ماما؟

شويكار...انت مبتحبهاش يا فهد

فهد ....انت لسه بتدقي ان في حاجة اسمها حب؟

شويكار بثقة بالغة....الحب موجود دايما بس احنا لازم ندور عليه

فهد ....طيب تحبي تروحي النادي شوية؟

شويكار....لما تيجي سعاد حاروح معاها

فهد و هو يضحك....يعني انا منفعش؟

شويكار...انت بتوصلني وتسيبني وتمشي

فهد .....لا يا حبيبتي حافضل معاكي

شويكار وهي تبتسم.....اذا كان كده موافقة

اخد فهد والدته للنادي و قضى اليوم معاها
و اتغدو هناك ...بيتكلمو و يضحكو سمعو صوت يقول:

صافى ....فهد حبيبي انت هنا ؟

فهد....ازيك يا صافى

صافى تتظاهر بحبها لشويكار ....ازيك يا طنط وحشاني

شويكار...ازيك يا صافى

صافى .....ما تيجي نتمشى شوية يا فهد

فهد .....معلش يا صافى انا قاعد مع ماما شوية

صافى .....طيب انا قاعدة في صالة البولينج ابقى تعالى

فهد ....ان شاء الـله

صافى ....عن اذنك يا طنط (ثم غمزت لفهد و ارسلت له قبله في الهواء)

شويكار ....يلا نروح بقى

فهد .....ما تخلينا شوية

شويكار....لأ انا زهقت

وصل فهد والدته لاوضتها و راح اوضته ليستعد للنوم
لكنه رجع يفكر في سعاد و يقارنها مع صافى و حس أنهما مختلفتين تماما
……………………………………… ……………..

اطمأنت سعاد على والدتها يوم الجمعة و سابت في المستشفى مصاريف تكفي لعلاج شهرين و ودعت والدتها
ركبت القطار الذى يصل في الصباح الباكر
وقررت ان تشتري لنفسها فستان وجزمة جديدة باللى بقى لها من فلوس
و كانت سعيدة جدا من سنوات لم تشتري ملابس جديدة
و فور وصول القطار اتجهت سعاد لمحل يبيع ملابس جيدة و رخيصة في نفس الوقت
و اختارت فستان بنفسجي اللون طويل و بأكمام قصيرة
و جزمة جلد اسود اللون
ولقيت شنطة سوداء مناسبة فقررت تشتريها.

وصلت سعاد القصر وقت الضهيرة
طلعت اوضتها ودخلت تستحمى بعدها لبست فستانها الجديد
و سابت شعرها سايب لورا وبصت لنفسها في المراية
وحست أنها جميلة فقفزت فرحا
وطلعت من اوضتها رايحة اوضة السيدة شويكار
طرقت الباب
فتحت سعاد الباب تلاقى قدامها فهد عاري الصدر و لا يرتدي سوى بنطالون أزرق
و الظاهر خرج من فراشه لتوه فأحست سعاد بالخجل
و حاولت التراجع ..لكن صوت السيدة شويكار:
....سعاد انت رجعتي يا حبيبتي؟

سعاد وهى بتحاول تتمالك نفسها .....
ايوة رجعت من شوية وحبيت أصبح على حضرتك

فهد كان عايز يضحك على خجل سعاد و براءتها....حمد لـله على السلامة

سعاد وهى باصة بعيد ....الـله يسلمك

شويكار....تعالي أقعدي جنبي و احكيلي مامتك عاملة ايه؟

سعاد ....انا حاستنى حضرتك تحت

فهد ....لا تعالي انا رايح أوضتي
مر فهد من جنبها وسعاد شمت ريحة الصابون الخاصة به
و حاولت كتم انفاسها لكنه توقف قدامها و قال
فهد ....فستانك حلو اوي

سعاد ....شكرا

شويكار ....انت اشتريت فستان جديد لونه ايه؟

فهد ......فستان لونه موف و رقيق جدا ولايق اوي مع لون عينيها

شويكار ....انا متاكدة انها جميلة من بره زي ما هي جميلة من جوه

ابتسمت سعاد بخجل و قعدت بجوار شويكار هانم
وفهد غادر الغرفة ,
سعاد مع شويكار هانم بتتكام معاها لكنها لم تذكر شيئا عن مرض والدتها


لبس فهد ملابسه و توجه الى عمله
لكن صورة سعاد لا تفارق مخيلته فقد كان يفتقد وجودها بشدة

سمع صوت سكرتيرته ابتسام تقول:
ابتسام...استاذ رامى طالب يقابل حضرتك

فهد ..خليه يتفضل

ابتسام .....حاضر

دخل الاستاذ رامى محامي الشركة الى المكتب:
رامى ...السلام عليكم

فهد ....و عليكم السلام

رامى ...ازيك يا فهد وازاي طنط

فهد .....بخير الحمد لـله

رامى ...انا محضر شوية اوراق عشان طنط توقع عليها ضروري

فهد ....طيب تعالى اتغدى معانا و وريها الورق اللي انت عايزه

رامى ....طيب اعدي عليك الساعة 5 نروح سوا


كانت سعاد قاعدة وسط أشجار الياسمين اللي بقت تعشق عبيرها الرائع
وكانت تقرأ قصة روميو و جولييت لشويكار هانم اللي قاعدة على كرسي مريح
وكأنها في عالم آخر مع صوت سعاد العذب و جمال القصة و رومانسيتها ,
انهت سعاد القصة و لما بصت لشويكار هانم لقت الدموع تملأ عينيها الجميلة

سعاد ....حضرتك بتعيطي؟

شويكار ...اصل القصة دى بتأثر فيا اوي

سعاد ....حضرتك رومانسية اوي

شويكار وهي تبتسم من بين دموعها.....و هو في ست مش رومانسية !

سعاد .....اصلي بصراحة مش باؤمن بالحب.

ضحكت شويكار قائلة....عشان لسه محبتيش

سعاد ....انا اهم حاجة عندي دراستي
واني اتعين معيدة إن شاء الـله و أقدر اشتري شقة و أعيش فيها مع امي

شويكار....انت لسه صغيرة بكرة تقابلي حب عمرك

سعاد ....انا ! مظنش

شويكار....افتكري كلامي ده.
الانسان بيقابل الحب الحقيقي مرة واحدة في حياته
اما يتمسك بيه او يروح منه للأبد

سعاد ....برضو مش بؤمن بالحب

ابتسمت شويكار هانم و لم تجب عليها
فقد كانت شويكار نفسها لا تؤمن بالحب حتى قابلت حبيبها و زوجها الراحل
و قد جذبها اليه منذ النظرة الأولى ووقعت في غرامه وعاشا معا خمس وعشرين عاما كأنهما دقائق معدودة
و تذكرت شويكار
كيف كان زوجها يجلس أمامها بالساعات يتحدث اليها ويرسمها في لوحات مختلفة
فقد رسمها يوم زفافهما و قام برسمها وبطنها منتفخ من الحمل و رسمها وهي تحتضن فهد بين ذراعيها
واستمر يرسمها حتى داهمه المرض و توقفت ريشته عن رسمها بوفاته ,
نزلت دمعة حزينة من عينها على حبيبها الراحل فقد بكته كثيرا حتى أنطفأ نور عينيها


*************

اصطحب فهد رامى ابن خالته ومحامي الشركة للقصر عشان يقابل والدته
ولما دخلو من بوابة القصر فى طريقهم لشويكار هانم ف الحديقة
و اقتربو منها ولقيوها تجلس بجوار سعاد
واول ما شافها رامى قال لفهد:
رامى ....ايه القمر الي قاعد جنب طنط ده؟

فهد بضيق...احترم نفسك دى بنت بتقرا لماما وتقضي معاها اليوم

رامى ....بس بجد ده مش ممكن.. دى ملكة جمال

فهد .....امضي الورق وامشي علطول

رامى ....انت مش عازمني ع الغدا ولا رجعت فى كلامك؟

فهد ....طيب اقعد مؤدب

رامى وهو يضحك ....حاضر هحاول

رامى وهو يقترب من شويكار هانم ......ازيك يا طنط وحشتيني

شويكار بفرح....رامى حبيبي عامل ايه؟

رامى وهو ينظر الى سعاد ...تمام تمام اوي

شويكار .....انت رجعت يا فهد ؟

فهد ....ايوه جيت انا و رامى عشان نتغدى معاكي

رامى ....ايوه و كمان عشان توقعي على شوية أوراق مهمة

شويكار ....شوفت سعاد يا رامى؟

رامى ....شوفتها من اول ما نزلت من العربية, أزيك يا سوسو؟

سعاد وهي تبتسم على أسلوب رامى المرح.....الحمد لـله

رامى ...انت خريجة ايه؟

سعاد .....أنا في ليسانس السنة ده

رامى .....ربـنا يوفقك

سعاد ..... شكرا

فهد وهو غاضب ........مش هنتغدى بقى و لا ايه؟

شويكار.....دقايق والغدا يكون جاهز

دخل الجميع الى القصر واستأذنت سعاد في الصعود الى غرفتها
لكن شويكار هانم اعترضت:
شويكار....لا يا سعاد انت تتغدي معانا

سعاد ....معلش عشان تبقو براحتكم

شويكار .....انت عايزة تزعليني و لا ايه ؟

سعاد ...بس…..

رامى ....عشان خاطري يا سوسو

فهد و قد قارب على الانفجار.....انا طالع اغير هدومي

رامى ممازحا اياه.......خد راحتك خااالص

دخل فهد الى غرفته و هو غاضب دون ان يعرف سببا لذلك و لم شعر بالضيق من مغازلة رامى لسعاد و أراد أن ينهره لكنه تماسك ,
وقف تحت المياه الدافئة محاولا التفكير بهدوء.

**************************

نزل فهد بعد أن غيّر ملابسه ليجد الجميع ينتظره على المائدة لتناول الغداء
ووجد رامى قد جلس بجوار سعاد و يتبادلان الحديث
و كانت سعاد تضحك حتى دمعت عيناها
جلس فهد بجوار والدته وهو يحاول كتم غيظه مما يحدث
لكن رامى استمر في اطلاق نكاته
و شويكار وسعاد تضحكان بينما فهد لا يشاركهم الضحك .

بعد انتهاء الغداء توجهوا الى الصالون لتناول القهوة
و استمر رامى في الحديث الممتع و كانت سعاد مستمتعة بوقتها
فقد كانت هذه هي المره الأولى في حياتها التي تضحك وتنسى مشاكلها العديدة
و كم أحست بالراحة في وجود رامى واهتمامه بها ,
لكنها لاحظت وجوم فهد و استغراقه في التفكير و تساءلت
تُرى ما الذي يشغله ,
و فجأة أقتحمت صافى المكان
و قد جاءت لزيارة السيدة شويكار و فور ان رأتها صافى حتى قالت:
صافى......ايه ده ؟
حضرتك بتعاملي اللي بيشتغلو عندك بعطف زيادة عن اللزوم يا طنط

شويكار ....في ايه يا صافى؟

صافى ....هو احنا المفروض نشرب القهوة مع الشغالين بتوعنا !!

أحست سعاد بالإهانة الشديدة و لم تشعر بنفسها إلا و هي تركض متوجهة الى غرفتها و أغلقت الباب و أنفجرت في البكاء … بالطبع هي مجرد مرافقة … أو خادمة كما تراها صافى … ليس لها الحق بالضحك أو الاستمتاع بوقتها

قطعت كاريمان الصمت الذي تلا مغادرة سعاد للمكان قائلة:
.....رامى تعالى وصلني لأوضتي عايزة ارتاح شوية

رامى ....اتفضلي يا طنط

و خرجت شويكار برفقة رامى تاركة صافى وحيدة مع فهد الذي كان يشعر بالغضب الشديد من تصرف صافى الغير لائق ,
اقتربت منه صافى في محاولة منها لأرضائه:
صافى .....ايه يا بيبي شكلك متضايق ليه؟

فهد ....ممكن أعرف ليه عاملتي سعاد بالطريقة السخيفة ده؟

صافى ......ما هي بصراحة مزوداها أوي و كأنها واحدة من العيلة

فهد ....آخر مرة هنبهك ملكيش دعوة بأي حاجة تخص والدتي

صافى و قد فقدت هدوئها....ممكن أعرف في ايه بينك وبين البنت ده؟

فهد ....انت اكيد اتجننتي

صافى.....
مشيها من هنا حالا

فهد ......امشيها من غير سبب؟

صافى ....و غيرتي عليك مش سبب كفاية؟

فهد .....بطلي غيرة ملهاش مبرر .
دى انسانة كل وظيفتها تهتم بوالدتي مش اكتر ولا أقل

صافى ....يعني هي كده بس بالنسبة ليك؟

فهد ....أرجوك يا صافى ارحميني

صافى وهي تضع ذراعها حول عنقه....يعني مفيش غيري فحياتك؟

فهد ....و هو يزيح ذراعيها ..ايوة يا صافى
و اتفضلي بقى اعتذري لماما على أسلوبك السخيف مع سعاد

صافى .....بس كده من عينيا يا بيبي

و صعدت صافى السلم برفقة فهد و توجها الى غرفة السيدة شويكار و حاولت صافى ارضائها :
صافى .....انا آسفة يا طنط مكنش قصدي

شويكار بغضب .....من فضلك يا صافى روحي اعتذرلي لسعاد فورا

صافى وهي تنظر الى فهد الذي نظر لها بغضب...اوكيه يا طنط بس يا ريت حضرتك متزعليش مني ابدا

شويكار ....فهد وصلها لأوضة سعاد

فهد ....حاضر , اومال فين رامى؟

شويكار.....راح يصالح سعاد

أحس فهد بأنه سيصاب بالجنون من شعوره بوجود رامى وحيدا مع سعاد في غرفتها فانطلق دون أن ينتظر صافى ان تتبعه متوجها الى غرفة سعاد

*************************
***********************
الجزء الخامس




اندفع فهد متوجها الى غرفة سعاد و صافى تتبعه بغضب شديد لأنها أحست بغيرته الواضحة نحو سعاد ,
وصل فهد ووراه صافى الى غرفة سعاد لكنه وجدها خالية
و سمع صوت رامى قادما من الشرفة المجاورة لغرفة سعاد
فذهب الى هناك ليجد سعاد تقف صامتة و بجوارها رامى يحاول ترضيتها قائلا:
رامى ....خلاص بقى يا سوسو عشان خاطري

سعاد بهدوء....مفيش حاجة يا رامى

رامى ....طيب ايه رايك اخرجك نتمشى شوية ؟

فهد مقاطعا رامى .....سعاد

نظرت سعاد اليه و هى حزينة ولم تجب عليه
فهد ....صافى مكنتش تقصد تضايقك وهي جاية تعتذرلك

تدخلت صافى و هي تحاول اخفاء كرهها الشديد لسعاد...sorry يا سعاد

سعاد وقد أحست بأنها لا تريد مقابلتها ثانية:dont worry

صافى .......يلا بقى يا بيبي مش هتيجي توصلني و لا ايه؟

فهد و هو لا يرغب بترك سعاد بمفردها بصحبة رامى ...طيب اسبقيني انت

غادرت صافى وهي تفكر في طريقة لإبعاد سعاد من طريقها

فهد ....ايه يا رامى مش هتيجي معايا؟

رامى ...بس …..

فهد .....يلا يا رامى عشان نسيب سعاد ترتاح

رامى ....هاتي رقم موبايلك يا سعاد عشان ابقى اطمن عليكي

سعاد....انا معنديش موبايل

رامى......ايه ده معقوله , بكرة يكون معاكي اشيك موبايل في مصر كلها

فهد بحنق بالغ.....يلا بينا بقى

انصرف الشابان و تركا سعاد تطل من الشرفة و تنظر الى صافى و هي تستقل سيارتها الفارهه و رامى يقف مع فهد و يتبادلان الحديث الذي كان يبدو أنه يتعلق بعملهما فقد كان فهد يبدو عليه الغضب ...

فهد .....ايه يا رامى اللى يبتعمله مع سعاد ده؟

رامى ....ايه يا فهد ؟ عملت ايه ؟

فهد ....ايه هاتي رقمك , هجيبلك موبايل ؟

رامى ....و انت زعلان ليه ؟ تكونش بتحبها!!

فهد ......بحب مين يا ابني؟ ده مجرد واحدة بتشتغل عندي

رامى....طمنتني الـله يطمنك

و غادر رامى في سيارة مع سائق حيث أوصله السائق حتى منزله
و هناك جلس رامى يفكر في سعاد
كيف انه انجذب لها ببرائتها … و شخصيتها الرائعة … و عينيها… كم هي جميلة .
بدل رامى ملابسه وارتدى شورتا لونه ابيض و قميصا لونه أسود و حذاءا أسود اللون و نزل من البناية التي يقطن بها ليذهب الى أحد المراكز التي تبيع أجهزة الهواتف المحمولة و انتقى جهازا حديثا لونه وردي كما أشترى خطا ذو رقم مميز و وضعه في علبة فاخرة لونها أبيض و قرر أن يذهب في الغد لزيارة خالته و رؤية سعاد ليعطيها هديته البسيطة ..


ظل فهد طوال اليوم جالسا في مكتبه ف القصر يحاول الانتهاء من بعض الأعمال
لكنه لم يستطع التركيز
فقرر الخروج ليستنشق بعض الهواء في الحديقة و لمح من بعيد خيالا يجلس عند أشجار الياسمين فذهب ليستطلع الأمر و اقترب ليسمع صوت بكاءا مكتوما
و رأى سعاد تجلس وحيدة …….
ففكر هلل يقترب منها أم يتركها تخرج ما بداخلها من حزن سببته لها صافى……
صافى يا لك من قاسية القلب .

كانت سعاد تبكي لأنها شعرت بمدى قسوة الحياة معها …
فقد جاءت لهذه الدنيا لأبوين فقيرين ..
لكنها تفوقت في دراستها بالرغم من صعوبة ظروفهم …
و توفي والدها و تركها مع والدتها دون رجل يعتني بهما …
و قد أتى مرض والدتها ليحملها مسؤولية ثقيلة
و لم تشكو ابدا بل قررت العمل و هي تدرس …
وتظهر صافى لتشعرها بفقرها و تهينها و هي لا تستطع الرد لأنها بحاجة للمال …
يا رب ساعدني فقد تعبت … تعبت … شعرت سعاد بشخص يجلس بجانبها فانتفضت لتجد فهد جالسا بجوارها …
نظرت اليه لترى على وجهه تعبير لم تستطع تفسيره أهو شفقة ؟؟؟ أم حزن ؟؟؟

أراد فهد أن يحيطها بذراعيه و يمحو ذلك الحزن من وجهها و يمسح دموعها التي تتساقط كاللآلئ على خديها الرقيقين …
أنه يحبها نعم هذا هو الحب الذي ظن أنه لن يجده ذات يوم …

و لذلك أتم خطبته على صافى…
لكنه قد أخطأ في حق نفسه عندما فكر بالأرتباط دون حب …
فليس هناك شيئ مشترك بينه وبين صافى سوى تقارب المستوى الإجتماعي و المادي … يجب أن ينهي تلك الخطبة سريعا فيكفيه ما ضاع من وقته مع صافى……….. أحس بسعاد تنظر اليه فقال بعد صمت طويل:
فهد ....مش عايز أشوف دموعك تاني أبدا

سعاد نظرت اليه وكأنها لم تفهم ما قاله …. و لم قاله …. و ما الذي يعنيه ؟؟؟؟؟؟؟


نظرت سعاد الى فهد بعينيين بريئتين و قالت:
أنا باشتغل عشان عندي ظروف
و لولا كده مكنتش اشتغل غير لما أخلص دراستي و أتعين معيدة في الكلية.

فهد.....وهو الشغل عيب؟
تعرفي ان في الدول المتقدمة كل الطلبة بيشتغلو حتى اللي أهلهم أغنيا

سعاد....بس صافى مش شايفة كده

فهد و هو ينظر بعيدا و يفكر....صافى انسانة سطحية بتهتم بالمظاهر و بس

سعاد ....هو ده رأيك فيها!!

فهد .....بصي يا سعاد أنا خطبتها عشان كان لازم أتجوز و أفرح ماما و ألحق أجيب ولاد قبل ما أكبر

سعاد باستغراب.... وهو ده سبب كفاية عشان الانسان يتجوز؟؟

فهد ....تقصدي ايه؟

سعاد....أنا عارفة اني لسه معنديش تجارب كتير بس متهيألي عمري ما حاتجوز إلا لما أكون مقتنعة بالإنسان اللي حارتبط بيه و أكون بحبه و هو بيحبني .

فهد ....معاكي حق ,
بس الإنسان الظروف ساعات بتضطره يعمل حاجات عشان يرضي المجتمع

سعاد ....يعني نظرة المجتمع أهم من سعادة الإنسان نفسه؟؟

فهد ...انت لسه صغيرة يا سعاد بكرة الأيام هتغير أفكارك و مبادئك

سعاد بإصرار....انا عمري ما حاتغير

فهد ....مش عايزك تزعلي من تصرفات صافى أنا حاعرف أوقفها عند حدها

سعاد ...مش زعلانة خلاص, و أرجوك مش عايزة يحصل بينكم أي موقف بسببي

فهد....متقلقيش و يلا بقى عشان تطلعي تنامي بكره عندك كلية

سعاد و قد شعرت بحنانه يغمرها....حاضر

و اتجهت نحو القصر قائلة....تصبح على خير

فهد و هو ينظر في عينيها.... وأنت من أهله يا سعاد

و صعدت سعاد الى غرفتها بينما ظل هو جالسا في الحديقة يفكر في صغيرته البريئة ..

توجهت سعاد في الصباح الى كليتها و بعد أن أنهت محاضراتها وجدت نجاة أمامها:

نجاة ....سوسو حبيبتي وحشتيني اوي

سعاد بفرح للقاء صديقتها.... أنا عارفة أني مقصرة معاكي

نجاة ...و لا يهمك يا جميل , ها أحكيلي أخبارك أيه من يوم ما اشتغلت هناك؟؟

جلست الصديقتان يتحدثان لوقت طويل و أطمأنت نجاة على سعاد ,
لكنها أحست أن هناك قصة حب تولد في ذلك القصر الكبير….
ودعت صديقتها على وعد باللقاء قريبا و عادت الى القصر في السيارة
و حين دخلت من البوابة وجدت رامى جالسا مع السيدة شويكار و يضحكان سويا , ابتسمت و اقتربت منهما و قالت....
السلام عليكم

شويكار ...و عليكم السلام حمد لـله على السلامة يا حبيبتي

رامى ...وحشتيني من امبارح للنهارده يا سوسو

سعاد و هي تبتسم له بخجل......ازيك؟

رامى .....اموت انا في البراءة دى ,
مش هقدر اوصفلك يا طنط سعاد جميلة و رقيقة أد ايه

شويكار .....انا بشوفها بقلبي يا رامى

رامى وهو ينظر مباشرة الى سعاد ...و انا بشوفها بقلبي و عينيا

شويكارانت بتاعكسها ولا ايه يا رامى؟

رامى .....لا ابدا يا طنط ,
بس عايز أقولك على حاجة يرضيكي سوسو ميكونش عندها موبايل؟

شويكار....لا طبعا
ده انا كنت هتجنن عليها لما سافرت لمامتها وقلت لفهد لازم يكون معاها موبايل

رامى ....انا جيبتلها واحد عشان نطمن عليها كلنا

شويكار....برافو عليك يا رامى

سعاد ....بس مكنش في داعي انا كنت هشتري واحد

رامى ...يعني هتكسفيني؟

سعاد ...مش قصدي بس…

رامى....خلاص طنط قالت برافو عليك يا رامى. انت بقى تقولي ميرسي يا رامى

سعاد وهي تضحك .....ميرسي يا رامى

قدم لها رامى العلبة و قال ........يا رب ذوقي يعجبك

سعاد وهي تفتح العلبة ....أكيد هيعجبني

رامى ....انا اشتريتلك خط رقمه حلو اوي

سعاد ....بجد

شويكار...ابقى اكتبلي رقمها على موبايلي عشان أكلمها عليه
رامى أمسك بهاتف شويكار و بدأ يكتب الرقم فقالت شويكار.....
.....ايه ده انت لحقت تحفظه؟

شعر رامى بالخجل ......عادي يا طنط أصله سهل

سعاد ....شكرا يا رامى و ان شاء الـله أول ما اقبض هجيبلك هدية

رامى بصدق .....كفاية أشوفك فرحانه و بتضحكي

فهد من خلفهما بغضب ....أروح أجيب اتنين لمون

رامى ...مش للدرجه ده , ايه رأيك في موبايل سعاد الجديد؟

فهد ....كويس

شويكار....هتتغدى يا فهد دلوقتي؟

فهد ....مش عايز آكل

شويكار.....على راحتك يا حبيبي

تركهم فهد و صعد الى غرفته بينما أكمل رامى إضحاك خالته
أما سعاد فلم تستطع تفسير سبب ضيق فهد ….

************************

استيقظت سعاد و اغتسلت ثم ارتدت ملابسها لتذهب الى كليتها
وبعد أن خرجت من باب القصر لتنتظر السائق كالعادة
وجدت سيارة فهد تقف أمام الباب فأحست بالفرح لأنها ستراه
سمعت وقع اقدامه من خلفها فلم تستطع كتم ابتسامة مشرقة أنارت وجهها الجميل ,
فهد بطريقة حاول ان تبدو عادية...صباح الخير يا سعاد

سعاد....صباح النور

فهد ....تحبي اوصلك؟

سعاد ...لا مفيش داعي تعطل نفسك انا هستنى السواق

فهد ...مفيش عطله ولا حاجة و كمان السواق هيوصل ماما عند خالتي النهارده

سعاد ....خلاص هركب تاكسي

فهد وهو ينظر في عينيها.....انت مش عايزة تركبي معايا و لا ايه؟

سعاد ....لا ابدا مش قصدي

فهد وهو يبتسم .......خلاص يلا اتفضلي

أطاعته سعاد مرغمة وصعدت الى السيارة و هي تشعر بالخجل لأنها ستكون قريبة منه ………..

