NESWANGY

سجل عضوية او سجل الدخول للتصفح من دون إعلانات

متسلسلة واقعية فلاش باك ـ حتي الجزء الأول 1/6/2023

wael115

بياع كلام
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
إنضم
12 مايو 2023
المشاركات
678
مستوى التفاعل
684
نقاط
191
الجنس
ذكر
الدولة
تونس
توجه جنسي
أنجذب للإناث
صوت رنين الهاتف يتداخل مع أحداث الحلم ... لا اعلم هل انا فقط ما يحدث لي هذا ؟؟؟ ... عودة تدريجية للواقع ... الهاتف اللعين يأبى السكون ... رنين يتبعه رنين ... من هذا اللعين الذي يتصل ... سحبت الهاتف بحركة مثقلة شديدة ... الاسم يلمع على شاشته ... انه زوجي ... لم انظر حتى للوقت كم الساعة ... بضع كلمات مقتضبة ثقيلة ... ثقيلة ثقل هذه الوضعية التي فرضت عليا ... أردت العودة للنوم عبثا ... وجوده أصبح يحرمني حتى من متعة الهروب من الواقع للنوم .... علني أرى حلما تزينه بعض اللحظات السعيدة ...

مثقلة بكل الذكريات التي لا تتوانى أن تلاحقني ... ذكريات الماضي البعيد و القريب ... حتى أحداث الساعة الماضية تصبح ذكريات والذكرى يمحوها النسيان .. لكني لا أنسى

هكذا قال أبي قبل اثنتين وعشرين عاما حين عارضت الزواج من رشيد ... رغم شدته تجرأت و صارحته باني معجبة بغيره ... لا اعلم هل كان سحرا أم هو أقنعني بجد قال أني سأنسى حبي الأول ... كنت اعتقد أني نسيت ... حياتي التي كنت احسبها رائعة أوهمتني أني نسيت ... أو ربما عوضتني ...

زواج تحسدني عليه كل رفيقاتي ... زوج ناجح وحنون لا يبخل عليا بشيء ... ولدان يتقدان ذكاء ورغبة في الحياة ... مستقبلهما الباهر الذي ينتظرهما ... أحمد يدرس الهندسة في أرقى الجامعات الألمانية و يسرى تستعد للحاق بأخيها ...

" خذي وقتك وفكري بس عشان خاطر أولادك " ... تلك الجملة من حنجرة أبي المتشققة ... دفعت بي لمنزلنا القديم ... أمواج من الماء البارد تمحو كل الخطوط التي رسمت على شاطئ ليلتي .... محاولة تخطي ألام عظامي من اثر الطريق الطويل بين بيت زوجي وبيتنا القديم ... الجوع بدأ يقرص معدتي لم آكل منذ مدة ... فقط هي السجائر التي تحرق صدري وأمعائي ...طبعا بيت لم تفتح أبوابه منذ سنين لا يمكن أن أجد فيه شيئا يصلح للأكل ...

غير مهتمة بمظهري في محاولة لكسر كل عاداتي ... لبست أول الثياب التي افلتت من اسر حقيبتي ... قدت سيارتي الفارهة نحو الطريق العام ... كل شيء تغير في بلدتي الا ذلك الشعور بانعدام الوقت ... نعم ساعة الزمن تتعطل في هذه القرية ... قرية ساحلية على شواطئ المتوسط ... تعج بالحركة صيفا وتدخل في سبات مع أول نسمات الخريف ....

بعض البرك التي تركتها سحب ليلة أمس الماطرة تنتشر في حفر الطرقات ... الحفر احدى سمات بلدنا ... لا يخلو منها شارع او طريق رئيسي او فرعي ... قديما كانت إحدى هوايتي المفضلة القفز في تلك البرك ... معتمدة على متانة البوط البلاستيكي الذي كنت انتعله ... لم تفلح أمي وعتابها ولاحتى ضربها لي أن اقلع عن تلك العادة التي تلطخ معطفي بقطرات الماء الممزوجة بالطين ....

روح الطفولة بعثت في روحي من جديد ... معتمدة على خلو الطريق من السيارات .... عجلات السيارة تلعب دور البوط ... روحي ترقص ضحكا مع كل موجة يصدرها مرور السيارة فوق البرك تزين أرصفة الشوارع الخالية برسومات عبثية ... لم انتبه لمرور شابين خرجا فجأة من احد الشوارع الفرعية ...