شعر فهد بأنفاسه تتسارع فهي تجلس بجواره و يشعر بخجلها الذي يجذبه لها
وانطلق بالسيارة و لزم كلاهما الصمت الى أن رن تليفون سعاد ,
ارتبكت سعاد فهي لم تعط الرقم لأي أحد
من عساه يتصل بها في هذا الوقت المبكر
نظرت الى الشاشة و وجدت رقما لا تعرفه
فسألها فهد...مين؟

سعاد ....مش عارفه رقم غريب

فهد ....طب ردي

سعاد امسكت بالهاتف و أجابت بصوتها الرقيق...الووو

صوت ذكوري ......صباح الخير يا جميل
سعاد وقد بدأت تشعر بالخوف:مين معايا؟
الصوت:مش عارفة صوتي!!!
سعاد .....حضرتك عايز مين؟

جذب فهد الهاتف من سعاد
وقد استبد به الغضب أن يجرؤ أحدهم على مضايقة حبيبته.
فهد بغضب شديد ..........الو

الصوت....يا ساتر ايه ده صوتك عامل كده ليه يا فهد؟

فهد ....هو انت يا ظريف؟

رامى وهو يضحك .......ادفع مليون جنيه و أشوف شكلك دلوقت؟

فهد....بتتكلم ليه ع الصبح؟

رامى ....لاحظ اني كنت بكلم سعاد

فهد ....بتكلمها و لا بتعاكسها؟

رامى .....و انت زعلان ليه يا فهد ولا اقولك يا بيبي زي صافى

فهد ....طيب يا رامى

و اعطى الهاتف لسعاد التي قالت ......خضتني يا رامى

رامى .....سلامتك من الخضة يا جميل

تضحك سعاد برقة
بينما يريد فهد أن يقذف بذلك الهاتف من النافذة لكنه تماسك فهو لا يريد أن يظهر غيرته لها …. ربما كانت معجبة برامى …. ربما………………..

أوقف فهد سيارته أمام الباب الرئيسي و شكرته سعاد
وهمت بالنزول من السيارة الا أنه أستوقفها قائلا....
رني عليا من موبايلك عشان مش معايا الرقم

سعاد ...بس أنا مش عارفة رقمك

أخبرها فهد برقمه فقامت بالإتصال به فقال و هو يقوم بحفظ رقمها:

فهد ....أحفظي رقمي عندك

سعاد ...حاضر

فهد ....يلا سلام يا سعاد

سعاد ....مع السلامة

وقفت سعاد تتابعه بعينيها و هو يبتعد بسيارته حتى أختفى عن ناظريها
كانت تريد ان تضحك على طلبه أن تحفظ رقم هاتفه على جهازها ….
فهو لا يعلم أنها حفظت الرقم في قلبها فور أن نطقت به شفتاه .

أنهت محاضراتها و خرجت لتنتظر السائق لكنها وجدت مفاجأة في انتظارها …………..

أراد فهد طوال اليوم أن يتصل بسعاد لكنه لم يجد عذرا مقبولا لذلك
لكنه فكر في أن يذهب ليصطحبها من كليتها
و بينما هو يقف ليرتدي سترته دخلت صافى عليه
و قد أرتدت فستانا قصيرا قائلة
..........انا زعلانه منك موت موت

فهد ....ليه بس يا صافى؟

صافى ....طول المدة الي فاتت متسألش عليا خالص

فهد ....معلش أصلي كنت مشغول شوية

أقتربت منه بجرأة .....مشغول عن خطيبتك .. حبيبتك .. ايه موحشتكش ؟؟

أبعدها فهد عنه... قلتلك مية مرة مش بحب الطريقة ده

صافى وهي تضحك بصوت مرتفع....ايه يا بيبي في حد ميحبش الدلع!!

فهد .....لاحظي اننا في المكتب

صافى .....طيب يلا بينا مامي عازماك عالغدا

فهد ....بس…..

صافى ....مش هقبل أي عذر

فهد وهو يتناول مفاتيح سيارته ....اوكيه

أراد فهد اللحاق بسعاد لكن صافى جاءت لتجبره على قضاء اليوم معها و عائلتها …………

نظرت سعاد لتجد رامى يقف مستندا على سيارته السوداء الفاخرة و هو يرتدي شورت اسود اللون و قميص سماوى اللون و حذاء اسود و نظارة شمسية أنيقة
وأبتسمت سعاد و هي ترى كل الطالبات ينظرن الى رامى بينما هو لا يلحظ أي فتاة سواها.

*****************************

............................

الجزء السادس



اقتربت سعاد من رامى الذي اعتدل و على ثغره ابتسامة جميلة
و قال........كده برضو سايبة البنات تعاكسني؟؟
سعاد.........يا بريء ! ايه اللي موقفك هنا؟
رامى ........أنا مش جاي من نفسي
دى طنط شويكار بعتتني عشان آخدك عندنا البيت
تتغدي معانا عشان ماما عايزة تشوفك

سعاد..........و الـله !

يرن هاتف سعاد فتجد رقم السيدة شويكارفتجيب
سعاد...........الو
شويكار........ايوه يا سعاد رامى جالك ولا لسه؟
سعاد.... ......ايوه موجود
شويكار.... ....يلا تعالي عشان مستنينك على الغدا
سعاد............لا اعفيني انا هروح عشان عندي مذاكرة
شويكار.........اسمعي الكلام اختي نفسها تتعرف عليكي
سعاد............حاضر

ابتسم رامى و بطريقة مسرحية فتح لها باب العربية و أغلقه و جلس على مقعد السائق و انطلق بسرعة شديدة فيما نظرات الفتيات تلاحقهما و عيونهم تمتلئ غيرة من سعاد

****************************

كان فهد يتناول طعامه في فيلا والد صافى و كانا يتبادلان أحاديث خاصة بالعمل المشترك بينهما و بعدها ذهبوا جميعا لتناول القهوة فبادرته والدة صافى
قائلة..........مش هتحددوا معاد الفرح بقى يا ولاد؟
فهد ...........محاولا الهرب من الاجابة.........لسه بدري يا طنط
صافى...........مش قلتلك يا مامي شكله مش مستعجل
فهد............لا ابدا بس مشغول شوية اليومين دول
الاب ..........يا فهد يا ابني و هو الشغل بيخلص ابدا
فهد.............ان شاء الـله قريب
الأم.............ايه رأيكم يوم راس السنة الجديدة
صافى ..........بفرح......الـله معاد حلو اوي يا مامي
الاب.............ها ايه رأيك يا فهد؟
فهد ............هشوف رأي والدتي و أرد على حضرتك
صافى .............طنط اكيد هتفرحلنا
فهد ...............و هو ينظر بعيدا.....اكيد طبعا

ودع فهد اسرة صافى و انصرف عائدا الى القصر ليجده خاليا من الجميع فقرر الاتصال بوالدته.........الو يا ماما
شويكار........ايوه يا حبيبي
فهد ...........انت فين يا حبيبتي؟
شويكار........احنا عند طنط جلنار
فهد........... مستفسرا.......انتوا مين؟
شويكار........انا وسعاد
فهد ............وسعاد راحت ازاي عند طنط؟
شويكار..........رامى جابها من الجامعة
فهد ............بلهجة غاضبة.... وهترجعو امتى ان شاء الـله ولا ناويين تباتوا!!!
شويكار..........خلاص شوية و رامى هيوصلنا
فهد ...............لا انا هآجي آخدكم
شويكار..........طيب يا حبيبي مستنينك

أغلقت الأم الهاتف وهي تشعر بأن فهد يشعر بالحب لأول مرة في حياته
وقررت مباركة ذلك الحب
وخاصة انها لا ترتاح لصافى
وتشعر انها لن تستطيع إسعاد ابنها الوحيد
فهو يحتاج لفتاة تحبه لشخصه و ليس لماله
فتاة كسعاد التي تشعر بأنها ستكون زوجة ابنها المستقبلية .

كانت سعاد تجلس على الأرض بجوار رامى يعلمها ألعاب الفيديو الحديثة
بينما تجلس الاختان يتحدثان و يتابعان رامى وسعاد و هما يلعبان و يضحكان

جلنار..........طيبة اوي البنت ده
شويكار.......اوي اوي و أنا بحبها اوي
جلنار ........هي هتخلص دراستها امتى؟
شويكار.......ده اخر سنة و احتمال كبير تتعين معيدة
جلنار.........بتفكرني بواحدة صاحبتي كانت زيها بالضبط فاكره يا شويكار؟؟؟
شويكار.......هي ده ايام تتنسي أبدا؟
جلنار ........فاكرة لما كنا بنشتغل و احنا بندرس عشان نكمل تعليمنا
شويكار .......وهي تضحك....ايوة بس انت مكنتيش بتحبي تشتغلي
جلنار .......يا بنتي أنا طول عمري مدلعة
شويكار.......وعشان كده ربـنا رزقك بابن صالح ربـنا يخليهولك
جلنار ........الحمد لـله
شويكار......قوليلي تفتكري سعاد ممكن توافق تتجوز واحد غني؟
جلنار......... ومتوافقش ليه؟
شويكار.......يعني ممكن تقول اتجوز واحد أبدأ معاه من الصفر و كده
جلنار .......برضو أحتمال وارد , بس ليه بتسألي السؤال ده؟
شويكار.......لا أبدا بدردش معاكي بس
نظرت السيدتان الى سعاد و رامى و ظلا يتابعان المباراة بينهما

رامى ......أوعي تفتكري أنك ممكن تغلبيني
سعاد ......لاحظ أن ده اول مرة ألعب و برضو هغلبك
رامى ......تراهنيني؟
سعاد ......الرهان حرام
رامى ......كده وكده
سعاد ......ماشي
رامى ..... لو كسبت اجيبلك لاب توب هدية
سعاد.......و انت لو كسبت اجيبلك ايه؟
رامى ......أي حاجة منك جميلة

سعاد تابعت اللعب بحماس بالغ فهي لا تحب الخسارة أبدا
وحاول رامى ان يشتت تركيزها لكنها كانت تريد الفوز عليه بأي ثمن
و بعد مباراة طويلة فاز رامى بفارق نقطتين فقط فظل يقفز فرحا فيما نظرت له سعاد بغيظ طفولي
سعاد ......ماشي يا رامى بجد مش هنساهالك
رامى .....عشان بس تعرفي يا بنتي اني لعيب قديم
سعاد.......خلاص عرفنا ها تحب اجيبلك ايه؟
رامى....... وهو يتكلم بجدية..مش عايز حاجة غير أني أشوفك فرحانة كده دايما
سعاد ......لا بجد أطلب اي حاجة
رامى ......خلاص أشتريلي قصة اقراها
سعاد .......بس كده
رامى....... وهو يبتسم لطيبتها النادرة .......بس كده

رامى .........وهو ينظر خلفها أنت جيت يا بيبي
فاتك حتة جيم بيني وبين سعاد بس ايه طحنتها
فهد ..........السلام عليكم يا جماعة
شويكار......وهي تتابع الموقف ....اهلا يا حبيبي
جلنار.........عاش من شافك يا فهد
فهد .........ازيك يا طنط واحشاني
جلنار .......أخليهم يحضرولك الاكل؟
فهد ........أنا اتغديت عند صافى في البيت عندهم
جلنار........ها و هما عاملين ايه؟
فهد..........تمام
جلنار .......مجبتش خطيبتك معاك ليه؟
فهد ..........مكنتش عارف انكو هنا
رامى ........ده لو صافى عرفت ممكن تاكلك
فهد .........بس يا خفيف , ازيك يا سعاد؟
سعاد ........الحمد لـله
رامى .......ما تيجي تلاعبني ؟
فهد ..........مليش مزاج
رامى ........ولا خايف اغلبك
فهد .........كده طيب تعالى بقى لما اقطعك

جلس الشابان يلعبان و يضحكان بينما جلست سعاد تنظر لهما …
فهد بشخصيته القوية و حضوره الطاغي …
ورامى بطيبته و أسلوبه المرح الذي يشعرها أنه بمثابة صديقها …
و ماذا عن فهد … كيف تشعر نحوه ؟ …
لم تعرف لكنها تشعر بوجوده قبل أن تراه عيناها …
تبتسم لدى رؤيتها له …
تشعر بالسعادة حين يتحدث اليها …
تشعر بالغيرة عند رؤيتها أو سماعها اسم خطيبته.

**********************

و في صباح احد الأيام أستيقظت سعاد على أصوات تصدر من الطابق السفلي فأغتسلت و نزلت لتستطلع الأمر لتجد الست سامية مديرة المنزل تشرف على جميع الخادمات اللاتي يقمن بتجهيز القصر لحفل ما فقالت سعاد مستفسرة.

سعاد.......صباح الخير يا مدام سامية
سامية ....صباح الخير يا سعاد
سعاد ......خير هو في حفلة انهارده
سامية......ايوة النهارده عيد ميلاد شويكار هانم
سعاد .......بجد
سامية.......دى بتبقى حفلة كبيرة اوي
سعاد .......طيب تحبي أساعدك في حاجة؟
سامية.......ميرسي , استعدي بقى عشان تحضري الحفلة بالليل
سعاد........و هي تفكر ....آه ان شاء الـله

صعدت سعاد الى غرفتها و هي تفكر كيف ستحضر هذا الحفل
وهي لا تمتلك ثوبا مناسبا ..
ولم يتبق معها ما يكفي من مال لشراء ثوبا لائقا ,
جلست على السرير و حاولت التفكير في سبب تعتذر بسببه عن حضور الحفل


اشترى فهد لوالدته عقدا من اللؤلؤ ليهديه لها في عيد ميلادها و أنهى عمله مبكرا ليستعد للحفل و كانت صافى ستحضر مع عائلتها في المساء وخشي فهد أن يطلب والدها تحديد موعد الزفاف و تبدي والدته موافقتها لرغبتها أن ترى أحفادا لها …

أنهت سعاد محاضراتها و عادت الى القصر لتجد الحديقة و قد تغيرت تماما فقد ملئت بالأضواء و الزينة معلقة في كل مكان و الطاولات مغطاه بمفارش لونها ذهبي ,
صعدت الى غرفتها و دعت الـله أن لا يتذكرها أحد و تظل وحدها في غرفتها
و بدأت تبكي
سمعت سعاد طرقات على الباب فقامت و الدموع تغطي وجهها لتجد السيدة شويكار تقف بصحبة السيدة سامية .
شويكار.......ها يا هاله جهزت نفسك؟
سعاد .........كل سنة وحضرتك طيبة
شويكار....... وانت طيبة
سعاد .........ممكن تعفيني عشان عندي مذاكرة كتير
شويكار.......ممكن تجيبي اللي قلتلك عليه يا مدام سامية
سامية .......وهي تبتسم تخرج من الغرفة ثم تعود و معها علبه كبيرة و تضعها على الفراش فتنظر سعاد
سعاد.........ايه ده؟
شويكار......ده فستان عشان تحضري الحفلة ,
سامية عرفت مقاسك من الفستان بتاعك
سعاد .........ليه حضرتك عملت كده؟
شويكار.......مش عايزه تحضري حفلة عيد ميلادي ولا ايه؟
سعاد..........بس ده كتير اوي
شويكار.......و لا كتير ولا حاجة , الساعة 5 الكوافير بتاعي هيكون عندي و بعد كده هيجي يعملك شعرك و يحطلك ميك اب عايزاكي احلى بنت النهارده

تحولت دموع سعاد من الحزن الى الفرح
فاقتربت من السيده شويكار بخجل و احتضنتها
ولم تجد كلاما يعبر عن شكرها العميق لها
فقد ذكرتها بطيبة والدتها و اهتمامها بها ,

خرجت شويكار وسامية تاركين سعاد تبتسم و هي تشعر انها كسندريلا و ستحضر الحفل و تقابل الأمير الذي سيقع في غرامها……

دخلت سعاد لتستحم و وضعت كريم لترطيب بشرتها و أرتدت روبا طويلا و جلست على الفراش لتفتح العلبة لتجد فستان طويل أزرق اللون و به خطوط متعرجه ذهبية ذو أكمام طويلة و ضيق من الاعلى و يزداد اتساعا حتى الذيل …. لمست الفستان بأصابعها و هي سعيدة فقد كان أنيقا للغاية ووجدت معه حذاءا مناسبا له…..
ارتدت الفستان و نظرت في المرآة لتجد أنها تبدو كأميرة حقيقية ,
الساعه السادسة جاءتها السيدة سامية قائلة
سامية........ما شاء الـله الفستان جميل عليك يا سعاد
سعاد.........شكرا
سامية........مدام وداد الكوافيرة هتيجي عندك دلوقتي
سعاد ........هي الحفلة هتبدأ أمتى؟
سامية........الساعة 7 الناس هتبتدي تيجي
نظرت سعاد نحو الباب لتجد سيدة أنيقة
و بصحبتها ثلاث مساعدات تعرفت السيدة على هاله
وداد ........مساء الخير يا فندم
سعاد .........اهلا بيكي
وداد ..........ما شاء الـله عليكي وشك جميل
سعاد .........شكرا
وداد ..........يلا نبدأ ؟
سعاد .........اوكيه

و بدأ المساعدات الثلاث يضعون طلاء الأظافر في يد سعاد و قدميها و بدات السيده عملها في وضع الماكياج المناسب لها و الذي يظهر جمال عينيها و بشرتها الصافية و بعدها قامت بعمل قصة جديدة لشعرها فجعلته متدرجا و قد أصبح يبدو أكثر كثافة و قامت بعمل تسريحة تناسب وجه سعاد و بعد ان أنهت عملها قالت:
وداد ..........ممكن تفتحي عينك دلوقتي
فتحت سعاد عينيها لتجد نفسها تنظر لفتاة مختلفة فقالت بفرح:
سعاد .........مين دى؟
وداد ..........ها ايه رأيك ؟
سعاد ..........حضرتك فنانة
سعاد ...........ميرسي

خرجت وداد ومساعداتها الثلاث من الغرفة
فيما ظلت سعاد ...تنظر لنفسها في المرآه و هي تبتسم
ووجدت نفسها تتساءل (ماذا سيكون رأي فهد في مظهرها الجديد ؟)

نزلت السيدة شويكار بصحبة فهد الى القاعة الكبرى في القصر و قد وجدا السيدة
جلنار ورامى أول الواصلين فجلسوا جميعا يتحدثون :

جلنار .......كل سنة وانت طيبة يا اختي
شويكار......و انت طيبة يا جلنار
رامى ........كل سنة وانت طيبة يا طنط
شويكار.......وانت طيب يا حبيبي

فهد وهو يعطي لوالدته علبة زرقاء اللون
...............كل سنة وانت طيبة يا أحلى ام في الدنيا
شويكاروهي تفتح العلبه...
..............جيبتلي ايه يا فهد ؟ الـله ده عقد ؟ ميرسي يا حبيبي
رامى ........أنا جيبت لحضرتك حلق لايق مع العقد بتاع فهد
شويكار........ ميرسي يا رامى
جلنار..........انا بقى جيبتلك جهاز تقدري تسمعي فيه القـرآن علطول
و بيساعدك تحفظي كمان
شويكار........ الـله ميرسي يا جلنار
رامى ...........اومال فين سوسو؟
فهد..............سوسو مين؟
رامى............ ساخرا من فهد.... دلع سعاد يا بيبي
فهد ..............بطل تقولي يا بيبي ده انت سخيف
رامى .............ليه بس كده ده أنا بدلعك زي صافى
فهد ...............طيب يا رامى
ضحك الجميع و لكن رامى أطلق صفيرا عاليا فنظر فهد الى ما ينظر اليه …….

*************************

نظر فهد ليجد صغيرته تنزل السلم و كأنها أميرة من كتب الأساطير فحبس أنفاسه و ظل يتابعها بعينيه و سمع رامى يقول:
رامى ..........ايه ده ؟ مين دى ؟ مش ممكن ؟
شويكار........ ده سعاد مش كده؟
جلنار .........ايوة يا ستي و الولدين واقفين يبصولها و كأنها جايه من كوكب تاني
شويكار........ايه رأيك يا جلنار في الفستان؟
جلنار.........أكيد ده ذوقك طول عمرك بتعرفي تنقي الألوان اللي بتليق على كل واحدة
شويكار.......كلمت الأتيليه بتاع مدام يسرا ووقلتها الموديل و اللون ولقيتها بعتته
رامى .........أييييييييييه يا بيبي مبحلق كده ليه؟
فهد لم يجب عليه لأن سعاد وصلت اليهم وهي تنظر اليهم بخجل شديد:
سعاد ..........مساء الخير
رامى ..........يا مساء الأنوار
شويكار.........مساء النور يا سعاد
جلنار..........ما شاء الـله زي القمر
سعاد ..........شكرا
فهد............... وهو ينظر في عينيها ....ازيك يا سعاد؟
سعاد ...........الحمد لـله
سعاد ..........وهي تقترب من السيدة شويكار..
.................أنا جيبت لحضرتك هدية بسيطة يا رب تعجبك
شويكار.........ليه كده يا سعاد؟
سعاد ...........ده أقل حاجه أقدمها لحضرتك
قدمت سعاد علبة صغيرة ففتحها السيدة شويكار و تحسستها لتجد أنها قلادة يتدلى منها مربع منقوش عليه كلمات:
شويكار.........ده سورة ايه يا سعاد؟
سعاد .............ده آية الكرسي و السلسلة فضة كان نفسي أجيبها دهب
شويكار...........ده جميلة أوي , تعالى يا فهد لبسهالي
ابتسم فهد و اقترب من والدته و وضع القلادة حول عنق والدته التي قامت بلمسها برقة و هي تبتسم

بدأ المدعوون في الوصول و أمتلأ القصر و كان الجميع يضحكون و وجدت سعاد نفسها وحيدة فخرجت الى الشرفة تتابع الحفل في الحديقة و تفكر هل هي تحلم …
يا ريت والدتي معي لتستمتع بهذا الحفل معي …
فلم تحضر كلا من سعاد أو والدتها حفلا مماثلا من قبل فهم ينتمون لطبقة فقيرة في المجتمع … وجدت سعاد أن صافى و عائلتها وصلوا للتو فذهب فهد لاستقبالهم و كانت صافى ترتدي فستانا قصيرا أسود اللون و عاري الكتفين …
وقد وضعت يدها على ذراع فهد وكأنها تثبت للجميع أنه ملكا لها فقط

******************

تسمحيلي بالرقصة دى...
قاطع أفكارها صوت رامى الذي وقف أمامها بوسامته المعهودة و أناقته الشديدة فضحكت سعاد قائلة..
..................مبعرفش أرقص
رامى ............وهو يتظاهر بالجدية.....و لا أنا على فكرة
انفجرت سعاد في الضحك على طريقة رامى في تسهيل الأمور وتمنت أن تكون مثله ذات يوم لا تفكر في مشاكل و هموم تملأ قلبها الصغير:
سعاد............بجد مش بعرف
رامى ...........أعرفك بنفسي .مدرب رقص متخصص
سعاد............بلاش يا رامى أنا مش متعودة ع الجو ده
رامى ...........و يرضيكي البنات الوحشين يرقصوا معايا
سعاد............طيب خمس دقايق بالظبط
رامى ..........موافق طبعا
رقصت سعاد رقصة سريعة مع رامى الذي كان يلقي النكات على جميع المدعوين و سعاد تضحك حتى وجدت صافى و فهد يرقصان بجوارهما و عندما لمحتها صافى قالت:
..................ايه ده أحنا اتغيرنا خالص
رامى ...........ايه رأيك يا صافى؟
صافى ..........مش بطال
رامى ...........دى تجنن يا بنتي
فهد .............فعلا سعاد ملفته النهارده اوي
صافى.......... بحقد....معاك حق , أنا هروح اقعد شوية مع طنط شويكار عن أذنكو

وقف فهد وحيدا بينما قال رامى:
.................خدلك لفة بس رجعهالي تاني

وانطلق لتحية أحد المدعوين تاركا سعاد وفهد ينظر كلاهما للآخر دون أن يتحدثا
وفي تلك اللحظة خفتت الإضاءة وبدأت موسيقى هادئة فاقترب كل شاب من شريكته في الرقص و وجدت نفسها بين ذراعي فهد الذي كان يمسك بيدها برقة بالغة و لكنه لم يكن ينظر اليها بل كان سارحا يتخيل أنه يراقصها في مكان آخر دون وجود كل تلك العيون التي تلاحقهما …. بينما كانت انفاس سعاد تتلاحق فهي لم تقترب منه لهذه الدرجة من قبل و كانت تريد الركض بعيدا لكنها لم ترد البعد عنه فهي تحبه … نعم تحبه … و يا ويلها من هذا الحب ……..

******************************




نظر فهد الى سعاد فوجد خدها مشتعل بحمرة الخجل فسألها:
فهد ...........انت حرانه تحبي نخرج في الجنينة؟
سعاد.......... وهي تحاول أن تتكلم ...آه آه يا ريت
فهد ...........اتفضلي
تبعته سعاد دون أن يلاحظا أن هناك شخصا يراقبهما و تكاد الغيرة تقتله

كان رامى يبحث عن سعاد في كل مكان لكنه لم يجدها فقرر الرقص مع احدى الفتيات حتى يجدها و قاطعته صافى:
صافى .........فهد فين يا رامى؟
رامى ..........مش عارف
صافى .........طيب أنا هروح أدور عليها
رامى...........طيب

كانت والدة صافى تجلس مع والدة رامى يبادلان أطراف الحديث
وجاء والد صافى بصحبة السيدة شويكار و بعد أن جلسا قال:
الأب...........عايزين نفرح بالولاد بقى يا شويكار هانم
جلنار..........أيوه يا كاريمان
شويكار........مش لما يدرسوا بعض كويس
الأم.............متهيألي دول فهموا بعض عالآخر
الأب............ايه رأيك نعمل فرحهم ليلة رأس السنة؟
شويكار.........علطول كده؟؟؟
الاب.............خير البر عاجله
شويكار.........**** يقدم اللي فيه الخير
ابتسمت والدة صافى لأعتقادها أن شويكار وافقت .