رأيت حركة شفتيهما تشتماني بعد ان استفاقا من صدمة موجة الماء البارد التي سكبت عليهما .... لم اهتم لما حدث لهما ... أصلا أحسست بالراحة أني سببت الألم لأحدهم حتى عن غير قصد .... شعور ممزوج بالنقمة والراحة لا ادري لماذا .... طال تسكعي في الطريق ... تلك السعادة الصبيانية لم تسكن جوعي ...

وصلت الشارع الرئيسي بعض المقاهي تستقبل القليل من الزوار ... لم تسحبني أي واجهة لأدخل إحدها ... عدة جولات في الطرقات بلى هدى قادتني لكفاتيريا صغيرة ... تجاهد أن تطل على الشاطئ من بين البنيات التي نبتت فجأة على ساحلنا ... دخلت دون شعور محدد ... اخترت طاولة بعيدة عن الكل ... لا اعلم سر رغبتي في الانزواء ... المحل أصلا خال إلا من صوت فيروز تدندن " كان الزمان وكان " اقتربت مني فتاة لم تتجاوز العشرين من عمرها بابتسامة لم أرد عليها ... أصلا أنا كرهت هذا السن ... في مثل سنها قبرت أحلامي بزواجي وبنت في مثل سنها قبرت زواجي ...

راحت تحضر لي طلبي مستهجنة تلك الطريقة الباردة التي قابلت ترحيبها بي ... وتهت في سيل من الذكريات ... من كثرة الذكريات لم أتذكر ما تذكرت ... أظن أن أبي على حق ... يجب أن أريح عقلي كي أفكر جيّدا ... أو كي لا أفكّر ... لا اعلم

بضع لقمات من قطعة الكرواسون ورشفتا قهوة كانت كفيلة أن تدفع رغبتي في التدخين أن تطفو على السطح ... سحبت علبة سجائري من حقيبتي طال بحثي عبثا عن الولاعة ... رفعت راسي بحثا عن النادلة علي أجد عندها مصدرا للنار تطفئ لهيب رغبتي ... بحركة باردة منها ردة على إشارتي بعلامة نفي ... ربما هو الرد العادل على تجاهلي ترحيبها ... وربما تعبير وجهي اليائس جعلها تترك هاتفها وتتوجه نحو طاولة قريبة من الباب ... لم انتبه لوجود سيدة جالسة هناك ...

الحياة تمنحك فرصة للانتقام دوما ... برود شديدة صبه وجهها وهي ترد على كلمات شكري لها ... تهت مع أول نفس دخل صدري من سيجارتي ... لا اعلم سر بقائي في المقهى ... لكني لا أريد الحركة ... الرغبة في سيجارة ثانية تلهب صدري وعروقي ... لم اجد بدا من النهوض من مكاني والتوجه ... ولتذهب تلك المراهقة للجحيم ...

بخطوات مثقلة ممزوجة بالخجل تقدمت من السيدة ... كلمات مبحوحة ممزوجة بابتسامة اعتذار دفعتها للإلتفات نحوي ... لا اعلم هل توقف الوقت ... لكن يبدو أنها أطالت النظر في وجهي مما دفعني للخجل ... خجل ازدادت درجته مع أول كلمات لها ... " إيمان ؟؟؟ صح ؟؟؟ " ... إشارة سبابتها في وجهي مباشرة قطعت كل أمل لي في تذكر صاحبة الوجه ... مع طول صمتي وامتناعي عن الرد ...

  • انتي ايمان ؟؟؟ صح ؟؟؟ ... ايه مش فاكراني ؟؟؟
  • (لم تمهلني اصلا فرصة للاجابة أوالإعتذار )
  • أنا نادية ... معقولة بعد السنين دي كلها افتكرتينا ورجعتي ؟؟؟
نادية ... إحدى صديقات الطفولة والدراسة والصبا والمراهقة ... كانت الأقرب لقلبي والأكثر دفعا لغيرتي ... غيرتها السنين كثيرا ... قصة شعرها ونظارات طبية تغطي نصف وجهها .... أعادني عناقها الحار لي إلى موطني ... روحي عادت لجسدي ... كنت أتوق لأعيد حياتي من الأول ... حنيني لسنوات الضحك البريء دفع شعورا في داخلي لم أعهده ... لم أجد له تفسيرا لكن أسعدتني تلك الصدفة ....