اصطحب فهد سعاد الى زاوية بعيدة في الحديقة بها مقعد خشبي جلسا عليه
و ساد صمت مريح فكلاهما يشعر بالراحة برفقة الآخر :
فهد ..............تعرفي أنا بحب المكان ده أوي
سعاد برقة.........فعلا مكان مريح
فهد..........ماما وبابا كانوا كل يوم يسهروا هنا و كنت ساعات بلاقيهم بيرقصوا سلو
سعاد.........الـله يرحمه باين عليه كان طيب اوي
فهد...........بابا كان انسان عظيم و مهما وصفتلك حبه لماما مش هقدر
سعاد..........يااااه معقولة في حد بيحب للدرجة ده؟
فهد ..........الحب الحقيقي بيكون قوي اوي ,
انت عارفة ماما ازاي بقت مش بتشوف ؟
سعاد ..........لأ
فهد ...........فضلت تعيط على بابا من ساعة ما دخل المستشفى لغاية دلوقتي …. ................حاولت كتير أخليها تعيش حياتها بعده لكن معرفتش ….
.................حبهم كان غريب ….
................كانوا مرتبطين ببعض بطريقة مشفتهاش قبل كده
..........…. لما كانوا بيزعلوا من بعض كانوا أول ما يشوفوا بعض يحضنوا بعض ...............و ينسوا اللي حصل مهما كان …. الـله يرحمه و يخليهالي………….

سعاد .........مامتك أطيب انسانة قابلتها في حياتي
فهد...........هي كمان بتحبك أوي
سعاد ........مش نروح الحفلة بقى؟
فهد ..........زي ما تحبي

وقفت سعاد و بمجرد أن أستدارت حتى أنهالت صفعة قوية على وجهها ….
نظرت لتجد صافى تقف أمامها تقول:

صافى ............اوعي تنسي نفسك ....أنت مجرد شغالة عندنا
وإحتمال أخليكي الشغالة بتاعتي بعد الجواز … أصلنا خلاص حددنا المعاد

لم تنتظر سعاد بل أنطلقت تركض و هي لا تشعر بأي شيء سوى بإحساسها بالإهانة …. وسمعت صوت فهد يصرخ ( سعاد استني )
لكنها واصلت الركض و دخلت القصر من باب جانبي و صعدت الى غرفتها و جمعت أغراضها و تركت الفستان و التليفون فوق الفراش و غادرت القصر…
لكنها أحست أنها تركت فيه شيئا آخر... قلبها

*****************************
*****************************
..............................

الجزء السابع





***************************بعد فترة
***************************
نظر فهد الى والدته و هو يبتسم ابتسامة حنونة قائلا:
.......ماما ماما أصحي يا حبيبتي أحنا وصلنا مطار القاهرة
شويكار و الشمس تضايقها
..............يااااااااااااااه أخيرا هشوف بلدي تاني
فهد .........قوليلي بقى مصر احلوت ولا اوحشت
نظرت شويكار من نافذة الطائرة
.............مصر حلوة وهتفضل طول عمرها حلوة
فهد ........أكيد هنلاقي طنط جلنار ورامى واقفين مستنينا
شويكار......دول وحشوني اوي
فهد .........دي سنة بحالها
شويكار......حاسه اني بقالي 5 سنين مسافرة
فهد .........حمد لـله على سلامتك يا حبيبتي
شويكار.......الـله يسلمك يا حبيبى وعقبال ما اطمن عليك
تغير وجه فهد و أكتست ملامحه بحزن عميق
...............ان شاء الـله
شويكار.......ان شاء الـله هتلاقيها
فهد ...........امتى بس ده انا سألت عليها في كل مكان و مفيش أي نتيجة

شويكاروعلى ثغرها ابتسامة تتسم بالثقة:
..............لو مكتوبالك … هتلاقيها … متقلقش

فهد بدأ يساعد والدته على النزول من الطائرة و فور خروجهما
وجدا رامى وجلنار في انتظارهما:
رامى و هو يحتضن فهد :
...... … لك وحشة يا راجل
فهد ......وحشتني خفة دمك
جلنار تتساقط دموعها و هي تحتضن أختها الوحيدة بشوق و فرح ,
شاركتها شويكارالبكاء دون ان يتكلما لكن السعادة كانت تحيط بالأختين ……………………..……….

سمعت سعاد طرقا على باب غرفتها في دار رعاية الأيتام الذي تعمل به منذ ما يقرب من عام فقامت لتفتح ووجدت أمامها السيدة انصاف مديرة الدار:
انصاف .......صباح الخير يا سعاد
سعاد ..........صباح الخير
انصاف........جالك جواب
سعاد ..........جواب ليا انا
اعطتها الخطاب و أنصرفت
جلست سعاد على فراشها البسيط و فتحت الخطاب لتجد انه اخطار لتعيينها كمعيدة في كلية الآداب …
يااااااااااااااااه أخيرا … الحمد للـه رب العالمين




مرت ذكريات هذا العام الذي كان أسوأ عام مر عليها في حياتها
تذكرت هروبها راكضة من قصر أحلامها …
فهكذا تسميه …
عودتها الى بلدتها لتطمئن على والدتها و يستقبلها الطبيب بوجه حزين و يطلب منها الصبر على فقدان والدتها …
رحلت والدتها و أصبحت يتيمة …
هل كنت راضية عني يا أمي ؟؟؟؟
لقد حاولت أن أسعدك بتفوقي و ألتحقت بعمل حتى أستطيع دفع ثمن علاجك …
تذكرت كيف تقبلت نبأ وفاة والدتها الحبيبة و حالة الحزن التي حلت بها و استسلامها بيأس فلم تعد ترغب في الحياة …
تذكرت نجاة صديقتها العزيزة …
وكيف دفعتها لأستكمال دراستها …
وكأنما استمر دعاء والدتها لها حتى بعد رحيلها
فقد تخرجت سعاد بتقدير إمتياز وقد أرتفع ترتيبها الى الأولى على دفعتها …
و ساعدتها نجاة لتجد عملا حتى تستطيع الإنفاق على نفسها
وبالفعل وجدت وظيفة كمدرسة للأطفال اليتامى …
وأحست سعاد بالهدوء و السكينة في هذا المكان المليء بالملائكة الصغار …
الذين لا يعرفون الغرور أو الكره , ولا يحاسبون الناس على فقرهم …
وقد احبت الأطفال و أحبوها كثيرا …
ولحسن الحظ كان هناك مكانا لها لتقيم في الدار… و لتهرب من ماضيها …
ولكن هل أستطاعت نسيان ذلك اليوم …
الذي أحست فيه بحبها لفهد …
اليوم الذي تعرضت فيه للإهانة على يد خطيبته صافى …
هل تراها قد أصبحت زوجته ؟؟؟
هل أصبحت أما لأبنه أو بنته ؟؟؟
هل يتذكرها فهد و لو كذكرى عابرة ؟؟؟
هل لو لم تأت صافى يوم الحفل لتجرح كرامتها كان يمكن أن يحبها فهد ؟؟؟ ……….

*************************

عاد الجميع الى القصر الذي أصبح حزينا برحيل سعاد عنه فقد كانت تنشر السعادة في كل ركن من أركانه ……
جلس الجميع في الحديقة يحتسون الشاي ويتحدثون بينما كان فهد شاردا كعادته منذ رحيل حبيبته سعاد …..
قام ليُجري مكالمة هاتفية ..
ووجد قدميه تتجهان نحو المكان الذي شهد آخر لقاء بينهما …..
كم كان سعيدا و هو يتحدث اليها .كانت تأسره برقتها و شخصيتها المميزة
و عينيها السوداوتين كم كان يحب النظر اليهما ..
تُرى أين انت يا حبيبتي؟؟؟
تذكر ما حدث ذلك اليوم و كأنه يعاد من جديد …..
قسوة صافى خطيبته السابقة وصفعها وجه سعاد البريء …..
هروب سعاد منهما . صراخه باسمها الذي لم يعيدها اليه .
الحوار الذي دار بينه و بين صافى:
فهد صارخا.......سعاد …… استني
صافى..........ايه صعبت عليك
أمسك فهد بذراعها بقوة آلمتها.....أنت أزاي تمدي أيدك عليها؟
صافى........كنت بعرفها مقامها , أنت ازاي تقعد مع البنت دى لوحدكو
فهد..........أنت لا يمكن تكوني طبيعية
صافى........طبعا ما هي أكيد باسطاك أوي
لم يشعر فهد إلا بيده تهوى بعنف على وجه صافى الذي يراه قبيحا للغاية
فقد رأى حقيقتها البشعة
صافى......... وهي مذهولة .........أنت أكيد أتجننت
فهد.......... وهو ينظر لها بإحتقار.........فعلا بس خلاص عقلت
و تركها و ركض ليلحق بسعاد ويحاول الإعتذار منها و قابل والدته و رامى في طريقه
رامى .........مالك يا فهد بتجري كده ليه؟
فهد...............ما شوفتش سعاد؟
رامى .........لا أنا سيبتكم بترقصو سوا
شويكار........ايه اللي حصل يا فهد و فين سعاد؟
فهد.......... وهو يتألم...صافى مدت ايدها عليها واهانتها
وسعاد جريت و معرفش راحت فين
شويكار.... بغضب ......يعني ايه مدت ايدها عليها هي اتجننت ولا أيه؟
فهد ..........أنا خلاص مش طايق أشوفها تاني
شويكار............طيب أطلع لها أوضتها
وخليها تيجي هنا عشان أردلها كرامتها قدامهم كلهم
فهد ...............حاضر
صعد فهد السلم راكضا و وقف أمام غرفتها و طرق الباب .لكنها لم تفتح له .
ظل يتحدث اليها من خلف الباب قائلا:
سعاد ارجوك .أفتحي …. أنا آسف …. أرجوك أديني فرصة أصلح اللي حصل
سعاد. أنا .. أنا …. بحبك يا سعاد….. بحبك من أول لحظة شوفتك فيها
و صدقيني أنا هدفعلك صافى التمن غالي أوي ع اللي عملته معاكي …..
أمسك فهد مقبض الباب و أداره ….. لكنه وجد الغرفة خالية …..
والفستان على السرير ….. و حتى هاتفها تركته …..
وكأنها تريد نسيان كل ما حدث لها …………..

*********************************************


دخلت سعاد الى مبنى الكلية و هي تشعر بالسعادة التي فارقتها منذ وفاة والدتها
وأتجهت الى مكتب العميد الذي رحب بها و تم توقيع أوراق إعتمادها كمعيدة شكرته سعاد وتوجهت الى غرفة الأساتذة لتجد أستاذها الذي تكن له كل أحترام فحيته قائلة:
سعاد.......السلام عليكم يا دكتور عزمى
عزمى .......اهلا أهلا يا دكتور سعاد
سعاد .........يسعدني أكون معيدة مع حضرتك
عزمى .........شدي حيلك وكملي الماجستير بسرعة عشان تبتدي تدرسي معانا
سعاد...........ان شاء الـله اكون عند حسن ظن حضرتك


خرجت واتجهت إلى الباب الرئيسي لتغادر
فقابلت شخصا لم تكن تتوقع لقاءه أبدا…..


********************
الجزء الثامن





رأت سعاد ايمن زميلها يقف أمامها و ينظر لها نظرة تمتلئ شوقا:
ايمن ......سعاد .. أزيك اخبارك ايه؟
سعاد.......أزيك أنت ؟ و بتعمل ايه هنا؟
ايمن ......أنا جاي آخد الشهادة بتاعتي عشان محتاجها , وانت؟
سعاد.......أنا الحمد لـله أتعينت معيدة في الكلية
ايمن ......ألف مبروك انت تستاهلي كل خير
سعاد ........متشكرة يا ايمن
ايمن ........بقولك ايه انت لقيت شغل و لا لسه؟
سعاد ........بشتغل في دار أيتام
ايمن ........طيب ايه رأيك في شغل كويس جدا و مرتبه حلو اوي؟
سعاد ........طيب و الماجستير؟
ايمن ........يا ستي انت هتقدري توفقي انا عارفك
سعاد .........بس …….
ايمن .........مفيش بس و لا حاجة تعالي المكتب بتاع والدي و بجد هترتاحي
سعاد .........هو مكتب ايه؟
ايمن..........بصي يا ستي بابا عنده اكبر مكتب ترجمة في البلد و كمان شركة سياحة
سعاد.........طيب هفكر و أرد عليك
ايمن .........طيب خدي رقمي و هاتي رقمك
سعاد ........ و قد عاودتها الذكريات ...انا معنديش موبايل
ايمن .........ايه ده معقوله؟
سعاد .........اصلي مش بحتاجه
ايمن .........لا مينفعش كده تعالي نخرج نشتريلك موبايل و خط ضروري
سعاد..........طيب خلاص انا هبقى اشتري بعدين
ايمن .........يا بنتي يلا و هبقى أخصم تمنه من أول مرتب
سعاد ......... بخجل .....بجد مفيش داعي
ايمن ..........بصي يا سعاد أنا مصمم

أشترى لها ايمن هاتف محمول و خط هاتف و أتفقا على ان تتصل به غدا بعد ان تتخذ قراراها بشأن العمل في مكتب والده ….. لم تستطع سعاد النوم من شدة قلقها …
هل توافق على هذا العمل حتى تستطيع اكمال دراستها العليا ؟ أم تستمر في عملها في دار الرعاية ؟


.......................

كانت جلنار تجلس بجوار شويكار يتحدثان بمفردهما:
جلنار ........الحمد لـله ان العملية نجحت
شويكار.......الحمد لـله
جلنار.........عمري ما هنسى لما أغمى عليكي يوم حفلة عيد ميلاك لما عرفت أن سعاد مشيت و الدكتور قال أن دى غيبوبة ياااااه كان يوم صعب عليا ….
حسيت أنك ممكن تضيعي مني
شويكار..........أنا محستش بنفسي لما فهد قالي أنها سابت البيت حسيت أني مش قادرة اتنفس من كتر زعلي عليها خصوصا أنها أتظلمت أوي
جلنار.....بس سبحان الـله قدروا الدكاترة يعملوا العملية بتاعت عينيكي بعد ما فوقتي من الغيبوبة ورجعتي تشوفي تاني
شويكار.......مداعبة أختها....بس شكلك اتغير اوي !!!!
جلنار..... وهي تضحك.... ده اللي يشوفني يقول اني أصغر منك
أحتضنت أحداهما الأخرى بحب و سعادة ………………………………………….. ….

في مكتب فهد الفاخر كان يجلس حزينا فقد بحث عن سعاد في كل مكان حتى أنه ذهب الى بيت الطالبات لكنه لم يعرف لها طريقا …. سيحاول الذهاب مرة أخرى للجامعة وربما تكون ذهبت لتحصل على شهادة تخرجها …. هل مازالت تذكرني ؟؟؟

كان رامى يطرق الباب و دخل ليجد فهد حزينا :
رامى...........ايه يا فهد ؟ ان شاء الـله هنلاقيها
فهد ............أنا مش عارف أدور فين تاني
رامى ...........ممكن تهدى , بقولك ايه ما تيجي نسافر كلنا شرم الشيخ نغير جو
فهد.............مليش مزاج خالص
رامى...........عشان مامتك تخرج ده علطول في البيت مش بتخرج
فهد .............معاك حق , خلاص رتب و قولي المعاد امتى
رامى..........اوكيه,اضحك بقى يا فهد و لا لازم اغيظك عشان ترجع تضحك زي زمان
فهد............أنا عمري ما هرجع زي زمان تاني


*****************************************

ارتدت سعاد فستانها البنفسجي اللون و ذهبت حسب الموعد لتجري مقابلة مع والد ايمن , دخلت المكتب الفخم لتجد السكرتيرة ترحب بها قائلة:
السكرتيرة.......اهلا بيكي يا سعاد , أنا منى اتفضلي مستر اشرف مستنيكي
سماح ...........اهلا يا منى
دخلت سعاد بصحبة منى الى مكتب الاستاذ اشرف:
السكرتيرة..........آنسة سعاد يا مستر اشرف
سعاد ...........السلام عليكم
اشرف...........اهلا يا دكتور اتفضلي
سعاد..............اهلا بحضرتك
جلست سعاد بينما طلب اشرف لها عصيرا و جلس يتحدث اليها عن طبيعة العمل الذي ستقوم به وشعرت سعاد بالسعادة فعملها سيكون في أعمال الترجمة و أيضا اصطحاب الأفواج السياحية في رحلاتهم داخل مصر , كما فوجئت بالراتب الذي كان مفاجأة ووقعت العقد و هي تشعر بالسعادة .

**********************

مضى شهران وسعاد تعمل لدى الأستاذ اشرف و قد غادرت دار الرعاية و قامت بتأجير شقة صغيرة قريبة من المكتب و أشترت أثاثا بسيطا لكنها كانت تشعر بالسعادة لأنها أخيرا أصبح لها بيت خاص و قد كانت تعمل طوال اليوم و تعود في المساء لتستذكر للدراسات العليا و تنام و هي متعبة للغاية , و كان العمل ممتعا بالنسبة لها فقد اكتسبت خبرة جيدة و كان الجميع يعاملونها بلطف شديد و بالرغم من محاولات ايمن المستمرة للتقرب منها إلا أنها كانت تصده بأسلوب مهذب , فقد كان قلبها مشغولا بحبيبها الذي كانت تتمنى لقائه من جديد ….

...........................

دخل رامى مكتبه ليأخذ بعض الأوراق فلاحظ ميرفت المحامية التي ألتحقت بالعمل معه مؤخرا تنظر اليه بإعجاب فبادلها النظرات و قال لها:
رامى ........ميرفت ؟
ميرفت ..........نعم يا استاذ رامى؟
رامى ........أنت مرتاحة في الشغل معانا؟
ميرفت ...........أوي أوي
رامى........طيب خدي الاوراق ده أقريها واكتبيلي بيها تقرير
ميرفت .......... و وجهها مكسو بحمرة الخجل..حاضر
رامى .......بصوت منخفض و هو يخرج من المكتب ........عسل و الـله عسل

فهد يغلق هاتفه بعد أن أنهى مكالمة هامة
ليجد رامى يقف أمامه و هو يبتسم بشكل غريب:
فهد ...........اللي واخد عقلك
رامى ........هه
فهد ............لااااااا ده الموضوع كبير أوي أحكيلي بسرعة
رامى ..........شكلي بحب يا فهد
فهد ........... وهو يضحك .......لا مش ممكن انت؟
رامى ..........ليه يعني ؟
فهد ...........لا أبدا بس أنت بتحب كل يومين واحدة
رامى .........لا المرة دى غير كل مرة
فهد ............بجد ؟
رامى ..........أيوة
فهد ...........و مين سعيدة الحظ ده؟
رامى..........ميرفت
فهد ...........ميرفت مين؟
رامى...........المحامية الجديدة . برائتها دى اللي شدتني ليها
فهد ...........طيب **** يوفقك , فاتحت مامتك؟
رامى ..........لسه , تفتكر هتوافق؟

فهد ..........يا رب أدخلك قفص الزوجية بأيدي
رامى .......... وهو يضحك:ياااااااااا رب


..............................

شويكار و هي تجلس مع جلنار في حديقة النادي:

شويكار.........بتفكرى في ايه؟
جلنار...........لا أبدا بس رامى مش عاجبني اليومين دول
شويكار.........خير ماله؟
جلنار ..........سرحان كده و مش معايا
شويكار.........يمكن تعبان و لا حاجة؟
جلنار...........لا ده شكله بيحب
شويكار.........طيب و فيها ايه؟
جلنار ..........خايفة تكون واحدة من اللي بيعرفهم و يتعلق بيهم
شويكار.........لا .متخافيش رامى عاقل
جلنار ..........ربـنا يستر


*****************************************


كان فهد يقود سيارته متجها الى منزله و كان يستمع الى موسيقى هادئة و عندما توقف في شارع مزدحم لاحظ سيارة أجرة بجواره تجلس بداخلها شابة تتحدث في الهاتف و تضع نظارة شمسية فشعر بالارتباك الشديد …..
هل يحلم ….. أم أنه يراها أمامه ؟



وجد نفسه دون أن يفكر يتبع تلك الفتاة بسيارته و توقف بسيارته عندما غادرت سيارة الأجرة لتدخل أحد المباني و ظل ينظر اليها
إنها هي.. لم يعد لديه شك . إنها حبيبته
تسير أمامه بجمالها الهادئ و رقتها البالغة
ظل يتابعها بعينيه حتى توارت عن أنظاره
انتظر حتى تأكد أنها صعدت ثم غادر سيارته ليقترب من حارس العقار:
فهد ................السلام عليكم
حارس العقار......و عليكم السلام يا بيه
باسل ..............بقولك لو سمحت هي الآنسة اللي لسه داخلة دى ساكنة هنا؟
حارس العقار......أيوة يا بيه ساكنة هنا من يجي شهرين كده
فهد................هي ساكنة مع والدتها؟
حارس العقار........لا دى وحدانية مفيش حد بيزورها كانها مقطوعة من شجرة
فهد ...... ........و هو يضع مبلغا من المال في يد الرجل.....طيب متشكر أوي يا حج
حارس العقار.........هو فيه حاجة يا بيه؟
فهد....................كل خير ان شاء الـله



آوت شويكار الى فراشها مبكرا كعادتها
ولكنه أستيقظت على صوت فهد يوقظها قائلا:
فهد ............ماما … ماما …. أصحي
شويكار...........خير يا ابنى. بتصحيني ليه؟
.فهد..............مش هتصدقي لقيت مين؟
شويكار.......... و قد أحس قلبها :سعاد !!!!
فهد ...............أيوة يا ماما لقيتها أخيرا
شويكار..............ها و قالتلك ايه؟
فهد ................بصراحة أنا مكلمتهاش
شويكار.................ليه بس كده؟
فهد ..................متقلقيش أنا عرفت هي ساكنة فين
شويكار...............طيب كويس و هتعمل ايه؟
فهد ................مش أنا اللي هعمل
شويكار..............أومال مين ؟
نظر لها فهد و هو يبتسم ..



*********************************

أستيقظت سعاد من نومها و أرتدت بنطالا لونه أسود و قميصا أزرق و تركت شعرها الأسود منسدلا على ظهرها و وضعت قليلا من أحمر الشفاه الفاتح اللون ثم تناولت كوبا من الشاي وغادرت لتلحق بعملها ………..
وصلت الى مقر عملها و دخلت الى مكتبها الصغير و بدأت تترجم أحدى القصص التي كانت تدور حول قصة رومانسية حزينة ….. تأثرت بها للغاية و شعرت بالحزن من أجل البطلة .......




*******************************

وصلت جلنار في موعدها الذي حددته شويكار للقائهما في النادي و فور أن تقابلا بادرتها شويكار قائلة:
.......................عايزاكي في مشوار مهم
جلنار .................صباح الخير أولا … فهميني بأه ايه اللي حصل بالضبط
شويكار................فهد عرف طريق سعاد و عايزني أروح أقابلها و انا بصراحة محرجة أروح لوحدي خصوصا أنها مشيت من عندي زعلانة
جلنار .................طيب يلا بينا نروحلها
شويكار.................بصي أيه رأيك ناخدلها معانا هدية؟
جلنار ................أيوه طبعا

انطلقت الأختان لتبتاعا هدية لسعاد التي كانت على وشك الوصول إلى منزلها بعد أن أشترت طعام الغداء لتقوم بإعداد وجبة خفيفة ثم تبدأ في المذاكرة فهي تريد الإنتهاء من دراستها سريعا لتقوم بالتحضير لرسالة الدكتوراة الخاصة بها ………………………………………….. ….

توقفت سيارة شويكار أمام العقار الذي تقطن فيه سعاد و نزلت كلا من شويكاروجلنار
و دخلتا الى المصعد الكهربائي و ضغطا زر الدور الثالث وامام شقة سعاد توقفتا تنظران أحدهما الى الأخرى ثم ضغطت جلنار على جرس الباب الخارجي و سمعتا وقع أقدام تقترب .....

أنهت سعاد طعامها ثم سمعت رنين الجرس فقامت لترى من الطارق ……. نظرت من العين السحرية للباب فتفاجأت بما رأت و توقفت عن التنفس و شعرت بالاضطراب الشديد…….. هل يريدون مقابلتي ؟؟؟ هل مازالوا يذكرونني؟؟؟

******************************
**************


.........................

الجزء التاسع



فتحت سعاد الباب وهي تشعر بالخجل :
جلنار............السلام عليكم
سعاد ............وعليكم السلام
شويكار.......... مش هتقوليلنا اتفضلو؟
سعاد ............أتفضلوا طبعا

شويكاروهي تنظر الى سعاد
.................ما شاء الـله زي القمر
سعاد وهي تحاول التأكد مما فهمته
................هو حضرتك …….
جلناار .........ايوة يا سعاد الحمد للـه بقت بتشوف
سعاد و هي تحتضن شويكار
................ألف حمد لـله على سلامتك
شويكار.............الـله يسلمك, كده برضو يا سعاد تسيبينا؟
سعاد...............معلش و الـله غصب عني
شويكار............احنا عرفنا اللي حصل
سعاد..............مفيش حاجة خالص بس كان لازم امشي
شويكار................طب وفهد ؟؟؟
سعاد...............ماله الأستاذ فهد؟
شويكار.............مفكرتيش تسألي عليه؟
سعاد..............يا رب يكون مبسوط مع صافى
شويكار............صافى ؟؟
سعاد...............مش هما اتجوزوا؟
شويكار.......... وقد فهمت ..لا يا سعاد .فهد ساب صافى بعد اللي عملته معاكي
هاله................ايه؟؟؟؟
جلنار .............وفضل يدور عليكي من يوميها
سعاد..............يدور عليا انا؟
شويكار...........فهد بيحبك يا سعاد
سعاد ............انا مش مصدقة اللي بسمعه
جلنار............بيحبك يا سعاد.. بيحبك حب حقيقي
سعاد ..............بس ده عمري ما قالي حاجة
شويكار............كان مش متأكد من مشاعره ناحيتك

سعاد شعرت أنها تحلم
أيمكن أن يحبها فهد
أيصبح حلمها حقيقة ؟ !!!!