ساعات طوال مرّت ونحن نفتح ملفات الطفولة ... صوت ضحكنا امتزج بالكحة ... صدري يهتز كل ما ذكرنا إحدى النوادر ... فتحنا سيرة الكل ... هذه تزوجت والأخرى هاجرت ... وتلك انقطعت أخبارها ... نادية التي طالما كانت متفوقة في الدراسة حققت حلمها أصبحت طبيبة ... تعمل في وزارة الصحة بمستشفى المدينة ... وتزور مستوصفات القرى المجاورة بصفة دورية ... من حسن حظي أن هذا اليوم يصادف موعد زيارتها الاسبوعية لقريتنا ... مع سفر زوجها وذهاب ابنتيها لكلية الطب (بدا عليها الفخر وهي تقول ذلك ) ... قالت إنها تستغل تلك الفرصة لزيارة أمها والمبيت عندها ...



وتهنا في جولة ثانية من الضحك ونحن نتذكر نوادرنا مع أمها ... كم اشتقت لذلك الزمن ... القهوة صارت اثتنين وثلاث ... علب سجائرنا نضبت وذكرياتنا لم تنضب ... الشمس مالت للأصيل ... مزيج من تأثير توقف عقارب الساعة في قريتنا مع تلك الجلسة الجميلة ...

تمنيت أن لا ينتهي ذلك الاحساس .... قبل وداعنا ... سؤال انحشر في صدري قبل حنجرتي ... سألتها عن سيف ؟؟

صارعت الدمع عبثا ... أخبرتني انه توفي منذ زمن في حادث هو وزوجته ... لما الحزن يطاردني ... لا بد أن ينتهي كل شيء في حياتي بالحزن حتى تلك الجلسة الجميلة مع رفيقة دربي تنتهي بخبر صاعق ... قدت سيارتي على غير هدى ... لم انتبه ان نادية واعدتني ان نتقابل الاثنين المقبل مساء ونمضي الليل سويا ... لم اهتم للتفاصيل أردت الهروب لأبكي ... قدت سيارتي نحو سفح الجبل ... وتوقفت

صور كثيرة تتسارع على شاشة ذاكرتي ... خنقتني العبرة ... سيف ... كان حبيبي ... أنا التي كنت أحبه ... أسندت راسي لمقود السيارة واستسلمت لسيل ذكرياتي ... انتظر أمام باب المدرسة فقط لأراه لدقائق .. لا أعلم اهي حالة تتطلّب زيارة طبيب نفسي ... كل ما استغرقت في الذكريات لا أتذكّر ما تذكرته ...

قشعريرة بدأت تسري في مسام ظهري ... النسمات الباردة على سفح جبلنا المتحدي في شموخ للبحر الممتد تأجّل حزني الذي لا ينتهي ... أدرت محرك السيارة وعدت لوسط القرية ..

علامة تجارية تشع في إصرار أن تذكرني بواجب اقتناء بعض الأشياء ... لا اعلم كم عدد الاكياس التي صارعت يديا الرقيقتان لحملها ... اقتربت من باب السيارة ولم أجد مفتاحها

شيء طبيعي أن افقد تركيزي بعد كل تلك الأحداث لكن ليس لدرجة أن افقد مقتاح العربة ... عبثا بحثت في العشب قرب بابها ... ما ان فكرت في العودة لداخل السيارة حتى سمعت صوتها تعلمني انها انفتحت ...

أحدهم وجد المفتاح ... شعور ممزوج بين فرح النجدة والرعب ... شابان يقفان بنظرة فاحصة ساخرة بيني وبين السيارة ... لم اتملى في الوجوه جيدا لكن ملابسهما ذكراني بذنب ارتكبته صباحا

نعم هما نفس الشابين الذين غمرتهما بماء بركة الطريق صباحا ... هممت بالصراخ علّ أحد العاملين بالمحلّ ينقذني من انتقامهما ... لكني أصبت بنوع من أنواع الشلل... لساني تخشّب وأنا أراقب حركة الخطوات الواثقة لاحدهما تتقدم نحوي وعيناها لا تفارق عيني ... استسلمت لمصيري المحتوم

الجزء الاول

استلقيت على سريري هروبا من كل ما حدث سابقا وما يحدث الآن وما سيحدث لاحقا ... جسدي مثقل وعضلاتي مشلولة ... إستسلمت للنوم ... الشابان يقتربان مني ... أحدهما مد يده ليناولني المفتاح ... والآخر أحاط بيده من خلفي وسحباني خلف السيارة ..

حاولت الصراخ لكني صوتي لا يخرج من حلقي ... جسدي يرتعش من برودة ماء الحمام ... مشاعر مزدوجة بين السخرية والخجل ... كيف تسلل هذا الحلم إلى خيالي ... وقفت طويلا امام المرآة ... أتأمل إنعكاس صورتي .... لا أزال جميلة رغم كل شيء ... بعض الدوائر تحيط ببطني لكنها لا تشوه شكلي ...

ارتديت ملابس رياضية رمادية اللون ... منسجمة مع اللون الرمادي للسماء التي بدأت ترسل بأنوار شمسها تحث الكون على النشاط ... فتحت كل شبابيك البيت ... البيت المهمل كجسدي منذ سنين لا يصلح للعيش فيه ... ضاقت نفسي أكثر فأكثر فقررت الخروج ...

الأكياس لا تزال في الكراسي الخلفية للسيارة ... أدرت محرّك السايرة ... لم تزل يدي تصارع الباب الحديدي الثقيل الذي استعصم ان يطلق سراحي من سجني ... منحنية في اتجاه الشارع أجاهد الدفة اليمنى من الباب ... اشعر بان هناك عينان تخترقاني ...

حركة لا شعورية التفت بعدها بسرعة للخوف ... ارتباك مزدوج بيني وبين الشاب الذي يقف خلفي يحملق في مؤخرتي ... خوفي وخوفه امتزجا بحرجه وذكريات ذلك الحلم السخيف ...

  • (صوت مبحوح ينطلق من حنجرته) صباح الخير ... محتاجة مساعدة ؟؟؟
خوفي وإحراجي منعاني من الاعتراض والإجابة في نفس الوقت ... حركة بسيطة من كف يدي وإنسحابي للخلف فسحا المجال لهذا الشاب الشهم الذي نبت في أحداث حياتي فجأة .... مع إنحنائه ليعالج القفل الأرضي للباب وجدت الفرصة للانتقام منه والتملي في مؤخرته ....

الفتوة والشباب لها تأثير لم أفهمه ... شعوري بالخجل منه دفعني لدعوته أن اقله لوجهته ... أحسست اني بذلك ارضي ضميري نحوه ... أولا تسببت في تبلله وتلويث ثيابه ثم خفت منه وهو يحاول مساعدتي عند ضياع مفتاحي وإختمتها بان شوه حلمي صورته وهو يغتصبني ...

إبتسامة خجل منه وهو ينسحب معتذرا أنه لا يريد إزعاجي ... لا اعلم لما حزنت انه رفض ... كنت أرغب باي نوع من أنواع الرفقة ...

قدت عربتي دون وجهة محددة ... السائق الآلي في عقلي يقود السيارة وعقلي يبأبى ان يستيقض ... لا أعلم كيف وجدت نفسي داخل نفس الكافيتيريا .... نفس الطاولة التي جلست فيها صباح أمس ... نفس الطلبات ونفس النادلة ونفس الشعور فقط نادية هي الغائبة ...

شبعت غريزة الجوع في بطني والتهبت رغبتي في الحديث ... لا أحد في الكافتيريا غير تلك النادلة التي لم تغفر لي برودة مقابلتها يوم أمس ... أشرت اليها للقدوم ....

حركتها الثقيلة وهي تتجه نحوي تنبئ أنها لا تستثقل وجودي قربها ... شعرت بالندم عن فعل وقع مني غصبا عني ... بابتسامة عريضة استقبلتها علها تغفر برودي ... ألهمني عقلي أن أطلب منها المساعدة ... ملامح وجهها بدأت تتغير نحو التقبّل وهي تسمع لطلبي ...

فقط طلبت منها أن تساعدني أن أجد إحداهن تساعدني في تنظيف البيت ... طلبت مني الانتظار حتى تتصل بإحدى معارفها ... لا أعلم كم مرّ من الوقت حتى وصلت

لم أهتم لا بشكلها ولا بعمرها ولا حتى إسمها نسيته ... الشيء الوحيد المهم في دخول هذه السيدة لرتابة الأحداث في حياتي هي الصخب الذي سببته .... حركتها سريعة وكلامها لا ينتهي ... كل شيء ملقى على الأرض ... حشية السرير في غرفة النوم الكبرى ... الخزانة ... الماء المخلوط بالصابون يسعى كالثعبان من تحت عتبات كل الأبواب ...

يوم سريع وتلاه يوم آخر ... شخص آخر يتحرّك بجانبي ... لكني لا أركز مع ما تفعله ... فقط النتيجة هي التي ترضيني ... البيت أصبح مرتبا ... بريق أيام خلت إجتهدت أمي فيها للحفاظ على بيتها ... كنت قاربت اليوم الخامس لهجرتي من بيت زوجي ولم اهتم أن أحدا لم يتّصل بي ... ربما هي الراحة النفسية التي بدأت تساعدني على النسيان ...