كان فهد يجلس في انتظار مكالمة هاتفية من والدته حتى يعرف ما الذي جرى مع سعاد
وظل يفكر …
هل أرتبطت بشخص آخر خلال تلك المدة
هل سترفض حبه ……
أحس بأنه لا يستطيع الأنتظار فقرر الاتصال بوالدته ليطمئن ……..
لم يعد يطيق الإنتظار…


***************************************

في منزل ايمن
قرر ايمن مفاتحة والده في رغبته في خطبة سعاد
ايمن ..............مساء الخير يا بابا
اشرف ............مساء الخير يا ايمن , ها أخبارك ايه؟
ايمن ..............تمام …. بابا …. أنا عايز أخطب
اشرف ............أخيرا , ومين بقى اللي قدرت تعمل فيك كده
ايمن ..............سعاد
اشرف ............سعاد مين؟
ايمن ..............اللي بتشتغل في المكتب عند حضرتك

نظر اشرف لابنه نظرة غاضبة
فهو لا يوافق على ارتباط ابنه الوحيد من فتاة في مثل ظروف سعاد
فهي من عائلة بسيطة كما أنها تعيش بمفردها ……………………………………….

شويكار وهي تشرب العصير الذي قدمته لها سعاد
سمعت رنين هاتفها فنظرت الى الرقم قائلة:
شويكار............ وهي تضحك.......ده فهد
جلنار...............تلاقيه عايز يطمن
شويكار.............ها يا سعاد أطمنه و لا أيه؟
سعاد ابتسمت بخجل و لم تستطع الكلام
شويكار.............ألو
فهد ................ايوه يا ماما
شويكار.............مش اتفقنا أن أنا اللي هتصل بيك
فهد................أصلك طولت أوي
شويكار............طيب
فهد ...............ها ايه الأخبار؟
شويكار............. و هي تحاول إغاظته .........أخبار ايه؟
فهد .................ماما
شويكار.............. تضحك ............كله تمام
فهد ...................بجد
شويكار...............حتى خد كلمها بنفسك

وجدت سعاد هاتف شويكار في يدها
وفهد ينتظر التحدث اليها فشعرت بالخجل لكنها قالت بصوت رقيق:
سعاد ................الو
فهد...................ياااااااااااه أخيرا لقيتك
سعاد ...............أزيك؟
فهد ................بقيت كويس لما اطمنت عليكي
سعاد ..................طب الحمد لـله
فهد..................لازم نتقابل و نتكلم
سعاد .................. بس
فهد ................مفيش بس
سعاد ...............مش عارفة
فهد ................أرجوكي يا سعاد محتاج أتكلم معاكي
سعاد ..............زي ما تحب
فهد................ نتعشى سوا النهارده
سعاد............... تبتسم.....اوكيه

************************

دخلت سعاد الى المطعم الراقي الذي ينتظرها فيه فهد و كانت ترتدي فستانا وردي اللون و تركت شعرها منسدلا و وضعت ملمع للشفاة و كانت تشعر بالسعادة ممزوجة بالخجل فها هي ستقابل حبيبها
و أرتسمت على شفتيها ابتسامة رقيقة عندما وجدت فهد يجلس على أحدى الطاولات و عندما رآها وقف ليستقبلها و هو يبتسم ابتسامة مليئة بالعتاب …………………………..

في منزل ايمن كان يحاول أقناع والده الغاضب بزواجه من سعاد:
ايمن.........يا بابا سعاد خريجة آداب و خلاص اتعينت معيدة في الجامعة
و أنت بنفسك أتعاملت معاها و عرفت أخلاقها
اشرف .........يا ابني الجواز مش بس بالتعليم في اعتبارات تانية
ايمن ...........زي أية؟
اشرف...........الجواز مش اتنين بس الجواز بيبقى عيلتين بيندمجوا في بعض
ايمن ............و هي ايه ذنبها ان باباها و مامتها اتوفوا؟
اشرف ..... …. سعاد مش مناسبة ليك اجتماعيا وعيلتها مش من مستوى عيلتك
ايمن .............بس يا بابا انا بحبها
اشرف ..........و أنا مش موافق

ايمن وهو ينظر بتحدي الى والده
.................وأنا هتجوزها سواء حضرتك وافقت أو رفضت

غادر ايمن المنزل بينما ظل والده يفكر كيف يبعد سعاد عن ابنه الوحيد

**************************

اقتربت سعاد ببطء من فهد الذ اقترب منها و عيناه مليئتان بالحب
فهد...............أعمل فيكي ايه؟
سعاد بخجل........أزيك يا فهد؟
فهد...............يااااااااه هو اسمي حلو كده , تعرفي ده أول مرة تندهيلي باسمي
سعاد.............بجد؟
فهد .............تعالي اقعدي الأول

جلست سعاد في الكرسي المقابل لفهد
ووضعت يدها برقة أسفل ذقنها و ظلت صامتة تتابعه بعينيها
فهد.............ليه؟
سعاد............ليه ايه؟
فهد.............ليه هربت مني؟
سعاد............انا هربت من الموقف اللي اتحطيت فيه
فهد...............أرجوكي سامحيني عن اللي حصل يوميها
سعاد.............انت ملكش ذنب , أنا اللي حظي كده
فهد..............صدقيني كل ده هيتغير
سعاد...............أنا أتعينت في الكلية
فهد...............ألف مبروك يا دكتور
سعاد......... وهي تضحك.......الـله يبارك فيك
فهد..............لو تعرفي بحب ضحكتك قد ايه !!
سعاد.............للدرجة ده؟

فهد..............أنا بحبك يا سعاد
حبيتك من لحظة ما فتحت الباب لقيت أجمل بنت واقفة بتبصلي وعينيها كلها طيبة
وقلق و خوف .بحبك لما بتتكلمي .لما بتضحكي … حتى و انت دموعك بتنزل … ساعات كنت باغير من رامى و بيبقى نفسي أخبيك منه …
بس كنت باقول يمكن تكوني معجبة بيه

سعاد........لا رامى من الاول متفقين اننا اصحاب وبس

فهد.....
تعرفي يوم حفلة عيد ميلاد ماما لما نزلت من السلالم أتأكدت أنك هتكوني مراتي في يوم من الأيام

سعاد............أنا أكيد بحلم
فهد...............انا عايزك تحلمي علطول و أنا هحققلك كل أحلامك

سعاد.............تعرف اول مرة شوفتك فيها حسيت أني غرقت جوه عينيك … بجد … مكنتش حاسة بأي حاجة غير أنك بتبصلي …
بس قلت يمكن خفت منك عشان كان أول مرة أتقدم لوظيفة

فهد..............وامتى حسيت انك بتحبيني؟

سعاد ...........ووجهها يحمر خجلا.....
يوم ما كنت بتلعب بلاي استيشن مع رامى
كنت بابصلك و أنا قلبي بيدق جامد و ساعتها عرفت ان هو ده الحب

فهد.............أنا عايز آخدك و أطير بيكي بعيد

سعاد........... ضاحكة.......هتوديني فين؟

فهد .........بشوق بالغ .........على أقرب مأذون
سعاد...............مش بسرعة كده

فهد..........ايه؟؟؟؟
بقالي سنة بدور عليكي و تقوليلي مش بسرعة !!!!

سعاد................أصلي بحضر للماجستير و كمان بشتغل

فهد.................الشغل انسيه خالص و الماجستير بعد الجواز أعمليه براحتك
سعاد................بس أنا عايزة أشتغل
فهد.................ليه بس تتعبي نفسك أحنا نتجوز و مش هتحتاجي أي حاجة

سعاد … صمتت وهي تفكر …
هل زواجها بهذه السرعة صواب ام خطأ ؟؟؟؟؟


*******************************

وصل ايمن النادي ليجلس مع صديقه عمرو
عمرو...........مالك يا معلم
ايمن.............مفيش
عمرو............عليا برضو
ايمن.............أبويا يا سيدي
عمرو............عملك ايه ؟
ايمن..............مش عايزني اتجوز سعاد
عمرو.............سعاد بتاعت الكلية؟
ايمن................ايوة
عمرو.............متزعلش مني يا ايمن ابوك معاه حق
ايمن...............معاه حق في ايه؟
عمرو..............يا ابني البنت سوري يعني على قدها اوي
وانت عيلتك كلها مراكز و مستويات عالية
ايمن...............يا عمرو انا بحبها و بعدين دى محترمة و متفوقة
وأجمل بنت عرفتها في حياتي
عمرو..............للدرجه دى؟
ايمن ...............و اكتر
عمرو...............و اللي يخليك تتجوزها !!
ايمن ................اديله اللي هو عايزه

نظر عمرو الى ايمن نظره ممتلئة بالخبث ………..



*************************

دخلت سعاد إلى مقر عملها و مازالت تفكر في لقائها بالأمس مع فهد و عرضه الزواج عليها و قد طلبت منه فترة للتفكير حتى ترتب أمورها وتعتذر لصاحب العمل , فور جلوسها على مكتبها أستدعاها الأستاذ اشرف فذهبت الى مكتبه:

سعاد..........صباح الخير يا مستر اشرف

اشرف و تبدو عليه علامات الضيق
.................اتفضلي اقعدي
سعاد...........خير يا فندم في حاجة
اشرف بعد صمت طويل.
.................أنا عايزك تبعدي عن أبني
سعاد وهي لا تصدق ما تسمعه.
................حضرتك بتقول ايه؟
اشرف ...............عشان تكوني عارفة
أنا عمري ما هوافق ان ايمن يتجوزك شوفيلك حد من مستواكي

وقفت سعاد بغضب و لاول مرة تشعر أنها يمكنها الدفاع عن نفسها ممن يشعرونها بأنها من طبقة تختلف عنهم
.......................مفيش داعي تقولي الكلام ده
وعلى فكرة انا عمري ما فكرت في ايمن غير كزميل في الكلية
وأي فكرة تانية موجودة عنده هو بس ,

و استدارت لتخرج لكنها توقفت لتقول له

سعاد.................على فكرة انا مش هآجي الشغل تاني
عشان هتجوز من انسان بيحبني و بحبه …..
عقبال ايمن ان شاء اللـه

ظل اشرف ينظر اليها و هو يفكر
هل ما تقوله حقيقي أم انها ستتزوج من ابنه رغما عنه؟!!!!!!!



ايمن كان يجلس في غرفته يحاول استيعاب ما عرضه عليه عمرو صديقه بالأمس
و تذكر ما دار بينهما:
عمرو............بص بقى يا معلم انت تكتبلها ورقة عرفي
ايمن.............ايه اللي بتقوله ده عرفي؟
عمرو............أومال هتخلي أبوك يقاطعك
ايمن.............و فيها أيه أتجوزها و نعيش مع بعض

عمرو وهو يطلق ضحكة شريرة
..................يا سلاااام و الفلوس و العربية و العز اللي انت عايش فيه
.................ولا عايز تشتغل و تقبض 500 جنيه وتاكل عيش و جبنة

ايمن مفكرا............لا بس انا هحاول اقنع بابا
عمرو..................اسمع كلامي ابوك عنيد و ممكن يودي سعاد في ستين داهية
........................ لو حس أنه ممكن توافق تتجوزك غصب عنه
ايمن...................معقول؟؟

عمرو..................أنت متعرفش أبوك ولا ايه؟
........................ابوك واصل يا ابني
........................والبنت غلبانة هتفرح بيك هتعيشها عيشة عمرها ما تحلم بيها
......................وهتحس انها معملتش حاجة غلط لما تتجوزوا عرفي

ايمن.................انت دماغك ده ايه؟ ده انت شيطان
عمرو................و لا شيطان ولا حاجة انا بس الدنيا علمتني كتير
ايمن.................بس سعاد لا يمكن توافق
عمرو................ما انت هتعلقها بيك في الأول و بعدين هتعمل اللي أنت عايزه
ايمن ..................يا سلام !!!!

عمرو...................ايه يا معلم ده انت معلق نص بنات البلد
.........................هتغلب في ست سعاد بتاعتك ده

ايمن ...................لا مش هغلب بس ………..
عمرو....................يلا يا ابني اعمل اللي قولتلك عليه و ابقي ادعيلي
ايمن....................يخربيت دماغك
عمرو..................عشان بس تعرف

ايمن ظل طوال الليل يفكر فيما عرضه عليه عمرو لكنه كان يشك أن توافق سعاد
لكنه قرر المحاولة .


*****************************

ذهبت سعاد الى بيتها ...
وهي تشعر أنها حرة فلأول مرة تقرر مصيرها دون أن ترغمها ظروفها على الصمت
وأعدت طعام الغداء و جلست تتناوله في صمت و سمعت رنين هاتفها:
سعاد..........الو
فهد............الو يا حبيبتي
سعاد..........ازيك يا فهد؟
فهد...........بحبك
سعاد.........وازي طنط شويكار؟
فهد...........بتحبك برضو

سعاد تضحك بخجل
..................اخبارك ايه؟

فهد..............انت معزومة عالغدا معانا بكرة ان شاء الـله
سعاد.............حاضر
فهد..............عشان نحدد كلنا ميعاد الفرح
سعاد............انت مستعجل اوي كده ليه؟
فهد.............يعني مش عارفة؟
سعاد............عارفة عارفة , على فكرة انا سيبت الشغل النهارده
فهد.............برافو عليك انت ركزي في دراستك وفيّ و بس
سعاد............حاضر
فهد..............هعدي عليكي بكرة ع الساعة اربعة تكوني واقفة تحت
سعاد............حاضر اربعه بالثانية هكون تحت
فهد.............باي دلوقت عشان عندي اجتماع هكلمك بالليل أطمن عليك
سعاد............باي
فهد..............باي بس
سعاد............باي و مع السلامة
فهد ............ماشي يا سعاد باي
سعاد .............باي

سمعت سعاد طرقات على الباب فقامت لترى من الذي يزورها في هذا الوقت نظرت من العين السحرية فرأت أمامها مفاجأة ……انه ايمن ……
مفاجأة غير سارة......

**********************
********************


الجزء العاشر والأخير



نظرت سعاد من خلف الباب لتجد ايمن يقف أمامها فأحست بالغضب منه لجرأته على زيارتها في المنزل فقالت له دون أن تفتح:
سعاد............عايز أية يا ايمن ؟
ايمن .......... من فضلك أفتحي يا سعاد
سعاد ..........أنت عارف أني عايشة لوحدي
ايمن ..........طيب خلاص هستناكي تحت
سعاد...........عايز تقول ايه ؟ أظن باباك قال كل حاجة
ايمن ..........بابا !! قالك ايه؟
سعاد...........أرجوك أمشي و أنسى انك كنت تعرفني
ايمن ..........لو مفتحتيش أنا هعلي صوتي
سعاد...........لا لا أرجوك عشان الجيران ….. طيب أنزل و أنا هجيلك تحت
ايمن ..........قدامك عشر دقايق

تبعته بعينيها حتى نزل و ظلت ترتعش من الخوف …..
ما الذي يحدث ….. كيف ستتصرف الآن؟

**************

فهد كان مستلقي على فراشه يفكر في سعاد ويتخيلها في فستان الزفاف و كان يبتسم
وسمع رنين هاتفه فأجاب بفرح شديد:
فهد ........لسه كنت بفكر فيكي
سعاد و هي تبكي
..................فهد
فهد .............مالك يا سعاد بتعيطي ليه؟
سعاد............ممكن تجيلي بسرعة؟
فهد ........... خمس دقايق هكون عندك بس قوليلي مالك
سعاد...........تعالى بسرعة لو سمحت
سمع فهد صوت طرقات شديدة على الباب و صوت سعاد تصرخ من الخوف فأغلق الهاتف و هرع لنجدتها .


***************

رامى يجلس في منزل ميرفت و هو سعيد لأنه قرر خطبتها و قد استقبله والداها بترحاب شديد:
رامى ............طلباتك يا عمي؟
الأب .............أهم حاجه تراعي **** في ميرفت و تحطها في عينيك

رامى و هو ينظر الى ميرفت
.....................متخافش يا عمي

الأم ..............طلباتنا يا ابني اللي تقدر عليه
رامى ............خلاص كده مفيش مشاكل تحبو نعمل الخطوبة امتى؟
الأب..............شوفوا الميعاد اللي تتفقوا عليه انت و ميرفت

خرج الأب والام تاركين العروسين وحدهما و كان كلاهما يشعر بالخجل:
رامى.............مبروك يا ميرفت
ميرفت ..........الـله يبارك فيك
رامى............يناسبك يوم ايه عشان نعمل الخطوبة؟
ميرفت ..........ممكن كمان أسبوعين عشان أحضر نفسي
رامى............زي ما تحبي , أنا فرحان أوي
ميرفت و هي تبتسم
.................و أنا كمان
رامى...........تعرفي أنا عمري ما فكرت أخطب أي بنت قبل كده
ميرفت ........أبدا أبدا
رامى و هو يرقق صوته ليقلدها
................أبدا أبدا
ميرفت وهي تضحك
................و ايه اللي أتغير المرة دى؟

رامى..........لقيت بنت رقيقة شدتني من غير ما تعمل زي البنات اللي عرفتهم طول حياتي … أتعلقت بيها بعد مدة قصيرة … و قررت اتجوزها
ميرفت ........و أفرض انى موافقتش؟
رامى...........يا سلام ليه يعني ...ده أنا حتى عريس لقطة
ميرفت .........**** يخليك ليا
رامى مغازلا اياها
...................أموت انا بقولك ايه ما ………….

توقف رامى عن الكلام ليجيب على هاتفه:
رامى ............ألو يا فهد
..................ايه؟
..................طب انت فين دلوقت؟
..................أنا جاي حالا

ميرفت ..........خير يا رامى؟
رامى............مش عارف , فهد كلمني وقالي تعالالي على القسم
ميرفت .........ان شاء الـله خير ابقى طمني
رامى............ هكلمك ان شاء الـله

غادر رامى و هو يشعر بالقلق على فهد ….. ما الذي حدث ؟؟؟؟؟؟



********************

جلست سعاد تبكي في حديقة القصر و بجوارها كلا من شويكار و جلنار يحاولان تهدئتها :
شويكار ........خلاص يا سعاد الحمد لـله أنها جت على قد كده
جلنار ..........فعلا يا سعاد الحمد لـله

سعاد و هي لا تستطيع التوقف عن البكاء
................ده طول عمره محترم معايا و هو اللي جابلي الشغل في مكتب باباه

شويكار.........أهوه خد جزاءه و أتعمله محضر

سعاد ............أنا نفسي أعرف أزاي يفكر فيا كده ….
أنا نزلت كلمته تحت زي ما طلب مني
ولقيته بيقولي انه عايز يتجوزني عرفي
فطبعا هزأته و طلعت شقتي طلع ورايا و مصمم يدخل فخفت و كلمت فهد
بعد شويه سمعتهم بيتخانقوا و الجيران اتصلوا بالبوليس
وخلاص سمعتى بقت زي الزفت في العمارة …

جلنار............بصي يا سعاد انت ملكيش قعاد لوحدك تاني ,
انت تيجي تعيشي هنا مع شويكار وفهد يجي عندي لغاية ما تتجوزو

شويكار ............و أحنا هنرتب للفرح بسرعة .فهد مش ناقصه حاجة
سعاد................مش عارفة من غيركم كنت هعمل ايه؟؟

شويكار وهي تحتضنها
...................متقوليش كده يا سعاد احنا أهلك دلوقتي

سعاد و قد بدأت تهدأ
...................ربـنا يخليكو ليا


*****************
رامى و فهد و هما يخرجان من قسم الشرطة:
رامى ............أنا أول مره أشوفك متعصب كده

فهد .............أنت لو كنت شوفت البني آدم ده كان بيخبط على الباب أزاي
كنت ممكن تموته مش تضربه

رامى............ولا باباه مش ممكن راجل فظيع

فهد.............عشان غني فاكر نفسه أعلى من الناس

رامى وهو يضحك
.................بس الواد وشه بقى شوارع … ده أنت طلعت وحش يا فهد

فهد.............ده وقت هزار بذمتك ؟؟
رامى..........لا بجد انت موته من الضرب
فهد...........ده لولا الجيران خلصوه من أيدي كنت زماني مسجون
رامى.........تعرف لما كلمتني كنت فين؟
فهد ..........كنت فين يا رايق؟
رامى.........كنت باخطب ميرفت
فهد..........بجد؟
رامى.........آه والـله وأتفقنا أننا نتجوز بسرعة , ما تيجي نتجوز في نفس اليوم ؟

فهد و هو سارح............**** يسهل

رامى ...........سرحان في ايه؟ أوعى تكون صدقت كلام الواد ده و أبوه؟
فهد..............لا لا بس خايف يحاولوا يأذوا سعاد
رامى............متخافش دول آخرهم تهويش بالكلام
فهد ............على رأيك


*************

بعد مرور شهر كانت سعاد في غرفتها في القصر ترتدي فستان زفافها الذي كان رقيقا و مغطى بالكامل بورود بيضاء صغيرة و كانت تضع تاجا من الورود و شعرها ينسدل على ظهرها بلونه الأسود الرائع و سمعت طرقات على باب الغرفة ثم دخلت شويكار:
شويكار...........بسم الـله ما شاء الـله
هاله ..............أيه رأيك يا طنط؟
شويكار...........زي القمر يا حبيبتي , خدي بقى ألبسي ده

سعاد وجدت ان شويكار هانم تعطيها علبة تحوي عقدا و أقراطا من اللؤلؤ أرتدتهما و كانا يزيداها جمالا فدمعت عيناها:
سعاد.............حلوين أوي
شويكار و الدموع تلمع في عينيها
................دول شبكتي اللي قدمهالي بابا فهد يوم فرحنا و كنت بستنى يوم جواز فهد من انسانة بيحبها عشان اقدمهالها

سعاد.............ده أحلى هدية جاتلي في حياتي

شويكار...........أوعديني تلبسيها لبنتكم يوم فرحها
سعاد................إن شاء الـله

دخلت جلنار عليهما
...................أيه ده أنت بتعيطوا !! مش ممكن ده فرح يا جماعة

أبتسمت سعاد
..................ده دموع الفرح يا طنط
أشرقت .........أيه الجمال ده يا عروسة
سعاد ............شكرا عقبال رامى وميرفت
أشرقت ..........إن شاء الـله كمان اسبوعين هيكون الفرح
شويكار.........ربـنا يسعدهم
أشرقت..........يلا بقى عشان المعازيم مستنين العروسة و العريس
شويكار ........خلاص أنا هروح أجيب العريس

كان فهد في غرفته مع رامى يستعدان للزفاف :
رامى...........الليلة ليلتك يا عريس
فهد ...........بطل هزار شوية
رامى .........عقبالي يا رب
فهد ..........هانت كلها كام يوم و تحصلني
رامى .........هو انت حاسس بأية؟
فهد ..........فرحان و قلقان كده يعني
رامى ......... فرحان و فهمناها ..لكن قلقان دى مش مطمناني
فهد ...........احترم نفسك

دخلت شويكار
................ما شاء الـله يا حبيبي ربـنا يحفظك
باسل..........ماما ايه أخبار سعاد ؟
شويكار........جاهزة و مستنياك عشان تنزلوا تحت

ذهب فهد الى غرفة سعاد و عندما رآها تقف في منتصف الغرفة بفستانها الأبيض شعر أنها كما يتخيلها دائما أميرة من الأساطير ….. نظرت له بخجل فقال لها و هو يمسك يديها بين يديه:
...... ..........أنا أكيد بحلم
سعاد...........و أنا كمان مش مصدقة
فهد............بحبك يا سعاد بحبك اوي

أبتسمت سعاد بخجل……… جاءهما صوت رامى:
رامى ..........أيه هنستناكو كتير؟؟
فهد ............أنت مش ممكن
رامى...........أصلي بصراحة غيران منكم
سعاد ..........عقبالك يا رامى
رامى..........فاضل أسبوعين بحالهم يا سوسو
فهد ...........يا ابني هانت اصبر
رامى .........أديني صابر و يلا بقى . المعازيم زهقو

نزل العروسان و عزفت الفرقة الموسيقية أغنية (ألف ليلة و ليلة ) وكانت مناسبة لفخامة القصر و جمال العروسين و بدأ الحفل الذي أستمر حتى الساعات الاولى من صباح اليوم التالي و بعدها صعد العروسان الى غرفتهما ليرتاحا قليلا ثم يسافران ليقضيان شهر العسل في فرنسا , و فور دخولهما الغرفة حتى نظر فهد إلى سعاد
سعاد بخجل.........بتبصلي كده ليه؟
فهد ............ عايز نعمل حاجة كدة
سعاد........ حاجة ايه
فهد..........اكيد القراء مستنين شوية صهللة
سعاد........لا متقلقش ..القراء مستمتعين بالتخيل
فهد.......... يعنى اقول لهم اتخيلو
سعاد.........ايوة خليهم يتخيلو

فهد ...........عايز أتأكد أني مش بحلم
سعاد ..........كل ده و حلم؟
فهد ...........الحمد للـه أننا أتجمعنا على خير
سعاد ..........الحمد لـله
فهد ...........يلا بقى أرتاحي شوية عشان هنسافر كمان ساعتين إن شاء اللـه
سعاد...........حاضر

أبدلت سعاد ملابسها و أرتدت فستانا طويلا أخضر اللون بينما أرتدى فهد شورتا أسود و قميصا أبيض و نزلا ليودعا شويكار قبل سفرهما:
فهد ............ماما انت نمتي؟
شويكار و هي تفتح عينيها
..................لا يا حبيبي مستنية أسلم عليكم
سعاد............حضرتك تعبتي أوي امبارح
شويكار.........لا ابدا يا حبيبتي , خلوا بالكم من نفسكم
فهد ...........متقلقيش أول ما نوصل هنتصل بيكي
شويكار.........تروحوا و ترجعوا بالسلامة إن شاء الـله

سافر العروسان الى العاصمة الفرنسية و قضوا شهرالعسل الذى مر كأنه يومان و شعرت سعاد أنها تعشق زوجها الحنون و الذي عوضها الـله به عما قاسته في حياتها وكانت تشكر الـله في كل صـلاة على نعمه العديدة التي أنعمها عليها ….. و كانت تشعر بوالدتها سعيدة لأجلها فقد رأتها في أحلامها كثيرا تبتسم لها

**********************
*********************
******************* بعد عمر تانى
*****************

دخلت سعاد غرفة أبنتها شهيرة يوم زفافها و قدمت لها عقد اللؤلؤ والأقراط و قالت:
..................مبروك يا حبيبة مامي
شهيرة .............ميرسي يا مامي ده حلو أوي
سعاد.............دى كان هدية ناناه شويكار الـله يرحمها يوم فرحي
و كان شبكتها من جدو الـله يرحمه و وصتني أقدمهولك يوم فرحك
و أنت ان شاء الـله هتقدميه لبنتك يوم فرحها
شهيرة ...........إن شاء الـله يا مامي
أحتضنت سعاد أبنتها و اوصلتها الى فهد الذي اصطحبها حتى سلمها الى زوجها و وقف فهد و هو يضع ذراعه حول كتف سعاد:
فهد ........ياااااه الحمد لـله
سعاد وهي تبكي......هتوحشني أوي
فهد ............معلش يا حبيبتي ربـنا يسعدها
سعاد ...............يا رب
فهد ..............عارفة بتفكرني بمين؟
سعاد .............بمين؟
فهد ................بيكي يوم فرحنا …. كنتي زي القمر ….. يا سوسو
سعاد ...............و دلوقت؟؟؟
فهد وهو يضمها الى صدره :كنتي و هتكوني أميـرتي
فهد....
عذبة انت كالطفولة كالاحلام كاللحن البديع

سعاد....حيلك حيلك
انت ف اخر القصة جاى تعمل لنا فيها ابو القاسم الشابى وتقول غزل وشعر

فهد.....اومال اقول ايه

سعاد........قول الحمد للـه انه جمعنا على خير
وجوزنا بنتنا على خير عقبال عبد اللـه وعبدالرحمن

فهد....الحمد للـه رب العالمين

*************** تمت

.
 