المفروض أن الحركة والحركية هي من تأثّر في الإحساس بالزمن ... لكني لم أشعر بمرور الأيام ... شيء ما تعطّل بداخلي ... توضيب البيت و إصلاح سخّان الماء والموقد وبعض المصابيح المعطّلة استنزفت ما كنت أملكه من أوراق نقدية ...

في اليوم السادس توجهت نحو المدينة أبحث عن بنك لسحب بعض المال ... المدينة لا تبعد كثيرا عن قريتنا ... دقائق معدودة لفتها عجلات سيارتي ...

المدينة تغيّرت كثيرا من آخر زيارة لي ... رحت أجول شوارعها علي استرجع بعض الذكريات ... لكن عبثا ... انا لا أنسى ولا أتذكّر ... قادتني جولتي إلى سور المعهد ... ذكريات المراهقة وبداية الشباب ... فقط تلك الدقائق القليلة التي كنت اقف قرب البوابة أنتظر سيف ... فقط انتظر رؤيته ...

ألقيت رئسي على مسند السيارة وتهت في ذكريات لا أذرها ولا تذكرني ... كجزر شاطئنا بدات تسحبني للخلف ... كل تلك الصور الغير مرتبة تتمتزج باصوات ضحكات الشباب المتحلقين تحت سور المعهد ... حلقات تختلف في أعدادها لكنها تتشابها في أحلامها ... زهوها... ضحكات نابعة من القلب تصلني ...

تهت اكثر في فكرة كيف ستكون حياتهم بعد عشرين سنة ؟؟؟ نعم لقد كنت إحداهن قبل أكثر من عقدين فتاة تتقد رغبة وتحدي للحياة ... افكار وأحلام وطموحات ورغبات تكسّرت على صخور الواقع ... رحت أراقب الفتيات وأوزع المستقبل عليهن هذه ستنجح ... وهذه ستفشل وتلك ستعيش سعيدة والأخرى ستغمرها التعاسة حتى تغرق ....

نقر خفيف على بلور شباك السيارة أسقطني من عرش القدر الذي تربعت عليه أتحكم في مصيرهن ... التفت الي مصدره ... وجه ذلك الشاب الذي ساعدني صباحا يطلّ مشرقا من خلفه .... قبل أن اركّز معه ودعني بإشارة من يده وإلتحق بفخر بإحدى الحلقات ...

خطواته الواثقة تدلّ أنه يتفاخر على أترابه أن يعرف صاحبة تلك السيارة الفاخرة التي سحبت الانظار اليها ... شعرت بالخجل وهربت من المكان ...

عدت للبيت وقد زاد ثقل نفسي ... وحدة قاتلة تخنقني ... أنا بحاجة الي من يسمعني ... أمواج من الكلمات تصعد لحلقي لتتحوّل ليد ثقيلة تطبق على أنفاسي ... الي من اشتكي حالي الى قريب يتجاهلني أو إلى غريب لو شكوته جرحا هو ليس صاحبه ... فلا يؤلم الجرح الا من به ألم ... فان شكوت لمن طاب الزمان له فأنا اغلي والمشتكى له صنم ... وإن شكوت لمن شكويا تسعد فقد أضفت أضفت جرحا على جرحي اسمه الندم

قررت أن اتجاوز محنتي لوحدي ... ساكتم سري وسأبرئ جرحي بنفسي ... لا املك القوة لذلك لكني سأحاول ... رائحة البيت صارت زكية ... سحبتني الرائحة ان اجول في البيت الذي احتواني ما يقارب الاسبوع لكني لم أدخله للآن ...

بيت ابي يتكون من طابقين الاوّل به المطبخ الكلاسيكي ... بضع اواني علّقتها تلك المرأة بعناية ... بضع كؤوس وأطباق ستفي بأغراض إقامتي التي لا اعلم كم ستطول .... صالون كبير على الشاكلة الانجليزية تزينه مدخنة كم إحترقت فيها ذكريات صبايا ايام البرد ... وغرفة استحمام فخمة يتوسطها حوض أبيض كبير ... دون شعور تجرّدت من ملابسي .... صوت الماء الساخن يرتطم بقاعه منتجا فقاعات ...

لم انتظر حتى يمتلئ ... أغرقت جسدي فيه ... كل ما إزداد منسوب المياه ارتفاع تكاثر زبد رغوة الصابون ... الصنبور يجتهد متدفقا ليستر عري جسدي تحت مياهه ... وحرارة الماء بعثت في أوصالي رغبة في الاسترخاء ...

كل جسدي دفن تحت المياه ... فقط حلمتاي تجاهدان للبروز كجزيرتين صغيرتين تصارعان ... رحت أحرك ركبتي لإنتاج أمواج صغيرة تغمر حلمتي لثواني ثم تعودان للمكابرة والتحدي ... أعجبتني اللعبة ... شعرت بالغيض لفشل الماء ان يستر حلمتي العنيدتين ... بدات أغمسهما بابهامي لكن عنادهما زاد ... كلما أغرقتهما استعصما وأصرا على البروز ...

طالت مداعبتي الحنونة لحلمتي فاستجاب ما بين فخذي ...ذلك الرابط الوثيق بين جزئين غير مرتبطين ببعضهما ... تداعب أحدهما فيتأثر الآخر ... قشعريرة بدأت تسري في أردافي تدفعني غصبا أن أفرك بين فخذي ... عندا في تلك الرغبة أو حياء من نفسي فتحت الماء ووضعت راس الدش مقابلا لكسي وتركت الماء يقوم بواجبه ...

مصرا وحنونا يداعب شفرات رغبتي ويدفع بضري للحماسة أكثر ... لهيب من الرغبة انبعث في جسدي دون سبب ... أغمضت عيني هروبا من ذكريات بعض الليالي الحمراء مع زوجي ... للهروب منه تركت خيالي يدعو من يشاء لان يكون شريكي في رغبتي المكبوتة ... لا أعلم لكن وجه ذلك الشاب البشوش إحتل الموقف ...

تركت العنان لخيالي ... لهيب الرغبة أتى على حطام نفسي ... بدأ الحزن يتركني مع سيلان رغبتي ... كم تمنيت ان لا تنتهي تلك اللحظة

شعري مبلل وروحي مرتوية ... وإحساس بالفراغ يريح قلبي ... ارتميت على سريري ونمت ... ثم صوت الهاتف يتسلل ليتداخل مع أحداث الحلم ... اسم نادية يتراقص على شاشة هاتفي ... بصوت مثقل رددت عليها ... نبرة حاسمة من الجهة الأخرى تأمرني بترك الكسل والتحضر لموعدنا

مستغربة كيف مرّ هذا الاسبوع سريعا ... منشية براحة جسدي والتخلّص من بعض الثقل من روحي ... بسرعة وخفة وشغف لم اعهدها في نفسي تحضّرت للقاء نادية ....

بضع دقائق من الانتظار في الكافيه والتحقت بي ... حضن طويل اعاد اليا روحي ... لقد سئمت من الوحدة ... بدأت نادية تسترسل في الحديث ...

  • لا ده الي يشوفك النهاردة ما يشوفكيش المرة الي فاتت
  • إزاي يعني ؟؟
  • وشك منور وشكلك مبسوطة
  • ممكن عشان شفتك بس
  • يا سلام ؟؟؟
  • دي الحقيقة ... أصلي زهقت من القعدة لوحدي
  • طيب ليه ما رجعتيش بيتك
  • (كنت ساهم باخبارها لكني تذكرت عهدي لنفسي) يعني زهقت منه هو كمان
هنا احسست كاني تسببت في تحرير وحش كامن داخلها ... بدأت تحكي لي عن وضعيتها في بيتها مع زوجها شكواها من غيابه من وحدتها ... من كل شيء ... أحسست بالتعاطف معها ... ربما هو قدر مفروض على الكل ... لا أحد يخلو من الهم .... شيء ما يدفعني لمصارحتها بوضعي لكني تماسكت

فسحت لها المجال في الشكوى ... امراة في بداية الاربعينات تعاني الوحدة .... حالة عادية ومنتشرة ... تشبهني قليلا لكن مع إختلاف في التفاصيل ... كانت تقطع كلامها أحيانا لتخرج ممسكة هاتفها لترد على بعض المكالمات ... اعتقد انها مكالمات عمل تتحرج من ان ترد عليها أمامي ...

مر الوقت سريعا ... تهت في كلامها وقصتها ... وبدأت ارى نفسي مكانها ... مشاركة أحزان الغير تخفف عليك مصابك ... إنتقلنا من المقهى لبيت والدتها

اغرقتني امها ياستقبال جعلني استحي منها ... غذاء دسم تفننت في اعداده ... سرى في عروقي وبعث فيا الحياة من جديد .... جالستنا لفترة من الزمن تسال عن أخباري وجديدي ... حتى انتصفت الظهيرة ثم انسحبت .... جلسنا انا ونادية في شرفة البيت

حاولت تغيير الموضوع من الشكوى الي الضحك ... لقد كرهت الكآبة والحزن ... انتقلنا من حديث الي حديث ... حديث النساء ممتع .... خصوصا حين نفتح موضوع إحدى الأتراب وما حدث لها .... بدأت حالتي المعنوية تتحسن ... لكن غيابها المتكرر لترد على الهاتف دفع الشك في داخلي