  • عجبني
  • حبيته
  • انا سخنت كده ليه
التفاعلات: النسر المحلق, Medo said, Adel05 و 19 آخرين
تم إضافة الجزء الثاني
 
  • عجبني
التفاعلات: Ahmed Sha3ban
تم إضافة الجزء الثالث
 
بجد قصه مؤثره جدا
 
قصة من الروائع
 
يسلموو ع المجهود العظيم ..
فى انتظار الجديد
 
تسلم يااعظم فنان رقم واحد فى كتاب اعظم قصص فعلا انا كل مبفتح بدور على قصص جديدة ليك لانك موبدع وتستحق كل التقدير تحياتي وتقديري لك
 
شكلها يجنن كمل رووعه
 
تم إضافة الجزء الرابع والخامس
 
اكثر من رائع
 
تم إضافة الجزء السادس
 
  • عجبني
التفاعلات: justinofun
مُبدع ❤️
 
  • عجبني
التفاعلات: justinofun
قلوب أضناها الحنين



في أحدى الغرف في بيت للطالبات المغتربات
كانت سعاد نايمة
وشعرها الاسود مفروش ع المخدة
الساعة 8 الصبح قامت من نومها نشيطة
بالرغم من انها سهرت ع المذاكرة
سعاد فى العام الدراسى الاخير آداب قسم فرنساوى ..جامعة القاهرة
اتشطفت واتوضت وصلت
عشان حتروح الكلية معاها محاضرة الساعة عشرة
وعشان ظروفها المادية
بتاخدها مشى من بيت المغتربات لحد الجامعة توفر مصاريف المواصلات
عشان هى من اسرة فقيرة ابوها متوفى وامها كبيرة ف السن
هى من احدى قرى محافظة المنيا
امها ربتها بعد وفاة ابوها من وهى طفلة
لبست بنطالونها الجينز وقميص ابيض طويل وجزمتها اللى عفى عليها الزمن
سرحت شعرها ولبست نضارة شمسية
اخدت شنطتها وحطت مذكراتها
قفلت باب الاوضة بالراحة عشان خاطر زميلتها وصحبتها نجاة
نجاة مش متعودة تصحى بدرى ولا بترتبط بمحاضرات معينة
عشان نجاة كلية تجارة فمدياها طناش
نزلت الشارع فى رحلتها اليومية
زمن الرحلة حوالى ساعة الا ربع مشيا ع الاقدام
ف الطريق اشترت سندويتش فول وكوباية شاى فى مطعم رخيص نوعا ما

بعد ما خلصت فطارها كملت طريقها
مهتمتش بنظرات الاعجاب من الشباب التافه اللى بيصادفها
سعاد قوامها جميل وعيونها عسلى وواسعة اجمل مافيها
رموشها طويلة ومناخيرها صغيرة
وشفايفها تحسها حبة فراولة مقسومة نصين

وصلت سعاد الى قاعة المحاضرات
و كانت سعيدة لأن النهردة هو يوم الخميس الأول من الشهر
اخر النهار ترجع البلد تزور امها وتبات معاها الليلة
ويوم الجمعة اخر النهار ترجع بمصاريف الشهر
ايوة مصاريف الشهر اللى مش بتكفى 10 ايام
وباقى الشهر ما يعلم بيه الا ****
بتاكل من اول الشهر وجبة واحدة ف يوم واليوم التانى وجبتين
يعنى ان فطرت وهى رايحة متتغداش
وان اتغدت متتعشاش وربك مسيرها بحكمته
وسعاد دايما راضية بحكمة ربنـا وتقسيمه للارزاق
عمرها ما زعلت عشان مش معاها هدوم زى باقى البنات
ولا عمر فكرت يكون معاها محمول زى كل البشر
لكن تتميز بقوة الشخصية والاخلاق المهذبة
كان ليها كتير اصحاب عشان هى متفوقة دراسيا
فالكل بيستفاد منها ومن تفوقها البارز
ودايما من التلاتة الاوائل كل سنة فى دفعتها
كانت منتظرة اليوم اللى تتخرج فيه
ويبعتولها انها اتعينت معيدة ف الجامعة
عشان تسعد امها وتريحها بعد عناء سنين وتوفر فلوس معاش امها
المعاش اللى مش عارفة هى نفسها ازاى مكفيها ومكفى امها وعلاجها
وسرحت سعاد شوية ف امها


( وحشتيني أوي يا امى… خلاص فاضل كمان محاضرتين و أركب القطر و اجيلك وأبات في حضنك النهارده … يا ترى عملتيلي البامية اللي بحبها ؟ ولا صينية البطاطس ؟ احسن بطني قرقرت من الفول والطعمية ….
ياااه يا رب الوقت يفوت بسرعة بقى ...امى وحشتنى)

اخيرا خلصت اخر محاضرة
واول ما وصلت باب القاعة عشان تخرج
واحد زميلها اسمه ايمن بينادى عليها..
ايمن معجب بيها ومش عارف يخبيه عشان كدة اعجابه باين

ايمن.... سعاد ..انت رايحة فين علطول كدة ؟

سعاد عايزة تنهى الكلام بسرعة عشان تحصل القطر
سعاد....معلهش يا ايمن مسافرة البلد النهردة وعايزة احصل القطر ..عن اذنك

ايمن....تعالى اوصلك بعربيتى

سعاد...بقالك 3 سنين ودى الرابعة
قلتها لك قبل كدة مليون مرة وحاقولهالك تانى
مش باركب عربيات مع حد

ايمن ...بس احنا زملا فى كلية واحدة

سعاد...معلهش يا ايمن ..عن اذنك

تكمل سعاد طريقها وايمن واقف بيتابعها بعيونه
ويجيله صوت صاحبه عمرو

عمرو....اييييييييه يا بني رحت فين؟

ايمن...البت دى حتجننى يا عمرو

عمرو...انا مش عارف ايه اللى عاجبك فيها ؟

أي نعم حلوة بس بلدي أوي و مش من مستواك خالص

ايمن...اسكت بقى متتكلمش عنها كده تانى

عمرو...يا بني دى كل البنات هتموت عليك , وانت ناسي انت ابن مين؟

ايمن...لا طبعا مش ناسي بس أنا باحبها بجد

عمرو...بص يا ايمن
سعاد دى بنت جد وحاطة هدف قدامها لازم توصل له

ومش حتسمح لأي حد يوقفها حتى لو كان مين

ايمن...يعني مش حتحبني أبدا؟

عمرو...معتقدش , ويلا بقى يا سيدى النهرده الخميس حنسهر للصبح

ايمن...يلا بينا حنروح فين النهرده؟

عمرو.....انا بقول نروح ديسكو

ايمن ...طيب يلا نتغدى ونغير و ننزل

عمرو.....يلا بينا

*******************************************************

و صلت سعاد محطة الجيزة وقعدت مستنية وصول القطر
و لما وصل تدافع الناس للدخول الى عربية الدرجة الثالثة
ركبت و قعدت جنب ست مسنة فكرتها بوالدتها
و فضلت طوال الطريق تفكر في مستقبلها

وانها عايزة تعوض والدتها عن كل اللى عانته في سبيل تربيتها و تعليمها….

********************

وصلت سعاد قريتها و حست بالراحة و الأمان
ولدت هنا وعاشت طفولتها مع والديها
و هنا تحس بالدفء و السعادة …
هنا تقدر تشم ربحة الحقول الخضرا و أشجار الفاكهة ,
تنفست سعاد بعمق و اسرعت لتذهب الى منزلها الحبيب و والدتها الغالية .

خبطت الباب لكن الباب لم يفتح ….
أنت فين يا ماما ؟

أنت نايمة ولا طلعت لشرا حاجة البيت ؟
راحت تخبط باب جارتها الست فتحية لتسألها عن امها

سعاد.....السلام عليكم يا حاجه فتحية , متعرفيش ماما فين؟

فتحية بحزن......حمدللـه على سلامتك يا ضنايا

سعاد بخوف......هي ماما فين؟

فتحية......اطمني يا بنتي مامتك بخير بس هي بعافية شوية
و دناها المستشفى العمومي من يومين

مكملتش كلامها مع الست فتحية
لكن اخدتها جرى للمستشفى تشوف امها مالها,
وصلت للمستشفى العام الوحيدة الموجوده في قريتها البسيطة و سألت عن امها
و عرفت أنها موجودة في الدور الأول الخاص بأمراض الكلى ,
اخدت السلم وهي بتنهج من أثر الجرى الطويل
وصلت الاوضة الى فيها امها
لقيت ناس كتير على سرر
فضلت تدور على امها لحد ما شافت وشها
قربت سعاد من والدتها و قبلت رأسها برفق وقالت بصوت خافت:

سعاد.....ماما … أنا جيت يا حبيبتي

امها تفتح عينيها ببطء عشان تشوف وش طفلتها الغالية
وقالت...سعاد .. حمدلله على سلامتك يا حبيبتي .. وصلت امتى؟

سعاد والدموع ف عينيها......لسه واصلة وجيتلك جري

الأم.......متعيطيش يا حبيبتي , أنا كويسة

سعاد و هي مش مسيطرة على نفسها وبتبكى .........حاسه بإية؟

الأم.... شوية وجع خفيفة يا حبيبتى ...متقلقيش

سعاد....الدكتور قالك ايه؟

الأم....قالي لازم أعمل غسيل بلازما

سعاد حست بالرعب ...من فين تجيب نكاليف علاج والدتها ؟

سعاد بتطمن والدتها....متقلقيش يا ماما ان شاء الـله هتخفي وترجعي بيتك

الأم.....مش باين يا حبيبتى

سعاد...اوعي تقولي كده تاني
انت هتعيشي لغاية ما تشيلي عيالي ...مش دايما بتدعي ربنـا بكده؟

الأم.....كان نفسي يا حبيبتي أفرح بيك

سعاد....ان شاء اللـه هتكوني كويسة

الأم و الألم بيزيد عليها.....المهم .خلي بالك انت من نفسك

سعاد....و انت كمان
رمت سعاد تفسها في أحضان والدتها و بكت ….
بكت خايفة أنها تفقدها زى ما فقدت والدها قبل كدة ….
خايفة تعيش وحيدة في هذه الحياة القاسية………

يجيها صوت الدكتور من وراها
الدكتور.....أزيك النهرده يا حاجة؟

الام.....بخير يا ابني الحمد لـله

الدكتور....طب يلا عشان معاد العلاج

الأم....حاضر

سعاد.....هي حالتها ايه يادكتور؟

الدكتور....انت بنتها مش كده؟

سعاد....ايوه انا
الدكتور....مخبيش عليك

لازم نعمل غسيل بلازما او نقول فصل بلازما مرتين او تلاتة في الأسبوع
لغاية ما الجسم ينتج مضادات السموم طبيعى
ممكن شهرين الى 6 شهور وممكن اطول من كدة

سعاد....و الغسيل بيتكلف كام؟

الدكتور يبصلها و هو مشفق عليها لصغر سنها.....200جنيه المرة الواحدة و لازم تغسل 3 مرات في الاسبوع
حست سعاد بالدوار
من فين تجيب المبلغ الكبير ده؟
طب ازاى حتعالج والدتها ؟ حتعمل ايه ؟

**********************

ودعت سعاد والدتها بدموعها

و جريت عشان تلحق بالقطر الأخير المتوجه الى القاهرة
عشان تبدأ في البحث عن عمل من بكرة الصبح... فغدا هو يوم الجمعة .

جلست سعاد على مقعدها في القطر و كأنها في عالم تانى ….
هل حتلاقى شغل مناسب ؟ ….
هل ستحصل على راتب يكفي تكاليف علاج والدتها ؟ ….
هل ستستطيع الاستمرار في دراستها و تفوقها في ظل الظروف الراهنة ؟ ….
يارب يسر لي أمري و أشف امى الغالية يا رب مليش سواك يدبر لي أموري بحكمته .. و رحمته .. و كرمه .

دخلت سعاد اوضتها في بيت الطالبات
وتلاقى صحبتها نجاة لسه صاحية

و اول ما بصتلها أنفجرت سعاد ف العياط
فحضنتها نجاة في محاولة منها لتهدئة صديقتها
و عشان تفهم ايه اللى رجعها من بلدها بالليل؟

نجاة بقلق ....مالك يا سعاد....ايه اللي حصل؟

سعاد من بين دموعها.... ماما تعبـانة أوي يا نجاة

نجاة....اهدي بس و احكيلي ايه اللي حصل بالظبط

قعدت هالة على فرشتها وحكت لصاحبتها كل اللى حصل من ساعة ما وصلت البلد
لحد ما رجعت هنا من تانى

الاتنين ساكتين وبيفكرو ازاى يلاقو وظيفة عشان تقدر تدفع مصاريف علاج امها

نجاة ....لقيتها

سعاد....قولى بسرعة

نجاة...انت تقدمي في أي مكتب ترجمة

سعاد تضحك بحزن....بقولك عايزة 2400 جنيه في الشهر
غسيل و حقن بس ده غير باقي الحاجات

نجاة....طيب و موضوع العلاج على نفقة الدولة مينفعش؟

سعاد...علبال ما اعمل الاجراءات تكون ماما راحت مني

نجاة....بعد الشر عليها

سعاد...باقولك ايه تعرفي تجيبيلي الجرايد من أي حد هنا؟

نجاة....بس كده حالا حاروح اوضة سارة وهاجر و ارجعلك هوا

رجعت نجاة و معاها الجرايد والمجلات
وقعدو هما الاتنين يدورو عن وظيفة مناسبة :

نجاة...بصي يا ستي مدرسة في حضانة

سعاد...انا لسة متخرجتش و كمان المرتب هيكون كام 600 ,1000 ميعملوش حاجة

نجاة....طيب ايه رأيك سكرتيرة في شركة؟

نجاة.... والمحاضرات بتاعت الصبح

نجاة....طيب استني هدور تاني

كانت سعاد فاتحة مجلة و لفت نظرها اعلان قصير مكتوب باللغة الفرنسية:

” مطلوب فتاة تجيد الفرنسية لمرافقة سيدة كفيفة و الراتب مغري جدا ”

بصت سعاد للإعلان و كأنها وجدت ضالتها فقالت لصديقتها :
سعاد....هو ده

نجاة....وريني كده
نجاة قرت الاعلان و قالت: ترجمى ويعدها قالت

نجاة...بس يا سعاد يمكن يكون ناس مش كويسين و لا حاجة

سعاد....عندك حل تاني ؟ انا هروح بكره الصبح ع العنوان و ربنـا يستر

نجاة....طيب ندور على حاجة تانية في شركة ولا مجلة

سعاد وهي حزينة و خايفة.....و هو مرض أمي حيستنى

نجاة....طيب انا حآجي معاك الصبح

سعاد...مش عارفة من غيرك كنت حاعمل ايه؟

نجاة تحضن سعاد.....متقوليش كده يا سعاد ده احنا أخوات

نامت نجاة
لكن سعاد باصة من الشباك و هي تفكر ما الذي تخفيه لها الأيام ؟


*************************
ايمن وعمرو خرجو من الديسكو
كل واحد معاه بنت مايصة
بنت...
اما شقة او بلاش
مش حينفع فى الشارع او العربية
انا باحب اقلع ملط خالص

ركبو العربية ووصلو لشقة تبع ايمن
اول ما دخلو بنت منهم وقعت من كتر الرقص ونامت

ايمن وعمرو مسكو التانية
فشخوها فشخ وفضلو يبدلو ما بينهم
لما فيصت منهم
الاتنين راحو للبنت النايمة
قلعوها هدومها والبنت مش مصحصحة خالص
بعد ما قلعوها كل هدومها
ايمن رفع رجليها
حط زبه على كسها
رجع وبله من تانى
ورشقه ف كسها
البنت صرخت صرخة العمارة كلها سمعتها
ولولا الوقت متاخر كان حصل ايه مش عارف
الدم كان بينز من كس البنت
تقوم صاحبتها وتحاول معاها عشان يبطل الدم
البنت كان عمرها يجى 16 سنة وجسمها صغير على قدها

البنت اللى اتناكت
انتو اتفقتو عليا انا وبس
مين قالك تنيك دى
دى بنت عمى جاية زيارة جبتها الديسكو
انا حابلغ البوليس

عمرو خبطها بالبوكس...اغمى عليها
نزلوهم م العمارة
ورموهم قصاد عمارة تانية
والبنات اصلا سكرانة طينة

عمرو سحب ايمن وركبو عربيتهم

الشقة اصلها استراحة لواحد صاحبهم ف اوروبا بيجى كل كام سنة

*****
كفاية نكمل بكرة


كان ياما كان
..........
..........
...........



....................


HLxw2Wb.md.jpg

الجزء الثانى




صحيت سعاد وقامت صلت وصحت نجاة بالراحة
سعاد ....اصحى يا نجاة ..يلا عشان ننزل

نجاة وهى بتتاوب.....ايه يا سوسو لسة الوقت بدرى

سعاد...معلهش حبيبتى عايز اوصل بدرى واكون اول واحدة هناك

نجاة....حاضر حاقوم البس اهو

سعاد لبست هدومها اللى معندهاش غيرها تقريبا
بنطالونها الجينز وقميصها الابيض الطويل
جمعت شعرها ورا ...وفضلت تدعى ربنـا ان يوفقها ويقبلوها

لبست نجاة هدومها ونزلو متوكلين على رب العباد
العنوان فى الزمالك
لما وصلو العنوان وقفو قدامه وهما مبحلقين وفاتحين بقهم
لقيو نفسهم قصاد قصر اثرى قديم او قول سرايا من ايام الخديوى

الاتنين بصو على بعض باعجاب ودهشة وانبهار

نجاة....هى دى الوظيفة ولا بلاش..عينى يا عينى

سعاد...هو يعنى شفتينى اشتغلت وقبلونى ..اسكتى اسكتى

نجاة....ان شاء اللـه حتشتغلى والوظيفة تكون من نصيبك..متقلقيش

سعاد....يا رب ..

دخلت سعاد من البوابة الكبيرة وهى بتترعش
ومعاها نجاة وصلو جنينة القصر
الجنينة مليانة ورد وزهور والريحة كانت ولا اروع
وكل مايقربو من باب القصر بيترعشو اكتر وخايفين

وقفت سعاد قدام الباب عشان تضرب الجرس وهى خايفة
نجاة حست بصاحبتها وبخوفها وهى اللى ضربت الجرس
بعد دقيقتين فاتو كأنهم سنة الباب اتفتح
يظهر قدامهم شاب فى غاية الشياكة وريحة البرفان
بصت سعاد ف عنيه الزرقا ومقدرتش تنزل عيونها
فضلت مبحلقة فى الشخص اللى قدامها ولسه خايفة

الشاب قطع عليها السكون والصمت وقال....اى خدمة يا انسات

نجاة وهى بتهز سعاد تفوقها...
السلام عليكم..احنا جايين عشان الاعلان بتاع الوظيفة اللى ف المجلة

الشاب بص ف المجلة اللى ف ايد نجاة.. وقال..
ايوة ايوة..بس احنا طالبين بنت واحدة بس مش اتنين.

نجاة....ايوة .دى صاحبتى اللى جاية للوظيفة..

الشاب حول نظره لسعاد وقال..هى صاحبتك مش بتتكلم ولا ايه...

سعاد... على فكرة...انا باعرف اتكلم

الشاب .... طب اتفضلو ...ادخلو



دخل الشاب الى القصر ووراه سعاد ونجاة وهما باصين الى الجدران العالية المليانة باللوحات الثمينة و التحف اللى ف القاعة الكبيرة وسفرة الطعام التي حواليها ما يقرب من 10 كراسي و الستائر اللى مغطية النوافذ العالية
و فاقو من ذهولهم على صوت الشاب

الشاب.........أتفضلوا استريحوا هنا
و شاور على صالون فخم مطلي بالذهب و قعد وشاور ليهم يقعدو و قال:

الشاب......أعرفكم بنفسي فهد الحسينى ,
و البنت المطلوبة للوظيفة حتكون مرافقة لوالدتي شويكار هانم

سعاد....ممكن اعرف ايه الشروط المطلوبة عشان الوظيفة ؟

فهد و هو يتفحصها بعيونه....اهم حاجه تكون هادية و متعلمة و تكون صبورة

سعاد...حضرتك انا اسمي سعاد , بادرس في آخر سنة كلية آداب فرنساوى

فهد....ممكن اعرف انت ليه عايزة تشتغلي و انت لسه بتدرسي؟

سعاد.....ظروف خاصة

اكتفت سعاد بهذه الإجابة المبهمة و فضلت تدعى ربنـا أن يوافق على توظيفها

سعاد....ممكن اعرف مواعيد الشغل ايه؟

فهد....أنا محتاج واحدة تكون مع والدتي اليوم كله ومن الأفضل أنها تقيم معاها هنا

حست سعاد أن اقامتها هنا حتوفر المال اللى بتدفعه شهريا في بيت الطالبات
فردت على الفور:
سعاد...معنديش مانع ابات هنا

نجاة بخوف ....سعاد و الكلية؟

سعاد....مش مهم دلوقتي

نجاة....فكري كويس

سعاد باصرار .....فكرت خلاص

لمعت عيون فهد و مفهمش سر اصرار سعاد على قبول هذا الشرط فقال لها:
فهد...انت ممكن تروحى محاضراتك عادي

سعاد غير مصدقة....بجد؟

فهد ..... هنا موجود مديرة للبيت و كذا شغالة وأصل والدتي بتصحى متأخر

سعاد....لو تسمح ... المرتب كام؟

فهد... المرتب3000 جنيه

بصت سعاد لصديقتها و كأنها تريد أن تتأكد أنها لا تحلم….

*********************

غادرت سعاد القصر وصاحبتها نجاة و هي عايزة تطير من شدة سعادتها لقبولها للوظيفة و الراتب المرتفع و رجعو لبيت الطالبات عشان تجمع سعاد أغراضها البسيطة وكتبها الدراسية و قبل ما تمشى نظرت الى نجاة قائلة:
سعاد....أشوف وشك بخير يا صديقتى العزيزة
نجاة و الدموع ف عينيها......
خلي بالك من نفسك يا سوسو وأنا حابقى أكلمك على تليفون القصر علطول

سعاد....ادعيلي يا نجاة

نجاة باحساس صادق.....ربـنا يوفقك و يكرمك

سعاد....السلام عليكم

نجاة وهي بتحتضنها وتودعها....و عليكم السلام

********************************

تركت سعاد بيت الطالبات
ورايحة القصر لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها
و كانت حاسة بخوف و قلق
و لكنها دعت ربنــا أن يحميها و ييسر أمورها ,

وصلت سعاد الى بوابة القصر و هي تحمل حقيبتها الصغيرة
و ضربت الجرس ولما فتح الباب
تلاقى أمرأة متوسطة القامة و شعرها به خصلات بيضاء

سعاد...السلام عليكم انا سعاد الموظفة الجديدة

الست...اهلا بيك يا سعاد اتفضلي ,
انا مدام سامية مديرة البيت

سعاد....اهلا بحضرتك

سامية.....اتفضلي عشان أوصلك أوضتك

رايحة سعاد ورا سامية وهي طالعة السلالم الدائرية و اللي جدرانها مليانة بالصور الشخصية لعائلة فهد الحسينى و لفت نظرها صورة لسيدة باهرة الجمال بشعرها الأشقر و بياض بشرتها الشديد وعيونها الزرقا وفضلت سعاد باصة للصورة و كأنها مش قادرة تبعد نظرها عنها .لكن فاقت على صوت سامية من شرودها:
سامبة....وقفت ليه يا سعاد
نظرت سامية الى الصورة و قالت .....عجبتك الصورة ؟

سعاد بصوت مبهور بذاك الجمال......اوي ,
هي ده صورة مرسومة ولا صورة حقيقة

سامية وهي تبتسم لها....دى صورة رسمها سعد والد فهد لشويكار هانم

سعاد...دى ملكة جمال!