اي عمل هذا الذي يستمر لآخر النهار ... وإن كان عملا لما لا تجيب في حضوري ... لا بدّ أن وفي الامر سرا ... تلك الرغبة التي انبعثت في روحي في حوض الاستحمام دفعتني لان اغيّر مسار الحديث الي الجنس أو ما يشبهه

  • طيب عاوز اسالك سؤال ومكسوفة ؟؟
  • لا يا بنتي قولي من غير كسوف
  • انت قلتي ان زوجك ديما بعيد عنّك ... صح
  • اه صح
  • طب وعاملة ايه ؟؟؟
  • في ايه ؟؟
  • في ده (واشرت بابهامي ناحية بين فخذيها)
  • (بعض التلعثم دفع شكوكي لتطفو الى السطح) مغلق للتحسينات
وغرقنا في نوبة من الضحك ... شيء ما في داخلي يدفعني للاستمرار ... لكن خفت ان أحرجها و أخسر تلك الرفقة التي عادت من جديد .... فكّرت أني أشرت لها أننا نعاني نفس المشكل سيجعلها تتشجع ... ربما تكشف عن بعض أسرارها ...

  • تحسينات ؟؟؟ يعني بتحضري المحل لزباين جدد
  • (زاد ارتباكها وزاد تاكدي) انت بتقولي ايه ؟؟؟
  • مش انتي بتقولي تحسينات ؟؟؟ انا بالنسبة ليا مقفل للافلاس
دخولنا في نوبة أخرى من الضحك ... أخفى ارتباكها و ندمي على تسرعي ... ثم قررت ان أستمر في المزاح حتى لا اثير ريبتها مني

  • طب أقلك حاجة وتصدقيني
  • قولي (وهي لا تزال تسعل من شدة الضحك)
  • أنا بقالي مدة ما شفتوش لغاية ما نسيت شكله
  • (نظرة اندهاش علت وجهها) هو ايه ؟؟
  • البتاع (وارفقت كلمتي بحكة من يدي على معصمي تشير الي العضو الذكري)
  • (نوبة أخرى من الضحك ونطقت ) لا ده أنا باشوف كثير
أحسست اني انتصرت وجعلتها تفتح مخزن اسرارها .... حاولت سحبها في الكلام ... اعتقد ان لها عشيق ...لكن حديثها انحنى بي في منعرج آخر .... راحت تروي لي كيف ان عملها يتيح لها الكشف عن ما يخفيه بعض الرجال ... بحكم كونها طبيبة ... وراحت تروي لي الكثير من الطرائف التي حصلت لها مع المرضى ...

ثم ستت مستدركة ... قالت ان صدمتها الكبرى كانت منذ سنتين حين راحت في كشف طبي لتلاميذ أحد المعاهد ... مراهقون يتراوحون بين الطفولة والشباب ويمتلكون اسلحة من العيار الثقيل ... مع اعتراضي أو عدم تقبلي للأمر .... اقسمت لي ان أحدهم صدمها بحجمه حتى انها اشتهته ... ولو الخوف من الممرضة لاطالت في مداعبته ...

واستمر حديثنا لا يفارق هذا الموضوع لفترة طويلة .... شارفت الشمس على المغيب ... أردت العودة لمنزلي لكنها صممت ان أجالسها أكثر ... تعللت بان والدتها تحتاج للراحة والنوم ... فقررنا ان نكمل السهرة في بيتي

دقائق وتوقّفت السيارة أمام الباب الذي كعادته لم يرضخ لمحاولتي لفتحه ... حتى هي حاولت فلم تقدر .... حيرتنا تبددت مع نفس الصوت يأتي من خلفي " مساء الخير ... هو الباب عملها معاكي ثاني "

انسحبت للخلف وتقدّم ذلك الشاب ... الباب العصي يرضخ غصبا عنه بين ذراعيه الفتية .... قبل ان اشكره ... انسحب مطرقا وجهه للارض ...