سامية....فعلا هي كانت ملكة جمال مصر في السبعينات

سعاد .....هي ازاي فقدت البصر؟

سامية...مفيش داعي تسألي عن أي حاجة تخص العيلة
عشان تحافظي على شغلك هنا

سعاد بخجل......انا آسفة

سامية.....يلا عشان أوريكي أوضتك

دخلت سامية غرفة تقع في اخرالممر الطويل ووراها سعاد اللي حست أنها في حلم و مش حقيقة

سامية....انا هسيبك ترتاحي ,
والساعة 5 تنزلي عشان تتعرفي على شويكار هانم

هزت سعاد راسها يعنى حاضر و تابعت سامية بعينيها و هي تقفل الباب وراها,
شافت سعاد غرفتها الأنيقة و سريرها الكبير المحاط بالستائر البيضا و طاولة الزينة بمرايتها الكبيرة و راحت لدولاب الملابس و فتحته و قامت بتعليق ملابسها البسيطة وشافت باب مغلق داخل الغرفة وفتحته لتفاجئ بحمام خاص به حوض استحمام مستدير لونه أبيض و حوله العديد من الرفوف الممتلئة بكل أنواع الشامبوهات و الكريمات و العطور الغالية الثمن و كان هناك دولاب أبيض به العديد من المناشف البيضاء متعددة الأحجام , ابتسمت سعاد و قامت بخلع ملابسها و ملت حوض الاستحمام بالرغوة المنعشة و دخلت لتسترخي في هذا الماء الدافئ و أغمضت عينيها و استمتعت بهذه الفخامة التي لم تجربها فى حياتها من قبل ,
في قريتها كانت تستحم في حمام بسيط
و في بيت الطالبات كانت تستحم في دقائق معدودة حتى تدخل زميلاتها ,
خرجت سعاد و لفت جسمها الجميل بمنشفة بيضا كبيرة و قعدت على الكرسي قدام المراية لتجفف شعرها بمجفف الشعر و بعدها وقفت قدام الدولاب لتختار قميصها الوردي اللون و بنطالونها الجينز وجزمتها الوردي و جمعت شعرها الأسود الطويل في ضفيرة واحدة للخلف وانتظرت الى ان دقت الساعة الخامسة ثم خرجت لتبحث عن السيدة سامية لتقدمها الى السيدة شويكار والدة فهد و اللي حتكون مرافقتها من الليلة

سعاد ملقيتش سامية في القاعة
فقررت تدور عليها
ولقيت باب قدامها اعتقدت أنه بيودى للمطبخ
فخبطت الباب و دخلت لتفاجأ بأنها دخلت الى اوضة واسعة فيها مكتبة ضخمة من الكتب و يوجد بجوار النافذة مكتب عليه الكثير من الأوراق و عليه جهاز كومبيوتر حديث فحست انها ربما تكون غرفة المكتب الخاصة بفهد فقررت الخروج بسرعة و لكنها اصطدمت بصدر عريض تفوح منه رائحة عطر فرنسي و عندما رفعت عينيها رأت عينين تنظران اليها بغموض و سمعت صوته يقول:

فهد....كنت عايزة حاجه؟

سعاد و وجهها مكسو بحمرة الخجل...أنا .. أنا كنت بدور على مدام سامية

فهد أفسح لها الطريق لتمر قائلا.
فهد....هتلاقيها في الأنترية مع والدتي الباب التاني على الشمال

انطلقت مسرعة و هي تشعر بضربات قلبها تدق بعنف شديد ,
و عندما وصلت الى الباب طرقته و أخذت نفسا عميقا و فتحته لتجد نفسها في غرفة جميلة بها الكثير من الأرائك والكراسي و هناك الكثير من الوسائد المطرزة بخيوط ملونة بألوان زاهية للغاية و رأت السيدة سامية تجلس و بجوارها امرأة ترتدي نظارة سوداء أنيقة وملابس كلاسيكية و عرفتها سعاد على الفور انها السيدة شويكار والدة فهد
قطع الصمت الذي عقب دخول سعاد صوت السيدة سامية:
سامية....تعالي يا سعاد, اقدملك شويكار هانم

سعاد بصوت خجول....اتشرفت بحضرتك يا فندم

قالت شويكاربصوت رقيق و حنون...
ازيك يا سعاد صوتك بيقول أنك صغيرة في السن

سعاد خافت ان ترفض السيدة شويكار توظيفها لصغر سنها:

سعاد...انا قربت اكمل 21 سنة يا فندم

شويكار وهي تبتسم و كأنها قد فهمت ما يدور في عقل سعاد..
يااااااااه ده انت كبيرة اوي

سعاد محاولة الظهور بمظهر الواثقة من نفسها...
يسعدني أكون مع حضرتك من النهارده

شويكار وهي تشعر بالحزن على نفسها....
بس يا ريت متزهقيش من القعدة مع ست كبيرة وعميا

سعاد...لا يا فندم ده انا والـله حبيت حضرتك من ساعة ما شوفت صورتك الجميلة

شويكار وقد عادت الابتسامة الى وجهها....المتعلقة على السلالم؟

سعاد و هي تبتسم بحب حقيقي......ايوة فعلا

شويكار....ده كان زمان بقى

سعاد....و الـله حضرتك لسه زي القمر

شويكار....انا حافرجك على كل الالبومات بتاعتي وتقوليلي رأيك

سعاد و هي تضحك.....يا ريت يا فندم

شويكار.....طيب يلا تعالي نتمشى في الجنينة شوية

قربت سعاد وهي مش عارفة هل من المفترض أن تمسك بيدها لتساعدها أم تتركها تتحرك بمفردها فنظرت للسيدة سامية تسألها بعينيها فقالت سامية على الفور

سامية...على فكرة شويكار هانم بتعرف تمشي في الجنينة لوحدها ده حافظاها أكتر مننا كلنا
تنفست سعاد الصعداء و ابتسمت للسيدة سامية تشكرها واقتربت من السيدة شويكار وقالت:
يا ريت تفرجيني ع الجنينة بتاعت حضرتك

قامت شويكار من مكانها و اتجهت ناحية الحديقة ومشت سعاد بجوارها و هي صامتة لا تعلم ماذا ينبغي أن تقول …

كانت هناك عينان تتابعان سعاد من النافذة لتطمئن على شويكار معها ….
يا رب يا ماما تحبيها و متطرديهاش زي اللي قبليها

ظلت شويكار تمشي و بجوارها سعاد
احست شويكار بالراحة فسعاد لا تتكلم كثيرا مثل من سبقوها لهذه الوظيفة ,
فقالت شويكار....انت بتدرسي ولا خلصت؟

سعاد أنا آخر سنة كلية آداب

شويكار...قسم ايه؟

سعاد....فرنساوى

شويكار...و الـله , تعرفي ان انا كل دراستي كانت فرنسى

سعاد...ما شاء الـله

شويكار....ممكن تقريلي بالليل قصص من بتوعي

سعاد...طبعا يا فندم تحت أمرك

ابتسمت شويكار و استمرت تمشي ببطء في الحديقة مع سعاد…….


********************************
*******************************

الجزء الثالث



صعدت سعاد إلى غرفتها بعد أن طلبت منها السيدة شويكار ذلك حتى تستريح و تذهب الى كليتها في الصباح ,
شعرت سعاد بالسعادة
فقد وافق كلا من شويكار هانم وفهد على استمرارها في حضور محاضراتها ,
خلعت سعاد ملابسها و ارتدت قميصا قطنيا ازرق اللون رقيق و محتشم و دخلت الى فراشها الوثير و شعرت أنها لم تشعر بمثل هذه الراحة من قبل فسريرها في بيت الطالبات كان قديما و يصدر أصواتا عالية كلما تحركت , ابتسمت و سرعان ما استسلمت للنوم و حلمت بوالدتها الحبيبة فتساقطت دموعها و هي نائمة

استيقظت سعاد في السابعة صباحا و ارتدت نفس ملابسها حيث انها لا تمتلك الكثير من الثياب و نزلت الى القاعة حتى تذهب الى كليتها فأستوقفها صوتا يقول:
صباح الخير
نظرت سعاد وهي مفزوعة لتجد فهد متجها نحو الباب ....صباح الخير

فهد....على فين كده الصبح بدري

سعاد و هي تنظر للأرض ........عندي محاضرة الساعة 9

فهد......بس كده بدري قوي

سعاد و هي تريد أن تضحك
فبالطبع هو لا يعرف شيئا عن المواصلات العامة و لم يجرب من قبل السير لمدة قد تزيد عن الساعتين حتى يصل الى مكان ما , فأجابت:
سعاد ....اصلي بحب اوصل بدري

فهد....طيب اتفضلي أوصلك

سعاد ...لا متشكرة مفيش داعي تعطل حضرتك

فهد بلهجة آمرة...يلا يا سعاد
انا اصلا مكتبي في شارع مراد يعني انت في طريقي

سعاد وهي لا تريد احراج نفسها بالركوب معه ....بجد مش عايزة اتعبك

فهد ...يلا بقى كده هنتأخر

تبعته و هي تشعر بالخجل الشديد فهي لم تركب سيارة برفقة أي شخص من قبل و فوجئت بسيارته الفارهة حمراء اللون ذات البابين فقط فركبت و أحست بجسدها يغوص في مقعد السيارة الوثير فقررت الاستمتاع بتلك السيارة و تخيلت نفسها تمتلك مثلها في يوم من الايام………………..

أخرجها صوت فهد من احلامها قائلا.....هتخلصي الساعه كام؟

سعاد .....الساعة 3

فهد .....خلاص هبعتلك السواق يستناكي

سعاد ...مفيش داعي انا حاعرف ارجع لوحدي

فهد ....بصي يا سعاد ...عشان مش بحب الكلام الكتير
انت دلوقتي بتشتغلي عندنا يعني لازم اطمن انك ترجعي في مواعيدك مضبوطة
و ميبقاش عندك مبررات للتأخير فالسواق حيرجعك كل يوم

نظرت سعاد و هي تشعر بأنه يعاملها كأنها خادمة لديه
و أرادت أن تجيبه بطريقة حادة لكنها تذكرت أمها المريضة فقررت التزام الصمت , توقفت السيارة الفارهة أمام الباب الرئيسي و قد رآها بعض زملاؤها وهي تخرج من السيارة وتشير لفهد و تدخل الى الحرم الجامعي فاستقبلها بعضهم ساخرين:

ايه العربيات الجامدة ده يا سوسو

بس عاملة فيها دحيحة وانت طلعت جامدة موووووت

صاحبك ده يا سوسو

نظرت اليهم بكبرياء و اتجهت الى المبنى الذي به محاضرتها الاولى لكنها شعرت بدموع ساخنة تحرق وجنتيها الرقيقتين ….

***************************

انهت سعاد محاضراتها و خرجت من الباب الرئيسي للجامعة لتجد السائق الخاص منتظرا اياها
صعدت الى السيارة وهي تشعر بالحزن الشديد فقد ظن زملاؤها بها السوء
و هي لا تريد التحدث عن مرض والدتها فهي لا تريد الشفقة من احد.

صعدت سعاد الى غرفتها و قررت الاستحمام حتى تحاول تهدئة نفسها و بعد ان انتهت نزلت لتجد السيدة شويكار في انتظارها :

شويكار....ازيك يا سعاد , ها عملت ايه النهارده في الكلية؟

سعاد ....الحمد لـله

شويكار ..... فهد قالي ان السواق حيوصلك بعد كده

سعاد ....آه فعلا

شويكار ....صوتك ماله

نظرت سعاد اليها و هي تشعر بالدموع تملأ عينيها....لا ابدا مفيش حاجة

شويكار ....على فكره انا يمكن مش بشوف بعيني
بس بشوف بقلبي , وقلبي بيقول انك زعلانة

سعاد ....صدقيني مفيش , تحبي اقرا لحضرتك قصة

شويكار....على راحتك بس لما تحبي تتكلمي هتلاقيني موجودة ,
هاتي قصة Madame Bovary عشان بحبها اوي
جلست سعاد على الكرسي المقابل للسيدة شويكار
و بدأت تقرأ لها تلك القصة الجميلة
وتدور القصة عما تحلم به فتاة من عيشة رغدة مثل ما تعيشه سعاد الان
و الرومانسية في ذات الوقت و ظلت تقرأ بصوتها الرقيق ولغتها الفرنسية
الممتازة
وهى منسمجة فى قراءة القصة وشويكار هانم منصتة
Emma est déçue par la naissance de la petite Berthe puisqu’elle aurait préféré mettre au monde un garçon voué à un grand destin. Elle s'enlise dans l'ennui et perd tout espoir d'une vie meilleure. Elle n'éprouve plus aucun amour pour Charles, qui pourtant ne lui veut que du bien. Elle ne parvient pas non
و فجأة سمعت كلا منهما صوتا أنثويا مرتفعا يقول:

طنط انت لقيت شغالة جديدة ؟؟

أدرات سعاد رأسها لتجد فتاة شابة ترتدي ملابس ضيقة للغاية و شعرها اصفر و ناعم يصل الى كتفيها و كانت تنظر الى سعاد باحتقار شديد
فخفضت سعاد نظرها و صمتت , بينما أجابت شويكار بحده :
شويكار ....ايه اللي بتقوليه ده يا صافى ؟ ايه شغالة دى ؟

صافى ....سوري يا طنط مش قصدي

شويكار ....اعرفك بسعاد المرافقة بتاعتي
و على فكرة ده في ليسانس آداب فرنش

صافى و هي تنظر لسعاد بغيظ شديد....... اهلا

سعاد ..بصوت حزين........اهلا بيك يا فندم

شويكار ........دى صافى خطيبة فهد

نظرت الى صافى و هي لا تصدق ان هذه الفتاة المغرورة ستكون زوجة لفهد
فهو انسان ذو شخصية مميزة و متواضع للغاية ,
و أحست سعاد أنها لا يمكنها أن تحب صافى ذات يوم
لكنها تذكرت أنها يجب أن تتقبل الجميع و تطيع الجميع من أجل والدتها المريضة

جلست صافى بجوار شويكار و ظلت تتحدث اليها متجاهلة سعاد تماما و بعد مرور ساعة دخل فهد اليهم قائلا:
فهد .....انت جيت امتى يا صافى؟

صافى و هي تقترب منه و تطبع قبلة على خده....
جيت من ساعة يا بيبي وقلت اتكلم مع طنط عشان اسليها لغاية ما تيجي

فهد .....ازيك يا ماما عاملة ايه؟

شويكار .....الحمد لـله

نظر باسل الى سعاد و شعر أنها حزينة....ازيك يا سعاد ؟

صافى ....ايه ده هي عايشة في القصر !!!!

فهد .......ايوة عشان تكون مع ماما علطول

صافي بخبث...ايوة طبعا معاك حق

سعاد خرجت من الغرفة مسرعة وهي تبكي … لماذا يحدث لها كل هذا … ياااارب لقد تعبت … ساعدني حتى أكمل علاج امى.

مر شهر منذ وصول سعاد للعمل في القصر
وقد استمرت في حضور محاضراتها و العودة لمرافقة السيدة شويكار
و بدأت تحب تلك السيدة رقيقة القلب و التي أحبتها بدورها و أصبحتا صديقتين
و طوال اليوم يتحدثان في شتى المواضيع السياسية و الاقتصادية و كانت سعاد تستمتع بالنقاش مع شويكار هانم و تتعلم منها الكثير
وعندما ياتي المساء كانت سعاد توصل السيدة الى غرفتها
و قد تقرأ لها قصة قبل أن تخلد الى النوم و بعدها تتوجه الى غرفتها لتستذكر دروسها و لكن دائما ما كانت تفكر في والدتها الغالية ,

أما فهد فلم تره سعاد طوال الوقت لأنه كان مشغولا للغاية
و قد كانت تتساءل هل يتعمد عدم مقابلتها ؟

استيقظت سعاد يوم الخميس
وهي تفكر كيف ستطلب أن تغيب ليومين متتالتيين حتى تزور والدتها
و كيف ستطلب الراتب الذي تنتظره بشدة ,
ارتدت ملابسها و قررت أن تقابل فهد قبل أن يذهب الى عمله
و بالفعل نزلت مبكرا عن موعدها لتجده يجمع أوراقه و يستعد للخروج فرفع رأسه حين أحس بوجودها فقال لها:
فهد .....صباح الخير

سعاد بخجل ......صباح الخير

فهد ....ايه عندك محاضرات بدري كده؟

سعاد ........لأ , بس كنت عايزة حضرتك في موضوع

فهد باهتمام .....خير يا سعاد؟

سعاد ....أنا محتاجة أسافر البلد أطمن على أمي

فهد ...حتقعدي أد ايه؟

سعاد وعينيها تلمع من سعادتها بموافقته....يومين بالظبط و حارجع ان شاء الـله

فهد ......طيب تحبي أخلي السواق يوصلك؟

سعاد أجابت بسرعة.....لا لا مفيش داعي , أنا حاركب القطر

يبتسم و كأنه فهم سبب رفضها فهي تخشى كلام أهل قريتها , فأستطرد قائلا:
وهو يمد يده بمظروف .....كويس أنك لقيتيني عشان أسلمك مرتبك

سعاد ...وهي تتناول المظروف بفرح بالغ ....متشكرة اوي

فهد ....مش تعدي الفلوس؟

سعاد .....أنا عارفه انهم 3000 جنيه

فهد ....لا يا سعاد

سعاد وهي تشعر بالحزن أيمكن أن يكون قلل الراتب؟ لكنها تحتاجه بشده .. يا رب

سعاد ....هو حضرتك قللته ولا ايه؟

فهد ...لا لا ... انا زودتلك ألفين جنيه عشان تشتري أي حاجة محتاجاها لبس أو اي حاجه زي اي بنت

سعاد وهي تشعر بالامتنان لفهد ......مش عارفه أشكرك ازاي

فهد .....أنا اللي لازم أشكرك على معاملتك لوالدتي و اهتمامك بيها

سعاد ....**** يخليهالك

فهد ....حتسافري امتى؟

سعاد .....انا حاخرج من الكلية ع المحطة

فهد ......طيب خلي بالك من نفسك وسلمي على والدتك

سعاد ....ان شاء الـله

و خرجت وهي تشعر أن الـله قد استجاب لدعائها
وظلت تتخيل أنها تصل الى المستشفى وتقدم المال اللازم لعلاج والدتها وتبدأ في الاطمئنان عليها ,

أنهت محاضراتها و توجهت الى محطة القطار و استقلت قطارها و مر الوقت بسرعة و توجهت على الفور الى غرفة والدتها لتجدها نائمة لكن وجهها يكسوه الألم فقبلتها في رأسها برقة و قالت:

....ماما .. ماما .. أنا جيت يا حبيبتي و عندي ليكي أخبار حلوة اوي

الأم تفتح عينيها ببطء......سعاد .. انت جيتي؟
أتأخرت عليا ليه بقالي شهر ماشفتكيش

سعاد .....معلش يا حبيبتي أصلي لقيت شغل و قبضت مرتب حلو اوي وخلاص هنبدأ غسيل بلازما

الأم .....الحمد لـله ربـنا يوسع رزقك يا بنتي , و الدراسة عاملة فيها ايه؟

سعاد ....متخافيش عليا ان شاء الـله حاتعين معيدة بعد ما أتخرج

الأم .....يا رب أفرح بيكي قبل ما أموت

سعاد تحتضنها بقوة....متقوليش كده يا ماما ربنـا يخليكي ليا

الأم .....ربـنا يكرمك يا بنتي

الطبيب ........السلام عليكم

سعاد .....و عليكم السلام , أنا جيبت الفلوس عشان غسيل البلازما

الطبيب ......طيب كويس حنبدأ من النهارده ان شاء الـله

أحست بالسعاده أن والدتها في طريقها للشفاء
و رفعت عينيها للسماء تحمد اللـه على ذلك.


**************************************

الجزء الرابع



فهد كان في مكتبه سارح بخياله في سعاد …
ليه بيفكر بها كتير ؟…
ليه بيتعمد الهروب من رؤيتها ؟…
ايه يميزها ؟ رقتها ولا طيبة قلبها ؟
ممكن يكون معجب بيها ؟
طب خطيبته صافى ؟ مش مقتنع بيها مثلا ؟
ولا خطبها فقط عشان تناسبه اجتماعيا ؟
هل يتحمل غياب سعاد عن البيت؟؟


قضت سعاد يوم الخميس مع امها تأكلها بايدها و تحكي ليها عن عملها الجديد وقدرت ترسم البسمة على شفاه والدتها الحنون
و في المساء ودعت والدتها و رجعت البيت تبات في منزلها وحيدة ؟
عملت كوب من الشاي و قعدت تشربه
ورغما عنها لقيت صورة فهد قدامها
حاولت منع نفسها من التفكير به لكن مقدرتش ,
هل يحب صافى ؟ حيتجوزها ؟
اكيد حيتجوزها فهي باهرة الجمال كما أنها من عائلة ثرية مثل عائلته
كما أنها تتعامل معه كأنه تربطهما قصة حب كبيرة ..
نامت سعاد وهي تفكر في فهد و شافته في الحلم يضحك و هو يمشي بجوار صافى …………………….

مر يوم الجمعة مملا للسيدة شويكار
اللى افتقدت سعاد كتير و لما دخل عليها فهد ليطمئن عليها قالت له:
....هي سعاد حترجع امتى؟

فهد ......تقريبا بكرة الصبح

شويكار.....انت عارف رقم موبايلها؟

فهد ....لأ يا ماما هي معندهاش موبايل

شويكار ....ازاي ده ,انت لازم تجيبلها موبايل عشان لما أحتاجها الاقيها

فهد و هو يبتسم .....حاضر يا ماما بس انت اهدي شوية

شويكار ....انا خلاص اتعلقت بيها جدا

فهد و هو يفكر بصوت عالي....ايوه هي انسانة رقيقة اوي

شويكار ....اومال فين صافى هانم مجاتش تزورنا ليه بقالها مدة؟

فهد ....مش عارف يا ماما

شويكار...ليه هي مش بتقابلك؟

فهد ....بتحاول بس انا كنت مشغول الفترة اللي فاتت

شويكار....عايزاك تفكر تاني في حكاية جوازك منها

فهد ...مالها بس يا ماما؟

شويكار...انت مبتحبهاش يا فهد

فهد ....انت لسه بتدقي ان في حاجة اسمها حب؟

شويكار بثقة بالغة....الحب موجود دايما بس احنا لازم ندور عليه

فهد ....طيب تحبي تروحي النادي شوية؟

شويكار....لما تيجي سعاد حاروح معاها

فهد و هو يضحك....يعني انا منفعش؟

شويكار...انت بتوصلني وتسيبني وتمشي

فهد .....لا يا حبيبتي حافضل معاكي

شويكار وهي تبتسم.....اذا كان كده موافقة

اخد فهد والدته للنادي و قضى اليوم معاها
و اتغدو هناك ...بيتكلمو و يضحكو سمعو صوت يقول:

صافى ....فهد حبيبي انت هنا ؟

فهد....ازيك يا صافى

صافى تتظاهر بحبها لشويكار ....ازيك يا طنط وحشاني

شويكار...ازيك يا صافى

صافى .....ما تيجي نتمشى شوية يا فهد

فهد .....معلش يا صافى انا قاعد مع ماما شوية

صافى .....طيب انا قاعدة في صالة البولينج ابقى تعالى

فهد ....ان شاء الـله

صافى ....عن اذنك يا طنط (ثم غمزت لفهد و ارسلت له قبله في الهواء)

شويكار ....يلا نروح بقى

فهد .....ما تخلينا شوية

شويكار....لأ انا زهقت

وصل فهد والدته لاوضتها و راح اوضته ليستعد للنوم
لكنه رجع يفكر في سعاد و يقارنها مع صافى و حس أنهما مختلفتين تماما
……………………………………… ……………..

اطمأنت سعاد على والدتها يوم الجمعة و سابت في المستشفى مصاريف تكفي لعلاج شهرين و ودعت والدتها
ركبت القطار الذى يصل في الصباح الباكر
وقررت ان تشتري لنفسها فستان وجزمة جديدة باللى بقى لها من فلوس
و كانت سعيدة جدا من سنوات لم تشتري ملابس جديدة
و فور وصول القطار اتجهت سعاد لمحل يبيع ملابس جيدة و رخيصة في نفس الوقت
و اختارت فستان بنفسجي اللون طويل و بأكمام قصيرة
و جزمة جلد اسود اللون
ولقيت شنطة سوداء مناسبة فقررت تشتريها.