قبل ان ان اقود السيارة لداخل الحديقة .... نادية مستغربة وبلهجة جادة

  • إنتي تعرفيه منين ؟؟؟
  • مين ؟؟؟
  • الشاب ده ؟؟
  • ماله ؟؟؟
  • ماهو الولد الي كنت باكلمك عنه من شوية ؟؟؟
 
  • عجبني
  • حبيته
التفاعلات: Hus9, the shehab, Bhzyman و 2 آخرين
تفتكر هعرف ولا لاء🤔
 
  • عجبني
التفاعلات: ahlawy77
  • بيضحكني
التفاعلات: M o u s a
لا لو عرفتني من المقدمة بس هيزداد غروري :ROFLMAO: :ROFLMAO: :ROFLMAO: :ROFLMAO: :ROFLMAO:
بص انا هعمل دراساتى وابحاثى ومش هنام السعات ولا الليالى عشان اعرف🤣🤣🤣
والجزء الجاى الشاب هيديها المفتاح وسهلة وبسيطة اهى😂😂
 
  • بيضحكني
التفاعلات: wael115
بص انا هعمل دراساتى وابحاثى ومش هنام السعات ولا الليالى عشان اعرف🤣🤣🤣
والجزء الجاى الشاب هيديها المفتاح وسهلة وبسيطة اهى😂😂
يعني أخجلت غروري لو هتعمل المجهود ده له عشان خاطري
ثانيا دي نصيحة مني ما تحاولش تتوقع خطواتي لاني ممكن اخلي الولدين يقتلو البطلة وانهيلك القصة قبل ما تبدأ أصلا
ثالثا دي المقدمة مش جزء من القصة أصلا
 
  • بيضحكني
  • عجبني
التفاعلات: ahlawy77 و M o u s a
يعني أخجلت غروري لو هتعمل المجهود ده له عشان خاطري
ثانيا دي نصيحة مني ما تحاولش تتوقع خطواتي لاني ممكن اخلي الولدين يقتلو البطلة وانهيلك القصة قبل ما تبدأ أصلا
ثالثا دي المقدمة مش جزء من القصة أصلا
مسير الايام تعرفنا انتا مين😂

توقعاتى فاشلة غالبا

انا بقول كده اصلها قصيرة ، الجزء الاول امتى بقا🌹❤️
 
نسوانجي كام أول موقع عربي يتيح لايف كام مع شراميط من أنحاء الوطن العربي
مسير الايام تعرفنا انتا مين😂

توقعاتى فاشلة غالبا

انا بقول كده اصلها قصيرة ، الجزء الاول امتى بقا🌹❤️
يا صديقي أنا اتفه من انك تشغل دماغك بيا للدرجة دي
حاحاول اخلّص الجزء الاول على بكرة الصبح كده
 
يا صديقي أنا اتفه من انك تشغل دماغك بيا للدرجة دي
حاحاول اخلّص الجزء الاول على بكرة الصبح كده
ياغالى متقولش على نفسك كده انا بهزر معاك على فكرة وحتى لو صدف وعرفت مش هقول احتراما لخصوصيتك برده

ونحن فى الانتظار
 
  • عجبني
التفاعلات: wael115
ياغالى متقولش على نفسك كده انا بهزر معاك على فكرة وحتى لو صدف وعرفت مش هقول احتراما لخصوصيتك برده

ونحن فى الانتظار
يا ابني الموضوع لا فيه خصوصية ولا سر ولا بتاع انا بس بشاغل في المجنونة الي بتتحدى دي و بتكتب جامد بالقاف :ROFLMAO:
 
  • عجبني
  • بيضحكني
التفاعلات: ahlawy77 و M o u s a
يا ابني الموضوع لا فيه خصوصية ولا سر ولا بتاع انا بس بشاغل في المجنونة الي بتتحدى دي و بتكتب جامد بالقاف :ROFLMAO:
قامد دى لغة كائن الخوستيقة باين🤣🤣
 
حلو الجزء الاول مهما كنت انت مين بس اسلوبك حلو
 
حلو الجزء الاول مهما كنت انت مين بس اسلوبك حلو
شكرا ما تشغلش نفسك بمن اكون ... هي مجرّد لعبة ومزاح
 
  • عجبني
التفاعلات: ahlawy77
شكرا ما تشغلش نفسك بمن اكون ... هي مجرّد لعبة ومزاح
لا متقلقش انا مبركزش في ده خالص كلنا هنا علشان نطلع من جوانا حاجة مش عارفين نطلعها في الحقيقة ونستمتع وبس :love:
 
تم أضافة الجزء الأول
 
متى ستكمل قصتك هذه
 
من منكم عنده القدرة على إكمال هذه القصة فضلا لا أمرا رجاءا من لديه القدرة فليتواصل مع المشرفين
 
من منكم عنده القدرة على إكمال هذه القصة فضلا لا أمرا رجاءا من لديه القدرة فليكملها الآن
 
لا اسمح بذلك
 
  • عجبني
التفاعلات: ملك السعادة
متى ستكمل قصتك هذه
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى أسفل
0%