وصلت سعاد القصر وقت الضهيرة
طلعت اوضتها ودخلت تستحمى بعدها لبست فستانها الجديد
و سابت شعرها سايب لورا وبصت لنفسها في المراية
وحست أنها جميلة فقفزت فرحا
وطلعت من اوضتها رايحة اوضة السيدة شويكار
طرقت الباب
فتحت سعاد الباب تلاقى قدامها فهد عاري الصدر و لا يرتدي سوى بنطالون أزرق
و الظاهر خرج من فراشه لتوه فأحست سعاد بالخجل
و حاولت التراجع ..لكن صوت السيدة شويكار:
....سعاد انت رجعتي يا حبيبتي؟

سعاد وهى بتحاول تتمالك نفسها .....
ايوة رجعت من شوية وحبيت أصبح على حضرتك

فهد كان عايز يضحك على خجل سعاد و براءتها....حمد لـله على السلامة

سعاد وهى باصة بعيد ....الـله يسلمك

شويكار....تعالي أقعدي جنبي و احكيلي مامتك عاملة ايه؟

سعاد ....انا حاستنى حضرتك تحت

فهد ....لا تعالي انا رايح أوضتي
مر فهد من جنبها وسعاد شمت ريحة الصابون الخاصة به
و حاولت كتم انفاسها لكنه توقف قدامها و قال
فهد ....فستانك حلو اوي

سعاد ....شكرا

شويكار ....انت اشتريت فستان جديد لونه ايه؟

فهد ......فستان لونه موف و رقيق جدا ولايق اوي مع لون عينيها

شويكار ....انا متاكدة انها جميلة من بره زي ما هي جميلة من جوه

ابتسمت سعاد بخجل و قعدت بجوار شويكار هانم
وفهد غادر الغرفة ,
سعاد مع شويكار هانم بتتكام معاها لكنها لم تذكر شيئا عن مرض والدتها


لبس فهد ملابسه و توجه الى عمله
لكن صورة سعاد لا تفارق مخيلته فقد كان يفتقد وجودها بشدة

سمع صوت سكرتيرته ابتسام تقول:
ابتسام...استاذ رامى طالب يقابل حضرتك

فهد ..خليه يتفضل

ابتسام .....حاضر

دخل الاستاذ رامى محامي الشركة الى المكتب:
رامى ...السلام عليكم

فهد ....و عليكم السلام

رامى ...ازيك يا فهد وازاي طنط

فهد .....بخير الحمد لـله

رامى ...انا محضر شوية اوراق عشان طنط توقع عليها ضروري

فهد ....طيب تعالى اتغدى معانا و وريها الورق اللي انت عايزه

رامى ....طيب اعدي عليك الساعة 5 نروح سوا


كانت سعاد قاعدة وسط أشجار الياسمين اللي بقت تعشق عبيرها الرائع
وكانت تقرأ قصة روميو و جولييت لشويكار هانم اللي قاعدة على كرسي مريح
وكأنها في عالم آخر مع صوت سعاد العذب و جمال القصة و رومانسيتها ,
انهت سعاد القصة و لما بصت لشويكار هانم لقت الدموع تملأ عينيها الجميلة

سعاد ....حضرتك بتعيطي؟

شويكار ...اصل القصة دى بتأثر فيا اوي

سعاد ....حضرتك رومانسية اوي

شويكار وهي تبتسم من بين دموعها.....و هو في ست مش رومانسية !

سعاد .....اصلي بصراحة مش باؤمن بالحب.

ضحكت شويكار قائلة....عشان لسه محبتيش

سعاد ....انا اهم حاجة عندي دراستي
واني اتعين معيدة إن شاء الـله و أقدر اشتري شقة و أعيش فيها مع امي

شويكار....انت لسه صغيرة بكرة تقابلي حب عمرك

سعاد ....انا ! مظنش

شويكار....افتكري كلامي ده.
الانسان بيقابل الحب الحقيقي مرة واحدة في حياته
اما يتمسك بيه او يروح منه للأبد

سعاد ....برضو مش بؤمن بالحب

ابتسمت شويكار هانم و لم تجب عليها
فقد كانت شويكار نفسها لا تؤمن بالحب حتى قابلت حبيبها و زوجها الراحل
و قد جذبها اليه منذ النظرة الأولى ووقعت في غرامه وعاشا معا خمس وعشرين عاما كأنهما دقائق معدودة
و تذكرت شويكار
كيف كان زوجها يجلس أمامها بالساعات يتحدث اليها ويرسمها في لوحات مختلفة
فقد رسمها يوم زفافهما و قام برسمها وبطنها منتفخ من الحمل و رسمها وهي تحتضن فهد بين ذراعيها
واستمر يرسمها حتى داهمه المرض و توقفت ريشته عن رسمها بوفاته ,
نزلت دمعة حزينة من عينها على حبيبها الراحل فقد بكته كثيرا حتى أنطفأ نور عينيها


*************

اصطحب فهد رامى ابن خالته ومحامي الشركة للقصر عشان يقابل والدته
ولما دخلو من بوابة القصر فى طريقهم لشويكار هانم ف الحديقة
و اقتربو منها ولقيوها تجلس بجوار سعاد
واول ما شافها رامى قال لفهد:
رامى ....ايه القمر الي قاعد جنب طنط ده؟

فهد بضيق...احترم نفسك دى بنت بتقرا لماما وتقضي معاها اليوم

رامى ....بس بجد ده مش ممكن.. دى ملكة جمال

فهد .....امضي الورق وامشي علطول

رامى ....انت مش عازمني ع الغدا ولا رجعت فى كلامك؟

فهد ....طيب اقعد مؤدب

رامى وهو يضحك ....حاضر هحاول

رامى وهو يقترب من شويكار هانم ......ازيك يا طنط وحشتيني

شويكار بفرح....رامى حبيبي عامل ايه؟

رامى وهو ينظر الى سعاد ...تمام تمام اوي

شويكار .....انت رجعت يا فهد ؟

فهد ....ايوه جيت انا و رامى عشان نتغدى معاكي

رامى ....ايوه و كمان عشان توقعي على شوية أوراق مهمة

شويكار ....شوفت سعاد يا رامى؟

رامى ....شوفتها من اول ما نزلت من العربية, أزيك يا سوسو؟

سعاد وهي تبتسم على أسلوب رامى المرح.....الحمد لـله

رامى ...انت خريجة ايه؟

سعاد .....أنا في ليسانس السنة ده

رامى .....ربـنا يوفقك

سعاد ..... شكرا

فهد وهو غاضب ........مش هنتغدى بقى و لا ايه؟

شويكار.....دقايق والغدا يكون جاهز

دخل الجميع الى القصر واستأذنت سعاد في الصعود الى غرفتها
لكن شويكار هانم اعترضت:
شويكار....لا يا سعاد انت تتغدي معانا

سعاد ....معلش عشان تبقو براحتكم

شويكار .....انت عايزة تزعليني و لا ايه ؟

سعاد ...بس…..

رامى ....عشان خاطري يا سوسو

فهد و قد قارب على الانفجار.....انا طالع اغير هدومي

رامى ممازحا اياه.......خد راحتك خااالص

دخل فهد الى غرفته و هو غاضب دون ان يعرف سببا لذلك و لم شعر بالضيق من مغازلة رامى لسعاد و أراد أن ينهره لكنه تماسك ,
وقف تحت المياه الدافئة محاولا التفكير بهدوء.

**************************

نزل فهد بعد أن غيّر ملابسه ليجد الجميع ينتظره على المائدة لتناول الغداء
ووجد رامى قد جلس بجوار سعاد و يتبادلان الحديث
و كانت سعاد تضحك حتى دمعت عيناها
جلس فهد بجوار والدته وهو يحاول كتم غيظه مما يحدث
لكن رامى استمر في اطلاق نكاته
و شويكار وسعاد تضحكان بينما فهد لا يشاركهم الضحك .

بعد انتهاء الغداء توجهوا الى الصالون لتناول القهوة
و استمر رامى في الحديث الممتع و كانت سعاد مستمتعة بوقتها
فقد كانت هذه هي المره الأولى في حياتها التي تضحك وتنسى مشاكلها العديدة
و كم أحست بالراحة في وجود رامى واهتمامه بها ,
لكنها لاحظت وجوم فهد و استغراقه في التفكير و تساءلت
تُرى ما الذي يشغله ,
و فجأة أقتحمت صافى المكان
و قد جاءت لزيارة السيدة شويكار و فور ان رأتها صافى حتى قالت:
صافى......ايه ده ؟
حضرتك بتعاملي اللي بيشتغلو عندك بعطف زيادة عن اللزوم يا طنط

شويكار ....في ايه يا صافى؟

صافى ....هو احنا المفروض نشرب القهوة مع الشغالين بتوعنا !!

أحست سعاد بالإهانة الشديدة و لم تشعر بنفسها إلا و هي تركض متوجهة الى غرفتها و أغلقت الباب و أنفجرت في البكاء … بالطبع هي مجرد مرافقة … أو خادمة كما تراها صافى … ليس لها الحق بالضحك أو الاستمتاع بوقتها

قطعت كاريمان الصمت الذي تلا مغادرة سعاد للمكان قائلة:
.....رامى تعالى وصلني لأوضتي عايزة ارتاح شوية

رامى ....اتفضلي يا طنط

و خرجت شويكار برفقة رامى تاركة صافى وحيدة مع فهد الذي كان يشعر بالغضب الشديد من تصرف صافى الغير لائق ,
اقتربت منه صافى في محاولة منها لأرضائه:
صافى .....ايه يا بيبي شكلك متضايق ليه؟

فهد ....ممكن أعرف ليه عاملتي سعاد بالطريقة السخيفة ده؟

صافى ......ما هي بصراحة مزوداها أوي و كأنها واحدة من العيلة

فهد ....آخر مرة هنبهك ملكيش دعوة بأي حاجة تخص والدتي

صافى و قد فقدت هدوئها....ممكن أعرف في ايه بينك وبين البنت ده؟

فهد ....انت اكيد اتجننتي

صافى.....
مشيها من هنا حالا

فهد ......امشيها من غير سبب؟

صافى ....و غيرتي عليك مش سبب كفاية؟

فهد .....بطلي غيرة ملهاش مبرر .
دى انسانة كل وظيفتها تهتم بوالدتي مش اكتر ولا أقل

صافى ....يعني هي كده بس بالنسبة ليك؟

فهد ....أرجوك يا صافى ارحميني

صافى وهي تضع ذراعها حول عنقه....يعني مفيش غيري فحياتك؟

فهد ....و هو يزيح ذراعيها ..ايوة يا صافى
و اتفضلي بقى اعتذري لماما على أسلوبك السخيف مع سعاد

صافى .....بس كده من عينيا يا بيبي

و صعدت صافى السلم برفقة فهد و توجها الى غرفة السيدة شويكار و حاولت صافى ارضائها :
صافى .....انا آسفة يا طنط مكنش قصدي

شويكار بغضب .....من فضلك يا صافى روحي اعتذرلي لسعاد فورا

صافى وهي تنظر الى فهد الذي نظر لها بغضب...اوكيه يا طنط بس يا ريت حضرتك متزعليش مني ابدا

شويكار ....فهد وصلها لأوضة سعاد

فهد ....حاضر , اومال فين رامى؟

شويكار.....راح يصالح سعاد

أحس فهد بأنه سيصاب بالجنون من شعوره بوجود رامى وحيدا مع سعاد في غرفتها فانطلق دون أن ينتظر صافى ان تتبعه متوجها الى غرفة سعاد

*************************
***********************
الجزء الخامس




اندفع فهد متوجها الى غرفة سعاد و صافى تتبعه بغضب شديد لأنها أحست بغيرته الواضحة نحو سعاد ,
وصل فهد ووراه صافى الى غرفة سعاد لكنه وجدها خالية
و سمع صوت رامى قادما من الشرفة المجاورة لغرفة سعاد
فذهب الى هناك ليجد سعاد تقف صامتة و بجوارها رامى يحاول ترضيتها قائلا:
رامى ....خلاص بقى يا سوسو عشان خاطري

سعاد بهدوء....مفيش حاجة يا رامى

رامى ....طيب ايه رايك اخرجك نتمشى شوية ؟

فهد مقاطعا رامى .....سعاد

نظرت سعاد اليه و هى حزينة ولم تجب عليه
فهد ....صافى مكنتش تقصد تضايقك وهي جاية تعتذرلك

تدخلت صافى و هي تحاول اخفاء كرهها الشديد لسعاد...sorry يا سعاد

سعاد وقد أحست بأنها لا تريد مقابلتها ثانية:dont worry

صافى .......يلا بقى يا بيبي مش هتيجي توصلني و لا ايه؟

فهد و هو لا يرغب بترك سعاد بمفردها بصحبة رامى ...طيب اسبقيني انت

غادرت صافى وهي تفكر في طريقة لإبعاد سعاد من طريقها

فهد ....ايه يا رامى مش هتيجي معايا؟

رامى ...بس …..

فهد .....يلا يا رامى عشان نسيب سعاد ترتاح

رامى ....هاتي رقم موبايلك يا سعاد عشان ابقى اطمن عليكي

سعاد....انا معنديش موبايل

رامى......ايه ده معقوله , بكرة يكون معاكي اشيك موبايل في مصر كلها

فهد بحنق بالغ.....يلا بينا بقى

انصرف الشابان و تركا سعاد تطل من الشرفة و تنظر الى صافى و هي تستقل سيارتها الفارهه و رامى يقف مع فهد و يتبادلان الحديث الذي كان يبدو أنه يتعلق بعملهما فقد كان فهد يبدو عليه الغضب ...

فهد .....ايه يا رامى اللى يبتعمله مع سعاد ده؟

رامى ....ايه يا فهد ؟ عملت ايه ؟

فهد ....ايه هاتي رقمك , هجيبلك موبايل ؟

رامى ....و انت زعلان ليه ؟ تكونش بتحبها!!

فهد ......بحب مين يا ابني؟ ده مجرد واحدة بتشتغل عندي

رامى....طمنتني الـله يطمنك

و غادر رامى في سيارة مع سائق حيث أوصله السائق حتى منزله
و هناك جلس رامى يفكر في سعاد
كيف انه انجذب لها ببرائتها … و شخصيتها الرائعة … و عينيها… كم هي جميلة .
بدل رامى ملابسه وارتدى شورتا لونه ابيض و قميصا لونه أسود و حذاءا أسود اللون و نزل من البناية التي يقطن بها ليذهب الى أحد المراكز التي تبيع أجهزة الهواتف المحمولة و انتقى جهازا حديثا لونه وردي كما أشترى خطا ذو رقم مميز و وضعه في علبة فاخرة لونها أبيض و قرر أن يذهب في الغد لزيارة خالته و رؤية سعاد ليعطيها هديته البسيطة ..


ظل فهد طوال اليوم جالسا في مكتبه ف القصر يحاول الانتهاء من بعض الأعمال
لكنه لم يستطع التركيز
فقرر الخروج ليستنشق بعض الهواء في الحديقة و لمح من بعيد خيالا يجلس عند أشجار الياسمين فذهب ليستطلع الأمر و اقترب ليسمع صوت بكاءا مكتوما
و رأى سعاد تجلس وحيدة …….
ففكر هلل يقترب منها أم يتركها تخرج ما بداخلها من حزن سببته لها صافى……
صافى يا لك من قاسية القلب .

كانت سعاد تبكي لأنها شعرت بمدى قسوة الحياة معها …
فقد جاءت لهذه الدنيا لأبوين فقيرين ..
لكنها تفوقت في دراستها بالرغم من صعوبة ظروفهم …
و توفي والدها و تركها مع والدتها دون رجل يعتني بهما …
و قد أتى مرض والدتها ليحملها مسؤولية ثقيلة
و لم تشكو ابدا بل قررت العمل و هي تدرس …
وتظهر صافى لتشعرها بفقرها و تهينها و هي لا تستطع الرد لأنها بحاجة للمال …
يا رب ساعدني فقد تعبت … تعبت … شعرت سعاد بشخص يجلس بجانبها فانتفضت لتجد فهد جالسا بجوارها …
نظرت اليه لترى على وجهه تعبير لم تستطع تفسيره أهو شفقة ؟؟؟ أم حزن ؟؟؟

أراد فهد أن يحيطها بذراعيه و يمحو ذلك الحزن من وجهها و يمسح دموعها التي تتساقط كاللآلئ على خديها الرقيقين …
أنه يحبها نعم هذا هو الحب الذي ظن أنه لن يجده ذات يوم …

و لذلك أتم خطبته على صافى…
لكنه قد أخطأ في حق نفسه عندما فكر بالأرتباط دون حب …
فليس هناك شيئ مشترك بينه وبين صافى سوى تقارب المستوى الإجتماعي و المادي … يجب أن ينهي تلك الخطبة سريعا فيكفيه ما ضاع من وقته مع صافى……….. أحس بسعاد تنظر اليه فقال بعد صمت طويل:
فهد ....مش عايز أشوف دموعك تاني أبدا

سعاد نظرت اليه وكأنها لم تفهم ما قاله …. و لم قاله …. و ما الذي يعنيه ؟؟؟؟؟؟؟


نظرت سعاد الى فهد بعينيين بريئتين و قالت:
أنا باشتغل عشان عندي ظروف
و لولا كده مكنتش اشتغل غير لما أخلص دراستي و أتعين معيدة في الكلية.

فهد.....وهو الشغل عيب؟
تعرفي ان في الدول المتقدمة كل الطلبة بيشتغلو حتى اللي أهلهم أغنيا

سعاد....بس صافى مش شايفة كده

فهد و هو ينظر بعيدا و يفكر....صافى انسانة سطحية بتهتم بالمظاهر و بس

سعاد ....هو ده رأيك فيها!!

فهد .....بصي يا سعاد أنا خطبتها عشان كان لازم أتجوز و أفرح ماما و ألحق أجيب ولاد قبل ما أكبر

سعاد باستغراب.... وهو ده سبب كفاية عشان الانسان يتجوز؟؟

فهد ....تقصدي ايه؟

سعاد....أنا عارفة اني لسه معنديش تجارب كتير بس متهيألي عمري ما حاتجوز إلا لما أكون مقتنعة بالإنسان اللي حارتبط بيه و أكون بحبه و هو بيحبني .

فهد ....معاكي حق ,
بس الإنسان الظروف ساعات بتضطره يعمل حاجات عشان يرضي المجتمع

سعاد ....يعني نظرة المجتمع أهم من سعادة الإنسان نفسه؟؟

فهد ...انت لسه صغيرة يا سعاد بكرة الأيام هتغير أفكارك و مبادئك

سعاد بإصرار....انا عمري ما حاتغير

فهد ....مش عايزك تزعلي من تصرفات صافى أنا حاعرف أوقفها عند حدها

سعاد ...مش زعلانة خلاص, و أرجوك مش عايزة يحصل بينكم أي موقف بسببي

فهد....متقلقيش و يلا بقى عشان تطلعي تنامي بكره عندك كلية

سعاد و قد شعرت بحنانه يغمرها....حاضر

و اتجهت نحو القصر قائلة....تصبح على خير

فهد و هو ينظر في عينيها.... وأنت من أهله يا سعاد

و صعدت سعاد الى غرفتها بينما ظل هو جالسا في الحديقة يفكر في صغيرته البريئة ..

توجهت سعاد في الصباح الى كليتها و بعد أن أنهت محاضراتها وجدت نجاة أمامها:

نجاة ....سوسو حبيبتي وحشتيني اوي

سعاد بفرح للقاء صديقتها.... أنا عارفة أني مقصرة معاكي

نجاة ...و لا يهمك يا جميل , ها أحكيلي أخبارك أيه من يوم ما اشتغلت هناك؟؟

جلست الصديقتان يتحدثان لوقت طويل و أطمأنت نجاة على سعاد ,
لكنها أحست أن هناك قصة حب تولد في ذلك القصر الكبير….
ودعت صديقتها على وعد باللقاء قريبا و عادت الى القصر في السيارة
و حين دخلت من البوابة وجدت رامى جالسا مع السيدة شويكار و يضحكان سويا , ابتسمت و اقتربت منهما و قالت....
السلام عليكم

شويكار ...و عليكم السلام حمد لـله على السلامة يا حبيبتي

رامى ...وحشتيني من امبارح للنهارده يا سوسو

سعاد و هي تبتسم له بخجل......ازيك؟

رامى .....اموت انا في البراءة دى ,
مش هقدر اوصفلك يا طنط سعاد جميلة و رقيقة أد ايه

شويكار .....انا بشوفها بقلبي يا رامى

رامى وهو ينظر مباشرة الى سعاد ...و انا بشوفها بقلبي و عينيا

شويكارانت بتاعكسها ولا ايه يا رامى؟

رامى .....لا ابدا يا طنط ,
بس عايز أقولك على حاجة يرضيكي سوسو ميكونش عندها موبايل؟

شويكار....لا طبعا
ده انا كنت هتجنن عليها لما سافرت لمامتها وقلت لفهد لازم يكون معاها موبايل

رامى ....انا جيبتلها واحد عشان نطمن عليها كلنا

شويكار....برافو عليك يا رامى

سعاد ....بس مكنش في داعي انا كنت هشتري واحد

رامى ...يعني هتكسفيني؟

سعاد ...مش قصدي بس…

رامى....خلاص طنط قالت برافو عليك يا رامى. انت بقى تقولي ميرسي يا رامى

سعاد وهي تضحك .....ميرسي يا رامى

قدم لها رامى العلبة و قال ........يا رب ذوقي يعجبك

سعاد وهي تفتح العلبة ....أكيد هيعجبني

رامى ....انا اشتريتلك خط رقمه حلو اوي

سعاد ....بجد

شويكار...ابقى اكتبلي رقمها على موبايلي عشان أكلمها عليه
رامى أمسك بهاتف شويكار و بدأ يكتب الرقم فقالت شويكار.....
.....ايه ده انت لحقت تحفظه؟

شعر رامى بالخجل ......عادي يا طنط أصله سهل

سعاد ....شكرا يا رامى و ان شاء الـله أول ما اقبض هجيبلك هدية

رامى بصدق .....كفاية أشوفك فرحانه و بتضحكي

فهد من خلفهما بغضب ....أروح أجيب اتنين لمون

رامى ...مش للدرجه ده , ايه رأيك في موبايل سعاد الجديد؟

فهد ....كويس

شويكار....هتتغدى يا فهد دلوقتي؟

فهد ....مش عايز آكل

شويكار.....على راحتك يا حبيبي

تركهم فهد و صعد الى غرفته بينما أكمل رامى إضحاك خالته
أما سعاد فلم تستطع تفسير سبب ضيق فهد ….

************************

استيقظت سعاد و اغتسلت ثم ارتدت ملابسها لتذهب الى كليتها
وبعد أن خرجت من باب القصر لتنتظر السائق كالعادة
وجدت سيارة فهد تقف أمام الباب فأحست بالفرح لأنها ستراه
سمعت وقع اقدامه من خلفها فلم تستطع كتم ابتسامة مشرقة أنارت وجهها الجميل ,
فهد بطريقة حاول ان تبدو عادية...صباح الخير يا سعاد

سعاد....صباح النور

فهد ....تحبي اوصلك؟

سعاد ...لا مفيش داعي تعطل نفسك انا هستنى السواق

فهد ...مفيش عطله ولا حاجة و كمان السواق هيوصل ماما عند خالتي النهارده

سعاد ....خلاص هركب تاكسي

فهد وهو ينظر في عينيها.....انت مش عايزة تركبي معايا و لا ايه؟

سعاد ....لا ابدا مش قصدي

فهد وهو يبتسم .......خلاص يلا اتفضلي

أطاعته سعاد مرغمة وصعدت الى السيارة و هي تشعر بالخجل لأنها ستكون قريبة منه ………..

شعر فهد بأنفاسه تتسارع فهي تجلس بجواره و يشعر بخجلها الذي يجذبه لها
وانطلق بالسيارة و لزم كلاهما الصمت الى أن رن تليفون سعاد ,
ارتبكت سعاد فهي لم تعط الرقم لأي أحد
من عساه يتصل بها في هذا الوقت المبكر
نظرت الى الشاشة و وجدت رقما لا تعرفه
فسألها فهد...مين؟

سعاد ....مش عارفه رقم غريب

فهد ....طب ردي

سعاد امسكت بالهاتف و أجابت بصوتها الرقيق...الووو

صوت ذكوري ......صباح الخير يا جميل
سعاد وقد بدأت تشعر بالخوف:مين معايا؟
الصوت:مش عارفة صوتي!!!
سعاد .....حضرتك عايز مين؟

جذب فهد الهاتف من سعاد
وقد استبد به الغضب أن يجرؤ أحدهم على مضايقة حبيبته.
فهد بغضب شديد ..........الو

الصوت....يا ساتر ايه ده صوتك عامل كده ليه يا فهد؟

فهد ....هو انت يا ظريف؟

رامى وهو يضحك .......ادفع مليون جنيه و أشوف شكلك دلوقت؟

فهد....بتتكلم ليه ع الصبح؟

رامى ....لاحظ اني كنت بكلم سعاد

فهد ....بتكلمها و لا بتعاكسها؟

رامى .....و انت زعلان ليه يا فهد ولا اقولك يا بيبي زي صافى

فهد ....طيب يا رامى

و اعطى الهاتف لسعاد التي قالت ......خضتني يا رامى

رامى .....سلامتك من الخضة يا جميل

تضحك سعاد برقة
بينما يريد فهد أن يقذف بذلك الهاتف من النافذة لكنه تماسك فهو لا يريد أن يظهر غيرته لها …. ربما كانت معجبة برامى …. ربما………………..

أوقف فهد سيارته أمام الباب الرئيسي و شكرته سعاد
وهمت بالنزول من السيارة الا أنه أستوقفها قائلا....
رني عليا من موبايلك عشان مش معايا الرقم

سعاد ...بس أنا مش عارفة رقمك

أخبرها فهد برقمه فقامت بالإتصال به فقال و هو يقوم بحفظ رقمها:

فهد ....أحفظي رقمي عندك

سعاد ...حاضر

فهد ....يلا سلام يا سعاد

سعاد ....مع السلامة

وقفت سعاد تتابعه بعينيها و هو يبتعد بسيارته حتى أختفى عن ناظريها
كانت تريد ان تضحك على طلبه أن تحفظ رقم هاتفه على جهازها ….
فهو لا يعلم أنها حفظت الرقم في قلبها فور أن نطقت به شفتاه .

أنهت محاضراتها و خرجت لتنتظر السائق لكنها وجدت مفاجأة في انتظارها …………..

أراد فهد طوال اليوم أن يتصل بسعاد لكنه لم يجد عذرا مقبولا لذلك
لكنه فكر في أن يذهب ليصطحبها من كليتها
و بينما هو يقف ليرتدي سترته دخلت صافى عليه
و قد أرتدت فستانا قصيرا قائلة
..........انا زعلانه منك موت موت

فهد ....ليه بس يا صافى؟

صافى ....طول المدة الي فاتت متسألش عليا خالص

فهد ....معلش أصلي كنت مشغول شوية

أقتربت منه بجرأة .....مشغول عن خطيبتك .. حبيبتك .. ايه موحشتكش ؟؟

أبعدها فهد عنه... قلتلك مية مرة مش بحب الطريقة ده

صافى وهي تضحك بصوت مرتفع....ايه يا بيبي في حد ميحبش الدلع!!

فهد .....لاحظي اننا في المكتب

صافى .....طيب يلا بينا مامي عازماك عالغدا

فهد ....بس…..

صافى ....مش هقبل أي عذر

فهد وهو يتناول مفاتيح سيارته ....اوكيه

أراد فهد اللحاق بسعاد لكن صافى جاءت لتجبره على قضاء اليوم معها و عائلتها …………

نظرت سعاد لتجد رامى يقف مستندا على سيارته السوداء الفاخرة و هو يرتدي شورت اسود اللون و قميص سماوى اللون و حذاء اسود و نظارة شمسية أنيقة
وأبتسمت سعاد و هي ترى كل الطالبات ينظرن الى رامى بينما هو لا يلحظ أي فتاة سواها.

*****************************

............................

الجزء السادس



اقتربت سعاد من رامى الذي اعتدل و على ثغره ابتسامة جميلة
و قال........كده برضو سايبة البنات تعاكسني؟؟
سعاد.........يا بريء ! ايه اللي موقفك هنا؟
رامى ........أنا مش جاي من نفسي
دى طنط شويكار بعتتني عشان آخدك عندنا البيت
تتغدي معانا عشان ماما عايزة تشوفك

سعاد..........و الـله !

يرن هاتف سعاد فتجد رقم السيدة شويكارفتجيب
سعاد...........الو
شويكار........ايوه يا سعاد رامى جالك ولا لسه؟
سعاد.... ......ايوه موجود
شويكار.... ....يلا تعالي عشان مستنينك على الغدا
سعاد............لا اعفيني انا هروح عشان عندي مذاكرة
شويكار.........اسمعي الكلام اختي نفسها تتعرف عليكي
سعاد............حاضر

ابتسم رامى و بطريقة مسرحية فتح لها باب العربية و أغلقه و جلس على مقعد السائق و انطلق بسرعة شديدة فيما نظرات الفتيات تلاحقهما و عيونهم تمتلئ غيرة من سعاد

****************************

كان فهد يتناول طعامه في فيلا والد صافى و كانا يتبادلان أحاديث خاصة بالعمل المشترك بينهما و بعدها ذهبوا جميعا لتناول القهوة فبادرته والدة صافى
قائلة..........مش هتحددوا معاد الفرح بقى يا ولاد؟
فهد ...........محاولا الهرب من الاجابة.........لسه بدري يا طنط
صافى...........مش قلتلك يا مامي شكله مش مستعجل
فهد............لا ابدا بس مشغول شوية اليومين دول
الاب ..........يا فهد يا ابني و هو الشغل بيخلص ابدا
فهد.............ان شاء الـله قريب
الأم.............ايه رأيكم يوم راس السنة الجديدة
صافى ..........بفرح......الـله معاد حلو اوي يا مامي
الاب.............ها ايه رأيك يا فهد؟
فهد ............هشوف رأي والدتي و أرد على حضرتك
صافى .............طنط اكيد هتفرحلنا
فهد ...............و هو ينظر بعيدا.....اكيد طبعا

ودع فهد اسرة صافى و انصرف عائدا الى القصر ليجده خاليا من الجميع فقرر الاتصال بوالدته.........الو يا ماما
شويكار........ايوه يا حبيبي
فهد ...........انت فين يا حبيبتي؟
شويكار........احنا عند طنط جلنار
فهد........... مستفسرا.......انتوا مين؟
شويكار........انا وسعاد
فهد ............وسعاد راحت ازاي عند طنط؟
شويكار..........رامى جابها من الجامعة
فهد ............بلهجة غاضبة.... وهترجعو امتى ان شاء الـله ولا ناويين تباتوا!!!
شويكار..........خلاص شوية و رامى هيوصلنا
فهد ...............لا انا هآجي آخدكم
شويكار..........طيب يا حبيبي مستنينك

أغلقت الأم الهاتف وهي تشعر بأن فهد يشعر بالحب لأول مرة في حياته
وقررت مباركة ذلك الحب
وخاصة انها لا ترتاح لصافى
وتشعر انها لن تستطيع إسعاد ابنها الوحيد
فهو يحتاج لفتاة تحبه لشخصه و ليس لماله
فتاة كسعاد التي تشعر بأنها ستكون زوجة ابنها المستقبلية .

كانت سعاد تجلس على الأرض بجوار رامى يعلمها ألعاب الفيديو الحديثة
بينما تجلس الاختان يتحدثان و يتابعان رامى وسعاد و هما يلعبان و يضحكان

جلنار..........طيبة اوي البنت ده
شويكار.......اوي اوي و أنا بحبها اوي
جلنار ........هي هتخلص دراستها امتى؟
شويكار.......ده اخر سنة و احتمال كبير تتعين معيدة
جلنار.........بتفكرني بواحدة صاحبتي كانت زيها بالضبط فاكره يا شويكار؟؟؟
شويكار.......هي ده ايام تتنسي أبدا؟
جلنار ........فاكرة لما كنا بنشتغل و احنا بندرس عشان نكمل تعليمنا
شويكار .......وهي تضحك....ايوة بس انت مكنتيش بتحبي تشتغلي
جلنار .......يا بنتي أنا طول عمري مدلعة
شويكار.......وعشان كده ربـنا رزقك بابن صالح ربـنا يخليهولك
جلنار ........الحمد لـله
شويكار......قوليلي تفتكري سعاد ممكن توافق تتجوز واحد غني؟
جلنار......... ومتوافقش ليه؟
شويكار.......يعني ممكن تقول اتجوز واحد أبدأ معاه من الصفر و كده
جلنار .......برضو أحتمال وارد , بس ليه بتسألي السؤال ده؟
شويكار.......لا أبدا بدردش معاكي بس
نظرت السيدتان الى سعاد و رامى و ظلا يتابعان المباراة بينهما

رامى ......أوعي تفتكري أنك ممكن تغلبيني
سعاد ......لاحظ أن ده اول مرة ألعب و برضو هغلبك
رامى ......تراهنيني؟
سعاد ......الرهان حرام
رامى ......كده وكده
سعاد ......ماشي
رامى ..... لو كسبت اجيبلك لاب توب هدية
سعاد.......و انت لو كسبت اجيبلك ايه؟
رامى ......أي حاجة منك جميلة

سعاد تابعت اللعب بحماس بالغ فهي لا تحب الخسارة أبدا
وحاول رامى ان يشتت تركيزها لكنها كانت تريد الفوز عليه بأي ثمن
و بعد مباراة طويلة فاز رامى بفارق نقطتين فقط فظل يقفز فرحا فيما نظرت له سعاد بغيظ طفولي
سعاد ......ماشي يا رامى بجد مش هنساهالك
رامى .....عشان بس تعرفي يا بنتي اني لعيب قديم
سعاد.......خلاص عرفنا ها تحب اجيبلك ايه؟
رامى....... وهو يتكلم بجدية..مش عايز حاجة غير أني أشوفك فرحانة كده دايما
سعاد ......لا بجد أطلب اي حاجة
رامى ......خلاص أشتريلي قصة اقراها
سعاد .......بس كده
رامى....... وهو يبتسم لطيبتها النادرة .......بس كده

رامى .........وهو ينظر خلفها أنت جيت يا بيبي
فاتك حتة جيم بيني وبين سعاد بس ايه طحنتها
فهد ..........السلام عليكم يا جماعة
شويكار......وهي تتابع الموقف ....اهلا يا حبيبي
جلنار.........عاش من شافك يا فهد
فهد .........ازيك يا طنط واحشاني
جلنار .......أخليهم يحضرولك الاكل؟
فهد ........أنا اتغديت عند صافى في البيت عندهم
جلنار........ها و هما عاملين ايه؟
فهد..........تمام
جلنار .......مجبتش خطيبتك معاك ليه؟
فهد ..........مكنتش عارف انكو هنا
رامى ........ده لو صافى عرفت ممكن تاكلك
فهد .........بس يا خفيف , ازيك يا سعاد؟
سعاد ........الحمد لـله
رامى .......ما تيجي تلاعبني ؟
فهد ..........مليش مزاج
رامى ........ولا خايف اغلبك
فهد .........كده طيب تعالى بقى لما اقطعك

جلس الشابان يلعبان و يضحكان بينما جلست سعاد تنظر لهما …
فهد بشخصيته القوية و حضوره الطاغي …
ورامى بطيبته و أسلوبه المرح الذي يشعرها أنه بمثابة صديقها …
و ماذا عن فهد … كيف تشعر نحوه ؟ …
لم تعرف لكنها تشعر بوجوده قبل أن تراه عيناها …
تبتسم لدى رؤيتها له …
تشعر بالسعادة حين يتحدث اليها …
تشعر بالغيرة عند رؤيتها أو سماعها اسم خطيبته.

**********************

و في صباح احد الأيام أستيقظت سعاد على أصوات تصدر من الطابق السفلي فأغتسلت و نزلت لتستطلع الأمر لتجد الست سامية مديرة المنزل تشرف على جميع الخادمات اللاتي يقمن بتجهيز القصر لحفل ما فقالت سعاد مستفسرة.

سعاد.......صباح الخير يا مدام سامية
سامية ....صباح الخير يا سعاد
سعاد ......خير هو في حفلة انهارده
سامية......ايوة النهارده عيد ميلاد شويكار هانم
سعاد .......بجد
سامية.......دى بتبقى حفلة كبيرة اوي
سعاد .......طيب تحبي أساعدك في حاجة؟
سامية.......ميرسي , استعدي بقى عشان تحضري الحفلة بالليل
سعاد........و هي تفكر ....آه ان شاء الـله

صعدت سعاد الى غرفتها و هي تفكر كيف ستحضر هذا الحفل
وهي لا تمتلك ثوبا مناسبا ..
ولم يتبق معها ما يكفي من مال لشراء ثوبا لائقا ,
جلست على السرير و حاولت التفكير في سبب تعتذر بسببه عن حضور الحفل


اشترى فهد لوالدته عقدا من اللؤلؤ ليهديه لها في عيد ميلادها و أنهى عمله مبكرا ليستعد للحفل و كانت صافى ستحضر مع عائلتها في المساء وخشي فهد أن يطلب والدها تحديد موعد الزفاف و تبدي والدته موافقتها لرغبتها أن ترى أحفادا لها …

أنهت سعاد محاضراتها و عادت الى القصر لتجد الحديقة و قد تغيرت تماما فقد ملئت بالأضواء و الزينة معلقة في كل مكان و الطاولات مغطاه بمفارش لونها ذهبي ,
صعدت الى غرفتها و دعت الـله أن لا يتذكرها أحد و تظل وحدها في غرفتها
و بدأت تبكي
سمعت سعاد طرقات على الباب فقامت و الدموع تغطي وجهها لتجد السيدة شويكار تقف بصحبة السيدة سامية .
شويكار.......ها يا هاله جهزت نفسك؟
سعاد .........كل سنة وحضرتك طيبة
شويكار....... وانت طيبة
سعاد .........ممكن تعفيني عشان عندي مذاكرة كتير
شويكار.......ممكن تجيبي اللي قلتلك عليه يا مدام سامية
سامية .......وهي تبتسم تخرج من الغرفة ثم تعود و معها علبه كبيرة و تضعها على الفراش فتنظر سعاد
سعاد.........ايه ده؟
شويكار......ده فستان عشان تحضري الحفلة ,
سامية عرفت مقاسك من الفستان بتاعك
سعاد .........ليه حضرتك عملت كده؟
شويكار.......مش عايزه تحضري حفلة عيد ميلادي ولا ايه؟
سعاد..........بس ده كتير اوي
شويكار.......و لا كتير ولا حاجة , الساعة 5 الكوافير بتاعي هيكون عندي و بعد كده هيجي يعملك شعرك و يحطلك ميك اب عايزاكي احلى بنت النهارده

تحولت دموع سعاد من الحزن الى الفرح
فاقتربت من السيده شويكار بخجل و احتضنتها
ولم تجد كلاما يعبر عن شكرها العميق لها
فقد ذكرتها بطيبة والدتها و اهتمامها بها ,

خرجت شويكار وسامية تاركين سعاد تبتسم و هي تشعر انها كسندريلا و ستحضر الحفل و تقابل الأمير الذي سيقع في غرامها……

دخلت سعاد لتستحم و وضعت كريم لترطيب بشرتها و أرتدت روبا طويلا و جلست على الفراش لتفتح العلبة لتجد فستان طويل أزرق اللون و به خطوط متعرجه ذهبية ذو أكمام طويلة و ضيق من الاعلى و يزداد اتساعا حتى الذيل …. لمست الفستان بأصابعها و هي سعيدة فقد كان أنيقا للغاية ووجدت معه حذاءا مناسبا له…..
ارتدت الفستان و نظرت في المرآة لتجد أنها تبدو كأميرة حقيقية ,
الساعه السادسة جاءتها السيدة سامية قائلة
سامية........ما شاء الـله الفستان جميل عليك يا سعاد
سعاد.........شكرا
سامية........مدام وداد الكوافيرة هتيجي عندك دلوقتي
سعاد ........هي الحفلة هتبدأ أمتى؟
سامية........الساعة 7 الناس هتبتدي تيجي
نظرت سعاد نحو الباب لتجد سيدة أنيقة
و بصحبتها ثلاث مساعدات تعرفت السيدة على هاله
وداد ........مساء الخير يا فندم
سعاد .........اهلا بيكي
وداد ..........ما شاء الـله عليكي وشك جميل
سعاد .........شكرا
وداد ..........يلا نبدأ ؟
سعاد .........اوكيه

و بدأ المساعدات الثلاث يضعون طلاء الأظافر في يد سعاد و قدميها و بدات السيده عملها في وضع الماكياج المناسب لها و الذي يظهر جمال عينيها و بشرتها الصافية و بعدها قامت بعمل قصة جديدة لشعرها فجعلته متدرجا و قد أصبح يبدو أكثر كثافة و قامت بعمل تسريحة تناسب وجه سعاد و بعد ان أنهت عملها قالت:
وداد ..........ممكن تفتحي عينك دلوقتي
فتحت سعاد عينيها لتجد نفسها تنظر لفتاة مختلفة فقالت بفرح:
سعاد .........مين دى؟
وداد ..........ها ايه رأيك ؟
سعاد ..........حضرتك فنانة
سعاد ...........ميرسي

خرجت وداد ومساعداتها الثلاث من الغرفة
فيما ظلت سعاد ...تنظر لنفسها في المرآه و هي تبتسم
ووجدت نفسها تتساءل (ماذا سيكون رأي فهد في مظهرها الجديد ؟)

نزلت السيدة شويكار بصحبة فهد الى القاعة الكبرى في القصر و قد وجدا السيدة
جلنار ورامى أول الواصلين فجلسوا جميعا يتحدثون :

جلنار .......كل سنة وانت طيبة يا اختي
شويكار......و انت طيبة يا جلنار
رامى ........كل سنة وانت طيبة يا طنط
شويكار.......وانت طيب يا حبيبي

فهد وهو يعطي لوالدته علبة زرقاء اللون
...............كل سنة وانت طيبة يا أحلى ام في الدنيا
شويكاروهي تفتح العلبه...
..............جيبتلي ايه يا فهد ؟ الـله ده عقد ؟ ميرسي يا حبيبي
رامى ........أنا جيبت لحضرتك حلق لايق مع العقد بتاع فهد
شويكار........ ميرسي يا رامى
جلنار..........انا بقى جيبتلك جهاز تقدري تسمعي فيه القـرآن علطول
و بيساعدك تحفظي كمان
شويكار........ الـله ميرسي يا جلنار
رامى ...........اومال فين سوسو؟
فهد..............سوسو مين؟
رامى............ ساخرا من فهد.... دلع سعاد يا بيبي
فهد ..............بطل تقولي يا بيبي ده انت سخيف
رامى .............ليه بس كده ده أنا بدلعك زي صافى
فهد ...............طيب يا رامى
ضحك الجميع و لكن رامى أطلق صفيرا عاليا فنظر فهد الى ما ينظر اليه …….

*************************

نظر فهد ليجد صغيرته تنزل السلم و كأنها أميرة من كتب الأساطير فحبس أنفاسه و ظل يتابعها بعينيه و سمع رامى يقول:
رامى ..........ايه ده ؟ مين دى ؟ مش ممكن ؟
شويكار........ ده سعاد مش كده؟
جلنار .........ايوة يا ستي و الولدين واقفين يبصولها و كأنها جايه من كوكب تاني
شويكار........ايه رأيك يا جلنار في الفستان؟
جلنار.........أكيد ده ذوقك طول عمرك بتعرفي تنقي الألوان اللي بتليق على كل واحدة
شويكار.......كلمت الأتيليه بتاع مدام يسرا ووقلتها الموديل و اللون ولقيتها بعتته
رامى .........أييييييييييه يا بيبي مبحلق كده ليه؟
فهد لم يجب عليه لأن سعاد وصلت اليهم وهي تنظر اليهم بخجل شديد:
سعاد ..........مساء الخير
رامى ..........يا مساء الأنوار
شويكار.........مساء النور يا سعاد
جلنار..........ما شاء الـله زي القمر
سعاد ..........شكرا
فهد............... وهو ينظر في عينيها ....ازيك يا سعاد؟
سعاد ...........الحمد لـله
سعاد ..........وهي تقترب من السيدة شويكار..
.................أنا جيبت لحضرتك هدية بسيطة يا رب تعجبك
شويكار.........ليه كده يا سعاد؟
سعاد ...........ده أقل حاجه أقدمها لحضرتك
قدمت سعاد علبة صغيرة ففتحها السيدة شويكار و تحسستها لتجد أنها قلادة يتدلى منها مربع منقوش عليه كلمات:
شويكار.........ده سورة ايه يا سعاد؟
سعاد .............ده آية الكرسي و السلسلة فضة كان نفسي أجيبها دهب
شويكار...........ده جميلة أوي , تعالى يا فهد لبسهالي
ابتسم فهد و اقترب من والدته و وضع القلادة حول عنق والدته التي قامت بلمسها برقة و هي تبتسم

بدأ المدعوون في الوصول و أمتلأ القصر و كان الجميع يضحكون و وجدت سعاد نفسها وحيدة فخرجت الى الشرفة تتابع الحفل في الحديقة و تفكر هل هي تحلم …
يا ريت والدتي معي لتستمتع بهذا الحفل معي …
فلم تحضر كلا من سعاد أو والدتها حفلا مماثلا من قبل فهم ينتمون لطبقة فقيرة في المجتمع … وجدت سعاد أن صافى و عائلتها وصلوا للتو فذهب فهد لاستقبالهم و كانت صافى ترتدي فستانا قصيرا أسود اللون و عاري الكتفين …
وقد وضعت يدها على ذراع فهد وكأنها تثبت للجميع أنه ملكا لها فقط

******************

تسمحيلي بالرقصة دى...
قاطع أفكارها صوت رامى الذي وقف أمامها بوسامته المعهودة و أناقته الشديدة فضحكت سعاد قائلة..
..................مبعرفش أرقص
رامى ............وهو يتظاهر بالجدية.....و لا أنا على فكرة
انفجرت سعاد في الضحك على طريقة رامى في تسهيل الأمور وتمنت أن تكون مثله ذات يوم لا تفكر في مشاكل و هموم تملأ قلبها الصغير:
سعاد............بجد مش بعرف
رامى ...........أعرفك بنفسي .مدرب رقص متخصص
سعاد............بلاش يا رامى أنا مش متعودة ع الجو ده
رامى ...........و يرضيكي البنات الوحشين يرقصوا معايا
سعاد............طيب خمس دقايق بالظبط
رامى ..........موافق طبعا
رقصت سعاد رقصة سريعة مع رامى الذي كان يلقي النكات على جميع المدعوين و سعاد تضحك حتى وجدت صافى و فهد يرقصان بجوارهما و عندما لمحتها صافى قالت:
..................ايه ده أحنا اتغيرنا خالص
رامى ...........ايه رأيك يا صافى؟
صافى ..........مش بطال
رامى ...........دى تجنن يا بنتي
فهد .............فعلا سعاد ملفته النهارده اوي
صافى.......... بحقد....معاك حق , أنا هروح اقعد شوية مع طنط شويكار عن أذنكو

وقف فهد وحيدا بينما قال رامى:
.................خدلك لفة بس رجعهالي تاني

وانطلق لتحية أحد المدعوين تاركا سعاد وفهد ينظر كلاهما للآخر دون أن يتحدثا
وفي تلك اللحظة خفتت الإضاءة وبدأت موسيقى هادئة فاقترب كل شاب من شريكته في الرقص و وجدت نفسها بين ذراعي فهد الذي كان يمسك بيدها برقة بالغة و لكنه لم يكن ينظر اليها بل كان سارحا يتخيل أنه يراقصها في مكان آخر دون وجود كل تلك العيون التي تلاحقهما …. بينما كانت انفاس سعاد تتلاحق فهي لم تقترب منه لهذه الدرجة من قبل و كانت تريد الركض بعيدا لكنها لم ترد البعد عنه فهي تحبه … نعم تحبه … و يا ويلها من هذا الحب ……..

******************************




نظر فهد الى سعاد فوجد خدها مشتعل بحمرة الخجل فسألها:
فهد ...........انت حرانه تحبي نخرج في الجنينة؟
سعاد.......... وهي تحاول أن تتكلم ...آه آه يا ريت
فهد ...........اتفضلي
تبعته سعاد دون أن يلاحظا أن هناك شخصا يراقبهما و تكاد الغيرة تقتله

كان رامى يبحث عن سعاد في كل مكان لكنه لم يجدها فقرر الرقص مع احدى الفتيات حتى يجدها و قاطعته صافى:
صافى .........فهد فين يا رامى؟
رامى ..........مش عارف
صافى .........طيب أنا هروح أدور عليها
رامى...........طيب

كانت والدة صافى تجلس مع والدة رامى يبادلان أطراف الحديث
وجاء والد صافى بصحبة السيدة شويكار و بعد أن جلسا قال:
الأب...........عايزين نفرح بالولاد بقى يا شويكار هانم
جلنار..........أيوه يا كاريمان
شويكار........مش لما يدرسوا بعض كويس
الأم.............متهيألي دول فهموا بعض عالآخر
الأب............ايه رأيك نعمل فرحهم ليلة رأس السنة؟
شويكار.........علطول كده؟؟؟
الاب.............خير البر عاجله
شويكار.........**** يقدم اللي فيه الخير
ابتسمت والدة صافى لأعتقادها أن شويكار وافقت .

اصطحب فهد سعاد الى زاوية بعيدة في الحديقة بها مقعد خشبي جلسا عليه
و ساد صمت مريح فكلاهما يشعر بالراحة برفقة الآخر :
فهد ..............تعرفي أنا بحب المكان ده أوي
سعاد برقة.........فعلا مكان مريح
فهد..........ماما وبابا كانوا كل يوم يسهروا هنا و كنت ساعات بلاقيهم بيرقصوا سلو
سعاد.........الـله يرحمه باين عليه كان طيب اوي
فهد...........بابا كان انسان عظيم و مهما وصفتلك حبه لماما مش هقدر
سعاد..........يااااه معقولة في حد بيحب للدرجة ده؟
فهد ..........الحب الحقيقي بيكون قوي اوي ,
انت عارفة ماما ازاي بقت مش بتشوف ؟
سعاد ..........لأ
فهد ...........فضلت تعيط على بابا من ساعة ما دخل المستشفى لغاية دلوقتي …. ................حاولت كتير أخليها تعيش حياتها بعده لكن معرفتش ….
.................حبهم كان غريب ….
................كانوا مرتبطين ببعض بطريقة مشفتهاش قبل كده
..........…. لما كانوا بيزعلوا من بعض كانوا أول ما يشوفوا بعض يحضنوا بعض ...............و ينسوا اللي حصل مهما كان …. الـله يرحمه و يخليهالي………….

سعاد .........مامتك أطيب انسانة قابلتها في حياتي
فهد...........هي كمان بتحبك أوي
سعاد ........مش نروح الحفلة بقى؟
فهد ..........زي ما تحبي

وقفت سعاد و بمجرد أن أستدارت حتى أنهالت صفعة قوية على وجهها ….
نظرت لتجد صافى تقف أمامها تقول:

صافى ............اوعي تنسي نفسك ....أنت مجرد شغالة عندنا
وإحتمال أخليكي الشغالة بتاعتي بعد الجواز … أصلنا خلاص حددنا المعاد

لم تنتظر سعاد بل أنطلقت تركض و هي لا تشعر بأي شيء سوى بإحساسها بالإهانة …. وسمعت صوت فهد يصرخ ( سعاد استني )
لكنها واصلت الركض و دخلت القصر من باب جانبي و صعدت الى غرفتها و جمعت أغراضها و تركت الفستان و التليفون فوق الفراش و غادرت القصر…
لكنها أحست أنها تركت فيه شيئا آخر... قلبها

*****************************
*****************************
..............................
بجد تعبتنا بقصة الحب الملتهبة ابداع ما بعده ابداع طز في الجنس الحب أو اسمي شيء في الحياة تسلم ايديك
 
  • عجبني
التفاعلات: Fâŗëş>.Ŝäìf
تم إضافة الجزء السابع والثامن
 
  • عجبني
التفاعلات: B0lBol و Ahmed Sha3ban
  • عجبني
التفاعلات: hasanabd
  • عجبني
التفاعلات: Ahmed Sha3ban
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
حتى انا مش لاقيها مع أنه العنوان متعدل بتاريخ اليوم
كبير المشرفين بيقول اتحذفت مع تبديل السيرفر
وكمان اتشال اسمى من عليها
وعشان اعيد نشرها عايزة اسبوع كمان
مش باحتفظ باللى بانشره
القصص كلها موجودة فى ورق مطبوع خارجى
مفيش الا التاسع والعاشر الموجودين كنت باجهزهمللنشر
 
  • عجبني
التفاعلات: Fâŗëş>.Ŝäìf و القصص الجميلة
تم أعادة النشر ونأسف للخطأ غير المقصود
 
  • معجبنيش
  • حبيته
التفاعلات: جدو سامى 🕊️ 𓁈 و Eden 123
تم إضافة الجزء السابع والثامن
تم اعادة النشر من خلال ملاحظتكم
شكرا للملاحظة ويوجد الجزء السابع والثامن فى التعليقات
 
  • عجبني
التفاعلات: القصص الجميلة و Fâŗëş>.Ŝäìf

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%